الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ) المحقق: عمر عبد السلام التدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت الطبعة: الثانية، 1413 هـ - 1993 م عدد الأجزاء: 52   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- تاريخ الإسلام ت تدمري الذهبي، شمس الدين الكتاب: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ) المحقق: عمر عبد السلام التدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت الطبعة: الثانية، 1413 هـ - 1993 م عدد الأجزاء: 52   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ـ[تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام]ـ المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ) المحقق: عمر عبد السلام التدمري الناشر: دار الكتاب العربي، بيروت الطبعة: الثانية، 1413 هـ - 1993 م عدد الأجزاء: 52 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] [ المجلد الأول (السيرة النبوية) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم مقدّمة التّحقيق إنّ الحمد للَّه، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، من بعثه في الأمّيّين رسولا، وجاهد في الله حقّ جهاده، وبعد فيعتبر كتاب «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» أهمّ ما صنّفه الحافظ المؤرّخ الثقة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبيّ، المولود بدمشق في الثالث من شهر ربيع الآخر سنة 673 هـ-. والمتوفّى بها ليلة الثالث من شهر ذي القعدة سنة 748 هـ-. كما يعتبر كتابه هذا من أهمّ الكتب الموسوعيّة الضخمة التي صنّفها المؤرّخون المسلمون، وهو كتاب تاريخ وتراجم معا، وبهذا يختلف عن الموسوعة الضخمة الأخرى للمصنّف، المعروفة ب «سير أعلام النبلاء» . وأجدني لست بحاجة إلى التعريف بالحافظ المؤرّخ الذهبيّ، فهو أشهر من أن يعرّف، ولن أزيد في هذا المجال على ما كتبه الصديق البحاثة الأستاذ الدكتور بشّار عوّاد معروف في تقديمه ل «سير أعلام النبلاء» وقد كفانا المحقّق الفاضل أيضا مئونة البحث في المنهج الّذي اتّبعه الذهبيّ في تدوين «تاريخ الإسلام» ، وذلك ببحثه القيّم عن «الذهبيّ ومنهجه في تاريخ الإسلام» والّذي كان موضوع رسالته التي نال عليها درجة الدكتوراه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 وإذا كان لي ما أقوله في هذه المقدّمة المتواضعة، فإنّني أودّ التنويه ببعض النّقاط التي أراها أساسية، وهي: إنّ «تاريخ الإسلام» يتفوّق على «سير أعلام النّبلاء» بالكمّيّة الهائلة التي يحتوي عليها من التراجم، فضلا عن أنّه يتميّز بذكر الأحداث الحوليّة. وإذا كانت التراجم في كتاب «السير» تقتصر على «الأعلام النّبلاء» - كما نصّ المؤلّف على ذلك في عنوانه- فإنّ التراجم في «تاريخ الإسلام» لا تقتصر على «المشاهير والأعلام» كما يقول العنوان، وإنّما تضمّ رجالا غير مشاهير، بل إن البعض منهم يعتبرون من المجاهيل. هذا، مع الإشارة إلى أنّ «الذهبيّ» لم يترجم للخلفاء الراشدين الأربعة- رضوان الله عليهم- في «سير أعلام النبلاء» ، وهم أشهر المشاهير، بينما أفرد لهم جزءا خاصا في «تاريخ الإسلام» . وبالمقارنة بين «تاريخ الإسلام» وكتابي «تاريخ بغداد» ، و «تاريخ دمشق» ، وغيرهما من كتب الرجال، نجد «الذهبيّ» يتفرّد في «تاريخ الإسلام» بتراجم لأعلام لا نجد ذكرا لهم عند غيره، مما يعني أنّه وقف على أسانيد ورسائل ومشيخات لم يسبقه إليها «الخطيب البغدادي» ولا «ابن عساكر الدمشقيّ» ولا غيرهما ممّن عني بالسير والتراجم، رغم تقدّم عصرهم. وهناك ميزة أخرى عند «الذهبيّ» ، لا نجدها عند «الخطيب» و «ابن عساكر» ، وهي إشارته إلى روايات الصحابة والتابعين، وتابعي التابعين في كتب الصّحاح بالرموز التي اعتمدها عند أوّل كل ترجمة. أمّا عن تقديم «المغازي» على «السيرة النّبويّة» ، فهذا يرجع إلى المنهجيّة التي انتهجها «الذهبيّ» في تأليف «تاريخ الإسلام» ، فهو يعرض للأخبار والوقائع والأحداث التي أسهم فيها صاحب الترجمة، قبل أن يترجم له ويؤرّخ وفاته، أو يتناول سيرته الذاتية. ومن هذا المنطلق في المنهجية، فقد قدّم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 «مغازي النبيّ» على «الترجمة النّبويّة، ولذا كانت «المغازي» في الجزء الأول، «والسيرة النبويّة» في الجزء الثاني، ثم سيرة الخلفاء الراشدين، في الجزء الثالث ... وممّا تجدر الإشارة إليه، أنّ الأجزاء الأوائل من «تاريخ الإسلام» تعتبر أقلّ الأجزاء كميّة للتراجم، وقد أوضح «الذهبيّ» هذه الظاهرة في حوادث السنة الأولى للهجرة، حيث يقول: « ... والسبب في قلّة من توفّي قلّة فِي هَذَا الْعَامِ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ السِّنِينَ، أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا قَلِيلِينَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ بَعْدَهُمْ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بِبَعْضِ الْحِجَازِ، أَوْ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ. وَفِي خِلَافَةِ عُمَرَ- بَلْ وَقَبْلَهَا- انْتَشَرَ الْإِسْلَامُ فِي الْأَقَالِيمِ، فَبِهَذَا يَظْهَرُ لَكَ سَبَبُ قِلَّةِ مَنْ تُوُفِّيَ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ، وَسَبَبُ كَثْرَةِ مَنْ توفّي في زمان التابعين ممّن بعدهم» . وقد اعتمدت في تحقيق هذا الجزء على النّسخ المخطوطة التالية: 1- نسخة مكتبة أياصوفيا رقم (3005) تاريخ. 2- نسخة حيدرآباد. 3- نسخة الأمير عبد الله الفيصل المنقولة عن نسخة دار الكتب المصرية رقم 42 تاريخ. وقد اتخذت من نسخة مكتبة أياصوفيا أصلا اعتمدت عليه في التحقيق لأنها بخطّ المؤلّف- رحمه الله-، وقد أشرت في الحواشي إلى نسخة حيدرآباد بحرف «ح» ، وإلى نسخة الأمير عبد الله بحرف «ع» . كما استعنت ب «مختصر تاريخ الإسلام» لابن الملّا، معتمدا على نسخة مخطوطة بالمكتبة الأحمدية بحلب، ذات الرقم (1219) . وكان الباحث «حسام الدين القدسيّ» - رحمه الله- قد حقّق «المغازي» و «السيرة النبويّة» معتمدا على النّسخ المذكورة أعلاه، ونشرها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 في سنة (1367 هـ. / 1947 م) ، وجاء تحقيقه «لا جيّدا ولا رديئا» - كما يقول الدكتور بشّار عوّاد معروف، في دراسته عن الذهبيّ ومنهجه في تاريخ الإسلام. ولا أخفي أنّني استعنت بالجزء المطبوع الّذي يستر لي مئونة العودة إلى الأصول المخطوطة، كما استفدت من تعليقات «القدسي» في الحواشي، فأبقيت أغلبها، وزدت على بعضها في التعليق، زيادة في التوضيح، وأضفت حواشي جديدة لا بدّ منها ليأتي التحقيق أقرب إلى الكمال- وليس هو الكمال مطلقا- فهذا أمر لا أدّعيه. وقد عملت جهدي في تصويب بعض الأخطاء والأوهام التي وقعت في طبعة «القدسي» ، ونبّهت إليها في الحواشي. كما قمت بتخريج الأحاديث النبويّة الشريفة، وأحلت إلى المصادر الأساسية لتوثيق متن المؤلّف، وصنعت عدّة فهارس لهذا الجزء تساعد الباحثين وتيسّر لهم الوقوف على ما يريدونه من مواضيع محدّدة، واشتملت الفهارس على: فهرس أوائل الآيات الكريمة، وأوائل الأحاديث الشريفة، وأوائل الأشعار، وفهرس أعلام الرجال، وأعلام النساء، وفهرس الأصنام، وفهرس الأمم والشعوب والقبائل والطوائف، وفهرس الأيام، وفهرس المصطلحات، وفهرس الأماكن والبلاد، وفهرس المصادر والمراجع التي اعتمدتها في التحقيق ... وقد أبقيت في المتن على ترقيم أوراق نسخة الأصل المخطوطة في أياصوفيا، مع التنبيه إلى أنّ هناك نقصا في هذه النسخة، عملت على استدراكه من نسختي حيدرآباد والأمير عبد الله، ومن «مختصر» ابن الملّا أيضا. وأضفت أحيانا بعض العبارات على الأصل نقلا عن مصادر أخرى، مثل «سيرة ابن هشام» ، أو «تاريخ الطبري» أو «السيرة النبويّة» لابن كثير، وغيره، ووضعت الإضافة بين حاصرتين [] ، أمّا الآيات القرآنية فهي بين هلالين كبيرين () ، وقمت بضبط وتحريك الكثير من أسماء الأعلام، ومن المفردات التي يستشكل في قراءتها، مع شرح معاني الألفاظ التي يغمض فهمها، في الحواشي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 راجيا من الله أن يتقبّل عملي هذا، وأن يعصمني من الكبر والزّهو، وله الحمد أولا وآخرا. عمر عبد السّلام تدمري طرابلس الشام 22 من رجب الفرد 1406 هـ. أول نيسان (أبريل) 1986 م. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 نصّ الوقفيّة التي في نسخة الأصل الحمد للَّه حقّ حمده. وقف وحبس وسبل المقرّ الأشرف. العالي الجمالي محمود أستاددار العالية الملكي الظاهريّ أعزّ الله تعالى أنصاره جميع هذا المجلّد وما قبله وما بعده من المجلّدات من تاريخ الإسلام للذهبيّ بخطّه وعدّة ذلك أحد وعشرون مجلّدا وقفا شرعيا على طلبة العلم الشريف ينتفعون به على الوجه الشرعيّ وجعل مقرّ ذلك بالخزانة السعيدة المرصدة لذلك بمدرسته التي أنشأها بخطّ الموازين بالقاهرة المحروسة. وشرط الواقف المشار إليه أن لا يخرج ذلك ولا شيء منه من المدرسة المذكورة برهن ولا بغيره، وجعل النّظر في ذلك لنفسه أيام حياته، ثم من بعده لمن يؤول إليه النظر على المدرسة المذكورة على ما شرح في وقفها وجعل لنفسه أن يزيد في شرط ذلك وينقص ما يراه دون غيره من النّظّار. جعل ذلك لنفسه في وقف المدرسة المذكورة. فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ على الذين يبدّلونه. إنّ الله سميع عليهم، بتاريخ الخامس والعشرين من شعبان المكرّم سنة سبع وتسعين وسبع مائة. وحسبنا الله. شهد بذلك عبد الله بن علي ... عمر بن عبد الرحمن البرماوي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 القراءة والسّماع في نسخة الأصل قرأت هذه المجلّدة، وهي الجزء الثاني من تاريخ الإسلام. على كاتبه ومؤلّفه شيخنا الإمام الحافظ العلّامة قدوة المؤرّخين حجّة المحدّثين شمس الدّين أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان الذهبي، أدام الله الإمتاع بفوائده، في ثمانية عشر ميعادا، آخرها تاسع عشر ربيع الأوّل سنة 735 وسمعها كاملة فتاي طيدمر بن عبد الله الرومي، ومن أول الترجمة النبويّة إلى آخر ترجمة عيينة بن حصن، وسمع بعض ذلك في مياعيد مفرّقة جماعة ذكرتهم في البلاغات على الهامش، وأجازنا رواية ذلك عنه أجمع وكتب خليل بن أبيك بن عبد الله الشافعيّ الصّفديّ، حامدا ومصلّيا. وفي أعلى الصفحة فرغه نسخا وقراءة عبد الرحمن ... طالعة وانتقاه وما قبله بن محمد البعليّ داعيا لجامعه ... إبراهيم بن يونس البعلبكيّ الشافعيّ أنهاه تعليقا طالعة فرّغ تراجمه ترتيبا البدر البشتكيّ يوسف الكرماني محمد بن السخاويّ ختم له بخير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 النّسخ المعتمدة في التحقيق لهذا الجزء 1- مخطوطة مكتبة أياصوفيا باسطنبول رقم 2005 وهي بخطّ المؤلّف- رحمه الله- وبقراءة خليل بن أيبك الصفدي المؤرّخ. وقد اعتمدناها أصلا. 2- مصوّرة مكتبة الأمير عبد الله بن عبد الرحمن الفيصل. (رمزها: ع) . 3- مصوّرة المنتقى من تاريخ الإسلام لابن الملّا. وهو بخطّه. نسخة المكتبة الأحمدية بحلب. 4- الجزء المطبوع من «الترجمة النّبويّة» . بتحقيق حسام الدين القدسي- رحمه الله-. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 بسم الله الرّحمن الرّحيم مقدّمة المؤلّف [1] قال الشيخ الإمام العالم العامل النّاقد البارع الحافظ الحجّة شمسُ الدين أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان الذهبيّ رحمه الله تعالى وأدام النّفع به وغفر له ولوالديه: الحمد للَّه [موفّق من] [2] توكّل عليه، والقيّوم الّذي ملكوت كلّ شيء بيديه، حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أرسله رحمة للعالمين وخاتما للنّبيّين وحرزا للأميّين [3] وإماما للمتّقين بأوضح دليل وأفصح تنزيل وأفسح سبيل وأنفس تبيان وأبدع برهان. اللَّهمّ آته الوسيلة وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون والآخرون، صلّى الله عليه وعلى آله الطّيّبين وصحابته المجاهدين وأزواجه أمّهات المؤمنين. أما بعد فهذا كتاب نافع إن شاء الله، ونعوذ باللَّه من علّم لا ينفع ومن   [1] المقدّمة الكتاب كلّها غير موجودة في نسخة دار الكتب المصرية. [2] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل. [3] في الأصل «وحرزا للامنين» وما أثبتناه يؤيّده الحديث الشريف فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيأتي صحيحا في هذا الجزء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 دعاء لا يسمع، جمعته وتعبت عليه واستخرجته من عدّة تصانيف، يعرف به الإنسان مهمّ [1] ما مضى من التّاريخ، من أوّل تاريخ الإسلام إلى عصرنا هذا من وفيات الكبار من الخلفاء والقرّاء والزّهّاد والفقهاء والمحدّثين والعلماء والسّلاطين والوزراء والنّحاة والشّعراء، ومعرفة طبقاتهم وأوقاتهم وشيوخهم وبعض أخبارهم بأخصر عبارة وألخص لفظ، وما تمّ من الفتوحات المشهورة والملاحم المذكورة والعجائب المسطورة، من غير تطويل [2] ولا استيعاب، ولكن أذكر المشهورين ومن يشبههم، وأترك المجهولين ومن يشبههم، وأشير إلى الوقائع الكبار، إذ لو استوعبت التراجم والوقائع لبلغ الكتاب مائة مجلّدة بل أكثر، لأنّ فيه مائة نفس يمكنني أن أذكر أحوالهم في خمسين مجلّدا. وقد طالعت على هذا التأليف من الكتب مصنّفات كثيرة، ومادّته من: «دلائل النّبوّة» للبيهقي [3] . «وسيرة النّبيّ» صلّى الله عليه وسلّم لابن إسحاق [4] . و «مغازيه» لابن عائذ [5] الكاتب. و «الطّبقات الكبرى» لمحمد بن سعد كاتب [6] الواقديّ.   [1] أورد السخاوي في كتابه «الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ» بعض هذه المقدّمة للذهبي، وليس فيها كلمة «مهم» . [2] زاد في «الإعلان بالتوبيخ لمن ذمّ التاريخ» «ولا إكثار» . [3] مطبوع. [4] دوّن ابن إسحاق السيرة النبويّة في كتابين أحدهما: «كتاب المبتدإ» أو «مبتدأ الخلق» أو كتاب «المبتدإ وقصص الأنبياء» وهو تاريخ النبيّ حتى الهجرة، ورواه عنه إبراهيم بن سعد ومحمد بن عبد الله بن نمير النفيلي المتوفى 234 هـ. والآخر «كتاب المغازي» وهو أهم مؤلفاته، وقد نشر قسما منه د. سهيل زكار باسم «كتاب السير والمغازي» . وقد جمع ابن هشام المعافري البصري» السيرة النبويّة من المغازي والسير لابن إسحاق وهذّبها ولخّصها، وهي المعروفة والمتداولة بين أيدي الناس بسيرة ابن هشام. [5] في الأصل «عائد» بالمهملة، وهو مشهور. [6] في الأصل «الكاتب» وهو مطبوع وفيه نقص. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 و «تاريخ» أبي عبد الله البخاري [1] . وبعض «تاريخ» أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة [2] . و «تاريخ» يعقوب الفسوي [3] . و «تاريخ» محمد بن المثنّى العنزي [4] وهو صغير. و «تاريخ» أبي حفص الفلّاس [5] . و «تاريخ» أبي بكر بن أبي شيبة [6] . و «تاريخ» الواقديّ [7] . و «تاريخ» الهيثم بن عديّ [8] . وتاريخ خليفة بن خيّاط [9] . والطبقات له [10] .   [1] له «التاريخ الكبير» و «التاريخ الصغير» وهما في التراجم مطبوعان. [2] هو التاريخ الكبير، على ما في ترجمته في (شذرات الذهب) . [3] بفتح الفاء والسين، نسبة إلى فسا من بلاد فارس، وهو يعقوب بن سفيان الفسوي الفارسيّ الكبير الإمام المشهور، مات في رجب سنة 277، والكتاب بعنوان «المعرفة والتاريخ» نشره محققا د. أكرم ضياء العمري في ثلاثة أجزاء ببغداد. [4] بفتح العين والنون، نسبة إلى عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان، حيّ من ربيعة. وهو بصريّ يروي عن غندر وغيره، روى عنه البخاري والنّاس، على ما في (اللباب في تهذيب الأنساب ج 2 ص 156) توفي سنة 252 هـ-. (تاريخ بغداد 3/ 283، الوافي بالوفيات 4/ 384 رقم 1941 تهذيب التهذيب 9/ 425) . [5] بفتح الفاء وتشديد اللام ألف، نسبة إلى من يبيع الفلوس وكان صيرفيا وهو أبو حفص عمرو بن علي بن بحر السّقّاء الفلّاس الصّيرفيّ، بصري سكن بغداد، روى عنه البخاري وأبو داود والترمذي وغيرهم، مات بسرّ من رأى سنة 249 هـ-. (انظر مصادر ترجمته في سير أعلام النبلاء 11/ 470) . [6] هو عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة، صاحب الكتب الكبار «المسند» و «المصنّف» و «التفسير» توفي سنة 235 هـ. مصادر ترجمته في (سير أعلام النبلاء 11/ 122) . [7] يرجّح أنه كتاب «المغازي» المطبوع في ثلاثة أجزاء. [8] لم يصلنا منه شيء. [9] مطبوع. [10] مطبوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 و «تاريخ» أبي زرعة الدمشقيّ [1] . و «الفتوح» لسيف بن عمر [2] . وكتاب «النّسب» للزّبير بن بكّار [3] . و «المسند» للإمام أحمد [4] . و «تاريخ» المفضّل بن غسّان الغلّابي [5] . و «الجرح والتعديل» عن يحيى بن معين [6] . و «الجرح والتعديل» لعبد الرحمن بن أبي حاتم [7] . ومن عليه رمز فهو في الكتب السّتّة أو بعضها، لأنّني طالعت مسودّة (تهذيب الكمال [8] لشيخنا الحافظ أبي الحجّاج يوسف المزّي، ثم طالعت المبيضّة كلّها. فمن على اسمه (ع) فحديثه في الكتب الستّة، ومن عليه [4] فهو في السّنن الأربعة، ومن عليه (خ) فهو في البخاري، ومن عليه (م) ففي مسلم، ومن عليه (د) ففي سنن أبي داود، ومن عليه (ت) ففي جامع الترمذي، ومن عليه (ن) ففي سنن النّسائي، ومن عليه (ق) ففي سنن ابن ماجة. وإن كان الرجل في الكتب إلّا فرد كتاب فعليه (سوى ت) مثلا أو (سوى د) .   [1] مطبوع. [2] انظر عنه تاريخ التراث العربيّ، لفؤاد سزكين 1/ 499. [3] هو الكتاب المعروف ب «نسب قريش» مطبوع. [4] مطبوع. [5] الغلّابي: بفتح الغين المعجمة وتشديد اللّام ألف. نسبة إلى غلّاب البصري. روى عنه ابنه أبو أميّة الأحوص كتاب «التاريخ» توفي سنة 300 هـ- (اللباب 2/ 395، 396) . [6] له «كتاب التاريخ» وقد طبع. [7] مطبوع. [8] في أسماء الرجال. يحقّقه الدكتور بشّار عوّاد معروف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 وقد طالعت أيضا عليه من التواريخ التي اختصرتها: «تاريخ» أبي عبد الله الحاكم [1] . و «تاريخ» أبي سعيد بن يونس [2] . وتاريخ أبي بكر الخطيب [3] . و «تاريخ دمشق» لأبي القاسم الحافظ [4] . و «تاريخ» أبي سعد بن السّمعاني [5] . و «الأنساب» له [6] . و «تاريخ» القاضي شمس الدين بن خلّكان [7] . و «تاريخ» العلّامة شهاب الدين أبي شامة [8] . و «تاريخ» الشيخ قطب الدين بن اليونيني [9] ، وتاريخه ذيل على «تاريخ مرآة الزمان» للواعظ شمس الدين يوسف سبط [10] ابن الجوزي، وهما على الحوادث والسّنين. وطالعت أيضا كثيرا من: «تاريخ» الطبري.   [1] هو صاحب «المستدرك على الصحيحين» . [2] في تاريخ مصر. [3] المعروف ب «تاريخ بغداد» . [4] أي الحافظ ابن عساكر الدمشقيّ المتوفى سنة 571 هـ-. ولا يزال أكثره مخطوطا. [5] هو ذيل على تاريخ ابن جرير الطبري. [6] مطبوع. [7] المعروف ب «وفيات الأعيان» وهو مطبوع. [8] وهو «كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية» وهو مطبوع. [9] هو أبو عبد الله موسى بن محمد بن أحمد، شيخ بعلبكّ، وينسب إلى بلدة يونين القريبة منها. توفي سنة 726 هـ. (انظر مصادر ترجمته في موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي من إعدادنا- ج 9/ 274 رقم 1294) طبع منه جزءان، وبقي جزءان دون طبع. [10] «سبط» ساقطة من الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 و «تاريخ» ابن الأثير. و «تاريخ» ابن الفرضيّ [1] . و «صلته» لابن بشكوال. و «تكملتها» لابن الأبّار [2] . و «الكامل» لابن عديّ [3] . وكتبا كثيرة وأجزاء عديدة، وكثيرا من: «مرآة الزمان» [4] . ولم يعتن القدماء بضبط الوفيات كما ينبغي، بل اتّكلوا على حفظهم، فذهبت وفيات خلق من الأعيان من الصّحابة ومن تبعهم إلى قريب زمان أبي عبد الله الشافعيّ، فكتبنا أسماءهم على الطّبقات تقريبا، ثم اعتنى المتأخّرون بضبط وفيات العلماء وغيرهم، حتى ضبطوا جماعة فيهم جهالة بالنّسبة إلى معرفتنا لهم، فلهذا حفظت وفيات خلق من المجهولين وجهلت وفيات أئمة من المعروفين. وأيضا فإنّ عدّة بلدان لم يقع إلينا «أخبارها» [5] إمّا لكونها لم يؤرّخ علماءها أحد من الحفّاظ، أو جمع لها تاريخ ولم يقع إلينا. وأنا أرغب إلى الله تعالى وأبتهل إليه أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يغفر لجامعه وسامعه ومطالعه وللمسلمين آمين.   [1] هو تاريخ علماء الأندلس، مطبوع. [2] في الأصل «للأباري» والصحيح ما أثبتناه. [3] هو «الكامل في ضعفاء الرجال» مطبوع. [4] لسبط ابن الجوزي وقد مرّ. [5] في الأصل «أنوارها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 بسم الله الرّحمن الرّحيم ذِكْرُ نَسَبِ سَيِّدِ الْبَشَرِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- وَاسْمُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ شَيْبَةُ [1] بْنُ هَاشِمٍ- وَاسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ- وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ- وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بن النّضر بن كنانة ابن خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ- وَاسْمُهُ عَامِرُ- بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ، وَعَدْنَانُ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَعَلَى نَبِيِّنَا وَسَلَّمَ- بِإِجْمَاعِ النَّاسِ [2] . لَكِنِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَ عَدْنَانَ وَبَيْنَ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الْآبَاءِ، فَقِيلَ بَيْنَهُمَا تِسْعَةُ آبَاءٍ، وَقِيلَ سَبْعَةٌ، وَقِيلَ مِثْلُ ذَلِكَ عَنْ جَمَاعَةٍ. لَكِنِ اخْتَلَفُوا فِي أَسْمَاءِ بَعْضِ الْآبَاءِ، وَقِيلَ بَيْنَهُمَا خَمْسَةَ عَشَرَ أَبًا، وَقِيلَ بَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ أَبًا وَهُوَ بَعِيدٌ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ طَائِفَةٍ من العرب ذلك.   [1] في المنتقى لابن الملا، وطبقات ابن سعد 1/ 55 ونهاية الأرب 16/ 3 وعيون الأثر 1/ 2 (شيبة الحمد) . [2] انظر بقية النسب في سيرة ابن هشام 1/ 11- 13. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 وَأَمَّا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: مَا وَجَدْنَا مَنْ يَعْرِفُ مَا وَرَاءَ عَدْنَانَ وَلَا قَحْطَانَ وإلّا تَخَرُّصًا [1] . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ وَبَيْنَ إِسْمَاعِيلَ ثَلَاثُونَ أَبًا [2] قَالَهُ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ النَّسَّابَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَكِنْ هِشَامٌ وَأَبُوهُ مَتْرُوكَانِ [3] . وَجَاءَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا انْتَهَى إِلَى عَدْنَانَ أَمْسَكَ وَيَقُولُ: (كَذَبَ النَّسَّابُونَ) [4] قَالَ الله تعالى: وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً 25: 38 [5] . وَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ [6] ، وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا وَأَشْعَارِهَا يَقُولُ: مَا وجدنا أحدا   [1] انظر الروض الأنف 1/ 11، وطبقات ابن سعد 1/ 58، تهذيب الكمال 1/ 175 الإنباه على قبائل الرواة 47، 48. [2] وقيل إنّه قد حفظ لمعدّ أربعين أبا بالعربية من إسماعيل. (انظر: تاريخ الطبري 2/ 274 والروض الأنف للسهيلي 1/ 11 و 15) . [3] قال ابن حبّان في هشام بن محمد بن السّائب الكلبي: «كان غاليا في التشيّع، أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها» . (المجروحين من المحدّثين والضعفاء والمتروكين 3/ 91) وفي أبيه محمد قال: «الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه» 2/ 255. [4] قال السهيليّ في الروض الأنف 1/ 11: «وما بعد عدنان من الأسماء مضطرب فيه، فالذي صحّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه انتسب إلى عدنان لم يتجاوزه، بل قد روي من طريق ابن عباس أنه لما بلغ عدنان قال: «كذب النّسّابون» مرتين أو ثلاثا. والأصح في هذا الحديث أنه من قول ابن مسعود. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إنما ننتسب إلى عدنان وما فوق ذلك لا ندري ما هو» . وانظر: مروج الذهب للمسعوديّ 2/ 273 و 274، والطبقات لابن سعد 1/ 56، ونسب قريش للزبيري 3، 5، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 176. [5] سورة الفرقان 38. [6] انظر عنه: الطبقات لخليفة 247 و 249، التاريخ الكبير للبخاريّ 9/ 13 رقم 85، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9/ 341 رقم 1518، تهذيب التهذيب لابن حجر 12/ 25 رقم 130 وقد ورد في نسخة القدسي المطبوعة سنة 1367 هـ. ص 19 «خيثمة» وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 يَعْلَمُ مَا وَرَاءَ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ فِي شِعْرِ شَاعِرٍ وَلَا عِلْمِ عَالِمٍ. قَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ مَعَدًّا كان على عهد عيسى ابن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ [1] . وَقَالَ أَبُو عُمَرَ [2] بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [3] : كَانَ قَوْمٌ مِنَ السَّلَفِ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونَ الْأَوْدِيُّ إِذَا تَلَوْا: وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ 14: 9 [4] قَالُوا: كَذَبَ النَّسَّابُونَ، قَالَ أَبُو عُمَرَ: مَعْنَى هَذَا عِنْدَنَا عَلَى غَيْرِ مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا الْمَعْنَى فِيهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ: تَكْذِيبُ مَنِ ادَّعَى إِحْصَاءَ بَنِي آدَمَ. وَأَمَّا أَنْسَابُ الْعَرَبِ فَإِنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ بِأَيَّامِهَا وَأَنْسَابِهَا قَدْ وَعَوْا وَحَفِظُوا جَمَاهِيرَهَا وَأُمَّهَاتِ قَبَائِلِهَا، وَاخْتَلَفُوا فِي بَعْضِ فُرُوعِ ذَلِكَ. وَالَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّةُ هَذَا الشَّأْنِ أَنَّهُ: عَدْنَانُ بْنُ أُدَدِ [5] بْنِ مُقَوِّمِ بْنِ ناحور، ابن تَيْرَحِ، بْنِ يَعْرُبَ، بْنِ يَشْجُبَ، بْنِ نَابِتِ، بن إسماعيل، بن إبراهيم الخليل، بان آزَرَ- وَاسْمُهُ تَارَحُ-، بْنُ نَاحُورَ، بْنِ سَارُوغَ [6] بن راغو [7] ،   [1] نهاية الأرب 16/ 3. [2] في نسخة دار الكتب (أبو محمد) وهو تصحيف. [3] في (ف) (أبو عمرو بن عبد الله) وكلاهما تحريف. [4] سورة إبراهيم 9. [5] ويقال «أدّ» . [6] في الأصل «شاروخ» والتصويب من السيرة 1/ 12، وطبقات ابن سعد 1/ 54، ونهاية الأرب 16/ 4، وفي تاريخ الطبري 2/ 276 «ساروع» . [7] كذا في الأصل، وهو في السيرة 1/ 12 «راعو» بالعين المهملة، وفي طبقات ابن سعد 1/ 54 «أرغوا» وفي نهاية الأرب 16/ 4 وعيون الأثر 1/ 22 «أرغو» وفي مروج الذهب 2/ 272 «أرعواء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 ابن فالخ، بن عبير، بن شالخ، بن أرفخشذ، بن سام، بن نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، بْنِ لَمَّكِ، بْنِ مَتُّوشَلَخَ، بْنِ خَنُوخَ-[1] وَهُوَ إِدْرِيسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ-، ابْنِ برد، بْنِ مِهْلِيلَ، بْنِ قَيْنَنَ، بْنِ يَانِشَ، بْنِ شِيثَ، بْنِ آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: وَهَذَا الَّذِي اعْتَمَدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ، [2] وَقَدِ اخْتَلَفَ أَصْحَابُ ابْنِ إِسْحَاقَ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَسْمَاءِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : الْأَمْرُ عِنْدَنَا الْإِمْسَاكُ عَمَّا وَرَاءَ عَدْنَانَ إِلَى إِسْمَاعِيلَ. وَرَوَى سَلَمَةُ الْأَبْرَشُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ هَذَا النَّسَبَ إِلَى يَشْجُبَ سَوَاءً، ثُمَّ خَالَفَهُ فَقَالَ: يَشْجُبُ، بْنُ يَانِشَ، بْنِ سَارُوغَ، بْنِ كعب، بن العوّام، ابن قِيذَارَ، بْنِ نَبْتِ، بْنِ إِسْمَاعِيلَ، بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: يَذْكُرُونَ أَنَّ عُمُرَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ مِائَةٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، وَأَنَّهُ دُفِنَ فِي الْحِجْرِ مَعَ أُمِّهِ هَاجَرَ [4] . وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ [5] : حَدَّثَنِي خَلَّادُ بْنُ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ تَارَحَ، بْنِ نَاحُورَ، بْنِ أَشْرَعَ [6] ، بْنِ أَرْغُو، بْنِ فَالَخَ، بن عابر، بن شالخ، بن أرفخشذ، بن سَامِ، بْنِ نُوحِ، بْنِ لَامَكَ [7] ، بْنِ مَتُّوشَلَخَ، بن خنوخ [8] ، ابن يَرْدَ، بْنِ مِهْلَايِيلَ، بْنِ قَايَنَ [9] ، بْنِ أَنُوشَ، بن شيث، بن آدم.   [1] في السيرة 1/ 13، وتاريخ الطبري 2/ 276، ونهاية الأرب 16/ 4 «أخنوخ» . [2] انظر سيرة ابن هشام 1/ 7- 13. [3] الطبقات الكبرى 1/ 58. [4] طبقات ابن سعد 1/ 52 سيرة ابن هشام 1/ 16. [5] سيرة ابن هشام 1/ 14. [6] في السيرة «أسرغ» . [7] في السيرة «لمّك» . [8] في السيرة «أخنوخ» . [9] في الطبعة الثانية من نسخة القدسي 3 «قانن» والتصويب من السيرة، ومن الطبعة الأولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 وَرَوَى عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، [1] عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ وَجَدَ نَسَبَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي التَّوْرَاةِ: إِبْرَاهِيمُ، بْنُ تارح، بن ناحور، ابن شَرْوَغَ، بْنِ أَرْغُو، بْنِ فَالَغَ، بْنِ عَابِرِ، بن شالخ، بن أرفخشذ، بن سام، بن نُوحِ، بْنِ لَمَّكَ، بْنِ مِتْشَالِخَ، بْنِ خَنُوخَ- وَهُوَ إِدْرِيسُ-، بْنُ يَارَدَ، بْنِ مِهْلَايِيلَ، بْنِ قَيْنَانَ، بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيثَ، بْنِ آدَمَ [2] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: [3] ثنا هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ قَالَ: عَلَّمَنِي أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ نَسَبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدٍ، الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- وَاسْمُهُ شيبة الحمد- بْنُ هَاشِمٍ- وَاسْمُهُ عَمْرُو- بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ- وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ- بْنُ قُصَيٍّ- وَاسْمُهُ زَيْدُ- بْنُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بن إلياس بن مُضَر بن نِزار بن مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ. قَالَ أَبِي: وَبَيْنَ مَعَدٍّ وَإِسْمَاعِيلَ نَيِّفٌ وَثَلَاثُونَ أَبًا، وَكَانَ لَا يُسَمِّيهِمْ ولا ينفذهم [4] .   [ () ] لتاريخ الإسلام ص 20، وقد مرّ قبل قليل باسم «قينن» . [1] جاء في حاشية (ع) : «عبد المنعم هذا دجّال لا يعتمد عليه ولم يدرك أباه، وكان يكذب على وهب بن منبّه» . وهو اليمانيّ، قصّاص لا يعتمد عليه، تركه غير واحد، ويضع الحديث. مات ببغداد سنة 228 هـ. انظر عنه: (التاريخ الصغير للبخاريّ 189، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 124 رقم 359، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 112 رقم 1084، المجروحين لابن حبّان 2/ 157، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدّي 5/ 1974، المغني في الضعفاء للذهبي 2/ 409 رقم 3857، ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 668 رقم 5270، لسان الميزان لابن حجر 4/ 73 رقم 119) . [2] قارن بما جاء عند المسعودي في مروج الذهب 2/ 273. [3] الطبقات الكبرى 1/ 55، 56. [4] طبقات ابن سعد 1/ 56. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 قُلْتُ: وَسَائِرُ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَعْجَمِيَّةٌ، وَبَعْضُهَا لَا يُمْكِنُ ضَبْطُهُ بِالْخَطِّ إِلَّا تَقْرِيبًا [1] . وَقَدْ قِيلَ في قوله تعالى: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ 70: 13 [2] : فَصِيلَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَعْمَامُهُ وَبَنُو أَعْمَامِهِ، وَأَمَّا فَخِذُهُ فَبَنُو هَاشِمٍ قَالَ: وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ بَطْنُهُ، وَقُرَيْشٌ عِمَارَتُهُ، وَبَنُو كِنَانَةَ قَبِيلَتُهُ. وَمُضَرُ شَعْبُهُ. قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اصْطَفَى اللَّهُ كِنَانَةَ مَنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى هَاشِمًا مِنْ قُرَيْشٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ، فَهِيَ أَقْرَبُ نَسَبًا إِلَى كِلَابٍ مِنْ زَوْجِهَا عَبْدِ اللَّهِ بِرَجُلٍ. مَوْلِدُهُ الْمُبَارَكُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن النَّقُّورِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ يَوْمَ الْفِيلِ» صحيح [4] .   [1] قال ابن سعد في طبقاته 1/ 57 والطبري في تاريخه 2/ 273 «ولعلّ خلاف ما بينهم من قبل اللغة، لأن هذه الأسماء ترجمت من العبرانية» . [2] سورة المعارج، الآية 13. [3] صحيح مسلم (2276) كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلّى الله عليه وسلّم وتسليم الحجر عليه قبل النّبوّة. [4] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 101، والحاكم في المستدرك 2/ 603. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: [1] حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ [2] قَالَ: «وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل. كنّا لدين» [3] أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [4] ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: ثنا سُلَيْمَانُ النَّوْفَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، وَكَانَتْ عُكَاظُ بَعْدَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ، وَبُنِيَ الْبَيْتُ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ. وَتَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ [5] . قَالَ شَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ [6] : ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، سَمِعْتُ قِبَاثَ [7] بْنَ أَشْيَمَ يَقُولُ: «أَنَا أَسَنُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوَثِ الْفِيلِ مُحِيلًا [8] أَعْقِلُهُ، وَوُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفيل» [9] .   [1] سيرة ابن هشام 1/ 181 ولفظه: «وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، فنحن لدتان» ، وتاريخ الطبري 2/ 155. [2] في جميع النسخ «عبد المطّلب» ، والتصحيح من: طبقات خليفة 9، الجرح والتعديل 7/ 103 رقم 586، تاريخ الطبري 2/ 155 تهذيب التهذيب 8/ 402. [3] لدين: مثنّى لدة، وهو التّرب. [4] الجامع الصحيح 5/ 249 (23) باب ما جاء في ميلاد النبي صلّى الله عليه وسلّم رقم (3698) وهو أطول من هنا، وليس فيه لفظ «كنا لدين» ، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث محمد بن إسحاق. وأخرجه أحمد في مسندة 4/ 215 عن قيس بن مخرمة قَالَ: «وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، فنحن لدان ولدنا مولدا واحدا» وخليفة في تاريخه 52، والطبري في تاريخه 2/ 155، والحاكم في المستدرك 2/ 603. [5] البداية والنهاية 2/ 262، وانظر: تاريخ خليفة 52، 53 تهذيب الأسماء للنووي- ج 1 ق 1/ 22، 23، المعرفة والتاريخ 3/ 250. [6] هو المؤرّخ خليفة بن خياط صاحب التاريخ والطبقات. [7] قباث: بفتح القاف. [8] محيلا: أي متغيّرا. [9] تاريخ خليفة 52 وفيه: «عن أبي الحويرث قَالَ: شَهِدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ لقباث بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 يَحْيَى هُوَ أَبُو زُكَيْرٍ [1] ، وَشَيْخُهُ [2] مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً مِنْ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَبْعَثِهِ وَبَيْنَ أَصْحَابِ الْفِيلِ سَبْعُونَ سَنَةً [3] . كَذَا قَالَ. وَقَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُ: هَذَا وَهْمٌ لَا يَشُكُّ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَائِنَا. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ وَبُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنَ الْفِيلِ [4] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابن ابزى قال:   [ () ] أشيم: أنت أكبر أم رسول الله؟ قال: هو أكبر منّي وأنا أسنّ منه. قال: متى ولدت؟ قال: وقفت بي أمّي..» . وانظر تاريخ الطبري 2/ 156. وأخرجه الترمذي (3698) باب ما جاء في ميلاد النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو في الحديث السابق، وفيه: «سأل عثمان بن عفان قباث بن أشيم أخا بني يعمر بن ليث: أنت أكبر أم رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مني وأنا أقدم منه في الميلاد، قال: ورأيت خذق الطير أخضر محيلا» . [1] هو يحيى بن محمد بن قيس المحاربي أبو زكير البصري الضرير. انظر عنه: الجرح والتعديل 9/ 184 رقم 764، الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 427 رقم 2055، المجروحين لابن حبّان 3/ 119، التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 304، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2698، ميزان الاعتدال 4/ 405 رقم 9616، المغني في الضعفاء 2/ 743 رقم 7043، الكاشف 3/ 234 رقم 6353، تهذيب التهذيب 11/ 274، 275 رقم 548. [2] عبد العزيز بن عمران أبو ثابت الزهري المدني. قال البخاري: لا يكتب حديثه، منكر الحديث انظر: التاريخ الكبير 6/ 29 رقم 1585، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 121 رقم 349، الضعفاء الصغير للبخاريّ 223، الجرح والتعديل 5/ 390 رقم 1817، الضعفاء الكبير 3/ 13 رقم 969، المجروحين لابن حبّان 2/ 139 الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1924، المغني في الضعفاء 2/ 399 رقم 3747، الكاشف 2/ 177 رقم 3452، ميزان الاعتدال 2/ 632 رقم 5119، تهذيب التهذيب 6/ 350 رقم 671. [3] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 282، المعرفة والتاريخ 3/ 250، 251. [4] قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1/ 23: «ونقل إبراهيم بن المنذر الحزامي شيخ البخاري وخليفة بن خياط وآخرون الإجماع عليه» ، انظر تاريخ خليفة 52 و 53 حيث قال: «والمجتمع عليه عام الفيل» ، والمعرفة والتاريخ 3/ 251. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 كَانَ بَيْنَ الْفِيلِ وَبَيْنَ مَوْلِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرُ سِنِينَ. وَهَذَا قَوْلٌ مُنْقَطِعٌ. وَأَضْعَفُ مِنْهُ مَا رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهُوَ ضَعِيفٌ قَالَ: ثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا الْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَاشُورَاءَ الْمُحَرَّمِ، وَوُلِدَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ غَزْوَةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ [1] وَهَذَا حَدِيثٌ سَاقِطٌ كَمَا تَرَى. وَأَوْهَى مِنْهُ مَا يُرْوَى عَنِ الْكَلْبِيِّ- وَهُوَ مُتَّهَمٌ سَاقِطٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً [2] . قَدْ تَقَدَّمَ مَا يُبَيِّنُ كَذِبَ هَذَا الْقَوْلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ. قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [3] : الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ أَنَّهُ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالُوا: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، وَسُمِّيَتْ قُرَيْشٌ «آلَ اللَّهِ» وَعَظُمَتْ فِي الْعَرَبِ، وُلِدَ لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول وَقِيلَ: مِنْ رَمَضَانَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ. وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ: سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي صَوْمِ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ؟ قَالَ: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَفِيهِ أُوحِيَ إِلَيَّ» . أخرجه مسلم [4] .   [1] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق، انظر مختصره لابن منظور، رقم (81) بتحقيق الدكتور رضوان السيد، والبداية والنهاية لابن كثير 2/ 261، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 281. [2] تاريخ خليفة 53، البداية والنهاية 2/ 262 وقال: هذا حديث غريب ومنكر وضعيف جدا. [3] تاريخ خليفة 53. [4] صحيح مسلم (1160) كتاب الصيام، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ فِي لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ عِنْدَ ابْهِرَارِ النَّهَارِ. وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتُ مِنْ رِجَالِ قَوْمِي، عَنْ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: «إِنِّي لَغُلَامٌ يَفَعَةٌ [1] ، إِذْ سَمِعْتُ يَهُودِيًّا وَهُوَ عَلَى أَطَمَةِ [2] يَثْرِبَ يَصْرُخُ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ قَالُوا: وَيْلَكَ مَا لَكَ؟ قَالَ: طَلَعَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي يُبْعَثُ بِهِ اللَّيْلَةَ» [3] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ، [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «وُلِدَ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين ونبئ يوم الإثنين. وخرج من مكة يوم الإثنين، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَفَتَحَ مَكَّةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَنَزَلَتْ سُورَةُ الْمَائِدَةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [5] ، وَأَخْرَجَهُ الْفَسَوِيُّ فِي تَارِيخِهِ [6] . وَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيُّ فِي «السِّيرَةِ» مِنْ تَأْلِيفِهِ، عَنْ أَبِي   [ () ] عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس. وأخرجه أحمد في مسندة 5/ 297 و 299 والحاكم في المستدرك 2/ 602 وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وإنما احتج مسلم بحديث شعبة عن قتادة بهذا الإسناد صوم يوم عرفة يكفّر السنة وما قبلها» . وتابعه الذهبي في تلخيصه. ورواه ابن سعد مختصرا في طبقاته 1/ 101. [1] اليفعة: الصبيّ إذا ارتفع ولم يبلغ الاحتلام. [2] أطمة: حصن. [3] سيرة ابن هشام 1/ 181. [4] هو حنش الصنعاني. [5] ج 1/ 277. [6] المعرفة والتاريخ 3/ 251. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: «وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الإثنين لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ قُدُومُ أَصْحَابِ الْفِيلِ قَبْلَ ذَلِكَ فِي النِّصْفِ مِنَ الْمُحَرَّمِ» . وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: «وُلِدَ لاثنتي عشرة ليلةً خَلَت من ربيع الأوّل» . قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي الْعِشْرِينَ مِنْ نَيْسَانَ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: وُلِدَ بَعْدَ الْفِيلِ بِثَلَاثِينَ يَوْمًا. قَالَهُ بَعْضُهُمْ: قَالَ: وَقِيلَ بَعْدَهُ بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا. قُلْتُ: لَا أُبْعِدُ أَنَّ الْغَلَطَ وَقَعَ مِنْ هُنَا عَلَى مَنْ قَالَ ثَلَاثِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ يَوْمًا فَقَالَ عَامًا. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا. وَهَذَا أَصَحُّ مِمَّا رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] : أَنْبَأَ يُونُسُ بْنُ عَطَاءٍ الْمَكِّيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ، ثنا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ قَالَ: وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا، فَأَعْجَبَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ وَحَظِيَ عِنْدَهُ وَقَالَ: لَيَكُونَنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنٌ. تَابَعَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ [2] ، عَنْ يُونُسَ، لكن أدخل فيه بين   [1] الطبقات الكبرى 1/ 103، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 1/ 283، دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 52، السيرة النبويّة لابن كثير 1/ 210، الخصائص للسيوطي 1/ 50. [2] في نسخة دار الكتب المصرية «الحضائري» ، والتصحيح من الأصل، و (ع) ، والتاريخ الكبير 4/ 19 رقم 1819، والجرح والتعديل 4/ 121 رقم 529، والكامل في الضعفاء 3/ 1140، والمغني في الضعفاء 1/ 280 رقم 2593، وميزان الاعتدال 2/ 209 رقم 3472 ولسان الميزان 3/ 93 رقم 317. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 يُونُسَ وَالْحَكَمِ: عُثْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ الصُّدَائِيَّ [1] . قَالَ شَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ: وَيُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: خَتَنَ جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا طَهَّرَ قَلْبَهُ. قُلْتُ: هَذَا مُنْكَرٌ.   [ () ] والخبائري: بفتح الخاء المعجمة- والباء الموحّدة. نسبة إلى الخبائر وهو بطن من الكلاع. (اللباب 1/ 418) . [1] الصّدائي: بضم الصاد وفتح الدال المهملتين. نسبة إلى صدا واسمه الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج. قبيلة من اليمن. (اللباب 2/ 236) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 أَسْمَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْيَتُهُ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِي أَسْمَاءً: أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ رَءُوفًا رَحِيمًا [2] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وأنا   [1] أخرجه البخاري 6/ 403- 406 و 8/ 492 في تفسير سورة الصف، وفي الأنبياء، باب ما جاء في أسماء النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2354) في الفضائل، باب أسمائه صلّى الله عليه وسلّم، والترمذي (2840) في الجامع و (359) في الشمائل. ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 105، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 186، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 274، ومالك في الموطّأ، 620، والدارميّ في السنن 2/ 317، 318، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 94، 95، والحاكم في المستدرك 2/ 604، وانظر: الشفاء للقاضي عياض 1/ 444، وألوفا لابن الجوزي 1/ 103، وتاريخ الخميس 1/ 206، ونهاية الأرب للنويري 16/ 72، 73 وشرح المواهب اللدنية للزرقاني 3/ 115، 116، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 121 رقم 1525. [2] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 275، وهو في الحديث السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 أَحْمَدُ، وَأَنَا الْحَاشِرُ، وَأَنَا الْمَاحِي، وَالْخَاتَمُ، وَالْعَاقِبُ» [1] . وَهَذَا إِسْنَادٌ قَوِيٌّ حَسَنٌ. وَجَاءَ بِلَفْظٍ آخَرَ قَالَ: «أَنَا أَحْمَدُ، وَمُحَمَّدٌ، وَالْمُقَفِّي، وَالْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ» [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدٍ ابن أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ: أَتُحْصِي أَسْمَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَ جُبَيْرٌ يَعُدُّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، هي ستّة: محمد، وأحمد، وَخَاتَمٌ، وَحَاشِرٌ، وَعَاقِبٌ، وَمَاحٍ [3] . فَأَمَّا حَاشِرٌ فَبُعِثَ مَعَ السَّاعَةِ نَذِيرًا لَكُمْ، وَأَمَّا عَاقِبٌ فَإِنَّهُ عقّب الأنبياء، وأمّا ماحي فَإِنَّ اللَّهَ مَحَا بِهِ سَيِّئَاتِ مَنِ اتَّبَعَهُ [4] . فَأَمَّا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْحَاشِرُ، والمقفّي، ونبيّ التوبة، والملحمة» . رواه مسلم [5] .   [1] رواه بنصّه ابن سعد في الطبقات 1/ 104. [2] أخرجه مسلم (2355) في الفضائل، باب في أسمائه صلّى الله عليه وسلّم، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 186. والمقفّي: الذاهب المولّي، فكأنّ المعنى: أنّه صلّى الله عليه وسلّم آخر الأنبياء، وإذا قفّى فلا نبيّ بعده، وقيل: «المقفّي» المتّبع، أراد: أنّه متّبع النبيّين. (انظر: جامع الأصول 11/ 216) . [3] في الأصل «ماحي» وما أثبتناه هو الأصحّ. [4] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 105 والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 266، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 97، 98، وانظر تهذيب تاريخ دمشق 1/ 274، 275. [5] صحيح مسلم (2355) في الفضائل، باب في أسمائه صلّى الله عليه وسلّم ونصّه: «أنا محمد، وأحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبيّ التوبة، ونبيّ الرحمة، وأخرجه الترمذي في الشمائل (360) من حديث حذيفة، بلفظ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ، ونبيّ التوبة، وأنا المقفّي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 وَقَالَ وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» . وَرَوَاهُ زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الحَسَّانِيُّ، عَنْ سُعَيْرِ [1] بْنِ الْخِمْسِ [2] ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْصُولًا. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تعالى: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ 21: 107 [3] . وَقَالَ وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَزْرَقِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: يس مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [4] وَعَنْ بَعْضِهِمْ [5] قَالَ: لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُرْآنِ خَمْسَةُ أَسْمَاءَ: مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَيس، وَطه [6] . وَقِيلَ: طه، لُغَةٌ لِعَكٍّ، أَيْ يَا رَجُلُ، فَإِذَا قُلْتَ لِعَكِّيٍّ: يَا رَجُلُ، لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا قُلْتَ لَهُ: طه، الْتَفَتَ إِلَيْكَ [7] . نَقَلَ هَذَا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْكَلْبِيُّ مَتْرُوكٌ [8] . فَعَلَى هَذَا القول لا يكون طه من أسمائه.   [ () ] وأنا الحاشر، ونبيّ الملاحم، وهو حسن. وانظر: المعجم الكبير للطبراني 2/ 120- 122، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 275، وتهذيب الكمال 1/ 186، وطبقات ابن سعد 1/ 104. [1] سعير: بضم المهملة وفتح العين المهملة وسكون المثنّاة تحت وآخره راء. (الإكمال 4/ 314 والمشتبه 1/ 360 بالحاشية) . [2] هكذا في الأصل، وفي الإكمال 4/ 314، وورد في المشتبه 1/ 360 «الخمش» بالشين المعجمة. [3] سورة الأنبياء- الآية 107. [4] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 275. [5] هو أبو زكريا العنبري، كما في تهذيب تاريخ دمشق، وتهذيب الكمال للمزّي. [6] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 275، تهذيب الكمال 1/ 187. [7] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 275. [8] سبقت الإشارة إلى ذلك في أول هذا الجزء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 وَقَدْ وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: رَسُولًا، وَنَبِيًّا أُمِّيًّا، وَشَاهِدًا، وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إلى الله بإذنه، وسراجا منيرا، ورءوفا رَحِيمًا، وَمُذَكِّرًا، وَمُدَّثِّرًا، وَمُزَّمِّلًا، وَهَادِيًا، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ [1] . وَمِنْ أَسْمَائِهِ: الضَّحُوكُ، وَالْقَتَّالُ [2] . جَاءَ فِي بَعْضِ الْآثَارِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَنَا الضَّحُوكُ أَنَا الْقَتَّالُ» . وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، وَفِي التَّوْرَاةِ فِيمَا بَلَغَنَا أَنَّهُ حِرْزٌ لِلْأُمِّيِّينَ، وَأَنَّ اسْمَهُ الْمُتَوَكِّلُ. وَمِنْ أَسْمَائِهِ: الْأَمِينُ. وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَدْعُوهُ بِهِ قَبْلَ نُبُوَّتِهِ. وَمِنْ أَسْمَائِهِ الْفَاتِحُ، وَقُثَمُ [3] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ: تَذَاكَرُوا أَحْسَنَ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ فَقَالُوا: قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ ... فَذُو الْعَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ [4] وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: «أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا نَبِيُّ الرَّحْمَةِ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ، وَالْمُقَفِّي، وَأَنَا الْحَاشِرُ، وَنَبِيُّ الْمَلْحَمَةِ» قَالَ:   [1] قارن بتهذيب تاريخ دمشق 1/ 275 ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 103. [2] قال ابن فارس: سمّي به لحرصه على الجهاد ومسارعته إلى القتال. وانظر شرح المواهب للزرقاني 3/ 140، نهاية الأرب 16/ 79. [3] قثم: المجتمع الخلق، وقيل الجامع الكامل، وقيل الجموع للخير. (النهاية في غريب الحديث) . [4] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 276، والبيت من ضمن أبيات عند البيهقي في دلائل النبوة 1/ 104. ونسبه السيوطي في الخصائص 1/ 78 إلى حسان بن ثابت. وقوله: «من اسمه» يروى على وجهين: على همزة مقطوعة لإقامة الوزن، وعلى الوصول وترك القطع إقرارا له على أصله في إخراجه على قياسه. (انظر: تهذيب تاريخ دمشق 1/ 276) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 الْمُقَفِّي الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي «الشَّمَائِلِ» [1] وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، فَقَالَ عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ نَحْوَهُ. وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ وَاهٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِي عَشْرَةُ أَسْمَاءَ، فَذَكَرَ مِنْهَا الْفَاتِحَ، وَالْخَاتَمَ [2] . قُلْتُ: وَأَكْثَرُ مَا سُقْنَا مِنْ أَسْمَائِهِ صِفَاتٌ لَهُ لَا أَسْمَاءُ أَعْلَامٍ. وَقَدْ تَوَاتَرَ أَنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو الْقَاسِمِ [3] . قَالَ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَمُّوا [4] بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَجْمَعُوا اسْمِي وَكُنْيَتِي، أَنَا أَبُو القاسم، الله يعطي وأنا أقسم» [6] .   [1] رقم (360) من حديث حذيفة، وفيه: «وأنا المقفّي» . وقد مرّ تخريجه قبل قليل. [2] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 275. [3] نهاية الأرب 16/ 80. [4] في الأصل و (ع) وصحيح مسلم: «تسمّوا» وما أثبتناه عن صحيح البخاري. وقد تصحّف هذا اللفظ في نسخة وأخرى.. [5] رواه البخاري 7/ 116 كتاب الأدب، باب قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمُّوا بِاسْمِي وَلَا تكتنوا بكنيتي، و 1/ 180 في العلم، باب إثم من كذب عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الأنبياء، باب كنية النبي صلّى الله عليه وسلّم، وفي كتاب الأدب، باب من سمّي باسم الأنبياء، ومسلم (2134) في الأدب، باب النهي عن التكنّي بأبي القاسم، وأبو داود (4965) في كتاب الأدب، باب الرجل يتكنّى بأبي القاسم، وابن ماجة (3735) في كتاب الأدب، باب الجمع بين اسم النبي صلّى الله عليه وسلّم وكنيته، ورواه أحمد في المسند 3/ 170 من طريق أنس، و 3/ 369 من طريق جابر. ورواه ابن سعد في الطبقات 1/ 106 وانظر تهذيب ابن عساكر 1/ 276، 277. [6] أخرجه مسلم (2133) عن جابر، كتاب الآداب، باب النهي عن التكنّي بأبي القاسم وبيان ما يستحبّ من الأسماء، وأحمد في المسند 2/ 433 و 3/ 301 وانظر طبقات ابن سعد 1/ 107. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَارِيَةَ كَادَ يَقَعُ فِي نَفْسِهِ مِنْهُ، حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أبا إبراهيم [1] . ابن لهيعة ضعيف [2] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 1/ 278 وقال: رواه الدارميّ والبيهقي عن أنس. [2] وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرميّ قاضي مصر. انظر عنه: التاريخ الكبير 5/ 182 رقم 574، التاريخ الصغير 195، الضعفاء الصغير 266 رقم 190، الضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 337، التاريخ لابن معين 2/ 327، الجرح والتعديل 5/ 145 رقم 682، الكامل في الضعفاء 4/ 1462، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 293 رقم 867، المجروحين لابن حبان 2/ 11 أحوال الرجال للجوزجانيّ 155 رقم 274، الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 115 رقم 322، ميزان الاعتدال 2/ 475 رقم 4530، المغني في الضعفاء 1/ 352 رقم 3317، تهذيب التهذيب 5/ 373 رقم 648. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 ذكر ما ورد في قصّة سطيح [1] وضمود النِّيرَانِ لَيْلَةَ الْمَوْلِدِ وَانْشِقَاقِ الْإِيوَانِ قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَغَيْرُهُ: ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، أنا أَبُو يَعْلَى أَيُّوبُ [2] بْنُ عِمْرَانَ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنِي مَخْزُومُ بْنُ هَانِئٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُلِدَ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارْتَجَسَ [3] إِيوَانُ كِسْرَى، وَسَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ شُرْفَةً، وَغَاضَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ [4] ، وَخَمَدَتْ نَارُ فَارِسٍ، وَلَمْ تَخْمُدْ قَبْلَ ذَلِكَ بِأَلْفِ عَامٍ، وَرَأَى الموبذان [5] إلا صِعَابًا تَقُودُ خَيْلًا عِرَابًا قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَةَ وَانْتَشَرَتْ فِي بِلَادِهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ كِسْرَى أَفْزَعَهُ مَا رَأَى مِنْ شَأْنِ إِيوَانِهِ فَصَبَرَ عَلَيْهِ تَشَجُّعًا، ثُمَّ رَأَى أَنْ لَا يَسْتُرَ ذَلِكَ عَنْ وُزَرَائِهِ وَمَرَازِبَتِهِ، فَلَبِسَ تَاجَهُ وَقَعَدَ عَلَى سريره ومعهم، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا عِنْدَهُ قَالَ: أَتَدْرُونَ فِيمَ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ؟ قَالُوا: لَا إِلَّا أَنْ يُخْبِرَنَا الْمَلِكُ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَرَدَ عَلَيْهِمْ كتاب   [1] اسم سطيح: ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن بن ذئب بن عديّ بن مازن بن غسّان.. (السيرة لابن هشام 1/ 27) وانظر: وفيات الأعيان 2/ 231. [2] كذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري 2/ 166 وسيرة ابن كثير 1/ 215 «أبو أيوب يعلى» . [3] ارتجس: ارتجف. [4] ساوة: مدينة حسنة بين الري وهمذان في وسط (معجم البلدان 3/ 179) . [5] الموبذان: قال السهيليّ: معناه: القاضي أو المفتي بلغتهم (الروض الأنف 1/ 29) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 بِخُمُودِ النَّارِ، فَازْدَادَ غَمًّا إِلَى غَمِّهِ، فَقَالَ الْمُوبَذَانُ: وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ- أَصْلَحَ اللَّهُ الْمَلِكَ- فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ رُؤْيَا، ثُمَّ قَصَّ عَلَيْهِ رُؤْيَاهُ فَقَالَ: أَيَّ شَيْءٍ يَكُونُ هَذَا يَا مُوبَذَانُ؟ قَالَ: حَدَثٌ يَكُونُ فِي نَاحِيَةِ الْعَرَبِ، وَكَانَ أَعْلَمَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَكَتَبَ كِسْرَى عِنْدَ ذَلِكَ: «مِنْ كِسْرَى مَلِكِ الْمُلُوكِ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، أَمَّا بَعْدُ، فَوَجِّهْ إِلَيَّ بِرَجُلٍ عَالِمٍ بِمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ. فَوَجَّهَ إليه بعبد المسيح بن حبّان بْنِ بُقَيْلَةَ [1] الْغَسَّانِيِّ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ: أَلَكَ عِلْمٌ بِمَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ؟ قَالَ: لِيَسْأَلْنِي الْمَلِكُ فَإِنْ كَانَ عِنْدِي عِلْمٌ وَإِلَّا أَخْبَرْتُهُ بِمَنْ يُعْلِمُهُ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَى، فَقَالَ: عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَ خَالٍ لِي يَسْكُنُ مَشَارِفَ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ سَطِيحٌ قَالَ: فَائْتِهِ فَسَلْهُ عَمَّا سَأَلْتُكَ وَائْتِنِي بِجَوَابِهِ، فَرَكِبَ حَتَّى أَتَى عَلَى سَطِيحٍ وَقَدْ أَشْفَى عَلَى الْمَوْتِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَحَيَّاهُ فَلَمْ يُحِرْ سَطِيحٌ جَوَابًا، فَأَنْشَأَ عَبْدُ الْمَسِيحِ يَقُولُ: أَصَمُّ أَمْ يَسْمَعُ غِطْرِيفُ الْيَمَنْ ... أَمْ فَادَ فَازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ الْعَنَنْ [2] يَا فَاصِلَ الْخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ وَمَنْ ... أَتَاكَ شَيْخُ الْحَيِّ مِنْ آلِ سَنَنْ وَأُمُّهُ مِنْ آلِ ذِئْبِ بْنِ حَجَنْ ... أَزْرَقُ نَهْمُ [3] النَّابِ صَرَّارُ الأُذُنْ [4] أَبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّدَاءِ والبدن ... رسول قيل [5] العجم يسري للوسن   [1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري 2/ 167، وفي الروض الأنف 1/ 29 والعقد الفريد 2/ 29 والمنتقى لابن الملّا «نفيلة» . [2] يعني عرض له الموت فقبضه، قال السهيليّ 1/ 30 «فازلم به معناه: قبض، قال ثعلب، وقوله: شأو العنن، يريد الموت وما عن منه. قاله الخطابي، وفاد: مات، يقال منه: فاد يفود» . [3] في تاريخ الطبري 2/ 167 «ممهى» بمعنى: محدّد، وفي النهاية لابن الأثير «مهمي» . [4] صرّار الأذن: صرّها: نصبها وسوّاها. [5] قيل: ملك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 تَجُوبُ بِي الْأَرْضَ عَلَنْدَاةٌ [1] شَزَنْ [2] ... تَرْفَعُنِي وَجَنًا وَتَهْوِي بِي وَجَنْ [3] لَا يَرْهَبُ الرَّعْدَ وَلَا رَيْبَ الزَّمَنْ ... كَأَنَّمَا أُخْرِجَ مِنْ جَوْفٍ ثَكَنْ [4] حَتَّى أَتَى عَارِيَ الْجَآجِي [5] وَالْقَطَنْ [6] ... تَلُفُّهُ فِي الرِّيحِ بَوْغَاءُ [7] الدِّمَنْ [8] فَقَالَ سَطِيحٌ: عَبْدُ الْمَسِيحِ [9] ، جَاءَ إِلَى سَطِيحٍ، وَقَدْ أَوْفَى عَلَى الضِّرِيحِ، بَعَثَكَ مَلِكُ بَنِي سَاسَانَ، لِارْتِجَاسِ الْإِيوَانِ، وَخُمُودِ النّيران، ورؤيا الموبذان، رأى إلا صِعَابًا، تَقُودُ خَيْلًا عِرَابًا، قَدْ قَطَعَتْ دِجْلَةَ، وَانْتَشَرَتْ فِي بِلَادِهَا، يَا عَبْدَ الْمَسِيحِ إِذَا كَثُرَتِ التِّلَاوَةُ، وَظَهَرَ صَاحِبُ الْهِرَاوَةِ [10] ، وَفَاضَ وَادِي السَّمَاوَةِ، وَخَمَدَتْ نَارُ فَارِسَ، فَلَيْسَ [11] الشَّامُ لِسَطِيحٍ شاما، يملك منهم ملوك ومليكات، عَلَى عَدَدِ الشُّرُفَاتِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتٍ. ثُمَّ قَضَى سَطِيحٌ مَكَانَهُ، [12] وَسَارَ عَبْدُ الْمَسِيحِ إِلَى رَحْلِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: شَمِّرْ فَإِنَّكَ مَاضِي الْهَمِّ شِمِّيرُ ... لَا يُفْزِعَنَّكَ تَفْرِيقٌ وَتَغْيِيرُ   [1] علنداة: القويّة من النّوق. (الروض الأنف) . [2] شزن: تمشي من نشاطها على جانب. (الروض الأنف) . [3] الوجن: الأرض الصلبة ذات الحجارة. (الروض الأنف) . [4] ثكن: اسم جبل بالحجاز. (الروض الأنف) . [5] في طبعة القدسي 2/ 13 «الجآحي» والتصحيح من المصادر الآتية. والجآجي: جمع جؤجؤ وهو الصدر. (الروض الأنف) . [6] القطن: أصل ذنب الطائر، وأسفل الظهر من الإنسان. [7] البوغاء: التراب الناعم. والدّمن: ما تدمّن منه أي: تجمّع وتلبّد (الروض الأنف) . [8] راجع الأبيات مع تقديم وتأخير وتغيير في الألفاظ في: تاريخ الطبري 2/ 167، 168 العقد الفريد 2/ 29، 30، لسان العرب (مادة سطح) ، الروض الأنف 1/ 29، 30 سيرة ابن كثير 1/ 216، 217، النهاية في غريب الحديث (مادة سطح) 2/ 139. [9] أضاف السهيليّ في الروض 1/ 30 «على جمل مشيح» . [10] يعني النبي صلّى الله عليه وسلّم. [11] في تاريخ الطبري والروض «فليست» . [12] حتى هنا ينتهي الخبر في الروض الأنف 1/ 30. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 إِنْ يُمْسِ [1] مُلْكُ بَنِي سَاسَانَ أَفْرَطَهُمْ ... فَإِنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْوَارٌ دَهَارِيرُ [2] فَرُبَّمَا رُبَّمَا أَضْحَوْا بِمَنْزِلَةٍ ... تَهَابُ [3] صَوْلَهُمُ الأُسْدُ الْمَهَاصِيرُ مِنْهُمْ أَخُو الصَّرْحِ بَهْرَامٌ [4] وَإِخْوَتُهُ ... وَالْهُرْمُزَانِ وَسَابُورٌ وَسَابُورُ وَالنَّاسُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ فَمَنْ عَلِمُوا ... أَنْ قَدْ أَقَلَّ فَمَحْقُورٌ وَمَهْجُورُ [5] وَهُمْ بَنُو الْأُمِّ إِمَّا [6] إِنْ رَأَوْا نَشَبًا ... فَذَاكَ بِالْغَيْبِ مَحْفُوظٌ وَمَنْصُورُ وَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَصْفُودَانِ [7] فِي قَرَنٍ ... فَالْخَيْرُ مُتَّبَعٌ وَالشَّرُّ مَحْذُورُ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى كِسْرَى أَخْبَرَهُ بِقَوْلِ سَطِيحٍ فَقَالَ كِسْرَى: إِلَى مَتَى يَمْلِكُ مِنَّا أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَلِكًا تَكُونُ أُمُورٌ، فَمَلَكَ مِنْهُمْ عَشَرَةٌ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَمَلَكَ الْبَاقُونَ إِلَى آخِرِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [8] . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ غَرِيبٌ [9] . وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى الْبَكَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [10] قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ بْنُ نَصْرٍ مَلِكُ الْيَمَنِ بَيْنَ أَضْعَافِ مُلُوكِ التَّبَابِعَةِ، فَرَأَى رُؤْيَا هَالَتْهُ وَفَظِعَ مِنْهَا، فَلَمْ يَدَعْ كَاهِنًا وَلَا سَاحِرًا وَلَا عَائِفًا وَلَا مُنَجِّمًا مِنْ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ إِلَّا جَمَعَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا هَالَتْنِي فَأَخْبِرُونِي بِهَا وَبِتَأْوِيلِهَا، قَالُوا: اقْصُصْهَا عَلَيْنَا نُخْبِرْكَ بِتَأْوِيلِهَا، قَالَ: إِنِّي إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ عَنْهَا لَمْ أَطْمَئِنَّ إِلَى خَبَرِكُمْ عن   [1] في تاريخ الطبري 2/ 168 «يك» . [2] دهارير: تصاريف الدهر. [3] في سيرة ابن كثير 1/ 217 «يخاف» . [4] عند الطبري 2/ 168 «مهران» . [5] عند الطبري «فمهجور ومحقور» . [6] عند الطبري «لما» . [7] عند الطبري وابن كثير «مقرونان» . [8] الخبر في تاريخ الطبري 2/ 168، وسيرة ابن كثير 1/ 217، 218 والعقد الفريد 2/ 30، 31 مع اختلاف بالألفاظ في الشعر. [9] قال ابن كثير: رواه البيهقي من حديث عبد الرحمن بن إدريس عن علي بن حرب الموصلي بنحوه. [10] سيرة ابن هشام 1/ 26 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 تَأْوِيلِهَا، إِنَّهُ لَا يَعْرِفُ تَأْوِيلَهَا إِلَّا مَنْ عَرَفَهَا، فَقِيلَ لَهُ: إِنْ كَانَ الْمَلِكُ يُرِيدُ هَذَا فَلْيَبْعَثْ إِلَى سَطِيحٍ وَشِقٍّ [1] فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْهُمَا، فَبَعَثَ إِلَيْهِمَا فَقَدِمَ سَطِيحٌ قَبْلَ شِقٍّ، فَقَالَ لَهُ: رَأَيْتُ حُمَمَةً [2] خَرَجَتْ مِنْ ظُلُمَةٍ [3] ، فَوَقَعَتْ بِأَرْضٍ، تِهَمَةٍ [4] ، فَأَكَلْتُ مِنْهَا كُلَّ ذَاتِ جُمْجُمَةٍ. قَالَ: مَا أَخْطَأْتُ مِنْهَا شيئا، فما تأويلها؟ فقال: أَحْلِفُ بِمَا بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ مِنْ حَنَشٍ، لَيَهْبِطَنَّ أَرْضَكُمُ الْحَبَشُ، فَلَيَمْلِكَنَّ مَا بَيْنَ أَبْيَنَ [5] إِلَى جُرَشَ [6] . فَقَالَ الْمَلِكُ: وَأَبِيكَ يَا سَطِيحُ إِنَّ هَذَا لَنَا لَغَائِظٌ مُوجِعٌ، فَمَتَى هُوَ كَائِنٌ أَفِي زَمَانِي أَمْ بَعْدَهُ؟ قَالَ: بَلْ بَعْدَهُ بِحِينٍ، أَكْثَرَ مِنْ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ مِنَ السِّنِينَ، ثُمَّ يَقْتُلُونَ وَيَخْرُجُونَ هَارِبِينَ. قَالَ: مَنْ يَلِي ذَلِكَ مِنْ إِخْرَاجِهِمْ؟ قَالَ: يَلِيهِ إِرَمُ ذِي يَزَنَ، يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ مِنْ عَدَنٍ فَلَا يترك أحدا باليمن.   [1] كان شق شقّ إنسان، له يد واحدة ورجل واحدة وعين واحدة. (الروض الأنف 1/ 27، وفيات الأعيان 2/ 230) . [2] حممة: قطعة من نار. [3] ظلمة: أي ظلمة. [4] تهمة: منخفضة، ومنه سمّيت تهامة. [5] أبين: ذكره سيبويه بكسر الهمزة على مثل إصبع، وجوّز فيه الفتح، وقال ابن ماكولا في الإكمال 1/ 7: «بفتح الهمزة وسكون الباء المعجمة، بواحدة وفتح الباء المعجمة باثنتين من تحتها فهو أبين بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبإ إليه ينسب عدن أبين» . [6] جرش: بضم الجيم وفتح الراء، مدينة باليمن وولاية واسعة ومن مخاليفها من جهة مكة. (معجم البلدان 2/ 126) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 قَالَ: أَفَيَدُومُ ذَلِكَ؟ قَالَ: بَلْ يَنْقَطِعُ بِنَبِيٍّ زَكِيٍّ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنْ قِبَلِ الْعَلِيِّ. قَالَ: وَمِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: مِنْ وَلَدِ فِهْرِ، بْنِ مَالِكِ، بْنِ النَّضْرِ، يَكُونُ الْمُلْكُ فِي قَوْمِهِ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ. قَالَ: وَهَلْ لِلدَّهْرِ مِنْ آخِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَوْمٌ يُجْمَعُ فِيهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يَسْعَدُ فِيهِ الْمُحْسِنُونَ، وَيَشْقَى فِيهِ الْمُسِيئُونَ. قَالَ: أَحَقٌّ مَا تُخْبِرُنِي؟. قَالَ: نَعَمْ وَالشَّفَقِ وَالْغَسَقِ، وَالْفَلَقِ إِذَا اتَّسَقَ، إِنَّ مَا أَنْبَأْتُكَ بِهِ لَحَقٌّ. ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ شِقٌّ، فَقَالَ لَهُ كَقَوْلِهِ لِسَطِيحٍ، وَكَتَمَهُ مَا قَالَ لِسَطِيحٍ لِيَنْظُرَ أَيَتَّفِقَانِ [1] قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ حُمَمَةً خَرَجَتْ مِنْ ظُلُمَةٍ، فَوَقَعَتْ بَيْنَ رَوْضَةٍ [2] وَأَكَمَةٍ، فَأَكَلْتُ مِنْهَا كُلَّ ذَاتِ نَسَمَةٍ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُمَا قَدِ اتَّفَقَا، فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ، فَجَهَّزَ أَهْلَ بَيْتِهِ إِلَى الْعِرَاقِ، وَكَتَبَ لَهُمْ إِلَى مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ فَارِسَ يُقَالُ لَهُ سَابُورُ بْنُ خُرَّزَاذَ، فَأَسْكَنَهُمُ الْحِيرَةَ، فَمِنْ بَقِيَّةِ وَلَدِ رَبِيعَةَ بْنِ نَصْرٍ: النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ فَهُوَ فِي نَسَبِ الْيَمَنِ: النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ بن النّعمان ابن الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نَصْرٍ [3] . بَابٌ مِنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خرجت من لدن آدم من نكاح   [1] زاد في السيرة 1/ 29 «أم يختلفان» . [2] هكذا في الأصل وفي السيرة، أما في نسخة دار الكتب «دوحة» . [3] انظر سيرة ابن هشام 1/ 26- 32. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 غير سفاح [1] . هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، فِيهِ مَتْرُوكَانِ: الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ. وَوَرَدَ مِثْلُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَلِيٍّ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ إِنْ صَحَّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ صَحِيحٌ. وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءَ قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَتَى كُنْتَ نَبِيًّا؟ قَالَ: «وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» . [2] . وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَاللَّفْظُ لَهُ: ثنا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متى كنت نبيّا؟ قال: «وآدم الرُّوحِ وَالْجَسَدِ» [3] . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: [4] ثنا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ؟ قَالَ: «بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ» قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ غَرِيبٌ. قُلْتُ: لَوْلَا لِينٌ في الوليد بن مسلم لصحّحه التّرمذيّ.   [1] رواه البيهقي في دلائل النبوّة 1/ 118 وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 279، والإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر 49، 50 سيرة ابن كثير 1/ 189، والسيوطي في الخصائص الكبرى 1/ 38. [2] رواه أحمد في مسندة من طريق خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عن رجل، به، وفيه «جعلت» بدل «كنت» 4/ 66 و 5/ 379. [3] رواه أحمد في المسند بسنده 4/ 59 وفيه «كتبت» بدل «كنت» ولعلّها أصحّ. [4] سنن الترمذي 5/ 245 رقم 3688 باب ما جاء في فضل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ الأثير في أسد الغابة 4/ 426 في ترجمة «ميسرة الفجر» أخرجه الثلاثة. واسم ميسرة عبد الله بن أبي الجدعاء، وميسرة لقب له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ قَالَ: «أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي كَأَنَّ نُورًا خَرَجَ مِنْهَا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ» [1] . وَرُوِّينَا بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ- إِنْ شَاءَ اللَّهُ- عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى لِي، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ» . وَإِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ. رَوَاهُ اللَّيْثُ، وَابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ سُوَيْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ، عَنِ الْعِرْبَاضِ فَذَكَرَهُ [2] . وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ نَفْسِهِ [3] . وَقَالَ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ: ثنا لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، قَالَ قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكَ؟ قَالَ: «دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى، وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [4] عَنْ أَبِي النّضر، عن فرج.   [1] أخرجه أحمد في مسندة 4/ 127 و 128 في المرتين عن عرباض بن سارية و 5/ 262 عن أبي أمامة. وانظر تهذيب تاريخ دمشق 1/ 283 وسيرة ابن هشام 1/ 188. [2] رواه أحمد 4/ 127 بالسند نفسه. [3] رواه أحمد 4/ 128 بالسند نفسه. [4] المسند 5/ 262. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 قَوْلُهُ: «لَمُنْجَدِلٌ» أَيْ مُلْقًى، وَأَمَّا دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ فقوله: رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ 2: 129 [1] وَبِشَارَةُ عِيسَى قَوْلُهُ: وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ 61: 6 [2] . وَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَسَمَ اللَّهُ الْأَرْضَ نِصْفَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمَا، ثُمَّ قَسَمَ النِّصْفَ عَلَى ثَلَاثَةٍ فَكُنْتُ فِي خَيْرِ ثُلُثٍ مِنْهَا، ثُمَّ اخْتَارَ الْعَرَبَ مِنَ النَّاسِ، ثُمَّ اخْتَارَ قُرَيْشًا مِنَ الْعَرَبِ، ثُمَّ اخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ، ثُمَّ اخْتَارَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ اخْتَارَنِي مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» هذا حديث مرسل [3] . وروى زحر بن حسن، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مَنْهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي خُرَيْمِ بْنَ أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ. يَقُولُ: هَاجَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ تَبُوكٍ، فَسَمِعْتُ الْعَبَّاسَ، يَقُولُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَمْتَدِحَكَ. قَالَ: قُلْ لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ» . فَقَالَ: مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِي الظِّلَالِ وَفِي ... مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الْوَرَقُ ثُمَّ هَبَطْتَ الْبِلَادَ لَا بَشَرٌ ... أَنْتَ وَلَا مُضْغَةٌ وَلَا عَلَقُ بَلْ نُطْفَةٌ تَرْكَبُ السَّفِينَ وَقَدْ ... أَلْجَمَ نَسْرًا وَأَهْلَهُ الْغَرَقُ تُنْقَلُ مِنْ صَالِبٍ [4] إِلَى رَحِمٍ ... إِذَا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ حَتَّى احْتَوَى بَيْتُكَ المهيمن من ... خندف علياء تحتها النّطق [5]   [1] سورة البقرة 29. [2] سورة الصف 6. [3] له شاهد في المعجم الكبير للطبراني 20/ 286 من حديث المطّلب بن ربيعة بن الحارث، وفيه: «إن الله خلق خلقه فجعلتني من خير خلقه، ثم جعلهم فرقتين، فجعلني في خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل، فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا، فجعلني في خير بيت، فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا» (رقم 675 وانظر رقم 676) . [4] في سيرة ابن كثير 1/ 195 «صلب» . [5] هذا البيت ليس في البدء والتاريخ 5/ 26. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وَأَنْتَ لَمَّا وُلِدْتَ أَشْرَقَتِ ... الْأَرْضُ وَضَاءَتْ بِنُورِكَ الْأُفُقُ فَنَحْنُ فِي ذَلِكَ الضِّيَاءِ وَفِي النُّورِ ... وَسُبُلِ الرَّشَادِ تَخْتَرِقُ [1] الظِّلَالُ: ظِلَالُ الْجَنَّةِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ 77: 41 [2] . وَالْمُسْتَوْدَعُ: هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي كَانَ فِيهِ آدَمُ وَحَوَّاءُ يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنَ الْوَرَقِ، أَيْ يَضُمَّانِ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ يَتَسَتَّرَانِ بِهِ، ثُمَّ هَبَطْتَ إِلَى الدُّنْيَا فِي صُلْبِ آدَمَ، وَأَنْتَ لَا بَشَرٌ وَلَا مُضْغَةٌ. وَقَوْلُهُ: «تَرْكَبُ السَّفِينَ» يَعْنِي فِي صُلْبِ نُوحٍ. وَصَالِبُ لُغَةٌ غَرِيبَةٌ فِي الصُّلْبِ، وَيَجُوزُ فِي الصُّلْبِ الْفَتْحَتَانِ [3] كَسَقَمٍ وَسُقْمٍ. وَالطَّبَقُ: الْقَرْنُ، كُلَّمَا مَضَى عَالَمٌ وَقَرْنٌ جَاءَ قَرْنٌ، وَلِأَنَّ الْقَرْنَ يُطْبِقُ الْأَرْضَ بِسُكْنَاهُ بِهَا. وَمِنْهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الِاسْتِسْقَاءِ: «اللَّهمّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا طَبَقًا غَدَقًا» [4] أَيْ يُطْبِقُ الْأَرْضَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ 84: 19 [5] أَيْ حَالًا بَعْدَ حَالٍ. وَالنُّطُقُ: جَمْعُ نِطَاقٍ وَهُوَ مَا يُشَدُّ بِهِ الْوِسْطُ وَمِنْهُ الْمِنْطَقَةُ. أَيْ أَنْتَ أَوْسَطُ قَوْمِكَ نَسَبًا. وَجَعَلَهُ فِي عَلْيَاءَ وَجَعَلَهُمْ تَحْتَهُ نِطَاقًا. وَضَاءَتْ: لُغَةٌ فِي أَضَاءَتْ. وَأَرْضَعَتْهُ «ثُوَيْبَةُ» [6] جَارِيَةُ أَبِي لَهَبٍ، مَعَ عمّه حمزة، ومع أبي سلمة   [1] هذا البيت ليس في البدء والتاريخ، وقيل هذا الشعر لحسّان بن ثابت، انظر: مجمع الزوائد للهيثمي، وسيرة ابن كثير 1/ 195) والأبيات في تهذيب ابن عساكر 1/ 350. [2] سورة المرسلات 41. [3] أي كما جاز الضم فالسكون وهو الأشهر. [4] أخرجه ابن ماجة 1/ 405 رقم (1270) في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها، باب ما جاء في الدعاء في الاستسقاء. [5] سورة الانشقاق 19. [6] ثويبة: بضم المثلّثة وفتح الواو، وسكون التحتية، توفيت سنة 7 هـ. وفي إسلامها خلاف. انظر: شرح المواهب للزرقاني 1/ 137. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 ابن عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [1] . قَالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ: إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ وَأُمَّهَا أَخْبَرَتْهُ، أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ أَخْبَرَتْهُمَا قَالَتْ: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتِي بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ: أَوَ تُحِبِّينَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ [2] وَأَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ يُشْرِكُنِي فِي خَيْرٍ، أُخْتِي. قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَتَحَدَّثُ أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي فِي حِجْرِي مَا حَلَّتْ لِيَ، إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فَلَا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلَا أَخَوَاتِكُنَّ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ عُرْوَةُ فِي سِيَاقِ الْبُخَارِيِّ: ثُوَيْبَةُ مَوْلَاةُ أَبِي لَهَبٍ، أَعْتَقَهَا، فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ رَآهُ بَعْضُ أَهْلِهِ فِي النَّوْمِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، يَعْنِي حَالَةً. فَقَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ: لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ رَخَاءً، غَيْرَ أَنِّي أُسْقِيتُ فِي هَذِهِ مِنِّي بِعِتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ. وَأَشَارَ إِلَى النُّقْرَةِ الَّتِي بَيْنَ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا [4] . ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ «حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةُ» وَأَخَذَتْهُ مَعَهَا إِلَى أَرْضِهَا، فَأَقَامَ مَعَهَا فِي بَنِي سَعْدٍ نَحْوَ أَرْبَعِ سنين، ثم ردّته إلى أمّه [5] .   [1] نهاية الأرب 16/ 80 وانظر الطبقات لابن سعد 1/ 108. [2] المخلية: التي تخلو بزوجها وتنفرد به، أي: ليست متروكة لدوام الخلوة بك. [3] رواه البخاري 9/ 121 في النكاح، باب (وأمّهاتكم اللاتي أرضعنكم) ، وباب (وربائبكم اللائي في حجوركم من نسائكم اللّاتي دخلتم بهنّ) ، وباب (وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف) ، وباب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير، وفي النفقات، باب المرضعات من المواليات وغيرهن، ومسلم (1449) في الرضاع، باب تحريم الربيبة وأخت المرأة، وأبو داود (2056) في النكاح، باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب، والنسائي 6/ 96 في النكاح، باب تحريم الجمع بين الأختين. [4] انظر: جامع الأصول 11/ 477. [5] نهاية الأرب 16/ 83، 84. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ [1] ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ [2] أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعْدِيَّةِ قَالَتْ: «خَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ [3] قَدْ أَذَمَّتْ [4] بِالرَّكْبِ، وَخَرَجْنَا فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ [5] لَمْ تُبْقِ شَيْئًا، وَمَعَنَا شَارِفٌ لَنَا [6] ، وَاللَّهِ إِنْ تَبِضَّ [7] عَلَيْنَا بِقَطْرَةٍ، وَمَعِي صَبِيٌّ لِي لَا نَنَامُ لَيْلَنَا مَعَ بُكَائِهِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ لَمْ يَبْقَ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَأْبَاهُ، وَإِنَّمَا كُنَّا نَرْجُو كَرَامَةَ رِضَاعَةٍ مِنْ أَبِيهِ، وَكَانَ يَتِيمًا، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ صَوَاحِبِي امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ صَبِيًّا، غَيْرِي. فَقُلْتُ لِزَوْجِي: لَأَرْجِعَنَّ إِلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنَّهُ، فَأَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُهُ، فَقَالَ زَوْجِي: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ فِيهِ خيرا. قالت: فو الله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ جَعَلْتُهُ فِي حِجْرِي فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيِي بِمَا شَاءَ مِنَ اللَّبَنِ، فَشَرِبَ وَشَرِبَ أَخُوهُ حَتَّى رَوِيَا، وَقَامَ زَوْجِي إِلَى شَارِفِنَا مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا بِهَا حَافِلٌ، فَحَلَبَ وَشَرِبْنَا حَتَّى رَوِينَا، فَبِتْنَا شِبَاعًا رِوَاءً، وَقَدْ نَامَ صِبْيَانُنَا، قَالَ أَبُوهُ: وَاللَّهِ يَا حَلِيمَةُ مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ أَصَبْتِ نَسْمَةً مباركة، ثم خرجنا، فو الله لَخَرَجَتْ أَتَانِي أَمَامَ الرَّكْبِ قَدْ قَطَعَتْهُنَّ حَتَّى مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا أَحَدٌ، فَقَدِمْنَا مَنَازِلَنَا مِنْ حَاضِرِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَقَدِمْنَا عَلَى أجدب أرض الله، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ كَانُوا لَيُسَرِّحُونَ أَغْنَامَهُمْ وَيُسَرِّحُ راعيّ غنمي، فتروح غنمي بطانا لبّنا حلّا، وَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا، فَيَقُولُونَ لِرُعَاتِهِمْ: وَيْلَكُمْ أَلَا تَسْرَحُونَ حَيْثُ يَسْرَحُ رَاعِي حَلِيمَةَ؟ فَيَسْرَحُونَ فِي الشّعب الّذي يسرح فيه   [1] سيرة ابن هشام 1/ 184. [2] هي حليمة بنت عبد الله بن الحارث. [3] شديدة البياض. [4] أذمّت بالركب: أي حبستهم، وكأنه من الماء الدائم وهو الواقف، أي جاءت بما تذمّ عليه. [5] سنة شهباء: أي سنة قحط وجدب. [6] الشارف: الناقة المسنّة. [7] تبضّ: ترشح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 رَاعِينَا، فَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا بِهَا مِنْ لَبَنٍ، وَتَرُوحُ غَنَمِي لُبَّنًا حُفَّلًا. فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشِبُّ فِي يَوْمِهِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي سَنَةٍ [1] ، قَالَتْ: فَقَدِمْنَا عَلَى أُمِّهِ فَقُلْنَا لَهَا: رُدِّي عَلَيْنَا ابْنِي فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ، قَالَتْ: وَنَحْنُ أَضَنُّ شَيْءٍ بِهِ مِمَّا رَأَيْنَا مِنْ بَرَكَتِهِ [2] ، قَالَتْ: ارْجِعَا بِهِ، فَمَكَثَ عِنْدَنَا شَهْرَيْنِ [3] فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ وأخوه خلف البيوت يرعيان بها لَنَا، إِذْ جَاءَ أَخُوهُ يَشْتَدُّ [4] قَالَ: أَدْرِكَا أَخِي قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ فَشَقَّا بَطْنَهُ، فَخَرَجْنَا نَشْتَدُّ، فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ قَائِمٌ مُنْتَقِعَ اللَّوْنِ، فَاعْتَنَقَهُ أبوه وأنا، ثم قال: مالك يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: أَتَانِي رَجُلَانِ [5] فَأَضْجَعَانِي ثُمَّ شقّا بطني فو الله مَا أَدْرِي مَا صَنَعَا، فَرَجَعْنَا بِهِ. قَالَتْ: يَقُولُ أَبُوهُ: يَا حَلِيمَةُ مَا أَرَى هَذَا الْغُلَامَ إِلَّا أَنَّهُ أُصِيبَ، فَانْطَلِقِي فَلْنَرُدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ. فَرَجَعْنَا بِهِ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: مَا رَدَّكُمَا بِهِ؟ فَقُلْتُ: كَفَلْنَاهُ وَأَدَّيْنَا الْحَقَّ، ثُمَّ تَخَوَّفْنَا عَلَيْهِ الْأَحْدَاثَ. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِكُمَا، فَأَخْبِرَانِي خَبَرَكُمَا، فَمَا زَالَتْ بِنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا، قَالَتْ: فَتَخَوَّفْتُمَا عَلَيْهِ [6] ؟ كَلَّا وَاللَّهِ إِنَّ لِابْنِي هَذَا شَأْنًا، إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَلَمْ أَحْمِلْ حَمْلًا قَطُّ كَانَ أَخَفَّ مِنْهُ وَلَا أَعْظَمَ بَرَكَةً، ثُمَّ رَأَيْتُ نُورًا كَأَنَّهُ شِهَابٌ خَرَجَ مِنِّي حِينَ وَضَعْتُهُ أَضَاءَتْ لِيَ أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بِبُصْرَى [7] ، ثُمَّ وَضَعْتُهُ فَمَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ، وَقَعَ وَاضِعًا يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إلى السماء، دعاه والحقا شأنكما» .   [1] وفي نهاية الأرب 16/ 83: «فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا» أي شديدا غليظا. [2] وفي نهاية الأرب 17/ 83، وعيون الأثر 1/ 34: «ونحن أحرص شيء على مكثه فيه لما كنّا نرى من بركته» . [3] في نهاية الأرب 16/ 84، وعيون الأثر 1/ 34: «بعد مقدمنا به بأشهر» . [4] يشتدّ: يسرع في عدوه. [5] في نهاية الأرب 16/ 84، وعيون الأثر 1/ 34: «عليهما ثياب بيض» . [6] في نهاية الأرب وعيون الأثر: «أفتخوّفت عليه الشيطان قلت: نعم قالت: كلّا والله ما للشيطان عليه من سبيل» . [7] في نهاية الأرب وعيون الأثر: «خرج مني نور أضاء له قصور بصرى من أرض الشام» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 هَذَا حَدِيثٌ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ [1] . قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى، أنا عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ حَتَّى دَنَتْ مِنْهُ، فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ» . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [2] . قَالَ مُسْلِمٌ: ثنا شَيْبَانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: «أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ قَلْبَهُ [3] ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً، فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لَأَمَهُ، [4] ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ، وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى أُمِّهِ، يَعْنِي مُرْضِعَتَهُ، فَقَالُوا: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَاسْتَقْبَلُوهُ مُنْتَقِعَ اللَّوْنِ» . قَالَ أَنَسٌ: قَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ [5] . وَقَالَ بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ [6] بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ [7] ، فَذَكَرَ نحوا من حديث أنس. وهو   [1] سيرة ابن هشام 1/ 184- 188 نهاية الأرب 16/ 81- 84، عيون الأثر 1/ 33، 34، شرح المواهب اللدنية 1/ 141- 150 وانظر الطبقات لابن سعد 1/ 111، 112، سيرة ابن كثير 1/ 225- 228. [2] سنن أبي داود 4/ 337 رقم 5144 كتاب الأدب، باب في برّ الوالدين. وانظر طبقات ابن سعد 1/ 114. [3] في صحيح مسلم: «فشقّ عن قلبه، فاستخرج القلب» . [4] لأمه: على وزن ضربه، ومعناه جمعه وضمّ بعضه إلى بعض. [5] رواه مسلم في صحيحه (261) في كتاب الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات وفرض الصلوات، وأحمد في مسندة 3/ 121 و 149 و 288، وسيرة ابن كثير 1/ 231. [6] بحير: بفتح الباء الموحّدة، وكسر الحاء المهملة، (المشتبه للذهبي 1/ 47) وهو الكلاعي الحمصي، ورد في طبقات خليفة «بجير» وهو تحريف- ص 315، وفي تهذيب التهذيب 1/ 431 «بحير بن سعيد» وهو تصحيف» ، والصحيح «سعد» . وقد ورد في الأصل مهملا. [7] هو عتبة بن عبد السلمي. انظر طبقات خليفة 52 و 301. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 صَحِيحٌ أَيْضًا وَزَادَ فِيهِ: «فَرَحَّلَتْ- يَعْنِي ظِئْرَهُ- بَعِيرًا، فَحَمَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ، وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي فَقَالَتْ: أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي، وَحَدَّثْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ» [1] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُتِيتُ وَأَنَا فِي أَهْلِي، فَانْطُلِقَ بِي إِلَى زَمْزَمَ فَشُرِحَ صَدْرِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَحُشِيَ بِهَا صَدْرِي- قَالَ أَنَسٌ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِينَا أَثَرَهُ- فَعَرَجَ بِي الْمَلَكُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا» . وَذَكَرَ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ [2] . وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذرّ أيضا. وَأَمَّا قَتَادَةُ فَرَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ بِنَحْوِهِ. وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ هَذَا لِيُعْرَفَ أَنَّ جِبْرِيلَ شَرَحَ صَدْرَهُ مَرَّتَيْنِ: فِي صِغَرِهِ وَوَقْتَ الْإِسْرَاءِ بِهِ. ذِكْرُ وَفَاةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ [3] وَتُوُفِّيَ «عَبْدُ اللَّهِ» أَبُوهُ وَلِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ شَهْرًا. وَقِيلَ: أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ. وَقِيلَ: وَهُوَ حمل [4] .   [1] انظر سيرة ابن هشام 1/ 188. [2] رواه البخاري في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي التوحيد، باب ما جاء في (وكلّم موسى تكليما) وفي الأنبياء باب صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (162) في الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إلى السماوات، والنسائي 1/ 221 في الصلاة، باب فرض الصلاة، والترمذي (3130) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل، وانظر جامع الأصول 11/ 303. [3] العنوان ليس في الأصل، أضفته من طبقات ابن سعد 1/ 99. [4] طبقات ابن سعد 1/ 99 و 100، عيون الأثر 1/ 25، نهاية الأرب 16/ 66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 توفّي بالمدينة غريبا، وكان قدمها ليمتاز تَمْرًا، وَقِيلَ: بَلْ مَرَّ بِهَا مَرِيضًا رَاجِعًا مِنَ الشَّامِ، فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ وغيره: «أنّ عبد الله ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ إِلَى غَزَّةَ فِي عِيرٍ تَحْمِلُ تِجَارَاتٍ، فَلَمَّا قَفَلُوا مَرُّوا بِالْمَدِينَةِ وَعَبْدُ اللَّهِ مَرِيضٌ فَقَالَ: أَتَخَلَّفُ عِنْدَ أَخْوَالِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ مَرِيضًا مُدَّةَ شَهْرٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْحَارِثَ وَهُوَ أَكْبَرُ وَلَدِهِ، فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ، وَدُفِنَ فِي دَارِ النَّابِغَةِ أَحَدِ بَنِي النَّجَّارِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ حَمْلٌ، عَلَى الصَّحِيحِ» [1] . وَعَاشَ عَبْدُ اللَّهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً [2] قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَذَلِكَ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ فِي سِنِّهِ وَوَفَاتِهِ [3] . وَتَرَكَ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْمِيرَاثِ أُمَّ أَيْمَنَ وَخَمْسَةَ أَجْمَالٍ وَغَنَمًا، فَوَرِثَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . وَتُوُفِّيَتْ أُمُّهُ «آمِنَةُ» بِالْأَبْوَاءِ [5] وَهِيَ رَاجِعَةٌ بِهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى مَكَّةَ مِنْ زِيَارَةِ أَخْوَالِ أَبِيهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتِّ سِنِينَ [6] وَمِائَةِ يَوْمٍ. وَقِيلَ: ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ [7] . فَلَمَّا مَاتَتْ وَدُفِنَتْ، حَمَلَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ مَوْلَاتُهُ إِلَى مَكَّةَ إِلَى جدّه، فكان   [1] طبقات ابن سعد 1/ 99، عيون الأثر 1/ 26. [2] طبقات ابن سعد 1/ 99، نهاية الأرب 16/ 66، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 282. [3] طبقات ابن سعد 1/ 99، نهاية الأرب 16/ 66، عيون الأثر 1/ 26. [4] نهاية الأرب 16/ 67. [5] الأبواء: بالفتح ثم السكون، قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا (معجم البلدان 1/ 79) . [6] انظر طبقات ابن سعد 1/ 116 وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 283، ونهاية الأرب 16/ 87. [7] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 283. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 فِي كِفَالَتِهِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ جَدُّهُ، وَلِلنَّبِيِّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَمَانِ سِنِينَ [1] ، فَأَوْصَى بِهِ إِلَى عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ [2] . قَالَ عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ: أَنْبَأَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كِنْدِيرَ بْنِ سَعِيدٍ [3] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَيَرْتَجِزُ يَقُولُ: رَبِّ رُدَّ إِلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا يَا رَبُّ رُدَّهُ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا [4] قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ذَهَبَ إِبِلٌ لَهُ فَأَرْسَلَ ابْنَ ابْنِهِ فِي طَلَبِهَا، وَلَمْ يُرْسِلْهُ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إِلَّا جَاءَ بِهَا، وَقَدِ احْتَبَسَ عَلَيْهِ، فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى جَاءَ مُحَمَّدٌ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَاءَ الْإِبِلُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لَقَدْ حَزِنْتُ عَلَيْكَ حُزْنًا، لَا تُفَارِقْنِي أَبَدًا» [5] . وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ بَهْزِ [6] بْنِ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ حَيْدَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ اعْتَمَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ كِنْدِيرَ عَنْ أبيه [7] .   [1] طبقات ابن سعد 1/ 119، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 282، نهاية الأرب 16/ 88. [2] طبقات ابن سعد 1/ 118، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 282، نهاية الأرب 16/ 88. [3] هو «كندير بن سعيد بن حيوة» وقيل «حيدة» . [4] ورد القول باختلاف في الألفاظ عند ابن سعد 1/ 112 وفي أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 82، وأسد الغابة لابن الأثير 4/ 255، وفي عيون الأثر لابن سيد الناس 1/ 38، وفي الإصابة لابن حجر 3/ 311 رقم 7482 وأنظره باسم «سعيد بن حيوة» 2/ 45 رقم 3256، وفي الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 17، وانظر: الجرح والتعديل 7/ 173 رقم 986، وإنسان العيون 1/ 180 ومجمع الزوائد للهيثمي 2/ 224، والمعرفة والتاريخ 3/ 252. [5] طبقات ابن سعد 1/ 113. [6] مهمل في الأصل، والتصحيح من: ميزان الاعتدال 1/ 353 رقم 1325 والوافي بالوفيات 10/ 308 رقم 30 رقم 4820، وتهذيب التهذيب 1/ 498. [7] انظر دلائل النبوّة للبيهقي، والإصابة 1/ 365 رقم 1894. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، حَدَّثَنِي جُلْهُمَةُ بْنُ عُرْفُطَةَ قَالَ: «إِنِّي لَبِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ، إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ مِنْ أَعْلَى نَجْدٍ، فَلَمَّا حَاذَتِ الْكَعْبَةَ إِذَا غُلَامٌ قَدْ رَمَى بِنَفْسِهِ عَنْ عَجُزِ بَعِيرٍ، فَجَاءَ حَتَّى تَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ نَادَى يَا رَبَّ البِنَيَّةِ أَجِرْنِي، وَإِذَا شَيْخٌ [1] وَسِيمٌ قَسِيمٌ عَلَيْهِ بَهَاءُ الْمُلْكِ وَوَقَارُ الْحُكَمَاءِ. فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ يَا غُلَامُ، فَأَنَا مِنْ آلِ اللَّهِ وَأُجِيرُ مَنِ اسْتَجَارَ بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَأَنَا صَغِيرٌ، وَإِنَّ هَذَا اسْتَعْبَدَنِي، وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ للَّه بَيْتًا يَمْنَعُ مِنَ الظُّلْمِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ اسْتَجَرْتُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ الْقُرَشِيُّ: قَدْ أَجَرْتُكَ يَا غُلَامُ، قَالَ: وَحَبَسَ اللَّهُ يَدَ [2] الْجُنْدَعِيِّ إِلَى عُنُقِهِ. قَالَ جُلْهُمَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَمْرَو بْنَ خَارِجَةَ وَكَانَ قُعْدُدَ الْحَيِّ [3] فَقَالَ: إِنَّ لِهَذَا الشَّيْخِ ابْنًا يَعْنِي أَبَا طَالِبٍ. قَالَ: فَهَوَيْتُ رَحْلِي نَحْوَ تهامة، أكسع بها الحدود، وأعلو بها الكلدان، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِذَا قُرَيْشٌ عِزِينٌ [4] ، قَدِ ارْتَفَعَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ يَسْتَسْقُونَ، فَقَائِلٌ منهم يقول: اعتمدوا اللّات والعزّى، وقائل يَقُولُ: اعْتَمِدُوا مَنْاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى. وَقَالَ شَيْخٌ وَسِيمٌ قَسِيمٌ حَسَنُ الْوَجْهِ جَيِّدُ الرَّأْيِ: أَنَّى تُؤْفَكُونَ وَفِيكُمْ بَاقِيَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَسُلَالَةُ إسماعيل؟   [1] في نسخة دار الكتب المصرية، زيادة: «جندعي عشمة ممدود قد جاء فانتزع يده من أسجاف الكعبة، فقام إليه شيخ» . [2] «يد» ساقطة من الأصل و (ع) . [3] قعدد: قريب الآباء من الجدّ الأكبر. (القاموس المحيط) . [4] عزين: مجتمعين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 قَالُوا لَهُ: كَأَنَّكَ عَنَيْتَ أَبَا طَالِبٍ. قَالَ: إِيهًا. فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ، وَقُمْتُ مَعَهُمْ فَدَقَقْنَا عَلَيْهِ بابه، فخرج إلينا رجل حسن الوجه مصفّر، عَلَيْهِ إِزَارٌ قَدِ اتَّشَحَ بِهِ، فَثَارُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ قَحَطَ الْوَادِي، وَأَجْدَبَ الْعِبَادُ فَهَلُمَّ فَاسْتَسْقِ، فَقَالَ: رُوَيْدَكُمْ زَوَالَ الشَّمْسِ وَهُبُوبَ الرِّيحِ، فَلَمَّا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ، خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ مَعَهُ غُلَامٌ كَأَنَّهُ دُجُنٌّ تَجَلَّتْ عَنْهُ سَحَابَةٌ قَتْمَاءُ، وَحَوْلَهُ أُغَيْلِمَةٌ، فَأَخَذَهُ أَبُو طَالِبٍ فَأَلْصَقَ ظَهْرَهُ بِالْكَعْبَةِ، وَلَاذَ بِأُضْبَعِهِ الْغُلَامُ، وَبَصْبَصَتِ الْأُغَيْلِمَةُ حَوْلَهُ وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ [1] ، فَأَقْبَلَ السَّحَابُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا وَأَغْدَقَ [2] وَاغْدَوْدَقَ وَانْفَجَرَ لَهُ الْوَادِي، وَأَخْصَبَ النَّادِي وَالْبَادِي، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ رَبِيعُ [3] الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ [4] تَطِيفُ [5] بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ [6] وَفَوَاضِلِ [7] وَمِيزَانُ عَدْلٍ [8] لَا يَخِيسُ [9] شُعَيْرَةً وَوَزَّانُ صِدْقٍ وَزْنُهُ غَيْرُ عَائِلِ [10] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ- وَهُوَ ضَعِيفٌ [11]- ثنا أحمد بن محمد   [1] قطعة من الغيم. [2] أغدق المطر: كثر وكبر قطره. [3] هكذا في الأصل، والعقد الفريد، وفي سيرة ابن هشام وأنساب الأشراف «ثمال» . [4] البيت في السيرة 2/ 14 وأنساب الأشراف 1/ 553 والعقد الفريد 3/ 232 و 4/ 264. [5] في السيرة «يلوز» 1/ 14. [6] في السيرة 1/ 14 «رحمة» . [7] في الأصل «فضائل» ، وما أثبتناه عن (ع) وعن السيرة. [8] في السيرة 1/ 15 «بميزان قسط» . [9] في السيرة «لا يخس» وهي الرواية المشهورة. [10] ورد هذا الشطر في السيرة: «له شاهد من نفسه غير عائل» [11] انظر عنه: المجروحين لابن حبّان 2/ 47، المغني في الضعفاء 1/ 342 رقم 3212، ميزان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 الْأَزْرَقِيُّ، حَدَّثَهُمْ سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، نا ابْنُ جريح قَالَ: كُنَّا مَعَ عَطَاءٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: «كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ أَطْوَلَ النَّاسِ قَامَةً، وَأَحْسَنَهُمْ وَجْهًا، مَا رَآهُ أَحَدٌ قَطُّ إِلَّا أَحَبَّهُ، وَكَانَ لَهُ مَفْرَشٌ فِي الْحِجْرِ لَا يَجْلِسُ عَلَيْهِ غَيْرُهُ، وَلَا يُجْلِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ أَحَدٌ، وَكَانَ النَّدِيُّ مِنْ قُرَيْشٍ حَرْبُ بْنُ أُمَيَّةَ فَمَنْ دُونَهُ يَجْلِسُونَ حَوْلَهُ دُونَ الْمَفْرَشِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ غُلَامٌ لَمْ يَبْلُغْ فَجَلَسَ عَلَى الْمَفْرَشِ، فَجَبَذَهُ رَجُلٌ فَبَكَى، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ- وَذَلِكَ بَعْدَ مَا كُفَّ بصره-: ما لا بني يَبْكِي؟ قَالُوا لَهُ: إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى الْمَفْرَشِ فَمَنَعُوهُ، فَقَالَ: دَعُوا ابْنِي يَجْلِسْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُحِسُّ مِنْ نَفْسِهِ شَرَفًا، وَأَرْجُو أَنْ يَبْلُغَ مِنَ الشَّرَفِ مَا لَمْ يَبْلُغْ عَرَبِيٌّ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ. قَالَ: وَمَاتَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، وَالنَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَكَانَ خَلْفَ جِنَازَةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَبْكِي حَتَّى دُفِنَ بِالْحَجُونِ [1] . وَقَدْ رَعَى الْغَنَمَ فَرَوَى عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ رَعَى الْغَنَمَ» قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا على قراريط لأهل مكة» . رواه البخاري [2] .   [ () ] الاعتدال 2/ 438 رقم 4376، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1574 لسان الميزان 3/ 299 رقم 1245. [1] طبقات ابن سعد 1/ 119، سيرة ابن هشام 1/ 195، نهاية الأرب 16/ 88، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 285. والحجون: بفتح الحاء المهملة وضم الجيم. مقبرة أهل مكة. [2] رواه البخاري في كتاب الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط 3/ 48، وأخرجه ابن ماجة في كتاب التجارات، باب الصناعات (2149) وسنده: «حدثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ جده، عن سعيد بن أبي أحيحة، عن أبي هريرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ نَجْتَنِي الْكَبَاثَ [1] فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ» قُلْنَا: وَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ رَعَاهَا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . سَفَرُهُ مَعَ عَمِّهِ- إِنْ صَحَّ قَالَ قُرَادٌ [3] أَبُو نُوحٍ: ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ [بَحِيرَى [4]] نَزَلُوا فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ لا يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ، فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ وَهُمْ يَحِلُّونَ رِحَالَهُمْ، حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ، [هَذَا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ] هَذَا يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، فَقَالَ أَشْيَاخُ قُرَيْشٍ: وَمَا عِلْمُكَ بِهَذَا؟ قَالَ: إِنَّكُمْ حِينَ أَشْرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ وَلَا حَجَرٌ إِلَّا خَرَّ سَاجِدًا، وَلَا يَسْجُدُونَ إِلَّا لِنَبِيٍّ لَأَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، أَسْفَلَ غُضْرُوفِ [5] كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ. ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لهم طعاما، فلما أتاهم به [و] [6] كان- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي رِعْيَةِ الْإِبِلِ قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فلما دنا   [1] الكباث: كسحاب. النضيج من ثمر الأراك. (تاج العروس 5/ 329) . [2] البخاري في كتاب الأطعمة، باب الكباث وهو تمر الأراك 6/ 213، ومسلم (2050) كتاب الأشربة، باب فضيلة الأسود من الكباث، الموطأ، كتاب الجامع، ما جاء في أمر الغنم (1770) أحمد في المسند 3/ 326. وانظر عن رعيه صلّى الله عليه وسلّم الغنم: طبقات ابن سعد 1/ 125 و 126، ونهاية الأرب 16/ 93، وعيون الأثر 1/ 45، السيرة الحلبية 1/ 125. [3] سيأتي التعريف به بعد قليل. [4] إضافة على الأصل للتعريف. [5] في الأصل «غرضوف» وهو تصحيف، وفي تهذيب تاريخ دمشق 1/ 269 «من غضروف» . [6] إضافة من تهذيب تاريخ دمشق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 مِنَ الْقَوْمِ وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ- يَعْنِي إِلَى فَيْءِ شَجَرَةٍ [1]- فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: انْظُرُوا [إِلَى] [2] فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لا يَذْهَبُوا بِهِ إِلَى الرُّومِ، فَإِنَّ الرُّومَ لَوْ رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِصِفَتِهِ فَقَتَلُوهُ، فَالْتَفَتَ فَإِذَا بِسَبْعَةِ [3] نَفَرٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ الرُّومِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ الرَّاهِبُ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَا إِنَّ هَذَا النَّبِيَّ [4] خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ، فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلَّا قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ نَاسٌ، [5] وَإِنَّا قَدْ أُخْبِرْنَا [6] فَبُعِثْنَا إِلَى طَرِيقِكَ هَذَا، فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ خَلَّفْتُمْ خَلْفَكُمْ أَحَدًا [7] هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: لَا. إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بِطَرِيقِكَ [8] هَذَا، قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَهُ، هَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَتَابَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ فَقَالَ: أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ؟ قَالَ أَبُو طَالِبٍ: أَنَا، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ حَتَّى رَدَّهُ أَبُو طَالِبٍ، وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلَالًا، وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ. تَفَرَّدَ بِهِ قُرَادٌ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرحمن بن غزوان [9] ، ثقة، احتجّ به   [1] في تهذيب تاريخ دمشق «الشجرة» . [2] إضافة من تهذيب تاريخ دمشق. [3] في تهذيب تاريخ دمشق «فإذا هو بسبعة» . [4] في دلائل النبوّة 1/ 374 «جئنا إلى هذا النبي» . وفي المستدرك للحاكم 2/ 616 «جئنا فإن هذا النبي خارج» . [5] في تهذيب تاريخ دمشق «بأناس» . [6] في تهذيب تاريخ دمشق «قد أخبرنا خبره» . [7] في الأصل «أحد» . [8] في تاريخ الطبري 2/ 279 وتهذيب دمشق 1/ 269 «اخترنا خيرة لطريقك» ، وفي دلائل النبوة 1/ 375 «أخبرنا خبر طريقك» . [9] انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 355، الجرح والتعديل 5/ 274 رقم 1301، الكنى والأسماء 2/ 141، تاريخ بغداد 10/ 252 رقم 5369، الكاشف 2/ 160 رقم 3331، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 الْبُخَارِيُّ [1] وَالنَّسَائِيُّ، وَرَوَاهُ النَّاسُ عَنْ قُرَادٍ، وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] .. وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ جِدًّا، وَأَيْنَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ؟ كَانَ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ، فَإِنَّهُ أَصْغَرُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ، وَأَيْنَ كَانَ بِلَالٌ فِي هَذَا الْوَقْتِ؟ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَشْتَرِهِ إِلَّا بَعْدَ الْمَبْعَثِ، وَلَمْ يَكُنْ وُلِدَ بَعْدُ، وَأَيْضًا، فَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَمِيلَ فَيْءُ الشَّجَرَةِ؟ لِأَنَّ ظِلَّ الْغَمَامَةِ يُعْدِمُ فَيْءَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَزَلَ تَحْتَهَا، وَلَمْ نَرَ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ أَبَا طَالِبٍ قَطُّ بِقَوْلِ الرَّاهِبِ، وَلَا تَذَاكَرَتْهُ قُرَيْشٌ، وَلَا حَكَتْهُ أُولَئِكَ الْأَشْيَاخُ، مَعَ تَوَفُّرِ هِمَمِهِمْ وَدَوَاعِيهِمْ عَلَى حِكَايَةِ مِثْلِ ذَلِكَ، فَلَوْ وَقَعَ لَاشْتَهَرَ بَيْنَهُمْ أَيَّمَا اشْتِهَارٍ، وَلَبَقِيَ عِنْدَهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِسٌّ مِنَ النُّبُوَّةِ، وَلَمَا أَنْكَرَ مَجِيءَ الْوَحْيِ إِلَيْهِ، أَوَّلًا بِغَارِ حِرَاءٍ وَأَتَى خَدِيجَةَ خَائِفًا عَلَى عَقْلِهِ، وَلَمَا ذَهَبَ إِلَى شَوَاهِقِ الْجِبَالِ لِيَرْمِيَ نَفْسَهُ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وَأَيْضًا فَلَوْ أَثَّرَ هَذَا الْخَوْفُ فِي أَبِي طَالِبٍ وَرَدَّهُ، كَيْفَ كَانَتْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنَ السَّفَرِ إِلَى الشَّامِ تَاجِرًا لِخَدِيجَةَ؟. وَفِي الْحَدِيثِ أَلْفَاظٌ مُنْكَرَةٌ، تُشْبِهُ أَلْفَاظَ الطُّرُقِيَّةِ، مَعَ أَنَّ ابْنَ عَائِذٍ قَدْ رَوَى مَعْنَاهُ فِي مَغَازِيهِ دُونَ قَوْلِهِ: «وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ بِلَالًا» إِلَى آخِرِهِ، فَقَالَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ.   [ () ] ميزان الاعتدال 2/ 581 رقم 4934، تذكرة الحفاظ 1/ 329، تهذيب التهذيب 6/ 247 رقم 495، تقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1075، خلاصة تهذيب التهذيب 233. [1] قال الخزرجي في الخلاصة 233 «وله في البخاري فرد حديث» . [2] سنن الترمذي 5/ 250 كتاب المناقب، باب ما جاء في بدء نبوّة النبي صلّى الله عليه وسلّم (3699) وقال: هذا حديث حسن غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وانظر: تاريخ الطبري 2/ 278، 279، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 268، 269، المستدرك للحاكم 2/ 615، 616 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الذهبي في تلخيصه: الحديث بطوله في البخاري ومسلم، وأظنه موضوعا فبعضه باطل 2/ 615، الروض الأنف 1/ 207. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي «السِّيرَةِ» [1] : إِنَّ أَبَا طَالِبٍ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ تَاجِرًا فِي رَكْبٍ، وَمَعَهُ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ غُلَامٌ، فَلَمَّا نَزَلُوا بُصْرَى، وَبِهَا بَحِيرَا الرَّاهِبُ فِي صَوْمَعَتِهِ، وَكَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ، وَلَمْ يَزَلْ فِي تِلْكَ الصَّوْمَعَةِ قَطُّ [2] رَاهِبٌ يَصِيرُ إِلَيْهِ عِلْمُهُمْ عَنْ كِتَابٍ فِيهِمْ فِيمَا يَزْعُمُونَ، يَتَوَارَثُونَهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، قَالَ: فَنَزَلُوا قَرِيبًا مِنَ الصَّوْمَعَةِ، فَصَنَعَ بَحِيرَا طَعَامًا، وَذَلِكَ فِيمَا يَزْعُمُونَ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ حِينَ أَقْبَلُوا، وَغَمَامَةٍ [3] تُظِلُّهُ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ، فَنَزَلَ بِظِلِّ شَجَرَةٍ [4] ، فَنَزَلَ بَحِيرَا مِنْ صَوْمَعَتِهِ، وَقَدْ أَمَرَ بِذَلِكَ الطَّعَامِ فَصُنِعَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَجَاءُوهُ [5] فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: يَا بَحِيرَا مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا، فَمَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّكُمْ ضَيْفٌ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُكْرِمَكُمْ [6] ، فَاجْتَمَعُوا، وَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصِغَرِهِ فِي رِحَالِهِمْ [7] . فَلَمَّا نَظَرَ بَحِيرَا فِيهِمْ وَلَمْ يَرَهُ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَا يَتَخَلَّفْ عَنْ طَعَامِي هذا أحد.   [1] السير والمغازي لابن إسحاق- تحقيق د. سهيل زكار ص 73- السيرة لابن هشام 1/ 205، تاريخ الطبري 2/ 277 دلائل النبوة 373. [2] هكذا في الأصل وفي السير والمغازي 73، 74، أما في سيرة ابن هشام 1/ 205 وتاريخ الطبري 2/ 277 «منذ (أو مذ) قط راهب» ، وقط هنا: اسم بمعنى الدهر، ومذ طرف. [3] في السر والمغازي لابن إسحاق 74 «غماما» . [4] في السير والمغازي «ثم أقبلوا حتى نزلوا بظلّ شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حتى أظلّت الشجرة، وتهصّرت أغصان الشجرة عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى استظلّ تحتها، فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته» . [5] يحذف الحافظ الذهبي عدّة فقرات من الأصل الّذي ينقل عنه، انظر ذلك في: السير والمغازي لابن إسحاق 74 وسيرة ابن هشام 1/ 205. [6] النصّ عند ابن إسحاق في السير والمغازي 74: «ثم أرسل اليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، وأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم، وحرّكم وعبدكم، فقال له رجل منهم: يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا ما كنت تصنع هذا فيما مضى، وقد كنا نمرّ بك كثيرا، فما شأنك اليوم؟ فقال له بحيرا: صدقت، قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم صغيركم وكبيركم» . [7] في السير والمغازي 74 «لحداثة سنّه في رحال القوم تحت الشجرة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَالُوا: مَا تَخَلَّفَ أَحَدٌ إلَّا غُلَامٌ هُوَ أَحْدَثُ الْقَوْمِ سِنًّا. قَالَ: فَلَا تَفْعَلُوا، ادْعُوهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى إِنَّ هَذَا لَلُؤْمٌ بِنَا، يَتَخَلَّفُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنِ الطَّعَامِ مِنْ بَيْنِنَا، ثُمَّ قَامَ وَاحْتَضَنَهُ، وَأَقْبَلَ بِهِ [1] فَلَمَّا رَآهُ بَحِيرَا جَعَلَ يَلْحَظُهُ لَحْظًا شَدِيدًا، وَيَنْظُرُ إِلَى أَشْيَاءَ مِنْ جَسَدِهِ، قَدْ كَانَ يَجِدُهَا عِنْدَهُ مِنْ صِفَتِهِ، حَتَّى إِذَا شَبِعُوا وَتَفَرَّقُوا قَامَ بَحِيرَا فَقَالَ: يَا غُلَامُ أَسْأَلُكَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى إِلَّا أَخْبَرْتَنيِ عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ [2] ، فَزَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: لَا تسألني باللّات والعزّى [3] ، فو الله مَا أَبْغَضْتُ بُغْضَهُمَا شَيْئًا قَطُّ. فَقَالَ لَهُ: فباللَّه إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ [4] ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ حَالِهِ [5] ، فَتَوَافَقَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الصِّفَةِ. ثُمَّ نَظَرَ فِيهِ أثر خاتم النّبوّة [6] ، فأقبل على أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَا هُوَ مِنْكَ؟ قَالَ: ابْنِي. قَالَ: مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَبُوهُ حَيًّا. قَالَ: فَإِنَّهُ ابْنُ أَخِي [7] . قَالَ: ارْجِعْ به واحذر عليه اليهود، فو الله لَئِنْ رَأَوْهُ وَعَرَفُوا مِنْهُ مَا عَرَفْتُهُ لَيَبْغُنَّهُ شَرًّا، فَإِنَّهُ كَائِنٌ لِابْنِ أَخِيكَ شَأْنٌ، فَخَرَجَ به أبو طالب سريعا حتى   [1] في السير والمغازي 75 «ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم» [2] قال ابن إسحاق في السير والمغازي 75 «وإنما قال له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما» . [3] في السير زيادة «شيئا» . [4] في السير: «قال سلني عمّا بدا لك» . [5] في السير زيادة «من نومه، وهيئته، وأموره، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته» . [6] في السير 75 «ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده» . [7] قال ابن إسحاق في السير: «قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمّه حبلى به، قال: صدقت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 أَقْدَمَهُ مَكَّةَ حِينَ فَرَغَ مِنْ تِجَارَتِهِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] . وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ: أَنَّ أَبَا طَالِبٍ سَافَرَ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ مُحَمَّدٌ، فَنَزَلَ مَنْزِلًا، فَأَتَاهُ رَاهِبٌ فَقَالَ: فِيكُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَبُو هَذَا الْغُلَامِ؟ قَالَ أَبُو طَالِبٍ: ها أنا ذا وَلِيُّهُ. قَالَ: احْتَفِظْ بِهِ وَلَا تَذْهَبْ بِهِ إِلَى الشَّامِ إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ حُسَّدٌ، وَإِنِّي أَخْشَاهُمْ عَلَيْهِ. فَرَدَّهُ [2] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّ أَبَا طَالِبٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى الشَّامِ، وَمَعَهُ مُحَمَّدٌ، فَنَزَلُوا بِبَحِيرَا، الْحَدِيثَ. وَرَوَى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ: فَلَمَّا نَاهَزَ الِاحْتِلَامَ، ارْتَحَلَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ تَاجِرًا، فَنَزَلَ تَيْمَاءَ، فَرَآهُ حَبْرٌ مِنْ يَهُودِ تَيْمَاءَ، فَقَالَ لِأَبِي طَالِبٍ: مَا هَذَا الْغُلَامُ؟ قَالَ: هُوَ ابن أخي، قال: فو الله إِنْ قَدِمْتَ بِهِ الشَّامَ لَا تَصِلُ بِهِ إلى أَهْلَكَ أَبَدًا، لَيَقْتُلَنَّهُ الْيَهُودُ إِنَّهُ عَدُوُّهُمْ، فَرَجَعَ بِهِ أَبُو طَالِبٍ مِنْ تَيْمَاءَ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِيمَا ذُكِرَ لِي- يُحَدِّثُ عمّا كان الله تعالى يحفظه به فِي صِغَرِهِ [5] ، قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي غِلْمَانٍ من   [1] انظر: السير والمغازي لابن إسحاق 73- 75، سيرة ابن هشام 1/ 205- 207، تاريخ الطبري 2/ 277، 278، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 1/ 270- 271، دلائل النبوّة 1/ 373- 376 نهاية الأرب 16/ 90- 92، السيرة لابن كثير 1/ 243- 246، الخصائص الكبرى للسيوطي 1/ 84، السيرة الحلبية 1/ 118، 119، عيون الأثر 1/ 41، 42، شرح المواهب 1/ 194- 196. [2] انظر طبقات ابن سعد 1/ 121، والسيرة لابن كثير 1/ 249. [3] الطبقات 1/ 121. [4] سيرة ابن هشام 1/ 208 وانظر السير والمغازي 78، 79. [5] في السيرة زيادة «وأمر جاهليّته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 قُرَيْشٍ نَنْقُلُ حِجَارَةً لِبَعْضِ مَا يَلْعَبُ الْغِلْمَانُ بِهِ، كُلُّنَا قَدْ تَعَرَّى وَجَعَلَ إِزَارَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ يَحْمِلُ عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ، فَإِنِّي لَأُقْبِلُ مَعَهُمْ كَذَلِكَ وَأُدْبِرُ، إِذْ لَكَمَنِي لَاكِمٌ مَا أَرَاهَا [1] ، لَكْمَةً وَجِيعَةً، وَقَالَ: شُدَّ عَلَيْكَ إِزَارَكَ، فَأَخَذْتُهُ فَشَدَدْتُهُ، ثُمَّ جَعَلْتُ أَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِي [2] . حَرْبُ الْفِجَارِ [3] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : وَهَاجَتْ حَرْبُ الْفِجَارِ [5] وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرُونَ سَنَةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لَمَّا اسْتَحَلَّتْ كِنَانَةُ وَقَيْسٌ عَيْلَانَ فِي الْحَرْبِ مِنَ الْمَحَارِمِ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْتُ أُنَبِّلُ عَلَى أَعْمَامِي» أَيْ أَرُدُّ عَنْهُمْ نَبْلَ عَدُوِّهِمْ إِذَا رَمَوْهُمْ. وَكَانَ قَائِدُ قُرَيْشٍ حرب بن أميّة.   [1] في السيرة «أراه» . [2] في السيرة زيادة «وإزاري عليّ من بين أصحابي» . [3] العنوان إضافة على الأصل من سيرة ابن هشام 1/ 209. [4] سيرة ابن هشام 1/ 210، 211. [5] الفجار: بالكسر. وكانت للعرب فجارات أربع. ذكرها المسعودي 2/ 275 والسهيليّ في الروض 1/ 209. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 شَأْنُ خَدِيجَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] : ثُمَّ إِنَّ «خديجة بنت خويلد بْن أسد بْن عَبْد الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ» وَهِيَ أَقْرَبُ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُصَيٍّ بِرَجُلٍ، كَانَتِ امْرَأَةً تَاجِرَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَمَالٍ، وَكَانَتْ تَسْتَأْجِرُ الرِّجَالَ فِي مَالِهَا [2] ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُجَّارًا [3] فَعَرَضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْرُجَ فِي مَالٍ لَهَا إِلَى الشَّامِ [4] ، وَمَعَهُ غلام لها اسْمُهُ «مَيْسَرَةُ» ، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ بِقُرْبِ صَوْمَعَةٍ، فَأَطَلَّ [5] الرَّاهِبُ إِلَى مَيْسَرَةَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ [6] فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: مَا نَزَلَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا نَبِيٌّ [7] . ثُمَّ بَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِجَارَتَهُ وَتَعَوَّضَ وَرَجَعَ، فَكَانَ «مَيْسَرَةُ» - فِيمَا   [1] سيرة ابن هشام 1/ 218، 212 السير والمغازي لابن إسحاق 81، تاريخ الطبري 2/ 280. [2] في السيرة والسير وتاريخ الطبري، زيادة: «وتضاربهم إيّاه بشيء تجعله لهم منه» . [3] في السيرة والسير وتاريخ الطبري «قوما تجارا» . [4] في السيرة والسير وتاريخ الطبري زيادة: «وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار» . [5] في السيرة والسيرة وتاريخ الطبري «فأطلع» .. [6] في المصادر المذكورة «من هذا الرجل الّذي نزل تحت هذه الشجرة» . [7] قال السهيليّ في الروض 1/ 211: «يريد ما نزل تحتها هذه الساعة إلّا نبيّ، ولم يرد: ما نزل تحتها قط إلّا نبيّ، لبعد العهد بالأنبياء قبل ذلك..» . وأقول: لقد ورد في المصادر السابقة لفظ «قط» والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 يَزْعُمُونَ- إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ يَرَى مَلَكَيْنِ يُظِلَّانِهِ مِنَ الشَّمْسِ وَهُوَ يَسِيرُ [1] . وَرَوَى قِصَّةَ خُرُوجِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الشَّامِ تَاجِرًا، المحامليّ [2] ، عن عبد الله ابن شَبِيبٍ، وَهُوَ وَاهٍ [3] ، ثَنَا أَبُو بَكْرُ بْنُ شَيْبَةَ [4] ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرِ الْعَدَوِيُّ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثَتْنِي عُمَيْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدِ [5] بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ نَفِيسَةَ بِنْتِ مُنْيَةَ [6] أُخْتِ يَعْلَى قَالَتْ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ بَاعَتْ خَدِيجَةُ مَا جَاءَ بِهِ فَأَضْعَفَ أَوْ قَرِيبًا [7] . وَحَدَّثَهَا «مَيْسَرَةُ» عَنْ قَوْلِ الرَّاهِبِ، وَعَنِ الْمَلَكَيْنِ، وَكَانَتْ لَبِيبَةً حَازِمَةً، فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ تَقُولُ: يَا بْنَ عَمِّي، إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِيكَ لِقَرَابَتِكَ وأمانتك   [1] انظر: سيرة ابن هشام 1/ 212، والسير والمغازي 81، وتاريخ الطبري 2/ 280. [2] المحاملي: فتح الميم والحاء، نسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس في السفر، والمقصود به: القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبيّ، المتوفى سنة 330 هـ. وهو ثقة. انظر عنه: الفهرست 233، أخبار الراضي للصولي 230، تاريخ بغداد 8/ 19- 23، تاريخ دمشق مخطوط التيمورية 36/ 403، الكامل في التاريخ 8/ 392، اللباب 3/ 171، معجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 253 رقم 213، العبر 2/ 222، تذكرة الحفاظ 2/ 824- 826، البداية والنهاية 11/ 203 و 204، مرآة الجنان 2/ 297، الوافي بالوفيات 12/ 341، المنتظم 6/ 327، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 384، الأعلام 2/ 251، معجم المؤلّفين 3/ 315، تاريخ التراث العربيّ 1/ 452. [3] سبق الإشارة إلى ضعف عبد الله بن شبيب، وإلى مصادر ترجمته. [4] في نسخة دار الكتب المصرية «ابن أبي شيبة» وهو وهم واسمه: عبد الرحمن بن عبد الملك بن شَيْبَة. (تهذيب التهذيب) . [5] هنا سقط في نسخة دار الكتب. [6] في الأصل وفي نسخة القدسي 2/ 31 «منبه» بالباء الموحّدة، وهو تحريف، والتصحيح من طبقات ابن سعد 1/ 131 ونهاية الأرب 16/ 97، والإصابة 3/ 668 رقم 9358 في ترجمة أخيها يعلى بن أمية، وقال: منية: بضم الميم وسكون النون. [7] انظر طبقات ابن سعد 1/ 129- 131، نهاية الأرب 16/ 97. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 وصدقك وحسن خلفك، ثُمَّ عَرَضَتْ عَلَيْهِ نَفْسَهَا، فَقَالَ ذَلِكَ لِأَعْمَامِهِ، فَجَاءَ مَعَهُ حَمْزَةُ عَمُّهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خُوَيْلِدٍ [1] فَخَطَبَهَا مِنْهُ، وَأَصْدَقَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ بَكْرَةً، فَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَتْ [2] . وَتَزَوَّجَهَا وَعُمْرُهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» : [3] حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، ثنا حمّاد، عن عمّار ابن أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ-: أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ خَدِيجَةَ، وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ عَنْ أَنْ يُزَوِّجَهُ، فَصَنَعَتْ هِيَ طَعَامًا وَشَرَابًا، فَدَعَتْ أَبَاهَا وَزُمَرًا مِنْ قُرَيْشٍ، فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا، فَقَالَتْ لِأَبِيهَا: إِنَّ مُحَمَّدًا يَخْطُبُنِي فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَخَلَّقَتْهُ [4] وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً كَعَادَتِهِمْ، فَلَمَّا صَحَا نَظَرَ، فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ فَقَالَ: مَا شَأْنِي؟ فَقَالَتْ: زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدًا، فَقَالَ: وَأَنَا أُزَوِّجُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ! لَا لَعَمْرِي، فَقَالَتْ: أَمَا تَسْتَحِي؟ تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ مَعِي عِنْدَ قُرَيْشٍ بِأَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانَ، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ. وَقَدْ رَوَى طَرَفًا مِنْهُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَوْ غَيْرِهِ. وَأَوْلَادُهُ كُلُّهُمْ مِنْ خديجة سوى إبراهيم، وهم: القاسم، والطّيّب،   [1] هو خويلد بن أسد، وقيل: بل عمرو بن خويلد بن أسد، وقيل بل عمرو بن أميّة عمّها وكان شيخا كبيرا وهو الصحيح، على ما في نهاية الأرب 16/ 98، وعند ابن سعد في الطبقات 1/ 132 هو عمرو بن أسد بن عبد العزّي، وهو يومئذ شيخ كبير لم يبق لأسد لصلبه يومئذ غيره، ولم يلد عمرو بن أسد شيئا. وينفي الواقدي الأقوال الأخرى فيقول: «فهذا كلّه عندنا غلط ووهم، والثبت عندنا المحفوظ عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار، وأنّ عمّها عمرو بن أسد تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (طبقات ابن سعد 1/ 133) . [2] سيرة ابن هشام 1/ 213، 214. [3] ج 1/ 312 وانظر تاريخ الطبري 2/ 282. [4] خلّقته: طيّبته. وفي المسند «فجعلته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 وَالطَّاهِرُ، وَمَاتُوا صِغَارًا رُضَّعًا قَبْلَ الْمَبْعَثِ، وَرُقَيَّةُ، وَزَيْنَبُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَفَاطِمَةُ [1]- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ-، فَرُقَيَّةُ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ تَزَوَّجَتَا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ [2] ، وَزَيْنَبُ زَوْجَةُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ [3] ، وَفَاطِمَةُ زَوْجَةُ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ- أَجْمَعِينَ [4] . حَدِيثُ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ وَحُكْمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ فِي وَضْعِ الْحَجَرِ [5] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: [6] فَلَمَّا بَلَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ لِبُنْيَانِ الْكَعْبَةِ، وَكَانُوا يَهُمُّونَ بِذَلِكَ لِيَسَقَفُوهَا وَيَهَابُونَ هَدْمَهَا، وَإِنَّمَا كَانَتْ رَضْمًا [7] فَوْقَ الْقَامَةِ، فَأَرَادُوا رَفْعَهَا وَتَسْقِيفَهَا [8] . وَكَانَ الْبَحْرُ قَدْ رَمَى بِسَفِينَةٍ إِلَى جُدَّةٍ [9] فَتَحَطَّمَتْ، فَأَخَذُوا خَشَبَهَا وَأَعَدُّوهُ لِتَسْقِيفِهَا، وَكَانَ بِمَكَّةَ نَجَّارٌ قِبْطِيٌّ، فتَهَّيَأَ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ بَعْضُ ما يُصْلِحُهَا، وَكَانَتْ حَيَّةٌ تَخْرُجُ مِنْ بِئْرِ الْكَعْبَةِ الَّتِي كانت يطرح فيها ما يهدى لها   [1] سيرة ابن هشام 1/ 214. [2] تسمية أزواج النبي وأولاده لأبي عبيدة معمر بن المثنى- ص 53. [3] تهذيب الكمال للمزّي 1/ 192، تسمية أزواج النبي 53. [4] انظر في أولاد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: تسمية أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم وأولاده لأبي عبيد 48- 53، تهذيب الكمال للمزيّ 1/ 192، 193 تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 26، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 293. [5] العنوان إضافة من سيرة ابن هشام. [6] سيرة ابن هشام 1/ 221. [7] الرّضم: أن تنضّد الحجارة بعضها على بعض من غير ملاط، (الروض الأنف 1/ 221) . [8] في سيرة ابن هشام 1/ 222 زيادة: «وذلك أنّ نفرا سرقوا كنزا للكعبة، وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة، وكان الّذي وجد عنده الكنز دويكا مولى لبني مليح بن عمرو بن خزاعة. قال ابن هشام: فقطعت قريش يده، وتزعم قريش أنّ الذين سرقوه وضعوه عند دويك» . [9] في السيرة «لرجل من تجار الروم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 كُلَّ يَوْمٍ، فَتُشْرِفُ [1] . عَلَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ، فَكَانَتْ مِمَّا يَهَابُونَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَدْنُو مِنْهَا أَحَدٌ إِلّا احْزَأَلَّتْ [2] وَكَشَّتْ [3] وَفَتَحَتْ فَاهَا، فَكَانُوا يَهَابُونَهَا، فَبَيْنَا هِيَ يَوْمًا تُشْرِفُ [4] عَلَى جِدَارِ الْكَعْبَةِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهَا طَائِرًا فَاخْتَطَفَهَا، فَذَهَبَ بِهَا [5] ، قَالَ: فَاسْتَبْشَرُوا بِذَلِكَ، ثُمَّ هَابُوا [6] هَدْمَهَا. فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: أَنَا أَبْدَؤُكُمْ فِي هَدْمِهَا، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ لَمْ تُرَعْ، اللَّهمّ لَمْ نُرِدْ إِلَّا خَيْرًا. ثُمَّ هَدَمَ مِنْ نَاحِيَةِ الرُّكْنَيْنِ [7] ، وَهَدَمُوا حَتَّى بَلَغُوا أَسَاسَ إِبْرَاهِيمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَإِذَا حِجَارَةٌ خُضْرٌ آخِذٌ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. ثُمَّ بَنَوْا، فَلَمَّا بَلَغَ الْبُنْيَانُ مَوْضِعَ الرُّكْنِ، يَعْنِي الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، اخْتَصَمُوا فِيمَنْ يَضَعُهُ، وَحَرَصَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى تَحَارَبُوا وَمَكَثُوا أَرْبَعَ لَيَالٍ. ثُمَّ إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ وَتَنَاصَفُوا فَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا أُمَيَّةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ أَسَنَّ قُرَيْشٍ، قَالَ: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ فِيمَا تَخْتَلِفُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ، [8] فَفَعَلُوا، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ رَضِينَا بِهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِمْ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَقَالَ: «هَاتُوا لِي ثَوْبًا» [9] فَأَتَوْا بِهِ، فَأَخَذَ الرُّكْنَ بِيَدِهِ فَوَضَعَهُ فِي الثَّوْبِ، ثُمَّ قَالَ: «لتأخذ   [1] في السيرة 1/ 224 «فتتشرّق» . [2] اجزألّت: رفعت ذنبها. [3] كشّت: صوّتت. [4] في السيرة 1/ 225 «تتشرّق» وكذا في السير 104. [5] السيرة 1/ 225. [6] يبدأ النقل من السيرة 1/ 226. [7] توجد زيادة بعد هنا في السيرة 1/ 226، 227. [8] في السيرة 1/ 228 إضافة «يقضي بينكم فيه» . [9] اللفظ في السيرة «هلمّ إليّ ثوبا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 كُلُّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، ثُمَّ ارْفَعُوهُ جَمِيعًا» ، فَفَعَلُوا، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا بِهِ مَوْضِعَهُ وَضَعَهُ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وبني عليه [1] . حديث الحمد وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُلُمَ أَجْمَرَتِ امْرَأَةٌ الْكَعْبَةَ فَطَارَتْ شَرَارَةٌ مِنْ مَجْمَرَتِهَا فِي ثِيَابِ الْكَعْبَةِ فَاحْتَرَقَتْ، فَهَدَمُوهَا حَتَّى إِذَا بَنَوْهَا فَبَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ اخْتَصَمَتْ قُرَيْشٌ فِي الرُّكْنِ أَيُّ الْقَبَائِلِ تَضَعُهُ [2] ؟ قَالُوا: تَعَالَوْا نُحَكِّمُ أَوَّلَ مَنْ يَطْلُعُ عَلَيْنَا [3] فَطَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ عَلَيْهِ وِشَاحُ نَمِرَةَ [4] فَحَكَّمُوهُ فَأَمَرَ بِالرُّكْنِ فَوُضِعَ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ أَخَذَ سَيِّدُ كُلِّ قَبِيلَةٍ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ [5] ، ثُمَّ ارْتَقَى هُوَ فَرَفَعُوا إِلَيْهِ الرُّكْنَ، فَكَانَ هُوَ يَضَعُهُ، ثُمَّ طَفِقَ لَا يَزْدَادُ عَلَى السِّنِّ إِلَّا رِضًا حَتَّى دَعَوْهُ الْأَمِينَ، قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ، فَطَفِقُوا لَا يَنْحَرُونَ جَزُورًا إلّا التمسوه فيدعو لهم فيها [6] .   [1] انظر سيرة ابن هشام 1/ 221- 228، والسير والمغازي لابن إسحاق 103- 108 ونهاية الأرب 16/ 99- 103 طبقات ابن سعد 1/ 145، 146، عيون الأثر 1/ 51- 52، تاريخ الطبري 2/ 286- 290، السيرة لابن كثير 1/ 273، 274 و 276- 281، أخبار مكة 1/ 158- 164. [2] في أخبار مكة للأزرقي 1/ 159 وسيرة ابن كثير 1/ 274 «تلي رفعه» . [3] في أخبار مكة «يطلع علينا من هذه السكة فاصطلحوا على ذلك» . [4] قال ابن الأثير في النهاية: «كل شملة مخطّطة من مآزر الأعراب فهي نمرة» . [5] العبارة عند الأزرقي وابن كثير: «ثم أمر (ثم أخرج) سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب» . [6] انظر: أخبار مكة للأزرقي 1/ 158- 159 سيرة ابن كثير 1/ 274، المعرفة والتاريخ 3/ 252، 253. وقال: هذا سياق حسن وهو من سير الزهري. وفيه من الغرابة قوله: «فلما بلغ الحلم» والمشهور أن هذا كان ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم عمره خمس وثلاثون سنة، وهو الّذي نصّ عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله» . وانظر نحو هذا الحديث في المصنّف لعبد الرزاق 5/ 100، 101، رقم 9104. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 وَيُرْوَى عَنْ عُرْوَةَ وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمَا: أَنَّ الْبَيْتَ بُنِيَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً [1] . وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، ثنا ابْنُ خُثَيْمٍ [2] عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قُلْتُ: لَهُ يَا خَالُ، حَدِّثْنِي عَنْ شَأْنِ الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ تَبْنِيهَا قُرَيْشٌ قَالَ: كَانَ بِرَضْمٍ يَابِسٍ لَيْسَ بِمَدَرٍ تَنْزُوهُ الْعَنَاقُ [3] وَتُوضَعُ الْكِسْوَةُ عَلَى الْجُدُرِ ثُمَّ تُدَلَّى، ثُمَّ إِنَّ سَفِينَةً لِلرُّومِ أَقْبَلَتْ، حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِالشُّعَيْبَةِ [4] انْكَسَرَتْ، فَسَمِعَتْ بِهَا قُرَيْشٌ فَرَكِبُوا إِلَيْهَا وَأَخَذُوا خَشَبَهَا، وَرُومِيٌّ يُقَالُ لَهُ «بَاقُومُ» نَجَّارٌ بَانٍ [5] فَلَمَّا قَدِمُوا مَكَّةَ قَالُوا: لَوْ بَنَيْنَا بَيْتَ رَبِّنَا- عَزَّ وَجَلَّ- وَاجْتَمَعُوا لِذَلِكَ وَنَقَلُوا الْحِجَارَةَ مِنْ أَجْيَادِ الضَّوَاحِي، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلُ إِذِ انْكَشَفَتْ نَمِرَتُهُ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ عَوْرَتَكَ، فَذَلِكَ أَوَّلُ مَا نُودِيَ، وَاللَّهُ أعلم. فما رئيت لَهُ عَوْرَةٌ بَعْدُ [6] . وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى الْبَيْتَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَى أَنْ قَالَ: فَمَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَانْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، فَمَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَانْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ جُرْهُمٌ، فَمَرَّ عَلَيْهِ الدَّهْرُ فَانْهَدَمَ فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ. وَذَكَرَ فِي الْحَدِيثِ وَضْعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ مَكَانَهُ [7] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بكر بن حزم،   [1] سيرة ابن كثير 1/ 274. [2] هو عبد الله بن عثمان بن خثيم. (انظر تهذيب التهذيب 5/ 314) وقد ورد «خيثم» في أخبار مكة للأزرقي وهو تصحيف 1/ 157. [3] العناق: الأنثى من ولد المعز. [4] قال ابن سعد في الطبقات 1/ 145 «كانت مرفأ السفن قبل جدّه» وأخبار مكة 1/ 157 [5] في أخبار مكة «وروميّا كان فيها يقال له يا قوم نجارا بناء» . [6] أخبار مكة 1/ 157، طبقات ابن سعد 1/ 145. [7] أخبار مكة 1/ 62 وانظر شفاء الغرام (بتحقيقنا) ج 1/ 152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 عَنْ عَمْرَةَ [1] ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا زِلْنَا نَسْمَعُ أَنَّ إِسَافًا وَنَائِلَةَ- رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ مِنْ جُرْهُمٍ- زَنَيَا فِي الْكَعْبَةِ فَمُسِخَا حَجَرَيْنِ» [2] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: إِنَّمَا حَمَلَ قُرَيْشًا عَلَى بِنَاءِ الْكَعْبَةِ أَنَّ السَّيْلَ كَانَ يَأْتِي مِنْ فَوْقِهَا مِنْ فَوْقِ الرَّدْمِ الَّذِي صَنَعُوهُ فَأَخْرَبَهُ [3] ، فَخَافُوا أَنْ يَدْخُلَهَا الْمَاءُ، وَكَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ «مُلَيْحٌ» [4] سَرَقَ طِيبَ الْكَعْبَةِ، فَأَرَادُوا أَنْ يُشَيِّدُوا بِنَاءَهَا وَأَنْ يَرْفَعُوا بَابَهَا حَتَّى لَا يَدْخُلَهَا إِلَّا مَنْ شَاءُوا، فَأَعَدُّوا لِذَلِكَ نَفَقَةً وَعُمَّالًا [5] . وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَنْقُلُ الْحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ مَعَ قُرَيْشٍ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ، فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ: يَا ابْنَ أَخِي لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبِكَ [6] دُونَ الْحِجَارَةِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ [7] ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَمَا رئي بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ عُرْيَانًا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [8] . وَأَخْرَجَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ [9] . مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جلس رجال من   [1] هي عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة. (سيرة ابن هشام) . [2] سيرة ابن هشام 1/ 105، أخبار مكة 1/ 119، الروض الأنف 1/ 105، مروج الذهب 2/ 50، كتاب الأصنام للكلبي 29، شفاء الغرام 1/ 600. [3] في حاشية الأصل «فأضرّ به. خ يعني في نخسة أخرى» . [4] راجع سيرة ابن هشام في ذلك 1/ 222. [5] السيرة لابن كثير 1/ 275. [6] عند البخاري «منكبيك» . [7] لفظ البخاري: «قال: فحلّه، فجعله على منكبيه» . [8] البخاري 1/ 96 كتاب الصلاة، باب كراهية التعرّي في الصلاة، ومسلم (340) كتاب الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة، وأحمد في المسند 3/ 310 و 333 و 5/ 455. [9] صحيح مسلم (340/ 76) كتاب الحيض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 قُرَيْشٍ فَتَذَاكَرُوا بُنْيَانَ الْكَعْبَةِ فَقَالُوا: كَانَتْ مَبْنِيَّةً بِرَضْمٍ يَابِسٍ [1] ، وَكَانَ بَابُهَا بِالْأَرْضِ، وَلَمْ يُكَنْ لَهَا سَقْفٌ، وَإِنَّمَا تُدَلَّى الكِسْوَةُ عَلَى الْجُدُرِ، وَتُرْبَطُ مِنْ أَعْلَى الْجُدُرِ مِنْ بَطْنِهَا، وَكَانَ فِي بَطْنِ الْكَعْبَةِ عَنْ يَمِينِ الدَّاخِلِ جُبٌّ يَكُونُ فِيهِ مَا يُهْدَى لِلْكَعْبَةِ بِنَذْرٍ مِنْ جرهم، وذلك أنّه عدا على ذلك الْجُبِّ قَوْمٌ مِنْ جُرْهُمٍ فَسَرَقُوا مَا بِهِ [2] فَبَعَثَ اللَّهُ تِلْكَ الْحَيَّةَ فَحَرَسَتِ الْكَعْبَةَ وَمَا فِيهَا خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ إِلَى أَنْ بَنَتْهَا قُرَيْشٌ، وَكَانَ قَرْنَا الْكَبْشِ [3] مُعَلَّقَيْنِ فِي بَطْنِهَا مَعَ مَعَالِيقَ مِنْ حِلْيَةٍ [4] . إِلَى أَنْ قَالَ: [5] حَتَّى بَلَغُوا الأَسَاسَ الَّذِي رَفَعَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ الْقَوَاعِدَ، فَرَأَوْا حِجَارَةً كَأَنَّهَا الْإِبِلُ الْخَلِفُ [6] لَا يُطِيقُ الْحَجَرَ مِنْهَا ثَلَاثُونَ رَجُلًا يُحَرِّكُ الْحَجَرَ مِنْهَا، فَتَرْتَجُّ جَوَانِبُهَا، قَدْ تَشَبَّكَ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَأَدْخَلَ الوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَتَلَةً بَيْنَ حَجَرَيْنِ فَانْفَلَقَتْ مِنْهُ فَلْقَةٌ، فَأَخَذَهَا رَجُلٌ [7] فَنَزَّتْ مِنْ يَدِهِ حَتَّى عَادَتْ فِي مَكَانِهَا، وَطَارَتْ مِنْ تَحْتِهَا بَرْقَةٌ كَادَتْ أَنْ تَخْطَفَ أَبْصَارَهُمْ، وَرَجَفَتْ مَكَّةُ بِأَسْرِهَا، فَأَمْسَكُوا [8] . إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَلَّتِ النَّفَقَةُ عَنْ عِمَارَةِ الْبَيْتِ، فَأَجْمَعُوا عَلَى أَنْ يُقَصِّرُوا عَنِ الْقَوَاعِدِ وَيُحَجِّرُوا مَا يَقْدِرُونَ وَيَتْرُكُوا بَقِيِّتَهُ فِي الْحَجَرِ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ وَتَرَكُوا سِتَّةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا، وَرَفَعُوا بَابَهَا وَكَسَوْهَا [9] بِالْحِجَارَةِ حَتَّى لا يدخلها السّيل ولا   [1] في أخبار مكة «ليس بمدر» . [2] عند الأزرقي «فسرقوا مالها وحليتها مرة بعد مرة» . [3] عند الأزرقي «الّذي ذبحه إبراهيم خليل الرحمن» . [4] أخبار مكة للأزرقي 1/ 159، 160. [5] الأزرقي 1/ 162. [6] بمعنى الصخور العظيمة. [7] هو أبو وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بن مخزوم. (أخبار مكة 1/ 163) . [8] أخبار مكة للأزرقي 1/ 162، 163. [9] عند الأزرقي «أكبسوها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 يَدْخُلَهَا إِلَّا مَنْ أَرَادُوا، وَبَنَوْهَا بِسَافٍ مِنْ حِجَارَةٍ وَسَافٍ مِنْ خَشَبٍ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعِ الرُّكْنِ فَتَنَافَسُوا فِي وَضْعِهِ [1] . إِلَى أَنْ قَالَ: فَرَفَعُوهَا بِمِدْمَاكِ حِجَارَةٍ وَمِدْمَاكِ خَشَبٍ، حَتَّى بَلَغُوا السَّقْفَ، فَقَالَ لَهُمْ «بَاقُومُ» النَجَّارُ الرُّومِيُّ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَجْعَلُوا سَقْفَهَا مُكَبَّسًا [2] أَوْ مُسَطَّحًا؟ قَالُوا: بَلْ مُسَطَّحًا، وَجَعَلُوا فيِهِ سِتَّ دَعَائِمَ فِي صَفَّيْنِ، وَجَعَلُوا ارْتِفَاعَهَا مِنْ ظَاهِرِهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا وَقَدْ كَانَتْ قَبْلُ تِسْعَةَ أَذْرُعٍ [3] ، وَجَعَلُوا دَرَجَةً مِنْ خَشَبٍ فِي بَطْنِهَا يُصْعَدُ مِنْهَا إِلَى ظَهْرِهَا، وَزَوَّقُوا سَقْفَهَا وَحِيطَانَهَا مِنْ بَطْنِهَا وَدَعَائِمِهَا، وَصَوَّرُوا فِيهَا الْأَنْبِيَاءَ وَالْمَلَائِكَةَ وَالشَّجَرَ، وَصَوَّرُوا إِبْرَاهِيمَ يَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ [4] ، وَصَوَّرُوا عِيسَى وَأُمَّهُ، وَكَانُوا أَخْرَجُوا مَا فِي جُبِّ الْكَعْبَةِ مِنْ حِلْيَةٍ وَمَالٍ وَقَرْنَيِ الْكَبْشِ، وَجَعَلُوهُ عِنْدَ أَبِي طَلْحَةَ الْعَبْدَرِيِّ [5] ، وَأَخْرَجُوا مِنْهَا هُبَلَ [6] ، فَنُصِبَ عِنْدَ الْمَقَامِ حَتَّى فَرَغُوا فَأَعَادُوا جَمِيعَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَتَرُوهَا بِحَبْرَاتٍ يَمَانِيَّةٍ [7] . وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَغَيْرِهِ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- إِلَى الْبَيْتِ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَبُلَّ بِمَاءٍ وَأَمَرَ بِطَمْسِ تِلْكَ الصُّوَرِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى صُورَةِ عِيسَى وَأُمِّهِ وَقَالَ: «امْحُوا الْجَمِيعَ إِلَّا مَا تَحْتَ يَدِي» . رَوَاهُ الْأَزْرَقِيُّ [8] . ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ عَطَاءَ بْنَ أبي رباح،   [1] أخبار مكة 1/ 163. [2] في الأصل «ملنّس» والتصحيح من أخبار مكة 1/ 164. [3] أي في عهد إسماعيل عليه السلام. (الروض الأنف 1/ 221) . [4] الأزلام: سهام كانوا يستقسمون بها في الجاهلية. [5] هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بن عبد الدار بن قصيّ. [6] أحد أصنام الكعبة المشهورة. [7] أخبار مكة 1/ 164- 167. [8] أخبار مكة 1/ 165. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 وَأَنَا أَسْمَعُ: أَدْرَكْتُ فِي الْبَيْتِ تِمْثَالَ مَرْيَمَ وَعِيسَى؟ قَالَ: نَعَمْ أَدْرَكْتُ تِمْثَالَ مَرْيَمَ مُزَوَّقًا فِي حِجْرِهَا عِيسَى قَاعِدٌ [1] ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ سِتَّةُ أَعْمِدَةٍ سَوَارِي [2] ، وَكَانَ تِمْثَالُ عِيسَى وَمَرْيَمَ فِي الْعَمُودِ الَّذِي يَلِي الْبَابَ [3] ، فَقُلْتُ لِعَطَاءٍ: مَتَى هَلَكَ؟ قَالَ فِي الْحَرِيقِ زَمَنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قُلْتُ: أَعَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَعْنِي كَانَ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ قَدْ كَانَ عَلَى عَهْدِهِ [4] . قَالَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: ثُمَّ عَاوَدْتُ عَطَاءً بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ: تِمْثَالُ عِيسَى وَأُمِّهِ فِي الْوُسْطَى مِنَ السَّوَارِي [5] . قَالَ الْأَزْرَقِيُّ: ثَنَا دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ فِي الْكَعْبَةِ قَبْلَ أَنْ تُهْدَمَ تِمْثَالَ عِيسَى وَأُمِّهِ، قَالَ دَاوُدُ: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ الْحَجَبَةِ عَنْ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «يَا شَيْبَةُ امْحُ كُلَّ صُورَةٍ [6] إِلَّا مَا تَحْتَ يَدِي» قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ عَنْ عِيسَى ابن مَرْيَمَ وَأُمِّهِ [7] . قَالَ الْأَزْرَقِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ [8] ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الكعبة وفيها صور   [1] عند الأزرقي «قاعدا مزوّقا» . [2] بيّن الأزرقي وصفها كما نقطت في هذا التربيع: [3] قال ابن جريج: فقلت لعطاء. (الأزرقي) . [4] أخبار مكة 1/ 168. [5] انظر أخبار مكة 1/ 168. [6] عند الأزرقي «كل صورة فيه» . [7] أخبار مكة 1/ 168. [8] كذا في الأصل، وفي أخبار مكة 1/ 168. وفي نسخة دار الكتب بالأزلام، ما شأن إبراهيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 الْمَلَائِكَةِ، فَرَأَى صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: «قَاتَلَهُمُ اللَّهُ جَعَلُوهُ شَيْخًا يَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ، ثُمَّ رَأَى صُورَةَ مَرْيَمَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَقَالَ: امْحُوا مَا فِيهَا إِلَّا صُورَةَ مَرْيَمَ» . ثُمَّ سَاقَهُ الْأَزْرَقِيُّ [1] بِإِسْنَادٍ آخَرَ بِنَحْوِهِ، وَهُوَ مُرْسَلٌ، وَلَكِنَّ قَوْلَ عَطَاءٍ وَعَمْرٍو ثَابِتٌ، وَهَذَا أَمْرٌ لَمْ نَسْمَعْ بِهِ إِلَى الْيَوْمِ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ [3] عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: لَمَّا بُنِيَ الْبَيْتُ كَانَ النَّاسُ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ، فَأَخَذَ الثَّوْبَ فَوَضَعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ فَنُودِيَ: (لَا تَكْشِفْ عَوْرَتَكَ) فَأَلْقَى الْحَجَرَ وَلَبِسَ ثَوْبَهُ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [4] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّشْتَكِيُّ: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (كُنْتُ أَنَا وابن أخي   [ () ] والأزلام؟ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما، وما كان من المشركين، ثم أمر بتلك الصور كلّها فطمست» . وقال ابن هشام أيضا 4/ 104 «وحدّثني من أثق به من أهل الرواية في إسناد له، عن ابن شهاب الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن ابن عباس، قال: دخل مكة يوم الفتح على راحلته، فطاف عليها وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص، فجعل النبي صلّى الله عليه وسلّم يشير بغضب في يده إلى الأصنام، ويقول: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زهوقا» فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه، ولا أشار لقفاه إلا وقع لوجهه، ما بقي منها صنم إلّا وقع» . وفي نسخة دار الكتب المصرية «عياض عن جدّته» ، وهو تصحيف واضح. [1] أخبار مكة 1/ 169 عن محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، عن عكرمة. [2] وهو باطل منكر، وخاصة استثناء صورة عيسى ابن مريم وأمّه من المحو لأنّه مخالف لعقيدة التوحيد، والنهي عن التصوير، والصلاة في مكان توجد فيه صور، وينقض ذلك ما ورد عند ابن هشام في السيرة 4/ 94: «وحدّثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل البيت يوم الفتح، فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم، فرأى إبراهيم عليه السلام مصوّرا في يده الأزلام يستقسم بها، فقال: قاتلهم الله، جعلوا شيخنا يستقسم» . [3] في الأصل «خيثم» والتصحيح من تهذيب التهذيب 5/ 314 وقد مرّ قبل قليل، وسيأتي قريبا مصحّحا. [4] المسند 3/ 310 و 333 و 5/ 455. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رِقَابِنَا وَأُزُرُنَا تَحْتَ الْحِجَارَةِ، فَإِذَا غَشِيَنَا النَّاسُ ائْتَزَرْنَا، فَبَيْنَا هُوَ أَمَامِي خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مُنْبَطِحًا، فَجِئْتُ أَسْعَى وَأَلْقَيْتُ حَجَرِي، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَامَ وَأَخَذَ إِزَارَهُ وَقَالَ: «نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا» فَكُنْتُ أَكْتُمُهَا النَّاسَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولُوا مَجْنُونٌ) . رَوَاهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ بِنَحْوِهِ، عَنْ سِمَاكٍ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ داود بن أبي هند، عن سماك بن حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمَّا تَشَاجَرُوا فِي الْحَجَرِ أَنْ يَضَعَهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: قَدْ جَاءَ الْأَمِينُ. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أَنْبَأَ ابْنُ بُرَيْدَةَ، أَنْبَأَ الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ [2] ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: «كَانَتِ الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةً بِالرَّضْمِ، لَيْسَ فِيهَا مَدَرٌ [3] ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا نَقْتَحِمُهَا [4] ، وَكَانَتْ غَيْرَ مَسْقُوفَةٍ، إِنَّمَا تُوضَعُ ثِيَابُهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ تُسْدَلُ عَلَيْهَا سَدْلًا [5] ، وَكَانَ الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا بَادِيًا، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ كَهَيْئَةِ الْحَلْقَةِ [6] ، فأقبلت سفينة من أرض الروم   [1] أخرجه البخاري بنحوه 2/ 155، 156 كتاب الحج، باب فضل مكة وبنيانها 4/ 234 كتاب بدء الخلق، باب أيام الجاهلية، ومسلم (340 و 341) كتاب الحيض، باب الاعتناء بحفظ العورة، مسند أحمد 3/ 295 و 380، وانظر أخبار مكة للأزرقي 1/ 170 وسيرة ابن كثير 1/ 251. [2] انظر «المصنّف» له، ج 5/ 102 رقم 9106. [3] المدر: الطين اليابس. [4] في المصنّف: «يقتحمها العناق» . [5] في المصنّف «ثم يسدل سدلا عليها» . [6] في المصنّف «كهيئة هذه الحلقة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 فَانْكَسَرَتْ بِقُرْبِ جُدَّةَ [1] ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ لِيَأْخُذُوا خَشَبَهَا، فَوَجَدُوا رَجُلًا رُومِيًّا عِنْدَهَا، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ [2] ، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ الْحَبَشَةَ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ نَجَّارًا، فَقَدِمُوا بِهِ وَبِالْخَشَبِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَبْنِي بِهَذَا الَّذِي فِي السَّفِينَةِ بَيْتَ رَبِّنَا، فَلَمَّا أَرَادُوا هَدْمَهُ إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُورِ الْبَيْتِ، مِثْلَ قِطْعَةِ الْجَائِزِ [3] سَوْدَاءِ الظَّهْرِ، بَيْضَاءِ الْبَطْنِ، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا دَنَا أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ لِيَهْدِمَ أَوْ يَأْخُذَ مِنْ حِجَارَتِهِ، سَعَتْ إِلَيْهِ فَاتِحَةً فَاهَا، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ: عِنْدَ الْمَقَامِ [4] فَعَجُّوا [5] إِلَى اللَّهِ وَقَالُوا: رَبَّنَا لَمْ نُرَعْ [6] ، أَرَدْنَا تَشْرِيفَ بَيْتِكَ وَتَزْيِينَهُ [7] ، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِذَلِكَ، وَإِلَّا فَمَا بَدَا لَكَ فَافْعَلْ، فَسَمِعُوا خِوَارًا فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا هُمْ بِطَائِرٍ [8] أَسْوَدِ الظَّهْرِ، أَبْيَضِ الْبَطْنِ، وَالرِّجْلَيْنِ، أَعْظَمَ مِنَ النِّسْرِ، فَغَرَزَ مِخْلَابَهُ فِي رَأْسِ [9] الْحَيَّةِ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهَا يَجُرُّهَا، ذَنَبُهَا أَعْظَمُ مِنْ كَذَا وَكَذَا سَاقِطًا، فَانْطَلَقَ بِهَا نَحْوَ أَجْيَادٍ، فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ، وَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي، تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، فَرَفَعُوهَا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا، فَبَيْنَا النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ يَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَبَرَزَتْ عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ، خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فلم ير عريانا بعد ذلك.   [1] في المصنّف «حتى إذا كانوا قريبا من جدّه انكسرت السفينة» . [2] أضاف في المصنّف «أعطاهم إيّاها» . [3] الجائز: الخشبة التي توضع عليها أطراف العوارض في سقف البيت، والعوارض: خشب سقف البيت المعرضة (أي الموضوعة بالعرض) . وفي أخبار مكة 1/ 158 «لها رأس مثل رأس الجدي» . [4] في المصنّف «الحرم» . [5] أي رفعوا أصواتهم. [6] في نسخة القدسي 2/ 45 «ترع» وهو تحريف. [7] في المصنّف «ترتيبه» . [8] في المصنّف «أعظم من النسر» . [9] في المصنّف «فغرز مخاليبه في قفا الحيّة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 وَكَانَ بَيْنَ بُنْيَانِ الْكَعْبَةِ، وَبَيْنَ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ خَمْسُ سِنِينَ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ [1] . وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ دَاوُدُ الْعَطَّارُ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ [2] . وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مَوْلَاهُ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ فِيمَنْ يَبْنِي الْكَعْبَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: وَلِي حَجَرٌ أَنَا نَحَتُّهُ بِيَدِي أَعْبُدُهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَأَجِيءُ بِاللَّبَنِ الْخَاثِرِ الَّذِي أَنْفَسُهُ [3] عَلَى نَفْسِي فَأَصُبُّهُ عَلَيْهِ، فَيَجِيءُ الْكَلْبُ فَيَلْحَسُهُ، ثُمَّ يَشْغَرُ فَيَبُولُ، فَبَنَيْنَا حَتَّى بَلَغْنَا الْحَجَرَ، وَمَا يَرَى الْحَجَرَ مِنَّا أَحَدٌ، فَإِذَا هُوَ وَسْطَ حِجَارَتِنَا، مِثْلَ رَأْسِ الرَّجُلِ، يَكَادُ يَتَرَاءَى مَنْهُ وَجْهُ الرَّجُلِ، فَقَالَ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ: نَحْنُ نَضَعُهُ، وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ نَحْنُ نَضَعُهُ. فَقَالُوا: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ حَكَمًا. قَالُوا: أَوَّلُ رَجُلٍ يَطْلُعُ مِنَ الْفَجِّ، فَجَاءَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: أَتَاكُمُ الْأَمِينُ، فَقَالُوا لَهُ، فَوَضَعَهُ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ دَعَا بُطُونَهُمْ، فَأَخَذُوا بِنَوَاحِيهِ مَعَهُ، فَوَضَعَهُ هُوَ [4] . اسْمُ مَوْلَى مُجَاهِدٍ: السَّائِبُ بْنُ عبد الله.   [1] المصنّف لعبد الرزاق الصّنعاني 5/ 102- 103 رقم 9106 وفيه زيادة بعد ذلك، ورواه ابن حجر في فتح الباري 3/ 285 دون زيادة، وذكر طرفا منه الإمام أحمد في مسندة 5/ 455 وانظر طبقات ابن سعد 1/ 157. [2] انظر أخبار مكة 1/ 157. [3] أنفس: أبخل به على نفسي. (النهاية لابن الأثير) . [4] مسند أحمد 3/ 425. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ الْبَيْتُ قَبْلَ الْأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ 84: 3 [1] قَالَ: مِنْ تَحْتِهِ مَدًّا. وَرَوَى نَحْوَهُ عَنْ منصور، عن مجاهد.   [1] سورة الإنشقاق، الآية 3. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 وَمِمَّا عَصَمَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ إِنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يُسَمَّوْنَ الْحُمْسَ، يَعْنِي الْأَشِدَّاءَ الْأَقْوِيَاءَ، وَكَانُوا يَقِفُونَ فِي الْحَرَمِ بِمُزْدَلِفَةَ، وَلَا يَقِفُونَ مَعَ النَّاسِ بِعَرَفَةَ، يَفْعَلُونَ ذَلِكَ رِيَاسَةً وَبَأْوًا [1] ، وَخَالَفُوا بِذَلِكَ شَعَائِرَ إِبْرَاهِيمَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي جُمْلَةِ مَا خَالَفُوا. فَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: «أَضْلَلَتُ بَعِيرًا لِي يَوْمَ عَرَفَةَ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ بِعَرَفَةَ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا مَعَ النَّاسِ بِعَرَفَةَ، فَقُلْتُ: هَذَا مِنَ الْحُمْسِ، فَمَا شَأْنُهُ هَاهُنَا» [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عن الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا يَهُمُّ بِهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مَرَّتَيْنِ، عَصَمَنِي اللَّهُ فِيهِمَا، قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى مِنْ قُرَيْشٍ: أَبْصِرْ لِي غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ كَمَا تَسْمُرُ الْفِتْيَانُ. قَالَ: نَعَمْ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جئت أدنى دار من دور   [1] البأو: الكبر والتعظيم. (النهاية لابن الأثير 1/ 91) . [2] أخرجه البخاري 2/ 75 في كتاب الحج، باب الوقوف بعرفة، ومسلم (1220) كتاب الحج، باب في الوقوف وقوله تعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا من حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ 2: 199، والنسائي 5/ 255 كتاب مناسك الحج، باب رفع اليدين في الدعاء بعرفة، والدارميّ، في كتاب المناسك 49، وانظر أخبار مكة 1/ 188. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 مَكَّةَ، فَسَمِعْتُ غِنَاءً وَصَوْتَ دُفُوفٍ وَمَزَامِيرَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: فُلَانٌ تَزَوَّجَ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَنِمْتُ، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، ثُمَّ فَعَلْتُ ليلة أخرى مثل ذلك، فو الله مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِنُبُوَّتَهِ» [1] . وَرَوَى مِسْعَرٌ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيحٍ [2] ، عَنْ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ، ثنا عمّار ابن يَاسِرٍ أَنَّهُمْ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ أَتَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ شَيْئًا حَرَامًا؟ قَالَ: لَا، وَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ عَلَى مِيعَادَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَحَالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سَامِرُ قَوْمِي، وَالْآخَرُ غَلَبَتْنِي عَيْنِي» أَوْ كَمَا قَالَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ حسين بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ قَالَتْ: «كَانَ بُوَانَةُ صَنَمًا تَحْضُرُهُ قُرَيْشٌ، تُعَظِّمُهُ وَتُنَسِّكُ [4] لَهُ النُّسَّاكُ [5] ، وَيَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ عِنْدَهُ، وَيَعْكُفُونَ عِنْدَهُ يَوْمًا [6] فِي السَّنَةِ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْضُرَ ذَلِكَ الْعِيدَ، فَيَأْبَى، حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا طَالِبٍ غَضِبَ [7] ، وَرَأَيْتُ عَمَّاتِهِ غَضِبْنَ [8] يَوْمَئِذٍ أَشَدَّ الْغَضَبِ، وَجَعَلْنَ يَقُلْنَ: إِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ مِمَّا تَصْنَعُ مِنِ اجتناب آلهتنا [9] ، فلم يزالوا به   [1] قال ابن كثير في السيرة 1/ 252: «هذا حديث غريب جدا، وقد يكون عن عليّ نفسه ويكون قوله في آخره: حتى أكرمني الله عزّ وجلّ بنبوّته، مقمحما، والله أعلم. وقد رواه البيهقي في دلائل النبوّة. [2] ذريح: بفتح الذال المعجمة وكسر الراء. [3] الطبقات الكبرى 1/ 158. [4] تذبح له. [5] في الطبقات «النسائك» . [6] في الطبقات «يوما إلى الليل» . [7] في الطبقات «غضب عليه» . [8] في الطبقات «غضبن عليه» . [9] في الطبقات زيادة «وجعلن يقلن: ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدا ولا تكثّر لهم جمعا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 حَتَّى ذَهَبَ فَغَابَ عَنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْنَا مَرْعُوبًا، [1] ، فَقُلْنَ [2] : مَا دَهَاكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ لِي لَمَمٌ، فَقُلْنَ: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَبْتَلِيكَ بِالشَّيْطَانِ، وَفِيكَ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ مَا فِيكَ، فَمَا الَّذِي رَأَيْتَ؟ قَالَ: إِنِّي كُلَّمَا دَنَوْتُ مِنْ صَنَمٍ مِنْهَا تَمَثَّلَ لِي رَجُلٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ يَصِيحُ [3] : «وَرَاءَكَ يَا مُحَمَّدُ لَا تَمَسَّهُ) قَالَتْ: فَمَا عَادَ إِلَى عِيدٍ لَهُمْ حَتَّى نُبِّئَ» [4] . وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانَ صَنَمٌ [5] مِنْ نُحَاسٍ يُقَالُ لَهُ إِسَافٌ أَوْ نَائِلَةُ يَتَمَسَّحُ الْمُشْرِكُونَ بِهِ إِذَا طَافُوا، فَطَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطُفْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا مَرَرْتُ مَسَحْتُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَمَسَّهُ، قَالَ زَيْدٌ: فَطُفْنَا فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَأَمَسَّنَّهُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَكُونُ [6] ، فَمَسَحْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ تُنْهَ» [7] . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [8] . وَقَدْ زَادَ فِيهِ بَعْضُهُمْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِإِسْنَادِهِ: قال زيد فو الله مَا اسْتَلَمَ صَنَمًا حَتَّى أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ   [1] في الطبقات «مرعوبا فزعا» . [2] في الطبقات «فقالت له عمّاته» . [3] في الطبقات «يصيح بي» . [4] في الطبقات «تنبّأ» . [5] في مجمع الزوائد 9/ 418 «بين الصفا والمروة صنمان من نحاس، أحدهما يقال له يساف والآخر يقال له نائلة، وكان المشركون إذا طافوا تمسّحوا بهما» . أقول: لعلّ هذا هو الأصحّ، لأن النصّ عند الذهبي يوحي أن إساف ونائلة اسم لصنم واحد، والمشهور أنّهما صنمان، وقد مرّ ذكرهما قبل قليل. [6] في المجمع «ما يقول» . [7] في المجمع «فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لزيد إنّه يبعث أمّة وحده» . [8] رواه أبو يعلى والبزّار والطبراني. (مجمع الزوائد 9/ 418) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِدَ [1] مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ، فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ خَلْفَهُ، وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا حَتَّى نَقُومَ خَلْفَ رَسُولِ الله، فقال: كيف تقوم خَلْفَهُ، وَإِنَّمَا عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ الأَصْنَامِ قُبَيْلُ؟ [2] ، قَالَ: فَلَمْ يَعُدْ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَشْهَدَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ» . تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرٌ، وَمَا أَتَى بِهِ عَنْهُ سِوَى شَيْخُ الْبُخَارِيِّ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. وَهُوَ مُنْكَرٌ [3] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، ثنا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَمْسَاءِ قَالَ: «بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعًا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ، فَبَقِيَتْ لَهُ بَقِيَّةٌ، فَوَعَدْتُهُ أَنْ آتِيَهُ بِهَا فِي مَكَانِهِ ذَلِكَ. قَالَ: فَنَسِيتُ يَوْمِي وَالْغَدَ، فَأَتَيْتُهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَوَجَدْتُهُ فِي مَكَانِهِ، فَقَالَ: يَا فَتًى لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَيَّ، أَنَا هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَنْتَظِرُكَ» . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [4] . وَأَخْبَرَنَا الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدِ بن البن، أنا جدي، أنا أبو القاسم عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بْنُ عَائِذٍ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلَّامِ الْأَسْوَدِ، عَمَّنْ حدّثه،   [1] في دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 317، وميزان الاعتدال 3/ 35 «يشهد» . [2] في ميزان الاعتدال 3/ 36 «قبل» ، وقال الحافظ الذهبي: «يعني أنه حديث عهد برؤية استلام الأصنام، لا أنّه هو المستلم، حاشا وكلّا» . [3] قال المناوي: رأيت أصحابنا يذكرون أن عثمان روى أحاديث لا يتابع عليها. وقال الذهبي: عثمان لا يحتاج إلى متابع، ولا ينكر له أن ينفرد بأحاديث لسعة ما روى وقد يغلط، وقد أعتمده الشيخان في صحيحهما، وروى عنه أبو يعلى، والبغوي، والنّاس، وقد سئل عنه أحمد فقال: ما علمت إلا خيرا، وأثنى عليه. وقال يحيى: ثقة مأمون. [4] سنن أبي داود (4996) ، كتاب الأدب، باب في العدّة. وقال: قال محمد بن يحيى: هذا عندنا عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا بِأَعْلَى مَكَّةَ، إِذَا بِرَاكِبٍ عَلَيْهِ سَوَادٌ فَقَالَ: هَلْ بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَحْمَدُ؟ فَقُلْتُ مَا بِهَا أَحْمَدُ وَلَا مُحَمَّدٌ غَيْرِي، فَضَرَبَ ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ فَاسْتَنَاخَتْ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى كَشَفَ عَنْ كَتِفِي حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْخَاتَمِ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيَّ فَقَالَ: أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ؟ قُلْتُ: وَنَبِيٌّ أَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: بِمَ أُبْعَثُ؟ قَالَ بِضَرْبِ أَعْنَاقِ قَوْمِكَ، قَالَ: فَهَلْ مِنْ زَادٍ؟ فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ: حَرِيًّا أَوْ خَلِيقًا أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ، فَهِيَ أَكْبَرُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَتْ بِهَا فِي أَمْرِي، فَأَتَيْتُهُ بِالزَّادِ، فَأَخَذَهُ وَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى زَوَّدَنِي نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا، وَحَمَلَهُ لِي فِي ثَوْبِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 ذِكْرُ زيد بن عمرو بن نفيل [1] قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ [2] يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ أَسْفَلَ بَلْدَحٍ» [3] ، وَذَلِكَ قَبْلَ الْوَحْيِ، فَقَدَّمَ [4] إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَقَالَ: «لَا آكُلُ مِمَّا يَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِهِمْ [5] ، أَنَا لَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله   [1] انظر عنه في: نسب قريش 364، جمهرة نسب قريش وأخبارها 416- 418، سيرة ابن هشام 1/ 255، والسير والمغازي لابن إسحاق 116- 119، طبقات ابن سعد 1/ 161، 162، تاريخ الطبري 2/ 295، الروض الأنف 1/ 255- 257، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 150، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 30- 36، الأغاني 3/ 123- 131 تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 204، 205 رقم 192، أسد الغابة لابن الأثير 2/ 236- 238، الوافي بالوفيات 15/ 38، 39، رقم 39، الإصابة 1/ 569، 570 رقم 2923. [2] في صحيح البخاري 4/ 232: «حدّثنا سالم بن عبد الله عن عبد الله بن عمر» . [3] في أخبار مكة 2/ 230 (بالحاشية) : بلدح واد بين فخ والحديبيّة، والحديبيّة واقعة في آخر بلدح. وقال البكري في معجم ما استعجم 1/ 273. موضع في ديار بني فزارة، وهو واد عند الجرّاحيّة، في طريق التنعيم إلى مكة. وقال ياقوت في معجم البلدان 1/ 480: واد قبل مكة من جهة المغرب. [4] في صحيح البخاري «فقدّمت إلى النبيّ» . [5] في الصحيح: «قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 عَلَيْهِ» . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَزَادَ فِي آخِرِهِ: [2] «فَكَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ، وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ الْمَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ؟» إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ [3] . ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ مُوسَى: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا تَحَدَّثَ بِهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ وَيَتَّبِعُهُ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ الْيَهُودِ، فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِمْ فَقَالَ: إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ [4] قَالَ: إِنَّكَ لَا تَكُونُ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ. قَالَ زَيْدٌ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ غَضَبِ اللَّهِ، وَلَا أَحْمِلُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا وَإِنِّي [5] أَسْتَطِيعُهُ، فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا. قَالَ: وَمَا الْحَنِيفُ؟ قَالَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ، لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَا يَعْبُدُ إِلَّا اللَّهَ، فَخَرَجَ زَيْدٌ فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ النَّصَارَى، فَذَكَرَ لَهُ مِثْلَهُ فَقَالَ: لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا، حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ. قَالَ: مَا أَفِرُّ إِلَّا مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ، [6] فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ الْيَهُودِيُّ، فَلَمَّا رَأَى زَيْدٌ قولهم في إبراهيم خرج،   [1] صحيح البخاري 4/ 232، 233 كتاب المناقب، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل، و 6/ 225 كتاب الذبائح والصيد والتسمية، باب ما ذبح على النصب والأصنام، وانظر السير والمغازي لابن إسحاق 118، معجم ما استعجم 1/ 273، الأغاني 3/ 126. [2] في الصحيح «وأن زيد بن عمرو كان يعيب» . [3] الصحيح للبخاريّ 4/ 233، ومسند أحمد 1/ 189، نسب قريش 364، الروض الأنف 1/ 256، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 30 و 34، الإصابة 1/ 569. [4] في الصحيح «أدين دينكم فأخبرني» وفي الروض الأنف 1/ 256 «بدينكم، فأخبروني» . [5] في الصحيح «وأنا» . [6] في الصحيح، والروض الأنف زيادة: «ولا أحمل من لعنة الله، ولا من غضبه شيئا أبدا، وأني أستطيع، فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى غَيْرِهِ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا، قَالَ: وَمَا الْحَنِيفُ؟ قَالَ: دِينُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نصرانيا ولا يعبد إلّا الله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 فَلَمَّا بَرَزَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ» . هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا حَارًّا [2] وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَابِ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا، فَلَقِينَا زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِتَحِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا زَيْدُ مَا لِي أَرَى قَوْمَكَ قد شنقوا لَكَ [3] ؟ قَالَ: وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذَلِكَ لَبِغَيْرِ [4] نَائِلَةٍ تِرَةٌ [5] لِي فِيهِمْ، وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أبتغي هذا الدّين حتى أقدم على أخبار فَدَكٍ [6] فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِالدِّينِ الَّذِي أَبْتَغِي، فَقَدِمْتُ [7] الشَّامَ فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ اللَّهَ وَيُشْرِكُونَ بِهِ، فَخَرَجْتُ [8] فَقَالَ لِي شَيْخٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ إِلَّا شَيْخٌ بِالْجَزِيرَةِ [9] ، فَأَتَيْتُهُ [10] ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مَنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ، قَالَ [11] : من أهل الشّوك والقرظ؟ إنّ   [1] صحيح البخاري 4/ 233 كتاب المناقب، باب حديث زيد بن عمرو، الروض الأنف 1/ 256، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 32، الإصابة 1/ 569، الأغاني 3/ 126، 127. [2] في مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 417 «من أيام مكة» . [3] في دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 385 «شنفوك» . [4] في مجمع الزوائد «لغير» . [5] «ترة» ليست في مجمع الزوائد. [6] فدك: بفتح أوّله وثانيه. قال البكري: معروفة، بينها وبين خيبر يومان. (معجم ما استعجم 3/ 1015) وقال ياقوت: قرية بالحجاز، بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة. (معجم البلدان 4/ 238) وفي الدلائل للبيهقي «يثرب» . [7] في المجمع «فخرجت حتى أقدم على أحبار الشام» . [8] في المجمع «قلت ما هذا الدين الّذي ابتغي» . [9] في المجمع «بالحيرة» . [10] في المجمع «فخرجت حتى أقدم عليه» . [11] ليس في مجمع الزوائد لفظ «قال» فجملة «من أهل الشوك والقرظ» هي من لفظ زيد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلَادِكَ، قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ، وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتَهُمْ فِي ضَلَالٍ، قَالَ: فَلَمْ أُحِسُّ بِشَيْءٍ [1] ، قَالَ: فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: شَاةٌ ذُبِحَتْ لِلنُّصُبِ [2] . قَالَ: مَا كُنْتُ لِآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ: فَتَفَرَّقَا [3] . وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ [4] . [5] وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: «لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمُ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي، وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إذا أراد أن يقتل ابنته: مع! لَا تَقْتُلْهَا أَنَا أَكْفِيَكَ مَئُونَتَهَا، فَيَأْخُذَهَا، فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لِأَبِيهَا: إِنْ شَئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ وَإِنْ شَئْتَ كَفَيْتُكَ مَئُونَتَهَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ [6] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ مَاتَ، ثُمَّ أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ» [7] . إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. أُنْبِئْتُ عَنْ أَبِي الْفَخْرِ أَسْعَدَ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ، أنا ابن ريدة، أنا   [1] في المجمع «بشيء بعد يا محمد» . [2] في المجمع «ذبحناها لنصب من الأنصاب» . [3] دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 385، مجمع الزوائد 9/ 417، 418. [4] مرّت بقيّة الحديث قبل صفحتين بقليل حين ذكر الصنم النحاس الّذي يقال له أساف ونائلة. [5] من هنا إلى قوله «باب» أخبرتنا ست الأهل.. غير مثبت في الأصل، والمثبت من نسخة دار الكتب المصرية و (ع) والمنتقى لابن الملا.. [6] أخرجه البخاري 4/ 233 كتاب المغازي، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل، وانظر، نسب قريش 364، سيرة ابن هشام 1/ 255، الروض الأنف 1/ 256، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 33، 34، الإصابة 1/ 569، المعجم الكبير للطبراني 24/ 82 رقم 216، تهذيب الأسماء واللغات ق أج 1/ 205. [7] سيرة ابن هشام 1/ 256، نسب قريش 365، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 34، الإصابة 1/ 570، مجمع الزوائد 9/ 417. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 الطَّبَرَانِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: «خَرَجَ أَبِي وَوَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَطْلُبَانِ الدِّينَ حَتَّى مَرَّا بِالشَّامِ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ [1] ، وَأَمَّا زَيْدٌ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ أَمَامَكَ، فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى الْمَوْصِلَ، فَإِذَا هُوَ بِرَاهِبٍ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ صَاحِبُ الرَّاحِلَةِ؟ قَالَ: مِنْ بَيْتِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: مَا تَطْلُبُ؟ قَالَ: الدِّينَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ النَّصْرَانِيَّةَ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ، وَقَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ [2] ، قَالَ: أَمَا إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ سَيَظْهَرُ بِأَرْضِكَ، فَأَقْبَلَ وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ حقّا ... تعبّدا ورقّا البرّ أبغى لا الخال [3] ... وَمَا مُهَجِّرٌ [4] كَمَنْ قَالَ [5] عُذْتُ بِمَا عَاذَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ [6] ... أَنْفِي لَكَ اللَّهمّ عَانٍ رَاغِمُ مهما تجشّمني فإنّي جاشم [7]   [1] وفي السير والمغازي 116 زيادة: «فاستحكم في النصرانية، واتّبع الكتب من أهلها حتى علم كثيرا من أهل الكتاب. فلم يكن فيهم أعدل أمرا، ولا أعدل شأنا من زيد بن عمرو بن نفيل» . وسيأتي نحوه بعد قليل. [2] في مجمع الزوائد 9/ 417 «فيها» . [3] الخال: الخيلاء والكبر. وفي المجمع الزوائد «الحال» بالحاء المهملة وهو تحريف. [4] في السير والمغازي لابن إسحاق 116 «ليس مهجر» وكذا في سيرة ابن هشام 1/ 262 وفي الأغاني 3/ 124 «وهل مهجّر» ، وفي مجمع الزوائد 9/ 417 «وهل مهاجر» . قال السهيليّ في الروض الأنف 1/ 262: «ليس مهجر كمن» أي ليس من هجّر وتكيّس، كمن آثر العائلة والنوم. والمهجر: السّائر في المهاجرة. [5] قال: من قال يقيل قيلولة. [6] إبراهيم: بحذف الياء بعد الهاء. [7] جاشم: من جشم الأمر إذا تجشّمه وتكلّفه بمشقّة. وانظر هذا القول مع اختلاف في الترتيب والألفاظ في السير والمغازي 116، سيرة ابن هشام 1/ 262، نسب قريش 364، الأغاني 3/ 124، مجمع الزوائد 9/ 417 تهذيب تاريخ دمشق 6/ 32. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 ثُمَّ يَخِرُّ فَيَسْجُدَ لِلْكَعْبَةِ. قَالَ: فَمَرَّ زَيْدٌ بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ويزيد بن حارثة، وهم يَأْكُلانِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَدَعَيَاهُ فَقَالَ: يَا بْنَ أَخِي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النّصب، قال: فما رئي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ مِنْ يَوْمِهِ ذَاكَ حَتَّى بُعِثَ [1] . قَالَ: وَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ: «يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَيْدًا كَانَ كَمَا رَأَيْتَ، أَوْ كَمَا بَلَغَكَ، فَاسْتَغْفِرْ لَهُ، قَالَ: نَعَمْ فَاسْتَغْفِرُوا لَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ» [2] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [3] قَالَ: كَانَتْ قُرَيْشٌ حِينَ بَنَوُا [4] الْكَعْبَةَ يَتَوَافَدُونَ عَلَى كِسْوَتِهَا كُلَّ عَامٍ تَعْظِيمًا لِحَقِّهَا، وَكَانُوا يَطُوفُونَ بِهَا، وَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ عِنْدَهَا، وَيَذْكُرُونَهُ مَعَ تَعْظِيمِ الأَوْثَانِ وَالشِّرْكِ فِي ذَبَائِحِهِمْ وَدِينِهِمْ كُلِّهِ. وَقَدْ كَانَ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ: زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَوَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ بْنِ أَسَدٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ وَرَقَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ، وَأُمُّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ [5] حَضَرُوا قُرَيْشًا عِنْدَ وَثَنٍ لَهُمْ كَانُوا يَذْبَحُونَ عِنْدَهُ لِعِيدٍ مِنْ أَعْيَادِهِمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا خَلَا بَعْضُ أُولَئِكَ النَّفَرِ إِلَى بَعْضٍ وَقَالُوا: تَصَادَقُوا وَلْيَكْتُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ قَائِلُهُمْ: تَعْلَمُنَّ [6] وَاللَّهِ مَا قَوْمُكُمْ عَلَى شَيْءٍ، لَقَدْ أخطأوا دين إبراهيم وخالفوه، وما   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 118، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 32، مجمع الزوائد 9/ 417. [2] سيرة ابن هشام 1/ 256، السير والمغازي لابن إسحاق 119، نسب قريش 365، الأغاني 3/ 127، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 32 و 34، مجمع الزوائد 9/ 417، الإصابة 1/ 570. [3] السير والمغازي 115، 116، سيرة ابن هشام، 1/ 253- 255. [4] في السير والمغازي 115 «رفعوا بنيان الكعبة» . [5] في السير «حليف بني أميّة» . [6] في السير «تعلمون» ، وفي السيرة «تعلموا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وَثَنٌ يُعْبَدُ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، فَابْتَغُوا لأَنْفُسِكُمْ، فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَ وَيَسِيرُونَ فِي الأَرْضِ يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمِلَلِ كُلِّهَا، يَتَّبِعُونَ الْحَنِيفِيَّةَ دِينَ إِبْرَاهِيمَ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ أَعْدَلَ شَأْنًا مِنْ زَيْدِ ابْنِ عَمْرٍو، اعْتَزَلَ الْأَوْثَانَ وَفَارَقَ الأَدْيَانَ إِلَّا دِينَ إِبْرَاهِيمَ [1] . وَقَالَ الْبَاغَنْدِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ دَوْحَتَيْنِ» . وَقَالَ البكّائيّ، عن ابن إِسْحَاقَ [3] : حَدَّثَنِي هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: «لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ شَيْخًا كَبِيرًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! مَا أَصْبَحَ مِنْكُمْ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهمّ لَوْ أَعْلَمُ أَيَّ الْوُجُوهِ أَحَبُّ إِلَيْكَ عَبَدْتُكَ بِهِ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَى رَاحِلَتِهِ» . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : فَقَالَ زَيْدٌ فِي فِرَاقِ دِينِ قَوْمِهِ: أَرَبًّا وَاحِدًا أَمْ أَلْفَ رَبٍّ ... أَدِينُ إِذَا تُقُسِّمَتِ الْأُمُورُ عَزَلْتُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى جَمِيعًا ... كذلك يفعل الجلد الصّبور [5] في أبيات [6] .   [1] انظر السير والمغازي 116 وسيرة ابن هشام 1/ 255. [2] في (ع) : «معاوية» بدلا من «أبو معاوية» ، والتصحيح من تهذيب التهذيب 9/ 137. [3] سيرة ابن هشام 1/ 255 وانظر السير والمغازي 116. [4] سيرة ابن هشام 1/ 256، 257. [5] سيرة ابن هشام 1/ 257، السير والمغازي 117. [6] انظر الاختلاف وبقية الأبيات في: نسب قريش 364، 365، جمهرة نسب قريش وأخبارها 416، الأصنام للكلبي 21، 22، الأغاني 3/ 124، 125، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 35، البداية والنهاية 2/ 242، بلوغ الأرب للآلوسي 2/ 220. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] : وَكَانَ الْخَطَّابُ بْنُ نُفَيْلٍ عَمُّهُ وَأَخُوهُ لِأُمِّهِ يُعَاتِبُهُ [2] وَيُؤْذِيهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ، فَنَزَلَ حِرَاءَ مُقَابِلَ مَكَّةَ، فَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ سِرًّا آذَوْهُ وَأَخْرَجُوهُ، كَرَاهِيَةَ، أَنْ يُفْسِدَ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ، وَأَنْ يُتَابِعَهُ أَحَدٌ. ثُمَّ خَرَجَ يَطْلُبُ دِينَ إِبْرَاهِيمَ، فَجَالَ الشَّامَ وَالْجَزِيرَةَ [3] . إِلَى أَنْ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : فَرَدَّ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَ بِلادَ لَخْمٍ عَدَوْا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ. [5] بَاب أَخْبَرَتْنَا سِتُّ الأَهْلِ بِنْتُ عُلْوَانَ، أَنْبَأَنَا الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، أنا منوجهر ابن محمد، أنا هبة الله بن أحمد، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَطْحَا، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَرَّانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّسْعَنِيُّ، ثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: «لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التّوراة بصفته [6] في القرآن يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 33: 45 [7] وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ [8] بِالْأَسْوَاقِ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ [9] ، ولن يقبضه الله   [1] سيرة ابن هشام 1/ 260. [2] في السيرة «يعاتبه على فراق دين قومه» . [3] السيرة 1/ 260- 263. [4] السيرة 1/ 263، السير والمغازي 119. [5] حتى هنا ينتهي النقص في الأصل. [6] في صحيح البخاري «ببعض صفته» . [7] سورة الأحزاب الآية 45. [8] السّخب والصّخب، بمعنى الصّياح. [9] وفي رواية «يصفح» بدل «يغفر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ العَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ بِهَا [1] أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا [2] . قَالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ لَقِيتُ كَعْبَ الأَحْبَارِ فَسَأَلْتُهُ، فَمَا اخْتَلَفَا فِي حَرْفٍ، إِلَّا أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ بِلُغَتِهِ: (أَعْيُنًا عُمُومًا، وَآذَانًا صُمُومًا وَقُلُوبًا غُلُوفًا) [3] . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْعَوْفِيِّ، عَنْ فُلَيْحٍ [4] . وَقَدْ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ [5] . ثُمّ قَالَ عَطَاءٌ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ يَقُولُ مِثْلَ مَا قَالَ ابْنُ سَلَامٍ. قُلْتُ: وَهَذَا أَصَحُّ فَإِنَّ عَطَاءً لَمْ يُدْرِكْ كَعْبًا. وَرَوَى نَحْوَهُ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ قَالَ: صِفَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم في التّوراة، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [6] . وَرَوَى عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ: «إِنَّ اللَّهَ ابْتَعَثَ نَبِيَّهُ لِإِدْخَالِ رَجُلٍ الْجَنَّةَ، فَدَخَلَ الْكَنِيسَةَ، فَإِذَا هُوَ بِيَهُودَ، وَإِذَا بِيَهُودِيٍّ يَقْرَأُ التَّوْرَاةَ، فَلَمَّا أَتَوْا عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْسَكُوا، وَفِي نَاحِيَةِ الْكَنِيسَةِ رَجُلٌ مَرِيضٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا لكم أمسكتم؟) قال   [1] في الأصل «به» والتصحيح من صحيح البخاري. [2] صحيح البخاري 3/ 21 كتاب البيوع، باب كراهية السّخب في السوق، و 6/ 44، 45 كتاب التفسير، سورة الفتح، باب إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، مسند أحمد 2/ 174 وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 274. [3] في المسند «أعينا عمومي وآذانا صمومي، وقلوبا غلوفي. قال يونس: غلفي» . [4] كتاب البيوع، باب كراهية السخب. [5] المصدر نفسه. [6] انظر تهذيب تاريخ دمشق 1/ 341. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 الْمَرِيضُ: أَتَوْا عَلَى صِفَةِ نَبِيٍّ فَأَمْسَكُوا، ثُمَّ جَاءَ الْمَرِيضُ يَحْبُو حَتَّى أَخَذَ التَّوْرَاةَ فَقَرَأَ حتّى أتى عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ صِفَتُكَ وَأُمَّتُكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله، وأنك رسول الله» ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لُوا أَخَاكُمْ» [1] . أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي «مُسْنَدِهِ» [2] . أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ أَنَّ أَبَا الْوَقْتِ أَخْبَرَهُ، أنا الدَّاوُدِيُّ، أنا ابْنُ حَمُّوَيْهِ، أنا عِيسَى، السَّمَرْقَنْدِيُّ، أنا الدَّارِمِيُّ، أَنْبَأَ مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَأَلَ كَعْبًا: «كَيْفَ تَجِدُ نعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ؟ قَالَ: نَجِدُهُ مُحَمَّدَ ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يُولَدُ بِمَكَّةَ، وَيُهَاجِرُ إِلَى طَابَةَ، وَيَكُونُ مُلْكُهُ بِالشَّامِ، وَلَيْسَ بِفَحَّاشٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يُكَافِئُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ، يَحْمَدُونَ اللَّهَ فِي كُلِّ سَرَّاءٍ، وَيُكَبِّرُونَ اللَّهَ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ، يُوَضِّئُونَ أَطْرَافَهُمْ، وَيَأْتَزِرُونَ فِي أَوْسَاطِهِمْ، يُصَفُّونَ فِي صَلَاتِهِمْ كَمَا يُصَفُّونَ فِي قِتَالِهِمْ، دَوِيُّهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يُسْمَعُ مُنَادِيهِمْ فِي جَوِّ السَّمَاءِ [3] . قُلْتُ: يَعْنِي الْأَذَانَ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: قُلْتُ لِكَعْبٍ الْحَبْرِ: كَيْفَ تَجِدُونَ صِفَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ. فَذَكَرَ نَحْوَ حديث عطاء.   [1] بمعنى تولّوا أمره. [2] ج 1/ 416، وانظر تهذيب تاريخ دمشق 1/ 341، 342. [3] نهاية الأرب للنويري 16/ 119، 120. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 بَابُ قِصَّةِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ [1] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لبيد،   [1] انظر عنه: مسند أحمد 5/ 437- 444، السير والمغازي لابن إسحاق 87- 93، سيرة ابن هشام 1/ 247- 253، طبقات ابن سعد 4/ 75- 93، طبقات خليفة 7 و 140 و 189، المحبّر 75، تاريخ خليفة. 90، التاريخ الكبير 4/ 135، 136، المعارف 270، 271، الجرح والتعديل 4/ 296، 297، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 78، المعرفة والتاريخ 3/ 272- 274، مشاهير علماء الأمصار 44 رقم 274، تاريخ أبي زرعة 1/ 648، 649، حلية الأولياء 1/ 185- 208، ذكر أخبار أصبهان 1/ 48- 57، الاستيعاب 2/ 56- 61، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 56، تاريخ الرسل والملوك 1/ 93 وما بعدها و 2/ 566 وما بعدها، و 3/ 171 وما بعدها، و 4/ 11 وما بعدها، أنساب الأشراف 1/ 488، تاريخ بغداد 1/ 163- 171، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 92 و 24/ 378، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 190- 211، الكامل في التاريخ 3/ 287، الروض الأنف للسهيلي 1/ 250، 251، صفة الصفوة 1/ 523- 555 رقم 59، التذكرة الحمدونية 1/ 130 و 138 و 144 تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 226- 228، تهذيب الكمال 1/ 523، أسد الغابة 2/ 417، دول الإسلام 1/ 31، المعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 49، الكاشف 1/ 304 رقم 2038، سير أعلام النبلاء 1/ 505- 558 رقم 91، مجمع الزوائد 9/ 332- 334، الوافي بالوفيات 15/ 309، 310 رقم 433، مرآة الجنان 1/ 100، عيون الأثر 1/ 60- 68، الوفيات لابن قنفذ 54، تهذيب التهذيب 4/ 137، تقريب التهذيب 1/ 315 رقم 346، الإصابة 2/ 62، 63 رقم 3357، خلاصة تذهيب التهذيب 147، كنز العمال 13/ 421، شذرات الذهب 1/ 44، موسوعة علماء المسلمين (من إعدادنا) 2/ 297- 299 رقم 641. [2] السير والمغازي 87، سيرة ابن هشام 1/ 247. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَالَ: «كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ مِنْ أَهْلِ إِصْبَهَانَ، مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا جَيٌّ [1] وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أَرْضِهِ [2] ، وَكَانَ يُحِبُّنِي حُبًّا شَدِيدًا، لَمْ يُحِبَّهُ شَيْئًا مِنْ مَالِهِ وَلَا وَلَدِهِ، فَمَا زَالَ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، وَاجْتَهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطِنَ النَّارِ [3] الَّتِي يُوقِدُهَا، فلا أتركها تخبر سَاعَةً، فَكُنْتُ لِذَلِكَ [4] لَا أَعْلَمُ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا إِلَّا مَا أَنَا فِيهِ، حَتَّى بَنَى أَبِي بُنْيَانًا لَهُ، وَكَانَتْ لَهُ ضَيْعَةٌ فِيهَا بَعْضُ الْعَمَلِ، فَدَعَانِي فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي مَا تَرَى مِنْ بُنْيَانِي عَنْ ضَيْعَتِي هَذِهِ، وَلَا بُدَّ لِي مِنَ اطِّلاعِهَا، فَانْطَلِقْ إِلَيْهَا [5] فَمُرْهُمْ بِكَذَا وَكَذَا، وَلَا تَحْتَبِسْ عَلَيَّ [6] فَإِنَّكَ إِنِ احْتَبَسْتَ عَنِّي شَغَلَنِي [7] ذَلِكَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ لِلنَّصَارَى [8] ، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ [9] فَقُلْتُ: مَا هذا؟ قالوا: النّصارى [10] ، فدخلت [11] فأعجبني حالهم [12] ، فو الله مَا زِلْتُ جَالِسًا عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ. وَبَعَثَ أَبِي فِي طَلَبِي فِي كُلِّ وَجْهٍ حتّى جئته حين أمسيت، ولم أذهب   [1] جيّ: بفتح الجيم وياء مشدّدة. مدينة ناحية أصبهان، تسمّى عند العجم شهرستان، وعند المحدّثين: المدينة، وقد نسب إليها المديني عالم من أهل أصبهان، (معجم البلدان 2/ 202) . [2] رئيسها. [3] قطن النار: مقيم عندها. وسيأتي التعريف في متن المؤلّف في آخر هذا الخبر. [4] في السير والمغازي «كذلك» . [5] في السير والمغازي «إليهم» . [6] في السير والمغازي «عني» . [7] في السير والمغازي «شغلتني عن كل شيء» . وفي سيرة ابن هشام 1/ 247 «شغلتني عن كل شيء من أمري» . [8] في السير والمغازي «النصارى» وفي السيرة لابن هشام «كنيسة من كنائس النصارى» . [9] في السير «أصواتهم فيها» وفي السيرة «أصواتهم فيها وهم يصلّون» وفيها زيادة. [10] في السير «هؤلاء النصارى يصلّون» . [11] في السير «فدخلت انظر» . [12] في السير «فأعجبني ما رأيت من حالهم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 إِلَى ضَيْعَتِهِ فَقَالَ: أَيْنَ [1] كُنْتَ؟ فَقُلْتُ: [2] مَرَرْتُ بِالنَّصَارَى، فَأَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ وَدُعَاؤُهُمْ، فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ كَيْفَ يَفْعَلُونَ. قَالَ: أَيْ بُنَيَّ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهِمْ، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِخَيْرٍ مِنْ دِينِهِمْ، هَؤُلَاءِ قَوْمٌ يَعْبُدُونَ اللَّهَ، وَيَدْعُونَهُ وَيُصَلُّونَ لَهُ، نَحْنُ [3] نَعْبُدُ نَارًا نُوقِدُهَا بِأَيْدِينَا، إِذَا تَرَكْنَاهَا مَاتَتْ، فَخَافَ [4] فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ حَدِيدًا وَحَبَسَنِي [5] ، فَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ: أَيْنَ أَصْلُ [6] هَذَا الدِّينِ الَّذِي أَرَاكُمْ عَلَيْهِ؟ قَالُوا: بِالشَّامِ، فَقُلْتُ: فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ مِنْ هُنَاكَ نَاسٌ فَآذِنُونِي، قَالُوا: نَفْعَلُ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ نَاسٌ مِنْ تُجَّارِهِمْ [7] فَآذَنُونِي بِهِمْ، فَطَرَحْتُ الْحَدِيدَ مِنْ [8] رِجْلَيَّ وَلَحِقْتُ بِهِمْ، فَقَدِمْتُ مَعَهُمُ الشَّامَ [9] ، فَقُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ؟ قَالُوا: الْأَسْقُفُّ صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَحْبَبَتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَعْبُدَ اللَّهَ فِيهَا مَعَكَ، وَأَتَعَلَّمَ مِنْكَ الْخَيْرَ، قَالَ: فَكُنْ مَعِي، قَالَ: فَكُنْتُ مَعَهُ، فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ، يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوهَا لَهُ [10] اكْتَنَزَهَا وَلَمْ يُعْطِهَا الْمَسَاكِينَ، فَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِ، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا جَاءُوا لِيَدْفِنُوهُ قُلْتُ لهم: هذا رجل   [1] في السير «أي بني أين كنت، ألم أكن قلت لك» ؟. [2] في السير 87 «فقلت: يا أبتاه مررت بأناس يقال لهم النصارى» . [3] في السير «ونحن إنّما نعبد» . [4] في السير «فخافني» . [5] في السير «وحبسني في بيت عنده» . [6] في السير «فقلت لهم: أين أهل» . [7] يحذف المؤلّف هنا فقرة، أنقلها من السير هي: «فبعثوا إليّ: إنه قد قدم علينا تجار من تجارنا، فبعثت إليهم إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الخروج فآذنوني بهم، قالوا: نفعل، فلما قضوا حوائجهم، وأرادوا الرحيل بعثوا إليّ بذلك» . [8] في السير «الّذي في رجلي» . [9] في السير «فانطلقت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت» . [10] في السير «إليه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 سَوْءٍ، كَانَ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ [1] وَيَتَكَنَّزُهَا، قَالُوا: وَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: أَنَا أُخْرِجُ إِلَيْكُمْ كَنْزَهُ، [2] فَأَخْرَجْتُ لَهُمْ سَبْعَ قِلالٍ مَمْلُوءَةً ذَهَبًا وَوَرِقًا [3] فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَالُوا: وَاللَّهِ لَا يُدْفَنُ أَبَدًا، فَصَلَبُوهُ [4] وَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ، وَجَاءُوا بِرَجُلٍ [5] فَجَعَلُوهُ مكانه، ولا والله [6] يا بن عَبَّاسٍ، مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ، أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ، وَأَشَدُّ اجْتِهَادًا، وَلَا أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا، وَلَا أَدْأَبُ لَيْلا وَنَهَارًا [7] ، وَمَا أَعْلَمُنِي أَحْبَبْتُ شَيْئًا قَطُّ قَبْلَهُ حُبَّهُ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ [8] : قَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [9] فَمَاذَا تَأْمُرُنِي وَإِلَى مَنْ تُوصِينِي؟ قَالَ لِي: أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَجُلًا [10] بِالْمَوْصِلِ، فَأْتِهِ فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِي. فَلَمَّا مَاتَ [11] لَحِقْتُ بَالْمَوْصِلِ، فَأَتَيْتُ صَاحِبَهَا فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ مِنَ الِاجْتِهَادِ وَالزُّهْدِ [12] ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ [13] . قَالَ: فَأَقِمْ أَيْ بُنَيَّ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ أَمْرِ صَاحِبِهِ حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ: إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ [14] ، وَقَدْ حَضَرَكَ من أمر الله ما ترى، فإلى   [1] في السير «ويرغّبكم فيها، حتى إذا جمعتموها إليه اكتنزها ولم يعطها المساكين» . [2] في السير «فقالوا: فهاته» . [3] أي فضّة. [4] في السير «فصلبوه على خشبة» . [5] في السير «برجل آخر» . [6] في السير «فلا والله» . [7] في السير «ليلا ولا نهارا منه» . [8] في السير «فقلت يا فلان» . [9] في السير «من أمر الله عزّ وجلّ وإني والله ما أحببت شيئا قطّ حبّك» . [10] في الأصل «رجل» والتصحيح من السير والمغازي. [11] في السير «فلما مات وغيّب» . [12] في السير «والزهاد في الدنيا» . [13] في السير «أوصاني إليك أن آتيك وأكون معك» . [14] في السير «أوصاني إليك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 مَنْ تُوصِينِي [1] ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ [2] إِلَّا رَجُلًا [3] بِنَصِيبِينَ [4] ، فَلَمَّا [5] دَفَنَّاهُ لَحِقْتُ بِالْآخَرِ [6] ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ، حَتَّى حَضَرَهُ الْمَوْتُ [7] فَأَوْصَى بِي إِلَى رَجُلٍ مِنْ عَمُّورِيَّةَ بِالرُّومِ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِمْ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَتْ لِي غُنَيْمَةٌ وَبُقَيْرَاتٌ [8] ، ثُمَّ [9] احْتَضَرَ فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ [10] بَقِيَ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ [11] ، وَلَكِنْ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ مِنَ الْحَرَمِ، مُهَاجِرُهُ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ أَرْضٌ سَبْخَةٌ ذَاتُ نَخْلٍ، وَإِنَّ فِيهِ عَلامَاتٍ لَا تَخْفَى، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَى تِلْكَ الْبِلادِ فَافْعَلْ، فَإِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُهُ، فَلَمَّا وَارَيْنَاهُ أَقَمْتُ [12] حَتَّى مَرَّ بِي رِجَالٌ مِنْ تُجَّارِ الْعَرَبِ مِنْ كَلْبٍ، فَقُلْتُ لَهُمْ: تحملوني [13] إلى أرض العرب، وأنا   [1] كلمة «توصيني» ليست في السير. [2] في السير «ما أعلمه أي بني» . [3] في الأصل «رجل» والتصحيح من السير والمغازي. [4] من بلاد على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان 5/ 288) . [5] في السير «هو على مثل ما نحن عليه، فالحق به، فلما» . [6] في السير «فقلت له: يا فلان إن فلانا أوصاني إلى فلان، وفلان أوصاني إليك، قال: فأقم أي بني» . [7] في السير «حضرته الوفاة، فقلت له: يا فلان إنّه قد حضرك من أمر الله ما ترى وقد كان فلان أوصاني إلى فلان، وأوصاني فلان إلى فلان، وأوصاني فلان إليك، فإلى من؟ قال: أي بني والله ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه إلّا رجلا بعمّورية من أرض الروم، فأته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه، فلما واريته خرجت حتى قدمت على صاحب عمّورية فوجدته على مثل حالهم» . [8] في السير «بقرات» . [9] في السير «ثم حضرته الوفاة، فقلت: يا فلان إنّ فلانا كان أوصاني إلى فلان، وفلان إلى فلان، وفلان إِلَيْكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا ترى، فإلى من توصيني» . [10] في السير «أعلمه» . [11] في السير «ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكنه» . [12] في السير 90 «أقمت على خير» . [13] في السير «تحملوني معكم حتى تقدموني أرض العرب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 أُعْطِيكُمْ غُنَيْمَتِي هَذِهِ وَبَقَرَاتِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَأَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا وَحَمَلُونِي، حَتَّى إِذَا جَاءُوا بِي وَادِيَ الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي عَبْدًا مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ [1] بوادي القرى، فو الله لَقَدْ رَأَيْتُ النَّخْلَ، وَطَمِعْتُ أَنْ يَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي نَعَتَ لِي صَاحِبِي، وَمَا حُقَّتْ عِنْدِي حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ [2] فَابْتَاعَنِي [3] ، فخرج بي حتى قدمنا المدينة، فو الله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُ نَعْتَهَا [4] فَأَقَمْتُ فِي رِقِّي [5] . وَبَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، لَا يُذْكَرُ لِي شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ، مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الرِّقِ، حَتَّى قَدِمَ قُبَاءَ، وَأَنَا أَعْمَلُ لصاحبي في نخله [6] ، فو الله إِنِّي لَفِيهَا، إِذْ جَاءَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ فَقَالَ: يَا فُلانُ قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قِيَلَةَ [7] ، وَاللَّهِ إِنَّهُمُ الْآنَ [8] مُجْتَمِعُونَ عَلَى رَجُلٍ جَاءَ من مكة، يزعمون أنّه نبيّ، فو الله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُهَا فَأَخَذَتْنِي الْعَرْوَاءُ- يَقُولُ الرِّعْدَةُ- حَتَّى ظَنَنْتُ لَأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي، وَنَزَلْتُ أَقُولُ: مَا هَذَا الْخَبَرُ؟ فَرَفَعَ مَوْلايَ يده فلكمني لكمة شديدة، وقال: مالك وَلِهَذَا أَقْبِلْ عَلَى [9] عَمَلِكَ. فَقُلْتُ: لَا شَيْءَ، إنّما سمعت خيرا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ وَكَانَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنْ طَعَامٍ، فَحَمَلْتُهُ وَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَأَنَّ مَعَكَ أَصْحَابًا لَكَ غُرَبَاءَ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شيء للصّدقة،   [1] في السير «من يهود» بدلا من «يهودي» . [2] في السير «من يهود وادي القرى» . [3] في السير «من صاحبي الّذي كنت عنده» . [4] في السير «نعته» . [5] في السير «مع صاحبي» . [6] في السير «نخلة له» . [7] هي أمّ الأوس والخزرج الأنصار. [8] في السير «الآن لفي قباء» . [9] في السير «قبل عملك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ مَنْ بِهَذِهِ الْبِلادِ فَهَاكَهَا [1] فَكُلْ مِنْهُ، فَأَمْسَكَ [2] وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: كُلُوا [3] ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ وَاحِدَةٌ [4] ، ثُمَّ رَجَعْتُ وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة، فَجَمَعْتُ شَيْئًا [5] ثُمَّ جِئْتُهُ بِهِ، فَقُلْتُ [6] : هَذَا هَدِيَّةٌ، فَأَكَلَ [7] وَأَكَلَ أَصْحَابُهُ، فَقُلْتُ: هَذِهِ خِلَّتَانِ، ثُمَّ جِئْتُهُ [8] وَهُوَ يَتْبَعُ جِنَازَةً وَعَلَيَّ شَمْلَتَانِ [9] لِي، وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ، فَاسْتَدَرْتُ [10] لِأَنْظُرَ إِلَى الْخَاتَمِ [11] ، فَلَمَّا رَآنِي اسْتَدْبَرْتُهُ [12] عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ شَيْئًا [13] وُصِفَ لِي، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، كَمَا وَصَفَ لِي صَاحِبِي، فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي، فَقَالَ: تَحَوَّلْ يَا سَلْمَانُ هَكَذَا، فَتَحَوَّلْتُ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ أَصْحَابُهُ حَدِيثِي عَنْهُ، فحدّثته يا بن عَبَّاسٍ كَمَا حَدَّثْتُكَ. فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ: «كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ» فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا [14] لَهُ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَأَعَانَنِي أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] في السير «البلاد به، فها هو هذا» . [2] في السير «فأمسك برسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ» . [3] فِي السير «ولم يأكل» . [4] في السير «هذه خلّة مما وصف لي صاحبي» . [5] في السير «شيئا كان عندي» . [6] في السير «فقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية وكرامة ليست بالصدقة» . [7] في السير «فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . [8] فِي السير «ثم جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . [9] الشملة: كساء يغطى به ويتلفّف فيه. (النهاية في غريب الحديث) . [10] في السير «فاستدرت به» . [11] في السير «الخاتم في ظهره» . [12] في السير «استدبر 2. [13] في السير «من شيء قد» . [14] في طبعة القدسي 2/ 54 «أجبيها» وهو تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 بِالنَّخْلِ [1] ثَلَاثِينَ وَدِيَّةً وَعِشْرِينَ وَدِيَّةً وَعَشْرًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِّرْهَا [2] ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَآذِنِّي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَضَعُهَا بِيَدِي، فَفَقَّرْتُهَا [3] . وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي، يَقُولُ حَفَرْتُ لَهَا بِمَوْضِعٍ حَيْثُ تُوضَعُ حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهَا [4] ، وَخَرَجَ مَعِي، فَكُنَّا نَحْمِلُ إِلَيْهِ الْوَدِيَّ [5] فيضعه بيده ويسوّي عليها [6] ، فو الّذي بَعَثَهُ مَا مَاتَ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ. وَبَقِيَتْ عَلَيَّ الدَّرَاهِمُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْمَعَادِنِ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنَ الذَّهَبِ [7] فَقَالَ: أَيْنَ الْفَارِسِيُّ [8] ؟ فَدُعِيتُ لَهُ فَقَالَ: خُذْ هَذِهِ [9] فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ، (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ مِمَّا عَلَيَّ؟ قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ سيؤدّي بها عنك) [10] ، فو الّذي نفس سلمان بيده، لو زنت لَهُمْ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِمْ وَعَتَقَ سَلْمَانُ، وَحَبَسَنِي الرِّقُّ [11] حَتَّى فَاتَتْنِي [12] بَدْرٌ وَأُحُدٌ، ثُمَّ [13] شَهِدْتُ الْخَنْدَقَ، ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مشهد [14] .   [1] في السيرة «بالنخلة» . [2] في السير اختلاف «بالنخلة ثلاثين ودية عشر، كل رجل منهم على قدر ما عنده، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقر لها» . [3] أي حفرت لها موضعا تغرس فيه. «النهاية لابن الأثير 3/ 463» . [4] في السير زيادة: «ثم جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلتُ: يا رسول الله قد فرغنا منها، فخرج معي حتى جاءها» . [5] الوديّ: بتشديد الياء، صغار النخل، الواحد وديّة. (النهاية) . [6] في السير «عليه» وقد ذكر السهيليّ في الروض الأنف 1/ 250، 251 أسماء النخلة وأعمال غرسها وأطوارها المختلفة. [7] في مجمع الزوائد 9/ 336 «فأتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بمثال بيضة دجاجة من ذهب» . [8] في السير «الفارسيّ المسلم المكاتب» . [9] في السير «هذه يا سلمان» . [10] ما بين القوسين لم يرد في السير. [11] في السير «وكان الرق قد حبسني» . [12] في السير «فاتتني مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . [13] في السير «ثم عتقت فشهدت» . [14] راجع السير والمغازي لابن إسحاق 87- 91، سيرة ابن هشام 1/ 247- 252، طبقات ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 قَوْلُهُ: قَطِنُ النَّارِ جَمْعُ قَاطِنٍ، أَيْ مُقِيمٌ عِنْدَها، أَوْ هُوَ مَصْدَرٌ، كَرَجُلِ صَوْمٍ وَعَدْلٍ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ إسحاق [1] : حدثني عاصم بن عمر [2] بن قتادة، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا مِنْ حَدِيثِ سَلْمَانَ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ سَلْمَانَ: أَنَّ صَاحِبَ عَمُّورِيَّةَ قَالَ لَهُ لَمَّا احْتَضَرَ: ائْتِ غَيْضَتَيْنِ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ، فَإِنَّ رَجُلًا يَخْرُجُ مِنْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةً، يَعْتَرِضُهُ ذَوُو الْأَسْقَامِ، فَلَا يَدْعُو لِأَحَدٍ بِهِ مَرَضٌ إِلَّا شُفِيَ، فَسَلْهُ عَنْ هَذَا الدِّينِ [3] دِينِ إِبْرَاهِيمَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقَمْتُ بِهَا سَنَةً، حَتَّى خَرَجَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ [4] وَإِنَّمَا كَانَ يَخْرُجُ مُسْتَجِيزًا، فَخَرَجَ وَغَلَبَنِي عَلَيْهِ النَّاسُ، حَتَّى دَخَلَ فِي الْغَيْضَةِ، [5] حَتَّى مَا بَقِيَ إِلَّا مَنْكِبُهُ، فَأَخَذْتُ بِهِ فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ! الْحَنِيفِيَّةُ [6] دِينُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ: تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَ عَنْهُ النَّاسُ الْيَوْمَ، قَدْ أَظَلَّكَ [7] نَبِيٌّ يَخْرُجُ عِنْدَ أَهْلِ [8] هذا البيت بهذا   [ () ] سعد 4/ 75- 80، المعرفة والتاريخ 3/ 273، 274، 274، صفة الصفوة 1/ 523- 533، دلائل النبوة (رقم 199) ، حلية الأولياء 1/ 193- 195، تاريخ بغداد 1/ 165- 169، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 191- 193، عيون الأثر 1/ 61- 64، سير أعلام النبلاء 1/ 506- 511، أسد الغابة 2/ 417- 419، مجمع الزوائد 9/ 332- 337 الخصائص الكبرى للسيوطي 1/ 48، نهاية الأرب للنويري 16/ 129- 135. والحديث رجاله ثقات، وإسناده قويّ، أخرجه أحمد في مسندة 5/ 441- 444 والطبراني في المعجم الكبير 6/ 272- 277 رقم 6065. [1] السير والمغازي 92، سيرة ابن هشام 1/ 252. [2] في (ع) عمرو، وهو وهم، والتصحيح من السير والسيرة. [3] في السير «الدين الّذي تسلني عنه عن الحنيفية» . [4] في السير «من إحدى الغيضتين إلى الأخرى» . [5] في السير «التي يدخل فيها» . [6] في السير «أخبرني عن الحنيفية دين إبراهيم» . [7] في السير «أظلك زمان نبيّ» . [8] لفظ «أهل» ليس في السير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 الْحَرَمِ، وَيُبْعَثُ بِسَفْكِ الدَّمِ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ سَلْمَانُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَنِي يَا سَلْمَانُ لَقَدْ رَأَيْتُ حَوَارِيَّ [1] عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ» [2] . وَقَالَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ: ثَنا دَاوُدُ بن أبي هند، عن سماك بن حرب، عَنْ سَلَامَةَ الْعِجْلِيِّ قَالَ: «جَاءَ ابْنُ أُخْتٍ لِي مِنَ الْبَادِيَةِ يُقَالُ لَهُ قُدَامَةُ فَقَالَ [3] : أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فَأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَخَرَجْنَا إِلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ بِالْمَدَائِنِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى عَشْرِينَ أَلْفًا، وَوَجَدْنَاهُ عَلَى سَرِيرٍ يَشُقُّ [4] خُوصًا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذَا ابْنُ أُخْتٍ لِي قَدْ قَدِمَ عَلَيَّ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَأَحَبَّ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْكَ، قَالَ: وَعَلَيْهِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. قُلْتُ: يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ، قَالَ: أَحَبَّهُ اللَّهُ، فَتَحَدَّثْنَا وَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَلَا تُحَدِّثُنَا عَنْ أَصْلِكَ؟ [5] . قَالَ: أَمَّا أَصْلِي فَأَنَا [6] مِنْ أَهْلِ رَامَهُرْمُزَ، كُنَّا قَوْمًا مَجُوسًا، فَأَتَى [7] رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ كَانَتْ أُمُّهُ مِنَّا، فَنَزَلَ فِينَا وَاتَّخَذَ فِينَا دَيْرًا، وَكُنْتُ مِنْ كُتَّابِ الْفَارِسِيَّةِ، فَكَانَ لَا يَزَالُ غُلَامٌ مَعِي فِي الكتّاب يجيء مضروبا   [1] لفظ «حواري» ليس في السير، وهي في تهذيب تاريخ دمشق. [2] السير والمغازي لابن إسحاق 92، وسيرة ابن هشام 1/ 252، 253، طبقات ابن سعد 4/ 80، 81 تهذيب تاريخ دمشق 6/ 197، نهاية الأرب 16/ 135، 136 البداية والنهاية 2/ 214، سير أعلام النبلاء 1/ 512 وفي هذه الرواية جهالة انظر عنها البداية والنهاية. [3] في معجم الطبراني: «فقال لي ابن أختي» . [4] كذا في الأصل وطبعتي القدسي، وفي معجم الطبراني، وسير أعلام النبلاء «يسفّ» بالفاء، وفي مجمع الزوائد «يسقي حوضا» . [5] في معجم الطبراني «أهلك وممن أنت» . [6] في المعجم «فأنا رجل» . [7] في المعجم «فأتانا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 يَبْكِي، قَدْ ضَرَبَهُ أَبَوَاهُ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَضْرِبُنِي أَبَوَايَ. قُلْتُ: وَلِمَ يَضْرِبَانِكَ؟ فَقَالَ: آتِي صَاحِبَ هَذَا الدَّيْرِ، فَإِذَا عَلِمَا ذَلِكَ ضَرَبَانِي، وَأَنْتَ لَوْ أَتَيْتَهُ سَمِعْتَ مَنْهُ حَدِيثًا عَجَبًا [1] . قُلْتُ: فَاذْهَبْ بِي مَعَكَ، فَأَتَيْنَاهُ، فَحَدَّثَنَا عَنْ بَدْءِ الْخَلْقِ [2] وَعَنِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَحَدَّثَنَا بِأَحَادِيثَ عَجَبٍ، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ مَعَهُ، وَفَطِنَ لَنَا غِلْمَانٌ مِنَ الْكُتَّابِ، فَجَعَلُوا يَجِيئُونَ مَعَنَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ أتوه فقالوا: يا هناه [3] إِنَّكَ قَدْ جَاوَرْتَنَا فَلَمْ تَرَ مِنْ جِوَارِنَا إِلَّا الْحَسَنَ، وَإِنَّا نَرَى غِلْمَانَنَا يَخْتَلِفُونَ إِلَيْكَ، وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ تُفْسِدَهَمْ [4] عَلَيْنَا، اخْرُجْ عَنَّا. قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لِذَلِكَ الْغُلَامِ الَّذِي كَانَ يأتيه: أخرجه مَعِي. قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ [5] قُلْتُ: أَنَا [6] أَخْرُجُ مَعَكَ، وَكُنْتُ يَتِيمًا لَا أَبَ لِي، فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَأَخَذْنَا جَبَلَ رَامَهُرْمُزَ، فَجَعَلْنَا نَمْشِي وَنَتَوَكَّلُ، وَنَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِ الشَّجَرِ، فَقَدِمْنَا نَصِيبِينَ [7] .   [1] في المعجم «عجيبا» . [2] في المعجم «وعن بدو خلق السماء والأرض» وكذا في مجمع الزوائد. [3] في المعجم «يا هذا» ، وكذلك في معجم الزوائد. [4] في مجمع الزوائد «تفتنهم» بدل «تفسدهم» . [5] في المعجم للطبراني «ذاك وقد علمت شدّة أبويّ عليّ» . [6] في المعجم «لكني» بدل «أنا» . [7] في المعجم والمجمع «الجزيرة» بدل «نصيبين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 فَقَالَ لِي صَاحِبِي: يَا سَلْمَانُ، إِنَّ هَاهُنَا قَوْمًا هُمْ عُبَّادُ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُمْ. قَالَ: فَجِئْنَاهُمْ [1] يَوْمَ الْأَحَدِ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ صَاحِبِي، فَحَيَّوْهُ وَبَشُّوا بِهِ [2] . وَقَالُوا: أَيْنَ كَانَتْ غَيْبَتُكَ [3] فَتَحَدَّثْنَا [4] ، ثُمَّ قَالَ [5] : قُمْ يَا سَلْمَانُ [6] ، فَقُلْتُ: لَا، دَعْنِي مَعَ هَؤُلَاءِ. قَالَ: إِنَّكَ لَا تُطِيقُ مَا يُطِيقُونَ [7] ، هَؤُلَاءِ يَصُومُونَ مِنَ الْأَحَدِ إِلَى الْأَحَدِ، وَلَا يَنَامُونَ هَذَا اللَّيْلَ، وَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ تَرَكَ الْمُلْكَ وَدَخَلَ فِي الْعِبَادَةِ، فُكُنْتُ فِيهِمْ حَتَّى أَمْسَيْنَا، فَجَعَلُوا يَذْهَبُونَ وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى غَارِهِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ، فَلَمَّا أَمْسَيْنَا قَالَ ذَاكَ الرَّجُلُ الَّذِي مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ: هَذَا [8] الْغُلَامُ لَا تُضَيِّعُوهُ لِيَأْخُذْهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ، فَقَالُوا: خُذْهُ أَنْتَ، فَقَالَ لِي: هَلُمَّ [9] ، فَذَهَبَ بِي [10] إِلَى غَارِهِ وَقَالَ لِي [11] : هَذَا خُبْزٌ وَهَذَا أُدْمٌ فَكُلْ إِذَا غَرِثْتَ [12] ، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ، وَصَلِّ مَا بَدَا لَكَ، وَنَمْ إِذَا كَسِلْتَ، ثُمَّ قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يكلّمني [13] ، فأخذني الغمّ تلك السبعة الأيام   [1] في المعجم «فجئنا إليهم» . [2] في مجمع الزوائد «له» بدل «به» . [3] في معجم الطبراني «قال: كنت في أخوان لي من قبل فارس» . [4] في المعجم «فتحدثنا ما تحدّثنا» . [5] في المعجم «قال لي صاحبي» . [6] في المعجم «يا سليمان انطلق» . [7] في المعجم «ما يطيق هؤلاء» . [8] في المعجم «ما هذا» . [9] في المعجم «هلمّ يا سليمان» . [10] في المعجم «فذهب بي معه حتى أتى غاره الّذي يكون فيه» . [11] في المعجم «يا سليمان هذا» . [12] غرثت: جعت. [13] في المعجم «يكلّمني إلا ذلك ولم ينظر إليّ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 لَا يُكَلِّمْنِي أَحَدٌ، حَتَّى كَانَ الْأَحَدُ، وَانْصَرَفَ إِلَيَّ، فَذَهَبْنَا إِلَى مَكَانِهِمِ الَّذِي يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فِي الْأَحَدِ، فَكَانُوا يُفْطِرُونَ فِيهِ، وَيَلْقَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُسَلِّمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ لَا يَلْتَقُونَ إِلَى مِثْلِهِ، قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى مَنْزِلِنَا فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ [1] ، ثُمَّ لَمْ يُكَلِّمْنِي إِلَى الْأَحَدِ الْآخَرِ [2] ، فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْفِرَارِ فَقُلْتُ: اصْبِرْ أَحَدَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً فَلَمَّا كَانَ الْأَحَدُ [3] وَاجْتَمَعُوا، قَالَ لَهُمْ: إِنِّي أُرِيدُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. فَقَالُوا: مَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا عَهْدَ لِي بِهِ. قَالُوا: إِنَّا نَخَافُ أَنْ يَحْدُثَ بِكَ حَدَثٌ فَيَلِيَكَ غَيْرُنَا [4] ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ ذَلِكَ [5] خَرَجْتُ، فَخَرَجْنَا أَنَا وَهُوَ، فَكَانَ يَصُومُ مِنَ الْأَحَدِ إِلَى الْأَحَدِ، وَيُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَيَمْشِي بِالنَّهَارِ، فَإِذَا نَزَلْنَا قَامَ يُصَلِّي [6] ، فَأَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَعَلَى الْبَابِ [7] مُقْعَدٌ يَسْأَلُ فَقَالَ: أَعْطِنِي قَالَ: مَا مَعِي شَيْءٌ، فَدَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَلَمَّا رَأَوْهُ [8] بَشُّوا إِلَيْهِ وَاسْتَبْشَرُوا بِهِ، فَقَالَ لَهُمْ: غُلَامِي هَذَا فَاسْتَوْصُوا بِهِ، فَانْطَلَقُوا بِي فَأَطْعَمُونِي خُبْزًا وَلَحْمًا، وَدَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ إِلَى الْأَحَدِ الْآخَرِ [9] ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: يَا   [1] في المعجم «هذا خبز أدم فكل منه إِذَا غَرِثْتَ، وَصُمْ إِذَا نَشِطْتَ، وَصَلِّ مَا بدا لك، ونم إذا كسلت، ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إليّ» . [2] في المعجم «وأخذني غمّ» . [3] في المعجم «رجعنا إليهم فأفطروا واجتمعوا» . [4] في المعجم «وكنا نحبّ أن نليك، قال: لا عهد لي به» . [5] في المعجم «فرحت، قلت نسافر ونلقى الناس فيذهب عني الغمّ الّذي كنت أجد» . [6] في المعجم «فلم يزل ذلك دأبه حتى انتهينا إلى بيت المقدس» . [7] في المعجم «وعلى الباب رجل مقعد يسأل الناس» . [8] في المعجم «فلما رآه أهل بيت المقدس» . [9] في المعجم «حتى كان يوم الأحد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 سَلْمَانُ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَضَعَ رَأْسِي، فَإِذَا بَلَغَ الظِلُّ مَكَانَ كَذَا فَأَيْقِظْنِي، فَبَلَغَ [1] الظِّلُ الَّذِي قَالَ، فَلَمْ أُوقِظْهُ مَأْوَاةً [2] لَهُ مِمَّا دَأَبَ [3] مِنَ اجْتِهَادِهِ وَنَصَبِهِ، فَاسْتَيْقَظَ مَذْعُورًا، فَقَالَ يَا سَلْمَانُ، أَلَمْ أَكُنْ قُلْتُ لَكَ: إِذَا بَلَغَ الظِّلُّ مَكَانَ كَذَا فَأَيْقِظْنِي؟ قُلْتُ: بَلَى، وَلَكِنْ إِنَّمَا مَنَعَنِي مَأْوَاةً لَكَ [4] مِنْ دَأْبِكَ. قَالَ: وَيْحَكَ إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَفُوتَنِي شَيْءٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ أَعْمَلْ للَّه فِيهِ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: اعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ دِينِ الْيَوْمِ النَّصْرَانِيَّةُ، قُلْتُ: وَيَكُونُ بَعْدَ الْيَوْمِ دِينٌ أَفْضَلَ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ- كَلِمَةٌ أُلْقِيَتْ عَلَى لِسَانِي-. قَالَ: نَعَمْ يُوشِكُ أَنْ يُبْعَثَ نَبِيٌّ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَبَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَإِذَا أَدْرَكْتَهُ فَاتَّبِعْهُ وَصَدِّقْهُ. قُلْتُ: وَإِنْ أَمَرَنِي أَنْ أَدَعَ النَّصْرَانِيَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَإِنَّهُ لَا يَأْمُرُ إِلَّا بِحَقٍّ وَلَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا، وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُهُ ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُ فِيهَا. ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَمَرَرْنَا عَلَى ذَلِكَ الْمُقْعَدِ فَقَالَ لَهُ: دَخَلْتَ فَلَمْ تُعْطِنِي، وَهَذَا تَخْرُجُ [5] فَأَعْطِنِي، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يَرَ حَوْلَهُ أَحَدًا، قَالَ: أَعْطِنِي يَدَكَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَقَامَ صَحِيحًا سَوِيًّا، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ أَهْلِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي تَعَجُّبًا مِمَّا رَأَيْتُ، وَخَرَجَ صَاحِبِي مُسْرِعًا [6] وَتَبِعْتُهُ، فَتَلَقَّانِي رُفْقَةٌ مِنْ كَلْبٍ [7] فَسَبَوْنِي فَحَمَلُونِي على بعير وشدّوني وثاقا   [1] في المعجم «فوضع رأسه فنام فبلغ» . [2] أي شفقة ورقة. [3] في معجم الطبراني 6/ 299 ومجمع الزوائد 9/ 342 «رأيت» بدل «دأب» . [4] في المعجم «لما رأيت من دأبك» . [5] في المعجم «الخروج» . [6] في المعجم «فأسرع المشي» . [7] في المعجم «كلب أعراب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 فَتَدَاوَلَنِي البُيَّاعُ حَتَّى سَقَطْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَاشْتَرَانِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَنِي فِي حَائِطٍ [1] لَهُ، وَمِنْ [2] ثَمَّ تَعَلَّمْتُ عَمَلَ الْخُوصِ، أَشْتَرِي بِدِرْهَمٍ خُوصًا فَأَعْمَلُهُ فَأَبِيعُهُ بِدِرْهَمَيْنِ، فَأُنْفِقُ دِرْهَمًا [3] ، أُحِبُّ أَنْ آكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِي وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرٌ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا. قَالَ فَبَلَغَنَا [4] وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ أَنَّ رَجُلًا قَدْ خَرَجَ بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، فَمَكَثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَمْكُثَ، فَهَاجَرَ إِلَيْنَا، فَقُلْتُ: لَأُجَرِّبَنَّهُ، فَذَهَبْتُ فَاشْتَرَيْتُ لَحْمَ خَرُوفٍ [5] بِدِرْهَمٍ، ثُمَّ طَبَخْتُهُ، فَجَعَلْتُ قَصْعَةً مِنْ ثَرِيدٍ، فَاحْتَمَلْتُهَا حَتَّى أَتَيْتُهُ بِهَا عَلَى عَاتِقِي حَتَّى وَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَ: «أَصَدَقَهٌ أَمْ هَدِيَّةٌ» ؟ قُلْتُ: صَدَقَةٌ. فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ» وَأَمْسَكَ وَلَمْ يَأْكُلْ، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ اشْتَرَيْتُ [6] لَحْمًا فَأَصْنَعُهُ أَيْضًا وَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قُلْتُ: هَدِيَّةٌ. فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ» وَأَكَلَ مَعَهُمْ [7] قَالَ: فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، فَأَسْلَمْتُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ [8] : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ قَوْمٍ النَّصَارَى؟ قَالَ: «لَا خير فيهم» [9] ، ثم سألته   [1] حائط: بستان. [2] في المعجم «حائط له من نخل فكنت فيه» . [3] في المعجم «فأردّ درهما في الخوص وأستنفق درهما» . [4] في نسخة القدسي 2/ 58 «فبغنا» . [5] في معجم الطبراني 6/ 300 ومجمع الزوائد 9/ 342 «جزور» . [6] في معجم الطبراني «اشتريت لحما أيضا بدرهم فأصنع مثلها، فاحتملتها حتى أتيته بها فوضعتها بين يديه، فقال ما هذه: هدية أم صدقة؟ قلت: لا، بل هدية» . وفي مجمع الزوائد «اشتريت أيضا بدرهم لحم جزور» بنحوه. [7] في المعجم «قلت: هذا والله يأكل الهديّة ولا يأكل الصدقة» . [8] في المعجم «ذات يوم» . [9] في المعجم «وكنت أحبّهم حبّا شديدا لما رأيت اجتهادهم، ثم إنّي سألته» .. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 بَعْدَ أَيَّامٍ [1] قَالَ: «لَا خَيْرَ فِيهِمْ وَلَا فِيمَنْ يُحِبُّهُمْ» ، قُلْتُ فِي نَفْسِي: فَأَنَا وَاللَّهِ أُحِبُّهُمْ، قَالَ: وَذَاكَ [2] حِينَ بَعَثَ السَّرَايَا وَجَرَّدَ السَّيْفَ، فَسَرِيَّةٌ تَدْخُلُ وَسَرِيَّةٌ تَخْرُجُ، وَالسَّيْفُ يَقْطُرُ. قُلْتُ يَحْدُثُ لِيَ [3] الآنَ أَنِّي أُحِبُّهُمْ، فَيَبْعَثُ فَيَضْرِبُ عُنُقِي، فَقَعَدْتُ فِي الْبَيْتِ، فَجَاءَنِي الرَّسُولُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ أَجِبْ [4] قُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي كُنْتُ أَحْذَرُ [5] فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: «أَبْشِرْ يَا سَلْمَانُ فَقَدْ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ» ثُمَّ تَلا عَلَيَّ هَؤُلاءِ الآيَاتِ: الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ به يُؤْمِنُونَ 28: 52 إلى قوله أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ 28: 54 [6] قُلْتُ [7] : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْ أَدْرَكْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَقَعَ فِي النَّارِ لَوَقَعْتُهَا [8] . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ غَرِيبٌ [9] ، وَالَّذِي قَبْلَهُ أَصَحُّ، وَقَدْ تَفَرَّدَ مَسْلَمَةُ بِهَذَا، وَهُوَ مِمَّنِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [10] ، وَأَمَّا أحمد بن حنبل   [1] في المعجم «يا رسول الله أيّ قوم النصارى» . [2] في المعجم «وذاك والله» . [3] في المعجم «بي» . [4] في المعجم «قلت من؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . [5] في المعجم «قلت: نعم حتى ألحقك، قال: لا والله حتى تجيء، وأنا أحدّث نفسي أن لو ذهب أن أفرّ، فانطلق بي» . [6] سورة القصص- الآيات من 42- 45. [7] في المعجم «يا رسول الله» . [8] في المعجم زيادة «إنه نبيّ لا يقول إلّا حقّا ولا يأمر إلّا بالحقّ» . وكذا في سير أعلام النبلاء، ومجمع الزوائد. [9] رواه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 296- 301، والحافظ في سير أعلام النبلاء 1/ 535- 537 وقال: غريب جدا وسلامة لا يعرف، ومجمع الزوائد للهيثميّ 9/ 340- 343 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير سلامة العجليّ، وقد وثّقه ابن حبّان. [10] التاريخ لابن معين 2/ 515. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 فَضَعَّفَهُ، رَوَاهُ قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ شَيْخُ الْبُخَارِيِّ عَنْهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ: حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ الْمُكَتِّبُ، نا أَبُو الطُّفَيْلِ، حَدَّثَنِي سَلْمَانُ قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَهْلِ جَيٍّ، وَكَانَ أَهْلُ قَرْيَتِي يَعْبُدُونَ الْخَيْلَ الْبُلْقَ، فَكُنْتُ أَعْرِفُ أَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ الدِّينَ الَّذِي تَطْلُبُ [1] بِالْمَغْرِبِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَوْصِلَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْضَلِ رَجُلٍ بِهَا، فَدُلِلْتُ عَلَى رَجُلٍ فِي صَوْمَعَةٍ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَهُ. كَذَا قَالَ الطَّبَرَانِيُّ [2] ، قَالَ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: بِعْنِي نَفْسِي، قَالَ: عَلَى أَنْ تُنْبِتَ لِي مِائَةَ نَخْلَةٍ، فَإِذَا نَبَتْنَ [3] جِئْتَنِي بِوَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اشْتَرِ نَفْسَكَ بِالَّذِي سَأَلَكَ، وَائْتِنِي بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ النَّهْرِ [4] الَّذِي كُنْتَ تَسْقِي مِنْهُ [5] ذَلِكَ النّخل، قال: فدعا لي، ثم سقيتها، فو الله لَقَدْ غَرَسْتُ مِائَةً [6] فَمَا غَادَرْتُ مِنْهَا نَخْلَةً إِلا نَبَتَتْ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ النَّخْلَ قَدْ نَبَتْنَ، فَأَعْطَانِي قِطْعَةً مِنْ ذَهَبٍ، فَانْطَلَقْتُ بِهَا فَوَضَعْتُهَا فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوَضَعَ فِي الْجَانِبِ الْآخَرِ نواة قال: فو الله مَا اسْتَعَلْتِ [7] الْقِطْعَةُ الذَّهَبُ مِنَ الْأَرْضِ، قَالَ: وَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته فأعتقني [8] .   [1] في سير أعلام النبلاء 1/ 532 «الّذي ترومه إنّما هو بالمغرب» . [2] المعجم الكبير 6/ 280 رقم 6073. [3] في المعجم 6/ 282 «أنبتت» . [4] في (ع) والمعجم، ومجمع الزوائد 9/ 339 «البئر» وكذا في سير أعلام النبلاء 1/ 534. [5] في المعجم، وسير أعلام النبلاء ومجمع الزوائد «منها» وكذا في الأصل. [6] في المعجم والسيرة والمجمع «مائة نخلة» . [7] كذا في الأصل وفي مجمع الزوائد، أما في معجم الطبراني وسير الأعلام «استقلت» . [8] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 190، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 603 وقال: حديث صحيح الإسناد والمعاني قريبة من الإسناد الأول، وذكره الذهبي في تلخيصه وقال: ابن عبد القدوس ساقط، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 280- 283، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 337- 339 وقال: رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن عبد القدوس التميمي، ضعّفه أحمد والجمهور، وثّقه ابن حبّان، وقال: ربّما أغرب، وبقيّة رجاله ثقات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 عليّ بن عاصم، أنا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَا صَدِيقَيْنِ (لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ أَتَيَاهُ يُكَلِّمُ لَهُمَا سَلْمَانَ أَنْ يُحَدِّثَهُمَا بِحَدِيثِهِ، كَيْفَ كَانَ إِسْلامُهُ، فَأَقْبَلا مَعَهُ حَتَّى لَقُوا سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ بِالْمَدَائِنِ أَمِيرًا عَلَيْهَا، وَإِذَا هُوَ عَلَى كُرْسِيٍّ قَاعِدٌ، وَإِذَا خُوصٌ بَيْنَ يَدْيَهِ وَهُوَ يَشُقُّهُ، قَالَا: فَسَلَّمْنَا وَقَعَدْنَا، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ هَذَيْنِ لِي صَدِيقَانِ) [1] وَلَهُمَا أَخٌ، وَقَدْ أَحَبَّا أَنْ يَسْمَعَا حَدِيثَكَ كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ إِسْلامِكَ؟ قَالَ، فَقَالَ سَلْمَانُ: كُنْتُ يَتِيمًا مِنْ رَامَهُرْمُزَ، وَكَانَ ابْنُ دِهْقَانِ [2] رَامَهُرْمُزَ يَخْتَلِفُ إِلَى مُعَلِّمٍ يُعَلِّمُهُ، فَلَزِمْتُهُ لأَكُونَ فِي كَنَفِهِ، وَكَانَ لِي أَخٌ أَكْبَرُ مِنِّي، وَكَانَ مُسْتَغْنِيًا فِي نَفْسِهِ، وَكُنْتُ غُلامًا فَقِيرًا، فَكَانَ إِذَا قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ تَفَرَّقَ مَنْ يَحْفَظُهُ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا خَرَجَ فَتَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ يَصْعَدُ مُتَنَكِّرًا، فَقُلْتُ: لِمَ لا تَذْهَبْ بِي مَعَكَ؟ فَقَالَ: أَنْتَ غُلامٌ وَأَخَافُ أَنْ يَظْهَرَ مِنْكَ شَيْءٌ، قُلْتُ: لا تَخَفْ، قَالَ: فَإِنَّ فِي هَذَا الْجَبَلِ قَوْمًا فِي بِرْطِيلٍ [3] ، لَهُمْ عِبَادَةٌ يَزْعُمُونَ أَنَّا عَبَدَةُ النِّيرَانِ، وَأَنَّا عَلَى غَيْرِ دِينٍ فَأَسْتَأْذِنُ لَكَ، قَالَ: فَاسْتَأْذَنَهُمْ ثُمَّ وَاعَدَنِي وَقَالَ: اخْرُجْ فِي وَقْتِ كَذَا، وَلَا يَعْلَمُ بِكَ أَحَدٌ، فَإِنَّ أَبِي إِنْ عَلِمَ بِهِمْ قَتَلَهُمْ، قَالَ: فَصَعِدْنَا إِلَيْهِمْ. قَالَ عَلِيٌّ [4]- وَأَرَاهُ قَالَ- وَهُمْ سِتَّةٌ أو سبعة، قال: وكأنّ الروح قد   [ () ] والذهبي في سير أعلام النبلاء 1/ 532- 534 وقال: هذا حديث منكر غير صحيح، وعبد الله ابن عبد القدوس متروك، وقد تابعه في بعض الحديث الثوري وشريك، وأما هو، فسمّن الحديث فأفسده، وذكر مكة والحجر وأن هناك بساتين، وخبط في مواضع. وروى منه أبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن العلاء، عن أبي الطفيل. [1] ما بين القوسين غير موجود في الأصل و (ع) ، وأثبتناه من نسخة دار الكتب. [2] دهقان: بكسر الدال وضمّها، رئيس القرية ومقدّم أصحاب الزراعة. (النهاية في غريب الحديث) . [3] البرطيل: القلّة والصّومعة. وهي سريانية معرّبة. [4] أي عليّ بن عاصم الراويّ للحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 خَرَجَتْ مِنْهُمْ مِنَ الْعِبَادَةِ يَصُومُونَ النَّهَارَ وَيَقُومُونَ اللَّيْلَ يَأْكُلُونَ الشَّجَرَ وَمَا وَجَدُوا، فَقَعَدْنَا إِلَيْهِمْ، فَذَكَرَ [1] الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ أَنَّ الْمَلِكَ شَعَرَ بِهِمْ، فَخَرَجُوا، وَصَحِبَهُمْ سَلْمَانُ إِلَى الْمَوْصِلِ، وَاجْتَمَعَ بِعَابِدٍ مِنْ بَقَايَا أَهْلِ الْكِتَابِ، فَذَكَرَ مِنْ عِبَادَتِهِ وَجُوعِهِ شَيْئًا مُفْرِطًا، وَأَنَّهُ صَحِبَهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَرَأَى مُقْعَدًا فَأَقَامَهُ، فَحَمَلْتُ الْمُقْعَدَ عَلَى أَتَانِهِ لِيُسْرِعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَانْمَلَسَ [2] مِنِّي صَاحِبِي، فَتَبِعْتُ أَثَرَهُ، فَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ، فَأَخَذَنِي نَاسٌ مِنْ كَلْبٍ وَبَاعُونِي، فَاشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَجَعَلَتْنِي فِي حَائِطٍ لَهَا [3] وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَانِي أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَنِي [4] . وَهَذَا الْحَدِيثُ يُشْبِهُ حَدِيثَ مَسْلَمَةَ الْمُزَنِيِّ، لأَنَّ الْحَدِيثَيْنِ يَرْجِعَانِ إِلَى سِمَاكٍ [5] ، وَلَكِنْ قَالَ هُنَا عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، فَهُوَ مُنْقَطِعٌ، فَإِنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ضَعِيفٌ [6] كَثِيرُ الْوَهْمِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. عَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ [7] : أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن أبي قرّة   [1] في الأصل و (ع) : «فذكرنا» ، وفي نسخة دار الكتاب «فذكر» . [2] انملس من الأمر: إذا أفلت منه. (لسان العرب 8/ 106 فصل الميم حرف السين» . [3] «لها» ساقطة من الأصل، والاستدراك من «سير أعلام النبلاء 1/ 531» . [4] أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 599- 602 وقال: حديث صحيح عال في ذكر إسلام سلمان، ولم يخرّجاه، وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 272- 374 من طريق زكريا بن الأرسوفي، عن السَّرِيّ بن يحيى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وانظر سير أعلام النبلاء 1/ 525- 532 حيث قال الذهبي: هذا حديث جيّد الإسناد حكم الحاكم بصحّته. [5] أي «سماك بن حرب» . [6] التاريخ لابن معين 2/ 421، التاريخ الكبير 5/ 290، الجرح والتعديل 6/ 198، المجروحين 2/ 113، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 245 رقم 1244 الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1835، المغني في الضعفاء 2/ 450 رقم 4290، ميزان الاعتدال 3/ 115 رقم 5873، تهذيب التهذيب 7/ 344. [7] في الأصل «العنقري» وفي (ع) «العنقزي» ، وهو الصواب كما في الإكمال لابن ماكولا 6/ 97 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنَ الْأَسَاوِرَةِ [1] فَأَسْلَمَنِي الْكُتَّابَ، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ وَمَعِي غُلامَانِ، فَإِذَا رَجَعَا دَخَلا عَلَى رَاهِبٍ أَوْ قَسٍّ، فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَقَالَ لَهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا أَنْ تُدْخِلا عَلَيَّ أَحَدًا، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ حَتَّى كُنْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا، فَقَالَ لِي: يَا سَلْمَانُ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ. قُلْتُ: وَأَنَا مَعَكَ، فَأَتَى قَرْيَةً فَنَزَلَهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ: احْفِرْ عِنْدَ رَأْسِي، فَحَفَرْتُ فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنْ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: ضَعْهَا عَلَى صَدْرِي، فَجَعَلَ يَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ وَيَقُولُ: وَيْلٌ لِلْقَنَّائِينَ! قَالَ: وَمَاتَ فَاجْتَمَعَ الْقِسِّيسُونَ وَالرُّهْبَانُ، هَمَمْتُ أَنْ أَحْتَمِلَ الْمَالَ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَصَمَنِي، فَقُلْتُ لِلرُّهْبَانِ، فَوَثَبَ شَبَابٌ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مَالُ أَبِينَا كَانَتْ سَرِيِّتُهُ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لأُولَئِكَ: دُلُّونِي عَلَى عَالِمٍ أَكُونُ مَعَهُ، قَالُوا: مَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ رَاهِبٍ بِحِمْصٍ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ كُلَّ سَنَةٍ فِي هَذَا الشَّهْرِ، فَانْطَلَقْتُ فَوَجَدْتُ حِمَارَهُ واقفا، فقصصت عليه، فقال: اجلس هاهنا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ، فَذَهَبَ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَى الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَقَالَ: وَإِنَّكَ لَهَاهُنَا بَعْدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا فِي الْأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَخْرُجُ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ وَهُوَ نَبِيٌّ وَهَذَا زَمَانُهُ، وَإِنِ انْطَلَقْتَ الآنَ وَافَقْتَهُ، وَفِيهِ ثَلَاثٌ: خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، وَلَا يَأْكُلُ الصّدقة، ويأكل الهديّة. وذكر الحديث [2] .   [ () ] وهو عمرو بن محمد العنقزي، وقال: أظن أنه نسبه إلى العنقز وهو الشاهسفرم لأنه كان يبيعه أو يزرعه. [1] الأساورة: جمع إسوار، أو سوار، وهو في اصطلاح الفرس: القائد أو الرئيس، وهم قوم من الفرس، ربّما كانوا قوّادا قبل ابتداء الدولة الساسانية فلقّبوا بذلك إمّا لكونهم كانوا حماة الحرب مخصوصين بقيادة الجيش أو لأنهم كانوا في مجلس الطبقة الأولى من أصحاب الرّتب يجلسون مع أبناء الملوك عن يمين الملك ... ونهر الأساورة بالبصرة منسوب إليهم لأن قوما منهم نزلوا البصرة وحفروه. (دائرة معارف البستاني 4/ 421) . [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 81، 82، وأحمد في المسند 5/ 438، والطبراني في المعجم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: أَنْبَأَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي السَّلَمُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ جَيٍّ مَدِينَةِ إِصْبَهَانَ، فَأَتَيْتُ رَجُلًا يَتَحَرَّجُ مِنْ كَلامِ النَّاسِ، فَسَأَلْتُهُ: أَيُّ الدِّينِ أَفْضَلُ؟ قَالَ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا غَيْرَ رَاهِبٍ بِالْمَوْصِلِ، فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: فَأَتَيْتُ حِجَازِيًّا، فَقُلْتُ: تَحْمِلُنِي إِلَى الْمَدِينَةِ؟ قَالَ مَا تُعْطِينِي؟ قُلْتُ: أَنَا لَكَ عَبْدٌ، فَلَمَّا قَدِمْتُ جَعَلَنِي فِي نَخْلِهِ، فَكُنْتُ أَسْتَقِي كَمَا يَسْتَقِي الْبَعِيرُ حَتَّى دَبِرَ ظَهْرِي وَصَدْرِي مِنْ ذَلِكَ، وَلَا أَجِدُ أَحَدًا يَفْقَهُ كَلامِي، حَتَّى جَاءَتْ عَجُوزٌ فَارِسِيَّةٌ تَسْتَقِي، فَقُلْتُ لَهَا: أَيْنَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ؟ فَدَلَّتْنِي عَلَيْهِ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا وَجِئْتُ فقرّبته إليه. وذكر الحديث [1] .   [ () ] الكبير 6/ 317، 318 وفيه الجزء الأخير منه، وأبو نعيم في الحلية 1/ 195، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 336، والذهبي في سير أعلام النبلاء 1/ 513، 514 وقال: رواه الإمام أحمد في «مسندة» عن أبي كامل، ورواه أبو قلابة الرقاشي عن عبد الله بن رجاء، كلاهما عن إسرائيل. وانظر تهذيب تاريخ دمشق 6/ 197، 198. [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 683- 685 رقم 6076 وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 193، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 339، 340، وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه، والذهبي في سير أعلام النبلاء 1/ 515، وأشار إليه باختصار ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 198. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 ذِكْرُ مَبْعَثِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ [1] ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاءُ، فَكَانَ يَأْتِي حِرَاءَ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، أَيْ يَتَعَبَّدُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتَ الْعَدَدِ [2] وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا، حَتَّى فَجَأَهُ [3] الْحَقُّ وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءَ، فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فَقَالَ: اقْرَأْ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي الثَّانِيَةَ فَغَطَّنِي حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ فَقُلْتُ: مَا أَنَا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 96: 1 حتّى بلغ إلى قوله: ما لَمْ 96: 5   [1] في طبقات ابن سعد 1/ 194 وتاريخ الطبري 2/ 298، وسيرة ابن هشام 1/ 266، ونهاية الأرب 16/ 168، وصفة الصفوة 1/ 78 وغيره «الصادقة» بدل «الصالحة» وزاد بعدها في طبقات ابن سعد وغيره: «فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصّبح، قالت: فمكث على ذلك ما شاء الله» . [2] في طبقات ابن سعد «قبل أن يرجع إلى أهله» . [3] في طبقات ابن سعد «فجئه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 يَعْلَمُ 2: 77 [1] قَالَتْ: فَرَجَعَ بِهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ [2] حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ فَقَالَ: زَمِّلُونِي [3] ، فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ: يَا خَدِيجَةُ مَا لِي! وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ وَقَالَ: قَدْ خَشِيتِ عَلَيَّ [4] ، فَقَالَتْ له: كلّا فو الله لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ [5] ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ إِلَى ابْنِ عَمِّهَا وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يَكْتُبُ الْخَطَّ الْعَرَبِيَّ، فَكَتَبَ بِالْعَرَبِيَّةِ مِنَ الإِنْجِيلِ [6] مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ، وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَمِيَ. فَقَالَتِ: [7] اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، فقال [8] : يا بن أَخِي مَا تَرَى؟ فَأَخْبَرَهُ [9] فَقَالَ وَرَقَةُ: هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أُنْزِلَ [10] عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فيها جذعا [11] حين يخرجك قومك، قال: أو مخرجيّ هُمْ؟. قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ [12] بِمَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ وَأُوذِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يومك [13] أنصرك نصرا مؤزّرا.   [1] سورة العلق- الآيات من 1- 5. [2] البوادر: جمع بادرة، لحمة بين المنكب والعنق. [3] في تاريخ الطبري وصفة الصفوة «زمّلوني، زمّلوني» . [4] في تاريخ الطبري «أشفقت على نفسي» . وفي المنتقى لابن الملا «خشيت على نفسي» وكذا كتب الصحاح. [5] في صحيح البخاري «وتكسب المعدوم، وتقري الضّيف» . [6] اللفظ في الصحيح «وكان يكتب الكتاب العبرانيّ، فكتب من الإنجيل بالعبرانيّة.» [7] في الصحيح «فقالت له خديجة: يا ابن عم» . [8] أي ورقة كما في الصحيح. [9] في الصحيح «فأخبره رسول الله خبر ما رأى» . [10] في الصحيح «نزّل الله» . [11] في الصحيح «يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيّا إذ» . وجذعا، شابا. [12] في الصحيح «لم يأت رجل قط بمثل ما جئت» . [13] في الصحيح «يومك حيّا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ [1] . فَرَوَى التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ، فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: إِنَّهُ- يَا رَسُولَ اللَّهِ- كَانَ صَدَّقَكَ، وَإِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ، فَقَالَ، «رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ، وَلَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَكَانَ عَلَيْهِ لِبَاسٌ غَيْرُ ذَلِكَ [2] » . وَجَاءَ مِنْ مَرَاسِيلِ عُرْوَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ لِوَرَقَةَ جَنَّةً أَوْ جَنَّتَيْنِ» [3] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً، حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُزْنًا شَدِيدًا، وَغَدَا مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ [4] شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، وَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةٍ لِيُلْقِيَ [5] نَفْسَهُ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا محمد إنّك رسول الله حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقَرُّ نَفْسُهُ، فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جبريل   [1] وفي الصحيح «وفتر الوحي» . وقد رواه البخاري في صحيحه 1/ 21- 27 في بدء الوحي، وفي الأنبياء، باب «واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا» ، وفي تفسير سورة «اقرأ باسم ربّك الّذي خلق» ، وفي التعبير، باب أول ما بدئ به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الوحي الرؤيا الصالحة، ومسلم رقم (160) في الإيمان، باب بدء الوحي برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورواه الترمذي رقم (3636) في المناقب، باب رقم 13، وذكر بعضه ابن هشام في السيرة 1/ 266، وابن سعد في الطبقات 1/ 194، والطبري في تاريخه 2/ 298، 299 وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 78- 80، نهاية الأرب 16/ 168، والسيرة الحلبية 1/ 233، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 396. [2] أخرجه الترمذي في سننه 3/ 369 رقم (2390) كتاب الرؤيا، باب ما جاء في رؤيا النبي صلّى الله عليه وسلّم في الميزان والدلو، وقال: هذا حديث غريب. وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقويّ. [3] رواه ابن الأثير في أسد الغابة 5/ 89 والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 416. [4] في الصحيح ومسند أحمد «من رءوس شواهق» . [5] في الصحيح والمسند «جبل ليلقي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 فَقَالَ [1] مِثْلَ ذَلِكَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [2] ، وَالْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا [5] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: نَزَلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقَرَنَ بِنُبُوَّتِهِ إِسْرَافِيلَ ثَلَاثَ سِنِينَ، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ، وَلَمْ يَنْزِلِ الْقُرْآنُ، فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثُ سِنِينَ قَرَنَ بِنُبُوَّتِهِ جِبْرِيلَ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ عِشْرِينَ سَنَةً، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ [6] . أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأَبَرْقُوهِيُّ، أنا عَبْدُ الْقَوِيِّ بْنُ الجبّاب [7] ، أنبأ   [1] في الصحيح والمسند «فقال له» . [2] ج 6/ 233. [3] صحيح البخاري 8/ 68 كتاب التعبير، باب التعبير وأول ما بدئ به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الوحي الرؤيا الصالحة. [4] صحيح البخاري 4/ 238 كتاب المناقب، باب مبعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ورواه الطبري في تاريخه 2/ 292. [5] طبقات ابن سعد 1/ 190. [6] طبقات ابن سعد 1/ 191 وفيه قال ابن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال: ليس يعرف أهل العلم ببلدنا أنّ إسرافيل قرن بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأن علماءهم وأهل السيرة منهم يقولون: لم يقرن به غير جبريل من حين أنزل عليه الوحي إلى أن قبض صلّى الله عليه وسلّم، نهاية الأرب 16/ 175. [7] في الأصل «الحباب» ، وفي نسخة دار الكتب «الخباب» وفي (ع) «الحباب» والتصحيح من (تبصير المنتبه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْخُلَعِيُّ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ النَّحَّاسِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَرْدِ، أنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، ثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ [1] قَالَ: كَانَتِ الأَحْبَارُ وَالرُّهْبَانُ وَكُهَّانُ الْعَرَبِ قَدْ تَحَدَّثُوا بَأَمْرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَبْعَثِهِ لَمَّا تَقَارَبَ مِنْ زَمَانِهِ، أَمَّا أَهْلُ الْكِتَابِ فَعَمَّا وَجَدُوا فِي كُتُبِهِمْ مِنْ صِفَتِهِ وَصِفَةِ زَمَانِهِ، وَمَا كَانَ عَهِدَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاؤُهُمْ مِنْ شَأْنِهِ، وَأَمَّا الْكُهَّانُ فَأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ بِمَا اسْتَرَقَتْ مِنَ السَّمْعِ، وَأَنَّهَا قَدْ حُجِبَتْ عَنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ وَرُمِيَتْ بِالشُّهُبِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً 72: 9 [2] فَلَمَّا سَمِعَتِ الْجِنُّ الْقُرْآنَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفَتْ أَنَّهَا مُنِعَتْ مِنَ السَّمْعِ قَبْلَ ذَلِكَ، لِئَلا يُشْكَلَ الْوَحِيُ بِشَيْءٍ مِنْ خَبَرِ السَّمَاءِ فَيَلْتَبِسَ الْأَمْرُ، فَآمَنُوا وَصَدَّقُوا وَوَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ. وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَوَّلَ الْعَرَبِ فَزِعَ لِلرَّمْيِ بِالنُّجُومِ ثَقِيفٌ، فَجَاءُوا إِلَى عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ [3] وَكَانَ أَدْهَى الْعَرَبِ، فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا حَدَثَ؟ قَالَ: بَلَى، فَانْظُرُوا فَإِنْ كَانَتْ مَعَالِمُ النُّجُومِ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا وَتُعْرَفُ بِهَا الْأَنْوَاءُ هِيَ الَّتِي يُرْمَى بِهَا، فَهِيَ وَاللَّهِ طَيُّ الدُّنْيَا وَهَلَاكُ أَهْلِهَا، وَإِنْ كَانَتْ نُجُومًا غَيْرَهَا، وَهِيَ ثَابِتَةٌ عَلَى حَالِهَا، فَهَذَا أَمْرٌ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ هَذَا الْخَلْقَ فَمَا هُوَ [4] . قُلْتُ: رَوَى حَدِيثَ يَعْقُوبَ بِنَحْوِهِ حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، لَكِنْ قَالَ: فَأَتَوْا عَبْدَ يَا لَيْلُ بن عمرو الثّقفي، وكان قد عمي [5] .   [1] السير والمغازي 111، 112، سيرة ابن هشام 1/ 234، 235، عيون الأثر 1/ 54، 55. [2] سورة الجنّ- الآية 9. [3] هو أحد بني علاج، كما في سيرة ابن هشام. [4] سيرة ابن هشام 1/ 236، السير والمغازي 113 وفيه: «فانظر ما هي» . [5] سيرة ابن كثير 1/ 417 وعيون الأثر 1/ 55. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 وَقَدْ جَاءَ غَيْرُ حَدِيثٍ بِأَسَانِيدَ وَاهِيَةٍ أَنَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْكُهَّانِ أَخْبَرَهُ رِئْيَةً مِنَ الْجِنِّ بِأَسْجَاعٍ وَرَجَزٍ، فِيهَا ذِكْرُ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ مِنْ هَوَاتِفِ الْجَانِّ مِنْ ذَلِكَ أَشْيَاءَ. وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ إِسْحَاقَ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عَمْرِ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالُوا: إِنَّ مِمَّا دَعَانَا إِلَى الْإِسْلَامِ مَعَ رَحْمَةِ اللَّهِ وَهُدَاهُ لَنَا، أَنَّا كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ يَهُودَ، وكنّا أصحاب أوثان، وهم أهل كتاب، وَكَانَ لَا يَزَالُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ شُرُورٌ، فَإِذَا نِلْنَا مِنْهُمْ قَالُوا إِنَّهُ قَدْ تَقَارَبَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ الآنَ نَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ، وَكُنَّا كَثِيرًا مَا نَسْمَعُ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَبْنَاهُ حِينَ دَعَانَا، وَعَرَفْنَا مَا كَانُوا يَتَوَعَّدُونَنَا بِهِ، فَبَادَرْنَاهُمْ إِلَيْهِ، فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرُوا بِهِ، فَفِي ذَلِكَ نَزَلَ وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا من قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا 2: 89 [2] الْآيَاتِ. حَدَّثَنِي [3] صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ يَهُودِيٌّ، فَخَرَجَ يَوْمًا حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَأَنَا أَحْدَثُهُمْ سِنًّا، فَذَكَرَ الْقِيَامَةَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيزَانَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ، قَالَ ذَلِكَ لِقَوْمٍ أَصْحَابِ أَوْثَانٍ لا يَرَوْنَ بَعْثًا بَعْدَ الْمَوْتِ، فَقَالُوا لَهُ: وَيْحَكَ يَا فُلَانُ، أَوَ تَرَى هَذَا كَائِنًا [4] أَنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ [5] ! قَالَ: نَعَمْ [6] قَالُوا: فَمَا آيَةُ ذَلِكَ؟ قال: نبيّ مبعوث من نحو هذه   [1] سيرة ابن هشام 1/ 245، وعيون الأثر 1/ 58. [2] سورة البقرة- الآية 89. [3] القائل هو ابن إسحاق. [4] في الأصل «كائن» والتصحيح من سيرة ابن هشام 1/ 245. [5] في السيرة إضافة «بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار، يجزون فيها بأعمالهم» .. [6] في السيرة إضافة «والّذي يحلف به» ويودّ أن له بحظّه من تلك النار أعظم تنّور في الدار، يحمونه ثم يدخلونه إيّاه فيطيّنونه عليه، بأن ينجو من تلك النار غدا. فقالوا له: ويحك يا فلان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 الْبِلادِ، وَأَشَارَ إِلَى مَكَّةَ وَالْيَمَنِ، قَالُوا: وَمَتَى نَرَاهُ؟ قَالَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا حَدَثٌ فَقَالَ: إِنْ يَسْتَنْفِدْ هَذَا الْغُلَامُ عُمْرَهُ يُدْرِكْهُ، قَالَ سلمة: فو الله مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ بِهِ بَغْيًا وَحَسَدًا، فَقُلْنَا لَهُ: وَيْحَكَ يَا فُلَانُ، أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ لَنَا فِيهِ مَا قُلْتَ! قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَيْسَ بِهِ [1] . حَدَّثَنِي [2] عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ قَالَ لِي: هَلْ تَدْرِي عَمَّ كَانَ الْإِسْلَامُ لِثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْيَةَ، وَأَسِيدِ بْنِ سَعْيَةَ، وَأَسَدِ بْنِ عُبَيْدٍ، نَفَرٍ مِنْ إِخْوَةِ بَنِي قُرَيْظَةَ، كَانُوا مَعَهُمْ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ، ثُمَّ كَانُوا سَادَتَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ؟ قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ يَهُودِ الشَّامِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْهَيْبَانِ [3] قَدِمَ عَلَيْنَا قَبْلَ الْإِسْلَامِ بِسِنِينَ، فَحَلَّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا رَجُلًا قَطُّ لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ أَفْضَلَ مِنْهُ، فَأَقَامَ عِنْدَنَا فَكَانَ إِذَا قحط عنّا المطر يأمرنا بالصّدقة ويستسقي لنا، فو الله مَا يَبْرَحُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى نُسْقَى، قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّتَيْنِ [4] وَلَا ثَلَاثٍ، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ مَيِّتٌ قَالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ مَا تَرَوْنَهُ أَخْرَجَنِي مِنْ أَرْضِ الْخَمْرِ [5] وَالْخَمِيرِ، إِلَى أَرْضِ الْبُؤْسِ؟ قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ، قَالَ: إِنَّمَا قَدِمْتُ أَتَوَكَّفُ [6] خُرُوجَ نَبِيٍّ قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ، وَهَذِهِ الْبَلْدَةُ مُهَاجَرُهُ، فَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ يُبْعَثَ فَأَتَّبِعَهُ، وَقَدْ أَظَلَّكُمُ زَمَانُهُ، فَلَا تُسْبَقَنَّ إِلَيْهِ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ وَسَبْيِ الذَّرَارِيِّ وَالنِّسَاءِ ممّن خالفه، فلا يمنعنكم ذلك منه.   [1] سيرة ابن هشام 1/ 245، 246، عيون الأثر 1/ 56، 57. [2] القائل هو ابن إسحاق. [3] في الأصل «التيهان» ، والتصحيح من سيرة ابن هشام، والروض الأنف 1/ 246، وعيون الأثر 1/ 58، ونهاية الأرب 16/ 144 وهو بفتح الهاء وكسر الياء المشدّدة وفتح الباء. [4] في السيرة وغيرها «غير مرّة ولا مرّتين ولا ثلاث» . [5] في السيرة الحلبية 1/ 185 «من أهل الخمر» بالتحريك، وبإسكان الميم، وهو الشجر الملتفّ» . [6] أتوقّع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 فَلَمَّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَاصَرَ خَيْبَرَ قَالَ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةُ، وَكَانُوا شُبَّانًا أَحْدَاثًا: يَا بَنِي قُرَيْظَةَ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي كَانَ عَهِدَ إِلَيْكُمْ فِيهِ ابْنُ الْهَيْبَانِ، قَالُوا: لَيْسَ بِهِ، فَنَزَلَ هَؤُلاءِ وَأَسْلَمُوا وَأَحْرَزُوا دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَهَالِيهِمْ [1] . وَبِهِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : وَكَانَتْ خَدِيجَةُ قَدْ ذَكَرَتْ لِعَمِّهَا وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ وَتَنَصَّرَ، مَا حَدَّثَهَا مَيْسَرَةُ مِنْ قَوْلِ الرَّاهِبِ وَإِظْلَالِ الْمَلَكَيْنِ، فَقَالَ: لَئِنْ كَانَ هَذَا حَقًّا يَا خَدِيجَةُ إِنَّ مُحَمَّدًا لَنَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَقَدْ عَرَفَ أَنَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ نَبِيًّا يُنْتَظَرُ زَمَانُهُ، قَالَ: وَجَعَلَ وَرَقَةُ يَسْتَبْطِئُ الْأَمْرَ وَيَقُولُ: حَتَّى مَتَى، وَقَالَ: لَجِجْتُ وَكُنْتُ فِي الذِّكْرَى لَجُوجًا ... لِهَمٍّ طَالَمَا بَعَثَ النَّشِيجَا [3] وَوَصْفٍ مِنْ خَدِيجَةَ بَعْدَ وَصْفٍ ... فَقَدْ طَالَ انْتِظَارِيَ يَا خَدِيجَا بِبَطْنِ الْمَكَّتَيْنِ [4] عَلَى رَجَائِي ... حَدِيثُكِ أَنْ أَرَى مِنْهُ خُرُوجَا بِمَا خَبَّرْتِنَا مِنْ قَوْلِ قَسٍّ ... مِنَ الرُّهْبَانِ أَكْرَهُ أَنْ يَعُوجَا بِأَنَّ مُحَمَّدًا سَيَسُودُ قَوْمًا [5] ... وَيَخْصِمُ مَنْ يَكُونُ لَهُ حَجِيجَا وَيُظْهِرُ فِي الْبِلَادِ ضِيَاءَ نُورٍ ... يُقِيمُ بِهِ الْبَرِيَّةَ أَنْ تَمُوجَا فَيَلْقَى مَنْ يُحَارِبُهُ خَسَارًا ... وَيَلْقَى مَنْ يُسَالِمُهُ فُلُوجَا فَيَا لَيْتَنِي إِذَا مَا كان [6] ذاكم ... شهدت فكنت أوّلهم ولوجا   [1] سيرة ابن هشام 1/ 246، الروض الأنف 1/ 246، نهاية الأرب 16/ 144، 145، عيون الأثر 1/ 58، 59، السيرة الحلبية 1/ 185، تاريخ الطبري 2/ 585، 586. [2] سيرة ابن هشام 1/ 216. [3] البكاء. [4] قال السهيليّ: ثنّى مكة وهي واحدة، لأن لها بطاحا وظواهر (الروض الأنف 1/ 218) وقال القاضي الفاسي في شفاء الغرام 1/ 82 (بتحقيقنا) : وأمّا تسميتها المكتان، فذكره شيخنا بالإجازة أديب الديار المصرية برهان الدين القيراطي في ديوان شعره، ثم ذكر هذا البيت. [5] في السيرة «فينا» بدل «قوما» . [6] في الأصل «كنت» ، والتصحيح من سيرة ابن هشام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 فَإِنْ يَبْقَوْا وَأَبْقَ تَكُنْ أُمُورٌ ... يَضِجُّ الْكَافِرُونَ لَهَا ضَجِيجَا [1] وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ الضَّبِّيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ بِمَكَّةَ لَحَجَرًا كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ لَيَالِيَ بُعِثْتُ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ [2] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ أوّل يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 74: 1 [3] أَوِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ 96: 1 [4] فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِنِّي جَاوَرْتُ بِحِرَاءَ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِي [5] فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا [6] ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ عَلَى عَرْشٍ فِي الْهَوَاءِ، يَعْنِي الْمَلَكَ [7] ، فَأَخَذَنِي رَجْفَةٌ [8] فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَأَمَرَتْهُمْ فَدَثَّرُونِي، ثم صبّوا عليّ الماء، فأنزل الله يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ 74: 1- 2 [9] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا من السماء،   [1] سيرة ابن هشام 1/ 217- 219 وفيه أبيات زائدة عمّا هنا. [2] سنن الترمذي 5/ 253 رقم 3703 في المناقب، باب رقم 26، وأخرجه مسلم 2277 في كتاب. الفضائل، باب فضل نسب النبي صلّى الله عليه وسلّم وتسليم الحجر عليه قبل النبوّة، ورواه القاضي الفاسي في شفاء الغرام 1/ 439 قال أبو داود: هذا حديث حسن غريب. [3] أوّل سورة المدّثّر. [4] أوّل سورة العلق. [5] في صحيح مسلم «بطن الوادي» . [6] في الصحيح «أحدا» بدل «شيئا» . وفيه زيادة: «ثم نوديت. فنظرت فلم أر أحدا، ثم نوديت فرفعت رأسي» . [7] يعني جبريل عليه السلام. [8] في الصحيح «فأخذتني رجفة شديدة» . [9] أخرجه البخاري 6/ 74 كتاب التفسير، سورة المدّثّر، ومسلم (161) كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحمد في مسندة 3/ 306 وتكرر في الصفحة، و 392، ورواه البيهقي في دلائل النبوّة 1/ 410. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ جالس على كرسيّ بين السّماء والأرض فجئت [1] مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي، وَنَزَلَتْ: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 74: 1 إلى قوله وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ 74: 5 وَهِيَ الْأَوْثَانُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَهُوَ نَصٌّ فِي أنّ يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 74: 1 نَزَلَتْ بَعْدَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ الْأَوَّلِ، وَهُوَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ 96: 1 فَكَانَ الْوَحْيُ الْأَوَّلُ لِلنُّبُوَّةِ والثّاني للرسالة.   [1] في الأصل «فجثيت» وفي دلائل النبوّة للبيهقي «فجشيت منه فرقا» . وما أثبتناه عن تاريخ الطبري 2/ 305. [2] انظر التخريج قبل قليل، وتفسير الطبري (طبعة بولاق) 29/ 90. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 فَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ خَدِيجَةُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) قَالَ عِزُّ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْأَثِيرِ [1] : خَدِيجَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ أَسْلَمَ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، لَمْ يَتَقَدَّمْهَا رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ: خَدِيجَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيٌّ [2] . وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَجَمَاعَةٌ: أَبُو بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ [3] . وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: بَلْ عَلِيٌّ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِيهِمَا قَوْلَانِ، لَكِنْ أَسْلَمَ عَلِيٌّ وَلَهُ عَشْرُ سِنِينَ [4] أَوْ   [1] الكامل في التاريخ 2/ 57، وأسد الغابة 5/ 434. [2] انظر السير والمغازي 1/ 139، وسيرة ابن هشام 1/ 277، نهاية الأرب 16/ 175 و 180، عيون الأثر 1/ 91، سير أعلام النبلاء 2/ 115، تاريخ الطبري 2/ 309، 310، مجمع الزوائد 9/ 219. [3] انظر صفة الصفوة 1/ 237 وفيه أن الجماعة غير حسّان هم: ابن عباس، وأسماء بنت أبي بكر، وإبراهيم النخعي. وانظر نهاية الأرب 16/ 180. [4] سيرة ابن هشام 1/ 284، الاستيعاب 3/ 27، السير والمغازي 137. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 نحوها على الصحيح، وقيل: وله ثمان سِنِينَ، وَقِيلَ: تِسْعٌ، وَقِيلَ: اثْنَتَا عَشْرَةَ، وَقِيلَ: خَمْسَ عَشْرَةَ، وَهُوَ قَوْلٌ شَاذٌّ، فَإِنَّ ابْنَهُ مُحَمَّدًا، وَأَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ، وَأَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ [1] وَغَيْرَهُمْ قَالُوا: تُوُفِّيَ وَلَهُ ثَلَاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً. فَهَذَا يَقْضِي بِأَنَّهُ أَسْلَمَ وَلَهُ عَشْرُ سِنِينَ، حَتَّى إِنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ رَوَى عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُتِلَ عَلِيٌّ وَلَهُ ثَمَانٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : أَوَّلُ ذَكَرٍ آمَنَ باللَّه عِلَيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ زَيْدٌ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَتْ خَدِيجَةُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه، وَقَبِلَ الرَّسُولُ رِسَالَةَ رَبِّهِ وَانْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ، وَجَعَلَ لَا يَمُرُّ عَلَى شَجَرَةٍ وَلَا صَخْرَةٍ إِلَّا سَلَّمَتْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ قَالَ: أَرَأَيْتُكِ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكِ أَنِّي رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ اسْتَعْلَنَ لِي، أَرْسَلَهُ إِلَيَّ رَبِّي، وأخبرها بالوحي، فقالت: أبشر، فو الله لَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِكَ إِلَّا خَيْرًا، فَاقْبَلِ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ اللَّهِ فَإِنَّهُ حَقٌّ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى عَدَّاسٍ غُلَامِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا مِنْ أَهْلِ نِينَوَى [4] فَقَالَتْ: أُذَكِّرُكَ اللَّهَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي، هَلْ عِنْدَكَ عِلْمٌ مِنْ جِبْرِيلَ؟ فَقَالَ عَدَّاسٌ [5] : قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ. قَالَتْ: أَخْبِرْنِي بِعِلْمِكَ فِيهِ، قَالَ: فَإِنَّهُ أَمِينُ اللَّهِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّينَ، وَهُوَ صَاحِبُ مُوسَى، وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ. فَرَجَعَتْ مِنْ عِنْدِهِ إِلَى وَرَقَةَ. فذكر الحديث [6] .   [1] في بعض النسخ «السبعي» وهو وهم. [2] انظر اختلاف الأقوال حول تاريخ إسلامه ووفاته في الاستيعاب 3/ 30، 31، نهاية الأرب 16/ 181، تاريخ الطبري 2/ 309، 310 عيون الأثر 1/ 92. [3] سيرة ابن هشام 1/ 284. [4] بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح النون والواو. هي قرية يونس بن متّى عليه السلام، بالموصل (معجم البلدان 5/ 339) . [5] انظر عنه في تاريخ الطبري 2/ 346. [6] انظر: دلائل النبوة للبيهقي 1/ 414، عيون الأثر 1/ 86، 87، البداية والنهاية لابن كثير 1/ 428. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بِنَحْوٍ مِنْهُ، وَزَادَ: فَفَتَحَ جِبْرِيلُ عَيْنًا مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَوَضَّأَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ نَضَحَ فَرْجَهُ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ مُوَاجِهَ الْبَيْتِ، فَفَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا رَأَى جِبْرِيلَ يَفْعَلُ [1] . وَمِنْ مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ اللَّهُ كَرَامَتَهُ وَابْتَدَأَهُ بِالنُّبُوَّةِ، كَانَ لَا يَمُرُّ بِحَجَرٍ وَلَا شَجَرٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَمِعَ مِنْهُ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى حِرَاءَ فِي كُلِّ عَامٍ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ يَنْسُكُ فِيهِ [3] . وَقَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم   [1] المغازي لعروة 103، 104 وروى الحارث بن أبي أسامة قال: حدّثنا الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قال: حدّثني أبي زيد بن حارثة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل عليه السلام، فعلّمه الوضوء، فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة ماء فنضح بها فرجه. (الروض الأنف 1/ 284) وقال ابن إسحاق: وحدّثني بعض أهل العلم أنّ الصلاة حين افترضت عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاه جبريل وهو بأعلى مكة، فهمز له بعقبة في ناحية الوادي، فانفجرت منه عين، فتوضّأ جبريل- عليه السلام- ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا رَأَى جِبْرِيلَ توضّأ، ثم قام به جبريل فصلّى به، وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصلاته. ثم انصرف جبريل عليه السلام. (سيرة ابن هشام 1/ 283) . وانظر «الأوائل لابن أبي عاصم النبيل 36، 37 رقم 39 من طريق الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عن أبيه زيد بن حارثة. أخرجه النسائي 134، 135، وابن ماجة 461، وأبو داود 166، 167، وأحمد 4/ 161، والبيهقي 1/ 161. [2] هكذا في الأصل، وفي أصل نهاية الأرب للنويري 16/ 169 وهو في سيرة ابن هشام «عبد الملك ابن عبيد الله» وانظر دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 402. [3] سيرة ابن هشام 1/ 266، نهاية الأرب 16/ 169. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 «إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، فَخَرَجَ فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا، فَمَا اسْتَقْبَلَهُ شَجَرٌ وَلَا جَبَلٌ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] وَقَالَ: غَرِيبٌ. وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: جاء جبرئيل إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ مَكَّةَ، قَدْ خَضَبَهُ أَهْلُ مَكَّةَ بالدّماء، قال: مالك؟ قَالَ: خَضَبَنِي هَؤُلَاءِ بِالدِّمَاءِ وَفَعَلُوا وَفَعَلُوا، قَالَ: تُرِيدُ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ادْعُ تِلْكَ الشَّجَرَةَ، فَدَعَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْ تَخُطُّ الْأَرْضَ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ إِلَى مَكَانِهَا، قَالَ: ارْجِعِي إِلَى مَكَانِكِ فَرَجَعَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبِي. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : حَدَّثَنِي وهب بن كيسان، سمعت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيِّ، حَدَّثْتُ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ كَيْفَ كَانَ بَدْءُ مَا ابْتَدَأَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النُّبُوَّةِ حِينَ جَاءَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي حِرَاءَ مِنْ كُلِّ سَنَةٍ شَهْرًا، وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا   [1] في صحيحه (2277) كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلّى الله عليه وسلّم، وتسليم الحجر عليه قبل النبوّة، والترمذي في سننه 5/ 253 رقم 3703 في المناقب، باب رقم 26 وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن سيد الناس في عيون الأثر 1/ 89، والقاضي الفاسي في شفاء الغرام 1/ 439. [2] سنن الترمذي 5/ 253 في المناقب، باب رقم 27 (3705) . [3] أخرجه ابن ماجة في كتاب الفتن (4028) وقال: في الزوائد: هذا إسناد صحيح، إن كان أبو سفيان، واسمه طلحة بن نافع، سمع من جابر، وانظر دلائل النبوة للبيهقي 1/ 409. [4] سيرة ابن هشام 267. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 تَتَحَنَّثُ بِهِ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَالتَّحَنُّثُ التَّبَرُّرُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] : فَكَانَ يُجَاوِرُ ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ، يُطْعِمُ مَنْ جَاءَهُ مِنَ الْمَسَاكِينِ، فَإِذَا قَضَى جِوَارَهُ مِنْ شَهْرِهِ، كَانَ أَوَّلُ مَا يَبْدَأُ بِهِ الْكَعْبَةَ، فَيَطُوفُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ الشَّهْرُ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ كَرَامَتَهُ، وَذَلِكَ الشَّهْرُ رَمَضَانُ، خَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حِرَاءَ وَمَعَهُ أَهْلُهُ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَكْرَمَهُ اللَّهُ فِيهَا بِرِسَالَتِهِ، جَاءَهُ جِبْرِيلُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَاءَنِي وَأَنَا نَائِمٌ بِنَمَطٍ [2] مِنْ دِيبَاجٍ فيه كتاب، فقال: اقرأ، قلت: ما أَقْرَأُ؟ قَالَ: فَغَتَّنِي [3] بِهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ الموت، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: وَمَا أَقْرَأُ؟ فَغَتَّنِي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ الْمَوْتُ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فَقَالَ: اقْرَأْ، قُلْتُ: وَمَا أَقْرَأُ؟ مَا أَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا افْتِدَاءً مِنْهُ أَنْ يَعُودَ لِي بِمِثْلِ مَا صَنَعَ بِي، فَقَالَ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ 96: 1 إلى قوله ما لَمْ يَعْلَمْ 96: 5 [4] ، فَقَرَأْتُهَا ثُمَّ انْتَهَى عَنِّي، وَهَبَبْتُ مِنْ نَوْمِي، فَكَأَنَّمَا كَتَبْتُ فِي قَلْبِي كِتَابًا. فِي هَذَا الْمَكَانِ زِيَادَةٌ، زَادَهَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] ، وَهِيَ: وَلَمْ يَكُنْ فِي خَلْقِ اللَّهِ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ شَاعِرٍ أَوْ مجنون فكنت لا أطيق أن انظر إليهما، فَقُلْتُ: إِنَّ الأَبْعَدَ، يَعْنِي نَفْسَهُ، لَشَاعِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ، ثُمَّ قُلْتُ: لَا تُحَدِّثْ عَنِّي قُرَيْشٌ بِهَذَا أَبَدًا، لَأَعْمِدَنَّ إِلَى حَالِقٍ مِنَ الْجَبَلِ، فَلَأَطْرَحَنَّ نَفْسِي فَلَأَسْتَرِيحَنَّ، فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي وَسَطٍ مِنَ الْجَبَلِ، سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وأنا جبريل، فرفعت   [1] سيرة ابن هشام 1/ 268. [2] النمط: ضرب من البسط له حمل رقيق، لا يكادون يقولون (نمط) إلا لما كان ذا لون من حمرة أو خضرة أو صفرة. (لسان العرب) . [3] كأنه أراد عصرني عصرا شديدا حتى وجدت منه المشقّة. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) . [4] سورة العلق- الآيات 1- 5. [5] سيرة ابن هشام 1/ 269. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ صَافٍّ قَدَمَيْهِ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا جِبْرِيلُ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَمَا أَتَقَدَّمُ وَلَا أَتَأَخَّرُ، وَجَعَلْتُ أَصْرِفُ وَجْهِي عَنْهُ فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَلَا أَنْظُرُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهَا إِلَّا رَأَيْتُهُ كَذَلِكَ، فَمَا زِلْتُ وَاقِفًا حَتَّى بَعَثَتْ خَدِيجَةُ رُسُلَهَا فِي طَلَبِي، فَبَلَغُوا أَعْلَى مَكَّةَ وَرَجَعُوا إِلَيْهَا، وَأَنَا وَاقِفٌ فِي مَكَانِي ذَلِكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنِّي، فَانْصَرَفْتُ إِلَى أَهْلِي، حَتَّى أَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَجَلَسْتُ إِلَى فَخِذِهَا مُضِيفًا إِلَيْهَا [1] فَقَالَتْ: يا أبا القاسم اين كنت؟ فو الله لَقَدْ بَعَثْتُ رُسُلِي فِي طَلَبِكَ حَتَّى بَلَغُوا أَعْلَى مَكَّةَ وَرَجَعُوا، ثُمَّ حَدَّثْتُهَا بِالَّذِي رَأَيْتُ، فقالت: أبشر يا بن عمّي [2] واثبت فو الّذي نَفْسُ خَدِيجَةَ بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ نَبِيَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ [3] . ثُمَّ قَامَتْ فَجَمَعَتْ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهَا، وَكَانَ قَدْ تَنَصَّرَ وَقَرَأَ الْكُتُبَ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا رَأَى وَسَمِعَ، فَقَالَ وَرَقَةُ: قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ كُنْتِ صَدَقْتِ يَا خَدِيجَةُ، لَقَدْ جَاءَهُ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي يَأْتِي مُوسَى، وَإِنَّهُ لَنَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَقُولِي لَهُ فَلْيَثْبُتْ، فَرَجَعَتْ خَدِيجَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُ بِقَوْلِ وَرَقَةَ، فَلَمَّا قَضَى جِوَارَهُ طَافَ بِالْكَعْبَةِ، فَلَقِيَهُ وَرَقَةُ وَهُوَ يَطُوفُ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكَ لَنَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَلَقَدْ جَاءَكَ النَّامُوسُ الْأَكْبَرُ الَّذِي جَاءَ مُوسَى وَلَتُكَذَّبَنَّهُ وَلَتُؤْذَنَّهُ وَلَتُخْرَجَنَّهُ وَلَتُقَاتَلَنَّهُ، وَلَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لَأَنْصُرَنَّ اللَّهَ نَصْرًا يَعْلَمُهُ، ثُمَّ أَدْنَى رَأْسَهُ مِنْهُ فَقَبَّلَ يافوخه [4] .   [1] أضفت إلى الرجل: إذا ملئت نحوه ولصقت به. [2] في بعض المراجع «يا بن عم» وكلاهما صواب. [3] سيرة ابن هشام 1/ 269، نهاية الأرب 16/ 170، 171، عيون الأثر 1/ 86. [4] سيرة ابن هشام 1/ 270، الروض الأنف 1/ 274، نهاية الأرب 16/ 171، 172، عيون الأثر 1/ 86، 87، السير والمغازي 122. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِي «مَغَازِيهِ» : كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا أَوَّلَ مَا رَأَى أَنَّ اللَّهَ أَرَاهُ رُؤْيَا فِي الْمَنَامِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَذَكَرَهَا لِخَدِيجَةَ، فَعَصَمَهَا اللَّهُ وَشَرَحَ صَدْرَهَا بِالتَّصْدِيقِ، فَقَالَتْ: أَبْشِرْ، ثُمَّ أَخْبَرَهَا أَنَّهُ رَأَى بَطْنَهُ شُقَّ ثُمَّ طُهِّرَ وَغُسِّلَ ثُمَّ أُعِيدَ كَمَا كَانَ، قَالَتْ: هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ فَأَبْشِرْ، ثُمَّ اسْتَعْلَنَ لَهُ جِبْرِيلُ وهو بأعلى مكة، فأجلسه في مجلس كَرِيمٍ مُعْجِبٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَجْلَسَنِي عَلَى بِسَاطٍ كَهَيْئَةِ الدُّرْنَوَكِ [1] فِيهِ الْيَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤُ، فَبَشَّرَهُ بِرِسَالَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى اطْمَأَنَّ. الَّذِي فِيهَا مِنْ شَقِّ بَطْنِهِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَخْبَرَهَا بِمَا تَمَّ لَهُ فِي صِغَرِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ شُقَّ مَرَّةً أُخْرَى، ثُمَّ شُقَّ مَرَّةً ثَالِثَةً حِينَ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ. وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَأَنْشَدَ وَرَقَةُ: إِنْ [2] يَكُ حَقًّا يَا خَدِيجَةُ فَاعْلَمِي ... حَدِيثُكِ إِيَّانَا فَأَحْمَدُ مُرْسَلُ وَجِبْرِيلُ يَأْتِيهِ وَمِيكَالُ مَعَهُمَا ... مِنَ اللَّهِ وَحْيٌ يَشْرَحُ الصَّدْرَ مُنْزَلُ يَفُوزُ بِهِ مَنْ فَازَ فِيهَا بِتَوْبَةٍ ... وَيَشْقَى بِهِ الْعَانِي الْغَوِيُّ الْمُضَلَّلُ فَسُبْحَانَ مَنْ تَهْوِي الرِّيَاحُ بِأَمْرِهِ ... وَمَنْ هُوَ فِي الْأَيَّامِ مَا شَاءَ يَفْعَلُ وَمَنْ عَرْشُهُ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ كُلِّهَا ... وَأَقْضَاؤُهُ فِي خَلْقِهِ لا تبدّل [3]   [1] ستر له خمل. (النهاية) . [2] في البيت خرم. [3] في نسخة دار الكتب، والمنتقى لابن الملا، وفي (ع) . ومن حكمه في خلقه لا يبدّل. وفي دلائل النبوة للبيهقي 1/ 404. ومن أحكامه في خلقه لا تبدّل. والأبيات في السير والمغازي لابن إسحاق 123 مع زيادة عمّا هنا، وانظر سيرة ابن كثير 1/ 400. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حكيمٍ [2] أَنَّ خَدِيجَةَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] : أَيِ ابْنَ عَمٍّ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُخْبِرَنِي بِصَاحِبِكَ هَذَا الَّذِي يَأْتِيكَ إِذَا جَاءَكَ، قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ: «يَا خَدِيجَةُ هَذَا جِبْرِيلُ» هَلْ تَرَاهُ؟ قَالَتْ: يَا بْنَ عَمٍّ قُمْ فَاجْلِسْ عَلَى فَخِذِي الْيُسْرَى، فَقَامَ فَجَلَسَ عَلَيْهَا، قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ: قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: فَتَحَوَّلْ فَاقْعُدْ عَلَى فَخِذِي الْيُمْنَى، فَتَحَوَّلَ فَقَعَدَ عَلَى فَخِذِهَا، قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَاجْلِسْ فِي حِجْرِي، فَفَعَلَ، قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ: قَالَ: «نَعَمْ» ، فَتَحَسَّرَتْ فَأَلْقَتْ خِمَارَهَا، ثُمَّ قَالَتْ: هَلْ تَرَاهُ؟ قال: «لا» قالت: اثبت وأبشر فو الله إِنَّهُ لَمَلَكٌ وَمَا هَذَا بِشَيْطَانٍ [4] . قَالَ: وَحَدَّثْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ أُمِّيَ فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ تُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ خَدِيجَةَ، إِلِّا أَنِّي سَمِعْتُهَا تَقُولُ: أَدْخَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِرْعِهَا فَذَهَبَ عِنْدَ ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذَا لَمَلَكٌ وَمَا هُوَ بِشَيْطَانٍ [5] . وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: نا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ: كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ على نبيّه اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ 96: 1 إلى قوله ما لَمْ يَعْلَمْ 96: 5 فَقَالُوا:، هَذَا صَدْرُهَا الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حِرَاءَ، ثُمَّ أُنْزِلَ آخِرُهَا بَعْدُ بِمَا شَاءَ اللَّهُ.   [1] السير والمغازي 133. [2] هو مولى الزبير. [3] في السير والمغازي «فيما تثبّتته به، فيما أكرمه الله به من نبوّته» . [4] سيرة ابن هشام 1/ 271- 273، السير والمغازي 133، نهاية الأرب 16/ 174، 175. [5] سيرة ابن هشام 1/ 273، 274 السير والمغازي 134. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] : ابْتُدِئَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّنْزِيلِ فِي رَمَضَانَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ 2: 185 [2] ، وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ 97: 1 [3] وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ 44: 3 [4] . قال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق [5] قَالَ: هَمَزَ جِبْرِيلُ بِعَقِبِهِ فِي نَاحِيَةِ الْوَادِي، فَانْفَجَرَتْ عَيْنٌ، فَتَوَضَّأَ جِبْرِيلُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَرَجَعَ، وَقَدْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ، وَطَابَتْ نَفْسُهُ، فَأَخَذَ بِيَدِ خَدِيجَةَ، حَتَّى أَتَى بِهَا الْعَيْنَ فَتَوَضَّأَ كَمَا توضّأ جبريل، ثم صلّى ركعتين هو وخديجة، ثُمَّ كَانَ هُوَ وَخَدِيجَةُ يُصَلِّيَانِ سِرًّا، ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ [6] فَوَجَدَهُمَا يُصَلِّيَانِ فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا هَذَا يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ: دِينٌ اصْطَفَاهُ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَبَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ فَأَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ [7] ، وَكُفْرٍ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى. فَقَالَ عَلِيٌّ: هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَسْمَعْ بِهِ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَلَسْتُ بِقَاضٍ أَمْرًا حَتَّى أُحَدِّثَ بِهِ أَبَا طَالِبٍ، وَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْشِي عَلَيْهِ سِرَّهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَعْلِنَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ إِنْ لَمْ تُسْلِمْ فَاكْتُمْ، فَمَكَثَ عَلِيٌّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ [8] ثُمَّ أَوْقَعَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ الْإِسْلَامَ، فَأَصْبَحَ فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَقِيَ يَأْتِيهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ أَبِي طَالِبٍ، وَكَتَمَ إِسْلامَهُ.   [1] سيرة ابن هشام 1/ 275. [2] سورة البقرة- الآية 185. [3] سورة القدر- الآية 1. [4] سورة الدخان- الآية 3. [5] سيرة ابن هشام 1/ 283، السير والمغازي 137. [6] في السير «بيومين» . [7] في السير «وإلى عبادته» . [8] في السير «ثم إن الله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 وَأَسْلَمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَمَكَثَا قَرِيبًا مِنْ شَهْرٍ يَخْتَلِفُ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِمَّا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ [1] . وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ [2] ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَصَابَتْ قُرَيْشًا أَزْمَةٌ شَدِيدَةٌ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ ذَا عِيَالٍ كَثِيرَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ عَمِّهِ- وَكَانَ مُوسِرًا- إِنَّ أَخَاكَ أَبَا طَالِبٍ كَثِيرُ الْعِيَالِ، وَقَدْ أَصَابَ النَّاسَ، مَا تَرَى، فَانْطَلِقْ لِنُخَفِّفَ عَنْهُ مِنْ عِيَالِهِ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا، وَضَمَّهُ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَعَثَهُ اللَّهُ نَبِيًّا فَاتَّبَعَهُ عَلِيٌّ وَآمَنَ بِهِ. وَقَالَ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ خَدِيجَةُ، وَأَوَّلُ رَجُلَيْنِ أَسْلَمَا أَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ، وَإِنَّ عَلِيًّا كَانَ يَكْتُمُ الْإِسْلَامَ فَرَقًا مِنْ أَبِيهِ، حَتَّى لَقِيَهُ أَبُوهُ فَقَالَ: أَسْلَمْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آزِرِ ابْنَ عَمِّكَ وَانْصُرْهُ. وَقَالَ: أَسْلَمَ عَلِيٌّ قَبْلَ أَبِي بَكْرٍ. وَقَالَ يُونُسُ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ التَّمِيمِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا دَعَوْتُ أَحَدًا إِلَى الْإِسْلَامِ إِلَّا كَانَتْ عِنْدَهُ [3] كَبْوَةٌ وَتَرَدَّدَ وَنَظَرَ، إِلَّا أَبَا بَكْرٍ، مَا عتم [4] عنه حين   [1] السير والمغازي 137. [2] سيرة ابن هشام 1/ 285. [3] في سيرة ابن هشام 1/ 289 «كانت فيه عنده» وفي السير والمغازي 139 «كانت له عنوة كبوة» . [4] في هامش الأصل «تأخر» وفي نهاية الأرب 16/ 187 وعيون الأثر 1/ 95 «عكم» أي ما أحتبس وما انتظر ولا عدل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 ذَكَرْتُهُ وَمَا تَرَدَّدَ فِيهِ» [1] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا بَرَزَ، سَمِعَ مَنْ يُنَادِيهِ، يَا مُحَمَّدُ، فَإِذَا سَمِعَ الصَّوْتَ انْطَلَقَ هَارِبًا، فَأَسَرَّ ذَلِكَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ نَدِيمًا لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ [2] . إِسْلامُ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، خَرَجَ إِلَى شِعَابِ مَكَّةَ وَمَعَهُ عَلِيٌّ [4] فَيُصَلِّيَانِ [5] فَإِذَا أَمْسَيَا رَجَعَا، ثُمَّ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ عَبَرَ عَلَيْهِمَا وَهُمَا يُصَلِّيَانِ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ أَخِي مَا هَذَا؟ قَالَ: أَيْ عَمِّ هَذَا دِينُ اللَّهِ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَدِينُ إِبْرَاهِيمَ، بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ رَسُولًا إِلَى الْعِبَادِ وَأَنْتَ أَيْ عَمِّ أَحَقُّ مَنْ بَذَلْتُ لَهُ النَّصِيحَةَ وَدَعَوْتُهُ إِلَى الْهُدَى وَأَحَقُّ مَنْ أَجَابَنِي وَأَعَانَنِي، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: أَيِ ابْنَ أَخِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُفَارِقَ دِينَ آبَائِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا يَخْلُصُ إِلَيْكَ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ مَا بَقِيتُ، وَلَمْ يُكَلِّمْ عَلِيًّا بِشَيْءٍ يَكْرَهُ، فَزَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَدْعُكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ فَاتَّبِعْهُ [6] . ثُمَّ أَسْلَمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ أَوَّلَ ذَكَرٍ أَسْلَمَ، وَصَلَّى بَعْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [7] .   [1] سيرة ابن هشام 1/ 289، السير والمغازي 139، نهاية الأرب 16/ 717، عيون الأثر 1/ 95. [2] كتب هنا على حاشية الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أبيك في الميعاد الثاني، وسمع منه قصة سلمان الفارسيّ إلى آخره. محصن بن عكّاشة» . [3] سيرة ابن هشام 1/ 285. [4] في السيرة «عليّ بن أبي طالب مستخفيا من أبيه أبي طالب» وفي نهاية الأرب «مستخفيا من عمّه» . [5] في السيرة «فيصلّيان الصلوات فيها» . [6] سيرة ابن هشام 1/ 285، نهاية الأرب 16/ 182، عيون الأثر 1/ 93، 94. [7] سيرة ابن هشام 1/ 286، نهاية الأرب 16/ 183، عيون الأثر 1/ 94. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 وَكَانَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ قَدِمَ مِنَ الشَّامِ بِرَقِيقٍ، فَدَخَلَتْ عَمَّتُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ فَقَالَ: اخْتَارِي أَيَّ هَؤُلَاءِ الْغِلْمَانِ شِئْتِ فَهُوَ لَكِ، فَاخْتَارَتْ زَيْدًا، فَأَخَذَتْهُ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَوْهَبَهُ، فَوَهَبَتْهُ لَهُ، فَأَعْتَقَهُ وَتَبَنَّاهُ قَبْلَ الْوَحْيِ، ثُمَّ قَدِمَ أَبُوهُ حَارِثَةُ لِمَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِ وَجَزَعِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنْ شِئْتَ فَأَقِمْ عِنْدِي، وَإِنْ شِئْتَ فَانْطَلِقْ مَعَ أَبِيكَ» ، قَالَ: بَلْ أُقِيمُ عِنْدَكَ، وَكَانَ يُدْعَى زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا نَزَلَ ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 [1] قَالَ: أَنَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مَأْلَفًا لِقَوْمِهِ مُحَبَّبًا سَهْلًا، وَكَانَ أَنْسَبَ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ، وَكَانَ تَاجِرًا ذَا خُلُقٍ وَمَعْرُوفٍ، فَجَعَلَ لَمَّا أَسْلَمَ يَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الْإِسْلَامِ مَنْ وَثِقَ بِهِ مِنْ قَوْمِهِ، مِمَّنْ يَغْشَاهُ، وَيَجْلِسُ إِلَيْهِ، فَأَسْلَمَ بِدُعَائِهِ: عُثْمَانُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَجَاءَ بِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَسْلَمُوا وَصَلُّوا، فَكَانَ هَؤُلَاءِ النَّفَرُ الثَّمَانِيَةُ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ بِالإِسْلامِ وَصَلُّوا وَصَدَّقُوا [4] . ثُمَّ أَسْلَمَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْفِهْرِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، وَالأَرْقَمُ بن أبي الأرقم ابن أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ. وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيُّ، وَأَخَوَاهُ قُدَامَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُبَيْدَةُ بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف المطّلبيّ، وسعيد ابن زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيُّ، وَامْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَخَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَعُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَخُو سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَسُلَيْطُ بْنُ عَمْرِو بن عبد شمس العامريّ،   [1] سورة الأحزاب- الآية 5. [2] سيرة ابن هشام 1/ 286، 287، نهاية الأرب 16/ 184، عيون الأثر 1/ 94. [3] سيرة ابن هشام 1/ 288، السير والمغازي 140. [4] سيرة ابن هشام 1/ 288، 289، السير والمغازي 140، نهاية الأرب 16/ 717، عيون الأثر 1/ 94، 95. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 وَأَخُوهُ حَاطِبٌ، وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، وَامْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ، وَخُنَيْسُ [1] بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ حَلِيفُ آلِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو أَحْمَدَ ابْنَا جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيِّ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَامْرَأَتُهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَحَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ، وَامْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُجَلَّلِ، وَأَخُوهُ خَطَّابٌ، وَامْرَأَتُهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُوهُمَا، وَالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ الْعَدَوِيُّ الزُّهْرِيُّ، وَامْرَأَتُهُ رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفٍ، وَالنَّحَّامُ وَهُوَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ أَسَدٍ [2] الْعَدَوِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَامْرَأَتُهُ أُمَيْنَةُ [3] بِنْتُ خَلَفٍ، وَحَاطِبُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو حُذَيْفَةَ مِهْشَمُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَلِيفُ بَنِي عَدِيٍّ، وَخَالِدُ، وَعَامِرُ، وَعَاقِلُ [4] وَإِيَاسُ بَنُو الْبُكَيْرِ حُلَفَاءُ بَنِي عَدِيٍّ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ، وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ النَّمَرِيُّ حَلِيفُ بَنِي تَيْمٍ [5] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عثمان، عن مخرمة بن سليمان الواليّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: حَضَرْتُ سُوقَ بُصْرَى، فَإِذَا رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَتِهِ يَقُولُ: سَلُوا أَهْلَ الْمَوْسِمِ، أَفِيهِمْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَرَمِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا، فَقَالَ: هَلْ ظَهَرَ أَحْمَدُ بَعْدُ؟ قُلْتُ: وَمَنْ أَحْمَدُ؟ قَالَ: ابن عبد الله بن عبد   [1] في الأصل «حنيس» والتصحيح من السيرة، والسير والمغازي، ونهاية الأرب وغيره. [2] في السيرة «أسيد» . وقال: وإنّما سمّي النّحّام لَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لقد سمعت نحمه في الجنّة» قال ابن هشام: نحمه: صوته وحسّه. [3] في اسمها خلاف، فيقال «أميمة» . انظر الاستيعاب، وتجريد أسماء الصحابة. [4] كان اسمه «غافل» فسمّاه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم «عاقلا» قتل ببدر وسنّه 34 سنة. [5] سيرة ابن هشام 1/ 290- 294، والسير والمغازي 143، 144 وفيه أن صهيب حليف بني «تميم» وهو خطأ، نهاية الأرب 16/ 188- 191، عيون الأثر 1/ 94- 97. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 الْمُطَّلِبِ، هَذَا شَهْرُهُ الَّذِي يَخْرُجُ فِيهِ، وَهُوَ آخِرُ الأَنْبِيَاءِ، مَخْرَجُهُ مِنَ الْحَرَمِ وَمُهَاجَرُهُ إِلَى نَخْلٍ وَحَرَّةٍ وَسِبَاخٍ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُسْبَقَ إِلَيْهِ قَالَ طَلْحَةُ: فَوَقَعَ فِي قَلْبِي، فَأَسْرَعْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَقُلْتُ: هَلْ مِنْ حَدَثٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَمِينُ تَنَبَّأَ، وَقَدْ تَبِعَهُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: اتَّبَعْتَ هَذَا الرَّجُلَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَانْطَلِقْ فَاتَّبِعْهُ، فَأَخْبَرَهُ طَلْحَةُ بِمَا قَالَ الرَّاهِبُ، فَخَرَجَ بِهِ حَتَّى دَخَلَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ طَلْحَةُ، وَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ وَطَلْحَةُ أَخَذَهُمَا نَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدِ بْنِ الْعَدَوِيَّةِ فَشَدَّهُمَا فِي حَبْلٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يَمْنَعْهُمَا بَنُو تَيْمٍ، وَكَانَ نَوْفَلُ يُدْعَى «أَسَدَ قُرَيْشٍ» ، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَطَلْحَةُ: الْقَرِينَيْنِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ وَبَرَةَ [1] ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . قُلْتُ: وَلَمْ يَذْكُرْ عَلِيًّا لِأَنَّهُ كَانَ صَغِيرًا ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ. وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ سَالِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ [3] قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَكَّةَ مُسْتَخْفِيًا، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: «نَبِيٌّ» قُلْتُ: وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ: «رَسُولُ اللَّهِ» ، قُلْتُ: اللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: بِمَ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «بِأَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ وَتُكَسَّرَ الْأَوْثَانُ وَتُوصَلَ الأَرْحَامُ» ، قُلْتُ: نِعْمَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ، فَمَنْ تَبِعَكَ؟ قال: «حرّ وعبد» ، يعني أَبَا بَكْرٍ وَبِلالا، فَكَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا رَابِعُ أَرْبَعَةٍ، فَأَسْلَمْتُ وَقُلْتُ: أَتَّبِعُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «لَا وَلَكِنِ الْحَقْ   [1] هو وبرة بن عبد الرحمن المسلي الكوفي. (تهذيب التهذيب 11/ 111 رقم 194) . [2] صحيح البخاري 4/ 192 كتاب الفضائل، باب فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم وسلّم. [3] بعين وموحّدة مفتوحتين. وفي نسخة دار الكتب «عنبسة» وهو تصحيف. انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 456 وفيه مصادر ترجمته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 بِقَوْمِكَ، فَإِذَا أُخْبِرْتَ بِأَنِّي قَدْ خَرَجْتُ فَاتَّبِعْنِي» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: لَقَدْ مَكَثْتُ سَبَعَةَ أَيَّامٍ، وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال: أوّل من أظهر   [1] وتمامه في صحيحه (832) في صلاة المسافرين، باب إسلام عمرو بن عبسة، قال: «فذهبت إلى أهلي، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وكنت في أهلي، فجعلت أتخبّر الأخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم عليّ نفر من أهل يثرب، من أهل المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الّذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع. وقد أراد قومه قتله، فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: «نعم، أنت الّذي لقيتني بمكة؟» قال: فقلت: بلى، فقلت: يا نبيّ الله، أخبرني عمّا علّمك الله وأجهله، أخبرني عن الصلاة، قال: «صلّ صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع، فإنّها، تطلع حين تطلع، بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفّار، ثم صلّ، فإنّ الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الظلّ بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإنّ حينئذ تسجّر جهنّم، فإذا أقبل الفيء فصلّ، فإنّ الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلّي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنّها تغرب بين قرني الشيطان، وحينئذ يسجد لها الكفّار» قال: فقلت: «يا نبيّ الله، فالوضوء؟ حدّثني عنه، قال: «ما منكم رجل يقرّب وضوءه فيتمضمض ويستنشق، فينتثر، إلّا خرّت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، إلّا خرّت خطايا يديه مع أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه، إلّا خرّت خطايا رأسه مع أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلّا خرّت خطايا رجليه من أنامله مع الماء. فإن هو قام فصلّى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجّده بالذي هو له أهل، وفرّغ قلبه للَّه، إلّا انصرف من خطيئته كهيئة يوم ولدته أمّه» ، فحدّث عمرو بن عنبسة بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال له أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة: انظر ما تقول! في مقام واحد يعطى هذا للرجل؟ فقال عمرو: يا أبا أمامة لقد كبرت سنّي، ورقّ عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على رسول الله، لو لم أسمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلّا مرة، أو مرّتين، أو ثلاثا، (حتى عدّ سبع مرّات) ما حدّثت به أبدا، ولكنّي سمعته أكثر من ذلك. وأخرجه أحمد في مسندة 4/ 122، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 215- 217، وانظر سير أعلام النبلاء 2/ 458. [2] صحيح البخاري 4/ 212 كتاب المناقب، مناقب سعد بن أبي وقاص، وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 139. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 إِسْلامَهُ سَبْعَةٌ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلالٌ، وَالْمِقْدَادُ. تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي وَأُخْتَهُ [1] عَلَى الإِسْلامِ، قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ، وَلَوْ أَنَّ أَحَدًا ارْفَضَّ لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ [2] . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ [4] عَنْ زِرٍّ [5] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ يَافِعًا أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ [6] بِمَكَّةَ فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر، وقد فرّا من المشركين،   [1] «وأخته» غير موجودة في صحيح البخاري. [2] «في صحيح البخاري لكان حقيقا» . [3] أخرجه البخاري (3862) في مناقب الأنصار باب إسلام سعيد بن زيد، و (3867) فيهما، و (6942) في الإكراه: باب من اختار الضرب، والقتل، والهوان على الكفر، ورواية البخاري الأولى، «قتيبة بن سعد، حدّثنا سفيان عن إسماعيل، عن قيس، قال: سمعت سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ في مسجد الكوفة، يقول: والله لقد رأيتني، وإنّ عمر لموثقي عَلَى الإِسْلامِ، قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ، وَلَوْ أَنَّ أَحَدًا ارْفَضَّ لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ محقوقا أن يرفض» . وفي الرواية الثانية «انقض» بالنون والقاف. ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 440، وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه. ورواه في سير أعلام النبلاء 1/ 136، ورواه ابن حجر في فتح الباري 7/ 176 وقال: لموثقي على الإسلام: أي ربطه بسبب إسلامه إهانة له، وإلزاما بالرجوع عن الإسلام. «ولو أنّ أحدا انقضّ» أي زال من مكانه. ورواية «انقضّ» أي: سقط. «لكان ذلك محقوقا» أي: واجبا. وفي رواية الإسماعيلي: «لكان حقيقا» . وإنّما قال سعيد ذلك لعظم قتل عثمان رضي الله عنه. [4] هو عاصم بن أبي النّجود. [5] هو زرّ بن حبيش. [6] هو عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أميّة، هو الّذي ضرب الرسول صلّى الله عليه وسلّم عنقه صبرا، عند منصرفه من غزوة بدر، وكان من الأسرى (انظر المحبّر لابن حبيب البغدادي، في فصل «المؤذون من قريش» و «زنادقة قريش» و «المصلّبين الأشراف» 157 و 161 و 478، تاريخ اليعقوبي 2/ 46) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 فَقَالَا: يَا غُلَامُ هَلْ عِنْدَكَ لَبَنٌ تَسْقِينَا؟ قُلْتُ: إِنِّي مُؤْتَمَنٌ وَلَسْتُ بِسَاقِيكُمَا، فَقَالَا: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذْعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا أَبُو بَكْرٍ، وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضَّرْعَ فَدَعَا، فَحَفَلَ الضَّرْعُ، وَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِصَخْرَةٍ مُنْقَعِرَةٍ، فَحَلَبَ فِيهَا، ثُمَّ شَرِبَا وَسَقَيَانِي، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: «اقْلُصْ» ، فَقَلَصَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ الطَّيِّبِ، يَعْنِي الْقُرْآنَ فَقَالَ: إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ، فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً مَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ [1] . فَصْلٌ فِي دَعْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم عشيرته الى الله وما بقي مِنْ قَوْمِهِ قَالَ جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214 [2] دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا، فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ فَقَالَ: «يَا بَنِي كَعْبِ بن لؤيّ أن أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مناف أنقذوا   [1] صحّح الذهبي الإسناد في سير أعلام النبلاء 1/ 465 وقال: ورواه أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة، ورواه إبراهيم بن الحجاج السامي، عن سلام أبي المنذر، عن عاصم. والإسناد حسن لأن عاصم لا يرتقي حديثه إلى درجة الصحيح كما هو معروف في كتب الرجال. وأخرجه أحمد في مسندة 1/ 276 و 462، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 537، وابن جميع الصيداوي في المعجم لشيوخه، (بتحقيقنا) 68 رقم 9، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 6/ 165، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 2/ 246. وأخرج البخاري العبارة الأخيرة من الحديث (5000) في فضائل القرآن باب القراء مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طريق عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عن شقيق بن سلمة، قال: خطبنا عبد الله بن مسعود فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بضعا وسبعين سورة. والله لقد علم أصحاب النبيّ أني من أعلمهم لكتاب الله، وما أنا بخيرهم، قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون. فما سمعت رادّا يقول غير ذلك» . [2] سورة الشعراء الآية 214. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ من الله شيئا، غير أنّ لكم رجما سَأَبُلُّهَا بِبِلالِهَا [1] » . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] عَنْ قُتَيْبَةَ [3] وَزُهَيْرٌ [4] عَنْ جَرِيرٍ، وَاتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ قَبِيصَةَ [5] بْنِ الْمُخَارِقِ، وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قالا: لمّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214 انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ [6] مِنْ جَبَلٍ، فَعَلَاهَا [7] ثُمَّ نَادَى: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنِّي نَذِيرٌ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَرَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ [8] ، فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ فَهَتَفَ: «يَا صَبَاحَاهُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [9] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [10] ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بن الحارث بن نوفل، واستكتمني اسمه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا نزلت وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَرَفْتُ أَنِّي إِنْ بَادَأْتُ قَوْمِي رَأَيْتُ مِنْهُمْ مَا أَكْرَهُ، فَصَمَتُّ عَلَيْهَا، فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يا محمد   [1] أي أصلكم في الدنيا. وفي شرح صحيح مسلّم للنووي: (ببلاها: ضبطناه بفتح الباء الثانية وكسرها، وهما وجهان مشهوران) . [2] رقم (204) كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214. [3] هو قتيبة بن سعد. [4] هو زهير بن حرب. [5] بفتح القاف. [6] الرضمة دون الهضبة، وقيل: صخور بعضها على بعض. [7] في صحيح مسلّم «فعلا أعلاها حجرا» . [8] أي يحفظهم من عدوّهم، والاسم: الربيئة، وهو العين والطليعة الّذي ينظر للقوم لئلّا يدهمهم العدوّ، ولا يكون في الغالب إلّا على جبل أو شرف أو شيء مرتفع لينظر إلى بعد. [9] رقم 207 كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214. [10] السير والمغازي 145. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 إِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ عَذَّبَكَ، قَالَ عَلِيٌّ: فَدَعَانِي فَقَالَ: «يَا عَلِيُّ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِي الأَقْرَبِينَ، فَعَرَفْتُ أَنِّي إِنْ بَادَأْتُهُمْ بِذَلِكَ رَأَيْتُ مِنْهُمْ مَا أَكْرَهُ، فَصَمَتُّ، ثُمَّ جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ عَذَّبَكَ رَبُّكَ، فَاصْنَعْ لَنَا يَا عَلِيُّ رِجْلَ شَاةٍ عَلَى صَاعٍ مِنْ طَعَامٍ وَأَعِدَّ لَنَا عُسَّ لَبَنٍ [1] ، ثُمَّ اجْمَعْ لِي بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ» ، فَفَعَلْتُ، فَاجْتَمَعُوا لَهُ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلا يَزِيدُونَ رَجُلا أَوْ يَنْقُصُونَ، فِيهِمْ أَعْمَامُهُ أَبُو طَالِبٍ، وَحَمْزَةُ، وَالْعَبَّاسُ، وَأَبُو لَهَبٍ، فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِمْ تِلْكَ الْجَفْنَةَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا حِذْيَةً [2] ، فَشَقَّهَا بِأَسْنَانِهِ، ثُمَّ رَمَى بِهَا فِي نَوَاحِيهَا وَقَالَ: «كُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ» ، فَأَكَلَ الْقَوْمُ حَتَّى نَهِلُوا عَنْهُ مَا نَرَى [3] إِلَّا آثَارَ أَصَابِعِهِمْ، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لَيَأْكُلُ مِثْلَهَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْقِهِمْ يَا عَلِيُّ» ، فَجِئْتُ بِذَلِكَ الْقَعْبِ [4] ، فَشَرِبُوا مِنْهُ حَتَّى نَهِلُوا جَمِيعًا، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ لَيَشْرَبُ مِثْلَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بدره أبو لهب فقال: لهدّ ما [5] سَحَرَكُمْ صَاحِبُكُمْ، فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْغَدِ: «عُدْ لَنَا يَا عَلِيُّ بِمِثْلِ مَا صَنَعْتَ بِالْأَمْسِ» ، فَفَعَلْتُ وَجَمَعْتُهُمْ، فَصَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَنَعَ بِالْأَمْسِ، فَأَكَلُوا حَتَّى نَهِلُوا، وَشَرِبُوا مِنْ ذَلِكَ الْقَعْبِ حَتَّى نَهِلُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِأَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» [6] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ إِنَّمَا سمعه   [1] العسّ: القدح الضخم. [2] حذية: بكسر الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة. ما قطع من اللحم طولا، وقيدها في الأصل بضم الحاء. [3] في السير «فما رئي» . [4] القعب: القدح الضخم. (تاج العروس 4/ 63) . [5] لهدّ: كلمة يتعجّب بها. والنهاية لابن الأثير 4/ 242. [6] السير والمغازي 145، 146 دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 428- 430، مجمع الزوائد 9/ 113، تاريخ الطبري 2/ 319، 321. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 مِنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ [1] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: فَكَانَ بَيْنَ مَا أَخْفَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ إِلَى أَنْ أُمِرَ بِإِظْهَارِهِ ثَلَاثُ سِنِينَ. وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214 خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَعِدَ الصَّفَا فَهَتَفَ، يَا صَبَاحَاهُ، قَالُوا: مَنْ هَذَا الَّذِي يَهْتِفُ؟ قَالُوا: مُحَمَّدٌ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ: «أَرَأَيْتُكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا تَخْرُجُ بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ كَذِبًا، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا، ثُمَّ قَامَ، فنزلت تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَ 111: 1 قد تَبَّ 111: 1 كَذَا قَرَأَ الْأَعْمَشُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ إِلَّا وَقَدْ تَبَّ فَعِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ، وَهِيَ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [2] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيَنْةَ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ 111: 1 [3] أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبٍ، وَلَهَا ولولة، وفي يدها فهر [4] وهي تقول:   [1] انظر سيرة ابن كثير 1/ 459 وزاد بعد قوله: «وإني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة» وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي» وكذا وكذا. [2] صحيح مسلّم 208 كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 26: 214، ورواه الطبري في تاريخه 2/ 319، والسهيليّ في الروض الأنف 2/ 109 وقال في «وقد تبّ» : وهي والله أعلم- قراءة مأخوذة عن ابن مسعود، لأن في قراءة ابن مسعود ألفاظا كثيرة تعين على التفسير. قال مجاهد: لو كانت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس، ما احتجت أن أسأله عن كثير مما سألته، وكذلك زيادة «قد» في هذه الآية، فسّرت أنّه خبر من الله تعالى، وأن الكلام ليس على جهة الدعاء» . [3] سورة المسد. [4] فهر: حجر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 مُذَمَّمًا أَبَيْنَا ... وَدِينَهُ قَلَيْنَا وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا [1] وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَقْبَلَتْ وَأَخَافُ أَنْ تَرَاكَ، قَالَ: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، وَقَرَأَ قُرْآنًا فَاعْتَصَمَ بِهِ وَقَرَأَ وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً 17: 45 [2] فَوَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ تَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، فَقَالَ: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ، فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي ابْنَةُ سَيِّدِهَا [3] . رَوَى نَحْوَهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ. وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «انْظُرُوا قُرَيْشًا كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَهُمْ وَلَعْنَهُمْ، يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [5] : وَفَشَا الْإِسْلَامُ بِمَكَّةَ ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ فَقَالَ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ 15: 94 [6] وقال وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ 15: 89 [7] قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّوْا ذَهَبُوا فِي الشِّعَابِ وَاسْتَخْفَوْا بِصَلاتِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، فَبَيْنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي نَفَرٍ بِشِعْبٍ، إِذْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ يُصَلُّونَ فَنَاكَرُوهُمْ وعابوا عليهم وقاتلوهم   [1] انظر القول في سيرة ابن هشام 2/ 104 وفيه تقديم وتأخير بالألفاظ. [2] سورة الإسراء- الآية 45. [3] انظر سيرة ابن هشام 2/ 104. [4] صحيح البخاري 4/ 162 كتاب المناقب، وفيه زيادة عمّا هنا، سيرة ابن هشام 2/ 104. [5] سيرة ابن هشام 2/ 3. [6] سورة الحجر- الآية 89. [7] سورة الحجر الآية 89. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 فَضَرَبَ سَعْدٌ رَجُلا مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِلَحْيِ [1] بَعِيرٍ فَشَجَّهُ، فَكَانَ أَوَّلَ دَمٍ فِي الْإِسْلامِ، فَلَمَّا بَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ وَصَدَعَ بِالْإِسْلامِ، لَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَوْمُهُ [2] وَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ- فِيمَا بَلَغَنِي- حَتَّى عَابَ آلِهَتَهُمْ، فَأَعْظَمُوهُ وَنَاكَرُوهُ وَأَجْمَعُوا خِلَافَهُ وَعَدَاوَتَهُ، فَحَدَبَ عَلَيْهِ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ، وَمَنَعَهُ وَقَامَ دُونَهُ، فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَعْتِبُهُمْ مِنْ شَيْءٍ أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ، وَرَأَوْا أَنَّ عَمَّهُ يَمْنَعُهُ مَشَوْا إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَكَلَّمُوهُ، وَقَالُوا: إِمَّا أَنْ تَكُفَّهُ عَنْ آلِهَتِنَا وَعَنِ الْكَلامِ فِي دِينِنَا، وَإِمَّا أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَقَالَ لَهُمْ قَوْلًا رَفِيقًا، وَرَدَّهُمْ رَدًّا جَمِيلا، فَانْصَرَفُوا [3] . ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَبَاعَدَ الرِّجَالُ وَتَضَاغَنُوا، وَأَكْثَرَتْ قُرَيْشٌ ذِكْرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحض بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَيْهِ، وَمَشَوْا إِلَى أَبِي طَالِبٍ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالُوا: إِنَّ لَكَ نَسَبًا [4] وَشَرَفًا فِينَا، وَإِنَّا اسْتَنْهَيْنَاكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ فَلَمْ تَنْهَهُ وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا نَصْبِرُ عَلَى شَتْمِ آلِهَتِنَا وَتَسْفِيهِ أَحْلامِنَا حَتَّى تَكُفَّهُ أَوْ نُنَازِلُهُ وَإِيَّاكَ فِي ذَلِكَ، حَتَّى يَهْلِكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ، فَعَظُمَ عَلَى أَبِي طَالِبٍ فِرَاقُ قَوْمِهِ وَعَدَاوَتُهُ لَهُمْ، وَلَمْ يَطِبْ نَفْسًا أَنْ يُسَلِّمَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ وَلَا أَنْ يَخْذُلَهُ [5] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ هَذَا قَدْ آذَانَا فِي نَادِينَا وَمَسْجِدِنَا، فَانْهَهُ عَنَّا، فَقَالَ: يَا عَقِيلُ انْطَلِقْ فَائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَاسْتَخْرَجْتُهُ من حفش أو   [1] اللّحي: العظم الّذي في الفخذ. [2] كلمة «قومه» ساقطة من الأصل وبعض النّسخ، والاستدراك من السيرة لابن هشام 2/ 3، ومن نسخة دار الكتب. [3] سيرة ابن هشام 2/ 3، 4. [4] في السيرة «سنّا» . [5] سيرة ابن هشام 2/ 4، 5. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 كِبْسٍ [1]- يَقُولُ بَيْتٌ صَغِيرٌ-، فَلَمَّا أَتَاهُمْ قَالَ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّ بَنِي عَمِّكَ هَؤُلَاءِ قَدْ زَعَمُوا أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَمَسْجِدِهِمْ فَانْتَهِ عَنْ أَذَاهُمْ، فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: «أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ عَلَى أَنْ تَسْتَشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً» ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: وَاللَّهِ مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي قَطُّ فَارْجِعُوا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي «التَّارِيخِ» [2] عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ يُونُسَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ [4] أَنَّ قُرَيْشًا حِينَ قَالَتْ [5] لِأَبِي طَالِبٍ مَا قَالُوا [6] ، بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا بْنَ أَخِي إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَاءُوا [7] إِلَيَّ فَقَالُوا [8] : كَذَا وَكَذَا، فَابْقِ عَلَيَّ وَعَلَى نَفْسِكَ، وَلا تُحَمِّلْنِي مِنَ الأَمْرِ مَا لا أُطِيقُ، فَظَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ بَدَا لِعَمِّهِ بَدَاءٌ [9] وَأَنَّهُ خَاذِلُهُ وَمُسْلِمُهُ [10] ، فَقَالَ: «يَا عَمِّ لَوْ وَضَعُوا الشَّمْسَ فِي يَمِينِي وَالْقَمَرَ فِي شِمَالِي [11] عَلَى أَنْ أَتْرُكَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى يُظْهِرَهُ اللَّهُ أَوْ أَهْلِكَ فِيهِ مَا تَرَكْتُهُ» ، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ [12] ثم قام، فلمّا ولّى ناداه أبو طالب   [1] في الأصل و (ع) مهملة من النقط، والتصويب من تاريخ البخاري. [2] التاريخ الكبير ج 7/ 51 في ترجمة عقيل بن أبي طالب، رقم 230 وانظر السير والمغازي 154، 155. [3] سيرة ابن هشام 2/ 5. [4] في السيرة «يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ أنّه حدّث» . [5] في السيرة «قالوا» . [6] في السيرة «هذه المقالة» . [7] في السيرة «جاءوني» . [8] في السيرة «فقالوا لي كذا وكذا الّذي كانوا قالوا له» . [9] كلمة «بداء» ليست في السيرة. [10] في السيرة زيادة «وأنّه قد ضعف عن نصرته والقيام معه» . [11] في السيرة «يساري» . [12] في السيرة «فبكى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 فقال: أقبل يا بن أَخِي، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: اذْهَبْ فَقُلْ مَا أحببت فو الله لَا أُسْلِمُكَ [1] أَبَدًا. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ يُونُسُ: ثُمَّ قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي ذَلِكَ شِعْرًا. وَاللَّهِ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ بِجَمْعِهِمْ ... حَتَّى أُوَسَّدَ فِي التُّرَابِ دَفِينَا فَامْضِ لِأَمْرِكَ مَا عَلَيْكَ غَضَاضَةٌ ... أَبْشِرْ وَقَرَّ بِذَاكَ مِنْكَ عُيُونَا وَدَعَوْتَنِي وَزَعَمْتَ [2] أَنَّكَ نَاصِحِي ... فَلَقَدْ صَدَقْتَ، وَكُنْتَ قِدْمًا [3] أَمِينَا وَعَرَضْتَ دِينًا قَدْ عَرَفْتُ بِأَنَّهُ ... مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيَّةِ دِينَا لَوْلَا الْمَلَامَةُ أَوْ حَذَارِي سُبَّةً ... لَوَجَدْتَنِي سَمْحًا بِذَاكَ مُبِينَا [4] وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْرَسُ حَتَّى [5] نَزَلَتْ وَالله يَعْصِمُكَ من النَّاسِ 5: 67 [6] وَأَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ فَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ» [7] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ الدُّؤَلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذي المجاز [8] يتبع النّاس   [1] في السيرة «أسلمك لشيء أبدا» . [2] في السير والمغازي، والبداية والنهاية «علمت» بدل «زعمت» . [3] هكذا في الأصل و (ع) وسيرة ابن كثير، وفي المنتقى لابن الملا، ودلائل النبوّة للبيهقي «قبل» ، وفي السير والمغازي «قديما» . [4] راجع الأبيات في: السير والمغازي 155، ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 437، سيرة ابن كثير 1/ 464. [5] في طبعة القدسي 2/ 86 «حين» والتصحيح عن دلائل النبوّة للبيهقي. [6] سورة المائدة- الآية 67. [7] دلائل النبوّة 1/ 433. [8] سمّي بذلك لأنّ إجازة الحاجّ كانت منه. (أسواق العرب للأفغاني) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 في منازلهم يدعوهم إلى الله، ووراءه رَجُلٌ أَحْوَلُ تُقَدُّ وَجْنَتَاهُ، وَهُوَ يَقُولُ [1] لَا يَغُرَّنَّكُمْ عَنْ دِينِكُمْ وَدِينِ آبَائِكُمْ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو لَهَبٍ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ [3] مِنْ بَنِي الدُّئِلِ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا فَأَسْلَمَ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْمَجَازِ، وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا» . وَوَرَاءَهُ أَبُو لَهَبٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ رَبِيعَةُ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أُزْفِرُ [4] الْقِرْبَةَ لِأَهْلِي [5] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ كِنَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَهُوَ يَقُولُ: «قُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا» . وَإِذَا خَلْفَهُ رَجُلٌ يَسْفِي عَلَيْهِ التُّرَابَ، فَإِذَا هُوَ أَبُو جَهْلٍ [6] وَيَقُولُ: لَا يَغُرَّنَّكُمْ هَذَا عَنْ دِينِكُمْ، فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ تَتْرُكُوا عِبَادَةَ اللاتِ وَالْعُزَّى. إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ [7] . وَقَالَ الْمُعْتَمِرُ [8] بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنِي نعيم بن أبي هند، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هل يعفّر [9] محمد وجهه بين   [1] في دلائل النبوة «يقول: أيها الناس لا يغرّنكم هذا» . [2] دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 434. [3] في الدلائل «رجل» بعد عبّاد. [4] أي أحملها مملوءة ماء. (النهاية لابن الأثير) . [5] دلائل النبوة للبيهقي 1/ 435. [6] في الدلائل «وإذا هو» بعد أبي جهل. [7] دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 435. [8] في طبعة القدسي 2/ 87 «معتمر» والتصويب من صحيح مسلّم. [9] أي يسجد ويلصق وجهه بالتراب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 أَظْهُرِكُمْ؟ قِيلَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ وَلَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ [1] ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي [2] لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، فَمَا فَجَأَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: إنّ بيني وبينه لخندقا من نار، [3] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ عُنُقَهُ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَوْ فَعَلَ لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ [6] : ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا أَتَوْا أَبَا طَالِبٍ فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ هَذَا عُمَارَةُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنْهَدُ [7] فَتًى فِي قُرَيْشٍ وَأَجْمَلُهُ، فَخُذْهُ فَلَكَ عَقْلُهُ وَنُصْرَتُهُ [8] وَاتَّخِذْهُ وَلَدًا فَهُوَ لَكَ، وَأَسْلِمْ إِلَيْنَا ابْنَ أَخِيكَ هَذَا الَّذِي قَدْ خَالَفَ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ نَقْتُلْهُ، فَإِنَّمَا رَجُلٌ كَرَجُلٍ [9] ، فَقَالَ: بِئْسَ وَاللَّهِ مَا تَسُومُونَنِي، أَتُعْطُونِي ابْنَكُمْ أَغْذُوهُ لَكُمْ، وَأُعْطِيكُمُ ابْنِي تَقْتُلُونَهُ! هَذَا والله ما لا يكون أبدا.   [1] في صحيح مسلّم «أو لأعفّرنّ وجهه في التراب» . [2] في صحيح مسلّم «زعم ليطأ» . [3] في صحيح مسلّم «وهولا وأجنحة» . [4] صحيح مسلّم (2797) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب قوله: إنّ الإنسان ليطغى أن رآه استغنى، وللحديث بقيّة عنده، ورواه أحمد في مسندة 2/ 270، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 438. [5] صحيح البخاري 6/ 89 كتاب التفسير، باب قوله تعالى: كلّا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة، ومسلّم (2797) كتاب صفات المنافقين، والترمذي في تفسير سورة العلق، وأحمد في مسندة 1/ 268 و 2/ 270. [6] سيرة ابن هشام 2/ 5. [7] أنهد: أشدّ وأقوى. [8] هكذا في الأصل، وفي عيون الأثر، أما في سيرة ابن هشام ونهاية الأرب «نصره» . [9] في السيرة «فإنّما هو رجل برجل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: وَاللَّهِ يَا أَبَا طَالِبٍ لَقَدْ أَنْصَفَكَ قَوْمُكَ وَجُهِدُوا عَلَى التَّخَلُّصِ مِمَّا تَكْرَهُ، فَمَا أَرَاكَ تُرِيدُ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَنْصَفُونِي لَكِنَّكَ قَدْ أَجْمَعْتَ خِذْلَانِي وَمُظَاهَرَةَ الْقَوْمِ عَلَيَّ، فَاصْنَعْ مَا بَدَا لَكَ، فَحَقَبَ [1] الْأَمْرُ، وَحَمِيَتِ الْحَرْبُ، وَتَنَابَذَ الْقَوْمُ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: أَلَا قُلْ لِعَمْرٍو وَالْوَلِيدِ وَمُطْعِمٍ أَلَا لَيْتَ حَظِّي مِنْ حِيَاطَتِكُمْ بَكْرُ [2] مِنَ الْخُورِ حَبْحَابٌ [3] كَثِيرٌ رُغَاؤُهُ يُرَشُّ عَلَى السَّاقَيْنِ مِنْ بَوْلِهِ قَطْرُ أَرَى أَخَوَيْنَا مِنْ أَبِينَا وَأُمِّنَا إِذَا سُئِلَا قَالَا إِلَى غَيْرِنَا الْأَمْرُ أَخُصُّ خُصُوصًا عَبْدَ شَمْسٍ وَنَوْفَلا هُمَا نَبَذَانَا مِثْلَمَا يُنْبَذُ الْجَمْرُ [4] وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، مُنْذُ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ جَرَتْ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُمْ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ أَبَى إِلَّا مَا تَرَوْنَ مِنْ عَيْبِ دِينِنَا، وَشَتْمِ آبَائِنَا، وَتَسْفِيهِ أَحْلامِنَا، وَسَبِّ آلِهَتِنَا، وَإِنِّي أُعَاهِدُ اللَّهَ لَأَجْلِسَنَّ لَهُ غَدًا بِحَجَرٍ [6] ، فَإِذَا سَجَدَ [7] فَضَخْتُ بِهِ رَأْسَهُ [8] فَلْيَصْنَعْ بَعْدَ ذَلِكَ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ مَا بَدَا لَهُمْ [9] . فَلَمَّا أصبح   [1] حقب الأمر: زاد واشتدّ. (انظر الروض الأنف 2/ 9) . [2] البكر: الفتى من الإبل. [3] الخور حبحاب: الخور الضعاف، والحبحاب، بالحاء: الصغير. وفي حاشية كتاب الشيخ أبي بحر: جبجاب بالجيم، وفسّره فقال: هو الكثير الهدر. (الروض الأنف 2/ 10) . [4] في سيرة ابن هشام 2/ 9 أبيات أكثر من هنا. وانظر الحديث في السيرة 2/ 5، طبقات ابن سعد 1/ 202، نهاية الأرب 16/ 200، 201، عيون الأثر 1/ 100، سيرة ابن كثير 1/ 475، تاريخ الطبري 2/ 326، 327. [5] السير والمغازي 199، 200، سيرة ابن هشام 2/ 38. [6] في السيرة «ما أطيق حمله» . [7] في السيرة والسير «في صلاته» . [8] في السيرة والسير «فأسلموني عند ذلك أو امنعوني» . [9] في السير «قالوا: والله لا نسلمك لشيء أبدا فامض لما تريد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 أَبُو جَهْلٍ أَخَذَ حَجَرًا وَجَلَسَ، وَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ يُصَلِّي بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ الْأَسْوَدِ وَالْيَمَانِيِّ، وَكَانَ يُصَلِّي إِلَى الشَّامِ، وَجَلَسَتْ قُرَيْشٌ فِي أَنْدِيَتِهَا يَنْظُرُونَ [1] ، فَلَمَّا سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَمَلَ أَبُو جَهْلٍ الْحَجَرَ ثُمَّ أَقْبَلَ نَحْوَهُ، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْهُ رَجَعَ مَرْعُوبًا مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ، قَدْ يَبِسَتْ يَدَاهُ عَلَى حَجَرِهِ، حَتَّى قَذَفَ بِهِ مِنْ يَدِهِ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ رِجَالُ قُرَيْشٍ فَقَالُوا: مَا لَكَ يَا أَبَا الْحَكَمِ؟ فَقَالَ: قُمْتُ إِلَيْهِ لِأَفْعَلَ مَا قُلْتُ لَكُمْ [2] فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ عَرَضَ لِي دُونَهُ فَحْلٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَامَتِهِ وَلَا قَصَرَتِهِ [3] وَلَا أَنْيَابِهِ لِفَحْلٍ قَطُّ، فَهَمَّ أَنْ يَأْكُلَنِي. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَذُكِرَ لِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ذَاكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَوْ دَنَا مِنِّي لأَخَذَهُ [4] . وَقَالَ الْمُحَارِبِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ أَبُو جَهْلٍ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ أَنْ تُصَلِّيَ يَا مُحَمَّدُ؟ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا أَحَدٌ أَكْثَرَ نَادِيًا مِنِّي، فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ 96: 17- 18 [5] . وَاللَّهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ [6] . وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: أنا الْحَاكِمُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ عليه القرآن،   [1] في السيرة والسير «ينتظرون» . [2] في السيرة والسير «لكم البارحة» . [3] القصرة: بالتحريك. أصل العنق. [4] سيرة ابن هشام 2/ 38، السير والمغازي 199، 200، نهاية الأرب 16/ 217، 218، عيون الأثر 1/ 108. [5] سورة العلق، الآية 17. [6] عيون الأثر 1/ 107 وفيه «زبانية الله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا عَمِّ إِنَّ قَوْمَكَ يَرَوْنَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا. قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: لِيُعْطُوكَ فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا لِتَعْرِضَ لِمَا قِبَلَهُ، قَالَ: قَدْ عَلِمْتَ [1] أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالًا، قال: فقيل فِيهِ قَوْلًا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهَا، أَوْ أَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ، قَالَ: وَمَاذَا أَقُولُ؟ فو الله مَا فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمَ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمَ بِرَجَزِهِ وَلَا بِقَصِيدِهِ [2] مِنِّي، وَلَا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ، وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا من هذا، والله إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلَاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلَاوَةً، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلَاهُ، مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَى، وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ، قَالَ: لَا يَرْضَى عَنْكَ قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ، قَالَ: فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ فِيهِ، فَلَمَّا فَكَّرَ قَالَ: هَذَا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، بِأَثْرِهِ عَنْ غيره، فنزلت ذَرْنِي وَمن خَلَقْتُ وَحِيداً 74: 11 [3] يَعْنِي الْآيَاتِ. هَكَذَا رَوَاهُ الْحَاكِمُ مَوْصُولًا. وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا. وَرَوَاهُ مُخْتَصَرًا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا [4] . قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ اجْتَمَعَ وَنَفَرٌ [6] مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ ذَا [7] سِنٍّ فِيهِمْ، وَقَدْ حَضَرَ الْمَوْسِمَ، فَقَالَ [8] : إِنَّ وُفُودَ الْعَرَبِ سَتُقْدِمُ عَلَيْكُمْ فِيهِ، وَقَدْ سَمِعُوا بأمر صاحبكم فأجمعوا فيه رأيا   [1] أي قريش، كما في نهاية الأرب 16/ 212. [2] في الأصل ودلائل النبوة «بقصيدته» ، والتصحيح من نهاية الأرب. [3] سورة المدّثر- الآية 11. [4] دلائل النبوّة 1/ 445، 446 نهاية الأرب 16/ 212، 213. [5] سيرة ابن هشام 2/ 11، السير والمغازي 150. [6] في السيرة والسير «اجتمع اليه نفر» . [7] في السيرة «بأس وسنّ» . [8] في السيرة والسير: «يا معشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 وَاحِدًا وَلا تَخْتَلِفُوا فَيُكَذِّبَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [1] ، قَالُوا: فَأَنْتَ [2] فَقُلْ وَأَقِمْ لَنَا رَأْيًا [3] ، قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ فَقُولُوا وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالُوا: نَقُولُ كَاهِنٌ، فَقَالَ [4] : مَا هُوَ بِكَاهِنٍ، لَقَدْ رَأَيْتُ الْكُهَّانَ، فَمَا هُوَ بِزَمْزَمَةِ الْكَاهِنِ وَسَجْعِهِ [5] . فقَالُوا: نَقُولُ مَجْنُونٌ، فَقَالَ: مَا هُوَ بِمَجْنُونٍ، وَلَقَدْ رَأَيْنَا الْجُنُونَ وَعَرَفْنَاهُ فَمَا هُوَ بِحَنَقِهِ [6] وَلَا تَخَالُجِهِ وَلَا وَسْوَسَتِهِ. قَالُوا: فَنَقُولُ شَاعِرٌ، قَالَ: مَا هُوَ بِشَاعِرٍ، قَدْ عَرَفْنَا الشِّعْرَ بِرَجَزِهِ وَهَزَجِهِ وَقَرِيضِهِ وَمَقْبُوضِهِ وَمَبْسُوطِهِ فَمَا هُوَ بِالشِّعْرِ. قَالُوا: فَنَقُولُ سَاحِرٌ؟ قَالَ: مَا هُوَ بِسَاحِرٍ، قَدْ رَأَيْنَا السُّحَّارَ وَسِحْرَهُمْ، فَمَا هُوَ بِنَفْثِهِ وَلا عُقَدِهِ. فَقَالُوا: مَا تَقُولُ يَا أَبَا عَبْدِ شَمْسٍ؟ قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ حَلاوَةً وَإِنَّ أصله لغدق [7] وإنّ رفعه لَجَنِيٌّ، فَمَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ هَذَا شَيْئًا إِلا عُرِفَ أَنَّهُ بَاطِلٌ. وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ أَنْ نَقُولَ سِاحِرٌ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ ابْنِهِ [8] وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ أَخِيهِ [9] وَبَيْنَ عَشِيرَتِهِ، فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ بِذَلِكَ، فَجَعَلُوا يَجْلِسُونَ لِلنَّاسِ حِينَ قَدِمُوا الْمَوْسِمُ، لَا يَمُرُّ بِهِمْ أَحَدٌ إِلَّا حذّروه [10] . فأنزل [11] في   [1] في السير «ويردّ قول بعضكم بعضا» . [2] في السيرة والسير «فأنت يا أبا عبد شمس» . [3] في السيرة والسير «نقول به» . [4] في السيرة «لا والله» . [5] في الأصل و (ع) : «وسحره» والتصحيح من السيرة والسير. [6] في السيرة «بخنقه» وفي السير «تخنقه» . [7] هكذا في الأصل وفي السير، وهو من الغدق للماء الكثير. وفي السيرة «لعذق» قال السهيليّ في الروض الأنف 2/ 21: «استعارة من النخلة التي ثبت أصلها، وقوي وطاب فرعها إذا جني، والنخلة هي: العذق، بفتح العين. ورواية ابن إسحاق أفصح من رواية ابن هشام لأنها استعارة تامة يشبه آخر الكلام أوله» . [8] في السيرة والسير «أبيه» . [9] في السيرة والسير «وبين المرء وبين أخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته» . [10] في السيرة والسير «حذّروه إياه، وذكروا لهم أمره» . [11] في السيرة والسير «فأنزل الله تعالى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 الوليد: ذَرْنِي وَمن خَلَقْتُ وَحِيداً 74: 11. إلى قوله سَأُصْلِيهِ سَقَرَ 74: 26 [1] وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي [2] الَّذِي كَانُوا مَعَهُ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ 15: 91 [3] أي أصنافاً، فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ 15: 92 [4] . وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قام النّصر بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ الْعَبْدَرِيُّ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّهُ وَاللَّهِ لَقَدْ نَزَلَ بِكُمْ أَمْرٌ مَا ابْتُلِيتُمْ بِمِثْلِهِ، لَقَدْ كَانَ مُحَمَّدٌ فِيكُمْ غُلَامًا حَدَثًا، أَرْضَاكُمْ فِيكُمْ، وَأَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَأَعْظَمُكُمْ أَمَانَةً، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمْ فِي صُدْغَيْهِ الشَّيْبَ، وَجَاءَكُمْ بِمَا جَاءَكُمْ، قُلْتُمْ سَاحِرٌ، لَا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِسَاحِرٍ [6] ، وَلَا بِكَاهِنٍ وَلَا بِشَاعِرٍ، قَدْ رَأْيَنا هَؤُلَاءِ وَسَمِعْنَا كَلَامَهُ، فَانْظُرُوا فِي شَأْنِكُمْ. وَكَانَ النَّضْرُ مِنْ شَيَاطِينِ قُرَيْشٍ، ممن يؤذي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَيَنْصِبُ لَهُ الْعَدَاوَةَ [7] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: ثنا الْأَجْلَحُ [8] عَنِ الذَّيَّالِ [9] بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ جَابِرِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ وَالْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ: لَقَدِ انْتَشَرَ علينا أمر   [1] سورة المدّثر- الآيات 11- 26. [2] في السيرة والسير «في النفر الذين» . [3] سورة الحجر الآية/ 91. [4] سورة الحجر الآية/ 92. انظر سيرة ابن هشام 2/ 11، 12، السير والمغازي 150- 152، عيون الأثر 1/ 101، دلائل النبوّة 1/ 448، نهاية الأرب 16/ 203- 205، سيرة ابن كثير 1/ 498- 500. [5] سيرة ابن هشام 2/ 38. [6] في سيرة ابن هشام 2/ 38 «لقد رأينا السّحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم: كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة، وتخالجهم وسمعنا سجعهم، وقلتم شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر، وسمعنا أصنافه كلها: هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون، فما هو. بحنقه، ولا وسوسته، ولا تخليطه، يا معشر قريش فانظروا في شأنكم إنّه والله لقد نزل بكم أمر عظيم» . [7] سيرة ابن هشام 2/ 39، نهاية الأرب 16/ 219، 220، دلائل النبوّة 1/ 449. [8] هو: أجلح بن عبد الله بن حجية. (تهذيب التهذيب 1/ 189) . [9] هو: الذّيّال بن حرملة الأسدي (الجرح والتعديل 3/ 451 رقم 2041) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 مُحَمَّدٍ، فَلَوِ الْتَمَسْتُمْ رَجُلًا عَالِمًا بِالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَالشِّعْرِ، فَكَلَّمَهُ ثُمَّ أَتَانَا بِبَيَانٍ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ عُتْبَةُ: لَقَدْ سَمِعْتُ بِقَوْلِ السِّحْرِ [1] وَالْكَهَانَةِ وَالشِّعْرِ، وَعَلِمْتُ مِنْ ذَلِكَ عِلْمًا، وَمَا يَخْفَى عَلَيَّ إِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَأَتَاهُ، فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ عُتْبَةُ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ هَاشِمٌ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ، قَالَ: فِيمَ تَشْتُمُ آلِهَتَنَا وَتُضَلِّلُ آبَاءَنَا، فَإِنْ كنت إنّما بك الرئاسة عَقَدْنَا لَكَ أَلْوِيَتَنَا، فَكُنْتَ رَأْسَنَا مَا بَقِيتَ، وَإِنْ كَانَ بِكَ الْبَاءَةُ زَوَّجْنَاكَ عَشْرَ نَسْوَةٍ تَخْتَارُ مِنْ أَيِّ أَبْيَاتِ قُرَيْشٍ شِئْتَ، وَإِنْ كَانَ بِكَ الْمَالُ جَمَعْنَا لَكَ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا تَسْتَغْنِي بِهِ أَنْتَ وَعَقِبُكَ مِنْ بَعْدِكَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاكِتٌ [2] ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. حم تَنْزِيلٌ من الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 41: 0- 2 [3] فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ 41: 13 [4] فَأَمْسَكَ عُتْبَةُ عَلَى فِيهِ، وَنَاشَدَهُ الرَّحِمَ أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ، وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى أَهْلِهِ وَاحْتَبَسَ عَنْهُمْ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَاللَّهِ مَا نَرَى عُتْبَةَ إِلَّا قَدْ صَبَأَ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَأَعْجَبَهُ طَعَامُهُ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ أَصَابَتْهُ، انْطَلِقُوا بِنَا إِلَيْهِ، فَأَتَوْهُ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: وَاللَّهِ يَا عُتْبَةُ مَا حَسِبْنَا إِلَّا أَنَّكَ صَبَأْتَ [5] ، فَإِنْ كَانَتْ بِكَ حَاجَةٌ جَمَعْنَا لَكَ مَا يُغْنِيكَ عَنْ طَعَامِ مُحَمَّدٍ. فَغَضِبَ وَأَقْسَمَ باللَّه لَا يُكَلِّمُ مُحَمَّدًا أَبَدًا، وَقَالَ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا وَلَكِنِّي أَتَيْتُهُ، فَقَصَّ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ، فَأَجَابَنِي بِشَيْءٍ وَاللَّهِ مَا هُوَ بِسِحْرٍ وَلَا شِعْرٍ وَلَا كَهَانَةٍ، قَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 41: 0- 3 حَتَّى بَلَغَ فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ 41: 13 فأمسكت بفيه، وناشدته الرحم أن   [1] في نهاية الأرب «بالسّحرة» . [2] في دلائل النبوّة ونهاية الأرب «ساكت لا يتكلم» . [3] سورة فصّلت الآية 1. [4] سورة فصّلت- الآية 13. [5] في دلائل النبوّة «صبأت إلى محمد وأعجبك أمره» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 يَكُفَّ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ مُحَمَّدًا إِذَا قَالَ شَيْئًا لَمْ يَكْذِبْ، فَخِفْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْعَذَابُ. رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ [1] . وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ: ثنا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُتْبَةَ بْنِ ربيعة حم. تَنْزِيلٌ من الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 41: 1- 2 أَتَى أَصْحَابَهُ فَقَالَ لَهُمْ: يَا قَوْمُ أَطِيعُونِي في هذا اليوم واعصوني فيما بعده، فو الله لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ كَلَامًا مَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ قَطُّ كَلَامًا مِثْلَهُ، وَمَا دَرَيْتُ مَا أَرُدُّ عَلَيْهِ. ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : ثنا يَزِيدُ بن أبي زياد، عن محمد بن كعب الْقُرَظِيِّ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، لَمَّا أَسْلَمَ حَمْزَةُ قَالُوا لَهُ: يَا أَبَا الوليد كلّم محمدا، فأتاه فقال: يا بن أَخِي إِنَّكَ مِنَّا حَيْثُ عَلِمْتَ مِنَ الْبَسْطَةِ [3] وَالْمَكَانِ فِي النَّسَبِ، وَإِنَّكَ أَتَيْتَ قَوْمَكَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، فَرَّقْتَ بِهِ بَيْنَهُمْ، وَسَفَّهْتَ أَحْلَامَهُمْ، وَعِبْتَ بِهِ آلِهَتَهُمْ [4] ، فَاسْمَعْ مِنِّي [5] ، قَالَ: قُلْ يَا أَبَا الْوَلِيدِ [6] قَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مَالًا جَمَعْنَا لَكَ، حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَنَا مَالًا، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ شَرَفًا سَوَّدْنَاكَ [7] وَمَلَّكْنَاكَ، وَإِنْ كَانَ الّذي يأتيك رئيّا [8] طلبنا [9] لك الطّبّ [10] ،   [1] دلائل النبوّة 1/ 450، نهاية الأرب 16/ 211، عيون الأثر 1/ 106. [2] سيرة ابن هشام 2/ 35. [3] في السيرة ونهاية الأرب «السّطة في العشيرة» . [4] في السيرة ونهاية الأرب «آلهتهم ودينهم، وكفّرت به من مضى من ابائهم» . [5] في السيرة ونهاية الأرب «أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلّك تقبل منها بعضها» . [6] في السيرة «قل يا أبا الوليد أسمع، قال: يا ابن أخي إن كنت إنّما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا» . [7] في السيرة «سوّدناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا ملّكناك علينا» . [8] الرئيّ: بفتح الراء فهمزة مكسورة فياء مشدّدة: التابع من الجنّ، وقيل: التابع المحبوب من الجنّ. (انظر النهاية لابن الأثير- رأى- وشرح المواهب اللدنية للزرقاني 1/ 258) . [9] في السيرة «رئيّا تراه لا تستطيع ردّه عن نفسك» . [10] في السيرة «وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربّما غلب التابع على الرجل حتى يداوي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: فَاسْمَعْ مِنِّي، قَالَ: افْعَلْ، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. حم، تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ 41: 0- 3 وَمَضَى، فَأَنْصَتَ عُتْبَةُ، وَأَلْقَى يَدَيْهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا يَسْمَعُ مِنْهُ، فَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّجْدَةِ سَجَدَ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ سَمِعْتَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ فَأَنْتَ وَذَاكَ، فَقَامَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَحْلِفُ وَاللَّهِ لَقَدْ جَاءَكُمْ أَبُو الْوَلِيدِ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي ذَهَبَ بِهِ، فَلَمَّا جَلَسَ [1] قَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: وَرَائِي أَنِّي سَمِعْتُ قَوْلًا، وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَاللَّهِ مَا هُوَ بِالشِّعْرِ وَلَا بِالسِّحْرِ وَلَا بِالْكَهَانَةِ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَطِيعُونِي، وَاجْعَلُوهَا بِي، خَلُّوا بَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ وَبَيْنَ مَا هُوَ فِيهِ فاعتزلوه، فو الله لَيَكُونَنَّ لِقَوْلِهِ نَبَأٌ [2] ، فَإِنْ تُصِبْهُ الْعَرَبُ فَقَدْ كُفِيتُمُوهُ بِغَيْرِكُمْ، وَإِنْ يَظْهَرْ عَلَى الْعَرَبِ، فَمُلْكُهُ مُلْكُكُمْ، وَعِزُّهُ عِزُّكُمْ، وَكُنْتُمْ أَسْعَدَ النَّاسِ بِهِ، قَالُوا: سَحَرَكَ وَاللَّهِ بِلِسَانِهِ، قَالَ: هَذَا رَأْيِي فِيهِ فَاصْنَعُوا مَا بَدَا لَكُمْ [3] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [4] : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ، وَأَبَا سُفْيَانَ، وَالْأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقٍ خَرَجُوا لَيْلَةً يَتَسَمَّعُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ، وَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَجْلِسًا، وَكُلٌّ لَا يَعْلَمُ بِمَكَانِ صَاحِبِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا تَفَرَّقُوا فَجَمَعَهُمُ الطَّرِيقُ، فَتَلَاوَمُوا وَقَالُوا: لَا نَعُودُ فَلَوْ رَآنَا بَعْضُ السُّفَهَاءِ لَوَقَعَ فِي نفسه شيء، ثم عادوا لمثل ليلتهم،   [ () ] منه، أو كما قال له، حتى إذا فرغ عتبة، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسمع منه، قال: أقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم» . [1] في السيرة «جلس إليهم» . [2] في السيرة «لقوله الّذي سمعت منه نبأ عظيم» . [3] سيرة ابن هشام 2/ 35، دلائل النبوّة 1/ 452، نهاية الأرب 16/ 209- 211، عيون الأثر 1/ 105، 106. [4] سيرة ابن هشام 2/ 66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 فَلَمَّا تَفَرَّقُوا تَلَاقَوْا فَتَلاوَمُوا لِذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ وَأَصْبَحُوا جَمَعَتْهُمُ الطَّرِيقُ فَتَعَاهَدُوا أَنْ لا يَعُودُوا، ثُمَّ إِنَّ الأَخْنَسَ بْنَ شَرِيقٍ أَتَى أَبَا سُفْيَانَ فِي بَيْتِهِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ رَأْيِكَ فِيمَا سَمِعْتُ مِنْ مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا ثَعْلَبَةَ وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ أَشْيَاءَ أَعْرِفُهَا، وَأَعْرِفُ مَا يُرَادُ بِهَا، فَقَالَ الْأَخْنَسُ: وَأَنَا وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ، ثُمَّ أَتَى أَبَا جَهْلٍ فَقَالَ: مَا رَأْيُكَ؟ فَقَالَ: مَاذَا سَمِعْتَ؟ تَنَازَعْنَا نَحْنُ وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ الشَّرَفَ، أَطْعَمُوا فَأَطْعَمْنَا، وَحَمَلُوا فَحَمَلْنَا، وَأَعْطَوْا فَأَعْطَيْنَا، حَتَّى إِذَا تَجَاثَيْنَا [1] عَلَى الرُّكَبِ، وَكُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ. قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ، فَمَتَى نُدْرِكُ [2] هَذِهِ، وَاللَّهِ لَا نُؤْمِنُ بِهِ أَبَدًا وَلَا نُصَدِّقُهُ، فَقَامَ الْأَخْنَسُ عَنْهُ [3] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَمْشِي أَنَا وَأَبُو جَهْلٍ، إِذْ لَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِأَبِي جَهْلٍ: يَا أَبَا الْحَكَمِ هَلُمَّ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ أَنْتَ مُنْتَهٍ عَنْ سَبِّ آلِهَتِنَا، هَلْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ نَشْهَدَ أَنْ قد بلّغت، فو الله لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَا تَقُولُ حَقٌّ مَا اتَّبَعْتُكَ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ مَا يَقُولُ حَقٌّ، وَلَكِنْ بَنُو قُصَيٍّ قَالُوا: فِينَا الْحِجَابَةُ، فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالُوا: فِينَا النَّدْوَةُ، قُلْنَا: نَعَمْ، ثُمَّ قَالُوا: فِينَا اللِّوَاءُ، فَقُلْنَا: نَعَمْ، وَقَالُوا: فِينَا السِّقَايَةُ، فَقُلْنَا: نَعَمْ، ثُمَّ أَطْعَمُوا وَأَطْعَمْنَا حَتَّى إِذَا تَحَاكَّتِ الرُّكَبُ قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ، وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ [4] .   [1] في السيرة «تحاذينا» . [2] في السيرة «ندرك مثل هذه» . [3] سيرة ابن هشام 2/ 66، دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 452، سيرة ابن كثير 1/ 505، 506، عيون الأثر 1/ 111، 112. [4] دلائل النبوّة 1/ 454، سيرة ابن كثير 1/ 506، 507. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 شِعْرُ أَبِي طَالِبٍ فِي مُعَادَاةِ خُصُومِهِ [1] وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا وَثَّبَتْ كُلَّ قَبِيلَةٍ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ يُعَذِّبُونَهُمْ وَيَفْتِنُونَهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، فَمَنَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَامَ أَبُو طَالِبٍ فَدَعَا بَنِي هَاشِمَ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ مَنْعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقِيَامِ دُونَهُ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وَقَامُوا مَعَهُ، إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الْخَاسِرِ أَبِي لَهَبٍ، فَجَعَلَ أَبُو طَالِبٍ يَمْدَحُهُمْ وَيَذْكُرُ قَدِيمَهُمْ، وَيَذْكُرُ فَضْلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ أَشْعَارًا، ثُمَّ إِنَّهُ لَمَّا خَشِيَ دَهْمَاءَ الْعَرَبِ أَنْ يُرْكِبُوهُ مَعَ قَوْمِهِ، لَمَّا انْتَشَرَ ذِكْرُهُ قَالَ قَصِيدَتَهُ الَّتِي مِنْهَا: وَلَمَّا رَأَيْتُ الْقَوْمَ لَا وُدَّ فِيهِمُ [3] ... وَقَدْ قَطَّعُوا كُلَّ الْعُرَى وَالْوَسَائِلِ وَقَدْ صَارَحُونَا بِالْعَدَاوَةِ وَالْأَذَى ... وَقَدْ طَاوَعُوا أَمْرَ الْعَدُوِّ الْمُزَايِلِ صَبَرْتُ لَهُمْ نَفْسِي بِسَمْرَاءَ [4] سَمْحَةٍ ... وَأَبْيَضَ عَضْبٍ مِنْ تُرَاثِ الْمَقَاوِلِ [5] وَأَحْضَرْتُ عِنْدَ الْبَيْتِ رَهْطِي وَإِخْوَتِي [6] ... وَأَمْسَكْتُ مِنْ أَثْوَابِهِ بِالْوَصَائِلِ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ كُلِّ طَاعِنٍ ... عَلَيْنَا بِسُوءٍ أَوْ مُلِحٍّ بِبَاطِلِ وَفِيهَا يَقُولُ: كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ نُبْزَى [7] مُحَمَّدًا ... وَلَمَّا نُطَاعِنْ دُونَهُ وَنُنَاضِلِ وَنُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ ... وَنَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا والحلائل   [1] العنوان من سيرة ابن هشام 2/ 13. [2] سيرة ابن هشام 2/ 13. [3] في السير والمغازي «بينهم» [4] في السير والمغازي «بصفراء» والسمراء هي القناة أو الرمح. [5] هذا الشطر في السير: وأبيض غضب من سيوف المقاول [6] في السير والمغازي «أسرتي» بدل «إخوتي» . [7] نبزى: نغلب عليه ونسلبه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 وينهض قوم نحوكم غير عزل ... يبيض حَدِيثٍ عَهْدُهَا بِالصَّيَاقِلِ [1] وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ [2] الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ يَلُوذُ بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... فَهُمْ عِنْدَهُ فِي رَحْمَةٍ وَفَوَاضِلِ لَعَمْرِي لَقَدْ كُلِّفْتُ وَجْدًا بِأَحْمَدَ ... وَإِخْوَتِهِ دَأْبَ الْمُحِبِّ الْمُوَاصِلِ فَمَنْ مِثْلُهُ فِي النَّاسِ أَيُّ مُؤَمَّلٍ ... إِذَا قَاسَهُ الْحُكَّامُ عِنْدَ التَّفَاضُلِ حَلِيمٌ رَشِيدٌ عَادِلٌ غَيْرُ طَائِشٍ ... يُوَالِي إِلَهًا ليس عنه بغافل فو الله لَوْلَا أَنْ أَجِيءَ بِسُبَّةٍ ... تُجَرُّ عَلَى أَشْيَاخِنَا فِي الْمَحَافِلِ لَكُنَّا اتَّبَعْنَاهُ عَلَى كُلِّ حَالَةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ جِدًّا غَيْرَ قَوْلِ التَّهَازُلِ لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ ابْنَنَا لا مُكَذَّبٌ ... لَدَيْنَا وَلَا يعنى بقول الأباطل فأصبح فينا أحمد ذو [3] أرومة ... يقصّر عنها [4] سورة المتطاول حديث بِنَفْسِي دُونَهُ وَفَدَيْتُهُ [5] ... وَدَافَعْتُ عَنْهُ بِالذُّرَى وَالْكَلَاكِلِ [6] جَزَى [7] اللَّهُ عَنَّا عَبْدَ شَمْسٍ وَنَوْفَلا ... عُقُوبَةَ شَرٍّ عَاجِلا غَيْرَ آجِلِ [8] فَلَمَّا انْتَشَرَ ذِكْرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الْعَرَبِ ذُكِرَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُنْ حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ أَعْلَمَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ذُكِرَ، وَقَبْلَ أَنْ يُذْكَرَ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، وَذَلِكَ لِمَا كَانُوا يَسْمَعُونَ من الأحبار، وكانوا حلفاء، يعني اليهود   [1] البيت في السيرة. وينهض قوم في الحديد إليكم ... نهوض الرويا تحت ذات الصلاصل [2] ثمال: عماد وملجأ. [3] كذا في الأصل وفي (ع) . وفي المنتفى لابن الملا «ذا» وفي السيرة لابن هشام، وسيرة ابن كثير والمواهب اللدنيّة «في» [4] في السيرة «تقصّر عنه» . [5] في السيرة «وحميته» . [6] الكلاكل: جمع كلكل وهو الصدر. [7] هذا البيت ورد في منتصف القصيدة تقريبا وليس في آخرها كما هنا. [8] القصيدة بطولها في سيرة ابن هشام 2/ 13- 16، وبعضها في السير والمغازي 156. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 فِي بِلَادِهِمْ، وَكَانَ أَبُو قَيْسِ بْنُ الأَسْلَتِ يُحِبُّ قُرَيْشًا، وَكَانَ لَهُمْ صِهْرًا، وَعِنْدَهُ أَرْنَبُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَكَانَ يُقِيمُ بِمَكَّةَ السِّنِينَ بِزَوْجَتِهِ، فَقَالَ: أَيَا رَاكِبًا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ ... مُغَلْغَلَةً عَنِّي لُؤَيَّ بْنَ غَالِبِ رَسُولُ امْرِئٍ قَدْ رَاعَهُ ذَاتُ بَيْنِكُمْ ... عَلَى النَّأْيِ مَحْزُونٍ بِذَلِكَ نَاصِبِ أُعِيذُكُمْ باللَّه مِنْ شَرِّ صُنْعِكُمْ ... وَشَرِّ تَبَاغِيكُمْ وَدَسِّ الْعَقَارِبِ مَتَى تَبْعَثُوهَا، تَبْعَثُوهَا ذَمِيمَةً ... هِيَ الْغُولُ لِلْأَقْصَيْنِ أَوْ لِلْأَقَارِبِ أَقِيمُوا لَنَا دِينًا حَنِيفًا، فَأَنْتُمُ ... لَنَا غَايَةٌ قَدْ نَهْتَدِي [1] بِالذَّوَائِبِ فَقُومُوا، فَصَلُّوا رَبَّكُمْ، وَتَمَسَّحُوا [2] ... بِأَرْكَانِ هَذَا الْبَيْتِ بَيْنَ الأَخَاشِبِ [3] فِعْنَدَكُمْ مِنْهُ بَلاءُ وَمُصَدَّقٌ ... غَدَاةَ أَبِي يَكْسُومَ هَادِي الْكَتَائِبِ فَلَمَّا أَتَاكُمْ نَصْرُ ذِي الْعَرْشِ رَدَّهُمْ [4] ... جُنُودُ الْمَلِيكِ بَيْنَ سَافٍ وَحَاصِبِ فَوَلَّوْا سِرَاعًا هَارِبِينَ [5] وَلَمْ يَؤُبْ ... إِلَى أَهْلِهِ مِلْجَيْشِ [6] غَيْرُ عَصَائِبِ [7] أَبُو يَكْسُومَ مَلِكُ أَصْحَابِ الْفِيلِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [8] : فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزّبير، عن أبيه،   [1] في السيرة «يهتدى» . [2] في أخبار مكة «تعوّذوا» بدل «تمسّحوا» . [3] الأخاشب تعني جبال مكة ومنى. [4] في أخبار مكة: فلمّا أجازوا بطن نعمان ردّهم [5] في أخبار مكة «نادمين» . [6] في السيرة «م الحبش» وفي أخبار مكة «بالجيش» . [7] الأبيات أكثر من هنا في سيرة ابن هشام 2/ 18، 19، وفي أخبار مكة للأزرقي 1/ 155 ورد أربعة أبيات فقط. [8] سيرة ابن هشام 2/ 33. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا أَكْثَرُ مَا رَأَيْتَ، أَصَابَتْ قُرَيْشٌ من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا كَانُوا يُظْهِرُونَ مِنْ عَدَاوَتِهِ؟ قَالَ: حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ، فَذَكَرُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ، قَدْ سَفَّهَ أَحْلامَنَا، وَسَبَّ آلِهَتَنَا، وَفَعَلَ وَفَعَلَ، فَطَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا مَرَّ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ الْقَوْلِ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَلَمَّا مَرَّ الثَّانِيَةَ غَمَزُوهُ، فَلَمَّا مَرَّ الثَّالِثَةَ غَمَزُوهُ، فَوَقَفَ فَقَالَ: أَتَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ، قَالَ: فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ حَتَّى مَا فِيهِمْ رَجُلٌ إِلا كَأَنَّ عَلَى رَأْسِهِ طَائِرًا وَاقِعٌ، حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَطْأَةً لَيُرَفِّؤُهُ [1] بِأَحْسَنَ مَا يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ، حَتَّى إِنَّهُ يَقُولُ: انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فو الله مَا كُنْتَ جَهُولا، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، وَأَنَا مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ، حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ، فَبَيْنَا هُمْ فِي ذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَأَحَاطُوا بِهِ يَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: «نَعَمْ» ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ دُونَهُمْ يَبْكِي وَيَقُولُ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ 40: 28 ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ، فحدّثني بعض آل أبي بَكْرٍ، أَنَّ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَقَدْ رَجَعَ أَبُو بَكْرٍ يَوْمَئِذٍ وَقَدْ صَدَعُوا فِرْقَ رَأْسِهِ مِمَّا جَذَبُوهُ بِلِحْيَتِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعْرِ [2] . إِسْلَامُ أَبِي ذَرٍّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: نا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غفار، وكانوا يحلّون الشهر الحرام [3] ،   [1] أي يسكّنه ويرفق به ويدعو له. (النهاية) . [2] سيرة ابن هشام 2/ 33، 34، دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 52. [3] يفعلون فيه المنكرات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا ذِي مَالٍ وَهَيْئَةٍ فأكرمنا، فحسدنا قومه، فقالوا: إنّك إذا خرجت عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا [1] عَلَيْنَا مَا قِيلَ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ، فَقَدْ كَدَّرْتَهُ وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ، فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا [2] فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا، وَتَغَطَّى خَالُنَا ثَوْبَهُ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَانْطَلَقْنَا فَنَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ، فَنَافَرَ [3] أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا، فَأَتَيَا الْكَاهِنَ فَخَيَّرَ أُنَيْسًا [4] فَأَتَانَا بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا. قَالَ: وَقَدْ صَلَّيْتُ يا بن أخي قبل أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ سِنِينَ، فَقُلْتُ: لِمَنْ؟ قَالَ للَّه، قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللَّهُ [5] أُصَلِّي عِشَاءً، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَلْقَيْتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ- يَعْنِي الثَّوْبَ- حَتَّى تَعْلُونِي الشَّمْسُ. فَقَالَ أُنَيْسٌ: إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي حَتَّى آتِيَكَ، فَأَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ- أَيْ أَبْطَأَ- عَلَيَّ، ثُمَّ أَتَانِي [6] فَقُلْتُ مَا حَبَسَكَ [7] قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ عَلَى دِينِكَ [8] ، قُلْتُ: مَا يَقُولُ النَّاسُ؟. قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّهُ شَاعِرٌ وَسَاحِرٌ، وكاهن، وكان أنيس أحد الشّعراء.   [1] نثا: أشاع وأفشى. [2] الصّرمة: القطعة من الإبل، وتطلق أيضا على القطعة من الغنم. [3] نافر: قال أبو عبيد في شرحها: المنافرة المفاخرة والمحاكمة، فيفخر كل واحد من الرجلين على الآخر، ثم يتحاكمان إلى رجل ليحكم أيّهما خير وأعزّ نفرا، وكانت هذه المفاخرة في الشعر أيّهما أشعر. [4] أي تراهن هو آخر أيّهما أفضل، وكان الرهن صرمة ذا وصرمة ذاك، فأيّهما كان أفضل أخذ الصرمتين. فتحاكما إلى الكاهن. فحكم بأنّ أنيسا أفضل. [5] في صحيح مسلّم «ربّي» . [6] في صحيح مسلّم «جاء» . [7] في صحيح مسلّم «صنعت» . [8] «على دينك» . لم ترد في صحيح مسلّم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ الشِّعْرِ [1] ، فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شعر، وو الله إِنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: هَلْ أَنْتَ كَافِينِي حَتَّى أَنْطَلِقَ [2] فَأَنْظُرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَكُنْ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ عَلَى حَذَرٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنِفُوا [3] لَهُ وَتَجَهَّمُوا، فَأَتَيْتُ مَكَّةَ، فَتَضَعَّفْتُ [4] رَجُلًا مِنْهُمْ، فَقُلْتُ: أَيْنَ هَذَا الَّذِي تدعونه الصّابئ؟ قال: فأشار إلى الصّابئ، قال: فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ، حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ، كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ [5] ، فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، وَغَسَلْتُ عَنِّي الدَّمَ، وَدَخَلْتُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وأستارها، ولقد لبثت يا بن أَخِي ثَلَاثِينَ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، وَمَا لِيَ طَعَامٌ إِلا مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي [6] ، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ جُوعِ [7] . فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانٍ [8] ، قَدْ ضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصْمِخَةِ [9] أَهْلِ مَكَّةَ، فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرُ امْرَأَتَيْنِ [10] ، فَأَتَتَا عَلَيَّ، وَهُمَا تُدْعَوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةَ، فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا، فَقُلْتُ: أَنْكِحَا أَحَدَهُمَا الْأَخْرَى، قَالَ: فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا- وَفِي لفظ: فما ثناهما ذلك عمّا قالتا   [1] في الأصل «أقوال الشعراء» ، والتصحيح من صحيح مسلّم. [2] في صحيح مسلّم «أذهب» . [3] شنفوا: أبغضوا. [4] أي نظرت إلى أضعفهم. [5] يعني كأنّه الصّم المحمّر من دم الذّبائح. [6] عكن بطني: بضم العين وفتح الكاف. جمع عكنة، وهو الطيّ في البطن من السمن. [7] سخفة: بفتح السين وضمّها. وهي رقّة الجوع وضعفه وهزاله. [8] إضحيان: مضيئة. يقال ليلة إضحيان وإضحيانة، وضحياء ويوم أضحيان. [9] وفي صحيح مسلّم «أسمختهم» والصاد أفصح وأشهر. والصّماخ هو الخرق الّذي في الأذن يفضي إلى الرأس. [10] في صحيح مسلّم «امرأتين منهم تدعوان إسافا ونائلة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 - فَأَتَتَا عَلِيَّ فَقُلْتُ: هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ [1] ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَكْنِي. فَانْطَلَقَتَا تُوَلْوِلَانِ، وَتَقُولَانِ: لَوْ كان ها هنا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا. فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَهُمَا هَابِطَانِ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَا لَهُمَا: مَا لَكُمَا؟. قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا. قَالَا: مَا قَالَ لَكُمَا؟ قَالَتَا: قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلأُ الْفَمَ [2] . فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ، فَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ، ثُمَّ طَافَا، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ أَتَيْتُهُ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ. فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ» . ثُمَّ قَالَ: «مِمَّنْ أَنْتَ» ؟ قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَهَا عَلَى جَبِينِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِّي انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، فَأَهْوَيْتُ لِآخُذَ بِيَدِهِ، فَقَدَعَنِي [3] صَاحِبُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثم رفع رأسه فقال: متى كنت هاهنا؟ قلت: قد كنت هاهنا مُنْذَ ثَلاثِينَ، بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. قَالَ: فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟ قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ [4] فَقَالَ: إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ [5] ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَ، فَانْطَلَقَا، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، حَتَّى فَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ   [1] هن مثل الخشبة: الهن والهنة، بتخفيف النون، هو كناية عن كل شيء. وأكثر ما يستعمل كناية عن الفرج والذكر. فقال لهما أو مثل الخشبة في الفرج. وأراد بذلك سبّ إساف ونائلة وغيظ الكفّار بذلك. [2] أي عظيمة لا شيء أقبح منها. [3] قدعني: أي كفّني منعني. [4] أي ماء زمزم يشبعه كالطعام. [5] أي يشبع كالطعام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 زَبِيبِ الطَّائِفِ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا. قَالَ فَغَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ [1] ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي [2] قَدْ وُجِّهْتُ إِلَى [3] أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ لَا أَحْسَبُهَا [4] إِلَّا يَثْرِبَ، فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ؟ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أَخِي أُنْيَسًا فَقَالَ لِي: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، ثُمَّ أَتَيْنَا أُمَّنَا فَقَالَتْ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا، فَأَسْلَمَتْ، ثُمَّ احْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارَ، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ خِفَافُ بْنُ إِيماءَ بْنِ رَحْضَةَ [5] الْغِفَارِيُّ، وَكَانَ سَيِّدَهُمْ يَوْمَئِذٍ، وَقَالَ بَقِيَّتُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلَمْنَا، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمَ بَقِيَّتُهُمْ. وَجَاءَتْ أَسْلَمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِخْوَانُنَا، نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، فَأَسْلَمُوا فَقَالَ: «غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ هُدْبَةَ [6] عَنْ سُلَيْمَانَ [بْنِ الْمُغِيرَةِ] [7] . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ [8] مِنْ حَدِيثِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُمْ بِإِسْلامِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: أَرْسَلْتُ أَخِي فَرَجَعَ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يَأْمُرُ بِالْخَيْرِ، فلم يشفني، فأتيت مكة، فجعلت لا   [1] أي بقيت ما بقيت. [2] في صحيح مسلّم «إنه» . [3] في صحيح مسلّم «لي» . [4] في صحيح مسلّم «أراها» . [5] في صحيح مسلّم، وسير أعلام النبلاء «إيماء بن رحضة» دون ذكر لخفاف،. [6] في صحيح مسلّم «هدّاب» . [7] الإضافة من مسلّم، رقم (2473) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي ذرّ، رضي الله عنه، وأخرجه أحمد في مسندة 5/ 174، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 219- 222، وانظر سير أعلام النبلاء 2/ 50- 53. [8] صحيح البخاري 6/ 400 و 7/ 132- 134 في المناقب، باب إسلام أبي ذر، ومسلّم (2474) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي ذرّ رضي الله عنه، وابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 224، 225 والذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 53- 55، دلائل النبوة لأبي نعيم 1/ 84- 86. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 أَعْرِفُهُ، وَأَشْرَبُ مِنْ زَمْزَمَ، فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ [1] فَقَالَ: كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَلَمْ أَسْأَلْهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، جِئْتُ الْمَسْجِدَ، ثُمَّ مَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَعُودَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: مَا أَمْرُكَ؟ قُلْتُ: إِنْ كَتَمْتَ عَلَيَّ أَخْبَرْتُكَ، ثُمَّ قُلْتُ: بَلَغَنَا أَنَّهُ خَرَجَ نَبِيٌّ، قَالَ: قَدْ رَشَدْتَ فَاتْبَعْنِي، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: اعْرِضْ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ، فَعَرَضَهُ عَلَيَّ، فَأَسْلَمْتُ، فَقَالَ: اكْتُمْ إِسْلامَكَ وَارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ: يَا معاشر قُرَيْشٍ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالُوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَقَامُوا، فَضُرِبْتُ لِأَمُوتَ، فَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيَّ وَقَالَ: تَقْتُلُونَ، وَيْلَكُمْ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارٍ، وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفَارٍ، فَأَطْلَقُوا عَنِّي. ثُمَّ فَعَلْتُ مِنَ الْغَدِ كَذَلِكَ، وَأَدْرَكَنِي الْعَبَّاسُ أَيْضًا. وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كُنْتُ رُبُعَ الْإِسْلَامِ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله، فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِهِ [2] إِسْلَامُ حَمْزَةَ وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ، وَكَانَ واعية، أنّ أبا   [1] هو عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. [2] في حاشية الأصل كتب «إسناد صحيح» . وأخرجه الطبراني 2/ 147، 148 رقم (1617) وفيه تكملة: «فقال: «من أنت؟» فقلت: أنا جندب رجل من بني غفار، فكأنّه ارتدع وودّ أني كنت من قبيلة غير التي أنا منهم، وذاك أني كنت من قبيلة يسرقون الحاج بمحاجن لهم» . وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 342 إلى قوله المذكور أعلاه، وصحّحه على شرط مسلّم، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وفي سير أعلام النبلاء 2/ 55. [3] سيرة ابن هشام 2/ 34، السير والمغازي 171. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 جَهْلٍ مَرَّ [1] بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الصَّفَا، فَآذَاهُ وَشَتَمَهُ [2] ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَوْلَاةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ، تَسْمَعُ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ، فَعَمَدَ إِلَى نَادِي قُرَيْشٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ، فَلَمْ يَلْبَثْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ أَقْبَلَ مُتَوَشِّحًا قَوْسَهُ، رَاجِعًا مِنْ قَنَصٍ لَهُ، وَكَانَ صَاحِبَ قَنَصٍ [3] وَكَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ قَنَصِهِ بَدَأَ بِالطَّوَافِ بِالْكَعْبَةِ، وَكَانَ أَعَزَّ فَتًى فِي قُرَيْشٍ، وَأَشَدَّهُ [4] شَكِيمَةً [5] ، فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَوْلَاةِ قَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عُمَارَةَ [لَوْ رَأَيْتَ] [6] مَا لَقِيَ ابْنُ أَخِيكَ آنِفًا مِنْ أَبِي الْحَكَمِ، وَجَدَهُ هَاهُنَا جَالِسًا فَآذَاهُ وَسَبَّهُ [7] وَبَلَغَ مِنْهُ، وَلَمْ يُكَلِّمْهُ مُحَمَّدٌ، فَاحْتَمَلَ حَمْزَةُ الْغَضَبَ، لِمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنْ كَرَامَتَهُ، فَخَرَجَ يَسْعَى مُغِذًّا [8] لِأَبِي جَهْلٍ، فَلَمَّا رَآهُ جَالِسًا فِي الْقَوْمِ أَقْبَلَ نَحْوَهُ، حَتَّى إِذَا قَامَ عَلَى رَأْسِهِ رَفَعَ الْقَوْسَ، فَضَرَبَهُ بِهَا، فَشَجَّهُ شَجَّةً مُنْكَرَةً، ثُمَّ قَالَ: أَتَشْتِمُهُ! فَأَنَا عَلى دِينِهِ أَقُولُ مَا يَقُولُ، فَرُدَّ عَلَي ذَلِكَ إِنِ اسْتَطَعْتَ، فَقَامَتْ رِجَالٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى حَمْزَةَ لِيَنْصُرُوا أَبَا جَهْلٍ [9] ، فَقَالَ أبو جهل: دعوا أبا عمارة فو الله لقد سبت ابْنَ أَخِيهِ سَبًّا قَبِيحًا، وَتَمَّ حَمْزَةُ عَلَى إسلامه [10] فلما أسلّم،   [1] في السير «اعترض رسول» . [2] في السيرة والسير «ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له، فلم يكلّمه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَوْلَاةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك» . [3] في السيرة «صاحب قنص يرميه، ويخرج له» . [4] في السيرة «أشدّ» وفي السير «أشدها» . [5] في السير «كان يومئذ مشركا على دين قومه» . [6] «لو رأيت» ساقطة من الأصل، والاستدراك من السيرة والسير وغيره. [7] في السير «شتمه» بدل «سبّه» . [8] مسرعا، واللفظ لم يرد في السيرة، وفي السير فخرج سريعا لا يقف على أحد كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت، معدّا لأبي جهل أن يقع به» . [9] في السير: «أبا جهل منه، فقالوا: ما تراك يا حمزة إلّا قد صبأت؟ فقال حمزة: وما يمنعني منه وقد استبان لي منه ذلك، وأنا أشهد أنه رسول الله، وأن الّذي يقول حق، فو الله لا أنزع فامنعوني إن كنتم صادقين» . [10] في السير «وعلى ما بايع عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قوله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 عَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ عَزَّ وَامْتَنَعَ، وَأَنَّ حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيَمْنَعُهُ، فَكَفُّوا بَعْضَ الشَّيْءِ [1] . إسلام عمر عنه رضى الله وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهمّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ، بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ [2] . وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهمّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ [3] . وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأَوْسِيُّ: ثنا الْمَاجُشُونَ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ خَاصَّةً» [4] . قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: ثنا قَيْسٌ، قَالَ ابن مسعود: ما زلنا أعزّة   [1] سيرة ابن هشام 2/ 34، السير والمغازي 171، 172، نهاية الأرب 16/ 208، 209، سيرة ابن كثير 1/ 445، 446، عيون الأثر 1/ 104، 105، وانظر الطبقات لابن سعد 3/ 9، دلائل النبوّة للبيهقي 1/ 459. [2] أخرجه الترمذي في المناقب (3764) باب مناقب أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأحمد في مسندة 2/ 95، وانظر طبقات ابن سعد 3/ 269، وابن الجوزي في مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 12، الباب 6 في ذكر دعاء الرسول أن يعزّ الإسلام بعمر أو بأي جهل، نهاية الأرب 16/ 253، عيون الأثر 1/ 123. [3] طبقات ابن سعد 3/ 269، المستدرك للحاكم 3/ 83 وفيه لفظ «الإسلام» بدل «الدين» وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. [4] رواه ابن ماجة في سننه 1/ 39، المقدّمة، باب فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رقم 105) وقال في الزوائد: حديث عائشة ضعيف. فيه عبد الملك بن الماجشون، ضعّفه بعض، وذكره ابن حبّان في الثقات. وفيه مسلّم بن خالد الزنجي، قال البخاري: منكر الحديث، وضعّفه أبو حاتم والنسائي وغيرهم. ووثّقه ابن معين وابن حبّان. وانظر مجمع الزوائد 9/ 63، 64. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [2] : نا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْحَاقَّةِ فَجَعَلْتُ أُعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ شَاعِرٌ، كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ، فَقَرَأَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ 69: 40- 41 [3] الْآيَاتِ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِي الإِسْلامُ كُلَّ مَوْقِعٍ [4] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: ضَرَبَ أُخْتِي الْمَخَاضُ لَيْلا، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَرَّةٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْحِجْرَ، وَعَلَيْهِ تُبَّانٌ [5] ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ، فَخَرَجَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَقَالَ: «مَنْ هَذَا» ؟ قُلْتُ: عُمَرُ، قَالَ: «يَا عُمَرُ مَا تَدَعُنِي لَيْلًا وَلَا نَهَارًا» ، فَخَشِيتُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيَّ فَقُلْتُ: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: «يَا عُمَرُ أَسِرَّهُ» . قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأُعْلِنَنَّهُ، كَمَا أَعْلَنْتُ الشّرك [6] .   [1] صحيح البخاري 4/ 199 كتاب المناقب، باب مناقب عمر بن الخطاب أبي حفص القرشي العدوي رضي الله عنه، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 269، 270، وابن الجوزي في مناقب عمر 18 الباب الحادي عشر، في ظهور الإسلام بإسلامه. [2] ج 1/ 17. [3] سورة الحاقّة- الآية 40. [4] انظر الخبر بأطول مما هنا في أسد الغابة، ومجمع الزوائد 9/ 92، عيون الأثر 1/ 125، صفة الصفوة 1/ 268، 269 وقد أخرج هذا الحديث: الطبراني في المعجم الأوسط، ورجاله ثقات إلّا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر. [5] سروال صغير. [6] مناقب عمر لابن الجوزي 15. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنَادِي: ثنا إسحاق الأزرق، ثنا القاسم ابن عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُتَقَلِّدًا السَّيْفَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تَعْمِدُ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَقْتُلَ مُحَمَّدًا، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي زُهْرَةَ، وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟ فَقَالَ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَأْتَ [1] ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ، [2] إِنَّ خَتَنَكَ [3] وَأُخْتَكَ قَدْ صبأ [4] وَتَرَكَا دِينَكَ [5] . فَمَشَى عُمَرُ [6] فَأَتَاهُمَا، وَعِنْدَهُمَا خَبَّابٌ، فَلَمَّا سَمِعَ بِحِسِّ عُمَرَ تَوَارَى فِي الْبَيْتِ، فَدَخَلَ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ [7] ؟ وَكَانُوا يَقْرَءُونَ «طه» [8] ، قَالَا: مَا عَدَا حَدِيثًا تَحَدَّثْنَاهُ بَيْنَنَا، قَالَ: فَلَعَلَّكُمَا قَدْ صَبَأْتُمَا؟ فَقَالَ لَهُ خَتَنُهُ: يَا عُمَرُ [9] إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دينك؟ فوثب عليه فوطئه وَطْئًا شَدِيدًا، فَجَاءَتْ أُخْتُهُ لِتَدْفَعَهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَنَفَحَهَا نَفْحَةً بِيَدِهِ فَدَمَّى وَجْهُهَا، فَقَالَتْ وَهِيَ غَضْبَى: وَإِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَعْطُونِي الْكِتَابَ الَّذِي هُوَ عِنْدَكُمْ فَأَقْرَأَهُ، وَكَانَ عُمَرُ يقرأ الكتاب [10] ، فقالت أخته: إنّك رجس، وإنّه لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، فَقُمْ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ، فَقَامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ، فَقَرَأَ (طه) حَتَّى انْتَهَى إِلَى: إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي 20: 14 [11] فقال   [1] في طبقات ابن سعد «صبوت وتركت دينك الّذي أنت عليه» . [2] في الطبقات «العجب يا عمر» . [3] أي صهرك زوج أختك. [4] في الطبقات «صبوا» . [5] في الطبقات «الّذي أنت عليه» . [6] في الطبقات «فمشى عمر ذامرا حتى أتاهما» . [7] في الطبقات «الهينمة التي سمعتها عندكم» . [8] السورة رقم 20. [9] في الطبقات «أرأيت يا عمر» . [10] في الطبقات «الكتب» . [11] سورة طه، الآية 14. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 عُمَرُ: دُلُّونِي [1] عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ قَوْلَ عُمَرَ خَرَجَ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عُمَرُ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ: «اللَّهمّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ» . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْلِ الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا. فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى أَتَى الدَّارَ وَعَلَى بَابِهَا حَمْزَةُ، وَطَلْحَةُ، وَنَاسٌ [2] ، فَقَالَ حَمْزَةُ: هَذَا عُمَرُ، إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُسْلِمْ وَإِنْ يُرِدْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا، قَالَ: وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَاخِلٌ يُوحَى إِلَيْهَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى عُمَرَ، فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ فَقَالَ: «مَا [3] أَنْتَ بِمُنْتَهٍ يَا عُمَرُ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ مِنَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ» ؟ فَهَذَا عُمَرُ «اللَّهمّ أَعِزَّ الْإِسْلامَ [4] بِعُمَرَ» فَقَالَ عُمَرُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. وَقَدْ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَقَالَ فِيهِ: زَوْجُ أُخْتِهِ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو [5] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنِّي لَعَلَى سَطْحٍ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى رَجُلٍ وَهُمْ يَقُولُونَ: صَبَأَ عُمَرُ، فَجَاءَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ عَلَيْهِ قَبَاءُ دِيبَاجٍ فَقَالَ: إِنْ كَانَ عُمَرُ قَدْ صَبَأَ فَمَهْ [6] أَنَا لَهُ جَارٌ، قَالَ: فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ قَالَ: فَعَجِبْتُ مِنْ عِزِّهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْهُ [7] .   [1] في الأصل و (ع) «دلّوا» . وفي غيرهما وفي الطبقات (دلّوني) . [2] في طبقات ابن سعد «وأناس مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلمّا رأى حمزة وجل القوم من عمر قال حمزة» . [3] في الطبقات «أما» . [4] في الطبقات «الدين» . [5] سيرة ابن هشام 2/ 95، 96، السير والمغازي 181- 184، طبقات ابن سعد 3/ 267- 269 واللفظ له، نهاية الأرب 16/ 253- 256، عيون الأثر 1/ 122، 123، دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 8، صفة الصفوة 1/ 269، 270. [6] في صحيح البخاري «فما ذاك» . [7] صحيح البخاري 4/ 242 باب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأخرجه البيهقي في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 قَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ قَالَ: أَيُّ قُرَيْشٍ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟ قِيلَ: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرَ الْجُمَحِيُّ، فَغَدَا عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَغَدَوْتُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ وَأَنَا غُلامٌ أَعْقِلُ، حتى جاءه فقال: أعلمت أنّي أسلمت؟ فو الله مَا رَاجَعَهُ حَتَّى قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، حَتَّى قَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَلَا إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ، قَالَ يَقُولُ عُمَرُ مِنْ خَلْفِهِ: كَذَبَ، وَلَكِنِّي أَسْلَمْتُ، وَثَارُوا إِلَيْهِ فَمَا بَرِحَ يُقَاتِلُهُمْ، وَيُقَاتِلُونَهُ حَتَّى قَامَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِهِمْ، قَالَ وَطَلِحَ [2] (فَقَعَدَ وَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَأَحْلِفُ باللَّه أَنْ لَوْ كُنَّا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ) [3] أَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبْرَةٌ، وَقَمِيصٌ مُوَشًّى [4] ، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: صَبَأَ عُمَرُ، قَالَ: فَمَهْ! رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَمْرًا فَمَاذَا تُرِيدُونَ! أَتَرَوْنَ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَدِيٍّ يُسْلِمُونَهُ! خَلُّوا عَنْهُ، قَالَ: فو الله لَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا كُشِطَ [5] عَنْهُ، فَقُلْتُ لِأَبِي بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ: يَا أَبَهْ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي زَجَرَ الْقَوْمَ عَنْكَ؟ قَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ، مِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بن حازم، عن ابن إسحاق [6] .   [ () ] دلائل النبوّة 2/ 9، وابن الجوزي في مناقب عمر 15. [1] سيرة ابن هشام 2/ 97، السير والمغازي 184، 185. [2] أي أعيا وتعب، على ما في (النهاية) ، وفي السير والمغازي «بلح» . [3] ما بين القوسين ساقط من الأصل فاستدركته من (ع) ونسخة دار الكتب وسيرة ابن هشام والسير والمغازي. [4] هكذا في الأصل، والسيرة، وفي السير والمغازي «قومسي» ولعلّه نسبة إلى قومس الكورة الكبيرة الواسعة المشتملة على مدن وقرى ومزارع في ذيل جبل طبرستان، كما ذكر ياقوت في معجمه. والحبرة: ضرب من برود اليمن. [5] في السير والمغازي «كشف» . [6] سيرة ابن هشام 2/ 97، 98، السير والمغازي 184، 185، نهاية الأرب 16/ 256، 257 عيون التواريخ 1/ 77. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ [1] ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ لَنَا عُمَرُ: كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا أَنَا فِي يَوْمٍ حَارٍّ بِالْهَاجِرَةِ، فِي بَعْضِ طَرِيقِ [2] مَكَّةَ، إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: عَجَبًا لَكَ يَا بْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ وَأَنَّكَ، وَقَدْ دَخَلَ عَلَيْكَ هَذَا الْأَمْرُ فِي بَيْتِكَ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أُخْتُكَ قَدْ أَسْلَمَتْ [3] ، فَرَجَعْتُ مُغْضَبًا حَتَّى قَرَعْتُ الْبَابَ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَسْلَمَ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ مِمَّنْ لا شيء له ضمّهما إلى مَنْ فِي يَدِهِ سِعَةً فَيَنَالَانِ مِنْ فَضْلِ طعامه، وقد كان ضمّ إلى زَوْجِ أُخْتِي رَجُلَيْنِ، فَلَمَّا قَرَعْتُ الْبَابَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: عُمَرُ، فَتَبَادَرُوا فَاخْتَفَوْا مِنِّي، وَقَدْ كَانُوا يَقْرَءُونَ صَحِيفَةً بَيْنَ أَيْدِيهِمْ تَرَكُوهَا أَوْ نَسَوْهَا، فَقَامَتْ أُخْتِي تَفْتَحُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّةَ نَفْسِهَا، أَصَبَأْتِ، وَضَرَبْتُهَا بِشَيْءٍ فِي يَدِي عَلَى رَأْسِهَا، فَسَالَ الدَّمُ وَبَكَتْ، وَقَالَتْ: يا بن الْخَطَّابِ مَا كُنْتَ فَاعِلا فَافْعَلْ فَقَدْ صَبَأْتُ، قَالَ: وَدَخَلْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى السَّرِيرِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الصَّحِيفَةِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا [4] نَاوِلِينِهَا، قَالَتْ: لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا، أَنْتَ لا تَطَهِّرُ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَهَذَا كِتَابٌ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ، فَمَا زِلْتُ بِهَا حَتَّى نَاوَلَتْنِيهَا، فَفَتَحْتُهَا، فَإِذَا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1 فَكُلَّمَا مَرَرْتُ بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُعِرْتُ مِنْهُ، فَأَلْقَيْتُ الصَّحِيفَةَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي فَتَنَاوَلْتُهَا، فَإِذَا فِيهَا سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ 57: 1 [5] فذعرت، فقرأت إلى آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ 57: 7 فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، فَخَرَجُوا إِلَيَّ مُتَبَادِرِينَ وَكَبَّرُوا، وَقَالُوا: أَبْشِرْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا يوم الإثنين فقال:   [1] الحنيني: بضم الحاء وفتح النون وسكون الياء المثناة من تحتها. نسبة إلى الجدّ وهو حنين أو أبو الحنين. (اللباب 1/ 398) . [2] في عيون الأثر «طرق» . [3] في عيون الأثر «صبت» . [4] كذا في الأصل و (ع) ، وفي المنتقى لابن الملا (ما هذه) وفي عيون الأثر «ما هذا الكتاب» . [5] سورة الحديد، الآية 1. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 «اللَّهمّ أَعِزَّ دِينَكَ بِأَحَبِّ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ إِمَّا أَبُو جَهْلٍ وَإِمَّا عُمَرُ» ، وَدَلُّونِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتٍ بِأَسْفَلِ الصَّفَا، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَرَعْتُ الْبَابَ، فَقَالُوا: مَنْ؟ قُلْتُ: ابْنُ الْخَطَّابِ، وَقَدْ عَلِمُوا شِدَّتِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما اجتزأ أَحَدٌ أَنْ يَفْتَحَ الْبَابَ، حَتَّى قَالَ: «افْتَحُوا لَهُ» [1] فَفَتَحُوا لِي، فَأَخَذَ رَجُلانِ بِعَضُدِي، حَتَّى أَتَيَا بِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: خَلُّوا عَنْهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِمَجَامِعِ قَمِيصِي وجذبني إليه، ثم قال: «أسلّم يا بن الْخَطَّابِ، اللَّهمّ اهْدِهِ» فَتَشَهَّدْتُ، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً سُمِعَتْ بِفِجَاجِ مَكَّةَ، وَكَانُوا مُسْتَخْفِينَ، فَلَمْ أَشَأْ أَنْ أَرَى رَجُلًا يَضْرِبُ وَيُضْرَبُ إِلَّا رَأَيْتُهُ، وَلَا يُصِيبُنِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَجِئْتُ خَالِي [2] وَكَانَ شَرِيفًا، فَقَرَعْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: ابْنُ الْخَطَّابِ وَقَدْ صَبَأْتُ [3] قَالَ: لَا تَفْعَلْ، ثُمَّ دَخَلَ وَأَجَافَ الْبَابَ دُونِي. فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِشَيْءٍ، فَذَهَبْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ عُظَمَاءِ قُرَيْشٍ، فَنَادَيْتُهُ، فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ مثل ما قال لِخَالِي، وَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ خَالِي، فَدَخَلَ وَأَجَافَ الْبَابَ دُونِي فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِشَيْءٍ، إِنَّ الْمُسْلِمِينَ يُضْرَبُونَ وَأَنَا لَا أُضْرَبُ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ: أَتُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ بِإِسْلَامِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِذَا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ فَأْتِ فُلَانًا- لِرَجُلٍ لَمْ يَكُنْ يَكْتُمُ السِّرَّ- فَقُلْ لَهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ إِنِّي قَدْ صَبَأْتُ، فَإِنَّهُ قَلَّمَا يَكْتُمُ السِّرَّ، فَجِئْتُ، وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ، فَقُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ: إِنِّي قَدْ صَبَأْتُ، قَالَ: أَوَقَدْ فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ، فَبَادَرُوا [4] إِلَيَّ، فَمَا زِلْتُ أَضْرِبُهُمْ وَيَضْرِبُونَنِي، وَاجْتَمَعَ عَلَيَّ النَّاسُ، قَالَ   [1] في عيون الأثر زيادة «فإن يرد الله به خيرا يهده» . [2] في حاشية الأصل (خاله أبو جهل) وكذلك في المنتقى لابن الملا والسيرة لابن هشام، وهو أبو جهل بن هشام. [3] في الأصل «صبوت» في كل المواضع، وفي (النهاية) : كانوا لا يهمزون فأبدلوا من الهمزة واوا. [4] في نسخة دار الكتب والمنتقى لابن الملّا (فثاروا إليّ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 خَالِي: مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟ قِيلَ: عُمَرُ قَدْ صَبَأَ، فَقَامَ عَلَى الْحِجْرِ، فَأَشَارَ بِكُمِّهِ: أَلَا إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ ابْنَ أُخْتِي، فَتَكَشَّفُوا عَنِّي، فَكُنْتُ لَا أَشَاءُ أَنْ أَرَى رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَضْرِبُ وَيُضْرَبُ إِلَّا رَأَيْتُهُ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا بِشَيْءٍ حَتَّى يُصِيبَنِي مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمِينَ، فَأَتَيْتُ خَالِي فَقُلْتُ: جِوَارُكَ رُدَّ عَلَيْكَ، فَمَا زِلْتُ أَضْرِبُ وَأُضْرَبُ حَتَّى أَعَزَّ اللَّهُ الإِسْلامَ [1] . وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ، لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيتَ الْفَارُوقَ؟ فَقَالَ: أَسْلَمَ حَمْزَةُ قَبْلِي بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأَسْرَعَ أَبُو جَهْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسُبُّهُ، فَأُخْبِرَ حَمْزَةُ، فَأَخَذَ قَوْسَهُ وَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ، إِلَى حَلْقَةِ قُرَيْشٍ الَّتِي فِيهَا أَبُو جَهْلٍ، فَاتَّكَأَ عَلَى قَوْسِهِ مُقَابِلَ أَبِي جَهْلٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَعَرَفَ أَبُو جَهْلٍ الشَّرَّ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ؟ فَرَفَعَ الْقَوْسَ فَضَرَبَ بِهَا أَخْدَعَيْهِ [2] ، فَقَطَعَهُ فَسَالَتِ الدِّمَاءُ، فَأَصْلَحَتْ ذَلِكَ قُرَيْشٌ مَخَافَةَ الشَّرِّ، قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَفٍ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي الْأَرْقَمِ الْمَخْزُومِيِّ، فَانْطَلَقَ حَمْزَةُ فَأَسْلَمَ، وَخَرَجْتُ بَعْدَهُ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَإِذَا فُلَانٌ الْمَخْزُومِيُّ فَقُلْتُ: أَرَغِبْتَ عَنْ دِينِ آبَائِكَ وَاتَّبَعْتَ دِينَ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: إِنْ فَعَلْتُ فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكَ حَقًّا مِنِّي، قُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: أُخْتُكَ وَخَتَنُكَ، فَانْطَلَقْتُ فَوَجَدْتُ هَمْهَمَةً، فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَمَا زَالَ الْكَلَامُ بَيْنَنَا حَتَّى أَخَذْتُ بِرَأْسِ خَتَنِي فَضَرَبْتُهُ وَأَدْمَيْتُهُ، فَقَامَتْ إِلَيَّ أُخْتِي فَأَخَذَتْ بِرَأْسِي وَقَالَتْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِكَ، فَاسْتَحْيَيْتُ حِينَ رَأَيْتُ الدِّمَاءَ، فَجَلَسْتُ وَقُلْتُ: أَرُونِي هَذَا الْكِتَابَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ، فَقُمْتُ فَاغْتَسَلْتُ، فأخرجوا إليّ صحيفة فيها   [1] انظر الخبر بطوله في عيون الأثر 1/ 122- 124، وأسد الغابة 4/ 54- 56 وانظر سيرة ابن هشام 2/ 98، مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن الجوزي 13، 14. [2] الأخدعان: عرقان في جانبي العنق، وهما شعبتان من الوريد، وربما وقع المشرط على أحدهما فينزف صاحبه. كما في النهاية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 20: 0 قُلْتُ: أَسْمَاءُ طَيِّبَةٌ طاهرة طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى 20: 1- 2 [1] إلى قوله لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى 20: 8، فَتَعَظَّمْتُ فِي صَدْرِي، وَقُلْتُ: مِنْ هَذَا فَرَّتْ قُرَيْشٌ، فَأَسْلَمْتُ، وَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: فَإِنَّهُ فِي دَارِ الْأَرْقَمِ، فَأَتَيْتُ فَضَرَبْتُ الْبَابَ، فَاسْتَجْمَعَ الْقَوْمُ، فَقَالَ لَهُمْ حَمْزَةُ: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: عُمَرُ، قَالَ: وَعُمَرُ! افْتَحُوا لَهُ الْبَابَ، فَإِنْ أَقْبَلَ قَبِلْنَا مِنْهُ، وَإِنْ أَدْبَرَ قَتَلْنَاهُ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ فَتَشَهَّدَ عُمَرُ، فَكَبَّرَ أَهْلُ الدَّارِ تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا أَهْلُ الْمَسْجِدِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ؟ قَالَ: «بَلَى» ، فَقُلْتُ: فَفِيمَ الِاخْتِفَاءُ، فَخَرَجْنَا صَفَّيْنِ أَنَا فِي أَحَدِهِمَا، وَحَمْزَةُ فِي الْآخَرِ، حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَنَظَرَتْ قُرَيْشٌ إِلَيَّ وَإِلَى حَمْزَةَ، فَأَصَابَتْهُمْ كَآبَةٌ شَدِيدَةٌ، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْفَارُوقَ) يَوْمَئِذٍ وَفَرْقٌ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَسْلَمَ عُمَرُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا وَعَشْرِ نِسْوَةٍ، فَلَمَّا أَسْلَمَ ظَهَرَ الْإِسْلَامُ بِمَكَّةَ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ عُمَرَ أَسْلَمَ بَعْدَ أَنْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الْأَرْقَمِ، وَبَعْدَ أَرْبَعِينَ أَوْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ، فَلَمَّا أَسْلَمَ أُنْزِلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اسْتَبْشَرَ أهل السماء بإسلام عمر [4] .   [1] أوّل سورة طه. [2] مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن الجوزي 12/ 13 و 19، صفة الصفوة 1/ 272، 373، دلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 79، 80، عيون التواريخ 1/ 75- 77. [3] طبقات ابن سعد 3/ 269، صفة الصفوة 1/ 273، أسد الغابة 4/ 53، نهاية الأرب 16/ 256. [4] طبقات ابن سعد 3/ 269، مناقب عمر لابن الجوزي 18، صفة الصفوة 1/ 274، نهاية الأرب 16/ 256. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] : كَانَ إِسْلَامُ عُمَرَ بَعْدَ خُرُوجِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَى الْحَبَشَةِ. فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّهِ لَيْلَى قَالَتْ: كَانَ عُمَرُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَيْنَا فِي إِسْلامِنَا، فَلَمَّا تَهَيَّأْنَا لِلْخُرُوجِ إِلَى الْحَبَشَةِ، جَاءَنِي عُمَرُ، وَأَنَا عَلَى بَعِيرٍ، نُرِيدُ أَنْ نَتَوَجَّهَ، فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقُلْتُ: قَدْ آذَيْتُمُونَا فِي دِينِنَا، فَنَذْهَبَ فِي أَرْضِ اللَّهِ حَيْثُ لَا نُؤْذَى فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، فَقَالَ: صَحِبَكُمُ اللَّهُ، ثُمَّ ذَهَبَ، فَجَاءَ زَوْجِي عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ مِنْ رِقَّةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: تَرْجِينَ أَنْ يُسْلِمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فو الله لَا يُسْلِمُ حَتَّى يُسْلِمَ حِمَارُ الْخَطَّابِ [2] . يَعْنِي مِنْ شِدَّتِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: وَالْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ بِضْعٌ [3] وَأَرْبَعُونَ رَجُلا، وإحدى عشرة امرأة [4] .   [1] السير والمغازي 181. [2] السير والمغازي 181، سيرة ابن هشام 2/ 95 عيون التواريخ 1/ 75. [3] في السير والمغازي 184 «بضعة» . [4] كتب في حاشية الأصل «بلغت قراءة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 الْهِجْرَةُ الْأُولَى إِلَى الْحَبَشَةِ ثُمَّ الثَّانِيَةُ قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» [1] حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، حَدَّثَنِي بَشَّارُ بْنُ مُوسَى الْخَفَّافُ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ الْبُرْجُمِيُّ- إِمَامُ مَسْجِدِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ- ثنا قَتَادَةُ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِأَهْلِهِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ يَعْنِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: خَرَجَ عُثْمَانُ بِرُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحَبَشَةِ، فَأَبْطَأَ خَبَرُهُمْ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ رَأَيْتُ خَتَنَكَ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: «عَلَى أَيِّ حَالٍ رَأَيْتِهِمَا» ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُهُ حَمَلَ امْرَأَتَهُ عَلَى حِمَارٍ مِنْ هَذِهِ الدَّبَّابَةِ [2] ، وَهُوَ يَسُوقُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَحِبَهُمَا اللَّهُ، إِنَّ عُثْمَانَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ» [3] . وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ بَشَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُرْوَةَ،   [1] المعرفة والتاريخ 3/ 255. [2] في حاشية الأصل «أي ضعاف تدبّ ولا تسرع» . [3] وقد ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 3/ 66! 76 لكنه قال: «روى البيهقي من حديث يعقوب ابن سفيان» ووقع فيه «بشر» بدل «بشار» وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 وعبد الله بن أبي بكر، وصلت الحديث عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا أُمِرْنَا بِالْخُرُوجِ إِلَى الْحَبَشَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَى مَا يُصِيبُنَا مِنَ الْبَلَاءِ: «الْحَقُوا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فَإِنَّ بِهَا مَلِكَهَا لَا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ، فَأَقِيمُوا بِبِلَادِهِ حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَخْرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ، فَقَدِمْنَا عَلَيْهِ فَاطْمَأْنَنَّا فِي بِلَادِهِ [1] . الْحَدِيثَ. قَالَ الْبَغَوِيُّ فِي تَاسِعِ «الْمُخَلَّصِيَّاتِ» [2] : وَرَوَى ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُصِيبُ أَصْحَابَهُ مِنَ الْبَلَاءِ، وَمَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْعَافِيَةِ بِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ عَمِّهِ، وَأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَهُمْ مِنَ الْبَلَاءِ، قَالَ لَهُمْ: لَوْ خَرَجْتُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَإِنَّ بِهَا مَلِكًا لَا يُظْلَمُ عِنْدَهُ أَحَدٌ وَهِيَ أَرْضُ صِدْقٍ، حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَكُمْ فَرَجًا مِمَّا أَنْتُمْ فِيهِ» فَخَرَجَ عِنْدَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ، وَفِرَارًا بِدِينِهِمْ إِلَى اللَّهِ [4] . فَخَرَجَ عُثْمَانُ بِزَوْجَتِهِ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ وَلَدُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ بِزَوْجَتِهِ سَهْلَةَ بِنْتِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، فَوَلَدَتْ لَهُ بِالْحَبَشَةِ مُحَمَّدًا، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ [5] الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ، وَزَوْجَتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ حَلِيفُ آلِ الْخَطَّابِ، وَامْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حُثْمَةَ الْعَدَوِيَّةُ، وَأَبُو سَبْرَةَ بْنُ أبي رُهْم بْن عبد العُزَّى العامريّ،   [1] سيرة ابن هشام 2/ 87، السير والمغازي 213. [2] هي أجزاء مشهورة لأبي طاهر المخلّص الذهبي. [3] سيرة ابن هشام 2/ 69، السير والمغازي 174. [4] سيرة ابن هشام 2/ 69، 70 السير والمغازي 174. [5] «عبد» ليست في السيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 وَسُهَيْلُ [1] بْنُ بَيْضَاءَ، وَهُوَ سُهَيْلُ بْنُ وَهْبٍ الْحَارِثِيُّ، فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ [2] . قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَتَتَابَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْحَبَشَةِ. ثُمَّ سَمَّى ابْنُ إِسْحَاقَ [3] جَمَاعَتَهُمْ وَقَالَ: فَكَانَ جَمِيعُ مَنْ لَحِقَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، أَوْ وُلِدَ بِهَا، ثَلَاثَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا فَعَبَدُوا اللَّهَ وَحَمِدُوا جِوَارَ النَّجَاشِيِّ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ: يَا رَاكِبًا بَلِّغَا [4] عَنِّي مُغَلْغَلَةً ... مَنْ كَانَ يَرْجُو بَلَاغَ اللَّهِ وَالدِّينِ كُلَّ امْرِئٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ مُضْطَهَدٍ ... بِبَطْنِ مَكَّةَ مَقْهُورٍ وَمَفْتُونِ أَنَّا وَجَدْنَا بِلَادَ اللَّهِ وَاسِعَةً ... تُنْجِي مِنَ الذُّلِّ وَالْمَخْزَاةِ وَالْهُونِ فَلَا تُقِيمُوا عَلَى ذُلِّ الْحَيَاةِ وَخِزْيٍ ... فِي الْمَمَاتِ وَعَيْبٍ غَيْرِ مَأْمُونِ إِنَّا تَبِعْنَا نَبِيَّ اللَّهِ، وَاطَّرَحُوا ... قَوْلَ النَّبِيِّ وَعَالَوْا فِي الْمَوَازِينِ فَاجْعَلْ عَذَابَكَ فِي الْقَوْمِ الَّذِينَ بَغَوْا ... وَعَائِذٌ [5] بِكَ أَنْ يَعْلُوا فَيَطْغُونِي [6] وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ يُعَاتِبُ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ ابْنَ عَمِّهِ، وَكَانَ يُؤْذِيهِ [7] : أَتَيْمَ بْنَ عَوْفٍ وَالَّذِي جَاءَ بِغْضَةً ... وَمِنْ دُونِهِ الشِّرْمَانُ وَالْبَرْكُ أَكْتَعُ أَأَخْرَجْتَنِي مِنْ بَطْنِ مَكَّةَ آثِمًا [8] ... وأسكنتني في صرح بيضاء تقذع   [1] كذا في الأصل، وسيرة ابن هشام. وفي المغازي لعروة 105 «سهل» وهو تصحيف. [2] سيرة ابن هشام 2/ 70 وفيه «فكان هؤلاء العشرة أول من خرج من المسلمين إلى أرض الحبشة» . وانظر تاريخ الطبري 2/ 331، وطبقات ابن سعد 1/ 204. [3] راجع أسماء المهاجرين في سيرة ابن هشام 2/ 70- 75، والسير والمغازي 176، 177، وانظر تاريخ الطبري 2/ 331، ونهاية الأرب للنويري 16/ 232، 233، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 1/ 115. [4] في السيرة «بلغن» . [5] في السيرة: «وعائذا» . [6] سيرة ابن هشام 2/ 75. [7] بسبب إسلامه. [8] كذا في (ع) والمنتقى لابن الملّا، وفي الأصل يشبه رسمها أن يكون (آمنا) كما في السيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 تريش نبلا لَا يُوَاتِيكَ رِيشُهَا ... وَتَبْرِي نِبَالًا رِيشَهَا لَكَ أَجْمَعُ وَحَارَبْتَ أَقْوَامًا كِرَامًا أَعِزَّةً ... وَأَهْلَكْتَ أَقْوَامًا بِهِمْ كُنْتَ تَفْزَعُ سَتَعْلَمُ إِنْ نَابَتْكَ يَوْمًا مُلِمَّةٌ ... وَأَسْلَمَكَ الْأَوْبَاشُ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ [1] وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا ائْتَمَرُوا وَاشْتَدَّ مَكْرُهُمْ، وَهَمُّوا بِقَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ إِخْرَاجِهِ، فَعَرَضُوا عَلَى قَوْمِهِ أَنْ يُعْطُوهُمْ دِيَتَهُ وَيَقْتُلُوهُ، فَأَبَوْا حَمِيَّةً. وَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْبَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْحَبَشَةِ فَخَرَجُوا مَرَّتَيْنِ، رَجَعَ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى حِينَ أُنْزِلَتْ سُورَةُ «النَّجْمِ» ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: لَوْ كَانَ مُحَمَّدٌ يَذْكُرُ آلِهَتَنَا بِخَيْرٍ قَرَرْنَاهُ وَأَصْحَابَهُ، وَلَكِنَّهُ لَا يَذْكُرُ مَنْ حَالَفَهُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى بِمِثْلِ مَا يَذْكُرُ بِهِ آلِهَتَنَا مِنَ الشَّتْمِ، وَالشَّرِّ. وكأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَنَّى هُدَاهُمْ، فَأُنْزِلَتْ أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى 53: 19- 20 [2] ، فَأَلْقَى الشَّيْطَانُ [3] عِنْدَهَا كَلِمَاتٍ «وَإِنَّهُنَّ الْغَرَانِيقُ الْعُلَا، وَإِنَّ شَفَاعَتَهُنَّ لَتُرْتَجَى» فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِ كُلِّ مُشْرِكٍ بِمَكَّةَ، وَدَالَتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ وَتَبَاشَرُوا بِهَا. وقالوا:   [1] سيرة ابن هشام 2/ 76. [2] سورة النجم، الآية 19. [3] قال الإمام الجصّاص في (الجامع لأحكام القرآن) : قد اختلف في معنى «ألقى الشيطان» فقال قائلون: لما تلا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هذه السورة، وذكر فيها الأصنام، علم الكفّار أنّه يذكرها بالذّم والعيب، فقال قائل منهم حين بلغ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى قوله تعالى أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى 53: 19: تلك الغرانيق العلا. وذلك بحضرة الجمع الكثير من قريش في المسجد الحرام، فقال سائر الكفّار الذين كانوا بالبعد منه: إنّ محمدا قد مدح آلهتنا، وظنّوا أنّ ذلك كان في تلاوته، فأبطل الله ذلك من قولهم، وبيّن أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يتله، وإنّما تلاه بعض المشركين، وسمّى الّذي ألقى ذلك في حال تلاوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم شيطانا، لأنه كان من شياطين الإنس، كما قال تعالى: شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ 6: 112 والشيطان اسم لكلّ متمرّد عات من الجنّ والإنس. وقيل: إنّه جائز أن يكون شيطانا من شياطين الجنّ قال ذلك عند تلاوة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومثل ذلك جائز في أزمان الأنبياء عليهم السلام، كما حكى الله تعالى بقوله: إِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقال لَا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقال إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ، إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ 8: 48 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ رَجَعَ إِلَى دِينِنَا، فَلَمَّا بَلَغَ آخِرَ النَّجْمِ سَجَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَجَدَ كُلُّ مَنْ حَضَرَ مِنْ مُسْلِمٍ أَوْ مُشْرِكٍ، غَيْرَ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ [1] كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا رَفَعَ مِلْءَ كَفَّيْهِ تُرَابًا فَسَجَدَ عَلَيْهِ، فَعَجِبَ الْفَرِيقَانِ كِلَاهُمَا مِنْ جَمَاعَتِهِمْ في السّجود، بسجود إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَجِبَ الْمُسْلِمُونَ بِسُجُودِ الْمُشْرِكِينَ مَعَهُمْ، وَلَمْ يَكُنِ الْمُسْلِمُونَ سَمِعُوا مَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ، وَأَمَّا الْمُشْرِكُونَ فَاطْمَأَنُّوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، لِمَا أُلْقِيَ فِي أُمْنِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَهُمُ الشَّيْطَانُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ قَرَأَهَا فِي السَّجْدَةِ، فَسَجَدُوا تَعْظِيمًا لِآلِهَتِهِمْ. وَفَشَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ فِي النَّاسِ، وَأَظْهَرَهَا الشَّيْطَانُ، حَتَّى بَلَغَتْ أَرْضَ الْحَبَشَةِ وَمَنْ بِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابِهِ، وَحَدَّثُوا أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ قَدْ أَسْلَمُوا كُلُّهُمْ وَصَلُّوا، وَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ أَمِنُوا بِمَكَّةَ، فَأَقْبَلُوا سِرَاعًا، وَقَدْ نَسَخَ اللَّهُ مَا أَلْقَى الشَّيْطَانُ، وَأُنْزِلَتْ وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا 22: 52   [ () ] إنما قال ذلك إبليس حين تصوّر في صورة سراقة بن مالك لقريش وهم يريدون الخروج إلى بدر، وكما تصوّر في صورة الشيخ النّجديّ، حين تشاورت قريش في دار النّدوة، في أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان مثل ذلك جائزا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لضرب من التدبير، فجائز أن يكون الّذي قال ذلك شيطانا، فظن القوم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ. (انظر ج 3/ 246 سورة الحج) . وقال الحافظ البيهقي في دلائل النبوّة 2/ 62: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل. وبيّن جرح رواتها وطعن حملة العلم فيهم. وفي «البحر» أنّ هذه القصة سئل عنها محمد بن إسحاق صاحب «السيرة» فقال: هذا من وضع الزنادقة. وقال أبو منصور الماتريديّ: الصّواب أنّ قوله «تلك الغرانيق إلخ» من جملة إيحاء الشيطان إلى أوليائه من الزّنادقة، والرسالة بريئة من هذه الرواية. وقال القاضي عياض في الشفاء 2/ 28: يكفيك أنّ هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصّحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، مع ضعف نقلته، واضطراب رواياته، وانقطاع إسناده، واختلاف كلماته. وقد فصّل القاضي عياض عدم صحّة هذه الرواية من عدّة وجوه يحسن مراجعتها. في كتابه الشفاء 2/ 116- 123، وانظر تفسير القرطبي 12/ 82، والنويري في نهاية الأرب 16/ 235- 241. [1] ويقال هو أبو أحيحة سعيد بن العاص. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ 22: 52 [1] الْآيَاتِ. فَلَمَّا بَيَّنَ اللَّهُ قَضَاءَهُ وَبَرَّأَهُ مِنْ سَجْعِ الشَّيْطَانِ انْقَلَبَ الْمُشْرِكُونَ بِضَلَالَتِهِمْ وَعَدَاوَتِهِمْ. وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَأَصْحَابُهُ، فِيمَنْ رَجَعَ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَدْخُلُوا مَكَّةَ إِلَّا بِجِوَارٍ، فَأَجَارَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، فَلَمَّا رَأَى عُثْمَانُ مَا يَلْقَى أَصْحَابُهُ مِنَ الْبَلَاءِ، وَعَذَّبَ [2] طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بِالسِّيَاطِ وَالنَّارِ، وَعُثْمَانُ مُعَافًى لَا يُعْرَضُ لَهُ، اسْتَحَبَّ الْبَلَاءَ، فَقَالَ لِلْوَلِيدِ: يَا عَمُّ قَدْ أَجَرْتَنِي، وَأُحِبُّ أَنْ تُخْرِجَنِي إلى عشيرتك فتبرأ منّي، فقال: يا بن أَخِي لَعَلَّ أَحَدًا آذَاكَ أَوْ شَتَمَكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا اعْتَرَضَ لِي أَحَدٌ وَلَا آذَانِي، فَلَمَّا أَبَى إِلَّا أَنْ يَتَبَرَّأَ مِنْهُ أَخْرَجَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَقُرَيْشٌ فِيهِ، كَأَحْفَلِ مَا كَانُوا، وَلَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الشَّاعِرُ يُنْشِدُهُمْ، فَأَخَذَ الْوَلِيدُ بِيَدِ عُثْمَانَ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا قَدْ حَمَلَنِي عَلَى أَنْ أَتَبَرَّأَ مِنْ جِوَارِهِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُ، إِلَّا أَنْ يَشَاءَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: صَدَقَ، أَنَا وَاللَّهِ أَكْرَهْتُهُ عَلَى ذَلِكَ، وَهُوَ مِنِّي بَرِيءٌ، ثُمَّ جَلَسَ مَعَ الْقَوْمِ فَنَالُوا مِنْهُ [3] . قَالَ مُوسَى: وَخَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ [4] فِرَارًا بِدِينِهِمْ إِلَى الْحَبَشَةِ، فَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَمَرُوهُمَا أَنْ يُسْرِعَا [5] فَفَعَلَا، وَأَهْدَوْا لِلنَّجَاشِيِّ فَرَسًا وَجُبَّةَ دِيبَاجٍ، وَأَهْدَوْا العظماء الْحَبَشَةِ هَدَايَا، فَقَبِلَ النَّجَاشِيُّ هَدِيَّتَهُمْ، وَأَجْلَسَ عَمْرًا عَلَى سَرِيرِهِ، فَقَالَ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رِجَالًا مِنَّا سُفَهَاءَ لَيْسُوا [6] عَلَى دِينِكَ وَلَا دِينِنَا، فَادْفَعْهُمْ   [1] سورة الحج، الآية 52. [2] في المنتقى لابن الملّا (وتعذيب) . [3] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 62. [4] (وأصحابه) ساقطة من الأصل. وانظر الخبر بصيغة أخرى في السير والمغازي 178، 179، وتاريخ الطبري 2/ 338- 341، والمغازي لعروة 106- 109. [5] في المنتقى لابن الملا (يسيرا) . [6] كذا في المنتقى لابن الملا. وفي الأصل (ليس) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 إِلَيْنَا، فَقَالَ: حَتَّى أُكَلِّمَهُمْ وَأَعْلَمَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ هُمْ، فَقَالَ عَمْرٌو: هُمْ أَصْحَابُ الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ فِينَا، وَإِنَّهُمْ لَا يَشْهَدُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنُ اللَّهِ، وَلَا يَسْجُدُونَ لَكَ إِذَا دَخَلُوا، فَأَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلَى جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ، فَلَمْ يَسْجُدْ لَهُ وَلَا أَصْحَابُهُ وَحَيَّوْهُ بِالسَّلَامِ، فَقَالَ عَمْروٌ: أَلَمْ نُخْبِرْكَ بِخَبَرِ الْقَوْمِ، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: حَدِّثُونِي أَيُّهَا الرَّهْطُ، مَا لَكُمْ لَا تُحَيُّونِي كما يحيّيني مَنْ أَتَانِي مِنْ قَوْمِكُمْ، وَأَخْبِرُونِي مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى وَمَا دِينُكُمْ؟ أَنَصَارَى أَنْتُمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أَفَيَهُودٌ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَعَلَى [1] دِينِ قَوْمِكُمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَمَا دِينُكُمْ؟ قَالُوا: الْإِسْلَامُ، قَالَ: وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قَالُوا: نَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، قَالَ: مَنْ جَاءَكُمْ بِهَذَا؟ قَالُوا: جَاءَنَا بِهِ رَجُلٌ مِنَّا قَدْ عَرَفْنَا وَجْهَهُ وَنَسَبَهُ، بَعَثَهُ الله كما بعث الرسل إلى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَأَمَرَنَا بِالْبِرِّ وَالصَّدَقَةِ [2] وَالْوَفَاءِ وَالْأَمَانَةِ، وَنَهَانَا أَنْ نَعْبُدَ الْأَوْثَانَ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ، فَصَدَّقْنَاهُ، وَعَرَفْنَا كَلَامَ اللَّهِ، فَعَادَانَا قَوْمُنَا وَعَادَوْهُ وَكَذَّبُوهُ، وَأَرَادُونَا عَلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ، فَفَرَرْنَا إِلَيْكَ بِدِينِنَا وَدِمَائِنَا مِنْ قَوْمِنَا، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: وَاللَّهِ إِنْ خَرَجَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَّا مِنَ الْمِشْكَاةِ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا أَمْرُ عِيسَى، قَالَ [3] : وَأَمَّا التَّحِيَّةُ فَإِنَّ رَسُولَنَا أَخْبَرَنَا أَنَّ تَحِيَّةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ السَّلَامُ، فَحَيَّيْنَاكَ بِهَا، وَأَمَّا عِيسَى فَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ وَابْنُ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ. فَخَفَضَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ، وَأَخَذَ عُودًا فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا زَادَ ابْنُ مَرْيَمَ عَلَى هَذَا وَزْنَ هَذَا الْعُودِ، فَقَالَ عُظَمَاءُ الْحَبَشَةِ: وَاللَّهِ لَئِنْ سَمِعَتْ هَذَا الْحَبَشَةُ لَتَخْلَعَنَّكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقُولُ فِي عِيسَى غَيْرَ هَذَا أبدا، وما أطاع   [1] في المنتقى لابن الملا (أفعلى) . [2] في المنتقى لابن الملا (والصدق) . [3] أي جعفر بن أبي طالب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 اللَّهَ النَّاسُ فِيَّ حِينَ رَدَّ إِلَيَّ مُلْكِي، فَأَنَا أُطِيعُ النَّاسَ فِي دِينِ اللَهِ! مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ. وَكَانَ أَبُو النَّجَاشِيِّ مَلِكَ الْحَبَشَةَ، فَمَاتَ وَالنَّجَاشِيُّ صَبِيٌّ، فَأَوْصَى إِلَى أَخِيهِ أَنَّ إِلَيْكَ مُلْكَ قَوْمِكَ حَتَّى يَبْلُغَ ابْنِي، فَإِذَا بَلَغَ فَلَهُ الْمُلْكُ، فَرَغِبَ أَخُوهُ فِي الْمُلْكِ، فَبَاعَ النَّجَاشِيَّ لِتَاجِرٍ، وَبَادَرَ بِإِخْرَاجِهِ إِلَى السَّفِينَةِ، فَأَخَذَ اللَّهُ عَمَّهُ قَعْصًا [1] فَمَاتَ، فَجَاءَتِ الْحَبَشَةُ بِالتَّاجِ، وَأَخَذُوا النَّجَاشِيَّ فَمَلَّكُوهُ، وَزَعَمُوا أَنَّ التَّاجِرَ قَالَ: مَا لِي بُدٌّ مِنْ غُلَامِي أَوْ مَالِي، قَالَ النَّجَاشِيُّ: صَدَقَ، ادْفَعُوا إِلَيْهِ مَالَهُ. قَالَ: فَقَالَ النَّجَاشِيُّ حِينَ كَلَّمَهُ جَعْفَرٌ: رُدُّوا إِلَى هَذَا هَدِيَّتَهُ- يَعْنِي عَمْرًا- وَاللَّهِ لَوْ رَشَوْنِي عَلَى هَذَا دَبْرَ ذَهَبٍ- وَالدَّبْرُ بِلُغَتِهِ الْجَبْلُ- مَا قَبِلْتُهُ، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ: امْكُثُوا آمِنِينَ، وَأَمَرَ لَهُمْ بِمَا يُصْلِحُهُمْ مِنَ الرِّزْقِ. وَأَلْقَى اللَّهُ الْعَدَاوَةَ بَيْنَ عَمْرٍو وَعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ فِي مَسِيرِهِمَا، فَمَكَرَ بِهِ عَمْرٌو وَقَالَ: إِنَّكَ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَاذْهَبْ إِلَى امْرَأَةِ النَّجَاشِيِّ فَتَحَدَّثْ عِنْدَهَا إِذَا خَرَجَ زَوْجُهَا، فَإِنَّ ذلك عون لنا فِي حَاجَتِنَا، فَرَاسَلَهَا عُمَارَةُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا انْطَلَقَ عَمْرٌو إِلَى النَّجَاشِيِّ فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبِي هَذَا صَاحِبُ نِسَاءٍ، وَإِنَّهُ يُرِيدُ أَهْلَكَ فَاعْلَمْ عِلْمَ ذَلِكَ، فَبَعَثَ النَّجَاشِيُّ، فَإِذَا عُمَارَةُ عِنْدَ امْرَأَتِهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَنَفَخَ فِي إِحْلِيلِهِ سَحَرَةٌ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي جَزِيرَةٍ مِنَ الْبَحْرِ، فَجُنَّ، وَصَارَ مَعَ الْوَحْشِ، وَرَجَعَ عَمْرٌو خَائِبَ السَّعْيِ [2] . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا نزلنا أرض الحبشة، جاورنا بها خير   [1] أي قتلا سريعا. كما في (النهاية) . [2] انظر الخبر في: دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 62- 65، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 80، 81. [3] سيرة ابن هشام 2/ 87، السير والمغازي 213، طبقات ابن سعد 1/ 204. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 جَارٍ النَّجَاشِيَّ، أَمِنَّا عَلَى دِينِنَا، وَعَبَدْنَا اللَّهَ تَعَالَى، لَا نُؤْذَى، وَلَا نَسْمَعُ مَا نَكْرَهُ [1] ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ، وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ، فَبَعَثُوا بِالْهَدَايَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا، وَسَتَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ، رَوَاهَا جَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ كَانَتْ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْمَبْعَثِ. وَقَالَ حُدَيْجُ [2] بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ ثَمَانُونَ رَجُلًا، وَمَعَنَا جَعْفَرٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عُمَارَةَ، وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَبَعَثُوا مَعَهُمَا بِهَدِيَّةٍ إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَلَمَّا دَخَلَا عَلَيْهِ سَجَدَا لَهُ، وَبَعَثَا إِلَيْهِ بِالْهَدِيَّةِ، وَقَالَا: إِنَّ نَاسًا مِنْ قَوْمِنَا رَغِبُوا عَنْ دِينِنَا، وَقَدْ نَزَلُوا أَرْضَكَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَنَا جَعْفَرٌ: أَنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ، قَالَ: فَاتَّبَعُوهُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَلَمْ يَسْجُدُوا لَهُ، فَقَالَ: وَمَا لَكُمْ لَمْ تَسْجُدُوا لِلْمَلِكِ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْنَا نَبِيَّهُ، فَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْجُدَ إِلَّا للَّه، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ عَمْرٌو: إِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي عِيسَى، قَالَ: فَمَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى وَأُمِّهِ؟ قَالَ: نَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ، هُوَ رَوْحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ، الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ، وَلَمْ يَفْرِضْهَا وَلَدٌ، فَتَنَاوَلَ النَّجَاشِيُّ عُودًا فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانَ، مَا تَزِيدُونَ عَلَى مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ مَا يَزِنُ هَذَا، فَمَرْحَبًا بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي عِنْدَهُ فَأَحْمِلَ نَعْلَيْهِ- أَوْ قَالَ أَخْدُمَهُ- فانزلوا حيث شئتم من أرضي، فجاء   [1] في السيرة 2/ 87، وطبقات ابن سعد 1/ 204 «نكرهه» . [2] حديج: بالحاء المهملة المضمومة، وفتح الدال المهملة، وفي (ع) وما سيأتي «جريج» وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 ابْنُ مَسْعُودٍ فَشَهِدَ بَدْرًا [1] . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» عَنْ حُدَيْجٍ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَنْطَلِقَ مَعَ جَعْفَرٍ إِلَى الْحَبَشَةِ. وَسَاقَ كَحَدِيثِ حُدَيْجٍ. وَيَظْهَرُ لِي أَنَّ إِسْرَائِيلَ وَهَمَ فِيهِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ، وَإِلَّا أَيْنَ كَانَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ ذَلِكَ الْوَقْتِ. رجعنا إلى تَمَامِ الْحَدِيثِ الَّذِي سُقْنَاهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ [2] قَالَتْ: فَلَمْ يَبْقَ بِطْرِيقٌ مِنْ بَطَارِقَةِ النَّجَاشِيِّ إِلَّا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّةً، قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ، وَأَخْبَرَا ذَلِكَ الْبِطْرِيقَ بِقَصْدِهِمَا، لِيُشِيرَ عَلَى الْمَلِكِ بِدَفْعِ الْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ قَرَّبَا هَدَايَا النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا، ثُمَّ كَلَّمَاهُ فَقَالَا: أَيُّهَا الْمَلِكُ إِنَّهُ قَدِمَ إِلَى بِلَادِكَ مِنِّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ، جَاءُوا بِدِينٍ ابْتَدَعُوهُ، لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ، وَلَا أَنْتَ، فَقَدْ بَعَثْنَا إِلَيْكَ فِيهِمْ أَشْرَافَ قَوْمِهِمْ مِنْ أَقَارِبِهِمْ لِتَرُدَّهُمْ عَلَيْهِمْ، فَهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا [3] ، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ، قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ أَبْغَضَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ كَلَامَهُمُ النَّجَاشِيُّ، فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ: صِدْقًا أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَوْمُهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ مِنْ دِينِهِمْ، فَأَسْلِمْهُمْ إِلَيْهِمَا، فَغَضِبَ ثُمَّ قَالَ: لَاهَا اللَّهِ إِذَنْ لَا أُسَلِّمُهُمْ إِلَيْهِمَا، وَلَا يَكَادُ قَوْمٌ جَاوَرُونِي، وَنَزَلُوا بِلَادِي، وَاخْتَارُونِي عَلَى مَنْ سِوَايَ، حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلَهُمْ عَمَّا يَقُولَانِ، فَأَرْسَلَ إِلَى الصَّحَابَةِ فَدَعَاهُمْ، فَلَمَّا جَاءُوا وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ، سَأَلَهُمْ فَقَالَ: مَا دِينُكُمْ؟ فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جعفر فقال:   [1] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 67. [2] هي زوج النّبي صلّى الله عليه وسلّم. [3] أي أبصر بهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعُ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا مِنَ الْحِجَارَةِ، وَأَمَرَنَا بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ، فَصَدَّقْنَاهُ وَاتَّبَعْنَاهُ، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا فَعَذَّبُونَا، وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا، وَضَيَّقُوا عَلَيْنَا، فَخَرَجْنَا إِلَى بِلَادِكَ وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَالَتْ: قَالَ: وَهَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ جَعْفَرٌ: نَعَمْ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ كهيعص 19: 1 [1] فَبَكَى وَاللَّهِ النَّجَاشِيُّ، حَتَّى اخْضَلَّ [2] لِحْيَتُهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ، حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا، وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى [3] لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ، انْطَلِقَا، فَلَا وَاللَّهِ لَا أُسَلِّمُهُمْ إِلَيْكُمَا وَلَا يُكَادُ [4] . قَالَتْ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ عَمْرٌو: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُمْ غَدًا بِمَا أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أبي ربيعة، وكان أتى الرَّجُلَيْنِ فِينَا: لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَامًا، قَالَ: وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى عَبْدٌ، ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَطَلَبَنَا، قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهَا، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ، وَاللَّهِ، مَا قَالَ اللَّهُ كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا كَانَ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَرُوحُهُ، وَكَلِمَتُهُ، ألقاها إلى مريم العذراء البتول،   [1] سورة مريم، الآية 1. [2] في سيرة ابن هشام 2/ 88 «اخضلّت» . [3] هكذا في الأصل و (الدرر لابن عبد البر) ، وفي نسخة دار الكتب (عيسى) . [4] في السيرة «يكادون» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 فَأَخَذَ النَّجَاشِيُّ عُودًا ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيسَى مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ، فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ، وَاللَّهِ، اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ [1] بِأَرْضِي- وَالسُّيُومُ: الْآمِنُونَ- مَنْ سَبَّكُمْ غَرِمَ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرًا [2] مِنْ ذَهَبٍ، وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ، رُدُّوا هَدَايَاهُمَا فَلَا حاجة لي فيها، فو الله مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ علي ملكي، فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع النَّاسُ فِيَّ فَأُطِيعُهُمْ فِيهِ، قَالَتْ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ [3] . قَالَتْ: فَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ، إِذْ نَزَلَ بِهِ رجل من الحبشة ينازعه في ملكه، فو الله مَا عَلِمْنَا حُزْنًا قَدْ كَانَ أَشَدَّ عَلَيْنَا مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ، تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَيَأْتِيَ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ. فَسَارَ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا عَرْضُ النِّيلِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ الْوَقْعَةَ، ثُمَّ يَأْتِيَنَا بِالْخَبَرِ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أنا، فنفخوا له قرية، فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى نَاحِيَةِ النِّيلِ الَّتِي بِهَا يَلْتَقِي الْقَوْمُ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى حَضَرَهُمْ، وَدَعَوْنَا اللَّهَ تَعَالَى لِلنَّجَاشِيِّ، فَإِنَّا لَعَلَى ذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ الزُّبَيْرُ يَسْعَى فَلَمَعَ بِثَوْبِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَلَا أَبْشِرُوا، فَقَدْ ظَهَرَ النَّجَاشِيُّ، وَقَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ عَدُوَّهُ وَمَكَّنَ لَهُ فِي بِلَادِهِ [4] . قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَحَدَّثْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا قَوْلُهُ: مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ إِلَى آخِرِهِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فإنّ عائشة أمّ   [1] وفي رواية (شيوم) . انظر السيرة 2/ 88، وفي المغازي لعروة 113 كما هنا، وكذلك في دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 74، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 83. [2] الدبر: الجبل. [3] انظر تاريخ الطبري 2/ 335. [4] سيرة ابن هشام 2/ 87- 89، السير والمغازي 213- 216، نهاية الأرب 16/ 247- 250، دلائل النبوة للبيهقي 2/ 72- 74 دلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 81- 83. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَتْنِي أَنَّ أَبَاهُ كَانَ مَلِكَ قَوْمِهِ، ولم يكن له ولد إلا النجاشي، وكان لِلنَّجَاشِيِّ عَمٌّ مِنْ صُلْبِهِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فقَالَتِ الْحَبَشَةُ: لَوْ أَنَّا قَتَلْنَا هَذَا وَمَلَّكْنَا أَخَاهُ، فَإِنَّهُ لَا وَلَدَ لَهُ غَيْرَ هَذَا الْغُلَامِ، وَلِأَخِيهِ اثْنَا عَشَرَ وَلَدًا، فَتَوَارَثُوا مُلْكَهُ من بعده بقيت الحبشة بعده دهرا، فغدوا عَلَى أَبِي النَّجَاشِيِّ فَقَتَلُوهُ، وَمَلَّكُوا أَخَاهُ. فَمَكَثُوا حِينًا، وَنَشَأَ النَّجَاشِيُّ مَعَ عَمِّهِ، فَكَانَ لَبِيبًا حَازِمًا، فَغَلَبَ عَلَى أَمْرِ عَمِّهِ، وَنَزَلَ مِنْهُ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ، فَلَمَّا رَأَتِ الْحَبَشَةُ مَكَانَهُ مِنْهُ قَالَتْ بَيْنَهَا: وَاللَّهِ لَقَدْ غَلَبَ هَذَا عَلَى عَمِّهِ، وَإِنَّا لَنَتَخَوَّفُ أَنْ يُمَلِّكَهُ عَلَيْنَا، وَإِنْ مَلَكَ لَيَقْتُلُنَا بِأَبِيهِ، فَكَلَّمُوا الْمَلِكَ [1] ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ، قَتَلْتُ أَبَاهُ بِالْأَمْسِ، وَأَقْتُلُهُ الْيَوْمَ! بَلْ أُخْرِجُهُ مِنْ بِلَادِكُمْ، قَالَتْ: فَخَرَجُوا بِهِ فَبَاعُوهُ لِتَاجِرٍ [2] بِسِتِّمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقَذَفَهُ فِي سَفِينَةٍ وَانْطَلَقَ بِهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ النَّهَارِ، هَاجَتْ سَحَابَةٌ، فَخَرَجَ عَمُّهُ يَسْتَمْطِرُ تَحْتَهَا، فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فَقَتَلَتْهُ، ففزعت الحبشة إلى ولده، فإذا هو محمق لَيْسَ فِي وَلَدِهِ خَيْرٌ، فَمَزَجَ الأَمْرُ، فَقَالُوا: تَعَلَّمُوا، وَاللَّهِ إِنَّ مَلِكَكُمُ الَّذِي لَا يُقِيمُ أَمْرَكُمْ غَيْرُهُ لَلَّذِي بِعْتُمُوهُ غَدْوَةً [3] ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ فَأَدْرَكُوهُ، وَأَخَذُوهُ مِنَ التَّاجِرِ، ثُمَّ جَاءُوا بِهِ فَعَقَدُوا عَلَيْهِ التَّاجَ، وَأَقْعَدُوهُ عَلَى سَرِيرِ ملكه، فجاء التّاجر فقال: ما لي، قَالُوا: لَا نُعْطِيكَ شَيْئًا، فَكَلَّمَهُ، فَأَمَرَهُمْ فَقَالَ: أَعْطُوهُ دَرَاهِمَهُ أَوْ عَبْدَهُ، قَالُوا: بَلْ نُعْطِيهِ دَرَاهِمَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا خُبِرَ مِنْ عَدْلِهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [4] . وَرَوَى يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يُكَلِّمُ النَّجَاشِيَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [5] .   [1] أي في قتله. [2] من بني ضمرة. (الجواهر الحسان في تاريخ الحبشان) . [3] وهو أصحمة. [4] سيرة ابن هشام 2/ 89- 90، السير والمغازي 216- 217، دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 76، دلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 83- 84، نهاية الأرب 16/ 250- 252. [5] المغازي لعروة 111. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَدٍ، وَجَمَاعَةٌ، أنا ابْنُ ملاعب، ثنا الأمويّ، أنا جَابِرُ بْنُ يَاسِينَ، أنا الْمُخَلِّصُ، أنا الْبَغَوِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، ثنا أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ مجالد، عن الشعبي، عن عبد الله بن جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرًا وَعُمَارَةَ بِهَدِيَّةٍ إِلَى النَّجَاشِيِّ لِيُؤْذُوا الْمُهَاجِرِينَ. فَخَلُّوهُمْ، فَقَالَ عَمْرٌو: وَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى غَيْرَ مَا تَقُولُ، فَأَرْسِلْ إِلَيْنَا، وَكَانَتِ الدَّعْوَةُ الثَّانِيَةُ أَشَدَّ عَلَيْنَا، فَقَالَ: مَا يَقُولُ صَاحِبُكُمْ فِي عِيسَى؟ قَالَ: وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: أَعَبِيدٌ هُمْ لَكُمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَلَكُمْ عَلَيْهِمْ دَيْنٌ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: يَقُولُ: هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى عَذْرَاءَ بَتُولٍ، فَقَالَ: ادْعُوا لِي فُلَانًا الْقَسَّ، وَفُلَانًا الرَّاهِبَ، فَأَتَاهُ أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى؟ قَالُوا: أَنْتَ أَعْلَمُنَا، قَالَ: وَأَخَذَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ فَقَالَ: مَا عَدَا عِيسَى مَا قَالَ هَؤُلَاءِ مِثْلَ هَذَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُؤْذِيكُمْ أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَنَادَى مَنْ آذَى مِنْهُمْ فَأَغْرَمُوهُ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، ثُمَّ قَالَ: أَيَكْفِيكُمْ؟ قُلْنَا: لَا، فَأَضْعِفْهَا، قَالَ: فَلَمَّا ظَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَاجَرَ أَخْبَرْنَاهُ، قَالَ فَزَوَّدَنَا وَحَمَلْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ بِمَا صَنَعْتُ إِلَيْكُمْ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَقُلْ لَهُ يَسْتَغْفِرْ لِي، فَأَتَيْنَا الْمَدِينَةَ، فَتَلَقَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَنَقَنِي وَقَالَ: مَا أَدْرِي أَنَا بِقُدُومِ جَعْفَرٍ أَفْرَحُ أَمْ بِفَتْحِ خَيْبَرَ، وَقَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِلنَّجَاشِيِّ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: آمِينَ [1] . إِسْلَامُ ضِمَادٍ [2] دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن   [1] في حاشية الأصل: بلغت قراءة خليل بن أيبك في الميعاد الثالث على مؤلّفه، فسح الله في مدّته. [2] هو ضماد بن ثعلبة الأزدي. كان صديقا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الجاهلية وكان رجلا يتطبّب ويرقي ويطلب العلم. (الاستيعاب 2/ 217، الإصابة 2/ 210 رقم 4177) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ ضِمَادٌ مَكَّةَ، وَهُوَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَكَانَ يَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيَاحِ [1] فَسَمِعَ سُفَهَاءَ مِنْ سُفَهَاءِ النَّاسِ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ، فَقَالَ: آتِي هَذَا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَهُ عَلَى يَدَيَّ، قَالَ: فَلَقِيتُ مُحَمَّدًا فَقُلْتُ: إِنِّي أَرْقِي مِنْ هَذِهِ الرِّيَاحِ، وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي عَلَى يَدَيَّ مَنْ يَشَاءُ، فَهَلُمَّ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّ الْحَمْدَ للَّه نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ (ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسوله، أمّا بعد، فقال: [2] والله لقد سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ، وَقَوْلَ السَّحَرَةِ، وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ [3] ، فَهَلُمَّ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَبَايَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ: «وَعَلَى قَوْمِكَ» فَقَالَ: وَعَلَى قَوْمِي. فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَمَرُّوا بِقَوْمِ ضِمَادٍ. فَقَالَ صَاحِبُ الْجَيْشِ لِلسَّرِيَّةِ: هَلْ أَصَبْتُمْ مِنْ هَؤُلَاءِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَصَبْتُ مِنْهُمْ مِطْهَرَةً، فَقَالَ: رُدُّوهَا عَلَيْهِمْ فَإِنَّهُمْ قَوْمُ ضِمَادٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . إِسْلَامُ الْجِنِّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً من الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ 46: 29   [1] في صحيح مسلّم «الريح» ، وفي النهاية لابن الأثير «إنّي أعالج من هذه الأرواح» ، والأرواح أو الريح كناية عن الجنّ. [2] في المنتقى لابن الملا «فقال ضماد» . [3] في حاشية الأصل و (ع) «ولقد بلغن قاموس البحر» وفي روآية «ناعوس» . ولفظ «قاموس» هو المشهور في روآيات الحديث في غير صحيح مسلّم. وقال القاضي عياض: أكثر نسخ صحيح مسلّم وقع فيها «قاعوس» . قال أبو عبيد: قاموس البحر وسطه، وقال ابن دريد: لجّته. وقال صاحب كتاب العين: قعره الأقصى. (انظر: صحيح مسلّم) . [4] صحيح مسلّم (868) كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوّة 2/ 10، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 604- 605، وفيه: أخرج هذه القصة أيضا الإمام أحمد في مسندة برقم 2749 وأخرجها أيضا النسائي في السنن، وأبو نعيم في دلائل النبوّة برقم 187 بتحقيق قلعة جي وعبّاس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 [1] الْآيَاتِ، وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ 6: 130 [2] وَأَنْزَلَ فِيهِمْ سُورَةَ الْجِنِّ. وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَلَا رَآهُمْ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا. قَالَ: فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بِنَخْلَةَ [3] ، عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ، فَقَالُوا: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أحدا، فأنزلت قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ 72: 1 [4] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] . وَيُحْمَلُ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَرَأَ عَلَى الْجِنِّ وَلَا رَآهُمْ، يَعْنِي أَوَّلَ مَا سَمِعَتِ الْجِنُّ الْقُرْآنَ، ثُمَّ إِنَّ دَاعِيَ الْجِنِّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَمَا فِي خَبَرِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ حفظ القصّتين، فقال سفيان الثّوريّ عن   [1] سورة الأحقاف، الآية 29. [2] سورة الأنعام، الآية 130. [3] موضع على ليلة من مكة. (معجم ما استعجم للبكري 4/ 1304 وانظر معجم البلدان 5/ 277) . [4] سورة الجن، الآية 1. [5] صحيح مسلّم (449) كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجنّ، الترمذي (3379) سورة الجن، أحمد في مسندة 1/ 252، و 270 و 274 و 416. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ بِبَطْنِ نَخْلَةَ، فَلَمَّا سَمِعُوهُ أَنْصَتُوا قَالُوا: صَهْ [1] ، وَكَانُوا سَبْعَةً أَحَدُهُمْ زَوْبَعَةُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً من الْجِنِّ 46: 29 الْآيَاتِ. وَقَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ مَعْنٍ، ثنا أَبِي، سَأَلْتُ مَسْرُوقًا: مَنْ آذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِنِّ [2] لَيْلَةَ اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوكَ، يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ أَنَّهُ آذَنَتْهُ بِهِمْ شَجَرَةٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَلَكِنَّا فَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِمَكَّةَ، فَقُلْنَا اغْتِيلَ، اسْتُطِيرَ، مَا فَعَلَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ- أَوْ قَالَ فِي السَّحَرِ- إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَكَرُوا الَّذِي كَانُوا فِيهِ، فَقَالَ: «إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَأَتَيْتُهُمْ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ» ، فَانْطَلَقَ فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَدْ جَاءَ مَا يُخَالِفُ هَذَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سَنَّةَ [5] الْخُزَاعِيُّ من   [1] كلمة زجر تقال عند الإسكات، وتنوّن ولا تنوّن. (النهاية) . [2] «بالجنّ» غير موجودة في الأصل، فاستدركناها من صحيح البخاري. [3] صحيح البخاري 4/ 240 كتاب مناقب الأنصار، باب ذكر الجنّ وقول الله تعالى: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ من الْجِنِّ 72: 1. وانظر دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 12، وعيون الأثر 1/ 137. [4] صحيح مسلّم (450) كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجنّ. وفيه تكملة: «وسألوه الزاد، فقال: «لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، أوفر ما يكون لحما. وكل بعرة علف لدوابّكم» . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلا تستنجوا بهما فإنّهما طعام إخوانكم» . [5] بفتح السين وتشديد النون. على ما في تبصير المنتبه، والقاموس المحيط وغيرهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أَهْلِ الشَّامِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ، وَهُوَ بِمَكَّةَ «مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَحْضُرَ اللَّيْلَةَ أَمْرَ الْجِنِّ فَلْيَفْعَلْ» ، فَلَمْ يَحْضُرْ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ خَطَّ لِي بِرِجْلِهِ خَطًّا، ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حتى قام، فافتح الْقُرْآنَ فَغَشِيَتْهُ أَسْوَدَةٌ [1] كَثِيرَةٌ، حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، حَتَّى مَا أَسْمَعُ صَوْتَهُ، ثُمَّ انْطَلَقُوا وَطَفِقُوا يَتَقَطَّعُونَ مِثْلَ قِطَعِ السَّحَابِ، ذَاهِبِينَ، حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُمْ رَهْطٌ، وَفَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ الْفَجْرِ، فَانْطَلَقَ فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: «مَا فَعَلَ الرَّهْطُ» ؟ فَقُلْتُ: هُمْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَخَذَ عَظْمًا وَرَوْثًا فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ زَادًا، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ أَحَدٌ بِعَظْمٍ أَوْ بِرَوْثٍ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ [2] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أَبْصَرَ زُطًّا [3] فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا هَؤُلَاءِ الزُّطُّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شِبْهَهُمْ إِلَّا الْجِنَّ لَيْلَةَ الْجِنِّ، وَكَانُوا مُسْتَنْفِرِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. صَحِيحٌ [4] . يُقَالُ: اسْتَنْفَرَ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ، إِذَا أَخَذَ ذَيْلَهُ مِنْ بَيْنِ فَخِذَيْهِ إِلَى حُجْزَتِهِ فَغَرَزَهُ. وَكَذَا يُقَالُ فِي الْكَلْبِ، إِذَا جَعَلَ ذَنَبَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ لِلْحَائِضِ: اسْتَنْفِرِي. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ، عَنْ مُسْتَمِرِّ بْنِ الرَّيَّانِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، حَتَّى أَتَى الْحَجُونَ فَخَطَّ عَلَيَّ خَطًّا، ثُمَّ تقدّم إليهم، فازدحموا عليه، فقال سيّد   [1] جمع سواد وهو الشخص، لأنه يرى من بعيد أسود. [2] سنن النسائي 1/ 37- 38، كتاب الطهارة، باب النهي عن الاستطابة بالعظم. وانظر دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 14 وعيون الأثر 1/ 137. [3] جنس من السودان والهنود. (النهاية) . [4] انظر عيون الأثر 1/ 136- 137. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 لَهُمْ يُقَالُ لَهُ وَرْدَانُ: إِنِّي أَنَا أُرَحِّلُهُمْ عَنْكَ، فَقَالَ: إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ [1] . وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ «الرَّحْمَنُ» ، ثُمَّ قَالَ: «مَا لِي أَرَاكُمْ سُكُوتًا، لَلْجِنُّ كَانُوا أَحْسَنَ رَدًّا مِنْكُمْ، مَا قَرَأْتُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ مَرَّةٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ 55: 13 [2] ، إِلَّا قَالُوا: وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نكذب، فكل الْحَمْدُ» . زُهَيْرٌ ضَعِيفٌ [3] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ جَدِّهِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَتْبَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِدَاوَةٍ لِوُضُوئِهِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: «أَتَانِي جِنُّ نَصِيبِينَ فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِرَوْثَةٍ وَلَا بِعَظْمٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَيَدْخُلُ هَذَا الْبَابُ فِي بَابِ شَجَاعَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُوَّةِ قَلْبِهِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ صَلَاتِي، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ، فَأَخَذْتُهُ وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ، فذكرت دعوة أخي سُلَيْمَانُ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي 38: 35   [1] دلائل النبوّة 2/ 16، تاريخ الخميس 1/ 343- 344. [2] سورة الرحمن. (وهي مكرّرة فيها كثيرا) . [3] انظر: التاريخ الصغير 203، الضعفاء الصغير 261 رقم 137، الضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 218، التاريخ لابن معين 2/ 176، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 92 رقم 549، الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1073، المغني في الضعفاء 1/ 241 رقم 2218، ميزان الاعتدال 2/ 84 رقم 2918. [4] صحيح البخاري 4/ 240- 241 كتاب مناقب الأنصار، باب ذكر الجن وقول الله تعالى قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجنّ. وانظر دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 18. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 [1] فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا. وَفِي لَفْظٍ: فَأَخَذْتُهُ فَفَدَغْتُهُ، يَعْنِي خَنَقْتُهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . فَصْلٌ فِيمَا وَرَدَ مِنْ هَوَاتِفِ الْجَانِّ وَأَقْوَالِ الْكُهَّانِ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لِشَيْءٍ قَطُّ إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا، إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ، فَبَيْنَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ فَقَالَ: لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي أَوْ أَنَّكَ عَلَى دِينِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كُنْتَ كَاهِنَهُمْ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، قَالَ فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي، فَقَالَ: كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ: فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ؟ قَالَ: بَيْنَا أَنَا [3] جَالِسٌ جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ قَالَتْ: أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا ... وَيَأْسَهَا من بعد إنكاسها [4] ولحوقها بالقلاص وأحلاسها [5]   [1] كذا ورد في الحديث، ونصّ الآية 35 في سورة ص رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً.. 38: 35 كما في صحيح مسلّم. [2] أخرجه البخاري 1/ 78- 119 في كتاب الصلاة، باب الاغتسال إذا أسلّم وربط الأسير أيضا في المسجد.. ومسلّم (541) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوّذ منه، وجواز العمل القليل في الصلاة، وأحمد في مسندة 2/ 298، عيون الأثر 1/ 136- 139. [3] في صحيح البخاري «بينما أنا يوما في السوق جاءتني» . [4] في الأصل و (ع) : (ويأسها بعد وإبلاسها) وما أثبتناه عن صحيح البخاري. [5] أي يئست من استراق السمع بعد أن كانت ألفته. والقلاص: جمع قلوص وهي النّاقة الشابّة، والحلس كساء يجعل تحت رحل الإبل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 قَالَ عُمَرُ: صَدَقَ، بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ بِعِجْلٍ فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ مِنْهُ [1] صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ: يَا جَلِيحُ، أَمْرٌ نَجِيحٌ، رَجُلٌ فَصِيحٌ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [2] ، فَوَثَبَ الْقَوْمُ، قُلْتُ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، ثُمَّ نَادَى: يَا جَلِيحُ، أَمْرٌ نَجِيحٌ، رجل فصيح، يقول: لا إله إلا الله، قُلْتُ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا، فَأَعَادَ قَوْلَهُ، قَالَ: فَقُمْتُ فَمَا نَشِبْتُ أَنْ قِيلَ هَذَا نَبِيٌّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ هَكَذَا [3] . وَظَاهِرُهُ أَنَّ عُمَرَ بِنَفْسِهِ سَمِعَ الصَّارِخَ مِنَ الْعِجْلِ، وَسَائِرِ الرِّوَايَاتِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْكَاهِنَ هُوَ الَّذِي سَمِعَ. فَرَوَى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مَارٌّ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ كُنْتُ مَرَّةً ذَا فَرَاسَةٍ، وَلَيْسَ لِي رَئِيٌّ، أَلَمْ يَكُنْ قَدْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ يَنْظُرُ وَيَقُولُ فِي الْكَهَانَةِ، ادْعُوهُ لِي، فَدَعَوْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مِنْ أَيْنَ قَدِمْتَ؟ قَالَ: مِنَ الشَّامِ، قَالَ: فأين تريد؟ قال: أردت هذا الْبَيْتَ، وَلَمْ أَكُنْ أَخْرُجُ حَتَّى آتِيَكَ، قَالَ: هَلْ كُنْتَ تَنْظُرُ فِي الْكَهَانَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَحَدِّثْنِي، قَالَ: إِنِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ بِوَادٍ، إِذْ سَمِعْتُ صَائِحًا يَقُولُ: يَا جَلِيحُ، خَبَرٌ نجيح، رجل يصيح، يقول: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، الْجِنَّ وَإِيَاسَهَا، وَالإِنْسَ وَإِبْلاسَهَا، وَالْخَيْلَ وَأَحْلَاسَهَا، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ إِنَّ هَذَا لَخَبَرٌ يَئِسَتْ مِنْهُ الْجِنُّ، وَأَبْلَسَتْ مِنْهُ الإنس، وأعملت فيه الخيل [4] ، فما حال   [1] في صحيح البخاري «به» . [2] في صحيح البخاري «أنت» بدل لفظ الجلالة. [3] صحيح البخاري 4/ 242- 243 كتاب مناقب الأنصار، باب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [4] أي حرضت وحثت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 الْحَوْلُ حَتَّى بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ الْوَليِدُ بْنُ مَزْيَدَ الْعُذْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ مِسْكِينٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: بَيْنَا عُمَرُ جَالِسٌ. وَهَذَا مُنْقَطِعٌ. وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ. وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أَحَدِ الْقُرَّاءِ، عَنْ مُجَاهِدٍ مَوْقُوفًا [1] . وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْكَاهِنُ هُوَ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْحَمَّارِ [2] الْكُوفِيِّ، ثنا زِيَادُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ تَرَاسٍ الْكُوفِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَيْنَا عُمَرُ يَخْطُبُ إِذْ قَالَ: أَفِيكُمْ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ تِلْكَ السَّنَةَ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الْمُقْبِلَةُ قَالَ: أَفِيكُمْ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ؟ قَالُوا: وَمَا سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ؟ قَالَ: كَانَ بَدْءُ إِسْلَامِهِ شَيْئًا عَجَبًا، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ، فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْنَا بِبَدْءِ إِسْلَامِكَ يَا سَوَادُ، قَالَ: كُنْتُ نَازِلا بِالْهِنْدِ، وَكَانَ لِي رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ، فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ إِذْ جَاءَنِي فِي مَنَامِي ذَلِكَ قَالَ: قُمْ فَافْهَمْ وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، قَدْ بُعِثَ رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَأَنْجَاسِهَا ... وَشَدِّهَا الْعِيسَ بِأَحْلاسِهَا [3] نهوي إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى ... مَا مُؤْمِنُوهَا مِثْلُ أَرْجَاسِهَا فَانْهَضْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ ... وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَى رَاسِهَا يَا [4] سَوَادُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ نَبِيًّا فَانْهَضْ إِلَيْهِ تَهْتَدِ وَتَرْشُدْ [5] ، فلمّا كان   [1] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 27. [2] الضبط من (تبصير المنتبه) . [3] العيس: الإبل البيض، والحلس: الكساء الّذي يوضع على ظهر الجمل. [4] في الدلائل: «ثم أنبهني وأفزعني وقال» . [5] في صحيح البخاري: (تسعد وترشد) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ أَتَانِي فَأَنْبَهَنِي، ثُمَّ قَالَ: عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَطْلَابِهَا ... وَشَدِّهَا الْعِيسَ بِأَقْتَابِهَا تَهْوِي إلى مكة تبغي الهدى ... ليس قداماها كَأَذْنَابِهَا فَانْهَضْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ ... وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَى نَابِهَا [1] فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الثَّالِثَةُ أَتَانِي فَأَنْبَهَنِي، ثُمَّ قَالَ: عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَخْبَارِهَا ... وَشَدِّهَا الْعِيسَ بِأَكْوَارِهَا تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى ... لَيْسَ ذَوُو الشَّرِّ كَأَخْيَارِهَا فَانْهَضْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ ... مَا مُؤْمِنُو الْجِنِّ كَكُفَّارِهَا [2] فَوَقَعَ [3] فِي قَلْبِي حُبُّ الْإِسْلَامِ [4] ، وَشَدَدْتُ رَحْلِي، حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ بِالْمَدِينَةِ، وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَعُرْفِ الْفَرَسِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: «مَرْحَبًا بِسَوَادِ بْنِ قَارِبٍ، قَدْ عَلِمْنَا مَا جَاءَ بِكَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ قُلْتُ شِعْرًا فَاسْمَعْهُ مِنِّي [5] : أَتَانِي رَئِيِّي بَعْدَ لَيْلٍ وَهَجْعَةٍ [6] ... وَلَمْ يَكُ فِيمَا قَدْ بَلَوْتُ بِكَاذِبٍ [7] ثَلَاثَ لَيَالٍ قَوْلُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ ... أَتَاكَ نَبِيٌّ [8] مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ فَشَمَّرْتُ عَنْ سَاقِي الْإِزَارَ وَوَسَّطَتْ ... بِيَ الذّعلب [9] الوجناء [10] عند السباسب [11]   [1] أي سيّدها، كما في حاشية الأصل ومعاجم اللغة. [2] في مجمع الزوائد، وعيون الأثر، ورد الشطر الأخير «بين روابيها وأحجارها» . [3] في الدلائل للبيهقي: «قال: لما سمعته يكرر ليلة بعد ليلة، فوقع» . [4] في الدلائل «من أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ» . [5] في الدلائل «قال سواد: فقلت» . [6] في شرح الشفاء للقارئ 1/ 748 «بليلة بعد هجعة» . [7] في صحيح البخاري «ولم أك فيما قد بليت» . [8] وفي رواية «رسول» . [9] الذعلب: الناقة السريعة. [10] الوجناء: الشديدة. [11] وفي البداية والنهاية «غبر» ، وفي مجمع الزوائد «بين» . والسبب: المفازة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ [1] غَيْرُهُ ... وَأَنَّكَ مَأْمُونٌ عَلَى كُلِّ غَائِبِ وَأَنَّكَ أَدْنَى الْمُرْسَلِينَ شفاعة ... إلى الله يا بن الأَكْرَمِينَ الأَطَايِبِ فَمُرْنَا بِمَا يَأْتِيكَ يَا خَيْرَ مَنْ مَشَى [2] ... وَإِنْ كَانَ فِيمَا جَاءَ شَيْبُ الذَّوَائِبِ فَكُنْ لِي شَفِيعًا يَوْمَ لَا ذُو شَفَاعَةٍ ... سِوَاكَ بِمُغْنٍ عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبِ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] ، وَقَالَ لِي: «أَفْلَحْتَ يَا سَوَادُ» ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ يَأْتِيكَ رَئِيُّكَ الآنَ؟ قَالَ: مُنْذُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ لَمْ يَأْتِنِي، وَنِعْمَ الْعِوَضُ كِتَابُ اللَّهِ مِنَ الْجِنِّ [4] . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِالْمَرَّةِ [5] ، وَمُحَمَّدُ بْنُ تَرَاسٍ وَزِيَادٌ [6] مَجْهُولانِ لَا تُقْبَلُ رِوَايَتُهُمَا، وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَلَكِنَّ أَصْلَ الْحَدِيثِ مَشْهُورٌ. وَقَدْ قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ شَيْبَانَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حِجْرٍ الشَّامِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ الْأَبْنَاوِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رجل، فقال قائل:   [1] في صحيح البخاري، ومجمع الزوائد، وشرح الشفا «ربّ» بدل «شيء» . [2] في صحيح البخاري، ومجمع الزوائد، «يا خير مرسل» . [3] في الدلائل «حتى بدت نواجذه» . [4] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 29- 30، عيون الأثر 1/ 72- 74، وانظر عن سواد: الاستيعاب 2/ 123- 124، وأسد الغابة 2/ 375، والإصابة 2/ 96- 97 رقم 3583، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 202، والجرح والتعديل 4/ 303، والمعجم الكبير للطبراني 7/ 109، والمقاصد النحوية 2/ 114، والوافي بالوفيات 16/ 35- 36 رقم 48. [5] رواه الحاكم في المستدرك 2/ 608- 610، والطبراني في المعجم الكبير 7/ 109- 112 رقم (6475) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 250 إسناده ضعيف، ونقله ابن كثير في السيرة النبويّة 1/ 344- 346 عن مسند أبي يعلى وقال: هذا منقطع، وكذا حكم بانقطاعه الذهبي في تلخيصه للمستدرك 2/ 608، ورواه أبو نعيم في دلائل النبوّة 1/ 31- 32. [6] انظر الجرح والتعديل 3/ 549. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ: أَنْتَ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي أَتَاهُ رَئِيُّهُ بِظُهُورِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنْتَ عَلَى كَهَانَتِكَ [1] . فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا اسْتَقْبَلَنِي بِهَذَا أَحَدٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ [2] . قَالَ عُمَرُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ أَعْظَمُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي بِإِتْيَانِكَ رَئِيَّكَ بِظُهُورِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: بَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، إِذْ أَتَانِي [3] فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: قُمْ يَا سَوَادُ بْنَ قَارِبٍ اسْمَعْ مَقَالَتِي وَاعْقِلْ، إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ، إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ يَدْعُو إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الشِّعْرَ قَرِيبًا مِمَّا تَقَدَّمَ، ثُمَّ أَنْشَأَ عُمَرُ يَقُولُ: كُنَّا يَوْمًا فِي حَيٍّ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُمْ آلُ ذَرِيحٍ، وَقَدْ ذَبَحُوا عِجْلا، وَالْجَزَّارُ يُعَالِجُهُ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتًا مِنْ جَوْفِ الْعِجْلِ وَلَا نَرَى شَيْئًا وَهُوَ يَقُولُ: يَا آلَ ذَرِيحٍ، أَمْرٌ نَجِيحٌ، صَائِحٌ يَصِيحُ، بِلِسَانٍ فَصِيحٍ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [4] . أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مُتَّفَقٌ على تركه [5] ،   [1] في دلائل النبوّة «فأنت على ما كنت عليه من كهانتك» . [2] في الدلائل «منذ أسلمت يا أمير المؤمنين» . [3] في دلائل النبوّة «أتاني رئي» . [4] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 33. [5] هو الوقّاصي المالكي. انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 394، التاريخ الكبير 6/ 238- 239 رقم 2270، التاريخ الصغير 185، الضعفاء الصغير 270 رقم 250، الضعفاء والمتروكين للنسائي 399، الجرح والتعديل 6/ 157 رقم 865، الضعفاء والمتروكين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 وَعَلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ فِيهِ جَهَالَةٌ [1] ، مَعَ أَنَّ الْحَدِيثَ مُنْقَطِعٌ. وَقَدْ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَجَرٍ أَخِي يَحْيَى بْنِ حَجَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِنَحْوِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «كَامِلِهِ» [2] : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ، بِالرَّمْلَةِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ قَالَ: كُنْتُ نَائِمًا عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الشَّرَاةِ، فَأَتَانِي آتٍ فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: قُمْ يَا سَوَادُ أَتَى رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. كَذَا فِيهِ سَعِيدٌ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي سَوَادٌ، وَعَبَّادٌ لَيْسَ بِثِقَةٍ [3] يَأْتِي بِالطَّامَّاتِ [4] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: أَوَّلُ مَا سُمِعَ بِالْمَدِينَةِ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ تُدْعَى فَطِيمَةَ، كَانَ لَهَا تَابِعٌ مِنَ الْجِنِّ، فَجَاءَ يَوْمًا فَوَقَعَ عَلَى جِدَارِهَا، فَقَالَتْ: مَا لَكَ لَا تَدْخُلُ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ نبيّ   [ () ] للدارقطنيّ 133 رقم 403، أحوال الرجال للجوزجانيّ 127 رقم 211، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 206 رقم 1209، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 808، المغني في الضعفاء 2/ 246 رقم 4038، الكاشف 2/ 221 رقم 3771، ميزان الاعتدال 3/ 43 رقم 5531، تهذيب التهذيب 7/ 133 رقم 279. [1] لم أجد له ترجمة. [2] الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 628 في ترجمة الحكم بن يعلى. [3] انظر عنه: التاريخ الكبير 6/ 41 رقم 1629، الجرح والتعديل 6/ 82 رقم 421، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 138 رقم 1121، الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1648، المغني في الضعفاء 1/ 326 رقم 3043، ميزان الاعتدال 2/ 369 رقم 4128، لسان الميزان 3/ 232 رقم 1032. [4] هنا في حاشية الأصل (بلغ) ، يعنون (بلغ قراءة) . وانظر الحديث في دلائل النبوّة 2/ 33. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 يحرّم الزّنا، فَحَدَّثَتْ بِذَاكَ الْمَرْأَةُ عَنْ تَابِعِهَا مِنَ الْجِنِّ، فَكَانَ أَوَّلَ خَبَرٍ تُحَدِّثُ بِهِ بِالْمَدِينَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّمِّيُّ [1] : ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمرو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَوَّلُ خَبَرٍ قَدِمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا تَابِعٌ، فَجَاءَ فِي صُورَةِ طائر حتى وقع على حائط دراهم، فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: انْزِلْ، قَالَ: لَا، إِنَّهُ قد بعث بمكة نبيّ يحرّم الزّنا، قَدْ مَنَعَ مِنَّا الْقَرَارَ. وَفِي الْبَابِ عِدَّةُ أَحَادِيثَ عَامَّتُهَا وَاهِيَةُ الأَسَانِيدِ. انْشِقَاقُ الْقَمَرِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ 54: 1- 3 [2] . قَالَ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ مَرَّتَيْنِ. أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ شَيْبَانَ، لَكِنْ لَمْ يَقُلِ الْبُخَارِيُّ (مَرَّتَيْنِ) [3] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ مِثْلَهُ، وَزَادَ (فَانْشَقَّ فِرْقَتَيْنِ مَرَّتَيْنِ) [4] . وَلِلْبُخَارِيِّ نَحْوٌ مِنْهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عروبة، عن قتادة. وأخرجاه   [1] الزّمّي: بفتح الزاي وتشديد الميم، نسبة إلى زم، وهي بليدة على طرف جيحون (اللباب لابن الأثير 2/ 76. [2] أول سورة القمر. [3] صحيح البخاري 4/ 186 باب سؤال المشركين أن يريهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم آية فأراهم انشقاق القمر ، وتفسير سورة القمر 6/ 53 ومسلّم (2802) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب انشقاق القمر، وأحمد في المسند 1/ 377 و 413، و 447 و 3/ 275 و 278 و 4/ 82. [4] صحيح مسلّم (2802/ 47) كتاب صفات المنافقين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَمَرَ مُنْشَقًّا شِقَّتَيْنِ بِمَكَّةَ، قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّةٌ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَشِقَّةٌ عَلَى السُّوَيْدَاءِ، فَقَالُوا: سُحِرَ الْقَمَرِ [1] . لَفْظُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَأَرَادَ (قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَعْنِي إِلَى الْمَدِينَةِ. وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حديث ان عُيَيْنَةَ، وَلَفْظُهُ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَقَّتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْهَدُوا [2] . وَأَخْرَجَاهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: انْفَلَقَ الْقَمَرُ، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَارَتْ فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ، وَفِلْقَةٌ دُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْهَدُوا [3] . وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ [4] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: هَذَا سِحْرُ ابْنِ أبي كبشة [5] فقالوا: [6] انظروا [7] ما   [1] أخرجه مسلّم (2800) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. [2] صحيح مسلّم (2800/ 43) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. [3] صحيح مسلّم (2800/ 44) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. [4] صحيح مسلّم (2800/ 45) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. [5] كان المشركون ينسبون النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي كبشة، وهو رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الأوثان. [6] في دلائل النبوّة «قال: فقالوا:» . [7] في دلائل النبوة «انتظروا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 يَأْتِيكُمْ بِهِ السُّفَّارُ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْحَرَ النَّاسَ كُلَّهُمْ [1] ، فَجَاءَ السُّفَّارُ فَقَالُوا: ذَلِكَ صَحِيحٌ. وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ نَحْوَهُ. وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ [2] ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْقَمَرَ انْشَقَّ عَلَى زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مَنْ حَدِيثِ بَكْرٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فِي قَوْلِهِ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ 54: 1 قَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْشَقَّ فِلْقَتَيْنِ، فِلْقَةٌ مِنْ دُونِ الْجَبَلِ، وَفِلْقَةٌ مِنْ خَلْفِ الْجَبَلِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (اللَّهمّ اشْهَدْ) . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَهُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ جُبَيْرِ [4] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ، وَنَحْنُ بِمَكَّةَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو كُدَيْنَةَ [5] ، وَالْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَالْأَوَّلُ أصحّ [6] .   [1] في الدلائل «قال: فجاء» . [2] في الدلائل «عتبة بن سعود» . [3] صحيح مسلّم (2800/ 45) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 44. [4] في نسخة دار الكتب المصرية «حصين بن جبير» وهو تحريف. والصواب «حصين عن جبير» كما في الأصل. وهو حصين بن عبد الرحمن. [5] كدينة: بضم الكاف وفتح الدال. [6] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 45، عيون الأثر 1/ 114 وانظر في هذا الباب سيرة ابن كثير 2/ 113- 121 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 بَابُ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلْيَهُودِ: أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح فنزلت وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ من الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا 17: 85 [1] ، قَالُوا: نَحْنُ لَمْ نُؤْتَ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا، وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاةَ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي 18: 109 [2] الْآيَةَ. وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ [3] . وَقَالَ يُونُسُ [4] ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، بَعَثُوا النَّضْرَ بْنَ الْحَارِثِ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ إِلَى أَحْبَارِ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، وَقَالُوا لَهُمْ: سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَصِفُوا لَهُمْ صِفَتَهُ، وَأَخْبِرُوهُمْ بِقَوْلِهِ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، وَعِنْدَهُمْ عِلْمُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا [6] ، فَقَدِمَا الْمَدِينَةَ، فَسَأَلُوا أَحْبَارَ الْيَهُودِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَصَفُوا لَهُمْ أَمْرَهُ بِبَعْضِ قَوْلِهِ، فَقَالَتْ لَهُمْ أَحْبَارُ الْيَهُودِ: سَلُوهُ عن ثلاث نَأْمُرُكُمْ بِهِنَّ، فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِهِنَّ فَهُوَ نَبِيٌّ مرسل [7] .   [1] سورة الإسراء- الآية 85. [2] سورة الكهف- الآية 109. [3] أخرجه البخاري 1/ 40 كتاب العلم، باب قول الله تعالى: وَما أُوتِيتُمْ من الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا 17: 85، وفي كتاب التفسير 5/ 228 باب: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ 17: 85 وفي كتاب التوحيد 8/ 188 باب ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، ومسلّم (2794) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب سؤال اليهود النبي صلّى الله عليه وسلّم عن الروح، وقوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ 17: 85، والترمذي في تفسير سورة الإسراء 4/ 366 رقم (5148) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأحمد في المسند 1/ 255 و 389 و 410 و 444. [4] في دلائل النبوّة «يونس بن بكير» . [5] في الدلائل «قال: حدّثني» . [6] في الدلائل «عندنا من علم» . [7] في الدلائل «فروا فيه رأيكم» ، وفي عيون الأثر زاد «إن لم يفعل فالرجل متقوّل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الْأَوَّلِ، مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ، فَإِنَّهُ كَانَ لَهُمْ حَدِيثٌ عَجَبٌ. وَسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوَّافٍ بَلَغَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَمَا كَانَ نَبَؤُهُ. وَسَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ مَا هُوَ [1] ، فَقَدِمَا مَكَّةَ فَقَالَا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَدْ جِئْنَاكُمْ بِفَصْلِ مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ، قَدْ أَمَرَنَا أَحْبَارُ يَهُودَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ أُمُورٍ، فَجَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا، وَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: «أُخْبِرُكُمْ غَدًا» ، وَلَمْ يَسْتَثْنِ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ، فَمَكَثَ [2] خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُحْدِثُ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَحْيًا، وَلَمْ يَأْتِهِ جِبْرِيلُ، حَتَّى أَرْجَفَ أَهْلُ مَكَّةَ، وَقَالُوا: وَعَدَنَا [3] غَدًا وَالْيَوْمُ خَمْسَ عَشَرَ [4] ، وَأَحْزَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُكْثَ الْوَحْيِ [5] ، ثُمَّ جَاءَهُ جِبْرِيلُ بِسُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ فِيهَا مُعَاتَبَتُهُ إِيَّاهُ عَلَى حُزْنِهِ، وَخَبَرُ الْفِتْيَةِ وَالرَّجُلُ الطّوّاف [6] وقال: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي 17: 85 [7] . وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ سُؤَالَ الْيَهُودِ عَنِ الرُّوحِ كَانَ بِالْمَدِينَةِ. وَلَعَلَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ مَرَّتَيْنِ [8] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يجعل   [1] في عيون الأثر زيادة «وإذا أخبركم بذلك فاتّبعوه فإنّه نبيّ إن ولم يفعل فهو رجل متقوّل. فأقبل النضر وعقبة» . وانظر نهاية الأرب 16/ 221. [2] في الدلائل وعيون الأثر «رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . [3] فِي الدلائل وعيون الأثر «وعدنا محمد» . [4] في الدلائل وعيون الأثر «قد أصحبنا منها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه حتى أحزن» . [5] في الدلائل وعيون الأثر «مكث الوحي عنه وشقّ عليه ما يتكلّم به أهل مكة» . [6] الرجل الطوّاف هو ذو القرنين، كما في عيون الأثر. [7] سورة الإسراء- الآية 85. [8] انظر: دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 47- 48، وعيون الأثر 1/ 108- 109. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ عَنْهُمُ الْجِبَالَ فَيَزْرَعُوا فِيهَا. فَقَالَ اللَّهُ: إِنْ شِئْتَ آتَيْنَاهُمْ مَا سَأَلُوا، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أُهْلِكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَسْتَأْنِيَ بِهِمْ. قَالَ: بَلْ تَسْتَأْنِي بِهِمْ [1] . وَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ 17: 59 [2] . حَدِيثٌ صَحِيحٌ [3] ، وَرَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرُوِيَ عَنْ أَيُّوبَ، عن سعيد بن جبير [4] .   [1] في الأصل «لعلّنا نستحيي منهم» ، وما أثبتناه عن البداية والنهاية لابن كثير 3/ 52. [2] سورة الإسراء- الآية 59. [3] انظر دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 48- 49. [4] في حاشية الأصل «بلغ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 ذِكْرُ أَذِيَّةِ الْمُشْرِكِينَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِلْمُسْلِمِينَ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قُلْتَ: حَدِّثْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: أَقْبَلَ عقبة بن أبي معيط والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبَيْهِ، فَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ 40: 28 [1] . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَرَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَعُبَيْدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وَهَذِهِ عِلَّةٌ ظَاهِرَةٌ، لَكِنْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بن فليح، عن   [1] سورة غافر- الآية 28. [2] صحيح البخاري 4/ 239، 240 كتاب بدء الخلق، باب ما لقي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مِنَ المشركين بمكة، وأخرجه أحمد في مسندة 2/ 204، وانظر ألوفا بأخبار المصطفى لابن الجوزي 1/ 190، ودلائل النبوّة للبيهقي 2/ 50- 51. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 هشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَهَذَا تَرْجِيحٌ لِلأَوَّلِ. وَقَالَ سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَاللَّفْظُ لَهُ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَثَمَّ سَلَى [1] بَعِيرٍ، فَقَالُوا: مَنْ يَأْخُذُ سَلَى [1] هَذَا الْجَزُورِ فَيَقْذِفُهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَجَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَيْهِمْ إِلَّا يَوْمَئِذٍ فَقَالَ: «اللَّهمّ عَلَيْكَ الْمَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ، اللَّهمّ عَلَيْكَ أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ» - أَوْ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ، شَكَّ شُعْبَةُ، وَلَمْ يَشُكَّ سُفْيَانُ أَنَّهُ أُمَيَّةُ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ وَأُلْقُوا فِي الْقَلِيبِ، غَيْرَ أَنَّ أُمَيَّةَ كَانَ رَجُلا بَادِنًا، فَتَقَطَّعَ قَبْلَ أَنْ يُبْلَغَ بِهِ الْبِئْرُ. أَخْرَجَاهُ [2] مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، وَمِنْ حَدِيثِ سفيان. وقال (م) [3] : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، أنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، وَقَدْ نُحِرَتْ جَزُورٌ [4] بِالْأَمْسِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُمْ يَقُومُ إِلَى سَلَى [5] جَزُورٍ فَيَضَعُهُ عَلَى كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إذا سجد؟ فانبعث أشقاهم [6] ،   [1] كذا في الأصل، وفي دلائل النبوّة «سلا» . [2] صحيح البخاري 4/ 239 كتاب بدء الخلق، باب ما لقي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مِنَ المشركين بمكة، ودلائل النبوّة للبيهقي 2/ 53- 54، وسيرة ابن كثير 1/ 468. [3] يعني الإمام مسلّم في صحيحه. [4] جزور: بفتح الجيم، هي الناقة. [5] في صحيح مسلّم «سلا» ، وهو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان. وهي من الآدمية المشيمة. [6] هو عقبة بن أبي معيط. (شرح صحيح مسلّم) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَضَحِكُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَمِيلُ [1] إِلَى بَعْضٍ، وَأَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ لَوْ كَانَتْ لِي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ [2] ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ، وَهِيَ جُوَيْرِيَةٌ [3] فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ وَسَبَّتْهُمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ رَفَعَ صَوْتَهُ ثُمَّ دَعَا عَلَيْهِمْ، وَكَانَ إِذَا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وَإِذَا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» ثَلَاثًا، فَلَمَّا سَمِعُوا صَوْتَهُ ذَهَبَ عَنْهُمُ الضَّحِكُ وَخَافُوا دَعْوَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أبي معيط» وذكر السابع ولم أحفظه. فو الّذي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ سَمَّى صَرْعَى يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ [4] . وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ [5] . فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ. وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ. وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَأَوْقَفُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا غَيْرَ بِلَالٍ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطُوهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ به في   [1] في (اللؤلؤ والمرجان) «يحيل» أي ينسب بعضهم فعل ذلك إلى بعض. [2] في صحيح مسلّم «طرحته عن ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» . [3] تصغير جارية. [4] أخرجه مسلّم في كتاب الجهاد والسير (1794) ، باب ما لقي النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذى المشركين والمنافقين، وأحمد 1/ 393، والبيهقي في دلائل النبوّة 2/ 55. [5] انظر: أنساب الأشراف 1/ 194، طبقات ابن سعد 3/ 214 و 226 و 232، سبل الهدى 2/ 481، الأوائل لابن أبي عاصم 56 رقم 99. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. حَدِيثٌ صَحِيحٌ [1] . وَقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِعَمَّارٍ وَأَهْلِهِ، وَهُمْ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ «أَبْشِرُوا آلَ يَاسِرَ فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ» [2] . وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ أَوَّلُ شَهِيدٍ فِي الْإِسْلَامِ أُمَّ عَمَّارٍ سميّة، طعنها أبو جهل بحربة في قبلها [3] . وقال يونس بن بكير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْتَقَ مِمَّنْ كَانَ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ سَبْعَةً، فَذَكَرَ مِنْهُمُ الزِّنِّيرَةَ، قَالَ: فَذَهَبَ بَصَرُهَا، وَكَانَتْ مِمَّنْ يُعَذَّبُ فِي اللَّهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَتَأْبَى إِلَّا الْإِسْلَامَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: مَا أَصَابَ بَصَرَهَا إِلَّا اللَّاتُ وَالْعُزَّى، فَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ، مَا هُوَ كَذَلِكَ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهَا بَصَرَهَا [4] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَغَيْرُهُ: ثنا قَيْسٌ قَالَ: سَمِعْتُ خَبَّابًا يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَقَدْ لَقِينَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً شديدة فقلت: يا رسول الله ألا تدعو الله، فقعد وهو محمرّ   [1] أخرجه ابن ماجة 1/ 53 في المقدّمة (150) ، وأحمد في مسندة 1/ 404، والبيهقي في دلائل النبوّة 2/ 56 وفي مجمع الزوائد: إسناده ثقات، رواه ابن حبّان في صحيحه والحاكم في المستدرك من طريق عاصم بن أبي النجود، به. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 388 وقال: صحيح على شرط مسلّم ولم يخرّجاه. ووافقه الذهبي في تلخيصه، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 293 ونسبه للطبراني. [3] انظر طبقات ابن سعد 8/ 264- 265، والاستيعاب لابن عبد البرّ 4/ 330، وأسد الغابة لابن الأثير 5/ 481، والإصابة لابن حجر 4/ 334 رقم 585، وقال الإمام أحمد: حدّثني وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، قال: «أول شهيد كان في أول الإسلام استشهد أُمَّ عَمَّارٍ سُمَيَّةُ، طَعَنَهَا أَبُو جَهْلٍ بِحَرْبَةٍ في قبلها، وهذا مرسل. ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء 1/ 409، والنويري في نهاية الأرب 16/ 231. [4] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 57، نهاية الأرب 16/ 230. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 وَجْهُهُ فَقَالَ: «إِنْ كَانَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَيُمَشِّطُ أَحَدَهُمْ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتَمَّنَّ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] ، وَزَادَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ «وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ» . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَبْلُغُونَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَذَابِ مَا يُعْذَرُونَ بِهِ فِي تَرْكِ دِينِهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، إِنْ كَانُوا لَيَضْرِبُونَ أَحَدَهُمْ يُجِيعُونَهُ وَيُعَطِّشُونَهُ، حَتَّى مَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَسْتَوِي جَالِسًا مِنْ شِدَّةِ الضُّرِّ الَّذِي نَزَلَ بِهِ، حَتَّى يُعْطِيَهُمْ مَا سَأَلُوهُ مِنَ الْفِتْنَةِ، حَتَّى يَقُولُوا لَهُ: آللَّاتُ وَالْعُزَّى إِلَهُكَ مِنْ دُونِ اللَّهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، حَتَّى إِنَّ الْجُعْلَ لَيَمُرُّ بِهِمْ فيقولون له: [أ] [2] هَذَا الْجُعْلُ إِلَهُكَ مِنْ دُونَ اللَّهِ، فَيَقُولُ: نعم، اقتداء مِنْهُمْ مِمَّا يَبْلُغُونَ مِنْ جَهْدِهِ [3] . وَحَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عُكَّاشَةَ، أَنَّهُ حُدِّثَ، أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ مَشَوْا إِلَى هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ، حِينَ أَسْلَمَ أَخُوهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَكَانُوا قَدْ أَجْمَعُوا أَنْ يَأْخُذُوا فِتْيَةً مِنْهُمْ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوا، مِنْهُمْ سَلَمَةُ بْنُ هِشَامٍ، وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: فَقَالُوا لَهُ وَخَشَوْا شَرَّهُ: إِنَّا قَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُعَاتِبَ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةِ عَلَى هَذَا الدِّينِ الَّذِي قَدْ أَحْدَثُوا، فَإِنَّا نَأْمَنُ بِذَلِكَ فِي غَيْرِهِ، قَالَ: هَذَا فَعَلَيْكُمْ بِهِ فَعَاتِبُوهُ، يَعْنِي أَخَاهُ الْوَلِيدَ، ثُمَّ إيّاكم ونفسه، وقال:   [1] أخرجه البخاري 4/ 238- 239 في كتاب مناقب الأنصار، باب ما لقي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مِنَ المشركين بمكة، وأحمد في مسندة 4/ 257 و 6/ 395، والبيهقي في دلائل النبوّة 2/ 57، وابن كثير في السيرة 1/ 496. [2] إضافة من السيرة. [3] سيرة ابن هشام 2/ 69، نهاية الأرب 16/ 231. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ [1] أَخِي عُيَيْشًا [2] فَيَبْقَى بَيْنَنَا أَبَدًا تَلَاحِي احْذَرُوا عَلَى نَفْسِهِ، فَأُقْسِمُ باللَّه لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ لَأَقْتُلَنَّ أَشْرَفَكُمْ رَجُلا، قَالَ: فَتَرَكُوهُ، فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا دَفَعَ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ [3] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمَّا قَدِمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنَ الْحَبَشَةِ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ، مَا لَهُ لَا يَخْرُجُ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَمَةَ [4] يَزْعُمُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ نَبِيٌّ. وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، مَنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ الرَّازِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَذَلِكَ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، وَأَنَّ النَّجَاشِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِلَى محمد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّجَاشِيِّ أَصْحَمَةَ [5] بْنِ أَبْحَرَ، سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ [6] ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَدْ بَايَعْتُكَ وَبَايَعْتُ ابْنَ عَمِّكَ، وَأَسْلَمْتُ عَلَى يَدَيْهِ للَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ أَرِيحَا ابْنِي، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي، وَإِنْ شِئْتَ، أَنْ آتِيَكَ فَعَلْتُ، يَا رَسُولَ اللَّهِ [7] . قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: كَانَ اسْمُ النَّجَاشِيِّ مَصْحَمَةَ، وَهُوَ   [1] في السيرة «يقتلن» . [2] في السيرة «عييش» . [3] سيرة ابن هشام 2/ 69. [4] هو اسم النجاشيّ ملك الحبشة، وهو بالعربية «عطيّة» . (السير والمغازي 219- 220) . [5] في الأصل «أصحم» وفي اسمه خلاف، وما أثبتناه عن البخاري في صحيحه، والجواهر الحسان في تاريخ الحبشان، وأنساب الأشراف 1/ 200 و 438 وغيره. [6] في تاريخ الطبري زيادة بعد لفظ «بركاته» : «من الله الّذي لا إله إلّا هو، الّذي هداني إلى الإسلام، أما بعد، فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى، فو ربّ السماء والأرض إنّ عيسى ما يزيد على ما ذكرت ثفروقا، إنه كما قلت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قربنا ابن عمّك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدّقا، وقد بايعتك..» . [7] تاريخ الطبري 2/ 652- 653 وانظر سيرة ابن هشام 2/ 90. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 بِالْعَرَبِيَّةِ عَطِيَّةٌ، وَإِنَّمَا النَّجَاشِيُّ اسْمُ الْمَلِكِ، كَقَوْلِكَ كِسْرَى وَهِرَقْلُ [1] . وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ [2] ، وَأَمَّا قَوْلُهُ «مَصْحَمَةُ» فَلَفْظٌ غَرِيبٌ. ذِكْرُ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ وَالصَّحِيفَةِ قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُمُ اشْتَدُّوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ كَأَشَدِّ مَا كَانُوا، حَتَّى بَلَغَ الْمُسْلِمِينَ الْجَهْدُ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْبَلاءُ، وَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ فِي مَكْرِهَا أَنْ يَقْتُلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَانِيَةً، فَلَمَّا رَأَى أَبُو طَالِبٍ عَمَلَهُمْ جَمَعَ بَنِي هَاشِمٍ [3] وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُدْخِلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْبَهُمْ وَيَمْنَعُوهُ مِمَّنْ أَرَادَ قَتْلَهُ، فَاجْتَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ مُسْلِمُهُمْ وَكَافِرُهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ فَعَلَهُ حَمِيَّةً، وَمِنْهُمْ مَنْ فَعَلَهُ إِيمَانًا، فَلَمَّا عَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ الْقَوْمَ قَدْ مَنَعُوهُ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ أَنْ لَا يُجَالِسُوهُمْ وَلَا يُبَايِعُوهُمْ، حَتَّى يُسْلِمُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْقَتْلِ، وَكَتَبُوا فِي مَكْرِهِمْ، صَحِيفَةً وَعُهُودًا وَمَوَاثِيقَ، لَا يَقْبَلُوا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أَبَدًا صُلْحًا، وَلَا تَأْخُذُهُمْ بِهِمْ رَأْفَةٌ حَتَّى يُسْلِمُوهُ لِلْقَتْلِ. فَلَبِثَ بَنُو هَاشِمٍ فِي شِعْبِهِمْ، يَعْنِي ثَلاثَ سِنِينَ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْبَلاءُ، وَقَطَعُوا عَنْهُمُ الأَسْوَاقَ [4] ، وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ إِذَا نَامَ النَّاسُ أَمَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاضْطَجَعَ عَلَى فِرَاشِهِ، حَتَّى يَرَى ذَلِكَ مَنْ أَرَادَ مَكْرًا بِهِ وَاغْتِيَالَهُ، فَإِذَا نَامَ النَّاسُ أَمَرَ أَحَدَ بَنِيهِ أو إخوته فاضطجع على فراش رسول   [1] السير والمغازي 220. [2] انظر صحيح البخاري 4/ 246 كتاب هجرة الحبشة، باب موت النجاشي. [3] في الأصل «بني أميّة» . [4] في حاشية الأصل: «قال الحافظ أبو الحسن أحمد بن يحيى البلاذري، أنا المدائني، عن أبي زيد الأنصاري، عن أبي عمرو بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: حصرنا في الشعب ثلاث سنين، وقطعوا عنّا الميرة حتى إنّ الرجل ليخرج بالنفقة فلا يبتاع شيئا حتى مات منّا قوم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ فِرَاشَ ذَلِكَ فَيَنَامُ عَلَيْهِ، فَمَا كَانَ رَأْسُ ثَلَاثِ سِنِينَ، تَلَاوَمَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وَمِنْ بَنِي قُصَيٍّ، وَرِجَالٌ أُمَّهَاتُهُمْ مِنْ نِسَاءِ بَنِي هَاشِمٍ، وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ قَطَّعُوا الرَّحِمَ وَاسْتَخَفُّوا بِالْحَقِّ، وَاجْتَمَعَ أَمْرُهُمْ مِنْ لَيْلَتِهِمْ عَلَى نَقْضِ مَا تَعَاهَدُوا عَلَيْهِ مِنَ الْغَدْرِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُ. وَبَعَثَ اللَّهُ عَلَى صَحِيفَتِهِمُ الْأَرَضَةَ، فَلَحَسَتْ كُلَّ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، وَيُقَالُ كَانَتْ مُعَلَّقَةً فِي سَقْفِ الْبَيْتِ، فَلَمْ تَتْرُكِ اسْمًا للَّه إِلا لَحَسَتْهُ، وَبَقِيَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ شَرْكٍ أَوْ ظُلْمٍ [1] ، فَأَطْلَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ عَلَى ذَلِكَ، فَأَخْبَرَ بِهِ أَبَا طَالِبٍ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: لَا وَالثَّوَاقِبِ مَا كَذَبَنِي، فَانْطَلَقَ يَمْشِي بِعِصَابَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ وَهُوَ حَافِلٌ مِنْ قُرَيْشٌ، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَدْ حَدَثَتْ أُمُورٌ بَيْنَكُمْ لَمْ نَذْكُرْهَا لَكُمْ، فَائْتُوا بِصَحِيفَتِكُمُ الَّتِي تَعَاهَدْتُمْ عَلَيْهَا، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ صُلْحٌ، فَأَتَوْا بِهَا وَقَالُوا: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَقْبَلُوا وَتَرْجِعُوا إِلَى أَمْرٍ يَجْمَعُ قَوْمَكُمْ، فَإِنَّمَا قَطَعَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَجَعَلْتُمُوهُ خَطَرًا لِلْهَلَكَةِ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّمَا أَتَيْتُكُمْ لِأُعْطِيكُمْ أَمْرًا لَكُمْ فِيهِ نِصْفٌ، إِنَّ ابْنَ أَخِي قَدْ أَخْبَرَنِي وَلَمْ يَكْذِبْنِي، أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، وَمَحَا كُلَّ اسْمٍ هُوَ لَهُ فِيهَا، وَتَرَكَ فِيهَا غَدْرَكُمْ وَقَطِيعَتَكُمْ، فَإِنْ كَانَ كَمَا قال، فأفيقوا، فو الله لَا نُسْلِمُهُ أَبَدًا حَتَّى نَمُوتَ مِنْ عِنْدِ آخِرِنَا، وَإِنْ كَانَ الَّذِي قَالَ بَاطِلًا، دَفَعْنَاهُ إِلَيْكُمْ، فَرَضُوا وَفَتَحُوا الصَّحِيفَةَ، فَلَمَّا رَأَتْهَا قُرَيْشٌ كَالَّذِي قَالَ أَبُو طَالِبٍ، قَالُوا: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ هَذَا قَطُّ إِلَّا سِحْرًا مِنْ صَاحِبِكُمْ، فَارْتَكَسُوا وَعَادُوا لِكُفْرِهِمْ، فَقَالَ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّ أَوْلَى بِالْكَذِبِ وَالسَّحْرِ غَيْرَنَا، فَكَيْفَ تَرَوْنَ، وَإِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي اجْتَمَعْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ قَطِيعَتِنِا أَقْرَبُ إِلَى الْجِبْتِ وَالسِّحْرِ مِنْ أَمْرِنَا، وَلَوْلا أَنَّكُمُ اجْتَمَعْتُمْ عَلَى السِّحْرِ لَمْ تَفْسُدِ الصّحيفة، وهي في أيديكم، أفنحن   [1] في المغازي لعروة «أو ظلم أو بغي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 السَّحَرَةُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَزُهَيْرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَهِشَامُ بْنُ عَمْرٍو- وَكَانَتِ الصَّحِيفَةُ عِنْدَهُ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ- فِي رِجَالٍ مِنْ أَشْرَافِهِمْ: نَحْنُ براء ممّا في هذه الصَّحِيفَةِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَذَا أَمْرٌ قُضِيَ بِلَيْلٍ. وَذَكَرَ نَحْوَ هَذِهِ الْقِصَّةِ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ [1] . وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ نَحْوًا مِنْ هَذَا، وَقَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا لَهَبٍ- يَعْنِي حين فارق قومه من الشعب- لقي هندا بِنْتَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالَ لَهَا: هَلْ نَصَرْتِ اللاتَ وَالْعُزَّى وَفَارَقْتِ مَنْ فَارَقَهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا أَبَا عُتْبَةَ [2] . وَأَقَامَ بَنُو هَاشِمٍ سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا حَتَّى جُهِدُوا، لَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ شَيْءٌ إِلا سِرًّا مُسْتَخْفًى [3] بِهِ. وَقَدْ كَانَ أَبُو جَهْلٍ فِيمَا يَذْكُرُونَ لَقِيَ حَكِيمَ بْنَ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، وَمَعَهُ غُلَامٌ يَحْمِلُ قَمْحًا، يُرِيدُ بِهِ عَمَّتَهُ خَدِيجَةَ، وَهِيَ فِي الشِّعْبِ فَتَعَلَّقَ بِهِ وَقَالَ: أَتَذْهَبُ بِالطَّعَامِ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَاللَّهِ لَا تَبْرَحُ أَنْتَ وَطَعَامُكَ حَتَّى أَفْضَحَكَ بِمَكَّةَ، فَجَاءَهُ أبو البختريّ بن هشام فقال: مالك وَلَهُ! قَالَ: يَحْمِلُ الطَّعَامَ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ! قَالَ: طَعَامٌ كَانَ لِعَمَّتِهِ عِنْدَهُ أَفَتَمْنَعُهُ أَنْ يَأْتِيَهَا بِطَعَامِهَا، خَلِّ سَبِيلَ الرَّجُلِ، فَأَبَى أَبُو جَهْلٍ حَتَّى نَالَ أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، فَأَخَذَ لَهُ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ لِحَى بَعِيرٍ، فَضَرَبَهُ فَشَجَّهُ وَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا، وَحَمْزَةُ يَرَى ذَلِكَ، وَيَكْرَهُونَ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فيشمتوا بهم.   [1] انظر المغازي لعروة 114- 116، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 92- 93، المستخرج من كتاب التاريخ لابن مندة- مخطوطة كوبريللي 242- ورقة 17 ب- 18، سيرة ابن هشام 2/ 122- 123، وطبقات ابن سعد 1/ 208- 210. [2] انظر سيرة ابن هشام 2/ 102. [3] في السيرة «مستخفيا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ يَدْعُو قَوْمَهُ لَيْلًا وَنَهَارًا، سِرًّا وَجَهْرًا [1] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ [2] : فَلَمَّا أَفْسَدَ اللَّهُ الصَّحِيفَةَ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَهْطُهُ، فَعَاشُوا وخالطوا النّاس [3] . باب إنّا كفيناك المستهزءين [4] قَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 15: 95 قال: المستهزءون: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو زَمْعَةَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَالْحَارِثُ بْنُ عيطل [5] السَّهْمِيُّ، وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَشَكَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، فَأَرَاهُ الْوَلِيدَ، وَأَوْمَأَ جِبْرِيلُ إِلَى أَبْجَلِهِ [6] فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: كُفِيتَهُ، ثُمَّ أَرَاهُ الْأَسْوَدَ، فَأَوْمَأَ جِبْرِيلُ إِلَى عَيْنَيْهِ فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: كُفِيتَهُ، ثُمَّ أَرَاهُ أَبَا زَمْعَةَ، فَأَوْمَأَ إِلَى رَأْسِهِ فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ كُفِيتَهُ، ثُمَّ أَرَاهُ الْحَارِثَ، فَأَوْمَأَ إِلَى رَأْسِهِ أَوْ بَطْنِهِ وَقَالَ: كُفِيتَهُ، فَأَمَّا الْوَلِيدُ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ مِنْ خُزَاعَةَ، وَهُوَ يَرِيشُ نِبَالًا، فَأَصَابَ أَبْجَلَهُ فَقَطَعَهَا، وَأَمَّا الْأَسْوَدُ فَعَمِيَ. وَأَمَّا ابْنُ عَبْدِ يَغُوثَ فخرج في رأسه قروح [7] فمات مِنْهَا، وَأَمَّا الْحَارِثُ فَأَخَذَهُ الْمَاءُ الأَصْفَرُ فِي بطنه، حتى   [1] سيرة ابن هشام 2/ 103 وفيه «جهارا» . وانظر السير والمغازي 160- 161. [2] المغازي لعروة 117. [3] كتب في حاشية الأصل «بلغت قراءة خليل بن أيبك في الميعاد الرابع على مؤلّفه» . [4] سورة الحجر- الآية 95. [5] في إنسان العيون لنور الدين الحلبي (عيطلة) وعند ابن هشام، والسهيليّ في الروض (الطلاطلة) ولعلّه اشتباه، وكذا في دلائل أبي نعيم 1/ 91، والسير والمغازي 273. [6] الأبجل: عرق في باطن الذراع، وقيل هو عرق غليظ في الرجل فيما بين العصب والعظم. [7] في (الاكتفاء للكلاعيّ) : استسقى بطنه فمات منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 خَرَجَ خُرْؤُهُ مِنْ فِيهِ فَمَاتَ مِنْهَا، وَأَمَّا الْعَاصُ فَدَخَلَ فِي رَأْسِهِ شِبْرَقَةٌ [1] ، حَتَّى امْتَلَأَتْ فَمَاتَ مِنْهَا، وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّهُ رَكِبَ إِلَى الطَّائِفِ حِمَارًا فَرَبَضَ بِهِ عَلَى شَوْكَةٍ، فَدَخَلَتْ فِي أَخْمَصِهِ فَمَاتَ مِنْهَا. حَدِيثٌ صَحِيحٌ [2] . دُعَاءُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قُرَيْشٍ بِالسَّنَةِ [3] قَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ [4] ، إِذْ قَالَ فِيمَا يَقُولُ: يَوْمَ تَأْتِي السّماء بدخان مبين، قَالَ: دُخَانٌ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنِينَ [5] مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكْمَةِ [6] ، فَقُمْنَا فَدَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرْنَاهُ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ الْعَالِمُ لِمَا لَا يَعْلَمُ (اللَّهُ أَعْلَمُ) قَالَ الله لرسوله: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ 38: 86 [7] . وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنِ الدُّخَانِ: إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبْطَئُوا عَنِ الْإِسْلَامِ قَالَ: «اللَّهمّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بسبع كسبع   [1] نبت حجازيّ له شوك. [2] انظر: سيرة ابن هشام 2/ 163، السير والمغازي 273، دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 85- 86، دلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 91، الروض الأنف للسهيلي 2/ 167، الإكتفاء للكلاعيّ 1/ 376، البداية والنهاية 2/ 85- 87، الدرّ المنثور للسيوطي 4/ 107 عن الطبراني وابن مردويه. [3] الجدب والقحط. [4] عند البخاري «في كندة» بدل «في المسجد» . [5] عند البخاري «المؤمن» . [6] عند البخاري «الزكام» فنزعنا، فأتيت ابن مسعود، وكان متّكئا فغضب فجلس فقال: من علم..» . [7] سورة ص- الآية 86. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 يُوسُفَ» ، فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ فَحَصَّتْ [1] كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا الْجِيَفَ وَالْمَيْتَةَ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ يَرَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجُوعِ، ثُمَّ دَعَوْا فَكُشِفَ عَنْهُمْ، يَعْنِي قَوْلَهُمْ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ 44: 12 [2] . ثم قرأ عبد الله إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ 44: 15 [3] قَالَ: فَعَادُوا فَكَفَرُوا فَأُخِّرُوا إِلَى يَوْمِ بَدْرٍ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى 44: 16 [4] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ بَدْرٍ فَانْتُقِمَ مِنْهُمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الدَّهَّانُ [6]- وَقَدْ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ: أَنْبَأَ أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّاسِ إِدْبَارًا قَالَ: «اللَّهمّ سَبْعٌ كَسَبْعِ يُوسُفَ» فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى أَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْجُلُودَ وَالْعِظَامَ، فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ وَغَيْرُهُ فَقَالَ: إِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ بُعِثْتَ رَحْمَةً، وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ، فَدَعَا فَسُقُوا الْغَيْثَ [7] . قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَضَتْ آيَةُ الدُّخَانِ، وَهُوَ الْجُوعُ الَّذِي أَصَابَهُمْ، وَآيَةُ الرُّومِ، وَالْبَطْشَةُ الْكُبْرَى، وَانْشِقَاقُ الْقَمَرِ. وَأَخْرَجَا مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ، عن أبي الضّحى، عن مسروق، قال   [1] أي حصدت وقطعت. [2] سورة الدخان- الآية 12. [3] سورة الدخان- الآية 15. [4] سورة الدخان- الآية 16. [5] أخرجه البخاري في كتاب التفسير 6/ 19- 20 تفسير سورة الروم، و 6/ 39 تفسير سورة الدخان، ومسلّم (2798) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب الدخان، وأحمد 1/ 381 و 431 و 441. [6] انظر عنه: تهذيب التهذيب 7/ 289 رقم 500. [7] أخرجه البخاري 2/ 15 في كتاب الاستسقاء، باب دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم: اجعلها سنين كسنيّ يوسف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 عَبْدُ اللَّهِ: خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ: اللِّزَامُ [1] ، وَالرُّومُ، وَالدُّخَانُ، وَالْقَمَرُ، وَالْبَطْشَةُ [2] . وَقَالَ أَيُّوبُ وَغَيْرُهُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَغِيثُ مِنَ الْجُوعِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا شَيْئًا، حَتَّى أَكَلُوا الْعِلْهِزَ [3] . بِالدَّمِ، فَنَزَلَتْ: وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ 23: 76 [4] . ذِكْرُ الرُّومِ وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسٍ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسٌ عَلَى الرُّومِ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ سَيَظْهَرُونَ» ، فَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ ذَلِكَ، فقالوا: اجعل بيننا وبينكم أَجَلًا، فَجَعَلَ بَيْنَهُمْ أَجَلَ خَمْسِ سِنِينَ فَلَمْ يَظْهَرُوا، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَلَا جَعَلْتَهُ- أَرَاهُ قَالَ- دُونَ الْعَشْرِ» ، قَالَ: فَظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدَ ذَلِكَ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: غُلِبَتِ الرُّومُ، فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ في بِضْعِ سِنِينَ 30: 2- 4 [5] [6] .   [1] اللّزام: المراد به قوله تعالى: فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً 25: 77 أي يكون عذابهم لازما، قالوا: وهو ما جرى عليهم يوم بدر من القتل والأسر، وهي البطشة الكبرى. [2] أخرجه البخاري في كتاب التفسير 6/ 39 تفسير سورة الدخان و 6/ 41، ومسلّم (2798/ 41) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب الدخان. [3] أي يخلطون الدم بأوبار الإبل ويشوونه ويأكلونه في سنين المجاعة. [4] سورة المؤمنون- الآية 76. [5] سورة الروم- الآية 2. [6] أخرجه الترمذيّ 5/ 23- 24 في التفسير رقم (3245) سورة الروم، وأحمد 1/ 276 و 304 وانظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 123، وللبيهقي 2/ 90. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: وَسَمِعْتُ أَنَّهُمْ ظَهَرُوا يَوْمَ بَدْرٍ [1] . وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ ابْنِ عبّاس: الم غُلِبَتِ الرُّومُ 30: 1- 2 [2] قَالَ: قَدْ مَضَى ذَلِكَ وَغَلَبَتْهُمْ فَارِسٌ، ثُمَّ غَلَبَتْهُمُ الرُّومُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَقِيَ نَبِيُّ اللَّهِ مُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَالْتَقَتِ الرُّومُ وَفَارِسُ، فَنَصَرَ اللَّهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَنُصِرَ الرُّومُ عَلَى مُشْرِكِي الْعَجَمِ، فَفَرِحَ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ إِيَّاهُمْ، وَنَصْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ. قَالَ عَطِيَّةُ: فَسَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: الْتَقَيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْنُ وَمُشْرِكُو الْعَرَبِ، وَالْتَقَتِ الرُّومُ وَفَارِسُ، فَنَصَرَنَا اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَنَصَرَ اللَّهُ أَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى الْمَجُوسِ، فَفَرِحْنَا بِنَصْرِنَا وَنَصْرِهِمْ [3] . وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ- يَعْنِي أَوَّلَ الرُّومِ- نَاحَبَ أَبُو بَكْرٍ بَعْضَ الْمُشْرِكِينَ- يَعْنِي رَاهَنَ قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمَ الْقِمَارُ- عَلَى شَيْءٍ، إِنْ لَمْ تُغْلَبْ فَارِسُ فِي سَبْعِ سِنِينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لِمَ فَعَلْتَ، فَكُلُّ مَا دُونَ الْعَشْرِ بِضْعٌ» ، فَكَانَ ظُهُورُ فَارِسِ عَلَى الرُّومِ فِي سَبْعِ سِنِينَ، وَظُهُورُ الرُّومِ عَلَى فَارِسٍ فِي تِسْعِ سِنِينَ. ثُمَّ أَظْهَرَ اللَّهُ الرُّومَ عَلَيْهِمْ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، فَفَرِحَ بذلك المسلمون [4] .   [1] أخرجه الترمذي 5/ 24 رقم (3245) في تفسير سورة الروم في متن الحديث السابق، والبيهقي في دلائل النبوّة 2/ 92، وانظر تفسير ابن كثير، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 123. [2] أول سورة الروم. [3] أخرجه الترمذي مختصرا 5/ 23 رقم (3244) في سورة الروم، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. [4] أخرجه الترمذي بنحوه 5/ 24 رقم (3245) في تفسير سورة الروم، وقال: هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ 30: 3 [1] قَالَ: غَلَبَهُمْ أَهْلُ فَارِسٍ عَلَى أَدْنَى الشَّامِ، قَالَ: فَصَدَّقَ الْمُسْلِمُونَ رَبَّهُمْ، وَعَرَفُوا أَنَّ الرُّومَ سَيَظْهَرُونَ بَعْدُ، فَاقْتَمَرُوا هُمْ وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى خَمْسِ قَلَائِصَ، وَأَجَّلُوا بَيْنَهُمْ خَمْسَ سِنِينَ، فَوَلِيَ قِمَارَ الْمُسْلِمِينَ أَبُو بَكْرٍ، وَوَلِيَ قِمَارَ الْمُشْرِكِينَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُنْهَى عَنِ الْقِمَارِ، فَجَاءَ الْأَجَلُ، وَلَمْ تَظْهَرِ الرُّومُ، فَسَأَلَ الْمُشْرِكُونَ قِمَارَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَمْ تَكُونُوا أَحِقَّاءَ أَنْ تُؤَجِّلُوا أَجَلًا دُونَ الْعَشْرِ، فَإِنَّ الْبِضْعَ مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى الْعَشْرِ، فَزَايَدُوهُمْ وَمَادُّوهُمْ فِي الْأَجَلِ» فَفَعَلُوا، فَأَظْهَرَ اللَّهُ الرُّومَ عِنْدَ رَأْسِ السَّبْعِ مِنْ قِمَارِهِمُ الْأَوَّلِ، وَكَانَ ذَلِكَ مَرْجِعَهُمْ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ [2] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا أُسَيْدٌ الْكِلَابِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعَلَاءَ بْنَ الزُّبَيْرِ الْكِلَابِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ غَلَبَةَ فَارِسٍ الرُّومَ، ثُمَّ رَأَيْتُ غَلَبَةَ الرُّومِ فَارِسَ، ثُمَّ رَأَيْتُ غَلَبَةَ الْمُسْلِمِينَ فَارِسَ وَالرُّومَ، وَظُهُورَهُمْ عَلَى الشَّامِ وَالْعِرَاقِ، كُلُّ ذَلِكَ فِي خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً [3] . ثُمَّ تُوُفِّيَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ وَزَوْجَتُهُ خَدِيجَةُ يُقَالُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ 6: 26 [4] . أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ وَنَزَلَ فِيهِ إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ 28: 56 [5] .   [1] سورة الروم- الآية 2. [2] أخرجه الترمذي 5/ 24- 25 رقم (3246) في تفسير سورة الروم، من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن ابن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير، عن نيار بن مكرم الأسلميّ، بنحوه. [3] رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 579 رقم 2629، سيرة ابن كثير 2/ 92. [4] سورة الأنعام- الآية 26. [5] سورة القصص- الآية 56 وانظر: السير المغازي لابن إسحاق 237. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَمَّنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ فِي قوله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ 6: 26 قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ، كَانَ يَنْهَى الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَنْأَى عَنْهُ [1] . وَرَوَاهُ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ حَبِيبٍ، فَقَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَا عَمُّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ» فَقَالَا: أَيْ أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! قَالَ: فَكَانَ آخِرُ كَلِمَةٍ أَنْ قَالَ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ [2] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» ، فَنَزَلَتْ: مَا كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ 9: 113 [3] الْآيَتَيْنِ، وَنَزَلَتْ: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ 28: 56 أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَلِلْبُخَارِيِّ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ شُعَيْبِ بن أبي حمزة [5] .   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 238. [2] في نسخة دار الكتب المصرية، وصحيح مسلّم، والسير والمغازي لابن إسحاق 238 «هو على ملّة عبد المطّلب» . [3] سورة التوبة- الآية 113. [4] صحيح مسلّم (24) كتاب الإيمان، باب الدليل على صحّة إسلام من حضره الموت، ما لم يشرع في النزاع، وهو الغرغرة، ونسخ جواز الاستغفار للمشركين، والدليل على أن من مات على الشرك فهو في أصحاب الجحيم، ولا ينقذه من ذلك شيء من الوسائل. [5] صحيح البخاري 4/ 247 في مناقب الأنصار، باب قصّة أبي طالب، و 5/ 208 في تفسير سورة براءة، و 6/ 18 في تفسير سورة القصص، و 7/ 229 في كتاب الأيمان والنذور، باب إذا قال والله لا أتكلّم اليوم فصلّى أو قرأ أو سبّح أو كبّر أو حمد أو هلّل فهو على نيّته. وأخرجه أحمد في مسندة 5/ 433، وانظر عيون الأثر 1/ 131- 132. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 وَقَدْ حَكَى عَنْ أَبِي طَالِبٍ، وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ، ابْنُهُ عَلِيٌّ، وَأَبُو رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا طَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ بِذِي الْمَجَازِ [1] مَعَ ابْنِ أَخِي، فَعَطِشْتُ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ، فَأَهْوَى بِعَقِبِهِ إِلَى الْأَرْضِ، فَنَبَعَ الْمَاءُ فَشَرِبْتُ. وَعَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسُودُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَّا بِمَالٍ، إِلَّا أَبَا طَالِبٍ وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ. قُلْتُ: وَلِأَبِي طَالِبٍ شِعْرٌ جِيِّدٌ مُدَوَّنٌ فِي السِّيرَةِ وَغَيْرِهَا. وَفِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» [2] مَنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ [3] قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا ضَحِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ أَبِي طَالِبٍ، ظَهَرَ عَلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصَلِّي بِبَطْنِ نَخْلَةَ فَقَالَ: مَاذَا تَصْنَعَانِ يَا بْنَ أَخِي؟ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى   [1] موضع سوق بعرفة على ناحية كبكب. (معجم البلدان 5/ 55) . [2] ج 1/ 99 وفيه زيادة «ثم قال: اللَّهمّ لا أعترف أنّ عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيّك، ثلاث مرّات، لقد صلّيت قبل أن يصلّي الناس سبعا» . [3] هو حبّة بن الجوين العرني الكوفي، توفي سنة 76 هـ-. ضعّفه أكثرهم، ووثّقه بعضهم. انظر عنه: طبقات ابن سعد 6/ 177، وطبقات خليفة 152، وتاريخ خليفة 1/ 359، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 93 رقم 322، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 253 رقم 1130، أحوال الرجال للجوزجانيّ 47 رقم 178، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 190، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 80 رقم 178، المجروحين لابن حبّان 1/ 267، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 295، 296 رقم 366، المعارف لابن قتيبة 268، تاريخ الطبري (راجع الفهرس) ، تاريخ بغداد 8/ 274، الإكمال لابن ماكولا 2/ 320، معجم البلدان 4/ 325، أسد الغابة لابن الأثير 1/ 367، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 835- 836، المشتبه للذهبي 1/ 144، ميزان الاعتدال 1/ 450 رقم 1688، المغني في الضعفاء 1/ 146 رقم 1282، الوافي بالوفيات 11/ 289 رقم 427، تهذيب التهذيب 2/ 176، 177، رقم 319، تقريب التهذيب 1/ 148، الإصابة 1/ 372- 373 رقم 1946، النجوم الزاهرة 1/ 195. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 الْإِسْلَامِ فَقَالَ: مَا بِالَّذِي تَصْنَعَانِ مِنْ بَأْسٍ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا يَعْلُونِي اسْتِي أَبَدًا، فَضَحِكْتُ تَعَجُّبًا مِنْ قَوْلِ أَبِي. وَرَوَى مُعْتَمِرُ بْنُ سليمان، عن أبيه أنّ قريشا أظهروا لنبي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْعَدَاوَةَ وَالشَّتْمَ، فَجَمَعَ أَبُو طَالِبٍ رَهْطَهُ، فَقَامُوا بَيْنَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ يَدْعُونَ اللَّهَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُمْ، وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: إِنْ أَبَى قَوْمُنَا إِلا الْبَغْيَ عَلَيْنَا فَعَجِّلْ نَصْرَنَا، وَخَلِّ بَيْنَهُمْ. وَبَيْنَ الَّذِي يُرِيدُونَ مِنْ قَتْلِ ابْنِ أَخِي، ثُمَّ دَخَلَ بِآلِهِ الشِّعْبَ. ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا طَالِبٍ [1] قَالَ: أَيْ عَمُّ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَسْتَحِلُّ لَكَ بِهَا الشَّفَاعَةَ [2] ، قَالَ: يَا بْنَ أَخِي، وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُبَّةً [3] عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ، يَرَوْنَ أَنِّي قُلْتُهَا جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، لَقُلْتُهَا، لَا أقوالها إِلَّا لِأَسُرَّكَ بِهَا، فَلَمَّا ثَقُلَ أَبُو طَالِبٍ رئي يحرّك شفيته، فَأَصْغَى إِلَيْهِ أَخُوهُ الْعَبَّاسُ [4] ثُمَّ رَفَعَ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ وَاللَّهِ قَالَهَا [5] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ أَسْمَعْ» [6] . قُلْتُ: هَذَا لَا يَصِحُّ، وَلَوْ كَانَ سَمِعَهُ الْعَبَّاسُ يَقُولُهَا لَمَا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: هَلْ نَفَعْتَ عَمَّكَ بِشَيْءٍ، وَلَمَا قَالَ عَلِيٌّ بَعْدَ مَوْتِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ [7] . صَحَّ أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، روى عن أبي   [1] في السير والمغازي «في مرضه» . [2] في السير والمغازي «يوم القيامة» . [3] في السير والمغازي «سبّة عليك وعلى» . [4] في السير والمغازي «ليسمع قوله، فرفع العباس عنه» . [5] في السير والمغازي «قد والله قال الكلمة التي سألته» . [6] السير والمغازي 238، سيرة ابن هشام 2/ 167، نهاية الأرب 16/ 278، سيرة ابن كثير 2/ 124. [7] سيرة ابن كثير 2/ 129. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 سَعِيدِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ 28: 56 [1] نَزَلَتْ فِي أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ [2] . زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَرْجُو لِأَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: «كُلَّ الْخَيْرِ مِنْ رَبِّي» . أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ أَبُو طَالِبٍ دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا بْنَ أَخِي إِذَا أَنَا مُتُّ فَأْتِ أَخْوَالَكَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، فَإِنَّهُمْ أَمْنَعُ النَّاسِ لِمَا فِي بُيُوتِهِمْ. قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا زَالَتْ قُرَيْشٌ كَاعَّةً عَنِّي حَتَّى مَاتَ عَمِّي [3] . كَاعَّةٌ: جَمْعُ كَائِعٍ، وَهُوَ الْجَبَانُ، يُقَالُ: كَعَّ إِذَا جَبُنَ وَانْقَبَضَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ: «قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ، يَقُولُونَ: إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَيْهِ الْجَزَعُ لأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ 28: 56 الْآيَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طالب بشيء، فإنّه   [1] سورة القصص- الآية 56. [2] انظر سيرة ابن كثير 2/ 127. [3] السير والمغازي لابن إسحاق 238. [4] صحيح مسلّم (24/ 42) كتاب الإيمان، باب الدليل على صحّة إسلام من حضره الموت ما لم يشرع في النزع، وهو الغرغرة، ونسخ جواز الاستغفار للمشركين ... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ [1] مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا أَنا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ. أَخْرَجَاهُ [2] . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ السُّفْيَانَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ- وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ-: «لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ» . أَخْرَجَاهُ [4] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ مُنْتَعِلٌ [5] بِنَعْلَيْنِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ [6] . وَقَالَ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ، قَالَ: «اذْهَبْ فَوَارِ أَبَاكَ وَلَا تُحْدِثْنَ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي» ، فَأَتَيْتُهُ فَأَمَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ دَعَا لِيَ بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهِنَّ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ [7] .   [1] هو في أصله اللّغوي ما رقّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنّار. [2] صحيح البخاري 6/ 247، في مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، ومسلّم (209) في كتاب الإيمان، باب شفاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه. [3] انظر الباب نفسه من صحيح مسلّم. [4] صحيح البخاري 6/ 247 في مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب، ومسلّم (210) في كتاب الإيمان، باب شفاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه. [5] كذا في الأصل و (ع) ، وفي صحيح مسلّم «وهو منتعل» ، وكذا في الاكتفاء للكلاعيّ. [6] صحيح مسلّم (212) كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب ... [7] أخرجه أبو داود (3214) في كتاب الجنائز، باب الرجل يموت له قرابة مشرك، والنسائي، في كتاب الطهارة، باب الغسل من مواراة المشرك 1/ 110، وفي كتاب الجنائز 4/ 79 باب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 وَرَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فَزَادَ بَعْدُ: اذْهَبْ فَوَارِهِ: «فَقُلْتُ: إِنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا» قَالَ: «اذْهَبْ فَوَارِهِ» . وَفِي حَدِيثِهِ تَصْرِيحُ السَّمَاعِ مِنْ نَاجِيَةَ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا يَقُولُ. وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفِيهٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَأَلْقَى عَلَيْهِ تُرَابًا، فَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ، فَأَتَتْ بنته تمسح عن وجهه التّراب وتبكي فجعل يَقُولُ: «أَيْ بُنَيَّةَ لَا تَبْكِينَ، فَإِنَّ اللَّهَ مَانِعٌ أَبَاكِ» ، وَيَقُولُ مَا بَيْنَ ذَلِكَ: «مَا نَالَتْ مِنِّي قُرَيْشٌ شَيْئًا أَكْرَهُهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ» [1] . غَرِيبٌ مُرْسَلٌ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارَضَ جِنَازَةَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: «وَصَلَتْكَ رَحِمٌ يَا عَمُّ وَجُزِيتَ خَيْرًا» . تَفَرَّدَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُوَارَزْمِيُّ [2] . وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ يَرْوِي عَنْهُ عِيسَى غُنْجَارُ [3] ، وَالْفَضْلُ الشَّيْبَانِيُّ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عبد الله بن   [ () ] مواراة المشرك، وأحمد 1/ 97 و 103 و 130 و 131، وابن إسحاق في السير والمغازي 239. [1] سيرة ابن هشام 2/ 166. [2] ويقال: إبراهيم بن بيطار أبو إسحاق الخوارزمي، كان على قضاء خوارزم. انظر عنه: المجروحين لابن حبّان 1/ 102- 103، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 259، المغني في الضعفاء 1/ 19 رقم 118، ميزان الاعتدال 1/ 45 رقم 136، لسان الميزان 1/ 41- 42 رقم 83. والحديث في الكامل لابن عديّ، وميزان الاعتدال، ولسان الميزان. [3] غنجار: بضم الغين المعجمة، وسكون النون، لقّب بذلك لحمرة لونه (تقريب التهذيب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 مَعْبَدٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبى طَالِبٍ فِي مَرَضِهِ قَالَ: «أَيْ عَمُّ، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَسْتَحِلُّ لَكَ بِهَا الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُبَّةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ مِنْ بَعْدِي يَرَوْنَ أَنِّي قُلْتُهَا جَزَعًا حِينَ نَزَلَ بِيَ الْمَوْتُ لَقُلْتُهَا، لَا أَقُولُهَا إِلَّا لِأَسُرَّكَ بِهَا، فَلَمَّا ثَقُلَ أَبُو طالب رئي يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فَأَصْغَى إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ لِيَسْتَمِعَ قَوْلَهُ، فَرَفَعَ الْعَبَّاسُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ وَاللَّهِ قَالَ الْكَلِمَةَ الَّتِي سَأَلْتَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ أَسْمَعْ» [1] . إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ لِأَنَّ فِيهِ مَجْهُولًا، وَأَيْضًا، فَكَانَ الْعَبَّاسُ ذَلِكَ الْوَقْتَ عَلَى جَاهِلِيَّتِهِ، وَلِهَذَا إِنْ صَحَّ الْحَدِيثُ لَمْ يَقْبَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَايَتَهُ وَقَالَ لَهُ: لَمْ أَسْمَعْ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ بَعْدَ إِسْلَامِهِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ، فَلَوْ كَانَ الْعَبَّاسُ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ إِسْلَامِ أَخِيهِ أَبِي طَالِبٍ لَمَا قَالَ هَذَا، وَلَمَا سَكَتَ عِنْدَ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ» ، وَلَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَكِنَّ الرَّافِضَةَ قَوْمٌ بُهْتٌ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : ثُمَّ إِنَّ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ وَأَبَا طَالِبٍ مَاتَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ فَتَتَابَعَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الْمَصَائِبُ بِمَوْتِهِمَا. وَكَانَتْ خَدِيجَةُ وَزِيرَةَ صِدْقٍ عَلَى الْإِسْلامِ، كَانَ يَسْكُنُ [3] إِلَيْهَا. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مِنَ الشِّعْبِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَأَنَّهُمَا تُوُفِّيَا فِي ذَلِكَ الْعَامِ، وَتُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أبي طالب بخمسة وثلاثين يوما.   [1] سيرة ابن هشام 2/ 167، السير والمغازي 238، نهاية الأرب 16/ 278. [2] سيرة ابن هشام 2/ 166، والسير والمغازي 243. [3] في سيرة ابن هشام 2/ 166 «يشكو إليها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَنَّ مَوْتَهَا كَانَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَكَذَا قَالَ غَيْرُهُ [1] . وَهِيَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ الْأَسَدِيَّةُ [2] . قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَتْ تُدْعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الطَّاهِرَةَ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ زَائِدَةَ بْنِ الْأَصَمِّ الْعَامِرِيَّةُ. وَكَانَتْ خَدِيجَةُ تَحْتَ أَبِي هَالَةَ [3] بْنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيِّ، وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ أَبِي هَالَةَ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ عَتِيقُ بْنُ عَائِذِ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، ثُمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [5] : بَلْ تَزَوَّجَهَا أَبُو هَالَةَ بَعْدَ عَتِيقٍ. وَكَانَتْ وَزِيرَةَ صِدْقٍ عَلَى الْإِسْلَامِ. وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ، وَقِيلَ: كَانَ مَوْتُهَا فِي رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ بِالْحَجُونِ، وَقِيلَ: إِنَّهَا عَاشَتْ خَمْسًا وَسِتِّينَ سَنَةً [6] . وَقَالَ الزُّبَيْرُ: تَزَوَّجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً [7] ، وَأَقَامَتْ مَعَهُ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً [8] . قَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عبد الله   [1] طبقات ابن سعد 8/ 18، سيرة ابن هشام 2/ 166، أنساب الأشراف 1/ 406. [2] انظر نسبها في طبقات ابن سعد 8/ 14. [3] اسمه هند بن النبّاش بن زرارة بن وقدان. (طبقات ابن سعد 8/ 14) . [4] في طبقات ابن سعد 8/ 15، وأنساب الأشراف 1/ 406 «عابد» . [5] السير والمغازي 245. [6] طبقات ابن سعد 8/ 18، أنساب الأشراف 1/ 406، نهاية الأرب 16/ 279. [7] انظر طبقات ابن سعد 1/ 132 و 8/ 17. [8] أسد الغابة لابن الأثير 5/ 435. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 الْبَهِيِّ [1] قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ لَمْ يَكَدْ يَسْأَمُ مِنْ ثَنَاءٍ عَلَيْهَا، وَاسْتِغْفَارٍ لَهَا، فَذَكَرَهَا يَوْمًا، فَاحْتَمَلَتْنِي الْغِيرَةُ، فَقُلْتُ: لَقَدْ عَوَّضَكَ اللَّهُ مِنْ كَبِيرَةِ السِّنِّ، فَرَأَيْتُهُ غَضِبَ غَضَبًا أَسْقَطْتُ فِي خَلَدِي، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهمّ إِنَّكَ إِنْ أَذْهَبْتَ غَضَبَ رَسُولِكَ عَنِّي لَمْ أَعُدْ إِلَى ذِكْرِهَا بِسُوءٍ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَقِيتُ قَالَ: «كَيْفَ قُلْتِ، وَاللَّهِ لَقَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَآوَتْنِي إِذَا رَفَضَنِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَرُزِقْتُ مِنْهَا الْوَلَدَ، وَحُرِمْتُمُوهُ مِنِّي» ، قَالَتْ: فَغَدَا وَرَاحَ عَلَيَّ بِهَا شَهْرًا [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ ذِكْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا، وَمَا تَزَوَّجَنِي إِلَّا بَعْدَ مَوْتِهَا بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَلَقَدْ أَمَرَهُ رَبُّهُ أَنْ يُبَشِّرَهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ. وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذِهِ خَدِيجَةُ، أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامُ طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا ببيت في   [1] هو مولى مصعب بن الزبير. [2] انظر نحوه في أسد الغابة لابن الأثير 5/ 438- 439. [3] أخرجه البخاري 4/ 230- 231 في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومن صحب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، باب تزويج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خديجة وفضلها رضي الله تعالى عنها، ومسلّم (2435) في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي الله تعالى عنها، وأخرجه الشيخان والطبراني في المعجم الصغير 1/ 15 من طريق عبد الله بن أبي أوفى، وأخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) 371 رقم (362) عن طريق عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وانظر الترمذي 5/ 366 رقم 3978 و 3979 وهو حديث حسن صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ [1] ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ [2] مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مريم بنت عمران. أخرجه مسلّم [4] .   [1] القصب هنا اللؤلؤ المجوّف الواسع، وقيل هو جوهر طويل مجوّف. (النهاية) . [2] قال في مجمع البحار: قوله: لا صخب فيه ولا نصب، الصخب هو الصوت المختلط، والنّصب: التعب، أي كما يكون في بيوت الدنيا من الصياح والتعب، لأنها- أي خديجة- أسلمت طوعا بلا رفع صوت ولا منازعة ولا تعب. [3] أخرجه البخاري 4/ 231 في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومن صحب النبي صلّى الله عليه وسلّم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، باب تزويج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم خديجة وفضلها رضي الله تعالى عنها، ومسلّم (2432) في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وأحمد في المسند 1/ 205 و 2/ 231 و 4/ 355 و 356 و 381 و 6/ 174 و 236 و 246. [4] صحيح مسلّم (2430) كتاب فضائل الصحابة، باب فضل خديجة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 ذِكْرُ الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ. وَكَذَا قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ [1] . وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ [2] : ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ الضَّحَّاكِ الزُّبَيْدِيُّ بْنِ زِبْرِيقَ [3] ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ قَالَ: ثنا شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أُسْرِيَ بِكَ؟ قَالَ: صَلَّيْتُ لِأَصْحَابِي صَلَاةَ الْعَتْمَةِ بِمَكَّةَ مُعَتَّمًا، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ بَيْضَاءَ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَقَالَ: ارْكَبْ، فاستصعب عليّ،   [1] المغازي لعروة 120. [2] روى طرفا مختصرا منه في التفسير (3130) باب ومن سورة بني إسرائيل. [3] في حاشية الأصل: (إسحاق بن إبراهيم بن زبريق ليس بثقة، عن عمرو بن الحارث) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 فَرَازَهَا [1] بِأُذُنِهَا، ثُمَّ حَمَلَنِي عَلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا، يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، حَتَّى بلغنا أرض ذَاتَ نَخْلٍ، فَأَنْزَلَنِي فَقَالَ: صَلِّ، فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ صَلَّيْتُ بِيَثْرِبَ، صَلَّيْتُ بِطِيبَةَ، فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا، يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، ثُمَّ بَلَغْنَا أَرْضًا، فَقَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ رَكِبْنَا. قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: «اللَّهُ أَعْلَمُ» . قَالَ: صَلَّيْتُ بِمَدْيَنَ عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا، يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا، ثُمَّ بَلَغْنَا أَرْضًا بَدَتْ لَنَا قُصُورٌ فَقَالَ: انْزِلْ، فَصَلَّيْتُ وَرَكِبْنَا. فَقَالَ لِي: صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الْيَمَانِيِّ، فَأَتَى قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ فَرَبَطَ فِيهِ [2] دَابَّتَهُ، وَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ مِنْ بَابٍ فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، فَصَلَّيْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، وَأَخَذَنِي مِنَ الْعَطَشِ أَشَدُّ مَا أَخَذَنِي، فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ لَبَنٍ وَعَسَلٍ، أَرْسَلَ إِلَيَّ بِهِمَا جَمِيعًا، فَعَدَلْتُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ هَدَانِي اللَّهُ فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَشَرِبْتُ حَتَّى قَرَعْتُ بِهِ جَبِينِي، وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ عَلَى مِثْرَاةٍ لَهُ، فَقَالَ: أَخَذَ صَاحِبُكَ الْفِطْرَةَ إِنَّهُ لَيُهْدَى. ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْنَا الْوَادِيَ الَّذِي فِي الْمَدِينَةِ، فَإِذَا جَهَنَّمُ تَنْكَشِفُ عَنْ مِثْلِ الزَّرَابِيِّ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ وَجَدْتَهَا؟ قَالَ: مِثْلَ الْحَمْأَةِ السُّخْنَةِ، ثم انصرف بي، فمررنا بعير لقريش،   [1] اختبرها، (النهاية) . [2] كذا. أي ربطه بحلقة المسجد، كما في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 383. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، قَدْ ضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ، قَدْ جَمَعَهُ فُلَانٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا صَوْتُ مُحَمَّدٍ. ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ اللَّيْلَةَ، فَقَدِ الْتَمَسْتُكَ فِي مَظَانِّكَ؟ قُلْتُ: عَلِمْتَ أَنِّي أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، فَصِفْهُ لِي، قَالَ: فَفُتِحَ لِي صِرَاطٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، لَا يَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: انْظُرُوا إِلَى ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: إِنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ، بِمَكَانِ كَذَا، وَقَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ، فَجَمَعَهُ فُلَانٌ، وَإِنَّ مَسِيرَهُمْ يَنْزِلُونَ بِكَذَا، ثُمَّ كَذَا، وَيَأْتُونَكُمْ يَوْمَ كَذَا، يَقْدَمُهُمْ جَمَلٌ آدَمٌ، عَلَيْهِ مِسْحٌ أَسْوَدُ، وَغَرَارَتَانِ سَوْدَاوَانِ، فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ، أَشْرَفَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ حَتَّى كَانَ قَرِيبٌ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، حِينَ أَقْبَلَتِ الْعِيرُ يَقْدُمُهُمْ ذَلِكَ الْجَمَلُ» . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ [1] : هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. قُلْتُ: ابْنُ زِبْرِيقَ تَكَلَّمَ فِيهِ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ [2] . قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: ثنا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُهُ خَلْفَ جِبْرِيلَ، فَسَارَ بِنَا، فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ ارْتَفَعَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ، فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قال: أخوك محمد، فرحّب ودعا لي بالبركة، وقال:   [1] دلائل النبوّة 2/ 200، نهاية الأرب 16/ 300- 301. [2] الجرح والتعديل 2/ 209 رقم 711 وانظر عنه: التاريخ الكبير 1/ 380 رقم 1213، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 269 و 309 و 315 و 360 و 416 و 2/ 220 و 348 و 480 و 3/ 278- 280، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 410، ميزان الاعتدال 1/ 181 رقم 730، تهذيب التهذيب 1/ 215- 216 رقم 406، تقريب التهذيب 1/ 54 رقم 371. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ، ثُمَّ سَارَ فَذَكَرَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى مُوسَى وَعِيسَى، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَا عَلَى مَصَابِيحَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ، تُحِبُّ أَنْ تَدْنُوَ مِنْهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَنَوْنَا مِنْهَا، فَرُحِّبَ بِي، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَنُشِرَ لِي الْأَنْبِيَاءُ مَنْ سَمَّى اللَّهُ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ، وَصَلَّيْتُ بِهِمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ النَّفَرَ الثَّلَاثَةَ: مُوسَى، وَعِيسَى، وَإِبْرَاهِيمُ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بها الأنبياء، ثمّ دخلت المسجد قرّبت لِيَ الْأَنْبِيَاءُ، مَنْ سَمَّى اللَّهُ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ. هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَأَبُو حَمْزَةَ هُوَ مَيْمُونُ. ضُعِّفَ [1] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِإِيلْيَاءَ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَأَخَذَ اللَّبَنَ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي هَدَاكَ لِلْفِطْرَةِ، لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . قَرَأْتُ عَلَى الْقَاضِي سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَافِظُ، أنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الموازيني، أنا   [1] انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 599، التاريخ الكبير 7/ 343 رقم 1477، التاريخ الصغير 150، الضعفاء الصغير للبخاريّ 277 رقم 352، الضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 581، أحوال الرجال للجوزجانيّ 72 رقم 87، الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 187 رقم 1764، والمجروحين لابن حبّان 3/ 5، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 164 رقم 528، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 235- 236 رقم 1061، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 565 و 231، ميزان الاعتدال 4/ 234- 235 رقم 8969، المغني في الضعفاء 2/ 690 رقم 1562، الكاشف 2/ 171 رقم 5871، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2407، تهذيب التهذيب 10/ 395- 396 رقم 711، تقريب التهذيب 2/ 292 رقم 1561. [2] أخرجه البخاري في كتاب الأشربة 6/ 240- 241، وفي تفسير سورة الإسراء 5/ 224 باب قوله أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام. ومسلّم (168) في كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا يُوسُفُ الْقَاضِي، أنا أَبُو يَعْلَى التَّمِيمِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَسَاوِسِيُّ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِي [1] قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَلَسٍ [2] وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي فَقَالَ: «شَعَرْتُ أَنِّي نِمْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَتَى جِبْرِيلُ فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا دَابَّةٌ أَبْيَضُ [3] ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، مُضْطَرِبُ الْأُذُنَيْنِ، فَرَكِبْتُهُ، وَكَانَ يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ، إِذَا أَخَذَ بِي فِي هُبُوطٍ طَالَتْ يَدَاهُ، وَقَصُرَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا أَخَذَ بِي فِي صُعُودٍ طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقَصُرَتْ يَدَاهُ، وَجِبْرِيلُ لَا يَفُوتُنِي، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فِيهِمْ إِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ وَكَلَّمْتُهُمْ، وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ، فَشَرِبْتُ الْأَبْيَضَ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: شَرِبْتَ اللَّبَنَ وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لَارْتَدَّتْ أُمَّتُكَ، ثُمَّ رَكِبْتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ» . قَالَتْ: فَتَعَلَّقْتُ بِرِدَائِهِ وَقُلْتُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ يَا بْنَ عَمٍّ أَلَا تُحَدِّثُ بِهَذَا قُرَيْشًا فَيُكَذِّبُكَ مَنْ صَدَّقَكَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى رِدَائِهِ فَانْتَزَعَهُ مِنْ يَدِي، فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُكْنِهِ فَوْقَ إِزَارِهِ وَكَأَنَّهُ طَيٌّ الْقَرَاطِيسِ، وَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عِنْدَ فُؤَادِهِ، يَكَادُ يَخْتَطِفُ بَصَرِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً، فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ قَدْ خَرَجَ، فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ: وَيْحَكِ اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي [4] ، فَلَمَّا رَجَعَتْ أَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى قُرَيْشٍ [5] فِي الْحَطِيمِ، فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فَقَصَّ عليهم مسراه، فقال عمرو كالمستهزئ: صفهم   [1] هي بنت أبي طالب. (طبقات ابن سعد 1/ 144) . [2] الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. [3] أي أبيض اللون، والتذكير باعتبار المركوب، كما في «إرشاد السّاري لشرح البخاري» . [4] زاد في عيون الأثر 1/ 141: «ماذا يقول وماذا يقال له» . [5] في عيون الأثر: «إلى نفر من قريش» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 لِي، قَالَ: أَمَّا عِيسَى فَفَوْقَ الرَّبْعَةِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ، ظَاهِرُ الدَّمِ، جَعْدُ الشَّعْرِ، تَعْلُوهُ صَهْبَةٌ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَمَّا مُوسَى فَضَخْمٌ، آدَمٌ، طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، كَثِيرُ الشَّعْرِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشفتين، خارج اللّثة، عابس، وأمّا إبراهيم، فو الله لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خَلْقًا وَخُلُقًا [1] ، فَضَجُّوا وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ، فَقَالَ الْمُطْعِمُ: كُلُّ أَمْرِكَ كَانَ قَبْلَ الْيَوْمِ أُمَمًا، غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ، أَنَا أَشْهَدُ أنّك كاذب! نحن نضرب أكباد الإبل إلى بَيْتِ الْمَقْدِسِ شَهْرًا، أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ! وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ [2] ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ، الْوَسَاوِسِيُّ ضَعِيفٌ تَفَرَّدَ بِهِ [3] (م) [4] ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، ثنا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثَبِّتْهَا، فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي، أَنْظُرُ إِلَيْهِ، مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ [5] جَعْدٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ- يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ   [1] في (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان) : ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة احمر ... وأنا أشبه ولد إبراهيم به ... [2] انظر بقيته في عيون الأثر 1/ 142. [3] انظر عنه: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 22 رقم 1577، المغني في الضعفاء 2/ 555 رقم 5293، ميزان الاعتدال 3/ 481 رقم 7222، لسان الميزان 5/ 77 رقم 252. [4] اختصار للإمام مسلّم. [5] أي خفيف اللّحم ممشوق مستدق. على ما في (النهاية) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 الصَّلَاةِ قَالَ لِي قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ» [1] . وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ أَيْضًا، عَنْ جَابِرٍ مُخْتَصَرًا [2] . قَالَ اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ فجلا الله لي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ. أَخْرَجَاهُ [3] . وَقَالَ [4] إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ انْتَهَى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَقِيَ فِيهِ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ، فَافْتُتِنَ نَاسٌ كَثِيرٌ كَانُوا قَدْ صَلُّوا مَعَهُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَهَذَا مُرْسَلٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ: ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، أَصْبَحَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ [5] بِذَلِكَ، فَارْتَدَّ نَاسٌ مِمَّنْ آمَنَ، وَسَعَوْا إلى أبي بكر فقالوا: هل لك   [1] صحيح مسلّم (168) في كتاب الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات وفرض الصلوات، وأحمد في المسند 2/ 528. [2] مسلّم (172) في كتاب الإيمان، باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجّال، ابن سعد في الطبقات 1/ 215. [3] أخرجه البخاري في مناقب الأنصار 4/ 247 و 248 باب حديث الإسراء وقول الله تعالى: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى 17: 1، وفي تفسير سورة الإسراء 5/ 224 باب قوله أسرى بعبده ليلا.. ومسلّم (170) في كتاب الإيمان، باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، والترمذي (3132) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل. [4] في حاشية الأصل كتب: «بلغت قراءة في الميعاد الثاني عشر، على جامعه الحافظ أبي عبد الله الذهبي، كتب ابن البعلي عفا الله عنه» . [5] في نهاية الأرب «أصبح الناس يتحدّثون» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 فِي صَاحِبِكَ، يَزْعُمُ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ! قَالَ: أَوَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ قَالَ ذَلِكَ لَقَدْ صَدَقَ، قَالُوا: وَتُصَدِّقُهُ! قَالَ: إِنِّي لَأُصَدِّقُهُ بِمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غُدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ. فَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ [1] . وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مِقْلَاصٍ الْفَقِيهُ، وَيُونُسُ، وَغَيْرُهُمَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ بِالْبُرَاقِ، فَكَأَنَّهَا أَمَرَّتْ ذَنَبَهَا [3] ، فَقَالَ لَهَا جِبْرِيلُ: مه يا براق، فو الله إِنْ رَكِبَكِ [4] مِثْلُهُ، وَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ بِعَجُوزٍ عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ» ؟ قَالَ لَهُ: سِرْ يَا مُحَمَّدُ، فَسَارَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسِيرَ. فَإِذَا شَيْءٌ يَدْعُوهُ مُتَنَحِّيًا عَنِ الطَّرِيقِ يَقُولُ: هَلُمَّ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: سِرْ يَا مُحَمَّدُ، فَسَارَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسِيرَ، قَالَ: فَلَقِيَهُ خَلْقٌ مِنَ الْخَلْقِ، فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا آخِرُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حَاشِرُ، فَرَدَّ السَّلَامَ، فَانْتَهَى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، وَالْخَمْرَ، واللّبن، فتناول اللّبن، فقال له   [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 62- 63 وقال هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه. وتابعه الذهبي في تلخيصه، ورواه النويري في نهاية الأرب 16/ 302. [2] رواه مسلّم (2375) في الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام، والنسائي 3/ 215 في قيام الليل، باب ذكر صلاة نبيّ الله موسى عليه السلام، وأحمد في المسند 3/ 120. [3] في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 385 «ضربت أذنيها» . [4] في تهذيب تاريخ دمشق «ما ركبك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 جِبْرِيلُ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، وَلَوْ شَرِبْتَ الْمَاءَ لَغَرِقَتْ أُمَّتُكَ وَغَرِقْتَ، وَلَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لَغَوَيْتَ وَغَوَتْ أُمَّتُكَ، ثُمَّ بُعِثَ لَهُ آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَمَّهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: أَمَّا الْعَجُوزُ فَلَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ تِلْكَ الْعَجُوزِ، وَأَمَّا الَّذِي أَرَادَ أَنْ تَمِيلَ إِلَيْهِ، فَذَاكَ عَدُوُّ اللَّهِ إِبْلِيسُ، أَرَادَ أَنْ تَمِيلَ إِلَيْهِ، وَأَمَّا الَّذِينَ سَلَّمُوا عَلَيْكَ فَإِبْرَاهِيمُ، وَمُوسَى، وَعِيسَى [1] [2] . وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَرَوْحٌ، وَغُنْدَرٌ: أنا عَوْفٌ، ثنا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى قَالَ: قَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي، ثُمَّ أَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فَظِعْتُ بِأَمْرِي [3] ، وَعَلِمْتُ بِأَنَّ النَّاسَ يُكَذِّبُونِي، قَالَ: فَقَعَدَ مُعْتَزِلًا حَزِينًا، فَمَرَّ به أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ فَجَلَسَ فَقَالَ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: «إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ» ، قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: «إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» ، قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا! قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَلَمْ يُرَ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ إِلَيْكَ قَوْمَكَ أَتُحَدِّثُهُمْ بِمَا حَدَّثْتَنِي؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، فَدَعَا قَوْمَهُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنَ لُؤَيٍّ هَلُمَّ، فَانْتَقَضَتِ الْمَجَالِسُ، فَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: حدّثهم،   [1] روي هذا الحديث بالسند المذكور عن أنس في تفسير الطبري، وتفسير ابن مردويه، ودلائل البيهقي 2/ 113- 114، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 385، وانظر الخصائص الكبرى للسيوطي 1/ 155- 156. [2] كتب هنا في حاشية الأصل «أنبأنا عن ابن كليب، عن ابن بيان، أنا بشر ابن القاضي، ثنا محمد بن الحسن اليقطيني، نا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا أبو عمير بن النحاس، ثنا الوليد، حدثني الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قال: رئي عبادة بن الصامت على حائط بيت المقدس يبكي فقيل: ما يبكيك؟ فقال: من هاهنا حدّثنا رسول الله أنه رأى ملكا يقلّب جمرا كالقطف. إسناده جيّد» . [3] أي اشتدّ عليّ وهبته. (النهاية) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ» ، قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: «إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ» ، قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَيْنَا [1] ! قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ وَوَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُسْتَعْجِبٌ لِلْكَذِبِ زَعْمٍ، قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ، قَالَ: فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عُقَيْلٍ أَوْ عُقَالٍ. قَالَ: فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ» ، فَقَالُوا: أَمَّا النَّعْتُ فَقَدْ وَاللَّهِ أَصَابَ [2] . وَرَوَاهُ هَوْذَةُ [3] عَنْ عَوْفٍ. مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ دَخَلَ جِبْرِيلُ [4] ، فَوَكَزَ [5] بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مِثْلُ وَكْرَيِ الطَّائِرِ، فَقَعَدَ فِي وَاحِدَةٍ، وَقَعَدْتُ فِي أُخْرَى، فَارْتَفَعْتُ [6] حَتَّى سُدَّتِ الْخَافِقَيْنِ، فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسَسْتُ، وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفِي فَالْتَفَتُّ إِلَى جِبْرِيلَ، فَإِذَا هُوَ لَاطِئٌ [7] ، فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ باللَّه [8] ، وَفَتَحَ لِي بَابَ السَّمَاءِ وَرَأَيْتُ النُّورَ   [1] كذا في الأصل و (ع) وفي مسند أحمد: (ظهرانينا) . [2] أخرجه أحمد في مسندة 1/ 309. [3] في الأصل «هودة» ، والتصويب من تهذيب التهذيب 11/ 74 رقم 116 وهو هوذة بن خليفة بن عبد الله البكراوي البصري الأصمّ. [4] في دلائل النبوّة، ونهاية الأرب «دخل عليّ جبريل» . [5] الوكز: الضّرب بجمع الكفّ، وهنا ضرب تلطّف ومحبّة، أو سبب قيام وخفّة، كما في شرح الشفا. [6] في دلائل النبوّة «فسمت وارتفعت» ، وفي نهاية الأرب «فنمت» . [7] أي لاصق بالأرض من هيبة الله تعالى وشدّة الخشية من كمال عظمته. وفي دلائل النبوّة ونهاية الأرب: «حلس لاطئ» . [8] في دلائل النبوّة، ونهاية الأرب «باللَّه عليّ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 الْأَعْظَمَ [1] ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يُوحِي [2] . إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ حَسَنٌ، وَالْحَارِثُ مِنْ رِجَالِ مُسْلِمٍ [3] . سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: ثنا أَبُو مَعْشَرَ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: «يَا جِبْرِيلُ إِنَّ قَوْمِي لَا يُصَدِّقُونِي» ، قَالَ: يُصَدِّقُكَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ الصِّدِّيقُ. رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ [4] بْنِ هَارُونَ، أنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَحَدَّثَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَارْتَدُّوا كُفَّارًا، فَضَرَبَ اللَّهُ رِقَابَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ. وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ، هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا، فَتَزَقَّمُوا. وَرَأَى الدَّجَّالَ فِي صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْنٍ، لَيْسَ بِرُؤْيَا مَنَامٍ، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [5] .   [1] في الدلائل والنهاية بعد الأعظم «وإذا دوني الحجاب وفرجه الدرّ والياقوت» . [2] دلائل النبوّة للبيهقي، نهاية الأرب 16/ 291. [3] هو الحارث بن عبيد الإيادي البصري، أبو قدامة. انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 93، التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 275 رقم 2441، الجرح والتعديل 3/ 81 رقم 371، الكاشف 1/ 139 رقم 871، ميزان الاعتدال 1/ 438- 439 رقم 1632، تهذيب التهذيب 2/ 149- 150 رقم 254. [4] في نسخة دار الكتب المصرية «زيد» وهو تصحيف. [5] أخرجه أحمد في المسند 1/ 374 وبقيّته: «صلوات الله عليهم، فسئل النبي صلى الله عليه وسلّم عن الدّجّال فقال أقمر هجّانا، قال: حسن، قال: رأيته فيلمانيا أقمر هجّانا، إحدى عينيه قائمة كأنّها كوكب درّيّ كان شعر رأسه أغصان شجرة، رأيت عيسى شابا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطّن الخلق، ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر، قال: حسن الشعرة شديد الخلق، ونظرت إلى إبراهيم فلا انظر إلى أرب من آرابه إلا نظرت إليه مني، كأنّه صاحبكم، فقال جبريل عليه السلام: سلّم على مالك، فسلّمت عليه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتِيَ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَلَمْ يُزَايِلَا ظَهْرَهُ هُوَ وَجِبْرِيلُ، حَتَّى انْتَهَيَا بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَصَعِدَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَأَرَاهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، ثُمَّ قَالَ لِي [1] : هَلْ صَلَّى فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اسْمُكَ يَا أَصْلَعُ، قُلْتُ: زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ، قَالَ: فَأَيْنَ تَجِدُهُ صَلَّاهَا؟ فَتَأَوَّلْتُ الْآيَةَ: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى 17: 1 [2] قَالَ: فَإِنَّهُ لَوْ صَلَّى لَصَلَّيْتُمْ كَمَا تُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قُلْتُ لِحُذَيْفَةَ: أَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي كَانَتْ تَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ: أَكَانَ يَخَافُ أَنْ تَذْهَبَ مِنْهُ وَقَدْ أَتَاهُ اللَّهُ بِهَا، كَأَنَّ حُذَيْفَةَ لَمْ يَبْلُغْهُ أَنَّهُ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَلَا رَبَطَ الْبُرَاقَ بِالْحَلْقَةِ [3] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عكرمة، عن ابن عبّاس   [1] القائل هو حذيفة، والمسؤل هو زرّ بن حبيش كما سيأتي. [2] سورة الإسراء- الآية 1. [3] أخرجه أحمد في مسندة 5/ 387 بأطول من هذا «عن زرّ بن حبيش قال: أتيت على حذيفة بن اليمان وهو يحدّث عن ليلة أسري بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول: فانطلقت أو انطلقنا فلقينا حتى أتينا على بيت المقدس فلم يدخلاه. قال: قلت بل دخله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلتئذ وصلّى فيه. قال: ما اسمك يا أصلع فإنّي أعرف وجهك ولا أدري ما اسمك؟ قال: قلت: أنا زرّ بن حبيش. قال: فما علمك بأنّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى فيه ليلتئذ؟ قال: قلت: القرآن يخبرني بذلك. قال: من تكلّم بالقرآن فلج اقرأ. قال: فقرأت: سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ 17: 1. قال: فلم أجده صلّى فيه. قال: يا أصلع هل تجد صلّى فيه؟ قال: قلت: لا. قال: والله ما صلّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلتئذ لو صلّى فيه لكتب عليكم صلاة فيه كما كتب عليكم صلاة في البيت العتيق والله ما زايلا البراق حتى فتحت لهما أبواب السماء فرأيا الجنة والنار ووعد الآخرة أجمع، ثم عادا عودهما على بدئهما. قال: ثم ضحك حتى رأيت نواجذه. قال: ويحدّثون أنه لربطه ليفرّ منه وإنّما سخّره له عالم الغيب والشهادة. قال: قلت: يا أبا عبد الله أيّ دابّة البراق؟ قال: دابّة أبيض طويل هكذا خطوه مدّ البصر» ، وانظر خصائص السيوطي 1/ 158. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ 17: 60 [1] قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ. وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ في الْقُرْآنِ 17: 60 [1] قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . ذِكْرُ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ مَا أَوْحى مَا كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى 53: 5- 11 [3] وَقَالَ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى 53: 13- 14 [4] . تَفْسِيرُ ذَلِكَ: قَالَ زَائِدَةُ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى 53: 9 فَقَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سُتُّمِائَةُ جَنَاحٍ. أَخْرَجَاهُ [5] . وَرَوَى شعبة، عن الشّيبانيّ هكذا، لَكِنْ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ رَأى من آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى 53: 18 [6] فَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ [7] .   [1] سورة الإسراء- الآية 60. [2] في مناقب الأنصار 4/ 250 باب المعراج، وفي تفسير سورة الإسراء 5/ 227 باب وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً للناس، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 374. [3] سورة النجم- الآية 5. [4] سورة النجم- الآية 13. [5] أخرجه البخاري في تفسير سورة النجم 6/ 51 باب قوله فأوحى إلى عبده ما أوحى، ومسلّم (174- 280) في كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى. [6] سورة النجم- الآية 18. [7] أخرجه البخاري في تفسير سورة النجم 6/ 50- 51 باب فكان قاب قوسين أو أدنى حيث الوتر من القوس، ومسلّم (174) في كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 وَقَالَ (خ) قَبِيصَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ رَأى من آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى 53: 18 قَالَ: رَأَى رَفْرَفًا أَخْضَرَ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: ثنا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى 53: 13 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةٍ، عَلَيْهِ سِتُّمِائَةُ جَنَاحٍ، يَنْفُضُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلَ [2] الدُّرَّ وَالْيَاقُوتَ. عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ الْقَارِئُ، لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [3] . وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ- كَذَا قَالَ- وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُصْعَدُ بِهِ، حَتَّى يُقْبَضَ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فوقها، حتى يقبض منها   [1] أخرجه البخاري 6/ 51 في تفسير سورة النجم، باب لقد رأى من آيات ربّه الكبرى. [2] أي الأشياء المختلفة الألوان. (النهاية لابن الأثير) . [3] انظر عنه: تاريخ خليفة 378، طبقات خليفة 159، التاريخ الكبير 6/ 487 رقم 3062، التاريخ الصغير 137، طبقات ابن سعد 6/ 224، مراتب النحويين 24، المعارف 530، ذيل المذيّل 647، الجرح والتعديل 6/ 340 رقم 1887، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 121، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 165 رقم 1306، تاريخ العلماء النحويين 231، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 384، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 122، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 336 رقم 1358، وفيات الأعيان 3/ 9، تهذيب الكمال للمزّي 2/ 640، الكامل في التاريخ لابن الأثير 5/ 352، تاريخ الإسلام 5/ 89، سير أعلام النبلاء 5/ 256- 261، العبر 1/ 167، الكاشف 2/ 49 رقم 2519، معرفة القراء الكبار 1/ 88- 94 رقم 35، ميزان الاعتدال 2/ 357- 358 رقم 4068، المغني في الضعفاء 1/ 322 رقم 2995، مرآة الجنان 1/ 271، البداية والنهاية 10/ 29 وفيه «عبدلة» بدل «بهدلة» وهو تصحيف، غاية النهاية 1/ 346- 349، الوافي بالوفيات 16/ 572 رقم 608، جامع التحصيل 247 رقم 317، الوفيات لابن قنفذ 121 رقم 127، تهذيب التهذيب 5/ 38- 40 رقم 67، تقريب التهذيب 1/ 383 رقم 3، خلاصة تذهيب التهذيب 182، شذرات الذهب 1/ 175. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى 53: 16 [1] قَالَ: غَشِيَهَا فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَا يُشْرِكْ باللَّه مِنْ أُمَّتِهِ الْمُقْحِمَاتِ [2] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَا كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى 53: 11 [4] قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ رَفْرَفٍ قَدْ مَلأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [5] . وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أبي هريرة: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى 53: 13 قَالَ: رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] . وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قُلْتُ لعائشة: فأين قوله تعالى: دَنا فَتَدَلَّى 53: 8؟ قَالَتْ: إِنَّمَا ذَاكَ جِبْرِيلُ، كَانَ يَأْتِيهِ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ، وَإِنَّهُ أَتَاهُ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ فِي صُورَتِهِ الَّتِي هِيَ صُورَتُهُ، فَسَدَّ أُفُقَ السّماء. متّفق عليه [7] .   [1] سورة النجم- الآية 16. [2] معناه الذنوب العظام الكبائر التي تهلك أصحابها وتوردهم النار وتقحمهم إيّاها، والتقحّم: الوقوع في المهالك. وسقط من الأصل و (ع) والمنتقى لابن الملا: «من أمّته» ، والاستدراك من صحيح مسلّم. [3] صحيح مسلّم (173) في كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى، وأخرجه الترمذي (3330) في سورة النجم، وقال هذا حديث حسن صحيح. [4] سورة النجم- الآية 5. [5] أخرجه الترمذي (3337) في سورة النجم، وأحمد في المسند 1/ 394 و 418 و 449. [6] صحيح مسلّم (175) في كتاب الإيمان، باب معنى قول الله عزّ وجلّ: ولقد رآه نزلة أخرى، وهل رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم ربه ليلة الإسراء؟ [7] أخرجه البخاري في بدء الخلق 4/ 84 باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدّم من ذنبه، ومسلّم (177/ 290) في كتاب الإيمان، باب معنى قول الله عزّ وجلّ: ولقد رآه نزلة أخرى، والترمذي (3332) في سورة النجم، وأحمد في المسند 1/ 395 و 407 و 449. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ شَأْنِهِ يَرَى الْمَنَامَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا رَأَى جِبْرِيلَ بِأَجْيَادَ [1] ، أَنَّهُ خَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، فَصَرَخَ بِهِ: يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ، فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالا، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ نَظَرَ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَرَفَعَ بَصَرَهُ، فَإِذَا هُوَ ثَانِيًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى فِي الْأُفُقِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ جبريل جِبْرِيلُ، يُسَكِّنُهُ، فَهَرَبَ حَتَّى دَخَلَ فِي النَّاسِ، فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ رَجَعَ فَنَظَرَ فَرَآهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى 53: 1- 2 [2] . مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى 53: 13- 14 قَالَ: دَنَا رَبُّهُ مِنْهُ فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ [3] . أَخْبَرَنَا التَّاجُ عَبْدُ الْخَالِقِ، أنا ابْنُ قُدَامَةَ، أنا أَبُو زُرْعَةَ، أنا الْمُقَدِّمِيُّ، أنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْمُنْذِرِ، أنا ابْنُ سَلَمَةَ، أنا ابْنُ مَاجَهْ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَتَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ، بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ، تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: «مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [4] عَنِ الْحَسَنِ، وَعَفَّانَ، عَنْ حَمَّادٍ وَزَادَ فِيهِ: رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي   [1] أجياد: موضع بمكة يلي الصفا. (معجم البلدان 1/ 105) . [2] أول سورة النجم. [3] أخرجه الترمذي (3334) في سورة النجم، وقال: هذا حديث حسن. وفيه «محمد بن عمر» وهو تصحيف، والصحيح «عمرو» كما أثبتناه. انظر: تهذيب التهذيب. [4] ج 2/ 363، ورواه ابن ماجة في التجارات (2273) باب التغليظ في الربا، وقال في: مجمع الزوائد: في إسناده عليّ بن زيد بن جدعان، ضعيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ. أَبُو الصَّلْتِ مَجْهُولٌ [1] . أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْدَاوِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِلَالٍ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِكْرِي سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ الْفِرْيَةَ عَلَى اللَّهِ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ فِي صُورَتِهِ وَخَلْقِهِ، سَادًّا مَا بَيْنَ الْأُفُقِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، عَنِ الْأَنْصَارِيِّ [2] . قُلْتُ: قَدِ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِي رُؤْيَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ [3] ، فَأَنْكَرَتْهَا   [1] انظر عنه: الكاشف للذهبي 3/ 308 رقم 227، ميزان الاعتدال له 4/ 540 رقم 10321: تهذيب التهذيب 12/ 135 رقم 642. [2] البخاري رقم (1528) في بدء الخلق 4/ 83 باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدّم من ذنبه، ومسلّم (177) في الإيمان، باب معنى قول الله عزّ وجلّ: ولقد رآه نزلة أخرى، والترمذي (5063) في سورة الأنعام، من طريق الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. [3] راجع في ذلك: الشفاء للقاضي عياض 1/ 158 وما بعدها، نهاية الأرب للنويري 16/ 295 وما بعدها. وانظر ما كتبه الكوثريّ في مقالاته، ففي قوله تعالى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ 17: 60 فقد فسّره ابن عبّاس برؤية العين، كما أخرجه البخاريّ بسنده إليه في تفسير تلك الآية، على أنّ تلك الرؤيا لو كانت مناميّة لما اشتد إنكار قريش لها. وقد تأتي الرؤيا بمعنى الرؤية في اللغة. قال المتنبّي: ورؤياك أحلى في العيون من الغمض يعني رؤية البصر، فلا بدّ من ترجيح بعض الروايات على بعض، وحمل الباقي على وهم بعض الرواة في ألفاظها، والثقة قد يهمّ ولا سيّما في الأخبار الطويلة، فينبذ موضع وهمه فقط، كما وقع في رواية شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عند البخاري، ففيها نحو اثني عشر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 عَائِشَةُ، وَأَمَّا الرِّوَايَاتُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَإِنَّمَا فِيهَا تَفْسِيرُ مَا فِي النَّجْمِ، وَلَيْسَ فِي قَوْلِهِ مَا يَدُلُّ عَلَى نَفْيِ الرُّؤْيَةِ للَّه. وَذَكَرَهَا فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ. قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَّلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، ثُمَّ أَفْرَغَهَا [1] فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مُحَمَّدٌ، قَالَ: أُرْسِلَ إليه؟ قال: نعم، ففتح،   [ () ] وهما، بيانها في شروح البخاري .... وقد اشتدّ نكير المحقّقين على رواية شريك، من أمثال مسلّم والخطّابيّ. والجمهور على أنّ الإسراء والمعراج في ليلة واحدة، وأنّهما بالروح والجسد معا، يقظة، ولا مجيد عن ذلك بعد صحّة الخبر، وتمام الاعتقاد بقدرة القادر الحكيم الشاملة لكل ممكن، وردّ ذلك كلّه إلى عالم المثال الّذي يتخيّله صاحب «حجّة الله البالغة» على عادته في المشاكل- خروج عن الجادّة بدون أيّ حجّة ناهضة. وأمّا ما يروى عن عائشة رضي الله عنها من قولها: ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلّم لكنّه أسري بروحه، فغير ثابت عنها البتّة، لأنّه من رواية ابن إسحاق المتوفّى في منتصف القرن الثاني من إدراك زمن عائشة، وأمّا ما يروى عن معاوية من أنّ الإسراء رؤيا صادقة، فغير ثابت عنه أيضا، للانقطاع بين شيخ ابن إسحاق يعقوب بن عتبة، وبين معاوية، لأنّه توفّي سنة 128، واين هذا التاريخ من وفاة معاوية. فلا يصحّ التعويل على مثل تلك الأخبار المنقطعة في ادّعاء أنّ الإسراء روحانيّ فقط، أو في حالة النّوم فقط. وقد اختلف في ليلة المعراج متى كانت، والّذي رجّحه النّوويّ في «الروضة» أنّها الليلة السابعة والعشرون من رجب، وإليه ذهب ابن الأثير والرافعيّ، ومن قال إنّها قبل سنة ونصف من الهجرة، يكون يرى هذا الرأي مثل ابن قتيبة، وابن عبد البرّ، لأنّ الهجرة كانت في ربيع الأول، فالسنة قبلها من صفر إلى صفر تراجعا، والستّة الأشهر قبلها من المحرّم إلى شعبان بالتراجع، فتكون الأيام الثلاثة من آخر رجب غير مذكورة تركا للكسر في الطرفين، وعلى ذلك عمل الأمّة. وهذا العروج ليس للتقرّب منه تعالى، لأنّ القرب منه لا يكون بالمسافة، قال تعالى: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ 96: 19، وقال صلى الله عليه وسلّم: «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد» . [1] في حاشية الأصل هنا: (فأقره) بدلا من (أفرغها) الواردة في صلب الأصل، وصحيح مسلّم والبخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ [1] ، وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: «يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا» ؟ قَالَ: آدَمُ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ نَسَمُ بَنِيهِ [2] ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالَّتِي [3] عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ [4] ، ثُمَّ عَرَجَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا. مِثْلَ مَا قَالَ خَازِنُ السَّمَاءِ، الدُّنْيَا، فَفَتَحَ. فَقَالَ أنس: فذكر أنّه وجد في السّماوات: آدَمَ، وَإِدْرِيسَ، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يُثْبِتْ- يَعْنِي أَبَا ذَرٍّ- كَيْفَ مَنَازِلُهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيمَ، فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِدْرِيسَ، قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قَالَ: ثُمَّ مَرَّ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: إِدْرِيسُ، قَالَ: ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالْأَخِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ [5] أن ابن عباس وأبا حبّة الأنصاري   [1] أي أشخاص. [2] نسم بنيه: النّسم جمع نسمة، وهي كل شيء فيه روح، وقيل النّسمة: النفس والروح. [3] في صحيح البخاري «والأسودة التي» . [4] في الصحيح بعد «النار» ، «فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإِذَا نَظَرَ قبل شماله بكى» . [5] في حاشية الأصل: «هو أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وأبو حبّة، بالموحّدة، أوسيّ شهد بدرا. قال الواقديّ: أبو حنة بن عمرو بن ثابت، اسمه مالك. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: اسمه عامر بن عبد عمرو. وقال ابن إسحاق: قتل بأحد، وهو أخو سعد بن خيثمة لأمّه. وقال أحمد بن البرقيّ: أبو حبّة البدري اسمه ثابت بن النّعمان بن امرئ القيس الأوسيّ. وقال سيف بن عمر: فيمن قتل من الأنصار يوم اليمامة أبو حبّة بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 كانا يقولان: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ عَرَجَ بِي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوْفًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الْأَقْلَامِ [1] . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَالَ ابْنُ حَزْمٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى، فَقَالَ: مَاذَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ مُوسَى: فَرَاجِعْ رَبَّكَ فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، قَالَ: فَرَاجَعْتُ رَبِّيَ، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: فَرَاجِعْ رَبَّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّيَ فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ. فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، فَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ [2] اللُّؤْلُؤِ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ [3] . أخبرنا بهذا الحديث يحيى بن أحمد المقري بالإسكندرية، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ الْفَوِّيُّ بِمِصْرَ، قَالَا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمَادٍ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا عَلِيُّ بن الحسن الشافعي، أنا عبد الرحمن بن عمر البزّار، ثنا أبو الطّاهر   [ () ] غزيّة بن عمرو. وكذا قال الطّبري، وسمّاه زيدا، وساق نسبه إلى مازن بن النّجّار وقال: شهد أحد. وقال الواقديّ: ليس فيمن شهد بدرا أحد يقال له أبو حبّة، وإنّما هو أبو حنّة مالك بن عمرو بن عوف. وأما أبو حبّة بن غزيّة بن عمرو المازنيّ فلم يشهد بدرا، وكذلك أبو حبّة بن عبد عمرو الّذي كان مع عليّ بصفّين» . [1] صحيح مسلّم (163) في كتاب الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات وفرض الصلوات. [2] الجنابذ: القباب. ووقع في «صحيح البخاري» في كتاب الأنبياء وغيره (حبائل) بدل (جنابذ) . قال الخطابي وغيره: هو تصحيف. (كما في شرح صحيح مسلّم للنووي) . [3] رواه البخاري 1/ 91- 93 في كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، وفي الأنبياء، باب ذكر إدريس عليه السلام، ومسلّم (163) في الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات وفرض الصلوات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْمَدِينِيُّ، ثنا أَبُو مُوسَى يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، نا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، فَذَكَرَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ حَرْمَلَةَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ [1] . وَرَوَى النَّسَائِيُّ [2] شَطْرَهُ الثَّانِي مِنْ قَوْلِ ابْنِ شِهَابٍ [3] : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ حَزْمٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا حَبَّةَ، إِلَى آخِرِهِ عَنْ يُونُسَ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ [4] . وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ، عَنْ يُونُسَ، وَتَابَعَهُ عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ هَمَّامٌ [6] : سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ صَعْصَعَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ- وربّما قال قتادة في الحجر- مضطجعا إذا أَتَانِي آتٍ- فَجَعَلَ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ الْأَوْسَطِ بَيْنَ الثَّلَاثَةِ قَالَ: فَأَتَانِي وَقَدْ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ- فَشَقَّ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ، قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِلْجَارُودِ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى شِعْرَتِهِ [7] ؟ قَالَ: فَاسْتَخْرَجَ قَلْبِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ إِيمَانًا، فَغُسِلَ قَلْبِي، ثُمَّ حُشِيَ، ثُمَّ أُعِيدَ، ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ، وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ- فَقَالَ لَهُ الْجَارُودُ: هُوَ الْبُرَاقُ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ- يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ، فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل:   [1] صحيح مسلّم رقم (163) . [2] في كتاب الصلاة، 1/ 217 فرض الصلاة وذكر اختلاف الناقلين في إسناده حديث أنس ... [3] في (ع) : ابن هشام. وهو وهم بيّن. [4] في (ع) : (بعلم) وهو تحريف. [5] في صحيحه 1/ 91 كتاب الصلاة. [6] هو همّام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي المحلمي. مات سنة 164 هـ-. انظر تهذيب التهذيب لابن حجر 11/ 69، 70 رقم 108. [7] في حاشية الأصل «سرّته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ [1] مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفَتَحَ [2] فَلَمَّا خَلَصْتُ [3] فَإِذَا آدَمُ فِيهَا، فَقَالَ: هَذَا أَبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ: قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا يَحْيَى وَعِيسَى وَهُمَا ابْنَا الْخَالَةِ، قَالَ: هَذَا يَحْيَى وَعِيسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِمَا، فسلّمت عليهما [4] ، فردّ السَّلامَ، ثُمَّ قَالَا: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا يُوسُفُ قَالَ: هَذَا يُوسُفُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِدْرِيسُ قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ وَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا به ونعم المجيء جاء، قال: محمد،   [1] في الأصل، والصحيح «قال» . [2] في الأصل زيادة «له» ، وهي مقحمة، ليست في كتب الصحاح. [3] في (ع) «خلعت» ، وهو تصحيف ظاهر. [4] (فسلّمت عليهما) ساقطة من الأصل، والمنتقى لابن الملا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا هَارُونُ قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، قَالَ: فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا مُوسَى قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ السَّلَامَ؟ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لِأَنَّهُ غُلَامٌ [1] بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي، ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، فَاسْتَفْتَحَ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِهِ وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَفَتَحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ فَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، ثُمَّ رُفِعَتْ لِيَ [2] سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى. فَإِذَا نَبِقُهَا مِثْلُ قِلالِ هَجَرَ [3] وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلَ آذَانِ الْفِيَلَةِ، فَقَالَ: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ. فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ [4] . ثُمَّ رُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ. فَقَالَ: هَذِهِ الْفِطْرَةُ أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ. قَالَ: ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَاةُ، خَمْسُونَ صَلَاةً فِي كُلِّ يوم، فرجعت   [1] الغلام: الطّارّ الشارب، والكهل، ضدّ. كما في (القاموس المحيط) . [2] في الأصل (إلي) وفي المنتقى لابن الملّا (لي) وهو الموافق لصحيح الإمام البخاري. [3] النّبق: بكسر الباء، والمراد أنّ ثمرها كبير. [4] هذا مجاز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: بِخَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَإِنِّي قَدْ خَبَرْتُ [1] النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ. قُلْتُ: قَدْ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنْ أَرْضَى وَأُسَلِّمُ، فلمّا نفردت نَادَانِي مُنَادٍ، قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ هُدْبَةَ عَنْهُ [2] . وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، ثنا أَنَسٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشَقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مليء حِكْمَةً وَإِيمَانًا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِطُولِهِ [3] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ، بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ، إِذْ سَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أَحَدُ الثَّلَاثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، قَالَ: فَأُتِيتُ فَانْطَلَقَ بِي، ثُمَّ أُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشُرِحَ صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا، قَالَ قَتَادَةُ: قُلْتُ لِصَاحِبِي: مَا يَعْنِي؟ قَالَ: إِلَى أَسْفَلَ بَطْنِي، فَاسْتُخْرِجَ قَلْبِي فَغُسِلَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَهُ، وَحُشِيَ، أو قال: كنز إيمانا وحكمة-   [1] عند البخاري «جرّبت» . [2] صحيح البخاري 4/ 77 في كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة صلوات الله عليهم، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى: وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى إِذْ رَأى ناراً 20: 9- 10، وباب قول الله تعالى ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا 19: 2، وفي فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب المعراج، ومسلّم (164) في كتاب الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والترمذي رقم (3343) في التفسير، باب ومن سورة ألم نشرح، والنسائي 1/ 217، و 218 في الصلاة، باب فرض الصلاة، والبيهقي في دلائل النّبوّة 2/ 123- 126، وانظر سيرة ابن كثير 2/ 108- 111، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 380- 381. [3] رقم (164) في كتاب الإيمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 شَكَّ سَعِيدٌ- ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ يُقَالُ لَهُ الْبُرَاقُ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَقَعُ خَطْوُهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحَمَلَنِي عَلَيْهِ وَمَعِي صَاحِبِي لَا يُفَارِقُنِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا. وَسَاقَ الْحَدِيثَ كَحَدِيثِ هَمَّامٍ، إِلَى قَوْلِهِ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَزَادَ «يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا فِيهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ» . قُلْتُ: وَهَذِهِ زِيَادَةٌ رَوَاهَا هَمَّامٌ فِي حَدِيثِهِ، وَهُوَ أَتْقَنُ من ابن أبي عروبة، فقال: فَقَالَ: قَالَ قَتَادَةُ، فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ رَأَى الْبَيْتَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ زِيَادَةٌ: فِي سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى إِنَّ وَرَقَهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ، وَلَفْظُهُ: ثُمَّ أُتِيتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: بِخَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: إِنِّي قَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ وَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسَ صَلَوَاتٍ، فَمَا زِلْتُ أَخْتَلِفُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى كُلَّمَا أُتِيتُ عَلَيْهِ، قَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ، حَتَّى رَجَعْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ، كُلَّ يَوْمٍ، فَلَمَّا أُتِيتُ عَلَى مُوسَى قَالَ كَمَقَالَتِهِ، قُلْتُ: لَقَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنْ أَرْضَى وَأُسَلِّمُ فَنُودِيتُ أَنْ: قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَجَعَلْتُ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَدْ رَوَاهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ [2] ، فَلَمْ يسنده   [1] رقم (164) في كتاب الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات وفرض الصلوات. [2] صحيح مسلّم (162/ 262) كتاب الإيمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 لَهُمَا، لَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَلَا عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَلَا بَأْسَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِنَّ مُرْسَلَ الصَّحَابِيِّ حُجَّةٌ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: أتيت بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي تَرْبِطُ بِهَا الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ، فَأَتَانِي بِإِنَاءَيْنِ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا بِآدَمَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَإِذَا بِيُوسُفَ، وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بخير، إِلَى أَنْ قَالَ: لَمَّا فُتِحَ لَهُ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ: فَإِذَا بِإِبْرَاهِيمَ، وَإِذَا هُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، فَرَحَّبَ بِي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، فَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ. فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، قَالَ: فَدَنَا فَتَدَلَّى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى، وَفُرِضَ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسُونَ صَلَاةً، فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى قَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَرَّبْتُهُمْ وَخَبَرْتُهُمْ، قَالَ: فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: قَدْ حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى حَتَّى قَالَ: هِيَ خمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] دُونَ قَوْلِهِ: فَدَنَا فَتَدَلَّى، وَذَلِكَ ثَابِتٌ فِي رِوَايَةِ حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، وَهُوَ ثَبْتٌ فِي حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، قال: سمعت أنشا يَقُولُ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الْإِسْرَاءِ، وَفِيهِ: ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، ثُمَّ عَلَا بِهِ فَوْقَ ذَلِكَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ، حَتَّى جَاءَ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَدَنَا الْجَبَّارُ رَبُّ الْعِزَّةِ، فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ. وَقَالَ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، ثنا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا طُوَالًا جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبِطَ الرَّأْسِ، قَالَ: وَأُرِيَ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ وَالدَّجَّالَ فِي آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إِيَّاهُ قَالَ: فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ من لِقائِهِ 32: 23 [3] . فَكَانَ قَتَادَةُ يُفَسِّرُهَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ لَقِيَ مُوسَى. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ [5] ، مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ   [1] صحيح مسلّم (162) في كتاب الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات، وفرض الصلوات. [2] في التوحيد، باب ما جاء في (وكلّم موسى تكليما) ، وفي الأنبياء باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. [3] سورة السجدة- الآية 23. [4] صحيح مسلّم (165/ 267) كتاب الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات وفرض الصلوات. [5] أخرجه البخاري 4/ 125 في كتاب بدء الخلق، باب قول الله تعالى وَكَلَّمَ الله مُوسى تَكْلِيماً 4: 164، ومسلّم (168) في كتاب الإيمان، باب الْإِسْرَاءِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى السماوات وفرض الصلوات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ، لَقِيتُ مُوسَى وَعِيسَى- ثُمَّ نَعَتَهُمَا- وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ. وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ قَنَانٍ النَّهْمِيِّ [1] ، ثنا أَبُو ظَبْيَانَ الْجَنْبِيُّ [2] قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ لِأَبِي عُبَيْدَةَ: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِيكَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَا، بَلْ حَدِّثْنَا أَنْتَ عَنْ أَبِيكَ، قَالَ: لَوْ سَأَلْتَنِي قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَكَ لَفَعَلْتُ، فَأَنْشَأَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أَتَانِي جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، فَحَمَلَنِي عَلَيْهِ [3] ، فَانْطَلَقَ يَهْوِي بِنَا، كُلَّمَا صَعِدَ عَقَبَةً اسْتَوَتْ رِجْلَاهُ مَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا هَبَطَ اسْتَوَتْ يَدَاهُ مَعَ رِجْلَيْهِ، حَتَّى مَرَرْنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ سَبِطٍ آدَمٍ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَزْدِ شنوءة، وهو يقول ويرفع صوته ويقول: أكرمه وَفَضَّلْتَهُ فَدَفَعْنَا إِلَيْهِ، فَسَلَّمْنَا، فَرَدَّ السَّلَامَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَحْمَدُ. قَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي بَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ. قَالَ: ثُمَّ انْدَفَعْنَا، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: مُوسَى، قُلْتُ: وَمَنْ يُعَاتِبُ؟ قَالَ: يُعَاتِبُ رَبَّهُ فِيكَ، قُلْتُ: وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ عَلَى رَبِّهِ! قَالَ: إِنَّ الله قد عرفت لَهُ حِدَّتَهُ. قَالَ: ثُمَّ انْدَفَعْنَا حَتَّى مَرَرْنَا بِشَجَرَةٍ كَأَنَّ ثَمَرَهَا السِّرْجُ وَتَحْتَهَا شَيْخٌ وَعِيَالُهُ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: اعْمِدْ إِلَى أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ وَقَالَ: مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: ابْنُكَ أَحْمَدُ، فَقَالَ: مرحبا بالنّبيّ   [1] النّهمي: بكسر النون وسكون الهاء، نسبة إلى نهم، بطن من همدان، (اللباب 3/ 338) . [2] نسبة إلى جنب قبيلة يمنيّة. بفتح الجيم وسكون النّون. (اللباب 1/ 294) . [3] الدابة يقع على المذكر والمؤنث. (بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 الْأُمِّيِّ الَّذِي بَلَّغَ رِسَالَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ، يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَاقٍ رَبَّكَ اللَّيْلَةَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ حَاجَتُكَ أَوْ جُلُّهَا فِي أُمَّتِكَ فَافْعَلْ. قَالَ: ثُمَّ انْدَفَعْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، فَنَزَلْتُ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي فِي بَابِ الْمَسْجِدِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تَرْبِطُ بِهَا، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَعَرَفْتُ النَّبِيِّينَ مَا بَيْنَ قَائِمٍ وَرَاكِعٍ وَسَاجِدٍ، ثُمَّ أُتِيتُ بِكَأْسَيْنِ مِنْ عَسَلٍ وَلَبَنٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَضَرَبَ جِبْرِيلُ مَنْكِبِي وَقَالَ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَأَمَمْتُهُمْ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا فَأَقْبَلْنَا ... هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ [1] . فَإِنْ قِيلَ: فقد صحّ عن ثابت، وسليمان التّميميّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ، وَقَدْ صَحَّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى يُصَلِّي، وَذَكَرَ إِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى قَالَ: فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ» . وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ لَقِيَهُمْ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَكَيْفَ الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَبَيْنَ مَا تَقَدَّمَ، مِنْ أَنَّهُ رَأَى هؤلاء الأنبياء في السموات، وَأَنَّهُ رَاجَعَ مُوسَى؟ فَالْجَوَابُ: أَنَّهُمْ مُثِّلُوا لَهُ، فَرَآهُمْ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَرَأَى مُوسَى فِي مَسِيرِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ رَآهُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ رَآهُ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ هُوَ وَغَيْرَهُ، فَعُرِجَ بِهِمْ، كَمَا عُرِجَ بِنَبِيِّنَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى الْجَمِيعِ وَسَلَامُهُ، وَالْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ كَحَيَاةِ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ رَبِّهِمْ، وَلَيْسَتْ حَيَاتُهُمْ كَحَيَاةِ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَلَا حَيَاةِ أَهْلِ الْآخِرَةِ، بَلْ لَوْنٌ آخَرُ، كَمَا وَرَدَ أَنَّ حياة الشهداء   [1] رواه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 386، 387. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 بِأَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ كَمَا أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَأَجْسَادُهُمْ فِي قُبُورِهِمْ. وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ أَكْبَرُ مِنْ عُقُولِ الْبَشَرِ، وَالْإِيمَانُ بِهَا وَاجِبٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ 2: 3 [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا أَبُو رَوْحٍ عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ كِتَابَةً، أَنَّ تَمِيمَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْجُرْجَانِيَّ أَخْبَرَهُمْ، أَنْبَأَ أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا أَبُو عَمْرُو بْنُ حِمْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ هَذِهِ مَاشِطَةُ بِنْتِ فِرْعَوْنَ، كَانَتْ تَمْشُطُهَا، فَوَقَعَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا، فَقَالَتْ: بسم اللَّهِ، قَالَتْ بِنْتُ فِرْعَوْنَ: أَبِي، قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكَ، قَالَتْ: أَقُولُ لَهُ إِذًا، قَالَتْ: قُولِي لَهُ، قَالَ لَهَا: أَوَ لَكِ رَبٌّ غَيْرِي! قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّكَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، قَالَ: فَاحْمِي لَهَا بَقَرَةً [2] مِنْ نُحَاسٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَتْ: أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي، قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا لِمَا لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ. فَأُلْقِيَ وَلَدُهَا فِي الْبَقَرَةِ، وَاحِدًا وَاحِدًا وَاحِدًا، فَكَانَ آخِرَهُمْ صَبِيٌّ، فَقَالَ: يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَرْبَعَةٌ تَكَلَّمُوا وَهُمْ صِبْيَانٌ: ابْنُ مَاشِطَةِ بِنْتِ فرعون، وصبيّ   [1] سورة البقرة، الآية 3. ولحلّ مشكلات الاسراء والمعراج اقرأ كتاب (الإسراء والمعراج للأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود) وكتاب (الإسراء والمعراج للأستاذ الشيخ محمد متولّي الشعراوي) وكتاب (الإسراء والمعراج للشيخ عبد الفتاح الإمام) . [2] هي قدر كبيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 جُرَيْجٍ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَالرَّابِعُ لَا أَحْفَظُهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [1] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ وَغَيْرِهِ قَالُوا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ السَّبْتِ لِسَبْعِ عَشْرَةٍ خَلَتْ مِنْ [3] رَمَضَانَ، قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَمَانِيَةِ عَشَرَ شَهْرًا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمٌ فِي بَيْتِهِ [4] أَتَاهُ جِبْرِيلُ [5] بِالْمِعْرَاجِ، فَإِذَا هُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ مَنْظَرًا فَعَرَجَ [6] بِهِ إِلَى السَّمَوَاتِ سَمَاءً سَمَاءً، فَلَقِيَ فِيهَا الْأَنْبِيَاءَ، وَانْتَهَى إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى [7] . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [8] : وَأَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ [9] ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ قَالُوا: أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم ليلة   [1] أخرجه ابن ماجة في كتاب الفتن (4030) باب الصبر على البلاء، وأحمد في المسند 1/ 309، 310. [2] الطبقات الكبرى 1/ 213. [3] في الطبقات «شهر رمضان» . [4] في الطبقات «بيته ظهرا» . [5] في الطبقات «وميكائيل فقالا: انطلق إلى ما سألت الله، فانطلق به إلى ما بين المقام وزمزم، فأتي بالمعراج» . [6] في الطبقات «فعرجا» . [7] في الطبقات زيادة للحديث. [8] الطبقات الكبرى 1/ 213. [9] هي ابنة أبي طالب كما في الطبقات لابن سعد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ [1] مِنْ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الْحَدِيثِ: فَتَفَرَّقَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَطْلُبُونَهُ حِينَ فُقِدَ يَلْتَمِسُونَهُ، حَتَّى بَلَغَ الْعَبَّاسُ ذَا طُوَى [2] ، فَجَعَلَ يَصْرُخُ: يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ، فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ: لَبَّيْكَ فَقَالَ: يَا بن أَخِي عَنَّيْتَ قَوْمَكَ مُنْذُ اللَّيْلَةَ، فَأَيْنَ كُنْتَ. قَالَ: «أَتَيْتُ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» . قَالَ: فِي لَيْلَتِكَ! قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: هَلْ أَصَابَكَ إِلَّا خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَا أَصَابَنِي إِلَّا خَيْرٌ» . وَقَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: مَا أُسْرِيَ بِهِ إِلَّا مِنْ بَيْتِنَا: نَامَ عِنْدَنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ بَعْدَ مَا صَلَّى الْعِشَاءَ، فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ الْفَجْرِ أَنْبَهْنَاهُ لِلصُّبْحِ، فَقَامَ، فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ قَالَ: يَا أُمَّ هَانِئٍ [3] جِئْتُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ مَعَكُمْ. فَقَالَتْ: لَا تُحَدِّثُ النَّاسَ فَيُكَذِّبُونَكَ، قَالَ: وَاللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّهُمْ، فَأَخْبَرَهُمْ فَتَعَجَّبُوا، وَسَاقَ الْحَدِيثَ [4] . فَرَّقَ الْوَاقِدِيُّ، كَمَا رَأَيْتَ، بَيْنَ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ، وَجَعَلَهُمَا فِي تَارِيخَيْنِ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ: أَنْبَأَ رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال له أصحابه:   [1] في الطبقات «قبل الهجرة بسنة» . [2] موضع عند باب مكة. (النهاية لابن الأثير) . [3] في الطبقات بعد أم هانئ «لقد صلّيت معكم العشاء كما رأيت بهذا الوادي ثم قد جئت بيت المقدس» . [4] طبقات ابن سعد 1/ 213- 215. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بك فيها، فقرأ أوّل سبحان وَقَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ عِشَاءً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، إِذْ أَتَانِي آتٍ فَأَيْقَظَنِي، فَاسْتَيْقَظْتُ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، ثُمَّ عُدْتُ فِي النَّوْمِ، ثُمَّ أَيْقَظَنِي، فَاسْتَيْقَظْتُ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، ثُمَّ نِمْتُ، فَأَيْقَظَنِي، فَاسْتَيْقَظْتُ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَإِذَا أَنَا بِهَيْئَةِ خَيَالٍ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، حَتَّى خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا أَنَا بِدَابَّةٍ أَدْنَى شَبَهِهِ بِدَوَابِّكُمْ هَذِهِ بِغَالُكُمْ، مُضْطَرِبَ الْأُذُنَيْنِ، يُقَالَ لَهُ الْبُرَاقُ، وَكَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تَرْكَبُهُ قَبْلِي، يَقَعُ حَافِرُهُ مَدَّ بَصَرِهِ، فَرَكِبْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ عَلَيْهِ إِذْ دَعَانِي دَاعٍ عَنْ يَمِينِي: يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ، فَلَمْ أُجِبْهُ، فَسِرْتُ، ثُمَّ دَعَانِي دَاعٍ عَنْ يَسَارِي: يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ، فَلَمْ أُجِبْهُ، ثُمَّ إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ حَاسِرَةٍ عَنْ ذِرَاعَيْهَا، وَعَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ، فَقَالَتْ: يَا مُحَمَّدُ أَنْظِرْنِي أَسْأَلْكَ، فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُ دَابَّتِي بِالْحَلْقَةِ، فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءَيْنِ: خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَشَرِبْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ، فَحَدَّثْتُ جِبْرِيلَ عَنِ الدَّاعِي الَّذِي عَنْ يَمِينِي، قَالَ: ذَاكَ دَاعِي الْيَهُودِ، لَوْ أَجَبْتَهُ لَتَهَوَّدَتْ أُمَّتُكَ، وَالْآخَرُ دَاعِي النَّصَارَى، لَوْ أَجَبْتَهُ لَتَنَصَّرَتْ أُمَّتُكَ، وَتِلْكَ الْمَرْأَةُ الدُّنْيَا، لَوْ أَجَبْتَهَا لَاخْتَارَتْ أُمَّتُكَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، ثُمَّ دَخَلْتُ أَنَا وَجِبْرِيلُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَصَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أُتِيتُ بِالْمِعْرَاجِ الَّذِي تَعْرُجُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ بَنِي آدَمَ، فَلَمْ تَرَ الْخَلَائِقُ أَحْسَنَ مِنَ الْمِعْرَاجِ، أَمَا رَأَيْتُمُ الْمَيِّتَ حِينَ [1] يُشَقُّ بَصَرُهُ طَامِحًا إِلَى السَّمَاءِ، فَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ عَجَبُهُ بِهِ، فَصَعِدْتُ أَنَا وَجِبْرِيلُ، فَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ يُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ، وَهُوَ صَاحِبُ سَمَاءِ الدُّنْيَا، وَبَيْنَ يَدَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، قَالَ تَعَالَى: وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ 74: 31 [2] . فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ كهيئته يوم   [1] في ع (حيث) . [2] سورة المدّثر، الآية 31. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 خَلَقَهُ اللَّهُ عَلَى صُورَتِهِ، تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ ذُرِّيَّتِهِ الْمُؤْمِنِينَ فَيَقُولُ: رَوْحٌ طَيِّبَةٌ وَنَفْسٌ طَيِّبَةٌ اجْعَلُوهَا فِي عِلِّيِّينَ، ثُمَّ تُعْرَضُ عَلَيْهِ أَرْوَاحُ ذُرِّيَّتِهِ الْفُجَّارِ، فَيَقُولُ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ وَنَفْسٌ خَبِيثَةٌ، اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينَ. ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ، فَإِذَا أَنَا بِأَخْوِنَةٍ- يَعْنِي بِالْخُوَانِ الْمَائِدَةَ- عَلَيْهَا لَحْمٌ مُشَرَّحٌ، لَيْسَ بِقُرْبِهَا أَحَدٌ، وَإِذَا أَنَا بِأَخْوِنَةٍ أُخْرَى، عَلَيْهَا لَحْمٌ قَدْ أَرْوَحَ، وَنَتِنَ، وَعِنْدَهَا أُنَاسٌ يَأْكُلُونَ مِنْهَا. قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ مِنْ أُمَّتِكَ يَتْرُكُونَ الْحَلَالَ وَيَأْتُونَ الْحَرَامَ، قَالَ: ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ، فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ بُطُونُهُمْ أَمْثَالُ الْبُيُوتِ، كُلَّمَا نَهَضَ أَحَدُهُمْ خَرَّ يَقُولُ: اللَّهمّ لَا تُقِمِ السَّاعَةَ، وَهُمْ عَلَى سَابِلَةِ آلِ فِرْعَوْنَ، فَتَجِيءُ السَّابِلَةُ فَتُطَارِدُهُمْ، فَسَمِعْتُهُمْ يَضِجُّونَ إِلَى اللَّهِ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا، ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ، فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ مَشَافِرُهُمْ كَمَشَافِرِ الْإِبِلِ، فَتُفْتَحُ أَفْوَاهُهُمْ وَيُلْقَمُونَ الْجَمْرَ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ أَسَافِلِهِمْ فَيَضِجُّونَ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا، ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ، فَإِذَا أَنَا بِنِسَاءٍ يُعَلَّقْنَ بِثَدْيِهِنَّ، فَسَمِعْتُهُنَّ يَضْجُجْنَ إِلَى اللَّهِ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: الزُّنَاةُ مِنْ أُمَّتِكَ، ثُمَّ مَضَتْ هُنَيَّةٌ، فَإِذَا أَنَا بِأَقْوَامٍ يُقَطَّعُ مِنْ جُنُوبِهِمُ اللَّحْمُ، فَيُلَقَّمُونَ، فَيُقَالُ لَهُ: كُلُّ مَا كُنْتَ تَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ أَخِيكَ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْهَمَّازُونَ مِنْ أُمَّتِكَ اللَّمَّازُونَ. ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، قَدْ فَضُلَ عَلَى النَّاسِ بِالْحُسْنِ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَإِذَا أَنَا بِيَحْيَى وَعِيسَى وَمَعَهُمَا نَفَرٌ مِنْ قَوْمِهِمَا. ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى الرَّابِعَةِ، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، ثُمَّ صَعَدْتُ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ، وَنِصْفُ لِحْيَتِهِ بَيْضَاءُ وَنِصْفُهَا سَوْدَاءُ، تَكَادُ لِحْيَتُهُ تُصِيبُ سُرَّتَهُ مِنْ طُولِهَا، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا الْمُحَبَّبُ فِي قَوْمِهِ، هَذَا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ، وَمَعَهُ نَفَرٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 مِنْ قَوْمِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى رَجُلٌ آدَمٌ كَثِيرُ الشَّعْرِ، لَوْ كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصَانِ لَنَفَذَ [1] شَعْرُهُ دُونَ الْقَمِيصِ، وَإِذَا هُوَ يَقُولُ: يَزْعُمُ النَّاسُ أَنِّي أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا، بَلْ هَذَا أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنِّي، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: مُوسَى. ثُمَّ صَعِدْتُ السَّابِعَةَ، فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ، سَانِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، فَدَخَلْتُهُ وَدَخَلَ مَعِي طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ، ثُمَّ دُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى [2] ، فَإِذَا كُلُّ وَرَقَةٍ مِنْهَا تَكَادُ أَنْ تُغَطِّي هَذِهِ الْأُمَّةَ، وَإِذَا فِيهَا عَيْنٌ تَجْرِي، يُقَالُ لَهَا سَلْسَبِيلٌ، فَيُشَقُّ مِنْهَا نَهْرَانِ، أَحَدُهُمَا الْكَوْثَرُ وَالْآخَرُ نَهْرُ الرَّحْمَةِ، فَاغْتَسَلْتُ فِيهِ، فَغُفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَمَا تَأَخَّرَ، ثُمَّ إِنِّي دُفِعْتُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، ثُمَّ أُغْلِقَتْ، ثُمَّ إِنِّي دُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فَتَغَشَّى لِي، وَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى، قَالَ: وَنَزَلَ عَلَى كُلِّ وَرَقَةٍ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَفُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَاةُ خَمْسِينَ، ثُمَّ دُفِعْتُ إِلَى مُوسَى- فَذَكَرَ مُرَاجَعَتَهُ فِي التَّخْفِيفِ. أَنَا اخْتَصَرْتُ ذَلِكَ وَغَيْرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ- فَقُلْتُ: رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُهُ. ثُمَّ أَصْبَحَ بِمَكَّةَ يُخْبِرُهُمْ بِالْعَجَائِبِ، فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُ الْبَارِحَةَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَعُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، وَرَأَيْتُ كَذَا، وَرَأَيْتُ كَذَا، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَلَا تُعْجَبُونَ مِمَّا يَقُولُ مُحَمَّدٌ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ عَجِيبٌ حَذَفْتُ نَحْوَ النِّصْفِ مِنْهُ. رواه نجيّ بن أبي   [1] في ع (لنفد) وهو تصحيف. [2] هنا خرم سطر في (ع) . [3] رواه البيهقي في دلائل النبوّة 2/ 130- 131، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 387- 391، والسيوطي في الخصائص الكبرى 1/ 167- 169 وقال إن الحديث في تفسير الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 طَالِبٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَهُوَ صَدُوقٌ، عَنْ رَاشِدٍ الْحِمَّانِيِّ، وَهُوَ مَشْهُورٌ، رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بن زيد، وابن الْمُبَارَكِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعَبْدِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ شِيعِيٌّ [2] . وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي هَارُونَ أَيْضًا هُشَيْمٌ، وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحَدَّانِيُّ بِطُولِهِ نَحْوَهُ، حَدَّثَ بِهِ عَنْهُمَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. وَرَوَاهُ سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هَارُونَ العبديّ بطوله. ورواه أسد بن موسى، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي هَارُونَ، وَبِسِيَاقِ مِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ صَارَ أَبُو هَارُونَ مَتْرُوكًا. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مَاهَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. (ح) [3] وَقَالَ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَحَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَهُوَ عِيسَى بْنُ مَاهَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الآية سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى 17: 1 قَالَ: أُتِيَ بِفَرَسٍ فَحُمِلَ عَلَيْهِ، خَطْوُهُ مُنْتَهَى بَصَرِهِ، فَسَارَ وَسَارَ مَعَهُ جِبْرِيلُ، فَأَتَى عَلَى   [1] في الجرح والتعديل 3/ 484 رقم 2187. [2] انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 424، الطبقات لخليفة 217، التاريخ الكبير 6/ 499 رقم 3107، التاريخ الصغير 162، الضعفاء الصغير 272 رقم 282، الضعفاء والمتروكين للنسائي 300 رقم 376، المعرفة والتاريخ 3/ 210، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 128 رقم 381، أحوال الرجال للجوزجانيّ 97 رقم 142، الجرح والتعديل 6/ 363 رقم 2005، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 313 رقم 1327، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1732، الكاشف 2/ 262 رقم 4065، ميزان الاعتدال 3/ 173 رقم 6018، المغني في الضعفاء 2/ 460. [3] رمز بمعنى تحويلة، وهي معروفة في علم مصطلح الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 قَوْمٍ يَزْرَعُونَ فِي يَوْمٍ وَيَحْصُدُونَ فِي يَوْمٍ، كُلَّمَا حَصَدُوا عَادَ كَمَا كَانَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْمُهَاجِرُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، تُضَاعَفُ لَهُمُ الْحَسَنَةُ بِسُبْعُمِائَةِ ضِعْفٍ وَما أَنْفَقْتُمْ من شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ 34: 39 [1] . ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُرْضَخُ رُءُوسُهُمْ بِالصَّخْرِ، كُلَّمَا رُضِخَتْ عَادَتْ! قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تَتَثَاقَلُ رُءُوسُهُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ عَلَى أَقْبَالِهِمْ رِقَاعٌ، وَعَلَى أَدْبَارِهِمْ رِقَاعٌ يَسْرَحُونَ كَمَا تَسْرَحُ الْأَنْعَامُ عَنِ الضَّرِيعِ وَالزَّقُّومِ، وَرَضْفِ جَهَنَّمَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: الَّذِينَ لَا يُؤَدُّونَ الزَّكَاةَ، ثُمَّ أَتَى عَلَى خَشَبَةٍ عَلَى الطَّرِيقِ لَا يَمُرُّ بِهَا شَيْءٌ إِلَّا قَصَعَتْهُ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ 7: 86 [2] . ثُمَّ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ قَدْ جَمَعَ حِزْمَةً عَظِيمَةً لَا يَسْتَطِيعُ حَمْلَهَا، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَزِيدَ عَلَيْهَا، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِكَ عَلَيْهِ أَمَانَةٌ، لَا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا، وَهُوَ يَزِيدُ عَلَيْهَا، ثُمَّ أَتَى عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ أَلْسِنَتُهُمْ وَشِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا قُرِضَتْ عَادَتْ كَمَا كَانَتْ. قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ الْفِتْنَةِ. ثُمَّ نَعَتَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَدَخَلَ وَصَلَّى، ثُمَّ أَتَى أَرْوَاحَ الْأَنْبِيَاءِ فَأَثْنَوْا عَلَى رَبِّهِمْ. وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِي ثَلَاثِ وَرَقَاتٍ كِبَارٍ [3] . تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، وَلَيْسَ هُوَ بِالْقَوِيِّ [4] ، وَالْحَدِيثُ مُنْكَرٌ يُشْبِهُ كَلَامَ الْقُصَّاصِ، إِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لِلْمَعْرِفَةِ لَا لِلْحُجَّةِ.   [1] سورة سبإ- الآية 39. [2] سورة الأعراف- الآية 86. [3] رواه السيوطي في الخصائص الكبرى 1/ 171- 174 وقال إن حديث أبي هريرة في تفسير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبزّار، وأبي يعلى. وانظر دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 143- 148. [4] انظر عنه: الطبقات لخليفة 324، التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 403- 404 رقم 2790، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 388 رقم 1428، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1894. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 وَرَوَى فِي الْمِعْرَاجِ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ حَدِيثًا، وَلَيْسَ بِثِقَةٍ [1] ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فُرِضَتِ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ فُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . آخر الإسراء [3] .   [1] هو المعروف بالبخاري، أبو حذيفة. انظر عنه: الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 61 رقم 92، والمجروحين لابن حبّان 1/ 135، ميزان الاعتدال 1/ 184- 186 رقم 739، المغني في الضعفاء 1/ 69 رقم 545 الكامل لابن عديّ 1/ 331، لسان الميزان 1/ 354- 355 رقم 1096. [2] في مناقب الأنصار 4/ 267 باب من أين أرّخوا التاريخ. ورواه مسلّم (685) في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة المسافرين وقصرها، وأبو داود في باب صلاة المسافر (1198) ، والنسائي في الصلاة 1/ 225 باب كيف فرضت الصلاة، ومالك في الموطّأ 1/ 103 رقم (332) في قصر الصلاة في السفر، وأحمد 6/ 234 و 241 و 265. [3] هنا في حاشية الأصل: (بلغت قراءة خليل بن أيبك في الميعاد الخامس على مؤلّفه، فسح الله في مدّته) . وخليل بن أيبك هذا هو الصلاح الصفدي الأديب المؤرّخ المشهور صاحب كتاب الوافي بالوفيات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 زَوَاجُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ وَسَوْدَةَ أمّي المؤمنين قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ، قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَأَنَا ابْنَةُ سِتٍّ، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ جَاءَنِي نِسْوَةٌ وَأَنَا أَلْعَبُ عَلَى أُرْجُوحَةٍ، وَأَنَا مُجَمَّمَةٌ [1] ، فَهَيَّأْنَنِي وَصَنَعْنَنِي، ثُمَّ أَتَيْنَ بِي إليه. قال عروة: ومكث عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ. وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ثُمَّ بَنَى بِهَا وهي ابنة تسع [3] . أخرجه   [1] أي ذات جمّة. والجمّة من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين. [2] رواه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب تزويج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عائشة، وفي النكاح، باب إنكاح الرجل ولده الصغار، وباب تزويج الأب ابنته من الإمام، وباب الدعاء للنساء اللاتي يهدين العروس وللعروس، وباب من بنى بامرأة وهي بنت تسع سنين، وباب البناء بالنهار بغير مركب ولا نيران، ومسلّم (1422) في النكاح، باب تزويج الأب البكر الصغيرة، وأبو داود رقم (2121) في النكاح، باب في تزويج الصغار، ورقم 4933 و 4934 و 4935 و 4936 و 4937 في الأدب، باب في الأرجوحة، والنسائي 6/ 82 في النكاح، باب إنكاح الرجل ابنته الصغيرة. انظر: جامع الأصول 11/ 407. [3] عند البخاري «وهي بنت تسع سنين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 الْبُخَارِيُّ [1] هَكَذَا مُرْسَلًا. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّ رَجُلا يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ [2] فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُ فَأَرَاكِ فَأَقُولُ: إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا مَاتَتْ خَدِيجَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: أَلَا تُزَوَّجُ؟ قَالَ: وَمَنْ؟ قَالَتْ: إِنْ شِئْتَ بِكْرًا وَإِنْ شِئْتَ ثَيِّبًا. قَالَ: مَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ. فَقَالَتْ: أَمَّا الْبِكْرُ فَعَائِشَةُ بِنْتُ أَحَبِّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْكَ. وَأَمَّا الثَّيِّبُ فَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، قَدْ آمَنَتْ بِكَ وَاتَّبَعَتْكَ، قَالَ: اذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُ أُمَّ رُومَانَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ رُومَانَ مَاذَا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، قَالَتْ: مَاذَا؟ قَالَتْ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يذكر عائشة.   [1] في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب تزويج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عائشة. [2] أي قطعة من جيّد الحرير. واحدها: السّرق. و «من» ساقطة من الأصل. [3] رواه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب تزويج النبي صلّى الله عليه وسلّم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها، وفي النكاح، باب نكاح الأبكار، وباب النظر إلى المرأة قبل التزويج، وفي التعبير باب كشف المرأة في المنام، وباب ثياب الحرير في المنام، ومسلّم (2438) في فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها، والترمذي رقم 3875 في المناقب، باب من فضل عائشة رضي الله عنها، ورواه ابن إسحاق في السير والمغازي 255. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 قَالَتِ: انْتَظِرِي فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ آتٍ، فَجَاءَ أبو بكر فذكرت ذلك له. فقال: أو تصلح لَهُ وَهِيَ ابْنَةُ أَخِيهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا أَخُوهُ وَهُوَ أَخِي وَابْنَتُهُ تَصْلُحُ لِي. قَالَتْ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَتْ لِي أُمُّ رُومَانَ: إِنَّ الْمُطْعِمَ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ كَانَ ذَكَرَهَا عَلَى ابْنِهِ، وو الله مَا أُخْلِفُ وَعْدًا قَطُّ، تَعْنِي أَبَا بَكْرٍ. قَالَتْ: فَأَتَى أَبُو بَكْرٍ الْمُطْعِمَ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أَمْرِ هَذِهِ الْجَارِيَةِ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ لَهَا: مَا تَقُولِينَ؟ فَأَقْبَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ: لَعَلَّنَا إِنْ أَنْكَحْنَا هَذَا الْفَتَى إِلَيْكَ تُصْبِئْهُ وَتُدْخِلْهُ فِي دِينِكَ. فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقَالَ: إِنَّهَا لَتَقُولُ مَا تَسْمَعُ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَلَيْسَ فِي نَفْسِهِ مِنَ الْمَوْعِدِ شَيْءٌ، فَقَالَ لَهَا: قُولِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَأْتِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَلَكَهَا، قَالَتْ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، وَأَبُوهَا شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ جَلَسَ عَنِ الْمَوْسِمِ فَحَيَّيْتُهُ بِتَحِيَّةِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَقُلْتُ: أَنْعِمْ صَبَاحًا، قَالَ: مَنْ أَنْتِ؟ قُلْتُ: خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ، فَرَحَّبَ بِي وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَذْكُرُ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، قَالَ: كُفْؤٌ كَرِيمٌ مَاذَا تَقُولُ صَاحِبَتُكِ؟ قُلْتُ: تُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: قُولِي لَهُ فَلْيَأْتِ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَلَكَهَا. قَالَتْ: وَقَدِمَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فَجَعَلَ يَحْثُو عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ: إِنِّي لَسَفِيهٌ يَوْمَ أَحْثُو عَلَى رَأْسِي التُّرَابَ أَنْ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةَ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ [1] . عَرْضُ نَفْسِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَبَائِلِ قَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن   [1] رواه أحمد في المسند 6/ 210- 211، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 303- 304. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ فَيَقُولُ: «هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي» . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [1] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ السِّنِينِ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى قَبَائِلِ الْعَرَبِ فِي كُلِّ مَوْسِمٍ، وَيُكَلِّمُ كُلَّ شَرِيفِ قَوْمٍ، لَا يَسْأَلُهُمْ مَعَ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يُؤْوُوهُ وَيَمْنَعُوهُ، وَيَقُولُ: لَا أُكْرِهُ أَحَدًا مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ، مَنْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِالَّذِي أَدْعُوهُ إِلَيْهِ فَذَاكَ، وَمَنْ كَرِهَ لَمْ أُكْرِهْهُ، إنّما أُرِيدُ أَنْ تُحْرِزُونِي [2] مِمَّا يُرَادُ بِي مِنَ الْقَتْلِ [3] ، حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي، وَحَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ لِي وَلِمَنْ صَحِبَنِي بِمَا شَاءَ، فَلَمْ يَقْبَلْهُ أَحَدٌ وَيَقُولُونَ: قَوْمُهُ أَعْلَمُ بِهِ، أَتَرَوْنَ أَنَّ رَجُلًا يُصْلِحُنَا وَقَدْ أَفْسَدَ قَوْمَهُ، وَلَفَظُوهُ، فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا ذَخَّرَ [4] اللَّهُ لِلْأَنْصَارِ [5] . وَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ، وَابْتُلِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ مَا كَانَ، فَعَمَدَ لِثَقِيفٍ بِالطَّائِفِ، رَجَاءَ أَنْ يُؤْوُوهُ، فَوَجَدَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْهُمْ، هُمْ سَادَةُ ثَقِيفٍ: عَبْدُ يَالِيلَ، وَحَبِيبٌ، وَمَسْعُودُ بَنُو عَمْرٍو، فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ، وَشَكَا إِلَيْهِمُ الْبَلَاءَ، وَمَا انْتَهَكَ مِنْهُ قَوْمُهُ. فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَسْرِقُ أَسْتَارَ الْكَعْبَةِ إِنْ كَانَ الله بعثك قطّ.   [1] سنن أبي داود (4734) في كتاب السّنّة، باب في القرآن، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة (201) ، وأحمد في المسند 3/ 322 و 339 و 390، وابن سيد الناس في عيون الأثر 1/ 152. [2] هكذا في الأصل، وفي دلائل النبوّة للبيهقي، أي تحفظوني، وفي نسخة دار الكتب المصرية «تجيروني» . [3] في حاشية الأصل «الفتك» . [4] في الأصل وغيره «دخر» بالدار المهملة، والتصويب من دلائل النبوّة للبيهقي، والدرر في اختصار المغازي والسّير لابن عبد البرّ. وفي مغازي عروة «أذخر» . [5] في المغازي لعروة «للأنصار من البركة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 وَقَالَ الْآخَرُ: أَعْجَزَ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْسِلَ غَيْرَكَ. وَقَالَ الْآخَرُ: وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ بَعْدَ مَجْلِسِكَ هَذَا، وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَعْظَمُ شَرَفًا وَحَقًّا مِنْ أَنْ أُكَلِّمَكَ، وَلَئِنْ كُنْتَ تَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ، لَأَنْتَ أَشَرُّ من أن أكلّمك وتهزّأوا [1] بِهِ، وَأَفْشَوْا فِي قَوْمِهِمُ الَّذِي رَاجَعُوهُ بِهِ، وَقَعَدُوا لَهُ صَفَّيْنِ عَلَى طَرِيقِهِ، فَلَمَّا مَرَّ جَعَلُوا لَا يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ وَلَا يَضَعُهُمَا إِلَّا رَضَخُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ وَأَدْمَوْا رِجْلَيْهِ، فَخَلُصَ مِنْهُمْ وَهُمَا تَسِيلَانِ الدِّمَاءَ، فَعَمَدَ إِلَى حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِهِمْ، وَاسْتَظَلَّ فِي ظِلِّ حَبَلَةٍ [2] مِنْهُ، وَهُوَ مَكْرُوبٌ مُوجَعٌ، فَإِذَا فِي الْحَائِطِ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ أَخُوهُ، فَلَمَّا رَآهُمَا كَرِهَ مَكَانَهُمَا لِمَا يَعْلَمُ مِنْ عَدَاوَتِهِمَا، فَلَمَّا رَأَيَاهُ أَرْسَلَا إِلَيْهِ غُلَامًا لَهُمَا يُدْعَى عَدَّاسًا، وَهُوَ نَصْرَانِيٌّ مِنْ أَهْلِ نِينَوَى، مَعَهُ عِنَبٌ، فَلَمَّا جَاءَ عَدَّاسٌ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ أَيِّ أَرْضٍ أَنْتَ يَا عَدَّاسُ» ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ نِينَوَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ مَدِينَةِ الرَّجُلِ الصَّالِحِ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» [3] فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَخْبَرَنِي خَبَرَ يُونُسَ» ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُ خَرَّ عَدَّاسٌ سَاجِدًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلَ يُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَهُمَا تَسِيلَانِ الدِّمَاءَ، فَلَمَّا أَبْصَرَ عُتْبَةُ، وَشَيْبَةُ مَا يَصْنَعُ غُلَامُهُمَا سَكَتَا، فَلَمَّا أَتَاهُمَا قَالا: مَا شَأْنُكَ سَجَدْتَ لِمُحَمَّدٍ وَقَبَّلْتَ قَدَمَيْهِ؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ صَالِحٌ، أَخْبَرَنِي بِشَيْءٍ عَرَفْتُهُ مِنْ شَأْنِ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَيْنَا يُدْعَى يُونُسَ بْنَ مَتَّى، فَضَحِكَا بِهِ، وَقَالَا: لَا يَفْتِنْكَ عَنْ نَصْرَانِيَّتِكَ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ خَدَّاعٌ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مكة [4] .   [1] هكذا في الأصل، ودلائل النبوّة للبيهقي، وفي الدرر لابن عبد البر، وغيره «هزءوا به» ، وفي مغازي عروة «وهم في ذلك يستهزءون ويسخرون» . [2] أي كرمة. [3] كانت مدته في أول القرن الثامن قبل الميلاد. (تفسير التحرير والتنوير) . [4] رواه عروة في المغازي 117- 119، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 389- 392، وابن عبد البرّ- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: «مَا لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ كَانَ أَشَدَّ مِنْهُ، يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ [1] ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي «إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ» ، ثُمَّ نَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، قَدْ بَعَثَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ لِتَأْمُرَنِي بِمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ [2] عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ [3] ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَشْرَارِهِمْ [4]- أَوْ قَالَ: مِنْ أَصْلَابِهِمْ- مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا. أَخْرَجَاهُ [5] . وقال البكّائيّ، عن ابن إِسْحَاقَ: [6] فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: لَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِفِ، عَمَدَ إِلَى نَفَرٍ مِنْ ثَقِيفٍ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ سَادَتُهُمْ، وَهُمْ إِخْوَةٌ ثَلَاثَةٌ: عَبْدُ يَالِيلَ بْنُ   [ () ] في الدرر في اختصار المغازي والسير 65، وانظر تاريخ الطبري 2/ 344- 346، وسيرة ابن هشام 2/ 173، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 103. [1] موضع تلقاء مكة، على يوم وليلة. (معجم البلدان) . [2] في الأصل (يطبق) . وفي نسخة دار الكتب (أطبقت) . والتصحيح من صحيح البخاري. [3] هما جبلا مكة: أبو قبيس والأحمر، وهو المشرف وجهه على قعيقعان. (حتى الجنّتين في تمييز نوعي المثنّيين) . [4] في «ع» (أسرارهم) . [5] أخرجه البخاري في بدء الخلق 4/ 83 باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدّم من ذنبه، ومسلّم (1795) في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذى المشركين والمنافقين، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 1/ 96. [6] سيرة ابن هشام 2/ 172، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 103. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 عَمْرٍو، وَأَخَوَاهُ مَسْعُودٌ، وَحَبِيبٌ، وَعِنْدَ أَحَدِهِمُ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ جُمَحٍ، فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: هُوَ يَمْرُطُ ثِيَابَ الْكَعْبَةِ إِنْ كَانَ اللَّهُ أَرْسَلَكَ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَمَا وَجَدَ اللَّهُ مَنْ يُرْسِلُهُ غَيْرَكَ؟ وَقَالَ الْآخَرُ: وَاللَّهِ لَا أُكَلِّمُكَ. وَذَكَرَهُ كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، وَفِيهِ زِيَادَةٌ وَهِيَ: فَلَمَّا اطْمَأَنَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيمَا ذُكِرَ لِي: «اللَّهمّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي وَقِلَّةَ حِيلَتِي وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي، أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ» [1] . وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ عَبَّادٍ يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: إِنِّي لَغُلَامٌ شَابٌّ مَعَ أَبِي بِمِنًى، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقِفُ عَلَى الْقَبَائِلِ مِنَ الْعَرَبِ، يَقُولُ: يَا بَنِي فُلَانٍ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ، يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ لَا تُشْرِكُوا، بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَخْلَعُوا مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ، وَأَنْ تُؤْمِنُوا وَتُصَدِّقُونِي وَتَمْنَعُونِي حَتَّى أُبَيِّنَ عَنِ اللَّهِ مَا بَعَثَنِي بِهِ، قَالَ: وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ وَضِيءٌ، لَهُ غَدِيرَتَانِ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ عَدَنِيَّةٌ، فَإِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ قَالَ: يَا بَنِي فُلَانٍ إِنَّ هَذَا إِنَّمَا يدعوكم إلى أن تسلخوا اللّات والعزّى وخلفاءكم مِنَ الْحَيِّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ أُقَيْشٍ، إِلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْبِدْعَةِ وَالضَّلَالَةِ، فَلَا تُطِيعُوهُ وَلَا تَسْمَعُوا مِنْهُ، فَقُلْتُ لِأَبِي: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى أبو لهب [2] .   [1] سيرة ابن هشام 2/ 172- 173. [2] سيرة ابن هشام 2/ 173- 174 وانظر السير والمغازي 232، نهاية الأرب للنويري 16/ 303. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 وَحَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى كِنْدَةَ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَفِيهِمْ سَيِّدٌ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ مُلَيْحٌ [1] ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ [2] . وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّهُ أَتَى كَلْبًا فِي مَنَازِلِهِمْ، إِلَى بَطْنٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ اسْمَ أَبِيكُمْ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَلَمْ يَقْبَلُوا [3] . وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ أَتَى بَنِي حَنِيفَةَ فِي مَنَازِلِهِمْ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ أَقْبَحَ رَدًّا مِنْهُمْ [4] . وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّهُ أَتَى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ بَيْحَرَةُ [5] بْنُ فِرَاسٍ: وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي أَخَذْتُ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ لَأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَعْنَاكَ عَلَى أَمْرِكَ، ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللَّهُ عَلَى مَنْ خَالَفَكَ، أَيَكُونُ لَنَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ: «الْأَمْرُ إِلَى اللَّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» ، قَالَ: أَفَتُهْدَفُ نُحُورُنَا لِلْعَرَبِ دُونَكَ، فَإِذَا أَظْهَرَكَ اللَّهُ كَانَ الْأَمْرُ لِغَيْرِنَا، لَا حَاجَةَ لنا بأمرك، فأبوا عليه [6] .   [1] هكذا في الأصل والسيرة وتاريخ الطبري، وفي السير والمغازي «فليح» . [2] سيرة ابن هشام 2/ 174، السير والمغازي 232، تاريخ الطبري 2/ 349. [3] سيرة ابن هشام 2/ 174، السير والمغازي 232، تاريخ الطبري 2/ 349. [4] سيرة ابن هشام 2/ 174، تاريخ الطبري 2/ 349. [5] في نسخة دار الكتب المصرية «سحرة» ، وفي (ع) «صخرة» ، والتصحيح من الأصل وتاريخ الطبري ونهاية الأرب للنويري. [6] سيرة ابن هشام 2/ 174، تاريخ الطبري 2/ 350، نهاية الأرب 16/ 303- 304. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 حَدِيثُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِت [1] وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حدثني عاصم بن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالُوا: قَدِمَ سُوَيْدُ بْنُ الصَّامِتِ أَخُو بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مَكَّةَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، وَكَانَ سُوَيْدٌ يُسَمِّيهِ قَوْمُهُ فِيهِمُ (الْكَامِلَ) لِسِنِّهِ وَجَلَدِهِ وَشِعْرِهِ، فَتَصَدَّى [2] لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَاهُ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ سُوَيْدٌ: فَلَعَلَّ الَّذِي مَعَكَ مِثْلُ الَّذِي مَعِي، فقال لَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا الَّذِي مَعَكَ» ؟ قَالَ: مِجَلَّةُ لُقْمَانَ، يَعْنِي حِكْمَةَ لُقْمَانَ، قَالَ: اعْرِضْهَا، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا الْكَلَامَ حَسَنٌ، وَالَّذِي مَعِي أَفْضَلُ مِنْهُ، قُرْآنٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيَّ» ، فَتَلَا عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ، وَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَقَوْلٌ حَسَنٌ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى قَوْمِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ قَتَلَتْهُ الْخَزْرَجُ، فَكَانَ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ يَقُولُونَ: إِنَّا لَنَرَى أَنَّهُ قُتِلَ وَهُوَ مُسْلِمٌ، وَكَانَ قَتْلُهُ يَوْمَ بُعَاثٍ [3] . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَسُوَيْدٌ الَّذِي يَقُولُ: أَلَا رُبَّ مَنْ تَدْعُو صَدِيقًا وَلَوْ تَرَى ... مَقَالَتَهُ بِالْغَيْبِ سَاءَكَ مَا يَفْرِي مَقَالَتُهُ كَالشَّهْدِ مَا كَانَ شَاهِدًا ... وَبِالْغَيْبِ مَأْثُورٌ عَلَى ثَغْرَةِ النَّحْرِ يَسُرُّكَ بَادِيهِ وَتَحْتَ أَدِيمِهِ ... تَمِيمَةُ [4] غِشٍّ تَبْتَرِي عَقَبَ الظَّهْرِ تُبَيِّنُ لَكَ الْعَيْنَانِ مَا هُوَ كَاتِمٌ ... مِنَ الْغِلِّ وَالْبَغْضَاءِ بِالنَّظَرِ الشَّزْرِ فَرِشْنِي بِخَيْرٍ طَالَمَا قَدْ بَرَيْتَنِي ... وَخَيْرُ الْمَوَالِي يَرِيشُ ولا يبري [5]   [1] العنوان إضافة من سيرة ابن هشام. [2] في المنتقى لابن الملا «فعرض» . [3] في سيرة ابن هشام 2/ 175 «قبل يوم بعاث» ، وفي تاريخ الطبري 2/ 352، ونهاية الأرب 16/ 305 «قبل بعاث» . [4] في السيرة «نميمة» بالنون. [5] الأبيات في سيرة ابن هشام 2/ 175، وهي في تاريخ الطبري 2/ 351 مع اختلاف في الألفاظ، وانظر سيرة ابن كثير 2/ 173- 174. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 حَدِيثُ يَوْمِ بُعَاثٍ [1] قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الْحُصَيْنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سعد ابن مُعَاذٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ مَكَّةَ، وَمَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ، يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى قَوْمِهِمْ مِنَ الْخَزْرَجِ، سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ: هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى الْعِبَادِ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ، وَتَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ إِيَاسٌ، وَكَانَ غُلَامًا حَدَثًا: يَا قَوْمُ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ، فَيَأْخُذُ أَبُو الْحَيْسَرِ حِفْنَةً مِنَ الْحَصْبَاءِ [2] ، فَيَضْرِبَ بِهَا وَجْهَ إِيَاسٍ، وَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ جِئْنَا لِغَيْرِ هَذَا، فَسَكَتَ، وَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ وَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ. قَالَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ: فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ مِنْ قَوْمِي أَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَسْمَعُونَهُ يُهَلِّلُ اللَّهَ وَيُكَبِّرُهُ وَيَحْمَدُهُ وَيُسَبِّحُهُ حَتَّى مَاتَ، وَكَانُوا لَا يَشُكُّونَ أَنَّهُ مَاتَ مُسْلِمًا. وَقَدْ كَانَ اسْتُشْعِرَ مِنْهُ [3] الْإِسْلَامُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، حِينَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما سَمِعَ [4] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمًا قَدَّمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وقد افترق ملؤهم   [1] بعاث: بضم أوّله. موضع على ليلتين من المدينة. (مشارق الأنوار للقاضي عياض) . [2] في هامش الأصل «البطحاء» . [3] كذا في المنتقى لابن الملا، وفي الأصل «من» ، وفي سيرة ابن هشام «كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس» وانظر تاريخ الطبري. [4] سيرة ابن هشام 2/ 175- 176، تاريخ الطبري 2/ 352- 353، نهاية الأرب للنويري 16/ 305 وانظر عيون الأثر لابن سيّد الناس 1/ 155، وسيرة ابن كثير 2/ 174- 175. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 وَقُتِلَتْ سَرَاتُهُمْ [1]- يَعْنِي وَجُرِّحُوا- قَدَّمَهُ اللَّهُ لِرَسُولِهِ فِي دُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ [2] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . ذِكْرُ مَبْدَأِ خَبَرِ الْأَنْصَارِ وَالْعَقَبَةِ الْأُولَى قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ: ثنا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَلْبِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ [4] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَتْ قُرَيْشٌ قَائِلًا يَقُولُ فِي اللَّيْلِ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ: فَإِنْ يُسْلِمِ السَّعْدَانِ يُصْبِحْ مُحَمَّدٌ ... بِمَكَّةَ لَا يَخْشَى خِلَافَ الْمُخَالِفِ فَلَمَّا أَصْبَحُوا قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَنِ السَّعْدَانِ؟ سَعْدُ بْنُ بَكْرٍ، أَوْ سَعْدُ بْنُ تَمِيمٍ؟ [5] فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثانية سمعوا الهاتف يقول: أبا سَعْدُ سَعْدَ الْأَوْسِ كُنْ أَنْتَ نَاصِرًا ... وَيَا سَعْدُ سَعْدَ الْخَزْرَجَيْنِ الْغَطَارِفِ أَجِيبَا إِلَى دَاعِي الْهُدَى وَتَمَنَّيَا ... عَلَى اللَّهِ فِي الْفِرْدَوْسِ مُنْيَةَ عَارِفِ فَإِنَّ ثَوَابَ اللَّهِ لِلطَّالِبِ الْهُدَى ... جِنَانٌ مِنَ الْفِرْدَوْسِ ذَاتُ رَفَارِفِ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: هُوَ وَاللَّهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَسَعْدُ بْنُ عبادة [6] .   [1] عند البخاري «سرواتهم» . [2] قال السمهودي في وفاء ألوفا 1/ 155 طبعة الآداب: «ومعناه أنه قتل فيه من أكابرهم من كان لا يؤمن أن يتكبّر ويأنف أن يدخل في الإسلام لتصلّبه في أمر الجاهلية ولشدّة شكيمته حتى لا يكون تحت حكم غيره» . [3] في الصحيح 4/ 221 في مناقب الأنصار، باب مناقب الأنصار وقول الله عز وجل وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا 8: 72 وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ من قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا 59: 9، و 4/ 237- 238 باب أيام الجاهلية، و 4/ 265- 266 باب مقدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه المدينة، ورواه أحمد في المسند 6/ 61. [4] في الأصل «أبي عيسى بن خير» ، والتصحيح من الاستيعاب وتاريخ الطبري وتهذيب التهذيب. [5] في تاريخ الطبري «سعد بكر، سعد تميم، سعد هذيم» . [6] تاريخ الطبري 2/ 380- 381. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ إِظْهَارَ دِينِهِ، وَإِعْزَازَ نَبِيِّهِ [1] ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَوْسِمِ الَّذِي لَقِيَهُ فِيهِ الْأَنْصَارُ [2] ، فَعَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى الْقَبَائِلِ [3] ، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ [4] ، فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَ الْعَقَبَةِ لَقِيَ رَهْطًا مِنَ الْخَزْرَجِ [5] ، فَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا لَقِيَهُمْ قَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَفَرٌ مِنَ الْخَزْرَجِ، قَالَ: أَمِنْ مَوَالِي يَهُودَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَفَلَا تَجْلِسُونَ أُكَلِّمُكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، فَجَلَسُوا مَعَهُ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ وَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ، وَتَلَا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، وَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ بِهِ فِي الْإِسْلَامِ أَنَّ يَهُودَ كَانُوا مَعَهُمْ فِي بِلَادِهِمْ، وَكَانُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَعِلْمٍ، وَكَانُوا [هُمْ] [6] أَهْلَ شِرْكٍ وَأَوْثَانٍ [7] ، وَكَانُوا قَدْ غَزَوْهُمْ بِبِلادِهِمْ، فَكَانُوا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمْ شيء قالوا: إنّ نبيّنا مَبْعُوثٌ الْآنَ، قَدْ أَظَلَّ زَمَانُهُ، نَتَّبِعُهُ، فَنَقْتُلُكُمْ مَعَهُ قَتْلَ عَادٍ وَإِرَمَ، فَلَمَّا كَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُولَئِكَ النَّفَرَ، وَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: يَا قَوْمُ تَعَلَّمُوا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي تَوَعَّدَكُمْ [8] بِهِ يَهُودُ، فَلَا تَسْبِقَنَّكُمْ إِلَيْهِ، فَأَجَابُوهُ [9] وَأَسْلَمُوا وَقَالُوا: إِنَّا تَرَكْنَا قَوْمَنَا، وَلَا قَوْمَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالشَّرِّ مَا بَيْنَهُمْ، وَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْمَعَهُمْ بِكَ فَسَنُقْدِمُ عَلَيْهِمْ فَنَدْعُوهُمْ إِلَى أَمْرِكَ، وَنَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَجَبْنَاكَ بِهِ [10] ، فَإِنْ يَجْمَعْهُمُ اللَّهُ عَلَيْكَ فَلَا رَجُلَ أَعَزُّ مِنْكَ، ثم انصرفوا [11] .   [1] زاد ابن هشام «وإنجاز موعده له» . [2] في السيرة «النفر من الأنصار» . [3] في السيرة «قبائل العرب» . [4] في السيرة زيادة «في كل موسم» . [5] زاد في السيرة «أراد الله بهم خيرا» . [6] إضافة من السيرة على الأصل. [7] في السيرة «وأصحاب أوثان» . [8] هكذا في الأصل، والسيرة، ودلائل النبوّة. أو في الدرر لابن عبد البر «تهدّدكم» . [9] في السيرة «فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدّقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام» . [10] في السيرة «أجبناك إليه» ، وفي الدرر «أجبناك له» . [11] في السيرة «ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدّقوا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: [1] وَهُمْ فِيمَا ذُكِرَ سِتَّةٌ مِنَ الْخَزْرَجِ: أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَعَوْفُ بْنُ عَفْرَاءَ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ، وَقُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ السُّلَمِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ. رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَقَالَ بَدَلَ عُقْبَةَ: مُعَوَّذُ بْنُ عَفْرَاءَ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَحَدُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ غُنْمٍ [2] ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ذَكَرُوا لِقَوْمِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ، وَدَعَوْهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَفَشَا فِيهِمْ ذِكْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، وَافَى الْمَوْسِمَ مِنَ الْأَنْصَارِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَلَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَقَبَةِ، وَهِيَ (الْعَقَبَةُ الْأُولَى) ، فَبَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْهِمُ الْحَرْبُ، وَهُمْ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَعَوْفٌ، وَمُعَوَّذٌ [3] ابْنَا الْحَارِثِ وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ، وَذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَيَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْبَلَوِيُّ، وَعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ، وَقُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، وَهُمْ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ، وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ، وَهُمَا مِنَ الْأَوْسِ [4] . وَقَالَ يُونُسُ وَجَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بن الصامت قَالَ: بايَعْنا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة   [1] سيرة ابن هشام 2/ 176، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 104. [2] من أهل العلم بالسير من يجعل فيهم عبادة بن الصّامت ويسقط جابرا، على ما في (عيون الأثر لابن سيّد الناس 1/ 156) . [3] كذا في الأصل. وهو يوافق ما في (أسد الغابة 4/ 402) حيث قال: معوّذ بن عفراء ... شهد العقبة أهـ. وبعض المراجع تذكر اسم (معاذ بن عفراء) في جريدة من شهد العقبة الأولى. [4] سيرة ابن هشام 2/ 184- 185، وتاريخ الطبري 2/ 353- 356، وطبقات ابن سعد 1/ 220، ودلائل النبوّة للبيهقي 2/ 169- 173، والمغازي لعروة 121- 123، ونهاية الأرب للنويري 16/ 310- 311، الدرر في اختصار المغازي والسير لابن عبد البر، وعيون الأثر لابن سيد الناس 1/ 156. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 الْأُولَى، وَنَحْنُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَبَايَعْنَاهُ بَيْعَةَ النِّسَاءِ [1] ، عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ باللَّه شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُفْتَرَضَ الْحَرْبُ، فَإِنْ وَفَّيْتُمْ بِذَلِكَ فَلَكُمُ الْجَنَّةُ، وَإِنْ غَشِيتُمْ شَيْئًا فَأَمْرُكُمْ إِلَى اللَّهِ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ، وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَ. أَخْرَجَاهُ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ [2] . أَخْبَرَنَا الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا: أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْبُنِّ، أنا جَدِّي أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْمُعَدَّلُ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ [3] قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا تَأْخُذُنَا فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ نَنْصُرَهُ إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا يَثْرِبَ، فَنَمْنَعَهُ ممّا نمنع   [1] في السيرة «على بيعة النساء» . [2] أخرجه البخاري في مناقب الأنصار 4/ 251 باب وفود الأنصار إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم بمكة وبيعة العقبة، وفي الأحكام 8/ 125 باب بيعة النساء، وفي الحدود 8/ 18 باب توبة السارق، وفي التوحيد 8/ 191 باب في المشيئة والإرادة وما تشاءون إلّا أن يشاء الله، والنسائي في البيعة على الجهاد 7/ 142، و 149 بيعة النساء، والدارميّ في السير 16، وأحمد 5/ 323، وابن هشام في السيرة 2/ 185، وابن سعد في الطبقات 1/ 220، والطبري في تاريخه 2/ 356، والنويري في نهاية الأرب 16/ 313، وابن سيد الناس في عيون الأثر 1/ 157- 158. [3] رواه أحمد بهذا السند في مسندة 5/ 325. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 أَنْفُسَنَا وَأَزْوَاجَنَا وَأَبْنَاءَنَا، وَلَنَا الْجَنَّةُ. رَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُبَادَةَ قَالَ نَحْوَهُ. (خَالَفَهُ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، فَرَوَيَا عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ هَذَا الْمَتْنَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، وَهُوَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. وَسَيَأْتِي) [1] . وَقَالَ الْبَكَّائِيّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ الْقَوْمُ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيَّ يُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ وَيُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّينِ، فَنَزَلَ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ، وَذَلِكَ أَنَّ الْأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ كَرِهَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَؤُمَّهُ بَعْضٌ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ يُسَمَّى مُصْعَبٌ بِالْمَدِينَةِ الْمُقْرِئَ [2] . وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ قَائِدَ أَبِي حِينَ ذَهَبَ بَصَرُهُ [3] ، فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ بِهِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَسَمِعَ الْأَذَانَ صَلَّى [4] عَلَى أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ مَا لَكَ إِذَا سَمِعْتَ الْأَذَانَ لِلْجُمُعَةِ صَلَّيْتَ [5] عَلَى أَبِي أُمَامَةَ! قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ بِنَا بِالْمَدِينَةِ فِي هَزْمٍ [6] مِنْ حَرَّةِ بَنِي بَيَاضَةَ يُقَالُ لَهُ نَقِيعُ الْخَضَمَاتِ، قُلْتُ: وَكَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ رجلا [7] .   [1] ما بين القوسين ليس موجودا في (ع) ولا في المنتقى لابن الملّا. وهو في الأصل فقط. [2] سيرة ابن هشام 2/ 185، المغازي لعروة 124، تاريخ الطبري 2/ 357، مجمع الزوائد 6/ 40- 42، دلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 105. [3] في دلائل النبوّة للبيهقي (كفّ بصره) . [4] في (جامع الأصول لابن الأثير) : ترحّم لأسعد بن زرارة. [5] في المصدر نفسه: (ترحّمت) . [6] في المصدر نفسه (في هزم النبيت من حرّة بني بياضة في نقيع يقال له: نقيع الخضمات) . وعزاه ابن الأثير إلى أبي داود. [7] سيرة ابن هشام 2/ 185. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ الْمَوْسِمُ حَجَّ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْهُمْ مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ، وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَرَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، وَذَكْوَانُ، وَعُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ تَغْلِبَ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ، وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ. فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَهُ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَأَيْقَنُوا بِهِ وَاطْمَأَنُّوا وَعَرَفُوا مَا كَانُوا يَسْمَعُونَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَصَدَّقُوهُ، ثُمَّ قَالُوا: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي كَانَ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ، وَنَحْنُ حِرَاصٌ عَلَى مَا أَرْشَدَكَ اللَّهُ بِهِ، مُجْتَهِدُونَ لَكَ بِالنَّصِيحَةِ، وَإِنَّا نُشِيرُ عَلَيْكَ بِرَأْيِنَا، فَامْكُثْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى قَوْمِنَا فَنَذْكُرَ لَهُمْ شَأْنَكَ، وَنَدْعُوَهُمْ إِلَى اللَّهِ، فَلَعَلَّ اللَّهُ يُصْلِحُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَمْرَهُمْ فَنُوَاعِدُكَ الْمَوْسِمَ مِنْ قَابِلٍ، فَرَضِيَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ فَدَعَوْهُمْ سِرًّا وَتَلَوْا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، حَتَّى قَلَّ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا قَدْ أَسْلَمَ فِيهَا نَاسٌ، ثُمَّ بَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ، وَرَافِعَ بْنَ مَالِكٍ أَنِ ابْعَثْ إِلَيْنَا رَجُلًا مِنْ قِبَلِكَ يُفَقِّهْنَا، فَبَعَثَ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ، فَنَزَلَ فِي بَنِي تَمِيمٍ عَلَى أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ يَدْعُو النَّاسَ سِرًّا، وَيَفْشُو فِيهِمُ الْإِسْلَامُ وَيَكْثُرُ، ثُمَّ أَقْبَلَ مُصْعَبٌ وَأَسْعَدُ، فَجَلَسَا عِنْدَ بِئْرِ بَنِي مَرْقٍ [1] ، وَبَعَثَا إِلَى رَهْطٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَتَوْهُمَا مُسْتَخْفِينَ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ- ويَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: بَلْ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ- فَأَتَاهُمْ فِي لأْمَتِهِ مَعَهُ الرُّمْحُ، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لأَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ: عَلَامَ أَتَيْتَنَا فِي دُورِنَا بِهَذَا الْوَحِيدِ الْغَرِيبِ الطَّرِيدِ، يُسَفِّهُ ضُعَفَاءَنَا بِالْبَاطِلِ وَيَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، لَا أَرَاكَ بَعْدَهَا تُسِيءُ مِنْ جِوَارِنَا، فَقَامُوا، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَادُوا مَرَّةً أُخْرَى لِبِئْرِ بَنِي مَرْقٍ، أَوْ قَرِيبًا [2] مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الثَّانِيَةَ فَجَاءَهُمْ، فَتَوَاعَدَهُمْ وَعِيدًا دُونَ وَعِيدِهِ الْأَوَّلِ، فقال له أسعد: يا بن خَالَةٍ، اسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ، فَإِنْ سَمِعْتَ حَقًّا فأجب إليه،   [1] بئر مرق- ويحرّك- بالمدينة. (القاموس المحيط) . [2] في المنتقى لابن الملا (قريب) وكلاهما صواب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 وَإِنْ سَمِعْتَ مُنْكَرًا فَارْدُدْهُ بِأَهْدَى مِنْهُ، فَقَالَ: مَاذَا يَقُولُ؟ فَقَرَأَ عَلَيْهِ مُصْعَبٌ: حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 43: 1- 3 [1] فَقَالَ سَعْدٌ: مَا أَسْمَعُ مِنْكُمْ إِلَّا مَا أَعْرِفُهُ، فَرَجَعَ سَعْدٌ وَقَدْ هَدَاهُ اللَّهُ، وَلَمْ يُظْهِرْ لَهُمَا إِسْلَامَهُ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَدَعَا بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَظْهَرَ لَهُمْ إِسْلَامَهُ وَقَالَ: مَنْ شَكَّ مِنْهُمْ فِيهِ فليأت بأهدى منه، فو الله لَقَدْ جَاءَ أَمْرٌ لَتُحَزَّنَّ مِنْهُ الرِّقَابُ، فَأَسْلَمَتْ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ عِنْدَ إِسْلَامِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، إِلَّا مَنْ لَا يُذْكَرُ. ثُمَّ إِنَّ بَنِي النَّجَّارِ أَخْرَجُوا مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ، وَاشْتَدُّوا عَلَى أَسْعَدَ، فَانْتَقَلَ مُصْعَبٌ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ يَدْعُو آمِنًا وَيَهْدِي اللَّهُ بِهِ [2] . وَأَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، وَكُسِرَتْ أَصْنَامُهُمْ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ أَعَزَّ مَنْ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ مُصْعَبٌ أَوَّلَ مَنْ جَمَّعَ الْجُمُعَةَ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَكَذَا قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: إِنَّ مُصْعَبًا أَوَّلُ مَنْ جَمَّعَ بِالْمَدِينَةِ [3] . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، أن أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ خَرَجَ بِمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، يُرِيدُ بِهِ دَارَ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَدَارَ بني ظفر [4] ، وكان سعد بن معاذ ابن خَالَةِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَدَخَلَ بِهِ حَائِطًا مِنْ حَوَائِطِ بَنِي ظَفَرٍ، وَقَالَا عَلَى بِئْرِ مَرْقٍ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِمَا نَاسٌ، وَكَانَ سَعْدٌ وَأَسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ سَيِّدَيْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَلَمَّا سَمِعَا بِهِ قَالَ سَعْدٌ لِأُسَيْدٍ: انْطَلِقْ إِلَى هذين   [1] أول سورة الزخرف. [2] هنا زيادة في دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 109: «حَتَّى قَلَّ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا أسلم فيها أناس لا محالة، وأسلم أشرافهم» . [3] تقدّم قبل الآن أن أول من جمع هو أسعد بن زرارة. (انظر للتوفيق في ذلك: وفاء ألوفا للسمهودي، وغيره) . وانظر تاريخ الطبري 2/ 357- 360، ونهاية الأرب للنويري 16/ 313. [4] قال البيهقي في دلائل النبوّة 2/ 178 «وهي قرية لبني ظفر دون قرية بني عبد الأشهل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 فَازْجُرْهُمَا وَانْهَهُمَا عَنْ أَنْ يَأْتِيَا دَارَيْنَا، فَلَوْلَا أسعد بن زرارة ابن خَالَتِي كَفَيْتُكَ ذَلِكَ، فَأَخَذَ أُسَيْدٌ حَرْبَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِمَا، فَلَمَّا رَآهُ أَسْعَدُ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ قَوْمِهِ قَدْ جَاءَكَ فَاصْدُقِ اللَّهَ فِيهِ، قَالَ مُصْعَبٌ: إِنْ يَجْلِسْ أُكَلِّمْهُ، قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمَا إِلَيْنَا تُسَفِّهَانِ ضُعَفَاءَنَا، وَاعْتَزِلَانَا إِنْ كَانَ لَكُمَا بِأَنْفُسِكُمَا حَاجَةٌ، فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ: أَوَ تَجْلِسُ فَتَسْمَعُ، فَإِنْ رَضِيتَ أَمْرًا قَبِلْتَهُ، وَإِنْ كَرِهْتَهُ كُفَّ عَنْكَ مَا تَكْرَهُ، قَالَ: أَنْصَفْتَ، ثُمَّ رَكَّزَ حَرْبَتَهُ وَجَلَسَ إِلَيْهِمَا، فَكَلَّمَهُ مُصْعَبٌ بِالْإِسْلَامِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، فَقَالَا فِيمَا بَلَغَنَا: وَاللَّهِ لَعَرَفْنَا فِي وَجْهِهِ الْإِسْلَامَ، قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي إِشْرَاقِهِ وَتَسَهُّلِهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ! كَيْفَ تَصْنَعُونَ إِذَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا فِي هَذَا الدِّينِ؟ قَالَا: تَغْتَسِلُ وَتَتَطَهَّرُ وَتُطَهِّرُ ثَوْبَيْكَ، ثُمَّ تَشْهَدُ شَهَادَةَ الْحَقِّ، ثُمَّ تُصَلِّي، فَقَامَ فَاغْتَسَلَ وَأَسْلَمَ وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ لَهُمَا: إِنَّ وَرَائِي رَجُلًا إِنِ اتَّبَعَكُمَا لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ مِنْ قَوْمِهِ أَحَدٌ، وَسَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُمَا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَقَوْمِهِ، وَهُمْ جُلُوسٌ فِي نَادِيهِمْ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ مُقْبِلًا قَالَ: أُقْسِمُ باللَّه لَقَدْ جَاءَكُمْ أُسَيْدٌ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي وَلَّى بِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: كَلَّمْتُ الرَّجُلَيْنِ، فَمَا رَأَيْتُ بِهِمَا بَأْسًا، وَقَدْ نَهَيْتُهُمَا [1] فَقَالَا: نَفْعَلُ [2] مَا أَحْبَبْتَ، وَقَدْ حُدِّثْتُ أَنَّ بَنِي حَارِثَةَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى أَسْعَدَ لِيَقْتُلُوهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ ابْنُ خَالَتِكَ لِيَخْفِرُونَكَ، فَقَامَ سَعْدٌ مُغْضَبًا مُبَادِرًا مُتَخَوِّفًا، فَأَخَذَ الْحَرْبَةَ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَاكَ أَغْنَيْتَ عَنَّا شَيْئًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِمَا، فَلَمَّا رَآهُمَا سَعْدٌ مُطْمَئِنَّيْنِ عَرَفَ أَنَّ أُسَيْدًا إِنَّمَا أَرَادَ مِنْهُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْهُمَا، فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا مُتَشَتِّمًا [3] . ثُمَّ قَالَ لِأَسْعَدَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، وَاللَّهِ لَوْلَا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ مَا رُمْتَ مِنِّي هَذَا، أَتَغْشَانَا فِي دَارَيْنَا بِمَا نَكْرَهُ! وَقَدْ قَالَ أَسْعَدُ لِمُصْعَبٍ: أي   [1] في الأصل و (ع) : تهيينهما. والتصحيح من نسخة دار الكتب والسيرة لابن هشام 2/ 186. [2] في الأصل و (ع) : لا نفعل ما أحببت. وفي المنتقى لابن الملا: (لا نفعل إلّا ما أحببت) . [3] في الأصل والمنتقى لابن الملّا: (متبسّما) والتصحيح من السيرة لابن هشام 2/ 186. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 مُصْعَبُ جَاءَكَ وَاللَّهِ سَيِّدُ [1] مَنْ وَرَاءِهِ، إِنْ يَتْبَعْكَ لَا يَتَخَلَّفْ عَنْكَ مِنْهُمُ اثْنَانِ، فَقَالَ: أو تقعد فَتَسْمَعُ، فَإِنْ رَضِيتَ أَمْرًا وَرَغِبْتَ فِيهِ قَبِلْتَهُ، وَإِنْ كَرِهْتَ عَزَلْنَا عَنْكَ مَا تَكْرَهُ، قَالَ: أَنْصَفْتَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، فَعَرَفْنَا فِي وَجْهِهِ وَاللَّهِ الْإِسْلَامَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، لِإِشْرَاقِهِ وَتَسَهُّلِهِ. ثُمَّ فَعَلَ كَمَا عَمِلَ أُسَيْدٌ، وَأَسْلَمَ، وَأَخَذَ حَرْبَتَهُ، وَأَقْبَلَ عَائِدًا إِلَى نَادِي قَوْمِهِ، وَمَعَهُ أُسَيْدٌ، فَلَمَّا رَآهُ قَوْمُهُ قَالُوا: نَحْلِفُ باللَّه لَقَدْ رَجَعَ سَعْدٌ إِلَيْكُمْ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الَّذِي ذَهَبَ بِهِ مِنْ عِنْدِكُمْ، فَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ كَيْفَ تَعْرِفُونَ أَمْرِي فِيكُمْ؟ قَالُوا: سَيِّدُنَا وَأَفْضَلُنَا رَأْيًا وَأَيْمَنُنَا نَقِيبَةً قَالَ: فَإِنَّ كَلَامَ رِجَالِكُمْ وَنِسَائِكُمْ عليّ حرام حتى تؤمنوا، فو الله مَا أَمْسَى فِي دَارِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأَةٌ إِلَّا مُسْلِمًا وَمُسْلِمَةً، وَرَجَعَ مُصْعَبٌ وَأَسْعَدُ إِلَى مَنْزِلِهِمَا، وَلَمْ تَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ مسلمون، إلّا مَا كَانَ مِنْ دَارِ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، وَخَطْمَةَ، وَوَائِلٍ، وَوَاقِفٍ، وَتِلْكَ أَوْسُ اللَّهِ وَهُمْ مِنَ الْأَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ أَبُو قَيْسِ بْنُ الأَسْلَتِ، وَهُوَ صَيْفِيٌّ، وَكَانَ شَاعِرًا لَهُمْ وَقَائِدًا، يَسْتَمِعُونَ مِنْهُ وَيُطِيعُونَهُ، فَوَقَفَ بِهِمْ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَضَتْ أُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ [2] . الْعَقَبَةُ الثَّانِيَةُ قَالَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ- وَهَذَا لَفْظُهُ-: ثنا ابْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتْبَعُ الْحَاجَّ فِي منازلهم في المواسم: مجنّة [3] ، وعكاظ،   [1] هنا اضطراب في المنتقى لابن الملا. [2] زاد ابن عبد البرّ في الدرر 1/ 160، وابن سيد الناس في عيون الأثر 1/ 161 «ثم أسلموا كلّهم» . وانظر الخبر في سيرة ابن هشام 2/ 186- 187. [3] مجنّة: بفتح الميم ويقال بالكسر. مكان على أميال من مكة. كما في حاشية الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 وَمِنًى، يَقُولُ: مَنْ يُؤْوِينِي وَيَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَاتِ رَبِّي وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ فَلَا يَجِدُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ يَرْحَلُ صَاحِبُهُ مِنْ مُضَرَ أَوِ الْيَمَنِ، فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ أَوْ ذُو رَحِمِهِ يَقُولُونَ: احْذَرْ فَتَى قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنْكَ، يَمْشِي [1] بَيْنَ رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِهِمْ، حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ لَهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ يَثْرِبَ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ يُظْهِرُونَ الإسلام، ثم ائتمرنا واجتمعنا سبعين رَجُلًا مِنَّا، فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى نَذَرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ، فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ، فَوَاعَدَنَا شِعْبَ الْعَقَبَةِ، فَاجْتَمَعْنَا فِيهِ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ، حَتَّى تَوَافَيْنَا عِنْدَهُ، فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: «عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ، لَا تَأْخُذْكُمْ فِيهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ يَثْرِبَ، تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الْجَنَّةُ» فَقُلْنَا [2] نُبَايِعُهُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ، إِلَّا أَنَا، فَقَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْمَطِيِّ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، إِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ، وَأَنْ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَى عَضِّ السُّيُوفِ إِذَا مَسَّتْكُمْ، وَعَلَى قَتْلِ خِيَارِكُمْ، وَعَلَى مُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً، فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً [3] ، فَذَرُوهُ فَهُوَ أَعْذَرُ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ. فَقُلْنَا: أَمِطْ يَدَكَ يَا أَسْعَدُ، فو الله لَا نَذَرُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ وَلَا نَسْتَقِيلُهَا، فَقُمْنَا إليه   [1] في المنتقى لابن الملا «فكان يمشي» . [2] وفي مسند أحمد «فقمنا» . [3] هكذا في الأصل ودلائل النبوّة للبيهقي (2/ 182) ، ومسند أحمد. وفي ألوفا في أحوال المصطفى لابن الجوزي: (جبنة يعني جبنا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 نُبَايِعُهُ رَجُلًا رَجُلًا، يَأْخُذُ عَلَيْنَا شَرْطَهُ [1] ، وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ [2] . زَادَ فِي وَسَطِهِ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ: فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ يَا بن أَخِي لَا أَدْرِي مَا هَذَا الْقَوْمُ الَّذِينَ جَاءُوكَ، إِنِّي ذُو مَعْرِفَةٍ بِأَهْلِ يَثْرِبَ، قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ، فَلَمَّا نَظَرَ الْعَبَّاسُ فِي وُجُوهِنَا، قَالَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا أَعْرِفُهُمْ هَؤُلَاءِ أَحْدَاثٌ، فَقُلْنَا: عَلَامَ نُبَايِعُكَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ [3] : ثنا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ، إِلَى السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، عِنْدَ الْعَقَبَةِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: لِيَتَكَلَّمْ مُتَكَلِّمُكُمْ وَلَا يُطِيلُ الْخُطْبَةَ، فَإِنَّ عَلَيْكُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَيْنًا، فَقَالَ أَسْعَدُ: سَلْ يَا مُحَمَّدُ لِرَبِّكَ مَا شِئْتَ، ثُمَّ سَلْ لِنَفْسِكَ، ثُمَّ أَخْبِرْنَا مَا لَنَا عَلَى اللَّهِ، قَالَ: أَسْأَلُكُمْ لِرَبِّي أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَسْأَلُكُمْ لِنَفْسِي ولأصحابي أن تؤونا وَتَنْصُرُونَا وَتَمْنَعُونَا مِمَّا مَنَعْتُمْ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ، قَالُوا: فَمَا لَنَا إِذَا فَعَلْنَا ذَلِكَ، قَالَ: لَكُمُ الْجَنَّةُ، قَالُوا: فَلَكَ ذَلِكَ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، نا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ بِنَحْوِهِ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو مَسْعُودٍ أَصْغَرَهُمْ سِنًّا. وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ أَخَا بَنِي سَالِمٍ قَالَ: يَا   [1] في المسند «بشرطه العباس» . [2] رواه أحمد في المسند 3/ 339- 340 وانظر الحديث أيضا 3/ 322- 323، والبيهقي في دلائل النبوّة 2/ 181- 182. [3] في دلائل النبوّة 2/ 109 في رواية أطول مما هنا. [4] في المسند 4/ 119. [5] سيرة ابن هشام 2/ 191. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ هَلْ تَدْرُونَ عَلَى مَا تُبَايِعُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إِنَّكُمْ تُبَايِعُونَهُ عَلَى حَرْبِ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنَّهَا إِذَا أَنْهَكَتْ أَمْوَالَكُمْ مُصِيبَةٌ وَأَشْرَافَكُمْ قَتْلًا، تَرَكْتُمُوهُ وَأَسْلَمْتُمُوهُ، فَمِنَ الْآنَ، فَهُوَ وَاللَّهِ إِنْ فَعَلْتُمْ خِزْيُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنَّكُمْ مُسْتَعْلِنُونَ بِهِ وَافُونَ لَهُ، فَهُوَ والله خير الدنيا والآخرة، قال عاصم: فو الله مَا قَالَ الْعَبَّاسُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ إِلَّا لِيَشِدَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا الْعِقْدَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي بَكْرٍ: مَا قَالَهَا إِلَّا لِيُؤَخِّرَ بِهَا أَمْرَ الْقَوْمِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، لِيَشْهَدَ أَمْرَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَيَكُونَ أَقْوَى، قَالُوا: فَمَا لَنَا بِذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْجَنَّةُ، قَالُوا: ابْسُطْ يَدَكَ، وَبَايَعُوهُ، فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ: إِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَيْهِمْ غَدًا بِأَسْيَافِنَا، فَقَالَ: لَمْ أُؤْمَرْ بِذَلِكَ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأسود، عن عروة [1] ، وقاله موسى بن عقبة، وَهَذَا لَفْظُهُ: إِنَّ الْعَامَ الْمُقْبِلَ حَجَّ مِنَ الْأَنْصَارِ سَبْعُونَ رَجُلًا، أَرْبَعُونَ مِنْ ذَوِي أَسْنَانِهِمْ وَثَلَاثُونَ مِنْ شَبَابِهِمْ، أَصْغَرُهُمْ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَلَقُوهُ بِالْعَقَبَةِ، وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ، فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ بِمَا خَصَّهُ اللَّهُ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالْكَرَامَةِ، وَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَإِلَى الْبَيْعَةِ أَجَابُوهُ وَقَالُوا: اشْتَرِطْ عَلَيْنَا لِرَبِّكَ وَلِنَفْسِكَ مَا شِئْتَ، فَقَالَ: أَشْتَرِطُ لِرَبِّي أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَشْتَرِطُ لِنَفْسِي أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ. فَلَمَّا طَابَتْ بِذَلِكَ أَنْفُسُهُمْ مِنَ الشَّرْطِ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَبَّاسُ الْمَوَاثِيقَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَفَاءِ، وَعَظَّمَ الْعَبَّاسُ الَّذِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ، وَذَكَرَ أَنَّ أُمَّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سُلْمَى بِنْتَ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. قَالَ عُرْوَةُ [2] : فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ سَبْعُونَ رجلا وامرأة.   [1] في المغازي 125. [2] المغازي 126. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] : سَبْعُونَ رَجُلًا وَامْرَأَتَانِ، إِحْدَاهُمَا أُمُّ عُمَارَةَ وَزَوْجُهَا وَابْنَاهُمَا. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [2] : فَحَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْقَيْنِ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبٍ قَالَ: خَرَجْنَا فِي الْحَجَّةِ الَّتِي بَايَعْنَا فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَقَبَةِ مَعَ مُشْرِكِي قَوْمِنَا، وَمَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِظَاهِرِ الْبَيْدَاءِ قَالَ: يَا هَؤُلَاءِ تَعَلَّمُوا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي تُوَافِقُونَنِي عَلَيْهِ أَمْ لَا، فَقُلْنَا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا بِشْرٍ؟ قَالَ: إِنِّي قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ إِلَى هَذِهِ الْبَنِيَّةِ [3] وَلَا أَجْعَلَهَا مِنِّي بِظَهْرٍ، فَقُلْنَا: لَا وَاللَّهِ لَا تَفْعَلْ، وَاللَّهِ مَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّنَا يُصَلِّي إِلَّا إِلَى الشَّامِ، قَالَ: فَإِنِّي وَاللَّهِ لَمُصَلٍّ إِلَيْهَا، فَكَانَ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ تَوَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَتَوَجَّهْنَا إِلَى الشَّامِ، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَقَالَ لِيَ الْبَرَاءُ: يَا بْنَ أَخِي انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَسْأَلَهُ عَمَّا صَنَعْتُ، فَلَقَدْ وَجَدْتُ فِي نَفْسِي بِخِلَافِكُمْ إِيَّايَ، قَالَ: فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ بِالْأَبْطَحِ [4] ، فَقُلْنَا: هَلْ تَدُلُّنَا عَلَى مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: وَهَلْ تَعْرِفَانِهِ إِنْ رَأَيْتُمَاهُ؟ قُلْنَا: لَا وَاللَّهِ، قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفَانِ الْعَبَّاسَ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ، وَقَدْ كُنَّا نَعْرِفُهُ، كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَيْنَا بِالتِّجَارَةِ، فَقَالَ: إِذَا دَخَلْتُمَا الْمَسْجِدَ فَانْظُرُوا الْعَبَّاسَ [5] ، قَالَ: فَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي مَعَهُ، قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَبَّاسُ نَاحِيَةَ الْمَسْجِدِ جَالِسَيْنِ، فَسَلَّمْنَا، ثُمَّ جَلَسْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل تعرف   [1] سيرة ابن هشام 2/ 188- 189. [2] سيرة ابن هشام 2/ 187. [3] يعني الكعبة كما في سيرة ابن هشام، وهذا أحد أسمائها. (انظر شفاء الغرام) . [4] يضاف إلى مكة وإلى منى، لأنّ المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو المحصب. (معجم البلدان) . [5] هنا في (ع) والمنتقى لابن الملا تكرار كلمات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 هَذَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ، وَهَذَا كَعْبُ بن مالك، فو الله مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الشَّاعِرُ) ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ الْبَرَاءُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ كُنْتُ رَأَيْتُ فِي سَفَرِي هَذَا رَأْيًا، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ أَنْ لَا أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ مِنِّي بظهر فصلّيت إليها، فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهَا، فَرَجَعَ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَهْلُهُ يَقُولُونَ: قَدْ مَاتَ عَلَيْهَا، وَنَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ، قَدْ رَجَعَ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ [1] . ثُمَّ وَاعَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَقَبَةَ، أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلًا لِلْبَيْعَةِ، وَمَعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ وَالِدُ جَابِرٍ، وَإِنَّهُ لَعَلَى شِرْكِهِ، فَأَخَذْنَاهُ فَقُلْنَا: يَا أَبَا جَابِرٍ وَاللَّهِ إِنَّا لَنَرْغَبُ بِكَ أَنْ تَمُوتَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ. فَتَكُونَ لِهَذِهِ النَّارِ غَدًا حَطَبًا، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ رسولا يأمر بِتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ. وَقَدْ أَسْلَمَ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِكَ، وَقَدْ وَاعَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْبَيْعَةِ، فَأَسْلَمَ وَطَهَّرَ ثِيَابَهُ، وَحَضَرَهَا مَعَنَا فَكَانَ نَقِيبًا، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وَعَدْنَا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمِنًّى أَوَّلَ اللَّيْلِ مَعَ قَوْمِنَا، فَلَمَّا اسْتَثْقَلَ النَّاسُ مِنَ النَّوْمِ تَسَلَّلْنَا مِنْ فُرُشِنَا تَسَلُّلَ الْقَطَا، حَتَّى اجْتَمَعْنَا بِالْعَقَبَةِ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمّه العبّاس، وليس مَعَهُ غَيْرُهُ، أَحَبَّ أنَ يَحْضُرَ أَمْرَ ابْنِ أَخِيهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مُتَكَلِّمٍ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَهُوَ فِي مَنْعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ وَبِلَادِهِ، قَدْ مَنَعْنَاهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا مِنْهُ، وَقَدْ أَبَى إِلَّا الِانْقِطَاعَ إِلَيْكُمْ، وَإِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنَّكُمْ وَافُونَ لَهُ بِمَا وَعَدْتُمُوهُ، فَأَنْتُمْ وَمَا تَحَمَّلْتُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ تَخْشَوْنَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خِذْلَانًا فَاتْرُكُوهُ فِي قَوْمِهِ، فَإِنَّهُ فِي مَنْعَةٍ مِنْ عَشِيرَتِهِ وَقَوْمِهِ، فقلنا: قد سمعنا ما قلت، تكلّم   [1] سيرة ابن هشام 2/ 188. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَتَكَلَّمَ وَدَعَا إِلَى اللَّهِ، وَتَلَا الْقُرْآنَ وَرَغَّبَ فِي الْإِسْلَامِ، فَأَجَبْنَاهُ بِالْإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ لَهُ، وَقُلْنَا لَهُ: خُذْ لِرَبِّكَ وَلِنَفْسِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا مَنَعْتُمْ مِنْهُ أَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَكُمْ، فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ فَقَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَمْنَعُكَ [1] مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا [2] ، فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ [3] اللَّهِ فَنَحْنُ وَاللَّهِ أَهْلُ الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلَقَةِ [4] ، وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ، فَعَرَضَ فِي الْحَدِيثِ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَقْوَامٍ حِبَالًا [5] ، وَإِنَّا قَاطِعُوهَا، فَهَلْ عَسَيْتَ إِنِ اللَّهُ أَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا؟ فَقَالَ: بَلِ الدَّمَ الدّم والهدم والهدم [6] ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي، أُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ وَأُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، فَقَالَ لَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نُبَايِعْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْرِجُوا إِلَيَّ مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا، فَأَخْرَجُوهُمْ لَهُ، فَكَانَ نَقِيبَ بَنِي النَّجَّارِ. أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَنَقِيبَ بَنِي سَلَمَةَ [7] الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، وَنَقِيبَ بَنِي سَاعِدَةَ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، وَنَقِيبَ بَنِي زُرَيْقٍ: رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، وَنَقِيبَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَنَقِيبَ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ: عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ- وَبَعْضُهُمْ جَعَلَ بَدَلَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ- وَنَقِيبَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: سَعْدُ بن خيثمة، ونقيب بني   [1] (نمنعك) ساقطة من الأصل وغيره. [2] العرب تكنى عن المرأة بالإزار، وتكنى به أيضا عن النفس، وتجعل الثوب عبارة عن لابسه، على ما في (عيون الأثر) . [3] في الأصل (يرسول الله) بدون ألف بعد الياء. [4] أي السلاح. [5] أي مواثيق. [6] قال ابن هشام: ويقال: الهدم الهدم: أي ذمّتي ذمّتكم وحرمتي حرمتكم. (2/ 189) . [7] بكسر اللام كما في (عجالة المبتدي للحازميّ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 عَبْدِ الْأَشْهَلِ- وَهُمْ مِنَ الْأَوْسِ- أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيْهَانِ [1] ، قَالَ: فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَرَبَ عَلَيْهَا، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ بَايَعَ، وَتَتَابَعَ النَّاسُ فَبَايَعُوا، فَصَرَخَ الشَّيْطَانُ عَلَى الْعَقَبَةِ بِأَنْفَذِ [2] صَوْتٍ سَمِعْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْجَبَاجِبِ [3] هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ وَالصَّبَأَةِ مَعَهُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا أَزَبُّ [4] الْعَقَبَةِ، هَذَا ابْنُ أُزَيْبٍ، أَمَا وَاللَّهِ لَأَفْرُغَنَّ لَكَ، ارْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ» . فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ أَخُو بَنِي سَالِمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَئِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى غَدًا بِأَسْيَافِنَا، فَقَالَ: «إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ» فَرُحْنَا إِلَى رِحَالِنَا فَاضْطَجَعْنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، أَقْبَلَتْ جِلَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، فَتًى شَابٌّ وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ لَهُ جَدِيدَتَانِ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ جِئْتُمْ إِلَى صَاحِبِنَا لِتَسْتَخْرِجُوهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ أَبْغَضَ إِلَيْنَا أَنْ تَنْشَبَ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ مِنْكُمْ، فَانْبَعَثَ مَنْ هُنَاكَ مِنْ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَحْلِفُونَ لَهُمْ باللَّه، مَا كَانَ مِنْ هَذَا مِنْ شَيْءٍ، وَمَا فَعَلْنَا، فَلَمَّا تَثَوَّرَ الْقَوْمُ لِيَنْطَلِقُوا قُلْتُ كَلِمَةً كَأَنِّي أُشْرِكُهُمْ فِي الْكَلَامِ: يَا أَبَا جَابِرٍ- يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ ابن عَمْرٍو- أَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَتِنَا وَكَهْلٌ مِنْ كُهُولِنَا، لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَّخِذَ مِثْلَ نَعْلَيْ هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَمِعَهُ الْحَارِثُ، فَرَمَى بِهِمَا إِلَيَّ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَتَلْبَسَنَّهُمَا، فَقَالَ أَبُو جَابِرٍ: مَهْلًا أَحْفَظْتَ لَعَمْرِ اللَّهِ الرَّجُلَ- يَقُولُ: أَخْجَلْتَهُ [5]- ارْدُدْ عَلَيْهِ نَعْلَيْهِ، فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا أَرَدُّهُمَا، فَأْلٌ صَالِحٌ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أسلبه [6] .   [1] سيرة ابن هشام 2/ 189- 191. [2] في حاشية الأصل: (في خ بأبعد) . [3] يعني منازل منى، (عيون الأثر 1/ 172) . [4] شيطان. [5] لعلّ الصواب: (أغضبته) ، على ما في المراجع اللغوية. [6] في دلائل النبوّة للبيهقي: (أستلبه) ، وفي سيرة ابن هشام 2/ 192 «لأسلبنّه» . وكذا في تاريخ الطبري 2/ 363- 365. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُمْ فَأَتَوْا عبد الله بن أبي يعني ابن سلول فَسَأَلُوهُ [1] ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ جَسِيمٌ وَمَا كَانَ قَوْمِي لِيَتَفَوَّتُوا عَلَيَّ بِمِثْلِهِ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: ابْعَثُوا مِنْكُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا كُفَلَاءَ عَلَى قومهم، ككفالة الحواريّين لعيسى ابن مَرْيَمَ، فَقَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَأَنْتَ نَقِيبٌ عَلَى قَوْمِكَ، ثُمَّ سَمَّى النُّقَبَاءَ كَرِوَايَةِ مَعْبَدِ بْنِ مَالِكٍ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُشِيرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْ يَجْعَلُهُ نَقِيبًا، قَالَ مَالِكٌ: كُنْتُ أَعْجَبُ كَيْفَ جَاءَ مِنْ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، وَمِنْ قَبِيلَةٍ رَجُلَانِ، حَتَّى حَدَّثَنِي هَذَا الشَّيْخُ أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْبَيْعَةِ، قَالَ مَالِكٌ: وَهُمْ تِسْعَةُ نُقَبَاءَ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَوْسِ. وَقَالَ: ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : تَسْمِيَةُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ قُلْتُ: تَرَكْتُ النُّقَبَاءَ لِأَنَّهُمْ قَدْ تَقَدَّمُوا. فَمِنَ الْأَوْسِ: سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ. وَمِنْ بَنِي حَارِثَةَ: ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ، وَأَبُو بردة بن نيار، وبهير [4] بن الهيثم.   [1] في السيرة: «فقالوا له مثل ما قال كعب من القول» . [2] سيرة ابن هشام 2/ 192. [3] سيرة ابن هشام 2/ 206. [4] بالباء الموحدة كما في الأصل وبعض المراجع، وورد بالنون عند بعضهم. انظر (عيون الأثر 1/ 167 والسيرة لابن هشام 2/ 206) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: رِفَاعَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ- وَعَدَّهُ ابْنُ إِسْحَاقَ نَقِيبًا عِوَضَ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ أَمِيرُ الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ وَيَوْمَئِذٍ اسْتُشْهِدَ، وَمَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ. فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ مِنَ الْأَوْسِ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا [1] . وَمِنَ الْخَزْرَجِ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ: أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، وَمُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ وَأَخُوهُ عَوْفٌ، وَعُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ، وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ: سَهْلُ بْنُ عَتِيكٍ، بَدْرِيٌّ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ النَّجَّارِ، وَهُمْ بَنُو حُدَيْلَةَ: أَوْسُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ. وَمِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ: قَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ، وَعَمْرُو بْنُ غَزِيَّةَ. وَمِنْ بَلْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَبَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ صَاحِبُ النِّدَاءِ [2] ، وَخَلادُ بْنُ سُوَيْدٍ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ قُرَيْظَةَ، وَأَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو [3] . وَمِنْ بَنِي بَيَاضَةَ: زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ، وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَالِدُ بْنُ قَيْسٍ. وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ: ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ، وَكَانَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يُقَالُ لَهُ: مُهَاجِرِيٌّ أَنْصَارِيٌّ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وعبّاد [4] بن قيس، والحارث بن قيس.   [1] سيرة ابن هشام 2/ 207. [2] هو الّذي أري النداء للصّلاة، فَجَاءُوا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر به. (كما في السيرة لابن هشام 2/ 208 وغيرها) . [3] هو أحدث من شهد العقبة سنّا. [4] في الأصل (عبادة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ: بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنُ مَعْرُورٍ ابْنُ أَحَدِ النُّقَبَاءِ، وَسِنَانُ بْنُ صَيْفِيٍّ، وَالطُّفَيْلُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَمَعْقِلُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَمَسْعُودُ بْنُ يَزِيدَ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ حَارِثَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ حَرَامٍ، وَجَبَّارُ [1] بْنُ صَخْرٍ، وَالطُّفَيْلُ بْنُ مَالِكٍ. وَمِنْ بَنِي غَنْمِ بْنِ سَوَادٍ: سُلَيْمُ بْنُ عَمْرٍو، وَقُطْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، ويزيد بن عامر، وأبو البسر كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو، وَصَيْفِيُّ بْنُ سَوَادٍ. وَمِنْ بَنِي نَابِي بْنِ عَمْرٍو: ثَعْلَبَةُ بْنُ غَنَمَةَ، وَقُتِلَ بِالْخَنْدَقِ، وَأَخُوهُ عَمْرٌو، وَعَبْسُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَخَالِدُ [2] بْنُ عَدِيٍّ. وَمِنْ بَنِي حَرَامٍ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، وَمُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَثَابِتُ بْنُ الْجَذْعِ [3] ، اسْتُشْهِدَ بِالطَّائِفِ، وَعُمَيْرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَخُدَيْجُ بْنُ سَلَامَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. وَمِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ: الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَزِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْبَلَوِيُّ حَلِيفٌ لَهُمْ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. وَمِنْ بَنِي سَالِمِ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفٍ: رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَعُقْبَةُ بْنُ وَهْبٍ. وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ: النَّقِيبَانِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو الَّذِي كَانَ أَمِيرًا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ فَاسْتُشْهِدَ [4] . وَأَمَّا الْمَرْأَتَانِ فَأُمُّ مَنِيعٍ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيٍّ، وَأُمُّ عُمَارَةَ نَسِيبَةُ [5] بِنْتُ كَعْبٍ، حَضَرَتْ وَمَعَهَا زَوْجُهَا زَيْدُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ كَعْبٍ، وابناها حبيب   [1] في ضبط اسمه خلاف. [2] هو خالد بن عمرو بن عديّ. كما في (السيرة لابن هشام 2/ 209) . [3] تقرأ في مصوّر الأصل: (المجدع) . والجذع: هو ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام. [4] في المنتقى لابن الملا: (وبه استشهد) . [5] ضبطها بالفتح صاحب القاموس والزّبيدي شارحه، وابن ماكولا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 وَعَبْدُ اللَّهِ، وَحَبِيبٌ هُوَ الَّذِي مَثَّلَ بِهِ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ وَقَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا [1] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنِ الْبَيْعَةِ، فَتَّشَتْ قُرَيْشٌ مِنَ الْغَدِ عَنِ الْخَبَرِ وَالْبَيْعَةِ، فَوَجَدُوهُ حَقًّا، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِ الْقَوْمِ، فَأَدْرَكُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، وَهَرَبَ مُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، فَشَدُّوا يدي سعد إلى عنقه بتسعة [2] ، وَكَانَ ذَا شَعْرٍ كَثِيرٍ، فَطَفِقُوا يَجْبِذُونَهُ بِجُمَّتِهِ وَيَصُكُّونَهُ وَيَلْكِزُونَهُ، إِلَى أَنْ جَاءَ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْحَارِثُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَكَانَ سَعْدٌ يُجِيرُهُمَا إِذَا قَدِمَا الْمَدِينَةَ، فَأَطْلَقَاهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَخَلَّيَا سَبِيلَهُ. قَالَ: وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ قَدْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ، وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ سَادَةِ بَنِي سَلَمَةَ، وَقَدِ اتَّخَذَ فِي دَارِهِ صَنَمًا مِنْ خَشَبٍ يُقَالُ لَهُ مَنَافٌ [3] فَلَمَّا أَسْلَمَ فِتْيَانُ بَنِي سَلَمَةَ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَابْنُهُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرٍو وَغَيْرُهُمَا، كَانُوا يَدْخُلُونَ بِاللَّيْلِ عَلَى صَنَمِهِ [4] فَيَأْخُذُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي بَعْضِ الْحُفَرِ [5] ، وَفِيهَا عُذْرُ النَّاسِ، مُنَكَّسًا عَلَى رَأْسِهِ، فَإِذَا أَصْبَحَ عَمْرٌو قَالَ: وَيْلَكُمْ مَنْ عَدَا عَلَى آلِهَتِنَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ! ثُمَّ يَلْتَمِسُهُ حَتَّى إِذَا وَجَدَهُ غَسَّلَهُ وَطَهَّرَهُ وَطَيَّبَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ مَنْ يَصْنَعُ بِكَ هَذَا لَأَخْزَيْتُهُ. فَإِذَا أَمْسَى وَنَامَ فَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَفَعَلَ مَرَّاتٍ، وَفِي الْآخِرِ عَلَّقَ عَلَيْهِ سَيْفَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مَنْ يَصْنَعُ بِكَ مَا تَرَى، فَإِنْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ فَامْتَنِعْ، وَهَذَا السَّيْفُ مَعَكَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ [6] أَخَذُوا السَّيْفَ مِنْ عُنُقِهِ، ثُمَّ أَخَذُوا كَلْبًا مَيِّتًا فَعَلَّقُوهُ وَرَبَطُوهُ   [1] سيرة ابن هشام 2/ 210. [2] النسعة بالكسر: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره. [3] كذا في الأصل والمنتقى لابن الملّا ودلائل النبوّة للبيهقي، وفي (ع) ونسخة دار الكتب والسيرة النبويّة لابن هشام والروض الأنف (مناة) . [4] في سيرة ابن هشام «صنم عمرو ذلك» . [5] في السيرة «في بعض حفر بني سلمة» . [6] في السيرة «فلما أمسى ونام عمرو غدوا عليه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 بِهِ وَأَلْقَوْهُ فِي [1] جُبِّ عُذْرَةَ، فَغَدَا عَمْرٌو فَلَمْ يَجِدْهُ، فَخَرَجَ يَتْبَعُهُ حَتَّى وَجَدَهُ فِي الْبِئْرِ مُنَكَّسًا مَقْرُونًا بِالْكَلْبِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبْصَرَ شَأْنَهُ، وَكَلَّمَهُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ فَأَسْلَمَ وحسن إسلامه، وقال: تا الله لَوْ كُنْتَ إِلَهًا لَمْ تَكُنْ ... أَنْتَ وَكَلْبٌ وَسْطَ بِئْرٍ فِي قَرَنْ [2] أُفٍّ لِمَصْرَعِكَ إِلَهًا مُسْتَدَنْ [3] ... الْآنَ فَتَشْنَاكَ عَنْ سُوءِ الْغَبَنْ الْحَمْدُ للَّه الْعَلِيِّ ذِي الْمِنَنْ ... الْوَاهِبِ الرَّزَّاقِ وَدَيَّانِ الدِّيَنْ هُوَ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ قَبْلِ أَنْ ... أكون في ظلمة قبر مرتهن [4]   [1] في السيرة «ألقوه في بئر من آبار سلمة فيها عذر من عذر الناس» . [2] أي حبل. [3] في السيرة لابن هشام ووفاء ألوفا للسمهودي (لملقاك) بدل (لمصرعك) ، ومستدن: ذليل مستعبد، وقد أورد ابن هشام هذه المقطوعة، وبعض ألفاظها هناك مخالف لما هنا، وفي آخرها شطرة زائدة على ما هنا. وفي حاشية الأصل هنا: بلغت قراءة خليل بن أيبك- السادس- على مؤلّفه، فسح الله في مدّته، ومحصّن بن عكّاشة يسمع. [4] سيرة ابن هشام 2/ 205، دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 111. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 ذِكْرُ أَوَّلِ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ عُقَيْلٌ وَغَيْرُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ بِمَكَّةَ: قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ. وَهُمَا الْحَرَّتَانِ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ ذَلِكَ، وَرَجَعَ إلى المدينة بعض [1] من كان هاجر إلى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى رِسْلِكَ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَتَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ [2] أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَلَمَّا أَذِنَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ فِي الْحَرْبِ وَبَايَعَهُ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالنُّصْرَةِ، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَالْهِجْرَةِ إِلَيْهَا وَاللُّحُوقِ بِالْأَنْصَارِ، فَخَرَجُوا أَرْسَالًا،   [1] في الجامع الصحيح: «ورجع عامة من كان هاجر» . [2] بضم الميم. [3] صحيح البخاري 7/ 39 في اللباس، باب التقنّع، وأحمد 6/ 198، وابن سعد في الطبقات 1/ 226. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ هَاجَرَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عبد الأسد إلى الْمَدِينَةِ، هَاجَرَ إِلَيْهَا قَبْلَ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى بِسَنَةٍ، وَقَدْ كَانَ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ مَكَّةَ، فَآذَتْهُ قُرَيْشٌ، وَبَلَغَهُ أَنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ أَسْلَمُوا، فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: لَمَّا أَجْمَعَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُرُوجَ رَحَّلَ لِي بَعِيرَهُ، ثُمَّ حَمَلَنِي وَابْنِي عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ بِي يَقُودُنِي. فَلَمَّا رَأَتْهُ رِجَالُ بَنِي الْمُغِيرَةِ قَامُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: هَذِهِ نَفْسُكَ غَلَبْتَنَا عَلَيْهَا، هَذِهِ [1] ، عَلَامَ نَتْرُكُكَ تَسِيرُ بِهَا فِي الْبِلَادِ! فَنَزَعُوا خِطَامَ الْبَعِيرِ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذُونِي مِنْهُ، وَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ رَهْطُ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَا نَتْرُكُ ابْنَنَا عِنْدَهَا إِذْ نزعتموها من صاحبنا، فتجاذبوا ابني سَلَمَةَ حَتَّى خَلَعُوا يَدَهُ، وَانْطَلَقَ بِهِ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ، وَحَبَسَنِي بَنُو الْمُغِيرَةِ عِنْدَهُمْ، فَانْطَلَقَ زَوْجِي [2] إِذْ فَرَّقُوا بَيْنَنَا، فَكُنْتُ أَخْرُجُ كُلَّ غَدَاةٍ فَأَجْلِسُ بِالْأَبْطَحِ، فَلَا أَزَالُ أَبْكِي حَتَّى أُمْسِي، سَنَةً أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا. حَتَّى مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمِّي فَرَحِمَنِي، فَقَالَ: أَلَا تَخْرُجُونَ مِنْ هَذِهِ الْمِسْكِينَةِ، فَرَّقْتُمْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَلَدِهَا؟ فَقَالُوا لِي: الْحَقِي بِزَوْجِكِ، قَالَتْ: وَرَدَّ بَنُو عَبْدِ الْأَسَدِ إِلَيَّ عِنْدَ ذَلِكَ ابْنِي. فَارْتَحَلْتُ بَعِيرِي، ثُمَّ وَضَعْتُ سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، وَخَرَجْتُ أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ، وَمَا مَعِي أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ. قُلْتُ: أَتَبَلَّغُ بِمَنْ لَقِيتُ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى زَوْجِي، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالتَّنْعِيمِ لَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ الْعَبْدَرِيَّ، فقال: إلى أين يا بنت أَبِي أُمَيَّةَ؟ قُلْتُ: أُرِيدُ زَوْجِي بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: أَوَ مَا مَعَكِ أَحَدٌ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا اللَّهُ وَبُنَيَّ هَذَا، قَالَ: وَاللَّهِ مَا لَكِ مِنْ مَتْرَكٍ. فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْبَعِيرِ، فانطلق معي يهوي بي، فو الله مَا صَحِبْتُ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ، أَرَى أَنَّهُ أَكْرَمُ مِنْهُ، كَانَ أَبَدًا إِذَا بَلَغَ الْمَنْزِلَ أَنَاخَ بِي، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي حَتَّى إِذَا نَزَلْتُ اسْتَأْخَرَ بِبَعِيرِي، فَحَطَّ عَنْهُ، ثُمَّ قَيَّدَهُ في   [1] في سيرة ابن هشام 2/ 211 (أرأيت صاحبتك هذه؟) . [2] في السيرة «أبو سلمة إلى المدينة، قال: ففرّق بيني وبين زوجي وبين ابني» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 الشَّجَرِ، ثُمَّ تَنَحَّى إِلَى شَجَرَةٍ، فَاضْطَجَعَ تَحْتَهَا، فَإِذَا دَنَا الرَّوَاحُ قَامَ إِلَى بَعِيرِي فَرَحَّلَهُ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي وَقَالَ: ارْكَبِي، فَإِذَا رَكِبْتُ وَاسْتَوَيْتُ عَلَى بَعِيرِي أَتَى فَأَخَذَ بِخِطَامِهِ، فَقَادَنِي حَتَّى يَنْزِلَ بِي، فَلَمْ يَزَلْ يَصْنَعُ ذَلِكَ حَتَّى أَقْدَمَنِي الْمَدِينَةَ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى قَرْيَةِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءٍ قَالَ: زَوْجُكِ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا. ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَهَا بَعْدَ أَبِي سَلَمَةَ: عامر بن ربيعة حليف بني عديّ ابن كَعْبٍ مَعَ امْرَأَتِهِ، ثُمَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ، مَعَ امْرَأَتِهِ وَأَخِيهِ أَبِي أَحْمَدَ، وَكَانَ أَبُو أَحْمَدَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ، وَكَانَ يَمْشِي بِمَكَّةَ بِغَيْرِ قَائِدٍ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَكَانَتْ عِنْدَهُ الْفَارِعَةُ [1] بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَكَانَتْ أُمَّهُ أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَنَزَلَ هَؤُلاءِ بِقُبَاءٍ عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ [2] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: فَلَمَّا اشْتَدُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ أَصْحَابَهُ بِالْهِجْرَةِ، فَخَرَجُوا رَسَلًا رَسَلًا [3] ، فَخَرَجَ مِنْهُمْ قَبْلَ مَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو سَلَمَةَ وَامْرَأَتُهُ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَامْرَأَتُهُ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ [4] ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ الشَّرِيدِ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، ثُمَّ خَرَجَ عُمَرُ وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ وَجَمَاعَةٌ، فَطَلَبَ أَبُو جَهْلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ عَيَّاشًا، وَهُوَ أَخُوهُمْ لِأُمِّهِمْ، فَقَدِمُوا   [1] في الأصل (الفرعة) . ولعلّه على مصطلحهم في حذف الألف المتوسّطة من الأعلام. [2] سيرة ابن هشام 2/ 211- 212، عيون الأثر 1/ 173. [3] في حاشية الأصل: (هو القطيع من الإبل والغنم، وجمعه: إرسال) يريد أفواجا متقطّعة يتبع بعضهم بعضا على ما في (النهاية) . [4] في نسخة دار الكتب، والإصابة- في الكنى- (خيثمة) وهو تصحيف، والصواب ما في الأصل وتاريخ الطبري 2/ 369 والبيهقي 2/ 197. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 الْمَدِينَةَ فَذَكَرُوا لَهُ حُزْنَ أُمِّهِ، وَأَنَّهَا حَلَفَتْ لَا يُظِلُّهَا سَقْفٌ، وَكَانَ بِهَا بَرًّا، فَرَقَّ لَهَا وَصَدَقَهُمْ، فَلَمَّا خَرَجَا بِهِ أَوْثَقَاهُ وَقَدِمَا بِهِ مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى قَبْلِ الْفَتْحِ [1] . قُلْتُ: وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَدْعُو لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُنُوتِ: اللَّهمّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ. الْحَدِيثَ [2] . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَنَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَخَرَجَ عُثْمَانُ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَطَائِفَةٌ، وَمَكَثَ نَاسٌ مِنَ الصَّحَابَةِ بِمَكَّةَ، حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَقْدَمِهِ، مَنْهُمْ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، عَلَى اخْتِلافٍ فِيهِ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعْنَا لِلْهِجْرَةِ اتَّعَدْتُ أَنَا وَعَيَّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، وَقُلْنَا: الْمِيعَادُ بَيْنَنَا التَّنَاضِبِ [3] مِنْ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، فَمَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ لَمْ يَأْتِهَا فَقَدْ حُبِسَ [4] ، فَأَصْبَحْتُ عِنْدَهَا أَنَا وَعَيَّاشٌ، وَحُبِسَ هِشَامٌ وَفُتِنَ، وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَكُنَّا نَقُولُ: مَا اللَّهُ بِقَابِلٍ مِنْ هَؤُلاءِ تَوْبَةً، قَوْمٌ عَرَفُوا اللَّهَ وَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوا رَسُولَهُ، ثُمَّ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ لِبَلَاءٍ أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا فَأُنْزِلَتْ: قُلْ يَا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله 39: 53 [5] ، فَكَتَبْتُهَا بِيَدِي كِتَابًا، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى هِشَامٍ، فَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ: فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَيَّ خَرَجْتُ بِهَا إِلَى ذِي طُوًى أُصْعِدُ فيها   [1] تاريخ الطبري 2/ 369، دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 197، نهاية الأرب 16/ 322. [2] أخرجه البخاري في الجهاد 3/ 234 باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، وانظر عيون الأثر 1/ 175. [3] بفتح التاء وكسر الضاد، (معجم البلدان، معجم ما استعجم) . [4] في السيرة «فليمض صاحباه» . [5] سورة الزمر- الآية 53. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 النَّظَرَ وَأُصَوِّبُهُ لِأَفْهَمَهَا، فَقُلْتُ، اللَّهمّ فَهِّمْنِيهَا، فَعَرَفْتُ أَنَّمَا أُنْزِلَتْ فِينَا لِمَا كُنَّا نَقُولُ فِي أَنْفُسِنَا، وَيُقَالُ فِينَا، فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ عَلَى بَعِيرِي، فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] ، قَالَ: فَقُتِلَ هِشَامٌ بِأَجْنَادِينَ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمْنَا مِنْ مَكَّةَ فَنَزَلْنَا الْعُصْبَةَ [2] عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَسَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَكَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ، لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا [3] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ مَكَانُهُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَى بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى أَخُو بَنِي فِهْرٍ، ثُمَّ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَبِلَالُ، ثُمَّ أَتَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، ثُمَّ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، فَلَمْ يَقْدَمْ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: وَمَكَثَ رَسُولُ   [1] سيرة ابن هشام 2/ 219. [2] هو موضع في المدينة عند قباء، وضبطه بعضهم بفتح العين والصاد، على ما في تاج العروس 3/ 375 وقيّده في الأصل بضم العين وسكون الصاد، وفي الحاشية: وقيل (العصبة) وضبطها بفتح الأول وسكون الثاني. (معجم ما استعجم 3/ 946) . [3] قال في مجمع الزوائد 9/ 300 عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم سمع سالما مولى أبي حذيفة يقرأ من الليل، فَقَالَ الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مثله. رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح. [4] لم أجده في صحيح مسلّم، وقد أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار 4/ 263- 264 باب مقدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه المدينة، ورواه في تفسير سورة سبّح اسم ربك الأعلى، وفي فضائل القرآن، باب تأليف القرآن، وأحمد في المسند 1/ 3، وابن أبي عاصم النبيل 53 رقم 91، والمقريزي في إمتاع الأسماع 1/ 34، والحاكم في المستدرك 3/ 634، وابن سعد في الطبقات 4/ 206، والذهبي في سير أعلام النبلاء 1/ 361. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْحَجِّ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمَ، وَصَفَرَ، وَإِنَّ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَمَكْرَهُمْ عَلَى أَنْ يَأْخُذُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِمَّا أَنْ يَقْتُلُوهُ أَوْ يَحْبِسُوهُ أَوْ يُخْرِجُوهُ، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ بِمَكْرِهِمْ فِي قَوْلِهِ: وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا 8: 30 [1] الْآيَةَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ تَحْتَ اللَّيْلِ قِبَلَ الْغَارِ بِثَوْرٍ، وَعَمَدَ عَلَيٌّ فَرَقَدَ عَلَى فِرَاشِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَارِي عَنْهُ الْعُيُونَ [2] . وَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَزَادَ: فَبَاتَتْ قُرَيْشٌ يَخْتَلِفُونَ وَيَأْتَمِرُونَ أَيُّهُمْ يَجْثِمُ عَلَى صَاحِبِ الْفِرَاشِ فَيُوثِقُهُ، إِلَى أَنْ أَصْبَحُوا، فَإِذَا هُمْ بِعَلِيٍّ، فَسَأَلُوهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ، فَعَلِمُوا عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ فَارًّا مِنْهُمْ، فَرَكِبُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ يَطْلُبُونَهُ [3] . وَكَذَا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : لَمَّا أَيْقَنَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُويِعَ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يَلْحَقُوا بِإِخْوَانِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ فَقَالُوا: الآن، فأجمعوا في أمر محمد فو الله لَكَأَنَّهُ قَدْ كَرَّ عَلَيْكُمْ بِالرِّجَالِ، فَأَثْبِتُوهُ أَوِ اقْتُلُوهُ أَوْ أَخْرِجُوهُ. فَاجْتَمَعُوا لَهُ فِي دَارِ النَّدْوَةِ لِيَقْتُلُوهُ. فَلَمَّا دَخَلُوا الدَّارَ اعْتَرَضَهُمُ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ جَمِيلٍ فِي بَتٍّ [5] لَهُ فَقَالَ: أَأَدْخُلُ؟ قَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، سَمِعَ بِالَّذِي اجْتَمَعْتُمْ لَهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَحْضُرَهُ مَعَكُمْ، فَعَسَى أَنْ لا يَعْدِمَكُمْ مِنْهُ نُصْحٌ وَرَأْيٌ، قَالُوا: أَجَلْ فَادْخُلْ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ كَانَ مِنَ الْأَمْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ، فَأَجْمِعُوا رأيا   [1] سورة الأنفال- الآية 30. [2] المغازي لعروة 129. [3] المغازي 129. [4] سيرة ابن هشام 2/ 221. [5] البتّ: بفتح الباء. هو الكساء الغليظ المربع، وقيل: الطيلسان من خزّ ونحوه، وقيل كساء من الصّوف. (هامش عيون الأثر 1/ 177) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 فِي هَذَا الرَّجُلِ، فَقَالَ قَائِلٌ: أَرَى أَنْ تَحْبِسُوهُ، فَقَالَ النَّجْدِيُّ: مَا هَذَا بِرَأْيٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ لَيَخْرُجَنَّ رَأْيُهُ وَحَدِيثُهُ إِلَى مَنْ وَرَاءِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَوْشَكَ أَنْ يَنْتَزِعُوهُ مِنْ أَيْدِيكُمْ، ثُمَّ يَغْلِبُوكُمْ عَلَى مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: بَلْ نُخْرِجُهُ فَنَنْفِيهِ، فَإِذَا غَيَّبَ عَنَّا وَجْهَهُ وَحَدِيثَهُ مَا نُبَالِي أَيْنَ وَقَعَ، قَالَ النَّجْدِيُّ: مَا هَذَا بِرَأْيٍ، أَمَا رَأَيْتُمْ حَلَاوَةَ مَنْطِقِهِ، وَحُسْنَ حَدِيثِهِ، وَغَلَبَتَهُ عَلَى مَنْ يَلْقَاهُ، وَلَئِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَيَدْخُلُ عَلَى قَبِيلَةٍ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَأَصْفَقَتْ [1] مَعَهُ عَلَى رَأْيِهِ، ثُمَّ سَارَ بِهِمْ إِلَيْكُمْ حَتَّى يَطَأَكُمْ بِهِمْ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: وَاللَّهِ إِنَّ لِي فِيهِ رَأْيًا، مَا أَرَاكُمْ وَقَعْتُمْ عَلَيْهِ، قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَأْخُذُوا مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ غُلَامًا جَلْدًا نَهْدًا نَسِيبًا وَسِيطًا، ثُمَّ تُعْطُوهُ شِفَارًا صَارِمَةً، فَيَضْرِبُوهُ ضَرْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمُوهُ تَفَرَّقَ دَمُهُ فِي الْقَبَائِلِ، فَلَمْ تَدْرِ عَبْدُ مناف بعد ذلك ما تصنع، ولم يقروا عَلَى حَرْبِ قَوْمِهِمْ، وَإِنَّمَا غَايَتُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ أن يأخذوا العقل فتدونه لهم، قتل النَّجْدِيُّ: للَّه دَرُّ هَذَا الْفَتَى، هَذَا الرَّأْيُ وَإِلَّا فَلَا شَيْءَ، فَتَفَرَّقُوا عَلَى ذَلِكَ وَاجْتَمَعُوا لَهُ، وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرُ وَأُمِرَ أَنْ لَا يَنَامَ عَلَى فِرَاشِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَبِتْ مَوْضِعَهُ، بَلْ بَيَّتَ عَلِيًّا فِي مَضْجَعِهِ. رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ [2] . ثنا ابن إسحاق [3] ، عن عبد الله بن أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. (ح) [4] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي الْكَلْبِيُّ عَنْ بَاذَامَ مولى أمّ   [1] أي اجتمعت. [2] سيرة ابن هشام 2/ 221- 222، تاريخ الطبري 2/ 371- 373، طبقات ابن سعد 1/ 227، نهاية الأرب 16/ 327- 328، عيون الأثر 1/ 178- 179. [3] سيرة ابن هشام 2/ 221. [4] رمز بمعنى تحويلة للسند. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 هَانِئٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ مَعْنَى الْحَدِيثِ، وَزَادَ فِيهِ: وَأَذِنَ اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ بِالْخُرُوجِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ (الْأَنْفَالَ) يَذْكُرُ نِعْمَتَهُ عَلَيْهِ وَبَلَاءَهُ عِنْدَهُ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ 8: 30 [1] الآية. سِيَاقُ خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا قَالَ عُقَيْلٌ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا وَيَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَفَيِ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا [2] ، فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسْلِمُونَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَرْكَ الْغِمَادِ [3] ، لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْقَارَةِ [4] ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الْأَرْضِ وَأَعْبُدَ رَبِّي، قَالَ: إِنَّ مِثْلَكَ لَا يَخْرُجُ وَلَا يُخْرَجُ، إِنَّكَ تَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ، وَأَنَا لَكَ جَارٍ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلَادِكَ، وَارْتَحَلَ ابْنُ الدَّغِنَةَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَطَافَ فِي أَشْرَافِ قُرَيْشٍ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يَخْرُجُ مِثْلُهُ وَلَا يُخْرَجُ، أَتُخْرِجُونَ رَجُلًا يَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ! فَأَنْفَذَتْ قُرَيْشٌ جِوَارَ ابْنِ الدَّغِنَةَ، وَقَالُوا لَهُ: مُرْ أَبَا بَكْرٍ يَعْبُدُ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، فَلْيُصَلِّ وَلْيَقْرَأْ مَا شَاءَ، وَلَا يُؤْذِينَا بِذَلِكَ وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِهِ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يفتن أبناءنا ونساءنا،   [1] سيرة ابن هشام 2/ 223. وكتب هنا في حاشية الأصل: «بلغت قراءة في الميعاد الثالث عشر، على مؤلّفه الحافظ أبي عبد الله الذهبي. كتبه عبد الرحمن البعلي» . [2] في الصحيح «عشيّة» . [3] في ضبطها خلاف (مشارق الأنوار للقاضي عياض) . [4] (القارة) بتخفيف الراء، قبيلة تحذق الرمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 فَقَالَ ذَلِكَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَلَبِثَ يَعْبُدُ رَبَّهُ وَلَا يَسْتَعْلِنُ بِالصَّلَاةِ وَلَا الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ دَارِهِ، ثُمَّ بَدَا لِأَبِي بَكْرٍ، فَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ وَبَرَزَ، فَيُصَلِّي فِيهِ وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَيَتَقَصَّفُ [1] عَلَيْهِ نِسَاءُ الْمُشْرِكِينَ وَأَبْنَاؤُهُمْ، يُعْجَبُونَ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لَا يَكَادُ يَمْلِكُ دَمْعَهُ حِينَ يَقْرَأُ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ أَشْرَافَ قُرَيْشٍ [2] فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ الدَّغِنَةَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّا كُنَّا أَجَرْنَا أَبَا بَكْرٍ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ، وَإِنَّهُ جَاوَزَ ذَلِكَ، وَابْتَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَارِهِ، وَأَعْلَنَ الصَّلَاةَ وَالْقِرَاءَةَ، وَإِنَّا قَدْ خَشِينَا أَنْ يَفْتِنَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا، فَأْتِهِ [3] فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى أَنْ يَعْبُدَ رَبَّهُ فِي دَارِهِ فَعَلَ، وَإِنْ أَبَى إِلَّا أَنْ يُعْلِنَ ذَلِكَ فَسَلْهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْكَ جِوَارَكَ، فَإِنَّا قَدْ كَرِهْنَا أَنْ نُخْفِرَكَ، وَلَسْنَا مُقِرِّينَ لِأَبِي بَكْرٍ الِاسْتِعْلَانَ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَأَتَى ابْنُ الدَّغِنَةَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّ إِلَيَّ [4] ذِمَّتِي، فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ. وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ: قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ. هُمَا الْحَرَّتَانِ [5] ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة.   [1] أي يزدحم، وهنا في (ع) اضطراب في النّص. وفي الصحيح «ينقذف» . [2] في الصحيح «قريش من المشركين» . [3] في صحيح الإمام البخاري (فانهه) ، وفي الأصل (فأته) وكذلك في (دلائل النبوّة للبيهقي) . [4] في المنتقى لابن الملا: (تردّ عليّ) وهو مخالف لما في الأصل وصحيح الإمام البخاري، والبيهقي. [5] الحرّة: الأرض ذات الحجارة السّود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا [1] فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي، قَالَ: هَلْ تَرْجُو بِأَبِي أَنْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَصْحَبَهُ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ [2] أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ. فَبَيْنَا [3] نَحْنُ جلوس في بيتنا في نحر الظَّهِيرَةِ، قِيلَ لِأَبِي بِكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ مُقْبِلًا مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هذه السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ، قَالَتْ: فَجَاءَ وَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: اخْرُجْ فَقَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ، قَالَ: فَخُذْ مِنِّي إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ قَالَ: بِالثَّمَنِ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْتُهُمَا [4] أَحَثَّ الْجِهَازِ [5] ، فَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ، فَبِذَلِكَ كَانَتْ تُسَمَّى «ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ» [6] ، ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ (ثَوْرُ) ، فَمَكَثَا [7] فِيهِ ثَلاثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ لَقِنٌ ثَقِفٌ، فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ، فَيُصْبِحُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يَكِيدُونَ [8] بِهِ إِلَّا وَعَاهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلامُ، وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مولى أبي بكر منحة، ويريح   [1] في الصحيح «قبل المدينة» . [2] في الصحيح «وهو الخبط» . [3] في الصحيح: «قال ابن شهاب، قال عروة، قالت عائشة فبينما نحن» . [4] في ع: (فجهزناهما) ، وكذلك في صحيح البخاري. [5] من الحثّ وهو الاسراع، (حاشية السندي على صحيح البخاري) . [6] في صحيح البخاري (ذات النطاق) . [7] في صحيح البخاري (فكمنا) . [8] في الجامع الصحيح (يكتادان) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ الْعِشَاءِ فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلِ [1] مِنْحَتِهِمَا [2] حَتَّى يَنْعِقَ بِهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ، يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِي الثَّلاثِ، وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلا مِنْ بني الدّئل هاديا خرّيتا [3] ، قد غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُوَ عَلَى جَاهِلِيَّتِهِ، فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ، فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ ثَلَاثٍ، فَارْتَحَلَا، وَانْطَلَقَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ الدِّئْلِيُّ، فَأَخَذَ بِهِمَا فِي طَرِيقِ السَّاحِلِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَلَيْلَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَيَوْمٌ خَيْرٌ مِنْ عُمَرَ، خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَارِبًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ لَيْلًا، فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَجَعَلَ يَمْشِي مَرَّةً أَمَامَهُ، وَمَرَّةً خَلْفَهُ يَحْرُسُهُ، فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَتَهُ حَتَّى حَفِيَتْ رِجْلَاهُ، فَلَمَّا رَآهُمَا أَبُو بَكْرٍ حَمَلَهُ عَلَى كَاهِلِهِ، حَتَّى أَتَى بِهِ فَمَ الْغَارِ، وَكَانَ فِيهِ خَرْقٌ فِيهِ حَيَّاتٌ، فَخَشِيَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهُنَّ شَيْءٌ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَلْقَمَهُ قَدَمَهُ، فَجَعَلْنَ يَضْرِبْنَهُ وَيَلْسَعْنَهُ- الْحَيَّاتُ وَالْأَفَاعِي- وَدُمُوعُهُ تَتَحَدَّرُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنا 9: 40 [5] ، وَأَمَّا يَوْمُهُ، فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ قُلْتُ: يَا خليفة رسول الله تَأَلَّفِ النَّاسَ وَارْفُقْ بِهِمْ، فَقَالَ: جَبَّارٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خَوَّارٌ فِي الْإِسْلَامِ، بِمَ أَتَأَلَّفُهُمْ أَبِشِعْرٍ مُفْتَعَلٍ أَمْ بِقَوْلٍ مُفْتَرًى! وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَهُوَ مُنْكَرٌ، سَكَتَ عَنْهُ الْبَيْهَقِيُّ، وَسَاقَهُ مِنْ حَدِيثِ يحيى [6] بن أبي   [1] الرسل هنا: اللبن. كما في الصحيح البخاري. [2] في الصحيح «ورضيفهما» . [3] الخرّيت: الماهر بالهداية، على ما في مشارق الأنوار للقاضي عياض وصحيح البخاري. [4] صحيح البخاري في مناقب الأنصار 4/ 254- 256 باب هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 111- 112. [5] سورة التوبة- الآية 40. [6] في نسخة دار الكتب (نجى) والصواب هنا (يحيى) وهناك (نجى) غير هذا، انظر (ميزان الاعتدال 2/ 545) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 طَالِبٍ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنِي فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونَ، عَنْ ضَبَّةَ بْنِ مُحَصَّنٍ، عَنْ عُمَرَ. وَآفَتُهُ مِنْ هَذَا الرَّاسِبِيِّ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِثِقَةٍ، مَعَ كَوْنِهِ مَجْهُولًا، ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ فَغَمَزَهُ [1] . وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الْغَارِ، فَأَصَابَ يَدَهُ حَجَرٌ فَقَالَ: إِنْ أَنْتِ إِلَّا إِصْبَعٌ دَمِيتِ ... وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ الْأَسْوَدُ: هُوَ ابْنُ قَيْسٍ، سَمِعَ مِنْ جندب البجليّ، واحتجّا به في الصّحيحين [2] . وقال هَمَّامٌ: ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى تَحْتِ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة أَنَّهُمْ رَكِبُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ يَطْلُبُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَعَثُوا إِلَى أَهْلِ المياه يأمرونهم به، ويجعلون لهم الجعل   [1] انظر تاريخ بغداد 10/ 255- 256 رقم 5371، وميزان الاعتدال 2/ 545- 546 رقم 4804، والمغني في الضعفاء 2/ 375 رقم 3518، ولسان الميزان 3/ 402- 403 رقم 1588. [2] انظر الحديث في صحيح مسلّم (1796) كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أذى المشركين والمنافقين. [3] أخرجه البخاري في تفسير سورة براءة 5/ 204 باب قوله ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ناصرنا، ومسلّم (2381) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، والترمذي (3095) في التفسير، باب ومن سورة التوبة، وأحمد 1/ 4، وخيثمة الأطرابلسي في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه (بتحقيقنا) ص 136، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 112، سيرة ابن كثير 2/ 242- 243، نهاية الأرب 16/ 332. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 الْعَظِيمَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَجَازَ بِهِمَا الدَّلِيلُ أَسْفَلَ مَكَّةَ، ثُمَّ مَضَى بِهِمَا حَتَّى جَاءَ بِهِمَا السَّاحِلَ أَسْفَلَ مِنْ عُسْفَانَ ثُمَّ سَلَكَ فِي أَمَجٍ، ثُمَّ أَجَازَ بِهِمَا حَتَّى عَارَضَ الطَّرِيقَ بَعْدَ أَنْ أَجَازَ قُدَيْدًا، ثُمَّ سَلَكَ فِي الْخَرَّارِ، ثُمَّ أَجَازَ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمَرَةِ [1] ، ثُمَّ سَلَكَ مَدْلَجَةَ لَقْفٍ [2] ، ثُمَّ اسْتَبْطَنَ مَدْلَجَةَ مَجَاحٍ [3] ، ثُمَّ بَطْنَ مَرْجَحٍ ذِي الْعَصَوَيْنِ، ثُمَّ أَجَازَ الْقَاحَةَ، ثُمَّ هَبَطَ الْعَرَجَ، ثُمَّ أَجَازَ فِي ثَنِيَّةِ الْغَائِرِ عَنْ يَمِينِ رَكُوبَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ بَطْنَ رِيمٍ [4] ثُمَّ قَدِمَ قُبَاءَ مِنْ قِبَلِ الْعَالِيَةِ [5] . وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا عَوْنُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ الْمَكِّيَّ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَسَمِعْتُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْغَارِ أَمَرَ اللَّهُ بِشَجَرَةٍ فَنَبَتَتْ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَتَرَتْهُ، وَأَمَرَ اللَّهُ الْعَنْكَبُوتَ فَنَسَجَتْ فَسَتَرَتْهُ، وَأَمَرَ اللَّهُ حَمَامَتَيْنِ وَحْشِيَّتَيْنِ فَوَقَعَتَا بِفَمِ الْغَارِ، وَأَقْبَلَ فِتْيَانُ قُرَيْشٍ بِعِصِيِّهِمْ وَسُيُوفِهِمْ، فَجَاءَ رَجُلٌ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَاقِينَ فَقَالَ: رَأَيْتُ حَمَامَتَيْنِ بِفَمِ الْغَارِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ [6] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر دِرْهَمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى رَحْلِي، فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ: لَا حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْتُمَا، وَالْمُشْرِكُونَ يطلبونكما.   [1] قال السهيليّ في الروض الأنف: كذا وجدته مخفّف الراء مقيّدا. [2] في الأصل «ثم سلك نقعا مدلجة ثقيف» ، والتصحيح عن نسخة القدسي 222 نقلا عن مقالة لحمد الجاسر. [3] في الأصل «مدلجة محاج» ، والتصحيح من نسخة القدسي. وفي طبقات ابن سعد «مجاج» . [4] في طبقات ابن سعد «بطن ريغ» . [5] انظر: طبقات ابن سعد 1/ 232- 233، والمغازي لعروة 130، ودلائل النبوّة للبيهقي 2/ 211- 212. [6] دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 111، نهاية الأرب للنويري 16/ 332، سيرة ابن كثير 2/ 241. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 قَالَ: أَدْلَجْنَا مِنْ مَكَّةَ لَيْلًا، فَأَحْيَيْنَا [1] لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا، وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ نَأْوِي إِلَيْهِ، فَإِذَا صَخْرَةٌ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلٍّ لَهَا فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْوَةً، ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْفُضُ [2] مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا، فإذا براعي يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ، يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أُرِيدُ، يَعْنِي الظِّلَّ، فَسَأَلْتُهُ: لِمَنْ أَنْتَ [3] ؟ فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرْتُهُ، فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ التُّرَابِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ هَكَذَا، فَضَرَبَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً [4] مِنْ لَبَنٍ، وَقَدْ رَوَّأْتُ مَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً [5] ، عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ، قَالَ: فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رسول الله، قال: لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنا 9: 40 [6] ، فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنَّا، وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَيْدُ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ قُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قد لحقنا [7] يا رسول الله وَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ   [1] في رواية (فأحثثنا) كما في صحيح البخاري. [2] في المنتقى لابن الملّا: (انظر ما حولي) ، وفي صحيح البخاري: (فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل) . [3] في المنتقى لابن الملا: (لمن الغنم) . [4] بكاف مضمومة، يعني قليلا. [5] في الصحيح (إداوة من ماء) . [6] سورة التوبة- الآية 40. [7] إلى هنا تنتهي رواية البخاري في مناقب الأنصار 4/ 262 باب هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَبْكِي عَلَيْكَ، فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهمّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ» ، فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا، فَوَثَبَ عَنْهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ ينجيني ممّا أنا فيه، فو الله لَأَعْمِيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ بِإِبِلِي وَغَنَمِي بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ، فَدَعَا لَهُ، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا. أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ. وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عبد الله بن رجاء، عنه [1] . وَقَالَ عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ يَقُولُ: جَاءَنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي قَتْلِهِ أَوْ أسْرِهِ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ، إِذْ [2] . أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوَدَةً [3] بِالسَّاحِلِ، أَرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ [4] رَأَيْتَ فُلَانًا وَفُلَانًا، انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا [5] ، ثُمَّ قَلَّمَا لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ حَتَّى قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي، فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي فَتُهْبِطَهَا مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، فَأَخَذْتُ رُمْحِي وخرجت من ظهر البيت،   [1] انظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 113، وانظر بعضه في صحيح البخاري 4/ 259 باب هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم ... ونهاية الأرب 16/ 334. [2] (إذ) ساقطة من الأصل، فاستدركتها من صحيح البخاري، ومن المنتقى لابن الملّا. [3] جمع سواد، وهو الشخص لأنّه يرى من بعيد أسود. (تاج العروس) . [4] في الأصل (ولكن) وكذلك في (المنتقى) ، وفي صحيح البخاري و (ع) : «ولكنك» . [5] في (ع) والأصل (باغين) بدل (بأعيننا) المذكورة في الصحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 فَخَطَطْتُ بِزُجَّهِ الْأَرْضَ، وَخَفَضْتُ عَالِيَةَ الرُّمْحِ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا، فَرَفَعْتُهَا تَقْرُبُ بِي [1] ، حَتَّى إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُمْ عَثَرَتْ بِي فَرَسِي فَخَرَرْتُ، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى كِنَانَتِي، وَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضُرُّهُمْ أَوْ لَا أَضُرُّهُمْ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ: لَا أَضُرُّهُمْ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ، فَرَفَعْتُهَا تَقْرُبُ بِي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ التَّلَفُّتَ، سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ، حَتَّى بَلَغَتَا [2] الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجْ يَدَاهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا غُبَارٌ [3] سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ «لَا أَضُرُّهُمْ» ، فَنَادَيْتُهُمَا بِالْأَمَانِ، فَوَقَفَا لِي وَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمَا، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمَا، أَنَّهُ سَيَظْهَرُ أَمْرُ [4] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكُمَا الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمَا أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَآنِي شَيْئًا، وَلَمْ يَسْأَلَانِي [5] ، إِلَّا أَنْ قَالَ: أَخْفِ عَنَّا، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ مُوَادَعَةٍ آمَنُ بِهِ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ، فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ [6] ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [7] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: نا ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيُّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَخَاهُ سراقة بن جعشم أخبره،   [1] في هامش الأصل: التقريب ضرب من العدو. [2] في الأصل و (ع) : بلغت. وفي الصحيح (بلغتا) . [3] في الرواية المشهورة (عثان) وهو الغبار. انظر صحيح البخاري. [4] (أمر) غير موجودة في الأصل وغيره، فاستدركتها من صحيح البخاري، وفي الأصل ألفاظ تغاير ما ورد في الصحيح. [5] في الأصل (فلم يرزؤوني شيئا ولم يسألني) والّذي أثبتّه من نسخة الدار وصحيح البخاري. [6] بفتح الدال: جلد مدبوغ. وفي صحيح البخاري «أديم» . [7] صحيح البخاري 4/ 256- 257 في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، ورواه أحمد في المسند 4/ 175- 176، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 114 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ، وَزَادَ فِيهِ: وَأَخْرَجْتُ سِلَاحِي ثُمَّ لَبِسْتُ لَامَتِي، وَفِيهِ: فَكَتَبَ لِي أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ أَلْقَاهُ إِلَيَّ فَرَجَعْتُ فَسَكَتُّ، فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا مِمَّا كَانَ، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ مَكَّةَ، وَفَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ خَرَجْتُ لِأَلْقَاهُ وَمَعِي الْكِتَابُ، فَدَخَلْتُ بَيْنَ كَتِيبَةٍ مِنْ كَتَائِبِ الْأَنْصَارِ، فَطَفِقُوا يَقْرَعُونَنِي بِالرِّمَاحِ وَيَقُولُونَ: إِلَيْكَ إِلَيْكَ، حَتَّى دَنَوْتُ من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ فِي غرزة كأنّها جمارة [1] ، فرفعت يَدِي بِالْكِتَابِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا كِتَابُكَ، فَقَالَ: «يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ إِذَنْ» ، قَالَ: فَأَسْلَمْتُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ شَيْئًا أَسْأَلُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: سَأَلَهُ عَنِ الضَّالَّةِ وَشَيْءٍ آخَرَ، قَالَ: فَانْصَرَفْتُ وَسُقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَدَقَتِي [2] . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بَكْرٍ، أَتَى نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ، فَوَقَفُوا عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِمْ فَقَالُوا: أَيْنَ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي وَاللَّهِ أَيْنَ أَبِي، فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ- وَكَانَ فَاحِشًا خَبِيثًا- فَلَطَمَنِي عَلَى خَدِّي لَطْمَةً طُرِحَ مِنْهَا قُرْطِي [3] . وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ كُلَّهُ مَعَهُ، خَمْسَةُ آلَافٍ أَوْ سِتَّةُ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَانْطَلَقَ بِهِ مَعَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ- وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ- فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ، قَالَتْ: كَلَّا يَا أَبَتِ، قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا، قَالَتْ: فَأَخَذْتُ أَحْجَارًا فَوَضَعْتُهَا فِي كُوَّةٍ مِنَ الْبَيْتِ كَانَ أَبِي يَضَعُ فِيهَا مَالَهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا، ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقَالَتْ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى هذا المال،   [ (- 115،) ] والديار بكري في تاريخ الخميس 1/ 374- 375. [1] الجمارة: قلب النخلة، شبّه ساقه بها لبياضها، (النهاية) . [2] دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 115، نهاية الأرب 16/ 336 وانظر: سيرة ابن هشام 2/ 226. [3] سيرة ابن هشام 2/ 225. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: لَا بَأْسَ إِذَا كَانَ قَدْ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَنَ، فِي هَذَا بَلَاغٌ لَكُمْ، قَالَتْ: وَلَا وَاللَّهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُسَكِّنَ الشَّيْخَ [1] . وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا، جَعَلَتْ قُرَيْشٌ فِيهِ مِائَةَ نَاقَةٍ لِمَنْ رَدَّهُ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَّا فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَكْبًا ثَلَاثَةً مَرُّوا عَلَيَّ آنِفًا، إِنِّي لَأَرَاهُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِ، يَعْنِي أَنِ اسْكُتْ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّمَا هُمْ بَنُو فُلَانٍ يَبْتَغُونَ ضَالَّةً لَهُمْ، قَالَ: لَعَلَّهُ، قَالَ: فَمَكَثْتُ قَلِيلًا، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي، فَذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ [2] . قَالَ: وَحُدِّثْتُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ مَا نَدْرِي أَيْنَ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ يَتَغَنَّى بِأَبْيَاتٍ مِنْ شِعْرِ غِنَاءِ الْعَرَبِ، وَإِنَّ النَّاسَ لَيَتْبَعُونَهُ، وَيَسْمَعُونَ صَوْتَهُ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ، وَهُوَ يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه ... رَفِيقَيْنِ حَلَّا [3] خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ [4] هُمَا نَزَلَا بِالْبِرِّ ثُمَّ تَرَوَّحَا [5] ... فَأَفْلَحَ [6] مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا للمؤمنين بمرصد   [1] سيرة ابن هشام 2/ 225. [2] سيرة ابن هشام 2/ 225- 226. [3] في الرواية التي أوردها المؤلّف في باب الشمائل النبويّة (قالا) بدل (حلا) وكذلك في الدرر في المغازي والسير للحافظ ابن عبد البرّ) وفيه ألفاظ تخالف ما هنا. [4] هي عاتكة بنت خالد الخزاعية. [5] هكذا في الأصل والسيرة، وفي طبقات ابن سعد، ونهاية الأرب «وارتحلا به» . [6] في الطبقات «فقد فاز» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 قَالَتْ: فَعَرَفْنَا حَيْثُ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّ وَجْهَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ [1] . قُلْتُ: قَدْ سُقْتُ خَبَرَ أُمِّ مَعْبَدٍ بِطُولِهِ فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة، فانتهينا إلى حي من أحياء العرب، فنظر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتٍ مُنْتَحِيًا، فَقَصَدَ إِلَيْهِ فَلَمَّا نَزَلْنَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلَّا امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَيِ اللَّهِ إِنَّمَا أَنَا امْرَأَةٌ وليس مَعِي أَحَدٌ، فَعَلَيْكُمَا بِعَظِيمِ الْحَيِّ إِنْ أَرَدْتُمُ الْقِرَى، قَالَ: فَلَمْ يُجِبْهَا، وَذَلِكَ عِنْدَ الْمَسَاءِ، فَجَاءَ ابْنٌ لَهَا بِأَعْنُزٍ لَهُ يَسُوقُهَا، فَقَالَتْ له: يا بنيّ انطلق بهذه العنز والسّفرة إِلَيْهِمَا فَقُلْ: اذْبَحَا هَذِهِ وَكُلَا وَأَطْعِمَانَا، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْطَلِقْ، بِالشَّفْرَةِ وَجِئْنِي بِالْقَدَحِ» ، قَالَ: إِنَّهَا قَدْ عَزَبَتْ وَلَيْسَ لَهَا لَبَنٌ، قَالَ: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِقَدَحٍ، فَمَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرْعَهَا، ثُمَّ حَلَبَ حَتَّى مَلَأَ الْقَدَحَ، ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ، فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوِيَتْ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ فَقَالَ: انْطَلِقْ بِهَذِهِ وَجِئْنِي بِأُخْرَى، فَفَعَلَ بِهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ سَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ بِأُخْرَى، فَفَعَلَ بِهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ شَرِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَبِتْنَا لَيْلَتَنَا ثُمَّ انْطَلَقْنَا، فَكَانَتْ تُسَمِّيهِ «الْمُبَارَكَ» ، وَكَثُرَ غَنَمُهَا حَتَّى جَلَبَتْ جَلْبًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَرَآهُ ابْنُهَا فَعَرَفَهُ فَقَالَ: يَا أُمَّهُ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْمُبَارَكِ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ اللَّهِ مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مَعَكَ؟ قَالَ: وَمَا تَدْرِينَ مَنْ هُوَ! قَالَتْ: لَا، قَالَ: هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَدْخِلْنِي عَلَيْهِ، فَأَدْخَلَهَا عَلَيْهِ فَأَطْعَمَهَا وأعطاها [2] .   [1] سيرة ابن هشام 2/ 225، الطبقات لابن سعد 1/ 229، تاريخ الطبري 2/ 380، دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 118، نهاية الأرب 16/ 337، عيون الأثر 1/ 189. [2] دلائل النبوّة للبيهقي، سيرة ابن كثير 2/ 258- 259. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى عَنْ يَحْيَى، وَإِسْنَادُهُ نَظِيفٌ لَكِنْ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ: نا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَفَاءَلُ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ قَدْ جَعَلَتْ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ لِمَنْ يَرُدُّهُ عَلَيْهِمْ، فَرَكِبَ بُرَيْدَةُ فِي سَبْعِينَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، فَلَقِيَ نَبِيَّ اللَّهِ لَيْلًا فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: بُرَيْدَةُ، فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: بَرَدَ أَمْرُنَا وَصَلُحَ، ثُمَّ قَالَ: وَمِمَّنْ؟ قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ، قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: سَلِمْنَا، ثُمَّ قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي سَهْمٍ، قَالَ: خَرَجَ سَهْمُكَ. فَأَسْلَمَ بُرَيْدَةُ وَالَّذِينَ معه جميعا، فلمّا أصبحوا قال بريدة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَدْخُلِ الْمَدِينَةَ إِلَّا وَمَعَكَ لِوَاءٌ، فَحَلَّ عِمَامَتَهُ ثُمَّ شَدَّهَا فِي رُمْحٍ، ثُمَّ مَشَى بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَنْزِلُ عَلَيَّ، قَالَ: إِنَّ نَاقَتِي مَأْمُورَةٌ. فَسَارَ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى بَابِ أَبِي أَيُّوبَ فَبَرَكَتْ. قُلْتُ: أَوْسٌ مَتْرُوكٌ [1] . وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، ثنا أَبِي، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مُسْتَخْفِيَيْنِ مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا فَاسْتَسْقَيَاهُ اللَّبَنَ، فَقَالَ: مَا عِنْدِي شاة تحلب، غير أنّ ها هنا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَّلَ الشَّاءِ، وَقَدْ أَخْدَجَتْ وَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ، فَقَالَ: ادْعُ بِهَا، فَدَعَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَدَعَا حَتَّى أَنْزَلَتْ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِمَجْنٍ فَحَلَبَ فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ حلب فسقى الرّاعي، ثم حلب   [1] قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير 2/ 17 رقم 1542: «فيه نظر» ، وقال الدارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين 67 رقم 121 «متروك» ، وقال ابن عديّ في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 401- 402 «في بعض أحاديثه مناكير» ، وانظر عنه: الجرح والتعديل 2/ 305- 306 رقم 1140، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 124 رقم 149، المغني في الضعفاء 1/ 94 رقم 792، ميزان الاعتدال 1/ 278 رقم 1046، لسان الميزان 1/ 470 وفيه: قال الساجي: مُنْكَر الحديث. وذكره ابنُ حِبّان فِي الثَّقات وقَالَ: كان مِمَّنْ يخطئ. فأما المناكير في روايته فإنما هي من أخيه سهل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 فشرب، فقال الرّاعي: باللَّه من أنت، فو الله مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ؟ قَالَ: «أَتَكْتُمُ عَلَيَّ حَتَّى أُخْبِرَكَ» ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّهُ صَابِئٌ، قَالَ: «إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ» ، قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ لَا يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَ إِلَّا نَبِيٌّ، وَأَنَا مُتَّبِعُكَ، قَالَ: «إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ ذَلِكَ يَوْمَكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ أَنِّي قَدْ ظَهَرْتُ فَائْتِنَا» . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ [1] بْنِ سَاعِدَةَ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالُوا: لَمَّا بَلَغَنَا مَخْرَجُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَكَّةَ، كُنَّا نَخْرُجُ كُلَّ غَدَاةٍ فَنَجْلِسُ لَهُ بِظَاهِرِ الْحَرَّةِ، نَلْجَأُ إِلَى ظِلُّ الْجُدُرِ حَتَّى تَغْلِبَنَا عَلَيْهِ الشَّمْسُ، ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى رِحَالِنَا، حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي جَاءَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَلَسْنَا كَمَا كُنَّا نَجْلِسُ، حَتَّى إِذَا رَجَعْنَا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَآهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ، فَنَادَى: يَا بُنَيَّ قَيْلَةُ هَذَا جَدُّكُمْ قَدْ جَاءَ، فَخَرَجْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَنَاخَ إِلَى ظِلٍّ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَاللَّهِ مَا نَدْرِي أَيُّهُمَا أَسَنُّ، هُمَا فِي سِنٍّ وَاحِدَةٍ، حَتَّى رَأَيْنَا أَبَا بَكْرٍ يَنْحَازُ لَهُ عَنِ الظِّلِّ، فَعَرَفْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، وَقَدْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَامَ فَأَظَلَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِدَائِهِ، فَعَرَفْنَاهُ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ: حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ، يَعْنِي الْمَدِينَةَ، وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ [3] غَيْرَ أَبِي بكر، فغلّفها بالحنّاء والكتم. أخرجه   [1] في سيرة ابن هشام «عويمر» . [2] سيرة ابن هشام 2/ 236- 237. [3] الأشمط: هو الّذي خالط شعره الأسود بياض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 الْبُخَارِيُّ [1] ، مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرَ. وَقَالَ شُعْبَةُ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الصَّحَابَةِ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَكَانَا يُقْرِئَانِ الْقُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ، وَبِلَالٌ، وَسَعْدٌ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ فَرَحَهُمْ بِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ الْوَلَائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَسْعَوْنَ فِي الطُّرُقِ يَقُولُونَ: (جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ) ، فَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَتَّى تَعَلَّمْتُ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 87: 1 [2] في مثلها من المفصّل. خ [3] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، فِي حَدِيثِ الرَّحْلِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا، فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بذلك، وقدم النّاس حين قدمنا المدينة، في الطَّرِيقِ وَعَلَى الْبُيُوتِ، وَالْغِلْمَانُ وَالْخَدَمُ يَقُولُونَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أكبر جاء محمد، الله أَكْبَرُ جَاءَ مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ فَنَزَلَ حَيْثُ أَمَرَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: ثنا سُلَيْمَانُ- هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ- عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: إِنِّي لَأَسْعَى فِي الغلمان يقولون: (جاء محمد) ، وأسعى ولا   [1] صحيح البخاري 4/ 262 في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة. [2] أول سورة الأعلى. [3] صحيح البخاري 4/ 262، في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، وانظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 113- 114. [4] أخرجه مسلّم (2009) في الزهد والرقائق، باب في حديث الهجرة، ويقال له: حديث الرحل، وأحمد في المسند 1/ 2. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 أَرَى شَيْئًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: (جَاءَ مُحَمَّدٌ) ، فَأَسْعَى، حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ فَكَمِنَّا فِي بَعْضِ جُدُرِ المدينة، ثمّ بعثنا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ لِيُؤْذِنَ بِهِمَا الْأَنْصَارَ قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُمَا زُهَاءَ خُمْسُمِائَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا، فَقَالُوا: انْطَلِقَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، حَتَّى إِنَّ الْعَوَاتِقَ لَفَوْقَ الْبُيُوتِ يَتَرَاءَيْنَهُ يَقُلْنَ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ قَالَ: فَمَا رَأَيْنَا مَنْظَرًا شَبِيهًا بِهِ يَوْمَئِذٍ. صَحِيحٌ [1] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقِّرِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ فِي رَكْبِ تُجَّارٍ بِالشَّامِ، فَقَفَلُوا إِلَى مَكَّةَ، فَعَارَضُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ بِثِيَابِ بَيَاضٍ، وَسَمِعَ الْمُسْلِمُونَ بِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الْحَرَّةِ فَيَنْتَظِرُونَهُ، حتى يردّهم نحر الظّهيرة [2] ، فانقلبوا يوما بعد ما أَطَالُوا انْتِظَارَهُ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ، أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ أَطْمًا [3] مِنْ آطَامِهِمْ لِشَأْنِهِ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ب «أصحابه مُبَيَّضِينَ [4] يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ هَذَا جَدُّكُمُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ، فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى السَّلَامِ، فَلَقُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ الْيَمِينِ، حَتَّى نَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ يُذَكِّرُ النَّاسَ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامِتًا، فَطَفِقَ مَنْ جَاءَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْسَبُهُ أَبَا بَكْرٍ، حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ أَبُو بكر حتى ظلّل عليه بردائه،   [1] رواه الإمام أحمد في مسندة كما في سيرة ابن كثير 2/ 268- 269، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 114. [2] هو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع، كأنّها وصلت إلى النحر. [3] الأطم: الحصن. [4] أي عليهم الثياب البيض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 فَعَرَفُوا رَسُولَ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَبِثَ فِي بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة. وَأَسَّسَ الْمَسْجِدَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، فَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَسَارَ، فَمَشَى مَعَهُ النَّاسُ، حَتَّى بَرَكَتْ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ مَسْجِدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَ مِرْبَدًا [1] لِلتَّمْرِ لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ، غُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ أَخَوَيْنِ فِي حِجْرِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، فَقَالَ حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ: «هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْمَنْزِلُ» . ثُمَّ دَعَا الْغُلَامَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا الْمِرْبَدَ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالَا: بَلْ نَهَبُهُ لَكَ، فَأَبَى حَتَّى ابْتَاعَهُ وَبَنَاهُ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ وَغَيْرُهُ: ثنا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى مَلإِ بَنِي النَّجَّارِ، فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَهُمْ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بَكْرٍ رِدْفَهُ، وَمَلأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ عثمان بن عطاء الخراساني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ مَرَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَهُوَ جَالِسٌ   [1] المربد: هو الموضع الّذي يجعل فيه التمر ليجفّ. [2] أخرجه البخاري في مناقب الأنصار 4/ 257- 258 باب هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، وفي المساجد، باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس، وفي البيوع، باب إذا اشترى متاعا أو دابّة فوضعه عند البائع أو مات قبل أن يقبض، وفي الإجازة، باب استئجار المشركين عند الضرورة أو إذا لم يوجد أهل الإسلام، وباب إذا استأجر أجيرا ليعمل له بعد ثلاثة أيام أو بعد شهر أو بعد سنة جاز. (وانظر جامع الأصول 11/ 592 بالحاشية) ، نهاية الأرب 16/ 344، تاريخ الطبري 2/ 381 طبقات ابن سعد 1/ 239 وتاريخ خليفة 55. [3] أخرجه البخاريّ 4/ 266 في مناقب الأنصار، باب مقدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه المدينة، وابن سعد في الطبقات 1/ 235. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْتَظِرُ أَنْ يَدْعُوَهُ إِلَى الْمَنْزِلِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ (أَهْلِ الْمَدِينَةِ) فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: انْظُرِ الَّذِينَ دَعَوْكَ فَأْتِهِمْ، فَعَمَدَ إِلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ، وَاتَّخَذَ مَكَانَهُ مَسْجِدًا فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، ثُمَّ بَنَاهُ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَهُوَ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى وَالرِّضْوَانِ [1] . ثُمَّ إِنَّهُ رَكِبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَمَرَّ عَلَى بَنِي سَالِمٍ، فَجَمَعَ فِيهِمْ، وَكَانَتْ أَوَّلَ جُمُعَةٍ صَلَّاهَا حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَاسْتَقْبَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَلَمَّا أَبْصَرَتْهُ الْيَهُودُ صَلَّى إِلَى [2] قِبْلَتِهِمْ طَمِعُوا فِيهِ لِلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ، ثُمَّ ارْتَحَلَ فَاجْتَمَعَتْ لَهُ الْأَنْصَارُ يُعَظِّمُونَ دِينَ اللَّهِ بِذَلِكَ، يَمْشُونَ حَوْلَ نَاقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يَزَالُ أَحَدُهُمْ يُنَازِعُ صَاحِبَهُ زِمَامَ النَّاقَةِ، فَقَالَ: خَلُّوا سَبِيلَ النَّاقَةِ، فَإِنَّمَا أَنْزِلُ حَيْثُ أَنْزَلَنِي اللَّهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَارِ أَبِي أَيُّوبَ فِي بَنِي غَنْمٍ، فَبَرَكَتْ عَلَى الْبَابِ، فَنَزَلَ، ثُمَّ دَخَلَ دَارَ أَبِي أَيُّوبَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ حَتَّى ابْتَنَى مَسْجِدَهُ وَمَسْكَنَهُ فِي بَنِي غَنْمٍ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ مَوْضِعًا لِلتَّمْرِ لِابْنَيْ أَخِي أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْطَى ابْنَيْ أَخِيهِ مَكَانَهُ نَخْلا لَهُ فِي بَنِي بَيَاضَةَ، فَقَالُوا: نُعْطِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَأْخُذُ لَهُ ثَمَنًا، وَبَنَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَمْزَةَ وَلِعَلِيٍّ وَلِجَعْفَرَ، وَهُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَجَعَلَ مَسْكَنَهُمْ فِي مَسْكَنِهِ، وَجَعَلَ أَبْوَابَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ بَابِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لَهُ، فَصَرَفَ بَابَ حَمْزَةَ وَجَعْفَرَ. كَذَا قَالَ: وَهُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَإِنَّمَا كَانَ عَلِيٌّ بِمَكَّةَ. رَوَاهُ ابْنُ عَائِذٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْهُ [3] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: لَمَّا دَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَقَدِمَ   [1] انظر: تاريخ الطبري 2/ 382- 383. [2] (إلى) ساقطة من الأصل فاستدركتها من (ع) والمنتقى لابن الملا ودلائل النبوّة للبيهقي. [3] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 228. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنَ الشَّامِ، خَرَجَ طَلْحَةُ عَامِدًا إِلَى مَكَّةَ، لَمَّا ذُكِرَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، خَرَجَ إِمَّا مُتَلَقِّيًا لَهُمَا، وَإِمَّا عَامِدًا عَمْدَهُ بِمَكَّةَ، وَمَعَهُ ثِيَابٌ أَهْدَاهَا لِأَبِي بَكْرٍ مِنْ ثِيَابِ الشَّامِ، فَلَمَّا لَقِيَهُ أَعْطَاهُ الثِّيَابَ، فَلَبِسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مِنْهَا [1] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ يوم الإثنين، لاثنتي عشرة ليلةً خَلَت من ربيع الأوّل، فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: الْمَعْرُوفُ أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ لِلَيْلَتَيْنِ مَضَتَا مِنْهُ. رَوَاهُ يُونُسُ وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمٍ، أَخْبَرَنِي بَعْضُ قَوْمِي قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةٍ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَأَقَامَ بِقُبَاءَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَخَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءَ. وَبَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَبِثَ فِيهِمْ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُو ابْنُ ثلاث وستّين. متّفق عليه [4] .   [1] تقدّم أنّ الزبير كسا النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْر، وفي (إرشاد الساري) : كلّ من الزبير وطلحة كساهما. [2] انظر تاريخ الطبري 2/ 365- 366، وتاريخ خليفة 55. [3] انظر تاريخ خليفة 55. [4] أخرجه البخاري 4/ 253 في مناقب الأنصار، باب هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَجُوزٍ لَهُمْ، قَالَتْ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْتَلِفُ إِلَى صِرْمَةِ أَبِي [1] قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ يَرْوِي هَذِهِ الْأَبْيَاتَ: ثَوَى فِي قُرَيْشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حِجَّةً ... يُذَكِّرُ لَوْ أَلْفَى [2] صَدِيقًا مُوَاتِيَا وَيَعْرِضُ فِي أَهْلِ الْمَوَاسِمِ نَفْسَهُ ... فَلَمْ يَرَ مَنْ يُؤْوِي وَلَمْ يَرَ دَاعِيَا فَلَمَّا أَتَانَا وَاطْمَأَنَّتْ بِهِ النَّوَى [3] ... وَأَصْبَحَ مَسْرُورًا بِطِيبَةَ رَاضِيَا وَأَصْبَحَ مَا يَخْشَى ظَلَامَةَ ظَالِمٍ ... بَعِيدٍ وَلَا يَخْشَى مِنَ النَّاسِ بَاغِيَا [4] بَذَلْنَا الْأَمْوَالَ مِنْ جُلِّ [5] مَالِنَا ... وَأَنْفُسَنَا عِنْدَ الْوَغَى وَالتَّآسِيَا نُعَادِي الَّذِي عَادَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ... جَمِيعًا وَإِنْ كَانَ الْحَبِيبَ الْمُوَاسِيَا [6] وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لَا شَيْءَ غَيْرُهُ ... وَأَنَّ [7] كِتَابَ اللَّهِ أَصْبَحَ هَادِيَا [8] وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللَّهِ شَابٌّ لَا يُعْرَفُ- يُرِيدُ دُخُولَ الشَّيْبِ فِي لِحْيَتِهِ دُونَهُ لَا فِي السِّنِّ- قَالَ أَنَسٌ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرجل الّذي بين يديك؟   [1] في الأصل و (ع) والمنتقى لابن الملا (بن) بدل (أبي) الموجودة في تاريخ الطبري (2/ 385) والاكتفاء للكلاعيّ، وصرمة هو ابن أبي أنس أخي بني عديّ بن النّجّار. [2] كذا بالأصل و (ع) والمنتقى لابن الملا، ودلائل النبوّة للبيهقي. وفي تاريخ الطبري والسيرة لابن هشام (يلقى) . [3] في تاريخ الطبري: «فلما أتانا أظهر الله دينه» . وفي الاستيعاب: «واستقرّت» بدل «واطمأنّت» . [4] البيت هكذا في الاستيعاب، وتختلف ألفاظه في تاريخ الطبري وسيرة ابن هشام وسيرة ابن كثير. [5] في السيرة «حلّ» . [6] في السيرة «المصافيا» ، وفي الاستيعاب «المواتيا» . [7] هذا الشطر في الاستيعاب، أمّا في السيرة وتاريخ الطبري: «ونعلم أنّ الله أفضل هاديا» . [8] الأبيات وغيرها في سيرة ابن هشام 2/ 255، تاريخ الطبري 2/ 385- 386، الاستيعاب 2/ 203- 204، دلائل النبوّة للبيهقي، وسيرة ابن كثير 2/ 283. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 فَيَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ يَهْدِينِي السَّبِيلَ، فَيَحْسَبُ الْحَاسِبُ أَنَّهُ يَعْنِي الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي طَرِيقَ الْخَيْرِ. فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا بنيّ اللَّهِ هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا، فَقَالَ: «اللَّهمّ اصْرَعْهُ» ، فَصَرَعَهُ فَرَسُهُ، ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ. فقال: يا بنيّ اللَّهِ مُرْنِي بِمَا شِئْتَ، قَالَ: «تَقِفُ مَكَانَكَ لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا» ، قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى النَّبِيِّ وَآخِرُ النَّهَارِ مَسْلَحَةً [1] لَهُ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَانِبَ الْحَرَّةِ، وَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ، فَجَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا فَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، فَرَكِبَا وَحَفُّوا حَوْلَهُمَا بِالسِّلَاحِ، فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ (جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، وَأَقْبَلَ حَتَّى نَزَلَ إِلَى جَانِبِ بَيْتِ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ، يَخْتَرِفُ [2] لَهُمْ مِنْهُ، فَعَجَّلَ أَنْ يَضَعَ الَّتِي يَخْتَرِفُ فِيهَا فَجَاءَهُ وَهِيَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ» ؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذِهِ دَارِي، قَالَ: «اذْهَبْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا» ، فَذَهَبَ فَهَيَّأَ لَهُمَا مَقِيلًا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ هَيَّأْتُ لَكُمَا مَقِيلًا، قَالَ: «قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَقِيلَا» [3] . فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ [4] فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ، وَلَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وأعلمهم. وذكر الحديث. أخرجه البخاري [5] .   [1] أي يدفع عنه الأذى، بمثابة السلاح. [2] أي يجتني. [3] حتى هنا رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 235- 236. [4] بتخفيف اللام. قال السهيليّ في الروض 2/ 291 (ولا يوجد من اسمه «سلام» بالتخفيف في المسلمين، وإنّما هو في اليهود) . وينقض كلام السهيليّ ما ورد بالتخفيف في (تبصير المنتبه لابن حجر) وتدريب الراويّ 2/ 298 بتحقيق الدكتور عبد الوهاب عبد اللطيف. [5] صحيح البخاري 4/ 259- 260 في مناقب الأنصار، باب هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ سِيرَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَغَازِيهِ فِي الْعَشْرِ السِّنِينِ [1] الَّتِي لَبِثَ فِيهَا بِالْمَدِينَةِ مَا فِيهِ مَغْنًى إِنْ شَاءَ الله تعالى [2] .   [1] في الأصل وغيره «العشر سنين» وهو خطأ. [2] كتب هنا في حاشية الأصل: من شاء من الإخوان أن يفرد الترجمة النبويّة، فليكتب إذا وصل إلى هنا جميع ما تقدّم من كتابنا (تاريخ الإسلام) في السفر الأول بلا بد (كذا) فليفعل فإنّ ذلك حسن، ثم يكتب بعد ذلك (فصل في معجزاته) إلى آخر الترجمة النبويّة. وهنا في حاشية الأصل أيضا: بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه فسح الله في مدّته، في الميعاد السابع. وسمعه صدر الدين محمد بن شرف الدين أبي بكر اليشكري الحنفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 فَصْلٌ فِي مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِوَى مَا مَضَى فِي غُضُونِ الْمَغَازِي قَالَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ أَبِي حَزْرَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي نَطْلُبُ الْعِلْمَ فِي هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَبْلَ أَنْ يَهْلِكُوا، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَنَا أَبُو الْيَسَرِ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ غُلَامٌ لَهُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ: حَتَّى أَتَيْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي مَسْجِدِهِ فَقَالَ: سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ [1] فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ وَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ، وَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ: «انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ» ، فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ [2] الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ، حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الْأُخْرَى، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ: «انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ» ، فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بالمنصف [3] ، فيما بينهما، لأم بينهما فقال:   [1] أي واسع. [2] هو الّذي جعل في أنفه الخشاش الّذي يشدّ به الزمام. [3] أي وسط الطريق (كما في شرح الشفا) وفي حاشية الأصل: نصف الطريق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 «الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ» ، فَالْتَأَمَتَا، قَالَ جَابِرٌ: فَخَرَجْتُ أُحَضِّرُ [1] مَخَافَةَ أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُرْبِي- يَعْنِي فَيَبْتَعِدَ- فَجَلَسْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي، فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلٌ، وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدِ افْتَرَقَتَا، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ وَقْفَةً فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا، يَمِينًا وَشِمَالًا، ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ قَالَ: «يَا جَابِرُ هَلْ رَأَيْتَ مَقَامِي» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ فَاقْطَعْ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ غُصْنًا فَأَقْبِلْ بِهِمَا، حَتَّى إِذَا قُمْتَ مَقَامِي فَأَرْسِلْ غُصْنًا عَنْ يَسَارِكَ، قَالَ: فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُهُ وَجَشَرْتُهُ فَانْذَلَقَ [2] لِي، فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ، فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَجُرُّهُمَا، حَتَّى إِذَا قُمْتُ مَقَامَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلْتُ غُصْنًا عَنْ يَمِينِي وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي، ثُمَّ لَحِقْتُ فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: «إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَأَحْبَبْتُ بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ» . ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، وَفِيهِ إِعْوَازُ النَّاسِ الْمَاءَ، وَأَنَّهُ أَتَاهُ بِيَسِيرِ مَاءٍ فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ فِي قَصْعَةٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَوَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَاسْتَقَى مِنْهُ النَّاسُ حَتَّى رُوُوا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ وَغَيْرُهُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وليس معنا ماء إلّا   [1] أي أعدوا وأجري. وفي المنتقى لابن الملا (فصرت أتأخّر) بدل (فخرجت أحضر) وهو يغاير ما في المصادر. [2] في حاشية الأصل: انذلق: صار له حدّ. وجشرته- بجيم- فلقته. وفي النهاية لابن الأثير في (باب الحاء) : حسرته، يريد غصنا من أغصان الشجرة، أي قشره بالحجر، فانذلق: أي صار له حدّ يقطع. [3] صحيح مسلّم، 3006، و 3007 و 3008 و 3009 و 3010 و 3011 و 3012 و 3013 و 3014 في الزهد، باب حديث جابر الطويل وقصّة أبي اليسر، ورواه مختصرا أبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 139. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 يَسِيرٌ، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ فِي صَحْفَةٍ، وَوَضَعَ كَفَّهُ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ فَتَوَضَّئُوا وَشَرِبُوا، قَالَ الْأَعْمَشُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ جَابِرٌ، فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. أَخْرَجَهُ (خ) [1] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَنَا عَطَشٌ، فَجَهَشْنَا [2] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ الْعُيُونُ، فَقَالَ: خُذُوا بِاسْمِ اللَّهِ، فَشَرِبْنَا فَوَسِعَنَا وَكَفَانَا، وَلَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: أَلْفًا وَخُمْسُمِائَةً. صَحِيحٌ [3] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عن أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى الْحَجُونِ [4] لَمَّا آذَاهُ الْمُشْرِكُونَ، فَقَالَ: «اللَّهمّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً لَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا» ، قَالَ: فَأَمَرَ فَنَادَى شَجَرَةً، فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ، حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَرَجَعَتْ [5] . وَرَوَى الْأَعْمَشُ نَحْوَهُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ، وروى المبارك بن   [1] صحيح البخاري في الوضوء 1/ 50 باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة، وانظر جامع الأصول لابن الأثير 11/ 345، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 144. [2] أي فزعنا. [3] رواه البخاري في الأنبياء، باب علامات النبوّة في الإسلام 4/ 170، وفي المغازي، باب غزوة الحديبيّة، وفي تفسير سورة الفتح، باب (إذ يبايعونك تحت الشجرة) ، وفي الأشربة، باب شرب البركة والماء المبارك، ومسلّم، رقم (1856) في الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام بجيش عند إرادة القتال، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 144. [4] الحجون: بفتح أوله وضمّ ثانيه. جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها. (معجم البلدان 2/ 225) . [5] انظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 138. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 فَضَالَةَ نَحْوًا مِنْهُ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ [1] عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَفَرٍ، فَأَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِلَى أَهْلِي، قَالَ: هَلْ لَكَ إِلَى خَيْرٍ؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ تُسْلِمُ، قَالَ: هَلْ مِنْ شَاهِدٍ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ [2] ، فَدَعَاهَا فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ خَدًّا، فَقَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاسْتَشْهَدَهَا [3] ثَلَاثًا، فَشَهِدَتْ لَهُ كَمَا قَالَ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا، وَرَجَعَ الْأَعْرَابِيُّ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: إِنْ يَتَّبِعُونِي آتِكَ بِهِمْ، وَإِلَّا رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَكُنْتُ مَعَكَ. غَرِيبٌ جِدًّا، وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» [4] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ. وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بِمَ أَعْرِفُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتَ لَوْ دَعَوْتُ هَذَا الْعِذْقَ مِنْ هَذِهِ النَّخْلَةِ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ» ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَاهُ، فَجَعَلَ يَنْزِلُ مِنَ النَّخْلَةِ حَتَّى سَقَطَ فِي الأَرْضِ، فَجَعَلَ يَنْقِزُ [5] ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: «ارْجِعْ» ، فَرَجَعَ حَتَّى عَادَ إِلَى مَكَانِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله، وَآمَنَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» [6] عَنْ مُحَمَّدِ بن سعيد بن الأصبهانيّ عنه.   [1] في المنتقى لابن الملا «فضل» وهو تصحيف، والتصحيح من سنن الدارميّ. [2] في سنن الدارميّ «هذه السلمة» ، وهو شجر معروف ورقه القرظ الّذي يدبغ به. (النهاية لابن الأثير) . [3] في الأصل «فاستشهد» والتصحيح من سنن الدارميّ. [4] سنن الدارميّ 1/ 10 في المقدّمة، طبعة محمد أحمد دهمان. [5] أي يقفز. [6] التاريخ الكبير 1/ 95 رقم 258، وأخرجه الترمذيّ في المناقب رقم (3632) باب رقم 9 وفي سنده شريك القاضي، وفيه كلام، ومع ذلك فقد قال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، وَتَبِعْتُهُ بِالْإِدَاوَةِ، فَإِذَا شَجَرَتَانِ بَيْنَهُمَا أَذْرُعٌ فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَقُلْ لِهَذِهِ الشَّجَرَةِ الْحَقِي بِصَاحِبَتِكِ حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَهُمَا» فَفَعَلْتُ، فَرَجَعَتْ حَتَّى لَحِقَتْ بِصَاحِبَتِهَا، فَجَلَسَ خَلْفَهُمَا حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ رَجَعَتَا [1] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: إِنِّي أُطِبُّ النَّاسَ، فَإِنْ كَانَ بِكَ جُنُونٌ دَاوَيْتُكَ، فَقَالَ: «أَتُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً» ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَادْعُ ذَاكَ الْعِذْقَ» ، فَدَعَاهُ، فَجَاءَهُ يَنْقِزُ عَلَى ذَنَبِهِ، حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «ارْجِعْ» فَرَجَعَ، فَقَالَ: يَا لَعَامِرٍ، مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَسْحَرَ مِنْ هَذَا [2] . أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّاوُدِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّوَيْهِ، أنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِسَمَرْقَنْدَ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ لَا يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَتَغَيَّبَ فَلَا يُرَى، فَنَزَلْنَا بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا عَلَمٌ، فَقَالَ: «يَا جَابِرُ اجْعَلْ فِي إِدَاوَتِكَ مَاءً ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا» ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لَا نُرَى، فَإِذَا هو بشجرتين بينهما أربعة أَذْرُعٍ، فَقَالَ: «انْطَلِقْ إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَقُلْ: يَقُولُ لَكِ: الْحَقِي بِصَاحِبَتِكِ حَتَّى أَجْلِسَ [3] خَلْفَكُمَا» ، فَرَجَعَتُ إِلَيْهَا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا.   [1] انظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 138. [2] دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 139. [3] في المنتقى لابن الملا «يجلس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 فَرَكِبْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَنَا كَأَنَّمَا عَلَيْنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ فَقَالَتْ: يَا رسول الله إِنَّ ابْنِي هَذَا يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَتَنَاوَلَهُ فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ ثُمَّ قَالَ: «اخْسَ [1] عَدُوَّ اللَّهِ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، اخْسَ عَدُوَّ اللَّهِ، أَنَا رَسُولُ الله، ثَلَاثًا، ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَيْهَا، فَلَمَّا قَضَيْنَا سَفَرَنَا مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَكَانِ، فَعَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ مَعَهَا صَبِيُّهَا وَمَعَهَا كَبْشَانِ تَسُوقُهُمَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله اقبل منّي هديّتي، فو الّذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ، فَقَالَ: «خذوا منها وَاحِدًا وَرُدُّوا عَلَيْهَا الْآخَرَ» . قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَنَا كَأَنَّمَا عَلَيْنَا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَإِذَا جَمَلٌ نادٌّ حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ خَرَّ سَاجِدًا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عَلَى النَّاسِ: مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟ فَإِذَا فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا: هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَمَا شَأْنُهُ» ، قَالُوا: اسْتَنَيْنَا [2] عليه منذر عِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَتْ لَهُ شَحِيمَةٌ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ فَنُقَسِّمَهُ بَيْنَ غِلْمَانِنَا فَانْفَلَتَ مِنَّا، قَالَ: «بِيعُونِيهِ» ، قَالُوا: هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «أَمَّا لِي فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ» ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا رَسُولَ الله نَحْنُ أَحَقُّ بِالسُّجُودِ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ، قَالَ: «لَا يَنْبَغِي لِشَيْءٍ أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَانَ النِّسَاءُ لِأَزْوَاجِهِنَّ» . رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَعِنْدَهُ: «لَا يَنْبَغِي لبشر أن يسجد لبشر» وهو أصحّ [3] .   [1] كذا في الأصل. وأصله (اخسأ) كما ورد في بعض الروايات، قلبت الهمزة ألفا، ثم حذفت، لأنّ فعل الأمر يبنى على حذف حرف العلّة. وفي نسخة دار الكتب المصرية (احبس) ، والتصحيح من المراجع المشهورة، وفي الدارميّ: اخسأ. [2] أي استقينا. [3] رواه الدارميّ في السنن، في المقدّمة 1/ 11، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 137. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 وَقَدْ رَوَاهُ بِمَعْنَاهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَوَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ مِنْهُ أَشْيَاءَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَقَالَ: «انْطَلِقْ إِلَى هاتين الأشاءتين [1] فقل: إنّ رسول الله يَقُولُ لَكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [2] . مُرَّةُ: هُوَ ابْنُ أَبِي مُرَّةَ. وَقَدْ رَوَاهُ وَكِيعٌ مَرَّةً [3] ، فَقَالَ فِيهِ: عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ قَالَ: رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجَبًا. الْحَدِيثَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ يَعْلَى [4] نَفْسِهِ. قُلْتُ: وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ [5] مِنْ وَجْهَيْنِ، مِنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصٍ، وَمِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، كِلَاهُمَا عَنْ يَعْلَى نَفْسِهِ [6] . وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أردفني   [1] أي النخلتين الصغيرتين. [2] أنظره في دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 138 و 139. [3] في الأصل و (ع) «رواه وكيع مرة» ، والعبارة عند أبي نعيم: «قال وكيع مرّة عن أبيه» . [4] هو: يعلى بن مرّة، أو يعلى بن سيابة، وسيابة هي أمّه، ويكنى أبا المرازم. صحابيّ شهد الحديبيّة وما بعدها. انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 683، طبقات خليفة 53 و 131 و 182، التاريخ الكبير 8/ 415 رقم 3540، المعرفة والتاريخ 1/ 308، الاستيعاب 3/ 664، الجرح والتعديل 9/ 301 رقم 1294 و 1295 و 1296 ذكره ثلاث مرات ففرّق بين: يعلى بن سيابة، ويعلى بن مرّة الثقفي، ويعلى بن مرة أبي مرّة الكوفي، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 54، مشاهير علماء الأمصار 45 رقم 280، أسد الغابة 5/ 129- 135 وذكره مرتين، الكاشف 3/ 259 رقم 6535، ميزان الاعتدال 4/ 458 رقم 9839، الإصابة 3/ 669 رقم 9360 و 9361 و 9362، تهذيب التهذيب 11/ 404 و 405 رقم 782 و 783، تقريب التهذيب 2/ 378 رقم 411. [5] في دلائل النبوّة 2/ 232. [6] وأخرجه أحمد في المسند 4/ 170- 171. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا، وَكَانَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائِشُ [1] نَخْلٍ، فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا فِيهِ جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ إِلَيْهِ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَيْهِ [2] فَسَكَنَ، فَقَالَ: «مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ» ؟ فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: هُوَ لِي، فَقَالَ: «أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ» [3] . أَخْرَجَ مُسْلِمٌ [4] مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ «حَائِشُ نَخْلٍ» [5] ، وَبَاقِيهِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ- ثِقَةٍ- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ نَاضِحًا لِبَعْضِ بَنِي سَلَمَةَ اغْتَلَمَ، فَصَالَ عَلَيْهِمْ وَامْتَنَعَ حَتَّى عَطِشَتْ نَخْلُهُ، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاشْتَكَى ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلِقْ، وَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ النَّخْلِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَدْخُلْ، قَالَ: «ادْخُلُوا لَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ» ، فَلَمَّا رَآهُ الْجَمَلُ أَقْبَلَ يَمْشِي وَاضِعًا رَأْسَهُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَجَدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتُوا جَمَلَكُمْ فَاخْطِمُوهُ وَارْتَحِلُوهُ، فَفَعَلُوا وَقَالُوا: سَجَدَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَآكَ، قَالَ: «لَا تَقُولُوا ذَلِكَ لِي، لَا تَقُولُوا مَا لَمْ أَبْلُغْ، فَلَعَمْرِي مَا سَجَدَ لِي وَلَكِنْ سَخَّرَهُ اللَّهُ لِي» [6] . وَقَالَ عَفَّانُ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ قَيْسٍ يحدّث عن   [1] الحائش: النخل الملتفّ. [2] ذفرى البعير: أصل أذنه. [3] في الأصل و (ع) «تذيبه» ، والتصحيح من (النهاية لابن الأثير، حيث قال: أي تكدّه وتتعبه) . [4] صحيح مسلّم (342) في كتاب الحيض، باب ما يستتر به لقضاء الحاجة، وأخرجه أبو داود. (2549) في الجهاد، باب ما يؤمر به من القيام على الدواب. [5] قال ابن أسماء في حديثه: يعني حائط نخل. (صحيح مسلّم 1/ 269) . [6] انظر دلائل النبوّة 2/ 135- 136. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَنَا بَكْرَةٌ صَعْبَةٌ لَا نَقْدِرُ عَلَيْهَا، فَدَنَا مِنْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ضَرْعَهَا، فَحَفَلَ فَاحْتَلَبَ وَشَرِبَ. وَفِي الْبَابِ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، تَفَرَّدَ به فَائِدٍ أَبُو الْوَرْقَاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ [1] . وَحَدِيثٌ لِجَابِرٍ آخَرُ تَفَرَّدَ بِهِ الْأَجْلَحُ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْهُ. أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ [2] وَغَيْرُهُ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لِأَهْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحْشٌ، فَإِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعِبَ وَذَهَبَ وَجَاءَ. فَإِذَا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَضَ فَلَمْ يَتَرَمْرَمْ [3] ، مَا دَامَ رَسُولُ اللَّهِ فِي الْبَيْتِ. صَحِيحٌ [4] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَدَخَلَ رَجُلٌ غَيْضَةً فَأَخْرَجَ بَيْضَةً حَمْرَةً، فَجَاءَتِ الْحَمْرَةُ تُرَفْرِفُ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فَقَالَ: «أَيُّكُمْ فَجَعَ هَذِهِ» ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا أَخَذْتُ بَيْضَتَهَا. فَقَالَ: «رُدَّهُ ردّه رحمة لها» [5] .   [1] انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 471، التاريخ الكبير 7/ 132 رقم 596، التاريخ الصغير 23، الضعفاء الصغير 273 رقم 299، الضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 387، أحوال الرجال للجوزجانيّ 78 رقم 101، الجرح والتعديل 7/ 83 رقم 475، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 460- 461 رقم 1516، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 141 رقم 433، المجروحين لابن حبّان 2/ 203، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2052، الكاشف 2/ 325 رقم 4507، المغني في الضعفاء 2/ 508 رقم 4887، ميزان الاعتدال 3/ 339- 340 رقم 6682، تهذيب التهذيب 8/ 255- 256، رقم 473، تقريب التهذيب 2/ 107 رقم 3. [2] في السنن. [3] أي سكن ولم يتحرّك. (النهاية لابن الأثير) . [4] رواه الإمام أحمد في المسند 6/ 113 و 150، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 135. [5] رواه أحمد 1/ 404. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ الْغِفَارِيُّ: ثنا عليّ بن قادم، أبا أَبُو الْعَلَاءِ خَالِدُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِظَبْيَةٍ مَرْبُوطَةٍ إِلَى خِبَاءٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حُلَّنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُرْضِعَ خِشْفِي، ثُمَّ أَرْجِعَ، فَتَرْبِطَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَيْدُ قَوْمٍ وَرَبِيطَةُ قَوْمٍ» ، قَالَ: فَأَخَذَ عَلَيْهَا فَحَلَفَتْ لَهُ، فَحَلَّهَا، فَمَا مَكَثَتْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى جَاءَتْ وَقَدْ نَفَضَتْ مَا فِي ضَرْعِهَا، فَرَبَطَهَا رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، ثم اسْتَوْهَبَهَا مِنْهُمْ، فَوَهَبُوهَا لَهُ، فَحَلَّهَا، ثُمَّ قَالَ: «لَوْ تَعْلَمُ الْبَهَائِمُ مِنَ الْمَوْتِ مَا تَعْلَمُونَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْهَا سَمِينًا أَبَدًا» [2] . عَلَيٌّ، وَأَبُو الْعَلَاءِ صَدُوقَانِ، وَعَطِيَّةُ فِيهِ ضَعْفٌ [3] . وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ [4] عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [5] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ   [1] قَالَ ابن المديني في العلل: سمع من أبيه حديثين، حديث الضبّ وحديث تأخير الوليد للصلاة. وقال أبو حاتم: سمع من أبيه وهو ثقة. وقال الحاكم: اتفق مشايخ أهل الحديث أنه لم يسمع من أبيه. (انظر: تهذيب التهذيب 6/ 216) . [2] أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 133- 134. [3] هو عطيّة بن سعد العوفيّ. انظر عنه: طبقات خليفة 160، التاريخ لابن معين 2/ 406- 407، التاريخ الكبير 7/ 8، 9 رقم 35، التاريخ الصغير 113 و 122 و 133، الضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 381، أحوال الرجال للجوزجانيّ 56 رقم 42، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 359 رقم 1392، المجروحين لابن حبّان 2/ 176، الجرح والتعديل 6/ 382- 383 رقم 2125، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 2007، المغني في الضعفاء 2/ 436 رقم 4139، الكاشف 2/ 235 رقم 3876، ميزان الاعتدال 3/ 79- 80 رقم 5667، تهذيب التهذيب 7/ 224- 226 رقم 413، تقريب التهذيب 2/ 278. [4] الحدّاني: بضم الحاء وتشديد الدال المهملة. نسبة إلى حدّان، وهم بطن من الأزد. (اللباب لابن الأثير 1/ 347) . [5] في الأصل مهملة، وفي نسخة دار الكتب «أبي بصرة» وهو تصحيف، والتصويب من تهذيب التهذيب لابن حجر، 302 وهو المنذر بن مالك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَاعٍ يَرْعَى بِالْحَرَّةِ، إِذْ عَرَضَ ذِئْبٌ لِشَاةٍ، فَحَالَ الرَّاعِي بَيْنَ الذِّئْبِ وَبَيْنَ الشَّاةِ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ، ثُمَّ قَالَ لِلرَّاعِي: أَلَا تَتَّقِي اللَّهِ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَقَالَ الرَّاعِي: الْعَجَبُ مِنْ ذِئْبٍ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِ الْإِنْسِ! فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنِّي: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ، فَسَاقَ الرَّاعِي شَاةً حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا زَاوِيَةً، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثَهُ بِحَدِيثِ الذِّئْبِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ لِلرَّاعِي: قُمْ فَأَخْبِرْهُمْ، قَالَ: فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِمَا قَالَ الذِّئْبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ الرَّاعِي، أَلَا إِنَّهُ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ كَلَامُ السِّبَاعِ لِلْإِنْسِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَيُكَلِّمُ الرَّجُلَ شِرَاكُ نَعْلِهِ وَعَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَيُخْبِرُهُ، فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: صَحِيحٌ غَرِيبٌ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، وَمَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ نَحْوَهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُهْبَانَ بْنِ أَوْسٍ، أَنَّهُ كَانَ فِي غَنَمٍ لَهُ، فَكَلَّمَهُ الذِّئْبُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ. قَالَ البخاريّ: ليس إسناده بالقويّ [2] .   [1] الجامع الصحيح (2272) باب 17 في أبواب القدر، باب ما جاء في كلام السباع. قال الترمذي: حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث، وثّقه يحيى بْن سَعِيد وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ورواه أحمد في المسند 2/ 306 و 3/ 83 و 88 و 89، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 132. [2] التاريخ الكبير 2/ 44- 45 رقم 1633. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ جَسْرٍ [1] ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَانَ رَاعٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَنَمٍ لَهُ، إِذْ جَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً، وَوَثَبَ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ: أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ أَنْ تَمْنَعَنِي طُعْمَةً أَطْعَمَنِيهَا اللَّهُ تَنْزِعُهَا مِنِّي! وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [2] . وَقَالَ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ. (خ) [3] . فَصْلٌ فِي تَسْبِيحِ الْحَصَى فِي يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] وَقَالَ قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ: ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: لَا أَذْكُرُ عُثْمَانَ إِلَّا بِخَيْرٍ بَعْدَ شَيْءٍ رَأَيْتُهُ: كُنْتُ رَجُلًا أَتَتَبَّعُ خَلَوَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ وَحْدَهُ، فَجَلَسْتُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ وَجَلَسَ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، وَبَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعُ حَصَيَاتٍ، فَأَخَذْهُنَّ فَوَضَعَهُنَّ فِي كَفِّهِ، فَسَبَّحْنَ، حَتَّى سَمِعْتُ لَهُنَّ حَنِينًا كَحَنِينِ النَّحْلِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ. ثُمَّ أخذهنّ فوضعهنّ في يد أبي بكر   [1] في نسخة دار الكتب «حشر» وهو تصحيف، والتصحيح من: الجرح والتعديل 2/ 476 رقم 1938، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 187 رقم 232، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 572- 574، المغني في الضعفاء 1/ 132 رقم 1136، ميزان الاعتدال 1/ 403- 404 رقم 1493، لسان الميزان 2/ 111، 112، رقم 452. قال ابن عديّ: ولجعفر مناكير، وقال العقيلي: في حفظه اضطراب شديد كان يذهب إلى القدر وحدّث بمناكير، وكذا قال الساجي. (اللسان) . [2] رواه ابن عديّ في الكامل 2/ 573. [3] أخرجه البخاري من حديث أطول في المناقب 4/ 171 باب علامات النبوّة في الإسلام، والدارميّ في المقدّمة 5، وأحمد في المسند 1/ 460. [4] العنوان إضافة على الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 فَسَبَّحْنَ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ [1] ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي يَدِ عُمَرَ فَسَبَّحْنَ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي يَدِ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فَخَرِسْنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذِهِ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ» [2] . صَالِحٌ لَمْ يَكُنْ حَافِظًا [3] ، وَالْمَحْفُوظُ رِوَايَةُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ذَكَرَ الْوَلِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ كَبِيرَ السِّنِّ، كَانَ مِمَّنْ أَدْرَكَ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ [4] ذَكَرٌ لَهُ، فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وَيَرْوِي مِثْلُهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. وَجَاءَ مِثْلُهُ عَنْ أَنَسٍ مِنْ وَجْهَيْنِ مُنْكَرَيْنِ [5] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] هنا خرم في نسخة دار الكتب يزيد على السطر. [2] أخرجه خيثمة بن سليمان الاطرابلسي في فضائل الصحابة (ج 3) بالسند المذكور، انظر كتابنا «من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الاطرابلسي» - ص 107- 108، طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1400 هـ-. 1980. [3] قال ابن معين في التاريخ 2/ 262: «ليس بشيء» ، قال البخاري في التاريخ الكبير 4/ 273 رقم 2778: «ليّن. ليس بشيء» ، وقال الجوزجاني في أحوال الرجال 113 رقم 182: «اتّهم في حديثه» ، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 394، 395 رقم 2727 «ليّن الحديث، وسئل أبو زرعة عنه فقال: ضعيف الحديث» ، وانظر عنه: الضعفاء الصغير للبخاريّ 164، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 198- 199 رقم 722، المجروحين لابن حبّان 1/ 368، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1382- 1383، الكاشف 2/ 17 رقم 2347، المغني في الضعفاء 1/ 302 رقم 2814، ميزان الاعتدال 2/ 288 رقم 3769، وطبقات ابن سعد 7/ 32، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 366، وسير أعلام النبلاء 7/ 303، والوافي بالوفيات 16/ 257 رقم 285، تهذيب التهذيب 4/ 380، 381 رقم 640، تقريب التهذيب 1/ 358. [4] الرّبذة: بالفتح، من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز. (معجم البلدان 3/ 24) . [5] انظر فضائل الصحابة لخيثمة 3/ 108 (في كتابنا من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ [1] أَوْ إِلَى نَخْلَةٍ، فَقِيلَ [2] لَهُ: أَلَا نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا؟ قَالَ: «إِنْ شِئْتُمْ» ، فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ذَهَبَ [3] إِلَى الْمِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ، فَنَزَلَ فَضَمَّهَا [4] إِلَيْهِ، كَانَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ قَالَ: «كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا» . (خ) [5] . وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ جَابِرٍ. وَقَالَ أَبُو حَفْصِ بْنُ الْعَلَاءِ الْمَازِنِيُّ- وَاسْمُهُ عمر- عن نافع، عن عبد الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا وُضِعَ لَهُ الْمِنْبَرُ حَنَّ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ فَمَسَحَهُ، فَسَكَنَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [6] عَنِ ابْنِ مُثَنَّى، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ غَرَائِبِ الصَّحِيحِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى جِذْعٍ وَيَخْطُبُ إِلَيْهِ، فَصُنِعَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ، فَلَمَّا جَاوَزَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْجِذْعَ خَارَ حَتَّى تَصَدَّعَ وَانْشَقَّ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سَمِعَ صَوْتَ الْجِذْعِ، فَمَسَحَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا هُدِمَ الْمَسْجِدُ أَخَذَ ذَلِكَ الْجِذْعَ أَبِي فَكَانَ عِنْدَهُ فِي بَيْتِهِ حَتَّى بَلِيَ وَأَكَلَتْهُ الْأَرَضَةُ وَعَادَ رُفَاتًا. رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ [7] . مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «هل ترون قبلي هاهنا، فو الله ما يخفى عليّ ركوعكم ولا   [1] في نسخة دار الكتب المصرية «جذع شجرة» . [2] عند البخاري «فقالت امرأة من الأنصار أو رجل: يا رسول الله ألا نجعل..» [3] عند البخاري «رفع» . [4] عند البخاري «فضمّه» . [5] صحيح البخاري 4/ 173 باب علامات النبوّة في الإسلام، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 142. [6] في الصحيح 4/ 173 في باب علامات النبوّة في الإسلام. [7] انظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 142. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 سُجُودُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ وَرَاءَ ظَهْرِي» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . قَالَ الشَّافِعِيُّ: هَذِهِ كَرَامَةٌ مِنَ اللَّهِ أَبَانَهُ بِهَا مِنْ خَلْقِهِ. وَقَالَ الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ، وَفِيهِ: «فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ أَمَامِي وَمِنْ خَلْفِي، وَايْمُ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْتُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَا رَأَيْتَ؟ «قَالَ: رَأَيْتُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ: ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُسْتَتِرَةٌ بِقِرَامٍ [3] فِيهِ صُورَةٌ، فَهَتَكَهُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ [4] . قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْنُسٍ فِيهِ تِمْثَالُ عُقَابٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ. وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ مُنْقَطِعَةٌ. وَقَالَ عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا فِي غَنَمٍ لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ [5] أَرْعَاهَا، فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا غُلَامُ هَلْ عِنْدَكَ لَبَنٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ وَلَكِنْ مُؤْتَمَنٌ، قَالَ: فَائْتِنِي بِشَاةٍ لَمْ ينز   [1] أخرجه البخاري 1/ 108 في كتاب الصلاة، باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة وذكر القبلة، وفيه لفظه «ما يخفى عليّ خشوعكم ولا ركوعكم» ، ومسلّم (424) في كتاب الصلاة، باب الأمر بتحسين الصلاة وإتمامها والخشوع فيها. [2] صحيح مسلّم (426) في كتاب الصلاة، باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود ونحوهما. [3] القرام: الستر من الصوف، ذي ألوان فيه نقوش. (النهاية لابن الأثير، والقاموس المحيط للفيروزآبادي) . [4] أخرجه مسلّم (2106/ 91) في كتاب اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان وتحريم اتخاذ ما فيه صورة غير ممتهنة بالفرش ونحوه. [5] هو الّذي ضرب الرسول صلّى الله عليه وسلّم عنقه صبرا عند منصرفه من غزوة بدر، وكان من الأسرى. انظر: المحبّر لابن حبيب 157 و 161 و 478، وتاريخ اليعقوبي 2/ 46. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 عَلَيْهَا الْفَحْلُ، فَأَتَيْتُهُ بِعَنَاقٍ جَذَعَةٍ، فَاعْتَقَلَهَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، ثم دعا وَمَسَحَ ضَرْعَهَا حَتَّى أَنْزَلَتْ، فَاحْتَلَبَ فِي صَحْفَةٍ، وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، وَشَرِبَ بَعْدَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: اقْلُصْ، فَقَلَصَ فَعَادَ كَمَا كَانَ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ، فَأَخَذْتُ عَنْهُ سَبْعِينَ سُورَةً مَا نَازَعَنِيهَا بَشَرٌ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ قَوِيٌّ [1] . مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ: لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا، أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فَأَخْرَجَتْ أَقْرَاصًا مِنْ شَعِيرٍ، ثُمَّ أَخَذَتْ خِمَارًا لَهَا فَلَفَّتْهُ فِيهِ، وَدَسَّتْهُ تَحْتَ ثَوْبِي، وَأَرْسَلَتْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَ النَّاسِ، فَقُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْسَلَكَ أَبُو طَلْحَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ: قُومُوا، قَالَ: فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، حَتَّى جِئْتُ أَبَا طَلْحَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ قَدْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ [2] وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نُطْعِمُهُمْ، فَقَالَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو طَلْحَةَ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلُمِّي مَا عِنْدَكِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ» ، فَأَتَتْ بِذَلِكَ الْخُبْزِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفُتَّ، وَعَصَرَتْ عَلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً [3] لَهَا فَأَدَمَتْهُ، ثُمَّ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ: «ائذن لعشرة» ، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: «ائذن   [1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 276 و 462، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) 68، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 6/ 165 وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 2/ 246. [2] كلمة «بالناس» ساقطة من الأصل، والاستدراك من صحيح البخاري، وفي (ع) «وأصحابه» بدل «بالناس» . [3] العكّة: بضم العين وتشديد الكاف: إناء من جلد يجعل فيه السمن غالبا. (فتح الباري 6/ 590) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 لِعَشْرَةٍ» ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، فَأَكَلَ الْقَوْمُ وَشَبِعُوا، وَهُمْ سَبْعُونَ أَوْ ثَمَانُونَ رَجُلًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَدْ مَرَّ مِثْلُ هَذَا فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جندب، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى بِقَصْعَةٍ، فِيهَا طَعَامٌ، فَتَعَاقَبُوهَا إِلَى الظُّهْرِ مُنْذُ غُدْوَةٍ، يَقُومُ قَوْمُ وَيَقْعُدُ آخَرُونَ، فَقَالَ رَجُلٌ لِسَمُرَةَ: هَلْ كَانَتْ تُمَدُّ [2] ؟ قَالَ: فَمِنْ أَيْشٍ [3] تَعْجَبُ؟ مَا كَانَتْ تُمَدُّ إِلَّا مِنْ هَا هُنَا، وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَشَارَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ إِلَى السَّمَاءِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ [4] . وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عن أبيه، أنّ سليمان أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدِيَّةٍ فَقَالَ: «لِمَنْ أَنْتَ» ؟ قَالَ لِقَوْمٍ، قَالَ: «فَاطْلُبْ إِلَيْهِمْ أَنْ يُكَاتِبُوكَ» ، قَالَ: فَكَاتَبُونِي عَلَى كَذَا وَكَذَا نَخْلَةٍ أَغْرِسُهَا لَهُمْ، وَيَقُومُ عَلَيْهَا سَلْمَانُ حَتَّى تُطْعِمَ، قَالَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَرَسَ النَّخْلَ كُلَّهُ، إِلَّا نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ، فَأَطْعَمَ نَخْلُهُ مِنْ سَنَتِهِ إِلَّا تِلْكَ النَّخْلَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَرَسَهَا» ؟ قَالُوا: عُمَرُ، فَغَرَسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فحملت من عامها. رواته ثقات [5] .   [1] أخرجه البخاري 4/ 170- 171 في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، ومسلّم (2039) في كتاب الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك، ويتحقّقه تحقّقا تاما. والحديث طويل: وبعضه في دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 147، والترمذي (3709) ، ومثله أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 272- 273 عن وائلة بن الأسقع. [2] أي تمدّ بطعام. (انظر ألوفا بحقوق المصطفى 1/ 280) . [3] بمعنى «أيّ شيء» ، وهذه الصيغة مستعملة عند الشاميين، قال بعضهم أنه لفظ مولّد. (انظر شفاء الغليل للخفاجي) . [4] أخرجه الدارميّ في السنن، المقدّمة 9، والترمذي (3704) في المناقب. [5] رواه أحمد في المسند 5/ 354 وهو أطول مما هنا، وفي فتح الباري 6/ 600. رواه الترمذي والنسائي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَابْنُ أَبِي الْخَيْرِ كِتَابَةً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ وَجَمَاعَةٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَتْهُمْ، أَنَا ابْنُ رَيْدَةَ، أنا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْسٌ، فَدَفَعَهَا إِلَيَّ يَوْمَ أُحُدٍ، فَرَمَيْتُ بِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى انْدَقَّتْ عَنْ سِيَتِهَا [1] ، وَلَمْ أَزَلْ عَنْ مَقَامِي نَصْبَ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْقَى السِّهَامَ بوجهي، كلّما مال سهم منها إلى وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيَّلْتُ رَأْسِي لِأَقِيَ وَجْهَهُ [2] ، فَكَانَ آخِرُ سَهْمٍ نَدَرَتْ [3] مِنْهُ حَدَقَتِي عَلَى خَدِّي، وَافْتَرَقَ الْجَمْعُ، فَأَخَذْتُ حَدَقَتِي بِكَفِّي، فَسَعَيْتُ بِهَا [4] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا فِي كَفِّي دَمِعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ: «اللَّهمّ إِنَّ قَتَادَةَ فَدَى [5] وَجْهَ نَبِيِّكَ بِوَجْهِهِ، فَاجْعَلْهَا أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ وَأَحَدَّهُمَا نَظَرًا» ، فَكَانَتْ أَحَدَّ عَيْنَيْهِ نَظَرًا. حَدِيثٌ غَرِيبٌ [6] ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ذَكَرْنَاهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا الْمُهَاجِرُ مَوْلَى آلِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمَرَاتٍ، فَقُلْتُ: ادْعُ لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَقَبَضَهُنَّ [7] ثُمَّ دَعَا فِيهِنَّ بالبركة، ثم قال: «خذهنّ   [1] السّية: ما عطف من طرفي القوس. وفي نسخة دار الكتب، والمعجم الكبير للطبراني «سنتها» ، وفي (ع) «سنينها» ، وكلاهما تصحيف. انظر: المخصّص لابن سيده. [2] في المعجم الكبير «بلا رمي أرميه» . [3] في المعجم «بدرت» . [4] في المعجم «فسعيت بها في كفّي» . [5] في المعجم «قد أوجه» . [6] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 8 و 9 رقم 12 و 13، والحاكم في المستدرك 3/ 295، وابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 187- 188، و 3/ 453، وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 195، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 248- 250، وابن حجر في الإصابة 3/ 225 رقم 7076، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 332- 333، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 174. [7] لفظ الترمذي «فضمّهنّ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 فَاجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدٍ [1] ، فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُنَّ، فَأَدْخِلْ يَدَكَ، فَخُذْ وَلَا تَنْثُرُهُنَّ نَثْرًا» قَالَ: فَحَمَلْتُ مِنْ ذَلِكَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا وَسْقًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُنَّا نَأْكُلُ وَنُطْعِمُ، وَكَانَ الْمِزْوَدُ مُعَلَّقًا بِحَقْوِي لا يُفَارِقُ حَقْوِي، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ انْقَطَعَ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ [2] . وَرُوِيَ فِي «جُزْءِ الْحَفَّارِ» مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَفِيهِ: فَأَخَذْتُ مِنْهُ خَمْسِينَ وَسْقًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَ مُعَلَّقًا خَلْفَ رَحْلِي، فَوَقَعَ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ فَذَهَبَ. وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى غَرِيبَةٌ. وَقَالَ مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَطْعِمُهُ، فَأَطْعَمَهُ شَطْرَ وَسْقِ شَعِيرٍ، فَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَأْكُلُ مِنْهُ وَامْرَأَتُهُ وَمَنْ ضَيَّفَاهُ حَتَّى كَالَهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: «لَوْ لَمْ تَكِلْهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ وَلَقَامَ لَكُمْ» [3] . وَكَانَتْ أُمُّ مَالِكٍ تُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْنًا، فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الْأُدْمَ، وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ، فَتَعْمِدُ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَجِدُ فِيهِ سَمْنًا، فَمَا زَالَ يُقِيمُ لَها أُدْمَ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَعَصَرْتِيهَا» ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ قَائِمًا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ. فَنَفِدَتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ، حَتَّى همّ أحدهم بنحر بعض   [1] عند الترمذي «مزودك هذا أو في هذا المزود كلّما أردت» . [2] سنن الترمذي 5/ 349 رقم (3928) في المناقب، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه. [3] في الأصل «وأقام لكم» ، وما أثبتناه عن صحيح مسلّم (2281) في كتاب الفضائل، باب معجزات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. [4] في الصحيح (2280) في كتاب الفضائل في الباب المذكور قبله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 حَمَائِلِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ جَمَعْتَ مَا بَقِيَ مِنَ الْأَزْوَادِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَلَيْهَا، فَفَعَلَ، فَجَاءَ ذُو الْبُرِّ بِبُرِّهِ، وَذُو التَّمْرِ بِتَمْرِهِ، فَدَعَا حَتَّى إِنَّهُمْ مَلَئُوا أَزْوَادَهُمْ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، لَا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرُ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَرَوَى نَحْوَهُ وَأَطْوَلَ مِنْهُ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، وَزَادَ: فَمَا بَقِيَ فِي الْجَيْشِ وِعَاءٌ إِلَّا مَلَئُوهُ [2] وَبَقِيَ مِثْلُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وأنّي محمد رسول الله، لَا يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهَا إِلَّا حُجِبَ عَنِ النَّارِ. رَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْهُ [3] . وَقَالَ سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءَ الْعُطَارِدِيَّ [4] يَقُولُ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ فَأَدْلَجُوا لَيْلَتَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ عَرَّسُوا [5] فَغَلَبَتْهُمْ أَعْيُنُهُمْ حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ أَبُو بَكْرٍ، فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ بَعْدَهُ، فَقَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ رَأْسِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ، حَتَّى يَسْتَيْقِظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، فلمّا استيقظ والشمس قد   [1] في الصحيح (27) في كتاب الإيمان، باب الدليل على أنّ من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا. [2] في صحيح ابن حبّان «مملوء» . [3] رجاله ثقات، أخرجه أحمد في المسند 3/ 418 من طريق علي بن إسحاق، عن عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 211 رقم 575 من طريق عبد الله بن العلاء، عن الزهري، والأوزاعي، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 20 وقال إنه في المعجم الأوسط للطبراني أيضا، وقال: رجاله ثقات، ورواه ابن حبّان في صحيحه 1/ 387 رقم 221 بالسند المذكور هنا، والحاكم في المستدرك 3/ 618- 619 وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه. [4] في طبعة القدسي 2/ 253 «العطاري» وهو تصحيف، والتصويب من (اللباب 2/ 345) والنسبة إلى عطارد، واسم أبي رجاء: عمران بن تيم. (2/ 346) . [5] التعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 بَزَغَتْ قَالَ: «ارْتَحِلُوا» ، فَسَارَ بِنَا حَتَّى ابْيَضَّتِ الشَّمْسُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى بِنَا، وَاعْتَزَلَ رَجُلٌ فَلَمْ يُصَلِّ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «يَا فُلَانُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَنَا» ؟ قَالَ: أَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ، ثُمَّ صَلَّى، وَجَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَكُوبٍ بَيْنَ يَدَيْهِ أَطْلُبُ الْمَاءَ، وَكُنَّا قَدْ عَطِشْنَا عَطَشًا شَدِيدًا، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ سَادِلَةٍ رِجْلَيْهَا بَيْنَ مَزَادَتَيْنِ [1] ، قُلْنَا لَهَا: أَيْنَ الْمَاءُ؟ قَالَتْ: أَيْهَاتَ [2] فَقُلْنَا: كَمْ بَيْنَ أَهْلِكِ وَبَيْنَ الْمَاءِ؟ قَالَتْ: يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، فَقُلْنَا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: وَمَا رَسُولُ اللَّهِ؟ فَلَمْ نُمَلِّكْهَا مِنْ أَمْرِهَا شَيْئًا حَتَّى اسْتَقْبَلْنَا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَتْهُ أَنَّهَا مُؤْتِمَةٌ [3] ، فَأَمَرَ بِمَزَادَتَيْهَا فَمَجَّ [4] فِي الْعَزْلَاوَيْنِ [5] الْعُلْيَاوَيْنِ، فَشَرِبْنَا عِطَاشًا أَرْبَعِينَ رَجُلًا حَتَّى رُوِينَا وَمَلأْنَا كُلَّ قِرْبَةٍ مَعَنَا وَكُلَّ إِدَاوَةٍ. وَغَسَّلْنَا صَاحِبَنَا، وَهِيَ تَكَادُ تَضَرَّجُ [6] مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: «هَاتُوا مَا عِنْدَكُمْ» ، فَجَمَعْنَا لَهَا مِنَ الْكِسَرِ وَالتَّمْرِ، حَتَّى صَرَّ لَهَا صُرَّةً فَقَالَ: «اذْهَبِي فَأَطْعِمِي عِيَالَكِ، وَاعْلَمِي أَنَّا لَمْ نَرْزَأْ مِنْ مَائِكِ شَيْئًا» ، فَلَمَّا أَتَتْ أَهْلَهَا قَالَتْ: لَقَدْ أَتَيْتُ أَسْحَرَ النَّاسِ، أَوْ هُوَ نَبِيٌّ كَمَا زَعَمُوا، فَهَدَى اللَّهُ ذَلِكَ الصِّرْمَ [7] بتلك المرأة، فأسلمت وأسلموا. اتّفقا عليه [8] .   [1] المزادة: بفتح الميم والزاي. قربة كبيرة، يزاد فيها جلد. (فتح الباري) . [2] كذا في الأصل و (ع) ونسخة دار الكتب، وهي لغة في «هيهات» ، وفي صحيح مسلّم «أيهاه، أيهاه» . [3] أي ذات أيتام. [4] هكذا في الأصل وصحيح مسلّم، وفي صحيح البخاري «فمسح» . [5] تثنية عزلاء: فم القربة. [6] أي تنشقّ. وفي صحيح البخاري «تنضّ من الملء» ، وفي صحيح مسلّم «تنضرج» . [7] الصّرم: أبيات مجتمعة، وهم النفر ينزلون بأهليهم على الماء. [8] أخرجه البخاري 4/ 168- 169 في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، ومسلّم (682) في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، وعبد الرزاق في المصنف 11/ 277- 278 رقم (20537) في باب النّبوّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: إِنْ لَا تُدْرِكُوا الْمَاءَ تَعْطَشُوا، فَانْطَلَقَ سَرَعَانُ النَّاسِ تُرِيدُ الْمَاءَ، وَلَزِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَمَالَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ فَنَعَسَ، قَالَ: فَمَالَ فَدَعَمْتُهُ فَأَدْعَمَ وَمَالَ، فَدَعَمْتُهُ فَأَدْعَمَ، ثُمَّ مَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْقَلِبَ، فَدَعَمْتُهُ فَانْتَبَهَ، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: أَبُو قَتَادَةَ، فَقَالَ: حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ عَرَّسْنَا، فَمَالَ إِلَى شَجَرَةٍ، فَنَزَلَ فَقَالَ: انْظُرْ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ فَقُلْتُ: هَذَا رَاكِبٌ، هَذَانِ رَاكِبَانِ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةً فَقَالَ: احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، قَالَ: فَنِمْنَا فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ، فَانْتَبَهْنَا فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَارَ وَسِرْنَا هُنْيَةً، ثُمَّ نَزَلْنَا فَقَالَ: أَمَعَكُمْ مَاءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ مَيْضَأَةٌ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَأْتِنِي بِهَا، فَتَوَضَّئُوا وَبَقِيَ فِي الْمَيْضَأَةِ جُرْعَةٌ فَقَالَ: ازْدَهِرْ بِهَا [1] يَا أَبَا قَتَادَةَ، فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهَا شَأْنٌ، ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ رَكِبَ وَرَكِبْنَا، فَقَالَ بَعْضٌ لِبَعْضٍ: فَرَّطْنَا فِي صَلَاتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَقُولُونَ؟ إِنْ كَانَ أَمْرَ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ، وَإِنْ كَانَ أَمْرَ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ، قُلْنَا: فَرَّطْنَا فِي صَلَاتِنَا، قَالَ: لَا تَفْرِيطَ فِي النَّوْمِ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَصَلُّوهَا مِنَ الْغَدِ لِوَقْتِهَا. ثُمَّ قَالَ: ظُنُّوا بِالْقَوْمِ، فَقُلْنَا: إِنَّكَ قُلْتَ بِالْأَمْسِ: إِنْ لَا تُدْرِكُوا الْمَاءَ غَدًا تَعْطَشُوا، فَأَتَى النَّاسُ الْمَاءَ فَقَالَ: أَصْبَحَ النَّاسُ وَقَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَاءِ، وَفِي القوم أبا بَكْرٍ وَعُمَرُ قَالَا: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ الله لم يكن ليسبقكم إلى الماء ويحلّفكم، وَإِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا، قَالَهَا ثَلَاثًا، فَلَمَّا اشْتَدَّتِ الظَّهِيرَةُ رُفِعَ لَهُمْ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْنَا عَطَشًا انْقَطَعَتِ الْأَعْنَاقُ، قَالَ: «لَا هُلْكَ عَلَيْكُمْ» ، ثُمَّ قَالَ: يَا أبا   [1] أي احتفظ بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 قَتَادَةَ ائْتِنِي بِالْمَيْضَأَةِ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: حُلَّ لِي غُمَرِي- يَعْنِي قَدَحَهُ- فَحَلَلْتُهُ، فَجَعَلَ يَصُبُّ فِيهِ وَيَسْقِي النَّاسَ، فَقَالَ: «أَحْسِنُوا الْمِلْءَ، فَكُلُّكُمْ سَيَصْدُرُ عَنْ رِيٍّ، فَشَرِبَ الْقَوْمُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَبَّ لِي فَقَالَ: اشْرَبْ، قُلْتُ: اشرب أنت يا رسول الله، قَالَ: إِنَّ سَاقِيَ الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْبًا، فَشَرِبْتُ ثُمَّ شَرِبَ بَعْدِي، وَبَقِيَ مِنَ الْمَيْضَأَةِ نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُمِائَةٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَسَمِعَنِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَأَنَا أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: الْقَوْمُ أَعْلَمُ بِحَدِيثِهِمْ، انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ فَإِنِّي أَحَدُ السَّبْعَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ أَحَدًا يَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرِي. وَرَوَاهُ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ قَالَ: أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فبينا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَأَتَاهُ أعرابيّ فقال: يا رسول الله هَلَكَ الْمَالُ وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءَ قَزْعَةً [2] ، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا وَضَعَهُمَا حَتَّى ثَارَتْ سَحَابَةٌ [3] أَمْثَالُ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنِ الْمِنْبَرِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَنْ لِحْيَتِهِ، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَمِنَ الْغَدِ، وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ، حتى الجمعة الأخرى، فقام ذلك   [1] في الصحيح (681) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها، وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف 11/ 278- 279 رقم (20538) باب النبوّة، وانظر مثله في الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 180- 182. [2] أي قطعة من الغيم. [3] في حاشية الأصل و (ع) : السحاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 الْأَعْرَابِيُّ أَوْ غَيْرُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ وَجَاعَ الْعِيَالُ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهمّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» ، فَمَا يُشِيرُ بِيَدَيْهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّحَابِ إِلَّا انْفَرَجَتْ، حَتَّى صَارَتِ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ [1] ، وَسَالَ الوادي، وادي قباء شهرا، ولم يجيء أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ مِنَ النَّوَاحِي إِلَّا حَدَّثَ بِالْجُودِ. اتَّفَقَا عَلَيْهِ [2] . وَرَوَاهُ ثَابِتٌ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَنَسٍ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَرُوحُ بْنُ عُبَادَةَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، سَمِعَ عُمَارَةَ بْنَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي، قَالَ: «فَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ اللَّهَ» ، قَالَ: فَادْعُهُ، قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ الْوُضُوءَ، وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ، فَتَقْضِيهَا لِي، اللَّهمّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نفسي» . ففعل الرجل فبرأ [3] . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عن أبي جعفر الخطميّ [4] .   [1] هي الحفرة المستديرة الواسعة، أي حتى صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة، على ما في (تاج العروس للزبيدي 2/ 203) . [2] أخرجه البخاري 2/ 22 في كتاب الاستسقاء، باب من تمطّر في المطر حتى يتحادر على لحيته، ومسلّم (897) في كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 160. [3] رواه الترمذي 5/ 229 رقم (3649) وقال: هذا حديث حسن صحيح غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ من حديث أبي جعفر، وهو غير الخطميّ، ورواه أحمد في المسند 4/ 138. [4] رواه من هذه الطريق أحمد 4/ 138. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَبَطِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ [1] بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ ضَرِيرٌ فَشَكَا إِلَيْهِ ذِهَابَ بَصَرِهِ فَقَالَ: ائْتِ الْمَيْضَأَةَ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْ: «اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فَيُجْلِي لِي عَنْ بَصَرِي، اللَّهمّ شَفِّعْهُ فِيَّ وشفّعني في نفسي» ، قال عثمان: فو الله مَا تَفَرَّقْنَا وَلَا طَالَ الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ الرَّجُلُ وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطُّ. رَوَاهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] وَغَيْرُهُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: حَلَبَ [3] يَهُودِيٌّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ جَمِّلْهُ» ، قَالَ فَاسْوَدَّ شَعْرُهُ حَتَّى صَارَ أَشَدَّ سَوَادًا مِنْ كَذَا وَكَذَا. وَيُرْوَى نَحْوُهُ عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وَفِيهِ: «فَاسْوَدَّتْ لِحْيَتُهُ بَعْدَ مَا كَانَتْ بَيْضَاءَ» . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي سَعْدُ [4] بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدِّهِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَتْ لَيْلَةً شَدِيدَةَ الظُّلْمَةِ وَالْمَطَرِ فَقُلْتُ: لَوْ أَنِّي اغْتَنَمْتُ الْعَتْمَةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَبْصَرَنِي وَمَعَهُ عُرْجُونٌ يَمْشِي عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا قَتَادَةُ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ» ؟ قُلْتُ: اغْتَنَمْتُ شُهُودَ   [1] في ع: (سهيل) وهو تصحيف. [2] في المعرفة والتاريخ 3/ 272. [3] في الأصل «حاب» وعلى الباء شدّة. والتصحيح من: حجّة الله على العالمين للنبهاني- ص 437. [4] في (ع) سعيد، وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 الصَّلَاةِ مَعَكَ، فَأَعْطَانِي الْعُرْجُونَ فَقَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ خَلَفَكَ فِي أَهْلِكَ فَاذْهَبْ بِهَذَا الْعُرْجُونِ فَاسْتَعِنْ بِهِ حَتَّى تَأْتِيَ بَيْتَكَ، فَتَجِدَهُ فِي زَاوِيَةِ الْبَيْتِ فَاضْرِبْهُ بِالْعُرْجُونِ» ، فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَأَضَاءَ الْعُرْجُونُ مِثْلَ الشَّمْعَةِ نُورًا، فَاسْتَضَأْتُ بِهِ فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَوَجَدْتُهُمْ رُقُودًا، فَنَظَرْتُ فِي الزَّاوِيَةِ فَإِذَا فِيهَا قُنْفُذٌ، فَلَمْ أَزَلْ أَضْرِبُهُ بِهِ، حَتَّى خَرَجَ [1] . عَاصِمٌ عَنْ جَدِّهِ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ، لَكِنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ حَدِيثٌ قَوِيٌّ [2] . وَقَالَ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ: ثنا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْنُ مِنِّي. قَالَ: فَمَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِي وَلِحْيَتِي ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ جَمِّلْهُ وَأَدِمْ جَمَالَهُ» ، قَالَ: فَبَلَغَ بِضْعًا وَمِائَةِ سَنَةٍ وَمَا فِي لِحْيَتِهِ بَيَاضٌ إِلَّا نَبْذٌ يَسِيرٌ، وَلَقَدْ كَانَ مُنْبَسِطَ الْوَجْهِ لَمْ يَنْقَبِضْ وَجْهُهُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْصُولٌ، وَأَبُو زَيْدٍ هُوَ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ [3] . وَقَالَ عَلِيُّ بن الحسن بْنُ شَقِيقٍ: ثنا الْحُسَيْنِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا أبو نهيك   [1] رواه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 5- 6 رقم (9) ، وروى مثله من طريق أحمد بن محمد الخزاعي الأصبهاني، عن محمد بن بكير الحضرميّ، عن سويد بن عبد العزيز، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي سرح، عن قتادة (19/ 13- 14) رقم 19) وروى قسما منه ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 250، وكذا ابن الأثير في أسد الغابة 4/ 196، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 40- 41، وروى مثله الإمام أحمد في المسند في حديث طويل عن ساعة في الجمعة 3/ 65 من طريق سعيد بن الحرث عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، وتابعه ابن حجر في الإصابة 3/ 225- 226 وقال الهيثمي: ورجاله موثّقون. [2] هو الّذي رواه أحمد في المسند 3/ 65. [3] رواه أحمد في المسند 5/ 77، كما روى مثله من طريق زيد بن الحباب عن حسين، عن أبي نهيك، عن أبي زيد عمرو بن أخطب الأنصاري (5/ 340) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 الأزدي عن عمرو بن أخطب- وهو أَبُو زَيْدٍ- قَالَ: اسْتَسْقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، وَفِيهِ شَعْرَةٌ فَرَفَعْتُهَا ثُمَّ نَاوَلْتُهُ، فَقَالَ: «اللَّهمّ جَمِّلْهُ» ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ ابْنَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَمَا فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ طَاقَةٌ بَيْضَاءُ» [1] . وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: نا أَبِي، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ قَتَادَةَ بْنِ مِلْحَانَ فِي مَرَضِهِ، فَمَرَّ رَجُلٌ فِي مُؤَخَّرِ الدَّارِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ وَجْهَهَ، قَالَ: وَكُنْتُ قَلَّمَا رَأَيْتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ الدِّهَانُ. رَوَاهُ عَارِمٌ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عن مُعْتَمِرٍ [2] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ فَقَالَ. «كُلْ بِيَمِينِكَ» ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: «لَا اسْتَطَعْتَ» ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ قَالَ: فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ بَعْدُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالْوَلَدُ يَنْزِعُ إِلَى أَبِيهِ وَيَنْزِعُ إِلَى أُمِّهِ. قَالَ: «أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا» - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ- «أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الْوَلَدُ، فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَهُ إِلَى أَبِيهِ، وَإِذَا سَبَقَ ماء المرأة نزعه إلى أمّه» .   [1] رواه أحمد في المسند 5/ 340، وأبو نعيم في دلائل النبوّة 2/ 164. [2] رواه أحمد في المسند 5/ 27- 28 عن عارم، وعن يحيى بن معين، و 81، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 319 رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. [3] في الصحيح (2021) في كتاب الأشربة، باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 فأسلّم ابن سَلَامٍ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرَ الْمَدَنِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ مُرْسَلًا، فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْهُ، وَفِيهِ: «فَأَمَّا الشَّبَهُ فَأَيُّ النُّطْفَتَيْنِ سَبَقَتْ إِلَى الرَّحِمِ فَالْوَلَدُ بِهِ أَشْبَهُ» . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَامٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ أَنَّ ثَوْبَانَ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ حَبْرٌ [2] فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يا محمد، فدفعته دفعة كاد يضرع مِنْهَا، فَقَالَ: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ قُلْتُ: أَلَا تَقُولُ: يا رسول الله! قَالَ: إِنَّمَا سَمَّيْتُهُ [3] بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اسْمِي الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أهَلْيِ (مُحَمَّدٌ) » [4] فَقَالَ الْيَهُودِيُّ [5] : أَيْنَ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ؟ قَالَ: «فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ» ، قَالَ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً؟ قَالَ: «فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ» ؟ قَالَ: مِمَّا تُحْفَتُهُمْ حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «زِيَادَةُ كَبِدِ نُونٍ [6] ، قَالَ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى أَثَرِهِ [7] ؟ قَالَ: «يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الجنّة الّذي   [1] في كتاب الفتن 8/ 100 باب خروج النار، وفي الأنبياء، باب خلق آدم، وساقه في قصة إسلام عبد الله بن سلام، وابن أبي عاصم في الأوائل 84 رقم 193، والبغوي في شرح السّنّة 5447، والخطيب في المشكاة 5447 و 5870، ومسلّم (2941) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في خروج الدّجال ومكثه في الأرض، ونزول عيسى وقتله إياه، وابن الأثير في جامع الأصول 10/ 387 و 11/ 382، وكشف الخفاء 1/ 307، وانظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 125. [2] الحبر: بفتح الحاء المهملة وكسرها، وهو العالم. [3] عند مسلّم «ندعوه» . [4] عند مسلّم «إن اسمي محمد الّذي سمّاني به أهلي» . [5] عند مسلّم «جئت أسألك» فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أينفعك شيء إن حدّثتك؟» قال: «أسمع بأذنيّ، فنكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعود معه. فقال: «سل» ، فقال اليهوديّ: أين يكون الناس يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات» . [6] النون: الحوت، وجمعه نينان. [7] عند مسلّم «أثرها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا» ، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا» ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، قَالَ: «يَنْفَعُكَ إِنْ حَدَّثْتُكَ» ؟. قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ، قَالَ: «سَلْ» ، قَالَ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الْوَلَدِ، قَالَ: «مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا فعلا منّي الرجل منّي المرأة أذكرا بِإِذْنِ اللَّهِ؟ وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرجل آنثا بِإِذْنِ اللَّهِ» ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: صَدَقْتَ وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ سَأَلَنِي هَذَا الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ، وَمَا أَعْلَمُ شَيْئًا مِنْهُ حَتَّى أَتَانِي اللَّهُ بِهِ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ يَوْمًا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، قَالَ: «سَلُوا عَمَّا شِئْتُمْ، وَلَكِنِ اجْعَلُوا لِي ذِمَّةَ اللَّهِ وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عَلَى بَنِيهِ، إِنْ أَنَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ تَعْرِفُونَهُ أَتُبَايِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالُوا: لَكَ ذَلِكَ، قَالَ: «فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ» ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا: أَخْبِرْنَا عَنِ الطَّعَامِ الَّذِي حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ، وَأَخْبِرْنَا عَنْ مَاءِ الرَّجُلِ كَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ، حَتَّى يَكُونَ ذَكَرًا، وَكَيْفَ تَكُونُ الْأُنْثَى مِنْهُ حَتَّى تَكُونَ أُنْثَى، وَمَنْ وَلِيُّكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ: «فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ لَئِنْ أَنَا حَدَّثْتُكُمْ لَتُبَايِعُنِّي» ، فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، قَالَ: «أَنْشُدُكُمْ باللَّه الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا طَالَ سَقَمُهُ مِنْهُ، فَنَذَرَ للَّه لَئِنْ شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ: أَلْبَانُ الْإِبِلِ، وَأَحَبَّ   [1] في صحيحه رقم (315) في كتاب الحيض، باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 الطَّعَامِ إِلَيْهِ لَحْمَانُهَا» ؟ قَالُوا: اللَّهمّ نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ» ، قَالَ: «أَنْشُدُكُمْ باللَّه الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ غَلِيظٌ أَبْيَضُ، وَمَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلَا كَانَ لَهُ الْوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَإِنْ عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ كَانَ ذَكَرًا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَإِنْ عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ كَانَتْ أُنْثَى بِإِذْنِ اللَّهِ؟» قَالُوا: اللَّهمّ نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهمّ اشْهَدْ» ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ باللَّه الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ» ؟ قَالُوا: اللَّهمّ نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهمّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ» . قَالُوا: أَنْتَ الْآنَ حَدِّثْنَا مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُكَ، قَالَ: «وَلِيِّي جِبْرِيلُ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ وَلِيُّهُ» ، قَالُوا: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ، لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ غَيْرَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَبَايَعْنَاكَ [1] وَصَدَّقْنَاكَ، قال: «وَلِمَ» ؟ قَالُوا: إِنَّهُ عَدُوُّنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ 2: 97 [2] الآية. ونزلت فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ 2: 90 [3] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى هَذَا النَّبِيِّ فَنَسْأَلْهُ، فَقَالَ الْآخَرُ: لَا تَقُلْ نَبِيٌّ، فَإِنَّهُ إِنْ سَمِعَكَ تَقُولُ نَبِيٌّ كَانَتْ لَهُ أَرْبَعَةُ أَعْيُنٍ، فَانْطَلَقَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَاهُ عَنْ قَوْلِهِ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ، قَالَ: «لَا تُشْرِكُوا باللَّه شَيْئًا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْحَرُوا، وَلَا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فَيَقْتُلَهُ، وَلَا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلَا تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ، وَلَا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً- شَكَّ شعبة- وعليكم   [1] في النسخ (لتابعناك) . [2] سورة البقرة- الآية 97. [3] سورة البقرة- الآية 90، والحديث رواه ابن سعد بطوله في الطبقات الكبرى 1/ 174- 176. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 خَاصَّةً مَعْشَرَ الْيَهُودِ أَنْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ» . فَقَبَّلَا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَقَالَا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْ تُسْلِمَا» ؟ قَالَا: إِنَّ دَاوُدَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ لَا يَزَالَ فِي ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ، وَنَحْنُ نَخَافُ إِنْ أَسْلَمْنَا أَنْ تَقْتُلَنَا الْيَهُودُ. وَقَالَ عَفَّانُ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ ابْتَعَثَ نَبِيَّهُ لِإِدْخَالِ رِجَالٍ الْجَنَّةَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنِيسَةً فَإِذَا هُوَ بِيَهُودَ، وَإِذَا يَهُودِيٌّ يَقْرَأُ التَّوْرَاةَ، فَلَمَّا أَتَى عَلَى صِفَتِهِ أَمْسَكَ، وَفِي نَاحِيَتِهَا رَجُلٌ مَرِيضٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لكم أَمْسَكْتُمْ» ؟ فَقَالَ الْمَرِيضُ: إِنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى صِفَةِ نَبِيٍّ فَأَمْسَكُوا، ثُمَّ جَاءَ الْمَرِيضُ يَحْبُو حَتَّى أَخَذَ التَّوْرَاةَ وَقَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَقَرَأَ، حَتَّى أَتَى عَلَى صِفَتِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ صِفَتُكَ وَصِفَةُ أُمَّتِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لُوا أَخَاكُمْ» [1] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِكْرَزِ، عَنْ وَابِصَةَ- هُوَ الْأَسَدِيُّ [2]- قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لَا أَدَعَ شَيْئًا مِنَ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ إِلَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّى النَّاسَ، فَقَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: دَعُونِي أَدْنُو [3] مِنْهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ. فَقَالَ: «ادْنُ يَا وَابِصَةُ» ، فَدَنَوْتُ حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي ركبته، فقال: «يا وابصة أخبرك   [1] روى ابن سعد في طبقاته 1/ 185 من طريق علي بن محمد، عن الصلت بن دينار، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي صخر العقيلي بنحوه. [2] هو وابصة بن معبد بن عتبة، وفد على الرسول صلّى الله عليه وسلّم سنة 9 هـ-. ونزل الجزيرة. انظر عنه طبقات ابن سعد 7/ 476، وطبقات خليفة 35 و 128 و 318، والتاريخ الكبير 8/ 187 رقم 2647، والجرح والتعديل 9/ 47 رقم 203 الاستيعاب 3/ 641، 642، وأسد الغابة 5/ 76- 77، والكاشف 3/ 204 رقم 6130، وتهذيب التهذيب 11/ 100 رقم 173، وتقريب التهذيب 2/ 328 رقم 1، والإصابة 3/ 626 رقم 9085. [3] كذا في الأصل بإثبات الواو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 بِمَا جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْهُ» ؟ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي يَا رسول الله، قَالَ: «جِئْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَجَمَعَ أَصَابِعَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهَا فِي صَدْرِي وَيَقُولُ: يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، اسْتَفْتِ نَفْسَكَ، الْبِرُّ: مَا اطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وأفتوك» [1] . وقال ابن وهب: حدّثني معاوية عن أبي عبد الله محمد الْأَسَدِيِّ، سَمِعَ وَابِصَةَ الأَسَدِيَّ قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ، فَقَالَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَسْأَلَهُ: «جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ» ؟ قُلْتُ: إِي وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لَلَّذِي جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهُ، فَقَالَ: «الْبِرُّ مَا انْشَرَحَ لَهُ صَدْرُكَ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ، وَإِنْ أَفْتَاكَ عَنْهُ النَّاسُ» [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ بُجَيْرِ بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ، سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْنَا إِلَى الطَّائِفِ، فَمَرَرْنَا بِقَبْرٍ، فَقَالَ: «هَذَا قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ، وَهُوَ أَبُو ثَقِيفٍ، وَكَانَ مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ، فَلَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمَهُ مَنَعَهُ مَكَانُهُ مِنَ الْحَرَمِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ أَصَابَتْهُ النَّقْمَةُ الَّتِي أَصَابَتْ قَوْمَهُ بِهَذَا الْمَكَانِ، فَدُفِنَ فِيهِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ دُفِنَ مَعَهُ غُصْنٌ مِنْ ذَهَبٍ، إِنْ أَنْتُمْ نَبَشْتُمْ عَنْهُ أَصَبْتُمُوهُ» . قَالَ: فابتدرناه فاستخرجنا الغصن [3] .   [1] رواه أحمد في المسند 4/ 227 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن وابصة بن معبد، بنحوه. [2] أخرجه مسلّم (2553) من طريق محمد بن حاتم بن ميمون، عن ابن مهدي، عن معاوية بن صالح، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير، عَنْ أبيه، عن النّواس بن سمعان الأنصاري، بنحوه، وكذلك من طريق هارون بن سعيد الأبلي، عن عبد الله بن وهب، عن معاوية، مثله، والترمذي في الزهد (2497) و (2498) عن عبد الرحمن، في باب ما جاء في البر والإثم، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 182 و 227 وهو الّذي مرّ قبله و 228، و 5/ 251 و 252 و 256. [3] أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 بَابٌ مِنْ أَخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَوَائِنِ بَعْدَهُ فَوَقَعَتْ كَمَا أَخْبَرَ شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَقَدْ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَكُونُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْأَلْهُ مَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْهَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا مَا تَرَكَ فِيهِ شَيْئًا إلى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ- وَفِي لَفْظٍ: «حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ» - وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ، ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ بِمَعْنَاهُ [2] . وقال عزرة [3] بن ثابت: ثناء عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، ثنا أَبُو زَيْدٍ [4] قَالَ: صلّى بنا   [1] في صحيحه (1/ 289- 24) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إخبار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما يكون إلى قيام الساعة. [2] أخرجه البخاري 7/ 211 في كتاب القدر، باب وكان أمر الله قدرا مقدورا، ومسلّم (2891/ 23) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، وأحمد 1/ 377 و 413 و 443 و 446 و 453 و 4/ 278. [3] في طبعة القدسي 2/ 264 «عروة» ، وهو تصحيف، والتصحيح من: (تهذيب التهذيب 7/ 192 رقم 366) . [4] هو عمرو بن أخطب الأنصاري، أحد الذين جمعوا القرآن في عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم. (أسد الغابة 5/ 204) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى أَظُنَّهُ قَالَ: حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَحْفَظُنَا أَعْلَمُنَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ [2] فَقُلْنَا: أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لَنَا، أَلَا تَسْتَنْصِرُ اللَّهَ لَنَا؟ فَجَلَسَ مُحْمَارًّا وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَيُؤْخَذُ الرجل فتحفر له الحفرة، فيوضع المنشار على رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، أَوْ يُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا بَيْنَ عَصَبِهِ وَلَحْمِهِ، مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْكُمْ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخْشَى إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هل لَكَ مِنْ أَنْمَاطٍ [4] » ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَّى يَكُونُ لِي أَنْمَاطٌ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهَا سَتَكُونُ، قَالَ: فَأَنَا أَقُولُ الْيَوْمَ لِامْرَأَتِي: نَحِّي عَنِّي أَنْمَاطَكِ، فَتَقُولُ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا سَتَكُونُ لَكُمْ أنماط بعدي،   [1] في صحيحه (2892) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إخبار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما يكون إلى قيام الساعة. [2] في دلائل النبوّة للبيهقي زيادة هنا «وقد لقينا من المشركين شدّة شديدة» . [3] أخرجه البخاري 4/ 179- 180 في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، و 8/ 56 في كتاب الإكراه، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر، وأبو داود (2649) في كتاب الجهاد، باب في الأسير يكره على الكفر، وأحمد 5/ 110. [4] ضرب من البسط له خمل رقيق. (إرشاد الساري) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 فَأَتْرُكُهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ النُّمَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُفْتَحُ الْيَمَنُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ [2] فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ فَيَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الْعِرَاقُ، فَيَأْتِي قَوْمٌ فَيَبُسُّونَ فَيَتَحَمَّلُونَ بِأَهْلِيهِمْ وَمَنْ أَطَاعَهُمْ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ» . أَخْرَجَاهُ [3] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، ثنا بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [4] ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ لِي: «يَا عَوْفُ اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مَوْتَانُ [5] ، يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ [6] الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ فِيكُمْ، حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلَّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يبقى بيت من الْعَرَبِ إِلا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وبين بني الأصفر، فيغدرون،   [1] أخرجه البخاري 4/ 184 في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، ومسلّم (2083) في كتاب اللباس والزينة، باب جواز اتخاذ الأنماط. [2] يبسّون: قال أهل اللغة: يبسّون، ويقال أيضا: يبسّون. أي يتحمّلون بأهليهم، وقيل معناه: يدعون الناس إلى بلاد الخصب، وهو قول يقال: بسست الناقة وأبسستها إذ سقتها وزجرتها، وقلت لها بس بس، بكسر الباء وفتحها. (شرح صحيح مسلّم 2/ 1008 والنهاية لابن الأثير) . [3] أخرجه البخاري 2/ 222 في كتاب الحج، باب من رغب عن المدينة، ومسلّم (1388) في كتاب الحج، باب الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار. [4] في نسخة دار الكتب «بشر بن عبد الله» ، والتصحيح من الأصل، والمشتبه للذهبي 1/ 79. [5] أي وباء. [6] قعاص: بضم القاف، داء يأخذ الغنم فتموت من وقتها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً [1] ، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ، سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَاسْتَوْصُوا بأهلها خيرا، فإنّ لهم ذمّة ورجما» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إِذَا فَتَحْتُمْ مِصْرَ فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا» . مُرْسَلٌ مَلِيحُ الْإِسْنَادِ [4] . وَقَدْ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ مُتَّصِلًا. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ: هَاجَرُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ كَانَتْ قِبْطِيَّةً، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ: مَارِيَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ قِبْطِيَّةٌ. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يَهْلِكُ كِسْرَى، ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وقيصر ليهلكنّ، ثمّ لا يكون   [1] أي راية. [2] رواه البخاري 4/ 68 في كتاب الجهاد والسير، باب ما يحذر من الغدر وقوله تعالى: وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ الله 8: 62، وابن ماجة (2042) في كتاب الفتن، باب أشراط الساعة، ورواه أحمد في المسند 5/ 228 من طريق وكيع، عن النهاس بن فهم، عن شدّاد أبي عمّار، ومعاذ بن جبل. [3] في صحيحه (2543) في كتاب فضائل الصحابة، باب وصيّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأهل مصر، وفيه زيادة في آخره: «فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها» . [4] أخرجه مسلّم بإسناده السابق بنحوه. (2543/ 227) في فضائل الصحابة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُنْفَقَنَّ [1] كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . أَمَّا كِسْرَى وَقَيْصَرُ الْمَوْجُودَانِ عِنْدَ مَقَالَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُمَا هَلَكَا، وَلَمْ يَكُنْ بَعْدَ كِسْرَى كِسْرَى آخَرُ، وَأُنْفِقَ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْرِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه، وبقي للقياصرة ملك بالروم وقسطنطينية، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «ثَبُتَ مُلْكُهُ» حِينَ أَكْرَمَ كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ يَقْضِيَ اللَّهُ تَعَالَى فتح القسطنطينية، وَلَمْ يَبْقَ لِلْأَكَاسِرَةِ مُلْكٌ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ» حِينَ مَزَّقَ كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ أُتِيَ بِفَرْوَةِ كِسْرَى فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَفِي الْقَوْمِ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمَ، قَالَ فَأَلْقَى إِلَيْهِ سِوَارَيْ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، فَجَعَلَهُمَا فِي يَدَيْهِ فَبَلَغَا مَنْكِبَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُمَا عُمَرُ فِي يَدَيْ سُرَاقَةَ قَالَ: الْحَمْدُ للَّه سِوَارَا كِسْرَى فِي يَدِ سُرَاقَةَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ عَنْ عديّ بن حاتم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنّكم   [1] وفي رواية «لتقسمنّ» . (انظر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان لمحمد فؤاد عبد الباقي 3/ 308، والخصائص الكبرى للسيوطي 2/ 117) . [2] أخرجه البخاري 4/ 24 في كتاب الجهاد والسير، باب الحرب خدعة، و 4/ 50 في باب فرض الخمس، باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أحلّت لكم الغنائم وقال الله تعالى: وَعَدَكُمُ الله مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ 48: 20 وهي للعامّة حتى يبيّنه الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ومسلّم (2918/ 76) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل، فيتمنّى أن يكون مكان الميت من البلاء، والترمذي (2313) في كتاب الفتن، باب ما جاء إذا ذهب كسرى فلا كسرى بعده، وأحمد في المسند 2/ 233 و 240 و 256 و 272 و 313 و 437 و 5/ 92 و 99 و 105. [3] انظر ما أخرجه البخاري في الجهاد والسير 3/ 235، والمغازي 5/ 136 كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كسرى وقيصر، وأحمد في المسند 1/ 243 و 305. [4] انظر الاستيعاب 2/ 120، وأسد الغابة 2/ 265- 266، تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 210، الوافي بالوفيات 15/ 130 رقم 185، الإصابة لابن حجر 2/ 19 رقم 3115. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 سَتَفْتَحُونَهَا، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَبْ لِي ابْنَةَ بُقَيْلَةَ [1] ، قَالَ: «هِيَ لَكَ» ، فَأَعْطَوْهُ إِيَّاهَا، فَجَاءَ أَبُوهَا فَقَالَ: أَتَبِيعُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بِكَمْ؟ احْكُمْ مَا شِئْتَ، قَالَ: أَلْفُ دِرْهَمٍ، قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهَا، قَالُوا لَهُ: لَوْ قُلْتَ ثَلَاثِينَ أَلْفًا لَأَخَذَهَا، قَالَ: وَهَلْ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفٍ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَمَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتُجَنِّدُونَ أَجْنَادًا، جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ» ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غَدْرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ» ، قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ: مَنْ تَكَفَّلَ اللَّهُ بِهِ فَلَا ضَيْعَةَ عَلَيْهِ. صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا وَكِرْمَانَ- قَوْمًا مِنَ الْأَعَاجِمِ- حُمْرُ الْوُجُوهِ، فُطْسُ الْأُنُوفِ، صِغَارُ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ» [3] ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ» . (خ) [4] .   [1] بقيلة هو: عمرو بن عبد المسيح بن قيس بن حيّان بن الحارث. سمّي بقيلة لأنه خرج على قومه في بردين أخضرين، فقالوا: يا حار ما أنت إلّا بقيلة خضراء. (تاريخ الطبري 3/ 361) . [2] أخرجه أبو داود (2483) في كتاب الجهاد، باب في سكنى الشام، من طريق حيوة بن شريح الحضرميّ، عن بقيّة، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن ابن أبي قتيلة، عن ابن حوالة، بمثله، وأحمد في المسند 5/ 33 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، وهاشم بن القاسم، عن محمد بن راشد، عن مكحول، عن عبد الله بن حوالة، و 5/ 288 من طريق عصام بن خالد وعلي بن عياش، عن حريز، عن سليمان بن شمير، عن ابن حوالة الأزدي. [3] المجنّ: هو الترس. والمطرقة: التي ألبست الأطرقة من الجلود، وهي الأغشية. (فتح الباري 6/ 104) . [4] أخرجه البخاري 4/ 175 في كتاب المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، من طريق سليمان بن حرب، عن جرير بن حازم، عن الحسن، عن عمرو بن تغلب، بنحوه، ورواه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارِ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ جَبْرِ بْنِ عَبِيدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَعَدَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْهِنْدِ، فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا أُنْفِقْ فِيهَا مَالِي وَنَفْسِي، فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ أَفْضَلِ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ رَجَعْتُ فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرِّرُ [1] . غَرِيبٌ [2] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ، وَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ [3] ، فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْعَاقِبَةَ في الآخر وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، سَمِعَ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَتَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ» ، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بَيْعَةَ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ» . اتَّفَقَا عَلَيْهِ [5] .   [ () ] أحمد في المسند 2/ 318 بنصّه، ومسلّم (2912) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل ... والترمذي (2312) في كتاب الفتن، باب ما جاء في قتال الترك. [1] يعني: المعتق، كما في النهاية لابن الأثير. [2] رواه النّسائي في كتاب الجهاد، غزوة الهند 6/ 42، وأحمد في المسند 2/ 229 و 369. [3] رطب ابن طاب: نوع من تمور المدينة طيّب معروف، يقال له: رطب ابن طاب، وتمر ابن طاب، وعذق ابن طاب، وهو منسوب إلى ابن طاب، رجل من أهل المدينة. (انظر النهاية لابن الأثير) . [4] في صحيحه (2270) في كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ورواه أحمد في المسند 3/ 286. [5] أخرجه البخاري (1621) ، ومسلّم (1842) في كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول، وابن ماجة في الجهاد (2871) باب الوفاء بالبيعة، وأحمد في المسند 2/ 297. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ بَدَأَ هَذَا الْأَمْرَ نُبُوَّةً وَرَحْمَةً، وَكَائِنًا خِلَافَةً وَرَحْمَةً، وَكَائِنًا مُلْكًا عَضُوضًا، وَكَائِنًا عُتُوًّا [1] وَجَبْرِيَّةً وَفَسَادًا فِي الْأُمَّةِ، يَسْتَحِلُّونَ الْفُرُوجَ وَالْخُمُورَ وَالْحَرِيرَ وَيُنْصَرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَيُرْزَقُونَ أَبَدًا حَتَّى يَلْقَوُا اللَّهَ» . وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ وَغَيْرُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ» . قَالَ لِي سَفِينَةُ: أَمْسَكَ أَبُو بَكْرٍ سَنَتَيْنِ، وَعُمَرُ عَشْرًا، وعثمان اثنتي عشرة، وَعَلِيٌّ سِتًّا. قُلْتُ لِسَفِينَةَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَكُنْ خَلِيفَةً، قَالَ: كَذَبَتْ أَسْتَاهُ بَنِي الزَّرْقَاءِ، يَعْنِي بَنِي مَرْوَانَ. كَذَا قَالَ فِي عَلِيٍّ «سِتًّا» ، وَإِنَّمَا كَانَتْ خِلَافَةُ عَلِيٍّ خَمْسَ سِنِينَ إِلَّا شَهْرَيْنِ، وَإِنَّمَا تَكْمُلُ الثَّلَاثُونَ سَنَةً بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ زَائِدَةٍ عَمَّا ذُكِرَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [2] . وَقَالَ صالح بن كيسان، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَوْمِ الّذي بدئ فيه، فقلت: وا رأساه، فَقَالَ: «وَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ، فَهَيَّأْتُكِ وَدَفَنْتُكِ» ، فَقُلْتُ غَيْرَى: كَأَنِّي بِكَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَرُوسًا بِبَعْضِ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «بَلْ أنا وا رأساه، ادْعِي لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ، حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ وَيَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ: أَنَّى، وَلَا، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ، وَعِنْدَهُ: فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولَ قَائِلٌ: أَنَّى، ولا [3] .   [1] هكذا في نسخة دار الكتب وغيرها، وفي الأصل «عنوة» . [2] في السنن (4646) و (4647) في كتاب السّنّة، باب في الخلفاء، والترمذيّ في الفتن (2326) باب ما جاء في الخلافة، وأحمد في المسند 4/ 273 و 5/ 44 و 50 و 404. [3] أخرجه ابن ماجة (1465) مختصرا من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَضَرَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: «اثْبُتْ عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ نَحْوَهُ، لَكِنَّهُ قَالَ «حِرَاءَ» بَدَلَ «أُحُدٍ» ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ. وَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [ () ] عائشة قالت: «رجع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ البقيع، فوجدني وأنا أجد صداعا في رأسي، وأنا أقول: وا رأساه. فقال: «بل أنا، يا عائشة، وا رأساه» ثم قال: «ما ضرّك لو متّ قبلي فقمت عليك فغسّلتك وكفّنتك وصلّيت عليك ودفنتك» انظر كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل الرجل امرأته وغسل المرأة الرجل، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناد رجاله ثقات، رواه البخاري من وجه آخر مختصرا. ورواه أحمد في المسند 6/ 228، عن عائشة قالت: رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم من جنازة بالبقيع، وأنا أجد صداعا في رأسي، وأنا أقول: وا رأساه. قال: «بل أنا وا رأساه» . قال: «ما ضرّك لو متّ قبلي فغسّلتك وكفّنتك ثم صلّيت عليك ودفنتك» . قلت: لكنّي أو لكأنّي بك والله لو فعلت ذلك، لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض نسائك. قالت: فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم بدئ بوجعه الّذي مات فيه. [1] في صحيحه 4/ 197 في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومن صحب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه، باب فضل أبي بكر بعد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه 4/ 199، 200، ولفظه: «صعد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله» . قال: «أثبت أحد فما عليك إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيد» ، وفي مناقب عثمان رضي الله عنه 4/ 204 ولفظه: «.. فرجف وقال: «اسكن أحد، أظنّه ضربه برجله، فليس عليك إلّا نبيّ وصدّيق وشهيدان» ، رواه مسلّم (2417) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، وفيه «حراء» بدل «أحد» ، ورواه الترمذي (3697) في المناقب، باب مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه. ورواه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة من طريق سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ولفظه: «كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حراء، فتحرّك، فقال: أثبت حراء، فإنّه ليس عليك إلّا نبيّ أو صدّيق، أو شهيد. وعليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأبو بكر، وعمر، وعليّ وعثمان» . (انظر كتابنا: من حديث خيثمة بن سليمان- ص 95) وجامع الأصول لابن الأثير 8/ 566- 567. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 كَانَ عَلَى حِرَاءٍ، هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . أَبُو بَكْرٍ صِدِّيقٌ، وَالْبَاقُونَ قَدِ اسْتُشْهِدُوا. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ هَلَكْتُ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: نَهَانَا اللَّهُ أَنْ نُحِبَّ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لَمْ نَفْعَلْ، وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْحَمْدَ، وَنَهَانَا عَنِ الْخُيَلَاءِ، وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ، وَنَهَانَا أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ، وَأَنَا جَهِيرُ الصَّوْتِ [2] ، فَقَالَ: «يَا ثَابِتُ أَلَا [3] تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ» ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: فَعَاشَ حَمِيدًا، وَقُتِلَ شَهِيدًا يَوْمَ مسيلمة الكذّاب. مرسل [4] ،.   [1] في صحيحه (2417/ 50/ 2) وزاد: «سعد بن أبي وقّاص» . [2] في السّير «وأنا رجل رفيع الصوت» . [3] في السير «أما» وكذلك في المصنّف، والمعجم الكبير. [4] إسناده قويّ مع كونه مرسلا. (انظر فتح الباري لابن حجر 6/ 621) وقد أخرجه مسلم (119) من طريق حمّاد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك أنه قال: «لما نزلت هذه الآية» : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ.. 49: 2 إلى آخر الآية، جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار. واحتبس عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسأل النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سعدَ بْنُ مُعَاذٍ فقال: يا أبا عمرو ما شأن ثابت؟ اشتكى؟ قال سعد: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أنّي من أرفعكم صوتا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل هو من أهل الجنة» . وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 234 من طريق ابن شهاب، عن إسماعيل بن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن ثابت بن قيس. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرّجاه بهذه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 وَثَبَتَ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ [1] وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أن الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ [2] أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكن التَّحْرِيشُ» [3] . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لُحُوقًا بِي وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] . وَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ كَانَ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ [6] ، فَإِنْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فَهُوَ   [ () ] السياقة، ووافقه الذهبي. وفيه أن إسماعيل بن محمد لم يخرّج له الشيخان ولا أحدهما. وكذا أبوه محمد بن ثابت. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 321- 322، وسير أعلام النبلاء 1/ 309- 310، وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف (20425) 11/ 239، والطبراني في المعجم الكبير 2/ 66- 68 رقم 1310 و 1311 و 1312 و 1313 و 1314 و 1315. [1] روى الطبراني في المعجم الكبير 2/ 65 رقم (1305 و (1306) أنّه قتل يوم اليمامة وكان ذلك سنة 12 هـ. [2] وفي رواية «يئس» وكلاهما جائز. [3] في صحيح مسلم «ولكن في التحريش بينهم» . والمعنى أنه يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها. [4] في صحيحه (2812) في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس، وأنّ مع كل إنسان قرينا. ورواه الترمذي في كتاب البرّ 25، وأحمد في المسند 3/ 313 و 354 و 366 و 384 و 5/ 72. [5] أخرجه البخاري 4/ 183 في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، من حديث أطول، ومسلم (2450) في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة بنت النبيّ عليها الصلاة والسلام، وابن ماجة (1621) في كتاب الجنائز، باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأحمد في المسند 6/ 240 و 282 و 383، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 223 رقم 408. [6] أي ملهمون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ عُمَرَ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ مَلَكٍ [2] . وَمِنْ وُجُوهٍ، عَنْ عَلِيٍّ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَصْرِيُّ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا يُدْعَى سَارِيَةَ، فَبَيْنَمَا عُمَرُ يَخْطُبُ، فَجَعَلَ يَصِيحُ (يَا سَارِيَةُ [4] الْجَبَلَ) ، فَقَدِمَ رَسُولٌ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقِينَا عَدُوَّنَا فَهَزَمُونَا، فَإِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ (يَا سَارِيَةُ الْجَبَلَ) فَأَسْنَدْنَا ظُهُورَنَا إِلَى الْجَبَلِ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، فَقُلْنَا لِعُمَرَ: كُنْتَ تَصِيحُ بِذَلِكَ [5] . وَقَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: وَحَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِذَلِكَ. وَقَالَ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، فَذَكَرَ حَدِيثَ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ [6] بِطُولِهِ، وَفِيهِ: فَوَفَدَ أَهْلُ الكوفة إلى عمر، وفيهم رجل يدعى   [1] في صحيحه (2398) في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه، وأخرجه البخاري 4/ 200 في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، برواية ابن عباس: «ما من نبيّ ولا محدّث» ، والترمذيّ في المناقب 17، وأحمد في المسند 6/ 55. [2] رواه ابن الجوزي في مناقب أمير المؤمنين عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّه عنه- ص 252 ثنا طارق بن شهاب عليه. وانظر طبقات ابن سعد 3/ 369. [3] مناقب عمر لابن الجوزي- ص 245. [4] في الأصل «يا ساري» . [5] مناقب عمر لابن الجوزي- ص 172- 173 في ذكر كراماته. [6] القرني: بالفتح، نسبة إلى قرن، بطن من مراد. (انظر سير أعلام النبلاء 4/ 20) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 أُوَيْسًا، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا هَاهُنَا مِنَ الْقَرَنِيِّينَ أَحَدٌ؟ قَالَ: فَدُعِيَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حَدَّثَنَا أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ، وَلَا يَدَعُ بِهَا إِلَّا أُمًّا لَهُ، قد كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهُ عَنْهُ، فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ، يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَأْمُرْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مُخْتَصَرًا [1] عَنْ رِجَالِهِ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مُخْتَصَرًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ [2] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [3] ، عَنْ أُسَيْرٍ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ الْيَمَنِ جَعَلَ عُمَرُ يَسْتَقْرِئُ الرِّفَاقَ فَيَقُولُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ قَرَنٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى قَرَنٍ، قَالَ: فَوَقَعَ زِمَامُ عُمَرَ أَوْ زِمَامُ أُوَيْسٍ، فَتَنَاوَلَهُ عُمَرُ، فَعَرَفَهُ بِالنَّعْتِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أُوَيْسٌ، قَالَ: هَلْ كَانَتْ لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَلْ كَانَ بِكَ مِنَ الْبَيَاضِ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، دَعَوْتُ اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنِّي إِلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ مِنْ سُرَّتِي لِأَذْكُرَ بِهِ رَبِّي، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ، وَلَهُ وَالِدَةٌ، وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ» . الْحَدِيثَ [4] .   [1] في صحيحه (2542) في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس القرني رضي الله عنه. [2] انظر صحيح مسلم 4/ 1968- 1969. [3] في الأصل، في الموضعين «أبي نصرة» بالصاد المهملة، وهو تحريف. [4] رواه مسلم (2542) في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أويس القرني رضي الله عنه، وآخره: «فمروه فليستغفر لكم» ، ورواه أحمد في المسند 1/ 38- 39، وابن سعد في الطبقات 6/ 113، والعقيلي في الضعفاء 1/ 50، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 80، والحاكم في المستدرك 3/ 402 عن شريك، عن يزيد بن أبي زياد، وهذا سند ضعيف من أجل شريك ويزيد، فإنّهما ضعيفان من قبل حفظهما. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 2/ 470- 471. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 وَقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا أَتَتْ عَلَيْهِ أَمْدَادُ الْيَمَنِ سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى أُوَيْسٍ فَقَالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ درهم، له والدة هو بها بر، لو أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَةَ، قَالَ: أَلَا أَكْتُبُ لَكَ إِلَى عَامِلِهَا فَيَسْتَوْصُوا بِكَ خَيْرًا؟ فَقَالَ: لَأَنْ أَكُونَ فِي غَبْرَاءِ [1] النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الْمُقْبِلِ حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ أُوَيْسٍ، كَيْفَ تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: رَثَّ الْبَيْتِ [2] قَلِيلَ الْمَتَاعِ، قَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسٌ مَعَ أَمْدَادِ الْيَمَنِ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ والدة هو بها بر، لو أقسم على اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ أَتَى أُوَيْسًا فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: أَنْتَ أَحْدَثُ عَهْدًا بِسَفَرٍ صَالِحٍ فَاسْتَغْفِرْ لِي، وَقَالَ: لَقِيتَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاسْتَغْفِرْ لَهُ، قَالَ فَفَطِنَ لَهُ النَّاسُ، فَانْطَلَقَ عَلَى وَجْهِهِ. قَالَ أُسَيْرُ بْنُ جَابِرٍ: فَكَسَوْتُهُ بُرْدًا، فَكَانَ إِذَا رَآهُ إِنْسَانٌ قَالَ: مِنْ أَيْنَ لِأُوَيْسٍ هَذَا. رواه مسلم بطوله [3] .   [1] في حاشية الأصل «غمار. خ» إشارة إلى نسخة فيها ذلك. [2] في الأصل «الثياب» وفوقها «البيت» ، وهذا هو لفظ مسلم. [3] في صحيحه (2542/ 225) في كتاب فضائل الصحابة، وأشار إليه أبو نعيم في الحلية 2/ 80، وانظر طبقات ابن سعد 6/ 161 وما بعدها، والزهد لابن المبارك في الملحق من رواية نعيم- ص 59- 61. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ [1] ، نَادَى مُنَادٍ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ أَصْحَابَ عَلِيٍّ: «أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَضَرَبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ مَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَيْرُ التَّابِعِينَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ» [2] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ؟ قُلْتُ: أَنَا، قَالَ: هَاتِ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، فَقُلْتُ: ذِكْرُ فِتْنَةِ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ، تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: لَيْسَ هَذَا أَعْنِي، إِنَّمَا أَعْنِي الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ يَنَالُكَ مِنْ تِلْكَ شَيْءٌ، إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: أَرَأَيْتَ الْبَابَ يُفْتَحُ أَوْ يُكْسَرُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ إِذًا لَا يُغْلَقُ أَبَدًا، قُلْتُ: أَجَلْ، فَقُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ غَدًا دُونَهُ اللَّيْلَةَ، وَذَلِكَ أَنِّي حَدَّثْتُهُ حديثًا ليس بالأغاليط، فَسَأَلَهُ مَسْرُوقٌ: مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: عُمَرُ. أَخْرَجَاهُ [3] . وَقَالَ شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، عَنِ ابْنِ المسيّب، عن أبي موسى الأشعريّ   [1] في (ع) «يوم حنين» وهو تصحيف. [2] إسناده ضعيف، لضعف شريك ويزيد بن أبي زياد، وهو في المستدرك للحاكم 3/ 402، وحلية الأولياء لأبي نعيم 2/ 86. [3] أخرجه البخاري 8/ 96 في كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، وفي كتاب الزكاة 2/ 119 باب الصدقة تكفّر الخطيئة، وفي كتاب الصوم 2/ 226 باب الصوم كفّارة، وفيه لفظ «الصوم» بعد قوله «تكفّرها الصلاة» ، وفي كتاب المناقب 4/ 174 باب علامات النبوّة في الإسلام، ورواه مسلم (144) في كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، وإنه يأرز بين المسجدين، و (144/ 26) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر، والترمذي (2359) في كتاب الوصايا، باب رقم (61) ، وقال: هذا حديث صحيح، وابن ماجة (3955) في كتاب الفتن، باب ما يكون من الفتن، وأحمد في المسند 5/ 386 و 401 و 405. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 فِي حَدِيثِ الْقُفِّ [1] : فَجَاءَ عُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، عَلَى بَلْوَى- أَوْ بَلَاءٍ- يُصِيبُهُ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ الْقَطَّانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ادْعِي لِي- أَوْ لَيْتَ عِنْدِي- رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي» ، قَالَتْ: قُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: عُمَرُ؟ قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: ابْنُ عَمِّكَ عَلِيٌّ؟ قَالَ: «لَا» ، قلت: فعثمان؟   [1] القفّ: ما ارتفع من متن الأرض، وهنا جدار مبنيّ مرتفع حول البئر كالدّكّة يمكن الجلوس عليه. [2] رواه البخاري 8/ 96- 97 في كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر. وهو بطوله عن أبي موسى الأشعريّ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته وخرجت في إثره فلما دخل الحائط جلست على بابه وقلت لأكوننّ اليوم بوّاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يأمرني، فذهب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقضى حاجته وجلس على قفّ البئر فكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل، فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فوقف فجئت إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: يا نبيّ الله، أبو بكر يستأذن عليك. فقال «ائذن له، وبشّره بالجنّة» ، فدخل فجاء عن يمين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر فجاء عمر، فقلت: كما أنت، حتى أستأذن لك، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ائذن له وبشّره بالجنة» ، فجاء عن يسار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فكشف عن ساقيه فدلّاهما في البئر، فامتلأ القفّ فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان، فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ائذن له وبشّره بالجنة معها بلاء يصيبه» ، فدخل فلم يجد معهم مجلسا، فتحوّل حتى جاء مقابلهم على شفة البئر فكشف عن ساقيه ثم دلّاهما في البئر، فجعلت أتمنّى أخا لي وأدعو الله أن يأتي. قال ابن المسيّب: فتأوّلت ذلك قبولهم اجتمعت هاهنا وانفرد عثمان» . ورواه في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 4/ 196- 197 في باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لو كنت متّخذا خليلا، و 4/ 201- 202 باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و 4/ 202 باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، و 7/ 123 في كتاب الأدب، باب نكت العود في الماء والطين، ومسلم (2403) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه، والترمذي (3711) في المناقب، باب رقم (61) ، ورواه خيثمة بن سليمان في فضائل الصحابة- ج 3 (انظر كتابنا: من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي- ص 97 وما بعدها) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 قال: «نعم» ، نقالت: فَجَاءَ عُثْمَانُ فَقَالَ: قُومِي، قَالَ: فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسِرُّ إِلَى عُثْمَانَ، وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ قُلْنَا: أَلَا تُقَاتِلُ؟ قَالَ: لَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَمْرًا، فَأَنَا صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ وَغَيْرُهُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ الْكَاهِلِيِّ- فِيهِ جَهَالَةٌ- عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عِنْدَ رَأْسِ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِلَّا تُرُوخِي عَنْهُمْ سَبْعِينَ سَنَةً» ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ هذا أو من مُسْتَقْبَلِهِ؟ قَالَ: «مِنْ مُسْتَقْبَلِهِ» [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: لَمَّا بَلَغَتْ عَائِشَةُ بَعْضَ دِيَارِ بَنِي عَامِرٍ، نَبَحَتْ عَلَيْهَا كلاب الحوأب [3] ، فقالت: أيّ ماء هذا؟ قالوا: الحوأب، قَالَتْ: مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةً، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كَيْفَ بإحداكنّ إذا نبحتها كلاب الحوأب» . فَقَالَ الزُّبَيْرُ: تَقَدَّمِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ [4] . وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، تَكُونُ بَيْنَهُمَا مقتلة   [1] أخرجه الترمذي في السنن 5/ 295 في الفضائل (3795) وقال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلّا من حديث إسماعيل بن أبي خالد، وابن ماجة، وفي المقدّمة 54، والحاكم في المستدرك 3/ 99، وابن سعد في الطبقات 3/ 66- 67، والبيهقي في دلائل النبوّة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، ترجمة عثمان بن عفان رضي الله عنه- تحقيق سكينة الشهابي- ص 282- 283. [2] رواه أبو داود في الفتن (4254) باب ذكر الفتن ودلائلها، وفيه «أممّا بقي أو ممّا مضى» بدل «أمن هذا أو من مستقبله» وأحمد في المسند 1/ 390 و 393. [3] الحوأب: بزيادة همزة بين الواو والباء. قال ابن الأنباري في الزاهر 2/ 34- 35 «حوب» . وهو ماء قريب من البصرة على طريق مكة إليها (معجم ما استعجم 2/ 472) . [4] رواه أحمد في المسند 6/ 52 و 97، وانظر كنز العمال 5/ 444- 445. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 عَظِيمَةٌ، دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ» . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَأَخْرَجَا مِنْ حَدِيثِ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَهُ [2] . وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: كَانَ أَهْلُ الشَّامِ سِتِّينَ أَلْفًا، فقتل منهم عشرون ألفا، وكان أهل العراق مائة ألف وعشرين ألفا، فقتل منهم أربعون ألفا، وذلك يوم صفين [3] . وقال شعبة: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ:   [1] في كتاب الفتن 8/ 101 باب خروج النار، والحديث طويل نصّه: «عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكن بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة وحتى يبعث دجّالون كذّابون قريب من ثلاثين كلّهم يزعم أنّه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهمّ ربّ المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الّذي يعرضه عليه لا أرب لي به، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمرّ الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، ولتقومنّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومنّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومنّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها» . ورواه مسلم (157) في الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، بمثل ما هنا، ولكن من طريق معمر، عن همّام بن منبّه، عن أبي هريرة، ورواه أحمد في المسند 2/ 313 و 530 و 3/ 95. [2] انظر الملحوظة السابقة. [3] اختلفت الروايات في رقم قوات علي وقوات معاوية، وفي قتلى الفريقين. فقال ابن سيرين «بلغ قتلى صفّين سبعين ألفا» (تاريخ خليفة 196) وقال أبو بكر بن أبي شيبة: «انفضّت وقعة صفّين عن سبعين ألف قتيل، خمسين ألفا من أهل الشام، وعشرين ألفا من أهل العراق» (العقد الفريد 4/ 343) وقال إن معاوية خرج من الشام في بضع وثمانين ألفا. وعليّ من الكوفة في خمسة وتسعين ألفا. (4/ 337) وقال المسعودي إن المتّفق عليه من قول الجميع أن مقدار جيش عليّ كان تسعون ألفا، وجيش معاوية خمس وثمانون ألفا. (مروج الذهب 2/ 384) وانظر 404 و 405. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي- يَعْنِي أَبَا قَتَادَةَ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» [1] . وَقَالَ الْحَسَنُ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَنْبَأَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن الميسور بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا كُنَّا نَقْرَأُ: جَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ فِي آخِرِ الزَّمَانِ كَمَا جَاهَدْتُمْ فِي أَوَّلِهِ! قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: إِذَا كَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ الْأُمَرَاءَ وَبَنُو الْمُغِيرَةِ الْوُزَرَاءَ. رَوَاهُ الرَّمَادِيُّ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عِنْدَ فِرْقَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَقْتُلُهَا أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ [4] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي هُوَ بِالْيَمَنِ- بِذَهَبٍ [5] فِي تُرْبَتِهَا فَقَسَمَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ: بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ عُلَاثَةَ الْكِلَابِيِّ، وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ الْحَنْظَلِيِّ، وزيد الخيل [6]   [1] أخرجه مسلم (2915) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة ... وأحمد في المسند 3/ 5، وابن سعد في الطبقات 3/ 252- 253، والحافظ في سير أعلام النبلاء 1/ 420، ويروى الحديث من طرق كثيرة. انظر: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- ص 283- 284 المتن والحاشية. [2] في صحيحه (2916) في كتاب الفتن، في الباب نفسه. [3] في صحيحه (1064) (152) في كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم. [4] نعم: بضم النون وإسكان العين. (تقريب التهذيب 1/ 500 رقم 1136) . [5] في صحيح مسلم «بذهبة» . [6] وفي صحيح مسلم «زيد الخير» وكلاهما صحيح ومشهور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 الطَّائِيِّ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ وَقَالُوا: يُعْطِي صَنَادِيدَ أَهْلِ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أُعْطِيهِمْ أَتَأَلَّفُهُمْ» ، فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، ناتىء الْجَبِينِ، فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِنْ عَصَيْتُهُ أَيَأْمَنُنِي أَهْلُ السَّمَاءِ وَلَا تَأْمَنُونِي» ؟ فَاسْتَأْذَنَهُ رَجُلٌ فِي قَتْلِهِ [1] ، فَأَبَى ثُمَّ قَالَ: «يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ [2] هَذَا قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] ، وَلِلْبُخَارِيِّ بِمَعْنَاهُ [4] . الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، وَالضَّحَّاكُ، يَعْنِي الْمشرفي [5] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قَسْمًا، فَقَالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ، فَقَالَ: «وَيْحَكَ [6] وَمَنْ يَعْدِلْ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ» [7] . فَقَامَ عُمَرُ فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبْ عُنُقَهُ، قال: «لا، [8] إنّ له أصحابنا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم،   [1] في صحيح مسلم «يرون أنه خالد بن الوليد» . [2] أي من نسله وعقبه. [3] في صحيحه (1064) كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم. [4] في صحيحه 8/ 178 كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ.. 70: 4، وهو عند أبي داود (4764) في كتاب السّنّة، باب في قتال الخوارج، وأحمد في المسند 3/ 68 و 73 و 166 و 176 و 275، والنسائي 5/ 87 في كتاب الزكاة، باب المؤلّفة قلوبهم، وفي كتاب التحريم 7/ 117- 121 في حديث طويل، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس. [5] بكسر الميم وسكون الشين وفتح الراء، وفي آخرها الفاء. نسبة إلى مشرف، وهو بطن من همدان. (اللباب 3/ 216) وقد تحرّفت في طبعة القدسي 2/ 276 إلى «المشرقي» بالقاف. [6] في صحيح البخاري «ويلك» . [7] في صحيح البخاري زيادة هنا «قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل» . [8] في صحيح البخاري، «دعه» بدل «لا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ [1] ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ [2] فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ [3] فَلَا [4] يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ [5] فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ [6] آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَدْعَجُ [7] إِحْدَى يَدَيْهِ [8] مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ [9] . [10] قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ قَتَلَهُمْ، فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى وَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [11] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عُبَيْدَةَ [12] قَالَ: ذَكَرَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ فَقَالَ: فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ أَوْ مُخْدَجُ [13] الْيَدِ، لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الذين يقاتلونهم على لسان   [1] في صحيح البخاري زيادة هنا «يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم» . [2] الرصاف: عقب يلوى على مدخل النصل فيه. [3] النّضي: نصل السهم. [4] في صحيح البخاري زيادة هنا «وهو قدحه» . [5] القذذ: بضم القاف وفتح الدال. آذان السهم، فله ثلاث قذذ، وهي الرّيش. (تاج العروس 9/ 456) . [6] في صحيح البخاري هنا زيادة «قد سبق الفرث والدم» . [7] في صحيح البخاري «أسود» بدل «أدعج» . [8] في صحيح البخاري «عضديه» بدل «يديه» . [9] أي ترجرج وتضطرب. [10] في كتاب المناقب 4/ 179 باب علامات النبوّة في الإسلام، و 6/ 115 في كتاب فضائل القرآن، باب من رأى بقراءة القرآن تأكّل به أو فخر به، و 7/ 111 في كتاب الأدب، باب ما جاء في قول الرجل ويلك، و 8/ 178 في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى تعرج الملائكة والروح إليه.. و 8/ 218 في باب قراءة الفاجر والمنافق وأصواتهم وتلاوتهم لا تجاوز حناجرهم. [11] في صحيح البخاري هنا زيادة «ويخرجون على حين فرقة من الناس» . [12] بفتح العين. [13] ناقص اليد. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيِّ السُّحَيْمِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ بِالنَّهْرَوَانِ، فَقَالَ لَنَا: الْتَمِسُوا الْمُخْدَجَ، فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأَتَوْهُ فَقَالَ: ارْجِعُوا فالتمسوا المخدج، فو الله مَا كُذِبْتُ وَلَا كَذَبْتُ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ مِرَارًا، فَرَجَعُوا فَقَالُوا: قَدْ وَجَدْنَاهُ تَحْتَ الْقَتْلَى فِي الطِّينِ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَبَشِيًّا، لَهُ ثَدْيٌ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، عَلَيْهِ شُعَيْرَاتٌ كَالشُّعَيْرَاتِ الَّتِي عَلَى ذَنَبِ الْيَرْبُوعِ، فَسُرَّ بِذَلِكَ عَلِيٌّ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» . وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: جَاءَ رَأْسُ الْخَوَارِجِ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، فَقَالَ: لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسْمَةَ، وَلَكِنِّي مَقْتُولٌ مِنْ ضَرْبَةٍ عَلَى هَذِهِ تَخْضِبُ هَذِهِ- وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى لِحْيَتِهِ- عَهْدٌ مَعْهُودٌ وَقَضَاءٌ مَقْضِيٌّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى [2] . وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ- وَكَانَ أَبُوهُ بَدْرِيًّا- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي عَائِدًا لِعَلِيٍّ مِنْ مَرَضٍ أَصَابَهُ ثِقْلٌ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: ما يقيمك   [1] في صحيحه (1066/ 155) في كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، وأخرجه أبو داود (4763) في كتاب السّنّة، باب في قتال الخوارج، وابن ماجة (167) في المقدّمة، باب في ذكر الخوارج، وأحمد في المسند 1/ 83 و 95 و 113 و 121 و 144 و 155، والمغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي، ص 259 رقم 462. [2] رواه المغازلي في حديث طويل، في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ص 251- 258 رقم 460 من طريق داود بن الفضل، عن الأسود بن رزين، عن عبيدة بن بشر الخثعميّ، عن أبيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 بِمَنْزِلِكَ هَذَا، لَوْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ لَمْ يَلِكَ إِلَّا أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ! تُحْمَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ وَصَلُّوا عَلَيْكَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إليّ أنّي لا أموت حتى أومّر، ثُمَّ تُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ دَمِ هَذِهِ- يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ هَامَتِهِ- فَقُتِلَ، وَقُتِلَ أَبُو فَضَالَةَ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ. وَقَالَ الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَظِيمَتَيْنِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ دُونَ (عَظِيمَتَيْنِ) [1] . وَقَالَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، وَهُوَ بِسَاحِلِ حِمْصٍ، وَهُوَ فِي بِنَاءٍ لَهُ، وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ حَرَامٍ، قَالَ: فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا [2] » . قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: يَا رَسُولَ الله أَنَا فِيهِمْ؟ قَالَ: «أَنْتِ فِيهِمْ» ، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ» ، قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . فيه إخباره عليه السلام أنّ   [1] صحيح البخاري 8/ 98- 99 في كتاب الفتن، باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للحسن بن علي إنّ ابني هذا لسيّد وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ من المسلمين، وفي كتاب الصلح 3/ 169- 170 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للحسن بن عليّ رضي الله عنهما ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ به بين فئتين عظيمتين.. وفي كتاب فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 4/ 216 باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي كتاب المناقب 4/ 184 باب علامات النبوّة في الإسلام، وأخرجه أبو داود في كتاب السّنّة (4662) ، والترمذي في المناقب (3862) ، والنسائي في كتاب الجمعة 3/ 107 باب مخاطبة الإمام رعيّته وهو على المنبر، وأحمد في المسند 5/ 38 و 42 و 44 و 51. [2] أي وجبت لهم الجنة، على ما في (النهاية لابن الأثير) . [3] في كتاب الجهاد والسير 3/ 201 باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء، و 3/ 203 باب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 أُمَّتَهُ يَغْزُونَ الْبَحْرَ، وَيَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ. وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا دَجَّالًا كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] ، واتّفقا عليه من حديث أبي هريرة [2] .   [ () ] فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم، و 3/ 221 باب غزو المرأة في البحر، و 3/ 225 باب ركوب البحر، وكتاب الاستئذان 7/ 140 باب من زار قوما فقال عندهم، وكتاب التعبير 8/ 73 باب الرؤيا بالنهار، ومسلم (1912) في كتاب الإمارة، باب فضل الغزو في البحر، ومالك في الموطّأ 2/ 464- 465 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، وأبو داود (2490 و 2491 و 2492) في الجهاد، باب فضل الغزو في البحر، والترمذي (1645) في فضائل الجهاد، باب ما جاء في غزو البحر، والنسائي 6/ 40 و 41 في الجهاد، باب فضل الجهاد في البحر، وأحمد في المسند 6/ 361 و 423، وانظر جامع الأصول 9/ 149 و 150 وطبقات ابن سعد 8/ 435. والحديث بسنده ونصّه في: حلية الأولياء 2/ 61، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) تحقيق سكينة الشهابي 486، ومسند الشاميين للطبراني. وقد اختلف في مكان وفاة أم حرام، فقيل في جزيرة قبرص- وهو الأشهر- وقيل في جزيرة رودس، وقيل في ساحل الشام بعد عودتها من غزو البحر، فدفنت في بيروت بمدفن الباشورة. وكانت مدفونة في مدفن الخارجة ثم نقلت. انظر: تاريخ بيروت وأمراء بني بحتر لصالح بن يحيى- ص 14، دروس التاريخ الإسلامي لمحيي الدين الخياط البيروتي، تاريخ خليفة بن خياط 160، ربيع الأبرار للزمخشري 1/ 240، طبقات ابن سعد 8/ 434، تاريخ الطبري 4/ 258، حلية الأولياء 2/ 61، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 486- 496، التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البرّ 1/ 142 طبعة الرباط. [1] في صحيحه (2923) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل فيتمنّى أن يكون مكان الميت، من البلاء. [2] أخرجه البخاري 4/ 178 في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، وفي أوّله: «عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما والله، ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجّالون كذّابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله» ، و 8/ 101 في كتاب الفتن، باب خروج، النار، من حديث طويل، ومسلم (157/ 84) ج 4/ 2240 في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل.. والترمذي (2315) في كتاب الفتن، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذّابون، وأحمد في المسند 2/ 237 و 313 و 530. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا قَالَتْ لِلْحَجَّاجِ: أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ [1] فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ. أخرجه مسلم [2] ، تعني بالكذّاب المختار بن أبي عُبَيْدٍ [3] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمِ الْجَزَرِيِّ، ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ الْحَكِيمِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ وَهْبٌ، يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ، وَرَجُلٌ يُقَالُ له غيلان، وهو أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ» . مَرْوَانُ ضَعِيفٌ [4] .   [1] أي المهلك الّذي يسرف في إهلاك الناس. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) . [2] في صحيحه (2545) من حديث طويل، في كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها. [3] هو الثقفي. انظر عنه في الكذب وادّعاء النبوّة (المعرفة والتاريخ للفسوي 31- 32) . [4] هو مروان بن سالم الغفاريّ الشامي الجزري القرقيسيائي، أبو عبد الله، يروي عن صفوان بن عمرو. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ بثقة، وقال العقيلي والنسائي كذلك، وقال النسائي في موضع آخر: متروك الحديث، وقال البخاري ومسلم: منكر الحديث، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: منكر الحديث جدا، ضعيف الحديث ليس له حديث قائم، قلت: يترك حديثه؟ قال: لا، يكتب حديثه، وقال أبو عروبة الحرّاني كان يضع الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم، وقال ابن عديّ: عامّة حديثه لا يتابعه عليه الثقات. وقال ابن حبّان: يروي المناكير عن المشاهير ويأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج، بأخباره، وقال السّاجي: كذّاب يضع الحديث، وقال العقيلي أيضا: أحاديثه مناكير. وقال البغوي: منكر الحديث لا يحتجّ بروايته ولا يكتب أهل العلم حديثه إلّا للمعرفة. وقال أبو نعيم: منكر الحديث. انظر عنه: التاريخ الكبير 7/ 373 رقم 1602، التاريخ الصغير 185، الضعفاء الصغير 277 رقم 353، الضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 558، الجرح والتعديل 8/ 274- 275 رقم 1255، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 164 رقم 529، المجروحين لابن حبّان 3/ 13، الضعفاء الكبير 4/ 204 رقم 1787، الكامل لابن عديّ 6/ 2380، 2381، الكاشف 3/ 116- 117 رقم 5463، المغني في الضعفاء 2/ 651 رقم 6164، ميزان الاعتدال 4/ 90- 91 رقم 8425، تهذيب التهذيب 10/ 93- 94 رقم 171، تقريب التهذيب 2/ 239 رقم 1020، المعرفة والتاريخ 3/ 42 و 50. أمّا الحديث، فهو في: الضعفاء للعقيليّ، والكامل لابن عديّ، وميزان الاعتدال للحافظ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أنا أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ يَقُولُ: «تَسْأَلُونَ [1] عَنِ السَّاعَةِ، وَإِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَأُقْسِمُ باللَّه، مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ الْيَوْمَ يَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ» [2] . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ لَيْلَةً في آخر حياته، فلمّا سلّم قال فَقَالَ: «أَرَأَيْتُكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . فَقَالَ الْجُرَيْرِيُّ: كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِي الطُّفَيْلِ فَقَالَ: لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِمَّنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي، قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا [5] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] . وَأَصَحُّ الْأَقْوَالِ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ تُوُفِّيَ سنة عشر ومائة [7] .   [1] كذا في الأصل، وفي صحيح مسلم «تسألوني» . [2] زاد في رواية «وهي حيّة يومئذ» . [3] في صحيحه (2538) في كتاب فضائل الصحابة، باب قوله صلّى الله عليه وسلّم: لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم. [4] أخرجه مسلم (2537) في كتاب فضائل الصحابة، باب قوله صلّى الله عليه وسلّم: لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم. [5] أي ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم، كأنّ خلقه نحى به القصد من الأمور، والمعتدل الّذي لا يميل إلى أحد طرفي التفريط والإفراط. (انظر: النهاية لابن الأثير) . [6] في صحيحه (2340) في كتاب الفضائل الصحابة، باب كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أبيض مليح الوجه، ورواه أحمد في المسند 5/ 454، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 203. [7] هو عامر بن واثلة اللّيثي، يقال إنه آخر من مات ممّن رأى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد روى عنه نحو أربعة أحاديث. انظر عنه: الوافي بالوفيات للصفدي 16/ 584- 585 رقم 623 ففيه مصادر ترجمته، وكذلك سير أعلام النبلاء 3/ 467 رقم 97. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلَامُ قَرْنًا» ، قَالَ: فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ. وَقَالَ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ [1] ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: نا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وُلِدَ لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُسَمُّونَ بِأَسْمَاءِ فَرَاعِنَتِكُمْ، غَيِّرُوا اسْمَهُ- فَسَمُّوهُ عَبْدَ اللَّهِ- فَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ، هُوَ شَرٌّ لِأُمَّتِي مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ» . هَذَا ثَابِتٌ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَمَرَاسِيلُهُ حُجَّةٌ عَلَى الصَّحِيحِ [2] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، اتَّخَذُوا دِينَ اللَّهِ دَغَلًا [3] ، وَعِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا، وَمَالَ اللَّهِ دُوَلًا» . غَرِيبٌ، وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. وَقَدْ رَوَى الْأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ، لَكِنَّهُ قَالَ: «ثَلَاثِينَ رَجُلًا» [4] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْأَحْمَرُ: نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ   [1] في نسخة دار الكتب «بكير» ، وهو تصحيف. [2] انظر في ذلك كتاب المراسيل لابن أبي حاتم الرازيّ 71 رقم 114، وجامع التحصيل في أحكام المراسيل لابن كيكلدي 44- 47 و 223- 224 رقم 244. [3] أي يخدعون به الناس. وفي رواية «دخلا» . [4] الحديث في المسند لأحمد 3/ 80 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بَلَغَ بَنُو أبي فلان ثَلاثِينَ رَجُلا اتَّخَذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلا، وَدِينَ الله دخلا، وعباد الله خولا» . ورواه الحاكم في المستدرك 4/ 480. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ النَّصْرِيِّ [1] قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَإِنْ كَانَ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَرِيفٌ نَزَلَ الصُّفَّةَ، فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَافِقُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، وَيَقْسِمُ بَيْنَهُمْ مُدًّا مِنْ تَمْرٍ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي صَلَاتِهِ، إِذْ نَادَاهُ رجل فقال: يا رسول الله أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ [2] قَالَ: وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَصَاحِبِي، ومكثنا بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَا لَنَا طَعَامٌ غَيْرُ الْبَرِيرِ- وَهُوَ ثَمَرُ الْأَرَاكِ- حَتَّى أَتَيْنَا إِخْوَانَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَآسَوْنَا مِنْ طَعَامِهِمْ، وَكَانَ جُلَّ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ قَدِرْتُ لَكُمْ عَلَى الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ، وَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، تَلْبَسُونَ أَمْثَالَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَيُغْدَى وَيُرَاحُ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ أَمِ الْيَوْمَ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ إِخْوَانٌ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ يَضْرِبُ بعضكم رقاب بعض» [3] .   [1] هو طلحة بن عمرو النّصري، ويقال فيه طلحة بن عبد الله. ووقع التصحيف في نسبته، فقيل «النضري» كما في الاستيعاب، وقيل «البصري» كما في الإصابة وغيره، وقيل «النضري» بالضاد المعجمة، كما في الوافي بالوفيات وغيره. انظر عنه: طبقات ابن سعد 7/ 51 وفيه «النّضري» ، وطبقات خليفة 55 و 183، والتاريخ الكبير 4/ 344 رقم 3070، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 277، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 472 رقم 2073، والاستيعاب 2/ 225 وفيه النضري، والمعجم الكبير للطبراني 8/ 371، وحلية الأولياء لأبي نعيم 1/ 374 رقم 83 وفيه «البصري» ، وأسد الغابة لابن الأثير 3/ 62، والوافي بالوفيات للصفدي 16/ 478 رقم 7515 وفيه «النضري» ، والإصابة لابن حجر 2/ 231 رقم 4270 وفيه «البصري» ، والصواب ما أثبته ابن حجر في: تبصير المنتبه بتحرير المشتبه 1/ 156 من أنه «النّصري» بالنون، والصاد المهملة. [2] الخنف: جمع خنيف من نسج مشاقة الكتان. (كتبت على حاشية الأصل) وفي النهاية لابن الأثير: أراد ثيابا تعمل منه كانوا يلبسونها. وهي من نوع غليظ من أردأ الكتّان. وعرّفها أبو نعيم في الحلية بأنها برود شبه اليمانية. [3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 487 ونسبه إلى رجل يسمّى طلحة وقال: ليس هو بطلحة بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ: ذَكَرَ سُفْيَانُ: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى يُحَنِّسَ [1] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا مَشَتْ أُمَّتِي الْمُطَيْطَاءَ [2] وَخَدَمَتْهُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ، سُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. حَدِيثٌ مرسل [3] .   [ () ] عبيد الله رضي الله عنه. وهو بالسند المذكور، ولكن اللفظ مختلف، وهو «.. عن أبي حرب أن طلحة حدّثه- وكان مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أتيت المدينة وليس لي بها معرفة، فنزلت في الصّفّة مع رجل، فكان بيني وبينه كل يوم مدّ من تمر، فصلّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يوم، فلما انصرف قال رجل من أصحاب الصّفّة: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر وتخرّقت عنّا الخنف، فصعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخطب ثم قال: والله لو وجدت خبزا أو لحما لأطعمتكموه، أما أنكم توشكون أن تدركوا، ومن أدرك ذلك منكم أن يراح عليكم بالجفان وتلبسون مثل أستار الكعبة، قال: فمكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة، ما لنا طعام إلّا البرير، حتى جئنا إلى إخواننا من الأنصار فواسونا، وكان خير ما أصبنا هذا التمر» . ورواه بطوله الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 277- 278، وأخرج معظمه: الطبراني في المعجم الكبير 8/ 371 رقم 8160، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 374- 375 رقم 83، والإصابة لابن حجر 2/ 231 رقم 4270، وأشار إليه ابن سعد في الطبقات 7/ 51، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 322- 323 وقال رواه البزّار بنحوه. [1] مهمل من النّقط في نسخة دار الكتب، والتصحيح من الأصل. [2] مشية فيها تبختر ومدّ اليدين. (انظر مجمع البحار 12 وفيض القدير 1/ 445) . [3] أخرجه الترمذي في كتاب الفتن (2363) باب الوصايا رقم 64 عن موسى بن عبد الرحمن الكندي، عن زيد بن حباب، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. ولفظه: «.. وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم، سلّط شرارها على خيارها» . وقال: هذا حديث غريب، وقد رواه أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد الأنصاري. وذكر الترمذي في رقم (2364) : «حدّثنا بذلك محمد بن إسماعيل الواسطي، أخبرنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نحوه. ولا يعرف لحديث أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أصل، إنّما المعروف حديث موسى بن عبيدة، وقد روى مالك بن أنس هنا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلا، ولم يذكر فيه: عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر» . وأخرجه ابن المبارك في الزهد- انظر ما رواه نعيم بن حمّاد زائدا على ما رواه المروزي عن ابن المبارك، في آخر الكتاب، ص 52 رقم 187 من طريق موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. بلفظ «وخدمتهم أبناء الملوك» و «سلّط الله شرارها» ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَرَرْنَا عَلَى مَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، فَنَاجَى رَبَّهُ طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ: «سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثَةً: سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ [1] فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا» . رَوَاهُ مسلم [2] . وقال أيوب، عن أبي قلابة، عن أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى [3] لِيَ الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ [4] مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا [5] ، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ [6] ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا [7] قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ [8] لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو   [ () ] وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 162، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء 6/ 2335، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/ 308، وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 237 وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» ، وإسناده حسن. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 2/ 679- 681. [1] السّنة: القحط والجدب. [2] في صحيحه (2890) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمّة بعضهم ببعض. [3] بمعنى جمع. [4] اللفظ عند مسلم: «وإنّ أمّتي سيبلغ ملكها ما زوي» . [5] إلى هنا رواية الشهاب القضاعي في مسندة 2/ 166، 167 رقم 706. [6] أي جماعتهم وأصلهم، والبيضة هنا: موضع السلطان والعزّ والملك. [7] هنا اضطراب في النص عند ابن الملا في المنتقى. [8] إضافة على الأصل من صحيح مسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا [1] حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا، وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا» [2] [3] . وَقَالَ: إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ. وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ [4] إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ حَتَّى يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ [5] ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَإِنِّي [6] خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي. وَلَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ [7] حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [8] . وَقَالَ يُونُسُ وَغَيْرُهُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجُ» . قِيلَ: وَمَا   [1] في صحيح مسلم «من بأقطارها، أو قال: من بين أقطارها» . [2] اللفظ عند مسلم «حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا» . [3] إلى هنا ينتهي الحديث عند مسلم (2889) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمّة بعضهم ببعض، ورواه الترمذي (2267) في كتاب الفتن. [4] عند أبي داود «عنها» . [5] اللفظ عند أبي داود «وحتى تعبد قبائل من أمّتي الأوثان» . [6] عند أبي داود «وأنا» . [7] عند أبي داود «خالفهم» . [8] الصحيح: «رواه أبو داود» ، فقد انتهت رواية مسلم عند قوله: «وبعضهم يقتل بعضا» . انظر: سنن أبي داود (4252) في كتاب الفتن والملاحم، باب ذكر الفتن ودلائلها. وأخرج الترمذي قسما منه (2316) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من قبل الحجاز، وابن ماجة، رقم 2952، وأحمد في المسند 4/ 123 من حديث شداد بن أوس، و 5/ 278 و 284 من حديث ثوبان، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 1/ 7 رقم (2) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ» ، قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ بِقَتْلِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا» . قَالُوا: وَمَعَنَا يَوْمَئِذٍ عُقُولُنَا؟ قَالَ: «إِنَّهُ تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيَخْلُفُ لَهُمْ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسَبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ» [1] . وَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، وَيَضْرِبُونَ النّاس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، ورءوسهنّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ [2] الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ أَبُو عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ، كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» ، فَقَالَ قَائِلٌ: أَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ» ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» .   [1] أخرجه مسلم مختصرا (2672) في كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه، وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، و (157/ 18) في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، والترمذي (2296) في كتاب الفتن، باب ما جاء في الهرج، وابن ماجة بنحوه في كتاب الفتن (3959) باب التثبّت في الفتنة، و (4047) باب أشراط الساعة، و (4051) باب ذهاب القرآن والعلم، والدارميّ في المناسك، باب رقم 72، وأحمد 1/ 389 و 3/ 257 و 261 و 371 و 382 و 519 و 525 و 536 و 539 و 541 و 4/ 405. [2] قال في اللسان: البخت والبختية دخيل في العربية، أعجميّ معرّب. وهي الإبل الخراسانية. [3] في صحيحه (2128) في كتاب اللباس والزينة، باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات، و (2128) في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبّارون، والجنّة يدخلها الضعفاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ السَّلَامِ [1] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ: نا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ لَأَنْ يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مِثْلِ أَهْلِهِ وَمَالِهِ مَعَهُمْ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] . وَلِلْبُخَارِيِّ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ [3] . وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ [4] ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثنتين وسبعين ملّة، كلّها فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [5] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَتُشْرَبَ الخمر، ويظهر الزّنا» [6] . متّفق عليه [7] .   [1] سنن أبي داود 4/ 111 رقم (4297) في كتاب الملاحم، باب في تداعي الأمم على الإسلام، وأحمد 2/ 359 و 5/ 278. [2] في صحيحه (2364) في كتاب الفضائل، باب فضل النظر إليه صلّى الله عليه وسلّم وتمنّيه. وأضاف مسلم: قال أبو إسحاق: المعنى فيه عندي، لأن يراني معهم أحبّ إليه من أهله وماله. وهو عندي مقدّم ومؤخّر. [3] في صحيحه 4/ 175 كتاب المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام. [4] الحرازي: بفتح الحاء والراء المخفّفة، نسبة إلى حراز بن عوف.. بطن من ذي الكلاع. (الأنساب للسمعاني) . [5] في سننه (4597) كتاب السّنّة، باب شرح السّنّة، والدارميّ في السير، باب رقم 75، والدارميّ 2/ 241، وأحمد 4/ 102، والحاكم في المستدرك 1/ 128، وابن ماجة 2/ 480. [6] في الأصل وطبعة القدسي 2/ 284 «الزنى» . [7] أخرجه البخاري 1/ 28 في كتاب العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل، وفي كتاب الحدود والمحاربين 8/ 20 باب إثم الزّناة وقول الله تعالى: ولا يزنون، وفي كتاب النكاح 6/ 158 باب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمٌ اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ كَثِيرُ النّواء [2] ، عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ، هُمْ بَرَاءٌ مِنَ الْإِسْلَامِ» . كَثِيرٌ ضَعِيفٌ تفرّد به [3] .   [ () ] يقلّ الرجال ويكثر النساء، وفي كتاب الأشربة 6/ 241 باب وقول الله تعالى: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ من عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 5: 90، ومسلم (2671) في كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن، في آخر الزمان، والترمذي في الفتن (2301) في باب ما جاء في أشراط الساعة، وابن ماجة (4045) في كتاب الفتن، باب أشراط الساعة، وأحمد 3/ 151 و 176 و 303 و 213 و 273 و 289. [1] أخرجه البخاري في العلم 1/ 33- 34 باب كيف يقبض العلم، وفي كتاب الاعتصام 8/ 148 باب ما يذكر من ذمّ الرأي وتكلّف القياس.. ومسلم (2673) في العلم، باب رفع العلم وقبضه، والطبراني في المعجم الصغير 1/ 165، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) 200 رقم 156 و 208 رقم 164 و 283 رقم 241 و 343 رقم 324، والترمذي في العلم (2790) باب ما جاء في ذهاب العلم، وقال: وفي الباب عن عائشة وزياد بن لبيد. وأضاف: هذا حديث حسن صحيح. وقد روى هذا الحديث الزهري عن عروة، عن عبد الله بن عمرو، وعن عروة عن عائشة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثل هذا، وابن ماجة في المقدّمة (52) باب اجتناب الرأي والقياس، والدارميّ في المقدّمة باب رقم 26، وأحمد 2/ 162 و 190. [2] وأبو إسماعيل الكوفي، مولى بني تيم الله. [3] قال النسائي: ضعيف، واتّهمه الجوزجاني بالزّيغ، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف الحديث، وقال ابن عديّ: غاليا في التشيّع مفرطا فيه، فيما قال العجليّ: لا بأس به، وذكره ابن حبّان في الثقات، وروى محمد بن بشر فقال: لم يمت كثير النوّاء حتى رجع عن التشيّع. انظر عنه: كتاب التاريخ الكبير 7/ 215 رقم 934، والضعفاء والمتروكين 303 رقم 507، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 50 رقم 27، والجرح والتعديل 7/ 159- 160 رقم 895، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2086- 2087، والكاشف 3/ 3 رقم 4696، والمغني في الضعفاء 2/ 531 رقم 5091، وميزان الاعتدال 3/ 402 رقم 6930، وتهذيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَمْزَةَ، نا زَهْدَمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَكُونُ قَوْمٌ بَعْدَهُمْ يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَنْذِرُونَ وَلَا يُوَفُّونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ وَالضَّعِيفَةُ فِي إِخْبَارِهِ بِمَا يَكُونُ بَعْدَهُ كَثِيرَةٌ إِلَى الْغَايَةِ، اقْتَصَرْنَا عَلَى هَذَا الْقَدْرِ مِنْهَا، وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ، نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَكْتُبَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا، وَأَنْ يُؤَيِّدَنَا بِرُوحٍ مِنْهُ [2] . بَابٌ جَامِعٌ مِنْ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ قَدْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، وَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى لَحِقَ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: فَرَفَعُوهُ: قَالُوا: هَذَا كَانَ يَكْتُبُ لِمُحَمَّدٍ، فَأُعْجِبُوا بِهِ، فَمَا لَبِثَ أَنْ قَصَمَ اللَّهُ عُنُقَهُ فِيهِمْ، فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا، ثُمَّ عَادُوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ قَدْ نَبَذَتْهُ عَلَى وَجْهِهَا، فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أنس قال: كان رجل نصرانيّا   [ () ] التهذيب 8/ 411 رقم 735، وتقريب التهذيب 2/ 131 رقم 3 والحديث في: الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2087، وميزان الاعتدال 3/ 402 رقم 6930. [1] في صحيحه (2535) في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، وأبو داود في كتاب السّنّة 4/ 214 رقم (4657) باب في فضل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحمد 2/ 84 و 199 و 209. [2] كتب هنا في حاشية الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه، فسخ الله في مدّته، في الميعاد الثامن، وللَّه الحمد والمنّة» . [3] في صحيحه (2781) في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، وأحمد 3/ 222. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 فَأَسْلَمَ، وَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَكَانَ يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَادَ نَصْرَانِيًّا، وَكَانَ يَقُولُ: مَا أَرَى يُحْسِنُ مُحَمَّدٌ إِلَّا مَا كُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ. فَأَمَاتَهُ اللَّهُ، فَأَقْبَرُوهُ، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ، قَالُوا: هَذَا عَمَلُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، قَالَ: فَحَفَرُوا لَهُ فَأَعْمَقُوا، فَأَصْبَحَ وَقَدْ لَفَظَتْهُ الْأَرْضُ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . قُلْتُ: هَذِهِ هِيَ الْمُعْجِزَةُ الْعُظْمَى، وَهِيَ (الْقُرْآنُ) فَإِنَّ النَّبِيَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، كَانَ يَأْتِي بِالْآيَةِ وَتَنْقَضِي بِمَوْتِهِ، فَقَلَّ لِذَلِكَ مَنْ يَتْبَعُهُ، وَكَثُرَ أَتْبَاعُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكَوْنِ مُعْجِزَتِهِ الْكُبْرَى بَاقِيَةً بَعْدَهُ، فَيُؤْمِنُ باللَّه وَرَسُولِهِ كَثِيرٌ مِمَّنْ يَسْمَعُ الْقُرْآنَ عَلَى مَمَرِّ الْأَزْمَانِ، وَلِهَذَا قَالَ: فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا صُدِّقَ نَبِيُّ مَا صُدِّقْتُ، إِنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ لَا يُصَدِّقُهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] .   [1] في صحيحه 4/ 181- 182 في المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام. [2] أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن 6/ 97 باب كيف نزول الوحي، ومسلم (152) في كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملّته. [3] في صحيحه (196/ 332) في كتاب الإيمان، باب في قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنا أول الناس يشفع في الجنّة، وأنا أكثر الأنبياء تبعا، وأخرجه ابن حبّان. انظر موارد الظمآن للهيثمي 2305، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 2/ 683 رقم 397. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ 97: 1 [1] قَالَ: أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ جملة واحدة إلى سماء الدُّنْيَا، وَكَانَ بِمَوْقِعِ النُّجُومِ، فَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى يُنَزِّلُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، بَعْضَهُ فِي إِثْرِ بَعْضٍ. قَالَ تَعَالَى: وَقال الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً، كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا 25: 32 [2] . بَابُ آخِرِ سُورَةٍ نُزِّلَتْ قَالَ أَبُو الْعُمَيْسِ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بْن عَبْد الله بْن عُتْبة قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: تَعْلَمُ آخِرَ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ نَزَلَتْ جَمِيعًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ [3] 110: 1 قَالَ: صَدَقْتَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ 110: 1 قَالَ: أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ إِيَّاهُ، إِذَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَذَاكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ، قَالَ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مِثْلَ مَا تَعْلَمُ يَا بْنَ عَبَّاسٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِمَعْنَاهُ [5] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ: آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ (بَرَاءَةٌ) ، وَآخِرُ آيَةٍ أُنْزِلَتْ (يستفتونك) [6] . متّفق عليه [7] .   [1] سورة القدر- الآية 1. [2] سورة الفرقان- الآية 32، وفي الأصل نقص في الآية استدركته. [3] سورة النصر- الآية 1. [4] في صحيحه (3024) في كتاب التفسير، باب كتاب التفسير. [5] صحيح البخاري 6/ 94، كتاب التفسير، سورة إذا جاء نصر الله. [6] أي سورة النساء. [7] أخرجه البخاري 8/ 8 في كتاب الفرائض، باب يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة، من طريق عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أبي إسحاق، عن البراء، رضي الله عنه قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: آخِرُ آيَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ آيَةُ الرِّبَا. وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: آخِرُ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ 2: 281 [1] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: آخِرُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرِّبَا، فَدَعُوا الرِّبَا وَالرِّيبَةَ. صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيٍّ قَالَ: آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ الله 9: 129 [3] . فَحَاصِلُهُ أَنَّ كُلَّا مِنْهُمْ أَخْبَرَ بِمُقْتَضَى مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ. وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَا: نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ بِالْمَدِينَةِ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [4] ، وَالْبَقَرَةُ، وَآلُ عِمْرَانَ، وَالْأَنْفَالُ، وَالْأَحْزَابُ، وَالْمَائِدَةُ، وَالْمُمْتَحَنَةُ، وَالنِّسَاءُ، وَإِذَا زُلْزِلَتْ، وَالْحَدِيدُ، وَمُحَمَّدٌ، والرّعد، والرحمن، وهل   [ () ] «آخر آية نزلت خاتمة سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة» ، ومسلم (1618/ 11) من طريق شعبة بسنده ولفظه: «آخر آية أنزلت، آية الكلالة، وآخر سورة أنزلت براءة» ، وفي كتاب الفرائض، باب آخر آية أنزلت آية الكلالة، عدّة أحاديث عن البراء من طرق. [1] سورة البقرة- الآية 281. [2] رواه أحمد في المسند 1/ 36 و 50. [3] سورة التوبة- الآية 129. [4] في تفسير الآلوسي (30/ 67 الطبعة الثانية المنبرية) : اختلف في كونها- أي المطفّفين- مكّية أو مدنية، فعن ابن مسعود والضّحّاك أنّها مكية، وعن الحسن وعكرمة أنّها مدنية، وعليه السّدّيّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 أَتَى، وَالطَّلَاقُ، وَلَمْ يَكُنْ، وَالْحَشْرُ، وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَالنُّورُ، وَالْحَجُّ، وَالْمُنَافِقُونَ، وَالْمُجَادَلَةُ، وَالْحُجُرَاتُ، وَالتَّحْرِيمُ، وَالصَّفُّ، وَالْجُمُعَةُ، وَالتَّغَابُنُ، وَالْفَتْحُ، وَبَرَاءَةٌ، قَالَا: ونزل بمكة، فذكرا مَا بَقِيَ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ. بَابٌ فِي النَّسْخِ وَالْمَحْوِ مِنَ الصُّدُورِ وَقَالَ أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةٍ، فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا: لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ. وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ [1] فَأُنْسِيتُهَا، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ منها: يا أيّها الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا [2] مَا لَا تَفْعَلُونَ، فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ، فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ [4] وَغَيْرُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، أَنَّ رَهْطًا مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ، أَنَّ رَجُلًا قَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَتِحَ سُورَةً كَانَتْ قَدْ وَعَاهَا، فَلَمْ يَقْدِرْ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ إِلَّا (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) فَأَتَى بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحَ لِيَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَسَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَا جَمَعَهُمْ؟ فَأَخْبَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِشَأْنِ تِلْكَ السُّورَةِ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُمْ، وَسَأَلُوهُ عَنِ السُّورَةِ، فَسَكَتَ سَاعَةً لَا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ «نُسِخَتِ الْبَارِحَةَ» ، فَنُسِخَتْ مِنْ صُدُورِهِمْ، وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ كَانَتْ فيه.   [1] أي السّور التي تفتتح ب: سبحان، وسبّح، ويسبّح، وسبّح بسم ربّك. [2] في صحيح الإمام مسلم «لم تقولون» . [3] في صحيحه (1050) في كتاب الزكاة، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا. [4] في ع (جمرة) وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 رَوَاهُ عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ فِيهِ: وَابْنُ الْمُسَيِّبِ جَالِسٌ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ. نَسْخُ هَذِهِ السُّورَةِ وَمَحْوُهَا مِنْ صُدُورِهِمْ مِنْ بَرَاهِينِ النُّبُوَّةِ، وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ [1] . قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الناس وجها، وأحسنه خَلْقًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الذَّاهِبِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ. اتَّفَقَا عليه من حديث إبراهيم [2] .   [1] في (التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور) : مما يقف منه الشّعر ولا ينبغي أن يوجّه إليه النّظر ما قاله بعض المفسّرين في قوله تعالى: «ننسها» إنّه إنساء الله تعالى المسلمين للآية أو للسّورة، أي إذهابها عن قلوبهم أو إنساؤه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إيّاها فيكون نسيان النّاس كلّهم لها في وقت واحد دليلا على النّسخ، واستدلّوا لذلك بحديث أخرجه الطّبرانيّ بسنده إلى ابن عمر قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما إيّاها رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقاما ذات ليلة يصلّيان، فلم يقدرا منها على حرف، فغديا على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فذكرا ذلك له، فقال لهما: إنّها ممّا نسخ وأنسي، فالهوا عنها. قال ابن كثير: هذا الحديث في سنده «سليمان بن أرقم» وهو ضعيف: وقال ابن عطيّة: هذا حديث منكر غرب به الطّبرانيّ، وكيف خفي مثله على أئمّة الحديث. والصحيح أنّ نسيان النّبيّ ما أراد الله نسخه، ولم يرد أن يثبّته قرآنا جائز، أي لكنّه لم يقع. فأمّا النّسيان الّذي هو آفة في البشر، فالنّبيّ معصوم عنه قبل التبليغ، وأمّا بعد التبليغ وحفظ المسلمين له فجائز. وقد روي أنّه أسقط آية من سورة في الصّلاة، فلمّا فرغ قال لأبيّ: لم لم تذكّرني؟ قال: حسبت أنّها رفعت. قال: لا، ولكنّي نسيتها أهـ. والحقّ عندي أنّ النّسيان العارض الّذي يتذكّر بعده جائز، ولا تحمل عليه الآية، لمنافاته لظاهر قوله: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها 2: 106، وأمّا النّسيان المستمرّ للقرآن فأحسب أنّه لا يجوز. وقوله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى 87: 6، دليل عليه. وأمّا ما ورد في «صحيح مسلم» عن أنس قال: كنّا نقرأ سورة نشبّهها في الطّول ببراءة، فأنسيتها، غير أنّي حفظت منها «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا، وما يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب» أهـ. فهو غريب، وتأويله أنّ هنالك سورة نسخت قراءتها وأحكامها، ونسيان المسلمين لما نسخ لفظه من القرآن غير عجيب، على أنّه حديث غريب. [2] رواه البخاري في المناقب 4/ 165 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2337/ 93) في كتاب الفضائل، باب في صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنه كان أحسن الناس وجها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ: أَكَانَ وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لَا، مِثْلَ [2] الْقَمَرِ. وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سمرة، قال له رجل: أكان وجه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ السَّيْفِ؟ قَالَ: لَا، بَلْ مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ مُسْتَدِيرًا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ الْمُحَارِبِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ إِضْحِيَانَ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِلَى الْقَمَرِ، فَلَهُوَ كَانَ أَحْسَنَ فِي عَيْنِي مِنَ الْقَمَرِ [4] . وَقَالَ عُقَيْلٌ، عَنِ ابن شهاب، أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لَمَّا أَنْ سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يَبْرُقُ وَجْهُهُ [5] ، وَكَانَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ [6] كأنّه قطعة قمر [7] ، أخرجه البخاريّ [8] .   [1] في صحيحه 4/ 165 في كتاب المناقب، باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ورواه الترمذي في المناقب (3715) باب ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن سعد في الطبقات 1/ 417، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 282، وابن كثير في البداية والنهاية 6/ 12، والشمائل 6- 7، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 142- 143، والسيوطي في الخصائص 1/ 71، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 395 رقم 852. [2] في صحيح البخاري «بل مثل» . [3] في صحيحه (2344/ 109) كتاب الفضائل، باب شيبة صلّى الله عليه وسلّم، وهو أطول مما هنا بقليل، ورواه ابن سعد في الطبقات 1/ 416. [4] رواه الدارميّ في السنن 1/ 30، والترمذي في الشمائل 12، والبيهقي في الدلائل 1/ 144- 145، وابن كثير في الشمائل 7- 8، والسيوطي في الخصائص 1/ 71. [5] في صحيح البخاري «وجهه من السرور» . [6] في صحيح البخاري «وجهه حتى» . [7] في صحيح البخاري زيادة «وكنّا نعرف ذلك منه» . [8] في صحيحه 4/ 166 في المناقب، باب صفة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا يَوْمًا مَسْرُورًا وَأَسَارِيرُ وَجْهِهِ تَبْرُقُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] : ثنا سَعِيدٌ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ هَمْدَانَ سَمَّاهَا قَالَتْ: حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةَ، بِيَدِهِ مِحْجَنٌ، فَقُلْتُ لَهَا: شَبِّهِيهِ، قَالَتْ: كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ موسى التّميميّ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: قُلْنَا لِلرُّبَيِّعِ [3] بِنْتِ مُعَوِّذٍ: صِفِي لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: لَوْ رَأَيْتِهِ لَقُلْتِ [4] ، الشَّمْسُ طَالِعَةٌ [5] . وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَنَسًا وَهُوَ يَصِفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلَا بِالْقَصِيرِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، لَيْسَ بِأَبْيَضَ أَمْهَقَ [6] ، وَلَا آدَمَ، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ، وَلَا بِالسَّبْطِ، بعث على   [1] أخرجه البخاري 4/ 166 في المناقب، باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولفظه: «عن عائشة رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عليها مسرورا تبرق أسارير وجهه، فقال: ألم تسمعي ما قال المدلجيّ لزيد وأسامة، ورأى أقدامهما، إنّ بعض هذه الأقدام من بعض» . [2] في المعرفة والتاريخ، انظر الجزء 3/ 282- 283 نقلا عمّا هنا، فالحديث في الجزء المفقود من كتاب الفسوي، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/ 12. [3] الرّبيّع: بضم الراء وفتح الموحّدة وتشديد الياء تحتها نقطتان. (أسد الغابة 5/ 452) . [4] في حاشية الأصل (رأيت. خ) إشارة إلى نسخة فيها ذلك، وفي (دلائل النّبوّة للبيهقي) أنّهما روايتان. وفي صفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 153 «لرأيت» . [5] رواه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 4/ 309، وابن الأثير في أسد الغابة 5/ 452، وقال: أخرجه الثلاثة، وابن حجر في الإصابة 4/ 301، وابن الجوزي في الصفوة 1/ 153. [6] الأمهق: الأبيض الكريه البياض، كلون الجصّ. (جامع الأصول 11/ 229) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَرَ اللَّوْنِ [2] . وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ [3] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: أنا حُمَيْدٌ، سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ، بَيَاضُهُ إِلَى السُّمْرَةِ [4] . وَقَالَ سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الطُّفَيْلِ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي، قُلْتُ: صِفْهُ لِي، قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحًا مُقَصَّدًا [5] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] ، وَلَفْظُهُ: كان أبيض مليح الوجه.   [1] رواه البخاري في المناقب 4/ 164- 165، باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي كتاب اللباس 7/ 57 باب الجعد، ومسلم (2347) في كتاب الفضائل، باب فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومالك في الموطّأ 2/ 919 فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، باب ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والترمذي (3627) في المناقب، باب رقم 6، وأبو زرعة في تاريخه 1/ 150- 151، والترمذي في الشمائل 4- 5، ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 148، 149، وابن سعد في الطبقات 1/ 413، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 321، وابن كثير في الشمائل 9، والسيوطي في الخصائص الكبرى 1/ 72، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 151- 152، والطبري في تاريخه 3/ 180، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 394 رقم 846. [2] رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 277. [3] طبقات ابن سعد 1/ 413. [4] طبقات ابن سعد 1/ 414. [5] المقصد: الّذي ليس بجسيم ولا قصير، وقيل: هو من الرجال نحو الرّبعة. (جامع الأصول 11/ 431) . [6] في صحيحه (2340) في كتاب الفضائل، باب كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أبيض مليح الوجه، وأخرجه أبو داود (4864) في الأدب، باب في هدي الرجل، وابن سعد في الطبقات 1/ 417- 418، والطبري في التاريخ 3/ 180. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ قَدْ شَابَ، وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُشْبِهُهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ. رَوَاهُ عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ [2] . وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشْرَبًا وَجْهُهُ حُمْرَةً. رَوَاهُ شَرِيكٌ، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع مِثْلَهُ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَغَيْرُهُ: نا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ، أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ أَبِي مُزَاحِمٍ [5] ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، عَنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الْجِعْرَانَةِ لَيْلًا، فَنَظَرْتُ إِلَى ظَهْرِهِ كَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ [6] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [7] : نا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم بن العلاء، حدّثني   [1] أخرجه البخاري في الأنبياء 4/ 164 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2343) في الفضائل، باب شيبة صلّى الله عليه وسلّم، والترمذي (3779) في المناقب باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 411. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 411. [4] جمّارة: بضم الجيم وتشديد الميم. أي قلب النخلة الأبيض. [5] سقط من (ع) «بن أبي مزاحم» . [6] رواه أحمد في المسند 3/ 426، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 279. [7] المعرفة والتاريخ 3/ 279. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ [1] أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَصِفُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ شَدِيدَ الْبَيَاضِ [2] . وَقَالَ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنَجْتَهِدُ، وَإِنَّهُ لغير مكترث [3] . رواه ابن لَهِيعَةُ، عَنْ أَبِي يُونُسَ [4] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ، مَنْهُوسَ الْكَعْبَيْنِ: أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [5] . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ: أَشْهَلَ الْعَيْنَيْنِ، منهوس العقب [6] .   [1] في (ع) «الزبيري» ، وهو تصحيف. [2] ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/ 14 وقال: «وهذا إسناد حسن، ولم يخرّجوه» . [3] في (ع) «مكترب» ، وهو تصحيف. [4] أخرجه الترمذي في المناقب (3728) باب رقم 45، وقال: هذا حديث غريب. وفي سنده ابن لهيعة، وهو ضعيف، لكن تابعه عمرو بن الحارث عند ابن حبّان في «موارد الظمآن» للهيثمي، رقم 2118، فالحديث حسن. انظر: جامع الأصول 11/ 242 رقم 8808، وابن سعد في الطبقات 1/ 415، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات 1/ 25. [5] في صحيحه (2339) في كتاب الفضائل، باب في صفة فم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعينيه وعقبيه. وفيه: «منهوس العقبين. قال: قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الفم. قال: قلت: ما أشكل العين؟ قال: طويل شقّ العين. قال: قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ: قَلِيلُ لَحْمِ العقب» ، وأخرجه الترمذي في المناقب (3726) باب 44 وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 280، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع (مخطوط المكتبة البلدية بالإسكندرية) ورقة 161 ب، وابن سعد 1/ 416، وابن كثير في الشمائل 30، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 393 رقم 842. [6] طبقات ابن سعد 1/ 416. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الشَّكْلَةُ: كَهَيْئَةِ الْحُمْرَةِ، تَكُونُ فِي بَيَاضِ الْعَيْنِ، وَالشَّهْلَةُ: حُمْرَةٌ فِي سَوَادِ الْعَيْنِ. قُلْتُ: وَمَنْهُوسُ الْكَعْبِ: قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ. كَذَا فَسَّرَهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ لِشُعْبَةَ [1] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: نا عَبَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ [2] ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ قُلْتُ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ، وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ حُمُوشَةٌ [3] ، وَكَانَ لا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا [4] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ، مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ، كَثَّ اللِّحْيَةِ [5] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: انْعَتْ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا بَيَاضُهُ حُمْرَةً، وَكَانَ أَسْوَدَ الْحَدَقَةِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ [6] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ [7] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن   [1] انظر صحيح مسلم (2339) . [2] في حاشية الأصل «أظنّه ابن أرطاة» . وهو من الرواة عن «سماك» كما في تهذيب التهذيب. وهذا يؤيّد ما في هذه الحاشية. وقد نصّ الترمذيّ على أنّه هو ابن أرطاة. [3] حموشة: أي دقّة. [4] رواه الترمذيّ في المناقب (3725) باب 43 ما جاء في خاتم النبوّة، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 322، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 159، وروى بعضه البلاذري في أنساب الأشراف 1/ 394 رقم 847. [5] رواه ابن سعد في طبقاته 1/ 410- 411. [6] رواه ابن سعد في طبقاته 1/ 412. [7] في (ع) «الزبيري» . وهو تصحيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَصِفُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ مُفَاضَ الْجبينِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ، أَسْوَدَ اللِّحْيَةِ، حَسَنَ الثَّغْرِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يَطَأُ بِقَدَمَيْهِ جَمِيعًا، لَيْسَ لَهُ أَخْمَصُ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الزُّهْرِيُّ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ، إذا تكلّم رئي كَالنُّورِ بَيْنَ ثَنَايَاهُ [2] ، عَبْدُ الْعَزِيزِ مَتْرُوكٌ [3] . وَقَالَ المسعوديّ، عن عثمان بن عبد الرحمن بن هرمز، عن نافع بن   [1] رواه الفسوي مختصرا في المعرفة والتاريخ 3/ 280، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 320 عن عبد الرزاق الصنعاني، والحديث في المصنّف لعبد الرزاق 11/ 259- 260، ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 227، والشمائل لابن كثير 22، والخصائص الكبرى للسيوطي 1/ 74 نقلا عن البزّار والبيهقي. [2] رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 288. [3] قال البخاري: منكر الحديث، لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلّا به، وقال ابن أبي حاتم الرازيّ: سألت أبي عن عبد العزيز بن عمران.. فقال: متروك الحديث، ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا. قلت: يكتب حديثه؟ قال: على الاعتبار. وقال يحيى بن معين: ليس بثقة، وإنّما كان صاحب شعر، وقال ابن عديّ: حدّث عنه جماعة من الثقات أحاديث غير محفوظة، وقال ابن حبّان: يروي المناكير عن المشاهير، وقال الترمذي والدارقطنيّ: ضعيف، وقال عمر بن شبّة في أخبار المدينة: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدّث من حفظه. توفي سنة 197 هـ. انظر عنه: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 29 رقم 1585، والتاريخ الصغير له 207، والضعفاء الصغير له 268 رقم 223، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 393، والضعفاء للعقيليّ 3/ 13- 14 رقم 969، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 390- 391 رقم 1817، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 121 رقم 349، والمجروحين لابن حبّان 2/ 139- 140، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1924، وميزان الاعتدال للذهبي 2/ 632 رقم 5119، والمغني في الضعفاء له 2/ 399 رقم 3747، والكاشف له 2/ 177 رقم 3452، وتهذيب التهذيب لابن حجر 6/ 350- 351 رقم 6711، وتقريب التهذيب له 1/ 511 رقم 1242. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ [1] وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ [2] ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ [3] [4] . رَوَى مِثْلَهُ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وَلَفْظُهُ: كَانَ ضَخْمَ الْهَامَةِ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ [5] . قال سعيد بن منصور: نا نوخ بْنُ قَيْسٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ خَالِدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ الرَّاسِبِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَلِيٍّ: انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، ضَخْمَ الْهَامَةِ، أَغَرَّ [6] أَبْلَجَ [7] أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ [8] [9] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: ثنا قَتَادَةُ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ عَنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ لَا سَبْطَ وَلَا جعد بين أذنيه وعاتقه. متّفق عليه [10] .   [1] الشّثن الكفّ: الغليظ الكفّ، وهو مدح في الرجل، لأنّه أشدّ لقبضهم وأصبر لهم على المراس. (جامع الأصول 11/ 227) . [2] الكراديس: كلّ عظمين التقيا في مفصل، فهو كردوس، والجمع الكراديس، نحو الركبتين والمنكبين والوركين. (جامع الأصول 11/ 228) . [3] الشعر النابت على وسط الصدر نازلا إلى آخر البطن. (جامع الأصول 11/ 227) . [4] رواه الترمذي في المناقب (3716) و (3717) باب ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن سعد في الطبقات 1/ 411، وأحمد في المسند 1/ 96، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 213، والطبري في تاريخه 3/ 179. [5] طبقات ابن سعد 1/ 411. [6] أي أبيض الوجه. [7] أي مشرق الوجه. [8] طويل شعر الأجفان. [9] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 411، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 278. [10] رواه البخاري في اللباس 7/ 57 باب الجعد، وفي المناقب 4/ 165، باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2338) في الفضائل، باب صفة شعر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأبو داود في الترجّل (4185 و 4186) باب ما جاء في الشعر، والنسائي في الزينة 8/ 183 باب اتخاذ الجمّة، وابن سعد في الطبقات 1/ 428. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْرِبُ منكبيه (خ) [1] . وَقَالَ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، كَانَ إِلَى أَنْصَافِ أذنيه. (م) [2] . قُلْتُ: وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا مُمْكِنٌ. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ. (د) فِي «السُّنَنِ» [3] . وَقَالَ شُعْبَةُ: نا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يَبْلُغُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ. متّفق عليه [4] . وأخرجه (خ) [5] مِنْ حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ، وَلَفْظُهُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ، أَحْسَنَ مِنْهُ، وَإِنَّ جُمَّتَهُ تَضْرِبُ قَرِيبًا مِنْ مَنْكِبَيْهِ. وأخرجه (م) [6] مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ، وَلَفْظُهُ: شَعْرٌ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ،   [1] أخرجه البخاري في اللباس 7/ 57 باب الجعد، ومسلم (2337) في الفضائل، باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والنسائي 8/ 183 في الزينة، باب اتخاذ الجمّة، وابن سعد في الطبقات، 1/ 427. [2] أخرجه مسلم (2338/ 96) في الفضائل، باب صفة شعر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وابن سعد في الطبقات 1/ 428، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 394 رقم 849. [3] رواه أبو داود في كتاب الترجّل (4185) باب ما جاء في الشعر، وابن سعد في الطبقات 1/ 427- 428. [4] رواه البخاري في المناقب 4/ 165 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2337) في كتاب الفضائل، باب فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو داود في كتاب الترجّل (4183) باب ما جاء في الشعر، والترمذي في المناقب (3714) باب رقم 35 ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والنسائي 8/ 183 في الزينة، باب اتخاذ الجمّة، وابن سعد في الطبقات 1/ 416، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 416، والترمذي في الشمائل 6 و 450 والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 392 رقم 838. [5] في صحيحه، كتاب اللباس 7/ 57 باب الجعد، وانظر أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 392 رقم 838. [6] في صحيحه (2337) كتاب الفضائل، باب في صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 وَفِيهِ: لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ. وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن نافع بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: وَصَفَ لَنَا عَلِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ رَجِلَهُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ شَعْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ الْوَفْرَةِ [1] ، وَدُونَ الجمّة [2] . أخرجه أبو داود [3] . وإسناده حَسَنٌ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَدْمَةً، وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ، تَعْنِي ضَفَائِرَ [4] . لَمْ يُدْرِكْ مُجَاهِدٌ أُمَّ هَانِئٍ. وَقِيلَ: سَمِعَ مِنْهَا، وَذَلِكَ مُمْكِنٌ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: نا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ [5] . وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يُسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُفَرِّقُونَ رُءُوسَهُمْ، فَسَدَلَ ناصيته ثم فرّق بعد. خ م. [6] . وَقَالَ رَبِيعَةُ الرَّأْيِ: رَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا هو أحمر،   [1] شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن. [2] الجمّة: من شعر الرأس ما سقط على المنكبين. [3] في سننه، (4187) كتاب الترجّل، باب ما جاء في الشعر، وابن سعد في الطبقات 1/ 429، والترمذي في اللباس 3/ 146 رقم 1808 باب ما جاء في الجمّة. [4] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 429، وابو داود (4191) في اللباس، باب في الرجل يعقص شعره، والترمذي. [5] كلمة «بشيء» ساقطة من الأصل، والاستدراك من صحيح البخاري وغيره. [6] أخرجه البخاري في المناقب 4/ 166 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2336) في كتاب الفضائل، باب في سدل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شعره، وفرقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ: مِنَ الطِّيبِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: سَأَلْتُ أَنَسًا: أَخَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: لَمْ يَرَ مِنَ الشَّيْبِ إِلَّا قَلِيلًا. أَخْرَجَاهُ، وَلَهُ طُرُقٌ فِي الصَّحِيحِ بِمَعْنَاهُ عَنْ أَنَسٍ [2] . وَقَالَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَخْتَضِبْ، إِنَّمَا كَانَ شَمِطَ [3] عِنْدَ الْعَنْفَقَةِ [4] يَسِيرًا، وَفِي الصُّدْغَيْنِ يَسِيرًا، وَفِي الرَّأْسِ يَسِيرًا [5] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] . وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ [7] أَبِي جُحَيْفَةَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ مِنْهُ بَيْضَاءُ، وَوَضَعَ زُهَيْرٌ بَعْضَ أَصَابِعِهِ عَلَى عَنْفَقَتِهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [8] وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ إسرائيل.   [1] البخاري، في كتاب المناقب 4/ 164 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولم يخرّجه مسلم، ورواه ابن سعد في الطبقات 1/ 437. [2] انظر ذلك في صحيح البخاري 4/ 165 في المناقب، باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكتاب اللباس 7/ 57 باب الجعد، ومسلم (2341/ 101 و 102) في كتاب الفضائل، باب شيبة صلّى الله عليه وسلّم، والنسائي 8/ 140 في كتاب الزينة، باب الخضاب بالصفرة، وابن ماجة 2/ 1198 في كتاب اللباس، باب 35 من ترك الخضاب، وابن سعد في الطبقات 1/ 431. [3] عند مسلم «البياض» . [4] العنفقة: الشعر الّذي في الشفة السفلى. [5] عند مسلم «نبذ» بدل «يسيرا» . [6] في صحيحه (2341/ 104) في كتاب الفضائل، باب شيبة صلّى الله عليه وسلّم، وابن سعد 1/ 432. [7] في طبعة القدسي 2/ 297 «علي» ، وهو خطأ. [8] في صحيحه (2342) في كتاب الفضائل، باب شيبة صلّى الله عليه وسلّم، وابن سعد 1/ 431، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 396 رقم 856. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 وقال (خ) [1] : نا عِصَامُ [2] بْنُ خَالِدٍ، نا حَرِيزِ [3] بْنُ عُثْمَانَ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: [4] أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْخًا؟ قَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ [5] . وَقَالَ شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَذَكَرَ شَمْطَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ إِذَا ادَّهَنَ لَمْ يُرَ، وَإِذَا لم يدهن تبيّن. أخرجه (م) [6] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، وَإِذَا ادَّهَنَ وَمَشَّطَهُ لَمْ يَسْتَبِنْ. أَخْرَجَهُ (م) [7] . وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا مِنْ شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ مَصْبُوغٌ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [8] . صَحِيحٌ أخرجه (خ) [9] وَلَمْ يَقُلْ (بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ) مِنْ حَدِيثِ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ عُثْمَانَ. وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أمّ سلمة جلجل   [1] في كتاب المناقب 4/ 164 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وابن سعد 1/ 432. [2] في نسخة دار الكتب «عاصم» وهو تحريف، والتصحيح عن الأصل و (ع) وصحيح البخاري. [3] في إحدى النسخ «جرير» وهو تصحيف، والتصحيح عن الأصل والبخاري. [4] في إحدى النسخ «بشر» وهو تصحيف، والتصحيح عن البخاري. [5] رواه الطبري في تاريخه 3/ 181. [6] في صحيحه (2344) في كتاب الفضائل، باب شيبة صلّى الله عليه وسلّم، وابن سعد 1/ 433. [7] في صحيحه (2344/ 109) بلفظ مقارب، وهو أطول مما هنا، في كتاب الفضائل، باب شيبة صلّى الله عليه وسلّم، وابن سعد 1/ 433. [8] الكتم: نبت في حمرة يخلط بالوسمة ويصبغ به الشعر. (النهاية لابن الأثير) . [9] في كتاب اللباس 7/ 57 باب ما يذكر في الشيب، والمعرفة والتاريخ للفوسي 1/ 281، والطبري في تاريخه 23- 18، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 395 رقم 855. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 مِنْ فِضَّةٍ ضَخْمٌ، فِيهِ مِنْ شَعْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ إِذَا أَصَابَ إِنْسَانًا الْحُمَّى، بَعَثَ إِلَيْهَا فَخَضْخَضَتْهُ فِيهِ، ثُمَّ يَنْضَجِعُ الرَّجُلُ عَلَى وَجْهِهِ، قَالَ: بَعَثَنِي أَهْلِي إِلَيْهَا فَأَخْرَجَتْهُ، فَإِذَا هُوَ هَكَذَا- وَأَشَارَ إِسْرَائِيلُ بثلاث أصابع- وكان فيه شعرات حمر. (خ) [1] . مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْمُسْتَمْلِي: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنْحَرِ، هُوَ وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَسَمَ ضَحَايَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فَلَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ هُوَ وصاحبه، فحلق رسول الله رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ، وَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ. وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ، فَأَعْطَاهُ صَاحِبَهُ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمَخْضُوبٌ عِنْدَنَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، يَعْنِي: الشَّعَرَ. هَذَا خَبَرٌ مُرْسَلٌ [2] . وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ شَيْبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ شَعْرَةً، رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْهُ [3] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَ: قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْمَدِينَةَ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالٍ عَلَيْهَا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُمَرُ، وَقَالَ لِلرَّسُولِ: سَلْهُ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ قَدْ لُوِّنَ؟ فَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَدْ مُتِّعَ بِالسَّوَادِ، وَلَوْ عَدَدْتُ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ مِنْ شَيْبِهِ في رأسه ولحيته، وما كنت أزيدهنّ على أحدى   [1] في كتاب اللباس 7/ 57 باب ما يذكر في الشيب، وابن سعد في الطبقات 1/ 437. [2] هذا الخبر ساقط من نسخة دار الكتب. [3] روى نحوه ابن سعد في الطبقات 1/ 432 من طريق أنس بن عياض، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعن أنس بن مالك، وهو في المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 282، وروى الطبري نحوه في تاريخه 3/ 182 من طريق معاذ بن معاذ، عن حميد، عن أنس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 عَشْرَةَ شَيْبَةً، وَإِنَّمَا هَذَا الَّذِي لُوِّنَ مِنَ الطِّيبِ الَّذِي كَانَ يُطَيَّبُ بِهِ شَعْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الَّذِي غَيَّرَ لَوْنَهُ [1] . وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ [2] ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، وَلَهُ شَعْرٌ قَدْ عَلَاهُ الشَّيْبُ، وَشَيْبُهُ أَحْمَرُ مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ [3] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ لِي: هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: إِنَّ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ، وَكُنْتُ أَظُنُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَا يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا هُوَ بَشَرٌ ذُو وَفْرَةٍ بِهَا رَدْعٌ [4] مِنْ حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ [5] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ: أنا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ [6] ، وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ [7] . وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: نا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ   [1] روى عكرمة نحوه مختصرا. انظر: أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 396 رقم 857. [2] «بن عمير» ساقطة من نسخة دار الكتب، وهي مثبتة في الأصل. [3] أخرجه النسائي في اللباس 8/ 204 باب لبس الخضر من الثياب، وأحمد في المسند 2/ 226 و 227 و 228 من عدّة طرق. وانظر نهاية الأرب للنويري 8/ 285. [4] أي صبغ. وفي (ع) «رذع» وهو تحريف. [5] رواه أبو داود في كتاب الترجّل (4206) باب في الخضاب، وأحمد في المسند 2/ 226- 228، وابن سعد في الطبقات 1/ 438 و 453. [6] أي التي لا شعر لها، وهي نسبة للسّبت، بكسر السين، وهو جلود البقر المدبوغة. [7] رواه أبو داود في كتاب الترجّل (4210) باب في الخضاب، والنسائي في الزينة 8/ 186 باب تصفير اللحية بالورس والزعفران، وابن ماجة في كتاب اللباس (3626) باب الخضاب بالصفرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا صِيغَ مِنْ فِضَّةٍ، رَجِلَ الشَّعْرِ، مُفَاضَ الْبَطْنِ [1] ، عظيم مشاش المنكبين [2] ، يطأ بقدميه جَمِيعًا، إِذَا أَقْبَلَ أَقْبَلَ جَمِيعًا، وَإِذَا أَدْبَرَ أَدْبَرَ جَمِيعًا [3] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الْيَدَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَفِي لَفْظٍ: كَانَ ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، سَائِلَ العرق. أخرج البخاريّ بعضه [4] . وقال معمر وغيره، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم شئن الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ [5] . وَقَالَ أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ- أَوْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، شَكَّ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ فِيهِ- عَنْ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ضخم القدمين والكفّين، لم أَرَ بَعْدَهُ شَبِيهًا بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُمَا الْبُخَارِيُّ [6] تَعْلِيقًا، وَهُمَا صَحِيحَانِ. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الْفَمِ، أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ، مَنْهُوسَ الْعَقِبَيْنِ. قُلْتُ لِسِمَاكٍ: مَا ضَلِيعُ الْفَمِ؟ قَالَ: عَظِيمُ الْفَمِ، قُلْتُ: مَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ؟ قَالَ: طَوِيلُ شِقِّ الْعَيْنِ، قُلْتُ: مَا مَنْهُوسُ الْعَقِبِ؟ قَالَ: قليل لحم العقب. أخرجه مسلم [7] .   [1] أي مستوى البطن مع الصدر. [2] أي عظيم رءوس العظام، على ما في (النهاية) . [3] رواه ابن عساكر من حديث أطول في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 320. [4] في صحيحه 7/ 58 كتاب اللباس، باب الجعد. [5] أخرجه البخاري في كتاب اللباس 7/ 58 باب الجعد. [6] المصدر نفسه. [7] في صحيحه (2339) في كتاب الفضائل، باب في صفة فم النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مِقْسَمِ بْنِ ضَبَّةَ: حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي سَارَةٌ، عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَأَنَا مَعَ أَبِي، وَبِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ درّة كدرّة الكباث [1] ، فَدَنَا مِنْهُ أَبِي، فَأَخَذَ بِقَدَمِهِ، فَأَقَرَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قالت: فَمَا نَسِيتُ طُولَ إِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ عَلَى سَائِرِ أَصَابِعِهِ [2] . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ [3] بْنِ فَارِسٍ: نا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ الْخَلْقَانِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةِ، حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ، دَقِيقُ الْأَنْفِ، دَقِيقُ الْحَاجِبَيْنِ، وَإِذَا مِنْ لَدُنْ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ كَالْخَيْطِ الْمَمْدُودِ شَعْرُهُ، وَرَأَيْتُهُ بَيْنَ طِمْرَيْنِ [4] . فَدَنَا مِنِّي فَقَالَ: (السَّلَامُ عَلَيْكَ) . وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ، وَقَالَهُ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، كِلَاهُمَا عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَاللَّفْظُ لِشَرِيكٍ قَالَ: وَصَفَ لَنَا عَلِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ لَا قَصِيرَ وَلَا طَوِيلَ وَكَانَ يَتَكَفَّأُ فِي مِشْيَتِهِ [5] كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ [6]- وَلَفْظُ الْمَسْعُودِيُّ: كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ من   [ () ] وعينيه وعقبيه، وأخرجه الترمذي في المناقب (3726) باب 44 وقال: هذا حديث حسن صحيح، ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 280، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع (مخطوط المكتبة البلدية بالإسكندرية) ورقة 161 ب، وابن سعد 1/ 416، وابن كثير في الشمائل 30، وقد مرّ الحديث مختصرا. [1] كذا في الأصل وطبعة القدسي 2/ 300، وفي مسند أحمد «الكتاب» وزاد: «فسمعت الأعراب والناس يقولون الطبطبية» . [2] رواه أحمد في المسند 6/ 366 وهو طويل. [3] في ع (عمرو) ، وهو تحريف، والمثبت عن الأصل، وتهذيب التهذيب 7/ 142. [4] الطمر: الثوب الخلق. [5] التكفّؤ: الميل في المشي إلى قدّام، كما تتكفّأ السفينة في جريها. [6] الصبب: قريب من التكفّؤ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 صَبَبٍ- لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ [1] . عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ، وَقَامَ النَّاسُ فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ فَيَمْسَحُونَ بِهِمَا وُجُوهَهُمْ، فَأَخَذْتُ يَدَهُ فَوَضَعْتُهَا عَلَى وَجْهِي، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا [2] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَ لَا قَصِيرَ وَلَا طَوِيلَ، وَهُوَ إِلَى الطُّولِ أَقْرَبُ، وَكَانَ شَثْنَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ، فِي صَدْرِهِ مَسْرُبَةٌ، كَأَنَّ عَرَقَهُ لُؤْلُؤٌ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ. وَرَوَى نَحْوَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَلِيٍّ [3] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا مَسَسْتُ بِيَدِي دِيبَاجًا وَلا حَرِيرًا، وَلَا شَيْئًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُول الله صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ، ولا شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ ثَابِتٍ [5] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، فذكر مثله وزاد: كان   [1] أخرجه الترمذي في المناقب (3718) باب رقم 38 ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن سعد 1/ 411. [2] في المناقب 4/ 165 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 412، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 317. [4] في صحيحه 4/ 167 في المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم. [5] في صحيح مسلم (2330) كتاب الفضائل، باب طيب رائحة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولين مسّه، والتبرّك بمسحه، ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 152، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 392 رقم 837. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمِنًى فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَنَاوَلَنِيهَا، فَإِذَا هِيَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ [2] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عِنْدَنَا، فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ، فَجَعَلَتْ تُسْلِتُ الْعَرَقَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ» ؟ قَالَتْ: هَذَا عَرَقٌ نَجْعَلُهُ لِطِيبِنَا، وَهُوَ أَطْيَبُ الطِّيبِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ وُهَيْبٌ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ: وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثير العرق. رواه مسلم [4] .   [1] في صحيحه (2330/ 82) في كتاب الفضائل، الباب نفسه، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 392 رقم 837. [2] رواه أحمد في المسند 4/ 161. [3] في صحيحه (2331) كتاب الفضائل، باب طيب عرق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والتبرّك به. [4] في صحيحه (2332) كتاب الفضائل، الباب نفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 خَاتَمُ النُّبُوَّةِ قَالَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: نا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ قَالَ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتِي وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وُضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلِ زِرِّ الْحَجَلَةِ [1] . أَخْرَجَاهُ [2] ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: رِزُّ الْحَجَلَةِ، وَهُوَ بَيْضُهَا [3] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهُهُ مُسْتَدِيرًا مِثْلَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، ورأيت خاتم النّبوّة بين كتفيه مثل   [1] الحجلة: جمعها حجال، وهي بيت كالقبّة لها أزرار كبار وعرى. [2] البخاري في المناقب 4/ 163 باب خاتم النبوّة، ومسلم (2345) في الفضائل، باب إثبات خاتم النبوّة وصفته، ومحلّه من جسده صلّى الله عليه وسلّم، والترمذي في المناقب (3723) باب ما جاء في خاتم النبوّة، وقال: وفي الباب عن سلمان، وقرّة بن إياس المزني، وجابر بن سمرة، وأبي رمثة، وبريدة الأسلميّ، وعبد الله بن سرجس، وعمرو بن أخطب، وأبي سعيد، هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. [3] قال ذلك الترمذي في المناقب (3724) في حديثه عن سعيد بن يعقوب الطالقانيّ، أخبرنا أيوب بن جابر، عن سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قال: «كان خاتم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي الّذي بين كتفيه غدّة حمراء مثل بيضة الحمامة» . وقال: هذا حديث حسن صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، يُشْبِهُ جَسَدَهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: نا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ قَالَ: دُرْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عِنْدَ نُغْضِ [2] كَتِفِهِ الْيُسْرَى. جُمْعًا [3] ، عَلَيْهِ خِيلَانٌ كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَطْوَلَ مِنْ هَذَا [4] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلتُ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَرِنِي الْخَاتَمَ: قَالَ أَدْخِلْ يَدَكَ، فأدخلت يدي في جريانه [5] ، فَجَعَلْتُ أَلْمِسُ أَنْظُرُ إِلَى الْخَاتَمِ، فَإِذَا هُوَ عَلَى نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلُ الْبَيْضَةِ، فَمَا مَنَعَهُ ذَاكَ أَنْ جَعَلَ يَدْعُو لِي، وَإِنَّ يَدِي لفي جربانه. رواه يحيى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، لَكِنْ قَالَ: «مِثْلُ السِّلْعَةِ» [6] . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ [7] بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأُطِبُّ الرِّجَالَ، أَفَأُعَالِجُهَا لَكَ؟ قَالَ: «لَا طَبَّبَهَا الَّذِي خَلَقَهَا» . رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، وَقَالَ: «مِثْلُ التُّفَّاحَةِ» . وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ [8] .   [1] في صحيحه (2344) في الفضائل، باب شيبة صلّى الله عليه وسلّم، والترمذي في الحديث السابق قبله، وابن سعد في الطبقات 1/ 425، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 2/ 328. [2] في صحيح مسلم «ناغض» وهو أعلى الكتف، وقيل هو العظم الرقيق الّذي على طرفه، وقيل ما يظهر منه عند التحرّك، سمّي ناغضا لتحرّكه. (شرح مسلم) . [3] أي على هيئة جمع الكف، كما في شرح مسلم للنووي. [4] في الصحيح (2346) كتاب الفضائل، باب إثبات خاتم النبوّة وصفته ومحلّه من جسده صلّى الله عليه وسلّم، وابن سعد في الطبقات 1/ 426، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 2/ 328. [5] أي في جيب قميصه. [6] رواه أحمد في المسند 3/ 434- 435 و 5/ 35. [7] غدّة بين الجلد واللحم. [8] رواه أحمد في المسند 2/ 226 و 227 و 228، وابن سعد في الطبقات 1/ 426 و 427. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، ثنا عَتَّابٍ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: الْخَاتَمُ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمَةٌ نَابِتَةٌ [1] . وَقَالَ قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ: ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، ثنا داود بن أبي هند، عن سماك بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَلَامَةَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَى إِلَيَّ رِدَاءَهُ وَقَالَ: انْظُرْ إِلَى مَا أُمِرْتَ بِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْخَاتَمَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَامِ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ [2] . وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ [3] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: لَقِيتُ التَّنُوخِيَّ [4] رَسُولَ هِرَقْلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِمْصٍ، وَكَانَ جَارًا لِي شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ بَلَغَ الْفَنَدَ [5] أَوْ قَرِيبًا، فَقُلْتُ: أَلَا تُخْبِرُنِي؟ قَالَ: بَلَى، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ، فَانْطَلَقْتُ بِكِتَابِ هِرَقْلَ، حَتَّى جِئْتُ تَبُوكَ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ مُحْتَبٍ عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ: «يَا أَخَا تَنُوخٍ» ، فَأَقْبَلْتُ أَهْوِي حَتَّى قُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَحَلَّ حَبْوَتَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَا هُنَا امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ» فَجُلْتُ فِي ظَهْرِهِ، فَإِذَا أنا   [1] هكذا في الأصل. وفي (ألوفا بأحوال المصطفى ص 410) : «بضعة ناشزة» . ولعل صواب ما في الأصل: (ناتئة) كما يفهم من (دلائل النبوّة للبيهقي) . وعند ابن كثير في الشمائل (نابتة) ، كالأصل. [2] أخرجه أحمد في المسند من حديث أطول، من طريق أبي قرّة الكندي، عن سلمان 5/ 438 و 443 من حديث طويل في إسلام سلمان، من طريق عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد، عن عبد الله بن عباس، عن سلمان، والبيهقي في الدلائل. [3] هو عبد الله بن عثمان، أبو خثيم. وفي المعرفة والتاريخ «خيثم» وهو تصحيف. [4] يقال له: أبو محمد المازني ابن السماك. (تهذيب التهذيب 4/ 26) في الحاشية. [5] الفند في الأصل: الكذب. ويقال للشيخ إذ هرم وردّ إلى أرذل العمر: قد أفند، لأنّه يتكلّم بالمحرّف من الكلام عن سنن الصحّة. وأفنده الكبر: إذا أوقعه في الفند. (انظر النهاية لابن الأثير) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 بِخَاتَمٍ فِي مَوْضِعِ غُضْرُوفِ الْكَتِفِ مِثْلِ الْمَحْجَمَةِ [1] الضَّخْمَةِ [2] . بَابٌ جَامِعٌ مِنْ صِفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَفْرَةَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا نَعَتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْمُمَغَّطِ وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ، كَانَ رَبْعَةً مِنَ الْقَوْمِ، وَلَمْ يَكُنْ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ وَلَا بِالسَّبْطِ، كَانَ جَعْدًا رَجِلًا، وَلَمْ يَكُنْ بِالْمُطَهَّمِ وَلَا الْمُكَلْثَمِ، وَكَانَ فِي وَجْهِهِ تَدْوِيرٌ، أَبْيَضُ مُشْرَبًا حُمْرَةً، أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ، أَهْدَبُ الْأَشْفَارِ، جَلِيلُ الْمُشَاشِ وَالْكَتِفِ- أَوْ قَالَ الْكَتَدِ- أَجْرَدُ ذَا مَسْرُبَةٍ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى تَقَلَّعَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صَبَبٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ مَعًا، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، أَجْوَدُ النَّاسِ كَفًّا وَأَجْرَأُ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقُهُمْ لَهْجَةً، وَأَوْفَاهُمْ بِذِمَّةٍ، وَأَلْيَنُهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمُهُمْ عِشْرَةً، مَنْ رَآهُ بَدِيهَةً هَابَهُ، وَمَنْ خَالَطَهُ مَعْرِفَةً أَحَبَّهُ، يَقُولُ نَاعِتُهُ: لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي (الْغَرِيبِ) : حَدَّثَنِيهِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبِ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى عُفْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إذ نعت، فذكره.   [1] كذا في الأصل وطبعة القدسي 2/ 310، وفي مسند أحمد «الحجمة» ، وكذلك في المعرفة والتاريخ. [2] رواه أحمد في المسند 3/ 441- 442، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 277، وابن كثير في البداية والنهاية 6/ 27- 28. [3] رواه الترمذي في المناقب (3718) باب 38 ما جاء فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: هذا حديث ليس إسناده بمتّصل، ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 283، وابن كثير في البداية والنهاية 6/ 28- 29، وابن سعد في الطبقات 1/ 411- 412، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 318، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 153- 154، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 391- 392 رقم 836. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 قَوْلُهُ: لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْمُمَغَّطِ: يَقُولُ لَيْسَ بِالْبَائِنِ الطُّولِ. وَلَا الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ: يَعْنِي الَّذِي تَرَدَّدَ خَلْقُهُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ، فَهُوَ مُجْتَمِعٌ لَيْسَ بِسَبَطِ الْخَلْقِ، يَقُولُ: لَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُ رَبْعَةٌ. وَالْمُطَهَّمُ: قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: التَّامُّ كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ عَلَى حِدَتِهِ، فَهُوَ بَارِعُ الْجَمَالِ. وَقَالَ غَيْرُهُ الْمُكَلْثَمُ: الْمُدَوَّرُ الْوَجْهِ، يَقُولُ: لَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُ مَسْنُونٌ. وَالدَّعَجُ: شِدَّةُ سَوَادِ الْعَيْنِ. وَالْجَلِيلُ الْمُشَاشِ: الْعَظِيمُ رُءُوسِ الْعِظَامِ مِثْلَ الرُّكْبَتَيْنِ وَالْمِرْفَقَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ. وَالْكَتَدُ: الْكَاهِلُ وَمَا يَلِيهِ مِنَ الْجَسَدِ. وَشَثْنُ الْكَفَّيْنِ: يَعْنِي أَنَّهَا إِلَى الْغِلَظِ. وَالصَّبَبُ: الِانْحِدَارُ. وَالْقَطَطُ: مِثْلُ شَعْرِ الْحَبَشَةِ. وَالْأَزْهَرُ: الَّذِي يُخَالِطُ بَيَاضَهُ شَيْءٌ مِنَ الْحُمْرَةِ. وَالْأَمْهَقُ: الشَّدِيدُ الْبَيَاضِ. وَشَبْحُ الذِّرَاعَيْنِ: يَعْنِي عَبْلَ الذِّرَاعَيْنِ عَرِيضَهُمَا. وَالْمَسْرُبَةُ: الشَّعْرُ الْمُسْتَدَقُّ مَا بَيْنَ اللُّبَّةِ إلى السّرّة. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: التَّقَلُّعُ. الْمَشْيُ بِقُوَّةٍ. وَقَالَ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّهُ سَأَلَ عَلِيًّا، عَنْ نَعْتِ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، أَدْعَجَ، سَبِطَ الشَّعْرِ، ذَا وَفْرَةٍ، دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ، كَأَنَّ عُنُقَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ، مِنْ لَبَّتِهِ إِلَى سُرَّتِهِ شَعْرٌ، يَجْرِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 كَالْقَضِيبِ، لَيْسَ فِي بَطْنِهِ وَلَا صَدْرِهِ شَعْرٌ غَيْرُهُ، شَثْنُ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ، وَإِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ، وَلَرِيحُ عَرَقِهِ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ، وَلَا بِالْعَاجِزِ وَلَا اللَّئِيمِ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ [1] . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذَبَارِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَوْذَبٍ، أنا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيُّ عَنْهُ، وَقَالَ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْآدَمِ، وَلَا الْأَبْيَضِ الشَّدِيدِ الْبَيَاضِ، فَوْقَ الرَّبْعَةِ وَدُونَ الطَّوِيلِ، كَانَ مِنْ أَحْسَنِ مَنْ رَأَيْتُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَطْيَبِهِ رِيحًا وَأَلْيَنِهِ كَفًّا، كَانَ يُرْسِلُ شَعْرَهُ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ، وَكَانَ يَتَوَكَّأُ إِذَا مَشَى [2] . وَقَالَ مَعْمَرُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ صِفَةً وَأَجْمَلَهَا، كَانَ رَبْعَةً إِلَى الطُّولِ مَا هُوَ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَسِيلَ الْخَدَّيْنِ [3] ، شَدِيدَ سَوَادِ الشَّعْرِ، أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ، أَهْدَبَ، إِذَا وَطِئَ بِقَدَمِهِ وَطِئَ بِكُلِّهَا، لَيْسَ أَخْمَصَ، إِذَا وَضَعَ رِدَاءَهُ عَنْ مَنْكِبِهِ فَكَأَنَّهُ سَبِيكَةُ فِضَّةٍ، وَإِذَا ضَحِكَ يَتَلَأْلَأُ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ. رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْهُ.   [1] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 410 وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 317، والطبري في تاريخه 3/ 179 والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 394 رقم 848. [2] أخرج بعضه أبو داود في كتاب الأدب 4/ 266 رقم (4863) باب في هدي الرجل، والترمذي في اللباس (1807) باب ما جاء في الجمّة واتخاذ الشعر، وقال: وفي الباب عن عائشة، والبراء، وأبي هريرة، وابن عباس، وأبي سعيد، ووائل بن حجر، وجابر، وأم هانئ. وأضاف: حديث أنس حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه من حديث حميد. [3] قال في حاشية الأصل: «الأسيل الخدّ: أن لا يكون مرتفع الوجنة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ [1] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] وَقَالَ أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْكَعْبِيُّ الْخُزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، الَّذِي قُتِلَ بِالْبَطْحَاءِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَهُوَ أَخُو عَاتِكَةَ- أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مِنْ مَكَّةَ [3] هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلًى لِأَبِي بِكْرٍ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأُرَيْقِطِ اللَّيْثِيُّ، فَمَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا تَمْرًا وَلَحْمًا يَشْتَرُونَهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا شَيْئًا، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ [4] ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ الْخَيْمَةِ، فقال: «ما هذه الشّاة يا أمّ   [1] العنوان أضفته على الأصل نقلا عن دلائل النبوّة للبيهقي. وأمّ معبد هي: عاتكة بنت خالد بن خليف الخزاعي، وحديثها في: الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 230 وما بعدها، و 8/ 288- 289، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 262 و 391، وسيرة ابن هشام 2/ 225، والمنتخب من كتاب ذيل المذيّل للطبري 577 و 580 وعنه ضبطت نصّ المؤلّف، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 274 (أشار إليه دون ذكره) ، ودلائل النبوّة لأبي نعيم 117- 119، والمستدرك على الصحيحين للحاكم 3/ 9- 11، ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 228- 237، والاستيعاب لابن عبد البرّ 4/ 495- 498، والكامل في التاريخ لابن الأثير 2/ 106، وتاريخ الرسل والملوك للطبري 2/ 380، والروض الأنف للسهيلي 2/ 234- 235، وأسد الغابة لابن الأثير 5/ 497، وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 1/ 326- 327، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 221- 223، ونهاية الأرب للنويري 16/ 236- 237، والشمائل لابن كثير 44- 49، والسيرة له 2/ 257- 263، وإمتاع الأسماع للمقريزي 1/ 43، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 1/ 189، والوافي بالوفيات للصفدي 16/ 553- 556، والإصابة لابن حجر 4/ 497- 498، والخصائص الكبرى للسيوطي 1/ 188، وتاريخ الخميس للدياربكري 1/ 375- 377، ومجمع الزوائد للهيثمي 6/ 55- 58 و 8/ 278- 279. [2] كتب في حاشية الأصل هنا: «قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد» . [3] في ذيل المذيل للطبري 577 بعد «مكة» : «خرج منها مهاجرا إلى المدينة» . [4] أي نفذ زادهم. وفي ذيل المذيّل: «قال أبو هشام: مشتين» ، قال الطبري: «وإنّما هو مسنتين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 مَعْبَدٍ» ؟ قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، فَقَالَ: «هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ» ؟ قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «أَتَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلُبَهَا» ؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي وَأُمِّي، إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلُبْهَا، فَدَعَا بِهَا، فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا، فَتَفَاجَّتْ [1] عَلَيْهِ [2] ، وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ [3] الرَّهْطَ، فَحَلَبَ [4] ثَجًّا حَتَّى عَلَاهُ الْبَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رُوِيَتْ، ثُمَّ سَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، ثُمَّ شَرِبَ آخِرُهُمْ [5] . ثُمَّ حَلَبَ [6] ثَانِيًا بَعْدَ بَدْءٍ، حَتَّى مَلَأَ الْإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا وَبَايَعَهَا، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا. فَقَلَّمَا لَبِثَتْ، حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ، يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هُزَالًا [7] مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ. فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ وَالشَّاءُ [8] عَازِبٌ حِيَالٌ [9] ، وَلَا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ؟ قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ، إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: صِفِيهِ لِي [10] . قَالَتْ: رَجُلٌ [11] ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الْخَلْقِ، لَمْ تُعِبْهُ ثَجْلَةٌ [12] ، لَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةُ [13] ، وَسِيمٌ قسيم [14] ، في عينيه دعج، وفي أشفاره   [1] تفاجّت: التفاج: المبالغة في تفريج ما بين الرجلين، وهو من الفجّ الطريق. [2] «عليه» غير موجودة في (ع) . [3] يربض: الإرباض: الإرواء. [4] في المذيّل «فحلب فيه» . [5] زاد في ذيل المذيّل، ومجمع الزوائد: «ثم أراضوا» . [6] في ذيل المذيّل «حلب فيه» . [7] يتساوكن هزالا: يتمايلن من الضّعف. [8] في ذيل المذيّل «الشاة» . [9] عازب حيال: أي بعيدة المرعى، لا تأوي إلى المنزل إلّا في الليل. والحيال: جمع حائل، وهي التي لم تحمل. [10] في ذيل المذيّل «يا أمّ معبد» . [11] في ذيل المذيّل «رأيت رجلا» . [12] في الذيل «نحلة» . [13] الصعلة: صغر الرأس. وفي الذيل «صقلة» . [14] القسام: الجمال. رجل مقسم الوجه، وقسيم الوجه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 وَطَفٌ [1] ، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ [2] ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ [3] ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَافَةٌ، أَزَجُّ أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَحْلَاهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ، فَصْلٌ [4] لَا نَزْرٌ وَلَا هَذَرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ لَا يَائُسٌ مِنْ طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُهُ [5] عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْظَرُ [6] الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا [7] لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ، لَا عَابِسٌ وَلَا مُفَنَّدٌ [8] . قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: فَهَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ، الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أمره [9] ، ولقد هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلَأَفْعَلَنَّ [10] إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا. وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالٍ [11] ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ، وَلَا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: جزى الله رب الناس خير جزائه ... رفيقين قَالَا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلَاهَا بِالْهُدَى وَاهْتَدَتْ بِهِ ... فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى [12] رَفِيقَ محمد   [1] زاد في المذيّل: «قال أبو هشام: عطف» . وهو طول الأشفار. [2] في الذيل: «صهل» قال الشيخ: «وهو خطأ وإنّما هو صحل، بالحاء» . وهو صوت فيه بحّة. [3] السطع: طول العنق. [4] فصل: أي منطقه وسط. [5] لا تقتحمه: أي لا تزدريه. [6] في الذيل «أنضر» . [7] في الذيل «نصتوا لقوله. قال الطبري: وإنّما هو أنصتوا لقوله» . [8] زاد في الذيل: «قال أبو هشام: ولا معتد، وهو خطأ» . [9] زاد في الذيل «ما ذكر بمكة» . [10] «ولأفعلنّ» ليست في الذيل. [11] في الذيل: «فأصبح صوت ببكة عاليا» . [12] في مجمع الزوائد «من أضحى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 فَيَالَ قُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ ... بِهِ مِنْ فِعَالٍ [1] لَا يُجَارَى [2] وَسُؤْدُدِ لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ [3] فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا ... فَإِنَّكُمْ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ ... عَلَيْهِ صَرِيحًا [4] ضَرَّةِ الشَّاةِ مُزْبِد فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ ... يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ [5] شَبَّبَ يُجَاوِبُ الْهَاتِفَ، فَقَالَ: لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ ... وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ ... وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلَالَةِ رَبُّهُمْ ... وَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعِ [6] الْحَقَّ يُرْشَدِ وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا ... عَمَايَتُهُمْ هَادٍ بِهِ كُلَّ مُهْتَدِي [7] وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبٍ ... رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ نَبِيٌّ يَرَى ما لا يرى النّاس حوله ... ويتلوا كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْجِدِ [8] وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ ... فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ لِيَهْنِ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ [9] قَوْلُهُ: (إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ) يُرِيدُ أَنَّهُ يَمِيدُ فِي مِشْيَتِهِ، وَيَمْشِي فِي رِفْقٍ غَيْرَ مُخْتَالٍ.   [1] الفعال: كسحاب. اسم الفعل الحسن، والكرم، (القاموس المحيط) . [2] في الذيل «يجازى» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق «تجازى» . [3] في الذيل «مقام» . [4] في النهاية «له بصريح ضرّة الشّاة مزبد» ، وفي الذيل «عليه صريح» . وقال الطبري: «هكذا أنشدنيه أبو هشام، وإنّما هو: فتحلّبت له بصريح ضرّة الشاة مزبد» . [5] زاد في الذيل: «شاعر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . [6] فِي الذيل «يبتغ» . [7] ورد هذا الشطر في الذيل هكذا: «عمّى وهداة يهتدون بمهتد» . [8] زاد في الذيل: «قال الطبري: والّذي نرويه: «في كل مشهد» . [9] انظر الأبيات في ديوان حسّان بن ثابت، ص 87. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 وَقَوْلُهُ: «فَخْمًا مُفَخَّمًا» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْفَخَامَةُ فِي الْوَجْهِ نُبْلُهُ وَامْتِلَاؤُهُ، مَعَ الْجَمَالِ وَالْمَهَابَةِ، وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا مُعَظَّمًا فِي الصُّدُورِ وَالْعُيُونِ، وَلَمْ يَكُنْ خَلْقُهُ في جسمه ضخما. و (أقنى الْعِرْنَيْنِ) : مُرْتَفِعُ الْأَنْفِ قَلِيلًا مَعَ تَحَدُّبٍ، وَهُوَ قريب من الشّمم. و (الشنب) : ماء ورقّة في الثّغر. و (الفلج) : تباعد ما بين الأسنان. و (الدمية) : الصُّورَةُ الْمُصَوَّرَةُ. وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ أُمِّ مَعْبَدٍ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ [1] فَقَالَ: أنا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ مَطَرٍ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْحَلْوَانِيُّ، ثنا مُكْرَمُ بْنُ مُحْرِزِ بْنِ مَهْدِيٍّ، ثنا أَبِي، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ الْخُزَاعِيُّ بِقُدَيْدٍ [2] ، إِمْلَاءً عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ مَطَرٍ، قَالَ: ثنا عَمِّي سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ. وَسَمِعَهُ ابْنُ مَطَرٍ بِقُدَيْدٍ أَيْضًا، مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ. وَرَوَاهُ عَنْ مُكْرَمِ بْنِ مُحْرِزٍ الْخُزَاعِيِّ- وَكُنْيَتُهُ أبو القاسم- يعقوب بن   [1] في دلائل النبوّة 1/ 228. [2] قديد: بضم القاف وفتح الدال وسكون الياء. موضع قرب مكة. (معجم البلدان 4/ 313) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ [1] ، مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنُ خُزَيْمَةَ [2] ، وَجَمَاعَةٌ آخِرُهُمُ الْقَطِيعِيُّ. قَالَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ الشَّيْخَ الصَّالِحَ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ عَنْ آبَائِهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ لَهُ: سَمِعْتُهُ مِنْ مُكْرِمٍ؟ قَالَ: إِي وَاللَّهِ، حج أبي بي، وأنا ابن سبع سنين، فأدخلني على مكرم. ورواه البيهقي [3] أيضا في اجتياز النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ، مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ مُكْرِمٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَيْسِيِّ، قَالَا: ثنا أَبُو أَحْمَدَ بِشْرُ بْنُ، مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ السُّكَّرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ، ثنا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ هُوَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطَ اللَّيْثِيُّ- كَذَا قَالَ: اللَّيْثِيُّ، وَهُوَ الدِّيلِيُّ- مَرُّوا بِخَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ [4] . وَقَوْلُهُمَا ظَاهِرُ الْوَضَاءَةِ: أَيْ ظَاهِرُ الْجَمَالِ. وَمُرْمِلِينَ: أَيْ قَدْ نَفَدَ زَادُهُمْ. وَمُسْنِتِينَ: أَيْ دَاخِلِينَ فِي السَّنَةِ وَالْجَدْبِ. وَكِسْرُ الْخَيْمَةِ: جانبها. وتفاجّت: فتحت ما بين رجليها.   [1] الحديث غير موجود في المطبوع من كتاب المعرفة والتاريخ، وإنّما أشار إليه نقلا عن البيهقي 3/ 274. [2] انظر دلائل النبوّة لأبي نعيم 2/ 117. [3] في دلائل النبوّة 1/ 228 وما بعدها. [4] وهو في طبقات ابن سعد 1/ 230- 233 من الطريق نفسها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 وَيُرْبِضُ الرَّهْطَ: يَرْوِيهِمْ حَتَّى يُثْقِلُوا فَيَرْبِضُوا، وَالرَّهْطُ مِنَ الثَّلَاثَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ. وَالثَّجُّ: السَّيْلُ. وَالْبَهَاءُ: وَبِيضُ رَغْوَةِ اللَّبَنِ، فَشَرِبُوا حَتَّى أَرَاضُوا، أَيْ رَوَوْا. كَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ. وَتَسَاوَكْنَ: تَمَايَلْنَ مِنَ الضَّعْفِ، وَيُرْوَى: تَشَارَكْنَ [1] ، أَيْ عَمَّهُنَّ الْهُزَالُ. وَالشَّاءُ عَازِبٌ: بَعِيدٌ فِي الْمَرْعَى. وَأَبْلَجُ الْوَجْهِ: مُشْرِقُ الْوَجْهِ مُضِيئُهُ. وَالثَّجْلَةُ: عِظَمُ الْبَطْنِ مَعَ اسْتِرْخَاءِ أَسْفَلِهِ. وَالصَّعْلَةُ: صِغَرُ الرَّأْسِ، وَيُرْوَى (صَقْلَةٌ) وَهِيَ الدِّقَّةُ وَالضَّمْرَةُ، وَالصَّقْلُ: مُنْقَطِعُ الْأَضْلَاعِ مِنَ الْخَاصِرَةِ. وَالْوَسِيمُ: الْمَشْهُورُ بِالْحُسْنِ، كَأَنَّهُ صَارَ الْحُسْنُ لَهُ سِمَةً. وَالْقَسِيمُ: الْحَسَنُ قِسْمَةِ الْوَجْهِ. وَالْوَطْفُ: الطُّولُ. وَالصَّحْلُ: شِبْهُ الْبَحَّةِ. وَالسَّطْعُ: طُولُ الْعُنُقِ. لَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ: أَيْ لَا تَزْدَرِيهِ لِقِصَرِهِ فَتُجَاوِزُهُ إِلَى غَيْرِهِ، بَلْ تَهَابُهُ وَتَقْبَلُهُ. وَالْمَحْفُودُ: الْمَخْدُومُ. وَالْمَحْشُودُ: الَّذِي يَجْتَمِعُ النّاس حوله.   [1] أي عمّهن الهزال فاشتركن فيه. كما في (النهاية) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 وَالْمُفَنَّدُ: الْمَنْسُوبُ إِلَى الْجَهْلِ وَقِلَّةِ الْعَقْلِ. وَالضَّرَّةُ [1] أَصْلُ الضَّرْعِ. وَمُزْبِدُ خُفِضَ عَلَى الْمُجَاوَرَةِ. وَقَوْلُهُ: (فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لَحِالِبٍ) . أَيْ خَلَّفَ الشَّاةَ عِنْدَهَا مُرْتَهِنَةً بِأَنْ تَدُرَّ. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ: ثنا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ الْعِجْلِيُّ إِمْلَاءً، ثنا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ- مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ- عَنِ ابْنٍ لِأَبِي هَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، وَكَانَ وَصَّافًا- عَنْ حِلْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخْمًا مُفَخَّمًا، يتلألأ وجهه تلألأ الْقَمَرِ، أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ [2] ، عَظِيمَ الْهَامَةِ، رَجِلَ الشَّعْرِ، إِذَا انْفَرَقَتْ عَقِيصَتُهُ [3] فَرَقَ، وَإِلَّا فَلَا يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ، أَزْهَرُ اللَّوْنِ، وَاسِعُ الْجَبِينِ. أَزَجُّ الْحَوَاجِبِ: سَوَابِغُ فِي غَيْرِ قَرَنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقُ يُدِرُّهُ [4] الْغَضَبُ. أَقْنَى [5] الْعِرْنَيْنِ، لَهُ نُورٌ يَعْلُوهُ يَحْسِبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشَمَّ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، سَهْلُ الْخَدَّيْنِ، ضَلِيعُ الْفَمِ، أَشْنَبُ مُفَلَّجُ الْأَسْنَانِ، دَقِيقُ الْمَسْرُبَةِ، كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ. مُعْتَدِلُ الْخَلْقِ، بَادِنٌ، مُتَمَاسِكٌ، سَوَاءُ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ، بَعِيدُ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، أَنْوَرُ الْمُتَجَرَّدِ، مَوْصُولُ مَا بَيْنَ اللُّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ، عَارِي الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ، أَشْعَرُ   [1] في ع (الصرة) وهو تصحيف. [2] في حاشية الأصل (هو الطوال) . [3] العقيصة: الشعر المعقوص، وهو نحو من المضفور. [4] في طبقات ابن سعد 1/ 422 «يديره» . [5] في حاشية الأصل: الأقنى من ارتفع أنفه في وسطه. والضليع: المتسع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 الذِّرَاعَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ، طَوِيلُ الزَّنْدَيْنِ، رَحْبُ الرَّاحَةِ [1] ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، سَائِلُ [2]- أَوْ سَائِرُ- الْأَطْرَافِ، خُمْصَانُ الْأَخْمَصَيْنِ، مَسِيحُ الْقَدَمَيْنِ، يَنْبُو عَنْهُمَا الماء، إذا زال زَالَ قَلْعًا [3] ، يَخْطُو تَكَفِّيًا [4] ، وَيَمْشِي هَوْنًا، ذَرِيعُ الْمِشْيَةِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، وإذا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، خَافِضُ الطَّرْفِ، نَظَرُهُ إِلَى الْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، جُلُّ نَظَرِهِ الْمُلَاحَظَةُ، يَسُوقُ [5] أَصْحَابَهُ، وَيَبْدُرُ [6] مَنْ لَقِيَهُ بالسلام. قَالَ: قُلْتُ: صِفْ لِي مَنْطِقَهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ، دَائِمَ الْفِكْرَةِ، لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ، طَوِيلَ السَّكْتِ [7] ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ، بِأَشْدَاقِهِ، وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، فَصْلٌ [8] لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ، دَمِثٌ لَيْسَ بِالْجَافِي وَلَا الْمَهِينِ، يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ، لَا يَذُمُّ مِنْهَا [9] شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ ذَوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ [10] ، وَلَا تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا وَمَا كَانَ لَهَا، فَإِذَا تَعَدَّى [11] الْحَقُّ، لم يعرفه أَحَدٌ، وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر   [1] زاد ابن سعد هنا «سبط القصب» وفي المعرفة والتاريخ «سبط الغضب» . [2] السائل الأطراف: الممتدّ الأصابع. على ما في (ألوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي 2/ 398) . [3] في تهذيب تاريخ دمشق «تقلّعا» . [4] أي يتمايل إلى قدّام، كما في (النهاية) . [5] في طبقات ابن سعد «يسبق» . [6] في المعرفة والتاريخ، وتهذيب تاريخ دمشق «يبدأ» . [7] في الأصل (السلت) وهو تصحيف. وفي المنتقى لابن الملا (السكوت) ، وكذا في تهذيب تاريخ دمشق، والمعرفة والتاريخ. [8] في طبقات ابن سعد «فضل» . [9] إضافة على الأصل من مختلف المراجع. [10] هنا نقص في (ع) . [11] في طبقات ابن سعد «تعوطي» ، وفي المعرفة والتاريخ «تعرّض» وكذا في تهذيب تاريخ دمشق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 لَهَا، إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلِّهَا، وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَبَهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا، يَضْرِبُ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ رَاحَتِهِ [1] الْيُسْرَى، وَإِذَا غَضِبَ أعرض وأشاح، وإذا فرح غضّ طرفه، جلّ ضَحِكِهِ التَّبَسُّمُ، وَيَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَكَتَمْتُهَا الْحُسَيْنَ زَمَانًا، ثُمَّ حَدَّثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ، يَعْنِي إِلَى هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ، فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مُدْخَلِهِ وَمُخْرَجِهِ وَشَكْلِهِ [2] ، فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا. قَالَ الْحُسَيْنُ: فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ دُخُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونًا لَهُ فِي ذَلِكَ، وَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: جُزْءًا للَّه، وَجُزْءًا لِأَهْلِهِ، وَجُزْءًا لِنَفْسِهِ، ثُمَّ جَزَّأَ جُزْأَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَرَدَّ [3] ذَلِكَ بِالْخَاصَّةِ عَلَى الْعَامَّةِ، وَلَا يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا، فَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الْأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ بِإِذْنِهِ [4] ، وَقَسْمُهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ، فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَوَائِجِ، فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ وَيَشْغَلُهُمْ فِيمَا أَصْلَحَهُمْ وَالْأُمَّةَ مِنْ مَسْأَلَتِهِ عَنْهُمْ، وَإِخْبَارُهُمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ، يَقُولُ: (لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغَهَا، فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لَا يَسْتَطِيعُ إِبْلَاغَهَا، ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ، وَلَا يُذْكَرُ عِنْدَهُ إِلَّا ذَلِكَ وَلَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِهِ، يَدْخُلُونَ رُوَّادًا، وَلَا يَفْتَرِقُونَ إِلَّا عَنْ ذواق [5] ويخرجون أدلّة، يعني على الخير [6] .   [1] في طبقات ابن سعد، والمعرفة والتاريخ «إبهامه» بدل «راحته» . [2] في طبقات ابن سعد، والمعرفة والتاريخ، وتهذيب تاريخ دمشق «مجلسه» . [3] في طبقات ابن سعد «فيسرد» . وفي تهذيب تاريخ دمشق «فيردّ» . [4] في طبقات ابن سعد «ناديه» ، وفي المعرفة والتاريخ «بأدبه» . [5] ضرب الذواق مثلا لما ينالون عنده من الخير، أي لا يتفرّقون إلّا عن علم وأدب يتعلّمونه، يقوم لأنفسهم وأرواحهم مقام الطعام والشراب لأجسامهم. (النهاية لابن الأثير 2/ 172) . [6] في المعرفة والتاريخ، وتهذيب تاريخ دمشق «يعني فقهاء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 فَسَأَلْتُهُ عَنْ مُخْرَجِهِ، كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ قال: كان يخزن لِسَانَهُ إِلَّا مِمَّا يَعْنِيهِ [1] ، وَيُؤَلِّفُهُمْ وَلَا يُنَفِّرُهُمْ، وَيُكْرِمُ كَرِيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ، وَيَحْذَرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِي عَنْ أَحَدٍ بِشْرَهُ وَلَا خُلُقَهُ، وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوَهِّيهِ [2] ، مُعْتَدِلُ الْأَمْرِ غَيْرُ مُخْتَلِفٍ، لا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمَلُّوا [3] ، لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ، لَا يُقَصِّرُ عَنِ الْحَقِّ، وَلَا يُجَاوِزُهُ، الَّذِينَ [4] يَلُونَهُ مِنَ النّاس خيارهم، وأفضلهم عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ [5] أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً [6] [7] . فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَقُومُ وَلَا يَجْلِسُ إِلَّا عَلَى ذِكْرٍ، وَلا يُوطِنُ الْأَمَاكِنَ وَيَنْهَى عَنْ إِيطَانِهَا [8] ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي به المجلس ويأمر بذلك، يعطي كُلَّ جُلَسَائِهِ نَصِيبَهُ، وَلَا يَحْسِبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ قَاوَمَهُ لِحَاجَةٍ صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفَ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا، أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ مِنْهُ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ حِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَصَبْرٍ وَأَمَانَةٍ، لَا تُرْفَعُ فِيهِ الْأَصْوَاتُ، وَلَا تُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرَمُ، وَلَا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ،   [1] في طبقات ابن سعد «يعينهم» ، وفي المعرفة والتاريخ «بما يعينهم» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق «يعنيهم» . [2] في طبقات ابن سعد، وتهذيب تاريخ دمشق «يوهنه» . [3] في المعرفة والتاريخ «يميلوا» . [4] في طبقات ابن سعد «لا يجوزه الدين» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق «ولا يجاوز إلى غيره» . [5] في المراجع الأخرى «عنده منزلة» . [6] في حاشية الأصل «بلغت قراءة على مؤلّفه الحافظ أبي عبد الله الذهبي. كتبه ابن البعلي، وذلك في الخامس عشر» . [7] في المراجع زيادة «ومؤازرة» . [8] قال ابن الأثير في النهاية: «أي لا يتّخذ لنفسه مجلسا يعرف به» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 مُتَعَادِلِينَ يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى، مُتَوَاضِعِينَ يُوَقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ، ويحفظون الغريب. أخرجه التِّرْمِذِيُّ أَكْثَرَهُ مُقَطَّعًا فِي «كِتَابِ الشَّمَائِلِ» [1] . وَرَوَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السِّجْزِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَكِيعٍ. وَرَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيِّ [3] ، ثنا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيِّ- مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ- عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ [4] . وَفِيهِ زَائِدٌ من هذا الوجه وهو: فسألته عَنْ سِيرَتِهِ فِي جُلَسَائِهِ فَقَالَ: كَانَ دَائِمَ الْبِشْرِ، سَهْلَ الْخُلُقِ، لَيِّنَ الْجَانِبِ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ، وَلَا فَحَّاشٍ، وَلَا عَيَّابٍ، وَلَا مَزَّاحٍ، يَتَغَافَلُ عَمَّا لَا يَشْتَهِيهِ، وَلَا يُؤْيَسُ مِنْهُ، وَلَا يُحَبَّبُ فِيهِ، قَدْ تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلَاثٍ: مِنَ الْمِرَاءِ، وَالْإِكْثَارِ، وَمَا لَا يَعْنِيهِ، وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ ثَلَاثٍ: كَانَ لَا يَذُمُّ أَحَدًا وَلَا يُعَيِّرُهُ، وَلَا يَطْلُبُ عَوْرَتَهُ، وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا فِيمَا رَجَا ثَوَابَهُ، إِذَا تَكَلَّمَ أَطْرَقَ جُلَسَاؤُهُ كَأَنَّمَا عَلَى رءوسهم   [1] ص 329 و 344 وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وكذا شيخه جميع بن عمر، ولجهالة الرجل من بني تميم، والراويّ عنه. [2] في نسخة دار الكتب «الشجري» وهو تصحيف. [3] العنقزي: بفتح العين وسكون النون وفتح القاف. (اللباب 2/ 362) . [4] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 422- 424، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 284- 286، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 238- 251، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 329- 334، عن الخطيب البغدادي، واللالكائي، والترمذي في الشمائل 9- 11، وابن كثير في الشمائل 50- 55، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 214- 217، وابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ 1/ 398- 402، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 2/ 323- 328، وابن كثير في البداية والنهاية 6/ 31- 33، والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 273، والنويري في نهاية الأرب 18/ 271- 278، والسيوطي في الخصائص الكبرى 1/ 76- 77. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 الطّير، فإذا سكت تكلّموا، ولا يَتَنَازَعُونَ عِنْدَهُ الْحَدِيثَ، مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا لَهُ، وَكَانَ يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ، وَيَتَعَجَّبُ مِمَّا يَتَعَجَّبُونَ، وَيَصْبِرُ لِلْغَرِيبِ عَلَى الْجَفْوَةِ فِي مَنْطِقِهِ ومسألته، حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم، وَيَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُمْ صَاحِبَ الْحَاجَةِ يَطْلُبُهَا فَارْقُدُوهُ» ، وَلَا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلَّا عَنْ مُكَافِئٍ [1] ، وَلَا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ. فَسَأَلْتُهُ: كَيْفَ كَانَ سُكُوتُهُ؟ قَالَ: عَلَى أَرْبَعٍ: عَلَى الْحِلْمِ، وَالْحَذَرِ، وَالتَّدَبُّرِ، وَالتَّفَكُّرِ، فَأَمَّا تَدَبُّرُهُ، فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ وَالِاسْتِمَاعِ بَيْنَ النَّاسِ، وَأَمَّا تَفَكُّرُهُ فَفِيمَا يَبْقَى وَيَفْنَى، وَجُمِعَ الْحِلْمُ فِي الصَّبْرِ، فَكَانَ لَا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلَا يَسْتَفِزُّهُ. وجمع له الحذر في أربع: أخذه بِالْخَيْرِ [2] لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكِهِ الْقَبِيحَ لِيُنْتَهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادِهِ الرَّأْيَ فِيمَا يُصْلِحُ أُمَّتَهُ وَالْقِيَامِ بِهِمْ، وَالْقِيَامِ فِيمَا جَمَعَ لَهُمْ أَمْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ بِطُولِهِ كُلِّهِ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [3] : ثنا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَسَعِيدُ بن حمّاد الأنصاريّ المصري قال: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِمَكَّةَ، عَنِ ابْنٍ لِأَبِي هَالَةَ، فَذَكَرَهُ. وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ النَّهْدِيِّ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْهُدَى [4] عِيسَى بْنِ يَحْيَى السَّبْتِيِّ، أَخْبَرَكُمْ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أنا أَبُو سَعْدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَانِيذِيُّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمر السِّمَنَانيّ،   [1] قيل: مقتصد في ثنائه ومدحه، وقيل: إلّا من مسلم، وقيل إلّا من مكافئ على يد سبقت من النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا فِي (عيون الأثر) . وفي (دلائل النّبوّة للبيهقي) : يريد أنّه كان إذا ابتدئ بمدح كره ذلك. [2] في حاشية الأصل (بالحسن. خ) يعني في نسخة. [3] المعرفة والتاريخ 3/ 284- 287. [4] في نسخة دار الكتب (الهذيل) بدل (الهدى) وهو وهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 وَأَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَسَدِيُّ، قالوا: أن أبو عليّ الحسن بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّاجِرُ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَخِي أَبِي طَاهِرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَخِيهِ مُوسَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قال: قال الحسن بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ وَصَّافًا، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهُ شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ، فَقَالَ: كَانَ فَخْمًا مُفَخَّمًا. فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ جُمَيْعِ بْنِ عُمَرَ بِطُولِهِ، إِلَّا فِي أَلْفَاظٍ: فَقَالَ فِي (عَرِيضِ الصَّدْرِ) (فَسِيحِ الصَّدْرِ) ، وَقَالَ (رَحْبَ الْجَبْهَةِ) بَدَلَ (رَحْبِ الرَّاحَةِ) ، وَقَالَ (يَبْدَأُ) بَدَلَ (يَبْدُرُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلَامِ) ، وَقَالَ (طَوِيلَ السُّكُوتِ) بَدَلَ (السَّكْتِ) ، وَقَالَ (لَمْ يكن ذواقا ولا مدحة) بَدَلَ (لَا يَذُمُّ ذَوَاقًا وَلَا يَمْدَحُهُ) وَأَشْيَاءَ سِوَى هَذَا بِالْمَعْنَى. قَوْلُهُ مُتَمَاسِكٌ: أَيْ مُمْتَلِئُ الْبَدَنِ غَيْرُ مُسْتَرْخٍ وَلَا رَهْلٍ، وَالْمُتَجَرِّدُ: الْمُتَعَرِّي، وَاللُّبَّةُ: النَّحْرُ، وَالسَّائِرُ وَالسَّائِلُ: هُوَ الطَّوِيلُ السَّابِغُ، وَالْأَخْمَصُ: مَا يُلْصَقُ مِنَ الْقَدَمِ بِالْأَرْضِ، وَالْمَمْسُوحُ: الْأَمْلَسُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ شُقُوقٌ، وَلَا وَسَخٌ، وَلَا تَكَسُّرٌ، فَالْمَاءُ يَنْبُو عَنْهُمَا لِذَلِكَ إِذَا أَصَابَهُمَا، وَقَوْلُهُ: زَالَ قَلْعًا، الْمَعْنَى أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنَ الْأَرْضِ رَفْعًا بِقُوَّةٍ لَا كَمَنْ يَمْشِي اخْتِيَالًا وَيَشْحَطُ مَدَاسَهُ دَلْكًا بِالْأَرْضِ، وَيُرْوَى: زَالَ قَلْعًا. وَمَعْنَاهُ التَّثَبُّتُ، وَالذَّرِيعُ: السَّرِيعُ: يَسُوقُ أَصْحَابَهُ: أَيْ يُقَدِّمُهُمْ أَمَامَهُ، وَالْجَافِي: الْمُتَكَبِّرُ، وَالْمَهِينُ: الْوَضِيعُ، وَالذَّوَاقُ: الطَّعَامُ، وَأَشَاحَ: أَيِ اجْتَنَبَ ذَاكَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَحَبُّ الْغَمَامِ: الْبَرَدُ، وَالشَّكْلُ: النَّحْوُ وَالْمَذْهَبُ، وَالْعَتَادُ: مَا يُعَدُّ لِلْأَمْرِ مِثْلَ السِّلَاحِ وَغَيْرِهِ، وَقَوْلُهُ لَا تُؤَبَّنُ فِيهِ الْحُرَمُ: أَيْ لَا تُذْكَرُ بِقَبِيحٍ، وَلَا تُنْثَى فَلَتَاتُهُ: أَيْ لَا تُذَاعُ، أَيْ لَمْ يَكُنْ لِمَجْلِسِهِ فلتات فتذاع، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 وَالنَّثَا فِي الْكَلَامِ: الْقَبِيحُ وَالْحَسَنُ. وَقَدْ مَرَّ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ، يَعْنِي نَفْسَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا. وَقَالَ إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ قُرَيْشًا أَتَوْا كَاهِنَةً فَقَالُوا لَهَا: أَخْبِرِينَا بِأَقْرَبِنَا شَبَهًا بِصَاحِبِ هَذَا الْمَقَامِ، قَالَتْ: إِنْ جَرَرْتُمْ كِسَاءً عَلَى هَذِهِ السَّهْلَةِ، ثُمَّ مَشَيْتُمْ عَلَيْهَا أَنْبَأَتْكُمْ، فَفَعَلُوا، فَأَبْصَرَتْ أَثَرَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: هَذَا أَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِهِ، فَمَكَثُوا بَعْدَ ذَلِكَ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ بُعِثَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَصْرَ، ثُمَّ خَرَجَ هُوَ وَعَلِيٌّ يَمْشِيَانِ، فَرَأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَأَخَذَهُ فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ [1] ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ وَعَلِيٌّ يَتَبَسَّمُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ. وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْحَسَنُ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللَّهِ مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذلك.   [1] في الأصل «عنقه» . [2] في المناقب 4/ 217 باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما. ولفظه: ليس شبيه بعليّ، وعليّ يضحك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 بَابُ قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ 68: 4 [1] قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا) [2] . وَقَالَ (خ م) : مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِذَا كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ مَحَارِمُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ للَّه بها [3] .   [1] سورة القلم- الآية 4. [2] رواه أبو داود (4682) في السّنّة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والترمذي (1172) في كتاب الرضاع، باب (11) ما جاء في حق المرأة على زوجها، وقال: وفي الباب عن عائشة، وابن عباس. وحديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وفي كتاب الإيمان (2743) باب في استكمال الإيمان والزيادة والنقصان، والدارميّ في الرقاق، رقم (74) ، وأحمد في المسند 2/ 250 و 472 و 527 و 6/ 47 و 99. [3] رواه البخاري 4/ 166- 167 في المناقب، باب صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وفي الأدب 7/ 101 باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: يسّروا ولا تعسّروا، وكان يحب التخفيف واليسر على الناس، وفي الحدود 8/ 16 باب إقامة الحدود والانتقام لحرمات الله، ومسلم (2327) في الفضائل، باب مباعدته صلّى الله عليه وسلّم للآثام، واختياره من المباح أسهله، وانتقامه للَّه عند انتهاك حرماته، وأبو داود (4785) في الأدب، باب في التجاوز في الأمر، ومالك في الموطّأ (1628) في كتاب الجامع، باب ما جاء في حسن الخلق، وأحمد في المسند 6/ 32 و 114 و 116 و 130 و 182 و 223 و 229 و 232 و 262 و 281، وابن سعد في الطبقات 1/ 366. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ، لَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ مِنْ محارم الله، فينتقم للَّه. م [1] . وَقَالَ أَنَسٌ: خَدَمْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشر سنين، فو الله مَا قَالَ لِي أُفٍّ قَطُّ، وَلَا قَالَ لِشَيْءٍ فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: أَلَا فَعَلْتَ كَذَا [2] ؟ وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا. أَخْرَجَهُ م [3] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْمَلَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا وَلَا فَاحِشًا، وَلَا لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عَنْدَ الْمَعْتِبَةِ: مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ. أَخْرَجَهُ خ [5] .   [1] رواه مسلم (2327) في الفضائل، باب مباعدته صلّى الله عليه وسلّم للآثام، وأبو داود (4786) في الأدب، باب التجاوز في الأمر، وابن سعد في الطبقات 1/ 367- 368. [2] رواه البخاري 7/ 82- 83 في الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، ومسلم (2309) في الفضائل، باب كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الناس خلقا، وأبو داود (4774) في الأدب، باب في الحلم، وابن الأثير في جامع الأصول 11/ 255- 257. [3] في صحيحه (2150) في الأدب، باب استحباب تحنّك المولود عند ولادته.. وللحديث بقيّة، وابن سعد في الطبقات 1/ 364، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 338. [4] رواه البخاري 3/ 228 في الجهاد والسير، باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق، ومسلم (2307) في الفضائل، باب في شجاعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتقدّمه للحرب، والنويري في نهاية الأرب 18/ 255. [5] في صحيحه 7/ 81 في كتاب الأدب، باب لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاحشا ولا متفحّشا، و 7/ 84 باب ما ينهى من السباب واللعن، وأحمد في المسند 3/ 126 و 144 و 158 و 6/ 309، وابن سعد 1/ 369. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ [1] ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: خِيَارُكُمْ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ [3] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحياء من الإيمان» [5] .   [1] في طبعة القدسي 2/ 321 «شفيق» وهو تحريف. [2] رواه البخاري 7/ 82 في الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل، وفي المناقب 4/ 166 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2321) في الفضائل، باب كثرة حيائه صلّى الله عليه وسلّم، والترمذي (2041) في البرّ والصلة، باب ما جاء في الفحش، وقال: هذا حديث حسن صحيح، و (2084) و (2085) باب ما جاء في خلق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأحمد في المسند 2/ 161 و 189 و 193 و 328 و 448 و 6/ 174 و 236 و 246، وابن سعد في الطبقات 1/ 365، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 339. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 365، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 289، وابن عساكر 1/ 340. [4] رواه البخاري 4/ 197 في المناقب، باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي الأدب 7/ 96 باب من لم يواجه الناس بالعتاب، وباب الحياء 7/ 100، ومسلم (2320) في الفضائل، باب كثرة حيائه صلّى الله عليه وسلّم، واللفظ له، وابن ماجة في الزهد (4180) وأحمد في المسند 3/ 77 و 79 و 88 و 91 و 92، وابن سعد في الطبقات 1/ 368، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 270، والترمذي في الشمائل 192 رقم 351، والقاضي عياض في الشفاء 1/ 241 و 242. [5] أخرجه البخاري في الإيمان 1/ 8 باب أمور الإيمان وقول الله تعالى: ليس البرّ أن تولّوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 وَقَالَ مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذًا شَدِيدًا، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِهِ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمَنُهُ، وَأَنَّهُ عَقَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقْدًا، فَأَلْقَاهُ فِي بِئْرٍ فَصَرَعَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ مَلَكَانِ يَعُودَانِهِ، فَأَخْبَرَاهُ أَنَّ فُلَانًا عَقَدَ لَهُ عَقْدًا، وَهِيَ فِي بِئْرِ فُلَانٍ، وَلَقَدِ اصْفَرَّ الْمَاءُ مِنْ شِدَّةِ عَقْدِهِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَخْرَجَ الْعَقْدَ، فَوَجَدَ الْمَاءَ قَدِ اصْفَرَّ، فَحَلَّ الْعَقْدَ، وَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْتُهُ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى مَاتَ [2] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ زيد أبو يحيى الملائيّ، حدّثني زيد   [ () ] وجوهكم قبل المشرق والمغرب.. (بلفظ: الحياء شعبة من الإيمان) ، ومسلم (35) في كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء، وكونه من الإيمان، وأبو داود (4676) في السّنّة، باب في ردّ الإرجاء، والترمذي (2748) في الإيمان، باب ما جاء الحياء من الإيمان، والنسائي في الإيمان 8/ 110، باب ذكر شعب الإيمان، وابن ماجة في المقدّمة (57) . [1] رواه البخاري 7/ 94 في الأدب، باب التبسّم والضّحك، ومسلم (1057) في كتاب الزكاة، باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة، وأبو داود (4775) في كتاب الأدب، باب في الحلم وأخلاق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، من طريق هارون بن عبد الله، عن أبي عامر، عن محمد بن هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة، بنحوه، والنسائيّ 8/ 33- 34 في القسامة، باب القود من الجبذة، وأحمد في المسند 3/ 153 و 210 و 224، والنويري في نهاية الأرب 18/ 252، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 338- 339. [2] أخرجه النسائيّ في كتاب التحريم 7/ 113 باب سحرة أهل الكتاب، وأحمد في المسند 4/ 367. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 الْعَمِيُّ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَافَحَهُ الرَّجُلُ لَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْزِعُ، وَإِنِ اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهِهِ، لَا يَصْرِفُهُ عَنْهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْصَرِفُ، وَلَمْ يُرَ مُقَدِّمًا رُكْبَتَهُ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ. أَخْرَجَهُمَا الْفَسَوِيُّ عَنْهُمَا فِي تَارِيخِهِ [1] . وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] فَيُنَحِّي رَأْسَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي ينحّي رأسه، وما رأيت رسول الله أَخَذَ بِيَدِ رَجُلٍ فَتَرَكَ يَدَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [3] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا، حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [4] . وَقَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ كَثِيرًا، كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مصلّاه حتّى تطلع الشمس،   [1] المعرفة والتاريخ 3/ 289. [2] أي جعل فمه يحاذي: أذنه صلّى الله عليه وسلّم للإفضاء بالسّر. [3] في كتاب الأدب (4794) باب في حسن العشرة. [4] رواه أبو داود في الأدب (4794) باب في حسن العشرة، والترمذي في صفة القيامة (2492) باب رقم 47، وهو حديث حسن، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 289، وابن كثير في البداية والنهاية 6/ 39، وابن سعد في الطبقات 1/ 378، والبغوي في شرح السّنّة 13/ 245- 246 وقال: هذا حديث غريب، وابن ماجة (3716) والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 273 ورواه البخاري في الأدب 7/ 94- 95 باب التبسّم والضّحك، وفي التفسير 6/ 42 سورة الأحقاف، ومسلم (899/ 16) في صلاة الاستسقاء، باب التعوّذ عند رؤية الريح والغيم، والفرح بالمطر، وأحمد في المسند 6/ 66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ خَارِجَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ نَفَرًا دَخَلُوا عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ بَيْتَهُ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ بَعْضِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كُنْتُ جَارَهُ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ الْوَحْيُ بَعَثَ إِلَيَّ فَآتِيهِ، فَأَكْتُبُ الْوَحْيَ، وَكُنَّا إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الْآخِرَةَ ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا. وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، اتَّقَيْنَا الْمُشْرِكِينَ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وَكَانَ أَشَدَّ النَّاسِ بَأْسًا، وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: لَمْ يُسْأَلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ فَقَالَ: (لَا) . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أتى رجل   [1] في صحيحه، (2322) كتاب الفضائل، باب تبسمه صلّى الله عليه وسلّم وحسن عشرته، وفي كتاب المساجد ومواضع الصلاة (670) باب فضل الجلوس في مصلّاه بعد الصبح، وفضل المساجد، والنسائي في كتاب السهو 3/ 80- 81 باب قعود الإمام في مصلّاه بعد التسليم، وأحمد في المسند 5/ 86 و 88 و 91، وابن سعد 1/ 372. [2] رواه مسلم (2311) في الفضائل، باب ما سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا قط فقال: لا، وكثرة عطائه، وأحمد في المسند 6/ 130، وابن سعد في الطبقات 1/ 368. [3] أخرجه البخاري 4/ 165 في المناقب، باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2308) في الفضائل، باب كان النبي صلّى الله عليه وسلّم، أجود الناس بالخير من الريح المرسلة، والزرقاني في شرح المواهب اللدنية 4/ 101، وابن سعد 1/ 368- 369، وأحمد في الزهد- ص 10. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَسَأَلَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِغَنَمٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ: أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ مَنْ لَا يَخَافُ الْفَاقَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ فِي بَيْتِهِ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ [2] . وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، قِيلَ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ، يُفَلِّي ثَوْبَهُ، وَيَحْلِبُ شَاتَهُ، وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ [3] . وَقَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ [4] ، سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ، وَيَلْبَسُ الصُّوفَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ، خِطَامُهُ مِنْ ليف [5] .   [1] في صحيحه (2312) في الفضائل، باب ما سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قط فقال: لا، وكثرة عطائه، وأحمد في المسند 3/ 108 و 175 و 259 و 284، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 281، وابن كثير في البداية والنهاية 6/ 42، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 13 وقال: رواه الطبراني. [2] رواه أحمد في مسندة 6/ 121 و 167 و 260، وابن سعد 1/ 366، وانظر الزهد لأحمد- ص 9. [3] رواه أحمد في المسند 6/ 256، والترمذي في جامعه (2941) والشمائل له 181 رقم 335، ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 282، وألوفا لابن الجوزي 2/ 435، وشرح السّنّة للبغوي 13/ 243، والموارد للهيثمي 524- 525. [4] في (ع) «عبيد الله» وهو تحريف. [5] رواه الترمذي في الجنائز (1021) باب ما جاء في قتلى أحد وذكر حمزة، رقم (31) وقال: قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث مسلم، عن أنس، ومسلم الأعور يضعّف، وهو مسلم بن كيسان الملائي، ورواه ابن سعد 1/ 370 و 371، وأحمد في الزهد 41. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ [1] : نا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ مَعَ صَبِيٍّ [2] . وَفِي «الصَّحِيحِ» أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ [3] ؟ وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: نا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فقالت: يا رسول الله إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، فَقَالَ: يَا أُمَّ فُلَانٍ، انْظُرِي أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتِ قُومِي فِيهِ، حَتَّى أَقُومَ مَعَكِ، فَخَلَا مَعَهَا يُنَاجِيهَا، حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . بَابُ هَيْبَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَالِهِ وَحُبِّهِ وَشَجَاعَتِهِ وَقُوَّتِهِ وَفَصَاحَتِهِ قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الأعمش، عن إبراهيم التّميمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: إِنِّي لَأَضْرِبُ غُلَامًا لِي، إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ   [1] الطاطريّ: بفتح الطاءين، قال ابن الأثير في اللباب 2/ 268: «يقال لمن يبيع الثياب البيض بدمشق المحروسة ومصر طاطريّ» . [2] انظر: عمل اليوم والليلة لابن السّنّي 159 رقم 421، وألوفا لابن الجوزي 2/ 446، والشمائل لابن كثير 81، وأنيس الجليس للمعافى بن زكريا 1/ 279. [3] رواه مسلم في حديث مرّ أوّله قبل الآن، وهو بطوله: عن عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الناس خلقا. وكان لي أخ يقال له أبو عمير. قال: أحسبه قال: كان فطيما. قال: فكان إذا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرآه، قال: «أبا عمير! ما فعل النّغير؟» . قال: «فكان يلعب به» . والنغير: تصغير: النغر، وهو طائر صغير، جمعه نغران. انظر صحيح مسلم (2150) في الأدب، باب استحباب تحنّك المولود عند ولادته. وابن سعد في طبقاته 1/ 364، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 338. [4] في صحيحه (2326) في الفضائل، باب قَرُبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الناس وتبرّكهم به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 خَلْفِي: «اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ» ، قَالَ: فَجَعَلْتُ لَا ألتفت إليه من الغصب، حَتَّى غَشِيَنِي، فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَعَ السَّوْطُ مِنْ يَدِي مِنْ هَيْبَتِهِ، فَقَالَ لِي: «وَاللَّهِ، للَّه أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى [1] هَذَا» ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَضْرِبُ غُلَامًا لِي أَبَدًا. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وجلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ 49: 2 [4] . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَغَيْرُهُ: لَا نُكَلِّمُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ. وَقَالَ تَعَالَى: لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ 24: 63 [5] . وقال تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ 9: 73 [6] .   [1] كذا في نسخة دار الكتب، وفي الأصل «من» بدل «على» . [2] رواه مسلم (1659) في كتاب الأيمان، باب صحبة المماليك، وكفّارة من لطم عبده، وأحمد في المسند 2/ 45. [3] في صحيحه (44) كتاب الإيمان، باب وجوب محبّة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين، وأخرجه البخاري في كتاب الإيمان 1/ 9- 10 باب حلاوة الإيمان. [4] سورة الحجرات- الآية 2. [5] سورة النور- الآية 63. [6] سورة التوبة- الآية 73. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيَّ مَسِيرَةَ شَهْرٍ» [1] . وقال زهير بن معاوية، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْقَوْمِ مِنْهُ، وَقَدْ ثَبُتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ، كَمَا أَتَى [2] فِي غَزَوَاتِهِ [3] . قَالَ زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ يَوْمِ حُنَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَقِيَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُودُ بِلِجَامِهَا، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَنْصَرَ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا النَّبِيُّ لا كذب أنا ابن عبد المطّلب [4] .   [1] أخرجه البخاري من حديث جابر بن عبد الله 1/ 86 في التيمّم، أول الكتاب، وفي كتاب الصلاة 1/ 113 باب الصلاة في البيعة، وفي كتاب الجهاد والسير 4/ 12 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: نصرت بالرعب مسيرة، شهر، وفي كتاب التعبير 8/ 72 باب رؤيا الليل، و 8/ 76 باب المفاتيح في اليد، وفي كتاب الاعتصام 8/ 138 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعثت بجوامع الكلم، ومسلم (521) في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، أول الكتاب، و (523) ، والدارميّ في السير، رقم 28، والترمذي (1594) في السير، باب ما جاء في الغنيمة، والنسائي 1/ 210 في كتاب الغسل، باب التيمّم بالصعيد، و 6/ 3 في كتاب الجهاد، باب وجوب الجهاد، وأحمد في المسند 1/ 301 و 3/ 222 و 264 و 268 و 314 و 396 و 412 و 455 و 501 و 3/ 304 و 4/ 416 و 5/ 162 و 248 و 256. [2] هكذا في نسخة دار الكتب، وفي الأصل «يأتي» . [3] أخرجه مسلم (1776) في كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، من طريق عيسى بن يونس، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن البراء وقد جاءه رجل. [4] رواه البخاري في الجهاد والسير 3/ 218 باب من قاد دابّة غيره في الحرب، و 3/ 220 باب بغلة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم البيضاء، و 3/ 233 باب من صفّ أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابّته واستنصر، و 4/ 28 في باب من قال خذها وأنا ابن فلان، وفي المغازي 5/ 98- 99 باب مقام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمكة زمن الفتح، ومسلم (1776) في الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، والترمذي في الجهاد (1738) باب ما جاء في الثبات عند القتال، وأحمد في المسند 4/ 280 و 281 و 289 و 304. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ. وَقَدْ أَتَى ذَلِكَ مُطَوَّلًا [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجْمَلَ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَجْوَدَهُمْ كَفًّا، وأشجعهم قلبا، خرج وَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَرَكِبَ فَرَسًا لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيًا [2] ، ثُمَّ رَجَعَ، وَهُوَ يَقُولُ: لَنْ تُرَاعُوا، لَنْ تُرَاعُوا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ: ثنا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَالَكَ أَفْصَحُنَا وَلَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا؟ قَالَ: «كَانَتْ لُغَةُ إِسْمَاعِيلَ قَدْ دَرَسَتْ، فَجَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ فَحَفَّظَنِيهَا» . هَذَا مِنْ «جُزْءِ الْغِطْرِيفِ [4] » . وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْصَحَكَ، مَا رَأَيْتُ الَّذِي هُوَ أَعْرَبُ مِنْكَ، قَالَ: «حُقَّ لِي، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ القرآن بلسان عربيّ مبين» [5] .   [1] كذا في نسخة دار الكتب، وهو الصواب، وفي الأصل وفي (ع) : «وسيأتي هذا» . [2] زاد في الصحيح: (في عنقه السيف) . [3] أخرجه البخاري في الجهاد والسير 4/ 10- 11 باب السرعة والركض في الفزع، ومسلم (2307) في كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتقدّمه للحرب، وأحمد في المسند 3/ 261، والبيهقي في دلائل النبوّة 1/ 279، وابن سعد 1/ 373، وابن كثير في البداية والنهاية 6/ 37. [4] انظر بمعناه: صحيح مسلم (2308) في كتاب الفضائل، باب كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة، وشمائل الترمذي 189- 190 رقم 346، وابن سعد 1/ 375، ودلائل النبوّة للبيهقي 1/ 280، والبداية والنهاية 6/ 42. [5] ونحوه ما رواه البخاري في المناقب 4/ 156 باب نزل القرآن بلسان قريش، ومثله في فضائل القرآن 6/ 97، باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب قرآنا عربيا، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ» ، قُلْنَا: عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَعَلَّمَنَا التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ [1] . بَابُ زُهْدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِذَلِكَ يُوزَنُ الزُّهْدُ وَبِهِ يُحَدُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَا مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى 20: 131 [2] . قَالَ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْسَلَ إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ الْمَلَكُ: إِنَّ اللَّهَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا، وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ مَلَكًا نَبِيًّا، فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ كَالْمُسْتَشِيرِ لَهُ، فَأَشَارَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ تَوَاضَعْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا» قَالَ: فَمَا أَكَلَ بَعْدَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ طَعَامًا مُتَّكِئًا حَتَّى لَقِيَ رَبَّهُ تَعَالَى [3] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خِزَانَتِهِ، فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى حَصِيرٍ، فَأَدْنَى عَلَيْهِ إِزَارَهُ وَجَلَسَ، وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ، فَقَلَّبْتُ عَيْنِي فِي خِزَانَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا لَيْسَ فِيهَا شيء من الدنيا غير قبضتين- أو   [1] روى نحوه ابن ماجة في إقامة الصلاة، والسّنّة فيها (899) و (900) و (901) وفي الأخير عن أبي موسى الأشعري. [2] سورة طه- الآية 131. [3] رواه أحمد في المسند 2/ 231. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 قَالَ قَبْضَةً- مِنْ شَعِيرٍ، وَقَبْضَةً مِنْ قُرْظٍ، نَحْوَ الصَّاعَيْنِ، وَإِذَا أَفِيقٌ [1] مُعَلَّقٌ أَوْ أَفِيقَانِ، قَالَ: فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا بْنَ الْخَطَّابِ» ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي وَأَنْتَ صَفْوَةُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَخِيرَتُهُ [2] ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ! وَكِسْرَى وَقَيْصَرُ فِي الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وأنت هكذا، فقال: «يا بن الْخَطَّابِ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا» ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَاحْمَدِ اللَّهَ تَعَالَى» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . قَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ فِي الْبَيْتِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ إِلَّا أُهُبٌ ثَلَاثَةٌ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى أُمَّتِكَ، فَقَدْ وَسَّعَ عَلَى فَارِسٍ وَالرُّومِ، وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، فَاسْتَوَى جالسا وقال: «أفي شكّ أنت يا بن الْخَطَّابِ؟ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا» . فَقُلْتُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَكَانَ أَقْسَمَ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى نِسَائِهِ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ حَتَّى عَاتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى. اتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ [4] . قَرَأْتُ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَدَّلِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، أَخْبَرَكُمُ الْعَلَّامَةُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ، أَنَّ شَهْدَةَ بِنْتَ أَبِي نَصْرٍ أَخْبَرَتْهُمْ، أنا أَبُو غَالِبٍ الْبَاقِلَّانِيُّ، أنا أَبُو عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم وهو على سرير مرمول [5]   [1] هو الجلد الّذي لم يتمّ دباغه، وجمعه: أفق. [2] من خلقه. [3] في صحيحه من حديث طويل (1479) في كتاب الطلاق، باب في الإيلاء واعتزال النساء وتخييرهنّ، وقوله تعالى: وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ 66: 4. [4] أخرجه البخاري في النكاح 6/ 149- 150 باب موعظة الرجل ابنته لحال زوجها، ومسلّم (1479) في الحديث السابق. [5] أي نسج وجهه بالسّعف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 بِشَرِيطٍ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَاعْوَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْوِجَاجَةً، فَرَأَى عُمَرُ أَثَرَ الشَّرِيطِ فِي جَنْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما يبكيك» ؟ فقال: كسرى وقيصر يعبثان فِيمَا يَعِيثَانِ [1] فِيهِ، وَأَنْتَ عَلَى هَذَا السَّرِيرِ! فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ» ؟ قَالَ: بَلَى، فَقَالَ: «فَهُوَ وَاللَّهِ كَذَلِكَ» . إِسْنَادُهُ حَسَنٌ [2] . وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: اضْطَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ، فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ عَنْهُ وَأَقُولُ: بِأَبِي وَأُمِّي أَلَا آذَنْتَنَا فنبسط لك [3] ، قال: «ما لي وللدنيا، إنّما أَنَا وَالدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا» . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ قَرِيبٌ مِنَ الصِّحَّةِ [4] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا يَسُرُّنِي أَنْ تَأْتِيَ عَلَيَّ ثَلَاثُ لَيَالٍ، وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إلّا شيء أرصده لديني» . أخرجه البخاري [5] .   [1] في بعض المصادر (يعيشان) وهو تصحيف. [2] أخرجه مسلّم (2498) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين، رضي الله عنهما، وأحمد في المسند 3/ 139، وابن سعد في الطبقات 1/ 466. [3] في (دلائل النبوّة للبيهقي) : ألا آذنتنا فنبسط لك شيئا يقيك منه تنام عليه. [4] رواه الترمذي في الزهد (2483) باب (31) وقال: هذا حديث صحيح، وابن ماجة في الزهد (4109) باب مثل الدنيا، وأحمد في المسند 1/ 301، وفي الزهد- ص 13 و 18 و 20. [5] أخرجه البخاري في التمنّي 8/ 128 باب تمنّي الخير وقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لو كان لي أحد ذهبا، وفي الاستئذان 7/ 137 باب من أجاب بلبّيك وسعديك، وفي الرقاق 7/ 177 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ما أحبّ أن لي مثل أحد ذهبا، ومسلّم (94 و 992) في الزكاة، باب الترغيب في الصدقة، وابن ماجة، في الزهد (4132) باب في المكثرين، وأحمد في المسند 2/ 256 و 316 و 349 و 399 و 419 و 450 و 457 و 467 و 530 و 5/ 149 و 152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «اللَّهمّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ [1] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أيام تباعها مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى تُوُفِّيَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وقال الثَّوْرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنَّا نُخْرِجُ الْكُرَاعَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَنَأْكُلُهُ، فَقُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُونَ؟ فَضَحِكَتْ وَقَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزٍ مَأْدُومٍ حَتَّى لَحِقَ باللَّه. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ عَائِشَةَ: كُنَّا يَمُرُّ بِنَا الْهِلَالُ وَالْهِلَالُ، وَالْهِلَالُ، مَا نُوقِدُ بِنَارٍ لِطَعَامٍ، إِلَّا أَنَّهُ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّ حَوْلَنَا أَهْلَ دُورٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَيَبْعَثُونَ بِغَزِيرَةِ الشَّاءِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم من ذلك اللّبن. متّفق عليه [4] .   [1] أخرجه البخاري في الرقاق 7/ 181 باب كيف كان عيش النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه وتخلّيهم من الدنيا، ومسلّم (1055) في الزهد والرقاق، (18 و 19) وفي الزكاة (1055) باب في الكفاف والقناعة، والترمذي في الزهد (2466) باب ما جاء في معيشة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأهله، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة في الزهد (4139) باب القناعة، وأحمد في المسند 2/ 232 و 446 و 481، وفي الزهد- ص 13. [2] في صحيحه (2970) في الزهد والرقائق، باب 20 و 21 و 22 و 23 و 24 و (2976/ 33) ، ورواه ابن ماجة في الأطعمة (3343) باب خبز البرّ، و (3344) ، وأحمد في المسند 6/ 42. [3] في صحيحه 6/ 206 في الأطعمة، باب ما كان السّلف يدّخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره، و 6/ 210 باب القديد، والترمذي في الأضاحي (1547) باب في الرخصة في أكلها بعد ثلاث، وقال: هذا حديث صحيح.. وقد روي عنها هذا الحديث من غير وجه، وابن ماجة (3313) في الأطعمة، باب القديد، وأحمد في المسند 6/ 128 و 136. [4] رواه البخاري في الهبة 3/ 128 أول الباب، وفي الزهد والرقاق 7/ 181 باب كيف كان عيش النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه وتخلّيهم من الدنيا، ومسلّم (2972) في الزهد والرقائق، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 وَقَالَ هَمَّامٌ: ثنا قَتَادَةُ، كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ، فَقَالَ: كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا، حَتَّى لَحِقَ باللَّه، وَلَا رَأَى شَاةً سَمِيطًا [1] بِعَيْنِهِ قَطُّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُوَانٍ [3] ، وَلَا فِي سكرّجة [4] ولا خبز له مرقّق، فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: عَلَامَ [5] كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ: عَلَى السُّفَرِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [6] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إسحاق: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يُحَدِّثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، حَتَّى قُبِضَ. أخرجه مسلّم [7] .   [ () ] باب 28، وأحمد في المسند 2/ 405 و 6/ 71 و 86 و 108، وفي الزهد- ص 10، وابن سعد 1/ 403. [1] أي مشويّة على ما في «النهاية لابن الأثير» . [2] في صحيحه 7/ 181 في الزهد والرقاق، باب كيف كان عيش النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه وتخلّيهم عن الدنيا، وفي الأطعمة 6/ 206 باب شاة مسمومة والكتف والجنب، وابن ماجة (3309) في كتاب الأطعمة، باب الشواء، و (3339) في باب الرقاق. وأحمد في المسند 3/ 128 و 134 و 250، وابن سعد 1/ 404. [3] بضم الخاء وكسرها. [4] السّكرجة: بضم السين والكاف والراء المشدّدة. (النهاية لابن الأثير) . وقال الخفاجي في «شفاء الغليل» : الصواب فتح الراء المشدّدة، وهو إناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم، وأكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها. [5] في الأصل «على ما» . [6] في صحيحه 6/ 199 في الأطعمة، باب الخبز المرقّق والأكل على الخوان والسفرة، و 6/ 205 باب ما كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه يأكلون، والترمذي في الأطعمة (1848) باب ما جاء على ما كان يأكل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وابن ماجة في الأطعمة (3292) باب الأكل على الخوان والسفرة، وأحمد في المسند 3/ 130، وفي الزهد- ص 14. [7] في صحيحه (2970/ 22) في الزهد والرقائق، وأخرجه البخاري في الأطعمة 6/ 205 باب ما كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه يأكلون، وأحمد في المسند 5/ 253 و 260 و 267، وفي الزهد 39. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 وَقَالَ هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ، وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ [1] . وَلَقَدْ رَهَنَ دِرْعَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ، فَأَخَذَ لِأَهْلِهِ شَعِيرًا، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ: مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ مُحَمَّدٍ صَاعُ تَمْرٍ وَلَا صَاعُ حَبٍّ، وَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةُ أَبْيَاتٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . أَخْبَرَنَا الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، كِتَابَةً، أَنَّ عَبْدَ الْمُنْعِمِ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ كُلَيْبٍ أَجَازَ لَهُمْ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ بَنَانٍ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ثنا الحسن بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءة مثنيّة، فانطلقت فبعثت إليّ   [1] الإهالة: كل ما يؤتدم به، وقيل ما أذيب من الألية والشحم، وقيل الدسم الجامد. والسّنخة: المتغيّرة. [2] في صحيحه 3/ 82 في الاستقراض، باب من اشترى بالدّين وليس عنده ثمنه أو ليس بحضرته، وفي البيوع 3/ 8 باب شراء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالنسيئة، و 3/ 15 باب شراء الإمام الحوائج بنفسه، وفي السّلم 3/ 45- 46 باب الكفيل في السّلم، وباب الرهن في السّلم، وفي الرهن (بلفظه) 3/ 115 الباب الأول، وباب من رهن درعه، ومسلّم (1603) في كتاب المساقاة، باب الرهن وجوازه في الحضر والسفر، وأحمد في المسند 6/ 42 و 160 و 230 و 237، وفي الزهد له ص 9 و 10 و 11، وابن سعد 1/ 407. [3] رواه البخاري في الزهد والرقاق 7/ 181 في باب كيف كان عيش النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه وتخلّيهم من الدنيا، وأبو داود في الباس (4146) باب في الفرش، والترمذي في اللباس (1816) باب ما جاء في فراش النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وابن ماجة في الزهد (4151) باب ضجاع آل محمد صلّى الله عليه وسلّم، وأحمد في المسند 1/ 84 و 93 و 104 و 106 و 108 و 6/ 48 و 56 و 73 و 108 و 207 و 212 و 295 و 314 وفي الزهد- ص 19. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 بِفِرَاشٍ حَشْوُهُ الصُّوفُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ» ؟ قُلْتُ: فُلَانَةٌ رَأَتْ فِرَاشَكَ، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِهَذَا، فَقَالَ: «رُدِّيهِ يَا عَائِشَةُ» ، قَالَتْ: فَلَمْ أَرُدَّهُ، وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَتْ: فَقَالَ: ردّيه فو الله لَوْ شِئْتُ لَأَجْرَى اللَّهُ مَعِي جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ. أَخْرَجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي «الزُّهْدِ» [1] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ مُجَالِدٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ [2] . وَأَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ [3] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ. وَقَالَ زَائِدَةُ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاهِمُ الْوَجْهِ، حَسِبْتُ ذَلِكَ مِنْ وَجَعٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي أَرَاكَ سَاهِمَ الْوَجْهِ؟ فَقَالَ: مِنْ أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي أَتَتْنَا أَمْسِ، وَأَمْسَيْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهُنَّ، فَكُنَّ فِي خَمْلِ الْفِرَاشِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ [4] . وَقَالَ بَكْرِ بْنُ مُضَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ أَنَا وَعُرْوَةُ، فَقَالَتْ: لَوْ رَأَيْتُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضٍ لَهُ، وَكَانَتْ عِنْدِي سِتَّةُ دَنَانِيرَ أَوْ سَبَعَةٌ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُفَرِّقَهَا، فَشَغَلَنِي وجعه   [1] ص 20،. [2] انظر عنه: التاريخ الصغير 70، والضعفاء الصغير 277، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 552، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 89 رقم 126، والمجروحين لابن حبّان 3/ 10، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 165 رقم 532، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 232 رقم 1826، والجرح والتعديل 8/ 361- 362 رقم 1653، والكامل في الضعفاء 6/ 2414، والمغني في الضعفاء 2/ 543 رقم 5183، وميزان الاعتدال 3/ 438 رقم 7070، تهذيب التهذيب 10/ 39- 41 رقم 65، تقريب التهذيب 2/ 229 رقم 919. [3] في الطبقات الكبرى 1/ 465. [4] رواه أحمد في المسند 6/ 214. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 حَتَّى عَافَاهُ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْهَا، ثُمَّ دَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ فَقَالَ: مَا ظَنُّ نَبِيِّ اللَّهِ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ [1] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ. وقال بكّار بن محمد السِّيرِينِيُّ: نا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا بِلَالُ» ؟ فَقَالَ: تَمْرٌ أَدَّخِرُهُ، قَالَ: «وَيْحَكَ يا بلال، أو ما تَخَافُ أَنْ يَكُونَ لَكَ بُخَارٌ فِي النَّارِ، أَنْفِقْ بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا» . بَكَّارٌ ضَعِيفٌ [2] . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ أَبُو عَامِرٍ الْهَوْزَنِيُّ قَالَ: لَقِيتُ بِلَالًا مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَلَبٍ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي كَيْفَ كَانَتْ نَفَقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا كَانَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَا الَّذِي كُنْتُ أَلِي ذَلِكَ مِنْهُ [3] ، مُنْذُ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ، فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الْإِنْسَانُ الْمُسْلِمُ [4] ، فَرَآهُ عَارِيًا يَأْمُرُنِي فَأَنْطَلِقُ فَأَسْتَقْرِضُ فأشتري البردة   [1] رواه أحمد في المسند 6/ 104. [2] قال البخاري: يتكلّمون فيه، وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث روى أحاديث مناكير، وقال ابن معين: كتبت عنه لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يسكن القلب عليه مضطرب، وقال أبو زرعة: حدّث عن ابن عون بما ليس من حديثه، وقال ابن حبّان: لا يتابع على حديثه. انظر عنه: التاريخ الكبير 2/ 122 رقم 1911، والجرح والتعديل 2/ 409 رقم 1612، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 150 رقم 188 وفيه طرف من أول الحديث، وقال: الرواية فيه مضطربة من غير حديث ابن عون أيضا (151) ، والمجروحين لابن حبّان 1/ 197، والكامل في الضعفاء لابن عدّي 2/ 477- 478، والمغني في الضعفاء 1/ 111 رقم 958، وميزان الاعتدال 1/ 341 رقم 1263، ولسان الميزان 2/ 44- 45 رقم 161. [3] عند أبي داود «كنت أنا الّذي ألي ذلك منه» . وفي طبعة القدسي 2/ 332 «إلى» وهو خطأ. [4] عند أبي داود «مسلما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 وَالشَّيْءَ فَأَكْسُوهُ وَأُطْعِمُهُ، حَتَّى اعْتَرَضَنِي رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: يَا بِلَالُ إِنَّ عِنْدِي سَعَةً فَلَا تَسْتَقْرِضْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مِنِّي، فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتُ يَوْمٍ، تَوَضَّأْتُ، ثُمَّ قُمْتُ لِأُؤَذِّنَ بِالصَّلَاةِ، فَإِذَا الْمُشْرِكُ فِي عِصَابَةٍ مِنَ التُّجَّارِ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: يَا حَبَشِيُّ، قُلْتُ يا لبّيه [1] ، فتهجّمني، وَقَالَ قَوْلًا غَلِيظًا، فَقَالَ: أَتَدْرِي كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الشَّهْرِ؟ قُلْتُ: قَرِيبٌ. قَالَ: إِنَّمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَرْبَعُ لَيَالٍ، فَآخُذُكَ بِالَّذِي لِي عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَمْ أُعْطِكَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وَلَا مِنْ كَرَامَةِ صَاحِبِكَ، وَلَكِنْ أَعْطَيْتُكَ لِتَصِيرَ [2] لِي عَبْدًا، فَأَرُدَّكَ تَرْعَى الْغَنَمَ، كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَأَخَذَنِي فِي نَفْسِي مَا يَأْخُذُ فِي أَنْفُسِ النَّاسِ، فَانْطَلَقْتُ ثُمَّ أَذَّنْتُ بِالصَّلَاةِ، حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الْعَتْمَةَ رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِهِ، فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنَّ الْمُشْرِكَ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا تَقْضِي عَنِّي، وَلَا عِنْدِي، وَهُوَ فَاضِحِي، فَأْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ بَعْضَ هَؤُلَاءِ الْأَحْيَاءِ الَّذِينَ قَدْ أَسْلَمُوا، حَتَّى يَرْزُقَ اللَّهُ رَسُولَهُ مَا يَقْضِي عَنِّي، فَخَرَجْتُ، حَتَّى أَتَيْتُ مَنْزِلِي، فَجَعَلْتُ سَيْفِي وَجِرَابِي وَرُمْحِي [3] وَنَعْلِي عِنْدَ رَأْسِي، وَاسْتَقْبَلْتُ بِوَجْهِي الْأُفُقَ، فَكُلَّمَا نِمْتُ انْتَبَهْتُ، فَإِذَا رَأَيْتُ عَلَيَّ لَيْلًا نِمْتُ، حَتَّى انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ الْأَوَّلِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْطَلِقَ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يَسْعَى، يَدْعُو: يَا بِلَالُ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُ، فَإِذَا أَرْبَعُ رَكَائِبَ عَلَيْهِنَّ أَحْمَالُهُنَّ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنْتُ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْشِرْ، فَقَدْ جَاءَكَ اللَّهُ بِقَضَائِكَ» ، فَحَمِدْتُ اللَّهَ، قَالَ: «أَلَمْ تَمُرَّ عَلَى الرَّكَائِبِ الْمُنَاخَاتِ الْأَرْبَعِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ لَكَ رِقَابَهُنَّ وما عليهنّ» ، فإذا عليهنّ   [1] عند أبي داود «يا لبّاه» . [2] هكذا في نسخة دار الكتب، والمنتقى لابن الملّا، أما في الأصل، وفي (ع) وفي (ح) «لتجب» . واللفظتان غير موجودتين في سنن أبي داود. [3] عند أبي داود «مجنّي» بدل «رمحي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 كِسْوَةٌ وَطَعَامٌ أَهْدَاهُنَّ لَهُ عَظِيمُ فَدَكٍ، فَحَطَطْتُ عَنْهُنَّ، ثُمَّ عَقَلْتُهُنَّ، ثُمَّ عَمَدْتُ إِلَى تَأْذِينِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى إِذَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجْتُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَجَعَلْتُ إِصْبَعِي فِي أُذُنِي، وَنَادَيْتُ وَقُلْتُ: مَنْ كَانَ يَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَيْنًا فَلْيَحْضُرْ، فَمَا زِلْتُ أَبِيعُ وَأَقْضِي حَتَّى لَمْ يَبْقَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَيْنٌ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى فَضَلَ عِنْدِي أُوقِيَّتَانِ، أَوْ أُوقِيَّةٌ وَنِصْفٌ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَقَدْ ذَهَبَ عَامَّةُ النَّهَارِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: «مَا فَعَلَ مَا قِبَلُكَ» ؟ قُلْتُ قَدْ قَضَى اللَّهُ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ، فَقَالَ: «فَضَلَ شَيْءٌ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ دِينَارَانِ، قَالَ: «انْظُرْ أَنْ تُرِيحَنِي مِنْهُمَا، فَلَسْتُ بِدَاخِلٍ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِي حَتَّى تُرِيحَنِي مِنْهُمَا» ، فَلَمْ يَأْتِنَا أَحَدٌ، فَبَاتَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أَصْبَحَ، وَظَلَّ فِي الْمَسْجِدِ الْيَوْمَ الثَّانِي، حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ النَّهَارِ جَاءَ رَاكِبَانِ، فَانْطَلَقْتُ بِهِمَا، فَكَسَوْتُهُمَا وَأَطْعَمْتُهُمَا، حَتَّى إِذَا صَلَّى الْعَتْمَةَ دَعَانِي، فَقَالَ: «مَا فَعَلَ الَّذِي قِبَلُكَ» ؟ قُلْتُ: قَدْ أَرَاحَكَ اللَّهُ مِنْهُ، فَكَبَّرَ وَحَمِدَ اللَّهَ شَفَقًا مِنْ أَنْ يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ، وَعِنْدَهُ ذَلِكَ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ، حَتَّى جَاءَ أَزْوَاجَهُ، فَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ امْرَأَةٍ، حَتَّى أَتَى مَبِيتَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [1] عَنْ تَوْبَةَ الْحَلَبِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا أَبُو هَاشِمٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا جَاءَتْ بِكِسْرَةِ خُبْزٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا هَذِهِ» ؟ قَالَتْ: قُرْصٌ خَبَزْتُهُ، فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَتَيْتُكَ بِهَذِهِ الْكِسْرَةِ، فَقَالَ: «أَمَا إِنَّهُ أَوَّلُ طَعَامٍ دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام [2] » .   [1] في سننه (3055) كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب في الإمام يقبل هدايا المشركين. [2] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 400. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي طَلِيقٍ قَالَتْ: حَدَّثَنِي حِبَّانُ بْنُ جَزْءٍ- أَبُو [1] بَحْرٍ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَشُدُّ صُلْبَهُ بِالْحَجَرِ مِنَ الْغَرَثِ [2] . وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ: نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: بَيْنَمَا عَائِشَةُ تُحَدِّثُنِي ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ بَكَتْ، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: مَا مَلَأْتُ بَطْنِي مِنْ طَعَامٍ فَشِئْتُ أَنْ أَبْكِيَ إِلَّا بيكت أَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْجَهْدِ [3] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ، وَإِنَّهُنَّ لَتِسْعَةُ أَبْيَاتٍ» ، وَاللَّهِ مَا قَالَهَا اسْتِقْلَالًا لِرِزْقِ اللَّهِ، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ تَتَأَسَّى بِهِ أُمَّتُهُ. رَوَى الْأَرْبَعَةُ «ابْنُ سَعْدٍ» [4] عَنْ هَؤُلَاءِ. وَقَالَ أَبَانٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ يَهُودِيًّا دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ فَأَجَابَهُ [5] . وَقَالَ أَنَسٌ: أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرٌ، فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْهُ مقعيا [6] من الجوع [7] .   [1] في طبعة القدسي 2/ 334 «أو» . [2] الغرث: أي الجوع. والحديث في طبقات ابن سعد 1/ 400. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 400- 401. [4] في الطبقات 1/ 401. [5] أخرجه البخاري في البيوع 3/ 8 باب شراء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالنسيئة، وابن سعد 1/ 407. [6] قال ابن الأثير في النهاية: مقعيا: أراد أنه كان يجلس عند الأكل على وركيه مستوفزا غير متمكّن. [7] أخرجه مسلّم (2044) في الأشربة، باب استحباب تواضع الأكل، وصفة قعوده، وأبو داود الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 وَقَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ [1] تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ على شعير [2] .   [ () ] في الأطعمة (3771) باب ما جاء في الأكل متّكئا، وأحمد في المسند 3/ 180، وابن سعد في الطبقات 1/ 407. [1] حديث أسماء أخرجه البخاري من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، في الجهاد والسير 3/ 231 باب ما قيل في درع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والقميص في الحرب، وفي المغازي 5/ 145 باب وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والترمذي في البيوع (1232) باب ما جاء في الرخصة في الشراء إلى أجل، والنسائي في البيوع 7/ 288 باب الرهن في الحضر، و 7/ 303 باب مبايعة أهل الكتاب، وابن ماجة (2438) في كتاب الرهون، والدارميّ في البيوع، رقم (44) ، وأحمد في المسند 1/ 236 و 300 و 301 و 361 و 3/ 102 و 133 و 238 و 6/ 453 و 457، وابن سعد 1/ 408. [2] ورد في الأصل هنا: «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه، فسح الله في مدّته، في الميعاد التاسع» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 فَصْلٌ مِنْ شَمَائِلِهِ وَأَفْعَالِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ثَبُتَ عَنْهُ يَقُولُ: «اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ [1] » . وَكَانَ يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ وَاللَّحْمَ، وَلَا سِيَّمَا الذِّرَاعَ. وَكَانَ يَأْتِي النِّسَاءَ، وَيَأْكُلُ اللَّحْمَ، وَيَصُومُ، وَيُفْطِرُ، وَيَنَامُ، وَيَتَطَيَّبُ إِذَا أَحْرَمَ وَإِذَا حَلَّ، وَإِذَا أَتَى الْجُمُعَةَ، وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَيَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَيَثْبُتُ عَلَيْهَا وَيَأْمُرُ بِهَا، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ مَنْ دَعَاهُ، وَيَأْكُلُ مَا وَجَدَ، وَيَلْبَسُ مَا وَجَدَ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ لِقَصْدِ ذَا وَلَا ذَا، وَيَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ، وَالْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ، وَإِذَا رَكِبَ أَرْدَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ الصَّغِيرَ أَوْ يُرْدِفُ وَرَاءَهُ عَبْدَهُ أَوْ مَنِ اتَّفَقَ، وَيَلْبَسُ الصُّوفَ وَيَلْبَسُ الْبُرُودَ الحبرة، وكانت أَحَبَّ اللِّبَاسِ إِلَيْهِ، وَهِيَ بُرُودٌ يَمَنِيَّةٌ فِيهَا حمرة   [1] رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ إسحاق بن منصور، عن هريم، عن ليث عن كعب، عن أبي هريرة. وله زيادة: «وأعوذ بك من الخيانة، فإنّها بئست البطانة» ، في كتاب الأطعمة (3354) باب التعوّذ من الجوع. قال في الزوائد: في إسناده ليث بن سليم، وهو ضعيف، وأبو داود في كتاب الصلاة (1547) باب في الاستعاذة، وهو من طريق: محمد بن العلاء، عن ابن إدريس، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، والنسائي في الاستعاذة 8/ 263 باب الاستعاذة من الجوع، وابن سعد 1/ 409. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 وَبَيَاضٌ، وَيَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ بِخَاتَمِ فِضَّةٍ نَقْشُهُ «محمد رسول الله» وَرُبَّمَا تَخَتَّمَ فِي يَسَارِهِ. وَكَانَ يُوَاصِلُ فِي صَوْمِهِ، وَيَبْقَى أَيَّامًا لَا يَأْكُلُ، وَيَنْهَى عَنِ الْوِصَالِ، وَيَقُولُ: «إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي» [1] . وَكَانَ يَعْصِبُ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنَ الْجُوعِ، وَقَدْ أُتِيَ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ كُلِّهَا، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، وَاخْتَارَ الْآخِرَةَ عَلَيْهَا، وَكَانَ كَثِيرَ التَّبَسُّمِ، يُحِبُّ الرَّوَائِحَ الطَّيِّبَةَ. وَكَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، يَرْضَى لِرِضَاهُ، وَيَغْضَبُ لِغَضَبِهِ. وَكَانَ لَا يَكْتُبُ وَلَا يَقْرَأُ وَلَا معلّم له من البشر، نشأ فِي بِلَادٍ جَاهِلِيَّةٍ، وَعِبَادَةِ وَثَنٍ، لَيْسُوا بِأَصْحَابِ عِلْمٍ وَلَا كُتُبٍ، فَآتَاهُ اللَّهُ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَقِّهِ: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى 53: 3- 4 [2] . وَكُلُّ هَذِهِ الْأَطْرَافِ مِنَ الْأَحَادِيثِ فَصِحَاحٌ مَشْهُورَةٌ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» [3] .   [1] رواه البخاري في التمنّي 8/ 131 باب ما يجوز من اللّو وقوله تعالى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً 11: 80، وفي الصوم 2/ 232 باب بركة السحور من غير إيجاب.. و 2/ 242 باب الوصال ومن قال ليس في الليل صيام.. و 6/ 243 باب التنكيل لمن أكثر الوصال، وباب الوصال إلى السحر، ومسلم (1103) في الصوم، باب النهي عن الوصال في الصوم، وأحمد في المسند 3/ 8 و 6/ 126. [2] سورة النجم- الآية 3. [3] رواه النسائي في عشرة النساء 7/ 61 باب حبّ النساء، من طريق الحسين بن عيسى القومسيّ، عن عفّان بن مسلم، عن سلّام أبي المنذر، عن ثابت، عن أنس، وأحمد في المسند 3/ 128 و 199 و 285، وابن سعد في الطبقات 1/ 398. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 وَقَالَ أَنَسٌ: طَافَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نِسَائِهِ فِي ضَحْوَةٍ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ [1] . وَكَانَ يُحِبُّ مِنَ النِّسَاءِ عَائِشَةَ، وَمِنَ الرِّجَالِ أَبَاهَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وَابْنَهُ أُسَامَةَ، وَيَقُولُ: «آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الْأَنْصَارِ» [2] . وَيُحِبُّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سِبْطَيْهِ، وَيَقُولُ: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا» [3] وَيُحِبُّ أَنْ يَلِيَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ لِيَأْخُذُوا عَنْهُ [4] ، وَيُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي تَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ [5] ، وَفِي شأنه كلّه.   [1] رواه البخاري في النكاح 6/ 155 باب من طاف على نسائه في غسل واحد، والنسائي في الغسل والتيمّم 1/ 209 باب الطواف على النساء في غسل واحد، وابن ماجة في الطهارة (588) باب ما جاء فيمن يغتسل من جميع نسائه غسلا واحدا، والدارميّ في الوضوء، باب رقم (71) ، وأحمد في المسند 6/ 8 و 9 و 391. [2] أخرجه البخاري في الإيمان 1/ 10 باب علامة الإيمان حبّ الأنصار، وفي مناقب الأنصار 4/ 223 باب حبّ الأنصار من الإيمان، ومسلم (128) في الإيمان، باب الدليل على أن حبّ الأنصار وعليّ رضي الله عنهم من الإيمان، وعلاماته، وبغضهم من علامات النفاق، و (78) ، والنسائي في الإيمان 8/ 116 باب علامة الإيمان، وأحمد في المسند 3/ 70 و 130 و 133 و 249 و 5/ 285 و 6/ 7. [3] رواه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 4/ 217 باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وفي الأدب 7/ 74 باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، والترمذي في المناقب (3859) باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. [4] رواه الترمذي في مواقيت الصلاة (228) باب ما جاء ليلينّي منكم أولو الأحلام والنّهى، وابن ماجة في إقامة الصلاة (977) باب من يستحبّ أن يلي الإمام، وأحمد في المسند 3/ 100 و 199 و 205 و 263. [5] رواه البخاري في الوضوء 1/ 50 التيمّن في الوضوء والغسل، وفي الصلاة 1/ 110 باب التيمّن في دخول المسجد وغيره، وفي الأطعمة 6/ 197 باب التيمّن في الأكل وغيره، وفي اللباس 7/ 49 باب يبدأ بالنعل اليمنى، و 7/ 61 في باب الترجيل، ومسلم (268) في الطهارة، باب التيمّن في الطهور وغيره، وأبو داود في اللباس (4139) باب في الانتعال، والنسائي في الطهارة 1/ 78 باب بأيّ الرجلين يبدأ بالغسل، وفي الغسل 1/ 205 باب التيمّن في الطهور، وابن ماجة في الطهارة (401) باب التيمّن في الوضوء، وأحمد في المسند 6/ 94 و 130 و 147 و 188 و 202 و 210، والطيالسي في المسند 200 رقم 1410، وفيض القدير 5/ 207. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 وَكَانَ يَقُولُ: «إِنِّي أَخْشَاكُمْ للَّه وَأَعْلَمُكُمْ بِمَا أَتَّقِي» [1] . وَقَالَ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» [2] . وَقَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا» [3] . وَكُلُّ هَذَا فِي الصِّحَاحِ. بَابٌ مِنَ اجْتِهَادِهِ وَعِبَادَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ عيينة، عن زيادة [4] بْنِ عِلَاقَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أليس قد غفر الله لك   [1] أخرجه البخاري في النكاح 6/ 116 أول الباب، ومسلم (1108) في الصيام باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرّمة على من لم تحرّك شهوته، و (1109) باب صحّة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب، وأبو داود في الصوم (2382) باب القبلة للصائم، ومالك في الموطأ، كتاب الصوم (642) باب ما جاء في صيام الّذي يصبح جنبا في رمضان، وأحمد في المسند 1/ 249 و 367 و 3/ 485 و 4/ 8 و 6/ 80 و 155. [2] رواه البخاري في الكسوف 2/ 25 باب الصدقة في الكسوف، وفي التفسير 5/ 190 سورة المائدة، وفي النكاح 6/ 156 باب الغيرة، وفي الرقاق 7/ 186 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وفي الأيمان والنذور 7/ 218 باب كيف كانت يمين النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (426) في الصلاة، باب تحريم سبق الإمام بركوع أو سجود ونحوهما، و (901) في الكسوف، باب صلاة الكسوف، وفي الفضائل (2359) باب توقيره صلّى الله عليه وسلّم وترك إكثار سؤاله عمّا لا ضرورة إليه أو لا يتعلّق به تكليف، والنسائي في السهو 3/ 83 باب النهي عن مبادرة الإمام بالانصراف من الصلاة، وفي الكسوف 3/ 83 باب النهي عن مبادرة الإمام بالانصراف من الصلاة، وفي الكسوف 3/ 133 باب نوع آخر منه عن عائشة، و 3/ 152 باب كيف الخطبة في الكسوف، وابن ماجة في الزهد (4191) باب الحزن والبكاء، والدارميّ في الرقاق، باب 26، ومالك في الموطأ (444) باب العمل في صلاة الكسوف، وأحمد في المسند 2/ 257، و 313 و 418 و 432 و 453 و 467 و 477 و 2/ 50 و 3/ 102 و 126 و 154 و 180 و 193 و 210 و 217 و 240 و 245 و 251 و 268 و 290 و 5/ 183 و 6/ 81 و 164، وابن سيد الناس في عيون الأثر 2/ 335. [3] أخرجه الترمذي في التفسير (3351) سورة الواقعة، وابن سعد 1/ 435، والترمذي في الشمائل 27 رقم 40. [4] في نسخة دار الكتب (زيد) وهو تحريف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا، كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً [2] ، وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَطِيعُ؟ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، ثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ» . قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا لَكُمْ بِهِ طاقة» [4] .   [1] رواه البخاري في التهجّد 2/ 44 باب قيام النبي صلّى الله عليه وسلّم حق ترم قدماه، وفي التفسير 6/ 44 سورة الفتح، باب قوله لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً 48: 2، ومسلم (2819) في صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، والترمذي في الصلاة (410) باب ما جاء في الاجتهاد في الصلاة، والنسائي في قيام الليل 3/ 219 باب الاختلاف على عائشة في إحياء الليل، وابن ماجة في إقامة الصلاة (1419) و (1420) باب ما جاء في طول القيام في الصلوات، وأحمد في المسند 4/ 251 و 255 و 6/ 115. [2] الدّيمة: المطر الدائم، شبّهت عمله في دوامه بديمة المطر. (انظر عيون الأثر 2/ 335) . [3] أخرجه البخاري في الصوم 2/ 248 باب هل يخصّ شيئا من الأيام، وفي الرقاق 7/ 181 باب القصد والمداومة على العمل، ومسلم (783) في صلاة المسافرين، باب فضيلة العمل الدائم من قيام الليل وغيره، وأبو داود في الصلاة (1370) باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة وأحمد في المسند 4/ 109 و 6/ 43 و 55 و 174 و 189. [4] أخرجه البخاري في الصوم 2/ 232 باب بركة السحور من غير إيجاب، و 2/ 242 باب الوصال ومن قال: ليس في الليل صيام، وباب التنكيل لمن أكثر الوصال، و 2/ 243 باب الوصال إلى السحر، وفي التمنّي 8/ 131 وباب ما يجوز من اللّو وقوله تعالى: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً 11: 80، ومسلم (1104) في كتاب الصيام، باب النهي عن الوصال في الصوم، وأبو داود في الصوم (2360) باب في الوصال، و (2374) باب في الرخصة في ذلك، والترمذي في الصوم (775) باب ما جاء في كراهية الوصال في الصيام، والدارميّ في الصوم، باب رقم 14، ومالك في الموطأ، كتاب الصوم (672) باب النهي عن الوصال في الصوم، وأحمد في المسند 2/ 21 و 102 و 112 و 128 و 143 و 153 و 231 و 237 و 244 و 257 و 261 و 281 و 315 و 345 و 377 و 418 و 496 و 516 و 3/ 8 و 57، و 170 و 173 و 202 و 218 و 235 و 247 و 276 و 289 و 4/ 314 و 315 و 5/ 364 و 6/ 242 و 258. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 وَفِي الصَّحِيحِ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَأَنَسٍ، بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إني لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ» . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ مِنَ الْبُكَاءِ [2] . وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَاكَ شِبْتَ، قَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ [3] » . وَأَمَّا تَهَجُّدُهُ وَتِلَاوَتُهُ وَتَسْبِيحُهُ وَذِكْرُهُ وَصَوْمُهُ وَحَجُّهُ وَجِهَادُهُ وَخَوْفُهُ وَبُكَاؤُهُ وَتَوَاضُعُهُ وَرِقَّتُهُ، وَرَحْمَتُهُ لليتيم والمسكين، وصلته للرّحم، وتبليغه والرسالة، وَنُصْحُهُ الْأُمَّةَ، فَمَسْطُورٌ فِي السُّنَنِ عَلَى أَبْوَابِ العلم.   [1] رواه مسلم (2702) في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، وأبو داود (1515) في الصلاة، باب الاستغفار، والترمذي (3312) في التفسير، سورة محمد صلّى الله عليه وسلّم، وابن ماجة في الأدب (3815) باب الاستغفار، والدارميّ في الرقاق، باب (15) ، وأحمد في المسند 2/ 45 و 4/ 260 و 5/ 394 و 396 و 397 و 402، وابن سيد الناس في عيون الأثر 2/ 335. [2] رواه أبو داود في الصلاة (904) باب البكاء في الصلاة، والنسائي في السهو 3/ 13 باب البكاء في الصلاة، وأحمد في المسند 4/ 25 و 26. [3] أخرجه الترمذي في التفسير (3351) سورة الواقعة، وابن سعد 1/ 435، والترمذي في الشمائل 27 رقم 40. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 بَابٌ فِي مُزَاحِهِ وَدَمَاثَةِ أَخْلَاقِهِ الزَّكِيَّةِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عن بكر بن عبد الله بن الْمُزَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَمْزَحُ، وَمَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا» . [1] إِسْنَادُهُ قَرِيبٌ مِنَ الْحَسَنِ. وَقَالَ أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ. ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: «إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا» [2] . تَابَعَهُ أَبُو مَعْشَرَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، وَهُوَ صَحِيحٌ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا مَزَحَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَعْضُ دُعَابَاتِ هَذَا الْحَيِّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «بَلْ بَعْضُ مَزْحِنَا هَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ» . حَمْزَةُ لَا أَعْرِفُهُ [3] ، وَالْمَتْنُ مُنْكَرٌ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أفكه   [1] روى ابن ماجة نحوه من حديث (2863) عن طريق محمد بن عمرو، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سعيد الخدريّ، في كتاب الجهاد، باب لا طاعة في معصية الله. [2] رواه الترمذي في البرّ والصلة (2058) باب ما جاء في المزاح، وأحمد في المسند 2/ 340 و 360. [3] ذكره المؤلّف في المغني في الضعفاء 1/ 192 رقم 1754، وميزان الاعتدال 1/ 608 رقم 2307. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 النَّاسِ [1] . تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَضَعْفُهُ مَعْرُوفٌ. وَجَاءَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ مَعَ صَبِيٍّ [2] . وَقَالَ أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي طِيبَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَثَقُلَ عَلَى الْقَوْمِ بَعْضُ مَتَاعِهِمْ، فَجَعَلُوا يَطْرَحُونَهُ عَلَيَّ، فَمَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَنْتَ زَامِلَةٌ» [3] . وَقَالَ حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ: سَمِعْتُ سَفِينَةَ [4] يَقُولُ: ثَقُلَ عَلَى الْقَوْمِ مَتَاعُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ابْسُطْ كِسَاءَكَ» ، فَجَعَلُوا فِيهِ مَتَاعَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْمِلْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ سَفِينَةٌ» ، قَالَ: فَلَوْ حَمَلْتُ مِنْ يَوْمِئِذٍ وِقْرَ بَعِيرٍ أَوْ بَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةً مَا ثَقُلَ عَلَيَّ. وَهَذَا يَدْخُلُ فِي مُعْجِزَاتِهِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَحْمَلَ أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَنَا أَحْمِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ» ، فَقَالَ: وَمَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ نَاقَةٍ يَا رسول الله؟ فَقَالَ: «وَهَلْ تَلِدُ الْإِبِلُ إِلَّا النُّوقَ؟» [5] صَحِيحٌ غَرِيبٌ. وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قال: كان ابن لأمّ سليم، يقال   [1] رواه ابن السّنّي في عمل اليوم والليلة 159 رقم 421، وألوفا لابن الجوزي 2/ 446، وابن كثير في الشمائل 81، والمعافى بن زكريا في أنيس الجليس 1/ 279. [2] انظر المصادر السابقة. [3] الزاملة: البعير الّذي يحمل عليه الطعام والمتاع. [4] سفينة: هو مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسمه مهران. [5] رواه أبو داود في الأدب (4998) باب ما جاء في المزاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمَازِحُهُ- الْحَدِيثَ [1] . وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ» [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَزِيرَةٍ [3] طَبَخْتُهَا، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا: كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِي أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِيهَا فَلَطَّخْتُهَا وَطَلَيْتُ وَجْهَهَا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ عُمَرُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَظَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَيَدْخُلُ، فَقَالَ: «قُومَا فَاغْسِلَا وُجُوهَكُمَا» . فَمَا زِلْتُ أَهَابُ عُمَرَ لِهَيْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، وَقَدْ رَشَّ فِنَاءَ أُطْمِهِ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ سِمَاطَيْنِ، وَجَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا سِيرِينُ، مَعَهَا مِزْهَرُهَا تَخْتَلِفُ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ تُغَنِّيهِمْ، فَلَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْمُرْهُمْ وَلَمْ يَنْهَهُمْ، وَهِيَ تَقُولُ فِي غِنَائِهَا: هَلْ عَلَيَّ وَيْحَكُمْ ... إِنْ لَهَوْتُ مِنْ حَرَجٍ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «لَا حَرَجَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» [4] . حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ هذا مدنيّ،   [1] مرّ الحديث قبل الآن، وهو في صحيح مسلم (2150) وطبقات ابن سعد 1/ 364، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 338. [2] رواه الترمذي في المناقب (3921) باب مناقب أنس بن مالك رضي الله عنه، وأبو داود في الأدب (5002) باب ما جاء في المزاح، وأحمد في المسند 3/ 117 و 127 و 242 و 260. [3] الخزيرة: عصيدة بلحم. [4] رواه المؤلّف في ميزان الاعتدال 1/ 538. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 تَرَكَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ [1] . وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَتِ الْحَبَشَةُ الْمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «تَعَالَيْ» ، فَقَامَ بِالْبَابِ، وَجِئْتُ فَوَضَعْتُ ذَقْنِي عَلَى عَاتِقِهِ، وَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ، قَالَتْ: وَمِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمَئِذٍ «وَأَبُو الْقَاسِمِ طَيِّبٌ» ، فقال رسول الله: «حَسْبُكِ» . قُلْتُ: لَا تَعْجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قالت: وَمَا بِيَ حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ، وَلَكِنْ أَحْبَبْتُ أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مَقَامُهُ لِي وَمَكَانِي مِنْهُ. وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ: فَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ [2] . وَفِي رِوَايَةٍ: وَالْحَبَشَةُ في المسجد يلعبون بحرابهم ويزفّنون.   [1] قال الجوزجاني: لا يشتغل بحديثه، وقال العقيلي: لا يتابع عليه إلا من هو قريب منه، وقال أبو زرعة: ليس بقويّ، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال عليّ بن عبد الله: تركت حديثه، وقال النَّسائيّ: متروك الحديث، وقال ابن عديّ: هو ممّن يكتب حديثه فإنّي لم أجد في أحاديثه منكرا قد جاوز المقدار والحدّ، وقال أحمد: له أشياء منكرة، وقال ابن معين مرة: ليس به بأس يكتب حديثه، وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، ولم أرهم يحتجّون بحديثه. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقويّ عندهم، وقال ابن حِبّان: يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل. انظر عنه: التاريخ الكبير 2/ 388 رقم 2872، والضعفاء الصغير 78، والضعفاء والمتروكين للنسائي 145، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 137 رقم 233، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 245- 246 رقم 293، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 57 رقم 258، والمجروحين لابن حبّان 1/ 242، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 760- 761، وميزان الاعتدال 1/ 537- 538 رقم 2012، والكاشف 1/ 170 رقم 1099، والمغني في الضعفاء 1/ 172 رقم 1534، وتهذيب التهذيب 2/ 341- 342 رقم 606، وتقريب التهذيب 1/ 176 رقم 366. [2] وفي رواية لمسلم «فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السّنّ» . انظر: صحيح مسلم (892) في صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الّذي لا معصية فيه، في أيام العيد، وأحمد في المسند 3/ 152 و 6/ 116. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: أَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عروة، عن عائشة قالت: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْنَا لَغَطًا وَصَوْتَ الصِّبْيَانِ، فَقَامَ، فَإِذَا حَبَشِيَّةٌ تَرْقُصُ وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهَا فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ تَعَالَيْ فَانْظُرِي» ، فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ ذَقْنِي عَلَى مَنْكِبِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ، فَقَالَ: «مَا شَبِعْتِ» ؟ فَجَعَلْتُ أَقُولُ: لَا، لِأَنْظُرَ مَنْزِلَتِي عِنْدَهُ، إِذْ طَلَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَارْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ قَدْ فَرِقُوا مِنْ عُمَرَ» [1] . خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ (س) : هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَابَقَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَبَقْتُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، حَتَّى إِذَا رَهَقَنِي اللَّحْمُ سَابَقَنِي فَسَبَقَنِي، فَقَالَ: «هَذِهِ بِتِلْكَ» . صَحِيحٌ. وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهَا، وَقِيلَ فِي إِسْنَادِهِ غَيْرُ ذَلِكَ. [3] وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَغَيْرُ خَالِدٍ أَسْقَطَ مِنْهُ أَبَا هُرَيْرَةَ- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْلِعُ [4] لِسَانَهُ لِلْحُسَيْنِ، فَيَرَى الصَّبِيُّ حُمْرَةَ لِسَانِهِ فَيَهَشُّ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَلَا أَرَاكَ تصنع هذا، فو الله إِنِّي لَيَكُونُ لِي الْوَلَدُ قَدْ خَرَجَ وَجْهُهُ   [1] رواه الترمذي في المناقب (3774) باب (71) في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. [2] في الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 921. [3] رواه أبو داود في الجهاد (2578) باب في السبق على الرّجل، وابن ماجة مختصرا في النكاح (1979) باب حسن معاشرة النساء، وأحمد في المسند، 6/ 39 و 264 قال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده صحيح على شرط البخاري، وعزاه المزّي في الأطراف للنسائي، وليس هو في رواية النّسائيّ. [4] في (ع) «أذلغ» وهو تحريف، ويدلع: يخرج لسانه من بين شفتيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 مَا قَبَّلْتُهُ قَطُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ» [1] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَهُوَ يَقُولُ: تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّهْ فَيَضَعُ الْغُلَامُ قَدَمَهُ عَلَى قَدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُهُ إِلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ قَبَّلَ فَاهُ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ [2] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مُسْتَلْقٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى ظَهْرِهِ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَهُ الْحَسَنُ فَأَقْبَلَ يَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقَدَّمَ قَمِيصِهِ، فَقَبَّلَ زَبِيبَتَهُ [4] .   [1] رواه البخاري في الأدب 7/ 75 باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، و 7/ 78 باب رحمة الناس بالبهائم، ومسلم (2318) في الفضائل، باب رحمته صلّى الله عليه وسلّم الصبيان والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك، وأبو داود في الأدب (5218) باب في قبلة الرجل ولده، والترمذي في البر والصلة (1976) باب ما جاء في رحمة الولد، وأحمد في المسند 4/ 358 و 360 و 361 و 362 و 365 و 366 [2] رواه مسلم (2421) في فضائل الصحابة، باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما، و (2422) ، والبخاري في اللباس 7/ 55 باب السّخاب للصبيان، وابن ماجة في المقدّمة (142) باب فضل الحسن والحسين ابني عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأحمد في المسند 2/ 249 و 288 و 331 و 440 و 446 و 531 و 532 و 4/ 284 و 292. [3] أخرجه الترمذي من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، ومن طريق شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب، في المناقب، باب (110) رقم (3872) و (3873) . [4] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 45 رقم 2658 من طريق جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس. وقد ليّن الحافظ ابن حجر في «تقريب التهذيب» قابوس ابن أبي ظبيان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: ثنا زُمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى بُصْرَى قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ أَوْ عَامَيْنِ، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَهُمَا بَدْرِيَّانِ، وَكَانَ سُوَيْبِطُ عَلَى زَادِهِمْ، فَجَاءَ نُعَيْمَانُ فَقَالَ: أَطْعِمْنِي، فَقَالَ: لَا، حَتَّى يَأْتِيَ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ نُعَيْمَانُ مَزَّاحًا، فَقَالَ: لَأَبِيعَنَّكَ، ثُمَّ قَالَ لِأُنَاسٍ: ابْتَاعُوا مِنِّي غُلَامًا، وَهُوَ رَجُلٌ ذُو لِسَانٍ، وَلَعَلَّهُ يَقُولُ: أَنَا حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَارِكِيهِ إِذَا قَالَ ذَلِكَ، فَدَعُونِي وَلَا تُفْسِدُوا عَلَيَّ غُلَامِي، قَالُوا: لَا، بَلْ نَبْتَاعُهُ. فَبَاعَهُ بِعَشْرِ قَلَائِصَ [1] ، ثُمَّ جَاءَهُمْ فَقَالَ: هُوَ هَذَا، فَقَالَ سُوَيْبِطُ: هُوَ كَاذِبٌ، وَأَنَا رَجُلٌ حُرٌّ، قَالُوا: قَدْ أُخْبِرْنَا بِخَبَرِكَ. وَطَرَحُوا الْحَبْلَ وَالْعِمَامَةَ فِي رَقَبَتِهِ، وَذَهَبُوا بِهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخْبَرُوهُ، فَذَهَبَ وَأَصْحَابٌ لَهُ فَرَدُّوا الْقَلائِصَ، وَأَخَذُوهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [2] . وَقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُكْنَى أَبَا عَمْرَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ عَمْرَةَ» ، فَضَرَبَ الرَّجُلُ بِيَدِهِ إِلَى مَذَاكِيرِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَهْ» ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ إِلَّا أَنِّي امْرَأَةٌ لَمَّا قُلْتَ لِي يَا أُمَّ عَمْرَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مثلكم أمازحك» . حَدِيثٌ مُرْسَلٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: نا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أهل البادية كان اسمه زاهر [3] ، فَكَانَ يُهْدِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هديّة من البادية   [1] القلوص: الناقة الشابّة، كما في نهاية ابن الأثير. [2] رواه أحمد في المسند 6/ 316 وابن ماجة في الأدب (3719) باب المزاح. قال الهيثمي في مجمع الزوائد. في إسناده زمعة بن صالح، وهو وإن أخرج له مسلم، فإنّما روى له مقرونا بغيره، وقد ضعّفه أحمد وابن معين وغيرهما. [3] في مسند أحمد (زاهرا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 فَيُجَهِّزُهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] وَقَالَ: «إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا، وَنَحْنُ حَاضِرَتُهُ» [2] . وَكَانَ دَمِيمًا [3] ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي، مَنْ هَذَا؟ وَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي الْعَبْدَ» ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِذًا وَاللَّهِ تَجِدُنِي كَاسِدًا، فَقَالَ: «لَكِنَّ أَنْتَ عِنْدَ اللَّهِ غَالٍ» . صَحِيحٌ غَرِيبٌ [5] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَدَّثُ، وَكَانَ فِيهِ مُزَاحٌ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَيَضْحَكُونَ، فَطَعَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَاصِرَتِهِ، فَقَالَ: اصْبِرْ لِي [6] ، قَالَ: «أَصْطَبِرْ» ، قَالَ: لِأَنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيَّ قَمِيصٌ. فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، فَاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ وَيَقُولُ: إِنَّمَا أردت هذا يا رسول الله. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ [7] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أسلمت، ولا رآني إلّا تبسّم [8] .   [1] في المسند زيادة «إذا أراد أن يخرج» . [2] في المسند «حاضروه» وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يحبّه» . [3] في (ع) «ذميما» . [4] في المسند زيادة «فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حين عرفه» . [5] رواه أحمد في المسند 3/ 161 و 6/ 133. [6] في سنن أبي داود «أصبرني» . [7] رواه أبو داود في الأدب (5224) باب في قبلة الجسد. [8] رواه البخاري في الجهاد والسير 4/ 25، 26 باب من لا يثبت على الخيل، وبقيّة الحديث: «إلا تبسّم في وجهي. ولقد شكوت إليه أنّي لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري وقال: اللَّهمّ ثبّته واجعله هاديا مهديّا» ، وفي مناقب الأنصار 4/ 232 باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وفيه: «ولا رآني إلا ضحك» وبقيّته مختلفة، وفي الأدب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 بَابٌ فِي مَلَابِسِهِ قَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: ثنا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه كان يَلْبَسُ الْقَلَانِسَ [1] الْبِيضَ، وَالْمُزَرْوَرَاتِ، وَذَوَاتِ الْآذَانِ. عَاصِمٌ هَذَا بَصْرِيُّ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ [2] . وَعَنْ جَابِرٍ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ يَلْبَسُهَا فِي الْعِيدَيْنِ وَيُرْخِيهَا خَلْفَهُ. تَفَرَّدَ بِهِ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ [3] . وَقَالَ وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ وَعَلَيْهِ عصابة دسماء [4] . حديث صحيح [5] .   [7] / 94 باب التبسّم والضحك، ومسلم 2475 في فضائل الصحابة، باب من فضائل جرير بْن عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وابن ماجة في المقدّمة (159) باب فضل جرير بن عبد الله البجلي، والترمذي في المناقب (3909) و (3910) باب مناقب جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وأحمد في المسند 4/ 358 و 359 و 362 و 365. [1] القلانس: مفردها قلنسوة، وهي ما يلبس على الرأس ويلفّ عليه كالعمامة. [2] قال النسائي: متروك الحديث، وقال العقيلي: غلب على حديثه الوهم، وقال الدارقطنيّ: كذّاب عن هشام وغيره، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن معين: كذّاب خبيث، وقال ابن عديّ: يعدّ فيمن يصنع الحديث. انظر عنه: الضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 239، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 337 رقم 1362، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 135 رقم 411 الجرح والتعديل 6/ 344 رقم 1901 المجروحين لابن حبّان 2/ 126 الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1877- 1879، اللباب لابن الأثير 3/ 117، ميزان الاعتدال للمؤلف 2/ 350- 352 رقم 4047، المغني في الضعفاء له 1/ 320 رقم 2982، الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي 219 رقم 360. [3] رواه أبو داود في اللباس (4077) باب في العمائم، والترمذي في الشمائل 56 رقم 110. [4] أي سوداء. [5] أخرجه البخاري في مناقب الأنصار 4/ 226 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم، و 7/ 39 في اللباس، باب العمائم، والترمذي في الشمائل 57 رقم 111. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 وَعَنْ رُكَانَةَ أَنَّهُ صَارَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، قال: وَسَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فَرْقُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ الْعَمَائِمَ عَلَى الْقَلَانِسِ» . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [1] . وَعَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُمَّةٌ [2] بَيْضَاءُ [3] . وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ [4] رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. قُلْتُ: لَعَلَّ- تَحْتَ الْخَوْذَةِ، فَإِنَّهُ دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ [5] . وَعَنْ بَعْضِهِمْ بِإِسْنَادٍ وَاهٍ: كَانَتْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِمَامَةُ تُسَمَّى السَّحَابَ، يَلْبَسُ   [1] في سننه، كتاب اللباس (4078) باب في العمائم، والترمذي في اللباس (1844) باب (41) وقال: «هذا حديث غريب، وإسناده ليس بالقائم، ولا نعرف.. ابن ركانة» . [2] الكمّة: القلنسوة الصغيرة والمدوّرة. [3] ألوفا لابن الجوزي 567. [4] رواه مسلم (1358) في الحجّ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، والترمذي في الجهاد (1730) باب ما جاء في الألوية، والنسائي (2872) ، وابن ماجة في اللباس (3585) باب في العمامة السوداء، والترمذي في الشمائل 55، 56 رقم 107. [5] حديث دُخُولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وعلى رأسه المغفر، رواه البخاري في المغازي، باب أين ركز النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح، وفي الحج، باب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، وفي الجهاد، باب قتل الأسير وقتل الصبر، وفي اللباس، باب المغفر، ومسلم (1357) في الحج، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، ومالك في الموطأ، 1/ 423 في الحج، باب جامع الحج، وأبو داود في الجهاد (2685) باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، والترمذي في الجهاد (1693) باب ما جاء في المغفر، والنسائي 5/ 210 في الحج، باب دخول مكة بغير إحرام، وابن سعد في الطبقات 2/ 139، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ 72 رقم 14 (بتحقيقنا) ، والتنوخي بتخريج الصوري في الفوائد العوالي (مخطوطة الظاهرية) ج 5/ 19 (بتحقيقنا) ، والخطيب في تاريخ بغداد 2/ 206 والمغفر: هو زرد من حديد يلبس تحت القلنسوة ليتّقى به في الحرب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 تحتها القلانس اللَّاطِئَةَ [1] ، وَيَرْتَدِي [2] . وَقَالَ مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَعَلَيْهِ، عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ [3] . وَعَنِ الْحَسَنِ: كَانَتْ رَايَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَاءَ، تُسَمَّى الْعُقَابَ، وَعِمَامَتُهُ سَوْدَاءَ [4] ، وَكَانَ إِذَا اعْتَمَّ يُرْخِي عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. مُرْسَلٌ [5] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اعْتَمَّ يُسْدِلُ عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ [6] . وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ وَسَالِمًا يَفْعَلَانِ ذَلِكَ [7] . وَقَالَ عُرْوَةُ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمامة معلّمة، فقطع علمها ولبسها. مرسل [8] .   [1] أي الملتصقة بالرأس. [2] انظر: أخلاق أبي الشيخ 118، 119 وملخص تاريخ دمشق لابن منظور- السيرة النبويّة 271 بتحقيق د. رضوان السيد. [3] رواه مسلم (1359/ 453) في الحج، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، وأبو داود في اللباس (4077) باب في العمائم، وأحمد في المسند 3/ 363 و 387 و 4/ 307 و 6/ 148 و 152، وابن ماجة في اللباس (3587) باب إرخاء العمامة بين الكتفين، والنويري في نهاية الأرب 18/ 285. [4] رواه ابن سعد في الطبقات حتى هنا 1/ 455. [5] ابن سعد 1/ 456. [6] زاد الترمذي هنا: قال نافع» . [7] رواه الترمذي في اللباس (1790) باب سدل العمامة بين الكتفين، وقال: وفي الباب عن عليّ، ولا يصحّ حديث عليّ من قبل إسناده، وانظر ابن سعد 1/ 456. [8] روى أحمد في المسند 6/ 208 حديثا بنحوه عن عبد الله، عن أبيه، عن وكيع، عن هشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم كانت له خميصة معلّمة، وكان يعرض له علمها في الصلاة، وأعطاها أبا جهم وأخذ كساء له أنبجانيّا. وانظر: نهاية الأرب للنويري 18/ 287. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 وَقَالَ الْمُغِيرَةُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ وَعِمَامَتِهِ. وَقَالَ: لَبِسَ جُبَّةً ضَيِّقَةَ الْكُمَّيْنِ [1] . وَيُرْوَى عَنْ أَنَسٍ: كَانَ قَمِيصُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُطْنًا، قَصِيرَ الطُّولِ، قَصِيرَ الْكُمَّيْنِ [2] . وَعَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ شَهْرٍ [3] ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: كَانَ كُمُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الرُّسْغِ [4] . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ قَمِيصًا قَصِيرَ الْيَدَيْنِ وَالطُّولِ [5] . وَعَنْ عُرْوَةَ- وَهُوَ مُرْسَلٌ- قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ طُولُ رِدَائِهِ أَرْبَعَةَ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ ذراعان وشبر [6] . وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةِ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ [7] مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ. أخرجه أبو داود [8] .   [1] رواه البخاري في اللباس 7/ 37 باب من لبس جبّة ضيّقة الكمّين في السفر، ومسلم (274) في الطهارة، باب المسح على الخفّين، وأبو داود في الطهارة (150) باب المسح على الخفّين، والترمذي في اللباس (1824) باب ما جاء في لبس الجبّة والخفّين، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في الطهارة 1/ 76 باب المسح على العمامة مع الناصية، وأحمد في المسند 1/ 29 و 44 و 4/ 244، 248 و 250 و 251 و 255، وابن سعد في الطبقات 1/ 459. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 458، والنويري في نهاية الأرب 18/ 287. [3] في (ع) «شهد» وهو تصحيف. وهو شهر بن حوشب. [4] رواه ابن سعد 1/ 458، والنويري 18/ 287، وأبو داود (4027) وفيه «الرصغ» . [5] رواه ابن سعد 1/ 459. [6] رواه ابن سعد 1/ 458، والنويري 18/ 287. [7] المرط: كساء طويل واسع من الخزّ والصوف. وفي الرواية «مرط مرحّل» .. [8] في اللباس (4032) باب في لبس الصوف والشعر، ورواه مسلم (2081) في اللباس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ بُرْدَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ طُولَ سِتَّةِ أَذْرُعٍ فِي ثَلَاثَةٍ وَشِبْرٍ، وَإِزَارُهُ مِنْ نَسْجِ عُمَانَ، طُولُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ وَشِبْرٌ فِي ذِرَاعَيْنِ وَشِبْرٍ، كَانَ يَلْبَسُهُمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ ثُمَّ يُطْوَيَانِ. حَدِيثٌ مُعْضِلٌ [1] . وَقَالَ عُرْوَةُ: إِنَّ ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ يَخْرُجُ فِيهِ إِلَى الْوَفْدِ رِدَاءٌ [2] حَضْرَمِيٌّ [3] طُولُهُ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ ذِرَاعَانِ وَشِبْرٌ، فَهُوَ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ قَدْ خَلِقَ، فَطَوَوْهُ [4] بِثَوْبٍ، يَلْبَسُونَهُ يَوْمَ الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ. رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ [5] . وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بُرْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِبَرَةٍ لَهُ حَاشِيَتَانِ [6] . قُلْتُ: هَذَا الْبُرْدُ غَيْرُ بُرْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَتَدَاوَلُهُ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ، ذَاكَ الْبُرْدُ اشْتَرَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّفَّاحُ بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ مِنْ صَاحِبِ أَيْلَةَ. وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهُ بُرْدٌ كَسَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِبِ أَيْلَةَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: ثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ   [ () ] والزينة، باب التواضع في اللباس، والاقتصار على الغليظ منه واليسير..، وفي فضائل الصحابة (2424) باب فضائل أهل بيت النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والترمذي في الاستئذان والآداب (2966) باب ما جاء في الثوب الأسود، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وأحمد في المسند 6/ 162، والترمذي في الشمائل- ص 37. [1] انظر طبقات ابن سعد 1/ 458. [2] في طبقات ابن سعد «ورداءه» . [3] في نسخة دار الكتب، وألوفا بأحوال المصطفى لابن الجوزي «أخضر» بدل «حضرمي» . [4] هكذا عند ابن سعد والنويري، وفي الأصل «فطروه» وهو تصحيف، وفي (ع) «فيبطّنونه» . وفي ألوفا لابن الجوزي «وطرف» . [5] طبقات ابن سعد 1/ 458، نهاية الأرب للنويري 18/ 288. [6] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 456. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَخَلَّفْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ أَتَيْتُهُ بِمِطْهَرَةٍ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمُّ الْجُبَّةِ، فَأَخْرَجَ يَدَيْهِ مِنْ تَحْتِهَا، وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ نَاصِيَتَهُ، وَعَلَى الْعِمَامَةِ، ثُمَّ رَكِبَ وَرَكِبْنَا، وَفِي لَفْظٍ: وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، وَفِي لَفْظٍ: وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ [1] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ يَتَقَعْقَعُ [2] . عَنْ عِكْرِمَةَ: رَأَيْتُ ابنَ عَبَّاسٍ إِذَا ائْتَزَرَ أَرْخَى مُقَدَّمَ إِزَارِهِ حَتَّى تَقَعَ حَاشِيَتَاهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ، وَيَرْفَعَ الْإِزَارَ مِمَّا وَرَاءَهُ، وَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتَزِرُ هَذِهِ الْإِزْرَةَ [3] . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتَزِرُ تَحْتَ سُرَّتِهِ، وَتَبْدُو سُرَّتُهُ، وَرَأَيْتُ عُمَرَ يَأْتَزِرُ فَوْقَ سُرَّتِهِ [4] ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ [5] . وَعَنْ [6] إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم اشترى   [1] رواه البخاري في اللباس 7/ 37 باب من لبس جبّة ضيّقة الكمّين في السفر، ومسلم (274) في الطهارة، باب المسح على الخفّين، وأبو داود في الطهارة (150) باب المسح على الخفّين، والترمذي في اللباس (1824) باب ما جاء في لبس الجبّة والخفّين، وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي في الطهارة 1/ 76 باب المسح على العمامة مع الناصية، وأحمد في المسند 1/ 29 و 44 و 4/ 244 و 248 و 250 و 251 و 255، وابن سعد في الطبقات 1/ 459. [2] رواه أحمد في المسند 2/ 141 و 147. [3] رواه أبو داود في اللباس (4096) باب في قدر موضع الإزار. [4] رواه ابن سعد 1/ 459. [5] رواه أحمد في المسند 4/ 180، وانظر أبو داود (4093) في اللبس، باب في قدر موضع الإزار. [6] كتب في الأصل فوق النون: «تفرّد به ابن جدعان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 حُلَّةً [1] بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ نَاقَةً [2] . وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى حُلَّةً بِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ نَاقَةً. وَهَذَانِ ضَعِيفَانِ لإرسالهما [3] . وقال (د) : ثنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أنا عُمَارَةُ بْنُ زاذان [4] ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ مَلِكَ ذِي يَزَنَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً أَخَذَهَا بِثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ بَعِيرًا فَقَبِلَهَا [5] . وَقَالَ الْحَمَّادَانِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالْبَيَاضِ مِنَ الثِّيَابِ فَلْيَلْبَسْهَا أَحْيَاؤُكُمْ [6] ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ» . زَادَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ» [7] . وَرَوَى مِثْلَهُ الثَّوْرِيُّ، وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونَ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ نَحْوَهُ [8] . وَرَوَاهُ الْمَسْعُودِيُّ مَرَّةً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ: الْبَسُوا الثّياب البيض، وكفّنوا فيها موتاكم [9] .   [1] واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمّى حلّة إلّا أن تكون ثوبين من جنس واحد، على ما في (النهاية) . [2] في الأصل (أوقية) وفوقها (ناقة) بدون كشط ولا ترميج. [3] رواهما ابن سعد في الطبقات 1/ 461. [4] في الأصل (زادان) وهو تصحيف، أو أهمل الذال للشهرة. [5] رواه أبو داود في اللباس (4034) باب في لبس الصوف والشعر. [6] في نسخة دار الكتب «أخياركم» . [7] النسائي 8/ 25 في الزينة. [8] رواية سمرة عند النسائي في الجنائز 4/ 34 باب أيّ الكفن خير، وفي الزينة 8/ 205 باب الأمر بلبس البيض من الثياب. [9] رواه أبو داود في الطب (3878) باب في الأمر بالكحل، وفي اللباس (4061) باب في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، فَأَرْسَلَهُ. وَقَالَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ: ثنا ابْنُ سَالِمٍ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ خَيْرَ مَا زُرْتُمُ اللَّهَ بِهِ فِي مُصَلَّاكُمْ وَقُبُورِكُمُ الْبَيَاضُ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ [1] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيُّ، عَنِ الْبَرَاءِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . وَفِي لَفْظٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَيْهِ حُلَّةً حَمْرَاءَ- فَذَكَرَهُ [3] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ رَجُلٍ إِلَيَّ، فَلَمَّا نُبِّئَ وَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، شَهِدَ حَكِيمٌ الْمَوْسِمَ، فَوَجَدَ حُلَّةً لِذِي يَزَنَ فَاشْتَرَاهَا، ثُمَّ قَدِمَ بِهَا لِيُهْدِيَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لا نَقْبَلُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَيْئًا، وَلَكِنْ بِالثَّمَنِ، قَالَ: فَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهَا حِينَ أَبَى الْهَدِيَّةَ، فَلَبِسَهَا، فَرَأَيْتُهَا عَلَيْهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ فِيهَا، ثُمَّ أَعْطَاهَا أُسَامَةَ، فَرَآهَا حَكِيمٌ عَلَى أُسَامَةَ فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ أَتَلْبَسُ حلّة ذي يزن؟ قال: نعم والله   [ () ] البياض، والترمذي في الجنائز (999) باب ما يستحبّ من الأكفان، وابن ماجة في الجنائز (1472) باب ما جاء فيما يستحبّ من الكفن، وفي اللباس (3566) باب البياض من الثياب، وأحمد في المسند 1/ 247، 274 و 328 و 355 و 363 و 5/ 10 و 12 و 13 و 17 و 18 و 19 و 21 وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (2962) . [1] في كتاب اللباس (3568) باب البياض من الثياب، وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. شريح بن عبيد لم يسمع من أبي الدرداء. قاله في التهذيب. [2] رواه البخاري في اللباس 7/ 48 باب الثوب الأحمر، و 7/ 57 باب الجعد، والترمذي في اللباس (1778) باب ما جاء في الرخصة في الثوب الأحمر للرجال، والترمذي في الآداب (2963) باب ما جاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال. [3] رواه الترمذي في الآداب (2963) باب ما جاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال. وقال: رواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 لأَنَّا خَيْرٌ مِنْ ذِي يَزَنَ، وَلأَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيهِ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى مَكَّةَ فَأَعْجَبْتُهُمْ بِقَوْلِ أُسَامَةَ [1] . وَقَالَ عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ. صَحِيحُ الْإِسْنَادِ [2] . وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ [3] . رَوَاهُ هُشَيْمٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَأَرْسَلَهُ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ. إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ [4] . بَابٌ مِنْهُ وَقَالَ وَكِيعٌ: نا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن أسعد بن   [1] روى نصفه الأول الإمام أحمد في مسندة- ج 3/ 402، 403، ورواه الطبراني بكاملة في المعجم الكبير 3/ 226 رقم (3125) ورجال أحمد ثقات، وصحّحه والحاكم في المستدرك 3/ 484، 485، ووافقه الذهبي في تلخيصه، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 151 و 8/ 278، وانظر: جمهرة نسب قريش 361، 362، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 417، 418، وسير أعلام النبلاء 3/ 46، 47. [2] رواه أحمد في المسند 4/ 308، 309 وتمامه: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ وهو في قبّة له حمراء، قال: فخرج بلال بفضل وضوئه، فمن ناضح ونائل، قال: فأذّن بلال، فكنت أتتبّع فاه هكذا وهكذا، يعني يمينا وشمالا، قال: ثم ركزت له عنزة، قال: فخرج النبي صلّى الله عليه وسلّم وعليه جبّة له حمراء، أو حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَرِيقِ سَاقَيْهِ، فصلّى بنا إلى العنزة الظهر أو العصر ركعتين، تمرّ المرأة والكلب والحمار لا يمنع، ثم لم يزل يصلّي ركعتين، حتى أتى المدينة. وقال وكيع مرة: فصلّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين» ، وانظر صحيح البخاري 4/ 167 في المناقب، باب صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وطبقات ابن سعد 1/ 450، 451. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 451. [4] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 453. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 زُرَارَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْنَا لَهُ غُسْلًا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِمِلْحَفَةٍ وَرْسِيَّةٍ، فَاشْتَمَلَ بِهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ أَثَرَ الْوَرْسِ [1] عَلَى عُكَنِهِ [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ ثِيَابَهُ بِالزَّعْفَرَانِ قَمِيصَهُ وَرِدَاءَهُ وَعِمَامَتَهُ. مُرْسَلٌ [3] . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يُخْبِرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ وَعِمَامَةٌ مَصْبُوغَيْنِ بِالْعَبِيرِ. قَالَ مُصْعَبٌ: الْعَبِيرُ عِنْدَنَا: الزَّعْفَرَانُ [4] . مُصْعَبٌ فِيهِ لِينٌ [5] . وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: رُبَّمَا صُبِغَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصُهُ وَرِدَاؤُهُ بِزَعْفَرَانٍ وَوَرْسٍ. أَخْرَجَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [6] ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رُكَيْحِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُمْعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَهَذَا إِسْنَادٌ عَجِيبٌ مُدَنِّي. وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَصْبُغُ ثِيَابَهُ حَتَّى الْعِمَامَةَ بِالزَّعْفَرَانِ [7] . وَهَذِهِ الْمَرَاسِيلُ لَا تُقَاوِمُ مَا فِي الصَّحِيحِ مِنْ نَهْيِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ   [1] الورس: نبت أصفر يصبغ به. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 451. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 452. [4] ابن سعد 1/ 452. [5] ترجمته في التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 354 رقم 1532، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم- 309 رقم 1429، وميزان الاعتدال للمؤلّف 4/ 120، 121 رقم 8564. [6] في الطبقات 1/ 452. [7] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 452. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 التَّزَعْفُرِ، وَفِي لَفْظٍ: (نَهَى أَنْ يَتَزَعْفَرَ الرَّجُلُ) وَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ جَائِزًا، ثُمَّ نَهَى عَنْهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ- وَهُوَ ضَعِيفٌ- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَهْدَى مَلِكُ الرُّومِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَقَةً [1] مِنْ سُنْدُسٍ، فَلَبِسَهَا، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهَا تَذَبْذَبَانِ مِنْ طُولِهِمَا، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَزَلَتْ عَلَيْكَ مِنَ السَّمَاءِ! فَقَالَ: «وما تعجبون منها، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مِنْدِيلًا مِنْ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا» ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلَبِسَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبِسَهَا، قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ: ابْعَثْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ [2] . وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُّوجٌ- يَعْنِي قِبَاءَ حَرِيرٍ- فَلَبِسَهُ، ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَنَزَعَهُ نَزْعًا شَدِيدًا كَالْكَارِهِ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: «لَا يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتَّقِينَ» [3] . وَقَالَ مَالِكٌ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَهْدَى أَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةً [4] شَامِيَّةً لَهَا عَلَمٌ [5] ، فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلَاةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «رُدُّوا هَذِهِ الْخَمِيصَةَ عَلَى أَبِي جَهْمٍ، فإنّي   [1] قال ابن الأثير في النهاية: «مستقة: بضم التاء وفتحها. فرو طويل الكمّين» وقوله من «سندس» يشبه أنها كانت مكفّفة بالسندس، وهو الرفيع من الحرير الديباج، لأنّ نفس الفرو لا يكون سندسا. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 456، 457. [3] ابن سعد 1/ 457. [4] الخميصة: ثوب خزّ أو صوف معلّم. [5] أي معلمة بالصّور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 نظرت إلى علمها في الصّلاة فكاد يَفْتِنَنِي [1] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي بيت أمّ سلمة مشتملا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ [2] . وَصَحَّ مِثْلُهُ عَنْ أَنَسٍ رَفَعَهُ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ يَتَّقِي بِفَضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ مُؤْتَزِرًا بِهِ، لَيْسَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ [4] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْحَصِيرِ وَالْفَرْوَةِ الْمَدْبُوغَةِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [5] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يَلْبَسُ الصُّوفَ [6] . وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ، وَكِسَاءً من هذه الملبّدة [7] ،   [1] ابن سعد 1/ 457. [2] انظر ابن سعد 1/ 462 و 463 وفيه «ملتحفا» . [3] رواه ابن سعد 1/ 462. [4] ابن سعد 1/ 463. [5] في الصلاة (659) باب الصلاة على الحصير، ورواه أحمد في المسند 4/ 254. [6] ابن سعد 1/ 454. [7] أي المرقّعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 فَأَقْسَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ فِيهِمَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ عَائِشَةَ قالت: كَانَ ضِجَاعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُدُمٍ مَحْشُوًّا لِيفًا [2] . وَقَدْ تَقَدَّمَ أَحَادِيثُ فِي هَذَا الْمَعْنَى فِي زُهْدِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقِهِ مِنْهُ شَيْءٌ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَعِنْدَ مُسْلِمٍ [4] «عَلَى عَاتِقَيْهِ» [5] . وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهَا أَخْرَجَتْ جُبَّةً طَيَالِسَةً كِسْرَوَانِيَّةً لَهَا لِبْنَةُ [6] دِيبَاجٍ وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَتْ: هَذِهِ جُبَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرِيضِ يَسْتَشْفِي بِهَا. أَخْرَجَهُ مسلم [7] .   [1] في اللباس والزينة (2080) باب التواضع في اللباس، والاقتصار على الغليظ منه واليسير..، والترمذي في اللباس (1787) باب ما جاء في لبس الصوف، وأحمد في المسند 6/ 32. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 464. [3] في الصلاة 1/ 95 باب إذا صلّى في الثوب الواحد فليجعل على عاتقيه. [4] في الصلاة (516) باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه. [5] وهو كذلك عند البخاري. وعند أبي داود في الصلاة (626) باب جماع أثواب ما يصلّي فيه: «ليس على منكبيه» ، وأخرجه النسائي في الصلاة 2/ 71 باب صلاة الرجل فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقِهِ مِنْهُ شيء، وابن ماجة في إقامة الصلاة (1049) باب الصلاة في الثوب الواحد، وأحمد في المسند 2/ 255 و 266 و 319 و 427 و 491 و 520 و 3/ 10 و 15 و 55 و 4/ 26 و 27 و 6/ 342. [6] لبنة: بكسر اللام، رقعة في جيب القميص. [7] في اللباس والزينة (2069) باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجال والنساء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 وَرَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] وَفِيهِ: جُبَّةٌ طَيَالِسَةٌ عَلَيْهَا لِبْنَةُ شِبْرٍ مِنْ دِيبَاجٍ كِسْرَوَانِيٍّ. بَابُ خَوَاتِيمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ إِذَا لَبِسَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى، فَصَنَعَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَنَزَعَهُ وَرَمَى بِهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا. فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ [2] . وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ مُرْسَلَيْنِ. وَكَانَ هَذَا قَبْلَ تَحْرِيمِ الذَّهَبِ. وَفِي «الصَّحِيحِ» أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ [3] . وَصَحَّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَيْصَرَ وَلَمْ يَخْتِمْهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ كِتَابَكَ لَا يُقْرَأُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَخْتُومًا، فَاتَّخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَنَقَشَهُ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ فِي يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِنْ فِضَّةٍ، وَنَهَى أَنْ يَنْقُشَ النَّاسُ عَلَى خواتيمهم نقشته، وقال:   [1] ج 6/ 348. [2] رواه البخاري في اللباس 7/ 51 باب خاتم الفضّة، وباب من جعل فصّ الخاتم في بطن كفّه 7/ 53، وأبو داود في الخاتم (4218) باب ما جاء في اتخاذ الخاتم، وأحمد في المسند 2/ 39 و 3/ 69 و 161 و 181 و 182 و 187 و 189. [3] انظر صحيح البخاري في اللباس 7/ 51 باب خواتم الذهب، ومسلم (2069) باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضّة على الرجال والنساء، وخاتم الذهب والحرير على الرجل..، و (2078) باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر، وأبو داود (4044) في اللباس، باب من كرهه، والترمذي في الاستئذان والآداب (2960) باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر للرجال، والنسائي في الجنائز 4/ 54 باب الأمر باتباع الجنائز، وابن ماجة في اللباس (3642) باب النهي عن خاتم الذهب، و (2654) باب المياثر الحمر، وأحمد في المسند 1/ 81 و 94 و 104 و 105 و 116 و 121 و 123 و 126 و 132 و 133 و 137 و 138 و 392 و 401 و 424 و 439 و 2/ 468 و 4/ 284 و 294 و 299 و 428 و 443. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 «كَانَ مِنْ فِضَّةٍ، فَصُّهُ مِنْهُ [1] » . وَصَحَّ عَنْهُ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَصُّهُ حَبَشِيٌّ [2] ، وَنَقْشُهُ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» [3] . وَصَحَّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ، حَتَّى وَقَعَ فِي بِئْرِ أَرِيسٍ، نَقْشُهُ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» [4] . وَفِي رِوَايَةٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: فَجَعَلَ فَصَّهُ فِي بَطْنِ كَفِّهِ [5] . وَعَنْ مَكْحُولٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنْهُمَا أَنَّ خَاتَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَدِيدًا مَلْوِيًّا عَلَيْهِ فِضَّةٌ. وَرَوَى مِثْلَهُ أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَلَمْ يُدْرِكْ سَعِيدٌ خَالِدًا.   [1] أخرجه البخاري في اللباس 7/ 52، 53 باب نقش الخاتم، وباب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا ينقش على نقش خاتمه، وابن ماجة في اللباس (3641) باب نقش الخاتم، وأحمد في المسند 2/ 34 و 60 و 96 و 169 و 127، وابن سعد في الطبقات 1/ 471، والترمذي في اللباس (1794) باب ما جاء ما يستحبّ من فصّ الخاتم. [2] يعني أنّ فضّه حجر حبشي. وقيل: صنعه رجل حبشيّ. [3] رواه أبو داود في الخاتم (4216) باب ما جاء في اتخاذ الخاتم، وابن ماجة في اللباس (3641) باب نقش الخاتم، وأحمد في المسند 2/ 68 و 4/ 171 و 5/ 272 و 6/ 119، والترمذي في اللباس (1793) باب ما جاء في خاتم الفضة، وابن سعد في الطبقات 1/ 472. [4] أخرجه البخاري في اللباس 7/ 51 باب خاتم الفضّة، و 7/ 54 باب هل يجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر، ومسلم (2091/ 54) في اللباس والزينة، باب لبس النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ورق نقشه محمد رسول الله، ولبس الخلفاء له من بعده، وأحمد في المسند 94 و 141 وابن سعد في الطبقات 1/ 472. [5] رواه أبو داود في الخاتم (4224) باب ما جاء في خاتم الحديد، وأحمد في المسند 1/ 21، وابن سعد في الطبقات 1/ 473. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ: ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، حِينَ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا هَذَا الْخَاتَمُ فِي يَدِكَ يَا عَمْرُو» ؟ قَالَ: هَذِهِ حَلْقَةٌ، قَالَ: «فَمَا نَقْشُهَا» ؟ قَالَ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَخَتَّمَهُ، فَكَانَ فِي يَدِهِ حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، فَبَيْنَا هُوَ يَحْفِرُ بِئْرًا لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، يُقَالُ لَهَا بِئْرُ أَرِيسٍ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى شَفَتِهَا، يَأْمُرُ بِحَفْرِهَا، سَقَطَ الْخَاتَمُ فِي الْبِئْرِ، وَكَانَ عُثْمَانُ يُخْرِجُ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ كَثِيرًا، فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ [1] . وقال أنس: كان نقش خاتم النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ: «مُحَمَّدٌ» سَطْرٌ، وَ «رَسُولٌ» سَطْرٌ، وَ «اللَّهُ» سَطْرٌ [2] . قَالَ: فَكَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ، فَكُنَّا مَعَهُ عَلَى بِئْرِ أَرِيسٍ، وَهُوَ يُحَوِّلُ الْخَاتَمَ فِي يَدِهِ، فَوَقَعَ فِي الْبِئْرِ، فَطَلَبْنَاهُ مَعَ عُثْمَانَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَيْهِ [3] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ [4] . وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمَهُ في يساره [5] . وعن ابن عمر مثله.   [1] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 474. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 475. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 476، 477. [4] رواه أبو داود في الخاتم (4226) باب ما جاء في التختّم في اليمين أو اليسار، والترمذي في اللباس (1796) باب ما جاء في لبس الخاتم في اليمين، وابن ماجة في اللباس (3647) باب التختّم باليمين، وأحمد في المسند 1/ 204 و 205، وابن سعد في الطبقات 1/ 477. [5] رواه ابن سعد من طريق ابن أبي سبرة، عن عبد الملك بن مسلم، عن يعلى بن شدّاد 1/ 477. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 وَصَحَّ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَسَارِهِ [1] . بَابُ نَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخُفِّهِ قَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: كَانَ لِنَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَالَانِ [2] صَحِيحٌ [3] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَتْ نَعْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا زِمَامَانِ شِرَاكُهُمَا مَثْنِيٌّ فِي الْعَقْدِ [4] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: رَأَيْتُ نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مُخَصَّرَةً مُعَقَّبَةً مُلَسَّنَةً [5] لَهَا قِبَالَانِ [6] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، سَأَلْتُ أَنَسًا: أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ [7] . وَرَوَى مِثْلَهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ [8] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ أَبِي نضرة [9] ،   [1] رواه أبو داود في الخاتم (4228) باب ما جاء في التختّم في اليمين أو اليسار. [2] القبال: زمام النّعل، وهو السّير الّذي يكون بين الإصبعين الوسطى، والتي تليها، على ما في (حاشية البيجوري على الشمائل) و (النهاية لابن الأثير) . [3] رواه البخاري في اللباس 7/ 49 باب قبالان في نعل ومن رأى قبالا واحدا واسعا، وابن ماجة في اللباس (3615) باب صفة النعال، وابن سعد في الطبقات 1/ 478. [4] أخرجه ابن ماجة من طريق خالد الحذّاء، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن العباس، ولفظه: «كَانَ لِنَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبالان، مثنيّ شراكهما» ، وابن سعد في الطبقات 1/ 478. [5] مخصّرة: قطع خصراها حتى صارا مستدقّين، وقيل: المخصّرة: التي لها خصران. والمعقّبة: التي لها عقب. والملسّنة: الدقيقة على شكل اللسان، وقيل هي التي جعل لها لسان، وهو الهنة الناتئة في مقدّمها. (النهاية لابن الأثير) . [6] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 478. [7] رواه ابن سعد 1/ 480. [8] انظر ابن سعد أيضا 1/ 480. [9] في نسخة دار الكتب «نصرة» والتصحيح من طبقات ابن سعد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِذْ وَضَعَ نَعْلَهُ عَلَى يَسَارِهِ، فَأَلْقَى النَّاسُ نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ» ؟ قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ فَأَلْقَيْنَا، فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا- أَوْ أَذًى- فَمَنْ رَأَى ذَلِكَ فَلْيَمْسَحْهُمَا، ثُمَّ لِيُصَلِّ فِيهِمَا [1] . وَعَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ، قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَاكَ تَسْتَحِبُّ هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا [2] . السِّبْتُ: بِالْكَسْرِ، جُلُودُ الْبَقَرِ الْمَدْبُوغَةِ بِالْقَرَظِ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بريدة أنّ النّجاشيّ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُفَّيْنِ أَسْوَدَيْنِ سَاذَجَيْنِ، فَلَبِسَهُمَا وَمَسَحَ عَلَيْهِمَا [3] . بَابُ مُشْطِهِ وَمِكْحَلَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِرْآتِهِ وَقَدَحِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا مَنْدَلٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَافِرُ بِالْمُشْطِ، وَالْمِرْآةِ، وَالْمُدْهُنِ [4] ، وَالسِّوَاكِ، وَالْكُحْلِ. مُرْسَلٌ [5] . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِكْحَلَةُ يَكْتَحِلُ بِهَا عِنْدَ النَّوْمِ ثَلَاثًا فِي كُلِّ عين [6] .   [1] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 480. [2] ابن سعد 1/ 482. [3] ابن سعد 1/ 482. [4] في طبقات ابن سعد: «الدهن» . [5] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 484. [6] ابن سعد 1/ 484. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 وَقَالَ حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْتَحِلُ بِالْإِثْمِدِ وَهُوَ صَائِمٌ [1] . إِسْنَادُهُ لَيِّنٌ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ الْمُقَوْقِسَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَحَ زُجَاجٍ كَانَ يَشْرَبُ فِيهِ [2] . وَقَالَ حُمَيْدٌ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَنَسٍ، فِيهِ فِضَّةٌ قَدْ شَدَّهُ بِهَا. حَدِيثٌ صَحِيحٌ [3] . وَقَالَ عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ: رَأَيْتُ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَنَسٍ، وَكَانَ قَدِ انْصَدَعَ، فَسَلْسَلَهُ بِفِضَّةٍ. قَالَ عَاصِمٌ: وَهُوَ قَدَحٌ جَيِّدٌ عَرِيضٌ مِنْ نُضَارٍ [4] ، فَقَالَ أَنَسٌ: قَدْ سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْقَدَحِ أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وكذا، قال: وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهِ حَلَقَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَهَا أَنَسٌ حَلْقَةً مِنْ فِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَةَ: لَا تُغَيِّرَنَّ شَيْئًا صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَرَكَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . بَابُ سِلَاحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَوَابِّهِ وَعُدَّتِهِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ قِرَاءَةً، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الصَّمَدِ بن محمد القاضي، وعن أَبِي الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّيلِيُّ قَالَا: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ   [1] ابن سعد 1/ 484. [2] ابن سعد 1/ 485. [3] ابن سعد 1/ 485. [4] النّضار: خشب، قيل هو من أثل يكون بالغور. (جامع الأصول لابن الأثير 9/ 644) . [5] في الأشربة 6/ 252 باب الشرب من قدح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وآنيته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 المقري، أنا أبو الحسين أحمد بن فارس اللُّغَوِيُّ [1] قَالَ: كَانَ سِلَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَا الْفَقَارِ، وَكَانَ سَيْفًا أَصَابَهُ يَوْمَ بَدْرٍ. وَكَانَ لَهُ سَيْفٌ وَرِثَهُ مِنْ أَبِيهِ. وَأَعْطَاهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ سَيْفًا يُقَالُ لَهُ الْعَضْبُ. وَأَصَابَ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ سَيْفًا قَلَعِيًّا [2] ، وَفِي رِوَايَةٍ يُقَالُ لَهُ البتّار والحتف [3] ، وكان له المخذم [4] ،   [1] هو الإمام العلّامة اللّغوي المحدّث، القزويني المعروف بالرازي، المالكي، نزيل همذان، صاحب كتاب «المجمل» ، توفي سنة 395 هـ-. انظر عنه: يتيمة الدهر للثعالبيّ 3/ 397- 404، ودمية القصر للباخرزيّ 3/ 1479، 1480، وترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 610، 611، ونزهة الألبّاء في طبقات الأدباء للأنباري 320- 322، والمنتظم لابن الجوزي 7/ 103 (وفيات 369 هـ.) ، ومعجم الأدباء لياقوت 4/ 80- 98، وإنباه الرّواة للقفطي 1/ 92- 95 رقم 44، والكامل في التاريخ لابن الأثير 8/ 711، ووفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 118- 120، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 142، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد للدمياطي 18/ 65- 67، والوافي بالوفيات للصفدي 7/ 278- 280، والفهرست لابن النديم 80، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 422، وسير أعلام النبلاء للذهبي 17/ 103- 106 رقم 65، والبداية والنهاية لابن كثير 11/ 335، والديباج المذهّب لابن فرحون 1/ 163- 165، والفلاكة والمفلوكون للمدلجي 108- 110، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 230- 232، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 212، 213، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 352، 353، وطبقات المفسّرين له 15، 16 رقم 6، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 96، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 3/ 132، 133، وروضات الجنات للخوانساري 64، 65، وكشف الظنون لحاجي خليفة 1064، وإيضاح المكنون للبغدادي 1/ 421، وهدية العارفين 1/ 68، 69. [2] ينسب إلى قلع: قلعة بالبادية قريب من حلوان بطريق همذان. [3] في الأصل، وطبعة القدسي 2/ 355 «اللّخيف» ، وهو وهم من المؤلّف أو الناسخ، ومن القدسي رحمهم الله. ويقول خادم العلم عمر بن عبد السلام التدمريّ الأطرابلسيّ: إن «اللّخيف» أو «اللّحيف» هو اسم لفرس من أفراس الرسول صلّى الله عليه وسلّم. انظر: صحيح البخاري في الجهاد 3/ 219 باب اسم الفرس والحمار. وقد وهم «المقدسيّ» - رحمه الله- فوضع حاشية رقم (1) ص 355 عن «اللّخيف» ولم يتنبّه أنه اسم فرس، بينما الحديث عن السّيوف. وما أثبتناه عن طبقات ابن سعد 1/ 486، ونهاية الأرب للنويري 18/ 297، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 318 وقيّده المزّي في تهذيب الكمال 1/ 212 «الحنيف» بالنون والياء، أي من الحنف، وهو الاعوجاج. (انظر التهذيب بتحقيق د. بشّار عوّاد معروف) ، وسيأتي بهذا الاسم بعد قليل. [4] المخذم: السريع القطع. (النهاية لابن الأثير 2/ 16) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 وَالرَّسُوبُ [1] ، وَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ أَسْيَافٍ [2] . وَقَالَ شَيْخُنَا شَرَفُ الدِّينِ الدِّمْيَاطِيُّ: أَوَّلُ سَيْفٍ مَلَكَهُ يُقَالُ لَهُ: الْمَأْثُورُ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ مِنْ عَمَلِ الْجِنِّ، وَرِثَهُ مِنْ أَبِيهِ، فَقَدِمَ بِهِ فِي هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ [3] . وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِسَيْفٍ يُدْعَى «الْعَضْبُ» [4] حِينَ سَارَ إِلَى بَدْرٍ [5] . وَكَانَ لَهُ ذُو الْفَقَارِ [6] ، لِأَنَّهُ كَانَ فِي وَسَطِهِ مِثْلُ فِقَرَاتِ الظَّهْرِ، صَارَ إِلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ لِلْعَاصِ بْنِ مُنَبِّهٍ [7] أَخِي نُبَيْهِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ السَّهْمِيِّ- قُتِلَ الْعَاصُ، وَأَبُوهُ، وَعَمُّهُ كُفَّارًا يَوْمَ بَدْرٍ- وَكَانَتْ قَبِيعَتُهُ، وَقَائِمَتُهُ وَحَلَقَتُهُ، وَذُؤَابَتُهُ، وَبَكَرَاتُهُ، وَنَصْلُهُ، مِنْ فضّة، والقائمة هي الخشبة التي   [1] الرّسوب: بفتح الراء المشدّدة، من الرّسب، وهو الذّهاب إلى أسفل لأنّ ضربته تغوص في المضروب به. (نهاية الأرب للنويري 18/ 297) . وقد أصاب المخذم والرّسوب من الفلس، وهو صنم لطيّئ. (انظر: النهاية لابن الأثير 3/ 470، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 212، ونهاية الأرب للنويري 18/ 297) ، وقيّده محقّق الطبقات لابن سعد 1/ 486 «الفلس» بضم اللّام. [2] انظر طبقات ابن سعد 1/ 486 من طرق مختلفة، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 211، 212، ونهاية الأرب للنويري 18/ 296، 297، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 318، وأنساب الأشراف 1/ 522. [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 485 من طريق ابن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، وقال إن السيف كان لأبي مأثور، يعني أباه. [4] أي القاطع. [5] رواه النويري في نهاية الأرب 18/ 297، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 2/ 318. [6] كتب فوقها في الأصل: «معا» أي بفتح الفاء وكسرها. [7] هكذا في الأصل، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 318، وفي طبقات ابن سعد 1/ 486، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 211، ونهاية الأرب للنويري 18/ 296: «كان لمنبّه بن الحجّاج» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 يُمْسَكُ بِهَا، وَهِيَ الْقَبْضَةُ [1] . وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ هُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَزِيدَةَ، عَنْ جَدِّهِ مَزِيدَةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم الْفَتْحِ، وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ [2] . وَهُوَ ذُو الْفَقَارِ- بِالْكَسْرِ، جَمْعُ فِقْرَةٍ وَبِالْفَتْحِ، جَمْعُ فَقَارَةٍ- سُمِّيَ بِذَلِكَ لِفِقْرَاتٍ كَانَتْ فِيهِ، وَهِيَ حُفَرٌ كَانَتْ فِي مَتْنِهِ حَسَنَةٌ. وَيُقَالُ: كَانَ أَصْلُهُ مِنْ حَدِيدَةٍ وُجِدَتْ مَدْفُونَةً عِنْدَ الْكَعْبَةِ مِنْ دَفْنِ جُرْهُمٍ، فَصُنِعَ مِنْهَا ذُو الْفَقَارِ وَصَمْصَامَةُ عمرو بن معديكرب الزُّبَيْدِيِّ، الَّتِي وَهَبَهَا لِخَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. وَأَخَذَ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ ثَلَاثَةَ أَسْيَافٍ: سَيْفًا قَلَعِيًّا، مَنْسُوبٌ إِلَى مَرْجِ الْقَلْعَةِ- بِالْفَتْحِ- مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَ «الْبَتَّارَ» ، وَ «الْحَنِيفَ» ، وَكَانَ عِنْدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ «الرَّسُوبُ» - مِنْ رَسَبَ فِي الْمَاءِ إِذَا سَفُلَ [3]- وَالْمِخْذَمُ وَهُوَ الْقَاطِعُ، أصابهما من الفلس: صنم كان لطيّئ، وَسَيْفٌ يُقَالُ لَهُ «الْقَضِيبُ» ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، وَالْقَضْبُ: الْقَطْعُ. وَذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ [4] ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: صَنَعْتُ سَيْفِي عَلَى سَيْفِ سَمُرَةَ، وَزَعَمَ سَمُرَةُ أَنَّهُ صَنَعَهُ عَلَى سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ حَنَفِيًّا.   [1] انظر طبقات ابن سعد 1/ 486، 487 بروايات مختلفة. [2] زاد الترمذي في الجهاد (1741) باب ما جاء في السيوف وحليلتها: «قال طالب: فسألته عن الفضّة فقال: كانت قبيعة السيف فضّة» . وطالب هو: ابن حجير. وقال الترمذيّ: وفي الباب عن أنس. هذا حديث غريب. وجدّ هو اسمه مزيدة العصري. (3/ 118) . [3] أي يرسب ويستقرّ في الضّربة. (إنسان العيون لبرهان الدين الحلبي) . [4] في كتاب الجهاد (1734) باب ما جاء في صفة سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالَ: هنا حديث غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقد تكلّم يحيى بن سعيد القطّان في عثمان بن سعد الكاتب وضعّفه من قبل حفظه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ أَنَسٍ أَنَّ قَبِيعَةَ سَيْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ مِنْ فِضَّةٍ. وَالْحَنْفُ: الِاعْوِجَاجُ. قَالَ شَيْخُنَا [1] : وَكَانَتْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِرْعٌ يُقَالُ لَهَا «ذَاتُ الْفُضُولِ» ، لِطُولِهَا، أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ حِينَ سَارَ إلى بدر [2] . و «ذات الوشاح» وهي المتوشّحة، وَ «ذَاتُ الْحَوَاشِي» ، وَدِرْعَانِ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمَا «السُّغْدِيَّةُ» [3] وَ «فِضَّةٌ» ، وَكَانَتِ السُّغْدِيَّةُ دِرْعَ عُكْيَرٍ [4] الْقَيْنُقَاعِيِّ، وَهِيَ دِرْعُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الَّتِي لَبِسَهَا حِينَ قَتَلَ جَالُوتَ [5] . وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا «الْبَتْرَاءُ» [6] ، وَدِرْعٌ يُقَالُ لَهَا «الْخَرْنَقُ» ، وَالْخَرْنَقُ وَلَدُ الْأَرْنَبِ. وَلَبِسَ يَوْمَ أُحُدٍ دِرْعَيْنِ «ذَاتُ الْفُضُولِ» وَ «فِضَّةٌ» . وَكَانَ عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ: «ذَاتُ الْفُضُولِ» وَ «السُّغْدِيَّةُ» [7] . وَقَدْ تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَخَذَهَا قُوتًا لِأَهْلِهِ. [8] . وَقَالَ عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومٍ الْعَطَّارُ: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عن جعفر بن   [1] هو شرف الدين الدمياطيّ، الّذي ذكره قبل قليل. [2] انظر طبقات ابن سعد 1/ 487. [3] ويقال: «الصّغديّة» بالصاد، نسبة إلى الصّغد، أو «السّغد» بضم الصاد أو السين المهملتين. (انظر: تهذيب الكمال 1/ 212، وعيون الأثر 2/ 318) . وفي طبقات ابن سعد 1/ 487، ونهاية الأرب للنويري 18/ 298: «السعدية» بالعين المهملة. قال في شرح نهاية الأرب حاشية رقم (7) : السعدية: نسبة إلى جبال السّعد. [4] في أنساب الأشراف 1/ 523 «عكين» . [5] نهاية الأرب للنويري 18/ 298. [6] سمّيت بذلك لقصرها. [7] انظر طبقات ابن سعد 1/ 487. [8] ابن سعد 1/ 488. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ فِي دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقَتَانِ مِنْ فِضَّةٍ فِي مَوْضِعِ الصَّدْرِ، وَحَلَقَتَانِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: فَلَبِسْتُهَا فَجَعَلْتُ أَخُطُّهَا فِي الْأَرْضِ [1] . قَالَ شَيْخُنَا: وَكَانَ لَهُ خَمْسُ أَقْوَاسٍ: ثَلَاثٌ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَقَوْسٌ تُدْعَى «الزَّوْرَاءَ» ، وَقَوْسٌ تُدْعَى «الْكَتُومَ» [2] ، وَكَانَتْ جَعْبَتُهُ تُدْعَى «الْكَافُورَ» [3] . وَكَانَتْ لَهُ مِنْطَقَةٌ مِنْ أَدِيمٍ مَبْشُورٍ [4] ، فِيهَا ثَلَاثُ حِلَقٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَتُرْسٌ يُقَالُ لَهُ «الزَّلُوقُ» ، يَزْلَقُ عَنْهُ السِّلَاحُ، وَتُرْسٌ يُقَالُ لَهُ «الْعُنُقُ» ، وَأُهْدِيَ لَهُ تُرْسٌ فِيهِ تِمْثَالُ عُقَابٍ أَوْ كَبْشٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَأَذْهَبَ اللَّهُ ذَلِكَ التِّمْثَالَ [5] . وَأَصَابَ ثَلَاثَةَ أَرْمَاحٍ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قَيْنُقَاعَ. وَكَانَ لَهُ رُمْحٌ يُقَالُ لَهُ «الْمُثْوِي» ، وَآخَرُ يُقَالُ لَهُ «الْمُتَثَنِّي» [6] ، وَحَرْبَةٌ اسْمُهَا «الْبَيْضَاءُ» ، وَأُخْرَى صَغِيرَةٌ كَالْعُكَّازِ [7] . وَكَانَ لَهُ مِغْفَرٌ مِنْ سِلَاحِ بَنِي قينقاع [8] ، وآخر يقال له «السّبوغ» [9] .   [1] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 488. [2] لانخفاض صوتها إذا رمى عنها. (عيون الأثر 2/ 318) ، وقد كسرت يوم بدر. [3] نهاية الأرب للنويري 18/ 298. [4] مبشور، مقشور. وهذه الصفة لا توجد في «شرح المواهب» . (نهاية الأرب 18/ 298) . [5] ابن سعد في الطبقات 1/ 489، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 211، والنويري في نهاية الأرب 18/ 298، 299، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 2/ 318. [6] وفي نهاية الأرب 18/ 297 «المثنيّ» ، وكذلك في عيون الأثر 2/ 318. [7] يقال لها «العنزة» ، وهي حربة دون الرمح يمشي بها في يده، وتحمل بين يديه في العيدين، حتى تركّز أمامه فيتّخذها سترة يصلّي إليها. (نهاية الأرب 18/ 298، وعيون الأثر 2/ 318) . [8] يقال له «الموشح» . (عيون الأثر 2/ 318) . [9] في عيون الأثر 2/ 318 «المسبوغ» أو «ذو السبوغ» ، والسّبوغ بالفتح والضم، بمعنى السابغ، وهو الطويل. (نهاية الأرب 18/ 298) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 وَكَانَتْ لَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ مُرَبَّعَةٌ مِنْ نَمِرَةٍ مُخْمَلَةٍ، تُدْعَى «الْعُقَابَ» [1] . وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ [2] ، مِنْ حَدِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ آخَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفْرَاءَ، وَكَانَتْ أَلْوِيَتُهُ بِيضًا. وَرُبَّمَا جَعَلَ فِيهَا الْأَسْوَدَ، وَرُبَّمَا كَانَتْ مِنْ خُمُرِ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ [3] . وَكَانَ فُسْطَاطُهُ يُسَمَّى «الْكِنَّ» [4] . وَكَانَ لَهُ مِحْجَنٌ [5] قَدْرَ ذِرَاعٍ أَوْ أَكْثَرَ، يَمْشِي وَيَرْكَبُ بِهِ، وَيُعَلِّقُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى بَعِيرِهِ [6] . وَكَانَتْ لَهُ مِخْصَرَةٌ [7] تُسَمَّى «الْعُرْجُونَ» [8] ، وَقَضِيبٌ يُسَمَّى «الْمَمْشُوقَ» [9] . وَاسْمُ قَدَحِهِ «الرَّيَّانُ» . وَكَانَ لَهُ قَدَحٌ مُضَبَّبٌ غَيْرُ «الرَّيَّانِ» ، يُقَدَّرُ أكثر من نصف المدّ [10] .   [1] نهاية الأرب 18/ 299، وعيون الأثر 2/ 318، وفي شرح سنن أبي داود: هي بردة من صوف يلبسها الأعراب، فيها خطوط من بياض وسواد. (3/ 32 رقم 2591) ، ورواه الترمذي في الجهاد (1679) باب ما جاء في الألوية. [2] في الجهاد (2592 و 2593) باب في الرايات والألوية، وعيون الأثر 2/ 318. [3] نهاية الأرب 18/ 299. [4] عيون الأثر 2/ 319. [5] المحجن: عصا معقفة الرأس، على ما في (النهاية) . [6] نهاية الأرب 18/ 298، وعيون الأثر 2/ 319. [7] مخصرة: ما يختصره بيده، فيمسكه من عصا أو عكّازة أو مقرعة أو قضيب، قد يتوكّأ عليه. [8] نهاية الأرب 18/ 298، عيون الأثر 2/ 319. [9] عيون الأثر 2/ 319. [10] عيون الأثر 2/ 319. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْكَسَرَ، وَاتَّخَذَ مَكَانَ الشِّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَكَانَ لَهُ قَدَحٌ مِنْ زُجَاجٍ، وَتَوْرٌ [2] مِنْ حِجَارَةٍ، يَتَوَضَّأُ مِنْهُ كَثِيرًا، وَمِخْضَبٌ مِنْ شِبْهٍ [3] . وَرَكْوَةٌ [4] تُسَمَّى «الصَّادِرَةَ» ، وَمِغْسَلٌ مِنْ صُفْرٍ [5] ، وَرَبْعَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقِسُ، يَجْعَلُ فِيهَا الْمِرْآةَ وَمُشْطًا مِنْ عَاجٍ، وَالْمِكْحَلَةَ، وَالْمِقَصَّ، وَالسِّوَاكَ [6] . وَكَانَتْ لَهُ نَعْلَانِ سِبْتِيَّتَانِ، وَقَصْعَةٌ، وَسَرِيرٌ، وَقَطِيفَةٌ. وَكَانَ يَتَبَخَّرُ بِالْعُودِ وَالْكَافُورِ [7] . وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ [8] بِإِسْنَادِي الْمَاضِي إِلَيْهِ: يُقَالُ تَرَكَ يَوْمَ تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَيْ حِبَرَةٍ، وَإِزَارًا عُمَانِيًّا، وَثَوْبَيْنِ صُحَارِيَّيْنِ [9] ، وَقَمِيصًا صُحَارِيًا وَقَمِيصًا سَحُولِيًا [10] ، وَجُبَّةً يَمَنِيَّةً، وَخَمِيصَةً، وَكِسَاءً أَبْيَضَ، وَقَلَانِسَ صِغَارًا ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، وَإِزَارًا طُولُهُ خَمْسَةُ أَشْبَارٍ، وَمِلْحَفَةً يَمَنِيَّةً مورّسة [11] .   [1] في الأشربة 6/ 252 باب الشرب من قدح النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وآنيته، وفي الجهاد، باب ما ذكر من درع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعصاه وسيفه وقدحه. [2] في عيون الأثر «ثور» بالثاء المثلّثة. [3] الشّبه: أرفع النحاس. (عيون الأثر 2/ 319) . [4] الركوة: إناء صغير من جلد، يشرب فيه الماء. [5] الصفر: النحاس. [6] عيون الأثر 2/ 319. [7] عيون الأثر 2/ 319. [8] هو أحمد بن فارس اللّغوي، الّذي مرّ ذكره قبل الآن. [9] نسبة إلى صحار، قرية باليمن، وقيل غير ذلك. [10] نسبة إلى صحار، قرية باليمن، وقيل غير ذلك. [11] عيون الأثر 2/ 219، وانظر: أنساب الأشراف 1/ 507 رقم 1023. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 وَأَكْثَرُ هَذَا الْبَابِ كَمَا تَرَى بِلَا إِسْنَادٍ، نَقَلَهُ هَكَذَا ابْنُ فَارِسٍ، وَشَيْخُنَا الدِّمْيَاطِيُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ هَلْ هُوَ صَحِيحٌ أَمْ لَا؟. وَأَمَّا دَوَابُّهُ فَرَوَى الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطِنَا فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ اللَّحِيفُ [1] . وَرَوَى عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- وَهُوَ ضَعِيفٌ [2]- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةُ أَفْرَاسٍ يَعْلِفُهُنَّ عِنْدَ أَبِي سَعْدِ ابْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّيهِنَّ: «اللزاز» ، و «الظّرب» ، و «اللّحيف» . رَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْهُ. وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ بِالسَّنَدِ: فأمّا «اللزاز» أهداه لَهُ الْمُقَوْقِسُ، وَأَمَّا «اللَّحِيفُ» فَأَهْدَاهُ لَهُ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي الْبَرَاءِ، فَأَثَابَهُ عَلَيْهِ فَرَائِضَ مِنْ نَعَمِ بَنِي كِلَابٍ، وَأَمَّا «الظَّرِبُ» فَأَهْدَاهُ لَهُ فروة بن عمرو [3] الجذامي [4] .   [1] قال ابن الأثير في «جامع الأصول 9/ 645» عن سهل بن سعد قال: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حائطنا فرس يقال له: اللّحيف، قال البخاري: قال بعضهم: «اللّخيف» بالخاء. وقد قيّد اللّخيف، أو «اللّخيف» بفتح اللّام المشدّدة وكسر الحاء أو الخاء. وقال: «اللّحيف» بالحاء المهملة، فعيل بمعنى فاعل، كأنّه يلحف الأرض بذنبه لطوله، أي يغطّيها، ومن رواه بالخاء المعجمة فقليل، والصحيح أنه بالحاء المهملة. وانظر نهاية الأرب 18/ 300. وقيّده في صحيح البخاري 3/ 216، وتهذيب الكمال 1/ 210، «اللّحيف» بضم اللّام المشدّدة وفتح الحاء المهملة بالتصغير. وقيل: «النّحيف» بالنون. (نهاية الأرب 18/ 299) . [2] انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 376، والتاريخ الصغير للبخاريّ 206، والضعفاء الصغير له 269 رقم 233، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 386، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 114 رقم 1088، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 6/ 67، 68 رقم 354، والمغني في الضعفاء للذهبي 2/ 409 رقم 3863، وميزان الاعتدال له 2/ 671 رقم 5279. [3] ويقال: «فروة بن عامر» ، و «فروة بن نفاثة» ، وقيل «ابن نباتة» ، وقيل: «ابن نعامة» . وكان عاملا للروم على من يليهم من العرب. (أسد الغابة 4/ 178) وفي طبقات ابن سعد «فروة بن عمير» . [4] ابن سعد في الطبقات 1/ 490. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 وَ «اللِّزَازُ» مِنْ قَوْلِهِمْ: لَازَزْتُهُ أَيْ لَاصَقْتُهُ، وَالْمُلَزَّزُ: الْمُجْتَمِعُ الْخَلْقِ. وَ «الظَّرِبُ» : وَاحِدُ الظِّرَابِ، وَهِيَ الرَّوَابِي الصِّغَارُ، سُمِّيَ بِهِ لِكِبَرِهِ وَسِمْنِهِ، وَقِيلَ لِقُوَّتِهِ، وَقَالَهُ الْوَاقِدِيُّ بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ، وَقَالَ: سُمِّيَ الطَّرِبَ لِتَشَوُّفِهِ أَوْ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ. وَ «اللَّحِيفُ» : بِمَعْنَى لَاحِفٍ، كَأَنَّهُ يَلْحَفُ الْأَرْضَ بِذَنَبِهِ لِطُولِهِ، وَقِيلَ: اللُّحَيْفُ، مُصَغَّرٌ [1] . وَأَوَّلُ فَرَسٍ مَلَكَهُ: السَّكْبُ، وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَعْرَابِيِّ: «الضَّرِسَ» [2] ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بِعَشْرِ أَوَاقِي، أَوَّلُ مَا غَزَا عَلَيْهِ أحد، لَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ غَيْرُهُ، وَفَرَسٌ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ [3] . وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ يُدْعَى: «الْمُرْتَجِزَ» [4] ، سُمِّيَ بِهِ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ، وَكَانَ أَبْيَضَ. وَالْفَرَسُ إِذَا كَانَ خَفِيفَ الْجَرْيِ فَهُوَ سَكْبٌ وَفَيِّضٌ كَانْسِكَابِ الْمَاءِ. وَأَهْدَى لَهُ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ فَرَسًا يُدْعَى الْوَرْدَ، فَأَعْطَاهُ عُمَرَ [5] . وَالْوَرْدُ: بَيْنَ الْكُمَيْتِ وَالْأَشْقَرِ. وَكَانَتْ لَهُ فَرَسٌ تُدْعَى «سَبْحَةً» [6] ، مِنْ قَوْلِهِمْ: طِرْفٌ سَابِحٌ، إِذَا كَانَ حَسَنَ مَدِّ اليدين في الجري.   [1] أنساب الأشراف 1/ 510. [2] الضّرس: الصعب، السّيّئ الخلق. (عيون الأثر 2/ 320) وأنساب الأشراف 1/ 509. [3] يسمّى «ملاوح» (طبقات ابن سعد 1/ 489، وعيون الأثر 2/ 320، ونهاية الأرب 18/ 300) . [4] المرتجز: سمّي بذلك لحسن صهيله. مأخوذ من الرجز الّذي هو ضرب من الشعر. (نهاية الأرب 18/ 299) وانظر: ابن سعد 1/ 490، وأنساب الأشراف 1/ 509. [5] ابن سعد 1/ 490. [6] في طبقات ابن سعد 1/ 490 «سيحة» بالياء المثنّاة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 قَالَ الدِّمْيَاطِيُّ: فَهَذِهِ سَبْعَةُ أَفْرَاسٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا، وَذَكَرَ بَعْدَهَا خَمْسَةَ عَشَرَ فَرَسًا مُخْتَلَفٌ فِيهَا، وَقَالَ: قَدْ شَرَحْنَاهَا فِي «كِتَابِ الْخَيْلِ» . قَالَ: وَكَانَ سَرْجُهُ دَفَّتَاهُ مِنْ لِيفٍ [1] . وَكَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقِسُ، شَهْبَاءُ يُقَالُ لَهَا: «دُلْدُلُ» . مَعَ حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: «عُفَيْرٌ» ، وَبَغْلَةٌ يُقَالُ لَهَا: «فِضَّةٌ» ، أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ الْجُذَامِيُّ [2] ، مَعَ حِمَارٍ يُقَالَ لَهُ «يَعْفُورُ» ، فَوَهَبَ الْبَغْلَةَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَبَغْلَةً أُخْرَى [3] . قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: غَزَوْنَا تَبُوكَ، فَجَاءَ رَسُولُ ابْنِ الْعَلْمَاءِ صاحب أيلة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ، وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْدَى لَهُ بُرْدَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِبَحْرِهِمْ [4] ، والحديث في الصّحاح [5] .   [1] وانظر: طبقات ابن سعد 1/ 491. [2] طبقات ابن سعد 1/ 491، وأنساب الأشراف 1/ 511. [3] طبقات ابن سعد 1/ 491، وأنساب الأشراف 1/ 511. [4] في الأصل «بتجرهم» ، وفي (ع) «ببجرهم» ، وفي صحيح مسلم «ببحرهم» أي ببلدهم. [5] رواه البخاري في الهبة 3/ 141 باب قبول الهدية من المشركين، وأحمد في المسند 5/ 424، 425 في حديث طويل نصّه: «عن أبي حميد الساعدي قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام تبوك حين جئنا وادي القرى، فإذا امرأة في حديقة لها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه: «أخرصوا» فخرص القوم، وخرص رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ أوسق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة: «أحصي ما يخرج منها حتى أرجع إليك إن شاء الله» ، فخرج حتى قدم تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنّها ستبيت عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقوم منكم فيها رجل، فمن كان له بعير فليوثق عقاله» قال: قال أبو حميد: فعقلناها، فلمّا كان من اللّيل، هبّت علينا ريح شديدة، فقام فيها رجل فألقته في جبل طيِّئ، ثم جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ملك أيلة فأهدى لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بغلة بيضاء، فكساه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برداء، وكتب له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ببحره. قال: ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جئنا وادي القرى، فقال للمرأة «كم حديقتك؟» قالت: عشرة أوسق: خرص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، «إنّي متعجّل، فمن أحبّ منكم أن يتعجّل فليفعل» ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 وقال ابن سعد: وبعث صَاحِبُ دُومَةِ الْجَنْدَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَغْلَةٍ وَجُبَّةِ سُنْدُسٍ [1] . وَفِي إِسْنَادِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونَ الْقَدَّاحُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ [2] . وَيُقَالُ إِنَّ كِسْرَى أَهْدَى لَهُ بَغْلَةً، وَهَذَا بَعِيدٌ، لِأَنَّهُ- لَعَنَهُ اللَّهُ- مَزَّقَ كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَتْ لَهُ النَّاقَةُ الَّتِي هَاجَرَ عَلَيْهَا مِنْ مَكَّةَ، تُسَمَّى «القصواء» [3] ، و «العضباء» و «الجدعاء» ، وَكَانَتْ شَهْبَاءَ [4] . وَقَالَ أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على   [ () ] قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخرجنا معه، حتى إذا أوفى على المدينة قال: «هي هذه طابة» فلمّا رأى أحدا قال: «هذا أحد يحبّنا ونحبّه، لا أخبركم بخير دور الأنصار» قال: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: «خير دور الأنصار بنو النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني ساعدة، ثم في كل دور الأنصار خير» . [1] عيون الأثر 2/ 322. [2] قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ حِبّان: لَا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال ابن عديّ: وعامّة ما يرويه لا يتابع لا عليه، وقال الحاكم: روى عن عبد الله بن عمر أحاديث موضوعة، وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى المناكير، وقال أبو حاتم، يروي عن الأثبات الملزقات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. انظر عنه: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 206 رقم 653، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 336، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 172 رقم 799، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 302 رقم 877، والمجروحين لابن حبّان 2/ 21، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1504- 1506 وميزان الاعتدال للذهبي 2/ 512 رقم 4642، والمغني في الضعفاء له 1/ 359، 360 رقم 3392، والكاشف له 2/ 121 رقم 3052، وتهذيب التهذيب لابن حجر 6/ 49، رقم 91، وتقريب التهذيب له 1/ 455 رقم 679. [3] قال ابن الأثير في «جامع الأصول 8/ 661» : «القصواء لقب ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولم تكن قصواء، فإنّ القصواء هي المشقوقة الأذن» . [4] عيون الأثر 2/ 322، وطبقات ابن سعد 1/ 492، ونهاية الأرب للنويري 18/ 301، وأنساب الأشراف 1/ 511، 512. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 ناقة صهباء يرمي الجمرة، لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ، وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ [1] . حَدِيثٌ حَسَنٌ. الصَّهْبَاءُ: الشَّقْرَاءُ. وَكَانَتْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَاحٌ [2] أَغَارَتْ عَلَيْهَا غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ، فَاسْتَنْقَذَهَا سَلَمَةُ ابْنُ الْأَكْوَعِ وَجَاءَ بِهَا يَسُوقُهَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَهُوَ مِنَ الثُّلَاثِيَّاتِ. وَجَاءَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ جَمَلًا فِي أَنْفِهِ بُرَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ، كَانَ غَنِمَهُ مِنْ أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، أَهْدَاهُ لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ إِذَا رَأَوْهُ، وَكَانَ مَهْرِيًّا [4] يَغْزُو عَلَيْهِ وَيَضْرِبُ فِي لِقَاحِهِ [5] . وَقِيلَ: كَانَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرُونَ لِقْحَةً بِالْغَابَةِ، يُرَاحُ إِلَيْهِ مِنْهَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِقِرْبَتَيْنِ مِنْ لَبَنٍ [6] . وَكَانَتْ لَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ لِقْحَةً، يَرْعَاهَا يَسَارُ مَوْلَاهُ الَّذِي قَتَلَهُ الْعَرْنِيُّونَ وَاسْتَاقُوا اللِّقَاحَ، فَجِيءَ بِهِمْ فَسَمَلَهُمْ [7] . وَكَانَ لَهُ مِنَ الْغَنَمِ مِائَةُ شَاةٍ، لَا يُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ، كُلَّمَا وَلَّدَ الراعي بهيمة ذبح مكانها شاة [8] .   [1] رواه أحمد في المسند 3/ 413، وروى نصفه الأول ابن سعد في الطبقات 1/ 493. [2] اللقاح: ذوات الألبان من النّوق. (تاج العروس) . [3] أخرجه البخاري في الجهاد 4/ 27 باب من رأى العدوّ فنادى بأعلى صوته: يا صباحاه، حتى يسمع الناس، وفي المغازي 5/ 71 باب غزوة ذات قرد، ومسلم (1806) في الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها، وأحمد في المسند 4/ 48. [4] المهرية: من كرائم الإبل، تنسب إلى حيّ مهران بن حيدان. [5] أخرجه أبو داود في المناسك (1749) باب في الهدي، وأحمد في المسند 1/ 261. [6] رواه ابن سعد في الطبقات 1/ 494، والنويري في نهاية الأرب 18/ 301، والمزّي في تهذيب الكمال 1/ 210. [7] عيون الأثر 2/ 322، وطبقات ابن سعد 1/ 495. [8] عيون الأثر 2/ 322. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 وَقَدْ سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُمَّ فِي شِوَاءٍ قَالَ وُهَيْبٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَصْنَعُ الشَّيْءَ وَلَمْ يَصْنَعْهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ رَأَيْتُهُ يَدْعُو، فَقَالَ: «أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ: أَتَانِي رَجُلَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ الْآخَرُ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ [1] ، قَالَ: فِيمَ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ [2] وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي ذِي أَرْوَانَ [3] ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَجَعَ أَخْبَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: كَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْرِجْهُ لِلنَّاسِ، قَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ، وَخَشِيتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا. فِي لَفْظٍ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ [4] . رَوَى عُمَرُ مَوْلَى عَفْرَةَ- وَهُوَ تَابِعِيٌّ- أَنَّ لَبِيدَ بْنَ أَعْصَمَ سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى الْتَبَسَ بَصَرُهُ وَعَادَهُ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ أَخْبَرَاهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَرَفَ، فَاسْتَخْرَجَ السِّحْرَ مِنَ الْجُبِّ، ثُمَّ نَزَعَهُ فَحَلَّهُ، فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعفا عنه [5] .   [1] اليهودي. [2] في صحيح البخاري «مشاقة» . (4/ 90) و (7/ 29) . [3] في صحيح البخاري «بئر ذروان» . [4] رواه البخاري في بدء الخلق 4/ 90، 91 باب صفة إبليس وجنوده، وفي الطب 7/ 29، 30 باب هل يستخرج السّحر، وفي الدعوات 7/ 164 باب تكرير الدعاء، وأحمد في المسند 6/ 50 و 96 وانظر جامع الأصول 5/ 66، وابن ماجة (3545) في الطب، وابن سعد في الطبقات 2/ 196. [5] الحديث مرسل، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ الّذي أخرجه النسائي في تحريم الدم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 وَرَوَى يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ فِي سَاحِرِ أَهْلِ الْعَهْدِ: لَا يُقْتَلُ، قَدْ سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودِيٌّ، فَلَمْ يَقْتُلْهُ [1] . وَعَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَفَا عَنْهُ [2] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: هَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِمَّنْ رَوَى أَنَّهُ قَتَلَهُ [3] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ الْيَهُودَ سَمَّتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمَّتْ أَبَا بَكْرٍ [4] . وَفِي «الصَّحِيحِ» عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ يَهُودِ خَيْبَرَ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مَسْمُومَةً [5] . وَعَنْ جَابِرٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا افْتَتَحَ خَيْبَرَ وَاطْمَأَنَّ جَعَلَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ- وَهِيَ بِنْتُ أَخِي مَرْحَبٍ وَامْرَأَةُ سَلامِ بْنِ مِشْكَمٍ- سُمًّا قَاتِلًا فِي عَنْزٍ لَهَا ذَبَحَتْهَا وَصَلَتْهَا [6] ، وَأَكْثَرَتِ السُّمَّ فِي الذِّرَاعَيْنِ وَالْكَتِفِ، فَلَمَّا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ انْصَرَفَ وَهِيَ جَالِسَةٌ عِنْدَ رَحْلِهِ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ هَدِيَّةٌ أَهْدَيْتُهَا لَكَ، فَأَمَرَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخِذَتْ مِنْهَا، ثُمَّ وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَصْحَابُهُ حُضُورٌ، مِنْهُمْ بِشْرُ بْنُ البراء بن معرور،   [7] / 112 و 113 باب سحرة أهل الكتاب، ونصّه: «سحر النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ اليهود، فاشتكى لذلك أيّاما، فأتاه جبريل فقال: إنّ رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستخرجها فحلّها، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنّما أنشط من عقال، فما ذكر ذلك لذلك اليهوديّ ولا رآه في وجهه قطّ» ، وروى الحديث ابن سعد في الطبقات 2/ 196، 197. [1] رواه ابن سعد في الطبقات 2/ 199. [2] ابن سعد في الطبقات 2/ 199. [3] المصدر نفسه. [4] ابن سعد 2/ 200. [5] ابن سعد 2/ 200. [6] صلتها: أي شوتها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 وَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ فَانْتَهَشَ [1] مِنَ الذِّرَاعِ، وَتَنَاوَلَ بِشْرٌ عَظْمًا آخَرَ، فَانْتَهَشَ مِنْهُ، وَأَكَلَ الْقَوْمُ مِنْهَا. فَلَمَّا أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُقْمَةً قَالَ: «ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ فَإِنَّ هَذِهِ الذِّرَاعَ تُخْبِرُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ» فَقَالَ بِشْرٌ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، لَقَدْ وَجَدْتُ ذَلِكَ مِنْ أَكْلَتِي، فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَلْفُظَهَا إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُبْغِضَ إِلَيْكَ طَعَامَكَ، فَلَمَّا أَكَلْتَ مَا فِي فِيكَ لَمْ أَرْغَبْ بِنَفْسِي عَنْ نَفْسِكَ، وَرَجَوْتُ أَنْ لَا تَكُونَ ازْدَرَدْتَهَا وَفِيهَا بَغْيٌ، فَلَمْ يَقُمْ بِشْرٌ حَتَّى تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَمَاطَلَهُ وَجَعُهُ سَنَةً وَمَاتَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يَرِمْ بِشْرٌ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ، فَدَعَاهَا فَقَالَ: مَا حَمَلَكِ؟ قَالَتْ: نِلْتَ مِنْ قَوْمِي، وَقَتَلْتَ أَبِي وَعَمِّي وَزَوْجِي، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ نَبِيًّا فَسَتُخْبِرُهُ الذِّرَاعُ، وَإِنْ كَانَ مَلَكًا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ، فَدَفَعَهَا إِلَى أَوْلِيَاءِ بِشْرٍ يَقْتُلُونَهَا. وَهُوَ الثَّبْتُ. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمْ يَعْرِضْ لَهَا وَاحْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كَاهِلِهِ. حَجَمَهُ أَبُو هِنْدٍ بِقَرْنٍ وَشَفْرَةٍ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَاحْتَجَمُوا أَوْسَاطَ رُءُوسِهِمْ، وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ. وَكَانَ فِي مَرَضِ مَوْتِهِ يَقُولُ: «مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الْأَكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُهَا بِخَيْبَرَ، وَهَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِي، وَفِي لَفْظٍ: مَا زَالَتْ أَكْلَةُ خَيْبَرَ يُعَاوِدُنِي أَلَمُ سُمِّهَا- وَالْأَبْهَرُ عِرْقٌ فِي الظَّهْرِ- وَهَذَا سِيَاقٌ غَرِيبٌ. وَأَصْلُ الحديث في «الصحيح» [2] .   [1] النّهس: أخذ اللّحم بأطراف الأسنان. والنّهش: الأخذ بجميعها. (النهاية لابن الأثير) . [2] انظر: صحيح البخاري 5/ 84 في المغازي، باب الشاة التي سمّت للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم في خيبر، و 3/ 141 في الهبة، باب قبول الهدية من المشركين، ومسلم (2190) في السلام، باب السّمّ، وأبو داود في الديات (4508) و (4509) و (4510) و (4511) و (4512) و (4513) و (4514) باب فيمن سقى رجلا سمّا أو أطعمه فمات، أيقاد منه؟، وابن ماجة، في الطب (3546) باب السحر، وأحمد في المسند 1/ 305 و 373، وابن هشام في السيرة النبويّة 4/ 44، والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 295، 296 باب ما جاء في الشاة المسمومة، وقال: رواه الطبراني والبزّار، والحديث بكاملة في طبقات ابن سعد 2/ 202، 203. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 وَرَوَى أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: لَأَنْ أَحْلِفَ باللَّه تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً، يَعْنِي أَنَّهُ مَاتَ مَوْتًا، وَذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَهُ نَبِيًّا وجعله شهيدا [1] .   [1] كتب هنا في حاشية الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه، فسح الله في مدّته، في الميعاد العاشر. بلغت قراءة في الميعاد السادس عشر على مؤلّفه الحافظ أبي عبد الله الذهبي. كتبه عبد الرحمن البعلي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 بَابُ مَا وُجِدَ مِنْ صُورَةِ نَبِيِّنَا وَصُوَرِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ بِالشَّامِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبْعِيُّ- وَهُوَ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ [1]-: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُثْمَانَ عَمَّتِي، عَنْ أَبِيهَا سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَظَهَرَ أَمْرُهُ بِمَكَّةَ، خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا كُنْتُ بِبُصْرَى أَتَتْنِي جَمَاعَةٌ مِنَ النَّصَارَى فَقَالُوا لِي: أَمِنَ الْحَرَمِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالُوا: فَتَعْرِفُ هَذَا الَّذِي تَنَبَّأَ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا لَهُمْ فيه صور فقالوا: انظر هَلْ تَرَى صُورَتَهُ؟ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ صُورَتَهُ، قُلْتُ: لَا أَرَى صُورَتَهُ، فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا أَكْبَرَ مِنْ ذَاكَ فَنَظَرْتُ، وَإِذَا بِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصُورَتِهِ وَبِصِفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصُورَتِهِ، وَهُوَ آخِذٌ بِعَقِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا لِي: هَلْ ترى صفته؟   [1] قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال فضلك الرازيّ: يحلّ عنقه، وقال ابن حبّان: يقلب الأخبار ويسرقها. انظر عنه: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1574، 1575، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي 9/ 474، 475 رقم 5106، والمغني في الضعفاء للذهبي 1/ 342 رقم 3212، وميزان الاعتدال له 2/ 438 رقم 4376، ولسان الميزان لابن حجر 3/ 299، 300 رقم 1245. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 قُلْتُ: نَعَمْ، قَالُوا: هُوَ هَذَا؟ قُلْتُ: اللَّهمّ نَعَمْ، أَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ، قَالُوا، أَتَعْرِفُ هَذَا الَّذِي أَخَذَ بِعَقِبِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا صَاحِبُكُمْ وَأَنَّ هَذَا الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِهِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» [1] ، عَنْ مُحَمَّدٍ، غير منسوب عن محمد ابن عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْصَرَ مِنْ هَذَا. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ إِدْرِيسَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ الْأُمَوِيِّ قَالَ: بُعِثْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى هِرَقْلَ نَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَنَزَلْنَا عَلَى جَبَلَةَ بْنِ الْأَيْهَمِ الْغَسَّانِيِّ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَإِذَا هو على سرير له، فأرسل إلينا برسول نُكَلِّمُهُ، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نُكَلِّمُ رَسُولًا، إِنَّمَا بُعِثْنَا إِلَى الْمَلِكِ [2] ، فَأَذِنَ لَنَا وَقَالَ: تَكَلَّمُوا، فَكَلَّمْتُهُ وَدَعَوْتُهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، وَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابٌ سَوَادٌ، قُلْنَا: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: لَبِسْتُهَا وَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَنْزَعِهَا حَتَّى أُخْرِجَكُمْ مِنَ الشَّامِ، قلنا: ومجلسك هذا، فو الله لَنَأْخُذَنَّهُ مِنْكَ، وَلَنَأْخُذَنَّ مِنْكَ الْمُلْكَ الْأَعْظَمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ نَبِيُّنَا [3] ، قَالَ: لَسْتُمْ بِهِمْ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَصُومُونَ بِالنَّهَارِ فَكَيْفَ صَوْمُكُمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَمَلَأَ وَجْهَهُ سَوَادًا وَقَالَ: قُومُوا، وَبَعَثَ مَعَنَا رَسُولًا إِلَى الْمَلِكِ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ الَّذِي مَعَنَا: إِنَّ دَوَابَّكُمْ هَذِهِ لَا تَدْخُلُ مَدِينَةَ الملك، فإن شئتم حملناكم على   [1] التاريخ الكبير 1/ 179 وفيه في آخره: «قال: إنّه لم يكن نبيّ إلّا كان بعده نبيّ إلّا هذا النّبيّ» . [2] زاد في السيرة الشامية: «فإن أذن لنا كلّمناه وإلّا لم نكلّم الرسول» . وتراجع السيرة لوجود اختلاف في نصّ الرواية عمّا هنا. [3] لعلّ هنا نقصا يستدرك من الرواية المقبلة وهو قوله: (قَالَ: أَنْتُمْ إِذًا السَّمْرَاءُ، قُلْنَا: وَمَا السَّمْرَاءُ؟) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 بَرَاذِينَ وَبِغَالٍ؟ قُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نَدْخُلُ إِلَّا عَلَيْهَا، فَأَرْسَلُوا، إِلَى الْمَلِكِ أَنَّهُمْ يَأْبَوْنَ، فَدَخَلْنَا على رَوَاحِلَنَا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَنَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى غُرْفَةٍ لَهُ، فَأَنَخْنَا فِي أَصْلِهَا، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْنَا، فَقُلْنَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ لَقَدْ تَنَقَّضَتِ الْغُرْفَةُ حَتَّى صَارَتْ كَأَنَّهَا عَذْقٌ [1] تُصَفِّقُهُ الرِّيَاحُ [2] ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا: لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَجْهَرُوا عَلَيْنَا بِدِينِكُمْ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا أَنِ ادْخُلُوا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَهُوَ عَلَى فِرَاشٍ لَهُ، عِنْدَهُ بَطَارِقَتُهُ مِنَ الرُّومِ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي مَجْلِسِهِ أَحْمَرُ، وَمَا حَوْلَهُ حُمْرَةٌ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مِنَ الْحُمْرَةِ، فَدَنَوْنَا مِنْهُ، فَضَحِكَ وَقَالَ: مَا كَانَ عَلَيْكُمْ لَوْ حَيَّيْتُمُونِي بِتَحِيَّتِكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَإِذَا عِنْدَهُ رَجُلٌ فَصِيحٌ بِالْعَرَبِيَّةِ، كَثِيرُ الْكَلَامِ، فَقُلْنَا: إِنَّ تَحِيَّتَنَا فِيمَا بَيْنَنَا لَا تَحِلُّ لَكَ، وَتَحِيَّتُكَ الَّتِي تُحَيَّا بِهَا لَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نُحَيِّيكَ بِهَا، قَالَ: كَيْفَ تَحِيَّتُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ؟ قُلْنَا: «السَّلَامُ عَلَيْكَ» ، قَالَ: فيم تُحَيُّونَ مَلِكَكُمْ؟ قُلْنَا: بِهَا، قَالَ: وَكَيْفَ يَرُدُّ عَلَيْكُمْ؟ قُلْنَا: بِهَا، قَالَ: فَمَا أَعْظَمَ كَلامَكُمْ؟ قُلْنَا: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ) فَلَمَّا تَكَلَّمْنَا بِهَا قَالَ: وَاللَّهُ يَعْلَمُ لَقَدْ تَنَقَّضَتِ الْغُرْفَةُ، حَتَّى رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْنَا فَقَالَ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي قُلْتُمُوهَا حَيْثُ تَنَقَّضَتِ الْغُرْفَةُ كُلَّمَا قُلْتُمُوهَا فِي بُيُوتِكُمْ تَنْقَضُّ بُيُوتُكُمْ عَلَيْكُمْ؟ قُلْنَا: لَا، مَا رَأَيْنَاهَا فَعَلَتْ هَذَا قَطُّ إِلَّا عِنْدَكَ، قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّكُمْ كُلَّمَا قُلْتُمْ يَنْقُضُ كُلُّ شَيْءٍ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ نِصْفِ مُلْكِي، قُلْنَا: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كَانَ أَيْسَرَ لِشَأْنِهَا، وَأَجْدَرَ أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ، وَأَنْ يَكُونَ مِنْ حِيَلِ النَّاسِ. ثُمَّ سَأَلَنَا عَمَّا أَرَادَ، فَأَخْبَرْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: كيف صلاتكم وصومكم؟ فأخبرناه، فقال: قوموا، فقمنا، فَأَمَرَ بِنَا بِمَنْزِلٍ حَسَنٍ وَنُزُلٍ كَثِيرٍ، فَأَقَمْنَا ثَلَاثًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا لَيْلًا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَاسْتَعَادَ قولنا، ثمّ دعا بشيء كهيئة   [1] العذق- بالفتح- النّخلة، وبالكسر: العرجون بما فيه من الشماريخ. [2] هنا زيادة سطر عمّا ورد في (السيرة الشامية) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 الرَّبْعَةِ [1] الْعَظِيمَةِ، مُذَهَّبَةً فِيهَا بُيُوتٌ صِغَارٌ، عَلَيْهَا أَبْوَابٌ، فَفَتَحَ بَيْتًا وَقُفْلًا، وَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ فَنَشَرَهَا، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ حَمْرَاءُ، وَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ ضَخْمُ الْعَيْنَيْنِ عَظِيمُ الْإِلْيَتَيْنِ، لَمْ أَرَ مِثْلَ طُولِ عُنُقِهِ، وَإِذَا لَيْسَتْ لَهُ لِحْيَةٌ، وَإِذَا لَهُ ضَفِيرَتَانِ أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: هَذَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ لَنَا بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، وَإِذَا فيها صورة بيضاء، وإذا له شعر كشعر القطط، أحمر العينين ضَخْمُ الْهَامَةِ حَسَنُ اللِّحْيَةِ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: هَذَا نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، وَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ شَدِيدُ الْبَيَاضِ حَسَنُ الْعَيْنَيْنِ صَلْتُ الْجَبِينِ [2] ، طَوِيلُ الْخَدَّيْنِ أَبْيَضُ اللِّحْيَةِ كَأَنَّهُ يَتَبَسَّمُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ [3] وَإِذَا وَاللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَتَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَكَيْنَا، قَالَ: وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَامَ قَائِمًا ثُمَّ جَلَسَ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَهُوَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ إِنَّهُ لَهُوَ، كَأَنَّمَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَأَمْسَكَ سَاعَةً يَنْظُرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ آخِرَ الْبُيُوتِ، وَلَكِنِّي عَجَّلْتُهُ لَكُمْ لِأَنْظُرَ مَا عِنْدَكُمْ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ أَدْمَاءُ سَحْمَاءُ [4] وَإِذَا رَجُلٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، حَدِيدُ النَّظَرِ، عَابِسٌ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشَّفَةِ، كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: هَذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِلَى جَنْبِهِ صُورَةٌ تُشْبِهُهُ، إلّا أنّه مدهانّ الرأس،   [1] إناء مربّع، على ما في (النهاية لابن الأثير) . [2] أي واسعه، وقيل الأملس، وقيل البارز. (النهاية) . [3] هنا زيادة كلمات في (ع) ، وهي دخيلة مقحمة. [4] أي سوداء. وفي «المنتقى» لابن الملا (شحماء) وهو تصحيف، وكذلك في (السيرة الشامية) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 عَرِيضُ الْجَبِينِ، فِي عَيْنِهِ قَبَلٌ [1] ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ. هَذَا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ آدَمَ سَبْطٍ رَبْعَةٍ كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: هَذَا لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضَ مُشْرَبٍ حُمْرَةً، أَقْنَى، خَفِيفِ الْعَارِضَيْنِ، حَسَنِ الْوَجْهِ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا لَا، قَالَ هَذَا إِسْحَاقُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ تُشْبِهُ إِسْحَاقَ إِلَّا أَنَّهُ عَلَى شَفَتِهِ السُّفْلَى خَالٍ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ هَذَا يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضَ حَسَنِ الْوَجْهِ، أَقْنَى الْأَنْفِ، حَسَنِ الْقَامَةِ، يَعْلُو وَجْهَهُ نُورٌ، يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْخُشُوعُ، يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا لَا، قَالَ: هَذَا إِسْمَاعِيلُ جَدُّ نَبِيِّكُمْ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةٌ كَأَنَّهَا صُورَةُ آدَمَ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الشَّمْسُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا لَا، قَالَ هَذَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَحْمَرَ، حَمْشِ السَّاقَيْنِ [2] ، أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ، ضَخْمِ الْبَطْنِ، مُتَقَلِّدٍ سَيْفًا، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: هَذَا دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ ضَخْمِ الأليتين، طويل الرّجلين، راكب فرس [3] ، فَقَالَ: هَذَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ صُورَةً، وَإِذَا شَابٌّ أَبْيَضُ، شَدِيدُ سَوَادِ اللِّحْيَةِ، كَثِيرُ الشَّعْرِ، حَسَنُ الْعَيْنَيْنِ، حَسَنُ الْوَجْهِ، فَقَالَ: هَذَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ.   [1] هو إقبال السّواد على الأنف، وقيل هو ميل كالحول. [2] أي دقيقهما. وفي «المنتقى» لابن الملّا (خمش) وهو تصحيف. [3] كذا، وله وجه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 فقلنا: من أين لك هذه الصّور؟ لِأَنَّا نَعْلَمُ أَنَّهَا عَلَى مَا صُوِّرَتْ، لِأَنَّا رَأَيْنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصُورَتَهُ مِثْلَهُ، فَقَالَ: إِنَّ آدَمَ سَأَلَ رَبَّهُ تَعَالَى أَنْ يُرِيَهُ الْأَنْبِيَاءَ مِنْ وَلَدِهِ، فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ صُوَرَهُمْ، وَكَانَتْ فِي خِزَانَةِ آدَمَ عِنْدَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَاسْتَخْرَجَهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَدَفَعَهَا إِلَى دَانْيَالَ، يَعْنِي فَصَوَّرَهَا دَانْيَالُ فِي خِرَقٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَهَذِهِ بِأَعْيَانِهَا الَّتِي صَوَّرَهَا دَانْيَالُ [1] ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي طَابَتْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مُلْكِي، وَأَنِّي كُنْتُ عَبْدًا لِشَرِّكُمْ مِلْكَةً حَتَّى أَمُوتَ، ثُمَّ أَجَازَنَا بِأَحْسَنِ جَائِزَةٍ وَسَرَّحَنَا. فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَدَّثْنَاهُ بِمَا رَأَيْنَاهُ، وما قال لنا، فبكى أبو بكر وَقَالَ: مِسْكِينٌ، لَوْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا لَفَعَلَ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنّهم واليهود يَجِدُونَ نَعْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُمْ [2] . رَوَى هَذِهِ الْقِصَّةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَعْقُوبَ. وَرَوَاهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيِّ، كِلَاهُمَا عَنِ الْبَلَدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَفِي رِوَايَةِ الْحَاكِمِ كَمَا ذَكَرْتُ مِنَ السَّنَدِ. وَعِنْدَ ابْنِ مَنْدَهْ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شُرَحْبِيلَ، وَهُوَ سَنَدٌ غَرِيبٌ. وَهَذِهِ الْقِصَّةُ قَدْ رَوَاهَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ عَمِّهِ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ مُصْعَبٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ مَلِكِ الرُّومِ لِنَدْعُوَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَخَرَجْنَا نَسِيرُ عَلَى رَوَاحِلِنَا حتّى قدمنا دمشق، فذكره بمعناه.   [1] زاد هنا في «المنتقى» لابن الملا: (ولم يزل يتوارثها ملك بعد ملك إلى أن وصلت إليّ. فدعوناه إلى الإسلام فقال: أما والله ... ) . [2] السيرة الشاميّة المعروفة بسبل الهدى والرشاد للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 هـ.) - ج 1/ 157 وما بعدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 وَقَدْ رَوَاهُ بِطُولِهِ: عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ فَقَالَ: ثنا دَلْهَمُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى قَالَ: كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ يُحَدِّثُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. أَنْبَأَنَا الْإِمَامُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عمر وَجَمَاعَةٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَلِيٍّ الصُّوفِيِّ، أنبأ فاطمة بنت أبي حكيم الخبري [1] ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَاتِبُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْكَاتِبُ مِنْ لَفْظِهِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعُمِائَةٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي نَفَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ لِأَدْعُوَهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَخَرَجْنَا نَسِيرُ عَلَى رَوَاحِلِنَا حَتَّى قَدِمْنَا دِمَشْقَ، فَإِذَا عَلَى الشَّامِ لِهِرَقْلَ جَبَلَةُ، فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْنَا كَرِهَ مَكَانَنَا وَأَمَرَ بِنَا فَأُجْلِسْنَا نَاحِيَةً، وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى فُرُشٍ لَهُ مَعَ السُّقُفِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولًا يُكَلِّمُنَا وَيُبَلِّغُهُ عَنَّا، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نُكَلِّمُهُ بِرَسُولٍ أَبَدًا [2] ، فَانْطَلِقْ فَأَعْلِمْهُ ذَلِكَ، فَنَزَلَ عَنْ تِلْكَ الْفُرُشِ إِلَى فُرُشٍ دُونَهَا، فَأَذِنَ لَنَا فَدَنَوْنَا مِنْهُ، فَدَعَوْنَاهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يُجِبْ إِلَى خَيْرٍ، وَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ، فَقُلْنَا: مَا هَذِهِ الْمُسُوحُ؟ قَالَ: لَبِسْتُهَا نَذْرًا لَا أَنْزَعُهَا حَتَّى أُخْرِجَكُمْ مِنْ بِلَادِي، قَالَ: قُلْنَا لَهُ: تَيْدَكَ [3] لَا تَعْجَلْ، أَتَمْنَعُ منّا مجلسك هذا! فو الله لنأخذنّه وملك الملك الأعظم، خبّرنا بذلك   [1] في نسخة دار الكتب (الخيريّ) وهو تصحيف. وهي نسبة إلى (خبر) ، قريبة بنواحي شيراز من فارس. انظر: الإكمال لابن ماكولا 3/ 50- 51، واللباب لابن الأثير 1/ 418. [2] في «دلائل النّبوّة» للبيهقي زيادة: (إنّما بعثنا إلى الملك فإن أذن لنا كلّمناه) . [3] أي (اتّئد) والتّيد: الرّفق، كما في تاج العروس (ت ي د) 7/ 459. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَنْتُمْ إِذًا السَّمْرَاءُ، قُلْنَا: وَمَا السَّمْرَاءُ؟ قَالَ: لَسْتُمْ بِهِمْ، قُلْنَا: وَمَنْ هُمْ؟ قَالَ: قَوْمٌ يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُونَ النَّهَارَ، قُلْنَا: فَنَحْنُ وَاللَّهِ نَصُومُ النَّهَارَ وَنَقُومُ اللَّيْلَ، قَالَ: فَكَيْفَ صَلَاتُكُمْ؟ فَوَصَفْنَاهَا لَهُ، قَالَ: فَكَيْفَ صَوْمُكُمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ بِهِ. وَسَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَيَعْلَمُ اللَّهُ لَعَلَا وَجْهَهُ سَوَادٌ حَتَّى كَأَنَّهُ مَسْحٌ أَسْوَدُ، فَانْتَهَرَنَا وَقَالَ لَنَا: قُومُوا، فَخَرَجْنَا وَبَعَثَ مَعَنَا أَدِلَّاءَ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، فَسِرْنَا، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ قَالَتِ الرُّسُلُ الَّذِينَ مَعَنَا: إِنَّ دَوَابَّكُمْ هَذِهِ لَا تَدْخُلُ مَدِينَةَ الْمَلِكِ، فَأَقِيمُوا حَتَّى نَأْتِيَكُمْ بِبِغَالٍ وَبَرَاذِينَ، قُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نَدْخُلُ إِلَّا على دوابّنا، فأرسلوا إليه يُعْلِمُونَهُ، فَأَرْسَلَ: أَنْ خَلُّوا عَنْهُمْ، فَتَقَلَّدْنَا سُيُوفَنَا وَرَكِبْنَا رَوَاحِلَنَا، فَاسْتَشْرَفَ أَهْلُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ لَنَا وَتَعَجَّبُوا، فَلَمَّا دَنَوْنَا إِذَا الْمَلِكُ فِي غُرْفَةٍ لَهُ، وَمَعَهُ بَطَارِقَةُ الرُّومِ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى أَصْلِ الْغُرْفَةِ أَنَخْنَا وَنَزَلْنَا، وَقُلْنَا: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ) فَيَعْلَمُ اللَّهُ تَنَقَّضَتِ الْغُرْفَةُ حَتَّى كَأَنَّهَا عِذْقُ نَخْلَةٍ تُصَفِّقُهَا الرِّيَاحُ، فَإِذَا رَسُولٌ يَسْعَى إِلَيْنَا يَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَجْهَرُوا بِدِينِكُمْ عَلَى بَابِي، فَصعِدْنَا فَإِذَا رَجُلٌ شَابُّ قَدْ وَخَطَهُ الشَّيْبُ، وَإِذَا هُوَ فَصِيحٌ بِالْعَرَبِيَّةِ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ حُمْرٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَيْتِ أَحْمَرُ، فَدَخَلْنَا وَلَمْ نُسَلِّمْ، فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُحَيُّونِي بِتَحِيَّتِكُمْ؟ قُلْنَا: إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَكُمْ، قَالَ: فَكَيْفَ هِيَ؟ قُلْنَا: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» ، قَالَ: فَمَا تُحَيُّونَ بِهِ مَلِكَكُمْ؟ قُلْنَا: بِهَا، قَالَ: فَمَا كُنْتُمْ تُحَيُّونَ بِهِ نَبِيَّكُمْ؟ قُلْنَا: بِهَا، قَالَ: فَمَاذَا كَانَ يُحَيِّيكُمْ بِهِ؟ قُلْنَا: كَذَلِكَ، قَالَ: فَهَلْ كَانَ نَبِيُّكُمْ يَرِثُ مِنْكُمْ شَيْئًا؟ قُلْنَا: لَا، يَمُوتُ الرَّجُلُ فَيَدَعُ وَارِثًا أَوْ قَرِيبًا فَيَرِثُهُ الْقَرِيبُ، وَأَمَّا نَبِيُّنَا فَلَمْ يَكُنْ يَرِثْ مِنَّا شَيْئًا، قَالَ: فَكَذَلِكَ مَلِكُكُمْ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ فَمَا أَعْظَمُ كَلَامِكُمْ عِنْدَكُمْ؟ قُلْنَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [1] ، فانتفض وفتح   [1] في «السيرة الشامية» 1/ 158 زيادة: (فلمّا تكلّمنا بها تنقّضت الغرفة) ، وفيها اختلاف عما هنا في الرواية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 عَيْنَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَقَالَ: هَذِهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي قُلْتُمُوهَا فَنَقَّضَتْ لَهَا الْغُرْفَةُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذَا قُلْتُمُوهَا فِي بِلَادِكُمْ نَقَّضَتْ لَهَا سُقُوفُكُمْ؟ قُلْنَا: لَا، وَمَا رَأَيْنَاهَا صَنَعَتْ هَذَا قَطُّ، وَمَا هُوَ إِلَّا شَيْءٌ وُعِظْتَ بِهِ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ الصِّدْقَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ نِصْفِ مُلْكِي وَأَنَّكُمْ لَا تَقُولُونَهَا عَلَى شَيْءٍ إِلَّا نَقَضَ لَهَا، قُلْنَا: ولم ذاك؟ قَالَ: ذَلِكَ أَيْسَرُ لِشَأْنِهَا وَأَحْرَى أَنْ لَا تَكُونَ مِنَ النُّبُوَّةِ [1] وَأَنْ تَكُونَ مِنْ حِيلَةِ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ لَنَا: فَمَا كَلَامُكُمُ الَّذِي تَقُولُونَهُ حِينَ تَفْتَتِحُونَ الْمَدَائِنَ؟ قُلْنَا: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ) ، قَالَ: تَقُولُونَ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) لَيْسَ مَعَهُ شَرِيكٌ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: وَتَقُولُونَ (اللَّهُ أَكْبَرُ) أَيْ لَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنْهُ، لَيْسَ فِي الْعَرْضِ وَالطُّولِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، وَسَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَأَمَرَ لَنَا بِنُزُلٍ كَثِيرٍ وَمَنْزِلٍ، فَقُمْنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا بَعْدَ ثَلَاثٍ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فَأَتَيْنَاهُ، وَهُوَ جَالِسٌ وَحْدَهُ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، فَأَمَرَنَا فَجَلَسْنَا، فَاسْتَعَادَنَا كَلَامَنَا، فَأَعَدْنَاهُ عَلَيْهِ، فَدَعَا بِشَيْءٍ كهيئة الرّبعة العظيمة مُذَهَّبَةً، فَفَتَحَهَا فَإِذَا فِيهَا بُيُوتٌ مُقْفَلَةٌ، فَفَتَحَ بَيْتًا مِنْهَا، ثُمَّ اسْتَخْرَجَ خرقَةَ حَرِيرٍ سَوْدَاءَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ. وَفِيهِ: فَاسْتَخْرَجَ صُورَةً بَيْضَاءَ، وَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ حَيًّا، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ قُلْنَا: هَذِهِ صُورَةُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهَ بِدِينِكُمْ إِنَّهُ لَهُوَ هُوَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، اللَّهَ بِدِينِنَا إِنَّهُ لَهُوَ هُوَ، فَوَثَبَ قَائِمًا، فَلَبِثَ مَلِيًّا قَائِمًا، ثُمَّ جَلَسَ مُطْرِقًا طَوِيلًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ فِي آخِرِ الْبُيُوتِ، وَلَكِنِّي عَجَّلْتُهُ لِأُخْبِرَكُمْ وَأَنْظُرَ مَا عِنْدَكُمْ، ثُمَّ فَتَحَ بَيْتًا، فَاسْتَخْرَجَ خِرْقَةً مِنْ حَرِيرٍ سَوْدَاءَ فنشرها، فإذا فيها   [1] في «دلائل النّبوّة» للبيهقي: (من أمر النّبوّة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 صُورَةٌ سَوْدَاءُ شَدِيدَةُ السَّوَادِ، وَإِذَا رَجُلٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ، مُقَلَّصُ الشَّفَتَيْنِ، مُخْتَلِفُ الْأَسْنَانِ، حَدِيدُ النَّظَرِ كَالْغَضْبَانِ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: هَذِهِ صُورَةُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَذَكَرَ الصُّوَرَ، إِلَى أَنْ قَالَ: قُلْنَا: أَخْبِرْنَا عَنْ هَذِهِ الصُّوَرِ، قَالَ: إِنَّ آدَمَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ أَنْبِيَاءَ وَلَدِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ صُوَرَهُمْ، فَاسْتَخْرَجَهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ مِنْ خِزَانَةِ آدَمَ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَصَوَّرَهَا دَانْيَالُ فِي خِرَقِ الْحَرِيرِ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَوَارَثُهَا مَلِكٌ بَعْدَ مَلِكٍ، حَتَّى وَصَلَتْ إِلَيَّ، فَهَذِهِ هِيَ بِعَيْنِهَا. فَدَعَوْنَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ نَفْسِي سَخَتْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مُلْكِي وَاتِّبَاعِكُمْ، وَأَنِّي مَمْلُوكٌ لِأَسْوَأِ رَجُلٍ مِنْكُمْ خَلْقًا وَأَشَدِّهِ مِلْكَةً، وَلَكِنَّ نَفْسِي لَا تَسْخُو بِذَلِكَ. فَوَصَلَنَا وَأَجَازَنَا، وَانْصَرَفْنَا. بَابٌ فِي خَصَائِصِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَحْدِيثِهِ أُمَّتَهُ بِهَا امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ 93: 11 [1] قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيِّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بِبَغْدَادَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْقَسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ [2] سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أنا عَبْدُ الله بن   [1] سورة الضحى- الآية 11. [2] وردت مصحفة في نسخة دار الكتب، انظر النسبة في: اللباب لابن الأثير 1/ 522- 523، والإكمال لابن ماكولا 3/ 353- 354. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ، فَجَعَلَ مَنْ مَرَّ مِنَ النَّاسِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ: هلّا وضعت [1] هذه اللّبنة؟ قال: فأما اللّبنة، وأنا خاتم النبيّين» . خ. [2] . عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيَّ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت   [1] في الأصل (وضع) وفي «الصحيح» (وضعت) . [2] رواه البخاري في المناقب 4/ 162 و 163 باب خاتم النبيّين صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم (2286) في الفضائل، باب ذكر كونه صلّى الله عليه وسلّم خاتم النبيّين، والترمذي في الأمثال (3022) باب ما جاء مثل النبيّ والأنبياء صلّى الله عليه وعليهم أجمعين، وأحمد في المسند 5/ 7 و 13 و 3/ 9. [3] رواه البخاري في الجهاد والسير 4/ 12 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: نصرت بالرعب مسيرة شهر.. وأخرجه في التيمّم 1/ 86 أول الباب، وفي الصلاة 1/ 113 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وفي التعبير 8/ 72 باب رؤيا الليل، وفي الاعتصام 8/ 138 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: بعثت بجوامع الكلم، وأخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة (521) و (523) ، ورواه الترمذي في السير (1594) باب ما جاء في الغنيمة، والنسائي في الغسل 1/ 209- 211 باب التيمّم بالصعيد، وفي الجهاد 6/ 3- 4 باب وجوب الجهاد، والدارميّ في السير باب رقم (29) ، وأحمد في المسند 1/ 98 و 301 و 2/ 222 و 264 و 268 و 314 و 396 و 412 و 455 و 501 و 3/ 304 و 4/ 416 و 5/ 145 و 148 و 162 و 248 و 256. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله قال: لمّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى أُعْطِيَ ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ كَانَ مِنْ أُمَّتِهِ لَا يُشْرِكُ باللَّه الْمُقْحِمَاتِ. تُقْحِمُ: أَيْ تُلْقِي فِي النَّارِ. وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثَنَا أَبُو مَالِكٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتِ الْأَرْضُ كُلُّهَا لَنَا مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا، وَجُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وَأُوتِيتُ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ، مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ» . صَحِيحٌ [3] . وَقَالَ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ» . اسْمُ أَبِي عَمَّارٍ: شَدَّادٌ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: أتي   [1] في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (523) أول الباب. [2] رواه مسلم في الإيمان (173) باب في ذكر سدرة المنتهى، والترمذي في تفسير سورة النجم (3330) ، والنسائي في الصلاة 1/ 223- 224 باب فرض الصلاة، وأحمد في المسند 1/ 387 و 422. [3] رواه أحمد في المسند 5/ 151 و 180 و 383. [4] في كتاب الفضائل (2278) باب تفضيل نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم على جميع الخلائق، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْمٍ، فَرَفَعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعَ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا، فَقَالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ذَاكَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّانِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ» - فَذَكَرَ حَدِيثَ الشَّفَاعَةِ بِطُولِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَنَسٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ، وَأُعْطِيتُ لِوَاءَ الْحَمْدِ، وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا فَخْرَ» - وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي الشَّفَاعَةِ [2] . وَفِي الْبَابِ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ، وَفِي الْقُرْآنِ آيَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ فِي شَرَفِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا خَلَقَ الله خلقا أحبّ إليه   [ () ] ورواه أبو داود في السّنّة (4673) باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ورواه الترمذي في المناقب (3690) باب (21) ، وابن ماجة في الزهد (4308) باب ذكر الشفاعة، والدارميّ في المقدّمة، باب رقم (8) ، وأحمد في المسند 2/ 540 و 3/ 2 وانظر: المشكاة (5741) وتحفة الأشراف للمزي 13586، والأوائل 29 رقم 13. [1] أخرجه البخاري في تفسير سورة الإسراء 5/ 225، ومسلم في الإيمان (194) باب أدنى أهل الجنّة منزلة فيها (وفيه: «الداعي» بدل «الداني» ) ، والترمذي في صفة القيامة (2551) باب ما جاء في الشفاعة، وأحمد في المسند 1/ 4 و 2/ 368 و 435 و 3/ 16 و 4/ 407، وابن أبي عاصم في السنة 2/ 369، وفي الأوائل 27 رقم 7، وابن الأثير في جامع الأصول 8/ 632 و 9/ 607. [2] رواه الترمذي في صفة القيامة (2551) باب ما جاء في الشفاعة، وقال: هذا حديث حسن، وهو كما قال. وانظر جامع الأصول 8/ 526، والأوائل لابن أبي عاصم، ومسلم (2278) ، وأبو داود (4673) ، والمشكاة للخطيب (5741) ، والفتن والملاحم لابن كثير 2/ 170 و 219 و 280. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلَّا بِحَيَاتِهِ فقال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ 15: 72 [1] . وَفِي «الصَّحِيحِ» [2] مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنِّي أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ، قَالَ: فَضَرَبَ الْمَلَكُ بِيَدِهِ فَإِذَا طِينُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ» [3] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وأيلة، وفيه من الْأَبَارِيقُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ [4] » . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أبي حبيب: ثنا أبو الْخَيْرُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى عَلَى شُهَدَاءِ أُحُدٍ، ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ: «إِنِّي لَكُمْ فَرَطٌ وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ، وَأَنَا فِي مَقَامِي هَذَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أُرِيتُ أَنِّي أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَأَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تنافسوا فيها [5] .   [1] سورة الحجر- الآية 72. وكتب هنا في حاشية الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك، في الميعاد الحادي عشر على مؤلّفه، فسح الله في مدّته» . [2] صحيح البخاري في الرقائق 7/ 207 باب في الحوض وقول الله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 108: 1، ومسند أحمد 3/ 103 و 115 و 152 و 191 و 207 و 232 و 263 و 289. [3] أذفر: طيّب الريح، والذفر: بالتحريك يقع على الطيّب والكريه، ويفرّق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به. (النهاية لابن الأثير) . [4] رواه الترمذي في صفة القيامة (2559) باب ما جاء في صفة الحوض، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وأحمد في المسند 3/ 225 و 230 و 4/ 149 و 154 و 5/ 149. [5] رواه البخاري في المناقب 4/ 176 باب علامات النّبوّة، وفي المغازي 5/ 40 باب غزوة الرجيع، وفي الرقاق 7/ 173 باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، و 7/ 207 باب في الحوض وقول الله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 108: 1، والنسائي في الجنائز 4/ 61- 62 باب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 وَرَوَى «مُسْلِمٌ» [1] مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ، كَأَنَّ الْأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُومُ» . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ [الْجَنَّةَ] [2] مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ» . فَقَالَ: رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا سِعَةُ حَوْضِكَ؟ قَالَ: مَا بَيْنَ عَدَنٍ وَعَمَّانَ وَأَوْسَعُ، وَفِيهِ مثعبان من ذهب وفضّة، شرابه أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَا يَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَلَنْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا» . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [3] . وَرَوَى «ابْنُ مَاجَهْ» [4] مِنْ حديث عطيّة [5]- وهو ضعيف- عن أبي   [ () ] الصلاة على الشهداء، وأحمد في المسند 4/ 149 و 153 و 154، والنويري في نهاية الأرب 18/ 362. [1] في الطهارة (249) باب استحباب إطالة الغرّة والتحجيل في الوضوء، وفي الإمارة (1822) باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، وفي الفضائل (2289) باب إثبات حوض نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم وصفاته، و (2290) و (2296) و (2303) ، وابن ماجة في الفتن (3944) باب لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وفي الزهد (4305) باب ذكر الحوض، وأحمد في المسند 1/ 257 و 384 و 402 و 406 و 407 و 425 و 439 و 453 و 455 و 2/ 408 و 3/ 18 و 62 و 166 و 349 و 4/ 313 و 351 و 5/ 41 و 86 و 88 و 89 و 333 و 339 و 393 و 412. [2] ساقطة من الأصل و (ع) . [3] أخرجه مسلم في الفضائل (2300) و (2301) باب إثبات حوض نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم وصفاته، والترمذي في صفة القيامة (2561) باب ما جاء في صفة أواني الحوض. [4] في كتاب الزهد (4301) باب ذكر الحوض. [5] هو عطيّة بن سعيد العوفيّ الجدلي، أبو الحسن. قال أحمد: هو ضعيف الحديث، وكان هشيم يضعّف حديثه. وقال أبو زرعة: ليّن، وقال أبو حاتم: ضعيف يكتب حديثه، وقال الجوزجاني: مائل، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عديّ: قد روى عن جماعة من الثقات، وقال أبو داود: ليس بالذي يعتمد عليه. وقال أبو بكر البزّار. كان يعدّه في التشيّع، روى عنه جلّة الناس، وقال السّاجي: ليس بحجّة وكان يقدّم عليّا على الكل. انظر عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لِي حَوْضٌ طُولُهُ مَا بَيْنَ الْكَعْبَةِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، وَإِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءَ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ حَافَّتَاهُ الذَّهَبُ، مَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ [1] » . وَثَبَتَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ [2] . رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَقَالَ: النَّهْرُ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ [3] . وَصَحَّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ أُعْطِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَاطِئُهُ دُرٌّ مُجَوَّفٌ [4] . وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ خَرِيرَ الْكَوْثَرِ فَلْيَضَعْ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ. وَصَحَّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءَ تَبَعًا يَوْمَ القيامة، وأوّل من يشفع» .   [ () ] التاريخ الكبير 7/ 8- 9 رقم 35، والتاريخ الصغير 13 و 122 و 133، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 381، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 56 رقم 42، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6/ 212، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 359 رقم 1392، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 2007، والكاشف للذهبي 2/ 235 رقم 3876، والمغني في الضعفاء له 2/ 436 رقم 4139، وميزان الاعتدال له 3/ 79- 80 رقم 5667، وتهذيب التهذيب لابن حجر 7/ 224- 226 رقم 413، وتقريب التهذيب له 2/ 24 رقم 216. [1] رواه الترمذي في تفسير سورة الكوثر (3419) ، وابن ماجة في الزهد (4334) باب صفة الجنّة، وأحمد في المسند 2/ 112. [2] رواه البخاري في الرقائق 7/ 207 باب في الحوض وقول الله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 108: 1. [3] رواه البخاري في تفسير سورة الكوثر 6/ 93، وأخرجه مسلم في الصلاة (400) باب حجّة من قال البسملة آية من أول كل سورة، سوى براءة. [4] رواه أحمد في المسند 2/ 67 و 158 و 3/ 102. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 وَصَحَّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا آمَنَ عَلَى مِثْلِهِ الْبَشَرُ، وَكَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَنِي عَلَى الْأَنْبِيَاءِ، - أَوْ قَالَ: أُمَّتِي عَلَى الْأُمَمِ- بِأَرْبَعٍ: أَرْسَلَنِي إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَجَعَلَ الْأَرْضَ كُلَّهَا لِي وَلِأُمَّتِي مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيْنَمَا أَدْرَكَ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِي الصَّلَاةَ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَطَهُورُهُ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيَّ مَسِيرَةَ شَهْرٍ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِي، وَأُحِلَّتْ لَنَا الْغَنَائِمُ» [1] . إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَسَيَّارٌ صَدُوقٌ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [2] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُضِّلْتُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعٍ: بالشّجاعة، والسّماحة، وكثرة الجماع، وشدّة البطش» .   [1] رواه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة (521) أول الباب. [2] ج 2/ 222 و 3/ 304 و 5/ 248 بألفاظ مقاربة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَبَّهَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: «يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ هَذَا الْبَقِيعِ» ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا الْبَقِيعَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ طَوِيلًا ثُمَّ قَالَ: «لِيَهْنِ لَكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ فِيهِ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ آخِرَهَا أَوَّلُهَا، لَلْآخِرَةُ شَرٌّ [1] مِنَ الْأُولَى، يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ فِيهَا، ثُمَّ الْجَنَّةِ، فَخُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي وَالْجَنَّةِ» ، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَخُذْ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدِ فِيهَا، ثُمَّ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: «وَاللَّهِ يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي وَالْجَنَّةَ» ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ابْتُدِئَ بِوَجَعِهِ الَّذِي قبضه الله فيه [2] .   [1] هكذا في الأصل وطبقات ابن سعد وغيرهما، وفي نسخة دار الكتب (خير) بدل (شرّ) . [2] طبقات ابن سعد 2/ 204، وانظر: نهاية الأرب للنويري 18/ 362، وسيرة ابن هشام 4/ 247، والسيرة لابن كثير 4/ 443- 444، ودلائل النبوّة للبيهقي 2/ 716- 717، وتاريخ الطبري 3/ 188، وأنساب الأشراف 1/ 544. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَعُبَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى الحكم بن أبي العاص. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَبْقَى حَتَّى أَرَى مَا يُفْتَحُ عَلَى أُمَّتِي وَبَيْنَ التَّعْجِيلِ، فَاخْتَرْتُ التَّعْجِيلَ» . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اجْتَمَعَ نِسَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رسول الله، لَمْ تُغَادِرْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِشْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي» ، فَأَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ شِمَالِهِ، فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ، فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: خَصَّكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّرَارِ وَتَبْكِينَ! فَلَمَّا أَنْ قَامَ قُلْتُ لَهَا: أَخْبِرِينِي بِمَا سَارَّكِ، قَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قُلْتُ لَهَا: أَسْأَلُكِ بِمَا لِي عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لِمَا أَخْبَرْتِينِي [1] ، قَالَتْ: أَمَّا الْآنَ فَنَعَمْ، سَارَّنِي فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أَرَى ذَلِكَ إِلَّا اقْتِرَابَ أجلي، فاتّقي الله واصبري فنعم السّلف أنالك» ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ- أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ» - يَعْنِي فَضَحِكْتُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَرَوَى نَحْوَهُ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، وَفِيهِ أَنَّهَا ضَحِكَتْ لأنّه أخبرها أنّها أوّل   [1] كذا بإثبات الياء بعد التاء، وهو جائز. [2] أخرجه البخاري في المناقب، 4/ 210 باب مناقب قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلم في فضائل الصحابة (2450/ 99) بلفظه، في باب فضائل فاطمة بنت النبيّ عليها الصلاة والسلام، والترمذي في المناقب (3964) باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، وأبو داود في الأدب (5217) باب ما جاء في القيام، وانظر جامع الأصول لابن الأثير 9/ 129- 130 رقم 6677. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 أَهْلِهِ يَتْبَعُهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ 110: 1 [2] دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فَقَالَ: «إِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي» ، فَبَكَتْ ثُمَّ ضَحِكَتْ، قَالَتْ: أَخْبَرَنِي أَنَّهُ نُعِيَ إِلَيْهِ نَفْسُهُ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ لِي: «اصْبِرِي فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لَاحِقًا بِي» ، فَضَحِكْتُ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قال: قالت عائشة: وا رأساه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرُ لَكِ وأدعو لك» ، فقالت: وا ثكلاه [3] وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ لَظَلَلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ، فقال: «بل أنا وا رأساه لَقَدْ هَمَمْتُ- أَوْ أَرَدْتُ- أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ فَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أن يتمنّى المتمنّون، ثم قلت يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ، أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ» [4] . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ هَكَذَا [5] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصدع وأنا أشتكي رأسي، فقلت: وا رأساه، فقال: «بل أنا والله وا رأساه، وَمَا عَلَيْكِ لَوْ مُتِّ قَبْلِي فَوَلِيتُ أَمْرَكِ وصلّيت عليك وواريتك» ،   [1] في فضائل الصحابة (2450/ 97) . [2] أوّل سورة النصر. [3] في صحيح البخاري «وا ثكلياه» . [4] أي يأبى المؤمنون إلا أبا بكر. [5] في كتاب الأحكام 8/ 126 باب من نكث بيعة.. وفي كتاب المرضى والطب 7/ 8 باب قول المريض إنّي وجع أو وا رأساه أو اشتدّ بي الوجع.. وابن سعد في الطبقات 2/ 225- 226، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 541. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُ أَنْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ، لَقَدْ خَلَوْتَ بِبَعْضِ نِسَائِكَ فِي بَيْتِي فِي آخِرِ النَّهَارِ فَأَعْرَسْتَ بِهَا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَمَادَى بِهِ وَجَعُهُ، فَاسْتُعِزَّ [1] بِرَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَاجْتَمَعَ، إِلَيْهِ أَهْلُهُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِنَّا لَنَرَى بِرَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ الْجَنْبِ فَهَلُمُّوا فَلْنَلُدَّهُ، فَلَدُّوهُ [2] ، وَأَفَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ فَعَلَ هَذَا» ؟ قَالُوا: عَمُّكَ الْعَبَّاسُ، تَخَوَّفَ أَنْ يَكُونَ بِكَ ذَاتُ الْجَنْبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَمَا كَانَ اللَّهُ تَعَالَى لِيُسَلِّطَهُ عَلَيَّ، لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لَدَدْتُمُوهُ إِلَّا عَمِّيَ الْعَبَّاسَ، فَلُدَّ أَهْلُ الْبَيْتِ كُلُّهُمْ، حَتَّى مَيْمُونَةُ، وَإِنَّهَا لَصَائِمَةٌ يَوْمَئِذٍ، وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ نِسَاءَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِي، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِي، وَهُوَ بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَبَيْنَ رَجُلٍ آخَرَ، تَخُطُّ قَدَمَاهُ الْأَرْضَ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ الَّذِي لَمْ تُسَمِّهِ عَائِشَةُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عنه [3] . وقال (خ) [4] قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ عُرْوَةُ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فيه: «يا عائشة لم أزل   [1] في حاشية الأصل: استعزّ به: غلب. وفي (النهاية) : اشتدّ به المرض وأشرف على الموت. [2] أي جعلوا الدواء في أحد جانبي فمه بغير اختياره، وكان الّذي لدّوه به العود الهندي والزيت، على ما في (إرشاد الساري) . [3] انظر طبقات ابن سعد 2/ 232، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 544- 545، والمصنّف لعبد الرزاق 5/ 429- 430، وسيرة ابن هشام 4/ 259، ومصنّف ابن أبي شيبة 14/ 560 رقم 18885، ودلائل النبوّة للبيهقي 2/ 723، ونهاية الأرب للنويري 18/ 263- 264، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 336، والسيرة لابن كثير 4/ 445- 447، وتاريخ الطبري 3/ 188- 189 و 195. [4] صحيح البخاري، كتاب المغازي 5/ 137 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، ورواه أحمد في المسند 6/ 18، والدارميّ في السنن 1/ 32- 33. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 أَجِدُ أَلَمَ الْأَكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ انْقِطَاعِ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ» . وَقَالَ الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ بِهِ الْوَجَعُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ أَنْ يُمَرَّضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ، قَالَتْ: لَمَّا أُدْخِلَ بَيْتِي اشْتَدَّ وَجَعُهُ فَقَالَ: «أَهْرِقْنَ عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلَى النَّاسِ» ، فَأَجْلَسْنَاهُ فِي مِخْضَبٍ لِحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ، حَتَّى طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلْتُنَّ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَصَلَّى بِهِمْ ثُمَّ خَطَبَهُمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ سَالِمُ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَقَالَ: «إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَ اللَّهِ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ اللَّهِ» ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَعَجِبْنَا لِبُكَائِهِ، فَكَانَ الْمُخَيَّرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ، فَقَالَ: «لَا تَبْكِ يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ أَمَنَّ النّاس عليّ في صحبته وما له أبو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةَ الْإِسْلَامِ وَمَوَدَّتَهُ، لَا يَبْقَى فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَّا سُدَّ إِلَّا بَابَ أَبِي بَكْرٍ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي المعلّى، عن   [1] رواه البخاري في الوضوء 1/ 57 باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة، وفي الطب 7/ 18 باب (حدّثنا بشر بن محمد..) ، وفي المغازي 5/ 139- 140 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، وأحمد في المسند 6/ 151، و 228، وابن هشام في السيرة 4/ 259، والطبري في التاريخ 3/ 189. [2] أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 119- 120 باب الخوخة والممرّ في المسجد، وفي فضائل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم 4/ 190- 191 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر، والترمذي في المناقب (3735) مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، و (3740) ، وأحمد في المسند 2/ 26 و 3/ 18، وعبد الرزاق في المصنّف 5/ 431 والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 547. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 أَبِيهِ أَحَدِ الْأَنْصَارِ، فَذَكَرَ قَرِيبًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الَّذِي قَبْلَهُ [1] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ حُكَيْمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّ خِلَّةَ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي جُنْدَبٌ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى بِخَمْسٍ يَقُولُ: «قَدْ كَانَ لِي مِنْكُمْ إِخْوَةٌ وَأَصْدِقَاءُ وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خُلَّتِهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَإِنَّ رَبِّي اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَإِنَّ قَوْمًا مِمَّنْ كَانُوا قَبْلَكُمْ يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصُلَحَائِهِمْ مَسَاجِدَ، فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . مُؤَمِّلُ [4] بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «ادْعِي لِي أَبَا بَكْرٍ فَلَأَكْتُبُ لَهُ لَا يَطْمَعُ طَامِعٌ فِي أَمْرِ أَبِي بَكْرٍ وَلَا يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُؤْمِنُونَ» (ثَلَاثًا) قالت:   [1] رواه الترمذي في المناقب (3739) باب رقم (51) . [2] في كتاب الصلاة 1/ 120 باب الخوخة والممرّ في المسجد، ورواه أحمد في المسند 1/ 270، وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2382) باب من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، وانظر تاريخ الطبري 3/ 190- 191، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 547. [3] في المساجد ومواضع الصلاة (532) باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصّور فيها، والنهي عن اتخاذ القبور مساجد. [4] من هنا إلى قوله (وهو أشبه) من حاشية الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَبِي [1] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثنا يَسَرَةُ [2] بْنُ صَفْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ مُرْسَلًا، وَهُوَ أَشْبَهُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ عَاصِبًا رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسْمَاءَ مُلْتَحِفًا بِمِلْحَفَةٍ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَأَوْصَى بِالْأَنْصَارِ، فَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَدَسْمَاءُ: سَوْدَاءُ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ يَذْكُرُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ الْحَصَى، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ: وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ فَقَالَ: «ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ، قَالَ: فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ، أَهَجَرَ! اسْتَفْهِمُوهُ، قَالَ: فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ عَلَيْهِ، قَالَ: «دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ» ، قَالَ: وَأَوْصَاهُمْ عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ فَقَالَ: أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ، قَالَ: وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ، أَوْ قَالَهَا فَنَسِيتُهَا. مُتَّفَقٌ عليه [4] .   [1] رواه أحمد في المسند 6/ 106. [2] في طبعة القدسي 2/ 383 «بسرة» بالباء الموحّدة، وهو تحريف، والتصويف عن الجرح والتعديل 9/ 314 رقم 1362، وهو بفتح الياء والسين. انظر: المشتبه للذهبي 2/ 669. [3] في مناقب الأنصار 4/ 226- 227 باب قول النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ: اقبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهم وتجاوزوا عن مسيئهم، وأحمد في المسند 1/ 233. [4] رواه البخاري في المغازي 5/ 137 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، وفي الجزية 4/ 66 باب إخراج اليهود من جزيرة العرب. ومسلم في الوصيّة (1637) باب ترك الوصيّة لمن ليس له شيء يوصي فيه، والطبري في تاريخه 3/ 193. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلُمَّ [1] أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا» ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمُ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ [2] وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُومُوا» . فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ لِاخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَإِنَّمَا أَرَادَ عُمَرُ التَّخْفِيفَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ رَآهُ شَدِيدَ الْوَجَعِ، لِعِلْمِهِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْمَلَ دِينَنَا، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ الْكِتَابُ وَاجِبًا لَكَتَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ، وَلَمَا أَخَلَّ بِهِ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رسول الله إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ: فَقَالَ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ، فَعَاوَدَتْهُ مِثْلَ مَقَالَتِهَا فَقَالَ: «أَنْتُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفُ، مُرُوا أَبَا بكر فليصلّ   [1] (هلم) لم تذكر في الأصل، لكنّها ذكرت في نسخة دار الكتب ومراجع أخرى. [2] في المصادر الأخرى (اللّغط) بدلا من (اللّغو) . [3] رواه البخاري في العلم 1/ 37 باب كتابة العلم، وفي الاعتصام 8/ 161 باب كراهية الخلاف، ومسلم في الوصيّة (1637/ 22) باب ترك الوصيّة لمن ليس له شيء يوصي فيه، وأحمد في المسند 222 و 293 و 324 و 355، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 562 رقم 1141. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 بِالنَّاسِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ الْفَضْلِ قَالَتْ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ فِي مَرَضِهِ، وَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، فَقَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ، فَمَا صَلَّى بَعْدَهَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى، يَعْنِي فما صلّى بعدها بالنّاس [2] . وإسناده حَسَنٌ. وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَفْظُهُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْمُرْسَلَاتِ، ثُمَّ مَا صَلَّى لنا بعدها. (خ) [3] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ: ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ» ؟ فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، قَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ [4] » ، فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ» ؟ فَقُلْنَا: لَا، هُمْ ينتظرونك يا رسول الله، فَقَالَ: «ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ، قَالَتْ: فَفَعَلْنَا، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: «أَصَلَّى النَّاسُ؟» فَقُلْنَا: لَا، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ الله   [1] في الأذان 1/ 174 و 175 باب من أسمع الناس تكبير الإمام، وباب الرجل يأتم بالإمام ويأتمّ الناس بالمأموم، وباب إذا بكى الإمام في الصلاة، وأخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة (1232) باب ما جاء في صَلاةُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مرضه، وأحمد في المسند 6/ 210، وابن سعد في الطبقات 2/ 217 و 219 و 224 و 225، والطبري في التاريخ 3/ 197، والبلاذري في الأنساب 1/ 554. [2] رواه الترمذي في الصلاة، باب في القراءة في المغرب (207) ، وأحمد في المسند 3/ 91، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 551. [3] رواه البخاري في المغازي 5/ 137 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، والنسائي في الافتتاح 2/ 168 باب القراءة في المغرب بالمرسلات، والدارميّ في الصلاة، باب رقم 64، وأحمد في المسند 6/ 338. [4] المخضب: إناء لغسل الثياب، ويسمى به ما صغر عن ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنِّي، قَالَتْ: فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَتَأَخَّرَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِهِ، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ. فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَعَرَضْتُهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ حَرْفًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَعُرْوَةُ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَلَّقَ صَلَاتَهُ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَلِكَ رَوَى الْأَرْقَمُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَكَذَلِكَ رَوَى غَيْرُهُمْ. وَأَمَّا صَلَاتُهُ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ قَاعِدًا [2] . وَرَوَى شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عائشة.   [1] رواه البخاري في الأذان 1/ 168- 169 باب إنّما جعل الإمام ليؤتمّ به وصلّى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي توفي فيه بالناس وهو جالس، ومسلم في الصلاة (418) باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما.. والنسائي في الإمامة 2/ 84 باب الائتمام بمن يأتم بالإمام، والدارميّ في الصلاة باب 44، وأحمد في المسند 2/ 52 و 6/ 251، وابن سعد في الطبقات 2/ 218، والنويري في نهاية الأرب 18/ 369. [2] رواه أحمد في المسند 6/ 159، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 555. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَ أَبِي بَكْرٍ [1] . وَرَوَى هُشَيْمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَاللَّفْظُ لِهُشَيْمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ فِي بُرْدَةٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ [2] . وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ ثَابِتٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى خلف أبي بكر في ثوب واحد برد، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ: «ادْعُوا لِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ» ، فَجَاءَ، فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى نَحْرِهِ، فَكَانَتْ آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا [3] . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ بِزِيَادَةِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فِيهِ. وَفِي هَذَا دِلَالَةٌ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ كَانَتِ الصُّبْحَ، فَإِنَّهَا آخِرُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا، وَهِيَ الَّتِي دَعَا أُسَامَةَ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْهَا، فَأَوْصَاهُ فِي مَسِيرِهِ بِمَا ذَكَرَ أَهْلُ الْمَغَازِي. وَهَذِهِ الصَّلَاةُ غَيْرُ تِلْكَ الصَّلَاةِ الَّتِي ائْتَمَّ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ، وَتِلْكَ كَانَتْ صَلَاةَ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ السَّبْتِ أَوْ يَوْمِ الْأَحَدِ. وَعَلَى هَذَا يُجْمَعُ بَيْنَ الْأَحَادِيثِ، وَقَدِ اسْتَوْفَاهَا الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْحَبْرُ أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ [4] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَفَرٍ، فَوُعِكَ أَشَدَّ الْوَعْكِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نِسَاؤُهُ يُمَرِّضْنَهُ أَيَّامًا، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَنْحَازُ إِلَى الصَّلَوَاتِ حَتَّى غُلِبَ، فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، فَنَهَضَ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ مِنَ الضَّعْفِ، فَقَالَ لِلْمُؤَذِّنِ: «اذْهَبْ إِلَى أبي بكر فمره فليصلّ» ، فقالت   [1] انظر تاريخ الطبري 3/ 197. [2] أنساب الأشراف 1/ 556. [3] رواه أحمد في المسند 3/ 243. [4] في كتابه «دلائل النّبوّة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ، وَإِنَّهُ إِنْ قَامَ مَقَامَكَ بَكَى، فَأْمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ [1] ، فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ، فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ حَتَّى كَانَ لَيْلَةُ الْإِثْنَيْنِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَأَقْلَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَعْكُ وَأَصْبَحَ مُفِيقًا، فَغَدَا إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ يَتَوَكَّأُ عَلَى الْفَضْلِ وَغُلَامٍ لَهُ يُدْعَى ثَوْبَانَ [2] وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، وَقَدْ سَجَدَ النَّاسُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَهُوَ قَائِمٌ فِي الْأُخْرَى، فَتَخَلَّصَ [3] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّفُوفَ يُفَرِّجُونَ لَهُ، حَتَّى قَامَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِهِ فَقَدَّمَهُ فِي مُصَلَّاهُ فَصَفَّا جَمِيعًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ يَقْرَأُ، فَلَمَّا قَضَى قِرَاءَتَهُ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فركع معه الرّكعة الآخرة، ثم جلس أبو بكر يتشهّد والنّاس معه، فلمّا سلّم أتمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ [4] إِلَى جِذْعٍ مِنْ جُذُوعِ الْمَسْجِدِ، وَالْمَسْجِدُ يَوْمَئِذٍ سَقْفُهُ مِنْ جَرِيدٍ وَخُوصٍ، لَيْسَ عَلَى السَّقْفِ كَثِيرُ طِينٍ، إِذَا كَانَ الْمَطَرُ امْتَلَأَ الْمَسْجِدُ طِينًا، إِنَّمَا هُوَ كَهَيْئَةِ الْعَرِيشِ، وَكَانَ أُسَامَةُ قَدْ تَجَهَّزَ لِلْغَزْوِ. بَابُ حَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا احْتَضَرَ قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ قَالَا: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى   [1] هنا تكرار كلمات في نسخة (ع) . [2] في الأصل (نوبا) في موضع (ثوبان) ، والتصحيح من طبقات ابن سعد ونسخة دار الكتب. [3] في طبقات ابن سعد (فخرج فجعل يفرّج الصّفوف) . [4] حتى هنا ينتهي الحديث في طبقات ابن سعد 2/ 219- 220. [5] أي نزل به في المرض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ، يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أنا عُمَرُ بْنُ كَرْمٍ بِبَغْدَادَ، أنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ مِنْ لَفْظِهِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ السُّلَمِيُّ إِمْلَاءً، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ: «أَحْسِنُوا الظَّنَّ باللَّه عَزَّ وَجَلَّ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنَ الْعَوَالِي. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ عَامَّةُ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ «الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» ، حَتَّى جَعَلَ يُغَرْغِرُ بِهَا فِي صَدْرِهِ، وَمَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ. كَذَا قَالَ سُلَيْمَانُ. وَقَالَ هَمَّامٌ: ثنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ: «اللَّهَ اللَّهَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» قَالَتْ: فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَمَا يَكَادُ يَفِيضُ. وَهَذَا أَصَحُّ [2] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَرْجِسَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُوتُ وَعِنْدَهُ قَدَحٌ فِيهِ ماء،   [1] رواه البخاري في الصلاة 1/ 112 باب الصلاة في البيعة، وفي المغازي 5/ 140 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (531) باب النهي عن بناء المساجد على القبور.. والنسائي في المساجد 2/ 40- 41 باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد، والدارميّ في الصلاة، باب 120، وأحمد في المسند 6/ 229 و 275. [2] رواه ابن ماجة في الجنائز (1625) باب ما جاء في ذكر مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده صحيح على شرط الصحيحين، وأحمد في المسند 3/ 117 و 6/ 311 و 315 و 321. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْقَدَحِ ثُمَّ يَمْسَحُ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهمّ أَعِنِّي عَلَى سَكْرَةِ الْمَوْتِ [1] . وَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَمُوتُ حَتَّى يُخَيَّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَلَمَّا مَرِضَ عُرِضَتْ لَهُ بُحَّةٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ، وحسن أولئك رفيقا» [2] فظننّا أنّه كان يُخَيَّرُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ نَحْوَهُ الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرِهِ، عَنْ عَائِشَةَ. وَفِيهِ زِيَادَةٌ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ آخِرَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «الرفيق الأعلى» . خ. [4] . وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنس قال: لمّا قالت فاطمة عليها   [1] رواه ابن ماجة في الجنائز (1623) باب ما جاء في ذكر مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والترمذي في الجنائز (985) باب ما جاء في التشديد عند الموت، وأحمد في المسند 6/ 64 و 70 و 77 و 151، والطبري في تاريخه 3/ 197 و 198. [2] سورة النساء- الآية 69. [3] رواه البخاري في التفسير 5/ 181 تفسير سورة النساء، باب فأولئك مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ، ومسلم في فضائل الصحابة (2444/ 86) باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها، وابن ماجة في الجنائز (1620) باب ما جاء في ذكر مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحمد في المسند 6/ 176 و 205 و 269، وابن سعد في الطبقات 2/ 229، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 547. [4] في المغازي 5/ 138- 139 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، وفي الرقائق 7/ 192 باب سكرات الموت، وفي الدعوات 7/ 155 باب دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم اللَّهمّ الرفيق الأعلى، ومسلم في السلام (2191) باب استحباب رقية المريض، وفي فضائل الصحابة (2444) باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنها، وابن ماجة في الجنائز (1619) باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومالك في الموطّأ 159 رقم (565) جامع الجنائز، وأحمد في المسند 6/ 45 و 48 و 74 و 89 و 108 و 120 و 126 و 200 و 231 و 274، وابن سعد في الطبقات 2/ 210، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 548. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 السلام: «وا كرباه» قَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكَ مَا لَيْسَ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا لِمُوَافَاةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [1] . وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، وَيُرْسِلُهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لما ثَقُلَ جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ- يَعْنِي الْكَرْبَ- فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: «وا كرب أَبَتَاهُ» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ» . أخرجه البخاريّ [2] .   [1] دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 728، 729 وعنه في كنز العمال 7/ 260، 261 ولفظه في الدلائل: «لقد حضر أباك ما ليس الله بتارك منه أحدا من الناس لموافاة يوم القيامة» . [2] رواه البخاري في المغازي 5/ 144 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، ومسلم في الجنائز (1629) باب ذكر وفاته ودفنه صلّى الله عليه وسلّم، وأحمد في المسند 3/ 141، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 552. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 بَابُ وَفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَيَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَكَانَ جِبْرِيلُ يُعَوِّذُهُ بِدُعَاءٍ إِذَا مَرِضَ، فَذَهَبْتُ أَدْعُو بِهِ، فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَقَالَ: «فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى» وَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَبِيَدِهِ جَرِيدَةٌ رِطْبَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ بِهَا حَاجَةً، فَأَخَذْتُهَا فَنَفَضْتُهَا [1] وَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، فَاسْتَنَّ بِهَا أَحْسَنَ [2] مَا كَانَ مُسْتَنًّا، ثُمَّ ذَهَبَ [3] يُنَاوِلُنِيهَا، فَسَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الدُّنْيَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ هَكَذَا [4] . لَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، مِنْ عَائِشَةَ، لِأَنَّ عِيسَى بْنَ يُونُسَ قَالَ: عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ ذَكْوَانَ مَوْلَى   [1] هكذا في الأصل، وصحيح البخاري. وفي نسخة دار الكتب (فمضغتها) . وفي المنتفي لابن الملا (فنقعتها) . [2] في الصحيح «كأحسن» . [3] في الصحيح «ناولنيها» . [4] في المغازي 5/ 142 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، ورواه البلاذري في أنساب الأشراف 1/ 549. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ: إِنَّ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي، وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، دَخَلَ عَلَيَّ أَخِي بِسِوَاكٍ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ السِّوَاكُ وَيَأْلَفُهُ، فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ لَهُ، فَأَمَرَّهُ عَلَى فِيهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ- أو علبة- فيها مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ وَجْهَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ، ثُمَّ نَصَبَ إِصْبَعَهُ الْيُمْنَى فَجَعَلَ يَقُولُ «فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى» حَتَّى قُبِضَ، وَمَالَتْ يَدُهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَتْ فَاطِمَةُ: لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي «يَا أَبَتَاهُ مِنْ رَبِّهِ مَا أَدْنَاهُ، يَا أَبَتَاهُ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ، يَا أَبَتَاهُ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهُ، يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ» ، قَالَ: وَقَالَتْ: يَا أَنَسُ، كَيْفَ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التراب؟ (خ) [2] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي، لَمْ أَظْلِمْ فِيهِ أَحَدًا، فَمِنْ سَفَاهَةِ رَأْيِي وَحَدَاثَةِ سِنِّي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ فِي حِجْرِي، فَأَخَذْتُ وِسَادَةً فَوَسَّدْتُهَا رَأْسَهُ وَوَضَعْتُهُ مِنْ حِجْرِي، ثُمَّ قُمْتُ مَعَ النِّسَاءِ أَبْكِي وَأَلْتَدِمُ [3] . الِالْتِدَامُ: اللَّطْمُ. وَقَالَ مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ: ثنا أبو عمران الجوني، عن يزيد   [1] في المغازي 5/ 141- 142 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته. وانظر سيرة ابن هشام 4/ 259. [2] في المغازي 5/ 144، وأحمد في المسند 3/ 204. [3] رواه أحمد في المسند 6/ 274، وابن هشام في السيرة 4/ 259- 260، والطبري في التاريخ 3/ 199. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 ابن بَابَنُوسَ [1] أَنَّهُ أَتَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّ بِحُجْرَتِي أَلْقَى إِلَيَّ الْكَلِمَةَ يُقِرُّ بِهَا عَيْنِي، فَمَرَّ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ، فَعَصَبْتُ رَأْسِي وَنِمْتُ عَلَى فِرَاشِي، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «ما لك» ؟ قلت: رأسي، فقال: «بل أنا وا رأساه، أَنَا الَّذِي أَشْتَكِي رَأْسِي» ، وَذَلِكَ حِينَ أَخْبَرَهُ جِبْرِيلُ أَنَّهُ مَقْبُوضٌ، فَلَبِثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ جِيءَ بِهِ يُحْمَلُ فِي كِسَاءٍ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ، فَأُدْخِلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ أَرْسِلِي إِلَى النِّسْوَةِ، فَلَمَّا جِئْنَ قَالَ: «إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَخْتَلِفَ بَيْنَكُنَّ، فَأْذَنَّ لِي فَأَكُونُ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، قُلْنَ: نَعَمْ، فَرَأَيْتُهُ يَحْمَرُّ وَجْهُهُ وَيَعْرَقُ، وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ مَيِّتًا قَطُّ، فَقَالَ: «أَقْعِدِينِي» ، فَأَسْنَدْتُهُ إِلَيَّ، وَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ، فَقَلَّبَ رَأْسَهُ، فَرَفَعْتُ يَدِي، وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُصِيبَ مِنْ رَأْسِي، فَوَقَعَتْ مِنْ فِيهِ نُقْطَةٌ [2] بَارِدَةٌ عَلَى تُرْقُوَتِي أَوْ صَدْرِي، ثُمَّ مَالَ فَسَقَطَ عَلَى الْفِرَاشِ، فَسَجَّيْتُهُ بِثَوْبٍ، وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ مَيِّتًا قَطُّ، فَأَعْرِفُ الْمَوْتَ بِغَيْرِهِ، فَجَاءَ عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، وَمَعَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، فَأَذِنْتُ لَهُمَا، وَمَدَدْتُ الْحِجَابَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَائِشَةَ مَا لِنَبِيِّ اللَّهِ؟ قُلْتُ: غُشِيَ عَلَيْهِ مُنْذُ سَاعَةٍ، فكشف عن وجهه فقال: وا غمّاه، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْغَمُّ، ثُمَّ غَطَّاهُ، وَلَمْ يَتَكَلَّمِ الْمُغِيرَةُ، فَلَمَّا بَلَغَ عَتَبَةَ الْبَابِ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عُمَرُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَا يَمُوتُ حَتَّى يَأْمُرَ بِقِتَالِ الْمُنَافِقِينَ، بَلْ أَنْتَ تَحُوشُكَ [3] فِتْنَةٌ [4] . فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: مَا لِرَسُولِ اللَّهِ؟ قُلْتُ: غُشِيَ عليه، فكشف عن   [1] في الأصل بعض الحروف غير منقوط، والتصويب من (تهذيب التهذيب 11/ 316 رقم 607) وانظر طبقات ابن سعد 2/ 267. [2] في مسند أحمد 6/ 219 وطبقات ابن سعد 2/ 2/ 261 «نطفة» . ويقال للماء الكثير والقليل «نطفة» وهو بالقليل أخصّ. (النهاية لابن الأثير) . وانظر أنساب الأشراف 1/ 563. [3] في حاشية الأصل «قلبك 1/ 563» . [4] زاد أحمد وابن سَعْدٍ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يموت حتى يفني الله عزّ وجلّ المنافقين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 وَجْهِهِ، فَوَضَعَ فَمَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ على صدغيه ثم قال: وا نبيّاه وا صفيّاه وا خليلاه، وصدق الله ورسوله إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 39: 30 [1] . وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ [2] ، كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ 21: 34- 35 [3] ، ثُمَّ غَطَّاهُ وَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالوا: لَا، قَالَ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَقَالَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 39: 30 [4] الآيات. فَقَالَ عُمَرُ: أَفِي كِتَابِ اللَّهِ هَذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ عُمَرُ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ فِي الْغَارِ، وَثَانِيَ اثْنَيْنِ فَبَايِعُوهُ، فَحِينَئِذٍ بَايَعُوهُ [5] . رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ عَنْهُ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [6] بِطُولِهِ عَنْ بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، أنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ أَبَا بكر أقبل على فرس من مسكنه بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيَّ، فَتَيَمَّمَ [7] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُغَشًّى [8] بِبُرْدٍ حبرة،   [1] سورة الزمر، الآية 30. [2] سورة الأنبياء، الآية 34. [3] سورة آل عمران، الآية 185. [4] سورة الزمر- الآية 30. [5] أنساب الأشراف 1/ 562، 563. [6] المسند 6/ 219، 220 وابن سعد في الطبقات 2/ 267، 268 وانظر 2/ 261، و 265. [7] أي قصد. [8] في طبقات ابن سعد «مسجّى» وفي رواية للبخاريّ في الجنائز 2/ 70. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ، ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهُ لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا، أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا [1] . وَحَدَّثَنِي [2] أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَقَالَ: اجْلِسْ يَا عُمَرُ، فَأَبَى، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأَبَى، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، وَتَرَكُوا عُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّهُ قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ 3: 144 [3] الآية، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَةَ حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بَكْرٍ، فَتَلَقَّاهَا مِنْهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَمَا أَسْمَعُ بَشَرًا مِنَ النّاس إلّا يتلوها [4] . وأخبرني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا فَفَرِقْتُ، أَوْ قَالَ فَعَقَرْتُ [5] حَتَّى مَا تُقِلُّنِي رِجْلايَ، وَحَتَّى إِنِّي أَهْوَيْتُ إِلَى الْأَرْضِ، وَعَرَفْتُ حِينَ تَلَاهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [6] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ   [1] إلى هنا تنتهي رواية ابن سعد في الطبقات 2/ 265، 266، والنويري في نهاية الأرب 18/ 385. [2] القائل هو الزهري كما في صحيح البخاري. [3] سورة آل عمران، الآية 144. [4] حتى هنا في الجنائز عند البخاري 2/ 70، 71 باب الدخول على الميّت.. [5] العقر بفتحتين: أن يفجأ الرحل الروع فيدهش، فلا يستطيع أن يتقدّم أو يتأخر، وقيل: لا تحمله قوائمه من الخوف، على ما في (ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى للمحبّ للطبري ص 190) . وفي رواية (فعقرت) بضمّ العين، أي هلكت، على ما في (إرشاد السّاري 5/ 143) . [6] في الجنائز 2/ 70، 71 باب الدخول على الميّت بعد الموت..، وفي المغازي 5/ 142، 143 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، والنسائي في الجنائز 4/ 11 باب تقبيل الميت، وأحمد في المسند 6/ 117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي [1] ، فَلَا أَكْرَهُ شِدَّةَ الْمَوْتِ لأحد أبدا، بعد ما رأيت من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدِيثٌ صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَدْ تَجَهَّزَ لِلْغَزْوِ وَخَرَجَ ثَقَلُهُ [3] إِلَى الْجُرْفِ [4] فَأَقَامَ تِلْكَ الْأَيَّامَ لِوَجَعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ أَمَّرَهُ عَلَى جَيْشٍ عَامَّتُهُمُ الْمُهَاجِرُونَ، وَفِيهِمْ عُمَرُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَى أَهْلِ مُؤْتَةَ، وَعَلَى جَانِبِ فِلِسْطِينَ، حَيْثُ أُصِيبَ أَبُوهُ زَيْدٌ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِذْعٍ فِي الْمَسْجِدِ، يَعْنِي صَبِيحَةَ الْإِثْنَيْنِ، وَاجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَيَدْعُونَ لَهُ بِالْعَافِيَةِ، فَدَعَا أُسَامَةَ فَقَالَ: «اغْدُ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَالنَّصْرِ وَالْعَافِيَةِ» ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَصْبَحْتَ مُفِيقًا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ شَفَاكَ، فَأْذَنْ لِي أَنْ أَمْكُثَ حَتَّى يَشْفِيَكَ اللَّهُ، فَإِنْ أَنَا خَرَجْتُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ خَرَجْتُ وَفِي قَلْبِي قُرْحَةٌ مِنْ شَأْنِكَ، وَأَكْرَهُ أَنْ أسأل عنك النّاس، فسكت رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فلم يُرَاجِعْهُ، وَقَامَ فَدَخَلَ بَيْتَ عَائِشَةَ، وَهُوَ يَوْمُهَا، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى ابْنَتِهِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: قد أصبح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مُفِيقًا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ شَفَاهُ، ثم ركب أبو بكر فلحق بِأَهْلِهِ بِالسُّنْحِ، وَهُنَالِكَ امْرَأَتُهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَانْقَلَبَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهَا، وَذَلِكَ يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ. وَلَمَّا اسْتَقَرَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَيْتِ عَائِشَةَ وُعِكَ أَشَدَّ الْوَعْكِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نِسَاؤُهُ، وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِذَلِكَ حَتَّى زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ كان يغشى   [1] الحاقنة: الوهدة المنخفضة بين الترقوتين من الحلق. والذاقنة: الذقن. [2] رواه البخاري في المغازي 5/ 140 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، والنسائي في الجنائز 4/ 6، 7 باب شدّة الموت، وأحمد في المسند 6/ 64 و 77. [3] الثقل: بفتح الثاء والقاف. [4] الجرف: بضم الجيم، وسكون الراء أو ضمّها. موضع قرب المدينة يعسكرون فيه إذا أرادوا الغزو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 عَلَيّهِ، ثُمَّ شَخَصَ بَصَرُهُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ: «نَعَمْ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى» ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَى أَنْ قَالَ: فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَأَرْسَلَتْ حَفْصَةُ إِلَى عُمَرَ، وَأَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ، فَلَمْ يَجْتَمِعُوا حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدْرِ عَائِشَةَ، وَفِي يَوْمِهَا يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ، وَجَزِعَ النَّاسُ، وَظَنَّ عَامَّتُهُمُ أَنَّهُ غَيْرُ مَيِّتٍ، مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كَيْفَ يَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْنَا وَنَحْنُ شُهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ، فَيَمُوتُ، وَلَمْ يَظْهَرْ عَلَى النَّاسِ، وَلَكِنَّهُ رُفِعَ كَمَا فُعِلَ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَأَوْعَدُوا مَنْ سَمِعُوا يَقُولُ: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ، وَنَادَوْا عَلَى الْبَابِ «لَا تَدْفِنُوهُ فَإِنَّهُ حَيٌّ» ، وَقَامَ عُمَرُ يَخْطُبُ النَّاسَ وَيُوعِدُ بِالْقَتْلِ وَالْقَطْعِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَتَوَعَّدَ الْمُنَافِقِينَ، وَالنَّاسُ قَدْ مَلَئُوا الْمَسْجِدَ يَبْكُونَ وَيَمُوجُونَ، حَتَّى أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ مِنَ السُّنْحِ [1] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: وَضَعْتُ يَدِي عَلَى صَدْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ، فَمَرَّ بِي جُمَعٌ آكُلُ وَأَتَوَضَّأُ، مَا يَذْهَبُ رِيحُ الْمِسْكِ مِنْ يَدِي. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ- هُوَ التَّيْمِيُّ- عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قِيلَ لِعَائِشَةَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى إِلَى عَلِيٍّ، وَقَدْ [2] رَأَيْتُهُ دَعَا بِطَسْتٍ لِيَبُولَ فِيهَا، وَأَنَا مُسْنِدَتُهُ إِلَى صَدْرِي، فَانْحَنَثَ [3] فَمَاتَ، وَلَمْ أَشْعُرْ فِيمَ يَقُولُ هَؤُلَاءِ إِنَّهُ أوصى إلى عليّ. متّفق عليه [4] .   [1] انظر المغازي لعروة 222، وفتح الباري 8/ 144، وطبقات ابن سعد 2/ 271، والبداية والنهاية لابن كثير 5/ 242. [2] في صحيح الإمام البخاري (قالت: ولقد رأيته) . [3] أي استرخى ومال إلى أحد شقّيه. [4] أخرجه البخاري في المغازي 5/ 143 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، وفي الوصايا 3/ 186 أول الباب، ومسلّم في الوصيّة (1636) باب ترك الوصيّة لمن ليس له شيء يوصي فيه، وابن ماجة في الجنائز (1626) باب ما جاء في ذكر مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحمد في المسند 6/ 32، وابن سعد في الطبقات 2/ 260 و 261. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 تَارِيخُ وَفَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ، أَيُّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، قَالَ: إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَمُوتَ فِيهِ، فَمَاتَ فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، ونبئ يوم الإثنين، وخرج من مكة يوم الإثنين، وفتح مكة يوم الإثنين، ونزلت سورة الْمَائِدَةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 5: 3 [1] . وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ [2] . قَدْ خُولِفَ فِي بَعْضِهِ، فَإِنَّ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَتْ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 5: 3 يَوْمَ عَرَفَةَ، يَوْمَ جُمُعَةٍ. وَكَذَلِكَ قَالَ عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: تُوُفِّيَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ لِهِلَالِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ [3] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ الْعَاشِرَ مِنْ مَرَضِهِ، وَذَلِكَ يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول. رَوَاهُ مُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا أَبُو مَعْشَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: اشْتَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا من ربيع الأول سنة إحدى عشرة [4] .   [1] سورة المائدة- الآية 3. [2] انظر طبقات ابن سعد 2/ 274. [3] المغازي لعروة 222، وفتح الباري 8/ 144 و 146، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 569. [4] طبقات ابن سعد 2/ 272. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 وذكر الطَّبَرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، وَأَبِي مِخْنَفَ [1] وَفَاتَهُ فِي ثَانِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: تُوُفِّيَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، فَاسْتَكْمَلَ فِي هِجْرَتِهِ عَشْرَ سِنِينَ كَوَامِلَ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِلَيْلَةٍ بَقِيَتْ مِنْ صفر، وتوفّي يوم الإثنين لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ [4] . وَيُرْوَى نَحْوُ هَذَا فِي وَفَاتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ إِنْ صَحَّ، وَعَلَيْهِ اعْتَمَدَ سَعِيدُ بْنُ عفير، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ [5] ، وَغَيْرُهُمَا. أَخْبَرَنَا الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْبُنِّ، أنا جَدِّي، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْعَقِبِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَأُوحِيَ إِلَيْهِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَهَاجَرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً وَأَشْهُرٍ، وَكَانَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَاسْتَخْفَى عَشْرَ سِنِينَ وَهُوَ يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ يُقَاتِلُ عَشْرَ سِنِينَ وَنِصْفًا، وَكَانَ الْوَحْيُ إِلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً وَنِصْفًا، وَتُوُفِّيَ، فمكث   [1] في (ع) ونسخة دار الكتب «أبو مخيف» ، والتصويب من تاريخ الطبري، والقاموس المحيط. [2] تاريخ الطبري 3/ 200. [3] تاريخ الطبري 3/ 215. [4] طبقات ابن سعد 2/ 272. [5] انظر الطبقات 2/ 272- 274. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا يُدْفَنُ، يَدْخُلُ النَّاسُ عَلَيْهِ رَسَلًا رَسَلًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ، وَالنِّسَاءُ مِثْلَ ذَلِكَ [1] . وَطَهَّرَهُ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ يُنَاوِلُهُمُ الْعَبَّاسُ الْمَاءَ، وَكُفِّنَ فِي ثلاثة رياط [2] بِيضٍ يَمَانِيَّةٍ، فَلَمَّا طُهِّرَ وَكُفِّنَ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الثَّلَاثَةِ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ عُصَبًا عُصَبًا [3] ، تَدْخُلُ الْعُصْبَةُ فَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَيُسَلِّمُونَ، لا يُصَفُّونَ وَلَا يُصَلِّي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مُصَلٍّ، حَتَّى فَرَغَ مَنْ يُرِيدُ ذَلِكَ، ثُمَّ دُفِنَ، فَأَنْزَلَهُ فِي الْقَبْرِ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ وَالْفَضْلُ، وَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَشْرِكُونَا فِي مَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ قَدْ أَشْرَكَنَا فِي حَيَاتِهِ، فَنَزَلَ مَعَهُمْ فِي الْقَبْرِ وَوَلِيَ ذَلِكَ مَعَهُمْ [4] . وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ، عَنِ النُّعْمَانِ. وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، وَدُفِنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ [5] . وَعَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَدُفِنَ مِنْ آخِرِ لَيْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ. وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ مَوْتُهُ فِي شَهْرِ أَيْلُولَ. قُلْتُ: إِذَا تَقَرَّرَ أَنَّ كُلَّ دَوْرٍ فِي ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً كَانَ فِي سِتُّمِائَةٍ وَسِتِّينَ عَامًا عِشْرُونَ دَوْرًا، فَإِلَى سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسُبْعُمِائَةٍ مِنْ وَقْتِ مَوْتِهِ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ دَوْرًا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْهَا كَانَ وقوع تشرين الأول وبعض أيلول في   [1] قارن آخره بسنن ابن ماجة (1628) في الجنائز، باب ذكر وفاته ودفنه صلّى الله عليه وسلّم. [2] الريطة: كلّ ملاءة ليست بلفقين. وفي نسخة دار الكتب (رياض) بدلا من (رباط) وهو تحريف، أو من تصحيف السمع بسبب الإملاء. [3] العصب: الجماعات، على ما في (شرح السيرة النبويّة للخشني) . [4] المسند لأحمد 6/ 264. [5] طبقات ابن سعد 2/ 273. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 صَفَرٍ، وَكَانَ آبُ فِي الْمُحَرَّمِ، وَكَانَ أَكْثَرُ تَمُّوزَ فِي ذِي الْحِجَّةِ فَحَجَّةُ الْوَدَاعِ كَانَتْ فِي تَمُّوزَ. وَقَالَ أَبُو الْيَمَنِ بْنُ عَسَاكِرَ وَغَيْرُهُ: لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَوْتُهُ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَّا يَوْمَ ثَانِي الشَّهْرِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَلَا يَتَهَيَّأُ أَنْ يَكُونَ ثَانِي عَشَرَ الشَّهْرِ لِلْإِجْمَاعِ أَنَّ عَرَفَةَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَالْمُحَرَّمُ بِيَقِينٍ أَوَّلُهُ الْجُمُعَةُ أَوِ السَّبْتُ، وَصَفَرُ أَوَّلُهُ عَلَى هَذَا السَّبْتُ أَوِ الْأَحَدُ أَوِ الْاثْنَيْنِ، فَدَخَلَ رَبِيعٌ الْأَوَّلُ الْأَحَدَ، وَهُوَ بَعِيدٌ، إِذْ يَنْدُرُ وُقُوعُ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ نَواقِصَ، فَتَرَجَّحَ أَنْ يَكُونَ أَوَّلُهُ الْإِثْنَيْنِ، وَجَازَ أَنْ يَكُونَ الثُّلَاثَاءَ، فَإِنْ كَانَ اسْتَهَلَّ الْإِثْنَيْنِ فَهُوَ مَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ مِنْ وَفَاتِهِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ لِهِلَالِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الْإِثْنَيْنِ الثَّانِي مِنْهُ ثَامِنَهُ، وَإِنْ جَوَّزْنَا أَنَّ أَوَّلَهُ الثُّلَاثَاءُ فَيَوْمُ الْإِثْنَيْنِ سَابِعُهُ أَوْ رَابِعَ عَشْرَهُ، وَلَكِنْ بَقِيَ بَحْثٌ آخَرُ: كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ الْجُمُعَةَ بِمَكَّةَ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ الْخَمِيسِ مَثَلًا أَوْ يَوْمَ السَّبْتِ، فَيُبْنَى عَلَى حِسَابِ ذَلِكَ. وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَدُفِنَ يوم الثلاثاء [1] . باب عمر النّبيّ وَالْخُلْفِ فِيهِ قَالَ رَبِيعَةُ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرًا وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَتُوُفِّيَ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سنة. (خ. م) [2] .   [1] طبقات ابن سعد 2/ 274. [2] أخرجه البخاري في المناقب 4/ 164 و 165 باب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي المغازي د/ 144 باب وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومسلّم في الفضائل (2347) باب فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومبعثه وسنّه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَقُبِضَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَقُبِضَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . قَوْلُهُ فِي الْأَوَّلِ عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، عَلَى سَبِيلِ حَذْفِ الْكُسُورِ الْقَلِيلَةِ، لَا عَلَى سَبِيلِ التَّحْرِيرِ، وَمِثْلُهُ مَوْجُودٌ فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَالَ عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَلِمُسْلِمٍ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي جَمْرَةَ [3] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [4] . وَلِلْبُخَارِيِّ [5] مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَأَمَّا مَا رَوَاهُ هُشَيْمٌ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابن خمس وستّين سنة [6] .   [1] في الفضائل (2348) باب كم سنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم قبض. [2] رواه البخاري في المغازي 5/ 144، 145 وفي المناقب 4/ 163 باب وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ومسلّم في الفضائل (2349) باب كم سنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم قبض. [3] في (ع) «حمزة» وهو تصحيف، والتصويب من صحيح مسلّم. [4] صحيح مسلّم، في الفضائل (351) و (2353/ 122) باب كم سنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يوم قبض. [5] ما بين الرقمين ساقط من (ع) ورواه الترمذي في المناقب (3700) باب ما جاء في مبعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وابن كم كان حين بعث، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وعن عبد الله بن عتبة أنّه توفّي وهو ابن ثلاث وستين. كما في (تاريخ خليفة بن خياط 1/ 68) من طبعة دمشق. [6] رواه بلفظه الترمذي في المناقب (3701) باب ما جاء في مبعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وابن كم كان حين بعث، من طريق محمد بن بشّار، عن ابن أبي عديّ، عن هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال: هكذا حدّثنا محمد بن بشّار. وروى عنه محمد بن إسماعيل (البخاري) مثل ذلك. ورواه الطبري 3/ 216. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 فَعَلِيٌّ ضَعِيفٌ الْحَدِيثِ [1] وَلَا سِيَّمَا وَقَدْ خَالَفَهُ غَيْرُهُ. وَقَدْ قَالَ شَبَابَةُ: نا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ [2] . وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَكِنْ تُقَوِّيهِ رِوَايَةُ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ،   [1] هو: عليّ بن زيد بن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُلَيْكة زهير بْن عبد الله بن جدعان التيمي، أبو الحسن البصري. توفي سنة 131 هـ. قال عنه ابن سعد: ولد وهو أعمى، وكان كثير الحديث وفيه ضعف ولا يحتج به، وقال صالح ابن أحمد عن أبيه: ليس بالقويّ وقد روى عنه الناس، وقال أحمد: ليس بشيء، وقال حنبل عن أحمد: ضعيف الحديث، وقال معاوية بن صالح عن يحيى: ضعيف، وقال عثمان الدارميّ عن يحيى: ليس بذاك القويّ، وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: ضعيف في كل شيء أو في رواية عنه: ليس بذاك، وفي رواية الدوري: ليس بحجّة، وقال مرّة: ليس بشيء، وقال مرّة: هو أحبّ إليّ من ابن عقيل، وقال العجليّ: كان يتشيّع لا بأس به، وقال مرّة يكتب حديثه وليس بالقويّ، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صالح الحديث، وإلى اللين ما هو، وقال الجوزجاني: واهي الحديث ضعيف وفيه ميل عن الفصد لا يحتجّ بحديثه، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: ليس بقويّ يكتب حديثه ولا يحتجّ به، وقال الترمذي: صدوق إلّا أنه ربّما رفع الشيء الّذي يوقفه غيره، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن خزيمة: لا أحتجّ به لسوء حفظه، وقال ابن عديّ: لم أر أحدا من البصريين وغيرهم امتنع من الرواية عنه، وكان يغلو في التشيّع، ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم، وقال الدارقطنيّ: أنا أقف فيه لا يزال عندي فيه لين ... انظر عنه: التاريخ لابن معين 2/ 417، والطبقات لابن سعد 7/ 252، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 275 رقم (2389) ، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 114 رقم (185) ، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام 3/ 286) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 229 رقم (1231) ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 6/ 186 رقم (1021) ، والمجروحين لابن حبّان 2/ 103، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1840، وميزان الاعتدال للذهبي 3/ 127 رقم (5844) ، والكاشف له 2/ 248 رقم (3975) ، والمغني في الضعفاء له 2/ 447 رقم (4265) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر 8/ 322- 325 رقم (544) ، وتقريب التهذيب له 2/ 37 رقم (342) . [2] رواه مسلّم في الفضائل (2353/ 122) باب كم أقام النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمكة والمدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 عَنْ دَغْفَلِ بْنِ حَنْظَلَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ [1] . وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَعَ أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَعْتَمِدْ عَلَى مَا رُوِيَ عَنْ دَغْفَلٍ بَلْ قَالَ: تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. قَالَهُ أَشْعَثُ عَنْهُ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْهُ: تُوُفِّيَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً [2] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، وَكَذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَكَذَلِكَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ الصَّحِيحُ الَّذِي قَطَعَ بِهِ الْمُحَقِّقُونَ [4] . وَقَالَ قَتَادَةُ: تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سَنَةً. بَابُ غُسْلِهِ وَكَفَنِهِ وَدَفْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَمَّا أَرَادُوا غُسْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي أَنُجَرِّدُ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أم نَغْسِلُهُ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَلَمَّا اخْتَلَفُوا أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّوْمَ حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا وَذَقْنُهُ فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ مُكَلِّمٌ مِنْ ناحية البيت لا يدرون من   [1] تاريخ الطبري 3/ 216. [2] في نسخة (ع) هنا زيادة هي: «وروى الثوريّ، عن الحذّاء، عن عمّار، عن ابن عبّاس: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابن خمس وستين سنة، وروى بشر بن المفضّل، عن حميد عن أنس: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابن خمس وستين. يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وسلّم توفي وهو ابن اثنتين وستين سنة وستة أشهر» . [3] في الفضائل (2352) باب كم أقام النبي صلّى الله عليه وسلّم بمكة والمدينة. [4] قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 40 «، والصحيح عندنا رواية من روى ثلاثا وستّين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 هُوَ: أَنِ اغْسِلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَقَامُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَّلُوهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ، ويصبّون الْمَاءَ فَوْقَ الْقَمِيصِ وَيَدْلُكُونَهُ بِالْقَمِيصِ دُونَ أَيْدِيهِمْ، فَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ: لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا غَسَّلَهُ إِلَّا نِسَاؤُهُ. صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [1] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذُوا فِي غُسْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ الدَّاخِلِ «لَا تُخْرِجُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَمِيصَهُ» [2] . وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: غَسَّلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ، وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، وَعَلَى يَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خِرْقَةٌ يُغَسِّلُهُ بِهَا، فَأَدْخَلَ يَدَهُ تَحْتَ الْقَمِيصِ وَغَسَّلَهُ وَالْقَمِيصُ عَلَيْهِ. فِيهِ ضَعْفٌ [3] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَسَّلَهُ عَلِيٌّ، وَأُسَامَةُ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأَدْخَلُوهُ قَبْرَهُ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ وَهُوَ يُغَسِّلُهُ:   [1] في الجنائز (3141) باب في ستر الميت عند غسله، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 569 وأحمد في المسند. / 267، والطبري في تاريخه 3/ 212، وابن هشام في السيرة 4/ 263. [2] رواه ابن ماجة في الجنائز (1466) باب ما جاء في غسل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولفظه: «لا تنزعوا» وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده ضعيف لضعف أبي بردة، واسمه عمر بن يزيد التيمي، وقول الحاكم: إن الحديث صحيح، وأبو بردة هو يزيد بن عبد الله- وهم، لما ذكره المزّي في الأطراف والتهذيب. وانظر طبقات ابن سعد 2/ 276، وأنساب الأشراف. [3] لضعف يزيد بن أبي زياد. وهو أبو عبد الله القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي، كان من أئمّة الشيعة الكبار، وتوفي سنة 136 هـ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ حديثه بذاك، وقال مرة: ليس بالحافظ، وقال عثمان الدارميّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَقَالَ أَبُو يعلى الموصلي عن ابن معين: ضعيف، وقال العجليّ: جائز الحديث، وكان بآخره يلقن، وقال أبو زرعة: ليّن يُكتب حديثه ولا يُحتجّ بِهِ، وقال أَبُو حاتم: ليس بالقويّ، وقال الجوزجاني: سمعتهم يضعفون حديثه.. (انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر 11/ 329- 331 رقم 630) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 بِأَبِي وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا. مُرْسلٌ جَيِّدٌ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ: ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، غَسَّلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْمَيِّتِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، وَكَانَ طَيِّبًا حَيًّا وَمَيِّتًا [2] . وَوَلِيَ دَفْنَهُ وَإِجْنَانَهُ دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلُحِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْدًا، وَنُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصْبًا [3] . وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانَ: ثنا أَبُو عُمَرَ كَيْسَانُ، عَنْ مَوْلَاهُ يَزِيدَ بْنِ بِلَالٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يُغَسِّلَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَإِنَّهُ «لَا يَرَى أَحَدٌ عَوْرَتِي إِلَّا طُمِسَتْ عَيْنَاهُ» قَالَ عَلِيٌّ: فَكَانَ الْعَبَّاسُ، وَأُسَامَةُ، يُنَاوِلَانِي الْمَاءَ، وَرَاءَ السِّتْرِ، وَمَا تَنَاوَلْتُ عُضْوًا إِلَّا كَأَنَّمَا يُقَلِّبُهُ مَعِي ثَلَاثُونَ رَجُلًا، حَتَّى فَرَغْتُ مِنْ غُسْلِهِ [4] . كَيْسَانُ الْقَصَّارُ يَرْوِي عَنْهُ أَيْضًا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَسْبَاطٌ، وَمَوْلَاهُ كَأَنَّهُ مَجْهُولٌ، وَهُوَ ضعيف [5] .   [1] رواه ابن سعد في الطبقات 2/ 277 وله شاهد في سنن ابن ماجة، (1467) بكتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [2] أَخْرَجَهُ ابْنُ سعد 2/ 281، والطبري في تاريخه 3/ 212، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 571. [3] ابن سعد 1/ 297 و 298. [4] رواه ابن سعد في طبقاته 2/ 278. [5] انظر: التاريخ لابن معين 2/ 498، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 235 رقم 1009، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 13 رقم 1567، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 166 رقم 943، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2100، وميزان الاعتدال للذهبي 3/ 417 رقم 6984 وفيه طرف من الحديث، والمغني في الضعفاء له 2/ 534 رقم 5115، وتهذيب التهذيب لابن حجر 8/ 454 رقم 824، وتقريب التهذيب له 2/ 137 رقم 82. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 وَقَالَ أَبُو مَعْشَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ الَّذِي غَسَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ يَصُبُّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَا كُنَّا نُرِيدُ أَنْ نَرْفَعَ مِنْهُ عُضْوًا لِنُغَسِّلَهُ إِلَّا رُفِعَ لَنَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى عَوْرَتِهِ فَسَمِعْنَا مِنْ جَانِبِ الْبَيْتِ صَوْتًا: «لَا تَكْشِفُوا عَنْ عَوْرَةِ نَبِيِّكُمْ» . مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: غُسِّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا بِالسِّدْرِ [1] ، وَغُسِّلَ مِنْ بِئْرٍ بِقُبَاءٍ كَانَ يَشْرَبُ مِنْهَا [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ، لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلَا عِمَامَةٌ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَلِمُسْلِمٍ فِيهِ زِيَادَةٌ وَهِيَ: سَحُولِيَّةٌ مِنْ كُرْسُفٍ [4] . فَأَمَّا الْحُلَّةُ فَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ فِيهَا أَنَّهَا اشْتُرِيَتْ لَهُ حُلَّةٌ لِيُكَفَّنَ فِيهَا، فَتُرِكَتِ الْحُلَّةُ، فَأَخَذَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: لَأَحْبِسَنَّهَا لِنَفْسِي حَتَّى أُكَفَّنَ فِيهَا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَضِيَهَا اللَّهُ لِنَبِيِّهِ لَكَفَّنَهُ فِيهَا، فَبَاعَهَا وَتَصَدَّقَ بِثَمَنِهَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [5] . وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة   [1] السّدر: ورق شجر النّبق. [2] طبقات ابن سعد 2/ 280، أنساب الأشراف 1/ 570. [3] رواه البخاري في الجنائز 2/ 75 باب الثياب البيض للكفن، و 2/ 77 باب الكفن بغير قميص، و 2/ 106 باب موت يوم الاثنين، ومسلّم في الجنائز (941) باب في كفن الميت، والنسائي في الجنائز 4/ 36 باب كفن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وابن ماجة في الجنائز (1470) باب ما جاء في كفن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومالك في الموطّأ 149 رقم (523) في غسل الميت، و (524) ، وأحمد في المسند 6/ 40 و 93 و 118 و 132 و 165 و 231، وابن سعد في الطبقات 2/ 282، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 571. [4] الكرسف: القطن. (الروض الأنف 4/ 276) . [5] في الجنائز (941/ 46) باب في كفن الميت، وطبقات ابن سعد 2/ 282. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 قَالَتْ: أُدْرِجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ، ثُمَّ نُزِعَتْ عَنْهُ، وَكُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ [1] . وَرَوَى نَحْوَهُ الْقَاسِمُ عَنْ عَائِشَةَ. وَأَمَّا مَا رَوَى شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّنَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ أَحَدُهَا بُرْدٌ حِبَرَةٌ [2] . وَرُوِيَ نَحْوُ ذَا عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَلَعَلَّهُ قَدِ اشْتُبِهَ عَلَى مَنْ قَالَ ذَلِكَ، لِكَوْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُدْرِجَ فِي حُلَّةٍ يَمَانِيَّةٍ، ثُمَّ نُزِعَتْ عَنْهُ [3] . وَقَالَ زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ سَحُولِيَّةٍ بُرُودٍ يَمَنِيَّةٍ غِلَاظٍ: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ وَلِفَافَةٌ [4] . وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِسْكٌ فَأَوْصَى أَنْ يُحَنَّطَ بِهِ. وَقَالَ عَلِيٌّ: هُوَ فَضْلُ حَنُوطِ [5] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [6] . ذِكْرُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُدْخِلَ الرِّجَالُ فَصَلُّوا عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِمَامٍ أَرْسَالًا حَتَّى فَرَغُوا، ثُمَّ أدخل النّساء فصلّين عليه، ثمّ   [1] أخرجه مسلّم في الجنائز (941/ 46) . [2] طبقات ابن سعد 2/ 284، وسيرة ابن هشام 4/ 262، والطبري 3/ 212. [3] طبقات ابن سعد 2/ 285. [4] طبقات ابن سعد 2/ 285. [5] الحنوط: بفتح الحاء، وهو طيب يخلط للميت خاصّة. (لسان العرب) . [6] طبقات ابن سعد 2/ 288. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 أُدْخِلَ الصِّبْيَانُ فَصَلُّوا عَلَيْهِ ثُمَّ أُدْخِلَ الْعَبِيدُ، لَمْ يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطِّ أَبِي قَالَ: لَمَّا كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَنَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَقَالَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَسَلَّمَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ كَذَلِكَ، ثُمَّ صَفُّوا صُفُوفًا لَا يَؤُمُّهُمْ أَحَدٌ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَهُمَا فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ: اللَّهمّ إِنَّا نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى أَعَزَّ اللَّهُ دِينَهُ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُهُ، وَأُومِنَ بِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَاجْعَلْنَا إِلَهَنَا مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْقَوْلَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ، وَاجْمَعْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَتَّى تُعَرِّفَهُ بِنَا وَتُعَرِّفَنَا بِهِ، فَإِنَّهُ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفًا رَحِيمًا، لَا نَبْغِي بِالْإِيمَانِ بَدَلًا، وَلَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا أَبَدًا، فَيَقُولُ النَّاسُ: آمِينَ آمِينَ، فَيَخْرُجُونَ وَيَدْخُلُ آخَرُونَ، حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ: الرِّجَالُ، ثُمَّ النِّسَاءُ، ثُمَّ الصِّبْيَانُ. مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ لَكِنَّهُ حَسَنُ الْمَتْنِ [2] . وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عن سالم بن عبيد- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ- قَالَ: قَالُوا: هَلْ نَدْفِنُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَيْنَ يُدْفَنُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَيْثُ قَبَضَهُ اللَّهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقْبِضْ رُوحَهُ إِلَّا فِي مَكَانٍ طَيِّبٍ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَمَا قَالَ. زَادَ بَعْضُهُمْ بَعْدَ سَلَمَةَ «نُعَيْمَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ» [4] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حدّثني حسين بن عبد الله،   [1] طبقات ابن سعد 2/ 289، وابن ماجة في الجنائز (1628) باب ذكر وفاته ودفنه صلّى الله عليه وسلّم، وابن هشام في السيرة 4/ 263. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 2/ 290 و 291، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 574. [3] في (ع) : «شريك» وهو تصحيف. [4] أخرج نحوه ابن ماجة في الجنائز (1628) باب ذكر وفاته ودفنه صلّى الله عليه وسلّم، من حديث ابن عباس، وأخرجه ابن سعد في الطبقات من عدّة طرق 2/ 292 و 293. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَضْرَحُ [1] لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَلْحَدُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَأَرْسَلَ الْعَبَّاسُ خَلْفَهُمَا رَجُلَيْنِ وَقَالَ: اللَّهمّ خِرْ لِرَسُولِكَ، أَيُّهُمَا جَاءَ حَفَرَ لَهُ، فَجَاءَ أَبُو طَلْحَةَ فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفُوا فِي مَوْضِعِ قَبْرِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ: فِي الْبَقِيعِ، فَقَدْ كَانَ يُكْثِرُ الِاسْتِغْفَارَ لَهُمْ. وَقَالَ قَائِلٌ: عِنْدَ مِنْبَرِهِ، وَقَالَ قَائِلٌ: فِي مُصَلَّاهُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا خَبَرًا وَعِلْمًا، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا قُبِضَ نَبِيٌّ إِلَّا دُفِنَ حَيْثُ تُوُفِّيَ» [3] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: عَرَضَتْ عَائِشَةُ عَلَى أَبِيهَا رُؤْيَا- وَكَانَ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ- قَالَتْ: رَأَيْتُ: ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ وَقَعْنَ فِي حُجْرَتِي، فَقَالَ: إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ دُفِنَ فِي بَيْتِكَ مِنْ خَيْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ ثَلَاثَةٌ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا عَائِشَةُ هَذَا خَيْرُ أَقْمَارِكِ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سُبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موضوعا   [1] في حاشية الأصل: «الضرح» : شقّ الأرض وسط القبر. [2] سيرة ابن هشام 4/ 263، وطبقات ابن سعد 2/ 295. [3] طبقات ابن سعد 2/ 292، 293، وانظر سيرة ابن هشام 4/ 263، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 573. [4] طبقات ابن سعد 2/ 293، أنساب الأشراف 1/ 572 و 573. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 على سريرة من حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ يُصَلِّي النَّاسُ عَلَيْهِ، وَسَرِيرُهُ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِهِ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يُقْبِرُوهُ، نَحَّوُا السَّرِيرَ قِبَلَ رِجْلَيْهِ، فَأُدْخِلَ مِنْ هُنَاكَ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسَ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَشُقْرَانُ [1] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الَّذِينَ نَزَلُوا الْقَبْرَ، فَذَكَرَهُمْ سِوَى الْعَبَّاسِ، وَقَدْ كَانَ شُقْرَانُ حِينَ وُضِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُفْرَتِهِ أَخَذَ قَطِيفَةً [2] قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُهَا وَيَفْتَرِشُهَا، فَدَفَنَهَا مَعَهُ فِي الْقَبْرِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا يَلْبَسُهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ، فَدُفِنَتْ مَعَهُ [3] . وَقَالَ أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تُوُفِّيَ أُلْقِيَ فِي قَبْرِهِ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حدّثني أَبُو مَرْحَبٍ قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ أَحَدُهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ [4] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: لَمَّا فَرَغُوا مِنْ غُسْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَكْفِينِهِ، صَلَّى النَّاسُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ، وَدُفنَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ [5] .   [1] انظر: طبقات ابن سعد 2/ 300 وبعدها، والمعارف لابن قتيبة 166، وتاريخ الطبري 3/ 213، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 577. [2] تاريخ الطبري 3/ 214، وأنساب الأشراف 1/ 576، والمعارف 166. [3] في الجنائز (967) باب جعل القطيفة في القبر، وانظر: المعارف لابن قتيبة 166، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 576، وطبقات ابن سعد 2/ 299. [4] طبقات ابن سعد 2/ 300. [5] انظر تاريخ الطبري 3/ 217. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: لَبِثَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ إِلَى آخِرِ النَّهَارِ. وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: مَاتَ فِي الضُّحَى يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ. وَدُفِنَ مِنَ الْغَدِ فِي الضُّحَى. هَذَا قول شاذّ، وإسناده صَحِيحٌ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا عَلِمْنَا بِدَفْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا صَوْتَ الْمَسَاحِي [1] فِي جَوْفِ لَيْلَةِ الْأَرْبِعَاءِ [2] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَدَّعِي (أَنَّهُ أَحْدَثُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) [3] قَالَ: أَخَذْتُ خَاتَمِي فَأَلْقَيْتُهُ فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُلْتُ حِينَ خَرَجَ الْقَوْمُ: إِنَّ خَاتَمِي قَدْ سَقَطَ فِي الْقَبْرِ، وَإِنَّمَا طَرَحْتُهُ عَمْدًا لِأَمُسَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَكُونَ آخِرَ النَّاسِ عَهْدًا بِهِ. هَذَا حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ [4] . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] أنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: لَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَتِ التَّعْزِيَةُ، وَسَمِعُوا قَائِلًا يَقُولُ: «إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَخَلَفًا مِنْ كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكًا مِنْ كُلِّ فَائِتٍ، فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فَارْجُوا، فَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ» .   [1] جمع مسحاة: المجرفة. [2] طبقات ابن سعد 2/ 305، تاريخ الطبري 3/ 217. [3] ما بين القوسين ليس في الأصل، ولا النسخة (ع) ولا نسخة دار الكتب، وهو من تاريخ الطبري 3/ 214. [4] انظر طبقات ابن سعد 2/ 302 و 303، وسيرة ابن هشام 4/ 294، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 577. [5] ص 361. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ فِي «مُسْتَدْرَكِهِ» [1] لِأَبِي ضَمْرَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَسْمَعُونَ الْحِسّ، وَلَا يَرَوْنَ الشَّخْصِ، فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ [2] . وَقَدْ تَقَدَّمَ صَلَاتُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَؤُمَّهُمْ أَحَدٌ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. صِفَةُ قَبْرِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ هَانِئٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قُلْتُ لِعَائِشَةَ: اكْشِفِي لِي عن قبر رسول الله وَصَاحِبَيْهِ، فَكَشَفَتْ لِي عَنْ ثَلَاثَةِ قُبُورٍ، لَا مُشْرِفَةَ وَلَا لَاطِئَةَ، مَبْطُوحَةٍ بِبَطْحَاءِ الْعَرَصَةِ الْحَمْرَاءِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ هَكَذَا [3] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُفْيَانَ التَّمَّارِ أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسَنَّمًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جُعِلَ قَبْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْطُوحًا. هَذَا ضَعِيفٌ [5] . وَقَالَ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: «لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قبور أنبيائهم مساجد» .   [1] ج 3/ 57. [2] وبقيّة الحديث: «فقالت السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إِنَّ فِي اللَّهِ عَزَاءً مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وخلفا من كل فائت، فباللَّه فثقوا، وإيّاه فارجوا، فإنما المحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. (المستدرك 3/ 57، 58) . [3] في الجنائز (3220) باب في تسوية القبر. [4] في الجنائز 2/ 107 باب ما جاء فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بكر وعمر رضي الله عنهما. [5] رواه البلاذري في أنساب الأشراف 1/ 576 رقم (1166) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 قَالَتْ: وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خَافَ أَوْ خِيفَ أَنَّهُ يُتَّخَذُ مَسْجِدًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . بَابُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ وَلَمْ يُوصِ إِلَى أَحَدٍ بِعَيْنِهِ بَلْ نَبَّهَ عَلَى الْخِلَافَةِ بِأَمْرِ الصَّلَاةِ قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَضَرْتُ أَبِي حِينَ أُصِيبَ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ وَقَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَقَالَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ. قَالُوا: اسْتَخْلِفْ، فَقَالَ: أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا، لَوَدِدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْكُمُ [2] الْكَفَافُ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي، فَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتُخْلِفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي- يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ- وَإِنْ أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَاتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِي هَذِهِ الْإِمَارَةِ شَيْئًا حَتَّى رَأَيْنَا مِنَ الرَّأْيِ أَنْ نَسْتَخْلِفَ أَبَا بَكْرٍ، فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَأَى مِنَ الرَّأْيِ أَنْ يَسْتَخْلِفَ عُمَرَ، فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ [4] ، ثُمَّ إِنَّ أَقْوَامًا طَلَبُوا الدُّنْيَا فَكَانَتْ أُمُورٌ يَقْضِي الله   [1] في الجنائز 2/ 91 باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور. [2] في صحيح مسلّم «منها» . [3] رواه البخاري في الأحكام 8/ 126 باب الاستخلاف، ومسلّم في الإمارة (1823) باب الاستخلاف وتركه، وأبو داود في الخراج والإمارة (2939) باب في الخليفة يستخلف، والترمذي في الفتن (2327) باب ما جاء في الخلافة، وأحمد في المسند 1/ 13 و 43 و 46 و 47. [4] يعني استقام وقرّ في قراره، كما أنّ البعير إذا برك واستراح مد جرانه على الأرض، أي عنقه. (لسان العرب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 فِيهَا. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [2] : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بكر القرشي، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: ائْتِنِي بِكَتِفٍ أَوْ لَوْحٍ حَتَّى أَكْتُبَ لِأَبِي بَكْرٍ كِتَابًا لَا يُخْتَلَفُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا ذَهَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِيَقُومَ قَالَ: أَبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ أَنْ يُخْتَلَفَ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ. وَيُرْوَى عَنْ أَنَسٍ نَحْوُهُ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ مَيْمُونَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ أَلَا تَسْتَخْلِفُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: مَا اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَخْلِفَ. تَفَرَّدَ بِهِ شُعَيْبٌ، وَلَهُ مَنَاكِيرُ [3] . وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَلِيًّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ كَيْفَ أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: أصبح بحمد الله بارئا، فأخذ بيد الْعَبَّاسُ فَقَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ   [1] رواه أحمد في المسند 1/ 114. [2] ج 6/ 47. [3] هو الواسطي البزار. قال أبو حاتم: مجهول، وكذا قال العجليّ. وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبّان: يروي المناكير عن المشاهير على قلّته لا يحتجّ به إذا انفرد. انظر عنه: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 222 رقم (2577) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 182، 183 رقم (703) ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 352 رقم (1542) ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1318، والمجروحين لابن حبّان 1/ 362، وميزان الاعتدال للذهبي 2/ 278 رقم (3728) ، والمغني في الضعفاء له 1/ 299 رقم (2783) . وتهذيب التهذيب لابن حجر 4/ 357 رقم (598) ، وتقريب التهذيب له 1/ 353 رقم (85) . والحديث رواه: العقيلي، وابن عديّ، والذهبي في الميزان، وابن حجر في التهذيب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 الْعَصَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْفَ يَتَوَفَّاهُ اللَّهُ مِنْ وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ، فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا، قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنِّي أَكَادُ أَعْرِفُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَوْتَ، فَانْطَلِقْ بِنَا نَسْأَلْهُ، فَإِنْ يَسْتَخْلِفْ مِنَّا فَذَاكَ، وَإِلَّا أَوْصَى بِنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلْعَبَّاسِ كَلِمَةً فِيهَا جَفَاءٌ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْعَبَّاسُ لِعَلِيٍّ: ابْسُطْ يَدَكَ فَلْنُبَايِعْكَ، قَالَ: فَقَبَضَ يَدَهُ، قال الشّعبيّ: لو أنّ عليّا أَطَاعَ الْعَبَّاسَ- فِي أَحَدِ الرَّأْيَيْنِ- كَانَ خَيْرًا مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، وَقَالَ: لَوْ أَنَّ الْعَبَّاسَ شَهِدَ بَدْرًا مَا فَضَلَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رأيا ولا عقلا. وقال أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُوصِ. وَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَلِمَ أَمَرَ بِالْوَصِيَّةِ؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ. قَالَ طَلْحَةُ: قَالَ هُزَيْلُ بْنُ شُرَحْبِيلَ: أَبُو بَكْرٍ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَّ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ وَجَدَ عَهْدًا من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخزم أنفه بخزام. متّفق عليه [2] .   [1] في الاستئذان 7/ 136، 137 باب المعانقة وقول الرجل: كيف أصبحت، وأحمد في المسند 1/ 263. [2] أخرجه ابن ماجة في الوصايا (2696) باب هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحمد في المسند 4/ 382. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ إِنَّ عَلِيًّا قَالَ: مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ إِلَّا مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. الْحَدِيثُ. وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي فِيهِ وَصِيَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: يَا عَلِيُّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ: الصَّلَاةُ، وَالصِّيَامُ، وَالزَّكَاةُ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، فَهُوَ مَوْضُوعٌ [1] ، تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو- وَكَانَ يَكْذِبُ [2]- عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، عَنْ آبَائِهِ، وَعِنْدَ الرَّافِضَةِ أَبَاطِيلُ فِي أَنَّ عَلِيًّا عُهِدَ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمْ يُوصِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا بِثَلَاثٍ: أَوْصَى لِلرَّهَاوِيِّينَ بِجَادِّ [3] مِائَةِ وَسْقٍ، وَلِلدَّارِيِّينَ بِجَادِّ مِائَةِ وَسْقٍ، وَلِلشَّيْبِيِّينَ بِجَادِّ مِائَةِ وَسْقٍ، وللأشعريّين بِجَادِّ مِائَةِ وَسْقٍ مِنْ خَيْبَرَ، وَأَوْصَى بِتَنْفِيذِ بعث   [1] (فهو موضوع) هو نصّ المنتقى لابن الملّا. وفي الأصل (موضوعا) ، وفي (ع) (موضوع) . [2] هو أبو إسماعيل النصيبي. قال عنه الجوزجاني: كان يكذب، وقال البخاري. منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبّان: كان يضع الحديث وضعا، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ أَبُو زرعة: واهي الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف الحديث جدا، وقال الحاكم: يروي عن جماعة من الثقات أحاديث موضوعة وهو ساقط بمرّة، وقال ابن الجارود: منكر الحديث شبه لا شيء لا يدري ما الحديث، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم، وقال أبو سعيد النقاش: يروي الموضوعات عن الثقات. انظر عنه: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 28 رقم 117، والتاريخ الصغير له 216، والضعفاء الصغير له 257 رقم 85، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 136، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 179 رقم 321، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 308 رقم 376، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 144 رقم 634، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 77 رقم 164، والمجروحين لابن حبّان 1/ 252، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 657، وتاريخ بغداد للخطيب 8/ 153 رقم 4055، والمغني في الضعفاء للذهبي 1/ 189 رقم 1720، وميزان الاعتدال له 1/ 598 رقم 2262، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 158 رقم 257، ولسان الميزان لابن حجر 2/ 350، 351 رقم 1420. [3] الجادّ: بمعنى المجدود، أي نخل يقطع منه ما يبلغ مائة وسق. (النهاية لابن الأثير) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 أُسَامَةَ، وَأَوْصَى أَنْ لَا يُتْرَكَ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ. مُرْسَلٌ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ بِالْيَمَنِ فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ذَا كَلَاعٍ وَذَا عَمْرٍو، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَا لِي: إِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا مَضَى صَاحِبُكَ عَلَى أَجَلِهِ مُنْذُ ثَلَاثٍ، قَالَ: فَأَقْبَلْتُ وَأَقْبَلَا مَعِي، حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، فَسَأَلْنَاهُمْ فَقَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَالنَّاسُ صَالِحُونَ، فَقَالَا لِي: أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنَا وَلَعَلَّنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ سَنَعُودُ، وَرَجَعَا إلى اليمن، وذكر الحديث. أخرجه البخاريّ [1] .   [1] في المغازي 5/ 113 باب ذهاب جرير إلى اليمن، وأحمد في المسند 4/ 363. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 بَابُ تَرِكَةِ رَسُولِ اللَّهِ [1] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيِّ أَخِي جُوَيْرِيَةَ [2] قَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا عَبْدًا ولا أمة ولا شيئا إلّا بلغته الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا شَاةً وَلَا بَعِيرًا وَلَا أَوْصَى بِشَيْءٍ. (مُسْلِمٌ) [4] . وَقَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قالت عائشة: تسألوني عن   [1] العنوان في نسخة دار الكتب هو: «باب في ميراثه وزوجاته» . [2] في المنتقى لابن الملّا «أم المؤمنين جويرية» . [3] في كتاب الوصايا 3/ 186 باب الوصايا، وفي الجهاد والسير 3/ 220 باب بغلة النبي صلّى الله عليه وسلّم البيضاء، و 3/ 229 باب من لم ير كسر السلاح عند الموت، وفي المغازي 5/ 144 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، والنسائي في الأحباس 6/ 229 باب الإحباس، وأحمد في المسند 4/ 176، وابن سعد في الطبقات 2/ 316. [4] أخرجه في الوصايا (1635) باب ترك الوصيّة لمن ليس له شيء يوصي فيه، وأبو داود في الوصايا (2863) باب ما جاء في ما يؤمر به من الوصيّة، والنسائي 6/ 240 في الوصايا باب هل أوصى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟، وابن ماجة في الوصايا (2695) باب هل أوصى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟، وأحمد في المسند 6/ 44. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 مِيرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا عَبْدًا وَلَا وَلِيدَةً [1] . وَقَالَ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي بَيْتِي إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى ضَجِرْتُ، فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ، وَلَيْتَنِي لَمْ أَكِلْهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ الْأَسْوَدُ، عَنْ عَائِشَةَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَأَمَّا الْبُرْدُ الَّذِي عِنْدَ الْخُلَفَاءِ آلِ الْعَبَّاسِ، فَقَدْ قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [4] فِي قِصَّةِ غَزْوَةِ تَبُوكَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى أَهْلَ أَيْلَةَ بُرْدَهُ مَعَ كِتَابِهِ الَّذِي كَتَبَ لَهُمْ أَمَانًا لَهُمْ، فَاشْتَرَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ- يَعْنِي السَّفَّاحَ- بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَلَهُ بُرْدَانِ فِي الْحَفِّ يَعْمَلَانِ. هَذَانِ مُرْسَلَانِ، والحفّ [5] هِيَ الْخَشَبَةُ الَّتِي يَلُفُّ عَلَيْهَا الْحَائِكُ وَتُسَمَّى المطواة.   [1] رواه أحمد في المسند 1/ 200، 201 والوليدة: الأمة، أو الجارية، كما في النهاية. وانظر طبقات ابن سعد 2/ 316، 317. [2] أخرجه البخاري في الرقاق 7/ 79 باب فضل الفقر، ومسلّم في الزهد (2973) ، وابن ماجة في الأطعمة (3345) باب خبز الشعير، وأحمد في المسند 6/ 108. [3] في الجهاد 3/ 231 باب ما قيل في درع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والقميص في الحرب، وفي المغازي 5/ 145 وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والترمذي في البيوع (1232) باب ما جاء في الرخصة في الشراء إلى أجل، والنسائي في البيوع 7/ 303 باب مبايعة أهل الكتاب، وابن ماجة في الرهون (2436) أول الباب، وأحمد في المسند 1/ 236 و 300 و 301 و 361 و 3/ 102 و 133 و 208 و 238 و 6/ 453 و 457، وابن سعد في الطبقات 2/ 317. [4] انظر سيرة ابن هشام 4/ 178. [5] الحفّ: المنسج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 وَقَالَ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ جُبَّةُ صُوفٍ فِي الْحِيَاكَةِ. إِسْنَادُهُ صَالِحٌ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، وَفَاطِمَةُ حِينَئِذٍ تَطْلُبُ صَدَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ، وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمْسِ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ- يَعْنِي مَالَ اللَّهِ- لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ» ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أُغَيِّرُ صَدَقَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأعلمنّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، وَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْ ذَلِكَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا إِزَارًا غَلِيظًا مِمَّا يُصْنَعُ بِالْيَمَنِ، وَكِسَاءً مِنْ هَذِهِ الَّتِي تَدْعُونَهَا الْمُلَبَّدَةَ، فَأَقْسَمَتْ باللَّه لَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ. مُتَّفَقٌ عليه [2] .   [1] في الفرائض 8/ 3 باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: لا نورث ما تركنا صدقة، وفي الوصايا 3/ 197 باب نفقة القيّم للوقف، وفي فضائل الصحابة 4/ 209، 210 باب مناقب قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنقبة فاطمة عليها السلام..، وفي المغازي 5/ 23 باب حديث بني النضير، ومسلّم في الجهاد والسير (1758) باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لا نورث ما تركنا فهو صدقة، و (1759) و (1761) ، وأبو داود في الخراج والإمارة (2975) باب في صفايا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الأموال، والترمذي في السير 3/ 81 (1658) باب ما جاء في تركة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والنسائي في الفيء 7/ 132 في كتاب قسم الفيء، ومالك في الموطأ 702 رقم (1823) باب ما جاء في تركة النبيّ، وأحمد في المسند 1/ 4 و 6 و 9 و 10 و 25 و 47 و 48 و 49 و 60 و 164 و 179 و 191 و 6/ 145 و 262، وابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) - ص 374 رقم 365، وابن سعد في الطبقات 2/ 315. [2] رواه مسلّم في اللباس (2080) باب التواضع في اللباس..، وأبو داود في اللباس (4036) باب لباس الغليظ، وابن ماجة في اللباس (3551) باب لباس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأحمد في المسند 6/ 131. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَّهُمْ حين قدموا المدينة مقتل الحسين لقبه الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ إِلَيَّ مِنْ حَاجَةٍ تَأْمُرُنِي بِهَا؟ قُلْتُ: لَا، قال: هل أنت معطيّ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ، وَايْمُ اللَّهِ لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لَا يَخْلُصُ إِلَيْهِ أَحَدٌ حَتَّى يَبْلُغَ نَفْسِي. اتَّفَقَا عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ: أَخْرَجَ إِلَيْنَا أَنَسُ نَعْلَيْنِ جَرْدَاوَيْنِ [2] لَهُمَا قِبَالَانِ، فَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ بَعْدُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُمَا نَعْلَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [3] . عَدَدُ أَزْوَاجِهِ [4] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً [5] ، وَدَخَلَ بِثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنْهُنَّ، وَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ مِنْهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ، وقبض عن تسع [6] .   [1] رواه البخاري في الخمس، الباب الخامس، ومسلّم في فضائل الصحابة (2449/ 95) باب فضائل فاطمة بنت النبيّ عليها الصلاة والسلام، وأبو داود في النكاح (2069) باب ما يكره أن يجمع بينهنّ من النساء، وأحمد في المسند 4/ 326. [2] أي لا شعر عليهما. (النهاية لابن الأثير) . [3] في الخمس، الباب الخامس. [4] العنوان عن المنتقى لابن الملا. [5] انظر عن أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأسمائهنّ: تسمية أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأبي عبيدة معمر بن المثنّى- ص 44 وما بعدها، وطبقات ابن سعد 8/ 52 وما بعدها، وتاريخ الطبري 3/ 160 وما بعدها، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 396 وما بعدها، ونهاية الأرب للنويري 18/ 170 وما بعدها، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 300 وما بعدها، وسيرة ابن هشام 4/ 254، وتهذيب الكمال للمزّى 1/ 203، والاستيعاب لابن عبد البرّ 1/ 44 وما بعدها، وصفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 77، والسبط الثمين للمحبّ الطبري 139 وما بعدها، وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 1/ 293، وذيل المذيل للطبري 600 وما بعدها. [6] تسمية أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأبي عبيدة بن المثنّى- ص 77، والمحبّر لابن حبيب 98. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 فَأَمَّا اللَّتَانِ لَمْ يَدْخُلْ بِهِنَّ فَأَفْسَدَتْهُمَا النِّسَاءُ فَطَلَّقَهُمَا، وَذَلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ قُلْنَ لِإِحْدَاهُمَا: إِذَا دَنَا مِنْكِ فَتَمَنَّعِي، فَتَمَنَّعَتْ، فَطَلَّقَهَا، وَأَمَّا الْأُخْرَى فَلَمَّا مَاتَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ قَالَتْ: لَوْ كَانَ نَبِيًّا مَا مَاتَ ابْنُهُ، فَطَلَّقَهَا [1] . وَخَمْسٌ مِنْهُنَّ مِنْ قُرَيْشٍ: عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ [2] . وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةُ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّةُ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ الْأَسَدِيَّةُ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ الْخَيْبَرِيَّةُ [3] . قُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَؤُلَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ. رَوَى دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم تزوج قُتَيْلَةَ أُخْتَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُخْبِرَهَا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ [4] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ تَزَوَّجَ قُتَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ [5] ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْرِضْ لَهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا، وَارْتَدَّتْ مَعَ أَخِيهَا فَبَرِئَتْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى كَفَّ عَنْهُ [6] . وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ فَرَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ [7] عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أنّ   [1] انظر: تسمية أزواج النبي لأبي عبيدة 70، وطبقات ابن سعد 2/ 141 وما بعدها. [2] رواية سعيد عن قتادة في تسمية أزواج النبيّ لأبي عبيدة 77. [3] وهي من بني إسرائيل. انظر تسمية أزواج النبيّ 77. [4] طبقات ابن سعد 8/ 147، 148، تسمية أزواج النبيّ لأبي عبيد 72، 73. [5] في تسمية أزواج النبيّ لأبي عبيد أن أبا بكر رضي الله عنه همّ أن يحرّق عليهما. [6] تسمية أزواج النبيّ 72، 73، طبقات ابن سعد 8/ 148. [7] في (ع) «عن أبي الزناد» وهو وهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ: هَلْ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتَيْلَةَ أُخْتَ الْأَشْعَثِ؟ فَقَالَ: مَا تَزَوَّجَهَا قَطُّ، وَلَا تَزَوَّجَ كِنْدِيَّةً إِلَّا أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ، فَلَمَّا أَتَى بِهَا وَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ نَظَرَ إِلَيْهَا فَطَلَّقَهَا وَلَمْ يَبْنِ بِهَا [1] . وَيُقَالُ إِنَّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ، اسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَطَلَّقَهَا، فَكَانَتْ تَلْقُطُ الْبَعْرَ وَتَقُولُ: أَنَا الشَّقِيَّةُ. تَزَوَّجَهَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ سِتِّينَ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَاءَ بِنْتَ كَعْبٍ الْجَوْنِيَّةَ، فَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى طَلَّقَهَا [3] . وَتَزَوَّجَ عَمْرَةَ بِنْتَ يَزِيدَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. كَذَا قَالَ، وَهَذَا شَيْءٌ مُنْكَرٌ. فَإِنَّ الْفَضْلَ يَصْغُرُ عَنْ ذَلِكَ. وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْيَمَنِ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ الْجَوْنِيَّةَ، فَلَمَّا دَخَلَ بِهَا دَعَاهَا، فَقَالَتْ: تَعَالَ أَنْتَ، فَطَلَّقَهَا [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: اسْتَعَاذَتِ الْجَوْنِيَّةُ مِنْهُ، وَقِيلَ لَهَا: «هُوَ أَحْظَى لَكِ عِنْدَهُ» وَإِنَّمَا خُدِعَتْ لِمَا رُوِيَ مِنْ جَمَالِهَا وَهَيْئَتِهَا، وَلَقَدْ ذُكِرَ له   [1] طبقات ابن سعد 8/ 148. [2] طبقات ابن سعد 8/ 141، وفي اسمها خلاف، انظر: تسمية أزواج النبيّ 70، وذيل المذيّل للطبري 611 و 612. [3] ذيل المذيّل 614، الاستيعاب 4/ 1875، 1876، تسمية أزواج النبيّ 70، طبقات ابن سعد 8/ 145. [4] تسمية أزواج النبيّ 70، طبقات ابن سعد 8/ 145، ذيل المذيّل 614، السمط الثمين 126. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَمَلَهَا عَلَى ما قالت له، فقال: «إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ» . وَذَلِكَ سَنَةَ تِسْعٍ [1] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا اسْتَعَاذَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُغْضَبًا، فَقَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: لَا يَسُوءُكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ الله، أَلَا أُزَوِّجُكَ مَنْ لَيْسَ [2] دُونَهَا فِي الْجَمَالِ وَالْحَسَبِ؟ فَقَالَ: «مَنْ» ؟ قَالَ: أُخْتِي قُتَيْلَةُ، قَالَ: «قَدْ تَزَوَّجْتُهَا» ، فَانْصَرَفَ الْأَشْعَثُ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ثُمَّ حَمَلَهَا، فَبَلَغَهُ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّهَا وَارْتَدَّتْ مَعَهُ [3] . وَيُرْوَى عَنْ قَتَادَةَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ سَنَاءَ بِنْتَ الصَّلْتِ السَّلَمِيَّةَ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا [4] . وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ وَجْهٍ لَا يَصِحُّ قَالَ: كَانَ فِي نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَاءُ [5] بِنْتُ سُفْيَانَ الْكِلَابِيَّةُ. وَبَعَثَ أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ يَخْطُبُ عَلَيْهِ امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَامِرٍ، يُقَالُ لَهَا عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيدَ، فَتَزَوَّجَهَا، ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّ بِهَا بَيَاضًا فَطَلَّقَهَا [6] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ، وَكَانَتْ تُذْكَرُ بِجَمَالٍ بَارِعٍ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهَا عَائِشَةُ فَقَالَتْ: أما تستحين أن   [1] طبقات ابن سعد 8/ 144، 145. [2] في نسخة دار الكتب «ليست» ، والمثبت عن الأصل، وطبقات ابن سعد. [3] طبقات ابن سعد 8/ 147. [4] طبقات ابن سعد 8/ 149، وتسمية أزواج النبي 73، 74، أسد الغابة 5/ 482، الإصابة 4/ 328، المحبّر 93. [5] وقيل «سبا» طبقات ابن سعد 8/ 149. [6] تسمية أزواج النبيّ 69، طبقات ابن سعد 8/ 141، المحبّر 96، أسد الغابة 5/ 564، عيون الأثر 2/ 311، الإصابة 4/ 411. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 تَنْكِحِي قَاتِلَ أَبِيكِ، فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ، فَطَلَّقَهَا، فَجَاءَ قَوْمُهَا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ، وَلَا رَأْيَ لَهَا، وَإِنَّهَا خُدِعَتْ فَارْتَجِعْهَا، فَأَبَى عَلَيْهِمْ، فَاسْتَأْذَنُوهُ أَنْ يُزَوِّجُوهَا، فَأَذِنَ لَهُمْ. وَأَبُوهَا قَتَلَهُ خَالِدٌ يَوْمَ الْفَتْحِ [1] . وَهَذَا حَدِيثٌ سَاقِطٌ كَالَّذِي قَبْلَهُ [2] . وَأَوْهَى مِنْهُمَا مَا رَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُنْدَعِيِّ [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ الْجُنْدَعِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُلَيْكَةَ بِنْتَ كَعْبٍ اللَّيْثِيِّ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَدَخَلَ بِهَا، فَمَاتَتْ عِنْدَهُ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَأَصْحَابُنَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ [4] . وَقَالَ عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي كِلَابٍ، ثُمَّ فَارَقَهَا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: هِيَ الْعَالِيَةُ بِنْتُ ظَبْيَانَ فِيمَا بَلَغَنِي. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ. تَزَوَّجَ بِالْعَالِيَةِ بِنْتِ ظَبْيَانَ، فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ دَهْرًا ثُمَّ طَلَّقَهَا، حَدَّثَنِي ذَلِكَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِلَابٍ [5] . رَوَى الْمُفَضَّلُ الْغَلابِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ قَالَ: نَكَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَوْلَةَ بِنْتَ هُذَيْلٍ الثَّعْلَبِيَّةَ [6] ، فَحُمِلَتْ إِلَيْهِ مِنَ الشَّامِ، فَمَاتَتْ فِي الطَّرِيقِ، فَنَكَحَ خَالَتَهَا شَرَافَ بِنْتَ فَضَالَةَ، فَمَاتَتْ فِي الطَّرِيقِ أَيْضًا [7] .   [1] رواه ابن سعد في الطبقات 8/ 148 وفيه «قتله خالد بن الوليد بالخندمة» . [2] قال ابن سعد: «قال محمد بن عمر: ممّا يضعف هذا الحديث ذكر عائشة أنّها قالت لها: ألا تستحين. وعائشة لم تكن مع رسول الله في ذلك السفر» . [3] الجندعيّ: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر العين المهملة. نسبة إلى جندع، وهو بطن من ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. (اللباب 1/ 295) . [4] طبقات ابن سعد 8/ 148، 149 وفيه زيادة: «ويقولون: لم يتزوّج كنانيّة قطّ» . [5] طبقات ابن سعد 8/ 143. [6] في نسخة دار الكتب «التغلبية» وهو تصحيف، والمثبت عن الأصل، وطبقات ابن سعد، ونهاية الأرب. [7] طبقات ابن سعد 8/ 160، 161، نهاية الأرب للنويري 18/ 198. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 وَيُرْوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَدَخَلَ بِهَا، فَرَأَى بِهَا بَيَاضًا مِنْ بَرَصٍ، فَقَالَ: الْحَقِي بِأَهْلِكِ، وَأَكْمَلَ لَهَا صَدَاقَهَا [1] . هَذَا وَنَحْوُهُ إِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لِلتَّعَجُّبِ لَا لِلتَّقْرِيرِ [2] . (وَمِنْ سَرَارِيِّهِ) : مَارِيَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَتْ رَيْحَانَةُ [4] أَمَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا [5] ، فَكَانَتْ تَحْتَجِبُ فِي أَهْلِهَا، وَتَقُولُ: لَا يَرَانِي أَحَدٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا وَكَانَ زَوْجَ رَيْحَانَةَ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَكَمُ. وَهِيَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ [6] ، فَحَدَّثَهَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيْحَانَةَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَنَافَةَ، وَكَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ، قَالَتْ: فَتَزَوَّجَنِي وَأَصْدَقَنِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا [7] وَأَعْرَسَ بي وقسم لي. وكان   [1] نهاية الأرب 18/ 198. [2] قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 34: «وأمّا اللواتي اختلف فيهنّ ممّن ابتنى بها وفارقها، أو عقد عليها ولم يدخل بها، أو خطبها ولم يتمّ له العقد معها، فقد اختلف فيهنّ وفي أسباب فراقهنّ اختلافا كثيرا، يوجب التوقّف عن القطع بالصحّة في واحدة منهنّ» . [3] قال أبو عبيدة: كان المقوقس صاحب الإسكندرية بمصر قد بعث بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فولدت له إبراهيم، فأوصى بالقبط خيرا، وقال: لو بقي إبراهيم ما سبيت قبطيّة» . (تسمية أزواج النبيّ- ص 75) ، وقال ابن سعد في الطبقات 8/ 216: «كان أبو بكر ينفق على مارية حتى توفّي، ثم كان عمر ينفق عليها حتى توفّيت في خلافته» ، وتوفّيت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله في المحرّم سنة ستّ عشرة من الهجرة، فرئي عمر بن الخطاب يحشر الناس لشهودها وصلّى عليها، وقبرها بالبقيع» . وانظر: نهاية الأرب للنويري 18/ 207. [4] انظر طبقات ابن سعد 8/ 130: «ريحانة بنت زيد بن عمرو بن حناقة قرظيّة» . ويقال «ربيحة» . (تسميه أزواج النبيّ لأبي عبيدة 75) . [5] في طبقات ابن سعد: «ثم طلّقها» . [6] طبقات ابن سعد 2/ 129. [7] النّشّ: نصف الأوقيّة، وهو عشرون درهما. (السمط الثمين) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 مُعْجَبًا بِهَا، تُوُفِّيَتْ مَرْجِعَهُ مِنْ حِجَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ تَزْوِيجُهُ بِهَا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ [1] . وَأَخْبَرَنِي [2] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: كَانَتْ رَيْحَانَةُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ، فَسَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَمَاتَتْ عِنْدَهُ [3] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أنا يُونُسُ، عن ابن شهاب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسَرَّ رَيْحَانَةَ ثُمَّ أَعْتَقَهَا، فَلَحِقَتْ بِأَهْلِهَا. قُلْتُ: هَذَا أَشْبَهُ وَأَصَحُّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: [4] كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعُ وَلَائِدَ، مَارِيَةُ، وَرَيْحَانَةُ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ وَجَمِيلَةُ فَكَادَهَا نِسَاؤُهُ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ وَهَبَتْهَا لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ. وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ تُرْجِي من تَشاءُ مِنْهُنَّ 33: 51 [5] قَالَ: كَانَ نِسَاءٌ وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ بِبَعْضِهِنَّ وَأَرْجَى بَعْضَهُنَّ، فَلَمْ يُنْكَحْنَ بَعْدَهُ، مِنْهُنَّ أُمُّ شَرِيكٍ، يَعْنِي الدَّوْسِيَّةَ [6] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أُمَّ شَرِيكٍ كَانَتْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت امرأة صالحة [7] .   [1] الطبقات لابن سعد 8/ 129، 130. [2] القائل هو الواقديّ. [3] الطبقات لابن سعد 8/ 129. [4] لم يرد قوله المذكور هنا في كتابه المطبوع (تسمية أزواج النبيّ) ، والموجود قوله: «كانت له صلّى الله عليه وسلّم وليدتان: إحداهما مارية القبطية.. وكانت له ريحانة بنت زيد بن شمعون..» - ص 75. [5] سورة الأحزاب- الآية 51. [6] طبقات ابن سعد 8/ 154 و 155، نهاية الأرب للنويري 18/ 201، وأخرج ابن ماجة بعضه في النكاح (2000) باب التي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [7] انظر: طبقات ابن سعد 8/ 156. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَقْبَلَتْ لَيْلَى بِنْتُ الْخَطِيمِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، فَرَجَعَتْ إِلَى قَوْمِهَا فَقَالَتْ: قَدْ تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: أَنْتِ امْرَأَةٌ غَيْرَى تَغَارِينَ مِنْ نِسَائِهِ فَيَدْعُو عَلَيْكِ، فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ: أَقِلْنِي، قَالَ: «قَدْ أَقَلْتُكِ» [1] . وَقَدْ خَطَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، وَضُبَاعَةَ بِنْتَ عَامِرٍ، وَصَفِيَّةَ بِنْتَ بَشَامَةَ [2] وَلَمْ يُقْضَ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ بهنّ. والله سبحانه وتعالى أعلم [3] .   [1] طبقات ابن سعد 8/ 150، 151. [2] في الأصل «بسامة» ، والتصويب من المحبّر لابن حبيب- ص 96، وأسد الغابة لابن الأثير 5/ 490، ونهاية الأرب للنويري 18/ 205. [3] في حاشية الأصل: (بلغت قراءة خليل بن أيبك في الميعاد الثاني عشر على مؤلفه فسح الله في مدّته، وسمع الجميع فتاه طيدمر بن عبد الله الرّوميّ، فلله الحمد والمنّة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 آخر التّرجمة النّبويّة حققها وضبط نصّها وخرّج أحاديثها طالب العلم، الفقير إليه تعالى، عبده «عمر بن عبد السلام التدمريّ الطرابلسيّ» ، الأستاذ الدكتور، وانتهى من ذلك في يوم السبت العاشر من ذي القعدة سنة 1405 هـ-. الموافق للسابع والعشرين من تموز 1985، بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام، والحمد للَّه ربّ العالمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 [ المجلد الثاني (المغازى) ] [ مقدمة المؤلف ] [1] بسم الله الرّحمن الرّحيم وبه ثقتي قال الشيخ الإمام العالم العامل الناقد البارع الحافظ الحجّة شمسُ الدين أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد [2] بْن أَحْمَد بْن عثمان الذهبي رحمه الله تعالى وأدام النّفع به وغفر له ولوالديه [3] : الحمد للَّه الباقي بعد فناء خلقه الكافي من توكّل عليه [4] ، القيّوم الّذي ملكوت كلّ شيء بيديه، حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين، وخاتما للنّبيّين، وحرزا للأميّين [5] وإماما للمتّقين، بأوضح دليل، وأفصح تنزيل، وأفسح سبيل،   [1] في نسخة حيدرآباد (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً 2: 250) [2] «محمد» غير موجود في طبعة شعيرة- ص 66. [3] الفقرة كلها لم ترد في نسخة حيدرآباد. [4] العبارة من أولها ناقصة في طبعة شعيرة- ص 66. [5] في الأصل من نسخة أياصوفيا، ونسخة حيدرآباد، وطبعة شعيرة «للآمنين» . وفي طبعة القدسي 1/ 1 «للأميّين» . قال في الحاشية رقم (3) إنّ صحته من نصّ حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة، وقد أخرجه البخاري في صحيحه في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 وأيسر [1] تبيان [2] وأبدع [3] برهان. اللَّهمّ آته الوسيلة، وابعثه مقاما محمودا، يغبطه به الأوّلون والآخرون. صلّى [4] الله عليه وعلى آله الطيّبين، وصحابته المجاهدين، وأزواجه أمّهات المؤمنين. أما بعد: فهذا كتاب نافع إن شاء الله- ونعوذ باللَّه من علم لا ينفع ومن دعاء لا يسمع- جمعته وتعبت عليه، واستخرجته [5] من عدّة تصانيف. يعرف به الإنسان مهمّ ما مضى من التاريخ، من أول تاريخ الإسلام إلى عصرنا هذا: من وفيات الكبار من الخلفاء [والأمراء] [6] ، والقرّاء والزّهّاد والفقهاء، والمحدّثين والعلماء، والسّلاطين والوزراء، والنّحاة والشعراء. ومعرفة طبقاتهم وأوقاتهم وشيوخهم وبعض أخبارهم. بأخصر عبارة وألخص لفظ. وما تمّ من الفتوحات المشهورة والملاحم [7] المذكورة والعجائب المسطورة [8] . من غير تطويل [ولا إكثار] [9] ولا استيعاب. ولكن أذكر المشهورين ومن يشبههم. وأترك المجهولين ومن يشبههم. وأشير إلى الوقائع الكبار، إذ لو استوعبت التراجم والوقائع لبلغ الكتاب مائة مجلّدة [10] بل أكثر. لأنّ فيه مائة نفس يمكنني أن أذكر أحوالهم في خمسين مجلّدا.   [ () ] كتاب البيوع، باب كراهية السخب في السوق. وفي كتاب التفسير، باب سورة الفتح. والأميون: العرب، أو غير اليهود. وقد وردت في القرآن الكريم بهذا المعنى. [1] في طبعة شعيرة 66 «آنس» . [2] في نسخة حيدرآباد «بيان» . [3] في نسخة حيدرآباد «أبهر» وفي طبعة شعيرة «آية» . [4] في نسخة حيدرآباد «صلّ» . [5] في نسخة حيدرآباد «خرّجته» . [6] زيادة من نسخة حيدرآباد. [7] في نسخة أياصوفيا «الماراحم» . [8] في نسخة حيدرآباد «المنظورة» وفي طبعة شعيرة «المشهورة» . [9] ما بين الحاصرتين زيادة من نسخة حيدرآباد. [10] في نسخة حيدرآباد «مجلّد» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 وقد طالعت على هذا التأليف من الكتب مصنّفات كثيرة. ومادّته من: «دلائل النّبوّة» للبيهقي [1] . و «سيرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم» لابن إسحاق [2] . و «مغازيه» لابن عائذ الكاتب. و «الطبقات الكبرى» لمحمد بن سعد كاتب [3] الواقدي [4] و «تاريخ» أبي عبد الله البخاري [5] . وبعض «تاريخ أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة» . وتاريخ يعقوب الفسوي [6] . وتاريخ محمد بن المثنّى العنزيّ [7] ، وهو صغير. وتاريخ أبي حفص الفلّاس. وتاريخ أبي بكر بن أبي شيبة. وتاريخ الواقدي [8] . وتاريخ الهيثم بن عديّ. وتاريخ خليفة بن خيّاط [9] . والطبقات له [10] .   [1] وهو مطبوع. [2] طبع بعنوان «السّير والمغازي» . [3] في الأصل «الكاتب» . [4] الكتاب مطبوع وفيه نقص. [5] مطبوع بعنوان «التاريخ الكبير» . [6] في نسخة حيدرآباد: «وبعض تاريخ يعقوب بن سفيان» واسم الكتاب «المعرفة والتاريخ» مطبوع. [7] هو محمد بن عبيد بن قيس، أبو موسى العنزي، محدّث حافظ من أهل البصرة، قال الخطيب: كان ثقة ثبتا. زار بغداد وعاد إلى البصرة فتوفي فيها. [8] له «المغازي» وهو مطبوع، وينسب إليه، كتاب «فتوح الشام» ، وهو مطبوع أيضا. [9] مطبوع. [10] مطبوع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ [1] . والفتوح لسيف بن عمر. وكتاب النّسب للزّبير بن بكار. والمسند للإمام [2] أحمد [3] . وتاريخ المفضّل بن غسّان الغلابي [4] . والجرح والتعديل عن يحيى بن معين [5] . والجرح والتعديل لعبد الرحمن بن أبي حاتم [6] . ومن عليه رمز فهو في الكتب السّتّة أو بعضها. لأنّني طالعت مسوّدة «تهذيب الكمال» [7] لشيخنا الحافظ أبي الحجّاج يوسف المزّي. ثم طالعت المبيّضة كلّها. فمن على اسمه (ع) فحديثه في الكتب السّتّة. ومن عليه [4] فهو في السّنن الأربعة. ومن عليه (خ) فهو في [3 ب] البخاري. ومن عليه (م) ففي مسلم. ومن عليه (د) ففي سنن أبي داود. ومن عليه (ت) ففي جامع التّرمذيّ.   [1] مطبوع. [2] من هنا تبدأ نسخة الأمير عبد الله. [3] مطبوع. [4] في اللباب 2/ 395 «بفتح الغين وبعدها لام ألف مخفّفة..» نسبة إلى غلاب. وفي تاج العروس 3/ 493 ونقل الدكتور شعيرة ص 68 الحاشية (4) بتشديد اللام عن اللباب، وهو وهم. وأثبت «الفضل» بدل «المفضّل» وهو وهم أيضا، انظر تاج العروس. [5] له كتاب «التاريخ» وهو مطبوع. [6] مطبوع. [7] يقوم بتحقيقه الصديق البحّاثة الدكتور بشّار عوّاد معروف وقد صدر منه عدّة أجزاء عن مؤسّسة الرسالة بيروت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 ومن عليه (ن) ففي سنن النّسائيّ. ومن عليه (ق) ففي سنن ابن ماجة. وإن كان الرجل في الكتب إلّا فرد كتاب فعليه (سوى ت) مثلا. أو (سوى د) [1] . وقد طالعت أيضا عليه من التواريخ التي اختصرتها: تاريخ أبي عبد الله الحاكم، وتاريخ أبي سعيد بن يونس، وتاريخ أبي بكر الخطيب، وتاريخ دمشق لأبي القاسم الحافظ، وتاريخ أبي سعد بن السّمعانيّ، والأنساب له، وتاريخ القاضي شمس الدين بن خلّكان، وتاريخ العلّامة شهاب الدين أبي شامة. وتاريخ الشيخ قطب الدّين بن اليونيني، وتاريخه ذيل على «مرآة الزّمان» للواعظ شمس الدين يوسف [سبط] [2] ابن الجوزي، وهما على الحوادث والسّنين. وطالعت أيضا كثيرا من: تاريخ الطّبري [3] . وتاريخ ابن الأثير [4] . وتاريخ ابن الفرضيّ [5] .   [1] تكرّرت بعدها في نسخة حيدرآباد كلمة (مثلا) . [2] سقطت من النسخ الثلاث، والصحيح ما أثبتناه. [3] هو باسم «تاريخ الرسل والملوك» مطبوع. [4] هو باسم «الكامل في التاريخ» مطبوع. [5] هو باسم «تاريخ علماء الأندلس» مطبوع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 وصلته لابن بشكوال [1] . وتكملتها للأبّار [2] . والكامل لابن عديّ [3] . وكتبا كثيرة وأجزاء عديدة، وكثيرا من «مرآة الزمان» . ولم يعتن القدماء بضبط الوفيات كما ينبغي. بل اتّكلوا على حفظهم. فذهبت وفيات خلق من الأعيان من الصّحابة، ومن تبعهم إلى قريب [4] زمان أبي عبد الله الشافعيّ. فكتبنا أسماءهم على الطّبقات تقريبا. ثم اعتنى المتأخّرون بضبط وفيات العلماء وغيرهم. حتى ضبطوا جماعة فيهم جهالة بالنسبة إلى معرفتنا لهم. فلهذا حفظت وفيات خلق من المجهولين وجهلت وفيات أئمّة من المعروفين. وأيضا فإنّ عدّة بلدان لم يقع إلينا تواريخها [5] ، إمّا لكونها لم يؤرّخ علماءها أحدا من الحفّاظ. أو جمع لها تاريخ ولم يقع إلينا. وأنا أرغب إلى الله تعالى، وأبتهل إليه أن ينفع بهذا الكتاب. وأن يغفر لجامعه [6] وسامعه ومطالعه وللمسلمين. آمين.   [1] مطبوع. [2] مطبوع باسم «صلة الصلة» . [3] مطبوع باسم «الكامل في ضعفاء الرجال» . [4] في نسخة الأمير عبد الله «قديم» وهو خطأ. [5] في الأصل (أنوارها) وفي طبعة شعيرة 70 «أخبارها» . [6] هذا دعاء جامع مخلص، فيه تواضع العلماء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 بسم الله الرّحمن الرّحيم السَّنَةُ الْأُولَى مِنَ الْهِجْرَةِ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ [1] مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْمُسْلِمِينَ بِالْمَدِينَةِ سَمِعُوا بِمَخْرَجِ [2] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَكَانُوا يَغْدُونَ إِلَى الْحَرَّةِ [3] يَنْتَظِرُونَهُ، حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الشَّمْسِ، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا، فَأَوْفَى يَهُودِيٌّ عَلَى أُطُمٍ [4] فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ [5] يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ [6] ، فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي رَكْبٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا تُجَّارًا قَافِلِينَ مِنَ الشَّامِ. فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض.   [1] باب هجرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، ج 4/ 257 [2] في طبعة شعيرة 71 «مخرج» . [3] الحرّة: الجمع: الحرّات والأحرّون والحرار والحرّون. قال الأصمعيّ «الحرّة الأرض التي ألبستها الحجارة السّود..» ، والحرّات كثيرة، (انظر: معجم البلدان ومعجم ما استعجم للبكري) وهي هنا: أرض بظاهر المدينة المشرّفة، تحت واقم، ولذا تعرف بحرّة وأقم بها حجارة سود كبيرة، وبها كانت وقعة الحرّة من أشهر الوقائع في الإسلام في ذي الحجة سنة 63 هـ-. (تاج العروس 10/ 579، 580) . [4] الأطم: بضمّتين. القصر وكل حصن مبنيّ بحجارة وكلّ بيت مربّع مسطّح. والجمع: آطام وأطوم وآطام (القاموس المحيط 4/ 75) . [5] مبيّضين: أي يلبسون الثياب البيض. [6] أي يختفي السّراب عن النظر بسبب عروضهم له. (الشرح على البخاري 4/ 257 بالحاشية) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 قَالَ: فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ أَنْ صَاحَ، يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، هَذَا جَدُّكُمُ [1] الَّذِي تَنْتَظِرُونَ [2] . فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى السِّلَاحِ. فَتَلَقَّوْهُ بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ حَتَّى نَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ [3] يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ مِنْ رَبِيعِ الْأَوَّلِ. فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ فَطَفِقَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [4 أ] ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ يُظِلُّهُ بِرِدَائِهِ، فَعَرِفَ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَبِثَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشَرَةَ لَيْلَةً، وَأَسَّسَ مَسْجِدَهُمْ. ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ وَسَارَ حَوْلَهُ النَّاسُ يَمْشُونَ، حَتَّى بَرَكَتْ بِهِ مَكَانَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَكَانَ مِرْبَدًا [4] لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ. فَدَعَاهُمَا فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالَا: بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ بَنَاهُ مَسْجِدًا، وَكَانَ يَنْقِلُ اللَّبِنَ مَعَهُمْ وَيَقُولُ: هَذَا الحمال، لاحمال [5] خَيْبَرْ ... هَذَا أَبَرُّ- رَبَّنَا- وَأَطْهَرْ [6] وَيَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّ الْأَجْرَ أَجْرُ الْآخِرَهْ ... فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ [7]   [1] جدّكم: أي حظّكم وصاحب دولتكم. [2] في نسخة الأمير عبد الله، وطبعة شعيرة «تنظروه» . [3] منازل بني عمرو بقباء، وهي على فرسخ من المسجد النبويّ صلّى الله عليه وسلّم. أفاده العيني. (شرح البخاري) . [4] المربد: كل شيء حبست به الإبل والغنم، والجرين الّذي يوضع فيه التمر بعد الجداد لييبس. قال سيبويه: هو اسم كالمطبخ. وقال الجوهري: المربد للتمر كالبيدر للحنطة. (تاج العروس 8/ 82) . [5] الحمال: بالكسر، جمع حمل (بالفتح) وهو تمر الشجر، قال في (تاج العروس) : ومنه الحديث «هذا الحمال لا حمال خيبر» يعني تمر الجنّة وأنّه لا ينفد. وفي صحيح البخاري 4/ 258 والسيرة النبويّة لابن كثير 2/ 304 «حمال» بضم اللام، وهو غلط. [6] صحيح البخاري 4/ 258، الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 240، السيرة لابن كثير 2/ 304. [7] القول في صحيح البخاري 4/ 258 ويروى: «اللَّهمّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الْآخِرَهْ ... فَانْصُرِ الْأَنْصَارَ والمهاجرة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 وَخَرَّجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ حَدِيثَ الْهِجْرَةِ بِطُولِهِ [1] . وَخَرَّجَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ أَنَّ أَنَسَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ. وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَابُّ لَا يُعْرَفُ، فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: مَنْ هَذَا بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: رَجُلٌ يَهْدِينِي الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي طَرِيقَ الْخَيْرِ. إِلَى أَنْ قَالَ: فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَانِبَ الْحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الْأَنْصَارِ، فَجَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا، وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ. فَرَكِبَا، وَحَفُّوا دُونَهُمَا بِالسِّلَاحِ. فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، [جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ] [2] ، فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ إِلَى جَانِبِ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] . وَرَوَيْنَا بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، عَنْ أَبِي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ يوم الإثنين لاثنتي عشرة [ليلةً] [4] خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَأَقَامَ فِي الْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ. وَقَالَ مُحَمَّدٌ بْنُ إِسْحَاقَ [5] : فَقَدِمَ ضحى يوم الإثنين لاثنتي عشرة   [ () ] (الطبقات الكبرى 1/ 240) ويروى: «لا عيش إلّا عيش الآخرة ... اللَّهمّ ارحم الأنصار والمهاجرة» (سيرة ابن هشام 2/ 238) وتهذيب السيرة 121 ويروى: «اللَّهمّ لا عيش إلّا عيش الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرين» (نهاية الأرب للنويري 16/ 344) وانظر السيرة لابن كثير. [1] صحيح البخاري 4/ 254- 258 كتاب الفضائل، باب هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة. [2] زيادة من ع، ح. ومن صحيح البخاري 4/ 260. [3] صحيح البخاري 4/ 259- 261 كتاب الفضائل، باب هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة. [4] ليست في الأصل، وزدناها من ع. ح. [5] الطبقات الكبرى 1/ 235، 236. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 [لَيْلَةً] [1] خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَأَقَامَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ [2] عَوْفٍ، فِيمَا قِيلَ، يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاءِ وَالْأَرْبِعَاءِ وَالْخَمِيسِ، ثُمَّ ظَعَنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَدْرَكَتْهُ الْجُمُعَةُ فِي بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، فَصَلَّاهَا بِمَنْ مَعَهُ. وَكَانَ [مَكَانُ] [3] الْمَسْجِدِ، فِيمَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ مِرْبَدًا لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ، وَهُمَا سَهْلٌ وَسُهَيْلٌ ابْنَا رَافِعِ بْنِ عمرو بن بَنِي النَّجَّارِ [4] ، وَكَانَا فِي حِجْرِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [5] : كَانَ الْمِرْبَدُ لِسَهْلٍ وَسُهيَلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو، وَكَانَا فِي حِجْرِ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ. وَغَلَطَ ابْنُ مَنْدَهْ فَقَالَ: كَانَ لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ بَيْضَاءَ، وَإِنَّمَا ابْنَا بَيْضَاءَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. وَأَسَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِقَامَتِهِ بِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مَسْجِدَ قُبَاءَ [6] . وَصَلَّى الْجُمُعَةَ فِي بَنِي سَالِمٍ فِي بَطْنِ الْوَادِي [7] . فَخَرَجَ مَعَهُ رِجَالٌ مِنْهُمْ: وَهُمُ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَنْزِلَ عِنْدَهُمْ وَيُقِيمَ فِيهِمْ، فَقَالَ: خَلُّوا النَّاقَةَ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ. وَسَارَ وَالْأَنْصَارُ حوله حتى أتى بني   [1] ليست في الأصل، وزدناها من ع. ح. [2] في طبعة القدسي 1/ 9 «بني» والتصويب من الطبقات الكبرى وسيرة ابن هشام 2/ 237. [3] زيادة على الأصل. [4] في الأصل: «رافع بن عمرو النجار» والتصحيح من نسختي الأمير عبد الله وحيدرآباد. (سنرمز بعد الآن إلى نسخة الأمير ب- «ع» والثانية ب- «ح» ) . [5] الطبقات الكبرى 1/ 239. [6] قباء: أصله اسم بئر هناك عرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار (معجم البلدان 4/ 301) . [7] في سيرة ابن هشام (2/ 237) إنه وادي رانوناء. ويقول ياقوت (3/ 19) : وهذا لم أجده في غير كتاب ابن إسحاق الّذي لخّصه ابن هشام. وكلّ يقول: صلّى بهم في بطن الوادي في بني سالم. وانظر: سبل الهدى والرشاد للصالحي 3/ 387. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 بَيَاضَةَ، فَتَلَقَّاهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ، وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو، فَدَعُوهُ إِلَى النُّزُولِ فِيهِمْ، فَقَالَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ. فَأَتَى دُورَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُمْ أَخْوَالُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ [1] ، فَتَلَقَّاهُ سَلِيطُ بْنُ قَيْسٍ، وَرِجَالٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ، فَدَعُوهُ إِلَى النُّزُولِ وَالْبَقَاءِ عِنْدَهُمْ، فَقَالَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا [4 ب] مَأْمُورَةٌ. وَمَشَى حَتَّى أَتَى دُورَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، فَبَرَكَتِ النَّاقَةُ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ مِرْبَدُ تَمْرٍ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ. وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَحَرْثٌ وَخِرَبٌ، وَقُبُورٌ لِلْمُشْرِكِينَ. فَلَمْ يَنْزِلْ عَنْ ظَهْرِهَا، فَقَامَتْ وَمَشَتْ قَلِيلًا، وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُهَيِّجُهَا، ثُمَّ الْتَفَتَتْ فَكَرَّتْ إِلَى مَكَانِهَا وَبَرَكتْ فِيهِ، فَنَزَلَ عَنْهَا. فَأَخَذَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَحْلَهَا فَحَمَلَهُ إِلَى دَارِهِ. وَنَزَلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتٍ مِنْ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ. فَلَمْ يَزَلْ سَاكِنًا عِنْدَ أَبِي أَيُّوبَ حَتَّى بَنَى مَسْجِدَهُ وحُجَرَهُ فِي الْمِرْبَدِ. وَكَانَ قَدْ طَلَبَ شِرَاءَهُ فَأَبَتْ بَنُو النَّجَّارِ مِنْ بَيْعِهِ، وَبَذَلُوهُ للَّه وَعَوَّضُوا الْيَتِيمَيْنِ. فَأَمَرَ بِالْقُبُورِ فَنُبِشَتْ، وَبِالْخِرَبِ فَسُوِّيَتْ. وَبَنَى عِضَادَتَيْهِ [2] بِالْحِجَارَةِ، وَجَعَلَ سَوَارِيهِ [3] مِنْ جُذُوعِ النَّخْلِ، وَسَقَفَهُ بِالْجَرِيدِ. وَعَمِلَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ حِسْبَةً. فَمَاتَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ تِلْكَ الْأَيَّامَ بِالذُّبَحَةِ [4] . وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْأَنْصَارِ وَمِنْ نُقَبَائِهِمُ الْأَبْرَارِ. وَوَجَدَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْدًا لِمَوْتِهِ، وَكَانَ قَدْ كَوَاهُ. وَلَمْ يَجْعَلْ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ بَعْدَهُ نَقِيبًا وَقَالَ: أَنَا نَقِيبُكُمْ. فَكَانُوا يَفْخَرُونَ بِذَلِكَ. وَكَانَتْ يَثْرِبُ لَمْ تُمَصَّرْ، وَإِنَّمَا كَانَتْ قُرًى مُفَرَّقَةً: بَنُو مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ فِي قَرْيَةٍ، وَهِيَ مِثْلُ الْمَحِلَّةِ، وَهِيَ دَارُ بَنِي فُلَانٍ. كما في الحديث: «خير   [1] قال ابن هشام 2/ 238 «وهم أخواله دنيا- أمّ عبد المطّلب سلمى بنت عمرو» . [2] العضادة: من الطريق، الناحية، وأعضاد البيت: نواحيه. (تاج العروس 8/ 383، 384) . [3] السارية: الأسطوانة من حجر أو آجرّ. [4] الذبحة: داء يأخذ في الحلق وربّما قتل، أو قرحة تظهر فيه فينسدّ معها وينقطع النّفس فيقتل. يقال: أخذته الذّبحة. (تاج العروس 6/ 372) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 دُورِ الْأَنْصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ» [1] . وَكَانَ بَنُو عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ لَهُمْ دَارٌ، وَبَنُو مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ كَذَلِكَ، وَبَنُو سَالِمٍ كَذَلِكَ، وَبَنُو سَاعِدَةَ كَذَلِكَ، وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ كَذَلِكَ، وَبَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ كذَلَكِ، وَبَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ كَذَلِكَ، وَسَائِرُ بُطُونِ الْأَنْصَارِ كَذَلِكَ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ» [2] . وَأَمَرَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَنْ تُبْنَى الْمَسَاجِدُ فِي الدُّورِ. فَالدَّارُ- كَمَا قُلْنَا- هِيَ الْقَرْيَةُ. وَدَارُ بَنِي عَوْفٍ هِيَ قُبَاءٌ. فَوَقَعَ بِنَاءُ مَسْجِدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَكَانَتْ قَرْيَةً صَغِيرَةً. وَخَرَّجَ الْبُخَارِيُّ [3] مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة. ثم أرسل إِلَى بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوا. وَآخَى فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ. ثُمَّ فُرِضَتِ الزَّكَاةُ. وَأَسْلَمَ الْحَبْرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَأُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ، [وَكَفَرَ سَائِرُ الْيَهُودِ] [4] . قِصَّةُ إِسْلَامِ ابْنِ سَلامٍ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ   [1] صحيح البخاري 4/ 224: كتاب الفضائل، باب فضل دور الأنصار. [2] صحيح البخاري: الموضع السابق. [3] صحيح البخاري 4/ 263: كتاب الفضائل: باب مقدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه المدينة. [4] زيادة من «ح» . وأوردها ابن الملّا في المنتقى بلفظ «وكفر سائرهم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنك رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا. وَلَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فَادْعُهُمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي أَسْلَمْتُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَتَوْا، فَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ يهود، ويلكم اتّقوا الله، فو الّذي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَأَسْلِمُوا. قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ، فَأَعَادَ [1] ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ: فَأَيُّ رَجُلٍ فيكم عبد الله بن سلام [2] ؟ قالوا: ذلك سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا. قَالَ: أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟ قَالُوا: حَاشَ [للَّه] [3] ، مَا كان ليسلم. قال: [5 أ] يا بن سَلَّامٍ اخْرُجْ عَلَيْهِمْ. فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: وَيْلَكُمُ اتّقوا الله، فو الّذي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [4] إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، قَالُوا: كَذَبْتَ. فَأَخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِأَطْوَلَ مِنْهُ [5] . وَأَخْرَجَ مِنْ حَدِيثِ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعَ عَبْدُ الله ابن سَلامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي أَرْضٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الجَّنَةِ؟ وَمَا يَنْزَعُ الْوَلَدُ [6] إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا. قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ 2: 97 [7] . أمّا أوّل أشراط السّاعة، فنار تخرج   [1] في «ع» : (فإنّما ردّ) تحريف. [2] في سيرة ابن هشام 2/ 257 «الحصين بن سلام» . [3] سقطت من الأصل. وزدناها من ع، ح. والسيرة النبويّة لابن كثير 2/ 295. [4] في الأصل، ع: (إلّا الله) وأثبتنا نص ح والبخاري وعن ابن كثير: «فو الله الّذي لا إله إلّا هو» . [5] صحيح البخاري 4/ 252: كتاب الفضائل، باب هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة. [6] في ع: وما أول ما ينزع الولد إلى أبيه، ونصّ البخاري «وما بال الولد ينزع» . (انظر السيرة لابن كثير 2/ 296) . [7] سورة البقرة: من الآية 97. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 عَلَى النَّاسِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ. وَأَمَّا أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حُوتٍ. وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ [1] نَزَعَ إِلَى أُمِّهِ. فَتَشَهَّدَ وَقَالَ: إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ [2] ، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ عَنِّي بَهَتُونِي. فَجَاءُوا، فَقَالَ: أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا. قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟ قَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. فَخَرَجَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَتَنَقَّصُوهُ. قَالَ: هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ [3] . وَقَالَ عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، قَالُوا: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَجِئْتُ لِأَنْظُرَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ. فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ أَنْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَّنَّةَ بِسَلَامٍ. صَحِيحٌ [4] . وَرَوَى أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا به 2: 89 [5] ، قَالَ: كَانَتِ الْعَرَبُ تَمُرُّ بِالْيَهُودِ فَيُؤْذُونَهُمْ. وَكَانُوا يجدون محمّدا في التّوراة،   [1] في ع: وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل ... (انظر ابن كثير 2/ 296) . [2] البهت: الكذب. [3] صحيح البخاري 4/ 260، 261: كتاب الفضائل، باب في إسلام عبد الله بن سلام. [4] المسند لأحمد بن حنبل (5/ 451) وسنن الترمذي (2/ 79) . [5] سورة البقرة: من الآية 89. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 فَيَسْأَلُونَ اللَّهَ أَنْ يَبْعَثَهُ فَيُقَاتِلُونَ مَعَهُ الْعَرَبَ. فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ حِينَ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قِصَّةُ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ [1] ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَلَإِ بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوا، فَقَالَ: يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا [2] . قَالُوا: لَا وَاللَّهِ، لَا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللَّهِ. فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ: كَانَ [3] فِيهِ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ فِيهِ خِرَبٌ وَنَخْلٌ [4] . فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وَبِالْخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ. فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ [الْمَسْجِدِ] [5] ، وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ حِجَارَةً، وَجَعَلُوا يَنْقُلُونَ [ذَاكَ] [6] الصَّخْرَ، وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ، وَيَقُولُونَ: اللَّهمّ [إِنَّهُ] [7] لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُ الآخرة فانصر [5 ب] الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [8] . وَفِي رِوَايَةٍ: فَاغْفِرْ للأنصار.   [1] هو يزيد بن حميد الضّبعي. [2] ثامنوني بحائطكم، وقد وردت في موضع آخر من «صحيح البخاري» 4/ 266: «ثامنوني حائطكم» ، أي اجعلوا له ثمنا. أو سوموني، كما في شرح البخاري. [3] في صحيح البخاري «كانت» . [4] في صحيح البخاري: «وكان فيه نخل» . [5] زيادة من صحيح البخاري. [6] زيادة من صحيح البخاري. [7] زيادة من صحيح البخاري. [8] البخاري 4/ 266 كتاب الفضائل، باب مقدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه المدينة، ومسلم (524) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ابتناء مسجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فِي قِصَّةِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ: فَطَفِقَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ يَنْقِلُونَ اللَّبِنَ، وَيَقُولُ وَهُوَ يَنْقِلُ اللَّبِنَ مَعَهُمْ: هَذَا الْحِمَالُ، لَا حِمَالَ خَيْبَرْ ... هَذَا أَبَرُّ- ربّنا- وأطهر ويقول: اللَّهمّ لا خَيْرُ الْآخِرَه [1] ... فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَتَمَثَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعَشْر رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ فِي الْحَدِيثِ. وَلَمْ يَبْلُغْنِي فِي الْحَدِيثِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ غير هذه الأبيات. ذكره الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ [2] . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: ثَنَا نَافِعٌ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ، وَسَقْفُهُ الْجَرِيدُ، وَعُمُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ. فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا. وَزَادَ فِيهِ عُمَرُ، وَبَنَاهُ عَلَى بُنْيَانِهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ، وَأَعَادَ عُمُدَهُ خَشَبًا. وَغَيَّرَهُ عُثْمَانُ، فَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَبِيرَةً، وَبَنَى جِدَارَهُ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ وَالْقَصَّةِ [3] ، وَجَعَلَ عُمُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ، وَسَقْفَهُ بِالسَّاجِ [4] . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ يعلى بن شدّاد، عن عبادة   [1] في السيرة لابن كثير 2/ 304 «لا همّ إنّ الأجر أجر الآخرة» . [2] صحيح البخاري 4/ 266: كتاب الفضائل: باب هجرة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة. [3] القصّة: الجصّة، وقيل: الحجارة من الجصّ. كما في النهاية لابن الأثير. [4] السّاج: ضرب عظيم من الشجر، وخشب أسود يشبه الأبنوس، لا ينبت إلّا بالهند (تاج العروس 6/ 49، 50) . [5] صحيح البخاري: كتاب الصلاة، باب بنيان المسجد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ الْأَنْصَارَ جَمَعُوا مَالًا، فَأَتَوْا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْنِ بِهَذَا الْمَسْجِدَ وَزَيِّنْهُ، إِلَى مَتَى نُصَلِّي تَحْتَ هَذَا الْجَرِيدِ؟ فَقَالَ: مَا بِي رغبة من أَخِي مُوسَى، عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسَى [1] . وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي قَوْلِهِ «كَعَرِيشِ مُوسَى» ، قَالَ: إِذَا رَفَعَ يَدَهُ بَلَغَ الْعَرِيشَ، يَعْنِي السَّقْفَ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَنَيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَقُولُ: قَرِّبُوا الْيَمَامِيَّ [2] مِنَ الطِّينِ، فَإِنَّهُ مِنْ أَحْسَنِكُمْ لَهُ بِنَاءً. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مَسْجِدِي هَذَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِأَطْوَلَ مِنْهُ [3] . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدَ إِلَّا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ. صَحِيحٌ [4] . وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وَعَمَّارٌ يَحْمِلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، يَعْنِي فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ. فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ ينف عنه   [1] انظر: دلائل النبوّة للبيهقي (2/ 262) ، والبداية والنهاية لابن كثير: (3/ 215) ، ووفاء ألوفا بأخبار دار المصطفى للمسهودي (1/ 242) قال ابن كثير: وهذا حديث غريب من هذا الوجه: (انظر السيرة النبويّة له 2/ 304) . [2] اليماميّ: نسبة إلى اليمامة. وهو طلق بن عليّ السّحيمي، ويقال طلق بن ثمامة. كان من الوفد الذين قدموا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اليمامة فأسلموا. مشهور له صحبة وفائدة ورواية. ترجمته في طبقات ابن سعد (5/ 552) . أسد الغابة (3/ 92) . الإصابة في تمييز الصّحابة (2/ 232، تهذيب التهذيب (5/ 33) . [3] صحيح مسلم 1398: كتاب الحجّ، باب بيان أنّ المسجد الّذي أسّس على التّقوى هو مسجد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة. [4] صحيح البخاري 2/ 56: كتاب الصلاة، أبواب التطوّع، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة. وصحيح مسلم 1354: كتاب الحجّ، باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 التُّرَابَ وَيَقُولُ: «وَيْحَ عَمَّارٍ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ دُونَ قَوْلِهِ «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ، وَهِيَ زِيَادَةٌ ثَابِتَةُ الْإِسْنَادِ [1] . وَنَافَقَ طَائِفَةٌ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، فَأَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ مُدَارَاةً لِقَوْمِهِمْ. فَمِمَّنْ ذُكِرَ مِنْهُمْ: مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ: الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدِ بن الصّامت.   [1] صحيح البخاري: كتاب الصلاة، باب التعاون في بناء المسجد. ولم ترد جملة «تقتله الفئة الباغية» في روايتي أبي ذرّ والأصيلي عن البخاري. وقول الذهبي «زيادة ثابتة الإسناد» يفسّره قول ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري 1/ 451) : «واعلم أنّ هذه الزيادة لم يذكرها الحميدي في الجمع» وقال: إنّ البخاري لم يذكرها أصلا، وكذا قال أبو مسعود. قال الحميديّ: ولعلّها لم تقع للبخاريّ، أو وقعت فحذفها عمدا. قال: وقد أخرجها الإسماعيليّ والبرقاني في هذا الحديث. قلت: ويظهر لي أنّ البخاري حذفها عمدا، وذلك لنكتة خفيّة، وهي أنّ أبا سعيد الخدريّ اعترف أنّه لم يسمع هذه الزيادة من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فدلّ على أنّها في هذه الرواية مدرجة. والرواية الأولى التي بيّنت ذلك ليست على شرط البخاري. وقد أخرجها البزّار من طريق داود بن أبي هند، عن أبي ندرة، عن أبي سعيد، فذكر الحديث في بناء المسجد وحملهم لبنة لبنة، وفيه: فقال أبو سعيد: فحدّثني أصحابي ولم أسمع من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: يا بن سميّة، تقتلك الفئة الباغية» . وأخرج الحديث: مسلم (2916) في الفتن، باب: لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل فيتمنّى أن يكون مكان الميت من البلاء. وعن أمّ سلمة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعمّار: «تقتلك الفئة الباغية» . وعن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعمّار: «أبشر عمّار تقتلك الفئة الباغية» . (رواه التّرمذي 3802) في المناقب، باب، مناقب عمّار بن ياسر، وهو حديث صحيح. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وفي الباب: عن أمّ سلمة، وعبد الله بن عمر، وأبي اليسر، وحذيفة. وقال ابن حجر: روى حديث «تقتل عمّارا الفئة الباغية» جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان، وأمّ سلمة عند مسلم. وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمّار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة، أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم. (جامع الأصول 9/ 43) ورواه الطبراني في المعجم الكبير 4/ 98 رقم 3720 و 4/ 200 رقم (4030 و 1/ 300 رقم 954) و (المعجم الصغير 1/ 187) وابن جميع الصّيداوي في (معجم الشيوخ 284 بتحقيقنا) وابن عساكر في (تاريخ دمشق 9/ 355) و (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 150) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 وَكَانَ أَخُوهُ خَلَّادُ رَجُلًا صَالِحًا، وَأَخُوهُ الْجَلَّاسُ [1] . دُونَ خَلَّادٍ فِي الصَّلَاحِ. وَمِنَ الْمُنَافِقِينَ: نَبْتَلُ بْنُ الْحَارِثِ [2] . وَبِجَادُ [3] بْنُ عُثْمَانَ. وَأَبُو حَبِيبَةَ ابن الْأَزْعَرِ أَحَدُ مَنْ بَنَى مَسْجِدَ الضِّرَارِ [4] . وَجَارِيَةُ بْنُ عَامِرٍ، وَابْنَاهُ: زَيْدٌ وَمُجَمِّعٌ. وَقِيلَ لَمْ يَصِحَّ عَنْ مُجَمِّعٍ النفاق، وَإِنَّمَا ذُكِرَ فِيهِمْ لِأَنَّ قَوْمَهُ جَعَلُوهُ إِمَامَ مَسْجِدِ الضِّرَارِ [5] . وَعَبَّادُ بْنُ حُنَيْفٍ. وَأَخَوَاهُ سَهْلٌ وَعُثْمَانُ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ. وَمِنْهُمْ: بِشْرٌ، وَرَافِعٌ، ابْنَا زَيْدٍ. وَمِرْبَعٌ، وَأَوْسٌ، ابْنَا قَيْظِيٍّ [6] . وَحَاطِبُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَرَافِعُ [6 أ] بْنُ وَدِيعةَ، وَزَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، ثَلَاثَتُهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَارِ، وَالْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ الْخَزْرَجِيُّ، مِنْ بَنِي جُشَمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنُ سَلُولٍ، مِنْ بَنِي عَوْفٍ بْنُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ رَئِيسَ الْقَوْمِ. وَمِمَّنْ أَظْهَرَ الإيمان من اليهود ونافق بعد:   [1] الجلابس: بالجيم، في: المحبّر لابن حبيب 467، والمعارف لابن قتيبة 343، وأنساب الاشراف للبلاذري 1/ 275، والاستيعاب لابن عبد البرّ 264، والإكمال لابن ماكولا 3/ 170، وأسد الغابة لابن الأثير 1/ 291، ومشتبه النسبة للذهبي 1/ 196، والوافي بالوفيات للصفدي 11/ 178 رقم 262، وإمتاع الأسماع للمقريزي 453، والإصابة لابن حجر 15/ 509 وانظر عنه: سيرة ابن هشام 2/ 258 و 261 وأثبته محقّقا: جوامع السيرة لابن حزم (الخلاس) بالخاء، وكذا محقّق: الدرر لابن عبد البرّ. [2] من بني لوذان بن عمرو بن عوف: وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أحبّ أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث» . (سيرة ابن هشام 2/ 259) [3] في الأصل وسائر النسخ: نجاد بالنون، والتصحيح من ابن هشام (2/ 259) ، والمحبّر (467) وأنساب الأشراف (1/ 275) وتاريخ الطبري (3/ 111) . وأثبته شعيرة- ص 80 «نجاب» وهو ترجيح خاطئ. [4] سيرة ابن هشام 2/ 259. [5] السيرة. [6] السيرة 2/ 261. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 أَسْعَدُ [1] بْنُ حُنَيْفٍ، وَزَيْدُ بْنُ اللُّصَيْتِ، وَرَافِعُ بن حرملة [2] ، ورفاعة ابن زَيْدِ بْنُ التَّابُوتِ [3] ، وَكِنَانَةُ بْنُ صُورِيَا [4] . وَمَاتَ فِيهَا: الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ السُّلَمِيُّ [5] أَحَدُ نُقَبَاءِ الْعَقَبَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ. وَتَلَاحَقَ الْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ تَأَخَّرُوا بِمَكَّةَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا مَحْبُوسٌ أَوْ مَفْتُونٌ. وَلَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا أَسْلَمَ أَهْلُهَا. إِلَّا أَوْسُ [اللَّهِ] [6] ، وَهُمْ حَيٌّ مِنَ الْأَوْسِ، فَإِنَّهُمْ أَقَامُوا عَلَى شِرْكِهِمْ. وَمَاتَ فِيهَا: الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ وَالِدُ خَالِدٍ، وَالْعَاصُ بْنُ وَائِلِ السَّهْميُّ وَالِدُ عَمْرٍو بِمَكَّةَ عَلَى الْكُفْرِ. وَكَذَلِكَ: أَبُو أُحَيْحةَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ الْأُمَوِيُّ تُوُفِّيَ بِمَالِهِ بِالطَّائِفِ. وَفِيهَا: أُرِيَ الْأَذَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فشرع الأذان على ما رأيا [7] .   [1] في الأصول، وطبعة القدسي وطبعة شعيرة «سعد» والتصويب من سيرة ابن هشام 2/ 261. [2] ويقال «ابن حريملة» بالتصغير. انظر: المحبّر 470 وأنساب الأشراف 1/ 285 والدرر لابن عبد البر 102 وعيون الأثر 1/ 218 وسيرة ابن هشام 2/ 261 وقال: «وهو الّذي قال له الرسول صلى اللَّه عليه وسلم- حين مات-: «قد مات اليوم عظيم من عظماء المنافقين» . [3] المحبّر 470. [4] سيرة ابن هشام 2/ 262 وفي المحبّر 470 «صويراء» . [5] السّلمي: نسبة إلى سلمة (بكسر اللّام) بطن من الأنصار. والنّسبة إليها عند النّحويين بفتح اللّام، والمحدّثون يكسرونها. (اللباب في تهذيب الأنساب: 2/ 129) . انظر عنه: المحبّر 270 و 271 و 273 و 416. [6] سقطت من الأصل، وزدناها من ع، ح. [7] في الأصل وفي طبعة شعيرة 82، (رأينا) والتصحيح من ع. ح، وانظر حول ذلك: الطبقات الكبرى 1/ 246 وما بعدها، وسيرة ابن هشام 2/ 253، وعيون الأثر 1/ 203، والسيرة لابن كثير 2/ 334. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 وَفِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَقَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَاءً لِحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَعْتَرِضُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ. وَهُوَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عُقِدَ فِي الْإِسْلَامِ [1] . وَفِيهَا: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَبَا رَافِعٍ إِلَى مَكَّةِ لِيَنْقُلَا بَنَاتَهُ وَسَوْدَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. وَفِي ذِي الْقِعْدَةِ عَقَدَ لِوَاءً لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، لِيُغِيرَ عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ أَوْ بَنِي جُهَيْنَةَ. ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَكَانَ أَوَّلُ رَايَةٍ عَقَدَهَا رَايَةَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ [2] . وَفِيهَا: آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، عَلَى الْمُوَاسَاةِ وَالْحَقِّ. وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، وَوَرَّثَ بَعْضَهُمْ من بعض، حتى نزلت: وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ 8: 75 [3] . وَالسَّبَبُ فِي قِلَّةِ مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذَا الْعَامِ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ السِّنِينَ، أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا قَلِيلِينَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ بَعْدَهُمْ. فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَكُنْ إِلَّا بِبَعْضِ الْحِجَازِ، أَوْ مَنْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ، وَفِي خِلَافَةِ عُمَرَ- بل وقبلها-   [1] سيرة ابن هشام 3/ 20. [2] المحبّر 116 وانظر سيرة ابن هشام 3/ 18. [3] سورة الأنفال: من الآية 75، وانظر ترتيب مسند الطّيالسي، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في سورة الأنفال (2/ 19) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 انْتَشَرَ الْإِسْلَامُ فِي الْأَقَالِيمِ. فَبِهَذَا يَظْهَرُ لَكَ سَبَبُ قِلَّةِ مَنْ تُوُفِّيَ فِي صَدْرِ الْإِسْلَامِ، وَسَبَبُ كَثْرَةِ مَنْ تُوُفِّيَ فِي زَمَانِ التَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ. وَكَانَ فِي هَذَا الْقُرْبِ [1] أَبُو قَيْسِ بْنُ الْأَسْلَتِ [2] بْنُ جُشَمِ بْنُ وَائِلٍ الْأَوْسِيُّ الشَّاعِرُ. وَكَانَ يُعْدَلُ بِقَيْسِ بْنِ الْخَطِيمِ [3] فِي الشَّجَاعَةِ وَالشِّعْرِ. وَكَانَ يَحُضُّ الْأَوْسَ عَلَى الْإِسْلَامِ. وَكَانَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ يَتَأَلَّهُ [4] وَيَدَّعِي الْحَنِيفِيَّةَ، وَيَحُضُّ قُرَيْشًا عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ قَصِيدَتَهُ الْمَشْهُورَةَ الَّتِي أَوَّلُهَا [5] : أَيَا رَاكِبًا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ ... مُغَلْغَلَةً عَنِّي لُؤَيَّ بْنَ غَالِبِ أَقِيمُوا لَنَا دِينًا حَنِيفًا، فَأَنْتُمُو ... لَنَا قَادَةٌ، قَدْ يُقْتَدَى بالذّوائب (6 ب) رَوَى الْوَاقِدِيُّ عَنْ رِجَالِهِ قَالُوا: خَرَجَ ابْنُ الْأَسْلَتِ إِلَى الشَّامِ، فَتَعَرَّضَ آلَ جَفْنَةَ [6] فَوَصَلُوهُ. وسأل الرّهبان فدعوه إلى دينهم فلم   [1] هكذا في جميع النّسخ، ولعلّها بمعنى كان قريبا من ذلك الوقت. وجعلها ابن الملّا «وكان شاهد العرب» وهو قول لا معنى له. [2] في الأصل (الأسلم) تصحيف. وهو أبو قيس صيفي بن الأسلت الشاعر. ترجمته في الأغاني (17/ 117) وطبقات فحول الشعراء (189) والإصابة (3/ 251 و 4/ 161) والاستيعاب على هامش الإصابة (2/ 193 و 4/ 160) ، والمحبّر 420، وشرح المفضّليات 75، وخزانة الأدب 3/ 409- 413 ومعجم الشعراء في لسان العرب 335 رقم 864. للدكتور ياسين الأيوبي. [3] قيس بن الخطيم: شاعر مشهور من بني ظفر من الأوس، أدرك الإسلام، ولقي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الهجرة، فدعاه إلى الإسلام وحرص عليه، ولكنّه قتل قبل أن يسلم. ترجمته في الأغاني (3/ 1) وطبقات فحول الشعراء (190) ومعجم الشعراء للمرزباني (196) ، وطبقات الشعراء لابن سلام 52 و 65، ومعجم الشعراء في لسان العرب 336، 337 رقم 867 وقد طبع ديوانه في ليبزغ سنة 1914 [4] يتألّه: يتنسّك. [5] انظر القصيدة بتمامها في ديوانه (64- 70) وابن هشام (1/ 283- 286) والبداية والنهاية (3/ 154- 155) والروض الأنف (3/ 72- 74) . [6] آل جفنة: ملوك غسّان بالشّام، ترجع نسبتهم إلى جفنة بن عمرو مزيقياء بن عامر، وغسّان اسم ماء نزلوه فسمّوا به، ليس بأب ولا أمّ. (الاشتقاق لابن دريد 1/ 435) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 يُرِدْهُ. فَقَالَ لَهُ رَاهِبٌ: أَنْتَ تُرِيدُ دِينَ الْحَنِيفِيَّةِ، وَهَذَا وَرَاءَكَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ. ثُمَّ إِنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا، فَلَقِي زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ [1] ، فَقَصَّ عَلَيْهِ أَمْرَهُ. فَكَانَ أَبُو قَيْسٍ بَعْدُ يَقُولُ: لَيْسَ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا أَنَا وَزَيْدٌ. فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَقَدْ أَسْلَمَتِ الْخَزْرَجُ وَالْأَوْسُ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَوْسِ اللَّهِ فَإِنَّهَا وَقَفَتْ مَعَ ابْنِ الْأَسْلَتِ، وَكَانَ فَارِسُهَا وَخَطِيبُهَا، وَشَهِدَ يَوْمَ بُعَاثٍ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا قَيْسٍ، هَذَا صَاحِبُكَ الَّذِي كُنْتَ تَصِفُ. قَالَ: رَجُلٌ قَدْ بُعِثَ بِالْحَقِّ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عَلَيْهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ، أَنْظُرُ فِي أَمْرِي. وَكَادَ أَنْ يُسْلِمَ. فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَأَخْبَرَهُ بِشَأْنِهِ فَقَالَ: كَرِهْتَ وَاللَّهِ حَرْبَ الْخَزْرَجِ. فَغَضِبَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُسْلِمُ سَنَةً. فَمَاتَ قَبْلَ السَّنَةِ. فَرَوَى الْوَاقِدِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: لَقَدْ سُمِعَ يُوَحِّدُ عند الموت [2] .   [1] زيد بن عمرو بن نفيل: ابن عمّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: أحد المتفرّقين في طلب الأديان كما يقول ابن هشام. وكان يقول: أنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل، ثم من بني عبد المطّلب، ولا أراني أدركه، وأنا أو من به وأصدّقه وأشهد أنه نبيّ وكان يستقبل الكعبة في المسجد ويقول: لبّيك حقّا حقا، تعبّدا ورقّا. وقال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ يُبْعَثُ أمّة وحده، وأنه رآه في الجنّة يسحب ذيولا. وخرّج البخاري في كتاب الفضائل من صحيحه حديثا مطوّلا عنه، وفيه عن ابن عمر أنّ زيدا خَرَجَ إِلَى الشَّامِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ وَيَتَّبِعُهُ، فدلّ على الحنيفيّة دين إبراهيم، وأنه لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا، وَلَا يَعْبُدُ إلّا الله، فرفع يديه إلى السماء فقال: اللَّهمّ إنّي أشهد أنّي على دين إبراهيم. ترجمته في ابن هشام (1/ 222) والطبقات الكبرى (1/ 161 و 4/ 384) والمحبّر 170 و 171 و 175 وتاريخ الطبري (2/ 295) وانظر صحيح البخاري: كتاب فضائل أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب حديث: زيد بن عمرو بن نفيل. [2] انظر هذه القصة في ترجمة محصن بن أبي قيس بن الأسلت في الطبقات الكبرى (4/ 385) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 سَنَةُ اثْنَتَيْنِ فِي صَفَرِهَا: (غَزْوَةُ الْأَبْوَاءِ) [1] فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ غَازِيًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ سَعْدَ بْنَ عُبْادَةَ حَتَّى بَلَغَ وَدَّانَ [2] يُرِيدُ قُرَيْشًا وَبَنِي ضَمْرَةَ. فَوَادَعَ بَنِي ضَمْرَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَعَقَدَ ذَلِكَ مَعَهُ سَيِّدُهُمْ مَخْشِيُّ بْنُ عَمْرٍو. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَوَدَّانُ عَلَى أَرْبَعِ مَرَاحِلَ [3] . [بَعْثُ حَمْزَةَ [4]] ثُمَّ فِي أَحَدِ الرّبيعين:   [1] وتسمّى كذلك غزوة ودّان. والأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا. (معجم البلدان 1/ 79) . [2] ودّان: قرية جامعة من نواحي الفرع بين مكة والمدينة، بينها وبين الأبواب نحو من ثمانية أميال، قريبة من الجحفة. (معجم البلدان 5/ 365) . [3] قال ابن هشام: هي أول غزوة غزاها. (السيرة 3/ 18) وانظر: الطبقات الكبرى 2/ 8 وتهذيب سيرة ابن هشام 130 والروض الأنف 3/ 25، وتاريخ الرسل والملوك 2/ 470، وتاريخ خليفة 56 وعيون الأثر 1/ 224 والبداية والنهاية 3/ 241، وعيون التواريخ 1/ 107. [4] العنوان مضاف إلى الأصل للتوضيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 بَعَثَ عَمَّهُ حَمْزَةَ فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى سَيْفِ الْبَحْرِ مِنْ نَاحِيَةِ الْعِيصِ [1] . فَلَقِيَ أَبَا جَهْلٍ فِي ثَلَاثِمَائَةٍ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: فِي مَائَةٍ وَثَلَاثِينَ رَاكِبًا. وَكَانَ مَجْدِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْجُهَنِيُّ وَقَوْمُهُ حُلَفَاءَ الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا، فَحَجَزَ بَيْنَهُمْ مَجْدِيَّ بْنَ عَمْرِو الْجُهَنِيَّ [2] . [بَعْثُ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ] وَبُعِثَ فِي هَذِهِ الْمُدَّةِ عُبَيْدَةُ بن الحارث بن المطلب [3] بن عبد مناف، فِي سِتِّينَ رَاكِبًا أَوْ نَحْوِهِمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. فَنَهَضَ حَتَّى بَلَغَ مَاءً بِالْحِجَازِ بِأَسْفَلِ ثَنِيَّةِ الْمِرَّةِ [4] . فَلَقِيَ بِهَا جَمْعًا مِنْ قُرَيْشٍ، عَلَيْهِمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَقِيلَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ. فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ. إِلَّا أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ كَانَ فِي ذَلِكَ الْبَعْثِ، فَرَمَى بِسَهْمٍ، فَكَانَ أَوَّلُ سَهْمٍ رُمِيَ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَفَرَّ الْكُفَّارُ يَوْمَئِذٍ إِلَى الْمُسْلِمِينَ: الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيِّ حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ الْمَازِنِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَبْدِ مَنَافَ. وَكَانَا مُسْلِمَيْنِ، وَلَكِنَّهُمَا خَرَجَا ليتوصّلا بالمشركين [5] .   [1] العيص: عرض من أعراض المدينة على ساحل البحر. قال ابن إسحاق: من ناحية ذي المروة بطريق قريش التي كانوا يأخذون منها إلى الشام. (معجم البلدان 4/ 173) . [2] انظر: السيرة لابن هشام 3/ 20، التهذيب 131، عيون الأثر 1/ 224 البداية والنهاية 3/ 244. [3] في ع: عبد المطّلب، خطأ. وانظر ترجمته في الإصابة (2/ 449) . [4] ذكر ابن سعد والواقديّ: أنّ هذا الماء «أحياء» من بطن رابغ، ورابغ على عشرة أميال من الجحفة. وثنيّة المرّة بالكسر وتشديد الرّاء، وقال ياقوت بالفتح وتخفيف الراء من نواحي مكة. [5] انظر: السيرة 3/ 18، التهذيب 130، الطبقات الكبرى 2/ 7، الروض الأنف 3/ 25، 26، عيون الأثر 1/ 225. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 [غَزْوَةُ بُوَاطٍ [1]] وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ غَازِيًا. فَاسْتَعْمَلَ عَلَى المدينة السّائب ابن عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ. حَتَّى بَلَغَ بُوَاطٍ مِنْ نَاحِيَةِ رَضْوَى [2] ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ حَرْبًا [3] . [غَزْوَةُ الْعُشَيْرَةِ] وَخَرَجَ غَازِيًا فِي جُمَادَى الْأُولَى، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ، حَتَّى بَلَغَ الْعُشَيْرَةَ [4] ، فَأَقَامَ هُنَاكَ أَيَّامًا، وَوَادَعَ بَنِي مُدْلَجٍ. ثُمَّ رَجَعَ فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ أَيَّامًا. وَالْعُشَيْرَةُ [مِنْ] [5] بَطْنِ يَنْبُعَ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ [6] : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن خثيم [7] عن محمد بن كعب [7 أ] الْقُرَظِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوكَ مُحَمَّدُ بْنُ خُثَيْمٍ الْمُحَارِبِيُّ [8] ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَفِيقَيْنِ فِي غَزْوَةِ الْعشيرة مِنْ بَطْنِ يَنْبُعَ. فَلَمَّا نَزَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ به شهرا،   [1] بواط: جبل من جبال جهينة من ناحية رضوى (معجم البلدان 1/ 503) . [2] رضوى جبل بالمدينة معروف. [3] السيرة 3/ 21، التهذيب 131، الطبقات الكبرى 2/ 8، 9، الروض الأنصف، 3/ 27، تاريخ خليفة 57، تاريخ الرسل 2/ 407، عيون الأثر 1/ 226 البداية والنهاية 3/ 246. [4] العشيرة: بلفظ تصغير العشرة، يضاف إليه (ذو) فيقال ذو العشيرة، وهي من ناحية ينبع بين مكة والمدينة: وفي صحيح البخاري أنّها العشيرة أو العشيراء، وقيل العسيرة والعسيراء، بالسّين المهملة، والصّحيح أنّه العشيرة. قال ابن إسحاق: هو من أرض بني مدلج. (معجم البلدان 4/ 127) . [5] سقطت من الأصل وأثبتناها من ع، ح. [6] في الأصل و (ع) يونس عن ابن إسحاق، والتصحيح من ح. وهو يونس بن أبي إسحاق عمرو ابن عبد الله الهمدانيّ السّبيعي أبو إسرائيل الكوفي، توفي سنة 159 هـ-. (تهذيب التهذيب 11/ 433) . [7] في الأصل و (ع) : خيثم، تصحيف تصحيحه من ح وتهذيب التهذيب (11/ 357) . [8] في ح: البخاري، خطأ. والمحاربي نسبة إلى محارب بطن من قريش (اللباب 3/ 170) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 فَصَالَحَ بِهَا بَنِي مُدْلِجٍ. فَقَالَ لِي عَلِيٌّ: هَلْ لَكَ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ، نَفَرٌ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ يَعْمَلُونَ فِي عَيْنٍ لَهُمْ، نَنْظُرُ كَيْفَ يَعْمَلُونَ؟ فَأَتَيْنَاهُمْ فَنَظَرْنَا إليهم ساعة، ثم غشينا النّوم فنمنا. فو الله مَا أَهَبَّنَا إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَمِهِ، فَجَلَسْنَا. فَيَوْمَئِذٍ قَالَ لِعَلِيٍّ: يَا أَبَا تُرَابٍ، لِمَا عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ [1] . [غَزْوَةُ بَدْرٍ الْأُولَى] وَخَرَجَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ فِي طَلَبِ كُرْزِ بْنِ جَابِرِ الْفِهْرِيِّ، وَكَانَ قَدْ أَغَارَ عَلَى سَرْحِ [2] الْمَدِينَةِ. فَبَلَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادِيَ سَفَوَانَ [3] مِنْ نَاحِيَةِ بَدْرٍ، فَلَمْ يَلْقَ حَرْبًا. وَسُمِّيَتْ بَدْرًا الْأُولَى. وَلَمْ يُدْرِكْ كُرْزًا [4] . [سَرِيَّةُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ] وَبُعِثَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي ثَمَانِيَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَبَلَغَ الْخَرَّارَ [5] . ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ [6] . [بَعْثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ] قَالَ عُرْوَةُ: ثُمَّ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي رَجَبٍ- عَبْدَ اللَّهِ بنَ جحش   [1] انظر: السيرة 3/ 21، 22، التهذيب 131، 132، الطبقات 2/ 9، 10، الروض الأنف 3/ 27، تاريخ خليفة 57، تاريخ الرسل والملوك 2/ 408 عيون الأثر 1/ 226، البداية والنهاية 3/ 246، عيون التواريخ 1/ 107، 108. [2] السرح: الإبل والغنم. [3] سفوان: بفتح أوّله وثانيه، واد من ناحية بدر. (معجم البلدان 3/ 225) . [4] وتسمّى غزوة سفوان. (السيرة 3/ 22 تاريخ الخليفة 57) . [5] في الأصل وسائر النّسخ: الحوار، تصحيف. والخرار: موضع بالحجاز يقال هو قرب الجحفة، وقيل واد من أودية، وقيل ماء بالمدينة. (معجم البلدان 2/ 350) . [6] السيرة 3/ 22، البداية والنهاية 3/ 248، عيون التواريخ 1/ 108. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 الْأَسَدِيَّ، وَمَعَهُ ثَمَانِيَةٌ. وَكَتَبَ مَعَهُ كِتَابًا، وَأَمَرَهُ أَنْ لَا يَنْظُرَ فِيهِ حَتَّى يَسِيرَ يَوْمَيْنِ. فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ وَجَدَهُ: إِذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا فَامْضِ حَتَّى تَنْزِلَ بَيْنَ نَخْلَةَ وَالطَّائِفِ [1] ، فَتَرْصُدَ لَنَا قُرَيْشًا، وَتَعْلَمَ لَنَا مِنْ أَخْبَارِهِمْ. فَلَمَّا نَظَرَ عَبْدُ اللَّهِ فِي الْكِتَابِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: قَدْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَمْضِيَ إِلَى نَخْلَةَ، وَنَهَانِي أَنْ أَسْتَكْرِهَ أَحَدًا مِنْكُمْ. فَمَنْ كَانَ يُرِيدُ الشَّهَادَةَ فَلْيَنْطَلِقْ، وَمَنْ كَرِهَ الْمَوْتَ فَلْيَرْجِعْ. فَأَمَّا أَنَا فَمَاضٍ لِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَمَضَى وَمَضَى مَعَهُ الثَّمَانِيَةُ، وَهُمْ: أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ، وَعُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، وَسُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ الْفِهْرِيُّ، وَخَالِدُ بن البكير. فسلك يهم عَلَى الْحِجَازِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِمَعْدِنٍ فَوْقَ الْفُرُعِ يُقَالُ لَهُ بُحْرَانُ [2] ، أَضَلَّ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بَعِيرًا لَهُمَا، فَتَخَلَّفَا فِي طَلَبِهِ. وَمَضَى عَبْدُ اللَّهُ بِمَنْ بَقِيَ حَتَّى نَزَلَ بِنَخْلةَ. فَمَرَّتْ بِهِمْ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ تَحْمِلُ زَبِيبًا وَأُدْمًا [3] ، وَفِيهَا عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَجَمَاعَةٌ. فَلَمَّا رَآهُمُ الْقَوْمُ هَابُوهُمْ. فَأَشْرَفَ لَهُمْ عُكَّاشَةُ، وَكَانَ قَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ أَمِنُوا، وَقَالُوا: عُمَّارٌ [4] لَا بَأْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهُمْ. وَتَشَاوَرَ الْقَوْمُ فِيهِمْ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ رَجَبٍ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُمْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَيَدْخُلُنَّ الْحَرَمَ فَلَيَمْتَنِعُنَّ مِنْكُمْ بِهِ، وَلَئِنْ قَتَلْتُمُوهُمْ لتقتلنّهم في   [1] نخلة: وتسمى نخلة اليمانية: واد بينه وبين مكة مسيرة ليلتين (معجم البلدان 5/ 277) والطّائف: هي وادي وجّ، وبه كانت تسمّى قديما، بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخا (معجم البلدان 4/ 8) . [2] بحران: بالضم، وهو المشهور، ويفتح: موضع بناحية الفرع، وبين الفرع والمدينة ثمانية برد. والمعدن مكان كلّ شيء فيه أصله. ويقال إنّ معدن بحران هذا كان للحجّاج بن علاط البهزيّ. (معجم البلدان 1/ 341) . [3] الأدم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ. [4] العمّار: المعتمرون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 الشَّهْرِ الْحَرَامِ. وَتَرَدَّدُوا، ثُمَّ أَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِمْ وأخذ تجارتهم، فرمى واقد ابن عَبْدِ اللَّهِ عَمْرَو بْنَ الْحَضْرَمِيِّ فَقَتَلَهُ، وَاسْتَأْسَرُوا عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ. وَأَفْلَتَ نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَقْبَلَ ابْنُ جَحْشٍ وَأَصْحَابُهُ بِالْعِيرِ وَالْأَسِيرَيْنِ، حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِيَنَةَ. وَعَزَلُوا خُمْسَ مَا غَنِمُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ كَذَلِكَ. وَأَنْكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ، فنزلت: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ [1] 2: 217 الآية، وقبل [7 ب] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفِدَاءَ فِي الْأَسِيرَيْنِ. فَأَمَّا عُثْمَانُ فَمَاتَ بِمَكَّةَ كَافِرًا، وَأَمَّا الْحَكَمُ فَأَسْلَمَ وَاسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ [2] . وَصُرِفَتِ الْقِبْلَةُ فِي رَجَبٍ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ [3] . [غَزْوَةُ بَدْرٍ الْكُبْرَى] مِنَ السِّيرَةِ لِابْنِ إِسْحَاقَ، رِوَايَةُ الْبَكَّائِيِّ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ قَدْ أَقْبَلَ مِنَ الشَّامِ فِي عِيرٍ وَتِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فِيهَا ثَلَاثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، منهم: مخرمة بن نوفل، وعمرو بن العاص. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذِهِ عِيرُ قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ، فَاخْرُجُوا إِلَيْهَا لَعَلَّ اللَّهَ يُنْفِلُكُمُوهَا. فَانْتَدَبَ النَّاسَ، فَخَفَّ بَعْضُهُمْ، وَثَقُلَ بَعْضٌ، ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَلْقَى حَرْبًا. وَاسْتَشْعَرَ أَبُو   [1] سورة البقرة، من الآية 217. [2] السيرة 3/ 22- 24 التهذيب 132- 135، الطبقات الكبرى 2/ 10، 11، تاريخ الرسل والملوك 2/ 410، الروض الأنف 3/ 28، 29، عيون الأثر 1/ 227- 230، البداية والنهاية 3/ 248- 252، عيون التواريخ 1/ 108- 111. [3] السيرة 3/ 35، الطبري 2/ 415. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 سُفْيَانَ فَجَهَّزَ مُنْذِرًا إِلَى قُرَيْشٍ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى أَمْوَالِهِمْ. فَأَسْرَعُوا الْخُرُوجَ، وَلَمْ يَتَخَلَّفْ مِنْ أَشْرَافِهِمْ أَحَدٌ، إِلَّا أَنَّ أَبَا لَهَبٍ قَدْ بَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ أَخَا أَبِي جَهْلٍ. وَلَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. وَكَانَ أُمَّيَةُ بْنُ خَلَفٍ شَيْخًا جَسِيمًا فَأَجْمَعَ الْقُعُودَ. فَأَتَاهُ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ- وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ- بِمِجْمَرَةٍ وَبُخُورٍ فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: أَبَا عَلِيٍّ، اسْتَجْمِرْ! فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنَ النِّسَاءَ. قَالَ: قَبَّحَكَ اللَّهُ، فَتَجَهَّزَ [1] وَخَرَجَ مَعَهُمْ. وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَامِنِ رَمَضَانَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ عَمْرَو بْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى الصَّلَاةِ. ثُمَّ رَدَّ أَبَا لُبَابَةَ مِنَ الرَّوْحَاءِ [2] وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَدَفَعَ اللِّوَاءَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَكَانَ أَمَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَايَتَانِ سَوْدَاوَانِ، إِحْدَاهُمَا مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَالْأُخْرَى مَعَ رَجُلٍ أَنْصَارِيٍّ. وَكَانَتْ رَايَةُ الْأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنُ مُعَاذٍ. فَكَانَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ سَبْعُونَ بَعِيرًا يَعْتَقِبُونَهَا [3] ، وَكَانُوا يَوْمَ بَدْرٍ ثَلَاثُمَائَةَ وَتِسْعَةَ عَشْرَ رَجُلًا. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيٌّ، وَمَرْثدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ يَعْتَقِبُونَ بَعِيرًا. وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَعْتَقِبُونَ بَعِيرًا. فَلَمَّا قَرُبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّفْرَاءِ [4] بَعَثَ اثْنَيْنِ يَتَجَسَّسَانِ أَمْرَ أَبِي سُفْيَانَ. وَأَتَاهُ الْخَبَرُ بِخُرُوجِ نَفِيرِ قُرَيْشٍ، فَاسْتَشَارَ النَّاسَ، فَقَالُوا: خَيْرًا. وَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْضِ لِمَا أَرَاكَ اللَّهُ فَنَحْنُ مَعَكَ، وَاللَّهِ لا   [1] في الأصل (فتجمّر) والتصحيح من ع، ح. وسيرة ابن هشام 3/ 31. [2] الرّوحاء: من عمل الفرع بالمدينة، على نحو من ثلاثين أو أربعين يوما منها. (معجم البلدان) ، ويقول العلّامة الأستاذ حمد الجاسر إنّها لا تزال معروفة وتسمّى (الرحا) على طريقة البدو في الإبدال (المغانم المطابة في معالم طابة للفيروزآبادي، قسم المواضع 161 هامش) . [3] يعتقبونها: يتعاقبون عليها ويتناوبونها. والاعتقاب: كالتعاقب: التداول. [4] الصفراء: واد من ناحية المدينة كثير النّخل والزّرع في طريق الحاجّ. بينه وبين بدر مرحلة. (معجم البلدان) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 نقول [1] كما قالت بنو إسرائيل لموسى: «اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون» [2] ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا مَعَكُمَا مقاتلون، فو الّذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ سِرْتَ بِنَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ [3] لَجَالَدْنَا مَعَكَ مِنْ دُونِهِ حَتَّى تَبْلُغَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ خَيْرًا وَدَعَا لَهُ. وَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، [والله] [4] لَوِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هذا البحر لخضناه مَعَكَ. فَسَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ، وَقَالَ: سِيرُوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّ رَبِّي قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا الْعِيرُ وإمّا النَّفِيرُ. وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ قَرِيبًا مِنْ بَدْرٍ. فَلَمَّا أَمْسَى بَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدًا فِي نفر إلى بدر [8 أ] يَلْتَمِسُونَ الْخَبَرَ. فَأَصَابُوا رَاوِيَةً [5] لِقُرَيْشٍ فِيهَا أَسْلَمُ وَأَبُو يَسَارٍ مِنْ مَوَالِيهِمْ، فَأَتَوْا بِهِمَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلُوهُمَا فَقَالَا: نَحْنُ سُقَاةٌ لِقُرَيْشٍ. فَكَرِهَ. الصَّحَابَةُ هَذَا الْخَبَرَ، وَرَجَوْا أَنْ يَكُونُوا سُقَاةً لِلْعِيرِ. فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُمَا، فَإِذَا آلَمَهُمَا الضَّرْبُ قَالَا: نَحْنَ مِنْ عِيرِ أَبِي سُفْيَانَ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلّي، فلما سلّم قال: إذا صدقا ضربتموها، وَإِذَا كَذَبَا تَرَكْتُمُوهُمَا. ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرَانِي أَيْنَ قُرَيْشٌ؟ قَالَا: هُمْ وَرَاءَ هَذَا الْكَثِيبِ. فَسَأَلَهُمَا: كَمْ يَنْحَرُونَ كُلَّ يَوْمٍ؟ قَالَا: عَشْرًا مِنَ الْإِبِلِ أَوْ تِسْعًا: فَقَالَ: الْقَوْمُ مَا بَيْنَ التِّسْعُمَائَةِ إِلَى الْأَلْفِ. وَأَمَّا اللَّذَانِ بَعَثَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَجَسَّسَانِ، فَأَنَاخَا بِقُرْبِ ماء بدر واستقيا   [1] في ح: لا نقول لك. وكذلك في السيرة 3/ 33. [2] استشهاد بالآية 24 من سورة المائدة. [3] برك الغماد: موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر، وقيل بلد باليمن، وقيل موضع في أقصى أرض هجر. (معجم البلدان) . [4] زيادة من ع، ح. [5] الإبل التي يستقى عليها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 فِي شَنِّهِمَا [1] . وَمَجْدِيُّ بْنُ عَمْرٍو بِقُرْبِهِمَا لَمْ يَفْطِنَا بِهِ. فَسَمِعَا جَارِيَتَيْنِ مِنْ جَوَارِي الْحَيِّ تَقُولُ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَى: إِنَّمَا تَأْتِي الْعِيرُ غَدًا أَوْ بَعْدَ غَدٍ، فَأَعْمَلُ لَهُمْ ثُمَّ أَقْضِيكِ. فَصَرَفَهُمَا مَجْدِيُّ، وَكَانَ عَيْنًا لِأَبِي سُفْيَانَ. فَرَجَعَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ. وَلَمَّا قَرُبَ أَبُو سُفْيَانَ مِنْ بَدْرٍ تَقَدَّمَ وَحْدَهُ حَتَّى أَتَى مَاءَ بَدْرٍ فَقَال لِمَجْدِيٍّ: هَلْ أَحْسَسْتَ أَحَدًا؟ فَذَكَرَ لَهُ الرَّاكِبَيْنِ. فَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ مَنَاخَهُمَا، فَأَخَذَ مِنْ أَبْعَارِ بَعِيرَيْهِمَا فَفَتَّهُ، فَإِذَا فِيهِ النَّوَى، فَقَالَ: هَذِهِ وَاللَّهِ عَلَائِفُ يَثْرِبَ. فَرَجَعَ سَرِيعًا فَصَرَفَ الْعِيرَ عَنْ طَرِيقِهَا، وَأَخَذَ طَرِيقَ السَّاحِلِ، وَأَرْسَلَ يُخْبِرُ قُرَيْشًا أَنَّهُ قَدْ نَجَا فَارْجِعُوا. فَأَبَى أَبُو جَهْلٍ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَرِدَ مَاءَ بَدْرٍ، وَنُقِيمَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَتَهَابُنَا الْعَرَبُ أَبَدًا. وَرَجَعَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بِبَنِي زُهْرَةَ كُلِّهِمْ، وَكَانَ فِيهِمْ مُطَاعًا. ثُمَّ نَزَلَتْ قُرَيْشٌ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى مِنَ الْوَادِي. وَسَبَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَاءِ بَدْرٍ. وَمَنَعَ قُرَيْشًا مِنَ السَّبَقِ إِلَى الْمَاءِ مَطَرٌ عَظِيمٌ لَمْ يُصِبِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ إِلَّا مَا لَبَّدَ لَهُمُ الْأَرْضَ. فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَدْنَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِ بَدْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ هَذَا الْمَنْزِلَ، أَمَنْزِلٌ أَنْزَلَكَهُ اللَّهُ فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَقَدَمَهُ أَوْ نَتَأَخَّرَ عَنْهُ، أَمْ هُوَ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ؟ فَقَالَ: بَلِ الرَّأْيُ وَالْحَرْبُ وَالْمَكِيدَةُ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ لَكَ بِمَنْزِلٍ، فَانْهَضْ بِنَا حَتَّى نَأْتِيَ أَدْنَى مَاءٍ مِنَ الْقَوْمِ فَنَنْزِلَهُ وَنُغَوِّرَ مَا وَرَاءَهُ مِنَ الْقُلُبِ [2] ، ثُمَّ نبني عليه حوضا فنملؤه مَاءً، فَنَشْرَبَ وَلَا يَشْرَبُونَ. فَاسْتَحْسَنَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلّم ذلك من   [1] الشن: القربة الصغيرة، أو كلّ آنية من جلد. [2] القلب: جمع قليب، وهو البئر (تاج العروس 4/ 72) وغوّر البئر، أي دفنها وطمّها وسدّها. ووردت في بعض الروايات «نعوّر» بالعين، ومنه حديث عليّ: أمره أن يغوّر آبار بدر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 رَأْيِهِ، وَفَعَلَ مَا أَشَارَ بِهِ، وَأَمَرَ بِالْقُلُبِ فَغُوِّرَتْ، وَبَنَى حَوْضًا وَمَلَأَهُ مَاءً. وَبُنِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرِيشٌ يَكُونُ فِيهِ، وَمَشَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَوْضِعِ الْوَقْعَةِ، فَأَرَى أَصْحَابَهُ مَصَارِعَ قُرَيْشٍ، يَقُولُ: هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ، وَهَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ. قال: فما عدا واحدا مِنْهُمْ مَصْرَعُهُ ذَلِكَ. ثُمَّ بَعَثَتْ قُرَيْشٌ فَحَزَرُوا الْمُسْلِمِينَ [1] . وَكَانَ فِيهِمْ فَارِسَانِ: الْمِقْدَادُ وَالزُّبَيْرُ. وَأَرَادَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ قُرَيْشًا عَلَى الرُّجُوعِ فَأَبَوْا. وَكَانَ الَّذِي صَمَّمَ عَلَى الْقِتَالِ أَبُو جَهْلٍ. فَارْتَحَلُوا مِنَ الْغَدِ قَاصِدِينَ نحو الماء. فلما [8 ب] رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلِينَ قَالَ: اللَّهمّ هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ أَقْبَلَتْ بِخُيَلَائِهَا وَفَخْرِهَا تُحَادُّكَ [2] وَتُكَذِّبُ رَسُولَكَ، اللَّهمّ فَنَصْرُكَ الّذي وعدتني، اللَّهمّ أحنهم [3] الغداة. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَدْ رَأَى عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ فِي الْقَوْمِ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ- إِنْ يَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ خَيْرٌ فَعِنْدَ صَاحِبِ [الْجَمَلِ] [4] الْأَحْمَرِ، إِنْ يُطِيعُوه يَرْشُدُوا. وَكَانَ خُفَافُ بْنُ إِيمَاءِ بْنِ رَحْضَةَ الْغِفَارِيُّ بَعَثَ إِلَى قُرَيْشٍ، حِينَ مَرُّوا بِهِ، بِجَزَائِرَ [5] هَدِيَّةٍ، وَقَالَ: إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ نُمِدَّكُمْ بِسِلَاحٍ وَرِجَالٍ فَعَلْنَا. فأَرَسْلَوُا إِلَيْهِ: أَنْ وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، قَدْ قَضَيْتَ الَّذِي يَنْبَغِي، فَلَعَمْرِي لَئِنْ كُنَّا إِنَّمَا نُقَاتِلُ النَّاسَ فَمَا بِنَا ضَعْفٌ، وَإِنْ كُنَّا إنما نُقَاتِلُ اللَّهَ، كَمَا يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ،   [1] حزر الشيء أو القوم: قدّر عددهم بالحدس والتخمين. [2] حادّه: غاضبه وعاداه. [3] أحنهم: من الحين وهو الموت والهلاك، أي أمتهم وأهلكهم. وفي الأصل و (ح) (أحتفهم) كأنه فعل من الحتف، وله وجه. ولكنّ الرواية ما أثبتناه كما في ع وأغلب كتب السيرة. (انظر سيرة ابن هشام 4/ 36) . [4] سقطت من الأصل، وأثبتناه من ع، ح. والسيرة 4/ 36. [5] في ح: «حين مرّوا به ابنا له بجزائر هديّة» والجزائر: جمع جزور: البعير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 مَا لِأَحَدٍ باللَّه مِنْ طَاقَةٍ. فَلَمَّا نَزَل النَّاسُ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ حَتَّى وَرَدُوا حَوْضَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعُوهُمْ. فَمَا شَرِبَ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ إِلَّا قُتِلَ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَسْلَمَ بَعْدُ، وَكَانَ إِذَا اجْتَهَدَ فِي يَمِينِهِ قَالَ: لَا وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ. ثُمَّ بَعَثَتْ قُرَيْشٌ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ الْجُمَحِيَّ لِيَحْزَرَ الْمُسْلِمِينَ. فَجَالَ بِفَرَسِهِ حَوْلَ الْعَسْكَرِ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: هُمْ ثَلَاثُمَائَةٍ يَزِيدُونَ قَلِيلًا أو ينقصونه. ولكن أمهلوني حتى انظر [أ] لِلْقَوْمِ كَمِينٌ أَوْ مَدَدٌ؟ وَضَرَبَ فِي الْوَادِي، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا. فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا. وَلَكِنْ قَدْ رَأَيْتُ- يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ- الْبَلَايَا تَحْمِلُ الْمَنَايَا، نَوَاضِحُ [1] يَثْرِبَ تَحْمِلُ الْمَوْتَ النَّاقِعَ. قَوْمٌ لَيْسَ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلَا مَلْجَأٌ إِلَّا سُيُوفُهُمْ، وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ يُقْتَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَقْتُلَ رَجُلًا مِنْكُمْ، فَإِذَا أَصَابُوا مِنْكُمْ أَعْدَادَهُمْ، فَمَا خَيْرُ الْعَيْشِ بَعْدَ ذَلِكَ؟ فَرُوا رَأْيَكُمْ. فَلَمَّا سَمِعَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ذَلِكَ مَشَى فِي النَّاسِ، فَأَتَى عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِنَّكَ كَبِيرُ قُرَيْشٍ وَسيدها وَالْمُطَاعُ فِيهَا، هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ لَا تَزَالُ تُذْكَرُ بِخَيْرٍ إلى آخِرِ الدَّهْرِ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا حَكِيمُ؟ قال: ترجع النّاس، وَتَحْمِلُ أَمْرَ حَلِيفِكَ عَامِرِ [2] بْنِ الْحَضْرَميِّ. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. أَنْتَ عَلَيَّ بِذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ حَلِيفِي فَعَلَيَّ عَقْلُهُ وَمَا أُصِيبُ مِنْ مَالِهِ. فَائْتِ ابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ- وَالْحَنْظَلِيَّةُ أُمُّ أَبِي جَهْلٍ- فَإِنِّي لَا أَخْشَى أَنْ يَشْجُرَ [3] أَمْرَ النَّاسِ   [1] النّواضح: جمع ناضح: البعير، أو غيره، الّذي يستقى عليه الماء. [2] في الأصل: عمرو، خطأ سيصوبه بعد قليل. وكذا في سيرة ابن هشام بالصيغتين 3/ 37. [3] في الأصل: يسحر، وفي ع (يسجر) وأثبتنا رواية ح. ويشجر فلان أمر النّاس أي يثير التخاصم والتنازع بينهم. (تاج العروس 12/ 140) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 غَيْرُهُ. ثُمَّ قَامَ عُتْبَةُ خَطِيبًا فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّكُمْ وَاللَّهِ مَا تَصْنَعُونَ بِأَنْ تَلْقَوْا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ شَيْئًا. وَاللَّهِ لَئِنْ أَصَبْتُمُوهُ لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَنْظُرُ فِي وَجْهِ الرَّجُلِ يَكْرَهُ النَّظَرَ إِلَيْهِ، قَتَلَ ابْنَ عَمِّهِ وَابْنَ خَالِهِ أَوْ رَجُلًا مِنْ عَشِيرَتِهِ. فَارْجِعُوا وَخَلُّوا بَيْنَ مُحَمَّدٍ وَبَيْنَ سَائِرِ الْعَرَبِ، فَإِنْ أَصَابُوُه فَذَاكَ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ أَكْفَاكُمْ وَلَمْ تَعَرَّضُوا مِنْهُ مَا تُرِيدُونَ. قَالَ حَكِيمٌ: فَأَتَيْتُ أَبَا جَهْلٍ فَوَجَدْتُهُ قَدْ شَدَّ دِرْعًا مِن جِرَابِهَا فَهُوَ يُهَيِّؤُهَا قُلْتُ: يَا أَبَا الْحَكَمِ، إِنَّ عُتْبَةَ قَدْ أَرْسَلَنِي بِكَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: انْتَفَخَ وَاللَّهِ سَحْرُهُ [1] حِينَ رَأَى مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ. كَلَّا، وَاللَّهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ. وَمَا بِعُتْبَةَ مَا قَالَ، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَأَى مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ أَكَلَةَ جَزُورٍ، وَفِيهِمُ ابْنُهُ قَدْ تَخَوَّفَكُمْ عَلَيْهِ. ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عَامِرِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَقَالَ: هَذَا حَلِيفُكَ يريد أن يرجع بالنّاس، وقد رأيت [9 أ] ثَأْرَكَ بِعَيْنِكَ، فَقُمْ فَانْشُدْ خُفْرَتَكَ [2] وَمَقْتَلَ أَخِيكَ. فقام عامر فكشف رأسه وصرخ: وا عمراه، وا عمراه. فَحَمِيَتِ الْحَرْبُ [3] وَحَقِبَ [4] أَمْرُ النَّاسِ وَاسْتَوْسَقُوا [5] عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ. وَأَفْسَدَ عَلَى النَّاسِ رَأْيَ عُتْبَةَ الَّذِي دَعَاهُمْ إِلَيْهِ. فَلَمَّا بَلَغَ عُتبَةَ قَوْلُ أَبِي جَهْلٍ: انْتَفَخَ وَاللَّهِ سَحْرُهُ، قَالَ: سَيَعْلَمُ مُصَفِّرٌ أُسْتَهُ [6] مَنِ انْتَفَخَ سَحْرُهُ. ثُمَّ الْتَمَسَ عُتْبَةُ بَيْضَةً لِرَأْسِهِ، فَمَا وجد في الجيش   [1] السّحر: الرئة، ويقال للجبان الّذي ملأ الخوف جوفه: انتفخ سحره. (تاج العروس 11/ 510، 511) . [2] الخفرة: الذمّة والجوار. وانشد خفرتك، أي أطلب من يجيرك. (تاج العروس 11/ 205) . [3] في ح: (نار الحرب) . [4] حقب: فسد واحتبس (تاج العروس 2/ 298) . [5] استوسقوا: استجمعوا وانضمّوا. [6] مصفر استه: كلمة تقال في الشتم، أو تقال للمتنعّم المترف الّذي لم تحنّكه التجارب والشدائد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 بَيْضَةً تَسَعُهُ مِنْ عِظَمِ هَامَتِهِ، فَاعْتَجَرَ [1] عَلَى رَأْسِهِ بِبُرْدٍ لَهُ. وَخَرَجَ الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ- وَكَانَ شَرِسًا سَيِّئَ الْخُلُقِ- فَقَالَ: أُعَاهِدُ اللَّهَ لأشربن مِنْ حَوْضِهِمْ أَوْ لَأَهْدِمَنَّهُ أَوْ لَأَمُوتَنَّ دُونَهُ. وَأَتَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَالْتَقَيَا فَضَرَبَهُ حَمْزَةُ فَقَطَعَ سَاقَهُ، وَهُوَ دُونَ الْحَوْضِ، فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ تَشْخَبُ رِجْلُهُ دَمًا. ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْحَوْضِ حَتَّى اقْتَحَمَ فِيهِ لِيَبِرَّ يَمِينَهُ، وَاتَّبَعَهُ حَمْزَةُ فَقَتَلَهُ فِي الْحَوْضِ. ثُمَّ إِنَّ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ خَرَجَ لِلْمُبَارَزَةِ بَيْنَ أَخِيهِ شَيْبَةَ، وَابْنِهِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَدَعَوْا لِلْمُبَارَزَةِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عَوْفٌ وَمُعَوَّذٌ ابْنَا عَفْرَاءَ وَآخَرُ مِنَ الْأَنْصَارِ. قالوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنَ الْأَنْصَارِ. قَالُوا: مَا لَنَا بِكُمْ مِنْ حَاجَةٍ، لِيَخْرُجْ إِلَيْنَا أَكَفَّاؤُنَا مِنْ قَوْمِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارِثِ، وَيَا حَمْزَةُ، وَيَا عَلِيُّ. فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُمْ، قَالُوا: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَتَسَمَّوْا لَهُمْ. فَقَالَ: أَكْفَاءٌ كِرَامٌ. فَبَارَزَ عُبَيْدَةُ- وَكَانَ أَسَنَّ الْقَوْمِ- عُتْبَةُ، وَبَارَزَ حَمْزَةُ شَيْبَةَ، وَبَارَزَ عَلِيٌّ الْوَلِيدَ. فَأَمَّا حَمْزَةُ فَلَمْ يُمْهِلْ شَيْبَةَ أَنْ قَتَلَهُ. وَأَمَّا عَلِيٌّ فَلَمْ يُمْهِلِ الْوَلِيدَ أَنْ قَتَلَهُ. وَاخْتَلَفَ عُتْبَةُ وَعُبَيْدَةُ بَيْنَهُمَا ضَرْبَتَيْنِ: كِلَاهُمَا أَثْبَتَ [2] صَاحِبَهُ. وَكَرَّ عَلِيٌّ وَحَمْزَةُ عَلَى عُتْبَةَ فَدَفَّفَا [3] عَلَيْهِ. وَاحْتَمَلَا عُبَيْدَةَ إِلَى أَصْحَابِهِمَا [4] . ثُمَّ تَزَاحَفَ الْجَمْعَانِ. وَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ أَنْ لَا يَحْمِلُوا حَتَّى يَأْمُرَهُمْ وَقَالَ: انْضَحُوهُمْ عَنْكُمْ بِالنَّبْلِ. وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم في العريش، معه أَبُو بَكْرٍ. وَذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ صَبِيحَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ. ثُمَّ عَدَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم   [1] الاعتجار: ليّ الثوب على الرأس من غير إدارة تحت الحنك. والعجرة، بالكسر: نوع من العمّة، يقال: فلان حسن العجرة (تاج العروس 12/ 538) . [2] أثبته: اصابه بحيث لا يتحرّك. [3] دفّف عليه: أجهز عليه، ومثلها ذفّف. [4] انظر الخبر في المغازي لعروة بن الزبير- ص 140، 141. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 الصُّفُوفَ بِنَفْسِهِ، وَرَجَعَ إِلَى الْعَرِيشِ وَمَعَهُ أَبُو بكر فقط. فجعل يناشد ربّه ويقول: يا ربّ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ الْيَوْمَ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ. وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بَعْضُ مُنَاشَدَتِكَ رَبِّكَ. فَإِنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لك ما وعدك. ثم خفق [1] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَبَهَ وَقَالَ: أَبْشِرْ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَتَاكَ النَّصْرُ، هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِعَنَانِ فَرَسِهِ يَقُودُهُ، عَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ. فَرُمِيَ مِهْجَعٌ- مَوْلَى عُمَرَ- بِسَهْمٍ، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ رُمِيَ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ النَّجَّارِيُّ بِسَهْمٍ وَهُوَ يَشْرَبُ مِنَ الْحَوْضِ، فَقُتِلَ. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ يُحَرِّضُهُمْ عَلَى الْقِتَالِ. فَقَاتَلَ عُمَيْرُ ابْنُ الْحُمَامِ حَتَّى قُتِلَ. ثُمَّ قَاتَلَ عَوْفُ بْنُ عَفْرَاءَ- وَهِيَ أُمُّهُ- حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى الْمُشْرِكيِنَ بِحَفْنَةٍ مِنَ الْحَصْبَاءِ وَقَالَ: شَاهَتِ الْوُجُوهُ. وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: شُدُّوا [2] عَلَيْهِمْ. فَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ، وَقَتَلَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيدِ الْكُفْرِ: فَقُتِلَ سَبْعُونَ وَأُسِرَ مِثْلُهُمْ. وَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْعَرِيشِ. وَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ عَلَى الْبَابِ [9 ب] بِالسَّيْفِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، يَخَافُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كرة الْعَدُوِّ. ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ بْنَ هَاشِمِ بْنِ الْحَارِثِ [3] فَلَا يقتله، ومن   [1] خفق: نعس نعسة ثم تنبه. [2] في الأصل: (صدوا) والتصحيح من ع. ح. والسيرة 3/ 39. [3] أبو البختريّ: هو العاص بن هاشم بن الحارث، وقيل: ابن هاشم. وهو الّذي ضرب أبا جهل بلحى بعير فشجّه حين أراد أن يمنع ابن أخي السيّدة خديجة من الوصول إليها، وهي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشعب، وكان يحمل قمحا يريد به عمّته. لذلك قيل إنّه كَانَ أَكَفَّ الْقَوْمِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإصابة 3/ 124) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 لَقِيَ الْعَبَّاسُ فَلَا يَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا خَرَجَ مُسْتَكْرَهًا. فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ [1] : أَنَقْتُلُ آبَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألحمنه [2] بالسيف. فبلغت رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَبَا حَفْصٍ [3] ، أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ [4] ؟ فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي فَلْأَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ يَقُولُ: مَا أَنَا آمِنٌ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قُلْتُ يَوْمَئِذٍ، وَلَا أَزَالُ مِنْهَا خَائِفًا، إِلَّا أَنْ تُكَفِّرَهَا عَنِّي الشَّهَادَةُ. فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. وَكَانَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ أَكَفَّ الْقَوْمِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَامَ فِي نقض الصّحيفة. فلقيه المجذّر بن ذياد [5] الْبَلَوِيُّ حَلِيفُ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَانَا عَنْ قَتْلِكَ. فَقَالَ: وَزَمِيلِي جُنَادَةُ اللَّيْثِيُّ؟ فَقَالَ الْمجذَّرُ: لَا وَاللَّهِ مَا أَمَرَنَا إِلَّا بِكَ وَحْدَكَ. فَقَالَ: لَأَمُوتَنَّ أَنَا وَهُوَ، لَا يَتَحَدَّثُ عَنِّي نِسَاءُ مَكَّةَ أَنِّي تَرَكْتُ زَمِيلِي حِرْصًا عَلَى الْحَيَاةِ. فَاقْتَتَلَا، فَقَتَلَهُ الْمُجَذَّرُ. ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ جَهَدْتُ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَأْسِرَ، فَآتِيكَ بِهِ، فَأَبَى إِلَّا أَنْ يُقَاتِلَنِي. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ صَدِيقًا لِي بِمَكَّةَ. قَالَ فَمَرَرْتُ بِهِ وَمَعِي أَدْرَاعٌ قَدِ اسْتَلَبْتُهَا، فَقَالَ لِي: هَلْ لَكَ فِيَّ، فَأَنَا خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأدراع؟ قُلْتُ: نَعَمْ، هَا اللَّهُ إذن. وطرحت   [1] هو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، من فضلاء الصّحابة، ومن السابقين إلى الإسلام، أَسْلَمَ قَبْلَ دُخُولِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الْأَرْقَمِ. وشهد بدرا وما بعدها، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة والمدينة. قتل يوم اليمامة شهيدا وهو ابن ثلاث- أو أربع- وخمسين سنة. (الإصابة 4/ 42، 43 رقم 264) . [2] ألحمه السيف: أي أمكن منه لحمه. ولحمه: ضربه. ورواية ابن هشام «لألحمنّه السيف» قال: ويقال «لألجمنّه السيف» بالجيم. (السيرة 3/ 39) [3] في طبعة القدسي 38 «أيا حفص» . [4] في ح وفي السيرة 3/ 39 «أيضرب وجه عمّ رسول الله بالسيف» ؟ [5] المحبّر 74، 177، و 467، المشتبه للذهبي 2/ 573. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 الأدراع، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَيَدِ ابْنِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ، أَمَا لَكُمْ حَاجَةٌ فِي اللَّبَنِ؟ يَعْنِي: مَن أَسَرَنِي افْتَدَيْتُ مِنْهُ بِإِبلٍ كَثِيرَةِ اللَّبَنِ. ثُمَّ جِئْتُ أَمْشِي بِهِمَا، فَقَالَ لِي أُمَّيَةُ: مَنِ الرَّجُلُ الْمُعَلَّمُ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ فِي صَدْرِهِ؟ قُلْتُ: حَمْزَةُ. قَالَ: ذَاكَ الّذي فعل بنا الأفاعيل. فو الله إِنِّي لَأَقُودَهُمَا، إِذْ رَآهُ بِلَالٌ، وَكَانَ يُعَذِّبُ بِلَالًا بِمَكَّةَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: رَأْسُ الْكُفْرِ أمية بن خلف؟ لا نجوت إن نجا [1] . قال: أتسمع يا بن السَّوْدَاءِ مَا يَقُولُ؟ ثُمَّ صَرَخَ بِلَالٌ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَنْصَارَ اللَّهِ، رَأْسُ الْكُفْرِ أُمَيَّةُ بن خلف، لا نجوت إن نجا. قال: فَأَحَاطُوا بِنَا، وَأَنَا أَذُبُّ عَنْهُ. فَأَخْلَفَ رَجُلٌ السَّيْفَ، فَضَرَبَ رِجْلَ ابْنِهِ فَوَقَعَ، فَصَاحَ أُمَيَّةُ صَيْحَةً عَظِيمَةً، فَقُلْتُ: انْجُ بِنَفْسِكَ، وَلَا نَجَاءَ، فو الله مَا أُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا. فَهَبَرُوهُمَا بِأَسْيَافِهِمْ. فَكَانَ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ بِلَالًا، ذَهَبَتْ أَدْرُاعِي، وَفَجَعَنِي بِأَسِيرَيَّ. وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَجُلٍ مِنْ غِفَارٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَابْنُ عَمٍّ لِي حَتَّى أَصْعَدْنَا فِي جَبَلٍ يشرف بنا على بدر، ونحن مشركان، ننتظر الدَّائِرَةَ عَلَى مَنْ تَكُونُ، فَنَنْتَهِبُ [2] . فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْجَبَلِ، إِذْ دَنَتْ مِنَّا سَحَابَةٌ، فَسَمِعْتُ فِيهَا حَمْحَمَةَ الْخَيْلِ، فَسَمِعْتُ قَائِلًا يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ [3] . فَأَمَّا ابْنُ عَمِّي فَانْكَشَفَ قِنَاعُ قَلْبِهِ [10 أ] فَمَاتَ مَكَانَهُ، وَأَمَّا أَنَا فَكِدْتُ أَهْلَكَ، ثُمَّ تَمَاسَكْتُ. رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَى الَّذِي بَعْدَهُ [4] ابْنُ حَزْمٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ من بني ساعدة عن أبي أسيد   [1] زاد في ح بعد هذا: «قلت: أي بلال، أبأسيري؟ قال: لا نجوت إن نجا» . وانظر: السيرة 3/ 41. [2] في ح: فننتهب مع من ينتهب. وانظر السيرة 3/ 41. [3] حيزوم: اسم فرس جبريل عليه السلام، وقيل اسم فرس من خيل الملائكة. [4] هكذا في الأصل وسائر النّسخ، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: لَوْ كَانَ مَعِي بَصَرِي وَكُنْتُ بِبَدْرٍ لَأَرَيْتُكُمُ [1] الشِّعْبَ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ [2] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي أَبِي، عن رجال، عن أبي داود المازني قال: إِنِّي لَأَتْبَعُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ لِأَضْرِبَهُ بِالسَّيْفِ، إِذْ وَقَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ سَيْفِي، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَتَلَهُ غَيْرِي. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمْ تُقَاتِلِ الْمَلَائِكَةُ إِلَّا يَوْمَ بَدْرٍ. وَأَمَّا أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ فَاحْتَمَى فِي مِثْلِ الْحَرَجَةِ- وَهُوَ الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ-، وَبَقِيَ أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ: أَبُو الْحَكَمِ لَا يُوصَلُ إِلَيْهِ. قَالَ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوح: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَصَمَدْتُ نَحْوَهُ، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَضَرَبْتُ ضَرْبَةً أطنّت [3] قدمه بنصف ساقه. فو الله مَا أُشَبِّهُهَا حِينَ طَارَتْ [4] إِلَّا بِالنَّوَاةِ تَطِيحُ مِنْ تَحْتِ مِرْضَخَةِ النَّوَى [5] حِينَ تُضْرَبُ بِهَا. فَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرَمَةَ عَلَى عَاتِقِي فَطَرَحَ يَدِي، فَتَعَلَّقْتُ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي، وَأَجْهَضَنِي الْقِتَالُ عَنْهُ [6] . فَلَقَدْ قَاتَلْتُ عَامَّةَ يَوْمِي، وَإِنِّي لَأَسْحبُها خَلْفِي. فَلَمَّا آذَتْنِي وَضَعْتُ عَلَيْهَا قَدَمِي. ثُمَّ تَمَطَّيْتُ بِهَا عَلَيْهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا. قَالَ: ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى زَمَنِ عُثْمَانَ. ثُمَّ مَرَّ بِأَبِي جَهْلٍ مُعَوِّذُ بْنُ عَفْرَاءَ، فَضَرَبَهُ حَتَّى أَثْبَتَهُ، وَتَرَكَهُ وَبِهِ رَمَقٌ. وَقَاتَلَ مُعَوِّذٌ حَتَّى قُتِلَ. وَقُتِلَ أَخُوهُ عَوْفٌ قَبْلَهُ. وَاسْمُ أَبِيهِمَا: الحارث بن   [1] في طبعة القدسي 40 «لأريت لكم» . [2] وفي السيرة 3/ 41 «لا أشك فيه ولا أتمارى» . [3] أطنّت قدمه: أطارتها. [4] في ح: طاحت. والسيرة 3/ 42. [5] المرضخة والمرضحة: حجر يرضخ به النّوى. (أي يكسر) (تاج العروس 7/ 258) . [6] أجهضه عن الأمر: أعجله عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ الزُّرَقِيُّ [1] . ثُمَّ مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِأَبِي جَهْلٍ حِينَ أَمَر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْتِمَاسِهِ، وَقَالَ فِيمَا بَلَغَنَا: إِنْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ فِي الْقَتْلَى فَانْظُرُوا إِلَى أَثَرِ جُرْحٍ فِي رُكْبَتِهِ، فَإِنِّي ازْدَحَمْتُ أَنَا وَهُوَ يَوْمًا عَلَى مَأْدُبَةٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ [2] ، وَنَحْنُ غُلامَانِ، وَكُنْتُ أَشَفَّ مِنْهُ [3] بِيَسِيرٍ، فَدَفَعْتُهُ، فَوَقَعَ عَلَى رُكْبَتِهِ فَجُحِشَ [4] فِيهَا. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: فَوَجَدْتُهُ بِآخِرِ رَمَقٍ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى عُنُقِهِ. وَقَدْ كَانَ ضَبَثَ [5] بِي مَرَّةً بِمَكَّةَ، فَآذَانِي وَلَكَزَنِي. فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ أَخْزَاكَ اللَّهُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ؟ قَالَ: وَبِمَاذَا أَخْزَانِي، وَهَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ أَخْبِرْنِي لمن الدائرة اليوم؟ قلت: للَّه ولرسوله. قَالَ لَقَدِ ارْتَقَيْتَ، يَا رُوَيْعِيِّ الْغَنَمِ مُرْتَقًى صعبا. قال فاحترزت رَأْسَهُ وَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَأْسُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي جَهْلٍ. قَالَ: آللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَأَلْقَيْتُ الرَّأْسَ بَيْنَ يَدَيَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ أَمَرَ بِالْقَتْلَى أَنْ يُطْرَحُوا فِي قَلِيبٍ [6] هُنَاكَ. فَطُرِحُوا فِيهِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، فَإِنَّهُ انْتَفَخَ فِي دِرْعِهِ فَمَلَأَهَا، فَذَهَبُوا لِيُخْرِجُوهُ فَتَزَايَلَ، فَأَقَرُّوهُ بِهِ، وألقوا عليه التراب فغيّبوه.   [1] الزّرقيّ: نسبة إلى زريق، بطن من الأنصار. (اللباب 2/ 65) [2] هو عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب، وهو الّذي اجتمعت قريش في داره وصنع لهم طعاما يوم حلف الفضول، فتعاهدوا وتعاقدوا أن يكونوا مع المظلوم. وفي هذا الحلف يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ما أحبّ أنّ لي بحلف حضرته بدار ابن جدعان حمر النّعم، وأنّي أغدر به، ولو دعيت به لأجبت» . (سيرة ابن هشام 1/ 155) . [3] أشفّ منه: ينقص عنه أو يزيد عليه (من الأضداد) . [4] الجحش: سحج الجلد وقشره من شيء يصيبه، أو كالخدش. [5] في هامش ح: (ضبث به: أمسكه) . وقال الزبيدي 5/ 287: قبض عليه بكفّه. [6] القليب: البئر (تاج العروس 4/ 72) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 فَلَمَّا أُلْقُوا فِي الْقَلِيبِ، وَقَفَ عَلَيْهِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَقَالَ] [1] : يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُنَادِي أَقْوَامًا قَدْ جَيَّفُوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع [10 ب] لما أقول منهم، ولكن لا يستطيعون أَنْ يُجِيبُوا [2] . وَفِي رِوَايَةٍ: فَنَادَاهُمْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَيَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَيَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، وَيَا أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ. فَعَدَّدَ مَنْ كَانَ فِي الْقَلِيبِ. زَادَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، بِئْسَ عَشِيرَةُ النَّبِيِّ كُنْتُمْ لِنَبِيِّكُمْ، كَذَّبْتُمُونِي وَصَدَّقَنِي النَّاسُ، وَأَخْرَجْتُمُونِي وَآوَانِي النَّاسُ وَقَاتَلْتُمُونِي وَنَصَرَنِي النَّاسُ. وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا سُحِبَ عُتبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ إِلَى الْقَلِيبِ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ ابْنِهِ، فَإِذَا هُوَ كَئِيبٌ مُتَغَيِّرٌ. فَقَالَ: لَعَلَّكَ قَدْ دَخَلَكَ مِنْ شَأْنِ أَبِيكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا شَكَكْتُ فِي أَبِي وَلَا فِي مَصْرَعِهِ، وَلَكِنِّي كُنْتُ أَعْرِفُ مِنْهُ رَأْيًا وَحِلْمًا، فَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ يُسْلِمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا أَصَابَهُ وَمَا مَاتَ عَلَيْهِ أَحْزَنَنِي ذَلِكَ. فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ خَيْرًا. وَكَانَ الْحَارِثُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَالْعَاصُ بْنُ مُنَبِّهِ ابن الْحَجَّاجِ قَدْ أَسْلَمُوا. فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلّم حبسهم آباؤهم وَعَشَائِرُهُمْ، وَفَتَنُوهُمْ عَنِ الدِّينِ فَافْتَتَنُوا- نَعُوذُ باللَّه مِنْ فِتْنَةِ الدِّينِ- ثُمَّ سَارُوا مَعَ قَوْمِهِمْ يوم   [1] سقطت من الأصل، وزدناها من ع، ح. والسيرة 3/ 51. [2] انظر السيرة 3/ 51 والمغازي لعروة 143، 144. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 بَدْرٍ، فَقُتِلُوا جَمِيعًا. وَفِيهِمْ نَزَلَتْ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ 4: 97 [1] الْآيَةَ. وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامَتِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: فِينَا أَهْلُ بَدْرٍ نَزَلَتِ (الْأَنْفَالُ) حِينَ تَنَازَعْنَا فِي الْغَنِيمَةِ وَسَاءَتْ فِيهَا أَخْلَاقُنَا. فَنَزَعَهُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِينَا وَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِهِ. فَقَسَّمَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى السَّوَاءِ. ثُمَّ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بن رواحة، وزيد بن حارثة، بشير بن إِلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ أُسَامَةُ: أَتَانَا الْخَبَرُ حِينَ سَوَّيْنَا عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهَا. كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَنِي عَلَيْهَا مَعَ عُثْمَانَ. ثُمَّ قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الْأُسَارَى، فِيهِمْ: عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ مَضِيقِ الصَّفْرَاءِ [2] قَسَّمَ النَّفْلِ. فَلَمَّا أَتَى الرَّوْحَاءَ لَقِيَهُ الْمُسْلِمُونَ يُهَنِّئُونَهُ بِالْفَتْحِ. فَقَالَ لَهُمْ سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ: مَا الَّذِي تُهَنِّئُونَنَا بِهِ؟ فو الله إِنْ لَقِينَا إِلَّا عَجَائِزَ صُلْعًا كَالبُدْنِ الْمُعْقَلَةِ [3] فَنَحَرْنَاهَا. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: أَيِ ابْنَ أَخِي، أُولَئِكَ الْمَلَأُ. يَعْنِي الْأَشْرَافَ وَالرُّؤَسَاءَ. ثُمَّ قُتِلَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَبْدَرِيُّ بِالصَّفْرَاءِ. وَقُتِلَ بِعِرْقِ الظُّبْيَةِ [4] . عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ. فَقَالَ عُقْبَةُ حِينَ أَمَر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهِ: مَنْ للصّبية يا   [1] سورة النّساء: من الآية 97. [2] الصّفراء: قرية فوق ينبع كثيرة المزارع والنخل. (معجم ما استعجم 3/ 836) . [3] في الأصل و (ح) : (المعلقة) والتصحيح من ع ومن السيرة 3/ 53. والبدن: جمع بدنة وهي الناقة. والمعلقة: المقيّدة. [4] عرق الظّبية: هو من الرّوحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة. وقيل بين مكة والمدينة قرب الرّوحاء. وقيل هو الرّوحاء نفسها، (معجم البلدان) والمغانم المطابة ص 240، ومعجم ما استعجم 3/ 903 و 934. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 مُحَمَّدُ؟ قَالَ: النَّارُ. فَقَتَلَهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ. وَقِيلَ: عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ عُقْبَةَ قَالَ: أَتَقْتُلُنِي يَا مُحَمَّدُ مِنْ بَيْنِ قُرَيْشٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتَدْرُونَ مَا صَنَعَ هَذَا بِي؟ جَاءَ وَأَنَا سَاجِدٌ خَلْفَ الْمُقَامِ فَوَضَعَ رِجْلَهُ على عنقي [11 أ] وَغَمَزَهَا، فَمَا رَفَعَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ عَيْنَيَّ سَتَنْدُرَانِ [1] . وَجَاءَ مَرَّةً أُخْرَى بِسَلَى شَاةٍ [2] فَأَلْقَاهُ عَلَى رَأْسِي وَأَنَا سَاجِدٌ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَغَسَلَتْهُ عَنْ رَأْسِي [3] . وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ: مِهْجَعٌ، وَذُو الشِّمَالَيْنِ عُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيُّ، وَعَاقِلُ بْنُ الْبُكَيْرِ، وَصَفْوَانُ بْنُ بَيْضَاءَ، وَعُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ أَخُو سَعْدٍ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ الْمُطَّلِبِيُّ الَّذِي قَطَعَ رِجْلَهُ عُتْبَةُ، مَاتَ بَعْدَ يَوْمَيْنِ بِالصَّفْرَاءِ. وَهَؤُلاءِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ، وَابْنَا عَفْرَاءَ، وَحَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ فُسْحُمُ [4] ، وَرَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى الزُّرَقِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْأَوْسِيُّ، وَمُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَخُو أبي لبابة. فالجملة أربعة عشر رجلا.   [1] ستسقطان. [2] سلى الشّاة: الجلد الرقيق الّذي يخرج فيه الولد من بطن أمّه ملفوفا فيه. [3] روى البخاري في صحيحه قال: «بينما النّبيّ يصلّي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنق رسول الله فخنقه خنقا شديدا. فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ودفعه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءكم بالبيّنات من ربكم» ، وذكر مسلم هذه الرواية في صحيحة أيضا. [4] فسحم اسم أمّه، ويقال له يزيد فسحم، ويزيد بن فسحم (المحبّر لابن حبيب 72) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 وَقُتِلَ عُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ، وَهُمَا ابْنَا أَرْبَعِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ. وَكَانَ شَيْبَةُ أَكْبَرَ بِثَلَاثِ سَنَوَاتٍ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ مَكَّةَ بِمُصَابِ قُرَيشٍ: الْحَيْسُمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ. فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: قُتِلَ عُقْبَةُ، وَشَيْبَةُ، وَأَبُو جَهْلٍ، وَأُمَّيَةُ، وَزَمْعَةُ بْنُ الأسود، ونبيه، ومنبّه، وأبو البختريّ ابن هِشَامٍ. فَلَمَّا جَعَلَ يُعَدِّدُ أَشْرَافَ قُرَيشٍ قَالَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الْحِجْرِ: وَاللَّهِ إِنْ يَعْقِلْ هَذَا فَاسْأَلُوهُ عَنِّي: فَقَالُوا: ما فعل صفوان؟ قال: ها هو ذَاكَ جَالِسٌ، قَدْ وَاللَّهِ رَأَيْتُ أَبَاهُ وَأَخَاهُ حِينَ قُتِلَا [1] . وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ وَأَسْلَمْتُ. وَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ وَيَكْرَهُ الْخِلَافَ وَيَكْتُمُ إِسْلَامَهُ، وَكَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرٍ مُتَفَرِّقٍ فِي قَوْمِهِ. وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، فَلَمَّا جَاءَهُ الْخَبَرَ بِمُصَابِ قُرَيْشٍ كَبَتَهُ اللَّهُ وَأَخْزَاهُ، وَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسَنَا قُوَّةً وَعِزًّا، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا، وَكُنْتُ أَنْحَتُ الْأَقْدَاحَ [2] فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ. فَإِنِّي لَجَالِسٌ أَنْحَتُ أَقْدَاحِي، وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ، وَقَدْ سَرَّنَا الْخَبَرُ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو لَهَبٍ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ [3] بِشَرٍّ، حَتَّى جَلَسَ عَلَى طُنُبِ [4] الْحُجْرَةِ، فَكَانَ ظَهْرُهُ إِلَى ظَهْرِي. فبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ إِذْ قَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ قَدِمَ. فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: إِلَيَّ، فَعِنْدَكَ الْخَبَرُ. قَالَ: فَجَلَسَ إِلَيْهِ، وَالنَّاسُ قِيَامٌ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بْنَ أَخِي، أَخْبِرْنِي كَيْفَ كَانَ أَمْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ لَقِينَا الْقَوْمَ فَمَنَحْنَاهُمْ أكتافنا يقتلوننا   [1] السيرة لابن هشام 3/ 54 وانظر المغازي لعروة ص 143. [2] في ع: (سهام الأقداح) وفي ح: (السهام أو الأقداح) . وفي السيرة 3/ 55 «أعمل الأقداح» . [3] في ع: (رجل) . [4] الطنب: حبل الخباء والسرادق، ويقال: الوتد. (تاج العروس 3/ 278) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 كَيْف شَاءُوا وَيَأْسِرُونَنَا، وَايْمُ اللَّهِ مَا لُمْتُ النَّاسَ، لَقِينَا رِجَالًا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ [1] بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللَّهِ مَا تَلِيقُ [2] شَيْئًا وَلَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ [3] . قَالَ أَبُو رَافِعٍ: فَرَفَعْتُ طُنُبَ الْحُجْرَةِ بِيَدَيَّ، ثُمَّ قُلْتُ: تِلْكَ وَاللَّهِ الْمَلَائِكَةُ. فَرَفَعَ أَبُو لَهَبٍ يَدَهُ فَضَرَبَ وَجْهِي ضَرْبَةً شَدِيدَةً. قَالَ: وَثَاوَرْتُهُ [4] ، فَحَمَلَنِي وَضَرَبَ بِيَ الْأَرْضَ. ثُمَّ بَرَكَ عَلَيَّ يَضْرِبُنِي، وَكُنْتُ رَجُلًا ضَعِيفًا. فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عُمُدِ الْحُجْرَةِ، فَأَخَذَتْهُ فَضَرَبَتْهُ بِهِ ضَرْبَةً، فَلَقَتْ فِي رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: اسْتَضْعَفْتَهُ أَنْ غَابَ عَنْهُ سَيِّدُهُ؟ فَقَامَ مُوَلِّيًا ذَلِيلًا. فو الله مَا عَاشَ إِلَّا سَبْعَ لَيَالٍ، حَتَّى رَمَاهُ [11 ب] اللَّهُ بِالْعَدَسَةِ [5] فَقَتَلَتْهُ [6] . وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي هَذِهِ الْعَدَسَةَ كَمَا يُتَّقَى الطَّاعُونُ. حَتَّى قَالَ رَجُلٌ من قريش لا بنيه: ويحكما؟ أما [7] تستحيان أنّ أبا كما قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ لَا تَدْفِنَانَهُ؟ فَقَالَا: نَخْشَى عَدْوَى هَذِهِ الْقُرْحَةِ. فَقَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا أعينكما فو الله مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ. ثُمَّ احْتَمَلُوهُ إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ، فَأَسْنَدُوهُ إِلَى جِدَارٍ، ثُمَّ رَضَمُوا [8] عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ [9] . رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ بكير عنه بمعناه. قال:   [1] البلق: جمع أبلق وبلقاء، وهو ما يجتمع فيه البياض والسواد. [2] ما تليق شيئا، ما تمسكه. [3] سيرة ابن هشام 3/ 55 [4] ثاورته: واثبته وساورته. (تاج العروس 10/ 343) . [5] العدسة: بثرة صغيرة شبيهة بالعدسة تخرج بالبدن مفرّقة كالطّاعون فتقتل غالبا وقلّما يسلم منها. [6] سيرة ابن هشام 3/ 55. [7] في ع، ح. (ألا) . [8] رضموا عليه الحجارة: وضعوا بعضها فوق بعض. [9] الروض الأنف 3/ 67. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَاحَتْ قُرَيْشٌ عَلَى قَتْلَاهَا ثُمَّ قَالُوا: لَا تفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فَيَشْمَتُوا بِكُمْ. وَكَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ قَدْ أُصِيبَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنْ وَلَدِهِ [1] : زَمْعَةُ، وَعَقِيلٌ، وَالْحَارِثُ. فَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَبْكِيَ عَلَيْهِمْ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ بَعَثَتْ قُرَيْشٌ فِي فِدَاءِ الْأُسَارَى. فَقَدِمَ مِكْرَزُ بْنُ حَفْصٍ فِي فِدَاءِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْزَعُ ثَنِيَّتَيْ سُهَيْلٍ [2] فَلَا يَقُومُ عَلَيْكَ خَطِيبًا فِي مَوْطِنٍ [3] أَبَدًا فَقَالَ: لَا أُمَثِّلُ بِهِ فَيُمَثِّلُ اللَّهُ بِي، وَعَسَى أَنْ يَقُومَ مَقَامًا لَا تَذُمَّهُ. فَقَامَ فِي أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوٍ مِنْ خُطْبَةِ أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ. وَانْسَلَّ [4] الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ، فَفَدَى أَبَاهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَانْطَلَقَ بِهِ. وَبَعَثَتْ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَاءِ زَوْجِهَا أَبِي الْعَاصِ بْنِ الربيع ابن عَبْدِ شَمْسٍ، بِمَالٍ. وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ. فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا، وَقَالَ: إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا [مَالَهَا] [5] . قَالُوا: نعم، يا رسول الله. وأطلقوه.   [1] في ع: (الولد) . [2] زاد في ح: «ليدلع لسانه» . أي يخرج من الفم ويسترخي ويسقط على العنقفة كلسان الكلب. [3] في ح: (موضع) وكتب إزاءها في الهامش (موطن) . [4] انسلّ: انطلق في استخفاء. [5] سقطت من الأصل وبقيّة النسخ، وزدناها من ابن الملّا. ورواية ابن سعد «وتردّوا عليها متاعها» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 فَأَخَذَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخَلِّي سَبِيلَ زَيْنَبَ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ النِّسَاءِ. وَاسْتَكْتَمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ. وَبَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلًا من الأنصار، فقال: كونا ببطن يأجج [1] حتى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتَصْحَبَانَهَا حَتَّى تَأْتِيَانِي بِهَا. وَذَلِكَ بَعْدَ بَدْرٍ بِشَهْرٍ [2] . فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو الْعَاصِ مَكَّةَ أَمَرَهَا بِاللُّحُوقِ بِأَبِيهَا، فَتَجَهَّزَتْ. فَقَدَّمَ أَخُو زَوْجِهَا كِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ بَعِيرًا، فَرَكِبَتْهُ وَأَخَذَ قَوْسَهُ وَكِنَانَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ بِهَا نَهَارًا يَقُودُهَا. فَتَحَدَّثَ بِذَلِكَ رِجَالٌ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهَا. فَبَرَكَ كِنَانَةُ وَنَثَرَ كِنَانَتَهُ لَمَّا أَدْرَكُوهَا [3] بِذِي طُوًى [4] ، فَرَوَّعَهَا هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ [5] بِالرُّمْحِ. فَقَالَ كِنَانَةُ: وَاللَّهِ لَا يَدْنُو مِنِّي رَجُلٌ إِلَّا وَضَعْتُ فِيهِ سَهْمًا. فَتَكَرْكَرَ النَّاسُ عَنْهُ. وَأَتَى أَبُو سُفْيَانَ فِي أَجِلَّةٍ [6] مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ كُفَّ عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ. فَكَفَّ. فَوَقَفَ عَلَيْهِ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ. خَرَجْتَ بْالْمَرْأَةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ عَلَانِيَةً، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيبَتَنَا وَنَكْبَتَنَا وَمَا دَخَلَ علينا من [12 أ] مُحَمَّدٍ، فَيَظُنُّ النَّاسُ إِذَا خَرَجْتَ بِابْنَتِهِ إِلَيْهِ عَلَانِيَةً أَنَّ ذَلِكَ عَلَى ذُلٍّ أَصَابَنَا، وَأَنَّ ذَلِكَ مِنَّا وَهْنٌ وَضَعْفٌ، وَلَعَمْرِي مَا بِنَا بِحَبْسِهَا عَنْ أَبِيهَا مِنْ حَاجَةٍ، وَلَكِنِ ارْجَعْ بِالْمَرْأَةِ، حَتَّى إِذَا هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّا رَدَدْنَاهَا، فَسُلَّها سِرًّا وَأَلْحِقْهَا بِأَبِيهَا. قَالَ: فَفَعَلَ. ثُمَّ خَرَجَ بِهَا لَيْلًا، بَعْدَ لَيَالٍ، فَسَلَّمَهَا إِلَى زَيْدٍ وَصَاحِبَه. فَقَدِمَا بِهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَامَتْ عِنْدَهُ [7] .   [1] بطن يأجج: مكان من مكة على ثمانية أميال، (معجم البلدان) . [2] السيرة 3/ 58. [3] في ع: (أدركوه) . [4] ذو طوى، مثلثة الطّاء، والفتح أشهر: موضع قرب مكة، به كان البئر المعروف بالطّوى. (معجم ما استعجم 3/ 896) . [5] هو: هبّار بن الأسود بن المطّلب بن عبد العزّى. [6] في الأصل والسيرة 3/ 58: جلّة. وأثبتنا نصّ ع، ح. [7] سيرة 3/ 58. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 فَلَمَّا [كَانَ] [1] قَبْلَ الْفَتْحِ، خَرَجَ أَبُو الْعَاصِ تَاجِرًا إِلَى الشَّامِ بِمَالِهِ، وَبِمَالٍ كَثِيرٍ لِقُرَيْشٍ. فَلَمَّا رَجَعَ لَقِيَتْهُ سَرِيَّةٌ فَأَصَابُوا مَا مَعَهُ، وَأَعْجَزَهُمْ هَارِبًا، فَقَدِمُوا بِمَا أَصَابُوا. وَأَقْبَلَ أَبُو الْعَاصِ فِي اللَّيْلِ، حَتَّى دَخَل عَلَى زَيْنَبَ، فَاسْتَجَارَ بِهَا فَأَجَارَتْهُ، وَجَاءَ فِي طَلَبِ مَالِهِ. فَلَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصُّبْحِ فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ مَعَهُ، صَرَخَتْ زَيْنَبُ مِنْ صُفَّةِ النِّسَاءِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ [2] . وَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّرِيَّةِ الَّذِينَ أَصَابُوا مَالَهُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مَالًا، فَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَرُدُّوا عَلَيْهِ الَّذِي لَهُ، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَهُوَ فَيْءُ اللَّهِ الَّذِي أَفَاءَ عَلَيْكُمْ، فَأَنْتُمْ أَحَقُّ بِهِ. قَالُوا: بَلْ نَرُدُّهُ. فَرَدُّوهُ كُلَّهُ. ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَكَّةَ، فَأَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي مَالٍ مَالَهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ بَقِيَ لِأحَدٍ عِنْدِي مِنْكُمْ مَالٌ؟ قَالُوا: لَا، فَجَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَقَدْ وَجَدْنَاهُ وَفِيًّا كَرِيمًا. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ [3] مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَاللَّهِ مَا مَنَعَنِي مِنَ الْإِسْلَامِ عِنْدَهُ إِلَّا تَخَوُّفُ أَنْ تَظُنُّوا أَنِّي إِنَّمَا أَرَدْتُ أَكْلَ أَمْوَالَكُمْ. ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم زينب عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ، لَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا [4] . وَمِنَ الْأُسَارَى: الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، أسره عبد الله ابن جَحْشٍ، وَقِيلَ: سَلِيطُ الْمَازِنِيُّ. وَقَدِمَ فِي فِدَائِهِ أَخَوَاهُ: خَالِدُ بْنُ الْوَليِدِ، وَهِشَامُ بْنُ الْوَليِدِ، فافتكّاه   [1] سقطت من الأصل، واستدركناها من ع، ح. [2] السيرة 3/ 59، 60. [3] في ع: (وأشهد أن) . [4] السيرة 3/ 60. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 بُأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَذَهَبَا بِهِ. فَلَمَّا افُتَدِيَ أَسْلَمَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: كَرِهْتُ أَنْ تَظُنُّوا بِي أَنِّي جَزِعْتُ مِنَ الْأَسْرِ. فَحَبَسُوهُ بِمَكَّةَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لَهُ فِي الْقُنُوتِ، ثُمَّ هَرَبَ وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ. وَتُوُفِّيَ قَدِيمًا، لَعَلَّ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَكَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّهِ [1] . يَا عَيْنُ فَابْكِي لِلْوَلِيدِ- ... بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَهْ قَدْ كَانَ غَيْثًا فِي السِّنِينِ ... وَرَحْمَةً فِينَا وَمِيرَهْ ضخم الدّسيعة ماجدا ... يسموا إِلَى طَلَبِ الْوَتِيرَهْ مِثْلُ الْوَلِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ ... أَبِي الْوَلِيدِ كَفَى الْعَشِيرَهْ [2] وَمِنَ الْأَسْرَى: أَبُو عَزَّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُمَحِيُّ. كَانَ مُحْتَاجًا ذَا بَنَاتٍ. قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ عَرَفْتَ أَنِّي لَا مَالَ لِي، وَأَنِّي ذُو حَاجَةٍ وَعِيَالٍ، فَامْنُنْ [3] عَلَيَّ. فَمَنَّ عَلَيْهِ، وَشَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُظَاهِرَ عَلَيْهِ أَحَدًا [4] . وَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، جَلَسَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ مَعَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، بَعْدَ مُصَابِ أَهْلِ بَدْرٍ بِيَسِيرٍ، فِي الحجر، وكان عمير من شياطين   [1] في الأصل: (عمّته) . والتصحيح من ع، ح. وانظر أسد الغابة (5/ 455) والإصابة (3/ 640) . [2] الميرة: الطعام. والدّسيعة: اسم للعطيّة الجزيلة، يقال للجواد: هو ضخم الدّسيعة أي كثيرة العطية. والوتيرة: الثأر. والأبيات في: الإصابة 3/ 640. [3] في ع: (فمنّ) . [4] انظر سيرة ابن هشام 3/ 61. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 قريش، [12 ب] وَمِمَّنْ يُؤْذِي الْمُسْلِمِينَ. وَكَانَ ابْنُهُ وُهَيْبٌ فِي الْأَسْرَى. فَذَكَرَ أَصْحَابَ الْقَلِيبِ وَمُصَابَهُمْ. فَقَالَ صَفْوَانُ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُم لَخَيْرٌ [1] فَقَالَ عُمَيْرٌ: صَدَقْتَ، وَاللَّهِ لَوْلَا دَيْنٌ عَلَيَّ لَيْسَ عِنْدِي لَهُ قَضَاءٌ، وَعِيَالٌ أَخْشَى عَلَيْهِمْ، لَرَكِبْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ حَتَّى أَقْتُلَهُ، فَإِنَّ لِي فِيهِمْ عِلَّةً، ابْنِي أَسِيرٌ فِي أَيْدِيهِمْ. فَاغْتَنَمَهَا صَفْوَانُ فَقَالَ: عَلَيَّ دَيْنُكَ وَعِيَالُكَ. قَالَ: فَاكْتُمْ عَلَيَّ. ثُمَّ شَحَذَ سَيْفَهُ وَسَمَّهُ، وَمَضَى إِلَى الْمَدِينَةِ. فبينا عُمَرُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ يَوْمِ بَدْرٍ، إِذْ نَظَرَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى عُمَيْرٍ حِينَ أَنَاخَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مُتَوَشِّحًا بِالسَّيْفِ. فَقَالَ: هَذَا الْكَلْبُ عَدُوُّ اللَّهِ عُمَيْرٌ، وَهُوَ الَّذِي حَزَرَنَا يَوْمَ بَدْرٍ. ثُمَّ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذَا عُمَيْرٌ. قَالَ: أَدْخِلْهُ عَلَيَّ. فَأَقْبَلَ عُمَرُ [2] حَتَّى أَخَذَ بِحَمَّالَةِ سَيْفِهِ فِي عُنُقِهِ [3] ، فَلَبَّبَهُ بِهِ [4] ، وَقَالَ لِرِجَالٍ مِمَّنْ كَانُوا مَعَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ: ادْخُلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاجْلِسُوا عِنْدَهُ وَاحْذَرُوا عَلَيْهِ هَذَا الْخَبِيثَ. ثُمَّ دَخَلَ بِهِ فَقَالَ: أَرْسِلْه يَا عُمَرَ، أُدْنُ يَا عُمَيْرُ. فَدَنَا، ثُمَّ قَالَ: أَنْعِمُوا صَبَاحًا، قَالَ: فَمَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: جِئْتُ لِهَذَا الْأَسِيرِ الَّذِي فِي أيديكم. قال: فما بال السيف فِي عُنُقِكَ؟ قَالَ: قَبَّحَهَا اللَّهُ مِنْ سُيُوفٍ، وَهَلْ أَغْنَتْ شَيْئًا؟ قَالَ: اصْدُقْنِي مَا الَّذِي جِئْتَ لَهُ؟ قَالَ: مَا جِئْتُ إِلَّا لِذَلِكَ. قَالَ: بَلَى، قَعَدْتَ أَنْتَ وَصَفْوَانُ فِي الْحِجْرِ. وَقَصَّ لَهُ مَا قَالَا. فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ وَأنَّكَ رَسُولُهُ. قَدْ كُنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُكَذِّبُكَ بِمَا تَأْتِينَا بِهِ مِنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَهَذَا أَمْرٌ لَمْ يحضره إلّا أنا وصفوان فو الله [إنّي] [5]   [1] في ح: (والله إنّ ما في العيش بعدهم خير) . [2] في ح: (فأقبل عمر على عمير) . [3] في ح: (وهو في عنقه) وحمّالة السيف علّاقته التي يحمل منها. [4] لبّبه تلبيبا: إذا جمع ثوبه عند نحره وقبضه إليه. (تاج العروس 4/ 191) . [5] في الأصل، ع: (فو الله لأعلم) . وفي ح: (فو الله إنّي لا أعلم) . والزيادة من السيرة لابن هشام 3/ 71 وعيون الأثر لابن سيّد النّاس (1/ 270) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 لَأَعْلَمُ مَا أَتَاكَ بِهِ إِلَّا اللَّهُ، فَالْحَمْدُ للَّه الَّذِي هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقِّهُوا أَخَاكُمْ فِي دِينِهِ، وَأَقْرِئُوهُ الْقُرْآنَ وَأَطْلِقُوا لَهُ أَسِيرَهُ. فَفَعَلُوا. ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ جَاهِدًا عَلَى إِطْفَاءِ نُورِ اللَّهِ، شَدِيدَ الْأَذَى لِمَنْ كَانَ عَلَى دِينِ اللَّهِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَأذَنَ لِي فَأَقْدَمَ مَكَّةَ فَأَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَهُمْ. وَإِلا آذَيْتُهُمْ فِي دِينِهِمْ. فَأَذِنَ لَهُ وَلَحِقَ بِمَكَّةَ. وَكَانَ صَفْوَانُ يَعِدُ قُرَيْشًا يَقُولُ: أَبْشِرُوا بِوَقْعَةٍ تَأْتِيكُمُ الْآنَ تُنْسِيكُمْ وَقْعَةَ بَدْرٍ. وَكَانَ صَفْوَانُ يَسْأَلُ عَنْهُ الرُّكْبَانُ، حَتَّى قَدِمَ رَاكِبًا فَأَخْبَرَهُ عَنِ إِسْلَامِهِ، فَحَلَفَ لَا يُكَلِّمُهُ أَبَدًا وَلَا يَنْفَعُهُ بِشَيْءٍ أَبَدًا. ثُمَّ أَقَامَ يَدْعُو إِلَى الْإِسْلَامِ، وَيُؤْذِيهِمْ. فَأَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ نَاسٌ كَثِيرٌ [1] . بَقِيَّةُ أَحَادِيثِ غَزْوَةِ بَدْرٍ وَهِيَ كَالشَّرْحِ لِمَا قَدَّمْنَاهُ فِيهَا: قَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بن معاذ معتمرا: فنزل على أميّة ابن خَلَفٍ [2]- وَكَانَ أُمَيَّةُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ إِذَا سَافَرَ إِلَى الشَّامِ- فَقَالَ لِسَعْدٍ: انْتَظِرْ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَغَفَلَ النَّاسُ فَطُفْ. قَالَ: فَبَيْنَا هو يطوف إذا أَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ: قَالَ: أَتَطَوَّفُ آمِنًا وَقَدْ أَوَيْتُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، وَتَلَاحِيَا. فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي. فَقَالَ: [13 أ] وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ لأُقَطِّعَنَّ عَلَيْكَ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ. وَجَعَلَ أُمَيَّةَ يَقُولُ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ. فَغَضِبَ وَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَإِنِّي سمعت محمدا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ قال: إيّاي؟ قال: نعم.   [1] سيرة ابن هشام 3/ 70، 71. [2] انظر عنه: المحبّر 140 و 160 و 162 و 170 و 174، تهذيب ابن هشام 70 و 82 و 84. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ. فَكَادَ أَنْ يُحْدِثَ. فَرَجَعَ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَتَعْلَمِينَ مَا قَالَ أَخِي الْيَثْرِبِيُّ؟ قَالَتْ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: زَعَمَ أنّ محمدا يزعم أنّه قاتلي. قالت: فو الله مَا يَكْذِبُ. فَلَمَّا خَرَجُوا لِبَدْرٍ وَجَاءَ الصَّرِيخُ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَمَا عَلِمْتَ مَا قَالَ الْيَثْرِبِيُّ. قَالَ: فَإِنِّي إِذَنْ لَا أَخْرُجُ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ الْوَادِي فَسِرْ مَعَنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ. فَسَارَ مَعَهُمْ، فَقُتِلَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ [بْنِ إِسْحَاقَ] [2] بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. وَفِيهِ، فَلَمَّا اسْتَنْفَرَ [3] أَبُو جَهْلٍ النَّاسَ وَقَالَ: أَدْرِكُوا عِيرَكُمْ كَرِهَ أُمَيَّةُ أَنْ يَخْرُجَ. فَأَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَانَ إِنَّكَ مَتَى يَرَاكَ النَّاسُ تَخَلَّفْتَ- وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي- تَخَلَّفُوا مَعَكَ. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ: [أما] [4] إذا غلبتني فو الله لَأَشْتَرِيَنَّ أَجْوَدَ بَعِيرٍ بِمَكَّةَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّ صَفْوَانَ جَهِّزِينِي فَمَا أُرِيدُ أَنْ أَجُوزَ مَعَهُمْ إِلَّا قَرِيبًا. فَلَمَّا خَرَجَ أَخَذَ لَا يَنْزِلُ مَنْزِلًا إِلَّا عَقَلَ بَعِيرَهُ. فَلَمْ يَزَلْ بِذَاكَ حَتَّى قَتَلَهُ اللَّهُ بِبَدْرٍ [5] . وَذَكَرَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ خَرَجَ مِنْ أَصْحَابِهِ يُرِيدُونَ عِيرَ قُرَيشٍ الَّتِي قَدِمَ بِهَا أَبُو سُفْيَانَ مِنَ الشَّامِ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ الْفِئَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ مِيعَادٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى، إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ 8: 42 [6] .   [1] صحيح البخاري: كتاب الأنبياء، باب علامات النبوّة في الإسلام (4/ 249) . [2] زيادة في اسمه من تهذيب التهذيب (1/ 183) . [3] في الأصل (استفزّ) والتصحيح من ع، ح. [4] سقطت من الأصل وبقية النسخ، وزدناها من صحيح البخاري. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من يقتل ببدر (5/ 91) . [6] سورة الأنفال: من الآية 42. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 رُؤْيَا عَاتِكَةَ قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ [1] ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، (ح) قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قَبْلَ مَقْدِمِ ضَمْضَمِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ عَلَى قُرَيْشِ مَكَّةَ بِثَلَاثِ لَيَالٍ، رُؤْيَا، فَأَصْبَحَتْ عَاتِكَةُ فَأَعْظَمَتْهَا، فَبَعَثَتْ إِلَى أَخِيهَا الْعَبَّاسَ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَخِي لَقَدْ رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا لَيَدْخُلَنَّ مِنْهَا عَلَى قَوْمِكَ شَرٌّ وَبَلَاءٌ. فَقَالَ: وَمَا هِيَ؟ فَقَالَتْ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ رَجُلًا أَقْبَلَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ فَوَقَفَ بِالْأَبْطَحِ [3] فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غُدُرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلَاثٍ [4] ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ أُرِيَ بَعِيرَهُ دَخَلَ بِهِ الْمَسْجِدَ وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، ثُمَّ مَثَلَ بِهِ بَعِيرُهُ فَإِذَا هُوَ عَلَى رَأْسِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غُدُرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلَاثٍ. ثُمَّ أُرِيَ بَعِيرَهُ مَثَلَ بِهِ عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ [5] ، فَقَالَ: انْفِرُوا يَا آلَ غَدْرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلاثٍ. ثُمَّ أَخَذَ صَخْرَةً فَأَرْسَلَهَا مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ فَأَقْبَلَتْ تَهْوِي، حتى إذا   [1] في طبعة القدسي 55 «بكر» والتصحيح من: تهذيب التهذيب 11/ 434، 435. [2] سيرة ابن هشام 3/ 30. [3] كل مسيل فيه دقاق الحصى فهو أبطح. والأبطح والبطحاء الرمل المبسط على وجه الأرض. وهو يضاف إلى مكة وإلى منى لأنّ المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو المحصّب، وهو خيف بني كنانة. وقد قيل إنه ذو طوى وليس به. وذكر بعضهم أنه إنّما سمّي أبطح لأنّ آدم عليه السلام بطح فيه. (معجم البلدان) وانظر تاج العروس 6/ 314 و 315. [4] يا آل غدر: أكثر ما يستعمل في النداء في الشتم. يقال للمفرد: يا غدر، وللجمع يا آل غدر. وقد ضبطه السهيليّ بضم الغين والدال. (الروض الأنف 2/ 61) [5] أبو قبيس: الجبل المشرف على مكة من شرقيّها، وفي أصل تسميته أكثر من رواية ذكرها ياقوت في معجم البلدان 1/ 80، 81. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 كَانَتْ فِي أَسْفَلِهِ ارْفَضَّتْ [1] فَمَا بَقِيَتْ دَارٌ مِنْ دُورِ مَكَّةَ [2] وَلَا بَيْتٌ إِلَّا دَخَلَ فِيهِ بَعْضُهَا. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا، فَاكْتُمِيهَا. فَقَالَتْ: وَأَنْتَ فَاكْتُمْهَا، لَئِنْ بَلَغَتْ هَذِهِ قُرَيْشًا لَيُؤْذُنَّنَا [3] . فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ مِنْ عِنْدِهَا، فَلَقِيَ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ- وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا- فذكرها له واستكتمه. فذكرها الوليد [13 ب] لِأَبِيهِ، فَتَحَدَّثَ بِهَا، فَفَشَا الْحَدِيثُ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَغَادٍ إِلَى مَكَّةَ لِأَطُوفَ بِهَا، فَإِذَا أَبُو جَهْلٍ فِي نَفَرٍ يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رُؤْيَا عَاتِكَةَ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يَا أَبَا الْفَضْلِ تَعَالَ. فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَتَى حَدَّثَتْ هَذِهِ النَّبِيَّةُ فِيكُمْ؟ مَا رَضِيتُمْ يَا بَنِي عبد المطّلب أن تنبّأ [4] رجالكم حتى تنبّأ نِسَاؤُكُمْ، سَنَتَرَبَّصُ بِكُمْ هَذِهِ الثَّلَاثَ الَّتِي ذَكَرَتْ عاتكة، فإن كان حقّا فسيكون، وإلّا كتبنا عَلَيْكُمْ كِتَابًا أَنَّكُمْ أَكْذَبُ أَهْلِ بَيْتٍ فِي العرب. قال: فو الله مَا كَانَ مِنِّي إِلَيْهِ مِنْ كَبِيرٍ [5] ، إِلَّا أَنِّي أَنْكَرْتُ مَا قَالَتْ، وَقُلْتُ: مَا رَأَتْ شيئا ولا سمعت بِهَذَا، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ لَمْ تَبْقَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَّا أَتَتْنِي فَقُلْنَ: صَبَرْتُمْ [6] لهذا الفاسق الخبيث أن يقع في   [1] ارفضّت: تفرّقت. [2] في الأصل: (قومك) . وأثبتنا نص ع، ح. وانظر السيرة 30. [3] في ع، ح. (ليؤذوننا) . [4] في السيرة «يتنبّأ» . [5] (كبير) : كذا بالأصل وسائر النّسخ وابن الملا. وفي السيرة: ما كان منّي إليه كبير. وهذا الاستعمال يرد في كلام العرب، ومنه الحديث الشريف «إنّهما ليعذّبان وما يعذّبان في كبير» (البخاريّ كتاب الوضوء) . قال في اللسان: أي ليس في أمر كان يكبر عليهما ويشقّ فعله لو أرادا. [6] في السيرة «أقررتم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 رِجَالِكُمْ، ثُمَّ قَدْ تَنَاوَلَ النِّسَاءَ وَأَنْتَ تَسْمَعُ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ غِيَرٌ [1] . فَقُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ صَدَقْتُنَّ وَمَا كَانَ عِنْدِي فِي ذَلِكَ مِنْ غِيَرٍ [1] إِلَّا أَنِّي أَنْكَرْتُ. وَلَأَتَعَرَّضَنَّ له، فإن عاد لأكفينّكه. فَغَدَوْتُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَتَعَرَّضُ لَهُ لِيَقُولَ شيئا فأشاتمه. فو الله إِنِّي لَمُقْبِلٌ نَحْوَهُ، وَكَانَ رَجُلًا حَدِيدَ الْوَجْهِ، حَدِيدَ النَّظَرِ، حَدِيدَ اللِّسَانِ، إِذْ وَلَّى نَحْوَ بَابِ الْمَسْجِدِ يَشْتَدَّ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: اللَّهمّ الْعَنْهُ، كُلُّ [هَذَا] [2] فَرَقًا [3] أَنْ أُشَاتِمَهُ. وَإِذَا هُوَ قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ أَسْمَعْ، صَوْتَ ضمضم ابن عَمْرٍو [الْغِفَارِيِّ] [4] ، وَهُوَ وَاقِفٌ [عَلَى] [5] بَعِيرِهِ بِالْأَبْطَحِ، قَدْ حَوَّلَ رَحْلَهُ وَشَقَّ قَمِيصَهُ وَجَدَّعَ بَعِيرَهُ، يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اللَّطِيمَةَ [6] اللَّطِيمَةَ! أَمْوَالُكُمْ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ، قَدْ عَرَضَ لَهَا مُحَمَّدٌ، فَالْغَوْثَ الْغَوْثَ! فَشَغَلَهُ ذَلِكَ عَنِّي، وَشَغَلَنِي عَنْهُ. فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا الْجِهَازُ حَتَّى خَرَجْنَا، فَأَصَابَ قُرَيْشًا مَا أَصَابَهَا يَوْمَ بَدْرٍ. فَقَالَتْ عَاتِكَةُ: أَلَمْ تَكُنِ الرُّؤْيَا بِحَقٍّ وَجَاءَكُمْ ... بِتَصْدِيقِهَا فَلٌّ من القوم هارب [7]   [1] في ح: (غيره) في الموضعين. قال «ابن الأنباري» في قولهم «لا أراني الله بك غيرا» الغير تغيّر الحال، وهو اسم واحد بمنزلة القطع والعنب وما أشبههما، ويجوز أن يكون جمعا واحدته غيرة. قال بعض بني كنانة: فمن يشكر الله يلق المزيد ... ومن يكفر الله يلق الغير انظر: الزاهر 2/ 313 ولسان العرب، والنهاية في غريب الحديث، وتاج العروس 13/ 287. [2] إضافة من سيرة ابن هشام 3/ 31. [3] في هامش ح (أي خوفا) . [4] إضافة من السيرة. [5] سقطت من الأصل، ح، وزدناها من ع. والسيرة. [6] اللّطيمة: العير التي تحمل الطّيب وبزّ التجارة وسائر المتاع غير الميرة، أو كل سوق ويجلب إليها ذلك. [7] الفلّ القوم المنهزمون: وفي هامش ح: ويقال جاء فلّ القوم أي منهزموهم. يستوي فيه الواحد والجمع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 فَقُلْتُمْ [1] وَلَمْ أَكْذِبْ: كَذَبْتِ وَإِنَّمَا ... يُكَذِّبُنَا بِالّصِّدْقِ مَنْ هُوَ كَاذِبُ [2] وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ. [3] : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ. وَكُنَّا- أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ- نَتَحَدَّثُ أَنْ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، كَعِدَّةِ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهْرَ، وَمَا جَازَهُ إلّا مؤمن. أخرجه البخاري [4] . وقال: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا وَثَمَانِينَ [5] . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [6] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: حدّثني يزيد بن أبي حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي أَسْلَمُ أَبُو عِمْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ: هَلْ لَكُمْ أَنْ نَخْرُجَ فَنَلْقَى الْعِيرَ لَعَلَّ اللَّهَ يَغْنِمُنَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ. فَخَرَجْنَا، فَلَمَّا سِرْنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ أُمِرْنَا أَنْ نَتَعَادَّ، فَفَعَلْنَا، فَإِذَا نَحْنُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلا، فَأَخْبَرْنَاهُ بِعِدَّتِنَا، فَسُرَّ بِذَلِكَ وَحَمِدَ اللَّهَ، وَقَالَ: عِدَّةُ أَصْحَابِ طَالُوتَ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ [7] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] في طبعة القدسي 58 «فلقتم» . [2] في ح: (من كان كاذب) وكتب فوقها: كان تامّة. وفي الهامش (خ) : أي في نسخة. والبيتان ليسا في سيرة ابن هشام. [3] في الأصل، ع: (ابن إسحاق) وكذلك في نسخة شعيرة ص 115 والتصحيح من البخاري، وتهذيب التهذيب 1/ 425 في ترجمة البراء بن عازب. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب عدة أصحاب بدر (5/ 94) . [5] رواية البخاري: نيّفا على ستين. كذلك في البداية والنهاية 3/ 269. [6] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب عدّة أصحاب بدر (5/ 93) . [7] في طبعة القدسي 58 «الجبليّ» والتصحيح من اللباب 1/ 337 قال: بضم الحاء المهملة والباء الموحّدة، وذكر سيبويه النحويّ «الحبلي» بفتح الباء، وهو منسوب إلى بني الحبلي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 [خَرَجَ] [1] يَوْمَ بَدْرٍ بِثَلَاثِمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ كَمَا خَرَجَ طَالُوتَ فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ فقال: اللَّهمّ إنّهم حفاة فاحملهم، [14 أ] اللَّهمّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمْ [2] ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ جِياعٌ فَأَشْبِعْهُمْ. فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُمْ، فَانْقَلَبُوا وَمَا مِنْهُمْ، رَجُلٌ إِلَّا وَقَدْ رَجَعَ بِجَمَلٍ أَوْ جَمَلَيْنِ، وَاكْتَسَوْا وَشَبِعُوا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَوْمَ بَدْرٍ فَارِسٌ غَيْرَ الْمِقْدَادَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ بَدْرٍ وَمَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ نَائِمٌ إِلَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ وَيَدْعُو حَتَّى أَصْبَحَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا مِنَّا أَحَدٌ فَارِسٌ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الْمِقْدَادُ. رَوَاهُ شُعْبَةُ عنه. وَمِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا كَانَ مَعَنَا إِلا فَرَسَانِ. فَرَسٌ لِلزُّبَيْرِ [3] وَفَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ. وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الْبَهِيِّ قَالَ: كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارِسَانِ، الزُّبَيْرُ عَلَى الْمَيْمَنَةِ، وَالْمِقْدَادُ عَلَى الْمَيْسَرَةِ. وَقَالَ عُرْوَةُ: كَانَ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ بَدْرٍ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى سِيمَا الزُّبَيْرِ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ نَتَعَاقَبُ ثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، فَكَانَ عَلِيُّ وَأَبُو لُبَابَةَ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم.   [1] سقطت من الأصل وأثبتناها من ع، ح. [2] في طبعة القدسي 59 «فاكسبهم» وهو غلط. [3] في طبعة القدسي 59 «للزمن» والتصحيح من نسخة شعيرة 116 ومن السياق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 فَكَانَتْ [1] إِذَا حَانَثَ [2] عُقْبَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولَانِ لَهُ: ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِيَ. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ منكما، ولا أنتما بأقوى عَلَى الْمَشْيِ مِنِّي. الْمَشْهُورُ عِنْدَ أَهْلِ الْمَغَازِي: مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ بَدَلُ أَبِي لُبَابَةَ. فَإِنَّ أَبَا لُبَابَةَ رَدَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا إِلَّا قُرَيِشيٌّ أَوْ أَنْصَارِيٌّ أَوْ حَلِيفٌ لَهُمَا. وَعَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ فِيهِمُ اثْنَا عَشَرَ مِنَ الْمَوَالِي. وَقَالَ عَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، أَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخَذْنَا رَجُلَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ. أَحَدُهُمَا عَرَبِيٌّ وَالْآخَرُ مَوْلًى، فَأَفْلَتَ الْعَرَبِيُّ وَأَخَذْنَا الْمَوْلَى، مَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَقُلْنَا: كَمْ هُمْ؟ قَالَ: كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ. فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُ. حَتَّى انْتَهَيْنَا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَمْ يَنْحَرُونَ مِنَ الْجَزُورِ؟ فَقَالَ: فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القوم أَلْفٌ، لِكُلِّ جَزُورٍ مِائَةٌ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابن إسحاق، ثنا عبد الله بن أبي بَكْرٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا نَبْنِي لَكَ عَرِيشًا، فَتَكُونَ فِيهِ، وَنُنِيخُ لَكَ رَكَائِبِكَ وَنَلْقَى عَدُوَّنَا، فَإِذَا أَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَذَاكَ، وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَتَجْلِسُ عَلَى رَكَائِبِكَ وَتَلْحَقُ بِمَنْ وَرَاءَنَا مِنْ قَوْمِنَا. فَقَدْ تَخَلَّفَ عَنْكَ أَقْوَامٌ مَا نَحْنُ بِأَشَدَّ لَكَ حُبًّا مِنْهُمْ، وَلَوْ عَلِمُوا أَنَّكَ تَلْقَى حَرْبًا مَا تَخَلَّفُوا عنك،   [1] في ح: (فكان) . وكذلك في نهاية الأرب 18/ 16. [2] في نهاية الأرب «كانت» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 وَيُوَادُّونَكَ وَيَنْصُرُونَكَ. فَأَثْنَى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا وَدَعَا لَهُ. فَبُنِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرِيشٌ [1] ، فَكَانَ فيه وأبو بكر ما معهما غيرهما. ورسول الله وَقَالَ خ [2] : ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ [3] إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ [4] به: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ قوم موسى [14 ب] لموسى [5] : اذهب أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ 5: 24، [6] وَلَكِنْ نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ وَمِنْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ [وَجْهُهُ] [7] لِذَلِكَ، وَسَرَّهُ [8] . وَقَالَ (م د) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَدَبَ أَصْحَابَهُ فَانْطَلَقَ إِلَى بَدْرٍ، فَإِذَا هُمْ بِرَوَايَا قُرَيْشٍ، فِيهَا عَبْدٌ أَسْوَدُ لِبَنِي الْحَجَّاجِ، فَأَخَذَهُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ: أَيْنَ [أَبُو [9]] سُفْيَانَ؟ فَيَقُولُ: والله ما لي بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ عِلْمٌ، وَلَكِنْ هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ جَاءَتْ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ، وَعُتْبَةُ، وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ. قَالَ: فَإِذَا قال لهم ذلك ضربوه. فيقول: دعوني دعوني أخبركم. فإذا تركوه قال   [1] في طبعة القدسي 60 «عريشا» والتصحيح من نسخة شعيرة. [2] ليست في نسخة شعيرة 117. [3] في نسختي: ع ح، زيادة «كان أحبّ» . [4] في نسخة شعيرة 117 «عذر» وهو غلط. [5] لموسى، غير موجودة في صحيح البخاري. [6] سورة المائدة، الآية 24. [7] زيادة من ح والبخاري. [8] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قول الله تعالى إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ من الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ 8: 9 (5/ 93) . وفيه اختلاف ألفاظ عن هنا. [9] سقطت من الأصل وزدناها من ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 كَقَوْلِهِ سَوَاءً. وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلّي وَهُوَ يَسْمَعُ ذَلِكَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَتَضْرِبُونَهُ إِذَا صَدَقَكُمْ وَتَدَعُونَهُ إِذَا كَذَبَكُمْ. هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ أَقْبَلَتْ لِتَمْنَعَ أَبَا سُفْيَانَ [1] . قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الأرض. وهذا مصرع فلان، ووضع يده على الأرض، وهذا مصرع فلان، ووضع يده على الْأَرْضِ. قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا جَاوَزَ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ مَوْضِعِ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِأَرْجُلِهِمْ، فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ [2] . صَحِيحٌ. وَقَالَ حَمَّادٌ أَيْضًا، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاوَرَ حِينَ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِي سُفْيَانَ. فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ- كَذَا قَالَ، وَالْمَعْرُوفُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ- فَقَالَ: إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأَخَضْنَاهَا. وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ [3] لَفَعَلْنَا. قَالَ: فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى نَزَلُوا بَدْرًا. وَسَاقَ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ قَبْلَ هَذَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ سليمان بن المغيرة أحضر مِنْهُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُخْبِرُنَا عَنْ مَصَارِعِ   [1] صحيح مسلم (1779) كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر، وعون المعبود: 3/ 10. [2] سبق التعريف به. [3] برك الغماد: برك: بفتح الباء وإسكان الراء. والغماد: بغين معجمة مكسورة ومضمومة، لغتان مشهورتان، لكن الكسر أفصح وهو المشهور في روايات المحدّثين، والضمّ هو المشهور في كتب اللغة. وهو موضع من وراء مكة. بخمسة ليال بناحية الساحل، وقيل بلدتان- وقيل هو موضع بأقاصي هجر. [4] صحيح مسلم 1779 كتاب الجهاد والسير، باب غزوة بدر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 الْقَوْمِ بِالْأَمْسِ: هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا، هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ إِنْ شَاءَ الله غدا. فو الّذي بعثه بالحقّ، ما أخطأوا تِلْكَ الْحُدُودَ، وَجَعَلُوا يُصْرَعُونَ حَوْلَهَا. ثُمَّ أُلْقُوا فِي الْقَلِيبِ. وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُكَلِّمُ أَجْسَادًا لَا أَرْوَاحَ فِيهَا؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرُ الْمِقْدَادِ عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلَّا نَائِمٌ [1] إِلا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت سمرة يصلّي ويبكي، حتى أصبح. [15 أ] وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَوْهِبٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَوْنِ [بْنِ عَلِيِّ [2]] بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَاتَلْتُ شَيْئًا مِنْ قِتَالٍ، ثُمَّ جِئْتُ لِأَنْظُرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما فَعَلَ، فَجِئْتُ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، لَا يُزِيدُ عَلَيْهَا. فَرَجَعْتُ إِلَى الْقِتَالِ، ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ سَاجِدٌ يَقُولُ أَيْضًا. غَرِيبٌ. وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ مُنَاشِدًا يَنْشُدُ حَقًّا أَشَدَّ مِنْ مُنَاشَدَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، جَعَلَ يَقُولُ: اللَّهمّ أَنْشُدُكَ [3] عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهمّ إِنْ تَهْلِكْ هذه العصابة لا   [1] في ح: (وما فينا أحد إلّا وهو نائم) . [2] الزيادة من ترجمته في تهذيب التهذيب (1/ 221) . [3] في ح: «إنّي أنشدك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 تُعْبَدْ، ثُمَّ الْتَفَتَ وَكَأَنَّ شَقَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ، فَقَالَ: كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعَ الْقَوْمِ عَشِيَّةَ بَدْرٍ. وَقَالَ خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وهو في قبّته يَوْمَ بَدْرٍ: اللَّهمّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهمّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا. فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: حَسْبُكَ حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ، وَهُوَ فِي الدِّرْعِ. فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ 54: 45- 46 [1] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ عِكْرَمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكُ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَتَسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا. فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ [3] فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ، مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ [4] كَفَاكَ [5] مُنَاشَدَتُكَ رَبِّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ [عَزَّ وَجَلَّ [6]] إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ 8: 9 [7] فَأَمَدَّهُ اللَّهُ بِالْمَلَائِكَةِ. فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أثر   [1] سورة القمر: 45- 46. [2] صحيح البخاري: كتاب التفسير، سورة اقتربت الساعة (6/ 179) . [3] في طبعة القدسي 64 «يده» والتصويب من صحيح مسلم، ونسخة شعيرة، والبداية والنهاية. [4] في ع: (يا رسول الله) . [5] في الأصل، ع: (كذاك) . والتصحيح. والتصحيح من ح. ورواه مسلم «كذاك» . [6] زيادة من ع، ح. وصحيح مسلم. [7] سورة الأنفال: 9. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتُ الْفَارِسِ [يَقُولُ] [1] : أقدِمْ حَيْزومَ [2] . إِذْ نَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ [3] وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعَ. فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَحَدَّثَ ذَاكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: صَدَقْتَ، ذَاكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ. فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ، وَأَسَرُوا سَبْعِينَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قال أبو أسيد السّاعديّ بعد ما ذَهَبَ بَصَرُهُ: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ بِبَدْرٍ، ثُمَّ أَطْلَقَ اللَّهُ لِي بَصَرِي لَأَرَيْتُكَ الشِّعْبَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْنَا مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، غَيْرُ شَكٍّ وَلَا تَمَارٍ [5] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ [6] عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ [أَبْشِرْ] [7] هَذَا جبريل معتجر بعمامة صفراء آخذ [15 ب] بِعِنَانِ فَرَسِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. فَلَمَّا نَزَلَ إلى الأرض،   [1] إضافة من صحيح مسلم. [2] أقدم حيزوم: ضبطوه بوجهين: أصحّهما وأشهرهما، لم يذكر ابن دريد وكثيرون أو الأكثرون غيره: أنه بهمزة قطع مفتوحة، وبكسر الدال. من الإقدام، قالوا: وهي كلمة زجر للفرس معلومة في كلامهم. والثاني بضم الدال وبهمزة وصل مضمومة من التقدّم وحيزوم اسم فرس الملك، وهو منادى بحذف حرف النداء. أي: يا حيزوم. شرح صحيح مسلم ص 1384 رقم (8) وانظر الروض الأنف 3/ 48. [3] خطم أنفه، ضربه. والخطم: الأثر على الأنف. [4] صحيح مسلم (1763) : كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر. [5] العبارة عند ابن كثير في البداية والنهاية 3/ 280 «لا أشك فيه ولا أتمارى» . [6] في الأصل: (ابن أبي حنيفة) خطأ صوابه من ع، ح. وانظر تهذيب التهذيب (1/ 104) . والبداية والنهاية 3/ 280. [7] زيادة من ح. وفي البداية والنهاية 3/ 280 وردت: «أبشر يا أبا بكر» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 تَغَيَّبَ عَنِّي سَاعَةً ثُمَّ طَلَعَ، عَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ [1] يَقُولُ: «أَتَاكَ نَصْرُ اللَّهِ إِذْ دَعَوْتُهُ» [2] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ رَأْسَ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزّمعي: حدّثني أبو الحويرث، حدّثني محمد ابن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْتَحُ [4] مَنْ قَلِيبِ بَدْرٍ إِذْ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا ثُمَّ ذَهَبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ كَالَّتِي قَبْلَهَا. فَكَانَتِ الرِّيحُ الْأُولَى جِبْرِيلَ نَزَلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَتِ الثَّانِيَةُ مِيكَائِيلَ نَزَلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. وَجَاءَتْ رِيحٌ ثَالِثَةٌ كَانَ فِيهَا إِسْرَائِيلُ فِي أَلْفٍ [5] . فَلَمَّا هَزَمَ اللَّهُ أَعْدَاءَهُ حَمَلَنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسِهِ، فَجَرَتْ بِي، فَوَقَعْتُ عَلَى عَقِبَيَّ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ فَأَمْسَكْتُ. فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهَا طَعَنْتُ بِيَدِي هَذِهِ فِي الْقَوْمِ حَتَّى اخْتَضَبَ هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى إِبِطِهِ. غَرِيبٌ. وَمُوسَى فِيهِ ضَعْفٌ [6] . وَقَوْلُهُ: «حملني على فرسه» لا   [1] النقع: الغبار. [2] الواقدي: كتاب المغازي (1/ 81) . وابن كثير: البداية والنهاية 3/ 280. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدرا (3/ 105) . وراجع سيرة ابن هشام 3/ 38. [4] يقال: متح الماء كمنع، يمتحه متحا: نزعه. وفي اللسان: المتح: نزعك رشاء الدلو تمدّ بيد وتأخذ بيد على رأس البئر. متح الدّلو يمتحها متحا ومتح بها. (تاج العروس 7/ 107) . [5] زاد بعدها في ع: (من الملائكة) . [6] انظر: الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2341 والمغني في الضعفاء للذهبي (2/ 689) وميزان الاعتدال له 4/ 227. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 يُعْلَمُ [1] إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْحِمْيَرِيُّ، ثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيُشِيرُ بِسَيْفِهِ إِلَى رَأْسِ الْمُشْرِكِ فَيَقَعُ رَأْسُهُ عَنْ جَسَدِهِ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ السَّيْفُ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنْ مُقْسِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَتْ [3] سِيمَا الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ بَدْرٍ عَمَائِمَ بِيضًا قَدْ أَرْسَلُوهَا فِي [4] ظُهُورِهِمْ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عَمَائِمَ حُمْرًا. وَلَمْ تُقَاتِلِ الْمَلَائِكَةُ فِي يَوْمٍ سِوَى يَوْمِ بَدْرٍ [5] . وَكَانُوا يَكُونُونَ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْأَيَّامِ عَدَدًا وَمَدَدًا [6] . وَجَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا 8: 12 [7] ، ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ إِسْمَاعِيلَ] [8] بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمَلَكُ يُتَصَوَّرُ فِي صُورَةِ مَنْ يُعْرَفُونَ مِنَ النَّاسِ، [يُثَبِّتُونَهُمْ] [9] ، فَيَقُولُ: إِنِّي قَدْ دَنَوْتُ مِنْهُمْ [10] فَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: لَوْ حَمَلُوا عَلَيْنَا مَا ثَبَتْنَا.   [1] في ع، ح: (يعرف) . [2] الرواية بالسند والنص عند ابن كثير 3/ 280، [3] في طبعة القدسي 66 «كان» والتصويب من السيرة. [4] في السيرة «على» . [5] في الأصل: «في سوى يوم بدر» وما أثبتناه عن نسخة ح، والسيرة. [6] سيرة ابن هشام 3/ 41 وفي آخرها «عددا ومددا لا يضربون» وكذا في البداية والنهاية 3/ 281. [7] سورة الأنفال: من الآية 12. [8] زيادة في اسمه اضفناها من ترجمته في تهذيب التهذيب (1/ 104) . [9] زيادة من ح. [10] في الأصل: (منكم) وأثبتنا نصّ ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْقَوْلِ [1] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، أَصَبْنَا مِنْ ثِمَارِهَا فَاجْتَوَيْنَاهَا وَأَصَابَنَا بِهَا وَعْكٌ. فَكَانَ [2] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَبَّرُ عَنْ بَدْرٍ. فَلَمَّا بَلَغَنَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَقْبَلُوا، سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ- وَهِيَ بِئْرٌ- فَسَبَقْنَا الْمُشْرِكِينَ إِلَيْهَا. فَوَجَدْنَا فِيهَا رَجُلَيْنِ: رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ وَمَوْلَى لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. فَأَمَّا الْقُرَشِيُّ فَانْفَلَتَ، وَأَمَّا مَوْلَى عُقْبَةَ فَأَخَذْنَاهُ فَجَعَلْنَا نَقُولُ لَهْ: كَمِ الْقَوْمُ؟ فَيَقُولُ: هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ. فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ. حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: كَمِ الْقَوْمُ؟ [قَالَ] [3] : هُمْ وَاللَّهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ شَدِيدٌ بأسهم. فجهد أن يخبره كَمْ هُمْ فَأَبَى. ثُمَّ سَأَلَهُ: كَمْ يَنْحَرُونَ كلّ [16 أ] يوم من الجزور؟ فقال: عشيرة. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: الْقَوْمُ أَلْفٌ، كُلُّ جَزُورٍ لِمِائَةٍ وَتَبِعَهَا. ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَنَا مِنَ اللَّيْلِ طَشٌّ [4] مِنْ مَطَرٍ، فَانْطَلَقْنَا تَحْتَ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ [5] نَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا [6] . وَبَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو رَبَّهُ وَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنْ تَهْلِكَ هَذِهِ الْعِصَابَةَ لَا تُعْبَدُ فِي الْأَرْضِ» . فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ [7] فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَضَّ عَلَى الْقِتَالِ. ثُمَّ قَالَ: إنّ جمع قريش عند   [1] الواقدي: كتاب المغازي 1/ 79 وانظر: البداية والنهاية 3/ 280. [2] في ح: (وكان) . [3] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع. وفي ح: (فقال) . [4] الطش: المطر الخفيف. [5] الحجف: جمع حجفة، وهي الترس من الجلود خاصة. [6] البداية والنهاية 3/ 267. [7] زاد في ح: والجرف. وفي الأصل رسمت علامة الإلحاق على كلمة «الحجف» . وكتب إزاءها في الهامش «خ: والجرف» أي في نسخة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 هَذِهِ [1] الضِّلْعِ الْحَمْرَاءِ مِنَ الْجَبَلِ. فَلَمَّا دَنَا القوم منّا وصاففناهم إذا رجل منهم يسير فِي الْقَوْمِ [2] عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ نا. لِي حَمْزَةَ- وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ- مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ؟ وَمَاذَا يَقُولُ لَهُمْ؟ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ يَكُ [3] فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ، فَجَاءَ حَمْزَةُ فَقَالَ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ وَيَقُولُ: يَا قَوْمُ إِنِّي [أَرَى] [4] أَقْوَامًا مُسْتَمِيتِينَ لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَفِيكُمْ خَيْرٌ. يَا قَوْمُ اعْصِبُوهَا الْيَوْمَ بِرَأْسِي [5] وَقُولُوا جَبُنَ عُتْبَةُ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي لَسْتُ بِأَجْبَنِكُمْ. فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: أَنْتَ تَقُولُ هَذَا؟ وَاللَّهِ لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا لَأْعَضَضْتُهُ [6] . قد ملأت [رئتك] [7] جوفك رعبا، فقال: إيادي تعني يا مصفّر اسْتَهُ؟ سَتَعْلَمُ الْيَوْمَ أيُّنَا أَجْبَنُ؟ فَبَرَزَ عُتْبَةُ وَابْنُهُ الْوَلِيدُ وَأَخُوهُ شَيْبَةُ [8] . فَقَالَ: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَخَرَجَ مِنَ الْأَنْصَارِ شَبَبَةُ [9] ، فَقَالَ عُتْبَةُ: لَا نُرِيدُ هَؤُلَاءِ، وَلَكِنْ يُبَارِزُنَا مِنْ بَنِي عَمِّنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ يَا عَلِيُّ، قُمْ يَا حَمْزَةُ، [قُمْ] [10] يَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ. فَقَتَلَ اللَّهُ عُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، وَجُرِحَ   [1] في الأصل: (هذا) . والتصحيح من ح. والبداية والنهاية 3/ 278. [2] في الأصل: (الأرض) . وأثبتناه نص ع، ح. والبداية والنهاية. [3] في طبعة القدسي 68 «بك» وهو تحريف. [4] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. [5] اعصبوها برأسي: يريد السّبّة التي تلحقهم بترك الحرب والجنوح إلى السّلم أي أقرنوا هذه الحال بي وأنسبوها إليّ ولو كانت ذميمة. [6] عضّه وعضّ عليه: أمسكه بأسنانه وشدّه بها. [7] سقطت من النسخ الثلاث واستدركناها من مسند الإمام أحمد والبداية والنهاية 3/ 278. [8] في الأصل وح: (حمية) ، وليست من السياق في شيء. وصحّحت في ع كما أثبتناها. وهي كذلك في البداية والنهاية. [9] الشببة: الشبان. والعبارة في البداية والنهاية: «فخرج فتية من الأنصار مشببة» . [10] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. والبداية والنهاية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 عُبَيْدَةُ. فَقَتَلْنَا مِنْهُمْ سَبْعِينَ وَأَسَرْنَا سَبْعِينَ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَصِيرٌ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ أَسِيرًا فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ مَا أَسَرَنِي، وَلَقَدْ أَسَرَنِي رَجُلٌ أَجْلَحُ [1] مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ، مَا أَرَاهُ فِي الْقَوْمِ. فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «اسْكُتْ، فَقَدْ أَيَّدَكَ اللَّهُ بِمَلَكٍ كَرِيمٍ» . قَالَ: فَأُسِرَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: الْعَبَّاسُ، وَعَقِيلٌ، وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ [2] . وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ: ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [3] قَالَ: لَقَدْ قَلُّوا [4] فِي أَعْيُنِنَا يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِي: أَتَرَاهُمْ سَبْعِينَ؟ قَالَ: أَرَاهُمْ مِائَةً. فَأَسَرْنَا رَجُلًا فَقُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: أَلْفًا. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: قُومُوا إِلَى جنّة عرضها السّماوات وَالْأَرْضُ. قَالَ: يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بَخٍ بَخٍ! قَالَ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءٌ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ: فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا. فَأَخْرَجَ تُمَيْرَاتٍ مِنْ قَرْنِهِ [5] فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهَا، ثُمَّ قال: [16   [1] الجلح: انحسار الشعر عن جانبي الرأس. [2] البداية والنهاية 3/ 278 وقال: هذا سياق حسن. [3] في البداية والنهاية 3/ 269 «عن أبي عبيد وعبد الله» . [4] في البداية والنهاية «قلّلوا» . [5] في ح: (من كمه) . والقرن: الجعبة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 ب] لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ. فَرَمَى بِهِنَّ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اصْطَفَفْنَا يَوْمَ بَدْرٍ: إِذَا أَكْثَبُوكُمْ [2] ، يَعْنِي غَشَوْكُمْ، فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ، وَاسْتَبِقُوا نَبْلَكُمْ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَرَوَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشِعَارَ الْخَزْرَجِ: يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ، وَشِعَارَ الْأَوْسِ: يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ [4] . وَسَمَّى خَيْلَهُ: خَيْلَ اللَّهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، وَابْنَةُ عَمِّهِ سِتُّ الْأَهْلِ بِنْتُ عُلْوَانَ- سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ [5]- وَآخَرُونَ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَتْنَا شَهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ طَلْحَةَ، أَنَا أَبُو عُمَرَ [6] عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو هَاشِمٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُقْسِمُ قَسَمًا: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ 22: 19   [1] صحيح مسلم (1899) : كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد. [2] في ع: (كثبوكم) . وكثبه وأكثبه: قاربه. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب حدثني عبد الله بن محمد الجعفي (5/ 100) . وانظر البدآية والنهاية 3/ 274. [4] البدآية والنهاية 3/ 274 وفيه: قال ابن هشام: كان شعار الصحابة يوم بدر: أحد أحد. (3/ 42) . [5] أي سنة 693 هـ-. وهي السنة التي سمع الذهبي فيها ببعلبكّ. [6] في الأصل: (أبو عمرو) وأثبتنا نص ع، ح. وهو أبو عمر عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن مهدي الفارسيّ، مسند الوقت، كما قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 1051) في سياق ترجمته لابن مردويه- ولم يترجم له. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 [1] ، إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ بَرَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وَعَلِيٌّ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَعُتْبَةُ، وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] عَنْ يَعْقُوبَ الدَّوْرَقِيِّ وَغَيْرِهِ. وَمُسْلِمٌ [3] عَنْ عَمْرِو بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ الرُّمَّانِيِّ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ لَاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّدُوسِيِّ الْبَصْرِيِّ. وَهُوَ مِنَ الْأَبْدَالِ الْعَوَالِي. [4] وَعُبَيْدَةُ بن الحارث بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ الْمُطَّلِبِيُّ، أُمَّهُ ثَقَفِيَّةٌ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشْرِ سِنِينَ، أَسْلَمَ هُوَ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فِي وَقْتٍ. وَهَاجَرَ هو أخواه الطُّفَيْلُ وَالْحُصَيْنُ. وَكَانَ عُبَيْدَةُ كَبِيرَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان مربوعا [5] مَلِيحًا، تُوُفِّيَ بِالصَّفْرَاءِ. وَهُوَ الَّذِي بَارَزَ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، كِلَاهُمَا أَثْبَتَ صَاحِبَهُ، كَمَا تَقَدَّمَ. وَقَدْ جَهَّزَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِتِّينَ رَاكِبًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَمَّرَهُ عَلَيْهِمِ، فَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَاءَ عُبَيْدَةَ. فَالْتَقَى بِقُرَيْشٍ وَعَلَيْهِمْ أَبُو سُفْيَانَ عِنْدَ ثَنِيَّةِ الْمَرَةِ [6] ، فَكَانَ أَوَّلَ قِتَالٍ فِي الْإِسْلَامِ. قَالَهُ مُحَمَّدُ بن إسحاق [7] .   [1] سورة الحج: من الآية 19. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل (5/ 96) . [3] صحيح مسلم (3033) كتاب التفسير، باب في قوله تعالى هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ 22: 19. [4] من هنا ناقص من نسخة شعيرة 127. [5] المربوع: كالربعة، المتوسط القامة بين الطول والقصر. [6] ثنية المرة: بفتح الميم وتخفيف الراء. موضع بأسفله ماء بالحجاز. (معجم البلدان 2/ 85) . [7] إلى هنا ينتهي النقص في نسخة شعيرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ أَنَّ الْمُسْتَفْتِحَ يَوْمَ بَدْرٍ أَبُو جَهْلٍ. قَالَ لَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ: اللَّهمّ أَقْطَعَنَا لِلرَّحِمِ وَآتَانَا بِمَا لَا يَعْرِفُ، فَأَحْنِهِ الْغَدَاةَ. فَقُتِلَ [1] فَفِيهِ أُنْزِلَتْ [2] : إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ 8: 19 [3] . وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ، سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً من السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ 8: 32 [4] ، فَنَزَلَتْ: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ 8: 33 [5] مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [6] . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ الله 8: 34 [7] ، قَالَ: يَوْمَ بَدْرٍ بِالسَّيْفِ. قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بن صالح، [17 أ] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْهُ. وَبِهِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ 8: 7 [أَنَّهَا لَكُمْ] [8] قَالَ: أَقْبَلَتْ عِيرُ أَهْلِ مَكَّةَ تُرِيدُ الشَّامَ- كَذَا قَالَ- فَبَلَغَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ ذَلِكَ، فَخَرَجُوا وَمَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُونَ الْعِيرَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ مَكَّةَ فَأَسْرَعُوا السَّيْرَ، فَسَبَقَتِ الْعِيرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ اللَّهُ وَعَدَهُمْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ.   [1] في ح: (فقيل) تصحيف. [2] في ح: نزلت. [3] سورة الأنفال: من الآية 19. [4] سورة الأنفال: من الآية 22. [5] سورة الأنفال: الآية 33. [6] صحيح البخاري: كتاب التفسير، سورة الأنفال (6/ 78) وصحيح مسلم (2796) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب في قوله تعالى: وَما كانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ 8: 33 الآية. [7] سورة الأنفال: من الآية 34. [8] سورة الأنفال. من الآية 7، وما بين المعقفين من الآية الكريمة زيادة من ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 وَكَانُوا أَنْ يَلْقَوْا الْعِيرَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ، وَأَيْسَرَ شَوْكَةً وَأَحْضَرَ مَغْنَمًا. فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الْقَوْمَ، فَكَرِهَ الْمُسْلِمُونَ مَسِيرَهُمْ لِشَوْكَةِ الْقَوْمِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ، وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَاءِ رَمْلَةٌ دِعْصَةٌ [1] ، فَأَصَابَ الْمُسْلِمِينَ ضَعْفٌ شَدِيدٌ، وَأَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي قُلُوبِهِمُ الْقَنَطَ [2] يُوَسْوِسُهُمْ: تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ، وَقَدْ غَلَبَكُمُ الْمُشْرِكُونَ عَلَى الْمَاءِ، وَأَنْتُمْ كَذَا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَطَرًا شَدِيدًا، فَشَرِبَ الْمُسْلِمُونَ وَتَطَهَّرُوا. فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ. وَصَارَ الرَّمْلُ، يَعْنِي مُلَبَّدًا [3] . وَأَمدَّهُمُ اللَّهُ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ. وَجَاءَ إِبْلِيسُ فِي جُنْدٍ مِنَ الشَّيَاطِينِ، مَعَهُ رَايَتُهُ فِي صُورَةِ رِجَالٍ مِنَ بَنِي مُدْلِجٍ، وَالشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَقَالَ لِلْمُشْرِكِينَ: «لَا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ، وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ 8: 48» [4] فَلَمَّا اصْطَفَّ الْقَوْمُ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: اللَّهمّ أَوْلَانَا بِالْحَقِّ فَانْصُرْهُ. وَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فقال: يا ربّ إِنَّكَ إِنْ تَهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَلَنْ تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا. فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: خُذْ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ. فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهِمْ. فَمَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا أَصَابَ عَيْنَيْهِ وَمِنْخَرَيْهِ وَفَمَهُ، فَوَلُّوا مُدْبِرِينَ. وَأَقْبَلَ جِبْرِيلُ إِلَى إِبْلِيسَ، فَلَمَّا رَآهُ وَكَانَتْ يَدُهُ فِي يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ نَزَعَ يَدَهُ وَوَلَّى مُدْبرًا وشيعته. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا سُرَاقَةُ، أَمَا زَعَمْتَ أَنَّكَ لَنَا جَارٌ؟ قَالَ: إِنِّي أَرى مَا لا تَرَوْنَ، إِنِّي أَخافُ الله 8: 48 [5] .   [1] الدعص والدعصة: قوز من الرمل مجتمع أقلّ من الحقف. [2] القنط: اليأس من الخير، أو أشدّ اليأس. وأثبته شعيرة في نسخة 128 «المقفط» وقال: هو الشيطان الصغير. [3] هكذا في الأصل وسائر النّسخ، وفي دلائل النّبوّة للبيهقي (2/ 354) : «وصار الرمل كدا ذكر كلمة أخبر أنه أصابه المطر» والأرجح أنّ كدا محرّفة عن (كذا) بدليل ما بعدها. [4] ، (5) سورة الأنفال: من الآية 48، وتمام الآية الكريمة وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقال 8: 48 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، أَنَا صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنِّي لَوَاقفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصّفِّ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمَا. فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلُعٍ [1] مِنْهُمَا. فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ: يَا عَمَّ أَتَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ [إِلَيْهِ] [2] ؟ قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا. فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ. فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا. فَلَمْ أنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَهُوَ يَجُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَرَيَانِ؟ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلَانِ عَنْهُ. فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا [فَضَرَبَاهُ] [3] حَتَّى قَتَلَاهُ. ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ. فَقَالَ: أيّكما قتله؟ فقال كل واحد [17 ب] مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ [4] . فَقَالَ: هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ قَالَا: لَا. قَالَ: فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ، كِلَاهُمَا [5] قَتَلَهُ. وَقَضَى بِسَلْبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرٍو، وَالْآخَرِ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [6] . وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يَنْظُرُ ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن   [ () ] لَا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ، فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقال: إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ الله وَالله شَدِيدُ الْعِقابِ 8: 48. [1] أضلع: أقوى. [2] زيادة من ح. [3] زيادة من ح. [4] في ح: (أنا) . [5] في ع: (كلاكما) . [6] صحيح البخاري: كتاب فرض الخمس، باب من لم يخمّس الأسلاب ومن قتل قتيلا فله سلبه (4/ 111) . وصحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل (5/ 148) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 مَسْعُودٍ فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرُدَ. قَالَ: أَنْتَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ. فَقَالَ: هَلْ فَوْقَ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ، أَوْ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ أَخْرَجَهُ خ م [1] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ أَتَى أَبَا جَهْلٍ فَقَالَ: قَدْ أَخْزَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ: هَلْ أَعْمَدُ [2] مِنْ رَجُلٍ قَتَلْتُمُوهُ؟ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ: ثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ وَهُوَ صَرِيعٌ، وَعَلَيْهِ بَيْضَةٌ، وَمَعَهُ سَيْفٌ جَيِّدٌ، وَمَعِي سَيْفٌ رَثٌّ. فَجَعَلْتُ أَنْقُفُ [4] رَأْسَهُ بِسَيْفِي، وَأَذْكُرُ نَقفًا كَانَ يَنْقُفُ رَأْسِي بِمَكَّةَ، حَتَّى ضَعُفَتْ يَدِي، فَأَخَذْتُ سَيْفَهُ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: عَلَى مَنْ كَانَتِ الدَّبَرَةُ [5] ، لَنَا أَوْ عَلَيْنَا؟ أَلَسْتَ رُوَيْعِينَا بِمَكَّةَ؟ قَالَ: فَقَتَلْتُهُ. ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ. فَقَالَ: آللَّه الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟ فَاسْتَحْلَفَنِي ثَلَاثَ مِرَارٍ [6] . ثُمَّ قَامَ مَعِي إِلَيْهِمْ، فَدَعَا عَلَيْهِمْ. [7] . وَرُوِيَ نَحْوُهُ عن سفيان الثّوري، عن أبي إسحاق. وفيه: فَاسْتَحْلَفَنِي وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ للَّه الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، انْطَلَقَ فَأَرِنِيهِ. فَانْطَلَقْتُ فَأَرَيْتُهُ. فَقَالَ: هَذَا فِرْعَوْنُ هذه الأمّة.   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل (5/ 94) . وصحيح مسلم (1800) : كتاب الجهاد والسير، باب قتل أبي جهل. [2] أعمد: بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وفتح الميم. أي أشرف. انظر إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 6/ 249. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل (5/ 94) . [4] النّقف: كسر الهامة عن الدماغ. ونفقه ضربه حتى خرج دماغه. [5] في نسخة شعيرة 130 «الدائرة» [6] في هامش ح: (قلت: لعلّه استحلفه لكون المذكورين أخبرا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقتله، فقضى لهما بسلبه. كذا بخطّ الذهبي) . [7] راجع سيرة ابن هشام 3/ 42. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 وَرُوِيَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُهُ خَرَّ سَاجِدًا. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَصْرَعِ ابْنَيْ عَفْرَاءَ فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَي عَفْرَاءَ، فَهُمَا شُرَكَاءُ فِي قَتْلِ فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَرَأْسِ أَئِمَّةِ الْكُفْرِ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ قَتَلَهُ مَعَهُمَا؟ قَالَ: الْمَلَائِكَةُ، وَابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ شُرِكَ فِي قَتْلِهِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ، عَنِ الشَّعْثَاءِ، امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، فَرَأَيْتُهُ صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: إِنَّكَ صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ حِينَ بُشِّرَ بِالْفَتْحِ، وَحِينَ جِيءَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ. وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي مَرَرْتُ بِبَدْرٍ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ، فَيَضْرِبُهُ رَجُلٌ بِمِقْمَعَةٍ [1] حَتَّى يَغِيبَ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ مِرَارًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ يُعَذَّبُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . وَقَالَ خ م مِنْ حَدِيثِ [ابْنِ] [2] أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر [18 أ] يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ [3] بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ. وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ [4] ثَلَاثَ لَيَالٍ. فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ، أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشَدَّ عَلَيْهَا [5] ، ثُمَّ مشى واتّبعه أصحابه،   [1] المقمعة: سوط أو عمود من حديد، أو خشبة يضرب بها الإنسان على رأسه، والجمع مقامع. [2] سقطت من الأصل، ع، واستدركناها من ح والبخاري وتهذيب التهذيب. [3] الطويّ: البئر. [4] العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء، وعرصة الدار وسطها. [5] في البداية والنهاية 3/ 593 «فشدّ عليها رحلها» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 فَقَالُوا: مَا نَرَاهُ إِلَّا يَنْطَلِقُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ [1] فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ: يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ، أَيَسُرُّكُمْ [2] أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لَا أَرْوَاحَ لَهَا؟ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ. قَالَ قَتَادَةُ: أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ تَوْبِيخًا وَتَصْغِيرًا وَنِقْمَةً وَحَسْرَةً وَنَدَامَةً. صَحِيحٌ [3] . وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ. قَالَ عُرْوَةُ: فَبَلَغَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: لَيْسَ هَكَذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا قَالَ: إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ. إِنَّهُمْ قَدْ تَبَوَّءُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ. إِنَّ اللَّهَ يقول إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى 27: 80 [4] وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ 35: 22- 23 [5] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [6] . مَا رَوَتْ عَائِشَةُ لَا يُنَافِي مَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ، فَإِنَّ عِلْمَهُمْ لَا يَمْنَعُ مِنْ سَمَاعِهِمْ قَوْلَهُ عَلَيْهِ [الصَّلَاةُ و] [7] السلام، وأمّا أن [8] لا تسمع الموتى،   [1] الركي، والرّكية: البئر. [2] في ح: (أبشركم) . تصحيف. وفي البداية والنهاية «يسركم» بحذف الهمزة. [3] في صحيح البخاري ندما: كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل (5/ 97) ، البداية والنهاية 3/ 293 وقد أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجة من طرق عن سعيد بن أبي عروبة. [4] سورة النمل: من الآية 80. [5] سورة فاطر: الآيتان 22، 23. [6] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل (5/ 98) . [7] زيادة من ع. [8] في ح: (إنك) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 فَحَقٌّ لأَنَّ اللَّهَ أَحْيَاهُمْ [1] ذَلِكَ الْوَقْتَ كَمَا يُحْيِي الْمَيِّتَ [2] لِسُؤَالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قوله بَدَّلُوا نِعْمَتَ الله كُفْراً 14: 28 [3] ، قَالَ: هُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ. وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ 14: 28 [4] ، قَالَ: النَّارُ يَوْمَ بَدْرٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقَتْلَى قِيلَ لَهُ: عليك العير ليس دونها شَيْءٌ. فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ وَهُوَ فِي الْوَثَاقِ: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكَ. قَالَ: لِمَ؟ [6] قَالَ: لأَنَّ اللَّهَ [عَزَّ وَجَلَّ] [7] وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَنْجَزَ لَكَ مَا وَعَدَكَ [8] . هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْهُ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: ضُرِبَ خُبَيْبُ [9] بْنُ عَدِيٍّ يَوْمَ بَدْرٍ فَمَالَ شِقُّهُ، فَتَفَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَأَمَهُ وَرَدَّهُ، فَانْطَبَقَ. [أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: شَهِدَ عُمَيْرُ بن وهب الجمحيّ بدرا   [1] في ح: (قد أحياهم) . [2] في ع: (الموتى) . [3] ، (4) سورة إبراهيم: من الآية 28، وتمام الآية الكريمة أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ الله كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ 14: 28. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل (5/ 98) ، [6] في الأصل: (كم) والتصحيح من ع، ح. [7] زيادة من ح. [8] البداية والنهاية 3/ 295. [9] في نسخة شعيرة 132 «حبيب» والتصويب من الإصابة 1/ 418. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 كَافِرًا، وَكَانَ فِي الْقَتْلَى. فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَوَضَعَ سَيْفَهُ فِي بَطْنِهِ، فَخَرَجَ مِنْ ظَهْرِهِ. فَلَمَّا بَرُدَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ لَحِقَ بِمَكَّةَ فَصَحَّ. فَاجْتَمَعَ هُوَ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ فَقَالَ: لَوْلَا عِيَالِي وَدَيْنِي لَكُنْتُ أَقْتُلُ مُحَمَّدًا. فَقَالَ صَفْوَانُ: وَكَيْفَ تَقْتُلُهُ؟ قَالَ: أَنَا رَجُلٌ جَرِيءُ الصَّدْرِ جَوَادٌ لَا أُلْحَقُ، فَأَضْرِبُهُ وَأَلْحَقُ بِالْجَبَلِ فَلَا أُدْرَكُ. قَالَ: عِيالُكَ فِي عِيالِي وَدَيْنَكُ عَلِيَّ. فَانْطَلَقَ فَشَحَذَ سَيْفَهُ وَسَمَّهُ. وَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَرَآهُ عُمَرُ فَقَالَ لِلصَّحَابَةِ: احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فَإِنِّي أَخَافُ عُمَيْرًا إِنَّهُ رَجُلٌ فَاتِكٌ، وَلَا أَدْرِي مَا جَاءَ بِهِ. فَأَطَافَ الْمُسْلِمُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَاءَ عُمَيْرٌ، مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْعِمْ صَبَاحًا. قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا عُمَيْرُ؟ قَالَ: حَاجَةٌ. قَالَ: فَمَا بَالُ السَّيْفِ؟ قَالَ: قَدْ حَمَلْنَاهَا يَوْمَ بَدْرٍ فَمَا أَفْلَحَتْ وَلَا أَنْجَحَتْ. قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ لِصَفْوَانَ وَأَنْتَ فِي الْحِجْرِ؟ وَأَخْبَرَهُ بِالْقِصَّةِ. فَقَالَ عُمَيْرٌ: قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ فَنُكَذِّبُكَ، وَأَرَاكَ تَعْلَمُ خَبَرَ الْأَرْضِ. أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَعْطِنِي مِنْكَ عِلْمًا تَعْلَمْ أَهْلُ مَكَّةَ أَنِّي أَسْلَمْتُ. فَأَعْطَاهُ. فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ جَاءَ عُمَيْرٌ وَإِنَّهُ لَأَضَلُّ مِنْ خِنْزِيرٍ، ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي] [1] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: عُكَّاشَةُ الَّذِي قَاتَلَ بِسَيْفِهِ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى انْقَطَعَ فِي يَدِهِ، فأتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُ جِذْلًا [2] مِنْ حَطَبٍ، فَقَالَ: قَاتِلْ بِهَذَا. فَلَمَّا أَخَذَهُ هَزَّهُ فَعَادَ سَيْفًا فِي يَدِهِ، طَوِيلَ الْقَامَةِ شَدِيدَ الْمَتْنِ أَبْيَضَ الْحَدِيدَةِ فَقَاتَلَ بِهِ [3] ، حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ يَشْهَدُ بِهِ الْمَشَاهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى قتل في قتال أهل الرّدة وهو   [1] ما بين الحاصرتين من قوله: أحمد بن الأزهر إلى آخر الخبر، ليس في الأصل، ع. وزدناه من ح. والخبر في سيرة ابن هشام مثله 3/ 70، 71. [2] في ع: جزلا. والجذل: أصل الشجرة وغيرها بعد ذهاب الفرع، والجزل: الحطب اليابس. [3] في الأصل، ع: (بها) والتصحيح من ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 عِنْدَهُ. وَكَانَ ذَلِكَ السَّيْفُ يُسَمَّى الْعَوْنَ [1] . هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ بِلَا سَنَدٍ. وَقَدْ رَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: قَالَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: انْقَطَعَ سَيْفِي يَوْمَ بَدْرٍ، فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودًا، فإذا هو سيف أبيض طويل. فقاتلت [18 ب] بِهِ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ جَمَاعَةٍ قَالُوا: انْكَسَرَ سَيْفُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَقِيَ أَعْزَلَ لَا سِلَاحَ مَعَهُ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضِيبًا كَانَ فِي يَدِهِ مِنْ عَرَاجِينَ، فَقَالَ: اضْرِبْ بِهِ. فَإِذَا هُوَ سَيْفٌ جَيِّدٌ. فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهُ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ [3] .   [1] في الأصل وسائر النّسخ: (القوى) تصحيف. والتصحيح من سيرة ابن هشام 3/ 50 والبداية والنهاية (3/ 290) . [2] الواقدي: كتاب المغازي (1/ 93) . [3] الواقدي: كتاب المغازي (1/ 93- 94) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 ذِكْرُ غَزْوَةِ بَدْرٍ «مِنْ مَغَازِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ [1] فِإنَّهَا مِنْ أَصَحِّ الْمَغَازِي» قَدْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ [2] وَمَعْنٌ [3] وَغَيْرُهُمَا أَنَّ مَالِكًا كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَغَازِي قَالَ: عَلَيْكَ بِمَغَازِي الرَّجُلِ الصَّالِحِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، فَإِنَّهُ أَصَحُّ الْمَغَازِي. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، ح. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ- وَهَذَا لَفْظُهُ- عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: مَكَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَتْلِ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ شَهْرَيْنِ. ثم أقبل أبو   [1] هو موسى بن عقبة بن أبي عياش أبو محمد الأسدي. ولد تقريبا حول سنة 55 هـ-. كان تلميذ الزهري وعاش في المدينة. توفي سنة 141 هـ-. انظر عنه: الجرح والتعديل 4/ 2/ 155» تذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 148، الأعلام للزركلي 8/ 276، معجم المؤلفين 13/ 43، تاريخ التراث العربيّ 1/ 458. [2] هو مطرِّف بن عبد الله بن مطرِّف بن سليمان بن يسار اليساري الهلال أبو مصعب المدني ولد سنة 137 ومات سنة 220 وقيل 214 هـ-. (تهذيب التهذيب 10/ 175) . [3] هو معن بْن عيسى بْن يحيى بْن دينار الأشجعي مولاهم القزّاز أبو يحيى المدني أحد أئمة الحديث. مات بالمدينة سنة 198 هـ-. وكان ثقة كثير الحديث ثبتا مأمونا (تهذيب التهذيب 10/ 252، 253) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 سُفْيَانَ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ، وَمَعَهُ سَبْعُونَ رَاكِبًا من بطون قريش، منهم: مخرمة ابن نَوْفَلٍ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَكَانُوا تُجَّارًا بِالشَّامِ، وَمَعَهُمْ خَزَائِنُ أَهْلِ مَكَّةَ، وَيُقَالُ كَانَتْ عِيرُهُمْ أَلْفَ بَعِيرٍ. وَلَمْ يَكُنْ لِقُرَيْشٍ أُوقِيَّةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا بَعَثُوا بِهَا مَعَ أَبِي سُفْيَانَ، إِلَّا حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى، فَلِذَلِكَ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهُ. فَذَكَرُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم وَأَصْحَابِهِ، وَقَدْ كَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ قَبْلَ ذَاكَ، فَبَعَثَ عَدِيَّ بْنَ أَبِي الزَّغْبَاءِ الْأَنْصَارِيَّ، وبَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو، إِلَى الْعِيرِ، عَيْنًا لَهُ، فَسَارَا، حَتَّى أَتَيَا حَيًّا مِنْ جُهَيْنَةَ، قَرِيبًا مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَسَأَلُوهُمْ عَنِ الْعِيرِ، فَأَخْبَرُوهُمَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ. فَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبراه. فَاسْتَنْفَرَ الْمُسْلِمِينَ لِلْعِيرِ. وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ. وَقَدِمَ أَبُو سُفْيَانَ عَلَى الْجُهَنِيِّينَ وَهُوَ مُتَخَوِّفٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَأَلَهُمْ فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَ الرَّاكِبَيْنِ، فَقَالَ أَبُو سفيان: خذوا من بعر بعيريهما. ففتّه فَوَجَدَ النَّوَى فَقَالَ: هَذِهِ عَلَائِفُ أَهْلِ يَثْرِبَ. فَأَسْرَعَ وَبَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارٍ [1] يُقَالُ لَهُ: ضَمْضَمُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى قُرَيْشٍ أَنِ انْفِرُوا فَاحْمُوا عِيرَكُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ. وَكَانَتْ عَاتِكَةُ قَدْ رَأَتْ قَبْلَ قُدُومِ ضَمْضَمٍ، فَذَكَرَ [2] رُؤْيَاهَا، إِلَى أَنْ قَالَ: فقدم ضَمْضَمُ فَصَاحَ: يَا آلَ غَالِبِ بْنَ فِهْرٍ انْفِرُوا فَقَدْ خَرَجَ مُحَمَّدٌ وَأَهْلُ يَثْرِبَ يَعْتَرِضُونَ [3] لِأَبِي سُفْيَانَ. فَفَزِعُوا، وَأَشْفَقُوا مِنْ رُؤْيَا عَاتِكَةَ، وَنَفَرُوا عَلَى كُلِّ صَعْبٍ وَذَلُولٍ. وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيَظُنُّ مُحَمَّدٌ أَنْ يُصِيبَ مِثْلَ مَا أَصَابَ بِنَخْلَةَ؟ سيعلم أنمنع عيرنا أم لا.   [1] في ع: (من غفار) . [2] في الأصل: (فذكروا) . وأثبتنا نصّ ع، ح. [3] في ع: (يتعرضون) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 فَخَرَجُوا بِخَمْسِينَ وَتَسِعِمِائَةِ مُقَاتِلٍ، وَسَاقُوا مِائَةَ فَرَسٍ، وَلَمْ يَتْرُكُوا كَارِهًا لِلْخُرُوجِ. فَأَشْخَصُوا الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَنَوْفَلُ بْنَ الْحَارِثِ، وَطَالِبَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَخَاهُ عَقِيلًا، إِلَى أَنْ نَزَلُوا الْجُحْفَةَ. فَوَضَعَ جُهَيْمُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ مَخْرَمَةَ الْمُطَّلِبِيُّ رَأْسَهُ فَأَغْفَى، ثُمَّ فَزِعَ [1] فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: هَلْ رَأَيْتُمُ الْفَارِسَ الَّذِي وَقَفَ عَلِيَّ آنِفًا. قَالُوا: لَا، إِنَّكَ [2] مَجْنُونٌ. فَقَالَ: قَدْ وَقَفَ عَلِيَّ فَارِسٌ فَقَالَ: قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ، وَعُتْبَةُ، وَشَيْبَةُ، وَزَمْعَةُ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَعَدَّ جَمَاعَةً. فَقَالُوا: [3] إِنَّمَا لَعِبَ بِكَ الشَّيْطَانُ. فرفع حديثه [19 أ] إِلَى أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ: قَدْ جِئْتُمُونَا بِكَذِبِ بَنِي الْمُطَّلِبِ مَعَ كَذِبِ بَنِي هَاشِمٍ، سَتَرَوْنَ غَدًا مَنْ يُقْتَلُ. وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِ الْعِيرِ، فَسَلَكَ عَلَى نَقْبِ [4] بَنِي دِينَارٍ، وَرَجَعَ حِينَ رَجَعَ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ. فَنَفَر فِي ثَلَاثِمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا. وَأَبْطَأَ عَنْهُ كَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَتَرَبَّصُوا. وَكَانَتْ أَوَّلُ وَقْعَةٍ أَعَزَّ اللَّهُ فِيهَا الْإِسْلَامَ. فَخَرَجَ فِي رَمَضَانَ وَمَعَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى النَّوَاضِحِ [5] يَعْتَقِبُ النَّفَرُ مِنْهُمْ عَلَى الْبَعِيرِ الْوَاحِدِ. وَكَانَ زَمِيلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَمَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ حَلِيفَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَيْسَ مَعَ الثَّلاثَةِ إِلَّا بَعِيرٌ وَاحِدٌ.   [1] في الأصل، ع: نزع، وفي ح: رفع. والتصحيح من السياق، يقال: فزع من نومه أي هبّ وانتبه. [2] في ع: (لأنك مجنون) . [3] في الأصل: (فقال) : وأثبتنا نص ع، ح. [4] النقب: الطريق الضيق في الجبل أو بين دارين لا يستطاع سلوكه. [5] النواضح: مفردها: الناضح، وهو البعير أو الحمار أو الثور الّذي يستقى عليه الماء وهي ناضحة وسانية (تاج العروس 7/ 184) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 فَسَارُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِعِرْقِ الظُّبْيَةِ [1] لَقِيَهُمْ راكب مِنْ قِبَلَ تِهَامَةَ، فَسَأَلُوهُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِ. فَقَالُوا: سَلِّمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَفِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. وَأَشَارُوا إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنْ كُنْتَ رَسُولَ اللَّهِ فَحَدِّثْنِي بِمَا فِي بَطْنِ نَاقَتِي هَذِهِ. فَغَضِبَ سَلَمَةُ [2] بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: وَقَعْتَ عَلَى نَاقَتِكَ فَحَمَلَتْ مِنْكَ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ سَلَمَةُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. ثُمَّ سَارَ لَا يَلْقَاهُ خَبَرٌ وَلَا يَعْلَمُ بِنَفْرَةِ [3] قُرَيْشٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَشِيرُوا عَلَيْنَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا أَعْلَمُ بِمَسَافَةِ الْأَرْضِ. أَخْبَرَنَا عَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ: أَنَّ الْعِيرَ كَانَتْ بِوَادِي كَذَا [4] . وَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا قُرَيْشٌ وَعِزُّهَا [5] ، وَاللَّهِ مَا ذلَّتْ مُنْذُ عَزَّتْ وَلَا آمَنَتْ مُنْذُ كَفَرَتْ. وَاللَّهِ لَتُقَاتِلَنَّكَ، فَتَأَهَّبَ. لِذَلِكَ. فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلِيَّ. قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو: إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قال أصحاب موسى اذهب أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ 5: 24، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا مَعَكُمْ متّبعون. فقال: أشيروا عليّ.   [1] عرق الظبية: بكسر العين وسكون الراء، والظبية: بضم الظاء المعجمة. قال الواقدي: هو من الروحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة، وبعرق الظبية مسجد للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وفي كتاب نصر: عرق الظبية بين مكة والمدينة قرب الروحاء، وقيل: هي الروحاء نفسها، (معجم البلدان 4/ 58) وفي نسخة شعيرة 136 «عرق الطيب» وهو غلط. [2] في الأصل: (سلامة) . خطأ صوابه من ع، ح والإصابة (2/ 65) . [3] النفرة: الجماعة يتقدّمون في الأمر، ومثلها النفير. [4] في الأصل: (كدا) ، وفي ع، ح: (كذا) . فهي إمّا أن تكون بمعنى الإشارة إلى الشيء، على التكنية كما يقال: حدّث كذا وكذا، وإمّا أن تكون كداء أو كدي وهما اسمان لموضعين، وفي تسميتهما وتحديد موضعهما انظر ياقوت (4/ 439) . [5] في ع: (وعيرها) تصحيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 فَلَمَّا رَأَى سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ كَثْرَةَ اسْتِشَارَتِهِ ظَنَّ سَعْدٌ أَنَّهُ يَسْتَنْطِقُ الْأَنْصَارَ شَفَقًا أَنْ لَا يَسْتَحْوِذُوا معه، أَوْ قَالَ: أَنْ لَا يَسْتَجْلِبُوا مَعَهُ عَلَى مَا يُرِيدُ، فَقَالَ: لَعَلَّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخْشَى أَنْ لَا يَكُونَ [الْأَنْصَارُ] [1] يُرِيدُونَ مُوَاسَاتَكَ. وَلَا يَرَوْنَهَا حَقًّا عَلَيْهِمْ، إِلَّا بِأَنْ يَرَوْا عَدُوًّا فِي بُيُوتِهِمْ وَأَوْلادِهِمْ وَنِسَائِهِمْ. وَإِنِّي أَقُولُ عَنِ الْأَنْصَارِ وَأُجِيبُ عَنْهُمْ: فَاظْعِنْ حَيْثُ شِئْتَ، وَصِلْ حبل من شئت، وخذ من أموالنا مَا شئت، وأعطنا مَا شئت، وما أخذته منا أَحَبُّ إِلَيْنَا مِمَّا تركته علينا. فو الله لو سرحت حَتَّى تَبْلُغَ الْبَرْكَ مِنْ غِمْدِ ذِي يَمَنٍ [2] لَسِرْنَا مَعَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سِيرُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنِّي قَدْ أُرِيتُ [3] مَصَارِعَ الْقَوْمِ. فَعَمْدٌ لِبَدْرٍ. وَخَفَضَ [4] أَبُو سُفْيَانَ فَلَصَقَ بِسَاحِلِ الْبَحْرِ، وَأَحْرَزَ مَا مَعَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَأَتَاهُمُ الْخَبَرُ بِالْجُحْفَةِ. فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: وَاللَّهِ لَا نَرْجِعُ حَتَّى نَقْدَمَ بَدْرًا فَنُقِيمَ بِهَا. فَكَرِهَ ذَلِكَ الْأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ وَأَشَارَ بِالرَّجْعَةِ، فَأَبَوْا وعصوه. فرجع ببني [19 ب] زُهْرَةَ فَلَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مُنْهُمْ بَدْرًا. وَأَرَادَتْ بَنُو هَاشِمٍ الرُّجُوعَ فَمَنَعَهُمْ أَبُو جَهْلٍ [5] . وَنَزَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَدْنَى شَيْءٍ مِنْ بَدْرٍ. ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا والزّبير   [1] سقطت من الأصل وأثبتناها من ح. [2] في هامش ح: في برك فتح الموحّدة وكسرها، وفي غمد كسر الغين وفتحها. وقال ياقوت: برك الغماد: بكسر الغين والمعجمة. وقال ابن دريد: بالضم والكسر أشهر، وهو موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر، وقيل بلد باليمن. وفي كتاب عياض: برك الغماد: بفتح الباء عن الأكثرين، وقد كسرها بعضهم وقال: هو موضع في أقاصي أرض هجر. (انظر معجم البلدان 4/ 399، 400) . [3] في ع: (رأيت) . [4] خفض بالمكان: أقام. ولعلّها: حفض. بمعنى: جمع، أي جمع الإبل وساقها. [5] انظر المغازي لعروة 136. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 وَجَمَاعَةً يَكْشِفُونَ الْخَبَرَ. فَوَجَدُوا وَارِدَ [1] قُرَيْشٍ عِنْدَ الْقَلِيبِ، فَوَجَدُوا غُلامَيْنِ فَأَخَذُوهُمَا فَسَأَلُوهُمَا عَنِ الْعِيرِ، فَطَفِقَا يُحَدِّثَانِهِمْ عَنْ قُرَيْشٍ، فَضَرَبُوهُمَا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَى أَنْ قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي الْمَنْزِلِ. فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ السَّلْمِيُّ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ عَالِمٌ بِهَا وَبِقُلْبِهَا، إِنْ رَأَيْتُ أَنْ نَسِيرَ إِلَى قَلِيبٍ مِنْهَا قَدْ عَرَفْتُهَا كَثِيرَةَ الْمَاءِ عَذْبَةً، فَنَنْزِلَ عَلَيْهَا وَنَسْبِقُ الْقَوْمَ إِلَيْهَا وَنُغَوِّرُ [2] مَا سِوَاهَا. فَقَالَ: سِيرُوا. فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَكُمْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ. فَوَقَعَ فِي قُلُوبِ نَاسٍ كَثِيرُ الْخَوْفِ. فَتَسَارَعَ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ إِلَى الْمَاءِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مطرا واحدا، فكان على المشركين بلاء شديدا منعهم أن يسيروا، وكان على المسلمين دِيمَةً خَفِيفَةً لَبَّدَ لَهُمُ الْأَرْضَ، فَسَبَقُوا إِلَى الْمَاءَ فَنَزَلُوا عَلَيْهِ شَطْرَ اللَّيْلِ. فَاقْتَحَمَ الْقَوْمُ فِي الْقَلِيبِ فَمَاحُوهَا [3] حَتَّى كَثُرَ مَاؤُهَا. وَصَنَعُوا حَوْضًا عَظِيمًا. ثُمَّ عوَّرُوا مَا سِوَاهُ مِنَ الْمِيَاهِ [4] . وَيُقَالُ: كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسَانِ، عَلَى أَحَدِهِمَا: مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَلَى الْآخَرِ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ. وَمَرَّةً الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَالْمِقْدَادُ. ثُمَّ صَفَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الحياض. فلما طلع المشركون قال رسول   [1] الوارد: هو الّذي يتقدّم القوم فيرد المنهل ويستقي لهم. يقع على الواحد والجماعة. [2] في طبعة القدسي 86 «ونعوّر» بالعين المهملة، والتصويب عن المغازي لعروة 138. [3] ماح البئر: دخلها ليملأ الدلو لقلّة مائها. يقال لمن يفعل ذلك مائح، والجمع ماحة. [4] المغازيّ لعروة 138. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زَعَمُوا [1]-: «اللَّهمّ هَذِهِ قُرَيْشٍ قَدْ جَاءَتْ بِخُيَلائِهَا [2] وَفَخْرِهَا تُحَادُّكَ [3] وَتُكَذِّبُ رَسُولَكَ» [4] . وَاسْتَنْصَرَ الْمُسْلِمُونَ اللَّهَ وَاسْتَغَاثُوهُ، فَاسْتَجَابَ اللَّهَ لَهُمْ. فَنَزَلَ الْمُشْرِكُونَ وَتَعَبَّئُوا لِلْقِتَالِ، وَمَعَهُمْ إِبْلِيسُ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ الْمُدْلِجِيِّ يُحَدِّثُهُمْ أَنَّ بَنِي كِنَانَةَ وَرَاءَهُ قَدْ أَقْبَلُوا لِنَصْرِهِمْ. قَالَ: فَسَعَى حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تَكُونَ سَيِّدَ قُرَيْشٍ مَا عِشْتَ؟ قَالَ [عُتْبَةُ] [5] : فَأَفْعَلُ مَاذَا؟ قَالَ: تُجِيُر بَيْنَ النَّاسِ وَتَحْمِلُ دِيَةَ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَبِمَا أَصَابَ مُحَمَّدٌ فِي تِلْكَ الْعِيرِ، فَإِنَّهُمْ لَا يَطْلُبُونَ مِنْ مُحَمِّدٍ غَيْرَهَا. قَالَ عُتْبَةُ: نَعَمْ قَدْ فَعَلْتُ، وَنِعْمَ مَا قُلْتَ، فَاسْعَ فِي عَشِيرَتِكَ فَأَنا أَتَحَمَّلُ بِهَا. فَسَعَى حَكِيمٌ فِي أَشْرَافِ قُرَيشٍ بِذَلِكَ. وَرَكِبَ عُتبَةُ جَمَلًا لَهُ، فَسَارَ عَلَيْهِ فِي صُفُوفِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: يَا قَوْمُ أَطِيعُونِي وَدَعُوا هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا وَلِيَ قَتْلَهُ غَيْرُكُمْ [6] مِنَ الْعَرَبِ فَإِنَّ فِيهِمْ رِجَالًا لَكُمْ فِيهِمْ قَرَابَةً قَرِيبَةً، وَإِنَّكُمْ إِنْ تَقْتُلُوهُمْ لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى قَاتِلِ أَخِيهِ أَوِ ابْنِهِ أَوِ ابْنِ أَخِيهِ أَوِ ابْنِ عَمِّهِ، فَيُورِثُ ذَلِكَ فِيكُمْ [7] إِحَنًا [8] وَضَغَائِنَ. وَإِنْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ مَلِكًا كُنْتُمْ فِي مُلْكِ أَخِيكُمْ. وَإِنْ كَانَ نَبِيًّا لَمْ تَقْتُلُوا النَّبِيَّ فَتُسَبُّوا بِهِ. وَلَنْ تخلصوا إليهم حتى يصيبوا أعدادهم منكم [9] ،   [1] في ح: (فيما زعموا) . [2] الخيلاء: الكبر والإعجاب. [3] تحادّك: تعاديك. [4] المغازي العروة 139. [5] إضافة عن المغازي لعروة. [6] في ع، (ولي غيركم قتله من العرب) . [7] في مغازي عروة «فيهم» . [8] في هامش ح: الإحنة الحقد. [9] في الأصل، ع: (حتى يصيبوا أعدادكم) . وأثبتنا نص ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 وَلَا آمَنُ أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدَّبَرَةُ عَلَيْكُمْ. فَحَسَدَهُ أَبُو جَهْلٍ عَلَى مَقَالَتِهِ. وَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُنَفِّذَ أَمْرَهُ. وَعُتْبَةُ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ المشركين. فعمد [20 أ] أَبُو جَهْلٍ إِلَى ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ- وَهُوَ أَخُو الْمَقْتُولِ- فَقَالَ: هَذَا عُتبَةُ يَخْذُلُ بَيْنَ النَّاسِ، وَقَدْ تَحَمَّلَ بِدِيَةِ أَخِيكَ، يَزْعُمُ أَنَّكَ قَابِلُهَا. أَفَلَا [1] تَسْتَحْيُونَ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَقْبَلُوا الدِّيَةَ؟ وَقَالَ لِقُرَيْشٍ: إِنَّ عُتْبَةَ قَدْ عَلِمَ أَنَّكُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ وَمَنْ مَعَهُ، وَفِيهِمُ ابْنُهُ وَبَنُو عَمِّهِ، وَهُوَ يَكْرَهُ صَلَاحَكَمْ. وَقَالَ لِعُتْبَةَ: انْتَفَخَ سَحْرُكَ. [2] وَأَمَرَ النِّسَاءَ أَنْ يُعْوِلْنَ عمرا، فقمن يصحن: وا عمراه وا عمراه، تَحْرِيضًا عَلَى الْقِتَالِ. وَقَامَ رِجَالٌ فَتَكَشَّفُوا، يُعَيِّرُونَ بِذَلِكَ قُرَيْشًا. فَأَخَذَتْ قُرَيْشٌ مَصَافَّهَا لِلْقِتَالِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَأُسِرَ نَفَرٌ مِمَّنْ أَوْصَى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَقْتُلُوهُمْ إِلَّا أَبَا الْبَخْتَرِيِّ، فإنّه أبى أن يستأمر، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَقْتُلُوهُ إِنِ اسْتَأْسَرَ، فَأَبَى. وَيَزْعُمُ نَاسٌ أَنَّ أَبَا الْيسرِ قَتَلَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ. وَيَأْبَى عُظْمُ النَّاسُ [3] إِلَّا أَنَّ الْمُجَذَّرَ هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ. بَلْ قَتَلَهُ أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ. قَالَ: وَوَجَدَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَبَا جَهْلٍ مَصْرُوعًا، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَعْرَكَةِ غَيْرُ كَثِيرٍ، مُقَنَّعًا فِي الْحَدِيدِ وَاضِعًا سَيْفَهُ عَلَى فَخِذَيْهِ لَيْسَ بِهِ جُرْحٍ، وَلَا يَسْتَطِيعُ   [1] في الأصل: (ألا) . وأثبتنا نص ع ح. ومغازي عروة 140. [2] يقال للجبان الّذي ملأ الخوف جوفه: انتفخ سحره. والسّحر: الرئة. [3] عظم الناس: معظمهم. وفي مغازي عروة «عظيم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 أَنْ يُحَرِّكَ [1] عُضْوًا، وَهُوَ مُنْكَبٌّ يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ. فَلَمَّا رَآهُ ابْنُ مَسْعُودٍ أَطَافَ [2] حَوْلَهُ لِيَقْتُلَهُ وَهُوَ خَائِفٌ أَنْ يَثُورَ إِلَيْهِ، وَأَبُو جَهْلٍ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُ لا يَتَحَرَّكُ ظَنَّ أَنُه مُثَبَّتٌ جِرَاحًا، فَأَرَادَ أن يضربه بسيفه، فخشي أن لا يغني سيفه شَيْئًا، فأتاه [3] من ورائه، فتناول قَائِمَ سَيْفِهِ فَاسْتَلَّهُ وَهُوَ مُنْكَبٌّ، فَرَفَعَ عَبْدُ اللَّهِ سَابِغَةَ الْبَيْضَةِ عَنْ قَفَاهُ فَضَرَبَهُ، فَوَقَعَ رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ سَلَبَهُ. فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ إِذَا هُوَ لَيْسَ بِهِ جِرَاحٌ، وَأَبْصَرَ فِي عُنُقِهِ حدرًا [4] ، وَفِي يَدِيهِ وَفِي كَتِفَيْهِ كَهَيْئَةِ آثَارِ السِّيَاطِ [5] ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ ضَرْبُ الْمَلَائِكَةِ [6] . قَالَ: وَأَذَلَّ اللَّهُ بِوَقْعَةِ بَدْرٍ رِقَابَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُنَافِقِينَ، فَلَمْ يَبْقَ بِالْمَدِينَةِ مُنَافِقٌ وَيَهُودِيٌّ إِلَّا وَهُوَ خَاضِعٌ عُنُقُهُ لِوَقْعَةِ بَدْرٍ. وَكَانَ ذَلِكَ يَوْمُ الْفُرْقَانِ، فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ الشِّرْكِ وَالإِيمَانِ. وَقَالَتِ الْيَهُودُ: تَيَقَّنَّا أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي نَجِدُ نَعْتَهُ فِي التَّوْرَاةِ. وَاللَّهِ، لَا يَرْفَعُ رَايَةً بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَّا ظَهَرَتْ [7] . وَأَقَامَ أَهْلُ مَكَّةَ عَلَى قَتْلاهُمُ النَّوْحَ بِمَكَّةَ شَهْرًا [8] . ثُمَّ رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، فدخل من ثنيّة الوداع.   [1] في ح: ومغازي عروة 142: (يحرك منه) . [2] في ح: (طاف) . [3] في الأصل: (فأتى) . وأثبتنا نص ع، ح. ومغازي عروة 143. [4] في الأصل وسائر النّسخ: (خدرا) تصحيف. والحدر: ورم الجلد وانتفاخه من الضرب. (تاج العروس 10/ 555) . [5] في ع: (كهيئة السياط) . [6] انظر الخبر في المغازي لعروة بن الزبير 142، 143. [7] المغازي لعروة 143. [8] المغازي لعروة 143. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 وَنَزَلَ الْقُرْآنُ يُعَرِّفُهُمُ اللَّهُ نِعْمَتَهُ فِيمَا كَرِهُوا مِنْ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ، فَقَالَ كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ 8: 5 [1] ، وَثَلاثَ آيَاتٍ مَعَهَا [2] . ثُمَّ ذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ الْآيَاتِ الَّتِي نَزَلَتْ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ وَآخِرِهَا. وَقَالَ رِجَالٌ مِمَّنْ أُسِرَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا مُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا أُخْرِجْنَا كَرْهًا، فَعَلَامَ يُؤْخَذُ مِنَّا الْفِدَاءُ؟ فَنَزَلَتْ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً، مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ 8: 70 [3] . حَذَفْتُ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ كَثِيرًا مِمَّا سَلَفَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ اسْتِغْنَاءً بِمَا تَقَدَّمَ [4] . وَقَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ- بِنَحْوِ قَوْلِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ- ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا دَاوُدَ الْمَازِنِيَّ فِي قَتْلِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. وَزَادَ يَسِيرًا [5] . وَقَالَ هُوَ وَابْنُ عُقْبَةَ: إِنَّ عَدَدَ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سِتَّةٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَثَمَانِيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا، وَأُسِرَ تسعة وثلاثون رجلا. كذا قالا.   [1] سورة الأنفال: الآية 5. [2] المغازي لعروة 144. [3] سورة الأنفال: من الآية 70. [4] في هامش ح: هذه القصة في مغازي ابن عقبة في اثنتي عشرة ورقة، مسطرة ستة عشر. كذا بخطّ الذهبي. [5] المغازي لعروة 146. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: اسْتُشْهِدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَسَبْعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ. وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِضْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ، وَكَانَتِ الْأُسَارَى أَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَسِيرًا. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ: هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ وَقُتِلَ مِنْهُمْ زيادة على سبعين، وَأُسِرَ مِثْلَ ذَلِكَ. وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْقَوْلِ حَدِيثُ الْبَرَاءِ الَّذِي فِي الْبُخَارِيِّ [1] ، قَالَ: أَصَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً، سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلا. وَأَصَابُوا مِنَّا يَوْمَ أُحُدٍ سَبْعِينَ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَ عُثْمَانَ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى بِنْتِهِ رُقَيَّةَ أَيَّامَ بَدْرٍ. فَجَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عَلَى الْعَضْبَاءِ [2] ، نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبِشَارَةِ. قَالَ أُسَامَةُ: فَسَمِعْتُ الْهَيْعَةَ [3] ، فَخَرَجْتُ فَإِذَا أَبِي قَدْ جَاءَ بِالْبِشَارَةِ، فو الله مَا صَدَّقْتُ حَتَّى رَأَيْنَا الْأُسَارَى. فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ بِسَهْمِهِ [4] . وَقَالَ عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ [5] : ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ- قَالَ: أَرْسَلَ النَّجَاشِيُّ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِهِ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيْتٍ، عليه خلقان   [1] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب قصة غزوة بدر- ج 5/ 11. [2] الغضباء وهي القصواء والجدعاء ابتاعها أبو بكر الصدّيق من نعم بن الحريش، وأخرى معها بثمان مائة درهم وهي التي هاجر عليها، وكانت حين قدم المدينة رباعية وهي التي سبقت فشقّ ذلك على المسلمين. تهذيب الكمال للمزّي 1/ 211 بتحقيق الدكتور بشّار عوّاد معروف. [3] الهيعة: الصوت تفزع منه وتخافه من العدو. [4] البداية والنهاية 3/ 304. [5] في ح: (عبد الله بن عثمان) وهو هو، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَة بْنِ أبي رواد، واسمه ميمون وقيل أيمن: الملقب عبدان. (تهذيب التهذيب 5/ 313) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ. قَالَ جَعْفَرٌ: فَأَشْفَقْنَا مِنْهُ حِينَ رَأَيْنَاهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ. فَقَالَ: أُبَشِّرُكُمْ بِمَا يَسُرُّكُمْ، إِنَّهُ جَاءَنِي مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ عَيْنٌ لِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ نَصَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلَكَ عَدُوَّهُ، وَأُسِرَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ [وَقُتِلَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ] [1] ، الْتَقَوْا بِوَادٍ يُقَالُ لَهْ بَدْرٌ، كَثِيرُ الْأَرَاكِ [2] ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، كُنْتُ أَرْعَى بِهِ لِسَيِّدِي- رَجْلٌ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ- إِبِلَهُ. فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: مَا بَالُكَ جَالِسٌ عَلَى التُّرَابِ، لَيْسَ تَحْتَكَ بِسَاطٌ، وَعَلَيْكَ هَذِهِ الأَخْلاقُ [3] ؟ قَالَ: إِنَّا نَجِدُ فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ حَقًّا عَلَى عِبَادِ اللَّهِ أَنْ يحدثوا للَّه تواضعا عند مَا أَحْدَثَ لَهُمْ مِنْ نِعْمَتِهِ. فَلَمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ لِي نَصْرَ نَبِيِّهِ أَحْدَثْتُ لَهُ هَذَا التَّوَاضُعَ. ذَكَرَ مِثْلَ هَذِهِ الْحِكَايَةِ الْوَاقِدِيُّ فِي مَغَازِيهِ بِلَا سَنَدٍ [4] . فَصْلٌ فِي غَنَائِمِ بَدْرٍ وَالْأَسْرَى قَالَ خَالِدٌ الطَّحَّانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فله من النّفل كذا [21 أ] وَكَذَا. قَالَ: فَتَقَدَّمَ الْفِتْيَانُ وَلَزِمَ الْمَشْيَخَةُ الرَّايَاتِ. فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَالَتِ الْمَشْيَخَةُ: كُنَّا رداء لَكُمْ، لَوِ انْهَزَمْتُمْ، فِئْتُمْ إِلَيْنَا، فَلَا تَذْهَبُوا بِالْمَغْنَمِ وَنَبْقَى. فَأَبَى الْفِتْيَانُ وَقَالُوا: جَعَلَهُ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم لنا.   [1] ما بين الحاصرتين إضافة من البداية والنهاية 3/ 308. [2] الأراك: شجر من الحمض له حمل كحمل عناقيد العنب يستاك به، قال أبو حنيفة: هو أفضل ما استيك بفروعه وأطيب ما رعته الماشية رائحة لبن (التاج) . [3] الأخلاق: والخلقان- وقد مرت قبل قليل- كلاهما جمع خلق، بالتحريك، وهو الثوب البالي. وقد يقال ثوب أخلاق إذا كانت الخلوقة فيه كلّه. وعند ابن كثير «الأخلاط» . [4] الواقدي: كتاب المغازي (1/ 120- 9121 وانظر البداية والنهاية 3/ 307، 308. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 فأنزل الله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ 8: 1 [1] إِلَى قَوْلِهِ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ 8: 5 [2] . يَقُولُ: فَكَانَ ذَلِكَ خَيْرًا لَهُمْ. فَكَذَلِكَ أَيْضًا أَطِيعُونِي فَإِنِّي أَعْلَمُ بِعَاقِبَةِ هَذَا مِنْكُمْ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [3] . ثُمَّ سَاقَةُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ دَاوُدَ بِإِسْنَادِهِ. وَقَالَ: فَقَسَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّوَاءِ [4] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَفَّلَ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ يُونُسُ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي عُمَرُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فلما أسروا الأسارى قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونَ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ، فَعَسَى اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَى يَا بْنَ الْخَطَّابِ؟. قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وتمكّني من   [1] سورة الأنفال: من الآية الأولى، وتمام الآية الكريمة يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا الله وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ 8: 1. [2] سورة الأنفال: من الآية 5، وتمام الآية الكريمة كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً من الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ 8: 5. [3] ، (4) سنن أبي داود: كتاب الجهاد، باب في النفل (2/ 70) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 فُلَانٍ، نَسِيبٌ لِعُمَرَ، فَأَضْرِبْ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا. فَهَوَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جِئْتُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ يَبْكِيَانِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِيَانِ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِلا تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا. فَقَالَ: أَبْكِي لِلَّذِي عُرِضَ عَلَى أَصْحَابِكَ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ. لَقَدْ عُرِضَ عَليَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، شَجَرَة قَرِيبَةٍ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ في الْأَرْضِ 8: 67 [1] إِلَى قَوْلِهِ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّباً 8: 69 [2] ، فَأَحَلَّ اللَّهُ لَهُمُ الْغَنِيمَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قَالَ لهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: أَنْتَ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْحَطَبِ فَاضْرِمْ نَارًا ثُمَّ أَلْقِهِمْ فِيهَا. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَطَعَ اللَّهُ رَحِمَكَ. فَقَالَ عُمَرُ: قَادَتُهُمْ وَرُءُوسُهُمْ قَاتَلُوكَ وَكَذَّبُوكَ، فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَشِيرَتُكَ وَقَوْمُكَ. ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ. فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الْقَوْلُ مَا قَالَ عُمَرُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ما تقولون [21 ب] فِي هَؤُلَاءِ؟ إِنَّ مَثَلَ هَؤُلَاءِ كَمَثَلِ إِخْوَةٍ لهم كانوا من قبلهم، قال نوح:   [1] سورة الأنفال: من الآية 67. [2] سورة الأنفال: من الآية 69. [3] صحيح مسلم (1763) : كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً 71: 26 [1] ، وَقَالَ مُوسَى: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ 10: 88 [2] ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمن عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 14: 36 [3] ، وقال عيسى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ 5: 118 [4] الآية. وَأَنْتُمْ [قَوْمٌ] [5] بِكُمْ عَيْلَةٌ [6] ، فَلَا يَنْقَلِبَنَّ [7] أَحَدٌ مِنْهُمْ [8] إِلَّا بِفِدَاءٍ أَوْ بِضَرْبَةِ عُنُقٍ. فَقُلْتُ: إِلَّا سُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ فَإِنَّهُ لَا يُقْتَلُ، قَدْ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِالإِسْلامِ. فَسَكَتَ. فَمَا كَانَ يَوْمٌ أَخْوَف عِنْدِي أَنْ يُلْقِيَ اللَّهُ عَلَيَّ حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ يَوْمِي ذَلِكَ، حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إلّا سهيل ابن بَيْضَاءَ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِالْعَبَّاسِ قَدْ أَسَرَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: لَيْسَ هَذَا أَسَرَنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ آزَرَكَ اللَّهُ بِمَلَكٍ كَرِيمٍ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ. حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ أَبُو الْيُسْرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو السَّلَمِيُّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: كيف أَسَرْتَهُ؟ قَالَ: لَقَدْ أَعْلَقَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، هَيْئَتُهُ كَذَا وَكَذَا. فقال: لقد أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ. وَقَالَ لِلْعَبَّاسِ: افْدِ نَفْسَكَ وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، ونوفل بن   [1] سورة نوح: من الآية 26. [2] سورة يونس: من الآية 88. [3] سورة إبراهيم: من الآية 36. [4] سورة المائدة: من الآية 36. [5] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. [6] العيلة: الفقر. [7] في ع، ح: (ينفلنّ) . [8] في الأصل: (منكم) ، والوجه ما أثبتناه عن ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 الْحَارِثِ. فَأَبَى وَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُونِي. قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِشَأنِكَ إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي [1] حَقًّا فاللَّه يَجْزِيكَ بِذَلِكَ. وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ. وَكَانَ قَدْ أُخِذَ مَعَهُ عِشْرُونَ أُوقِيَّةً ذَهَبًا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ احْسِبْهَا لِي مِنْ فِدَائِي. قَالَ: لَا، ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَا اللَّهُ مِنْكَ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ، وهو ضعيف [2] : حدّثني محمد ابن مُوسَى، عَنْ عِمَارَةَ [بْنِ عَمَّارٍ] [3] أَبِي الْيُسْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى الْعَبَّاسِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ قَائِمٌ كَأَنَّهُ صَنَمٌ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ، فَقُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ ذِي رحم شرّاء، تُقَاتِلُ ابْنَ أَخِيكَ مَعَ عَدُوِّهِ؟ قَالَ: مَا فَعَلَ، أَقُتِلَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعَزُّ لَهُ وَأَنْصَرُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: مَا تُرِيدُ إِلَيَّ؟ قُلْتُ: إِسَارٌ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ قَتْلِكَ. قَالَ: لَيْسَتْ بِأَوَّلِ صِلَتِهِ. فَأَسَرْتُهُ. وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَتْ قُرَيْشٌ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ. وَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا. فَنَزَلَ فِيهِ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ 8: 70 [4] قَالَ الْعَبَّاسُ: فَأَعْطَانِي اللَّهُ مَكَانَ الْعِشْرِينَ أُوقِيَّةً عِشْرِينَ عَبْدًا كُلُّهُمْ فِي يَدِهِ مَالٌ يَضْرِبُ به، مع ما أرجو من المغفرة.   [1] في ح: (تدّعيه) . [2] قال عنه العقيلي: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلّا به. وقال الْبُخَارِيّ: لا يُكْتب حديثه، مُنْكَر الحديث. (الضعفاء الكبير 3/ 13، 14) وانظر: الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1924، والمغني في الضعفاء 2/ 399 وميزان الاعتدال للذهبي 2/ 632. [3] زيادة في اسمه من ع، ح. [4] سورة الأنفال: من الآية 70. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 وَقَالَ أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، وبعضهم يرسله، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ. إِنْ شِئْتُمْ قَتَلْتُمُوهُمْ، وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم بالفداء، [22 أ] وَاسْتُشْهِدَ مُنْكُمْ بِعِدَّتِهِمْ. وَكَانَ آخَرُ السَّبْعِينَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. هَذَا الْحَدِيثُ دَاخِلٌ فِي مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْبَارِهِ عَنْ حُكْمِ اللَّهِ فِيمَنْ يُسْتَشْهَدُ، فَكَانَ كَمَا قَالَ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نُبَيْهُ بْنُ وَهْبٍ الْعَبْدَرِيُّ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأُسَارَى فَرَّقَهُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ: اسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا. قَالَ نُبَيْهُ: فَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ عَنْ أَبِي عَزِيزٍ [1] ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اسْتَوْصُوا بِالْأُسَارَى خَيْرًا. فَإِنْ كَانَ لَيُقَدَّمُ إِلَيْهِمُ الطَّعَامُ فَمَا تَقَعُ بِيَدِ أَحَدِهِمْ كَسْرَةٌ إِلَّا رَمَى بِهَا إِلَى أَسِيرِهِ، وَيَأْكُلُونَ التَّمْرَ. فَكُنْتُ أَسْتَحِي فَآخُذُ الْكَسْرَةَ فَأَرْمِي بِهَا إِلَى الَّذِي رَمَى بِهَا إِلَيَّ، فَيَرْمِي بِهَا إِلَيَّ. أَبُو عَزِيزٍ هُوَ أَخُو مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، يُقَالُ إِنَّهُ أَسْلَمَ. وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيُّ وَغَيْرُهُ: إِنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ كَافِرًا. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِدَاءَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعَمِائَةٍ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي العنبس، عن أبي الشعثاء عنه [2] .   [1] في الأصل، ح: (أبي عزيز) ، والتصحيح من ع. وهو أبو عزيز، زرارة بن عمير بن هاشم ابن عبد مناف (المحبر 401) . [2] سنن أبي داود: كتاب الجهاد، باب في فداء الأسير بالمال (2/ 56) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 وَقَالَ أَسْبَاطٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ [1] : كَانَ فِدَاءُ أَهْلِ بَدْرٍ: الْعَبَّاسِ، وَعُقَيْلِ ابْنِ أَخِيهِ، وَنَوْفَلٍ، كُلُّ رَجُلٍ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابن إسحاق: حدثني العباس بن عبد الله بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ نَاسًا [2] مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْهُمْ [3] فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا. فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ: أَنَقْتُلُ آبَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا وَنَتْرُكُ الْعَبَّاسَ؟ وَاللَّهِ لئن لقيته لألحمنه بالسيف. فبلغت رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَبَا حَفْصٍ، أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله ائذن لي فأضرب عنقه، فو الله لَقَدْ نَافَقَ. فَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ بَعْدُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَنَا آمِنٌ [4] مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قُلْتُ، وَلَا أَزَالُ مِنْهَا خَائِفًا، إِلَّا أَنْ يُكَفِّرَهَا اللَّهُ عَنِّي بِشَهَادَةٍ [5] ، فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قتل أَبِي الْبَخْتَرِيِّ لأَنَّهُ كَانَ أَكَفَّ الْقَوْمِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بِمَكَّةَ [6] . وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَكْثَرَ الْأَسْرَى فِدَاءً لِكَوْنِهِ موسرا، فافتدى نفسه بمائة أوقية ذهب.   [1] السّدّي: بضم السين المهملة وتشديد الدال. نسبة إلى السّدّة وهي الباب. وإنّما نسب السّدي الكبير إليها لأنه كان يبيع الخمر بسدّة الجامع بالكوفة. (اللباب 2/ 110) . [2] في السيرة «رجلا» . [3] في السيرة (من بني هاشم» . [4] في ح: (ما آمن) وكذلك في السيرة. [5] في ع: (بالشهادة) . [6] سيرة ابن هشام 3/ 39، 40. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي أَنَسٍ أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا فِدَاءَهُ. فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا تَذَرُونَ دِرْهَمًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عن عكرمة، عن ابن [22 ب] عَبَّاسٍ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَعْدَ مَا فرغ من بدر، عليك بالعير ليس دونها شَيْءٌ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ وَهُوَ فِي وَثَاقِهِ: لَا يَصْلُحُ. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لأَنَّ اللَّهَ وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ. وَقَدْ ذُكِرَ إِرْسَالُ زَيْنَبَ بَنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِلَادَتِهَا فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ زَوْجِهَا. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثَنَا ابْنُ الْهَادِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قَدِمَ الْمَدِينَةَ خَرَجَتِ ابْنَتُهُ زَيْنَبُ مِنْ مَكَّةَ مَعَ كِنَانَةَ- أَوِ ابْنِ كِنَانَةَ- فَخَرَجُوا فِي أَثَرِهَا. فَأَدْرَكَهَا هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ، فَلَمْ يَزَلْ يَطْعَنُ بَعِيرَهَا بِرُمْحِهِ حَتَّى صَرَعَهَا، وَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا وَأُهْرِيقَتْ دَمًا. فَتَحَمَّلَتْ. فَاشْتَجَرَ فِيهَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو أُمَيَّةَ. فَقَالَتْ بَنُو أُمَيَّةَ: نَحْنُ أَحَقُّ بِهَا. وَكَانَتْ تَحْتَ أَبِي الْعَاصِ، فَكَانَتْ عِنْدَ هِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَكَانَتْ تَقُولُ لَهَا هِنْدٌ: هَذَا مِنْ سَبَبِ أَبِيكِ. قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: أَلا تَنْطَلِقُ فَتَأْتِي بِزَيْنَبَ! فَقَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَخُذْ خَاتَمِي فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ. فَانْطَلَقَ زَيْدٌ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَلَطَّفُ حَتَّى لَقِيَ رَاعِيًا فَقَالَ لَهُ: لِمَنْ تَرْعَى؟ قَالَ: لِأَبِي الْعَاصِ. قَالَ: فَلِمَنْ هَذِهِ الْغَنَمُ؟ قَالَ: لِزَيْنَبَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ. فسار معه شيئا ثم قال   [1] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، فداء المشركين (4/ 84) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 لَهُ: هَلْ لَكَ أَنْ أُعْطِيكَ شَيْئًا تُعْطِيهَا إِيَّاهُ، وَلَا تَذْكُرْهُ لِأَحَدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَعْطَاهُ الْخَاتَمَ. وَانْطَلَقَ الرَّاعِي حَتَّى دَخَلَ فَأَدْخَلَ غَنَمَهُ وَأَعْطَاهَا الْخَاتَمَ فَعَرَفَتْهُ. فَقَالَتْ: مَنْ أَعْطَاكَ هَذَا؟ قَالَ: رَجُلٌ. قَالَتْ: فَأَيْنَ تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا. فَسَكَتَتْ، حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ خَرَجَتْ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهَا: ارْكَبِي بَيْنَ يَدَيَّ. على بعيره. فقالت: لا، ولكن اركب أَنْتَ بَيْنَ يَدَيَّ. وَرَكِبَتْ وَرَاءَهُ حَتَّى أَتَتِ الْمَدِينَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هِيَ أَفْضَلُ بَنَاتِي، أُصِيبَتْ فِيَّ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ [1] ، فَانْطَلَقَ إِلَى عُرْوَةَ فَقَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ تَتَنَقَّصُ بِهِ فَاطِمَةَ؟ فَقَالَ عُرْوَةَ: وَاللَّهِ مَا أَحَبُّ أَنَّ لِي مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَأَنِّي أَتَنَقَّصُ فَاطِمَةَ حَقًّا هُوَ لَهَا، وَأَمَّا بَعْدُ فَلَكَ أَنْ لَا أُحَدِّثَهُ أَبَدًا. أَسْمَاءُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا جَمَعَهَا الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ [2] فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ. فَذَكَرَ مَنْ أَجْمَعَ عَلَيْهِ وَمَنِ اخْتَلَفَ فيه مِنَ الْبَدْرِيِّينَ، وَرَتَّبَهُمْ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ. فَبَلَغَ عَدَدُهُمْ ثَلَاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةً وَثَلَاثِينَ رَجُلًا. وَإِنَّمَا وَقَعَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي عَدَدِهِمْ مِنْ جهة الاختلاف [في بعضهم [3]] .   [1] في الأصل: (الحسن) . والتصحيح من ع، ح. وانظر ترجمته في الطبقات الكبرى (5/ 211) . [2] هو الإمام الحافظ ضياء الدين أبو عبد الله بن محمد بن عبد الواحد المقدسي ثم الدمشقيّ (569- 643 هـ-) ترجمته في تذكرة الحفاظ (4/ 1406) والعبر في خبر من غبر (5/ 179) وفوات الوفيات (2/ 471) وشذرات الذهب (5/ 224) والبداية والنهاية (13/ 169) والنجوم الزاهرة (6/ 354) والذيل على طبقات الحنابلة (2/ 236) . [3] زيادة من ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 وَقَدْ جَاءَ فِي فَضْلِهِمْ حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عليّ رضي الله عنه، قال: بعثني [23 أ] رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، وَالزُّبَيْرَ، وَالْمِقْدَادَ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَمُكَاتَبَةُ حَاطِبُ ابن أَبِي بَلْتَعَةَ قُرَيْشًا. فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ: أَلَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ. أَوْ قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ. فَدَمَعَتْ عَيْنَا عَمْرٍو قال: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنّ عبدا لحاطب ابن أَبِي بَلْتَعَةَ جَاءَ يَشْكُوهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ. فَقَالَ: كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، مُعَاذُ بْنُ رفاعة بن رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ- وَكَانَ أَبُوهُ بَدْرِيًّا- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لابْنِهِ: مَا أُحِبُّ أَنِّي شَهِدْتُ بَدْرًا وَلَمْ أَشْهَدِ الْعَقَبَةَ. قَالَ: سَأَلَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَهْلُ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: خِيَارُنَا. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ هُمْ خِيَارُ الملائكة. أخرجه البخاري [3] .   [1] صحيح البخاري: كتاب المغاري، باب فضل من شهد بدرا (5/ 99) وصحيح مسلم: الفضائل، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصّة حاطب بن أبي بلتعة (2494 و 2495) . [2] صحيح مسلم: كتاب الفضائل: باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصّة حاطب بن أبي بلتعة (2494 و 2495) . [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدرا (5/ 103) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 ذِكْرُ طَائِفَةٍ مِنْ أَعْيَانِ الْبَدْرِيِّينَ أَبُو بَكْرٍ. وَعُمَرُ. وَعَلِيٌّ. وَاحْتَبَسَ عَنْهُمَا عُثْمَانُ بِمَرَضِ زَوْجَتِهِ رُقَيَّةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَتُوُفِّيَتْ فِي الْعَشْرِ الْأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ يَوْمَ قُدُومِ الْمُسْلِمِينَ الْمَدِينَةَ مِنْ بَدْرٍ. وَضَرَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ [1] . وَمِنَ الْبَدْرِيِّينَ: سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَكَانَا بِالشَّامِ، فَقَدِمَا بَعْدَ بَدْرٍ وَأَسْهَمَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ عَوْفٍ، حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، وَأَخَوَاهُ: الطُّفَيْلُ، وَالْحُصَيْنُ، وَابْنُ عَمِّهِ: مِصْطَحُ [2] بْنُ أُثَاثَةَ [3] بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَأَرْبَعَتُهُمْ لَمْ يَعْقُبُوا، مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيُّ، الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ، أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ، عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخُو عُمَرَ. [4] . وَمِنْ أَعْيَانِ الْأَنْصَارِ، مِنَ الْأَوْسِ: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: عَبَّادُ بْنُ بشر، محمد بن مسلمة، أبو الهيثم ابن التَّيْهَانِ. وَمِنْ بَنِي ظَفَرٍ: قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ. وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: مُبَشِّرُ بْنُ عبد المنذر، وأخوه: رفاعة. ولم   [1] المغازي لعروة 160. [2] كذا في الأصل: وهو: مِسْطَح بْن أُثَاثَة بْن عَبَّاد بْن المُطَّلِب بن عبد مناف. ويقال مسطح لقب واسمه عوف بن أثاثة توفي سنة 34 هـ-. (الاستيعاب 3/ 494، 495، أسد الغابة 4/ 354، 355، الإصابة 3/ 408، وانظر سيرة ابن هشام 3/ 85) . [3] أثاثة: بضم الهمزة وفتح المثلّثة، يليها ألف مثلّثة مفتوحة ثم هاء. (المشتبه للذهبي 1/ 10) . [4] راجع نسخة شعيرة 153 ففيها اختلاف في الأسماء ونقص. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 يحضرها أخوهما أبو لبابة، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم رَدَّهُ فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ. وَمِنْ بَنِي النَّجَارِ: أَبُو أَيُّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، عَوْفٌ، ومعوذ وَمُعَاذٌ، بَنُو الْحَارِثِ بن رفاعة ابن سَوَادِ بْنِ مَالَكِ بْنِ غُنْمِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُمْ بَنُو عَفْرَاءَ، أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ، بِلالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْخَزْرَجِيُّ، عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ، عِتْبَانُ بْنُ مَالِكٍ الْخَزْرَجِيُّ، عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْيُسْرِ السَّلَمِيُّ، مُعَاذُ بن عمرو الخزرجي ابن الجموح [1] . [23 ب] حَشَرَنا اللَّهُ فِي زُمْرَتِهِمْ. قَدْ ذَكَرْنَا مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ. وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَأَخُوهُ: الْعَاصُ، وَعُتْبَةُ، وَشَيْبَةُ، ابْنَا رَبَيعَةَ، وَوَلَدُ عُتْبَةَ: الْوَلِيدُ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، قُتِلَ صَبْرًا، وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرٍ النَّوْفَلِيُّ، وَابْنُ عَمِّهِ طُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ، وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَابْنُهُ: الْحَارِثُ، وَأَخُوهُ: عُقَيْلٌ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ ابن هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ- وَاسْمُهُ الْعَاصُ- وَنَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ أَخُو خَدِيجَةَ، وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ، قُتِلَ صَبْرًا بَعْدَ يَوْمَيْنِ، وَعُمَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ عَمُّ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وأبو جهل، وأخوه: العاص بن هشام،   [1] راجع سيرة ابن هشام 3/ 85- 99، المغازي لعروة 147- 159، الروض الأنف 3/ 99- 101. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 ومسعود بن أبي أمية المخزومي أخو أم سَلَمَةَ، وَأَبُو قَيْسٍ أَخُو خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَالسَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ، وَقِيلَ لَمْ يُقْتَلْ، بَلْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَقَيْسُ بْنُ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَمُنَبِّهٌ وَنُبَيْهٌ: ابْنَا الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ السَّهْمِيِّ، وَوَلَدَا مُنَبِّهٍ: الْحَارِثُ، وَالْعَاصُ. وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ، وَابْنُهُ: عَلِيٌّ. وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] وَغَيْرُهُ سَائِرَ الْمَقْتُولِينَ، وَكَذَا سَمَّى الَّذِينَ أُسِرُوا. تَرَكْتُهُمْ خَوْفًا مِنَ التَّطْوِيلِ. وَفِي رَمَضَانَ: فَرَضَ اللَّهُ صَوْمَ رَمَضَانَ، وَنَسَخَ فَرِيضَةَ [2] يَوْمِ عَاشُورَاءَ [3] وَفِي آخِرِهِ: فُرِضَتِ الْفِطْرَةُ [4] . وَفِي شَوَّالٍ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ [5] ، وَهِيَ بِنْتُ تِسْعُ سِنِينَ. وَفِي صَفَرٍ: تُوُفِّيَ أَبُو جُبَيْرٍ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ- وَنَوْفَلٌ أَخُو هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ- تُوُفِّيَ مُشْرِكًا عَنْ سِنٍّ عَالِيَةٍ، وكان من عقلاء قريش وأشرافهم [6] ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا وَكَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَأَجَبْتُهُ. وَكَانَتْ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدٌ، لأَنَّهُ قَامَ فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ. وَفِيهَا: تُوُفِّيَ أَبُو السَّائِبِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ [7] بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بن   [1] سيرة ابن هشام 3/ 102- 108. [2] في ح (فرضية) . [3] انظر الطبري 2/ 417. [4] الفطرة: زكاة الفطر. [5] تاريخ خليفة 65، الطبري 2/ 418. [6] المحبّر 165. [7] تاريخ الطبري 2/ 485، الطبقات الكبرى 3/ 393، تاريخ خليفة 65. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 حُذَافَةَ بْنِ جُمَحَ الْجُمَحِيُّ، بَعْدَ بَدْرٍ بِيَسِيرٍ. وَقَدْ شَهِدَهَا هُوَ وَأَخَوَاهُ: قُدَامَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ. فَعُثْمَانُ أَحَدُ السَّابِقِينَ، أَسْلَمَ بَعْدَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَهَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ الْهِجْرَةَ الْأُولَى، وَلَمَّا قَدِمَ أَجَارَهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَيَّامًا، ثُمَّ رَدَّ عَلَى الْوَلِيدِ جِوَارَهُ. وَكَانَ صَوَّامًا قَوَّامًا قَانِتًا للَّه. وَفِيهَا: تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ (ت ق) عَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هلال بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مَخْزُومٍ، مَرْجِعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ. وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخُوهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ. وَأُمُّهُ: بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، شَهِدَ بَدْرًا، وَتَزَوَّجَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بَعْدَهُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَتْ عَنْهُ الْقَوْلَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ. وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ بَعْدَ أُحُدٍ أَوْ قَبْلَهَا [1] . وَفِيهَا: وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ [2] ، بِالْمَدِينَةِ. وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ. وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ: بِمَكَّةَ. [وَفِيهَا قُتِلَ بِبَدْرٍ مِنَ الْكُفَّارِ: أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعُتْبَةُ وَشَيْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ، وَالْوَلِيدُ وَلَدُ عتبة، وعقبة بن أبي معيط قتل   [1] الإصابة 2/ 335 رقم 4783. [2] تاريخ خليفة 65. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 صَبْرًا، وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ قَتَلَهُ عَلِيٌّ، وَابْنُ عَمِّهِ طُعَيْمَةُ ابن عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ قَتَلَهُ حَمْزَةُ عَلَى الصَّحِيحِ، وَزَمْعَةُ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ، وَابْنُهُ الْحَارِثُ، وَأَخُوهُ عُقَيْلٌ. وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ بْنُ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ بْن أسد، ونوفل بْن خويلد بْن أسد قتله عَلِيّ وقيل الزّبير، والنّضر ابن الحارث بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كِلْدَةَ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الْعَبْدَرِيُّ، قَتَلَهُ عَلِيٌّ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشِدَّةِ إِيذَائِهِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، وَعُمَيْرُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ عَمُّ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْعَاصُ أَخُو أَبِي جَهْلٍ قَتَلَهُ عُمَرُ، وَمَسْعُودُ بن أبي أمية المخزومي أخو أم سلمة، وَأَبُو قَيْسٍ أَخُو خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَابْنُ عَمِّهِ قَيْسُ بْنُ الْفَاكِهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَمُنَبِّهٌ وَنُبَيْهٌ ابْنَا الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ السَّهْمِيِّ، وَالْعَاصُ وَالْحَارِثُ ابْنَا مُنَبِّهٍ الْمَذْكُورِ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ، وَابْنُهُ عَلِيٌّ. وَمَاتَ فِي الْأَسْرِ: مَالِكٌ أَخُو طَلْحَةَ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَقُتِلَ: هِشَامُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغَيرَةِ، وَأُسِرَ أَخُوهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ قُتِلَ، وَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ الْعَبَّاسُ وَابْنَا أَخَوَيْهِ عُقَيْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَنَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ. وَقَدْ أَفْرَدَ الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينِ الْمَقْدِسِيُّ أَسْمَاءَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَنْسَابِهِمْ فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ، وَسَاقَ اخْتِلافَ النَّاسِ فِي بعضهم] [1] .   [1] ما بين الحاصرتين من أول قوله «وفيها قتل ببدر من الكفّار» إلى قوله: «وساق اختلاف الناس في بعضهم» ، انفردت به ح وأثبتناه عنها. ويلاحظ أنّ أسماء القتلى من الكفّار ببدر وردت من قبل، عقب ذكر طائفة من أعيان البدرين. ولعلّ المصنّف أوردها هناك في سياق الحديث عن الغزوة باعتبار الحوادث، ثم أعادها هنا باعتبار الوفيات على السنين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 قِصَّةُ النَّجَاشِيُّ «مِنَ السِّيرَةِ» ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا قَالُوا: إِنَّ ثَأْرَنَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. فَانْتُدِبَ إِلَيْهَا عمرو بن العاص، و [عبد الله] [1] بن أبي ربيعة. [24 أ] قَالَ الزُّهْرِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ مَخْرَجَهُمَا كَانَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ. فَلَمَّا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْرَجُهُمَا، بَعَثَ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ بِكِتَابِهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمسَيِّبِ وَغَيْرُهُ: فَبَعَثَ الْكُفَّارُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ لِلنَّجَاشِيِّ، وَلِعُظَمَاءِ الْحَبَشَةِ هَدَايَا. فَلَمَّا قَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ قَبِلَ الْهَدَايَا، وَأَجْلَسَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى سَرِيرِهِ. فَكَلَّمَ النَّجَاشِيَّ فَقَالَ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رِجَالًا مِنَّا لَيْسُوا عَلَى دِينِكَ وَلَا عَلَى دِينِنَا، فَادْفَعْهُمْ إِلَيْنَا. فَقَالَ عُظَمَاءُ الْحَبَشَةِ: صَدَقَ، فَادْفَعْهُمْ إليه. فقال: حتى أكلّمهم. فقال الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ:   [1] زيادة من ع، ح، ومن سيرة ابن هشام 2/ 86. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 نَزَلْنَا الْحَبَشَةَ، فَجَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ، النَّجَاشِيَّ. أَمِنَّا عَلَى دِينِنَا وَعَبَدْنَا اللَّهَ تَعَالَى، لَا نُؤْذَى وَلَا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا ائْتَمَرُوا بَيْنَهُمْ أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ مَعَ رَجُلَيْنِ بِمَا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَكَّةَ. وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيهِ مِنْهَا: الْأُدْمُ، فَجَمَعُوا لَهُ أُدْمًا كَثِيرًا. وَلَمْ يَتْرُكُوا بِطْرِيقًا [1] عِنْدَهُ إِلَّا أَهْدَوْا لَهُ. وَبَعَثُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَقَالُوا: ادْفَعَا إِلَى كُلِّ بِطْرِيقٍ هَديَّتَهُ قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ. فَقَدِمَا، وَقَالَا لِكُلِّ بِطْرِيقٍ: إِنَّهُ قَدْ ضَوَى [2] إِلَى بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، خَالَفُوا دِينَ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ. وَقَدْ بَعَثَنَا أَشْرَافَنَا إِلَى الْمَلِكِ لِيَرُدَّهُمْ، فَإِذَا كَلَّمْنَاهُ فَأَشِيرُوا عَلَيْهِ أَنْ يُسَلِّمَهُمْ إِلَيْنَا. فَقَالُوا: نَعَمْ. ثُمَّ قَرَّبَا هَدَايَاهُمَا إِلَى النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا، فَكَلَّمَاهُ. فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ: صَدَقَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَوْمُهُمْ أَعْلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عليهم. فغضب النّجاشيّ، ثم قال: لا ها اللَّهِ أَبَدًا، لَا أُرْسِلُهُمْ إِلَيْهِمْ. قَوْمٌ جَاوَرُونِي وَنَزَلُوا بِلَادِي، وَاخْتَارُونِي عَلَى سِوَاي. حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلُهُمْ عَمَّا تَقُولُونَ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلما جَاءَ رَسُولُهُ اجْتَمَعُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُولُونَ [لِلرَّجُلِ] [3] إِذَا جِئْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللَّهِ مَا علَّمَنَا اللَّهُ، وَأَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا، كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا كَانَ. فَلَمَّا جَاءُوهُ وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ، وَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ، سَأَلَهُمْ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ، وَلَمْ تَدْخُلُوا بِهِ فِي دِينِي وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنَ الْمِلَلِ [4] . قَالَتْ: فَكَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ: كُنَّا قوما أهل   [1] البطريق: القائد من قواد الروم. [2] ضوى: لجأ وأوى. [3] إضافة عن سيرة ابن هشام 2/ 87. [4] في الأصل، ح: (الملك) تصحيف، تصويبه من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ وَنُسِيءُ إِلَى الْجَارِ وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ. كُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَا إِلَى اللَّهِ لِنَعْبُدَهُ وَنُوحِّدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا، مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ. وَعَدَّ أُمُورَ الْإِسْلَامِ. قَالَ: فَصَدَّقْنَاهُ وَاتَّبَعْنَاهُ. فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ ديننا، [24 ب] خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وَآثَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ فَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ: وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ. قَالَ: فَهَلْ مَعَكَ شَيْءٌ مِمَّا جَاءَ به عَنِ اللَّهِ؟ قَالَ جَعْفَرٌ: نَعَمْ. فَقَرَأَ: كهيعص 19: 1 [1] قَالَتْ: فَبَكَى النَّجَاشِيُّ وَأَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا لِحَاهُمْ، حِينَ سَمِعُوا الْقُرْآنَ. فَقَالَ النَّجَاشِيُّ [2] : إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ واحدة. انطلقا، فو الله لَا أُسَلِّمُهُمْ إِلَيْكُمَا أَبَدًا. قَالَتْ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُ غَدًا بِمَا أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا: لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لَهُمْ أَرْحَامًا، وَإِنْ كَانُوا قد خالفونا. قال: فو الله لأخبرنّه أنّهم يزعمون أنّ عيسى عبد.   [1] سورة مريم: الآية الأولى. [2] في طبعة القدسي 111 (للنجاشي) وهو خطأ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 قَالَتْ: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى قَوْلًا عَظِيمًا. فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا لِيَسْأَلَنَا. قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ [بِنَا] [1] مِثْلَهَا. فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى؟ فَقَالَ جَعْفَرٌ: نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ. فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ، وَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا، وَقَالَ: مَا عَدَا عِيسَى بن مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْمِقْدَارَ. قَالَ: فَتَنَاخَرَتْ [2] بَطَارِقَتُهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا آمِنِينَ. مَا أَحَبُّ أَنَّ لِي دُبُرِ [3] ذَهَبٍ، وَأَنِّي آذَيْتُ وَاحِدًا مِنْكُمْ- وَالدُّبُرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْجَبَلُ- فَرُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدِيَّتَهُمَا، فَلَا حَاجَةَ لَنَا فيها. فو الله مَا أَخَذَ اللَّهُ فِيَّ الرِّشْوَةَ فَآخُذُ الرِّشْوَةَ فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه. فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به. قالت: فو الله إِنَّا لَعَلَى ذَلِكَ، إِذْ نَزَلَ بِهِ رَجُلٌ من الحبشة ينازعه في   [1] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ح، ع. [2] النخر: مدّ الصوت والنفس في الخياشيم، وقد يكون بمعنى الكلام، قالا في اللسان والتاج: جاء في حديث النّجاشيّ لما دخل عليه عمرو والوفد معه، قال لهم: نخروا أي تكلّموا. قال ابن الأثير كذا فسّر في الحديث، ولعلّه إن كان عربيا مأخوذ من النّخر أي الصوت. وزاد في اللسان: وفي الحديث أيضا تناخرت بطارقته أي تكلمت: وكأنه كلام مع غضب ونفور (انظر تاج العروس 14/ 191) . [3] في الأصل، ع: (دير- الدير) بالياء في الموضعين والتصحيح من ح. ولم ترد الكلمة في «المعرب» للجواليقي و «شفاء الغليل» للخفاجي، وأوردها الزبيدي في التاج (دبر) . وفي سيرة ابن هشام 2/ 88 «دبرا من ذهب» ، وحديث النجاشي في تاج العروس 11/ 254 كما في السيرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 ملكه، فو الله مَا عَلِمْنَا حُزنًا قَطُّ، أَشَدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ، تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ عَلَيْهِ مَنْ لَا يَعْرِفُ حَقَّنَا. فَسَارَ إِلَيْهِ النَّجَاشِيُّ، وَبَيْنَهُمَا عَرْضُ النِّيلِ. فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ الْوَقْعَةَ وَيُخْبِرَنَا؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: أَنَا أَخْرُجُ. وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا. فَنَفَخُوا لَهُ قُرْبَةً فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ، وَسَبَحَ عَلَيْهَا إِلَى النَّاحِيَةِ الَّتِي فِيهَا الْوَقْعَةُ. وَدَعَوْنَا الله للنّجاشيّ. فو الله إِنَّا لَعَلَى ذَلِكَ، مُتَوِقِّعُونَ لِمَا هُوَ كَائِنٌ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا الزُّبَيْرُ يَسْعَى وَيُلَوِّحُ بِثَوْبِهِ. أَلَا أَبْشِرُوا، فَقَدْ ظَهَرَ النَّجَاشِيُّ، وَأَهْلَكَ اللَّهُ عدوّه. فو الله مَا عَلِمُنا فَرْحَةً مِثْلَهَا قَطُّ. وَرَجَعَ النَّجَاشِيُّ سَالِمًا، وَأَهْلَكَ اللَّهُ عَدُوَّهُ. وَاسْتَوْثَقَ لَهُ أَمْرُ الْحَبَشَةِ. فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ. خَرَّجَهُ د [1] مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَهَؤُلاءِ قَدِمُوا مَكَّةَ، ثُمَّ هَاجَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ. وَبَقِيَ جَعْفَرٌ وَطَائِفَةٌ بِالْحَبَشَةِ إِلَى عَامِ خَيْبَرَ. وَقَدْ قِيلَ إِنَّ إِرْسَالَ قُرَيْشٍ إِلَى النَّجَاشِيِّ كَانَ مَرَّتَيْنِ. وَأَنَّ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ كَانَ مَعَ عَمْرٍو، عِمَارَةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ أَخُو خَالِدٍ. ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ إِسْحَاقَ أَيْضًا. وَذَكَر مَا دَارَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مع عمارة ابن الوليد من رميه إيّاه [25 أ] فِي الْبَحْرِ، وَسَعَى عَمْرٌو بِهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِي وُصُولِهِ إِلَى بَعْضِ حَرَمِهِ أَوْ خَدَمِهِ. وَأَنَّهُ ظَهَرَ ذَلِكَ فِي ظُهُورِ طِيبِ الْمَلِكِ   [1] كذا في النسخ الثلاث، ولم نجده في سنن أبي داود، وأخرجه أحمد في مسندة (5/ 290) . والخبر بطوله في سيرة ابن هشام 2/ 86- 89. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 عَلَيْهِ، وَأَنَّ الْمَلِكَ دَعَا سَحَرَةً فَسَحَرُوهُ وَنَفَخُوا فِي إِحْلِيلِهِ. فَتَبَرَّرَ [1] وَلَزِمَ الْبَرِّيَّةَ، وَهَامَ، حَتَّى وَصَلَ إِلَى مَوْضِعٍ رَامٍ أَهْلُهُ أَخَذَهُ فِيهِ، فَلَمَّا قَرُبُوا مِنْهُ فَاضَتْ [2] نَفْسُهُ وَمَاتَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: حدّثْتُ عُرْوةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدِيثَ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا قَوْلُهُ: مَا أَخَذَ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فَأُطِيعُهُمْ فِيهِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنَّ عَائِشَةَ حدّثتني أنّ أباه كان ملك قومه، [و] لم يكن له ولد إلا النجاشي. وكان للنجاشي عَمٌّ، لَهُ مِنْ صُلْبِهِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ مَمْلَكَةِ الْحَبَشَةِ. فَقَالَتِ [الْحَبَشَةُ [4]] : لَوْ أَنَّا قَتَلْنَا أَبَا النَّجَاشِيِّ وَمَلَّكْنَا أَخَاهُ لَتَوَارَثَ بَنُوهُ مُلْكَهُ بَعْدَهُ، وَلَبَقِيَتِ الْحَبَشَةُ دَهْرًا. قَالَتْ: فَقَتَلُوهُ وَمَلَّكُوا أَخَاهُ. فَنَشَأَ النَّجَاشِيُّ مَعَ عَمِّهِ. وَكَانَ لَبِيبًا حَازِمًا، فَغَلَبَ عَلَى أَمْرِ عَمِّهِ. فَلَمَّا رَأَتِ الْحَبَشَةُ ذَلِكَ قَالَتْ: إِنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ يُمَلِّكَهُ بَعْدَهُ، وَلَئِنْ مُلِّكَ لَيَقْتُلَنَّا بِأَبِيهِ. فَمَشَوْا إِلَى عَمِّهِ فَقَالُوا: إِمَّا أَنْ تَقْتُلَ هَذَا الْفَتَى، وَإِمَّا أَنْ تُخْرِجَهُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا. فَقَالَ: وَيْلَكُمْ! قَتَلْتُ أَبَاهُ بِالْأَمْسِ، وَأَقْتُلُهُ الْيَوْمَ؟ بَلْ أُخْرِجُهُ. قَالَ: فَخَرَجُوا بِهِ فَبَاعُوهُ مِنْ تَاجِرٍ بِسِتِّمِائَةِ [5] دِرْهَمٍ. فَانْطَلَقَ بِهِ فِي سَفِينَةٍ. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ، هَاجَتْ سَحَابَةٌ مِنْ سَحَائِبِ الْخَرِيفِ، فَخَرَجَ عَمُّهُ يَسْتَمْطِرُ تَحْتَهَا فَأَصَابَتْهُ صَاعِقَةٌ فَقَتَلَتْهُ. فَفَزِعَتِ الْحَبَشَةُ إِلَى وَلَدِهِ، فإذا هو محمق [6]   [1] التبرّر: الطاعة. يقال: فلان يبر خالقه ويتبرّره، أي يطيعه، وهو مجاز، (تاج العروس 10/ 152) . [2] وفي نسخة شعيرة «قاصب» من قصبه يقصبه بمعنى قطع (160) . [3] سيرة ابن هشام 2/ 89. [4] سقطت من الأصل، وزدناها من ع، ح. وفي السيرة (فقالت الحبشة بينهما) . [5] في السيرة 2/ 89 «بمائة درهم» . [6] المحمق: من الرجال، كالمحمقة من النّساء، من خرج نسله حمقى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 لَيْسَ فِي وَلَدِهِ خَيْرٌ. فَمَرَجَ عَلَى الْحَبَشَةِ أَمْرَهُمْ [1] وَضَاقَ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ فِيهِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَعَلَّمُوا، وَاللَّهِ، إِنَّ مَلِكَكُمُ الَّذِي لَا يُقِيمُ أَمْرَكُمْ غَيْرُهُ لَلَّذِي بِعْتُمْ. قَالَ: فَخَرَجُوا فِي طَلَبِهِ وَطَلَبِ الَّذِي بَاعُوهُ مِنْهُ، حَتَّى أَدْرَكُوهُ فَأَخَذُوهُ مِنْهُ. ثُمَّ جَاءُوا بِهِ فَعَقَدُوا عَلَيْهِ التَّاجَ وَأَجْلَسُوهُ عَلَى سَرِيرِ الْمُلْكِ. فَجَاءَ التَّاجِرُ فَقَالَ: إِمَّا أَنْ تُعْطُونِي مَالِي وَإِمَّا أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالُوا: لَا نُعْطِيكَ شَيْئًا. قَالَ: إِذَنْ وَاللَّهِ أُكَلِّمُهُ. قَالُوا: فَدُونَكَ. فَجَاءَهُ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، ابْتَعْتُ غُلَامًا مِنْ قَوْمٍ بِالسُّوقِ بِسِتِّمِائَةِ دِرْهَمٍ، حَتَّى إِذَا سِرْتُ بِهِ أَدْرَكُونِي، فَأَخَذُوهُ وَمَنَعُونِي دَرَاهِمِي. فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: لَتُعْطِنَّهُ غُلَامَهُ أَوْ دَرَاهِمَهُ. قَالُوا [2] : بَلْ نُعْطِيهِ دَرَاهِمَهُ. قَالَتْ: فَلِذَلِكَ يَقُولُ: مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي رِشْوَةً حِينَ رَدَّ عَلِيَّ مُلْكِي، فَآخُذُ الرِّشْوَةَ فِيهِ. وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا خُبِرَ مِنْ صَلَابَتِهِ فِي دِينِهِ وَعَدْلِهِ [3] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يَزَالُ عَلَى قَبْرِهِ نُورٌ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتَمَعَتِ الْحَبَشَةُ فَقَالُوا لِلنَّجَاشِيِّ: إِنَّكَ فَارَقْتَ دِينَنَا. وَخَرَجُوا عَلَيْهِ. فَأَرْسَلَ إِلَى جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ. فَهَيَّأَ لَهُمْ سُفُنًا، وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا، وَكُونُوا كَمَا أَنْتُمْ، فَإِنْ هُزِمْتُ فَامْضُوا حَتَّى تَلْحَقُوا بِحَيْثُ شِئْتُمْ، وَإِنْ ظَفِرْتُ فَاثْبُتُوا. ثُمَّ عَمِدَ إِلَى كِتَابٍ فَكَتَبَ: هُوَ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله [25 ب] ، وأنّ [4] عيسى   [1] مرج عليهم الأمر: اضطرب واختلط. [2] في الأصل: (قال) وصحّحناها من ع، ح. ومن السيرة لابن هشام. [3] السيرة 2/ 90. [4] في ع، ح وفي السيرة: ويشهد أنّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ [1] . ثُمَّ جَعَلَهُ فِي قَبَائِهِ [2] وَخَرَجَ إِلَى الْحَبَشَةِ. وَصَفُّوا لَهُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْحَبَشَةِ، أَلَسْتُ أَحَقَّ النَّاسِ بِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَكَيْفَ رَأَيْتُمْ سِيرَتِي فِيكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرُ سَيرَةٍ. قَالَ: فَمَا بَالُكُمْ؟ قَالُوا: فَارَقْتَ دِينَنَا وَزَعَمْتَ أَنَّ عِيسَى عَبْدٌ. قَالَ: فَمَا تَقُولُونَ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: هُوَ ابْنُ اللَّهِ. فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ، عَلَى قَبَائِهِ، وَقَالَ: هو يشهد أنّ عيسى بن مَرْيَمَ. لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا شَيْئًا، وَإِنَّمَا يَعْنِي عَلَى مَا كَتَبَ. فَرَضُوا وَانْصَرَفُوا. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ صَلَّى عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [3] وَإِنَّمَا ذَكَرْنَا هَذَا [4] اسْتِطْرَادًا. سَرِيَّةُ عُمَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ الْخَطْمِيِّ [5] ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ [6] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ لِخَمْسٍ بَقِينَ مُنْ رَمَضَانَ، إِلَى عَصْمَاءَ بِنْتِ مَرْوَانَ، مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ، كَانَتْ تَعِيبُ الْإِسْلَامَ، وَتُحَرِّضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ الشَّعْرَ. فَجَاءَهَا عُمَيْرٌ بِاللَّيْلِ فَقَتَلَهَا عيلة [7] .   [1] في ع (وكلمته ألقاها) وفي السيرة: (وكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ 4: 171) . [2] القباء: نوع من الثياب تجتمع أطرافه، وهو من ملابس الأعاجم في الأغلب. [3] سيرة ابن هشام 2/ 89، 90. [4] في ح: وإنّما ذكرنا هذا بعد بدر استطرادا. [5] هو عمير بن عديّ بن خرشة بن أميّة بن عامر بن خطمة، كان أبوه شاعرا، وهو أول من أسلم من بني خطمة. ولم يشهد بدرا لضرارته. (الإصابة 3/ 33، 34) . [6] الواقدي: كتاب المغازي (1/ 172- 174) وانظر: الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 27، 28 وعيون الأثر 1/ 293. [7] ويذكر الواقدي أنّ عميرا حين بلغه قولها وتحريضها قال: اللَّهمّ إنّ لك عليّ نذرا لئن رددت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة لأقتلنّها- ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يومئذ ببدر- فلما رجع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بدر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 غَزْوَةُ بَنِي سُلَيْمٍ [1] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: [2] لَمْ يُقِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُنْصَرَفَهُ [3] عَنْ بَدْرٍ بِالْمَدِينَةِ، إِلَّا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. ثُمَّ خَرَجَ بِنَفْسِهِ يُرِيدُ بَنِي سُلَيْمٍ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عَرْفَطَةَ الْغِفَارِيَّ [4] ، وَقِيلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ. فَبَلَغَ مَاءً يُقَالُ لَهُ: الْكُدْرُ [5] . فَأَقَامَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ انْصَرَفَ. وَلَمْ يلق أحدا [6] .   [ () ] جاءها عمير في جوف الليل حتى دخل عليها في بيتها، وحولها نفر من ولدها نيام، منهم من ترضعه في صدرها، فجسّها بيده فوجد الصّبيّ ترضعه فنحّاه عنها، ثم وضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها. ثم خرج حتى صلّى الصبح مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فلما انصرف النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى عمير فقال: أقتلت بنت مروان؟ قال: نعم، بأبي أنت يا رسول الله. وخشي عمير أن يكون افتات على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقتلها، فقال: هل عليّ في ذلك شيء يا رسول الله؟ قال: لا ينتطح فيها عنزان، فإنّ أول ما سمعت هذه الكلمة من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قال عمير: فالتفت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى من حوله فقال: إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر الله ورسوله بالغيب، فانظروا إلى عمير بن عديّ. فقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: انظروا إلى هذا الأعمى الّذي تشدّد في طاعة الله. فقال: لا تقل الأعمى، ولكنّه البصير. فلمّا رجع عمير من عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وجد بينها في جماعة يدفنونها، فأقبلوا إليه حين رأوه مقبلا من المدينة، فقالوا: يا عمير، أنت قتلتها؟ فقال: نعم؟ فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون، فو الّذي نفسه بيده، لو قلتم بأجمعكم ما قالت لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم. فيومئذ ظهر الإسلام في بني خطمة، وكان منهم رجال يستخفّون بالإسلام خوفا من قومهم. (انظر: كتاب المغازي 1/ 172- 174) . [1] سيرة ابن هشام 3/ 135، 136، وانظر تاريخ الطبري 2/ 482، 483. [2] يسمّيها خليفة «غزوة الكدر» (تاريخ خليفة 58) . [3] في ح: (بعد منصرفه) . [4] ويقال له الكناني. حدّث عنه أبو هريرة. (الإصابة 2/ 13) . [5] الكدر: قال الواقدي: بناحية المعدن قريبة من الأرحضيّة بينها وبين المدينة ثمانية برد. وقال غيره: ماء لبني سليم. (معجم البلدان 4/ 441) . [6] في ح: (ولم يلق كيدا ولا أحدا) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ [1] لِقَتْلِ أَبِي عَفَكٍ وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ [2] أَنَّ أَبَا عَفَكٍ الْيَهُودِيَّ، كَانَ قَدْ بَلَغَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ الشِّعْرَ، وَيُحَرِّض عَلَيْهِ. فَانْتَدَبَ لَهُ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَقَتَلَهُ غِيلَةً، فِي شَوَّالٍ مِنْهَا. غَزْوَةُ السَّوِيقِ فِي ذِي الْحِجَّةِ قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، حِينَ بَلَغَهُ وَقْعَةُ بَدْرٍ، نَذَرَ أَنْ لَا يَمَسَّ رَأْسَهُ دُهْنٌ وَلَا غُسْلٌ، وَلَا يَقْرَبَ أَهْلَهَ، حَتَّى يَغْزُوَ مُحَمَّدًا وَيَحْرِقَ فِي طَوَائِفِ   [1] ويقال: سالم بن عمرو، ويقال ابن عبد الله بن ثابت بن النعمان بن أميّة بن امرئ القيس. الأنصاري الأوسي. وهو أحد البكّاءين. شهد العقبة وبدرا ومات في خلافة معاوية. (الإصابة 2/ 5 رقم 3046) [2] الواقدي، كتاب المغازي (1/ 174- 175) . وفي سريّة قتل أبي عفك يروي الواقدي عن رجاله، أنّه لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، رجع وقد ظفّره الله بما ظفّره، فحسده أبو عفك وبغى، وذكر شعره في ذلك. فقال سالم بن عمير، وهو أحد البكّاءين من بني النّجار: عليّ نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه. فأمهل، فطلب له غرّة. حتى كانت ليلة صائفة، فنام أبو عفك بالفناء، في الصيف، في بني عمرو بن عوف. فأقبل سالم فوضع السيف على كبده حتى خشّ في الفراش، وصاح عدوّ الله، فثاب إليه أناس ممن هم على قوله، فأدخلوه منزله وقبروه، وقالوا: من قتله؟ والله لو نعلم من قتله لقتلناه به. فقالت شاعرة مسلمة تدعى النهدية أبياتا في ذلك، منها قولها: حباك حنيف آخر الليل طعنة ... أبا عفك، خذها على كبر السنّ ثم قال: قتل أبو عفك في شوّال على رأس عشرين شهرا. وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 28 وعيون الأثير 1/ 293، 293. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 الْمَدِينَةِ. فَخَرَجَ مِنْ مَكَّةَ سِرًّا خَائِفًا، فِي ثَلَاثِينَ فَارِسًا [1] ، لِيَحِلَّ يَمِينَهُ. فَنَزَلَ بِجَبَلٍ مِنْ جبال المدينة يقال له: ثيب [2] . فبعت رَجُلًا أَوْ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يحرّقا أدنى نخل يَأْتِيَانِهِ مِنْ نَخْلِ الْمَدِينَةِ. فَوَجَدَا [3] صَوْرًا مِنْ صِيرَانِ [4] نَخْلِ الْعُرَيْضِ [5] . فَأَحَرَقَا فِيهَا وَانْطَلَقَا. وَانْطَلَقَ أَبُو سُفْيَانَ مُسْرِعًا. وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى بَلَغَ قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ [6] فَفَاتَهُ أَبُو سُفْيَانَ، فَرَجَعَ [7] . وَذَكَرَ مِثْلَ هَذَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ [8] . وَقَالَ: وَرَكِبَ الْمُسْلِمُونَ فِي آثَارِهِمْ، فأعجزوهم وتركوا أزوادهم.   [1] في السيرة ابن هشام 3/ 136 «فخرج في مائتي راكب من قريش» . [2] في الأصل وسائر النّسخ والمغازي لعروة 161: (نبت) وهو تصحيف تصحيحه من سيرة ابن هشام 3/ 136 والمغانم المطابة للفيروزآبادي (85 و 437) . وأثبته محقّق الطبري 2/ 484 «تيت» ! وانظر عيون الأثر 1/ 296. [3] في الأصل: (فوجدوا) . والتصحيح من ع، ح. [4] الصّور: جماعة النّخل الصغار. لا واحد له من لفظة ويجمع على صيران. ويقال لغير النخل من الشجر صور وصيران. (تاج العروس 12/ 362) . [5] العريض: واد بالمدينة، كأنه على صيغة التصغير من عرض أو عرض، والعرض كل واد فيه شجر، وقيل كلّ واد فيه قرى ومياه. وأعراض المدينة بطون سوادها أو قراها التي في أوديتها، ويقال للرساتيق بأرض الحجاز الأعراض. (معجم البلدان 4/ 114 والمغانم المطابة 258- 259) . [6] قرقرة الكدر: بناحية المعدن بينها وبين المدينة ثمانية برد، وقيل ماء لبني سليم، وقيل غير ذلك. انظر ياقوت (4/ 441) . وقال السهيليّ 3/ 142: القرقرة: أرض ملساء، والكدر: «طير في ألوانها كدر، عرف بها ذلك الموضع» . [7] انظر سيرة ابن هشام 3/ 136 وتاريخ خليفة 59 والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 30 وتاريخ الطبري 2/ 483- 485 وعيون الأثر لابن سيّد الناس 1/ 296 والمغازي للواقدي 1/ 181، 182 ودلائل النبوّة للبيهقي 2/ 433. [8] المغازي لعروة 161. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 فَسُمِّيَتْ غَزْوَةُ أَبِي سُفْيَانَ: غَزْوَةُ السَّوِيقِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ [1] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْن الزُّبير، ويزيد ابن رُومَانَ، وَحَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنْ عُبَيدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ، قَالُوا: لَمَّا رَجَعَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى مَكَّةَ، وَرَجَعَ فَلُّ قُرَيْشٍ مِنْ يَوْمِ بَدْرٍ، نَذَرَ أَنْ لَا يَمَسَّ رَأْسَهُ مَاءٌ مِنْ جَنَابَةٍ حَتَّى يَغْزُوَ مُحَمَّدًا. فَخَرَجَ فِي مِائَتَيْ [2] رَاكِبٍ، إِلَى أَنْ نَزَلَ بِجَبَلٍ يُقَالُ لَهْ: ثَيْبٌ [3] ، عَلَى نَحْوِ بَرِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ. ثُمَّ خَرَجَ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى أَتَى [4] حُيَيَّ بْنَ أَخْطَبَ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ [26 أ] بَابَهُ، فَلَمْ يَفْتَحْ لَهُ وَخَافَهُ. فَانْصَرَفَ إِلَى سَلَّامِ بْنِ مِشْكَمٍ، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي النَّضِيرِ، فَأَذِنَ لَهُ وَقَرَاهُ، وَأَبْطَنَ لَهُ مِنْ خَبَرِ النَّاسِ. ثُمَّ خَرَجَ فِي عَقِبِ لَيْلَتِهِ حَتَّى أَتَى أَصْحَابَهُ، فَبَعَثَ رِجَالًا، فَأَتَوْا نَاحِيَةَ الْعُرَيْضِ، فَوَجَدُوا رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُمَا وَرَدُّوا وَنَذَرَ بِهُمُ النَّاسُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ، حَتَّى بَلَغَ قَرْقَرَةَ الْكُدْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ [رَاجِعًا] [5] وَقَدْ فَاتَهُ أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ، قَدْ رَمَوْا زَادًا لَهُمْ [6] فِي الْحَرْثِ [7] ، وَسَوِيقًا كَثِيرًا، يَتَخَفَّفُونَ مِنْهَا لِلنَّجَاءِ. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ حِينَ رَجَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَطْمَعُ أن يكون لنا غزوة؟ فقال: نعم.   [1] سيرة ابن هشام 3/ 136. [2] في الأصل: (مائة) . والتصحيح من ع، ح وكتب المغازي. [3] في الأصل وسائر النسخ: (نبت) وانظر ما تقدم. [4] في ح: (أتي دار حيّ) . [5] إضافة عن السيرة 3/ 136. [6] في ع: زادهم) . [7] في طبقة القدسي 121 «جرب» وفي الطبقات الكبرى 2/ 30 «وجرب السويق» وما أثبتناه عن: السيرة لابن هشام 3/ 136 وتاريخ الطبري 2/ 484. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 قَالَ: وَذَلِكَ بَعْدَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ [1] . وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ: تَزَوَّجَ عُثْمَانُ بِأُمِّ كُلْثُومٍ. وَفِيهَا [2] تَزَوَّجَ عَلِيٌّ بِفَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ [3] . قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: خَطَبْتُ فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ لِي مَوْلَاةٌ لِي: عَلِمْتَ أَنَّ فَاطِمَةَ خُطِبَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قلت: لَا. قَالَتْ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ فَيُزَوِّجِكَ؟ فَقُلْتُ: وَعِنْدِي شَيْءٌ أَتَزَوَّجَ بِهِ؟ قَالَتْ: إِنْ جئته زوّجك. قال [4] : فو الله مَا زَالَتْ تَرْجِينِي، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ لِرَسُولِ الله صلّى الله عليه وسلّم جلالة وهيبة. فأفحمت، فو الله مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ. فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ، أَلَكَ حَاجَةٌ؟ فَسَكَتُّ. ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطُبُ فَاطِمَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تَسْتَحِلُّهَا بِهِ؟ فَقُلْتُ: لَا والله. فقال: ما فعلت درع سلّحتكها؟ فو الّذي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ إِنَّهَا لَحُطَمِيَّةٌ [5] مَا ثَمَنُهَا أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ. فَقُلْتُ: عِنْدِي. قَالَ: قَدْ زَوَّجْتُكَهَا، فَابْعَثْ إِلَيَّ بِهَا [6] . فَإِنَّ [الْحُطْمِيَّةَ] [7] كَانَتْ [8] لِصَدَاقِ فاطمة رضي الله عنها.   [1] سيرة ابن هشام 3/ 136 تاريخ خليفة (باختصار) 59، الطبري 2/ 484. [2] من هنا يبدأ السقط في نسخة ح. [3] تاريخ خليفة 65، الطبري 2/ 485، 486. [4] في الأصل: (قلت) : والتصحيح من السياق. [5] في الأصل، ع: (لحطمة) . والتصحيح من الطبقات الكبرى (8/ 20) . وسنن أبي داود. [6] الطبقات الكبرى 8/ 20 و 21. [7] إضافة على الأصل للتوضيح. [8] في الأصل: (كان) . والتصحيح من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْطِهَا شَيْئًا. قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ. قَالَ: أَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطْمِيَّةُ؟ [1] . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [2] . وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ [3] ، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا إِذْخِرٌ [4] . وَفِيهَا: تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَالِدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْخَزْرَجِيُّ السَّاعِدِيُّ، وَالِدُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ. وَكَانَ تَجَهَّزَ إِلَى بَدْرٍ فَمَاتَ قَبْلَهَا فِي رَمَضَانَ. فَيُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ، وَرَدَّهُ عَلَى وَرَثَتِهِ [5] وَفِيهَا: بَعْدَ بَدْرٍ، تُوُفِّيَ خُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، أَحَدُ الْمُهَاجِرِينَ، شَهِدَ بَدْرًا. وَتَأَيَّمَتْ مِنْهُ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [6] . وَفِي شَوَّالٍ: بَنَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَائِشَةَ، وَعُمْرُهَا تِسْعُ سِنِينَ [7] .   [1] في الأصل: (الحطمة) . والتصحيح من الطبقات الكبرى (8/ 20) وسنن أبي داود. [2] سنن أبي داود: كتاب النكاح، باب في الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئا (1/ 490) . [3] الخميل: القطيفة. وأثبتها شعيرة في المتن 166 «حميل» وفي الحاشية «الجميل» وقال: هو الشيء المحمول من بلد إلى بلد. وهو قد ذهب بعيدا، والصحيح ما أثبتناه، ويقوّيه قول ابن سعد: «لما زوّجه فاطمة بعث معها بخملة» . 8/ 25. [4] الإذخر: بالكسر، الحشيش الأخضر، الواحدة إذخرة، وهو حشيش طيّب الريح يسقف به البيوت فوق الخشب. وله ثمرة كأنّها مكاسح القصب، إلّا أنّها أرقّ وأصغر، يطحن فيدخل في الطيّب، ينبت في الحزون والسهول. (تاج العروس 11/ 364) . [5] الإصابة 2/ 34 رقم 319. [6] الإصابة 1/ 456 رقم 2294. [7] تاريخ خليفة 65. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَلَاثٍ «غَزْوَةُ ذِي أَمَرٍ» فِي الْمُحَرَّمِ، غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَجْدًا، يُرِيدُ غَطَفَانَ. وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُثْمَانَ. فَأَقَامَ بِنَجْدٍ صَفَرًا كُلَّهُ، وَرَجَعَ مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ. قَالَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] . وَأَمَّا [2] الْوَاقِدِيُّ فقال: [26 ب] كَانَتْ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَأَنَّ غَيْبَتَهُ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا. ثُمَّ رَوَى عَنْ أَشْيَاخِهِ، عَنِ التَّابِعِينَ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَغَيْرِهِ، قَالُوا: بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جَمْعًا مِنْ غَطَفَانَ، مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ، بذِي أَمَر [3] ، قَدْ تَجَمَّعُوا يُرِيدُوَن أن يصيبوا من أطراف المسلمين [4] .   [1] سيرة ابن هشام 3/ 136 وانظر: تاريخ خليفة 65 وتاريخ الطبري 2/ 487. [2] في الأصل: (وقال) . والتصحيح من ع. [3] ذو أمر: (بلفظ الفعل من أمر يأمر) قال الواقدي: هو من ناحية النخيل، وهو بنجد من ديار غطفان (معجم البلدان 1/ 252) وقيل: واد بطريق فيد إلى المدينة على نحو ثلاث مراحل من المدينة بقرية النخيل (وفاء ألوفا 2/ 249) . [4] الواقدي: كتاب المغازي (1/ 193) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 غَزْوَةُ بُحْرَانَ [1] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَقَامَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم [بالمدينة] [2] ، ربيع الأول. ثم   [ () ] وفي غزوة ذي أمر يقول الواقدي بعد ما تقدّم من كلامه: جمعهم رجل منهم يقال له دعثور بن الحارث بن محارب، فندب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المسلمين، فخرج في أربعمائة رجل وخمسين، ومعهم أفراس. فأخذ على المنقى، ثم سلك مضيق الخبيث ثم خرج إلى ذي القصة، فأصاب رجلا منهم بذي القصة يقال له جبّار من بني ثعلبة فقالوا: أين تريد؟ قال: أريد يثرب. قالوا: وما حاجتك بيثرب؟ قال: أردت أن أرتاد لنفسي وانظر. قالوا: هل مررت بجمع، أو بلغك خبر لقومك؟ قال: لا، إلّا أنّه قد بلغني أنّ دعثور بن الحارث في أناس من قومه عزّل، فأدخلوه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدعاه إلى الإسلام فأسلم، وقال: يا محمد، إنّهم يلاقوك، إن سمعوا بمسيرك هربوا في رءوس الجبال، وأنا سائر معك ودالّك على عورتهم. فخرج به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وضمّه إلى بلال، فأخذ به طريقا أهبطه عليهم من كثيب، وهربت منه الأعراب فوق الجبال، وقبل ذلك ما قد غيّبوا سرحهم في ذرى الجبال وذراريهم فلم يلاق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحدا، إلّا أنّه ينظر إليهم في رءوس الجبال. فنزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذا أمر وعسكر معسكره، فأصابهم مطر كثير. فذهب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لحاجته فأصابه ذلك المطر فبلّ ثوبه، وقد جعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وادي ذي أمر بينه وبين أصحابه. ثم نزع ثيابه فنشرها لتجفّ، وألقاها على شجرة ثم اضطجع تحتها، والأعراب ينظرون إلى كل ما يفعل. فقالت الأعراب لدعثور، وكان سيّدها وأشجعها: قد أمكنك محمد، وقد انفرد من أصحابه حيث إن غوّث بأصحابه لم يغث حتى تقتله. فاختار سيفا من سيوفهم صارما، ثم أقبل مشتملا على السيف حتى قام على رأس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالسيف مشهورا، فقال: يا محمد، من يمنعك منّي اليوم؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الله! قال: ودفع جبريل عليه السلام في صدره، ووقع السيف من يده، فأخذه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقام به على رأسه فقال: من يمنعك منّي اليوم؟ قال: لا أحد قال: فأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله. والله لا أكثر عليك جمعا أبدا. فأعطاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سيفه. ثم أدبر، ثم أقبل بوجهه فقال: أما والله لأنت خير منّي. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنا أحق بذلك منك. فأتى قومه فقالوا: أين ما كنت تقول وقد أمكنك والسيف في يدك؟ قال: والله كان ذلك، ولكنّي نظرت إلى رجل أبيض دفع في صدري فوقعت لظهري، فعرفت أنّه ملك وشهدت أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله، والله لا أكثر عليه، وجعل يدعو قومه إلى الإسلام. ونزلت هذه الآية فيه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ 5: 11 (سورة المائدة: من الآية 11) . [1] بحران: بالضمّ، موضع بناحية الفرع. قال الواقدي: بين الفرع والمدينة ثمانية برد، وقال ابن إسحاق: هو معدن بالحجاز في ناحية الفرع. وضبطه بعضهم بالفتح (بحران) . (معجم البلدان 1/ 341) . [2] زيادة من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 غَزَا يُرِيدُ قُرَيْشًا. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ: فَبَلَغَ بُحْرَانَ، مَعْدَنًا بِالْحِجَازِ، فَأَقَامَ هُنَاكَ رَبِيعَ الْآخِرَ كُلَّهُ، وَجُمَادَى الْأُولَى. وَبُحْرَانُ مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرْعِ [1] . ثُمَّ رَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا [2] . وقال الواقدي [3] : غزا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بَنِي سُلَيْمٍ بِبُحْرَانَ، لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى. وَبُحْرَانُ مِنْ نَاحِيَةِ الْفُرْعِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ [4] . فَغَابَ عَشْرَ لَيَالٍ. وَكَانَ بَلَغَهُ [أَنَّ] [5] بِهَا جَمْعًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَخَرَجَ فِي ثَلَاثِمِائَةٍ. وَاسْتَخْلَفَ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ [6] . غزة بَنِي قَيْنُقَاعَ ذَكَرَهَا ابْنُ إِسْحَاقَ [7] هَكَذَا، بَعْدَ غَزْوَةِ الْفُرْعِ. وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ، فَقَالَ: كَانَتْ يَوْمَ السَّبْتِ نِصْفَ شَوَّالٍ، عَلَى رَأْسِ عِشْرِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ. فَحَاصَرَهُمْ إِلَى هِلالِ ذِي الْقِعْدَةِ.   [1] في هامش الأصل: الفرع بالسكون بين مكة والمدينة، وقال السهيليّ في الروض الأنف 3/ 143: الفرع: بضمّتين، وهي أول قرية مارت إسماعيل وأمّه التمر بمكة. [2] السيرة 3/ 137. [3] الواقدي: كتاب المغازي (1/ 196) . [4] البرد: جمع البريد، وهو المسافة التي بين السّكتين، وبعد ما بين السكتين فرسخان أو أربعة. [5] سقطت من الأصل وأثبتناها من ع. [6] وانظر: تاريخ خليفة 65، 66، وتاريخ الطبري 2/ 487، والروض الأنف للسهيلي 3/ 142، 143، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 1/ 304. [7] سيرة ابن هشام 3/ 137. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَمِنْ حَدِيثِهِمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَهُمْ بِسُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، احْذَرُوا مِنَ اللَّهِ مثل مَا نَزَلَ بِقُرَيْشٍ مِنَ النَّقْمَةِ، وَأَسْلِمُوا فَإِنِّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ أَنِّي نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، تَجِدُونَ ذَلِكَ فِي كِتَابِكُمْ وَعَهْدِ اللَّه إِلَيْكُمْ. قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ تَرَى أَنَّا كَقَوْمِكَ؟ لَا يَغُرَّنَّكَ أَنَّكَ لَقِيتَ قَوْمًا لَا عِلْمَ لَهُمُ بِالْحَرْبِ، فَأَصَبْتَ مِنْهُمْ فُرْصَةً، إِنَّا وَاللَّهِ لَوْ [1] حَارَبْتَنَا لَتَعْلَمَنَّ أَنَّا نَحْنُ الرِّجَالُ [2] . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا نَزَلَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتُ إِلَّا فِيهِمْ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ 3: 12 [3] الْآيَتَيْنِ. وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: أنّ بني قَيْنُقَاعَ كَانُوا أَوَّلَ يَهُودَ نَقَضُوا وَحَارَبُوا فِيمَا بَيْنَ بَدْرٍ وَأُحُدٍ. قَالَ: وَعَنْ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: كَانَ [مِنْ] [4] أَمْرِ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ قَدِمَتْ بِجَلْبٍ لَهَا فَبَاعَتْهُ بِسُوقِهِمْ، وَجَلَسَتْ إِلَى صَائِغٍ بِهَا. فَجَعَلُوا يُرِيدُونَها عَلَى كَشْفِ وَجْهِهَا، فَلَمْ تَفْعَلْ. فَعَمِدَ الصَّائِغُ إِلَى طَرَفِ ثَوْبِهَا فَعَقَدَهُ إِلَى ظَهْرِهَا. فَلَمَّا قامت انكشفت سوأتها فَضَحِكُوا، فَصَاحَتْ. فَوَثَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الصَّائِغِ فَقَتَلَهُ [وَكَانَ يَهُودِيًّا] [5] . فَشَدَّتِ الْيَهُودُ عَلَى الْمُسْلِمِ فَقَتَلُوهُ. فَأُغْضِبَ الْمُسْلِمُونَ وَوَقَعَ الشَّرُّ. وَحَدَّثَنِي عَاصِمٌ، قَالَ: فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزلوا على   [1] في السيرة «لئن» . [2] في السيرة «الناس» . [3] سورة آل عمران: من الآية 12. [4] إضافة من سيرة ابن هشام 3/ 137. [5] عن السيرة للتوضيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 حُكْمِهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ حِينَ أَمْكَنَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَحْسِنْ فِي مَوَالِيَّ. فَأَعْرَضَ عَنْه. فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِ دِرْعِ رَسُولِ اللَّهِ [1] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْسِلْنِي، وَغَضِبَ، أَرْسِلْنِي، وَيْحَكَ. قَالَ: وَاللَّهِ لَا أُرْسِلُكَ حَتَّى تُحْسِنَ فِي مَوَالِيَّ: أَرْبَعُمِائَةُ حَاسِرٍ، وَثَلَاثُمِائَةُ دَارِعٍ، [27 أ] قَدْ مَنَعُونِي مِنَ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، تَحْصُدُهُمْ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ. إِنِّي وَاللَّهِ امْرؤٌ أَخْشَى الدَّوَائِرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمْ لَكَ. وَحَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقَ [2] عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: لَمَّا حَارَبَتْ بَنُو قَيْنُقَاعَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، تَشَبَّثَ بِأَمْرِهِمُ ابْنُ سَلُولٍ وَقَامَ دُونَهُمْ. قَالَ: وَمَشَى عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَحَدَ بَنِي عَوْفٍ [3] ، لَهُمْ مِنْ حِلْفِهِ [4] مِثْلُ الَّذِي لِابْنِ سلول، فخلعهم [5] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَبَرَّأَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ حِلْفِهِمْ، وَقَالَ: أَتَوَلَّى اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَنَزَلَتْ فِيهِ وَفِي ابن سلول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ 5: 51 إِلَى قَوْلِهِ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ 5: 52 إلى قوله   [1] قال ابن هشام 3/ 137 «وكان يقال لها: ذات الفضول» . [2] كذا في الأصل، والمقصود أن القائل محمد بن إسحاق يحدث عن أبيه إسحاق بن يسار. وبهذا السند وردت الروآية في ابن هشام (3/ 138) وابن كثير في التفسير (3/ 126) والبدآية والنهاية (4/ 4) . على أن ابن حجر يذكر في ترجمة إسحاق في تهذيب التهذيب (1/ 257) أنه روى عن أشخاص عددهم وقال: دون غيرهم. وليس من بينهم عبادة بن الوليد. [3] في ع: (عون) تحريف. وانظر جمهرة أنساب العرب (354) وأنساب الأشراف (1/ 251) وسيرة ابن هشام 3/ 138. [4] كذا في الأصل، ع. وفي السيرة. وعبارة ابن الملا في المنتقى «له من حلفهم» وهي أصح وأنسب للسياق. [5] في الأصل، ع: (فجعلهم) . والتصحيح من ابن هشام وابن كثير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 إِنَّما وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا 5: 55 [1] ، لَتَولَّى عُبَادَةُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [2] . وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ [3] . أَنَّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حَاصَرَهُمْ خَمْسَ عَشَرَةَ لَيْلَةً، إِلَى هِلَالِ ذِي الْقِعْدَةِ. وَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ غَدَر مِنَ الْيَهُودِ. وَحَارَبُوا حَتَّى قَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، وَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، وَأَنَّ لَهُ أَمْوَالَهُمْ. فَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] فَكُتِّفُوا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى كِتَافِهِمُ الْمُنْذِرَ بْنَ قُدَامَةَ السَّلَمِيَّ [5] ، مِنْ بَنِي السَّلَمِ. فَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ [بْنِ] سَلُولٍ [6] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَلَحَّ عَلَيْهِ. فَقَالَ: خُذْهُمْ. وَأَمَرَ بِهِمْ أَنْ يُجْلَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَوَلِيَ إِخْرَاجَهُمْ مِنْهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ. فَلَحِقُوا بِأَذرِعَاتَ [7] ، فَمَا كَانَ أَقَلَّ مِنْ بَقَائِهِمْ فِيهَا. وَتَوَلَّى قَبْضَ أَمْوَالَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ. ثُمَّ خُمِسَتْ، وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سِلَاحِهِمْ ثَلَاثَةَ أَسْيَافٍ، وَدِرْعَيْنِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. غَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ قَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ: كَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ، وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْيَهُودِ، عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ وَقْعَةِ بَدْرٍ. وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ وَنَخْلُهُمْ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ. وَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى الْجَلَاءِ، عَلَى أَنَّ لَهُمْ مَا أَقلَّتِ الْإِبلُ إلّا السّلاح. فأنزلت   [1] سورة المائدة: 51- 55. [2] يعني عبادة بن الصامت. انظر الخبر بطوله في سيرة ابن هشام 3/ 137، 138 وفي تاريخ خليفة 66. [3] الواقدي: كتاب المغازي (1/ 176- 180) . [4] في ع: فأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بهم. [5] الإصابة 3/ 461 رقم 8225. [6] في ع: فكلّم عبد الله بن أبيّ فيهم. [7] أذرعات: بالفتح، ثم السكون وكسر الراء. بلد في أطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمّان (معجم البلدان 1/ 130) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ من دِيارِهِمْ، لِأَوَّلِ الْحَشْرِ 59: 2 [1] الْآيَاتِ. فَأَجْلَاهُمْ إِلَى الشَّامِ، وَكَانُوا مِنْ سِبْطٍ لَمْ يُصِبْهُمْ جَلَاءٌ. وَكَانَ اللَّهُ قَدْ كَتَبَ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ. وَلَوْلَا ذَلِكَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدنيا بالقتل والسّبي. وقوله لِأَوَّلِ الْحَشْرِ 59: 2، أَيْ كَانَ [2] جَلَاؤُهُمْ ذَلِكَ أَوَّلَ حَشْرٍ فِي الدُّنْيَا إِلَى الشَّامِ. وَيَرْوِيهِ عَقِيلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَوْلُهُ: وأسنده زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَذِكْرُ عَائِشَةَ فيه غير محفوظ. وقال ابن جريج، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ يَهُودَ بَنِي النَّضِيرِ، وَقُرَيْظَةَ حَارَبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأجلى بني النّضير، وأقرّ قريظة ومن [27 ب] عَلَيْهِمْ، حَتَّى حَارَبُوا بَعْدَ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ كَتَبُوا إِلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مَعَهُ الْأَوْثَانَ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ: إِنَّكُمْ آوَيْتُمْ صَاحِبَنَا، وَإِنَّا نُقْسِمُ باللَّه لَتُقَاتِلَنَّهُ أَوْ لَتُخْرِجَنَّهُ أَوْ لَنَسِيرَنَّ إِلَيْكُمْ بِجَمْعِنَا حَتَّى نَقْتُلَ مُقَاتِلَتَكُمْ وَنَسْتَبِيحَ نِسَاءَكُمْ. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَأَصْحَابَهُ، اجْتَمَعُوا لِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَلَقِيَهُمْ فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ وَعْدُ قُرَيْشٍ مِنْكُمُ الْمَبَالِغَ، مَا كَانَتْ تَكِيدُكُمْ بِأَكْثَرَ مِمَّا تُرِيدُونَ أَنْ تَكِيدُوا بِهِ أَنْفُسَكُمْ. تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا أَبْنَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ؟ فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ تَفَرَّقُوا. فَبَلَغَ ذَلِكَ كُفَّارَ قُرَيْشٍ فكتبوا،   [1] سورة الحشر: من الآية 2. [2] في الأصل: (فكان) . وأثبتنا عبارة ابن الملّا. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب حديث بني النّضير (5/ 112) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 بَعْدَ بَدْرٍ، إِلَى الْيَهُودِ: إِنَّكُمْ أَهْلُ الْحَلَقَةِ [1] وَالْحِصْنِ وَإِنَّكُمْ لَتُقَاتِلُنَّ صَاحِبَنَا أَوْ لَنَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا، وَلَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَدَمِ نِسَائِكُمْ شَيْءٌ. وَهِيَ الْخَلَاخِيلُ. فَلَمَّا بَلَغَ كِتَابُهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَجْمَعَتْ بَنُو النَّضِيرِ بِالْغَدْرِ. وَأَرْسَلُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْرُجْ إِلَيْنَا فِي ثَلَاثِينَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِكَ، وَلْيَخْرُجْ مِنَّا ثَلَاثُونَ حَبْرًا، حَتَّى نَلْتَقِيَ بمكان المنصف [2] ، فيسمعوا مِنْكَ، فَإِنْ صَدَّقُوا وَآمَنُوا بِكَ آمَنَّا بِكَ. فَقَصَّ خَبَرَهُمْ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، غَدَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَتَائِبِ فَحَصَرَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّكُمْ وَاللَّهِ لَا تَأْمَنُونَ عِنْدِي إِلَّا بِعَهْدٍ تُعَاهِدُونِي عَلَيْهِ. فَأَبَوْا أَنْ يُعْطُوهُ عَهْدًا، فَقَاتَلَهُمْ يَوْمَهُمْ ذَلِكَ. ثُمَّ غَدَا عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ بِالْكَتَائِبِ، وَتَرَكَ بَنِي النَّضِيرِ، وَدَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يُعَاهِدُوهُ. فَعَاهَدُوهُ، فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ. وَغَدَا إِلَى بَنِي النَّضِيرِ بِالْكَتَائِبِ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى الْجَلَاءِ. فَجَلَتْ بَنُو النَّضِيرِ، وَاحْتَمَلُوا مَا أَقَلَّتِ الْإِبِلُ مِنْ أَمْتِعَتِهِمْ وَأَبْوَابِهِمْ وَخَشَبِهِمْ. فكان نخل بني النّضير لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم خَاصَّةً، أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا، فَقَالَ وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ من خَيْلٍ وَلا رِكابٍ 59: 6 [3] ، يَقُولُ [4] : بِغَيْرِ قِتَالٍ. فَأَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَهَا الْمُهَاجِرِينَ وَقَسَّمَهَا بَيْنَهُمْ، وَقَسَّمَ مِنْهَا لِرَجُلَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَا ذَوِي حَاجَةٍ [5] . وبقي   [1] الحلقة: السلاح. [2] في هامش ع: المنصف بالفتح نصف الطريق. [3] سورة الحشر: من الآية 6، والإيجاف: سرعة السير، والركاب: الإبل التي تحمل القوم. [4] من أول قوله «يقول بغير قتال» يبد سقط نسخة ع. وقد نصّ عليه في هامش النسخة بقوله: «الأصل- هنا سقط نحو ستّ ورقات فليعلم» . [5] سيأتي اسماهما بعد قليل في حديث عروة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 مِنْهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي فِي أَيْدِي بَنِي فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَذَهَبَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ إِلَى أَنَّ غَزْوَةَ بَنِي النَّضِيرِ كَانَتْ بَعْدَ أُحُدٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ غَيْرُهُمَا. وَرَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ [1] . وَهَذَا حَدِيثُ مُوسَى وَحَدِيثُ عُرْوَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى بَنِي النَّضِيرِ يَسْتَعِينُهُمْ فِي عَقْلِ الْكِلابِيِّينَ. وَكَانُوا- زَعَمُوا- قَدْ دَسُّوا إِلَى قُرَيْشٍ حِينَ نَزَلُوا بِأُحُدٍ لقتا [ل] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَضُّوهُمْ عَلَى الْقِتَالِ وَدَلُّوهُمْ عَلَى الْعَوْرَةِ. فَلَمَّا كَلَّمَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَقْلِ الْكِلابِيِّينَ، قَالُوا: اجْلِسْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ حتى تطعم وترجع [28 أ] بِحَاجَتِكَ وَنَقُومُ فَنَتَشَاوَرُ. فَجَلَسَ بِأَصْحَابِهِ. فَلَمَّا خَلَوْا وَالشَّيْطَانُ مَعَهُمْ، ائْتَمِرُوا بِقَتْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: لَنْ تَجِدُوهُ أَقْرَبَ مِنْهُ الْآنَ، فَاسْتَرِيحُوا مِنْهُ تَأْمَنُوا. فَقَالَ رَجُلٌ: إِنْ شِئْتُمْ ظَهَرْتُ فَوْقَ الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ تَحْتَهُ فَدَلَّيْتُ عَلَيْهِ حَجَرًا فَقَتَلْتُهُ. فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِشَأْنِهِمْ وَعَصَمَهُ، فَقَامَ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً. وَانْتَظَرَهُ أَعْدَاءُ اللَّهِ، فَرَاثَ عَلَيْهِمْ [2] . فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ فَسَأَلُوهُ عَنْهُ فَقَالَ: لَقِيتُهُ قَدْ دَخَلَ أَزِقَّةَ الْمَدِينَةِ. فَقَالُوا لِأَصْحَابِهِ: عَجَّلَ أَبُو الْقَاسِمِ أَنْ نُقِيمَ أَمْرَنَا فِي حَاجَتِهِ. ثُمَّ قَامَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرجعوا ونزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ 5: 11 [3] الْآيَةَ. وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِجْلَائِهِمْ، وَأَنْ يَسِيرُوا حَيْثُ شَاءُوا. وَكَانَ النِّفَاقُ قَدْ كَثُرَ بِالْمَدِينَةِ. فَقَالُوا: أَيْنَ تُخْرِجُنَا؟ قال: أخرجكم إلى الحشر [4] . فلما   [1] المغازي لعروة 164. [2] في الأصل: (عليه) والتصحيح من ابن الملا. وراث: أبطأ. [3] سورة المائدة: من الآية 11. [4] من بداية حديث غزوة بني النضير من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، إلى هنا، في دلائل النبوّة للبيهقي (طبعة الهند) 176، 177. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 سَمِعَ الْمُنَافِقُونَ مَا يُرَادُ بِأَوْلِيائِهِمْ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ: إِنَّا مَعَكُمْ مَحْيَانَا وَمَمَاتَنَا، إِنْ قُوتِلْتُمْ فَلَكُمْ عَلَيْنَا النَّصْرُ، وَإِنْ أُخْرِجْتُمْ لَمْ نَتَخَلَّفْ عَنْكُمْ. وَسَيِّدُ الْيَهُودِ أَبُو صَفِيَّةَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ. فَلَمَّا وَثِقُوا بِأَمَانِيِّ الْمُنَافِقِينَ عَظُمَتْ غِرَّتُهُمْ وَمَنَّاهُمُ الشَّيْطَانُ الظُّهُورَ، فَنَادَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ: إِنَّا، وَاللَّهِ، لَا نَخْرُجُ وَلَئِنْ قَاتَلْتَنَا لَنُقَاتِلَنَّكَ. فَمَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَمْرِ اللَّهِ فِيهِمْ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَخَذُوا السِّلَاحَ ثُمَّ مَضَى إِلَيْهِمْ. وَتَحَصَّنَتِ الْيَهُودُ فِي دُورِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. فَلَمَّا انْتَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَزِقَّتِهِمْ وَحُصُونِهِمْ كَرِهَ أَنْ يُمَكِّنَهُمْ مِنَ الْقِتَالِ فِي دُورِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَحَفِظَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَعَزَمَ لَهُ عَلَى رُشْدِهِ، فَأَمَرَ أَنْ يُهْدَمَ الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى مِنْ دُورِهِمْ، وبالنّخل أن تحرّق وتقطع، [و] كفّ اللَّهُ أَيْدِيَهُمْ وَأَيْدِي الْمُنَافِقِينَ فَلَمْ يَنْصُرُوهُمْ، وَأَلْقَى فِي قُلُوبِ الْفَرِيقَيْنِ الرُّعْبَ. ثُمَّ جَعَلَتِ الْيَهُودُ كُلَّمَا خَلُصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَدْمِ مَا يَلِي مَدِينَتَهُمْ. أَلْقَى اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، فَهَدَمُوا الدُّورَ الَّتِي هُمْ فِيهَا مِنْ أَدْبَارِهَا، وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَخْرُجُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ يَهْدِمُونَ شَيْئًا فَشَيْئًا. فَلَمَّا كَادَتِ الْيَهُودُ أَنْ تَبْلُغَ آخِرَ دُورِهَا، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ الْمُنَافِقِينَ وَمَا كَانُوا مَنَّوْهُمْ، فَلَمَّا يَئِسُوا مِمَّا عِنْدَهُمْ، سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ عَرَضَ عَلَيْهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَقَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُجْلِيَهُمْ، وَلَهُمْ أَنْ يَحْمِلُوا مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ الْإِبِلُ إِلَّا السِّلَاحَ. وَطَارُوا كُلَّ مُطَيَّرٍ، وَذَهَبُوا كُلَّ مَذْهَبٍ. وَلَحِقَ بَنُو أَبِي الْحَقِيقِ بِخَيْبَرَ وَمَعَهُمْ آنِيَةً كَثِيرَةً مِنْ فِضَّةٍ، فَرَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ. وَعَمَدَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ عَلَى قُرَيْشٍ، فَاسْتَغْوَاهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَبَيَّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ حَدِيثَ أَهْلِ النّفاق، وما بينهم وبين اليهود، وكانوا [28 ب] قَدْ عَيَّرُوا الْمُسْلِمِينَ حِينَ قَطَعُوا النَّخْلَ وَهَدَمُوا. فَقَالُوا: مَا ذَنْبُ الشَّجَرَةِ وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ مصلحون؟ فأنزل الله سَبَّحَ لِلَّهِ 57: 1 سورة الحشر. ثُمَّ جَعَلَهَا نَفْلًا لِرَسُولِهِ، فَقَسَّمَهَا فِيمَنْ أَرَاهُ اللَّهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. وَأَعْطَى مِنْهَا أَبَا دُجَانَةَ سِمَاكَ بْنَ خَرَشَةَ، وَسَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 الْأَنْصَارِيَّيْنِ. وَأَعْطَى- زَعَمُوا- سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ سَيْفَ ابْنِ أَبِي الْحَقِيقِ [1] . وَكَانَ إِجْلَاءُ بَنِي النَّضِيرِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ. وَأَقَامَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ فِي الْمَدِينَةِ فِي مَسَاكِنِهِمْ، لَمْ يُؤْمَرِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلٍ وَلَا إِخْرَاجٍ حَتَّى فَضَحَهُمُ اللَّهُ بِحُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَبِجُمُوعِ الْأَحْزَابِ. هَذَا لَفْظُ مُوسَى، وَحَدِيثُ عُرْوَةَ بِمَعْنَاهُ، إِلَى إِعْطَاءِ سَعْدٍ السَّيْفَ [2] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ نَخْلِ بَنِي النَّضِيرِ وَحَرَّقَ. وَلَهَا يَقُولُ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ [3] : وَهَانَ عَلَى سُرَاةِ بَنِي لُؤَيٍّ ... حَرِيقٌ بِالْبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرٌ وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ الله 59: 5 [4] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الزّهري، عن مالك بن أوس، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ كَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ. فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم خالصة ينفق   [1] انظر: المغازي لعروة 164- 167 وانظر عن هذه الغزوة: سيرة ابن هشام 3/ 240- 242، والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 57، وتاريخ الطبري 2/ 550- 555، ودلائل النبوة 2/ 446- 450، وعيون الأثر 2/ 48- 51 وتاريخ اليعقوبي 1/ 49. [2] العبارة في المغازي لعروة 167. [3] ديوانه: 194، والبويرة: موضع كان به بني النّضير. [4] سورة الحشر: من الآية 5، واللّينة: النّخلة الناعمة، كما في مفردات الراغب. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب حديث بني النّضير (5/ 113) . وصحيح مسلم: كتاب الجهاد والسّير، باب جواز قطع أشجار الكفّار وتحريقها (5/ 145) والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 58 من طريق الليث بن سعد عن نافع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 مِنْهَا عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَةٍ، وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي الْكُرَاعِ [1] وَالسِّلَاحِ عَدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ. أَخْرَجَاهُ [2] . سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إِلَى الْقَرَدَةِ [3] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَسَرِيَّةُ زَيْدٍ الَّتِي بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، حِينَ أَصَابَ عِيرَ قُرَيْشٍ، وَفِيهَا أَبُو سُفْيَانَ، عَلَى الْقَرَدَةِ، مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ نَجْدٍ. وَكَانَ مِنْ حَدِيثِهَا أَنَّ قُرَيْشًا خَافُوا طَرِيقَهُمُ الَّتِي كَانُوا يَسْلُكُونَ إِلَى الشَّامِ حِينَ جَرَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ، فَسَلَكُوا طَرِيقَ الْعِرَاقِ، فَخَرَجَ مِنْهُمْ تُجَّارٌ فِيهِمْ أَبُو سُفْيَانَ، وَاسْتَأْجَرُوا رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ يُقَالُ لَهُ: فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ يَدُلُّهُمْ. فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَلَقِيَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْمَاءِ، فَأَصَابَ تِلْكَ الْعِيرَ وَمَا فيها، وأعجزهم الرجال، فقدم بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . غَزْوَةُ قَرْقَرَةِ الْكُدْرِ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: إِنَّهَا فِي الْمُحرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ. وَهِيَ نَاحِيَةُ مَعْدِنِ بَنِي سُلَيْمٍ. وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَهُ أَنَّ بِهَذَا الْمَوْضِعِ جَمْعًا مِنْ سُلَيْمٍ وَغَطَفَانَ. فَلَمْ يَجِدْ فِي الْمَجَالِ أَحَدًا، وَوَجَدَ رِعَاءً مِنْهُمْ غُلَامٌ يُقَالُ لَهُ يَسَارٌ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم   [1] الكراع: الخيل. وقد يسمّى به السلاح كذلك. [2] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب المجنّ ومن يتترّس بترس صاحبه (4/ 46) . وصحيح مسلم (1756 و 1757) كتاب الجهاد والسير، باب حكم الفيء. وانظر الطبقات لابن سعد 2/ 58. [3] القردة: بالتحريك، كما في معجم البلدان 4/ 322. [4] انظر: سيرة ابن هشام 3/ 138 والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 36 وعيون الأثر 1/ 304، 305 وتاريخ الطبري 2/ 492. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 وَقَدْ ظَفَرَ بِالنَّعَمِ، فَانْحَدَرَ بِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَاقْتَسَمُوهَا بِصِرَارٍ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانَتِ النَّعَمُ خَمْسَمِائَةِ بَعِيرٍ، وَأَسْلَمَ يَسَارٌ. الْقَرْقَرَةُ أَرْضٌ مَلْسَاءُ، وَالْكُدْرُ طَيْرٌ فِي أَلْوَانِهَا كُدْرَةٌ [1] ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرَارَةُ الْكُدْرِ، يَعْنِي أَنَّهَا [29 أ] مستقرّ هذا الطير.   [1] هذا القول في الروض الأنف للسهيلي 3/ 142 وقد سبق الإشارة إليه في غزوة السويق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 مَقْتَلُ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ [1] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَصَالِحُ بْنُ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ بَشِيرَيْنِ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ إِلَى أَهْلِ السَّافِلَةِ، وَبَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ، فَبَشَّرُوا وَنَعَوْا أَبَا جَهْلٍ وَعُتْبَةَ وَالْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ قَالَ: وَيْلَكُمْ، أَحَقٌّ هَذَا؟ هَؤُلَاءِ مُلُوكُ الْعَرَبِ وَسَادَةُ النَّاسِ. ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ، فَنَزَلَ عَلَى عَاتِكَةَ بِنْتِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعَيْصِ، وَكَانَتْ عِنْدَ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، فَجَعَلَ يَبْكِي عَلَى قَتْلَى قُرَيْشٍ، وَيُحَرِّضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: طَحَنَتْ رَحَى بَدْرٍ لِمَهْلِكِ أَهْلِهَا [3] ... وَلِمِثْلِ بَدْرٍ تَسْتَهِلُّ وَتَدْمَعُ قُتِلَتْ سُرَاةُ النَّاسِ حَوْلَ حِياضِهِمْ ... لا تَبْعُدُوا إنّ الملوك تصرع   [1] انظر عنه: المحبّر 117 و 282 و 390. [2] سيرة ابن هشام 3/ 139. [3] في سيرة ابن هشام «أهله» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 كَمْ قَدْ أُصِيبَ بِهَا [1] مِنْ أَبْيَضَ مَاجِدٍ ... ذِي بَهْجَةٍ تَأْوِي [2] إِلَيْهِ الضِّيَعُ وَيَقُولُ أَقْوَامٌ أُذَلُّ [3] بِسَخْطِهِمْ ... إِنَّ ابْنَ الْأَشْرَفِ ظَلَّ كَعْبًا يَجْزَعُ صَدَقُوا، فَلَيْتَ الْأَرْضَ سَاعَةَ قُتِّلُوا ... ظَلَّتْ تَسُوخُ بِأَهْلِهَا وَتَصَدَّعُ نُبِّئْتُ أَنَّ بَنِي كِنَانَةَ [4] كُلَّهُمْ ... خَشَعُوا لِقَوْلِ أَبِي الْوَلِيدِ [5] وَجَدَّعُوا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَشَبَّبَ بِأُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ: أَرَاحِلٌ أَنْتَ لَمْ تَحْلُلْ بِمَنْقَبَةٍ ... وَتَارِكٌ أَنْتَ أُمَّ الْفَضْلِ بِالْحَرَمِ؟ فِي كَلَامٍ لَهُ. ثُمَّ شَبَّبَ بِنِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى آذَاهُمْ [6] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: كَانَ ابْنُ الْأَشْرَفِ قَدْ آذَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْهِجَاءِ، وَرَكِبَ إِلَى قُرَيْشٍ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ فَاسْتَغْوَاهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ: أُنَاشِدُكَ اللَّهَ، أَدِينُنَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَمْ دِينُ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَهْدَى مِنْهُمْ سَبِيلًا [7] . ثُمَّ خَرَجَ مُقْبِلًا قَدْ أَجْمَعَ رَأْيَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى قِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْلِنًا بِعَدَاوَتِهِ وَهِجَائِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْجَمَّالُ الْمَخْرَمِيُّ- الَّذِي قَالَ فِيهِ ابْنُ عَدِيِّ: [8] كَانَ عِنْدِي مِمَّنْ يَسْرِقُ الْحَدِيثَ. قُلْتُ: لَكِنْ رَوَى عَنْهُ مُسْلِمٌ [9]- ثَنَا ابْنُ   [1] في السيرة «به» . [2] في السيرة «يأوي» . [3] في السيرة «أسر» . [4] في السيرة «بني المغيرة» . [5] في السيرة ومغازي الواقدي «أبي الحكيم» . [6] تاريخ الطبري 2/ 488. [7] انظر المغازي لعروة 162. [8] الكامل في الضعفاء 6/ 2283. [9] قال الذهبي في كتابه «المغنى في الضعفاء» : «وقد ذكر ابن عساكر في النّبل أنّ مسلم روى عنه، وهذا معدوم، فلعله في غير الصحيح» (2/ 646) وانظر ميزان الاعتدال 4/ 73 رقم 8349. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 عُيَيْنَةَ، ثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عبّاس قال: قدم حبيّ بْنُ أَخْطَبَ، وَكَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ مَكَّةَ عَلَى قُرَيْشٍ فَحَالَفُوهُمْ عَلَى قِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا لَهْمُ: أَنْتُمْ أَهْلُ الْعِلْمِ الْقَدِيمِ وَأَهْلُ الْكِتَابِ، فَأَخْبِرُونَا عَنَّا وَعَنْ مُحَمَّدٍ، قَالُوا: مَا أَنْتُمْ وَمَا مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: نَحْنُ نَنْحَرُ الْكَوْمَاءَ [1] وَنَسْقِي اللَّبَنَ عَلَى الْمَاءِ وَنَفُكُّ الْعُنَاةَ وَنَسْقِي الْحَجِيجَ، وَنَصِلُ الْأَرْحَامَ. قَالُوا: فَمَا مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: صُنْبُورٌ [2] قَطَعَ أَرْحَامَنَا وَاتَّبَعَهُ سُرَّاقُ الْحَجِيجِ بَنُو غِفَارٍ. قَالُوا: لَا، بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ وَأَهْدَى سَبِيلًا. فَأَنْزَلَ اللَّهُ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ 4: 51 [3] الْآيَةَ. قَالَ سُفْيَانُ: كَانَتْ غِفَارٌ سَرِقَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَلَحِقَ كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُعْلِنًا بِمُعَادَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِجَائِهِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا خَرَجَ مِنْهُ قَوْلَهُ: أَذَاهِبٌ [4] أَنْتَ لَمْ تَحْلُلْ بِمَنْقَبَةٍ ... وَتَارِكٌ أَنْتَ أُمَّ الْفَضْلِ بِالْحَرَمِ! صَفْرَاءُ رَادِعَةٌ لَوْ تُعْصَرُ انْعَصَرَتْ ... مِنْ ذِي الْقَوَارِيرِ وَالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [5] إِحْدَى بَنِي عَامِرٍ هَامَ [6] الْفُؤَادُ بِهَا ... وَلَوْ تَشَاءُ شَفَتْ كَعْبًا من السّقم   [1] الكوماء: الناقة العظيمة السّنام الطويلة. [2] في هامش الأصل: الصّنبور: الفرد الّذي لا ولد له ولا أخ. (وانظر: تاج العروس 12/ 353) . [3] سورة النساء: من الآية 51. [4] عند الطبري 2/ 488 والروض الأنف 3/ 145 «أراحل» . [5] رادعة: أي يفوح منها أثر الطيب أو الزعفران. والكتم: نبت يخلط بالحنّاء ويخضب به الشعر فيبقى لونه. [6] عند الطبري «جنّ» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 لم أر [1] شَمْسًا [بِلَيْلٍ] [2] قَبْلَهَا طَلَعَتْ ... حَتَّى تَبَدَّتْ [3] لَنَا فِي لَيْلَةِ الظُّلَمِ وَقَالَ: طَحَنَتْ رَحَى بَدْرٍ لِمَهْلِكِ أَهْلِهَا الْأَبْيَاتَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا: مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ؟ فَقَدْ آذَانَا بِالشِّعْرِ وَقَوَّى الْمُشْرِكِينَ عَلَيْنَا. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَأَنْتَ. فَقَامَ فَمَشَى ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: إِنِّي قَائِلٌ قَالَ: فَأَنْتَ فِي حِلٍّ: فَخَرَجَ مُحَمَّدٌ، بَعْدَ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، حَتَّى أَتَى كَعْبًا وَهُوَ فِي حَائِطٍ [4] فَقَالَ: يَا كَعْبُ، جِئْتُ لِحَاجَةٍ، الْحَدِيثَ [5] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من لِكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعَجِبَ إِلَيْكَ [6] أَنْ أَقْتُلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأْذَنْ لِي أَنْ أَقُولَ شَيْئًا. قَالَ: قُلْ. فَأَتَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَأَلَنَا صَدَقَةً، وَقَدْ عَنَّانَا، وَإِنِّي قَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَسْلِفُكَ. قَالَ: وَأَيْضًا لَتَمَلَّنَّهُ [7] . قَالَ: إِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاهُ فَنَكْرَهُ أَنْ نَدَعَهُ حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَصِيرُ شَأْنُهُ، وَقَدْ أَرَدْنَا أَنْ تُسَلِّفَنَا. قَالَ: ارْهَنُونِي نِسَاءَكُمْ. قَالَ: نَرْهَنُكَ نِسَاءَنَا وَأَنْتَ أَجْمَلُ الْعَرَبِ؟ قَالَ: فَارْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ. قَالَ: كَيْفَ نَرْهَنُكَ أَبْنَاءَنَا فَيُقَالُ رَهْنٌ بِوَسْقٍ أَوْ وَسْقَيْنِ؟ قَالَ: فَأَيُّ شيء؟ قال: نرهنك اللّأمة [8] .   [1] رواية ابن الملّا: لم ألق. [2] سقطت من الأصل، واستدركناها من ابن الملا والطبري. [3] عند الطبري «تجلّت» . [4] الحائط: البستان. [5] صحيح البخاري، كتاب المغازي، وفتح الباري 7/ 338. [6] كذا في الأصل، وعبارة البخاري: وعروة في مغازيه 162 «أحبّ أن أقتله» . [7] كذا في البداية والنهاية 4/ 5. [8] اللأمة: السلاح وفي مغازي عروة 163 «الأمّة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 فَوَاعَدَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ لَيْلًا، فَجَاءَهُ لَيْلًا [1] وَمَعَهُ أَبُو نَائِلَةَ، وَهُوَ أَخُو كَعْبٍ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَدَعَاهُ مِنَ الْحِصْنِ فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ تَخْرُجُ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَخِي أَبُو نَائِلَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ لَأَجَابَ، قَالَ مُحَمَّدٌ: إِنِّي إِذَا مَا جَاءَ فَإِنِّي قَائِلٌ بِشَعْرِهِ [2] فَأَشَمُّهُ ثُمَّ أُشِمُّكُمْ، فَإِذَا رَأَيْتُمُونِي أُثَبِّتُ يَدَيَّ فَدُونَكُمْ. فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ مُتَوَشِّحًا، وَهُوَ يَنْفَحُ مِنْهُ رِيحُ الطِّيبِ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رِيحًا، أَيْ أَطْيَبَ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَشَمَّ رَأْسَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَشَمَّهُ ثُمَّ شَمَّ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَأْذَنُ لِي؟ يَعْنِي ثَانِيًا. قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا اسْتَمْكَنَ مِنْهُ قَالَ: دُونَكُمْ. فَضَرَبُوهُ فَقَتَلُوهُ. وَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [30 أ] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ الْيَهُودِيَّ كَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحَرِّضُ عَلَيْهِ كُفَّارَ قُرَيْشٍ فِي شِعْرِهِ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَأَهْلُهَا أَخْلَاطٌ، مِنْهُمُ الْمُسْلِمُونَ، وَمِنْهُمْ عَبَدَةُ الْأَوْثَانِ، وَمِنْهُمُ الْيَهُودُ، وَهُمْ أَهْلُ الْحَلَقَةِ وَالْحُصُونِ، وَهُمْ حُلَفَاءُ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ اسْتِصْلَاحَهُمْ كُلَّهُمْ، وَكَانَ الرَّجُلُ يَكُونُ مُسْلِمًا وَأَبُوهُ مُشْرِكٌ وَأَخُوهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ يُؤْذُونَهُ أَشَدَّ الْأَذَى، فَأَمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ وَالْمُسْلِمِينَ بِالصَّبْرِ وَالْعَفْوِ، فَقَالَ تَعَالَى: وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمن الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً 3: 186 [4] ، وَقَالَ: وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ 2: 109   [1] هنا ينتهي الخبر عند عروة في المغازي 163. [2] قائل بشعره: آخذ به، يقال: قال بيده أهوى بها وقال برأسه أشار، كلّ ذلك على الاتساع والمجاز، ويعبّر بها على التهيّؤ للأفعال والاستعداد لها. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قتل كعب بن الأشرف (5/ 115) . [4] سورة آل عمران: من الآية 186. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ 2: 109 [1] ، فأمر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ أَنْ يَبْعَثَ رَهْطًا لِيَقْتُلُوا كَعْبًا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ سَعْدَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ وأبا عبس [2] ، والحارث ابن أَخِي سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي خَمْسَةِ رَهْطٍ أَتَوْهُ عَشِيَّةً، وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِمْ بِالْعَوَالِي. فَلَمَّا رَآهُمْ كَعْبٌ أَنْكَرَهُمْ وَكَادَ يُذْعَرُ مِنْهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: جَاءَتْ بِنَا إِلَيْكَ الْحَاجَةُ. قَالَ: فَلْيَدْنُ إِلَيَّ بَعْضُكُمْ فَلْيُحَدِّثَنِي بِهَا. فَدَنَا إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: جِئْنَاكَ لِنَبِيعَكَ أَدْرَاعًا لَنَا لِنَسْتَنْفِقَ أَثْمَانَهَا. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ لَقَدْ جُهِدْتُمْ، قَدْ نَزَلَ بِكُمْ هَذَا الرَّجُلُ. فَوَاعَدَهُمْ أَنْ يَأْتُوهُ عِشَاءً حِينَ يَهْدَأُ عَنْهُمُ النَّاسُ. فَجَاءُوا فَنَادَاهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقَامَ لِيَخْرُجَ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: مَا طَرَقُوكَ سَاعَتَهُمْ هَذِهِ لِشَيْءٍ تُحِبُّ. فَقَالَ: بَلْ إِنَّهُمْ قَدْ حَدَّثُونِي حَدِيثَهُمْ [3] . فَاعْتَنَقَهُ أَبُو عَبْسٍ، وَضَرَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بِالسَّيْفِ، وَطَعَنَهُ بَعْضُهُمْ بِالسَّيْفِ فِي خَاصِرَتِهِ. فَلَمَّا قَتَلُوهُ فَزِعَتِ الْيَهُودُ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فَغَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحُوا فَقَالُوا: إِنَّهُ طُرِقَ صَاحِبُنَا اللَّيْلَةَ وَهُوَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَتِنَا فَقُتِلَ، فَذَكَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كان يقول فِي أَشْعَارِهِ. وَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ بَيْنَهُمْ صَحِيفَةً. وَكَانَتْ تِلْكَ الصَّحِيفَةُ بَعْدَهُ عند عليّ. أخرجه أبو داود [4] .   [1] سورة البقرة: من الآية 109. [2] في الأصل: أبا عيسى، تحريف. وهو أبو عبس بن جبر الحارثي. (تهذيب التهذيب 12/ 156 والاستيعاب 4/ 122) ، وفي الإصابة أنه أبو عبيس بن جابر (4/ 130) . [3] الطبقات الكبرى 2/ 33. [4] سنن أبي داود: كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب كيف كان إخراج اليهود من المدينة (2/ 138) وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 34. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُ أَنَّ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ كَانَ مَعَهُمْ، فَأُصِيبَ فِي وَجْهِهِ بِالسَّيْفِ أَوْ رِجْلِهِ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَمَشَى مَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [30 رب] إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ [1] ، ثُمَّ وَجَّهَهُمْ وَقَالَ: انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، اللَّهمّ أَعِنْهُمْ. وَذَكَرَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ هَذِهِ الْقِصَّةَ بِأَطْوَلِ مِمَّا هُنَا وَأَحْسَنَ عِبَارَةً، وَفِيهِ: فَاجْتَمَعَ فِي قَتْلِهِ مُحَمَّدٌ، وَسِلْكَانُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وَهُوَ أَبُو نَائِلَةَ الْأَشْهَلِيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ الْحَارِثِيُّ. فَقَدَّمُوا إِلَى ابْنِ الْأَشْرَفِ سِلْكَانَ، فَجَاءَهُ فَتَحَدَّثَ مَعَهُ سَاعَةً وَتَنَاشَدَا شِعْرًا، ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ يَا بْنَ الْأَشْرَفِ، إِنِّي قَدْ جِئْتُ لِحَاجَةٍ أُرِيدُ ذِكْرَهَا لَكَ فَاكْتُمْ عَنِّي. قَالَ: أَفْعَلُ. قَالَ: قَدْ كَانَ قُدُومُ هَذَا الرَّجُلُ عَلَيْنَا بَلَاءً مِنَ الْبَلَاءِ، عَادَتْنَا الْعَرَبُ وَرَمَوْنَا مِنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ، وَقُطِعَتْ عَنَّا السُّبُلُ حَتَّى ضَاعَ الْعِيَالُ وَجُهِدْنَا. فَقَالَ: أنا بن الأشرف! أما والله لقد أخبرتك يا بن سَلَامَةَ أَنَّ الْأَمْرَ سَيَصِيرُ إِلَى مَا أَقُولُ. فَقَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَبِيعَنَا طَعَامًا وَنَرْهَنُكَ وَنُوثِّقَ لَكَ، وَتُحْسِنُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: أَتَرْهَنُونِي أَبْنَاءَكُمْ؟ قَالَ: لَقَدْ أَرَدْتَ أَنْ تَفْضَحَنَا. إِنَّ مَعِي أَصْحَابًا لِي عَلَى مِثْلِ رَأْيِي، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ آتِيكَ بِهِمْ فَتَبِيعَهُمْ، وَتُحْسِنَ فِي ذَلِكَ، وَنَرْهَنُكَ مِنَ الْحَلْقَةِ مَا فِيهِ وَفَاءٌ. قَالَ: فَرَجَعَ سِلْكَانُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَهُ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا السِّلَاحَ ثُمَّ يَنْطَلِقُوا فَيَجْتَمُعُوا إليه. واجتمعوا، وساق القصّة [2] .   [1] بقيع الغرقد: مقبرة أهل المدينة المعروفة بالبقيع. والغرقد كبار العوسج. [2] انظر: سيرة ابن هشام 3/ 140، 141، تاريخ الطبري 2/ 489، 490، عيون الأثر 1/ 299، 300، المغازي للواقدي 1/ 184 وما بعدها، فتح الباري 7/ 337- 340. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَأَطْلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ الْيَهُودِ، وَقَالَ: مَنْ ظَفِرْتُمْ بِهِ مِنَ الْيَهُودِ فَاقْتُلُوهُ [1] . وَحِينَئِذٍ أَسْلَمَ حُوَيَّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ. وَكَانَ قَدْ أَسْلَمَ قَبْلَهُ أَخُوهُ مُحَيِّصَةُ. فَقَتَلَ مُحَيِّصَةُ بْنُ سُنَيْنَةَ الْيَهُودِيَّ التَّاجِرَ، فَقَامَ [2] مُحَيِّصَةُ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ وَجَعَلَ يَضْرِبُ أَخَاهُ وَيَقُولُ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ قَتَلْتَهُ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِهِ مَنْ لَوْ أَمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ. قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ دِينًا بَلَغَ بِكَ هَذَا لَعَجَبٌ. فَأَسْلَمَ حُوَيِّصَةُ [3] . وَفِي رَمَضَانَ: وُلِدَ السَّيِّدُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [4] . وَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ [5] . وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ: تَزَوَّجَ أَيْضًا بِزَيْنَبَ بِنْتِ خُزَيْمَةَ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِينِ، فَعَاشَتْ عِنْدَهُ شَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً [6] ، وَتُوُفِّيَتْ. وَقِيلَ أَقَامَتْ عِنْدَهُ ثَمَانِيةَ أَشْهُرٍ، والله تعالى أعلم.   [1] تاريخ الطبري 2/ 491. [2] في الأصل: فقال. والتصحيح من السياق. [3] تاريخ الطبري 2/ 491. [4] تاريخ الخليفة 66. [5] تاريخ خليفة 66، تاريخ الطبري 2/ 499. [6] تاريخ خليفة 66. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 غَزْوَةُ أُحُدٍ «وَكَانَتْ فِي شَوَّالٍ» قَالَ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: وَاقَعَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ بَعْدَ بَدْرٍ فِي شَوَّالٍ، يَوْمَ السَّبْتِ لإِحْدَى عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَوَّالٍ. وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ سَبْعَمِائَةٍ، وَالْمُشْرِكُونَ أَلْفَيْنِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لِلنِّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ [1] وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ الْقِتَالُ يَوْمَئِذٍ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ. وَقَالَ بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ من الفتح واجتماع [31 أ] الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ بَقَرًا، وَاللَّهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ النَّفَرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الخير   [1] تاريخ خليفة 67. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا يَوْمَ بَدْرٍ. أَخْرَجَاهُ [1] . وَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزّنّاد، عن أبيه، عن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ. وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا جَاءَهُ الْمُشْرِكُونَ كَانَ رَأْيُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِيمَ بِالْمَدِينَةِ فَيُقَاتِلُهُمْ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ نَاسٌ لَمْ يَكُونُوا شَهِدُوا بَدْرًا: يَخْرُجُ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ نُقَاتِلُهُمْ بِأُحُدٍ، وَرَجَوْا أَنْ يُصِيبُوا مِنَ الْفَضِيلَةِ مَا أَصَابَ أَهْلُ بَدْرٍ. فَمَا زَالُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَبِسَ أَدَاتَهُ، ثُمَّ نَدِمُوا وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقِمْ فَالرَّأْيُ رَأْيُكَ. فَقَالَ لهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَضَعَ أَدَاتَهُ بَعْدَ أَنْ لَبِسَهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَدُوِّهِ. قَالُوا: وَكَانَ مَا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أن يَلْبَسَ الْأَدَاةَ: إِنِّي رَأَيْتَ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ، وَأَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا فَأَوَّلْتُهُ كَبْشَ الْكَتِيبَةِ، وَرَأَيْتُ أَنَّ سَيْفِي ذَا الْفَقَارِ فُلَّ فَأَوَّلْتُهُ فَلًّا فِيكُمْ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، فَبَقَرٌ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَبَقَرٌ وَاللَّهِ خَيْرٌ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ، قَالَ: حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشَّوْطِ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَأُحُدٍ [2] ، انْخَزَلَ عبد الله بن أبيّ بْنُ أُبَيٍّ بِقَرِيبٍ مِنْ ثُلُثِ الْجَيْشِ [3] . وَمَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَهُمْ فِي سَبْعِمِائَةٍ. وَتَعَبَّأَتْ قُرَيْشٌ وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ، وَمَعَهُمْ مِائَتَا فَرَسٍ قَدْ جَنَّبُوهَا، وَجَعَلُوا عَلَى ميمنة الخيل   [1] صحيح البخاري: كتاب المناقب: باب علامات النّبوّة في الإسلام (4/ 247) ، وكتاب التعبير، باب إذا رأى بقرا تنحر (9/ 52) وباب إذا هزّ سيفا في المنام (9/ 53) . وصحيح مسلم (2270) : كتاب الرؤيا، باب رؤيا النبي صلّى الله عليه وسلّم. [2] في الأصل: بالشوط بين الجنانة. وليس بشيء، وأثبتنا رواية ابن هشام وابن كثير. وانظر معجم البلدان والمغانم المطابة في (شوط) . [3] في المغازي لعروة 169 «وَرَجَعَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي ثلاثمائة» وكذلك في تاريخ الطبري 2/ 504. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهَا عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَالْمُشْرِكُونَ ثَلَاثَةُ آلافٍ. فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحُدًا، وَرَجَعَ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي ثَلَاثِمَائَةٍ [1] ، فَسَقَطَ فِي أَيْدِي الطَّائِفَتَيْنِ، وَهَمَّتَا أَنْ تَفْشَلا، وَالطَّائِفَتَانِ: بَنُو سَلَمَةَ وَبَنُو حَارِثَةَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا 3: 122 [2] ، بَنُو سَلَمَةَ وَبَنُو حَارِثَةَ، مَا أَحَبُّ أَنَّهَا لم تنزل لقوله وَالله وَلِيُّهُما 3: 122 [3] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ، رَجَعَ نَاسٌ خَرَجُوا مَعَهُ. فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً تَقُولُ: نُقَاتِلُهُمْ، وَفِرْقَةً تَقُولُ: لَا نُقَاتِلُهُمْ. فنزلت فَما لَكُمْ في الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ 4: 88 [5] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا طَيِّبَةٌ تَنْفِي الْخَبِيثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [6] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: مَا كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ من الطَّيِّبِ 3: 179 [7] ، وقال ميّزهم يوم أحد.   [1] هذه الفقرة في المغازي لعروة 169. [2] ، (3) سورة آل عمران: من الآية 122. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب إذ همّت طائفتان منكم أن تفشلا إلخ (5/ 123) ، وصحيح مسلم (2505) : كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار. [5] سورة النساء: من الآية 88. [6] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة أحد (5/ 122) وكتاب التفسير، سورة النساء، باب فما لكم في المنافقين فئتين (6/ 59) ، وصحيح مسلم (1381) : كتاب الحجّ، باب المدينة تنفي شرارها. [7] سورة آل عمران: من الآية 179. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 [31 ب] وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مِنْ حَدِيثِ أُحُدٍ، كَمَا حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، وَالْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرُهُمْ، كُلٌّ قَدْ حَدَّثَ بَعْضَ الْحَدِيثَ، وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ كُلُّهُ فِيمَا سُقْتُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ يَوْمِ أُحُدٍ، أَنَّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ لَمَّا أُصِيبَ مِنْهُمْ أَصْحَابُ الْقَلِيبِ، وَرَجَعَ فَلُّهُمْ إِلَى مَكَّةَ، وَرَجَعَ أبو سفيان ابن حَرْبٍ بِالْعِيرِ، مَشَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِمَّنْ أُصِيبَ آبَاؤُهُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ وَإِخْوَانُهُمْ [بِبَدْرٍ] [1] ، فَكَلَّمُوا أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ كَانَ لَهُ فِي تِلْكَ الْعِيرِ تِجَارَةٌ، فَقَالُوا: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ وَتَرَكُمْ [2] وَقَتَلَ خِيَارَكُمْ، فَأَعِينُونَا بِهَذَا الْمَالِ عَلَى حَرْبِهِ لَعَلَّنَا نُدْرِكُ مِنْهُ ثَأْرًا بِمَنْ أَصَابَ مِنَّا. فَاجْتَمَعُوا لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُ الْعِيرِ بِأَحَابِيشِهَا [3] وَمَنْ أَطَاعَهَا [4] مِنْ قَبَائِلِ كِنَانَةَ وَأَهْلِ تِهَامَةَ. وَكَانَ أَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ [5] قَدْ مَنَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ذَا عِيَالٍ وَحَاجَةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي فَقِيرٌ ذُو عِيَالٍ وَحَاجَةٍ، فَامْنُنْ عَلَيَّ. فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ: يَا أَبَا عَزَّةَ، إِنَّكَ امْرُؤٌ شَاعِرٌ، فَأَعِنَّا بِلِسَانِكَ فَاخْرُجْ مَعَنَا، فَقَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَنَّ عَلِيَّ فَلَا أُرِيدُ أَنْ أُظَاهِرَ عَلَيْهِ. قَالَ [6] بَلَى، فَأَعِنَّا بِنَفْسِكَ، فَلَكَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ رجعت أن أعينك، وإن أصبت أن   [1] إضافة عن السير والمغازي لابن إسحاق 322. [2] وتركم: أي أصابكم بالوتر وهو الذحل. ووترت الرجل أفزعته وأدركته بمكروه. [3] الأحابيش: الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة. [4] في السير لابن إسحاق 323 «أطاعهم» . [5] هو عمرو بن عبد الله. (سيرة ابن هشام 3/ 148، الطبقات لابن سعد 2/ 43، تاريخ الطبري 2/ 500، البداية والنهاية 4/ 10، عيون الأثر 2/ 3، السيرة الحلبية 2/ 229 وفي السير والمغازي لابن إسحاق «أبو عزيز» . [6] في الأصل «قالوا» والتصحيح من السياق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 أَجْعَلَ بَنَاتِكَ مَعَ بَنَاتِي يُصِيبُهُنَّ مَا أَصَابَهُنَّ مِنْ عُسْرٍ وَيُسْرٍ. فَخَرَجَ أَبُو عَزَّةَ يَسِيرُ في تهامة ويدعو كنانة، ويقول: إِيهًا بَنِي عَبْدِ مَنَاةَ الرُّزَامَ [1] ... أَنْتُمْ حُمَاةٌ وَأَبُوكُمْ حَامْ لَا يَعْدُونِي [2] نَصْرُكُمْ بَعْدَ الْعَامِ ... لَا تُسْلِمُونِي لَا يَحِلُّ إِسْلَامْ [3] وَخَرَجَ مُسَافِعُ بْنُ عَبْدِ مَنَافَ الْجُمَحِيُّ إِلَى بَنِي مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ يَدْعُوهُمْ إِلَى حَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ شِعْرًا. وَدَعَا جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ غُلَامًا لَهُ حَبَشِيًّا يُقَالُ لَهُ وَحْشِيٌّ، يَقْذِفُ بِحَرْبَةٍ لَهُ قَذْفَ الْحَبَشَةِ قَلَّمَا يُخْطِئُ بِهَا، فَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مَعَ النَّاسِ فَإِنْ أَنْتَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ بِعَمِّي طُعَيْمَةَ بْنِ عَدِيٍّ فَأَنْتَ عَتِيقٌ. فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ بِحَدِّهَا وَحَدِيدِهَا وَأَحَابِيشِهَا وَمَنْ تَابَعَهَا، وَخَرَجُوا مَعَهُمْ بِالظَّعْنِ [4] الْتِمَاسَ الْحَفِيظَةِ وَأَنْ لَا يَفِرُّوا. وَخَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ، وَهُوَ قَائِدُ النَّاسِ، بِهِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ، وَخَرَجَ عِكْرِمَةُ بِأُمِّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ [5] ، حَتَّى نَزَلُوا بِعَيْنَيْنِ [6] ، بِجَبَلِ أُحُدٍ بِبَطْنِ السَّبْخَةِ مِنْ قَنَاةٍ عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي مُقَابِلَ الْمَدِينَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُقِيمُوا بِالْمَدِينَةِ وَتَدَعُوهُمْ حيث   [1] في الأصل: الدرام. وأثبتنا رواية ابن هشام وغيره. والرزام: جمع رازم وهو الّذي يثبت في مكانه لا يبرحه. يريد أنّهم يثبتون في الحرب ولا ينهزمون. [2] في سيرة ابن هشام 3/ 148 «تعدوني» . [3] وفي السير والمغازي لابن إسحاق 323: يا بني عبد مناة الرزام ... أنتم بنو الحرب ضرّابو الهام أنتم حماة وأبوكم حام ... لا تعدوني نَصْرُكُمْ بَعْدَ الْعَامِ لَا تُسْلِمُونِي لَا يَحِلُّ إسلام. وانظر مغازي الواقدي 1/ 201 وطبقات الشعراء لابن سلام 213. [4] الظعن: جمع الظعينة، وهو الهودج، أو المرأة تكون فيه، سمّيت به على حدّ تسمية الشيء باسم الشيء لقربه منه. وأكثر ما يقال الظعينة للمرأة الراكبة ثم قيل للهودج بلا امرأة وللمرأة بلا هودج. [5] في السير والمغازي لابن إسحاق 323 زيادة في الأسماء عما هنا. وكذلك في السيرة لابن هشام 3/ 148. [6] عينين، ويقال «عينان» وهو هضبة جبل أحد بالمدينة، ويقال اسم لجبلين عند أحد. ويسمّى يوم أحد يوم عينين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 نَزَلُوا، فَإِنْ أَقَامُوا بِشَرِّ مَقَامٍ، وَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا. وَكَانَ يَكْرَهُ الْخُرُوجَ إِلَيْهِمْ. فَقَالَ رِجَالٌ مِمَّنْ فَاتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اخْرُجْ بِنَا إِلَيْهِمْ لَا يَرَوْنَ أَنَّا جَبُنَّا عَنْهُمْ. فَلَمْ يَزَالُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ، وَذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ فَرِغَ النَّاسُ مِنَ الصَّلَاةِ. فَذَكَرَ خُرُوجَهُ وَانْخِزَالَ ابْنِ أُبَيٍّ بثلث النّاس، فاتّبعهم عبد الله [32 أ] وَالِدُ جَابِرٍ، يَقُولُ: أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ تَخْذِلُوا قَوْمَكُمْ وَنَبِيَّكُمْ. قَالُوا: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكُمْ تُقَاتِلُونَ لَمَا أَسْلَمْنَاكُمْ، وَلَكِنَّا لَا نَرَى أَنَّهُ يَكُونَ قتال. وقالت الأنصار: يا رسول الله، أَلَا نَسْتَعِينُ بِحُلَفَائِنَا مِنْ يَهُودَ؟ قَالَ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِمْ [1] . وَمَضَى حَتَّى نَزَلَ الشِّعْبَ مِنْ أُحُدٍ فِي عُدْوَةِ الْوَادِي إِلَى الْجَبَلِ، فَجَعَلَ ظَهْرَهُ وَعَسْكَرَهُ إِلَى أُحُدٍ، وَقَالَ: لَا يقاتلنّ أحد حتى نأمره بِالْقِتَالِ [2] . وَتَعَبَّأَ لِلْقِتَالِ وَهُوَ فِي سَبْعِمِائَةٍ، وَأَمَّرَ عَلَى الرُّمَاةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا، فَقَالَ: انْضَحُوا عَنَّا الْخَيْلَ بِالنَّبْلِ، لَا يَأْتُونَا مِنْ خَلْفِنَا، إِنْ كَانَتْ لَنَا أَوْ عَلَيْنَا، فَاثْبُتْ مَكَانَكَ لَا تُؤْتَيَنَّ مَنْ قِبَلِكَ وَظَاهِرْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَدَفَعَ اللِّوَاءَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَتَعَبَّأَتْ قُرَيْشٌ وَهُمْ ثَلَاثَةُ آلَافٍ وَمَعَهُمْ مِائَتَا فَرَسٍ قَدْ جَنَّبُوهَا فَجَعَلُوا عَلَى الْمَيْمَنَةِ خَالِدًا، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ عِكْرِمَةَ [3] . وَقَالَ سَلَّامُ بن مسكين، عن قتادة، عن سعيد بن الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَتْ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ مِرْطًا [4] أَسْوَدَ كَانَ لِعَائِشَةَ، وَرَايَةُ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا الْعُقَابُ، وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ عَلِيٌّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ كَانَ عَلَى الرِّجَالِ، وَيُقَالُ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ، وَكَانَ حَمْزَةُ عَلَى الْقَلْبِ، وَاللِّوَاءُ مَعَ مُصْعَبٍ، فَقُتِلَ، فَأَعْطَاهُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم   [1] في الأصل: فيكم. ولعلّ الوجه ما أثبتناه كما ورد في أكثر من مصدر. [2] السير والمغازي 325، تاريخ الطبري 2/ 507. [3] سيرة ابن هشام 3/ 150. [4] المرط: كساء من صوف أو خزّ أو كتّان يؤتزر به، وقيل كل ثوب غير مخيط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 عَلِيًّا: قَالَ: وَيُقَالُ كَانَتْ ثَلَاثَةَ أَلْوِيَةٍ، لِوَاءً إِلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ لِلْمُهَاجِرِينَ، وَلِوَاءً إِلَى عَلِيٍّ، وَلِوَاءً إِلَى الْمُنْذِرِ. وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَخَذَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ يَقُولُ: أَنَا، أَنَا. فَقَالَ مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ فَأَحْجَمَ الْقَوْمُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو دجانة سماك: أنا آخذه بحقّه. قال: فأخذه ففلق به هام الْمُشْرِكِينَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَتَّى قَامَ إِلَيْهِ أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ، أَخُو بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالَ: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: أَنْ تَضْرِبَ بِهِ فِي الْعَدُوِّ حَتَّى يَنْحَنِي. قَالَ: فَأَنَا آخِذُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَكَانَ [أَبُو دُجَانَةَ] [2] رَجُلًا شُجَاعًا يَخْتَالُ عِنْدَ الْحَرْبِ، وَكَانَ إِذَا قَاتَلَ عَلَّمَ بِعِصَابَةٍ لَهُ حَمْرَاءَ فَاعْتَصَبَ بِهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ جَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ. فَبَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال حين رَآهُ يَتَبَخْتَرُ: إِنَّهَا لَمِشْيَةٌ يَبْغَضُهَا اللَّهُ إِلَّا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ [3] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَازِعِ، حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: عَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفًا يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُهُ بِحَقِّهِ؟ فَقُمْتُ فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَقَامَ أَبُو دجانة سماك ابن خَرَشَةَ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا حقّه؟ قال: أن لا تَقْتُلْ بِهِ مُسْلِمًا وَلَا تَفِرَّ بِهِ عَنْ كَافِرٍ. قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ الْقِتَالَ أَعْلَمَ بِعِصَابَةٍ، فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ الْيَوْمَ كَيْفَ يَصْنَعُ. قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَرْتَفِعُ لَهُ شَيْءٌ إلّا هتكه   [1] صحيح مسلم (2470) : كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي دجانة سماك بن خرشة. [2] إضافة عن سيرة ابن هشام 3/ 150. [3] السيرة 3/ 150. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 وَأَفْرَاهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى نِسْوَةٍ فِي سَفْحِ جَبَلٍ مَعَهُنَّ دُفُوفٌ لَهُنَّ، فِيهُنَّ امْرَأَةٌ وَهِيَ تقول: [32 ب] نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقْ ... نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ ... أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ فِرَاقٌ غَيْرُ وامق [1] قال: فأهوى بالسّيف إِلَى امْرَأَةٍ لِيَضْرِبَهَا، ثُمَّ كَفَّ عَنْهَا. فَلَمَّا انْكَشَفَ الْقِتَالُ قُلْتُ لَهُ: كُلُّ عَمَلِكَ رَأَيْتُ مَا خَلا رَفْعَكَ السَّيْفِ عَلَى الْمَرْأَةِ ثُمَّ لَمْ تَضْرِبْهَا. قَالَ أَكْرَمْتُ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْتُلَ بِهِ امْرَأَةً [2] . وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ، مَوْلَى عُمَرَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَعْبَدِ ابن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ رَأَى أَبَا دُجَانَةَ يَتَبَخْتَرُ: إِنَّهَا لَمِشْيَةٌ يَبْغَضُهَا اللَّهُ إِلَّا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ [3] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِ، إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ خَرَجَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَدَعَا إِلَى الْبِرَازِ، فَأَحْجَمَ النَّاسُ عَنْهُ حَتَّى دَعَا ثَلَاثًا، وَهُوَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ الزُّبَيْرُ فَوَثَبَ حَتَّى اسْتَوَى مَعَهُ عَلَى بَعِيرُهُ، ثُمَّ عَانَقَهُ فَاقْتَتَلَا فَوْقَ الْبَعِيرِ جَمِيعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الَّذِي يَلِي حَضِيضَ الْأَرْضِ [4] مَقْتُولٌ. فَوَقَعَ الْمُشْرِكِ وَوَقَعَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ فَذَبَحَهُ. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.   [1] النّمارق: جمع النمرقة وهي الطّنفسة أو الوسادة. والوامق: المحبّ. وراجع القول في: سيرة ابن هشام 3/ 151 والسير والمغازي لابن إسحاق 327، تاريخ الطبري 2/ 510، الطبقات الكبرى 2/ 40، الروض الأنف 3/ 161، نهاية الأرب للنويري 17/ 90، عيون الأثر 2/ 25 وغيره، ففيها اختلاف ونقص. [2] سيرة ابن هشام 3/ 152 الطبري 2/ 511. [3] سيرة ابن هشام 3/ 150، الطبري 2/ 511. [4] حضيض الأرض: قرارها وسافلها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 قَرَّبَ الزُّبَيْرَ فَأَجْلَسَهُ عَلَى فَخْذِهِ وَقَالَ: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا [1] وَالزُّبَيْرُ حَوَارِيَّ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : وَاقْتَتَلَ النَّاسُ حَتَّى حَمِيَتِ الْحَرْبُ، وَقَاتَلَ أَبُو دُجَانَةَ حَتَّى أَمْعَنَ فِي النَّاسِ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَآخَرُونَ. وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرُّمَاةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانُوا خَمْسِينَ، عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ، وَقَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُونَا تَخَطَّفَنَا الطَّيْرُ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، قَالَ: فَهَزَمَهُمْ. فَأَنَا وَاللَّهِ رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ عَلَى الْجَبَلِ قَدْ بَدَتْ خَلَاخِيلُهُنَّ وَسُوقُهُنَّ رَافِعَاتٍ ثِيَابَهُنَّ. فَقَالَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ: الْغَنِيمَةَ، أَيْ قَوْمَ، الْغَنِيمَةَ، ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَهُمْ: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: لَنَأْتِينَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ: فَأَتَوْهُمْ فَصُرِفَتْ وُجُوهُهُمْ فَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ. فَذَلِكَ [الَّذِي] [3] يَدْعُوهُمُ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ. فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا. فَأَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ [4] . فَقَالَ أَبُو سُفْيَانُ: أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ. ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ ثَلَاثًا. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا. فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ أَنْ قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ، وَقَدْ بقي لك ما يسوؤك. فقال:   [1] الحواري: الناصر المبالغ في النّصرة، والوزير والخليل، أو ناصر الأنبياء عليهم السلام خاصّة. [2] سيرة ابن هشام 3/ 151. [3] سقطت من الأصل، واستدركناها من تاريخ ابن كثير (4/ 25) وعبارة البخاري 5/ 120: فذاك إذ يدعوهم.. [4] تاريخ الطبري 2/ 508. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ [1] ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ مُثْلَةً [2] لَمْ أَمُرَّ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي. ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: اعْلُ هُبَلُ، اعْلُ هُبَلُ [3] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا تُجِيبُوهُ؟ قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ. ثُمَّ قَالَ: لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَلا تجيبوه؟ قالوا: [33 أ] مَا نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، فَحَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ غَشِيَهُ الْقَوْمُ: مَنْ رَجُلٍ يَشْرِي مِنَّا نَفْسَهُ؟ فَقَامَ زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ فِي خَمْسَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَبَعْضُ النَّاسِ يَقُولُ: هُوَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السَّكَنِ، فَقَاتَلُوا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلٌ ثُمَّ رَجُلٌ [5] يُقْتَلُونَ دُونَهُ، حَتَّى كَانَ آخِرُهُمْ زِيَادًا أَوْ عُمَارَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ. ثُمَّ فَاءَتْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِئَةٌ فَأَجْهَضُوهُمْ عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدْنُوهُ مِنِّي. فَأَدْنُوهُ مِنْهُ، فَوَسَّدَهُ قَدَمَهُ، فَمَاتَ وَخَدُّهُ عَلَى قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [6] . وَتَرَّسَ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو دُجَانَةَ بِنَفْسِهِ، يَقَعُ النَّبْلُ فِي ظهره، وهو   [1] سجال: أي مساجلة يدال فيها على هؤلاء مرّة، وعلى هؤلاء أخرى. [2] المثلة: التنكيل بالقتلى بقطع أطرافهم والتشويه بهم. [3] هبل من أصنام قريش التي كانت في جوف الكعبة وكان أعظمها عندهم. قال ابن الكلبي: كان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة الإنسان (الأصنام: 28) . [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة أحد (5/ 120) ، وهذا الحديث من أفراد البخاري دون مسلم. [5] في سيرة ابن هشام 3/ 157 «رجلا ثم رجلا» . [6] سيرة ابن هشام 3/ 157. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 مُنْحَنٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِ النَّبْلُ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أَفْرَدَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا رَهَقُوهُ قَالَ: مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَلَهُ الْجَنَّةُ، أَوْ هُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ؟ فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَتَقَدَّمَ آخَرُ حَتَّى قُتِلَ. فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ، فَقَالَ لِصَاحِبَيْهِ: مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي قَاتَلَ فِيهِنَّ غَيْرُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَسَعْدٌ، عَنْ حَدِيثِهِمَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ وَقَى بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي يَوْمَ أُحُدٍ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَبَقِيَ مَعَهُ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَهُوَ يَصْعَدُ فِي الْجَبَلِ، فَلَحِقَهُمُ الْمُشْرِكُونَ. فَقَالَ أَلَا أَحَدٌ لِهَؤُلَاءِ؟ فقال طلحة:   [1] سيرة ابن هشام 3/ 157، السير والمغازي لابن إسحاق 328. [2] صحيح مسلم (1789) : كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد. [3] صحيح البخاري: كتاب فضائل أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب ذكر طلحة بن عبيد الله (5/ 27) ، وكتاب المغازي، باب إذ همّت طائفتان منكم إلخ (5/ 124) وصحيح مسلم (2414) : كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله تعالى عنهما. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب إذ همّت طائفتان منكم إلخ (5/ 125) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: كَمَا أَنْتَ يَا طَلْحَةُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: فَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَاتَلَ عَنْهُ، وَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ، ثُمَّ قُتِلَ الْأَنْصَارِيُّ فَلَحِقُوهُ فَقَالَ: أَلَا أَحَدٌ لِهَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ مِثْلَ قَوْلِهِ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا يَا رَسُولَ الله، فأذن له فقاتل ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم وَأَصْحَابُهُ يَصْعَدُونَ، ثُمَّ قُتِلَ فَلَحِقُوهُ. فَلَمْ يَزَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِهِ وَيَقُولُ طَلْحَةُ: أَنَا فَيَحْبِسُهُ. وَيَسْتَأْذِنُهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَيَأْذَنُ لَهُ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا طَلْحَةُ، فَغَشَوْهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لِهَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. فَقَاتَلَ مِثْلَ قِتَالِ جَمِيعِ مَنْ كان قبله وأصيبت أنامله، فقال: حسّ [1] . [33 ب] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ أَوْ ذَكَرْتَ اسْمَ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ حَتَّى تَلِجَ بِكَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ. ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجُوبُ [2] عَنْهُ بِحِجْفَةٍ مَعَهُ. وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ، كَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً. وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ بِالْجُعْبَةِ فِيهَا النَّبْلُ فَيَنْثُرُهَا لِأَبِي طَلْحَةَ. وَيُشْرِفُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفُ يُصِبْكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا مُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا، تَنْقِلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ. وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ طَلْحَةَ مِنَ النُّعَاسِ إمّا مرّتين أو ثلاثا.   [1] حس: (بفتح الحاء وكسر السين وترك التنوين) كلمة تقال عند الألم. [2] يجوب عنه: يترس عليه. والجوبة الترس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ. وَقَاتَلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ دُونَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى قُتِلَ قَتَلَهُ ابْنُ قَمِّيئَةَ [2] اللَّيْثِيُّ، وَهُوَ يَظُنُّهُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم. فرجع إلى قُرَيْشٍ فَقَالَ: قَتَلْتُ مُحَمَّدًا [3] . وَلَمَّا قُتِلَ مُصْعَبٌ أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللِّوَاءَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَرِجَالًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [4] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: وَاسْتَجْلَبَتْ قُرَيْشٌ مَنْ شَاءُوا مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَسَارَ أَبُو سُفْيَانَ فِي جَمْعِ قُرَيْشٍ. ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ، وَفِيهِ: فَأَصَابُوا وَجْهَهُ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَصَمُوا [5] رَبَاعِيَتَهُ، وَخَرَقُوا شَفَتَهُ. يَزْعُمُونَ أَنَّ الَّذِي رَمَاهُ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. وَعِنْدَهُ الْمَنَامُ، وَفِيهِ: فَأُوِّلَتِ الدِّرْعُ الْحَصِينَةُ الْمَدِينَةَ، فَامْكُثُوا وَاجْعَلُوا الذَّرَارِي فِي الْآطَامِ، فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا فِي الْأَزِقَّةِ قَاتَلْنَاهُمْ وَرَمَوْا مِنْ فَوْقِ الْبُيُوتِ. وَكَانُوا قَدْ سَكُّوا أَزِقَّةَ المدينة بالبنيان حَتَّى كَانَتْ كَالْحِصْنِ. فَأَبَى كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا الْخُرُوجَ، وَعَامَّتُهُمْ لَمْ يَشْهَدُوا بَدْرًا. قَالَ: وَلَيْسَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَرَسٌ. وَكَانَ حَامِلُ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ طَلْحَةُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخُو شَيْبَةَ الْعَبْدَرِيِّ، وَحَامِلُ لِوَاءِ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: أَنَا عَاصِمٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لِمَا مَعِي، فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُثْمَانَ: هَلْ لَكَ في المبارزة؟ قال: نعم فبدره   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب إذ همّت طائفتان منكم إلخ (5/ 125) . [2] في السيرة لابن هشام 3/ 157 «قمئة» . [3] السير والمغازي لابن إسحاق 329. [4] سيرة ابن هشام 3/ 153. [5] فصمت السن: انشقت عرضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 ذَلِكَ الرَّجُلَ فَضَرَبَ بِالسَّيْفِ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ السَّيْفُ فِي لِحْيَتِهِ. فَكَانَ قَتْلُ صَاحِبِ الْمُشْرِكِينَ تَصْدِيقًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فِي قَوْلِهِ] أَرَى [1] أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا. فَلَمَّا صُرِعَ انْتَشَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم وأصحابه، وصاروا كتائب مُتَفَرِّقَةً، فَحَاسُوا [2] الْعَدُوَّ ضَرْبًا حَتَّى أَجْهَضُوهُمْ عَنْ أَثْقَالِهِمْ. وَحَمَلَتْ خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ تَنْضَحُ بِالنَّبْلِ فَتَرْجِعُ مَفْلُولَةً. وَحَمَلَ الْمُسْلِمُونَ فَنَهَكُوهُمْ قَتْلًا، فَلَمَّا أَبْصَرَ الرُّمَاةُ الْخَمْسُونَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَتَحَ، قَالُوا: وَاللَّهِ [ما] نجلس ها هنا لِشَيْءٍ. فَتَرَكُوا مَنَازِلَهُمُ الَّتِي عَهِدَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يَتْرُكُوهَا، [34 أ] وَتَنَازَعُوا وَفَشِلُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ، فَأَوْجَفَتِ الْخَيْلُ فِيهِمْ قَتْلًا، وَكَانَ عَامَّتُهُمْ فِي الْعَسْكَرِ. فَلَمَّا أَبْصَرَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ اجْتَمَعُوا، وَصَرَخَ صَارِخٌ: أُخْرَاكُمْ أُخْرَاكُمْ، قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فَسَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ، وَأَكْرَمَهُمُ اللَّهُ بِالشَّهَادَةِ. وَأُصْعِدَ النَّاسُ فِي الشِّعْبِ لَا يَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ، وَثَبَّتَ اللَّهُ نَبِيَّهُ، وَأَقْبَلَ يَدْعُو أَصْحَابَهُ مُصَعِّدًا فِي الشِّعْبِ، وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى طَرِيقِهِ، وَمَعَهُ عِصَابَةٌ مِنْهُمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالزُّبَيْرُ، وَجَعَلُوا يَسْتُرُونَهُ [حَتَّى] [3] قُتِلُوا إِلَّا سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً. وَيُقَالُ: كَانَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَوَّلَ مَنْ عَرَفَ عَيْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ فُقِدَ، من وراء المغفر. فنادى بصورته الْأَعْلَى: اللَّهُ أَكْبَرُ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ- زَعَمُوا- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اسْكُتْ. وَجُرِحَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ [4] .   [1] في الأصل: رأى. وصحّحت العبارة بما يؤدّي المعنى. [2] حاسوهم ضربا: بالغوا في النكاية فيهم. [3] ليست في الأصل، وزدناها للسياق. [4] سيرة ابن هشام 3/ 158. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 وَكَانَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حِينَ افْتُدِيَ: وَاللِّه إِنَّ عِنْدِي لَفَرَسًا أَعْلِفُهَا كُلَّ يَوْمٍ فَرْقَ ذُرَةٍ، وَلَأَقْتُلَنَّ عَلَيْهَا مُحَمَّدًا. فَبَلَغَ قَوْلُهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَلْ أَنَا أَقْتُلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَأَقْبَلَ أُبَيُّ مُقَنَّعًا فِي الْحَدِيدِ عَلَى فَرَسِهِ تِلْكَ يَقُولُ: لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا مُحَمَّدٌ. فَحَمَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . قَالَ مُوسَى: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: فَاعْتَرَضَ لَهُ رِجَالٌ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَلُّوا طَرِيقَهُ، وَاسْتَقْبَلَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ يَقِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُتِلَ مُصْعَبٌ. وَأَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُرْقُوَةَ أُبَيٍّ مِنْ فُرْجَةٍ بَيْنَ سَابِغَةِ الْبَيْضَةِ وَالدِّرْع، فَطَعَنَهُ فِيهَا بِحَرْبَتِهِ، فَوَقَعَ أُبَيٌّ عَنْ فَرَسِهِ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ طَعْنَتِهِ دَمٌ [2] . قَالَ سَعِيدٌ: فَكُسِرَ ضِلْعٌ مِنْ أَضْلاعِهِ، فَفِي ذَلِكَ نَزَلَتْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ الله رَمى 8: 17 [3] . فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ وَهُوَ يَخُورُ خُوَارَ الثَّوْرِ فَقَالُوا: مَا جَزَعُكَ؟ إِنَّمَا هُوَ خَدْشٌ. فَذَكَرَ لَهُمْ قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَنَا أَقْتُلُ أُبَيًّا. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ كَانَ هَذَا الَّذِي بِي بِأَهْلِ الْمَجَازِ لَمَاتُوا أَجْمَعُونَ. فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ مَكَّةَ [4] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنْظُرُ إِلَى خَدَمِ سُوقِ هِنْدٍ وَصَوَاحِبَاتِهَا مُشَمِّرَاتٍ هَوَارِبَ، مَا دُونَ إِحْدَاهُنَّ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، إِذَا مَالَتِ الرُّمَاةُ إِلَى الْعَسْكَرِ حِينَ كَشَفْنَا الْقَوْمَ عَنْهُ يُرِيدُونَ النَّهْبَ، وَخَلَّوْا ظُهُورَنَا لِلْخَيْلِ، فَأَتَيْنَا مِنْ أَدْبَارِنَا، وَصَرَخَ صَارِخٌ. أَلَا إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، فَانْكَفَأْنَا   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 331. [2] سيرة ابن هشام 3/ 166. [3] سورة الأنفال: من الآية 17. [4] سيرة ابن هشام 3/ 166. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 وَانْكَفَأَ عَلَيْنَا الْقَوْمُ بَعْدَ أَنْ أَصَبْنَا أَصْحَابَ لِوَائِهِمْ، حَتَّى مَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لَمْ يَزَلْ لِوَاؤُهُمْ صَرِيعًا حَتَّى أَخَذَتْهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ الْحَارِثِيَّةُ، فَرَفَعَتْهُ لِقُرَيْشٍ فَلَاذُوا بِهِ. وَقَالَ وَرْقَاءُ، عَنِ ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ 3: 152 أَيْ تَقْتُلُونَهُمْ، حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ 3: 152 يَعْنِي إِقْبَالُ مَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ عَلَى الْغَنِيمَةِ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ في أُخْراكُمْ 3: 153، من بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ 3: 152 [1] يعني النصر. ثم أديل [34 ب] لِلْمُشْرِكِينَ عَلَيْهِمْ بِمَعْصِيَتِهِمُ الرَّسُولَ حَتَّى حَصَبَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى السُّدِّيُّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الدُّنْيَا حَتَّى نَزَلَتْ فِينَا مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ من يُرِيدُ الْآخِرَةَ 3: 152 [2] . وَقَالَ [3] هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ أُحُدٍ هَزِيمَةً بَيِّنَةً، فَصَرَخَ إِبْلِيسُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ، فَرَجَعَتْ أولاهم وَاجْتَلَدُوا هُمْ وَأُخْرَاهُمْ. فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بأبيه اليمان، فقال: أبي، أبي. فو الله مَا انْحَجَزُوا عَنْهُ حَتَّى قَتَلُوهُ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: غفر الله لكم. قال   [1] سورة آل عمران: من الآيتين 152، 153 بتقديم وتأخير في فقرها المستشهد بحسب المعنى. وتمام الآيتين الكريمتين: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ من بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ، مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَالله ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ في أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَالله خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ. 3: 152- 153. [2] سورة آل عمران الآية 152. [3] آخر سقط ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 عروة: فو الله مَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: كَانَ حَمْزَةُ يُقَاتِلُ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَيْفَيْنِ، وَيَقُولُ: أَنَا أَسَدُ اللَّهِ. رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مُرْسَلًا، وَزَادَ: فَعَثُرَ فَصُرِعَ مُسْتَلْقِيًا وَانْكَشَفَتِ الدِّرْعُ عَنْ بَطْنِهِ، فَزَرَقَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ فَبَقَرَهُ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الشَّامِ. فَلَمَّا قَدِمْنَا حِمْصَ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: هَلْ لَكَ فِي وَحْشِيٍّ نَسْأَلَهُ عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَكَانَ وَحْشِيٌّ يَسْكُنُ حِمْصَ، فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقِيلَ لَنَا: هُوَ ذَاكَ فِي ظِلِّ قَصْرِهِ كَأَنَّهُ حَمِيتٌ [2] . فَجِئْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِ يَسِيرًا فَسَلَّمْنَا، فردّ علينا السلام. وكان عبيد الله معتجرا بِعِمَامَتِهِ، مَا يَرَى وَحْشِيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: يَا وَحْشِيُّ، تَعْرِفُنِي؟ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ، إِلَّا أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَدِيَّ بْنَ الْخِيَارِ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قِتَالٍ بِنْتُ أَبِي الْعَيْصِ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا بِمَكَّةَ فَاسْتَرْضَعَتْهُ، فَحَمَلْتُ ذَلِكَ الْغُلَامَ مَعَ أُمِّهِ فَنَاوَلْتُهَا إِيَّاهُ، لَكَأَنِّي نَظَرْتُ إِلَى قَدَمَيْكَ. قَالَ: فَكَشَفَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تُخْبِرُنَا بِقَتْلِ حَمْزَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِنَّ حَمْزَةَ قَتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ بِبَدْرٍ. فَقَالَ لِي مَوْلاي جُبَيْرُ بْنُ مطعم: إن قتلت   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب إذ همّت طائفتان منكم إلخ (5/ 125) . [2] الحميت: الزّقّ (عن هامش ع) . قال الزبيدي في التاج 4/ 497: الحميت: الزّقّ الصغير، أو الزّق المشعر الّذي يجعل فيه السمن والعسل والزيت.. وفي حديث وحشيّ: «كأنّه حميت» أي زقّ. وفي حديث هند لما أخبرها أبو سفيان بدخول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مكة، قالت: «اقتلوا الحميت الأسود» تعنيه استعظاما لقوله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 حَمْزَةَ بِعَمِّي فَأَنْتَ حُرٌّ. فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ عَنْ [1] عَيْنَيْنِ- وَعَيْنَيْنُ [2] جَبَلٌ تَحْتَ أُحُدٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُحُدٍ وَادٍ- خَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَى الْقِتَالِ. فَلَمَّا أَنِ اصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ خَرَجَ سِبَاعٌ: فَقَالَ: هَلْ مِنْ مُبَارِزٍ؟ فَخَرَجَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ، فَقَالَ: يَا سِبَاعُ يَا بْنَ مُقَطِّعَةِ الْبُظُورِ [3] ، تُحَادُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ، فَكَانَ كَأَمْسِ الذَّاهِبِ. قَالَ فَكَمَنْتُ لِحَمْزَةَ تَحْتَ صَخْرَةٍ حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ، فَرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي فَأَضَعُهَا فِي ثُنَّتِهِ [4] حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ وَرِكِهِ، فَكَانَ ذَاكَ الْعَهْدُ بِهِ. فَلَمَّا رَجَعَ النَّاسُ رَجَعْتُ مَعَهُمْ، فَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ حَتَّى فَشَا فِيهَا الْإِسْلَامُ، ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى الطَّائِفِ. قَالَ: وَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُسُلًا، وَقِيلَ إِنَّهُ لَا تَهِيجُ الرُّسُلُ، فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ. فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: أَنْتَ وَحْشِيٌّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: الّذي قتل حمزة؟ [35 أ] قُلْتُ: نَعَمْ، قَدْ كَانَ الْأَمْرُ الَّذِي بَلَغَكَ. قَالَ: مَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ عَنِّي وَجْهَكَ؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ مُسَيْلَمَةُ، قُلْتُ: لَأَخْرُجَنَّ إِلَيْهِ لَعَلِّي أَقْتُلُهُ فَأُكَافِئُ بِهِ حَمْزَةَ. فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي ثُلْمَةِ جِدَارٍ كَأَنَّهُ جَمَلٌ أَوْرَقُ ثَائِرٌ رَأْسُهُ. قَالَ: فَأَرْمِيهِ بِحَرْبَتِي فَأَضَعَهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ بَيْنِ كَتِفَيْهِ، وَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى هَامَتِهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: فَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَتْ جَارِيَةٌ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ: وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَتَلَهُ الْعَبْدُ الأسود [5] .   [1] كذا بالأصل، ورواية البخاري «عام عينين» . [2] في الأصل: وعينون. والمثبت عن البخاري. [3] البظور: بضم الباء، مفردها بظر، ما بين استي المرأة. (تاج العروس 10/ 216) . [4] الثنة: وسط الإنسان (عن الهامش) وهي ما بين السّرّة إلى العانة. وفي تاريخ الطبري: 2/ 517: «فوقعت في لبّته حتى خرجت من بين رجليه» . وفي تاريخ الخميس 1/ 479 «فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه» . وانظر: السير والمغازي لابن إسحاق 329. [5] تاريخ الخميس 1/ 480. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْهَزِيمَةِ وَقَوْلُ النَّاسِ: قَتَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ. قَالَ: عَرَفْتُ عَيْنَيْهِ تُزْهِرَانِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ، فَنَادَيْتُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ. أَبشِروا، هَذَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَشَارَ إِلَيِّ أَنْ أَنْصِتْ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ. فَلَمَّا أَسْنَدَ فِي الشِّعْبِ [3] أَدْرَكَهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ وَهُوَ يَقْولُ: يَا مُحَمَّدُ [4] ، لَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَوْتَ. الْحَدِيثَ. وَقَالَ هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، سَمِعَ سَعْدًا يَقُولُ: نَثَلَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالَ: ارْمِ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ ابْنِ إِسْحَاقَ [6] : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عن الزُّبَيْرِ قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ يَوْمَئِذٍ، فلم يستطيع أن ينهض إليها، يعني إلى صخرة في الْجَبَلِ، فَجَلَسَ تَحْتَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى استوى عليها [7] . فقال رسول   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب قتل حمزة رضي الله عنه (5/ 128) . [2] سيرة ابن هشام 3/ 158 و 166، الأغاني 15/ 195، 196. [3] أسند فيه: أي رقى فيه. [4] في السيرة: «أي محمد» 3/ 166 وفي تاريخ الطبري 2/ 518 «أين محمد» وكذلك في السير والمغازي لابن إسحاق 331. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب إذ همّت طائفتان منكم إلخ (5/ 124) . والنظر السير والمغازي لابن إسحاق 328. [6] سيرة ابن هشام 3/ 167، 168. [7] السير والمغازي لابن إسحاق 332. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْجَبَ طَلْحَةُ [1] . وَقَالَ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: غَابَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ، عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَئِنِ اللَّهَ أَشْهَدَنِي قِتَالًا لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ؟ يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ، وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ. ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ فَلَقِيَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَيْ سَعْدُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ، وَاهًا لِرِيحِ الْجَنَّةِ! قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ. قَالَ أَنَسٌ: وَجَدْنَاهُ بَيْنَ الْقَتْلَى، بِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جِرَاحَةً مِنْ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ وَطَعْنَةٍ بِرُمْحٍ وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ، قَدْ مَثَّلُوا بِهِ فَمَا عَرَفْنَاهُ، حَتَّى عَرَفَتْهُ أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ [2] . قَالَ أَنَسٌ: فَكُنَّا نَقُولُ: أُنْزِلَ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ 33: 23 [3] ، أَنَّهَا فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] ، لَكِنَّ مسلم مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُقْيَشٍ كَانَ لَهُ رَبًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَكَرِهَ أَنْ يُسْلِمَ حَتَّى يَأْخُذَهُ. فَجَاءَ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: أَيْنَ بَنُو عَمِّي؟ قَالُوا: بِأُحُدٍ. فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ وَرَكِبَ فَرَسَهُ ثُمَّ تَوَجَّهَ قِبَلَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُ الْمُسْلِمُونَ قَالُوا: إِلَيْكَ عَنَّا. قَالَ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ. فَقَاتَلَ حَتَّى جُرِحَ، فَحُمِلَ جَرِيحًا، فَجَاءَهُ سَعْدُ بن معاذ فقال لأخته: سليه، حميّة   [1] كذا رواه الترمذي وأورده في الرياض النضرة بتغيير يسير عن عبد الله بن الزبير عن أبيه. وأخرجه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. (انظر تاريخ الخميس 1/ 492) . [2] تاريخ الطبري 2/ 517، 518 السير والمغازي لابن إسحاق 330، النهاية لابن الأثير 1/ 157. [3] سورة الأحزاب: من الآية 23. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة أحد (5/ 122) وصحيح مسلم: كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد (6/ 45) . وانظر المنتقى، وتاريخ الخميس 1/ 489. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 لِقَوْمِكَ أَوْ غَضَبًا للَّه؟ قَالَ: بَلْ غَضَبًا [35 ب] للَّه وَرَسُولِهِ. فَمَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَا صَلَّى صَلَاةً. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [1] . وَقَالَ حَيَّوَيْهِ بْنُ شُرَيْحٍ الْمِصْرِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ [2] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أُقْتَلَ، أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ؟ وَكَانَ أَعْرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ. فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمْ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كَأَنِّي أَرَاكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ. وَأَمَرَ بِهِمَا وَبِمَوْلَاهِمَا فَجُعِلَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ: اللَّهمّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ أَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا فَيَقْتُلُونِي ثُمَّ يَبْقُرُوا بَطْنِي وَيَجْدَعُوا أَنْفِي وَأُذُنِي، ثُمَّ تَسْأَلُنِي بِمَ ذَاكَ، فَأَقُولُ: فِيكَ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَبَرَّ اللَّهُ آخِرَ قَسَمَهُ كَمَا أَبَرَّ أَوَّلَهُ [4] . وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي «الْمُوَفَّقِيَّاتِ» [5] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، أَنَّ سَيْفَهُ انْقَطَعَ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرْجُونًا فَصَارَ فِي يَدِهِ سَيْفًا. فَكَانَ يُسمَّى الْعُرْجُونُ، وَلَمْ يَزَلْ يُتَنَاوَلُ [6] حَتَّى بِيعَ مِنْ بُغَا التُّرْكِيِّ بِمِائَتَيْ دينار [7] .   [1] سنن أبي داود: كتاب الجهاد، باب فيمن يسلم ويقتل مكانه في سبيل الله تعالى (2/ 19) . [2] انظر عنه: المحبّر 304. [3] الإصابة 2/ 530. [4] الاستيعاب: 2/ 274 وصفة الصفوة 1/ 385، 386. [5] الأخبار الموفقيات، 390، 391 و 623. [6] كذا في الأصل، ع والموفقيات المطبوع، وعبارة ابن الملا «يتداول» . ولعلها الوجه. [7] الأخبار الموفقيات: ص 390، 623. وانظر الخبر أيضا في الاستيعاب لابن عبد البر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ السَّابِقِينَ، أَسْلَمَ قَبْلَ دَارِ الْأَرْقَمِ، وَهَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ هُوَ وَإِخْوَتُهُ وَشَهِدَ بَدْرًا. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَحْشِيِّ: ثَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَدْ ذَهَبَ سَيْفُهُ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَسِيبًا مَنْ نَخْلٍ، فَرَجَعَ فِي يَدِ عَبْدِ اللَّهِ سَيْفًا. مُرْسَلٌ. عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ لِطَلَبِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَقَالَ لِي: إِنْ رأيته فأقرئه مِنِّي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: يَقْولُ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَجَعَلْتُ أَطُوفُ بَيْنَ الْقَتْلَى، فَأَصَبْتُهُ وَهُوَ فِي آخِرِ رَمَقٍ وَبِهِ سَبْعُونَ ضَرْبَةً، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ: خَبِّرْنِي كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: عَلَى رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ وَعَلَيْكَ، قُلْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَقُلْ لِقَوْمِيَ الْأَنْصَارِ: لَا عُذْرَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنْ خَلُصَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُفْرٌ يَطْرِفُ [1] . قَالَ: وَفَاضَتْ نَفْسُهُ [2] . أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ، ثُمَّ سَاقَهُ فِيمَا بَعْدُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ [3] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَازِنِيِّ، مُنْقَطِعًا، فَهُوَ شَاهِدٌ لِمَا رَوَاهُ خَارِجَةُ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: ثُمَّ انْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى أَثْقَالِهِمْ، لَا يَدْرِي الْمُسْلِمُونَ مَا يُرِيدُونَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رأيتموهم ركبوا وجعلوا الأثقال [4]   [2] / 272، 273 والإصابة لابن حجر 2/ 286، 287. [1] الشفر: شفر العين، وهو أصل منبت الشعر في الجفن. (تاج العروس 12/ 207) . [2] انظر الموطأ للإمام مالك كتاب الجهاد 310 رقم 1004، صفة الصفوة 1/ 480، 481، تاريخ الخميس 1/ 495، الأغاني 15/ 200، 201، السير والمغازي 334، 335. [3] سيرة ابن هشام 3/ 171. [4] الأثقال: جمع الثقل، محركة، وهو متاع المسافر وحشمه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 تَتْبَعُ آثَارَ الْخَيْلِ، فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَدْنُوا مِنَ الْبُيُوتِ وَالْآطَامِ الَّتِي فِيهَا الذَّرَارِي، وَأُقْسِمُ باللَّه لَئِنْ فَعَلُوا لَأُوَاقِعَنَّهُمْ فِي جَوْفِهَا، وَإِنْ كَانُوا رَكِبُوا الْأَثْقَالَ وَجَنَّبُوا الْخَيْلَ فَهُمْ يُرِيدُونَ الْفِرَارَ [1] . فَلَمَّا أَدْبَرُوا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ فِي آثَارِهِمْ. فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: رَأَيْتُهُمْ سَائِرِينَ عَلَى أَثْقَالِهِمْ وَالْخَيْلُ مَجْنُوبَةٌ. قَالَ: فَطَابَتْ أَنْفُسُ القوم، وانتشروا [36 أ] يَبْتَغُونَ قَتْلَاهُمْ. فَلَمْ يَجِدُوا قَتِيلًا إِلَّا مَثَّلُوا بِهِ، إِلَّا حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي عَامِرٍ [2] ، وَكَانَ أَبُوهُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَتُرِكَ [3] لِأَجَلِهِ. وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَاهُ وَقَفَ عَلَيْهِ قَتِيلًا فَدَفَعَ صَدْرَهُ برِجْلِهِ ثُمَّ قَالَ: ذَنْبَانِ أَصَبْتَهُمَا، قَدْ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ فِي مَصْرَعِكَ هَذَا يَا دُبَيْسُ [4] ، وَلَعَمْرِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَوَاصِلًا لِلرَّحِم بَرًّا بِالْوَالِدِ. وَوَجَدُوا حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ وَحُمِلَتْ كَبِدُهُ، احْتَمَلَهَا وَحْشِيٌّ وَقَدْ قَتَلَهُ، فَذَهَبَ بكَبِدِه إِلَى هِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فِي نَذْرٍ نَذَرَتْهُ حِينَ قُتِلَ أَبَاهَا يَوْمَ بَدْرٍ. فَدُفِنَ فِي نَمِرَةٍ [5] كَانَتْ عَلَيْهِ، إِذَا رُفِعَتْ إِلَى رَأْسِهِ بَدَتْ قَدَمَاهُ، فَغَطُّوا قَدَمَيْهِ بِشَيْءٍ مِنَ الشَّجَرِ [6] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ   [1] المغازي لعروة 334، سيرة ابن هشام 3/ 170، 171، تاريخ الطبري 2/ 527، الأغاني 15/ 201. [2] هو المعروف بغسيل الملائكة، انظر عنه: تاريخ خليفة 1/ 34، الجرح والتعديل 3/ 239، المستدرك على الصحيحين 3/ 204، حلية الأولياء 1/ 357، الطبري 2/ 521، 522، الاستيعاب 1/ 380، المعارف 343، طبقات الصوفية 403، أنساب الأشراف 1/ 320، 321 و 329، 330، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 170، صفة الصفوة 1/ 248، الوافي بالوفيات 13/ 207، الإصابة 1/ 360، تعجيل المنفعة 108. [3] في الأصل: فنزل. والتصحيح من ع. [4] يراد بالدبيس: عسل التمر، وهو نداء حلو من الأب المشرك لابنه المسلم الشهيد. (انظر نسخة شعيرة 203 حاشية 1) . [5] النمرة: كل شملة مخطّطة من مآزر الأعراب. (تاج العروس 14/ 294) . [6] سيرة ابن هشام 3/ 172. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 يُكْلَمُ فِي اللَّهِ إِلَّا وَهُوَ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يُدْمِي، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ وَرِيحُهُ ريح المسك [1] . وقال: إنّ المشركين لَنْ يُصِيبُوا مِنَّا مِثْلَهَا. وَقَدْ كَانَ أَبُو سُفْيَانَ نَادَاهُمْ حِينَ ارْتَحَلَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْمَوْسِمُ، مَوْسِمُ بَدْرٍ. وَهِيَ سُوقٌ كَانَتْ تَقُومُ بِبَدْرٍ كُلَّ عَامٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُولُوا لَهُ: نَعَمْ [2] . قَالَ: وَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا النَّوْحُ فِي الدُّورِ. قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: نِسَاءُ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ قَتْلَاهُمْ. وَأَقَبْلَتِ امْرأَةٌ تَحْمِلُ ابْنَهَا وَزَوْجَهَا عَلَى بَعِيرٍ، قَدْ رَبَطَتْهُمَا بِحَبْلٍ ثُمَّ رَكِبَتْ بَيْنَهُمَا وَحُمِلَ، قِيلَ [3] : فَدُفِنُوا فِي مَقَابِرِ الْمَدِينَةِ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: وَارُوهُمْ حَيْثُ أُصِيبُوا [4] . وَقَالَ لَمَّا سَمِعَ الْبُكَاءَ: لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ. وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، فَسَمِعَ ذَلِكَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَابْنُ رَوَاحَةَ وَغَيْرُهُمَا، فَجَمَعُوا كُلَّ نَائِحَةٍ وَبَاكِيَةٍ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَا تَبْكِينَ قَتْلَى الْأَنْصَارِ حَتَّى تَبْكِينَ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ. فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ، قَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: فَأُخْبِرَ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ خَيْرًا، وَقَالَ: مَا هَذَا أَرَدْتُ وَمَا أُحِبُّ الْبُكَاءَ، وَنَهَى عَنْهُ [5] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ [6] الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: انْتَهَى أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ إِلَى عُمَرَ، وَطَلْحَةَ، وَرِجَالٍ قَدْ أَلْقَوْا بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ: مَا يُجْلِسُكُمْ؟ فَقَالُوا: قُتِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَمَا تَصْنَعُونَ بِالْحَيَاةِ بَعْدَهُ؟ فَقُومُوا فَمُوتُوا عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، ثم   [1] المستدرك على الصحيحين 2/ 120. [2] انظر السيرة 3/ 170. [3] كذا في الأصل، ع. [4] انظر مثله في سيرة ابن هشام 3/ 172. [5] سيرة ابن هشام 3/ 172، 173، والمغازي لعروة 171. [6] في طبعة القدسي 168 وطبعة شعيرة 204 «نافع» والتصحيح من الجرح والتعديل 7/ 113 رقم 652 وسيرة ابن هشام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 اسْتَقْبَلَ الْقَوْمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [1] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَدْ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَلَمَّا اسْتَعْلَاهُ حَنْظَلَةُ رَآهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ. فَضَرَبَ حنظلة بالسيف فقتله [2] . وحدّثني عاصم بن عمرو بن قَتَادَةَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ لَتَغْسِلُهُ الْمَلَائِكَةُ، يَعْنِي حَنْظَلَةَ، فَسَأَلُوا [3] أَهْلَهُ مَا شَأْنُهُ؟ فَسُئِلَتْ صَاحِبَتُهُ قَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ حِينَ سَمِعَ الْهَيْعَةَ [4] . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِذَلِكَ غَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ. وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَخَلُصَ الْعَدُوُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدُثَّ [5] بِالْحِجَارَةِ حَتَّى وَقَعَ لشقّه فأصيبت رباعيّته، وشجّ [36 ب] فِي وَجْهِهِ، وَكُلِمَتْ شَفَتُهُ. وَكَانَ الَّذِي أَصَابَهُ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ. فَحَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ وَهُوَ يَمْسَحُهُ وَيَقُولُ. كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَّبُوا وَجْهَ نَبِيَّهُمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ؟ فَنَزَلَتْ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ 3: 128 [6] . وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن سهل بن سعد، قال:   [1] سيرة ابن هشام 3/ 157، 158. [2] سيرة ابن هشام 3/ 154، تاريخ الطبري 2/ 522. [3] هكذا في الأصل، وفي سيرة ابن هشام 3/ 154، وفي تاريخ الطبري 2/ 522 «فسلوا» ، وكذلك في المختصر لابن الملا. [4] الهيعة: الصوت الّذي تفزع منه وتخافه من العدو. [5] الدّثّ: الرمي المقارب المؤلم. (تاج العروس 5/ 247) . [6] سورة آل عمران: الآية 128. والخبر في السيرة ابن هشام 3/ 156 والطبقات لابن سعد 2/ 44، 45. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 جُرِحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِّمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغْسِلُ الدَّمَ، وَعَلِيٌّ يَسْكُبُ الْمَاءَ عَلَيْهِ بِالْمِجَنِّ. فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ أَحْرَقَتْهُ، حَتَّى إِذَا صَارَ رَمَادًا أَلْصَقَتْهُ بِالْجُرْحِ، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ. أَخْرَجَاهُ [1] ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ أُصِيبَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَهُشِّمَتْ بَيْضَتُهُ. وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا بِرَسُولِ اللَّهِ، وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ، اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] ، وَلِلْبُخَارِيِّ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. لَكِنْ فِيهِ: دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ، بَدَلَ ذِكْرِ رَبَاعِيَتِهِ [4] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذُكِرَ يَوْمُ أُحُدٍ بَكَى ثُمَّ قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ كَانَ كُلُّهُ يَوْمَ طَلْحَةَ. ثم أنشأ يحدّث قال:   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب حدّثنا قتيبة بن سعيد (5/ 130) ، وصحيح مسلم (1790) : كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد، ورواه ابن سعد في طبقاته 2/ 48. [2] صحيح مسلم: الموضع السابق. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب ما أصاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الجراح يوم أحد (5/ 129) ، وصحيح مسلم (1793) ، كتاب الجهاد والسير، باب اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب ما أصاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم من الجراح يوم أحد (5/ 129) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ [1] يَوْمَ أُحُدٍ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَهُ. وَأَرَاهُ قَالَ: يَحْمِيهِ، فَقُلْتُ: كُنْ طَلْحَةَ، حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي، قُلْتُ: يكون رجلا من قومي أحبّ إليّ. وبيني وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ [2] رَجُلًا لَا أَعْرِفُهُ، وَأَنَا أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَهُوَ يَخْطِفُ الْمَشْيَ خَطْفًا لَا أَخْطِفُهُ. فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ. فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، وَقَدْ دَخَلَ فِي وَجْهِهِ حَلَقَتَانِ مِنْ حَلْقِ الْمِغْفَرِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمَا صَاحِبُكُمَا، يُرِيدُ طَلْحَةَ وَقَدْ نَزَفَ. فَلَمْ نَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِهِ، وَذَهَبْتُ لِأَنْزِعَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهِهِ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَا تَرَكْتَنِي. فَتَرَكْتُهُ. فَكَرِهَ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ فَيُؤْذِي النَّبِيَّ، فَأَزَمَّ عَلَيْهِمَا بِفِيهِ، فَاسْتَخْرَجَ إِحْدَى الْحَلَقَتَيْنِ. وَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الْحَلَقَةِ. وَذَهَبْتُ لِأَصْنَعَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَا تَرَكْتَنِي. فَفَعَلَ ما فعل فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ الْأُخْرَى مَعَ الْحَلَقَةِ. فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ هَتْمًا، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَتَيْنَا طَلْحَةَ فِي بَعْضِ تلك الجفار [3] [37 أ] ، فَإِذَا بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ، مِنْ بَيْنِ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ وَضَرْبَةٍ، وَإِذَا قَدْ قُطِعَتْ إِصْبَعُهُ. فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِهِ. وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ عَنِ ابن أبي سبرة، عَنْ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يَقُولُ: شَهِدْتُ أُحُدًا، فَنَظَرْتُ إِلَى النَّبْلِ يَأْتِي مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَطَهَا، كُلُّ ذَلِكَ يُصْرَفُ عَنْهُ. وَلَقَدْ رَأَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شهاب   [1] فاء: رجع، وفاء إلى الأمر يفيء. (تاج العروس 1/ 355) وفي نسخة شعيرة 205 «ناء» وهو تصحيف لا معنى له هنا. [2] في الأصل، ع: (المشرق) . وأثبتنا عبارة ابن الملا، ولعلّها الوجه. [3] الجفار: جمع جفر، البئر الواسعة التي لم تطو. أو هي التي طوي بعضها ولم يطو بعض (تاج العروس 10/ 448) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 الزُّهْرِيُّ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلَا نَجَوْتُ إِنْ نَجَا. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنْبِهِ مَا مَعَهُ أَحَدٌ، [ثُمَّ] [1] تَجَاوَزَهُ فَعَاتَبَهُ فِي ذَلِكَ صَفْوَانُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ، أَحْلِفُ باللَّه أَنَّهُ مِنَّا مَمْنُوعٌ، خَرَجْنَا أَرْبَعَةٌ فَتَعَاهَدْنَا وَتَعَاقَدْنَا عَلَى قَتْلِهِ، فَلَمْ نَخْلُصُ إِلَى ذَلِكَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: الثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ الَّذِي رَمَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْنَتَيْهِ: ابْنُ قَمِئَةَ، وَالَّذِي رَمَى شَفَتَيْهِ وَأَصَابَ رَبَاعِيَتَهُ: عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا حَرَصْتُ عَلَى قَتْلِ أَحَدٍ قَطُّ مَا حَرَصْتُ عَلَى قَتْلِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ لَسَيِّءَ الْخُلُقِ مُبْغَضًا فِي قَوْمِهِ، وَلَقَدْ كَفَانِي مِنْهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَعَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ [4] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَى عُتْبَةَ حِينَ كَسَرَ رَبَاعِيَتَهُ: اللَّهمّ لَا تُحِلْ عَلَيْهِ [5] الْحَوْلَ حَتَّى يَمُوتَ كَافِرًا. فَمَا حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ حَتَّى مَاتَ كَافِرًا إِلَى النَّارِ. مُرْسَلٌ. ابْنُ وَهْبٍ: أَنْبَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ السَّائِبِ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ وَالِدَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ [6] لَمَّا جُرِحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، مَصَّ جُرْحَهُ حَتَّى أَنْقَاهُ وَلَاحَ [7] أَبْيَضَ، فَقِيلَ لَهُ: مُجَّهُ. فَقَالَ: لَا والله لا أمجّه أبدا. ثم   [1] زيادة من ع. [2] سيرة ابن هشام 3/ 156، تاريخ الطبري 2/ 515. [3] سيرة ابن هشام 3/ 167، تاريخ الطبري 2/ 519. [4] مقسم: بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين المهملة، وهو ابن بجرة. (الإصابة 3/ 455 رقم 8185، تهذيب التهذيب 10/ 288، 289، رقم 507) . [5] في الأصل: عنه، والتصحيح من ع. [6] هو مالك بن سنان. انظر: سيرة ابن هشام 3/ 156 والإصابة 3/ 345، 346. [7] في الأصل: ولا أبيض. والتحرير من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 أَدْبَرَ فَقَاتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» . فَاسْتُشْهِدَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ [1] : إِذَا اللَّهُ جَازَى مَعْشَرًا بِفِعَالِهِمْ ... وَنَصَرَهُمُ الرَّحْمَنُ رَبُّ الْمَشَارِقِ فَأَخْزَاكَ رَبِّي يَا عُتَيْبُ بْنَ مَالِكٍ ... وَلَقَّاكَ قَبْلَ الْمَوْتِ إِحْدَى الصَّوَاعِقِ بَسَطْتَ يَمِينًا لِلنَّبِيِّ تَعَمُّدًا ... فَأَدْمَيْتَ فَاهُ، قُطِّعْتَ بِالْبَوَارِقِ فَهَلَّا ذَكَرْتَ اللَّهَ وَالْمَنْزِلَ الَّذِي ... تَصِيرُ إِلَيْهِ عِنْدَ إِحْدَى الْبَوَائِقِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ عُتْبَةَ كَسَرَ رَبَاعِيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى السُّفْلَى، وَجَرَحَ شَفَتَهُ السُّفْلَى. وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شِهَابٍ شَجَّهُ فِي جَبْهَتِهِ. وَأَنَّ ابْنَ قَمِئَةَ جَرَحَ وَجْنَتَهُ، فَدَخَلَتْ حَلَقَتَانِ مِنْ حَلْقِ الْمِغْفَرِ فِي وَجْنَتِهِ، وَوَقَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُفْرَةٍ مِنَ الْحُفَرِ الَّتِي عَمِلَ أَبُو عَامِرٍ لِيَقَعَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ، فَأَخَذَ عَلِيٌّ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَفَعَهُ طلحة [37 ب] حَتَّى اسْتَوَى قَائِمًا. وَمَصَّ مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ، أبو أبي سَعِيدٍ [الْخُدْرِيُّ] [3] ، الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ ازْدَرَدَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ مَسَّ دَمُهُ دَمِي لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ. مُنْقَطِعٌ. قَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى عَنْ قَوْسِهِ حَتَّى انْدَقَّتْ سِيَتُهَا [5] ، فَأَخَذَهَا قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَكَانَتْ عِنْدَهُ. وَأُصِيبَتْ يَوْمَئِذٍ عَيْنُ قَتَادَةَ، حَتَّى وَقَعَتْ على وجنته. فحدّثني   [1] ديوانه، ص 291 باختلاف في بعض الألفاظ. وهي في سيرة ابن هشام 3/ 157. [2] سيرة ابن هشام 3/ 156 [3] زيادة من ع والسيرة. [4] سيرة ابن هشام 3/ 157. [5] في هامش ع: «اندقّت سيتها هو ما عطف من طرفيها» وسية القوس: طرفه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهَا بِيَدِهِ، وَكَانَتْ أَحْسَنَ عينيه وأحدّهما [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ أُمِّهَا، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: فَرُبَّمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يَوْمَ أُحُدٍ يَرْمِي عَنْ [2] قَوْسِهِ، وَيَرْمِي بِالْحَجَرِ، حَتَّى تَحَاجَزُوا، وَثَبَتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا هُوَ فِي عِصَابَةٍ صَبَرُوا مَعَهُ. هَذَانِ الْحَدِيثَانِ ضَعِيفَانِ، فِيهِمَا أَنَّهُ رَمَى بِالْقَوْسِ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ [3] نَزِيلُ وَاسِطَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، وَكَانَ أَخَا أَبِي سَعِيدٍ لِأُمِّهِ، أَنَّ عَيْنَهُ ذَهَبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّهَا، فَاسْتَقَامَتْ. وَقَالَ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ [4] ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْطَعُوهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَا. فَدَعَا بِهِ فَغَمَزَ حَدَقَتَهُ بِرَاحَتِهِ. فَكَانَ لَا يَدْرِي أَيَّ عَيْنَيْهِ أصيبت.   [1] في الأصل، ع: وأحدّها. والتحرير من ابن الملا والسيرة، وتاريخ الطبري 2/ 516. [2] في الأصل: على، والتصحيح من اللغة. [3] هو: سليمان بْن أحمد بْن محمد بْن سليمان بْن حبيب أبو محمد الجرشي الدمشقيّ الناظر. قال أبو حاتم الرازيّ: كتبت عنه قديما وكان حلوا وتغيّر بأخرة. (الجرح والتعديل 4/ 101، تاريخ بغداد 9/ 49، الأنساب 128 أ، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 387، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 244) . [4] لحمّاني: بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم. وهو يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن. (اللباب 1/ 386) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 كَذَا قَالَ ابْنُ الْغَسِيلِ: يَوْمُ بَدْرٍ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: إِنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، وَاسْمُهُ حُسَيْلُ بْنُ جُبَيْرٍ حَلِيفُ الْأَنْصَارِ، أَصَابَهُ الْمُسْلِمُونَ، زَعَمُوا، فِي الْمَعْرَكَةِ لَا يَدْرُونَ مَنْ أَصَابَهُ. فَتَصَدَّقَ حُذَيْفَةُ بِدَمِهِ عَلَى مَنْ أَصَابَهُ. قَالَ مُوسَى: وَجَمِيعُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تِسْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا. وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ سِتَّةَ عَشَرَ رَجُلًا. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: حَمَلَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ قَتْلَهُ، فَاسْتَقْبَلَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَقَتَلَ مُصْعَبًا. وَأَبْصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْقُوَةَ أُبَيٍّ فَطَعَنَهُ بِحَرْبَتِهِ فَوَقَعَ عَنْ فَرَسِهِ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا دَمٌ فَأَتَاهُ أَصْحَابِهِ فَاحْتَمَلُوهُ وَهُوَ يَخُورُ. وَرَوَى نَحْوَهُ الزُّهْرِيُّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ. وَذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: مَاتَ أَبِي بِبَطْنِ رَابِغٍ [1] ، فَإِنِّي لَأَسِيرُ بِبَطْنِ رَابِغٍ بَعْدَ هَوِيٍّ [2] مِنَ اللَّيْلِ إِذَا نَارٌ تَأَجَّجُ لِي فَهِبْتُهَا، فَإِذَا رَجُلٌ يخرج منها في سلسلة يجتذبها [38 أ] يَصِيحُ: الْعَطَشَ. وَرَجُلٌ يَقُولُ: لَا تَسْقِهِ، فَإِنَّ هَذَا قَتِيلُ [3] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن عُتْبَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا نُصِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْطِنٍ كَمَا نصر يوم   [1] رابغ: واد بين الجحفة وودّان، وقيل بين الأبواء والجحفة. (معجم البلدان 3/ 11) . [2] الهويّ من الليل: ساعة ممتدّة منه أو هزيع منه. [3] في الأصل: قتل. والتصحيح من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 أحد. فأنكرنا ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ 3: 152 وَالْحَسُّ: الْقَتْلُ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَراكُمْ مَا تُحِبُّونَ 3: 152 [1] الْآيَةَ. وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ. وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ. وَقَالَ: احْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تُشْرِكُونَا. فَلَمَّا غَنِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْكَفَأَ عَسْكَرُ الْمُشْرِكِينَ، نَزَلَتِ الرُّمَاةُ فدخلوا في العسكر ينتهبون، وَقَدِ الْتَفَّتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُمْ هَكَذَا، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ، وَانْتَشَبُوا [2] . فَلَمَّا خَلَّى الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخِلَّةَ [3] الَّتِي كَانُوا فِيهَا، دَخَلَ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالْتَبَسُوا [4] . وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ. وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ، حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ أَوْ تِسْعَةٌ. وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً نَحْوَ الْجَبَلِ. وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ. فَلَمْ يُشَكَّ فِيهِ أَنَّهُ حَقٌّ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: كُنْتُ مِمَّنْ تَغَشَّاهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ:   [1] سورة آل عمران: من الآية 152. [2] في الأصل: التبسوا. والتصحيح من مسند أحمد (1/ 287) وتفسير ابن كثير (2/ 114) وانتشبوا أي تضامّوا وتعلّق بعضهم ببعض. (تاج العروس 4/ 269) . [3] الخلة: الهضبة. [4] في هامش الأصل: التبسوا أي اختلطوا. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب «ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نعاسا» إلخ (5/ 127) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ، وَمَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَمِيدُ [1] تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ: ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ من بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً 3: 154 [2] الآية. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَسْمَعُ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ [3] ، وَإِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي مَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إِلَّا كَالْحُلْمِ، وَهُوَ يَقُولُ: لَوْ كانَ لَنا من الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا 3: 154 [4] . وَرَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُلْقِيَ عَلَيْنَا النَّوْمُ يَوْمَ أُحُدٍ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ وَجَمَاعَةٍ، قَالُوا: كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ يَوْمَ بَلَاءٍ وَتَمْحِيصٍ، اخْتَبَرَ اللَّهُ بن الْمُؤْمِنِينَ، وَمَحَقَ بِهِ الْمُنَافِقِينَ مِمَّنْ كَانَ يُظْهِرُ إِسْلَامَهُ بِلِسَانِهِ، وَيَوْمَ أَكْرَمَ اللَّهُ فِيهِ بِالشِّهَادَةِ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَكَانَ مِمَّا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ فِي يَوْمِ أُحُدٍ سِتُّونَ آيَةً مِنْ آلِ عِمْرَانَ [5] . وَقَالَ الْمَدِينِيُّ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كانت [38 ب] راية رسول الله صلى الله عليه وسلم مِرْطًا أَسْوَدَ كَانَ لِعَائِشَةَ، وَرَايَةُ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا الْعُقَابُ، وَعَلَى الْمَيْمَنَةِ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ، والزّبير بن العوّام على الرجال، ويقال   [1] أثبتها شعيرة 211 «قعيد» . [2] سورة آل عمران: من الآية 154. [3] الإصابة 3/ 443. [4] سورة آل عمران- الآية 154. [5] سيرة ابن هشام 3/ 181. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى الْقَلْبِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ. وَلِوَاءُ قُرَيْشٍ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ سَعْدُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ فَقَتَلَهُ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَخَذَهُ عُثْمَانُ [1] بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، فَقَتَلَهُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ، فَأَخَذَهُ الْجُلَاسُ بْنُ طَلْحَةَ، فَقَتَلَهُ ابْنُ أَبِي الْأَقْلَحِ أَيْضًا [2] ، ثُمَّ كِلَابٌ وَالْحَارِثُ ابْنَا طَلْحَةَ، فَقَتَلَهُمَا قُزْمَانُ حَلِيفُ بَنِي ظَفَرٍ، وَأَرْطَاةُ بْنُ عَبْدِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْدَرِيُّ قَتَلَهُ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ [3] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَخَذَهُ أَبُو يَزِيدَ بْنُ عُمَيْرٍ الْعَبْدَرِيُّ، وَقِيلَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ، قَتَلَهُ قُزْمَانُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَبَقِيَ اللِّوَاءُ مَا يَأْخُذُهُ أَحَدٌ، وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ عَلَى قُرَيْشٍ. وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ، ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لما كان يوم أحد [و] انكفأ الْمُشْرِكُونَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي. فَصَارُوا خَلْفَهُ صُفُوفًا فَقَالَ: «اللَّهمّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ، اللَّهمّ لَا قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ، وَلَا مُقَرِّبَ لِمَا بَاعَدْتَ، وَلَا مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ، وَلَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِي لِمَا مَنَعْتَ. اللَّهمّ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ، أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ. اللَّهمّ عَائِذًا بِكَ مِنْ سُوءِ مَا أَعْطَيْتَنَا وَشَرَّ مَا مَنَعْتَ [مِنَّا [4]] ، اللَّهمّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ والعصيان،   [1] في مغازي الواقدي «مسافع بن طلحة بن أبي طلحة» . وفي الاستيعاب ما يؤيّد ذلك إذ قال: «قُتِل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح رجلين منهم مسافعا» (3/ 92) . [2] الاستيعاب 3/ 92. [3] في مغازي الواقدي: «قتله عليّ عليه السلام» . [4] زيادة من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، اللَّهمّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ. اللَّهمّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، إِلَهَ الْحَقِّ» . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مُنْكَرٌ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ [1] ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ مَرْوَانَ. عَدَدُ الشُّهَدَاءِ قَدْ مَرّ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَخْرَجَ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ أَصَابُوا مِنَّا سَبْعِينَ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: يَا رَبِّ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، سَبْعِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَسَبْعِينَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَسَبْعِينَ يَوْمَ مُؤْتَةَ، وَسَبْعِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ سَبْعُونَ سَبْعُونَ: يَوْمِ أُحُدٍ، وَيَوْمِ الْيَمَامَةِ، وَيَوْمِ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ. وَقَالَ ابن جريج: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها 3: 165 [2] ، قَالَ: قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ، وَقَتَلَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ أُحُدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبْعِينَ. وَأَمَّا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، فَقَالَ: جَمِيعُ مَنْ قتل   [1] الأدب المفرد للبخاريّ: باب دعوات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ص 243. [2] سورة آل عمران: من الآية 165. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ: أَرَبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ، أَوْ قَالَ: سَبْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا. وَجَمِيعُ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، يَعْنِي مِنَ الْمُشْرِكِينَ تِسْعَةَ عشر رجلا [1] . [39 أ] وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: جَمِيعُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ تِسْعَةٌ [أَوْ سَبْعَةٌ [2]] وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : جَمِيعُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، يَوْمَ أُحُدٍ، خَمْسَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا. وَجَمِيعُ قَتْلَى الْمُشْرِكِينَ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ. قُلْتُ: قَوْلُ مَنْ قَالَ سَبْعِينَ أَصَحُّ. وَيُحْمَلُ قَوْلُ أَصْحَابِ الْمَغَازِي هَذَا عَلَى عَدَدِ مَنْ عُرِفَ اسْمُهُ مِنَ الشُّهَدَاءِ، فَإِنَّهُمْ عَدُّوا أَسْمَاءَ الشُّهَدَاءِ بِأَنْسَابِهِمْ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: حَمْزَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشِ بْنِ رِئَابٍ الْأَسَدِيُّ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ دُفِنَ مَعَ حَمْزَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ، وَلَقَبُهُ شَمَّاسٌ [5] ، وَهُوَ عُثْمَانُ ابن عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ هَرَمِيِّ بن عامر بن مخزوم القرشي   [1] العبارة من بعد قوله: «قريش والأنصار» إلى قوله «تسعة عشر رجلا» . مضطربة في الأصل، وصحّحناها من ع. [2] زيادة من ع وفي هامش الأصل: «ن سبعة» أي في نسخة. [3] سيرة ابن هشام 3/ 191. [4] سيرة ابن هشام 3/ 189. [5] ترجم له ابن حجر في الإصابة 2/ 155 رقم 3919 باسم «شماس بن عثمان بن الشريد» ، وفيه إن أبا عبيد شذّ فقال إنه استشهد ببدر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 الْمَخْزُومِيُّ، ابْنُ أُخْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ وَشَهِدَ بَدْرًا. وَلُقِّبَ شَمَّاسًا لِمِلَاحَتِهِ. وَمِنَ الْأَنْصَارِ: عَمْرُو بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَوْسِيُّ، أَخُو سَعْدٍ، وَابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ أَنَسِ [1] بْنِ رَافِعٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السَّكَنِ، وَسَلَمَةُ، وَعَمْرٌو، ابْنَا ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ. وَعَمُّهُمَا: رِفَاعَةُ بْنُ وَقْشٍ، وَصَيْفِيُّ بْنُ قَيْظِيِّ، وَأَخُوهُ: حُبَابٌ، وَعَبَّادُ [2] بْنُ سَهْلٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ التَّيْهَانِ، وَحَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ [3] ، وَإِيَاسُ بْنُ أَوْسٍ، الْأَشْهَلِيُّونَ. وَالْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ، حَلِيفٌ لَهُمْ. وَيَزِيدُ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أُمَيَّةَ الظَّفَرِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ، وَغَسِيلُ الْمَلَائِكَةِ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبُ، وَمَالِكُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَعَوْفُ بْنُ عمرو، وأبو حيّة [4] بن عمرو ابن ثَابِتٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَمِيرُ الرُّمَاةِ، وَأَنَسُ بْنُ قَتَادَةَ [5] ، وَخَيْثَمَةُ وَالِدُ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ، وَحَلِيفُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْعَجْلانِيُّ، وَسُبَيْعُ [6] بْنُ حَاطِبِ بْنِ الْحَارِثِ، وَحَلِيفُهُ: مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ، وَعُمَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الخطميّ.   [1] في الأصل وفي طبعة القدسي 180 وطبعة شعيرة 214 «أنيس» والتصحيح من سيرة ابن هشام 3/ 189 والمحبّر 422. وجاء في المغازي لعروة 172 «الحارث بن أوس» وهو تصحيف. [2] في الأصل وفي طبعة القدسي 180 وطبعة شعيرة 214 «عبادة» والتصحيح من سيرة ابن هشام 3/ 189 والإصابة 2/ 265 رقم 4465. [3] في سيرة ابن هشام: حبيب بن يزيد بن تيم (3/ 190) وهو في الإصابة 1/ 390 «حبيب بن زيد بن تيم» نسبه بعضهم لجدّه فذكره «حبيب بن تيم» (رقم 2061) . [4] أبو حنيفة: كذا في الأصل وفي سيرة ابن هشام 3/ 190. ويقال: أبو حبّة (بالباء) وأبو حنّة (بالنون) ، قال ابن عبد البر في الاستيعاب: والصواب أبو حبّة بواحدة. وانظر تهذيب التهذيب (12/ 66) . [5] سيرة ابن هشام 3/ 190 وقال في أنساب الأشراف (1/ 230) : أنس، وهو أنيس بن قتادة. وأنيس رواية الواقدي وابن عبد البر وابن حزم وابن حجر في الإصابة 1/ 76 رقم 293. [6] في الواقدي: سبيق. ويقال: سويبق (انظر ابن هشام 3/ 190) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 وَكُلُّهُمْ مِنَ الْأَوْسِ. وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الْخَزْرَجِ: عَمْرُو بْن قَيْسٍ النَّجَّارِيُّ، وَابْنُهُ: قَيْسٌ، وَثَابِتُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ، وَعَامِرُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو هُبَيْرَةَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُطَرِّفٍ، وَإِيَاسُ بْنُ عَدِيٍّ، وَأَوْسُ، أَخُو حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ. وَهُوَ وَالِدُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمٍ، وَقَيْسُ بْنُ مَخْلَدٍ. وَعَشْرَتُهُمْ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ. وَعَبْدٌ لَهُمُ اسْمُهُ: كَيْسَانُ، وَسَلَمَةُ بْنُ الْحَارِثِ [1] ، وَنُعْمَانُ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو، وَهُمَا مِنْ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ. وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، وَأَوْسُ بْنُ أَرْقَمَ بْنِ زَيْدٍ، أَخُو زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَمِنْ بَنِي خُدْرَةَ: مَالِكَ بْنُ سِنَانٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعٍ. وَمِنْ بَنِي سَاعِدَةَ: ثَعْلَبَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ. وَثُقْفُ [2] بْنُ فَرْوَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ. وَضَمْرَة، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ. وَمِنْ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ مِنْ بني سالم:   [1] ابن هشام 3/ 190 والواقدي: سليم بن الحارث. [2] ثقف: كذا أورده ابن هشام 3/ 191 وأورده الواقدي: نفث. وقال البلاذري في أنساب الأشراف (1/ 330) : عبد الله بن فروة بن البدي.. وكان يقال لعبد الله: ثقب. وقال ابن عبد البرّ (1/ 208) : «ثقب بن فروة بن البدن» وذكر الأقوال في اسمه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 عمرو بن (39 ب) إِيَاسٍ، وَنَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَادَةُ بْنُ الْخَشْخَاشِ [1] ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ. وَالنُّعْمَانُ بن مالك. والمجذّر ابن ذِيَادٍ الْبَلَوِيُّ، حَلِيفٌ لَهُمْ. وَمِنْ بَنِي الْحُبُلِيِّ [2] : رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرٍو. وَمِنْ بَنِي سَوَادِ بْنِ مَالِكٍ: مَالِكُ بْنُ إِيَاسٍ. وَمِنْ بَنِي سَلَمَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ. وَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ وَصِهْرَيْنِ، فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ (وَاحِدٍ) [3] . وَخَلَّادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ. وَمَوْلَاهُ أُسَيْرٌ، أَبُو أَيْمَنَ، مَوْلَى عَمْرٍو [4] . وَمِنْ بَنِي سَوَادِ بْنِ غُنْمٍ: سُلَيْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُدَيْدَةَ. وَمَوْلَاهُ عَنْتَرَةُ، وَسُهَيْلُ بْنُ قَيْسٍ. وَمِنْ بَنِي زُرَيْقٍ: ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ الْمُعَلَّى بن لوذان.   [1] في الأصل كتب فوق الخشخاش (معا) أي بالمعجمتين والمهملتين جميعا وفي سيرة ابن هشام 3/ 191 «الحسحاس» . [2] الحبلى: بضم الحاء المهملة والباء الموحّدة نسبة إلى حيّ من اليمن من الأنصار (اللباب 1/ 337) . [3] زيادة من ع. وسيرة ابن هشام 3/ 191. [4] في الواقدي وابن عبد البر أنه «أبو أسيرة» وفي ابن هشام 3/ 191 وابن حزم. «أبو أيمن» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 قال ابن إسحاق [1] : وزعم عاصم بن عمر بْنِ قَتَادَةَ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ وَقْشٍ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ مَعَ ابْنَيْهِ. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ جَمَاعَةً قُتِلُوا سِوَى مَنْ ذَكَرْنَا. وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ [إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ [2]] عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ رَفَعَ حُسَيْلُ [3] بْنُ جَابِرٍ- وَالِدُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ- وَثَابِتُ بْنُ وَقْشٍ فِي الْآطَامِ مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ- وَهُمَا شَيْخَانِ كَبِيرَانِ-: «لَا أَبَا لَكَ، مَا نَنْتَظِرُ؟ فو الله مَا بَقِيَ لِوَاحِدٍ مِنَّا مِنْ عُمْرِهِ إِلَّا ظِمْءُ حِمَارٍ [4] ، إِنَّمَا نَحْنُ هَامَةُ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ، أَفَلَا نَأْخُذُ أَسْيَافَنَا ثُمَّ نَلْحَقُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهُ يرزقنا الشهادة مع رسوله؟ فخرجنا حَتَّى دَخَلَا فِي النَّاسِ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِمَا. فَأَمَّا ثَابِتٌ فَقَتَلَهُ الْمُشْرِكُونَ، وَأَمَّا حُسَيْلٌ فَقَتَلَهُ الْمُسْلِمُونَ وَلَا يَعْرِفُونَهُ [5] . قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَتِيُّ [6] لَا يُدْرَى مِمَّنْ هُوَ، يُقَالُ لَهُ قُزْمَانُ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا ذُكِر لَهُ: إِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّار. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَتَلَ وَحْدَهُ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَكَانَ ذَا بَأْسٍ، فَأَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ، فَاحْتَمَلَ إِلَى دَارِ بَنِي ظَفَرٍ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَبْلَيْتَ الْيَوْمَ يَا قُزْمَانُ، فَأَبْشِرْ. قَالَ: بِمَاذَا أبشر؟ والله إن   [1] سيرة ابن هشام 3/ 189. [2] ما بين الحاصرتين إضافة من سيرة ابن هشام 3/ 167. [3] حسيل: بالتصغير. [4] الظمء: ما بين الشربتين أو السقيتين. يقال في المثل: ما بقي من عمره إلّا ظمء حمار أي شيء يسير. [5] انظر الإصابة 1/ 196 (ثابت بن وقش) و 1/ 331 رقم 1720 (حسيل بن جابر) والخبر في السيرة 3/ 167، 168. [6] الأتيّ: الّذي لا يدرى من أين أتى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 قَاتَلْتُ إِلَّا عَنْ أَحْسَابِ قَوْمِي، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمَا قَاتَلْتُ. فَلَمَّا اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ جِرَاحَتُهُ [1] أَخَذَ سَهْمًا فَقَتَلَ بِهِ نَفْسَهُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : وكان ممّا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ مُخَيْرِيقٌ، وَكَانَ أَحَدَ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ الْفِطْيَوْنِ [3] ، قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ: يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ، وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ نَصْرَ مُحَمَّدٍ عَلَيْكُمْ لَحَقُّ. قَالُوا: إِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ السَّبْتِ. قَالَ: لَا سَبْتَ [لَكُمْ] [4] . فَأَخَذَ سَيْفَهُ وَعُدَّتَهُ وَقَالَ: إِنْ أُصِبْتُ فَمَالِي لِمُحَمَّدٍ يَصْنَعُ فِيهِ مَا شَاءَ. ثُمَّ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَاتَلَ مَعَهُ حَتَّى قُتِلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا: مُخَيْرِيقٌ خَيْرُ يَهُودَ. وَوَقَعَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ وَالنِّسْوَةُ اللَّاتِي مَعَهَا يُمَثِّلْنَ بِالْقَتْلَى، يَجْدَعْنَ الْآذَانَ وَالْآنُفَ، حَتَّى اتَّخَذَتْ هِنْدُ مِنْ آذَانِ الرِّجَالِ وَآنُفِهِمْ خَدَمًا [5] ، وَبَقَرَتْ [6] عَنْ كَبِدِ حَمْزَةَ فَلَاكَتْهَا، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَسِيغَهَا فَلَفَظَتْهَا. ثُمَّ [عَلَتْ] [7] عَلَى صَخْرَةٍ مُشْرِفَةٍ، فَصَرَخَتْ بِأَعْلَى صَوْتِهَا: نَحْنُ جَزَيْنَاكُمْ بِيَوْمِ بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر [40 أ] مَا كَانَ عَنْ عُتْبَةَ لِي مَنْ صَبْرٍ ... وَلَا أَخِي، وَعَمِّهِ وَبَكْرِي شَفيتُ صَدْرِي [8] وَقَضَيْتُ نذري ... شفيت وحشيّ غليل صدري   [1] في الأصل، ع (فلما اشتد عليه جراحة) والمثبت من ابن الملّا وسيرة ابن هشام 3/ 168. [2] سيرة ابن هشام 3/ 168. [3] في الأصل،: العيطون. والتصحيح من السيرة وأنساب الأشراف (1/ 325) وتاريخ الطبري (2/ 531) والمحبّر (112) . [4] إضافة من السيرة. [5] الخدم: الخلخال. [6] في سيرة ابن هشام 3/ 169 زيادة قبل هذه الكلمة «وأعطت خدمها وقلائدها وقرطها وحشيّا غلام جبير بن مطعم، وبقرت..» . [7] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع ومن السيرة. [8] في السيرة «نفسي» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ- عَلَى مَا ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ- أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَهُمْ: طَلْحَةُ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَعُثْمَانُ: بَنُو أَبِي طَلْحَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى. وَمَوْلاهُمْ: صُؤَابٌ [1] ، وَبَنُو طَلْحَةَ الْمَذْكُورُ: مُسَافِعٌ، وَالْحَارِثُ، وَالْجُلَاسُ، وَكِلَابٌ. وَأَبُو يَزِيدَ [2] بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَابْنُ عَمِّهِ: أَرْطَأَةُ بْنُ [عَبْدِ] شُرَحْبِيلَ بْنِ هَاشِمٍ، وَابْنُ عَمِّهِمْ: قَاسِطُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ زُهَيْرٍ الْأَسَدِيُّ، وَسِبَاعُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى الْخُزَاعِيُّ حَلِيفُ بَنِي أَسَدٍ. وَأَرْبَعَةٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ: أَخُو أَمُّ سَلَمَةَ، هِشَامُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. وَالْوَلِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَأَبُو أُمَيَّةَ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَحَلِيفُهُمْ: خَالِدُ بْنُ الْأَعْلَمِ. وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ: أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، حَلِيفٌ لَهُمْ. وَمِنْ بَنِي جُمَحَ: أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ. وَأَبُو عَزَّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ. أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ. صَبْرًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَطْلَقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَا فِدَاءٍ لِفَقْرِهِ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُعِينُ عَلَيْهِ. فَنَقَضَ الْعَهْدَ وأسر يوم أحد، فقال   [1] غلام حبشي قتله قزمان. (سيرة ابن هشام 3/ 192) . [2] في الأصل: أبو زيد. والتصحيح من ابن هشام (3/ 192) وجوامع السيرة لابن حزم (173) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [وَاللَّهِ] [1] لَا تَمْسَحُ عَارِضَيْكَ بِمَكَّةَ تَقُولُ خَدَعْتُ مُحَمَّدًا مَرَّتَيْنِ. وَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ [2] . وَقِيلَ لَمْ يُؤْسَرْ سِوَاهُ. وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ: عُبَيْدَةُ بْنُ جَابِرٍ. وَشَيْبَةُ بْنُ مَالِكٍ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى [3] بن عبد الله بن أبي فروة، عن قَطَنِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَرَوَاهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى- فَأَرْسَلَهُ مَرَّةً وَأَسْنَدَهُ مَرَّةً- عن أبي ذرّ عوض أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ انْصَرَفَ مِنْ أُحُدٍ مَرَّ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَقْتُولٌ- عَلَى طَرِيقِهِ- فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ من يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 33: 23 [4] . ثُمَّ قَالَ: «أَشْهَدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ شُهَدَاءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأْتُوهُمْ وَزُورُوهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا رَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ» . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [5] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَحَدَّثَنِيهِ بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بِحَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمُثْلِ- جُدِعَ أَنْفُهُ وَلُعِبَ بِهِ- قال: «لولا أن تجزع صفيّة   [1] زيادة من ع. [2] الطبقات الكبرى 2/ 43. [3] في الأصل: أبي الأعلى. والتصحيح من ع، ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (6/ 95) ، ويرد في الأصل صحيحا بعد قليل. [4] سورة الأحزاب: الآية 22. [5] سيرة ابن هشام 3/ 171. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 وَتَكُونَ [1] سُنَّةً مِنْ بَعْدِي [2] مَا غُيِّبَ [3] حَتَّى يَكُونَ فِي بُطُونِ السِّبَاعِ وَحَوَاصِلِ الطَّيْرِ» . وَحَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لئن ظَفِرْتُ بِقُرَيْشٍ لَأُمَثِّلَنَّ بِثَلَاثِينَ مِنْهُمْ. فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بِهِ مِنَ الْجَزَعِ قَالُوا: لَئِنْ ظَفِرْنَا بِهِمْ لَنُمَثِّلَنَّ بِهِمْ مُثْلَةً لَمْ يُمَثِّلْهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ بِأَحَدٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ به 16: 126 [4] ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ. فَعَفَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم [40 ب] . [5] . وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ شُيُوخِهِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمْ قِصَّةَ أُحُدٍ، أَنَّ صَفِيَّةَ أَقْبَلَتْ لِتَنْظُرَ إِلَى حَمْزَةَ- وَهُوَ أَخُوهَا لِأَبَوَيْهَا- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِابْنِهَا الزُّبَيْرِ: الْقَهَا فَأَرْجِعْهَا، لَا تَرَى مَا بِأَخِيهَا. فَلَقِيَهَا فَقَالَ: أَيْ أُمَّهْ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكِ أَنْ تَرْجِعِي. قَالَتْ: وَلِمَ؟ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ مُثِّلَ بِأَخِي، وَذَلِكَ فِي اللَّهِ، فَمَا أَرْضَانَا بِمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ، فَلْأَحْتَسِبَنَّ وَلَأَصْبِرَنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَجَاءَ الزُّبَيْرُ فَأَخْبَرَهُ قَوْلَهَا، قَالَ: فَخَلِّ سَبِيلَهَا. فَأَتَتْهُ، فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ وَاسْتَرْجَعَتْ وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَدُفِنَ [6] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ [7] ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ حَمْزَةُ أَقْبَلَتْ صَفِيَّةُ، فَلَقِيَتْ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ، فَأَرَيَاهَا [8] أَنَّهُمَا لَا يَدْرِيَانِ. فَجَاءَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: فَإِنِّي أَخَافُ عَلَى عَقْلِهَا. فَوَضَعَ   [1] في السيرة «يكون» . [2] في الأصل: ما بعدي. وأثبتنا لفظ ع والسيرة. [3] في السيرة «لتركته» . [4] سورة النحل: من الآية 126. [5] سيرة ابن هشام 3/ 171 وفيه إضافة «وصبر ونهى عن المثلة» . [6] السيرة 3/ 172. [7] في الأصل: عباس. والتصحيح من ع، وتهذيب التهذيب (12/ 34) . [8] في الأصل: فأريا، وأثبتنا عبارة ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا وَدَعَا لَهَا، فَاسْتَرْجَعَتْ وَبَكَتْ. ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ: «لَوْلَا جَزَعُ النِّسَاءِ لَتَرَكْتُهُ حَتَّى يُحْشَرَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ وَبُطُونِ السِّبَاعِ» . ثُمَّ أَمَرَ بِالْقَتْلَى فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَيُرْفَعُونَ وَيُتْرَكُ حَمْزَةُ، ثُمَّ يُجَاءُ بِسَبْعَةٍ فَيُكَبِّرُ عَلَيْهِمْ سَبْعًا، حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ. وَحَدِيثُ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِمْ أَصَحُّ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ [1] مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ. فاللَّه أَعْلَمُ. عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، بِإِسْنَادِ الْحَاكِمِ فِي «الْمُسْتَدْرَكِ» [2] إِلَيْهُمَا، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَمْزَةَ وَقَدْ جُدِعَ وَمُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنْ تَجِدَ صَفِيَّةُ تَرَكْتُهُ حَتَّى يَحْشُرَهُ اللَّهُ مِنْ بُطُونِ الطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ. فَكَفَّنَهُ فِي نَمِرَةٍ. وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ غَيْرَهُ. الْحَدِيثَ. وَقَالَ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: ثَنَا قَيْسُ- هُوَ ابْنُ الرَّبِيعُ- عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قُتِلَ حَمْزَةُ وَمُثِّلَ بِهِ: «لَئِنْ ظَفِرْتُ بِقُرَيْشٍ لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ» فَنَزَلَتْ: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ به 16: 126 الآية [3] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ نَصْبِرُ يَا رَبِّ. إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ مِنْ قِبَلَ قَيْسٍ. وَقَدْ رَوَى نَحْوَهُ حَجَّاجُ بْنُ منهال، وغيره، عن صالح المرّي- وهو   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب «أحد يحبّنا» (5/ 132) ، وكتاب الرقاق، باب في الحوض وقول الله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 108: 1 (8/ 151) وصحيح مسلم (2289) كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلّى الله عليه وسلّم وصفاته. [2] المستدرك على الصحيحين 2/ 120. [3] سورة النحل- الآية 126. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 ضَعِيفٌ [1]- عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَزَادَ: فَنَظَرَ إِلَى مَنْظَرٍ لَمْ يَنْظُرْ إِلَى شَيْءٍ قَطُّ أَوْجَعَ مِنْهُ لِقَلْبِهِ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ الْقَاضِي، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بن إبراهيم، أنبأ عبد الله ابن جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الله بن عثمان، أنا عيسى ابن عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيعُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ أُصِيبَ مِنَ الْأَنْصَارِ يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ، وأصيب من المهاجرين ستّة، منهم [41 أ] حَمْزَةُ. فَمَثَّلُوا بِقَتْلاهُمْ. فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ لَنُرْبِيَنَّ [2] عَلَيْهِمْ [3] . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ نَادَى رَجُلٌ لَا يُعْرَفُ: لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ، مَرَّتَيْنِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ 16: 126 الآية. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُفُّوا عَنِ الْقَوْمِ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَتْ صَفِيَّةُ يَوْمَ أُحُدٍ وَمَعَهَا ثَوْبَانِ لِحَمْزَةَ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ أَنْ تَرَى حَمْزَةَ عَلَى حَالِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا الزُّبَيْرَ يَحْبِسُهَا وَأَخَذَ الثَّوْبَيْنِ. وَكَانَ إِلَى جنب حمزة قتيل   [1] هو صالح بن بشير المرّي القاصّ، من أهل البصرة. انظر عنه: التاريخ الكبير 2/ 273، التاريخ لابن معين 2/ 262، المجروحين لابن حبّان 1/ 371، الضعفاء للعقيليّ 2/ 199 رقم 723، الكامل لابن عديّ 4/ 1378، الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 106 رقم 287، المغني في الضعفاء 1/ 302 رقم 2817، ميزان الاعتدال 2/ 289 رقم 3772، أحوال الرجال للجوزجانيّ 120 رقم 197 الضعفاء الصغير للنسائي 165. [2] لنربينّ: لنضاعفنّ عليهم في التمثيل من الإرباء، وهو التضعيف. [3] رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 2/ 359 من طريق إسحاق بن الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد. وبقية رجال السند. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 مِنَ الْأَنْصَارِ، فَكَرِهُوا أَنْ يَتَخَيَّرُوا لِحَمْزَةَ، فَقَالَ: أَسْهِمُوا بَيْنَهُمَا، فَأَيُّهُمَا طَارَ لَهُ أَجْوَدُ الثَّوْبَيْنِ فَهُوَ لَهُ. فَأَسْهَمُوا بَيْنَهُمَا، فَكُفِّنَ حَمْزَةُ فِي ثَوْبٍ وَالْأَنْصَارِيُّ فِي ثَوْبٍ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ قَالَ: أَنَا الشَّهِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ، مَا مِنْ جَرِيحٍ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إِلَّا بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجُرْحُهُ يَثْعَبُ [2] دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ، انْظُرُوا أَكْثَرَهُمْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ فَاجْعَلُوهُ أَمَامَ صَاحِبِهِ فِي الْقَبْرِ. فَكَانُوا يُدْفَنُونَ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ. قَالَ بن إِسْحَاقَ [3] : وَحَدَّثَنِي وَالِدِي، عَنْ رِجَالٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ أُصِيبَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ: اجْمَعُوا بَيْنَهُمَا، فَإِنَّهُمَا كَانَا مُتَصَافِيَيْنِ فِي الدُّنْيَا. قَالَ أَبِي: فَحَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا: لَمَّا ضَرَبَ مُعَاوِيَةُ عَيْنَهُ الَّتِي مَرَّتْ عَلَى قُبُورِ الشُّهَدَاءِ، اسْتَصْرَخَنَا عَلَيْهِمْ وَقَدِ انْفَجَرَتْ عَلَيْهِمَا فِي قَبْرِهِمَا، فَأَخْرَجْنَاهُمَا وَعَلَيْهِمَا بُرْدَتَانِ قَدْ غَطَّى بِهِمَا وُجُوهَهُمَا. وَعَلَى أَقْدَامِهِمَا شَيْءٌ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ، فأخرجناهما كأنّهما يتثنّيان تثنّيا كأنّما دُفِنَا بِالْأَمْسِ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اسْتُصْرِخَنَا إِلَى قَتْلَانَا يَوْمَ أُحُدٍ، وَذَلِكَ حِينَ أَجْرَى مَعَاوِيَةُ الْعَيْنَ، فَأَتَيْنَاهُمْ فَأَخْرَجْنَاهُمْ تُثَنَّى أَطْرَافُهُمْ رطابا، على رأس أربعين سنة.   [1] سيرة ابن هشام 3/ 172. [2] يثعب: يجري دما. (تاج العروس 2/ 86) . [3] سيرة ابن هشام 2/ 172. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 قَالَ حَمَّادٌ: وَزَادَنِي صَاحِبٌ لِي فِي الْحَدِيثِ: فَأَصَابَ قَدَمَ حَمْزَةَ فَانْثَعَبَ دَمًا. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ نُبَيْحٍ [1] الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلَى أُحُدٍ أَنْ يُرَدُّوا إِلَى مَصَارِعِهِمْ. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ لِقِتَالِهِمْ. فَقَالَ لِي أَبِي: مَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ فِي النَّظَّارَةِ حَتَّى تَعْلَمَ إلى ما يصير أمرنا، فو الله لَوْلا أَنِّي أَتْرُكُ بَنَاتٍ لِي بَعْدِي لَأَحْبَبْتُ أَنْ تُقْتَلَ بَيْنَ يَدَيَّ. فَبَيْنَمَا أَنَا فِي النَّظَّارِينَ إِذْ جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي وَخَالِي عَادَلَتْهُمَا عَلَى نَاضِحٍ، فَدَخَلَتْ بِهِمَا الْمَدِينَةَ، لِتَدْفِنَهُمَا فِي مَقَابِرِنَا، فَجَاءَ رَجُلٌ يُنَادِي: أَلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى فَتَدْفِنُوهَا فِي مَصَارِعِهَا. فَبَيْنَمَا أَنَا [2] فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا جَابِرُ، قَدْ وَاللَّهِ أَثَارَ أَبَاكَ عُمَّالَ مُعَاوِيَةَ فَبَدَا طَائِفَةٌ مِنْهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى النَّحْوِ [3] الَّذِي تَرَكْتُهُ، لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا مَا لَمْ يَدَعِ الْقَتْلُ أَوِ الْقِتَالُ [4] فَوَارَيْتُهُ. وَقَالَ حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عن جابر قال: لما حضر أحد قَالَ أَبِي: مَا أَرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا، وَإِنِّي لَا أَتْرُكَ بَعْدِي أَعَزَّ عَلِيَّ مِنْكَ غَيْرَ نَفْسِ. رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ عَلِيَّ دَيْنًا فَاقْضِ وَاسْتَوْصِ بِإِخْوَانِكَ خَيْرًا. فأصبحنا   [1] في الأصل: عن الأسود بن نبيح العنزي. وإنّما هما شخصان، والتصحيح من تهذيب التهذيب (10/ 417) وسيرد صحيحا في الأصل في أول الحديث التالي. [2] من أول قوله: «أنا» السقط الكبير في نسخة الأصل الّذي أشرنا إليه في التقديم، وقد استدركناه من ع، وصحّحناه من المراجع التي أشرنا إليها في مواضعها. [3] في ع: النحول. والتصحيح من تاريخ ابن كثير (4/ 43) . [4] في ع: إلا ما لم يدع القتيل. وفي ابن كثير: إلّا ما لم يدع القتل أو القتيل. وأثبتنا عبارة وفاء ألوفا (2/ 116) وفيه أنّ الحديث رواه أحمد برجال الصحيح خلا نبيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ، فَدَفَنْتُ مَعَهُ آخَرَ فِي قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أُنْزِلَهُ مَعَ آخَرَ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا هُوَ كَيَوْمِ وَضَعْتُهُ هُنَيَّةً [1] غَيْرَ أُذُنِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ [الرَّحْمَنِ؟ [3]] بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيُّهُمَا أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ. وَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ يَوْمَ الْقَيَامَةِ. وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ وَلَمْ يُصِلَّ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُغَسَّلُوا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْهُ [4] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالُوا يَوْمَ أُحُدٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ فَكَيْفَ تَأْمُرُ؟ قَالَ: احْفِرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَعْمِقُوا وَاجْعَلُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا [5] . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَبْكِي وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْهُ، وَجَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَوْنِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنْهَانِي، وَقَالَ لَا تَبْكِيهِ، أَوْ مَا تَبْكِيهِ، فَمَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ لظلّة   [1] في هيبته والتصحيح من صحيح البخاري. [2] صحيح البخاري: كتاب الجنائز، باب هل يخرج الميت من القبر واللّحد لعلّة (2/ 116) . [3] سقطت من واستدركناها من صحيح البخاري. [4] صحيح البخاري. كتاب الجنائز، باب الصلاة على الشهبة (2: 104) . وكتاب المغازي، باب من قال من المسلمين يوم أحد (5/ 131) . [5] الطبقات الكبرى 2/ 44. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ. أَخْرَجَاهُ [1] . وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِدَفْنِ قَتْلَى أُحُدٍ فِي دِمَائِهِمْ وَلَمْ يُغَسَّلُوا وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ. وَكَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ؟ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنِ الْمَدِينِيِّ: ثَنَا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأنصاري، سمع طلحة ابن خِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ما لي أَرَاكَ مُهْتَمًّا؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُتِلَ أَبِي وَتَرَكَ دَيْنًا وَعِيَالًا. فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ؟ مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَإِنَّهُ كَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا [3] ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدِي سَلْنِي أُعْطِكَ. فَقَالَ: أَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيًا. فَقَالَ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يَرْجِعُونَ. قَالَ: يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ 3: 169 [4] الآية. وَيُرْوَى نَحْوَهُ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَكَانَ أَبُو جَابِرٍ مِنْ سَادَةِ الْأَنْصَارِ شَهِدَ بَدْرًا، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو [5] بْنِ حَرَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غُنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ. وَأُمُّهُ الرَّبَابُ بِنْتُ قَيْسٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ. شَهِدَ معه العقبة ولده رضي الله عنهما.   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب من قتل من المسلمين يوم أحد (5/ 131) . [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب من قتل من المسلمين يوم أحد (5/ 131) . [3] كفاحا: أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول. (تاج العروس 7/ 79) . [4] سورة آل عمران: من الآية 169. [5] الاستيعاب 2/ 339 الإصابة 2/ 350 رقم 4838. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 وعمرو بن الجموح [1] بن زيد بن حرام بْنِ كَعْبِ بْنِ غُنْمٍ الْأَنْصَارِيُّ السَّلْمِيُّ، سَيِّدُ بَنِي سَلَمَةَ، الَّذِي دُفِنَ مَعَهُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] وَغَيْرُهُ: شَهِدَ بَدْرًا. وَابْنُهُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ هُوَ الَّذِي قَطَعَ رِجْلَ أَبِي جَهْلٍ، وَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَلْبِهِ لِمُعَاذٍ. وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَوْجَ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ. وَعَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ مَنَافٌ [3] فِي بَيْتِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ. فَلَمَّا قَدِمَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ الْمَدِينَةَ، بَعَثَ إِلَيْهِمْ عَمْرٌو: مَا هَذَا الَّذِي جِئْتُمُونَا بِهِ؟ قَالُوا: إِنْ شِئْتَ جِئْنَا وَأَسْمَعْنَاكَ، فَوَاعَدَهُمْ فَجَاءُوا، فَقَرَأَ عَلَيْهِ [مُصْعَبٌ [4]] الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ 12: 1 [5] ، فَقَرَأَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقْرَأَ. فَقَالَ: إِنَّ لَنَا مُؤَامَرَةً فِي قَوْمِنَا- وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي سَلَمَةَ- فَخَرَجُوا، فَدَخَلَ عَلَى مَنَافَ فَقَالَ: يَا مَنَافُ، تَعْلَمُ وَاللَّهِ مَا يُرِيدُ الْقَوْمُ غَيْرَكَ، فَهَلْ عِنْدَكَ مِنْ نَكِيرٍ؟ قَالَ: فَقَلَّدَهُ سَيْفًا، فَخَرَجَ فَقَامَ أَهْلُهُ فَأَخَذُوا السَّيْفَ، فَجَاءَ فَوَجَدَهُمْ أَخَذُوا السَّيْفَ فَقَالَ: يَا مَنَافُ أَيْنَ السَّيْفُ وَيْحَكَ؟ إِنَّ الْعَنْزَ لَتَمْنَعُ اسْتَهَا، وَاللَّهِ مَا أَرَى فِي أَبِي جِعَارٍ غَدًا مِنْ خَيْرٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ [6] : إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى مَالِي فَاسْتَوْصُوا بِمَنَافَ خَيْرًا. فَذَهَبَ فَكَسَرُوا مَنَافَ وَرَبَطُوهُ مَعَ كَلْبٍ مَيِّتٍ. فَلَمَّا جَاءَ رَأَى مَنَافَ، فَبَعَثَ إِلَى قَوْمِهِ فَجَاءُوهُ فَقَالَ: أَلَسْتُمْ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ؟ قَالُوا: بَلَى، أَنْتَ سَيِّدُنَا، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عرضها   [1] الاستيعاب 2/ 503- 506، الإصابة 2/ 529، 530 رقم 5797. [2] الطبقات الكبرى 2/ 43. [3] مناف من أصنام قريش، قال عنه ابن الكلبي: لا أدري أين كان ولا من نصبه. (الأصنام: 32) وهو في رواية ابن هشام: مناة. [4] زيادة للتوضيح من ابن الملّا. [5] سورة يوسف: الآية الأولى. [6] في ع: له. والتصحيح من ابن الملا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 السّماوات وَالْأَرْضُ» فَقَامَ وَهُوَ أَعْرَجُ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [1] . قَالَ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الرَّجُلُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَرَوَى فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْن أَبِي ثَابِتٍ وَغَيْرِهِمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بَنِي سَلَمَةَ مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَإِنَّا لَنُبَخِّلُهُ. قَالَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ الْجَعْدُ الْأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ [2] . وَقَدْ قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، وَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى أُحُدٍ مَنَعَهُ بَنُوهُ وَقَالُوا: قَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ وَبِكَ عَرَجٌ، فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ. وَقَالَ لِبَنِيهِ: لَا تَمْنَعُوهُ لَعَلَّ اللَّهَ يَرْزُقُهُ الشَّهَادَةَ. فَخَرَجَ وَاسْتُشْهِدَ هُوَ وَابْنُهُ خَلادٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [3] . وَعَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أبي الضّحى، أنّ عمرو ابن الْجَمُوحِ قَالَ لِبَنِيهِ: مَنَعْتُمُونِي الْجَنَّةَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَأَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ. فَكَانَ يَوْمُ أُحُدٍ فِي الرَّعِيلِ الْأَوَّلِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [4] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أُتِيَ ابْنُ عَوْفٍ بِطَعَامٍ فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ- وَكَانَ خَيْرًا مِنِّي- فلم يوجد له إلّا بردة   [1] سيرة ابن هشام، وسير أعلام النبلاء 1/ 253. [2] رجاله ثقات لكنه مرسل. رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 317 من طريق ابن عيينة عن ابن المنكدر عن جابر. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (296) من طريق عبد الله بن أبي الأسود، حدثنا حميد بن الأسود، عن الحجاج الصواف قال: حدثني أبو الزبير قال: حدثنا جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، وذكره. وهذا سند قوي. (سير أعلام النبلاء 1/ 254) . [3] أخرجه ابن هشام، وأخرجه أحمد في مسندة 5/ 299، والذهبي في السير 1/ 254. [4] رجاله ثقات، لكنه منقطع. (سير أعلام النبلاء 1/ 255 حاشية (1) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 يُكَفَّنُ فِيهَا، مَا أَظُنُّنَا إِلَّا قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَبَّابٍ قَالَ: هَاجَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبْتَغِي وَجْهَ اللَّهِ، فَوَجَبَ أَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَنْ ذَهَبَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ، وَكَانَ مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلَّا نَمِرَةٌ، كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الْإِذْخَرِ. وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا [2] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [4] ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قال: كانت امرأة من بني الأنصار مِنْ بَنِي دِينَارٍ قَدْ أُصِيبَ زَوْجُهَا وَأَخُوهَا [وَأَبُوهَا] [5] يَوْمَ أُحُدٍ. فَلَمَّا نُعُوا لَهَا قَالَتْ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: خَيْرًا، يَا أُمَّ فُلَانٍ. فَقَالَتْ: أَرُونِيهِ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ. فَأَشَارُوا لَهَا إِلَيْهِ، حَتَّى إِذَا رَأَتْهُ قَالَتْ: كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعْدَكَ جَلَلٌ، أَيْ هَيِّنٌ [6] . وَيَكُونُ فِي غَيْرِ ذَا بمعنى عظيم.   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة أحد (5/ 121) . [2] يهدبها: يجنيها ويقطفها. (تاج العروس 4/ 382) . [3] صحيح البخاري: كتاب الجنائز، باب إذا لم يجد كفنا إلّا ما يواري رأسه أو قدميه غطّى رأسه (2/ 98) ، وكتاب المغازي، باب غزوة أحد (5/ 121) وباب من قتل من المسلمين يوم أحد (5/ 131) . وصحيح مسلم (940) : كتاب الجنائز: باب في كفن الميت. وانظر: البداية والنهاية 4/ 35. [4] سيرة ابن هشام 3/ 173. [5] ليست في ع، وأثبتناها من السيرة وتاريخ الطبري (2/ 533) وابن كثير (4/ 47) ولعلّه سقط، يدلّ عليه ضمير الجمع في الفعل «نعوا» وعبارة ابن الملا كما في ع وصرف الفعل إلى «نعيا» . [6] قال ابن هشام: «تريد صغيرة» الجلل يكون من القليل ومن الكثير، وهو هنا من القليل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 عَنْ أَبِي بَرْزَةَ [1] أَنَّ جُلَيْبِيبًا [2] كَانَ مِنَ الْأَنْصَارِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ: «زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ» . قَالَ: نَعَمْ وَنِعْمَةُ عَيْنٍ [3] قَالَ: «لَسْتُ أُرِيدُهَا [4] لِنَفْسِي» . قَالَ: فَلِمَنْ؟ قَالَ: «لِجُلَيْبِيبٍ» . قَالَ: أَسْتَأْمِرُ أُمَّهَا. فَأَتَاهَا فأجابت: لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُ ابْنَتَكِ لِجُلَيْبِيبٍ. قَالَتْ: الْجُلَيْبِيبُ؟ لَا لَعَمْرِ اللَّهِ لَا تُزَوِّجْهُ [5] . فَلَمَّا قَامَ أَبُوهَا لِيَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: أَفَتَرُدُّونَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ؟ ادْفَعْنِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ لَنْ يُضَيِّعَنِي. فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شَأْنُكَ بِهَا. فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا، وَدَعَا لَهُمَا. فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَغْزًى لَهُ قَالَ: هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالُوا: نَفْقِدُ فُلَانًا وَنَفْقِدُ فُلَانًا. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ فَنَظَرُوا فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ. قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ. فَوَضَعُوهُ عَلَى ساعديه ثم حفروا له، ما له سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وضعه في قبره [6] .   [1] في ع: أبي بردة. والتصحيح من صحيح مسلم وتهذيب التهذيب (10/ 446) وكما يرد في النصّ صحيحا بعد قليل. [2] جليبيب: بصيغة تصغير جلباب، غير منسوب، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت فيه دمامة، فعرض عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم التزويج فقال: إذن تجدني يا رسول الله كاسدا؟ فقال: إنّك عند الله لست بكاسد. وانظر ترجمته في الإصابة (1/ 242) والاستيعاب في الهامش (1/ 256) وأسد الغابة (1/ 348) . [3] في مسند أحمد 4/ 422 «نعم وكرامة يا رسول الله ونعم عيني» . [4] في طبعة القدسي 197 «أريده» والتصويب من مسند أحمد. [5] هذه العبارة مضطربة في ع، وقد رسمت هكذا «قالت حلقي الجليبيب لا لقمر والله لا زوجه» وواضح أنّها محرّفة عن النّصّ الصحيح الّذي أثبتناه والّذي ورد في الحديث كما رواه الإمام أحمد في مسندة 4/ 422 من طريق عفّان، عن حمّاد بن سلمة، عن أبي برزة الأسلمي. وفيه تقول الأم كالمستنكرة: أجليبيب، إنيه. أجليبيب، إنيه. أجليبيب، إنيه (ثلاثا) إلخ وإنيه، بكسر الألف والنون وسكون الياء بعدها هاء تقال في الإنكار والاستبعاد. قال الزّبيدي في التاج: (هذه اللفظة وردت في حديث جليبيب في مسند أحمد، وفيها اختلاف كثير) ثم تبقى بعد هذا لفظة (حلقي) في أول العبارة، ولعلّها تحريف شديد عن (محنقة) وقد أهملناها. [6] مسند أحمد 4/ 421، و 422، 425. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: فَمَا فِي الْأَنْصَارِ أَنْفَقُ مِنْهَا [1] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ [2] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ [3] ، عَنْ مَسْرُوقٍ: سَأَلْنَا عَبْدَ الله ابن مَسْعُودٍ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً 3: 169 [4] ، قَالَ: أَمَّا أَنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ [5] : أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ رَبَّكَ اطِّلَاعَةً فَقَالَ: سَلُونِي مَا شِئْتُمْ. فَقَالُوا: يَا رَبَّنَا وَمَا نَسْأَلُكَ؟ وَنَحْنُ نَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ فِي أَيِّهَا شِئْنَا: فَلَمَّا رَأَوْا أَنْ لا يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا قَالُوا: نَسْأَلُكَ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا إِلَى أَجْسَادِنَا فِي الدُّنْيَا فَنُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ. فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ إِلَّا هَذَا، تُرِكُوا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ   [1] الضمير عائد إلى زوجة جليبيب، وفي رواية الإمام أحمد 4/ 422 «فما كان في الأنصار أيّم أنفق منهما» وكذلك من أثر دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لها: اللَّهمّ أصبب عليها الخير صبّا، ولا تجعل عيشها كدّا» .. [2] صحيح مسلم (2472) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل جليبيب رضي الله عنه. [3] في ع: فره. والتصحيح من صحيح مسلم، وتهذيب التهذيب (6/ 24) . [4] سورة آل عمران: من الآية 169. [5] في ع فقال لهم. وأثبتنا لفظ مسلم. [6] صحيح مسلم (1887) كتاب الإمارة، باب في بيان أنّ أرواح الشهداء في الجنّة، وأنّهم أحياء عند ربّهم يرزقون وذلك بتقديم وتأخير وألفاظ مختلفة. وانظر: سيرة ابن هشام 3/ 188 والبداية والنهاية 4/ 45، 46. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ وَتَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةً فِي ظِلِّ الْعَرْشِ. فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ، قَالُوا: مَنْ يُبَلِّغْ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ، لِئَلا يَنْكُلُوا عِنْدَ الْحَرْبِ وَلَا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ» ، فَأُنْزِلَتْ: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً 3: 169 [1] . وَقَالَ يُونُسُ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابُ أُحُدٍ: أَمَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابٍ نُحْصِ الْجَبَلَ [2] يَقُولُ: قُتِلْتُ مَعَهُمْ [3] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أبي الخير، عن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ [4] وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ. الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَرَوَى الْعَطَّافُ [6] بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ بِأُحُدٍ. وَرَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى: عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي قبور الشهداء، فإذا أتى   [1] البداية والنهاية 4/ 45. [2] النّحص، أصل الجبل وسفه أو أسفله. قال أبو عبيد: أصحاب النّحص هم قتلى أحد. (تاج العروس 18/ 172) وفي البداية والنهاية 4/ 44 «بحضن الجبل» . [3] أخرجه أحمد في مسندة 3/ 375 بالسند والنص دون قوله: يقول: قتلت معهم. [4] في طبعة القدسي 199 «فرطكم» والتصحيح من البخاري. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب «أحد يحبنا» (5/ 40) . [6] العطّاف: بتشديد الطاء. (تهذيب التهذيب 7/ 221 رقم 409) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 فُرْضَةَ [1] الشِّعْبِ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ. وَكَانَ يَفْعَلُهُ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ بَعْدَهُ ثُمَّ عُثْمَانُ. وَذَكَرَ نَحْوَ هذا الحديث الواقدي في مغازيه بلند سَنَدٍ [2] . وَقَالَ أَبُو حَسَّانَ الزِّيَادِيُّ: وَمَاتَ فِي شَوَّالٍ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ أَحَدُ بَنِي النَّجَّارِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ فِي مَوْضِعِ الْجَبَّانِ [3] . وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ فُعِلَ به ذلك.   [1] في ع: فرصة بالصاد. وفرضة الشعب مشرعته. أو الطريق الشارع إليه. وهي رواية ابن الملا. ورواية الواقدي «تفوه الشعب» بمعنى دخل في أوله. [2] الواقدي: المغازي (1/ 312) . [3] الجبّان: المقبرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 غزوَة حمَراء الأسَد [1] قَالَ ابن إسحاق [2] : فلما كان الغدُ من يوم أُحُد، يعني صبيحةَ وقعةِ أُحُد [3] أذّن مؤذّنُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّاس لطلب العدوّ [4] ، وأذّن مؤذّنه: لا يخرج معنا أحدٌ إلّا أحَدٌ حضر يومَنا بالأمس. وإنّما خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْهِبًا للعدّو [5] ليُبَلغهم أنّه قد خرج في أثرهم وليظنُّوا به قوة. وقال ابن لَهِيعة: ثنا أبو الأسود، عَنْ عُرْوَة [6] قَالَ: قدِم رجلٌ فاستخبره النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أبي سُفيان. فقال: نازلتهم فسمعتهم يتلاومون، يَقْولُ بعضُهم لبعض: لم تصنعوا شيئًا، أصبتم شوكة القوم وحدهم، ثُمَّ تركتموهم ولم تُبيدوهم، وقد بقي منهم رءوس يجمعون لكم. فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه- وبهم أشدّ القَرْح- بطلب العدوّ، وليسمعوا بذلك. قَالَ: لا ينطلقنّ معي إلّا من شهد القتال. فقال عبد الله بن أبيّ: أركب معك؟   [1] هي من المدينة على ثمانية أميال. (طبقات ابن سعد 2/ 49) . [2] سيرة ابن هشام 3/ 173، 174. [3] وذلك يوم الأحد لست عشرة خلت من شوّال. (تاريخ خليفة 73) وفي طبقات ابن سعد 2/ 48: «يوم الأحد لثماني ليال خلون من شوّال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره» . [4] ، (5) في ع: الغزو- للغزو، والتصحيح من مختصر ابن الملّا، وتاريخ الطبري 2/ 534. [6] المغازي لعروة 174. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 قَالَ: لا. فاستجابوا للَّه والرسول عَلَى ما بهم من البلاء. فانطلقوا، فطلبهم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى بلغ حمراءَ الأسَد. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثابت، عَنْ أبي السّائب مولى عائشة بنت عثمان، أنّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بني عبد الأشهل قَالَ: شهدتُ أُحُدًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وأخٌ لي، فرجعنا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالخروج في طلب العدوّ، قلت لأخي وقال لي: تفوتنا غزوةٌ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وو الله ما لنا من دابة نركبها وما منّا إلّا جريح، فخرجنا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكنت أيسر جراحة مِنْهُ، فكان إذا غلب حملته عُقبة [2] ومشى عقبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون [3] . فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انتهى إلى حمراءِ الَأسَد، وهي من المدينة عَلَى ثمانية أميال، فأقام بِهَا ثلاثًا ثُمَّ رجع [4] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ عَائِشَةَ قالت: يا ابن أُخْتِي كَانَ أَبُوكَ [5] تَعْنِي الزُّبَيْرَ- وَأَبَا بَكْرٍ- مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا للَّه وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ. قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أُحُدٍ وَأَصَابَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ، خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا فَقَالَ: مَنْ يَنْتَدِبُ لِهَؤُلَاءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً؟ قَالَ: فَانْتُدِبَ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ فِي سَبْعِينَ خَرَجُوا فِي آثَارِ الْقَوْمِ، فَسَمِعُوا بِهِمْ. وَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ. قَالَ: لَمْ يَلْقَوْا عدوّا. أخرجاه [6] .   [1] سيرة ابن هشام 3/ 174، تاريخ الطبري 2/ 534، 535. [2] العقبة: النوبة. [3] نهاية الأرب للنويري 17/ 127. [4] أي: الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة. (السيرة والطبري) . [5] رواية ابن الملّا: «كان أبوك» وهي هكذا في صحيح مسلم (2418) وفي رواية للبخاريّ. [6] صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب الذين استجابوا للَّه والرسول (5/ 130) ، وصحيح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنَّ مَعْبَدًا الْخُزَاعِيَّ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ. وَكَانَتْ خُزَاعَةُ مُسْلِمُهُمْ وَمُشْرِكُهُمْ عيبة نصح [2] لرسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، صَغْوُهُم [3] مَعَهُ لا يُخْفُونَ عَلَيْهِ شَيْئًا كَانَ بِهَا. وَمَعْبَدٌ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ. فَقَالَ: يا محمد، والله لقد عَزَّ عَلَيْنَا مَا أَصَابَكَ، فِي أَصْحَابِكَ وَلَوَدِدْنَا أَنَّ اللَّهَ عَافَاكَ فِيهِمْ. ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ بِالرَّوْحَاءِ، وَقَدْ أَجْمَعُوا الرَّجْعَةَ وَقَالُوا: أصَبْنَا حَدَّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ وَقَادَتِهِمْ، ثُمَّ نَرْجِعُ قَبْلَ أَنْ نَسْتَأْصِلَهُمْ! لِنَكُونَ عَلَى بَقِيَّتِهِمْ فَلَنَفْرَغَنَّ مِنْهُمْ. فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ مَعْبَدًا قَالَ: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قَدْ خَرَجَ فِي طَلَبِكُمْ فِي جَمْعٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ، يَتَحَرَّقُونَ عَلَيْكُمْ تَحَرُّقًا، قَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُ مَنْ كَانَ تَخَلَّفَ عَنْهُ فِي يَوْمِكُمْ، وَنَدِمُوا عَلَى مَا صَنَعُوا، فِيهِمْ مِنَ الْحَنقِ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَطُّ. قَالَ: وَيْلَكَ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تَرْتَحِلَ حَتَّى تَرَى نَوَاصِيَ الْخَيْلِ. قال: فو الله لَقَدْ أَجْمَعْنَا الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ لِنَسْتَأْصِلَ بَقِيَّتَهُمْ. قَالَ: فَإِنِّي أَنْهَاكَ [4] عَنْ ذَلِكَ، وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلَنِي مَا رَأَيْت عَلَى أَنْ قُلْتُ فِيهِمْ أَبْيَاتًا. قَالَ: وَمَا قُلْتَ؟ قَالَ: كَادَتْ تُهَدُّ [5] مِنَ الأَصْوَاتِ رَاحِلَتِي ... إِذْ سَالَتِ الأَرْضُ بِالْجُرْد الأَبَابِيلِ [6]   [ () ] مسلم (2418) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهم. [1] سيرة ابن هشام 3/ 174. [2] العيبة: ما يجعل فيه الثياب والمتاع. ومن المستعار: هو عيبة فلان إذا كان موضع سرّه. [3] الصّغو: الميل. ومنه أصغى إليه أي مال إليه بسمعه. وتروى في بعض المصادر: صفقتهم معه، أي اتفاقهم. (انظر: سيرة ابن هشام 3/ 174 تاريخ الطبري 2/ 534) . [4] في ع: فأنهى. وأثبتناه عبارة ابن الملا وهي مطابقة لما ورد في ابن هشام 3/ 174 وتاريخ الطبري 2/ 535. [5] في ع: تهدي. والتصحيح من ابن الملا، وهي رواية ابن هشام والطبري، والأغاني. [6] الجرد: جمع أجرد، وهو الفرس القصير الشّعر. والأبابيل: الفرق الكثيرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 تُرْدِي [1] بِأُسْدٍ كِرَامٍ لا تَنَابِلَةٍ [2] ... عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَلا مَيْلٍ [3] مَعَازِيلِ [4] فَظَلْتُ عَدْوًا أَظُنُّ الأَرْضَ مائلة ... لَمَّا سَمَوْا بِرَئِيسٍ غَيْرِ مَخْذُولِ فَقُلْتُ: وَيْلَ ابْنِ حَرْبٍ مِنْ لِقَائِكُمُ ... إِذَا تَغَطْمَطَتِ الْبَطْحَاءُ بِالْجيلِ [5] إِنِّي نَذَرْتُ [6] لأَهْلِ الْبَسْلِ ضَاحِيَةً ... لِكُلِّ ذِي إِرْبَةٍ مِنْهُمْ وَمَعْقُولِ [7] مِنْ جَيْشِ أَحْمَدَ، لاوخش [8] تَنَابِله [9] ... وَلَيْسَ يُوصَفُ مَا أَنْذَرْتُ بِالْقيلِ [10] قَالَ: فَثَنَى ذَلِكَ أَبَا سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ. وَمَرَّ رَكْبٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ. أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: الْمَدِينَةَ، لِنَمْتَارَ. فَقَالَ: أَمَا أَنْتُمْ مُبَلِّغُونَ عَنِّي مُحَمَّدًا رِسَالَةً، وَأُحَمِّلُكُمْ عَلَى إِبِلِكُمْ هَذِهِ زَبِيبًا بِعُكَاظٍ غَدًا إِذَا وَافَيْتُمُوهُ [11] ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: إِذَا جِئْتُمْ مُحَمَّدًا فَأَخْبِرُوهُ أَنَّا قَدْ أَجْمَعْنَا الرَّجْعَةَ إِلَى أَصْحَابِهِ لِنَسْتَأْصِلَهُمْ. فلما مرّ الركب بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِحَمْرَاءِ الأَسَدِ أَخْبَرُوهُ [12] . فَقَالَ هُوَ وَالْمُسْلِمُونَ: حَسْبُنَا الله ونعم الوكيل. فأنزلت   [1] في ع: ترمي. والتصحيح من ابن هشام والطبري. وتردي: أي تسرع. [2] تنابلة: جمع تنبال وتنبالة، وهو القصير. [3] عند الطبري 2/ 536 «خرق» . [4] الميل: جمع أميل، وهو الجبان أو الّذي لا سيف معه. والمعازيل: جمع معزال وهو من لا رمح معه. [5] تغطمطت: اضطربت البطحاء: السهل من الأرض. الجيل: الصّنف من النّاس أو الأمّة. وفي سيرة ابن هشام (بالخيل) . [6] كذا في الأصل، وعند ابن هشام والطبري «نذير» . [7] البسل: الحرام. ورواية الأغاني «السيل» وكلاهما يعني مكة. والإربة: العقل. [8] الوخش: رذالة الناس. [9] عند الطبري «قنابله» . [10] هذا البيت ليس عند ابن هشام. [11] في ع: (وافيتموهم) وأثبتنا عبارة ابن الملا، وعند ابن هشام 3/ 174 «وافيتموها» وكذا عند الطبري. [12] في ع: وعند ابن هشام والطبري: فأخبروه. وأثبتنا عبارة ابن الملا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ 3: 173 [1] الآيَاتِ. وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، كَمَا حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، لَهُ مَقَامٌ يَقُومُهُ كُلَّ جُمُعَةٍ لا يَتْرُكُهُ شَرَفًا لَهُ فِي نَفْسِهِ وَفِي قَوْمِهِ. فَكَانَ إِذَا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَخْطُبُ قَامَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أظْهُرِكُمْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهِ وَأَعَزَّكُمْ بِهِ. فَعَزِّرُوهُ وَانْصُرُوهُ وَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوهُ. ثُمَّ يَجْلِسُ حَتَّى إِذَا صَنَعَ يَوْمَ أُحُدٍ مَا صَنَعَ وَرَجَعَ، قَامَ يَفْعَلُ كَفِعْلِهِ، فَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ ثِيَابَهُ مِنْ نَوَاحِيهِ، وَقَالُوا: اجْلِسْ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، لَسْتَ لِذَلِكَ بِأَهْلٍ، وَقَدْ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ، فَخَرَجَ يتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي قُلْتُ بُجْرًا [3] أَنْ قُمْتُ أَشُدُّ أَمْرَهُ: فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِبَابِ المسجد فقال: مالك؟ وَيْلَكَ! قَالَ: قُمْتُ أَشُدُّ أَمْرَهُ فَوَثَبَ عَلَيَّ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَجْبِذُونَنِي [4] وَيُعَنِّفُونَنِي، لَكَأَنَّمَا قُلْتُ بُجْرًا [5] . قَالَ: وَيْلَكَ ارْجِعْ يَسْتَغْفِرْ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْغِي [6] أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَثنا سعيد بن محمد ابن أَبِي زَيْدٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن سعيد، قالوا: كان سويد بن   [1] سورة آل عمران: من الآية 173. [2] سيرة ابن هشام 3/ 175. [3] في طبعة القدسي 205 «هجرا» والتصحيح من سيرة ابن هشام 3/ 175 قال السهيليّ في الروض الأنف 3/ 181: البجر: الأمر العظيم، والبجاري: الدواهي. انظر تاج العروس 10/ 106. [4] يجبذونني: يجذبونني. [5] انظر الحاشية الأسبق. [6] في السيرة «ابتغي» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 الصَّامِتِ قَدْ قَتَلَ زِيَادًا، فَقَتَلَهُ الْمُجَذَّرُ بْنُ زِيَادٍ، فَهَيَّجَ بِقَتْلِهِ وَقْعَةَ بُعَاثٍ [1] . فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَسْلَمَ المجذّر، والحارث بن سويد بن الصّامت، فشهدا بَدْرًا. فَجَعَلَ الْحَارِثُ يَطْلُبُ مُجَذَّرًا لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيهِ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَقَتَلَهُ. فَلَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَمْرَاءِ الأَسَدِ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ قَتَلَ مجذَّرًا. فَرَكِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُبَاءَ، فَأَتَاهُ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ فِي مِلْحَفَةٍ مُوَرَّسَةٍ. فَلَمَّا رآه دعا عويم بن ساعدة [2] وقال: اضرب عنق الحارث بمجذّر ابن ذياد. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُهُ رُجُوعًا عَنِ الإِسْلامِ وَلَكِنْ حَمِيَةٌ، وَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأُخْرِجُ دِيَتَهُ وَأَصُومُ وَأَعْتِقُ. وَجَعَلَ يَتَمَسَّكُ بِرِكَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنْ فَرَغَ مِنْ كَلامِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدِّمْهُ يَا عُوَيْمُ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ. فَضَرَبَ عنقه على باب المسجد.   [1] بعاث: موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية. [2] بدريّ كبير شهد العقبتين. توفي في خلافة عمر بن الخطاب وهو ابن 65 سنة. انظر: مسند أحمد 3/ 422، الطبقات لابن سعد 3/ 2/ 30، التاريخ الصغير 1/ 44 و 74، مشاهير علماء الأمصار، رقم 107، حلية الأولياء 2/ 11 الاستيعاب 9/ 95، أسد الغابة 4/ 315، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 41، تهذيب الكمال 2/ 1068 سير أعلام النبلاء 1/ 503 الإصابة 3/ 181. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 السَّنة الرابعَة «سريّة أبي سلمَة إلى قطن في أوّلها» قَالَ الْوَاقِدِيُّ [1] : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْيَرْبُوعِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ، وَغَيْرِهِ قَالُوا: شَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ أُحُدًا، وَكَانَ نَازِلًا فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ بِالْعَالِيَةِ، حَتَّى تَحَوَّلَ مِنْ قُبَاءَ فَجُرِحَ بِأُحُدٍ، وَأَقَامَ شَهْرًا يُدَاوِي جُرْحَهُ. فَلَمَّا كَانَ هِلالُ الْمُحَرَّمِ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: اخْرُجْ فِي هَذِهِ السَّرِيَّةِ فَقَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَيْهَا: وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَقَالَ: سِرْ حَتَّى تَأْتِيَ أَرْضَ بَنِي أَسَدٍ فَأَغِرْ عَلَيْهِمْ. وَكَانَ مَعَهُ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ، فَسَارُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى أَدْنَى قَطَن- مَاء مِنْ مِيَاهِهِمْ [2] ، فَيَجِدُونَ سَرْحًا لِبَنِي أَسَدٍ، فَأَغَارُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا مَمَالِيكَ ثَلاثَةً، وَأَفْلَتَ سَائِرُهُمْ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَغَابَ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً [3] . قَالَ عَمْرو بن عثمان: فحدّثني عبد الملك بن عمير [4] ، قال: لما   [1] المغازي 1/ 340. [2] يعني من مياه بني أسد. وقطن: ماء، ويقال جبل من أرض بني أسد بناحية فيد (ياقوت) . [3] انظر الطبقات الكبرى 2/ 50 وعيون الأثر 2/ 38، 39. [4] في ع: عبيد. والتصحيح من تهذيب التهذيب (6/ 411) ومغازي الواقدي (1/ 343) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 دخل أبو سلمة المدينة انتقض جُرْحُه، فمات لثلاث بقين من جُمَادى الآخرة [1] . غزوة الرَّجيع [2] وهي في صفر من السّنة الرابعة، فيما ورَّخه الواقدي [3] . وقال: هي عَلَى سبعة أميال من عُسْفان. فحدثني موسى بن يعقوب، عَنْ أبي الأسود قَالَ: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابَ الرَّجيع عيونًا إلى مكة ليُخْبِروه [4] . قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ الأَنْصَارِيَّ، فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَّاة، بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو لِحْيَانَ، فَنَفَرُوا لَهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ. فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ التَّمْرَ، فَقَالُوا، نَوَى يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ. فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ [5] فَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ، فَقَالُوا لَهُمُ: انْزِلُوا- فَأَعْطُوا بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا. قال عاصم: أما أنا فو الله لا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ مُشْرِكٍ، اللَّهمّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ. فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سبعة   [1] المغازي للواقدي 1/ 340. [2] الرجيع: ماء لهذيل قرب الهداة أو الهدة، قيل بين عسفان ومكة، وقيل بين مكة والطائف. [3] المغازي 354. [4] المغازي لعروة 175. [5] في ع: قردد. تصحيف، والتصحيح من صحيح البخاري. والفدفد: الأرض المرتفعة ذات الحصى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 مِنْ أَصْحَابِهِ، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلاثَةٌ عَلَى الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ: خُبَيْبٌ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ [1] ، وَآخَرُ. فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قُسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا. فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللَّهِ لا أَصْحَبُكُمْ إِنَّ لِي بِهَؤُلاءِ أُسْوةٌ. يُرِيدُ الْقَتْلَى. فَجَرُّوهُ وَعَالَجُوهُ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَقَتَلُوهُ، وانطلقوا بخبيب، وزيد، حتى باعوهما بِمَكَّةَ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ. فَابْتَاعَ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ خُبَيْبًا. وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ يَوْمَ بَدْرٍ. فَلَبِثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى أَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ مُوسَى يُسْتَحَدُّ بِهَا لِلْقَتْلِ فَأَعَارَتْهُ. فَدَرَجَ بُنَيٌّ لَهَا وَهِيَ غَافِلَةٌ حَتَّى أَتَاهُ، فَوَجَدَتْهُ مُجْلِسَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ، فَفَزِعَتْ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، والله لقد وجدته يكل قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ بِالْحَدِيدِ وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ خُبَيْبًا. فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ قَالَ لَهُمْ: دَعُونِي أَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: والله لولا أن تحسبوا أنّ ما بِي جَزَعٌ مِنَ الْقَتْلِ لَزِدْتُ، اللَّهمّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا [2] ، وَقَالَ: فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أيّ جنب كَانَ فِي اللَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الإله، وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو مُمَزَّعِ [3] ثُمَّ قَامَ أَبُو سِرْوَعَةَ عُقْبَةُ بْنُ الحارث فقتله.   [1] الدّثنة: ضبط في المواهب اللدنية: بفتح الدال وكسر الثاء مع فتح النون، المشدّدة، وزاد البرهان: وقد تسكّن الثاء، وضبط صاحب القاموس بكسر الثاء مع فتح النون المخفّفة. [2] انظر سيرة ابن هشام 3/ 226، المغازي لعروة 175- 177، عيون الأثر 2/ 40، 41. [3] البيتان في عيون الأثر 2/ 41 والبداية والنهاية 4/ 63، وانظر: سيرة ابن هشام 3/ 227، ونهاية الأرب للنويري 17/ 136، 137 والمغازي لعروة 177. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا، الصَّلاةَ. وَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِعَاصِمٍ يَوْمَ أُصِيبَ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا خَبَرَهُمْ. وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ لِيَأْتُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ يُعْرَفُ، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ [1] ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ وَأَصْحَابَهُ عَيْنًا لَهُ، فَسَلَكُوا النَّجْدِيَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالرَّجِيعِ، فَذَكَرُوا الْقِصَّةَ [3] . قَالَ مُوسَى: وَيُقَالُ: كَانَ أَصْحَابُ الرَّجِيعِ سِتَّةً مِنْهُمْ: عَاصِمٌ، وَخُبَيْبٌ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَارِقٍ- حَلِيفٌ لِبَنِي ظَفَر- وَخَالِدُ بْنُ الْبُكَيْرِ اللَّيْثِيّ، وَمَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ، حَلِيفُ حَمْزَةَ. وَسَاقَ حَدِيثَهُمْ [4] . وَقَالَ يُونُسُ، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمر بْنِ قَتَادَةَ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ عَضَلٍ وَالْقَارَةِ [5] قدموا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ أُحُدٍ فَقَالُوا: إِنَّ فِينَا إِسْلامًا، فَابْعَثْ مَعَنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِكَ لِيُفَقِّهُونَا فِي الدِّينِ وَيُقْرِئُونَا الْقُرْآنَ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ خُبَيْبُ بْنُ عديّ [6] .   [1] الدّبر: جماعة النّحل. ويقال: الزنابير ونحوهما مما سلاحها في أدبارها. (تاج العروس 11/ 253) . [2] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الرّجيع إلخ. (5/ 40، 41) . [3] المغازي لعروة 175، مجمع الزوائد للهيثمي 6/ 199، فتح الباري 7/ 384. [4] سيرة ابن هشام 3/ 224، المغازي للواقدي 1/ 354، 355. [5] عضل والقارة، حيّان من الهون بن خزيمة بن مدركة. [6] سيرة ابن هشام 3/ 224. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: بَعَثَ مَعَهُمْ سِتَّةً، أَمَّرَ عَلَيْهِمْ مَرْثَدَ بْنَ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ، [1] وَسَمَّاهُمْ كَمَا قَالَ مُوسَى. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَخَرَجُوا مَعَ الْقَوْمِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا عَلَى الرَّجِيعِ- مَاءٌ لِهُذَيْلٍ بِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ عَلَى صُدُورِ الْهدأة [2]-، غَدَرُوا بِهِمْ. فَاسْتَصْرَخُوا عَلَيْهِمْ هُذَيْلًا، فَلَمْ يَرُع الْقَوْمَ وَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ إِلا الرِّجَالُ بِأَيْدِيهِمُ السُّيُوفُ، فَأَخَذُوا أَسْيَافَهُمْ لِيُقَاتِلُوهُمْ، فَقَالُوا لَهُمْ: مَا نُرِيدُ قَتْلَكُمْ وَلَكِنَّا نُرِيدُ أَنْ نُصِيبَ بِكُمْ شَيْئًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَلَكُمْ عَلَيْنَا عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ أَنْ لا نَقْتُلَكُمْ. فَأَمَّا مَرْثَدٌ، وَعَاصِمٌ، وَابْنُ الْبُكَيْرٍ فَقَالُوا: وَاللَّهِ لا نَقْبَلُ مِنْ مُشْرِكٍ عَهْدًا وَلا عَقْدًا أَبَدًا. وَأَرَادَتْ هُذَيْلٌ أَخْذَ رَأْسِ عَاصِمٍ لِيَبِيعُوهُ مِنْ سُلَافَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، وَكَانَتْ قَدْ نَذَرَتْ حِينَ أَصَابَ ابْنَيْهَا يَوْمَ أُحُدٍ، لَئِنْ قَدَرَتْ عَلَى عَاصِمٍ لَتَشْرَبَنَّ فِي قِحْفِهِ الْخَمْرَ، فَمَنَعَتْهُ الدَّبْرُ، فَانْتَظَرُوا ذِهَابَهَا عَنْهُ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ الْوَادِيَ فَحَمَلَ عَاصِمًا فَذَهَبَ بِهِ [3] . وَقَدْ كَانَ عَاصِمٌ أَعْطَى اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا يَمَسَّهُ مُشْرِكٌ وَلا يَمَسَّ مُشْرِكًا أَبَدًا تَنَجُّسًا. وَأَسَرُوا خُبَيْبًا، وَابْنَ الدَّثِنَةِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَارِقٍ، ثُمَّ مَضَوْا بِهِمْ إِلَى مَكَّةَ لِيَبِيعُوهُمْ. حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالظَّهْرَانِ انتزاع [4] عَبْدُ اللَّهِ يَدَهُ مِنَ الْقِرَانِ [5] ثُمَّ أَخَذَ سَيْفَهُ وَاسْتَأْخَرَ عَنِ الْقَوْمِ، فَرَمَوْهُ [6] بِالْحِجَارَةِ حَتَّى قتلوه، فقبره بالظّهران [7] .   [1] سيرة ابن هشام 3/ 224. [2] في ع: الهدء، وانظر ما تقدّم. [3] سيرة ابن هشام 3/ 224، 225، الأغاني 4/ 225- 227. [4] في ع: أن تزع. والتصحيح من سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري (2/ 539) وابن الملّا. [5] في ع: القراب. والتصحيح من سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري. وعبارة ابن الملّا: الوثاق. [6] في ع: فرموا. والتصحيح من سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري. [7] سيرة ابن هشام 3/ 225، تاريخ الطبري 2/ 539. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 وقال البكّائيّ، عَنِ ابن إسحاق [1] ، حدّثني يحيى، عَنْ أبيه عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبير، عَنْ عُقْبَةَ بن الحارث، سَمِعْتُهُ يَقْولُ: ما أنا والله قتلتُ خُبَيْبًا، لأنا كنتُ أصغر من ذَلِكَ، ولكن أبا مَيسْرة أخا بني عبد الدّار أخذ الحرْبَةَ فجعلها في يدي، ثُمَّ أخذ بيدي وبالحربة، ثُمَّ طعنه بِهَا حتى قتله. ثُمَّ ذكر ابن إسحاق أنّ خبيبًا قَالَ: لقد جَمَّع الأحزابُ حولي وألَّبُوا ... قبائلَهم واستجمعوا كلّ مجمَّعِ فكلّهم [2] مُبْدِي العداوةَ جاهدٌ [3] ... عليَّ لأنّي في وثاق مضيعِ [4] وقد جمعوا [5] أبناءَهم ونساءَهم ... وقُرِّبَتْ من جذعٍ طويلٍ مُمَنَّعِ إلى الله أشكو غُرْبَتي ثُمَّ كُرْبَتي ... وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي فذا العرش صبّرني [6] على ما يرادني [7] ... فقد بضّعوا لحمي وقد ياس [8] مطمعي وذلك في ذاتِ الِإلهِ وإنْ يشأْ ... يُبارِكْ عَلَى أَوْصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ وقد خيّروني الكفَر والموتُ دُونه ... وقد هملتْ عَيْناي من غير مَجْزَع [9] وما بي حِذارُ الموتِ، إنّي لميّت ... ولكن حذاري جحم نار ببلقع [10]   [1] سيرة ابن هشام 3/ 226، تاريخ خليفة 75. [2] في سيرة ابن هشام، ونهاية الأرب 17/ 136 «وكلّهم» . [3] في نهاية الأرب «جاهدا» . [4] في السيرة «بمصيع» وفي نهاية الأرب «بمضيع» . [5] وفي نهاية الأرب «قرّبوا» . [6] في ع: صبري. والتصحيح من ابن الملا وابن هشام والنويري. [7] في نهاية الأرب «على ما أصابني» . [8] لغة في (يئس) . وفي نهاية الأرب «ضلّ» وفي المغازي لعروة «بان» . [9] البيت في نهاية الأرب: وقد عرّضوا بالكفر والموت دونه ... وقد ذرفت عيناي من غير مدمع [10] في نهاية الأرب: ولكن حذاري حرّ نار تلفع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 وو الله ما أرجو إذا متُّ مسلِمًا ... عَلَى أيّ جنبٍ كان في الله مَصْرَعي [1] فلست بمُبدٍ للعدوّ تَخَشُّعًا ... ولا جَزَعًا إنّي إلى الله مرجعي وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ عَيْنًا، قَالَ: فَجِئْتُ إِلَى خَشَبَةِ خُبَيْبٍ فَرَقِيتُ فِيهَا وَأَنَا أَتَخَوَّفُ الْعُيُونَ، فَأَطْلَقْتُهُ فَوَقَعَ بِالأَرْضِ، ثُمَّ اقْتَحَمْتُ فَانْتَبَذْتُ قَلِيلًا، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ خُبَيْبًا، فَكَأَنَّمَا ابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ. زَادَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ: فَلَمْ يُذْكَرْ لِخُبَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رِمَّةٌ حَتَّى السَّاعَةِ [2] . غزوة بئر مَعُوَنة [3] قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحاب بئر مَعُوَنة [4] في صفر، عَلَى رأس أربعةِ أشهرٍ من أحد [5] .   [1] يرد هذا البيت بألفاظ مختلفة راجع: المغازي لعروة 177 ونهاية الأرب 17/ 177 والمواهب اللدنية. [2] تاريخ الطبري 2/ 541، 542، الأغاني 4/ 228، 229. [3] انظر عنها: المغازي لعروة 178- 181، سيرة ابن هشام 3/ 230- 232، المغازي للواقدي 1/ 346 وما بعدها، الطبقات الكبرى 2/ 51- 54، تاريخ خليفة 76 تاريخ الطبري 2/ 545- 550، الروض الأنف 3/ 238، صحيح البخاري، كتاب المغازي، نهاية الأرب 17/ 130، عيون التواريخ 1/ 184، عيون الأثر 2/ 43 وما بعدها، البداية والنهاية 4/ 71- 74. [4] بئر معونة: قيل بين أرض بني عامر وحرّة بني سليم، وقيل بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة، وقيل ماء لبني عامر بن صعصعة، وقيل في أرض بني سليم وأرض بني كلاب وعندها كانت قصة الرجيع. (معجم البلدان 1/ 302) . [5] سيرة ابن هشام 3/ 230. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن عبد الله ابن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَرِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ الَّذِي يُدْعَى «مُلاعِبَ الأَسِنَّةِ» قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُشْرِكٌ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإِسْلامَ. فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، وَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً. فَقَالَ: إِنِّي لا أَقْبَلُ هَدِيَّةَ مُشْرِكٍ. فَقَالَ: ابْعَثْ مَعِي مَنْ شِئْتَ مِنْ رُسُلِكَ، فَأَنَا لَهُمْ جَارٌ. فَبَعَثَ رَهْطًا، فِيهِمُ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «أَعْنَقَ لِيَمُوتَ» [1] ، بَعَثَهُ عَيْنًا لَهُ في أهل نجد. فسمع بهم عَامِر بْن الطُّفَيْلِ، فَاسْتَنْفَرَ بَنِي عَامِرٍ، فَأَبَوْا أَنْ يُطِيعُوهُ. فَاسْتَنْفَرَ بَنِي سُلَيْمٍ فَنَفَرُوا مَعَهُ. فَقَتَلُوهُمْ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، غَيْرَ عَمْرِو بْنِ أُمَّيَةَ الضَّمْرِيِّ، فَإِنَّهُ أَطْلَقَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ. فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : حَدَّثَنِي وَالِدِي، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الحارث بْن هشام، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَغَيْرِهِمَا، قَالُوا: قَدِمَ أَبُو الْبَرَاءِ عَامِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ، مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يَبْعُدْ مِنَ الإِسْلامِ. وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لَوْ بَعَثْتَ مَعِي رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَى أَهْلِ نَجْدٍ يَدْعُونَهُمْ إِلَى أَمْرِكَ رَجَوْتُ أَنْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ. قَالَ: أَخْشَى عَلَيْهِمْ أَهْلَ نجد. قال أبو البراء: أنار لَهُمْ جَارٌ. فَبَعَثَ الْمُنْذَرَ بْنَ عَمْرٍو فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فِيهِمُ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّة، وَحَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ، أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، وَعُرْوَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ، وَنَافِعُ [3] بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، فِي خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، فَسَارُوا حَتَّى بلغوا بئر معونة، بين أرض بني عامر وحرّة بني   [1] أعنق ليموت، أو المعنق ليموت: أي المسرع، سمى بذلك لإسراعه إلى الشهادة. [2] سيرة ابن هشام 3/ 230، 231، تاريخ الطبري 2/ 546، 547. [3] في طبعة القدسي 213 «رافع» والتصحيح من تاريخ الطبري 2/ 546، والإصابة 3/ 543 وهو «نافع بن بديل بن ورقاء» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 سُلَيْمٍ. ثُمَّ بَعَثُوا حَرَامَ بْنَ مِلْحَانَ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ، فَلَمْ يَنْظُرْ فِي الْكِتَابِ حَتَّى قَتَلَ الرَّجُلُ. ثُمَّ اسْتَصْرَخَ بَنِي سُلَيْمٍ فَأَجَابُوهُ وَأَحَاطُوا الْقَوْمَ، فَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى اسْتُشْهِدُوا كُلُّهُمْ إِلا كَعْبَ بْنَ زَيْدٍ، مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، تَرَكُوهُ وَبِهِ رَمَقٌ فَارتُثَّ [1] مِنْ بَيْنِ الْقَتْلَى، فَعَاشَ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ. وَكَانَ فِي سَرْح الْقَوْمِ عَمْرو بْن أُمَيَّةَ وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ [2] ، فَلَمْ يُخْبِرْهُمَا بِمُصَابِ الْقَوْمِ إِلَّا الطَّيْرُ تَحُومُ عَلَى الْعَسْكَرِ، فَقَالا: وَاللَّهِ إِنَّ لِهَذِهِ الطَّيْرِ لَشَأْنًا، [فَأَقْبَلا] [3] لِيَنْظُرَا، فَإِذَا الْقَوْمُ فِي دِمَائِهِمْ وَإِذَا الْخَيْلُ الَّتِي أَصَابَتْهُمْ وَاقِفَةٌ. فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ لِعَمْرٍو: مَاذَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فَنُخْبِرهُ الْخَبَرَ. فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: لَكِنِّي لَمْ أَكُنْ لأَرْغَبَ بِنَفْسِي عَنْ مَوْطِنٍ قُتِلَ فِيهِ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو، وَمَا كُنْتُ لأُخْبِرَ عَنْهُ الرِّجَالَ. وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَأَسَرُوا عُمَرًا. فَلَمَّا أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ مِنْ مُضَرَ أَطْلَقَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وجزّ نَاصِيَتَهُ [4] وَأَعْتَقَهُ. فَلَمَّا كَانَ بِالْقَرْقَرَةِ [5] أَقْبَلَ رَجُلانِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ حَتَّى نَزَلَا فِي ظِلٍّ هُوَ فِيهِ، وَكَانَ مَعَهُمَا عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجوارٌ لَمْ يَعْلَمْ بِهِ عَمْرٌو. حَتَّى إِذَا نَامَا عَدَا عَلَيْهِمَا فَقَتَلَهُمَا. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ [فَقَالَ] [6] : قَدْ قَتَلْتَ قَتِيلَيْنِ، لأَدِيَنَّهُمَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا عَمَلُ أَبِي بَرَاءٍ، قَدْ كُنْتُ لِهَذَا كَارِهًا مُتَخَوِّفًا. فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا الْبَرَاءِ فَشُقَّ عَلَيْهِ إِخْفَارُ عَامِرٍ إيّاه [7] ،   [1] ارتثّ: حمل من المعركة جريحا وبه رمق. [2] قال ابن هشام هو أحد بني عمرو بن عوف. [3] بياض في ع والتكملة من ابن هشام 3/ 231. [4] المغازي لعروة 179، 180. [5] القرقرة: هي قرقرة الكدر، أو قرارة الكدر، وقد تقدّم التعريف بها. [6] إضافة على الأصل لضرورة السياق فالقول للرسول صلّى الله عليه وسلّم، انظر: السيرة 3/ 231، وابن سعد 2/ 53. [7] عبارة فشقّ عليه إخفار عامر أبا براء. وقد أثبتنا عبارة ابن الملّا وهي مطابقة لنصّ ابن هشام 3/ 231، 232. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 فَحَمَلَ رَبِيعَةَ وَلَد أَبِي بَرَاءٍ عَلَى عَامِرِ بن الطّفيل فطعنه فِي فَخِذِهِ فَأَشْوَاهُ فَوَقَعَ مِنْ فَرَسِهِ وَقَالَ: هَذَا عَمَلُ أَبِي بَرَاءٍ، إِنْ مِتُّ فَدَمِي لِعَمِّي فَلا يُتْبَعَنَّ بِهِ، وَإِنْ أَعِشْ فَسَأَرَى رَأْيِي [1] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: ارتُثَّ فِي الْقَتْلَى كَعْب بْن زَيْدٍ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَاسًا جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَنَا الْقُرْآنَ، وَالسُّنَّةَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ سَبْعِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُمْ الْقُرَّاءُ، وَفِيهِمْ خَالِي حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ وَيَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَتَحَطَّبُونَ فَيَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ، فَبَعَثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَتَعَرَّضُوا لَهُمْ فَقَتَلُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغُوا الْمَكَانَ. قَالُوا: اللَّهمّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّكَ أَنْ قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِيتَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْكَ. قَالَ: وَأَتَى رَجُلٌ خَالِي مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ بِالرُّمْحِ حَتَّى أَنْفَذَهُ، فَقَالَ حَرَامٌ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا وَقَالُوا: اللَّهمّ أَبْلِغْ عَنَّا نَبِيَّكَ أَنْ قَدْ لَقِينَاكَ فرضيناك عَنْكَ وَرَضِيتَ عَنَّا. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ هَمَّامٌ وَغَيْرُهُ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: حَدَّثَنِي أَنَسٌ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالَهُ حَرَامًا فِي سَبْعِينَ رَجُلا فَقُتِلُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعْونَةَ. وَكَانَ رَئِيسُ الْمُشْرِكِينَ عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:   [1] سيرة ابن هشام 3/ 232 وانظر المغازي لعروة 180، ومجمع الزوائد للهيثمي، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق. [2] صحيح مسلم (1902) : كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنّة للشهيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 أُخَيِّرُكَ بَيْنَ ثَلاثِ خِصَالٍ: أَنْ يَكُونَ لَكَ أَهْلُ السَّهْلِ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ، أَوْ أَكُونَ خَلِيفَتَكَ مِنْ بَعْدِكَ، أَوْ أَغْزُوَكَ [1] بِغَطَفَانَ بِأَلْفِ أَشْقَرَ وَأَلْفِ شَقْرَاءَ، قَالَ: فَطُعِنَ [2] فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي فُلانٍ، فَقَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ [3] فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي فُلانٍ ائْتُونِي بِفَرَسِي، فَرَكِبَهُ، فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ. وَانْطَلَقَ حَرَامٌ وَرَجُلانِ مَعَهُ أَحَدُهُمَا أَعْرَجُ فَقَالَ: كُونَا قَرِيبًا مِنِّي حَتَّى آتِيَهُمْ فَإِنْ آمَنُونِي كُنْتُ كُفْوًا، وَإِنْ قَتَلُونِي أَتَيْتُمْ أَصحَابَكُمْ. فَأَتَاهُمْ حَرَامٌ فَقَالَ: أَتُؤَمِّنُونِي أُبلِّغُكُمْ رِسَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ، وَأَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ فَأَتَاهُ مَنْ خَلْفَهُ فَطَعَنَهُ. قَالَ هَمَّامٌ، وَأَحْسَبُهُ قَالَ: فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قَالَ: وَقُتِلَ كُلُّهُمْ إِلا الأَعْرَجَ، كَانَ فِي رَأْسِ الْجَبَلِ. قَالَ أَنَسٌ: أُنْزِلَ عَلَيْنَا، ثُمَّ كَانَ مِنَ الْمَنْسُوخِ، «إِنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَيْنَاهُ» . فَدَعا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ صَبَاحًا عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَعُصَيَّةً عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَقَالَ: ثَلَاثِينَ صَبَاحًا، وَهُوَ الصَّحِيحُ [4] . وَرَوَى نَحْوَهُ قَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ أَنَسٍ. وَبَعْضُهُمْ يَخْتَصِرُ الْحَدِيثَ. قَالَ سليمان بن المُغيرة، عَنْ ثابت قَالَ: كتب أَنَس في أهله كتابًا فقال: اشهدوا معاشرَ القرّاء. فكأنّي كرهت ذَلِكَ، فقلت: لو سمّيتهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، فقال: وما بأس أن أقول لكم معاشرَ القُرّاء، أفلا أحدّثكم عَنْ إخوانكم الذين كنّا ندعوهم عَلَى عَهْدِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم القرّاء؟   [1] في ع: عذول، تصحيف تصحيحه من صحيح البخاري 5/ 42. [2] طعن: أصابه الطاعون. [3] البكر: الفتى من الإبل. وغدّة البكر أي الطّاعون الّذي يصيبه. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع 5/ 42، 43 وانظر المغازي لعروة 181. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 قَالَ: فذكر أنس سبعين من الأنصار كانوا إذا جهنّم الليل أوَوْا إلى معلم بالمدينة فيبيتون يدرسون، فإذا أصبحوا فمَنْ كانت عنده قوة أصاب من الحَطَب واستعذب من الماء، ومن كانت عنده سَعَةٌ أصابوا الشَّاة فأصلحوها. فكان معلّقًا بحجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا أصيب خُبَيْب، بَعَثَهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فيهم خالي حرام. فأتوا عَلَى حيٍّ من بني سُلَيْم، فقال حَرام لأميرهم: دعني، فلا خير [في] هَؤلاءِ. إنّا لَيْسَ إيّاهم نريد فيخلّون وجوهنَا. فأتاهم فقال ذَلِكَ، فاستقبله رجل منهم برُمْحٍ فأنفذه به. قَالَ: فلما وجد حَرام مسّ الرمح قَالَ: الله أكبر فزتُ وربِّ الكعبة. قَالَ: فانطووا عليهم فما بقي منهم مُخْبِر. قَالَ: فما رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد على شيء وجده عليهم. فقال أنس: لقد رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلّما صلّى الغداةَ رفع يديه يدعو عليهم: فلما كان بعد ذَلِكَ، إذا أبو طلحة يَقْولُ: هل لك في قاتلِ حَرام؟ قلت: ما له، فعل الله به وفعل. فقال: لا تفعل، فقد أسلم. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ غُلامًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ بْنِ سَخْبَرَةَ، أَخِي [1] عَائِشَةَ لأُمِّهَا، وَكَانَتْ لأَبِي بَكْرٍ مِنْحَةٌ [2] ، فَكَانَ يَغْدُو بِهَا وَيَرُوحُ، وَيُصْبِحُ فَيَدَّلِجُ إِلَيْهِمَا ثُمَّ يَسْرَحُ فَلا يَفْطُنُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الرِّعَاءِ. ثُمَّ خَرَجَ مَعَهُمَا يُعْقِبَانِهِ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ مَعَهُمَا. فَقُتِلَ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ. فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ: مَنْ هَذَا؟ وَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ. قَالَ: هذا عامر ابن فُهَيْرَةَ. فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ مَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى أَنِّي لأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ البخاري [3] .   [1] في صحيح البخاري 5/ 43 «أخو» . [2] المنحة: النّاقة يدرّ منها اللبن. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع 5/ 43، 44. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يُحَرِّضُ بَنِي أَبِي الْبَرَاءِ عَلَى عَامِرِ [بْنِ] الطُّفَيْلِ: بَنِي أُمِّ الْبَنِينَ أَلَمْ يَرُعْكُمْ ... وَأَنْتُمْ مِنْ ذَوَائبِ أَهْلِ نَجْدِ تَهَكُّمُ عَامِرٌ بِأَبِي بَرَاءٍ ... لِيُخْفِرَهُ، وَمَا خَطَأٌ كَعَمْدِ أَلا أَبْلِغْ رَبِيعَةَ ذَا الْمَسَاعِي ... فَمَا أَحْدَثْتَ فِي الْحَدَثَانِ بَعْدِي أَبُوكَ أَبُو الْحُرُوبِ أَبُو بَرَاءٍ ... وَخَالُكَ ماجد حكم بن سعد [1]   [1] ديوانه: ص 107 باختلاف في بعض الألفاظ وفي ترتيب الأبيات، وانظر: سيرة ابن هشام 3/ 232، وتاريخ الطبري 2/ 548. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 ذَكَرَ الخلاف فِي غَزْوَةِ بَنِي النَّضِيرِ وَقَدْ تَقَدَّمَتْ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ ذَهَبَ الزُّهْرِيُّ إِلَى أَنَّهَا كَانَتْ قَبْلَ أُحُدٍ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: كَانَتْ بَعْدَ أُحُدٍ، وَبَعْدَ بِئْرِ مَعُونَةَ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْبُنِّ، أنا جَدِّي، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْمِصِّيصِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي العقب، أنا أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بْنُ عَائِذٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إلى بني النضير يستعينهم في عقل [1] الكلابيين. قَالُوا: اجْلِسْ أَبَا الْقَاسِمِ، حَتَّى تَطْعَمَ وَتَرْجِعَ بِحَاجَتِكَ. ثُمَّ سَاقَ الْحَدِيثَ كُلَّهُ وَتَقَدَّمَ ذِكُرُهُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا خَرَجَتْ بَنُو النَّضِيرِ أَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ سُعْدَى فَأَطَافَ بِمَنَازِلِهِمْ، فَرَأَى خَرَابَهَا، وفكّر ثم   [1] العقل: الدّية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 رَجَعَ إِلَى قُرَيْظَةَ فَيَجِدُهُمْ فِي الْكَنِيسَةِ فَيَنْفُخُ فِي بُوقِهِمْ، فَاجْتَمَعُوا. فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَاطَا: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَيْنَ كُنْتَ مُنْذُ الْيَوْمِ، وَكَانَ لا يُفَارِقُ الْكَنِيسَةَ وَكَانَ يَتَأَلَّهُ فِي الْيَهُودِيَّةِ، قَالَ: رَأَيْتُ الْيَوْمَ عِبَرًا قَدْ عَبَرْنَا بِهَا، رَأَيْتُ مَنَازِلَ إِخْوَانِنَا خَالِيَةً بَعْدَ ذَلِكَ الْعِزِّ وَالْجَلَدِ وَالشَّرَفِ الْفَاضِلِ وَالْعَقْلِ الْبَارِعِ، قَدْ تَرَكُوا أَمْوَالَهُمْ وَمَلَكَهَا غَيْرُهُمْ وَخَرَجُوا خُرُوجَ ذُلٍّ. وَلا وَالتَّوْرَاةِ مَا سُلِّطَ هَذَا عَلَى قَوْمٍ قَطُّ للَّه [1] بِهِمْ حَاجَةٌ. فَقَدْ أَوْقَعَ قَبْلَ ذلك بابن الأشرف ذِي عِزِّهِمْ؟ بَيْتُهُ فِي بَيْتِهِ آمِنًا، وَأَوْقَعَ بِابْنِ سُنَيْنَةَ سَيِّدِهِمْ، وَأَوْقَعَ بِبَنِي [2] قَيْنُقَاعَ فَأَجْلاهُمْ وَهُمْ جَدُّ يَهُودَ، وَكَانُوا أَهْلَ عِدَّةٍ وَسِلاحٍ وَنَجْدَةٍ، وَحَصَرَهُمْ فَلَمْ يُخْرِجْ إِنْسَانٌ مِنْهُمْ رَأْسَهُ حَتَّى سَبَاهُمْ، وَكُلِّمَ فِيهِمْ فَتَرَكَهُمْ عَلَى أَنْ أَجْلاهُمْ مِنْ يَثْرِبَ، يَا قَوْمُ قَدْ رَأَيْتُمْ ما رأيت فأطيعوني وتعالوا نتّبع محمدا، فو الله إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَقَدْ بَشَّرَنَا بِهِ وَبِأَمْرِهِ ابُنُ التَّيْهَانِ وَابْنُ الْحَوَّاسِ [3] ، وَهُمَا أَعْلَمُ يَهُودَ، جَاءَانَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَتَوَكَّفَانِ [4] قُدُومَهُ، أَمَرَانَا بِاتِّبَاعِهِ، وَأَمَرَانَا أَنْ نُقْرِئَهُ مِنْهُمَا السَّلامَ، ثم ماتا على دينهما، فأسلكت الْقَوْمُ، فَأَعَادَ هَذَا الْقَوْلَ وَنَحْوَهُ، وَتَخَوُّفَهُمْ بِالْحَرْبِ وَالسِّبَاءِ وَالْجَلاءِ. فَقَالَ ابْنُ بَاطَا: وَاللَّهِ لَقَدْ قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ [5] صِفَتَهُ الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى مُوسَى، لَيْسَ فِي الْمَثَانِي الَّتِي أَحْدَثْنَا. فَقَالَ له كعب بن أسد: ما يمنعك يا أبا عبد الرحمن من اتّباعه؟ قال: أنت، قال كعب: ولم، التّوراة ما حالت [6] بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ قَطُّ، قَالَ الزُّبَيْرُ: أَنْتَ صَاحِبُ عَهْدِنَا وَعَقْدِنَا فَإِنِ اتَّبَعْتَهُ اتَّبَعْنَاهُ وَإِنْ أَبَيْتَ أبينا. فأقبل عمرو بن   [1] في ع: (الله) . والتصحيح من ابن الملّا. [2] في ع: (بني) والتصحيح من ابن الملّا. [3] في ع: ابن الهيبان وابن جواس، والتصحيح من ابن الملّا. [4] يتوكف الخبر: يتوقعه ويتسقّطه. [5] نصّ عبارة ع: قال ابن باطا: قرءوا التوراة قرأت صفته. وهي مضطربة وصحّحناها من ابن الملا. [6] في ع: حلت، ولعلّ الوجه ما أثبتناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 سُعْدَى عَلَى كَعْبٍ فَذَكَرَ مَا تَقَاوَلا، فِي ذَلِكَ، إِلَى أَنْ قَالَ كَعْبٌ: مَا عِنْدِي فِي أَمْرِهِ إِلا مَا قُلْتُ، مَا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ أَصِيرَ تَابِعًا. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَحَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّ لَيَالٍ [1] . قَالَ: وَنَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ [2] . غزوة بني لحيان قَالَ ابن إسحاق [3] : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُمادَى الأولى، عَلَى رأس ستّة أشهرٍ من صُلح [4] بني قُرَيْظة إلى بني لحيان بطلب بأصحاب الرَّجيع: خُبَيْب وأصحابه، وأظهر أنّه يريد الشامَ ليصيب من القوم غِرَّة. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ، وَغَيْرِهِ قَالُوا: لَمَّا أُصِيبَ خُبَيْبٌ وَأَصْحَابُهُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلبًا لِدِمَائِهِمْ لِيُصِيبَ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ غِرَّةً، فَسَلَكَ طَرِيقَ الشّام وورى عَلَى النَّاسِ أَنَّهُ لا يُرِيدُ بَنِي لِحْيَانَ، حَتَّى نَزَلَ أَرْضَهُمْ- وَهُمْ مِنْ هُذَيْلٍ- فَوَجَدَهُمْ [5] قَدْ حَذِرُوا فَتَمَنَّعُوا فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ أَنَّا هَبَطْنَا عُسْفَانَ لَرَأَتْ قُرَيْشٌ أَنَّا قَدْ جِئْنَا مَكَّةَ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِائَتَيْ رَاكِبٍ حَتَّى نَزَلَ   [1] سيرة ابن هشام 3/ 240. [2] سيرة ابن هشام 3/ 240. [3] سيرة ابن هشام 3/ 297. [4] في ع: صالح. والتصحيح من ابن الملّا. [5] في ع: فوجدوهم، والتصحيح من ابن الملّا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 عُسْفَانَ، ثُمَّ بَعَثَ فَارِسَيْنِ حَتَّى نَزَلا كُرَاعَ الْغَمِيمِ [1] ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَيْهِ [2] . فَذَكَرَ أَبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِعُسْفَانَ صَلاةَ الْخَوْفِ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَغَازِي إِنَّ غَزْوَةَ بَنِي لِحْيَانَ كَانَتْ بَعْدَ قُرَيْظَةَ. غزوة ذاتِ الرِّقاع [3] قَالَ ابن إسحاق [4] : إنها في جمادى الأولى سنة أربع، وهي غزوة خصفة من بني ثَعْلبة من غَطَفَان. وقال محمد بن إسماعيل [5] رحِمه الله: كانت بعد خَيْبَر، لأنّ أبا موسى جاء بعد خَيْبر، يعني وشهِدَها. قَالَ: وإنّما جاء أبو هُرَيْرَةَ فأسلم أيامَ خيبر. وقال ابن إسحاق [6] : في هذه الغزوة سَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزل نَخْلا [7] ، فلقي بِهَا جمعًا من غطفان، فتقارب النّاس ولم يكن بينهم حرب.   [1] كراع الغميم: واد بعد عسفان بثمانية أميال، وقيل فيما بين عسفان ومرّ الظّهران، والكراع جبل أسود في طرف الحرّة يمتدّ إليه (معجم البلدان 4/ 443، ووفاء ألوفا: 354) . [2] سيرة ابن هشام 3/ 297. [3] قيل سمّيت بذلك لأنّ أقدامهم نقبت «رقّت جلودها» فكانوا يلفّون عليها الخرق وقيل بل سمّيت بذلك لأنهم رقّعوا راياتهم فيها، ويقال: ذات الرقاع شجرة بذلك الموضع. (انظر الدرر في المغازي والسير لابن عبد البر 176، وصحيح البخاري، باب غزوة ذات الرقاع) . [4] سيرة ابن هشام 3/ 246. [5] صحيح البخاري 5/ 51 باب غزوة ذات الرقاع. [6] سيرة ابن هشام 3/ 246. [7] في ع: النخلة، والتصحيح من البخاري وابن هشام وياقوت حيث قال في نخل: منزل في منازل بني ثعلبة من المدينة على مرحلتين، وقيل موضع بنجد من أرض غطفان مذكور في غزوة ذات الرقاع (معجم البلدان 5/ 276) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 وقد خاف النّاس بعضهم بعضًا، حتى صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأصحابه صلاة الخوف. ثُمَّ انصرف بالنّاس. وقال الواقدي: إنّما سُمِّيت ذاتِ الرّقاع لأنّها [1] قِبَل جبلٍ كان فيه بُقَعُ حمرةٍ وسواد وبياض، فسُمِّي ذات الرّقاع. قَالَ: وخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعشرٍ خَلَوْن من المحرَّم، عَلَى رأس سبعة وأربعين شهرا، [و] قدم صرارًا [2] لخمسٍ بقين من المحرَّم. وذات الرِّقاع قريبة من النُّخَيل بين السَعد والشُقْرَة [3] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَحَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرٍ، وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ. وَعَنْ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمَ قَادِمٌ بجلب [4] له، فاشترى بسوق النّبط [5] ، وقالوا: مِنْ أَيْنَ جَلْبُكَ؟ قَالَ: جِئْتُ بِهِ مِنْ نَجْدٍ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْمَارًا وَثَعْلَبَةَ [6] قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ جُمُوعًا، وَأَرَاكُمْ هَادِينَ عَنْهُمْ. فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ. فَخَرَجَ في أربعمائة من أصحابه-   [1] في ع: لأنّه. ولعلّ الوجه ما أثبتناه. [2] صرار: موضع، وقيل ماء، وقيل بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق (معجم البلدان 3/ 398) . [3] النّخيل: بصيغة التصغير، منزل في طريق فيد به مياه وسوق قرية الكديد وهو معروف اليوم بقرب الكديد فوق الشقرة، والسعد: موضع بقرب المدينة شرقيّ النّخيل، وقيل جبل بينه وبين الكديد ثلاثون ميلا على جادّة طريق كان يسلك من فيد إلى المدينة. والشقرة: موضع بطريق فيد بين جمال حمر على نحو ثمانية عشر ميلا من النخيل، ولا تزال معروفة (من تعليقات العلامة الشيخ حمد الجاسر على هامش المغانم المطابة) . وانظر: معجم البلدان 3/ 22. [4] الجلب: ما يجلب من الخيل والإبل والمتاع ونحوه. [5] النبط: هم الأنباط، قوم كانوا ببلاد الشام من الآراميّين. [6] أنمار وثعلبة: هما على الأرجح أنمار بن عمرو «ويروى: أنمار بن بغيض» وثعلبة بن قيس، بطنان من العرب من غطفان من العدنانية، انظر: أنساب الأشراف (1/ 340) والاشتقاق لابن دريد (277) ومعجم قبائل العرب لكحالة (1/ 47 و 144) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 وَقِيلَ سَبْعِمِائَةٍ- وَسَلَكَ عَلَى الْمَضِيقِ [1] ، ثُمَّ أَفْضَى إِلَى وَادِي الشُّقْرَةِ، فَأَقَامَ بِهَا يَوْمًا، وَبَثَّ السّرايا، فرجعوا إليه مع اللّيل وأخبروه أَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْا أَحَدًا، وَقَدْ وَطِئُوا آثَارًا حَدِيثَةً. ثُمَّ سَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصحَابُهُ، حَتَّى أَتَى مَحَالَّهُمْ، فَإِذَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، وَهَرَبُوا إِلَى الْجِبَالِ، فَهُمْ مُطِّلُونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَافَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ بَعْضًا. وَفِيهَا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأصحابه صلاة الخوف. وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ [2] : وَإِنَّمَا قِيلَ لَهَا ذَاتُ الرِّقَاعِ لأَنَّهُمْ رَقَعُوا فِيهَا رَايَاتِهِمْ. قَالَ: وَيُقَالُ ذَاتُ الرِّقَاعِ شَجَرَةٌ هُنَاكَ. وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمَا غَزْوَتَانِ. وَقَالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سِنَانٌ الدُّؤَلِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ نجد، فلما قفل قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعَضَاةِ [3] ، فَنَزَلَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعَضَاةِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ. وَقَالَ: هُوَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلِقَ بِهَا سَيْفَهُ. فَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا فَأَجَبْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُ. فَشَامَ [4] السَّيْفَ وَجَلَسَ. فَلَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] .   [1] المضيق: قرية كبيرة في لحف جبل آرة قريبة من الفرع. [2] سيرة ابن هشام 3/ 246. [3] العضاة: أعظم الشجر أو كلّ شجرة ذات شوك. [4] شام السيف: أغمده. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة ذات الرّقاع. وكتاب الجهاد والسير، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، وباب تفريق الناس عن الإمام عند القائلة والاستظلال بالشجر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 قَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ: اسْمُ الأَعَرَابِيِّ «غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ» . ثُمَّ رَوَى أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غُرَّةً، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ، حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: اللَّهُ. فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: كنْ خيرَ آخِذ. قَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: لا، وَلَكِنْ أُعَاهِدُكَ عَلَى أَنْ لا أُقَاتِلَكَ، وَلا أَكُونَ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ. فَخَلَّى سَبِيلَهُ. فَأَتَى أَصْحَابَهُ وَقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ. ثُمَّ ذَكَرَ صَلاةَ الْخَوْفِ، وَأَنَّهُ صَلَّى بِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ. وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [1] . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [2] ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ مِنْ نَخْلٍ عَلَى جَمَلٍ لِي ضَعِيفٍ، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جَعَلَتِ الرِّفَاقُ تَمْضِي، وَجَعَلْتُ أَتَخَلَّفُ، حَتَّى أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مالك يَا جَابِرُ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْطَأَ بِي جَمَلِي هَذَا. قَالَ: أَنِخْهُ. وَسَاقَ قِصَّةَ الْجَمَلِ. غزوة بدر المَوْعِد قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَرَوَى عَنْ عُرْوَةَ: [3] أنّ رسول   [1] المسند للإمام أحمد: 3/ 390. [2] سيرة ابن هشام 3/ 247. [3] المغازي لعروة 183. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَنْفَرَ الْمُسْلِمِينَ لِمَوْعِدِ أَبِي سُفْيَانَ بَدْرًا. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم أهلا للصّدق والوفاء، فاحتمل الشيطان أَوْلِيَاءُ مِنَ النَّاسِ، فَمَشَوْا فِي النَّاسِ يُخَوِّفُونَهُمْ وَقَالُوا: أَخْبَرَنَا أَنْ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ مِثْلَ اللَّيْلِ مِنَ النَّاسِ، يَرْجُونَ أَنْ يُوَافِقُوكُمْ فَيَنْتَهُوا بِكُمْ، فَالْحَذَرُ لا تَغْدُوا. فَعَصَم اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ من تخويف الشيطان فاستجابوا الله وَلِرَسُولِهِ وَخَرَجُوا بِبَضَائِعَ لَهُمْ، وَقَالُوا: أَنْ لَقِيَنَا أَبَا سُفْيَانَ فَهُوَ الَّذِي خَرَجْنَا لَهُ، وَإنْ لَمْ نَلْقَهُ ابْتَعْنَا بِبَضَائِعِنَا. وَكَانَ بَدْرٌ مُتَّجِرًا يُوَافِي كُلَّ عَامٍ. فَانْطَلَقُوا حَتَّى أَتَوْا مَوْسِمَ بَدْرٍ، فَقَضَوْا مِنْهُ حَاجَتَهُمْ، وَأَخْلَفَ أَبُو سُفْيَانَ الْمَوْعِدَ، فَلَمْ يَخْرُجْ هُوَ وَلا أَصْحَابُهُ. وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حِلْفٌ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا قَدْ أُخْبِرْنَا أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْكُمْ أَحَدٌ، فَمَا أَعْمَلُكُمْ إِلَى أَهْلِ هَذَا الْمَوْسِمِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يريد أن يَبْلُغَ ذَلِكَ عَدُوَّهُ مِنْ قُرَيْشٍ: إِعْمَالُنَا إِلَيْهِ مَوْعِدُ أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ وَقِتَالُهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ مَعَ ذَلِكَ نَبَذْنَا إِلَيْكَ وَإِلَى قَوْمِكَ حِلْفَهُمْ ثُمَّ جَالَدْنَاكُمْ. فَقَالَ الضَّمْرِيُّ [1] : مَعَاذَ اللَّهِ. قَالَ: وَذَكَرُوا أَنَّ ابْنَ الْحَمَّامِ قَدِمَ عَلَى قُرَيْشٍ فَقَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ يَنْتَظِرُونَكُمْ لِمَوْعِدِكُمْ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَدْ وَاللَّهِ صَدَقَ. فَنَفَرُوا وَجَمَعُوا الأَمْوَالَ، فَمَنْ نَشِطَ مِنْهُم قَوَّرَهُ [2] ، وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ دُونَ أُوقِيَّةٍ. ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَقَامَ بِمَجَنَّةٍ [3] مِنْ عُسْفَانَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ، ثُمَّ ائْتَمَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا يُصْلِحُكُمْ إِلا خِصْبٍ ترعون فيه السّمر   [1] في ع: الضميري، والصّواب ما أثبتناه، وفي سيرة ابن هشام 3/ 249 أنه مخشيّ بن عمرو الضّميري. [2] قوّره: كذا في ع، ولم أهتد إلى الوجه فيها. وفي التاج: قار القانص الصّيد يقوّره أي ختله، ولعلّها هنا بهذا المعنى. [3] مجنّة: سوق بأسفل مكة على بريد منها، وهي لكنانة وأرضها من أرضها (أخبار مكة 1/ 131) وانظر: معجم البلدان 5/ 58. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 وَتَشْرَبُونَ مِنَ اللَّبَنِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ، وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ، وَكَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ تُدْعَى غَزْوَةَ جَيْشِ السَّوِيقِ. وَكَانَتْ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ بَدْرُ الْمَوْعِدِ، وَتُسَمَّى بَدْرَ الصُّغْرَى، لِهِلالِ ذِي القعدة على رأس خمسة وأربعين شهرا مُنْ مُهَاجَرَهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، وَأَنَّهُ خَرَجَ فِي أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى المدينة عبد الله بن رواحة، وكان موسى بَدْرٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْعَرَبُ لِهِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ إِلَى ثَامِنِهِ. فَأَقَامَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ وَبَاعُوا بَضَائِعَهُمْ، فَرَبِحَ الدِّرْهَمُ دِرْهَمًا. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ. غزوة الخندق قَالَ موسى بن عُقْبة: كانت في شوّال سنة أربع. وقال ابن إسحاق: كانت في شوّال سنة خمس [2] . فاللَّه أعلم. ويقوّي الأوّلَ قولُ ابن عُمَر إنّه عُرِض يوم أُحُد وهو ابن أربع عشرة، فلم يُجِزْه [3] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعُرِض عليه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة فأجازه. ولكنّ هذه التقوية مردودة بما سنذكره في سنة خمسٍ. وفيها تُوُفّي عبد الله بن رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبوه عثمان رضي الله عنه عَنْ ستّ سنين. ونزل أبوه في حفرته [4] .   [1] سيرة ابن هشام 3/ 248، عيون الأثر 2/ 53، 54. [2] سيرة ابن هشام 3/ 258. [3] في الأصل: يجده والوجه ما أثبتناه. [4] تاريخ الطبري 2/ 555. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 وفيها في شعبان (41 ب) وُلد [1] الحسين بن عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [2] . وفيها قُتِل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح [3] وأصحابه. وقد ذكروا. وكنية عاصم: أَبُو سليمان، واسم جدّه: الأقلح قيس بن عصمة بن بني عَمْرو بن عَوْف. ومن ذُرِيّته الأحوص الشاعر ابن عبد الله بن محمد بن عاصم بن ثابت. وكان عاصم من الرُّماة المذكورين، ثبت يوم أُحُد وَقَتَلَ غيرَ واحد، وشهد بدْرًا. وقُتل يوم بئر مَعْونة من الصَّحابة: عامر بن فُهَيْرَة [4] مولى الصِّدّيق، وكان من سادة المهاجرين. ومن قُرَيش: الحَكَم بن كَيْسان المخزومي [5] ، ونافع بن بُدَيْلِ بن ورقاء السهمي [6] . وَقُتِلَ يومئذٍ من الأنصار: الحارث بن الصمة [7] بن عَمْرو بن عتيك بن عَمْرو بن مبذول أبو سعد. فعن محمد بن إبراهيم التَّيْمي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بين الحارث بن الصمة وصُهَيْب. وقال الواقدي: شهد الحارثُ أُحُدًا، وَثَبَتَ مَع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعه عَلَى الموت، وقتل عثمان بن عبد الله بن المُغيرة. وعن المسور   [1] من أول قوله: «ولد الحسين..» نرجع إلى نسخة الأصل بعد انتهاء السقط الّذي أشرنا إليه. [2] تاريخ الطبري 2/ 555. [3] الطبقات الكبرى 3/ 462. [4] المغازي لعروة 182، الطبقات الكبرى 3/ 230. [5] المغازي لعروة 182. [6] في سيرة ابن هشام 3/ 232 «الخزاعي» . [7] المغازي لعروة 182. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 ابن رفاعة أنّ الحارث خَرَجَ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر، فكُسر بالرَّوْحاء، فردّه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة وضرب له بسهمه وآجَرَه. قال ابن سعد [1] : وله ذرية بالمدينة وبغداد. حَرام بن مِلْحان [2] : واسم مِلْحان مالك بن خالد بْنِ زَيْدِ بْن حَرَامِ بْن جُنْدُب بْن عَامِرِ بْن غَنْمِ بْنِ عَدِيّ بْنِ النَّجَّارِ، شهد بدْرًا، وهو أخو أمّ سُلَيْم. قَالَ لما طُعِنَ يوم بئر مَعُونة: فُزْتُ وربِّ الكعبة. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. عطية بن عَمْرو، من بني دينار. وهذا لم أره في الصّحابة لابن الأثير [3] . المنذر بن عَمْرو [4] بن خُنَيْس بن حارثة بن لوذان بن عبد ودّ السّاعديّ، أحد النُّقباء ليلة العَقَبَة. شهد بدْرًا وَأُحُدًا. وخُنَيْس هو المعروف بالمُعْنق ليموت. أنس بن معاوية بن أنس، أحد بني النّجّار. أبو شيخ [5] بن ثابت بن المنذر، سهل بن عامر بن سعد، من بني النّجّار كلاهما. مُعاذ بن مناعص [6] الزُّرْقي، بَدْري، عروة بن الصّلت السّلمى حليف الأنصار.   [1] الطبقات الكبرى 3/ 508. [2] الطبقات الكبرى 3/ 514. [3] الإشارة هنا إلى كتاب «أسد الغابة في معرفة الصحابة» لأبي الحسن علي بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير، ولم يترجم فيه لعطية بن عمرو الديناري هذا. وانظر ترجمة موجزة له في الإصابة (2/ 485) . [4] الطبقات الكبرى 3/ 555. [5] الطبقات الكبرى 3/ 504. [6] في طبعة القدسي 229 «ناعص» والتصحيح من الطبقات الكبرى 3/ 595. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 مالك بن ثابت، وأخوه: سفيان، كلاهما من بني النبيت. فهؤلاء الذين حُفِظَت أسماؤهم من الشّهداء السبعين الذين صحّ أنّه نزل فيهم بلِّغوا عنّا قومَنا أنّا لقينا ربَّنا فرضي عنّا وأرضانا ثُمَّ نُسِخَتْ. وقيل: بل كانوا اثنين وعشرين راكبًا. ولعلّ الراوي عدّ الركابَ دون الرَّجَّالَةِ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، أنا ابْنُ الْبُنِّ، أنا جَدِّي، أنا ابْنُ أَبِي الْعَلاءِ، أنا ابْنُ أَبِي نَصْرٍ، أنا ابْنُ أَبِي الْعَقِبِ، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْبُسْرِيِّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، أَخْبَرَنِي حَجْوَةُ بْنُ مُدْرَكٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: بَعَثَ عَامِرٌ ابْنَ مَالِكٍ مُلاعِبَ الأَسِنَّةِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْعَثْ إِلَيَّ رَهْطًا مِمَّنْ مَعَكَ يُبَلِّغُونِي عَنْكَ وَهُمْ فِي جِوَارِي. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمُنْذِرَ بْنَ عَمْرٍو فِي اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ رَاكِبًا، فَلَمَّا أَتَوْا أَدْنَى أَرْضِ بَنِي عَامِرٍ بَعَثَ أَرْبَعَةً مِمَّنْ بَعَثَ إِلَى بَعْضِ مِيَاهِهِمْ، أَوْ قَالَ إِلَى بَعْضِهِمْ. قَالَ: وَسَمِعَ عَامِرُ بْنُ الطّفيل فأتاهم فقاتلهم فقتلهم قال: [42 أ] وَرَجَعَ الأَرْبَعَةُ رَهْطٍ الَّذِينَ كَانَ وَجَّهَ بِهِمُ الْمُنْذِرُ، فَلَمَّا دَنَوْا إِذَا هُمْ بِنُسُورٍ تَحُومُ، قَالُوا: إِنَّا لَنَرَى نُسُورًا تَحُومُ، وَإِنَّا نَرَى أَصْحَابَنَا قَدْ قُتِلُوا. فَلَمَّا أَتَوْهُمْ قَالَ رَجُلانِ مِنْهُمْ: لا نَطْلُبُ الشَّهَادَةَ بَعْدَ الْيَوْمِ، فَقَاتَلا حَتَّى قُتِلا. وَرَجَعَ الرَّجُلانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيَا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَسَأَلاهُمَا مَنْ هُمَا فَأَخْبَرَاهُمَا فَقَتَلاهُمَا وَأَخَذَا مَا مَعَهُمَا. وَأَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ خَبَرَ أَصْحَابِهِمْ وَخَبَرَ الرجلين العاميين، وأتياه بما أصابها لَهُمَا. فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّتَيْنِ كَانَ كَسَاهُمَا فَقَالَ: قَدْ كَانَا منّا في عهد. فوادهما إِلَى قَوْمِهِمَا دِيَةَ الْحُرَّيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ. وَقَالَ حَسَّانٌ [1] بَعْدَ مَوْتِ عَامِرِ بْنِ مَالِكٍ يُحَرِّضُ ابْنَهُ ربيعة:   [1] ديوانه 107. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 بَنِي أُمِّ الْبَنِينَ أَلَمْ يَرُعْكُمْ الأَبْيَاتِ فَقَالَ ربيعة: هل يرضى منّي حسّان طَعْنَةٌ أَطْعَنُهَا عَامِرًا؟ قِيلَ: نَعَمْ فَشَدَّ عَلَيْهِ فَطَعَنَهُ فَعَاشَ مِنْهَا. وفيها تُوُفِّيَتْ أمّ المؤمنين زينب بنت خُزَيْمَة [1] بن الحارث بن عبد الله ابن عَمْرو بن عبد مَنَاف بن هلال بن عامر بن صَعْصَعَة القَيْسيّة الهَوَازِنيّة العامرية الهِلالِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وكانت تُسمَّى أمُّ المساكين لِإحسانها إليهم، تزوّجت أوّلًا بالطُّفَيْل بن الحارث بن المطّلب بن عبد مَنَاف، ثُمَّ طلقها فتزوجها أخوه عُبَيْدة بْن الحارث، فاستشهد يَوْم بدر، ثُمَّ تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رمضان سنة ثلاث، ومكثت عنده عَلَى الصّحيح ثمانية أشهر، وقيل كانت وفاتها في آخر ربيع الآخر، وصلّى عليها النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفنها بالبقيع، ولها نحو ثلاثين سنة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وفيها تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ هندَ بنتَ أَبِي أُمَّية [2]- واسمه حُذَيفة، وقيل سُهَيْلٌ، ويُدْعَى زاد الراكب، ابن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَر بن مخزوم- الْقُرشيّة المخزومية، وكانت قبله عند ابن عمة النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبي سَلَمَةَ عبد الله بن عبد الأسد بْنِ هِلالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر بْن مخزوم، وأمّه بَرَّة بنت عبد المطّلب، وهاجر بِهَا إلى الحبشة فولدت له هناك زينب، وولدت له سَلَمَةَ وعمر ودرَّة، وكان أخا النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، أرضعتهما وحمزة ثُوَيْبَة مولاة أبي لَهَب، ويقال إنّه كان أسلم بعد عشرة أنفُس، وكان أوّل من هاجر إلى الحبشة، ثُمَّ كَانَ أول من هاجر إلى المَدِينَةِ، ولمّا عبر إلى اللَّه كان الذي أغمضه رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، ثم دعا له، وكان قد جرح بأحد   [1] الطبقات الكبرى 8/ 115 تسمية أزواج النبيّ وأولاده لابن المثنّى 69. [2] تسمية أزواج النبيّ وأولاده 56، الطبقات الكبرى 8/ 86. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 جرحًا، ثُمَّ انتفض عليه، فمات منه في جُمَادى الآخرة سنة أربع. فلما تُوُفيَّ تزوّجها النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حين حلّت في شوّال، وكانت من أجمل النّساء، وهي آخر نسائه وفاةً. ثُمَّ تزوّج بعدها بأيام يسيرة، بنت عمّته أمّ الحَكَم، زينب بنت جحش [1] بن رئاب الأسدي، وكان اسمها بَرَّة فسمّاها زينب. وكانت هي وإخوتها من المهاجرين، وأمّهم أُمَيْمَة بنت عبد المطّلب، وهي التي نزلت هذه الآية فيها: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها 33: 37 [2] . وكانت تفخر عَلَى نساء النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقول: زوَّجَكُنّ أهاليكُنّ وزوَّجني الله من السّماء. وفيها نزلت آية الحجاب [3] . وتزوّجها وهي بنت خمسٍ وثلاثين سنة. وفي هذه السنة رجم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليهوديّ واليهوديّة اللَّذَيْن زَنَيَا. وفيها تُوُفِّيَتْ أمّ سعد بن عُبَادة [4] ، ورَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غائب في بعض مغازية، ومعه ابنها سعد، قَالَ قَتَادة، عَنْ سعيد بن المسيّب، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى على قبر أمّ سعد بعد أشهر، والله أعلم.   [1] تسمية أزواج النبي وأولاده 61، الطبقات الكبرى 8/ 101. [2] سورة الأحزاب الآية 37. [3] هي قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَالله لا يَسْتَحْيِي من الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ من وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ الله وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ من بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ الله عَظِيماً 33: 53 سورة الأحزاب: الآية 53. [4] الطبقات الكبرى 3/ 614 و 8/ 338، أسد الغابة 5/ 587، الإصابة 4/ 367 رقم 747، الاستيعاب 4/ 362. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 السَّنَةُ الْخَامِسَةُ «غزوة ذات الرقاع» خرج لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر خَلَون من المحرَّم. قاله الواقدي [1] كما تقدّم. وقال ابن إسحاق [2] : إنّها في جُمَادى الأولى سنة أربع. غزوة دُومَة الْجَنْدَل وهي بضمّ الدَّال قِيلَ سُمِّيَتْ بدُومى بن إسماعيل عليه السلام، لكَوْنها كانت مَنْزِلَه [3] . ودَوْمَة بالفتح موضعٌ آخر. وهذه الغزوة كانت في ربيع الأوّل. ورجع النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يصل إليها، ولم يلق كَيْدًا [4] . وقال المدائنيّ: خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المحرّم، يريد أكيدر دومة،   [1] المغازي 1/ 395، الطبقات الكبرى 2/ 61، تاريخ الطبري 2/ 555. [2] سيرة ابن هشام 3/ 246. [3] الروض الأنف 3/ 276. [4] سيرة ابن هشام 3/ 258. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 فهرب أُكَيْدَر، وانصرف النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَغَيْرِهِمَا، قَالُوا: أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يقْرُبَ إِلَى أَدْنَى الشَّامِ لِيُرْهِبَ قَيْصَرَ، وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ جَمْعًا عَظِيمًا يَظْلِمُونَ مَنْ مَرَّ بِهِمْ. وَكَانَ بِهَا سُوقٌ وَتُجَّارٌ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ بِأَلْفٍ [مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ] [1] يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ، وَدَلِيلُهُ مَذْكُورٌ الْعُذْرِيُّ، فَنَكَبَ عَنْ طَرِيقِهِمْ، فَلَمَّا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دُومَةَ يَوْمٌ قَوِيٌّ [2] ، قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَوَائِمَهُمْ تَرْعَى عِنْدَكَ، فَأَقِمْ حَتَّى أَنْظُرَ. وسار مذكور حتّى وجد آثَارِ النَّعَمِ، فَرَجَعَ وَقَدْ عَرَفَ مَوَاضِعَهُمْ، فَهَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَاشِيَتِهِمْ وَرِعَائِهِمْ فَأَصَابَ مَنْ أَصَابَ، وَجَاءَ الْخَبَرُ إِلَى دُومَةَ فَتَفَرَّقُوا، وَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. وهي عن المدينة ستّة عشرة يوما، وبينها وَبَيْنَ دِمَشْقَ خَمْسُ لَيَالٍ لِلْمُجِدِّ، وَبَيْنَهَا وَبَيْنَ الْكُوفَةِ سَبْعُ لَيَالٍ، وَهِيَ أَرْضُ ذَاتِ نَخْلٍ، يزرعون الشَّعِيرَ وَغَيْرَهُ، وَيَسْتَقُونَ [3] عَلَى النَّوَاضِحِ، وَبِهَا عَيْنُ مَاءٍ. غزوة المُرَيْسِيع وتُسَمّى غزوة بني المُصْطَلِق، كانت في شعبان سنة خمسٍ عَلَى الصحيح، بل المجزوم به. قَالَ الواقدي [4] : استخلف النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها عَلَى المدينة زيد بن حارثة.   [1] ما بين الحاصرتين عن المغازي للواقدي 1/ 403. [2] في المغازي للواقدي 403 «وبين دومة يوم أو ليلة، سير الراكب المعنق» بدل «يوم قوي» . [3] في الأصل: يسقون. [4] المغازي للواقدي 404. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 فحدّثني شُعَيْب بن عَبّاد عَنِ المِسْوَر بن رِفاعة قَالَ: خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سبعمائة. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعَاصِمُ بن عمر، وعبد الله بن أبي بكر قَالُوا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبلغه أنّ بني المصطلق [2] يجمعون [43 أ] لَهُ، وَقَائِدُهُمُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ أَبُو جُوَيْرِيَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَسَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَ بِالْمُرَيْسِيعِ [3] ، مَاءٍ مِنْ مياههم، فأعدّوا رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَزَاحَفَ النَّاسُ فَاقْتَتَلُوا، فَهَزَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ وَنَفَّلَ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءُهْم وَأَمْوَالَهُمْ، وَأَقَامَ عَلَيْهِمْ مِنْ نَاحِيَةِ قُدَيْدٍ [4] وَالسَّاحِلِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [5] عَنْ مَعْمَرٍ وَغَيْرِهِ: أَنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ كَانُوا يَنْزِلُونَ نَاحِيَة الْفَرْعِ، وَهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي مُدْلِجٍ، وَكَانَ رَأْسَهُمُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ، وَكَانَ قَدْ سَارَ فِي قَوْمِهِ وَمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ، وَابْتَاعُوا خَيْلا وَسِلاحًا، وَتَهَيَّأَ لِلْمَسِيرِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الأبيض، عن أبيه،   [1] سيرة ابن هشام 4/ 6 تاريخ الطبري 2/ 604. [2] بطن من خزاعة من القحطانية، وهم بنو المصطلق واسمه جذيمة بن سعد بن عمرو بن ربيعة (معجم قبائل العرب 3/ 1104) . [3] المريسيع بالعين المهملة في أصحّ الروايات وأشهرها، وضبط بالغين المعجمة، وهو بناحية قديد إلى الساحل، قاله ابن إسحاق، وفي حديث للطبراني هو ماء لخزاعة بينه وبين الفرع نحو يوم، وقال المجد: الفرع على ساعة من المريسيع (وفاء ألوفا 2/ 373 ومعجم ما استعجم 4/ 1220) . [4] قديد: قرية جامعة بين مكة والمدينة كثيرة المياه، وقيل موضع قرب مكة وقيل موضع بين الحرمين، وقيل واد. (وفي تعليقات الشيخ حمد الجاسر على المغانم المطابة أنّ القرية لا تزال معروفة ولكنّها ضعيفة وتقع بين خليص وعسفان بقرب مكة) . [5] المغازي 1/ 408. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 عَنْ جَدَّتِهِ، وَهِيَ مَوْلاةُ جُوَيْرِيَةَ، [قَالَتْ] [1] سَمِعْتُ جُوَيْرِيَةَ تَقُولُ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحنُ عَلَى الْمُرَيْسِيعِ، فَأَسْمَعُ أَبِي يَقُولُ: أَتَانَا مَالا قِبَلَ لَنَا بِهِ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أَرَى مِنَ النَّاسِ وَالْخَيْلِ وَالْعَدَدِ مَا لا أَصِفُ مِنَ الْكَثْرَةِ، فَلَمَّا أَنْ أَسْلَمْتُ وَتَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَعْنَا جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسُوا كَمَا كُنْتُ أَرَى، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ رُعْبٌ مِنَ اللَّهِ. وَكَانَ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَدْ أَسْلَمَ يَقُولُ: لَقَدْ كُنَّا نَرَى رِجَالا بِيضًا عَلَى خَيْلٍ بَلْقٍ، مَا كُنَّا نَرَاهُمْ قَبْلُ وَلا بَعْدُ. قَالَ الواقدي [2] : ونزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الماءَ، وضربت له قُبَّةٌ من أَدَم، ومعه عائشة وأمّ سَلَمَةَ، وصفّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه، ثُمَّ أمر عُمَر فنادى فيهم: قولوا: لا إله إلّا الله، تمنعوا بِهَا أنفسَكم وأموالكم، ففعل عُمَر، فأبَوْا. فكان أوّل من رمى رجلٌ منهم بسهم، فرمى المسلمون ساعة بالنَّبل، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أصحابه أن يحملوا، فحملوا، فما أفلت منهم إنسان، وقتل منهم عشرةٌ وأُسِرَ سائرُهم، وقتل من المسلمين رجل واحد. وقال ابن عَوْن: كتبت إلى نافع أسأله عَنِ الدّعاء قبل القتال، فكتب إنّما كان ذَلِكَ في أول الَإسلام، قد أغار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بني المُصْطَلِق وهم غارُّون، وأنعامُهم تُسْقَى عَلَى الماء، فقتل مقاتلهم وسَبَى سبْيهم، فأصاب يومئذٍ أحْسبُهُ قَالَ: جُوَيْرِية. وحدّثني ابنُ عُمَر بذلك، وكان في ذَلِكَ الجيش. مُتَّفَقٌ عليه [3] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ ابنِ مُحَيْرِيزٍ، سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني   [1] إضافة من المغازي للواقدي 1/ 408. [2] المغازي 1/ 407. [3] صحيح مسلم (1730) كتاب الجهاد والسير، باب جواز الإغارة على الكفّار الذين بلغتهم دعوة الإسلام إلخ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 الْمُصْطَلِقِ فَسَبَيْنَا كَرَائِمَ الْعَرَبِ، وَطَالَتْ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ [1] ، وَرَغِبْنَا فِي الْفِدَاءِ فَأَرَدْنَا أَنْ نَسْتَمْتِعَ وَنَعْزِلَ، فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوا، مَا كَتَبَ اللَّهُ خَلْقَ نَسَمَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا سَتَكُونُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، عَنْ قتيبة عن إسماعيل [2] .   [1] في الأصل: «الغربة» والتصحيح من صحيح البخاري 5/ 54. [2] صحيح البخاري 5/ 54 كتاب المغازي، باب غزوة بني المصطلق وكتاب النّكاح باب العزل، وكتاب القدر، باب وكان أمر الله قدرا مقدورا، وصحيح مسلم: كتاب النّكاح، باب حكم العزة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 تزويج رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجويرية «رَضِيَ اللَّه عَنْهَا» وَقَالَ يُونُسُ، عَنْ ابن إِسْحَاق [1] ، حدّثني مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزّبير، عن عروة، [43 ب] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، أَوْ لابْنِ عَمٍّ لَهُ فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاحَةً [2] ، لَا يَرَاهَا أَحَدٌ إِلا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَعِينُهُ فِي كتابتها، فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُهَا فَكَرِهْتُهَا، وَقُلْتُ: سَيَرَى مِنْهَا مِثْلَ مَا رَأَيْتُ. فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ سَيِّدِ قَوْمِهِ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ الْبَلاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ، وَقَدْ كَاتَبْتُ فَأَعِنِّي. فَقَالَ: أَوْ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ، أُؤَدِّي عَنْكِ كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ. فَقَالَتْ: نَعَمْ. فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَلَغَ النَّاسَ أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا فَقَالُوا: أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَرْسَلُوا مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَلَقْد أَعْتَقَ بِهَا أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بركة   [1] سيرة ابن هشام 4/ 8، 9. [2] الملّاحة: الشديدة الملاحة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 [على قومها] [1] منها. وكان اسمها برّة فسمّاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جويرية [2] . وقال يونس، عن ابن إسحاق [3] حدثني محمد بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، فِي قِصَّةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ: فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقِيمٌ هُنَاكَ، إِذِ اقْتَتَلَ عَلَى الْمَاءِ جَهْجَاهُ بْنُ سَعِيدٍ الْغِفَارِيُّ أَجِيرُ عُمَرَ، وَسِنَانُ بْنُ وَبْرٍ [4] . قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنَّهُمَا ازْدَحَمَا عَلَى الْمَاءِ فَاقْتَتَلا، فَقَالَ سِنَانٌ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ. وَقَالَ جَهْجَاهُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ. وَكَانَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَنَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، يَعْنِيَ ابْنَ سَلُولٍ، فَلَمَّا سَمِعَهَا قَالَ: قَدْ ثَاوَرُونَا فِي بِلادِنَا، وَاللَّهِ مَا أَعُدُّنَا [5] وجلاليب قُرَيْشٍ هَذِهِ إِلا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ. وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأذلّ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ مِنْ قَوْمِهِ فَقَالَ: هَذَا مَا صَنَعْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ، أَحْلَلْتُمُوهُمْ بِلادَكُمْ وَقَاسَمْتُمُوهُمْ أَمْوَالَكُمْ [1] . أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كَفَفْتُمْ عَنْهُمْ لِتُحَوِّلُوا عَنْكُمْ مِنْ بِلادِكُمْ. فَسَمِعَهَا زَيْدٌ، فَذَهَبَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَيْمٌ، وَعِنْدَهُ [6] عُمَرُ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ فَلْيَضْرِبْ عُنُقَهُ. فَقَالَ: فَكَيْفَ إِذَا تَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ؟ لا وَلَكِنْ نَادِ يَا عُمَرُ فِي الرَّحِيلِ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ أُبَيٍّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَذِرُ، وَحَلَفَ لَهُ باللَّه مَا قَالَ ذَلِكَ، وَكَانَ عِنْدَ قَوْمِهِ بِمَكَانٍ.   [1] زيادة من ع والواقدي. [2] الطبقات الكبرى 8/ 118. [3] سيرة ابن هشام 4/ 6، 7. [4] في الأصل: زيد. والتصحيح من ابن هشام 4/ 7 والواقدي والإصابة. ويقال سنان بن وبر أو وبرة، وسنان بن تيم الجهنيّ. [5] في الأصل: عزنا. والتصحيح من ابن هشام 4/ 7. وجلابيب قريش لقب لمن كان أسلم من المهاجرين، لقّبهم بذلك المشركون. وأصل الجلابيب الأزر الغلاظ واحدها جلباب، وكانوا يلتحفون بها، فلقّبوهم بذلك. [6] في الأصل: وله. والتصحيح من ع، وابن هشام 4/ 7. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا الْغُلامُ أَوْهَمَ. وَرَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلّم مهجرا في ساعة كان لا يَرُوحَ فِيهَا. فَلَقِيَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِتَحِيَّةِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رُحْتُ فِي سَاعَةٍ مُنْكَرَةٍ. فَقَالَ: أَمَا بَلَغَكَ مَا قَالَ صَاحِبُكَ ابْنُ أُبَيٍّ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنتَ وَاللَّهِ الْعَزِيزُ وَهُوَ الذَّلِيلُ. ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْفِقْ به، فو الله لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِكَ وَإِنَّا لَنُنَظِّمُ لَهُ الخرز لنتوجّه فإنّه [44 أ] ليرى أن قد استبلته مُلْكًا. فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ، حَتَّى أَصْبَحُوا وَحَتَّى اشْتَدَّ الضُّحَى. ثُمَّ نَزَلَ بِالنَّاسِ لِيُشْغِلَهُمْ عَمَّا كَانَ مِنَ الْحَدِيثِ، فَلَمْ يَلْبَثِ [1] النَّاسُ أَنْ وَجَدُوا مَسَّ الأَرْضِ فَنَامُوا. وَنَزَلَتْ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ [2] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ جَابِرًا يَقْولُ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَكَسَعَ [3] رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ. فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لِلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لِلْمُهَاجِرِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ: أو قد فعلوها؟ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. قَالَ: وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ بِالْمَدِينَةِ أَكْثَرَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ثم كثر المهاجرون بَعْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: أنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَزْدِيِّ، ثنا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان معنا ناس من   [1] في الأصل «يأمر» وفي طبعة القدسي 239 «يأمن» وما أثبتناه عن سيرة ابن هشام 4/ 7. [2] هي السورة رقم 63. [3] كسعه: ضربه بيده أو برجله على دبره. [4] صحيح البخاري كتاب التفسير 6/ 65، 66، سورة (المنافقون) . وصحيح مسلم (2584) كتاب البرّ والصلة، باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 الأعراب. فكنّا نبتدر الماء، وكانت الأغراب يسبقوننا، فيسبق الأعرابيّ أصحابه: فيلا الْحَوْضَ وَيَجْعَلُ حَوْلَهُ حِجَارَةً، وَيَجْعَلُ النَّطْعَ حَتَّى يَجِيءَ أَصْحَابُهُ فَأَتَى الأَنْصَارِيُّ فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ لِتَشْرَبَ فَمَنَعَهُ، فَانْتَزَعَ حَجَرًا فَفَاضَ [الْمَاءَ] [1] فَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ خَشَبَةً فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الأَنْصَارِيِّ فَشَجَّهُ، فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَأَخْبَرَهُ فَغَضِبَ وَقَالَ: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ، يَعْنِيَ الأَعْرَابَ. وَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأذلّ. قَالَ زَيْدٌ: فَسَمِعْتُهُ فَأَخْبَرْتُ عَمِّي، فَانْطَلَقَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَلَفَ وَجَحَدَ، فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَنِي. فَجَاءَ إِلَيَّ عَمِّي فَقَال: مَا أَرَدْتُ أَنْ مَقَتَكَ رَسُولُ اللَّهِ [أَوْ] كَذَّبَكَ الْمُسْلِمُونَ. فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنَ الْغَمِّ مَا لَمْ يقع على أحد قطّ. فبينا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي مِنَ الْهَمِّ، إِذْ أَتَانِي رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَكَ أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي، فَمَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الْخُلْدَ أَوِ الدُّنْيَا. ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَحِقَنِي فَقَالَ: مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: مَا قَالَ لِي شَيْئًا. فَقَالَ أَبْشِرْ. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ حَتَّى بلغ منها: (الأذلّ) . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الَّلِه بْنَ أُبَيٍّ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عند رسول الله حتى ينفضّوا مِنْ حَوْلِهِ. وَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأذلّ. فذكرت ذلك لعمّي فذكره لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، فَصَدَّقَهُمْ وَكَذَّبَنِي، فَأَصَابَنِي هَمٌّ، فأنزل الله تعالى: إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ 63: 1 [2] ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [44 ب] فقرأها عليّ، وقال:   [1] سقطت من الأصل وأثبتناها من ع. [2] سورة المنافقون: من الآية 1. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 إِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَّقَكَ يَا زَيْدُ. أَخْرَجَهُ خ [1] . وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا الَّذِي أَوْفَى اللَّهُ لَهُ بِأُذُنِهِ» . أَخْرَجَهُ خ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَنَسٍ [2] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَلَمَّا كَانَ قُرْبَ الْمَدِينَةِ هَاجَتْ رِيحٌ تَكَادُ أَنْ تَدْفِنَ الرَّاكِبَ. فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بُعِثَتْ هَذِهِ الرِّيحُ لِمَوْتِ مُنَافِقٍ. قَالَ: فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَإِذَا مُنَافِقٌ عَظِيمٌ مَاتَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة [4] قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَرِيقِ عُمَانَ سَرَّحُوا ظُهُورَهُمْ [5] ، وَأَخَذَتْهُمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، حَتَّى أَشْفَقَ النَّاسُ مِنْهَا، وَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَأْنُ هَذِهِ الرِّيحِ؟ فَقَالَ: مَاتَ الْيَوْمَ مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ، ولذلك عصفت الريح وليس عليكم مِنْهَا بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَذَلِكَ فِي قِصَّةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [6] ، عَنْ شُيُوخِهِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمْ قِصَّةَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ قَالُوا: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَقْعَاءِ [7] من   [1] ، (2) صحيح البخاري 6/ 65 كتاب التفسير، سورة «المنافقون» وانظر تاريخ الطبري 2/ 608، وفي تفسير ابن كثير 28/ 70، 71. [3] صحيح مسلم (2782) كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. [4] المغازي لعروة 190. [5] في طبعة القدسي 241، وطبعة شعيرة 236 «ظهرهم» والتصويب من المغازي. [6] سيرة ابن هشام 4/ 7. [7] بقعاء: موضع على أربعة وعشرين ميلا من المدينة خرج إليه أبو بكر لتجهيز المسلمين لقتال أهل الرّدّة. وقال الواقدي: هو ذو القصّة. وهي الآن قرية من قرى جبل شمر المعروف قديما باسم جبلي طيِّئ وتقع شرقي حائل في شمال نجد. (من تعليقات الشيخ حمد الجاسر على المغانم المطابة ص 61) وانظر معجم البلدان 1/ 471. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 أَرْضِ الْحِجَازِ دُونَ الْبَقِيعِ هَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَخَافَهَا النَّاسُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَخَافُوا فَإِنَّهَا هَبَّتْ لِمَوْتِ عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ الْكُفْرِ. فَوَجَدُوا رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ قَدْ مَاتَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَكَانَ قَدْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ وَكَانَ كَهْفًا لِلْمُنَافِقِينَ. وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، أَتَاهُ عبد الله بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ قَتْلَ أَبِي، فَإِنْ كُنْتَ فَاعِلا فَمُرْنِي بِهِ فَأَنَا أَحْمِلُ إِلَيْكَ رأسه فو الله لَقَدْ عَلِمَتِ الْخَزْرَجُ مَا كَانَ بِهَا رَجُلٌ أَبَرَّ بِوَالِدِهِ مِنِّي، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تَأْمُرَ بِهِ رَجُلا مُسْلِمًا فَيْقَتُلَهُ، فَلا تَدَعُنِي نَفْسِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى قَاتِلِ عَبْدِ اللَّهِ يَمْشِي فِي الأَرْضِ حَيًّا حَتَّى أَقْتُلَهُ، فَأَقْتُلَ مُؤْمِنًا بِكَافِرٍ فَأَدْخُلَ النَّارَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ تُحْسِنَ صُحْبَتَهُ وَتَتَرَفَّقَ بِهِ ما صحبنا [1] .   [1] سيرة ابن هشام 4/ 8. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 الأفك «وكان في هذه الغزوة» قَالَ سُلَيْمَانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ. قَالَتْ: فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزَاةِ الْمُرَيْسِيعِ، فَخَرَجَ سَهْمِي. فَهَلَكَ فِيَّ مَنْ هَلَكَ. وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] ، وَالْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُمَا إِنَّ حَدِيثَ الإِفْكِ كَانَ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ. وَرُوِيَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُلْتُ يَا أُمَّاهُ حَدِّثِينِي حَدِيثَكِ فِي غَزْوَةِ الْمُرَيْسِيعِ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، بِبَعْلَبَكَّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنُ بن إبراهيم، أنا أبو الحسين عبد الحقّ اليوسفي، أنا أبو سعد ابن خُشَيْشٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا ميمون [45 أ] بن إسحاق،   [1] سيرة ابن هشام 4/ 10. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثَنَا يُونُسُ بن بكير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَقَدْ تُحُدِّثَ بِأَمْرِي فِي الْإِفْكِ وَاسْتُفِيضَ فِيهِ وَمَا أَشْعُرُ. وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَسَأَلُوا جَارِيَةً لِي سَوْدَاءَ كَانَتْ تَخْدُمُنِي فَقَالُوا: أَخْبِرِينَا مَا عِلْمُكِ بِعَائِشَةَ؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا شَيْئًا أَعْيَبَ مِنْ أَنَّهَا تَرْقُدُ ضُحًى حَتَّى إِنَّ الدَّاجِنَ [1] دَاجِنَ أَهْلِ الْبَيْتِ تَأْكُلُ خَمِيرَهَا. فَأَدَارُوهَا وَسَأَلُوها حَتَّى فَطِنَتْ، فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى عَائِشَةَ إِلَّا مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ. قَالَتْ: فَكَانَ هَذَا وَمَا شَعَرْتُ. ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَأَشِيرُوا عليّ في أناس أبنا [2] أَهْلِي، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوءٍ قَطُّ، وَأَبَنُوهُمْ بِمَنْ، وَاللَّهِ إِنْ عَلِمْتُ عَلَيْهِ سُوءًا قَطُّ، وَلَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِي إِلَّا وَأَنَا شَاهِدٌ، وَلَا غِبْتُ فِي سفر إلّا غاب معي. فقال سعد ابن مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَرَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ- وَكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ مِنْ رَهْطِهِ، وَكَانَ حَسَّانُ مِنْ رَهْطِهِ-: وَاللَّهِ مَا صَدَقْتَ، وَلَوْ كَانَ مِنَ الْأَوْسِ مَا أَشَرْتَ بِهَذَا. فَكَادَ يَكُونُ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ شَرٌّ فِي الْمَسْجِدِ، وَلَا عَلِمْتُ بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَلَا ذَكَرَهُ لِي ذاكر. حتى أَمْسَيْتُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَخَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ لِحَاجَتِنَا، وَخَرَجَتْ مَعَنَا أُمُّ مِسْطَحٍ- بِنْتُ خَالَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَإِنَّا لَنَمْشِي وَنَحْنُ عَامِدُونَ لِحَاجَتِنَا، عَثَرَتْ أَمُّ مِسْطَحٍ فَقَالَتْ: تعس مسطح. فقلت: أي أم، أتسبين ابنك؟ فلم   [1] الداجن: الشاة التي تأليف البيوت ولا تخرج إلى المرعى. [2] أبنوا: مخفّفة، أي اتّهموا، ورواها الأصيلي بالتشديد. وفي رواية القسطلاني «أنبوا» بتقديم النّون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 تُرَاجِعْنِي. فَعَادَتْ فَعَثَرَتْ فَقَالَتْ [1] : تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: أي أم أتسبين ابنك صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَلَمْ تُرَاجِعْنِي. ثُمَّ عَثَرَتْ الثَّالِثَةَ فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: أَيْ أم، أتسبين ابنك صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَسُبُّهُ إِلَّا مِنْ أَجْلِكِ وَفِيكِ. فَقُلْتُ: وَفِي أَيِّ شَأْنِي؟ قَالَتْ: وَمَا عَلِمْتِ بِمَا كَانَ؟ فَقُلْتُ: لَا، وَمَا الَّذِي كَانَ؟ قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنَّكِ مُبَرَّأةٌ مِمَّا قِيلَ فِيكِ. ثُمَّ بَقَرَتْ [2] لِيَ الْحَدِيثَ، فَأكِرُّ رَاجِعَةً إِلَى الْبَيْتِ مَا أَجِدُ مِمَّا خَرَجْتُ لَهُ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا. وَرَكِبَتْنِي الْحُمَّى فَحُمِمْتُ. فَدَخَلَ عَلِيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَنِي عَنْ شَأْنِي، فَقُلْتُ: أَجِدُنِي مَوْعُوكَةً، ائْذَنْ لِي أَذْهَبُ إِلَى أَبَوَيَّ. فَأَذِنَ لِي، وَأَرْسَلَ مَعِيَ الْغُلَامَ، فَقَالَ: امْشِ مَعَهَا. فَجِئْتُ فَوَجَدْتُ أُمِّي فِي الْبَيْتِ الْأَسْفَلِ، وَوَجَدْتُ أَبِي يُصَلِّي فِي الْعُلُوِّ فَقُلْتُ لَهَا: أيْ أُمَّهْ، مَا الَّذِي سَمِعْتِ؟ فَإِذَا هِي لَمْ يَنْزِلْ بِهَا مِنْ حَيْثُ نَزَلَ مِنِّي، فَقَالَتْ: أَيْ بُنَيَّةَ وَمَا عَلَيْكَ، فَمَا مِنَ امْرَأَةٍ لَهَا ضَرَائِرُ تَكُونُ جَمِيلَةً يُحِبُّهَا زَوْجُهَا إِلَّا وَهِيَ يُقَالُ لَهَا بَعْضُ ذَلِكَ. فَقُلْتُ: وَقَدْ سَمِعَهُ أَبِي؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: وَسَمِعَهُ رسول الله صلّى الله عليه [45 ب] وسلم؟ فقالت: ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فَبَكَيْتُ، فَسَمِعَ أَبِي الْبُكَاءَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: سَمِعْتُ الَّذِي تُحُدِّثَ بِهِ. فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ يَبْكِي، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّةَ، ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ، فَرَجَعْتُ، وَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الْعَصْرَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بَيْنَ أَبَوَيَّ، أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِي وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِي، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ إِنْ كُنْتِ ظَلَمْتِ أَوْ أَخْطَأَتِ أَوْ أَسَأْتِ فَتُوبِي وَرَاجِعِي أَمْرَ اللَّهِ وَاسْتَغْفِرِي، فَوَعَظَنِي، وَبِالْبَابِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ سَلَّمَتْ، فَهِيَ جَالِسَةٌ بِبَابِ الْبَيْتِ فِي الْحُجْرَةِ، وَأَنَا أَقُولُ: أَلَا تَسْتَحِي أَنْ تَذْكُرَ هَذَا، وَالْمَرْأَةُ تَسْمَعُ، حَتَّى إِذَا قَضَى كَلَامَهُ قُلْتُ لِأَبِي وغمزته: ألا   [1] في الأصل: «فعادت ثم عثرت فعادت تعس مسطح» والتصحيح من صحيح البخاري. [2] أي فتحت وكشفت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 تُكَلِّمَهُ؟ فَقَالَ: وَمَا أَقُولُ لَهُ؟ وَالْتَفَتُّ إِلَى أُمِّي فَقُلْتُ: أَلَا تُكَلِّمِينَهُ؟ فَقَالَتْ: وَمَاذَا أَقُولُ لَهُ؟ فَحَمِدْتُ اللَّهَ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أهله ثم قلت: أما بعد فو الله لَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ أَنْ قَدْ فَعَلْتُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ أَنِّي لَبَرِيئَةٌ مَا فَعَلْتُ لَتَقُولَنَّ قَدْ بَاءَتْ بِهِ عَلَى نَفْسِهَا وَاعْتَرَفَتْ بِهِ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَمْ أَفْعَلْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَصَادِقَةٌ مَا أَنْتُمْ بِمُصَدِّقيِّ. لَقَدْ دَخَلَ هَذَا فِي أَنْفُسِكُمْ وَاسْتَفَاضَ فِيكُمْ، وَمَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا قَوْلَ أَبِي يُوسُفَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ، وَمَا أَعْرِفُ يَوْمَئِذٍ اسْمَهُ: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ 12: 18 [1] . وَنَزَلَ الْوَحِيُ سَاعَةَ قَضَيْتُ كَلَامِي، فَعَرَفْتُ وَاللَّهِ الْبِشْرَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ. فَمَسَحَ جَبْهَتَهُ وجبينه ثُمَّ قَالَ: أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عُذْرَكِ. وَتَلَا الْقُرْآنَ. فَكُنْتُ أَشَدَّ مَا كُنْتُ غَضَبًا، فَقَالَ لِي أَبَوَايَ: قُومِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقلت: وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلا أَحْمَدُهُ وَلَا إِيَّاكُمَا وَلَكِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي بَرَّأَنِي. لَقَدْ سَمِعْتُمْ فَمَا أَنْكَرْتُمْ وَلَا جَادَلْتُمْ وَلَا خَاصَمْتُمْ. فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي قِيلَ لَهُ مَا قِيلَ، حين بلغه نزول العذر: سبحان الله، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا كَشَفْتُ قَطُّ كَنَفَ أُنْثَى. وَكَانَ مِسْطَحٌ يَتِيمًا فِي حُجْرِ أَبِي بَكْرٍ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، فَحَلَفَ لَا يَنْفَعُ مِسْطَحًا بِنَافِعَةٍ أبدا. فأنزل الله وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ 24: 22 إِلَى قَوْلِهِ أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ 24: 22 [2] . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ يَا رَبِّ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَغْفِرَ [لِي] [3] وَفَاضَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَهَذَا [حَدِيثٌ] عَالٍ حسن الإسناد، أخرجه البخاري تعليقا، فقال:   [1] سورة يوسف- الآية 18. [2] سورة النور: من الآية 22. [3] ليست في الأصل، وزدناها من ابن الملا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. فَذَكَرَه [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ- وَاللَّفْظُ لَهُ- وَابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، وَابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ، وعبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ، حِينَ قَالَ لها أَهْلُ الْإِفْكِ مَا قَالُوا، فَبَرَّأَهَا اللَّهُ، وَكُلٌّ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنَ الْحَدِيثِ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بعض. قالت: كان رسول الله [46 أ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ. فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَهُ بَعْدَ مَا نَزَلَ الْحِجَابُ، وَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأَنْزِلُ فِيهِ. فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ، وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ. فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي، فَإِذَا عِقْدٌ لِي مِنْ جَزْعِ ظِفَارٍ [2] قَدْ انْقَطَعَ، فَالْتَمَسْتُهُ، وَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ [3] لِي وَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَّلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ رَكِبْتُ. وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنِّي فِيهِ. وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُثْقِلْهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلَقَةَ [4] مِنَ الطَّعَامِ. فَلَمْ يَسْتَنْكِرُوا خِفَّةَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ. وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ. فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا. فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلَا مُجِيبٌ. فأَمَمْتُ مَنْزِلِي الّذي كنت فيه، وظننت أنّهم   [1] صحيح البخاري: كتاب التفسير، سورة النور حديث أبي أسامة عن هشام- باب: إن الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.. ج 6/ 11- 13. [2] جزع ظفار: الجزع خرز يماني. وظفار مبنيّة على الكسر، مدينة باليمن قرب صنعاء، وقيل هي صنعاء نفسها. قال ياقوت: ولعلّ هذا كان قديما، فأما ظفار المشهورة اليوم فليست إلّا مدينة على ساحل بحر الهند (معجم البلدان 4/ 60) . [3] هكذا في سيرة ابن هشام 4/ 10 وفي تاريخ الطبري 2/ 612 «يرجّلون» . [4] العلقة: ما يتبلّغ به من الطعام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 سَيَفْقِدُونَنِي فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عيني فنمت. وكان صفوان ابن الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ. فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نائم، فأتاني فعرفني حِينَ رَآنِي، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفْتُ، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ. فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ عَلَى يَدَيْهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي [الرَّاحِلَةَ] [1] حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَ مَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ. فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ. وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى الْإِفْكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ. فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي [2] قَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ، وَلَا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ. وَهُوَ يُرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَعْرِفُ مِنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي. إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلِيَّ فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ: كَيْفَ تِيكُمْ؟ ثُمَّ يَنْصَرِفُ. فَذَلِكَ الَّذِي يُرِيبُنِي وَلَا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ يَوْمًا بَعْدَ مَا نَقِهْتُ. فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ [3] ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، وَكُنَّا لَا نَخْرُجُ إِلَّا لَيْلًا إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتَّخِذَ الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الْأَوَّلُ فِي التَّبَرُّزِ قَبْلَ الْغَائِطِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا. فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَل بَيْتِي، قَدْ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ: أَتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟ قَالَتْ: أي هنتاه [4] ، أو لم تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَاذَا؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الْإِفْكِ. فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي. فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي وَدَخَلَ عَلِيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَسَلَّمَ] [5] ثُمَّ قَالَ: [46 ب]   [1] سقطت من الأصل، وزدناها من ع والبخاري 6/ 6. [2] في الأصل: (من) والتصحيح من ع والبخاري 6/ 6. [3] المناصع: جمع منصع وهو الموضع الّذي يتخلّى فيه لقضاء الحاجة. [4] أي هنتاه: يقال يا هنتاه في النّداء للأنثى من غير تصريح بالاسم كيا هذه. [5] سقطت من الأصل، وزدناها من ع. وفي صحيح البخاري «تعني سلّم ثم قال» 6/ 7. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 كَيْف تِيكُمْ؟ فَقُلْتُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِي أَبَوَيَّ؟ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي، فَجِئْتُ أَبَوَيَّ فَقُلْتُ لِأُمِّي: يَا أُمَّتَاهُ مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قَالَتْ: يَا بنيّة هوّني عليك، فو الله لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ، إِلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا. فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَلَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ فَبَكَيْتُ اللَّيْلَةَ حَتَّى لَا يَرْقَأُ لِي دمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ. ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ- حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحِيُ- يَسْتَأْمُرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ. فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الودّ، فقال أسامة: يا رسول الله أهلك وَلَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَأَمَّا عَلِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَاسْأَلِ الْجَارِيَةَ [1] تَصْدُقُكَ، قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ فَقَالَ: أَيْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يُرِيبُكِ؟ قَالَتْ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا أَغْمِصُهُ [2] عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، فَقَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي [3] أَذَاهُ فِي أهل بيتي، فو الله ما علمت في أهلي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي. فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَعْذِرُكَ مِنْهُ، إِنْ كَانَ مِنْ الْأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ. فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ- وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا- وَلَكِنْ احتملته الحميّة، فقال:   [1] في صحيح البخاري 6/ 5 «وإن تسأل الجارية» . [2] أغمصه: أعيبه. [3] في الأصل: بلغنا. وأثبتنا عبارة ع. وصحيح البخاري 6/ 7. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 كَذبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَا تَقْتُلَهُ وَلَا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ. فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ: الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ. قَالَتْ: فَبَكَيْتُ [1] يَوْمِي ذَلِكَ وَلَيْلَتِي لَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ. فَأَصْبَحَ أَبَوَايَ عِنْدِي، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا لَا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ وَلَا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ، حَتَّى ظَنَنْتُ [2] أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقُ كَبِدِي. فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي، اسْتَأْذَنَتْ عَلِيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي. فبينا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلْيَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ [مَا قِيلَ قَبْلَهَا [3]] وَلَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٍ. قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ حِينَ جَلَسَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةَ فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فاستغفري الله [47 أ] وَتُوبِي إِلَيْهِ فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثم تاب تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ. قَالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ، قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً. فَقُلْتُ لأبي: أجب رسول الله فِيمَا قَالَ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ. فَقُلْتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ. قَالَتْ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَهُ. فَقُلْتُ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثَةُ السِّنِّ لَا أَقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ الْقُرْآنِ: إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ [4] هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى [5] اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي بريئة، والله يعلم أنّي بريئة، لا تصدّقوني بذلك، ولئن اعترفت   [1] في صحيح البخاري 6/ 8 «فمكثت» . [2] في هامش الأصل: يظنّان، خ، أي في نسخة، ولعلّه يقصد البخاري، وهي لفظه 6/ 8. [3] ليست عليه السّلام، وأثبتناها من ع والبخاري 6/ 8. [4] في الأصل: سمعت. والتصحيح من صحيح البخاري 6/ 8. [5] في طبعة القدسي 250 «حق» والتصحيح من صحيح البخاري 6/ 8. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلًا إِلَّا قَوْلَ أَبِي يُوسُفَ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ 12: 18 [1] ثُمَّ تَحَوَّلْتُ فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ وَأَنَّ [اللَّهَ] [2] يُبَرِّئُنِي بِبَرَاءَتِي. وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ مُنَزِّلٌ فِي شَأْنِي وَحْيًا يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ فِي نَفْسِي [3] أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِي بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ رؤيا يبرّئني الله بها. قالت: فو الله مَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانُ [4] مِنَ الْعَرَقِ، وَهُوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي يَنْزِلُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ كَانَ أَوَّلُ كَلِمَةً تَكَلَّمَ بِهَا: يَا عَائِشَةُ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ. فَقَالَتْ أُمِّي: قُومِي إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا الله. وأنزل الله: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ 24: 11 الْعَشْرَ الْآيَاتِ كُلَّهَا [5] . فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ وَفَقْرِهِ-: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لعائشة. فأنزلت وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ، فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ 24: 22 [6] قال أبو بكر: بلى والله إنّي لأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي. فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: والله لا أنزعها منه أبدا. قالت:   [1] سورة يوسف- الآية 18. [2] سقطت من الأصل، وزدناها من ع والبخاري 6/ 8. [3] في صحيح البخاري «ولشأني في نفسي كان» 6/ 9. [4] الجمان: الفضّة. [5] سورة النور: الآيات 11- 21. [6] سورة النور: من الآية 22. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 وكأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي، فَقَالَتْ: أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا. وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي [1] مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ، وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْإِفْكِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ الأَيْلِيِّ [2] . وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عبد الْمَلِكِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ عَنِ الأَرْبَعَةِ عَنْ عَائِشَةَ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا غَزْوَةَ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَسَاهَمَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَخَرَجَ سَهْمِي وَسَهْمُ أُمِّ سَلَمَةَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهري قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بن [47 ب] عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ عَلِيٌّ. فَقُلْتُ: لا. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، وَعُرْوَةُ، وَعَلَقْمَةُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ كُلُّهُمْ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ. قَالَ فَقَالَ لِي: فَمَا كَانَ جُرْمُهُ؟ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، [أَخْبَرَنِي رَجُلانِ [3]] مِنْ قَوْمِكَ: أَبُو سَلَمَةَ بن عبد الرحمن، وأبو بكر ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا عَائِشَةَ تَقُولُ: كَانَ مُسَلِّمًا [4] فِي أَمْرِي. أخرجه البخاري [5] .   [1] تساميني: تفاخرني وتضاهيني. [2] صحيح البخاري: كتاب التفسير: سورة النور، باب «وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ 24: 16» إلخ 6/ 5- 9 وصحيح مسلم (2770) كتاب التوبة، باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف. والأيلي: هو يونس بن يزيد الأموي، مولاهم أبو يزيد الأيلي. (بفتح الهمزة وسكون التحتانية.) تهذيب التهذيب 11/ 450. [3] إضافة من صحيح البخاري 5/ 60 كتاب المغازي- باب حديث الإفك. [4] في الأصل، ع: مسيئا، وأثبتنا نصّ صحيح البخاري 5/ 60. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب حديث الإفك (5/ 60) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِصَّةَ الَّتِي نَزَلَ، بِهَا عُذْرِي عَلَى النَّاسِ، نَزَلَ فَأَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ مِمَّنْ كَانَ تَكَلَّمَ بِالْفَاحِشَةِ فِي عَائِشَةَ فَجُلِدُوا الْحَدَّ. قَالَ: وَكَانَ رَمَاهَا ابْنُ أُبَيٍّ، وَمِسْطَحٌ، وَحَسَّانٌ، وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ [1] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: دَخَلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَشَبَّبَ بِأَبْيَاتٍ لَهُ: حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزِنُّ بِرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ [2] قَالَتْ: لَسْتُ كَذَلِكَ. قُلْتُ: تَدَعِينَ مِثْلَ هَذَا يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ 24: 11 [3] ، قَالَتْ: وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَى؟ وَقَالَتْ: كان يردّ على النبي صلى الله عليه وسلم. متفق عليه [4] . وقال يونس، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ قَالَ: وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ قَدْ كَثَّرَ عَلَيْهِ حَسَّانٌ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ، وَقَالَ يُعَرِّضُ بِهِ: أَمْسَى الْجَلابِيبُ قَدْ عَزُّوا [5] وَقَدْ كَثُرُوا ... وَابْنُ الْفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ البلد [6]   [1] سيرة ابن هشام 4/ 12. [2] ديوانه: ص 324، وما تزنّ: أي ما تتّهم. وانظر: سيرة ابن هشام 4/ 14 وصحيح البخاري 5/ 61 والبداية والنهاية 3/ 164. [3] سورة النور: من الآية 11. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب حديث الإفك (5/ 61) . [5] في طبعة القدسي 254 «غروا» والتصويب من سيرة ابن هشام 4/ 13 وتاريخ الطبري 2/ 618، وديوان حسان 104. [6] قال السهيليّ في الروض الأنف: «الجلابيب: الغرباء، وبيضة البلد، يعني منفردا، وهو كلمة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 فَاعْتَرَضَهُ صَفْوَانُ لَيْلَةً وَهُوَ آتٍ مِنْ عِنْدِ أَخْوَالِهِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ عَلَى رَأْسِهِ، فيغدو عَلَيْهِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فَجَمَعَ يَدَيْهِ إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ أَسْوَدَ وَقَادَهُ إِلَى دَارِ بَنِي حَارِثَةَ [1] ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا:؟ فَقَالَ: مَا أَعْجَبَكَ! عَدَا عَلَى حسّان بالسّيف، فو الله مَا أَرَاهُ إِلا قَدْ قَتَلَهُ. فَقَالَ: هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا صَنَعْتَ بِهِ؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدِ اجْتَرَأْتَ، خَلِّ سَبِيلَهُ. فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوْا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ الْمُعَطَّلِ؟ فَقَامَ إليه، فقال: ها أنا ذا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: مَا دَعَاكَ إِلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: آذَانِي وَكَثَّرَ عَلَيَّ وَلَمْ يَرْضَ حَتَّى عَرَّضَ بِي فِي الْهِجَاءِ، فَاحْتَمَلَنِي الغضب، وها أنا ذا، فَمَا كَانَ عَلَيَّ مِنْ حَقٍّ فَخُذْنِي بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادعوا لي حسّان، فَأَتَى بِهِ، فَقَالَ: يَا حَسَّانُ: أَتَشَوَّهْتَ [2] عَلَى قَوْمِي أَنْ هَدَاهُمُ اللَّهُ لِلإِسْلامِ، يَقُولُ: تَنَفَّسْتَ عَلَيْهِمْ يَا حَسَّانُ، أَحْسِنْ فِيمَا أَصَابَكَ. فَقَالَ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِيرِينَ الْقِبْطِيَّةَ. فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَعْطَاهُ أَرْضًا كَانَتْ لأَبِي طَلْحَةَ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عتبة، أنّ صفوان قال حين ضربه: [48 أ] تَلَقَّ ذُبَابُ السَّيْفِ عَنِّي [4] فَإِنَّنِي ... غُلامٌ إِذَا هوجيت لست بشاعر   [ () ] يتكلم بها في المدح تارة وفي معنى القلّ أخرى، يقال: فلان بيضة البلد أي أنه واحد في قومه، عظيم فيهم، وفلان بيضة البلد، يريد: أنه ذليل ليس معه أحد» (4/ 21) . [1] في الأصل: بني جارية، والتصحيح من ع وهم بنو الحارث بن الخزرج. كما جاء في ابن هشام 4/ 13. [2] أتشوّهت على قومي: أي أقبحت ذلك من فعلهم حين سمّيتهم الجلابيب من أجل هجرتهم إلى الله ورسوله. [3] سيرة ابن هشام 4/ 13، 14 تاريخ الطبري 2/ 618، 619. [4] في الأصل، «عنك» والمثبت عن هامش الأصل، وتاريخ الطبري 2/ 618 وفي سيرة ابن هشام 4/ 13 «تلقى» وفي طبعة شعيرة 247 «لا تلقّ» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 وَقَالَ حَسَّانٌ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا [1] : رَأَيْتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللَّهُ، حُرَّةً ... مِنَ الْمُحْصَناتِ غَيْرِ ذَاتِ غَوَائلِ حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزِنُّ بِرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ وَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلائِقٍ [2] ... بِكِ الدَّهْرَ بَلْ قِيلُ امْرِئٍ مُتَمَاحِلِ فَإِنْ كُنْتُ أَهْجُوكُمْ كَمَا بَلَّغُوكُمُ [3] ... فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي فَكَيْفَ وَوُدِّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي ... لآلِ رَسُولِ اللَّهِ زَيْنِ الْمَحافِلِ وَإِنَّ لَهُمْ عِزًّا يُرَى النَّاسُ دونه ... قصارا، وطال العزّ كلّ التّطاول [4] [و] منها: مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللَّهُ خِيَمَهَا ... وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَاطِلِ عَقِيلَةُ حَيٍّ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ ... كِرَامِ الْمَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ [5] اسْتُشْهِدَ صَفْوَانُ فِي وَقْعَةِ أَرْمِينِيَةَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ. قَالَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ [6] . وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَقَدْ سُئِلَ عَنِ ابْنِ الْمُعَطَّلِ فَوَجَدُوهُ حَصُورًا مَا يَأْتِي النِّسَاءَ. ثُمَّ قتل بعد ذلك شهيدا [7] .   [1] ديوانه: ص 324، 325 باختلاف في اللفظ وترتيب الأبيات. [2] في البداية والنهاية 3/ 164 «بلائط» وانظر البيت في سيرة ابن هشام 4/ 14. [3] في سيرة ابن هشام 4/ 14 والبداية 3/ 164 « فإن كنت قد قلت الّذي قد زعمتم » . [4] هذا البيت ليس في سيرة ابن هشام. [5] البيتان في السيرة بتقديم الثاني على الأول 4/ 14. [6] الإصابة 2/ 290، 291 رقم 4089. [7] سيرة ابن هشام 4/ 14، تاريخ الطبري 2/ 619. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 غزوَةُ الخَنَدق قَالَ الواقديّ [1] : وهي غزوة الأحزاب، وكانت في ذي القِعْدَة. قَالُوا: لمّا أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النَّضير ساروا إلى خَيْبَر، وخرج نفرٌ من وجوههم إلى مكة فألَّبُوا قُرَيْشًا ودعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاهدوهم عَلَى قتاله، وواعدوهم لذلك وقتا. ثُمَّ أتوا غَطفانَ وسُلَيْما فدعوهم إلى ذَلِكَ، فوافقوهم. وتجهَّزَتْ قُرَيْشُ وجمعوا عبيدهم وأتباعهم، فكانوا في أربعة آلاف، وقادوا معهم نحو ثلاثمائة فرس سوى [2] الِإبل. وخرجوا وعليهم أبو سُفيان ابن حرب، فوافتهم بنو سُلَيْم بمَرّ الظَّهْران، وهم سبعمائة. وتلقَّتهم بنو أسد يقودهم طلحة بن خُويلد الَأسَدي. وخرجت فِزارة وهم في ألف بعيرٍ يقودهم عُيَيْنَة بن حصْن. وخرجت أَشْجَعُ وهم أربعمائة يقودهم مسعود [3] بن رخيلة.   [1] المغازي 2/ 440. [2] في الأصل، ع: من سوى الإبل. ولعلّ الوجه ما أثبتناه كما يؤخذ من عبارة الواقدي: «وقادوا معهم ثلاثمائة فارس وكان معهم من الظهر ألف بعير وخمسمائة بعير» (المغازي: 2/ 443) . [3] في سيرة ابن هشام 3/ 259 مسعر بن رخيلة. وانظر الإصابة (3/ 410) وأسد الغابة (5/ 161) وتاريخ الطبري 2/ 566 ففيها كما أثبتنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 وخرجت بنو مرّة وهم أربعمائة يقودهم الحارث بن عَوْف. وقيل إنّه رجع ببني مُرّة، والأوّل أثبت. فكان جميع الأحزاب عشرة آلاف، وأَمْرُ الكّل إلى أبي سُفيان. وكان المسلمون في ثلاثة آلاف. هذا كلام الواقدي [1] . وأمّا ابن إسحاق فقال: كانت غزوة الخندق في شوّال [2] . قَالَ: وكان من حديثها أنّ سَلَام بن أبي الحُقَيْق، وحُيَيّ بن أخْطب، وكِنانة بن الرَّبيع، وهوْذَة، في نفرٍ من بني النّضير ونفر من بني وائل، وهم الذين حزَّبوا الأحزابَ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدِموا مكَةَ فدعوا قريشًا إلى القتال، وقالوا: إنّا نكون معكم حتى نستأصل محمدا. فقالت لهم قريش [48 ب] : يا معشر يهود، إنّكم أهلُ كتاب وعِلْمٍ بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد. أَفَدِيننا خيرٌ أم دينُه؟ قالوا: بل دينكم خيرٌ من دينه وأنتم أولى بالحقّ وفيهم نزل: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى من الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا 4: 51 [3] الآيات. فلما قالوا: ذَلِكَ لقريش سَرَّهم ونشطوا إلى الحرب واستعدُّوا له. ثُمَّ خرج أولئك النّفر اليهود حتى جاءوا غَطفان، فدعوهم فوافقوهم [4] . فخرجت قريش، وخرجت غَطفان وقائدهم عُيَيْنَة في بني فِزارة، والحارث بن عَوْف المُرِّي في قومه، ومسعود بن رُخَيلة فيمن تابعه من قومه   [1] الواقدي: المغازي (2/ 440- 444) . [2] سيرة ابن هشام 3/ 258. [3] سورة النّساء- الآية 51. [4] سيرة ابن هشام 3/ 259، تاريخ الطبري 2/ 565. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 أشْجَع. فلما سَمِعَ بهم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حفر الخندق عَلَى المدينة وعمل فيه بيده، وأبطأ عَنِ المسلمين في عمله رجالٌ منافقون، وعمل المسلمون فيه حتى أحكموه [1] . وكان في حفْره أحاديث بلغتني، منها: بلغني أنّ جابرًا كان يحدّث أنّهم اشتدّت عليهم كدية [2] فشكوها إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا بإناء من ماء فَتَفَلَ فيه، ثُمَّ دعا بما شاء الله، ثُمَّ نضح الماء عَلَى الكُدْية حتى عادت كثيبًا [3] وحدّثني سعيد بن ميناء، عَنْ جابر بن عبد الله قَالَ: عملنا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في الخندق، فكانت عندي شُوَيْهة، فقلت: والله لو صنعناها لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرتُ امرأتي فطحنتْ لنا شيئًا من شعير، فصنعتْ لنا منه خُبزًا، وذبحت تِلْكَ الشاة فشَوَيْناها، فلما أمسينا وأراد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الانصراف، وكنّا نعمل فِي الخندق نهارًا فإذا أمسينا رجعنا إلى أهالينا، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنّي قد صنعت كذا وكذا، وأحبّ أن تنصرف معي، وإنّما أريد أن ينصرف معي وحده. فلما قلت له ذَلِكَ، قَالَ: نعم. ثُمَّ أمر صارخًا فصرخ أنِ انصرفوا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيت جابر. فقلت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، فأقبل وأقبل النّاس معه، فجلس وأخرجناها إليه، فَبَرَكَ وسمَّى، ثُمَّ أكل، وتواردها النّاس، كلّما فرغ قومٌ قاموا وجاء ناسٌ، حتى صدر أهلُ الخندق عنها [4] . وحدّثني سعيد بن ميناء أنّه حُدِّث أنّ ابنة لبشير بن سعد قالت: دعتني   [1] السيرة 3/ 259، الطبري 2/ 566. [2] الكدية: صخرة غليظة صلبة فيها الفأس، على ما في (النهاية لابن الأثير) وغيرها. [3] (سيرة ابن هشام 3/ 260. [4] السيرة 3/ 260. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 أمّي عمرةُ بنتُ رَواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي، ثُمَّ قَالَتْ: أي بُنَيَّة اذهبي إلى أبيك وخالك، عبد الله بغذائهما. فانطلقتُ بِهَا فمررت برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ألتمس أبي وخالي، فقال: ما هذا معك؟ قلت: تمر بَعَثَتْ به أمي إلى أبي وخالي، قَالَ: هاتيه. فَصَبَبْتُهُ في كَفَّيْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما ملأتهما [1] ثُمَّ أمر بثوبٍ فُبِسط، ثُمَّ دحا بالتمر عليه فتبدّد فوق الثوب، ثُمَّ قَالَ لِإنسان عنده: اصرخ في أهل الخندق أنْ هلموا إلى الغداء. فاجتمعوا فجعلوا يأكلون مِنْهُ وجعل يزيد، حَتَّى صَدَرَ أهلُ الخندق [49 أ] عنه وإنه لَيَسْقُط من أطراف الثوب [2] . وحدّثني من لا أَتّهم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كان يَقْولُ حين فُتِحَت هذه الأمصار في زمان عُمَر وعثمان وما بعده: افتحوا ما بدا لكم، والذي نفس أبي هُريرة بيده، ما افتتحتم من مدينةٍ ولا تفتحونها إلى يوم القيامة إلّا وقد أعطى الله محمدًا مفاتيحها قبل ذَلِكَ [3] . قَالَ: وحدّثت عن سلمان الفارسيّ قَالَ: ضربت في ناحيةٍ من الخندق فغلُظَتْ عليّ، ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قريبٌ منّي، فلما رآني أضرب نزل وأخذ المِعْوَلَ فضرب به ضربة فلمعتْ تحت المِعْوَل بَرْقَةٌ، ثُمَّ ضرب أخرى فلمعت تحته أخرى، ثُمَّ ضرب الثالثة فلمعت أخرى. قلت: بأبي أنت وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟ قَالَ: أوَ قد رأيتَ؟ قلت: نعم. قَالَ: أمّا الأولى، فإنّ الله فتح عليّ بِهَا اليمن، وأمّا الثانية، فإنّ الله فتح عليّ بِهَا الشامَ والمغرب، وأمّا الثالثة فإنّ الله فتح عليّ بها المشرق [4] .   [1] في الأصل «فملأتها» وما أثبتناه عن سيرة ابن هشام. [2] السيرة 3/ 260. [3] سيرة ابن هشام 3/ 261. [4] السيرة 3/ 261، المغازي لعروة 185. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 قَالَ ابن إسحاق: ولما فرغ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع السُّيول من رُومة بين الجُرْف وزَغَابة [1] في عشرة آلاف من أحابيشهم ومَن تبعهم من بني كنانة وأهل تهامة وغطفان، فنزلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد بذنب نقمي [2] إلى جانب أُحُد. وخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون حتى جعلوا ظهورهم إلى سَلْع [3] في ثلاثة آلاف، فعسكروا هنالك، والخندق بينه وبين القوم. فذهب حُيَيّ بنُ أخطب إلى كعب بن أسد القُرظي صاحب عهد بني قريظة وعقدهم، وقد كان وادع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قومه، فلما سَمِعَ كعبُ بحُيَيّ أغلق دونه الحصْنَ فأبى أن يفتح له، فناداه: يا كعب افتحْ لي. قَالَ: إنّك امرؤٌ مشئوم، وإنّي قد عاهدت محمدًا فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أر منه إلّا وفاء وصدقا. قال: ويلك افتح لي أكلّمك. قَالَ: ما أنا بفاعل. قَالَ: والله إنْ أغلقت دوني إلّا عَنْ [4] جُشَيْشَتك [5] أن آكل معك منها. فأحْفَظَه ففتح له فقال: ويحك يا كعب، جئتك بعزّ الدّهر وببحر طام، جئتك بقريش عَلَى قادتها وسَادتها حَتَّى [6] أنزلتهم بمجتمع الأسيال من رومة، وبغطفان عَلَى قادتها وسادتها فأنزلتهم بذَنَب نَقَمَى إلى جانب أُحُد، قد عاهدوني وعاقدوني عَلَى [7] أن لا يبرحوا   [1] رومة أرض بالمدينة فيها بئر رومة التي اشتراها عثمان بن عفان ثم تصدّق بها. والجرف موضع على ثلاثة أميال من المدينة من جهة الشام. وزغابة موضع قريب من المدينة وهي مجتمع السيول آخر العقيق غربيّ قبر حمزة وهي أعلى إضم (وفاء ألوفا) . وانظر معجم البلدان 1/ 299 و 3/ 141. [2] ذنب نقمي: موضع من أعراض المدينة قريب أحد، كان لآل أبي طالب. ونقمى: بالتحريك. انظر معجم البلدان 5/ 300. [3] سلع: جبل بسوق المدينة، وقيل موضع بقرب المدينة (معجم البلدان 3/ 236) . [4] في سيرة ابن هشام 3/ 261: «إلا تخوفت علي» . [5] الجشيشة: طعام من حنطة تطبخ مع لحم أو تمر. [6] في الأصل: على، تحريف. [7] في الأصل: حتى، تحريف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 حتى نستأصل محمدًا ومن معه. قَالَ له كعب: جئتني والله بذُلّ الدَّهْر وبجهام [1] قد هراق ماءه برعد وَبرْقٍ لَيْسَ فيه شيء، يا حُيَيّ فَدَعْنِي وما أنا عليه فإنّي لم أر من محمدٍ إلّا صدْقًا ووفاءً. فلم يزل حُيَيّ بكعب حتى سمح له بأنْ أعطاه عهدًا لئن رجعتْ قريش وغَطفان ولم يصيبوا محمدًا أنْ أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك. فنقض كعب عهده وبريء ممّا كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ [2] . ولما انتهى الخبر إلى النّبيّ صَلَّى [49 ب] اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث [سعد] [3] بن مُعاذ، وسعد بن عُبَادة سيّدَ الأنصار، ومعهما عبد الله بن رَوَاحة وخَوّات بن جُبَيْر رَضِيَ الله عَنْهُم، فقال: انطلقوا حتى تنظروا أحَقٌ ما بلغنا عَنْ هَؤُلاءِ؟ فإنْ كان حقًا فالحنوا لي لحنًا أعرفه، ولا تَفُتُّوا في أعضاد النّاس، وإن كانوا عَلَى الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للنّاس. فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم عَلَى أخبث ما بلغهم، فشاتمهم سعد بن مُعاذ وشاتموه، وكان فيه حدة، فقال له ابن عُبَادة: دع عنك مُشاتمتهم فما بيننا وبينهم أربى من المُشاتمة. ثُمَّ رجعوا إلى النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسلّموا عليه وقالوا: عضل والقارة، أي كغدر عضل والقارة بأصحاب الرّجيع خُبيب وأصحابه. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أكبر! أبشروا يا معشر المسلمين. فعظم عند ذلك الخوف [4] . قال الله تعالى: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمن أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ 33: 10- 11   [1] في هامش الأصل: هو السحاب الّذي لا ماء فيه. [2] سيرة ابن هشام 3/ 261. [3] ليست في الأصل، وزدناها للتوضيح من سيرة ابن هشام 3/ 261. [4] سيرة ابن هشام 3/ 261، 262. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 وَزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيداً 33: 11 [1] الآيات. وتكلّم المنافقون حتى قَالَ مُعَتّب بن قُشَيْر أحدُ بني عَمْرو بن عَوْف: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوزَ كِسْرى وقيصر وأحدُنا اليوم لا يأمن عَلَى نفسه أن يذهب إلى الغائط. فأقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقام عليه المشركون بضْعًا وعشرين ليلة لم يكن بينهم حرب إلّا الرَّمْيُ بالنَّبل والحصار [2] . ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إلى عُيَيْنَة بن حصْن وإلى الحارث بن عَوْف، فأعطاهما ثُلُثَ ثمار المدينة عَلَى أن يرجعا بمن معهما، فجرى بينه وبينهما الصُّلح [3] ، حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصّلح، إلّا المراوضة في ذَلِكَ. فلما أنْ أراد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يفعل، بعث إلى السَّعْدين فاستشارهما فقالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أمرًا تحبّه فنصنعه، أم شيئًا أمرك اللَّهمّ به لا بُدَّ لنا منه، أم شيئًا تصنعه لنا؟ قَالَ: بل شيء أصنعه لكم، والله ما أصنع ذَلِكَ إلّا لأنّي رأيت العربَ قد رمتكم عَنْ قَوسٍ واحدة، فأردت أنْ أكسر عنكم من شوكتهم. فقال سعد بن مُعاذ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قد كنّا نحن وهؤلاء القوم على الشّرك ولا يطعمون أن يأكلوا منّا تمرة إلّا قِرًى [4] أو بيعًا، أَفَحِين أكرمنا الله بالِإسلام وأَعَزَّنَا بك نعطيهم أموالنا؟ ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلّا السَّيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم. قَالَ: فأنتَ وذاك. فأخذ سعد الصحيفة فمحاها، ثم قال: ليجهدوا علينا [5] .   [1] سورة الأحزاب: الآيتان 10، 11. [2] السيرة 3/ 262. [3] في الأصل: صلح. وأثبتناه عبارة ع والسيرة 3/ 262. [4] قرى: إطعام الضيف. [5] السيرة 3/ 262. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم والأحزاب، فلم يكن بينهم قتالٌ إلّا فوارس من قريش، منهم عَمْرو بن عبد وُدّ، وعِكْرِمة بن أبي جهل، وهُبَيْرَة بن أبي وهب، وضِرار بن الخطّاب، تلبَّسوا للقتال ثُمَّ خرجوا عَلَى خيلهم، حتى مرُّوا بمنازل بني كنانة، فقالوا: تهيَّئوا للقتال يا بني كِنانة فستعلمون من [50 أ] الفُرسان اليوم، ثُمَّ أقبلوا تُعْنِق بهم خيلهم حتى وقفوا عَلَى الخندق، فلما رأوه قالوا: والله إنّ هذه لمكِيدةٌ ما كانت العربُ تكِيدها. فتيمَّموا مكانًا من الخندق ضيّقًا فضربوا خيلهم، فاقتحمت منه [فجالت] [1] بهم في السَّبخة بين الخندق وسَلع. وخرج عليّ رَضِيَ الله عَنْهُ في نفرٍ من المسلمين حتى أخذوا عليهم الثغرة، فأقبلت الفرسان تعنق نحوهم، وكان عَمْرو بن عبد وُدّ قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم أُحُد، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه، فلما وقف وهو وخيلُه قَالَ: من يبارزني؟ فبرز له عليّ رَضِيَ الله عَنْهُ، فقال له عليّ: يا عَمْرو إنّك كنت عاهدتَ الله لا يدعوك رجلٌ من قريشٍ إلى إحدى خلّتين إلّا أخذتها [2] منه. قَالَ له: أجل. قَالَ له: فإنّي أدعوك إلى الله ورسوله وإلى الِإسلام. قَالَ: لا حاجة لي بذلك. قَالَ: فإنّي أدعوك إلى النّزال. قَالَ له: لِمَ يا ابن أخي، فو الله ما أحبّ أن أقتلك. قَالَ عليّ رَضِيَ الله عَنْهُ: لكّني والله أحبّ أن أقتلك. فحمي عَمْرو واقتحم عَنْ فرسه فعقره وضرب وجهه، ثُمَّ أقبل عَلَى عليّ فتنازلا وتجاولا، فقتله عليّ. وخرجتْ خيلُهم منهزمة حتى اقتحمت من الخندق. وألقى عِكْرِمة يومئذٍ رُمْحه وانهزم. وقال عليّ رَضِيَ الله عَنْهُ في ذَلِكَ: نَصَرَ الحجارةَ من سفاهةِ رأيهِ ... ونَصَرتُ دينَ [3] محمّد بضراب   [1] سقطت من الأصل، والإضافة من السيرة 3/ 263. [2] في الأصل: أخذتهما، وأثبتنا. عبارة ع والسيرة 3/ 263. [3] في السيرة «رب» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 نازلتُهُ فتركتُهُ مُتَجدّلًا [1] ... كالجذْع بين دَكَادكٍ وروابي [2] لا تَحْسَبَنَّ الله خاذلٌ دينَهُ ... ونبيَّه يا معشر الأحزابِ [3] وحدّثني أبو ليلى عبد الله بن سهل، أنّ عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق، وكانت أمّ سعد بن مُعاذ معها في الحصن، فمرّ سعد وعليه درعٌ مُقَلَّصَة [4] قد خرجت منها [5] ذراعهُ كلّها، وفي يده حربة يرفل [6] بِهَا ويقول: لَبّثْ قليلًا يَشْهَدِ الهَيْجا حمل ... لا بأسَ بالموتِ إذا حانَ الَأجَلْ [7] فقالت له أُمُّهُ: الحق أي بنيّ فقد أخّرت. قالت عائشة: فقلت لَهَا يا أمّ سعد لوددت أنّ درع سعِد كانت أسبغ [8] مما هي. فرمي سعد بسهم قطع منه الأكْحَل [9] رماه ابن العَرِقة، [10] ، فلما أصابه قَالَ: خُذها منّي وأنا ابن العرقة. فقال له سَعْد: عرَّق الله وجهكَ في النّار، اللَّهمّ إنْ كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لَهَا فإنّه لا قوم أحبّ إليّ [11] أن أجاهدهم فيك من   [1] في السيرة « فصددت حين تركته متجدّلا » . [2] الدكادك: جمع دكداك وهو من الرمل ما تكبّس واستوى. [3] في السيرة بيت رابع لم يرد هنا. [4] الدرع المقلّصة: المجتمعة المنضمّة. يقال قلّصت الدرع وتقلصت. [5] في الأصل: منه. وما أثبتناه عن السيرة 3/ 264 وتاريخ الطبري 2/ 575. [6] يرفل: يجرّ ذيله ويتبختر. وفي تاريخ الطبري 2/ 575 «ويرقد» . [7] قال السهيليّ في الروض الأنف 3/ 280 «هو بيت تمثّل به، يعني به حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي» . [8] أسبغ: أكمل. [9] الأكحل: عرق في اليد أو هو عرق الحياة. [10] ابن العرقة: هو حبّان بن قيس بن العرقة، والعرقة هي قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم تكني أم فاطمة، سمّيت العرقة لطيب ريحها. (الروض الأنف 3/ 280) . [11] في الأصل، أحبّ إليّ من أن أجاهدهم. والمثبت عن السيرة 3/ 264، وتاريخ الطبري 2/ 575. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 قوم آذوا رسولكَ وكذَّبوه وأخرجوه، اللَّهمّ إنْ كنت وضعتَ الحربَ بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة ولا تُمِتْني حتى تقرّ عيني من بني قريظة. وكانت صفية بنتُ عبد المطّلب في فارغ [1]- حصن حسّان بن ثابت- وكان [50 ب] معها فيه مع النّساء والولْدان. قَالَتْ: فمرّ بنا يهودي فجعل يطيف بالحصْن، وقد حاربت بنو قُرَيظة ونقضت وليس بيننا وبينهم أحدٌ يدفع عنّا، والنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسلمون في نُحور عدوّهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا. فقلت: يا حسّان إنّ هذا اليهوديّ كما ترى يطيف بالحصن، وإليّ والله ما آمنُه أن يدل عَلَى عورتنا من وَراءنا من يهود، وقد شُغِل عنّا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فانزِلْ إليه فاقُتْله. قَالَ: يغفر [2] لك الله يا ابنةَ عبد المطّلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. فلما قَالَ لي ذَلِكَ ولم أر عنده شيئًا، احتجزت [3] ثُمَّ أخذت عمودًا ونزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته. فلما فرغتُ رجعت إلى الحصن فقلت: يا حسّان انزل إليه فاسلبه، فإنّه لم يمنعني من سلبه إلّا أنّه رجل. قال: ما لي بسَلَبه من حاجة [4] . وأقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فيما وصف الله من الخوف والشدة لتظاهر عدّوهم عليهم وإتيانهم من فوقهم ومن أسفل منهم. وروى نحوه يونس بن بكير، عن هشام بن عروة، عن أبيه.   [1] فارع: أطم من آطام المدينة، وقيل حصن بالمدينة. [2] في الأصل، ع: فغفر، وأثبتنا نصّ ابن هشام 3/ 264. [3] احتجز: شدّ إزاره على وسطه. [4] سيرة ابن هشام 3/ 264، تاريخ الطبري 2/ 577 وقد نقد السهيليّ هذه الرواية 3/ 281 فقال: «ويحمل هذا الحديث عند الناس على أن حسّانا كان جبانا شديد الجبن، وقد دفع هذا بعض العلماء، وأنكره، وذلك أنه حديث منقطع الإسناد، وقال: لو صحّ هذا لهجي به حسّان، فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعري وغيرهما، وكانوا يناقضونه ويردّون عليه..» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 ثُمَّ إنّ نُعَيْم بن مسعود الغَطفاني أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم. وقال: إنّ قومي لم يعلموا بإسلامي فَمُرْنِي بما شئت يا رسول الله. قَالَ إنّما أنت فينا رجلٌ واحد فاخذل عنّا منا استطعت فإنّ الحرب خُدْعة. فأتى قريظة- وكان نديمًا لهم في الجاهلية- فقال لهم: قد عرفتم وُدّي إيّاكم. قالوا: صدقتَ. قَالَ: إنّ قريشًا وغَطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكُم به أموالكم وأولادكم ونساؤكم، لا تقدرون عَلَى أنْ تتحوّلوا منه إلى غيره، وإنّ قريشًا وغَطفان قد جاءوا لحرب محمدٍ وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدُهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم، فإن رأوا نهزة أصابوها، وإنْ كان غير ذَلِكَ لحقوا ببلادهم وخلّوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، فلا طاقة لكم به إنْ خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رَهنًا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم عَلَى أن يقاتلوا معكم محمدًا حتى تناجزوه، فقالوا: لقد أشرت بالرأي. ثم خرج حتى أتى قريشًا فقال لأبي سُفيان ومَن معه: قد عرفتم وُدّي لكم وفراقي محمدًا، وإنّه قد بلغني أمرٌ قد رأيت عليّ حقًا أن أُبلِّغكموه نصحًا لكم فاكتموه عليّ. قالوا: نفعل. قَالَ: تعلَّموا [1] أنّ معشر يهود قد ندموا عَلَى ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد: وأرسلوا إليه أنّا قد ندِمنا عَلَى ما فعلنا، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين، قريش وغطفان، رجالا من أشرافهم، فنعطيكهم فنضرب أعناقهم، ثُمَّ نكون معك عَلَى من بقي منهم حتى تستأصلهم. فأرسل إليهم: نعم. فإنْ بعثت إليكم يهود يلتمسون رهنًا منكم من [51 أ] رجالكم فلا تفعلوا. ثُمَّ خرج فأتى غَطفان فقال: يا معشر غَطفان أنتم أصلي وعشيرتي   [1] في معالم التنزيل للبغوي 6/ 515 «تعلمون» والصحيح ما أثبتناه كما في السيرة لابن هشام 3/ 266. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 وأحبّ النّاس إليّ، ولا أراكم تتّهموني. قالوا: صدقت، ما أنت عندنا بمُتَّهم قَالَ: فاكتموا عنّي. قالوا: نفعل. ثُمَّ قَالَ لهم مثل ما قَالَ لقريش، وحذّرهم ما حذّرهم. فلما كانت ليلة السبت من شوّال، وكان من صُنعِ الله لرسوله أنّه أرسل أبو سُفيان ورءوس غَطفان، إلى بني قُريظة، عِكْرِمَة بنَ أبي جهل في نفرٍ من قريش وغَطفان، فقالوا: إنّا لسنا بدار مقام، قد هلك الخُفّ والحافر، فاغْدُوا للقتال حتى نناجز محمدًا. فأرسلوا إليهم أنّ اليوم يوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئًا، وقد كان بعضُنا أحدث فيه حَدَثًا فأصابه ما لم يخفَ عليكم، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمدًا حتى تعطونا رُهُنًا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نُناجز محمدًا، فإنّا نخشى إنْ ضرَّستكم الحربُ أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا والرجل في بلادنا، ولا طاقة لنا بذلك. فلما رجعت إليهم الرُسلُ بما قَالَتْ بنو قُرَيْظة قَالَتْ قريش وغَطفان: والله لقد حدّثكم نعيم بن مسعود بحقّ. فأرسلوا إلى بني قُريظة: إنّا والله ما ندفع إليكم رجلا من رجالنا، فإنْ كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا. فقالت بنو قُرَيظة حين انتهت إليهم الرُّسلُ بهذا: إنّ الذي ذكر لكم نُعَيْم لَحَقّ، ما يريد القوم إلّا أن يقاتلوا، فإنْ رأوا فرصة انتهزوها. وإنْ كان غير ذَلِكَ انشَمَرْوا إلى بلادهم. فأرسلوا إلى قريش وغَطفان: إنّا والله لا نقاتل معكم حتى تعطُونا رُهُنًا. فأَبَوا عليهم. وخذل الله بينهم. فلما أنهى ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دعا حُذَيْفة بنَ اليَمان فبعثه ليلًا لينظر ما فعل القوم [1] .   [1] سيرة ابن هشام 3/ 265، 262، تاريخ الطبري 2/ 578، 579. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 قَالَ: فحدّثني يزيد بن أبي زياد، عَنْ محمد بن كعب القُرَظي: قَالَ رجل من [أهل] [1] الكوفة لحُذَيْفَة: يا أبا عبد الله، رأيتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحِبْتُموه؟ قَالَ: نعم يا ابن أخي قَالَ: فكيف كنتم تصنعون؟ قَالَ: والله لقد كنّا نجهد، فقال: والله لو أدركناه ما تركناه يمشي عَلَى الأرض ولَحَمَلناه عَلَى أعناقنا. فقال: يا ابن أخي والله لقد رأيتنا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالخندق، وصلّى هَوِيًّا [2] من الليل، ثُمَّ التفت إلينا فقال: مَن رجلٌ يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثُمَّ يرجع- يشرُطُ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجعة- أَسأَل الله أن يكون رفيقي في الجنّة. فما قام أحدٌ من شدّة الخوف وشدّة الجوع والبرد. فلما لم يقم أحدٌ دعاني فلم يكن لي من القيام بُدٌّ حين دعاني، فقال: يا حُذَيْفَة اذهب فادخل في القوم، فانظر ماذا يفعلون ولا تحدّثني شيئًا حتى تأتينا. فذهبتُ فدخلتُ في القوم، والرّيح وجنودُ الله تفعل بهم ما تفعل، لا يقرّ لهم قِدْرًا ولا نارًا [3] ولا بناء. فقام أبو سُفيان فقال: يا معشر قريش، [51 ب] إنّكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكُراع والخُفّ، وأخلفتنا بنو قُريظة وَبَلَغَنَا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدّة الريح ما ترون، ما تطمئنّ لنا قِدْر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناءٌ، فارتحلوا فإنّي مُرْتحل. ثُمَّ قام إلى جَمَله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث، فو الله ما أطلق عقاله إلّا وهو قائم. ولولا عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أنْ لا تُحدِث شيئًا حتى تأتيني، ثُمَّ شئتُ لقتلتُه بسهم» . قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو قائم يصلّي في مرط [4] لبعض   [1] زيادة من ع والسيرة 3/ 266 والطبري 2/ 580. [2] الهويّ من الليل: القطعة منه والهزيع. [3] في طبعة القدسي 268 وفي طبعة شعيرة 259 «لا يقر لهم قرار ولا نار» وما أثبتناه عن السيرة 3/ 266 والطبري 2/ 580. [4] المرط: كساء من صوف أو خز. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 نسائه مراجل [1]- وهو ضربٌ «من وشي اليمن» فسّره ابن هشام [2]- فلما رآني أدخلني [إلى] [3] رِجليه وطرح عليّ طَرَفَ المِرْط، ثُمَّ ركع وسجد وإنّي لَفِيه فلما سلّم أخبرتُه الخبر. وسمعتْ غَطفان بما فعلت قُريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم [4] . قَالَ الله تعالى: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً 33: 25 [5] . وهذا كلُّه من رواية البكّائيّ عَنْ محمد بن إسحاق. وقال يونس بن بُكَيْر، عَنْ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أنّ رجلًا قَالَ لحُذَيْفة: صَحِبْتُم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدركتموه، فذكر الحديث نحو حديث محمد بن كعب، وفي آخره: فجعلت أُخُبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أبي سُفيان، فجعل يضحك حتى جعلتُ أنظر إلى أنيابه. وقال موسى بن عُقْبة، عَنِ ابن شهاب، أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاتل يوم بدر في رمضان سنة اثنتين. ثُمَّ قاتل يوم أُحُد في شوّال سنة ثلاث. ثُمَّ قاتل يوم الخندق، وهو يوم الأحزاب وبني قُرَيْظة، في شوّال سنة أربع، وكذا قَالَ عُرْوة في حديث ابن لَهِيعة عَنْ أبي الأسود عنه. كذا قالا: سنة أربع، وقالا في قصّة الخندق إنّها كانت بعد أُحُد بسنتين.   [1] مراجل: كذا في الأصل وابن هشام. وفي اللسان والتاج: المرجّل كمعظّم المعلّم من البرود والثياب، وبرد مرجّل فيه صور كصور الرجال، والمرحّل (بالحاء) ضرب من برود اليمن سمّي مرحّلا لأنّ عليه تصاوير رحل، ومرط مرحل عليه تصاوير الرحال. وقد ورد كذلك في حديث عائشة. ويجمعان على مراجل ومراحل وراحولات. [2] السيرة 3/ 266. [3] سقطت من الأصل وأثبتناها من ع والسيرة، وفي تاريخ الطبري 2/ 581 «بين» . [4] راجع الخبر في السيرة 3/ 265، 266، وتاريخ الطبري 2/ 578- 581. [5] سورة الأحزاب: الآية 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 وقال قَتَادة من رواية شَيْبان عنه: كان يومُ الأحزاب بعد أُحُد بسنتين، فهذا هو المقطوع به. وقول موسى وعُرْوة إنّها في سنة أربعٍ وَهَمٌ بين، ويُشْبُهُه قول عُبَيْد اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر: «عرضني رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُد، وَأَنَا ابنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْني. فلما كان يوم الخندق عُرِضتُ عليه وأنا ابن خمس عشرة فأجازني» فيُحْمَل قولُه عَلَى أنّه كان قد شرع في أربع عشرة، وأنه يوم الخندق كان قد استكمل خمس عشرة سنة، وزاد عليها بعد تِلْكَ [1] الزيادة. والعرب تفعل هذا في مددها وتواريخها وأعمارها كثيرًا، فتارة يعتدّون بالكسر ويعدُّونه سنة، وتارة يُسقِطونه. وذهب بعض العلماء إلى ظاهر هذا الحديث وعضَّدوه بقول موسى بن عُقْبة: «وغزوة الأحزاب في شوّال سنة أربع» وذلك مخالفٌ لقول الجماعة، ولما اعترف به موسى وعُرْوة من أنّ بين أُحُد والخندق سنتين والله أعلم [2] . [52 أ] وقال أبو إسحاق الفزاريّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ إِلَى الْخَنْدَقِ، وَالْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ يَحْفِرُونَ. الْخَنْدَقَ بِأَيْدِيهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ عَبِيدٌ،: فَلَمَّا رَأَى مَا بِهِمْ مِنَ الْجُوعِ وَالنَّصَبِ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ، ... فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ   [1] في الأصل: بعد ذلك الزيادة. وما أثبتناه من ع والخبر في صحيح البخاري 5/ 45. [2] قال ابن حجر في فتح الباري 7/ 393 «وقد بيّن البيهقي سبب هذا الاختلاف وهو أن جماعة من السلف كانوا يعدّون التاريخ من المحرّم الّذي وقع بعد الهجرة ويلغون الأشهر التي قبل ذلك إلى ربيع الأول. وعلى ذلك جرى يعقوب بن سفيان في تاريخه، فذكر أن غزوة بدر الكبرى كانت في السنة الأولى، وأن غزوة أحد كانت في الثانية، وأن الخندق كانت في الرابعة. وهذا عمل صحيح على ذلك البناء، لكنه بناء واه مخالف لما عليه الجمهور من جعل التاريخ من المحرم سنة الهجرة، وعلى ذلك تكون بدر في الثانية، وأحد في الثالثة، والخندق في الخامسة، وهو المعتمد» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 فَقَالُوا: مُجِيبِينَ لَهُ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا ... عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَلِمُسْلِمٍ نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ، وَزَادَ قَالَ: وَيُؤْتُونَ بِمِلْءِ حِفْنَتَيْنِ شَعِيرًا يُصْنَعُ لَهُمْ بِإِهَالَةٍ سَنِخَةٍ [3] وَهِيَ بَشِعَةٌ فِي الْحَلْقِ، فَتُوضَعُ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَقَالَ شُعْبَةُ وَغَيْرُهُ: [أَبُو] إِسْحَاقَ، سَمِعَ الْبَرَاءَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، وَقَدْ وَارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ [5] وَهُوَ يَقُولُ [6] : الَّلهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ... وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أبينا [7]   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق 5/ 45. [2] صحيح مسلم 1788: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب. [3] الإهالة: الودك وما أذيب من الشحم وكلّ دهن اؤتدم به: والسّنخة: المتغيّر الريح. قال الفيروزآبادي في القاموس: السنخة والسناخة هي الريح المنتنة. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق 5/ 45. [5] في الأصل «إبطه» والتصويب عن صحيح البخاري 5/ 47، والطبقات الكبرى 2/ 71، والمغازي للواقدي 2/ 449. [6] الأبيات لعبد الله بن رواحة (ديوانه: 106) وتنسب كذلك لعامر بن الأكوع. [7] البيت في شرح المواهب للزرقاني 2/ 107 إن الألى قد رغبوا علينا ... وإذا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 رَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَعِنْدَهُ أَيْضًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ: وَيَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: كُنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ فَعَرَضَتْ فِيهِ كُدْيةٌ [3]- وَهِيَ الْجَبَلُ- فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ كُدْيَةً قَدْ عَرَضَتْ فَقَالَ: رُشُّوا عَلَيْهَا. ثُمَّ قَامَ فَأَتَاهَا وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ مِنَ الْجُوعِ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ أَوِ الْمِسْحَاةَ فَسَمَّى ثَلاثًا ثُمَّ ضَرَبَ فَعَادَتْ كَثِيبًا أَهْيَلَ [4] فَقُلْتُ لَهُ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى الْمَنْزِلِ، فَفَعَلَ، فَقُلْتُ لِلْمَرْأَةِ: هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ وَذَكَرَ نَحْوَ مَا سُقْنَاهُ مِنْ مَغَازِي ابْنِ إِسْحَاقَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ: ثنا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أُسَتَاذٍ الزَّهْرَانِيِّ [6] ، حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ حِينَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ، عَرَضَ لَنَا فِي بَعْضِ الْخَنْدَقِ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ شَدِيدَةٌ لا تَأْخُذُ فِيهَا الْمَعَاوِلُ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهَا أَخَذَ الْمِعْوَلَ وَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَهَا. فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللَّهِ [إِنِّي] [7] لأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ وَقَطَعَ ثُلُثًا آخَرَ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيَح فَارِسَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الأَبْيَضَ. ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ فقال: الله أكبر أعطيت   [1] ، (2) صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق 5/ 47، 48. [3] في الأصل: كدانة. ولعلّها مصحفة عن كداية وهي الكدية. وأثبتنا نصّ البخاري 5/ 45. [4] عادت كثيبا أهيل: أي رملا سائلا، وفي البخاري: أهيل أو أهيم (5/ 46) . [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق 5/ 45، 46. [6] الزّهراني: بفتح الزاي وسكون الهاء. نسبة إلى زهران بن كعب بن الحارث. بطن من الأزد. (اللباب لابن الأثير 2/ 82) . [7] سقطت من الأصل وأثبتناها من ع ومن السيرة الحلبية 1/ 100 طبعة الحلبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، وَاللَّهِ إِنِّي لأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي السَّاعَةَ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: ثَنَا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: مَنْ يأتينا بخبر القوم؟ فقال [52 ب] الزُّبَيْرِ: أَنَا. فَقَالَ: مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا. فَقَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عن أبيه، عن ابن عبّاس: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها 33: 9 [2] قَالَ: كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ أَبِي سُفْيَانَ، يَوْمَ الأَحْزَابِ. وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ 33: 13 [3] ، قَالَ هُمْ بَنُو حَارِثَةَ، قَالُوا: بُيُوتُنَا مَخْلِيَّةٌ نخشى عليها السّرق. قوله: وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ 33: 22 الآية [4] ، قَالَ: لأَنَّ اللَّهَ قَالَ لَهُمْ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ الله 2: 214 [5] ، فَلَمَّا مَسَّهُمُ الْبَلاءُ حَيْثُ رَابَطُوا الأَحْزَابَ فِي الْخَنْدَقِ، تَأَوَّلَ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَزِدْهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أنا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق 5/ 49. [2] سورة الأحزاب: الآية 9. [3] سورة الأحزاب: الآية 13. [4] سورة الأحزاب: الآية 22. [5] سورة البقرة: الآية 214. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُتِلَ يَوْمَ الأَحْزَابِ، فَبَعَثَ الْمُشْرِكُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ ابعث إِلَيْنَا بِجَسَدِهِ وَنُعطِيَهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَقَالَ: لا خَيْرَ فِي جَسَدِهِ وَلا فِي ثَمَنِهِ. وقال الأصمعيّ: ثنا عبد الرحمن بن أبي الزّناد قَالَ: ضرب الزُّبَيْرُ بن العوّام يوم الخَنْدَق عثمانَ بنَ عبد الله بن المغيرة بالسيف عَلَى مِغْفَرِه فَقَدَّه إلى القُرْبُوس [1] ، فقالوا: مَا أجْوَدَ سيفك، فغضب، يريد إنّ العمل ليده لا لسيفه. قَالَ شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ قَاعِدًا عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فُرَضِ الْخَنْدَقِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا، أَوْ بُطُونَهُمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عُمَرَ [جَاءَ] [3] يَوْمَ الْخَنْدَقِ بَعْدَ مَا غَرُبَتِ الشَّمْسُ جَعَلَ يَسُبُّ كفَّارَ قُرَيْشٍ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كِدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَنَا وَاللَّهِ مَا صَلَّيْتُهَا بَعْدُ. فَنَزَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ أَحْسَبُهُ قَالَ إِلَى بُطْحَانَ [4] ، فَتَوَضَّأَ لِلصَّلَاةِ وَتَوَضَّأْنَا، فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرُبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صلّى المغرب. متّفق عليه [5] .   [1] القربوس: (بفتح أوله وثانيه وضمّ الأول وتسكين الثاني لغة مشهورة) حنو السّرج، وهما قربوسان، وهما مقدّم السّرج ومؤخّره. [2] صحيح مسلم (628) : كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر. ومثله في صحيح البخاري 5/ 48 كتاب المغازي، باب غزوة الخندق. [3] إضافة من صحيح البخاري. [4] بطحان: واد بالمدينة، وهو أحد أوديتها الثلاثة: العقيق وبطحان وقناة. (معجم البلدان 1/ 446) . [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق 5/ 48، 49. وصحيح مسلم (629) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ أَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُ مَعَهُ وَأَبْلَيْتُ. فَقَالَ: أَنْتَ كُنْتَ تَفْعَلُ ذَاكَ، لَقَدْ رَأَيْتَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ رِيحٍ شَدِيدَةٍ وَقَرٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا رَجُلٌ يَأْتِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ يَكُونُ معي يوم القيامة؟ فلم يجبه منّا [53 أ] أَحَدٌ، ثُمَّ الثَّانِيَةَ، ثُمَّ الثَّالِثَةَ مِثْلَهُ. ثُمَّ قَالَ: يَا حُذَيْفَةُ قُمْ فَائْتِنَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ. فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إِذْ دَعَانِي بِاسْمِي أَنْ أَقُومَ. فَقَالَ ائْتِنِي بِخَبَرِ الْقَوْمِ وَلَا تَذْعَرْهُمْ [1] عَلَيَّ. قَالَ: فَمَضَيْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ [2] حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يُصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّارِ. فَوَضَعْتُ سَهْمِي فِي كَبِدِ قَوْسِي وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْمِيَهُ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَذْعَرْهُمْ عَلِيَّ، وَلَوْ رَمَيْتُهُ لَأصَبْتُهُ. قَالَ: فَرَجَعْتُ كَأَنَّمَا أَمْشِي فِي حَمَّامٍ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَصَابَنِي الْبَرْدُ حِينَ فَرَغْتُ وَقُرِرْتُ، وَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْبَسَنِي مِنْ فَضْلِ عَبَاءَةٍ كَانَتْ عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا، فَلَمْ أَزَلْ نَائِمًا حَتَّى الصُّبْحِ، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُمْ يَا نَوْمَانُ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بِلالٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّاسَ تَفَرَّقُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الأَحْزَابِ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلا اثْنَا عَشَرَ رَجُلا فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جَاثٍ مِنَ الْبَرْدِ فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الأَحْزَابِ. فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا قُمْتُ إليك من البرد إلّا حياء منكم. قال: فانطلق يا ابن الْيَمَانِ فَلا بَأْسَ عَلَيْكَ مِن حَرٍّ وَلا بَرْدٍ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَسْكَرِهِمْ،   [ () ] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر. [1] في طبعة شعيرة 264 «تدعوهم» وهو تصحيف. [2] يعني أنه يجد البرد الّذي يجده الناس. [3] صحيح مسلم (1788) كتاب الجهاد والسير، باب غزوة الأحزاب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ، قَدْ تَفَرَّقَ الأَحْزَابُ عَنْهُ، حَتَّى إِذَا جَلَسْتُ فِيهِمْ، حَسَّ أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ دَخَلَ فِيهِمْ مَنْ غَيْرُهُمْ، فَقَالَ: يَأْخُذُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَمِينِي فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، ثُمَّ ضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى الَّذِي عَنْ يَسَارِي فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ. فَكُنْتُ فِيهِمْ هُنَيَّةً. ثُمَّ قُمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قائم يُصَلِّي، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنْ: ادْنُ، فَدَنَوْتُ. ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَيَّ فَدَنَوْتُ. حَتَّى أَسْبَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: مَا الْخَبَرُ؟ قُلْتُ: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمْ يَبْقَ إِلا فِي عُصْبَةٍ يُوقِدُ النَّارَ، قَدْ صَبَّ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صَبَّ عَلَيْنَا، وَلَكِنَّا نَرْجُو مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُو. وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ أخَيِ حُذَيْفَةَ قَالَ: ذَكَرَ حُذَيْفَةُ مَشَاهِدَهُمْ، فَقَالَ جُلَسَاؤُهُ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كُنَّا شَهِدْنَا ذَلِكَ لَفَعَلْنَا وَفَعَلْنَا. فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لا تَمَنَّوْا ذَلِكَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ الأَحْزَابِ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ مُطَوَّلا. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: ثَنَا ابْنُ أَبِي أَوْفَى قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَحْزَابِ فَقَالَ: اللَّهمّ مُنَزِّلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الْأَحْزَابَ، اللَّهمّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أعزّ جنده [2] ، ونصر   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق 5/ 49 وصحيح مسلم (1742) كتاب الجهاد والسير، باب استحباب الدعاء بالنصر عند لقاء العدوّ. [2] من أول قوله: «ونصر عبده» سقط في نسخة الأصل مقداره نحو سبع عشرة ورقة من نسخة ع وقد نقلناه عنها. وينتهي هذا السقط عند أوائل الكلام عن مقتل ابن أبي الحقيق. وسنشير إلى مكانه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حين أَجْلَى عَنْهُ الْأَحْزَابَ: الْآنَ نَغْزُوهُمْ وَلَا يَغْزُونَا، نَسِيرُ إِلَيْهِمْ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عبّاس: عَسَى الله أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً [3] 60: 7، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، فَصَارَتْ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَصَارَ مُعَاوِيَةُ خَالَ الْمُؤْمِنِينَ. كَذَا رَوَى الْكَلْبِيُّ [4] وَهُوَ مَتْرُوكٌ. وَمَذْهَبُ الْعُلَمَاءِ فِي أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ هَذَا حُكْمٌ مُخْتَصٌّ بِهِنَّ وَلا يتعدّى التحريم إلى بناتهنّ ولا إخوانهنّ ولا أخواتهنّ [5] . واستُشْهد يوم الأحزاب: عبد الله بن سهل بن رافع الأشهلي، تفرّد ابن هشام [6] بأنّه شهد بدرا.   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق 5/ 49. وصحيح مسلم (2724) كتاب الذكر والدعاء، باب التعوّذ من شرّ ما عمل ومن شرّ ما لم يعمل. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الخندق (5/ 48) . [3] سورة الممتحنة: من الآية 7. [4] هو محمد بن السائب الكلبي. انظر عنه: التاريخ الصغير للبخاريّ 158، والضعفاء الصغير له 275، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 514، أحوال الرجال 54 رقم 37، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 151 رقم 468، الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 76 رقم 1632، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2127، المغني في الضعفاء 2/ 584 رقم 5542، ميزان الاعتدال 3/ 556 رقم 7574. [5] وردت هذه العبارة في ع محرفة هكذا «وذهب العلماء في أمّهات المؤمنين هَذَا حُكْمٌ مُخْتَصٌّ بِهِنَّ وَلا يَتَعَدَّى التَّحْرِيمُ إلى بناتهنّ ولا إلى إخواتهنّ ولا أخواتهنّ» والتصحيح من ابن الملّا. [6] سيرة ابن هشام 3/ 275. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 وأَنَس بن أَوْس بن عتيك الأشهلي، والطُّفَيْل بن النُّعمان بن خنساء، وثعلبة بن غنمة [1] ، كلاهما من بني جَشَم بن الخزرج. وكعب بن زيد أحد بني النَّجَّار، أصابه سهم غرِب، وقد شهد هَؤُلَاءِ الثلاثة بدرًا. ذكر ابن إسحاق [2] أنّ هَؤُلَاءِ الخمسة قُتِلوا يوم الأحزاب. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: نَوْفَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ لِيُوَثِّبَهُ الْخَنْدَقَ فَوَقَعَ فِي الْخَنْدَقِ فَقَتَلَهُ اللَّهُ، وَكَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ وَأَرْسَلُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا نُعْطِيَكُمُ الدِّيَةَ عَلَى أَنْ تَدْفَعُوهُ إِلَيْنَا فَنَدْفِنَهُ. فَرَدَّهُ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ خَبِيثُ الدِّيَةِ لَعَنَهُ اللَّهُ وَلَعَنَ دِيَتَهُ وَلا نَمْنَعُكُمْ أَنْ تدفنوه، ولا أرب لنا في ديته.   [1] في ع: عتمة: والتصحيح من ابن هشام وأنساب الأشراف (1/ 248) . [2] سيرة ابن هشام 3/ 275. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 غزوة بني قريظة [1] وكانوا قد ظاهروا قريشا وأعانوهم عَلَى حرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيهم نزلت وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ من أَهْلِ الْكِتابِ من صَياصِيهِمْ 33: 26 [2] الآيتين. قَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخَنْدَقِ وَوَضَعَ السِّلَاحَ وَاغْتَسَلَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ وَقَالَ: وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ، اخْرُجْ إِلَيْهِمْ. قَالَ: فأين [3] ؟ قال: هاهنا. وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ. فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ أَنَسٍ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْغُبَارِ سَاطِعًا مِنْ سِكَّةِ بَنِي غَنْمٍ، مَوْكِبَ جبريل حين سار إلى بني قريظة. [5] .   [1] بنو قريظة: فخذ من جذام إخوة النضير، ويقال أنّ تهوّدهم كان في أيام عاديا أي السموأل، ثم نزلوا بجبل يقال له قريظة فنسبوا إليه. (تاريخ اليعقوبي 2/ 52) . [2] سورة الأحزاب: الآية 26. [3] عند البخاري «فإلى أين» . [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب مَرجعَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأحزاب. إلخ. 5/ 49، 50. وصحيح مسلم (1769) كتاب الجهاد والسير، باب جواز قتال من نقض العهد إلخ. [5] صحيح البخاري 5/ 50. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ انْصَرَفَ مِنَ الأَحْزَابِ أَنْ لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ. فَتَخَوَّفَ نَاسٌ فَوْتَ الْوَقْتِ فَصَلُّوا دُونَ قُرَيْظَةَ. وَقَالَ آخَرُونَ: لا نُصَلِّي إِلا حَيْثُ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ فَاتَنَا الْوَقْتُ. فَمَا عَنَّفَ وَاحِدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَعِنْدَ مُسْلِمٍ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ: الظُّهْرَ بَدَلَ الْعَصْرِ. وَكَأَنَّهُ وَهِمَ. وَقَالَ بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَمَّهُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ [2] أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ طَلَبِ الأحزاب وضع عنه اللأمة [3] واغتسل واستجمر، فتبدّى لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ: عَذِيرَكَ مِنْ مُحَارِبٍ، أَلا أَرَاكَ [4] قَدْ وَضَعْتَ اللأْمَةَ وَمَا وَضَعْنَاهَا بَعْدُ. فَوَثَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا فَعَزَمَ عَلَى النَّاسِ أَنْ لا يُصَلُّوا الْعَصْرَ حَتَّى يَأْتُوا بَنِي قُرَيْظَةَ. فَلَبِسُوا السِّلاحَ، فَلَمْ يَأْتُوا بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ: فَاخْتَصَمَ النَّاسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَمَ عَلَيْنَا أَنْ لا نُصَلِّيَ حَتَّى نَأْتِيَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَإِنَّمَا نَحْنُ فِي عَزِيمَةِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فليس علينا إثم. وصلّى طائفة من النّاس احتسابا. وتركت طائفة حتى غربت الشمس فصلّوا حين جاءوا بني قريظة. فلم يعنّف رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ [5] . وَقَالَ نَحْوَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَفِيهِ أَنَّ رَجُلا سَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ فِي الْبَيْتِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب مرجع صلّى الله عليه وسلّم من الأحزاب. (5/ 50) . [2] في طبعة القدسي 280 «عبيد الله بن بني كعب» وهو خطأ. انظر: تهذيب التهذيب 7/ 44. [3] في ع: السلامة، تصحيف. [4] في ع: الأراك. والتصحيح من مغازي الواقدي (2/ 497) . [5] سيرة ابن هشام 3/ 267، والبداية والنهاية 4/ 117. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 فَزِعًا، فَقُمْتُ فِي إِثْرِهِ، فَإِذَا بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا جِبْرِيلُ يَأْمُرُنِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقَالَ: وَضَعْتُمُ السِّلاحَ، لَكِنَّا لَمْ نَضَعِ السِّلاحَ، طَلَبْنَا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى بَلَغْنَا حَمْرَاءَ الأسَدِ. وَفِيهِ: فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَالِسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: هَلْ مَرَّ بِكُمْ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالُوا [1] : مَرَّ عَلَيْنَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ تَحْتَهُ قَطِيفَةُ دِيبَاجٍ. قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ بِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَلَكِنَّهُ جِبْرِيلُ أُرْسِلَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ لِيُزَلْزِلَهُمْ وَيَقْذِفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ. فَحَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَسْتُرَهُ بِالْجُحَفِ حَتَّى يُسْمِعَهُمْ كَلامَهُ. فَنَادَاهُمْ: يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ. فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ لَمْ تَكُ فَحَّاشًا. فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ، [2] فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: [فَجَاءَهُ] [4] جِبْرِيلُ وَعَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ فَقَالَ: أَوَضَعْتَ السِّلاحَ؟ وَاللَّهِ مَا وَضَعَتِ الْمَلائِكَةُ، اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَلَبِسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، وَأَذِنَ بِالرَّحِيلِ، ثُمَّ مَرَّ عَلَى بَنِي غَنْمٍ [5] فَقَالَ: مَنْ مَرَّ بِكُمْ؟ قَالُوا: دِحْيَةُ. وَكَانَ دِحْيَةُ تُشْبِهُ لِحْيَتُهُ وَوَجْهُهُ جِبْرِيلَ. فَأَتَاهُمْ فَحَاصَرَهُمْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ [6] .   [1] في ع: قال. وفي البداية والنهاية 4/ 118 «فقالوا» . [2] في طبعة القدسي 281 «حلفاء» والتصحيح عن البداية والنهاية. [3] قال ابن كثير: ولهذا الحديث طرق جيدة عن عائشة وغيرها. البداية والنهاية 4/ 118. [4] سقطت من ع وزدناها من مسند أحمد. [5] في ع: بني عمرو. والتصحيح من مسند أحمد 6/ 142 وفيه أنّ بني غنم هم جيران المسجد حوله. [6] مسند أحمد: مسند أحاديث عائشة (6/ 141- 142) ط الميمنية 1313 هـ-. وانظر سيرة ابن هشام 3/ 267. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 وقال يونس، عَنِ ابن إسحاق، قدِم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علينا معه رايته [1] وابتَدَرَ النّاس. وقال موسى بن عقبة [2] . وخرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أثر جبريل، فمرّ عَلَى مجلس بني غنم وهم ينتظرون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألهم: مَرَّ عليكم فارس آنفًا؟ فقالوا: مرّ علينا دحية عَلَى فرسٍ أبيض تحته نمطٌ أو قطيفة من ديباج عليه اللأّمة. قَالَ: ذاك جبريل. وكأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشبّه دِحيةَ بجبريل [3] . قَالَ: ولما رأى عليّ بن أبي طالب [رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [4] مُقْبِلا تلقّاه. وقال: ارجع يَا رَسُولَ اللَّهِ، فإنّ الله كافيك اليهود. وكان عليّ سَمِعَ منهم قولًا سبيبيّ [5] لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأزواجه. فكره عليّ أن يسمع ذَلِكَ، فقال: لِمَ تأمرني بالرجوع؟ فكتمه ما سَمِعَ منهم. فقال: أظنّك سَمِعْتُ لي [6] منهم أذى؟ فامضِ فإنّ أعداء الله لو قد رأوني لم يقولوا شيئًا ممّا سَمِعْتُ. فلما نَزَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحصنهم، وكانوا في أعلاه، نادى بأعلى صوته نفرًا من أشرافها حتى أسمعهم فقال: أجيبونا يا معشر يهود يا أخوة القِرَدَة، لقد نزل بكم خِزْي الله. فحاصرهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتائب المسلمين بضع عشرة ليلة، وردّ الله حُيَيّ بنَ أخطب حتى دخل حصنَهُم، وقذف الله في قلوبهم الرُّعب، واشتدّ عليهم الحصار، فصرخوا بأبي لُبابة بن عبد المنذر وكانوا حلفاء الأنصار. فقال: لا آتيهم حتى يأذن لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ:   [1] العبارة عند ابن كثير «وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بن أبي طالب ومعه رايته وابتدارها الناس» . [2] المغازي لعروة 186- 187. [3] البداية والنهاية 4/ 119. [4] إضافة من المغازي لعروة 186 والبداية والنهاية. [5] سبيبي: (وزن خليفي) السبّ أو أكثر منه. وفي البداية والنهاية «سيئا» وكذلك في المغازي لعروة. [6] في البداية والنهاية «في» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 قد أذِنْتُ لك. فأتاهم، فبكوا وقالوا: يا أبا لُبابة، ماذا ترى، فأشار بيده إلى حلْقه، يريهم إنّما يراد بكم القتل. فلما انصرف سُقِط في يده [1] ورأى أنّه قد أصابته فتنةٌ عظيمة فقال: والله لا أنظر في وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أحدِث للَّه توبةً نَصُوحًا يعلمها الله من نفسي. فرجع إلى المدينة فربط يديه إلى جذعٍ من جذوع المسجد. فزعموا أنّه ارتبط قريبًا من عشرين لَيْلَةٍ [2] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما ذُكر، حين راث عليه [3] أبو لُبابة: أما فرغ أبو لُبابة من حلفائه قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قد والله انصرف من عند الحصن، وما ندري أين سلك. فقال: قد حدث له أمر. فأقبل رجل فقال: يَا رسول الله، رأيت أبا لبابة ارتبط بحبل إلى جِذْعٍ من جذوع المسجد. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد أصابته بعدي فتنة، ولو جاءني لاستغفرت لَهُ. فإذا فعل هذا فلن أحرّكه من مكانه حتى يقضي الله فيه ما شاء [4] . قَالَ ابْنُ لَهِيعة، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَة، فذكر نحو ما قصّ موسى ابن عقبة. وعنده: فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمَتَه وأذَّن بالخروج، وأمرهم أن يأخذوا السّلاح. ففرغ النّاس للحرب. وبعث عليًّا عَلَى المقدّمة ودفع إليه اللواء. ثُمَّ خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى آثارهم. ولم يقل بضع عشرة ليلة. وقال يونس بن بُكَيْرَ، والبكائي- واللَّفظ له- عَنِ ابن إسحاق [5] قَالَ: حاصرهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسًا وعشرين ليلةً، حتى جهدهم الحصار، وقذف الله في قلوبهم الرُّعب. وكان حُيَيّ بنُ أخطب دخل مع بني قُرَيْظة في حصنهم حين رجعت عنهم قُريش وغَطفان، وفاءً لكعب بن أسد بما كان   [1] سقط في يده، وأسقط في يده (مضمومتين) زلّ وأخطأ وندم. [2] جاء في جوامع السيرة لابن حزم 193 أنه أقام مرتبطا بالجذع ست ليال لا يحل إلّا للصلاة. [3] راث عليه: أبطأ، وفي المغازي لعروة 717 «حين غاب عليه» [4] البداية والنهاية 4/ 119 وسيرة ابن هشام 3/ 268 والمغازي لعروة 187. [5] سيرة ابن هشام 3/ 268. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 عاهده عليه، فلما أيقنوا بأنّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير منصرف عنهم حتى يناجيزهم، قَالَ كعب بن أسد: يا معشر يهود، قد نزل بكم من الأمر ما ترون، وإنّي عارضٌ عليكم خِلالًا ثلاثًا، فخُذُوا أيّها شئتم. قالوا: وما هي؟ قَالَ: نبايع هذا الرجل ونصدقه، فو الله لقد تعيّن لكم أنّه لَنَبِيّ مُرْسَل، وأنّه للَّذي تجدونه في كتابكم. فتأْمَنون عَلَى دمائكم وأموالكم. قالوا: لا نفارق حُكم التَّوراة أبدًا ولا نستبدل به غيرَه. قَالَ: فإذا أبيتم عَلَى هذه. فهلُمَّ فلنقتل أبناءنا ونساءنا، ثُمَّ نخرج إلى محمد وأصحابه مُصْلِتين السُّيوف لم نترك وراءنا ثقلا، حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، فإن نهلك ولم نترك وراءنا نَسْلًا نخشى عليه، وإنْ نظهر فَلَعَمْري لَنَتّخِذَنَّ النّساء والأبناء. قالوا: نقتل هَؤُلاءِ المساكين، فما خير العيش بعدهم؟ قَالَ فإنْ أبيتم هذه فإنّ الليلة ليلة السبت وإنّه عسى أنْ يكون محمدٌ وأصحابه قد أمنوا فيها فانزلوا لعلَّنا نُصيب من محمد وأصحابه غِرَّة. قالوا: نُفسد سبْتَنَا وتحدث فيه ما لم يحدث من كان قبلنا، إلّا مَن قد علِمْتَ فأصابه ما لم يخْفَ عليك من المَسْخ؟ قَالَ: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمُّهُ ليلةً واحدة من الدَّهر حازما. رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. لكنّه قال عن أبيه، عن معبد ابن كعب بن مالك، فذكره وزاد فيه: ثُمَّ بعثوا يطلبون أبا لُبابة، وذكر ربْطَه نفسه. وقال سعيد بن المسيّب: إنَّ ارتباطه بسارية التَّوبة كان بعد تخلُّفه عَنْ غزوة تبوك حين أعرض عنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عليمٌ، بما فعل يوم قُرَيْظة، ثُمَّ تخلّف عَنْ غزوة تَبُوك فيمن تخلّف. والله أعلم. [وذكر] [1] عليّ بن أبي طلحة، وعطّية العَوْفي، عَنِ ابن عبّاس في ارتباطه حين تخلّف عَنْ تبوك ما يؤكد قولَ ابن المسيّب، قَالَ: نزلت هذه   [1] كتبت في أصل المخطوطة بالحمرة ولم تظهر في التصوير، ولعلها ما أثبتناه أو ما في معناه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 الآية في أبي لبابة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا الله وَالرَّسُولَ 8: 27 [1] . وقال البكّائيّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، أَنَّ تَوْبَةَ أَبِي لُبَابَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ [فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ] [2] ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ السَّحَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ، [قَالَتْ] [3] فَقُلْتُ: مِمَّ [4] تَضْحَكُ؟ قَالَ: تِيبَ عَلَى أَبِي لُبَابَةَ. [قَالَتْ] [5] قُلْتُ: أَفَلا أُبَشِّرُهُ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتِ. قَالَ: فَقَامَتْ عَلَى بَابِ حُجْرَتِهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا لُبَابَةَ، أَبْشِرْ فَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْكَ. قَالَتْ: فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ لِيُطْلِقُوهُ. قَالَ: لا وَاللَّهِ حَتَّى يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي يُطْلِقُنِي بِيَدِهِ. فَلَمَّا مَرَّ عَلَيْهِ خَارِجًا إِلَى صَلاةِ الصُّبْحِ أَطْلَقَهُ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ [6] : أَقَامَ أَبُو لُبَابَةَ مُرْتَبِطًا بِالْجِذْعِ سِتَّ لَيَالٍ: تَأْتِيهِ امْرَأَتُهُ فِي وَقْتِ كُلِّ صَلاةٍ تُحِلُّهُ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ يعود فيرتبط بالجذع، وفيما حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ. وَالآيَةُ الَّتِي نَزَلَتْ فِي تَوْبَتِهِ: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً 9: 102 [7] الآية. قَالَ ابن إسحاق: ثُمَّ إنّ ثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد [8] ابن عُبَيْد، وهم نفر من [بني] [9] هدل، أسلموا تِلْكَ الليلة التي نزل فيها بنو   [1] سورة الأنفال: من الآية 27. وانظر سيرة ابن هشام 3/ 268 برواية سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْد الله بن أبي قتادة. [2] إضافة من سيرة ابن هشام 3/ 268. [3] إضافة من السيرة. [4] في ع: بم يضحك. والتصحيح من سيرة ابن هشام 3/ 268. [5] عن السيرة. [6] السيرة 3/ 268. [7] سورة التوبة: من الآية 102. [8] في ع: أسيد. والتصحيح من ترجمته في أسد الغابة (1/ 85) والإصابة (1/ 33) . [9] إضافة من السيرة 3/ 269. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 قُرَيْظة عَلَى حُكْم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ قَالَ: نَزَلَ أَهْلُ قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ عَلَى حِمَارٍ. فَلَمَّا دَنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَسْجِدِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ إِلَى خَيْرِكُمْ فَقَالَ [1] : إِنَّ هَؤُلاءِ قَدْ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِكَ، فَقَالَ: نَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ وَنُسْبِي ذَرَارِيَّهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد حكم عَلَيْهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ. وَرُبَّمَا قَالَ: بِحُكْمِ الْمَلِكِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْر، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [3] قال: فأومئوا إليه فقالوا: يا أبا عَمْرو، قد ولّاك رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ مواليكم لتحكم فيهم. فقال سعد: عليكم بذلك عهدُ الله وميثاقه؟ قالوا: نعم. قَالَ: وعلى مَنْ هاهنا من النّاحية التي فيها النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومَن معه، وهو مُعرضٌ عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إجلالًا له، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ. فقال سعد: أحكم بأنْ تقتل الرجال وتقسّم الأموال وتسبي الذّراري [4] . وقال شُعْبة وغيره، عَنْ عبد الملك بن عُمَيْر، عَنْ عطّية القرظِيّ قَالَ: كنت في سبْي قُرَيْظة، فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمن أنبت [5] أن يُقْتَلَ، فكنت فيمن لم ينبت [6] .   [1] في طبعة القدسي 286 «فقالت» والتصويب عن البخاري ومسلم. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب مَرجعَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأحزاب (5/ 50) وصحيح مسلم (1768) كتاب الجهاد والسير، باب جواز قتال من نقض العهد، وجواز إنزال أهل الحصن عن حكم حاكم عدل أهل للحكم. [3] سيرة ابن هشام 3/ 269. [4] في السيرة أيضا «والنساء» . [5] أنبت: بلغ الحلم. [6] انظر البداية والنهاية 4/ 125 وقد قال ابن كثير: رواه أهل السنن الأربعة من حديث عبد الملك ابن عمير بن عطية القرظي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 قَالَ موسى بن عُقْبة: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سألوه أن يحكِّم فيهم رجلًا: اختاروا من شئتم من أصحابي؟ فاختاروا سعد بن مُعاذ، فرضي بذلك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنزلوا عَلَى حُكْمه. فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسلاحهم فجُعِل في قُبَّته، وأمر بهم فكُتِّفوا [1] وأوثقوا وجعلوا في دار أُسامة، وبعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سعد، فأقبل عَلَى حمار أعرابيّ يزعمون أنّ وِطاء بَرْذَعَته من ليف، واتبعه رجلٌ من بني عبد الأشهل، فجعل يمشي معه ويعظّم حقَّ بني قُرَيْظة ويذكر حِلْفَهم [2] والذي أَبْلوه يوم بعاث، ويقول: اختاروك عَلَى من سواك رجاءَ رحمتِك وتحنُّنك عليهم، فاسْتَبْقِهِم فإِنَّهم لك جمال وعُدَد. فأكثر ذَلِكَ الرجل، وسعد لا يرجع إليه شيئًا، حتى دَنَوْا، فقال الرجل: ألا ترجع إليّ فيما أكلّمك فيه؟ فقال سعد: قد آن لي أن لا تأخذني في الله لَوْمَةُ لائم. ففارقه الرجل، فأتاني قومه فقالوا: ما وراءك؟ فأخبرهم أنّه غير مُسْتَقِيم، وَإِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل مُقاتلتهُم، وكانوا فيما زعموا ستمائة مُقاتل قُتِلوا عند دار أبي جهم بالبلاط، فزعموا أنّ دماءهم بلغتْ أحجار الزَّيت التي كانت بالسّوق، وسبى نساءهم وذراريهم، وقسّم أموالهم بين مَن حضر من المسلمين. وكانت خيل المسلمين ستًّا وثلاثين فرسًا. وأخرج حُيَيّ بنَ أخطب فقال لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل أخزاك الله؟ قَالَ له: ظهرتَ عليَّ وما ألوم إلّا نفسي في جهادك والشدة عليك. فأمر به فضُرِبَتْ عُنُقُه. كلّ ذَلِكَ بعين سعد [3] . وكان عَمْرو بن سعد اليهودي في الأسرى، فلما قدَّموه ليقتلوه ففقدوه فقيل: أين عَمْرو؟ قالوا: والله ما نراه، وإنّ هذه لرمّته [4] التي كان فيها،   [1] في ع: فتكفوا. [2] في المغازي لعروة 188 «خلقهم» . [3] المغازي لعروة 188 ومجمع الزوائد للهيثمي 6/ 138، 139 نقلا عن المعجم الكبير للطبراني. [4] الرمّة: قطعة من حبل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 فما ندري كيف انفلت؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أفلت بما علم الله في نفسه. وأقبل ثابت بن قيس بن شماس إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هب لي الزُّبَير، يعني ابن باطا وامرأته. فوهبهما له، فرجع ثابت إلى الزُّبَير. فقال: يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني- وكان الزبير يومئذٍ كبيرًا أعمى- قَالَ: هل ينكر الرجل أخاه؟ قَالَ ثابت: أردت أن أجزيك اليوم بيدك. قَالَ: أفعل، فإنّ الكريم يجزي الكريم، فأطلقه. فقال: لَيْسَ لي قائد، وقد أخذتم امرأتي وبَنيّ. فرجع ثابت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله ذرّيَة الزُّبَير وامرأته، فوهبهم له، فرجع إليه فقال: قد ردّ إليك رَسُول الله صلّى الله عليه وسلّم امرأتك وبينك. قَالَ الزُّبير: فحائط لي فيه أعذق لَيْسَ لي ولأهلي عيش إلّا به. فوهب لَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ له ثابت: أسلم قال: ما فعل المجلسان؟ فذكر رجالا من قومه بأسمائهم. فقالت ثابت: قد قُتِلوا وفُرِغ منهم، ولعلّ الله أنْ يهديك. فقال الزُّبَير: أسألك باللَّه وبيدي عندك إلّا ما ألحقتني بهم، فما في العيش خير بعدهم. فذكر ذَلِكَ ثابت لرَسُول الله صلّى الله عليه وسلم، فأمر بالزُّبَير فقتل. قَالَ الله تعالى في بني قُرَيْظة في سياق أمر الأحزاب: وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ 33: 26 يعني الذين ظاهروا قُريشًا: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً 33: 26 [1] . وقال عروة في قوله: وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها 33: 27 [2] . هي خَيْبَر. وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لِسَعْدٍ: لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فوق سبعة أرقعة [3] .   [1] سورة الأحزاب: الآية 26. [2] سورة الأحزاب: من الآية 27. [3] الأرقعة: جمع رقيع وهي السماء. والخبر في السيرة ابن هشام 3/ 269. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 وقال البكّائي، عَنِ ابن إسحاق [1] : فحبسهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دار بنت الحارث النَّجَّارية، وخرج إلى سوق المدينة، فخندق بِهَا خنادق، ثُمَّ بعث إليهم فضرب أعناقهم في تِلْكَ الخنادق. وفيهم حُيَيّ بن أخطب، وكعب بن أسد رأس القوم، وهم ستمائة أو سبعمائة، والمكثر يقول: كانوا بين الثمانمائة والتسعمائة. وقد قالوا لكعب وهو يذهب بهم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسالًا [2] : يا كعب ما تراه يصنع بنا؟ قَالَ: أفي كلّ وطن لا تعقلون. أما ترون الدّاعي لا ينزع، وأنّه من ذهب منكم لا يرجع؟ هو والله القتْل. وأتى حُيَيّ بن أخطب وعليه حلة فقاحية [3] قد شقّها من كل ناحية قدر أنمُلَة لئلّا يسلبها، مجموعة يداه إلى عُنُقه بحبل، فلما نظر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَمَا والله ما لمست نفسي في عداوتك، ولكنه من يخذل الله يُخذل. ثُمَّ أقبل عَلَى النّاس فقال: أيّها النّاس إنّه لا بأس بأمر الله. كتاب وقدر وملحمة كُتبت عَلَى بني إسرائيل. ثُمَّ جلس فضُربت عُنُقُه. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمِّهِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمْ يُقْتَلْ مِنْ نِسَائِهِمْ إِلا امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ، قَالَتْ: إِنَّهَا وَاللَّهِ لَعِنْدِي تُحَدِّثُ مَعِي وَتَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا، وَرَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّيُوفِ، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ: يَا بِنْتَ فُلانَةٍ. قَالَتْ: أَنَا وَاللَّهِ. قُلْتُ: وَيْلَكِ، مالك؟ قَالَتْ: أُقْتَلُ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: حَدَثٌ أَحْدَثْتُهُ. فَانْطَلَقَ بِهَا فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا. وَقَالَ عِكْرِمَةُ وَغَيْرُهُ: صياصيهم: حصونهم.   [1] سيرة ابن هشام 3/ 270. [2] أرسالا: طائفة بعد أخرى. [3] حلة فقاحية: أي على لون الورد حين همّ أن يتفتح. قال ابن هشام: ضرب من الوشي.. [4] سيرة ابن هشام 3/ 270. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 وقال يونس، عَنِ ابن إسحاق [1] : ثُمَّ بعث النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعدَ بن زيد، أخا بني عبد الأشهل بسبايا بني قُرَيْظة إلى نجد. فابتاع له بهم خيلًا وسلاحًا. وكان النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد اصطفى لنفسه رَيْحانة بنت عَمْرو بن خنافة، وكانت عنده حتى تُوُفّي وهي في مِلْكه، وعرض عليها أن يتزوَّجها، ويضرب عليها الحجاب، فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ بل تتركني في مالك فهو أخفّ عليك وعليّ فتركها. وقد كانت أوّلًا توقّفت عَنِ الإِسلام ثُمَّ أسلمت، فَسَرَّ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ. وفي ذي الحجة من هذه السنة: وفاة سعد بن مُعَاذ قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أُصِيبَ سَعْدٌ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةِ، رَمَاهُ فِي الأَكْحَلِ [2] . فَضَرَبَ [3] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ لِيَعُودَهُ مِنْ قَرِيبٍ [4] . فَلَمَّا رَجَعَ مِنَ الْخَنْدَقِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ قَالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ إِنَّ كَلْمَهُ تَحَجَّرَ لِلْبُرْءِ [5] فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُجَاهِدَ فِيكَ مِنْ قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسُولَكَ وَأَخْرَجُوهُ، اللَّهمّ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّكَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَإِنْ كَانَ بَقِيَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ [شَيْءٌ] [6] فَأَبْقِنِي لَهُمْ حَتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ. وَإِنْ كُنْتَ وَضَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَنَا وبينهم فافجرها واجعل   [1] سيرة ابن هشام 3/ 271، 272. [2] الأكحل: هو عرق في وسط الذراع، فقال النووي: وهو عرق الحياة في كل عضو منه شعبة لها اسم. [3] في ع: فضرب على رسول الله. وأثبتنا نص البخاري 5/ 50. [4] الطبقات الكبرى 3/ 425. [5] في ع: لكبر. والتصحيح من صحيح مسلم 3/ 1390 رقم 67. [6] سقطت من ع، وزدناها من صحيحي البخاري ومسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 مَوْتِي فِيهَا. قَالَ فَانْفَجَرَتْ لَبَّتُهُ [1] ، فَلَمْ يَرُعْهُمْ- وَمَعَهُمْ أَهْلُ خَيْمَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ- إِلا وَالدَّمُ يَسِيلُ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الْخَيْمَةِ، مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ جُرْحُهُ يَغِذُّ دَمًا [2] فَمَاتَ مِنْهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: رُمِيَ سَعْدٌ يَوْمَ الأَحْزَابِ فَقَطَعُوا أَكْحَلَهُ، فَحَسَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّارِ، فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ، فَتَرَكَهُ، فَنَزَفَهُ الدَّمُ فَحَسَمَهُ أُخْرَى. فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: اللَّهمّ لا تُخْرِجْ نَفْسِي حَتَّى تُقِرَّ عَيْنِي مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ. فَاسْتَمْسَكَ عِرْقَهُ فَمَا قَطَرَتْ مِنْهُ قَطْرَةٌ. حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَكَمَ أَنْ يُقْتَلَ رِجَالُهُمْ وَيُسْتَبِيَ نِسَاؤُهُمْ وَذَرَارِيُّهُمْ. قَالَ: وَكَانُوا أَرْبَعَمِائَةٍ. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَتْلِهِمْ، انْفَتَقَ عِرْقُهُ فَمَاتَ [4] . حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ ابْنُ رَاهُوَيْهِ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ- يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ- وَشَيَّعَ جِنَازَتَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلِكٍ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ [5] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ: اهْتَزَّ عَرْشُ الرحمن فرحا بروحه [6] .   [1] لبّته: نحره. [2] في ع: يغدوا. والتصحيح من صحيح مسلم، وعبارة البخاري: فإذا سعد يغذو جرحه دما. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب مَرجعَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة 5/ 50، 51. وصحيح مسلم (1769) : كتاب الجهاد والسير، باب جواز قتال من نقض العهد. إلخ. [4] الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 424. [5] انظر الطبقات لابن سعد 3/ 329. [6] الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 434. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّجَّارِ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الَّذِي مَاتَ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتَحَرَّكَ الْعَرْشُ؟ قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرِهِ وَهُوَ يُدْفَنُ، فَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ- مَرَّتَيْنِ- فَسَبَّحَ الْقَوْمُ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَكَبَّر الْقَوْمُ. فَقَالَ: عَجِبْتُ لِهَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ شُدِّدَ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ حَتَّى كَانَ هَذَا حِينَ فُرِّجَ لَهُ [1] . [ذَكَرَ] [2] بَعْضَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ، أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، عَنْ جَابِرٍ [3] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الزُّرَقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شِئْتُ [4] مِنْ رِجَالِ قَوْمِي أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم في جوف اللّيل معتجرا بِعِمَامَةٍ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ هَذَا الْمَيِّتُ الَّذِي فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ؟ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ مُبَادِرًا إِلَى سعد ابن مُعَاذٍ فَوَجَدَهُ قَدْ قُبِضَ. وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابن إسحاق: حدثني من لا أتهم، عن الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: كَانَ سَعْدٌ رَجُلا بَادِنًا، فَلَمَّا حَمَلَهُ النَّاسُ وَجَدُوا لَهُ خِفَّةً. فَقَالَ رِجَالٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَبَادِنًا وَمَا حَمَلْنَا مِنْ جِنَازَةٍ أَخَفَّ مِنْهُ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ لَهُ حَمَلَةً غَيْرَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بيده لقد استبشرت   [1] انظر مثله في طبقات ابن سعد 3/ 432 وقد أخرجه أحمد في مسندة 3/ 327 و 360 و 377. [2] كتبت في الأصل بالحمرة ولم تظهر في التصوير، وأثبتناها ترجيحا. [3] سيرة ابن هشام 3/ 275. [4] أثبتها القدسي في طبعته 292 «نسيت» معتمدا على الطبعة الأولى من سير أعلام النبلاء 1/ 213، (انظر الطبعة الجديدة منه 1/ 294 «شئت» ) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 الْمَلائِكَةُ بِرُوحِ سَعْدٍ وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ [1] . وَقَالَ يونس، عن ابن إسحاق: حدثني أمية بن عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَأَلَ بَعْضَ أَهْلِ سَعْدٍ: مَا بَلَغَكُمْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا؟ فَقَالُوا: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: كَانَ يُقَصِّرُ فِي بَعْضِ الطُّهُوِر مِنَ الْبَوْلِ [2] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَقْفُو آثَارَ النَّاسِ، فَسَمِعْتُ وَئِيدَ [3] الأَرْضِ: تَعْنِي حِسَّ الأَرْضِ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ [4] يَحْمِلُ مِجَنَّهُ. فَجَلَسْتُ، فَمَّر سَعْدٌ وَهُوَ يَقُولُ: لبِّثْ قليلًا يُدْرِكِ الهَيْجا حَمَلْ ... مَا أَحْسَنَ الْمَوْتَ إِذَا حَانَ الأَجَلْ قَالَتْ: وَعَلَيْهِ دِرْعٌ قَدْ خَرَجَتْ مِنْهَا أَطْرَافُهُ، فَتَخَوَّفْتُ عَلَى أَطْرَافِهِ، وَكَانَ مِنْ أطول النَّاسِ وَأَعْظَمِهِمْ. قَالَتْ: فَاقْتَحَمْتُ حَدِيقَةً [5] ، فَإِذَا فِيهَا نَفَرٌ فِيهِمْ عُمَرُ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَيْهِ مِغْفَرٌ. فَقَالَ لِي عُمَرُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ وَاللَّهِ إِنَّكِ لَجَرِيئَةٌ، وَمَا يُؤْمِنُكِ أَنْ يُصِيبُوا تَحُوُّزًا [6] وَبَلاءً. فَمَا زَالَ يَلُومُنِي حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الأَرْضَ انْشَقَّتْ سَاعَتِي ذِي [7] فَدَخَلْتُ فِيهَا. فَرَفَعَ الرجل المغفر عن   [1] سيرة ابن هشام 3/ 274، 275. [2] انظر الطبقات الكبرى 3/ 430. [3] في ع: وبيد. والوئيد الصوت. [4] هكذا ذكر في الحديث. وقد ورد قبل، أنّ الحارث بن أوس ابن أخي سعد بن معاذ كان ممن استشهد يوم أحد. انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 437. [5] في ع: حذيفة والتصحيح من الطبقات لابن سعد 3/ 421. [6] أثبتها القدسي 293 «تحرزا» معتمدا على الطبعة الأولى من سير أعلام النبلاء 1/ 206، والعبارة في الطبعة الجديدة 1/ 284 «ما يؤمنك أن يكون بلاء» . [7] في الطبقات الكبرى 3/ 422 وسير أعلام النبلاء 1/ 284 «ساعتئذ» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 وَجْهِهِ، فَإِذَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، وَأَيْنَ التَّحَوُّزُ [1] وَالْفِرَارُ إِلا إِلَى اللَّهِ؟ قَالَتْ: وَيَرْمِي سَعْدًا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْعَرِقَةِ، بِسَهْمٍ، فَقَالَ: خُذْهَا، وَأَنَا ابْنُ الْعَرِقَةِ. فَأَصَابَ أكْحَلَهُ. فَدَعَا اللَّهَ سَعْدٌ فَقَالَ: اللَّهمّ لا تُمِتْنِي حَتَّى تَشْفِيَنِي مِنْ قُرَيْظَةَ. وَكَانُوا مَوَالِيهِ وَحُلَفَاءَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَرَقَأَ كَلْمُهُ وَبَعَثَ اللَّهُ الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. وَسَاقَتِ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَفِيهِ قَالَتْ: فَانْفَجَرَ كَلْمُهُ وَقَدْ كان بريء حَتَّى مَا يُرَى مِنْهُ إِلا مِثْلُ الْخَرْصِ [2] . وَرَجَعَ إِلَى قُبَّتِهِ. قَالَتْ: وَحَضَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. فَإِنِّي لأَعْرِفُ بُكَاءَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بُكَاءِ عُمَرَ، وَأَنَا فِي حُجْرَتِي، وَكَانُوا كَمَا قَالَ الله تعالى رُحَماءُ بَيْنَهُمْ 48: 29 [3] . قَالَ: فَقُلْتُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ؟ قَالَتْ: كَانَتْ عَيْنَاهُ لا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ [4] وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ [5] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عبد الرحمن بن عمرو ابن سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، أَنَّ بَنِي قُرَيْظَةَ نَزَلُوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَأُتِيَ بِهِ مَحْمُولا عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُضْنًى [مِنْ جُرْحِهِ] [6] ، فَقَالَ لَهُ: أشِرْ عَلَيَّ فِي هَؤُلاءِ. فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَكَ فِيهِمْ بِأَمْرٍ أَنْتَ فَاعِلُهُ. قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنْ أَشِرْ عَلَيَّ فِيهِمْ، فَقَالَ: لَوْ وُلِّيتُ أَمْرَهُمْ قَتَلْتُ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَيْتُ ذَرَارِيَّهُمْ وَقَسَّمْتُ أَمْوَالَهُمْ. فَقَالَ: والّذي نفسي بيده   [1] انظر الطبقات الكبرى 3/ 430. [2] الخرص: الخاتم أو حلقة القرط. [3] سورة الفتح: من الآية 29. [4] بل كان عليه الصلاة والسلام رقيق القلب، فقد وردت أحاديث في بكائه رحمة وشفقة على الميت أو خوفا على أمّته أو خشية من الله أو اشتياقا ومحبّة. (الشمائل للترمذي وجامع الأصول وغيرهما) . [5] الطبقات الكبرى 3/ 423 ورواه أحمده في مسندة 6/ 141، 142 وإسناده حسن. [6] الإضافة من سير أعلام النبلاء 1/ 288. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 لَقَدْ أَشَرْتَ فِيهِمْ بِالَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ بِهِ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ [2] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ عَامِرَ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ أَنْ يُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمَوَاسِي [3] ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ حَكَمَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سماوات [4] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أنا يَزِيدُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ: لَمَّا قَضَى سَعْدٌ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ ثُمَّ رَجَعَ انْفَجَرَ جُرْحُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ فَأَخَذَ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، وَسُجِّيَ بِثَوْبٍ أَبْيَضَ إِذَا مُدَّ عَلَى وَجْهِهِ بَدَتْ رِجْلاهُ، وَكَانَ رَجُلا أَبْيَضَ جَسِيمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ إِنَّ سَعْدًا قَدْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ وَصَدَّقَ رَسُولَكَ وَقَضى الَّذِي عَلَيْهِ، فَتَقَبَّلْ رُوحَهُ بِخَيْرِ مَا تَقَبَّلْتَ رُوحَ رَجُلٍ. فَلَمَّا سَمِعَ سَعْدٌ كَلامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَحَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: وَأُمُّهُ تَبْكِي وَتَقُولُ: وَيْلُ أُمِّ سعد سعدا [5] ... حزامة وجدّا   [1] الطبقات الكبرى 3/ 425 وأخرجه أحمد في مسندة 3/ 22، والبخاري في الجهاد 3043 و 3804 و 4121 و 6262، ومسلم 1768 في الجهاد. [2] في طبعة القدسي 294 «محمد» والتصحيح من الطبقات الكبرى 3/ 426. [3] في ع: «الموسى» وكذلك في أنساب الأشراف 1/ 347، وأثبتها القدسي في طبعته 295 «المواثيق» بالاعتماد على الطبعة القديمة من سير أعلام النبلاء 1/ 209، وما أثبتناه يؤيّد ما في الطبقات الكبرى 3/ 426 وسير أعلام النبلاء (الطبعة الجديدة) 1/ 288، والمواسي: جمع موسى وهي الآلة التي يحلق بها. [4] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 426 وسنده حسن، ورواه ابن حجر في فتح الباري 7/ 412 ونسبه إلى النسائي. [5] في الطبقات لابن سعد 3/ 427 وسير أعلام النبلاء 1/ 286 «ويل أمّك سعدا» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 فَقِيلَ لَهَا: أَتَقُولِينَ الشِّعْرَ عَلَى سَعْدٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهَا فَغَيْرُهَا مِنَ الشُّعَرَاءِ أَكْذَبُ. وقال عبد الرحمن بن الغسيل، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَه عَنْ محمود ابن لبيد قَالَ: لما أُصيب أَكْحَلُ سعدٍ حولوه عند امرأةٍ يقال لَهَا رُفَيْده، وكانت تداوي الجَرْحَى، قَالَ: وكان النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مرّ به يَقْولُ: كيف أصبحت؟ وإذا أمسى قَالَ: كيف أمسيتَ؟ فتخبره، فذكر القصّة. وقال: فأسرع النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المشي إلى سعد، فشكا ذَلِكَ إليه أصحَابه، فقال: إنّي أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسّلت حنظلة. فانتهى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البيت وهو يغسّل، وأمّه تبكيه وتقول: وَيْلُ أمّ سعدٍ سعدا ... حَزَامَةً وجِدّا فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلّ نائحة تكذب إلّا أمّ سعد. ثُمَّ خرج به فقالوا: ما حَمَلْنا ميتًا أخفَّ منه. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يمنعه [1] أن يَخِفّ عليكم وقد هبط من الملائكة كذا، وكذا لم يهبطوا قطّ، قد حملوه معكم [2] . وقال شُعبة: أخبرني سِماك بن حرب، سَمِعْتُ عبد الله بنَ شدّاد يَقْولُ: دَخَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سعد بن مُعاذ وَهوَ يكيد [3] بنفسه فقال: جزاك الله خيرًا من سيّد قومٍ، فقد أنجزت الله ما وعدْتَه وليُنْجزنَّك الله ما وَعَدَكَ [4] . وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بلغني أنّه   [1] في ع وطبقات ابن سعد 3/ 428: ما يمنعكم. والتصحيح من سير أعلام النبلاء (1/ 287) . [2] الطبقات الكبرى 3/ 428، سير أعلام النبلاء 1/ 287. [3] يكيد بنفسه: يجود بها. [4] الطبقات الكبرى 3/ 429. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 شَهِدَ سَعْدًا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الأَرْضِ. [1] زَادَ غَيْرُهُ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عن نافع فقال: عن ابن عمر [2] . وقال شبابه: أنا أبو معشر، عن المقبري قال: لَمَّا دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدًا قَالَ: لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ لَنَجَا سَعْدٌ وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً اخْتَلَفَتْ فِيهَا أَضْلاعُهُ مِنْ أَثَرِ الْبَوْلِ [3] . وقال يزيد بن هارون: أنا محمد بن عمرو، عَنْ [محمد بن المنكدر، عَنْ] [4] محمد بن شُرَحبيل، أن رجلًا أخذ قبضةً من تراب قبر سعد يوم دُفِن، ففتحها بعد فإذا هي مِسْك [5] . وقال محمد بن موسى الفِطري: أنا مُعاذ بن رِفاعة الزُّرقي قَالَ: دُفن سعد بن مُعاذ إلى أُسّ دار عقيل بن أبي طَالِب [6] . قَالَ محمد بن عَمْرو بن عَلْقَمَةَ حدّثني عاصم بن عُمَر بن قَتَادَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استيقظ فجاءه جبريل، أو قَالَ: مَلَكٌ [فَقَالَ] [7] من رجل من أُمَّتك مات الليلة استبشر بموته [أهلُ] [8] السماء؟ قَالَ: لا أعلمه، إلّا أنّ سعد ابن مُعاذ أمسى دنيّا [9] . ما فعل سعد؟ قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُبِض وجاء قومُه فاحتملوه إلى دارهم. فصلّى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ الصُّبح، ثُمَّ خرج وخرج   [1] الطبقات 3/ 430. [2] الطبقات 3/ 430. [3] الطبقات 3/ 430. [4] ما بين الحاصرتين ساقط، استدركته من الطبقات. [5] الطبقات الكبرى 3/ 431. [6] الطبقات 3/ 433. [7] زيادة يقتضيها السياق من طبقات ابن سعد. [8] سقطت من ع، وزدناها من ابن الملا، وابن سعد (3/ 423) . [9] الدنيّ: الضعيف الّذي إذا آواه الليل لم يبرح ضعفا. وعبارة ابن سعد: «دنفا» (3/ 423) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 النّاس مشيًا حتى إنّ شسوع نعالهم تقطع [1] من أرجلهم وإنّ أرديتهم لتسقُط من عواتقهم، فقال قائل: يَا رَسُولَ اللَّهِ قد بَتَتَّ [2] النّاس مشيًا قَالَ: أخشى أن تسبقنا إليه الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة [3] . قَالَ شُعْبَةُ: أنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا لَنَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ [4] . وَقَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بن شرحبيل قال: لما انفجر جرح سعد بْنُ مُعَاذٍ الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: وَاكَسْرَ ظَهْرَاهُ، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا بَكْرٍ. ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156. رَوَى عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ: ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سعد بني إِبْرَاهِيمَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، مَرْفُوعًا: لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا مِنْهَا سَعْدٌ. وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا، وَمَا فِيهِ صَفِيَّةُ. وَلَيْسَ هَذَا الضَّغْطُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي شَيْءٍ، بَلْ هُوَ مِنْ رَوْعَاتِ الْمُؤْمِنِ كَنَزْعِ رُوحِهِ، وَكَأَلَمِهِ مِنْ بُكَاءِ حَمِيمِهِ، وَكَرَوْعَتِهِ مِنْ هُجُومِ مَلَكَيِ الامْتِحَانِ عَلَيْهِ، وَكَرَوْعَتِهِ يَوْمَ الْمَوْقِفِ وَسَاعَةَ [5] وُرُودِ جَهَنَّمَ، وَنَحْوَ ذَلِكَ. نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِنَا. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنا مُحَمَّدُ بن عمرو، عن أبيه، عن جدّه، عن   [1] في طبقات ابن سعد 424 «لتنقطع» . [2] بتّت النّاس مشيا: انقطعت من التعب. [3] الطبقات لابن سعد 423، 424. [4] الطبقات 430 من طريق شبابة بن سوّار عن أبي معشر عن سعيد المقبري. [5] في ع: سابحة، تصحيف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 عائشة قالت: ما كان أحد أَشَدَّ فَقْدًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبيه أو أحدهما مِنْ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أنا عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ، عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ [رَجُلا] [2] أَبْيَضَ طِوَالا [3] ، جَمِيلا، حَسَنَ الْوَجْهِ، أَعْيَنَ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ. فَرُمِيَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ سَنَةَ خَمْسٍ فَمَاتَ مِنْهَا، وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ [4] . وقال أبو معاوية، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اهْتَزَّ عَرْشُ اللَّهِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. [5] . وَقَالَ عَوْفٌ [6] عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ [7] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لأُمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: أَلا يَرْقَأُ دَمْعُكِ وَيَذْهَبُ حُزْنُكِ بِأَنَّ ابْنَكِ أَوَّلُ مَنْ ضَحِكَ اللَّهُ لَهُ وَاهْتَزَّ لَهُ الْعَرْشُ؟ [8] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولو أشاء أن أقبّل الخاتم   [1] الطبقات لابن سعد 3/ 433. [2] إضافة من طبقات ابن سعد. [3] في ع: طويلا. وأثبتنا نص ابن سعد. [4] الطبقات الكبرى 3/ 433. [5] الطبقات 3/ 433، 434. [6] في ع: عون. تصحيف، وهو عوف الأعرابي. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (8/ 166) . [7] طبقات ابن سعد 3/ 434. [8] الطبقات لابن سعد 3/ 434. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ قُرْبِي مِنْهُ لَفَعَلْتُ- يَقُولُ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ يَوْمَ مَاتَ: اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ سَعْدًا. قَالَ: إِنَّمَا يَعْنِيَ السَّرِيرَ. قَالَ: وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ 12: 100 [2] قَالَ: تَفَسَّخَتْ أَعْوَادُهُ. قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ. يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: ضُمَّ سَعْدٌ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ [3] . وَقَالَ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى بِثَوْبٍ حَرِيرٍ، فَجَعَلَ [أَصْحَابُهُ [4]] يَتَعَجَّبُونَ مِنْ لِينِهِ فَقَالَ: إنّ مناديل سعد ابن مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَلْيَنُ مِنْ هَذَا [5] . مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بن سعد ابن مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وكان واقد [6] من أعظم النّاس وأطولهم، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ. فَقَالَ: إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ، ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ. ثُمَّ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ سَعْدًا، كَانَ مِنْ أعظم النّاس وأطولهم. ثُمَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ، فَبَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحبّة مِنْ دِيبَاجٍ مَنْسُوجٌ فِيهَا الذَّهَبُ، فَلَبِسَها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمْسَحُونَهَا وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ هَذِهِ الجبّة؟ قالوا: يا رسول الله مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، قَالَ: فو الله   [1] الطبقات 3/ 435. [2] سورة يوسف: الآية 100. [3] الطبقات لابن سعد 3/ 433. [4] سقطت من ع وزدناها من ابن الملا. [5] الطبقات لابن سعد 3/ 435. [6] في ع: ذا قد. والتصحيح من طبقات ابن سعد 3/ 435. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 لَمَنادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِمَّا تَرَوْنَ [1] . قلت: هو سعد بن مُعاذ بن النُّعمان بن امرئ القَيْس بن زيد بن عبد الأشهل بن الحارث بن الخزرج بْن عَمْرو بْن مالك بْن الأوس، أخي الخزرج، وهما ابنا حارثة بن عَمْرو، ويُدعى حارثة العنقاء، وإليه جماع الأوس والخزرج أَنْصَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وُيكنى سعد أبا عَمْرو، وأمّه المذكورة كَبْشة بنت رافع الأنصارية، من المُبايعات. أسلم هو وأسيد بن الحُضَير عَلَى يد مُصْعب بن عُمَيْر. وكان مُصْعب قَدِم المدينة قبل العقبة الآخرة يدعو إلى الإسلام ويُقْرئ القرآن. فلما أسلم سعد لم يبق من بني عبد الأشهل- عشيرة سعد- أحدٌ إلّا أسلم يومئذٍ. ثُمَّ كان مُصْعب في دار سعد هو وأسعد بن زرارة، يدعون إلى الله. وكان سعد وأسعد ابني خالة. وآخى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين سعد بن مُعاذ وأبي عُبَيْدة بن الجرّاح. قاله ابن إسحاق [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [3] . شهد سعد بدرًا، وَثَبَتَ مَع رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أُحُد حين ولّى النّاس [4] . رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْحُمَّى فَقَالَ: مَنْ كَانَتْ بِهِ فَهِيَ حظّه من النّار. فسألها سعد ابن مُعَاذٍ رَبَّهُ، فَلَزِمَتْهُ فَلَمْ تُفَارِقْهُ حَتَّى فَارَقَ الدنيا [5] .   [1] الطبقات الكبرى 3/ 435، 436. [2] الطبقات الكبرى 3/ 420، 421. [3] الطبقات الكبرى 3/ 421. [4] الطبقات 3/ 421. [5] الطبقات 3/ 421. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 وكان لسعد من الولد: عَمْرو، وعبد الله، وأمُّهما: عمّة أسيد بن الحُضَير هند بنت سماك من بني عبد الأشهل، صحابيّة. وكان تزوّجها أوس ابن مُعاذ أخو سعد- وقيل: عبد الله بن عَمْرو بن سعد- يوم الْحَرَّةِ [1] . وكان لعمرو من الولد: واقد بن عَمْرو، وجماعة قِيلَ إنّهم تسعة. وقتل عَمْرو وأخو سعد بن مُعاذ يوم أحد. وقتل ابن أخيهما [2] الحارث ابن أوس يومئذٍ شابًا. وقد شهدوا بدرًا. والحارث أصابه السّيف ليلة قتل كعب بن الأشرف، واحتمله أصحابه. وشهد بعد ذَلِكَ أُحُدًا. روى عَنْ سعد بن مُعاذ: عبد الله بن مسعود، وقصّته بمكة مع أُميَّة بن خلف، وذلك في صحيح البخاري. وحصن بني قُرَيْظة عَلَى أميالٍ من المدينة، حاصرهم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسًا وعشرين ليلة. واستشهد من المسلمين: خلّاد بن سُويد الأنصاري الخزرجي، طُرحت عليه رَحَى، فَشَدَخَتْه [3] . ومات في مدّة الحصار أبو سنان [4] بن محصَن، بدريّ مهاجري، وهو   [1] الطبقات 3/ 420. [2] في ع: ابن أختهما. وقد تقدم منذ قليل أنه ابن أخي سعد، وذلك في حديث عائشة، وفيه «فَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَمَعَهُ ابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أَوْسٍ يَحْمِلُ مِجَنَّهُ» كما ورد كذلك في الكلام عن شهداء غزوة أحد «وَمِنَ الْأَنْصَارِ عَمْرُو بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَوْسِيُّ أَخُو سَعْدٍ، وَابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ أوس بن معاذ» . [3] سيرة ابن هشام 3/ 276. [4] في ع: سفيان. والتصحيح من السيرة 3/ 276 وترجمته في الإصابة (4/ 76) . وقد ذكر ابن حجر أنه غير أبي سفيان بن محصن الّذي حضر حجّة الوداع. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث النّهي عن لبس القميص يوم النّحر حتى يفيض. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 أخو عكّاشة بن مِحصَن الأسدي. شهد هو وابنه سِنان بدْرًا. ودُفن بمقبرة بني قُرَيْظة التي يتدافن بِهَا من نزل دُورهم من المسلمين. وعاش أربعين سنة. ومنهم من قَالَ: بقي إلى أن بايع تحت الشَّجرة. إسلام ابني سَعْيَة وأسد بْن عُبَيْد قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عاصم بْن عُمَر بْن قَتَادَة، عَنْ شيخ [من] [1] بني قُرَيْظة قَالَ: هل تدري عَمَّ كَانَ إسلامُ ثَعْلَبَة وأسد [2] ابني سَعْيَة، وأسد بْن عُبَيْد، نفر من هَدْل [3] ، لم يكونوا من بني قُرَيْظة ولا نَضير، كانوا فوق ذَلِكَ [4] ، قلت: لا. قَالَ: إنّه قدِم علينا رَجُل من الشام يهوديّ، يقال لَهُ ابن الهَيْبَان، ما رأينا خيرًا منه. فكنّا نقول إذا احتبس المطر: استسْق لنا. فيقول: لا والله، حتى تُخْرِجوا صدقة صاعٍ من تمر أو مُدَّيْن [من] شعير. فنفعل، فيخرج بنا إلى ظاهر حرّتنا. فو الله ما يبرح مجلسه حتى تمرّ بنا الشِّعاب بسيل. وفعل ذَلِكَ غير مرّة ولا مرتين. فلما حضرته الوفاة قَالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، مَا تَرَوْنَهُ أَخْرَجَنِي مِنْ أَرْضِ الْخَمْرِ وَالْخَمِيرِ إِلَى أَرْضِ الْبُؤْسِ والجوع؟ قُلْنَا: أنت أعلم. قَالَ: أخرجني نبيُّ أتوقّعه يُبعث الآن فهذه البلدة مُهَاجره، وإنّه يُبعث بسفك الدماء وسبي   [1] زيادة لازمة لصحّة العبارة. [2] ويقال: أسيد (بفتح الهمزة وكسر السّين) وأسيد (بضم الهمزة وفتح السّين) . قال ابن ماكولا: «أسيد بن سعية القرظي أسلم وأخوه ثعلبة وحسن إسلامهما» الإكمال 1/ 53. انظر: أسد الغابة (1/ 85 و 110) ، والإصابة (1/ 33 و 49) . [3] الهدل- بالدال المهملة- هم إخوة قريظة، على ما في اللباب 3/ 382 وتبصير المنتبه. [4] عند ابن هشام 3/ 269 «نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 الذرية، فلا يمنعنّكم ذَلِكَ منه ولا تُسبقنَّ إِلَيْهِ. ثُمَّ مات. زاد يونس بْن بُكَيْر فِي حديثه: فلما كانت الليلة التي افتُتِحت فيها قُرَيْظة قَالَ أولئك الثلاثة، وكانوا شُبَّانًا أحداثًا: يا معشر يهود، هذا الَّذِي كَانَ ذكر لكم ابن الهَيبان. قَالُوا: ما هُوَ؟ قَالُوا: بلى والله إنّه لهو بصفته. ثُمَّ نزلوا فأسلموا وخلُّوا أموالَهم وأهلَهم [1] ، وكانت فِي الحصن، فلما فتح ردّ ذلك عليهم.   [1] انظر بعض الخبر في الإصابة لابن حجر 1/ 33 وفي جرمة أسد بن سعية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 سَنَة ستٍّ مِنَ الهجَرة قَالَ البكّائي، عَنِ ابن إِسْحَاق [1] : ثُمَّ أقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة ذا الْحَجَّةِ والمحرَّم وصَفَرًا وشهرَيْ ربيع، وخرج فِي جُمَادى الأولى إلى بني لحْيان يطلب بأصحاب الرَّجيع: خُبَيْب بْن عَدِيّ وأصحابه، وأظهر أنّه يريد الشام ليصيب من القوم غِرَّةً، فوجدهم قد حذروا وتمنَّعوا فِي رءوس الجبال. فقال: لو أنّا هبطنا عُسْفان لرأى أهلُ مكة أنّا قد جئنا مكة. فهبط فِي مائتي راكب من أصحابه حتى نزلوا عسفان. ثم بعث فارسَيْن من أصحابه حتى بلغا [2] كِراعَ الغَمِيم، ثُمَّ كَرّا، وراح قافلًا [3] . غزوة الغابة أو غزوة ذي قرد [4] ثم قدم فأقام بِهَا ليالي، فأغار عُيَيْنَة بْن حصْن فِي خيل من غطفان على   [1] سيرة ابن هشام 3/ 297. [2] في ع: بلغ. والتصويب من سيرة ابن هشام. [3] انظر الخبر في تاريخ الطبري 2/ 595. [4] قرد: قال السهيليّ: بضمّتين، هكذا ألفيته مقيّدا عن أبي علي، والقرد في اللغة: الصوف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 لِقَاحِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغَابَةِ [1] ، وفيها رَجُل من بني غِفار وامرأة، فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة فِي اللّقاح. وكان أوّل من نذر [2] بهم سَلَمَةُ بْن الأكْوَع، غدا يريد الغَابة ومعه غلام لطلحة بْن عُبَيْد الله معه فَرَسه، حتى إذا علا ثَنِيَّةَ الوداع [3] نظر إلى بعض خيولهم فأشرف فِي ناحية من سلع، ثم صرخ: وا صباحاه، ثُمَّ خرج يشتدّ فِي آثار القوم، وكان مثل السّبع، حتى لحق بالقوم. وجعل يردّهم بنَبْله، فإذا وُجّهت الخيل نحوه هرب ثُمَّ عارضهم فإذا أمكنه الرمْي رمى. وبلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فصرخ بالمدينة: الفزع الفَزَعَ. فنزلت [4] الخيول إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وكان أول من انتهى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الفرسان] [5] المِقداد وعَبّاد بْن بشْر، وأسيد بْن ظُهَيْر [6] ، وعُكّاشة بْن مِحْصَن وغيرهم. فأمر عليهم سعدَ [7] بْن زيد، ثُمَّ قَالَ: أخرج فِي طلب القوم حتى ألحقك بالنّاس. وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما بلغني- لأبي عَيّاش: لو أعطيت فرسك رجلًا منك؟ فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أفرس النّاس. وضربت الفرس فو الله ما مشى بي إلّا خمسين ذراعًا حتى طرحني فعجبت أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لو أعطيته أفرس منك وجوابي لَهُ. ولم يكن سَلَمَةَ بْن الأكْوَع يومئذٍ فارسًا، وكان أوّل من لحق القومَ عَلَى رِجْلَيْه. وتلاحق الفُرسان فِي طلب القوم. فأول من أدركهم محرز بن نضلة   [ () ] الرديء، يقال في مثل: عثرت على الغزل بآخرة فلم تدع بنجد قردة. (الروض الأنف 4/ 14) . [1] موضع قرب المدينة من ناحية الشام فيه أموال لأهل المدينة، بينه وبين سلع ثمانية أميال. قال ابن سعد: الغابة وهي على بريد من المدينة طريق الشام. [2] في ع: بدر، تصحيف. ونذر بالشيء: علم به فحذره (سيرة ابن هشام 4/ 3) . [3] ثنيّة الوداع: هي ثنيّة مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة. [4] عند ابن هشام 4/ 3 «فترامت» . [5] سقطت من ع، وزدناها من سيرة ابن هشام (4/ 3) . [6] شك فيه ابن إسحاق في رواية ابن هشام والطبري 2/ 601 وعند الواقدي أنه أسيد بن حضير. [7] في ع: سعيد. والتصحيح من أسد الغابة والإصابة والسيرة 4/ 3 والطبري 2/ 601. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 الأسَدي. فأدركهم ووقف بين أيديهم ثُمَّ قَالَ: قفوا يا معشر بني اللّكيعَة حتى يلحق بكم من وراءكم من المسلمين. فحمل عَلَيْهِ رَجُل منهم فقتله. ولم يُقتل من المسلمين سواه [1] . قَالَ عَبْد الملك بْن هشام [2] : وَقُتِل من المسلمين وقاص بْن مجزّز [3] المُدْلجِي. وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [4] : حَدَّثَنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ مُجَزِّزًا إِنَّمَا كَانَ عَلَى فَرَسِ عُكَّاشَةَ يُقَالُ لَهُ الْجنَاحُ، فَقُتِلَ مُجَزِّزٌ وَاسْتُلِبَ الْجنَاحُ. وَلَمَّا تَلاحَقَتِ الْخَيْلُ قَتَلَ أَبُو قَتَادَةَ بْنُ رِبْعِيٍّ، حَبِيبَ بْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ، وَغَشَّاهُ بِبُرْدِهِ، ثُمَّ لَحِقَ بِالنَّاسِ. وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَرْجَعُوا وَقَالُوا: قُتِلَ أَبُو قَتَادَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ بِأَبِي قَتَادَةَ وَلَكِنَّهُ قَتِيلٌ لأَبِي قَتَادَةَ وَضَعَ عَلَيْهِ بُرْدَهُ لِيَعْرِفُوا بِهِ صَاحِبَهُ. وَأَدْرَكَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أو بارا [5] وَابْنَهُ عَمْرَو بْنَ أوبَارٍ، كِلاهُمَا عَلَى بَعِيرٍ، فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعا. واستنقذوا بَعْضَ اللِّقَاحِ. وَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزل بالجبل [6] ومن ذِي قَرَدٍ [7] ، وَتَلاحَقَ [النَّاسُ بِهِ] [8] فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ، وَأَقَامَ عَلَيْهِ يَوْمًا وَلَيْلَةً. وَقَالَ سَلَمَةُ: يَا رَسُولَ الله لو سرّحتني في مائة رجل لاستنقذت بقيّة السّرح وأخذت بأعناق   [1] سيرة ابن هشام 4/ 3، 4، تاريخ الطبري 2/ 602، 603. [2] السيرة 4/ 4. [3] في ع: محرز. والتصحيح من أسد الغابة والاستيعاب والسيرة. وفي تاريخ الطبري «محرز» وهو تحريف. [4] السيرة 4/ 4. [5] أوبار: في ابن سعد أنه (أثار) وفي مغازي الواقدي (أوثار) . [6] في ع: بالخيل، تصحيف، والتصحيح من ابن الملّا، والسيرة والطبري. [7] ذو قرد: ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر. [8] سقطت من ع وأثبتناها من ابن الملّا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 الْقَوْمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا بَلَغَنِي: إِنَّهُمُ الآنَ لَيُغْبَقُونَ [1] فِي غَطَفَانَ. فَقَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، فِي كُلِّ مِائَةِ رَجُلٍ، جَزُورًا. وَأَقَامُوا عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ [2] . قَالَ: وَانْفَلَتَتِ امْرَأَةُ الْغِفَارِيِّ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَيْهِ، وَقَالَتْ: إِنِّي نَذَرْتُ للَّه أَنْ أَنْحَرَهَا إِنْ نَجَّانِي اللَّهُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: بِئْسَ مَا جَزَيْتِهَا أَنْ حَمَلَكِ اللَّهُ عَلَيْهَا وَنَجَّاكِ بِهَا ثُمَّ تَنْحَرِينَهَا، إِنَّهُ لا نَذْرَ فِيمَا لا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ إِنَّمَا هِيَ نَاقَةٌ مِنْ إِبِلِي، ارْجِعِي عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ [3] . قُلْتُ: هَذِهِ الْغَزْوَةُ تُسمَّى غَزْوَةَ الْغَابَةِ، وَتُسمَّى غَزْوَةَ ذِي قَرَدٍ. وَذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ: إِنَّهَا كَانَتْ فِي سَنَةِ سِتٍّ. وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ [4] أَنَّهَا زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ. قَالَ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: أَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ أَنَا وَرَباحٌ- غُلَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجْتُ بِفَرَسٍ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أُنَدِّيَهُ [5] مَعَ الْإِبِلِ. فَلَمَّا كَانَ بِغَلَسٍ، أَغَارَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُيَيْنَةَ عَلَى إِبِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَتَلَ رَاعِيهَا وَخَرَجَ يَطْرُدُهَا وَأُنَاسٌ مَعَهُ فِي خَيْلٍ. فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ اقْعُدْ عَلَى هَذَا الْفَرَسِ فَأَلْحِقْهُ بِطَلْحَةَ وَأَخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرَ. فَقُمْتُ عَلَى تَلٍّ فَجَعَلْتُ وَجْهِي مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ نَادَيْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: يَا صَبَاحَاهُ. ثُمَّ اتَّبَعْتُ الْقَوْمَ مَعَ سَيْفِي وَنَبْلِي فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بِهِمْ وَذَلِكَ حِينَ يَكْثُرُ الشَّجَرُ، فَإِذَا رَجَعَ إليّ فارس جلست له   [1] يغبقون: يشربون اللبن بالعشيّ. [2] سيرة ابن هشام 4/ 4، تاريخ الطبري 2/ 603، 604، عيون الأثر 2/ 86، 87. [3] سيرة ابن هشام 4/ 4. [4] صحيح مسلم 1807 كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها. [5] ندّى الإبل يندّيها تندية: أي يوردها فتشرب قليلا ثم يرعاها قليلا ثم يردها إلى الماء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَمَيْتُ، فَلَا يُقْبِلُ عَلِيَّ فَارِسٌ إِلَّا عَقَرْتُ بِهِ. فَجَعَلَتْ أَرْمِيهِمْ وأقول: أنا ابن الأكوع ... واليوم يوم الرضع فَأَلْحَقُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَأَرْمِيهِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَةِ رَحْلِهِ، فَيَقَعُ سَهْمِي فِي الرَّحْلِ [1] حَتَّى انْتَظَمَتْ كَتِفُهُ، فَقُلْتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ. وَكُنْتُ إِذَا تَضَايَقَتِ الثَّنَايَا عَلَوْتُ عَلَى الْجَبَلِ فَرَدَأْتُهُمْ بِالْحِجَارَةِ [2] ، فَمَا زَالَ ذَلِكَ شَأْنِي وَشَأْنُهُمْ أَتَّبِعُهُمْ فأرتجز، حتى ما خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ سَرْحِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَائِي وَاسْتَنْقَذْتُهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ. ثُمَّ لَمْ أَزَلْ أَرْمِيهِمْ حَتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ رُمْحًا وَأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً يَسْتَخِفُّونَ [3] مِنْهَا، وَلَا يُلْقُونَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا جَعَلْتُ عَلَيْهِ حِجَارَةً وَجَمَعْتُهُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا مُدَّ الضُّحَاءُ [4] أَتَاهُمْ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ مَدَدًا لَهُمْ، وَهُمْ فِي ثَنِيَّةٍ ضَيِّقَةٍ. ثُمَّ عَلَوْتُ الْجَبَلَ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: مَا هَذَا الَّذِي أَرَى؟ قَالُوا: لَقِينَا مِنْ هَذَا الْبَرْحِ [5] ، مَا فَارَقَنَا سَحَرًا حَتَّى الْآنَ وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ فِي أَيْدِينَا وَجَعَلَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: لَوْلَا أَنَّ هَذَا يَرَى أَنَّ وَرَاءَهُ مَدَدًا لَقَدْ تَرَكَكُمْ، لِيَقُمْ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْكُمْ. فَقَامَ إِلَيَّ أَرَبَعَةٌ فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ. فَلَمَّا أَسْمَعْتُهُمُ الصَّوْتَ قُلْتُ: أَتَعْرِفُونِي؟ قَالُوا: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ لَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ فَيُدْرِكُنِي وَلَا أَطْلُبُهُ فَيَفُوتُنِي. قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: إِنِّي أَظُنُّ، يَعْنِي كَمَا قَالَ. فَمَا بَرِحْتُ مَقْعَدِي ذَلِكَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى فَوَارِسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُونَ الشجر، وإذا أوّلهم الأخرم   [1] في ع: الرجل. والتصحيح من صحيح مسلم 3/ 1436 رقم 1807. [2] ردأه وأردأه بالحجارة: رماه بها. وعبارة مسلم: أردّهم 3/ 1436. [3] أي يخفّفون من أثقالهم. [4] الضحاء: أكلة الضّحى، ويتضحّى أي يأكل في هذا الوقت كما يقال يتغذّى ويتعشى. [5] البرح: الشدّة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 الْأَسَدِيُّ، وَعَلَى إِثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ، وَعَلَى إِثْرِهِ الْمِقدَادُ. فَوَلَّى الْمُشْرِكوُنَ. فَأنْزلُ مِنَ الْجَبَلِ فَأعْرضُ لِلأَخْرَمِ فَآخذُ عِنَانَ فَرَسِهِ فَقُلْتُ: يَا أَخْرَمُ أَنْذِرِ الْقَوْمَ يَعْنِي أُحَذْرُهُمْ فَإِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَقْطَعُوكَ [1] ، فَاتَّئِدْ حَتَّى يَلْحَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّهَادَةِ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عِنانَ فَرَسِه فَيَلْحَقُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَيَعْطِفُ عَلَيْهِ عَبْدُ الرحمن فاختلفا طعنتين، فغفر الْأَخْرَمُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَطَعَنَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ. وَتَحَوَّلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ فَيَلْحَقُ أَبُو قَتَادَةَ بِهِ، فَاخْتَلَفَا طَعْنَتَيْنِ، فَعقَرَ بِأَبِي قَتَادَةَ، وَقَتَلَهُ أَبُو قَتَادَةَ، وَتَحَوَّلَ عَلَى فَرَسِ الْأَخْرَمِ. ثُمَّ خَرَجْتُ أَعْدُو فِي أَثَرِ الْقَوْمِ حَتَّى مَا أَرَى مِنْ غُبَارِ أَصْحَابِي شَيْئًا. وَيَعْرِضُونَ قَبْلَ الْمَغِيبِ إِلَى شِعْبٍ فِيهِ مَاءٌ يُقَالَ لَهُ ذُو قَرَدٍ، فَأَرَادُوا أَنْ يَشْرَبُوا منه، فأبصروني أَعْدُو وَرَاءَهُمْ، فَعَطَفُوا عَنْهُ وَاشْتَدُّوا فِي الثَّنِيَّةِ، ثَنِيَّةِ ذِي دَبْرٍ [2] ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَلْحَقُ رَجُلا فَأَرْمِيهِ فَقُلْتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْأَكْوَع. قَالَ فَقَالَ: يَا ثُكْلَ أُمِّي، أَكْوَعِيٌّ بُكْرَةً [3] ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا عُدوَّ نَفْسِهِ، وَكَانَ الَّذِي رَمَيْتُهُ بُكْرَةً، فَأَتْبَعْتُهُ سَهْمًا آخَرَ فَعَلِقَ بِهِ سَهْمَانِ. وَيُخَلِّفُونَ فَرَسَيْنِ فَجِئْتُ بِهِمَا أَسُوقُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمَاءِ الَّذِي حَلَّيْتُهُمْ عَنْهُ [4] ذُو قَرَدٍ، فَإِذَا نَبِيُّ اللَّهِ فِي خَمْسِمِائَةٍ، وَإِذَا بِلَالٌ قَدْ نَحَرَ جَزُورًا مِمَّا خَلَّفْتُ، فَهُوَ يَشْوِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: يَا رسول الله خلّني فأنتخب [5]   [1] في صحيح مسلم 3/ 1437 «يقتطعوك» . [2] في ع: في البنية بنية ذي تبر: تصحيف والتصحيح من طبقات ابن سعد: (2/ 83) وقال ياقوت: ذات الدبر ثنيّة، ولم يزد (معجم البلدان 2/ 437) . [3] أكوعي بكرة: وردت في حديث مسلم «أكوعه بكرة» بالإضافة إلى ضمير الغائب، وفي رواية «أكوعنا بكرة» بالإضافة إلى ضمير المتكلّمين، ومعناها أأنت الأكوع الّذي كنت تتبعنا بكرة اليوم؟. [4] في ع جلبتهم عنه (بالمعجمة والتصحيح من صحيح مسلم 3/ 1438 وأصل حلّيتهم حلاتهم، بالهمزة يقال حلّأت الرجل عن الماء إذا منعته منه) . [5] في ع: فانتجز. والتصحيح من صحيح مسلم 3/ 1439. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 مِنْ أَصْحَابِكَ مِائَةً وَاحِدَةً فَآخُذُ عَلَى الْكُفَّارِ بِالْعَشْوَةِ فَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ قَالَ: أكُنْتَ فَاعِلا يَا سَلَمَةُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ فِي ضَوْءِ النَّارِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُمْ يُقْرَوْنَ الآنَ [1] بِأَرْضِ غَطَفَانَ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ قَالَ: مُرُّوا عَلَى فُلانٍ الْغَطَفَانِيِّ فَنَحَرَ لَهُمْ جَزُورًا، فَلَمَّا أَخَذُوا يَكْشِطُونَ جِلْدَهَا رَأَوْا غَبَرَةً [2] فَتَرَكُوهَا وَخَرَجُوا هِرَابًا. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ فُرْسَانِنَا الْيَوْمَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ. وَأَعْطَانِي سَهْمَ الرَّاجِلِ وَالْفَارِسِ جَمِيعًا. ثم أردفني وراءه على العضباء [3] رَاجِعِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَلَمَّا كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا قَرِيبًا مِنْ صَحْوَةٍ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ لا يُسْبَقُ، فَجَعَلَ يُنَادِي: هَلْ مِنْ مُسَابِقٍ؟ وَكَرَّرَ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لَهُ: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا وَلا تَهَابُ شَرِيفًا؟ قَالَ: لا، إِلا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي خَلِّنِي فَلأُسَابِقْهُ. قَالَ: إِنْ شِئْتَ. قُلْتُ: أذْهَبُ إِلَيْكَ. فَطَفَرَ [4] عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ فَطَفَرْتُ عَنِ النَّاقَةِ. ثُمَّ إِنِّي رَبَطْتُ عَلَيْهِ شَرَفًا [5] أَوْ شَرَفَيْنِ، يَعْنِيَ اسْتَبْقَيْتِ نَفْسِي، ثُمَّ إِنِّي غَدَوْتُ حَتَّى أَلْحَقَهُ فَأَصُكَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ بِيَدِي. قُلْتُ: سَبَقْتُكَ وَاللَّهِ. فَضَحِكَ وَقَالَ: أَنَا أَظُنُّ. فَسَبَقْتُهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أبي شيبة [6] ، عن هاشم [7] .   [1] في ع: يقرون الأرض بأرض غطفان. والتصحيح من صحيح مسلم 3/ 1439 ويقرون: يضافون. [2] في ع: غيرة. وعبارة مسلم 3/ 1439 «رأوا غبارا» ، والغبرة الغبار. [3] لقب ناقة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم وقد مرّ ذكرها قبل الآن. [4] طفر: وثب وقفز. [5] ربطت عليه شرفا: أي حبست نفسي عن الجري الشديد: والشرف: ما ارتفع من الأرض. [6] في ع: عن شيخ. والتصحيح من صحيح مسلم. [7] صحيح مسلم (1807) كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها (3/ 1433- 1441) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الغني الحرّاني بمصر، وعلى أبي حسن علي بن أَحْمَدَ الْهَاشِمِيِّ بِالْإِسْكَنْدَرِيَةِ، وَعَلَى أَبِي سَعِيدٍ سُنْقُرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِحَلَبَ، وَعَلَى أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَقْدِسِيِّ بِقَاسِيُونَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْفَقِيهِ، وَأَبُو الْغَنَائِمِ بْنُ مَحَاسِنَ، وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَدِيبُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ رُوزَبَةَ. ح وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحُسَيْنِ الْيُونِينِيِّ [1] ، وَمُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ الْعَبَّاسِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُثْمَانَ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدِ بْنِ حَازِمِ، وَعَلِيِّ بْنِ بَقَاءٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَزِيزٍ، وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ، أَخْبَرَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ ابن الزُّبَيْدِيِّ، قَالُوا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَمَّوَيْهِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ ذَاهِبًا نَحْوَ الْغَابَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ الْغَابَةِ لَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قُلْتُ: وَيْحُكَ مَا بِكَ؟ قَالَ: أُخِذَتْ لِقَاحُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: مَنْ أَخَذَهَا؟ قَالَ: غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ. فَصَرَخْتُ ثَلاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعَتْ ما بين لابتيها: يا صباحا، يَا صَبَاحَاهُ. ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ: أَنَا ابْنُ الْأَكْوَعِ ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا. فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رسول الله إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا   [ () ] وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 80- 84. [1] اليونيني: نسبة إلى بلدة يونين القريبة من مدينة بعلبكّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 سقيهم، فابعث في أثرهم. فقال: يا بن الْأَكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِعْ، إِنَّ الْقَوْمَ يُقْرَوْنَ [1] فِي قَوْمِهِمْ [2] . مقتل ابن أبي الحُقَيْق وهو سلّام بْن أبي الحُقَيْق، وقيل عَبْد الله بْن أَبِي الحُقَيْق اليهودي، لعنه الله. قَالَ البكّائي، عَنِ ابن إِسْحَاق [3] : ولما انقضى شأن الخندق وأمرُ بني قُرَيْظة، وكان سلّام بْن أَبِي الحُقَيْق أَبُو رافع فيمن حزَّب الأحزاب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكانت الأوس قبل أُحُد قد قتلت كعبَ بْن الأشرف. فاستأذنت الخزرجُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قتل ابن أبي الحُقَيْق وهو بخيبر، فأَذِن لهم. وحدّثني الزُّهري، عَنْ عَبْد الله بْن كعب بْن مالك قَالَ: كَانَ مما صنع الله لرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنّ هذين الحيَّيْن من الأنصار كانا يتصاولان مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصاول الفحلين لا تصنع الأوس شيئا فيه غناء عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلّا قَالَتْ الخزرج: والله لا تذهبون بهذه فضلًا علينا عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي الْإِسْلَام. فلا ينتهون حتى يوقعوا مثلَها. وإذا فعلت الخزرج شيئًا قَالَتْ الأوس مثل ذَلِكَ. ولما أصابت الأوس كعبَ بْن الأشرف في عداوته لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قَالَتْ الخزرج: والله لا تذهبون بهذه فضلًا علينا. فتذاكروا من رَجُل لرَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم كابن الأشرف، فذكروا ابن أَبِي الحُقَيْق وهو بخيبر. فاستأذنوا رسول   [1] في ع: يعرفون والتصحيح من صحيح البخاري 5/ 71. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب من رأى العدوّ فنادى بأعلى صوته يا صباحاه حتى يسمع النّاس. [3] سيرة ابن هشام 3/ 295. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأذن لهم. فخرج إِلَيْهِ من الخزرج خمسة من بني سلمة: عبد الله ابن عَتيك، ومسعود بْن سنان، وعبد الله بْن أنيس، وأبو قَتَادة بْن ربعي، وآخر هُوَ أسود بْن خُزَاعيّ [1] ، حليف لهم. فأمر عليهم ابن عَتيك، فخرجوا حتى قدِموا خيبر، فأتوا دار ابن أَبِي الحُقَيْق ليلًا، فلم يَدعوا بيتًا فِي الدار إلّا أغلقوه عَلَى أهله، ثُمَّ قاموا عَلَى بابه فاستأذنوا، فخرجت إليهم امرأته فقالت: من أنتم؟ قَالُوا: نلتمس الميرة. قَالَتْ: ذاكم صاحبكم، فادخلوا عَلَيْهِ. قَالَ: فلما دخلنا عَلَيْهِ أغلقنا علينا وعليها الحُجْرة تخوُّفًا أن يكون دونه مجاولة [2] تحُول بيننا وبينه. قَالَ: فصاحت امرأته فنَّوَهت بنا، وابتدرناه وهو [3] [53 ب] عَلَى فراشه، والله ما يدلّنا عَلَيْهِ فِي سواد البيت [4] إلّا بياضه، كأنّه قِبْطِيّة [5] مُلْقاه. فلما صاحت علينا جعل الرجل منّا يرفع سيفه عليها ثُمَّ يذكر نَهْيَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قتل النساء، فيكفّ يده. فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عَلَيْهِ عَبْد الله بْن أنيس بسيفه فِي بطنه حتى أنفذه، وهو يَقْولُ: قطني قطني [6] ، أي حسبي. قال: وخرجنا، وكان ابن عتيك سيّئ   [1] في ع أسد بن خزاعيّ. والتصحيح من الإصابة (1/ 42) وسمّاه ابن إسحاق: خزاعيّ بن الأسود (السيرة 3/ 295) . [2] المجاولة: الممانعة والمدافعة. [3] إلى هنا ينتهي السقط الثاني الّذي أشرنا إليه في نسخة الأصل، والّذي بدأ في أواخر الكلام عن غزوة الخندق. وقد أشرنا إليه في الهامش هناك. [4] في ع والسيرة 3/ 295: «الليل» . [5] القبطية: ثياب بيض رقاق من كتّان تتّخذ بمصر تنسب إلى القبط. [6] يقال: قطني كذا وقطني من كذا أي حسبي. وقال بعضهم: إنّما هو قطي ودخلت النّون على حال دخولها في قدني. ومن العرب من يقول قطن فلانا أو فلان كذا، أي يكفيه، فيزيد نونا على قطّ وينصب بها ويخفض ويضيف إلى نفسه فيقول: قطني. (لسان العرب) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 البصر فوقع من الدرجة، فوثئت يده وثأ [1] شديدًا وحملناه حتى نأتي مَنْهَرًا [2] من عيونهم فندخل فِيهِ. فأوقدوا النّيران واشتدّوا فِي كلّ وجه يطلبوننا [3] ، حتى إذا يئسوا رجعوا إلى صاحبهم فاكتنفوه. فقلنا: كيف لنا بأن نعلم أنّه هلك؟ فقال رَجُل منّا: أَنَا أذهب فأنظر لكم. فانطلق حتى دخل فِي النّاس. قَالَ: فوجدتُها وفي يدها المصباح وحوله رجال وهي تنظر فِي وجهه وتحدّثهم وتقول: أما والله لقد سَمِعْتُ صوت ابن عَتيك ثُمَّ أكذبت نفسي فقلت: أنّي ابن عَتيك بهذه البلاد؟ ثُمَّ أقبَلَتْ عَلَيْهِ تنظر فِي وجهه، ثُمَّ قَالَتْ: فاظ [4] ، وإله يهود. فما سَمِعْتُ من كلمة كانت ألذّ إليّ منها. قَالَ: ثُمَّ جاء فأخبرنا بالخبر، فاحتملنا صاحبَنا فقدِمْنا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرناه واختلفنا فِي قتله، فكلّنا يدّعيه. فقال: هاتوا أسيافكم. فجئناه بِهَا، فقال لسيف عَبْد الله بْن أنيس: هذا قَتَلَه، أرى فِيهِ أثر الطّعام والشراب. وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهْطًا مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى أَبِي رَافِعٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ بَيْتَهُ لَيْلًا فَقَتَلَهُ وَهُوَ نَائِمٌ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أبي رَافِعٍ رِجَالا مِنَ الأَنْصَارِ، عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِيَ ابْنَ عَتِيكٍ. وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُعِينُ عَلَيْهِ. وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ. فَلَمَّا دَنَوْا وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَرَاحَ النَّاسُ بسرحهم، قال عبد الله لأصحابه:   [1] الوثء: وصم يصيب اللّحم ولا يبلغ العظم، أو هو توجّع في العظم بلا كسر. ويقال في الدعاء: اللَّهمّ ثأ يده. (تاج العروس 1/ 481) . [2] المنهر: شقّ في الحصن نافذ يجري منه الماء. (تاج العروس 14/ 316) . [3] في الأصل «يطلبون» والتصحيح من البداية والنهاية لابن كثير 4/ 138. [4] في الأصل: فاض. وأثبتنا رواية ع وسيرة ابن هشام 3/ 296، وكلاهما بمعنى مات. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق (5/ 26) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ فَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ لَعَلِّي أَدْخُلُ. فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَتَهُ. وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ، فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ لأُغْلِقَ. فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ [1] ، فَأَغْلَقَ الْبَابَ وَعَلَّقَ الأَقَالِيدَ عَلَى وُدٍّ [2] ، فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ الْبَابَ. وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ وَكَانَ فِي عَلالِيٍّ [3] . فَلَمَّا أَنْ ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعَدْتُ إِلَيْهِ، وَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أُغْلِقُهُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ، وَقُلْتُ: إِنَّ الْقَوْمَ نَذَرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إليّ حتى أقتله. فانتهيت إليه [54 أ] فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ، لا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ. قُلْتُ: يَا أَبَا رَافِعٍ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، وَأَنَا دَهِشٌ، فَمَا أَغْنَى شَيْئًا، فَصَاحَ، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا الضَّرْبُ يَا أَبَا رَافِعٍ؟ قَالَ: لأُمِّكَ الْوَيْلُ، إِنَّ رَجُلا فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ. قَالَ: فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنْتُهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ صَدْرَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ فَعَلِمْتُ أَنِّي قَدْ قَتَلْتُهُ، فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأَبْوَابَ بَابًا فَبَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ، فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أَرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأَرْضِ، فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَانْكَسَرَتْ سَاقِي، فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَتِي، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ. فَقَالَ: لا أَبْرَحُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ أَمْ لا. فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ: أَنْعِي أَبَا رَافِعٍ. فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي، فَقُلْتُ: النَّجَاءَ النَّجَاءَ، فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ. فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وحدّثناه فقال: ابسط رجلك. فبسطتها.   [1] في الأصل: فمكثت. والتصحيح من صحيح البخاري (5/ 27) . [2] الأقاليد: جمع إقليد وهو المفتاح وردّ: الصنم المعروف. وفي رواية أخرى للبخاريّ: «علّق الأغاليق على وتد» (5/ 27) . [3] علالي: بفتح العين وتخفيف اللام فألف ولام مكسورة، فياء مشدّدة. جمع علّيّة، بضم العين وكسر اللام المشدّدة، أي الغرفة. (انظر شرح المواهب للزرقاني 2/ 167) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 فَمَسَحَهَا، فَكَأَنَّمَا لَمْ أشْكُهَا قَطُّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا [2] مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْبَرَاءِ بِنَحْوِهِ. وَفِيهِ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ فَغَلَّقْتُهَا عَلَيْهِمْ مِنْ ظَاهِرٍ. وَفِيهِ: ثُمَّ جِئْتُ كَأَنِّي أُغِيثُهُ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي، وَقُلْتُ: مالك يَا أَبَا رَافِعٍ. قَالَ: أَلا أُعْجِبُكَ، دَخَل عَلَيَّ رَجُلٌ فَضَرَبَنِي بِالسَّيْفِ. قَالَ: فَعَمَدْتُ لَهُ أَيْضًا فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى فَلَمْ تُغْنِ شَيْئًا، فَصَاحَ وَقَامَ أَهْلُهُ، ثُمَّ جِئْتُ وَغَيَّرْتُ صَوْتِي كَهَيْئَةِ الْمُغِيثِ، وَإِذَا هُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى ظَهْرِهِ، فَأَضَعُ السَّيْفَ فِي بَطْنِهِ ثُمَّ أَتَّكِئُ عَلَيْهِ حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ الْعَظْمِ. ثُمَّ خَرَجْتُ دَهِشًا إلى السّلّم، فسقطت فاختلعت رجلي فعصبتها. ثم أتيت أصحابي أحجل فقلت: انْطَلِقُوا فَبَشِّرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي لا أَبْرَحُ حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ. فَلَمَّا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ صَعِدَ النَّاعِيَةُ فَقَالَ: أَنْعِي أَبَا رَافِعٍ. فَقُمْتُ أَمْشِي، مَا بِي قلبة [3] ، فأدركت أصحابي قَبْلُ أَنْ يَأْتُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَشَّرْتُهُ. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ سَلامُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ قَدْ أَجْلَبَ فِي غَطَفَانَ وَمَنْ حَوْلَهُ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ يَدْعُوهُمْ إِلَى قِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَجْعَلُ لَهُمُ الْجُعْلَ الْعَظِيمَ. فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ جَمَاعَةً فَبَيَّتُوهُ لَيْلا. وقال موسى بْن عقُبَةَ فِي مغازيه: فطرقوا أَبَا رافع اليهوديّ بخيبر فقتلوه في بيته [4] .   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق (5/ 26، 27) . [2] البخاري 5/ 27، 28. [3] القلبة: الدّاء والتعب. والمعنى أنه كان يمشي ولم يكن به ألم. [4] راجع البداية والنهاية لابن كثير 4/ 139، 140. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 قتل ابن نُبَيْح الهُذْليّ [قَالَ] [1] ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ السُّلَمِيَّ إِلَى [خَالِدِ بْنِ] [2] سُفْيَانَ بْنِ نُبَيْحٍ الْهُذْلِيِّ ثُمَّ اللِّحْيَانِيِّ لِيَقْتُلَهُ وَهُوَ بِعُرَنَةَ وَادِي مَكَّةَ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سلمة، عن ابن إسحاق، [54 ب] حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ نُبَيْحٍ الْهُذَلِيَّ يَجْمَعُ النَّاسَ لِيَغْزُونِي وَهُوَ بِنَخْلَةٍ أَوُ بِعُرَنَةَ، فَأْتِهِ فَاقْتُلْهُ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ انْعَتْهُ لِي حَتَّى أَعْرِفَهُ. قَالَ: آيَةُ [4] مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ أَنَّكَ إِذَا رَأَيْتَهُ وَجَدْتَ قُشَعْرِيرَةً. فَخَرَجْتُ مُتَوَشِّحًا بِسَيْفِي، حَتَّى دَفَعْتُ إِلَيْهِ فِي ظَعْنٍ يَرْتَادُ بِهِنَّ مَنْزِلا وَقْتَ الْعَصْرِ. فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَجَدْتُ لَهُ مَا وَصَفَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ القشعريرة. فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصّلاة، فصلّيت وأنا أمشي نَحْوَهُ أُومِئُ بِرَأْسِي إِيمَاءً. فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ قَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ سَمِعَ بِكَ وَبِجَمْعِكَ لِهَذَا الرَّجُلِ، فَجَاءَ لِذَلِكَ. قَالَ: أَجَلْ نَحْنُ فِي ذَلِكَ. فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَتَرَكْتُ ظَعَائِنَهُ مُكِبَّاتٍ [5] عَلَيْهِ. فَلَمَّا قدِمَتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَفْلَحَ الْوَجْهُ. قُلْتُ: قَدْ قَتَلْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَامَ بي فدخل بيته فأعطاني عصا، فقال:   [1] ليست في الأصل، وأثبتناها من ع. [2] إضافة من سيرة ابن هشام 4/ 237 وسيشير إلى ذلك في آخر الخبر. [3] عرنة: قال ياقوت «واد بحذاء عرفات وقيل مسجد عرفة والمسيل كله» بضم العين. (معجم البلدان 4/ 111) . [4] في الأصل: إنه، والتصحيح من ابن هشام (4/ 237) . [5] في السيرة 4/ 238 «منكبات» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 أَمْسِكْ هَذِهِ عِنْدَكَ. فَخَرَجْتُ بِهَا عَلَى النَّاسِ. فَقَالُوا: مَا هَذِهِ الْعَصا؟ فَقُلْتُ: أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُمْسِكَهَا عِنْدِي. قَالُوا: أَفَلا تَرْجِعُ فَتَسْأَلُهُ فَرَجَعْتُ فَسَأَلْتُهُ: لِمَ أَعْطَيْتَنِيهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: آيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ الْمُتَخَصِّرُونَ يَوْمَئِذٍ [1] . قَالَ: فَقَرَنَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِسَيْفِهِ فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا مَاتَ أُمِرَ بِهَا فَضُمَّتْ مَعَهُ فِي كَفَنِهِ، فَدُفِنَا جَمِيعًا. رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ الْهُذَلِيِّ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نُبَيْحٍ الْهُذَلِيِّ.   [1] المستخصرون: الذين يتّخذون المخصرة وهي العصا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 غزوة بني المصطلق وهي غزوة المريسيع قَالَ ابن إِسْحَاق: غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني المُصْطَلِق من خُزَاعة، فِي شعبان سنة ستّ. كذا قَالَ ابن إِسْحَاق [1] وقال ابن شهاب وعُرْوَة: هِيَ فِي شعبان سنة خمسٍ. وكذلك يُرْوَى عَنْ قَتَادة. وقاله أيضًا الواقدي [2] ، فقال: خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الأثنين لليلتين خَلَتا من شعبان سنة خمسٍ، وقدم المدينة لهلال رمضان. قلت: وفيها حديث الإِفك، وقد تقدّم ذَلِكَ فِي سنة خمس. وهو الصّحيح.   [1] سيرة ابن هشام 4/ 6. [2] المغازي 404. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 سرية نَجْد [1] قِيلَ إنّها كانت فِي المحرَّم سنة ستٍ قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ الْمَقْبُرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَل نَجْدٍ، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حُنَيْفَةَ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ [2] سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِيَ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ما عندك؟ قال: عندي [55 أ] يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دم، وإن تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ، فَقَالَ: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ قَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتَ لَكَ إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دم، وإن كنت تريد المال فسيل تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ. فَقَالَ: أَطْلِقُوهُ. فَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. يَا مُحَمَّدُ، وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أبغض إليّ من وجهك، وقد أصبح وجعك أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ. وَاللَّهِ مَا كَانَ دِينٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَيَّ. وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ كُلِّهَا إِلَيَّ وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ. فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَوْتَ يَا ثُمَامَةُ. قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أسلمت، فو الله لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةٌ حَتَّى يَأْذَنَ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. متّفق عليه [3] .   [1] ذكرها ابن كثير في بداية حوادث سنة ستّ من الهجرة، وقال هي سرية محمد بن مسلمة قبل نجد (4/ 149) وذكرها ابن هشام بعنوان: أسر ثمامة بن أثال الحنفي وإسلامه. (4/ 245) وانظر تاريخ الطبري 3/ 156. [2] أثال: بضم الهمزة. (الإكمال 1/ 17 بالهامش) . [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 و (م) أيضا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، بِهِ [1] . وخالفهما مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، فيما روى يونس بْن بُكَيْر عَنْهُ: حَدَّثَنِي سَعِيد المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ إسلام ثمامة بْن أُثال أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا الله حين عرض لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما عرض لَهُ وهو مشرك، فأراد قتله، فأقبل معتمِرًا حتى دخل المدينة، فتحيّر فيها حتى أخذ، فأُتي بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمر بِهِ فربط إلى عمودٍ من عُمُد المسجد. وفيه: وإنْ تسأل مالًا تُعْطه. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فجعلنا [نَحْنُ] [2] المساكين نقول: ما نصنع بدم ثُمامة؟ والله لأَكْلَهُ من جَزورٍ سمينةٍ من فدائه أحبّ إلينا من دمه. قلت: وهذا يدلّ عَلَى أنّ إسلام ثمامة كَانَ بعد إسلام أَبِي هُرَيْرَةَ، وهو فِي سنة سبع. فذكر الحديث، وفيه: فانصرف من مكة إلى اليمامة، ومنع الحمل إلى مكة حتى جهِدَتْ قُريش، فكتبوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثُمامة يخلي لهم حَمْل الطعام. وكانت اليَمامةُ ريفَ مكة. قَالَ: فأذِن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وفيها: كَانَ من السّرايا، عَلَى ما زعم الواقدي [4] .   [ () ] وصحيح مسلم (1764) كتاب الجهاد والسير، باب ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه. وانظر سيرة ابن هشام 4/ 245، والإصابة 1/ 203 في ترجمة ثمامة. [1] م: (اختصار مسلم) وقد خرّج الحديث في الباب السابق نفسه. [2] سقطت من الأصل، ع. ولعلّ الوجه ما أثبتناه. [3] الإصابة 1/ 203. [4] المغازي 2/ 550. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 سرية عُكّاشة بْن مِحْصَن إلى الغَمْر قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ربيع الأول أو الآخر عُكّاشة بْن مِحْصَن فِي أربعين رجلًا إلى الغَمْر [1] . وفيهم ثابت بْن أقرم [2] وشجاع [3] بْن وهب. فأسرعوا، ونذر بهم القوم وهربوا. فنزل عُكَّاشة عَلَى مياههم وبعث الطلائع فأصابوا من دَلَّهم عَلَى بعض ماشيتهم، فوجدوا مائتي بعيرٍ، فساقوها إلى المدينة [4] . [سرية أَبِي عبيدة إلى ذي القَصَّة] [5] قَالَ: وفيها بَعَثَ سَرِيَّةَ أبي عبيدة إلى [ذي] [6] القَصَّة [7] ، فِي أربعين رجلًا، فساروا ليلهم مشاةً ووافوا ذا القصّة مع عماية الصُّبح. فأغار عليهم وأعجزهم هربًا فِي الجبال. وأصابوا رجلا فأسلم.   [1] الغمر: ماء من مياه بني أسد على ليلتين من فيد، طريق الأول إلى المدينة (معجم البلدان 4/ 212) . وفي طبقات ابن سعد (2/ 84) أنه غمر مرزوق، وهو في الطبري (3/ 155) : الغمرة. [2] في الأصل و (ع) : ثابت بن أرقم، تحريف تصحيحه من أسد الغابة لابن الأثير 1/ 220 والإصابة 1/ 190 والاستيعاب 1/ 191 وسيرة ابن هشام (2/ 379) ومغازي الواقدي (2/ 550) . [3] في الأصل و (ع) : سباع. والتصحيح من أسد الغابة 2/ 386 والإصابة 2/ 138 رقم 3841 والاستيعاب 2/ 160 وطبقات ابن سعد (2/ 85) ومغازي الواقدي (2/ 550) ونهاية الأرب للنويري 17/ 203. [4] الطبقات الكبرى 2/ 85، عيون الأثر 2/ 103، 104 نهاية الأرب 17/ 203، 204، البداية والنهاية 4/ 178، عيون التواريخ 1/ 247، تاريخ خليفة 85. [5] العنوان في الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 86. [6] إضافة من طبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري 2/ 641 و 3/ 154، والمغازي للواقدي 2/ 552، ونهاية الأرب 17/ 204، عيون الأثر 2/ 105، البداية والنهاية 4/ 178، عيون التواريخ 1/ 248. [7] ذو القصّة: موضع بينه وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا وهو طريق الرّبذة. كان يقطنه بنو ثعلبة وبنو عوال من ثعلبة. (معجم البلدان 4/ 366) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 [سَرِيَّةُ مُحَمَّد بْن مَسْلَمَة إلى ذي القَصَّة] [1] وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمدَ بْن مسلمة، فِي عشرة، فكمن القومُ لهم حتى نام هُوَ وأصحابه، فما شعروا إلّا بالقوم. فقتل أصحابُ مُحَمَّد، وأفلت هُوَ جريحًا [2] . [سَرِيَّةُ زيدِ بْن حارثة إلى بني سُلَيْم بالجَمُوم] [3] قَالَ: وفيها كانت سرية زيد بن حارثة [إلى بني سليم] [4] بالجموم. فأصاب امرأة من مزينة، يقال لها: حليمة، فدلّتهم على مكان فأصابوا مواشي وأسراء منهم زوجها. فوهبها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نفسَها وَزَوْجَها [5] . [سَرِيَّةُ زيد بْن حارثة إلى الطَّرف] [6] وفيها سَرِيَّةُ زيدِ بْن حارثة إلى الطّرف [7] ، إلى بني ثعلبة في خمسة   [1] العنوان في طبقات ابن سعد 2/ 85. [2] هذه السرية سرية محمد بن مسلمة سابقة على سرية أبي عبيدة في رواية ابن سعد والواقدي، والمقريزي في إمتاع الأسماع، وابن سيّد الناس في عيون الأثر 2/ 104 وعيون التواريخ 1/ 248، أما نسخة ابن كثير في البداية والنهاية ففيها خلط بن سرية أبي عبيدة ومحمد بن مسلمة. (4/ 178) . [3] الجموم: أرض لبني سليم ناحية بطن نخل عن يسارها، وبطن نخل من المدينة على أربعة برد. (معجم البلدان 2/ 163، 164) . والعنوان في طبقات ابن سعد 2/ 86. [4] إضافة من ابن سعد. [5] اكتفى ابن هشام بذكر الغزوة دون تفاصيل 4/ 234، وكذا فعل الطبري 3/ 155، وانظر الخبر في طبقات ابن سعد 2/ 86، ونهاية الأرب 17/ 505 عيون الأثر 2/ 105، 106 البداية والنهاية 4/ 178 عيون التواريخ 1/ 248. [6] العنوان عن طبقات ابن سعد 2/ 17، وهي عنده متأخرة عن سريّته إلى العيص. [7] الطرف: ماء قريب من المرقى، وقيل المراض، دون النّخيل على ستة وثلاثين ميلا من المدينة. (معجم البلدان 4/ 31) وطبقات ابن سعد. وقال ابن إسحاق: الطرف من ناحية نخل، من طريق العراق. (سيرة ابن هشام 4/ 236) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 عشر رجلا. فهربت الأعراب وخافوا، فأصاب من نَعَمِهم عشرين بعيرًا. وغاب أربع ليالٍ [1] . [سرية زيد بْن حارثة إلى العِيص] [2] وفيها كانت سرية زيد بْن حارثة إلى العيص [3] ، فِي جُمَادى الأول، وأُخِذَت الأموال التي كانت مَعَ أَبِي العاص، فاستجار بزينب بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأجارته [4] . [سَرِيَّةُ زيدِ بْن حارثة إلى حِسْمَى] [5] وحدثني موسى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أقبل دِحْية الكلبي من عند قَيْصر، قد أجازه بمال. فأقبل حتى كَانَ بحِسْمى [6] ، فلقيَه ناسٌ من جُذام، فقطعوا عَلَيْهِ الطريق وسلبوه. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أن يدخل بيته فأخبره. فبعث زيدَ بْن حارثة إلى حِسْمى، وهي وراء وادي القُرَى وكانت في جمادى الآخرة [7] .   [1] انظر عنها: ابن سعد، والواقدي 2/ 555، والنويري 17/ 206، وابن سيد الناس 2/ 106، وابن كثير 4/ 178، والكتبي 1/ 249. [2] العنوان من الطبقات لابن سعد 2/ 87 وذكره قبل سريته إلى الطّرف. [3] العيص: قال ابن سعد: بينها وبين المدينة أربع ليال، وبينها وبين ذي المروة ليلة. [4] ابن سعد 2/ 87 ونهاية الأرب 17/ 206، وعيون الأثر 2/ 106 والبداية والنهاية 4/ 178 وعيون التواريخ 1/ 248. [5] العنوان من طبقات ابن سعد 2/ 88. [6] حسمى: بالكسرة ثم السكون، مقصور. أرض ببادية الشام، بينها وبين وادي القرى ليلتان، وأهل تبوك يرون جبل حسمى في غربيّهم. وقيل هي لجذام جبال وأرض بين أيلة وجانب تيه بني إسرائيل الّذي يلي أيلة وبين أرض بني عذرة من ظهر حرّنهيا، فذلك كلّه حسمى. (معجم البلدان 2/ 258، 259) . [7] انظر: سيرة ابن هشام 4/ 235، المغازي للواقدي 2/ 555، الطبقات لابن سعد 2/ 88، تاريخ الطبري 2/ 641، 642، نهاية الأرب 17/ 207، عيون الأثر 2/ 106، 107 البداية والنهاية 4/ 178، 179، عيون التواريخ 1/ 249، 250. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 [سَرِيَّةُ زيد إلى وادي القُرَى] [1] ثُمَّ سَرِيَّةُ زيدٍ إلى وادي القُرَى [2] فِي رجب [3] . [سَرِيَّةُ عليّ بْن أَبِي طَالِب إلى بني سعد بْن بَكْر بَفَدَكَ] [4] ثُمَّ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عبدَ اللَّهِ بْن جَعْفَر، عَنْ يعقوب بن عُتْبَة قَالَ: خرج عليّ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي مائةٍ إلى فَدَك إلى حيِّ من بني سعد بْن بَكْر. ذَلِكَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغه عَنْهُمْ أنّ لهم جَمْعًا يريدون أن يمدُّوا يهودَ خيبر. فسار إليهم اللّيل وكَمَنَ النّهار، وأصاب عيْنًا فأقرّ لَهُ أنّه بعث إلى خيبر يعرض عليهم نصرهم عَلَى أن يجعلوا لهم تمر خيبر [5] . قَالَ الواقدي [6] : وذلك فِي شعبان. [سَرِيَّةُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف إلى دُومة الجَنْدَل] [7] قَالَ الواقدي: وفيها سَرِيَّةُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف إلى دُومة الجَنْدَل فِي شعبان. فقال لَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أطاعوا فتزوّج ابنة ملكهم. فأسلم   [1] العنوان من الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 89. [2] وادي القرى: واد بين الشام والمدينة بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة وبها سمّى وادي القرى. (معجم البلدان 5/ 345) . [3] سيرة ابن هشام 4/ 237، تاريخ الطبري 3/ 155 نهاية الأرب 17/ 208، عيون الأثر 2/ 107، الواقدي 2/ 562. [4] فدك: قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، وهي مما أفاء الله على رسوله صلحا بعد غزوة خيبر، وسيأتي تفصيل ذلك عند الكلام عن هذه الغزوة. والعنوان من الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 89. [5] تاريخ الطبري 3/ 154، طبقات ابن سعد 2/ 89، 90، نهاية الأرب 17/ 209، 210، عيون الأثر 2/ 109، 110. [6] المغازي 2/ 562. [7] العنوان من طبقات ابن سعد 2/ 89 وهي قبل سرية علي إلى فدك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 القوم، وتزوّج عبدُ الرَّحْمَن تماضر بِنْت الأصبغ، والدة أَبِي سَلَمَةَ [1] ، وكان أبوها ملكهم [2] . [سَرِيَّةُ كُرْز بْن جَابِر الفِهْرِي إلى العُرَنيّين] [3] وفي شوّال كانت سَرِيَّةُ كُرْز بْن جَابِر الفِهْرِيّ إلى العُرَنِيّين الذين قتلوا راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستاقوا الإِبل. فبعثه فِي عشرين فارسًا وراءهم. وَقَالَ ابُن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَهْطًا مِنْ عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ [4] أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: إِنَّا أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ ضَرْعٍ، وَلَمْ نَكُنْ أَهْلَ رِيفٍ، فَاسْتَوْخَمْنَا الْمَدِينَةَ. فَأَمَرَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَوْدٍ وَرَاعٍ [5] ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فِيهَا فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا. فَانْطَلَقُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي نَاحِيَةِ [الْحَرَّةِ] [6] قَتَلُوا رَاعِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذّود، وكفروا [56 أ] بَعْدَ إِسْلامِهِمْ. فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ، فَأَمَرَ فَقَطَعَ أَيْديَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ، وَتَرَكَهُمْ فِي نَاحِيَةِ الْحَرَّةِ حَتَّى مَاتُوا وَهُمْ كَذَلِكَ. قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ 5: 33 [7] الْآيَةَ. قَالَ قَتَادَةُ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان   [1] هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المحدث الثقة الفقيه. ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من المدنيين. ترجمته في تهذيب التهذيب (12/ 115) . [2] سيرة ابن هشام 4/ 242، طبقات ابن سعد 2/ 89 تاريخ الطبري 3/ 158، نهاية الأرب 17/ 209، 210، البداية والنهاية 4/ 179، عيون الأثر 2/ 108، 109. [3] العنوان من الطبقات لابن سعد 2/ 93. [4] عكل: بطن من طابخة من العدنانية، وهو اسم امرأة حضنت بني عوف بن وائل ابن عبد مناة فغلبت عليهم وسمّوا باسمها. وعرينة: حيّ من قضاعة من القحطانية (معجم قبائل العرب 2/ 776 و 804) . [5] في الأصل، ع: بذود وزاد. والتصحيح من صحيح البخاري 5/ 70. والذود: ثلاثة أبعرة إلى التسعة أو العشرة وقيل فوق ذلك. [6] سقطت من الأصل، وزدناها من ع والبخاري 5/ 70. [7] سورة المائدة: من الآية 33. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 يَحُثُّ فِي خُطْبَتِهِ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الصَّدَقَةِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ: مِنْ عُكْلٍ، أَوْ عُرَيْنَةَ. رَوَاهُ شُعبة، وَهَمَّام، وغيرهما، عَنْ قَتَادة فقال: من عُرَيْنَة، من غير شَكّ. وكذلك قَالَ حُمَيْد، وثابت، وعبد العزيز بْن صُهَيْب، عَنْ أنس. وقال زُهير: سِمَاك بْن حرب، عَنْ معاوية بْن قُرَّةَ، عَنْ أنس: إنَّ نَفَرًا من عُرَينة أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعوه، وقد وقع في المدينة الموم- وهو البرسام [2]- فقالوا: هذا الوجع قد وقع يَا رَسُولَ اللَّهِ، فلو أذِنْتَ لنا فرُحنا إلى الإِبل. قَالَ: فاخرجوا وكونوا فيها. فخرجوا، فقتلوا أحد الراعيين وذهبوا بالإبل. وجاء الآخر وقد جرح، قال: قد قتلوا صاحبي وذهبوا بالإِبل. وعنده شُبَّان [3] من الأنصار قريب من عشرين، فأرسلهم إليهم وبعث معهم قائفًا [4] يقتصّ أثرهم. فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وَسَمَرَ أعينهم. أَخْرَجَهُ مُسْلِم [5] . وقال أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قدم رَهْط من عُكْلَ فأسلموا فاجْتَوَوا المدينة، فذكره، وفيه: فلم ترتفع الشمس حتى أُتي بهم،   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب قصّة عكل وعرينة (5/ 70، 71) وانظر: البداية والنهاية 4/ 179، 180، عيون التواريخ 1/ 253، نهاية الأرب 17/ 213، 214، الطبقات الكبرى 2/ 93. [2] الموم أو البرسام: ذات الجنب، وهو التهاب في الغشاء المحيط بالرئة (المعجم الوسيط) . والموم فارسية بمعنى الشمع، والبرسام فارسية كذلك مركبة من بر وهو الصدر وسام أي الالتهاب (أدى شير) . [3] لفظ مسلم 3/ 1298 «شباب» . [4] القائف: من يتبع الأثر. [5] صحيح مسلم (1671) كتاب القسامة والمحاربين والقصاص والدّيات، باب حكم المحاربين المرتدّين 3/ 1296- 1298. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 فأمر بمسامير فأُحميت لهم، فكواهم [1] وقطع أيديهم وأرجلهم، ولم يحسمهم [2] وألقاهم فِي الْحَرَّةِ يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ [3] . إسلام أبي العاص مبسوطًا أسلم أَبُو الْعَاصِ بْن الرَّبِيعِ بْن عَبْد العُزَّى بْن عَبْد شمس بن عبد مناف ابن قُصَيّ العَبْشَمي، خَتَنِ [4] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابنته زينب، أمّ أُمامة، فِي وسط سنة ستٍ. واسمه لقيط، قاله ابن مَعِين والفلّاس. وقال ابن سعد: اسمه مِقْسَم [5] وأمّه هالة بِنْت خُوَيْلِد خالة زوجته، فهما أبناء خالة. تزوّج بِهَا قبل المبعث، فولدت لَهُ عليًّا فمات طفلًا، وأُمامة التي صلّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو حاملها وهي التي تزوّجها عليّ بعد موت خالتها فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وكان أَبُو العاص يُدْعَى جَرْوٌ البطْحاء، وأُسر يوم بدر، وكانت زينب بمكة. قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عن أبيه، عن عائشة،   [1] هكذا وردت في الأصل، ورواية البخاري: فكحّلهم. [2] الحسم: قطع العرق ثم كيّه لئلّا يسيل دمه. [3] صحيح البخاري: كتاب الحدود، كتاب المحاربين من أهل الكفر والردّة، باب لم يسق المحاربون والمرتدّون حتى ماتوا، وباب سمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أعين المحاربين. ومثله في صحيح مسلم، كتاب القسامة، باب المحاربين والمرتدّين (1671) . [4] الختن: الصهر. [5] هكذا في الأصل، ع: مقسم ولم أجده في ابن سعد. وقد اختلف في اسمه فقيل: لقيط، وهشيم، ومهشم (أو مهشم) والقاسم، وياسر (قال ابن حجر: وأظنّه محرّفا من ياسم) . وقال البلاذري في أنساب الأشراف (1/ 397) : والثبت أنّ اسمه لقيط. انظر عنه: نسب قريش 157، 158 تاريخ خليفة 119، مشاهير علماء الأمصار رقم 156، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 16 و 76 و 78 و 120، أسد الغابة 6/ 185، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 248، 249، العبر 1/ 15، سير أعلام النبلاء 1/ 330- 335، مجمع الزوائد 9/ 379، العقد الثمين 7/ 110 و 8/ 66، الإصابة 4/ 121- 123 الاستيعاب 4/ 125، 126. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 قَالَتْ: فَبَعَثَتْ فِي فِدَائِهِ بِمَالٍ مِنْهُ قِلَادَةٌ لَهَا كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا بِهَا. فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِلَادَةَ رق لها وقال: «إن رأيتم أن تطلقوا لَهَا أَسيَرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا فَافْعَلُوا» [1] . فَفَعَلُوا. فَأَخَذَ عَلَيْهِ عَهْدًا أَنْ يُخَلِّيَ زَيْنَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرّا. وقال ابن إسحاق [2] : فبعث رسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا [56 ب] [من الأنصار] [3] ، فقال: كونا ببطن يأجج [4] حتى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ. وَذَلِكَ بَعْدَ بَدْرٍ بِشَهْرٍ. قال: وكان أبو العاص من رجال قريش المعدودين مالا وأمانة وتجارة [5] . وكان الإسلام قَدْ فَرَّقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَيْنَبَ، إِلا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَقْدِرُ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا. قَالَ يونس، عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ [6] : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْر بْن حزم قَالَ: خرج أَبُو العاص تاجرًا إلى الشام، وكان رجلًا مأمونًا. فكانت معه بضائع لقريش. فأقبل فلقيته سريةٌ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم، فاستاقوا عِيرَه وهرب. وقدِموا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما أصابوا فقسمه بينهم. وأتى أَبُو العاص حتى دخل عَلَى زينب فاستجار بِهَا، وسألها أن تطلب لَهُ من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ردّ ماله عَلَيْهِ. فَدَعَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّريَّة فقال لهم: إنّ هذا الرجل منا حيث قد علمتم. وقد أصبتم لَهُ مالًا ولغيره ممن كَانَ معه، وهو فَيْءٌ، فإنْ رأيتم أن تردّوا عَلَيْهِ فافعلوا، وإنْ كرهتم فأنتم وحقّكم: قَالُوا: بل نردّه عليه. فردّوا   [1] أخرجه أحمد في مسندة 6/ 276، وأبو داود (2692) من طريق ابن إسحاق، وصحّحه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 236 وانظر سيرة ابن هشام 3/ 58. [2] سيرة ابن هشام 3/ 58. [3] إضافة من نهاية الأرب 17/ 58. [4] يأجج: مكان من مكة على ثمانية أميال. (معجم البلدان 5/ 424) . [5] سيرة ابن هشام 3/ 57. [6] سيرة ابن هشام 3/ 59. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 والله عَلَيْهِ ما أصابوا، حتى إنّ الرجل ليأتي بالشّنَّة، والرجل بالإِداوة [1] وبالجبل. ثُمَّ خرج حتى قدِم مكة، فأدّى إلى النّاس بضائعهم. حتى إذا فرغ قَالَ: يا معشر قريش، هَلْ بقي لأحدٍ منكم معي مال؟ قَالُوا: لا فجزاك الله خيرًا. فَقَالَ أما والله ما معنى أن أسلم قبل أن أقدِم عليكم إلّا تخوُّفًا أن تظنُّوا أَنّي إنّما أسلمت لأذهب بأموالكم. فإنّي أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله [2] . وأما موسى بْن عُقْبة فذكر أنّ أموال أَبِي العاص إنّما أخذها أَبُو بَصير فِي الهدنة بعد هذا التاريخ. وقال ابن نُمَيْر [3] ، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قَالَ قدِم أَبُو العاص من الشّام ومعه أموال المشركين. وقد أسلمت امرأته زينب وهاجَرَت. فقيل لَهُ: هَلْ لك أن تُسْلم وتأخذ هذه الأموال التي معك؟ فقال: بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي. وكفلت عَنْهُ امرأته أن يرجع فيؤديّ إلى كلّ ذي حقٍ حقَّه، فيرجع ويُسْلم. ففعل. وما فرَّق بينهما، يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلَيْهَا زَوْجُهَا أَبُو الْعَاصِ أَنْ خُذِي لِي أَمَانًا مِنْ أَبِيكِ. فَأَطْلَعَتْ رأسها من باب   [1] الشنّة: القربة لخلقة الصغيرة. والإداوة: إناء صغير من جلد يتّخذ للماء. [2] سيرة ابن هشام 3/ 69، 60، نهاية الأرب 17/ 60. [3] في الأصل: أبو نمير. والتصحيح من ع ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (9/ 282) . [4] ومن هذا الوجه عند أبي داود (2240) في الطلاق باب: إلى متى تردّ عليه امرأته إذا أسلم بعدها، والترمذي (1143) في النكاح، باب ما جاء في الزوجين المشركين يسلم أحدهما. وروى ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ 70، 71 رقم 12 من طريق ابن عباس: «ردّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم زينب ابنته على أبي العاص ابن الربيع على النكاح الأول بعد ست سنين» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 حُجْرَتِهَا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّبْحِ، فَقَالَتْ: أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنِّي قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ. فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ قال: أيّها النّاس إنّي لا علم لي بِهَذَا حَتَّى سَمِعْتُمُوهُ، أَلا وَإِنَّهُ يُجِيرُ عَلَى النَّاسِ أَدْنَاهُمْ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [57 أ] ابْنَتَهُ عَلَى أَبِي الْعَاصِ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ. وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ [2]- وَهُوَ ضَعِيفٌ-، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهَا بِمَهْرٍ جَدِيدٍ وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّهَا عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ إِنَّ أَبَا الْعَاصِ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ مسلما، فلم يشهد مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مَشْهَدًا. ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ، فُتُوفِّيَ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ. سَرِيَّةٌ عبدِ الله بْن رَوَاحة إلى أُسَيْر بْن زارم فِي شوّال قِيلَ إنّ سلّام بْن أَبِي الحُقَيْق لما قُتِل أَمَّرَتْ يهود عليهم أُسَيْر بن رازم [3]   [1] سيرة ابن هشام 3/ 60. [2] العرزميّ: نسبة إلى عرزم. بطن من فزارة. (اللباب 2/ 334) . [3] في ع: زارم. وفي ابن هشام 4/ 237 اليسير بن رزام، ويقال ابن رازم. وفي مغازي الواقدي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 فسار فِي غَطَفان وغيرهم يجمعهم لحرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فوجَّه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ رَوَاحة في ثلاثة سرّا، فسأل عن خبره وغرّته فأخبره بذلك. فقدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره. فندب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثين رجلًا، فبعث عليهم ابن رَوَاحة. فقدموا عَلَى أُسَيْر فقالوا: نَحْنُ آمنون نعرض عليك ما جئنا لَهُ؟ قَالَ: نعم، ولي منكم مثل ذَلِكَ. فقالوا: نعم. فقالوا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنَا إليك لتخرج إِلَيْهِ فيستعملُك عَلَى خيبر ويُحسن إليك. فطمع فِي ذَلِكَ فخرج، وخرج معه ثلاثون من اليهود، مَعَ كلّ رجلٍ رديفٍ من المسلمين. حتى إذا كانوا بقَرْقَرَة ثِبار [1] ندم أُسَيْر فقال عَبْد الله بْن أنيسَ- وكان فِي السَرِيَّةٌ-: وأهوى بيده إلى سيفي ففطِنْتُ لَهُ ودفعت بعِيري وقلت: غدرًا، أي عدوّ الله. فعل ذَلِكَ مرّتين. فنزلت فسقت بالقوم حتى انفردت إلى أُسَيْر فضربته بالسيف فأندرتُ [2] عامة فخذه، فسقط وبيده مخرش [3] فضربني فشجّني مأمومة [4] ، ومِلنا عَلَى أصحابه فقتلناهم، وهرب منهم رَجُل. فقدِمْنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: لقد نجّاكم الله من القوم الظّالمين [5] .   [2] / 566 وإمتاع الأسماع للمقريزي: أسير بن زارم. وفي طبقات ابن سعد 2/ 92 «زارم» ، وفي تاريخ الطبري 3/ 155 «تيسير بن رزام» . [1] كتبت في الأصل بغير إعجام وفي ع: تيار. والتصحيح من معجم البلدان ووفاء ألوفا في (ثبار) ، وهو موضع على ستة أميال من خيبر. وانظر الطبقات الكبرى 2/ 92. [2] ندر الشيء: سقط، وأندرته: أسقطته. [3] المخرش: المحجن وهو عصا معوجّة الرأس. [4] الشجّة المأمومة: التي بلغت أمّ الرأس وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. [5] الطبقات الكبرى 2/ 92، وانظر تاريخ الطبري 3/ 155، وعيون الأثر 2/ 111، وسيرة ابن هشام 3/ 237. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 قصة غزوة الحديبية وهي عَلَى تسعة أميال من مكة خرج إليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذي القعدة سنة ستٍ. قاله نافع، وقَتَادة، والزُّهري، وابن إِسْحَاق، وغيرهم. وعُرْوة [1] فِي مغازية [2] ، رواية أَبِي الأسود. وَتَفَرَّدَ عَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ فِي رَمَضَانَ. وَكَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ فِي شَوَّالٍ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ هُدْبَةَ، عَنْ هَمَّامٍ، ثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسًا أَخْبَرَهُ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة، إِلَّا الْعُمْرَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ: عُمَرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، وعمرة من الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة، وعمرة مع حجّته [3] .   [1] في طبعة القدسي 334 «عروبة» وهو تصحيف. [2] المغازي 192. [3] صحيح البخاري: كتاب الحجّ، أبواب العمرة، باب كم اعتمر النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 2/ 198، 199 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةِ [57 ب] مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ [1] قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ مِنْهَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ [2] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ [حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ] [3] بْنُ أَبِي أَوْفَى- وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ- قَالَ: كُنَّا يَوْمَئِذٍ أَلْفًا وَثَلاثَمِائَةٍ. وَكَانَتْ أَسْلَمُ يَوْمَئِذٍ ثُمْنَ الْمُهَاجِرِينَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَعَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ [5] . وَقَالَ حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [6] . وَخَالَفَهُ الأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كُنَّا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ. اتَّفَقَا أَيْضًا عَلَيْهِ [7] . وَكَأَنَّ جَابِرًا قَالَ ذَلِكَ عَلَى التَّقْرِيبِ. وَلَعَلَّهُمْ كَانُوا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً كَامِلَةً تَزِيدُ عَدَدًا لَمْ يَعْتَبِرْهُ، أَوْ خَمْسَ عشرة مائة تنقض عددا لم يعتبره. والعرب   [ () ] وكتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة 5/ 61، 62. وصحيح مسلم (1253) ، كتاب الحج، باب بيان عدد عمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. [1] ذو الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستّة أميال أو سبعة، وهي ميقات أهل المدينة. (معجم البلدان 2/ 295) . [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة. (5/ 61، 62) . [3] سقطت من الأصل ع، واستدركناها من الصحيحين وكتب الرجال. [4] صحيح مسلم (1857) كتاب الإمارة باب استحباب مبايعة الإمام الجيش وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة 3/ 1485. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة 5/ 63. [6] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة 5/ 63 وصحيح مسلم (1856) كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام إلخ. (3/ 1484) . [7] صحيح البخاري وصحيح مسلم في الموضعين السابقين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 تَفْعَلُ هَذَا كَثِيرًا، كَمَا تَرَاهُمْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي سِنِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، فاعتبروا تَارَةً السَّنَةَ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا وَالَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا فَأَدْخَلُوهُمَا فِي الْعَدَدِ. وَاعْتَبَرُوا تَارَةً السِّنِينَ الْكَامِلَةَ وَسَكَتُوا عَنِ الشُّهُورِ الْفَاضِلَةِ. وَيُبَيِّنُ هَذَا أَنَّ قَتَادَةَ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: كَمْ كَانَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ؟ قَالَ: خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. قُلْتُ: إِنَّ جَابِرًا قَالَ: كَانُوا أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً. قَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ، وَهِمَ. هُوَ حَدَّثَنِي أَنَّهُمْ كَانُوا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقْولُ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمْ خَيْرُ أهل الأرض. اتّفقا عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ [2] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ. صَحِيحٌ [3] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ: نَحَرْنَا عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، الْبَدَنَةُ عَنْ سَبْعَةٍ. قُلْنَا لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ بِخَيْلِنَا وَرَجِلِنَا [4] . وَكَذَلِكَ قَالَهُ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ، فِي أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ حَزْمٍ، مِن رِوَايَةِ قَتَادَةَ، عن سعيد، عن أبيه.   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة (5/ 63) . [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة 5/ 63، وصحيح مسلم (1856) كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش 3/ 1884. [3] صحيح مسلم (1856) كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش 3/ 1483. [4] في الأصل: ورجالنا. والتصحيح من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 وقال معمر، عن الزهري، عن عروة، عن الْمِسْوَرِ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ، قَالَا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةِ مِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ. حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ، وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ. وَبَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ عَيْنًا لَهُ مِنْ خُزَاعَةَ يُخْبِرُهُ عَنْ قُرْيَشٍ. وَسَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِغَدِيرِ الْأَشْطَاطِ [1] قَرِيبًا مِنْ عُسْفَانَ أَتَاهُ عَيْنُه الْخُزَاعِيُّ فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ كَعْبَ بْنَ لُؤَيٍّ وَعَامِرَ بْنَ لُؤَيٍّ قَدْ جَمَعُوا لَكَ جُمُوعًا، وَهُمْ مُقَاتِلُوكَ وَصَادُّوكَ عَنِ الْبَيْتِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ. أَتَرَوْنَ أَنْ نَمِيلَ إِلَى ذَرَارِي هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَعَانُوهُمْ فَنُصِيبَهُمْ؟ فَإِنْ قَعَدُوا قَعَدُوا مَوتُورِينَ وَإِنْ لَجُّوا تكن عنقا [2] قطعها [58 أ] اللَّهُ. أَمْ تَرَوْنَ أَنْ نَؤُمَّ الْبَيْتَ فَمَنْ صَدَّنَا عَنْهُ قَاتَلْنَاهُ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ: اللَّهُ ورسوله أعلم، إنّما جئنا معتمرين ولم نجيء لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنْ مَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْبَيْتَ قَاتَلْنَاهُ. قَالَ: فَرُوحُوا إِذًا [3] . قَالَ الزُّهري في الحديث: فراحوا، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن خَالِد بْن الوليد بالغميم فِي خيلٍ لقُرَيْش طليعةً فخذوا ذات اليمين. فو الله ما شعر بهم خَالِد حتى إذا هُمْ بقترة الجيش [4] ، فانطلق يركض نذيرًا [5] لقريش. وسار النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى إذا كَانَ بالثنية [6] التي يهبط عليهم منها بركتْ راحلتُه فقال النّاس: حَلْ حَلْ، فألحت، فقالوا: خلأت   [1] غدير الأشطاط على ثلاثة أميال من عسفان مما يلي مكة (وفاء ألوفا 2/ 352) . [2] العنق: الجماعة من النّاس، أو الكبراء والاشراف منهم. وعبارة البخاري 5/ 67: «فإن يأتونا كان الله عزّ وجلّ قد قطع عينا من المشركين وإلّا تركناهم محروبين» . والعين الجاسوس، قال في التاج: أي كفى الله منهم من كان يرصدنا ويتجسّس أخبارنا. [3] انظر صحيح البخاري 5/ 67 كتاب المغازي باب غزوة الحديبيّة، ونهاية الأرب 17/ 220. [4] في الأصل: حتى إذا هو بصره الجيش. وأثبتنا نصّ البخاري. وقترة الجيش: غباره. [5] في الأصل: تدبرا، تصحيف. [6] هي ثنيّة المرار كما في سيرة ابن هشام 4/ 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 القصواء خلأت القصواء [1] . قال: فرحوا إذًا [2] قَالَ الزُّهري: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ما رَأَيْت أحدًا كَانَ أكثر مشاورة لأصحابه من رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ المِسْوَر ومروان فِي حديثهما: فراحوا، حتى إذا كانوا ببعض الطريق قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن خَالِد بْن الوليد بالغميم في خيل لقريش- رجع الحديث إلى موضعه- قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا خَلأت القصواء وما ذاك لَهَا بخُلُق، ولكن حبسها حابس الفيل [3] » . ثُمَّ قَالَ: «والذي نفسي بيده لا يسألوني خطّة يعظّمون فيها حُرُمات الله إلّا أعطيتهم إيّاها» . ثُمَّ زجرها فوَثَبَتْ بِهِ. قَالَ: فَعَدل حتى نزل بأقصى الحُدَيْبية عَلَى ثمد [4] قليل الماء، إنّما يتبرّضه النّاس تبرُّضًا [5] ، فلم يُلَبِّثْه النّاس أنْ نَزَحُوه، فشكوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العطش. فانتزع سهمًا من كِنانته ثُمَّ أمرهم [أن يجعلوه فيه، فو الله ما زال يجيش لهم بالرّيّ حتى صدروا] [6] عَنْهُ. فبينما هُمْ كذلك إذ جاءه بُدَيْل بْن وَرْقاء الخُزَاعي فِي نفرٍ من خُزاعة، وكانوا عَيْبَة نُصْحٍ [7] لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل تِهَامة. فقال: إنّي تركت كعب ابن لُؤَيّ وعامر بْن لُؤَيّ نزلوا أعداد [8] مياهِ الحديبيّة، معهم العوذ   [1] حل حل: كلمة زجر لإناث الإبل. وألحت: حرنت. وخلأت النّاقة: إذا بركت وحرنت من غير علّة فلم تبرح مكانها. والقصواء: لقب ناقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. [2] نهاية الأرب 17/ 221. [3] حابس الفيل: أي حبسها الله عن دخول مكة كما حبس الفيل عن دخولها. [4] الثمد: الماء القليل، أو الحفرة في الأرض يكون فيها الماء القليل. (شرح المواهب 2/ 185) . [5] يتبرّضه الناس تبرّضا: أي يأخذونه قليلا قليلا. من البرض وهو الماء القليل: ضد الغمر. [6] سقطت من الأصل، ع واستدركناها من صحيح البخاري 3/ 178، 179، ونهاية الأرب 17/ 222، وشرح المواهب 2/ 185 وتاريخ الطبري 2/ 625. [7] عيبة نصح رسول الله، أي خاصته وأصحاب سرّه. [8] الأعداد: جمع عد وهو الماء الجاري الّذي له مادة لا تنقطع كماء العين والبئر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 المطافيل [1] ، وهم مُقاتلوك وصادُّوك عَنِ البيت، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا لم نجيء لقتال أحدٍ ولكّنا جئنا معتمرين، وإنّ قُريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرَّتْ بهم فإنْ شاءوا مادَدْتُهُم مدَّةً ويُخَلُّوا بيني وبين النّاس [2] ، وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فِيهِ النّاس فعلوا، وإلّا فقد جَمُّوا [3] ، وإنْ هم أبوا فو الّذي نفسي بيده لأقاتلّنهم عَلَى أمري هذا حتى تنفرد سالفتي [4] أو ليُنْفِذَنَّ الله أمْرَه. فقال بُدَيْلٌ: سأبلّغهم ما تَقُولُ. فانطلق حتى أتى قُرَيْشًا فقال: إنّا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يَقْولُ قولًا، فإنْ شئتم نعرضه عليكم فعلْنا، فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا فِي أن تحدّثنا عَنْهُ بشيء. وقال ذَوُو الرأي منهم: هاتِ ما سَمِعْتُهُ. قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقْولُ كذا وكذا. فحدّثهم بما قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقام عُرْوة بْن مَسْعُود الثَّقَفي فقال: أي قوم أَلَسْتُم بالوالد؟ قالوا: بلى. قال: ألست بالولد؟ قَالُوا: بلى. قَالَ: هَلْ تتّهموني؟ قَالُوا: لا. قَالَ: ألستم تعلمون أنّي استنفرت أهل عُكاظ فلما بلّحوا عليّ [5] [57 ب] جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قَالُوا: بلى. قَالَ: فإنّ هذا قد عرض عليكم خطّة رشد، فاقبلوها ودعوني آته. قالوا: ائته. فأتاه فجعل يكلّم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال نحوًا من قوله لبُدَيْلٍ. فقال: أي مُحَمَّد أرأيت إنْ استأصلت قومَك هَلْ سَمِعْتُ بأحدٍ من العرب اجتاح أصله قبلك؟ وإن تكن الأخرى   [1] العوذ: الناقة ذات اللبن، والمطافيل: الأمهات اللاتي معها أطفالها، والمراد أنهم خرجوا بنسائهم وأولادهم لإرادة طول المقام ليكون أدعى إلى عدم الفرار. (شرح المواهب 2/ 187) . [2] في نهاية الأرب 17/ 223 إضافة «فإن أظهر» وفي شرح المواهب اللدنيّة 2/ 187، 188 «إن شاءوا فإن أظهر» . [3] جمّوا: استراحوا من جهد الحرب. [4] السالفة: صفحة العنق، وكنّي بانفرادها عن الموت لأنّها لا تنفرد عمّا يليها إلّا بالموت، وقيل أراد حتى يفرّق بين رأسي وجسدي (التاج) . [5] بلّحوا عليّ: أبوا وامتنعوا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 فو الله إني لأرى وجوهًا وأرى أَوْباشا [1] من النّاس خلقا أن يفرّوا وَيَدعوك. فقال لَهُ أَبُو بَكْر رَضِيَ الله عَنْهُ: أَمْصَصْ بَظْرَ الّلات [2] . أنحن نفرّ عَنْهُ ونَدَعُهُ؟ قَالَ: من ذا؟ قَالَ أَبُو بَكْر. قَالَ: والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أَجْزِك بِهَا لأجَبْتُك. قَالَ: وجعل يكلّم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كلّما كلّمه أخذ بلحيته، والمُغيرة بْن شُعبة قائمٌ عَلَى رَأْسِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ السيف وعليه المغفر، فكلّما أهوى عُرْوة إلى لحية النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضرب يده بنَعْل السّيف وقال: أخِّرْ يدك. فرفع رأسه فقال: من هذا؟ قَالُوا: المغيره بْن شُعبة. فقال: أي غدر، أوَ لست أسعى فِي غدرتك؟ قَالَ: وكان المغيرة صحب قومًا فِي الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم، ثُمَّ جاء فَأَسْلَمَ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمّا الإِسلام فأقْبَل، وأما المال فلستُ منه فِي شيء [3] . ثُمَّ إنّ عُرْوة جعل يَرْمُق صحابة النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلّم، فو الله ما تَنَخَّم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخامةً إلّا وقعت فِي كفّ رجلٍ منهم يدلك بِهَا وجهه وجلده، وإذا أمرهم بأمر ابتدروه، وإذا توضأ ثاروا يقتتلون عَلَى وضوئه، وإذا تكلّم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون [4] إِلَيْهِ النَّظَرَ تعظيمًا لَهُ. فرجع عُرْوة إلى أصحابه فقال: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، وَفَدتُ عَلَى قَيْصر وكِسْرى والنَّجاشيّ، والله إنْ رَأَيْت ملكًا قطّ يعظّمه أصحابُه ما يعظّم أصحابُ محمدٍ محمدًا [5] . والله إنْ تنخّم نُخامةً إلّا وقعت فِي كفّ رجلٍ منهم فدلك بِهَا وجهه وجلده. وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على   [1] الأوباش: الاخلاط والسّفلة. ومثلها الأوشاب والأشواب، وهما نصّ البخاري 3/ 179. [2] جاء في شرح نهاية الأرب 17/ 224 (5) أقام أبو بكر رضي الله عنه معبود عروة، وهو صنمه اللات مقام أمه لأن عادة العرب الشتم بلفظ الأم، فأبدله الصدّيق باللات، فنزّله منزلة امرأة تحقيرا لمعبوده. [3] انظر سيرة ابن هشام 4/ 26، 27، والبداية والنهاية 4/ 166، 167. [4] يحدّون: يحدّقون. [5] انظر سيرة ابن هشام 4/ 27، ونهاية الأرب 17/ 225، 226. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 وضوئه، وإذا تكلّم خفضوا أصواتهم عنده، ولا يحدُّون إِلَيْهِ النّظر تعظيمًا له، وإنّه قد عرض عليكم خطّة رُشدٍ فاقبلوها [1] . فقال رَجُل من بني كِنانة: دعوني آتِه. فقالوا: ائتِه. فلمّا أشرف عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا فلان وهو من قومٍ يعظِّمون البُدْن [2] ، فابعثوها لَهُ. فبُعِثَت لَهُ. واستقبله القوم يلبُّون. فلما رَأَى ذَلِكَ قَالَ: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يُصَدُّوا عَنِ البيت [3] ، فلما رجع إلى أصحابه قَالَ: رَأَيْت البُدْنَ قد قُلِّدت وأشْعِرَت، فما أرى أن يُصَدُّوا عَنِ البيت. فقام رَجُل منهم يقال لَهُ مِكْرَز بْن حفص فقال: دعوني آته. فقالوا: ائته. فلما أشرف عليهم قَالَ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم الله [49 أ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا مِكْرَز وهو رجلٌ فاجر. فجعل يكلّم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فبينا هُوَ يكلّمه إذ جاء سُهَيْل بْن عَمْرو. قَالَ مَعمَر: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا جَاءَ سُهَيْلٌ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ [4] . قَالَ الزُّهري فِي حديثه: فجاء سُهَيْلُ بْن عَمْرو فقال: هات اكتب بيننا وبينك كتابًا. فدعا الكاتبَ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أكتُبْ بسم الله الرَّحْمَن الرحيم» . فقال سهيل: أمّا الرحمن فو الله ما أدرى ما هُوَ، ولكن اكتب [باسمك اللَّهمّ] [5] كما كنت تكتب. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلّا بسم الله الرَّحْمَن الرحيم. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكتب باسمك الّلهمّ» ثُمَّ قَالَ: «هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ محمدٌ رَسُول اللَّهِ» . فقال سُهَيْل: والله لو كنّا نعلم أنّك رَسُول اللَّهِ ما صدَدْناك عَنِ البيت ولا قاتَلْناك، ولكنْ أكتب محمد بن   [1] انظر نهاية الأرب 17/ 226. [2] البدنة تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه. [3] حتى هنا انظر تاريخ الطبري 2/ 626، 627. [4] تاريخ الطبري 2/ 629. [5] الإضافة من البداية والنهاية 4/ 168 وسيرة ابن هشام 4/ 28. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 عَبْد الله. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّي لَرَسُولُ اللَّهِ وإنْ كذَّبْتُموني، أكتب مُحَمَّد بْن عَبْد الله. قَالَ الزُّهري: وذلك لقوله لا يسألوني خطّة يعظّمون فيها حُرُمات الله إلّا أعطيتهم إيّاها. فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى أنْ تُخَلُّوا بيننا وبين البيت فنطوف. فقال: والله لا تتحدث العرب أنّا أُخِذْنا ضغطة [1] ، ولكن ذَلِكَ من العام المقبل. فكتب. فقال سُهَيْل: عَلَى أنّه لا يأتيك منّا رَجُل وإنْ كَانَ عَلَى دينك إلّا رَدَدْتَه إلينا. فقال المسلمون: سبحان الله كيف يردّ إلى المشركين وقد جاء مسلمًا؟ فبينما هُمْ كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو [يوسف] [2] فِي قيوده قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظْهُر المسلمين. فقال سُهَيْل: وهذا أول ما أقاضيك عَلَيْهِ أن تردّه. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّا لم نقض الكتاب بعد. قال: فو الله إذا لا نصالحك على شيء أبدا. قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: فأجره لي. قَالَ: ما أَنَا بمُجِيره لك. قَالَ: بلى، فافعل قَالَ: ما انا بفاعل. قَالَ مِكْرَز: بلى قد أجرناه. قال أبو جندل: معاشر المسلمين أردُّ إلى المشركين وقد جئت مُسلِمًا، ألا تَرَوْن ما قد لقيت؟ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا فِي الله. فقال عُمَر: والله ما شَكَكْتُ منذ أسلمتُ إلّا يومئذٍ [3] ، فأتيت النَّبِيّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ألستَ نبيَّ الله؟ قَالَ: «بلى» قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قَالَ: «بلى» قلت: فلم نُعْطي الدَّنِيَّة فِي ديننا إذًا؟ قَالَ: «إنّي رَسُول اللَّهِ ولست أعصيه وهو ناصري» . قلت: أو لست   [1] الضغطة: الضّيق والإكراه والشدّة. [2] ليست في الأصل: وأثبتناها من ع. والبداية والنهاية 4/ 169. [3] في المغازي للواقدي 2/ 607 «ارتبت ارتيابا لم أرتبه منذ أسلمت» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 كنت تحدّثنا أنّا سنأتي البيتَ فنطوف حقًّا؟ قال: «بلى، أفأخبرتك [1] أنّك تأتيه العام؟ قلت: لا. قَالَ: فإنّك آتيه ومُطَوِّف بِهِ. قَالَ: فأتيت أَبَا بَكْر فقلت: يا أَبَا بَكْر أليس هذا نبيّ الله حقًا؟ قَالَ: بلى. قلت: أَلَسنا عَلَى الحقّ وعدوّنا عَلَى الباطل؟ قَالَ: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيّها الرجل إنّه رَسُول اللَّهِ وليس يعصي الله [59 ب] وهو ناصره، فاستمسك بغرزه [2] حتى تموت. فو الله إنّه لَعَلَى الحقّ. قلت: أَوَ لَيْسَ كَانَ يحدّثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قَالَ: بلى فأخبرك أنّك تأتيه العام؟ قلت: لا. قَالَ: فإنّك آتيه ومُطَوِّف بِهِ [3] . قَالَ: الزّهري. قال عمر: فعملت ملك أعمالًا. فلما فرغ من قضيّة الكتاب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قوموا فانحروا ثم احلقوا. قال: فو الله ما قام منهم رجلٌ حتى قَالَ ثلاث مرّات. فلما لم يقم منهم [أحد] [4] ، قام فدخل عَلَى أَم سَلَمَةَ فذكر لَهَا ما لقي من النّاس. فقالت: يا نبيّ الله أتحبّ ذَلِكَ؟ خرج ثُمَّ لا تكلّم أحدًا كلمةً حتى تنحر بُدْنك، ثُمَّ تدعو بحالقك فيحلقك. فقام فخرج فلم يكلّم أحدًا حتى فعل ذَلِكَ. فلما رأوا ذَلِكَ قاموا فنحروا وجعل بعضُهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غَمًّا. ثُمَّ جاء نسوةٌ مؤمنات، وأنزل الله: إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ 60: 10 حتى بلغ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ 60: 10   [1] في الأصل، ع: أنا أخبرتك. ولعلّ الوجه ما أثبتناه هو عبارة البخاري في بعض الأصول وفي نهاية الأرب 17/ 230 «هل أخبرتك» . [2] الغرز: الركاب. واستمسك بغرزة أي اعتلق به واتّبعه ولا تخالفه. [3] صحيح البخاري 3/ 182. [4] سقطت من الأصل، وزدناها من ع والبخاري 3/ 182 والبداية والنهاية 4/ 176 ونهاية الأرب 17/ 233. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 الْكَوافِرِ 60: 10 [1] . فطلّق عمر يومئذ امرأتين كانت لَهُ فِي الشِّرْك، فتزوّج إحداهما معاويةُ، والأخرى صَفْوان بْن أُمّية [2] . ثُمَّ رجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة، فجاءه أَبُو بصير [3] ، رجلٌ من قريش، وهو مُسْلِم، فأرسلوا فِي طلبه رجلين فقالوا: العهد الَّذِي جعلت لنا. فدفعه إلى الرجلين، فخرجا بِهِ حتى بلغا بِهِ ذا الحُلَيْفة، فنزلوا يأكلون من تمرٍ لهم. فقال أَبُو بصير لأحد الرَّجلين. والله إنّي لأرَى سيفك هذا جيّدًا حَدًّا. فاسْتَلَّه الآخر فقال: أجل [4] ، والله إنّه لجيّد، لقد جرَّبتُ بِهِ ثُمَّ جرَّبت. فقال أَبُو بصير: أرني إِلَيْهِ. فأمكنه منه فضربه حتى بَرَد. وفرّ الآخر حتى بلغ المدينة فدخل المسجد يعدو، فقال للنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُتل والله صاحبي وإنّي لَمَقْتُول. قَالَ: فجاء أَبُو بَصِير فقال: يا نبيّ الله قد أوفى [الله] [5] ذمَّتك، والله قد رَدَدْتني إليهم ثُمَّ أنجاني الله بسيفهم. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ويْلُ أُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ [6] لو كَانَ لَهُ أحد» . فلما سَمِعَ ذَلِكَ عرف أَنَّهُ سيردّه إليهم. فخرج حتى أتى سيف البحر. وينفلت [7] منهم أَبُو جَنْدَل بْن سُهَيْل فلحق بابي بصير، فلا يخرج من قريش رَجُل قد أسلم إلّا لحِق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة.   [1] سورة الممتحنة: من الآية 10. [2] صحيح البخاري 3/ 182. [3] قال النويري في نهاية الأرب 17/ 244: اختلف في اسمه، فقيل عبيد بن أسيد بن جارية، وقال ابن إسحاق: عتبة بن أسيد بن جارية، وعن أبي معشر قال: اسمه عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد. [4] في الأصل، ع: الرجل وأثبتنا نصّ البخاري 3/ 183. [5] زيادة من البخاري 3/ 183 يقتضيها السياق. [6] المسعر: موقد نار الحرب. يقال هو مسعر حرب إذا كان يؤرثها، أي تحمى به الحرب. أما عبارة ابن هشام 4/ 31 فهي «محش حرب» وتاريخ الطبري 2/ 639. [7] في طبعة القدسي 344 «ينفتل» والتصويب من صحيح البخاري 3/ 183. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 قال: فو الله لا يسمعون بعيرٍ لقريش خرجت [1] إلى الشام إلّا اعترضوا لَهَا فقتلوهم وأخذوا أموالهم. فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشدُه الله [2] والرَّحِم لما أرسل إليهم، فمن أتاه منهم فهو آمن. فأرسل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهم فأنزل: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ 48: 24 حتى بلغ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ 48: 26 [3] . وكانت حَمِيَّتُهم أنَّهم لم يُقرُّوا بنبيّ الله ولم يُقِرُّوا ببسم الله الرَّحْمَن الرحيم، وحالوا بينهم وبين الموت. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ، عَنِ الْمُسْنِدِي، عَنْ عَبْد الرزّاق، عَنْ مَعْمَر، بطُوله [4] . وَقَالَ قُرَّةُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله [60 أ] عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ يَصْعَدِ الثَّنِيَّةَ، ثِنَّيةَ الْمُرَارِ [5] ، فَإِنَّهُ يُحَطُّ عَنْهُ مَا حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَ خَيْلُ بَنِي الْخَزْرَجِ. ثُمَّ تَبَادَرَ النَّاسُ بَعْدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كلُّكُمْ مَغْفُورٌ لَهُ إِلَّا صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ. فَقُلْنَا: تعالى يَسْتَغْفِرْ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَجِدَ ضَالَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي صَاحِبُكُمْ. وَإِذَا هُوَ رَجُلٌ يَنْشُدُ ضَالَّةً. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] . وَقَالَ [7] عُبَيْدُ [8] اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كان فتح مكة فتحا، ونحن نعدّ   [1] العبارة عند البخاري «بعير خرجت لقريش إلى الشام» . [2] هكذا في الأصل، وعند البخاري «باللَّه» . [3] سورة الفتح: الآيات 24- 26. [4] صحيح البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط 3/ 178- 183. [5] ثنيّة المرار: من نواحي مكة وهي مهبط الحديبيّة (المغانم المطابة: 85) . [6] صحيح مسلم: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم. رقم (2880) 4/ 2144، 2145. [7] في الأصل: وقال خ. وأحسبها مقحمة فليس هنا مكانها. [8] في الأصل، ع: عبد الله والتصحيح من صحيح البخاري 5/ 62 وتهذيب التهذيب (7/ 50) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ. كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَالْحُدَيْبِيَةُ، بِئْرٌ، فَنَزَحْنَاهَا فَمَا تَرَكْنَا [1] فِيهَا قَطْرةً. فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَدَعَا ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا فَتَرَكَهَا [2] غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا [3] نَحْنُ وَرِكَابَنَا. أَخْرَجَهُ خ [4] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: قدمنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحُدَيْبِيَةَ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً مَا تَرْوِيهَا. فَقَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبَاهَا [5] ، فَإِمَّا دَعَا وَإِمّا بَزَقَ فِيهَا فَجَاشَتْ فَسَقَتْنَا وَأُسْقِينَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [7] : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مِسْوَرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ أَنَّهُمَا قَالا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ يُرِيدُ زِيَارَةَ الْبَيْتِ، لا يُرِيدُ قِتَالا. وَسَاقَ مَعَهُ لِلْهَدْيِ سَبْعِينَ بَدَنَةً، وَكَانَ النَّاسُ سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ، فَكَانَتْ كُلُّ بَدَنَةٍ عَنْ عَشَرَةِ نَفَرٍ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [8] : وَكَانَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِيمَا بَلَغَنِي يَقُولُ: كُنَّا أَصْحَابَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً. قلت: قد ذكرنا عَنْ جماعةٍ من الصّحابة كقول جابر.   [1] عبارة البخاري «فلم نترك» . [2] عند البخاري «فتركناها» . [3] عند البخاري «أصدرنا ما شئنا» . [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة 5/ 62. [5] الجبا: ما حول البئر، أو الحوض الّذي يجيء فيه الماء، وقيل ما حول الحوض. ولفظ مسلم «جبا الركيّة» 3/ 1433. [6] صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة قرد وغيرها. لفظه: «فسقينا واستقينا» . (1807) - ج 3/ 1433. [7] سيرة ابن هشام 4/ 25. [8] السيرة 4/ 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 ثُمَّ ساق ابن إِسْحَاق، حديث الزُّهري بطُوله، وفيه ألفاظٌ غريبة، منها، وجعل عُرْوَة بن مَسْعُود يكلّم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمُغيرَةُ واقفٌ عَلَى رَأْسِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحديد. قَالَ: فجعَلَ يقرع يد عُرْوَةَ إذا تناول لحيَةَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقول: أكفُفْ يدك عَنْ لحية [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَبْلَ] [2] أن لَا تصل إليك. فيقول عُرْوَة: وَيْحك ما أفَظَّكَ وأغلظَكَ. قال: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ عُرْوَة: من هذا يا مُحَمَّد؟ قَالَ: هذا ابن أخيك المُغِيرة بْن شُعبة. قال: أي غدر، وهل غسلت سوأتك إلّا بالأمس؟ قَالَ ابن هشام [3] : أراد عُرْوَة بقوله هذا أنّ المُغيرة قبْل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلًا من بني مالك من [4] ثقيف، فتهايج [5] الحيّان من ثقيف [بنو مالك] [6] المقتولين، والأحلاف رَهط المقتولين، والأحلاف رَهط المُغيرة [60 ب] ، فَوَدَى عُرْوَة المقتولين ثلاث عشرة دِيَة، وأصلح الأمر. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا أَبُو الأَسْوَدِ، قال عروة: [و] [7] خرجت قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ، فَسَبَقُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَلْدَحٍ [8] وَإِلَى الْمَاءِ، فَنَزَلُوا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ سُبِقَ نَزَلَ عَلَى الْحُدَيْبِيَةِ، وَذَلِكَ فِي حَرِّ شَدِيدٍ وَلَيْسَ بِهَا إِلا بِئْرٌ وَاحِدَةٌ، فَأَشْفَقَ الْقَوْمُ مِنَ الظَّمَإِ وَهُمْ كَثِيرٌ، فَنَزَلَ فِيهَا رِجَالٌ يَمْتَحُونَهَا، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ فِي الدَّلْوِ وَمَضْمَضَ فَاهُ ثم   [1] في السيرة «وجه» بدل «لحية» . [2] ليست في الأصل، ع، وزدناها من سيرة ابن هشام. [3] السيرة 4/ 27. [4] في الأصل، ع: بن والتصحيح من سيرة ابن هشام (4/ 27) . [5] في طبعة القدسي 347 «فمتهايج» . [6] زيادة من السيرة. [7] زيادة من ع. [8] بلدح: واد قبل مكة من جهة المغرب (معجم البلدان 1/ 480) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 مَجَّ فِيهِ، وَأَمَرَ أَنْ يُصَبَّ فِي الْبِئْرِ، وَنَزَعَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ فَأَلْقَاهُ فِي الْبِئْرِ وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى، فَفَارَتْ بِالْمَاءِ حَتَّى جَعَلُوا يَغْتَرِفُونَ بِأَيْدِيهِمْ مِنْهَا، وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى شَفَتِهَا. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَكَ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّتِي بَلَغَهُ أَنَّ قُرَيْشًا بِهَا. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَجُلا مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَسَلَكَ بِهِمْ طَرِيقًا وَعْرًا «أرجل [2] بَيْنَ [3] شِعَابٍ، فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْهُ وَقَدْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَأَفْضَوْا إِلَى أَرْضٍ سَهْلَةٍ عِنْدَ مُنْقَطَعِ الْوَادِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قولوا «أستغفر اللَّهَ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ» فَقَالُوا: ذَلِكَ. فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّهَا لَلْحِطَّةُ [4] الَّتِي عُرِضَتْ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَقُولُوهَا» . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ [5] : فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فَقَالَ: «اسْلُكُوا ذَاتَ الْيَمِينِ بَيْنَ ظَهْرَيِ المحمص [6] فِي طَرِيقٍ تُخْرِجُهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْمُرَارِ، مَهْبِطِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ» فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْشٌ قَتَرَةَ الْجَيْشِ قَدْ خَالَفُوا عَنْ طَرِيقِهِمْ رَكَضُوا رَاجِعِينَ إِلَى قُرَيْشٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: كنّا ألفا وخمس مائة: وذكر عطشا   [1] سيرة ابن هشام 4/ 25. [2] في الأصل: أحزل. تصحيف والتصحيح من السيرة. وأجرل: صلب غليظ. يقال: أرض جرلة أي فيها حجارة وغلظ. والجرول الأرض ذات الحجارة، أو هي الحجارة ذاتها. [3] في الأصل: من. والتصحيح من سيرة ابن هشام (4/ 25) . [4] الحطّة: من قوله تعالى لبني إسرائيل وَقُولُوا حِطَّةٌ 2: 58 أي احطط عنّا خطايانا. [5] السيرة 4/ 25. [6] هكذا في الأصل، ع، ورواية ابن هشام في السيرة، الحمش 4/ 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 أَصَابَهُمْ، فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ [1] فَوَضَعَ يَدَهُ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَنَّهُ الْعُيُونُ، فَشَرِبْنَا وَوَسِعَنَا وَكَفَانَا [2] ، وَلَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا. وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ حُصَيْنٍ [3] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ قَالَ: قال جابر ابن عَبْدِ اللَّهِ: غَزَوْنَا أَوْ سَافَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، فَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ فِي الْقَوْمِ مِنْ طَهُورٍ؟ فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْعَى بِإِدَاوَةٍ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ مَاءٌ غَيْرُهُ، فَصَبَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَدَحٍ ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَرَكَ الْقَدَحَ. قَالَ: فَرَكِبَ النَّاسُ ذَلِكَ الْقَدَح وَقَالُوا: تَمَسَّحُوا تَمَسَّحُوا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَى رِسْلِكْمُ» ، حِينَ سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ. قَالَ: فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْمَاءِ وَالْقَدَحِ وَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ» . ثُمَّ قَالَ: «أسبغوا الوضوء» . فو الّذي ابتلاني ببصري لقد رأيت العيون [61 ب] عُيُونَ الْمَاءِ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَرْفَعْهَا حَتَّى تَوَضَّئُوا أَجْمَعُونَ. رَوَاهُ مُسَدَّدٌ عَنْهُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْعِجْلِيُّ، ثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة، فَأَصَابَنَا جَهْدٌ، حَتَّى هَمَمْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظَهْرِنَا. فَأَمَرَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا [4] فَبَسَطْنَا لَهُ نِطَعًا [5] ، فَاجْتَمَعَ زاد القوم على النّطع. فتطاولت لأحرزكم هو؟ فحزرته كربضة العنز [6] ونحن   [1] التور: إناء تشرب فيه العرب (لسان العرب- مادة تور) . [2] في طبقات ابن سعد 2/ 98 زيادة «قال: قلت كم كنتم؟ قال:» . [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبة 5/ 63 وانظر الطبقات الكبرى 2/ 98. [4] المزاود: جمع مزود وهو الوعاء الّذي يجعل فيه الزاد. [5] النّطع: البساط أو السّفرة من الأديم. [6] ربضة العنز (بفتح الراء وكسرها) : أي قدر جسمها إذا ربضت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً. قَالَ: فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا جَمِيعًا ثُمَّ حَشَوْنَا جُرُبَنَا. ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ مِنْ وَضُوءٍ؟ فَجَاءَ رَجُلٌ بِإِدَاوَةٍ لَهُ، فِيهَا نُطْفةٌ فأفرغها في قدح. فتوضّأنا كلّنا، ندغفقه [1] دغفقة، أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةٌ فَقَالُوا: هَلْ مِنْ طَهُورٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَرِغَ الْوُضُوءُ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لما رجع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ كَلَّمَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا: جَهَدْنَا وَفِي النَّاسِ ظَهْرٌ [3] فَانْحَرْهُ. فَقَالَ عُمَرُ: لا تَفْعَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ النَّاسَ إِنْ يَكُنْ مَعَهُمْ بَقِيَّةُ ظَهْرٍ أَمْثَلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْسُطُوا أَنْطَاعَكُمْ وَعَبَاءَكُمْ. فَفَعَلُوا. ثُمَّ قَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ بَقِيَّةٌ مِنْ زَادٍ وَطَعَامٍ فَلْيَنْثُرْهُ. وَدَعَا لَهُمْ ثُمَّ قَالَ: قَرِّبُوا أَوْعِيَتَكُمْ. فَأَخَذُوا مَا شَاءَ اللَّهُ. يُحَدِّثُهُ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ [الظَّهْرَانِ] [4] فِي صُلْحِ قُرَيْشٍ قَالَ أَصْحَابُهُ: لَوِ انْتَحَرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ ظُهُورِنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لُحُومِهَا وَشُحُومِهَا وَحَسَوْنَا مِنَ الْمَرَقِ أَصْبَحْنَا غَدًا إِذَا عَدَوْنَا عَلَيْهِمْ وَبِنَا جُمَامٌ [5] . قَالَ: [لا] [6] ، وَلَكِنِ ائْتُونِي بِمَا فَضَلَ مِنْ أَزْوَادِكُمْ. فَبَسَطُوا أَنْطَاعًا ثُمَّ صَبُّوا عَلَيْهَا فُضُولَ أَزْوَادِهِمْ. فَدَعَا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالْبَرَكَةِ، فَأَكَلُوا حَتَّى تَضَلَّعُوا شِبَعًا، ثُمَّ لَفَّفُوا فُضُولَ مَا فَضَلَ مِنْ أَزْوَادِهِمْ فِي جُرُبِهِمْ.   [1] دغفق الماء: إذا صبّه كثيرا. (لسان العرب- دغفق) . [2] صحيح مسلم (1729) : كتاب اللّقطة، باب استحباب خلط الأزواد إذا قلّت والمؤاساة فيها. [3] الظهر: الإبل التي يحمل عليها وتركب. (لسان العرب- ظهر) . [4] سقطت من الأصل وأثبتناها من ع. [5] الجمام: الراحة. [6] سقطت من الأصل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 [وَقَالَ] [1] ، مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] [2] بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَانَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ وَالْتَمَسُوا الْوُضُوءَ، فَلَمْ يَجِدُوهُ. فَأُتِيَ بِوَضُوءٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي ذَلِكَ الإِنَاءِ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُوا مِنْهُ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ. فَتَوَضَّأَ النَّاسُ حَتَّى تَوَضَّئُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِمَاءٍ فَأُتِيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ [4] فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَوَضَّئُونَ. فَحَزَرْتُ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ [5] إِلَى الثَّمَانِينَ مَنْ تَوَضَّأَ مِنْهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى الْمَاءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [6] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ: نَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: حَضَرَتْ الصَّلَاةُ، فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إلى أهله يتوضّأ [61 ب] وَبَقِيَ قَوْمٌ. فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِخْضَبٍ [7] مِنْ حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ، فَصَغُرَ الْمِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ. قُلْنَا: كَمْ هُمْ؟ قَالَ: ثَمَانُونَ وَزِيَادَةٌ، أَخْرَجَهُ البخاري [8] . وجاء أنّهم كانوا بقباء.   [1] ليست في الأصل، وزدناها من ع. [2] زيادة في اسمه من البخاري ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (1/ 239) . [3] صحيح البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النبوّة في الإسلام، وصحيح مسلم (2279) كتاب الفضائل، باب في معجزات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. [4] رحراح: ويقال له رحرح، وهو الواسع القصير الجدار. [5] عند مسلم «الستين» . [6] صحيح البخاري: كتاب الوضوء، باب الوضوء من التور 1/ 57، 58 وصحيح مسلم (2279) كتاب الفضائل، باب في معجزات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. [7] المخضب: إناء يشبه الإجّانة التي تغسل فيها الثياب. [8] صحيح البخاري: كتاب الوضوء، باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة (1/ 57) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالزَّوْرَاءِ [1] [مَعَ أَصْحَابِهِ] [2] يَتَوَضَّئُونَ. فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْمَاءِ، فَجَعَلَ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّئُوا. فَقُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ: زُهَاءُ ثَلَاثِ مِائَةٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] ، وَالْبُخَارِيُّ أَيْضًا بِمَعْنَاهُ [4] ، وَالزَّوْرَاءُ بِالْمَدِينَةِ عِنْدَ السُّوقِ وَالْمَسْجِدِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدِ الرَّحْمَنِ المُقْرِيُّ: ثنا عَبْدُ الرحمن بن زياد، حدّثني زياد ابن نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ، سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ [5] قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فذكر حديثا فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا مِنْهُ: فَوَضَعَ كَفَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَاءِ فَرَأَيْتُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْلا أَنْ أَسْتَحْيِيَ مِنْ رَبِّي لَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا. عَبْدُ الرَّحْمَنِ ضَعِيفٌ [6] . وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ تَدُلُّ عَلَى الْبَرَكَةِ فِي الْمَاءِ غَيْرَ مَرَّةٍ. وَقَالَ إِسْرَائِيلُ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ   [1] الزوراء: موضع عند سوق المدينة قرب المسجد (معجم البلدان 2/ 156) . [2] زيادة يقتضيها السياق، ونص عبارة صحيح مسلم: «أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بالزّوراء» . [3] صحيح مسلم (2279) كتاب الفضائل، باب في معجزات النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. [4] صحيح البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النّبوّة في الإسلام. [5] الصّدائي: بضم الصاد وفتح الدال المهملتين. نسبة إلى صدا، وهو من مذحج، وهي قبيلة من اليمن. اللباب 2/ 236. [6] يعني عبد الرحمن بن زياد الوارد في السند. وهو عَبْد الرحمن بْن زياد بْن أنعم الإفريقي القاضي. قال عنه ابن حجر: «الحقّ فيه أنّه ضعيف لكثرة روايته المنكرات وهو أمر يعتري الصالحين» (تهذيب التهذيب 6/ 173) ، وانظر المغني في الضعفاء للذهبي حيث قال عنه: «مشهور جليل» (2/ 280) والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 332 رقم 927، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 153 رقم 270، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 119 رقم 337. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ. وَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ. حَتَّى تَوَضَّأْنَا كُلُّنَا. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، [عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ] [2] قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فجعل أصابعه فِي فَمِ الإِنَاءِ وَفَتَحَ أَصَابِعَهُ، فَرَأَيْتُ الْعُيُونَ تَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا أَبُو الأَسْوَدِ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ [3] فِي نُزُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ: فَزِعَتْ قُرَيْشٌ لِنُزُولِهِ عَلَيْهِمْ، فَأَحَبَّ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِمْ رَجُلا. فَدَعَا عُمَرَ لِيَبْعَثَهُ فَقَالَ: إِنِّي لا آمَنُهُمْ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي كَعْبٍ يَغْضَبُ لِي، فَأَرْسِلْ عُثْمَانَ فَإِنَّ عَشِيرَتَهُ بِهَا. فَدَعَا عُثْمَانَ فَأَرْسَلَهُ وَقَالَ: أَخْبِرْهُمْ أَنَّا لَمْ نَأْتِ لِقِتَالٍ، وَادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ. وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَ رِجَالا بِمَكَّةَ مُؤْمِنِينَ وَنِسَاءً مُؤْمِنَاتٍ فَيَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَيُبَشِّرُهُمْ بِالْفَتْحِ. فَانْطَلَقَ عُثْمَانُ فَمَرَّ عَلَى قُرَيْشٍ بِبَلْدَحٍ. فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: إِلَى أَيْنَ؟ فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ لأَدْعُوَكُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَيُخْبِرُكُمْ أَنَّا لَمْ نَأْتِ لِقِتَالٍ وَإِنَّمَا جِئْنَا عَمَّارًا. فَدَعَاهُمْ عُثْمَانُ كَمَا أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالُوا: قَدْ سَمِعْنَا مَا تَقُولُ فَانْفُذْ لِحَاجَتِكَ. وَقَامَ إِلَيْهِ أبان بن سعيد بن العاص فرحّب بن وَأَسْرَجَ فَرَسَهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ عُثْمَانَ فَأَجَارَهُ، وَرَدَفَهُ أَبَانٌ حَتَّى جَاءَ مَكَّةَ. ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا بَعَثُوا بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَالصُّلْحَ. وَذَكَرَ أَنَّهُمْ أَمِنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَتَزَاوَرُوا. فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، وَطَوَائِفُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُشْرِكِينَ، إذ رمى رجل رجلا   [1] صحيح البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النّبوّة في الإسلام. [2] زيادة من ع. [3] المغازي 192، 193. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 من الفريق [62 أ] الآخَرِ. فَكَانَتْ مُعَارَكَةٌ، وَتَرَامَوْا بِالنَّبْلِ وَالْحِجَارَةِ. وَصَاحَ الْفَرِيقَانِ وَارْتَهَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ مِنْ فِيهِمْ، فَارْتَهَنَ الْمُسْلِمُونَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَغَيْرُهُ، وَارْتَهَنَ الْمُشْرِكُونَ عُثْمَانُ وَغَيْرُهُ [1] . وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَيْعَةِ. وَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا إِنَّ الْقُدُسَ قَدْ نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِالْبَيْعَةِ، فَاخْرُجُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ فَبَايِعُوا. فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ تَحْتِ الشَّجْرَةِ، فَبَايَعُوهُ عَلَى أَنْ لا يَفِرُّوا أَبَدًا [2] . فَذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا، وَفِيهَا: فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ وَهُمْ بِالْحُدَيْبِيَةِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ: خَلَصَ عُثْمَانُ مِنْ بَيْنِنَا إِلَى الْبَيْتِ فَطَافَ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَظُنُّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ وَنَحْنُ مَحْصُورُونَ» . قَالُوا: وَمَا يَمْنَعُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ خَلَصَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ ظَنِّي بِهِ أَنْ لا يَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ حَتَّى يَطُوفَ مَعَنَا» . فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ عُثْمَانُ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: اشْتَفَيْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ؟ فَقَالَ: بئس ما ظننتم بي، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ مَكَثْتُ بِهَا مُقِيمًا سَنَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقِيمٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ مَا طُفْتُ بِهَا حَتَّى يَطُوفَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقْد دَعَتْنِي قُرَيْشٌ إِلَى الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ فَأَبَيْتُ. وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [3] : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ: لا نَبْرَحُ حَتَّى نُنَاجِزَ الْقَوْمَ. فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ. فَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. فَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ: بَايَعَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَ جَابِرٌ يَقُولُ: لَمْ يُبَايِعْنَا عَلَى الْمَوْتِ وَلَكِنْ بَايَعَنَا عَلَى أَنْ لا نَفِرَّ.   [1] انظر سيرة ابن هشام 4/ 27. [2] السيرة 4/ 28. [3] السيرة 4/ 28. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] : حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وَقَالَ: هَذِهِ لِي وَهَذِهِ لِعُثْمَانَ إِنْ كَانَ حَيًّا: ثُمَّ بَلَغَهُمْ أَنَّ ذَلِكَ بَاطِلٌ، وَرَجَعَ عُثْمَانُ: وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ بَيْعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ إِلا الْجَدِّ بْنِ قَيْسٍ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ. قَالَ جَابِرٌ: وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ لاصِقًا بِإِبْطِ نَاقَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قد ضَبَأَ [2] إِلَيْهَا يَسْتَتِرُ بِهَا مِنَ النَّاسِ. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ- وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ قَالَهُ النَّسَائِيُّ [3]- عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا أُمِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَيْعَةِ الرِّضْوَانِ كَانَ عُثْمَانُ قَدْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ. فَبَايَعَ النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عُثْمَانَ فِي حَاجَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فَكَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ خَيْرًا مِنْ أَيْدِيهِمْ لأَنْفُسِهِمْ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا الزّبير، سمع جابرا [62 ب] يَقُولُ: لَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ وَجَدْنَا رَجُلا مِنَّا يُقَالُ لَهُ الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ مُخْتَبِئًا تَحْتَ إِبْطِ بَعِيرٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ ابن جريج، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَبِهِ: قَالَ لَمْ نُبَايِعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَوْتِ، وَلَكِنْ بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لا نَفِرَّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ [4] . وَأَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَقَالَ: فَبَايَعْنَاهُ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ آخِذٌ بيده تحت الشجرة، وهي سمرة [5] .   [1] سيرة ابن هشام 4/ 28 وانظر نهاية الأرب 17/ 227. [2] ضبأ: لجأ واختبأ (تاج العروس 1/ 351) . [3] الضعفاء والمتروكين 388 رقم 123 وانظر الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 257 رقم 314، وميزان الاعتدال 1/ 576 رقم 2187، والمغني في الضعفاء 1/ 184 رقم 1664. [4] صحيح مسلم (1856) كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. [5] صحيح مسلم (1856) كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ الشَّجَرَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النَّاسَ وَأَنَا رَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِهَا عَنْ رَأْسِهِ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً. وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ وَلَكِنْ بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لا نَفِرَّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ كَانَ أَوَّلَ مَنِ انْتَهَى إِلَيْهِ أَبُو سِنَانٍ الأَسْدِيُّ فَقَالَ: أَبْسِطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلامَ تُبَايِعُنِي؟ قَالَ: [عَلَى] [2] مَا فِي نَفْسِكَ. وَقَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَاصِمٍ- وَاللَّفْظُ لَهُ- عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى ظِلِّ شَجَرَةٍ. فَلَمَّا خَفَّ النَّاسُ قَالَ: يَا بْنَ الْأَكْوَعِ أَلَا تُبَايِعُ؟ قُلْتُ [قَدْ بَايَعْتُ] [3] يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: وَأَيْضًا. فَبَايَعْتُهُ الثَّانِيَةَ. فَقُلْتُ لِسَلَمَةَ: يَا أبا مسلم على أيّ شيء كنتم تُبَايِعُونَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا إلى البيعة في الأصل الشجرة، فبايعته أول   [1] صحيح مسلم (1858) كتاب الإمارة وأخرجه النسائي من طريق جابر في كتاب البيعة، باب البيعة على أن لا نفر. (7/ 140، 141) وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 100. [2] ليست في الأصل، وزدناها من ع. [3] سقطت من الأصل، وزدناها من ع وصحيح البخاري. [4] صحيح البخاري: كتاب الجهاد، باب البيعة في الحرب أن لا يفرّوا إلخ. وصحيح مسلم (1860) كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. وأخرجه النسائي في كتاب البيعة باب البيعة على الموت 7/ 141. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 النّاس وبايع [وبايع] [1] حتى إذا فِي وَسَطِ النَّاسِ قَالَ: «بَايِعْنِي يَا سَلَمَةُ» . فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَايَعْتُكَ. قَالَ: «وَأَيْضًا» . قَالَ: وَرَآنِي عَزِلًا [2] فَأَعْطَانِي حَجَفَةً أَوْ دَرَقَةً [3] . ثُمَّ بَايَعَ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ النَّاسِ قَالَ: «أَلَا تُبَايِعْ» ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَايَعْتُكَ فِي أَوَّلِ النَّاسِ وَأَوْسَطِهِمْ. قَالَ: «وَأَيْضًا» . فَبَايَعْتُ الثَّالِثَةَ. فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ أَيْنَ حَجَفَتُكَ أَوْ دَرَقَتُكَ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ» ؟ قُلْتُ: لَقِيَنِي عَامِرٌ فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ [4] . فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: «أنَّكَ كَالَّذِي قَالَ الْأَوَّلُ: اللَّهمّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي» . ثُمَّ إِنَّ مُشْرِكِي مَكَّةَ رَاسَلُونَا بِالصُّلْحِ حَتَّى مَشَى بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ فَاصْطَلَحْنَا. وَكُنْتُ خَادِمًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَسْقِي فَرَسَهُ وَأَحُسُّهُ [5] وَآكُلُ مِنْ طَعَامِهِ. وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا [6] فَاضَّطَجَعْتُ فِي ظِلِّهَا. فَأَتَانِي أَرْبَعةٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَجَعَلُوا يَقَعُونَ في رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَبْغَضْتُهُمْ، فَتَحَوَّلَتْ إِلَى شَجَرَةٍ أُخْرَى، فَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا. فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَى مُنادٍ من أسفل الوادي: (63 أ) يَا لِلْمُهَاجِرِينَ، قُتِلَ ابْنُ زُنَيْمٍ. فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي فَشَدَدْتُ عَلَى أُولَئِكَ الْأَرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ، فَأَخَذْتُ سِلَاحَهُمْ فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا [7] فِي يَدِي، ثُمَّ قُلْتُ، والّذي كرّم وجه محمد صلّى الله عليه وسلّم لا يرفع أحد منكم رأسه إلّا ضربت الّذي فيه عيناه [8] . ثم جئت بهم أَسُوقُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وجاء   [1] زيادة من صحيح مسلم لتوضيح المعنى. [2] عزلا: أعزل ليس معه سلاح. [3] الجحفة والدرقة: شبيهتان بالترس. [4] كذا في الأصل و (ع) ، وعبارة مسلم «فأعطيته إياها» ولعلّها أصحّ. [5] الحسّ: نفض التراب عن الدّابّة بالمحسّة وهي الفرجون (الفرشاة) . [6] كسحت شوكها: كنست ما تحتها من الشوك. [7] الضغث: الحزمة. [8] يريد رأسه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 عَمِّي عَامِرٌ بِرَجُلٍ مِنَ الْعَبَلَاتِ [1] يُقَالُ لَهُ مِكْرَزٌ يَقُودُهُ [مُجَفَّفًا] [2] حَتَّى وَقَفْنَا بِهِمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَبْعِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ. وَقَالَ: «دَعُوهُمْ، يَكُونُ لَهُمْ بَدْءُ الْفُجُورِ وَثِنَاهُ» [3] . فَعَفَا عَنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُنْزِلَتْ: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ 48: 24 [4] الآية. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [5] وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رِجَالا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِ جَبَلِ التَّنْعِيمِ [6] لِيُقَاتِلُوهُ. قَالَ: فَأَخَذَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخْذًا، فَأَعْتَقَهُمْ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ 48: 24 الآية، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [7] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، قَدْ تَفَرَّقُوا فِي ظِلالِ الشَّجَرِ. فَإِذَا النَّاسُ مُحْدِقُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ- يعني عمر-: يا   [1] العبلات: بطن من أميّة الصّغرى من قريش، نسبوا إلى أمّهم عبلة بنت عبيد من بني تميم. [2] إضافة من تاريخ الطبري 2/ 630 والمعنى: لابسا الجفاف، وهو آلة الحرب يلبسه الفرس والإنسان ليقي في الحرب. [3] في الأصل، ع: بدؤ الفجور وثناؤه. والتصحيح من صحيح مسلم. والثني: الأمر يعاد مرّتين. وفي بعض الروايات ثنياه. والمقصود أول الأمر وآخره. [4] سورة الفتح: من الآية 24. [5] صحيح مسلم (1807) ، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها، وتاريخ الطبري 2/ 629، 630. [6] التنعيم: موضع بمكة في الحلّ بين مكة وسرف. سمّي بذلك لأنّ جبلا عن يمينه يقال له نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم والوادي نعمان ومنه إحرام المكّيّين بالعمرة (معجم البلدان 472) . [7] صحيح مسلم (1808) كتاب الجهاد والسير، باب قول الله تعالى «وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ 48: 24» الآية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 عَبْدَ اللَّهِ انْظُرْ مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ فَوَجَدَهُمْ يُبَايِعُونَ، فَبَايَعَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى عُمَرَ، فَخَرَجَ فَبَايَعَ. أَخْرَجَهُ خ فَقَالَ: وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا الْوَلِيدُ [1] . قُلْتُ: وَرَوَاهُ دُحَيْمٌ، عَنِ الْوَلِيدِ. قُلْتُ: وَسُمِّيَتْ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً 48: 18 [2] . قَالَ أَبُو عَوَانة، عَنْ طارق بْن عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ سَعِيد بْن المسيّب قَالَ: كَانَ أَبِي ممّن بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الشجرة، قَالَ: فانطلقنا فِي قابلٍ حاجّين، فخفي علينا مكانُها، فإنْ كانت تبيَّنتْ لكم فأنتم أعلم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ ابن جريج: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا أَحَدٌ» . قالت: بلى يا رسول الله، فانتهرها، فقالت: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها 19: 71 [4] ، فقال: قد   [1] صحيح البخاري 5/ 69: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة، وقول الله تَعَالَى: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ 48: 18 إلخ. [2] سورة الفتح، الآية 18. [3] صحيح البخاري 5/ 65 كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة إلخ. وصحيح مسلم (1859) كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال. إلخ. واللفظ له. وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 99. [4] سورة مريم، من الآية 71. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 قَالَ تَعَالَى: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا 19: 72 [1] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ، أَخْبَرَكُمْ مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالا: أَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، نا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى إِمْلاءً، سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، أنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الَمكِّيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ [63 ب] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ النَّارَ» . أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ [3] . وَقَالَ قُتَيْبَةُ: نَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزّبير، عن جابر، أنّ عبدا لحاطب ابن أَبِي بَلْتَعَةَ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِبًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا، فَإنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ [4] » . وَقَالَ يُونُسُ بْن بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] ، حدثني الزهري، عن عُرْوَة، عَنِ المِسْوَر بْن مَخْرَمَة، ومروان في قصة الحديبية، قالا: فدعت قريش سُهَيْل بْن عَمْرو، قَالُوا: اذهب إلى هذا الرجل فصالحه ولا يكوننّ فِي صُلْحه إلّا أنْ يرجع عنّا عامَهُ هذا، لا تحدّث العربُ أنّه دخلها علينا عَنْوَةً. فخرج سُهَيْل من عندهم، فلما رآه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلا قال: «قد أراد القوم   [1] سورة مريم، من الآية 72. [2] صحيح مسلم (2496) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 100، 101 البداية والنهاية 4/ 171. [3] لم أجده في كتاب البيعة عنده. [4] صحيح مسلم (2495) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة. [5] سيرة ابن هشام 4/ 28. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 الصُّلْحَ حين بعثوا هذا الرجل» . فوقع الصلح عَلَى أن توضع الحرب بينهما عشر سنين، وأن يخلُّوا بينه وبين مكة من العام المقبل، فيقيم بِهَا ثلاثًا، وأنه لا يدخلها إلّا بسلاح الراكب والسيوف فِي القِرَب، وإنّه من أتانا من أصحابك بغير إذْن ولِيِّه لم نردّه عليك، ومن أتاك منّا بغير إذن وليّه رددته علينا، وأنّ بيننا وبينك عَيْبَةٌ مكفوفة [1] ، وأنه لا إسلال ولا إغلال. وذكر الحديث. الإِسلال: الخفية، وقيل الغارة، وقيل سلّ السيوف [2] والإِغلال: الغارة. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: لَمَّا صَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشْرِكِي مَكَّةَ كَتَبَ كِتَابًا: «هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» . قَالُوا: لَو عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ نُقَاتِلْكَ. قَالَ لِعَلِيٍّ: «امْحُهُ» . فَأَبَى، فَمَحَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ يُقِيمُوا ثَلَاثًا، وَأَنْ لَا يَدْخُلُوا مَكَّةَ بِسِلَاحٍ إِلَّا جُلُبَّانَ السِّلَاحِ، يَعْنِي السَّيْفَ بِقِرَابِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ أو قريبا منه. أخرجه مسلم [4] .   [1] عيبة مكفوفة: أي مشرحة معقودة، ويكنى بالعيبة عن الصدور والقلوب. يريد أنّ الشرّ بيننا مكفوف كما تكلّف العيبة إذا أشرجت. [2] قال السهيليّ: الإسلال: السرقة والخلسة ونحوها، وهي السلة، قالوا في المثل: الخلة تدعو إلى السلّة. الروض الأنف 4/ 36. [3] صحيح البخاري: كتاب الصلح، باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان إلخ. وصحيح مسلم (1783) . كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبيّة في الحديبيّة. وانظر سيرة ابن هشام 4/ 28، 29، والطبقات لابن سعد 2/ 101 و 103. [4] صحيح مسلم (1783) ، كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبيّة في الحديبيّة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ كَاتِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اكْتُبْ: «هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو» . فَجَعَلَ عَلِيُّ يَتَلَكَّأُ وَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يَكْتُبَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اكْتُبْ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهَا تُعْطِيهَا وَأَنْتَ مُضْطَهَدٌ» ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ: نَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَامَ سَهْلُ [2] بْنُ حُنَيْفٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا. فَأَتَى عُمَرُ فَقَالَ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: (أَلَيْسَ) [3] قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: بلى. قال: ففيم نعطي [64 أ] الدَّنِيَّةَ فِي أَنْفُسِنَا وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمُ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟ قَالَ: يَا بْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ، فَانْطَلَقَ مُتَغَيِّظًا إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزَلَ الْقُرْآنَ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ فَتْحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَطَابَتْ نَفْسُهُ وَرَجَعَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابن إسحاق [5] ، عن الزهري، عن عروة عن   [1] سيرة ابن هشام 4/ 28. [2] في الأصل، ع: سهيل. والتصحيح من صحيح مسلم والإصابة وتهذيب التهذيب. [3] سقطت من الأصل، وزدناها من ع وصحيح مسلم. [4] صحيح البخاري: كتاب الجزية، باب لم يسم بعد باب إثم من عاهد ثم غدر. وكتاب التفسير، سورة الفتح. وصحيح مسلم (1785) كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبيّة في الحديبيّة. [5] سيرة ابن هشام 4/ 29 نهاية الأرب 17/ 233. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 الْمِسْوَرِ، وَمَرْوَانَ قَالَا: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا حَتَّى أَتَى هَدْيَهُ فَنَحَرَ وَحَلَقَ. فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَحَلَقَ بَعْضٌ وَقَصَّرَ بَعْضٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ، ثَلَاثًا. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: وَلِلْمُقَصِّرِينَ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لَهُ لِمَ ظَاهَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلاثًا وَلِلْمُقَصِّرِينَ وَاحِدَةً؟ فَقَالَ: إِنَّهُمْ لَمْ يَشُكُّوا [2] . وَقَالَ يُونُسُ- هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ-، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَلَقَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ كُلُّهُمْ غَيْرَ رَجُلَيْنِ، قَصَّرَا وَلَمْ يَحْلِقَا. أَبُو إِبْرَاهِيمَ مَجْهُولٌ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِبٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ. قَالَ رَجُلٌ: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ قَالَ: وَالْمُقَصِّرِينَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَحَرَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ سَبْعُونَ بَدَنَةً فِيهَا جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ، فَلَمَّا صُدَّتْ عَنِ الْبَيْتِ حَنَّتْ كَمَا تَحِنُّ إلى أولادها.   [1] السيرة 4/ 29، الطبقات لابن سعد 2/ 104. [2] أي لم يشكّوا في الفتح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى فِي عُمْرَةِ الْحُدَيْبِيَةِ جَمَلا كَانَ لأَبِي جَهْلٍ، فِي أَنْفِهِ [1] بُرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ [2] أَهْدَاهُ لِيَغِيظَ بِهِ قُرَيْشًا [3] . وَقَالَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ. فَنَحَرَ هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلا يَحْمِلَ سِلاحًا عَلَيْهَا إِلا سُيُوفًا، وَلا يُقِيمَ بِهَا إِلا مَا أَحَبُّوا، فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كَمَا صَالَحَهُمْ. فَلَمَّا أَنْ أَقَامَ بِهَا ثَلاثًا، أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَقَالَ مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر: نحرنا بالحديبية الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ. رَوَاهُ مسلم [5] .   [1] عند ابن هشام 4/ 29 «في رأسه» . [2] البرة: حلقة تكون في أنف البعير. [3] السيرة 4/ 29. [4] صحيح البخاري: كتاب الصلح، باب الصلح مع المشركين (3/ 169) . [5] صحيح مسلم (1318) كتاب الحجّ، باب الاشتراك في الهدي وإجزاء البقرة والبدنة، كلّ منهما عن سبعة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 نزُولُ سُورة الفتح قَالَ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسِيرُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَعُمَرُ مَعَهُ لَيْلًا. فَسَأَلَهُ عُمَرُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يجبه، ثم سأله فلم يجبه، [64 ب] فَقَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، نَزَرْتَ [1] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي حَتَّى تَقَدَّمَتْ أَمَامَ النَّاسِ وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ في القرآن، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ سَمِعْتُ صَارِخًا يَصْرُخُ، قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ [2] فِيَّ قُرْآنٌ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم فسلّمت عليه، فقال: «لقد أنزلت عليّ اللّيلة سورة هي أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس» ، ثُمَّ قَرَأَ: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ 48: 1- 2 [3] . أخرجه البخاري [4] .   [1] النزر: الإلحاح في السؤال. وقول عمر: نزرت رسول الله، يعني ألححت عليه في المسألة إلحاحا أدّبك بسكوته عن جوابك. [2] في الأصل: خشيت أن ينزل في قرآن. وحقّ العبارة مما أثبتناه من ع وصحيح البخاري، والبداية والنهاية 4/ 177. [3] سورة الفتح: الآيتان الأولى والثانية. [4] صحيح البخاري 5/ 66، 67، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة، وكتاب التفسير باب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، جَعَلَتْ نَاقَتُهُ تُثْقِلُ، فَتَقَدَّمْنَا، فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً 48: 1. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً 48: 1، قَالَ: فَتْحُ الْحُدَيْبِيَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: هَنِيئًا مَرِيئًا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لَكَ، فَمَا لَنَا؟ فأنزلت: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي 48: 5 [1] . قَالَ شُعْبَةُ: فَقَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَحَدَّثْتُهُمْ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِقَتَادَةَ فَقَالَ: أَمَّا الْأَوَّلُ فَعَنْ أَنَسٍ، وَأَمَّا الثاني: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ 48: 5، فَعَنْ عِكْرِمَةَ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ هَمَّامٌ: ثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً 48: 1 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأَصْحَابُهُ مُخَالِطُو الْحُزْنِ وَالْكَآبَةِ، فَقَالَ: «نَزَلَتْ عَلَيَّ آيةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا» . فَلَمَّا تَلَاهَا قَالَ رَجُلٌ: قَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لَكَ مَا يَفْعَلُ بِكَ، فَمَاذَا يَفْعَلُ بِنَا؟ فَأُنْزِلَتْ الَّتِي بَعْدَهَا: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ 48: 5. أَخْرَجَهُ مُسْلِم [3] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عن الزّهري [4] ، عن عروة، عن   [ () ] فضل سورة الفتح. (6/ 43، 44) وانظر نهاية الأرب 17/ 234. [1] سورة الفتح: من الآية 5. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة (5/ 66) . [3] صحيح مسلم (1786) كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبيّة في الحديبيّة. [4] تاريخ الطبري 2/ 638. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 الْمِسْوَرِ، وَمَرْوَانَ قَالا فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ: ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا. فَلَمَّا أَنْ كَانَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْفَتْحِ. فَكَانَتِ الْقَضِيَّةُ فِي سُورَةِ الْفَتْحِ وَمَا ذَكَرَهُ اللَّهُ مِنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. فَلَمَّا أَمِنَ النَّاسُ وَتَفَاوَضُوا، لَمْ يُكلَّمْ أَحَدٌ بِالإِسْلامِ إِلا دَخَلَ فِيهِ. فَلَقَدْ دَخَلَ فِي تَيْنِكَ السَّنَتَيْنِ فِي الإِسْلامِ أَكْثَرُ مِمَّا كَانَ فِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ. وَكَانَ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ فَتْحًا عَظِيمًا. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا أَبُو الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ، قَالُوا: وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الْحُدَيْبِيَةِ رَاجِعًا. فَقَالَ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذَا بِفَتْحٍ، لَقَدْ صُدِدْنَا عَنِ الْبَيْتِ وَصُدَّ هَدْيُنَا، وعكسف رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَرَجَا. فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِفَتْحٍ. فَقَالَ: «بِئْسَ الْكَلامِ، هَذَا أَعْظَمُ الْفَتْحِ، لَقَدْ رَضِيَ الْمُشْرِكُونَ أن يدفعوكم بالرّواح عن بلادهم ويسألونكم [65 أ] الْقَضِيَّةَ وَيَرْغَبُونَ إِلَيْكُمْ فِي الأَمَانِ، وَقَدْ رَأَوْا مِنْكُمْ مَا كَرِهُوا، وَقَدْ أَظْفَرَكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَدَّكُمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ مَأْجُورِينَ، فَهَذَا أَعْظَمُ الْفُتُوحِ. أنسيتم يوم أحد. إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم؟ أَنَسِيتُمْ يَوْمَ الأَحْزَابِ، إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكِمْ وَمِنْ أَسْفَلِ مِنْكُمْ» ؟ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، هُوَ أَعْظَمُ الْفُتُوحِ وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ. وقال ابن أبي عَرُوبة، عَنْ قَتَادة، قَالَ: ظهرت الروم عَلَى فارس عند مرجع المسلمين من الحُديبية. وقال مثل ذَلِكَ عقيل، عن ابن شهاب، عَن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن عُتْبة بْن مَسْعُود. وكانت بين الروم وبين فارس ملحمةٌ مشهودة نَصَرَ الله فيها الروم. ففرح المسلمون بذلك، لكوْن أهل الكتاب فِي الحملة نُصِروا عَلَى المجوس [1]   [1] انظر نهاية الأرب للنويري 17/ 235. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 وقال مُغيرة، عَنِ الشعبيّ فِي قوله: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً 48: 1، قال: فتح الحديبيّة، وبايعوا بيعة الرضوان، وأطعموا نخيل خيبر، وظهرت الروم عَلَى فارس. ففرح المسلمون بتصديق كتاب الله ونصر أهل الكتاب على المجوس. وقال شعبة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى: وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً 48: 18 [1] ، قال: خيبر. وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها 48: 21 [2] ، قَالَ: فارس والروم. وَقَالَ وَرْقَاءُ [3] ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أُرِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِيَةِ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَهُمْ وَمُقَصِّرِينَ، فَقَالُوا لَهُ حِينَ نَحَرَ بِالْحُدَيْبِيَةِ: أَيْنَ رُؤْيَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ 48: 27 إِلَى قَوْلِهِ فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً 48: 27 [4] يَعْنِيَ النَّحْرَ بِالْحُدَيْبِيَةِ ثُمَّ رَجَعُوا فَفَتَحُوا خَيْبَرَ، فَكَانَ تَصْدِيقُ رُؤْيَاهُ فِي السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ. وقال هُشيم [5] : «أَنَا أَبُو بشر، عَنْ سَعِيد بْن جُبير، وعِكرمة: سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ 48: 16 [6] ، قالا: هوازن يوم حنين رواه سعيد بن منصور في سننه» .   [1] سورة الفتح، من الآية 18. [2] سورة الفتح، من الآية 21. [3] هو ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري أبو بشر الكوفي. (تهذيب التهذيب 11/ 113) . [4] سورة الفتح، الآية 27. [5] هو هشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السلمي أبو معاوية الواسطي. (تهذيب التهذيب 11/ 59) . [6] سورة الفتح، من الآية 16. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 وقال بندار [1] : ثنا غُنْدَر، [2] ثنا شُعْبَة، عَنْ هشيم، فذكره، وزاد: هوازن وبنو حنيفة. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ 17: 5، قال: فارس. وقال: السَّكِينَةَ 48: 4 هي الرَّحْمَةُ. وقال أَبُو حُذَيفة النَّهْدِيُّ: ثنا سُفْيَان، عَنْ سَلَمَةَ بْن كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الأحوص، عَنْ عليّ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ 48: 4 [3] قَالَ: السكينة لَهَا وجهٌ كوجه الإِنسان، ثُمَّ هي بعد ريح هفافة. وقال ورقاء، عَنِ ابن أَبِي نَجِيح، عَنْ مجاهد قَالَ: السكينة كهيئة الريح، لَهَا رأس كرأس الهرَّة وجناحان. وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ 13: 31 [4] ، قَالَ: السَّرِيَّةُ، أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ 13: 31 [5] ، قَالَ: هُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ الله 13: 31 [6] ، قَالَ: فَتْحُ مَكَّةَ. وَعَنْ مُجَاهِدٍ: أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً من دارِهِمْ 13: 31، قال: الحديبيّة ونحوها رواه [65 ب] شريك، عن منصور، عنه.   [1] هو محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان العبديّ أبو بكر الحافظ البصري. قيل له بندار لأنه كان بندارا في الحديث جمع حديث بلده. (تهذيب التهذيب 9/ 70) . [2] هو محمد بن جعفر الهذلي مولاهم أو عبد الله البصري، صاحب الكرابيس. مات سنة 93 هـ-. (تهذيب التهذيب 9/ 97) . [3] سورة الفتح، من الآية 4. [4] ، (5) ، (6) سورة الرعد، من الآية 31. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 وقال الليث، عن عقيل عن ابن شهاب، أخبرني عُرْوة أنّه سَمِعَ مروان بْن الحَكَم، والمسور يخبران عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كاتب سُهَيْلَ بْن عَمْرو، فذكر الحديث، وفيه: وكانت أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط ممّن خرج إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ وهي عاتق [1] ، فجاء أهلها يسألون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرجعها إليهم، فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن: إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ 60: 10 [2] . قَالَ عُرْوة: فأخبرتني عَائِشَةُ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يمتحنهنّ بهذه الآية: إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ 60: 12 [3] الآية. قَالَتْ: فمن أقرّ بهذا الشرط منهنّ قَالَ لَهَا قد بايعتك، كلامًا يكلِّمها بِهِ، والله ما مسَّت يدُه يدَ امرأةٍ قطّ فِي المبايعة، ما بايعني إلّا بقوله. أَخْرَجَهُ البخاري [4] . وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: ولما رجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة انفلت من ثقيف أَبُو بصير [5] بْن أسيد بْن حارثة الثقفي من المشركين، فذكر من أمره نحوًا مما قدَّمْنا. وفيه زيادة وهي: فخرج أَبُو بصير معه خمسةٌ كانوا قدِموا (من) [6] مكة، ولم ترسل قريش فِي طلبهم كما أرسلوا فِي أَبِي بصير، حتى كانوا بين العِيص وذي المروة من أرض جهينة   [1] العاتق: الجارية أول ما أدركت أو هي التي لم تتزوج. [2] سورة الممتحنة، من الآية 10. [3] سورة الممتحنة، من الآية 12. [4] صحيح البخاري: كتاب التفسير، سورة الممتحنة 6/ 60 وكتاب الطلاق، باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذّمّي إلخ 6/ 173. وكتاب الأحكام، باب بيعة النساء (8/ 125) . [5] في المغازي للواقدي 2/ 624 «عتبة بن أسيد بن حارثة حليف بني زهرة» . [6] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 عَلَى طريق عِير قريش ممّا يلي سيف البحر، لا يمرّ بهم عِيرٌ لقريش إلّا أخذوها وقتلوا أصحابها. وانفلت أَبُو جَندل فِي سبعين راكبًا أسلموا وهاجروا، فلحقوا بأبي بصير، وقطعوا مادَّةَ قريش من الشام، وكان أَبُو بصير يصلّي بأصحابه، فلما قدِم عَلَيْهِ أَبُو جندل كَانَ يؤمُّهم [1] . واجتمع إلى أَبِي جَنْدل حين سمعوا بقدومه ناسٌ من بني غِفار وأسلم وجهينة وطوائف، حتى بلغوا ثلاثمائة مقاتل وهم مسلمون، فأرسلت قريش إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألونه أن يبعث إلى أبي بصير ومن معه فيقدموا عليه، وقالوا: من خرج منّا إليك فأمْسِكه، قَالَ: ومرّ بأبي بصير أَبُو العاص بْن الربيع من الشام فأخذوه، فقدم عَلَى امرأته زينب سرًّا. وقد تقدّم شأنه. وأرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابه [2] إلى أَبِي بصير أن لا يعترضوا لأحد. فقدم الكتاب عَلَى أَبِي جندل وأبي بصير، وأبو بصير يموت. فمات وكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يده يقرؤه، فدفنه أَبُو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدًا [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ نصب [4] في الركعة الأخيرة بعد ما [66 أ] يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» : اللَّهمّ نَجِّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهمّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهمّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهمّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهمّ اشْدُدُ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ. اللَّهمّ اجْعَلْهَا سِنِينَ مِثْلَ سنّي   [1] سيرة ابن هشام 4/ 31. تاريخ الطبري 2/ 639، نهاية الأرب 17/ 245، و 246 و 247، سيرة ابن هشام 4/ 31 عيون التواريخ 1/ 263، عيون الأثر 2/ 128. [2] لم تر وكتب السيرة نصّا لهذا الكتاب، وانظر: مجموعة الوثائق السياسية للدكتور محمد حميد الله (ص 65) ، وإعلام السائلين عن كتب سيّد المرسلين لابن طولون الدمشقيّ (ص 47) . [3] نهاية الأرب 17/ 247، 248. [4] نصب في الدعاء: جدّ فيه. (لسان العرب- مادة نصب) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 يُوسُفَ» [1] . ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَدْعُو حَتَّى نَجَّاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ تَرَكَ الدُّعَاءَ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ. وفي سنة ستّ: مات سعد بْن خَوْلةَ [2] رَضِيَ الله عَنْهُ فِي الأسر بمكة. ورثى لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكونه مات بمكة. وفيها: قُتل هشَام بْن صُبابة [3] أخو مِقْيسٍ، قتله رَجُل من المسلمين وهو يظنّ أنّه كافر، فأعطى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِقيسًا دِيَتَه. ثُمَّ إنّ مِقْيسًا قتل قاتل أخيه، وكفر وهرب إلى مكة. وفي ذي الحجة: ماتت أمّ رُومان بِنْت عامر [4] بْن عُوَيْمر الكِنانية، أمّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أخرج الْبُخَارِيّ من رواية مسروق عَنْهَا حديثًا [5] وهو منقطع لأنّه لم يدركها، أو قد أدركها فيكون تاريخُ موتها هذا خطأ [6] . والله أعلم.   [1] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير، باب الدعاء للمشركين بالهدي ليتألّفهم. (3/ 235) . [2] هو سعد بن خولة القرشي العامري من بني مالك بْن حسل بْن عامر بْن لُؤيّ. (الاستيعاب 2/ 43، الإصابة 2/ 24 رقم 3145) . [3] في طبعة القدسي 372 «ضبابة» والتصحيح من: الاستيعاب 3/ 595، والإصابة 3/ 603 حيث قال ابن حجر: صبابة، بضم المهملة وموحّدتين الأولى خفيفة. [4] الاستيعاب 4/ 448، الإصابة 4/ 450 رقم 1271 عيون التواريخ 1/ 162. [5] أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب المغازي، باب حديث الإفك، من رواية مسروق بن الأجدع (5/ 60) . [6] انظر ترجمة أم رومان في تهذيب التهذيب (12/ 467) ، ففيه يناقش هذه الرواية بتوسع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 السنة السابعة «غزوة خيبر» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ افْتِتَاحُ خَيْبَرَ فِي عَقِبِ الْمُحَرَّمِ، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ صَفَرٍ. قُلْتُ: وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ غَيْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ [1] . وذكر الواقديّ، عَنْ شيوخه، فِي خروج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى خيبر: فِي أول سنة سبعٍ، وشذَّ الزُّهري فقال، فيما رَوَاهُ عَنْهُ موسى بْن عقبة فِي مغازية قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم خيبر يوم سنة ستّ [2] . وخيبر: بُلَيْدَةٌ عَلَى ثمانية برد من المدينة. قَالَ وُهَيْب: ثنا خُثَيْم بْن عِراك [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَفَرٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ قَالُوا: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَقَدْ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى خيبر، واستخلف   [1] سيرة ابن هشام 4/ 39، تاريخ خليفة 82. [2] المغازي لعروة 195. [3] في الأصل، ع: خيثم عن عراك. والتصحيح من ترجمته في تهذيب التهذيب (3/ 136) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 عَلَى الْمَدِينَةِ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ [1] قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَوَجَدْنَاهُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ، فَقَرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى كهيعص 19: 1 [2] ، وَقَرَأَ فِي الثَّانِيَةِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ 83: 1 [3] . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَقُولُ فِي صلاتي: ويل لأبي فُلانٍ لَهُ مِكْيَالانِ، إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ صَلاتِنَا أَتَيْنَا سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ فَزَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ، فَكَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ فَأَشْرَكُونَا فِي سُهْمَانِهِمْ. وَقَالَ مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، أخبرني سويد ابن النُّعْمَانِ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ- وَهِيَ أَدْنَى خَيْبَرَ- صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِأَزْوَادٍ فَلَمْ يُؤْتَ إِلا بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ [4] ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلْنَا. ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ: أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [66 ب] إِلَى خَيْبَرَ فَسِرْنَا لَيْلًا. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِعَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ: أَلَا تُسْمِعُنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ؟ [6] . وَكَانَ عَامِرٌ رَجُلًا شَاعِرًا فَنَزَلَ يَحْدُو بالقوم ويقول: اللهم لولا أنت ما اهتدينا [7] ... ولا تصدقنا ولا صلّينا   [1] الإصابة 2/ 13 رقم 3080 وانظر الطبقات لابن سعد 2/ 106. [2] سورة مريم: الآية الأولى. [3] سورة المطففين: الآية الأولى. [4] ثري السويق وغيره تثرية: صبّ عليه الماء ثم لبّ. والسّويق خبز يتخذ من الحنطة والشعير. [5] صحيح البخاري: كتاب الوضوء باب من مضمض من السويق ولم يتوضأ. (1/ 59) وكتاب الجهاد والسير، باب حمل الزاد في الغزو 3/ 222، وكتاب المغازي، باب غزوة خيبر 5/ 72) . [6] الهنيهات: ومثلها الهنات والهنيات: الكلمات والأراجيز (تاج العروس) . [7] عند ابن هشام في السيرة 4/ 39: « والله لولا الله ما اهتدينا » وانظر مناقب أمير المؤمنين عليّ للواسطي 129. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقْتَفَيْنَا [1] ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا وَأَلْقِيَنْ سَكَينَةً عَلَيْنَا ... إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا [2] وَبِالصِيَاحِ عَوَّلُوا عَلَيْنَا [3] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذَا السَّائِقُ» ؟ قَالُوا: عَامِرٌ. قَالَ: «يَرْحَمُهُ اللَّهُ» . قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: وَجَبَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا [4] بِهِ. فَأَتَيْنَا خَيْبَرَ فَحَاصَرْنَاهُمْ، حَتَّى أَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ. فَلَمَّا أَمْسَى النَّاسُ مَسَاءَ الْيَوْمِ الَّذِي فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ أَوْقَدُوا نِيرَانًا كَثِيرَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذِهِ النِّيرَانُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقَدُ» ؟ قَالُوا: عَلَى لَحْمِ حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ [5] . فَقَالَ: «أَهْرِيقُوهَا وَاكْسِرُوهَا» . فَقَالَ رَجُلٌ: أَوَ يُهْرِيقُوهَا وَيَغْسِلُوهَا [6] . قَالَ: أَوَ ذَاكَ. قَالَ: فَلَمَّا تَصَافَّ الْقَوْمُ كَانَ سَيْفُ عَامِرٍ فِيهِ قِصَرٌ، فَتَنَاوَلَ بِهِ سَاقَ يَهُودِيٍّ لِيَضْرِبَهُ، فَيَرْجِعُ ذُبَابُ سَيْفِهِ فَأَصَابَ عَيْنَ رُكْبَةِ عَامِرٍ، فَمَاتَ مِنْهُ. فَلَمَّا قَفَلُوا قَالَ سَلَمَةُ، وَهُوَ آخِذُ بِيَدِي (قَالَ) [7] : لَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (سَاكِتًا) [8] : قَالَ: مَالَكَ؟ قُلْتُ: فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، زعموا أنّ عامرا حبط   [1] عند البخاري 5/ 72 «أبينا» . [2] اقتفينا: اتّبعنا وهي رواية مسلم، وفي البخاري: ما أبقينا. [3] انظر سيرة ابن هشام 4/ 39 ففيه اختلاف عن هنا. وكذلك عيون الأثر 2/ 130، وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 111 ونهاية الأرب 17/ 249، وعيون التواريخ 1/ 264. [4] في الأصل: ع: أمتعنا. وأثبتنا نص البخاري (5/ 72) . [5] الحمر الإنسيّة: نسبة إلى الإنس، وهم النّاس لاختلاطهم بهم، بخلاف حمر الوحش. [6] هذه عبارة صحيح مسلم 3/ 1429 والفعل فيها مجزوم بلام الأمر المحذوفة عند القائلين بجواز حذفها، أو هو مجزوم لوقوعه في جواب أمر محذوف. وعبارة البخاري: أو نهريقها ونغسلها. (5/ 72) وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 113. [7] زيادة من صحيح مسلم لتوضيح السياق (3/ 1329) . [8] في الأصل: شأ، وفوقها كلمة (كذا) . وهي تحريف ظاهر، تصحيحه من صحيح مسلم (3/ 1429) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 عمله. قال، من قاله؟ قلت: فلان وفلان وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ. فَقَالَ: كَذَبَ مَنْ قَالَهُ، إِنَّ [1] لَهُ أَجْرَانِ، وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ، إِنَّهُ (لَجَاهِدٌ) [2] مُجَاهِدُ قَلَّ عَرَبِيٌّ مَشَى بِهَا (مِثْلَهُ) [3] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ مَالِكٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ أَتَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ إِذَا أَتَى قَوْمًا بِلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ [5] حتى يصبح. فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ [6] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ. إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [7] . وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ [8] . وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: شُعْبَةُ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْمُلائِيِّ [9] ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُ الْمَرِيضَ، وَيَتْبَعُ الْجِنَازَةَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ، وَيَرْكَبُ الْحِمَارَ. وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ خِطَامُهُ لِيفٌ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حازم، أخبرني سهل بن سعد   [1] ساقطة من طبعة القدسي 375 وأثبتناها من صحيح البخاري وصحيح مسلم. [2] في الأصل: إنه مجاهده قل عربي. وفي ع: إنه يجاهد مجاهد. وأثبتنا نصّ البخاري ومسلم. [3] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع والبخاري ومسلم. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر 5/ 74، 73 وصحيح مسلم (1802) كتاب الجهاد والسير، باب غزوة خيبر. (3/ 1427- 1429) . [5] في الأصل، ع: يغز، وعبارة البخاري «لا يغير عليهم حتى» . [6] عند ابن سعد 2/ 108 «الجيش» . [7] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام إلخ 4/ 5، وكتاب المغازي، باب غزوة خيبر (5/ 73) وفيه: «لم يغر بهم حتى يصبح» ، وانظر طبقات ابن سعد 2/ 109. [8] صحيح البخاري: كتاب الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ 1/ 97، وصحيح مسلم (1365) كتاب الجهاد والسير، باب غزوة خيبر. [9] الملائي: بضم الميم. نسبة إلى الملاءة التي تستر بها النساء (اللباب 3/ 277) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: لُأعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ [1] لَيْلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَاهَا. فَقَالَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ قِيلَ: هُوَ يَا رَسُولَ الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا [67 أ] إِلَيْهِ. فَأُتِيَ بِهِ فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ. فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا؟ قَالَ: «انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فيه، فو الله لَأَنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» . أَخْرَجَاهُ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ يَعْقُوبَ [2] . وَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ» . فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَطُّ حَتَّى يَوْمَئِذٍ. فَدَعَا عَلِيًّا فَبَعَثَهُ، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبْ فَقَاتِلْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَلَا تَلْتَفِتْ» ، قَالَ عَلِيٌّ: عَلامَ أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قَالَ: «قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] ، وَأَخْرَجَا نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ سلمة بن الأكوع [4] .   [1] يدوكون: يخوضون ويتحدّثون في ذلك. [2] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام وباب فضل بن أسلم على يديه رجل 4/ 5. وكتاب المغازي، باب غزوة خيبر 5/ 76، 77، وصحيح مسلم (2406) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. وانظر طبقات ابن سعد 2/ 110 و 111. وسيرة ابن هشام 4/ 42، ونهاية الأرب 17/ 253. [3] صحيح مسلم (2405) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. [4] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في لواء النّبيّ صلّى الله عليه وسلم (4/ 12) وصحيح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 وقال عكرمة بن عمار: حدثني إياس بن سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَمَّهُ عَامِرًا حَدَا بِهِمْ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ. قَالَ: وَمَا خُصَّ بِهَا أَحَدٌ إِلا اسْتُشْهِدَ. فَقَالَ عُمَرُ: هَلا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ؟ فَقَدِمْنَا خَيْبَرَ، فَخَرَجَ مرحب وهو يخطر بسيفه، ويقول: عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شَاكِي [1] السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحَرْبُ أقْبَلَتْ تَلَهَّبُ [2] فَبَرَزَ لَهُ عَامِرٌ، وَهُوَ يَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ ... شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ قَالَ: فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ، فَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ، فَرَجَعَ بِسَيْفِهِ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ، وَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ. قَالَ سَلَمَةُ: فَخَرَجَتْ فَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ، قَتَلَ نَفْسَهُ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أبكي، قال «مالك» ؟ فَقُلْتُ: قَالُوا إِنَّ عَامِرًا بَطَلَ عَمَلُهُ. قَالَ: «مَنْ قَالَ ذَلِكَ» ؟ قُلْتُ: نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: «كَذَبَ أُولَئِكَ بَلْ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مَرَّتَيْنِ» [3] قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ يَدْعُوهُ وَهُوَ أَرْمَدُ فَقَالَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ. قَالَ: فَبَصَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ. قَالَ: فَبَرَزَ مَرْحَبٌ وَهُوَ يَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مجرّب إذا الحروب أقبلت تلهّب   [ () ] مسلم (2407) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. [1] عند ابن سعد في الطبقات 2/ 111 «شاك» . وشاكي السلاح: حادّ السلاح على ما في شرح السيرة النبويّة لأبي ذرّ الخشنيّ 2/ 345. [2] انظر الرجز في سيرة ابن هشام 4/ 41، و 42، وتاريخ الطبري 3/ 10 و 11. [3] انظر طبقات ابن سعد 2/ 111. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 قَالَ: فَبَرَزَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ [1] ... كليث غابات كريه المنظر، أُوفِيهِمُ [2] ، بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ [3] . فَضَرَبَ مَرْحَبًا فَفَلَقَ رأسه فقتله، وكان الفتح. [67 ب] أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ نَصْرٍ الأَسْلَمِيِّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نفي مَسِيرِهِ لِخَيْبَرَ- لِعَامِرِ بْنِ الأَكْوَعِ: خُذْ لَنَا مِنْ هَنَاتِكَ فَنَزَلَ يَرْتَجِزُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلا تَصَدَّقْنَا وَلا صَلَّيْنَا إِنَّا إِذَا قَوْمٌ بَغَوْا عَلَيْنَا ... وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاقَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يرحمك الله. فقال عمر: وَجَبَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمْتَعْتَنَا بِهِ. فَقُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ شَهِيدًا [5] . وَقَالَ يُونُسُ بْن بُكَير عَنِ ابْنِ إِسْحَاق: حَدَّثَنِي بُرَيْدة بْن سُفْيَان بْن فَروة الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: فخرج (عليّ) [6] رضي الله   [1] حيدرة: الأسد. [2] عند ابن سعد 2/ 112 «وأكيلهم» وانظر الاختلاف عند الطبري 3/ 13. [3] كيل السندرة: أي كيلا وافيا، وقيل السندرة ضرب من الكيل واسع، وقيل شجرة تصنع منها مكاييل عظام. (راجع مناقب أمير المؤمنين علي للواسطي 131) . [4] صحيح مسلم (1807) كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها. وانظر طبقات ابن سعد 2/ 110- 112، وتاريخ الطبري 3/ 10- 13 ومناقب أمير المؤمنين علي 129- 131. [5] سيرة ابن هشام 4/ 39. [6] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 عَنْهُ بالراية يُهَرْوِلُ وأنا خلفه حتى ركّزها فِي رضْمٍ [1] من حجارة تحت الحصْن. فاطلع إليه يهوديّ من رأس الحصن فقال: من أنت؟ قَالَ: أَنَا عليّ بْن أَبِي طَالِب (قَالَ) [2] : غلبتم وما أُنْزل عَلَى موسى. فما رجع حتى فتح الله عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْمُسَيِّبُ بْنِ مسلم الأزدي، حدّثنا عبد الله ابن بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَةُ [4] فَيَلْبَثُ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ لَا يَخْرُجُ، وَلَمَّا نَزَلَ خَيْبَرَ أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَةُ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى النَّاسِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَخَذَ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَهَضَ فَقَاتَلَ قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ رَجَعَ. فَأَخَذَهَا عُمَرُ فَقَاتَلَ قِتَالًا هُوَ أَشَدُّ قِتَالًا مِنَ الْقِتَالِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَأُعْطِيَنَّهَا غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَأْخُذُهَا عَنْوَةً، وَلَيْسَ ثَمَّ عَلِيٌّ. فَتَطَاوَلَتْ لَهَا قُرَيْشٌ، وَرَجَا كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ ذَلِكَ. فَأَصْبَحَ وَجَاءَ عَلِيٌّ عَلَى بَعِيرٍ حَتَّى أَنَاخَ قَرِيبًا، وَهُوَ أَرْمَدُ قَدْ عَصَبَ عَيْنَهُ بِشِقِّ بُرْدٍ قَطَرِيٍّ [5] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مالك» ؟ قَالَ: رَمَدَتْ بَعْدَكَ، قَالَ: «ادْنُ مِنِّي» ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِهِ، فَمَا وَجَعَهَا (حَتَّى) [6] مَضَى لِسَبِيلِهِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَنَهَضَ بِهَا، وَعَلَيْهِ جُبَّةُ   [1] رضم ورضام: حجارة أو صخور بعضها على بعض، هي دون الهضبة. (النهاية في غريب الحديث 2/ 231) . [2] زيادة يقتضيها السياق، إذ القول على لسان اليهودي. كما جاء في سيرة ابن هشام 4/ 42 «علوتم» . [3] مناقب أمير المؤمنين علي للواسطي 132 رقم 217. [4] الشقيقة: صداع يأخذ في نصف الرأس والوجه. [5] القطر والقطرية: ضرب من البرود يكون من غليظ القطن، أو خمر لها أعلام فيها بعض الخشونة. [6] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 أُرْجُوانٍ حَمْرَاءُ قَدْ أَخْرَجَ خَمْلَهَا، فَأَتَى مَدِينَةَ خَيْبَرَ [1] . وَخَرَجَ مَرْحَبُ صَاحِبُ الْحِصْنِ وَعَلَيْهِ مِغْفَرٌ [2] مُظْهَرٌ [3] يَمَانِيٌّ وَحَجَرٌ قَدْ ثَقَبَهُ مِثْلَ الْبَيْضَةِ عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ، فَارْتَجَزَ عَلِيٌّ وَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَبَدَرَهُ عَلِيٌّ بِضَرْبَةٍ، فَقَدَّ الْحَجَرَ وَالْمِغْفَرَ ورأسه ووقع فِي الْأَضْرَاسِ، وَأَخَذَ الْمَدِينَةَ [4] وقال عَوْف الأعرابيّ، عَنْ ميمون أَبِي عَبْد الله الأزْدي، عَنِ ابن بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فاختلف مَرْحَب وعليّ ضربتين، فضربه عليٌّ عَلَى هامته حتى عضَّ السّيفُ بأضراسه. وسمع أهل العسكر صوتَ ضربته. وما تتامّ آخرُ النّاس مَعَ عليّ حتى فتح الله لَهُ ولهم [5] . وَقَالَ يُونُسُ، عن ابن إسحاق [6] ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مولى [68 أ] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ حِينَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم بِرَايَتِهِ. فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنَ خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدَيْهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ الْحِصْنَ فَتَرَّسَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ وَهُوَ يُقَاتِلُ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. ثُمَّ أَلْقَاهُ مِنْ يَدِهِ، فَلَقَدْ رأيتني في نفر معي سبعة إناث منهم، نَجْهَدُ أَنْ نَقْلِبَ الْبَابَ فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نقلبه [7] .   [1] رواه الشيخان، انظر اللؤلؤ والمرجان 3/ 122، وجامع الأصول لابن الأثير 8/ 54، وتاريخ الطبري 3/ 12، 13. [2] المغفر: زرد من الدرع يلبس تحت القلنسوة أو حلق يتقنّع بها. ومظهر: صلب شديد. [3] عند الطبري «معصفر» . [4] تاريخ الطبري 3/ 3. [5] مناقب أمير المؤمنين علي للواسطي 135، 136 رقم 222. [6] سيرة ابن هشام 4/ 42، 43. [7] رواه الطبري 3/ 13 وانظر تاريخ اليعقوبي 2/ 56. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 رَوَاهُ الْبَكَّائِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مُنْقَطِعًا، وَفِيهِ: فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا كَانَ عِنْدَ الْحِصْنِ. وَالْبَاقِي بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْعَبْدِيُّ: ثنا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَلِيًّا حَمَلَ الْبَابَ يَوْمَ خَيْبَرَ حَتَّى صَعِدَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ. فَافْتَتَحُوهَا، وَإِنَّهُ خَرِبَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَحْمِلْهُ أَرْبَعُونَ رَجُلا. تَابَعَهُ فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، عَنْ مُطَّلِبٍ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ عليّ يلبس في الحرّ والشتاء القباء المحشوّ الثّخين وما يبالي الْحَرِّ، فَأَتَانِي أَصْحَابِي فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ رَأَيْنَا مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا فَهَلْ رَأَيْتَهُ؟ فَقُلْتُ: وَمَا هُوَ؟ قَالُوا: رَأَيْنَاهُ يَخْرُجُ عَلَيْنَا فِي الْحَرِّ الشَّدِيدِ فِي الْقَبَاءِ الْمَحْشُوِّ وَمَا يُبَالِي الْحَرَّ، وَيَخْرُجُ عَلَيْنَا فِي الْبَرْدِ الشَّدِيدِ فِي الثَّوْبَيْنِ الْخَفِيفَيْنِ وَمَا يُبَالِي الْبَرْدَ، فَهَلْ سَمِعْتَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: لا. فَقَالُوا: سَلْ لَنَا أَبَاكَ فَإِنَّهُ يَسْمُرُ مَعَهُ. فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا. فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَسَمَرَ مَعَهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ عَلِيٌّ: أَوَ مَا شَهِدْتَ مَعَنَا خَيْبَرَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَعَا أَبَا بَكْرٍ فَعَقَدَ لَهُ وَبَعَثَهُ إِلَى الْقَوْمِ، فَانْطَلَقَ فَلَقِيَ الْقَوْمَ، ثُمَّ جَاءَ بِالنَّاسِ وَقَدْ هُزِمُوا؟ فَقَالَ: بَلَى. قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ فَعَقَدَ لَهُ وَبَعَثَهُ إِلَى الْقَوْمِ، فَانْطَلَقَ فَلَقِيَ الْقَوْمَ فَقَاتَلَهُمْ ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ هُزِمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ غَيْرَ فَرَّارٍ» فَدَعَانِي فَأَعْطَانِي الرَّايَةَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ اكْفِهِ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ، فَمَا وَجَدْتُ بَعْدَ ذَلِكَ حَرًّا وَلا بَرْدًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ أُمِّ مُوسَى قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَا رَمِدْتُ وَلا صَدَعْتُ مُذْ دَفَعَ إِلَيَّ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ. رواه أبو داود الطيالسي في مسندة [1]   [1] منحة المعبود: كتاب السيرة النبويّة، باب ما جاء في غزوة خيبر (2/ 105) أخرجه الواسطي في مناقب أمير المؤمنين علي 131 رقم 214 من طريق جرير عن المغيرة عن أم موسى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 فصل فيمن ذكر أن مرحبا قتله مُحَمَّد بْن مسلمة [1] قَالَ موسى بْن عُقْبة، عَنِ ابن شهاب، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام يوم خيبر فوعظهم. وفيه: فخرج اليهود بعاديتها [2] ، فقتل صاحب عادية اليهود فانقطعوا. وقتل مُحَمَّد بْن مَسْلَمَة الأشهليّ مَرْحَبًا اليهوديّ [3] . و [68 ب] قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَة نحوهَ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [4] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ الْحَارِثِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَ مَرْحَبٌ الْيَهُودِيُّ مِنْ حِصْنِ خَيْبَرَ، قَدْ جَمَعَ سِلاحَهُ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لِهَذَا؟ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: أَنَا لَهُ وَأَنَا وَاللَّهِ الْمَوْتُورُ الثَّائِرُ، قَتَلُوا أَخِي بِالأَمْسِ. قَالَ: «قُمْ إِلَيْهِ، اللَّهمّ أعِنْهُ عَلَيْهِ» . فَلَمَّا تَقَارَبَا دخلت بينهما شجرة   [1] في الأصل: سلمة. وهو يرد صحيحا في السياق بعد قليل. [2] في الأصل: بغادتها، وغادته. والتصحيح من المغازي للواقدي (2/ 653) . والعادية: الذين يعدون على أقدامهم أو أول من يحمل من الرجّالة لأنّهم يسرعون العدو. [3] انظر تاريخ خليفة 82 وعيون التواريخ 1/ 266. [4] سيرة ابن هشام 4/ 41، 42. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 عُمْرِيَّةٌ [1] ، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَلُوذُ (بِهَا) [2] مِنْ صَاحِبِهِ، كُلَّمَا لاذَ بِهَا أَحَدُهُمَا اقْتَطَعَ بِسَيْفِهِ مَا دُونَهُ، حَتَّى بَرَزَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ، وَصَارَتْ بَيْنَهُمَا كَالرَّجُلِ الْقَائِمِ مَا فِيهَا فَنَنٌ. ثُمَّ حَمَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فَضَرَبَهُ فَاتَّقَاهُ بِالدَّرَقَةِ، فَعَضَّتْ بِسَيْفِهِ فَأَمْسَكَتْهُ، وَضَرَبَهُ مُحَمَّدٌ حَتَّى قَتَلَهُ [3] . فَقِيلَ إِنَّهُ ارْتَجَزَ وَقَالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَاضِي ... حُلْوٌ إِذَا شِئْتُ وَسُمٌّ قَاضِي وَكَانَ ارْتِجَازُ مَرْحَبٍ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شَاكِي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ ... وَأَحْجَمَتْ عَنْ صَوْلَةِ الْمُغلَّبْ [4] أَطْعَنُ أَحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ ... إِنَّ حِمَايَ لِلْحِمَى لا يُقْرَبُ وقال الواقدي [5] : حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الفضل [6] بن عبيد الله عن [7] رافع ابن خُدَيْج [8] عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِر قَالَ: وحدّثني زكريّا بن زيد، عن عبد الله ابن أَبِي سُفْيَان، عَنْ أبيه، عَنْ سَلَمَةَ بْن سلامة. قال: وعن مجمّع بن   [1] عمرية: قديمة أتى عليها عمر طويل. [2] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع. [3] السيرة 4/ 42. [4] كذا في الأصل، ع وفيه إقواء. وقد ورد في إحدى نسخ السيرة لابن هشام: يحجم عن صولتي المجرب. (انظر ابن هشام: 4/ 41) . وإذا قرئت الأبيات بسكون الباء، فلا إقواء. وراجع الأبيات في تاريخ الطبري 3/ 10 و 11 مع الاختلاف في الألفاظ وكذلك في نهاية الأرب 17/ 251 و 253. [5] المغازي 2/ 654 ولعلّ السند كله محرّفا في الأصل وهو في مغازي الواقدي (2/ 656) : حدّثني محمد بن الفضل، عن أبيه، عن جابر. [6] في الأصل «الفضيل» والتصحيح من تهذيب التهذيب 9/ 401. [7] في الأصل «ابن» والتصحيح من تهذيب التهذيب 3/ 229 إذ ليس له ولد اسمه عبيد الله. [8] لعلّ السند كله محرّفا في الأصل وهو في مغازي الواقدي (2/ 656) : حدّثني محمد بن الفضل، عن أبيه، عن جابر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 يعقوب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مجمّع بْن جارية قَالُوا جميعًا: إنّ مُحَمَّد بْن مَسْلَمَةَ قتل مَرْحبًا. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا حَمَلَ عَلَى مَرْحَبٍ فَقَطَرَهُ [1] على الباب، وفتح عليّ الباب الآخر، وَكَانَ لِلْحِصْنِ بَابَانِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقِيلَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ ضَرَبَ سَاقَيْ مَرْحَبٍ فَقَطَعَهُمَا، فَقَالَ: أَجْهِزْ عَلَيَّ يَا مُحَمَّدُ. فَقَالَ: ذُقِ الْمَوْتَ كَمَا ذَاقَهُ أَخِي مَحْمُودٌ، وَجَاوَزَهُ، وَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَأَخَذَ سَلْبَهُ. فَاخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَلْبِهِ، فَأَعْطَاهُ مُحَمَّدًا. وَكَانَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فِيهِ كِتَابٌ لا يُدْرَى مَا هُوَ، حَتَّى قَرَأَهُ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ تَيْمَاءَ فَإِذَا هُوَ: هَذَا سَيْفُ مَرْحَبٍ مَنْ يَذُقْهُ يُعْطَبْ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ [2] بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ [3] رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: بَرَزَ عَامِرٌ وَكَانَ طُوَالا جَسِيمًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَرَزَ وَطَلَعَ: «أَتَرَوْنَهُ خَمْسَةَ أَذْرُعٍ» ؟ وَهُوَ يَدْعُو إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ لَهُ عَلِيٌّ فَضَرَبَهُ ضَرَبَاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ لا يَصْنَعُ شَيْئًا، حَتَّى ضَرَبَ سَاقَيْهِ فَبَرَكَ، ثُمَّ دَفَّفَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ سِلاحَهُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ مَرْحَبٍ أَخُوهُ يَاسِرٌ، فَبَرَزَ لَهُ الزُّبَيْرُ فَقَتَلَهُ. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ. وَرَوَاهُ موسى بن عقبة   [1] في الأصل، ع: ففطره. والتصحيح من المغازي للواقدي (2/ 654) . وقطره وأقطره: ألقاه على قطره أي جنبه. [2] في الأصل «الفضيل» ، انظر الحاشية (6) من الصفحة السابقة. [3] في الأصل «بن» ، والتصحيح من تهذيب 3/ 229، انظر الحاشية (7) من الصفحة السابقة. [4] سيرة ابن هشام 4/ 42. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 - وَاللَّفْظُ لَهُ- قَالَ: ثُمَّ دَخَلُوا حِصْنًا لَهُمْ مَنِيعًا يُدْعَى الْقَمُوصَ. فَحَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم [69 أ] قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً. وَكَانَتْ أَرْضًا وَخِمَةً شَدِيدَةَ الْحَرِّ. فَجَهَدَ الْمُسْلِمُونَ جَهْدًا شَدِيدًا. فَوَجَدُوا أَحْمِرةً لِيَهُودَ، فَذَكَرَ قِصَّتَهَا، وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِهَا. ثُمَّ قَالَ: [1] وَجَاءَ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ كَانَ فِي غَنَمٍ لِسَيِّدِهِ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلَ خَيْبَرَ قَدْ أَخَذُوا السِّلاحَ، سَأَلَهُمْ مَا يُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُقَاتِلُ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ [ذِكْرُ النَّبِيِّ] [2] فَأَقْبَلَ بِغَنَمِهِ حَتَّى عَمَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، وَقَالَ: مَاذَا لِي؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ» فَقَالَ: يا رسول الله إنّ هَذِهِ الْغَنَمُ عِنْدِي أَمَانَةٌ. قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أخرِجْهَا مِنْ عَسْكَرِنَا وَارْمِهَا بِالْحَصْبَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُؤَدِّي عَنْكَ أَمَانَتَكَ» . فَفَعَلَ، فَرَجَعَتِ الْغَنَمُ إِلَى سَيِّدِهَا. وَوَعَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ. إِلَى أَنْ قَالَ: وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ، فَاحْتَمَلُوهُ فَأُدخِلَ فِي فُسْطَاطٍ. وَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اطَّلَعَ فِي الْفُسْطَاطِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: لَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ هَذَا الْعَبْدَ [3] ، وَقَدْ رَأَيْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ اثْنَتَيْنِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ [4] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي حَيوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة خَيْبَرَ، فَخَرَجَتْ سَرِيَّةٌ فَأَخَذُوا إِنْسَانًا مَعَهُ غَنَمٌ يَرْعَاهَا، فَجَاءُوا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنِّي قَدْ آمَنْتُ [بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ] [5]   [1] من هنا يبدأ الموجود من مغازي عروة. [2] إضافة من المغازي لعروة 200. [3] في المغازي لعروة 200 زيادة: «وساقه إلى خيبر، قد كان الإسلام في قلبه حقّا» . [4] انظر سيرة ابن هشام 4/ 46: والمستدرك على الصحيحين 2/ 636، وعيون الأثر 2/ 142. والبداية والنهاية 4/ 190، 191. [5] ما بين الحاصرتين إضافة من المستدرك على الصحيحين 2/ 136. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 فَكَيْفَ بِالْغَنَمِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ، وَهِيَ لِلنَّاسِ الشَّاةُ وَالشَّاتَانِ [وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ] [1] ، قَالَ: احْصِبْ وُجُوهَهَا ترجع إلى أهلها. فأخذ قبضة من حصباء أو تراب فرمى بها وجوهها، فَخَرَجَتْ تَشْتَدُّ حَتَّى دَخَلَتْ كُلُّ شَاةٍ إِلَى أَهْلِهَا. ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى الصَّفِّ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ. وَلَمْ يُصَلِّ للَّه سَجْدَةً قَطُّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أدخلوه الخباء» فأدخل خباء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: «لَقْد حَسُنَ إِسْلامُ صَاحِبِكُمْ، لَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَإِنَّ عِنْدَهُ لَزَوْجَتَيْنِ لَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ» . وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ أَوْ صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: نا حَمَّادٌ، نا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ أَسْوَدُ اللَّوْنِ، قَبِيحُ الْوَجْهِ. مُنْتِنُ الرِّيحِ، لا مَالَ لِي، فَإِنْ قَاتَلْتُ هَؤُلاءِ حَتَّى أُقْتَلَ أَدْخُلِ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. فَأَتَى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَقْتُولٌ، فَقَالَ: «لَقَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ وَجْهَكَ وَطَيَّبَ رُوحَكَ وَكَثَّرَ مَالَكَ» . قَالَ: وَقَالَ- لِهَذَا أَوْ لِغَيْرِهِ-: «لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ يَتَنَازَعَانِهِ جُبَّتَهُ عَنْهُ، تَدْخُلانِ فِيمَا بَيْنَ جِلْدِهِ وَجُبَّتِهِ» . وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ يونس، عن ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ أَسْلَمَ أَنَّ بَعْضَ بَنِي سَهْمٍ مِنْ أَسْلَمَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَقَالُوا: يا رسول [69 ب] اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ جَهَدْنَا وَمَا بِأَيْدِينَا شَيْءٌ. فَلَمْ يَجِدوُا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ: «اللَّهمّ إِنَّكَ قَدْ علمت حالهم وأنّهم ليست لهم قوّة   [1] إضافة من المستدرك. [2] قال الحاكم النيسابورىّ: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرّجاه وقال الحافظ الذهبي: بل كان شرحبيل متّهما. قاله ابن أبي ذؤيب. (تلخيص المستدرك 2/ 136) . [3] سيرة ابن هشام 4/ 41. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 وَلَيْسَ بِيَدِي مَا أُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ. فَافْتَحْ عَلَيْهِمْ أَعْظَمَ حِصْنٍ بِهَا غِنًى، أَكْثَرُهُ طَعَامًا وَوَدَكًا [1] . فَغَدَا النَّاسُ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حِصْنَ الصَّعْبِ بْنِ مُعَاذٍ، وَمَا بِخَيْبَرَ حِصْنٌ أَكْثَرَ طَعَامًا وَوَدَكًا مِنْهُ. فَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُصُونِهِمْ مَا افْتَتَحَ، وَحَازَ مِنَ الأَمْوَالِ مَا حَازَ، انْتَهَوْا إِلَى حِصْنَيْهِمُ [2] الْوَطِيحِ وَالسُّلالِمِ، وَكَانَا آخِرَ حُصُونِ خَيْبَرَ افْتِتَاحًا، فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم بضع عشرة ليلة [3] .   [1] الودك: الدّسم. [2] في الأصل، ع: حصنهم وأثبتنا نصّ ابن هشام. [3] انظر الخبر أيضا في تاريخ الطبري 3/ 14 وبعضه في نهاية الأرب 17/ 255 و 27. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 ذكر صفية وقال البكّائي، عَنِ ابن إسحاق قَالَ: ويُدْني [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأموال، يأخذها مالًا مالًا، ويفتحها حصنًا حصنًا. فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم، وعنده قُتِل محمود بْن مَسْلَمَة الأنصاريّ أخو مُحَمَّد، ألقيت عَلَيْهِ رَحَى فقتلته. ثُمَّ القَمُوص، حصن ابن أَبِي الحُقَيْق. وأصاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم سبايا، منهنّ صفيَّة بِنْت حُيَيّ بْن أخطب [2] ، وبنتا عمّ لَهَا، فأعطاهما دِحْيةَ الكلبي. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابن إسحاق [3] ، حدّثني ابن لمحمد بْنِ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِهِ، وَحَدَّثَنِيهِ مِكْنَفٌ، قَالا: حَاصَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ خَيْبَرَ فِي حِصْنَيْهِمُ [4] الْوَطِيحِ وَالسُّلالِمِ، حَتَّى إِذَا أَيْقَنُوا بِالْهَلَكَةِ، سَأَلوُا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُسَيِّرَهُمْ وَيَحْقِنَ دِمَاءَهُمْ، فَفَعَلَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ حَازَ الأَمْوَالَ كُلَّهَا: الشَّقَّ وَالنَّطَّاةَ وَالْكُتَيْبَةَ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ، إِلا ما كان في   [1] عند ابن كثير 4/ 192 «وتدنّى» . [2] تاريخ خليفة 82 و 83. [3] سيرة ابن هشام 4/ 43 وفتوح البلدان 1/ 27. [4] في الأصل، ع: حصنهم. وأثبتنا نصّ ابن هشام، والطبري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 ذَيْنِكَ الْحِصْنَيْنِ. فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ أَهْلُ فَدَكٍ قَدْ صَنَعُوا مَا صَنَعُوا، بَعَثُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُسَيِّرَهُمْ وَيَحْقِنَ دِمَاءَهُمْ، وَيُخْلُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَمْوَالِ، فَفَعَلَ. فَكَانَ مِمَّنْ مَشَى بَيْن يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَهُمْ، فِي ذَلِكَ، مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ. فَلَمَّا نَزَلُوا عَلَى ذَلِكَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُعَامِلَهُمْ [فِي] [1] الأَمْوَالِ عَلَى النِّصْفِ، وَقَالُوا: نَحْنُ أَعْلَمُ بِهَا مِنْكُمْ وَأَعْمَرُ لَهَا. فَصَالَحَهُمْ عَلَى النِّصْفِ، عَلَى أَنَّا إِذَا شِئْنَا أَنْ نُخْرِجَكُمْ أَخْرَجْنَاكُمْ. وَصَالَحَهُ أَهْلُ فَدَكٍ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ. فَكَانَتْ أَمْوَالُ خَيْبَرَ فَيْئًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَتْ فَدَكٌ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُجْلَبُوا عَلَيْهَا بِخَيْلٍ وَلا رِكَابٍ [2] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ. وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ظَهَرَ عَلَى أَهْلِ خَيْبَرَ قَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذَّرِارِيَّ. فَصَارَتْ صَفِيَّةُ لِدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، ثُمَّ صَارَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن عمرو (بن أبي عمرو) [4] [70 أ] ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَالُ صَفِيَّةَ، وَكَانَتْ عَرُوسًا وَقُتِلَ زَوْجُهَا، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم لنفسه. فلما كنّا بسدّ الصّهباء [5]   [1] إضافة من السيرة،. وعند الطبري «بالأقوال» . [2] سيرة ابن هشام 4/ 43، 44 تاريخ الطبري 3/ 14، 15، تاريخ خليفة 83، البداية والنهاية 4/ 198، فتوح البلدان 1/ 34. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر. (5/ 74) وانظر عن زواج النبي صلّى الله عليه وسلّم من صفية: الطبقات لابن سعد 8/ 85 وما بعدها، تسمية أزواج النبي لأبي عبيدة 66، والاستيعاب 4/ 1871 وأسد الغابة 5/ 490، والسمط الثمين 118، والإصابة 4/ 337، وإمتاع الأسماع 321 و 331، 332. [4] انظر ترجمته في تهذيب التهذيب (8/ 82) . [5] سدّ الصهباء: قال ياقوت في صهباء (3/ 435) : اسم موضع بينه وبين خيبر روحة، له ذكر في الأخبار. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 حَلَّتْ، فَبَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاتَّخَذَ حَيْسًا [1] فِي نِطْعٍ صَغِيرٍ، وَكَانَتْ وَلِيمَتَهُ. فَرَأَيْتُهُ يُحَوِّي لَهَا بِعَبَاءَةٍ خَلْفَهُ، وَيَجْلِسُ عِنْدَ نَاقَتِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَجِيءُ صَفِيَّةُ فَتَضَعُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ ثُمَّ تَرْكَبُ [2] . فَلَمَّا بَدَا لَنَا أُحُدٌ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، بِأَطْوَلَ مِنْ هَذَا، وَمُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدٌ، سَمِعَ أَنَسًا قَالَ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ خَيْبَرَ وَالْمَدِينَةِ ثَلاثَ لَيَالٍ يَبْنِي عَلَيْهِ بِصَفِيَّةَ. فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى وَلِيمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا كَانَ فِيهَا مِنْ خُبْزٍ وَلا لَحْمٍ، وَمَا كَانَ إِلا أَنْ أَمَرَ [بِلالا] [4] بِالأَنْطَاعِ فَبُسِطَتْ، وَأُلْقِيَ عَلَيْهَا التَّمْرُ وَالأَقِطُ وَالسَّمْنُ. فقال المسلمون: إحدى أمّهات المؤمنين هي أو ما ملكت يمينه؟ قالوا: إن حجبها فهي إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ مَا مَلَكَتْ يَمِينُهُ. فَلَمَّا ارْتَحَلَ وَطَّأَ لَهَا خَلْفَهُ، وَمَدَّ الْحِجَابَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [5] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ [6] . عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ- فِيمَا أَحْسَبُ- عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاتَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ حَتَّى أَلْجَأَهُمْ إِلَى قَصْرِهِمْ، فَغَلَبَ عَلَى الأَرْضِ وَالزَّرْعِ وَالنَّخْلِ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَنْ يَجْلُوا مِنْهَا، وَلَهُمْ مَا حَمَلَتْ رِكَابُهُمْ، وَلِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم الصّفراء والبيضاء، ويخرجون منها.   [1] الحيس: تمر يخلط بسمن وأقط فيعجن شديدا ثم يندر منه نواه وربّما جعل فيه سويق (المحيط) . [2] المغازي لعروة 199، فتح الباري 7/ 480. [3] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب من غزا بصبيّ للخدمة. وكتاب المغازي، باب غزوة خيبر (4211) وصحيح مسلم: كتاب النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمته ثم يتزوّجها. [4] إضافة من البخاري 5/ 77 والبداية والنهاية 4/ 196. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر. 5/ 77، 78 وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 8/ 122. [6] انظر دلائل النبوّة للبيهقي، وفتوح البلدان للبلاذري 1/ 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ لا يَكْتُمُوا شَيْئًا، فَإِنْ فَعَلُوهُ فَلا ذِمَّةَ لَهُمْ وَلا عَهْدَ. فَغَيَّبُوا مَسْكًا [1] فِيهِ مَالٌ وَحُلًى لِحُيَيِّ بْنُ أَخْطَبَ، كَانَ احْتَمَلَهُ مَعَهُ إِلَى خَيْبَرَ حِينَ أُجْلِيَتْ [بَنُو] النَّضِيرِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّ حُيَيٍّ: مَا فَعَلَ مَسْكُ حُيَيٍّ الَّذِي جَاءَ بِهِ مِنَ النَّضِيرِ؟ قَالَ: أَذْهَبَتْهُ النَّفَقَاتُ وَالْحُرُوبُ. فَقَالَ: الْعَهْدُ قَرِيبٌ وَالْمَالُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الزُّبَيْرِ، فَمَسَّهُ بِعَذَابٍ. وَقَدْ كَانَ حُيَيٌّ قَبْلَ ذَلِكَ دَخَلَ خَرَبَةً، فَقَالَ عَمُّهُ: قَدْ رَأَيْتَ حُيَيًّا يَطُوفُ فِي خربة هاهنا: فَذَهَبُوا فَطَافُوا. فَوَجَدُوا الْمَسْكَ فِي الْخَرَبَةِ. فَقَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَيْ [أَبِي] [2] حُقَيْقٍ، وَأَحَدُهُمَا زَوْجُ صَفِيَّةَ. وَسَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُمْ وَذَرَارِيَّهُمْ، وَقَسَّمَ أَمْوَالَهُمْ بِالنَّكْثِ الَّذِي نَكَثُوا. وَأَرَادَ أَنْ يُجْلِيَهُمْ مِنْهَا. فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، دَعْنَا نَكُونُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ نُصْلِحُهَا وَنَقُومُ عَلَيْهَا. وَلَمْ يَكُنْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا لأَصْحَابِهِ غِلالٌ [3] يَقُومُونَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَاهُمْ عَلَى النّصف ما بعدا [4] لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] . فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ يَأْتِيهِمْ كُلَّ عَامٍ فَيَخْرُصُهَا عَلَيْهِمْ ثُمَّ يُضَمِّنُهُمُ الشَّطْرَ. فَشَكَوْا إِلَى رسول الله] 70 ب] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِدَّةَ خَرْصِهِ [6] ، وَأَرَادُوا أَنْ يَرْشُوهُ فَقَالَ: يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ تُطْعِمُونِّي السُّحْتَ؟ وَاللَّهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَلأَنْتُمْ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ مِنَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، وَلا يَحْمِلُنِي بُغْضِي إِيَّاكُمْ وَحُبِّي إِيَّاهُ عَلَى أَنْ لا أَعْدِلَ عَلَيْكُمْ. فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.   [1] المسك: الجلد عامة أو جلد السخلة خاصة (السخلة ولد الشاة) . [2] ساقطة من الأصل. [3] في طبعة القدسي 39 «غلمان» والتصحيح من البداية والنهاية 4/ 199. [4] النقص واضح في العبارة، وفي البداية والنهاية 4/ 199 «فأعطاهم خيبر على أنّ لهم الشطر من كل زرع ونخيل وشيء ما بدا لرسول الله» . [5] رواه أبو داود في سنة 3/ 158 رقم 3006 كتاب الخراج والإمارة والفيء. [6] الخرص: الخزر والحدس والتخمين، وخرص العدد قدّره تقديرا بظنّ لا إحاطة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 قَالَ: وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنِ صَفِيَّةَ خُضْرَةً، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ رَأْسِي فِي حِجْرِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ وَأَنَا نَائِمَةٌ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَمَرًا وَقَعَ فِي حِجْرِي فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَلَطَمَنِي وَقَالَ: تَمَنِّينَ مَلِكَ يَثْرِبَ؟ قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ، قَتَلَ أَبِي وَزَوْجِي. فَمَا زَالَ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ وَيَقُولُ: إِنَّ أَبَاكِ أَلَّبَ الْعَرَبَ عَلَيَّ وَفَعَلَ وَفَعَلَ، حَتَّى ذَهَبَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِي. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ ثَمَانِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرِ كُلِّ عَامٍ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ [مِنْ خَيْبَرَ] [1] . فَلَمَّا كَانَ زَمَانُ عُمَرَ غَشُّوا الْمُسْلِمِينَ، وَأَلْقَوُا ابْنَ عُمَرَ مِنْ فَوْقِ بَيْتٍ، ففدعوا [2] يديه، فقال عمر: من كان لهم سَهْمٌ بِخَيْبَرَ فَلْيَحْضُرْ، حَتَّى قَسَّمَهَا بَيْنَهُمْ. وَقَالَ رَئِيسُهُمْ: لا تُخْرِجْنَا، دَعْنَا نَكُونُ فِيهَا كَمَا أَقَرَّنَا رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ لَهُ: أَتُرَاهُ سَقَطَ عَنِّي [3] قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ بِكَ إِذَا وَقِصَتْ [4] بِكَ رَاحِلَتُكَ نَحْوَ الشَّامِ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ يَوْمًا. وَقَسَّمَهَا عُمَرُ بَيْنَ مَنْ كَانَ شَهِدَ خَيْبَرَ مِنْ أَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ. اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِهِ، فَقَالَ: وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ [5] . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْمَرَّارُ بْنُ حَمَّوَيْهِ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِنَانِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: لما فُدِعْتُ بِخَيْبَرَ قَامَ عُمَرُ خَطِيبًا فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ يَهُودَ خيَبْرَ عَلَى أَمْوَالِهَا، وَقَالَ: نُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللَّهُ، وَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ مَالُهُ هُنَاكَ، فَعُدِيَ عَلَيْهِ من   [1] إضافة من فتوح البلدان 1/ 27 وانظر سنن أبي داود (3007) كتاب الخراج والإمارة والفيء. [2] الفدع: اعوجاج الرسغ من اليد أو الرجل، أو زيغ بين القدم وعظم السّاق. [3] عند ابن كثير 4/ 200 «عليّ» . [4] في طبعة القدسي 392 «وفضت» ، والصحيح ما أثبتناه، ووقص بمعنى كسر، وهنا بمعنى اتجهت. [5] صحيح البخاري: كتاب الشروط، باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك. (3/ 177، 178) ورواه أبو داود مختصرا من حديث حمّاد ابن سلمة. وقال ابن كثير: ولم أره في الأطراف. (البداية والنهاية 4/ 199، 200) وانظر فتوح البلدان 1/ 25، 27. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 اللَّيْلِ فَفُدِعَتْ يَدَاهُ، وَلَيْسَ لَنَا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرُهُمْ، وَهُمْ تُهْمَتُنَا [1] ، وَقَدْ رَأَيْتُ إِجْلاءَهُمْ. فَلَمَّا أَجْمَعَ عَلَى ذَلِكَ أَتَاهُ أَحَدُ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، تُخْرِجُنَا وَقَدْ أَقَرَّنَا مُحَمَّدٌ وَعَامِلُنَا؟ فَقَالَ: أَظَنَنْتَ أَنِّي نَسِيتُ قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ بِكَ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنْ خَيْبَرَ تَعْدُو قَلُوصُكَ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ. فَأَجْلاهُمْ وَأَعْطَاهُمْ قِيمَةَ مَا لَهُمْ مِنَ الثَّمَرِ مَالا وَإِبِلا وَعَرُوضًا مِنْ أَقْتَابٍ وَحِبَالٍ وَغَيْرَ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي أَحْمَدَ [2] . وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ [3] ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ [4] عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ قَسَّمَهَا عَلَى سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ سَهْمًا، جَمَعَ كُلَّ سَهْمٍ مِائَةَ سَهْمٍ، فَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِلْمُسْلِمِينَ النِّصْفُ مِنْ ذَلِكَ، وَعَزَلَ النِّصْفَ الْبَاقِي لِمَنْ نَزَلَ بِهِ مِنَ الوفود والأمور ونوائب النّاس [71 أ] . أخرجه أَبُو دَاوُدَ [5] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ [6] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَّمَ خَيْبَرَ سِتَّةً وَثَلاثِينَ سَهْمًا، فَعَزَلَ لِلْمُسْلِمِينَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا، فَجَمَعَ كُلَّ سَهْمٍ مِائَةً، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ وَلَهُ سَهْمٌ كَسَهْمِ أَحَدِهِمْ [7] . وَعَزَلَ النِّصْفَ لِنَوَائِبِهِ وَمَا يَنْزِلُ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ ذَلِكَ الوطيح   [1] التهمة: (كهمزة) ما يتهم عليه. وهم تهمتنا أي نظنّ فيهم ما نسب إليهم. [2] صحيح البخاري: كتاب الشروط، باب إذا اشترط في المزارعة إذا شئت أخرجتك. (3/ 177، 178) . [3] في الأصل، ع: سعد ويأتي صحيحا في سند الحديث التالي. وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب (11/ 220) . [4] في الأصل: بشار. والتصحيح من ع ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (1/ 472) . ومن فتوح البلدان 1/ 28 و 29. [5] سنن أبي داود: كتاب الخراج والفيء والإمارة، باب ما جاء في حكم أرض خيبر (2/ 142) وانظر: عيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 141. [6] في الأصل: بشار. وانظر ما تقدّم. [7] في الأصل: كسهم آخرهم. وما أثبتناه من ع وسنن أبي داود (2/ 143) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 وَالسُّلالِمَ وَالْكُتَيْبَةَ وَتَوَابِعَهَا، فَلَمَّا صَارَتِ الأَمْوَالُ بِيَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عُمَّالٌ يَكْفُونَهُمْ عَمَلَهَا، فَدَعَا الْيَهُودُ فَعَامَلَهُمْ [1] . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ [2] : وَهَذَا لأَنَّ بَعْضَ خَيْبَرَ فُتِحَ عَنْوَةً، وَبَعْضَهَا صُلْحًا. فَقَسَّمَ مَا فُتِحَ عَنْوةً بَيْنَ أَهْلِ الْخُمْسِ وَالْغَانِمِينَ، وَعَزَلَ مَا فُتِحَ صُلْحًا لِنَوَائِبِهِ وَمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ [ثنا] مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ خَيْبَرَ يَوْمَ أَشْرَكَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِيهَا زَرْعٌ وَنَخْلٌ فَكَانَ يُقَسِّمُ لِنِسَائِهِ كُلَّ سَنَةٍ لكلّ واحدة منهنّ مائة وسق تمر، وعشرين وسق شعير لِكُلِّ امْرَأَةٍ. رَوَاهُ الذُّهْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَأَسْقَطَ مِنْهُ: ابْنَ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَّمَ لِمِائَتَيْ فَرَسٍ يَوْمَ خَيْبَرَ سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ، وَقَالَ لِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ مِثْلَ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: كَانُوا يَوْمَ خَيْبَرَ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَكَانَتِ الْخَيْلِ مِائَتَيْ فَرَسٍ [3] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عن سعيد بن   [1] قال البلاذري من رواية بشير بن يسار 28: «فدفعها» الى اليهود يعملونها. على نصف ما خرج منها» وانظر: سنن أبي داود 3/ 160 رقم (3014) كتاب الخراج والإمارة والفيء. [2] في دلائل النبوّة. [3] عيون الأثر 2/ 139. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 الْمُسَيِّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: لَمَّا قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى مِنْ خَيْبَرَ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ، مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَؤُلاءِ إِخْوَتُكَ بَنُو هَاشِمٍ لا يُنْكَرُ فَضْلُهُمْ لِمَكَانِكَ الَّذِي جَعَلَكَ اللَّهُ بِهِ مِنْهُمْ. أَرَأَيْتَ إِخْوَانَنَا مِنْ بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْكَ. فَقَالَ: إِنَّهُمْ: لَمْ يُفَارِقُونَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ، وَإِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ، ثُمَّ شَبَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ إِحْدَاهُمَا فِي الأُخْرَى. اسْتَشْهَدَ بِهِ خ [1] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: دُلِّيَ جِرَابٌ مِنْ شَحْمٍ يَوْمَ خَيْبَرَ فَالْتَزَمْتُهُ، وَقُلْتُ: هَذَا لا أُعْطِي أَحَدًا مِنْهُ شَيْئًا. فَالْتَفَتُّ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَسَّمُ، فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: نا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُجَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قُلْتُ أَكُنْتُمْ تُخَمِّسُونَ الطعام في عهد رسول [71 ب] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَصَبْنَا طَعَامًا يَوْمَ خَيْبَرَ فَكَانَ الرَّجُلُ يَجِيءُ فَيَأْخُذُ مِنْهُ مِقْدَارَ مَا يَكْفِيهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [3] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ- أَوْ عَنْ أَبِي قِلابَةَ- قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ قَدِمَ وَالثَّمَرَةَ خضرة، فأشرع   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر (5/ 79) . [2] صحيح البخاري: كتاب فرض الخمس، باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب، وكتاب المغازي، باب غزوة خيبر 3/ 78. وصحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب أخذ الطعام من أرض العدو. [3] سنن أبي داود: كتاب الجهاد، باب في النّهي عن النّهي إذا كان في الطعام قلّة في أرض العدو (2/ 60) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 النَّاسُ فِيهَا فَحُمُّوا، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُقَرِّسُوا الْمَاءَ فِي الشِّنَانِ [1] ، ثُمَّ يَحْدُرُونَ [2] عَلَيْهِمْ بَيْنَ أَذَانَيِ الْفَجْرِ، وَيَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: فَفَعَلُوا فَكَأَنَّمَا نَشِطُوا مِنْ عَقْلٍ. وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُمَيْرٌ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ، قَالَ: شَهِدْتُ خَيْبَرَ، مَعَ سَادَتِي، فَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ بِي فَقُلِّدْتُ سَيْفًا، فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ، فَأُخْبِرَ أَنِّي مَمْلُوكٌ، فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ، أَيْ رَدِيئَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [3] . ذِكْرُ من استشهد عَلَى خيبر عَلَى ما ذكر ابن إِسْحَاق [4] ، قَالَ: من حلفاء بني أُميَّة: ربيعة بن أكثم. وثقف [5] بن عمرو. ورفاعة ابن مسروح. ومن بني أسد بْن عَبْد العُزَّى. عَبْد الله بن الهبيب [6] . ومن الأنصار. فُضَيْل بْن النُّعمان السَّلمي، ومسعود بْن سعد الزُّرَقي. وأبو الضّيّاع [7]   [1] قرس الماء تقريسا: بردّه: والشّنان: الأسقية. [2] الحدر: الإسراع. [3] سنن أبي داود: كتاب الجهاد باب في المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة (2/ 67) . [4] سيرة ابن هشام 4/ 49. [5] في سيرة ابن هشام 4/ 49 «ثقيف» ، والمثبت عن: المغازي لعروة 199، وطبقات ابن سعد 398/ 98 وتاريخ خليفة 83، وحلية الأولياء 1/ 352 والإصابة 1/ 202 رقم 960. [6] قال ابن هشام: بضم الهاء ويقال بفتحها. [7] هو: أبو ضياح بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف (السيرة 4/ 49) وقال في المغازي لعروة 199 «أبو الصباح أو أبو ضياح» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 ابن ثابت، أحد بني عَمْرو بْن عَوْف. والحارث بْن حاطب، وعُرْوة بْن مُرّة [1] . وأوس بْن القائد [2] . وأنيف بْن حبيب. وثابت بْن أثلة [3] . وطلحة [4] . وعمارة بْن عُقبة الغِفَاريّ. وقد تقدّم: عامر بْن الأكْوع، ومحمود بْن سَلَمَةَ. والأسود الراعي. وزاد عَبْد الملك بْن هشام [5] ، فقال: مَسْعُود بْن ربيعة، حليف بني زُهرة وأوس بْن قَتَادَة الأنصاريّ. وزاد بعضهم فقال: ومبشّر بْن عَبْد المنذر، وأبو سُفْيَان بْن الحارث [6] وليس بالهاشميّ. قدوم جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب ومَن معه خ، م [7] قَالا: ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدٌ عَنْ [8] أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ:   [1] في السيرة «عروة بن سراقة» وهو: عروة بن مرة بن سراقة. كما في الإصابة 2/ 477. [2] في الأصل: القائف، تصحيف. وقد اختلف في اسم أبيه فقيل الفائد والفاتك والفاكه. انظر ترجمته في أسد الغابة (1/ 174) والإصابة (1/ 86) . [3] في الأصل: أيلة. والتصحيح من ترجمته في أسد الغابة (1/ 265) . والإصابة (1/ 190) وسيرة ابن هشام 4/ 49. [4] ورد في أسد الغابة والإصابة غير منسوب. وفي شرح أبي ذرّ أنه «طلحة بن يحيى بن مليل بن ضمرة» . [5] سيرة ابن هشام 4/ 49. [6] تاريخ خليفة 84. [7] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر. 5/ 79- 81 وصحيح مسلم (2502) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل جعفر بن أبي طالب إلخ. [8] في الأصل (بن) . خطأ تصحيحه من الصحيحين وتهذيب التهذيب. وهو بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري 1/ 431 رقم 795 أما أبو بردة الّذي يروي عنه فهو عمرو بن يزيد التميمي الكوفي (التهذيب 8/ 119 رقم 200) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 بَلَغَنَا مَخْرَجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ بِالْيَمَنِ، فَخَرَجْنَا مُهَاجِرِينَ إِلَيْهِ، أَنَا وَأَخَوَانٌ لِي أَنَا أَصْغَرُهُمُ، أَحَدُهُمَا أَبُو رُهْمٍ، وَالآخَرُ أَبُو بُرْدَةَ، إِمَّا قَالَ: بِضعٌ، وَإِمَّا قال: في ثلاثة، أو اثنين وخمسين رجلا من قومي. فركبنا سفينة، فألقتنا سَفِينَتَنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِالْحَبَشَةِ. فَوَافَقْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ. فَقَالَ جَعْفَرٌ. إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثنا وَأَمَرَنَا، يَعْنِي بِالإِقَامَةِ، فَأَقِيمُوا مَعَنَا، فَأَقَمْنَا مَعَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا جَمِيعًا، فَوَافَقْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَتَحَ خَيْبَرَ. فَأَسْهَمَ لَنَا، وَمَا قَسَمَ لأَحَدٍ غَابَ عَنْ فَتْحِ خَيْبَرَ شَيْئًا إِلا لِمَنْ شَهِدَ مَعَهُ، إِلا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا، مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ، قَسَمَ لَهُمْ مَعَهُمْ. قَالَ: فَكَانَ أُنَاسٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُونَ لَنَا: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ. قَالَ: وَدَخَلَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، وَهِيَ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَنَا، عَلَى حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَةً [72 أ] وَقَدْ كَانَتْ هَاجَرَتْ إِلَى النَّجَاشِيِّ. فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى حَفْصَةَ وَأَسْمَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَأَى أَسْمَاءَ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ. قَالَ عُمَرُ: آلْحَبَشِيَّةُ هَذِهِ؟ آلْبَحْرِيَّةُ هَذِهِ؟ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: نَعَمْ. فَقَالَ عُمَرُ: سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةِ، نَحْنُ أَحَقُّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَتْ، فَقَالَتْ كَلِمَةً: [كَذَبْتَ] [1] يَا عُمَرُ! كَلا وَاللَّهِ، كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْعِمُ جَائِعَكُمْ وَيَعِظُ جَاهِلَكُمْ، وَكُنَّا فِي دَارِ- أَوْ أَرْضِ- الْبُعَدَاءِ، أَوِ الْبُغَضَاءِ، بِالْحَبَشَةِ، وَذَلِكَ فِي اللَّهِ تَعَالَى وَفِي رَسُولِهِ. وَايْمُ اللَّهِ لا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَذْكُرَ مَا قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ كُنَّا نُؤْذَى وَنَخَافُ وَسَأَذْكُرُ لَهُ ذَلِكَ وَأَسْأَلُهُ. فَلَمَّا جَاءَ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ عُمَرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: «لَيْسَ بِأَحَقَّ بِي مِنْكُمْ، لَهُ وَلأَصْحَابِهِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَكُمْ أَنْتُمْ- أَهْلَ السَّفِينَةِ- هِجْرَتَانِ» . قَالَتْ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ يَأْتُونِي أَرْسَالا، يَسْأَلُونِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ. مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ هُمْ به   [1] سقطت من الأصل، ع: وزدناها من صحيح مسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 أَفْرَحُ وَلا أَعْظَمُ فِي أَنْفُسِهِمْ مِمَّا قَالَ لهم رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ أَبَا مُوسَى وَإِنَّهُ لَيَسْتَعِيدُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنِّي. وَقَالَ: لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَهَاجَرْتُمْ إِلَيَّ [1] . وَقَالَ أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنَ الْحَبَشَةِ تَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ مَا أَرَى [2] بِأَيِّهِمَا أَفْرَحُ، بِفَتْحِ خَيْبَرَ أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ [3] وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: عَنْ أَجْلَحَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا الزُّهْرِيُّ، أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشيّ [يحدّث] [4] عن أبي هريرة، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم بخيبر حين افتتحها، فسألته عن أَنْ يُسْهِمَ لِي. فَتَكَلَّمَ بَعْضُ وَلَدِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ: لا نُسْهِمُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقُلْتُ: هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ [5] . فَقَالَ، أَظُنُّهُ ابْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: يَا عَجَبِي لِوَبْرٍ قَدْ تَدَلَّى عَلَيْنَا مِنْ قُدُومِ ضَالٍّ [6] يُعَيِّرُنِي بِقَتْلِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَلَى يَدِي، وَلَمْ يُهِنِّي عَلَى يَدَيْهِ. لَفْظُ د [7] ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، لَكِنْ قَالَ: مِنْ قُدُومِ ضَأْنٍ [8] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عن الزّهري، أخبرني عنبسة   [1] انظر البداية والنهاية 4/ 205، 206. [2] في سيرة ابن هشام 4/ 52 «ما أدري» . [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 100 والحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 211 من غير هذا الطريق وبلفظ مختلف. [4] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع وسنن أبي داود. [5] هو النعمان بن قوقل الأنصاري الصحابي، قتله أبان يوم أحد. (الإصابة 3/ 564 رقم 8755) . [6] في صحيح البخاري 5/ 82 قال أبو عبد الله الضالّ السّدر. [7] سنن أبي داود: كتاب الجهاد، باب فيمن جاء بعد الغنيمة لا سهم له (2/ 67) . [8] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر (5/ 82) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 ابن سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُخْبِرُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ قِبَل نَجْدٍ، فَقَدِمَ أَبَانُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَيْبَرَ بَعْدَ فَتْحِهَا، وَإِنَّ حُزُمَ خَيْلِهِمْ لَلِيفٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَقْسِمْ لَهُمْ. فَقَالَ أَبَانٌ: أَنْتَ بِهَذَا يَا وَبْرُ تَحَدَّرُ مِنْ رَأْسِ ضَالٍّ [1] . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَانُ، اجْلِسْ، فَلَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ. عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، فَقَالَ: وَيُذْكَرُ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ [2] . وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب [72 ب] قَالَ: كانت بنو فزارة ممّن قدِم أهل خيبر ليُعِيُنوهم. فراسلهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لا يعينوهم، وسألهم أن يخرجوا عَنْهُمْ، ولكم من خيبر كذا وكذا. فأَبَوا عَلَيْهِ. فلما فتح الله خيبرَ، أتاه من كَانَ هنالك من بني فزارة، قَالَوا: [اعْطِنا] [3] حظَّنا الَّذِي وعدْتنا. فقال: «حظّكم» ، أو قَالَ لكم ذو الرقيبة- جبل من جبال خيبر- قَالُوا: إذًا نقاتلك. فقال: «موعدكم جَنَفَاء» . فلما سمعوا ذَلِكَ هربوا. جنفاء ماء من مياه بني فزارة. وقال خ [4] ، ثنا مكّي بْن إِبْرَاهِيم، نا يزيد بْن أَبِي عُبَيْد قَالَ: رَأَيْت أثر ضربة فِي ساق سَلَمَةَ فقلت: يا أَبَا مُسْلِم، ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربة أصابتني يومَ خيبر، فقال النّاس: أصيب سَلَمَةَ، فأتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَفَثَ فيها ثلاث نَفَثَاتٍ، فما اشتكيتها حتى السّاعة.   [1] ويروى: من رأس ضأن كما تقدّم، والضأن: قيل هو جبل بهذا الاسم، وقيل هو الغنم. كأنّه يعرّض بأبي هريرة لقوله: لا تقسم لهم. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر (5/ 82) . [3] في الأصل: أحظنا. والتصحيح من معجم البلدان (جنفاء) وقد أورد الحديث بتمامه من رواية موسى بن عقبة التي هنا. وجنفاء: موضع في بلاد بني فزارة، وموضع بين خيبر وفيد، ذكرهما ياقوت 2/ 172 ونسب إليه السمهوري (2/ 283) قوله عن الموضع الثاني أنه هو الّذي وقع ذكره في غزوة خيبر. وليس في المطبوع ما يشير إلى ذلك. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر. (5/ 75، 76) وعيون الأثر 2/ 142. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَاقْتَتَلُوا. فَمَالَ كُلُّ فَرِيقٍ [1] إِلَى عَسْكَرِهِمْ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لِلْمُشْرِكِينَ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً [2] إِلا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ [3] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ» . فَقَالُوا: أَيُّنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لَا يَمُوتُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ أَبَدًا، فَاتَّبَعَهُ حَتَّى جُرِحَ، فَاشْتَدَّتْ جِرَاحَتُهُ وَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ، فَوَضَعَ سَيْفَهُ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ. فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ» ؟ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ الرَّجُلَ لِيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّهُ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَإِنَّهُ لِمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ [5] مِنْ حَدِيثِ شُعَيْبِ [6] بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، فَقَالَ لِرَجُلٍ، يَعْنِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ. فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ سهل بن سعد.   [1] في صحيح البخاري «قوم» بدل «فريق» . [2] الشاذ: هو الّذي يكون مع الجماعة ثم يفارقهم. والفاذّ هو الّذي لم يكن قط قد اختلط بهم والتأنيث فيهما باعتبار النفس والتاء للوحدة (شرح الكرماني) . [3] في صحيح البخاري زيادة: «فقيل يا رسول الله ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان» . [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر 5/ 76 وصحيح مسلم (112) كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه إلخ. [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر. (5/ 74، 75) . [6] في الأصل: سعيد، تحريف تصويبه من صحيح البخاري ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (4/ 351) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن محمد بن يحيى ابن حِبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ. فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ: فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ، فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ. شَأْنُ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ وَقَالَ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اجْمَعُوا من كان هاهنا من اليهود» . فجمعوا [73 أ] لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ» ؟ قَالُوا: نعَمَ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَبُوكُمْ» ؟ قَالُوا: أَبُونَا فُلانٌ. قَالَ: «كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلانٌ» ، قَالُوا: صَدَقْتَ وبرزت. قَالَ لَهُمْ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ في آبائنا [1] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ أَهْلُ النَّارِ» ؟ فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: «اخسئوا فيها، فو الله لَا نَخْلُفَنَّكُمْ فِيهَا أبدًا» ، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ (فِي شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ) » ؟ قالوا: نعم. قال: «أجعلتم في هذه الشاة سمّا» ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ» ؟ قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ نَسْتَرِيحَ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ. أَخْرَجَهُ خ [2] .   [1] عند ابن سعد 2/ 115 «أبينا» . [2] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم 4/ 66. وكتاب الطب، باب ما يذكر في سمّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. (7/ 32) وانظر البداية والنهاية 4/ 208، 209، والطبقات الكبرى 2/ 115، 116. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 وَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ يَهُودِيَّةَ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ، قَالَتْ: أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ. فَقَالَ: «مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَلِكَ» . أَوْ قَالَ: «عَلَيَّ» ، قالوا:. لا نَقْتُلُهَا. قَالَ: «لَا» . فَمَا زِلْتُ، أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ خَالِدٍ [1] . وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مَسْمُومَةً، فَقَالَ: «أَمْسِكُوا فَإِنَّهَا مَسْمُومَةً» ، قَالَ: «وَمَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ» ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَسَيُطْلِعُكَ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ قَالَ: فَمَا عَرَضَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ نَحْوَهُ. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ يَهُودِيَّةً أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مَصْلِيَّةً [3] بِخَيْبَرَ، فَأَكَلَ وَأَكَلُوا، ثُمَّ قَالَ: «أَمْسِكُوا» . وَقَالَ لَهَا: «هَلْ سمّيت هَذِهِ الشَّاةَ» ؟ قَالَتْ: مَنْ أَخْبَرَكَ؟ قَالَ: «هَذَا الْعَظْمُ» . قَالَتْ: نَعَمْ. فَاحْتَجَمَ عَلَى الْكَاهِلِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَاحْتَجَمُوا، فَمَاتَ بَعْضُهُمْ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَسْلَمَتْ، وتركها [4] .   [1] صحيح البخاري: كتاب الهبة، باب قبول الهدية من المشركين. 3/ 141 وصحيح مسلم (2190) . كتاب السلام، باب السم. البداية والنهاية 4/ 209. [2] البداية والنهاية 4/ 209 وقال: رواه أبو داود عن هارون بن عبد الله عن سعيد بن سليمان به. وانظر الطبقات الكبرى 2/ 200. [3] مصلية: مشويّة، من الصّلي وهو الشّيّ. [4] البداية والنهاية 4/ 210. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ: ثنا سُلَيْمَانُ الْمَهْدِيُّ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ جَابِرٌ يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً سَمَّتْ شَاةً أَهْدَتْهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الْحَدِيثَ [1] . وَقَالَ خَالِدٌ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً، نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ. قَالَ: فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، وَأَمَرَ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقُتِلَتْ [2] . ويحتمل [73 ب] أَنَّهُ لَمْ يَقْتُلْهَا أَوَّلا، ثُمَّ لَمَّا مَاتَ بِشْرٌ قَتَلَهَا [3] . وَبِشْرٌ [4] شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَأَبُوهُ قَائِدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ. وَهُوَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي سَلَمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ» ؟ قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى بُخْلٍ فِيهِ. فَقَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ الْجَعْدُ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ» [5] . وقال موسى بْن عُقْبة، وابن شهاب، وعُرْوة، والَّلفظ لموسى قَالُوا: لما فُتحت خيبر أهدت زينبُ بِنْت الحارث اليهودية- وهي ابْنَة أخي مَرْحَب- لصفية شاةً مَصْلِيَّةً وَسَمَّتْها وأكثرت فِي الذَّراع، لأنّه بَلَغَها أنّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبّ الذراع. وذكر الحديث [6] .   [1] سنن أبي داود: كتاب الديات، باب فيمن سقى رجلا سما أو أطعمه فمات أيقاد منه؟ (2/ 482) . [2] انظر الطبقات الكبرى 2/ 200. [3] البداية والنهاية 4/ 208. [4] تاريخ خليفة 84. [5] الطبقات الكبرى 3/ 571، عيون التواريخ 1/ 274. [6] انظر المغازي لعروة 198. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 [حديث الحجَّاج بْن عِلاط السُّلَمي] [1] وعن عُرْوة، وموسى بْن عُقْبة قالا: كَانَ بين قريش حين سمعوا بمخرج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تراهنٌ وتبايع، منهم من يَقْولُ: يظهر مُحَمَّد ومنهم من يَقْولُ: يظهر الحليفان ويهود خيبر. وكان الحَجَّاج بْن عِلاط السُّلمي البَهْزي [2] قد أسلم وشهد فتح خيبر، وكانت تحته أمّ شَيْبة العَبْدَرية، وكان الحَجَّاج ذا مالٍ، وله معادن من أرض بني سُلَيْم. فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى خيبر، قَالَ الحَجَّاج: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنّ لي ذَهَبًا عند امرأتي، وإنْ تعلَمْ هِيَ وأهلُها بإسلامي فلا مال لي، فائذنْ لي فأُسْرِعُ السيرَ ولا يسبق الخبر. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ- وَاللَّفْظُ لَهُ- وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر، قال الحجّاج ابن عِلاطٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي بِمَكَّةَ مَالا، وَإِنَّ لِي بِهَا أَهْلا أُرِيدُ إِتْيَانَهَمُ، فَأَنَا فِي حِلٍّ إِنْ أَنَا قُلْتُ مِنْكَ وَقُلْتُ شَيْئًا؟ فَأَذِن لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لامْرَأَتِهِ، وَقَالَ لَهَا: أَخْفِي عَلَيَّ وَاجْمَعِي مَا كَانَ عِنْدَكِ لِي، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَإِنَّهُمْ قَدِ اسْتُبِيحُوا وَأُصِيبَتْ أَمْوَالُهُمْ. فَفَشَا ذَلِكَ بِمَكَّةَ، وَاشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَبَلَغَ مِنْهُمْ. وَأَظْهَرَ الْمُشْرِكُونَ فَرَحًا وَسُرُورًا. فَبَلَغَ الْعَبَّاسَ الْخَبَرُ فَعُقِرَ وَجَعَلَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ. قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ: فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ ابْنًا لَهُ يُقَالُ لَهُ قُثَمُ وَاسْتَلْقَى وَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: حِبِّي قثم شبيه ذِي الأَنْفِ الأَشَمْ ... فَتًى ذِي النَّعَمِ بِرَغْمِ من رغم [3]   [1] العنوان عن سيرة ابن هشام 4/ 46. [2] البهزي: بفتح الباء الموحّدة وسكون الهاء وبعدها زاي. نسبة إلى بهز بن امرئ القيس. (اللباب 1/ 192) وانظر ترجمته في الإصابة 1/ 313 رقم 1622 وأسد الغابة 1/ 381. [3] انظر هذا القول على اختلاف في اللفظ في: المعرفة والتاريخ والبداية والنهاية 4/ 216 والطبقات الكبرى 4/ 17. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 438 قَالَ مَعْمَرٌ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ: فَأَرْسَلَ الْعَبَّاسُ غُلامًا لَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ، أَنْ: وَيْلَكَ، مَا جِئْتَ بِهِ وَمَا تَقُولُ؟ وَالَّذِي وَعَدَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتَ بِهِ. قَالَ الْحَجَّاجُ: يَا غُلامُ، أَقْرِئْ أَبَا الْفَضْلِ السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ فَلْيُخْلِ لِي فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ فَآتِيهِ، فَإِنَّ الأَمْرَ عَلَى مَا يَسُرُّهُ. فَلَمَّا بَلَغَ الْعَبْدُ بَابَ الدَّارِ، قَالَ: أَبْشِرْ يَا أَبَا الْفَضْلِ. فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَرَحًا حَتَّى قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَأَعْتَقَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحَجَّاجُ فَأَخْبَرَهُ بِافْتِتَاحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وَغَنْمِ أَمْوَالِهِمْ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصطفى صفيّة، ولكن جئت لمالي، وأنّي استأذنت [74 أ] النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأذن لي، فأخف عَلَيَّ يَا أَبَا الْفَضْلِ ثَلاثًا، ثُمَّ اذْكُرْ مَا شِئْتَ. قَالَ: وَجَمَعَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ مَتَاعَهُ، ثُمَّ اسْتَمَرَّ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلاثٍ، أَتَى الْعَبَّاسُ امْرَأَةَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: مَا فَعَلَ زَوْجُكِ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ، لا يُحْزِنُكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْفَضْلِ لَقَدْ شَقَّ عَلَيْنَا الَّذِي بَلَغَكَ. فَقَالَ: أجل، لا يحزنني اللَّهُ، وَلَمْ يَكُنْ بِحَمْدِ اللَّهِ إِلا مَا أُحِبُّ، فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ فِي خَيْبَرَ، وَاصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ لِنَفْسِهِ، فَإِنْ كَانَ لك في زوجك حاجة فَالْحَقِي بِهِ. قَالَتْ: أَظُنُّكَ وَاللَّهِ صَادِقًا. ثُمَّ أَتَى مَجَالِسَ قُرَيْشٍ وَحَدَّثَهُمْ. فَرَدَّ اللَّهُ مَا كَانَ بِالْمُسْلِمِينَ مِنْ كَآبَةٍ وَجَزَعٍ عَلَى الْمُشْرِكِينَ [1] .   [1] الحديث بكاملة في المعرفة والتاريخ 1/ 507- 509 ورواه أحمد في مسندة 3/ 138، وأبو يعلى، والبزار 165، 166، وعبد الرزاق في المصنف 19771، وسيرة ابن هشام 4/ 46، 47 وتاريخ الطبري 3/ 17- 19، والطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 17، 18، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 247- 249 رقم 3196، وتاريخ اليعقوبي 2/ 57، ونهاية الأرب للنويري 17/ 266- 268، والبداية والنهاية 4/ 215- 217 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 155: ورجال أحمد رجال الصحيح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 غزوة وادي القرى مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ خَيْبَرَ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا وَرَقًا، إِلَّا الثِّيَابَ وَالْمَتَاعَ. فَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ وَادِي الْقُرَى [1] . وَقَدْ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ يُقَالُ لَهُ: مِدْعَمٌ. حَتَّى إِذَا كَانُوا بِوَادِي الْقُرَى، بَيْنَمَا يَحُطُّ رَحْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ جَاءَ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلا، والذي نفسي بيده، إن الشملة الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْغَنَائِمِ لَمْ تصبها المقاسم لتشتغل عَلَيْهِ نَارًا» . فَلَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ، جَاءَ رَجُلٌ بِشِرَاكٍ [2] أَوْ شِرَاكَيْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِرَاكٌ مِنْ نَارٍ أَوْ قَالَ: شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ خيبر   [1] وادي القرى: واد بين المدينة والشام، من أعمال المدينة، وهو بين تيماء وخيبر، فيه قرى كثيرة وبها سمّي وادي القرى. [2] الشراك: سير النعل الّذي يكون على وجهها. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة خيبر 5/ 81 وصحيح مسلم (115) كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنّة إلّا المؤمنون. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 إِلَى وَادِي الْقُرَى. وَكَانَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الْجُذَامِيُّ قَدْ وَهَبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ. فَلَمَّا نَزَلْنَا بِوَادِي الْقُرَى، انْتَهَيْنَا إِلَى يَهُودَ وَقَدْ ثَوَى إِلَيْهَا نَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ. فَبَيْنَمَا مِدْعَمٌ يحط رحل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِ اسْتَقْبَلَنَا يَهُودُ بِالرَّمْيِ حَيْثُ نَزَلْنَا. وَلَمْ نَكُنْ عَلَى تَعْبِئَةٍ، وَهُمْ يَصِيحُونَ فِي طَلَبِهِمْ، فَيُقْبِلُ سَهْمٌ عَائِرٌ، فَأَصَابَ مِدْعَمًا فَقَتَلَهُ. فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كلا، والذي نفسي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نَارًا» . فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ النَّاسُ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِرَاكٍ أَوْ بِشِرَاكَيْنِ، فَقَالَ: «شِراكٌ، أَوْ شِرَاكَانِ، مِنْ نَارٍ» فَعَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ لِلْقِتَالِ وَصَفَّهُمْ، وَدَفَعَ لِوَاءَهُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَدَفَعَ رَايَةً إِلَى الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَرَايَةً إِلَى سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ، وَرَايَةً إِلَى عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ أَسْلَمُوا [74 ب] أَحْرَزُوا أَمْوَالَهُمْ وَحَقَنُوا دِمَاءَهُمْ، فَبَرَزَ رَجُلٌ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ الزُّبَيْرُ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ [عَلِيٌّ] [1] فَقَتَلَهُ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَبُو دُجَانَةَ فَقَتَلَهُ، حَتَّى قُتِلَ مِنْهُمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلا [2] ثُمَّ أُعْطُوا مِنَ الْغَدِ بِأَيْدِيهِمْ. وَفَتَحَهَا اللَّهُ عَنْوَةً [3] . وَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادِي الْقُرَى أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ تَيْمَاءَ صَالَحُوا عَلَى الْجِزْيَةِ. فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ، أَخْرَجَ يَهُودَ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ، وَلَمْ يُخْرِجْ أَهْلَ تَيْمَاءَ وَوَادِي الْقُرَى لأَنَّهُمَا دَاخِلَتَانِ فِي أَرْضِ الشَّامِ، وَيَرَى أَنَّ مَا دُونَ وَادِي الْقُرَى إِلَى الْمَدِينَةِ حجاز، وما وراء ذلك من الشام [4] .   [1] سقطت من الأصل، واستدركناها من ع. ومن نهاية الأرب 17/ 269. [2] وهكذا في دلائل النبوّة للبيهقي، وفي نهاية الأرب للنويري 17/ 269 «اثنا عشر رجلا» . [3] انظر: تاريخ الطبري 3/ 16، ونهاية الأرب 17/ 268، 269 وعيون الأثر 2/ 144، والبداية والنهاية 4/ 218. [4] انظر فتوح البلدان 1/ 39 وعيون الأثر 2/ 145 ونهاية الأرب 17/ 269، 270، والبداية والنهاية 4/ 218. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ، فَسَارَ لَيْلَهُ حَتَّى إِذَا أَدْرَكْنَا الْكَرَى عَرَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لِبِلَالٍ: اكْلَأْ [1] لَنَا اللَّيْلَ. فَغَلَبَتْ بِلَالًا عَيْنَاهُ فَلَمْ يَسْتَيْقِظِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا بِلَالٌ إِلَّا بِحَرِّ الشَّمْسِ. الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَرُوِيَ أنّ ذلك كان في طريق الحديبيّة، رواه شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَيُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ نَوْمُهُمْ مَرَّتَيْنِ. وَقَدْ رَوَاهُ زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ شُعْبَةَ، فَذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. وَقَدْ رَوَى النَّوْمَ عَنِ الصَّلاةِ: عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ، وَأَبُو قتادة الأنصاريّ. والحديثان وصحيحان رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ [3] ، وَفِيهِمَا طُولٌ. وَقَالَتْ [عَائِشَةُ] [4] : لَمَّا افتتحنا خَيْبَرَ، قُلْنَا: الآنَ نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن أنس قال: لما قدم   [1] الكلاءة الحفظ والحراسة، على ما في (النهاية) . [2] صحيح مسلم (680) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها. [3] كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم 681 و 683. [4] في الأصل (وقال) ثم بياض بمقدار كلمة، وهي ساقطة من ع. والحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر 5/ 83، بهذا الإسناد: حدّثني محمد بن بشّار، حدّثنا حرميّ، حدثنا شعبة، قال أخبرني عمارة، عن عكرمة، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «لَمَّا فتحت خيبر قلنا الآن نشبع من التمر.» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ قَدِمُوا وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ. وَكَانَ الأَنْصَارُ أَهْلَ أَرْضٍ، فَقَاسَمُوا الْمُهَاجِرِينَ عَلَى أَنْ أَعْطَوْهُمْ أَنْصَافَ ثِمَارِ أَمْوَالِهِمْ كُلَّ عَامٍ، وَيَكْفُونَهُمُ الْعَمَلَ وَالْمَئُونَةَ. وَكَانَتْ أُمُّ أَنَسٍ، وَهِيَ أُمُّ سُلَيْمٍ، أَعْطَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِذَاقًا لَهَا، فَأَعْطَاهُنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أم أيمن مولاته أمّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. فَأَخْبَرَنِي أَنَسٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ خَيْبَرَ، وَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ، ردّ المهاجرون إِلَى الأَنْصَارِ مَنَائِحَهُمْ، وَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُمِّي عِذَاقَهَا [1] ، وَأَعْطَى أُمَّ أَيْمَنَ مَكَانَهُنَّ مِنْ حَائِطِهِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ مِنْ شَأْنِ أُمِّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهَا كَانَتْ وَصِيفَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَكَانَتْ مِنَ الْحَبَشَةِ. فَلَمَّا وَلَدَتْ آمِنَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ أمّ أيمن تحضنه حتى كبر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهَا، ثم أنكحها زيد بن حارثة. ثم توفّيت بعد ما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ مُعْتَمِرٌ [3] : حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يُعْطِي مِنْ مَالِهِ النَّخَلاتِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ مَالِهِ، النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى فُتِحَتْ عَلَيْهِ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ، فَجَعَلَ يَرُدُّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَأَمَرَنِي أَهْلِي أَنْ آتِيَهُ فَأَسْأَلُهُ الّذي [75 أ] كَانُوا أَعْطُوهُ أَوْ بَعْضَهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ أُمَّ أَيْمنَ، أَوْ كَمَا شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ، فَأَعْطَانِيهُنَّ. فَجَاءَتْ أُمُّ أَيْمَنَ فَلَوَتِ الثَّوْبَ فِي عُنُقِي، وَجَعَلَتْ تَقُولُ: كَلَّا وَاللَّهِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَا نُعْطِيكَهُنَّ وَقَدْ أَعْطَانِيهِنَّ. فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ أَيْمَنَ اتْرُكِي كَذَا وَكَذَا» . وَهِيَ تَقُولُ لَا وَاللَّهِ. حَتَّى أَعْطَاهَا عَشَرَةَ أَمْثَالِ ذَلِكَ، أَوْ نَحْوَهُ. وفي لفظ في الصّحيح: وهي تقول:   [1] أي نخلاتها. [2] صحيح مسلم (1771) كتاب الجهاد والسير، باب ردّ المهاجرين إلى الأنصار منائحهم إلخ. [3] في طبعة القدسي 411 «معمر» وهو تصحيف، والتصحيح من صحيح البخاري 5/ 51. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 كَلَّا وَاللَّهِ حَتَّى أُعْطَى عَشَرَةَ أَمْثَالِهِ. أَخْرَجَاهُ [1] . وفي سنة سبع: قدِم حاطبُ بْن أَبِي بلتعة من الرّسيلة [2] إلى المقوقس ملك ديار مصر، ومعه منه هديةُ للنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي مارية القبطية، أمّ إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأختها سيرين التي وهبط لحسّان بْن ثابت، وبغلة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُلْدُلٌ، وحماره يَعْفُور [3] . وفيها: تُوُفِّيَتْ ثويبة [4] مُرْضعة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلبن ابنها مسروح [5] وكانت مولاة لأبي لهب أَعْتَقَها عامَ الهجرة. وكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبعث إليها من مكة بصلة وكِسْوة. حتى جاءه موتُها سنة سبعٍ مرجعه من خيبر، فقال: «ما فعل ابنُها مسروح» [6] ؟ قَالُوا: مات قبلها [7] وكانت خديجة تُكْرِمُها، وطلبت شراءها من أَبِي لَهَبٍ فامتنع. رَوَاهُ الواقديُّ عَنْ غير واحد. أرضعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل حليمة أيامًا، وأرضعت أيضًا حمزةَ بْن عَبْد المطَّلب، وأبا سَلَمَةَ بْن عَبْد الأسد.   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب مَرجعَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأحزاب إلخ. وصحيح مسلم (1771) كتاب الجهاد والسير، باب ردّ المهاجرين إلى الأنصار منائحهم. [2] علّق القدسي على هذه الكلمة وظنّها اسما لمكان فقال: لم أقف عليها في كتب البلدان، ولم يرد لها ذكر فيما بين يدي من كتب السير والمغازي. وأقول: إن اللفظ ليس اسم مكان، بل يراد به إرسال الرسول. ويوضّحه السياق. [3] تاريخ الطبري 3/ 21، 22، تاريخ الخليفة 86، البداية والنهاية 4/ 236، وانظر عن مارية في الطبقات الكبرى لابن سعد 8/ 212. [4] انظر عن ثويبة: أسد الغابة 5/ 414، الإصابة 4/ 257، 258 رقم 213. [5] عبارة الأصل: «وفيها توفيت مرضعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثويبة بلبن ابنها مسروح» . وأثبتنا عبارة ع وهي أقوم. [6] انظر عنه في ترجمة أمّه ثويبة (الإصابة 4/ 257 و 3/ 408) . [7] عيون التواريخ 1/ 274، 275. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 سَرِيّة أبي بَكْر إلى نجد وكانت بعد خيبر سنة سبعٍ. وَقَالَ عِكْرَمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى بَنِي فِزَارَةَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا دَنَوْنَا مِنَ الْمَاءِ عَرَّسَ بِنَا أَبُو بَكْرٍ، حَتَّى إِذَا مَا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ، أَمَرَنَا فَشَنَنَّا الْغَارَةَ، فَوَرَدْنَا الْمَاءَ. فَقَتَلَ أَبُو بَكْرٍ مَنْ قَتَلَ، وَنَحْنُ مَعَهُ، فَرَأَيْتُ عُنُقًا [1] مِنَ النَّاسِ فِيهِمْ الذَّرَارِيُّ. فَخَشِيتُ أَنْ يَسْبِقُونِي إِلَى الْجَبَلِ، فَأَدْرَكْتُهُمْ، فَرَمَيْتُ بِسَهْمِي. فَلَمَّا رَأَوْهُ قَامُوا، فَإِذَا امْرَأَةٌ عَلَيْهَا قَشْعٌ [2] مِنْ أَدَمٍ، مَعَهَا ابْنَتُهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ فَجِئْتُ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ ابْنَتَهَا، فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ بَاتَتْ عِنْدِي فَلَمْ أَكْشِفْ لَهَا ثَوْبًا. حَتَّى لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِيَ الْمَرْأَةَ» . قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْجَبَتْنِي وَمَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا. فَسَكَتَ حَتَّى كَانَ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: «يَا سَلَمَةُ، هَبْ لِيَ المرأة للَّه أبوك» . قُلْتُ: هِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَبَعَثَ بها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَفَدَى بِهَا أَسْرَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقِيلَ كَانَ ذَلِكَ فِي شَعْبَانَ. سرِيّة عُمَر إلى عَجُزِ هَوَازِن وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أبي بكر بن عمر بن   [1] أي جماعة. [2] القشع: النطع. [3] صحيح مسلم (1755) كتاب الجهاد والسير، باب التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى، وأحمد في مسندة 4/ 46، وابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 118، وابن كثير في البداية والنهاية 4/ 220، و 221 وابن سيد الناس في عيون الأثر 2/ 146. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 446 عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر إلى [75 ب] تُرَبَةِ عَجُزِ هَوَازِنَ [1] ، فِي ثَلاثِينَ رَاكِبًا، فَخَرَجَ وَمَعَهُ دَلِيلٌ. فَكَانُوا يَسِيرُونَ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُونَ النَّهَارَ. فَأَتَى الْخَبَرُ هَوَازِنَ، فَهَرَبُوا. وَجَاءَ عُمَرُ مَحَالَّهُمْ، فَلَمْ يَلْقَ مِنْهُم أَحَدًا، فَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى سَلَكَ النَّجْدِيةَ [2] . فَلَمَّا كَانُوا بِالْجَدْرِ [3] ، قَالَ الدَّلِيلُ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي جَمْعٍ آخَرَ تَرَكْتَهُ مِنْ خَثْعَمٍ جَاءُوا سَائِرِينَ، قَدْ أَجْدَبَتْ بِلادُهُمْ؟ فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِمْ. وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ [4] . سرية بشير بْن سعد قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ [5] ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ فِي ثَلاثِينَ رَجُلا إِلَى بَنِي مُرَّةَ بِفَدَكٍ. فَخَرَجَ فَلَقِيَ رُعَاءَ الشَّاءِ، فَاسْتَاقَ الشَّاءَ وَالنَّعَمِ [6] مُنْحَدِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ. فَأَدْرَكَهُ الطَّلَبُ عِنْدَ اللَّيْلِ، فَبَاتُوا يُرَامُونَهُمْ بِالنَّبْلِ حَتَّى فَنِيَ نَبْلُ أَصْحَابِ بَشِيرٍ، فَأَصَابُوا أَصْحَابَهُ وَوَلَّى مِنْهُمْ مَنْ وَلَّى، وَقَاتَلَ بَشِيرٌ قِتَالا شَدِيدًا حَتَّى ضُرِبَ كَعْبَاهُ. وَقِيلَ قَدْ مَاتَ، وَرَجَعُوا بِنَعَمِهِمْ وَشَائِهِمْ، وتحامل بشير حتى   [1] تربة: واد بالقرب من مكة على مسافة يومين منها يصبّ في بستان بني عامر، وقيل واد يأخذ من السّراة ويفرغ في نجران، وقيل موضع بناحية العبلاء على أربع ليال من مكة طريق صنعاء ونجران. (معجم البلدان 2/ 21) وعجز هوازن هم بنو نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وبنو جشم بن بكر بن هوازن. [2] النّجدية: لم يرد لها ذكر فيما وقفت عليه من كتب البلدان، ولعلّها موضع في الطريق النّجدي إلى مكة. [3] الجدر: قرارة في الحرّة على ستة أميال من المدينة ناحية قباء (معجم البلدان 2/ 114) . [4] انظر المغازي للواقدي: 2/ 722، والطبقات لابن سعد 2/ 117، وتاريخ الطبري 3/ 22، والبداية والنهاية 4/ 221، وعيون الأثر 2/ 145، ونهاية الأرب 17/ 270. [5] كذا في الأصل، ع. وفي المغازي للواقدي (2/ 723) : عبد الله بن الحارث بن الفضيل. [6] في الأصل: الغنم. وأثبتنا لفظ ع والواقدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 انْتَهَى إِلَى فَدَكٍ، فَأَقَامَ عِنْدَ يَهُودِيٍّ حَتَّى ارْتَفَعَ مِنَ الْجِرَاحِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ [1] . سَرِيَّةُ غالب بْن عَبْد الله الليثي قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَشِيرِ بن محمد بن عبد الله ابن زَيْدٍ، الَّذِي أُرِيَ الأَذَانَ [2] ، قَالَ: كَانَ مَعَ غَالِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، وَعُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ. فَلَمَّا دَنَا غَالِبٌ مِنْهُمْ لَيْلا وَقَدِ احْتَلَبُوا [3] وَهَدَءُوا، قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه وأمر بالطّاعة، قال: وإذا كبّرت فكبّروا، وجرّدوا السّيوف. فذكر الحديث في إحاطتهم. بهم. قَالَ: وَوَضَعْنَا السُّيُوفَ حَيْثُ شِئْنَا مِنْهُمْ، وَنَحْنُ نَصِيحُ بِشِعَارِنَا: أَمِتْ أَمِتْ، وَخَرَجَ أُسَامَةُ يَحْمِلُ عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [4] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ [5] ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَسْلَمَ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالُوا: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيَّ، كَلْبَ لَيْثٍ، إِلَى أَرْضِ بَنِي مُرَّةَ، فَأَصَابَ بِهَا مِرْدَاسَ بْنَ نَهِيكٍ،   [1] انظر المغازي للواقدي: 2/ 723، والطبقات لابن سعد 2/ 118، 119، وتاريخ الطبري 3/ 22، ونهاية الأرب 17/ 272، وعيون الأثر 2/ 147، 148، والبداية والنهاية 4/ 221، 222، عيون التواريخ 1/ 271، تاريخ دمشق- تحقيق دهمان 10/ 150. [2] عبارة الأصل: «عن بشير بن محمد الّذي أرى الأذان عبد الله بن زيد» وأثبتنا عبارة ع، وهي أصحّ، فالذي أرى الأذان هو عبد الله بن زيد. والأذان لم يثبت بالرؤيا فقط، على ما هو محقّق في مظانّه. [3] هكذا في الأصل، ع ورواية الواقدي «اجتلبوا» ، ولكليهما وجه. [4] انظر المغازي للواقدي: 2/ 724، والبداية والنهاية لابن كثير 4/ 222. وسيأتي الحديث عن صحيح البخاري 5/ 88. [5] سيرة ابن هشام 4/ 239. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 حليف لَهُمْ مِنَ الْحُرَقَةِ [1] فَقَتَلَهُ أُسَامَةُ. فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُهُ، يَعْنِي مِرْدَاسًا، أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَلَمَّا شَهَرْنَا عَلَيْهِ السَّيْفَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَلَمْ نَنْزِعْ عَنْهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ. فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَاهُ خَبَرَهُ، فَقَالَ: «يَا أُسَامَةُ مَنْ لَكَ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا تَعَوُّذًا مِنَ الْقَتْلِ. قَالَ: «فَمَنْ لَكَ بِلا إله إلّا الله» . فو الّذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، مَا زَالَ يُرَدِّدُهَا عَلَيَّ حَتَّى لوددت أنّ ما [76 أ] مَضَى مِنْ إِسْلامِي لَمْ يَكُنْ. وَأَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ وَلَمْ أَقْتُلْهُ [2] . وَقَالَ هُشَيْمٌ: نَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا أَبُو ظَبْيَانَ، سَمِعْتُ أسامة ابن زَيْدٍ يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْنَا الْحُرَقَةَ مِنْ جُهَيْنَةَ. قَالَ: فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ. وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: فَكَفَّ عَنْهُ الْأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ أَنَا بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَقَتَلْتَه بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا، قَالَ: فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بن عتبة،   [1] الحرقة: هم بنو حميس من قبائل جهينة (الاشتقاق لابن دريد (549) . [2] انظر: سيرة ابن هشام 4/ 239، الطبقات لابن سعد 2/ 119، تاريخ الطبري 3/ 22، نهاية الأرب 17/ 272، 273، عيون الأثر 2/ 147، البداية والنهاية 4/ 222. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب بعث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة 5/ 88. وصحيح مسلم (96) كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلّا الله. وقال البغوي في شرح السّنّة: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استغفر بعد لأسامة ثلاث مرّات وقال له: أعتق رقبة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 449 عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ مَكِيثٍ [1] الْجُهَنِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَالِبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى بَنِي الْمُلَوِّحِ بِالْكُدَيْدِ [2] ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُغيِرَ عَلَيْهِمْ، وَكُنْتُ فِي سَرِيَّتِهِ. فَمَضَيْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِقُدَيْدٍ [3] ، لَقِينَا بِهِ الْحَارِثَ بْنَ مَالِكِ بْنِ الْبَرْصَاءِ اللَّيْثِيَّ، فَأَخَذْنَاهُ فَقَالَ: إِنِّي إِنَّمَا جِئْتُ لأُسْلِمَ. فَقَالَ لَهُ غَالِبٌ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا جِئْتَ لِتُسْلِمَ فَلا يَضُرُّكَ رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ اسْتَوْثَقْنَا مِنْكَ، قَالَ: فَأَوْثَقَهُ رِبَاطًا وَخَلَّفَ عَلَيْهِ رُوَيْجِلا أَسْوَدَ، قَالَ: امْكُثْ عَلَيْهِ حَتَّى نَمُرَّ عَلَيْكَ، فَإِنْ نَازَعَكَ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، وَأَتَيْنَا بَطْنَ الْكُدَيْدِ فَنَزَلْنَاهُ بَعْدَ الْعَصْرِ. فَبَعَثَنِي أَصْحَابِي إِلَيْهِ، فَعَمَدْتُ إِلَى تَلٍّ يُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ، فَانْبَطَحْتُ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ قَبْلَ الْغُرُوبِ. فَخَرَجَ رَجُلٌ فَنَظَرَ فَرَآنِي مُنْبَطِحًا عَلَى التَّلِّ فَقَالَ لامْرَأَتِهِ، إِنِّي لأَرَى سَوَادًا عَلَى هَذَا التَّلِّ مَا رَأَيْتُهُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَانْظُرِي لا تَكُونُ الْكِلابُ اجْتَرَّتْ بَعْضَ أَوْعِيَتِكِ. فَنَظَرَتْ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ ما أفقد شيئا. قال: فناولني قَوْسِي وَسَهْمَيْنِ مِنْ نَبْلِي. فَنَاوَلَتْهُ فَرَمَانِي بِسَهْمٍ فوضعه في جبيني، أو قال: في جبني، فنزعته فوضعته ولم اتحرّك، ثم رماني بالآخر، فوضعه في رأس منكبي، فَنَزَعْتُهُ فَوَضَعْتُهُ وَلَمْ أَتَحَرَّكْ. فَقَالَ لامْرَأَتِهِ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ خَالَطَهُ سَهْمَايَ، وَلَوْ كَانَ زَائِلا لَتَحَرَّكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتِ فَابْتَغِي سَهْمَيَّ فَخُذِيهِمَا، لا تَمْضُغُهُمَا عَلَيَّ الْكِلابُ. قَالَ: وَمَهِّلْنَا حَتَّى رَاحَتْ رَوَائِحُهُمْ، وَحَتَّى إِذَا احْتَلَبُوا وَعَطَفُوا وَذَهَب عَتَمَةٌ مِنَ اللَّيْلِ شَنَنَّا عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ فَقَتَلْنَا مَنْ قَتَلْنَا وَاسْتَقْنَا النَّعَمَ فَوَجَّهْنَا قَافِلِينَ بِهِ، وَخَرَجَ صَرِيخُ الْقَوْمِ إِلَى قَوْمِهِمْ. قَالَ: وَخَرَجْنَا سِرَاعًا حتى نمرّ بالحارث   [1] مكيث: بفتح الميم وكسر الكاف. (انظر: المشتبه للذهبي 2/ 611) . [2] الكديد: موضع على اثنين وأربعين ميلا من مكة، بين عسفان وأمج. (معجم البلدان 4/ 442) وقيل عين بعد خليص بثمانية أميال لجهة مكة يمنة الطريق. [3] قديد: قرية جامعة بين مكة والمدينة كثيرة المياه وقيل موضع قرب مكة (معجم البلدان 4/ 313) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 ابن مَالِكِ بْنِ الْبَرْصَاءِ وَصَاحِبِهِ، فَانْطَلَقَا بِهِ مَعَنَا. وأتانا صريخ النّاس فجاءنا مالا قِبَلَ لَنَا بِهِ. حَتَّى إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ إِلا بَطْنُ الْوَادِي مِنْ قُدَيْدٍ، بَعَثَ [1] اللَّهُ مِنْ حَيْثُ شَاءَ مَاءً مَا رَأَيْنَا قَبْلَ ذَلِكَ مَطَرًا وَلا سَحَابًا [2] ، فَجَاءَ بِمَا لا يَقْدِرُ أَحَدٌ يَقْدَمُ عَلَيْهِ، لَقَدْ رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا [76 ب] مَا يَقْدِرُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَحْدُوهَا. فَذَهَبْنَا سِرَاعًا حَتَّى أَسْنَدْنَا بِهَا فِي الْمُشَلَّلِ [3] ، ثُمَّ حَدَرْنَا عَنْهُ وَأَعْجَزْنَاهُمْ [4] . سَرِيَّةُ الجِناب [5] قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي مَغَازِيهِ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ: حُسَيْلُ بْنُ نُوَيْرَةَ، وَكَانَ دَلِيلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ، فَقَالَ لَهُ: [مِنْ] [6] أَيْنَ يَا حُسَيْلُ؟ قَالَ: مِنْ يَمَنٍ وَجُبَارٍ [7] ، وَمَا وَرَاءَكَ؟ قال: تركت   [1] في الأصل: بعثه، وأثبتنا لفظ ع، والبداية والنهاية 4/ 223. [2] في الأصل: مطرا ولا أرحالا (؟) وأثبتنا لفظ ع وهو يطابق رواية الواقدي (2/ 752) . وفي البداية والنهاية 4/ 223 «مطرا ولا حالا» . [3] المشلّل: جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. (معجم البلدان 5/ 136) وفي البداية والنهاية 4/ 223 «المسلك» . وفي عيون الأثر 2/ 151 «المسيل» وكذلك في طبقات ابن سعد 2/ 125 وفي نهاية الأرب 17/ 275 «السيل» . [4] سيرة ابن هشام 4/ 234. [5] في الأصل: سرية حنان. وتابعه في ذلك ع وابن الملا. وهو خطأ تصحيحه من الواقدي (2/ 727) ، وعيون الأثر (2/ 148) حيث قال: «والجناب بكسر الجيم من أرض غطفان، وذكره أيضا الحازمي وقال: «من بلاد فزارة» . وكذلك ورد في إمتاع الأسماع (335) وفيه «. أنّ جمعا من غطفان بالجناب قد واعدوا عيينة بن حصن ... حتى أتوا يمن وجبار وهي نحو الجناب، والجناب يعارض سلاح وخيبر ووادي القرى» . وفي معجم البلدان 2/ 164: «والجناب موضع بعراض خيبر وسلاح ووادي القرى، وقيل هو من منازل بني مازن، وقال نصر: الجناب من ديار بني فزارة بين المدينة وفيد» . وفي تاريخ دمشق 10/ 151 «جبار» . [6] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع. [7] في الأصل: حنان، تصحيف تصحيحه من ع. وجبار: ماء لبني حميس بين المدينة وفيد، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 451 جَمْعًا مِنْ يَمَنٍ وَغَطَفَانَ وَجُبَارٍ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ إِمَّا أَنْ تَسِيرُوا إِلَيْنَا وَإِمَّا أَنْ نَسِيرَ إِلَيْكُمْ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ أَنْ سِرْ إِلَيْنَا، وَهُمْ يُرِيدُونَكَ أَوْ بَعْضَ أَطْرَافِكَ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَذَكَرَ لَهُمَا ذَلِكَ فَقَالا جَمِيعًا: ابْعَثْ إِلَيْهِمْ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ، فَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً وَبَعَثَ مَعَهُ ثَلاثَمِائَةِ رَجُلٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسِيرُوا اللَّيْلَ وَيَكْمُنُوا النَّهَارَ، فَفَعَلُوا، حَتَّى أَتَوْا أَسْفَل خَيْبَرَ، فَأَغَارُوا وَقَتَلُوا عَيْنًا لِعُيَيْنَةَ. ثُمَّ لَقُوا جَمْعَ عُيَيْنَةَ فَنَاوَشُوهُمْ، ثُمَّ انْكَشَفَ جَمْعُ عُيَيْنَةَ وَأُسِرَ مِنْهُمْ رَجُلانِ، وَقَدِمُوا بِهِمَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَا [1] . سَرِيَّةُ أَبِي حَدْرَد إلى الغابة قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: كَانَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ مَا حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي حَدْرَدٍ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي، فَأَصْدَقْتُهَا مِائَتَيْ دِرْهَمٍ. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى نِكَاحِي، فَقَالَ: كَمْ أَصْدَقْتَ؟ قُلْتُ: مِائَتَا دِرْهَمٍ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَهَا مِنْ بَطْنِ وَادٍ مَا زِدْتُمْ [2] ، لا وَاللَّهِ مَا عِنْدِي مَا أُعِينُكَ بِهِ، فَلَبِثَ أَيَّامًا، ثُمَّ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ جشم بن معاوية يقال له رفاعة ابن قَيْسٍ (أَوْ قَيْسُ) [3] بْنُ رِفَاعَةَ، فِي بَطْنٍ عظيم من جشم، حتى نزل بقومه   [ () ] ويمن: ماء لغطفان بين بطن قوّ ورؤاف على الطريق بين تيماء وفيد، وقيل ماء لبني صرمة بن مرّة. (معجم البلدان 5/ 449) وقد ضبط الزرقاني «جبار» بفتح الجيم، وياقوت بالضم، وكذلك الزبيدي في تاج العروس. وضبطها في عيون الأثر ووفاء ألوفا للمسهودي بالفتح وتخفيف الباء. [1] المغازي للواقدي 2/ 727، الطبقات الكبرى 2/ 120 تاريخ الطبري 3/ 23، نهاية الأرب 17/ 273، 274، عيون الأثر 2/ 147، 148، عيون التواريخ 1/ 272، إمتاع الأسماع 335. [2] في الأصل: «من وادي ما زاد» وفي ع: «من وادي تم» . وأثبتنا نص ابن هشام في السيرة 4/ 241. [3] سقطت من الأصل، وزدناها من ع ومن السيرة لابن هشام 4/ 241. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 وَمَنْ مَعَهُ بِالْغَابَةِ [1] ، يُرِيدُ أَنْ يَجْمَعَ قَيْسًا على حرب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ ذَا شَرَفٍ، فَدَعَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «اخْرُجُوا إِلَيْهِ، حَتَّى تَأْتُوا مِنْهُ بِخَبَرٍ وَعِلْمٍ» ، وَقَدَّمَ لَنَا شَارِفًا عَجْفَاءَ [2] ، فَحَمَلَ عَلَيْهَا أَحَدَنَا، فو الله مَا قَامَتْ [3] بِهِ ضَعْفًا، حَتَّى دَعَّمَهَا الرِّجَالُ مِنْ خَلْفِهَا بِأَيْدِيهِمْ، حَتَّى اسْتَقَلَّتْ وَمَا كَادَتْ. وَقَالَ: تَبَلَّغُوا عَلَى هَذِهِ، فَخَرَجْنَا، حَتَّى إِذَا جِئْنَا قَرِيبًا مِنَ الْحَاضِرِ مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَكَمَنْتُ فِي نَاحِيَةٍ، وَأَمَرْتُ صَاحِبَيَّ فَكَمَنَّا فِي نَاحِيَةٍ، وَقُلْتُ: إِذَا سَمِعْتُمَانِي قَدْ كَبَّرْتُ وَشَدَدْتُ في العسكر، فكبّروا وشدّوا معي، فو الله إِنَّا لَكَذَلِكَ نَنْتَظِرُ أَنْ نَرَى غِرَّةً وَقَدْ ذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، وَقَدْ كَانَ لَهُمْ رَاعٍ قَدْ سَرَّحَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ، فَقَامَ زَعِيمُهُمْ رِفَاعَةُ فَأَخَذَ سَيْفَهُ وَقَالَ: لأَتْبَعَنَّ أَثَرَ رَاعِينَا، فَقَالُوا: نَحْنُ نَكْفِيكَ، قَالَ: لا، وو الله [77 أ] لا يَتْبَعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ، وَخَرَجَ حَتَّى مَرَّ بِي، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي نَفَحْتُهُ بِسَهْمٍ فَوَضَعْتُهُ فِي فؤاده، فو الله ما نطق، فوثبت إليه، فاحترزت رَأْسَهُ، ثُمَّ شَدَدْتُ فِي نَاحِيَةِ الْعَسْكَرِ وَكَبَّرْتُ وكبّر صاحباي، فو الله مَا كَانَ إِلا النَّجَاءُ مِمَّنْ كَانَ فِيهِ عِنْدَكَ بِكُلِّ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْ نِسَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَمَا خَفَّ مَعَهُمْ، وَاسْتَقْنَا إِبِلا عَظِيمَةً وَغَنَمًا كَثِيرَةً، فَجِئْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجِئْتُ بِرَأْسِهِ أَحْمِلُهُ مَعِي، فَأَعْطَانِي مِنْ تِلْكَ الإِبِلِ ثَلاثَةَ عَشَرَ بعيرا في صداقي، فجمعته إلى أهلي [4] .   [1] الغابة: موضع قرب المدينة من ناحية الشام، فيه أموال لأهل المدينة. (معجم البلدان 4/ 182) . [2] الشارف العجفاء من النوق: المسنّة الهرمة. [3] في الأصل: قدمت. والتصحيح من ع ومن السيرة لابن هشام 4/ 242. [4] سيرة ابن هشام 4/ 241، 242، عيون الأثر 2/ 162، 163، تاريخ الطبري (حوادث سنة 8 هـ-) 3/ 34، 35، البداية والنهاية 4/ 223، 224. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 سَرِيَّةُ مُحَلِّم بْن جَثَّامة قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ ابْنِ [1] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِضَمٍ [2] فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ أَبُو قَتَادَةَ، وَمُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ. حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَطْنِ إِضَمٍ، مَرَّ بِنَا عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِيُّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ، مَعَهُ مُتَيِّعٌ [3] لَهُ، وَوطْبٌ [4] مِنْ لَبَنٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ. فَأَمْسَكْنَا عَنْهُ، وَحُمِلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمٌ فَقَتَلَهُ لِشَيْءٍ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَأَخَذَ بَعِيرَهُ وَمَتَاعَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنَاهُ الْخَبَرَ. فَنَزَلَ فِينَا القرآن: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً 4: 94 [5] ، إلى آخر الآية [6] . رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ [7] الضَّمْرِيَّ يُحَدِّثُ عن أبيه وجدّه، وقد شهد حُنَيْنًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى الظُّهْرَ وَجَلَسَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ يَطْلُبُ بِدَمِ عامر بن الأضبط، سيّد قيس، وجاء الأقرع ابن حَابِسٍ يَرُدُّ عَنْ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ خِنْدِفٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] انظر حول اسمه: سيرة ابن هشام 4/ 240 وتاريخ الطبري 3/ 35، 36. [2] إضم: الوادي الّذي تجتمع فيه أودية المدينة. وانظر تفصيل الكلام عنه. في وفاء ألوفا 2/ 219. [3] متيّع: تصغير متاع، أي ما يستمتع به الإنسان من حوائج أو مال. [4] الوطب: وعاء اللبن. [5] سورة النساء: من الآية 94. [6] سيرة ابن هشام 4/ 240، تاريخ الطبري 3/ 35، 36 نهاية الأرب 17/ 286، الطبقات الكبرى 2/ 133 عيون الأثر 2/ 161، 162، البداية والنهاية 4/ 224. [7] ويقال: زياد بن سعد بن ضميرة. انظر: سنن أبي داود 4/ 71، تهذيب التهذيب 3/ 369 رقم 677. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 454 لِقَوْمِ عَامِرٍ: «هَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِنَّا الآنَ [1] خَمْسِينَ بَعِيرًا، وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ» ؟ فَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: وَاللَّهِ لا أَدَعُهُ حَتَّى أُذِيقَ نِسَاءَهُ مِنَ الْحَرِّ مِثْلَ مَا أَذَاقَ نِسَائِي. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ يُقَالُ لَهُ: مُكَيْتِلٌ [2] ، وَهُوَ قَصِيرٌ [3] مِنَ الرِّجَالِ، فَقَالَ: (يَا) [4] رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَجِدُ لِهَذَا الْقَتِيلِ مَثَلا فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ إِلا كَغَنَمٍ وَرَدَتْ فَرُمِيَتْ أُولاهَا فَنَفَرَتْ [5] أُخْرَاهَا، أُسْنُنِ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدًا [6] ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا خَمْسِينَ بَعِيرًا الآنَ وَخَمْسِينَ إِذَا رَجَعْنَا؟ فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى رَضَوْا بِالدِّيَةِ. قَالَ قَوْمُ مُحَلِّمٍ: ائْتُوا بِهِ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ ضَرْبُ اللَّحِمِ [7] فِي حُلَّةٍ قَدْ تَهَيَّأَ فِيهَا لِلْقَتْلِ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ لا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ» . قَالَهَا ثَلاثًا. فَقَامَ وَإِنَّهُ لَيَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ [8] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: زَعَمَ قَوْمُهُ أنه استغفر له بعد. وقال أبو داود في سننه [9] : [77 ب] ثنا موسى بن إسماعيل، نا   [1] في الأصل: الأمان. والتصحيح من ع، وسيرد في الأصل صحيحا بعد سطور. وفي السيرة ابن هشام 4/ 241 «بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا» . [2] في الأصل: مكيتيل. وفي ع: ابن مكيتيل. والتصحيح من ترجمته في أسد الغابة (5/ 259) والإصابة (3/ 457) وسيرة ابن هشام، وقيل: مكيثر (4/ 241) . [3] وفي طبعة القدسي 422 «قصد» والتصحيح من السيرة والبداية والنهاية 4/ 225. [4] سقطت من الأصل، وزدناها من ع وسيرة ابن هشام 4/ 241. [5] في الأصل ففرت. وأثبتنا لفظ ع والسيرة وفي سنن أبي داود 4/ 171 «فنفر» . [6] اسنن اليوم وغيّر غدا: أي اعمل اليوم بسنّتك التي سننتها في القصاص ثم بعد ذلك إذا شئت أن تغيّر فغيّر. [7] ضرب اللّحم: أي خفيف اللّحم ليس برهل. [8] سيرة ابن هشام 4/ 240، 241، سنن أبي داود 4/ 171، 172 البداية والنهاية 4/ 224، 225. [9] سنن أبي داود 4/ 171 رقم 4503 كتاب الديات، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 حَمَّادٌ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي محمد بن جعفر، سمعت زياد ابن ضُمَيْرَةَ. ح. قَالَ وَثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ بَيَانٍ، (قَالا ثنا) [1] ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ زِيَادُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ضُمَيْرةَ السُّلَمِيُّ. وَهَذا حَدِيثُ وَهْبٍ وَهُوَ أَتَمُّ، يُحَدِّثُ [2] عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، قَالَ مُوسَى: وَجَدُّهُ، وَكَانَا شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، يَعْنِي أَبَاهُ وَجَدَّهُ. ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى حَدِيثِ وَهْبٍ: أَنَّ مُحَلِّمَ بْنَ جَثَّامَةَ قَتَلَ رَجُلا مِنْ أَشْجَعَ فِي الإِسْلامِ. وَذَلِكَ أَوَّلُ غِيَرٍ [3] قَضَى به رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَتَكَلَّمَ عُيَيْنَةُ فِي (قَتْلِ) [4] الأَشْجَعِيِّ لأَنَّهُ مِنْ غَطَفَانَ، وَتَكَلَّمَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ. فَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَمُحَلَّمٌ رَجُلٌ طَوِيلٌ آدَمُ، وَهُوَ فِي طَرَفِ النَّاسِ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى تَخَلَّصَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي بَلَغَكَ، وَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، فَاسْتَغْفِرْ لِي يَا رسول الله. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : «أَقَتَلْتَهُ بِسِلاحِكَ فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ؟ الَّلهُمَّ لا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ» . بِصَوْتٍ عالٍ. زَادَ أَبُو سَلَمَةَ: فَقَامَ وَإِنَّهُ [5] لَيَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِطَرَفِ ردائه [6] .   [1] في الأصل، ع: وهيب بن بنان بن وهب. والتصحيح والزيادة من سنن أبي داود وتهذيب التهذيب (11/ 160) . [2] في الأصل، ع: بحديث. والتصحيح من سنن أبي داود 4/ 171. [3] الغير: جمع الغيرة وهي الدّية. [4] سقطت من الأصل وزدناها من ع وسنن أبي داود. [5] في الأصل، ع فقال إنه. وأثبتنا لفظ أبي داود في السنن 4/ 172. [6] سنن أبي داود: كتاب الدّيات باب الإمام يأمر بالعفو في الدم (4/ 171، 172) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 456 سَرِيَّةُ عَبْد الله بْن حُذَافَة بْن قيس (ابن عديّ السّهميّ) [1] قال ابن جريج: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ 4: 59 [2] نزلت فِي عَبْد الله بْن حُذَافَة السَّهْمِيّ، بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ. أخْبَرَنيه يَعْلَى بْن مُسْلِم، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. أخرجاه فِي الصّحيح [3] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى سَرِيَّةٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ. فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا. وَأَمَرَهُمْ فَأَوْقَدُوهُ. ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَادْخُلُوهَا. فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَقَالُوا: إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّارِ. فَسَكَنَ غَضَبُهُ، وَطُفِئَتِ النَّارُ. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ: لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا. إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ. أَخْرَجَاهُ [4] . وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ. وَقَدْ تَقَدَّمَتْ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وأوردنا الخلاف فيها.   [1] هذه الزيادة في العنوان من ع. [2] سورة النساء: من الآية 59. [3] صحيح البخاري: كتاب التفسير، سورة النساء، باب قوله أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ 4: 59 إلخ. وصحيح مسلم (1834) كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية إلخ. [4] صحيح البخاري: كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية 8/ 106 وصحيح مسلم (1840) كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 457 عُمْرَةُ القَضيَّة [1] روى نافع [بْن عَبْد الرَّحْمَن] [2] بْن أَبِي نُعيم، عَنْ نافع مولى ابن عُمَر قَالَ: كانت عُمْرة القضيّة فِي ذي القِعدة سنة سبعٍ. وَقَالَ مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لما رجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ خيبر، بعث سرايا وأقام بالمدينة حتى [استهلّ] [3] ذو القعدة. ثُمَّ نادى فِي النّاس أنْ تجهّزوا العُمْرة [78 أ] فتجهَّزُوا، وخرجوا معه إلى مكة. وقال ابن شهاب: ثُمَّ خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذي القِعدة حتى بلغ يَأْجَجَ [4] وضع الأداة كلها: الحَجَف والمَجَانّ [5] والرماح والنّبْل. ودخلوا بسلاح الراكب: السيوف. وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن بنت حَزْن العامريّة فخطبها عَلَيْهِ، فجعلت أمرَها إلى العبّاس،   [1] وتسمّى: عمرة القضاء، ويقال لها عمرة القصاص. (عيون الأثر 2/ 148) . [2] زيادة في اسمه من ترجمته في تهذيب التهذيب (10/ 407) وقد ينسب كذلك إلى جدّه. [3] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع. [4] يأجج: بالهمزة والفتح، مكان من مكة على ثمانية أميال، وكان من منازل عبد الله بن الزبير، (معجم البلدان 5/ 424) . [5] في الأصل: المجنّ. وأثبتنا لفظ ع وهو صيغة الجمع من المجنّ أي الترس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 وكانت أختها تحته وهي أمّ الفضل فزوّجها العبّاس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا قدم أمر أصحابه فقال: اكشفوا عَنِ المناكب واسعوا فِي الطَّواف، ليرى المشركون جَلَدَهم وقوَّتهم، وكان يكايدهم بكلّ ما استطاع. فاستكفّ أهل مكة- الرجال والنّساء والصّبيان- ينظرون إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وهم يطوفون بالبيت. وعبد الله بْن رواحة يرتجز بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوشّحًا بالسيف يَقْولُ [1] : خَلُّوا بني الكُفَّار عَنْ سبيله ... أَنَا الشهيد أنّه رسولهْ قد أنزل الرَّحْمَن فِي تنزيلهْ ... فِي صحف تُتْلى عَلَى رسولهْ فاليوم نضربكم عَلَى تأويلِهْ ... كما ضَربْناكم عَلَى تنزيلهْ ضرْبًا يُزيل الهامَ عَنْ مَقِيلَهْ ... وَيُذْهِلُ الخليلَ عَنْ خليلهْ وتغيّب رجال من أشرافهم أن ينظروا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْظًا وحنقًا، ونفاسة وحَسَدًا، خرجوا إلى الخَنْدَمَة [2] . فَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وأقام ثلاث ليالٍ، وكان ذَلِكَ آخر الشرط. فلما أصبح من اليوم الرابع أتاه سُهَيْلُ بْن عَمْرو وغيره، فصاح حُوَيْطِب بْن عَبْد العُزَّى: نناشدك الله والعقد لما خرجتَ من أرضنا فقد مضت الثلاث. فقال سعد بْن عُبَادة: كذبتَ لا أُمّ لك لَيْسَ بأرضك ولا بأرض آبائك، [والله] [3] لا نخرج. ثُمَّ نادى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُهَيلًا وحُوَيْطبًا، فقال: «إنّي قد نكحت فيكم امرأةً فما يضرّكم أن أمكث حتى أدخل بِهَا، ونصنع الطعام فنأكل وتأكلون معنا» . قَالُوا: نناشدك الله والعقد، إلّا خرجت عنّا. فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أبا رافع فأذّن بالرحيل. وركب   [1] ديوانه: ص 100- 101 باختلاف في الألفاظ وفي ترتيب الأبيات، وكذلك في سيرة ابن هشام 4/ 69، والطبقات لابن سعد 2/ 121، وتاريخ الطبري 3/ 24 والمغازي لعروة 202. [2] الخندمة: جبل من جبال مكة. (معجم البلدان 2/ 392) . [3] ليست في الأصل، وأثبتناه من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نزل بطن سَرِف [1] وأقام المسلمون، وخلَّف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا رافع ليحمل ميمونة إِلَيْهِ حين يُمسي. فأقام بسرِف حتى قدِمت عَلَيْهِ، وقد لقيت عناءً وأذى من سُفهاء قريش، فبنى بِهَا. ثُمَّ أدلج فسار حتى قدِم المدينة. وقدّر الله أن يكون موتُ ميمونة بسَرِف بعد حين [2] . وَقَالَ فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ. فَنَحَرَ هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ. وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلا يَحْمِلَ سِلاحًا إِلا سُيُوفًا، وَلا يُقِيمَ بِهَا إِلا مَا أَحَبُّوا. فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَدَخَلَهَا كَمَا صَالَحَهُمْ. فَلَمَّا أَنْ أَقَامَ بِهَا ثَلاثًا أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ، فَخَرَجَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [4] : [78 ب] ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمْ تَكُنْ هَذِهِ الْعُمْرَةُ قَضَاءً وَلَكِنْ شَرْطًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يعتمروا قابل فِي الشَّهْرِ الَّذِي صَدَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ. وقال مُحَمَّد بْن سلمة، عَنِ ابن إِسْحَاق، عَنْ عَمْرو بْن ميمون، سَمِعْتُ أَبَا حاضر الحَضْرَميّ أنّ ميمون بْن مِهْران قَالَ: خرجت معتمِرًا سنة حُوصِر ابن الزُّبير. وبعث معي رجال من قومي بهَدْي. فلما انتهينا إلى أهل الشام منعونا أن ندخل الْحَرَمَ فنحرت الهدي مكاني، ثُمَّ أحللتُ ثُمَّ رجعتُ. فلما كَانَ من العام المقبل، خرجت لأقضي عُمْرَتي، فأتيت ابن عبّاس   [1] سرف: موضع على أميال من مكة، وهو الّذي فيه مسجد ميمونة أمّ المؤمنين. (معجم البلدان 3/ 212) . [2] سيرة ابن هشام 4/ 69، 70، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 120- 122، تاريخ الطبري 3/ 23- 25، تسمية أزواج النّبيّ لأبي عبيدة 67، عيون الأثر 2/ 148، 149، البداية والنهاية 4/ 226- 230، عيون التواريخ 1/ 272، 273، المغازي لعروة 201- 203. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب عمرة القضاء. (5/ 85) . [4] المغازي 2/ 731. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 فسألته، فقال: أبدل الهدْي الَّذِي نحروا عام الحُدَيبية فِي عُمْرة القضاء. زاد فِيهِ يونس عَنِ ابن إِسْحَاق قَالَ: فَعَزَّت الإِبل عليهم، فرخَّص لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي البقر [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [2] : حَدَّثَنِي غَانِمُ بْنُ أَبِي غَانِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدْ سَاقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْقَضِيَّةِ سِتِّينَ بَدَنَةً. قَالَ: وَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظَّهْرَانِ، وَقَدَّمَ السِّلاحَ إِلَى بَطْنِ يَأْجَجَ، حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَى أَنْصَابِ الْحَرَمِ. وَتَخَوَّفَتْ قُرَيْشٌ، فَذَهَبَتْ فِي رُءُوسِ الْجِبَالِ وَخَلَّوْا مَكَّةَ. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ، مَشَى ابْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ ... قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِي تَنْزِيلِهِ بِأَنَّ خَيْرَ الْقتْلِ فِي سَبِيلِهِ ... نَحْنُ قَتَلْنَاكُمْ عَلَى تَأْوِيلِهِ كَمَا قَتَلْنَاكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ ... يَا رَبِّ إِنِّي مُؤْمِنٌ بِقِيلِهِ [3] وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمُ الْحُمَّى، وَلَقُوا مِنْهَا شَرًّا. فَأَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَى مَا قَالُوهُ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ الثلاثة، وأن يمشوا بين المشركين. فَلَمَّا رَأَوْهُمْ رَمَلُوا، قَالُوا: هَؤُلاءِ الَّذِينَ ذَكَرْتُمْ أَنَّ الْحُمَّى وَهَنَتْهُمْ؟ هَؤُلاءِ أَجْلَدُ مِنَّا. قَالَ ابن عبّاس: ولم   [1] تفرّد به أبو داود من حديث أبي حاضر عثمان بن حاضر الحميري عن ابن عباس فذكره. وانظر الطبري 3/ 25. [2] المغازي 2/ 732، البداية والنهاية 4/ 231. [3] قارن الأبيات بالأبيات التي مرت قبل قليل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 [يَمْنَعْهُ أَنْ] [1] يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلا الإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ. أَخْرَجَاهُ [2] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رَمَلَ وَأَنَّهَا سُنَّةٌ. قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم مَكَّةَ وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى قُعَيْقِعَانَ [3] ، وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ قوما حسّدا، فجعلوا يتحدّثون بَيْنَهُمْ أَنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ ضُعَفَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرُوهُمْ مَا يَكْرَهُونَ مِنْكُمْ. فَرَمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُرِيَهُمْ قُوَّتَهُ وَقُوَّةَ أَصْحَابِهِ، وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَدْ بَقِيَ الرَّمَلُ سُنَّةً فِي طَوَافِ الْقُدُومِ، وَإِنْ كَانَ قَدْ زَالَتْ عِلَّتُهُ فَإِنَّ جَابِرًا قَدْ حَكَى فِي حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أَنَّهُ] [5] رَمَلَ ورَمَلُوا فِي عُمْرَةِ الْجِعْرَّانَةِ. وقال إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى سمعه يَقْولُ: اعتمرنا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنّا [79 أ] نستره- حين طاف- من صبيان مكة لا يُؤْذونه. وأرانا ابن أَبِي أوفى ضربةً أصابته مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر. خ [6] .   [1] زيادة من الصحيحين تستقيم بها العبارة. [2] صحيح البخاري: كتاب الحجّ، باب كيف بدأ الرمل 2/ 161. وكتاب المغازي، باب عمرة القضاء 5/ 86، وصحيح مسلم (1264) كتاب الحجّ، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة. وانظر الطبقات الكبرى 2/ 123. [3] قعيقعان: جبل بأسفل مكة. وهو بالضم ثم الفتح. (معجم البلدان 4/ 379) . [4] صحيح مسلم (1266) ، كتاب الحج، باب استحباب الرمل في الطواف والعمرة. [5] سقطت من الأصل، وحرفت (رمل) بعدها إلى رملة. وأثبتنا عبارة ع. [6] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب عمرة القضاء (5/ 86) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 463 تَزْوِيجُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَيْمُونَةَ وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] حدثني أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ، وَكَانَ الَّذِي زَوَّجَهُ الْعَبَّاسُ. فَأَقَامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثَلَاثًا. فَأَتَاهُ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: قَدِ انْقَضَى أَجَلُكَ فَاخْرُجْ عَنَّا. قَالَ: «لَوْ تَرَكْتُمُونِي فَعرَّسْتُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، وَصَنَعْنَا طَعَامًا فَحَضَرْتُمُوهُ» . قَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا بِهِ. فَخَرَجَ، وَخَلَّفَ أَبَا رَافِعٍ مَوْلَاهُ عَلَى مَيْمُونَةَ، حَتَّى أَتَاهُ بِهَا بِسَرِفٍ، فَبَنَى عَلَيْهَا. وَقَالَ وُهَيْبٌ: ثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَبَنَى بِهَا وَهُوَ حَلَالٌ، وَمَاتَتْ بِسَرِفٍ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ لِي الثَّوْرِيُّ: لا تَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ   [1] سيرة ابن هشام 4/ 70 تاريخ الطبري 3/ 25، طبقات ابن سعد 2/ 122 المغازي لعروة 201. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب عمرة القضاء. (5/ 86) ، وانظر الطبقات لابن سعد 8/ 133. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 وَهُوَ مُحْرِمٌ. وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَهُمَا فِي الصَّحِيحِ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ محرم. فقال سعيد بن المسيّب: وهو وَإِنْ كَانَتْ خَالَتَهُ. مَا تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بَعْدَ مَا أَحَلَّ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْهُ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ [بْنِ] الأَصَمِّ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ حَلالانِ بِسَرِفٍ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ [2] . وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ من وجه آخر عن يزيد ابن الأَصَمِّ [3] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، نا مَطَرٌ [4] الْوَرَّاقُ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حَلالٌ، وَبَنى بِهَا وَهُوَ حَلالٌ. وَكُنْتُ الرَّسُولَ بَيْنَهُمَا. وَقَالَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَفِيهِ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي مِنْ مَكَّةَ، فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ حمزة، فنادت: يا عمّ. فتناولها عليّ رضي الله عنه، وقال لفاطمة: دونك، فحملتها. قال: فاختصم فيها عَلِيٌّ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَجَعْفَرٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخَذْتَهَا وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي، وَقَالَ جَعْفَرٌ. ابنة عمّي،   [1] صحيح البخاري: كتاب المحصر وجزاء الصيد، باب تزويج المحرم. (2/ 214) . [2] سنن أبي داود: كتاب المناسك، باب المحرم يتزوّج (2/ 169 رقم 1843) . [3] صحيح مسلم (1411) كتاب النكاح، باب تحريم نكاح المحرم وكراهة خطبته. [4] في طبقات ابن سعد 8/ 134 «مطرّف» وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، انظر تهذيب التهذيب 10/ 167. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 وَخَالَتُهَا تَحْتِي، وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا لِخَالَتِهَا، وَقَالَ: «الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ» وَقَالَ لِعَلِيٍّ «أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ» ، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: أَشْبَهْتَ خُلُقِي وَخَلْقِي، وَقَالَ لِزَيْدٍ: أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلانَا، أخرجه [79 ب] الْبُخَارِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْهُ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَارَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ، وَأُمَّهَا سُلْمَى بِنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتَا بِمَكَّةَ. فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَلَّمَ عَلِيٌّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلامَ نَتْرُكُ بِنْتَ عَمِّنَا يَتِيمَةً بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَلَمْ يَنْهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِخْرَاجِهَا. فَخَرَجَ بِهَا، فَتَكَلَّمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَكَانَ وَصِيَّ حَمْزَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ آخَى بَيْنَهُمَا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَقَضَى بِهَا لِجَعْفَرٍ وَقَالَ: تَحْتَكَ خَالَتِهَا، وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا وَلَا عَمَّتِهَا [2] . وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ عُمْرَتِهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ بَعَثَ ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ [3] في خمسين إلى بني سليم.   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب عمرة القضاء. (5/ 85) . [2] انظر فتح الباري لابن حجر 7/ 506. [3] في طبعة القدسي 433 «العرجاء» ، والتصويب من طبقات ابن سعد 2/ 123، وعيون الأثر 2/ 149، وتاريخ الطبري 3/ 26 وغيره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 ثمّ دخلت سنة ثمان من الهجرة [ مسير ابن أبي العجواء إلى بني سليم ] قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَارَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءَ [1] السُّلَمِيُّ فِي خَمْسِينَ رَجُلا إِلَى بَنِي سُلَيْمٍ، وَكَانَ عَيْنٌ لِبَنِي سُلَيْمٍ مَعَهُ. فَلَمَّا فَصَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ، خَرَجَ الْعَيْنُ إِلَى قَوْمِهِ فَحَذَّرَهُمْ. فَجَمَعُوا جَمْعًا كَثِيرًا. وَجَاءَهُمُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَهُمْ مُعِدُّونَ. فَلَمَّا رَآهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَوْا جَمْعَهُمْ، دَعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ. فَرَشَقُوهُمْ بِالنَّبْلِ، وَلَمْ يَسْمَعُوا قَوْلَهُمْ، فَرَمَوْهُمْ سَاعَةً، وَجَعَلَتِ الأَمْدَادُ تَأْتِي، وَأَحْدَقُوا بِهِمْ. فَقَاتَلُوا حَتَّى قُتِلَ عَامَّتُهُمْ، وَأُصِيبَ بن أَبِي الْعَوْجَاءِ جَرِيحًا فِي الْقَتْلَى. ثُمَّ تَحَامَلَ حَتَّى بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي أَوَّلِ صَفَرٍ [2] . إسلام عَمْرو بْن العاص وخالد بْن الوليد وفيها: أسلمَ عَمْرو بْن العاص، وخالد بْن الوليد.   [1] وفي طبعة القدسي 434 «العرجاء» وهو تصحيف، وقد صحّحت الاسم في أكثر من موضع. [2] الطبقات لابن سعد 2/ 123، تاريخ الطبري 3/ 26، عيون الأثر 2/ 149، 150 البداية والنهاية 4/ 235، 236. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 قَالَ الْوَاقِدِيُّ: [1] أنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: كُنْتُ لِلإِسْلامِ مُجَانِبًا مُعانِدًا. حَضَرْتُ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ فَنَجَوْتُ، ثُمَّ حَضَرْتُ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ فَنَجَوْتُ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَمْ أُوضَعُ، وَاللَّهِ لَيَظْهَرَنَّ مُحَمَّدٌ عَلَى قُرَيْشٍ. فَلَحِقْتُ بِمَالِي بِالْوَهْطِ [2] . فَلَمَّا كَانَ الصُّلْحُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، جَعَلْتُ أَقُولُ، يَدْخُلُ [3] مُحَمَّدٌ قَابِلا مَكَّةَ بِأَصْحَابِهِ، مَا مَكَّةُ بِمَنْزِلٍ وَلا الطّائف، وما شيء خير مِنَ الْخُرُوجِ. فَقَدِمتُ مَكَّةَ فَجَمَعْتُ رِجَالا مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا يَرَوْنَ رَأْيِي وَيَسْمَعُونَ مِنِّي، فَقُلْتُ: تَعَلَّمُوا [4]- وَاللَّهِ- إِنِّي لأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو عُلُوًّا مُنْكَرًا، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا. قَالُوا: وما هو؟ قلت: نلحق بالنّجاشيّ فنكون معه، فإن يظهر محمد كنّا عند النّجاشيّ، [فنكون تحت يد النّجاشيّ] [5] ، وأحبّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ نَكُونَ تَحْتَ يَدِ مُحَمَّدٍ. وَإِنْ تَظْهَرْ قُرَيْشٌ فَنَحْنُ مَنْ عَرَفُوا. قَالُوا: هَذَا الرَّأْيُ. قُلْتُ: فَاجْمَعُوا مَا تُهْدُونَهُ لَهُ. وَكَانَ أَحَبَّ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ مِنْ أَرْضِنَا الأَدَمُ. فَجَمَعْنَا لَهُ أَدَمًا كَثِيرًا، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَاهُ، فَأَنَا لَعِنْدَهُ، إِذْ جَاءَ عَمْرُو ابن أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ بِكِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيِّ لِيُزَوِّجَهُ بِأُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أبي   [1] المغازي 2/ 742. [2] الوهط: بستان عظيم كان لعمرو بن العاص بالطائف على ثلاثة أميال من وجّ، وهو كرم موصوف. [3] في الأصل، ع: يا رجل. والتصحيح من المغازي للواقدي (2/ 742) والبداية والنهاية (4/ 236) . [4] (تعلّموا) فعل أمر بمعنى (اعلموا) ولا يستعمل ماضيا ولا مضارعا بهذا المعنى. وقوله (إنّي لأرى.. إلخ) جملة محتوية على لام الابتداء التي تقتضي تعليق الفعل. ولهذا كسرت همزة (إنّ) ولم تكسر في التي بعدها لعدم التعليق. وقد حرّف بعض المؤلّفين والنّساخ والمحقّقين هذه الكلمة إلى (تعلّمون) مع أنّ السياق ينكرها. [5] زيادة من الواقدي (2/ 742) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 سفيان [80 أ] فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَقُلْتُ لأَصْحَابِي: لَوْ دَخَلْتُ عَلَى النَّجَاشِيِّ، وَسَأَلْتُهُ [1] هَذَا فَأَعْطَانِيهِ لَقَتَلْتُهُ لأُسِرَّ بِذَلِكَ قُرَيْشًا. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لَهُ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِصَدِيقِي، أَهْدَيْتَ لِي مِنْ بِلادِكَ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَهْدَيْتُ لَكَ أَدَمًا. وَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَأَعْجَبَهُ، فَفَرَّقَ مِنْهُ أَشْيَاءَ بَيْنَ بَطَارِقَتِهِ. ثُمَّ قُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ رَجُلا خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ وَهُوَ رَسُولُ عدوّ لنا قد وترنا وقتل أشرافنا، فأعطينه فَأَقْتُلَهُ. فَغَضِبَ وَرَفَعَ يَدَهُ فَضَرَبَ بِهَا أَنْفِي ضَرْبَةً ظَنَنْتُ أَنَّهُ كَسَرَهُ، فَابْتَدَرَ مَنْخَرَاي فَجَعَلْتُ أَتَلَقَّى الدَّمَ بِثِيَابِي. فَأَصَابَنِي مِنَ الذُّلِّ مَا لَوِ انْشَقَّتْ لِي الأَرْضُ دَخَلْتُ فِيهَا فَرَقًا مِنْهُ. ثُمَّ قُلْتُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ: لَوْ ظَنَنْتَ أَنَّكَ تَكْرَهُ مَا قُلْتُ مَا سَأَلْتُكَهُ. قَالَ: فَاسْتَحَى وَقَالَ: يَا عَمْرُو، تَسْأَلُنِي أَنْ أُعْطِيَكَ رَسُولَ مَنْ يَأْتِيهِ النَّامُوسُ الأَكْبَرُ الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلامُ لِتَقْتُلَهُ؟ قَالَ عَمْرٌو: وَغَيَّرَ اللَّهُ قَلْبِي عَمَّا كُنْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي: عَرَفَ هَذَا الْحَقَّ الْعَرَبُ وَالْعَجَمُ وَتُخَالِفُ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَتَشْهَدُ أَيُّهَا الْمَلِكُ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَشْهَدُ بِهِ عِنْدَ اللَّهِ يا عمرو، فأطعني واتّبعه، فو الله إِنَّهُ لَعَلَى الْحَقِّ، وَلَيَظْهَرَنَّ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ، كَمَا ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ. قُلْتُ: أَفَتُبَايِعُنِي لَهُ عَلَى الإِسْلامِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعَنِي عَلَى الإِسْلامِ، ثُمَّ دَعَا بَطَسْتٍ، فَغَسَلَ عَنِّي الدَّمَ، وَكَسَانِي ثِيَابًا، وَكَانَتْ ثِيَابِي قَدِ امْتَلأَتْ بِالدَّمِ فَأَلْقَيْتُهَا. وَخَرَجْتُ عَلَى أَصْحَابِي- فَلَمَّا رَأَوْا كِسْوَةَ النَّجَاشِيِّ سُرُّوا بِذَلِكَ وَقَالُوا: هَلْ أَدْرَكْتَ مِنْ صَاحِبِكَ مَا أَرَدْتَ؟ فَقُلْتُ: كَرِهْتُ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ، وَقُلْتُ أَعُودُ إِلَيْهِ- فَفَارَقْتُهُمْ، وَكَأَنِّي أَعْمِدُ لِحَاجَةٍ- فَعَمَدْتُ إِلَى موضع السفن   [1] في الأصل، ع: «لو دخلت على النّجاشيّ لو سألت النّجاشيّ هذا..» وقد عدلنا بالعبارة إلى ما أثبتناه وهو قريب من عبارة الواقدي وابن هشام. (3/ 296) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 فَأَجِدُ سَفِينَةً قَدْ شُحِنَتْ تُدْفَعُ [1] . فَرَكِبْتُ مَعَهُمْ، وَدَفَعُوهَا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى الشُّعَيْبَةِ [2] . وَخَرَجْتُ مِنَ الشّعيبةِ [3] وَمَعِي نَفَقَةٌ، فَابْتَعْتُ بَعِيرًا، وَخَرَجْتُ أُرِيدُ الْمَدِينَةَ، حَتَّى خَرَجْتُ عَلَى مَرَّ الظَّهْرَانِ. ثُمَّ مضيت حتى إذا كنت بالهدة، فَإِذَا رَجُلانِ قَدْ سَبَقَانِي بِغَيْرِ كَثِيرٍ، يُرِيدَانِ مَنْزِلا، وَأَحَدُهُمَا دَاخِلٌ فِي خَيْمَةٍ، وَالآخَرُ قَائِمٌ يُمْسِكُ الرَّاحِلَتَيْنِ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. فَقُلْتُ: أَبَا سُلَيْمَانَ؟ قَال: نَعَمْ. أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: مُحَمَّدًا، دَخَلَ النَّاسُ فِي الإِسْلامِ فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ بِهِ طَمَعٌ [4] ، وَاللَّهِ لَوْ أَقَمْتَ لأَخَذَ بِرِقَابِنَا كَمَا يُؤْخَذُ بِرَقَبَةِ الضَّبُعِ فِي مَغَارَتِهَا. قُلْتُ: وَأَنَا وَاللَّهِ قَدْ أَرَدْتُ مُحَمَّدًا وَأَرَدْتُ الإِسْلامِ. فَخَرَجَ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَرَحَّبَ بِي، فَنَزَلْنَا جَمِيعًا ثُمَّ تَرَافَقْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَا أَنْسَى قَوْلَ رَجُلٍ لقِيَنَا بِبِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ [5] يَصِيحُ: يَا رَبَاحُ، يَا رَبَاحُ. فَتَفَاءَلْنَا بِقَوْلِهِ، وَسِرْنَا ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا، فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ: قد أعطت مكة المقادة بعد هذين. [80 ب] فظننت أنّه [يعنيني وخالد بن الوليد. ثم ولّى مدبرا إلى المسجد سريعا فَظَنَنْتُ أَنَّهُ] [6] بَشَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُدُومِنَا، فَكَانَ كَمَا ظَنَنْتُ. وَأَنَخْنَا بِالْحَرَّةِ فَلَبِسْنَا مِنْ صَالِحِ ثِيَابِنَا، وَنُودِيَ بِالْعَصْرِ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى اطَّلَعْنَا عَلَيْهِ، وَإِنَّ لِوَجْهِهِ تَهَلُّلا، وَالْمُسْلِمُونَ حَوْلَهُ قَدْ سُرُّوا بِإِسْلامِنَا. وَتَقَدَّمَ خَالِدٌ فَبَايَعَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ فَبَايَعَ، ثُمَّ تقدّمت فو الله ما هو إلّا أن جلست   [1] في الأصل: قد سحبت بدفع. وما أثبتناه من ع، وهو لفظ البداية والنهاية (4/ 237) . وفي المغازي للواقدي (2/ 744) : قد شحنت برقع. (الرقع جمع رقعة، كهمزة، شجرة عظيمة) . [2] الشّعيبة: مرفأ السفن من ساحل بحر الحجاز، وكان مرفأ ومرسى سفنها قبل جدّة. وقيل قرية على شاطئ البحر على طريق اليمن (معجم البلدان 3/ 351) . [3] هكذا في الأصل، ع والواقدي، وهي في البداية والنهاية وابن الملا: السفينة. [4] في الأصل، ع وابن كثير: طعم. وأثبتنا لفظ الواقدي (2/ 744) . [5] في الأصل، بدير أبي عينه. وكذا في ع بغير إعجام. والتصحيح من الواقدي. وبئر أبي عنبة، بلفظ واحدة العنب، بئر بينها وبين المدينة مقدار ميل. (معجم البلدان 1/ 301) . [6] سقطت من الأصل، ع، وزدناها من الواقدي (2/ 744) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 472 بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَرْفَعَ طَرْفِي إِلَيْهِ حَيَاءً مِنْهُ، فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ يَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، وَلَمْ يَحْضُرْنِي مَا تَأَخَّرَ. فَقَالَ: «إِنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَالْهِجْرَةَ تَجُبُّ مَا كَانَ قَبْلَهَا» . فو الله مَا عَدَلَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِخَالِدٍ أَحَدًا فِي أَمْرٍ حَزَبَهِ مُنْذُ أَسْلَمْنَا. وَلَقَدْ كُنَّا عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ. وَلَقْد كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بِتِلْكَ الْحَالِ، وَكَانَ عُمَرُ عَلَى خَالِدٍ كَالْعَاتِبِ. قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي رَاشِدٌ مَوْلَى حَبِيبِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرٍو، نَحْوَ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لِيَزِيدَ: أَلَمْ يتوقّت لَكَ مَتَى قَدِمَ عَمْرٌو وَخَالِدٌ؟ قَالَ: لا، إِلا أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ الْفَتْحِ. قُلْتُ: فَإِنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي أَنَّ عَمْرًا وَخَالِدًا وَعُثْمَان قَدِمُوا الْمَدِينَةَ لِهِلالِ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ [1] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَاشِدٍ مَوْلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، (عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ) [2] ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الْخَنْدَقِ، جَمَعْتُ رِجَالا مِنْ قُرَيْشٍ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى أَمْرَ مُحَمَّدٍ يَعْلُو عُلُوًّا مُنْكَرًا، وَاللَّهِ مَا يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا مَا أَدْرِي كَيْفَ رَأْيُكُمْ فِيهِ؟ قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: أَنْ نَلْحَقَ بِالنَّجَاشِيِّ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، لَكِنْ فِيهِ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ أَنْفَ نَفْسِهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ كَسَرَهُ. وَالْبَاقِي بِمَعْنَاهُ مُخْتَصَرٌ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [4] : حَدَّثَنِي يَحْيَى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن   [1] المغازي للواقدي 2/ 742- 744، البداية والنهاية 4/ 236- 238. [2] سقطت من الأصل، وهي زيادة واجبة في السند، استدركناها من ابن هشام (2/ 276) والطبري 3/ 29 وغيره وترد في اسمه الروايتان: حبيب بن أوس، وحبيب بن أبي أوس (انظر تهذيب التهذيب 2/ 177) . [3] سيرة ابن هشام 3/ 296، تاريخ الطبري 3/ 29- 31، عيون الأثر 2/ 81- 83. [4] المغازي 2/ 745. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 473 الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ بِي مَا أَرَادَ مِنَ الْخَيْرِ قَذَفَ فِي قَلْبِي الإِسْلامَ، وَحَضَرَنِي رُشْدِي، وَقُلْتُ: قَدْ شَهِدْتُ هَذِهِ الْمَوَاطِنَ كُلَّهَا عَلَى مُحَمَّدٍ فَلَيْسَ مَوْطِنٌ أَشْهَدُهُ إِلا أَنْصَرِفُ وَأَنَا أَرَى فِي نَفْسِي أَنِّي مُوضَعٌ فِي غَيْرِ شَيْءٍ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا سَيَظْهَرُ. فَلَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحُدَيْبِيَةِ، خَرَجْتُ فِي خَيْلِ الْمُشْرِكِينَ، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ بِعُسْفَانَ، فَأَقَمْتُ بِإِزَائِهِ وَتَعَرَّضْتُ لَهُ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ أَمَامَنَا، فَهَمَمْنَا أَنْ نُغِيرَ عَلَيْهِ. ثُمَّ لَمْ يَعْزِمْ لَنَا، وَكَانَتْ فِيهِ خِيَرَةٌ، فَاطَّلَعَ عَلَى مَا فِي أَنْفُسِنَا مِنَ الْهُمُومِ، فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْعَصْرِ صَلاةَ الْخَوْفِ. فَوَقَعَ ذَلِكَ مِنَّا مَوْقِعًا، وَقُلْتُ: الرَّجُلُ مَمْنُوعٌ. فَافْتَرَقْنَا، وَعَدَلَ عَنْ سَنَنِ خَيْلِنَا، وَأَخَذْتُ ذَاتَ الْيَمِينِ. فَلَمَّا صَالَحَ قُرَيْشًا قُلْتُ: أَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ؟ أَيْنَ الْمَذْهَبُ؟ إِلَى النَّجَاشِيِّ؟ فَقَدِ اتَّبَعَ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ آمِنُونَ. فَأَخْرُجُ إِلَى هِرَقْلَ؟ فَأَخْرُجُ مِنْ دِينِي إِلَى النَّصْرَانِيَّةِ وَالْيَهُودِيَّةِ [81 أ] فأقيم مَعَ عَجَمٍ تَابِعًا مَعَ عَنَتِ ذَلِكَ [1] ؟ أَوْ أُقِيمُ فِي دَارِي فِيمَنْ بَقِيَ؟ فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ، إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ، فَتَغَيَّبْتُ. وَكَانَ أَخِي الْوَلِيدُ (بْنُ الْوَلِيدِ) [2] قَدْ دَخَلَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ. فَطَلَبَنِي فَلَمْ يَجِدْنِي، فَكَتَبَ إِلَيَّ كِتَابًا فَإِذَا فِيهِ: أَمَّا بَعْد، فَإِنِّي لَمْ أَرَ أَعْجَبَ مِنْ ذَهَابِ رَأْيِكَ عَنِ الإِسْلامِ. وَعَقْلُكَ عَقْلُكَ، وَمَثَلُ الإِسْلامِ يَجْهَلُهُ أَحَدٌ؟ قَدْ سَأَلَنِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيْنَ خَالِدٌ؟ فَقُلْتُ: يَأْتِي اللَّهُ بِهِ. فَقَالَ: مَا مَثَلُهُ جَهِلَ الإِسْلامَ، وَلَوْ كَانَ جَعَلَ نكايته وجدّه مع المسلمين على   [1] في الأصل: فأقيم مع عجم تابع من عنت ذلك. ولعلّه تحريف عمّا أثبتناه ورواية الواقدي: فأقيم مع عجم تابعا. [2] زيادة من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 474 الْمُشْرِكِينَ كَانَ خَيْرًا لَهُ وَلَقَدَّمْنَاهُ عَلَى غَيْرِهِ. فَاسْتَدْرِكْ يَا أَخِي مَا قَدْ فَاتَكَ. فَلَمَّا جَاءَنِي كِتَابُهُ، نَشِطْتُ لِلْخُرُوجِ، وَزَادَنِي رَغْبَةً فِي الإِسْلامِ. وَأَرَى فِي النَّوْمِ كَأَنِّي فِي بِلادٍ ضَيِّقَةٍ جَدْبَةٍ، فَخَرَجْتُ إِلَى بِلادٍ خَضْرَاءَ وَاسِعَةٍ قُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا. فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ قُلْتُ: لأَذْكُرَنَّهَا لأَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرْتُهَا، فَقَالَ: هُوَ مَخْرَجُكَ الَّذِي هَدَاكَ اللَّهُ لِلإِسْلامِ، وَالضَّيِّقُ هُوَ الشِّرْكُ. قَالَ: فَلَمَّا أَجْمَعْتُ الْخُرُوجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالضَّيِّقُ هُوَ الشِّرْكُ. قَالَ: فَلَمَّا أَجْمَعْتُ الْخُرُوجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قلت: من أصحاب إلى محمد؟ فلقيت صفوان ابن أُمَيَّةَ، فَقُلْتُ يَا أَبَا وَهْبٍ. أَمَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، إِنَّمَا كُنَّا كَأَضْرَاسٍ [1] ، وَقَدْ ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، فَلَوْ قَدِمْنَا عَلَى مُحَمَّدٍ فَاتَّبَعْنَاهُ فَإِنَّ شَرَفَهُ لَنَا شَرَفٌ. فَأَبَى أَشَدَّ الإِبَاءِ وَقَالَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ غَيْرِي مَا اتَّبَعْتُهُ أَبَدًا. فَافْتَرَقْنَا وَقُلْتُ: هَذَا رَجُلٌ قُتِلَ أَخُوهُ بِبَدْرٍ. فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ فَقُلْتُ لَهُ مِثْلَ مَا قُلْتُ لِصَفْوَانَ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَا قَالَ صَفْوَانُ. قُلْتُ: فَاكْتُمْ ذِكْرَ مَا قُلْتُ لَكَ. وَخَرَجْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَأَمَرْتُ بِرَاحِلَتِي أَنْ تَخْرُجَ إِلَيَّ، [فَخَرَجْتُ بِهَا إِلَى] [2] أَنْ أَلْقَى عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ. فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لِي صَدِيقٌ، فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، إِنِّي عَمَدْتُ الْيَوْمَ، وإنّي أريد أن أغدو، وهذه راحلتي بفخّ [3] منَاخَةَ، قَالَ: فَاتَّعَدْتُ أَنَا وَهُوَ بِيَأْجَجَ، وَأَدْلَجْنَا سَحَرًا، فَلَمْ يَطْلَعِ الْفَجْرُ حَتَّى الْتَقَيْنَا بِيَأْجَجَ، فَغَدَوْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْهَدَّةِ [4] . فَنَجِدُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ بِهَا، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ. فَقُلْنَا: وبك.   [1] في الواقدي (2/ 747) : «إنّما نحن أكلة رأس» أي هم قلّة يشبعهم رأس واحد. ورواية ابن كثير عن الواقدي كما في الأصل. [2] زيادة من الواقدي يقتضيها السياق. [3] فخّ: هو بفتح أوله وتشديد ثانيه واد بمكة، هو فيما قيل وادي الزاهر. [4] الهدّة: بالفتح ثم التشديد موضع بين مكة والطّائف. وقد خفف بعضهم دالة. (معجم البلدان 5/ 395) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 475 فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ: كَانَ قُدُومُنَا فِي صَفَرٍ سنة ثمان. فو الله مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِ أَسْلَمْتُ يَعْدِلُ بِي أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِيمَا حَزَبَهُ [1] . سَرِيَّةُ شجاع بْن وهْب الأسديّ قَالَ الْوَاقِدِيُّ [2] : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ فِي أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلا، إِلَى جَمْعٍ مِنْ هَوَازِنَ [3] . وَأَمَرَهُ أَنْ يُغِيرَ عَلَيْهِمْ. فَخَرَجَ يَسِيرُ اللَّيْلَ وَيَكْمُنُ النَّهَارَ، حَتَّى صَبَّحَهُمْ غَارِّينَ، فَأَصَابُوا نَعَمًا وَشَاءً، فَاسْتَاقُوا ذَلِكَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَكَانَتْ سُهْمَانُهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ بَعِيرًا لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ. وَعَدَلُوا الْبَعِيرَ بِعَشَرَةٍ [4] مِنَ الغنم. وغابت السرية [81 ب] خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً [5] . قَالَ ابن أَبِي سَبْرة: فحدّثت بِهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عثمان، فقال: كذبوا. قد أصابوا فِي ذَلِكَ الحاضر نسوةً فاستاقوهنّ، فكانت فيهنّ جارية وضِيئة، فقدموا بِهَا المدينة، ثُمَّ قدِم وفْدُهم مسلمين، فكلّموا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السبْي. فكلّم النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلّم شجاعا وأصحابه في   [1] المغازي للواقدي 2/ 745- 748، الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 252، البداية والنهاية 4/ 238. [2] انظر: المغازي للواقدي (2- 753) . [3] زاد في الطبقات الكبرى أنّ هذا الجمع من هوازن كان بالسّيّ ناحية ركية من وراء المعدن، وهي من المدينة على خمس ليال. (2/ 127) . [4] في الأصل، ع: بعشرين من الغنم. وأثبتنا رواية الواقدي (2- 754) ، وعند ابن سعد (2- 127) «بعشر» . [5] حتى هنا ينتهي الخبر عند ابن سعد في الطبقات 2/ 127 وورد مختصرا في تاريخ الطبري 3/ 29 وانظر عيون الأثر 2/ 152، وعيون التواريخ 1/ 277 والبداية والنهاية 4/ 240 ونهاية الأرب 17/ 276. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 ردّهنّ. فردّهنّ. قَالَ ابن أَبِي سَبْرة: فأخبرت شيخا من الأنصار بذلك، فقال: أما الجارية الوضيئة فأخذها بثمنٍ فأصابها. فلما قدِم الوفد، خيَّرها فاختارت شجاعًا. فَقُتِلَ يوم اليَمامة وهي عنده. سَرِيَّةُ نَجْدٍ قَالَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ سَرِيَّةً قِبَل نَجْدٍ وَأَنَا فِيهِمْ. فَغَنِمُوا إِبِلًا كَثِيرَةً. فَبَلَغَتْ سُهْمَانُهُمْ لِكُلِّ وَاحِدٍ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، ثُمَّ نُفِّلُوا بَعِيرًا بَعِيرًا، فَلَمْ يغير رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . سرية كعب بْن عُمَيْر قَالَ الْوَاقِدِيُّ [2] : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَعْبَ بْنَ عُمَيْرٍ الْغِفَارِيَّ، فِي خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى ذَاتِ أَطْلاحٍ [3] مِنَ الشَّامِ. فَوَجَدُوا جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ كَثِيرًا، فَدَعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ، وَرَشَقُوهُمْ بِالنَّبْلِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ قَاتَلُوهُمْ أَشَدَّ الْقِتَالِ، حَتَّى قُتِلُوا، فَأَفْلَتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ جريح في القتلى، فلما برد عَلَيْهِ اللَّيْلُ، تَحَامَلَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَمَّ بِالْبَعْثِ [4] إِلَيْهِمْ، فَبَلَغَهُ [5] أنّهم ساروا إلى موضع آخر، فتركهم [6] .   [1] صحيح البخاري: كتاب فرض الخمس، باب ومن الدليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين. وصحيح مسلم (1749) كتاب الجهاد والسير، باب الأنفال. [2] المغازي للواقدي 2/ 752. [3] في الأصل، ع: ذات أطالع. والتصحيح من الواقدي (2/ 752) وابن سعد (2/ 127) . (وذات أطلاح موضع من وراء وادي القرى إلى المدينة. (معجم البلدان 1/ 218) . [4] في الأصل، ع: بالبعثة. وأثبتنا لفظ الواقدي وابن سعد. [5] في طبعة القدسي 443 «فبلغتم» والتصحيح من المصادر المعتمدة. [6] انظر: المغازي للواقدي 2/ 752، والبداية والنهاية 4/ 241. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 477 غزوة مؤته قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [1] : أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَزْدِيَّ إِلَى مَلِكِ بُصْرَى [2] بِكِتَابِهِ. فَلَمَّا نزل مؤتة [3] عرض للحارث شرحبيل ابن عَمْرٍو الْغَسَّانِيُّ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: الشَّامَ. قَالَ: لَعَلَّكَ مِنْ رُسُلِ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ. وَلَمْ يُقْتَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولٌ غَيْرُهُ. وبلغ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر، فاشتدّ عَلَيْهِ، وَنَدَبَ النَّاسَ فَأَسْرَعُوا. وَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ خُرُوجِهِمْ إِلَى غَزْوَةِ مُؤْتَةَ [4] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جعفر بن   [1] الطبقات الكبرى 2/ 128. [2] بصرى: من أعمال دمشق بالشام، وهي قصبة كورة حوران. (معجم البلدان 1/ 441) . [3] مؤتة: قرية من قرى البلقاء في حدود الشام، والبلقاء كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى. (معجم البلدان 5/ 219، 220) . [4] ابن سعد، نهاية الأرب للنويري 17/ 277. [5] سيرة ابن هشام 4/ 70. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 479 الزُّبَيْرِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُمْرَةِ الْقَضَاءِ فِي ذِي الْحِجَّةِ، فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى بَعَثَ إِلَى مُؤْتَةَ فِي جُمَادَى مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ، وأمّر على النّاس زيد بن حارثة. وَقَالَ: إِنْ أُصِيبَ فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ فعبد الله ابن رَوَاحَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ فَلْيَرْتَضِ الْمُسْلِمُونَ رَجُلا. فَتَهَيَّئُوا لِلْخُرُوجِ، وَوَدَّعَ النَّاسُ أُمَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَبَكَى ابْنُ رَوَاحَةَ، فَقَالُوا: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا بِي حُبٌّ لِلدُّنْيَا، وَلا صَبَابَةٌ إِلَيْهَا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ الله يقول وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها 19: 71 [1] ، فلست أدري [82 أ] كَيْفَ لِي بِالصَّدْرِ بَعْدَ الْوُرُودِ؟ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: صَحِبَكُمُ اللَّهُ وَرَدَّكُمْ إِلَيْنَا صَالِحِينَ وَدَفَعَ عَنْكُمْ. فَقَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ [2] : لَكِنَّنِي أَسْأَلُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ... وَضَرْبَةً ذَاتَ فَرْغٍ تَقْذِفُ الزَّبَدَا [3] أَوْ طَعْنَةً بِيَدَيْ حَرَّانَ مُجْهِزَةً ... بِحَرْبَةٍ تُنْفِذُ الأَحْشَاءَ وَالْكَبِدَا حَتَّى يَقُولُوا إِذَا مَرُّوا عَلَى جَدَثِي ... يَا أَرْشَدَ اللَّهِ مِنْ غَازٍ وَقَدْ رَشَدَا [4] ثُمَّ إِنَّهُ وَدَّعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ [5] : فَثَبَّتَ اللَّهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ ... تَثْبِيتَ مُوسَى، وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الْخَيْرَ نَافِلَةً ... وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي ثَابِتُ الْبَصَرِ أَنْتَ الرَّسُولُ فَمَنْ يُحْرَمُ نَوَافِلَهُ ... وَالْوَجْهَ منه فقد أزرى به القدر [6]   [1] سورة مريم: من الآية 71. [2] ديوانه: ص 88، باختلاف يسير في البيت الثالث. [3] ذات فرغ: ذات سعة، وفي رواية: ذات فرع. والزبد هنا: رغوة الدم. [4] في سيرة ابن هشام 4/ 70 «أرشده الله» وفي تاريخ الطبري 3/ 37 «أرشدك الله» وانظر عيون الأثر 2/ 153، والبداية والنهاية 4/ 242، وعيون التواريخ 1/ 279، 280 وفيه كما هنا، والمغازي لعروة 204، 205. [5] الديوان: ص 94، باختلاف في ترتيب الأبيات وفي بعض الألفاظ. [6] انظر الأبيات باختلاف أيضا في: سيرة ابن هشام 4/ 71، مغازي عروة 205، البداية والنهاية 4/ 242. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 480 ثُمَّ خَرَجَ الْقَوْمُ حَتَّى نَزَلُوا مَعَانَ [1] ، فَبَلَغَهُمْ أَنَّ هِرَقْلَ قَدْ نَزَلَ مَآبَ [2] فِي مِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الرُّومِ، وَمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْمُسْتَعْرِبَةِ، فَأَقَامُوا بِمَعَانَ يَوْمَيْنِ، وَقَالُوا: نَبْعَثُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَبَرِهِ. فَشَجَّعَ النَّاسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ، وَاللَّهِ إِنَّ الَّتِي تَكْرَهُونَ لَلَّتِي خَرَجْتُمْ لَهَا تَطْلُبُونَ، الشَّهَادَةَ. وَلا نُقَاتِلُ النَّاسَ [3] بِعَدَدٍ وَلا كَثْرَةٍ، وَإِنَّمَا نُقَاتِلُهُمْ بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِهِ، فَإِنْ يُظْهِرْنَا اللَّهُ بِهِ فَرُبَّمَا فَعَلَ، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى فَهِيَ الشَّهَادَةُ، وَلَيْسَتْ بِشَرِّ الْمَنْزِلَتَيْنِ، فَقَالَ النَّاسُ: وَاللَّهِ لَقَدْ صَدَقَ فَانْشَمَرَ النَّاسُ، وَهُمْ ثَلاثَةُ آلافٍ، حَتَّى لَقُوا جُمُوعَ الرُّومِ بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْبَلْقَاءِ يُقَالُ لَهَا مَشَارِفُ [4] ، ثُمَّ انْحَازَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى مُؤْتَةَ، قَرْيَةٍ فَوْقَ الْحِسَاءِ [5] . وَكَانُوا ثَلاثَةَ آلافٍ. وقال الواقدي [6] : حدثني ربيعة بن عثمان عن الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ شَهِدْتُ مُؤْتَةَ، فَلَمَّا رَأَيْنَا الْمُشْرِكِينَ [7] رَأَيْنَا مَا لا قِبَلَ لأَحَدٍ بِهِ مِنَ الْعُدَّةِ [8] وَالسِّلاحِ وَالْكَرَاعِ وَالدِّيبَاجِ وَالذَّهَبِ. فَبَرِقَ بَصَرِي، فَقَالَ لِي ثَابِتُ بْنُ   [1] معان: مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء. (معجم البلدان 5/ 153) . [2] في الأصل، ع: بمأرب. والتصحيح من ابن هشام 4/ 71 وابن سعد 2/ 129 والواقدي 2/ 760 ومآب مدينة في طرف الشام من نواحي البلقاء. (معجم البلدان 5/ 31) . [3] في الأصل (الله) وهو سهو واضح. والتصحيح من ع، ومن السيرة وغيره. [4] (في الأصل، ع: شراف. والتصحيح من ابن هشام (4/ 72) وتاريخ الطبري (3- 29) ومعجم البلدان في (المشارف) و (مؤتة) . (5/ 131 و 220) [5] الحساء ومثلها الأحساء: جمع حسي وهو الماء الّذي تنشّفه الأرض من الرمل، فإذا صار إلى صلابة أمسكته، فتحفر العرب عنه الرمل فتستخرجه. (معجم البلدان 1/ 111) وفي ع: أحساء وانظر الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 70- 72، مغازي عروة 204، 205 تاريخ الطبري 3/ 39، نهاية الأرب 17/ 279، عيون الأثر 2/ 154، البداية والنهاية 4/ 242، 243 عيون التواريخ 1/ 281. [6] انظر: المغازي للواقدي (2/ 760) . [7] في الأصل، ع: فلما رآنا المشركون. والتصحيح من الواقدي (2/ 760) . [8] في مغازي الواقدي «العدد» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 481 أقرم [1] : مالك يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَأَنَّكَ تَرَى جُمُوعًا كَثِيرَةً؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لَمْ تَشْهَدْ مَعَنَا بَدْرًا، إِنَّا لَمْ نُنْصَرْ بِالْكَثْرَةِ. وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: كُنْتُ مَعَهُمْ، فَفَتَّشْنَاهُ يَعْنِي ابْنَ رَوَاحَةَ، فَوَجَدْنَا فِيمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ بِضْعًا وَسَبْعِينَ، بَيْنَ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ وَغَيْرُهُ، عن مغيرة: بِضْعًا وَتِسْعِينَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [3] : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ النُّعْمَانُ بْنُ فنحص [4] الْيَهُودِيُّ، فَوَقَفَ مَعَ النَّاسِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَمِيرُ النَّاسِ، فَإِنْ قُتِلَ فَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فإن قتل فعبد الله بن رواحة، إن قتل عبد الله فليرتض المسلمون. [82 ب] رجلا فليجعلوه عَلَيْهِمْ» . فَقَالَ النُّعْمَانُ: أَبَا الْقَاسِمِ، إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا، فَسَمَّيْتَ مَنْ سَمَّيْتَ قَلِيلا أَوْ كَثِيرًا أُصِيبُوا جَمِيعًا. إِنَّ الأَنْبِيَاءَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِذَا اسْتَعْمَلُوا الرَّجُلَ عَلَى الْقَوْمِ، فَقَالُوا: إِنْ أُصِيبَ فُلانٌ فَفُلانٌ، فَلَوْ سَمَّوْا مِائَةً أُصِيبُوا جَمِيعًا. ثُمَّ جَعَلَ الْيَهُودِيُّ يَقُولُ لِزَيْدٍ: اعْهَدْ، فَلا تَرْجِعْ إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ نَبِيًّا. قال زيد: أشهد أنّه نبي بار صادق.   [1] في الواقدي ونهاية الأرب 17/ 281 وتاريخ الطبري 3/ 40، أنه ثابت بن أرقم، وانظر ترجمته في أسد الغابة (1/- 265) والإصابة (1/ 190) والإستيعاب على هامشها (1/ 191) . [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشام. (5/ 87) . [3] انظر المغازي للواقدي (2/ 756) . [4] في الأصل، ع. مهض وكتبها ابن الملا: نهيض. وأثبتنا رواية ابن كثير عن الواقديّ. (4/ 241) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 482 وَقَالَ يُونُسُ، [عَنِ] ابْنِ إِسْحَاقَ [1] : كَانَ عَلَى ميمنة المسلمين قطبة ابن قَتَادَةَ الْعُذْرِيُّ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ عَبَايَةُ بْنُ مَالِكٍ الأنصاريّ، والتقى النّاس. فحدّثني يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزّبير، عن أبيه، حدّثني أَبِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَكَانَ أَحَدُ بَنِي مُرَّةَ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأنِّي أَنْظُرُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ مُؤْتَةَ حِينَ اقْتَحَمَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاءَ فَعَقَرَهَا ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عُقِرَ فِي الْإِسْلَامِ [2] . وَقَالَ: يَا حَبَّذَا الْجَنَّةُ وَاقْتِرابُها ... طَيِّبَةً وَبَارِدَةً [3] شَرابُها وَالرُّومُ قَدْ دَنَا عَذَابُهَا ... عَلِيَّ إِنْ لَاقَيْتُهَا ضِرَابُهَا [4] فَلَمَّا قُتِلَ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللَّهِ. حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عُرْوة قَالَ: أخذها عَبْد الله بْن رَواحة فالتقوى بِهَا بعضَ الالتواءِ، ثُمَّ تقدّم عَلَى فرسه فجعل يستنزل نفسَه [5] ويتردّد [6] . حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر، أَنَّ ابن رَوَاحة قَالَ عند ذَلِكَ [7] ، أقسمْتُ يا نَفْسُ لَتَنْزِلِنَّهْ ... طائعةً أو لتكرهنّه   [1] سيرة ابن هشام 4/ 72 تاريخ الطبري 3/ 39. [2] رجاله ثقات، وإسناده قويّ، أخرجه أبو داود في الجهاد (2573) باب في الدابة تعرقب في الحرب وذكره ابن حجر في فتح الباري 7/ 511، وابن سعد في الطبقات 4/ 27، وأبو نعيم في الحلية 1/ 118، وابن الأثير في أسد الغابة 3/ 343، والزرقاني في شرح المواهب اللدنية 2/ 271، 272، ورواه الطبراني كما قال عروة في المغازي 206، والهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 157. [3] في الأصل، ع: باردة، وأثبتنا رواية ابن هشام 4/ 72، ونهاية الأرب 17/ 280. [4] انظر سيرة ابن هشام 4/ 72 ونهاية الأرب 17/ 280 ففيهما اختلاف في البيت الثاني. [5] أي يطلب نزولها عمّا أرادت وهمّت به. [6] سيرة ابن هشام 4/ 72، تاريخ الطبري 3/ 39، نهاية الأرب 17/ 280. [7] ديوانه: ص 108. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 إن أجلب النّاس وشدّوا الرّنّة [1] ... ما لي أراك تَكْرَهين الجَنَّة قد طالما [قد] [2] كنتِ مطمئنّه ... هل أنت إلّا نطفة فِي شَنَّهْ [3] ثُمَّ نزل فقاتل حتى قُتِل. قَالَ ابن إِسْحَاق: وقال أيضًا [4] : يا نفس إنْ لا تُقتلي تموتي ... هذا حِمامُ الموتِ قد صُلِيت وما تمنَّيتِ فقد أُعْطيِتِ ... إنْ تفعلي فعلهما هُديتِ وإنْ تأخَّرتِ فقد شَقِيتِ [5] فلما نزل أتى ابن عمّ لَهُ بعَرق لحم فقال: أَقِمْ بِهَا صُلْبَك، فنهش منها نهشةً [6] ، ثُمَّ سمح الحَطْمة [7] فِي ناحيةٍ فقال: وأنت فِي الدنيا؟ فألقاه من يده. ثُمَّ قاتل حتى قُتِل. فحدّثني مُحَمَّد بْن جَعْفَر، عَنْ عُرْوة قَالَ: ثُمَّ أخذ الراية ثابت بْن أقرم، فقال: اصطلحوا يا معشر المسلمين عَلَى رَجُل. قَالُوا: أنت لَهَا. فقال: لا. فاصطلحوا [8] ، على خَالِد بْن الوليد. فجاش بالنّاس، فدافع وانحاز وتُحُيِّزَ عنه [9] ، ثم انصرف بالنّاس.   [1] الرّنّة: صوت فيه ترجيع شبه البكاء. [2] سقطت من الأصل، ع، وزدناها من ابن هشام 4/ 72 والديوان. [3] راجع الأبيات باختلاف في سيرة ابن هشام 4/ 72 وتاريخ الطبري 3/ 39، 40، ونهاية الأرب 17/ 280، 281، و «الشنّة» الوعاء البالي، انظر: الروض الأنف 4/ 80. [4] ديوانه: ص 87. [5] انظر سيرة ابن هشام 4/ 73، ونهاية الأرب 17/ 281، وتاريخ الطبري 3/ 40 باختلاف في الألفاظ. [6] في السيرة: انتهس منه نهسة. [7] الحطمة: رحمة الناس ودفع بعضهم بعضا. [8] في الأصل: فأصلحوا. والتصحيح من ع. ومن السيرة والطبري. [9] في الأصل: وأخبر عنه. والتصحيح من تاريخ الطبري (3/ 40) ، وفي السيرة «نحيز عنه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: نَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَابْنَ رَوَاحَةَ، نَعَاهُمْ قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ خَبَرُهُمْ، وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَزَادَ فِيهِ: فَنَعَاهُمْ، وَقَالَ: أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ. ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُمْ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُ النَّاسَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الله [83 أ] بْنُ رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ، فَغَشِيَهُ النَّاسُ، فَغَشِيتُهُ فِيمَنْ غَشِيَهُ مِنَ النَّاسِ. فَقَالَ: اثنا أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ الْأُمَرَاءِ، وَقَالَ: «عَلَيْكُمْ زيد ابن حَارِثَةَ، فَإِنْ أُصِيبَ فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيبَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ» ، فَوَثَبَ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتُ أَذْهَبُ [2] أَنْ تَسْتَعْمِلَ زَيْدًا عَلِيَّ. قَالَ: فَامْضِ. فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ خَيْرٌ. فَانْطَلَقُوا، فَلَبِثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ. فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرِ، وَأَمَرَ فَنُودِيَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا: إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَقُتِلَ زَيْدٌ شَهِيدًا» ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. ثُمَّ قَالَ: «أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرٌ فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، شَهِدَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ. «ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ «ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَهُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ» ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ إِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ، فَأَنْتَ تَنْصُرُهُ» . فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سمّي خالد «سيف الله» [3]   [1] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة. (5/ 87) . [2] في الأصل، ع: أرهب. والتصحيح من تاريخ الطبري (3/ 41) . [3] الخبر بسنده ونصّه في تاريخ الطبري 3/ 40، 41 والبداية والنهاية 4/ 246. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 وقال البكّائي، عَنِ ابن إِسْحَاق: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أخذ الرايةَ زيدُ فقاتل بِهَا حتى قُتِل شهيدًا، ثُمَّ أخذها جَعْفَر فقاتل حتى قُتل شهيدًا» ، ثُمَّ صمت، حتى تغيَّرت وجوهُ الأنصار، وظنّوا قد كانت فِي عَبْد الله بعضُ ما يكرهون. فقال: «ثُمَّ أخذها عَبْد الله بْن رَوَاحة فقاتل بِهَا حتى قُتِل شهيدًا، ثُمَّ قَالَ: «لقد رُفِعوا إلى الجنة فيما يرى النّائم عَلَى سُرُرٍ من ذهب. فرأيت فِي سرير عَبْد الله ازورارًا عَنْ سريرَيْ صاحبَيْه. فقلت: عمَّ هذا؟ فقيل لي: مَضَيا وتردّد عَبْد الله بعضَ التردّد ثُمَّ مضى [1] » . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [2] : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» [3] . قَالَ: فحدّثني العَطَّاف بْن خَالِد قَالَ: لما قُتِل ابن رَوَاحة مساءً، بات خَالِد، فلما أصبح غدا وقد جعل مقدّمته ساقةً، وساقَتَه مقدِّمة، وميمَنَتَه مَيْسَرَةً، ومَيْسَرَتَهُ مَيْمَنَةً. فأنكروا ما كانوا يعرِفون من راياتهم وهيئتهم، وقالوا: قد جاءهم مدد، فرُعِبُوا فانكشفوا منهزمين، فقُتِلوا مَقْتَلةً لم يُقْتَلْها قومٌ. وَقَالَ إسماعيل بْن أبي خالد، عَنْ قيس، سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: لَقَدِ انْدَقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيةٌ. أَخْرَجَهُ البخاري [4] .   [1] سيرة ابن هشام 4/ 73، وانظر الطبقات لابن سعد 2/ 130. [2] انظر المغازي للواقدي (2/ 764) والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 129. [3] حمي الوطيس: أي حمي الضرب وجدّت الحرب واشتدت. [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، غزوة مؤتة. (5/ 87) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [1] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، عن عاصم بن عمر ابن قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا قُتِلَ زَيْدٌ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَحَبَّبَ إِلَيْهِ الْحَيَاةَ وَكَرَّهَ إِلَيْهِ الْمَوْتَ وَمَنَّاهُ الدُّنْيَا، فَقَالَ: الآنَ حِينَ اسْتَحْكَمَ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، تُمَنِّينِي الدُّنْيَا؟ ثُمَّ مَضَى قُدُمًا حَتَّى اسْتُشْهِدَ» ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَدَعَا له، وقال [83 ب] : «اسْتَغْفِرُوا لَهُ، فَإِنَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ يَشَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ» . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا بن ذِي الْجَنَاحَيْنِ. رَوَاهُ خ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخَبَرَتْنِي عَمْرَةُ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: لَمَّا جَاءَ قَتْلُ جَعْفَرٍ وَابْنِ حَارِثَةَ وَابْنِ رَوَاحَةَ، جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ، وَأَنَا أَطَّلِعُ مِنْ شِقِّ الْبَابِ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ نساء جعفر، وذكر بكاءهنّ، فأمره أَنْ يَنْهَاهُنَّ. فَذَهَبَ الرَّجُلُ ثُمَّ أَتَى فَقَالَ: قد نهيتهنّ. وذكر أنّهن لم يطعنه. فأمره الثَّانِيَةَ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَى فَقَالَ: وَاللَّهِ قَدْ غَلَبْنَنَا. فَزَعَمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ» . فَقُلْتُ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ، مَا أَنْتَ بِفَاعِلٍ، وَمَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَنَاءِ، أَخْرَجَاهُ عَنْ محمد بن المثنّى عنه [3] .   [1] انظر: المغازي للواقدي (2- 761- 762) . [2] كتب الحرف في الأصل بالحمرة ولم يظهر في المصوّرة وأثبتناه عن ح. والحديث رواه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة. (5/ 87) . [3] صحيح البخاري: كتاب الجنائز، باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن. وصحيح مسلم (1935) كتاب الجنائز، باب التشديد في النياحة. وانظر سيرة ابن هشام 4/ 73 برواية عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، عن أبيه، عن عائشة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أُمِّ عِيسَى الْجَزَّارِ [الْخُزَاعِيَّةِ] [2] ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ [3] عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، قَالَتْ: لَمَّا أُصِيبَ جَعْفَرٌ وَأَصْحَابُهُ، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ عَجَنْتُ عَجِينِي وَغَسَلْتُ بَنِيَّ وَدَهَنْتُهُمْ وَنَظَّفْتُهُمْ. فَقَالَ: «ائْتِينِي بِبَنِي جَعْفَرٍ» . فَأَتَيْتُهُ بِهِمْ، فَشَمَّهُمْ، فَدَمَعَتْ [4] عَينَاهُ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي مَا يُبْكِيكَ؟ أَبَلَغَكَ عَنْ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ [شَيْءٌ] [5] ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ. أُصِيبُوا هَذَا الْيَوْمَ» . فَقُمْتُ أَصِيحُ، وَاجْتَمَعَ النِّسَاءُ. فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ: «لا تَغْفَلُوا آلَ جَعْفَرٍ أَنْ تَصْنَعُوا لَهُمْ طَعَامًا، فَإِنَّهُمْ قَدْ شُغِلُوا بِأَمْرِ صَاحِبِهِمْ» . قَالَ ابن إِسْحَاق: فسمعت عَبْد الله بْن أَبِي بَكْر يَقْولُ: لقد أدركت النّاسَ بالمدينة إذا مات مَيِّتٌ، تكلّف جيرانُهم يومَهم ذَلِكَ طعامَهم، فَلَكَأَنّي أنظر إليهم قد خبزوا خُبزًا صِغارًا، وصنعوا لحمًا، فُيجعل فِي جَفْنَةٍ، ثُمَّ يأتون بِهِ أهلَ الميّت، وهم يبكون على ميّتهم مشتغلين فيأكلونه. ثُمَّ إنّ النّاس تركوا ذَلِكَ. [فَائِدَةٌ] [6] : أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ [7] ، مِنْ حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ، فَرَافَقَنِي مدديّ من أهل اليمن، ليس   [1] سيرة ابن هشام 4/ 73. [2] زيادة ليست في الأصل. وهي أمّ عيسى الخزاعية، ويقال: أم عيسى الجزّار (انظر ترجمتها في تهذيب التهذيب: 12/ 475) . وانظر سيرة ابن هشام 4/ 73. [3] هي أمّ عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمية، ويقال لها أمّ جعفر (تهذيب التهذيب: 12- 474) وانظر سيرة ابن هشام 4/ 73. [4] في السيرة: «فتشمّمهم وذرفت عيناه» . [5] إضافة من السيرة. [6] هذه الفائدة تفرّدت بها «ح» ، وأثبتناها عنها. [7] صحيح مسلم (1753) كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 مَعَهُ غَيْرُ سَيْفِهِ. فَنَحَرَ رَجُلٌ جَزُورًا فَسَأَلَهُ الْمَدَدِيُّ [1] طَائِفَةً مِنْ جِلْدِهِ، فَأَعْطَاهُ فَاتَّخَذَهُ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ. وَمَضَيْنَا فَلَقِينَا جُمُوعَ الرُّومِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ لَهُ أَشْقَرَ وَعَلَيْهِ سَرْجٌ مُذَهَّبٌ وَسِلَاحٌ مُذهَّبٌ، فَجَعَلَ يُغْرِي بِالْمُسْلِمِينَ. وَقَعَدَ لَهُ الْمَدَدِيُّ خَلْفَ صَخْرَةٍ، فَمَرَّ بِهِ الرُّومِيُّ فَعَرْقَبَ فَرَسَهُ، فَخَرَّ وَعَلَاهُ فَقَتَلَهُ وَحَازَ فَرَسَهُ وَسِلَاحَهُ. فَأَخَذَهُ مِنْهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالسَّلْبِ لِلْقَاتِلِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي اسْتَكْثَرْتُهُ. قُلْتُ: لَتَرُدَّنَّهُ أَوْ لَأُعِرْفَنَّكُمَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا، فَقَصَصْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ لِخَالِدٍ: «مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ» ؟ قَالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ. قَالَ: «رُدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ» . فَقُلْتُ: دُونَكَ يَا خَالِدٌ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «مَا ذَلِكَ» ؟ فَأَخْبَرْتُهُ. قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: «يا خَالِدُ لَا تَرُدَّهُ عَلَيْهِ. هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي أُمَرَائِي، لَكُمْ صَفْوَةُ أَمْرِهِمْ وَعَلَيْهِمْ كَدَرُهُ] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [2] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: أَنَا أَحْفَظُ حِينَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَلَى أُمِّي، فَنَعَى لَهَا أَبِي، فَأَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَمْسَحُ عَلَى رَأْسِي وَرَأْسِ أَخِي، وَعَيْنَاهُ تُهْرِقَانِ الدُّمُوعَ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ إِنَّ جَعْفَرًا قَدْ قَدِمَ إِلَيْكَ إِلَى أَحْسَنِ ثَوَابٍ [3] ، فَاخْلُفْهُ فِي ذُرِّيَّتِهِ بِأَحْسَنَ مَا خَلَفْتَ أَحَدًا مِنْ عِبَادِكَ فِي ذُرِّيَّتِهِ» . ثُمَّ قَالَ: «يَا أَسْمَاءُ، أَلا أُبَشِّرُكِ» ؟ قَالَتْ: بَلَى، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِجَعْفَرٍ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا في الجنّة» . قالت: فأعلم النّاس ذلك. وذكر الحديث.   [1] المددي: الرجل من المدد الذين جاءوا يمدّونهم بمؤتة ويساعدونهم. [2] انظر: المغازي للواقدي (2/ 766- 767) . [3] في الأصل، ع: إليك أحسن ثوابه. والتصحيح من (ح) وفي الواقدي (2/ 767) : إلى أحسن ثواب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 وقال الواقديّ [1] : حدّثني سليمان بن بلال [84 أ] حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُصِيبَ بِهَا نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ بَعْضَ أَمْتِعَةِ الْمُشْرِكِينَ. فَكَانَ مِمَّا غَنَمُوا خَاتَمٌ جَاءَ بِهِ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَتَلْتُ صَاحِبَهُ يَوْمَئِذٍ، فَنَفَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ. وَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ: لَقِينَاهُمْ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قُضَاعَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ نَصَارَى الْعَرَبِ، فَصَافُّوا، فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الرُّومِ يَشْتَدُّ [2] عَلَى الْمُسْلِمِينَ. فَجَعَلْتُ أَقُولُ فِي نَفْسِي: مَنْ لِهَذَا؟ وَقَدْ رَافَقَنِي رَجُلٌ مِنْ أَمْدَادِ حِمْيَرٍ [3] ، لَيْسَ مَعَهُ إِلا السَّيْفُ، إِذْ نَحَرَ رَجُلٌ جَزُورًا فَسَأَلَهُ الْمَدَدِيُّ طَائِفَةً مِنْ جِلْدِهِ، فَوَهَبَهُ مِنْهُ، فَجَعَلَهُ فِي الشَّمْسِ وَأَوْتَدَ عَلَى أَطْرَافِهِ أَوْتَادًا، فَلَمَّا جَفَّ اتَّخَذَ مِنْهُ مِقْبَضًا وَجَعَلَهُ دَرَقَةً. قَالَ: فَلَمَّا رَأَى [ذَلِكَ] [4] الْمَدَدِيُّ فِعْلَ الرُّومِيِّ، كَمَنَ لَهُ خَلْفَ صَخْرَةٍ، فَلَمَّا مَرَّ بِهِ خرج عليه فعرقب فرسه، فقعد الفرس على رجليه وخرّ عنه العلج [5] ، فشدّ عَلَيْهِ فَعَلاهُ بِالسَّيْفِ فَقَتَلَهُ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ [6] بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ مُؤْتَةَ فَبَارَزَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَأَصَبْتُهُ وَعَلَيْهِ بَيْضَةٌ لَهُ فِيهَا يَاقُوتَةٌ، فَأَخَذْتُهَا، فَلَمَّا انْكَشَفْنَا فَانْهَزَمْنَا رَجَعْتُ إِلَى المدينة، فأتيت بها   [1] انظر: المغازي للواقدي (2/ 768) وفي سنده: حدّثني عبد الله بن محمد، عن ابن عقيل. وهو خطأ صوابه ما ورد في الأصل، وانظر ترجمته في تهذيب التهذيب (6/ 13) . [2] في المغازي للواقدي «يسلّ» . [3] الأمداد: جمع مدد، وهم الأعوان الذين كانوا يمدّون المسلمين في الجهاد. [4] سقطت من الأصل وزدناها من ع، «ح» . [5] العلج: قال في الصحاح 330 هو الرجل من كفّار العجم. [6] في الأصل، وفي طبعة القدسي 454 «خزيمة» والتصويب من المغازي للواقدي 2/ 369 ومن ترجمته في تهذيب التهذيب 7/ 422 حيث جاء فيه: غزية: بفتح المعجمة وكسر الزاي بعدها تحتانية ثقيلة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 490 رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَفَلَنِيهَا، فَبِعْتُهَا زَمَنَ عُثْمَانَ بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَاشْتَرَيْتُ بِهَا حَدِيقَةَ نَخْلٍ [1] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [2] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَصْحَابُ مُؤْتَةَ تَلَقَّاهُمْ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون مَعَهُ. فَجَعَلُوا يَحْثُونَ عَلَيْهِمُ التُّرَابَ وَيَقُولُونَ: يَا فُرَّارُ، فَرَرْتُم فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسُوا بِالفُرَّارِ، وَلَكِنَّهُمُ الْكُرَّارُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ لامْرَأَةِ سلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: مَا لِي لا أَرَى سَلَمَةَ يَحْضُرُ الصَّلاةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: وَاللَّهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخْرُجَ، كُلَّمَا خَرَجَ صَاحَ بِهِ النَّاسُ: يَا فُرَّارُ، فَرَرْتُم فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَكَانَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ [3] . وقال [أَبُو عَبْد الله] [4] عَنْ زَيْدِ بْن أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ يَتِيمًا لعبد الله بْن رَوَاحة فِي حِجْره، فخرج بي فِي سَفَره ذَلِكَ، مردفي على حقيبة رحله، فو الله إنّه لَيَسِير إذ سَمِعْتُهُ ينشد أبياته هذه [5] : إذا أدْنَيْتَني وحملتِ رَحلي ... مَسيرةَ أربعٍ بعد الحِساءِ فشأنُكِ أنعم وخَلاكِ ذم ... ولا أَرْجعْ إلى أهلي وَرَائي وآبَ المسلمون وغادرُوني ... بأرضِ الشامِ مُشتهر الثَّواء [6] وردَّكَ كلّ ذي نَسَبٍ قريب ... إلى الرحمن منقطع الإخاء   [1] أضاف الواقدي 2/ 769 «بيني خطمة» . [2] سيرة ابن هشام 4/ 74، نهاية الأرب 17/ 282. [3] السيرة 4/ 74. [4] بياض في النسخ الثلاث بمقدار كلمتين، وقد استدركناه من الواقدي (2/ 759) . [5] ديوانه: ص 79- 80 باختلاف في بعض الألفاظ. وقد أنقص الواقدي منها بيتا وانظر البداية والنهاية 4/ 243 ففيه اختلاف في الألفاظ أيضا. [6] ثوى بالمكان ثواء، إذا أطال الإقامة به أو نزل فيه. (القاموس المحيط للفيروزآبادي 4/ 310) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 لك لا أُباليَ طلع بعل ... ولا نخل، أَسَافِلُها رواء [1] [84 ب] فلما سمعتهنّ بكيت، فَخَفَقَني بالدِّرَّة وقال: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شُعْبَتَيْ الرحل! وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ [2] : حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ أَنَّ جَعْفَرًا أَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَمِينِهِ فَقُطِعَتْ، فَأَخَذَهُ بِشِمَالِهِ فَقُطِعَتْ، فَاحْتَضَنَهُ بِعَضُدَيْهِ حَتَّى قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً. فَأَثَابَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ جناحين في الجنّة يَطِيرُ بِهِمَا حَيْثُ شَاءَ. وَرَوَى أَنَّهُمْ قَتَلُوهُ بِالرِّمَاحِ. قُلْتُ: وَكَانَ جَعْفَرٌ مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، هَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ. قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» [3] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ، [إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ] [4] مَا احْتَذَى النِّعَالَ وَلا رَكِبَ الْمَطَايَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكُنَّا نُسَمِّيهِ أَبَا الْمَسَاكِينِ. وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: مَا سَأَلْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَيْئًا بِحَقِّ جَعْفَرٍ إِلا أَعْطَانِيهِ. وعن ابن عُمَر قَالَ: وجدت فِي مقدَّم جَسَد جَعْفَر يوم مُؤْتة بِضعًا وأربعين ضَرْبةً. ولما قدِم جعفرُ من الحَبَشَة عند فتح خيبر، روى أنّ النّبيّ   [1] البعل: كلّ نخل وشجر وزرع لا يسقى، أو ما سقته السماء. [2] سيرة ابن هشام 4/ 72. [3] رواه البخاري 2698 في الصلح، باب كيف يكون.. و 4251 في المغازي، باب عمرة القضاء، والترمذي (3769) في المناقب. باب مناقب جعفر. وأحمد 1/ 98 و 115 وأبو داود 2280 في الطلاق، باب من أحقّ، بالولد من حديث عليّ وأخرجه أحمد 1/ 108 من طريق إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ هَانِئِ بْنِ هانئ، عن عليّ. [4] زيادة من ع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 492 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتنقه وقال: «ما أدري أَنَا أُسَرّ بقدُومُ جَعْفَر أو بفتح خيبر» ؟ [1] . وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا نَعَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا أَتَانَا فَقَالَ: أَخْرِجُوا إِلَيَّ بَنِي أَخِي. فَأَخْرَجَتْنَا أُمُّنَا أُغَيْلِمَةً ثَلاثَةً كَأَنَّهُمْ أَفْرَاخٌ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَوْنٌ، وَمُحَمَّدٌ. وَأَمَّا أبو أسامة زيد بن حارثه [2] بن شراحيل الْكَلْبِيُّ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ مِنْ الْمَوَالِي، فَإِنَّهُ مِنْ كِبَارِ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ وَكَانَ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ. آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَاشَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَهُوَ الَّذِي سَمَّى اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فِي قَوْلِهِ: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً 33: 37 يعني من زينب بنت جحش: زَوَّجْناكَها 33: 37 [3] . وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَدْعُونَهُ زَيْدَ بْنَ النَّبِيِّ حَتَّى نَزَلَتْ: مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ 33: 40 [4] . وقال تعالى: وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ 33: 4 [5] . وَقَالَ: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ 33: 5 [6] . رَوَى عَنْ زَيْدٍ ابْنُهُ أُسَامَةُ وَأَخُوهُ جَبَلَةَ. وَاخْتُلِفَ فِي سَنَةٍ. فَرَوَى الْوَاقِدِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ زَيْدِ بْنِ حارثة عشر   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 35، وانظر: أسد الغابة 1/ 342 وسير أعلام النبلاء 1/ 213، والإصابة 2/ 86، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 211. [2] انظر سير أعلام النبلاء 1/ 220 ففي حاشيته مصادر ترجمته. [3] سورة الأحزاب: من الآية 37. [4] سورة الأحزاب: من الآية 40. [5] سورة الأحزاب: من الآية 4. [6] سورة الأحزاب: من الآية 5. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 سِنِينَ، رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أَكْبَرُ مِنْهُ، وَكَانَ قَصِيرًا شَدِيدَ الأُدْمَةِ [1] أفْطَسَ [2] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَذَا صِفَتُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ. وَجَاءَتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّهُ كَانَ أَبْيَضَ وَكَانَ ابْنُهُ أَسْوَدَ. وَلِذَلِكَ أُعْجِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ مُجزِّزٍ المدلجي القائف: «إنّ هذه الأقدام [85 أ] بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ» [3] . قُلْتُ: وَعَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ يَكُونُ عُمْرُهُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السّبيْعيُّ إِنَّ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ أَغَارَتْ عَلَيْهِ خَيْلٌ مِنْ تِهَامَةَ، فَوَقَعَ إِلَى خَدِيجَةَ فَاشْتَرَتْهُ، ثُمَّ وَهَبَتْهُ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَيُرْوَى أنَّهَا اشْتَرَتْهُ بِسِبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا عَلِمْنَا أَحَدًا أَسْلَمَ قَبْلَهُ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: ثنا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدًا إِلا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ. فنزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 [4] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ زَيْدِ بْنِ حارثة تسع غزوات، كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُؤَمِّرُهُ عَلَيْنَا. كَذَا رَوَاهُ الْفَسَوِيُّ [5] عَنْ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ زَيْدٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يقول: إنّ   [1] الأدمة: السمرة الشديدة. [2] الطبقات الكبرى 3/ 30. [3] أخرجه أحمد 6/ 82 و 226، والبخاري 2555 في المناقب، باب صفة النبيّ، و 3731 في فضائل الصحابة، باب مناقب زيد بن حارثة، و 6770 و 6771 في الفرائض، باب القائف من طريق ابن شهاب عن عروة عن عائشة. [4] سورة الأحزاب: من الآية 5. [5] المعرفة والتاريخ 1/ 299، وأخرجه البخاري في المغازي (4272) باب بعث النبيّ أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة، ورواه ابن سعد في الطبقات 3/ 31. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَ أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ. فَقَالَ، «إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلِيَّ وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ» [1] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي: «يَا زَيْدُ أَنْتَ مَوْلاي وَمِنِّي وَإِلَيَّ وَأَحبُّ الْقَوْمِ إِلَيَّ» [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ [3] : ثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: «لَوْ أَنَّ زَيْدًا كَانَ حَيًّا لَاسْتَخْلَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [4] . وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: ثَنَا وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ لاستخلفه [5] .   [1] أخرجه أحمد في مسندة 2/ 20 و 98 و 106 و 110 من عدّة طرق، والبخاري (6627) في الأيمان والنذور، باب قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: وايم الله، و (3730) في فضائل الصحابة، باب مناقب زيد ابن حارثة، و (4250) في المغازي، باب غزوة زيد بن حارثة، و (7187) في الأحكام، باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثا، ومسلم (2426) في فضائل الصحابة، باب فضائل زيد بن حارثة، والترمذي (3818) في المناقب، باب مناقب زيد بن حارثة. [2] أخرجه أحمد في مسندة مطوّلا 5/ 204، وابن سعد في طبقاته 3/ 29، 30 ورجاله ثقات. وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 217، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وسير أعلام النبلاء 1/ 226، وحسّنه ابن حجر في الإصابة 4/ 50. [3] في الأصل: عبيد الله. وفي هامش تهذيب التهذيب (9/ 327) عن التقريب أنه بغير إضافة. وكذلك ورد في السند التالي. [4] سير أعلام النبلاء 1/ 228. [5] أخرجه أحمد 6/ 226 و 227 و 254 و 218، وابن سعد 3/ 31، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 283 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، عن وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ. وهذا سند حسن. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 215 من طريق سهل بن عمّار العتكيّ، عن محمد بن عبيد، به. وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 1/ 228 «أخرجه النسائي» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 وقال حسين بن واقد، عن عبيد اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَاسْتَقْبلَتْنِي جَارِيَةٌ [شَابَّةٌ] [1] ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ [2] . إِسْنَادُهُ حَسَنٌ، رَوَاهُ الرُّويَانِيُّ [3] فِي مُسْنَدِهِ، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، يَرْفَعُهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: أُصِيبَ زَيْدٌ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَهُ، فَجَهَشَتْ بِنْتُ زَيْدٍ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَكَى حَتَّى انْتَحَبَ. فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ، «شَوْقُ الْحَبِيبِ إِلَى حَبِيبِهِ» [4] . وأما عَبْد الله بْن رَوَاحة [5] بْن ثعلبة الخَزْرَجي الأنصاريّ أَبُو عَمْرو أحد النُّقباء ليلة العَقَبة شهِد بدْرًا والمشاهدَ، وكان شاعر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخا أَبِي الدَّرْداء لأمّه. روى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، وابنُ أخته النُّعمان بْن بشير، وزيد بْن أرقم، وأَنَس، قوله. وأرسل عَنْهُ جماعة من التّابعين. وقال الواقديّ: كنْيَتُه أَبُو مُحَمَّد. وقيل: أَبُو رَوَاحة. وَرَوَتْ أَمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: كُنَّا [85 ب] مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلم   [1] زيادة من (ح) . [2] كنز العمّال (33299) و (33302) . [3] الروياني: نسبة إلى رويان مدينة بنواحي طبرستان. وهو أبو بكر محمد بن هارون، توفي سنة 307 هـ. قال ابن حجر عن مسندة: إنّه ليس دون السنن في الرتبة (الرسالة المستطرفة للكتّاني: 61) . [4] الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 32 وفيه «خالد بن شمير» وهو تصحيف. [5] انظر مصادر ترجمته في سير أعلام النبلاء 1/ 230. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 في السفر في يوم شديد الحرّ، ومنا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ اللَّهُ بْنُ رَوَاحَةَ [1] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ لَهَا: هَلْ تَدْرِينَ لِمَ تَزَوَّجْتُكِ؟ قَالَتْ: لا. قَالَ: لِتُخْبِرِينِي عَنْ صَنِيعِ عَبْدِ اللَّهِ فِي بَيْتِهِ. فَذَكَرَتْ لَهُ شَيْئًا لا أَحْفُظُهُ، غَيْرَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لا يَدَعُ ذَلِكَ أَبَدًا [2] . وقال هشام بْن عُرْوة، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لما نزلت: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ 26: 224 [3] ، قَالَ ابن رَوَاحة: قد علم الله أنّي منهم. فأُنزلت: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ 26: 227 [4] الآية. وقيل هذا البيت لعبد الله بْن رَوَاحة يخاطب زيد بْن أرقم: يا زيد زيد اليَعمُلات الذُّبل ... تطاول اللّيل هُدِيتَ فانزِلِ [5] يعني: انزل فسق بالقوم. وعن مُصْعَب بْن شَيْبة قَالَ: لما نزل ابن رَواحة للقتال طُعِنَ فاستقبل الدَّم بيده، فدلك بِهِ وجهه. ثُمَّ صُرع بين الصَّفَّيْن يَقْولُ: يا معشر المسلمين   [1] أخرجه البخاري (1945) في الصوم. باب 35 عن أبي الدرداء، بلفظ مختلف، ومسلم (1122) في الصيام، باب التخيير في الصوم والفطرة بالسفر. وأبو داود (2409) في الصوم، باب من اختار الصيام، وابن ماجة (1663) في الصيام، باب ما جاء في الصوم في السفر. [2] رجاله ثقات، ونسبه ابن حجر في الإصابة 6/ 78، 79 إلى ابن المبارك في الزهد وصحّح سنده. [3] سورة الشعراء: من الآية 224. [4] سورة الشعراء: من الآية 227 وانظر طبقات ابن سعد 3/ 81 والإصابة 6/ 79. [5] ديوانه: 99- 100، واليعملات: جمع يعملة وهي الناقة السريعة. القوية على العمل. الذبل: الضامرة من طول السفر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 497 ذبّوا عَنْ لحم أخيكم. فكانوا يحملون حتى يجوزونه. فلم يزالوا كذلك حتى مات مكانه. وقال ابن وهْب: حَدَّثَنِي أسامة بْن زيد اللَّيْثي، حَدَّثَنِي نافع، قَالَ: كانت لابن رَوَاحة امْرَأَة وكان يتّقيها. وكانت لَهُ جارية فوقع عليها، فقالت لَهُ وفرقتْ أن يكون قد فعل فقال: سبحان الله. قَالَتْ: اقرأ عليّ إذًا، فإنّك جُنُب. فقال [1] : شهدتُ بإذنِ الله أنّ محمدا ... رسول الّذي فوق السموات من عَل وإنّ أَبَا يحيى ويحيى كِلاهُما ... له عمل من ربّه متقبّل وقد رويا لحسّان [2] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، أَنَّ امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ رَأَتْهُ عَلَى جَارِيَةٍ لَهُ فَجَحَدَهَا. فَقَالَتْ لَهُ: فَاقْرَأْ. فَقَالَ [3] : شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ... وَأَنَّ النَّارَ مَثْوَى الْكَافِرِينَا وَأَنَّ الْعَرْشَ فَوْقَ الْمَاءِ طَافٍ ... وَفَوْقَ الْعَرْشِ رَبُّ الْعَالَمِينَا وَتَحْمِلُهُ مَلائِكَةٌ كِرَامٌ ... مَلائِكَةُ الإِلَهِ مُقَرَّبِينَا فَقَالَتْ: آمَنْتُ باللَّه وَكَذَّبْتُ الْبَصَرَ. فَحَدَّثَ ابْنُ رَوَاحَةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ [4] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنِ   [1] ديوانه 97، باختلاف يسير في بعض الألفاظ. [2] انظر ديوان حسان: 319 ورجاله ثقات لكنّه مرسل. انظر الاستيعاب 6/ 187، 189. [3] ديوانه: ص 106، باختلاف يسير في البيت الأخير. [4] تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 7/ 395. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 498 الثِّقَةِ أَنَّ ابْنَ رَوَاحَةَ اتَّهَمَتْهُ امْرَأَتُهُ. فَذَكَرَ الْقِصَّةَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لَمْ يُعَقِّبْ ابْنُ رَوَاحَةَ. واستشهد بمؤْتة: عبّاد بْن قيس الخَزْرَجي، أحدُ من شهد بدْرًا. والحارث بْن النُّعمان بْن أساف النّجّاري، ومسعود بْن سُوَيْد [1] بْن حارثة الأنصاريّ. ووهب بن سعد ابن أبي سرح العامريّ. وزيد بن [86 أ] عبيد بن المعلّى الخزرجيّ، الّذي قتل أبوه يوم أحد. وعبد الله بن سعيد بن العاص بْن أمية الأموي، وقيل: قُتِل هذا يوم اليَمامة. وأبو كلاب [2] ، وجابر ابنا أَبِي صعصعة الخزرجيّ [3] .   [1] عند ابن هشام 4/ 76 والهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 161 وابن كثير في البداية والنهاية 4/ 259 «مسعود بن الأسود» وكذا في المغازي للواقدي 2/ 769. [2] في سيرة ابن هشام 4/ 76 والبداية والنهاية 4/ 259 «أبو كليب» . [3] انظر في أسماء شهداء مؤتة: سيرة ابن هشام 4/ 76، المغازي لعروة 206، مجمع الزوائد للهيثمي 6/ 161، والبداية والنهاية 4/ 259، والمغازي للواقدي 2/ 769. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 ذِكْرُ رُسُلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي هَذِهِ السنة كتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ملوك النَّواحي يدعوهم إلى الله تعالى. قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ قَبْلَ مَوْتِهِ: إِلَى كِسْرَى، وَإِلَى قَيْصَرَ، وَكَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ، يَعْنِي الَّذِي مَلَكَ الْحَبَشَةِ بَعْدَ النَّجَاشِيِّ الْمُسْلِمِ، وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [1] . وَلَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى النَّجَاشِيِّ الثَّانِي يَدْعُوهُ إِلَى اللَّهِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. بَلْ ذَلِكَ مَسْكُوتٌ عَنْهُ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ بَعْدَ مَوْتِ النَّجَاشِيِّ الأَوَّلِ الْمُسْلِمِ. وَمَوْتُهُ كَمَا سَيَأْتِي فِي سَنَةِ تِسْعٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عن ابن شهاب، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ. وَبَعَثَ بكتابه إليه مع دحية الكلبيّ [2] ، وأمره   [1] صحيح مسلم (1774) كتاب الجهاد والسير، باب كتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ملوك الكفّار إلخ. [2] سيرة ابن هشام 4/ 232. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 501 رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قيصر. فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر، [وكان قَيْصَرَ] [1] لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ، مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ [2] شُكْرًا لِمَا أَبْلاهُ اللَّهُ. فَلَمَّا أَنْ جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ حِينَ قَرَأَهُ: الْتَمِسُوا لِي هَاهُنَا أَحَدًا مِنْ قَوْمِهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا لِلتِّجَارَةِ، فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين كُفَّارِ قُرَيْشٍ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَجَدَنَا رَسُولَ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّامِ، فَانْطَلَقَ بِنَا حَتَّى قَدِمْنَا إيليا عليه، فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: سَلْهُم أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هَذَا [3] الرَّجُل الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قُلْتُ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا. قَالَ: مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ قُلْتُ: هُوَ ابْنُ عَمِّي. وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافَ غَيْرِي، قَالَ: أَدْنُوهُ. ثُمَّ أَمَرَ بِأَصْحَابِي فَجَعَلَهُمْ خَلَفَ ظَهْرِي، عِنْدَ كَتِفِي، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لِأَصْحَابِهِ إِنِّي سَائِلُهُ عَنْ هَذَا الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَ فَكَذِّبُوهُ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَأْثُرَ عَنِّي أَصْحَابِي الْكَذِبَ لَكَذَّبْتُهُ [4] عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلُ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ: قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَبْلَهُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَهَلْ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ   [1] سقطت من الأصل، ع وأثبتناها من ح. [2] إيلياء: اسم مدينة بيت المقدس، وقيل معناه بيت الله. [3] في الأصل: بهذا. وأثبتنا لفظ البخاري ومسلم. [4] في البداية والنهاية 4/ 264 «لكذبت» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 502 ضعفاؤهم؟ قلت بل ضعفاؤهم. قال: [86 ب] فَيَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ؟ قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ. قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدَّ أَحَدٌ سُخَطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، قُلْتُ: لَا قَالَ: فَهَلْ يَغْدُرُ؟ قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ الْآنَ مِنْهُ فِي مَدَّةٍ- يُشِيرُ إِلَى الْمُدَّةِ الَّتِي قَاضَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَآخِرُهَا يَوْمُ الْفَتْحِ- وَنَحْنُ نَخَافُ مِنْهُ أَنْ يَغْدُرَ، وَلَمْ يُمَكِّنِّي كَلِمَةً أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهَا، لَا أَخَافُ أَنْ تُؤْثِرَ عَنِّي غَيْرَهَا. قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ؟ قَلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ حَرْبُكُمْ وَحَرْبُهُ؟ قُلْتُ: كَانَتْ دُوَلًا وَسِجَالًا، يُدَالُ عَلَيْنَا الْمَرَّةَ وَيُدَالُ عَلَيْهِ الْأُخْرَى قَالَ: فَمَاذَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ؟ قُلْتُ: يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ، وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَانَا عَمَّا كان يعبد آباؤنا، ويأمرنا بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ. قَالَ: فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ، فَزَعَمْتُ أَنَّهُ ذُو نَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمُ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ: رَجُلٌ يَأَتَمُّ بِقَوْلٍ قَدْ قِيلَ قَبْلَهُ. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ، فزعمت أن لا، فعرفت أنّه لم يكن ليدع الكذب عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ، فَزَعَمْتُ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ. وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَوْ ضُعَفَاؤُهُمْ، فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سُخْطَةً [1] لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ لا يسخطه   [1] سخطة لدينه: كراهة له وعدم الرضا به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 503 أَحَدٌ. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدُرُ، فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا يَغْدُرُونَ. وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ، فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ، وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ يَكُونُ دُوَلًا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى وَتَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ. وَسَأَلْتُكَ: مَاذَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ. وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ، قَدْ كُنْتُ أَعْلَمَ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، وَإِنْ يَكُنْ مَا قُلْتَ حَقًّا فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَلَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لُقْيَهُ [1] ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ قَدَمَيْهِ. قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ فَقُرِئَ فَإِذَا فِيهِ [2] : «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عظيم الروم: سلام عَلَى من اتَّبع الْهُدَى. أما بعدُ، [87 أ] فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ. وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إثم الأريسيّين [3] . [و] يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ، أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ، وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً، وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ 3: 64   [1] لقيه: (بالضم والكسر) لقاءه. وهي في البدآية والنهاية 4/ 265 «لقاءه» . [2] في مراجع هذا الكتاب الشريف واختلاف روآياته انظر: مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة للدكتور محمد حميد الله (ص 80- 82) وانظر أيضا في إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين (ص 10 وما بعدها) . [3] الأريسيون: الأكارون، ويراد بهم فلاحو السواد، وهي لغة شامية، مفردة أريس وإريس (كجليس وسكيت) . وقد ذكرت فيهم أقوال شتى، فقيل هم قوم من المجوس لا يعبدون النار ويزعمون أنهم على دين إبراهيم عليه السلام. وقيل إنه كان في رهط هرقل تعرف بالأورسية نسبوا إليها. وقيل أنهم أتباع عبد الله بن أريس رجل كان في الزمن الأول قتلوا نبيا بعثه الله إليهم. وقيل غير ذلك. (انظر لسان العرب ج 7/ 300 مصورة بولاق) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 504 اللَّهِ. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ 3: 64 [1] . قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا أَنْ قَضَى مَقَالَتَهُ عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ وَكَثُرَ لَغَطهُمْ، فَلَا أَدْرِي مَا قَالُوا وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا. فَلَمَّا أَنْ خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي وَخَلَوْتُ بِهِمْ قُلْتُ لَهُمْ: لَقَدْ أَمَرَ ابْنُ أبي كبشة [2] ، هذا ملك بني الأصغر يَخَافُهُ. قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ مَا زِلْتُ ذليلا، مستيقنا بأنّ أمره سيظهره حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبِي الْإِسْلَامَ وَأَنَا كَارِهٌ. أَخْرَجَاهُ [3] مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ. وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، [عَنِ] [4] ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ حَدَّثَهُ قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ. فَذَكَرَ كَحَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ [5] . وَرَوَاهُ يُونُسُ بن بكير، عن ابن إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِسَنَدِهِ. وَفِيهِ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا كَانَتْ هُدْنَةُ الْحُدَيْبِيَةِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجْتُ تَاجِرًا إلى الشام. فو الله مَا عَلِمْتُ بِمَكَّةَ امْرَأَةً وَلا رَجُلا إِلا قَدْ حَمَّلَنِي بِضَاعَةً. فَقَدِمْتُ غَزَّةَ، وَذَلِكَ حِينَ ظَهَرَ قَيْصَرُ عَلَى مَنْ كَانَ بِبِلادِهِ مِنَ الفرس، فأخرجهم   [1] سورة آل عمران- الآية 64. [2] أمر أمره: عظم شأنه وكبر. وابن أبي كبشة أراد به النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وذكر النوويّ أنّ أبا كبشة رجل من خزاعة خالف قريشا في عبادة الأوثان فعبد الشّعرى فنسبوه إليه للاشتراك في مطلق المخالفة في دينهم. [3] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسّير، باب دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى الإسلام والنّبوّة إلخ 4/ 2- 5 وصحيح مسلم (1773) كتاب الجهاد والسير، باب كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هرقل يدعوه إلى الإسلام. [4] في الأصل: عن عبد الله بن عبّاس. والتصحيح من ح وصحيح البخاري. (4/ 2) . [5] صحيح البخاري: كتاب التفسير، سورة آل عمران باب قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء 5/ 167 وصحيح مسلم (1773) كتاب الجهاد والسير، باب كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هرقل يدعوه إلى الإسلام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 505 مِنْهَا. وَرَدَّ عَلَيْهِ صَلِيبَهُ الأَعْظَمَ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ بِحِمْصَ فَخَرَجَ مِنْهَا مُتَنَكِّرًا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، تُبْسَطُ لَهُ الْبُسُطُ وَيُطْرَحُ لَهُ عَلَيْهَا الرَّيَاحِينُ. حَتَّى انْتَهَى إِلَى إِيلِيَاءَ، فَصَلَّى بِهَا. فَأَصْبَحَ ذات غداة مهموما يقلّب طرفه إلى السماء، فقالت له بطارقته: أيّها الملك، لقد أصبحت مَهْمُومًا. فَقَالَ: أَجَلْ. قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أُرِيتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَنَّ مَلَكَ الْخِتَانِ ظَاهِرٌ. فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تَخْتَتِنُ إِلا يَهُودَ، وَهُمْ تَحْتَ يَدِكِ وَفِي سُلْطَانِكَ، فَإِنْ كَانَ قَدْ وَقَعَ هَذَا فِي نَفْسِكَ مِنْهُمْ، فَابْعَثْ فِي مَمْلَكَتِكَ كُلِّهَا فَلا يَبْقَى يَهُودِيٌّ إِلا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ فَتَسْتَرِيحُ مِنْ هَذَا الْهَمِّ. فَبَيْنَمَا هُمْ فِي ذَلِكَ، إِذْ أَتَاهُمْ رَسُولُ صَاحِبِ بُصْرَى بِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ قَدْ وَقَعَ إِلَيْهِمْ. فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ الشَّاءِ وَالإِبِلِ، يُحَدِّثُكَ عَنْ حَدَثٍ كَانَ بِبِلادِهِ، فَسَلْهُ عَنْهُ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: سَلْهُ مَا هَذَا الْخَبَرُ الَّذِي كَانَ فِي بِلادِهِ؟ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ خَرَجَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَقَدْ تَبِعَهُ أَقْوَامٌ وَخَالَفَهُ آخَرُونَ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ مَلاحِمُ فَقَالَ: جَرِّدُوهُ. فَإِذَا هُوَ مَخْتُونٌ فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي أُرِيتُ، لا مَا تَقُولُونَ. ثُمَّ دَعَا صَاحِبَ شُرْطَتِهِ فَقَالَ لَهُ: قَلِّبْ لِي الشَّامَ ظَهْرًا وَبَطْنًا حَتَّى تَأْتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمِ هَذَا أَسْأَلُهُ عن شأنه. فو الله أنّي وأصحابي [87 ب] لَبِغَزَّةَ [1] إِذْ هَجَمَ عَلَيْنَا فَسَأَلَنَا: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ فأخبرناه. فساقنا إليه جميعا. فلما انتهى إليه- قال أبو سفيان: فو الله مَا رَأَيْتُ مِنْ رَجُلٍ [قَطُّ] [2] أَزْعُمُ أَنَّهُ كَانَ أَدْهَى مِنْ ذَلِكَ الأَغْلَفِ [3]- يَعْنِي هِرَقْلَ- فلما انتهينا إلى قَالَ: أَيُّكُمْ أَمَسُّ بِهِ رَحِمًا؟ فَقُلْتُ: أَنَا. قَالَ: أَدْنُوهُ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ   [1] غزّة: المدينة المعروفة على ساحل فلسطين. [2] زيادة من (ح) ، والبداية والنهاية 4/ 363. [3] الأغلف: الّذي لم يختن، ومثله الأقلف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 506 كِتَابًا. وَفِيهِ كَمَا تَرَى أَشْيَاءَ عَجِيبَةً تَفَرَّدَ بِهَا ابْنُ إِسْحَاقَ دُونَ مَعْمَرٍ وَصَالِحٍ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أُسْقُفٌّ مِنَ النَّصَارَى قَدْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ دِحيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ عَلَى هِرقْلَ بِالْكِتَابِ، وَفِيهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الروم: سلام عَلَى من اتَّبع الْهُدَى. أما بعدُ، فأسلم تسلم، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ إِثْمَ الأَكَّارِينَ [1] عَلَيْكَ» . فَلَمَّا قَرَأَهُ وَضَعَهُ بَيْنَ فَخْذِهِ وَخَاصِرَتِهِ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ رُومِيَّةَ [2] ، كَانَ يَقْرَأُ مِنَ الْعَبْرَانِيَّةِ مَا يَقْرَأُ، يُخْبِرُهُ عَمَّا جَاءَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي يُنْتَظَرُ لا شَكَّ فِيهِ فَاتَّبَعَهُ. فَأَمَرَ بِعُظَمَاءِ الرُّومِ فَجُمِعُوا لَهُ فِي دَسْكَرَةِ مُلْكِهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فأُشْرِجَتْ [3] عَلَيْهِمْ، وَاطَّلَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ عِلِّيَّةٍ لَهُ، وَهُوَ مِنْهُمْ خَائِفٌ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الرُّومِ إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُ أَحْمَدَ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَلنَّبِيُّ الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُ وَنَجِدُ ذِكْرَهُ فِي كِتَابِنَا، نَعْرِفُهُ بِعَلامَاتِهِ وَزَمَانِهِ. فَأَسْلِمُوا وَاتَّبِعُوهُ تَسْلَمْ لَكُمْ دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتُكُمْ. فَنَخَرُوا نَخْرَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَابْتَدَرُوا أَبْوَابَ الدَّسْكَرَةِ، فَوَجَدُوهَا مُغْلَقَةً عَلَيْهِمْ. فَخَافَهُمْ، فَقَالَ: رُدُّوهُمْ عَلَيَّ. فَكَرُّوهُمْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا قُلْتُ لَكُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ أَغْمِزُكُمْ بِهَا لأَنْظُرَ كَيْفَ صَلابَتُكُمْ فِي دِينِكُمْ، فَقَدْ رَأَيْت مِنْكُمْ مَا سَرَّنِي. فوقعوا له سجّدا، ثم   [1] الأكارون: جمع أكار، وهو الريفي الّذي يحرث الأرض ويزرعها. وفي رواية اليعقوبي: فإنّ عليك إثم الريفيين (انظر الوثائق السياسية 82) . [2] رومية: بتخفيف الياء: مدينة رياسة الروم وعلمهم، واسمها بالرومية رومانس وتقع شمال وغربي القسطنطينية بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر. (معجم البلدان 2/ 100) وهي مدينة روما المعروفة. [3] في هامش ح: أغلقت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 507 فُتِحَتْ لَهُمُ الأَبْوَابُ فَخَرَجُوا [1] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ [2] قَالَ: خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ تَاجِرًا وَبَلَغَ هِرَقْلَ شَأْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ أبو سُفْيَانُ فِي ثَلاثِينَ رَجُلا، وَهُوَ فِي كَنِيسَةِ إِيلِيَاءَ. فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا: سَاحِرٌ كَذَّابٌ. فَقَالَ: أَخْبِرُونِي بأعلمكم بِهِ وَأَقْرَبِكُمْ مِنْهُ. قَالُوا: هَذَا ابْنُ عَمِّهِ. وَذَكَرَ شَبِيهًا بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ خ [3] : ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، نَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ لِيَدْفَعَهُ إِلَى كِسْرَى. فَلَمَّا قَرَأَهُ كِسْرَى مَزَّقَهُ. فَحَسِبْتُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَزَّقُوا كلَّ مُمَزَّقٍ [4] . وَقَالَ الذُّهْلِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عبد القاري، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَتَشَهَّدَ، ثم قال: «أما بعد، فإنّي [88 أ] أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَ بَعْضُكُمْ إِلَى مُلُوكِ الْأَعَاجِمِ، فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيَّ كَمَا اخْتَلَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى عِيسَى» . فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: وَاللَّهِ لَا نَخْتَلِفُ عَلَيْكَ فِي شَيْءٍ، فَمُرْنَا وَابْعَثْنَا. فَبَعَثَ شُجَاعَ   [1] حديث هرقل مع أبي سفيان أخرجه البخاري في صحيحه، بدء الوحي 6 من طريق عبد الله بن عباس عن أبي سفيان بن حرب مطوّلا. وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 259 ومسند أحمد 3/ 441، 442، و 4/ 74. [2] المغازي لعروة 196، 197، فتح الباري لابن حجر 1/ 36. [3] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب دعوة اليهوديّ والنّصرانيّ ... وما كتب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى كسرى وقيصر. (3/ 235) . [4] انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 260، وقد أخرجه أحمد في مسندة 1/ 243 وفيه: «قال ابن شهاب: فحسبت ابن المسيّب قال .... » وانظر 1/ 305. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 508 ابن وَهْبٍ إِلَى كِسْرَى. فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى كِسْرَى، وَهُوَ بِالْمَدَائِنِ، وَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ. فَأَمَرَ كِسْرَى بِإِيوَانِهِ أَنْ يُزَيَّنَ، ثُمَّ أَذِنَ لِعُظَمَاءِ فَارِسَ، ثُمَّ أَذِنَ لِشُجَاعِ بْنِ وَهْبٍ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَمَرَ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْبَضَ مِنْهُ. قَالَ شُجَاعٌ: لَا، حَتَّى أَدْفَعَهُ أَنَا كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ كِسْرَى: ادْنُهُ، فَدَنَا فَنَاوَلَهُ الْكِتَابَ ثُمَّ دَعَا كَاتِبًا لَهُ مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ فَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: «مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ فَارِسَ» . فَأَغْضَبَهُ حِينَ بَدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفْسِهِ، وَصَاحَ وَغَضِبَ وَمَزَّقَ الْكِتَابَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ مَا فِيهِ، وأمر بشجاع فأخرج، فركب رَاحِلَتَهُ وَذَهَبَ، فَلَمَّا سَكَنَ غَضَبُ كِسْرَى، طَلَبَ شُجَاعًا فَلَمْ يَجِدْهُ. وَأَتَى شُجَاعٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: «اللَّهمّ مَزِّقْ مُلْكَهُ» [1] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَتَفْتَحَنَّ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كُنُوزَ كِسْرَى الَّتِي فِي الْقَصْرِ الْأَبْيَضِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . رَوَاهُ أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرٍ فَزَادَ قَالَ: فَكُنْتُ [3] أَنَا وَأَبِي فِيهِمْ، فَأَصَابَنَا مِنْ ذَلِكَ أَلْفُ دِرْهَمٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ: ثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ فَارِسَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَبِّي قد قتل ربّك، يعني كسرى.   [1] انظر مسند أحمد 3/ 442. [2] صحيح مسلم (2919) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمرّ الرجل بقبر الرجل فيتمنّى أن يكون مكان الميت من البلاء. وفيه: « ... من المسلمين أو من المؤمنين كنز آل كسرى ... » . [3] في الأصل: كنت. وأثبتنا عبارة ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 509 قَالَ: وَقِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ قَدِ اسْتَخْلَفَ بِنْتَهُ فَقَالَ: «لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ [1] امْرَأَةٌ» [2] . وَيُرْوَى أَنَّ كِسْرَى كَتَبَ إِلَى بَاذَامَ عَامِلِهِ بِالْيَمَنِ يَتَوَعَّدُهُ وَيَقُولُ: أَلَا تَكْفِينِي رَجُلًا خَرَجَ بِأَرْضِكَ يَدْعُونِي إِلَى دينه؟ لتكفينه أَوْ لَأَفْعَلَنَّ بِكَ. فَبَعَثَ الْعَامِلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُسُلًا وَكِتَابًا، فَتَرَكَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ قَالَ: «اذْهَبُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ فَقُولُوا: إِنَّ رَبِّي قَدْ قَتَلَ رَبَّكَ اللَّيْلَةَ» [3] . وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلَكَ- أَوْ قَالَ: قُتِلَ- كِسْرَى. فَقَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ كِسْرَى، أَوَّلُ النَّاسِ هَلاكًا فَارِسٌ ثُمَّ الْعَرَبُ» [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ. وَقَدْ رَوَاهُ اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، كِلاهُمَا يَقُولُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَاللَّفْظُ لِصَالِحٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ كِسْرَى بَيْنَمَا هُوَ فِي دَسْكَرَةِ مُلْكِهِ، بُعِثَ لَهُ- أَوْ قُيِّضَ لَهُ- أو قيّض له- عارض فعرض عَلَيْهِ الْحَقُّ، فَلَمْ يَفْجَأْ كِسْرَى إِلا الرَّجُلُ يَمْشِي وَفِي يَدِهِ عَصًا فَقَالَ: يَا كِسْرَى هَلْ لَكَ فِي الإِسْلامِ قَبْلَ أَنْ أَكْسِرَ هَذِهِ الْعَصَا؟ قَالَ كِسْرَى: نَعَمْ؟ فَلا تَكْسِرْهَا. فولّى الرجل. فلما ذهب [88 ب] أُرْسِلَ كِسْرَى إِلَى حُجَّابِهِ فَقَالَ: مَنْ أَذِنَ لِهَذَا؟ قَالُوا: مَا دَخَلَ عَلَيْكَ أَحَدٌ. قَالَ: كَذَبْتُمْ. وَغَضِبَ عَلَيْهِمْ وَعَنَّفَهُمْ، ثُمَّ تَرَكَهُمْ. فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ الْحَوْلِ أَتَاهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ بِالْعَصَا فَقَالَ كَمَقَالَتِهِ. فَدَعَا كِسْرَى الْحُجَّابَ وَعَنَّفَهُمْ. فَلَمَّا كان الحول المستقبل، أتاه ومعه العصا   [1] في طبعة القدسي أثبتها «تملكتهم» ... وما أثبتناه عن مسند أحمد. [2] أخرجه أحمد في مسندة 5/ 43. [3] أخرجه أحمد في مسندة 5/ 43 وهو في الحديث الّذي قبله، وانظر طبقات ابن سعد 1/ 260 و. [4] أخرجه أحمد في مسندة 2/ 513 من طريق عبد الله عن أبيه عن الأسود بن عامر عن أبي بكر بن عياش، عن داود، عن أبيه، عن أبي هريرة، وفيه قدّم هلاك العرب على الفرس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 فَقَالَ: هَلْ لَكَ يَا كِسْرَى فِي الإِسْلامِ قَبْلَ أَنْ أَكْسِرَ الْعَصَا؟ قَالَ: لا تَكْسِرْهَا. فَكَسَرَهَا فَأَهْلَكَ اللَّهُ كِسْرَى عِنْدَ ذَلِكَ. وَقَالَ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ. وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَرَوَى يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ. فَأَمَّا قَيْصَرُ فَوَضَعَهُ، وَأَمَّا كِسْرَى فَمَزَّقَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أَمَّا هَؤُلاءِ فَيُمَزَّقُونَ، وَأَمَّا هَؤُلاءِ فسيكون لهم بَقِيَّةٌ» . وَقَالَ الرَّبِيعِ: أنا الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَفِظْنَا أَنَّ قَيْصَرَ أَكْرَمَ كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَضَعَهُ فِي مَسْكٍ [2] . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثُبِّتَ مُلْكُهُ» . قَالَ الشَّافِعِيُّ: وَقَطَعَ اللَّهُ الأَكَاسِرَةَ عَنِ الْعِرَاقِ وَفَارِسَ، وَقَطَعَ قَيْصَرُ وَمَنْ قَامَ بِالأَمْرِ بَعْدَهُ عَنِ الشَّامِ. وَقَالَ فِي كِسْرَى، «مُزِّقَ مُلْكُهُ» ، فَلَمْ يَبْقَ لِلأَكَاسِرَةِ مُلْكٌ، وَقَالَ فِي قَيْصَرَ «ثُبِّتَ مُلْكُهُ» فَثُبِّتَ لَهُ مُلْكُ بِلادِ الرُّومِ إِلَى الْيَوْمِ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ (الْقَارِيِّ) [3] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُقَوْقِسِ صاحب الإسكندرية، فمضى بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَ الْكِتَابَ وَأَكْرَمَ حَاطِبًا وَأَحْسَنَ نُزُلَهُ، وَأَهْدَى مَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغلة وكسوة وجاريتين، إحداهما أمّ   [1] صحيح مسلم (2918) كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل إلخ. وأوّله: «قد مات كسرى..» . [2] مسك: بفتح الميم. أي جلد. [3] سقطت من النسخ الثلاث. وأثبتناه من السند نفسه في موضع سابق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 511 إِبْرَاهِيمَ، وَالأُخْرَى وَهَبَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَهْمِ بْنِ قُثَمَ [1] الْعَبْدِيِّ، فَهِيَ أُمُّ زكريا ابن جَهْمٍ، خَلِيفَةِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ [2] . وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ: ثنا أَبُو الْحَارِثِ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْفِهْرِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ يَحْيَى الْحَاطِبِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُقَوْقِسِ مَلِكِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَجِئْتُهُ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَنِي فِي مَنْزِلِهِ، وَأَقَمْتُ عِنْدَهُ. ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ وَقَدْ جَمَعَ بَطَارِقَتَهُ فَقَالَ: إِنِّي سَأُكَلِّمُكَ بِكَلامٍ وَأُحِبُّ أَنْ تَفْهَمَهُ مِنِّي. قُلْتُ: نَعَمْ، هَلُمَّ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَاحِبِكَ، أَلَيْسَ هُوَ نَبِيٌّ؟ قُلْتُ: بَلَى، هُوَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: فَمَا لَهُ حَيْثُ كَانَ هَكَذَا لَمْ يَدْعُ عَلَى قَوْمِهِ حَيْثُ أَخْرَجُوهُ. قُلْتُ: عِيسَى، أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، فَمَا لَهُ حَيْثُ أَخَذَهُ قَوْمُهُ فَأَرَادُوا أَنْ يَصْلِبُوهُ أَنَّ لا يَكُونَ دَعَا عَلَيْهِمْ بِأَنْ يُهْلِكَهُمُ اللَّهُ حَتَّى رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ (الدُّنْيَا) [3] قَالَ: أنت [89 أ] حَكِيمٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ حَكِيمٍ. هَذِهِ هَدَايَا أَبْعَثُ مَعَكَ إِلَيْهِ. فَأَهْدَى ثَلاثَ جَوَارٍ، مِنْهُنَّ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ وَوَاحِدَةٌ وَهَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيِّ [4] ، وَوَاحِدَةٌ وَهَبَهَا لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ. وَأَرْسَلَ بطرف من طرفهم.   [1] في طبعة القدسي 474 «قيس» والتصحيح من الإصابة. أما جهم بن قيس فهو ابن عبد شرحبيل بن هشام.. العبدري أبو خزيمة. وقد ذكره ابن حجر في الإصابة أيضا. وابن قثم ذكره ابن عبد البر في الإستيعاب 1/ 245 مختصرا، وقد تحرّف في البداية والنهاية 4/ 272 إلى محمد بن قيس. [2] رواه ابن حجر في الإصابة 1/ 254 في ترجمة «جهم بن قثم العبديّ» رقم 1247، وانظر طبقات ابن سعد 1/ 260. [3] زيادة من ح. [4] ترجمته في الإصابة 4/ 35 رقم 207 وليس فيها هذا الخبر، ولا في أسد الغابة 5/ 162، 163 وقد سبق في الخبر الّذي قبله أن الّذي وهبه الرسول صلّى الله عليه وسلّم هو: الجهم بن قثم العبديّ. كما لم يذكر الحافظ الذهبي الخبر في ترجمة أبي الجهم بن حذيفة في سير أعلام النبلاء 1/ 556. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 غزوة ذات السلاسل قِيلَ إنه ماء بأَرض جُذام [1] . قَالَ ابن لَهِيعة: نا أَبُو الأسود، عن عروة [2] . ورواه موسى بن عقبة، واللفظ لَهُ، قالا: غزوة ذات السلاسل من مشارف الشام فِي بَليّ [3] وسعد اللَّه ومن يليهم من قُضاعة [4] . وفي رواية عُرْوة [5] : بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرو بن العاص فِي بليّ، وهم أخوال العاص بْن وائل، وبعثه فيمن يليهم من قُضَاعة وأمّره عَلَيْهِمْ. قَالَ ابن عقْبة: فخاف عَمْرو من جانبه الَّذِي هو بِهِ، فبعث إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستمدّه، فندب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المهاجرين، فانتدب فيهم أبو بكر وعمر   [1] جذام: حيّ أو قبيلة من اليمن كانت تنزل بجبال حسمى وراء وادي القرى ومساكنها بين مدين إلى تبوك فإلى أذرح، ومنها فخذ مما يلي طبرية من أرض الأردن إلى عكا. وجذام أول من سكن مصر من العرب حين جاءوا في الفتح مع عمرو بن العاص (معجم قبائل العرب 1/ 174) . [2] المغازي 207. [3] بليّ: بفتح الباء وكسر اللام وتشديد الياء. [4] قضاعة: قبيلة من حمير من القحطانية، وحمير من بني سبإ. وبليّ بطن من قضاعة، وسعد الله بطن من بليّ (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) . [5] المغازي لعروة 207. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513 وجماعة، أمّر عليهم أَبَا عبيدة. فأَمدَّ بهم عَمْرًا. فلمّا قدِموا عَلَيْهِ قَالَ: أنا أميركم، وأنا أرسلت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أستمدّه بكم. فقال المهاجرون: بل أنت أمير أصحابك، وأبو عُبَيْدة أمير المهاجرين. قَالَ: إنّما أنتم مَدَد أُمْدِدْتُهُ. فلمّا رَأَى ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدة،. وكان رجلًا حَسَن الخُلُق ليّن الشيمة، سعى لأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعهده، قَالَ: تعلم يا عَمْرو أنّ آخر مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ قَالَ: إذا قدِمتَ عَلَى صاحبك فتطاوعا، وإنّك إن عصيتني لأطيعنّك. فسلّم أبو عبيدة الإمارة لعَمْرو [1] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [2] ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] [3] بْن الحصين التميمي، عن غزوة ذَاتِ السَّلَاسِلِ مِنْ أَرْضِ بَلِيٍّ وَعُذْرَةَ [4] ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لِيَسْتَنْفِرَ الْعَرَبَ إِلَى الْإِسْلامِ. وَذَلِكَ أَنَّ أُمَّ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ كَانَتْ مِنْ بَلِيٍّ، فَبَعَثَهُ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَأَلَّفُهُمْ بِذَلِكَ. حَتَّى إِذَا كَانَ بِأَرْضِ جُذَامٍ، عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ السَّلاسِلُ، خَافَ فَبَعَثَ يَسْتَمِدُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: أَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانُ النَّهْدِيِّ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ ذِي السَّلَاسِلِ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. فَحَدَّثْتُ نَفْسِي أَنَّهُ لَمْ يَبْعَثْنِي عَلَيْهَا إِلَّا لِمَنْزِلَةٍ لِي عِنْدَهُ، فَأَتَيْتُهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ أَهْلِكَ. قَالَ: «فَأَبُوهَا» قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «عُمَرُ» قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ حَتَّى عَدَّ رهطا،   [1] المغازي لعروة 207 وانظر سيرة ابن هشام 4/ 239. [2] سيرة ابن هشام 4/ 239. [3] زيادة من ح، ولم أقف على ترجمته. [4] عذرة بطن من قضاعة، وهم المعروفون بالحبّ العذريّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 514 قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي لَا أَعُودُ أَسْأَلُ عَنْ هَذَا. رَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ خَالِدٍ؟ وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مُخْتَصَرًا [1] . (وَكِيعٌ، وَغَيْرُهُ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَمْرُو أُشْدُدْ عَلَيْكَ سِلَاحَكَ وَائْتِنِي» . فَفَعَلْتُ، فَجِئْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ وَصَوَّبَهُ وَقَالَ: «يَا عَمْرُو إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ وَجْهًا فَيُسَلِّمُكَ اللَّهُ وَيُغْنِمُكَ، وَأَرْغَبُ لَكَ رَغْبَةً فِي الْمَالِ صَالِحَةً» . قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالِ إِنَّمَا أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْجِهَادِ وَالْكَيْنُونَةِ مَعَكَ. قَالَ: «يا عمرو نعمّا بالمال الصالح للمرء الصالح» [2] . أنبأ ابن عون وَغَيْرُهُ، عَنْ مُحَمَّدٍ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرًا عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ بِنَحْوِهِ [3] . وَكِيع، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا وَلاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي عَمْرًا عَلَيْنَا لِعِلِمْهِ بِالْحَرْبِ [4] . قُلْتُ: وَلِهَذَا اسْتَعْمَلَ أَبُو بَكْرٍ عَمْرًا على غزو الشام) [5] .   [1] صحيح البخاري: كتاب فضائل أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب قول النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خليلا 4/ 192، وكتاب المغازي، غزوة ذات السلاسل 5/ 113 وصحيح مسلم (2384) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصّديق رضي الله عنه. [2] أخرجه أحمد في مسندة 4/ 197 و 202، والبخاري في الأدب المفرد (299) من طرق عن موسى ابن علي، عن أبيه، عن عمرو بن العاص، وهذا سند صحيح. وصحّحه ابن حبّان (1089) والحاكم في المستدرك 2/ 2 ووافقه الذهبي في تلخيصه. [3] أخرجه البخاري 7/ 18، 19 في الفضائل و 8/ 59، 60 في المغازي، ومسلم (2384) كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصّديق. [4] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 254 ب. [5] ما بين الحاصرتين لم يرد في الأصل ع، وهو في نسخة ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 515 وقال الواقدي [1] : حدثني ربيعة بن عثمان، عن يزيد بْنِ رُومَانَ: أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمَّا أَتَى عَمْرًا صَارُوا خَمْسَمِائَةٍ، وَسَارَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ حَتَّى وطئ بلاد بليّ ودوّخها، وكلّما [80 ب] انْتَهَى إِلَى مَوْضِعٍ بَلَغَهُ أَنَّهُ كَانَ بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ جَمْعٌ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ تَفَرَّقُوا حَتَّى انتهى إِلَى أَقْصَى بِلادِ بَلِيٍّ وَعُذْرَةَ وَبَلْقَيْنَ [2] . وَلَقِي فِي آخِرِ ذَلِكَ جَمْعًا، فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً وَتَرَامَوْا بِالنَّبْلِ. وَرُمِيَ يَوْمَئِذٍ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَأُصِيبَ ذراعه. وحمل المسلمون عليهم فهربوا وأعجزوها هَرَبًا فِي الْبِلادِ. وَدَوَّخ عَمْرٌو مَا هُنَاكَ. وَأَقَامَ أَيَّامًا يُغِيرُ أَصْحَابُهُ عَلَى الْمَوَاشِي. (وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاسِلِ، فَأَصَابَهُمْ بَرْدٌ فَقَالَ لَهُمْ عَمْرٌو: لا يُوقِدَنَّ أَحَدٌ نَارًا. فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَوْهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كَانَ فِي أَصْحَابِي قِلَّةٌ فَخَشِيتُ أَنْ يَرَى الْعَدُوُّ قِلَّتَهُمْ، وَنَهَيْتُهُمْ أَنْ يَتَّبِعُوا الْعَدُوَّ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ كَمِينٌ. فَأَعْجَبَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) [3] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: احْتَلَمْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلَكَ، فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِيَ الصُّبْحَ. فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ» . فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي مَنَعَنِي مِنَ الِاغْتِسَالِ وَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً 4: 29   [1] المغازي 2/ 769، 770. [2] بلقين: وهي في البخاري برسم «بني القين» ، قبيلة من العرب المستعربة. [3] لم يرد هذا الخبر في الأصل، ع، وتفرّدت به ح وأثبتناه عنها. وقد رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 13/ 254 ب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 516 [1] ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا [2] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. وَغَيْرُهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِمْرَانَ ابن أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ عَمْرًا كَانَ عَلَى سَرِيَّةٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. قَالَ: فَغَسَلَ مَغَابِنَهُ [3] ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ. لَمْ يَذْكُرِ التَّيَمُّمَ. أَخْرَجَهُمَا أَبُو دَاوُدَ [4] . غزوة سيف البحر [5] قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عمرو بن جَابِرٍ: بَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِمِائَةِ رَاكِبٍ، وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَرْصُدُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ. فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ [6] فَسُمِّيَ جَيْشَ الْخَبَطِ. قَالَ: وَنَحَرَ رَجُلٌ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ. ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ نَهَاهُ. قَالَ: فَأَلْقَى لَنَا الْبَحْرُ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ وَادَّهَنَّا مِنْهُ، حَتَّى ثَابَتْ مِنْهُ أَجْسَامُنَا وَصَلُحَتْ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، فَنَظَرَ إِلَى رَجُلٍ فِي الْجَيْشِ وَأَطْوَلَ جَمَلٍ   [1] سورة النساء: من الآية 29. [2] إسناده صحيح. أخرجه أبو داود (335) في الطهارة، باب إذا خاف الجنب البرد تيمّم، والبيهقي 1/ 226 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث بهذا الإسناد، وصحّحه ابن حبّان (202) ، ورواه ابن عساكر 13/ 255 ب، وصحّحه الحاكم 1/ 177، ووافقه الذهبي في التلخيص، وحسّنه المنذري. [3] المغابن: الأرفاغ، وهي بواطن الأفخاذ عند الحوالب جمع مغبن من غبن الثوب: إذا ثناه وعطفه. [4] سنن أبي داود: كتاب الطهارة، باب إذا خاف الجنب البرد أيتيمّم؟ (334 و 335) ، وانظر مصادر تخريج الحديث الّذي قبله، وزاد المعاد 3/ 388، وتاريخ اليعقوبي 2/ 75. [5] وتعرف بسريّة الخبط. (انظر طبقات ابن سعد 2/ 132 والمغازي للواقدي 2/ 774) . [6] الخبط: ورق العضاة من الطلح والسلم ونحوه يخبط بالعصا فيتساقط، وكانت تعلفه الإبل. يقال: عضه البعير، كفرح إذا اشتكى من أكل العضاة ورعيه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 517 فَحَمَلَهُ عَلَيْهِ وَمَرَّ تَحْتَهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . [2] (زاد البخاري [3] في حديث عمرو بن جَابِر: قَالَ جَابِر: وكان رَجُل فِي القوم نحر ثلاث جزائر، ثم ثلاثا، ثمّ ثلاثًا. ثمّ إنّ أَبَا عُبَيْدة نهاه. قَالَ: وكان عَمْرو يَقُولُ: نا أَبُو صالح أنّ قيس بْن سعد قَالَ لأبيه: كنت فِي الجيش فجاعوا قَالَ أَبُوهُ: انْحَرْ. قَالَ: نحرت، قال: ثم جاعوا. قال: انحر قال: نحرت، قال: ثم جاعوا. قال: انحر. قال: نُهِيت) . وقال مالك، عَنْ وهْب بْن كَيْسان، عَنْ جَابِر قَالَ: بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثًا قِبَل الساحل، وأمرّ عليهم أبا عبيدة وهم ثلاثمائة وأنا فيهم. حتّى إذا كنّا ببعض الطريق فني الزّاد. فأمر أَبُو عُبَيْدة بأزواد ذَلِكَ الجيش، فجُمِع ذَلِكَ كلّه. فكان مِزْوَدَيْ تمر، فكان يقوتنا كلّ يوم قليلا قليلا، حتى فني. ولم يكن يصيبنا إلّا تمرة تمرة. قَالَ فقلت: وما تُغني تمرة؟ قَالَ: لقد وجدنا فَقْدَنا حين فنِيَتْ. ثمّ انتهينا إلى البحر، فإذا حُوت مثل الظَّرِب [4] ، فأكل منه ذَلِكَ الجيش ثماني عشرة ليلة. ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثمّ أمر براحلةٍ فرُحِلَت، ثمّ مُرَّت تحتهما [5] فلم تُصِبْهما. أخرجاه [6] . وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عن أبي الزّبير، عن جابر [90 أ] قَالَ: بَعَثَنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَلَقَّى عِيرًا لِقُرَيْشٍ، وَزُوِّدْنَا جِرَابًا مِنْ تمر. فكان أبو عبيدة   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة سيف البحر 5/ 113 وصحيح مسلم (1935) كتاب الصيد والذبائح، باب إباحة ميتة البحر. [2] هذا الخبر مما تفردت به ح وأثبتناه عنها. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة سيف البحر. (5/ 114) . [4] الجبل الصغير. (النهاية في غريب الحديث 3/ 54) . [5] في طبعة القدسي 481 «مرّ» وما أثبتناه عن صحيح البخاري. [6] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة سيف البحر 5/ 114 وصحيح مسلم (1935) كتاب الصيد والذبائح. باب إباحة ميتة البحر وانظر، المغازي للواقدي 2/ 777. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 518 يُعْطِينَا تَمْرَةً تَمْرَةً. وَكُنَّا نَضْرِبُ بِعِصِيِّنَا الْخَبَطَ ثُمَّ نَبُلُّهُ بِالْمَاءِ فَنَأْكُلُهُ. فَانْطَلَقْنَا عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَرَفَعَ لَنَا كَهَيْئَةِ الْكَثِيبِ فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا دَابَّةٌ تُدْعَى الْعَنْبَرُ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَيْتَةٌ ثُمَّ قَالَ: لا، بَلْ نَحْنُ رُسُلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدِ اضْطُرِرْتُمْ فَكُلُوا. فَأَقَمْنَا عَلَيْهَا شَهْرًا وَنَحْنُ ثَلاثُمِائَةٍ حَتَّى سَمِنَّا. وَلَقَدْ كُنَّا نَغْتَرِفُ مِنْ وَقْبِ [1] عَيْنِهِ بِالْقِلَالِ الدُّهْنَ وَنَقْتَطِعُ مِنْهُ الْفِدَرَ [2] كَالثَّوْرِ. وَلَقَدْ أَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فَأَقْعَدَهُمْ فِي عَيْنِهِ، وَأَخَذَ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ فَأَقَامَهَا ثُمَّ رَحَلَ أَعْظَمُ بَعِيرٍ مِنْهَا فَمَرَّ تَحْتَهَا. وَتَزَوَّدْنَا مِنْ لَحْمِهِ وَشَائِقَ [3] فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: «هُوَ رِزْقٌ أَخْرَجَهُ اللَّهُ لَكُمْ فَهَلْ مَعَكُمْ مِنْ لَحْمِهِ شَيْءٌ تُطْعِمُونَنَا؟» قَالَ: فَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ فَأَكَلَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . قلت: زعم بعض النّاس أنّ هذه السرّية كانت فِي رجب سنة ثمانٍ سَرِيَّةُ أَبِي قَتَادَة إلى خَضِرَة [5] قَالَ الواقديّ فِي مَغَازيه [6] : قَالُوا بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا قَتَادَة بْن رِبْعيّ الأنصاريّ إلى غَطَفان فِي خمسة عشر رجلا. وأمره. أن يشنّ عليهم الغارة.   [1] الوقب: كلّ نقر في الجسد كنقر العين والكتف. ووقب العين نقرتها التي تستقرّ فيها. (انظر الصحاح 234) . [2] الفدرة: القطعة من كلّ شيء. أو القطعة من اللّحم المطبوخ البارد. [3] الوشائق: جمع وشقية ووشيق. وهو اللّحم يقدّد حتى ييبس أو يغلي إغلاءة ثم يقدّد. [4] صحيح مسلم (1935) كتاب الصيد والذبائح. باب إباحة ميتة البحر. وانظر: تاريخ الطبري 3/ 33، وسيرة ابن هشام 4/ 243، والمغازي للواقدي 2/ 777، ونهاية الأرب 17/ 284، 285، وعيون الأثر 2/ 160، والبداية والنهاية 4/ 276، وعيون التواريخ 1/ 286، 287، والسيرة الحلبية 2/ 315. [5] انظر عنها: الطبقات الكبرى 2/ 132، ونهاية الأرب 17/ 285، 286، وعيون الأثر 2/ 161، وإمتاع الأسماع 1/ 356، وعيون التواريخ 1/ 287، 288. [6] انظر المغازي للواقدي، 2/ 887- 780. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 519 فسار وهجم عَلَى حاضر منهم عظيم فأَحاط به. فصرخ رجل منهم: يا خضرة [1] وقاتل منهم رجال فقتلوا من أشرف [2] لهم. واستاقوا النَّعَم، فكانت مائتي بعيرٍ وألفَيّ [3] شاةٍ. وسبوا سبيًا كثيرًا. وغابوا خمس عشرة ليلة. وذلك فِي شعبان من السّنة. ثمّ كانت سريَّتُه إلى إضَم [4] عَلَى أثر ذَلِكَ فِي رمضان [5] . وَفَاةُ زَيْنَبَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ أَكْبَرَ بَنَاتِهِ. تُوُفِّيَتْ فِي هَذِهِ السَّنَةِ [6] وَغَسَّلَتْهَا أُمُّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةُ وَغَيْرُهَا. وَأَعْطَاهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقْوَهُ [7] فَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ» [8] . وبِنْتُها أُمامة بِنْت أَبِي العاص [9] ، هي التي كَانَ النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلّم يحملها في الصّلاة.   [1] خضرة: أرض لمحارب بنجد. وقيل هي بتهامة من أعمال المدينة. (معجم البلدان 2/ 377) . [2] في الأصل، ع: أشراف. والتصحيح من ح والواقدي 2/ 779 وطبقات ابن سعد 2/ 132. [3] في المغازي للواقدي 2/ 780 «ألف» والتصويب من المصادر الأخرى للسريّة. [4] إضم: بالكسر ثم الفتح، ماء يطؤه الطريق بين مكة واليمامة عند السمينة. ويقال هو واد بجبال تهامة، وهو الوادي الّذي فيه المدينة. ويسمّى من عند المدينة القناة، ومن أعلى منها عند السّدّ يسمّى الشظاة، ومن عند الشظاة إلى أسفل يسمّى إضما إلى البحر. (معجم البلدان 1/ 214، 215) . [5] انظر عنها: سيرة ابن هشام 4/ 240، الطبقات الكبرى 2/ 133، تاريخ الطبري 3/ 35، 36، نهاية الأرب 17/ 286، عيون الأثر 2/ 161، 162 إمتاع الأسماع 1/ 356. [6] تاريخ خليفة 92، تاريخ الطبري 3/ 27. [7] الحقو: الكشح، ويطلق مجازا على الإزار. يقال رمى فلان بحقوه إذا رمى بإزاره. [8] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 35 من طريق معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن أيوب، عن محمد بن سيرين. [9] انظر عنها (الإصابة 4/ 23 رقم 70) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 520 فتح مكة [1] «زادها اللَّه شرفًا» [2] قَالَ البكّائي، عَنِ ابن إِسْحَاق [3] : ثمّ إنّ بني بَكْر بْن عَبْد مَنَاة بْن كِنانة عدت عَلَى خُزَاعَة [4] ، وهم عَلَى ماءٍ بأَسفل مكة يقال لَهُ الوَتير [5] . وكان الَّذِي هاج ما بين بَكْر وخُزَاعة رجلًا من بني الحَضْرَميّ [6] خرج تاجرًا، فلمّا توسّط أرضَ خُزاعة عَدَوا عَلَيْهِ فقتلوه وأخذوا ماله. فَعَدَت بنو بكرٍ عَلَى رجلٍ من خُزاعةَ فقتلوه، فَعَدَتْ خُزَاعة قُبَيْل الإسلام على سلمى وكلثوم وذؤيب   [1] انظر عن الفتح: سيرة ابن هشام 4/ 84، طبقات ابن سعد 2/ 134، تاريخ اليعقوبي 2/ 58، تاريخ خليفة 87، المغازي لعروة 208، المغازي للواقدي 2/ 780، فتوح البلدان 1/ 41، تاريخ الطبري 3/ 42، الروض الأنف 4/ 95، عيون الأثر 2/ 163، البداية والنهاية 4/ 278، نهاية الأرب 17/ 287، عيون التواريخ 1/ 288، الدرر في المغازي والسير لابن عبد البرّ 224، جوامع السيرة لابن حزم 223، السنن الكبرى للبيهقي 9/ 120، فتح الباري لابن حجر 8/ 4، صحيح البخاري 5/ 89، صحيح مسلم 3/ 1405 (1780) جامع الأصول لابن الأثير 8/ 358. [2] هذا الدعاء من زيادات الأصل ولم يرد في ع، ح. [3] سيرة ابن هشام 4/ 84. [4] بنو بكر: بطن من كنانة بن خزيمة من العدنانية. وخزاعة: قبيلة من الأزد من القحطانية، اختلف في نسبهم بين المعديّة واليمانيّة. [5] الوتير ماء لخزاعة بأسفل مكة، قيل إنه ما بين عرفة إلى أدام. [6] هو فيما يرويه ابن هشام: مالك بن عبّاد الحضرميّ، وكذا عند الطبري 3/ 43. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 بني الأسود بْن رَزْن الدّيليّ، وهم مَنْخَر [1] بني كنانة وأشرافهم، فقتلوهم بعرفة. فبينا [90 ب] بنو بَكْر وخُزاعة عَلَى ذَلِكَ حَجَز بينهم الْإِسْلَام، وتشاغل النّاس بِهِ. فلمّا كَانَ صُلح الحُدَيْبية بين رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين قريش، كَانَ فيما شرطوا لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَطَ لهم أنّه مَن أحبَّ أنَّ يدخل فِي عقد رسول الله وعهده فليدخل فيه [2] ومن أحبَّ أنَّ يدخل فِي عقد قريش وعهدهم فلْيدْخل فِيهِ. فدخلت بنو بَكْر فِي عقد قريش، ودخلت خُزاعة فِي عقد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤمنُها وكافرُها. فلمّا كانت الهدنةُ اغتنمها بنو الدّيْل، أحد بني بَكْر من خُزاعة، وأرادوا أنَّ يصيبوا منهم ثأرًا بأولئك الإِخوة. فخرج نوفل بْن معاوية الدِّيليّ فِي قومه حتّى بيت خُزاعة عَلَى الوَتِير، فاقتتلوا. ورَدَفَتْ قريشٌ بني الديل بالسلاح، وقومٌ من قريش أعانت خُزاعة بأنفسهم، مُسْتَخفين بذلك، حتّى حازوا [3] خُزاعة إلى الحَرَم. فقال قومُ نوفل، اتقِ إلهك ولا تَسْتَحِلّ الحَرَم. فقال: لا إله لي اليوم، والله يا بني كِنانة إنّكم لَتَسْرِقون فِي الحَرَم، أفلا تصيبون فِيهِ ثأركم؟ فقتلوا رجلًا من خُزاعة. ولجأت خُزاعة إلى دار بُدَيْل بْن وَرقاء الخُزَاعي، ودار رافع مولى خُزاعة. فلمّا تظاهر [4] بنو بَكْر وقريش عَلَى خُزاعة، كَانَ ذَلِكَ نقْضًا للهُدنة التي بينهم وبين رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وخرج عَمْرو بْن سالم الخزاعيّ فقدم على النّبيّ   [1] في طبعة القدسي 485 «مفخر» والتصحيح من سيرة ابن هشام، وتاريخ الطبري. والمنخر هم المتقدّمون، لأن الأنف هو المقدّم من الوجه. [2] في النسخ الثلاث (معه) وما أثبتناه عن السيرة، وتاريخ الطبري. [3] في الأصل: جازوا. وحازوهم: ساقوهم. [4] في السيرة 4/ 86 وتاريخ الطبري 3/ 44 «تظاهرت» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طائفةٍ مستغيثين بِهِ، فوقف عَمْرو عَلَيْهِ، وهو جالس فِي المسجد بين ظَهْرَيِ [1] النّاس فقال: يا ربّ إنّي ناشدٌ محمَّدا ... حلف أبينا وأبيه الأْتلَدا قد كنتُمُ ولدًا وكنّا والدا ... ثمت أَسْلَمنا فلم ننزعْ يَدَا فانصُرْ هَدَاك اللَّه نَصْرًا أعْتَدَا ... وادع عبادَ اللَّه يأتُوا مَدَدا فيهم رَسُول اللَّهِ قد تجرَّدا ... إنْ سِيمَ خسفًا وجهه تَرَبّدَا فِي فيلق كالبحر يجري مُزْبدا ... إنّ قُريشًا أَخْلفوك المَوْعِدا ونقضوا ميثاقَكَ المُؤَكَّدا ... وجعلوا لي فِي كَدَاءَ رَصَدا وزعموا أنْ لستُ أدعو أحدَا ... وهم أذَلُّ وأقَلُّ عَدَدا هم بَيَّتُونا بالوَتِير هُجَّدا ... وقتلونا رُكَّعًا وسجدا فانصُرْ، هداكَ اللَّه، نصرًا أيّدا [2] فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نُصِرْتَ يا عَمْرو بْن سالم» . ثمّ عُرِضَ لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنان [3] من السّماء، فقال: إنّ هذه السحابة لتستهلّ [4] بنصر بني كعب، يعني خُزاعة. ثمّ قدم بُدَيل بْن وَرْقاء فِي نفرٍ من خُزاعة عَلَى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبروه. وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأنّكم بأبي سُفْيَان قد جاءكم ليشدّ العقْد ويزيد فِي الْمُدَّةِ. ومضى بُدَيْل وأصحابه فلقوا أَبَا سُفْيَان ابن حرب بعُسْفان، قد جاء ليشدّ العقد ويزيد في المدّة، وقد رهبوا الّذي   [1] يقال هو بين ظهريهم وظهرانيهم أي وسطهم وفي معظمهم. [2] انظر الأبيات في السيرة، والمغازي للواقدي 2/ 789، تاريخ الطبري 3/ 45، نهاية الأرب 17/ 287، 288، عيون التواريخ 1/ 288، عيون الأثر 2/ 164 البداية والنهاية 4/ 278، وشفاء الغرام بتحقيقنا 2/ 175. [3] العنان: السحاب، واحدته عنانة. [4] استهلّ المطر، واستهلّ السّحاب بالمطر: اشتدّ انصبابه وارتفع صوت وقعه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 523 صنعوا. فلمّا لقى بُدَيْل بْن وَرْقَاء قَالَ: من أَيْنَ أقبلت يا بُدَيْل؟ وظنّ إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: سرتُ فِي خُزاعة على الساحل. قَالَ: أَوَ ما جئتَ محمّدًا؟ قَالَ: لا. فلمّا راح بُدَيْل إلى مكة قَالَ أَبُو سُفْيَان: لئن كَانَ جاء إلى المدينة لقد علف بها النَّوى. فأتى مَبْرَكَ راحلته ففتَّه فرأى فِيهِ النَّوى فقال: أحلِفُ باللَّه لقد أتى محمَّدًا. ثمّ قدِم أبو سُفْيَان المدينةَ فدخل عَلَى ابنته أمّ حبيبة أمّ المؤمنين. فلمّا ذهب ليجلس عَلَى فراش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طوَتْه عَنْهُ، فقال: ما أدري أَرَغِبْتِ بي عَنْ هذا الفراش أم رغبت بِهِ عنّي؟ قالت: بل هو فراش رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ رجلٌ مُشْرِكٌ، نجس. قَالَ: والله لقد أصابك يا بُنَيَّةُ بعدي شَرٌّ. ثمّ خرج حتّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يردّ عَلَيْهِ شيئًا. فذهب إلى أَبِي بَكْر فكلّمه أنَّ يكلّم لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ما أنا بفاعل. ثمّ أتى إلى عُمَر فكلّمه فقال: أنا أشفع لكم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فو الله لو لم أجد إلّا الذر لجالَدْتُكُم عَلَيْهِ. ثمّ خرج حتّى أتى عليًّا وعنده فاطمة وابنها الحَسَن وهو غلام يَدبّ، فقال: يا عليّ إنّك أَمَسُّ القوم بي رَحِمًا، وإنّي قد جئت فِي حاجةٍ فلا أرجعنّ كما جئت خائبا، فاشفع لي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ويْحَك يا أَبَا سُفْيَان، لقد عزم رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أمرٍ ما نستطيع أنَّ نكلّمه فِيهِ. فالتفت إلى فاطمة فقال: يا ابْنَة مُحَمَّد، هَلْ لك أنَّ تأمري بُنَيَّكِ هذا فيجير بين النّاس فيكون سيّد العرب إلى آخر الدَّهر؟ قالت: والله ما بلغ بُنيَّ ذَلِكَ، وما يجير أحدٌ عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: يا أَبَا حَسَن، إنّي أرى الأمور قد اشتدّت عليّ فانصحني. قَالَ: والله ما أعلم شيئًا يغني عنك، ولكنك سيّد بني كِنانة، فقُم فأَجِرْ بين النّاس ثمّ الحقْ بأرضك. قَالَ: أو ترى ذَلِكَ مُغْنِيًا عنّي؟ قَالَ: لا والله ما أظنّه، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 ولكنْ لا أجد لك غيرَ [ذَلِكَ] [1] . فقام أَبُو سُفْيَان فِي المسجد فقال: أيّها النّاس إنّي قد أجَرتْ بين النّاس. ثمّ ركب بعيره وانطلق. فلمّا قدِم عَلَى قريش، قالوا: ما وراءك؟ فقصّ شأنَه، وأنّه أجار بين النّاس. قالوا: فهل أجاز ذَلِكَ مُحَمَّد؟ قَالَ: لا. قالوا: والله إنْ زاد الرجلُ عَلَى أنْ لَعِبَ بك. ثمّ أَمْرُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجهاز، وأمر أهله أن يجهّزوه. ثم أعلى النّاس بأنّه يريد مكة، وقال: اللَّهمّ خُذْ العيونَ والأخبارَ عَنْ قريش حتّى نَبْغَتَهُم فِي بلادهم. فعن عُرْوة وغيره قالوا: لما أجمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّيْرَ إلى مكة، كتب حاطب بْن أَبِي بلتعة إلى قريش بذلك مَعَ امْرَأَة، فجعلته فِي رأسها ثم فَتَلَتْ عَلَيْهِ قُرُونها ثم خرجت بِهِ. وأتى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحيُ بفعْله. فأرسل فِي طلبها عليًّا والزُّبير. وذكر الحديث [2] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَرَمِ القرشيّ [91 ب] وَجَمَاعَةٌ، قَالُوا: ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْمَخْزُومِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الحسن الشافعي، أنا عبد الرحمن بن عمر بْنِ النَّحَّاسِ، أَنْبَأَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَعْبَانَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ- وَهُوَ كَاتِبُ عَلِيٍّ- قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ، قَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ [3] ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا.   [1] سقطت من الأصل وأثبتناها من ع، ح، ومن السيرة لابن هشام 4/ 87، وتاريخ الطبري 3/ 47. [2] انظر سيرة ابن هشام 4/ 84- 88، تاريخ الطبري 3/ 42- 49، المغازي للواقدي 2/ 780- 798، نهاية الأرب 17/ 287- 291، عيون الأثر 2/ 163- 167، البداية والنهاية 4/ 278- 283، عيون التواريخ 1/ 288- 291، شفاء الغرام 2/ 176- 178. [3] روضة خاخ: موضع بين الحرمين بقرب حمراء الأسد من المدينة. ذكرها ياقوت ولم يعرّف بموقعها (معجم البلدان 2/ 88) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ. قُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ قَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ، قُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنَقْلَعَنَّ الثِّيَابَ. فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا [1] فَأَتَيْنَا بِهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا حَاطِبُ مَا هَذَا» ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ الله لا تعجل، إنّي كنت امرأ مُلْصَقًا [2] فِي قُرَيْشٍ وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مَعَكَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ بِمَكَّةَ، وَلَمْ يَكُنْ لِي قَرَابَةٌ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا- إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ- يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُهُ كُفْرًا وَلَا ارْتِدَادًا وَلَا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ» . فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْني أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. قَالَ: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ [3] وَمُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ [4] وَأبَوُ دَاوُدَ عَنْ مُسَدَّدٍ [5] كلّهم عن سفيان [6] .   [1] العقاص: جمع عقيصة، وهي ضفيرة الشعير. [2] عند السهيليّ في الروض الأنف 4/ 98 «كنت عريرا» ثم فسّر العرير وقال: هو الغريب. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الفتح. (5/ 89) وهو عن قتيبة عن سفيان بالسند المذكور. وباب فضل من شهد بدرا، وفي كتاب الجهاد، باب الجاسوس، وباب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمّة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهنّ، وفي تفسير سورة الممتحنة في فاتحتها، وفي الاستئذان، باب من نظر في كتاب من يحذر من المسلمين ليستبين أمره، وفي استتابة المرتدّين، باب ما جاء في المتأولين. (جامع الأصول 8/ 360، 361) . [4] صحيح مسلم (2494) كتاب فضائل الصحابة. باب من فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة. [5] سنن أبي داود: كتاب الجهاد. باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلما (2/ 44) . [6] وأخرجه الترمذي رقم (3302) في تفسير القرآن، باب ومن سورة الممتحنة. وانظر سيرة ابن هشام 4/ 88. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ [1] : ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قال عمر: كَتَبَ حَاطِبٌ إِلَى الْمُشْرِكِينَ بِكِتَابٍ فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا حَاطِبُ مَا دَعَاكَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: كَانَ أَهْلِي فِيهِمْ وَخَشِيتُ أَنْ يَصْرِمُوا عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ أَكْتُبُ كِتَابًا لا يَضُرُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فَاخْتَرَطْتُ [2] السَّيْفَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَضْرِبُ عُنُقَهُ فَقَدْ كَفَرَ. فَقَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهُ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [3] . وَعَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ نَحْوَهُ [4] ، وَزَادَ: فَنَزَلَتْ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ 60: 1 [5] . وعن ابن إِسْحَاق [6] ، قَالَ: عَنِ ابن عبّاس قَالَ: ثمّ مضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسَفَره، واستعمل عَلَى المدينة أَبَا رُهْم الغِفَاريّ. وخرج لعشْرٍ مضين من رمضان. فصام وصام النّاس معه، حتّى إذا كَانَ بالكُدَيْد، بين عُسْفان وأمَج أفطر. اسم أبي رُهْم: كُلْثوم بْن حُصَيْن. وقال سَعِيد بْن بشير، عَنْ قَتَادَة: إنّ خُزاعة أسلمت فِي دارهم، فقبل رسولا اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إسلامَها، وجعل إسلامها فِي دارها. وقال سَعِيد بْن عَبْد العزيز، وَغَيْرُهُ: إِنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدخل فِي عهده يوم الحُدّيبية خزاعة.   [1] في الأصل: الزيدي. والتصحيح من ع، ح ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (10/ 370) . [2] في الأصل: فاختطفت. وأثبتنا عبارة ع، ح. [3] قال ابن كثير في البداية والنهاية 4/ 284: أخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجة من حديث سفيان ابن عيينة، وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر الطبري 3/ 49. [4] سيرة ابن هشام 4/ 88. [5] سورة الممتحنة: من الآية الأولى. [6] سيرة ابن هشام 4/ 88، تاريخ الطبري 3/ 50، شفاء الغرام 2/ 180. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 وقال [92 أ] الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ خُزَاعَةُ حِلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنُفَاثَةُ [1] حِلْفَ أَبِي سُفْيَانَ. فَعَدَتْ نُفَاثَةُ على خزاعة، فأمدّتها قريش. فلم يغز رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِمْ ضَمْرَةَ، فَخَيَّرَهُمْ بَيْنَ إِحْدَى ثَلاثٍ: أَنْ يَدُوا قَتْلَى خُزَاعَةَ، وَبَيْنَ أَنْ يَبْرَءُوا مِنْ حِلْفِ نُفَاثَةَ، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِمْ على سواء. قالوا: ننبذ عَلَى سَوَاءٍ. فَلَمَّا سَارَ نَدَمَتْ قُرَيْشٌ، وَأَرْسَلَتْ أَبَا سُفْيَانَ يَسْأَلُ تَجْدِيدَ الْعَهْدِ. وَقَالَ: ابْنُ لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال [2] : كَانَتْ بَيْنَ نُفَاثَةَ مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وَبَيْنَ بَنِي كَعْبٍ، حَرْبٌ. فَأَعَانَتْ قُرَيْشٌ وَبَنُو كِنَانَةَ بَنِي نُفَاثَةَ عَلَى بَنِي كَعْبٍ. فَنَكَثُوا الْعَهْدَ إِلَّا بَنُو مُدْلِجٍ، فَإِنَّهُمْ وَفَوْا بِعَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَشِعْرَ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا نُصِرْتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ مِمَّا أَنْصُرُ مِنْهُ نَفْسِي» . فَأَنْشَأَتْ سَحَابَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ السَّحَابَةَ تَسْتَهِلُّ بِنَصْرِ بَنِي كَعْبٍ، أَبْصِرُوا أَبَا سُفْيَانَ فَإِنَّهُ قَادِمٌ عَلَيْكُمْ يَلْتَمِسُ تَجْدِيدَ الْعَهْدِ وَالزِّيَادَةَ فِي الْمُدَّةِ» [3] . فَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ جدّد العهد وَزِدْنَا فِي الْمُدَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَ لِذَلِكَ قَدِمْتَ؟ هَلْ كان من حَدَثَ قَبْلَكُمْ؟» قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَحْنُ عَلَى عَهْدِنَا وَصُلْحِنَا» . ثُمَّ ذَكَرَ ذَهَابَهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهُ: أَنْتَ أَكْبَرُ قُرَيْشٍ فَأَجِرْ بَيْنَهَا. قَالَ: صَدَقْتَ إِنِّي كَذَلِكَ فَصَاحَ: أَلا إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ بين النّاس، وما أظنّ أن يردّ جِوَارِي وَلا يَحْقِرَ بِي. قَالَ: أَنْتَ تَقُولُ ذاك يا أبا حنظلة؟ ثم خرج.   [1] نفاثة: بطن من كنانة من بني الدئل بن بكر بن عبد مناة. [2] المغازي لعروة 208. [3] انظر الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 134 والمغازي للواقدي 2/ 791. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَدْبَرَ: «اللَّهمّ سُدَّ عَلَى أَبْصَارِهِمْ وَأَسْمَاعِهِمْ فَلا يَرَوْنِي إِلا بَغْتَةً» . فَانْطَلَقَ أَبُو سُفْيَانَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَحَدَّثَ قَوْمَهُ، فَقَالُوا: أَرَضِيتَ بِالْبَاطِلِ وَجِئْتَنَا بِمَا لا يُغْنِي عَنَّا شَيْئًا، وَإِنَّمَا لَعِبَ بِكَ عَلَيَّ. وَأَغْبَرَ [1] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِهَازِ، مُخْفِيًا لِذَلِكَ. فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى ابْنَتِهِ، فَرَأَى شَيْئًا مِنْ جِهَازِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، فأنكر وقال: أين يريد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: تَجَهَّزَ [2] ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَازٍ قَوْمَكَ، قَدْ غَضِبَ لِبَنِي كعب. فدخل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشْفَقَتْ عَائِشَةُ أَنْ يَسْقُطَ أَبُوهَا بِمَا أَخْبَرَتْهُ قَبْلَ أَنْ يَذْكُرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، فأشارت إلى أبيها بعينها، فسكت. فمكث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً يَتَحَدَّثُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَجَهَّزْتَ يَا أَبَا بَكْرٍ» ؟ قَالَ: لِمَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِغَزْوِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّهُمْ قَدْ غَدَرُوا وَنَقَضُوا الْعَهْدَ، وَإِنَّا غَازُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . وَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْغَزْوِ، فَكَتَبَ حَاطِبٌ إِلَى قُرَيْشٍ فَذَكَرَ حَدِيثَهُ. وَقَالَ: ثُمَّ [3] خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اثني عشر ألفا من المهاجرين، [92 ب] وَالأَنْصَارِ، وَأَسْلَمَ، وَغِفَارٍ، وَمُزَيْنَةَ، وَجُهَيْنَةَ، وَبَنِي سُلَيْمٍ. وَقَادُوا الْخُيُولَ حَتَّى نَزَلُوا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَلَمْ تَعْلَمْ بِهِمْ قُرَيْشٌ. قَالَ، فَبَعَثُوا حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ وَأَبَا سُفْيَانَ وَقَالُوا: خُذُوا لَنَا جِوَارًا أَوِ آذِنُوا [4] بِالْحَرْبِ. فَخَرَجَا فَلَقِيَا بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ فَاسْتَصْحَبَاهُ، فَخَرَجَ مَعَهُمَا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالأَرَاكِ [5] بِمَكَّةَ، وَذَلِكَ عِشَاءً، رَأَوُا الْفَسَاطِيطَ وَالْعَسْكَرَ، وسمعوا صهيل الخيل ففزعوا. فقال:   [1] أغبر في الأمر: جدّ في طلبه. [2] في الأصل: نجهزه والتصحيح من ح. [3] من هنا يبدأ الحديث في المطبوع من المغازي لعروة 209. [4] في مغازي عروة «آذنوه» . [5] الأراك: فرع من دون ثافل (جبل) قرب مكة، وقيل موضع من نمرة في موضع من عرفة. (معجم البلدان 1/ 135) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 هَؤُلاءِ بَنُو كَعْبٍ جَاشَتْ بِهِمُ الْحَرْبُ. قَالَ بديل: هؤلاء أكثر من بني كعب، ما بلغ تأليبها هَذَا [1] . وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَعَثَ بَيْنَ يَدَيْهِ خَيْلا [2] لا يَتْرُكُونَ أَحَدًا يَمْضِي. فَلَمَّا دَخَلَ أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ عَسْكَرَ الْمُسْلِمِينَ أَخَذَتْهُمُ الْخَيلُ تَحْتَ اللَّيْلِ وَأَتَوْا بِهِمْ. فَقَامَ عُمَرُ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ فَوَجَأَ عُنُقَهُ، وَالْتَزَمَهُ الْقَوْمُ وَخَرَجُوا بِهِ لِيَدْخُلُوا عَلَى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم به، فحسبه الْحَرَسُ أَنْ يَخْلُصَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَافَ الْقَتْلَ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَالِصَةً لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَلا تَأْمُرُ بِي [3] عَبَّاسُ؟ فَأَتَاهُ فَدَفَعَ عَنْهُ، وَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْبِضَهُ إِلَيْهِ. فَرَكِبَ بِهِ تَحْتَ اللَّيْلِ، فَسَارَ بِهِ فِي عَسْكَرِ الْقَوْمِ حَتَّى أَبْصَرَهُ [4] أَجْمَعَ. وَكَانَ عُمَرُ قَالَ لَهُ حِينَ وَجَأَهُ: لا تَدْنُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمُوتَ. فَاسْتَغَاثَ بِالْعَبَّاسِ وَقَالَ: إِنِّي مَقْتُولٌ. فَمَنَعَهُ مِنَ النَّاسِ. فَلَمَّا رَأَى كَثْرَةَ الْجَيْشِ قَالَ: لَمْ أَرَ كَاللَّيْلَةِ جَمْعًا لِقَوْمٍ. فَخَلَّصَهُ [5] عَبَّاسٌ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: إِنَّكَ مَقْتُولٌ إِنْ لَمْ تُسْلِمْ وَتَشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَجَعَلَ يُرِيدُ أَنْ يقول الّذي يأمره عبّاس، ولا ينطلق بِهِ لِسَانُهُ وَبَاتَ مَعَهُ. وَأَمَّا حَكِيمٌ وَبُدَيْلٌ فَدَخَلا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَا. وَجَعَلَ يَسْتَخْبِرُهُمَا عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ. فَلَمَّا نُودِيَ بِالْفَجْرِ تَجَسَّسَ الْقَوْمُ، فَفَزِعَ أَبُو سفيان وقال: [يا] [6]   [1] في المغازي لعروة زيادة بعدها: «أفتنتجع هوازن أرضنا؟ والله ما نعرف هذا أيضا إن هذا لمثل حاج النّاس» . [2] في المغازي لعروة 209 «بين يديه خيلا تقبض العيون وخزاعة على الطريق لا يتركون أحدا يمضي» . وانظر فتح الباري لابن حجر 8/ 7. [3] في المغازي لعروة 209 «لي» . [4] في المغازي لعروة 209 «أبصروه» . [5] في الأصل: فجعله. والتصحيح من ح. ومغازي عروة 210. [6] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ح. ومن مغازي عروة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 عَبَّاسُ، مَا يُرِيدُونَ؟ قَالَ: سَمِعُوا النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ فَتَبَشَّرُوا [1] بِحُضُورِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَبْصَرَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ يَمُرُّونَ إِلَى الصَّلاةِ، وَأَبْصَرَهُمْ يَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ إِذَا سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَا عَبَّاسُ، مَا يَأْمُرُهُمْ بِشَيْءٍ إِلا فَعَلُوهُ؟! فَقَالَ: لَوْ نَهَاهُمْ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لأَطَاعُوهُ، فَقَالَ، يَا عَبَّاسُ، فَكَلِّمْهُ فِي قَوْمِكَ، هَلْ عِنْدَهُ مِنْ عَفْوٍ عَنْهُمْ؟ فَانْطَلَقَ عَبَّاسٌ بِأَبِي سُفْيَانَ حَتَّى أَدْخَلَهُ على النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا أَبُو سُفْيَانَ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا مُحَمَّدُ قَدِ اسْتَنْصَرْتَ بِإِلَهِي واستنصرت بإلهك، فو الله مَا لَقِيتُكَ مِنْ مَرَّةٍ إِلا ظَهَرْتَ عَلَيَّ، فَلَوْ كَانَ إِلَهِي مُحِقًّا وَإِلَهُكَ بَاطِلا ظَهَرْتُ عَلَيْكَ، فَأَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ. وَقَالَ عَبَّاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْذَنَ لِي إلى قومك فأنذرهم مَا نَزَلَ بِهِمْ، وَأَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ. فَأَذِنَ لَهُ. قَالَ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ؟ قَالَ: «من قال لا إله إلّا الله [93 أ] وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَشَهِدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَكَفَّ يَدَهُ، فَهُوَ آمِنٌ. وَمَنْ جَلَسَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ وَوَضَعَ سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ. وَمَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ» . قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبُو سُفْيَانَ ابْنُ عَمِّنَا، فَأُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ مَعِي، وَقَدْ خَصَصْتَهُ [2] بِمَعْرُوفٍ. فَقَالَ: مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ. فَجَعَلَ أَبُو سُفْيَانَ يَسْتَفْهِمُهُ [3] . وَدَارَ أَبِي سُفْيَانَ بِأَعْلَى مَكَّةَ. وَقَالَ: مَنْ دَخَلَ دَارَكَ يَا حَكِيمُ فَهُوَ آمِنٌ. وَدَارُ حَكِيمٍ فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ. وَحَمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَبَّاسَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ الَّتِي أَهْدَاهَا إِلَيْهِ دِحْيةُ الْكَلْبِيُّ، فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ وَأَبُو سُفْيَانَ قَدْ أَرْدَفَهُ. ثُمَّ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِثْرِهِ، فَقَالَ: أَدْرِكُوا الْعَبَّاسَ فَرُدُّوهُ عَلَيَّ. وَحَدَّثَهُمْ بِالَّذِي خَافَ عَلَيْهِ. فَأَدْرَكَهُ   [1] في المغازي لعروة «يتيّسرون لحضور» . [2] في المغازي لعروة: 21 «فلو اختصصته بمعروف» . [3] في المغازي لعروة «يستفقهه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 الرَّسُولُ، فَكَرِهَ عَبَّاسٌ الرُّجُوعَ، وَقَالَ: أَتَرْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَرْجِعَ أَبُو سُفْيَانَ رَاغِبًا فِي قِلَّةِ النَّاسِ فَيَكْفُرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ؟ فَقَالَ: احْبِسْهُ فَحَبَسَهُ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: غَدْرًا يَا بَنِي هَاشِمٍ؟ فَقَالَ عَبَّاسٌ: إِنَّا لَسْنَا نَغْدِرُ، وَلَكِنْ بِي إِلَيْكَ بَعْضُ الْحَاجَةِ. فَقَالَ: وَمَا هِيَ، فَأَقْضِيهَا لَكَ؟ قَالَ: إِنَّمَا نَفَاذُهَا حِينَ يَقْدَمُ عَلَيْكَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ. فَوَقَفَ عَبَّاسٌ بِالْمَضِيقِ دُونَ الأَرَاكِ، وَقَدْ وَعَى مِنْهُ أَبُو سُفْيَانَ حَدِيثَهُ. ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلَ بَعْضَهَا عَلَى إِثْرِ بَعْضٍ، وَقَسَمَ الْخَيْلَ شَطْرَيْنِ، فَبَعَثَ الزُّبَيْرَ فِي خَيْلٍ عَظِيمَةٍ. فَلَمَّا مَرُّوا بأبي سفيان قال للعبّاس: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: الزُّبَيْرُ. وَرِدْفُهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالْجَيْشِ مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارٍ وَقُضَاعَةَ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا يَا عَبَّاسُ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ هَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي كَتِيبَةِ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: الْيَوْمَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ، الْيَوْمَ تُسْتَحَلُّ الْحُرْمَةُ. ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي كَتِيبَةِ الإِيمَانِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ. فَلَمَّا رَأَى أَبُو سُفْيَانَ وُجُوهًا كَثِيرَةً لا يَعْرِفُهَا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اخْتَرْتَ هَذِهِ الْوُجُوهَ عَلَى قَوْمِكَ؟ قَالَ: أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ وَقَوْمُكَ. إِنَّ هَؤُلاءِ صَدَّقُونِي إِذْ كَذَّبْتُمُونِي، وَنَصَرُونِي إِذْ أَخَّرْتُمُونِي، وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، وَعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، وَعُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُمْ حَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ هؤلاء يا عبّاس؟ قال: هذه كتيبة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومع هذه الموت الأحمر، هَؤُلاءِ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ، قَالَ: امْضِ يَا عَبَّاسُ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ جُنُودًا قَطُّ وَلا جَمَاعَةً، وَسَارَ الزُّبَيْرُ بِالنَّاسِ حَتَّى إِذَا وَقَفَ بِالْحَجُونِ [1] ، وَانْدَفَعَ خَالِدٌ حَتَّى دَخَلَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ. فلقيته بنو بكر فقاتلهم   [1] الحجون: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها. وهو بالفتح ثم الضم. (معجم البلدان 2/ 225) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 532 فَهَزَمَهُمْ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ، وَمِنْ هذيل ثلاثة [93 ب] أَوْ أَرْبَعَةً، وَهُزِمُوا وَقُتِلُوا بِالْحَزْوَرَةَ [1] ، حَتَّى دَخَلُوا الدُّورَ، وَارْتَفَعَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُ عَلَى الْجَبَلِ عَلَى الْخَنْدَمَةِ، وَاتَّبَعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ بِالسُّيُوفِ. وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُخْرَيَاتِ النَّاسِ، وَنَادَى مُنَادٍ: مَنْ أَغْلَقَ عَلَيْهِ دَارَهُ وَكَفَّ يَدَهُ فَهُو آمِنٌ [2] . وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَازِلا بِذِي طُوًى، فَقَالَ: «كَيْفَ قَالَ حَسَّانٌ» ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: قَالَ: عدمت بنيّتي [3] إن لم تروها ... تثير النّفع مِنْ كَتِفَيْ كُدَاءِ [4] فَأَمَرَهُمْ فَأَدْخَلُوا الَخْيَل مِنْ حَيْثُ قَالَ حَسَّانٌ. فَأُدْخِلَتْ مِنْ ذِي طُوًى مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ. وَاسْتَحَرَّ الْقَتلُ بِبَنِي بَكْرٍ. فَأَحَلَّ اللَّهُ لَهُ مَكَّةَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ 90: 1- 2 [5] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أُحِلَّتِ الْحُرْمَةُ لأَحَدٍ قَبْلِي وَلا بَعْدِي، وَلا أُحِلَّتْ لِي إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. وَنَادَى أَبُو سُفْيَانَ بِمَكَّةَ: أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا [6] . وَكَفَّهُمُ اللَّهُ عَنْ عَبَّاسٍ. فَأَقْبَلَتْ هِنْدٌ فَأَخَذَتْ بِلِحْيَةِ أَبِي سُفْيَانَ، ثُمَّ نَادَتْ: يَا آلَ غَالِبٍ اقْتُلُوا الشَّيْخَ الأَحْمَقَ. قَالَ: أَرْسِلِي لِحْيَتِي، فأقسم لئن أنت لم تسلمي ليضربنّ   [1] الحزورة: بالفتح ثم السكون وفتح الواو والراء. وهو في اللغة: الرابية الصغيرة وجمعها حزاور. سوق مكة وقد دخلت في المسجد لما زيد فيه. (معجم البلدان 2/ 255) . [2] حتى هنا رواية عروة في المغازي 211. [3] وفي رواية «ثنيّتي» ، والبيت من جملة أبيات ستأتي بعد قليل. [4] كداء: (بالفتح والمد) بأعلى مكة عند المحصب، دار النبي صلّى الله عليه وسلّم، من ذي طوى إليها. وقيل هي العقبة الصغرى التي بأعلى مكة وهي التي تهبط منها إلى الأبطح والمقبرة منها عن يسارك، وأما العقبة الوسطى التي بأسفل مكة فهي كدي (بالضمّ والقصر) . وقد اختلف في ذلك، (انظر معجم البلدان 4/ 439- 441) . [5] سورة البلد. الآيتان 1، 2. [6] في الأصل: أسلموا أسلموا. وأثبتنا عبارة ع، ح. ومغازي عروة 211. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 533 عُنُقُكِ، وَيْلَكِ، جَاءَنَا بِالْحَقِّ ادْخُلِي بَيْتَكِ وَاسْكُنِي. وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ سَبْعًا عَلَى رَاحِلَتِهِ [1] . وَفَرَّ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ عَامِدًا لِلْبَحْرِ، وَفَرَّ عِكْرِمَةُ عَامِدًا لِلْيَمَنِ. وَأَقْبَلَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَمِّنْ صَفْوَانَ فَقَدْ هَرَبَ، وَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَهْلِكَ نَفْسُهُ فَأَرْسِلْنِي إِلَيْهِ بِأَمَانٍ قَدْ أمّنت الأحمر والأسود، وفقال: أَدْرِكْهُ فَهُوَ آمِنٌ. فَطَلَبَهُ عُمَيْرٌ فَأَدْرَكَهُ وَدَعَاهُ فَقَالَ: قَدْ أمَّنَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ صَفْوَانُ: وَاللَّهِ لا أُوقِنُ لَكَ حَتَّى أَرَى عَلامَةً بِأَمَانِي أَعْرِفُهَا. فَرَجَعَ فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَ حَبْرَةٍ كَانَ مُعْتَجِرًا بِهِ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ، فَأَقْبَلَ عُمَيْرٌ، فَقَالَ صَفْوَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَنِي مَا يَقُولُ هَذَا مِنَ الأَمَانِ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: اجْعَلْ لِي شَهْرًا قَالَ: لَكَ شَهْرَانِ، لَعَلَّ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَكِ [2] . وَاسْتَأْذَنَتْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ مُسْلِمَةٌ، وَهِيَ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ. فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِ زَوْجِهَا، فَأَذِنَ لَهَا وَأَمَّنَهُ، فَخَرَجَتْ بِعَبْدٍ لَهَا رُومِيٍّ فَأَرَادَهَا عَنْ نَفْسِهَا، فَلَمْ تَزَلْ تُمَنِّيهِ وَتُقَرِّبُ لَهُ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَى نَاسٍ مِنْ عَكٍّ [3] فَاسْتَغَاثَتْهُمْ عَلَيْهِ فَأَوْثَقُوهُ، فَأَدْرَكَتْ زَوْجَهَا بِبَعْضِ تِهَامَةَ وَقَدْ رَكِبَ فِي السَّفِينَةِ، فَلَمَّا جَلَسَ فِيهَا نَادَى بِاللاتِ وَالْعُزَّى. فَقَالَ أَصْحَابُ السفينة: لا يجوز هاهنا مِنْ دُعَاءٍ بِشَيْءٍ إِلا اللَّهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا، فقال عكرمة: والله لئن كان في الْبَحْرُ، إِنَّهُ لَفِي الْبَرِّ وَحْدَهُ [4] ، أُقْسِمُ باللَّه،   [1] المغازي لعروة 211 وقال: رواه الطبراني مرسلا وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 170- 173. [2] وفي سيرة هشام 4/ 105 «قال: أنت بالخيار فيه أربعة أشهر» . [3] عك قبيلة من قبائل اليمن. [4] في ح: لئن كان في البحر إنه لفي البر وحده. وما أثبتناه عن الأصل وع، وعن المغازي لعروة 212. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 لأَرْجِعَنَّ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَرَجَعَ عِكْرِمَةُ مَعَ امْرَأَتِهِ، فدخل عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعه، وقبل منه. ودخل [94 أ] رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَلامَتْهُ وَعَيَّرَتْهُ بِالْفِرَارِ، فَقَالَ: وَأَنْتِ لَوْ رَأَيْتِنَا بِالْخَنْدَمَهْ ... إِذْ فَرَّ صَفْوَانُ وَفَرَّ عِكْرِمَهْ قَدْ لَحِقَتْهُمُ السُّيُوفُ الْمُسلِمَهْ ... يَقْطَعْنَ كُلَّ سَاعِدٍ وَجُمْجُمَهْ لَمْ تَنْطِقِي فِي اللَّوْمِ أَدْنَى كَلِمَهْ [1] وَكَانَ دُخُولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ. وَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَفْوَانَ فِيمَا زَعَمُوا مِائَةَ دِرْعٍ وَأَدَاتِهَا، وَكَانَ أَكْثَرَ شَيْءٍ سِلاحًا. وَأَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : مَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عَشَرَةِ آلافٍ. فَسَبَّعَتْ سُلَيْمٌ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَلَّفَتْ سُلَيْمٌ، وَأَلَّفَتْ مُزَيْنَةُ [3] . وَلَمْ يَتَخَلَّفْ أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ. وَقَدْ كَانَ الْعَبَّاسُ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ. قَالَ عبد الملك ابن هشام: لقيه بالجحفة [4] مهاجرا بعياله.   [1] الخبر والشعر في المغازي لعروة 212 وانظر سيرة ابن هشام 4/ 92، وتاريخ الطبري 3/ 58، ونهاية الأرب 17/ 306، وعيون الأثر 2/ 173، وعيون التواريخ 1/ 300 والبداية والنهاية 4/ 297 وقال عروة: رواه الطبراني، وهو مرسل، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 174، 175، والحاكم في المستدرك 3/ 241، 242، والقاضي المكيّ الفاسي في شفاء الغرام 2/ 222. [2] سيرة ابن هشام 4/ 106. [3] سبّعت سليم، يعني كانوا سبعمائة، وألّفت: كانوا ألفا. [4] الجحفة: قرية على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، وهي أحد المواقيت وكانت تسمّى مهيعة، فاجتحفها السيل في بعض الأعوام فسمّيت الجحفة. (معجم البلدان 2/ 111) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 535 وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] : وَقَدْ كَانَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَدْ لَقِيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَبْقِ الْعُقَابِ [2]- فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ- فَالْتَمَسَا الدُّخُولَ عَلَيْهِ، فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فِيهِمَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ عَمِّكَ وَابْنُ عَمَّتِكَ وَصِهْرُكَ. قَالَ: لا حاجة لي بهما، أمّا ابن عمّي فهتك عِرْضِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي فَهُوَ الَّذِي قَالَ لِي بِمَكَّةَ مَا قَالَ. فَلَمَّا بَلَغَهُمَا قَوْلُهُ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ لَتَأْذَنَنَّ لِي أَوْ لآخُذَنَّ بِيَدِ بُنَيَّ هَذَا ثُمَّ لَنَذْهَبَنَّ فِي الأَرْضِ حَتَّى نَمُوتَ عَطَشًا وَجُوعًا. فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهُمَا، وَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلا وَأَسْلَمَا وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَعَمْرُكَ إِنِّي يَوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً ... لِتَغْلِبَ خَيْلُ اللاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ لَكَالْمُدْلِجِ [3] الْحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ ... فَهَذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدِي وَأَهْتَدِي هَدَانِي هَادٍ غَيْرُ نَفْسِي وَنَالَنِي ... إِلَى اللَّهِ مَنْ طَرَّدْتُ [4] كُلَّ مُطَرَّدِ أَصُدُّ وَأَنْأَى جَاهِدًا عَنْ مُحَمَّدٍ ... وَأُدْعَى وَإِنْ لَمْ أَنْتَسِبْ مِن مُحَمَّدِ [5] فَذَكَرُوا أَنَّهُ حِينَ أَنْشَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ ضَرَبَ فِي صَدْرِهِ وقال: أنت طردتني كلّ مطرد [6] . وقال سعيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا لِغَزْوَةِ فَتْحِ مَكَّةَ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُوَّامًا. فَلَمَّا كُنَّا بِالْكَدِيدِ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالفطر.   [1] سيرة ابن هشام 4/ 88، 89. [2] نبق العقاب: موضع بين مكة والمدينة قرب الجحفة. (معجم ما استعجم 595) . [3] المدلج: الّذي يسير ليلا. [4] في طبعة القدسي 500 «طرده» والتصحيح من السيرة وغيرها. [5] الأبيات في سيرة ابن هشام 4/ 89، ونهاية الأرب 17/ 307، والبداية والنهاية 4/ 287، وعيون التواريخ 1/ 292 مع اختلاف بعض الألفاظ في بعضها. [6] سيرة ابن هشام 4/ 89. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ فِي مَخْرَجِهِ ذَلِكَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ فَأَفْطَرَ وَأَفْطَرَ النَّاسُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمرّ الظّهران، وهو يتغدّى فَقَالَ: «الْغَدَاءُ» فَقَالَا: إِنَّا صَائِمَانِ، فَقَالَ: «اعْمَلُوا لصاحبيكم، ارحلوا لصاحبيكم، كلا، كلا» . مرسل [94 ب] وَقَوْلُهُ: هَذَا مُقَدَّرٌ بِالْقَوْلِ يَعْنِي يُقَالُ هَذَا لِكَوْنِكُمَا صَائِمَيْنِ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِ سِنِينَ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةِ، فَسَارَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ، يَصُومُ وَيَصُومُونَ. حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ، وَهُوَ بَيْنَ عُسْفَانَ وَقُدَيْدٍ، فَأَفْطَرَ، وَأَفْطَرَ النَّاسُ. قَالَ الزُّهْرِيّ: وَكَانَ الْفِطْرُ آخِرَ الأَمْرَيْنِ. وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بالآخر فالآخر مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَصَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ لِثَلاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خلت من رمضان. أخرجه (خ) و (م) دُونَ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ [3] . وَكَذَا وَرَّخَهُ يُونُسُ عَنِ الزّهريّ [4] .   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان (5/ 90) . [2] أخرجه النسائي في كتاب الصيام، ما يكره من الصيام في السفر، باب ذكر اسم الرجل (4/ 177) . [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الفتح في رمضان 5/ 90 وفي الصوم، باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر، وفي الجهاد، باب الخروج في رمضان، وصحيح مسلم (113) كتاب الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إلخ. [4] صحيح مسلم 2/ 785. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 537 وقال عَبْد اللَّه بْن إدريس، عَنِ ابن إسحاق، عن ابن شهاب، ومحمد ابن عليّ بن الحسين، وعمرو بْن شُعَيْب، وعاصم بْن عُمَر وغيرهم قَالُوا: كان فتح مكة في شعر بقين من رمضان. وقال الواقديّ [1] : خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الأربعاء لعشر خَلَوْن من رمضان بعد العصر. فما حلّ عقْده حتى انتهى إلى الصُلْصُل [2] . وخرج المسلمون وقادوا الخيلَ وامتَطُوا الإِبل، وكانوا عشرة آلاف [3] . وذكر عُرْوَةُ وموسى بْن عُقْبة أنّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج فِي اثني عشر ألفًا [4] . وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ الْعَبَّاسُ بِأَبِي سُفْيَانَ فَأَسْلَمَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ، فَلَوْ جَعَلْتَ لَهُ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ [5] . زَادَ فِيهِ الثِّقَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِإِسْنَادِهِ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَمَا تَسَعُ دَارِي؟ قَالَ: مَنْ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَهُوَ آمِنٌ قَالَ: وَمَا تَسَعُ الْكَعْبَةُ؟ قَالَ: مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ. قَالَ: وَمَا يَسَعُ الْمَسْجِدُ؟ قَالَ: مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ. فَقَالَ: هَذِهِ وَاسِعَةٌ [6] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ   [1] انظر: المغازي للواقدي (2/ 801) . [2] الصلصل: موضع بنواحي المدينة على سبعة أميال منها. (معجم البلدان 3/ 421) . [3] وهذا الرقم يؤيّده ابن هشام في السيرة 4/ 106. [4] هذا الخبر ليس موجودا في المطبوع من المغازي لعروة. وانظر: شفاء الغرام 2/ 248. [5] سيرة ابن هشام 4/ 90. [6] سيرة ابن هشام 4/ 91. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، قَالَ الْعَبَّاسُ وَقَدْ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ: يَا صَبَاحَ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ بَغَتَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَنْوَةً، إِنَّهُ لَهَلاكُ قُرَيْشٍ آخِرَ الدَّهْرِ. فَجَلَسَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْضَاءِ، وَقَالَ أَخْرُجُ إِلَى الأَرَاكِ لَعَلِّي أَرَى حُطَّابًا أَوْ صَاحِبَ لَبَنٍ، أَوْ دَاخِلا يَدْخُلُ مَكَّةَ. فَيُخْبِرُهُمْ بِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليأتوه فيستأمنوه، فخرجت فو الله إِنِّي لأَطُوفُ بِالأَرَاكِ إِذْ سَمِعْتُ صَوْتَ أَبِي سُفْيَانَ وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ وَقَدْ خَرَجُوا يَتَجَسَّسُونَ الْخَبَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ نِيرَانًا، فَقَالَ بُدَيْلٌ: هَذِهِ نِيرَانُ خُزَاعَةَ حَمَشَتْهَا [1] الحرب، فقال [95 أ] أَبُو سُفْيَانَ: خُزَاعَةُ أَلأَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَذَلُّ. فَعَرَفْتُ صَوْتَهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنْظَلَةَ، فَقَالَ: أَبُو الْفَضْلِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: لَبَّيْكَ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مَا وَرَاءَكَ؟ قُلْتُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ فِي النَّاسِ قَدْ دَلَفَ إِلَيْكُمْ بِمَا لا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: فَكَيْفَ الْحِيلَةُ؟ فِدَاك أَبِي وَأُمِّي. فَقُلْتُ: تَرْكَبُ فِي عَجُزِ هَذِهِ الْبَغْلَةِ، فَأَسْتَأْمِنُ لَكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَئِنْ ظَفِرَ بِكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ. فَرَدَفَنِي فَخَرَجْتُ أَرْكُضُ بِهِ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُلَّمَا مَرَرْتُ بِنَارٍ مِنْ نِيرَانِ الْمُسْلِمِينَ نَظَرُوا إِلَيَّ وَقَالُوا: عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَتَّى مَرَرْتُ بِنَارِ عُمَرَ فَقَالَ لأَبِي سُفْيَانَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي أَمْكَنَ مِنْكَ بِغَيْرِ عَهْدٍ وَلا عَقْدٍ. ثُمَّ اشْتَدَّ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَكَضَتِ الْبَغْلَةُ حَتَّى اقْتَحَمَتْ بَابَ الْقُبَّةِ وَسَبَقَتْ عُمَرَ بِمَا تَسْبِقُ بِهِ الدَّابَّةُ الْبَطِيئَةُ الرَّجُلَ الْبَطِيءَ [2] . وَدَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَبُو سُفْيَانَ عَدُوُّ اللَّهِ، قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ بِغَيْرِ عَهْدٍ وَلا عَقْدٍ، فَدَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنّي قد   [1] حمشتها الحرب: أي جمعتها وأثارتها. [2] انظر سيرة ابن هشام 4/ 89، 90. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 539 أمَّنْتُهُ. ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْتُ بِرَأْسِهِ وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا يُنَاجِيهِ اللَّيْلَةَ أَحَدٌ دُونِي. فَلَمَّا أَكْثَرَ فيه عمر، قلت: مهلا يا عمر، فو الله مَا تَصْنَعُ هَذَا إِلا لأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ. وَلَوْ كَانَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَا قُلْتَ هَذَا. فَقَالَ: مهلا يا عبّاس، فو الله لإسلامك يوم أسلمت كان أحبّ إليّ من إسلام الخطّاب لو أسلم. وما ذاك إلّا لأنّي قد عرفت أنّ إسلامك كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِسْلامِ الْخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذْهَبْ بِهِ فَقَدْ آمَنَّاهُ، حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَيَّ الْغَدَاةَ، فَرَجَعَ بِهِ الْعَبَّاسُ إِلَى مَنْزِلِهِ [1] . فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ؟ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا أَوْصَلَكَ وَأَكْرَمَكَ، وَاللَّهِ ظَنَنْتُ أَنْ لَوْ كَانَ مَعَ اللَّهِ غَيْرُهُ لَقَدْ أَغْنَى شَيْئًا بَعْدُ. فَقَالَ: وَيْحَكَ أَوَ لَمْ يَأْنِ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا أَوْصَلَكَ وَأَكْرَمَكَ، أَمَّا هَذِهِ فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا شَيْئًا. فَقَالَ الْعَبَّاسُ فَقُلْتُ: وَيْلَكَ تَشَهَّدْ شَهَادَةَ الْحَقِّ قَبْلَ، وَاللَّهِ، أَنْ تُضْرَبَ عُنُقُكَ. فَتَشَهَّدَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تَشَهَّدَ: «انْصَرِفْ بِهِ يَا عَبَّاسُ فَاحْبِسْهُ عِنْدَ حَطْمِ الْجَبَلِ [2] بِمَضِيقِ الْوَادِي، حَتَّى تَمُرَّ عَلَيْهِ جُنُودُ اللَّهِ» . فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ، فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا يَكُونُ لَهُ فِي قَوْمِكَ فَقَالَ: «نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ» . فَخَرَجْتُ بِهِ حَتَّى حبسته عند حطم الْجَبَلِ بِمَضِيقِ الْوَادِي. فَمَرَّتْ عَلَيْهِ الْقَبَائِلُ، فَيَقُولُ: من   [1] سيرة ابن هشام 4/ 90. [2] حطم الجبل: الموضع الّذي حطم منه أي ثلم فبقي منقطعا، أو هو مضيق الجبل حيث يزحم بعضه بعضا. وفي رواية: خطم الجبل أي أنفه البادر منه. وفي البخاري: حطم الخيل، رواية أخرى. (انظر صحيح البخاري- المغازي، باب أين ركّز النّبي صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح- 5/ 91) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 540 هَؤُلاءِ يَا عَبَّاسُ؟ فَأَقُولُ: سُلَيْمٌ. فَيَقُولُ: مَا لي ولسليم. وتمرّ به [95 ب] القبيلة فيقول: من هذه؟ فأقول: أَسْلَمُ. فَيَقُولُ مَا لِي وَلأَسْلَمَ. وَتَمُرُّ جُهَيْنَةُ. حَتَّى مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرَاءِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فِي الْحَدِيدِ، لا يُرَى مِنْهُمْ إِلا الْحَدَقُ. فَقَالَ يَا أَبَا الْفَضْلِ، مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَقُلْتُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ. فَقَالَ: يَا أَبَا الْفَضْلِ، لَقَدْ أَصْبَحَ مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ عَظِيمًا. فَقُلْتُ: وَيْحَكَ، إِنَّهَا النُّبُوَّةُ، قَالَ: فَنَعَمْ إِذَنْ. قُلْتُ: الْحَقِ الآنَ بِقَوْمِكَ فَحَذِّرْهُمْ. فَخَرَجَ سَرِيعًا حَتَّى جَاءَ مَكَّةَ، فَصَرَخَ فِي الْمَسْجِدِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَذَا مُحَمَّدٌ قَدْ جَاءَكُمْ بِمَا لا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ. فَقَالُوا: فَمَهْ؟ قَالَ: مَنْ دَخَلَ دَارِي فَهُوَ آمِنٌ. فَقَالُوا: وَمَا دَارُكَ، وَمَا تُغْنِي عَنَّا؟ قَالَ: مَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ دَارَهُ عَلَيْهِ فَهُوَ آمِنٌ. هَكَذَا رَوَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ ابْنُ إِسْحَاقَ [1] ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْصُولا، وَأَمَّا أَبُو أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيُّ فَأَرْسَلَهُ. وقد رواه ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمَعْنَاهُ. وَقَالَ عُرْوَةُ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ لِلزُّبَيْرِ: يَا أبا عبد الله، هاهنا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُرَكِّزَ الرَّايَةَ. قَالَ: وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ مِنْ كَدَاءٍ. وَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كُدًى، فَقُتِلَ مِنْ خَيْلِ خَالِدٍ يَوْمَئِذٍ رَجُلانِ: حُبَيْشُ بْنُ الأشعر، وكرز بن جابر الفهريّ [2] .   [1] سيرة ابن هشام 4/ 89، 90 تاريخ الطبري 3/ 52- 54، الأغاني 6/ 352- 354، نهاية الأرب 17/ 299- 302. [2] أخرجه البخاري في المغازي، باب أين ركّز النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح (5/ 91، 92) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 541 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُ: أَخْفَى اللَّهُ تَعَالَى مَسِيرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ، حَتَّى نَزَلَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ. وَفِي مَغَازِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: «لِمَ قَاتَلْتَ، وَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنِ الْقِتَالِ» ؟ قَالَ: هُمْ بَدَءُونَا بِالْقِتَالِ وَوَضَعُوا فِينَا السِّلَاحَ وَأَشْعَرُونَا بِالنَّبْلِ، وَقَدْ كَفَفْتُ يَدَيْ مَا اسْتَطَعْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَضَاءُ اللَّهِ خَيْرٌ» [1] . ويقال: قَالَ أَبُو بَكْر يومئذٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أراني فِي المنام وأراك دَنَوْنا من مكة، فخرجتْ إلينا كلْبةٌ تهرّ [2] . فلمّا دنونا منها استلْقَتْ عَلَى ظهرها، فإذا هِيَ تشخبُ لَبَنًا [3] . فقال: ذهبَ كلْبُهم وأقبل درُّهُم، وهم سائلوكم بأرحامكم وإنّكم لاقون بعضَهم، فإنْ لقيتم أَبَا سُفْيَان فلا تقتلوه» . فلقوا أَبَا سُفْيَان وحكيمًا بمرّ [الظَّهْران] [4] . وقال حسّان: [5] عدِمْتُ بُنَيَّتي إنْ لم تروها ... تُثِير النقع موعِدُها كداء ينازعن الأعنّة مصحبات ... يلطمهنّ بالخُمُرِ النّساءُ فإنْ أعرضْتُم عنّا اعْتَمْرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء   [1] المغازي لعروة 121 وأورده البيهقي في السنن الكبرى 9/ 121 بإسناده عن ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة، وعن طريق موسى بن عقبة واللفظ له. [2] هرّ الكلب إليه يهرّ، بالكسر، هريرا وهرّة، أي هرير الكلب، صوته. وهو دون نباحه من قلّة صبره على البرد. (تاج العروس 14/ 420) . [3] شخبت اللّبن: حلبته. [4] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع. [5] ديوانه: ص 4- 10 باختلاف كبير في الألفاظ وانظر: عيون الأثر 2/ 181، 182، شفاء الغرام 2/ 221، سيرة ابن هشام 4/ 106، 107 البداية والنهاية 4/ 310 عيون التواريخ 1/ 310، 312. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 542 وإلّا فاصْبِروا لجلاد يومٍ ... يُعِزّ اللَّه فِيهِ مَن يشاءُ وجبريلُ رَسُول اللَّهِ فينا ... وَرُوحُ القدُسِ ليس لَهُ كفاءُ هجوتَ محمَّدًا فأجبتُ عنهُ ... وعندَ الله في ذاك الجزاء [96 أ] فمن يهجو رَسُول اللَّهِ منكم ... ويمدحهُ وينصرُهُ سَوَاءُ لساني صارمٌ لا عيبَ فِيهِ ... وبحري ما تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ فذكروا أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبسّم إلى أَبِي بَكْر حين رَأَى النّساء يلطمن الخيل بالخُمُر، أي ينفضن الغُبار عَنِ الخيل. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «اهجو قُرَيْشًا فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقِ النَّبْلِ» . وأرسل إلى ابن رواحة فقال: «اهجم» . فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب ابن مَالِكٍ، ثُمَّ أُرْسِلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ. فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ [1] . ثُمَّ أَدْلَعَ [2] لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ فَرْيَ الْأَدِيمِ [3] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا، حَتَّى يُخَلِّصَ [4] لِي نَسَبِي» . فَأَتَاهُ حَسَّانُ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قد أخلص [4] لي نسبك، فو الّذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ [5] الشَّعْرةُ من العجين.   [1] الضارب بذنبه: المراد بذنبه: لسانه. [2] أدلع لسانه: أخرجه عن الشفتين. [3] أي لأمزّقنّ أعراضهم تمزيق الجلد. [4] في صحيح مسلم «يلخّص» و «لخّص» . [5] في الأصل: لأنسلنّك منهم نسل الشعرة، والتصحيح من ح وصحيح مسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 543 قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ لِحَسَّانَ: «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لا يزال يؤيّدك ما نافحت عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» . وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى [1] . وَذَكَرَ الْأَبْيَاتَ، وَزَادَ فِيهَا [2] : هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا [3] ... رَسُولَ اللَّهِ شِيمتُهُ الْوَفَاءُ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَه وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ فإنْ أَعْرَضْتُمُ عَنَّا اعْتَمَرْنا ... وَكَانَ الْفَتْحُ وانْكَشَفَ الغِطاءُ وَقَالَ اللَّهُ: قَدِ أَرْسَلْتُ عَبْدًا ... يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ وَقَال اللَّهُ: قَدْ سَيَّرْتُ [4] جُنْدًا ... هُمُ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا [5] اللِّقَاءُ لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ ... سِبابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] . وَقَالَ سليمان بن المغيرة وغيره: ناثابت الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: وَفَدْنا إِلَى مُعَاوِيَةَ وَمَعَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، وَكَانَ بَعْضُنَا يَصْنَعُ لِبَعْضٍ الطَّعَامَ. وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِمَّنْ يَصْنَعُ لَنَا فَيُكْثِرُ، فَيَدْعُو إِلَى رَحْلِهِ. قُلْتُ: لَوْ أَمَرْتُ بِطَعَامٍ فَصُنِعَ وَدَعَوْتُهُمْ إِلَى رَحْلِي، فَفَعَلْتُ. وَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِالْعَشِيِّ فَقُلْتُ: الدَّعْوَةُ عِنْدِي اللَّيْلَةَ. فَقَالَ: سَبَقْتَنِي يَا أَخَا الْأَنْصَارِ. قَالَ: فَإِنَّهُمْ لَعِنْدِي إِذْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَلا أُعْلِمُكُمْ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِكُمْ يَا معشر الأنصار؟ فذكر فتح   [1] في الأصل: وأشفى. وأثبتنا عبارة مسلم. [2] ديوانه: ص 5- 8 باختلاف في بعض الألفاظ وفي ترتيب الأبيات. [3] وفي صحيح مسلم «تقيّا» . [4] في صحيح مسلم «يسّرت» . [5] في طبعة القدسي 508 «عرصتها» ، والتصحيح من صحيح مسلم. [6] صحيح مسلم (2490) كتاب فضائل الصحابة. باب فضائل حسّان بن ثابت رضي الله عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 544 مَكَّةَ. وَقَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ [1] ، وَبَعَثَ الزُّبَيْرَ عَلَى الْمُجَنِّبَةِ الْأُخْرَى، وَبَعَثَ أبا عبيدة على الحسر. ثم رآني [96 ب] فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: اهْتِفْ لِي بِالْأَنْصَارِ وَلَا تَأْتِنِي إِلَّا بِأَنْصَارِيٍّ. قَالَ: فَفَعَلْتُهُ. ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا قُرَيْشًا وَأَوْبَاشَهُمْ فَاحْصُدُوهْم حَصْدًا. فَانْطَلَقْنَا فما أحد منهم يُوَجِّهُ إِلَيْنَا شَيْئًا، وَمَا مِنَّا أَحَدٌ يُرِيدُ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا أَخَذَهُ. وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أُبِيدَتْ [2] خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ [3] لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ» فَأَلْقَوْا سِلَاحَهُمْ. وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَدَأَ بِالْحَجَرِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ طَافَ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ جَاءَ وَمَعَهُ الْقَوْسُ [وَهُوَ] [4] آخِذٌ بِسِيَتِهَا [5] ، فَجَعَلَ يَطْعَنُ بِهَا فِي عَيْنِ صَنَمٍ مِنْ أَصْنَامِهِمْ، وَهُوَ يَقُولُ: جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً 17: 81 [6] . ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى الصَّفَا [7] ، فَعَلَا مِنْهُ حَتَّى يَرَى الْبَيْتَ، وَجَعَلَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيَدْعُوهُ، وَالْأَنْصَارُ عِنْدَهُ يَقُولُونَ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ. وَجَاءَ الْوَحْيُ، وَكَانَ الْوَحْيُ إِذَا جَاءَ لَمْ يَخْفَ عَلَيْنَا. فَلَمَّا أَنْ رَفَعَ الْوَحْيُ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، كَلَّا فَمَا اسْمِي إِذًا؟ كَلَّا، إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. الْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ   [1] المجنبتين: هما الميمنة والمسيرة، والقلب بينهما. [2] وفي رواية «أبيحت» . [3] خضراء قريش: أي جماعتهم. [4] زيادة من صحيح مسلم تقتضيها صحة العبارة. [5] سيتها: أي بطرفها، وهي خفيفة الياء. [6] سورة الإسراء: من الآية 81. [7] الصّفا: مكان مرتفع من جبل أبي قبيس بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي ومنه يبدأ السعي بين الصّفا والمروة من مناسك الحجّ. (معجم البلدان 3/ 411) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 545 وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ. فَأَقْبَلُوا يَبْكُونَ وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا قُلْنَا إِلَّا الضِّنَّ باللَّه وَبِرَسُولِهِ. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيُعْذِرَانِكُمْ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَعِنْدَهُ: كَلَّا إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، هَاجَرْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ دَلَالَةٌ عَلَى الْإِذْنِ بِالْقَتْلِ قَبْلَ عَقْدِ الْأَمَانِ. وَقَالَ سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا قُتِلَ يَوْمَ الْفَتْحِ إِلَّا أَرْبَعَةٌ. ثُمَّ دَخَلَ صَنَادِيدُ قُرَيْشٍ الْكَعْبَةَ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ السَّيْفَ لَا يُرْفَعُ عَنْهُمْ. ثُمَّ طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْكَعْبَةَ فَأَخَذَ بِعُضَادَتَيِ الْبَابِ فَقَالَ: «مَا تَقُولُونَ وَمَا تَصْنَعُونَ» ؟ قَالُوا: نَقُولُ ابْنُ أَخٍ وَابْنُ عَمٍّ حَلِيمٌ رَحِيمٌ. فَقَالَ: «أَقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفَ: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ 12: 92 [2] » . قَالَ: فَخَرَجُوا كَمَا نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ. فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ. وقال عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم الفتح من كَداء من أعلى مكَّة [3] . وقال عَبْد اللَّه بْن عُمَر [4] ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر قَالَ: لما دَخَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفتح رَأَى النّساء يَلْطُمْنَ وجوهَ الخيل بالخُمُر، فَتَبَسَّمَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أبي بكر وقال: «كيف قال حسّان» ؟ فأنشده أبو بكر:   [1] صحيح مسلم (1780) كتاب الجهاد والسير: باب فتح مكة. وفي رواية له: «ألا فما اسمي إذا! «ثلاث مرات» أنا محمد عبد الله ورسوله» . وانظر: سيرة ابن هشام 4/ 95، ورواه أبو داود، رقم (3024) في الخراج والإمارة، باب ما جاء في خبر مكة. [2] سورة يوسف: من الآية 92. [3] صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب دخول النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مكة 5/ 93 طبقات ابن سعد 2/ 140، شفاء الغرام 2/ 222. [4] هو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، كما في (تهذيب التهذيب 5/ 326) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 546 عدمت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع من كنفي كداء ينازعني الأعنَّةَ مُسْرجات ... يَلْطمُهُنّ بالخُمُر النّساء فقال: «ادخلوها من حيث قَالَ حسّان» [1] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم [97 أ] عَامَ الْفَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا وَضَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: هَذَا ابْنُ خَطَلَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: اقْتُلُوهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وكأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أهدر دم ابن خَطَلَ وثلاثة غيره [3] . وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ. قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطَلٍ يَوْمَ أَخْرَجُوهُ مِنْ تَحْتَ الْأَسْتَارِ. فَضَرَبَ عُنُقَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ. ثُمَّ قَالَ: «لَا يُقْتَلُ قُرَشِيٌّ بَعْدَهَا صَبْرًا» . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَفِي مُسْنَدِ الطيَّالِسيِّ [5] حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ   [1] رواه الفاكهي في تاريخ مكة، شفاء الغرام 2/ 221. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب أين ركّز النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح 5/ 92، وصحيح مسلم (1375) كتاب الحجّ، باب جواز دخول مكة بغير إحرام، والموطّإ 1/ 423 في الحج، باب جامع الحج، وأبو داود (2685) في الجهاد، باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، والترمذي (1693) في الجهاد، باب ما جاء في المغفر، والنسائي 5/ 210، في الحج، باب دخول مكة بغير إحرام، مسند الحميدي 2/ 509 رقم 1212، طبقات ابن سعد 2/ 139، الفوائد العوالي تخريج الصوري 9 أ، مخطوطة الظاهرية (الجزء الخامس) شفاء الغرام 2/ 215. معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) ص 72. [3] انظر شفاء الغرام (بتحقيقنا) ج 2/ 224. [4] صحيح مسلم (1358) كتاب الحج، باب جواز دخول مكة بغير إحرام. [5] منحة المعبود: كتاب اللباس والزينة، ما جاء في العمامة إلخ (1/ 351) . ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 140 من طريق الفضل بن دكين، عن شريك، عن عمّار الدهني عن أبي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ. وَقَالَ مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ خُرْقَانِيَّةٌ [1] ، قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ أَبْيَضَ، وَرَايَتُهُ سَوْدَاءَ، قِطْعَةٌ مِنْ مِرْطٍ لِي مُرَجَّلٌ، وَكَانَتِ الرَّايَةُ تُسَمَّى الْعُقَابُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: لَمَّا نَزَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذي طَوَى وَرَأَى مَا أكرمه اللَّه بِهِ من الفتح جعل يتواضع للَّه حتّى إنّك لتَقُول قد كاد عُثْنُونُه أنَّ يُصيب واسطةَ الرَّحْلِ. وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَذَقْنُهُ عَلَى رَحْلِهِ مُتَخَشِّعًا. حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ سُورَةَ الْفَتْحِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرٍ، فَرَجَّعَ فِيهَا. ثُمَّ قَرَأَ مُعَاوِيَةُ يَحْكِي قِرَاءَةَ ابْنِ مُغَفَّلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم. متّفق عليه، ولفظه للبخاريّ [3] .   [ () ] الزبير، عن جابر. ورواه عن عفان بن مسلم وكثير بن هشام، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر، به. [1] خرقانية: أي مكوّرة كعمامة أهل الرساتيق. ويروى: حرقانية أي التي على لون ما أحرقته النّار. [2] صحيح مسلم (1359) كتاب الحج، باب جواز دخول مكة بغير إحرام. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب أين ركّز النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح 5/ 92. وصحيح مسلم (794) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ذكر قراءة النبي صلّى الله عليه وسلّم سورة الفتح يوم فتح مكّة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ 34: 49 [1] . جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً 17: 81 [2] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَى الْكَعْبَةِ ثَلَاثُمِائَةِ صَنَمٍ، فَأَخَذَ قَضِيبَهُ [4] فَجَعَلَ يَهْوِي بِهِ إِلَى صَنَمٍ صَنَمٍ، وَهُوَ يَهْوِي حَتَّى مَرَّ عَلَيْهَا كُلِّهَا. حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ- وهو ضعيف [5]- عن عبد الله بن   [1] سورة سبإ: الآية 49. [2] سورة الإسراء: من الآية 81. [3] صحيح البخاري: كتاب المظالم والغصب، باب هل تكسر الدّنان التي فيها الخمر إلخ. 3/ 108 وفي كتاب المغازي، باب أين ركّز النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح، وفي تفسير سورة بني إسرائيل، باب وقل جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً 17: 81. وصحيح مسلم (1781) كتاب الجهاد والسير، باب إزالة الأصنام من حول الكعبة، والترمذي (3137) في التفسير، باب ومن سورة بني إسرائيل. [4] في الأصل: قصبة، وأثبتنا لفظ ع، ح. [5] قال أحمد: ليس بشيء كان يكذب، ويضع الحديث، وقال يحيى بن مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ مَرَّةً: كَذَّابٌ. وَقَالَ أبو حاتم والنسائي: متروك، وقال الدار الدّارقطنيّ: ضعيف. وقال البخاري: سكتوا عنه. انظر عنه في: التاريخ لابن معين 2/ 481 رقم 686، التاريخ الصغير للبخاريّ 181، الضعفاء الصغير له 273 رقم 302، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 472- 474 رقم 1529، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 173، المجروحين لابن حبّان 2/ 212، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 111، 112، رقم 643، أحوال الرجال للجوزجانيّ 133 رقم 224، الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 143 رقم 439، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2058، 2059، المغني في الضعفاء للذهبي 2/ 519 رقم 4992. ميزان الاعتدال له 3/ 371، 372 رقم 6812، الكاشف له: 2/ 336 رقم 4585، الكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 337 رقم 592، تهذيب التهذيب لابن حجر 8/ 320، تقريب التهذيب له 2/ 118. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 549 دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ وَجَدَ بها ثلاثمائة [97 ب] وَسِتِّينَ صَنَمًا. فَأَشَارَ إِلَى كُلِّ صَنَمٍ بِعَصًا مِنْ غَيْرَ أَنْ يَمَسَّهَا. وَقَالَ: جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً 17: 81 [1] ، فَكَانَ لَا يُشِيرُ إِلَى صَنَمٍ إِلَّا سَقَطَ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الْآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ. فَأَخْرَجَ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَفِي أَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ، فَقَالَ: «قاتَلَهُمُ اللَّهُ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ علِموا أَنَّهُمَا لَمْ يَسْتَقسِما بِهَا قَطُّ» . وَدَخَلَ الْبَيْتَ وَكَبَّرَ فِي نَوَاحِيهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَدْخُلْهُ حَتَّى أُمِرَ بِهَا فَمُحِيَتْ. وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ بِأَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ، فَقَالَ: «قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، وَاللَّهِ مَا اسْتَقْسَما بها قطّ» . صحيح [4] . وقال أبو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْخُلْ الْبَيْتَ حَتَّى محيت الصّور. صحيح.   [1] سورة الإسراء، الآية 81. [2] الحديث على ضعفه لضعف القاسم بن عبد الله العمري، يقوّيه الحديث الّذي أخرجه البخاري، في كتاب المغازي، باب أين ركّز النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح (5/ 92) من طريق مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب، فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ 17: 81 جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ 34: 49. وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب إزالة الأصنام من حول الكعبة (1781) ، وابن سعد في الطبقات 2/ 136. [3] في كتاب المغازي، باب أين ركّز النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح (5/ 93) وانظر السيرة لابن هشام 4/ 94 و 104. [4] رواه أحمد في المسند 1/ 365، والبخاري في كتاب المغازي، باب أين ركّز النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح (5/ 93) ، وأخرجه في كتاب الحج، باب من كبّر في نواحي الكعبة (2/ 160) ، وانظر السيرة لابن هشام 4/ 94. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 550 [وَقَالَ هَوْذَةُ: ثنا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، قال: دعار رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ، شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ فَأَعْطَاهُ الْمِفْتَاحَ، وَقَالَ لَهُ: دُونَكَ هَذَا، فَأَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِهِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، إِنَّمَا أَعْطَى الْمِفْتَاحَ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ، ابْنَ عَمِّ شَيْبَةَ، يَوْمَ الْفَتْحِ، وَشَيْبَةُ يَوْمَئِذٍ كَافِرٌ. وَلَمْ يَزَلْ عُثْمَانُ عَلَى الْبَيْتِ حَتَّى مَاتَ ثُمَّ وُلِّيَ شيبة. قلت: قول الواقديّ لمن يَزَلْ عُثْمَانُ عَلَى الْبَيْتِ حَتَّى مَاتَ، فِيهِ نَظَرٌ. فَإِنْ أَرَادَ لَمْ يَزَلْ مُنْفَرِدًا بِالْحِجَابَةِ، فَلا نُسَلِّمُ. وَإِنْ أَرَادَ مُشَارِكًا لِشَيْبَةَ، فَقَرِيبٌ. فَإِنَّ شَيْبَةَ كَانَ حَاجِبًا فِي خِلافَةِ عُمَرَ. وَيُحْتَمَلُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَّى الْحِجَابَةِ لِشَيْبَةَ لَمَّا أَسْلَمَ. وَكَانَ إِسْلامُهُ عَامَ الْفَتْحِ، لا يَوْمَ الْفَتْحِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، أنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ فَصلَّى، فَإِذَا فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ: يَا شَيْبَةُ، اكْفِنِي هَذِهِ. فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: طَيِّنْهَا ثُمَّ الْطَخْهَا بِزَعْفَرَانَ. فَفَعَلَ [1] . تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدٌ، وَهُوَ مُقَارِبٌ لِلأَمْرِ] [2] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ مُرْدِفًا أُسَامَةَ، وَمَعَهُ بِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، مِنَ الْحَجَبَةِ، حَتَّى أَنَاخَ فِي الْمَسْجِدِ. فَأَمَرَ عُثْمَانَ أَنْ يَأْتِي بِمِفْتَاحِ الْبَيْتِ، فَفَتَحَ وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أُسَامَةَ وَبِلَالٍ وَعُثْمَانَ. فَمَكَثَ فِيهَا نَهَارًا طَوِيلًا. ثُمَّ خَرَجَ فَاسْتَبَقَ النَّاسُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَوَجَدَ بِلَالًا وَرَاءَ الْبَابِ، فَسَأَلَهُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَشَارَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ.   [1] رواه ابن قانع في معجمه، وانظر «شفاء الغرام» بتحقيقنا 1/ 230. [2] ما بين الحاصرتين انفردت به النسخة (ح) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 551 قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ: كَمْ صَلَّى مِنْ سَجْدَةٍ؟. صَحِيحٌ. عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ مُحْتَجًّا بِهِ [1] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: لَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، طَافَ عَلَى بَعِيرِهِ، يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِالْمِحْجَنِ [2] . ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ فَوَجَدَ فِيهَا حَمَامَةً [مِنْ] عِيدَانٍ [3] فَاكْتَسَرَهَا، ثُمَّ قام بها على الباب الْكَعْبَةِ- وَأَنَا أَنْظُرُ- فَرَمَى بِهَا. وَذَكَرَ أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، إِلا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَقَالَ: اقْتُلُوهُمْ، وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعلِّقِينَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ: عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَطَلٍ، وَمِقْيَسُ بْنُ صُبَابَةَ [4] ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ. فَأَمَّا ابْنُ خَطَلٍ فَأُدْرِكَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِالأَسْتَارِ، فَاسْتَبَقَ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَسَبَقَ سَعِيدٌ عَمَّارًا، فَقَتَلَهُ. وَأَمَّا مِقْيَسٌ فَقَتَلُوهُ فِي السُّوقِ. وَأَمَّا عِكْرِمَةُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ، وَذَكَرَ قِصَّتَهُ، ثُمَّ أَسْلَمَ. وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَاخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، جَاءَ بِهِ عُثْمَانُ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ. فرفع [98 أ] رأسه فنظر إليه   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب دخول النبي صلّى الله عليه وسلّم من أعلى مكة (5/ 93) ، وانظر: المسند لأحمد 6/ 15، وشرح معاني الآثار للطحاوي 1/ 391، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 228. [2] في الأصل (ح) «يستلم المحجن» ، والتصحيح من (ع) . [3] في الأصل «جماعة عيدان» ، وفي نسختي: ع، ح: «جماعة عيدان» ، والمثبت يتفق مع رواية ابن هشام في السيرة 4/ 93. [4] ورد «مقيس بن حبابة» بالحاء بدل الصاد، في سيرة ابن هشام 2/ 93 وأضاف إلى الأربعة: «الحويرث بن نقيد بن وهب بن عبد قصيّ» ، وقينتي عبد الله بن خطل: «فرتنى وصاحبتها» وهي سارة مولاة لبعض بني عبد المطّلب. وانظر: شفاء الغرام (بتحقيقنا 1/ 56) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 552 ثَلاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا، حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ، فَيَقْتُلُهُ؟» . قَالُوا: مَا يُدْرِينَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا فِي نَفْسِكَ، هَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبغي أَنْ يَكُونَ لنَبِيٍ خَائِنَة الأَعْيُن» [1] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاق: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بكر، قال: قدِم مِقْيس بْن صُبابة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وقد أظهر الإِسلامَ، يطلُب بِدَمِ أخيه هِشام. [وكان قتله رجلٌ من المسلمين يَوْم بني المُصْطَلِق ولا يحسبه إلّا مُشْرِكًا] [2] . فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّما قُتِل أخوك خطأ. وأمرَ لَهُ بديَته، فأخذها، فمَكَث مَعَ المسلمين شيئًا، ثمّ عَدَا عَلَى قاتل أخيه فقتله، ولحِق بمكة كافرًا. فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عامَ الفتح- بقَتْله، فقتله رجلٌ من قومه يقال لَهُ نُمَيْلَة بْن عَبْد اللَّه، بين الصَّفَا والمَرْوَة [3] . وحدّثني عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر، وأبو عُبَيْدة بْن مُحَمَّد بْن عمّار: أَنّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنّما أمر بقتل ابن أَبِي سَرْح لأنه كَانَ قد أسلم، وكتب لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوَحْيَ. فرجع مُشْرِكًا ولَحِق بمكة [4] . قَالَ ابن إِسْحَاق: وإنّما أمر بقتل عَبْد اللَّه بْن خَطَلَ، أحد بني تَيْم بْن غَالب، لأنه كَانَ مسلمًا، فبعثه، رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم مصدّقا [5] ، وبعث معه رجلا من   [1] قال ابن الأثير في (النهاية في غريب الحديث 2/ 6) : أي يفسّر في نفسه غير ما يظهر، فإذا كفّ لسانه وأومأ بعينه فقد خان، وإذا كان ظهور تلك الحالة من قبل العين سمّيت خائنة الأعين. وانظر: المغازي للواقدي 2/ 856، وسيرة ابن هشام 4/ 92، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 175، وشفاء الغرام 2/ 187. [2] ما بين الحاصرتين من نسخة (ح) . [3] انظر سيرة ابن هشام 4/ 93، وعيون الأثر 2/ 176، والمغازي للواقدي 2/ 860، 861، شفاء الغرام 2/ 228. [4] انظر: السيرة لابن هشام 4/ 92، والمغازي للواقدي 2/ 855، وعيون الأثر 2/ 175، وشفاء الغرام 2/ 225. [5] مصدّقا: أي جابيا للصدقات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 553 الأنصار، وكان معه مَوْلًى يخدمه وكان مسلمًا. فنزل منزلًا، فأمر الموْلى أنَّ يذبح تَيْسًا ويصنع لَهُ طعامًا، ونام فاستيقظ ولم يصنع لَهُ شيئًا فقتله وَارْتَدَّ. وكان لَهُ قَيْنَة وصاحبتُها تغنّيان بهجاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمر بقتلهما معه. وكان ممّن يؤذي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، جَاءَتْ عَجُوزٌ حَبَشِيَّةٌ شَمْطَاءُ تَخْمِشُ وَجْهَهَا وَتَدْعُو بِالْوَيْلِ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنا كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: «تِلْكَ نَائِلَةُ [2] أَيِست أَنْ تُعبد بِبَلَدِكُمْ هَذَا أَبَدًا» . كَأَنَّهُ مُنْقَطِعٌ [3] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ، هُوَ ابْنُ بَرْصَاءَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ يَقُولُ: «لَا تُغْزَى مَكَّةَ بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى نَخْلَةٍ، وَكَانَتْ بِهَا الْعُزَّى. فَأَتَاهَا خَالِدٌ وَكَانَتْ عَلَى ثَلاثِ سَمُرَاتٍ. فَقَطَعَ السَّمُرَاتِ وَهَدَمَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا. ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: «ارْجِعْ، فَإِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا» . فَرَجَعَ خَالِدٌ. فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهِ السَّدَنَةُ، وَهُمْ حُجَّابُهَا، أمعنوا في الجبل وهم   [1] السيرة لابن هشام 4/ 92، 93، والمغازي للواقدي 2/ 859، 860، وعيون الأثر 2/ 176، والسيرة لابن كثير 3/ 564، وشفاء الغرام 2/ 226 و 227. [2] هي نائلة بنت زيد، من جرهم، دخلت مع إساف بن يعلى الكعبة، فوجدا غفلة من الناس، ففجر بها. فمسخا حجرين، فعبدتهما خزاعة وقريش. (الأصنام لابن الكلبي ص 9 و 29) . [3] روى مثله الأزرقي في (أخبار مكة 1/ 122) عن جدّه، عن محمد بن إدريس، عن الواقدي، عن أشياخه. وانظر، شفاء الغرام 2/ 447. [4] الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 137 وقال أيضا: «لا تغزى قريش بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة» ، ومثله في المغازي للواقدي 2/ 862 من طريق: يزيد بن فراس، عن عراك بن مالك، عن الحارث بن البرصاء. وفي آخره: «يعني على الكفر» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 554 يَقُولُونَ: يَا عُزَّى خَبِّلِيهِ، يَا عُزَّى عَوِّرِيهِ [1] ، وإلّا فموتي برغم. فأتاها [98 ب] خَالِدٌ، فَإِذَا امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ نَاشِرَةٌ شَعْرَهَا تَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا. فَعَمَّمَهَا بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهَا. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ: «تِلْكَ الْعُزَّى» [2] . أَبُو الطُّفَيْلِ لَهُ رُؤْيَةٌ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ، أَمَرَ بِلالا فَعَلا عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، فَأَذَّنَ عَلَيْهَا. فَقَالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ سَعِيدًا إِذْ قَبَضَهُ قَبْلَ أَنْ يَرَى هَذَا الأَسْوَدَ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ. وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بِلالا] [3] يَوْمَ الْفَتْحِ فَأَذَّنَ عَلَى الْكَعْبَةِ [4] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ [5] : أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلَى عَقِيلٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَتْهُ، لَمَّا كَانَ عَامَ الْفَتْحِ فَرَّ إِلَيْهَا رَجُلَانِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، فَأَجَارَتْهُمَا. قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ فَقَالَ: أَقْتُلُهُمَا. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا رَآنِي رَحَّبَ فَقَالَ: «مَا جَاءَ بِكِ يَا أُمِّ هَانِئٍ؟ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، كُنْتُ قَدْ أَمَّنْتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَحْمَائِي فَأَرَادَ عليّ قتلهما. فقال: «قد أجرنا من أجزت» . ثم قام إلى غسله،   [1] خبّليه: دعاء عليه بالخيل، وهو الفالج أو قطع اليد أو المنع أو الحبس أو الجنون. وكلّها من معانيه. وعوّريه: ردّيه. يقال: عورته عن حاجته رددته عنها. [2] سيرة ابن هشام 4/ 113، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 145، 146، المغازي للواقدي 3/ 873، 874، تاريخ الرسل والملوك للطبري 3/ 65، عيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 184، السيرة النبويّة لابن كثير 3/ 597، 598، نهاية الأرب للنويري 17/ 314، 315، عيون التواريخ 1/ 319، 320. [3] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. [4] الحديث مرسل. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 167 من طريق: عارم بن الفضل، عن حمّاد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة وغيره. ورجاله ثقات، لكنه مرسل أيضا. [5] في الأصل «سعيد بن أبي بلال» وصحّحه في هامش (ح) : سعيد بن أبي هلال. والتصويب من صحيح مسلم 1/ 182، وتهذيب التهذيب لابن حجر 4/ 93. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 555 فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ. ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبًا فَالْتَحَفَ بِهِ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِي رَكَعَاتٍ، سُبْحَةَ الضُّحَى. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وَهُوَ يَبْعَث الْبُعُوثَ إِلَى مَكَّةَ: ائْذَنْ لِي أَيُّهَا الْأَمِيرُ، أُحَدِّثُ قَوْلًا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَدَ مِنْ يَوْمِ الْفَتْحِ؟ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ، [أَنَّهُ] [2] حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، وَلَا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا، وَلَا يَعْضِدُ بِهَا شَجَرَةً، فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا، فَقُولُوا لَهُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ. فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ» . فَقِيلَ لِأَبِي شُرَيْحٍ: مَاذَا قَالَ لَكَ عَمْرٌو؟ قَالَ: قَالَ أَنَا أَعْلَمُ بِذَاكَ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ، إِنَّ الْحَرَمَ لَا يُعِيذُ عَاصِيًا وَلَا فَارًّا بِدَمٍ وَلَا فَارًّا بِخَرْبَةٍ [3] مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ عَلَى دَرَجَةِ الْكَعْبَةِ: «الحمد للَّه الذي صدق وعده، ونصر عبده، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ. أَلا إِنَّ قَتِيلَ الْعَمْدِ الْخَطَإِ بِالسَّوْطِ أَوِ الْعَصَا فِيهِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ خِلْفَةً فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا. أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأَثُرةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَدَمٍ وَمَالٍ تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ إِلَّا مَا كَانَ من سدانة البيت   [1] صحيح مسلم، كتاب الحيض، باب تستّر المغتسل بثوب ونحوه (1/ 182- 183) ، وكتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة الضحى وأنّ أقلّها ركعتان وأكملها ثمان ركعات (2/ 157- 158) . [2] زيادة من النسختين: ع، ح. وصحيح مسلم. [3] الخربة: البلية. [4] أخرجه البخاري في كتاب العلم (6/ 176 و 177) باب: ليبلّغ الشاهد الغائب، وفي الحج، باب: لا يعضد شجر الحرم، وفي المغازي (5/ 98) ، باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ومسلم (1354) في الحج، باب تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ... ، وانظر: شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 107. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 556 وَسِقَايَةِ الْحَاجِّ، فَقَدْ أَمْضَيْتُهَا لِأَهْلِهَا» [1] . ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ. وقال ابن إسحاق [99 أ] حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ عَامَ الْفَتْحِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّهُ لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَا كَانَ مِنْ حِلْفٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا شِدَّةً. وَالْمُؤْمِنُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يُجِيرُ عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، يَرُدُّ سَرَايَاهُمْ عَلَى قَعِيدَتِهِمْ. لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافرٍ. دِيَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ. لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ. وَلَا تُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ إِلَّا فِي دُورِهِمْ» [2] . وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْزِلُنَا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِذَا فَتَحَ اللَّهُ، الْخَيْفُ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ» . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] . وَقَالَ أَبُو الأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ الأَنْبارِيُّ، أنا ابن جريج، وأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الأَسْوَدَ حَضَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ الناس يوم الفتح، وجلس عند قرن   [1] أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 11 من طريق: سفيان، عن ابن جدعان، عن القاسم بن ربيعة، عن ابن عمر، و 3/ 410 من طريق هشام، عن خالد، عن القاسم بن ربيعة بن جوشن، عن عقبة بن أوس، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. [2] أخرج أوّله الإمام مسلم في فضائل الصحابة (204/ 2529) و (206/ 2530) ، باب مؤاخاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه رضي الله عنهم، من طريق: عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، عن زكريا، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جبير بن مطعم. وأخرج أبو داود أوّله أيضا في الفرائض (2925 و 2926) ، وأحمد في المسند 1/ 190 و 317 و 329، ورواه أحمد كاملا في مسندة 2/ 180، وانظر 2/ 205 و 207 و 213 و 215، و 3/ 162 و 281، و 4/ 83 و 5/ 61. [3] في كتاب المغازي (5/ 92) باب أين ركّز النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الراية يوم الفتح، وأخرجه أبو داود في الفرائض (2910) باب هل يرث المسلم الكافر؟ وفيه إن الخيف هو خيف بني كنانة حيث تقاسمت قريش على الكفر، يعني المحصّب، وذاك أنّ بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم: أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم، ولا يؤوهم. قال الزهري: والخيف الوادي. وانظر معجم مع استعجم 2/ 526. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 557 مَسْقَلَةَ [1] ، فَجَاءَهُ الصِّغَارُ وَالْكِبَارُ وَالرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ فَبَايَعُوهُ عَلَى الإِسْلامِ وَالشَّهَادَةِ [2] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ وَنَزَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا طُوًى، قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لابْنَةٍ لَهُ كَانَتْ مِنْ أَصْغَرِ وَلَدِهِ: أَيْ بُنَيَّةُ: أَشْرِفِي بِي عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ. فَأَشَرَفَتْ بِهِ عَلَيْهِ. فَقَالَ: مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى سَوَادًا مُجْتَمِعًا، وَأَرَى رَجُلا يَشْتَدُّ بَيْنَ ذَلِكَ السَّوَادِ مُقْبِلا وَمُدْبِرًا. فَقَالَ: تِلْكَ الْخَيْلُ يَا بُنَيَّةُ، وَذَلِكَ الرَّجُلُ الْوَازِعُ [3] . ثُمَّ قَالَ: مَاذَا تَرَيْنَ؟ قَالَتْ: أَرَى السَّوَادَ انْتَشَرَ. فَقَالَ: فَقَدْ وَاللَّهِ إِذَنْ دُفِعَتِ الْخَيْلُ، فَأَسْرِعِي بِي إِلَى بَيْتِي. فَخَرَجَتْ سَرِيعًا، حَتَّى إِذَا هَبَطَتْ بِهِ الأَبْطَحَ، لَقِيَتْهَا الْخَيْلُ، وَفِي عُنُقِهَا طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ، فَاقْتَطَعَهُ إِنْسَانٌ مِنْ عُنُقِهَا. فَلَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم المسجد، خرج أبو بكر حتى جاء بأبيه يقوده. فلما رآه رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «هَلا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَجِيئَهُ» ؟ فَقَالَ: يَمْشِي هُوَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَقَّ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ. فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ وَقَالَ: «أَسْلِمْ تَسْلَمْ» . فَأَسْلَمَ. ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِيَدِ أُخْتِهِ فَقَالَ: أَنْشُدُ باللَّه وَالإِسْلامِ طوق أختي. فو الله مَا أَجَابَهُ أَحَدٌ. ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ، فَمَا أَجَابَهُ أَحَدٌ. فَقَالَ: يَا أُخَيَّةُ، احْتَسِبِي طَوْقَكِ،   [1] قرن مسقلة: قال الأزرقي: هو قرن قد بقيت منه بقية بأعلى مكة في دبر دار سمرة عند موقف الغنم بين شعب ابن عامر وحرف دار رابغة في أصله، ومسقلة: رجل كان يسكنه في الجاهلية. (أخبار مكة 2/ 270) [2] يبايعونه بأعلى مكة عند سوق الغنم، قال محقّق كتاب «أخبار مكة» السيد رشدي الصالح ملحس: يقع سوق الغنم قديما في الوادي الواقع شرقي جبل الرقمتين، ويسمّى هذا السوق اليوم (سوق الجودرية) ويوجد ثمة مسجد صغير يسمّى (مسجد الغنم) ولا يبعد أن يكون هذا المسجد هو الّذي أشار إليه الأزرقي في بحث المساجد. (أخبار مكة 2/ 271) حاشية رقم (1) . [3] في الأصل (ح) : الوادع. والتصحيح من النسخة (ع) . والوازع في الحرب من يدير أمور الجيش والموكل بالصفوف يردّ من شدّ منهم ويزع من تقدّم أو تأخّر بغير أمره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 558 فو الله إِنَّ الأَمَانَةَ الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلٌ [1] . وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ عُمَرَ أَخَذَ بِيَدِ أَبِي قُحَافَةَ فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ وَلَا تُقَرِّبُوهُ سَوَادًا» [2] . وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَنَّأَ أَبَا بَكْرٍ بِإِسْلامِ أَبِيهِ. مُرْسَلٌ. وقال مالك، عَنِ ابن شهاب: أَنَّهُ بلغه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان عَلَى عهده نساء يُسْلِمْن بأَرْضِهنّ، منهنّ ابْنَة الوليد بْن المُغِيرة، وكانت تحت صَفْوان بْن أميّة، فأسلمت يوم الفتح [99 ب] وهرب صفوان. فبعث إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ عمّه عُمَيْر بْن وهب برداء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمانًا لصفوان، ودعاه إلى الإسلام، وأن يَقْدَم عَلَيْهِ، فإنْ رَضِي أمرًا قَبِله، وإلا سيّره شهرين. فقدم فنادى على رءوس النّاس: يا مُحَمَّد، هذا عُمير بن وهب جاءني بردائك وزعم أنّك دعوتني إلى [3] القدوم عليك، فإنّ رضيتُ أمرًا قبلته، وإلّا سيَّرتَني شهرين. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انزِلْ أَبَا وهب. فقال: لا والله، لا أنزل حتّى تبيّن لي. فقال: بل لك تَسْيِير أربعة أشهر. فَخَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَل هَوازِن، فأرسل إلى صفوان يستعيره أداةً وسلاحًا. فقال صفوان: أَطَوْعًا أو كَرْهًا؟ فقال: بلْ طوعًا. فأعاره الأداة والسلاح. وخرج مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو كافر، فشهد حنينا والطائف، وهو كافر وامرأته مسلمة. فلم يفرّق رسول الله صلّى الله عليه وسلم بينهما حتّى أسلم، واستقرّت عنده بذلك النِّكاح. وكان بين إسلامهما نحو من شهر [4] .   [1] السيرة النبويّة لابن هشام 4/ 91. [2] أخرجه أحمد في المسند 3/ 338. [3] في الأصل «على» والتصحيح من (ع) و (ح) . [4] أخرجه الإمام مالك (الموطّأ 2/ 75، 76) في النكاح، باب نكاح المشرك إذا أسلمت زوجته قبله، وهو من بلاغات مالك التي لا يعلم اتصاله من وجه صحيح. قال ابن عبد البرّ: وهو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 559 وكانت أمّ حكيم بِنْت الحارث بْن هشام تحت عِكْرِمة بْن أَبِي جهل، فأسلمت يوم الفتح، وهرب عكرمة حتى قدم اليمن. فارتحلت أم حكيم حتى قدمت عليه باليمن ودعته إلى الإسلام فأسلم، وقدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلمّا رآه وثب فرحًا بِهِ، ورمى عَلَيْهِ رداءه حتّى بايعه. فثبتا عَلَى نكاحهما ذَلِكَ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن يزيد الهُذَليّ، عَنْ أَبِي حُصَيْن الهُذليّ قَالَ: اسْتَقْرَض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صفوان بْن أمية خمسين ألف درهم، ومن عَبْد اللَّه بْن أَبِي ربيعة أربعين ألفًا، ومن حُوَيْطِب بْن عَبْد العُزَّى أربعين ألفًا، فقسمها بين أصحابه من أهُل الضَّعْف. ومن ذلك المال بعث إلى جذيمة [2] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ هِنْدًا بِنْتَ عُتْبةَ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ مِمَّا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ [أَهْلُ] [3] أَخْباءٍ، أَوْ خباء [4] أحبّ إليّ أن يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ. قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَيْضًا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ» . قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مُمْسِكٌ- أَوْ قَالَتْ: مِسِّيكٌ- فَهَلْ عَلِيَّ مِنْ حَرَجٍ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ؟ قَالَ: «لَا، بِالْمَعْروُفِ» . أخرجه البخاري [5] .   [ () ] حديث مشهور معلوم عند أهل السير، وابن شهاب إمام أهل السير، وكذلك الشعبي. انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 565، والسيرة النبويّة لابن هشام 4/ 105. [1] أخرجه مالك في الموطّأ، كتاب النكاح 46، وابن عساكر في تاريخ دمشق (تراجم النساء) بتحقيق سكينة الشهابي 502. [2] المغازي (2/ 863) . [3] سقطت من الأصل وبقية النسخ، وأثبتناها من صحيح البخاري. [4] أخباء: جمع خباء وهو بيت صغير من وبر أو صوف. [5] صحيح البخاري: كتاب مناقب الأنصار، باب ذكر هند بنت عتبة بن ربيعة رضي الله عنها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 560 وَأَخْرَجَاهُ [1] ، مِنْ حَدِيثِ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَعِنْدَهُ: فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ أَنْ أُطْعِمَ مِنَ الَّذِي لَهُ عِيَالُنَا. قَالَ: لَا عَلَيْكَ أَنْ تُطْعِمِيهِمْ بِالْمَعْرُوفِ. وَقَالَ الْفِرْيَابِيُّ: ثنا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَى أَبُو سُفْيَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وَالنَّاسُ يَطَئُونَ عَقِبَهُ. فَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لَوْ عَاوَدت هَذَا الرَّجُل القتالَ. فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ بِيَدِهِ في صدره، فقال: إذا [100 أ] يُخْزِيكَ اللَّهُ. قَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ. وَرَوَى نَحْوَهُ، مُرْسلا، أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ دَخَلَ النَّاسُ مَكَّةَ، لَمْ يَزَالُوا فِي تَكْبِيرٍ وَتَهْلِيلٍ وَطَوَافٍ بِالْبَيْتِ حَتَّى أَصْبَحُوا. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ لِهِنْدٍ: أَتَرِي هَذَا مِنَ اللَّهِ؟ ثُمَّ أَصْبَحَ فَغَدا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له: «قلت لهند أترين هَذَا مِنَ اللَّهِ، نَعَمْ، هَذَا مِنَ اللَّهِ» . فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ أَبُو سُفْيَانَ، مَا سَمِعَ قَوْلِي هَذَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلا اللَّهُ وَهِنْدٌ. وقال ابن المبارك، أخبرنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:   [ () ] (4/ 232) وكتاب المظالم (3/ 101، 102) باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه، وكتاب النفقات (6/ 192) باب نفقة المرأة إذا غاب عنها زوجها ونفقة الولد، وكتاب الأحكام (8/ 109) باب من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس إذا لم يخف الظنون والتهمة، ومسلم (ص 1339) كتاب الأقضية (1714/ 9) باب قضيّة هند. [1] انظر ما قبله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ: سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا. صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْبَلَدِ صَلُّوا أَرْبَعَةً، فَإِنَّا سَفْرٌ [3] . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [4] . عَلَيٌّ ضَعِيفٌ [5] . وَقَالَ ابن إسحاق، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ خَمْسَ عَشْرَةَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ [6] . ثُمَّ رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَمَاعَةٍ، مِثْلَ هَذَا. قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: الأَصَحُّ رِوَايَةً ابن المبارك التي اعتمدها البخاري.   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب مقام النبي صلّى الله عليه وسلّم بمكة زمن الفتح (5/ 95) وأحمد في المسند 1/ 223. [2] أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة (1232) باب: متى يتمّ المسافر. وأحمد في المسند 1/ 303 و 315. [3] السفر: بسكون الفاء. المسافرون. [4] في كتاب الصلاة (1229) باب: متى يتمّ المسافر؟ [5] انظر عنه: أحوال الرجال للجوزجانيّ 114 رقم 185، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 6/ 186 رقم 1021، التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 275 رقم 2389، التاريخ لابن معين 2/ 417 رقم 352، تهذيب التهذيب لابن حجر 8/ 322 رقم 544، تقريب التهذيب له 2/ 37، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1840- 1845، المجروحين لابن حبّان 2/ 103، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 229- 231 رقم 1231، ترتيب الثقات للعجلي 346 رقم 1186، تهذيب الكمال للمزّي 2/ 967، ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 127 رقم 5844، المغني في الضعفاء له 2/ 447 رقم 4265، الكاشف له 2/ 248 رقم 3975. [6] أخرجه النسائي في كتاب تقصير الصلاة في السفر 3/ 121 باب المقام الّذي يقصر بمثله الصلاة، وانظر السيرة لابن هشام 4/ 113، والمغازي للواقدي 2/ 871. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 562 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [1] : وَفِي رَمَضَانَ بُعِثَ [2] خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى، فَهَدَمَهَا [3] . وَبُعِثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى سُوَاعٍ [4] فِي رَمَضَانَ، وَهُوَ صَنَمُ هُذَيْلٍ، فَهَدَمَهُ. وَقَالَ قُلْتُ لِلسَّادِن: كَيْفَ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَسْلَمْتُ للَّه [5] . [قَالَ] [6] : وَفِي رَمَضَانَ بُعِثَ سَعْدُ بْنُ زَيْدٍ الأَشْهَلِيُّ إِلَى مَنَاةَ، وَكَانَتْ بِالْمُشَلَّلِ، لِلأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَغَسَّانَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْدَ بْنَ زَيْدٍ الأَشْهَلِيَّ فِي عِشْرِينَ فَارِسًا حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا. وَتَخْرُجُ إِلَى سَعْدٍ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ عُرْيَانَةٌ ثَائِرَةُ الرَّأْسِ تَدْعُو بِالْوَيْلِ، فَقَالَ لَهَا السَّادِنُ: مَناةُ، دُونَكِ بَعْضَ غَضَبَاتِكَ. وَسَعْدٌ يَضْرِبُهَا، فَقَتَلَهَا. وَأَقْبَلَ إِلَى الصَّنَمِ، فَهَدَمُوهُ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ رَمَضَانَ [7] . وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، [عَنْ طَاوُسٍ] [8] ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِنِ اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» . قَالَهُ يَوْمَ الْفَتْحِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [9] .   [1] في المغازي 2/ 870. [2] في الأصل «بعثة» ، والتصحيح من نسخة (ح) . [3] سيرة ابن هشام 4/ 113، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 145، تاريخ الرسل والملوك للطبري 3/ 65، عيون الأثر لابن سيد الناس 2/ 184، نهاية الأرب 17/ 314، 315. [4] انظر عنه كتاب الأصنام للكلبي 9 و 10. [5] الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 146، تاريخ الطبري 3/ 66، نهاية الأرب 17/ 315، عيون الأثر 2/ 185، عيون التواريخ 1/ 321، المغازي للواقدي 2/ 870. [6] ليست في الأصل. وأثبتناها من نسختي: ع، ح. [7] المغازي للواقدي 2/ 870، الطبقات لابن سعد 2/ 146، 147، تاريخ الطبري 3/ 66، عيون التواريخ 1/ 321، عيون الأثر 2/ 185. قال الكلبي إنّ مناة أقدم الأصنام كلها، وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلّل بقديد، بين المدينة ومكة. (الأصنام 13) . [8] الاستدراك على الأصل من صحيحي البخاري ومسلم. [9] أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير (3/ 200) باب فضل الجهاد والسير، ومسلم في كتاب الإمارة (1353/ 85) باب المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد، والخير، وأبو داود في كتاب الجهاد (2480) باب في الهجرة هل انقطعت، والترمذي في كتاب السير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 563 وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا نزلت إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ 110: 1 [1] قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي وَأَصْحَابِي حَيِّزٌ، وَالنَّاسُ حَيِّزٌ، لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ» . فَحَدَّثْتُ بِهِ مَرْوَانَ ابن الْحَكَمِ- وَكَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ- فَقَالَ: كَذَبَتْ. وَعِنْدَهُ زيد بن ثابت، ورافع ابن خديج، وكانا [100 ب] مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ. فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَيْنِ لَوْ شَاءَا لَحَدَّثَاكَ، وَلَكِنَّ هَذَا، يَعْنِي زَيْدًا، يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنِ الصَّدَقَةِ، وَالْآخَرُ يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عَرَافَةِ قَوْمِهِ. قَالَ: فَشَدَّ عَلَيْهِ بِالدِّرَّةِ، فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالَا: صَدَقَ [2] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلابَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ حَيٌّ، أَلا تَلْقَاهُ فَتَسْمَعُ مِنْهُ؟ فَلَقِيتُ عَمْرًا فَحَدَّثَنِي بِالْحَدِيثِ، قَالَ: كُنَّا بِمَمَرِّ النَّاسِ، فَتَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ فَنَسْأَلُهُمْ: مَا هَذَا الأَمْرُ؟ وَمَا لِلنَّاسِ؟ فَيَقُولُونَ: نَبِيٌّ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَرْسَلَهُ، وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ كَذَا وَكَذَا. وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ [3] بِإِسْلامِهَا الْفَتْحَ، وَيَقُولُونَ: أَنْظِرُوهُ، فَإِنْ ظَهَرَ فَهُوَ نَبِيٌّ فَصَدِّقُوهُ. فَلَمَّا كَانَ وَقْعَةُ الْفَتْحِ، بَادَرَ [4] كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلامِهِمْ. فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلامِ حِوَائِنَا [5] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ فَأَقَامَ عِنْدَهُ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ جَاءَنَا فَتَلَقَّيْنَاهُ، فَقَالَ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ حَقًّا، وَإِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا، وَصَلاةِ كَذَا وَكَذَا. وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فليؤذّن أَحَدُكُمْ، وَلَيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا. فَنَظَرُوا فِي أَهْلِ حوائنا فلم يجدوا أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي فَقَدَّمُونِي، وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سنين، أو ستّ سنين.   [ () ] (1638) باب ما جاء في الهجرة، وأحمد في المسند 1/ 226 و 316 و 355، و 3/ 22 و 401، و 5/ 187، و 6/ 466. [1] أول سورة النصر. [2] رواه أحمد في المسند 3/ 22 و 5/ 187. [3] تلوّم: أصلها تتلوّم. وتلوّم في الأمر تمكّث وانتظر. [4] في الأصل: بادى. والتصحيح من ح وصحيح البخاري. [5] الحواء: جماعة البيوت المتدانية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 564 فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ، فَإِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ بُرْدَةٌ عَلَيَّ. تَقُولُ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: غَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ هَذَا. قَالَ: فَكُسِيتُ معقدةً مِنْ معقدِ [1] الْبَحْرَيْنِ بِسِتَّةِ دَرَاهِمَ أَوْ سَبْعَةٍ، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ كَفَرَحِي بِذَلِكَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] ، عَنْ سليمان بن حرب، عنه.   [1] المعقد: ضرب من برود هجر. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب: وقال الليث، بعد باب مقام النبي صلّى الله عليه وسلّم بمكة زمن الفتح (5/ 95، 96) ، والنسائي في كتاب الأذان (2/ 9، 10) باب اجتزاء المرء بأذان غيره في الحضر، وأحمد في المسند 3/ 475 و 5/ 30 و 71. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 565 غزوة بني حُذيَمة [1] قَالَ ابن إِسْحَاق: وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السرايا فيما حول مكة يدعون إلى اللَّه تعالى، ولم يأمرهم بقتالٍ. فكان ممّن بعث، خَالِد بْن الوليد، وأمره أنَّ يسير بأسفل تِهامة داعيا، ولم يبعثه مقاتلا. فوطئ بني جَذِيمة بن عامر بْن عَبْد مَنَاة بْن كِنَانة، فأصاب منهم. وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى- أَحْسَبُهُ قَالَ- بَنِي جَذِيمَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ. فَلَمْ يُحْسِنُوا [أنْ] [2] يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا، صَبَأْنَا. وَجَعَل خَالِدٌ [يَأْمُرُ] [3] بِهِمْ قَتْلا وَأَسْرًا، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرًا. حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ يَوْمًا أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ وَاللَّهِ لا أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ. قَالَ: فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] انظر: المغازي للواقدي 3/ 875، تاريخ الطبري 3/ 66، تاريخ خليفة 87، 88، عيون التواريخ 1/ 313، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 147، عيون الأثر 2/ 185، نهاية الأرب 17/ 316، السيرة لابن كثيرة 3/ 593. [2] ليست في الأصل، وأثبتناها من صحيح البخاري (5/ 107) . [3] في الأصل «وجعل خالد بهم قتلا وأسرا» . وما زدناه على الأصل يقتضيه السياق، ففي لفظ البخاري: «فجعل خالد يقتل منهم ويأسر» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 567 فَذُكِرَ لَهُ صَنِيعُ خَالِدٍ. فَقَالَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ» . مَرَّتَيْنِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَ خالد بن الوليد، فخرج حتى [101 أ) نَزَلَ بِبَنِي جَذِيمَةَ، وَهُمْ عَلَى مَائِهِمْ، وَكَانُوا قَدْ أَصَابُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَمَّهُ الْفَاكِهَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، وَوَالِدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَأَمَرَ خَالِدٌ بِرِجَالٍ مِنْهُمْ فَأُسِرُوا وَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهمّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا عَمِلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ» . ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فَقَالَ: «اخْرُجْ إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، فَأَدِّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، وَاجْعَلْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيْكَ» . فَخَرَجَ عَلِيٌّ، وَقَدْ أَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالًا، فَوَدَى لَهُمْ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، حَتَّى إِنَّهُ لَيُعْطِيهُمْ ثَمَنَ مِيلَغَةِ [2] الْكَلْبِ. فَبَقِيَ مَعَ عَلِيٍّ بَقِيَّةٌ مِنْ مَالٍ، فَقَالَ: أَعْطِيكُمْ هَذَا احْتِياطًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا لَا يَعْلَمُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيمَا لَا تَعْلَمُونَ. فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ. ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخبره الخبر فَقَالَ: أَحْسَنْتَ وَأَصَبْتَ [3] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّتِي أَصَابَ فِيهَا خَالِدٌ بَنِي جَذِيمَةَ، إِذَا فتى منهم مجموعة يده إلى عنقه   [1] في كتاب المغازي (5/ 107) باب بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إلى بني جذيمة. وانظر: تاريخ الطبري 3/ 67، والمغازي للواقدي 3/ 881، وطبقات ابن سعد 2/ 248. ومسند أحمد 2/ 151. [2] الميلغة والميلغ (بالكسر) : الإناء بلغ فيه الكلب. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 4/ 230) . [3] السيرة لابن هشام 4/ 111، المغازي للواقدي 3/ 882، الطبقات لابن سعد 2/ 148، عيون الأثر 2/ 186، تاريخ الطبري 3/ 67، نهاية الأرب 17/ 316 و 319 و 321 و 322، السيرة لابن كثير 3/ 592، عيون التواريخ 1/ 314، 315. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 568 بِرُمَّةٍ- يَقُولُ: بِحَبْلٍ- فَقَالَ: يَا فَتَى، هَلْ أَنْتَ آخِذٌ بِهَذِهِ الرُّمَّة فَمُقَدِّمِي إِلَى هَذِهِ النِّسْوَةِ، حَتَّى أَقْضِيَ إِلَيْهِنَّ حَاجَةً، ثُمَّ تَصْنَعُونَ [بِي] [1] مَا بَدَا لَكُمْ؟ فَقُلْتُ: لَيَسِيرٌ مَا سَأَلْتَ. ثُمَّ أَخَذْتُ بِرُمَّتِهِ فَقَدَّمْتُهُ إِلَيْهِنَّ، فَقَالَ: اسْلَمِي [2] حُبَيْشٌ، عَلَى نَفَدِ الْعَيْشِ. ثُمَّ قَالَ: أَرَيْتَكِ [3] إِنْ طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ ... بِحَلْيَةَ أَوْ أَدْرَكْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ أَلَمْ يَكُ حَقًّا أَنْ يُنَوَّلَ عَاشِقٌ ... تَكَلَّفَ إِدْلاجَ السُّرَى وَالْوَدَائِقِ [4] فَلا ذَنْبَ لِي، قَدْ قُلْتُ، إِذْ أَهْلُنَا مَعًا ... أَثِيبِي [5] بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ [6] أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ تَشْحَطَ [7] النَّوَى ... وَيَنْأَى الأَمِيرُ [8] بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ فَإِنِّيَ لا سِرًّا لَدَيَّ أَضَعْتُهُ ... وَلا رَاقَ عَيْنِي بَعْدَ وَجْهِكِ رَائِقُ عَلَى أَنَّ مَا بِي لِلْعَشِيرَةِ شَاغِلٌ ... عَنِ اللَّهْوِ إِلا أَنْ تَكُونَ بَوائِقُ [9] فَقَالَتْ: وَأَنْتَ حُيِّيتَ عَشْرًا، وَسَبْعًا وِتْرًا، وثمانيا تترى. ثم قدّمناه فضربنا عنقه.   [1] زيادة من النسخة (ع) . [2] في الأصل وبقية النسخ: «أسلم» . والتصويب من سيرة ابن هشام 4/ 111 وغيره. قال السهيليّ: ذكر قول الرجل للمرأة: أسلمي حبيش على نفد العيش. النفد: مصدر نفد إذا فني، وهو النفاد. وحبيش مرخّم من حبيشة. (الروض الأنف 4/ 121) وحبيشة هي معشوقة قائل الأبيات المذكورة. [3] في الأصل، ح: «أرأيت» . وفي (ع) : «أرأيتك» ، وما أثبتناه عن سيرة ابن هشام وغيره. [4] الودائق: جمع وديقة، وهي شدّة الحرّ في الظهيرة. والإدلاج: السير ليلا. [5] في الأصل: أبيني: والتصحيح من ع، ح. وأثيبي: أفضلي بالثواب. [6] الصفائق: كالصوافق: الحوادث وصوارف الخطوب. الواحدة: صفيقة. [7] تشحط: تبعد. [8] في الأصل (ع) : الأمين، والمثبت من (ح) . [9] البوائق: جمع بائقة، وهي الداهية والبليّة تنزل بالقوم. انظر الأبيات باختلاف في الألفاظ في: سيرة ابن هشام 4/ 112، طبقات ابن سعد 2/ 149، المغازي للواقدي 3/ 879، تاريخ الطبري 3/ 69، عيون الأثر 2/ 187، نهاية الأرب 17/ 322، 323، عيون التواريخ 1/ 317، السيرة لابن كثير 3/ 595، الأغاني 7/ 279 وفيه بيتان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنَا أَبُو فِرَاسٍ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ قَوْمِهِ قَدْ شَهِدُوا هَذَا مع خالد، قالوا: فلما قُتِلَ قَامَتْ إِلَيْهِ، فَمَا زَالَتْ تَرْشُفُهُ حَتَّى ماتت عليه [1] .   [1] في هامش (ح) : «هذه القصة رواها النسائي: من حديث ابن عباس. ولها طريق أخرى» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 570 غزوَة حُنَين [1] قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ. وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حَدِيثِ حُنَيْنٍ [2] ، حِينَ سَارَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَارُوا إِلَيْهِ. فَبَعْضُهُمْ يُحَدِّثُ بِمَا لا يُحَدِّثُ [101 ب] بِهِ بَعْضٌ. وَقَدِ اجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ فَتْحِ مَكَّةَ، جَمَعَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ النّصريّ بني نصر وبني جشم وبني سعد بن بكر، وأوزاعا [3] من بني هلال، وهم قليل، وناسا من بني عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، وَعَوْفِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَوْعَبَتْ مَعَهُ ثَقِيفُ [4] الأَحْلافِ، وَبَنُو مَالِكٍ. ثُمَّ سَارَ بهم إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وساق معه الأموال والنساء والأبناء.   [1] انظر عنها: المغازي لعروة 214، سيرة ابن هشام 4/ 121، الروض الأنف 4/ 138، المغازي للواقدي 3/ 885، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 149، تاريخ الطبري 3/ 70، تاريخ خليفة 88، نهاية الأرب 17/ 323، عيون الأثر 2/ 187، السيرة النبويّة لابن كثير 3/ 610، عيون التواريخ 1/ 321. [2] حنين: واد قريب من مكة، وقيل هو واد قبل الطائف، وقيل: واد بجنب ذي المجاز. قال الواقدي بينه وبين مكة ثلاث ليال. وهو يذكّر ويؤنّث. (معجم البلدان 2/ 313) . [3] الأوزاع: الجماعات المتفرقة. [4] في الأصل: «نصف الأحلاف» ، والتصحيح من نسختي: ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 571 فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيَّ، فَقَالَ: «اذْهَبْ فَادْخُلْ فِي الْقَوْمِ، حَتَّى تَعْلَمَ لَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ» . فَدَخَلَ فِيهِمْ، فَمَكَثَ فِيهِمْ يَوْمًا أَوِ اثْنَيْنِ. ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره خَبَرَهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: «أَلا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ» ؟ فَقَالَ عُمَرُ: كَذِبَ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَذَّبْتَنِي يَا عُمَرُ لَرُبَّمَا كَذَّبْتَ بِالْحَقِّ. فَقَالَ عُمَرُ: أَلا تَسْمَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَقُولُ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ؟ فَقَالَ: «قَدْ كُنْتَ يَا عُمَرُ ضَالا فَهَدَاكَ اللَّهُ» . ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَسَأَلَهُ أَدْرَاعًا عِنْدَهُ، مِائَةَ دِرْعٍ، وَمَا يُصْلِحُهَا مِنْ عُدَّتِهَا. فَقَالَ: أَغَصْبًا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ: بَلْ عَارِيَةٌ مَضْمُونَةٌ. ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَائِرًا [1] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثنا الزُّهْرِيُّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْنٍ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ مَكَّةَ، وَعَشَرَةِ آلافٍ كَانُوا مَعَهُ، فَسَارَ بِهِمْ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ عَتَّابَ بْنَ أَسِيدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ ابْنِ أُمَيَّةَ [3] . وَبِالإِسْنَادِ الأَوَّلِ: أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ أَقْبَلَ فِيمَنْ مَعَهُ مِمَّنْ جَمَعَ مِنْ قَبَائِلِ قَيْسٍ وَثَقِيفٍ، وَمَعَهُ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ [4] ، شَيْخٌ كَبِيرٌ فِي شِجَارٍ [5] لَهُ يُقَادُ بِهِ، حَتَّى   [1] سيرة ابن هشام 4/ 122، 123. [2] ، (3) سيرة ابن هشام 4/ 123. [4] دريد بن الصمّة: هو أبو قرّة الهوازني، واسم الصمّة: معاوية. من شعراء العرب وشجعانهم وذوي أسنانهم. عاش نحوا من مائتي سنة حتى سقط حاجباه على عينيه. وخرجت به هوازن يوم حنين تتيمّن برأيه فقتل كافرا. انظر عنه في: المحبّر لابن حبيب 298، الشعر والشعراء 2/ 635 رقم 178، المؤتلف والمختلف للآمدي 114، الأغاني 10/ 3، المغازي للواقدي 3/ 889، السمط الثمين 39، المعمّرين 20، أسماء المغتالين 223، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 226، الوافي بالوفيات 14/ 11 رقم 11، التذكرة السعدية 102، معجم الشعراء في لسان العرب 150 رقم 344، خزانة الأدب للبغدادي 4/ 422، شعراء النصرانية 1/ 752، الأعلام 3/ 16. [5] الشجار: الهودج الصغير الّذي يكفي شخصا واحدا فقط، أو مركب دون الهودج مكشوف الرأس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 572 نَزَلَ النَّاسُ بِأَوْطَاسٍ [1] . فَقَالَ دُرَيْدٌ حِينَ نُزُلوِهَا فَسَمِعَ رُغَاءَ الْبَعِيرِ وَنَهِيقَ الْحَمِيرِ وَيُعَارَ [2] الشَّاءِ وَبُكَاءَ الصَّغِيرَةِ: بِأَيِّ وَادٍ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: بِأَوْطَاسٍ. فَقَالَ: نِعْمَ مَجَالُ الْخَيْلِ، لا حَزْنٌ ضَرِسٌ، ولا سهل دهس [3] . ما لِي أَسْمَعُ رُغَاءَ الْبَعِيرِ وَبُكَاءَ الصَّغِيرِ وَيُعَارَ الشَّاءِ؟ قَالُوا: سَاقَ مَالِكٌ مَعَ النَّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَذَرَارِيَّهُمْ قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ فَدُعِيَ مَالِكٌ. فَقَالَ: يَا مَالِكُ، إِنَّكَ أَصْبَحْتَ رَئِيسَ قَوْمِكَ، وَإِنَّ هذا يوم كائن له ما بَعْدَهُ مِنَ الأَيَّامِ، فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَسُوقَ مَعَ النَّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَجْعَلَ خَلْفَ كُلِّ رَجُلٍ أَهْلَهُ وَمَالَهُ لِيُقَاتِلَ عَنْهُمْ. فَأَنْقَضَ بِهِ [4] دُرَيْدٌ وَقَالَ: رَاعِي ضَأْنٍ [5] وَاللَّهِ، وَهَلْ يَرُدُّ وَجْهَ الْمُنْهَزِمِ شَيْءٌ؟ إِنَّهَا إِنْ كَانَتْ لَكَ لَمْ يَنْفَعْكَ إِلا رَجُلٌ بِسَيْفِهِ وَرُمْحِهِ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْكَ فُضِحْتَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ. فَارْفَعِ الأَمْوَالَ وَالنِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَّ إِلَى عُلْيَا قَوْمِهِمْ وَمُمْتَنِعِ بِلادِهِمْ. ثُمَّ قَالَ دُرَيْدٌ: وَمَا فَعَلَتْ كَعْبٌ وَكِلابٌ؟ فَقَالُوا: لَمْ يَحْضُرْهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ. فَقَالَ: غَابَ الْحَدُّ والجدّ، فمن حضرها؟ قالوا: عمرو ابن [102 أ] عَامِرٍ، وَعَوْفُ بْنُ عَامِرٍ فَقَالَ: ذَانِكَ الْجَذَعَانِ [6] لا يَضُرَّانِ وَلا يَنْفَعَانِ. فَكَرِهَ مَالِكٌ أَنْ يَكُونَ لِدُرَيْدٍ فِيهَا رَأْيٌ، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ كَبِرْتَ وَكبِرَ عِلْمُكَ، وَاللَّهِ لَتُطِيعَنَّنِي [7] يَا مَعْشَرَ هَوَازِنَ، أَوْ لأَتْكِئَنَّ عَلَى هَذَا السَّيْفِ [8] حَتَّى   [1] أوطاس: واد في ديار هوازن. [2] اليعار: صوت الغنم أو المعزى، أو الشديد من أصوات الشاء. [3] الحزن: بفتح الحاء المهملة، ما غلظ من الأرض. والضرس: الأرض الخشنة. والدّهس: المكان السهل اللين ليس برمل ولا تراب، أو هو الّذي تغيب فيه القوائم. [4] أنقض به: نقر بلسانه في فيه ثم صوّت في حافّتيه،. كما يزجر الدّابّة، وكل ما نقرت به فقد أنقضت به. وفي تهذيب ابن عساكر: «أنغص» . [5] في أوصل (ح) : «يا راعي ضأن والله» . والمثبت هو لفظ (ع) . [6] في الأصل، ح: ذلك الجذعان. وأثبتنا لفظ ع وهو أصح. والجذعان: مثنى جذع، وهو الشاب الحدث. [7] في الأصل، ح: لتطيعن. وأثبتنا لفظ ع، وبه يرد في كل المصادر التي روت هذا الخبر. [8] في الأصل: على سيفي هذا. وأثبتنا عبارة ع، ح. وهي كذلك في جميع مصادر الخبر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 573 يَخْرُجَ مِنْ ظَهْرِي. فَقَالُوا: أَطَعْنَاكَ. ثُمَّ قَالَ مَالِكٌ لِلنَّاسِ: إِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَاكْسِرُوا جُفُونُ سُيُوفِكُمْ [1] ، ثُمَّ شُدُّوا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [3] : سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ، فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لا نُغْلَبُ الْيَوْمَ مِنْ قِلَّةٍ. فَانْتَهَوْا إِلَى حُنَيْنٍ، لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ. وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِالتَّعْبِئَةِ وَوَضَعَ الأَلْوِيَةَ وَالرَّايَاتِ فِي أَهْلِهَا. وَرَكِبَ بَغْلَتَهُ وَلَبِسَ دِرْعَيْنِ وَالْمِغْفَرَ وَالْبَيْضَةَ. فَاسْتَقْبَلَهُمْ مِنْ هَوَازِنَ شَيْءٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ مِنَ السَّوَادِ وَالْكَثْرَةِ، وَذَلِكَ فِي غَبَشِ الصُّبْحِ. وَخَرَجَتِ الْكَتَائِبُ مِنْ مَضِيقِ الْوَادِي وشعبه. فحملوا حملة واحدة، فانكشفت خيل بني سليم مولّية، وتبعهم أهل مكة، وَتَبِعَهُمُ النَّاسُ. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا أَنْصَارَ اللَّهِ، وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ» . وَثَبَتَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ: عَمُّهُ الْعَبَّاسُ، وَابْنُهُ الْفَضْلُ، وَعَلِيُّ بْنُ أبي طالب، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَخُوهُ رَبِيعَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ [4] . وقال يونس، عَنِ ابن إِسْحَاق: حدّثني أُمَيّة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ، أَنَّهُ حُدِّث أنّ مالك بْن عَوْفُ بعث عُيونًا، فأتوه وقد تقطّعت أَوْصالهم. فقال: ويلكم، ما شأنكم؟ فقالوا: أتانا رجالٌ بيض على خيل بلق، فو الله ما تماسَكْنا أنَّ أَصابنا ما ترى. فما ردَّه ذَلِكَ عَنْ وجهه أَن مضى عَلَى ما يريد [5] . منقطع.   [1] جفن السيف: غمده. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 229، 230، تاريخ الطبري 3/ 71، 72، الأغاني 10/ 10، 31، سيرة ابن هشام 4/ 122، نهاية الأرب 17/ 324، 325، معجم البلدان 1/ 281. [3] المغازي (3/ 889 وما بعدها) . [4] انظر سيرة ابن هشام 4/ 124، الطبري 3/ 74، المغازي لعروة 215، طبقات ابن سعد 2/ 150، 151 نهاية الأرب 17/ 328. [5] المغازي للواقدي 3/ 892، تاريخ الطبري 3/ 82، سيرة ابن هشام 4/ 122. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 574 وعن الربيع بْن أَنَس، أنّ رجلًا قَالَ: لن نُغَلب من قلّة. فشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزلت وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ 9: 25 [1] . وقال معاوية بن سلام، عن زيد بن سَلامٍ، سَمِعَ أَبَا سَلامٍ [2] يَقُولُ: حَدَّثَنِي السَّلُولِيُّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، أَنَّهُمْ سَارُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَأَطْنَبُوا السَّيْرَ حَتَّى كَانَ عَشِيَّةً، فَحَضَرْتُ صَلاةَ الظُّهْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ فَارِسٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي انْطَلَقْتُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ حَتَّى طَلَعْتُ جَبَلَ كَذَا وَكَذَا، فَإِذْ أَنَا بِهَوَازِنَ عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهِمْ، بِظُعُنِهِمْ وَنَعَمِهِمْ وَشَائِهِمْ، اجْتَمَعُوا إِلَى حُنَيْنٍ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «تِلْكَ غَنِيمَةُ الْمُسْلِمِينَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ؟ قَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ: أنا يا رسول الله. قال: فاركب. فركب فَرَسًا لَهُ، وَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: «اسْتقبِلْ هَذَا الشّعب حتى تكون في أعلاه، ولا تغرّنّ [3] مِنْ قِبَلِكَ اللَّيْلَةَ» . فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُصَلاهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَحْسَسْتُمْ فَارِسَكُمْ؟ قَالُوا: يا رسول الله، لا. فثوّب بالصلاة [102 ب] فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَيَلْتَفِتُ إِلَى الشِّعْبِ، حَتَّى إِذَا قَضَى صَلاتَهُ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَبْشِرْوا، فَقَدْ جَاءَ فَارِسُكُمْ» . فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَى خِلالِ الشَّجَرِ فِي الشِّعْبِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إِنِّي كُنْتُ انْطَلَقْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَى هَذَا الشِّعْبِ حَيْثُ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ اطَّلَعْتُ الشِّعْبَيْنِ، فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَلْ نَزَلْتَ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: لا، إِلا مُصَلِّيًا أَوْ قَاضِيَ حَاجَةٍ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قد   [1] سورة التوبة- الآية 25. [2] في الأصل «سمع سلام أبا سلام» ، والتصحيح من ع، ح، وسنن أبي داود. [3] لا تغرّنّ: لا تؤخذ على غرّة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 أَوْجَبْتَ [1] ، فَلا عَلَيْكَ أَنْ لا تَعْمَلَ بَعْدَهَا» . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [2] . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ بِمَنْ مَعَهُ إِلَى حُنَيْنٍ، فَسَبَقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا، فَأَعَدُّوا وَتَهَيَّئُوا فِي مَضَايِقِ الْوَادِي وَأَحْنَائِهِ. وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَانْحَطَّ بِهِمْ فِي الوادي في عماية الصبح. فلما انحطّ النَّاسُ ثَارَتْ فِي وُجُوهِهِمُ الْخَيْلُ فَشَدَّت عَلَيْهِمْ، وَانْكَفَأَ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ لا يُقْبِلُ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ. وَانْحَازَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ الْيَمِينِ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا، إِنِّي أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله» . فلا ينثني [3] أَحَدٌ. وَرَكِبَتِ الإِبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا. فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر النَّاسِ، وَمَعُه رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَرَهْطٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَالْعَبَّاسُ آخِذٌ بِحَكَمَةِ [4] بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، وَثَبَت مَعَهُ عَلِيٌّ، وَأَبُو سُفْيَانَ، وَرَبِيعَةُ، ابْنَا الْحَارِثِ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَيْمَنُ بْنُ أُمِّ أَيْمَنَ، وَأُسَامَةُ، وَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ. قَالَ: وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أحمر بِيَدِهِ رَايَةٌ سَوْدَاءُ أَمَامَ هَوَازِنَ، إِذَا أَدْرَكَ النَّاسَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ، وَإِذَا فَاتَهُ النَّاسُ رَفَعَ رُمْحَهُ لِمَنْ وَرَاءَهُ فَيَتْبَعُوهُ. فَلَمَّا انْهَزَمَ مَنْ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ جفاة أهل مكة، تكلّم رجال منهم بما في أنفسهم من الضّعن. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: لا تَنْتَهِي هَزِيمَتُهُمْ دُونَ الْبُحُورِ. وَإِنَّ الأَزْلامَ لَمَعَهُ فِي كِنَانَتِهِ [5] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: سَارَ أَبُو سُفْيَانَ إلى حنين، وإنّه ليظهر الإسلام، وإنّ الأزلام التي يستقسم بها في كنانته [6] .   [1] أوجبت: أي عملت عملا يوجب لك الجنة. [2] سنن أبي داود: كتاب الجهاد، باب في فضل الحرس في سبيل الله تعالى (2501) . [3] في الأصل: «يثني» . وفي ع: «يلبي» . وأثبتنا لفظ ح. [4] الحكمة: ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه. [5] سيرة ابن هشام 4/ 124، المغازي للواقدي 3/ 898، تاريخ الطبري 3/ 74. [6] المغازي للواقدي 3/ 896. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 قَالَ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْدَرِيُّ: الْيَوْمَ أُدْرِكُ ثَأْرِي- وَكَانَ أَبُوهُ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ- الْيَوْمَ أَقْتُلُ مُحَمَّدًا. قَالَ: فَأَدَرْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ لأَقْتُلَهُ، فَأقْبَلَ شَيْءٌ حَتَّى تَغَشَّى فُؤَادِي، فَلَمْ أُطِقْ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مَمْنُوعٌ [1] . وَحَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَى مِنَ النَّاسِ مَا رَأَى قَالَ: «يَا عَبَّاسُ، اصْرُخْ: يَا مَعْشرَ الأَنْصَارِ، يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ» : فَأَجَابُوهُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ. فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَذْهَبُ لِيَعْطِفَ بَعِيرَهُ، فَلا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَيَقْذِفُ [2] دِرْعَهُ مِنْ عنقه، ويؤمّ [103 أ] الصَّوْتَ، حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ مِائَةٌ. فَاسْتَعْرَضُوا النَّاسَ، فَاقْتَتَلُوا. وَكَانَتِ الدَّعْوَةُ أَوَّلَ مَا كَانَتْ لِلأَنْصَارِ، ثُمَّ جُعِلَتْ آخِرًا بِالْخَزْرَجِ، وَكَانُوا صُبُرًا عِنْدَ الْحَرْبِ، وَأَشْرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَكَائِبِهِ، فَنَظَرَ إِلَى مُجْتَلَدِ الْقَوْمِ فقال: «الآن حمي الوطيس» . قال: فو الله مَا رَجَعَتْ رَاجِعَةُ النَّاسِ إِلا وَالأُسَارَى عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقتل اللَّهُ مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ، وَانْهَزَمَ مَنِ انْهَزَمَ مِنْهُمْ، وَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ أَمْوَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ [3] . وَقَالَ ابْنُ لَهْيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ [4] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، فَخَرَجَ مَعَهُ أَهْلُ مَكَّةَ، لَمْ يَتَغَادَرْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، رُكْبَانًا وَمُشَاةً، حَتَّى خَرَجَ النِّسَاءُ مُشَاةً [5] ، يَنْظُرُونَ وَيَرْجُونَ الْغَنَائِمَ، وَلَا يَكْرَهُونَ الصَّدْمَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ. وَقَالَ ابْنُ عُقْبَةَ: جَعَلَ أَبُو سُفْيَانَ كُلَّمَا سَقَطَ تُرْسٌ أَوْ سَيْفٌ مِنَ الصَّحَابَةِ،   [1] سيرة ابن هشام 4/ 124. [2] في الأصل: «فنفذت» . والتصحيح من ع، ح. [3] سيرة ابن هشام 4/ 125، المغازي للواقدي 3/ 899، 900، طبقات ابن سعد 2/ 151، تاريخ الطبري 3/ 76. [4] في المغازي 214. [5] في المغازي لعروة زيادة «على غير دين» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَعْطُونِيهِ أَحْمِلْهُ، حَتَّى أَوْقَرَ جَمَلَهُ. قَالا: فَلَمَّا أَصْبَحَ الْقَوْمُ، اعْتَزَلَ أَبُو سُفْيَانَ، وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَرَاءَ تَلٍّ، يَنْظُرُونَ لِمَنْ تَكُونُ الدَّبْرَةُ [1] . وَركِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَقْبَلَ الصُّفُوفَ، فَأَمَرَهُمْ، وَحَضَّهُمْ عَلَى الْقِتَالِ. فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ حَمَلَ الْمُشْرِكُونَ عَلَيْهِمْ حَمْلَةَ [2] رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَوَلُّوا مُدْبِرِينَ. فَقَالَ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ: لَقَدْ حَزَرْتُ مَنْ بَقِيَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَدْبَرَ النَّاسُ فَقُلْتُ مِائَةُ رَجُلٍ: وَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى صفوان فقال: أبشر بهزيمة محمد وأصحابه، فو الله لا يَجْتَبْرُونَهَا [3] أَبَدًا. فَقَالَ: أَتُبَشِّرُنِي بِظُهُورِ الأَعْرَابِ؟ فو الله لَرَبٌّ مِنْ قُرَيْشٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَبًّ مِنَ الأَعْرَابِ. ثُمَّ بَعَثَ غُلامًا لَهُ فَقَالَ: اسْمَعْ لِمَنِ الشِّعَارُ؟ فَجَاءَهُ الْغُلامُ فَقَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، [يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ] [4] ، يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: ظَهَرَ مُحَمَّدٌ. وَكَانَ ذَلِكَ شِعَارَهُمْ فِي الْحَرْبِ. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا غَشِيَهُ الْقِتَالُ قَامَ فِي الرِّكَابَيْنِ، وَيَقُولُونَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى يَدْعُوهُ، يَقُولُ: «اللَّهمّ إِنِّي أَنْشُدُكَ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهمّ لا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَيْنَا» . وَنَادَى أَصْحَابَهُ: «يَا أَصْحَابَ الْبَيْعَةِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، اللَّهَ اللَّهَ، الْكَرَّةَ عَلَى نَبِيِّكُمْ» . وَيُقَالُ قَالَ: «يَا أَنْصَارَ اللَّهِ وَأَنْصَارَ رَسُولِهِ، يَا بَنِي الْخَزْرَجِ» [5] . وَأَمَرَ مَنْ يُنَادِيهِمْ بِذَلِكَ. وَقَبَضَ قَبْضَةً مِنَ الْحَصْبَاءِ فَحَصَبَ بِهَا وُجُوهَ الْمُشْرِكِينَ، وَنَواصِيَهُمْ كُلَّهَا. وَقَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» . وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ سِرَاعًا، وَهَزَمَ الله المشركين. وفرّ مالك بن عوف   [1] في المغازي لعروة «الدائرة» . [2] في الأصل «حمل» ، والمثبت من نسختي: ع، ح. [3] في الأصل، ح: «يحتبرونها» ، وفي ع: «يختبرونها» . ولعل الوجه ما أثبتناه، أخذا عن لفظ المقريزي في الإمتاع: والله لا يجتبرها محمد وأصحابه أبدا. من جبر الكسر والمصيبة وغيرهما، واجتبر الشيء أصلح أمره وأقامه. [4] سقطت من الأصل، وزدناها من ع، ح. ومغازي عروة. [5] في مغازي عروة زيادة «يا أصحاب سورة البقرة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 حَتَّى دَخَلَ حِصْنَ الطَّائِفِ فِي نَاسٍ مِنْ قومه. وأسلم حينئذ ناس كثير مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، حِينَ رَأَوْا نَصْرَ اللَّهِ رسوله. مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُقْبَةَ [1] . وَلَيْسَ عِنْدَ عُرْوَةَ قِيَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّكابَيْنِ [2] ، وَلا قَوْلُهُ: يَا أَنْصَارَ اللَّهِ. وقال شعبة: عن أبي إسحاق، سمع البراء، وقال له رجل: يا أبا عمارة، [103 ب] أَفَرَرْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يَفِرَّ. إِنَّ هَوَازِنَ كَانُوا رُماةً، فَلَمَّا لَقَيْنَاهُمْ وَحَمَلْنَا عَلَيْهِمْ انْهَزَمُوا، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى الْغَنَائِمِ، فَاسْتُقْبِلُوا بِالسِّهَامِ، فَانْهَزَمَ النَّاسُ. فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَنَا النّبيُّ لَا كَذِبْ ... أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] وَمُسْلِمٌ [5] . مِنْ حَدِيثِ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وَفِيهِ: وَلَكِنْ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّرًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ كثير سلاح، فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم. وزاد فيه مُسْلِمٌ، مِنْ حَدِيثِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: اللَّهمّ نَزِّلْ نَصْرَكَ. قَالَ: وكنا إذا   [1] انظر النص في المغازي لعروة 214، 215، ورواه البيهقي. [2] يقول خادم العلم عمر بن عبد السلام تدمري إن قِيَامُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الركابين، موجود في المغازي لعروة، خلافا لقول المؤلّف رحمه الله. (انظر المغازي 215) . [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قول الله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ 9: 25 (5/ 98) . وصحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين (78/ 1776) ، والترمذي في كتاب الجهاد (1738) باب ما جاء في الثبات عند القتال، وأحمد في المسند 4/ 280 و 281 و 289 و 304. [4] في كتاب الجهاد والسير (3/ 233) باب من صفّ أصحابه عند الهزيمة ونزل عن دابّته واستنصر. [5] في كتاب الجهاد والسير (80/ 1776) باب في غزوة حنين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 579 حَمِيَ [1] الْبَأْسُ نَتَّقِي بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَخْبَرَنِي سِيَابَةُ بْنُ عَاصِمٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: «أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ» [2] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ: «أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ» . وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَزِمْتُهُ أَنَا وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ، أَهْدَاهَا لَهُ فروة ابن نُفَاثَةَ الْجُذَامِيُّ. فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ. فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ، وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِهَا، أُكُفُّهَا إِرَادَةَ أَنْ لا تُسْرِعَ، وَأَبُو سُفْيَانَ آخِذٌ بِرِكَابِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْ عَبَّاسُ، نَادِ أَصْحَابَ السّمرة [3] . فقال عباس- وكان رجلا صيّتا- فقلت بأعلى صوتي: أيّ [4] أصحاب السّمرة. قال: فو الله، لَكَأَنَّمَا عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي، عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلادِهَا، فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَاهُ، يَا لَبَّيْكَاهُ [5] . فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، وَالدَّعْوَةُ فِي الأَنْصَارِ يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ. ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَقَالُوا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ، كالمتطاول   [1] في صحيح مسلم «إذا احمرّ» ، والمثبت عن الأصل وبقية النسخ. [2] العواتك: جمع عاتكة اسم علم للأنثى منقول من الصفات. والعاتكة المرأة المحمّرة من الطيب أو هي المصفّرة من الزعفران. [3] السمرة: هي الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان. [4] كذا في النسخ الثلاث، ولفظ مسلم: «أين» . [5] عند مسلم: «يا لبّيك يا لبّيك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ فَقَالَ: «هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» ، ثُمَّ أَخَذَ حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ فِي وُجُوهِ الْكُفَّارِ. ثُمَّ قَالَ: «انْهَزِمُوا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ» . فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أرى، فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلا وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَرَوَى مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ كَثِيرٍ، نَحْوَهُ، لَكِنْ قَالَ: فَرْوَةُ بْنُ نُعَامَةَ الْجُذَامِيُّ، وَقَالَ: «انهزموا وربّ الكعبة» [2] . وقال [104 أ] عكرمة بن عمار: حدثني إياس بن سلمة، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، فَلَمَّا وَاجَهْنَا العدوّ، تقدّمت فأعلو ثَنِيَّةً فَأَسْتَقْبِلُ رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ فَأَرْمِيهِ بِسَهْمٍ، وَتَوَارَى عَنِّي، فَمَا دَريْتُ مَا صَنَعَ. ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ طَلَعُوا مِنْ ثَنِيَّةٍ أُخْرَى، [فَالْتَقَوْا] [3] هُمْ وَالْمُسْلِمُونَ، فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ، فَأَرْجِعُ مُنْهَزِمًا، وَعَلَيَّ بُرْدَتَانِ مُؤْتَزِرًا بِإِحْدَاهُمَا، مُرْتَدِيًا [4] بِالْأُخْرَى. وَمَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْهَزِمًا وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَى ابْنُ الَأَكْوَعِ فَزَعًا. فَلَمَّا غَشَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَنِ [5] الْبَغْلَةِ، ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ. ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، فَقَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» . فَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إِلَّا مَلَأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا مِنْ تِلْكَ الْقَبْضَةِ. فَوَلُّوا مُدْبِرِينَ. وَقَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ   [1] صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب في غزوة حنين (76/ 1775) . [2] صحيح مسلم (77/ 1775) . [3] سقطت من الأصل، واستدركناها من نسختي: ع، ح، وصحيح مسلم. [4] في الأصل «مرتد بالآخر» ، وفي نسختي: ع، ح «مرتد بالأخرى» . والمثبت من صحيح مسلم. [5] في النسخ الثلاث «من» ، والتصحيح من صحيح مسلم. [6] صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير،. باب في غزوة حنين (81/ 1777) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُنَيْنٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَحَدَّثَنِي مَنْ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنِّي أَنَّهُ أَخَذَ حَفْنةً مِنْ تُرَابٍ، فَحَثَا بِهَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ، وَقَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ» . قال يعلى ابن عَطَاءٍ: فَأَخْبَرَنا أَبْنَاؤُهُمْ عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُمْ قَالُوا: مَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إِلا امْتَلأَتْ عَيْنَاهُ وَفَمُهُ مِنَ التُّرَابِ. وَسَمِعْنَا صَلْصَلَةً مِنَ السَّمَاءِ كَمَرِّ الْحَدِيدِ عَلَى الطَّسْتِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حُنَيْنٍ، فَوَلَّى عَنْهُ النَّاسُ، وَبَقِيتُ مَعَهُ فِي ثَمَانِينَ رَجُلا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، وَهُمُ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةَ. قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ يَمْضِي قدما، فحادت الْبَغْلَةَ فَمَالَ عَنِ السَّرْجِ، فَشَدَّهُ نَحْوَهُ، فَقُلْتُ: ارْتَفِعْ، رَفَعَكَ اللَّهُ. قَالَ: «نَاوِلْنِي كَفًّا مِنْ تُرَابٍ» . فَنَاوَلْتُهُ، فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، فَامْتَلأَتْ أَعْيُنُهُمْ ترابا. قال: «أين المهاجرون والأنصار» ؟ قلت: هم هاهنا. قَالَ: «اهْتِفْ بِهِمْ» . فَهَتَفْتُ بِهِمْ، فَجَاءُوا وَسُيُوفُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ كَأَنَّهُمُ الشُّهُبُ وَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ أَدْبَارَهُمْ [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] : ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا عبد الله بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِفِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيَاضِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى هَوَازِنَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَقُتِلَ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ يَوْمَ حُنَيْنٍ مِثْلُ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ. وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفًّا مِنْ حَصْبَاءَ فَرَمَى بِهِ وُجُوهَنَا، فانهزمنا.   [1] منحة المعبود: كتاب السيرة النبويّة، باب غزوة هوازن يوم حنين (2/ 107) ، وأخرجه أحمد في المسند 2/ 222، وابن سعد في الطبقات 2/ 156. [2] رواه أحمد في المسند 1/ 453، 454. [3] التاريخ الكبير 4/ 19. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 582 وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا عَوْفٌ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ، عَمَّنْ شَهِدَ حُنَيْنًا كَافِرًا، قَالَ: لَمَّا الْتَقَيْنَا وَالْمُسْلِمُونَ لَمْ يَقُومُوا لَنَا حَلْبَ شَاةٍ [1] ، فَجِئْنَا نَهُشُّ سُيُوفَنَا بين [104 ب] يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا غَشِينَاهُ إِذَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ رِجَالٌ حِسَانُ الْوُجُوهِ، فَقَالُوا: شَاهَتِ الْوُجُوهُ، فَارْجِعُوا. فَهُزِمْنَا مِنْ ذَلِكَ الْكَلامِ. [إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ] [2] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُهُ، حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَدْ عَرِيَ [3] ، ذَكَرْتُ أَبِي وَعَمِّي وَقَتْلَ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ إِيَّاهُمَا. فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أُدْرِكُ ثَأْرِي مِنْ مُحَمَّدٍ. فَذَهَبْتُ لأَجِيئَهُ عَنْ يَمِينِهِ، فَإِذَا أَنَا بِالْعَبَّاسِ قَائِمٌ، عَلَيْهِ دِرْعٌ بَيْضَاءُ كَأَنَّهَا فِضَّةٌ يَكْشِفُ عَنْهَا الْعَجَاجُ، فَقُلْتُ عَمُّهُ وَلَنْ يَخْذُلَهُ. قَالَ: ثُمَّ جِئْتُهُ عَنْ يَسَارِهِ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ، فَقُلْتُ ابْنُ عَمِّهِ وَلَنْ يَخْذُلَهُ. قَالَ: ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ خَلْفِهِ فَلَمْ يَبْقَ إِلا أَنْ أُسَوِّرَهُ سَوْرَةً بِالسَّيْفِ، إِذْ رُفِعَ لِي شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ بَيْنِي وَبَيْنَهُ كَأَنَّهُ بَرْقٌ، فَخِفْتُ يَمْحَشُنِي [4] ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى بَصَرِي وَمَشَيْتُ الْقَهْقَرَى. وَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «يا شيب [5] » يَا شَيْبُ، ادْنُ مِنِّي، اللَّهمّ أَذْهِبْ عَنْهُ الشَّيْطَانَ» . فَرَجَّعْتُ إِلَيْهِ بَصَرِي، فَلَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ سَمْعِي وَبَصَرِي. وَقَالَ: «يَا شَيْبُ، قَاتِلِ الْكُفَّارَ» . غَرِيبٌ جِدًّا [6] . وَقَالَ أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُصْعَبِ [7] بْنِ شيبة، عن   [1] لم يقوموا لنا حلب شاة: أي لم يصمدوا للقتال مقدار ما يستغرقه حلب الشاة من الوقت. [2] زيادة من ح. وانظر: المغازي للواقدي 3/ 906. [3] في الأصل: «غزي» . والتصحيح من ع، ح. وعري: انكشف. [4] محشه وأمحشه: يحرقه. [5] في الأصل: «يا شبيب» . والمثبت من ح. وشيب: مرخّم شيبة. [6] أخرجه ابن عساكر، انظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 350، والمغازي للواقدي 3/ 909، 910. [7] في الأصل، ع: «منصور بن شيبة» . والتصحيح من (ح) ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (10/ 162) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِسْلامٌ، وَلَكِنْ أَنِفْتُ أَنْ تَظْهَرَ هَوَازِنُ عَلَى قُرَيْشٍ. فَقُلْتُ وَأَنَا وَاقِفٌ مَعَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَى خَيْلا بُلْقًا. قَالَ: «يَا شَيْبَةُ، إِنَّهُ لا يَرَاهَا إِلا كَافِرٌ» . فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ اهْدِ شَيْبَةَ» ، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، حَتَّى مَا كَانَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وقال ابن إِسْحَاق: وقال مالك بْن عَوْفُ، يذكر مَسيرهم بعد إسلامه: اذْكُرْ مَسِيرَهُمُ للنَّاس إِذْ جَمَعُوا ... ومَالِكٌ فَوْقَهُ الرَّايَاتُ تَخْتَفقُ ومالك مالِكٌ ما فَوْقَه أحدٌ ... يَوْمَيْ حُنَيْنٍ عَلَيْه التَّاجُ يأْتَلِق حَتَّى لَقُوا النَّاسَ خَيْرَ النَّاسِ يَقْدُمُهُمْ ... عَلَيْهِمُ البَيْضُ والأَبْدَانُ والدَّرَق فضَارَبُوا النَّاسَ حتّى لَمْ يَرَوْا أَحَدًا ... حَوْلَ النَّبِيِّ وَحَتَّى جَنَّهُ الغَسَق حَتَّى تَنَزَّل جِبْريلٌ بِنَصْرِهمُ ... فَالْقَوْمُ مُنْهَزِمٌ مِنْهُمْ وَمُعْتَنَق مِنَّا وَلَوْ غَيْرُ جبريل يقاتلنا ... لمنعتنا إذا أسيافنا الغلق وقد وفى عمر الْفَارُوقُ إِذْ هُزِمُوا ... بِطَعْنَةٍ بَلَّ مِنْها سرجه العلق [1] وقال مالك، في الموطّأ [2] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَة، عَنْ أَبِي قَتَادَة، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حُنَيْنٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ. قَالَ: فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا [105 أ] رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَدَرْتُ لَهُ فَضَرَبْتُه بِالسَّيْفِ عَلَى حَبْلِ عاتِقِهِ [3] ، فَأَقْبَلَ عَلِيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ. ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي. فَأَدْرَكْتُ عُمَرَ فَقُلْتُ: مَا بَالُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ. ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا. وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ قَتَلَ قَتيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ   [1] في الأصل: «بل منه بسرجه» . والتصحيح من ح. وفي هامش ح: «العلق الدم الغليظ» . وانظر الأبيات في سيرة ابن هشام (4/ 137) باختلاف يسير في بعض الألفاظ. [2] كتاب الجهاد، ما جاء في السلب في النفل- ص 301 رقم 981. [3] ما بين العنق والكتف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 فَلَهُ سَلَبُه» . فَقُمْتُ ثُمَّ قُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ. ثُمَّ قَالَ: «مَنْ قَتَلَ قتيلا له عليه بينة فله سلبه» . فقمت ثُمَّ قُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي. ثُمَّ الثَّالِثَةَ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: «مَالَكَ يَا أَبَا قَتَادَة؟» فَاقْتصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَسَلَبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدي، فَأَرْضِهِ مِنْهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: لَاهَا اللَّهِ ذَا [1] ، يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللَّهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ، فَيُعْطِيكَ سَلَبَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صدق، فأعطه إيّاه» . فأعطانيه. فبعث الدِّرْعَ، فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا [2] فِي بَنِي سَلَمَةَ. فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأثَّلْتُهُ [3] فِي الْإِسْلَامِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنِ الْقَعْنَبيِّ [5] ، وَمُسْلِمٌ [6] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ: «مَنْ قَتَلَ قَتِيلا فَلَهُ سَلَبُهُ» . فَقَتَلَ يَوْمَئِذٍ أَبُو طَلْحَةَ عِشْرِينَ رَجُلا وَأَخَذَ أَسْلابَهُمْ. صَحِيحٌ [7] . وَبِهِ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَقِيَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَمَعَهَا خِنْجَرٌ، فَقَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، مَا هَذَا؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُهُمْ أَنْ أَبْعَجَ بِهِ بَطْنَهُ. فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ مسلم [8] .   [1] في الموطأ (302) : «لا هاء الله إذا، لا يعمد ... » . [2] المخرف: البستان من النخل، وقيل نخلة أو نخلات يسيرة إلى عشرة، وما فوق ذلك فهو بستان. [3] تأثل الرجل المال: اكتسبه وجمعه واتخذه لنفسه. [4] صحيح البخاري: كتاب فرض الخمس، باب من لم يخمّس الأسلاب ومن قتل قتيلا فله سلبه (4/ 112- 113) وكتاب المغازي، باب قول الله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ 9: 25 (5/ 196) ، وأحمد في المسند 5/ 12 و 295 و 306. [5] سنن أبي داود: كتاب الجهاد، باب في السلب يعطى القاتل (2/ 70 رقم 2717) . [6] صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب استحقاق القاتل سلب القتيل (41/ 1751) . [7] أخرجه ابن أبي داود في الجهاد (2718) باب في السلب يعطى القاتل، والدارميّ في السير (43) . [8] في كتاب الجهاد والسير (134/ 1809) باب غزوة النساء مع الرجال، وأبو داود في الجهاد (2718) باب في السلب يعطى القاتل. وأحمد في المسند 3/ 109 و 190 و 279 و 286. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 غزوَة أوطَاس [1] وقال شيخنا الدِّمْيَاطي [2] فِي «السِّيرة» لَهُ: كَانَ سِيمَا الملائكة يوم حُنَين عمائم حُمْرًا قد أَرْخَوها بين أكتافهم [3] . وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قتل قتيلا عَلَيْهِ بيِّنة فله سلَبه» [4] . وأمر بطلب العدوّ. فانتهى بعضهم إلى الطّائف، وبعضهم نحو نَخلة [5] ، وَوَجَّه قوم منهم إلى أَوْطاس. فعقد النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي عامر الأَشْعَري لواءً ووجّهه فِي طلبهم، وكان معه سَلَمَةُ بْن الأَكْوَع، فانتهى إلى عَسْكرهم، فإذا هُمْ ممتنعون. فقتل أَبُو عامر منهم تسعةً مُبارزةً. ثمّ برز لَهُ العاشر مُعْلَمًا بعمامة صفراء، فضرب أَبَا عامر فقتله. واسْتَخْلَف أَبُو عامر أبا موسى الأشعريّ،   [1] أوطاس: واد في ديار هوازن. (معجم البلدان 1/ 281) . [2] هو العلامة الحافظ الحجة شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف التوني الدمياطيّ الشافعيّ، مولده في آخر سنة 613 ووفاته سنة سنة 705 هـ. ترجمته في تذكرة الحفاظ (4/ 1477) والدرر الكامنة (3/ 30) وفوات الوفيات (2/ 7) وشذرات الذهب (6/ 12) وغيرها. وقد أشار في كشف الظنون (2/ 1013) إلى مصنفه في مختصر السيرة النبويّة، وقال في الشذرات إنه في مجلد. و (التوني) نسبة إلى تونة وهي جزيرة قرب تنيس بمصر. [3] طبقات ابن سعد 2/ 151. [4] مرّ تخريج هذا الحديث قبل قليل. [5] نخلة: واد من الحجاز بينه وبين مكّة مسيرة ليلتين. (معجم البلدان 5/ 278) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 فقاتلهم. حتّى فتح اللَّه عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ [1] ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: لَمَّا فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ، بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ، فَلَقِيَ دُرَيْدَ ابن الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ دُرَيْدٌ، وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، وَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُشَمَ، فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا عَمِّ، مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنَّ ذَاكَ قَاتِلِي تَرَاهُ. فَقَصَدْتُ لَهُ، فَاعْتَمَدْتُهُ، فَلَحِقْتُهُ. فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى عَنِّي ذَاهِبًا، فَاتَّبَعْتُهُ، وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلا تَسْتَحِي؟ أَلَسْتَ عَرَبِيًّا؟ ألا تثبت؟ [105 ب] فكفّ، فالتقينا، فاختلفنا ضَرْبَتَيْنِ، أَنَا وَهُوَ، فَقَتَلْتُهُ. ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي عَامِرٍ فَقُلْتُ: قَدْ قَتَلَ اللَّهُ صَاحِبَكَ. قال: فانتزع هذا السهم. فنزعته، فنزا منه الماء. فقال: يا بن أخي، انْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقره منّي السلام، ثم قل له يستغفر لي. قال: واستخلفني أبو عامر على النّاس. فمكث يَسِيرًا وَمَاتَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وقال ابن إِسْحَاق [3] : وقُتل يوم حنين من ثقيف سبعون رجلًا تحت رايتهم. وانهزم المشركون، فأتوا الطائف ومعهم مالك بْن عَوْفُ. وعسكر بعضهم بأوطاس، وتوجه بعضهم نحو نَخْلَة. وتَبِعت خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القوم، فأدرك ربيعة بْن رُفَيْع، ويقال ابن الدُّغُنَّة [4] ، دُرَيْد بْن الصِّمَّة، فأخذ بخِطام جمله، وهو يظنّ أنّه امْرَأَة، فإذا شيخ كبير ولم يعرفه الغلام. فقال له   [1] في الأصل «ع» : «عن بريد بن أبي بردة» ، والتصحيح من (ح) وصحيحي البخاري ومسلم. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب غزاة أوطاس (5/ 101، 102) ، وصحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين رضي الله عنهما (164/ 2497) . [3] سيرة ابن هشام 4/ 136. [4] في النسخ الثلاث: «ابن لدغة» . ورواية ابن إسحاق أنه ابن الدّغنّة، وهي أمه غلبت على اسمه، ويقال اسمها لدغة: وانظر ترجمته في أسد الغابة (2/ 211) والإصابة (1/ 507) وتجريد أسماء الصحابة (1/ 179) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 دُرَيد: ماذا تريد بي؟ قَالَ: أقتلك. قَالَ: ومن أنت؟ قَالَ: ربيعة بْن رُفيع السُّلَميّ. ثمّ ضربه بسيفه فلم يُغْن شيئًا. فقال: بِئْسَ مَا سَلَّحَتْك أُمُّك. خُذْ سيفي هذا من مُؤَخَّر الرَّحْل، ثمّ اضرب بِهِ، وارفع عَنِ العِظام [1] ، واخْفِض عَنِ الدِّمَاغ، فإنّي كذلك كنتُ أضرب الرجال. ثمّ إذا أتبعت أمّك فأَخْبِرْها أنّك قتلتَ دُريد بْن الصّمة، فرُبَّ يومٍ والله قد مَنَعْتُ فِيهِ نِساءَك. فقتله. فقيل: لما ضربه ووقع تَكَشَّف، فإذا عِجَانه وبُطُون فَخِذَيْه أبيض كالقِرْطاس من ركوب الخيل أَعْراء [2] . فلمّا رجع إلى أمّه أخبرها بقتله، فقالت: أَمَا والله لقد أَعْتق أُمَّهاتٍ لك [3] . وبعث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آثار من توجّه إلى أوطاس، أبا عامر الأشعريّ فرُمي بسهمٍ فقُتل. فأخذ الراية أَبُو مُوسَى فهزمهم. وزعموا أن سَلَمَةَ بْن دُرَيْد هُوَ الَّذِي رَمَى أَبَا عامرٍ بسهمٍ [4] . واستُشهد يوم حُنَين [5] : أَيْمَن بْن عُبَيْد، وَلَد أمّ أيمن، مَوْلى بني هاشم. ويَزيد بْن زَمَعَة بْن الأسْوَد الأَسَدِيّ القُرَشِيّ. وسُرَاقَة بْن حُباب [6] بْن عَدِيّ العَجْلَانّي الأَنْصاريّ. وأبو عامرٍ عُبَيْد الأَشْعَرِيّ. ثمّ جُمعت الغنائم، فكان عليها مَسْعَود بْن عَمْرو [7] . وإنّما تقَسّم بعد الطَّائف.   [1] في الأصل: «الطعام» . والتصويب من السيرة لابن هشام 4/ 128. [2] أعراء: جمع عرى وهو الفرس لا سرج له. [3] ، (4) سيرة ابن هشام 4/ 128 و 129. [5] انظر الأسماء في المغازي لعروة 219 وفيها نقص، ومجمع الزوائد للهيثمي 6/ 198- 190، وسيرة ابن هشام 4/ 130، وطبقات ابن سعد 2/ 152، وتاريخ خليفة 88، 89، والمغازي للواقدي 3/ 922. [6] ويقال: سراقة بن الحارث، وهي رواية ابن هشام في السيرة 4/ 130، عن ابن إسحاق، وابن سعد في الطبقات 2/ 152. [7] سيرة ابن هشام 4/ 131. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 589 غزوة الطائف [1] فَسَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حُنين يريد الطائف فِي شوال. وقدَّم خَالِد بْن الوليد عَلَى مقدّمته. وقد كانت ثقيف رَمُّوا حِصنهم وأدخلوا فِيهِ ما يكفيهم سَنةً. فلمّا انهزموا من أَوْطاس دخلوا الحصن وتهيّئوا للقتال [2] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ثم سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بلغ الطائف [106 أ] فَحَاصَرَهُمْ، وَنَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ مِنْ عَبِيدِهِمْ فَهُوَ حُرٌّ. فَاقْتَحَمَ إِلَيْهِ مِنْ حِصْنِهِمْ نفر، منهم أبو بكرة ابن مَسْرُوحٍ أَخُو زِيَادٍ مِنْ أَبِيهِ، فَأَعْتَقَهُمْ. وَدَفَعَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لِيَحْمِلَهُ. فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى عَلَى الْجِعْرَانَةِ [3] . فَقَالَ: «إِنِّي معتمر» .   [1] انظر عنها في: المغازي لعروة 216، سيرة ابن هشام 4/ 148، المغازي للواقدي 3/ 922، تاريخ خليفة 89، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 158، تاريخ الطبري 3/ 82، نهاية الأرب للنويري 17/ 335، عيون الأثر لابن سيد الناس 2/ 200، صحيح البخاري 5/ 102، صحيح مسلم 3/ 1402، السيرة لابن كثير 3/ 652، عيون التواريخ للكتبي 1/ 333، معجم البلدان 4/ 11، 12، جوامع السيرة لابن حزم 242، الدرر في المغازي والسير 243. [2] عن الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 158. [3] الجعرانة: بكسر أوله إجماعا، وأصحاب الحديث يكسرون عينه ويشدّدون راءه، وأهل الأدب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 591 وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة. وقال إسماعيل بن إبراهيم ابن عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى، قَالا: ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّائِفِ، وَتَرَكَ السَّبْيَ بِالْجِعْرَانَةِ، وَمُلِئَتْ عُرُشُ [1] مَكَّةَ مِنْهُمْ. وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالأَكَمَةِ عِنْدَ حِصْنِ الطَّائِفِ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، يُقَاتِلُهُمْ. وَثَقِيفٌ تَرْمِي بِالنَّبْلِ، وَكَثُرَتِ الْجِرَاحُ، وَقَطَعُوا طَائِفَةً مِنْ أَعْنَابِهِمْ لِيَغِيظُوهُمْ بِهَا [2] . فَقَالَتْ ثَقِيفٌ: لا تُفْسِدُوا الأَمْوَالَ فَإِنَّهَا لَنَا أَوْ لَكُمْ. وَاسْتَأْذَنَهُ الْمُسْلِمُونَ فِي مُنَاهَضَةِ الْحِصْنِ فَقَالَ: مَا أَرَى أَنْ نَفْتَحَهُ، وَمَا أُذِنَ لَنَا فِيهِ. وَزَادَ عُرْوَةُ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَقْطَعَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَمْسَ نَخْلاتٍ أَوْ حَبَلاتٍ مِنْ كُرُومِهِمْ. فَأَتَاهُ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا عَفَاءُ لَمْ تُؤْكَلْ ثِمَارُهَا. فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَقْطَعُوا مَا أُكِلَتْ ثَمَرَتُهُ، الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ [3] . وَبَعَثَ مُنَادِيًا يُنَادِي: مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ حُرٌّ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لَمْ يَشْهَدْ حُنَيْنًا وَلا حِصَارَ الطَّائِفِ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَلا غَيْلانُ بْنُ سَلَمَةَ، كَانَا بِجُرَشَ [4] يَتَعَلَّمَانِ صَنْعَةَ الدَّبَّابَاتِ وَالْمَجَانِيقِ [5] . ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [عَلَى نَخْلَةٍ] [6] إِلَى الطَّائِفِ، وَابْتَنَى بِهَا مَسْجِدًا وَصَلَّى فِيهِ. وَقُتِلَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِالنَّبْلِ. وَلَمْ يَقْدِرِ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَدْخُلُوا حَائِطَهُمْ، أَغْلَقُوهُ دُونَهُمْ. وَحَاصَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، ومعه   [ () ] يخطّئونهم ويسكّنون العين ويخفّفون الراء. وهي ماء بين الطائف ومكة، وهي إلى مكة أقرب. (معجم البلدان 2/ 142) . [1] العرش: جمع عرش، وهو ركن الشيء، أو الخيمة، أو البيت الّذي يستظلّ به كالعريش. يريد بيوتها وأركانها. [2] حتى هنا أورده البيهقي في السنن الكبرى 9/ 84، وعروة في المغازي 216. [3] حتى هنا رواية عروة في المغازي 217، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 84. وانظر مغازي الواقدي 3/ 929. [4] جرش: مخلاف من مخاليف اليمن من جهة مكة. [5] انظر تاريخ الطبري 3/ 84، سيرة ابن هشام 4/ 148. [6] زياد من ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 592 امْرَأَتَانِ مِنْ نِسَائِهِ، إِحْدَاهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ. فَلَمَّا أَسْلَمَتْ ثَقِيفٌ بَنَى عَلَى مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ مَسْجِدًا. وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ سَارِيَةٌ لا تَطْلُعُ عَلَيْهَا الشَّمْسُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، فِيمَا يَذْكُرُونَ، إِلا سُمِعَ لَهَا نَقِيضٌ. وَالنَّقِيضُ صَوْتُ الْمَحَامِلِ [1] . وقال يونس بن بكير، عن هشام بن سَنْبَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصْرَ الطَّائِفِ. فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ» . فَبَلَغْتُ يَوَمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا. وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ [لَهُ] [2] عِدْلُ مُحَرَّرٍ» [3] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: كَانَ عِنْدِي مُخَنَّثٌ، فَقَالَ لأخي عبد [106 ب] اللَّهِ: إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَإِنِّي أَدُلُّكَ عَلَى ابْنَةِ غَيْلَانَ، فَإِنَّهَا تُقْبِلُ بَأَرْبَعٍ وَتُدْبِرُ بِثَمَانٍ. فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ فَقَالَ: «لَا يَدْخُلَنَّ هذا عليكم» [4] . متّفق عليه بمعناه [5] .   [1] المحامل: الرحال. والنقيض كذلك مطلق الصوت. وانظر الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 149، والمغازي للواقدي 3/ 927. [2] سقطت من الأصل، وأضفتها من سنن الترمذي 3/ 96. [3] أخرجه الترمذي في الجهاد (1689) باب ما جاء في فضل الرمي في سبيل الله، وقال: «هذا حديث حسن صحيح، وأبو نجيح هو عمرو بن عبسة السّلمي» . والنسائي في كتاب الجهاد 6/ 27 باب ثواب من رمى بسهم في سبيل الله عزّ وجلّ. وأحمد في المسند 4/ 113 و 384. [4] في صحيح البخاري 5/ 102: عليكنّ» . [5] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الطائف (5/ 102) وصحيح مسلم: كتاب السلام، باب منع المخنّث من الدخول على النساء الأجانب (32/ 2180) ، والموطّأ لمالك في كتاب الأقضية (ص 544، 545) رقم 1453 باب ما جاء في المؤنّث من الرجال ومن أحق بالولد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 وقال الواقديّ [1] عَنْ شيوخه، أنّ سَلْمان [الفارسي] [2] قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى أنَّ تَنْصِب المَنْجِنيق عَلَى حِصْنهم- يعني الطائف- فإنّا كُنَّا بأرض فارس نَنْصِبه عَلَى الحصون، فإنْ لم يكن مَنْجنيق طَالَ الثَّواء. فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعمل منجنيقًا بيده، فنصبه عَلَى حصن الطائف. ويقال: قدِم بالمنجنيق يَزيد بْن زَمعة، ودبَّابَتْين. ويقال: الطُّفَيْلُ بْن عَمْرو قَدِم بذلك. قَالَ: فأرسلت [3] عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنّار، فحرقت الدبّابة. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع أَعْنابهم وتَحْرِيقها. فنادى سُفْيَان بْن عَبْد اللَّه الثّقفيّ: لم تقطع أموالنا؟ فإنّما هِيَ لنا أو لكم. فتركها. وَقَالَ أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ: أَقْبَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ [حِصْنٍ] [4] حَتَّى جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ايذن لِي أَنْ أُكَلِّمَهُمْ، لَعَلَّ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ. فَأَذِنَ لَهُ. فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ الْحِصْنَ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتُمْ، تَمَسَّكُوا بِمَكَانِكُمْ، وَاللَّهِ لَنَحْنُ أَذَلُّ مِنَ الْعَبِيدِ، وَأُقْسِمُ باللَّه لَئِنْ حَدَثَ بِهِ حدث ليملكنّ الْعَرَبَ عِزًّا وَمَنَعةً، فَتَمَسَّكُوا بِحِصْنِكُمْ. ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَاذَا [قُلْتَ] ؟» [5] قَالَ: دَعَوْتُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، وَحَذَّرْتُهُمُ النَّارَ وَفَعَلْتُ. فَقَالَ: «كَذَبْتَ، بَلْ قُلْتَ كَذَا وَكَذَا» . قَالَ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُوبُ إلي الله وإليك [6] . أخبرنا محمد بن عبد الْعَزِيزِ الْمُقْرِئُ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَزْمِ [7] ، وَحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بن أبي الفتح الشيبانيّ،   [1] في المغازي: (3/ 927) . [2] زيادة للتوضيح عن الواقدي. [3] في الأصل: «فأرسل» . والمثبت من ح والواقدي. [4] في الأصل «عيينة بن بدر» ، والتصحيح من المغازي لعروة وغيره، مثل طبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري. [5] سقطت من الأصل (ح) . واستدركناها من النسخة (ع) . [6] المغازي لعروة 217. [7] في ح: «ابن أبي الحرم» . وفي ع: «ابن أبي حرم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعُقَيْلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الذَّهَبِيُّ [1] . وَآخَرُونَ، قَالُوا: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ. (ح) وَأَنَا عَبْدُ الْمُعْطِي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِالْإِسْكَنْدَرِيَةِ، أَنَا عَبْدُ الرحمن ابن مَكِّيٍّ. (ح) وَأَنَا لُؤْلُؤٌ الْمحسني، بِمِصْرَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، الْحَنْبَلِيَّانِ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سِلْفَةَ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مَكِّيُّ بْنُ مَنْصُورٍ الْكَرَجِيُّ. وَقَرَأْتُ عَلَى سُنْقُرِ الْقَضَائِيُّ [2] بِحَلَبَ، أَخْبَركَ عَبْدُ اللَّطِيفُ بْنُ يوسف. وسمعته، سنة أ [ثنتين] [3] وَتِسْعِينَ، عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ عِيسَى بْنِ الْمُوَفَّقِ، أَنَا جَدِّي أَبُو مُحَمَّدٍ قُدَامَةُ، وَسَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ حُضُورًا، قَالَا: أَنَا أَبُو زُرَعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السَّاوِيُّ، سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَا: أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا زكريا بن يحيى المروزي ببغداد، ثنا [107 أ] سفيان ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: حَاصَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ، فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا. قَالَ: إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: أَنَرْجِعُ وَلَمْ نَفْتَحْهُ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ غَدًا» . فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ» . فَأَعْجَبَهُمْ ذَلِكَ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم.   [1] في الأصل: (ع) : «الدهني» . والتصحيح من (ح) والمشتبه في النسبة (1/ 290) . [2] رسمت في النسخ الثلاث: «الفصاي» . والتصحيح من المشتبه (1/ 274) . [3] في الأصل. حرف الألف ثم بياض كلمة. والمثبت من (ح) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 595 أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ هَكَذَا. وَعِنْدَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِمُسْلِمٍ [2] . وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، فَقَالَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، نا عَمْرٌو، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الأَعْمَى يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمر بْنِ الْخَطَّابِ. وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، فَذَكَرَهُ وَقَالَ فِيهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو. ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُ بِهِ، مَرَّةً أُخْرَى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلابِيُّ، أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الشَّاعِرُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ، فِي فَتْحِ الطَّائِفِ: الصَّحِيحُ ابْنُ عُمَرَ. قَالَ: وَاسْمُ أَبِي الْعَبَّاسِ: السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخَ مَوْلَى بَنِي كِنَانَةَ. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ [4] : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَحَلَ عَنِ الطَّائِفِ بِأَصْحَابِهِ وَدَعَا حِينَ رَكِبَ قَائِلا: «اللَّهمّ اهْدِهِمْ وَاكْفِنَا مُؤْنَتَهُمْ» . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْر، وعبد اللَّه بْن المكدم، عمّن أدركوا، قَالُوا: حاصر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهُل الطائف ثلاثينَ لَيْلةً أو قريبا   [1] صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة الطائف (82/ 1778) . [2] راجع تعليق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في حاشية صحيح مسلم ج 3/ 1402 رقم (4) . [3] في كتاب المغازي (5/ 102) باب غزوة الطائف في شوال سنة ثمان. [4] هذا الحديث ليس في مغازي عروة المطبوع. وانظر نحوه في سيرة ابن هشام 4/ 152 والمغازي للواقدي 3/ 937، وطبقات ابن سعد 2/ 159. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 من ذَلِكَ. ثمّ انصرف عَنْهُمْ، فقدِم المدينة، فجاءه وفدهم فِي رمضان فأسلموا [1] . وقال ابن إِسْحَاق [2] : واستُشهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطائف: سَعِيد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أُمَيّة. وعُرْفُطَة بْن حُبَاب. وعبد اللَّه بْن أَبِي بَكْر الصدّيق، رُمي بسهمٍ فمات بالمدينة فِي خلافة أَبِيهِ. وعبد اللَّه بْن أَبِي أُمَيّة بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مَخْزوم المَخْزُوميّ، أخو أمّ سَلَمَةَ. وأمُّه عاتِكَة بِنْت عَبْد المطّلب. وكان يقال لأبي أُمَيّة، واسمه حُذَيفة: زَاد الرَّاكب. وكان عَبْد اللَّه شديدًا عَلَى المسلمين، قِيلَ هُوَ الَّذِي قَالَ: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا من الْأَرْضِ يَنْبُوعاً 17: 90 [3] وما بعدها. ثمّ أسلم قبل فتح مكة بيسيرٍ، وحَسُن إسلامه. وهو الَّذِي قَالَ [لَهُ] [4] هِيتُ المُخَنَّث: يا عَبْد اللَّه، إنْ فتح اللَّه عليكم الطائف، فإنّي أدلّك عَلَى ابْنَة غَيْلان، الحديث [5] . وعبد اللَّه بْن عامر بْن رَبِيعة. والسَّائِب بْن الحارث. وأخوه: عَبْد اللَّه. وجليحة [6] بن عبد الله.   [1] الطبري 3/ 97. [2] انظر أسماء الشهداء في الطائف في: المغازي للواقدي 3/ 938، وسيرة ابن هشام 4/ 151، وتاريخ خليفة 90. [3] سورة الإسراء، آية 90. [4] سقطت من الأصل، واستدركناها من ع، ح. [5] أخرجه البخاري في المغازي 5/ 102) باب غزوة الطائف، ومسلم في كتاب السلام (32/ 2180) باب منع المخنّث من الدخول على النساء الأجانب، ومالك في الموطّأ، كتاب الأقضية (رقم 1453) باب ما جاء في المؤنّث من الرجال ومن أحقّ بالولد. [6] في النسخ الثلاث: «طليحة» ، والتصويب من: تاريخ خليفة 91، وسيرة ابن هشام 4/ 151، وأسد الغابة 1/ 348، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 87، والإصابة 1/ 242. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 ومن الأنصار: ثابت بن الجَذَع. والحارث بْن سهل بن أبي صعصعة. والمنذر [107 ب] بْن عَبْد اللَّه. ورُقَيم بْن ثابت. فذلك اثنا عشر رجلًا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. ويُروى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استشار نَوفْل بْن معاوية الديلي فِي أهُل الطائف فقال: ثعلب فِي جُحْرٍ، إنْ أقمت عَلَيْهِ أخذته، وإن تركته لم يضرّك [1] .   [1] المغازي للواقدي 3/ 936، 937. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 قِسْمُ غنَائِمِ حُنَيْنٍ وَغَيْر ذَلِك قَالَ ابن إِسْحَاق: ثمّ خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى رُحَيْلٍ، حتّى نزل بالناس بالجِعْرَانة. وكان معه من سَبْيِ هَوازن ستة آلاف من الذرّية، ومن الإبل والشَّاء ما لَا يُدْرى عدّته [1] . وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، ثَنَا السِّمْطُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: افْتَتَحْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَيْنًا، فَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ بِأَحْسَنِ صُفُوفٍ رَأَيْتُ. قَالَ: فَصُفَّ الْخَيْلُ، ثُمَّ صُفَّتِ الْمُقَاتِلَةُ، ثُمَّ صُفَّ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، ثُمَّ صُفَّ الْغَنَمُ ثُمَّ صُفَّ النَّعَمُ. قَالَ: وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ قَدْ بَلَغْنَا سِتَّةَ آلَافٍ، أَظُنُّهُ يُرِيدُ الْأَنْصَارَ. قَالَ: وَعَلَى مُجَنِّبَةِ خَيْلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. فَجَعَلَتْ خَيْلُنَا تَلُوذُ خَلْفَ ظُهُورِنَا. فَلَمْ نَلْبَثْ أَنِ انْكَشَفَتْ خَيْلُنَا وَفَرَّتِ الْأَعْرَابُ. فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا للمهاجرين يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، يَا لَلْأَنْصَارِ يَا لَلْأَنْصَارِ» . قَالَ أنس: هذا حديث عمّيّة [2] .   [1] سيرة ابن هشام 4/ 152. [2] العمّيّة: الكبر أو الضلال. وجاء في شرح النووي: قوله هذا حديث عمية، وهي رواية عامة مشايخنا وفسّر بالشدّة، وروي بفتح العين وكسر الميم المشدّدة وتخفيف الياء وبعدها هاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 599 قُلْنَا: لَبَّيْكَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَتَقَدَّمَ، فَايْمُ اللَّهِ مَا أَتَيْنَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ. قَالَ: فَقَبَضْنا ذَلِكَ الْمَالَ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الطَّائِفِ. قَالَ: فَحَاصَرْنَاهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَكَّةَ وَنَزَلْنَا. فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي الرَّجُلَ الْمِائَةَ، وَيُعْطِي الرَّجُلَ الْمِائَةَ. فَتَحَدَّثَتِ الْأَنْصَارُ بَيْنَهُمْ: أَمَّا مَنْ قَاتَلَهُ فَيُعْطِيهِ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُقَاتِلْهُ فَلَا يُعْطِيهِ. قَالَ: ثُمَّ أَمَر بِسَرَاةِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ- لَمَّا بَلَغَهُ الْحَدِيثُ- أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ. فَدَخَلْنَا الْقُبَّةَ حَتَّى مَلَأْنَاهَا. فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، أَوْ كَمَا قَالَ- مَا حَدِيثٌ أَتَانِي؟» قَالُوا: مَا أَتَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «أَمَا تَرْضَوْن أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَذْهَبُوا بِرَسُولِ اللَّهِ حَتَّى تُدْخِلُوهُ بُيُوتَكُمْ؟» قَالُوا: رَضِينَا. فَقَالَ: «لَوْ أَخَذَ النَّاسُ شِعْبًا وَأَخَذَتِ الْأَنْصَارُ شِعْبًا أَخَذْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ» . قَالُوا: رَضِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَارْضَوْا» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ غَنَائِمَ كَثِيرَةً، فَقَسَمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالطُّلَقَاءِ، وَلَمْ يُعْطِ الأَنْصَارَ شَيْئًا. فَقَالَتِ الأَنْصَارُ: إِذَا كَانَتِ الشِّدَّةُ فَنَحْنُ نُدْعَى، وَيُعْطَى الْغَنِيمَةَ غَيْرُنَا. قَالَ: فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ وَقَالَ: «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا، وَتَذْهَبُوا بِرَسُولِ اللَّهِ تَحُوزُونَهُ إِلَى بُيُوتِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَضِينَا. فَقَالَ: «لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الأنصار شعبا، لأخذت شعب الأنصار» . [108 أ] متّفق عليه [2] .   [ () ] لسكت، أي حدّثني به عمي، والعم: الجماعة. وروي بتشديد الياء، وفسّر بعمومتي أي حدّثني به أعمامي. [1] في كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلّفة قلوبهم على الإسلام وتصبّر من قوي إيمانه (132/ 1059) ، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 157، 158، وابن كثير في السيرة النبويّة 3/ 673. [2] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الطائف (5/ 105) . وصحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي إيمانه (135/ 1059) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 وَقَالَ شُعَيْبٌ، وَغَيْرُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ، أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَهُ، فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالا مِنْ قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنَ الإِبِلِ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ. فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ. فَلَمَّا اجْتَمَعُوا قَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟ فَقَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو رَأيِنَا فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا. فَقَالَ: «فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُمْ. أَفَلا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ، وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟ فو الله مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ» . قَالُوا: قَدْ رَضِينَا. فَقَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ بَعْدِي أَثَرةً [1] شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا [2] حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ، وَرَسُولَهُ عَلَى الْحَوْضِ» . قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُتَأَلَّفِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَفِي سَائِرِ الْعَرَبِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الأَنْصَارِ [مِنْهَا] [4] قَلِيلٌ وَلا كَثِيرٌ، وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ. وَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَنَسٍ [5] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ [6] رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ   [1] الأثرة: الاستئثار والانفراد بالشيء. والمقصود هنا استئثار أمراء الجور بالفيء. [2] في الأصل: «فاصطبروا» . والمثبت عن ع، ح. [3] صحيح البخاري: كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي صلّى الله عليه وسلم يعطي المؤلّفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه (4/ 114- 115) . وصحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلّفة قلوبهم على الإسلام إلخ (132/ 1059) . [4] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. [5] سيرة ابن هشام 4/ 156، المغازي للواقدي 3/ 956، تاريخ الطبري 3/ 93. [6] في النسخ الثلاث: «أن» وفي صحيح مسلم: عن، دون جملة «عن جده» . والمثبت موافق لما في المغازي لعروة 218. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 قُلُوبُهُمْ مِنْ سَبْيِ حُنَيْنٍ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ. فَأَعْطَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ مِائَةً، وَأَعْطَى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً. وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ مِائَةً، وَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً، وَأَعْطَى عَلْقَمَةَ بْنَ عُلاثَةَ مائة، وأعطى مالك ابن عَوْفٍ النَّصْرِيَّ مِائَةً، وَأَعْطَى الْعَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ دُونَ الْمِائَةِ. فَأَنْشَأَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ: أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيْدِ ... [1] بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ وَمَا كَانَ حِصْنٌ وَلا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي الْمَجْمَعِ وَقَدْ كُنْتُ فِي الْحَرْبِ ذَا تُدْرَإٍ [2] ... فَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا وَلَمْ أُمْنَعِ وَمَا كُنْتُ دُونَ امْرِئٍ مِنْهُمَا ... وَمَنْ تَضَعِ الْيَوْمَ لا يُرْفَعِ فَأَتَمَّ لَهُ مِائَةً. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] ، دُونَ ذِكْرِ مالك بن عوف، وعلقمة، [و] [4] دون الْبَيْتِ الثَّالِثِ [5] . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم أَعْطَى الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ: أَبَا سُفْيَانَ، وَحَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ، وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيَّ، وَصَفْوَانَ بْنَ أميّة الجمحيّ، وحويطب ابن عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيَّ، أَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِائَةَ نَاقَةٍ. وَأَعْطَى قَيْسَ بْنَ عَدِيٍّ السَّهْمِيَّ خَمْسِينَ نَاقَةً، وَأَعْطَى سَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ خَمْسِينَ. فَهَؤُلاءِ من أعطى من قريش.   [1] العبيد: اسم فرس العباس بن مرداس. [2] ذو تدرأ: ذو منعة وقوة على دفع أعدائه عن نفسه. [3] في كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام إلخ (137/ 1060) . [4] سقطت من الأصل، ع. وأثبتناها من ح. [5] انظر: سيرة ابن هشام 4/ 154، والمغازي للواقدي 3/ 946، 947، وتاريخ الطبري 3/ 90، 91، ونهاية الأرب، 17/ 339، 340 والمغازي لعروة وغيره، ففيها أبيات أكثر، مع اختلاف في الألفاظ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 602 وأعطى العلاء [108 ب] بْنَ حَارِثَةَ مِائَةَ نَاقَةٍ، وَأَعْطَى مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ مِائَةَ نَاقَةٍ، وَرَدَّ إِلَيْهِ أَهْلَهُ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ الْفَزَارِيَّ مِائَةَ نَاقَةٍ، وَأَعْطَى عَبَّاسَ بْنَ مِرْدَاسٍ كِسْوَةً. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ لِلأَنْصَارِ: قَدْ كُنْتُ أُخْبِرُكُمْ أَنَّكُمْ سَتَلُونَ حَرَّهَا وَيَلِيَ بَرْدَهَا غَيْرُكُمْ. فَتَكَلَّمَتِ الأَنْصَارُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَمَّ هَذِهِ الأَثَرَةِ؟ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَلَمْ أَجِدْكُمْ مُفْتَرِقِينَ فَجَمَعَكُمُ اللَّهُ، وَضُلالا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ، وَمَخْذُولِينَ فَنَصَرَكُمُ اللَّهُ» . ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ [1] تَشَاءُونَ لَقُلْتُمْ ثُمَّ لَصَدَقْتُمْ وَلَصُدِّقْتُمْ: أَلَمْ نَجِدْكَ مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَمُحْتَاجًا فَوَاسَيْنَاكَ» . قَالُوا: لا نَقُولُ ذَلِكَ، إِنَّمَا الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنَّصْرُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَلَكِنَّا أَحْبَبْنَا أَنْ نَعْلَمَ فِيمَ هَذِهِ الأَثَرَةُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَوْمٌ حَدِيثُو عَهْدٍ بِعِزٍّ وَمُلْكٍ، فَأَصَابَتْهُمْ نَكْبَةٌ فَضَعْضَعَتْهُمْ وَلَمْ يَفْقَهُوا كَيْفَ الإِيمَانُ، فَأَتَأَلَّفُهُمْ. حَتَّى إِذَا عَلِمُوا كَيْفَ الإِيمَانُ وَفَقِهُوا فِيهِ عَلَّمْتُهُمْ [2] كَيْفَ الْقَسْمُ وَأَيْنَ مَوْضِعُهُ» . وَسَاقَ بَاقِي الْحَدِيثِ [3] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ آثَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا فِي الْقِسْمَةِ، فَأَعْطَى الْأَقْرَعَ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى نَاسًا مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ وَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا عُدِلَ فِيهَا وَمَا أُرِيدُ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَتَيْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ حَتَّى صَارَ كَالصِّرْفِ [4] ، وَقَالَ: «فمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟» ثم قال:   [1] في الأصل «لقد» والتصحيح من نسختي (ع) و (ح) . [2] في ع، ح: علمتم. [3] انظر سيرة ابن هشام 4/ 156، 157، والمغازي للواقدي 3/ 957، 958، وتاريخ الطبري 3/ 93، 94، والمغازي لعروة 219، وفتح الباري 8/ 51. [4] الصرف: صبغ أحمر يشبه به الدم فيقال دم صرف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 «يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» . فَقُلْتُ: لَا جَرَمَ لَا أَرْفَعُ إِلَيْهِ بَعْدَ هَذَا حَدِيثًا. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ بِالْجِعْرَانَةِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ غَنَائِمَ مُنْصَرِفَةً مِنْ حُنَيْنٍ، وَفِي ثَوْبِ بِلَالِ فِضَةٌ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبِضُ مِنْهَا يُعْطِي النَّاسَ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اعدل. فقال: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أَكُنْ أَعْدِلُ؟ لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَكْن أَعْدِلُ» . فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي أَقْتُلَ هَذَا الْمُنَافِقَ. قَالَ: «مَعاذَ اللَّهِ، أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا، إِذْ أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ. فَقَالَ: «وَيْلَكَ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ» . فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي فِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبُ عُنُقَهُ. قَالَ: «دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ [109 أ] أحدكم [3] صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [4] . وَقَالَ عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ عُرْوَةُ: أَخْبَرَنِي مَرْوَانُ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة الطائف (5/ 106) . وصحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلّفة قلوبهم على الإسلام (140/ 1062) واللفظ له. [2] صحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم. (142/ 1063) وأخرجه البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي وابن ماجة، والدارميّ، ومالك، والإمام أحمد، في مواضع كثيرة. (انظر: المعجم المفهرس لألفاظ الحديث 6/ 204) . [3] في الأصل: «أحدهم» . والتصحيح من ع، ح. [4] صحيح البخاري: كتاب استتابة المرتدّين والمعاندين وقتالهم، باب من ترك قتال الخوارج للتأليف (9/ 21- 22) ، وانظر سيرة ابن هشام 4/ 156، والمغازي للواقدي 3/ 948. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 مَخْرَمَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ فَسَأَلُوهُ [1] أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ. فَقَالَ: «مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ. فَاخْتَارُوا إِمَّا السَّبْيَ، وَإِمَّا الْمَالَ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ» . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَظَرَهُمْ تِسْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً حِينَ قَفَلَ مِنَ الطَّائِفِ. فَلَمَّا تَبَيَّن لَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير رَادٍّ إِلَيْهِمْ إِلا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: إِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ هَؤُلاءِ قَدْ جَاءُونَا تَائِبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ. فَمَنْ أَحَبَّ [مِنْكُمْ أَنْ يُطَيِّبَ ذَلِكَ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ] [2] مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَظِّهِ حَتَّى نُعْطِيَهُ إِيَّاهُ مِنْ أَوَّلِ مَا يُفِيءُ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلْيَفْعَلْ» . فَقَالَ النَّاسُ: قَدْ طَيَّبْنَا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ. فَقَالَ: «إِنَّا لا نَدْرِي مَنْ أَذِنَ مِنْكُمْ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ لَمْ يَأْذَنْ، فَارْجِعُوا حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمْرَكُمْ» . فَرَجَعَ النَّاسُ فَكَلَّمَهُمْ [3] عُرَفَاؤُهُمْ. ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ بِأَنَّهُمْ قَدْ طَيَّبُوا وَأَذِنُوا. أَخْرَجَهُ خ [4] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الطَّائِفِ إِلَى الْجِعْرَانَةِ، وَبِهَا السَّبْيُ، وَقَدِمَتْ عَلَيْهِ وُفُودُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فِيهِمْ تِسْعَةٌ مِنْ أَشْرَافِهِمْ فَأسْلَمُوا وَبَايَعُوا. ثُمَّ كَلَّمُوهُ فِيمَنْ أُصِيبَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ. إِنَّ فِيمَنْ أَصَبْتُمُ الأُمَّهَاتِ وَالأَخَوَاتِ وَالْعَمَّاتِ وَالْخَالاتِ، وَهُنَّ مَخَازِي [5] الأَقْوَامِ. وَنَرْغَبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ. وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رحيما جوادا كريما. فقال:   [1] في الأصل: «يسألوه» . والتصحيح من صحيح البخاري. [2] سقطت هذه الجملة من الأصل، ع وأثبتناها من (ح) . [3] في الأصل: «وكلمهم» . والمثبت عن (ح) وصحيح البخاري. [4] في كتاب فرض الخمس، باب ومن الدليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين إلخ. (4/ 108- 109) . وكتاب المغازي، باب قول الله تعالى وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ 9: 25 (5/ 195- 196) . وأبو داود في كتاب الجهاد (2693) باب في فداء الأسير بالمال، وأحمد في المسند 4/ 327. [5] في الأصل: «مجاري» . والمثبت من (ح) . وفي (ع) : «محارم» . وهي جيّدة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 605 سَأَطْلُبُ لَكُمْ ذَلِكَ. قَالَ: فِي الْقِصَّةِ [1] . وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ: أَنَّ سَبْيَ هَوَازِنَ كَانُوا سِتَّةَ آلافٍ [2] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حدثني عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ، فَلَمَّا أَصَابَ مِنْ هَوَازِنَ مَا أَصَابَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَسَبَايَاهُمْ، أَدْرَكَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ بِالْجِعْرَانَةِ وَقَدْ أَسْلَمُوا. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا [3] أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا، مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ. وَقَامَ خَطِيبُهُمْ زُهَيْرُ بْنُ صُرَدٍ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّما فِي الْحَظَائِرِ مِنَ السَّبَايَا خَالَاتُكَ وَعَمَّاتُكَ وَحَوَاضِنُكَ اللاتِي كُنَّ يَكْفُلْنَكَ، فَلَوْ أَنَّا مَلَحْنَا [4] [لِلْحَارِثِ] [5] بْنِ أَبِي شَمْرٍ، أَوِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، ثُمَّ أَصَابَنَا مِنْهُمَا مِثْلُ الَّذِي أَصَابَنَا مِنْكَ، رَجَوْنا عائدتهما [6] وعطفهما، وأنت خير المكفولين. ثم [109 ب] أَنْشَدَهُ أَبْيَاتًا قَالَهَا: امْنُنْ عَلَيْنا رَسُولَ اللَّهِ في كرم ... فإنّك المرء نرجوه وندّخر امنن على بيضة إعتاقها حَزَنٌ [7] ... مُمَزِّقٌ شَمْلَها فِي دَهْرِها غِيَرُ أَبْقَتْ لَهَا الْحَرْبُ هُتَّافًا عَلَى حَزَنٍ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الغمّاء والغمر   [1] القصة في المغازي للواقدي 3/ 950، 951. [2] الحديث في الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 155. [3] في النسخ الثلاث «لنا» وأثبتنا لفظ ابن هشام 4/ 152. [4] في الأصل «ملنحا» ، وهو تحريف، تصحيحه من (ع) و (ح) وفي النسخة الأخيرة فسّرها في الهامش بقوله: «أي أرضعنا» . والملح: الرضاع: (النهاية في غريب الحديث 4/ 105) . وانظر السيرة لابن هشام 4/ 152 وفيه أيضا: «ويروى: ولو أنّا مالحنا» . [5] سقطت من النسخ الثلاث، والاستدراك من سيرة ابن هشام. [6] في الأصل: «عائدهما» . والمثبت من ع، ح، والمغازي للواقدي 4/ 950 والعائدة: المعروف والصلة والفضل. (شرح أبي ذر- ص 411) . [7] في الأصل، ع: حزز. والمثبت عن النسخة (ح) . وفي المغازي للواقدي 3/ 950 « امنن على نسوة قد عاقها قدر » وفي الروض الأنف 4/ 166 « امنن على بيضة قد عاقها قدر » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ [1] نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا [2] حِينَ يُخْتَبَرُ امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... إِذْ فُوكَ يَمْلَؤهُ مِنْ مَحْضِهَا دِرَرُ [3] امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... وَإِذْ يُزيِنُكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ لَا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ [4] ... وَاسْتَبْقِ مِنَّا، فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهُرُ إِنَّا لَنَشْكُرُ آلَاءً وَإِنْ كُفِرَتْ [5] ... وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالَكُمْ؟» فَقَالُوا: خَيَّرتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا، أَبْنَاؤُنَا وَنِسَاؤُنَا أَحَبُّ إِلَيْنَا. فَقَالَ: «أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، وَإِذَا أَنَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ فَقُومُوا وَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فِي أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا، سَأُعِينُكُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ» . فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، قَامُوا فَقَالُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ، فَقَالَ: «أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ» . فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ. قَالَتِ الْأَنْصَارُ كَذَلِكَ. فَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فَلَا. فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فَلَا. فَقَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ: بَلْ مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ [6] : أَمَّا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ فَلَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَمْسَكَ مِنْكُمْ بِحَقِّهِ فَلَهُ بِكُلِّ إِنْسَانٍ سِتُّ فرائض [7] من أوّل فيء نصيبه» .   [1] في المغازي للواقدي «ألا تداركها» . والمثبت يتفق مع الروض الأنف. [2] في المغازي «حتى» ، والمثبت يتفق مع الروض الأنف. [3] أي الدفعات الكثيرة من اللبن. (السيرة الحلبية 2/ 250) ، وانظر اختلافا يسيرا في البيت عند الواقدي والسهيليّ عما هنا. [4] شالت نعامته: أي تفرّقت كلمتهم. أو ذهب عزّهم. (القاموس المحيط 3/ 404) [5] في المغازي «وإن قدمت» . [6] في المغازي للواقدي 3/ 951 «عيينة بن حصن» . [7] الفرائض: جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ في الزكاة، سمى فريضة لأنه فرض واجب على رب المال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 607 فَردُّوا إِلَى النَّاسِ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ [1] . ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبَعَهُ النَّاسُ يَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْسِم عَلَيْنَا فَيْئَنَا، حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى شَجَرَةٍ فَانْتَزَعَتْ عَنْهُ رداءه فقال: «ردّوا عليّ ردائي، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ لَكُمْ عَدَدُ شَجَرِ تِهَامَةَ [نَعَمًا] [2] لَقَسَمْتُهُ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ مَا لَقِيتُمُونِي بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذَّابًا» . ثُمَّ قَامَ إِلَى جَنْبِ بَعِيرٍ وَأَخَذَ مِنْ سَنَامَه وَبَرَةً فَجَعَلَهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ وَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللَّهِ ما لي مِنْ فَيْئِكُمْ وَلَا هَذِهِ الْوَبَرَةِ إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ. فَأَدُّوا الْخِيَاطَ وَالْمِخْيَطَ [3] ، فَإِنَّ الْغُلُولَ [4] عَارٌ وَنَارٌ وَشَنَارٌ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِكُبَّةٍ [5] مِنْ خيوط شعر فقال: أخذت [110 أ] هَذِهِ لِأَخِيطَ بِهَا بَرْذَعَةَ بَعِيرٍ لِي دَبِرٍ [6] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا حَقِّي مِنْهَا فَلَكَ» . فَقَالَ الرَّجُلُ: أَمَّا إِذَا بَلَغَ الْأَمْرُ هَذَا فَلا حَاجَةَ لِي بِهَا. فَرَمَى بِهَا [7] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ. فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِليَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. قَالَ: «اذْهَبْ فَاعْتَكِفْ» . وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أَعْطَاهُ جَارِيَةً مِنَ الْخُمْسِ. فَلَمَّا أَنْ أَعْتَقَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبايا النَّاسِ، قَالَ عُمَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْجَارِيَةِ فَخَلِّ سَبِيلَهَا. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [8] .   [1] سيرة ابن هشام 4/ 152 وانظر المغازي للواقدي 3/ 951، 952، وطبقات ابن سعد 2/ 153، 154، وتاريخ الطبري 3/ 87. [2] زيادة من (ح) وابن هشام. [3] الخياط: الخيط، والمخيط: الإبرة. [4] الغلول: الخيانة في المغنم والسرقة وكل من خان في شيء خفية فقد غلّ. [5] الكبّة: من الغزل أو الشعر ما جمع على شكل كرة أو أسطوانة. [6] الدبر: قروح تصيب ظهر البعير أو خفه، فهو دبر وأدبر. [7] سيرة ابن هشام 4/ 153، 154، تاريخ الطبري 3/ 89، 90. [8] صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب نذر الكافر وما يفعل فيه إذا أسلم (28/ 1656) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 وقال ابن إِسْحَاق [1] : حدّثني أَبُو وَجْزَة السعديّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى من سَبْيِ هوازن عليَّ بْن أَبِي طَالِب جاريةً، وأعطى عثمان وعمر، فوهبها عُمَر لابنه. قَالَ ابن إِسْحَاق [2] : فحدّثني نافع، عَنِ ابن عُمَر، قَالَ: بعثت بجاريتي إلى أخوالي من بني جُمَحٍ ليُصْلِحوا لي منها حتّى أطوف بالبيت ثمّ آتيهم. فخرجت من المسجد فإذا النّاس يشتدّون، فقلت: ما شأَنكم؟ فقالوا: رَدَّ عَلَيْنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نساءنا وأبناءنا. فقلت: دُونَكم صاحبتكم فهي فِي بني جُمح فانْطلَقوا فأخذوها. قَالَ ابن إِسْحَاق [3] : وحدّثني أَبُو وَجْزة يزيد بْن عُبَيْد: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لوفد هوازن: «ما فَعَل مالك بْن عَوْفُ؟» قَالُوا: هُوَ بالطائف. فقال: «أخْبِروه أنّه إِنْ أَتَاني مُسْلِمًا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أهلَه ومالَه، وأعطيته مائةً من الإبل» . فأُتِيَ مالِك بذلك، فخرج إِلَيْهِ من الطائف. وقد كَانَ مالك خاف من ثقيف عَلَى نفسه من قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فأمر براحلةٍ فهُيِّئت، وأمر بفرسٍ لَهُ فأُتِيَ بِهِ، فخرج ليلًا ولحِق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأدركه بالجِعرانة أو بمكة، فردّ عَلَيْهِ أهله وماله وأعطاه مائةً من الإبل. فقال: ما إِنْ رأيتُ ولا سَمِعتُ بمثلِهِ ... وفي النَّاسِ كلِّهم بمثْلِ مُحَمَّد أَوْفَى وَأَعْطَى للجزيل إذا اجتدي [4] ... وإذا تشاء يُخْبِرْك عمّا فِي غَد وإذَا الكَتِيبَةُ عَرَّدَتُ أَنْيَابُها ... أَمَّ الْعِدَى فيها بكُلِّ مُهَنَّد [5] فكَأَنَّه لَيْثٌ لَدى أَشْبَالِهِ ... وَسْطَ المَبَاءَةِ خَادِرٌ [6] فِي مرصد   [1] سيرة ابن هشام 4/ 152، 153. [2] سيرة ابن هشام 4/ 153. [3] سيرة ابن هشام 4/ 153. [4] اجتدى: سئل الجدا أو الجدوى، وهي العطية. [5] عردت أنيابها: غلظت واشتدت. المهند: السيد المصنوع من حديد الهند. [6] المباءة (وقد وردت في النسخ الثلاث) : المنزل وكناس الثور الوحشي. ولعلّها استعملت هنا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 فاستعمله النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى من أسلم من قومه، وتلك القبائل من ثُمَالة وَسَلَمَةَ وفَهْم [1] ، كَانَ يقاتل بهم ثقيفًا، لَا يخرج لهم سَرْحٌ إلّا أغار عَلَيْهِ حتّى يصيبه [2] . قَالَ ابن عَسَاكِر: شهد مالك بْن عَوْفُ فَتْح دِمَشق. وله بها دار [3] . وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ ثَوْبَانَ، أَخْبَرَنِي عَمِّي عُمَارَةُ بْنُ ثَوْبَانَ، أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ أَخْبَرَهُ قَالَ: كُنْتُ غُلامًا أَحْمِلُ عُضْوَ الْبَعِيرِ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ لَحْمًا بِالْجِعْرَانَةِ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ. وَرَوَى الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ هَوَازِنَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ [110 ب] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: أَنَا أُخْتُكَ شَيْمَاءُ بِنْتُ الْحَارِثِ. قَالَ: «إِنْ تَكُونِي صَادِقَةً فَإِنَّ بِكِ مِنِّي أَثَرًا لَنْ يَبْلَى» . قَالَ: فَكَشَفَتْ عَنْ عَضُدِهَا. ثُمَّ قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَمَلْتُكَ وَأَنْتَ صَغِيرٌ فَعَضَضْتَنِي هَذِهِ الْعَضَّةَ. فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: «سَلِي تُعْطَيْ، وَاشْفَعِي تُشَفَّعِي» [4] . الحَكَم ضعّفه ابن معين [5] .   [ () ] بمعنى العرين. ورواية ابن هشام والواقدي: الهباءة، وهي الغبارة يثور عند اشتداد الحرب. خادر: مقيم في عرينه. [1] ثمالة وسلمة وفهم: بطون من الأزد من القحطانية. [2] سيرة ابن هشام 4/ 153، والمغازي للواقدي 3/ 955، 956، وتاريخ الطبري 3/ 89. [3] في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (2/ 135) : الدار التي على شارع دار البطيخ الكبير التي فيها البناء القديم تعرف بدار بني نصر، كانت كنيسة للنصارى فنزلها مالك بن عوف النصري أول ما فتحت دمشق فعرفت به. [4] ينظر عن شيماء: الاستيعاب 4/ 344، وأسد الغابة 5/ 489، والإصابة 4/ 344 رقم (633) . [5] قال فيه: ليس بشيء. (التاريخ 2/ 125 رقم 1332) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 عمرة الجعرانة قَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي الْقَعْدَةِ، إِلا الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةٌ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ- أَوْ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ- فِي ذِي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةٌ، أَظُنُّهُ قَالَ [1] ، الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَعُمْرَةٌ مِنَ الجعرانة، حيث قسم غنائم حنين في ذي الْقَعْدَةِ، وَعُمْرَةٌ مَعَ حَجَّتِهِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وقال مُوسَى بْن عُقْبة، وهو فِي «مغازي عُرْوَةُ» [3] : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ بالعُمْرة من الجِعِرّانة فِي ذي القَعدة، فقدِم مكة فقضى عُمْرته. وكان حين خرج إلى حُنين استخلف مُعاذًا عَلَى مكة، وأمره أنَّ يعلّمهم القرآن ويفقّههم فِي الدين. ثمّ صدر إلى المدينة وخلَّف مُعاذًا عَلَى أهُل مكة [4] .   [1] في الأصل، «قال أظنه» . وهو سبق قلم تصحيحه من ع، ح والصحيحين. [2] صحيح البخاري: كتاب الحج، أبواب العمرة، باب كم اعتمر النبي صلّى الله عليه وسلم (3/ 3) . وصحيح مسلم: كتاب الحج، باب بيان عدد عمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلم وزمانهن (217/ 1253) . وأبو داود في الحج (1994) باب العمر. والترمذي في الحج (814) باب ما جاءكم اعتمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وابن ماجة في المناسك (3003) باب كم اعتمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وأحمد في المسند 1/ 246 و 321 و 2/ 139 و 3/ 134 و 256 و 4/ 297. [3] في الأصل «غزوة» والتصحيح من (ع) ، و (ح) . [4] أول الحديث غير موجود في المطبوع من مغازي عروة، انظر ص 213، وأخرجه الحاكم في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 وقال ابن إِسْحَاق [1] : ثمّ سَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الجعرانة معتمرًا. وأمر ببقايا الْفَيْءِ فحُبِس بمَجَنَّة [2] . فلمّا فرغ من عُمرته انصرف إلى المدينة، واستخلف عتّاب بْن أَسِيد عَلَى مكة، وخلَّف معه مُعاذًا يفقّه النّاس. قلتُ: ولم يزل عتّاب عَلَى مكة إلى أنْ مات بها يوم وفاة أَبِي بَكْر. وهو عَتّاب بْن أَسِيد بْن أَبِي العِيص بْن أُمَيّة الأمَويّ. فبلغنا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: يا عتّاب، تدرى عَلَى من اسْتَعْمَلْتُك؟ استعملتك عَلَى أهُل اللَّه، ولو أعلم لهم خيرًا منك استعملتُه عليهم. وكان عمره إذ ذاك نَيِّفًا وعشرين سنة، وكان رجلًا صالحًا. رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أصبتُ فِي عملي هذا بُرْدَيْن مُعَقَّدَيْن كَسَوْتُهما غُلامِي، فلا يقولنّ أَحَدُكُمْ أخَذ مِنّي عتّاب كذا، فقد رزقني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلَّ يومٍ دِرْهَميْن، فلا أَشْبَعَ اللَّه بَطْنًا لَا يُشبعه كلّ يوم درهمان [3] .   [ () ] المستدرك على الصحيحين 3/ 270. [1] سيرة ابن هشام 4/ 157، تاريخ الطبري 3/ 94. [2] مجنّة: بالفتح وتشديد النون. بمرّ الظهران أسفل مكة. (معجم البلدان 5/ 58) . [3] انظر عن عتّاب بن أسيد: طبقات ابن سعد 5/ 446، طبقات خليفة 11 و 277، تاريخ خليفة 87 و 88 و 92 و 97 و 117 و 123. المحبّر لابن حبيب 11 و 12 و 126 و 127 و 258، فتوح البلدان للبلاذري 46 و 63 و 66، أنساب الأشراف له 1/ 303، 303 و 364، 365، 368، 529، نسب قريش لمصعب 187 و 312 و 418، أخبار مكة للأزرقي 1/ 285 و 2/ 151 و 153، التاريخ الكبير 7/ 54 رقم 244، المعارف لابن قتيبة 73 و 91 و 163 و 283، الأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 333، تاريخ الطبري 3/ 73 و 94 و 318 و 319 و 322 و 342 و 419 و 427 و 479 و 497 و 597 و 623 و 4/ 39 و 94 و 160، المستدرك 3/ 594، 595، جمهرة أنساب العرب 113 و 145 و 166، المعجم الكبير للطبراني 17/ 161، 162، العقد الفريد لابن عبد ربّه 6/ 158، ربيع الأبرار 4/ 338، عيون الأخبار 1/ 330 و 2/ 55، الخراج وصناعة الكتابة 266، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 153، 154، ثمار القلوب للثعالبي 12 و 519، الجرح والتعديل 7/ 11 رقم 46، مشاهير علماء الأمصار 30 رقم 155، الزيارات للهروي 94، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 318، 319 رقم 386، الكاشف 2/ 212، 213 رقم 3706، تلخيص المستدرك 3/ 594، 595، البداية والنهاية 7/ 34، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 90 و 125 و 138 و 2/ 243 و 244 و 245 و 246 و 237 و 251 و 252 و 253 و 254 و 257، تهذيب التهذيب 7/ 89، 90 رقم 191، تقريب التهذيب 2/ 3 رقم 1، الإصابة 2/ 451 رقم 5391، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 107، الوفيات لابن قنفذ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 وحجّ النّاس فِي تِلْكَ السنة عَلَى ما كانت العرب تحجّ عليه [1] .   [41،) ] خلاصة تذهب التهذيب 257 وستأتي ترجمته في الجزء الخاص بالخلفاء الراشدين من هذا الكتاب، في تراجم المتوفين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [1] تاريخ الطبري 3/ 95، تاريخ خليفة 92. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 613 قصة كعب بْن زُهَيْر ولما قدِم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مُنْصَرفه، كتب بُجَيْر بْن زُهَيْر، يعني إلى أخيه كَعْب بْن زُهَيْر، يخبره أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل رجالًا بمكة ممّن كَانَ يَهْجُوه ويُؤذيه، وأنّ من بَقِيَ من شعراء قريش، ابن الزِّبَعْرَى [1] ، وهُبَيْرة بْن أبي وَهْب [2] ، قد هربوا [3] فِي كلّ وَجْهٍ. فإن كانت لك في نفسك حاجة فطِرْ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنّه لَا يقتل أحدًا جاءه تائبًا، وإنْ أنت لم تفعلْ فانجُ إلى نجائك من الأرض. وكان كعب [111 أ] قد قَالَ [4] : أَلا أَبْلِغَا عَنِّي بُجَيْرًا رِسَالَةً ... فَهَلْ لَكَ [5] فِيمَا قُلْت وَيْحَكَ هَلْ لَكَا   [1] هو عبد الله بن الزبعري بن قيس بن عديّ القرشيّ السهمي الشاعر، كان من أشعر قريش في الجاهلية، وأسلم بعد الفتح وحسن إسلامه. انظر ترجمته في الإصابة (2/ 308) وأسد الغابة (3/ 239) وطبقات فحول الشعراء (1/ 235- 244) . [2] في سيرة ابن هشام 4/ 157 «هبيرة بن وهب» والمثبت يتفق مع المصادر الأخرى. [3] في الأصل، ع: «فذهبوا» . والتصحيح من (ح) . [4] شرح ديوانه (صنعة السكري) : ص 3- 4 باختلاف في الألفاظ وترتيب الأبيات، ولم يرد البيت الرابع في شرح الديوان. [5] في الأصل، ع: «فهل كان» . والمثبت من ح. وسيرة ابن هشام 4/ 158. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 فَبَيِّنْ لَنَا إِنْ كُنْتَ لَسْتَ بِفاعِلٍ ... عَلَى أَيِّ شَيْءٍ غَيْرِ ذَلِكَ دَلَّكَا عَلَى خُلُقٍ لَمْ ألْفِ أُمًّا وَلا أَبًا [1] ... عَلَيْهِ وَمَا تُلْفي عَلَيْهِ أَخًا [2] لَكا فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَلَسْتُ بآسِفٍ ... وَلا قَائِلٍ إِمَّا عَثَرْتَ: لَعًا لَكا سَقَاكَ بِهَا المَأْمُونُ كَأْسًا رَوِيَّةً ... فأنهلك المَأْمُونُ مِنْهَا وَعَلَّكا فلمّا أتيت بُجَيْرًا كَرِه أنَّ يَكْتُمَها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنشده إيّاها. فقال لما سَمِعَ « [سقاك] [3] بها المأمون» : «صَدَق وإنّه لكّذُوب» . ولما سَمِعَ: «عَلَى خُلُقٍ لم تلف أُمًّا ولا أبًا عَلَيْهِ» . قَالَ: «أجل لم يلف عَلَيْهِ أَبَاهُ ولا أمّه» . ثمّ قَالَ بُجير لكعب: مَنْ مُبْلِغٌ كَعْبًا فَهلْ لَكَ فِي التّي ... تَلُومُ عَلَيْها بَاطِلًا وَهْيَ أَحْزَمُ إِلى اللَّه- العُزَّى ولا اللات- وَحْده ... فَتَنْجُو إذَا كَانَ النَّجَاءُ وتَسْلَم لَدى يَوْمِ لَا يَنْجُو وَلَسْتَ بمُفْلِتٍ ... مِنَ النّاسِ إلّا طَاهِرُ الْقَلْبِ مُسْلِم فَديِن زُهَيْر وَهْوَ لَا شَيْءَ دِينُه ... وَدِينُ أَبي سُلْمَى عَليَّ مُحَرَّم فلمّا بلغ كَعْبًا الكتابُ ضاقت عَلَيْهِ الأرض بما رَحُبت، وأشفق عَلَى نفسه، وأَرْجَف بِهِ من كَانَ فِي حاضِره من عَدوّه فقالوا: هُوَ مَقْتُولٌ. فلمّا لم يجد من شيءٍ بُدًّا قَالَ قصيدته، وقدم المَدِينَةِ [4] . وقال إِبْرَاهِيم بْن دِيزِيلَ، وغيره، ثنا إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزامي، ثنا الحجّاج بْن ذي الرُقَيْبَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن كَعْب بن زهير بن أبي سلمى   [1] في الأصل، ح وسيرة ابن هشام: « على خلق لم ألف يوما أبا له » . وفي ع: « عَلَى خُلُقٍ لَمْ ألْفِ أُمًّا وَلا أَبًا له » . والحرف الأخير زيادة لا يستقيم معها وزن الشعر، وهو على التحقيق من أوهام النسخ. وقد أثبتنا رواية (ع) بعد حذف هذه الزيادة لاتفاقها مع ما يرد بعد ذلك في سياق الخبر، ولأنها، بعد، رواية الديوان. [2] في النسخ الثلاث والسيرة لابن هشام: «أبا» ، والوجه ما أثبتناه من رواية الديوان. [3] سقطت من الأصل، ع، وأثبتناها من ح. [4] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 157، 158، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 80، والأغاني 17/ 86، وإمتاع الأسماع للمقريزي 494 وانظر ديوان كعب بن زهير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 المُزَنيّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه قَالَ: خرج كَعْب وبُجير ابنا زُهَيْر حتّى أَتَيَا أَبْرَق الْعَزَّافِ [1] فقال بُجَير لكعب: اثبت هنا حتّى أتي هذا الرجل فأسمع ما يَقُولُ. قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرض عَلَيْهِ الْإِسْلَام فأسلم، فبلغ ذَلِكَ كعبًا فقال: ألا أبلغَا عنّي بُجَيْرًا رسالةً ... فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا سقاك بها المأمون كأسًا رَوِيَّةً ... وَأَنْهَلَكَ المأمونُ منها وعَلَّكا ويُروَى سقاك أَبُو بَكْر بكأس رَويةٍ فَفَارَقْتَ أَسْبَابَ الْهُدَى وَتَبِعْتَهُ ... عَلَى أيِّ شَيْءٍ وَيْبَ [2] غَيْركَ دلَّكا عَلَى مَذْهَبٍ لم تلفِ أمًّا ولا أبًا ... عَلَيْهِ، ولم تعرفْ عَلَيْهِ أخًا لكا [3] فاتّصل الشِعْر بالنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأهْدَر دمه. فكتب بُجَير إِلَيْهِ بذلك، ويقول لَهُ: النَّجاءَ، وما أراك تُفْلِت [4] . ثمّ كتب إِلَيْهِ: اعَلْم أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يأتيه أحد يشهد أنَّ لَا إِلَهَ إِلا اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ إلّا قَبِلَ ذَلِكَ منه، وأسقط ما كَانَ قبل ذَلِكَ. فأسلم كَعْب، وقال القصيدة التي يمدح فيها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أقبل حتّى أناخ راحلته بباب مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم دخل [111 ب] المسجد ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أصحابه مكانَ المائدة من القوم، والقوم متحلِّقون معه حَلْقةً دون حَلْقة، يلتفت إلى هَؤُلَاءِ مرّة فيحدّثهم، وإلى هَؤُلَاءِ مرّة فيحدّثهم. قَالَ كَعْب: فأنخْتُ رَاحِلتي، ودخلت، فعرفتُ رَسُول الله صلّى الله عليه وسلم بالصّفة،   [1] في الأصل، ح «أبرق العراق» ، والتصحيح من (ع) . وأبرق العزّاف: ماء لبني أسد بن خزيمة بن مدركة، وهو في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة يجاء من حومانة الدراج إليه، ومنه إلى بطن نخل ثم الطرف ثم المدينة. وإنما سمّي العزّاف لأنهم يسمعون فيه عزيف الجنّ. (معجم البلدان 1/ 68) ، والأبرق والبرقاء: جمعها أبراق: حجارة ورمل مختلطة. (معجم البلدان 1/ 65) . [2] ويب: مثل ويح ووي. [3] راجع الديوان- ص 3، والأغاني 17/ 86، والشعر والشعراء 1/ 80. [4] في الأصل، ح: «تنفلت» . وفي ع: «فقلب» . وفي الأغاني 17/ 87 «بمفلت» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 فتخطّيت حتّى جلست إِلَيْهِ فقلتُ: أشهد أنَّ لَا إله إلّا اللَّه، وأنّك رَسُول اللَّهِ. الأَمانَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ، «وَمَنْ أنتَ؟» قلتُ: أَنَا كَعْب بْن زُهَيْر. قَالَ: «الَّذِي يَقُولُ» ثمّ التفتَ إلى أَبِي بَكْر فقال: «كيف [قَالَ] [1] يا أَبَا بَكْر؟» فأنشده: سقاك أَبُو بَكْر بكأس رويّة ... وأنهلك المأمُور [2] منها وعلّكا قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما قلتُ هكذا. قَالَ: «فكيف قلت؟» قلتُ، إنّما قلتُ: وأنهلك المأمونُ منها وعلّكا فقال: «مأمونٌ، والله» . [قَالَ] [3] : ثمّ أنشده [4] : بانَتْ سُعاد فقلبي اليوم مَتْبولُ ... مُتَيَّمٌ إِثْرَها لم يُلْفَ مكبول وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلّا أَغنُّ غَضِيض الطَّرْف مَكْحول تجلو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذا ابتسمتْ ... كأنّه مُنْهلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ من ماءِ مَحْنِيَةٍ ... صادٍ بأبطحَ أَضْحَى وهو مَشْمول [5] تَنْفي الرياحُ الْقَذَى عَنْهُ وأفْرَطَهُ ... من صَوْب ساريةٍ بيضٌ يَعالِيل [6] أَكْرِمْ بها خُلَّةً لو أنّها صَدَقتْ ... مَوْعُودَها، أَوْ لَوْ أن النصح مقبول لكنها خلة قَدْ سيط من دمها ... فجع وولع وإخلاف وتبديل [7]   [1] سقطت من الأصل، ح، وأثبتناها من ع. [2] في الأصل، ع والأغاني: «المأمون» . والمثبت من (ح) وهو الوجه. [3] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. [4] شرح ديوانه: 6- 25، وانظر أيضا: شرح قصيدة كعب بن زهير للخطيب التبريزي (تحقيق سالم الكرنكوي) ، وسيرة ابن هشام 4/ 159، 160. [5] شجت: مزجت، يعني الراح. وذي شبم: الماء البارد. والمحنية: ما انعطف من الوادي. ومشمول: أصابته ريح الشمال. [6] أفرطه: أي ملأه. سارية: سحابة تسري. بيض يعاليل: أي سحائب بيض رواء. [7] سيط: خلط. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 فما تدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بها ... كما تَلَوَّنُ فِي أثوابها الْغُولُ [1] ولا تَمَسَّكُ [2] بالعَهْد الَّذِي زَعَمت ... إلّا كما يُمْسِكُ الماءَ الغرابيل فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّت وما وعدتْ ... إنّ الأمانيَّ والأحلامَ تضليل كانت مواعيدُ عُرْقوبٍ لها مَثَلًا ... وما مواعيدُها إلّا الأباطيل أرجو وآمُل أنَّ تدنو مودَّتُها ... وما إِخالُ لَدَيْنا منكِ تَنْويل أمستْ سعاد بأرض لَا يُبَلّغها ... إلّا الْعِتَاقُ النَّجِيبات المَراسيل ولن يبلّغها إلّا عُذَافِرَةٌ ... فيها عَلَى الأَيْنِ إِرْقال وتَبْغيل [3] من كلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرى إذا عَرِقتْ ... عرضتها طامِسُ الأعلامِ مجهول [4] ترى الْغُيُوبَ بعينَيْ مُفْردٍ لَهَقٍ ... إذا توقّدتِ الحِزَّانُ وَالْمِيلُ [5] ضخْمٌ مُقَلَّدُها، فَعْمٌ [6] مُقَيَّدُها ... فِي خَلْقها عَنْ بناتِ الْفَحْلِ تَفْضيل غَلبْاءُ وَجْناءُ عُلْكومٌ مُذَكَّرةٌ ... فِي دَفِّها سَعَةٌ قُدَّامُها مِيلُ [7] وجِلدُها من أَطُومٍ ما يُؤْيسُه ... طِلْحٌ بِضَاحِيَةِ المَتْنَيْن مَهْزول [8] حَرْفٌ أبُوها أخُوها مِن مُهَجَّنَةٍ ... وعمُّها خالُها قَوْداءُ شِمْليل [9] يسعَى الوُشاةُ بدفيها [10] وقِيلُهُم ... إنَّكَ يا بْنَ أبي سُلْمَى لمقتول   [1] الغول: الداهية (ح) ومن معانيها كذلك: السّعلاة، وهو المقصود هنا. [2] في الأصل: «ولا تمسكت» . وأثبتنا لفظ ع، ح. [3] عذافرة: ناقة صلبة. والأين: الإعياء. والإرقال والتبغيل: ضربان من السير. [4] الذفرى: ما تحت الأذن. وعرضتها: من قولهم بعير عرضة السفر أي قوي عليه. [5] المفرد: بقر الوحش، شبه الناقة به. واللهق: الأبيض. والحزان: الحزن وهو الغليظ من الأرض. [6] الفعم: الممتلئ. [7] الغلباء: الغليظة الرقبة، والوجناء: العظيمة الوجنتين. وقدامها ميل: أي طويلة العنق. [8] الأطوم: الزرافة، يصف جلدها بالنعومة. والطلح: القراد، أي لملاسة جلدها لا يثبت عليه قراد. [9] الحرف: الناقة الضامر. ومهجنة: أي حمل عليها في صغرها. وقوداء: طويلة، وشمليل: سريعة. [10] كذا في الأصل، ح. وحرفت في ع إلى «فيها» . وبها يختل الوزن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 [112 أ] وقال كلُّ صديقٍ كنتُ آمُلُه ... لَا أُلْهِيَنَّك [1] ، إنّي عنكَ مشغول خَلُّوا طريقَ يَدَيْها [2] لَا أَبَا لَكُمُ ... فكلُّ ما قدّر الرَّحْمَن مفعول كلُّ ابْنِ أنثى وإن طالتْ سلامتُهُ ... يومًا عَلَى آلةٍ حَدْباءَ محمول أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُول اللَّهِ أَوْعَدني ... والعفوُ عند رَسُول اللَّهِ مَأْمول مَهْلًا رسولَ الَّذِي أعطاك نَافِلَةَ ... الْقُرْآنِ، فِيهِ مَوَاعِيظٌ وتَفْصيل لا تأخُذَنِّي بأقوالِ الوُشاةِ ولَمْ ... أُذْنِبْ، ولو كثُرت عنّي الأقاويل لقد أَقومُ مَقامًا لو يقوم بِهِ ... أَرَى وأَسمعُ ما لَوْ يسمعُ الفيل [3] لَظَلَّ يَرْعَد إلّا أنَّ يكون لَهُ ... من الرَّسُول بإِذْن اللَّه تَنْويل حتّى وضعتُ يَميِني لَا أُنَازِعُه ... فِي كَفِّ [ذي] [4] نَقِماتٍ قيِلُه الْقِيلُ لَذَاكَ أَخْوَفُ عِندي إذْ أكلّمه ... وَقِيلَ إنّكَ مَنْسوبٌ ومَسْئول مِن ضَيْغَمٍ من لُيُوث الُأسْد مَسْكَنُهُ ... من بَطْنِ عَثَّر غيِلٌ دونَهُ غِيلُ إنّ الرَّسُول لَنُورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ ... مُهَنَّدٌ من سُيوف اللَّه مَسْلولُ فِي فِتْيةٍ من قُرَيشٍ قَالَ قَائِلُهُم ... ببَطْنِ مكةَ لمّا أَسْلَمُوا: زُولُوا [5] زَالُوا، فما زَال أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ [6] ... عند اللّقاءِ، ولا مِيلٌ معازيل [7] شمّ العرانين أَبْطالٌ لَبُوسُهمُ ... من نَسْجِ دَاوُد فِي الْهَيْجَا سَرَابِيِلُ يَمْشُون مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهم ... ضَرْبٌ إذا عَرَّد السُّود التَّنَابِيلُ لا يَفْرَحُون إذا نالتْ سُيُوفهمُ ... قومًا، ولَيْسوا مَجَازِيعًا إذا نِيلُوا   [1] ألهينك: خ ألفينك. [2] كذا في الأصل، ح. وفي ع: «فقلت خلوا سبيلي» . وهي الرواية. [3] فاعل يقوم الفيل. (ح) . [4] سقطت من الأصل، ع. وأثبتناها من ح. [5] أراد الهجرة. (ح) . [6] أنكاس: جمع نكس وهو الرجل الضعيف. وكشف: جمع أكشف وهو الّذي لا ترس معه. [7] في ح: ولا خيل معازيل. وقال في الهامش: الخيل الفرسان. ويروى: ميل، جمع مائل وهو الّذي لا يحسن الفروسية. ومعازيل من أعزل الّذي لا رمح معه في الحرب. أي زالوا من بطن مكة وما فيهم من هذه صفاته. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 620 لا يقع [1] الطّعن إلّا في نحورهم ... وما لهم عَنْ حِياض المَوْت تَهْلِيلُ [وفي سنة ثمان: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكْبَرُ بَنَاتِهِ [2] . وَهِيَ الَّتِي غَسَّلَتْهَا أُمُّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةُ، وَأَعْطَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقْوَهُ [3] ، وَقَالَ: «أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ» [4] . فَجَعَلَتْهُ شِعَارَهَا تَحْتَ كَفَنِهَا. وقد وَلَدت زينبُ من أَبِي العاص بْن الرَّبيع بْن عَبْد شمس، رَضِيَ اللَّهُ عنه، [ابنتها] [5] أُمَامَة التي كَانَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يحملها في الصلاة] [6] . وفيها: عُمل منبر النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخطب عَلَيْهِ، وحَنَّ إِلَيْهِ الجِذْع الَّذِي كَانَ يخطب عَلَيْهِ. وفيها: وُلِدَ إِبْرَاهِيم ابن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [7] . وفيها: وهبت سَوْدة أمّ المؤمنين يومها لعائشة. وفيها: تُوُفِّيَ مُغَفَّلُ بْن عَبْد نُهْم بْن عفيف المُزَنيّ، والد عبد الله، وله صحبة [8] .   [1] كذا في الأصل وبقية النسخ، وفي هامش ح: صوابه لا يقطع. [2] تاريخ خليفة 92، تاريخ الطبري 3/ 27. [3] الحقو: الإزار. [4] أخرجه البخاري في الجنائز (2/ 73) باب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر، وباب ما يستحب أن يغسل وترا، وباب هل تكفّن المرأة في إزار الرجل، (2/ 74) وباب يجعل الكافور في آخره، ومسلم في الجنائز (36/ 939) باب في غسل الميت، وأبو داود في الجنائز (3142) باب كيف غسل الميت، وأحمد في المسند 5/ 84، 85 و 6/ 407 و 408. [5] إضافة على الأصل للتوضيح. [6] ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، والمثبت من نسختي (ع) و (ح) . وقد تقدّم خبر وفاة زينب رضي الله عنها، قبل فتح مكة مباشرة، فليراجع هناك. [7] تاريخ خليفة 92، تاريخ الطبري 3/ 95. [8] انظر عنه: الاستيعاب 3/ 507، الإصابة 3/ 451 رقم 8167. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 وفيها: مات مَلِك العرب بالشام، الحارث بْن أَبِي شَمِر الغَسَّانيّ، كافرًا. وولي بعده جَبَلة بْن الأَيْهَم. فَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْجَحْشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ وَهُوَ بِالْغُوطَةِ [1] ، فَسَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ. وَقَالَ: فَأَتَيْتُهُ [2] فَوَجَدْتُهُ يُهَيِّئُ الإِنْزَالَ لِقَيْصَرَ، وَهُوَ جَاءٍ مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ، إِذْ كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ، شُكْرًا للَّه. فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ رَمَى بِهِ، وَقَالَ: وَمَنْ يَنْزِعُ مِنِّي مُلْكِي؟ أَنَا سَائِرٌ إِلَيْهِ بِالنَّاسِ. ثُمَّ عَرَضَ إِلَى اللَّيْلَ، وَأَمَرَ بِالْخَيْلِ تُنْعَلُ، وَقَالَ: أَخْبِرْ صاحبك بما ترى. فصادف قيصر [112 ب] بِإِيلِيَاءَ وَعِنْدَهُ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَكَتَبَ قَيْصَرُ إِلَيْهِ: أَنْ لا تَسِيرَ إِلَيْهِ، وَالْهَ عَنْهُ، وَوَافِ [3] إِيلِيَاءَ. قَالَ شُجَاعٌ: فَقَدِمْتُ، وَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «بَادَ مُلْكُهُ» [4] . [ويُقَال: حَجَّ بالناس عَتَّاب بْن أَسِيد أميرُ مكة [5] . وقيل: حجَّ النّاس أَوْزَاعًا [6] . حكاهما الواقديّ [7] . والله أعلم] [8] .   [1] الغوطة: الكورة التي منها مدينة دمشق، وإليها تنسب، فيقال غوطة دمشق. والغوطة لغة من الغائط وهو المطمئن من الأرض. [2] في الأصل، ح «فأتيت» . وأثبتنا عبارة ع. [3] في الأصل: «ووات» . وأثبتنا عبارة ع، ح. [4] تاريخ الطبري 2/ 652. [5] تاريخ الطبري 3/ 95. [6] مروج الذهب 4/ 396 والأوزاع: أي متفرّقين. [7] في المغازي 3/ 959، 960. [8] ما بين الحاصرتين لم يرد في الأصل. وأثبتناه من نسختي (ع) و (ح) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 السنة التاسعة [سريّة الضَّحَّاك بْن سُفْيَان الكِلابيّ إلى القُرَطَاء] [1] قِيلَ: فِي ربيع الأول بَعَث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشا إلى القرَطَاء [2] ، عليهم الضحَّاك بْن سُفْيَان الكِلابيّ، ومعه الأَصْيَد بْن سَلَمَةَ بْن قُرْط. فلقوهم بالزُّجِّ، زجّ َلاوة [3] . فدعوْهم إلى الْإِسْلَام، فَأبَوْا. فقاتلوهم فهزموهم. فَلحِق الأصْيَد أَبَاهُ سَلَمَةَ، فدعاه إلى الْإِسْلَام وأَعطاه الأمان، فسبَّه وسبَّ دينه. فعَرْقَب الأصْيَد عُرْقوبَيْ فَرَسه. ثمّ جاء رَجُل من المسلمين فقتل سَلَمَةَ. ولم يقتله ابنُه [4] . [سَرِيّة عَلْقَمَة بْن مُجَزِّز المُدْلِجِيّ] [5] وفي ربيع الآخر، قِيلَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلغه أَنّ ناسًا من الحَبَشَة   [1] العنوان بين الحاصرتين ليس في الأصل وأثبتناه للتوضيح. [2] في هامش الأصل: الفرطاء خ، أي في نسخة. والقرطاء: هم قرط وقريطة وقريط بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب، بطن من بني بكر. (انظر شرح المواهب اللدنية 3/ 57) . [3] في النسخ الثلاث: «بالرخ رخ لاوة» ، والتصحيح من الواقدي. وزجّ لاوة: موضع بناحية ضرية من نجد على طريق البصرة انظر معجم البلدان 3/ 133. [4] المغازي (3/ 982) وابن سعد 2/ 162. [5] العنوان ليس في الأصل. وهو من طبقات ابن سعد 2/ 163. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 تراءاهم [1] أهُل جُدَّة. فبعث النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم علقمة بن مجزّز المدلجيّ في ثلاثمائة، فانتهى إلى جزيرةٍ فِي البحر، فهربوا مِنْهُ [2] . [سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس] [3] وفي ربيع الآخر سريّة عليَّ بْن أَبِي طالب إلى الفلس [4] ، صنم طيِّئ، ليهدمه. فِي خمسين ومائة رَجُل من الأنصار، عَلَى مائة بعير وخمسين فرسًا، ومعه راية سوداء، ولواء أبيض. فَشنّوا الغارة عَلَى مَحِلَّة آل حاتِم [5] مَعَ الفجر، فهدموا الفُلْس وخرّبوه، وملئوا أيديهم من السَّبْي والنَّعَم والشَّاء. وفي السّبْي أخت عَدِيّ بْن حاتم. وهرب عديّ إلى الشَّأْم [6] . [سريّة عُكَّاشة بْن مِحْصَن إلى أَرْضِ عُذْرَة] [7] . وفي هذه الأيام كانت سريّة عُكّاشة بْن مِحْصَن إلى أرض عُذْرَة [8] . ذكر هذه السَّرايا شيخُنا الدِّمْياطيّ فِي «مختصر السيرة» . وأظنّه أَخَذه من كلام الواقديّ [9] . وَفِي رَجَبٍ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ مسيره إلى تبوك على أصحمة   [1] تراءاهم: نظروهم ورأوهم. (شرح المواهب اللدنية 3/ 58) . [2] المغازي للواقدي 3/ 983 وفيه «أهل شعيبة» بدل «أهل جدّة» . [3] العنوان ليس في الأصل، وهو من طبقات ابن سعد 2/ 164. [4] الفلس: صنم لطيّئ، وكان أنفا أحمر في وسط جبلهم الّذي يقال له أجأ، أسود كأنه تمثال إنسان (الأصنام لابن الكلبي: 59) . [5] هم آل حاتم الطائي الّذي ضرب المثل بجوده، وكانت محلّتهم في نجد. [6] الواقدي: المغازي (3/ 984- 989) ، وابن سعد في الطبقات 2/ 164. [7] العنوان ليس في الأصل، وهو من طبقات ابن سعد 2/ 164. [8] في طبقات ابن سعد: «ثم سريّة عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب، أرض عذرة وبليّ، في شهر ربيع الآخر سنة تسع من مهاجر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» (2/ 164) . [9] سَرِيَّةً عكاشة ليست في مغازي الواقدي، ونرجّح أنّه أخذها من طبقات ابن سعد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 النَّجَاشِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، صَاحِبِ الْحَبَشَةِ. وَأَصْحَمَةُ بِالْعَرَبِيِّ: عَطِيَّةٌ. وَكَانَ قَدْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ مَاتَ أَخٌ لَكُمْ بِالْحَبَشَةِ» . فَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى، وَصَفَّهُمْ، وَصَلَّى عَلَيْهِ [1] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ كَانَ يُتَحَدَّثُ أَنَّهُ لا يَزَالَ يُرَى عَلَى قَبْرِهِ نُورٌ. «وَيُكْتَبُ هُنَا الْخَبَرُ الَّذِي فِي السِّيرَةِ قَبْلَ [2] إسلام عمر» [3] .   [1] في الأصل: «وصفّهم صلّى الله عليه وسلم» . والتصحيح من (ع) و (ح) . والحديث أخرجه مسلم في الجنائز (66/ 951) باب في التكبير على الجنازة، من طريق أيوب، عن أبي الزبير، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أن أخا لكم قد مات. فقوموا فصلّوا عليه» ، قال: فقمنا فصفّنا صفّين. وانظر (67/ 951) . [2] في الأصل: «وقبل» ، والمثبت من نسختي: (ع) و (ح) . [3] في هامش (ح) : كذا بخط الذهبي رحمه الله تعالى» . والصحيح أنّ الخبر عن النجاشي يأتي بعد الحديث عن إسلام عمر، لا قبله. انظر الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من تحقيقنا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 غزوة تبوك [1] قَالَ ابن إِسْحَاق، عَنْ عاصم بن عمر، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلّما كَانَ يخرج فِي غزوة إلّا أظهر أَنَّهُ يريد غيرها، إلّا غزوة تَبُوك فإنه قَالَ: أيها النّاس، إنّي أريد الرُّوم. فأَعْلَمَهُمْ. وذلك فِي شدّة الحرّ وَجَدْبٍ [من] [2] البلاد. وحين طابت الثِّمار، والناس يحبّون المقام فِي ثمارهم. فبينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يوم فِي جَهازه، إذْ قَالَ للجَدِّ بْن قَيْس: «يا جَدّ، هَلْ لَكَ فِي بنات بني الأَصْفَر؟ [3] فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لقد علم قومي أنّه ليس أحدٌ أشدّ عُجْبًا بالنِّساء منّي. وإنّي أخاف إنْ رأَيتُ نساء بني الأصْفَر أَن يَفْتِنَّنِي، فائذنْ لي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فأعرض عنه [113 أ] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «قد أَذنْتُ لك» . فنزلت وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا في 9: 49   [1] انظر عنها: المغازي لعروة 220، المغازي للواقدي 3/ 989، تاريخ خليفة 92، سيرة ابن هشام 4/ 173، طبقات ابن سعد 2/ 165، تاريخ الطبري 3/ 100، الدرر في المغازي والسير لابن عبد البر 253، جوامع السيرة لابن حزم 249، نهاية الأرب للنويري 17/ 352، عيون التواريخ للكتبي 1/ 344، عيون الأثر لابن سيّد الناس 2/ 215 وغيره. [2] سقطت من الأصل، وأثبتناها من نسختي (ع) و (ح) . [3] بنو الأصفر: هم الروم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 الْفِتْنَةِ سَقَطُوا 9: 49 [1] قَالَ: وقال رَجُل من المنافقين: لا تَنْفِرُوا في الْحَرِّ 9: 81، فنزلت: قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا 9: 81 [2] . ولم يُنْفِق أحدٌ أَعْظَمَ من نَفَقة عثمان، وحَمَل عَلَى مائة [3] بعير [4] . [رَوَى عُثْمَانُ بْنُ عطاء الخراساني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ الْمُسْلِمِينَ بِالصَّدَقَةِ وَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَنْفَقُوا احْتِسَابًا، وَأَنْفَقَ رِجَالٌ غَيْرَ مُحْتَسِبِينَ. وَحَمَلَ رجال من فُقَرَاءَ الْمُسْلِمِينَ، وَبَقِيَ أُنَاسٌ. وَأَفْضَلُ مَا تَصَدَّقَ بِهِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، تَصَدَّقَ بِمِائَتَيْ أُوقِيَّةٍ، وَتَصَدَّقَ عُمَرُ بِمِائَةِ أُوقِيَّةٍ، وَتَصَدَّقَ عَاصِمٌ [5] الأَنْصَارِيُّ بِتِسْعِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ [6] : «هَلْ تَرَكْتَ لأَهْلِكَ شَيْئًا؟» قَالَ: نَعَمْ، أكثر مما أنفقت وأطيب. قال: كم؟ قَالَ: مَا وَدَّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنَ الرِّزْقِ والخير] [7] . قال عمرو بن مرزوق، ثَنَا السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ [8] ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَثَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، قَالَ: فَقَامَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا [9] فِي سَبِيلِ اللَّهِ. فقال: ثم حثّ   [1] سورة التوبة، الآية 49. [2] سورة التوبة، الآية 81. [3] في نسختي (ع) و (ح) : «على مائتي بعير» . [4] الخبر عن تاريخ الطبري (3/ 110- 102) باختصار. [5] في ع: «عامر» . والتصحيح من ح. وهو عاصم بن عدي بن الجدّ العجلاني حليف الأنصار. وانظر ترجمته في أسد الغابة (3/ 114) والإصابة (2/ 246) . [6] في ع، ح: وسأل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ. ولعل الوجه ما أثبتناه. [7] لم يرد هذا الخبر في الأصل، وأثبتناه من ع، ح. وانظر المغازي للواقدي 3/ 991. [8] في الأصل: «فرقد بن طلحة» . والتصحيح من ع، ح، ومن ترجمته في تهذيب التهذيب (8/ 264) . [9] الأحلاس: جمع حلس وهو كل ما ولى ظهر الدابة تحت الرحل والقتب والسرج. والأقتاب: جمع قتب وهو الإكاف أو الرحل الصغير على قدر سنام البعير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 628 ثَانِيَةً، فَقَامَ عُثْمَانُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ مِائَتَا بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. ثُمَّ حَضَّ، أَوْ قَالَ: حَثَّ، الثَّالِثَةَ، فَقَامَ عُثْمَانُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَيَّ ثَلَاثُمِائَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَنَا شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: «مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ» . أَوْ قَالَ: «بَعْدَهَا» [1] . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ [2] وَغَيْرُهُ، عَنِ السَّكَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ مَوْلَاهُ، قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفِ دِينَارٍ حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَفَرَّغَهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا وَيَقُولُ: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ» [3] . قَالَهَا مِرَارًا. وَقَالَ بُرَيْدٌ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلَهُ لَهُمُ الْحُمْلَانَ [4] ، إِذْ هُمْ مَعَهُ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ، وَهِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [6] : ثُمَّ إِنَّ رِجَالا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم البكّاءون،   [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 75 وابن عساكر في تاريخ دمشق 52 وما بعدها. [2] منحة المعبود. كتاب الخلافة والإمارة، أبواب خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، باب ما جاء في البيعة له وذكر شيء من مناقبه (2/ 175) . وانظر تاريخ دمشق 52 وما بعدها (ترجمة عثمان) . [3] رواه أحمد في المسند 5/ 63، وابن عساكر في تاريخ دمشق 57 و 58 وسيذكره المؤلّف مرّة أخرى في ترجمة عثمان بن عفّان، في الجزء الخاص بالخلفاء الراشدين، وهو من تحقيقنا- ص 462. [4] الحملان: ما يحمل عليه من الدّوابّ. [5] أخرجه البخاري في المغازي 5/ 128 باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة، ومسلم في كتاب الأيمان (8/ 1649) باب ندب من حلف يمينا فرأى غيرها خيرا منها أن يأتي الّذي هو خير ويكفّر عن يمينه. [6] في سيرة ابن هشام 4/ 174 وتاريخ الطبري 3/ 102، وطبقات ابن سعد 2/ 165. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 629 وَهُمْ سَبْعَةٌ [1] مِنَ الأَنْصَارِ: سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو لَيْلَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحُمَامِ بْنِ الْجَمُوحِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ، وَهَرِمُ [بْنُ] [2] عَبْدِ الله، والعرباض ابن سَارِيَةَ الْفَزَارِيُّ. فَاسْتَحْمَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانُوا أهُلَ حَاجَةٍ، فَقَالَ: لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ. تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ 9: 92 [3] . فَبَلَغَنِي أَنَّ يَامِينَ بْنَ عَمْرٍو، لَقِيَ أَبَا لَيْلَى وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ وَهُمَا يَبْكِيَانِ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكُمَا؟ فَقَالا: جِئْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَحْمِلَنَا، فَلَمْ نَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُنَا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الْخُرُوجِ. فَأَعْطَاهُمَا نَاضِحًا لَهُ فَارْتَحَلاهُ وَزَوَّدَهُمَا شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ [4] . وَأَمَّا عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ فَخَرَجَ مِنَ اللَّيْلَ فَصَلَّى مِنْ لَيْلَتِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالْجِهَادِ وَرَغَّبْتَ فِيهِ، ثُمَّ لَمْ تَجْعَلْ عِنْدِي مَا أَتَقَوَّى بِهِ، وَلَمْ [113 ب] تَجْعَلْ فِي يَدِ رَسُولِكَ مَا يَحْمِلُنِي عَلَيْهِ، وَإِنِّي أَتَصَدَّقُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بِكُلِّ مَظْلِمَةٍ أَصَابَنِي بِهَا فِي مَالٍ أَوْ جَسَدٍ أَوْ عِرْضٍ [5] . ثُمَّ أَصْبَحَ مَعَ النَّاسِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيْنَ الْمُتَصَدِّقُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ» ؟ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ. ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ «الْمُتَصَدِّقُ؟ فَلْيَقُمْ» . فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَبْشِرْ، فو الّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ كُتِبَتْ فِي الزَّكَاةِ المتقبّلة» [6] .   [1] في الأصل، ح: «وهم سبعة منهم من الأنصار» ، والمثبت من (ع) . [2] سقطت من الأصل، وأثبتناها من (ع) و (ح) . ويقال له) هرم أو هرميّ، أخو بني واقف. [3] سورة التوبة، الآية 92. [4] في السيرة لابن هشام 4/ 174 وتاريخ الطبري 3/ 102 «شيئا من تمر» بدل «لبن» . [5] العرض: بسكون الراء المتاع. (النهاية في غريب الحديث 3/ 84) . [6] أخرجه ابن حجر في الإصابة 2/ 500 وقال ورد مسندا موصولا من حديث مجمع بن حارثة، ومن حديث عمرو بن عوف وأبي عبس بن حبر، ومن حديث علبة بن زيد وقتيبة ... الجزء: 2 ¦ الصفحة: 630 وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ من الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ 9: 90 [1] [2] فاعْتَذَرُوا فَلَمْ يَعْذِرْهُمُ اللَّهُ. فَذَكَرَ أَنَّهُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْطَأَتْ بِهِمُ النِّيَّةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى تَخَلَّفُوا عَنْ غَيْرِ شَكِّ وَلا ارْتِيَابٍ، مِنْهُمْ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ أَخُو بَنِي سَلَمَةَ، وَمُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ أَحَدُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَهِلالُ بْنُ أُمَيَّةَ أَخُو بَنِي وَاقِفٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ أَخُو بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ. وَكَانُوا رَهْطَ صِدْقٍ [3] . ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ محمد ابن مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيَّ. فَلَمَّا خَرَجَ ضَرَبَ عَسْكَرَهُ عَلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَمَعَهُ زِيَادَةٌ عَلَى ثَلاثِينَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ. وَضَرَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ عَسْكَرَهُ عَلَى ذِي حِدَّةٍ [4] أَسْفَلَ مِنْهُ، وَمَا كَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ بِأَقَلِّ الْعَسْكَرَيْنِ [5] . فَلَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَخَلَّفَ عَنْهُ ابْنُ سَلُولٍ فِيمَنْ تَخَلَّفَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَأَهْلِ الرَّيْبِ. وَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى أَهْلِهِ، وَأَمَرَهُ بِالإِقَامَةِ فِيهِمْ، فَأَرْجَفَ بِهِ الْمُنَافِقُونَ وَقَالُوا: مَا خَلَّفَهُ إِلا اسْتِثْقَالا له وتخفّفا مِنْهُ. فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ الْمُنَافِقُونَ، أَخَذَ عَلِيٌّ سِلاحَهُ ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ نَازِلٌ بِالْجُرْفِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ الْمُنَافِقُونَ أَنَّكَ إِنَّمَا خَلَّفْتَنِي تَسْتَثْقِلُنِي وَتَخَفَّفُ مِنِّي. قَالَ: «كَذَبُوا، وَلَكِنْ خَلَّفْتُكَ لِمَا تَرَكْتُ وَرَائِي، فَارْجِعْ فَاخْلُفْنِي فِي أَهْلِي وَأَهْلِكَ، أَلا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لا نبيّ بعدي» . فرجع إلى المدينة [6] .   [1] المعذّرون: الذين يعتذرون وهم غير محقّين في العذر. [2] سورة التوبة، الآية 90. [3] سيرة ابن هشام 4/ 175، المحبّر لابن حبيب 284، 285. [4] في الأصل «عسكره على حدة عسكره أسفل منه» والمثبت من (ع) و (ح) . وهو «ذو حدة» في وفاء ألوفا (2/ 309) . [5] سيرة ابن هشام 4/ 175. [6] سيرة ابن هشام 4/ 175. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 631 وَأَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ [1] مِنْ حَدِيثِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ قَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» . وَرَوَاهُ عَامِرٌ، وَإِبْرَاهِيمُ، ابْنَا سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِمَا. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوكَ، جَعَلَ لَا يَزَالُ يَتَخَلَّفُ الرَّجُلُ فَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَخَلَّفَ فُلانٌ. فَيَقُولُ: «دَعُوهُ، إِنْ يَكُ فِيهِ خَيْرٌ فَسَيُلْحِقُهُ اللَّهُ بِكُمْ، وَإِنْ يَكُ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللَّهُ مِنْهُ» . حَتَّى قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَخَلَّفَ أَبُو ذرّ [114 أ] وَأَبْطَأَ بِهِ بَعِيرُهُ، فَقَالَ: «دَعُوهُ، إِنْ يَكُ فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يكن غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ أَرَاحَكُمُ اللَّهُ مِنْهُ» . فَتَلوَّمَ أَبُو ذَرٍّ بَعِيرَهُ فَلَمَّا بَطَّأَ عَلَيْهِ أَخَذَ مَتَاعَهُ فَجَعَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ خَرَجَ يَتْبَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيًا. [ونزل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [2] فِي بَعْضِ مَنَازِلِهِ، وَنَظَرَ نَاظِرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الطَّرِيقِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْ أَبَا ذَرٍّ» . فَلَمَّا تَأَمَّلَهُ الْقَوْمُ قَالُوا: هُوَ وَاللَّهِ أَبُو ذَرٍّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ» . فَضَرَبَ الدَّهْرُ مِنْ ضَرْبِهِ، وَسُيِّرَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ [3] ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى امْرَأَتَهُ وَغُلامَهُ: إِذَا مِتُّ فَاغْسِلانِي وكفّناني وضعاني   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي (5/ 129) باب غزوة تبوك وهي غزوة العسرة. ومسلم في فضائل الصحابة (33/ 2404) باب من فضائل عليّ بن أبي طالب، والترمذي في المناقب (3808) ، وابن سعد في الطبقات 3/ 24، 25، والكلابي في المسند وهو ملحق بكتاب مناقب أمير المؤمنين علي» لابن المغازلي- ص 276 رقم 29، 30، وابن الأثير في جامع الأصول 8/ 649، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ- ص 240، 241 رقم 196 (بتحقيقنا) - الحاشية رقم (5) . [2] سقطت من الأصل والمثبت من: ع، ح، وسيرة ابن هشام 4/ 177. [3] الزبدة: بالتحريك، قرية من قرى المدينة على ثلاثة أيام. (معجم البلدان 3/ 24) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 632 عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّونَ بِكُمْ فَقُولُوا: هَذَا أَبُو ذَرٍّ. فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَاطَّلَعَ رَكْبٌ، فَمَا عَلِمُوا بِهِ حَتَّى كَادَتْ رَكَائِبُهُمْ تَوَطَّأُ سَرِيرَهُ، فَإِذَا ابْنُ مَسْعُودٍ فِي رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: جِنَازَةُ أَبِي ذَرٍّ. فَاسْتَهَلَّ ابْنُ مَسْعُودٍ يَبْكِي، فَقَالَ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ، يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُبْعَثُ وَحْدَهُ. فَنَزَلَ، فَوَلِيَهُ بِنَفْسِهِ حَتَّى أَجَنَّهُ [1] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بكر، أنّ أبا خيثمة، أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ، رَجَعَ- بَعْدَ مَسِيرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامًا- إِلَى أَهْلِهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَوَجَدَ امْرَأَتَيْنِ لَهُ فِي حَائِطٍ قَدْ رَشَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَرِيشَهَا [3] ، وَبَرَّدَتْ لَهُ فِيهِ مَاءً، وَهَيَّأَتْ لَهُ فِيهِ طَعَامًا. فَلَمَّا دَخَلَ قَامَ عَلَى بَابِ الْعَرِيشَيْنِ فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ فِي الضِّحِّ [4] وَالرِّيحِ والحرّ، وأنا في ظلّ بارد وماء بارد وَطَعَامٍ مُهَيَّإٍ وَامْرَأَةٍ حَسْنَاءَ، فِي مَالٍ مُقِيمٍ؟ مَا هَذَا بِالنَّصَفِ. ثُمَّ قَالَ: لا، وَاللَّهِ، لا أَدْخُلُ عَرِيشَ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا حَتَّى أَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَيِّئَا لِي زَادًا. فَفَعَلَتَا. ثُمَّ قَدَّمَ نَاضِحَهُ فَارْتَحَلَهُ. ثُمَّ خَرَجَ فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَدْرَكَهُ بِتَبُوكَ حِينَ نَزَلَهَا. وَقَدْ كَانَ أَدْرَكَهُ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ فِي الطَّرِيقِ فَتَرَافَقَا، حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ تبوك، قال أبو خيثمة لِعُمَيْرٍ: إِنَّ لِي ذَنْبًا، تَخَلَّفْ عَنِّي حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللَّهِ. فَفَعَلَ. فَسَارَ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «كُنْ أبا خيثمة» . فقالوا: هو والله أبا خيثمة، فَأَقْبَلَ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: «أَوْلَى لَكَ أَبَا خيثمة» . ثُمَّ أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر، فقال له خيرا.   [1] سيرة ابن هشام 4/ 177، تاريخ الطبري 3/ 107. [2] سيرة ابن هشام 4/ 175، تاريخ الطبري 3/ 104، المغازي للواقدي 3/ 998. [3] في الأصل «عرشها» ، والمثبت من (ع) و (ح) . [4] الضّح: الشمس. وفي نسختي: (ع) و (ح) : «في الضح والشمس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 633 وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة [1] . [و] قاله مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ. فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ سِيَاقِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وقال مَعْمَر، عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل، قَالَ: فِي قوله تعالى: اتَّبَعُوهُ في ساعَةِ الْعُسْرَةِ 9: 117 [2] ، قَالَ: خرجوا فِي غزوة تبوك، الرَّجُلان والثَّلاثة [114 ب] عَلَى بعيرٍ، وخرجوا فِي حرِّ شديدٍ، فأصابهم يوما عطش حتى جعلوا ينحرون إبلهم ليعصروا أَكْرَاشها ويشربوا مَاءها [3] . وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، فَنَفِدَتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ، حَتَّى هَمَّ أَحَدُهُمْ بِنَحْرِ بَعْضِ حَمَائِلِهِمْ. الْحَدِيثَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، شَكَّ الْأَعْمَشُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَذِنَتْ لَنَا فَنَنْحَرُ نَوَاضِحَنَا، فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا. فَقَالَ: «أَفْعَلُ» . فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ الظَّهْرُ، وَلَكِنْ ادْعُ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، وَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ. فَقَالَ: نَعَمْ. فَدَعَا بنِطَعٍ فبَسَطَهُ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ. فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِكَفِّ ذُرَةٍ، وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكَفِّ تَمْرٍ، وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكِسْرَةٍ، حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطَعِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ يَسِيرٌ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ. فَأَخَذُوا حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي الْعَسْكَرِ وِعَاءً إِلَّا مَلَئُوهُ، وَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَفَضِلَتْ فَضْلةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، لَا يلقى الله بها عبد غير شاكّ،   [1] في المغازي- ص 220. [2] سورة التوبة، الآية 117. [3] طبقات ابن سعد 2/ 167. [4] في كتاب الإيمان، باب من لقي الله بالإيمان وهو غير شاكّ فيه دخل الجنة وحرّم على النّار. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 فَيُحْجَبُ عَنِ الْجَنَّةِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَدِّثْنَا مِنْ شَأْنِ الْعُسْرَةِ. فَقَالَ: خَرَجْنَا إِلَى تَبُوكَ فِي قَيْظٍ شَدِيدٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلا أَصَابَنَا فِيهِ عَطَشٌ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّ رِقَابَنَا سَتَنْقَطِعُ، حَتَّى أَنْ كَانَ الرَّجُلُ [2] لَيَنْحَرُ بَعِيرَهُ فَيَعْصِرُ فَرْثَهُ فَيَشْرَبُهُ وَيَجْعَلُ مَا بَقِيَ عَلَى كَبِدِهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَوَّدَكَ فِي الدُّعَاءِ خَيْرًا فَادْعُ اللَّهَ لَنَا. قَالَ: «أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟» قَالَ: نَعَمْ. فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يُرْجِعْهُمَا حَتَّى قَالَتِ السَّمَاءُ فَأَطَلَّتْ ثُمَّ سَكَبَتْ، فَمَلَئُوا مَا مَعَهُمْ. ثُمَّ ذَهَبْنَا نَنَظْرُ فَلَمْ نَجِدْهَا جَاوَزَتِ الْعَسْكَرَ. حَدِيثٌ حَسَنٌ قَوِيٌّ [3] . وَقَالَ مَالِكٌ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، لَا يُصِيبُكُمْ مِثْلَ مَا أَصَابَهُمْ» [4] ، يَعْنِي أَصْحَابَ الْحِجْرِ [5] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، [عَنِ ابْنِ عُمَرَ] [6] ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِجْرَ، أَمَرَهُمْ أَنْ لا يَشْرَبُوا مِنْ بِئْرِهَا، وَلا يَسْتَقُوا مِنْهَا. فَقَالُوا: قَدْ عَجَنَّا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا. فَأَمَرَهُمْ [115 أ] أن يطرحوا ذلك   [1] المصدر نفسه. [2] في الأصل: «حتى أن كان الرجل ليذهب يلتمس الرجل فلا يرجع حتى يظن أن رقبته سَتَنْقَطِعُ حَتَّى أَنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَنْحَرُ بَعِيرَهُ إلخ» ، وأظنه من أوهام النسخ، وأثبتنا نص ع، ح. [3] انظر تاريخ الطبري 3/ 105 وقال ابن كثير: إسناده جيد ولم يخرجوه من هذا الوجه (السيرة النبويّة 4/ 16) . [4] سيأتي تخريجه. [5] أصحاب الحجر: هم ثمود الذين كذّبوا النبيّ صالحا عليه السلام. وكانت دارهم تسمّى «الحجر» وهي بوادي القرى بين المدينة والشام. (معجم البلدان 2/ 221) . [6] سقطت من الأصل، والمثبت من (ع) و (ح) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 635 الْعَجِينَ وَيُرِيقُوا ذَلِكَ الْمَاءَ. أَخْرَجَهُمَا الْبُخَارِيُّ [1] . وَلِمُسْلِمٍ مِثْلُ الأَوَّلِ مِنْهُمَا [2] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ عبد الله: أن النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِجْرَ، فَاسْتَقَوْا مِنْ آبَارِهَا وَعَجَنُوا بِهِ. فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُهَرِيقُوا الْمَاءَ، وَيَعْلِفُوا الإِبلَ الْعَجِينَ، وَأَمَرُهْم أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي كَانَتِ النَّاقَةُ تَرُدُّهَا [3] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام تَبُوكَ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قَالَ: فَأَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ [ثُمَّ خَرَجَ] [5] فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءِ جَمِيعًا. ثُمَّ قَالَ: أَنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى [6] يُضْحِيَ النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ. قَالَ: فجِئناها وَقَدْ سَبَقَ إِلَيْهَا رَجُلَانِ، وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ [7] بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ. فَسَأَلَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ مَسِسْتُمَا مِنْ مَائِهَا شَيْئًا؟» قَالَا: نَعَمْ. فَسَبَّهُمَا، وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ. ثُمَّ غَرَفُوا مِنَ الْعَيْنِ قَلِيلًا قَلِيلًا، حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَنٍّ [8] ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وجهه، ثم أعاده فيها. فجرت العين   [1] انظر للبخاريّ كتاب الصلاة (1/ 112) باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب، وكتاب المغازي (5/ 135) باب نزول النّبيّ صلّى الله عليه وسلم الحجر، وكتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً 7: 73. [2] في كتاب الزهد، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلّا أن تكونوا باكين. وأخرج الإمام أحمد مثله في المسند 2/ 9 و 58 و 66 و 72 و 74 و 91 و 96 و 113 و 137. [3] في النسخ الثلاث: ترده. والوجه ما أثبتناه. وعبارة مسلم: «التي كانت تردها الناقة» . [4] في كتاب الزهد، باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلخ (8/ 221) . [5] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح ومسلم. [6] في الأصل: حين. والتصحيح من ع، ح ومسلم. [7] تبضّ: بض الماء يبضّ بضيضا: سال قليلا قليلا. (الصحاح 1066) . [8] الشنّ: القربة الخلقة: (انظر شرح المواهب اللدنية 3/ 89) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 636 بِمَاءٍ كَثِيرٍ، فَاسْتَقَى النَّاسُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ يَا مُعَاذُ، إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، أَنْ تَرَى ما [ها] [1] هنا قد مليء جِنَانًا» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ فَأَتَيْنَا وَادِي الْقُرَى، عَلَى حَدِيقَةٍ لِامْرَأَةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخْرُصُوهَا. فَخَرَصْنَاهَا وَخَرَصَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ أَوْسُقٍ. وَقَالَ: أَحْصِيهَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى قَدِمْنَا تَبُوكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَتَهُبُّ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَلَا يَقُمْ فِيهَا أَحَدٌ مِنْكُمْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيَشُدَّ عِقَالَهُ» . فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَقَامَ رَجُلٌ فَحَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى أَلْقَتْهُ بجبلي طيِّئ. وَجَاءَ ابْنُ الْعَلْمَاءِ صَاحِبُ أَيْلَةَ [3] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ، وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَهْدَى لَهُ بُرْدًا. ثُمَّ أَقْبَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا وَادِيَ الْقُرَى، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَرْأَةَ عَنْ حَدِيقَتِهَا كَمْ بَلَغَ ثَمَرُهَا، فَقَالَ: بَلَغَ عَشَرَةَ أَوْسُقٍ. فَقَالَ: «إِنِّي مُسْرِعٌ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيُسْرِعْ» . فَخَرَجْنَا حَتَّى أَشْرَفْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ. فَقَالَ: «هَذِهِ طَابَةٌ، وَهَذَا أُحُدٌ، وَهُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [4] ، أَطْوَلَ مِنْهُ، وَلِلْبُخَارِيِّ نَحْوُهُ [5] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [115 ب] حين مرّ بالحجر استقوا من بئرها. فلما   [1] سقطت من الأصل، والمثبت من (ع) و (ح) ، وصحيح مسلم. [2] في كتاب الفضائل، باب في معجزات النبيّ صلّى الله عليه وسلم. وأخرجه أحمد في المسند 2/ 308 و 323 و 5/ 238، والواقدي في المغازي 3/ 1012، 1013. [3] أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، قيل سميت باسم أيلة بنت مدين بن إبراهيم عليه السلام. (معجم البلدان 1/ 292) . [4] في كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي صلّى الله عليه وسلم (7/ 61) . [5] صحيح البخاري: كتاب الزكاة. باب خرص التمر (2/ 155) . وأحمد في المسند 5/ 424 و 425. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 637 رَاحُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَشْرَبُوا مِنْ مَائِهَا، وَلا تَوَضَّئُوا مِنْهُ، وَمَا كَانَ مِنْ عَجِينٍ عَجَنْتُمُوهُ مِنْهُ فَاعْلِفُوهُ الإِبِلَ، وَلا يَخْرُجَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ إِلا وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ» . فَفَعَلَ النَّاسُ مَا أَمَرَهُمْ، إِلا رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ، خَرَجَ أَحَدُهُمَا لِحَاجَتِهِ وَالآخَرُ لِطَلَبِ بَعِيرٍ لَهُ. فَأَمَّا الَّذِي ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فَإِنَّهُ خُنِقَ عَلَى مَذْهَبِهِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاحْتَمَلَتْهُ الرِّيحُ حَتَّى طَرَحَتْهُ بِجَبَلِ طيِّئ. فأخبر بذلك رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ؟ ثُمَّ دَعَا لِلَّذِي أُصِيبَ عَلَى مَذْهَبِهِ فَشُفِيَ. وَأَمَّا الآخَرُ فَإِنَّهُ وَصَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ مِنْ تَبُوكَ. وَهَذَا مُرْسَلٌ مُنْكَرٌ [1] . وَقَالَ ابْن وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ نَزَلَ بِتَبُوكَ وَهُوَ حَاجٌّ، فَإِذَا رَجُلٌ مُقْعَدٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ: سَأُحَدِّثُكَ حَدِيثًا فَلَا تُحدِّثْ بِهِ مَا سَمِعْتَ أَنِّي حَيٌّ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ بِتَبُوكَ إِلَى نَخْلةٍ، فَقَالَ: «هَذِهِ قِبْلَتُنَا» . ثُمَّ صَلَّى إِلَيْهَا. فَأَقْبَلْتُ، وَأَنَا غُلَامٌ، أَسْعَى حَتَّى مَرَرْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، فَقَالَ: «قَطَعَ صَلَاتَنَا، قَطَعَ اللَّهُ أَثَرَهُ» . قَالَ: فَمَا قُمْتُ عَلَيْهَا إِلَى يَوْمِي هَذَا. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَوْلًى لِيَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نِمْرَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ مُقْعَدًا بِتَبُوكَ. فَقَالَ: مَرَرْتُ بَيْنَ يدي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ يُصَلِّي. فَقَالَ: «اللَّهمّ اقْطَعْ أَثَرَهُ» . فَمَا مَشَيْتُ عَلَيْهِمَا بَعْدُ [2] . أَخْرَجَهُمَا أَبُو دَاوُدَ [3] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَلاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ، فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ بِضِيَاءٍ وشعاع   [1] رواه ابن هشام في السيرة 4/ 176. [2] في الأصل: «فما مشيت بعدها» . والمثبت من ع، ح. وفي سنن أبي داود 1/ 188 ز عليها لإ. [3] في كتاب الصلاة، باب ما يقطع الصلاة (705 و 707) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 638 وَنُورٍ لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى. فَأَتَى جِبْرِيلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا جِبْرِيلُ، مَا لِي أَرَى الشَّمْسَ الْيَوْمَ بِضِيَاءٍ وَنُورٍ وَشُعَاعٍ لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى؟» فَقَالَ: ذَاكَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيَّ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ الْيَوْمَ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ. قَالَ: «وَفِيمَ ذَاكَ؟» قَالَ: كَانَ يُكْثِرُ قِرَاءَةَ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [1] ، بالليل وَالنَّهَارَ، وَفِي مَمْشَاهُ وَقِيَامِهِ وَقُعُودِهِ، فَهَلْ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَقْبِضَ لَكَ الأَرْضَ فَتُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثم رجع. العلاء منكر الحديث واه [2] . [و] [3] رواه الْحَسَنُ الزَّعْفَرَانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ. [وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بن مُعَاوِيَةَ الْمُزَنِيَّ تُوُفِّيَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي جِنَازَةِ مُعَاوِيَةَ الْمُزَنِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: هَكَذَا، فَفَرَّجَ لَهُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي وَمَعَهُ جِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ. فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، بِمَ بَلَغَ؟ فَقَالَ: بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1، كَانَ يَقْرَؤُهَا قَائِمًا وَقَاعِدًا وَرَاكِبًا وَمَاشِيًا. مُرْسَلٌ [4] . وَقَالَ ابْنُ جَوْصَا، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، وَأَبُو الدَّحْدَاحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ- وَاللَّفْظُ لَهُ- ثنا نُوحُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُوَيٍّ السَّكْسَكِيُّ، ثنا بقيّة، ثنا محمد   [1] أول سورة الإخلاص. [2] هو: العلاء بن زيدل الثقفي البصري. ذكره المؤلّف الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 99 وقال: تالف. قال ابن حبّان: روى عن أنس نسخة موضوعة، منها الصلاة بتبوك صلاة الغائب على معاوية بن معاوية الليثي. قال: وهذا منكر، ولا أحفظ في أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا، والحديث قد سرقه شيخ شامي فرواه عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. [3] سقطت من الأصل، والمثبت من: (ع) و (ح) . [4] رواه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 429 رقم (1041) ، ورواه البيهقي كما قال ابن كثير (السيرة 4/ 26) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 639 ابن زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِتَبُوكَ فَقَالَ: احْضُرْ جِنَازَةَ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْمُزَنِيِّ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَبَطَ جِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَوَضَعَ جَنَاحَهُ عَلَى الْجِبَالِ فَتَوَاضَعَتْ حَتَّى نَظَرُوا إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجِبْرِيلُ وَالْمَلائِكَةُ. فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَالَ: «يَا جِبْرِيلُ، بِمَ أَدْرَكَ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟» قَالَ: بِقِرَاءَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 قَائِمًا وَقَاعِدًا وراكبا وماشيا. قلت: ما علمت فِي نُوحٍ [1] جَرْحًا، وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ مُنْكَرٌ جِدًّا، ما أعلم أحدا تَابَعَهُ عَلَيْهِ أَصْلا عَنْ بَقِيَّةَ. وَقَدْ أَوْرَدَ ابْنُ حِبَّانَ حَدِيثَ الْعَلاءِ وَقَالَ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. قَالَ: وَلا أَحْفَظُ فِي الصَّحَابَةِ مَنْ يُقَالُ لَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَقَدْ سَرَقَ هَذَا الْحَدِيثَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَرَوَاهُ عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ] [2] . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ، ثنا مَحْبُوبُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْمُزَنِيُّ، أَفَتُحِبُّ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ شَجَرَةٍ وَلا أَكَمَةٍ إِلا تَضَعْضَعَتْ لَهُ. فصلّى عليه وخلفه صفّان من الملائكة، في كل صفّ سبعون ألف ملك. قلت: «يا جبريل، بم نال [3] هذا؟» قال: بِحُبِّهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 يَقْرَؤُهَا قَائِمًا وقاعدا وذاهبا [116 أ] وَجَائِيًا، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ [4] . مَحْبُوبٌ مَجْهُولٌ، لا يتابع على هذا [5] .   [1] انظر: ميزان الاعتدال للمؤلّف 4/ 278 رقم (9139) ، ولسان الميزان لابن حجر 6/ 173، 174. [2] ما بين الحاصرتين لم يرد في الأصل، والمثبت من: (ع) و (ح) . [3] في الأصل: «ما بال» . والتصحيح من ع، ح. [4] رواه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 428، 429 رقم (1040) . [5] انظر: ميزان الاعتدال للمؤلّف 3/ 442 رقم (7085) ، ولسان الميزان 5/ 17 رقم 64. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 640 قَالَ الْبَكَّائِيُّ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ، يَعْنِي مِنْ يَوْمِ الْحِجْرِ، وَلا مَاءَ مَعَهُمْ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ سَحَابَةً، فَأَمْطَرَتْ حَتَّى ارْتَوَى النَّاسُ [1] . فَحَدَّثَنِي عَاصِمٌ، قَالَ: قُلْتُ لِمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: هَلْ كَانَ النَّاسُ يَعْرِفُونَ النِّفَاقَ فِيهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، لَقَدْ أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِي، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحِجْرِ مَا كَانَ، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَعَا فَأَرْسَلَ اللَّهُ السَّحَابَةَ، فَأَمْطَرَتْ. قَالُوا: أَقْبَلْنَا عَلَيْهِ نقول: ويحك، له بَعْدَ هَذَا شَيْءٌ؟ قَالَ: سَحَابَةٌ سَائِرَةٌ [2] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَارَ، فَضَلَّتْ نَاقَتُهُ، فَخَرَجَ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهَا. وَعِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ حَزْمٍ، وَكَانَ عَقَبِيًّا بَدْرِيًّا. وَكَانَ فِي رَحْلِهِ زَيْدُ بْنُ اللُّصَيْتِ [3] الْقَيْنُقَاعِيِّ وُكُانُ مِنُافِقًا. فَقَالَ زَيْدٌ، وَهُوَ فِي رَحْلِ عُمَارَةَ: أَلَيْسَ يَزْعُمُ مُحَمَّدٌ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَيُخْبِرُكُمْ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَهُوَ لا يَدْرِي أَيْنَ نَاقَتُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَارَةُ عِنْدَهُ: «إِنَّ رَجُلا قَالَ كَذَا وَكَذَا. وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ إِلا مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ. وَقَدْ دَلَّنِي اللَّهُ عَلَيْهَا، وَهِيَ فِي هَذَا الْوَادِي فِي شِعْبِ كَذَا، وَقَدْ حَبَسَتْهَا شَجَرَةٌ بِزِمَامِهَا» . فَذَهَبُوا فَجَاءُوا بِهَا. فَذَهَبَ عُمَارَةُ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ عَجَبٌ مِنْ شَيْءٍ حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آنِفًا، عَنْ مَقَالَةِ قَائِلٍ أَخْبَرَهُ اللَّهُ عَنْهُ بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ فِي رَحْلِ عُمَارَةَ، وَلَمْ يَحْضُرْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: زَيْدٌ، وَاللَّهِ، قَالَ هَذِهِ الْمَقَالَةُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ. فَأَقْبَلَ عُمَارَةُ عَلَى زَيْدٍ يَجَأُ فِي [4] عُنُقِهِ، وَيَقُولُ: أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ فِي رَحْلِي لَدَاهِيَةً وَمَا أَشْعُرُ. اخْرُجْ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ مِنْ رَحْلِي.   [1] سيرة ابن هشام 4/ 176. [2] السيرة 4/ 176. [3] في الأصل «زيد بن الصليت» ، وهو تحريف، والتصحيح من نسختي: (ع) و (ح) . [4] في السيرة لابن هشام 4/ 177 والمثبت يتّفق مع تاريخ الطبري 3/ 106. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 641 فَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ زَيْدًا تَابَ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَقَدْ كَانَ رَهْطٌ، مِنْهُمْ وَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمخشنُ [1] بْنُ حُمَيِّرٍ، يُشِيرُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى تَبُوكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَتَحْسَبُونَ جِلادَ بَنِي الأَصْفَرِ كَقِتَالِ الْعَرَبِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؟ وَاللَّهِ لَكَأَنَّا بِكُمْ غَدًا مُقَرَّنِينَ فِي الْحِبَالِ، إِرْجَافًا وَتَرْهِيبًا لِلْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ مخشنُ بْنُ حُمَيِّرٍ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقَاضَى عَلَى أَنْ يُضْرَبَ كُلٌّ مِنَّا مِائَةَ جَلْدَةً، وَأَنَّا نَنْفَلِتُ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا قُرْآنٌ لِمَقَالَتِكُمْ هَذِهِ. وَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بَلَغَنِي، لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَدْرِكِ الْقَوْمَ، فَإِنَّهُمْ قَدِ اخْتَرَقُوا [2] ، فَسَلْهُمْ عَمَّا قَالُوا، فَإِنْ أَنْكَرُوا فَقُلْ: بَلَى، قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا. فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ عَمَّارٌ، فَقَالَ ذَلِكَ لَهُمْ. فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَذِرُونَ. فَقَالَ وَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. فَنَزَلَتْ: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ، قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ 9: 65 [3] . فَقَالَ مخشنُ بْنُ حُمَيِّرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَعَدَ بِي اسْمِي وَاسْمُ أَبِي. فَكَانَ الَّذِي عفي عنه في هذه [116 ب] الآيَةِ مخشنٌ، يَعْنِي إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ 9: 66 [4] . فَتسَمَّى عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَقْتُلَهُ شَهِيدًا لا يُعْلَمُ بِمَكَانِهِ. فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ ولم يوجد له أثر [5] .   [1] قال ابن هشام: ويقال مخشى، وهو ما ورد في النسخة (ع) . وجاء في هامش نسخة (ح) : «وضبطه الأمير: مخشي بن حميّر الأشجعي» . والأمير هو ابن ماكولا في كتابه الإكمال 7/ 228. [2] في الأصل، وسيرة ابن هشام 4/ 177 «احترقوا» بالحاء المهملة، وفي تحقيق محمود محمد شاكر لإمتاع الأسماع للمقريزي 1/ 453 أثبتها بالخاء المعجمة، لأنها أجود وأبين. وقال: الاختراق والاختلاق والافتراء والكذب، وذلك من قوله تعالى: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ 6: 100 (الأنعام- 100) أي اختلقوا كذبا وكفرا. [3] سورة التوبة، الآية 65. [4] سورة التوبة، الآية 65. [5] سيرة ابن هشام 4/ 177، 178، تاريخ الطبري 3/ 108. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 642 وَلَمَّا انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوكَ، أَتَاهُ يُحَنَّةُ بْنُ رُؤْبَةَ صَاحِبُ أَيْلَةَ، فَصَالَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعطَاهُ الْجِزْيَةَ. وَأَتَاهُ أَهْلُ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ [1] فَأَعْطَوْهُ الْجِزْيَةَ. وَكَتَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا، فَهُوَ عِنْدَهُمْ [2] . [فائدة] قَالَ ابن إِسْحَاق: أعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهُل أَيْلة بُرْدَةً مَعَ كتابه، فاشتراها منهم أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ- يَعْنِي السَّفَّاحَ- بِثَلَاثِمِائَةِ دِينَارٍ [3] . وقال مُوسَى بْن عُقْبة، قَالَ ابن شهاب: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوته تِلْكَ تبوكًا ولم يتجاوزها. وأَقام بضع عشرة ليلة، يعني بتبوك [4] . وقال يحيى بْن أَبِي كثير، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَوْبان، عَنْ جَابِر، قَالَ: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين يومًا يَقْصُرُ الصّلاة. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد [5] . وإسناده صحيح.   [1] جرباء: موضع من أعمال عمان بالبلقاء من أرض الشأم. وأذرح من أعمال الشراة في أطراف الشأم ثم من نواحي البلقاء. وبين أذرح والجرباء ميل واحد وأقل (معجم البلدان) 2/ 118) . [2] سيرة ابن هشام 4/ 178، تاريخ الطبري 3/ 108. [3] ما بين الحاصرتين، من «فائدة» حتى هنا ليس في الأصل، والمثبت من نسختي: (ع) و (ح) . [4] تاريخ الطبري 3/ 109. [5] في كتاب الصلاة (1235) باب إذا أقام بأرض العدوّ يقصر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 643 بَعث خَالِد بْن الوليد إلى أكيدر دُومَة [1] وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِرِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، رَجُلٍ مِنْ كِنْدَةَ، وَكَانَ مَلِكًا عَلَى دُومَةَ [2] وَكَانَ نَصْرَانِيًّا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَالِدٍ: إِنَّكَ سَتَجِدُهُ يَصِيدُ الْبَقَرَ. فَخَرَجَ خَالِدٌ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ حِصْنِهِ مَنْظَرُ الْعَيْنِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ صَافِيَةٍ، وَهُوَ عَلَى سَطْحٍ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ، [فَأَتَتِ الْبَقَرَ تَحُكُّ بِقُرُونِهَا بَابَ الْقَصْرِ. فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ] [3] : هَلْ رَأَيْتَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ. قَالَتْ: فَمَنْ يَتْرُكُ مِثْلَ هَذَا؟ قَالَ: لا أَحَدُ. فَنَزَلَ فَأَمَرَ بِفَرَسِهِ فَأُسْرِجَ، وَرَكِبَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فِيهِمْ أَخُوهُ حَسَّانٌ. فَتَلَقَّتْهُمْ [4] خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَتْهُ وَقَتَلُوا أَخَاهُ. وَقَدِمُوا بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَقَنَ دَمَهُ وَصَالَحَهُ عَلَى الْجِزْيَةِ، وَأَطْلَقَهُ [5] .   [1] العنوان ليس في الأصل. [2] دومة: هي دومة الجندل، وقد سبق التعريف بها. [3] سقطت هذه الجملة من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. وسيرة ابن هشام 4/ 178. [4] في الأصل: «فلقيتهم» ، والمثبت من ع، ح. والسيرة لابن هشام. [5] سيرة ابن هشام 4/ 178، وانظر المغازي للواقدي 3/ 1025، 1026، وطبقات ابن سعد 2/ 166، وتاريخ الطبري 3/ 109. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 645 [فائدة] قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ السَّكُونِيِّ قَالَ: خَرَجَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ بِهَا أُكَيْدِرٌ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ خَيْلَكَ انْطَلَقَتْ فَخِفْتُ [1] عَلَى أَرْضِي، فَاكْتُبْ لِي كِتَابًا فَإِنِّي مُقِرٌّ بِالَّذِي عَلَيَّ. فَكَتَبَ لَهُ. فَأَخْرَجَ قَبَاءً مِنْ دِيبَاجٍ مِمَّا كَانَ كِسْرَى يَكْسُوهُمْ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ اقْبَلْ عَنِّي هَذَا هَدِيَّةً. قَالَ: «ارْجِعْ بِقَبَائِكَ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَلْبَسُ هَذَا أَحَدٌ إِلا حُرِمَهُ فِي الآخِرَةِ» . فَشَقَّ عَلَيْهِ أَنْ رَدَّهُ. قَالَ: «فَادْفَعْهُ إِلَى عُمَرَ» . فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحَدَثَ فِيَّ أَمْرٌ؟ فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ، أَوْ ثَوْبَهُ، عَلَى فِيهِ ثُمَّ قَالَ: «مَا بَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهُ، وَلَكِنْ تَبِيعُهُ وَتَسْتَعِينُ بِثَمَنِهِ] [2] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ [3] : وَلَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَافِلا إِلَى الْمَدِينَةِ، بَعَثَ خَالِدًا فِي أَرْبَعِمِائَةٍ وَعِشْرِينَ فَارِسًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةِ الْجَنْدَلِ، فَلَمَّا عَهِدَ إِلَيْهِ عَهْدَهُ، قَالَ خَالِدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ وَفِيهَا أُكَيْدِرٌ، وَإِنَّمَا نَأْتِيهَا فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ يَكْفِيكَهُ» . فَسَارَ خَالِدٌ، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ دُومَةَ نَزَلَ فِي أَدْبَارِهَا. فَبَيْنَمَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي مَنْزِلِهِمْ لَيْلا، إِذْ أَقْبَلَتِ الْبَقَرُ حَتَّى جَعَلَتْ تَحْتَكُّ بِبَابِ الْحِصْنِ، وَأُكَيْدَرٌ يَشْرَبُ وَيَتَغنَّى بَيْنَ امْرَأَتَيْهِ. فَاطَّلَعَتْ إِحْدَاهُمَا فَرَأَتِ الْبَقَرَ فَقَالَتْ: لَمْ أَرَ كَاللَّيْلَةِ فِي اللَّحْمِ. فَثَارَ وَرَكِبَ فَرَسَهُ، وَرَكِبَ غِلْمَتُهُ وَأَهْلُهُ، فَطَلَبَهَا. حَتَّى مَرَّ بِخَالِدٍ وَأَصْحَابِهِ فَأَخَذُوهُ وَمَنْ مَعَهُ فَأَوْثَقُوهُمْ. ثُمَّ قَالَ خَالِدٌ لأُكَيْدِرِ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَجَرْتُكَ تَفْتَحْ لِي دُومَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ حَتَّى دَنَا مِنْهَا، فَثَارَ أَهْلُهَا وَأَرَادُوا أَنْ يَفْتَحُوا لَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ أَخُوهُ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قال لخالد: أيّها الرجل،   [1] في النسخة (ح) : «فخفت» ، والمثبت عن نسخة (ع) . [2] لم ترد هذه الفائدة في الأصل، وأثبتناها من ع، ح. [3] الحديث ليس في المطبوع من مغازيه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 حلّني [1] ، (117 أ] فَلَكَ اللَّهُ لأَفْتَحَنَّهَا لَكَ، إِنَّ أَخِي لا يَفْتَحُهَا مَا عَلِمَ أَنِّي فِي وَثَاقِكَ. فَأَطْلَقَهُ خَالِدٌ. فَلَمَّا دَخَلَ أَوْثَقَ أَخَاهُ وَفَتَحَهَا لِخَالِدٍ، ثم قال: اصنع ما شئت. فدخل خالد وأصحابه. ثم قال: يا خالد، إن شئت حكّمتك، وإن شِئْتَ حَكَّمْتَنِي. فَقَالَ خَالِدٌ: بَلْ نَقْبَلُ مِنْكَ مَا أَعْطَيْتَ. فَأَعْطَاهُمْ ثَمَانِمِائَةٍ مِنَ السَّبْيِ وَأَلْفَ بَعِيرٍ وَأَرْبَعَمِائَةِ دِرْعٍ وَأَرْبَعَمِائَةِ رُمْحٍ [2] . وَأَقْبَلَ خَالِدٌ بِأُكَيْدِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلَ مَعَهُ يُحَنَّةُ بْنُ رُؤْبَةَ عَظِيمُ أَيْلَةَ. فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَشْفَقَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ كَمَا بعث إلى أكيدر. فاجتمعا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَاضَاهُمَا عَلَى قَضِيَّتِهِ، عَلَى دُومَةَ وَعَلَى تَبُوكَ وَعَلَى أَيْلَةَ وَعَلَى تَيْمَاءَ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا. وَرَجَعَ قَافِلا إِلَى الْمَدِينَةِ [3] . ثُمَّ ذَكَرَ عُرْوَةُ قِصَّةً فِي شَأْنِ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ [4] هَمُّوا بِأَذِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَى كَيْدِهِمْ. وَذَكَرَ بِنَاءَ مَسْجِدِ الضِّرَارِ [5] . وقال ابن إِسْحَاق، عَنْ ثقةٍ من بني عَمْرو بْن عَوْفُ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل من تبوك حين نزل بذِي أَوَان [6] ، بينه وبين المدينة ساعةٌ من نهار. وكان أصحاب مسجد الضِّرار قد أَتَوْهُ، وهو يتجهّز إلى تبوك، فقالوا: قد بَنَيْنا مسجدًا لذي العِلّة والحاجة واللَّيْلة المَطِيرَة، وإنّا نحبّ أنَّ تَأتِيَ فتُصَلِّيَ لنا فِيهِ. فقال: إنّي عَلَى جناح سَفَرٍ، فلَوْ رجعنا إنْ شاء اللَّه أَتَيْنَاكُم. فلمّا نزل   [1] في ع: «خلّني» . [2] انظر السيرة النبويّة لابن كثير 4/ 31 فهو مختصر عما هنا. وراجع المغازي للواقدي 3/ 1027 ففيه: «فصالحه على ألفي بعير» ، وكذا في طبقات ابن سعد 2/ 166. [3] انظر المغازي للواقدي 3/ 1031 وسيرة ابن هشام 4/ 178. [4] في نسختي: (ع) و (ح) : «جماعة منافقين» . [5] المغازي لعروة 221 وليس في المطبوع عن بناء مسجد الضرار، وانظر السنن الكبرى للبيهقي 9/ 33. [6] ذو أوان ويقال: ذات أوان. موضع بطريق الشام، (معجم البلدان 1/ 275) على ساعة من المدينة. (وفاء ألوفا 2/ 250) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 647 رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي أوان، أتاه خبرُ السّماء، فدعا مَالِكَ بْن الدّخشم ومعن ابن عَدِيّ فقال: انطلِقا إلى هذا المسجد الظَّالِمِ أَهْلُه فاهْدِمَاهُ وأَحْرِقَاه. فخرجا سريعَيْن حتّى دخلاه وفيه أهله فحرّقاه وهدماه وتفرّقوا عَنْهُ. ونزل فِيهِ من القرآن ما نزل [1] . وَقَالَ أَبُو الْأَصْبَغِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْحَرَّانِيُّ [2] : ثَنَا محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِخِطَامِ نَاقَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقُودُ بِهِ، وَعَمَّارٌ يَسُوقُهُ، أَوْ قَالَ عَمَّارٌ يَقُودُهُ وَأَنَا أَسُوقُهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْعَقَبَةِ، فَإِذَا أَنَا بِاثْنَيْ عَشَرَ رَاكِبًا قَدِ اعْتَرَضُوهُ فِيهَا، فَأنْبَهْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَرَخَ بِهِمْ فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [هل] [3] عَرَفْتُمُ الْقَوْمَ؟ قُلْنَا: لَا، قَدْ كَانُوا مُلَثَّمِينَ. قَالَ: هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَرَادُوا أَنْ يَزْحَمُونِي فِي الْعَقَبَةِ لِأَقَعَ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَلَا تَبْعَثُ إِلَى عَشَائِرِهِمْ حَتَّى يَبْعَثَ إِلَيْكَ كُلُّ قَوْمٍ بِرَأْسِ صَاحِبِهِمْ؟ قَالَ: لَا، أَكْرَهُ أَنْ يَتَحَدَّثَ الْعَرَبُ أَنَّ مُحَمَّدًا قَاتَلَ بِقَوْمٍ حَتَّى إِذَا أَظْهَرَهُ [اللَّهُ] [4] بِهِمْ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ فَقَتَلَهُمْ. ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ ارْمِهِمْ بِالدُّبَيْلَةِ» . قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الدُّبَيْلَةُ؟ قَالَ: «شِهَابٌ مِنْ نَارٍ يَقَعُ عَلَى نِيَاطِ قَلْبِ أَحَدِهِمْ فَيَهْلِكُ» [5] . وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ عَنْ   [1] سيرة ابن هشام 4/ 180، المغازي للواقدي 3/ 1045، 1046، الطبري 3/ 110. [2] في الأصل «الخزاعي» ، وهو تصحيف، والتصويب من نسختي (ع) و (ح) ، ومن ترجمته في تهذيب التهذيب 6/ 362. [3] ليست في أوصل، أضفتها من نسختي: (ع) و (ح) . [4] ليست في الأصل، أضفتها من نسختي: (ع) و (ح) . [5] أخرج مسلم نحوه في صفات المنافقين وأحكامهم (10/ 2779) قال غندر: أراه قال: «في أمّتي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة، ولا يجدون ريحها، حتى يلج الجمل في سمّ الخياط. ثمانية منهم تكفيكهم الدّبيلة. سراج من النار يظهر في أكتافهم. حتى ينجم من صدورهم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 648 عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ حَدَّثَهُ، عَنِ النّبيّ [117 ب] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «فِي أَصْحَابِيَ اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا، فَمِنْهُمْ [1] ثَمَانِيَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ [الْمِصْرِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ] [3] ، عَنْ عليّ ابن أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً 9: 107 [4] ، قَالَ: أُنَاسٌ بَنَوْا مَسْجِدًا فَقَالَ لَهُمْ أَبُو عَامِرٍ: ابْنُوا مَسْجِدَكُمْ وَاسْتَمِدُّوا مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ سِلاحٍ، فَإِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى قَيْصَرَ فَآتٍ بِجُنْدٍ مِنَ الرُّومِ، فَأُخْرِجُ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ. فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ مَسْجِدِهِمْ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: نُحِبُّ أَنْ تُصَلِّيَ فيه. فنزلت لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً 9: 108. الآيَاتِ [5] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَذْكُرُ أَنَّا، حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، خَرَجْنَا مَعَ الصِّبْيَانِ نَتَلَقَّاهُ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [6] . وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَدَنا مِنَ الْمَدَينَةِ قَالَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ لَأَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ وَلَا قَطَعْتُمْ مِنْ وَادٍ، إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ فِيهِ» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قال: «نعم، حبسهم العذر» . أخرجه البخاري [7] .   [1] في الأصل «منهم» وما أثبتناه عن مسلم. [2] في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (9/ 2779) وفيه زيادة، وأحمد 4/ 320. [3] ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، والمثبت من نسختي (ع) و (ح) . [4] سورة التوبة، الآية 107. [5] سورة التوبة، الآية 108. [6] في كتاب المغازي (5/ 136) باب كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كسرى وقيصر. [7] صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب من حبسه العذر عن الغزو (3/ 213) . وكتاب المغازي، باب حدثنا يحيى بن بكير، بعد باب نزول النبي صلّى الله عليه وسلم الحجر (5/ 136) ، وأحمد في المسند 3/ 182. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 649 أمرُ الذين خلفوا [1] قَالَ شُعَيب بْن أبي حمزة، عَنِ الزُّهْرِيّ، أَخْبَرَنِي سَعِيد بْن الْمُسَيِّبِ: أَنَّ بني قُرَيظة كانوا حُلَفاءَ، لأبي لُبَابة. فاطّلعوا إِلَيْهِ، وهو يدعوهم إلى حُكْم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالوا: يا أَبَا لُبابة، أتأمرنا أنَّ نَنْزِلَ؟ فأشار بيده إلى حَلْقِه أَنَّهُ الذَّبْح. فأخبر عَنْهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك فقال لَهُ: لم ترعبني؟ فقال لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أحسبت أنّ اللَّه غفل عَنْ يدك حين تشير إليهم بها إلى حلقك؟» فلبث حينا ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاتبٌ عَلَيْهِ. ثمّ غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوكًا، فتخلّف عَنْهُ أَبُو لبابة فيمن تخلّف. فلمّا قفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءه أَبُو لُبابة يسلّم عَلَيْهِ، فأعرض عَنْهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ففزع أَبُو لُبابة، فارْتَبَط بِسَارِية التَّوبة، التي عند باب أمّ سَلَمَةَ، سبعًا بين يومٍ وَلَيْلَةٍ، فِي حرٍّ شديدٍ، لَا يأكل فيهنّ ولا يشرب قَطْرةً. وقال: لَا يزال هذا مكاني حتّى أفارق الدنيا أو يتوب اللَّه عليَّ. فلم يزل كذلك حتّى ما يسمع الصَّوْتَ من الجهد. ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينظر إِلَيْهِ بُكْرةً وعَشِيَّةً. ثمّ تاب اللَّه عَلَيْهِ فنُودي: إنّ اللَّه قد تاب عليك. فأرسل إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليُطْلِق عَنْهُ رِبَاطه، فأبى أنَّ يطلقه عَنْهُ أحدٌ إِلا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجاءه فأطلق عنه بيده. فقال أبو   [1] انظر سيرة ابن هشام 4/ 180. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 لُبابة حين أفاق: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنّي أهجر دار قومي التي أَصَبْتُ فيها الذَّنْبَ، وأنتقل إليك فأُسَاكِنك، وإنّي أَنْخَلِع من مالي صَدَقةً إلى اللَّه ورسوله. فقال: «يُجْزِئُ عنك [118 أ] الثُّلُث» . فهجر دار قومه وتصدّق بثُلث ماله، ثمّ تاب فلم يُرَ منه بعد ذَلِكَ فِي الْإِسْلَام إلّا خَيْر، حتّى فارق الدنيا. مُرْسَل. وقال ورقاء، عَنِ ابن أَبِي نَجِيح، عن مجاهد، في قوله: اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ 9: 102 قَالَ: هُوَ أَبُو لبابة، إذ قَالَ لقريظة مَا قَالَ، وأشار إلى حلقه بأن محمدا يذبحكم إنَّ نزلتم عَلَى حكمه. وزعم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أن ارتباطه كَانَ حينئذ. ولعله ارتبط مرتين. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ 9: 102 قال: كَانُوا عَشَرَةَ رَهْطٍ تَخَلَّوْا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَلَمَّا حَضَرَ رُجُوعُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْثَقَ سَبْعَةٌ مِنْهُمْ أَنْفُسَهُمْ بِسَوَارِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ مَمَرُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ. فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو لُبَابَةَ وَأَصْحَابٌ لَهُ تَخَلَّفُوا عَنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى تُطْلِقَهُمْ وَتَعْذِرَهُمْ. قَالَ: «وَأَنَا أُقْسِمُ باللَّه لا أُطْلِقُهُمْ وَلا أَعْذِرُهُمْ، حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُطْلِقُهُمْ، رَغِبُوا عَنِّي وَتَخَلَّفُوا عَنِ الْغَزْوِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ» . فَلَمَّا بَلَغَهُمْ ذَلِكَ قَالُوا: وَنَحْنُ لا نُطْلِقُ أَنْفُسَنَا حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يُطْلِقُنَا. فَأُنْزِلَتْ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى الله أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ 9: 102 [1] «عَسَى» مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ [2] . فَلَمَّا نَزَلَتْ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَطْلَقَهُمْ وَعَذَرَهُمْ. وَنَزَلَتْ، إِذْ بَذَلُوا أَمْوَالَهُمْ: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها 9: 103 [3] . وَرَوَى نَحْوَهُ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [4] .   [1] سورة التوبة، الآية 102. [2] واجب منه تعالى، لا عليه سبحانه. [3] سورة التوبة، الآية 103. [4] السيرة لابن كثير 4/ 48، 49. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 وَقَالَ عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ بن مَالِكٍ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبًا يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. قَالَ كَعْبٌ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا قَطُّ، إلّا في غزوة تبوك. غير أَنِّي تَخَلَّفْتُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَمْ يُعَاتِبِ اللَّهُ أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْهَا، إِنَّمَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يُرِيدُ] [1] عِيرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَدُوِّهِمْ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ. وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ: يَعْنِي أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا. كَانَ مِنْ خَبَرِي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ، أَنِّي لَمْ أَكُنْ قَطُّ أَقْوَى وَلا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ. وَاللَّهِ مَا اجْتَمَعَتْ عِنْدِي قَبْلَهَا رَاحِلَتَانِ حَتَّى جَمَعْتُهُمَا تِلْكَ الْغَزْوَةَ. وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد غَزْوَةً إِلا وَرَّى بِغَيْرِهَا. حَتَّى كَانَتْ تِلْكَ الْغَزْوَةُ غَزَاهَا فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا وَعَدُوًّا كَثِيرًا: فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرُهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ [2] ، وَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي كَانَ يريد. والمسلمون مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثير لا يجمعهم كتاب حافظ، يريد الديوان. [118 ب] قَالَ كَعْبٌ: فَمَا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَغَيَّبَ إِلا ظَنَّ أَنَّهُ سَيَخْفَى [لَهُ] [3] مَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ وَحْيٌ. وَغَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْغَزْوَةَ حِينَ طَابَتِ الثِّمَارُ وَالظِّلالُ، فَأَنَا إِلَيْهَا أَصْعَرُ [4] . [فَتَجَهَّزَ] [5] وَالْمُسْلِمُونَ معه.   [1] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. وسيرة ابن هشام 4/ 181. [2] في الأصل «عدوهم» والتصحيح من صحيح مسلم. [3] سقطت من الأصل. وأثبتناها من ع، ح، وهي في صحيح مسلم، وسيرة ابن هشام. [4] أصعر: أميل. وجملة فأنا إليها أصعر تفرد بها الأصل، ولم ترد في ع، ح وهي في صحيح مسلم. وفي السيرة: «فالناس إليها أصعر» . [5] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. وصحيح مسلم، والسيرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 وَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا. وَأَقُولُ فِي نَفْسِي: أَنَا قَادِرٌ عَلَى ذَلِكَ إِذَا أَرَدْتُهُ. فَلَمْ يَزَلْ يَتَمادَى بِي الأَمْرُ حَتَّى اسْتَمَرَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ. فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا. فَقُلْتُ: أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ. فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لأَتَجَهَّزَ فَرَجَعُتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا. فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ يَتَمادَى بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ وَهَمَمتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ [1] ، وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ، فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ. فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ أَحْزَنَنِي أَنِّي لا أَرَى رَجُلا مَغْمُوصًا [2] مِنَ النِّفَاقِ، أَوْ رَجُلا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ. فَلَمْ يَذْكُرْنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ، [قَالَ] [3] وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْقَوْمِ: «مَا فَعَل كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ؟» فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَبَسَهُ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ. فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ إِلا خَيْرًا. فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَوَجَّهَ قَافِلا مِنْ تَبُوكَ، حَضَرَنِي هَمِّي فَطَفِقْتُ أَتَذَكَّرُ الْكَذِبَ وَأَقُولُ: بِمَاذَا أَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ غَدًا؟ وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِي. فَلَمَّا قِيلَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَظَلَّ [4] قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلَ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لا أَخْرُجُ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كذب، فأجمعت صِدْقَهُ. وَأَصْبَحَ قَادِمًا، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ. فَلَمَّا فَعَلَ ذَلِكَ جَاءَ الْمُخَلَّفُونَ فَطَفِقُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ وَيَحْلِفُونَ لَهُ، وَكَانُوا بَضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلا. فَقَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلانِيَتهُمْ، وَبَايَعَهُمْ، وَاسْتَغْفَرَ [لَهُمْ] [5] ، وَوَكَلَ سَرائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ. فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عليه   [1] في الأصل: «وأدركهم» . والمثبت من ع، ح. وصحيح مسلم، والسيرة. [2] مغموصا: أي متّهما. [3] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. [4] في هامش ح: بمهملة: «أشرف» ، ومعجمة: دنا، ومنه أظلكم شهر كذا. [5] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. وصحيح مسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 654 تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ: تَعَالَ. فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَقَالَ: مَا خَلَّفَكَ؟ أَلَمْ تَكُنِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَنِّي سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلا. وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثًا كَاذِبًا تَرْضَى بِهِ [عَنِّي] [1] لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَسْخَطَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ، إِنِّي لأَرْجُو عَفْوَ اللَّهِ. والله ما كان لي من عذر، وو الله مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، قُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ. فَقُمْتُ، وَثَارَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالُوا: لا وَاللَّهِ مَا عَلِمْنَاكَ كُنْتَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا، أَعَجَزْتَ أَنْ لا تَكُونَ اعْتَذَرْتَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُخَلَّفُونَ، قَدْ كَانَ كَافِيَكَ لِذَنْبِكَ اسْتِغْفَارُ رسول الله (119 أ] صلّى الله عليه وسلم لك. فو الله مَا زَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي حَتَّى أَرَدْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي. ثُمَّ قُلْتُ: هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، رَجُلانِ قَالا مِثْلَ مَا قُلْتَ.، وَقِيلَ لَهُمَا مِثْلَ مَا قِيلَ لَكَ. فَقُلْتُ: مَنْ هُمَا؟ فَقَالُوا: مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ [2] الْعَمْرِيُّ، وَهِلالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ. فَذَكَرُوا لِي رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، فِيهِمَا أُسْوَةٌ. فَمَضَيْتُ حِينَ ذَكَرُوهُمَا لِي. وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَلامِنَا أَيُّهَا الثَّلاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ. وَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وتَغَيَّرُوا لَنَا، حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الأَرْضُ فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ. فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً. فَأَمَّا صَاحِبَايَ فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بَيْتِهِمَا. وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلاةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ فِي الأَسْوَاقِ، فَلا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ. وأتى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ   [1] سقطت من الأصل، وأثبتناها من (ع) و (ح) وصحيح مسلم. [2] في الأصل: «الرفيع» . والتصحيح من ع، ح وصحيح البخاري. وهو في مسلم: مرارة بن الربيعة العامري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 فِي مَجْلِسِهِ بَعْدَ الصَّلاةِ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَأَقُولُ فِي نَفْسِي: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلامِ عَلَيَّ أَمْ لا؟ ثُمَّ أُصَلِّي فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلاتِي نَظَرَ إِلَيَّ، فَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي. حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيَّ ذَلِكَ مِنْ جَفْوَةِ الْمُسْلِمِينَ تَسَوَّرْتُ جِدَارَ حَائِطِ أَبِي قَتَادَةَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي وَأَحَبُّ الناي إليّ، فسلّمت عليه، فو الله مَا رَدَّ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ [قَالَ] [1] فسَكَتَ، فَعُدْتُ لَهُ فَسَكَتَ، فَنَاشَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَفَاضَتْ عَيْنَايَ. وَتَوَلَّيْتُ حَتَّى تَسَوَّرْتُ الْجِدَارَ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ الشَّأْمِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؟ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ. حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَع إِلَيَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، وَكُنْتُ كَاتِبًا، فَإِذَا فِيهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ. وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلا مَضْيَعَةٍ. فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ. فَقُلْتُ: وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلاءِ. فَتَيَمَّمْتُ بِهِ التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهِ. حَتَّى إِذَا مَضَى لَنَا أَرْبَعُونَ لَيْلةً مِنَ الْخَمْسِينَ إِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ. فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ بِهَا؟ فَقَالَ: لا، بَلِ اعْتَزِلْهَا فَلا تَقْرَبَنَّهَا. وَأَرْسِلْ إِلَى صَاحِبَيَّ بِمِثْلِ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لامْرَأَتِي: الْحِقِي بِأَهْلِكِ فَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ. قَالَ كَعْبٌ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلالٍ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: إِنَّ هِلالا شَيْخٌ ضَائِعٌ لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ؟ فَقَالَ: لا، وَلَكِنْ لا يَقْرَبَنَّكِ. قَالَتْ: إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِي هَذَا. فَقَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي: لَوِ اسْتَأْذَنْتَ رَسُولَ اللَّهِ فِي امْرَأَتِكَ؟ فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ، وَمَا يُدْرِينِي مَا يَقُولُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن استأذنته فيها، وأنا   [1] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. وصحيح مسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 656 [119 ب] رجل شابّ. فلبثت بعد ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ حَتَّى كَمُلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً. فَلَمَّا أَنْ صَلَّيْتُ صَلاةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ مِنَّا، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي، وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارخٍ أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ: يَا كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، أَبْشِرْ. فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ. وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ، حِينَ صَلَّى صَلاةَ الْفَجْرِ. فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا، وَذَهَبَ قبل صاحبيّ مبشّرون. وركض رجل إليّ فرسا، وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل، وكان الصّوت أسرع إِلَيَّ مِنَ الْفُرْسِ. فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صوته يبشّرني، نزعت ثوبيّ وكسوتهما إِيَّاهُ بِبُشْرَاهُ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا يَوْمَئِذٍ. وَاسْتَعَرْتُ ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا، وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنِّئُونِي بِالتَّوْبَةِ، يَقُولُونَ: لِيَهْنِكَ تَوْبةُ اللَّهِ عَلَيْكَ. حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ، وَلا أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ بِالسُّرُورِ: «أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ» . قُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «لا، بَلْ مِن عِنْدِ اللَّهِ» . وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بشّر ببشارة يَبْرُقُ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ. فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الرَّسُولِ. قَالَ: أَمْسِكْ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. فَقُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ. وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لا أحدّث إلّا صدقا ما بقيت. فو الله مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ابْتَلاهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِدْقِ الْحَدِيثِ أَحْسَنَ مِمَّا ابْتَلانِي، مَا تَعمَّدْتُ مُذْ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذِبًا، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيَ. وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ: لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى 9: 117 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 657 النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ 9: 117 إِلَى قَوْلِهِ: اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ 9: 119 [1] . فو الله مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ، بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلإِسْلامِ، أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ، أَنْ لا أَكُونَ كَذَبْتُهُ، فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَّبُوهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِلَّذِينَ كَذَّبُوهُ، حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ، شَرَّ مَا قَالَ لأَحَدٍ فَقَالَ: سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ. يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ 9: 95- 96 [2] . قَالَ كَعْبٌ: وَكُنَّا خُلِّفْنَا- أَيُّهَا الثَّلاثَةُ- عَنْ أمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَلَفُوا لَهُ، وأرجأ أمرنا [120 أ] حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ. فَبِذَلِكَ قَالَ تَعَالَى: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا 9: 118 [3] ، وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ تَخَلُّفَنَا عَنِ الْغَزْوِ، وإنّما هو تخليفه إيّانا [و] [4] إرجاؤه أَمْرَنَا عَمَّنْ تَخَلَّفَ وَاعْتَذَرَ، فَقَبِلَ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] .   [1] سورة التوبة، الآيات 117- 119. [2] سورة التوبة، الآيتان 95، 96. [3] سورة التوبة، الآية 118. [4] سقطت من النسخ الثلاث، وأثبتناها من الصحيحين. [5] أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب حديث كعب بن مالك، وقول الله عز وجل: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا 9: 118 (5/ 130) وصحيح مسلم: كتاب التوبة، باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه (3/ 2769) ، وابن هشام في السيرة 4/ 180- 182، وأحمد في المسند 3/ 454 و 456- 460 و 6/ 387- 390، والطبراني في المعجم الكبير 19/ 42 وما بعدها رقم 90 و 91 و 95، وعبد الرزاق في المصنف (9744) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 658 مَوت عَبْد اللَّه بْن أَبِيّ قَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الزهري، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَلَمَّا عَرَفَ فِيهِ الْمَوْتَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « [أَمَا] [1] وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَنْهَاكَ عَنْ حُبِّ يَهُودَ» . فَقَالَ: قَدْ أبْغَضَهُمْ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، فَمَهْ؟ وقال الواقديّ: مرض عَبْد اللَّه بْن أَبِي بْن سلول فِي أواخر شوّال، ومات في ذي القعدة. وكان مرضه عشرين ليلة [2] . فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوده فيها. فلما كان اليومُ الَّذِي مات فِيهِ. دخل عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَجُود بنَفْسه فقال: «قد نَهَيْتُك عَنْ حبّ يَهُود» . فقال: قد أَبغضهم أسعدُ فما نَفَعه؟ ثمّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ليس هذا بِحينِ عتاب. هو الموتُ، فإنْ متّ فاحضرْ غُسْلي، وأعْطِني قَمِيصَك أكفّن فيه، وصلّ عليّ واستغفر لي [3] .   [1] ليست في الأصل، وأثبتناها من ع، ح. [2] تاريخ الطبري 3/ 120. [3] قال ابن كثير في السيرة 4/ 65: «وروى البيهقي من حديث سالم بن عجلان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نحوا مما ذكره الواقدي، فاللَّه أعلم» . وانظر الخبر في المغازي للواقدي 3/ 1057. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 659 هذا حديث مُعْضل واهٍ، لو أسنده الواقديّ لَمَا نَفَع، فكيف وهو بلا إِسناد؟ وقال ابن عُيَيْنة، عَنْ عَمْرو، عَنْ جَابِر قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبر عبد الله بن أبيّ بعد ما أُدْخِل حُفْرته [فأَمَرَ بِهِ] [1] فأُخْرِج، فوُضِع عَلَى رُكْبَتَيْه، أو فَخِذيه، فَنفَث عَلَيْهِ من رِيقِه وأَلبْسَه قميصه. والله أعلم. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، وَغَيْرُهُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، قال: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، أَتَى ابنه عبد الله بن عَبْدُ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ لِيُكَفِّنَهُ فِيهِ، فَأَعْطَاهُ. ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عليه، فقام عمر فأخذ ثوبه فقال: يا رسول الله، أتصلّي عليه وقد نهاك الله عنه؟ قَالَ: إِنَّ رَبِّي خَيَّرَنِي، فَقَالَ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ الله لَهُمْ 9: 80 [3] ، وَسَأَزِيدُ عَلَى السَّبْعِينَ. فَقَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنزَلَ اللَّهُ وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ 9: 84 [4] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [5] . وفيها: قُتل عُرْوَةُ بْن مَسْعُود الثّقفيّ، وكان سيّدا شريفا من عقلاء   [1] سقطت من الأصل، وأثبتناها من نسختي (ع) و (ح) . [2] أخرجه البخاري في الجنائز (2/ 76) باب الكفن في القميص الّذي يكفّ أو لا يكفّ، و (2/ 95) باب هل يخرج الميّت من القبر واللحد لعلّة؟ و (7/ 36) في اللباس، باب ليس القميص وقول الله تعالى حكاية عن يوسف ... ، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (2773) ، والنسائي (4/ 37، 38) في كتاب الجنائز، باب القميص في الكفن، وأحمد في المسند 3/ 281، والواقدي في المغازي 3/ 1057. [3] سورة التوبة، الآية 80. [4] سورة التوبة، الآية 84. [5] صحيح البخاري: كتاب الجنائز، باب الكفن في القميص الّذي يكف أو لا يكف (2/ 76) . وصحيح مسلم: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (2774) ، وابن هشام في السيرة 4/ 191. وتفسير الطبري 18/ 86- 87، وأسباب النزول للواحدي 330- 336، والواقدي 3/ 1058. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 660 العرب ودُهاتهم، دعا قومه إلى الْإِسْلَام فقتلوه. فيُرْوى أَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُه مَثَلُ صاحِب ياسين، دعا قومَه إلى اللَّه فقتلوه» [1] . وفيها: تُوُفِّيت السيدة أمّ كلثوم بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، زَوْجَة عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [2] . وفيها: تُوُفِّيَ عَبْد اللَّه ذُو البِجَادَيْن [3] رَضِيَ اللَّهُ عنه، ودُفن بتَبُوك، وصلّى عَلَيْهِ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأثنى عَلَيْهِ ونزل فِي حفرته، وأسنده في لحده. وقال: «اللَّهمّ [120 ب] إنّي أمسيتُ عَنْهُ راضيًا، فَارْضَ عَنْهُ» [4] . وقال مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: حدّثني مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التَّيْميّ، قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّه ذو البِجادَيْن [5] من مُزَيْنَة. وكان يتيمًا فِي حِجْر عمّه، وكان يُحْسن إِلَيْهِ. فلمّا بلغه أَنَّهُ قد أَسْلَم قَالَ: لَئِنْ فعلتَ لأَنْزِعَنَّ منك جميع ما أعطيتك. قَالَ: فإنّي مُسلم. فنزع كلَّ شيء أعطاه، حتّى جَرَّده ثوبَه. فأتى أُمَّه، فقطعتْ بِجادًا [6] لها باثْنَيْن، فائْتَزَر نِصْفًا وارْتَدى نِصفًا. ولَزِمَ بابَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ يرفع صوته بالقرآن والذِّكْر. وتوفّي فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيها: قدِم وَفْدٌ ثَقِيف من الطَّائِف، فأسلموا بعد تَبوك، وكتب لهم رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم كتابا [7] .   [1] انظر المحبّر لابن حبيب 105، 106، وتاريخ الطبري 3/ 97. [2] تاريخ الطبري 3/ 124. [3] في الأصل، ع: «ذو النجادين» ، والتصحيح من (ح) ، وهو عبد الله بن عبد نهم المزني. (الاستيعاب 2/ 292) . [4] الاستيعاب 2/ 293. [5] في الأصل، ع: «ذو النجادين» . والتصحيح من ح. والاستيعاب لابن عبد البر 2/ 292. وقال ابن هشام في السيرة 4/ 179: وأنّما سمّي ذو البجادين لأنه كان ينازع إلى الإسلام، فيمنعه قومه من ذلك ويضيّقون عليه حتى تركوه في بجاد ليس عليه غيره. والبجاد: الكساء الغليظ الجافي. [6] في الأصل، ع: «نجادا» . [7] انظر تاريخ الطبري 3/ 97 و 99. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 661 وفيها: مَرجعَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تبوك، مات سُهَيْل بْن بَيْضاء، أخو سهل بن بيضاء، وهي أمّهما، واسمها دَعْد بِنْت جَحْدَم. وأما أَبُوهُ فوَهْب بْن رَبِيعَة الفِهْرِيّ. ولسهيل صُحْبةٌ وروايةٌ حديثٍ، وَهُوَ حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْمِصْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الصَّلْتِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [1] . وَلِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نَحْوَهُ. وَأَمَّا الدَّرَاوَرْدِيُّ فَقَالَ: عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن سعيد ابن الصَّلْتِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ. وَهَذَا مُتَّصُلٌ عَنْ سُهَيْلٍ. إِذْ سَعِيدُ بْنُ الصَّلْتِ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ لا يُمْكِنُهُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ سُهَيْلٍ. وَلَوْ [2] سَمِعَ مِنْهُ لَسَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، ولكان صحابيا. لكنّ الْمُرْسَلَ أَشْهَرُ. وَكَانَ سُهَيْلُ [3] بْنُ بَيْضَاءَ مِنَ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ، شَهِدَ بَدْرًا وَغَيْرَهَا. وَكَذَلِكَ أَخُوهُ سَهْلٌ، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَيْضًا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنْبَأَ حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ بَيْضَاءَ، عِنْدَ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَنَا أَسْقِيهِمْ، حَتَّى كَادَ الشَّرَابُ أَنْ يَأْخُذَ فِيهِمْ. ثُمَّ ذَكَرَ تَحْرِيمَ الْخَمْرِ بِطُولِهِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ سَعْدٌ: أَدْخِلُوهُ الْمَسْجِدَ حَتَّى أُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ صَلَّى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابْنَيْ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ سُهَيْلٍ وَسَهْلٍ [5] .   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 257 و 258 رقم (6033) و (6034) . [2] في الأصل «ولم» والتصحيح من (ع) و (ح) . [3] في الأصل «سهل» وهو خطأ، والتصحيح من (ع) و (ح) . [4] الاستيعاب 2/ 92، الإصابة 2/ 85 رقم: 352. [5] الاستيعاب 2/ 93. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 662 وَقَالَ فِيهِ غَيْرُ الضَّحَّاكِ: مَا أَسْرَعَ مَا نَسُوا، لَقَدْ صَلَّى عَلَى سُهَيْلِ بْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ. وفيها: تُوُفِّيَ زيد بْن سَعْنَة، بالياء [وبالنون] [1] ، وبالنّون أشهر، وهو أحد الأحْبار [2] الذين أسلموا. وكان كثير العلم والمال. وخبرُ إسلامه رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ هَدْيَ زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ، قَالَ: مَا مِنْ عَلامَاتِ النُّبُوَّةِ شيء إلّا وقد عرفتها في (121 أ] وَجْهِ مُحَمَّدٍ حِينَ نَظَرْت إِلَيْهِ، إِلا شَيْئَيْنِ لَمْ أُخْبَرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ وَلا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ إِلا حِلْمًا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَهُوَ فِي الطَّوَالاتِ لِلطَّبَرَانِيِّ [3] . وَآخِرُهُ [4] : فَقَالَ زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَآمَنَ بِهِ وَتَابَعَهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ. وَتُوُفِّيَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ. وَالْحَدِيثُ غَرِيبٌ، مِنَ الأَفْرَادِ [5] . قَالَ أَبُو عُبَيْدة مَعْمَر بْن المثنّى: وفيها قَتلت فارسُ مَلِكَهم شَهْرا برز [6] بْن شيرويه، ومَلَّكوا عليهم بُوران بِنْت كِسْرى [7] . وبلغ ذَلِكَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «لن يُفْلِحَ قومٌ وَلَّوْا أَمْرَهم امرأة» [8] .   [1] سقطت من الأصل، والمثبت من: (ع) و (ح) . [2] في الأصل «الأجناد» ، والتصحيح من (ع) و (ح) ، والاستيعاب 1/ 563، والإصابة 1/ 566 رقم 2904. [3] في المعجم الكبير 5/ 253- 255 رقم 489. [4] في الأصل «وأخبره» ، والتصحيح من (ع) و (ح) . [5] في هامش ح: «هو في صحيح ابن حبان» . انظر: صحيح ابن حبان، رقم (2105) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 604، 605 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وهو من غرر الحديث. وقد تعقّبه الذهبي بقوله في تلخيص المستدرك 3/ 605. «وما أنكره وأركّه لا سيما قوله: مقبلا غير مدبر، فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال» . [6] هكذا في جميع النسخ. وفي تاريخ خليفة «شهربراز» . [7] تاريخ خليفة 93. [8] أخرجه البخاري في كتاب المغازي (5/ 136) باب كِتَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كسرى وقيصر. وفي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 663 وفيها: تُوُفِّيَ عَبْد اللَّه بْن سعد بْن سُفْيَان الأنصاريّ، من بني سالم بْن عَوْفُ. كنيته أبو سعد [1] . شهد أُحُدًا والمشاهد. وتُوُفِّيَ منصرف النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تبوك. فيقال: إنَّ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفنه فِي قميصه [2] . وفيها: فِي هَذِهِ المدة: توفي زَيْد بْن مُهَلْهَلِ بْن زَيْد [3] أَبُو مُكْنِف الطَّائيّ، فارس طيِّئ. وهو أحد المؤلفة قلَوْبهم. أعطاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائةً من الإبل، وكتب لَهُ بإقْطاعِ. وكان يُدعى زيد الْخَيْلِ، فسمَّاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد الخير. ثمّ إنه رجع إلى قومه فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَنْجُ زيدٌ من حُمَّى المدينة» . فلمّا انتهى [4] إلى نَجْد أَصابته الْحُمَّى ومات [5] . وفيها: حجَّ بالناس أَبُو بَكْر الصدِّيق، بعثه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الموسم فِي أواخر ذي القعدة ليقيم للمسلمين حجّهم. فنزلت بَرَاءةٌ [6] إثر خروجه [7] . وفي أَوَّلها نُقض ما بين النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين المشركين من العهد الَّذِي كانوا عَلَيْهِ. قَالَ ابن إِسْحَاق: فخرج عليّ، رَضِيَ اللَّهُ عنه، عَلَى نَاقَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، العَضْباء، حتّى أدرك أَبَا بَكْر بالطريق. فلمّا رآه أَبُو بَكْر قَالَ: أميرٌ أو مأمور؟ قَالَ: لَا، بَلْ مأمورٌ. ثمّ مَضَيا. فأقام أَبُو بَكْر للناس حجّهم، حتّى إذا كَانَ يوم النَّحْر، قام عليَّ عند الجَمْرة فأَذَّن فِي النّاس بالذي أَمَره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أيها النّاس، إنه لا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة، ولا يحجّ بعد   [ () ] الفتن (8/ 97) باب: حدّثنا عثمان بن الهيثم، وأحمد في المسند 5/ 43 و 51 و 6/ 38 و 47. [1] في الأصل «أبو سعيد» ، والتصحيح من (ع) و (ح) ، ومن ترجمته في: أسد الغابة 3/ 261. [2] الإصابة 2/ 318 رقم 4712. [3] في جميع النسخ «يزيد» ، والتصحيح من: أسد الغابة 2/ 301، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 202، والإصابة 1/ 572 رقم 2941. [4] في الأصل «وصل» ، والمثبت من (ع) و (ح) . [5] الإصابة 1/ 573. [6] أول سورة التوبة. [7] تاريخ الطبري 3/ 122، طبقات ابن سعد 2/ 168، سيرة ابن هشام 4/ 186. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 العام مُشْرِكٌ، ولا يَطُوف بالبَيْت عُرْيان. ومَن كَانَ لَهُ عَهْدٌ عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو لَهُ إلى مُدَّتِه. وأَجَّلَ الناسَ أربعة أشهرٍ من يوم أَذَّن فيهم، ليرجع كلُّ قومٍ إلى مَآمِنهِم من بلادهم. ثمّ لَا عَهْد لمُشْرِك [1] . وَقَالَ عَقِيلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ فِي تِلْكَ الْحِجَّةِ فِي مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَوْمَ النَّحْرِ يُؤَذَّنُونَ بِمِنًى أَنْ لا يَحُجَّ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانُ. قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثُمَّ أَرْدَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ. قَالَ: فَأَذَّنَ مَعَنَا عَلِيٌّ فِي أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النّحر ببراءة، أن لا يحجّ بعد [121 ب] الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [3] . وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ وَأَتْبَعَهُ عَلِيًّا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: فَكَانَ عَلِيٌّ نَادَى بِهَا، فَإِذَا بُحَّ قَامَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَنَادَى بِهَا. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ [4] ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ؟ قَالَ: بُعِثْتُ بِأَرْبَعٍ: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ   [1] سيرة ابن هشام 4/ 188، وانظر المغازي للواقدي 3/ 168، 169. [2] في كتاب الصلاة (1/ 97) باب ما يستر من العورة، وكتاب تفسير القرآن، سورة براءة (5/ 202) باب قوله فَسِيحُوا في الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي الله 9: 2..، وباب قوله وَأَذانٌ من الله وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ الله بَرِيءٌ من الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ 9: 3.. [3] البخاري في كتاب الحج (2/ 164) باب لا يطوف بالبيت عريان ولا يحجّ مشرك، ومسلم في كتاب الحج (1347) باب لا يحجّ البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، وبيان يوم الحجّ الأكبر. وأبو داود في المناسك (1946) باب يوم الحج الأكبر. والترمذي في الحج (872) باب ما جاء في كراهية الطواف عريانا، من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أثيع قال: «سألت عليّا..» . وأحمد في المسند 1/ 3 و 79 و 2/ 299 من طريق الشعبي، عن محرر بن أبي هريرة أبيه، عن أبي هريرة، قال: كنت مع عليّ ... ، وخليفة في تاريخه 93. [4] يثيع أو أثيع: رجل من همدان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 665 إِلا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانُ، وَلا يَجْتَمِعُ مُؤْمِنٌ وَكَافِرٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بَعْدَ عَامِهِ هَذَا، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ، فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ فأجله أربعة أشهر [1] .   [1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 79 و 2/ 299. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 666 ذكر قدُوم وُفوُدِ العرب [قُدُومُ عُرْوَةُ بْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ] قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: فَلَمَّا صَدَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَأَقَامَا لِلنَّاسِ الْحَجَّ، قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْلِمًا. وَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ. وَأَمَّا ابْنُ إِسْحَاقَ فَذَكَرَ أَنَّ قُدُومَ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ كَانَ فِي إِثْرِ رَحِيلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَهْلِ الطَّائِفِ وَعَنْ مَكَّةَ، وَأَنَّهُ لَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَسْلَمَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى قَوْمِهِ بِالإِسْلامِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنهم قاتلوك» [1] . ثم بعد أشهرٍ، قَدِم: وَفْدُ ثَقِيف [2] وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كنّا في   [1] تاريخ الطبري 3/ 96، سيرة ابن هشام 4/ 184. [2] ثقيف: هم ثقيف بن منبه، بطن متسع من هوازن من العدنانية، اشتهروا باسم أبيهم. وكان موطنهم بالطائف (معجم قبائل العرب 1/ 148) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 667 الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَضَرَبَ لَنَا قُبَّتَيْنِ عند دار المغيرة ابن شُعْبَةَ. قَالَ: وَكَانَ بِلالٌ يَأْتِينَا بِفِطْرِنَا فَنَقُولُ: أَفْطَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، مَا جِئْتُكُمْ حَتَّى أَفْطَرَ، فَيَضَعُ يَدَهُ فَيَأْكُلُ وَنَأْكُلُ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْزَلَهُمْ فِي قُبَّةٍ فِي الْمَسْجِدِ، لِيَكُونَ أَرَقَّ لِقُلُوبِهِمْ. وَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ حِينَ أَسْلَمُوا أَنْ لَا يُحْشَرُوا وَلَا يُعْشَرُوا وَلَا يُجَبُّوا [2] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَيْسَ فِيهِ رُكُوعٌ، وَلَكُمْ أَنْ لَا تُحْشَرُوا وَلَا تُعْشَرُوا» [3] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي «السُّنَنِ» [4] : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ شَأْنِ ثَقِيفٍ إِذْ بَايَعَتْ قَالَ: اشْتَرَطَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لا صَدَقَةَ عَلَيْهَا وَلا جِهَادَ، وَأَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: «سَيَتَصَدَّقُونَ وَيُجَاهِدُونَ إِذَا أَسْلَمُوا» . وقال مُوسَى بْن عُقْبة، وعن عُرْوَةُ بمعناه، قَالَ: فأسلم عُرْوَةُ بْن مَسْعُود، واستأذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليرجع إلى قومه. فقال: إنّي أخاف [122 أ] أَن يقتلوك قَالَ: لو وجدوني نائمًا ما أيقظوني. فأذن لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فرجع إلى الطائف، وقدِم الطائف عَشِيًّا فجاءته ثقيف فحيّوه، ودعاهم إلى الْإِسْلَام   [1] سيرة ابن هشام 4/ 185. [2] أن لا يحشروا: من الحشر، وهو الخروج مع النفير، أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث. وقيل: لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم، بل يأخذها في أماكنهم. ولا يعشروا: من التعشير، وهو أخذ عشر المال. ولا يجبّوا: من التجبية، وهي وضع اليدين على الركبتين أو على الأرض، وهي هنا كناية عن الركوع والسجود في الصلاة. [3] أخرجه أبو داود في كتاب الخراج والإمارة والفيء (3026) باب ما جاء في خبر الطائف. وأحمد في المسند 4/ 218. [4] في كتاب الخراج والإمارة والفيء (3025) باب ما جاء في خبر الطائف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 668 ونصح لهم، فاتَّهموه وعَصَوْه، وأَسْمعوه من الأذى ما لم يكن يخشاهم عَلَيْهِ. فخرجوا من عنده، حتّى إذا أسحر وطلع الفجر، قام عَلَى غرفةٍ [لَهُ] [1] فِي داره فأذّن بالصلاة وتشهدّ، فرماه رَجُل من ثقيف بسهمٍ فقتله. فزعموا أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ حين بلغه قَتْله: «مَثَلُ عُرْوَةُ مثل صاحب ياسين، دعا قومه إلى الله فقتلوه» [2] . وأقبل- بعد قتله- من وفد ثقيف بضعةُ عشر رجلًا هُمْ أشراف ثقيف، فيهم كِنَانة بْن عَبْد يالَيِل وهو رأسهم يومئذٍ، وفيهم عثمان بْن أَبِي العاص بْن بِشْر، وهو أصغرهم. حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة يريدون الصُّلْح، حين رأوا أنَّ قد فُتحت مكة وأَسلمت عامّة العرب. فقال المُغيرة بْن شُعْبَة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْزِلُ عَلَى قومي فأُكرِمهم، فإنّي حديث الجُرْم [3] فيهم. فقال: لَا أمنعك أنَّ تكرم قومك، ولكن منزلك حيث يسمعون القرآن. وكان من جُرم [3] المُغِيرة فِي قومه أَنه كَانَ أَجيرًا لثقيف، وأنهم أقبلوا من مصر، حتّى إذا كانوا ببُصَاق [4] ، عدا عليهم وهم نِيَام فقتلهم، ثمّ أقبل بأموالهم حتّى أَتَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول الله، خمِّس مالي هذا. فقال: «وما نبأه» ؟ فأخبره، فقال: «إنّا لسنا نَغْدِر» . وأبى أنَّ يخمّسه. وأَنزلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفدَ ثقيف فِي المسجد، وبنى لهم خِيَامًا لكي يسمعوا القرآن ويروا النّاس إذا صلّوا. وكأن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خطب لم يَذْكُر نَفْسَه. فلمّا سمعه وفد ثقيف قَالُوا: يأمرنا أنَّ نشهد أَنَّهُ رَسُول اللَّهِ، ولا يشهد بِهِ فِي خُطبته. فلمّا بَلَغه ذَلِكَ قَالَ: فإني أول من شهد أنّي رسول الله.   [1] سقطت من الأصل، والمثبت من نسختي (ع) و (ح) . [2] انظر: سيرة ابن هشام 4/ 184، المحبّر 105- 106، تاريخ الطبري 3/ 97. [3] في الأصل: «الحزم» ، حزم في الموضعين. والتصحيح من ع، ح. [4] بصاق: موضع قرب مكة، ويقال بساق (بالسين) . وقيل: جبل قرب أيلة فيه نقب. (معجم البلدان 1/ 429) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 669 وكانوا يَغْدون عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلَّ يومٍ، ويُخَلِّفون عثمان بْن أَبِي العاص عَلَى رِحالهم. فكان عثمان، كلّما رجعوا وقالُوا بالهاجرة، عمد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأله عَنِ الدِّين واستقرأه القرآن، حتّى فَقِه فِي الدّين وعَلِم. وكان إذا وجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نائمًا عمد إلى أَبِي بَكْر. وكان يكتم ذَلِكَ من أصحابه. فأَعْجَب ذَلِكَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعَجِب منه وأحبّه. فمكث الوفد يختلفون إِلَى رَسُول اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] وهو يدعوهم إلى الْإِسْلَام، فأسلموا. فقال كِنانة بْن عَبْد يا ليل: هَلْ أنت مُقاضِينا حتّى نرجع إلى قومنا؟ فقال: «نعم، إنْ أنتم أقررتم بالإسلام قاضَيْتُكم، وإلا فلا قَضِيّة ولا صُلْح بيني وبينكم» . قَالُوا: أفرأيت الزِّنا، فإنّا قوم نغترب لَا بُدّ لنا منه؟ قَالَ: «هُوَ عليكم حَرامٌ» . قالوا: فالرّبا؟ قال: «لكم رءوس أموالكم» . قَالُوا: فالخمر؟ قَالَ: «حرام» . وتلا عليهم [122 ب] الآيات فِي تحريم هذه الأشياء. فارتفع القوم وخلا بعضهم ببعض، فقالوا: وَيْحكم، إنّا نخاف- إنْ خالفناه- يومًا كيوم مكة. انْطَلقوا نُكَاتِبه عَلَى ما سأَلَنا. فأَتَوْه فقالوا: نعم، لَكَ ما سَأَلت. أرأيت الرَّبَّة [1] ماذا نصنع فيها؟ قَالَ: «اهدموها» . قَالُوا: هيهات، لو تعلم الربّة أنّك تريد هدمها قَتَلَتْ أهلها. فقال عُمَر: ويحك يا بن عَبْد يَالِيل، ما أحمقك، إنّما الربّة حَجَر. قالوا: إنّا لم نأتك يا بن الخطّاب. وقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَوَلَّ أنت هدمها، فأما نَحْنُ فإنّا لن نهدمها أبدًا. قَالَ: «فسأبعث إليكم من يهدمها» . فكاتَبُوه وقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أمِّرْ علينا رجلًا يَؤُمّنا. فأمّر عليهم عثمان لِما رَأَى من حِرْصه عَلَى الْإِسْلَام. وكان قد تعلَّم سُوَرًا من القرآن. وقال ابن عبد يا ليل: أَنَا أَعلم النّاس بثقيف. فاكْتُمُوهم الْإِسْلَام وخَوِّفُوهم الحربَ، وأَخْبِرُوا أنّ محمدًا سَأَلَنا أمورًا أَبَيْناها.   [1] الربّة: بيت اللات التي كانت تعبدها ثقيف، أو هي اللات ذاتها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 670 قَالَ: فخرجت ثقيف يتلقَّوْن الوفدَ. فلمّا رأوهم قد ساروا العَنَق [1] ، وقَطَروا الإبل، وَتَغشَّوا ثيابهم، كهيئة القوم قد حَزِنُوا وكُرِبُوا ولم يرجعوا بخير. فلمّا رأت ثقيف ما فِي وجوههم قَالُوا: ما وفدُكم بخيرٍ ولا رجعوا بِهِ. فدخل الوفد فعَمدوا [2] اللات فنزلوا عندها. والّلات بيت بين ظهرَيْ الطائف يُسْتَر ويُهْدَى لَهُ الْهَدْيَ، كما يُهدى للكعبة. فقال ناس من ثقيف حين نزل الوفد إليها: إنه لَا عَهْد لهم برؤيتها. ثمّ رجع كل واحد إلى أهله، وجاء كل رَجُل منهم خاصَّتَه فسأَلوهم فقالوا: أَتَيْنا رجلًا فَظًّا غليظًا يأخذ من أمره ما يشاء، قد ظهر بالسيف وأَدَاخ العرب ودانت لَهُ النّاس. فعرض علينا أمورًا شِدادًا: هَدْم الّلات، وتَرْك الأموال فِي الرِّبا إلّا فِي رءوس أموالكم، وحَرَّم الخَمْر والزِّنا، فقالت ثقيف: والله لَا نقبل هذا أبدًا. فقال الوفد: أَصْلحوا السلام وتهيّئوا للقتال ورمّوا حصنكم. فمكثت ثقيف بذلك يومين أو ثلاثة يريدون القتال. ثمّ ألقى اللَّه فِي قلوبهم الرُّعب، فقالوا: والله ما لنا بِهِ طاقة، وقد أداخ العرب كلّها، فارجعوا إِلَيْهِ فأَعْطُوه ما سَأَلَ. فلمّا رَأَى ذَلِكَ الوفد أنهم قد رَعَبوا قَالُوا: فإنّا قد قاضَيْناه وفعلنا ووجدناه أتقى النّاس وأرحمهم وأصدقهم. قَالُوا: لِم كَتَمْتُمُونا وغَمَمْتُمونا أشدّ الغمّ؟ قَالُوا: أردنا أنَّ ينزع اللَّه من قلوبكم نَخْوَة الشَّيطان. فأسلموا مكانَهم. ثمّ قدِم عليهم رسُلُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قد أمَّر عليهم خَالِد بْن الوليد، وفيهم المُغِيرة. فلمّا قدِموا عمدوا للات ليهدموها، واسْتَكَفَّت ثقيف كلها، حتّى خرج العَواتق [3] ، لَا ترى عامة ثقيف أنها مهدومة. فقام المُغِيرة فأخذ الكَرْزِينَ [4] وقال لأصحابه: والله لأُضْحِكَّنكم منهم. فضرب بالكرزين، ثمّ   [1] العنق: ضرب من السير فسيح سريع، للإبل والخيل. [2] عمد الشيء يعمده، كعمد له وإليه: قصده. [3] العواتق: جمع عاتق وهي الجارية أول ما أدركت أو التي لم تتزوج. [4] الكرزين: فأس كبيرة لها حدّ ورأس واحد، أو نحو المطرقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 671 [123 أ] سقط يَرْكُض. فارتَجّ أهُل الطائف بصيحةٍ واحدةٍ، وقَالُوا: أَبْعَدَ اللَّه المُغِيرة، قد قتلته الرَّبَّة. وفرحوا، وقَالُوا: من شاء منكم فليقتربْ وليجتهدْ على هدمها، فو الله لَا يُستطاع أبدًا. فوثب المُغِيرة بْن شُعْبَة فقال: قبّحكم اللَّه، إنما هِيَ لكاع حجارة ومَدر، فاقْبَلوا عافِيَة اللَّه واعبدوه. ثمّ ضرب الباب فكسره، ثمّ عَلا عَلَى سورها، وعلا الرجالُ معه، فهدموها. وجعل صاحب المَفْتَح [1] يَقُولُ: ليَغْضَبَنَّ الأساسُ، فليخسفَنَّ بهم. فقال المُغِيرة لخالد: دعني أحفر أساسها. فحفره حتّى أخرجوا ترابها، وانتزعوا حِلْيَتَها، وأخذوا ثيابها. فبهتت ثقيف، فقالت عجوزٌ منهم: أسلمها الرُّضَّاع وتركوا المِصَاع [2] . وأقبل الوفد حتّى أتوا النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحليتها وكسوتها، فَقَسَمه. وقال ابن إِسْحَاق: أقامت ثقيف، بعد قتل عُرْوَةُ بْن مَسْعُود، أشهرًا. ثمّ ذكر قدومَهم عَلَى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإسلامَهم. وذكر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أَبَا سُفْيَان بْن حرب والمغيرة يهدمان الطَّاغية [3] . وقال سَعِيد بْن السَّائب، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن عياض، عن عثمان ابن أَبِي العاص، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أنَّ يجعل مسجد الطائف حيثُ كانت طاغيتهم. رَوَاهُ أَبُو همّام مُحَمَّد بْن محبّب الدلّال، عن سعيد [4] .   [1] المفتح: الخزانة أو المخزن حيث يوجد كنز الربة وحليتها وثيابها. ويجوز أن يكون المفتح (بالكسر) أي المفتاح. [2] الرضاع: كالرضّع، جمع راضع، وهو اللئيم الّذي رضع اللؤم من ثدي أمه، يريد أنه ولد في اللؤم. والمصاع: الجلاد والضراب بالسيوف. وفي هامش ح.: الرضاع الذين يرضعون إبلهم لئلا يسمع الفقراء صوت حلبهم، وقيل يرضعون الناس أي يسألونهم. والمصاع الجلاد والضراب أي تركوا القتال. [3] سيرة ابن هشام 4/ 185، تاريخ الطبري 99- 100. [4] رواه الطبراني في المعجم الكبير 9/ 39 رقم (8355) ، والحاكم في المستدرك 3/ 618. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 672 ولما فرغ ابن إِسْحَاق من شأن ثقيف، ذكر بَعْدَ ذلك حجّة أَبِي بَكْر الصدّيق بالناس [1] .   [1] انظر سيرة ابن هشام 4/ 186. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 673 السنة العاشرة ثمّ قَالَ ابن إِسْحَاق [1] : ولمّا فتح اللَّه عَلَى نبيّه مكّة، وفَرَغ من تبوك، وأسلمتْ ثقيف، ضَرَبتْ إِلَيْهِ وُفودُ العرب من كلّ وَجْهٍ. وإنما كانت العرب تَرَبَّصُ بالإسلام أَمْرَ هذا الحيّ من قريش، وأَمْرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذلك أنّ قريشًا كانوا إِمامَ النّاس. [وفد بني تَمِيم] قَالَ: فقدم عُطَارِد بْن حَاجِب فِي وفدٍ عظيمٍ من بني تميم [2] ، منهم الأَقْرَع بْن حَابِس، والزِّبْرِقَان بْن بَدْر، ومعهم عُيَيْنة بْن حِصْن. فلمّا دخلوا المسجد. نادوا رَسُول اللَّهِ من وراء حُجُراته: اخرجْ إلينا يا مُحَمَّد، جئناك نفاخرك، فائذنْ لشاعرنا وخطيبنا. قَالَ: قد أَذِنْتُ لخطيبكم، فلْيَقُمْ. فقام عُطارد، فقال: الحمد للَّه الَّذِي لَهُ علينا الفضلُ وَالْمَنُّ، وهو أهله، الّذي جعلنا ملوكا،   [1] في سيرة ابن هشام 4/ 194. [2] بنو تميم بن مر: قبيلة عظيمة من العدنانية تنتسب إلى تميم بن مرّ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَر بن نِزار بن مَعَدّ بن عدنان. كانت منازلهم بأرض نجد. (معجم قبائل العرب 1/ 126) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 675 ووهب [لنا] [1] أموالا عظاما نفعل فيها المعروف، وجعلنا أعزَّ أهُل المَشْرق، وأكثرَهُ عَدَدًا، وأَيْسره عُدّةً. فَمنْ مثْلُنا فِي الناس؟ ألسنا برءوس النّاس وَأُولِي فضلهم؟ فمن فاخَرَنا فَلْيَعْدُدْ مثل ما عَدَدْنا، وإنّا لو نَشَأْ لأَكْثَرْنا الكلام، ولكنْ نَسْتَحي من الإِكْثار. أقول هذا لأَنْ تَأتوا بمثل قولنا، وأمرٍ أفضل من أمرنا. ثم جلس. فقال رسول [123 ب] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لثَابِت بْن قَيْس بْن الشَّمَّاس الخَزْرَجِيّ: قُمْ فأَجِبْهُ. فقام، فقال: الحمد للَّه الَّذِي السماواتُ والأرضُ خَلْقُه، قضى فيهنَّ أَمْره، ووَسع كُرْسِيُّه عِلْمه، ولم يكن شيء قطّ إلّا من فضله. ثمّ كَانَ من فضله أنَّ جعلنا ملوكًا، واصْطَفى من خير خلقه رسولًا، أَكْرَمه نسبًا، وأصدقه حديثًا، وأفضله حَسَبًا، فأنزل عَلَيْهِ كتابه، وائْتَمَنه عَلَى خَلْقه، فكان خِيَرَةَ اللَّه من العالمين، ثمّ دعا النّاس إلى الْإِيمَان فآمن بِهِ المهاجرون من قومه وَذَوِي رَحِمه، أكرم النّاس أَحْسابًا، وأحسن النّاس وجوهًا، وخير النّاس فَعالًا، ثمّ كَانَ أول الخلق استجابةً إذْ دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نحن فنحنُ الأنصار، أنصارُ اللَّه ووزراءُ رسوله، نقاتل النّاس حتّى يؤمنوا باللَّه ورسوله. فمَنْ آمَنَ مَنَع مالَهُ ودَمَهُ، ومن كفر جاهدناهُ فِي اللَّه أبدًا، وكان قَتْلُه علينا يسيرًا. أقول قَوْلِي هذا وأستغفر اللَّه للمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليكم. فقام الزِّبْرِقانُ بْن بدر، فقال: نَحْنُ الْكِرَامُ فَلَا حَيٌّ يُعَادِلُنا ... مِنّا الْمُلُوكُ وفينا تُنْصَب البيَعُ وكَمْ قَسَرْنا من الأحياءِ كُلِّهُم ... عِنْدَ النِّهابِ، وفَضْلُ الْعِزِّ يُتَّبَع ونَحْنُ نُطْعِم عند القحط مطعمنا ... من الشِّواء إذا لم يُؤْنَسِ القَزَع بما تَرَى النَّاسَ تَأْتِيَنا سَرَاتُهمُ ... من كلّ أرضٍ هويّا ثم نصطنع   [1] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 676 فِي أبياتٍ [1] . فقال النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ يا حَسَّانُ، فأَجِبْهُ. فقال حسّان [2] : إنَّ الذَّوَائِبَ مِنْ فِهْرٍ وإِخْوَتهمْ ... قَدْ بَيَّنُوا سُنَّةً لِلنَّاسِ [3] تُتَّبَعُ يَرْضَى بها كلُّ مَنْ كانتْ سَرِيرَتُهُ ... تَقْوَى الإلهِ وكلَّ الخير يصطنِع قَوْمٌ إذا حَارَبوا ضَرُّوا عَدُوَّهُمُ ... أوْ حَاوَلُوا فِي أشْيَاعِهم نَفَعوا سَجِيَّةٌ تِلْكَ مِنْهُم غَيْرُ مُحْدَثَةٍ ... إنّ الخلائقَ، فاعْلَمْ، شرُّها البِدَع فِي أبيات [4] . فقال الأقرع بْن حابس: وَأَبي، إنّ هذا الرجل لَمُؤَتًّى لَهُ إِنَّ خطيبه أفْصَحُ من خطيبنا، ولَشاعره أَشْعَرُ من شاعرنا. قَالَ: فلما فرغ القوم أسلموا، وأحسن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جوائزهم. وفيهم نزلت: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ 49: 4 [5] [6] . وَقَالَ سُلَيْمَان بْن حَرْب، ثنا حَمَّادُ بْن زيد، عَنْ مُحَمَّد بْن الزُّبير الحَنْظَليّ، قَالَ: قدِم عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الزِّبْرِقان بْن بدر، وقَيْس بْن عاصم، وعَمْرو بْن الأهْتَم. فقال لعمرو بْن الأهتم: أخبرني عَنْ هذا الزِّبْرقَان، فأمّا هَذَا فلستُ أسألك عَنْهُ. قَالَ: وأُراه قَالَ قد عرف قَيْسًا. فقال: مطاع في أدنيه [7] ، شديد   [1] انظر بقيتها في سيرة ابن هشام 4/ 204، وتاريخ الطبري 3/ 117. [2] ديوانه: ص 248 البرقوقي، 238 د. حنفي. [3] في الأصل «سنة الله» . والتصويب من ع، ح. [4] انظر بقيّتها في سيرة ابن هشام 4/ 205 وتاريخ الطبري 3/ 118. [5] سورة الحجرات، الآية 4. [6] حتى هنا تنتهي رواية ابن إسحاق التي ينقلها المؤلّف من سيرة ابن هشام 4/ 203- 206، وتاريخ الطبري 3/ 116- 119، وانظر: طبقات ابن سعد 1/ 294. [7] رسمت في النسخ الثلاث بغير إعجام. وهي في ابن الملا: «مطاع في قومه» وأثبتنا عبارة الروض الأنف (4/ 223) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 677 العارضة، مانع لما وراء ظهره. فقال الزِّبْرقان: قد قَالَ ما قَالَ وهو يعلم أنّي أفضل مما قَالَ. فقال عمرو: ما علمتك [1] إلّا زمر المروءة [2] ضيّق العطن، أحمق الأرب، لئيم الخال. ثم [124 أ] قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قد صَدَقْتُ فيهما جميعًا، أرضاني فقلتُ بأحسن ما أعلم، وأسخطني فقلت بأسْوَأ ما فِيهِ. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ من البيان سِحْرًا» [3] . وقد روى نَحوه عليُّ بْن حرب الطائيّ، عَنْ أَبِي سعيدٍ الهيثم بْن محفوظ، عَنْ أَبِي المُقَوّم الْأَنْصَارِيّ يَحْيَى بْن زيد، عَنِ الحَكَم بْن عُيَيْنة، عَنْ مِقْسم، عَنِ ابن عَبَّاس، متّصلًا. وفد بني عامر] وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ ثُمَامَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الرّابسيّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قال: وفد أبي وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ [4] إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ سَيِّدُنَا وَذُو الطَّوْلِ عَلَيْنَا. فَقَالَ: «مَهْ مَهْ، قُولُوا بِقَوْلِكُمْ وَلا يَسْتَجْرِئَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ، السَّيِّدُ اللَّهُ، السَّيِّدُ اللَّهُ» [5] . وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُؤَمَّلَةَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا مُؤَمَّلَةَ بْنِ جَمِيلٍ، قَالَ: أَتَى عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا عامر، أسلم. قال: أسلم   [1] في الأصل: «وما عليك» . والتصحيح من ع، ح. [2] زمر المروءة: قليلها. [3] انظر الروض الأنف 4/ 223- 224. [4] بنو عامر بن صعصعة: بطن من هوازن، من قيس بن عيلان، من العدنانية، كانت منازلهم بنجد، ثم نزلوا ناحية من الطائف (معجم قبائل العرب 2/ 708) . [5] أخرج الإمام أحمد نحوه في المسند من طرق مختلفة. انظر ج 4/ 254. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 678 عَلَى أَنَّ الْوَبَرَ لِي وَالْمَدَرَ لَكَ [1] . قَالَ: يا عامر أسلم. فأعاد قوله. قال: لا. فَوَلَّى وَهُوَ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، لأَمْلأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلا جُرْدًا وَرِجَالا مُرْدًا، وَلأَرْبِطَنَّ بِكُلِّ نَخْلَةٍ فَرَسًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ اكْفِنِي عَامِرًا واهْدِ قَوْمَه» . فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَهْرِ الْمَدِينَةِ صَادَفَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا سَلُولِيَّةُ، فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ وَنَامَ فِي بَيْتِهَا، فَأَخَذَتْهُ غُدَّةٌ فِي حَلْقِهِ، فَوَثَبَ عَلَى فَرَسِهِ، وَأَخَذَ رُمْحَهُ، وَأَقْبَلَ يَجُولُ، وَيَقُولُ: غُدَّةُ كغدّة الْبَكْرِ، وَمَوْتٌ فِي بَيْتِ سَلُولِيَّةَ. فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ حَالَهُ حَتَّى سَقَطَ مَيِّتًا [2] . وقال ابن إِسْحَاق [3] : قدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفدُ بني عامر، فيهم: عامر بْن الطُّفَيْلِ. وأَرْبَد ابن قيس، وخالد بْن جَعْفَر، وحيّان بْن سَلَم، وكانوا رؤساء القوم وشياطينهم. فقدِم عامرُ عدوّ اللَّه عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ أنَّ يَغْدِر بِهِ. فقال لَهُ قومه: إنّ النّاس قد أسلموا. فقال: قد كنت آليْتُ أنَّ لَا أَنْتَهي حتّى تَتْبَع العربُ عَقِبي، فأنا أتبعُ عَقِبَ هذا الفتى من قريش؟ ثم قال لأربد: إذ قدِمنا عَلَيْهِ فإنّي شاغلٌ عنك وَجْهه، فإذا فعلتُ ذَلِكَ فاعْلُهُ بالسيف. فلمّا قدِموا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال عامر: يا مُحَمَّد، خَالِّني [4] . فقال: لَا والله، حتّى تؤمن باللَّه وحده، فقال: والله لأملأنّها عليك خَيْلًا، ورِجَالًا. فلمّا ولّى قَالَ: «اللَّهمّ اكْفِني عامرًا» . ثمّ قَالَ لأَربَد: أَيْنَ ما أمرتُكَ بِهِ؟ قَالَ: لَا أَبَا لَكَ، والله ما هممتُ بالذي أمرتني بِهِ من مرّةٍ إلّا دخلت بيني وبينه،   [1] الوبر: وبر الإبل كنى به عن البوادي لأن بيوتهم يتخذونها منه. والمدر: قطع الطين اليابس، ويعني به المدن أو الحضر. [2] انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 252 ومجمع الأمثال للميداني 2/ 3، وفصل المقال للمامقاني 298، وإمتاع الأسماع للمقريزي 507، وعيون الأثر لابن سيد الناس 2/ 232، وسيرة ابن هشام 4/ 207. [3] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 206- 207. [4] خالّه وخالله: اتخذه خليلا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 679 أَفَأَضْرِبُكَ بالسَّيف؟ فبعث اللَّه ببعض الطريق عَلَى عامر الطَّاعُون فِي عُنُقه، فقتله اللَّه فِي بيت امرأةٍ من سلول. وأما الآخر فأرسل اللَّه تعالى عَلَيْهِ وعلى جَمَله صاعقةً أَحْرَقَتْهما. وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ، قَالَ: كَانَ رئيس المشركين عامر بن الطفيل، وكان أتى رسول الله صلى الله [124 ب] عليه وسلم فقال: أخيرك بين ثلاث خصال، فَيَكُونَ لَكَ أَهْلُ السَّهْلَ وَيَكُونَ لِي أَهْلُ الْمَدَرِ، أَوْ أَكُونَ خَلِيفَتَكَ مِنْ بَعْدِكَ، أَوْ أَغْزُوَكَ بِغَطَفَانَ بِأَلْفِ أَشْقَرَ وَأَلْفِ شَقْرَاءَ. قَالَ: فَطُعِنَ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ. فَقَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَكْرِ فِي بَيْتِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي فُلانٍ، ائْتُونِي بِفَرَسِي. فَرَكِبَ فَمَاتَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . [وَافِدُ بني سَعْدٍ] وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [2] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ [3] ، ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ جَلْدًا أشعر غدا غَدِيرَتَيْنِ، فَأَقْبَلَ حَتَّى [4] وَقَفَ فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ فَقَالَ: أَنَا. فَقَالَ: أَنْتَ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ. أَنْشُدُكَ الله إلهك وإله من   [1] في كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع ورعل وذكوان وبئر معونة وحديث عضل، والقارة إلخ. (5/ 40) . [2] الخبر في سيرة هشام 4/ 209، وتاريخ الطبري 3/ 124- 125 وانظر طبقات ابن سعد 1/ 299. [3] بنو سعد بن بكر: بطن من هوازن، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم حضنة النبي صلى الله عليه وسلم (معجم قبائل العرب 2/ 513) ، وإليهم تنسب السيدة حليمة السعدية. [4] في الأصل: «حين» . والتصحيح من ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 680 قَبْلِكَ وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، اللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَنَا أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الأَنْدَادَ؟ قَالَ: «اللَّهمّ نَعَمْ» . قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ إِلَهَكَ وَإِلَهَ مَنْ قَبْلِكَ وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، اللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الإِسْلامِ يَنْشُدُهُ عَنْ كُلِّ فَرِيضَةٍ. ثُمَّ قَالَ: فإني أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، ثُمَّ لا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَعِيرِهِ رَاجِعًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ صَدَق ذُو العَقِيصَتَيْن دَخَلَ الجنةَ. فَقَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ فَكَانَ أَوَّل مَا تكلّم به أن قال: بئست اللاتِ وَالْعُزَّى. قَالُوا: مَهْ يَا ضِمَامُ، اتَّقِ الْبَرَصَ، اتَّقِ الْجُنُونَ. قَالَ: وَيْلَكُمْ، إِنَّهُمَا وَاللَّهِ لا يضرّان ولا ينفعان. إنّ الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإنّي أشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسول، وَقَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ وما نهاكم عنه. قال: فو الله مَا أَمْسَى ذَلِكَ الْيَوْمَ وَفِي حَاضِرِهِ [1] رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ إِلا مُسْلِمًا. قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامٍ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمَرْوَزِيُّ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَيْرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلِكَ وَرَبِّ مَنْ بَعْدِكَ، اللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَإِنِّي قَدْ آمَنْتُ وَصَدَّقْتُ، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَقِهَ الرَّجُلُ» . قال: فكان   [1] الحاضر: الحيّ العظيم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 681 عُمَرُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ مَسْأَلَةً ولا أوجز من ضمام من ثَعْلَبَةَ. الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ ضَعِيفٌ [1] . وقصّة ضمام فِي الصَّحيحيْن من حديث أَنَس [2] . [الجَارُود بْن عَمْرو] قَالَ ابن إِسْحَاق [3] : وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجارود [125 أ] بْن [عَمْرو] [4] أخو بني عَبْد القَيْس [5] . قَالَ عَبْد الملك بْن هشام [6] : وكان نَصْرانِيًّا، فدعاه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِسْلَام. فقال: يا مُحَمَّد، تَضْمن لي ديني؟ قَالَ: «نعم، قد هداك اللَّه إلى ما هُوَ خيرٌ منه» . قَالَ: فأسلم، وأسلم أصحابه. [وفدُ بَني حَنِيفَة] قَالَ ابن إِسْحَاق [7] : وقدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد بني حنيفة [8] ، فيهم مُسَيْلمَة بْن حُبَيْب   [1] انظر عنه: التاريخ الصغير 147، التاريخ لابن معين 2/ 94، المجروحين لابن حبّان 1/ 223، المغني في الضعفاء 1/ 421- 143 رقم 1245، الكاشف 1/ 139 رقم 877، ميزان الاعتدال 1/ 440 رقم 1638، تهذيب التهذيب 2/ 153 رقم 261. [2] أخرجه البخاري في كتاب العلم (1/ 23) باب القراءة والعرض على المحدّث، ومسلم في كتاب الإيمان (23/ 17) باب الأمر بالإيمان باللَّه تعالى ورسوله وشرائع الدين. [3] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 210، وتاريخ الطبري 3/ 36. [4] سقطت من الأصل، والمثبت من: (ع) و (ح) وسيرة ابن هشام. [5] بنو عبد القيس بن أفصى، وهم قبيلة عظيمة من العدنانية كانت مواطنهم تهامة. (معجم القبائل 2/ 726) . [6] السيرة 4/ 410. [7] الخبر في السيرة ابن هشام 4/ 210 وتاريخ الطبري 3/ 137، وانظر طبقات ابن سعد 1/ 316. [8] بنو حنيفة بن لجيم، من بكر بن وائل من العدنانية، كانت تقطن اليمامة (معجم قبائل العرب 1/ 312) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 682 الكَذَّاب، فكان مَنْزَلهم [1] فِي دار بِنْت الحارث الأنصارية. فحدّثني بعض علمائنا أنّ بني حَنِيفَة أَتَتْ بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتُرُه بالثّياب، ورسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسٌ مَعَ أصحابه معه عَسِيبُ نخلٍ فِي رأسه خُوصاتٌ. فلمّا كَلَّم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لو سألتني هذا العَسيبَ ما أعطيتُكَهُ» . قَالَ ابن إِسْحَاق [2] : وحدّثني شيخٌ من أهُل اليمامة أنّ حديثه كَانَ عَلَى غيرَ هذا، زَعَم أنّ وفد بني حنيفة أَتَوْا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخلَّفوا مُسَيْلِمَة فِي رحَالِهم، فلمّا أسلموا ذكروا لَهُ مكانه فأمر لَهُ رَسُول الله صلى اللَّهِ بمثل ما أمر بِهِ لهم، وقال: «أمَا إنه ليس بأشرِّكم مكانًا، يعني حِفْظَهُ ضيعة [3] أصحابه. ثم انصرفوا وجاءوه بالذي أعطاه. فلمّا قدِموا اليمامة ارْتَدَّ عَدُوُّ اللَّه وتَنَبَّأَ، وقال: إنّي أُشْرِكتُ فِي الأمر مَعَ مُحَمَّد، ألم يقل لكم حين ذكرتموني لَهُ أما إنه ليس بأشرِّكم مكَانًا؟ وما ذَلِكَ إلّا لِما يعلم أنّي قد أُشركت معه. ثمّ جعل يَسْجَع السَّجعات فيقول لهم فيما يَقُولُ مُضاهاةً للقرآن: لقد أنعم اللَّه عَلَى الْحُبُلِىِّ، أخرج منها نَسَمةً تَسْعَى، من بين صِفاقٍ [4] وحَشى. ووضع عَنْهُمْ الصلاة وأحلّ لهم الزِّنا والخمر. وهو مَعَ ذَلِكَ يشهد لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نبيّ. فأَصْفَقَتْ [5] معه بنو حَنِيفة عَلَى ذَلِكَ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، ثنا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ مُسَيْلَمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَجَعَلَ يقول:   [1] في النسخ الثلاث: منزلتهم. وأثبتنا نص ابن هشام. والمنزل: النزول. [2] السيرة 4/ 210، تاريخ الطبري 3/ 137- 138. [3] في الأصل: «صنعة» ، والتصحيح من ع، ح. [4] الصفاق: الجلد الأسفل تحت الجلد الّذي عليه الشعر، أو ما بين الجلد والمصران، أو جلد البطن كله. [5] أصفقت: أجمعت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 683 إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الأَمْرَ مِنْ بَعْدُ اتَّبَعْتُهُ. وَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ. فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ النّبيّ قِطْعَةُ جَرِيدٍ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلَمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «إِنْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أعطيتكها. ولن تعدو أمر الله فيك [1] ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ. وَإِنِّي أُرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ، وَهَذَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ يُجِيبُكَ عَنِّي» . ثُمَّ انْصَرَفَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيهِ مَا رَأَيْتُ» ، فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بينا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتَ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ مَنْ بَعْدِي» . قَالَ: فَهَذَا أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ صَاحِبُ [125 ب] صَنْعَاءَ، وَالْآخَرُ مُسْيَلِمَةُ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، أَخْرَجَاهُ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أُتِيتُ بِخَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ [3] مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أُنْفُخَهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا، فَذَهَبَ، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا، صَاحِبَ صَنْعَاءَ وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [4] . وقال (خ) : ثنا الصّلت بْن مُحَمَّد، نا مهديّ بْن ميمون، سمع أبا رجاء،   [1] في الأصل، تقرأ قبل أو قتل. والتصحيح من ع، ح. [2] أخرجه البخاري في كتاب المناقب (4/ 182) باب علامات النبوّة في الإسلام، وفي كتاب المغازي (5/ 119) باب قصّة الأسود العنسيّ، وفي كتاب التوحيد (8/ 189) باب قول الله تعالى: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. 16: 40 ومسلم في كتاب الرؤيا (21/ 2273) باب رؤيا النّبي صلى الله عليه وسلم. [3] في الأصل «سوارين» ، والتصحيح من (ع) و (ح) . [4] أخرجه البخاري في المناقب (4/ 182) باب علامات النبوّة في الإسلام، وفي المغازي (5/ 120) باب قصة الأسود العنسيّ، وفي التعبير (8/ 81- 82) باب النفخ في المنام، ومسلم في الرؤيا (2273 و 2274) باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم. والترمذي في كتاب الرؤيا (2394) باب ما جاء في رؤيا النبيّ صلى الله عليه وسلم في الميزان والدّلو. وأحمد في المسند 2/ 319. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 684 هُوَ العُطَارِدِيّ، يَقُولُ: لَمَّا بُعث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعنا بِهِ، لحِقنا بمسيلمة الكذّاب، لحقنا بالنار، وكنّا نعبد الحجَر فِي الجاهلية. وإذا لم نجد حجرا جمعنا حثية من ترابٍ ثمّ حَلَبْنا عليها [كُثْبَة] [1] اللَّبَن، ثمّ نطوف بِهِ. وَقَالَ إسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ قيس بْن أَبِي حازم، قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى ابْن مَسْعُود فَقَالَ: إنّي مررت ببعض مساجد بني حنيفة وهم يقرءون قراءةً ما أنزلها اللَّه: الطَّاحِنات طَحْنًا، والعاجنات عَجْنًا، والخابزات خَبْزًا، والثَّاردات ثَرْدًا، واللاقمات لَقْمًا. فأرسل إليهم عَبْد اللَّه فأتى بهم، وهم سبعون رجلًا ورَأسُهم عَبْد اللَّه بْن النَّوَّاحَة. قَالَ: فأمَر بِهِ عَبْد اللَّه فقُتل. ثمّ قَالَ: ما كنّا بمُحْرِزِين [2] الشَّيْطان من هَؤُلَاءِ، ولكنّا نَحْدُرهم إلى الشّأْم لعلّ اللَّه أنَّ يَكْفِيَنَاهُمْ. وَقَالَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ وَابْنُ أُثَالٍ رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلَمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟» فَقَالَ: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلَمَةَ رَسُولُ الله. فقال: «آمنت باللَّه ورسوله، وَلَوْ كُنْتُ قَاتِلا رَسُولا لَقَتَلْتُكُمَا» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فمَضَتِ السُّنَّةُ أَنَّ الرُّسُلَ لا تُقتَلُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَّا ابْنُ أُثَالٍ فَقَدْ كَفَانَا اللَّهُ، وَأَمَّا ابْنُ النَّوَّاحَةِ فَلَمْ يَزَلْ فِي نَفْسِي حَتَّى أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ. وَلَهُ شَاهِدٌ [3] . قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [4] حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ   [1] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. والكثبة، القليل المجتمع من الماء أو اللبن. [2] في الأصل: «بمحرور» . والتصحيح من ع، ح. [3] منحة المعبود: كتاب الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب والنهي عن المثلة إلخ (1/ 238) ورواه الدارميّ في التفسير (59) . [4] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 220- 221، وتاريخ الطبري 3/ 146. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 685 نعيم بن معسود، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَهُ رَسُولَا مُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابِ بِكِتَابِهِ [1] يَقُولُ لَهُمَا: وَأَنْتُمَا تَقُولَانِ بِمِثْلِ مَا يَقُولُ؟ قَالَا: نَعَمْ. فَقَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ لَضَربْتُ أَعْنَاقَكُمَا» . وقال ابن إِسْحَاق [2] : وقد كَانَ مسيلمة كتب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخر سنة عَشْرٍ: من مسيلمة رَسُول اللَّهِ إلى مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ. سلام عليك، أما بعد، فإنّي قد أُشركت فِي الأمر معك، وإنّ لنا نِصْفَ الأرض، ولكنّ قريشًا قوم يعتدون. فكتب إِلَيْهِ: «من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ إلى مسيلمة الكذّاب. سلام عَلَى من اتَّبع الْهُدَى، أما بعدُ، فإنّ الأرض للَّه يُورثها من يشاء من عباده، والعاقبة [126 أ] للمتّقين» . [وفد طيِّئ] ثم قدم وفد طيِّئ [3] ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيهم زَيْد الخيل سيّدهم. فأسلموا، وسمّاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد الخَيْر، وقطع لَهُ فَيْد [4] وأَرَضِين، وخرج راجعًا إلى قومه. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَنْجُ زيدٌ من حُمَّى المدينة» . فإنّه يقال قد   [1] في الأصل: «الكتابة» . والتصحيح من ع، ح. [2] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 220- 221، وتاريخ الطبري 4/ 146. [3] طيِّئ بن أدد وهم قبيلة عظيمة من كهلان من القحطانية، كانت منازلهم باليمن فخرجوا منه على أثر خروج الأزد منه ونزلوا سميراء وفيد في جوار بني أسد ثم غلبوهم على أجأ وسلمى (معجم قبائل العرب 2/ 689) . [4] في الأصل: «فند» ، والتصحيح من ع، ح. وفيه ناحية بشرقي سلمى أحد جبلي طيِّئ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 686 سمّاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باسمٍ غيرَ الحمّى، فلم نُثْبِتْه. فلمّا انتهى من بلد نجد إلى ماء من مياهه، يقال لَهُ فَرْدَة، أصابته الحمّى فمات بها. قَالَ: فعمدت امرأته إلى ما معه من كتب فحرّقَتها [1] . [قدوم عديّ بْن حاتم] قَالَ شُعْبَةُ [2] : ثنا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ حُبَيْشٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: جَاءَتْ خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِعَقْرَبٍ [3] ، فَأَخَذُوا عَمَّتِي وَنَاسًا. فَلَمَّا أَتَوْا بِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، غَابَ الْوَافِدُ، وَانْقَطَعَ الْوَالِدُ، وَأَنَا عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ، فَمُنَّ عَلَيَّ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ. قَالَ: «مَنْ وَافِدُكِ؟» قَالَتْ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. قَالَ: «الَّذِي فَرَّ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟» قَالَتْ: فَمُنَّ عَلَيَّ. وَرَجُلٌ إِلَى جَنْبِهِ تَرَاهُ عَلِيًّا، فَقَالَ: سَلِيهِ حُمْلَانًا. فَسَأَلَتْهُ. فَأَمَرَ لَهَا بِهِ. قَالَ [عَدِيٌّ] [4] : فَأَتَتْنِي، فَقَالَتْ: لَقَدْ فَعَلْتَ فَعْلةً ما كان أبوك يفعلها. ايته رَاغِبًا أَوْ رَاهِبًا. فَقَدْ أَتَاهُ فُلَانٌ فَأَصَابَ مِنْهُ، وَأَتَاهُ فُلَانٌ فَأَصَابَ مِنْهُ. قَالَ عَدِيٌّ: فَأتَيْتُهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ امْرَأَةٌ وَصَبِيَّانِ، أَوْ صَبِيٌّ، فَذَكَرَ قُرْبَهُمْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَعَرَفْتُ. أَنَّهُ لَيْسَ مُلْكَ كِسْرَى وَلَا قَيْصَرَ، فَأَسْلَمْتُ. فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ قَدِ اسْتَبْشَرَ [5] ، وَقَالَ: «إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ الْيَهُودُ، وَالضَّالِّينَ النَّصَارَى» . وذكر باقي الحديث [6] .   [1] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 211، وتاريخ الطبري 3/ 145، وطبقات ابن سعد 1/ 321. [2] في الأصل «سعيه» . والتصحيح من ع، ح. [3] عقرب: أطم بالمدينة، وهو الأطم الأسود الصغير الّذي في شامي الرحابة في الحرّة، كان لآل عاصم بن عامر بن عطية (المغانم المطابة 266) . [4] ليست في الأصل، وزدناها من ع، ح. [5] حتى هنا الخبر في تاريخ الطبري 3/ 112 وانظر سيرة ابن هشام 4/ 212. [6] بقيّته في مسند الإمام أحمد (4/ 378- 379) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ حُذَيْفَةَ، قَالَ رَجُلٌ: كُنْتُ أَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَدِيٍّ وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لا أَسْأَلُهُ. فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ. فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْصَى أَرْضِ الْعَرَبِ مِمَّا يَلِي الرُّومَ. ثُمَّ كَرِهْتُ مَكَانِي فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُهُ وَسَمِعْتُ مِنْهُ. فَأَتَيْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَاسْتَبْشَرُوا، أَيِ النَّاسَ، وَقَالُوا: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ. فَقَالَ: يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ. فَقُلْتُ: إِنِّي عَلَى دِينٍ. قَالَ: «أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ، أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا؟» [1] قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «أَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟» قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «أَلَسْتَ تَأْخُذُ الْمِرْبَاعَ؟» [2] قُلْتُ: بَلَى. قَالَ، «فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَحِلُّ فِي دِينِك» . قَالَ: فَوَجَدْتُ بِهَا عَلَيَّ غَضَاضَةً. ثُمَّ قَالَ: «إِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يَمْنَعَكَ أَنْ تُسْلِمَ أَنْ تَرَى بِمَنْ عِنْدَنَا خَصَاصَةً، وَتَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا وَاحِدًا. «هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟» [3] قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا. قَالَ: «فَإِنَّ الظَّعِينَةَ سَتَرْحَلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ بِغَيْرِ جِوَارٍ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ» . قُلْتُ: كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَلَيَفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يُهِمَّ الرَّجُلُ مَنْ يَقْبَلُ مَالَهُ منه صدقة» . قال: [126 ب] فَلَقَدْ رَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْحَلُ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جِوَارٍ، وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ خَيْلٍ أَغَارَتْ عَلَى الْمَدَائِنِ. وَاللَّهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةَ، إِنَّهُ لَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . وَرَوَى نَحْوَهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن أبي عبيدة.   [1] الرّكوسية: قوم لهم دين بين النصارى والصابئين. [2] المرباع: هو أن يأخذ ربع الغنيمة لنفسه، وذلك فعل الرئيس المطاع. [3] الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له النجف، زعموا أن بحر فارس كان يتصل به، وبها كان الخورنق بقرب منها مما يلي الشرق، والسّدير في وسط البرية التي بينها وبين الشأم (ياقوت) . [4] أخرجه ابن حجر في الإصابة 2/ 468 رقم 5475، وأخرج البخاري نحوه في المناقب 4/ 175- 176، باب علامات النبوة في الإسلام، من طريق النضر، عن إسرائيل، عن سعد الطائي، عن محلّ بن خليفة، عن عديّ بن حاتم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 688 [قدوم فَرْوَةَ بْن مُسَيْك المُرَادِيّ] وقال ابن إِسْحَاق [1] : قدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْوَةُ بْن مُسَيْك المُرادِيّ، مُفارِقًا لملوك كِنْدَة. فاستعمله النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُرَادٍ وزُبَيْد ومَذْحِج كلها [2] . وبعث معه عَلَى الصدقة خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص، فكان معه حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [وفد كِنْدة] قَالَ [3] : وقدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد كِنْدَة [4] ، ثمانون راكبًا فيهم الأَشْعَث بْن قَيْس. فلمّا دخلوا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ألم تُسلموا؟ قَالُوا: بلى. قَالَ: فما بَالُ هذا الحرير فِي أعناقكم؟ قَالَ: فشقُّوه وألقَوْه. [وفد الأَزْد] قَالَ [5] : وقدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُرَد بْن عَبْد اللَّه الأَزْدِيّ، فأسلم، في وفد من الأزد [6] . فأمّره عَلَى من أسلم من قومه، ليجاهد من يليه.   [1] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 212، وتاريخ الطبري 3/ 134، والطبقات 1/ 327. [2] مذحج بن أدر: بطن من كهلان من القحطانية، كانوا يسكنون اليمن، ونزلوا الحيرة. ومراد بن مذحج، وزبيد بن صعب، بطنان من مذحج. [3] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 214، وتاريخ الطبري 3/ 138، وابن سعد 1/ 318. [4] كندة: قبيلة عظيمة تنتسب إلى كندة واسمه ثور بن عفير، وسمي كندة لأنه كند أباه أي كفر بنعمته. وكانت بلادهم بجبال اليمن مما يلي حضرموت، وكان لهم ملك باليمن والحجاز (معجم قبائل العرب 3/ 998) . [5] سيرة ابن هشام 4/ 215، تاريخ الطبري 3/ 130 وابن سعد 1/ 337. [6] الأزد: من أعظم قبائل العرب وأشهرها، تنتسب إلى أزد بن نبت بن مالك بن كهلان من القحطانية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 689 [كِتَابُ مُلُوكِ حِمْيَر] قَالَ [1] : وقدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [كتابُ] [2] ملوكِ حِمْير، مَقْدَمَهُ [3] من تَبُوك، ورسولهم إِلَيْهِ بإسلامهم، الحارث بْن عَبْد كُلَالٍ، ونُعَيْم بْن عَبْد كُلالٍ، والنُّعْمان قِيلَ ذِي رُعَيْن، ومَعَافِر، وهمْدان [4] . وبعث إِلَيْهِ ذُو يَزَن، مالِكَ بْن مُرَّة الرّهاويّ بإسلامهم. فكتب إليهم النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابًا يذكر فِيهِ فريضة الصدقة. وأرسل إليهم مُعَاذ بْن جَبَل فِي جماعةٍ، وقال لهم: وإنّي قد أرسلتُ إليكم من صالِحي أهلي. وَأُولِي دينهم وأولي علمهم، وآمركم بهم خيرًا، والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته. [بعث خَالِد ثمّ عليَّ إلى اليمن] وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَام. قَالَ الْبَرَاءُ: فَكُنْتُ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ خَالِدٍ، فَأَقَمْنَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يُجِيبُوهُ. ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَقْفِلَ خَالِدٌ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَمَّمَ مَعَ خَالِدٍ أَحَبَّ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَ عَلِيَّ فَلْيُعَقِّبْ مَعَهُ. فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَ عَلِيٍّ. فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْقَوْمِ خَرَجُوا إِلَيْنَا، فَصَلَّى بِنَا عَلِيٌّ، ثُمَّ صَفَّنَا صَفًّا وَاحِدًا، ثُمَّ تَقَدَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَتْ هَمْدَانُ جَمِيعًا. فَكَتَبَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَرَأَ الكتاب   [1] سيرة ابن هشام 4/ 215- 216، تاريخ الطبري 3/ 120. [2] لم ترد في الأصل، وأثبتناها من ع، ح. وسيرة ابن هشام، وتاريخ الطبري. [3] في الأصل «مقدمهم» . والتصحيح من ع. ح. [4] فحوى العبارة أن هؤلاء هم ملوك حمير الذين قدم كتابهم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أنهم قدموا بأشخاصهم، وإنما كان رسولهم مالك بن مرة الرهاوي الّذي قال عنه النبي صلّى الله عليه وسلم في كتابه إليهم «إن مالكا قد بلغ الخبر وحفظ الغيب وآمركم به خيرا» . انظر مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، الوثيقة رقم 109 (ص 180- 182) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 690 خَرَّ سَاجِدًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ، السَّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ» . هَذَا حَدِيثٌ صحيح أخرج الْبُخَارِيُّ بَعْضُهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ [1] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أبي [127 أ] الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَبْعَثُنِي وَأنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ وَلَا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ. فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ: «اللَّهمّ اهْدِ قَلْبَهُ وَثَبِّتْ لِسَانَهُ» . فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ. أَخْرَجَهُ [د] [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عَلِيًّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ من حديث عطاء [3] . [بعث أَبِي مُوسَى ومُعاذ إلى اليمن] وَقَالَ شُعْبَةُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَمُعَاذَ بْنَ جبل إلى اليمن، فقال: «يسّرا ولا   [1] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب بعث علي بن أبي طالب عليه السلام وخالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع (5/ 110) . [2] لم يظهر الرمز في الأصل، وفي ع، ح، «البخاري» . وهو خطأ. والحديث في سنن أبي داود: كتاب الأقضية: باب كيف القضاء 2/ 270، وفي مسند الطيالسي (منحة المعبود) : كتاب مناقب الصحابة، أبواب خلافة عليّ رضي الله عنه، باب بعثه إلى اليمن قاضيا وتوفيقه في القضاء ودعاه النبي صلّى الله عليه وسلم له بذلك (2/ 180) ، وفي المسند للإمام أحمد 1/ 88 و 136. وفي طبقات ابن سعد 2/ 337، وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 135) وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، في نهاية الأرب للنويري 20/ 5، وسيأتي الحديث ثانية في ترجمة الإمام عليّ رضي الله عنه في الجزء الخاص بالخلفاء الراشدين. [3] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع (5/ 110) . وصحيح مسلم: كتاب الحج، باب بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز إفراد الحج والتمتع والقرآن وجواز إدخال الحج على العمرة ومتى يحلّ القارن من نسكه (1211) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [1] ، وَمِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ بِأَطْوَلَ مِنْ هَذَا. وَفِي «الصَّحِيحِ» لِلْبُخَارِيِّ، مِنْ حَدِيثِ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَرْضِ قَوْمِي. قَالَ: فَجِئْتُهُ وَهُوَ مُنِيخٌ بِالْأَبْطَحِ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: «أَحَجَجْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «كَيْفَ؟» قُلْتُ: لَبَّيْكَ إِهْلَالًا كَإِهْلَالِكَ. فَقَالَ: «أَسُقْتَ هَدْيًا؟» قُلْتُ: لَمْ أَسُقْ هَدْيًا. قَالَ: «فَطُفْ بِالْبَيْتِ وَاسْعَ ثُمَّ حِلَّ» . فَفَعَلْتُ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [2] . أما مُعاذ فالأَشْبَه أَنَّهُ لم يرجع من اليمن حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: هَذَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَنَا، الَّذِي كَتَبَهُ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ يُفَقِّهُ أَهْلَهَا وَيُعَلِّمُهُمُ السُّنَّةَ وَيَأْخُذُ صَدَقَاتِهِمْ، فَكَتَبَ له كتابا وعهدا وأمره فيه أمره:   [1] أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير (4/ 26) باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه، وفي المغازي (5/ 107- 108) ، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجّة الوداع، وفي كتاب الأحكام (8/ 114) باب أمر الوالي إذا وجّه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا ولا يتعاصيا. ومسلم في كتاب الجهاد والسير (1733) باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير. [2] أخرجه البخاري في المغازي (5/ 109) باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجّة الوداع، وبقيّته: «حتى مشطت لي امرأة من نساء بني قيس، ومكثنا بذلك حتى استخلف عمر» . [3] الخبر في سيرة ابن هشام 4/ 218- 219، وبعضه في تاريخ الطبري 3/ 121. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 692 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا كِتَابٌ [1] مِنَ الله ورسوله. يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود. عَهْدًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حَيْثُ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ. أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ في أمره كلّه. فإنّ الله مع الّذي اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ. وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِالْحَقِّ كَمَا أَمَرَهُ [2] ، وَأَنْ يُبَشِّرَ النَّاسَ بِالْخَيْرِ، وَيَأْمُرَهُمْ بِهِ، وَيُعَلِّمَ النَّاسَ الْقُرآنَ، وَيُفَقِّهَهُمْ فِيهِ [3] ، وَلا يَمَسَّ الْقُرْآنَ أَحَدٌ [4] إِلا وَهُوَ طَاهِرٌ، وَيُخْبِرَ النَّاسَ بِالَّذِي لَهُمْ، وَالَّذِي عَلَيْهِمْ، وَيَلِينَ لَهُمْ [5] فِي الْحَقِّ، وَيَشْتَدَّ [6] عَلَيْهِمْ فِي الظُّلْمِ، فَإِنَّ اللَّهَ كَرَّهَ الظُّلْمَ وَنَهَى عَنْهُ، وَقَالَ: أَلا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ 11: 18. وَيُبَشِّرَ النَّاسَ بِالْجَنَّةِ وَبِعَمَلِهَا، وَيُنْذِرَ النَّاسَ مِنَ النَّارِ وَعَمَلِهَا، وَيَسْتَأْلِفَ النَّاسَ حَتَّى يَفْقَهُوا فِي الدِّينِ، وَيُعَلِّمَ النَّاسَ مَعَالِمَ الْحَجِّ وَسُنَنَهِ وَفَرَائِضِهِ وَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، وَالْحَجَّ الأَكْبَرَ وَالْحَجَّ الأَصْغَرَ، فَالْحَجُّ الأَصْغَرُ الْعُمْرَةُ. وَيَنْهَى النَّاسَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ الصَّغِيرِ إِلا أَنْ يَكُونَ وَاسِعًا فَيُخَالِفَ [7] بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ، وَيَنْهَى [أَنْ] [8] يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَيُفْضِيَ إِلَى السَّمَاءِ بِفَرْجِهِ. وَلا يَعْقِدَ [9] شعر [127 ب] رَأْسِهِ إِذَا عُفِيَ فِي قَفَاهُ. وَيَنْهَى النَّاسَ إِنْ كَانَ بَيْنَهُمْ هَيْجٌ أَنْ يَدْعُوا إِلَى الْقَبَائِلِ وَالْعَشَائِرِ، وَلْيَكُنْ دُعَاؤُهُمْ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ. فَمَنْ لَمْ يَدْعُ إِلَى اللَّهِ، وَدَعَا إِلَى الْعَشَائِرِ وَالْقَبَائِلِ فَلْيُقْطَفُوا بِالسَّيْفِ حَتَّى يَكُونَ دُعَاؤُهُمْ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ. وَيَأْمُرَ النَّاسَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ، وُجُوهَهُمْ وَأَيْدِيَهُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ، وَأَرْجُلَهُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَأَنْ   [1] في السيرة 4/ 218 «بيان» . [2] في السيرة «كما أمره الله» . [3] في السيرة «ويفقههم فيه، وينهى الناس فلا يمسّ» . [4] في السيرة «إنسان» . [5] في السيرة «للناس» بدل «لهم» . [6] في السيرة «يشدّ» . [7] في السيرة «إلا أن يكون ثوبا يثني طرفيه» . [8] سقطت من الأصل، وأثبتناها من (ع) و (ح) . وفي السيرة «وينهى الناس أن» . [9] في السيرة «يعقص أحد» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 693 يَمْسَحُوا رُءُوسَهُمْ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ، وَأُمِرُوا بِالصَّلاةِ لِوَقْتِهَا، وَإِتْمَامِ الرُّكُوعِ وَالْخُشُوعِ [1] ، وَأَنْ يُغَلِّسَ بِالصُّبْحِ، وَيُهَجِّرَ بِالْهَاجِرَةِ حِينَ تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَصلاةُ الْعَصْرِ وَالشَّمْسُ فِي الأَرْضِ مُدْبِرَةٌ، وَالْمَغْرِبَ حِينَ يَقْبَلُ اللَّيْلُ، لا تُؤَخَّرُ حَتَّى تَبْدُوَ النُّجُومُ فِي السَّمَاءِ، وَالْعِشَاءِ أَوَّلَ اللَّيْلِ. وَأَمَرَهُ بِالسَّعْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ إِذَا نُودِيَ بِهَا، وَالْغُسْلِ عِنْدَ الرَّوَاحِ إِلَيْهَا. وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْمَغَانِمِ خُمُسَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَاَ كَتَبَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَةِ مِنَ الْعَقَارِ فِيمَا سَقَى الْغَيْلُ [2] وَفِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ الْعُشْرَ وَفِيمَا سَقَتِ الْغَرْبُ [3] فَنِصْفَ الْعُشْرِ. ثُمَّ ذَكَرَ زَكَاةَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ، مُخْتَصَرًا. قَالَ: وَعَلَى كُلِّ حَالِمٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، دِينَارٌ وَافٍ أَوْ عِوَضُهُ [4] مِنَ الثِّيَابِ. فَمَنْ أَدَّى ذَلِكَ فَإِنَّ لَهُ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ، وَمَنْ مَنَعَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ عَدُوُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْمُؤْمِنِينَ [5] . وَقَدْ رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، نحو هذا الحديث موصولا، بزيادات كَثِيرَةٍ فِي الزَّكَاةِ، وَنَقْصٍ عَمَّا ذَكَرْنَا فِي السُّنَنِ [6] . وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ، ثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ ابن حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ: أَنَّ مُعَاذًا لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَخَرَجَ النبيّ صلّى الله عليه وسلم   [1] في السيرة 4/ 219 «الركوع والسجود والخشوع» . [2] في هامش ح: «هو الماء الجاري» . وفي السيرة 4/ 219 «سقت العين» . [3] الغرب: الرواية والدلو العظيمة [4] في النسخ الثلاث: «عرضه» . وأثبتنا لفظ ابن هشام 4/ 219. [5] انظر مجموعة الوثائق السياسية، الوثيقة رقم 105 (ص 173- 175) والسيرة، وتاريخ الطبري 3/ 121. [6] أخرج البخاري مختصرا في كتاب الزكاة (2/ 133) باب العشر فيما يسقى من ماء السماء وبالماء الجاري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 694 يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا مُعَاذُ، إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي» . فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا [1] لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «لَا تَبْكِ يَا مُعَاذُ، الْبُكَاءُ مِنَ الشَّيْطَانِ» [2] . [وفد نَجْران] وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْن الزُّبير قَالَ: لما قدِم وفد نَجْران عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دخلوا عَلَيْهِ مسجده بعد العصر فحانت صلاتُهم، فقاموا يصلّون فِي مسجده، فأراد النّاس مَنْعَهم. فقال النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعُوهم» . فاستقبلوا الْمَشْرِقَ فصلّوا صلاتهم [3] . وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ ابن البَيْلَمانيّ، عَنْ كُرْز بْن علْقمة، قَالَ: قدِم عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد نصارى نَجران، ستّون راكبًا، منهم أربعة وعشرون من أشرافهم، منهم: الْعَاقِبُ أمير القوم وذو رأيهم [و] [4] صاحب [128 أ] مشورتهم، والذي لَا يصدرون إلّا عَنْ رأيه وأمره، واسمه عَبْد المسيح [5] . والسيّد ثمِالُهم [6] وصاحب رحلهم ومجتمعهم، واسمه الأيهم. وأبو   [1] في النسخ الثلاث «خشعا» ، والتصويب من: سير أعلام النبلاء 1/ 448. [2] رجاله ثقات. رواه أحمد في المسند 5/ 235. [3] انظر طبقات ابن سعد 1/ 357. [4] سقطت من النسخ الثلاث. وزدناها لتمام العبارة. [5] قال ابن سعد إنه رجل من كندة. [6] الثمال: الغياث الّذي يقوم بأمر قومه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 695 حارثة [1] بْن علْقمة، أحد بَكْر بْن وائل، أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم [2] . وكان أَبُو حارثة قد شرُف فيهم ودرس كتبهم حتّى حسُن علمه فِي دينهم. وكانت ملوك الرُّوم من أهُل النصرانية قد شرّفوه وموّلوه وبنوا لَهُ الكنائس. فلمّا توجّهوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ نجران، جلس أبو حارثة على بلغة لَهُ موجّهًا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلى جنبه أخٌ لَهُ، يقال لَهُ: كُرْز بْن عَلْقَمَة، يُسايِرُه [3] ، إذْ عَثَرت بغلة أَبِي حارثة، فقال لَهُ كُرز: تَعِس الأَبْعدُ، يريد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو حارثة: بَلْ أنت تَعِسْتَ. فقال لَهُ: لِمَ يا أخي؟ فقال: والله إنه لَلنَّبيُّ الَّذِي كنّا ننتظره. قَالَ لَهُ كُرز: فما يمنعك وأنت تعلم هذا؟ قَالَ: ما صنع بنا هَؤُلَاءِ القوم شرّفونا وموّلونا، وقد أَبَوْا إِلّا خِلَافَهُ، ولو فعلتُ نَزَعوا منّا كل ما ترى. فأَضْمَر عليها أخوه كُرز بْن علْقمة حتّى أسلم بعد ذَلِكَ [4] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَوْ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اجْتَمَعَتْ نَصَارَى نَجْرَانَ وَأَحْبَارُ يَهُودَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنَازَعُوا، فَقَالَتِ الْأَحْبَارُ: مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا يَهُودِيًّا، وَقَالَتِ النَّصَارَى: مَا كَانَ إِلا نَصْرَانِيًّا. فأنزل الله فيهم: يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ 3: 65   [1] في الطبقات لابن سعد 1/ 357 «الحارث» . [2] الأسقف: عند النصارى رئيس لهم في الدين فوق القسّيس ودون المطران. والحبر: بفتح الحاء المهملة: العالم ذمّيا كان أو مسلما بعد أن يكون من أهل الكتاب. والمدراس: بيعة اليهود. وفي طبقات ابن سعد «مدارسهم» . [3] يسايره: يسير معه. وفي (ع) : «على يساره» ، وهو وهم. [4] الإصابة لابن حجر 3/ 292 رقم 7398. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 696 فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا من بَعْدِهِ 3: 65 الآيات [1] . فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ الْقُرَظِيُّ: أَتُرِيدُ مِنَّا يَا مُحَمَّدُ أَنْ نَعْبُدَكَ كَمَا تَعْبُدُ النَّصَارَى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ نَجْرَانَ يُقَالُ لَهُ الرُّبَيْسُ [2] : وَذَلِكَ تُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ وَإِلَيْهِ تَدْعُو؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ آمُرَ بِعِبَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ» . فَنَزَلَتْ مَا كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ 3: 79 الآيَاتِ إِلَى قَوْلِهِ مِنَ الشَّاهِدِينَ 3: 81 [3] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [4] ، عَنْ صِلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَا حُذَيْفَةُ بَدَلَ ابْنِ مَسْعُودٍ: إِنَّ السَّيِّدَ وَالْعَاقِبَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرَادَ أَنْ يُلَاعِنَهُمَا [5] فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه، فو الله لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنْتَهُ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ ولا عقبنا. قالوا له: نعطيك ما سألت، فابعث معنا رجلا أمينا. ولا تبعث معنا إلّا أمينا. فقال: «لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» . فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابَهُ. فَقَالَ: «قُمْ، يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ» . فَلَمَّا قَامَ قَالَ: «هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» . أَخْرَجَهُ (خ) مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ [6] . وَقَالَ إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ علقمة بن وائل،   [1] سورة آل عمران، الآية 65. [2] في النسخ الثلاث: الرئيس (الرييس) . وأحسبها مصحفة عما أثبتناه. والربيس كبير السّامرة وهم قوم من اليهود يخالفونهم في بعض أحكامهم، كإنكارهم نبوة من جاء بعد موسى عليه السلام. [3] سورة آل عمران، الآيات 79- 81. [4] في الأصل: «ابن إسحاق» . والتصحيح من ع، ح والبخاري. [5] كذا في النسخ الثلاث. ولفظ البخاري: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريدان أن يلاعناه. وتلا عن القوم: أي تداعوا باللعن على الظالم منهم. [6] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب قصة أهل نجران (5/ 120) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 (128 ب] عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَجْرَانَ. فَقَالُوا فِيمَا قَالُوا: أَرَأَيْتَ مَا تَقْرَءُونَ: يَا أُخْتَ هارُونَ 19: 28 [1] وَقَدْ كَانَ بَيْنَ عِيسَى وَمُوسَى مَا قَدْ عَلِمْتُمْ؟. قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «أَفَلَا أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّوْنَ بِأَسْمَاءِ أَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [3] : بَعَثَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ، أَوْ جُمَادَى الأُولَى، سَنَةَ عَشْرٍ، إِلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ بِنَجْرَانَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلَهُمْ، ثَلاثًا. فَخَرَجَ خَالِدٌ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِمْ، فَبَعَثَ الرُّكْبَانَ يَضْرِبُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ وَيَدْعُونَ إِلَى الإِسْلامِ وَيَقُولُونَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا. فأسلم الناس، فأقام خالد يعلّمهم الإسلام، وكتب إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك. ثم قدم وفدهم مع خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْ أَعْيَانِهِمْ: قَيْسُ بْنُ الْحُصَيْنِ ذُو الْغُصَّةِ [4] ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَدَانِ، وَيَزِيدُ بْنُ الْمُحَجَّلِ قَالَ: فَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَيْسًا. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ، بَعْدَ أَنْ وَلَّى وَفْدَهُمْ، عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ لِيُفَقِّهَهُمْ وَيُعَلِّمَهُمْ السُّنَّةَ، يَأْخُذُ مِنْهُمْ صَدَقَاتِهِمْ [5] . وفي عاشر ربيعٍ الأول: تُوُفِّيَ إبراهيم ابن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [6] ، وهو ابن سنةٍ ونصفٍ. وغسّله الفضل بن   [1] سورة مريم، الآية 28. [2] صحيح مسلم: كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء (2135) . [3] الخبر في السيرة ابن هشام 4/ 217، وتاريخ الطبري 3/ 126. [4] في الأصل، ح: «ذو العصبية» . وفي ع: «ذو العضبة» . والتصحيح من ترجمته في أسد الغابة (4/ 418) . وسمّي بذلك لغصّة كانت في حلقه. وانظر: السيرة وتاريخ الطبري. [5] سيرة ابن هشام 4/ 218، تاريخ خليفة 94، تاريخ الطبري 3/ 128. [6] تاريخ خليفة 94. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 698 الْعَبَّاس. ونزل قبره الْفَضْلُ وأسامة بْن زيد فيما قِيلَ. وكان أبيض مسمَّنًا، كثير الشَّبَه بوالده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ثَابِتٌ: عَنْ أَنَسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِأَبي إِبْرَاهِيمَ» . ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ، يَعْنِي امْرَأَةَ قَيْنٍ [1] بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ أبو يوسف. قَالَ أَنَسٌ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِهِ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ فَدَعَا بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَكيِدُ بِنَفْسِهِ [2] ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يُرضِي الرَّبَّ. وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [3] وَالْبُخَارِيُّ [4] تَعْلِيقًا مَجْزُومًا بِهِ. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِنَّ لَهُ مُرْضِعَةً تُتِمُّ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ» . أَخْرَجَهُ خ [5] . وقال جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصادق، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى عَلَى ابنه إِبْرَاهِيم حين مات.   [1] قين: حدّاد. [2] يكيد بنفسه: يجود بها وهو في النزع. [3] في كتاب الفضائل (2315) باب رحمته صلّى الله عليه وسلّم الصبيان والعيال، وتواضعه، وفضل ذلك. [4] في كتاب الجنائز (2/ 84- 85) باب قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّا بك لمحزونون. وأخرجه أبو داود في الجنائز (3126) باب في البكاء على الميت. وابن ماجة في الجنائز (1589) باب ما جاء في البكاء على الميت. وأحمد في المسند 4/ 328. [5] في كتاب الجنائز (2/ 104) ما جاء في عذاب القبر، باب ما قيل في أولاد المسلمين، وفي كتاب بدء الخلق (4/ 88) باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، وفي كتاب الأدب (7/ 118) باب من سمّي بأسماء الأنبياء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 699 وفيها: مات أَبُو عامر الراهب، الَّذِي كَانَ عند هرقل عظيم الرُّوم [1] وفيها: ماتت بُوران بِنْت كسرى ملكة الفرس، وملّكوا بعدها أختها آزرمن [2] . قاله أَبُو عُبَيْدة [3] . وفي أواخر ذي القعدة: وُلد مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصدّيق، [129 أ] ولدته أسماء بِنْت عُمَيْس، بذي الحُلَيْفة، وهي مَعَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ: «اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِري بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي» [5] . وفيها: وُلد مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم، بنَجْران وأبوه [بها] [6] .   [1] تاريخ الطبري 3/ 140. [2] في تاريخ الطبري 2/ 229 و 3/ 447 «آزرميدخت» . وقال الطبري إن ملك بوران دام سنة وأربعة أشهر، أما أختها فملّكت ستة أشهر (2/ 232 و 233) . [3] تاريخ خليفة 94 وفيه «أزرما» . [4] انظر: المسند للشافعي 2/ 4، وصحيح مسلم (1218) في الحج. باب حجّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وسير أعلام النبلاء للمؤلف 3/ 482، والطبقات الكبرى لابن سعد 8/ 283. [5] أخرجه مسلم في حديث طويل، في كتاب الحج (1218) باب حجّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. والنسائي في كتاب الطهارة (1/ 154) باب ما تفعل النفساء عند الإحرام. وفي كتاب الحيض (1/ 182) باب المرأة يكون لها أيام معلومة تحيضها كل شهر، وفي كتاب الغسل (1/ 208) باب اغتسال النفساء عند الإحرام، وفي كتاب الحج (5/ 126) باب الغسل للإهلال. وابن ماجة في المناسك (3074) باب حجّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. والدارميّ في المناسك (34) . [6] سقطت من الأصل، وأثبتناها من: (ع) و (ح) . وانظر تاريخ الطبري 3/ 130. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 700 حجَّةُ الودَاع [1] قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَذَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ بالحجّ، فاجتمع فِي الْمَدِينَةِ بَشَرٌ كَثِيرٌ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، أَوْ لِأَرْبَعٍ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ: «اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ» [2] . وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَكِبَ الْقَصْوَاءَ [3] حَتَّى اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، فَنَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي، بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلُ ذَلِكَ. فَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّوْحِيدِ [4] ، وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ. وَلَزِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلْبِيَتَهُ. وَلَسْنَا نَنْوِي إِلا الْحَجَّ، لسنا نعرف العمرة، حتى   [1] المغازي لعروة 222، المغازي للواقدي 3/ 1088، سيرة ابن هشام 4/ 230، الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 172، تاريخ الطبري 3/ 148، تاريخ خليفة 94، نهاية الأرب 17/ 371، عيون الأثر 2/ 272، عيون التواريخ للكتبي 1/ 394. [2] مرّ تخريج هذا الحديث قبل قليل وانظر: طبقات ابن سعد 8/ 283. [3] القصواء: هي نَاقَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أبو عبيدة: القصواء المقطوعة الأذن عرضا. [4] في صحيح مسلم: «لبّيك اللَّهمّ، لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنعمة لك. والملك لا شريك لك» . (ج 2/ 887) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 701 [إِذَا] [1] أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ [2] ثَلاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ تَقَدَّمَ [3] إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فَقَرَأَ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى 2: 125 [4] فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ. قَالَ جَعْفَرٌ: فَكَانَ أَبِي يَقُولُ- لا أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 [5] وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1 [6] ثم رجع إلى الْبَيْتَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ 2: 158 [7] ، أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ، فَبَدَأَ بِالصَّفَا فَرَقِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى إِذَا رَأَى الْبَيْتَ فَكَبَّرَ وَهَلَّلَ وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ» . ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ رَمَلَ فِي بَطْنِ الْوَادِي، حَتَّى إِذَا صَعِدَ مَشَى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ، فَعَلا عَلَيْهَا وَفَعَلَ كَمَا فَعَل عَلَى الصَّفَا. [فَلَمَّا كَانَ] [8] آخِرُ الطَّوَافِ عَلَى الْمَرْوَةِ قَالَ: «إِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً. فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحْلِلْ وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً» . فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ. فَقَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله [129 ب] ألعامنا   [1] عن صحيح مسلم. [2] الرمل: هو إسراع المشي مع تقارب الخطا، وهو الخبب. [3] في صحيح مسلم «نفذ» . [4] سورة البقرة، الآية 125. [5] أول سورة الإخلاص. [6] أول سورة الكافرون. [7] سورة البقرة، الآية 158. [8] سقطت من الأصل، وأثبتناها من ع، ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 702 هذا أم لِلأَبَدِ؟ قَالَ فَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ وَقَالَ: «دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ مَعَ الْحَجِّ هَكَذَا، مَرَّتَيْنِ، لا، بَلْ لأَبَدِ الأَبَدِ» . وَقَدِمَ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِنَ الْيَمِن بِبُدْنٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ مِمَّنْ حَلَّ وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا وَاكْتَحَلَتْ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: أَبِي أَمَرَنِي بِهَذَا. فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشًا بِالَّذِي صَنَعْتُهُ، مُسْتَفْتِيًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «صَدَقَتْ، صَدَقَتْ. مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ؟» قَالَ، قُلْتُ: اللَّهمّ إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ. قَالَ: «فَإِنَّ مَعِي الْهَدْيَ فَلا تَحْلِلْ» . قَالَ: فَكَانَ الْهَدْيُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ، وَالْهَدْيُ الَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِائَةٍ. ثُمَّ حَلَّ النَّاسُ وَقَصَّرُوا، إِلا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ مَعَهُ هَدْيٌ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ وَجَّهُوا إِلَى مِنًى، أَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِمِنًى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ. ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ فَضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةٍ [1] ، فَسَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلا أَنَّهُ وَاقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ [2] ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ [قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةٍ] [3] فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ فَرُحِلَتْ [4] لَهُ، فَرَكِبَ حَتَّى أَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ. «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كحرمة يومكم هذا، في شهركم   [1] نمرة: ناحة بعرفة. ونقل ياقوت أن الحرم من طريق الطائف على طرف عرفة من نمرة على أحد عشر ميلا. وقيل: نمرة الجبل الّذي عليه أنصاب الحرم عن يمينك إذا خرجت من المأزمين تريد الموقف (معجم البلدان 5/ 304) . [2] في ع، ح: «حتى أتى نمرة» . والمثبت يتفق مع صحيح مسلم. [3] زيادة من صحيح مسلم للتوضيح. [4] رحلت: أي وضع عليها الرحل. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 703 هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. أَلا وَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ تَحْتَ قَدَمَيَّ، وَدِمَاءَ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ. وَأَوَّلَ دَمٍ أَضَعُهُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ. وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ [وَأَوَّلَ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ] [1] كُلُّهُ. وَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللَّهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَإِنَّ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ. وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى. وَأَنْتُمْ مَسْئُولُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنْ [2] قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ. فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَكُبُّهَا [3] إِلَى النَّاسِ: اللَّهمّ اشْهَدْ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ أَذَّن بِلالٌ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا. ثُمَّ رَكِبَ حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ جَبَلَ الْمُشَاةِ [4] بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلا حين غاب القرص، [130 أ] وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ خَلْفَهُ فَدَفَعَ وَقَدْ شَنَقَ [5] لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ، كُلَّمَا أَتَى جَبَلا مِنَ الْجِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلا حَتَّى تَصْعَدَ. حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا. ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، فَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ. ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى أَتَى المشعر الحرام   [1] سقطت في النسخ الثلاث وزدناها من صحيح مسلم. [2] في صحيح مسلم «إنك» . [3] هكذا في الأصل، ح. وفي ع: «وبكيها» ، محرفة. ولفظ مسلم: «ينكتها» ، وفي رواية أخرى: ينكبها، أي يقلبها ويردّدها إلى الناس مشيرا إليهم. ومثلها يكبها. [4] جبل المشاة: طريقهم. وفي رواية: حبل المشاة أي مجتمعهم. [5] شنق: ضمّ وضيّق للقصواء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 704 فَرَقِيَ عَلَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ. فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، ثُمَّ دَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، وَكَانَ رَجُلا حَسَنَ الشَّعْرِ وَسِيمًا [1] . فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ الظُّعُنُ [2] يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، فَصَرَفَ الْفَضْلُ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ. حَتَّى إِذَا أَتَى مُحَسِّرًا [3] حَرَّكَ قَلِيلا، ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تُخْرِجُكَ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْمَسْجِدِ، فَرَمَى سَبْعَ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا مِثْلَ حَصْيِ الْخَذْف [4] رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلاثًا وَسِتِّينَ بَدَنَةً [5] ، وَأَعْطَى عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ [6] وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ. ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ [7] فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، وَطُبِخَتْ، فَأَكَلا مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا. ثُمَّ أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، فَأَتَى عَلَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَسْقُونَ مِنْ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَقَالَ: «انْزِعُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلَا أَنْ تَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ» . فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [8] ، ودون قوله: يحيي ويميت.   [1] في صحيح مسلم «حسن الشعر أبيض وسيما» . [2] الظعن: مفردها ظعينة، وهي البعير الّذي عليه امرأة. وتسمّى به المرأة مجازا لملابستها البعير. [3] محسر، ويقال بطن محسر: واد قرب المزدلفة بين عرفات ومنى. وفي كتب المناسك أنه وادي النار، قيل إن رجلا اصطاد فيه فنزلت نار فأحرقته. وقيل إن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيى وكلّ. [4] في الأصل: «الحدف» . والتحرير من ع، ح. وحصي الخذف أي حصي صغار بحيث يمكن أن يرمى بإصبعين. والحذف في الأصل: الرمي. [5] في صحيح مسلم «بيده» بدل «بدنة» . [6] ما غير ما بقي منها. [7] البضعة: القطعة من اللحم. [8] في كتاب الحج، (1218) باب حجة النبي صلّى الله عليه وسلّم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 705 وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ أَشْعَرَ بُدْنَةً مِنْ جَانِبِ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ عَنْهَا الدَّمَ، وَأَهَلَّ بِالْحَجِّ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وَقَالَ أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَنِي قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ، وَفِي رِوَايَةٍ صَهْبَاءَ، لَا ضَرْبَ وَلَا طَرْدَ وَلَا إِلَيْكَ إِلَيْكَ [2] . حَدِيثٌ حسن [3] . وقال ثور بن يزيد، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [لُحَيٍّ] [4] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ، يَسْتَقِرُّ فِيهِ النَّاسُ، وَهُوَ الَّذِي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ» . قُدِّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَنَاتٌ، خَمْسٌ أَوْ سِتٌّ، فَطَفِقْنَ [5] يَزْدَلِفْنَ إِلَيْهِ بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ، فَلَمَّا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا [6] قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً خَفِيَّةً [7] لَمْ أَفْهَمْهَا،   [1] صحيح مسلم: كتاب الحج، (1243) باب تقليد الهدي وإشعاره عند الإحرام. وأبو داود في كتاب المناسك (1752) باب في الإشعار. [2] إليك إليك: تقال للتنبيه أو الزجر. والمراد أنه صلّى الله عليه وسلّم كان لا يدفع ناقته ولا يندفع بها في مزدحم الناس، ولا يحتاج إلى زجرها عن ذلك. [3] رواه الترمذي في كتاب الحج (905) باب ما جاء في كراهية طرد الناس عند رمي الجمار. قال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن حنظلة. قال أبو عيسى: حديث قدامة بن عبد الله حديث حسن صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه، وهو حديث حسن صحيح. وأيمن بن نابل هو ثقة عند أهل الحديث. ورواه النسائي في مناسك الحج (5/ 270) باب الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم. وابن ماجة في المناسك (3035) باب رمي الجمار راكبا. [4] في الأصل بياض مقدار كلمة، والمثبت من نسخة (ح) وسنن أبي داود 2/ 148، وفي (ع) سقط بمقدار سطرين هنا. [5] في الأصل «وطفقن» ، والمثبت من (ع) و (ح) وسنن أبي داود 2/ 149. [6] وجبت جنوبها: أي سقطت إلى الأرض ميّتة بعد ذبحها. [7] في الأصل «خفيفة» ، والمثبت من: (ع) و (ح) وسنن أبي داود. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 706 فَقُلْتُ لِلَّذِي إِلَى جَنْبِي: مَا قَالَ؟ قَالَ: قَالَ: «مَنْ شَاءَ اقْتَطَعَ» . حَدِيثٌ حَسَنٌ [1] . وَقَالَ هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ رسول الله [130 ب] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى الْجَمْرَةَ، ثُمَّ رجع إلى منزله بمنى، فذبح، ثم دعا بالحلّاق فأخذ بشقّ رأسه الأيمن فحلقه، فجعل يقسمه الشّعرة والشّعرتين، ثم أخذ بشقّ رأسه الآخر [2] فحلقه، ثم قال: ها هنا أَبُو طَلْحَةَ؟ فَدَفَعَهُ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . وَقَالَ أَبَانٌ الْعَطَّارُ، ثنا يَحْيَى حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ابن زَيْدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ شَهِدَ الْمَنْحَرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ضَحَايَا، فَلَمْ يُصِبْهُ وَلا رَفِيقَهُ. قَالَ: فَحَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسُهُ فِي ثَوْبِهِ فَأَعْطَاهُ، فَقَسَمَ مِنْهُ عَلَى رِجَالٍ، وَقَلَّمَ أَظْفَارَهُ فَأَعْطَى صَاحِبَهُ. فَإِنَّهُ لَمَخْضُوبٌ عِنْدَنَا بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [4] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ، حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ وَقَطِيفَةً تُسَاوِي، أَوْ لَا تُسَاوِي، أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ. وَقَالَ: «اللَّهمّ حِجَّةً لَا رِيَاءَ فِيهَا وَلَا سمعة» [5] . يزيد ضعيف [6] .   [1] أخرجه أبو داود في المناسك (الحج) (1765) باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ. وأحمد في المسند 4/ 250. [2] في ع، ح: «الأيسر» . [3] في كتاب الحج (325 و 326/ 1305) ، باب بيان أن السّنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر ثم يحلق والابتداء في الحلق بالجانب الأيمن من رأس المحلوق. [4] أخرجه أحمد في المسند 4/ 42. [5] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 177. [6] انظر عنه في: التاريخ الصغير 139، التاريخ الكبير ق 2 ج 4/ 320، الجرح والتعديل ج 4 ق 2/ 251، الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 179 رقم 593، الضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 642، التاريخ لابن معين 2/ 667 رقم 4486، المجروحين لابن حبّان 3/ 98، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 707 وَقَالَ أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. [قَالَ] [1] : أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً 5: 3 [2] فَقَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَاتٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعِنْدَهُ يَهُودِيٌّ، فَقَرَأَ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 5: 3 الآيَةَ. فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: لَوْ أُنْزِلَتْ عَلَيْنَا لاتَّخَذْنَا يَوْمَهَا عِيدًا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي يَوْمِ عِيدٍ، يَوْمَ جُمُعَةٍ، يَوْمَ عَرَفَةَ. صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ م [4] . وَقَالَ ابْنُ جُرَيْج، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَيَقُولُ: «خُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [5] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثور بن يزيد، عن   [ () ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 373 رقم 1983، الكاشف 3/ 240 رقم 6389، ميزان الاعتدال 4/ 418 رقم 9669، المغني في الضعفاء 2/ 747 رقم 7082، تهذيب التهذيب 11/ 309 رقم 597، الكامل في الضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2712. [1] سقطت من الأصل. وأثبتناها من (ع) و (ح) . [2] سورة المائدة، الآية 3. [3] أخرجه البخاري في كتاب الإيمان (1/ 16) باب زيادة الإيمان ونقصانه وقول الله تعالى وَزِدْناهُمْ هُدىً 18: 13 ... ، ومسلم في كتاب التفسير (5/ 3017) أوله: وحدّثني عبد بن حميد. [4] رواه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 184- 185 رقم 12835، والترمذي (5035) ، والطيالسي 1947، والطبري في التفسير 11097 وحسّنه الترمذي. [5] في كتاب الحج (1297) باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبا وبيان قوله صلّى الله عليه وسلّم: لتأخذوا مناسككم. وابن سعد في الطبقات 2/ 181. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 708 عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ، وَلَكِنَّهُ رَضِيَ أَنْ يُطَاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِمَّا تُحَاقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَاحْذَرُوهُ. أَيُّهَا النَّاسُ: إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا، كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ. إِنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخُو الْمُسْلِمِ، الْمُسْلِمُونَ إِخْوَةٌ، [وَلَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلَّا مَا أَعْطَاهُ عَنْ طِيبِ نَفْسٍ] [1] ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» [2] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: وَكَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ هُوَ الَّذِي يَصْرُخُ يَوْمَ عَرْفَةَ تَحْتَ لُبَّةِ نَاقَةِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ لَهُ: «اصْرُخْ: أيها الناس» - وكان صيّتا [3]- «هل [131 أ] تَدْرُونَ أَيَّ شَهْرٍ هَذَا؟» فَصَرَخَ، فَقَالُوا: نَعَمْ، الشَّهْرُ الْحَرَامُ. قَالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [4] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، مِنْ حَدِيثِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْهُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَنْفِرَ مِنْ منى قال: «إنّا نازلون غدا إن   [1] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والمثبت من (ع) و (ح) . [2] أخرجه البخاري في كتاب الفتن (8/ 91) باب قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفّارا، ومسلم في كتاب الإيمان (66) باب بيان معنى قول النبي: لا ترجعوا بعدي كفارا، وأبو داود في السّنّة (686) باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، والنسائي في تحريم الدم (7/ 136) باب تحريم القتل. والطبراني في المعجم الكبير 8/ 161 رقم 7619، والمعجم الصغير 1/ 153، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) 242 رقم (198) ، والمؤلّف الذهبي في سير أعلام النبلاء 9/ 498. [3] صيّتا: أي شديد الصوت. [4] انظر بقيته في سيرة ابن هشام 4/ 231، وابن سعد في الطبقات 2/ 184. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 709 شَاءَ اللَّهُ بِالْمُحَصَّبِ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ» [1] . وذلك أنّ قريشًا تقاسموا عَلَى بني هاشم وبني المطّلب أنَّ لَا يناكحوهم ولا يخالطوهم حتّى يسلّموا إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اتّفقا عَلَيْهِ [2] . وقال أَفْلَح بْن حُمَيْد، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خرجنا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليالي الحج. قَالَتْ: فلمّا تفرّقنا من مِنًى نزلنا المحصَّبَ. وذكر الحديث. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وحجّ بعد ما هَاجَرَ حِجَّةَ الْوَدَاعِ، وَلَمْ يَحِجَّ بَعْدَهَا. قَالَ أَبُو إِسْحَاق من قِبَلِهِ: وواحدة بمكة. اتّفقا عَلَيْهِ [4] . ويُروى عَنِ ابن عَبَّاس أَنَّهُ كَانَ يكره أنَّ يقال: حجّة الوداع، ويقول: حجّة الْإِسْلَام [5] . وقال زيد بْن الحُباب، ثنا سُفْيَان، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجّ ثلاث حجج قبل أنَّ يهاجر، وحجّة بعد ما هاجر معها عُمرة، وساق ستًّا وثلاثين بُدنة، وجاء عليٌّ بتمامها من اليمن، فيها جملٌ لأبي   [1] حيث تقاسموا على الكفر: يعني حيث تعاهد كفار قريش على إخراج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى شعب أبي طالب، وهو خيف بني كنانة، وكتبوا بينهم بذلك الصحيفة المشهورة. [2] صحيح البخاري: كتاب الحج، باب نزول النبي صلّى الله عليه وسلم مكة (2/ 181- 182) . وصحيح مسلم: كتاب الحج، باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة به (4/ 86) . [3] صحيح البخاري: كتاب الحج، باب قول الله تعالى: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ 2: 197 (2/ 173) ، وأبواب العمرة، باب المعتمر إذا طاف طواف العمرة إلخ (3/ 6) . وصحيح مسلم: كتاب الحج، باب بيان وجوه الإحرام إلخ (4/ 31) . [4] صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب حجة الوداع (5/ 223- 224) . وصحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب عدد غزوات النبي صلّى الله عليه وسلم (5/ 199) . [5] الطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 188. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 جهلٍ فِي أنفه بُرَةٌ من فِضَّةٍ، فنحرها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تَفَرَّد بِهِ زيد. وقيل إنه خطأ، وإنما يُروى عَنْ سُفْيَان، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ مجاهد، مرسلًا. قَالَ أَبُو بَكْر البيهقيّ: قوله «وحجَّةٌ معها عمرةٌ» فإنما يَقُولُ ذَلِكَ أنسٌ، ومن ذهب من الصّحابة إلى أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَن، فأما من ذهب إلى أَنَّهُ أَفْرد، فإنه لَا يكاد يصحّ عنده هذه اللفظة لِما فِي إسناده من الاختلاف وغيره. وَقَالَ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ حِجَجٍ، حَجَّتَيْنِ وَهُوَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَحَجَّةَ الْوَدَاعِ [1] . وفي آخر السنة: كَانَ ظهور الأَسْوَد العنسي، وسيأتي [2] .   [1] الطبقات 2/ 189. [2] في الجزء الثاني، في خلافة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه (ص 14) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 711 سنة احدى عشر سَرِيّة أُسَامَةَ فِي يوم الإثنين، لأربعٍ بَقِينَ من صَفَر. ذكر الواقديّ [1] أنهم قَالُوا: أمر النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتَّهيُّؤ لغزْو الرّوم. ودعا أُسَامة بْن زيْد، فقال: سِرْ إلى موضع مقتل أبيك، فأَوْطِئْهم الْخَيْلَ، فقد وَلَّيْتُك هذا الجيش. فأَغِرْ صباحًا عَلَى أهُل أُبنى [2] ، وأسرع السَّيْر، تسبق الأخبار. فإن ظفرتَ فأقْلِلْ اللَّبْث فيهم، وقَدِّم العيون والطلائع أمامك. فلما كان يوم الأربعاء، بدئ بِرَسُولِ [3] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ. فحُمَّ وصُدِّع. فلمّا أصبح يوم الخميس، عَقَد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا، [131 ب] يعني أسامة. فدفعهُ إلى بُرَيْدة بْن الحُصَيْب الأسلميّ،   [1] في المغازي (3/ 117- 119) . [2] أبنى: موضع بفلسطين بين عسقلان والرملة، وقيل قرية بمؤتة. قال ياقوت: بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر، بوزن حيلى، موضع بالشام من جهة البلقاء. (معجم البلدان 1/ 79) . [3] في الأصل، ع: «بدئ رسول الله» . والمثبت عن ح. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 713 وعَسْكر بالجُرْف [1] . فلم يبق أحد من المهاجرين والأنصار إلّا انْتَدَب فِي تِلْكَ الغزوة، فيهم أَبُو بَكْر، وعمر، وأبو عُبَيْدة. فتكلّم قوم وقَالُوا: يستعمل هذا الغلام عَلَى هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسَامَةَ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ. وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ. وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ» . مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ [2] . قَالَ شَيبان، عَنْ قَتَادَة: جميع غزوات النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسراياه: ثلاثٌ وأربعون [3] . ثمّ دخل شهر ربيع الأول. وبدخوله تَكَمَّلت عشر سنين من التاريخ للهجرة النبوية. والحمد للَّه وحده.   [1] الجرف: موضع قرب المدينة على ثلاثة أميال منها. (معجم البلدان 2/ 128) . [2] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم (4/ 213) ، باب ذكر أسامة بن زيد، وفي المغازي (5/ 84) باب غزوة زيد بن حارثة، و (5/ 145) ، باب بعث النبي صلّى الله عليه وسلم أسامة بن زيد رضي الله عنهما في مرضه الّذي توفي فيه، وفي كتاب الأيمان (7/ 217) باب قول النبي صلّى الله عليه وسلم: وايم الله، وفي الأحكام (8/ 117) باب من لم يكترث بطعن من يعلم في الأمراء حديثا. ومسلم في فضائل الصحابة (63 و 64/ 2426) باب فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما. والترمذي في المناقب (3904) باب مناقب زيد بن حارثة رضي الله عنه. وأحمد في المسند 2/ 20 و 89 و 106 و 110. وابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 190. [3] انظر حول الغزوات والسرايا والبعوث: سيرة ابن هشام 4/ 233، والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 5، وتاريخ الطبري 3/ 152. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 714 بعون الله وتوفيقه، فقد تمّ الجزء الخاص بمغازي الرسول صلّى الله عليه وسلم من كتاب «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» تأليف المؤرّخ الحافظ الذهبي، بتحقيق طالب العلم العبد الفقير إلى الله تعالى «عمر عبد السلام تدمري» الأستاذ الدكتور، الطرابلسيّ مولدا وموطنا، بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام- حرسها الله-. وكان الفراغ من تحقيقه وتصحيحه في الثالث عشر من شهر ربيع الثاني 1607، الموافق للثامن عشر من كانون الأول 1986، من صباح يوم الخميس. والحمد للَّه وحده. (يليه الجزء الثاني الخاص بالسيرة النبويّة) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 715 [ المجلد الثالث (عهد الخلفاء الراشدين) ] سنة احدى عشرة خِلَافَةُ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ وَأَرْضَاهُ قَالَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنُحِ [1] ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثنُهُ اللَّهُ فَيَقْطَعُ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَقَالَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 39: 30 [2] . وَقَالَ وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ 3: 144 [3] . الْآيَةَ، فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ [4] ، فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ   [1] السّنح: بضمّ أوّله وثانيه: منازل بني الحارث بن الخزرج بالمدينة، بينها وبين مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميل. وضبطه في التاج بسكون النون وضمّها أيضا. (معجم ما استعجم 3/ 76) . [2] سورة الزمر، الآية 30. [3] سورة آل عمران، الآية 144. [4] هي بالقرب من دار سعد بن عبادة زعيم الأنصار. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَسَكَّتَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يُبْلِغَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَتَكَلَّمَ فَأَبْلَغَ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ [1] ، فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ أَبَدًا، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، قُرَيْشٌ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعَزُّهُمْ أَحْسَابًا فَبَايِعُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ، أَنْتَ خَيْرُنَا وَسَيِّدُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ. فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبادَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ. رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْهُ، وَهُوَ صَحِيحُ السَّنَدِ [2] . وَقَالَ مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا يَقُولُ: «لَوْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا» فَلَا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً، وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ تُقْطَعُ الْأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] اجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ، وَتَخَلَّفَ عَلِّيٌّ وَالزُّبَيْرُ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَخَلَّفَ الْأَنْصَارُ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نَؤُمُّهُمْ، فَلَقِيَنَا رَجُلَانِ صَالِحَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَأْتُوهُمْ وَأَبْرِمُوا أَمْرَكُمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ، فَأَتَيْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فإذا هم مجتمعون على رجل   [1] من هنا إلى قوله (الوزراء) ساقط من نسخة دار الكتب. [2] الحديث أخرجه البخاري في المغازي 5/ 143 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووفاته، وانظر: طبقات ابن سعد 2/ 268- 269، وتاريخ الطبري 3/ 202، 203، وسيرة ابن هشام 4/ 260، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 581، 582، والبدء والتاريخ لمطهر المقدسي 5/ 63، 64، ونهاية الأرب للنويري 18/ 385. [3] سقطت هنا أسطر من نسخة (ع) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 مُزَّمِّلٍ [1] بِالثِّيَابِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ مَرِيضٌ، فَجَلَسْنَا، وَقَامَ خَطِيبُهُمْ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ الْأَنْصَارُ وَكَتِيبَةُ الْإِيمَانِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ مِنَّا، وَقَدْ دَفَّتْ إِلَيْكُمْ دَافَّةٌ [2] يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا [3] مِنْ أَصْلِنَا وَيَحْضُنُونَا [4] مِنَ الْأَمْرِ. قَالَ عُمَرُ: فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِمَقَالَةٍ قَدْ كَانَتْ أَعْجَبَتْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ، وَكُنْتُ أَعْرِفُ مِنْهُ الْجِدَّ [5] ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، وَهُوَ كَانَ خَيْرًا مِنِّي وَأَوْفَقَ وَأَوْقَرَ، ثم تكلّم فو الله مَا تَرَكَ كَلِمَةً أَعْجَبَتْنِي إِلَّا قَدْ قَالَهَا وَأَفْضَلَ مِنْهَا حَتَى سَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَهُوَ فِيكُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَأَفْضَلَ مِنْهُ، وَلَنْ تَعْرِفَ الْعَرَبُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ، وَأَخَذَ بِيَدِي وَيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: فَمَا كَرِهْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَهُ غَيْرَهَا. كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ إِلَى إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَّا أَنْ تَتَغَيَّرَ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ [6] : أَنَا جُذَيْلُهَا المحكك [7] وعذيقها المرجب [8] ، منا أمير ومنكم أمير معشر   [1] مزّمّل: ملتفّ في كساء أو غيره. [2] الدّافّة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد. [3] أي يقتطعونا. وفي البدء والتاريخ 5/ 65 «يحتازونا» ، وكذلك في سيرة ابن هشام 4/ 261. [4] كذا في الأصل، بمعنى يخرجونا. وفي حاشية الأصل، والنسخة (ح) : «يمنعونا» وكذلك في النسخة (ع) ، وفي المنتقى لابن الملا «يمحصونا» وهو تصحيف. وفي تاريخ الطبري 3/ 205 «يغصبونا» . [5] كذا في الأصل، وفي سيرة ابن هشام 4/ 261، وتاريخ الطبري 3/ 205 «الحدّ» بالحاء المهملة، أي الحدّة. [6] هو الحباب بن المنذر الأنصاريّ. [7] الجذيل: تصغير جذل. وهو عود يكون في وسط مبرك الإبل تحتكّ به وتستريح إليه، فيضرب به المثل في الرجل يشتفى برأيه. [8] العذيق: تصغير عذق، وهو النخلة نفسها. والمرجّب: الّذي تبنى إلى جانبه دعامة. ترفده الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 المُهَاجِرِينَ، قَالَ: وَكَثُرَ اللَّغَطُ وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ حَتَى خَشِيتُ الْاخْتِلَافَ، فَقُلْنَا: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَبَايَعَهُ الْأَنْصَارُ، وَنَزَوْا [1] عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدًا. فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا، قال عمر: فو الله مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا أَمْرًا أَوْفَقَ مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ نَحْنُ فَارَقْنَا الْقَومَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةً أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بيعة، فإمّا بايعناهم على ما لا نرضى، وإمّا خالفناهم فيكون فساد. رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ [2] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِطُولِهِ، فَزَادَ فِيهِ: قَالَ عُمَرُ: «فَلَا يَعْتَزِلِ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: إنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ فَإِنَّهُ لَا يُتَابَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً [3] أَنْ يُقْتَلَا» . مُتَّفَقٌ على صحّته [4] .   [ () ] لكثرة حمله ولعزّه على أهله، فضرب به المثل في الرجل الشريف الّذي يعظّمه قومه. [1] نزوا: وثبوا عليه ووطئوه. [2] في نسخة دار الكتب (زيد) وهو وهم، على ما في الأصل و (ع) و (التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 4/ 406) . [3] حقّ البيعة أن تكون صادرة عن المشورة والاتّفاق، فإذا استبدّ رجلان دون الجماعة فبايع أحدهما الآخر، فذلك تظاهر منهما بشقّ العصا واطّراح الجماعة، فإن عقد لأحد بيعة فلا يكون المعقود له واحدا منهما، وليكونا معزولين من الطائفة التي تتّفق على تمييز الإمام منها، لأنّه إن عقد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التي أحفظت الجماعة من التّهاون بهم والاستغناء عن رأيهم لم يؤمن أن يقتلا. كما في (النهاية لابن الأثير) وغيرها. وفي بعض النسخ: (يبايع) بدل (يتابع) . [4] أخرجه البخاري بشرح السندي 2/ 290، 291 ولكن من غير طريق الزهري، وأحمد في المسند 1/ 55، 56 وكذلك ابن هشام في السيرة 4/ 261، 262، برواية ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكير، عن ابن شهاب الزُّهْرِيِّ، عَن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، ورواه الطبري في تاريخه 3/ 205، 206 عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 583 و 584، واليعقوبي في تاريخه 2/ 123، والمطهّر المقدسي في البدء والتاريخ 5/ 64- 66، والنويري في نهاية الأرب 19/ 29- 33، وابن كثير في البداية والنهاية 5/ 245، 246، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 67، 68، وابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ 1/ 485- 487، ومناقب عمر لابن الجوزي 51، 52. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ [1] ، عَنْ زِرٍّ [2] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت الأنصار: منا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قُلْتُ: يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ- فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَعُوذُ باللَّه أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ. رَوَاهُ النَّاسُ [3] عَنْ زَائِدَةَ عَنْهُ [4] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْميِّ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ فَقَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ لِأُبَايِعَكَ، فَإِنَّكَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى لسان رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِعُمَرَ: مَا رَأَيْتُ لَكَ فَهَّةً [5] قَبْلَهَا مُنْذُ أَسْلَمْتَ، أَتُبَايِعُنِي وَفِيكُمُ الصِّدِّيقُ وَثَانِيَ اثْنَيْنِ [6] ؟. وَرَوَى نَحْوَهُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ أبي البختري. وقال ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: ابْسُطْ يَدَكَ نُبَايِعْ لَكَ، فَقَالَ عُمَرُ [7] : أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْتَ أَقْوَى مِنِّي، قَالَ: إنَّ قُوَّتِي لَكَ مَعَ فَضْلِكَ [8] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تُوُفِّيَ اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدٍ، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَجَمَاعَةٌ، فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ   [1] في نسخة (ح) بالنون «نهدلة» وهو تصحيف. [2] هو: زرّ بن حبيش. [3] في نسخة دار الكتب «الياس» وهو تصحيف. [4] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 178، 179 عن الحسين بن عليّ الجعفيّ، عن زائدة، به، والحاكم في المستدرك 3/ 67، وتابعه الذهبي في التلخيص، ومناقب عمر لابن الجوزي 50. [5] الفهّة: السّقطة والجهلة. وفي حاشية الأصل: الفهة مخفّفة: ضعف الرأي. [6] رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 181. [7] في نسخة (ح) : «فقال له عمر» . [8] في تاريخ الطبري 3/ 203 «إن لك قوّتي مع قوّتك» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 المُنْذِرِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا فَقَالَ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ [1] . وَقَالَ وُهَيْبٌ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [2] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَّا، فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ مِنَّا وَمِنْكُمْ، قَالَ: وَتَتَابَعَتْ [3] خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّمَا يَكُونُ الْإِمَامُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ، كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ حَيٍّ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَار وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، أَمَ [4] وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَّا صَالَحْنَاكُمْ، ثُمَّ أَخَذَ زَيْدٌ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُكُمْ فَبَايِعُوهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقوَمِ فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَامَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَتَنُهُ أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَايَعَهُ [5] ، ثُمَّ لَمْ يَرَ الزُّبَيْرَ، فَسَأَلَ عَنْهُ حَتَّى جَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: ابْنُ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وَحَوَارِيُّهُ أَرَدْتَ أَنْ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِميْنَ! فَقَالَ: لَا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، فَبَايَعَهُ. رَوَى مِنْهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [6] إِلَى قَوْلِهِ (لمّا صالحناكم) عن   [1] طبقات ابن سعد 3/ 182. [2] في نسخة (ح) : «نصرة» وهو تصحيف. [3] في نسخة (ح) : «وتبايعت» وهو تصحيف. [4] بفتح الميم بدون ألف، كما في الأصل وبقيّة النسخ، وفي المنتقى لابن الملّا «أما» ، وكلاهما صحيح. [5] وهذا من الأدلّة على أنّ بيعته لم تتأخّر، أو يقال بأنّ هذه هي البيعة الأولى، على ما قاله الحافظ، ابن كثير في (البداية والنهاية 5/ 301) . [6] البداية والنهاية ج 5/ 185، 186. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 عَفَّانَ [1] عَنْ وُهَيْبٍ [2] ، وَرَوَاهُ بِتَمَامِهِ ثِقَةٌ، عَنْ عَفَّانَ [3] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ عُمَرُ فِي خُطْبَتِهِ: وَإِنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَمَنْ مَعَهُمَا تَخَلَّفُوا عَنَّا، وَتَخَلَّفَتِ الْأَنْصَارُ عَنَّا بِأَسْرِهَا، فَاجْتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَجُلٌ يُنَادِي مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ: اخْرُجْ يَا بْنَ الْخَطَّابِ، فَخَرَجْتُ فَقَالَ: إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدِ اجْتَمَعُوا فَأَدْرِكُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يُحْدِثُوا أَمْرًا يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِيهِ حَرْبٌ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: وَتَابَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَنَزَوْنَا على سعد بن عبادة، فقال قائل: قتلتم سَعْدًا، قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ وَأَنَا مُغْضَبٌ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فَإِنَّهُ صَاحِبُ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ [4] . وَهَذَا مِنْ حَدِيثِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ مَالِكٍ. وَرَوَى مِثْلَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ [5] عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، وَابْنِ   [1] هو عفّان بن مسلم الصّفّار البصريّ، الثّقة الثّبت، من رواة الإمام البخاري في الصحيح، كما في (تهذيب التهذيب 7/ 230 رقم 423) وغيره. [2] هو وهيب بن خالد بن عجلان، الثقة الثّبت، روى له الإمام البخاريّ في صحيحه، على ما في (التهذيب لابن حجر 11/ 169 رقم 299) . [3] رواه الحاكم في المستدرك 3/ 76 عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن جعفر بن محمد بن شاكر، عن عفان بن مسلم.. به، وتابعه الذهبي في تلخيصه. [4] قال الأستاذ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه (نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم ص 30) : وأمّا تخلّف سعد بن عبادة رضي الله عنه عن بيعة أبي بكر فهو الصحابيّ الوحيد الّذي لم يبايع لأبي بكر، فلا بدّ من تأوّل فعله بما يليق بصحابيّ جليل: لعلّه لمّا رأى الأنصار قد أعدّته للخلافة يوم السقيفة، ثم رأى إجماع الصحابة على أبي بكر وانصرافهم عن بيعة سعد استوحش نفسه بين النّاس، وكان سعد رجلا عزيز النّفس، فخرج من المدينة ولم يرجع إليها حتّى مات ... ولم ينقل عنه طعن في بيعة الصّدّيق ولا نواء بخروج، فتخلّفه عن البيعة لا يقتضي رفضه لها ولا مخالفته فيها. [5] في طبعة القدسي 3/ 7 «الهزلي» بالزاي، وهو تصحيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 الْكَوَّاءِ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَكَرَ مَسِيرَه وَبَيْعَةَ الْمُهَاجِرِينَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يَمُتْ فَجْأَةً، مَرِضَ لَيَالِي، يَأْتِيهِ بِلَالٌ فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَيَقُولُ: «مُرُوا أَبَا بَكْرٍ بِالصَّلَاةِ» ، فَأَرَادَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ أَنْ تَصْرِفَهُ إِلَى غَيْرِهِ فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَرْنَا وَاخْتَارَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْمُسْلِمُونَ لِدُنْيَاهُمْ مَنِ اخْتَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِدِينِهِمْ، وَكَانَتِ الصَّلَاةُ عِظَمَ الْأَمْرِ وَقِوَامَ الدِّينِ [1] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مسْلمٍ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، نا الزُّبَيْدِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الْآخِرَةَ قَالَ: حِينَ جَلَسَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدًا مَنْ مُتَوَفَّى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَشَهَّدَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَمْسِ مَقَالَةً، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ، وَمَا وَجَدْتُ الْمَقَالَةَ [2] الَّتِي قُلْتُ لَكُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي عَهْدٍ عَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم، وَلَكِنْ رَجَوْتُ أَنَّهُ يَعِيشُ حَتَّى يُدَبِّرَنَا- يَقُولُ حَتَّى يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم آخِرَنَا- فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ مَا عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ، فَإِنْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ كِتَابَهُ الَّذِي هَدَى بِهِ مُحَمَّدًا، فَاعْتَصِمُوا بِهِ تَهْتَدُوا بِمَا هُدِيَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَانِيَ اثْنَيْنِ وَأَنَّه أَحَقُّ النَّاسِ بِأَمْرِهِمْ، فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ، وَكَانَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَتِ الْبَيْعَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ بَيْعَةَ الْعَامَّةِ. صَحِيحٌ غَرِيبٌ [3] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ مَعَ عُمَرَ، وأنّ محمد بن مسلمة كسر سيف   [1] انظر طبقات ابن سعد 3/ 183. [2] في نسخة (ح) «في المقالة» ، وهو وهم. [3] انظر طبقات ابن سعد 2/ 271، والبداية والنهاية لابن كثير 6/ 301، وسيرة ابن هشام 262، ونهاية الأرب للنويري 19/ 42. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 الزّبير، ثم خطب أبو بكر واعتذر إلى النَّاسَ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى الْإِمَارَةِ يَوْمًا وَلَا لَيْلَةً وَلَا سَأَلْتُهَا اللَّهَ فِي سِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، فَقَبِلَ الْمُهَاجِرُونَ مَقَالَتَهُ. وَقَالَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ: مَا غَضِبْنَا [1] إِلَّا لِأَنَّا أُخِّرْنَا عَنِ الْمُشَاوَرَةِ، وَإِنَّا نَرَى أَبَا بَكْرٍ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّهُ لَصَاحِبُ الْغَارِ، وَإِنَّا لنعرف شرفه وخيره، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ بِالنَّاسِ وَهُوَ حَيٌّ [2] . وَقَدْ قِيلَ إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَمَادَى عَنِ الْمُبَايَعَةِ مُدَّةً: فَقَالَ يُونُسُ ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ أَبِيهَا بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ اجْتَمَعَ إِلَى عَلِيٍّ أَهْلُ بَيْتِهِ، فَبَعَثُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ: ائْتِنَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَاللَّهِ لَا تَأْتِيهِمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُمْ، وَمَا تَخَافُ عَلَيَّ مِنْهُمْ! فَجَاءَهُمْ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ رَأْيَكُمْ، قَدْ وَجَدْتُمْ عَلَيَّ فِي أَنْفُسِكِمْ مِنْ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ الَّتِي ولّيت عليكم، وو الله مَا صَنَعْتُ ذَلِكَ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُرِيدُ أَنْ أَكِلَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ أَرَى أثَرَهُ فِيهِ وَعَمَلَهُ إِلَى غَيْرِي حَتَّى أَسْلُكَ به سبيله وأنفذه فيما جعله الله، وو الله لَأَنْ أَصِلَكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَصِلَ أَهْلَ قَرَابَتِي لِقَرَابَتِكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِعَظِيمِ حَقِّهِ. ثُمَّ تَشَهَّدَ عَلِيٌّ وَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ وَاللَّهِ مَا نَفَسْنَا عَلَيْكَ خَيْرًا جَعَلَهُ اللَّهُ لَكَ أَنْ لَا تَكُونَ أَهْلًا لِمَا أُسْنِدَ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّا كُنَّا مِنَ الْأَمْرِ حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ فَتَفُوتَ بِهِ عَلَيْنَا، فَوَجِدْنَا فِي أَنْفُسِنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُبَايِعَ وَأَدْخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ، وَإِذَا كَانَتِ الْعَشِيَّةُ [3] فَصَلِّ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، وَاجْلِسْ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى آتِيَكَ فَأُبَايِعَكَ، فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَكِبَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عليه، وذكر الّذي كان من   [1] في بعض النسخ (عصينا) وهو تصحيف. [2] البداية والنهاية 6/ 302. [3] ما بعد الزوال إلى المغرب عشيّ، وقيل العشيّ من زوال الشمس إلى الصباح، على ما في (النهاية لابن الأثير) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 أَمْرِ عَلِيٍّ، وَمَا دَخَلَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ الجماعة والبيعة، وها هو ذا فَاسْمَعُوا مِنْهُ، فَقَامَ عَلِيٌّ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ وَفَضْلَهُ وسِنَّهُ، وَأنَّهُ أَهْلٌ لِمَا سَاقَ اللَّهُ إِلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] مِنْ حَدِيثِ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَفِيهِ: «وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ، حَيَاةَ فَاطِمَةَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتِ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ النَّاسِ، فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ. [2] . قِصَّةُ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ [3] . قَالَ سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ: ثَنَا الْمُسْتَنِيرُ بْنُ يَزِيدَ النّخعي، عن عروة ابن غَزِيَّةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أبيه قال: أوّل ردّة كانت في   [1] في المغازي 5/ 82، 83 باب غزوة خيبر، ومسلم في الجهاد والسير (1759) باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم: لا نورث ما تركنا فهو صدقة. [2] قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية 5/ 286) فهذه البيعة التي وقعت من عليّ لأبي بكر، بعد وفاة فاطمة، بيعة مؤكّدة للصلح الّذي وقع بينهما، وهي ثانية للبيعة التي ذكرناها أوّلا يوم السّقيفة، كما رواه ابن خزيمة، وصحّحه مسلم، ولم يكن عليّ مجانبا لأبي بكر هذه الستّة الأشهر، بل كان يصلّي وراءه، ويحضر عنده للمشورة، وركب معه إلى ذي القصّة. وانظر: نهاية الأرب للنويري 19/ 39 حيث يقول: وروى أبو عمر بن عبد البرّ بسنده: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنّ عليّا والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها في أمرهم، فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها فقال: يا بنت رسول الله، ما كان من الخلق أحد أحبّ إلينا من أبيك، وما أحد أحبّ إلينا بعده منك، وقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك، ولئن بلغني لأفعلنّ ولأفعلنّ، ثم خرج وجاءوها، فقالت لهم: إنّ عمر قد جاءني وحلف إن عدتم ليفعلنّ، وايم الله ليفينّ بها، فانظروا في أمركم، ولا تنظروا إليّ، فانصرفوا ولم يرجعوا حتى بايعوا لأبي بكر. رضي الله عنهم أجمعين. وهذا الحديث يردّ قول من زعم أنّ عليّ بن أبي طالب لم يبايع إلّا بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها. [3] بفتح العين وسكون النون، نسبة إلى عنس بن مالك بن أدد. انظر عنه: فتوح البلدان للبلاذريّ 1/ 125- 127، وتاريخ الطبري 3/ 185، وتاريخ خليفة 116، 117، وثمار القلوب للثعالبي 148، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 262، والبدء والتاريخ لمطهّر المقدسي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 الإسلام عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَدِ عَبْهَلَةَ [1] بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ الْأَسْوَدُ فِي عَامَّةِ مَذْحِجٍ: خَرَجَ بَعْدَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ شِعْبَاذًا [2] يُرِيهُمُ الْأَعَاجِيبَ، وَيَسْبِي قُلُوبَ مَنْ يَسْتَمِعُ [3] مَنْطِقَهُ، فَوَثَبَ هُوَ وَمَذْحِجٌ بِنَجْرَانَ إِلَى أَنْ صَارَ إِلَى صَنْعَاءَ فَأَخَذَهَا، وَلَحِقَ بِفَرْوَةَ [4] مَنْ تَمَّ عَلَى إِسْلَامِهِ، لَمْ يُكَاتِبِ الْأَسْوَدُ رَسْولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَدٌ يُشَاغِبُهُ، وَصَفا لَهُ مُلْكُ الْيَمَنِ. فَرَوَى سَيْفٌ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ صَخْرٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ بَالْجَنَدِ [5] قَدْ أَقَمْنَاهُمْ عَلَى مَا يَنْبَغِي، وَكَتَبْنَا بَيْنَنَا [6] وَبَيْنَهُمُ الكتب، إذ جَاءَنَا كِتَابٌ مِنَ الْأَسْوَدِ أَنْ أَمْسِكُوا عَلَيْنَا مَا أَخَذْتُمْ مِنْ أَرْضِنَا، وَوَفِّرُوا مَا جَمَعْتُمْ فَنَحْنُ أَوْلَى بِهِ، وَأَنْتُمْ عَلَى مَا أَنْتُمْ عليه، فبينا نَحْنُ نَنْظُرُ فِي أَمْرِنَا إِذْ قِيلَ هَذَا الْأَسْوَدُ بِشَعُوبَ [7] ، وَقَدْ خَرَجَ إِلَيْهِ شَهْرُ بْنُ باذام، ثم   [5] / 153، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 405، والمعارف لابن قتيبة 105 و 170، والكامل في التاريخ لابن الأثير 2/ 336، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 2/ 52، ووفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 66، 67 في ترجمة أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، و 6/ 36 في ترجمة وهب بن منبه، ونهاية الأرب للنويري 19/ 49- 60، والبداية والنهاية لابن كثير 6/ 307- 311، والإصابة لابن حجر 1/ 467. [1] هكذا في الأصول، وتاريخ الطبري 3/ 185، ونهاية الأرب 19/ 49، والبداية والنهاية لابن كثير 6/ 307، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 405، وقد قيّده الدكتور صلاح الدين المنجّد في تحقيقه لفتوح البلدان للبلاذري 1/ 125 «عيهلة» بالياء المثنّاة بدل الباء الموحّدة، وكذلك محقّق الكامل في التاريخ لابن الأثير 2/ 336. [2] شعباذا: بكسر الشين، مشعبذا، والشعبذة والشعوذة: أخذ كالسحر يري الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين. [3] في نسخة (ح) «سمع» . [4] هو: فروة بن مسيك، وهو على مراد. (تاريخ الطبري 3/ 185) . [5] الجند: بفتح الجيم والنون. بلد في اليمن بين تعز وعدن، وهو أحد مخاليفها المشهورة نزلها معاذ بن جبل رضي الله عنه. (تاج العروس 7/ 24) وانظر معجم ما استعجم 2/ 397. [6] كلمة «بيننا» ساقطة من نسخة (ح) . [7] في نسخة دار الكتب «يشعوذ» ، وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه، فهو اسم مكان أو قصر باليمن. (تاج العروس 3/ 141) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 أَتَانَا الْخَبَرُ أَنَّهُ قُتِلَ شَهْرًا وَهَزَمَ الْأَبْنَاءَ، وَغَلَبَ عَلَى صَنْعَاءَ بَعْدَ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً، وَخَرَجَ مُعَاذٌ هَارِبًا حَتَّى مَرَّ بِأَبِي مُوسَى الأشعري بمأرب، فاقتحما حضر موت. وَغَلَبَ الْأَسْوَدُ عَلَى مَا بَيْنَ أَعْمَالِ الطَّائِفِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَجَعَلَ يَسْتَطِيرُ [1] اسْتِطَارَةَ الْحَرِيقِ، وَكَانَ مَعَهُ سَبْعُمِائَةِ فَارِسٍ يَومَ لَقِيَ شَهْرًا، وَكَانَ قُوَّادُهُ: قَيْسُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ، وَيَزِيدُ بْنُ مَخْزُومٍ، وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ، وَاسْتَغْلَظَ أَمْرُهُ وَغَلَبَ عَلَى أَكْثَرِ الْيَمَنِ، وَارْتَدَّ مَعَهُ خَلْقٌ، وَعَامَلَهُ الْمُسْلِمُونَ بِالتَّقِيَّةِ، وَكَانَ خَلِيفَتَهُ فِي مَذْحِجٍ عمرو بن معديكرب، وَأَسْنَدَ [2] أَمْرَ جُنْدِهِ إِلَى قَيْسِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَأَمَرَ الْأَبْنَاءَ [3] إِلَى فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ، وَدَاذُوَيْهِ [4] ، فَلَمَّا أَثْخَنَ فِي الْأَرْضِ اسْتَخَفَّ بِهَؤُلَاءِ، وَتَزَوَّجَ امْرَأَةَ شَهْرٍ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّ فَيْرُوزَ، قَالَ: فبينا نحن كذلك بحضر موت وَلَا نَأْمَنُ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْنَا الْأَسْوَدُ، وَقَدْ تَزَوَّجَ مُعَاذٌ فِي السَّكُونِ [5] ، إِذْ جَاءَتْنَا كُتُبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا فِيهَا أَنْ نَبْعَثَ الرِّجَالَ لِمُجَاوَلَتِهِ وَمُصَاوَلَتِهِ، فَقَامَ مُعَاذٌ فِي ذَلِكَ، فَعَرَّفَنَا القُوَّةَ وَوَثَّقَنَا بِالنَّصْرِ. وَقَالَ سَيْفٌ: فَحَدَّثَنَا الْمُسْتَنِيرُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بن فيروز، عن جشنس [6] ابن الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا وَبَرُ بْنُ يُحَنَّسَ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] فِي نسخة دار الكتب «وجعل أمره يستطير» ، وهو مغاير لما في الأصل وتاريخ الطبري 3/ 230 و (ع) والمنتقى لابن الملّا. [2] في نسخة دار الكتب (وأسلم) . [3] أي أبناء أهل فارس في اليمن. (فتوح البلدان 3/ 125، 126) . [4] في الأصل وفي (ع) والمنتقى لابن الملّا (ذادويه) ، والتحقيق من تاريخ خليفة بن خياط- ص 117 وتاريخ الطبري 3/ 230، وفتوح البلدان للبلاذري 1/ 126 والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 262. [5] السّكون: بطن من كندة. وهو السكن بن أشرس بن ثور. (اللباب 2/ 125) . [6] في الأصل «جشنسن» ، وفي نسخة (ع) و (ح) «خشنس» وعند الطبري 3/ 231: «جشيش» و «جشنس» ، وعند ابن ماكولا في الإكمال 3/ 152 «جشيش» وقال: في نسب الفرس: جشنس جماعة. (3/ 156) ، وورد في المشتبه للذهبي 1/ 265 «جشيش» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 فَأَمَرَنَا فِيهِ بِالنُّهُوضِ فِي أَمْرِ الْأَسْوَدِ فَرَأَيْنَا أَمْرًا كَثِيفًا، وَرَأَيْنَا الْأَسْوَدَ قَدْ تَغَيَّرَ لِقَيْسِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، فَأَخْبَرْنَا قَيْسًا وَأَبْلَغْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَأَنَّمَا وَقَعْنَا عَلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ [1] فَأَجَابَنَا، وَجَاءَ وَبَرٌ وَكَاتَبْنَا النَّاسَ وَدَعَوْنَاهُمْ، فَأَخْبَرَ الْأَسْوَدَ شَيْطَانُهُ فَأَرْسَلَ إِلَى قَيْسٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ الْمَلَكُ؟ يَقُولُ: عَمَدْتُ إِلَى قَيْسٍ فَأَكْرَمْتُهُ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ مِنْكَ كُلَّ مَدْخَلٍ مَالَ مَيْلَ عَدُوِّكَ، فَحَلَفَ لَهُ وَتَنَصَّلَ، فَقَالَ: أَتُكَذِّبُ الْمَلَكَ؟ قَدْ صَدَقَ وَعَرَفْتُ أَنَّكَ تَائِبٌ، قَالَ: فَأَتَانَا قَيْسٌ وَأَخْبَرَنَا فَقُلْنَا: كَمَنْ [2] عَلَى حَذَرٍ، وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا الْأَسْوَدُ: أَلَمْ أُشَرِّفْكُمْ عَلَى قَوْمِكُمْ، أَلَمْ يَبْلُغْنِي عَنْكُمْ؟ فَقُلْنَا: أَقِلْنَا مَرَّتَنَا هَذِهِ، فَقَالَ: فَلَا يَبْلُغْنِي عَنْكُمْ فَأَقْتُلَكُمْ، فَنَجَوْنَا وَلَمْ نَكِدْ، وَهُوَ فِي ارْتِيَابٍ [3] مِنْ أَمْرِنَا، قَالَ: فَكَاتَبَنَا عَامِرُ بْنُ شَهْرٍ، وَذُو الْكَلَاعِ، وَذُو ظُلَيْمٍ، فَأَمَرْنَاهُمْ أَنْ لَا يَتَحَرَّكُوا بِشَيْءٍ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى امْرَأَتِهِ آذَادَ [4] فقلت: يا بنت عمّ قَدْ عَرَفْتُ بَلاءَ هَذَا الرَّجُلِ، وَقَتَلَ زَوْجَكِ وَقَوْمَكِ وَفَضَحَ النِّسَاءَ، فَهَلْ مِنْ مُمَالأَةٍ عَلَيْهِ؟ قَالَتْ: مَا خَلَقَ اللَّهُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، مَا يَقُومُ عَلَى حَقٍّ وَلَا يَنْتَهِي عَنْ حُرْمَةٍ، فَخَرَجْتُ فَإِذَا فَيْرُوزُ وَدَاذَوَيْهِ يَنْتَظِرَانِي [5] ، وَجَاءَ قَيْسٌ وَنحْنُ نُرِيدُ أَنْ نُنَاهِضَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ قَبِلَ أَنْ يَجْلِسَ: الْمَلِكُ يَدْعُوكَ، فَدَخَلَ فِي عَشَرَةٍ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى قَتْلِهِ، وَقَالَ يَا عَبْهَلَةُ أَمِنِّي [6] تَتَحَصَّنُ بالرِّجَالِ، أَلَمْ أُخْبِرْكَ الحقّ وتخبرني الكذب، تريد قتلي! فقال: كَيْفَ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ فَمُرْنِي بِمَا أَحْبَبْتَ، فَأَمَّا الْخَوفُ وَالْفَزَعُ فَأَنَا فِيهِمَا فَاقْتُلْنِي وَارْحَمْنِي، فرقّ له وأخرجه، فخرج علينا وقال:   [1] «من السماء» ساقطة من الأصل، ومن نسخة (ع) ، والمنتقى لابن الملّا، والاستدراك من تاريخ الطبري 3/ 231، ونهاية الأرب للنويري 19/ 53. [2] عند الطبري 3/ 232 «نحن» بدل «كمن» . [3] في الأصل (في ارتياد) ، والتصحيح من المنتقى لابن الملّا، وتاريخ الطبري (3/ 232) . [4] في طبعة القدسي 3/ 12 «آزادي» بالزاي، والتصويب من تاريخ الطبري. [5] في طبعة القدسي 3/ 12 «ينتظر أبي» وهو وهم، والتصويب من تاريخ الطبري. [6] في طبعة القدسي 3/ 12 «أنا عبهلة أمتي» وهو وهم، والتصويب من تاريخ الطبري 3/ 233. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 اعْمَلُوا عَمَلَكُمْ، وَخَرَجَ عَلَيْنَا الْأَسْوَدُ فِي جَمْعٍ، فَقُمْنَا لَهُ، وَبِالْبَابِ مِائَةُ بَقَرَةٍ وَبَعِيرٍ فَنَحَرَهَا [1] ، ثُمَّ قَالَ: أَحَقُّ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ يَا فَيْرُوزُ؟ لَقَدْ هَمَمْتُ بِقَتْلِكَ، فَقَالَ: اخْتَرْتَنَا لِصِهْرِكَ وَفَضَّلْتَنَا عَلَى الْأَبْنَاءِ، وَقَدْ جَمَعَ لَنَا [2] أَمْرَ آخِرَةٍ وَدُنْيَا، فَلَا تَقْبَلَنَّ [3] عَلَيْنَا أَمْثَالَ مَا يَبْلُغُكَ. فَقَالَ: اقْسِمْ هَذِهِ، فَجَعَلْتُ آمُرُ لِلِرَّهْطِ بِالْجَزُورِ [4] ، ثُمَّ اجْتَمَعَ بِالْمَرْأَةِ فَقَالَتْ: هُوَ مُتَحَرِّزٌ، وَالْحَرَسُ مُحِيطُونَ بِالْقَصْرِ سِوَى هَذَا الْبَابِ فَانْقُبُوا عَلَيْهِ، وَهَيَّأَتْ لَنَا سِرَاجًا، وَخَرَجَتْ، فَتَلَقَّانِي الْأَسْوَدُ خَارِجًا مِنَ الْقَصْرِ فَقَالَ: مَا أَدْخَلَكَ؟ وَوَجَأَ رَأْسِي فَسَقَطْتُ، فَصَاحَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالَتْ: ابْنُ عَمِّي زَارَنِي، فَقَالَ: اسْكُتِي لَا أَبًا لَكِ فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَكِ، فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي وَقُلْتُ: النَّجَاءُ، وَأَخْبَرْتُهُمُ الخبر، فأنا على ذلك إذ جَاءَنِي رَسُولُهَا: لَا تَدَعَنَّ مَا فَارَقْتُكَ عَلَيْهِ. فَقُلْنَا لِفَيْرُوزَ: ائْتِهَا وَأَتْقِنْ أَمْرَنَا، وَجِئْنَا بِاللَّيْلِ وَدَخَلْنَا، فَإِذَا سِرَاجٌ تَحْتَ جَفْنَةٍ، فَاتَّقَيَا بِفَيْرُوزَ، وَكَانَ أَنْجَدَنَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْبَيْتِ سَمِعَ غَطِيطًا شَدِيدًا، وَإِذَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةٌ. فَلَمَّا قَامَ فَيْرُوزُ عَلَى الْبَابِ أَجْلَسَ الْأَسْوَدَ شَيْطَانُهُ وَكَلَّمَهُ فَقَالَ أَيْضًا: فَمَا لِي وَلَكَ يَا فَيْرُوزُ، فَخَشِيَ إِنْ رَجَعَ أَنْ يَهْلِكَ هُوَ وَالْمَرْأَةُ، فَعَاجَلَهُ وَخَالَطَهُ وَهُوَ مِثْلُ الْجَمَلِ، فَأَخَذَ بِرَأْسِهِ فَدَقَّ عُنُقَهُ وَقَتَلَهُ، ثُمَّ قَامَ لِيَخْرُجَ فَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ بِثَوْبِهِ تُنَاشِدُهُ، فَقَالَ: أَخْبِرْ أَصْحَابِي بِقَتْلِهِ، فأتانا فقمنا معه، فأردنا حزّ رَأْسِهِ فَحَرَّكَهُ [5] الشَّيْطَانُ وَاضْطَرَبَ، فَلَمْ يُضْبِطْهُ فَقَالَ: اجْلِسُوا عَلَى صَدْرِهِ، فَجَلَسَ اثْنَانِ وَأَخَذَتِ الْمَرْأَةُ بشعره، وسمعنا بربرة [6] فألجمته بملاءة [7] ،   [1] في نسخة (ح) «فنحرناها» . [2] في تاريخ الطبري «اجتمع لنابك» . [3] في طبعة القدسي 3/ 12 «نقبلن» بالنون في أولها، والتصحيح من تاريخ الطبري. [4] زاد في تاريخ الطبري 3/ 233: «ولأهل البيت بالبقرة» . [5] في ح (فحرله) وهو تصحيف. [6] أي صياحا. [7] هكذا في الأصل، وعند الطبري 3/ 235 «مئلاة» . وهي الخرقة التي تمسكها المرأة عند النوح تشير بها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 وَأَمَرَّ الشَّفْرَةَ عَلَى حَلْقِهِ، فَخَارَ كَأَشَدِّ خُوَارِ ثَوْرٍ، فَابْتَدَرَ الْحَرَسُ الْبَابَ: مَا هَذَا مَا هَذَا؟ قَالَتْ: النَّبِيُّ يُوحَى إِلَيْهِ، قَالَ: وَسَمَرْنَا لَيْلَتَنَا كَيْفَ نُخْبِرُ أَشْيَاعَنَا، فَأَجْمَعْنَا عَلَى النِّدَاءِ بِشِعَارِنَا ثُمَّ بِالْأَذَانِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَى دَاذَوَيْهِ بِالشِّعَارِ، فَفَزِعَ الْمُسْلِمُونَ وَالْكَافِرُونَ، وَاجْتَمَعَ الْحَرَسُ فَأَحَاطُوا بِنَا، ثُمَّ نَادَيْتُ بِالْأَذَانِ، وَتَوَافَتْ خُيُولُهُمْ إِلَى الْحَرَسِ، فَنَادَيْتُهُمْ: أَشْهَدُ أَنْ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ عَبْهَلَةَ كَذَّابٌ، وَأَلْقَيْنَا إِلَيْهِمُ الرَّأْسَ، وَأَقَامَ وَبَرُ الصَّلَاةَ، وَشَنَّهَا الْقَوْمُ غَارَةً، وَنَادَيْنَا: يَا أَهْلَ صَنْعَاءَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ فتَعَلَّقَوا بِهِ، فَكَثُرَ النَّهْبُ وَالسَّبْيُ، وَخَلُصَتْ صَنْعَاءُ وَالْجُنْدُ، وَأَعَزَّ اللَّهُ الْإِسْلَامَ، وَتَنَافَسْنَا الْإِمَارَةَ، وَتَرَاجَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاصْطَلَحْنَا عَلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَكَانَ يُصَلِّي بِنَا، وَكَتَبْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَبَرَ فَقَدِمَتْ رُسُلُنَا، وَقَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَتَئِذٍ فَأَجَابَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْهُ. وَرَوَى الْوَاقِديُّ عَنْ رِجَالِهِ قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ [1] إِلَى الْيَمَنِ، فَقَتَلَ الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ، هُوَ وَفَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيَّ. وَلِقَيْسٍ هَذَا أَخْبَارٌ، وَقَدِ ارْتَدَّ، ثُمَّ أَسَرَهُ الْمُسْلِمُونَ فَعَفَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ، وَقُتِلَ مَعَ عَلِيٍّ بِصِفِّينَ. جَيْشُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مَرَضِهِ: «أَنْفِذُوا جيشَ أُسَامَةَ، فَسَارَ حَتَّى بَلَغَ الْجُرْفَ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنتُ قَيْسٍ تَقُولُ: لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ثَقِيلٌ [2] ، فَلَمَّا يَبْرَحْ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قُبِضَ رَجَعَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي وَأَنَا عَلَى غَيْرِ حَالِكُمْ هَذِهِ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تَكْفُرَ الْعَرَبُ، وَإِنْ كَفَرَتْ كَانُوا أَوَّلَ مَنْ يُقَاتِلُ، وَإِنْ لَمْ تَكْفُرْ مَضَيْتُ، فَإِنَّ مَعِيَ سَرَوَاتِ النّاس   [1] هو قيس بن هبيرة المكشوح المرادي. سمّي بالمكشوح لأنه كوي على كشحة من داء كان به. (فتوح البلدان 1/ 126) . [2] هكذا في الأصل، ونسخة (ح) ، وطبقات ابن سعد 4/ 67، وفي نسخة دار الكتب «يعتل» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 وَخِيَارَهُمْ، قَالَ: فَخَطَبَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَأَنْ تَخَطَّفَنِي الطَّيْرُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَبْدَأَ بِشَيْءٍ قَبْلَ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَبَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَاسْتَأْذَنَ لِعُمَرَ أَنْ يَتْرُكَهُ عِنْدَهُ، وَأَمَرَ أَنْ لَا [1] يَجْزِرَ فِي الْقَوْمِ، أَنْ يَقْطَعَ الْأَيْدِي، وَالْأَرْجُلَ وَالْأَوسَاطَ فِي الْقِتَالِ، قَالَ: فَمَضَى حَتَّى أَغَارَ، ثُمَّ رَجَعُوا وَقَدْ غَنِمُوا وَسَلِمُوا. فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: مَا كُنْتُ لِأُحَيَّيَ [2] أَحَدًا بِالْإِمَارَةِ غَيْرَ أُسَامَةَ، لَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَهُوَ أَمِيرٌ، قَالَ: فَسَارَ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الشَّامِ أَصَابَتْهُمْ ضَبَابَةٌ شَدِيدَةٌ فَسَتَرَتْهُمْ، حَتَّى أَغَارُوا وَأَصَابُوا حَاجَتَهُمْ، قَالَ: فَقُدِمَ بِنَعْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هِرَقْلَ وَإِغَارَةِ أُسَامَةَ فِي نَاحِيَةِ أَرْضِهِ خَبَرًا وَاحِدًا، فَقَالَتِ الرُّومُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ يَمُوتُ صَاحِبُهَا ثُمَّ أَغَارُوا عَلَى أَرْضِنَا [3] . وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَارَ أُسَامَةُ فِي رَبِيعِ الْأَوَّلِ حَتَّى بَلَغَ أَرْضَ الشَّامَ وَانْصَرَفَ، فَكَانَ مَسِيرُهُ ذَاهِبًا وَقَافِلًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا [4] . وَقِيلَ كَان ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً [5] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ الْبَيعَةِ، وَاطْمَأَنَّ النَّاسُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: امْضِ لِوَجْهِكَ. فَكَلَّمَهُ رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا: أَمْسِكْ أُسَامَةَ وَبَعْثَهُ فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ تَمِيلَ علينا العرب إذا سمعوا بوفاة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنَا أَحْبِسُ جَيْشًا بَعَثَهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! لَقَدِ اجْتَرَأْتَ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَنْ تَمِيلَ عَلَيَّ الْعَرَبُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْبِسَ جَيْشًا بَعَثَهُمْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، امض يا   [1] «لا» في الأصل وغيره، وساقطة من نسخة (ح) ، وليست في طبقات ابن سعد 40/ 67. [2] في طبقات ابن سعد «لأجيء» وهو تصحيف. [3] طبقات ابن سعد 4/ 67، 68 وفيه: «ما بالي هؤلاء بموت صاحبهم أن أغاروا على أرضنا» ، وانظر تهذيب تاريخ دمشق 2/ 397، وسير أعلام النبلاء 2/ 503، وتاريخ خليفة- ص 100. [4] تاريخ خليفة بن خيّاط 101، وتاريخ الطبري 3/ 227. [5] وقيل: ابن ثماني عشرة سنة. (طبقات ابن سعد 4/ 66) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 أُسَامَةُ فِي جَيْشِكَ لِلْوَجْهِ الَّذِي أُمِرْتَ بِهِ، ثُمَّ اغْزُ حَيْثُ أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَاحِيَةِ فِلِسْطِينَ، وَعَلَى أَهْلِ مُؤْتَة، فَإِنَّ اللَّهَ سَيَكْفِي مَا تَرَكْتَ، وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ فَأَسْتَشِيرُهُ وَأَسْتَعِينَ بِهِ فَافْعَلْ، فَفَعَلَ أُسَامَةُ. وَرَجَعَ عَامَّةُ الْعَرَبِ عَنْ دِينِهِمْ وَعَامَّةُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَغَطَفَانُ وأسد وعامّة أشجع، وتمسّكت طيِّئ بِالْإِسْلَامِ. شَأْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنْ فَاطِمَةَ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» فَغَضِبَتْ وَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ حَتَى تُوُفِّيَتْ [1] . وَأَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلْنَهُ مِيرَاثَهُنَّ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، حَتَّى كُنْتُ أَنَا رَدَدْتُهُنَّ فَقُلْتُ لَهُنَّ: أَلَا تَتَّقِينَ اللَّهَ أَلَمْ تَسْمَعْنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ في هذا المال» [2] .   [1] أخرجه البخاري في الفرائض 8/ 3 باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: لا نورث ما تركنا صدقة، وفي الوصايا 3/ 197 باب نفقة القيّم للوقف، وفي فضائل الصحابة 4/ 209، 210، باب مناقب قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنقبة فاطمة عليها السلام، وفي المغازي 5/ 23 باب حديث بني النضير، ومسلم في الجهاد والسير (1758) باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم: لا نورث ما تركنا فهو صدقة، ورقم (1759) و (1761) ، وأبو داود في الخراج والإمارة (2975) باب في صفايا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الأموال، والترمذي في السير 3/ 81 (1658) باب ما جاء في تركة النبيّ صلى الله عليه وسلّم، والنسائي في الفيء 7/ 132 في كتاب قسم الفيء، ومالك في الموطأ 702 رقم 1723، باب ما جاء في تركة النبيّ، وأحمد في المسند 1/ 4 و 6 و 9 و 10 و 25 و 47 و 48 و 49 و 60 و 164 و 179 و 191 و 6/ 145 و 262، وابن سعد في الطبقات 2/ 315، وابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) ص 374 رقم 365. [2] انظر تخريج الحديث قبله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي [1] فَهُوَ صَدَقَةٌ [2] » . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ- وَهُوَ مَتْرُوكٌ-[3] عن أبي صالح مولى أمّ   [1] في الأصل (عمالي) ، وفي الحاشية (عيالي، خ) رمزا لنسخة فيها ذلك وهو الموافق لما في (ع) وبعض المراجع، وفي (ح) (عاملي) ، وفي الحاشية (عيالي) . وما أثبتناه هو الموافق لما في الصّحاح. [2] أخرجه البخاري في الوصايا 3/ 197 باب نفقة القيّم للوقف، ومسلم في الجهاد والسير (1759) باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم: لا نورث ما تركنا فهو صدقة، وأبو داود في الخراج والإمارة (2974) باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من الأموال، ومالك في الموطّأ 702 رقم 1723، باب ما جاء في تركة النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وأحمد في المسند 2/ 242 و 376 و 464. [3] هو أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي، العلّامة الأخباريّ المفسّر. كان رأسا في الأنساب إلّا أنه شيعيّ. توفي سنة 146 هـ-. قال معتمر بن سليمان عن أبيه: كان بالكوفة كذّابان أحدهما الكلبي، وقال الدوري عن يحيى بن معين. ليس بشيء، وقال أبو حاتم: الناس مجمعون على ترك حديثه هو ذاهب الحديث لا يشتغل به، وقال النسائيّ: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال ابن عديّ: له غير ما ذكرت أحاديث صالحة وخاصّة عن أبي صالح، وهو معروف بالتفسير وليس لأحد أطول من تفسيره، وحدّث عنه ثقات من الناس ورضوه في التفسير، وأما في الحديث ففيه مناكير، ولشهرته فيما بين الضعفاء يكتب حديثه، وقال عليّ بن الجنيد، والحاكم أبو أحمد، والدار الدّارقطنيّ: متروك، وقال الجوزجاني: ساقط، وقال ابن حبّان: وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه، وقال الساجي: متروك الحديث، وكان ضعيفا جدا لفرطه في التشيّع، وقد اتّفق ثقات أهل النقل على ذمّة وترك الرواية عنه في الأحكام والفروع. انظر عنه: طبقات ابن سعد 6/ 249، تاريخ خليفة 423، طبقات خليفة 167، المعارف لابن قتيبة 533، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 101 رقم 283، التاريخ الصغير له 2/ 51، أحوال الرجال للجوزجانيّ 54 رقم 37، الضعفاء الصغير للبخاريّ 322، الضعفاء والمتروكين للنسائي 414، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 270، 271 رقم 1478، الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 76 رقم 1632، كتاب المجروحين لابن حبّان 2/ 253، الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 151 رقم 468، الفهرست لابن النديم 95، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2127- 2132، اللباب لابن الأثير 3/ 105، وفيات الأعيان لابن خلكان 4/ 309- 311، تهذيب الكمال للمزّي 3/ 1199، ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 556- 559 رقم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 هَانِئٍ إِنَّ فَاطِمَةَ دَخَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَرَأَيْتَ لَوْ مُتَّ الْيَومَ مَنْ كَانَ يَرِثُكَ؟ قَالَ: أَهْلِي وَوَلَدِي، فَقَالَتْ: مَالَكَ تَرِثُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ دُونِ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ! فَقَالَ: مَا فَعَلْتُ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ. قَالَتْ: بَلَى قَدْ عَمَدْتَ إِلَى فَدَكَ [1] وَكَانَتْ صَافِيةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْتَهَا، وَعَمَدْتَ إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتَهُ مِنَّا، فَقَالَ: لَمْ أَفْعَلْ، حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُطْعِمَ النَّبِيَّ الطَّعْمَةَ مَا كَانَ حَيًّا فَإِذَا قَبَضَهُ رَفَعَهَا، فَقَالَتْ: أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ، مَا أَنَا بِسَائِلَتِكَ بَعْدَ مَجْلِسِي هَذَا [2] . ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ: أَنْتَ وَرِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ أَهْلُهُ؟ فَقَالَ: لَا بَلْ أَهْلُهُ، قَالَتْ: فَأَيْنَ سَهْمُهُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طَعْمَةً [3] ثُمَّ قَبَضَهُ جَعَلَهَا لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ» ، فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى المُسْلِمينَ، قَالَتْ: أَنْتَ وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ» [4] ، وَهُوَ مُنْكَرٌ، وَأَنْكَرُ مَا فِيهِ قَوْلُهُ: «لَا، بل أهله» .   [7574،) ] الكاشف 3/ 40، 41 رقم 4941، المغني في الضعفاء 2/ 584 رقم 5542، سير أعلام النبلاء 6/ 248- 249 رقم 111، الوافي بالوفيات للصفدي 3/ 83 رقم 1001، الكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 373 رقم 667، الموضوعات لابن الجوزي 1/ 47، تهذيب التهذيب لابن حجر 9/ 178- 181 رقم 266، تقريب التهذيب له 2/ 163 رقم 240، خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 337، طبقات المفسّرين 2/ 144، شذرات الذهب 1/ 217. [1] فدك، قرية على مسافة يومين من المدينة المنوّرة، وسمّيت بفدك بن حام لأنّه أوّل من نزلها. (وفاء ألوفا للسمهودي 2/ 355) . [2] الحديث ضعيف لضعف محمد بن السائب، ولكن يقوّيه الحديث الآتي بعده. [3] يريد بالطعمة، ما كان له من الفيء وغيره. (النهاية لابن الأثير) . [4] ج 1/ 4، وأخرجه أبو داود في الخراج والإمارة والفيء (2973) باب في صفايا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الأموال. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مسْلمٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ: ثَنَا صَدَقَةُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ الصِّدِيقِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ فَاطِمَةَ أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَتْ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي خَلَّفْنَا عَنْهُ مِنَ الصَّدَقَاتِ أَهْلَ الْبَيْتِ. ثُمّ قَرَأَتْ عَلَيْهِ وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ 8: 41 [1] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ لَهَا: بِأَبي وَأُمِّي أَنْتِ وَوَالِدُكِ وَوَلَدُكِ، وَعَلَيَّ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ كِتَابُ اللَّهِ وَحقُّ رَسُولِهِ وَحَقُّ قَرَابَتِهِ، وَأَنَا أَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مِثْلَ الَّذِي تَقْرَئِينَ، وَلَا يَبْلُغُ عِلْمِي فِيهِ أَنْ أَرَى لِقَرَابَةِ [2] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا السَّهْمَ كُلَّهُ مِنَ الْخُمُسِ يَجْرِي بِجَمَاعَتِهِ عَلَيْهِمِ، قَالَتْ: أَفَلَكَ هُوَ وَلِقَرابَتِكَ؟ قَالَ: لَا، وَأَنْتِ عِنْدِي أَمِينَةٌ مُصَدَّقةٌ، فَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْكِ فِي ذَلِكَ عَهْدًا وَوَعَدَكِ مَوْعِدًا أوْجَبَهُ لَكِ حَقًّا وَسَلَّمْتُهُ إِلَيْكِ، قَالَتْ: لَا، أَلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ قَالَ: أَبْشِرُوا آلَ مُحَمَّدٍ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْغِنَى. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقْتِ فَلَكِ الْغِنَى، وَلَمْ يَبْلُغْ عِلْمِي فِيهِ وَلَا بِهَذِهِ الْآيَةِ أَنْ يُسَلَّمَ هَذَا السَّهْمُ كُلُّهُ كَامِلًا، وَلَكِنْ لَكُمُ الْغِنَى الَّذِي يُغْنِيكُمْ، وَيَفْضُلُ عَنْكُمْ، فَانْظُرِي هَلْ يُوَافِقُكِ عَلَى ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْهُمْ، فَانْصَرَفَتْ إِلَى عُمَرَ فَذَكَرَتْ لَهُ كَمَا ذَكَرَتْ لِأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهَا مِثْلُ الَّذِي رَاجَعَهَا بِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَعَجِبَتْ وَظَنَّتْ أَنَّهُمَا قَدْ تَذَاكَرَا ذَلِكَ وَاجْتَمَعَا عَلَيْهِ. وَبِالْإِسْنَادِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- مِنْ دُونِ ذِكْرِ الْوَلِيدِ بْنِ مسْلمٍ- قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ عَرَضَ عَلَيْنَا أَنْ يُعْطِينَا مِنَ الْفَيْءِ بِحَقِّ مَا يَرَى أَنَّهُ لَنَا مِنَ الْحَقِّ، فَرَغِبْنَا عن ذلك   [1] سورة الأنفال- الآية 41. [2] في نسخة (ح) «أن لذي قَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 وَقُلْنَا: لَنَا مَا سَمَّى اللَّهُ مِنْ حَقِّ ذِي الْقُرْبَى، وَهُوَ خُمْسُ [1] الْخُمُسِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَيْسَ لَكُمْ مَا تَدَّعُونَ أَنَّهُ لَكُمْ حَقٌّ، إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ الْخُمُسَ لِأَصْنَافٍ سَمَّاهُم، فَأَسْعَدُهُمْ فِيهِ حَظًّا أَشَدُّهُمْ فَاقَةً وَأَكْثَرُهُمْ عِيَالًا، قَالَ: فَكَانَ عُمَرُ يُعْطِي مَنْ قَبِلَ مِنَّا مِنَ الْخُمْسِ وَالْفَيْءِ نَحْوَ مَا يَرَى أَنَّهُ لَنَا، فَأَخَذَ ذَلِكَ مِنَّا نَاسٌ وَتَرَكَهُ نَاسٌ. وَذَكَرَ الزُّهْرِيُّ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيِّ [2] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ لِي: يَا مَالِكُ إِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ قَوْمِكَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ وَقَدْ أَمَرْتُ فِيهِمْ بِرَضْخٍ فَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ، قُلْتُ: لَوْ أَمَرْتَ بِهِ غَيْرِي، قَالَ: اقْبِضْهُ أيُّهَا الْمَرْءُ، قَالَ: وَأَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ [3] فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ، وَالزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَخَلُوا وَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، ثُمَّ لَبِثَ يَرْفَأُ قَلِيلًا، ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا دَخَلَا سَلَّمَا فَجَلَسَا، فَقَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا الظَّالِمِ الْفَاجِرِ الْغَادِرِ الْخَائِنِ، فَاسْتَبَّا، فَقَالَ عُثْمَانُ وَغيَرُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخِرِ، فَقَالَ: أنْشُدُكُمَا باللَّه هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال «: لا نورث ما تركنا صدقة» ؟ قَالَا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، قَالَ: فَإنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ: إِنَّ اللَّهَ كَانَ قَدْ خَصَّ رَسُولَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ غَيْرَهُ، فَقَالَ تَعَالَى: وَما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى من يَشاءُ 59: 6 [4] ، فَكَانَتْ هَذِهِ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا [5] دُونَكُمْ ولا استأثر   [1] (خمس) ساقطة من أكثر النسخ. [2] في (ح) والمنتقى لابن الملّا (النضري) وهو تصحيف. [3] «يرفا» غير مهموز، هكذا ذكره الجمهور، ومنهم من همزة، يرفأ، وهو حاجب عمر بن الخطّاب. [4] سورة الحشر، الآية 6. [5] في طبعة القدسي 3/ 19 «اختارها» وهو تصحيف، والتصويب من صحيح البخاري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدِ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، أَنْشُدُكُمْ باللَّه هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ، قَالُوا: نَعَمْ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَبَضَهَا وَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ به رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، وأنتما تزعمان أنّ أبا بكر فيها كَاذِبٌ فَاجِرٌ غَادِرٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّه فِيهَا لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ، ثُمَّ تَوَفَّاهُ اللَّهُ فَقُلْتُ [1] : أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي، أَعْمَلُ فِيهَا بِعَمَلِهِ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَشْهَدُونَ [2] ، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ [3] يَزْعُمُونَ أَنِّي فِيهَا فَاجِرٌ كَاذِبٌ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي فِيهَا لَصَادِقٌ بارّ راشد تابع للحق، ثم جئتماني وكلمتكما وَاحدَةٌ وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، فَجِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ نَصِيبِكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ، وَجَاءَنِي هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ نَصِيبِ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقةٌ» ، فَلَمَّا بَدَا لِيَ أَنْ أَدْفَعَهَا إِلَيْكُمَا قُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ، وَإِلَّا فَلَا تُكَلِّمَانِي، فَقُلْتُمَا: ادْفَعْهَا إِلَيْنَا بِذَلِكَ، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا [4] أَنْشُدُكُمْ باللَّه هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ؟ قَالَ الرَّهْطُ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا باللَّه هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ؟ قَالَا: نَعَمْ، قَالَ أفتلتمسان منّي قضاء غير ذلك! فو الّذي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا أَقْضِي فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا عنها فادفعاها إليّ أكفيكماها [5] .   [1] في صحيح الإمام البخاري (فكنت) بدل (فقلت) التي في الأصل وغيره. [2] «تشهدون» ساقطة من (ح) والمنتقى نسخة أحمد الثالث، وليست في صحيح البخاري. [3] لعلّ في الأصل وغيره هنا كلمات مقحمة لا تفسد المعنى. فانظر صحيح الإمام البخاري حيث يختلف النصّ عمّا هنا. [4] في (صحيح الامام البخاري) : ادفعها إلينا. فبذلك دفعتها إليكما. [5] رواه البخاري في الخمس 4/ 43، 44 باب فرض الخمس، ومسلم في الجهاد والسير الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي شَيْئًا مِمَّا تَرَكْتُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ» [1] فَكَانَتْ هَذِهِ الصَّدَقَةُ بِيَدِ عَلِيٍّ غَلَبَ عَلَيْهَا الْعَبَّاسُ، وَكَانَتْ فِيهَا خُصُومَتُهُمَا، فَأَبَى عُمَرُ أن يقسمها بينهما حتى أعرض عنها عبّاس فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا عَلِيٌّ، ثُمَّ كَانَتْ عَلَى يَدَيِ الْحَسَنِ [2] ، ثُمَّ كَانَتْ بِيَدِ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ بِيَدِ عليّ ابن الْحُسَيْنِ وَالْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ، كِلَاهُمَا يَتَدَاوَلَانِهَا، ثُمَّ بيد زيد، وهي صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا. خَبَرُ الرِّدَّةِ لَمَّا اشْتُهِرَتْ وَفَاةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّوَاحِي، ارْتَدَّتْ طَوَائِفُ كَثِيرَةٌ مِنَ الْعَرَبِ عَنِ الْإسْلَامِ وَمَنَعُوا الزَّكَاةَ، فَنَهَضَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِقِتَالِهِمْ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَغَيْرُهُ أَنْ يَفْتِرَ عَنْ قِتَالِهِمْ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا أَوْ عِنَاقًا [3] كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا، فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَمَنْ قَالَهَا عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَدَمَهُ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لأقاتلنّ من فرّق بين الصّلاة والزّكاة، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَقَدْ قَالَ: إِلَّا بحقها فقال عمر: فو الله مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ [4] ، فعن   [ () ] (1757/ 49) باب حكم الفيء. [1] رواه مسلم في الجهاد والسير (1760) باب قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «لا نورث ما تركنا صدقة» . [2] في المنتقى لابن الملا «بيد الحسن» وهو الأصوب. [3] بالفتح، وهي الأنثى من ولد المعز. (مختار الصحاح) . [4] أخرجه البخاري في الاعتصام 8/ 140، 141 باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومسلم في الإيمان (20) باب الأمر بقتال النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ محمد رسول الله، وأبو داود في الزكاة (1556) أول الباب، والترمذي في الإيمان (2733) أول الباب، والنسائي في الزكاة 5/ 14، 15 باب جامع الزكاة. والمطهّر المقدسي في البدء والتاريخ 5/ 153، والبلاذري في فتوح البلدان 1/ 113. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 عُرْوَةَ وَغَيْرِهِ قَالَ: فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ حَتَّى بَلَغَ نَقْعًا حِذَاءَ نَجْدَ، وَهَرَبَتِ الْأَعْرَابُ بِذَرَارِيهِمْ، فَكَلَّمَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَقَالُوا: ارْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِلَى الذُّرِّيَّةِ وَالنِّسَاءِ وَأَمِّرْ رَجُلًا عَلَى الْجَيْشِ، وَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى رَجَعَ وَأَمَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَقَالَ لَهُ: إِذَا أَسْلَمُوا وَأَعْطَوُا الصَّدَقَةَ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيَرْجِعْ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ مَسِيرُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ فَبَلَغَ ذَا الْقَصَّةِ [1] ، وَهِيَ عَلَى بَرِيدَيْنِ وَأَمْيَالٍ مِنْ نَاحِيةِ طَرِيقِ الْعِرَاقِ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ سِنَانًا الضَّمْرِيَّ، وَعَلَى حِفْظِ أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ [2] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: أَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ اللَّيْثِيِّ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ خَالِدًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يُقَاتِلَ النَّاسَ عَلَى خَمْسٍ، مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ قَاتَلَهُ كَمَا يُقَاتِلُ مَنْ تَرَكَ الْخَمْسَ جَمِيعًا. عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ. وَقَالَ عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ: لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مَا نَزَلَ بِأَبِي لَهَاضَهَا [3] ، اشرأب النّفاق بالمدينة وارتدّت العرب، فو الله ما اختلفوا في نقطة إلّا طار أبي بِحَظِّهَا مِنَ الْإِسْلَامِ [4] . وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ أَنَّ النَّاسَ قَالُوا لَهُ: إِنَّكَ لَا تَصْنَعُ بِالْمَسِيرِ بِنَفْسِكَ شَيْئًا، وَلَا تَدْرِي لِمَنْ تَقْصِدُ، فَأَمُرْ مَنْ تَثِقُ بِهِ وَارْجِعْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فإنّك   [1] ذو القصّة: بالفتح وتشديد الصاد. على بريد من المدينة تلقاء نجد. (معجم البلدان 4/ 366) . [2] تاريخ خليفة بن خيّاط- ص 101. [3] هاضها: كسرها. [4] تاريخ خليفة- ص 102 وفيه: «إلّا طار أبي إلى أعظمها في الإسلام» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 تَرَكْتَ بِهَا النِّفَاقَ يَغْلِي، فَعَقَدَ لِخَالِدٍ عَلَى النَّاسِ، وَأَمَّرَ عَلَى الْأَنْصَارِ خَاصَّةً ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَأَمَرَ خَالِدًا أَنْ يَصْمُدَ لِطُلَيْحَةَ الْأَسْدِيِّ [1] . وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَارَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ ذِي الْقَصَّةِ فِي أَلْفَيْنِ وَسَبْعِمِائَةٍ إِلَى ثَلَاثَةِ آلَافٍ، يُرِيدُ طُلَيْحَةَ، وَوَجَّهَ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيَّ حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [2] فَانْتَهَوْا إِلَى قَطَنٍ [3] فَصَادَفُوا فِيهَا حِبَالًا مُتَوَجِّهًا إِلَى طُلَيْحَة بِثُقْلِهِ، فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا مَا مَعَهُ، فَسَارَ وَرَاءَهُمْ طُلَيْحَةُ وَأَخُوهُ سَلَمَةُ فَقَتَلَا عُكَّاشَةَ وَثَابِتًا [4] . وَقَالَ الْوَلِيدُ الْمُوَقَّرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَسَارَ خَالِدٌ لِقِتَالِ طُلَيْحَةَ الْكَذَّابَ فَهَزَمَهُ اللَّهُ، وَكَانَ قَدْ بَايَعَ عُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ، فَلَمَّا رَأَى طُلَيْحَةُ كَثْرَةَ انْهِزَامِ أَصْحَابِهِ قَالَ: مَا يَهْزِمُكُمْ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا أُحَدِّثُكَ، لَيْسَ مِنَّا رَجُلٌ إلَّا وَهُوَ يُحِبُ أَنْ يَمُوتَ صَاحِبُهُ قَبْلَهُ، وَإِنَّا نَلْقَى قَوْمًا كُلَّهُمْ يُحِبُّ أَنْ يَمُوتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ، وَكَانَ طُلَيْحَةُ رَجُلًا شَدِيدَ الْبَأْسِ فِي الْقِتَالِ، فَقَتَلَ طُلَيْحَةُ يَوْمَئِذٍ عُكَّاشَةَ بْنَ مِحْصَنٍ وَثَابِتَ بْنَ أَقْرَمَ، وَقَالَ طُلَيْحَةُ: عَشِيَّةَ غَادَرْتُ ابْنَ أَقْرَمَ ثَاوِيًا ... وَعُكَّاشَةُ الْغَنْمِيُّ تَحْتَ [5] مَجَالِي أَقَمْتُ [6] لَهُمْ صَدْرَ الْحِمَالَةِ إِنَّهَا ... مُعَاوَدَةٌ [7] قَبْلَ الْكُمَاةِ نِزَالِي فَيَوْمًا تَرَاهَا فِي الْجَلَالِ مَصُونَةً ... وَيَوْمًا تَرَاهَا فِي ظِلَالٍ عوال [8]   [1] تاريخ خليفة- ص 102. [2] انظر عنهما طبقات ابن سعد 3/ 467 في ترجمة ثابت بن أقرم. [3] قطن: بالتحريك. جبل لبني عبس كثير النخل والمياه بين الرمّة وبين أرض بني أسد. (معجم البلدان 4/ 375) . [4] تاريخ خليفة- ص 102- 103. [5] في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 103 «عند» بدل «تحت» . [6] في التهذيب «نصبت» . [7] في التهذيب، والبداية والنهاية لابن كثير 6/ 317 «معودة» . [8] انظر تهذيب تاريخ دمشق فقد ورد هذا الشطر عجزا لصدر بيت آخر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 فَمَا ظَنُّكُمْ بِالْقَوْمِ إِذْ تَقْتُلُونَهُمْ ... أَلَيْسُوا وَإِنْ لَمْ يَسْلَمُوا بِرِجَالِ فَإِنْ تَكُ أَذْوَادٌ [1] أُصِبْنَ وَنِسْوَةٌ ... فَلَمْ تَرْهَبُوا فَرْغًا بِقَتْلِ حِبَالِ [2] فَلَمَّا غَلَبَ الْحَقُّ طُلَيْحَةَ تَرَجَّلَ. ثُمَّ أَسْلَمَ وَأَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، فَرَكِبَ يَسِيرُ فِي النَّاسِ آمِنًا، حَتَّى مَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى مَكَّةَ فَقَضَى عُمْرَتَهُ، ثُمَّ حَسُنَ إِسْلَامُهُ [3] . وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّ خَالِدًا لَقِيَ طُلَيْحَةَ بِبُزَاخَةَ [4] ، وَمَعَ طُلَيْحَةَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ، وَقُرَّةُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْقُشَيْرِيُّ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ هَرَبَ طُلَيْحَةُ وَأُسِرَ عُيَيْنَةُ وَقُرَّةُ، وَبُعِثَ بِهِمَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَحَقَنَ دِمَاءَهُمَا [5] . وَذُكِرَ أَنَّ قَيْسَ بْنَ مَكْشُوحٍ أَحَدَ مَنْ قَتَلَ الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ ارْتَدَّ. وَتَابَعَهُ [6] جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْأَسْوَدِ، وَخَافَهُ أَهْلُ صَنْعَاءَ، وَأَتَى قَيْسٌ إِلَى فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ وَدَاذَوَيْهَ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي شَأْنِ أَصْحَابِ الْأَسْوَدِ خَدِيعَةً مِنْهُ، فَاطْمَأَنَّا إِلَيْهِ، وَصَنَعَ لَهُمَا مِنَ الْغَدِ طَعَامًا، فَأَتَاهُ دَاذَوَيْهِ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ أَتَاهُ فَيْرُوزُ فَفَطِنَ بِالْأَمْرِ فَهَرَبَ، وَلَقِيَهُ جُشَيْشُ بْنُ شَهْرٍ وَمَضَى مَعَهُ إِلَى جِبَالِ خَوْلَانَ، وَمَلَكَ   [1] في نسخة (ح) والأصل، والمنتقى: «ذاود» ، والتصحيح من نسخة دار الكتب، ولسان العرب، وتهذيب تاريخ دمشق. وفي البداية والنهاية «وإن يك أولاد» وهو تصحيف. والأذواد: الإبل. [2] حبال: بكسر الحاء وفتح الباء، وهو أخو طليحة. وراجع الأبيات في تاريخ دمشق- الجزء العاشر- تحقيق محمد أحمد دهمان- ص 506، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 103، والبداية والنهاية لابن كثير 6/ 317. [3] وردت العبارة التالية في حاشية النسخة (ح) : «مررت على هذه الكرّاسة وحرّرتها وقابلتها على نسخة بخط البدر البشتكي. صحّت وللَّه الحمد. قاله سبط ابن حجر العسقلاني» . [4] قال الطبري في تاريخه 3/ 254 بزاخة: ماء من مياه بني أسد. وفي معجم البلدان لياقوت: ماء لطيّئ بأرض نجد. [5] تاريخ الطبري 3/ 260، وتاريخ خليفة- ص 103. [6] في المنتقى لابن الملّا، نسخة أحمد الثالث: «بايعه» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 قَيْسٌ صَنْعَاءَ، فَكَتَبَ فَيْرُوزُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْتَمِدُّهُ، فَأَمَدَّهُ، فَلَقَوْا قَيْسًا فَهَزَمُوهُ ثُمَّ أَسَرُوهُ وَحَمَلُوهُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَوَبَّخَهُ: فَأَنْكَرَ الرِّدَّةَ: فَعَفَا عَنْهُ أَبُو بَكْرٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: فَسَارَ خَالِدٌ- وَكَانَ سَيْفًا مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ تَعَالَى- فَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى نَزَلَ بِبُزَاخَةَ، وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ طيِّئ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْدَمَ عَلَيْنَا فَإِنَّا سَامِعُونَ مُطِيعُونَ، وَإِنْ شِئْتَ، نَسِيرُ إِلَيْكَ؟ قَالَ خَالِدٌ: بَلْ أَنَا ظَاعِنٌ إِلَيْكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ بِبُزَاخَةَ، وَجَمَعَ لَهُ هُنَاكَ الْعَدُوُّ بَنُو أَسَدٍ وَغَطَفَانُ فَاقْتَتَلُوا، حَتَّى قُتِلَ مِنَ الْعَدُوِّ خَلْقٌ وَأُسِرَ مِنْهُمْ أُسَارَى، فَأَمَرَ خَالِدٌ بِالْحُظُرِ [2] أَنْ تُبْنَى ثُمَّ أَوْقَدَ فِيهَا النِّيرَانَ وَأَلْقَى الْأُسَارَى فِيهَا، ثُمَّ ظَعَنَ يُرِيدُ طيِّئا، فَأَقْبَلَتْ بَنُو عَامِرٍ وَغَطَفَانُ وَالنَّاسُ مُسْلِمِينَ مُقِرِّينَ بِأَدَاءِ الْحَقِّ، فَقَبِلَ مِنْهُمْ خَالِدٌ. وقُتِلَ فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ مَالِكُ بْنُ نُوَيْرَةَ التَّمِيمِيُّ فِي رِجَالٍ مَعَهُ مِنْ تَمِيمٍ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَحْنُ رَاجِعُونَ، قَدْ أَقَرَّتِ الْعَرَبُ بِالَّذِي كَانَ عَلَيْهَا، فَقَالَ خَالِدٌ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: قد لعمري آذن لكم، وقد أجمع أَمِيرُكُمْ بِالْمَسِيرِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ بْنِ ثُمَامَةَ الْكَذَّابِ، وَلَا نَرَى أَنْ تَفَرَّقُوا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ حَسَنٍ، وَإِنَّهُ لَا حُجَّةَ لِأَحَدٍ مِنْكُمْ فَارَقَ أَمِيرَهُ وَهُوَ أَشَدُّ مَا كَانَ إِلَيْهِ حَاجَةً، فَأَبَتِ الْأَنْصَارُ إِلَّا الرُّجُوعَ، وَعَزَمَ خَالِدٌ وَمَنْ مَعَهُ، وَتَخَلَّفَتِ الْأَنْصَارُ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ يَنْظُرُونَ فِي أَمْرِهِمْ، وَنَدِمُوا وَقَالُوا: ما لكم وَاللَّهِ عُذْرٌ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ إِنْ أُصِيبَ هَذَا الطَّرَفُ وَقَدْ خَذَلْنَاهُمْ، فَأَسْرَعُوا نَحْوَ خَالِدٍ وَلَحِقُوا بِهِ، فَسَارَ إِلَى الْيَمَامةِ [3] ، وَكَانَ مُجَّاعَةُ بْنُ مُرَارَةَ [4] سَيِّدُ بَنِي حَنِيفَةَ خَرَجَ فِي ثَلَاثَةٍ وَعِشْرِينَ فَارِسًا يَطْلُبُ دِمَاءً فِي بَنِي عَامِرٍ، فَأَحَاطَ بِهِمُ الْمُسْلِمُونَ، فقتل   [1] راجع تاريخ الطبري 3/ 330. [2] في تاريخ خليفة- ص 103 وسير أعلام النبلاء 1/ 372 «حظائر» . [3] في نجد. [4] في المنتقى لابن الملّا «فزارة» وهو وهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 أَصْحَابَ مُجَّاعَةَ وَأَوْثَقَهُ [1] . وَقَالَ الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ: حَدَّثَنِي أَخِي عَبْدُ اللَّهِ عَنْ بَعْضِ آلِ عَدِيٍّ، عَنْ وَحْشِيٍّ قَالَ: خَرَجْنَا حَتَّى أَتَيْنَا طُلَيْحَةَ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، فَقَالَ خَالِدٌ: لَا أَرْجِعُ حَتَّى آتِيَ مُسَيْلِمَةَ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَقَالَ لَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: إِنَّمَا بعثنا إلى هؤلاء وقد كفى الله مؤنتهم، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ، وَسَارَ، ثُمَّ تَبِعَهُ ثَابِتٌ بَعْدَ يَوْمٍ فِي الْأَنْصَارِ. [وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ بُزَاخَةَ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ يَسْأَلُونَهُ الصُّلْحَ، خَيَّرَهُمْ أَبُو بَكْرٍ بَيْنَ حَرْبٍ مُجَلِّيَةٍ أَوْ حِطَّةٍ مُخْزِيَةٍ، فَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ أَمَّا الْحَرْبُ فَقَدْ عَرَفْنَاهَا، فَمَا الْحِطَّةُ الْمُخْزِيَةُ؟ قَالَ: تُؤْخَذُ مِنْكُمُ الْحَلْقَةُ وَالْكُرَاعُ [2] وَتُتْرَكُونَ أَقْوَامًا تَتْبَعُونَ أَذْنَابَ الْإِبِلِ حَتَّى يُرِيَ اللَّهُ خَلِيفَةَ نَبِيِّهِ وَالْمُؤْمِنِينَ أَمْرًا يَعْذِرُونَكُمْ بِهِ، وَتُؤَدُّونَ مَا أَصَبْتُمْ مِنَّا وَلَا نُؤَدِّي مَا أَصَبْنَا مِنْكُمْ، وتَشْهَدُونَ أَنَّ قتلانا في الجنّة وأن قتلاكم فِي النَّارِ، وَتَدُونَ قَتْلَانَا وَلَا نَدِي قَتْلَاكُمْ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَّا قَوْلُكَ «تَدُونَ قَتْلَانَا» فَإِنَّ قَتْلَانَا قُتِلُوا عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا دِيَاتَ لَهُمْ. فَاتُّبِعَ عُمَرُ، وَقَالَ عُمَرُ فِي الْبَاقِي: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ] [3] . مَقْتَلُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ التَّمِيمِيِّ الْحَنْظَلِيِّ الْيَرْبُوعِيِّ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [4] : أُتِيَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ فِي رهط من   [1] انظر: تاريخ خليفة- ص 107، وتاريخ الطبري 3/ 286- 289. [2] الكراع: بضم الكاف، اسم لجميع الخيل. (النهاية لابن الأثير) . [3] ما بين الحاصرتين في حاشية الأصل، ونسخة (ح) . [4] الخبر في تاريخ خليفة- ص 105، وتاريخ الطبري 3/ 280، والأغاني لأبي الفرج 15/ 303، 304. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 قَوْمِهِ بَنِي حَنْظَلَةَ، فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ، وَسَارَ فِي أَرْضِ تَمِيمٍ، فَلَمَّا غَشَوْا قَوْمًا مِنْهُمْ أَخَذُوا السِّلَاحَ وَقَالُوا: نَحْنُ مُسْلِمُونَ، فَقِيلَ لَهُمْ: ضَعُوا السِّلَاحَ، فَوَضَعُوهُ، ثُمَّ صَلَّى الْمُسْلِمُونَ وَصَلَّوْا. فَرَوَى سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ بِقَتْلِ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ وَأَصْحَابِهِ، فَجَزِعَ لِذَلِكَ، ثُمَّ وَدَى مَالِكًا وَرَدَّ السَّبْيَ وَالْمَالَ [1] . وَرُوِيَ أَنَّ مَالِكًا كَانَ فَارِسًا شُجَاعًا مُطَاعًا فِي قَوْمِهِ وَفِيهِ خُيَلَاءُ، كَانَ يُقَالُ لَهُ الْجَفُولُ [2] ، قدِم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْلَمَ فَوَلَّاهُ صَدَقَةَ قَوْمِهِ، ثُمَّ ارْتَدَّ، فَلَمَّا نَازَلَهُ خَالِدٌ قَالَ: أَنَا آتِي بِالصَّلَاةِ دُونَ الزَّكَاةِ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ مَعًا؟ لَا تُقْبَلُ واحدة دون الأخرى! فَقَالَ: قَدْ كَانَ صَاحِبُكَ يَقُولُ ذَلِكَ، قَالَ خَالِدٌ: وَمَا تَرَاهُ لَكَ صَاحِبًا! وَاللَّهِ لَقَدْ هممت أن أضرب   [1] تاريخ خليفة- ص 105، الأغاني 14/ 64، سير أعلام النبلاء 1/ 376، 377، الكامل في التاريخ 2/ 359. [2] قال المرزباني في «معجم الشعراء» - ص 432: كان النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى صدقات قومه، فلما بلغه وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلّم أمسك الصدقة وفرّقها في قومه، وجفّل إبل الصدقة فسمّي الجفول. وانظر عنه: الشعر والشعراء 1/ 254، الأغاني 15/ 298 وما بعدها، المؤتلف والمختلف 297، معجم الشعراء 432، جمهرة أنساب العرب 224، شرح شواهد المغني 2/ 568، الاستيعاب 3/ 1362، سمط اللآلئ 1/ 87، خزانة الأدب 1/ 236، طبقات فحول الشعراء 170، الكامل في الأدب 3/ 1242- 1244، سمط النجوم 2/ 351، سرح العيون 86، النقائض 2/ 782، الخيل لأبي عبيدة 11/ 12، شرح نهج البلاغة 2/ 58، حلية الفرسان 162، البيان والتبيين 3/ 24، المعمّرون 15، العقد الفريد 2/ 114، فصل المقال 171، مجمع الأمثال 2/ 24، عيون الأخيار 4/ 31، 32، الأشباه والنظائر 2/ 345، ثمار القلوب 24، والمحبّر 126، المعارف 267، الأخبار الموفّقيّات 629 رقم 421 و 630 رقم 423، تاريخ اليعقوبي 2/ 148، أسماء المغتالين 244، حور العين 131، ومالك ومتمّم ابنا نويرة اليربوعي- تأليف د. ابتسام مرهون الصفار- طبعة بغداد 1968، فوات الوفيات 3/ 233، 236، معجم الشعراء في لسان العرب 366، البدء والتاريخ للمطهر المقدسي 5/ 159. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 عُنُقَكَ، ثُمَّ تَحَاوَرَا طَوِيلًا [1] فَصَمَّمَ عَلَى قَتْلِهِ: فَكَلَّمَهُ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُ عُمَرَ، فَكَرِهَ كَلَامَهُمَا، وَقَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ: اضْرِبْ عُنُقَهُ، فَالْتَفَتَ مَالِكٌ إِلَى زَوْجَتِهِ وَقَالَ: هَذِهِ الَّتِي قَتَلَتْنِي، وَكَانَتْ فِي غَايَةِ الْجَمَالِ، قَالَ خَالِدٌ: بَلِ اللَّهُ قَتَلَكَ بِرُجُوعِكَ عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: أَنَا عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: اضْرِبْ عُنُقَهُ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَجَعَلَ رَأْسَهُ أَحَدَ أَثَافِي قِدْرِ طَبْخٍ فِيهَا طَعَامٌ، ثُمَّ تَزَوَّجَ خَالِدٌ بِالْمَرْأَةِ، فَقَالَ أَبُو زُهَيْرٍ السَّعْدِيُّ مِنْ أَبْيَاتٍ: قَضَى خَالِدٌ بَغْيًا عَلَيْهِ لِعُرْسِهِ ... وَكَانَ لَهُ فِيهَا هَوًى قبل ذلكا [2]   [1] كذا في الأصل، ونسخة (ع) ، والمنتقى لابن الملّا. وفي نسخة دار الكتب «قليلا» . [2] قال الأستاذ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله في كتابه (نقد علميّ لكتاب الإسلام وأصول الحكم ص 33) . أما محاورة مالك بن نويرة لخالد بن الوليد فهي نفس ما قام به الفريق الثاني من أهل حروب الرّدّة، وكان مالك بن نويرة من زعمائهم، ولعلّ ذلك سبب قتل خالد بن الوليد له، لأنّه رآه مثوّرا للعامّة ومغريا لهم- كما هو الشأن في حمل التّبعات على القادة والرؤساء- إذ العامّة أتباع كلّ ناعق، ومجرّد النّطق بالشهادتين مانع من القتل لأجل الكفر، وبقي القتل لأجل حقوق الإسلام، وقد ثبت القتل على الصلاة، وثبتت مقارنة الزّكاة للصلاة في آيات القرآن ... وكلمة الشهادة قد يسهل النّطق بها على من لم يعتقد الإسلام، فجعلت الصلاة والزكاة دليلا على صدق المسلم فيما نطق به ... وقال الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله: كان مالك بن نويرة قدم المدينة وأسلم، فاستعمله النّبيّ صلى الله عليه وسلّم على جباية زكاة قومه، ولذلك ذكره من ذكره في عداد الصّحابة، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلّم خان العهد والتحقق بسجاح المتنبّئة، وأبي دفع الزكاة مرارا وتكرارا عند مناقشته في ذلك، واجترأ أن يقول: صاحبكم يقول كذا، فمثل خالد رضوان الله عليه في صرامته وحزمه ضدّ أهل الرّدّة- وهو شاهد يرى ما لا يراه الغائب- إذا قسا على مثل مالك هذا، لا يعدّ أنه اقترف ذنبا، والقتل والسبي من أحكام الرّدّة. وأمّا ما يحاك حول زواج خالد بامرأة مالك من الخيالات الشائنة فليس إلّا صنع يد الكذّابين، ولم يذكر منه شيء بسند متّصل فضلا عن أن يكون مرويا برجال ثقات. وتزوّج خالد المسبيّة بعد انقضاء عدّتها هو الواقع في الروايات عند ابن جرير وابن كثير وغيرهما، ولا غبار على ذلك، لأنّ مالكا إن قتل خطأ فقد انقضت عدّة امرأته ثمّ تزوّجت، وإن قتل عمدا على الرّدّة فقد انقضت عدّة امرأته أيضا فتزوّجت، فماذا في هذا؟!! ولو صحّت رواية قتله لمسلم بغير حقّ ونزوه على امرأته بدون نكاح لاستحال أن يبقيه أبو بكر رضوان الله عليه في قيادة الجيش لبعده رضي الله عنه عن الاعتضاد بفاجر سفّاك، ولسان سيرته يقول في كلّ موقف: وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً 18: 51 ولما يعود من ذلك على الإسلام من سوء القالة في أخطر الأيام- أيام حرب الرّدّة- وقد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34   [ () ] لقّب الوحي خالدا بلقب «سيف الله» تشريفا له، أفلا يكون من المحال أن يصف الوحي بهذا اللّقب سفّاكا فاجرا؟! وأمّا أداء الصّدّيق ديته من بيت المال فاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلّم فيما فعله في وقعة بني جذيمة تهدئة للخواطر وتسكينا للنفوس في أثناء ثورانها، مراعاة للأبعد في باب السياسة، وإنّما عابه على النّكاح في أثناء الحرب على خلاف تقاليد العرب. وأمّا ما يعزى إلى عمر رضي الله عنه من الكلمات القاسية في خالد، فيكفي في إثبات عدم صحّتها قول عمر عند عزله خالدا: (ما عزلتك عن ريبة) بل لو صحّ ذلك عنه لرماه بالجنادل وقتله رجما بالحجارة، لأنّ الإسلام لا يعرف المحاباة ... ولا شكّ أنّ خالدا من أعاظم المجتهدين في علم تعبئة الجيوش وتدبير الحروب فلو تنزّلنا غاية التنزّل وقلنا إنّه أخطأ في قتله- وهو شاهد- وأصاب من استنكر عمله- وهو غائب- وجب الاعتراف بأنّ الإثم مرفوع عنه، وإليه يشير ما يروى عن أبي بكر أنّه قال: هبه يا عمر تأوّل فأخطأ فارفع لسانك عن خالد. على أنّ خالدا أخذ في عمله بالظاهر الراجح فيكون غير متأوّل في الحقيقة، وليس في استطاعة أحد أن يسوق سندا واحدا صحيحا يصم خالدا بمخالفة الشرع في هذه المسألة، مع أنّ خبر الآحاد لا يفيد علما في مثل هذا الموضوع، وهذا المطلب علميّ يحتاج إلى دليل يفيد العلم. وأمّا أسطورة التأثيف فغير ثابتة لأنّها من مقطوعات ابن شهاب الزّهريّ، ومراسيله شبه الريح عند يحيى بن سعيد القطّان وغيره، وسماع ابن عقبة منه ينفيه الحافظ الإسماعيل كما في (أحكام المراسيل) و (تهذيب التهذيب) . ويقول ابن معين في محمد بن فليح الراويّ عن ابن عقبة: ليس بثقة، والزّبير بن بكّار الراويّ عنه كثير المناكير. وخالد بطل عظيم من أبطال الإسلام، وقائد عبقريّ له مواقف عظيمة في سبيل الإسلام في مؤتة وبلاد اليمن والشام والعراق، وبه زال أهل الرّدّة من الوجود، فتصوير مثله بصورة رجل شهوانيّ سفّاح ممّا ينادى على مصوّرة بالويل والثبور. ولا يخفى على القارئ الكريم مبلغ سعي أعداء الإسلام في كل دور، ووجوه تجدّد مكرهم في كلّ طبقة، فمن ألوان مكرهم في عهد تدوين الروايات اندساس أناس منهم بين نقلة الأخبار متلفعين بغير أزيائهم لترويج أكاذيب بينهم لتشويه سمعة الإسلام وسمعة القائمين بالدعوة إلى الإسلام، فراجت تلك الأخبار على نقلة لم يؤتوا بصيرة نافذة فخلّدوها في الكتب، لكنّ الله سبحانه أقام ببالغ فضله جهابذة تضع الموازين القسط لتعرف الأنباء الصّافية العيار من بهرج الأخبار، فأصبحت شئون الإسلام وأنباء الإسلام في حرز أمين من دسّ الدّساسين عند من يحذق وزنها بتلك الموازين. ومن رجال كتب السّير محمد بن إسحاق، وقد كذّبه كثير من أهل النقد، ومن قوّاه اشترط في رواياته شروطا لا تتوفّر في مواضع الريبة من مروياته، وروايته زياد البكائي مختلف فيه، ضعّفه النّسائيّ، وتركه ابن المديني، وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به، ومنهم هشام بن محمد الكلبيّ وأبوه، وهما معروفان بالكذب. ومنهم محمد بن عمر الواقديّ وقد كذّبه أناس، والذين وثّقوه لا ينكرون أنّ في رواياته كثيرا من الأخبار الكاذبة، لأنّه كان يروي عمّن هبّ ودبّ، والخبر لا يسلم ما لم يسلم سنده. ومنهم سيف بن عمر التميميّ، يقول عنه أبو حاتم: متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقديّ، وقال الحاكم: اتهم بالزّندقة وهو في الرواية ساقط، وقال ابن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 وَذَكَرَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي (كَامِلِهِ) [1] وَفِي (مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ) [2] قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ، وَظَهَرَتْ سَجَاحُ وَادَّعَتِ النُّبُوَّةَ صَالَحَهَا مَالِكٌ، وَلَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ رِدَّةٌ، وَأَقَامَ بِالْبِطَاحِ، فَلَمَّا فَرَغَ خَالِدٌ مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ سَارَ إِلَى مَالِكٍ وَبَثَّ سَرَايَاهُ فَأَتَى بِمَالِكٍ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَلَمَّا قَدِمَ خَالِدٌ قَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ قَتَلْتَ امْرَأً مُسْلِمًا ثُمَّ نَزَوْتَ عَلَى امْرَأَتِهِ، لَأَرْجُمَنَّكَ، وَفِيهِ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ شَهِدَ أَنَّهُمْ أَذَّنُوا وَصَلُّوا. وَقَالَ الْمُوَقَّرِيُّ [3] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَبَعَثَ خَالِدٌ إلى مالك بن نويرة   [ () ] حبّان: قالوا إنّه كان يضع الحديث ويروي الموضوعات عن الأثبات. ومنهم موسى بن عقبة، وقد أثنوا عليه خيرا إلّا أنّ رواياته هي عن ابن شهاب الزهريّ، ويدّعي الحافظ الإسماعيلي أنّه لم يسمع منه شيئا، وابن شهاب الزهري تغلب عليه المراسيل في المغازي والسير، ومراسيله شبه الريح عند أهل النقد كما سبق. ومنهم محمد بن عائذ الدمشقيّ، يقول عنه أبو داود: هو كما شاء الله. وهذه نماذج من حملة الروايات في السير والمغازي، والتهم الموجّهة إلى بعضهم في باب الرواية تدعو الحريص على العلم الصحيح إلى إمعان النّظر فيما يكتب في السير. أهـ-. وقال الدكتور عزّت علي عطيّة في مؤلّفه: (البدعة- تحديدها وموقف الإسلام منها- ص 67) : من المعلوم أنّ الأخبار التاريخية يتسامح فيها بما لا يتسامح فيه فيما يتّصل بنقل السّنّة. انتهى-. لذلك نرى الذهبيّ وغيره من المؤرّخين ينقلون في كتبهم التاريخية نصوصا غير محقّقة اعتمادا على ذكر السّند. وقد أثبت أكثر هؤلاء أسماء رواة الأخبار التي أوردوها ليكون الباحث على بصيرة من كلّ خبر بالبحث عن حال رواية. وقد وصلت إلينا هذه التركة لا على أنّها هي تاريخنا، بل على أنّها مادّة غزيرة للدرس والبحث، يستخرج منها تاريخنا، وهذا ممكن وميسور إذ تولّاه من يلاحظ مواطن القوّة والضّعف في هذه المراجع، وله من الا لمعيّة ما يستخلص به حقيقة ما وقع، ويجرّدها عمّا لم يقع مكتفيا بأصول الأخبار الصحيحة، مجرّدة عن الزّيادات الطارئة عليها، وقد آن لنا أن نقوم بهذا الواجب. من حواشي الأستاذ محبّ الدين الخطيب على (العواصم من القواصم) . وفي «لسان الميزان للحافظ ابن حجر» وغيره تفصيل سبب إيراد بعضهم كلّ ما ورد في الموضوع الّذي يدوّنونه، وذلك أنّهم يوردون السّند فيتركون للمطّلع معرفة الصّحيح من الملفّق للدخيل (انظر مقالات الكوثري ص 312 الطبعة الأولى) . وانظر حول هذا الموضوع أيضا كتاب «أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ» ، للدكتور إبراهيم شعوط، وكتاب «مالك ومتمّم بن نويرة اليربوعي» للدكتورة ابتسام مرهون الصفّار. [1] الكامل في التاريخ 2/ 358. [2] أسد الغابة في معرفة الصحابة 4/ 295. [3] في (تهذيب التهذيب 11/ 148) : يروي عن الزّهريّ عدّة أحاديث ليس لها أصول، روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يروها الزهريّ قطّ. ونسب كلّ جرح إلى مصدره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 سَرِيَّةً فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ، فَسَارُوا يَوْمَهُمْ سِرَاعًا حَتَّى انْتَهُوا إِلَى مَحَلَّةِ الْحَيِّ، فَخَرَجَ مَالِكٌ فِي رَهْطِهِ فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ، فَزَعَمَ أَبُو قَتَادَةَ أَنَّهُ قَالَ: وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْمُسْلِمُ، قَالَ: فَضَعِ السِّلَاحَ، فَوَضَعَهُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فَلَمَّا وَضَعُوا السِّلَاحَ رَبَطَهُمْ أَمِيرُ تِلْكَ السَّرِيَّةِ وَانْطَلَقَ بِهِمْ أُسَارَى، وَسَارَ مَعَهُمُ السَّبْيُ حَتَّى أَتَوْا بِهِمْ خَالِدًا، فَحَدَّثَ أَبُو قَتَادَةَ خَالِدًا أَنَّ لَهُمْ أَمَانًا وَأَنَّهُمْ قَدِ ادَّعَوْا إِسْلَامًا، وَخَالَفَ أَبَا قَتَادَةَ جَمَاعَةُ السَّرِيَّةِ فَأَخْبَرُوا خَالِدًا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَمَانٌ، وَإِنَّمَا أُسِرُوا قَسْرًا [1] ، فَأَمَرَ بِهِمْ خَالِدٌ فَقُتِلُوا وَقَبَضَ سَبْيَهُمْ، فَرَكِبَ أَبُو قَتَادَةَ فَرَسَهُ وَسَارَ قِبَلَ أَبِي بَكْرٍ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِمَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ عَهْدٌ وَأَنَّهُ ادَّعَى إِسْلَامًا، وَإِنِّي نَهَيْتُ خَالِدًا فَتَرَكَ قَوْلِي وَأَخَذَ بِشَهَادَاتِ الْأَعْرَابِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْغَنَائِمَ، فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ فِي سَيْفِ خَالِدٍ رَهَقًا، وَإِنَّ هَذَا لَمْ يَكُنْ حَقًّا فَإِنَّ حَقًّا عَلَيْكَ أَنْ تُقَيِّدَهُ، فَسَكَتَ أَبُو بَكْرٍ [2] . وَمَضَى خَالِدٌ قِبَلَ الْيَمَامَةِ، وَقَدِمَ مُتَمِّمُ بْنُ نُوَيْرَةَ فَأَنْشَدَ أَبَا بَكْرٍ مَنْدَبَةً نَدَبَ بِهَا أَخَاهُ، وَنَاشَدَهُ فِي دَمِ أَخِيهِ وَفِي سَبْيِهِمْ، فَرَدَّ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ السَّبْيَ، وَقَالَ لِعُمَرَ وَهُوَ يُنَاشِدُ فِي الْقَوَدِ: لَيْسَ عَلَى خَالِدٍ مَا تَقُولُ، هَبْهُ تَأَوَّلَ فَأَخْطَأَ. قُلْتُ وَمِنَ الْمَنْدَبَةِ: وَكُنَّا كندماني جذيمنة [3] حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا ... لِطُولِ اجْتِمَاعٍ [4] لَمْ نبت ليلة معا [5]   [1] في (ع) (قهرا) بدل (قسرا) وكذلك في (ح) . [2] انظر: تاريخ خليفة- ص 104، وتاريخ الطبري 3/ 278، والأغاني 15/ 301، والكامل في التاريخ 2/ 358، وسير أعلام النبلاء 1/ 377. [3] ندمانا جذيمة: هما مالك وعقيل ابنا فارح بن كعب، نادما جذيمة، وكانا قد ردّا على ابن أخته عمرو بن عديّ فسألهما حاجتهما فسألاه منادمته، فكانا نديميه ثم قتلهما. (انظر حاشية رقم (4) من تاريخ خليفة- ص 105) . [4] هكذا في الأصل والمصادر المختلفة، وفي المنتقى لابن الملّا «افتراق» وهو وهم. [5] البيتان من جملة أبيات في: الطبقات الكبرى ج 3 ق 2/ 275، الكامل للمبرّد 3/ 242، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 قِتَالُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: سَارَ بِنَا خَالِدٌ إِلَى الْيَمَامَةِ إِلَى مُسَيْلِمَةَ، وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ بِمَجْمُوعَةٍ فَنَزَلُوا بِعَقْرَبَاءَ [1] فَحَلَّ بِهَا خَالِدٌ عَلَيْهِمْ، وَهِيَ طَرَفُ الْيَمَامَةِ، وَجَعَلُوا الْأَمْوَالَ خَلْفَهَا كُلَّهَا وَرِيفَ الْيَمَامَةِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ. وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسَيْلِمَةَ [2] : يَا بَنِي حُنَيْفَةَ الْيَوْمُ يَوْمُ الْغَيْرَةِ، الْيَوْمُ إِنْ هُزِمْتُمْ سَتُرْدَفُ الْنِّسَاءُ سَبِيَّاتٍ وَيُنْكَحْنَ غَيْرَ حَظِيَّاتٍ [3] ، فَقَاتِلُوا عَنْ أَحْسَابِكُمْ، فَاقْتَتَلُوا بِعَقْرَبَاءَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً، وَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ بَنِي حُنَيْفَةَ فُسْطَاطَ خَالِدٍ وَفِيهِ مُجَّاعَةُ أَسِيرٌ، وَأُمُّ تَمِيمٍ امْرَأَةُ خَالِدٍ، فَأَرَادُوا أَنْ يَقْتُلُوهَا فَقَالَ مُجَّاعَةُ: أَنَا لَهَا جَارٌ، وَدَفَعَ عَنْهَا، وَقَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ حِينَ رَأَى الْمُسْلِمِينَ مُدْبِرِينَ: أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْمَلُونَ، وَكَرَّ الْمُسْلِمُونَ فَهَزَمَ اللَّهُ الْعَدُوَّ، وَدَخَلَ نَفَرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فُسْطَاطَ خَالِدٍ فَأَرَادُوا قَتْلَ مُجَّاعَةَ، فَقَالَتْ أُمُّ تَمِيمٍ: وَاللَّهِ لَا يُقْتَلُ وَأَجَارَتْهُ. وَانْهَزَمَ أَعْدَاءُ اللَّهِ حَتَّى إِذَا كَانُوا عِنْدَ حَدِيقَةِ الْمَوْتِ اقْتَتَلُوا عِنْدَهَا، أَشَدَّ الْقِتَالِ. وَقَالَ مُحَكَّمُ بْنُ الطّفيل: يا بني حنيفة ادخلوا الحديقة [4]   [ () ] الشعر والشعراء 255، طبقات فحول الشعراء 173، أمالي اليزيدي 25، تاريخ خليفة 105، 106، الأغاني 15/ 308، حور العين للحميري 132، الكامل في التاريخ 2/ 360، البداية والنهاية 6/ 322. وورد في حاشية الأصل، وفي متن النسخة (ح) بعد البيتين: «ومن الروايات ما يزعم أن مالك بن نويرة قاتل المسلمين برجاله، فقتل» . [1] في النسخ كلها والمنتقى لابن الملا (بعفرا) فصححتها من تاريخ الطبري 3/ 297 ومعجم البلدان 4/ 135. [2] في طبعة القدسي 3/ 32 «سلمة» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 3/ 288 و 299، والكامل لابن الأثير 2/ 362. [3] في تاريخ الطبري: «قبل أن تستردف النساء غير رضيّات، وينكحن غير خطيبات» (3/ 299) وانظر (3/ 288) والكامل لابن الأثير 2/ 362. [4] محرّفة في الأصل. والتصحيح من جميع النسخ الأخرى، وتاريخ خليفة- ص 109. والحديقة هي الحائط (الطبري 3/ 300) أو البستان المسوّر بالجدران. والبساتين كثيرة في قرى اليمامة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 فَإِنِّي سَأَمْنَعُ أَدْبَارَكُمْ، فَقَاتَلَ دُونَهُمْ سَاعَةً وَقُتِلَ، وَقَالَ مُسَيْلِمَةُ: يَا قَوْمُ قَاتِلُوا عَنْ أَحْسَابِكُمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، حَتَّى قُتِلَ مُسَيْلِمَةُ. وَحَدَّثَنِي مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ [1] . وَقَالَ الْمُوَقِّرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: قَاتَلَ خَالِدٌ مُسَيْلِمَةَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي حُنَيْفَةَ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ أَكْثَرُ الْعَرَبِ عَدَدًا وَأَشَدُّهُ شَوْكَةً، فَاسْتُشْهِدَ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَهَزَمَ اللَّهُ بَنِي حُنَيْفَةَ، وَقُتِلَ مُسَيْلِمَةُ، قَتَلَهُ وَحْشِيٌّ بَحَرْبَةٍ [2] . وَكَانَ يُقَالُ: قَتَلَ وَحْشِيٌّ خَيْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرَّ أَهْلِ الْأَرْضِ [3] . وَعَنْ وَحْشِيٌّ قَالَ: لَمْ أَرَ قَطُّ أَصْبَرَ عَلَى الْمَوْتِ مِنْ أَصْحَابِ مُسَيْلِمَةَ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ شَارَكَ فِي قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ دَخَلَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ فَتَحَنَّطَ، ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الصَّفَّ وَالنَّاسُ مُنْهَزِمُونَ فَقَالَ: هَكَذَا عَنْ وُجُوهِنَا، فَضَارَبَ الْقَوْمَ ثُمَّ قَالَ: بِئْسَمَا عَوَّدْتُمْ أَقْرَانَكُمْ، مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتُشْهِدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [4] . وَقَالَ الْمُوَقِّرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ثُمَّ تَحَصَّنَ مِنْ بَنِي حُنَيْفَةَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ سَتَّةُ آلَافِ مُقَاتِلٍ فِي حِصْنِهِمْ، فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ خَالِدٍ فَاسْتَحْيَاهُمْ. وَقَالَ ابْنُ لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: وَعَمَدَتْ بَنُو حُنَيْفَةَ حِينَ انْهَزَمُوا إِلَى الْحُصُونِ فَدَخَلُوهَا، فَأَرَادَ خَالِدٌ أَنْ يُنْهِدَ إِلَيْهِمُ الْكَتَائِبَ، فلم   [1] تاريخ خليفة 109، وتاريخ الطبري 3/ 288 و 299، والكامل لابن الأثير 2/ 362. [2] عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رجلا يومئذ يصرح يقول: قتله العبد الأسود. (تاريخ خليفة 109، تاريخ الطبري 3/ 291) . [3] كان وحشيّ يقول: «قتلت خير الناس في الجاهلية وشرّ الناس في الإسلام» . (أسد الغابة لابن الأثير 5/ 83) . [4] في الحديث أنه كان مع سالم مولى أبي حذيفة فقالا: مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعلا لأنفسهما حفرة فدخلا فيها، فقاتلا حتى قتلا. (مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 322) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 يَزَلْ مُجَّاعَةُ حَتَّى صَالَحَهُ عَلَى الصَّفْرَاءِ وَالْبَيْضَاءِ وَالْحَلْقَةِ وَالْكُرَاعِ، وَعَلَى نِصْفِ الرَّقِيقِ، وَعَلَى حَائِطٍ مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ، فَتَقَاضَوْا عَلَى ذَلِكَ [1] . وَقَالَ سَلَامَةُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ: يَا بَنِي حُنَيْفَةَ قَاتِلُوا وَلَا تُقَاضُوا خَالِدًا عَلَى شَيْءٍ، فَإِنَّ الْحِصْنَ حَصِينٌ، وَالطَّعَامُ كَثِيرٌ، وَقَدْ حَضَرَ النِّسَاءُ، فقال مجّاعة: لا تطيعوه فإنّه مشئوم. فَأَطَاعُوا مُجَّاعَةَ. ثُمَّ إِنَّ خَالِدًا دَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَالْبَرَاءَةِ مِمَّا كَانُوا عَلَيْهِ، فَأَسْلَمَ سَائِرُهُمْ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، إِنَّ خَالِدًا قَالَ: يَا بَنِي حُنَيْفَةَ مَا تَقُولُونَ؟ قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ وَمِنْكُمْ نَبِيٌّ، فَعَرَضَهُمْ عَلَى السَّيْفِ، يَعْنِي الْعِشْرِينَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ مُجَّاعَةَ بْنِ مُرَارَةَ، وَأَوْثَقَهُ هُوَ فِي الْحَدِيدِ، ثُمَّ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ حِينَ كَشَفَ النَّاسُ: لَا نَجَوْتُ بَعْدَ الرِّجَالِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [3] . وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ أَبَا مريم الحنفي [4] قتل زيدا. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ: رَمَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ مُحَكَّمَ الْيَمَامَةِ بْنَ طُفَيْلٍ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ [5] . قُلْتُ: وَاخْتَلَفُوا فِي وَقْعَةِ الْيَمَامَةِ مَتَى كَانَتْ: فَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [6] ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [7] : كَانَتْ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ. قَالَ عَبْد الباقي بن قانع: كانت في آخر سنة إحدى عشرة.   [1] تاريخ الطبري 3/ 298. [2] تاريخ الطبري 3/ 299. [3] تاريخ الطبري 3/ 290. [4] هو القاضي. انظر الطبري 4/ 95، وتاريخ خليفة- ص 108. [5] تاريخ الطبري 3/ 288، تاريخ خليفة- ص 109. [6] لم يقل خليفة ما ذكره الذهبي، وإنّما ذكر حوادث الوقعة في السنة الحادية عشرة. (تاريخ خليفة 107 وما بعدها) . [7] انظر تاريخه- ج 3/ 281 وما بعدها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: كَانَتِ الْيَمَامَةُ فِي رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ. فَجَمِيعُ مَنْ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُمِائَةٌ وَخَمْسُونَ رَجُلًا [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، ومعن ابن عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ كَاتِبُ الْوَاقِدِيِّ وَغَيْرُهُمْ. قُلْتُ: وَلَعَلَّ مَبْدَأَ وَقْعَةِ الْيَمَامَةِ كَانَ فِي آخِرِ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ كَمَا قَالَ ابْنُ قَانِعٍ، وَمُنْتَهَاهَا فِي أَوَائِلِ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، فَإِنَّهَا بَقِيَتْ أَيَّامًا لِمَكَانِ الْحِصَارِ. وَسَأُعِيدُ ذِكْرَهَا وَالشُّهَدَاءِ بِهَا فِي أَوَّلِ سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ إن شاء الله.   [1] تاريخ خليفة- ص 111. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 الْمُتَوَفَّوْنَ هَذِهِ السَّنَةَ وَفَاةُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ كُنْيَتُهَا فِيمَا بَلَغَنَا أُمُّ أَبِيهَا [1] ، دَخَلَ بِهَا عَلِيٌّ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، وَقَدِ اسْتَكْمَلَتْ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ. رَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا الْحُسَيْنُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَأَنَسٌ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَرَّ إِلَيْهَا فِي مَرَضِهِ. وَقَالَتْ لِأَنَسٍ: كَيْفَ طَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تُحْثُوَا التُّرَابَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟. وَلَهَا مَنَاقِبُ مَشْهُورَةٌ وَلَقَدْ جَمَعَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمِ [2] . وَكَانَتْ أَصْغَرَ مِنْ زَيْنَبَ، وَرُقَيَّةَ، وَانْقَطَعَ نَسَبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْهَا، لأنّ أمامة   [1] مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن المغازلي- ص 213 رقم 392 من طريق كثير بن يزيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، وذيل المذيّل للطبري 499. [2] في المستدرك على الصحيحين 3/ 151 وما بعدها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 بِنْتَ بِنْتِهِ زَيْنَبَ تَزَوَّجَتْ بِعَلِيٍّ، ثُمَّ بَعْدَهُ بِالْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَجَاءَهَا مِنْهُمَا أَوْلَادٌ. قَالَ الزُّبَيْر بْنُ بَكَّارٍ [1] : انْقَرَضَ عَقِبُ زَيْنَبَ. وَصَحَّ عَنِ الْمِسْوَرِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا رَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا» [2] . وَفِي فَاطِمَةَ وَزَوْجِهَا وَبَنِيهَا نَزَلَتْ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 [3] فَجَلَّلَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِسَاءٍ وَقَالَ: «اللَّهمّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي» [4] . وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ [5] ، مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قِيلَ لَهَا: أي الناس كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: فَاطِمَةُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ، وَمِنَ الرِّجَالِ زَوْجُهَا، وَإِنْ كَانَ ما علمت قوّاما.   [1] نسب قريش- ص 22. [2] أخرجه البخاري في النكاح 6/ 158 باب ذبّ الرجل عن ابنته في الغير والإنصاف، وأبو داود في النكاح 2/ 226 رقم 2071 باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، والترمذي في المناقب 5/ 359 رقم 3959 باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، وأحمد في المسند 4/ 328، وانظر مناقب علي لابن المغازلي 235 و 236 رقم 428 و 429. [3] سورة الأحزاب- الآية 33. [4] رواه الترمذي في المناقب 5/ 361 رقم 3963 باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، من طريق سفيان، عن زبيد، عن شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلّل على الحسن والحسين وعليّ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ هَؤُلاءِ أَهْلُ بيتي وحامتي، أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا» فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله! قال: «إنّك على خير» . وهو حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب. [5] في المناقب 5/ 362 رقم (3965) باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، رواه عن حسين بن يزيد الكوفي، عن عبد السلام بن حرب، عن أبي الجحّاف، عن جميع بن عمير التيميّ قال: دخلت مع عمّتي على عائشة فسئلت: أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال، قالت: زوجها، إن كان ما علمت صوّاما قوّاما» . هذا حديث حسن غريب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 وَفِي التِّرْمِذِيِّ [1] ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لِعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَابْنَيْهِمَا: «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ» . وَقَدْ أَخْبَرَهَا أَبُوهَا أَنَّهَا سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي مَرَضِهِ كَمَا تَقَدَّمَ. وَخَلَّفَتْ مِنَ الْأَوْلَادِ: الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ، وَزَيْنَبَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ. فَأَمَّا زَيْنَبُ فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهَ وَوَلَدَتْ لَهُ عَوْنًا وَعَلِيًّا. وَأَمَّا أُمُّ كُلْثُومٍ فَتَزَوَّجَهَا عُمَرُ، فَوَلَدَتْ لَهُ زَيْدًا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ قَتْلِ عُمَرَ عَوْنُ بْنُ جَعْفَرٍ فَمَاتَ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ بِنْتَهُ، ثُمَّ تَزَوَّجَ بِهَا أَخُوهُ [2] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَمَاتَتْ عِنْدَهُ. قَالَهُ الزُّهْرِيُّ. وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أبي البختري قال: قَالَ عَلِيٌّ لِأُمِّهِ: اكْفِي فَاطِمَةَ الْخِدْمَةَ خَارِجًا، وَتَكْفِيكِ الْعَمَلَ فِي الْبَيْتِ: الْعَجْنَ وَالْخَبْزَ وَالطَّحْنَ. أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ، عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيضَةٌ فَقَالَ لَهَا: «كَيْفَ تَجِدِينَكِ» ؟ قَالَتْ: إِنِّي وَجِعَةٌ وإنّه ليزيدني أنّي ما لي طَعَامٌ آكُلُهُ، قَالَ: «يَا بُنَيَّةَ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ الْعَالَمِينَ» ، قَالَتْ: فَأَيْنَ مَرْيَمُ؟ قَالَ: «تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» . هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ [3] ، وَأَيْضًا فقد سقط بين كثير وعمران رجل.   [1] في المناقب 5/ 360 رقم (3962) ولفظه: «أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم» وقال: هذا حديث غريب إنّما نعرفه من هذا الوجه. [2] في (ع) ومنتقى أحمد الثالث: أخوهما. [3] الحديث ضعيف كما قال الحافظ، ولكن يقوّيه ما في صحيح البخاري 4/ 183 في المناقب، من حديث السيدة عائشة، قول الرسول صلى الله عليه وسلّم: «أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنة. ونساء المؤمنين ... » . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 وَقَالَ عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ، وَآسِيَةُ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ [1] . وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ [2] عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مِثْلَهُ مَرْفُوعًا وَلَفْظُهُ: (خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ) [3] وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَفَعَهُ: (حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ [4] ) وَذَكَرَهُنَّ. وَيُرْوَى نَحْوُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ كَلَامًا وَحَدِيثًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَرَحَّبَ بِهَا كَمَا كَانَتْ هِيَ تَصْنَعُ بِهِ، وَقَدْ شَبَّهَتْ عَائِشَةُ مِشْيَتَهَا بِمِشْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] . وَقَدْ كَانَتْ وَجَدَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حِينَ طَلَبَتْ سَهْمَهَا مِنْ فَدَكٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ما تركنا صدقة» [6] .   [1] ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 160 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 376. [2] هكذا في النسخ، وفي نسخة دار الكتب «البخاري» . [3] رواه الحاكم في المستدرك 3/ 154 وقال: تفرّد مسلم بإخراج حديث أبي موسى، وابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 377. [4] رواه الحاكم في المستدرك 3/ 158 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، فإنّ قوله صلى الله عليه وسلّم: «حسبك من نساء العالمين يسوي بين نساء الدنيا» . [5] رواه أبو داود في الأدب 4/ 355 رقم (5217) باب ما جاء في القيام، والترمذي في المناقب 5/ 361، 362 رقم (3964) باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، والحاكم في المستدرك 3/ 154 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ورواه أيضا في ج 3/ 160، وابن سعد في الطبقات 8/ 26، 27. [6] مرّ تخريج هذا الحديث في الصفحة 21، وانظر طبقات ابن سعد 8/ 28. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنِ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ أَتَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا فَاطِمَةُ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ، فَقَالَتْ: أَتُحِبُّ أَنْ آذَنَ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَتْ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَتَرَضَّاهَا وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُ الدَّارَ وَالْمَالَ وَالْأَهْلَ وَالْعَشِيرَةَ إِلَّا ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَرْضَاتِكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، ثُمَّ تَرَضَّاهَا حَتَّى رَضِيَتْ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، إِنَّ فَاطِمَةَ عَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَدُفِنَتْ لَيْلًا [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [2] : هَذَا أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا. وَقَالَ: وَصَلَّى عَلَيْهَا الْعَبَّاسُ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهَا هُوَ وَعَلِيٌّ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ [3] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: مَاتَتْ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَهِيَ بِنْتُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً [4] أَوْ نَحْوِهَا، وَدُفِنَتْ لَيْلًا. وَقَالَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الْحَارِثِ قَالَ: مَكَثَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَهِيَ تُذَوِّبُ [5] . وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ: مَاتَتْ بَعْدَ أَبِيهَا بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ [6] . وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيُّ أَنَّهَا توفيت بعده بثلاثة أشهر [7] .   [1] طبقات ابن سعد 8/ 28 و 29. [2] ابن سعد 8/ 28، والحاكم في المستدرك 3/ 162، والطبري في الذيل 498. [3] ابن سعد 8/ 29. [4] وقيل: وهي ابنة تسع وعشرين. (المستدرك 3/ 162) وابن سعد 8/ 28، وذيل المذيّل للطبري 498. [5] من الحزن. [6] الحاكم في المستدرك 3/ 162. [7] ابن سعد في الطبقات 8/ 28، وذيل المذيّل للطبري 498. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَبِيهَا شَهْرَانِ. وَهَذَا غَرِيبٌ [1] . قُلْتُ: وَالصَّحِيحُ أَنَّ سِنَّهَا أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ بِنْتَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، كَانَ مَوْلِدُهَا وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْكَعْبَةَ، وَغَسَّلَهَا عَلِيٌّ. قَالَ قُتَيْبَةُ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرٍ، وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لِأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: إِنِّي أَسْتَقْبِحُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ: يُطْرَحُ على المرأة الثّوب فيصفها، فقالت: يا بنت رَسُولِ اللَّهِ أَلَا أُرِيَكِ شَيْئًا رَأَيْتُهُ بِالْحَبَشَةِ؟ فَدَعَتْ بُجَرَائِدَ رَطْبَةٍ فَحَنَّتْهَا ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْبًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ، إِذَا مِتُّ فَغَسِّلِينِي أَنْتِ وَعَلِيٌّ، وَلَا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ. فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ جَاءَتْ عَائِشَةُ [2] تَدْخُلُ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لَا تَدْخُلِي، فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَى الْبَابِ فَكَلَّمَ أَسْمَاءَ فَقَالَتْ: هِيَ أَمَرَتْنِي، قَالَ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ، ثُمَّ انْصَرَفَ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [3] : فَهِيَ أَوَّلُ مَنْ غَطَّى نَعْشَهَا فِي الْإِسْلَامِ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ. وَفَاةُ أُمِّ أَيْمَنَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَاضِنَتِهِ وَرِثَهَا مِنْ أَبِيهِ، وَاسْمُهَا بَرَكَةُ، مِنْ كِبَارِ الْمُهَاجِرَاتِ، وَقَدْ زَارَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَتْ، فَقَالَ لَهَا أبو بكر: أتبكين! ما عند الله   [1] رواه الحاكم في المستدرك 3/ 163. [2] «عائشة» ساقطة من منتقى أحمد الثالث. [3] في الاستيعاب 4/ 378، 379. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 خَيْرٌ لِرَسُولِهِ. فَقَالَتْ: مَا أَبْكِي لِذَلِكَ، وَلَكِنْ أَبْكِي لِأَنَّ الْوَحْيَ انْقَطَعَ عَنَّا مِنَ السَّمَاءِ، فَهَيَّجَتْهُمَا، عَلَى الْبُكَاءِ [1] . تُوُفِّيَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ [2] . وَهِيَ أُمُّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. وَمِنْ مَنَاقِبِ أُمِّ أَيْمَنَ، قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ الْقَاسِمِ يَقُولُ: لَمَّا هَاجَرَتْ أُمُّ أَيْمَنَ أَمْسَتْ بِدُونِ الرَّوْحَاءِ [3] فَعَطِشَتْ وَلَيْسَ مَعَهَا مَاءٌ، فَدُلِّيَ عَلَيْهَا مِنَ السَّمَاءِ دَلْوٌ فَشَرِبَتْ، فَكَانَتْ تَقُولُ: ما عطشت بعدها، عطشت وَلَقَدْ تَعَرَّضْتُ لِلْعَطَشِ فَأَصُومُ فِي الْهَوَاجِرِ فَمَا عَطِشْتُ [4] . وَعَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ أَنَّ أُمَّ أَيْمَنَ قَالَتْ يَوْمَ حُنَيْنٍ: «سَبَّتَ» اللَّهُ أَقْدَامَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اسْكُتِي يَا أُمَّ أَيْمَنَ فَإِنَّكِ عَثْرَاءُ اللِّسَانِ» [5] . وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهَا بَقِيَتْ إِلَى أَوَّلِ خِلَافَةِ عُثْمَانَ [6] . (وَفَاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ) قِيلَ: إِنَّهُ أَسْلَمَ قَدِيمًا، لَكِنْ لَمْ يُسْمَعْ لَهُ بِمَشْهَدٍ، جُرِحَ يَوْمَ الطَّائِفِ، رَمَاهُ يَوْمَئِذٍ بِسَهْمٍ أَبُو مِحْجَنٍ الثَّقَفِيُّ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَأَلَّمُ مِنْهُ، ثمّ اندمل الجرح، ثمّ إنّه انتقض عَلَيْهِ. وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَنَزَلَ فِي حُفْرَتِهِ عُمَرُ، وَطَلْحَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخُوهُ. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جرير وغيره [7] . وقيل هو   [1] رواه مسلم في فضائل الصحابة (2454) باب من فضائل أم أيمن رضي الله عنهما، وابن ماجة في الجنائز 1/ 524 رقم 1635، وابن سعد في الطبقات 8/ 226، وابن الأثير في أسد الغابة 5/ 567، وأبو نعيم في الحلية 2/ 68. [2] أسد الغابة 5/ 568. [3] الرّوحاء: بين المدينة ومكة، من عمل الفرع. (معجم البلدان 3/ 76) . [4] حلية الأولياء 2/ 67. [5] طبقات ابن سعد 8/ 225 وفيه «عسراء اللّسان» . [6] طبقات ابن سعد 8/ 229 وكذا قال مصعب بن عبد الله. انظر المستدرك للحاكم 4/ 64. [7] تاريخ الرسل والملوك 3/ 241، وتاريخ خليفة- ص 117 وانظر عنه: نسب قريش- ص 277، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 261، وثمار القلوب للثعالبي 88 و 294، والمعرفة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 الَّذِي كَانَ يَأْتِي بِالطَّعَامِ وَبِأَخْبَارِ قُرَيْشٍ إِلَى الْغَارِ تِلْكَ اللَّيَالِيَ الثَّلَاثَ. عُكَّاشَةُ [1] بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ أَبُو مِحْصَنٍ، مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، دَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجَنَّةِ فِي حَدِيثِ «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ» وَهُوَ أَيْضًا بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ، اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةِ الْغَمْرِ [2] فَلَمْ يَلْقَوْا كَيْدًا. وَيُرْوَى عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُكَّاشَةُ ابْنُ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ بِبُزَاخَةَ [3] فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ الرِّجَالِ.   [ () ] والتاريخ للفسوي 2/ 117، والمعارف لابن قتيبة 172، 173، والاستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 874، 875 رقم 1484، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 2 رقم 2، وأسد الغابة لابن الأثير 3/ 199، وتهذيب الأسماء للنووي ق 1 ج 1/ 262 رقم 289، والبداية والنهاية لابن كثير 6/ 338، والوافي بالوفيات للصفدي 17/ 85 رقم 72، والإصابة لابن حجر 2/ 283، 284 رقم 4528، وعيون التواريخ للكتبي 1/ 497. [1] عكّاشة: بضمّ العين وتخفيف الكاف، وقيل بتشديدها. انظر عنه: طبقات ابن سعد 3/ 92، وطبقات خليفة 35، وتاريخ خليفة 102، 103، والتاريخ الكبير 7/ 86، والتاريخ الصغير 1/ 34، والمعارف 273، 274، والمحبّر 86 و 87 و 122، وأنساب الأشراف 1/ 301 و 308 و 372 و 376، والجرح والتعديل 7/ 39، رقم 210 ومشاهير علماء الأمصار 16 رقم 50، وربيع الأبرار 4/ 202، وفتوح البلدان 1/ 114، 115، وحلية الأولياء 2/ 12، 13 رقم 102، والاستيعاب 8/ 112، وأسد الغابة 4/ 67، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 338، والعبر 1/ 13، وسير أعلام النبلاء 1/ 307، 308 رقم 60، ومجمع الزوائد 9/ 304، والعقد الثمين 6/ 116، 117، والإصابة 7/ 32، وشذرات الذهب 1/ 36، والبدء والتاريخ 5/ 104. [2] كذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 1/ 307 وفي أنساب الأشراف 1/ 376 «غمر مرزوق: على ليلتين من فيد» . وفي معجم البلدان 4/ 212 «الغمرة» ، وكذا في سيرة ابن هشام 2/ 612 قال ياقوت: وهو منهل من مناهل طريق مكة، ومنزل من منازلها. وهو فصل ما بين تهامة ونجد. وقال ابن الفقيه: غمرة من أعمال المدينة، على طريق نجد، أغزاها النبيّ صلى الله عليه وسلّم، عكاشة بن محصن، في أربعين رجلا فذهبوا إلى الغمر، فعلم القوم بمجيئه فهربوا، ونزل على مياههم وأرسل عيونه، فعرفوا مكان ماشيتهم فغزاها، فوجد مائتي بعير، فساقها إلى المدينة. [3] قال الحاكم في المستدرك 3/ 228: وبزاخة: ماء لبني أسد كانت فيه وقعة عظيمة في أيام أبي بكر الصّدّيق مع طليحة بن خويلد الأسدي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 كَذَا رُوِيَ أَنَّ بُزَاخَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا سَنَةُ إِحْدَى عَشْرَةَ. قَتَلَهُ طُلَيْحَةُ الَأسَدِيُّ [1] . وَقَدْ أَبْلَى عُكَّاشَةُ يَوْمَ بَدْرٍ بَلَاءً حَسَنًا، وَانْكَسَرَ فِي يَدِهِ سَيْفٌ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُرْجُونًا أَوْ عُودًا فَعَادَ سَيْفًا، فَقَاتَلَ بِهِ، ثُمَّ شَهِدَ بِهِ الْمَشَاهِدِ [2] . رَوَى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ [3] وَابْنُ عَبَّاسٍ. ثَابِتُ [4] بْنُ أَقْرَمَ [5] بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَجْلَانَ، وَبَنُو الْعَجْلَانِ حُلَفَاءُ بَنِي زَيْدِ [6] بْنِ مَالِكِ [7] بْنِ عَوْفٍ. شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ، سَيَّرَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَ عُكَّاشَةَ طَلِيعَةً عَلَى فَرَسَيْنِ، فَقَتَلَهُمَا طُلَيْحَةُ وأخوه. وذكر   [1] في طبقات ابن سعد 3/ 92، 93 عن الواقدي: «وأقبل خالد بن الوليد ومعه المسلمون فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم قتيلا تطؤه المطيّ، فعظم ذلك على المسلمين، ثم لم يسيروا إلّا يسيرا حتى وطئوا عكاشة قتيلا، فثقل القوم على المطيّ، كما وصف واصفهم، حتى ما تكاد المطيّ ترفع أخفافها» . «فوقفنا عليهما حتى طلع خالد يسيرا فأمرنا فحفرنا لهما ودفنّاهما بدمائهما وثيابهما، ولقد وجدنا بعكاشة جراحات منكرة» . [2] رواه ابن هشام في السيرة 1/ 637، بدون سند. وابن كثير في السيرة 2/ 447 وقال: روى البيهقي، عن الحاكم، من طريق محمد بن عمر الواقدي، حدّثني عمر بن عثمان الخشنيّ، عن أبيه، عن عمّته، قال عكاشة: «انْقَطَعَ سَيْفِي يَوْمَ بَدْرٍ فَأَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عُودًا فَإِذَا هُوَ سيف أبيض طويل، فقاتلت به حتى هزم الله المشركين، ولم يزل عنده حتى هلك» . والخبر ضعيف لضعف الواقدي. [3] في المنتقى، نسخة أحمد الثالث «الزهري» بدل «أبو هريرة» وهو وهم. [4] طبقات ابن سعد 3/ 466، 467، والجرح والتعديل 2/ 448 رقم 1803، والمعرفة والتاريخ 3/ 257، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 365- 367، وفتوح البلدان 1/ 114، 115، وتاريخ خليفة 102، 103، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 139، وعيون التواريخ 1/ 495، وجمهرة أنساب العرب 443، وتاريخ الطبري 2/ 640 و 3/ 40 و 254، والاستيعاب 1/ 74، وأسد الغابة 1/ 220، والوافي بالوفيات 10/ 453 رقم 4940، والإصابة 1/ 190 رقم 872. [5] في المنتقى لابن الملّا، والسيرة الحلبية، وتهذيب الأسماء 1/ 139 رقم 91 «أرقم بدل «أقرم» وهو تحريف. [6] في نسخة دار الكتب «يزيد» وهو وهم. [7] كذا في الأصل. وفي الأنساب، وعجالة المبتدي، ونهاية الأرب في معرفة أنساب العرب: «زيد بن غنم بن سالم بن عوف» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 الْوَاقِدِيُّ أَنَّ قَتْلَهُمَا كَانَ يَوْمَ بُزَاخَة َ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، كَذَا قَالَ [1] . وَكَانَ ثَابِتٌ مِنْ سَادَةِ الْأَنْصَارِ. الْوَلِيدُ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ [2] بن المغيرة المخزوميّ أخو أبي عُبَيْدَةَ، قُتِلَا بِالْبُطَاحِ [3] مَعَ عَمِّهِمَا خَالِدٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَأَبُوهُمَا هُوَ الَّذِي سَارَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَقِصَّتُهُ مشهورة. تأخّرت وفاته [4] .   [1] طبقات ابن سعد 3/ 467. [2] الاستيعاب 3/ 637، وأسد الغابة 5/ 92، والإصابة 3/ 638، 639 رقم 9148، نسب قريش. 33. [3] البطاح: بضم الباء. ماء في ديار بني أسد. [4] كتب في حاشية الأصل هنا: «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه، فسح الله في مدّته، في الميعاد الثالث عشر، وللَّه الحمد» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 سَنَةُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي أَوَائِلِهَا- عَلَى الْأَشْهَرِ- وَقْعَةُ الْيَمَامَةِ، وَأَمِيرُ الْمُسْلِمِينَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَرَأْسُ الْكُفْرِ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ، فَقَتَلَهُ اللَّهُ. وَاسْتُشْهِدَ خَلْقٌ مِنَ الصَّحَابَةِ. أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بن رَبِيعَةَ [1] بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ. قِيلَ اسْمُهُ مَهْشَم [2] ، أَسْلَمَ قَبْلَ دُخُولِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَارَ الْأَرْقَمِ، وشهد بدرا وما بعدها، وَهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ إِلَى الْحَبَشَةِ [3] ، فَوُلِدَ لَهُ بِهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ- الَّذِي حَرَّضَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى قِتَالِ عُثْمَانَ- مِنْ سَهْلَةَ بِنْتِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: دَعَا أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ يَوْمَ بَدْرٍ أَبَاهُ إِلَى الْبِرَازِ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، وهي والدة معاوية:   [1] طبقات ابن سعد 3/ 84، 85، تاريخ خليفة 111، المعارف 272، الاستيعاب 4/ 39، 40، أسد الغابة 6/ 70- 72، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 212، العبر 1/ 14، سير أعلام النبلاء 1/ 164- 167 رقم 13، العقد الثمين 3/ 295، الإصابة 4/ 42، 43 رقم 264. [2] وقيل: هشيم، وقيل: هاشم، وقيل: قيس. [3] في سير أعلام النبلاء 1/ 165 «هاجر إلى الحبشة مرتين» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 الْأَحْوَلُ الْأَثْعَلُ الْمَلْعُونُ [1] طَائِرُهُ ... أَبُو حُذَيْفَةَ شَرُّ النَّاسِ فِي الدِّينِ أَمَا شَكَرْتَ أَبًا رَبَّاكَ مِنْ [2] صِغَرٍ ... حَتَّى شَبَبْتَ شَبَابًا غَيْرَ مَحْجُونِ [3] قال: وكان أبو حذيفة طويلا، حسن الوجه، مرادف الأسنان- وهو «الأثعل» - وكان أحول، وقتل يوم اليمامة وله ثلاث وخمسون سنة، رضي الله عنه [4] . سَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ [5] ابْنِ عُتْبةَ. قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: هُوَ سَالِمُ بْنُ مَعْقِلٍ، أَصْلُهُ مِنْ إِصْطَخْرَ، وَالَى أَبَا حُذَيْفَةَ. وَإِنَّمَا أَعْتَقَتْهُ ثُبَيْتَةُ [6] بِنْتُ يَعَارَ [7] الْأَنْصَارِيَّةُ زَوْجَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَتَبَنَّاهُ أَبُو حُذَيْفَةَ. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ فقالت: سالم معي، وقد أدرك ما   [1] في طبقات ابن سعد 3/ 85، وأسد الغابة 6/ 71 «المشئوم» وفي سير أعلام النبلاء 1/ 166 «المذموم» . [2] في المنتقى نسخة أحمد الثالث، ونسخة دار الكتب «في» . [3] المحجون: من حجن يحجنه حجنا. عطفه. والمحجن: العصا المعوجّة. [4] طبقات ابن سعد 3/ 85. [5] طبقات ابن سعد 3/ 85- 88، والتاريخ الكبير 4/ 107 رقم 2131، والتاريخ الصغير 1/ 38، 40، والمعارف 273، ومشاهير علماء الأمصار 23 رقم 101، وجمهرة أنساب العرب 77، والمحبّر 71، 72 و 288 و 418، وأنساب الأشراف 1/ 224 و 239 و 258 و 264 و 270 و 297 و 469، والمعرفة والتاريخ 2/ 538 و 3/ 367، والاستبصار 294- 296، وحلية الأولياء 1/ 176- 178 رقم 29، والاستيعاب 4/ 101- 104، وأسد الغابة 2/ 307- 309، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 206، 207 رقم 195، وعيون التواريخ 1/ 496، والوافي بالوفيات 15/ 91 رقم 122، الإصابة 2/ 6- 8 رقم 3052. [6] ويقال بثينة. (الإصابة 2/ 6) وكذا في النسخ الخطّيّة لعيون التواريخ 1/ 496 حاشية رقم 2. [7] قيل «يعار» ، وقيل «تعار» . (أسد الغابة) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 يُدْرِكُ الرِّجَالُ، فَقَالَ: «أَرْضِعِيهِ فَإِذَا أَرْضَعْتِيهِ [1] فَقَدْ حَرُمَ عَلَيْكِ مَا يَحْرُمُ مِنْ ذِي الْمَحْرَمِ» ، فَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: أَبَى أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ عَلَيْهِنَّ بِهَذَا الرَّضَاعِ، وَقُلْنَ: إِنَّمَا هَذَا رُخْصَةٌ من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ خَاصَّةً [2] . وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ لِأَنَّهُ كَانَ أَقْرَأَهُمْ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَثَّنِي أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: كَانَ سَالِمُ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ بِقُبَاءٍ، فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . وَقَالَ حنظلة بن أبي سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: اسْتَبْطَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: مَا حَبَسَكِ؟ قُلْتُ: إِنَّ فِي الْمَسْجِدِ لَأَحْسَنَ مَنْ سَمِعْتُ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ وَخَرَجَ يَسْمَعُهُ، فَإِذَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذيْفَةَ فَقَالَ: «الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي مِثْلَكَ [5] » . إِسْنَادُهُ قويّ.   [1] كذا في الأصل بإثبات الياء، والأصح بحذفها. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 87 ورجاله ثقات، لكنه مرسل، ورواه أحمد في المسند 6/ 201 بسند متّصل، ومسلم (1453/ 28) في الرضاع، باب رضاعة الكبير، والنسائي في النكاح 6/ 105 باب رضاع الكبير، من طريق ابن جريج، أخبرنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة، وأخرجه مسلم (1453) والنسائي 6/ 104، وابن ماجة (1943) من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، وأخرجه أحمد 6/ 228، وأبو داود (2061) في النكاح، باب من حرم به، وعبد الرزّاق في «المصنّف» رقم 13886 و 13887 من طريق ابن شهاب الزهري، عن عروة، عن عائشة. وأخرجه مالك في الموطّأ- ص 375 في الرضاع، من طريق الزهري، عن عروة، عن أبي حذيفة. [3] طبقات ابن سعد 3/ 87. [4] طبقات ابن سعد 3/ 87 والواقديّ متروك. [5] رجاله ثقات، وإسناده صحيح. أخرجه أحمد في المسند 6/ 165، وأبو نعيم في الحلية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ نَزَلُوا بِالْعُصْبَةِ إِلَى جَنْبِ قُبَاءٍ، فَأَمَّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، لِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، فِيهِمْ عُمَرُ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ [1] . وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ [2] . فِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» : نَا عَفَّانُ، نَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ فَهُوَ حُرٌّ مِنْ مَالِ اللَّهِ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ [3] : أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَشَرْتَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَائْتَمَنَكَ النَّاسُ، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَائْتَمَنَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي حِرْصًا سَيِّئًا [4] ، وَإِنِّي جَاعِلٌ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى هَؤُلَاءِ النَّفَرِ السّنّة، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ ثُمَّ جَعَلْتُ إِلَيْهِ الْأَمْرَ فَوَثِقْتُ [5] بِهِ: سَالِمٌ مَوْلَى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجرّاح [6] .   [1] / 371، والحاكم في المستدرك 3/ 226 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة 2/ 308، وابن حجر في الإصابة 2/ 7 من طريق ابن المبارك. [1] أخرجه البخاري في الأذان، رقم (692) باب إمامة العبد والمولى، و (7175) في الأحكام، باب استقصاء الموالي واستعمالهم، وأبو نعيم في الحلية 1/ 177، وابن سعد في الطبقات 3/ 87، 88. وقد استشكل ذكر أبي بكر في الرواية الثانية للبخاريّ، وأجاب البيهقي باستمرار إمامته حتى قدم أبو بكر فأمّهم أيضا. [2] ذكره الحافظ في سير أعلام النبلاء 1/ 169 وقال: «هذا منقطع» . [3] «زيد» ساقطة من نسخة (ح) . [4] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 1/ 170، وفي نسخة دار الكتب «شديدا» . [5] هكذا في الأصل، وفي نسخة (ح) ، ونسخة دار الكتب، والمنتقى نسخة أحمد الثالث، وسير أعلام النبلاء 1/ 170 «لوثقت» . [6] مسند أحمد 1/ 20 وإسناده ضعيف لضعف عليّ بن زيد بن جدعان. إذ قال الذهبي في السير: «علي بن زيد ليّن، فإن صحّ هذا، فهو دالّ على جلالة هذين في نفس عمر، وذلك على أنه لا يجوّز الإمامة في غير القرشيّ، والله أعلم» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 وَقَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «استقرءوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ» [1] . وَمِنْ طَرِيقِ الْوَاقِدِيِّ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ قَالَ: لَمَّا انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ: مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحفر لِنَفْسِهِ حُفْرَةً، فَقَامَ فِيهَا وَمَعَهُ رَايَةُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ [2] . وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ: إِنَّ سَالِمًا بَاعَ عُمَرَ مِيرَاثَهُ [4] ، فَبَلَغَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَأَعْطَاهَا أُمَّهُ فَقَالَ: كُلِيهَا [5] . وَقَالَ غَيْرُهُ: وُجِدَ سَالِمٌ وَمَوْلَاهُ رَأْسُ أَحَدِهِمَا عِنْدَ رِجْلَيِ الْآخَرِ صَرِيعَيْنِ [6] . وَقَدْ شَهِدَ سَالِمٌ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ. شُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ [7] بْنِ رَبِيعَةَ الْأَسَدِيُّ أَبُو وهب، مهاجريّ بدريّ.   [1] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم 4/ 218 مناقب سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه، وباب مناقب عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وفي مناقب الأنصار 4/ 228 باب مناقب معاذ بن جبل رضي الله عنه، ومسلم، 4/ 1914 رقم 118 في فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمّه، رضي الله تعالى عنهما، وأحمد في المسند 2/ 189 و 195. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 88 والواقديّ متروك. [3] في نسخة (ح) «عبيد الله» وهو خطأ، والتصحيح من الأصل، وطبقات ابن سعد. [4] في نسخة دار الكتب «ميزانه» وهو تصحيف. [5] رواه ابن سعد 3/ 88. [6] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 225، وابن سعد في الطبقات 3/ 88 وفيه الواقديّ. [7] طبقات ابن سعد 3/ 94، 95، تاريخ خليفة 79 و 98 و 111، أنساب الاشراف 1/ 200، الجرح والتعديل 4/ 378، أسد الغابة 3/ 386، المحبّر 72 و 76، الوافي بالوفيات 16/ 116، 117 رقم 127، العقد الثمين 5/ 5، الإصابة 2/ 138 رقم 3841. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 كَانَ رَجُلًا طِوَالًا نَحِيفًا أَجْنًى [1] ، وَقَدْ هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ، يُقَالُ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَوْسِ بْنِ خَوْلِيٍّ [2] . وَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةٍ أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا، فَأَصَابُوا نَعَمًا وَشَاءً [3] . وَكَانَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمِرٍ الْغَسَّانِيِّ، بِدِمَشْقٍ بِالْغُوطَةِ، فَلَمْ يُسْلِمْ، وَأَسْلَمَ حَاجِبُهُ مُرَيٌّ [4] . وَشَهِدَ شُجَاعٌ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ، وَاسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَةِ عَنْ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً [5] . وَكَانَ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ [6] م د ابْنُ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيُّ [7] الْقُرَشِيُّ أَبُو عَبْدِ الرحمن. كان أسنّ من عمر،   [1] هكذا في الأصل، ولغة في المهموز «أجنأ» كما في طبقات ابن سعد، أي في ظهره أو عنقه ميل. (النهاية لابن الأثير، والقاموس المحيط للفيروزآبادي) . [2] طبقات ابن سعد 3/ 94 عن الواقدي. [3] طبقات ابن سعد 3/ 94. [4] طبقات ابن سعد 3/ 94. [5] طبقات ابن سعد 3/ 95. [6] طبقات ابن سعد 3/ 376- 378، نسب قريش 347، 348، طبقات خليفة 22، تاريخ خليفة 108 و 112، التاريخ الصغير 1/ 34، تاريخ الطبري 3/ 290، الجرح والتعديل 3/ 562 رقم 2539، جمهرة أنساب العرب 151 و 311، الأخبار الموفقيات 600، مشاهير علماء الأمصار 11 رقم 27، أنساب الأشراف 1/ 57 و 308، المحبّر 73 و 403، حلية الأولياء 1/ 367، 368 رقم 73، الاستيعاب 2/ 550 رقم 846، أسد الغابة 2/ 285، 286، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 203، 204، تهذيب الكمال 1/ 456، العبر 1/ 14، الكاشف 1/ 266 رقم 1752، سير أعلام النبلاء 1/ 297- 299 رقم 57، العقد الثمين 4/ 473- 476، الوافي بالوفيات 15/ 39، 40 رقم 40، تهذيب التهذيب 3/ 411، الإصابة 4/ 52، خلاصة تذهيب الكمال 128، عيون التواريخ 1/ 495. [7] ما بين الحاصرتين زيادة من المنتقى. نسخة أحمد الثالث. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 وَأَسْلَمَ قَبْلَهُ. وَكَانَ طَوِيلًا بِمِرَّةٍ [1] ، أَسْمَرَ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ. قَالَ لَهُ عُمَرُ يَوْمَ أُحُدٍ [2] . خُذْ دِرْعِي، قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ مِنَ الشَّهَادَةِ كَمَا تُرِيدُ، فَتَرَكَاهَا [3] . وَكَانَ لَهُ مِنْ لُبَابَةَ بِنْتِ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَلَدٌ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] . وَقِيلَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ زَيْدٍ وَمَعْنِ بْنِ عَدِيٍّ الْعَجْلَانِيِّ، وَاسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَةِ [5] . وَقَدْ رَوَى عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أَرِقَّاءَكُمْ أَرِقَّاءَكُمْ أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ» . الْحَدِيثَ [6] . وَجَاءَ أَنَّ رَايَةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ كَانَتْ مَعَ زَيْدٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَتَقَدَّمُ بِهَا فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَأَخَذَهَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ. وَكَانَ زَيْدٌ يَقُولُ وَيَصِيحُ: اللَّهمّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ فِرَارِ أَصْحَابِي وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ به مسيلمة ومحكّم بن الطّفيل [7] .   [1] في طبقات ابن سعد 3/ 377 «طويلا بائن الطول» ، وفي سير أعلام النبلاء 1/ 298 «أسمر طويلا جدا» . [2] هكذا في الأصل، وطبقات ابن سعد 3/ 378، والمنتقى نسخة أحمد الثالث، وفي نسخة (ع) ، والمنتقى لابن الملّا، وسير أعلام النبلاء 1/ 298 «يوم بدر» ، وكذا في متن النسخة (ح) «بدر» وفي الحاشية «أحد» . [3] طبقات ابن سعد 3/ 378، وسير أعلام النبلاء 1/ 298. [4] طبقات ابن سعد 3/ 377. [5] طبقات ابن سعد 3/ 377، سير أعلام النبلاء 1/ 298. [6] رواه أحمد في المسند 4/ 36 وفيه «يزيد» بدل «زيد» وهو وهم، والحديث: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في حجّة الوداع: «أرقّاءكم أرقّاءكم أطعموهم ممّا تأكلون واكسوهم ممّا تلبسون، فإن جاءوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذّبوهم» . ورواه ابن سعد في الطبقات 3/ 377. [7] طبقات ابن سعد 3/ 377. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عن ابن أبي عَوْنٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونَ قَالَا: قَالَ عُمَرُ لِمُتَمِّمِ بْنِ نُوَيْرَةَ: مَا أَشَدَّ مَا لَقِيتَ عَلَى أَخِيكَ مِنَ الْحُزْنِ؟ فَقَالَ: كَانَتْ عَيْنِي هَذِهِ قَدْ ذَهَبَتْ، فَبَكَيْتُ بِالصَّحِيحَةِ حَتَّى أَسْعَدَتْهَا الذَّاهِبَةُ وَجَرَتْ بِالدَّمْعِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَحُزْنٌ شَدِيدٌ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ إِنِّي لَأَحْسَبُ أَنِّي لَوْ كُنْتُ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَقُولَ الشِّعْرَ لَبَكَيْتُهُ كَمَا بَكَيْتَ أَخَاكَ، فَقَالَ: لَوْ قُتِلَ أَخِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ كَمَا قُتِلَ زَيْدٌ ما بكيته أبدا، فأبصر [1] عمرو وَتَعَزَّى عَنْ أَخِيهِ، وَكَانَ قَدْ حَزِنَ عَلَيْهِ حُزْنًا شَدِيدًا، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ الصَّبَا لَتَهُبُّ فَتَأْتِينِي بِرِيحِ زَيْدٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي عَوْنٍ: مَا كَانَ عُمَرُ يَقُولُ مِنَ الشِّعْرِ وَلَا بَيْتًا وَاحِدًا [2] . وَعَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَسْلَمَ قَبْلِي وَاسْتُشْهِدَ قَبْلِي [3] . وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ، وَابْنُ عُمَرَ، لَهُ عَنْهُ النَّهْيُ عَنْ قَتْلِ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ [4] . حَزْنُ بْنُ أَبِي وَهْبِ [5] بن عمرو [6]   [1] كذا في النسخة (ح) ، والأصل، وطبقات ابن سعد 3/ 378، والمنتقى نسخة أحمد الثالث وفي نسخة دار الكتب «فصبر» . [2] طبقات ابن سعد 3/ 378. [3] سير أعلام النبلاء 1/ 298. [4] أخرجه أحمد في المسند 3/ 452، والبخاري في بدء الخلق، باب قوله تعالى: وَبَثَّ فِيها من كُلِّ دَابَّةٍ 2: 164، ومسلم في السلام (2233) باب قتل الحيّات وغيرها، وأبو داود في الأدب (5252) باب في قتل الحيّات، والترمذي في الأحكام (1483) باب ما جاء في قتل الحيّات، وكلّهم من طريق الزهري، عن سالم عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «اقتلوا الحيّات وذا الطّفيتين والأبتر، فإنّهما يستسقطان الحبل، ويلتمسان البصر» قال: فكان ابن عمر يقتل كلّ حيّة فقال: إنه قد نهي عن ذوات البيوت. والأبتر: صنف من الحيّات أزرق مقطوع الذنب. ويلتمسان البصر: أي يخطفان البصر ويطمسانه. والعوامر: حيّات البيوت. والنّصّ لمسلم. [5] تاريخ خليفة 1/ 93، تاريخ الطبري 2/ 643، الجرح والتعديل 3/ 294، الاستيعاب 1/ 401، الإكمال 2/ 453، أسد الغابة 2/ 3، الوافي بالوفيات 11/ 348 رقم 513، الإصابة 1/ 325، تهذيب التهذيب 2/ 243، تقريب التهذيب 1/ 84، مشاهير علماء الأمصار 23 رقم 97، نسب قريش 345، الأخبار الموفقيات 581، الكاشف 1/ 156 رقم 1002. [6] هكذا في الأصل، ونسخة (ح) ، ونسخة دار الكتب. وفي المنتقى نسخة أحمد الثالث «عمر» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ الْمَخْزُومِيُّ، لَهُ هِجْرَةٌ، وَقِيلَ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَهُوَ جَدُّ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُغَيِّرَ اسْمَهُ وَقَالَ: (أَنْتَ سَهْلٌ) ، فَقَالَ: لَا أُغَيِّرُ اسْمِي [1] . قُتِلَ يوم اليمامة، وقتل يَوْمَ بُزَاخَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ [2] بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ أَبُو سُهَيْلٍ. اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ وَلَهُ ثَمَانٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً. وَكَانَ أَقْبَلَ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ قُرَيْشٍ فَانْحَازَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ وَشَهِدَ بَدْرًا [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: لَمَّا حَجَّ أَبُو بَكْرٍ لَقِيَ أَبَاهُ بِمَكَّةَ فَعَزَّاهُ بِهِ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَشْفَعُ الشَّهِيدُ لِسَبْعِينَ مِنْ أَهْلِهِ» [4] ، فَأَرْجُو أَنْ يَبْدَأَ بِي. وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى [5] .   [1] أخرجه أبو داود من طريق مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: «ما اسمك؟» قال: حزن، قال: «أنت سهل» قال: لا، السهل يوطأ ويمتهن. قال سعيد: فظننت أنه سيصيبنا بعده حزونة. انظر ج 4/ 289 رقم (4956) في كتاب الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح. وانظر: الأخبار الموفّقيّات 581، 582، والإصابة 1/ 425. [2] طبقات ابن سعد 3/ 406، الجرح والتعديل 5/ 67 رقم 318، تاريخ خليفة 113، تاريخ الطبري 2/ 636، الاستيعاب 6/ 236، أسد الغابة 3/ 271، سير أعلام النبلاء 1/ 193، 194 رقم 24، الإصابة 7/ 304، عيون التواريخ 1/ 497. [3] طبقات ابن سعد 3/ 406. [4] أخرجه أبو داود في الجهاد (2522) باب الشهيد يشفع، من طريق يحيى بن حسّان، عن الوليد بن رباح الذماري، عن نمران بن عتبة الذماري، قال: دخلنا على أمّ الدرداء ونحن أيتام فقالت: أبشروا فإنّي سمعت أبا الدرداء يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يشفع الشهيد ... » وهذا سند حسن. رجاله ثقات غير نمران بن عتبة الذماري، فإنّه لم يوثّقه غير ابن حبّان. وقد روى عنه اثنان، ومثله حسن الحديث. وقد صحّح ابن حبّان حديثه هذا (1612) ، ورواه ابن سعد في الطبقات 3/ 406. [5] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 1/ 193، وفي طبقات ابن سعد 3/ 406 هاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو [1] حَلِيفُ بَنِي غَنْمٍ. مُهَاجِرِيٌّ بَدْرِيٌّ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ. الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ [2] الْأَزْدِيُّ [3] . كَانَ يُسَمَّى ذَا الْقُطْنَتَيْنِ [4] ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَغَزَا الْيَمَامَةَ فَاسْتُشْهِدَ هو وابنه. وكان شريفا شاعرا لبيبا.   [1] طبقات ابن سعد 3/ 97، الاستيعاب 3/ 370، أسد الغابة 4/ 286، الإصابة 3/ 351 رقم 7668. [2] في نسخة دار الكتب «السدوسي» وهو سهو. [3] طبقات ابن سعد 3/ 52 و 4/ 237- 240، طبقات خليفة 13 و 114، تاريخ خليفة 111، الجرح والتعديل 4/ 489 رقم 2149، الاستيعاب 2/ 230- 235، جمهرة أنساب العرب 382، كتاب الزيارات 34، أسد الغابة 3/ 54، تاريخ الطبري 3/ 402، أنساب الأشراف 1/ 382، العبر 1/ 14، سير أعلام النبلاء 1/ 344- 347 رقم 75، الوافي بالوفيات 16/ 460، 461 رقم 500، الإصابة 2/ 225 رقم 4254، المستدرك 3/ 259، 260، تلخيص المستدرك 3/ 259. [4] في نسخة القدسي 3/ 45 «الطفيتين» ولا معنى لها. والّذي أثبتناه عن طبقات ابن سعد 4/ 238 حيث ذكر أن رجالا من قريش مشوا إلى الطفيل يخاصمونه بكلام ذكره.. إلى أن قال: «قال الطفيل: فو الله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلّمه، فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذنيّ كرسفا، يعني قطنا، فرقا من أن يبلغني شيء من قوله حتى كان يقال لي ذو القطنتين ... » . وهو الّذي لقّب بذي النّور. قال ابن سعد إن الطفيل قال للنبيّ صلى الله عليه وسلّم حين أسلم: «يا نبيّ الله إنّي امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه. فقال: «اللَّهمّ اجعل له آية» . قال: فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنيّة تطلعني على الحاضر وقع نور بين عينيّ مثل المصباح فقلت: اللَّهمّ في غير وجهي فإنّي أخشى أن يظنّوا أنّها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم. فتحوّل النور فوقع في رأس سوطي، فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلّق» (4/ 238) . وقال المؤلّف في «سير أعلام النبلاء 1/ 344» : «سمّي الطفيل بن عمرو بن طريف ذا النّور، لأنّه قال: يا رسول الله إنّ دوسا قد غلب عليهم الزنى فادع الله عليهم، قال: اللَّهمّ اهد دوسا. ثم قال: يا رسول الله ابعث بي إليهم، واجعل لي آية، فقال: «اللَّهمّ نوّر له» وذكر الحديث. (انظر حاشية المصدر رقم (2)) . ويقول خادم العلم الشريف «عمر بن عبد السلام تدمري الطرابلسيّ» محقّق هذا الكتاب، إنّ «المبرد» أخطأ في كتابه «الكامل في الأدب 2/ 374) فجعل ذا النور «عبد الله بن الطفيل» ، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 طَوَّلَ «ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ» [1] تَرْجَمَةَ الطُّفَيْلِ، وَسَاقَ قِصَّةَ إِسْلَامِهِ بِمَكَّةَ، وَفِي آخِرِ الْخَبَرِ قَالَ: فَلَمَّا بَعَثَ الصِّدِّيقُ بَعْثَهُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ قَالَ: خَرَجْتُ وَمَعِيَ ابْنِي عَمْرٌو فَرَأَيْتُ كَأَنَّ رَأْسِي حُلِقَ وَخَرَجَ مِنْ فَمِي طَائِرٌ، وَكَأَنَّ امْرَأَةً أدْخَلَتْنِي فَرْجَهَا، فَأَوَّلْتُهَا حَلْقَ رَأْسِي قَطْعَهُ، وَأَمَّا الطَّائِرُ فَرُوحِي، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَالْأَرْضُ أُدْفَنُ فِيهَا. فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. يَزِيدُ بْنُ رُقَيْشِ [2] بْنِ رِبَابٍ [3] الْأَسَدِيُّ شَهِدَ بَدْرًا. وَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. [أَسْمَاءُ جَمَاعَةٍ آخَرِينَ مِنَ الشُّهَدَاءِ] وَمِمَّنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ: الْحَكَمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأُمَوِيُّ، وَالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ- وَهُوَ شَابٌّ- أَصَابَهُ سَهْمٌ، وَيَزِيدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَخُو زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. وَمَخْرَمَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، وَجُبَيْرُ بْنُ مَالِكٍ، وَأُمُّهُ بحينة وهو أخو عبد الله بن   [ () ] وهذا هو حفيد الطفيل، وستأتي ترجمته في المتوفّين سنة 13 هـ. واسمه «عبد الله بن عمرو بن الطفيل الدّوسي» ، وشكّ الثعالبي في صاحب اللّقب، فقال في «ثمار القلوب- ص 289 رقم 435» : «ذو النّور» : هو عبد الله بن الطفيل الأزدي أو الدّوسيّ. ويقال: بل طفيل بن عمرو بن طفيل ... » ، وأخطأ ابن الأثير أيضا في صاحب اللقب، فقال في كتابه «المرصّع- ص 334» : هو عبد الله بن الطفيل الدّوسي، ونقل ابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 493» في ترجمة «ذو اليدين» كلام المبرّد في أنّ ذا النور هو عبد الله بن الطفيل ... ، وأفرده في تراجم العبادلة 2/ 350 فقال: «عبد الله بن عمرو بن الطفيل ذو النّور الأزدي ثم الدّوسي ... » ، وقد نبّه «الصفدي» في «الوافي بالوفيات- ج 16/ 461 و 17/ 225 إلى ذلك في ترجمة «الطفيل» و «عبد الله» ، وذكر للطفيل شعرا أورده المرزباني. والله أعلم. [1] الاستيعاب 2/ 235 من أخبار كثيرة بدأها بقوله: قال أبو عمر- رحمه الله-: للطفيل بن عمرو الدوسيّ في معنى ما ذكره ابن الكلبي خبر عجيب في المغازي ذكره الأموي في مغازيه عن ابن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن الطفيل ... وذكره ابن إسحاق، عن عثمان بن الحويرث، عن صالح بن كيسان، عنه.. [2] طبقات ابن سعد 3/ 91، المحبّر 408، أنساب الأشراف 1/ 200 و 300، أسد الغابة 5/ 108، الاستيعاب 3/ 648، الإصابة 3/ 655 رقم 9258. [3] هكذا في الأصل وفي مصادر ترجمته، وفي طبقات ابن سعد 3/ 91 «رئاب» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 مالك من الْأَزْدِ، وَهُمْ حُلَفَاءُ بَنِي الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مناف، والسّائب بن العوّام ابن خُوَيْلِدٍ الْأَسَدِيُّ أَخُو الزُّبَيْرِ، وَوَهْبُ بْنُ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ الْمَخْزُومِيُّ عَمُّ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَخُوهُ حَكِيمٌ، وَأَخُوهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَزْنٍ، وَأَبُوهُمْ وَقَدْ ذُكِرَ، وَعَامِرُ بْنُ الْبُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَدِيٍّ، وَهُوَ أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ حَلِيفُ بَنِي عبد شمس، وأبو أميّة صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرٍو، وَأَخُوهُ مَالِكٌ الْمُتَقَدِّمُ، وَيَزِيدُ بْنُ أَوْسٍ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الدّار، وحييّ- وقيل معلّى [1]- بن جارية [2] الثَّقَفِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ بَجْرَةَ الْعَدَوِيُّ، وَأَبُو قَيْسِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ السَّهْمِيُّ أَخُوهُ، وَهُمَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ. و َعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ [3] بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدِّ بْنِ نَصْرٍ الْعَامِرِيُّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ، كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَعَاشَ إِحْدًى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ نَوْفَلُ [4] بْنُ مُسَاحِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ. وَعَمْرُو بْنُ أُوَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيُّ، وَسَلِيطُ بْنُ سَلِيطِ بْنِ عَمْرِو الْعَامِرِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي خَرَشَةَ الْعَامِرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَحْضَةَ من بني عامر.   [1] في تاريخ خليفة 112 «يعلى» . [2] وقيل «حارثة» . [3] تاريخ خليفة 113، أنساب الأشراف 1/ 221، المحبّر 74 و 278، الاستيعاب 2/ 315، 316، الإصابة 2/ 365 رقم 4939. [4] في نسخة (ح) ونسخة دار الكتب المصرية، والمنتقى نسخة أحمد الثالث «أبو نوفل» ، والصواب ما في الأصل. وانظر: تهذيب التهذيب 10/ 491. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 و َالسَّائِبُ بْنُ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ [1] بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحٍ، وَأُمُّهُ خولة بِنْتُ حَكَيمٍ السُّلَمِيَّةُ بِنْتُ ضَعِيفَةَ بِنْتِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. هَاجَرَ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ إِلَى الْحَبَشَةِ [2] . قِيلَ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَاسْتُشْهِدَ حَارِثَةُ بِبَدْرٍ، وَكَانَ السَّائِبُ مِنَ الرُّمَاةِ الْمَذْكُورِينَ، شَهِدَ بَدْرًا عَلَى الصَّحِيحِ، أَصَابَهُ يَوْمَ الْيَمَامَةِ سَهْمٌ فَمَاتَ مِنْهُ [3] . وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الْأَنْصَارِ: عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ [4] ابْنُ وَقْشِ بْنِ زُغْبَةَ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ الْأَوْسِيُّ الْبَدْرِيُّ أَبُو الرَّبِيعِ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ، عَاشَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَهُوَ الَّذِي أَضَاءَتْ عَصَاهُ لَيْلَةَ حِينَ انْقَلَبَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَكَانَ قَدْ سَمُرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم [5] .   [1] طبقات ابن سعد 3/ 401، 402، نسب قريش 393، طبقات خليفة 25، الاستيعاب 2/ 99،: 100، أسد الغابة 3/ 394، 395، أنساب الأشراف 1/ 212، 213 و 323، المحبّر 24، الوافي بالوفيات 15/ 101 رقم 140، الإصابة 2/ 11 رقم 3068، العقد الثمين 5/ 289. [2] ابن سعد 3/ 401. [3] ابن سعد 3/ 402. [4] طبقات ابن سعد 3/ 440، 441، طبقات خليفة 78، تاريخ خليفة 113، التاريخ الصغير 36، الجرح والتعديل 6/ 77، مشاهير علماء الأمصار 25 رقم 113، المحبّر 72 و 282 417، أنساب الأشراف 1/ 271 و 530، عيون التواريخ 1/ 497، الاستبصار 220- 222، الاستيعاب 5/ 310، أسد الغابة 3/ 150، العبر 1/ 15، سير أعلام النبلاء 1/ 337- 340، الوافي بالوفيات 16/ 610- 612 رقم 660، الإصابة 2/ 263 رقم 4455، تهذيب التهذيب 5/ 90. [5] أخرجه البخاري (3805) في مناقب الأنصار، من طريق حبّان بن هلال، عن همام، عن قتادة، عن أنس، أن رجلين ... ثم قال: وقال حمّاد: أخبرنا ثابت عن أنس: كان أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر عند النبيّ صلى الله عليه وسلّم ... وقد وصله أحمد في «المسند» 3/ 138 و 190 و 272، وابن الأثير في «أسد الغابة» 3/ 151، كلاهما من طريق: بهز بن أسد، عن حمّاد بن سلمة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 أَسْلَمَ عَبَّادٌ عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَكَانَ فِيمَنْ قَتَلَ كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ [1] . وَاسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدَقَاتِ مُزَيْنَةَ وَبَنِي سُلَيْمٍ، وَعَلَى حَرَسِهِ بِتَبُوكَ. وَأَبْلَى يَوْمَ الْيَمَامَةِ بَلَاءً حَسَنًا، وَكَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ. وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْتَدِ عَلَيْهِمْ فَضْلًا، كُلُّهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ [2] . رَوَاهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ. رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَهَجَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَسَمِعَ صَوْتَ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ هَذَا صَوْتُ عَبَّادٍ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لَهُ» [3] . قُلْتُ: رَوَى حَدِيثًا لِعَبَّادٍ: حَمَّادُ [4] بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الخطميّ، عن عبد الرحمن [5] بن   [ () ] عن ثابت، عن أنس أنّ أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر كانا عند النبيّ صلى الله عليه وسلّم، في ليلة مظلمة فخرجا من عنده، فأضاءت عصا أحدهما، فكانا يمشيان بضوئها، فلما افترقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا» ، وهو في المستدرك للحاكم 3/ 288، وانظر سير أعلام النبلاء 1/ 299 و 337. [1] أخرجه البخاري في المغازي (4037) ، باب قتل كعب بن الأشرف، وانظر: فتح الباري لابن حجر حيث شرح هذا الحديث. وقال ابن إسحاق وغيره عن الأشرف: كان عربيا من بني نبهان، وهم بطن من طيِّئ، وكان أبوه أصاب دما في الجاهلية، فأتى المدينة وحالف بني النضير فشرف بهم، وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق فولدت له كعبا. (سيرة ابن هشام 2/ 51- 58) . [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 229 وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه، وذكره ابن حجر في الإصابة 1/ 76 عن ابن إسحاق وصرّح فيه بالتحديث. [3] أخرجه البخاري (2655) معلّقا بقوله: وزاد عبّاد.. وقال ابن حجر في فتح الباري 5/ 265: وصله أبو يعلى من طريق محمد بن إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عن أبيه، عن عائشة. [4] في المنتقى نسخة أحمد الثالث: «روي حديث لعباد قاله حمّاد بن سلمة» . [5] في النسخة (ح) «عبد الله» ، والصواب ما في الأصل، وسير أعلام النبلاء 1/ 338. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْهُ مَرْفُوعًا: (يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ [1] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَا أَحْفَظُ لِعَبَّادٍ غَيْرَهُ. مَعْنُ بْنُ عَدِيِّ [2] بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ الْأَنْصَارِيُّ أَحَدُ حُلَفَاءِ بَنِي مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ أَحَدُ مَنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَكَانَ يَكْتُبُ الْعَرَبِيَّةَ قَبْلَ الْإِسْلَامِ، وَلَهُ عَقِبُ الْيَوْمِ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ [3] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ أَحَدُ اللَّذَيْنِ لَقِيَا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَهُمَا يُرِيدَانِ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمْ وَاقْضُوا أَمْرَكُمْ. وَقَالَ عُرْوَةُ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّاسَ بَكَوْا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: لَيْتَنَا مِتْنَا قَبْلَهُ، نَخْشَى أَنْ نُفْتَتَنَ بَعْدَهُ، فَقَالَ مَعْنٌ: لَكِنِّي وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنِّي مِتُّ قَبْلَهُ حَتَّى أُصَدِّقَهُ مَيْتًا كَمَا أُصَدِّقَهُ حَيًّا [4] . فقتل يوم مسيلمة [5] .   [1] رجاله ثقات. أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 316 وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 31 ونسبه إلى الطبراني، وتحرّف عنده «بشر» إلى «بشير» ، وأخرجه البخاري في المغازي (4330) باب غزوة الطائف، ومسلم في الزكاة (1061) باب إعطاء المؤلّفة قلوبهم، وأحمد في المسند 4/ 42 من طريق عمرو بن يحيى، عن عبّاد بن تميم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، وعندهم جميعا «الأنصار شعار والناس دثار» . [2] طبقات ابن سعد 3/ 465، طبقات خليفة 87، تاريخ خليفة 114، التاريخ الصغير 1/ 34، الجرح والتعديل 8/ 276، مشاهير علماء الأمصار 27 رقم 131، الاستيعاب 10/ 177، أسد الغابة 5/ 238، العبر 1/ 53، سير أعلام النبلاء 1/ 320، 321، الإصابة 9/ 264، أنساب الأشراف 1/ 241 و 300، جمهرة أنساب العرب 443، المعارف 326، المحبّر 73. [3] في الطبقات 3/ 465. [4] أخرجه البخاري في الحدود (6830) باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت. مطوّلا. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 465 وهو مرسل عن عروة لقوله: «بلغنا» . وقال ابن حجر في الإصابة 9/ 264: وهذا هو المحفوظ، عن الزهري، عن عروة مرسلا. وقد وصله سعيد بن هاشم المخزومي، عن مالك، عن الزهري، فقال: عن سالم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ. أخرجه ابن أبي خيثمة عنه. وسعيد ضعيف. والمحفوظ هو مرسل عروة. [5] يعني باليمامة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 عبد الله بن عبد الله بن أبي [1] ابْنُ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَالِمٍ- الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْحُبْلَى لِعِظَمِ بَطْنِهِ- بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ الْأَنْصَارِيُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ سَلُولٍ، وَهِيَ أُمُّ أُبَيِّ بْنِ مَالِكٍ، وَكَانَتْ خُزَاعِيَّةً، وَأَبُوهُ الْمُنَافِقُ المشهور. كان عبد الله بن فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ اسْمُهُ الْحُبَابُ، وَبِهِ كَانَ يُكْنَى أَبُوهُ، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ. شَهِدَ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا. وَذَكَرَ ابْنُ مَنْدَه أَنَّ أَنْفَهُ أُصِيبَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ [2] . وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَدَرْتُ ثَنِيَّتَيْ فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَّخِذَ ثَنُيَّةً مِنْ ذَهَبٍ [3] . وَهَذَا أَثْبَتُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مندة. استشهد   [1] طبقات ابن سعد 3/ 540- 542، تاريخ خليفة 114، التاريخ الصغير 1/ 35، الجرح والتعديل 5/ 89، 90، مشاهير علماء الأمصار 24 رقم 103، المحبّر 279 و 403، أنساب الأشراف 1/ 428، الاستيعاب 6/ 273، أسد الغابة 3/ 296، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 276، مجمع الزوائد 9/ 317، 318، سير أعلام النبلاء 1/ 233 رقم 74، البداية والنهاية 6/ 338، الوافي بالوفيات 17/ 196، 297 رقم 250، الإصابة 2/ 335، 336 رقم 4784. [2] قال ابن الأثير في «أسد الغابة» 3/ 296 وابن حجر في «الإصابة» 6/ 143: هذا وهم من ابن مندة، والصحيح أنّ الّذي أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يتّخذ أنفا من ذهب هو عرفجة التيمي، السعدي، وكان من الفرسان في الجاهلية، وشهد الكلاب، فأصيب أنفه، ثم أسلم فأذن لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يتّخذ أنفا من ذهب. أخرج الحديث أبو داود في الخاتم (4232) باب في ربط الأسنان بالذهب، والترمذي في اللباس (1770) باب ما جاء في شدّ الأسنان بالذهب، والنسائي في الزينة 8/ 163 باب من أصيب أنفه هل يتّخذ أنفا من ذهب، وأحمد في «المسند» 5/ 23، وحسّنه الترمذي، وصحّحه ابن حبّان (1466) . [3] رواه ابن قانع في «معجم الصحابة» قال: حدثنا محمد بن الفضل بن جابر، حدثنا إسماعيل بن زرارة، حدّثنا عاصم بن عمارة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عبد الله بن عبد الله بن أبيّ بن سلول قال: «اندقّت ثنيتي يوم أحد، فأمرني النبيّ صلى الله عليه وسلّم أن أتخذ ثنيّة من الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 يَوْمَ الْيَمَامَةِ [1] . خ د [2] (ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيُّ) [3] مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الخزرج، لم يشهد بدرا، وكان أمير الأنصاري فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ كَمَا ذَكَرْنَا. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ: بِئْسَمَا عَوَّدْتُمْ أَنْفُسَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [4] . وَزَحَفَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى أَلْجَئُوهُمْ إِلَى الحديثة وَفِيهَا مُسَيْلِمَةُ عَدُوُّ اللَّهِ، فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ، فَاحْتَمَلَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ عَلَى الْجِدَارِ اقْتَحَمَ إِلَيْهِمْ فقاتلهم حتّى فتح الحديقة للمسلمين [5] .   [ () ] ذهب» (نصب الراية للزيلعي 4/ 237) ، وانظر: «أسد الغابة» 3/ 296، و «الإصابة» 6/ 143 وندرت: سقطت. [1] في حاشية الأصل كتب: «بلغت قراءة على مؤلّفه، في الثامن عشر» . [2] الرمز ساقط من النسخ سوى نسخة أحمد الثالث من المنتقى، وهو موافق لما في تقريب التهذيب، وخلاصة تذهيب التهذيب. [3] طبقات ابن سعد 5/ 206، طبقات خليفة 94، تاريخ خليفة 107، 108 و 114، التاريخ الكبير 2/ 167، التاريخ الصغير 1/ 35 و 38، الجرح والتعديل 2/ 456، مشاهير علماء الأمصار 14 رقم 41، جمهرة أنساب العرب 364، المحبّر 74 و 89 و 306 و 403، أنساب الأشراف 1/ 441، المعرفة والتاريخ 1/ 322 و 384 و 3/ 78 و 217، الاستبصار 117، الاستيعاب 2/ 72، أسد الغابة 1/ 275، تهذيب الأسماء واللّغات 1/ 139، 140، تهذيب الكمال 1/ 175، العبر 1/ 14 سير أعلام النبلاء 1/ 308- 314 رقم 61، مجمع الزوائد 9/ 321- 323، الأخبار الموفقيّات 487 و 585، تهذيب التهذيب 2/ 12، الإصابة 2/ 14، خلاصة تهذيب التهذيب 57، المنتخب من ذيل المذيّل 574. [4] أخرجه البخاري في الجهاد (2845) باب التحنّط عند القتال. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 234 وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه. [5] أخرجه خليفة بن خياط في «التاريخ» 109 عن بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق، وذكره ابن حجر في «الإصابة» 1/ 236، وابن عبد البرّ في «الاستيعاب» 122/ 287 من طريق بقيّ بن مخلد، عن خليفة، والنويري في نهاية الأرب 19/ 97. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ [1] ابْنُ لَوْذَانَ [2] بْنِ عَبْدِ وَدِّ بْنِ زَيْدٍ السَّاعِدِيُّ. كَانَتْ عَلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ، قِيلَ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وبين عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَثَبَتَ أَبُو دُجَانَةَ يَوْمَ أُحُدٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَهُوَ مِمَّنْ شرك فِي قَتْلِ مُسَيْلِمَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : لِأَبِي دُجَانَةَ عَقِبٌ بِالْمَدِينَةِ وَبَغْدَادَ إِلَى الْيَوْمِ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: دَخَلَ عَلَى أَبِي دُجَانَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ- وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ- فَقِيلَ لَهُ: مَا لِوَجْهِكَ يَتَهَلَّلُ؟ فَقَالَ: مَا مِنْ عَمَلِي [5] شَيْءٌ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنَ اثْنَتَيْنِ: كُنْتُ لَا أَتَكَلَّمُ فِيمَا لَا يَعْنِينِي، وَالْأُخْرَى فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِينَ سَلِيمًا [6] . وَقَالَ عَنْ أَنَسٍ: إنّ أبا دجانة رمى بنفسه إلى داخل الحديقة فانكسرت   [1] طبقات ابن سعد 3/ 556، تاريخ خليفة 111 و 114، المعارف 271، الجرح والتعديل 4/ 279، الكنى والأسماء 1/ 69، التاريخ لابن معين 2/ 239، المحبّر 72، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 242) ، مشاهير علماء الأمصار 21 رقم 85، الاستبصار 101- 103، الاستيعاب 4/ 253، أسد الغابة 2/ 451، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 227، 228، عيون التواريخ 1/ 496، 497، الوافي بالوفيات 15/ 449 رقم 604، سير أعلام النبلاء 1/ 243- 245 رقم 39، العبر 1/ 14، الإصابة 4/ 252 و 11/ 112، كنز العمال 13/ 260، الكامل للمبرّد 2/ 374، ثمار القلوب 85 و 87 و 289، المرصّع لابن الأثير 321. [2] في طبعة القدسي 3/ 49 «لوزان» بالزاي، وهو تحريف. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 556، والحاكم في المستدرك 3/ 229. [4] في الطبقات 3/ 557. [5] هكذا في الأصل، وطبقات ابن سعد 3/ 557، وفي سير أعلام النبلاء 1/ 243 «عمل» . [6] رواه ابن سعد من طريق: معن بن عيسى، عَنْ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 رِجْلُهُ، فَقَاتَلَ وَهُوَ مَكْسُورُ الرِّجْلِ حَتَّى قُتِلَ [1] . (عمارة بن حزم) [2] بن زيد بن لوذان مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ أَخُو عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. شَهِدَ عُمَارَةُ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَلَمْ يُعَقِّبْ [3] . (عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ) [4] بْنُ نَابِئِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَرَامٍ [5] السُّلَمِيُّ. شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْأُولَى، وَيُجْعَلُ فِي النَّفَرِ السِّتَّةِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا بِمَكَّةَ أَوَّلَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ [6] . (ثَابِتُ بْنُ هَزَّالٍ) [7] من بني سالم بن عوف.   [1] رواه ابن الأثير في أسد الغابة 2/ 452 وقال الثعالبي في ثمار القلوب 87، 88 عن مشية أبي دجانة: كانت له مشية عجيبة في الخيلاء، ونظر صلى الله عليه وسلّم في المعركة وهو يتبختر بين الصّفّين فقال: «إن هذه مشية يبغضها الله إلّا في هذا المكان» . وكان يقال له: ذو المشهّرة، لأنه كانت له مشهّرة إذا لبسها في الحرب لا يبقى ولا يذر. وانظر تاريخ خليفة 111. [2] طبقات ابن سعد 3/ 486، سيرة ابن هشام 1/ 702، تاريخ خليفة 82، المحبّر 72، التاريخ الكبير 6/ 494 رقم 3091، أنساب الأشراف 1/ 242، تاريخ الطبري 3/ 106، الجرح والتعديل 3/ 364، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 132، الاستيعاب 1141، أسد الغابة 4/ 48، الكامل في التاريخ 2/ 248، الوافي بالوفيات 22/ 404 رقم 279، الإصابة 2/ 513. وقد سقطت «حزم» من نسخة (ح) . [3] طبقات ابن سعد 3/ 486. [4] طبقات ابن سعد 3/ 568، أنساب الأشراف 1/ 239، تاريخ الطبري 2/ 355، 356، الاستيعاب 3/ 106. [5] في المنتقى نسخة أحمد الثالث «حزام» وهو تحريف. [6] ابن سعد 3/ 568. [7] طبقات ابن سعد 3/ 551، تاريخ خليفة 114، الاستيعاب 1/ 191، أسد الغابة 1/ 233، الإصابة 1/ 196 رقم 912. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 شَهِدَ بَدْرًا فِي قَوْلِ جَمَاعَةٍ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ [1] . (أَبُو عُقَيْلِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [2] بْنِ ثَعْلَبَةَ مِنْ بَنِي جَحْجَبَا. اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْأَنْصَارِ، أَصَابَهُ سَهْمٌ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَنَزَعَهُ، وَتَحَزَّمَ وَأَخَذَ السَّيْفَ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَوَجَدَ بِهِ جِرَاحَاتٍ كَثِيرَةٍ [3] . وَمِمَّنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، وَرَافِعُ بْنُ سَهْلٍ، وَحَاجِبُ بْنُ يَزِيدَ الْأَشْهَلِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ عَدِيٍّ، وَمَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ، وَعُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ أَخُوهُ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُتْبَةَ مِنْ بَنِي جَحْجَبَا، وَرَبَاحٌ مَوْلَى الْحَارِثِ [4] ، وَمَعْنُ [5] بْنُ عَدِيٍّ الْعَجْلَانِيُّ بِخُلْفٍ. وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الْأَنْصَارِ يَوْمَئِذٍ: جَرْوُ بْنُ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ بَنِي جَحْجَبَا، وَقِيلَ جُزْءٌ بِالزَّايِ، وَوَدَقَةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ عَمْرٍو الْخَزْرَجِيُّ الْأَنْصَارِيُّ أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَجَرْوَلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَعَامِرُ بْنُ ثَابِتٍ، وَبِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَزْرَجِيُّ، وَكُلَيْبُ بْنُ تَمِيمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتْبَانَ، وَإِيَاسُ بْنُ وَدَقَةَ [6] ،   [1] ابن سعد 3/ 551، ابن الأثير في «أسد الغابة» 1/ 233. [2] تاريخ خليفة 112، طبقات ابن سعد 3/ 473- 475، أسد الغابة 5/ 257، الاستيعاب 4/ 129، الإصابة 4/ 136 رقم 778، جمهرة أنساب العرب 442. [3] ابن سعد 3/ 475. [4] زاد خليفة «بن مالك» - ص 113. [5] في نسخة (ح) وأحمد الثالث «معبد» بدل «معن» والتصويب من تاريخ خليفة 114، وقد سبقت ترجمته. [6] هكذا في الأصل، وصوّبه ابن حجر في الإصابة. وفي تاريخ خليفة: «ودفة» بالفاء- (114) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 وَأُسَيْدُ [1] بْنُ يَرْبُوعٍ، وَسَعْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَسَهْلُ بْنُ حِمَّانَ، وَمُخَاشِنٌ [2] مِنْ حِمْيَرٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَقِيلَ مَسْعُودُ بْنُ سِنَانٍ، وَضَمْرَةُ بْنُ عِيَاضٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَنِيسٍ، وَأَبُو حَبَّةَ بْنُ غَزِّيَّةَ الْمَازِنِيُّ، وَحَبِيبُ [3] بْنُ زَيْدٍ، وَحَبِيبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِحْصَنٍ، وَثَابِتُ بْنُ خَالِدٍ، وَفَرْوَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَعَائِذُ بْنُ مَاعِصٍ. قَالَ خَلِيفَةُ [4] : فَجَمِيعُ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ثَمَانِيَةٌ وَخَمْسُونَ رَجُلًا، يَعْنِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ. وَقِيلَ: إِنَّ مُسَيْلِمَةَ قُتِلَ عَنْ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ قَدِ ادَّعَى النُّبَوَّةَ، وَتَسَمَّى بِرَحْمَانِ الْيَمَامَةِ فِيمَا قِيلَ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ عَبْدُ اللَّهِ أَبُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُرْآنُ مُسَيْلِمَةَ ضُحْكَةٌ لِلسَّامِعِينَ. وَقْعَةُ جُوَاثَا [5] بَعَثَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيَّ إِلَى الْبَحْرَيْنِ، وَكَانُوا قَدِ ارْتَدُّوا- إِلَّا نَفَرًا ثَبَتُوا مع الجارود- فالتقوا بجواثاء فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ [6] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَاصَرَهُمُ الْعَلَاءُ بجواثاء حتّى كاد المسلمون يهلكون   [1] في نسخة (ح) «أسد» وهو خطأ. [2] هكذا في الأصل، والإصابة، وفي تاريخ خليفة 114 «مخاش» . [3] في حاشية الأصل «حباب» ، وكذلك في نسخة (ح) ، والتصويب عمّا في الأصل، ونسخة (ح) ، والمنتقى لأحمد الثالث. [4] التاريخ- ص 115. [5] جواثى: بالضم. يمدّ ويقصر. حصن لعبد القيس بالبحرين. وقال ابن الأعرابيّ: جواثا مدينة الخط، والمشقّر مدينة هجر. ورواه بعضهم: جؤاثا، بالهمزة، فيكون أصله من جئث الرجل إذا فزع. (معجم البلدان 2/ 174) . [6] تاريخ خليفة- ص 116 وانظر تاريخ الطبري 3/ 304 وما بعدها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 مِنَ الْجَهْدِ، ثُمَّ إِنَّهُمْ سَكِرُوا لَيْلَةً فِي حِصْنِهِمْ، فَبَيَّتَهُم الْعَلَاءُ [1] ، فَقِيلَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ جُوَاثَا لَا يَوْمَ الْيَمَامَةِ، شَهِدَ بَدْرًا [2] . وَفِيهَا بَعَثَ الصِّدِّيقُ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ إِلَى عُمَانَ وَكَانُوا ارْتَدُّوا. وَبَعَثَ الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَخْزُومِيَّ إِلَى أَهْلِ النُّجَيْرِ [3] ، وَكَانُوا ارْتَدُّوا، وَبَعَثَ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ إِلَى طَائِفَةٍ مِنَ الْمُرْتَدَّةِ. فَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ زِيَادًا بَيَّتَهُمْ فَقَتَلَ مُلُوكًا أَرْبَعَةً: حَمَدًا [4] ، وَمِخْوَصًا، وَمِشْرَحًا، وَأَبْضَعَةَ [5] . وَفِيهَا أَقَامَ الْحَجَّ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ [6] . أَبُو الْعَاصِ [7] بْنُ الرَّبِيعِ [8] ابْنُ عَبْدِ شَمْسٍ الْعَبْشَمِيُّ، زَوْجُ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ خَالَتِهَا هَالَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، فَوَلَدَتْ مِنْ أَبِي الْعَاصِ عَلِيًّا ومات صغيرا، وأمامة   [1] تاريخ خليفة- ص 116، تاريخ الطبري 3/ 308، 309. [2] طبقات ابن سعد 3/ 542. [3] النجير: بالتصغير. حصن باليمن قرب حضر موت منيع لجأ إليه أهل الرّدّة مع الأشعث بن قيس. (معجم البلدان 5/ 272) . [4] في طبعة القدسي 3/ 51 «حمرا» وهو وهم، والتصويب عن تاريخ خليفة 116 والطبري 3/ 334. [5] تاريخ خليفة- ص 116، تاريخ الطبري 3/ 334. [6] تاريخ خليفة 117. [7] جاء في حاشية الأصل: «اسم أبي العاص: لقيط بْن الرَّبِيعِ بْن عَبْد العُزَّى بْن عَبْد شمس، وقيل: ابن الربيع بن ربيعة بدل عَبْد العُزَّى بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف» . وورد هذا القول في متن النسخة (ح) . [8] نسب قريش 230، 231، تاريخ خليفة 119، المعارف 141، 142، المنتخب من ذيل المذيّل 499، 500، جمهرة أنساب العرب 16 و 20 و 75 و 77، 78، أنساب الأشراف 1/ 269 و 302 و 377 و 397 و 398 و 399 و 400، المحبر 53 و 78 و 99، المعرفة والتاريخ 3/ 270، مشاهير علماء الأمصار 31 رقم 156، الاستيعاب 4/ 125- 129، أسد الغابة 5/ 236- 238، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 248، 249، العبر 1/ 15، سير أعلام النبلاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 وَهِيَ الَّتِي حَمَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ [1] . وَقَدْ تَزَوَّجَ عَلِيٌّ أُمَامَةَ بَعْدَ مَوْتِ خَالَتِهَا فَاطِمَةَ. وَكَانَ أَبُو الْعَاصِ يُسَمَّى جَرْوَ الْبَطْحَاءِ. أَسْلَمَ قَبْلَ الْحُدَيْبِيَةِ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ. وَقَالَ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثْنَى عَلَى أَبِي الْعَاصِ فِي مُصَاهَرَتِهِ وَقَالَ: (حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي) [2] .   [1] / 330- 334 رقم 69، مجمع الزوائد 9/ 379، العقد الثمين 7/ 110 و 8/ 61، الإصابة 4/ 121- 123 رقم 692، عيون التواريخ 1/ 507، 508، نهاية الأرب 190/ 127. [1] أخرجه البخاري في سترة المصلّي 1/ 487 باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه، وفي الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله، ومسلم في المساجد (543) باب جواز حمل الصبيان، ومالك في الموطأ 1/ 70 في قصر الصلاة، باب جامع الصلاة، وأبو داود في الصلاة (917- 918، 919، 920) باب العمل في الصلاة، والنسائي في المساجد 2/ 45، وفي السهو 3/ 10. والنّصّ عند مسلم من طريق «يحيى بن يحيى قال: قلت لمالك: حدّثك عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقيّ، عن أبي قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولأبي العاص بن الربيع، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها؟ قال يحيى: قال مالك: نعم» . [2] أخرجه البخاري في الشروط، باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح، و (3729) في فضائل الصحابة، باب ذكر أصهار النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وفي النكاح (5230) باب ذبّ الرجل عن ابنته في الغيرة، ومسلم في فضائل الصحابة (2449/ 95) باب فضائل فاطمة، وأبو داود في النكاح (2069) باب ما يكره أن يجمع بينهم من النساء، وابن ماجة (1999) في النكاح، باب الغيرة. والنّصّ عند مسلم: «حدثني أحمد بن حنبل، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبي الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، أنّ ابن شهاب حدّثه، أن عليّ بن الحسين حدّثه، أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية، مقتل الحسين بن علي، رضي الله عنه، لقيه المسور بن مخرمة فقال له: هل لك إليّ من حاجة تأمرني بها؟ قال: فقلت له: لا، قال له: هل أنت معطيّ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ فإنّي أخاف أن يغلبك القوم عليه، وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي. إن عليّ بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب الناس في ذلك، على منبره هذا، وأنا يومئذ محتلم، فقال: «إن فاطمة مني وأنا أتخوّف أن تفتن في دينها» قال: ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فاثنى عليه في مصاهرته إيّاه فأحسن قال: حدّثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي. وإني لست الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 قُلْتُ: كَانَ وَعَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ زَيْنَبَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوْجَتَهُ [1] ، فَوَفَى بِذَلِكَ وَفَارَقَهَا مَعَ حُبِّهِ لَهَا. وَكَانَ مِنْ تُجَّارِ قُرَيْشٍ وَأُمَنَائِهِمْ، [وَقَدْ تَقَدَّمَ مِنْ شَأْنِهِ بَعْدَ بَدْرٍ] [2] تُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَأَوْصَى إِلَى الزُّبَيْرِ. (الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ) [3] اللَّيْثِيُّ الْحِجَازِيُّ، وَكَانَ ينزل ودان، وهو الّذي أهدى للنبيّ حمار وحش [4] .   [ () ] أحرّم حلالا، ولا أحلّ حراما، ولكن، والله! لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدوّ الله مكانا واحدا أبدا» . وفي طبعة القدسي 3/ 52 «فوفاني» والتصويب من مسلم وغيره، وسير أعلام النبلاء 1/ 331. [1] أي من مكة إلى المدينة. [2] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. [3] طبقات خليفة 29، المعرفة والتاريخ 1/ 325 و 3/ 309، أنساب الأشراف 1/ 386، جمهرة أنساب العرب 181، الاستيعاب 2/ 198، مشاهير علماء الأمصار 57 رقم 398، التاريخ الكبير 4/ 322، الجرح والتعديل 4/ 450، المعجم الكبير للطبراني 8/ 93، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 226، أسد الغابة 3/ 19، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 249، الوافي بالوفيات 16/ 310، 311 رقم 339، تهذيب التهذيب 4/ 421، الإصابة 2/ 184 رقم 4065، الكامل في التاريخ 2/ 449. [4] أخرجه البخاري في الحج 4/ 26 و 27 و 28 باب إذا أهدي للمحرم حمارا وحشيّا حيّا لم يقبل، وفي الهبة، باب قبول هدية الصيد، وباب من لم يقبل الهديّة لعلّة، ومسلم في الحج (1193) باب تحريم الصيد للمحرم، ومالك في الموطّأ 1/ 353 في الحج، باب ما لا يحلّ للمحرم أكله من الصيد، والترمذيّ في الحج (849) باب ما جاء في كراهية لحم الصيد للمحرم، والنسائي في الحج 5/ 183 و 184 و 185 باب ما لا يجوز للمحرم أكله من الصيد، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 94 عن الصعب بن جثّامة بن قيس الليثي. قال ابن عبّاس، عن الصعب بن جثّامة قال: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنا بالأبواء، فأهديت له حمار وحش، فردّه عليّ، فلما رأى الكراهية في وجهي قال: «إنه ليس بنا ردّ عليك، ولكنّا حرم» . وانظر: 8/ 98 رقم 7429 وبألفاظ أخرى، الأرقام: 7430 و 7432 و 7433 و 7434 و 7436 و 7437 و 7438 و 7439 و 7440 و 7441 و 7442 و 7443 و 7444 و 11/ 404 رقم 12143 و 12 رقم 12342 و 12343 و 12366 و 12355 و 12367 و 12706، وأخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 رَوَى عَنْهُ حَدِيثَهُ [1] ابْنُ عَبَّاسٍ. تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ. م د ت ن (أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ) [2] اسْمُهُ كَنَّازُ بْنُ الْحُصَيْنِ، حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ، وَابْنُهُ مَرْثَدٌ بَدْرِيٌّ أَيْضًا. وَلِابْنِ ابْنِهِ أَنِيسِ بْنِ مَرْثَدٍ صُحْبَةٌ. رَوَى عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ: وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ حَدِيثَ (لَا تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلَا تُصَلُّوا إِلَيْهَا) [3] . وَفِيهَا: بَعْدَ فَرَاغِ قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَرْضِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَتْ تُسَمَّى أَرْضَ الْهِنْدِ، فَسَارَ خَالِدٌ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلَى أَرْضِ الْبَصْرَةِ، فَغَزَا الأبلّة [4] فافتتحها، ودخل ميسان [5] فغنم   [ () ] شيوخه (بتحقيقنا) - ص 271 رقم 230 ولفظه: «أهدى الصعب بن جثامة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عجز حمار يقطر دما، فردّه وقال: «إنّا حرم» . ولم يطعمه. وانظر: من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ص 207 بتحقيقنا أيضا. [1] في نسخة دار الكتب «حذيفة» بدل «حديثه» وهو خطأ. [2] المحبّر 71 و 117، 118، مشاهير علماء الأمصار 18 رقم 67، جمهرة أنساب العرب 247، الاستيعاب 4/ 171، 172، طبقات خليفة 8 و 47، المعارف 327، أسد الغابة 5/ 294، الإصابة 4/ 177 رقم 1032، الكامل في التاريخ 2/ 401، المنتخب من ذيل المذيّل 552، نهاية الأرب 19/ 127. [3] أخرجه مسلم في الجنائز (972) 97 و 98 باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه، وأبو داود في الجنائز (3229) باب في كراهية القعود على القبر، والترمذي في الجنائز (1055) باب ما جاء في تسوية القبور، والنسائي في القبلة 2/ 67 باب النهي عن الصلاة على القبر، وأحمد في المسند 4/ 135. [4] الأبلّة: بضمّ الهمزة والباء، وفتح اللّام المشدّدة. بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج. (معجم البلدان 1/ 76 و 77) . [5] ميسان: بالفتح ثم السكون، اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان. (معجم البلدان 5/ 242) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 وَسَبَى مِنَ الْقُرَى، ثُمَّ سَارَ نَحْوَ السَّوَادِ، فَأَخَذَ عَلَى أَرْضِ كَسْكَرٍ [1] وَزَنْدَوَرْدٍ [2] بَعْدَ أَنِ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ قُطْبَةَ بْنَ قَتَادَةَ السَّدُوسِيَّ، وَصَالَحَ خَالِدٌ أَهْلَ أُلَّيْسَ [3] عَلَى أَلْفِ دِينَارِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ مِنَ السَّنَةِ، ثُمَّ افْتَتَحَ نَهْرَ الْمَلِكِ [4] ، وَصَالَحَهُ ابْنُ بُقَيْلَةَ صَاحِبُ الْحِيرَةِ عَلَى تِسْعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ سَارَ نَحْوَ أَهْلِ الْأَنْبَارِ فَصَالَحُوهُ [5] . ثُمَّ حَاصَرَ عَيْنَ التَّمْرِ [6] وَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَقَتَلَ وَسَبَى. وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِعَيْنِ التَّمْرِ: (بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ) [7] أَبُو النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأنصار، شهد بدرا والعقبة [8] .   [1] كسكر: بالفتح ثم السكون. كورة واسعة قصبتها واسط بين الكوفة والبصرة. (معجم البلدان 4/ 461) . [2] زندورد: بفتح أوّله، وسكون ثانيه. مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة خربت بعمارة واسط. (معجم البلدان 3/ 154) . [3] في الأصل وغيره «الليس» ، والتصويب عن نسخة دار الكتب، ومعجم البلدان 1/ 248 حيث قال: ألّيس: مصغّر بوزن فلّيس، الموضع الّذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية. [4] نهر الملك: كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى. (معجم البلدان 5/ 324) . [5] تاريخ خليفة- ص 118. [6] عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربيّ الكوفة. (معجم البلدان 4/ 176) . [7] طبقات الخليفة 94 و 190، تاريخ خليفة 78، 79، طبقات ابن سعد 3/ 531، 532، تاريخ الطبري 3/ 22، 23 و 26 و 155 و 221، 222، المحبّر 120 و 233، جمهرة أنساب العرب، 364، مشاهير علماء الأمصار 14 رقم 38، المعرفة والتاريخ 1/ 381 و 3/ 256، 257، الأخبار الموفقيّات 577، 578، أنساب الأشراف 1/ 244 و 379 و 580 و 582 و 584، الاستيعاب 1/ 149، 150، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 261، تاريخ دمشق (تحقيق دهمان) 10/ 148، أسد الغابة 1/ 195، الوافي بالوفيات 10/ 162، 163 رقم 4635، الإصابة 1/ 158 رقم 694، الكامل في التاريخ 2/ 395. [8] طبقات خليفة 94، وطبقات ابن سعد 3/ 531، فتوح الشام للأزدي- ص 70. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 وَقِيلَ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ [1] . وَفِيهَا لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ بِكِتَابَةِ الْقُرْآنَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ يَتَتَبَّعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَاللَّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ [2] ، حَتَّى جَمَعَهُ زَيْدٌ فِي صُحُفٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : وَلَمَّا فَرَغَ خَالِدٌ مِنْ فُتُوحِ مَدَائِنِ كِسْرَى الَّتِي بِالْعِرَاقِ صُلْحًا وَحَرْبًا خَرَجَ لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ مُتَكَتِّمًا بِحَجَّتِهِ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ تَعْتَسِفُ [4] الْبِلَادَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَتَأَتَّى لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَمْ يَتَأَتَّ لِدَلِيلٍ، فَسَارَ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْحِيرَةِ [5] لَمْ يُرَ قَطُّ أَعْجَبُ مِنْهُ وَلَا أَصْعَبُ، فَكَانَتْ غَيْبَتُهُ عَنِ الْجُنْدِ يَسِيرَةً، فَلَمْ يَعْلَمْ بِحَجِّهِ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَفْضَى إِلَيْهِ بِذَلِكَ. فَلَمَّا عَلِمَ أَبُو بَكْرٍ بِحَجِّهِ عَتَبَهُ وَعَنَّفَهُ وَعَاقَبَهُ بِأَنْ صَرَفَهُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا وَافَاهُ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ حَجِّهِ بِالْحِيرَةِ يَأْمُرُهُ بِانْصِرَافِهِ إِلَى الشَّامِ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْ بِهَا مِنْ جُمُوعِ الْمُسْلِمِينَ بِالْيَرْمُوكِ، وَيَقُولُ لَهُ: إِيَّاكَ أَنْ تَعُودَ لِمِثْلِهَا [6] .   [1] الإصابة 1/ 158. [2] أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 8، 11 باب جمع القرآن، وأحمد في المسند 5/ 188، و 189، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 485، والطبراني في المعجم الكبير (4901) ، وابن أبي داود في المصاحف 6 و 9 والعسب: جمع عسيب. وهو جريد النخل إذا نحّي عنه خوصه. وكانوا يكتبون في تلك الأشياء لقلّة القراطيس عندهم في ذلك الوقت. [3] في تاريخ الرسل والملوك 3/ 384. [4] اعتسف الطريق: إذا قطعه دون صوب توخّاه فأصابه. [5] عند الطبري «طرق أهل الجزيرة» . [6] الطبري 3/ 384، 385، الكامل لابن الأثير 2/ 400. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 قُلْتُ: وَإِنَّمَا جَاءَ الْكِتَابُ بِأَنْ يَسِيرَ إِلَى الشَّامِ فِي أَوَائِلِ سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ. [1] [قُلْتُ: سَارَ خَالِدٌ بِجَيْشِهِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَكَادُوا يَهْلِكُونَ عَطَشًا. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَشَارَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ اكْتُبْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَسِيرُ بِمَنْ مَعَهُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مَدَدًا لَهُ، فَلَمَّا أَتَى كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ خَالِدًا قَالَ: هَذَا مِنْ عُمَرَ حَسَدَنِي عَلَى فَتْحِ الْعِرَاقِ وَأَنْ يَكُونَ عَلَى يَدِي، فَأُحِبُّ أَنْ يَجْعَلَنِي مَدَدًا لِعَمْرٍو، فَإِنْ كان فتح كان ذكره له دوني] [2] .   [1] ما بين الحاصرتين من هنا حتى نهاية الصفحة غير موجود في الأصل والمنتقى نسخة أحمد الثالث. وهو في النسختين (ع) و (ح) . [2] وفي فتوح الشام للأزدي- ص 68 أنّ خالدا غضب وشقّ ذلك عليه وقال: «هذا عمل عمر، نفس عليّ أن يفتح الله على يدي العراق» . وانظر تاريخ الطبري 3/ 415، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 131. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: لَمَّا قَفَلَ أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْحَجِّ بَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قِبَلَ فِلَسْطِينَ، وَيَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ وَشُرَحْبِيلَ بْنَ حَسَنَةَ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْلُكُوا عَلَى الْبَلْقَاءِ [1] . وَرَوَى ابْنُ جَرِيرٍ [2] قَالَ: قَالُوا لَمَّا وَجَّهَ أَبُو بَكْرٍ الْجُنُودَ إِلَى الشَّامِ أَوَّلَ سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَأَوَّلُ لِوَاءٍ عَقَدَهُ لِوَاءُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، ثُمَّ عَزَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَسِيرَ خَالِدٌ، وَقِيلَ: بَلْ عَزَلَهُ بَعْدَ أَشْهُرٍ مِنْ مَسِيرِهِ، وَكَتَبَ إِلَى خَالِدٍ فَسَارَ إِلَى الشَّامِ، فَأَغَارَ عَلَى غَسَّانَ بِمَرْجِ رَاهِطٍ [3] ، ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ عَلَى قَنَاةِ بُصْرَى، وَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَصَاحِبَاهُ فَصَالَحُوا أَهْلَ بُصْرَى، فَكَانَتْ أَوَّلَ مَا فُتِحَ مِنْ مَدَائِنِ الشَّامِ [4] ، وَصَالَحَ خَالِدٌ في وجهه ذلك أهل تدمر [5] .   [1] تاريخ خليفة 119 وانظر الطبري 3/ 387، وابن الأثير 2/ 402. [2] في تاريخ الرسل والملوك 3/ 387. [3] مرج راهط: بنواحي دمشق. (معجم البلدان 5/ 101) . [4] تاريخ خليفة 119، والمعرفة والتاريخ 3/ 293، وتاريخ دمشق 1/ 460، والكامل في التاريخ 2/ 409، ونهاية الأرب 19/ 119، وفتوح الشام للأزدي 82، وتاريخ الطبري 3/ 417. [5] تاريخ خليفة 119، وانظر فتوح الشام للأزدي 77. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ثُمَّ سَارُوا جَمِيعًا قِبَلَ فِلَسْطِينَ، فَالْتَقَوْا بِأَجْنَادَيْنَ [1] بَيْنَ الرَّمْلَةِ، وَبَيْتِ جِبْرِينَ [2] ، وَالْأُمَرَاءُ كُلٌّ عَلَى جُنْدِهِ، وَقِيلَ: إِنَّ عَمْرًا كَانَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، وَعَلَى الرُّومِ الْقُبُقْلَارِ [3] فَقُتِلَ، وَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ السَّبْتِ لِثَلَاثٍ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ [4] . فَاسْتُشْهِدَ نُعَيْمُ بْنُ عبد الله بن النّحّام، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأَبَانُ بْنُ سَعِيدٍ [5] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: الثَّبْتُ عِنْدَنَا أَنَّ أَجْنَادَيْنَ كَانَتْ فِي جُمَادَى الْأُولَى، وَبُشِّرَ بِهَا أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ بِآخِرِ رَمَقٍ [6] . وَقَالَ ابْنُ لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنَ عَمْرٌو، وَأَبَانٌ، وَخَالِدُ بَنُو سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَالطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيَّانِ، وَضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي   [1] أجنادين: بالفتح ثم السكون، ونون وألف، وتفتح الدال فتكسر معها النون، فيصير بلفظ التثنية، وتكسر الدال وتفتح الدال بلفظ الجمع. وأكثر أصحاب الحديث يقولون إنه بلفظ التثنية. وهي بين الرملة وبيت جبرين من أرض فلسطين. (الكامل لابن الأثير 2/ 417) . [2] في نسخة دار الكتب «جرش» بدل «جبرين» وهو تحريف. وبيت جبرين بليد بين بيت المقدس وغزّة. (معجم البلدان 1/ 519) . [3] في الأصل وغيره «القيقلان» ، والتصويب من تاريخ خليفة 119، وتاريخ الطبري 3/ 417، والكامل لابن الأثير 2/ 417. و «القبقلار» رتبة عسكرية عند الروم. ويسمّيه الأزدي في «فتوح الشام» - ص 89 «وردان» . [4] تاريخ خليفة 119، فتوح الشام للأزدي 93، تاريخ الطبري 3/ 419، الكامل في التاريخ 2/ 417، وانظر: المعرفة والتاريخ 3/ 295 و 296. [5] تاريخ خليفة 120، وتاريخ الطبري 3/ 418، وفتوح الشام للأزدي 91. [6] وقال الأزدي في فتوح الشام- ص 93 كانت وقعة أجنادين «قبل وفاة أبي بكر رضي الله عنه بأربع وعشرين ليلة» . وانظر تهذيب تاريخ دمشق 1/ 145 حيث ينقل الذهبي عن ابن عساكر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَمُّ عِكْرِمَةَ، وَهَبَّارُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيُّ، وَنُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ، وَصَخْرُ بْنُ نَصْرٍ الْعَدَوِيَّانِ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِ السَّهْمِيُّ، وَتَمِيمٌ، وَسَعِيدٌ ابْنَا الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [1] : قُتِلَ يَوْمَئِذٍ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأُمُّهُ أَرْوَى هِيَ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: بَرَزَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ بَطْرِيقٌ [2] فَبَرَزَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزّبير بن عبد المطّلب بن هاشم، فَقَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ، ثُمَّ بَرَزَ بَطْرِيقٌ آخَرُ فَقَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدَ مُحَارَبَةٍ طَوِيلَةٍ، فَعَزَمَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَنْ لَا يُبَارِزَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَجِدُنِي أَصْبِرُ، فَلَمَّا اخْتَلَطَتِ السُّيُوفُ وُجِدَ مَقْتُولًا [3] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَلَا نَعْلَمُهُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ مِمَّنْ ثَبَتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ [4] . وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ: الْحَارِثُ بْنُ أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ [5] ،   [1] الطبقات 3/ 124 وانظر تاريخ الطبري 3/ 402. [2] بطريق: بفتح أوله وسكون ثانيه. الصيغة المعرّبة للكلمة اللّاتينية: باتريكيوس Patricius وقد أنشأ هذه الرتبة الإمبراطور قسطنطين (306- 337 م.) . وهي رتبة لا تتّصل بأيّ وظيفة، وكانت تمنح لمن يؤدّي للدولة خدمات جليلة. وقد جرى الاصطلاح على أنها تدلّ على القائد عند البيزنطيّين كالمصطلحات الأخرى: «دمستق «Domesticus و «دوقس) «Dux دائرة المعارف الإسلامية 7/ 313) . [3] قال الحافظ في سير أعلام النبلاء 3/ 382: «فلما اختلطت السيوف وجد في ربضة من الروم عشرة مقتولا، وهم حوله، وقائم السيف في يده قد غري، وإنّ في وجهه لثلاثين ضربة» . وغري بمعنى: لزق. [4] انظر عنه: الاستيعاب 3/ 904، 905، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 396، أسد الغابة 3/ 241، سير أعلام النبلاء 3/ 381- 383 رقم 55، البداية والنهاية 8/ 238، 239 و 332، الوافي بالوفيات 17/ 172 رقم 158، العقد الثمين 5/ 140، الإصابة 2/ 308. [5] ذكر وفاته في أجنادين ابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 287. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ [1] بن أَبِي طلحة الْعَبْدَرِيُّ [2] . كَذَا قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [3] . وَقْعَةُ مَرْجِ الصُّفَّرِ [4] قَالَ خَلِيفَةُ [5] : كَانَتْ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى، وَالْأَمِيرُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ [6] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَعَلَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ قَلْقَطٌّ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً وَانْهَزَمُوا [7] . وَرَوَى خَلِيفَةُ [8] ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مَرْجِ الصُّفَّرِ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَيُقَالُ أَخُوهُ عَمْرٌو قُتِلَ أَيْضًا، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ [9] ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وأبان بن سعيد يومئذ بخلف.   [1] ذكره ابن جرير في المنتخب من ذيل المذيّل- ص 556 وقال إنّه هاجر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هدنة الحديبيّة في صفر سنة ثمان. وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 92، 93 وقال انه مات في أول خلافة معاوية سنة ثنتين وأربعين، وقيل إنه قتل يوم أجنادين. [2] هنا في نسخة أحمد الثالث من المنتقى أسماء مقحمة، موضعها في النّصّ التالي. [3] لم أجد هذا القول في تاريخ ابن جرير الطبري ولا في المنتخب من الذيل. ولا أدري لماذا كرّر الحافظ ذكر ابن جرير في أوّل النصّ وآخره. ويراجع فهرس الأعلام في التاريخ، فبالنسبة للحارث بن أوس العتكيّ غير موجود في الفهرس، أمّا عثمان بن أبي طلحة فهو مذكور في الجزء 3/ 29 و 31. [4] مرج الصّفّر: بالضم وتشديد الفاء. قرب دمشق. (معجم البلدان 5/ 101) . [5] في تاريخه- ص 120. [6] في الأصل، وطبعة القدسي 3/ 56 «الوليد» ، والتصويب من تاريخ خليفة ومعجم البلدان. ومما سيأتي بعد قليل. [7] تاريخ خليفة 120. [8] في تاريخه- ص 120. [9] قال ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 34 الفضل بن العباس قيل إنه توفي في هذه السنة، والصحيح أنه تأخّر إلى سنة ثماني عشرة. وسيأتي في هذا الجزء ما يؤيّد ذلك. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ يَوْمَئِذٍ نُمَيْلَةُ بْنُ عُثْمَانَ اللَّيْثِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ سَلَامَةَ الْأَشْهَلِيُّ، وَسَالِمُ بْنُ أَسْلَمَ الْأَشْهَلِيُّ. وَقِيلَ: إِنَّ وَقْعَةَ مَرْجِ الصُّفَّرِ كَانَتْ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ [1] ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الْتَقَوْا عَلَى النَّهْرِ عِنْدَ الطَّاحُونَةِ، فَقُتِلَتِ الرُّومُ يَوْمَئِذٍ حَتَّى جَرَى النَّهْرُ وَطُحِنَتْ طَاحُونَتُهَا بِدِمَائِهِمْ فَأُنْزِلَ النَّصْرُ. وَقَتَلَتْ يَوْمَئِذٍ أُمُّ حَكِيمٍ سَبْعَةً مِنَ الرُّومِ بِعَمُودِ فُسْطَاطِهَا [2] ، وَكَانَتْ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ [3] ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: فَلَمْ تُقِمْ مَعَهُ إِلَّا سَبْعَةَ أَيَّامٍ عِنْدَ قَنْطَرَةِ أُمِّ حَكِيمٍ بِالصُّفَّرِ [4] ، وَهِيَ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا فِيمَا قِيلَ عَمْرٌو. وَقْعَةُ فِحْلٍ [5] قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوةَ قَالَ: كَانَتْ وَقْعَةُ فِحْلٍ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ [6] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ [7] : شَهِدْنَا أَجْنَادَيْنَ ونحن يومئذ عشرون   [1] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 145. [2] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 145، طبقات ابن سعد 4/ 98، 99. [3] قتل عنها بأجنادين. (الاستيعاب 4/ 444) . [4] طبقات ابن سعد 4/ 99، الاستيعاب 4/ 444. [5] فحل: بكسر أوّله وسكون ثانيه. اسم موضع بالشام. (معجم البلدان 4/ 237) من الأردن. (تهذيب تاريخ دمشق 1/ 145) . [6] تاريخ خليفة- ص 120، المعرفة والتاريخ 3/ 293 و 295. [7] في تاريخ دمشق أن القائل هو عمرو بن العاص. (التهذيب 1/ 145) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 أَلْفًا، وَعَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، فَفَاءَتْ فِئَةٌ إِلَى فِحْلٍ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ عَمْرٌو فِي الْجَيْشِ فَنَفَاهُمْ عَنْ فحل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 خِلَافَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِيهَا تُوُفِّيَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لِثَمانٍ بَقَيْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ [1] ، وَعَهِدَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ إِلَى عُمَرَ، وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا. فَأَوَّلُ مَا فَعَلَ عُمَرُ عَزَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَنْ إِمْرَةِ أُمَرَاءِ الشَّامِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ [2] ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِعَهْدِهِ [3] ، ثُمَّ بَعَثَ جَيْشًا مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْعِرَاقِ أَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدِ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ وَالِدَ الْمُخْتَارِ الْكَذَّابِ [4] ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ، فالتقى مع أهل العراق كما سيأتي [5] .   [1] تاريخ خليفة- ص 121، نهاية الأرب 19/ 128. [2] المعرفة والتاريخ 3/ 296، تاريخ خليفة 122. [3] فتوح الشام للأزدي 98. [4] تاريخ خليفة 124. [5] في حاشية النسخة (ح) : «بلغ مطالعة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 الْمُتَوَفَّوْنَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى الْحُرُوفِ (أَبَانُ بن سعيد بن العاص) [1] بن أمية الأموي أَبُو الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي أُحَيْحَةَ، لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ يَتَّجِرُ إِلَى الشَّامِ، وَتَأَخَّرَ إِسْلَامُهُ، وَهُوَ الَّذِي أَجَارَ عُثْمَانَ يَوْمَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ حِينَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مَكَّةَ، فَتَلَقَّاهُ أَبَانٌ هَذَا وَهُوَ يَقُولُ: أَقْبِلْ وَأَسْهِلْ وَلَا تَخَفْ أَحَدًا ... بَنُو سَعِيدٍ أَعِزَّةُ الْبَلَدِ [2] فَلَمَّا قَدِمَ أَخَوَاهُ مِنْ هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ، خالد وعمرو، أرسلا إليه إلى مَكَّةَ يَدْعُوَانِهِ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَجَابَهُمَا، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ مسلما، ثمّ خرج الإخوة الثلاثة   [1] نسب قريش 174، 175، طبقات خليفة 298، تاريخ خليفة 120 و 131، التاريخ الكبير 1/ 450 رقم 1439، التاريخ الصغير 1/ 35 و 52، الجرح والتعديل 2/ 295 رقم 1083، تاريخ الطبري 3/ 572، الأخبار الموفقيات 333، المعجم الكبير للطبراني 1/ 231 رقم 38، أنساب الأشراف 1/ 142 و 368 و 529 و 532، المحبّر 126 و 235، جمهرة أنساب العرب 81، 82، مشاهير علماء الأمصار 19 رقم 70، الاستيعاب 1/ 119، أسد الغابة 1/ 46- 48، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 127- 133، سير أعلام النبلاء 1/ 261 رقم 49، الوافي بالوفيات 5/ 299 رقم 2357، معجم بني أميّة 4 و 81، الإصابة 1/ 16، الكامل في التاريخ 2/ 414. [2] في الاستيعاب «أقبل وأدبر» ، وفي الإصابة «أسبل وأقبل» ، وفيهما «الحرم» بدل «البلد» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق «أقبل وأسبل» ، وفي سير أعلام النبلاء «أقبل وأنسل» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ. وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، ثُمَّ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنَ عَلَى الْأَصَحِّ. (أَنَسَةُ [1] مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ. رَوَى الْوَاقِدِيُّ بِإِسْنَادِهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ [2] وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: رَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ يُثْبِتُونَ أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ بِبَدْرٍ، وَأَنَّهُ قَدْ شَهِدَ أُحُدًا وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانًا [3] . وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: مَاتَ أَنَسَةُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ [4] ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا مِسْرَحٍ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ أَنَسَةَ كَانَ يَأْذَنُ لِلنَّاسِ عَلَى النَّبِيِّ [5] . (الْحَارِثُ بْنُ [6] أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ) [7] قُتِلَ بِأَجْنَادَيْنَ. وَقَدْ أَسْلَمَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ. (تَمِيمُ [8] بْنُ الْحَارِثِ بن قيس [9] ، وأخوه سعيد) [10] قتلا بأجنادين،   [1] تاريخ خليفة 99، المحبّر 128 و 258 و 288، المعجم الكبير للطبراني 1/ 269 رقم 52، الاستيعاب 1/ 113، 114، أسد الغابة 1/ 132، الوافي بالوفيات 9/ 424 رقم 4359، الإصابة 1/ 75 رقم 287، وفي العقد الفريد 2/ 195 «أبو أنسة» ، أنساب الأشراف 1/ 289 و 296 و 478، طبقات ابن سعد 3/ 48، 49. [2] ابن سعد 3/ 48. [3] الاستيعاب 1/ 114، أنساب الأشراف 1/ 296 و 478، ابن سعد 3/ 48. [4] الاستيعاب 1/ 114، الوافي بالوفيات 9/ 424، أنساب الأشراف 1/ 478. [5] المعجم الكبير للطبراني 1/ 269 رقم 779، المحبّر 258، أنساب الأشراف 1/ 478، ابن سعد 3/ 49. [6] هذه الترجمة مؤخّرة في النسخة (ح) عن التي بعدها، وهو الصواب. [7] الاستيعاب 1/ 287، أنساب الأشراف 1/ 329، أسد الغابة 1/ 316، 317. [8] قيل اسمه «نمير» وقيل «بشر» . (انظر تاريخ دمشق بتحقيق دهمان 10/ 485) . [9] الاستيعاب 1/ 183، فتوح البلدان 1/ 135، أنساب الأشراف 1/ 215، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 361، أسد الغابة 1/ 216، الإصابة 1/ 184 رقم 840. [10] أنساب الأشراف 1/ 215، فتوح البلدان 1/ 135، الاستيعاب 2/ 8، الإصابة 2/ 44، 45 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 وَهُمَا مِنْ بَنِي سَهْمٍ، لَهُمَا صُحْبَةٌ، وَلِلْحَارِثِ الَّذِي قَبْلَهُمَا، وَهُمْ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ. خَالِدُ بن سعد بن العاص [1] ابن أُمَيَّةَ، أَبُو سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، مِنَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ. فَعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِهِ قَالَتْ: «كَانَ أَبِي خامسا في الإسلام، وهاجر إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَقَامَ بِهَا بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَوَلَدْتُ أَنَا بِهَا» [2] . وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْهَا قَالَتْ: أَبِي أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ (بسم الله الرحمن الرحيم) .   [ () ] رقم 3251، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 125، أسد الغابة 2/ 304، تاريخ الطبري 3/ 572، تاريخ خليفة 131، الكامل في التاريخ 2/ 414 وفيه تحرّفت «الحرث» إلى «الحرب» . [1] طبقات ابن سعد 4/ 94- 100، نسب قريش 174، 175، طبقات خليفة 11 و 298، تاريخ خليفة 97 و 120 و 201، التاريخ الكبير 3/ 152 رقم 522، أخبار مكة للأزرقي 1/ 127، التاريخ الصغير 1/ 2، 4، 34، 35، المعارف 296، الجرح والتعديل 3/ 334 رقم 1500، فتوح البلدان 1/ 82 و 122 و 125 و 128 و 129 و 141 و 142، أنساب الأشراف 1/ 199، 220، و 366 و 439 و 529 و 532 و 588، جمهرة أنساب العرب 81، المحبّر 89 و 126 و 409، الأخبار الموفقيّات 333 و 594، مشاهير علماء الأمصار 33 رقم 172، الاستيعاب 1/ 399- 403، العقد الفريد 4/ 158 و 161 و 168، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم 410، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 235) ، الخراج وصناعة الكتابة 275 و 284، 285، ثمار القلوب 622، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 48- 55، أسد الغابة 2/ 97، الزيارات 12، التذكرة الحمدونية 2/ 468، سير أعلام النبلاء 1/ 259، 260 رقم 48، البداية والنهاية 7/ 377، العقد الثمين 4/ 265، الوافي بالوفيات 13/ 252- 253 رقم 309، الوزراء والكتّاب 12، المستدرك 3/ 248- 251، تاريخ ثغر عدن 2/ 67 رقم 93، البدء والتاريخ 5/ 95، رسائل ابن حزم 3/ 199، المغازي النبويّة للزهري 96 و 151. المستطرف 1/ 125، الوفيات لابن قنفذ 45، الإصابة 1/ 406- 407 رقم 2167، كنز العمّال 13/ 377، شذرات الذهب 1/ 30، تتمّة طبقات المالكية لابن مخلوف 81، خلاصة تذهيب التهذيب 1/ 278 رقم 1765، تاريخ الخميس 2/ 21، البدء والتاريخ 5/ 95، 96. [2] طبقات ابن سعد 4/ 94. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 وَجَاءَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى صَنْعَاءَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَمَّرَهُ عَلَى بَعْضِ الْجَيْشِ فِي فُتُوحِ الشَّامِ. فَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّهُ قَتَلَ مُشْرِكًا ثُمَّ لَبَسَ سَلْبَهُ دِيبَاجًا أَوْ حَرِيرًا، فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ وَهُوَ مَعَ عَمْرٍو فَقَالَ: مَا تَنْظُرُونَ! مَن شَاءَ فَلْيَعْمَلْ مِثْلَ عَمَلِ خَالِدٍ، ثُمَّ يَلْبَسُ لِبَاسَهُ [1] . وَيُرْوَى أَنَّ الَّذِي قَتَلَ خَالِدًا أَسْلَمَ وَقَالَ: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ لَهُ نُورًا سَاطِعًا إِلَى السَّمَاءِ. وقيل: كان خالد وَسِيمًا جَمِيلًا، قُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنَ. (سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ) [2] سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، تُوُفِّيَ فِيهَا فِي قَوْلٍ، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا قَالَ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَابْنُ سِيرِينَ وَغَيْرَهُمَا: إِنَّ سَعْدًا قَسَّمَ مَالَهُ وخرج إلى   [1] ابن سعد 4/ 99. [2] مسند أحمد 5/ 284 و 6/ 7، طبقات ابن سعد 3/ 613- 617، نسب قريش 200، طبقات خليفة 97، تاريخ خليفة 117 و 135، التاريخ الكبير 4/ 44 رقم 1911، التاريخ الصغير 1/ 39، المعارف 259، الجرح والتعديل 4/ 88 رقم 382، المستدرك 3/ 252- 254، فتوح البلدان 3/ 583، أنساب الأشراف 1/ 177 و 250 و 252 و 254 و 255 و 267 و 287 و 288 و 314 و 317 و 346 و 463 و 469 و 473 و 487 و 512 و 521 و 523 و 580 و 581 و 582 و 583 و 589، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 263) ، جمهرة أنساب العرب 365، العقد الفريد 2/ 34 و 4/ 257، و 259، 260، الاستيعاب 2/ 35- 41، المعرفة والتاريخ 1/ 294، مشاهير علماء الأمصار 10 رقم 20، المحبّر 233 و 269 و 271 و 273 و 277 و 423، الأخبار الموفقيات 579 و 591، المعجم الكبير للطبراني 6/ 17- 29 رقم 527، البدء والتاريخ 5/ 115، التذكرة الحمدونية 2/ 102 رقم 205، الاستبصار 93- 97، أسد الغابة 2/ 356، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 212، 213 رقم 204، تهذيب الكمال 1/ 474، دول الإسلام 1/ 15، الكاشف 1/ 278 رقم 1851، المعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 46، تلخيص المستدرك 3/ 252- 254، العبر 1/ 19، سير أعلام النبلاء 1/ 270- 279 رقم 55، الزيارات 12، مرآة الجنان 1/ 71، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 86- 93، الوافي بالوفيات 15/ 150- 152 رقم 203، تهذيب التهذيب 3/ 475، 476 رقم 883، تقريب التهذيب 1/ 288 رقم 90، الإصابة 2/ 30 رقم 3173، البداية والنهاية 7/ 33، خلاصة تذهيب التهذيب 134، كنز العمال 13/ 404، شذرات الذهب 1/ 28، البدء والتاريخ 5/ 115. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 الشَّامِ فَمَاتَ، وَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِلَى ابْنِهِ قَيْسٍ فَقَالَا: إِنَّ سَعْدًا يَرْحَمُهُ اللَّهُ تُوُفِّيَ وَأَنَّا نَرَى أَنْ تَرُدُّوا عَلَى هَذَا الْوَلَدِ، فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ شَيْئًا صَنَعَهُ سَعْدٌ وَلَكِنَّ نَصِيبِي لَهُ [1] . (سَلَمَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ) [2] أَبُو هَاشِمٍ الْمَخْزُومِيُّ أَخُو أَبِي جَهْلٍ. كَانَ قَدِيمُ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَدْعُو لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُنُوتِ [3] ، وَكَانَ قَدْ رَجَعَ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى مَكَّةَ فَحَبَسَهُ أَبُو جَهْلٍ وَأَجَاعَهُ ثُمَّ انْسَلَّ فَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ [4] . اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنَ [5] . (السَّائِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ) [6] بْنِ عَدِيٍّ السَّهْمِيُّ. مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ هُوَ وَإِخْوَتُهُ. قُتِلَ يَوْمَ فِحْلٍ [7] . (ضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ الْأَسَدِيُّ) [8] ، لَهُ صُحْبَةٌ. كَانَ من أبطال الأعراب وفرسانهم.   [1] انظر التذكرة الحمدونية 2/ 102. [2] طبقات ابن سعد 4/ 130، 131، الجرح والتعديل 4/ 176 رقم 765، فتوح البلدان 1/ 135، تاريخ أبي زرعة 1/ 217، المستدرك 3/ 251، 252، المحبّر 97، أنساب الأشراف 1/ 197 و 208 و 210 و 460، تاريخ الطبري 3/ 42 و 169 و 402 و 418، مشاهير علماء الأمصار 35 رقم 197، الاستيعاب 2/ 85، 86، أسد الغابة 2/ 341، تلخيص المستدرك 3/ 251، البداية والنهاية 7/ 33، 34، الوافي بالوفيات 15/ 317 رقم 442، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 234، الإصابة 2/ 68، 69 رقم 3403. [3] انظر في ذلك طبقات ابن سعد 4/ 130. [4] ابن سعد 4/ 130. [5] هذه الترجمة أثبتها المؤلّف في الحاشية، وأثبتها ابن الملّا في متن المنتقى. [6] طبقات ابن سعد 4/ 195، تاريخ خليفة 91، الاستيعاب 2/ 102، الجرح والتعديل 4/ 242 رقم 1035، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 61، الوافي بالوفيات 15/ 101، 102 رقم 142، الإصابة 2/ 8، 9 رقم 3058. [7] طبقات ابن سعد 4/ 195، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 61. [8] طبقات خليفة 35 و 128، جمهرة أنساب العرب 193، الخراج وصناعة الكتابة 36، المحبّر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 مَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْلِبُ فَقَالَ: «دَعْ دَاعِي اللَّبَنِ» [1] . قَالَهُ الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْهُ. وَقِيلَ: إِنَّمَا اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ، وَكَانَ عَلَى مَيْسَرَةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ بُصْرَى، وَشَهِدَ حُرُوبًا وَفُتُوحًا كَثِيرَةً، وَنَزَلَ الْجَزِيرَةَ وَمَاتَ بِهَا. وَأَمَّا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَعُرْوَةُ فَذَكَرَا أَنَّهُ قُتِلَ بِأَجْنَادَيْنَ. (طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرِ) [2] بْنِ وهب بن كثير [3] بن عبد بن قصيّ القرشيّ العبديّ.   [87، 88،) ] المعرفة والتاريخ 2/ 654، الجرح والتعديل 4/ 464، 465 رقم 2043، التاريخ الكبير 4/ 338، 339 رقم 3050، فتوح البلدان 1/ 117 و 300 و 317، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 164 رقم 958، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 293) ، المستدرك 3/ 237، 238 و 620، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 33، 34، تجريد أسماء الصحابة 1/ 271، تلخيص المستدرك 3/ 237 و 620، الاستيعاب 2/ 211، 212، البداية والنهاية 7/ 34، الوافي بالوفيات 16/ 362، 363 رقم 394، طبقات ابن سعد 6/ 25، نسب قريش 321، المعجم الكبير للطبراني 8/ 353، أسد الغابة 3/ 39، الإصابة 2/ 208 رقم 4172، خزانة الأدب 2/ 8، فتوح الشام للأزدي 81، تعجيل المنفعة 195، 196 رقم 484. [1] أخرجه الدارميّ في الأضاحي، باب 35، وأحمد في المسند 4/ 76، والحاكم في المستدرك 3/ 237، 620 ومن طريق ابن المبارك، عن الأعمش عن يعقوب بن بحير، عن ضرار بن الأزور رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم بلقوح من أهلي، فقال لي: «أحلبها» ، فذهبت لأجهدها، فقال: «لا تجهدها دع داعي اللبن» . صحيح الإسناد ولا يحفظ لضرار عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم غير هذا. ورواه من طريق سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن سنان، عن ضرار بن الأزور رضي الله عنه قال: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأنا أحلب فقال: «دع داعي اللبن» . [2] طبقات ابن سعد 3/ 123، 124، المحبّر 72 و 173 و 406، أنساب الأشراف 1/ 88 و 177 و 147 و 202، فتوح البلدان 1/ 135، جمهرة أنساب العرب 128، الجرح والتعديل 4/ 499، 500 رقم 2200، تاريخ الطبري 3/ 402، الاستيعاب 2/ 227، 228، المستدرك 3/ 239، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 92، 93، الكامل في التاريخ 2/ 414 و 418، تلخيص المستدرك 3/ 239، البداية والنهاية 7/ 34، الوافي بالوفيات 16/ 493، 494 رقم 540، حذف من نسب قريش 59، أسد الغابة 3/ 65، العقد الثمين 5/ 73، الإصابة 2/ 233 رقم 4288. [3] في طبعة القدسي 3/ 60 «كبير» والتصويب من: طبقات ابن سعد 3/ 3/ 123، والجرح الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 وَأُمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ [1] ، يُقَالُ شَهِدَ بَدْرًا. قَالَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالزُّبَيْرُ. وَقَدْ هَاجَرَ الْهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ إِلَى الْحَبَشَةِ [2] . قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: هُوَ أَوَّلُ مُنْ دَمَّى مُشْرِكًا فَقِيلَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ طُلَيْبٌ لِحَى جَمَلٍ فَشَجَّ أَبَا جَهْلٍ بِهِ [3] . اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أَجْنَادَيْنَ وَقَدْ شَاخَ [4] . وَقَدِ انْقَرَضَ وَلَدُ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ [5] بْنُ كِلَابٍ، وَآخِرُ من بقي منهم لم يكن له مَنْ يَرِثُهُ مِنْ بَنِي عَبْدٍ، فورثه عبد الصّمد بن عليّ العبّاسيّ،   [ () ] والتعديل 4/ 499، والمستدرك 3/ 239، والبداية والنهاية 7/ 34، وفي الاستيعاب 2/ 227، والإصابة 2/ 233 «ابن أبي كثير» . [1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 92. [2] قال ابن سعد: قالوا: وكان طليب بن عمير من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية، ذكروه جميعا: موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وأبو معشر، ومحمد بن عمر، وأجمعوا على ذلك» . (3/ 123) .. «وشهد طليب بدرا في رواية محمد بن عمر وثبّت ذلك ولم يذكره موسى بن عقبة، ومحمد بن إسحاق، وأبو معشر ممّن شهد بدرا» . (3/ 123، 124) . [3] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 93 وقد نقل ابن عساكر الرواية عن ابن سعد، وهي ليست في المطبوع من ترجمة طليب. وانظر جمهرة أنساب العرب 128، ويقال إن طليب أول من أهراق دما في سبيل الله، وقيل: بل سعد بن أبي وقّاص. (الاستيعاب 2/ 228) وقيل إنّ طليب دمّى «عوف بن صبرة السّهميّ» ، وليس أبا جهل. (الوافي بالوفيات 16/ 493، والإصابة 2/ 233) . [4] أكثر الروايات تؤكّد أنّه استشهد وله خمسة وثلاثون عاما. (ابن سعد 3/ 124، الحاكم في المستدرك 3/ 239، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 93، الوافي بالوفيات 16/ 494) وهذا ينقض قول المؤلّف، وقول الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 34 أنه استشهد وقد شاخ. [5] في المنتقى نسخة أحمد الثالث «عبد قصيّ» ، وهو وهم، والتصويب من الأصل وجمهرة أنساب العرب 128 وغيره من مصادر ترجمته. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 وعبيد الله بْن عروة بْن الزُّبَيْر بالقعدد [1] إلى قصي، وهما سواء [2] . (عبد الله بْن الزُّبَيْر) [3] بْن عبد المطلب بْن هاشم الهاشمي. قتل يوم أَجنادين، ووجدوا حوله عُصْبة من الروم قتلهم، ثُمَّ أثخنته الجراح فمات. وكان أحد الأبطال. فعن الواقِديّ قَالَ: أول من قُتِل من الروم يوم أَجْنَادِينَ بطريق بَرَز وهو مُعَلَّم، فبرز إليه عبد الله بْن الزُّبَيْر فقتله، ولم يعرض لسلبه، ثُمَّ برز آخر فبرز إليه عبد الله فاقتتلا بالرمحين، ثُمَّ بالسيفين، فحمل عليه عبد الله بالسيف فضربه على عاتقه، وذكر الحديث. فلما فرغوا وجد عبد الله وحوله عشرة من الروم قتلى وهو مقتول بينهم. وعاش نحو ثلاثين سنة [4] . (عبد الله بن عمرو الدّوسيّ) [5] استشهد بأجنادين. مجهول، وذكره   [1] بالقعدد: بضم القاف وسكون العين وضمّ الدال المهملة، أي بقربهم إلى الجدّ الأعلى قصيّ. يقال رجل قعدد: قريب الآباء من الجدّ الأكبر. ويقال: هو أقعدهم أي أقربهم إلى الجدّ الأكبر. (تاج العروس- ج 6/ 49، 50) ويقال: ورث المال بالقعدى، كبشرى، أي بالقعدد. (6/ 61) . [2] جمهرة أنساب العرب لابن حزم 128. [3] هو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. انظر عنه: المعارف 120، وفتوح البلدان 1/ 135، والاستيعاب 2/ 299، 300، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 396، والكامل في التاريخ 2/ 418، وأسد الغابة 3/ 241، وسير أعلام النبلاء 3/ 381- 383 رقم 55، والبداية والنهاية 7/ 34، والوافي بالوفيات 17/ 172 رقم 158، والعقد الثمين 5/ 140، والإصابة 2/ 308 رقم 4681. وقد وهم محقّق سير أعلام النبلاء فأشار إلى موضع ترجمة عبد الله بن الزبير بن العوّام بدلا منه. (انظر السير 3/ 382 بالحاشية) . [4] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 399، الاستيعاب 2/ 300، الكامل في التاريخ 2/ 418. [5] هو حفيد الطفيل بن عمرو الملقّب بذي النّور، وقد مرّ في المتوفّين سنة 12 هـ. انظر عنه: فتوح الشام للأزدي 92، والاستيعاب 2/ 359، والكامل في التاريخ 2/ 418 وفيه «عبد الله بن الطفيل» بإسقاط «عمرو» ، والبداية والنهاية 7/ 34، وقال: «وليس هذا الرجل معروفا» ، والوافي بالوفيات 17/ 225 رقم 209 وفيه أيضا «عبد الله بن الطفيل» ، وفيه خلط بينه وبين جدّه الطفيل في تلقيبه بذي النور، والإصابة 2/ 351 رقم 4876 وفيه: «عبد الله بن عمرو بن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 ابن سعد [1] . (عثمان بْن طلحة الحجبي) [2] وهم من قَالَ: إنه قُتِل بأجنادين، بقي إلى بعد الأربعين. (عَتّاب بْن أسِيد) [3] بْن أبي العيص بْن أُمَيَّة الأموي أَبُو عبد الرحمن. أمير مكة.   [ () ] الطفيل الأزدي ثم الأوسي ... » وهو وهم، والصحيح: «الدّوسي» . [1] لم أجده في المطبوع من طبقات ابن سعد. [2] الحجبي: بفتح الحاء والجيم وكسر الباء. نسبة إلى حجابة بيت الله المحرّم، وهم جماعة من عبد الدار، وإليهم حجابة الكعبة ومفتاحها. (اللباب 1/ 342) . انظر عنه: طبقات ابن سعد 5/ 448، نسب قريش 251 و 409، أخبار مكة للأزرقي 1/ 111 و 114 و 169 و 223 و 265 و 272 و 315، طبقات خليفة 14 و 277، تاريخ خليفة 205، أنساب الأشراف 1/ 54، فتوح البلدان 1/ 93، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 292، مسند أحمد 3/ 410، المعارف 70 و 267 و 575، التاريخ الكبير 6/ 229، 230 رقم 2253، الاستيعاب 3/ 92، 93، الجرح والتعديل 6/ 155 رقم 851، تاريخ الطبري 3/ 2 و 31، المنتخب من ذيل المذيّل 556، مشاهير علماء الأمصار 27 رقم 130، جمهرة أنساب العرب 127، المعرفة والتاريخ 1/ 272، المعجم الكبير للطبراني 9/ 53- 55 رقم 769، المستدرك 3/ 428، 429، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 352، أسد الغابة 3/ 372، الكامل في التاريخ 3/ 169، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ج 1/ 320، 392، تهذيب الكمال 2/ 912، سير أعلام النبلاء 3/ 10- 12 رقم 2، الكاشف 2/ 219 رقم 3760، تلخيص المستدرك 3/ 428، 429، البداية والنهاية 8/ 23، العقد الثمين 6/ 21، شفاء الغرام للقاضي المكّي. (بتحقيقنا) ج 1/ 209 و 225 و 226 و 227 و 229 و 233 و 234 و 239 و 240 و 248 و 249 و 252 و 254 و 254 و 398 وج 2/ 140 و 143 و 189 190 و 236 و 237 و 238 و 239 و 240 و 241 و 242 و 246، الإصابة 2/ 460 رقم 5440، تهذيب التهذيب 7/ 124 رقم 267، تقريب التهذيب 2/ 10 رقم 75، خلاصة تذهيب التهذيب 220. [3] أسيد: بفتح أوله. انظر عنه: طبقات ابن سعد 5/ 446، طبقات خليفة 11 و 277، تاريخ خليفة 87 و 88 و 92 و 97 و 117 و 123، المحبّر 11 و 12 و 126 و 127 و 258، فتوح البلدان 1/ 46 و 63 و 66، أنساب الأشراف 1/ 303 و 304 و 364 و 365 و 368 و 529، نسب قريش 187 و 312 و 418، أخبار مكة للأزرقي 1/ 285 و 2/ 151 و 153، التاريخ الكبير 7/ 54 رقم 244، المعارف 73 و 91 و 163 و 283، الأخبار الموفقيّات 333، تاريخ الطبري 3/ 73 و 94 و 318 و 319 و 322 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 أسلم يوم الفتح فاستعمله النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مكة [1] . أرسل عنه سعيد بْن المسيب حديثًا خرجوه في السنن [2] . وأقره أَبُو بكر على مكة فَتُوُفِّيَ بها فيما قيل يوم وفاة أبي بكر الصِّدِّيق، ومات شابّا. عكرمة بن أبي جهل [3] أبو عثمان القرشيّ المخزوميّ.   [ () ] و 342 و 419 و 427 و 479 و 597 و 623 و 4/ 39 و 94 و 160، المستدرك 3/ 594، 595، جمهرة أنساب العرب 113 و 145 و 166، المعجم الكبير 17/ 161، 162، العقد الفريد 6/ 158، ربيع الأبرار 4/ 338، عيون الأخبار 1/ 230 و 2/ 55، الخراج وصناعة الكتابة 266، الاستيعاب 3/ 153، 154، ثمار القلوب 12 و 519، الجرح والتعديل 7/ 11 رقم 46، مشاهير علماء الأمصار 30 رقم 155، الزيارات 94، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 318، 319، رقم 386، الكاشف 2/ 212، 213 رقم 3706، تلخيص المستدرك 3/ 594، 595، البداية والنهاية 7/ 34، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 90 و 125 و 138 و 2/ 243 و 244 و 245 و 246 و 247 و 251 و 252 و 253 و 254 و 257، تهذيب التهذيب 7/ 89، 90 رقم 191، تقريب التهذيب 2/ 3 رقم 1، الإصابة 2/ 451 رقم 5391، خلاصة تهذيب التهذيب 257، الوفيات لابن قنفذ 41، البدء والتاريخ 5/ 107. [1] نسب قريش 187، المحبّر 126 و 127. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 595 من طريق خالد بن نزار الأيلي، عن محمد بن صالح التمّار، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيّب، عن عتّاب بن أسيد رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال في زكاة الكروم أنّها تخرص كما تخرص النخل ثم تؤدّى زكاته زبيبا كما تؤدّى زكاة النخل تمرا. [3] طبقات ابن سعد 5/ 444، 445، الأخبار الموفقيّات 583، 584، أخبار مكة للأزرقي 1/ 52 و 123 و 134، فتوح البلدان 1/ 92، 93، 121، 135، 141، أنساب الأشراف 1/ 296 و 303 و 312 و 316 و 318 و 319 و 329 و 330 و 333 و 354 و 356 و 456، المعارف 334 و 399، الخراج وصناعة الكتابة 276، 277، ثمار القلوب 21 و 76، تاريخ خليفة 60 و 61 و 92 و 116 و 120 و 123 و 131، الجرح والتعديل 7/ 6، 7 رقم 31، فتوح الشام للأزدي 46، 47، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 339) ، المنتخب من ذيل المذيّل 501، 502، التاريخ الكبير 7/ 48 رقم 217، مشاهير علماء الأمصار 33 رقم 174، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 أبي الحكم عمرو بْن هشام بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر [1] بْن مخزوم كان من رءوس الجاهلية كأبيه، ثُمَّ أسلم وحسن أسلامه. قَالَ ابن أبي مُلَيْكَةَ: كَانَ عِكْرِمَةُ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ قَالَ: لَا وَالَّذِي نَجَّانِي يَوْمَ بَدْرٍ [2] . أَسْلَمَ بعد الْفَتْحِ [3] ، وَقَدِمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» [4] . وَاسْتَعْمَلَهُ الصِّدِّيقُ عَلَى عُمَانَ حِينَ ارْتَدُّوا، فَقَاتَلَهُمْ، فَأَظْفَرَهُ اللَّهُ بِهِمْ [5] ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا، فَكَانَ أميرا على بعض الكراديس.   [ () ] مقدمة مسند بقيّ بن مخلد 150 رقم 784، عيون الأخبار 1/ 339، 340، العقد الفريد 1/ 148 و 2/ 393، المعجم الكبير للطبراني 17/ 371- 374، الاستيعاب 3/ 148- 151، المستدرك 3/ 241- 243، التاريخ الصغير 1/ 35 و 39 و 49، الزيارات 34، تهذيب الكمال 2/ 950، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 338- 340 رقم 419، تجريد أسماء الصحابة 1/ 387، المعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 93، الكاشف 2/ 240 رقم 3919، تلخيص المستدرك 3/ 241- 243، العبر 1/ 18، سير أعلام النبلاء 1/ 323، 324 رقم 66، أسد الغابة 4/ 70، العقد الثمين 6/ 119- 123، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 55 و 57 و 70 و 79 و 270 و 324 و 2/ 179 و 185 و 186 و 188 و 222 و 229 و 447، مجمع الزوائد 9/ 385، البداية والنهاية 7/ 34، الإصابة 2/ 496، 497 رقم 5638، تهذيب التهذيب 7/ 257، 258 رقم 469، تقريب التهذيب 2/ 29 رقم 271، خلاصة تذهيب التهذيب 270، كنز العمال 13/ 540، شذرات الذهب 1/ 27، 28، الوفيات لابن قنفذ 43. [1] أثبتته القدسي في طبعته 3/ 61 «عمرو» واستند إلى الاستيعاب والإصابة. وأقول: الصحيح ما أثبتناه كما هو في الأصل وغيره، ونسب قريش- ص 318 وطبقات ابن سعد 5/ 444، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 339 وغيره. [2] رواه الطبراني عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، عن خالد بن خداش، عن حمّاد بن زيد، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة قال: كان عكرمة بن أبي جهل إذا اجتهد في اليمين قال: والّذي نجّاني يوم بدر، وكان يأخذ المصحف ويضعه على وجهه ويقول: كلام ربّي، كلام ربّي. (ج 17/ 371 رقم 1018) قال الهيثمي في المجمع 9/ 385 رواه الطبراني مرسلا ورجاله رجال الصحيح. ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 243، وقال الذهبي في تلخيصه: مرسل. [3] هكذا في الأصل وغيره وهو الصواب، وفي النسخة (ع) : «أسلم يوم الفتح» وهو وهم. [4] سيأتي الحديث ثانية. [5] فتوح البلدان 1/ 92، 93، وتاريخ خليفة 123، والخراج وصناعة الكتابة 277. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 أَرْسَلَ عَنْهُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ حَدِيثًا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَهُوَ: «مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ» فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَدَعُ نَفَقَةً أَنْفَقْتُهَا عَلَيْكَ إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَالْحَدِيثُ ضَعِيفُ السَّنَدِ [1] . ولم يُعْقِب عكرمة. قَالَ الشافعي: كان عكرمة محمود البلاء في الإسلام. قَالَ عروة وغيره: اسْتُشْهِدَ بأجنادين. وَقَالَ ابن سعد [2] وخليفة [3] : بها، وقيل: باليرموك. وَقَالَ أَبُو إسحاق السبيعي: نزل عكرمة يوم اليرموك فقاتل قتالًا شديدًا وقُتِل، فوجدوا به بضعًا وسبعين مَا بين ضربةٍ ورميةٍ وطعنة [4] . (عَمْرِو بْن سَعِيدِ [5] بْن الْعَاصِ) [6] بْن أُمَيَّةَ الأموي. أخو أبان، وخالد أولاد أبي أحيحة.   [1] أخرجه الترمذيّ في الاستئذان (3736) باب ما جاء في مرحبا. وقال: ليس إسناده بصحيح. وموسى بن مسعود ضعيف. ورواه الطبراني في معجمه الكبير 17/ 373، 374 رقم 1022 عن علي بن عبد العزيز، وأبي مسلم الكشّي، عن أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عن عكرمة بن أبي جهل قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم يوم جئته: «مرحبا بالراكب المهاجر، مرحبا بالراكب المهاجر» .. الحديث. قال الهيثمي في المجمع 9/ 385: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلّا أن مصعب بن سعد لم يسمع من عكرمة. وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 242، وتعقّبه الذهبي في التلخيص بقوله: لكنه منقطع. [2] في الطبقات 5/ 445. [3] في التاريخ 131. [4] الاستيعاب 3/ 151. [5] في النسخة (ح) «سعد» وهو خطأ، والمثبت كما في الأصل وغيره. [6] تاريخ خليفة 97 و 120 و 130 و 229 و 231 و 233 و 235 و 254 و 256 و 266، طبقات خليفة 11 و 298، نسب قريش 178، طبقات ابن سعد 4/ 100، 101، المعارف 145 و 296 و 615، ثمار القلوب 75 و 130 و 164، الجرح والتعديل 6/ 236 رقم 1308، المحبّر 21 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 أسلم عمرو ولحق بأخيه خالد بالحبشة، وقدم معه أيام خَيْبَر، وشهد فتح مكة، وَاسْتُشْهِدَ يوم أَجْنَادِينَ. (الفضل بْن العباس) الأصح مَوْتُهُ سنة ثماني عشرة. (نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّحَّامُ) [1] أَحَدُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَدِيٍّ الْقُرَشِيِّ. مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. أَسْلَمَ قَبْلَ عُمَرَ [2] ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ هِجْرَةٌ إِلَى زَمَنِ الْحُدَيْبِيَةِ، وَقِيلَ: لَهُ رِوَايَةٌ. اسْتُشْهِدَ يوم أجنادين، وقيل يوم اليرموك [3] . ويروى أَنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَ النَّحَّامَ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ نحمة من نعيم» [4] .   [ () ] و 67 و 126 و 409 و 460، عيون الأخبار 1/ 95 و 235، نسب قريش 174، 175، مشاهير علماء الأمصار 20 رقم 81، الاستيعاب 2/ 493- 495، فتوح الشام 137، 138، أسد الغابة 4/ 230، تهذيب الكمال 2/ 1035، دول الإسلام 1/ 52، 53، العبر 1/ 77، 78، سير أعلام النبلاء 1/ 261، 262 رقم 50، العقد الثمين 6/ 389- 394، تهذيب التهذيب 8/ 37، الإصابة 2/ 539 رقم 5846، خلاصة تذهيب التهذيب 289. [1] نسب قريش 380، 381، تاريخ الطبري 3/ 418، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 126 رقم 535، مشاهير علماء الأمصار 25 رقم 116، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 130، 131 رقم 197، المستدرك 3/ 259، الاستيعاب 3/ 555- 557، طبقات ابن سعد 4/ 138، 139، الجرح والتعديل 8/ 459 رقم 2102، طبقات خليفة 24، تاريخ خليفة 120، مجمع الزوائد 9/ 370، ربيع الأبرار 4/ 304، التاريخ الكبير 8/ 92، 93 رقم 2307، فتوح البلدان 1/ 135، الكامل في التاريخ 2/ 414، تعجيل المنفعة 424 رقم 1114، الإصابة 3/ 567، 568 رقم 8776، البداية والنهاية 7/ 34، أسد الغابة 5/ 32، 33. [2] في طبقات ابن سعد 4/ 138 أسلم بعد عشرة، وروى الحاكم أنه أسلم قبل الهجرة (3/ 259) . [3] فتوح البلدان 1/ 135. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 138 من طريق الواقدي، عن يعقوب بن عمر، عن نافع العدوي، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي. والواقدي متروك. وأخرجه الحاكم في الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 وَالنَّحْمَةُ: السَّعْلَةُ، وَقِيلَ النَّحْنَحَةُ الْمَمْدُودُ آخِرَهَا. وَكَانَ يُنْفِقَ عَلَى أَرَامِلِ بَنِي عَدِيٍّ وَأَيْتَامِهِمْ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: أَقِمْ عِنْدَنَا عَلَى أَيّ دينٍ شئت، فو الله لَا يتعرض إليك أحدٌ إلا ذهبت أنفسنا دونك [1] . ويقال: لما هاجر إلى المدينة كان معه أربعون من أهل بيته [2] . أرسل عنه نافع، ومحمد بْن إبراهيم التَّيْميّ. (هَبّار بْن الأسود) [3] بْن المطلب بْن أسد، أَبُو الأسود القُرَشيّ الأسدي، له صحبة ورواية. روى عنه عروة بْن الزُّبَيْر، وسليمان بْن يسار مرسلًا- إن كان اسْتُشْهِدَ بأجنادين- وابناه عبد الملك، وأبو عبد الله. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ: إِنَّ هَبَّارَ بْنَ الْأَسْوَدِ تناول زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعْنَةِ رُمْحٍ فَأُسْقِطَتْ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَقَالَ: «إِنْ وَجَدْتُمُوهُ فَاجْعَلُوهُ بَيْنَ حِزْمَتَيْ حَطَبٍ ثُمَّ احْرِقُوهُ» ، ثُمَّ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يعذّب بعذاب الله» [4] .   [ () ] المستدرك 3/ 259 من طريق ابن بالويه، عن الحسن بن علي بن شبيب المعمري، عن مصعب بن عبد الله الزبيري. ورواه المصعب في نسب قريش 380 مرسلا، ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 370 عن الطبراني، ولم أجده في معجمه الكبير. [1] نسب قريش 380، طبقات ابن سعد 4/ 139. [2] طبقات ابن سعد 4/ 138. [3] نسب قريش 218، 219، 346، تاريخ الطبري 3/ 418، أنساب الأشراف 1/ 357، 358، 397، 398، جمهرة أنساب العرب 118، 119، 178، البداية والنهاية 7/ 34، 35، المعجم الكبير للطبراني 22/ 200، 201، الاستيعاب 3/ 609، 610، أسد الغابة 5/ 51، 52، الإصابة 3/ 597، 598 رقم 7929، جمهرة نسب قريش وأخبارها 514، سيرة ابن هشام 2/ 312. [4] الحديث في نسب قريش وهو مرسل- ص 219، وأخرج البخاري في الجهاد 4/ 21 باب لا يعذّب بعذاب الله، من طريق قتيبة بن سعيد عن الليث، عن بكير، عن سليمان بن يسار، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 ثُمَّ أَسْلَمَ وَهَاجَرَ، فَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ يُسَبُّ وَلَا يَسُبُّ مَنْ سَبَّهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَن سَبَّكَ سُبَّهُ [1] » . (هَبَّار بْن سُفْيَان) [2] بْن عبد الأسد [3] الأزدي المَخْزُومِيّ. قديم الإسلام من مهاجرة الحبشة. اسْتُشْهِدَ يوم أَجْنَادِينَ على الأصح، ويقال يوم مؤتة قبل ذلك [4] ، وهو ابن أخي أبي سلمة. هشام بْن العاص [5] ابن وائل أَبُو مطيع القرشي أخو عمرو، وكان هشام الأصغر. شهد   [ () ] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعث فقال: إن وجدتم فلانا وفلانا فأحرقوهما بالنار ثم قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أردنا الخروج: إنّي أمرتكم أن تحرّقوا فلانا وفلانا وإنّ النار لا يعذّب بها إلّا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما. وأخرج أحمد في مسندة 1/ 423 من طريق الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبد الله، عن عبد الله قال: كنّا مع النبيّ صلى الله عليه وسلّم فمررنا بقرية نمل فأحرقت فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «لا ينبغي لبشر أن يعذّب بعذاب الله عزّ وجلّ» . [1] نسب قريش 219، جمهرة نسب قريش 514. [2] فتوح الشام للأزدي 92، فتوح البلدان 1/ 135، أنساب الأشراف 1/ 207، تاريخ الطبري 3/ 402، الاستيعاب 3/ 609، الإكمال 7/ 403، أسد الغابة 5/ 54، البداية والنهاية 7/ 35، الإصابة 3/ 599 رقم 8930. [3] في نسخة دار الكتب «بن عبد الله» ، والتصويب من الأصل ومصادر ترجمته. [4] فتوح البلدان 1/ 135، أنساب الأشراف 1/ 207. [5] طبقات ابن سعد 4/ 191- 194، تاريخ خليفة 120، طبقات خليفة 26 و 299، فتوح الشام للأزدي 92، المحبّر 433، المعارف 285، فتوح البلدان 1/ 116 و 135، أنساب الأشراف 1/ 197 و 215 و 220، تاريخ الطبري 3/ 402 و 418، المعجم الكبير 22/ 177، 178، الجرح والتعديل 9/ 63 رقم 247، جمهرة أنساب العرب 163، الاستيعاب 3/ 593، 595، المستدرك 3/ 240، 241، مشاهير علماء الأمصار 32 رقم 168، الكامل في التاريخ 2/ 414 و 417، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 137 رقم 210، التذكرة الحمدونية 2/ 128، أسد الغابة 5/ 64، سير أعلام النبلاء 3/ 77- 79 رقم 16، تلخيص المستدرك 3/ 240، 241، البداية والنهاية 7/ 35، العقد الثمين 7/ 374، الإصابة 3/ 604، 605 رقم 8966. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 لهما النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإيمان فَقَالَ: «ابنا العاص مؤْمِنان» [1] . وله عَنِ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث رواه عنه ابن أخيه عبد الله. وقد أرسله الصِّدِّيق رسولًا إلى ملك الروم، وأسلم قبل عمرو، وهاجر إلى الحبشة، فلما بلغه هجرة النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم مكة فحبسه أبوه، ثُمَّ هاجر بعد الخندق. وجاء أنه كان يتمنى الشهادة فرزقها يوم أَجْنَادِينَ على الصحيح، وقيل يوم اليرموك، وكان فارسًا شجاعًا مذكورًا. ولم يُعْقِب [2] . حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ هِشَامٌ وَعَمْرٌو» [3] . جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنِ عبيد بن عمير قال: قال عمرو ابن الْعَاصِ: شَهِدْتُ أَنَا وَأَخِي هِشَامٌ الْيَرْمُوكَ فَبَاتَ وَبِتُّ نَدْعُو اللَّهَ يَرْزُقنَا الشَّهَادَةَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رُزِقَهَا وَحُرِمْتُهَا. وقيل إنّ هشام بْن العاص كان يحمل فيهم فيقتل النَّفَر منهم حتى قتل   [1] سيأتي الحديث كاملا. [2] طبقات ابن سعد 4/ 191، المعارف 285، أنساب الأشراف 1/ 215، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 137. [3] أخرجه احمد في المسند 2/ 304 و 327 و 353، وابن سعد في الطبقات 4/ 191، والحاكم في المستدرك 3/ 240، والطبراني في المعجم الكبير 22/ 177 رقم 461 قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرّجاه. وذكره الحافظ الذهبي في تلخيصه دون تعقيب. وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: وهذا سند حسن، وسكت عليه الحاكم والذهبي ومن عادتهما أن يصحّحا هذا الإسناد على شرط مسلم. وله شاهد خرّجه ابن عساكر من طريق ابن سعد 4/ 192 من حديث عمرو بن حزم، ورجاله ثقات غير عمرو بن حكّام، وهو ضعيف إلّا أنّه مع ضعفه يكتب حديثه كما قال ابن عديّ. (الكامل في الضعفاء 5/ 1788) فهو صالح للاستشهاد. قال في مجمع الزوائد 9/ 352: رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 363) والكبير، وأحمد. ورجال الكبير، وأحمد رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث. [4] في الأصل «عنبسة» وهو وهم. والتصحيح من بقيّة النسخ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 ووطئته الخيل. حتى جمع أخوه لحمه في نطعٍ فواراه [1] . وعن زيد بْن أسلم قَالَ: لما بلغ عُمَر قتْلُهُ قَالَ: رحمه الله فنعم العون كان للإسلام [2] . أَبُو بَكْر الصِّدِّيق خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اسمه عبد الله- ويقال عتيق- بن أبي قُحافة عُثْمَانَ بْن عَامِرِ بْن عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ [3] بْن كعب بْن لؤي القرشي التَّيْميّ رضي الله عنه. روى عنه خلْق من الصحابة وقدماء التابعين. من آخرهم أَنْس بْن مالك، وَطَارِقِ بْن شِهَابٍ، وَقَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ، ومُرَّة الطيب. قَالَ ابن أبي مُلَيْكَة وغيره: إنّما كان عتيق لقبًا له [4] . وعن عائشة قالت: اسمه الَّذِي سمّاه أهلُهُ به (عبد الله) ولكن غَلَب عليه (عَتِيق) [5] . وَقَالَ ابن معين: لَقَبه عتيق لأنّ وجهه كان جميلًا، وكذا قَالَ اللَّيْث بْن سَعْد [6] . وَقَالَ غيره: كان أعلم قريش بأنسابها.   [1] طبقات ابن سعد 4/ 193 و 194. [2] ابن سعد 4/ 194. [3] هنا يلتقي نسبه مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (انظر: المعارف 167) . [4] طبقات ابن سعد 3/ 170. [5] طبقات ابن سعد 4/ 170، الحاكم في المستدرك 3/ 62 من طريق صالح بن موسى الطلحي، عن معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عنها، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 41 روى بعضه الترمذي. [6] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 52 رقم (4) عن أحمد بن المعلّى الدمشقيّ، عن هشام بن خالد، عن ضمرة بن ربيعة، عن الليث بن سعد، ورجاله ثقات. وانظر: مجمع الزوائد 9/ 41، والمعارف 167. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 وقيل: كان أبيض نحيفًا خفيف العارضين، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، يخضب شيبه بالحناء والكتم [1] . وكان أول من آمن من الرجال [2] . وَقَالَ ابن الأعرابي: العرب تقول للشيء قد بلغ النهاية في الجودة: عَتيق. وعن عائشة قالت: مَا أسلم أَبُو أحدٍ من المهاجرين إلا أَبُو بكر. وعن الزُّهْرِيّ قَالَ: كان أَبُو بكر أبيض أصفر لطيفًا جعدًا مسترق [3] الوركين، لَا يثبت إزاره على وركيه [4] . وَجَاءَ أَنَّهُ اتَّجَرَ إِلَى بُصْرَى غَيْرَ مَرَّةٍ، وأنّه أنفق أمواله عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَا نَفَعَنِي مَالٌ مَا نَفَعَنِي مال أبي بكر» [5] .   [1] طبقات ابن سعد 3/ 188 وانظر حديث الزهري بعد قليل. [2] ابن سعد 3/ 171. [3] كذا في الأصل، والنسخة (ح) . وفي غيرهما «مستدقّ» . [4] أخرج الطبراني في معناه حديثا من طريق الواقديّ، عن شعيب بن طلْحة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها رأت رجلا مارّا وهي في هودجها فقالت: ما رأيت رجلا أشبه بأبي بكر من هذا، فقيل لها: صفي لنا أبا بكر، فقالت: كان رجلا أبيض نحيفا خفيف العارضين أحنى لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين ناتئ الجبهة عاري الأشاجع، هذه صفته. (المعجم الكبير 1/ 56، 57 رقم 21) وهو ضعيف لضعف الواقدي. والأشاجع: مفاصل الأصابع. [5] أخرجه الترمذي في المناقب 5/ 271 رقم (3741) باب (52) في مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه من طريق عليّ بن الحسن الكوفي، عن محبوب بن محرز القواريري، عن داود بن يزيد الأوديّ، عن أبيه، عن أبي هريرة: في حديث أطول من هذا، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة 1/ 36 رقم 94 باب (11) في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعليّ بن محمد قالا: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما نفعني مال الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 وقال عروة بن الزّبير: أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف دينار [1] . وَقَالَ عمرو بْن العاص: يَا رَسُولَ اللَّهِ أي الرجال أحب إليك؟ قَالَ «أَبُو بكر [2] » . وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا يبغض أبا بكر وعمر مؤمنٌ ولا يحبُّهما منافق» . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلَيَّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى أَبِي بكر وعمر فقال: «هذان سيدا كهول أهل الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، لَا تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ [3] » . وَرُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ وجوه مقاربة عن زرّ ابن حُبَيْشٍ، وَعَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، وَهَرِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ. وَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ مثله.   [ () ] قط، ما نفعني مال أبي بكر» قال: فبكى أبو بكر وقال: يا رسول الله! هل أنا ومالي إلّا لك، يا رسول الله. وكذا رواه أحمد في المسند بسنده 2/ 253، وبلفظ آخر من الطريق نفسه 2/ 366، وإسناده إلى أبي هريرة فيه مقال، لأنّ الأعمش يدلّس، وكذا أبو معاوية، إلّا أنه صرّح بالتحديث، فزال التدليس. وباقي رجاله ثقات. وقال الهيثمي: وعن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما نفعنا مال أحد ما نفعنا مال أبي بكر» . رواه أبو يعلى. ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسرائيل وهو ثقة مأمون. (مجمع الزوائد 9/ 51) . [1] طبقات ابن سعد 3/ 172. [2] ابن سعد 3/ 176 من طريق حمّاد بن سلمة، عن الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عمرو بن العاص قال: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إليك؟ قال: «عائشة» ، قلت: إنّما أعني من الرجال، قال: «أبوها» . [3] أخرجه الترمذي في المناقب 5/ 273 رقم (3747) بلفظ: «أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين، ما خلا النبيّين والمرسلين. لا تخبرهما يا عليّ» ، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة 1/ 36 رقم (95) باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بلفظ «إلّا» بدل «ما خلا» ، وزيادة «ما داما حيّين» في آخره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [1] ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ الْمُوَقَّرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يصحّ [2] . وقال ابن مسعود: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا» [3] . رَوَى مِثْلَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَزَادَ: «وَلَكِنْ أخي وصاحبي في اللَّهِ، سُدُّوا كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ [4] أَبِي بَكْرٍ [5] » . هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: أبو بكر سيّدنا وخيرنا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [6] . وصح من حديث الجريري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قُلْتُ لعائشة: أيّ أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: أَبُو بكر، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: عُمَرُ، قُلْتُ: ثُمَّ من؟ قالت: أَبُو عبيدة، قلت: ثمّ من؟ فسكتت [7] .   [1] في المناقب 5/ 272، 273 رقم (3746) باب (53) . [2] لأن الوليد بن محمد الموقريّ يضعّف في الحديث. وفي الباب عن أنس، وابن عبّاس. (الترمذي) 5/ 272 رقم 3745) ، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 80 من طريق الحسن بن زيد بن حسن، عن أبيه، عن أبيه، عن عليّ، وأخرجه ابن ماجة أيضا في المقدّمة 1/ 38 رقم (100) عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ. [3] رواه مسلم في فضائل الصحابة (2383) باب مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، وأخرجه الترمذي برواية أبي سعيد الخدريّ، في المناقب 5/ 270 رقم (3740) وقال حديث حسن صحيح. وانظر: جامع الأصول 8/ 590. [4] الخوخة: نافذة كبيرة بين دارين، عليها باب يخترق بينهما. (مشارق الأنوار، النهاية) . [5] أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 120 باب الخوخة والممرّ في المسجد. [6] في المناقب (3736) وقال: صحيح غريب. [7] رواه الترمذي في المناقب (3737) وقال: حديث حسن صحيح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 مَالِكٌ فِي «الْمُوَطَّأِ» [1] عَنْ أَبِي النَّصْرِ، عَنْ عُبَيْدِ [2] بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: «إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَدَيْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، قَالَ: فَعَجِبْنَا، فَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرُ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا بِهِ [3] . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ مِنْ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ [4] ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ، لَا تُبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ» . مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ [5] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ [6] ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لِأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلَّا وَقَدْ كَافَأْنَاهُ مَا خَلَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللَّهُ بها يوم القيامة، وما نفعني   [1] هذا الحديث عند القعنبي في الزّيادات، وليس في شيء من الموطّآت، وقد رواه في غير الموطّأ جماعة عن مالك، والله أعلم. على ما في (التقصّي لحديث الموطّأ وشيوخ الإمام مالك لابن عبد البرّ- ص 275) . [2] في (ع) (عبيد الله) وهو وهم على ما في (الخلاصة) . [3] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم 4/ 190 باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلّم سدّوا الأبواب إلّا باب أبي بكر، ومسلم في فضائل الصحابة (2382) ، والترمذي في المناقب 5/ 270 رقم (3740) . [4] في الأصل «أبو بكر» وكذا عند الترمذي. وفي المنتقى «أبا بكر» ، وكذا في: اللؤلؤ والمرجان فيما اتّفق عليه الشيخان- محمد فؤاد عبد الباقي 3/ 123. [5] أخرجه الترمذي مع الحديث الّذي قبله في المناقب (3740) وقال: حديث حسن صحيح. [6] أخرجه الترمذي في المناقب 5/ 269 رقم (3739) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا أَلَا وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ [1] : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَكَذَا قَالَ فِي حَدِيثِ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «أَنْتَ صَاحِبِي عَلَى الْحَوْضِ وَصَاحِبِي فِي الْغَارِ» [2] . وَرُوِيَ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ غَيْرُهُ» [3] . تَفَرَّدَ بِهِ عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ [4] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَتْهُ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا بِأَمْرٍ، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ لَمْ أَجِدْكَ؟ [5] قَالَ: «إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ» . مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ [6] .   [1] في المناقب 5/ 270، 271 رقم (3741) باب مناقب أبي بكر الصّدّيق. [2] رواه الترمذي في المناقب 5/ 275 رقم (3752) باب مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وفي سنده كثير بن إسماعيل النّواء وهو ضعيف. [3] رواه الترمذيّ في المناقب 5/ 276 رقم (3755) وقال: هذا حديث غريب. [4] انظر عنه: الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1881- 1883، والتاريخ الكبير 6/ 401 رقم 2780، والتاريخ الصغير 180، والضعفاء الصغير 371 رقم 266، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 325، والتاريخ لابن معين 2/ 465، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 136 رقم 413، والجرح والتعديل 6/ 287 رقم 1595، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 387، 388 رقم 1427، والمغني في الضعفاء 2/ 501، 502 رقم 4834، وميزان الاعتدال 3/ 325، 326 رقم 6617. [5] قال جبير بن مطعم: كأنّها تعني الموت. [6] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم 4/ 191، ومسلم في فضائل الصحابة (2386) باب من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، والترمذي في المناقب 5/ 277 رقم (3758) وقال: هذا حديث صحيح، وابن سعد في الطبقات 3/ 178. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 وقال أبو بكر الهذلي، عن الحسن، عن عليّ قَالَ: لقد أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر أن يصليّ بالنّاس، وإني لشاهدٌ وما بي مرض، فرضينا لدنيانا من رضي الله عنه به النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لديننا [1] . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ: «ادْعِي لِي أَبَاكِ وَأَخَاكِ حَتَّى أَكْتُبَ كِتَابًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَيَقُولَ قَائِلٌ، وَيَأْبَى اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَّا أَبَا بَكْرٍ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ: ثنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ: «ادْعُوا لِي أَبَا بَكْرٍ وَابْنَهُ فَلْيَكْتُبْ لِكَيْلا يَطْمَعَ فِي أَمْرِ أَبِي بَكْرٍ طَامِعٌ وَلَا يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ» ، ثُمَّ قَالَ: «يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ» [3] . تَابَعَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، مِنْهُمْ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، ولفظه: «معاذ الله أن يختلف المؤمنون فِي أَبِي بَكْرٍ» [4] . وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [5] ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فأتاهم عُمَرُ فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَأَمَّ النَّاسَ، فَأيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: نَعُوذُ باللَّه أَنْ نتقدّم أبا بكر [6] .   [1] صفة الصفوة 1/ 257. [2] رواه مسلم في فضائل الصحابة (2387) باب من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، وأحمد في المسند 6/ 106 و 144، وابن سعد في الطبقات 3/ 180. [3] رواه أحمد في المسند 6/ 106. [4] طبقات ابن سعد 3/ 180. [5] ابن مسعود. [6] أخرجه النسائيّ في الإمامة 2/ 74 و 75 باب ذكر الإمامة والجماعة، وإسناده حسن. ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 67 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه، ورواه ابن سعد في الطبقات 3/ 179. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 وأخرج البخاري من حديث أبي إدريس الخُولانِيّ قَالَ: سمعت أبا الدَّرْدَاء يَقُولُ: كان بين أبي بكر وعمر محاورةٌ فأغضب أَبُو بكر عُمَر، فانصرف عنه عُمَر مُغْضَبًا فاتبعه أَبُو بَكْر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أَبُو بكر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: ونحن عنده، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أما صاحبكم هذا فقد غَامَرَ» ، قَالَ: وندم عُمَر على مَا كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقصّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: وغِضبَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجعل أَبُو بكر يَقُولُ: والله يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنَا كنتُ أظْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هل أنتم تاركون [1] لي صاحبي؟ إنّي قلت يا أيها النَّاس إني رسول الله إليكم جميعًا، فَقُلْتُم: كذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بكر: صَدَقْتَ [2] » . وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالانِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو خَالِدٍ مَوْلَى جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَرَانِي الْبَابَ الَّذِي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ، قَالَ: «أَمَا إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي» [3] . أَبُو خَالِدٍ مَوْلَى جَعْدَةَ لَا يُعْرَفُ إِلا بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ [4] ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ: ابْسُطْ يَدَكَ حَتَّى أبايعك، فإنّي سمعت رسول   [1] في الأصل وبقيّة النّسخ «تاركو لي» ، والتصويب من صحيح البخاري. [2] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم 4/ 192 باب قول النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خليلا، وفي تفسير سورة الأعراف، باب: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ جَمِيعاً 7: 158. [3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 73 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. [4] قيّدت في (ع) بضمّ الباء، والصواب ضبطها بالفتح على ما في (نزهة الألباب في الألقاب للحافظ ابن حجر) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنْتَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ رَجُلٍ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يؤمنّا، حَتَّى مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقُرْآنِ لأَنَّ فِي الْقُرآنِ فِي المهاجرين: أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ 49: 15 [2] ، فَمَنْ سَمَّاهُ اللَّهُ صَادِقًا لَمْ يَكْذِبْ، هُمْ سَمَّوْهُ وَقَالُوا: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ أَصْبَحَ وَعَلَى سَاعِدِهِ أبْرَاد، فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟ قَالَ يَعْنِي لِي عِيَالٌ، قَالَ: انْطَلِقْ يَفْرِضْ لَكَ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَانْطَلَقَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فَقَالَ: أَفْرِضُ لَكَ قُوتَ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَكِسْوَتَهُ، وَلَكَ ظَهْرُكَ [3] إِلَى الْبَيْتِ [4] . وقالت عائشة: لمّا استُخْلِفَ أَبُو بكر ألقى كل دينار ودرهم عنده في بيت المال وَقَالَ: قد كنتُ أتَّجِرُ فيه وألْتَمِسُ به، فلمّا وُلِّيتُهُم شغلوني [5] وَقَالَ عطاء بْن السائب: لمّا استُخْلِف أَبُو بكر أصبح وعلى رقبته أثواب   [1] رواه أحمد في المسند 1/ 35، وابن سعد في الطبقات 3/ 181 من طريق العوّام، عن إبراهيم التيمي. [2] سورة الحجرات، الآية 49، وسورة الحشر، الآية 59. [3] يعبّر عن المركوب بالظهر. (بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي) . [4] أخرج ابن سعد نحوه في الطبقات 3/ 184، 185 من طريق عفّان بن مسلم، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال: لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول الله: افرضوا لخليفة رسول الله ما يغنيه، قالوا: نعم، برداه إذا أخلقهما وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على أهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف، قال أبو بكر: رضيت. وانظر: صفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 258. [5] أخرج ابن سعد 3/ 185 نحوه من طريق الزُّهْرِيِّ. عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا ولي أبو بكر قال: قد علم قومي أنّ حرفتي لم تكن لتعجز عن مئونة أهلي وقد شغلت بأمر المسلمين وسأحترف للمسلمين في مالهم وسيأكل آل أبي بكر من هذا المال. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 يتجر فيها، فلقيه عُمَر وأبو عبيدة فكلَّماه فَقَالَ: فمن أين أطْعِم عيالي؟ قالا: أنْطِلقْ حتى نفرض لك، قَالَ: ففرضوا له كل يومٍ شطر شاة، وماكسوه في الرأس والبطن، وَقَالَ عُمَر: إليَّ القضاء، وَقَالَ أَبُو عبيدة: إليَّ الفيء، فَقَالَ عُمَر: لقد كان يأتي عليّ الشهرُ مَا يختصم إليّ فيه اثنان [1] . وعن ميمون بْن مِهران قَالَ: جعلوا له ألفين وخمسمائة [2] . وَقَالَ محمد بْن سيرين: كان أَبُو بكر أعْبَرَ هذه الأمة لِرُؤْيَا بعد النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار عن بعض أشياخه قَالَ: خُطَباء الصحابة: أَبُو بكر، وعليّ. وَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَدْعُو عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ هَذِهِ الأَبْيَاتِ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ شِعْرًا فِي جَاهِلِيَّةِ وَلا فِي إِسْلامٍ، وَلَقَدْ تَرَكَ هُوَ وَعُثْمَانُ شُرْبَ الْخَمْرِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَالَ كثير النَّواء، عَنْ أبي جعفر الباقر: إنّ هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعلي: وَنَزَعْنا مَا في صُدُورِهِمْ من غِلٍّ إِخْواناً 15: 47 [3] الآية. وَقَالَ حُصَيْن، عَنْ عبد الرحمن بْن أبي ليلى أن عُمَر صعِد المنْبَرَ ثُمَّ قَالَ: ألا إنّ أفضل هذه الأمة بعد نبيها أَبُو بكر، فمن قَالَ غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مُفْتَرٍ، عليه مَا على الْمُفْتَرِي. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَةٌ: ثنا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن   [1] رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 184، وروى بعضه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 257. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 185. [3] سورة الحجر، الآية 47. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 عُمَرَ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا ذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ اسْتَوَى النَّاسُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُنْكِرْهُ ... وَقَالَ عليّ: «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر، وعمر» . هذا والله العظيم قاله عليّ وهو متواتِرٌ عنه، لأنه قاله على منبر الكوفة، فقاتل الله الرّافضة مَا أجهلهم. وقال السّدّيّ، عن عبد خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ أَجْرًا فِي الْمَصَاحِفِ أَبُو بَكْرٍ، كَانَ أَوَّلَ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ [1] . إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَقَالَ عقيل، عَنِ الزُّهْرِيّ أنّ أبا بكر والحارث بْن كِلْدَةَ كانا يأكلان خزيرةً [2] أُهْدِيَت لأبي بكر، فَقَالَ الحارث: ارفع يدك يا خليفة رسول الله، والله إنّ فيها لَسمّ سنةٍ، وأنا وأنت نموت في يومٍ واحد، قَالَ: فلم يزالا عليلَيْن حتى ماتا في يومٍ [واحد] [3] عند انقضاء السنة [4] . وعن عائشة قالت: أوّل ما بدئ مَرَضُ أبي بكر أنّه اغْتَسَلَ، وكان يومًا باردًا فحُمّ خمسة عشر يومًا لَا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر بالصّلاة، وكانوا يعودونه، وكان عثمان ألْزمهُم له في مرضه. وتُوُفِّيَ مساءَ ليلة الثلاثاء لثمانٍ بقين من جمادى الآخرة. وكانت خلافته سنتين ومائة يوم [5] . وقال أبو معشر: سنتين وأربعة أشهر إلَّا أربع ليالٍ، عَنْ ثلاث وستين سنة [6] .   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 193. [2] لحم يقطّع ويصبّ عليه الماء، فإذا نضج ذرّ عليه الدّقيق، على ما في (النهاية) . [3] ساقطة من نسخة القدسي 3/ 71 (انظر طبقات ابن سعد، والمستدرك) . [4] طبقات ابن سعد 3/ 198، والمستدرك للحاكم 3/ 64. [5] ابن سعد 3/ 202 وفيه «ثلاثة أشهر وعشر ليال» . [6] ابن سعد 3/ 202، تاريخ الطبري 3/ 420. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا بُرْدَانُ بْنُ أَبِي النَّضْرِ [1] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، وَأَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ [2] ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا ثَقُلَ دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُمَرَ، فَقَالَ: مَا تَسْأَلُنِي عَنْ أَمْرٍ إِلا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، قَالَ: وَإِنْ، فَقَالَ: هُوَ وَاللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ رَأْيِكَ فِيهِ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَان فَسَأَلَهُ عَنْ عُمَرَ، فَقَالَ: عِلْمِي فِيهِ أَنَّ سَرِيرَتَهُ خَيْرٌ مِنْ عَلانِيَتِهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ، فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَاللَّهِ لَوْ تَرَكْتُهُ مَا عَدَوْتُكَ، وَشَاوَرَ مَعَهُمَا سَعِيد بْن زَيْدٍ، وَأُسَيْد بْن الْحُضَيْرِ وَغَيْرهمَا [3] ، فَقَالَ قَائِلٌ: مَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا سَأَلَكَ عَنِ اسْتِخْلافِكَ عُمَرَ وَقَدْ تَرَى غِلْظَتَهُ؟ فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، أباللَّه تُخَوِّفُونِي [4] ! أَقُولُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ [5] . ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ فَقَالَ: اكْتُبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا عَهِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ فِي آخِرِ عَهْدِهِ بِالدُّنْيَا خَارِجًا مِنْهَا، وَعِنْدَ أَوَّلِ عَهْدِهِ بِالآخِرَةِ دَاخِلا فِيهَا، حَيْثُ يُؤْمِنُ الْكَافِرُ، وَيُوقِنُ الْفَاجِرُ، وَيَصْدُقُ الْكَاذِبُ، إني استخلفت عليكم بَعْدِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وإنّي لم   [1] في نسخة دار الكتب «عن أبي النضر» وهو خطأ، والتصويب من الأصل وطبقات ابن سعد، وتهذيب التهذيب 3/ 431 واسمه إبراهيم. [2] في نسخة القدسي 3/ 71 «النخعي» والتصحيح من طبقات ابن سعد. [3] في طبقات ابن سعد زيادة: «من المهاجرين والأنصار، فقال أسيد: اللَّهمّ أعلمه الخيرة بعدك، يرضى للرضى ويسخط للسّخط، الّذي يسر خير من الّذي يعلن، ولم يل هذا الأمر أحد أقوى عليه منه، وسمع بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به، فدخلوا على أبي بكر ... » . [4] في طبقات ابن سعد زيادة: «خاب من تزوّد من أمركم بظلم» . [5] زاد في الطبقات: «أبلغ عنّي ما قلت لك من وراءك» ، وانظر: تاريخ الطبري 3/ 428، وابن الأثير 2/ 425، ومناقب عمر لابن الجوزي 53. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 آل [1] الله ورسوله وديته وَنَفْسِي وَإِيَّاكُمْ خَيْرًا، فَإنْ عَدَلَ فَذَلِكَ ظَنِّي بِهِ وَعِلْمِي فِيهِ، وَإِنْ بَدَّلَ فَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا اكْتَسَبَ [2] ، وَالْخَيْرَ أَرَدْتُ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ 26: 227 [3] . وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الْحَدِيثِ: لَمَّا أَنْ كَتَبَ عُثْمَانُ الْكِتَابَ أُغْمِيَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَكَتَبَ عُثْمَانُ مِنْ عِنْدِهِ اسْمَ عُمَرَ، فَلَمَّا أَفَاقَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ: اقْرَأْ مَا كَتَبْتَ، فَقَرَأَ، فَلَمَّا ذَكَرَ (عُمَرَ) كَبَّر أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: أَرَاكَ خِفْتَ إِنْ افْتَلَتَتْ نَفْسِي الاخْتِلافَ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلامِ خَيْرًا، وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ لَهَا أَهْلا [4] . وَقَالَ عُلْوَانُ بْنُ دَاوُدَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ صَالِحِ ابن كَيْسَانَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، وقد رواه اللّيث ابن سَعْدٍ، عَنْ عُلْوَانَ، عَنْ صَالِحٍ نَفْسِهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَسَأَلْتُهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا، أَمَّا إِنِّي عَلَى مَا تَرَى وَجِعٌ، وَجَعَلْتُمْ لِي شُغُلا مَعَ وَجَعِي، جَعَلْتُ لَكُمْ عَهْدًا بَعْدِي، وَاخْتَرْتُ لَكُمْ خَيْرَكُمْ فِي نَفْسِي فَكُلُّكُمْ وَرِمَ لِذَلِكَ أَنْفُهُ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ الأَمْرُ لَهُ [5] . ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنِّي لا آسَى عَلَى شَيْء إِلا عَلَى ثَلاثٍ فَعَلْتُهُنَّ [6] ، وَثَلاثٍ لَمْ أَفْعَلْهُنَّ [6] ، وَثَلاثٍ وَدِدْتُ أَنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهنّ: وددت أنّي لم   [1] في حاشية الأصل: (لم أقصر) . [2] زاد في الطبقات: «من الإثم» . [3] سورة الشعراء، الآية 227. [4] طبقات ابن سعد 3/ 199، 200، مناقب عمر لابن الجوزي 54، تاريخ الطبري 4/ 52. [5] أضاف الطبراني: «ورأيت الدنيا قد أقبلت ولمّا تقبل وهي جائية وستنجدون بيوتكم بسور الحرير ونضائد الديباج، وتألمون ضجائع الصوف الأذري، كأنّ أحدكم على حسك السعدان، والله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير حدّ له من أن يسيح في غمرة الدنيا» . [6] زاد الطبرانيّ: «وددت أني لم أفعلهنّ» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 أَكُنْ كَشَفْتُ بَيْتَ فَاطِمَةَ وَتَرَكْتُهُ وَأَنْ أُغْلِقَ عليّ الحرب، ووددت أَنِّي يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ كُنْتُ قَذَفْتُ الأَمْرَ فِي عُنُقِ عُمَرَ أَوْ أَبِي عُبَيْدَةَ [1] ، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ وَجَّهْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أَهْلِ الرِّدَّةِ وَأَقَمْتُ بِذِي الْقِصَّةِ، فَإِنْ ظفر المسلمون وإلّا كنت لهم مددا ورداء، وَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ أُتِيتُ بِالأَشْعَثِ أَسِيرًا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، فَإِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّهُ لا يَكُونُ شَرٌّ إِلا طَارَ إِلَيْهِ، وَوَدِدْتُ أَنِّي يَوْمَ أُتِيتُ بِالْفُجَاءَةِ السُّلَمِيِّ لَمْ أَكُنْ حَرَّقْتُهُ وَقَتَلْتُهُ أَوْ أَطْلَقْتُهُ [نَجِيحًا] [2] ، وَوَدِدْتُ أَنِّي حَيْثُ وَجَّهْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الشَّامِ وَجَّهْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى الْعِرَاقِ، فَأَكُونُ قَدْ بَسَطْتُ يَمِينِي وَشِمَالِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَوَدِدْتُ أَنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْ هَذَا الأَمْرُ وَلا يُنَازِعُهُ أَهْلَهُ، وَأَنِّي سَأَلْتُهُ هَلْ لِلأَنْصَارِ فِي هَذَا الأَمْرِ شَيْءٌ؟ وَأَنِّي سَأَلْتُهُ عَنِ الْعَمَّةِ وَبِنْتِ الأَخِ، فَإِنَّ فِي نَفْسِي مِنْهَا حَاجَةً، رَوَاهُ هَكَذَا وَأَطْوَلَ مِنْ هَذَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ عَائِذٍ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: حَضَرْتُ أَبِي وَهُوَ يَمُوتُ فَأَخَذَتْهُ غشْيَةٌ فتمثَّلْتُ: مَنْ لا يَزَالُ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا ... فَإِنَّهُ لا بُدَّ مَرَّةً مَدْفُوقُ [4] فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ لَيْسَ كَذَلِكَ، ولكن كما قال الله تعالى:   [1] زاد الطبراني: «فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا» ، وفي تاريخ الطبري: «فكان أحدهما أميرا، وكنت وزيرا» . [2] أضفناها من المعجم الكبير للطبراني، وتاريخ الطبري. [3] انظر الحديث بطوله في المعجم الكبير للطبراني 1/ 62، 63 رقم 43، وتاريخ الطبري 3/ 429- 431 بتقديم وتأخير. وانظر قسما منه في الكامل للمبرّد 1/ 5. [4] هكذا في الأصل، وطبقات ابن سعد. وفي النهاية لابن الأثير: من لا يزال دمعه مقنّعا ... لا بد يوما أنه يهراق والمقنّع: المحبوس في جوفه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ 50: 19 [1] . وَقَالَ موسى الجُهنيُّ عَنْ أبي بكر بْن حفص بْن عُمَر: إنّ عائشة تمثَّلَت لمّا احتضر أَبُو بكر: لَعَمْرُكَ مَا يُغْني الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى ... إذا حشرجت يومًا وضاق بها الصَّدْرُ فَقَالَ: ليس كذلك ولكن: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ 50: 19، إنّي نَحَلْتُكِ حائطًا وإنّ في نفسي منه شيئا فردّيه على الميراث، قالت: نعم، قَالَ: أما إنّا مُنْذُ وُلِّينا أمر المُسْلِمين لم نأكل لهم دينارًا ولا درهمًا ولكنّا أكلنا من جريش [2] طعامهم في بطوننا، ولبِسْنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيء المُسْلِمين شيءٌ إِلَّا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة [3] ، فإذا مت فابعثي بهنّ إلى عُمَر، ففعلت [4] . وَقَالَ القاسم، عَنْ عائشة: أن أبا بكر حين حَضَرهُ الموت قَالَ: إنّي لَا أعلم عند آل أبي بكر غير هذه اللّقْحَة وغيرَ هذا الغلام الصَّيْقل، كان يعمل سيوف المُسْلِمين ويخدُمُنا، فإذا مِتُّ فادْفَعِيهِ إلى عُمَر، فلمّا دفعته إلى عُمَر قَالَ عُمَر: رحم الله أبا بكرٍ لقد أتعب من بعده [5] . وَقَالَ الزُّهْرِيّ: أوصى أَبُو بكر أن تُغَسِّله امرأتُه أسماء بنت عميس، فإن   [1] سورة ق، الآية 19، وانظر الحديث في طبقات ابن سعد 3/ 197 من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، و 3/ 198 من طريق عفّان بن مسلم، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن سميّة، عن عائشة. [2] أبي خشن طعامهم. [3] أي التي انجرد حملها وخلقت. [4] طبقات ابن سعد 3/ 196، الكامل لابن الأثير 2/ 422، 423، مناقب عمر لابن الجوزي 56. [5] طبقات ابن سعد 3/ 192. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 لم تستطع استعانت بابنه عبد الرحمن [1] . وَقَالَ عبد الواحد بْن أيمن وغيره، عَنْ أبي جعفر الباقر قَالَ: دخل عليٌّ على أبي بكر بعد مَا سُجِّيَ فَقَالَ: مَا أحد ألقى الله بصحيفته أحبّ إليّ من هذا الْمُسَجَّى [2] . وَقَالَ القاسم: أوصى أَبُو بكر أنْ يُدْفَن إلى جنب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحُفِرَ له، وَجُعِلَ رأسُه عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم [3] . وعن عامر بن عبد الله بن الزبير قَالَ: رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأس عُمَر عند حقوي أبي بكر [4] . وقالت عائشة: مات ليلة الثلاثاء، ودُفِن قبل أن يُصْبح [5] . وعن مجاهد قَالَ: كُلِّم أَبُو قحافة في ميراثه من ابنه فَقَالَ: قد رددت ذلك على ولده، ثمّ لم يعيش بعده إِلَّا ستة أشهرٍ وأيامًا [6] . وجاء أنه ورثه أبوه وزوجتاه أسماء بنتُ عُمَيْس، وحبيبة بنتُ خارجة والدة أمِّ كلْثُوم، وعبد الرحمن، ومحمد، وعائشة، وأسماء، وأم كلثوم [7] . ويقال: إنّ اليهود سمَّتْهُ في أَرُزَّةٍ فمات بعد سنة، وله ثلاث وستّون سنة [8] .   [1] طبقات ابن سعد 3/ 203 من طريق الواقدي، عن ابن جريج، عن عطاء. وانظر: تاريخ الطبري 3/ 421. [2] ورد مثل هذا القول عند ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 292 بحقّ الخليفة عمر بن الخطاب. [3] طبقات ابن سعد 3/ 209، تاريخ الطبري 3/ 422. [4] طبقات ابن سعد 3/ 209، تاريخ الطبري 3/ 422. [5] طبقات ابن سعد 3/ 207. [6] طبقات ابن سعد 3/ 210 و 211. [7] طبقات ابن سعد 3/ 210 من طريق شعيب بن طلْحة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكر، عن أبيه. [8] تاريخ الطبري 3/ 419. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 ذِكْر عُمّال أبي بكر قَالَ موسى بْن أَنس بْن مالك: إنّ أبا بكر استعمل أباه أَنَسًا على البحرين [1] . وَقَالَ خليفة [2] : وجّه أَبُو بكر زياد بْن لبيد [3] على اليمن أو [4] المهاجر بْن أبي أمية، واستعمل الآخر على كذا [5] ، وأقر على الطائف عثمان بْن أبي العاص. ولما حج استخلف [6] على المدينة قتادة بْن النُّعْمَان. وكان كاتبه عثمان بْن عفان، وحاجبه سُديد [7] مولاه، ويقال كتب له زيد بْن ثابت، وكان وزيره عُمَر بْن الخطاب وكان أيضًا على [8] قضائه، وكان مؤذنه سعد القرظ مولى عمار بْن ياسر. (أَبُو كَبْشَة) [9] مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسمه سُلَيْم من مولَّدي أرضِ دوْسٍ.   [1] تاريخ خليفة 123. [2] في التاريخ 123. [3] في نسخة دار الكتب «أسد» بدل «لبيد» ، والتصويب من الأصل وتاريخ خليفة والطبري وابن الأثير. [4] هكذا في الأصل، وليس في تاريخ خليفة ما يفيد الشكّ في الرواية، وإن كان قدّم المهاجر على زيادة. [5] هذه العبارة ليست في تاريخ خليفة، ويبدو أنّها مقحمة على الأصل لا معنى لها. وفي تاريخ الطبري 3/ 427 استعمل المهاجرين أبي أميّة على صنعاء، وعلى حضرموت زياد بن لبيد. وكذا عند ابن الأثير 2/ 421. [6] تاريخ خليفة 123. [7] هكذا في الأصل وعلى السين علامة الإهمال وضمّه، وكذا في النسخة (ع) . أما في تاريخ خليفة ونسخة دار الكتب «شديد» بالشين المعجمة، وكذا في الإصابة، ومناقب عمر لابن الجوزي- ص 55. [8] تكرّرت «على» في النسخة (ع) . [9] طبقات ابن سعد 3/ 49، طبقات خليفة 8، تاريخ خليفة 156، المحبّر 128 و 288، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 شهِدَ بدرًا والمشاهد كلها، ولما هاجر إلى المدينة نزل على سعد بْن خَيْثَمَة فيما قيل، وتُوُفِّيَ يوم الثُلاثاء صبيحة وفاةِ أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه [1] .   [ () ] المعارف 148، تاريخ الطبري 3/ 171، الاستيعاب 4/ 164- 166، الكامل في التاريخ 2/ 449، أسد الغابة 5/ 282، الإصابة 4/ 165 رقم 959. [1] كتب في حاشية الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه، فسح الله في مدّته، في الميعاد الرابع عشر» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 سَنَة أربَع عَشرَة فيها فُتِحت دمشق، وحمص، وبعلبك، والبصرة، والأُبُلَّة، ووقعة جسر أبي عُبَيْد بأرض نجران، ووقعة فِحْلٍ بالشام، في قول ابن الكلبي. فأمّا دمشق فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ خَالِدٌ عَلَى النَّاسِ فَصَالَحَ أَهْلَ دِمَشْقَ، فَلَمْ يَفْرُغْ مِنَ الصُّلْحِ حَتَّى عُزِلَ وَوُلِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَأَمْضَى صُلْحَ خَالِدٍ وَلَمْ يُغَيِّرَ الْكِتَابَ. وَهَذَا غَلَطٌ لأَنَّ عُمَرَ عَزَلَ خَالِدًا حِينَ وُلِّيَ. قَالَهُ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] . وَقَالَ: ثنا عبد الله بْن المُغِيرَة، عَنْ أبيه قَالَ: صالحهم أَبُو عبيدة على أنصاف كنائسهم ومنازلهم وعلى رءوسهم، وأن لا يمنعوا من أعيادهم [2] . وَقَالَ ابن الكلبي: كان الصلح يوم الأحد للنّصف من رجب سنة أربع عشرة . وَقَالَ ابن إسحاق: صالحهم أَبُو عبيدة في رجب [3] .   [1] في التاريخ- ص 126 وانظر تهذيب تاريخ دمشق 1/ 147. [2] في تاريخ خليفة زيادة: «ولا يهدم شيء من كنائسهم» - ص 126. [3] تاريخ خليفة 126، تاريخ الطبري 3/ 435، المعرفة والتاريخ 3/ 297، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 147. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 وَقَالَ ابن جرير [1] : سار أَبُو عبيدة إلى دمشق، وخالد على مقدمة النَّاس، وقد اجتمعت الروم على رجل يقال له باهان [2] بدمشق، وكان عُمَر عزل خالدًا واستعمل أبا عبيدة على الجميع، والتقى المسلمون والروم فيما حول دمشق، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، ثُمَّ هزم الله الروم، ودخلوا دمشق وغلَّقوا أبوابها، ونازلها المسلمون حتى فُتِحت، وأعطُوا الجزْية، وكان قدم الكتاب على أبي عبيدة بإمارته وعزل خالدٍ، فاستحيا أَبُو عبيدة أن يقرئ خالدًا الكتاب حتى فتحت دمشق وجرى الصلح على يدي خالد، وكُتِب الكتابُ باسمه، فلمّا صالحتْ دمشقُ لحِق باهان صاحب الروم بِهرقْل [3] . وقيل: كان حصار دمشق أربعة أشهر [4] . وَقَالَ محمد بْن إسحاق: إن عُمَر كان واجدًا على خالد بْن الوليد لقتْله ابن نُوَيْرة، فكتب إلى أبي عبيدة أن أنزع عمامته وقاسمه ماله، فلما أخبره قَالَ: مَا أنا بالذي أعصي أمير المؤمنين، فاصنع مَا بدا لك، فقاسمه حتى أخذ نعله الواحدة [5] . وَقَالَ ابن جرير [6] : كان أوّلّ محصورٍ بالشام أهل فِحْلٍ ثُمَّ أهل دمشق، وبعث أَبُو عبيدة ذا الكلاع حتى كان بين دمشق وحمص ردءًا، وحصروا دمشق، فكان أَبُو عبيدة على ناحيةٍ، ويزيد بْن أبي سُفْيَان على ناحية، وعمرو بْن العاص على ناحية، وهرقل يومئذ على حمص [7] ،   [1] في تاريخ الرسل والملوك 3/ 434، 435. [2] في المنتقى لابن الملا «ماهان» وكذا في تهذيب ابن عساكر 1/ 160. [3] هكذا في تاريخ الطبري 3/ 435، وفي الأصل «لحق باهان بصاحب الروم هرقل» . [4] فتوح البلدان 1/ 154. [5] تاريخ الطبري 3/ 436، 437. [6] في التاريخ 3/ 438، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 154. [7] في تاريخ الطبري: (وهرقل يومئذ بحمص) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 فحاصروا أهلَ دمشق نحوًا من سبعين ليلةً حصارًا شديدًا بالمجانيق [1] ، وجاءت جنود [2] هِرَقْلَ نجدةً لدمشق، فشغلتها الجنود التي مع ذي الكلاع، فلمّا أيقن أهل دمشق أنّ الأمداد لَا تصل إليهم فشِلُوا ووَهِنُوا. وكان صاحب دمشق قد جاءه مولودٌ فصنع طعامًا واشتغل يومئذ [3] ، وخالد بْن الوليد الَّذِي لَا ينام ولا يُنِيم قد هيّأ حبالا كهيئة السّلام، فلما أمسى هيّأ أصحابه وتقدم هو وَالْقَعْقَاعُ بنُ عمرو، ومذعور [4] بْن عدي وأمثالهم وقالوا: إذا سمعتم تكبيرنا على السُّور فارقوا إلينا وانْهَدُوا [5] الباب. قَالَ: فلمّا انتهى خالد ورُفقاؤه إلى الخندق رموا بالحبال إلى الشُّرف، وعلى ظهورهم القرب التي سبحوا بها في الخندق، وتسلق القعقاع ومذعور فلم يدعا أُحْبُولةً حتى أثبتاها في الشُّرَف، وكان ذلك المكان أحصن مكانٍ بدمشق، فاستوى على السُّور خلقٌ من أصحابه ثم كبّروا، وانحدر خالد إلى الباب فقتل البوابين، وثار أهل البلد إلى مواقفهم لَا يدرون مَا الشأن، فتشاغل أهلُ كل جهةٍ بما يليهم، وفتح خالد الباب ودخل أصحابه عَنوةً، وقد كان المسلمون دَعَوْهم إلى الصلح والمشاطرة فأبّوْا، فلمّا رأوا البلاء بذلوا الصلح، فأجابهم من يليهم، وقبلوا فقالوا: ادخلوا وامْنعونا من أهلِ ذاك الباب، فدخل أهل كل بابٍ بصلح مما يليهم، فالتقى خالد والأمراء في وسط البلد، هذا استعراضًا ونَهْبًا، وهؤلاء صُلْحًا، فأجروا ناحية خالد على الصلح بالمقاسمة. وكتب إلى عُمَر بالفتح [6] .   [1] في تاريخ الطبري: (بالزحوف والترامي والمجانيق) . [2] في تاريخ الطبري «خيول» . [3] في تاريخ الطبري زيادة: (وغفلوا عن مواقفهم) . وكذا في تهذيب تاريخ دمشق 1/ 155. [4] في نسخة دار الكتب وتهذيب ابن عساكر 1/ 155 مهملة من النقط، والتصحيح من الأصل وتاريخ الطبري وغيرهما. [5] نهد الرجل: نهض ومضى على كل حال، بخلاف النهوض فإنه يكون عن قعود. [6] تاريخ الطبري 3/ 438- 440 والمؤلّف ينقل عنه بتصرّف واختصار. وانظر تهذيب ابن عساكر 1/ 155، 156. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 وكتب عُمَر إلى أبي عبيدة أن يجهز جيشًا إلى العراق نجدةً لسعد بْن أبي وقاص، فجهز له عشرة آلافٍ عليهم هاشم بْن عُتْبَة، وبقي بدمشق يزيد بْن أبي سُفْيَان في طائفة من أمداد اليمن، فبعث يزيد دِحْيَةَ بْن خليفة الكلبيّ في خيلٍ إلى تدمر، وأبا الأزهر إلى البَثْنِيَّةِ وحَوْرَان فصالحهم، وسار طائفةٌ إلى بيْسان فصالحوا [1] . وفيها كان سعد بْن أبي وقاص فيما ورد إلينا على صدقات هوازن، فكتب إليه عُمَر بانتخاب ذي الرأي والنجدة ممن له سلاح أو فرس، فجاءه كتاب سعد: إنّي قد انتخبت لك ألفَ فارس، ثُمَّ قدِم به عليه فأمّره على حرب العراق، وجهزه في أربعة آلاف مقاتل، فأبى عليه بعضُهم إلا المسيرَ إلى الشام، فجهزهم عُمَر إلى الشام [2] . ثُمَّ إن عُمَر أمدّ سعدًا بعد مسيره بألفيّ نجدي وألفي يماني، فشتا سعد بزَرُود [3] ، وكان الْمُثَنَّى بْن حارثة على المُسْلِمين بما فتح الله من العراق، فمات من جراحته التي جرحها يوم جسر أبي عُبَيْد، فاستخلف المثني على النَّاس بشير بْن الخصاصيّة، وسعد يَوْمَئِذٍ بزرود، ومع بشير وفود أهل العراق. ثُمَّ سار سعد إلى العراق، وقدم عليه الأشعث بْن قيس في ألفٍ وسبعمائة من اليمانيين [4] . وقعة الجسر كان عُمَر قد بعث في سنة ثلاث عشرة جيشًا، عليهم أبو عبيد الثّقفيّ،   [1] تاريخ الطبري 3/ 440، 441. [2] تاريخ الطبري 3/ 483، 484. [3] زرود: رمال بين الثعلبية والخزيمية بطريق الحاج من الكوفة. (معجم البلدان 3/ 139) وفي نسخة دار الكتب «زندورد» وهو تحريف. [4] تاريخ الطبري 3/ 485- 487. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 فلقي جابان في سنة ثلاث عشرة- وقيل في أول سنة أربع عشرة- بين الحيرة والقادسية. فهزم الله المجوس، وأُسِر جابان، وقُتِل مردان شاه، ثُمَّ إن جابان فدى نفسه بغلامين وهو لَا يعرف أنه المقدَّم، ثُمَّ سار أَبُو عُبَيْد إلى كَسْكَر [1] فالتقى هو ونَرْسِيّ فهزمه، ثُمَّ لقي جالينوس فهزمه. ثُمَّ إن كسرى بعث ذا الحاجب، وعقد له على اثني عشر ألفًا، ودفع إليه سلاحًا عظيمًا، والفيل الأبيض، فبلغ أبا عُبَيْد مسيرهم، فعبر الفرات إليهم وقطع الجسر، فنزل ذو الحاجب قَسّ النَّاطِف، وبينه وبين أبي عُبَيْد الفرات، فأرسل إلى أبي عُبَيْد: إمّا أن تعبر إلينا وإما أن نعبر إليك. فَقَالَ أَبُو عُبَيْد: نَعْبُرُ إليكم، فعقد له ابن صَلُوبا [2] الجسر، وعبر فالتقوا في مضيق في شوّال. وقدم ذو الحاجب جالينوس معه الفيل. فاقتتلوا أشدّ قتالٍ وضرب أَبُو عُبَيْد مِشْفَرَ الفيل، وضرب أَبُو مِحْجَن عرقُوبة [3] . ويقال إنّ أبا عُبَيْد لما رأى الفيل قَالَ: يا لك من ذي أربعٍ مَا أكبرك ... لأضربنّ بالحسام مِشْفرَكْ وَقَالَ: إنْ قُتِلْتُ فعليكم ابني جَبْر. فإن قُتِل فعليكم حبيب بْن ربيعة أخو أبي مِحْجَن، فإن قتل فعليكم أخي عبد الله. فقُتِل جميع الأمراء، واستحر القتل في المُسْلِمين فطلبوا الجسر. وأخذ الراية المثني بْن حارثة فحماهم في جماعةٍ ثبتوا معه. وسبقهم إلى الجسر عبد الله بْن يزيد فقطعه، وَقَالَ: قاتِلوا عَنْ دينكم، فاقتحم النَّاس الفرات، فغرق ناسٌ كثير، ثُمَّ عقد المثنى الجسر وعبره النّاس.   [1] سبق التعريف بها. [2] هكذا في الأصل وتاريخ الطبري 33- 34 و 456. [3] عرقوب الدابّة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها- والخبر في تاريخ خليفة- ص 124، وتاريخ الطبري 3/ 450 وما بعدها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 واستشهد يومئذ فيما قال خليفة [1] ألف وثمانمائة، وَقَالَ سيف: أربعة آلاف مَا بين قتيل وغريق. وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: قُتِل أَبُو عُبَيْد في ثمانمائة من المُسْلِمين. وَقَالَ غيره: بقي المثنى بْن حارثة الشيباني على النَّاس وهو جريح إلى أن توفي، واستخلف على النَّاس ابن الخصاصية كما ذكرنا. حمص وَقَالَ أَبُو مُسْهِر: حدثني عبد الله بْن سالم قَالَ: سار أَبُو عبيدة إلى حمص في اثني عشر ألفًا، منهم من السكون ستة آلاف فافتتحها. وعن أبي عثمان الصَّنْعاني قَالَ: لما فتحنا دمشق خرجنا مع أبي الدَّرْدَاء في مَسْلَحة [2] بَرْزَة [3] ، ثُمَّ تقدَّمنا مع أبي عبيدة ففتح الله بنا حمص [4] . وورد أن حمص وبعلبك فتحتا صلحًا في أواخر سنة أربع عشرة [5] ، وهرب هرقل عظيم الروم من أنطاكية إلى قسطنطنية [6] . وقيل إنّ حمص فُتحت سنة خمس عشرة [7] .   [1] في التاريخ- ص 125. [2] المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدوّ وسمّوا مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح أو لأنّهم يسكنون المسلحة، وهي كالثغر والمرقب فيه أقوام يرقبون العدوّ لئلّا يطرقهم على غفلة. [3] برزة: قرية من غوطة دمشق. (معجم البلدان 1/ 382) . [4] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 148، وفي المعرفة والتاريخ 3/ 298 «وكانت للمسلمين مسلحتان: مسلحة ببرزة عليها أبو الدرداء و ... والأخرى بعين ميسنون ... » . [5] تاريخ خليفة 127. [6] تاريخ الطبري 3/ 602. [7] تاريخ خليفة 127. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 البصرة وَقَالَ عليّ المدائني عَنْ أشياخه: بعث عُمَر في سنة أربع عشرة شُرَيْح [1] بْن عامر أحد بني سعد بْن بكر إلى البصرة، وكان ردءًا للمسلمين، فسار إلى الأهواز فقُتِل بدارس، فبعث عُمَر عُتْبَةَ بنَ غَزْوان المازنيّ في السنة، فمكث أشهرا لَا يغزو [2] . وَقَالَ خالد بْن عُمَيْر العدوي: غزونا مع عُتْبَة الأُبُلَّة فافتتحناها ثُمَّ عبرنا إلى الفرات، ثُمَّ مر عُتْبَة بموضع المِرْبَد، فوجد الكَذَّان [3] الغليظ فَقَالَ: هذه البصرة انزلوها باسم الله [4] . وَقَالَ الحسن: افتتح عُتْبَةُ الأُبُلَّةَ فقُتِل من المُسْلِمين سبعون رجلًا في موضع مسجد الأُبُلَّة، ثُمَّ عبر إلى الفرات فأخذها عَنْوةً [5] . وَقَالَ شُعْبة، عَنْ عقيل بْن طلحة، عن قبيصة قال: كنّا مع عتبة بالخريبة [6] . وفيها أمر عُتْبَة بْن غزوان محجن بْن الأدرع [7] فخطَّ مسجد البصرة الأعظم وبناه بالقصب، ثُمَّ خرج عُتْبَة حاجًا وَخَلَّفَ مُجَاشع بْن مسعود وأمره بالغزو، وأمر المُغِيرَة بْن شُعْبَة أن يصلي بالنّاس حتى يقدم مُجَاشِع، فمات عُتْبَة في الطريق. وأمّر [8] عمرُ المُغِيرَة على البصرة.   [1] في المنتقى «سريح» وهو تصحيف. [2] تاريخ خليفة 127. [3] الكذّان: حجارة رخوة كالمدر. [4] تاريخ خليفة 128 وانظر تاريخ الطبري 3/ 591، وعيون الأخبار 1/ 217. [5] تاريخ خليفة 128. [6] موضع بالقرب من البصرة تاريخ خليفة 128، وانظر تاريخ الطبري 3/ 591. [7] في الأصل «محجن بن قحط» ، والتصويب من تاريخ خليفة- ص 129. [8] هكذا في الأصل وبقية النسخ، وفي تاريخ خليفة- ص 129 «فأقرّ» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 وفيها وُلِدَ عبد الرحمن بْن أبي بكرة [1] ، وهو أوّل من وُلِد بالبصرة، وبُعِث جريرُ بْن عبد الله على السّواد، فلقي جرير مِهْران، فقُتِل مهران، ثُمَّ بعث عُمَر سعدًا فأمر جريرا أن يطيعه [2] .   [1] في نسخة دار الكتب «بن أبي بكر» وهو وهم، والتصويب من الأصل وتاريخ خليفة، وابن الأثير 2/ 488. [2] تاريخ خليفة 129 بتقديم وتأخير لهذه الأخبار. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 المُتَوَفّونَ في هذه السّنَةِ وفيها استُشْهِد جماعة عظيمة، ومات طائفة. أوس بْن أوس بْن عَتِيك اسْتُشْهِدَ يوم جسر أبي عُبَيْد، على يومين من الكوفة بينها وبين نجران. بشير بْن عَنْبس بْن يزيد الظَّفَرِيّ شهِدَ أُحُدًا، وهو ابن عم قتادة بْن النُّعْمَان، وكان يعرف بفارس الحوّاء وهو اسم فرسه، قُتِل يَوْمَئِذٍ. ثابت بْن عَتِيك من بني عَمْرو بْن مبذول. أنصاريّ له صُحْبة، قتل يَوْمَئِذٍ. ثعلبة بْن عمرو بْن مُحْصن، قُتِل يوم الجسر، وهو أحد بني مالك بْن النجار، وكان بدْريًا. الحارث بْن عتيك بْن النعام أَبُو أخزم، قُتِل يَوْمَئِذٍ، وهو من بني النجار، شهِدَ أُحُدًا، وهو أخو سَهْل الَّذِي شهِدَ بدرًا. الحارث بْن مسعود بْن عَبْدَة [1] . الحارث بْن عديّ بْن مالك، قُتِل يَوْمَئِذٍ وقد شهِدَ أُحُدًا، وكلاهما من الأنصار.   [1] (عبدة) ساقط من نسخة دار الكتب ومثبت في الأصل وفي البداية والنهاية لابن كثير 7/ 50 وفي النسخة (ح) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 خالد بْن سعيد بْن العاص الأمويّ، قيل استُشْهِد يوم مَرْج الصُّفَّر، وأن يوم مَرْج الصُّفَّر كان في المُحَرَّم سنة أربع عشرة وقد ذُكِر. خُزَيْمة بْن أوس بْن خُزيمة الأشهليّ يوم الجسر. ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب، ورخه ابن قانع. زيد بْن سُراقة يوم الجسر. سعد [1] بْن سلامة بْن وقش الأشهليّ. سعد بْن عُبادة الأنصاري، يقال مات فيها. سَلَمَةُ بْن أسلم بْن حُرَيش، يوم الجسر. سَلَمة بْن هشام، يوم مرج الصُّفًّر، وقد تقدم. سُلَيْط بْن قيس بْن عمرو الأنصاري، يوم الجسر. ضَمْرَةُ بْن غَزِيّة، يوم الجسر. عبد الله، وعبد الرحمن، وعبّاد بنو مربع بْن قيظي بْن عَمْرو [2] ، قُتِلوا يَوْمَئِذٍ. م ت ق- عُتْبَة بْن غَزْوان [3] ابن جابر بْن وَهْب بْن غَزْوان المازنّي حليف بني عبد شمس، من السابقين الأولين.   [1] سقط من هذا الاسم من (ح) وأثبتناه من الأصل، والبداية والنهاية 7/ 50. [2] (الأنصاري) كما في (ح) . وهو موافق لما في (الإصابة للحافظ ابن حجر) . [3] طبقات ابن سعد 3/ 98، 99، طبقات خليفة 10 و 52 و 182، تاريخ خليفة 61 و 127 و 128 و 129 و 154، المحبّر 72 و 288، المعارف 85 و 115 و 275 و 288، عيون الأخبار 1/ 217 و 252، التاريخ الكبير 6/ 520، 521 رقم 3184، فتوح البلدان 1/ 99 و 314 و 2/ 419 و 420 و 421 و 422 و 424 و 425 و 426 و 429 و 430 و 464 و 474، أنساب الأشراف 1/ 201 و 302 و 323 و 490، المعرفة والتاريخ 1/ 339، 340 و 3/ 305، تاريخ الطبري الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 أسلم سابع سبعةٍ في الإسلام. وهاجر إلى الحبشة وشِهد بدرًا وغيرها، وكان من الرُّماة المذكورين، وقيل: هو حليف لبني نَوْفل بْن عبد منَاف، أمَّره عمرُ على جيشٍ ليقاتل من الأُبُلَّة من فارس، فسار وافتتح الأُبُلَّة. وكان طويلًا جميلًا. خطب بالبصرة فَقَالَ: إنّ الدنيا قد ولتّ حذَّاء [1] ولم يبق منها إلا صُبابة كصُبابة الإناء، وَقَالَ في خطبة: لقد رأيتني سابع سبعةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لنا طعام إلّا ورق الشجر حتّى قرحت أشداقنا [2] .   [ () ] (راجع فهرس الأعلام 10/ 331) ، المنتخب من ذيل المذيّل 554، الجرح والتعديل 6/ 373 رقم 2060، المستدرك 3/ 260- 262، مشاهير علماء الأمصار 37 رقم 217، جمهرة أنساب العرب 168 و 213 و 229، و 260، الاستيعاب 3/ 113- 116، ربيع الأبرار 4/ 220، العقد الفريد 3/ 5151 و 4/ 131، تاريخ بغداد 1/ 155- 157 رقم 8، المعجم الكبير 17/ 112، 113، صفة الصفوة 1/ 387- 399 رقم 16، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 319 رقم 388، حلية الأولياء 1/ 171، 172 رقم 27، أسد الغابة 3/ 565، تهذيب الكمال 2/ 905، دول الإسلام 1/ 15، العبر 1/ 17 و 21، سير أعلام النبلاء 1/ 304- 306 رقم 59، المعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 86، الكاشف 2/ 215 رقم 3722، تلخيص المستدرك 3/ 260- 262، مجمع الزوائد 9/ 307، العقد الثمين 6/ 11، 12، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 327، البداية والنهاية 7/ 49، تهذيب التهذيب 7/ 100 رقم 214، تقريب التهذيب 2/ 5 رقم 22، الإصابة 2/ 455 رقم 5411، خلاصة تذهيب التهذيب 258، كنز العمال 13/ 570، شذرات الذهب 1/ 27، مرآة الجنان 1/ 70. [1] أي مسرعة خفيفة. وفي المنتقى والنسخة (ح) «جدا» وهو تصحيف. [2] أخرجه مسلم في الزهد، رقم (2967) في بداية الباب، من طريق: حميد بن هلال، عن خالد بن عمير العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد، فإنّ الدنيا قد آذنت بصرم وولّت حذّاء، ولم يبق منها إلّا صبابة كصبابة الإناء يتصابّها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها. فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، فإنّه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنّم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا. وو الله لتملأن. أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أنّ ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة. وليأتينّ عليها يوم وهو كظيظ من الزحام. ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ما لنا طعام إلّا ورق الشجر. حتى قرحت أشداقنا. فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتّزرت بنصفها، واتّزر سعد بنصفها. فما أصبح اليوم منّا أحد إلّا أصبح أميرا على مصر من الأمصار. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 روى عنه خالد بْن عُمَيْر، وقُبَيصَة، والحَسَن البصري، وهارون بن رئاب، ولم يُدْرِكاه. وغُنَيْم بْن قيس المازنّي. وهو الَّذِي اختطَّ البصرةَ، وقيل: كنيته أَبُو عبد الله، عاش سبعًا وخمسين سنة وقيل: تُوُّفي سنة خمس عشرة مَا بين الحجاز والبصرة، وقيل: تُوُّفي سنة سبع عشرة. عُقبة، وعبد الله ابنا قيظي بْن قيس، حضرا مع أبيهما يوم جسر أبي عُبَيْد وقُتِلا يَوْمَئِذٍ. العلاء بْن الحضْرمّي، يقال فيها، وسيأتي. عُمَر بْن أبي اليُسْر، يوم الجسر. قيس بْن السَّكَن [1] ابن قيس بْن زعوراء بْن حَرَامِ بْن جُنْدُب بْن عَامِرِ بْن غَنْم بْن عديّ بْن النجار أَبُو زيد الأنصاري النجاري، مشهور بكنيته.   [ () ] وإنّي أعوذ باللَّه أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا، وإنّها لم تكن نبوة قط إلّا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا. فستخبرون وتجرّبون الأمراء بعدنا» . وانظر الخطبة في: العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي 4/ 131، والمستدرك للحاكم 3/ 261 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وذكرها الذهبي في تلخيصه ولم يعلّق، وحلية الأولياء لأبي نعيم 1/ 171، والمعجم الكبير للطبراني 17/ 113، 114 رقم 278، ومسند أحمد 4/ 174 و 5/ 61، والاستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 116، وأسد الغابة لابن الأثير 3/ 566، 567، ولسان العرب لابن منظور (مادّة: نسخ) ، وصفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 387- 389 وقال: انفرد بإخراجه مسلم، وليس لعتبة في الصحيح غيره، وتاريخ بغداد 1/ 155، والبيان والتبيين للجاحظ 2/ 69، وقسما منها في المنتخب من ذيل المذيّل 554 مع اختلاف في بعض الألفاظ. [1] طبقات ابن سعد 3/ 513، طبقات خليفة 92 و 140، التاريخ الكبير 7/ 145، 146 رقم 649، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 160 رقم 902، الجرح والتعديل 7/ 98 رقم 556، الاستيعاب 3/ 223، 224، فتوح البلدان 1/ 92، 93، مشاهير علماء الأمصار 103 رقم 767، جمهرة أنساب العرب 351، أسد الغابة 4/ 216، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 62 رقم 77، الكنى والأسماء 1/ 31، الكاشف 2/ 348 رقم 4674، البداية والنهاية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 شهِدَ بدرًا، واستُشْهِد يوم جسر أبي عُبَيْد فيما ذكر موسى بْن عقبة [1] . قَالَ الواقِديّ وابن الكلبي: هو أحد من جمع القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] ودليلُهُ قول أَنْس لأنه قَالَ: أحد عمومتي، وكلاهما يجتمعان في حرام [3] . وكذا ساق ابن الكلبي نَسَبَ أبي زيد، ولكنه جعل عِوَض زعوراء زيدًا، ولا عبرة بقول من قَالَ: إن الَّذِي جمع القرآن أَبُو زيد سعد بْن عُبَيْد الأوسي، فإن قول أَنْس بْن مالك: أحد عمومتي، ينفي قول من قال: هو سعد بن عبيد، لكونه أوْسيًا، ويؤيده أيضًا مَا روى قتادة عَنْ أَنْس قَالَ: افتخر الحيّان الأوس والخزرج فَقَالَتِ الأوس: منّا غسيل الملائكة حنظلة بْن أبي عامر [4] ، ومنّا الَّذِي حَمتْه الدَّبَر [5] : عاصم بْن ثابت [6] ، ومنّا الّذي اهتزّ   [7] / 49، الإصابة 3/ 250 رقم 7181، خلاصة تذهيب التهذيب 317، تجريد أسماء الصحابة 2/ 20. [1] طبقات ابن سعد 3/ 513، جمهرة أنساب العرب 351. [2] الجرح والتعديل 7/ 98، جمهرة أنساب العرب 351. [3] قال ابن الأثير في أسد الغابة 4/ 216: «وقد اختلف في اسمه فقيل: سعد بن عمير، وقيل: ثابت، وقيل: قيس بن السكن، ولا عقب له. قال أنس بن مالك: إن أحد عمومته ممّن جمع القرآن على عهد رسول الله» . [4] قال ابن هشام في السيرة 3/ 154: «التقى حنظلة بن عامر الغسيل وأبو سفيان، فلما استعلاه حنظلة بن أبي عامر رآه شدّاد بن الأسود، وهو ابن شعوب، قد علا أبا سفيان فضربه شدّاد فقتله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ صاحبكم، يعني حنظلة لتغسّله الملائكة» ، فسألوا أهله: ما شأنه؟ فسئلت صاحبته عنه. فقالت: خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة» . قال ابن هشام: ويقال: الهائعة. وجاء في الحديث: «خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه، كلما سمع هيعة طار إليها» . قال ابن إسحاق: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لذلك غسّلته الملائكة» . وانظر الروض الأنف 3/ 163، 164. [5] الدبر: بفتح الدال، واحدتها دبرة. والدبر ها هنا: الزنانير، وأمّا الدبر فصغار الجراد. (الروض الأنف 3/ 234) . [6] قتل يوم الرجيع بعد غزوة أحد، وكان يكنى: أبا سفيان. قال ابن هشام في السيرة 3/ 225: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 لموته العرش سَعْد بن معاذ [1] ، ومنا من أُجيزت شهادتُهُ بشهادة رجُلين: خزيمة بْن ثابت. فَقَالَتِ الخزرج: منّا أربعة جمعوا القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أُبَيّ، ومعاذ بْن جَبَل، وزيد بْن ثابت، وأبو زيد [2] . المثني بْن حارثة الشَّيْباني الَّذِي أخذ الراية وتحيَّز بالمسلمين يوم الجسر. نافع بْن غيلان، يَوْمَئِذٍ. نوفل بْن الحارث، يقال تُوُفّي فيها، وكان أسنَّ من عمّه العبّاس. واقد بن عبد الله، يوم [3] ؟.   [ () ] «فلما قتل عاصم أرادت هذيل أخذ رأسه، ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد، وَكَانَتْ قَدْ نَذَرَتْ حِينَ أَصَابَ ابْنَيْهَا يَوْمَ أحد، لئن قدرت على رأس عَاصِمٍ لَتَشْرَبَنَّ فِي قِحْفِهِ الْخَمْرَ، فَمَنَعَتْهُ الدَّبْرُ، فلما حالت بينه وبينهم الدبر قالوا: دعوه يمسي فتذهب عنه، فنأخذه، فبعث الله الوادي، فاحتمل عاصما، فذهب به، وقد كان عاصم قد أَعْطَى اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا يَمَسَّهُ مُشْرِكٌ، ولا يمسّ مشركا أبدا تنجّسا، فكان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يقول حين بلغه أن الدبر منعته، يحفظ الله العبد المؤمن، كان عاصم نذر أن لا يمسّه مشرك، ولا يمسّ مشركا أبدا في حياته، فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منه في حياته» . أقول: لقد نسب القدسي رحمه الله في نسخته 3/ 84 هذه الرواية للسهيلي في الروض الأنف، وهذا غير صحيح. [1] من شهداء بدر. روى حديث اهتزاز العرش لموته البخاري في صحيحه 4/ 227 في مناقب الأنصار، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه، عن محمد بن المثنّى، عن فضل بن مساور ختن أبي عوانة، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر رضي الله عنه: سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلّم يقول: «اهتزّ العرش لموت سعد بن معاذ» . وأخرجه عن طريق الأعمش عن أبي صالح، عن جابر، بلفظ «عرش الرحمن» ، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 352، والحاكم في المستدرك 3/ 207 وصحّحه من طريق محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جدّه، عن عائشة. [2] قال ابن الأثير في أسد الغابة 4/ 216: «وقد جمع القرآن من المهاجرين جماعة منهم: عليّ، وعثمان، وابن مسعود، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وسالم مولى أبي حذيفة» . [3] كذا في جميع النسخ، ومثله في البداية والنهاية 7/ 51 نقلا عن الذهبي في تاريخه هذا. وقال ابن حجر في الإصابة 3/ 628: «مات واقد هذا في أول خلافة عمر» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أم معاوية بْن أبي سُفْيَان، تُوُفِّيَت في أوّل العام. يزيد بْن قيس بْن الخطيم [1]- بفتح الخاء المعجمة- الأنصاري الظَّفَرِيّ، صحابيٌّ شهِدَ أحُدًا والمشاهد وجُرح يوم أحُدٍ عدّة جراحات، وأبوه من الشعراء الكبار، قُتِلَ يزيد يوم الجسر. (أَبُو عُبَيْد بْن مسعود بْن عمرو الثقفي) [2] والد المختار وصفية زَوْجَة ابن عُمَر. أسلم فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستعمله عُمَر وسيره على جيشٍ كثيفٍ إلى العراق، وإليه يُنْسَب جسر أبي عُبَيْد، وكانت الوقعة عند هذا الجسر كما ذكرنا، وقُتل يَوْمَئِذٍ أَبُو عُبَيْد، والجسر بين القادسية والحيرة [ولم يذكره أحد في الصحابة إلا ابن عبد البر [3] ، ولا يَبْعُدُ أن له رؤية وإسلام] [4] . (أَبُو قُحَافَةَ) [5] عُثْمَانُ بْنُ عَامِرٍ التَّيْمِيُّ، فِي الْمُحَرَّمِ عَنْ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وَقَدْ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَأَتَى بِهِ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَقُودُهُ لِكِبَرِهِ وضرره   [1] في نسخة دار الكتب ومنتقى أحمد الثالث «بن أبي الخطيم» ، والتصويب من الأصل. [2] المعارف 400، 401، فتوح البلدان 1/ 307- 310، تاريخ الطبري 3/ 414 و 441 و 444- 458 و 481 و 543 و 581، جمهرة أنساب العرب 268، الاستيعاب 4/ 124، 125 وفيه «أبو عبيدة» بزيادة التاء المربوطة وهو وهم، أسد الغابة 5/ 248، 249، البداية والنهاية 7/ 49، 50، الإصابة 4/ 130، 131 رقم 738. [3] يقول محقّق هذا الكتاب «عمر بن عبد السلام تدمري الأطرابلسيّ» : لقد جازف المؤلف- رحمه الله- بهذا القول، بدليل أن ابن الأثير ذكر صاحب الترجمة في «أسد الغابة» . [4] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. [5] تاريخ خليفة 100 و 122 و 129، المحبّر 80 و 296، المعرفة والتاريخ 1/ 238، المعارف 167 و 587 و 591، تاريخ الطبري 3/ 424 و 427، الاستيعاب 3/ 93، 94 و 4/ 162، مشاهير علماء الأمصار 31 رقم 161، جمهرة أنساب العرب 136 و 150، أسد الغابة 5/ 275، الكامل في التاريخ 2/ 489، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 321 رقم 394، البداية والنهاية 7/ 50، الإصابة 2/ 460، 461 رقم 5442. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 وَرَأْسُهُ كَالثُّغَامَةِ [1] فَأَسْلَمَ، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ حَتَّى نَأْتِيَهُ» ، إِكْرَامًا لِأَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ: «غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ» [2] . (عبد الله بْن صَعْصَعَة) [3] بْن وهب الأنصاري، أحد بني عدِيّ بْن النجار، شهِدَ أحُدًا وما بعدها وقُتِل يوم جسر أبي عبيد. قاله ابن الأثير [4] .   [1] الثغامة: بنت أبيض الزهر والثمر. (النهاية لابن الأثير) . [2] أخرجه أحمد في المسند 6/ 349، 350 من طريق يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عن أبيه، عَنْ جَدَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: لمّا وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذي طوى قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده: أي بنيّة اظهري بي على أبي قبيس. قالت- وقد كفّ بصره- قالت: فأشرفت به عليه، فقال: يا بنيّة ماذا ترين؟ قالت: أرى سوادا مجتمعا. قال: تلك الخيل. قالت: وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا. قال: يا بنيّة ذلك الوازع، يعني الّذي يأمر الخيل ويتقدّم إليها. ثم قالت: قد والله انتشر السواد. فقال: قد والله إذا دفعت الخيل فأسرعي بي إلى بيتي، فانحطّت به، وتلقّاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته، وفي عنق الجارية طوق لها من ورق، فتلقّاها رجل فاقتلعه من عنقها. قالت: فلمّا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ودخل المسجد أتاه أبو بكر بأبيه يعوده، فلمّا رآه رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «هلّا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه؟» . قال أبو بكر: يا رسول الله هو أحقّ أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه. قال: فأجلسه بين يديه، ثم مسح صدره ثم قال له: «أسلم» فأسلم، ودخل به أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورأسه كأنه ثغامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «غيّروا هذا من شعره» ، ثم قال أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال: أنشد باللَّه وبالإسلام طوق أختي، فلم يجبه أحد، فقال: يا أخيّة احتسبي طوقك» . [3] أسد الغابة 3/ 128 البداية والنهاية 7/ 50، الإصابة 2/ 326 رقم 4759. [4] في أسد الغابة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 سَنَة خَمْس عَشْرَة في أولها افْتَتَحَ شُرَحْبِيل بْن حَسَنة الأردن كلها عنوة إلا طبرية فإنهم صالحوه، وذلك بأمر أبي عبيدة [1] . يوم اليَرْمُوك كانت وقعةً مشهورةً، نزلت الروم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة [2] ، - وقيل سنة ثلاث عشرة وأراه وهما-[3] فكانوا في أكثر من مائة ألف، وكان المسلمون ثلاثين ألفا [4] ، وأمراء الإسلام أَبُو عبيدة، ومعه أمراء الأجناد، وكانت الروم قد سلسلوا أنفسهم الخمسة والستة في السلسلة لئلَّا يفرُّوا، فلمّا هزمهم الله جعل الواحد يقع في وادي اليَرْمُوك فيجذب من معه   [1] تاريخ خليفة 131. [2] حدّد ابن الكلبي تاريخها بيوم الاثنين لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة. (تاريخ خليفة 130) . [3] أكّد ابن عساكر تاريخ الوقعة في سنة 15 هـ-. وقال: هذه الأقوال هي المحفوظة في تاريخ اليرموك، وقد ذكر سيف بن عمر أنها كانت سنة ثلاث عشرة قبل فتح دمشق. ولم يتابعه أحد على ما قاله. (تهذيب تاريخ دمشق 1/ 160) . [4] اختلف المؤرّخون في تحديد عدد الجند عند الفريقين. انظر في ذلك: فتوح الشام للأزدي 217، وتاريخ خليفة 130، وفتوح البلدان 1/ 160، وتاريخ الطبري 3/ 394، 395، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 160، والكامل في التاريخ 2/ 410. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 في السلسلة حتى ردموا الوادي، واستووا فيما قيل بحافَّتَيْه، فداستهم الخيل، وهلك خلقٌ لَا يحصون. وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ جماعة من أمراء المُسْلِمين. وَقَالَ محمد بْن إسحاق: نزلت الروم اليرموك وهم مائة ألف، عليهم السقلاب [1] خصيٌّ لِهرَقْل [2] . وقال ابن الكلبيّ: كانت الروم ثلاثمائة ألف، عليهم باهان، رجلٌ من أبناء فارس تنصَّر ولحق بالروم، قَالَ: وضمّ أَبُو عبيدة إِلَيْهِ أطرافه، وأمدَّه عُمَر بسعيد بْن عامر بْن حُذَيْم، فهزم الله المشركين بعد قتالٍ شديد في خامس رجب سنة خمس عشرة [3] . وَقَالَ سعيد بْن عبد العزيز: إنّ المُسْلِمين- يعني يوم اليّرْموك- كانوا أربعةً وعشرين ألفًا، وعليهم أَبُو عبيدة، والروم عشرون ومائة ألف، عليهم باهان وسقلاب [4] . إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَمَدَتِ الأَصْوَاتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَالْمُسْلِمُونَ يُقَاتِلُونَ الرُّومَ إِلا صَوْتَ رَجْلٍ يَقُولُ: «يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ، يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ» ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ [5] . الْوَاقِدِيُّ: نا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن المسيّب، عن   [1] هكذا في الأصل. وفي تاريخ خليفة 130 «السفلار» ، وفي المعرفة والتاريخ 3/ 300 «الصقلار» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق 1/ 160 «سقلان» . [2] تاريخ خليفة 130. [3] تاريخ خليفة 130. [4] تهذيب تاريخ دمشق 1/ 160 وفيه «ماهان وسقلان» . [5] المعرفة والتاريخ 3/ 300، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 170. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 جُبَيْرِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ: حَضَرْتُ الْيَرْمُوكَ فَلا أَسْمَعُ إِلَّا نَقْفَ الْحَدِيدِ إِلا أَنِّي سَمِعْتُ صَائِحًا يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ أَبْلَوْا للَّه فِيهِ بَلاءً حَسَنًا، فَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ [1] . قَالَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: لَمَّا هَزَمْنَا الْعَدُوَّ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ أَصَبْنَا يَلامِقِ دِيبَاجٍ فَلَبِسْنَاهَا فَقَدِمْنَا عَلَى عُمَرَ وَنَحْنُ نَرَى أَنَّهُ يُعْجِبُهُ ذَلِكَ، فَاسْتَقْبَلْنَاهُ وَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَشَتَمَنَا وَرَجَمَنَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى سَبَقْنَاهُ نَعْدُو، فَقَالَ بَعْضُنَا: لَقَدْ بَلَغَهُ عَنْكُمْ شَرٌّ، وَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَعَلَّهُ فِي زِيِّكُمْ هَذَا، فَضَعُوهُ، فَوَضَعْنَا تِلْكَ الثِّيَابَ وسلّمنا عليه، فرحّب وساءلنا وَقَالَ: إِنَّكُمْ جِئْتُمْ فِي زِيِّ أَهْلِ الْكُفْرِ، وَإِنَّكُمْ الآنَ فِي زِيِّ أَهْلِ الإِيمَانِ، وَإِنَّهُ لا يَصْلُحُ مِنَ الدِّيبَاجِ وَالْحَرِيرِ إِلا هَكَذَا، وَأَشَارَ بِأَرْبَعِ أَصَابِعِهِ. وعن مالك بْن عبد الله قَالَ: مَا رأيت أشرف من رجلٍ رأيته يوم اليرموك إنه خرج إليه علجٌ فقتله، ثُمَّ آخر فقتله، ثُمَّ آخر فقتله، ثُمَّ انهزموا وتبِعَهُمْ وتبِعْتُهُ، ثُمَّ انصرف إلى خباءٍ عظيم له فنزل، فدعا بالجفان ودعا من حوله، قلت: من هذا؟ قالوا: عَمرو بن معديكرب.   [1] ذكر الأزدي في فتوح الشام- ص 220 إنّ أبا سفيان تجهّز في أحسن الجهاز وأحسن الهيئة ثم خرج، وصحبه أناس من المسلمين كثير، كانوا خرجوا متطوّعين، فأحسن أبو سفيان صحبتهم حتى قدموا على جماعة المسلمين. فلما كان يوم خرج المسلمون إلى عدوّهم باليرموك كان أبو سفيان يومئذ يسير في الناس، ويقف على أهل كل راية، وعلى كلّ جماعة، فيحرّض الناس ويحضّهم، ويعظهم، ويقول: إنكم يا معشر المسلمين أصبحتم في دار العجم منقطعين عن الإبل، نائين عن أمير المؤمنين وأمداد المسلمين، وقد والله أصبحتم بإزاء عدوّ، كثير عددهم، شديد عليكم حنقهم، وقد وترتموهم في أنفسهم ونسائهم، وأولادهم، وأموالهم، وبلادهم. فلا والله لا ينجيكم منهم اليوم وتبلغون رضوان الله إلّا بصدق اللقاء والصبر في المواطن المكروهة، فامتنعوا بسيوفكم، وتقرّبوا بها إلى خالقكم، ولتكن هي الحصون التي تلجون إليها، وبها تمنعون. وقاتل أبو سفيان يومئذ قتالا شديدا، وأبلى بلاء حسنا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 وعن عُرْوَة: قُتِل يَوْمَئِذٍ النَّضْر بْن الحارث بْن علْقمة العبدري، وعبد الله بْن سُفْيَان بْن عبد الأسد المخزوميّ. وَقَالَ ابن سعد [1] : قُتِل يَوْمَئِذٍ نعيم بْن عبد الله النحام العدوي. قلت: وقد ذُكِرَ. وقيل: كان على مجنبة أبي عبيدة يومئذ قباث [2] بْن أشيم الكنانّي اللَّيْثي [3] . ويقال: قُتِل يَوْمَئِذٍ عكرمة بْن أبي جهل، وعبد الرحمن بْن العوام، وعياش بْن أبي ربيعة، وعامر بْن أبي وقاص الزُّهْرِيّ [4] . وَقْعة القادسية كانت وقعة القادسية بالعراق في آخر السنة فيما بَلَغَنَا، وكان على النَّاس سعد بْن أبي وقاص، وعلى المشركين رُسْتُم ومعه الجالينوس، وذو الحاجب [5] . قَالَ أَبُو وائل: كان المسلمون مَا بين السبعة إلى الثمانية آلافًا. ورستم في ستين ألفًا، وقيل: كانوا أربعين ألفًا، وكان معهم سبعون فيلا [6] .   [1] في الطبقات 4/ 139. [2] في نسخة دار الكتب «قباب» ، والتصويب من الأصل، وأسد الغابة 4/ 189 وقيّده: بضمّ القاف وبالباء الموحّدة وآخره تاء مثلّثة نقلا عن الإكمال لابن ماكولا 7/ 93 والصواب فتح القاف. وهو في خط محمد بن علي الصوري في مواضع «قباث» بفتح القاف (مجمل اللغة لابن فارس) . [3] فتوح الشام للأزدي 189، الكامل في التاريخ 2/ 412. [4] في حاشية الأصل: «بلغت قراءة في التاسع عشر على مؤلّفه» . [5] تاريخ خليفة 131. [6] تاريخ خليفة 131. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 وذكر المدائني أنهم اقتتلوا قتالًا شديدًا ثلاثة أيام في آخر شوال، وقيل في رمضان، فقُتِل رُسْتُم وانهزموا، وقيل إنّ رُستم مات عطشا، وتبعهم المسلمون فقتل جالينوس وذو الحاجب، وقتلوهم مَا بين الخرَّارة [1] إلى السَّيْلحين [2] إلى النّجف، حتى ألجئوهم إلى المدائن، فحصروهم بها حتى أكلوا الكلاب، ثُمَّ خرجوا على حامية بعيالهم فساروا حتى نزلوا جلولاء [3] . قَالَ أَبُو وائل: اتّبعناهم إلى الفرات فهزمهم الله، واتّبعناهم إلى الصَّراة [4] فهزمهم الله، فألجأناهم إلى المدائن [5] . وعن أبي وائل قَالَ: رأيتُني أعبر الخندق مَشْيًا على الرجال، قتل بعضهم بعضًا [6] . وعن حبيب بْن صهبان قَالَ: أصبْنا يَوْمَئِذٍ من آنية الذهب حتى جعل الرجل يَقُولُ: صفراء ببيضاء، يعني ذهبًا بفضة [7] . وَقَالَ المدائني: ثُمَّ سار سعد من القادسية يتبعهم. فأتاه أهل الحيرة فقالوا: نحن على عهدنا. وأتاه بسطام فصالحه. وقطع سعدُ الفرات، فلقي جمعًا عليهم بَصْبَهرا، فقتله زُهرة بْن حويَّة، ثُمَّ لقوا جمعًا بكُوثا [8] عليهم   [1] في طبعة القدسي 3/ 88 «الخرار» ، والتصويب من معجم البلدان 2/ 350 موضع قرب السّيلحون من نواحي الكوفة. [2] هكذا في الأصل وتاريخ خليفة 132، وفي معجم البلدان 3/ 298: سيلحون: بفتح أوّله وسكون ثانيه، وفتح لامه ثم حاء مهملة، وواو ساكنة ونون. وهي قرب الحيرة ضاربة في البرّ قرب القادسيّة بينها وبين الكوفة. [3] تاريخ خليفة 132، 133. [4] الصّراة: بالفتح. نهر ببغداد يأخذ من نهر عيسى من عند بلدة يقال لها المحوّل بينها وبين بغداد فرسخ ويسقي ضياع بادوريا. (معجم البلدان 3/ 399) . [5] تاريخ خليفة 132. [6] تاريخ خليفة 132. [7] تاريخ خليفة 133. [8] هكذا في الأصل، وفي معجم البلدان 4/ 487 كوثى: بالضمّ ثم السكون، والثاء مثلّثة، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 الفيرزان [1] فهزموهم، ثم لقوا جميعا كثيرًا بدير كعب عليهم الفَرُّخان فهزموهم، ثُمَّ سار سعد بالنّاس حتى نزل المدائن فافتتحها [2] . وأما محمد بْن جرير [3] فإنه ذكر القادسية في سنة أربع عشرة، وذكر أن في سنة خمس عشرة مَصَّر سعد الكوفة، وأنّ فيها فرض عمر الفروض وَدَوَّنَ الدواوين، وأعطى العطاء على السابقة. [4] قَالَ: ولمّا فتح الله على المُسْلِمين غنائم رستم، وقدمت على عُمَر الفتوح من الشام والعراق جمع المُسْلِمين فَقَالَ: مَا يحلّ لِلْوَالِي من هذا المال؟ قالوا: أما لخاصَّته فقوتُهُ وَقُوتُ عياله لَا وَكْسَ ولا شَطَطَ، وكسوته وكسوتهم، ودابتان لجهاده وحوائجه، وحمّالته [5] إلى حجه وعمرته، والقسم بالسوية أن يعطى أهل البلاء على قدر بلائهم، ويرمَّ أمور المُسْلِمين ويتعاهدهم [6] . وفي القوم عليّ رضي الله عنه ساكت، فَقَالَ: مَا تقول يا أبا الحسن؟ فَقَالَ: مَا أصْلَحَكَ وأصلَحَ عِيالك بالمعروف [7] . وقيل إنّ عُمَر قعد على رزق أبي بكر حتى أشتدّت حاجتُهُ، فأرادوا أن يزيدوه فأبى عليهم [8] . وكان عمّاله في هذه السنة: عَتّاب بْن أسيد، كذا قال ابن جرير [9] ،   [ () ] وألف مقصورة تكتب بالياء لأنها رابعة الاسم. موضع بسواد العراق في أرض بابل. [1] هكذا في الأصل وتاريخ الطبري 3/ 455 ويقال «البيرزان» 3/ 504 حيث تقلب الفاء إلى باء بالفارسية. [2] تاريخ خليفة 133. [3] في التاريخ 3/ 480. [4] تاريخ الطبري 3/ 613. [5] في تاريخ الطبري «حملانه» . [6، 7، 8] تاريخ الطبري 3/ 616. [9] ج 3/ 623. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 وقد قدمنا موت عتاب، قَالَ: وعلى الطائف يَعْلَى بْن مُنية [1] ، وعلى الكوفة سعد، وعلى قضائها أَبُو قُرَّةَ. وعلى البصرة المُغِيرَة بْن شُعْبَة. وعلى اليمامة والبحرين عثمان بْن أبي العاص. وعلى عمان حذيفة بن محصن. وعلى ثغور الشّام أبو عبيدة بن الجرّاح.   [1] وهي أمّه، واسم أبيه (أميّة) ، كما في تبصير المنتبه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 المُتَوَفّونَ فيهَا (الحارث بْن هشام) يقال تُوُفِّيَ فيها. وسيأتي في طاعون عمواس [1] . ع سعد بن عبادة [2] ابن دُليم بْن حارثة بْن أبي حزيمة بْن ثعلبة بن طريف بْن الخزرج [بْن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج. الأنصاريّ السّاعديّ. سيّد الخزرج] أبو   [1] رواه الزمخشريّ بكسر أوله وسكون ثانيه، ورواه غيره بفتح اوله وثانيه، وضبطه بعضهم بفتح العين وسكون الميم. وهي قرية بين الرملة وبيت المقدس، ومنها بدأ الطاعون. [2] طبقات ابن سعد 3/ 613- 617، طبقات خليفة 97 و 303، تاريخ خليفة 72 و 117 و 135، الأخبار الموفقيّات 579 و 591، فتوح البلدان 3/ 583، أنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام 645) ، المعارف 110 و 259، التاريخ الكبير 4/ 44 رقم 1911، التاريخ الصغير 1/ 39، المعرفة والتاريخ 1/ 294، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 263) ، العقد الفريد 2/ 34 و 4/ 257 و 259 و 260، المحبّر 233 و 269 و 271 و 273 و 277 و 423، نسب قريش 200، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 121، مسند أحمد 5/ 284 و 6/ 7، جمهرة أنساب العرب 365، الجرح والتعديل 88 رقم 382، مشاهير علماء الأمصار 10 رقم 20، الكنى والأسماء 1/ 65، الاستيعاب 2/ 35- 41، المستدرك 3/ 252- 254، الاستبصار 93- 97، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 86- 93، أسد الغابة 2/ 356، الكامل في التاريخ 2/ 489، صفة الصفوة 1/ 503، 504 رقم 53، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 212، 213 رقم 204، التذكرة الحمدونية 2/ 102 رقم 205، تهذيب الكمال 1/ 474، العبر 1/ 19، تلخيص المستدرك 3/ 252- 254، المعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 46، دول الإسلام، 1/ 15، الكاشف 1/ 278 رقم 1851، سير أعلام النبلاء 1/ 270- 279 رقم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 ثابت، ويقال أَبُو قيس [1] . أحد النقباء ليلة العقبة. وقد اجتمعت عليه الأنصار يوم السقيفة وأرادوا أن يبايعوه بالخلافة. لم يذكر أهل المغازي أنه شهِدَ بدْرًا. وذكر البخاري [2] وأبو حاتم [3] أنه شهدها، وروي ذلك عَنْ عروة. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعْدٌ، وَأَبُو دُجَانَةَ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو لَمَّا أَسْلَمُوا يَكْسِرُونَ أَصْنَامَ بَنِي سَاعِدَةَ. وَكَانَ سَيِّدًا جَوَادًا. لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا. وَكَانَ يَتَهَيَّأُ لِلْخُرُوجِ، فَنُهِشَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، فَأَقَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا لَقَدْ كَانَ عَلَيْهَا حَرِيصًا» . هَكَذَا حَكَاهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» [4] بِلَا سَنَدٍ. وَقَدْ شَهِدَ أُحُدًا وَالْمَشَاهِدَ. قَالَ: وكان يبعث كل يوم بجفنة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما قدم المدينة، وَقَالَ عروة: كان ينادي على أُطُم [5] سعد: من أحب شحمًا ولحمًا فليأت سعد بْن عبادة. وقد أدركت ابنه يفعل ذلك [6] . وَقَالَ ابن عباس: إن أم سعد توفّيت فتصدّق عنها بحائطه المخراف [7] .   [55،) ] مرآة الجنان 1/ 71، البداية والنهاية 7/ 49 و 61 الوافي بالوفيات 15/ 150- 152 رقم 203، شفاء الغرام 1/ 252 و 2/ 184 و 213 و 216 و 217 و 218 و 219 و 220 تهذيب التهذيب 475، 476 رقم 883، تقريب التهذيب 1/ 288 رقم 90، الإصابة 2/ 30 رقم 3173، خلاصة تذهيب التهذيب 134، شذرات الذهب 1/ 28، كنز العمال 13/ 404، المعجم الكبير 6/ 17- 29، البدء والتاريخ 5/ 115. [1] وهو الأصحّ كما في أسد الغابة. [2] في التاريخ الكبير 4/ 44. [3] في الجرح والتعديل 4/ 88، وكذلك يذكر الطبراني في المعجم الكبير 6/ 17 رقم 5352. [4] ج 3/ 614، والمستدرك للحاكم 3/ 252 كلاهما من طريق الواقدي وهو ضعيف. [5] أطم وآطام: القصر، أو الحصن المبنيّ بالحجارة. [6] طبقات ابن سعد 3/ 613. [7] طبقات ابن سعد 3/ 615. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 ولسعد ذكر في حديث الإفك. وقد حدث عنه بنُوه: قيس، وسعيد، وإسحاق، وابن عباس، وأبو أمامة بْن سهل، وسعيد بْن المسيب، ولم يدركه. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنْ أَقْبِلْ فَبَايِعْ فَقَدْ بَايَعَ النَّاسُ. فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أُبَايِعُ حَتَّى أُرَامِيَكُمْ بما في كنانتي وأقاتلكم بمن معي. وقال: فَقَالَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ قَدْ أَبَى وَلَجَّ وَلَيْسَ بِمُبَايِعِكُمْ أَو يُقْتَلُ، وَلَنْ يُقْتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ مَعَهُ وَلَدُهُ وَعَشِيرَتُهُ، وَلَنْ يُقْتَلُوا حَتَّى تُقْتَلَ الْخَزْرَجُ، فَلا تُحَرِّكُوهُ فَقَدِ اسْتَقَامَ لَكُمُ الأَمْرُ وَلَيْسَ بِضَارِّكُمْ، إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ وَاحِدٌ مَا تَرَكَ. فَقَبِلَ أَبُو بَكْرٍ نَصِيحَةَ بَشِيرٍ. قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ لَقِيَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ لَهُ: إِيهٍ يَا سَعْدُ. فَقَالَ: إِيهٍ يَا عُمَرُ. فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ صَاحِبٌ مَا أَنْتَ صَاحِبُهُ. قَالَ: نَعَمْ وَقَدْ أَفْضَى إِلَيْكَ هَذَا الأَمْرُ. وَكَانَ وَاللَّهِ صَاحِبُكَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْكَ، وَقَدْ وَاللَّهِ أَصْبَحْتُ كَارِهًا لِجِوَارِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مَنْ كَرِهَ جِوَارَ جَارِهِ تَحَوَّلَ عَنْهُ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَا إِنِّي غَيْرُ مُسْتَسِرٍّ [2] بِذَلِكَ. وَأَنَا مُتَحَوِّلٌ إِلَى جِوَارِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الشَّامِ. فَمَاتَ بِحَوْرَانَ [3] . قَالَ محمد بْن عُمَر: ثنا يحيى بْن عبد العزيز بْن سعد بْن عبادة، عَنْ أبيه قَالَ: تُوُفّي سعد بحُوران لِسَنَتين ونصف من خلافة عُمَر. قَالَ محمد بْن عُمَر: كأنه مات سنة خمس عشرة. قَالَ عبد العزيز: فما عُلِم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن- وهم يقتحمون نصف النهار- قائلًا من البئر:   [1] الطبقات 3/ 616 والخبر ضعيف لضعف الواقدي، وفيه الزبير بن المنذر وهو لا يكاد يعرف. كما قال الذهبي في ميزان الاعتدال، ومحمد بن صالح صدوق يخطئ. [2] في طبقات ابن سعد «مستنسئ» (3/ 617) . [3] المعجم الكبير 6/ 18 رقم 5357 و 5358. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 نحن قتلْنا سيَّد ... الخزرجِ سعدَ بنَ عُبادهْ فَرَمَيْناهُ بسَهْمَيْنِ ... فلم نُخْطِ فُؤادَهْ فذُعر الغلمان، فحُفِظَ ذلك اليوم فوجدوه الْيَوْمَ الَّذِي مات فيه سعد، وإنّما جلس يبول في نَفَقٍ فاقتُتِل فمات من ساعته، وجدوه قد اخْضَرَّ جلدُهُ [1] . وَقَالَ ابن أبي عَرُوبة: سمعت محمد بْن سيرين يحدث أنه بال قائمًا، فلما رجع قَالَ لأصحابه: إني لأجد دبيبًا، فمات فسمعوا الجنَّ تقول: نحن قتلنا سيد الخزرجِ- البيتين [2] . وَقَالَ سعيد بْن عبد العزيز: أول مدينةٍ فتحت بالشام بصرى، وفيها مات سعد بْن عبادة. (سعد بْن عُبَيْد) [3] بْن النُّعْمَان أَبُو زيد الأنصاري الأوسي. اسْتُشْهِدَ بوقعة القادسية، وقيل إنه والد عمير بْن سعد الزاهد أمير حمص لعمر، شهِدَ سَعْد بدرًا وغيرها، وكان يقال له سعد القاري [4] .   [1] طبقات ابن سعد 3/ 617. [2] الطبقات 3/ 617، المعجم الكبير 6/ 19 رقم 5359 و 5360. [3] طبقات ابن سعد 3/ 458، المحبّر 277 و 286، تاريخ خليفة 133، التاريخ الكبير 4/ 47 رقم 1919، تاريخ الطبري 3/ 444- 446 و 566 و 583، فتوح البلدان 2/ 321، المعرفة والتاريخ 1/ 487، الاستيعاب 2/ 41، مشاهير علماء الأمصار 10، 11 رقم 23، جمهرة أنساب العرب 334، الجرح والتعديل 4/ 89 رقم 386، المعجم الكبير 6/ 65، 66 رقم 554، أسد الغابة 2/ 285، 286، البداية والنهاية 7/ 49، و 61، 62، الوافي بالوفيات 15/ 155 رقم 208، الإصابة 2/ 31 رقم 3176. [4] قال ابن مندة: «القاري من بني قارة الأنصاري» . وقال ابن الأثير: وقول ابن مندة أنه من قارة أنصاريّ وهم منه كيف يكون من القارة وهم ولد الديس بن محلم بن غالب.. بن الهون بن خزيمة والهون أخو أسد بن خزيمة وهذا أنصاريّ فكيف يجتمعان، وإنما هو القارئ مهموزا من القراءة، وقد ذكر أنه أوّل من جمع القرآن من الأنصار ولم يجمع القرآن من الأوس غيره قاله أبو أحمد العسكري، وأمّا أنا فأستبعد أن يكون هذا ممن جمع القرآن من الأنصار ولم يجمع القرآن لأنّ الحديث يرويه أنس بن مالك، وذكرهم وقال: أحد عمومتي أبو زيد وأنس من بني عديّ بن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 وذكر محمد بْن سعد [1] أنّ القادسية سنة ست عشرة. وأنه قُتِل بها وله أربعٌ وستون سنة. وَقَالَ قيس بْن مسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ سعد بْن عُبَيْد أنه خطبهم فَقَالَ: إنّا لاقوا العدو غدًا وإنا مستشهدون غدًا، فلا تغسلوا عنا دمًا ولا نُكَفَّن إلا في ثوبٍ كان علينا [2] . (سعيد بْن الحارث) [3] بْن قيس بْن عدي القرشي السهمي، هو وإخوته الحجاج، ومعبد، وتميم، وأبو قيس، وعبد الله، والسائب، كلهم من مهاجرة الحبشة، ذكرهم ابن سعد. اسْتُشْهِدَ أكثرهم يوم اليرموك ويوم أَجْنَادِينَ. سهيل بْن عمرو بْن عبد شمس [4] ابْن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن [5] حسن بن عامر بن لؤيّ أبو يزيد   [ () ] النجار خزرجيّ، فكيف يكون هذا وهو أوسيّ عما لأنس هذا بعيد جدّا. (أسد الغابة 2/ 286) . [1] الطبقات 3/ 458، المعجم الكبير 6/ 65 رقم 5490. [2] طبقات ابن سعد 3/ 458. [3] طبقات ابن سعد 4/ 196، أنساب الأشراف 1/ 215، فتوح البلدان 1/ 135، تاريخ خليفة 131، تاريخ الطبري 3/ 572، المعجم الكبير 6/ 82، 83 رقم 572، الاستيعاب 2/ 8 تهذيب تاريخ دمشق 6/ 125، أسد الغابة 2/ 304، سير أعلام النبلاء 2/ 202 رقم 202، رقم 31، الوافي بالوفيات 15/ 208 رقم 289، الإصابة 2/ 44، 45 رقم 3251. [4] طبقات ابن سعد 7/ 404، 405، تاريخ خليفة 82 و 90، طبقات خليفة 26 و 300، المحبّر 79 و 162 و 170 و 288 و 473، نسب قريش 417- 419، تاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام 10/ 178) ، فتوح البلدان 103 و 109 و 166، أنساب الأشراف 1/ 40 و 102 و 203 و 219 و 220 و 221 و 228 و 237 و 292 و 303 و 304 و 349 و 350 و 354 و 357 و 362 و 363 و 407، عيون الأخبار 1/ 85، فتوح الشام للأزدي 46، 47، الأخبار الموفقيّات 583، 585، المعرفة والتاريخ 1/ 524، المعارف 69 و 154 و 284 و 342، [5] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والاستدراك من مصادر ترجمته. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 العامري، أحد خطباء قريش وأشرافهم. أسلم يوم الفتح وحَسُن إسلامه، وكان قد أُسر يوم بدر، وكان قد قام بمكة وحض على النفير فَقَالَ: يا آل غالب أتاركون أنتم محمدا والصُّباة [1] يأخذون عِيركم؟ من أراد مالًا فهذا مال، ومن أراد قوةً فهذه قوة. وكان سمحًا جوادًا فصيحًا، قام خطيبًا بمكة أيضًا عند وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوٍ خطبة أبي بكر فسكَّنهم، وهو الَّذِي مشى في صلح الحديبية. وَقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار، كان سُهيل بعدُ كثير الصلاة والصوم والصدقة، وخرج بجماعته إلى الشام مجاهدًا، وقيل إنه صام وقام حتى شحب لونه وتغير، وكان كثير البكاء عند قراءة القرآن. قَالَ المدائني وغيره: إنه استُشْهِدَ يوم اليرموك. وَقَالَ الشافعي والواقِديّ: إنه تُوُفِّيَ بطاعون عمواس. روى عنه يزيد بْن عميرة الزبيدي وغيره عَنِ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل كان أميرا على كردوس [2] يوم اليرموك.   [ () ] الاستيعاب 2/ 108- 112، المستدرك 3/ 281- 282، المعجم الكبير 6/ 259 رقم 596، جمهرة أنساب العرب 166، الجرح والتعديل 4/ 249 رقم 1072، التاريخ الكبير 4/ 103، 104 رقم 2117، ثمار القلوب 519، مشاهير علماء الأمصار 33 رقم 180، العقد الفريد 1/ 148 و 2/ 389 و 4/ 162 و 6/ 87 و 89، أسد الغابة 2/ 371- 373، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 239، 240 رقم 240، التذكرة الحمدونية 1/ 123 و 2/ 37، تلخيص المستدرك 3/ 281، 282، سير أعلام النبلاء 1/ 194، 195 رقم 25، العقد الثمين 4/ 624- 630، البداية والنهاية 7/ 62، الوافي بالوفيات 16/ 27- 29 رقم 35، صفة الصفوة 1/ 307، تهذيب التهذيب 4/ 264، 265 (بدون رقم) ، الإصابة 2/ 93، 94 رقم 3573، كنز العمال 13/ 430، شذرات الذهب 1/ 30، مجموعة الوثائق السياسية 58 رقم (11) ، 267 رقم (221) . [1] الصباة: جمع صابئ. وهو الّذي يترك دينه ويتحوّل إلى دين آخر. ولهذا كان المشركون يقولون عن المسلم بأنّه صبأ. أي تحوّل عن الشرك إلى الإسلام. [2] الكردوس: القطعة العظيمة من الخيل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 (عامر بْن مالك بْن أهيب الزُّهْرِيّ) [1] أخو سعد بْن أبي وقاص، من مهاجرة الحبشة. قدم دمشق بكتاب عُمَر على أبي عبيدة بإمرته على الشام وعزل خالد، اسْتُشْهِدَ يوم اليرموك على الصحيح [2] . (عبد الله بْن سُفْيَان) [3] هذا ابن أخي أبي سلمة بْن عبد الأسد المَخْزُومِيّ. له صُحبة وهجرة إلى الحبشة ورواية. روى عنه عمرو بْن دينار منقطعًا، وَاسْتُشْهِدَ باليرموك. (عبد الرحمن أخو الزُّبَيْر بْن العَوَّام لأبيه [4] ) حضر بدْرًا هو وأخوه عُبَيْد الله الأعرج مشركين، فهربا فأدرك عُبَيْد الله فقُتِلَ، ثُمَّ أسلم فيما بعد هذا، وصحب النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلّم، واستشهد باليرموك. عُتْبَة بْن غزوان رضي الله عنه، يقال مات فيها، وقد تقدم. عكرمة بْن أبي جهل المَخْزُومِيّ، يقال اسْتُشْهِدَ يوم اليرموك، وقد تقدم. د ن ق (عمرو بْن أم مكتوم) [5] الضّرير.   [1] المحبّر 459، فتوح البلدان 137 و 161، التاريخ الكبير 6/ 452 رقم 2965، الجرح والتعديل 6/ 327، 328 رقم 1824، الاستيعاب 3/ 4، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 198 البداية والنهاية 7/ 62. [2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 198. [3] تاريخ خليفة 131، فتوح البلدان 1/ 62، الاستيعاب 2/ 385، الكاشف 2/ 83 رقم 2786، البداية والنهاية 7/ 62، الإصابة 2/ 319 رقم 4721. [4] المعارف 220، جمهرة أنساب العرب 121 و 125، الاستيعاب 2/ 399، البداية والنهاية 7/ 62، الإصابة 2/ 415، 416 رقم 1578. [5] مختلف في اسمه، فأهل المدينة يقولون: عبد الله بن قيس بن زائدة بن الأصمّ بن رواحة القرشي العامري. وأمّا أهل العراق فسمّوه عمرا. ويقال: عمرو بن زائدة، وغيره، انظر: طبقات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 مؤذن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستخلفه على المدينة في غير غزوة، قيل كان اللواء معه يوم القادسية، واستُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ. وَقَالَ ابن سعد [1] : رجع إلى المدينة بعد القادسية، ولم نسمع له بذكر بعد عُمَر. قلت: روى عنه عبد الرحمن بْن أبي ليلى، وأبو رزين الأسدي، وله ترجمة طويلة في كتاب ابن سعد. عمرو بْن الطُّفيل بْن [2] عَمْرو بْن طَريف قُتِل باليَرْموك. (عياش بن أبي ربيعة) [3] عمرو بن المغيرة بن عياش المَخْزُومِيّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي سماه في القنوت ودعا له بالنّجاة [4] .   [ () ] ابن سعد 4/ 205- 212، نسب قريش 343، المحبّر 254، المعارف 290، أنساب الأشراف 1/ 311 و 526، تاريخ الطبري 2/ 483 و 536 و 555، المنتخب من ذيل المذيّل 564، البرصان والعميان 362، جمهرة أنساب العرب 171، مشاهير علماء الأمصار 16 رقم 53 (وفيه اسمه: عبد الله) ، حلية الأولياء 2/ 4 رقم 88 (وفيه: عبد الله) ، الاستيعاب 2/ 501، 502، المستدرك 3/ 634، 635، أسد الغابة 4/ 127، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 295، 296 رقم 556، صفة الصفوة 1/ 582- 584 رقم 63، الكاشف 2/ 284 رقم 4223، تلخيص المستدرك 3/ 634، 635، العبر 1/ 19، البداية والنهاية 7/ 62، تهذيب التهذيب 8/ 34 رقم 52 (وفيه: عمرو بن زائدة) ، ومثله: تقريب التهذيب 2/ 70 رقم 582، الإصابة 2/ 523، 524 رقم 5764، خلاصة تذهيب التهذيب 289، شذرات الذهب 1/ 28. [1] في الطبقات 4/ 212. [2] فتوح البلدان 1/ 135. [3] طبقات ابن سعد 4/ 129، طبقات خليفة 21، التاريخ الكبير 7/ 46 رقم 204، عيون الأخبار 1/ 307 و 339 و 340، أنساب الأشراف 1/ 197 و 208 و 209 و 210 و 220، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 124 رقم 516، العقد الفريد 2/ 50، مشاهير علماء الأمصار 36 رقم 211، جمهرة أنساب العرب 230، الاستيعاب 3/ 122، 123، أسد الغابة 4/ 161، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 42 رقم 41، الكاشف 2/ 312 رقم 4419، الإصابة 3/ 47 رقم 6123، تلقيح فهوم الأثر 377، تهذيب التهذيب 8/ 197 رقم 360، تقريب التهذيب 2/ 95 رقم 848، خلاصة تذهيب التهذيب 300، شذرات الذهب 1/ 28. [4] الاستيعاب 3/ 123. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْهُ ابنه عبد الله وغيره، وهو أخو أبي جهل لأمه، كنيته أَبُو عبد الله، استُشْهِدَ يوم اليرموك. فرِاس بْن النَّضْر بْن الحارث [1] ، يقال استُشْهِدَ باليرموك. قيس بْن عَدِيّ بْن سعد [2] بْن سهم، من مهاجرة الحبشة، قتِل باليرموك. (قيس بْن أبي صعصعة) [3] عمرو بْن زيد بْن عوف الأنصاري المازني. شِهدَ العقبة وبدرًا، وَوَرَدَ لَهُ حَدِيثٌ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ حِبَّانَ بْنِ وَاسِعِ بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْهُ، قُلْتُ: فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «فِي خَمْسَ عَشْرَةَ» ، قُلْتُ: أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ [4] . وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ. وكان أحد أمراء الكراديس يوم اليرموك. (نُصير بْن الحارث) [5] بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ كِلْدَةَ بْنِ عبد مناف بن عبد الدّار   [1] أنساب الأشراف 1/ 203، الاستيعاب 3/ 211، أسد الغابة 4/ 177، الإصابة 3/ 202 رقم 6968. [2] المحبّر 133 و 177 و 178 و 474، تاريخ خليفة 188، أنساب الأشراف 1/ 132، الإصابة 3/ 284 رقم 7359، البداية والنهاية 7/ 62. [3] طبقات ابن سعد 3/ 517، تاريخ الطبري 2/ 433، أنساب الأشراف 1/ 244، الاستيعاب 223، أسد الغابة 4/ 218، البداية والنهاية 7/ 62، الإصابة 3/ 283، 284 رقم 7355. [4] أخرجه أبو داود في الصلاة (1388) باب في كم يقرأ القرآن؟، والترمذي في القراءات (4016) باب رقم (4) ، وأحمد في المسند 2/ 165 و 189 و 216 من عدّة طرق كلّها من حديث عبد الله بن عمر. [5] نسب قريش 255، أنساب الأشراف 1/ 203، تاريخ الطبري 3/ 90، جمهرة أنساب العرب 126، الاستيعاب 3/ 565- 567، أسد الغابة 5/ 20، 21، البداية والنهاية 7/ 62 وفيه «نصير» بالصاد المهملة، وهو تصحيف، الإصابة 3/ 557، 558 رقم 8720. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 ابن قصي العبدي القرشي. من مسْلَمَة الفتح ومن حلماء قريش، وقيل إن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاه مائة من الإبل من غنائم حُنين، تَألَّفهُ بذلك. فتوقف في أخذها وَقَالَ: لَا أرتشي على الإسلام، ثُمَّ قَالَ: واللهِ مَا طلبتها ولا سألتها وهي عطية من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذها، وحسن إسلامه، واستُشْهِدَ يوم اليرموك، وأخوه النّضر قُتِل كافرًا في نوبة بدر. (نَوْفَلِ بْن الْحَارِثِ) [1] بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْن هاشم، أَبُو الحارث ابْن عم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو أسنّ من أسلم من بني هاشم، وقد أُسِر يوم بدرٍ ففداه العباس، فلما فداه أسلم [2] . وقيل إنه هاجر أيام الخندق، وآخى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وبين العباس، وكانا شريكين في الجاهلية متحابين، شهِدَ نَوْفَلُ الحديبية والفتح، وأعان   [1] طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 134، المعارف 126، 127 و 155، أنساب الأشراف 1/ 301، تاريخ الطبري 2/ 426 و 465، المنتخب من ذيل المذيّل 502، 503، جمهرة أنساب العرب 70، الجرح والتعديل 8/ 487 رقم 2230، مشاهير علماء الأمصار 32 رقم 166، الاستيعاب 3/ 537، 538، أسد الغابة 5/ 46، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 134 رقم 201، العقد الثمين 7/ 351- 353، سير أعلام النبلاء 1/ 199 رقم 27، الوفيات لابن قنفذ 45، 46، البداية والنهاية 7/ 62، المستدرك 3/ 245- 247، تلخيص المستدرك 3/ 245- 247، الإصابة 3/ 577 رقم 8826، شذرات الذهب 1/ 32. [2] روى الحاكم في المستدرك من طريق هشام بن يحيى، عن محمد بن سعد، عن عليّ بن عيسى النوفليّ قال: لما أسر نوفل بن الحارث ببدر قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أفد نفسك يا نوفل» قال: ما لي شيء أفدي به يا رسول الله. قال: «أفد نفسك برماحك التي بجدّة» . قال: والله ما علم أحد أنّ لي بجدّة رماحا بعد الله غيري. أشهد أنّك رسول الله، ففدى نفسه بها، وكانت ألف رمح. قال: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بين نوفل والعباس بن عبد المطلب، وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهلية متفاوضين في المالين متحابّين. وشهد نوفل مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فتح مكة وحنينا والطائف، وثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله: «كأنّي انظر إلى رماحك تقصف في أصلاب المشركين» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حنين بثلاثة آلاف رمح، وثبت معه يَوْمَئِذٍ [1] . تُوُفِّيَ سنة خمس عشرة بخُلفٍ [2] وقيل سنة عشرين. (هشام بْن العاص) السهمي. عند ابن سعد [3] أنّه قتل يوم اليرموك.   [1] انظر الحاشية السابقة. [2] في الأصل «بحلب» وهو خطأ. [3] الطبقات 4/ 192. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 سنة ستّ عشرة قيل: كانت وقعة القادسية في أوّلها. وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ مائتان، وقيل: عشرون ومائة رجل. قَالَ خليفة [1] : فيها فُتِحت الأهواز ثُمَّ كفروا [2] ، فحدّثني الوليد بْن هشام، عَنْ أبيه، عَنْ جدّه قَالَ: سار المُغِيرَة بْن شُعْبَة إلى الأهواز فصالحه الفّيْرُزان [3] على ألفي ألف درهم وثمانمائة ألف دِرهم، ثُمَّ غزاهم الأشعري بعده. وَقَالَ الطبريُّ [4] : فيها دخل المسلمون مدينة بَهُرَسِير [5] وافتتحوا المدائن [6] ، فهرب منها يزدجرد بن شهريار.   [1] تاريخ خليفة 134. [2] أي نقضوا العهد. [3] في تاريخ خليفة «البيرزان» ، وقد سبق الإشارة إلى هذا اللفظ في بعض المصادر وأنّ الفاء تقلب باء بالفارسيّة، فيقال: أصفهان، وأصبهان، مثلا. [4] في التاريخ 4/ 5. [5] في (ع) والأصل (بهرشير) وفي (ح) : (نهر شير) . والتصحيح من معجم البلدان 1/ 515 حيث ضبطها بالفتح ثم الضم، وفتح الراء وكسر السين المهملة. وهي من نواحي سواد بغداد قرب المدائن. [6] قال ياقوت: الّذي عندي فيه أنّ هذا الموضع كان مسكن الملوك من الأكاسرة الساسانيّة وغيرهم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 فلما نزل سعد بْن أبي وقاص بُهرَسِير- وهي المدينة التي فيها منزل كِسْرَى- طلب السُّفُنَ ليعبر بالنّاس إلى المدينة الْقُصْوَى، فلم يقدر على شيءٍ منها، وجدهم قد ضمُّوا السفن، فبقي أيّامًا حتى أتاه أعلاجٌ فدُّلوه على مخاضة [1] ، فأبى، ثُمَّ إنه عزم له أن يقتحم دِجلة، فاقتحمها المسلمون وهي زائدة ترمي بالزَّبَد [2] ، ففجِئ [3] أهل فارس أمرٌ لم يكن لهم في حساب، فقاتلوا ساعةً ثمّ انهزموا وتركوا جُمهور أموالهم، واستولى المسلمون على ذلك كلّه، ثُمَّ أتوا إلى القصر الأبيض، وبه قوم قد تحصّنوا ثُمَّ صالحوا. وقيل إنّ الفرس لمّا رأوا اقتحام المُسْلِمين الماء تحيَّروا وقالوا: واللِه مَا نقاتل الإنس ولا نقاتل إلّا الجن، فانهزموا [4] . ونزل سعد القصر الأبيض، واتّخذ الإيوان مُصَلَّى، وإنّ فيه لتماثيل جَصٍّ فما حرَّكها [5] . ولما انتهى إلى مكان كِسْرى أخذ يقرأ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ 44: 25- 26 [6] الآية.   [ () ] فكان كل واحد منهم إذا ملك بنى لنفسه مدينة إلى جنب التي قبلها وسمّاها باسم، فأوّلها المدينة العتيقة التي لزاب، ثم مدينة الإسكندر، ثم طيسفون من مدائنها، ثم اسفانير، ثم مدينة يقال لها رومية، فسمّيت المدائن بذلك.. قال حمزة: اسم المدائن بالفارسيّة توسفون وعرّبوه على الطيسفون والطيسفونج وإنّما سمّتها العرب المدائن لأنّها سبع مدائن بين كل مدينة إلى الأخرى مسافة قريبة أو بعيدة. (معجم البلدان 5/ 74، 75) . [1] في النسخة (ح) «مخاصمة» وهو تحريف. [2] العبارة في تاريخ الطبري 4/ 10 «وتلاحق عظم الجند، فركبوا اللّجّة، وإنّ دجلة لترمي بالزّبد، وإنّها لمسودّة، وإنّ الناس ليتحدّثون في عومهم وقد اقتربوا ما يكترثون» . [3] في تاريخ الطبري «ففجئوا» . [4] تاريخ الطبري 4/ 14. [5] تاريخ الطبري 4/ 14، 15. [6] سورة الدخان، الآية 25. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 قالوا: وأتمّ سعد الصلاة يومَ دخلها، وذلك أنَّه أراد المقام بها، وكانت أول جُمعة جُمِعت بالعراق، وذلك في صفر سنة ست عشرة [1] . قَالَ الطبري: قسَّم سعدٌ الفيء بعد مَا خمسه، فأصاب الفارس اثنا عشر ألفًا، وكلّ الجيش كانوا فرسانًا [2] . وقسّم سعدٌ دور المدائن بين النَّاس وأُوطِنوها، وجمع سعدٌ الْخُمْسَ وأدخل فيه كل شيءٍ من ثياب كِسْرى وحُلِيِّه وسيفه. وَقَالَ للمُسْلِمين: هل لكم أن تطيب أنفُسُكم عَنْ أربعة أخماس هذا القِطْف فنبعثَ به إلى عُمَر، فيضعه حيث يرى ويقع من أهل المدينة موقعًا؟ قالوا: نعم، فبعثه على هيئته. وكان ستين ذراعًا في ستين ذراعا بساطًا واحدًا مقدار جَرِيب [3] . فيه طُرُق كالصُّورَ. وفصوص كالأنهار، وخلال ذلك كالدّرّ [4] ، وفي حافاته كالأرض المزروعة، والأرضُ كالمُبْقِلَة بالنبات في الربيع من الحرير على قصبات [5] الذهب. ونوّاره بالذهب والفضة ونحوه. فقطّعه عُمَر وقسّمه بين النَّاس. فأصاب عليًّا قطعةٌ منه فباعها بعشرين ألفًا [6] . واستولى المسلمون في ثلاثة أعوامٍ على كرسيّ مملكة كِسْرى، وعلى كرسي مملكة قيصر، وعلي أُمَّيْ بلادهما. وغنم المسلمون غنائم لم يُسمع بمثلها قطّ من الذهب والجوهر والحرير والرقيق والمدائن والقصور. فسبحان الله العظيم الفتّاح.   [1] تاريخ الطبري 4/ 16. [2] تاريخ الطبري 4/ 20. [3] الجريب: ثلاثة آلاف وستمائة ذراع. (تاج العروس) . [4] في تاريخ الطبري 4/ 21 «كالدير» . [5] في تاريخ الطبري 4/ 21 «قضبان» . [6] تاريخ الطبري 4/ 21، 22. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 وكان لكِسْرى وقيْصر ومن قبلهما من الملوك في دولتهم دهرٌ طويل، فأمّا الأكاسرة والفرس وهم المجوس فملكوا العراق والعجم نحوًا من خمسمائة سنة، [فأوّل ملوكهم دارا، وطال عُمرُهُ فيقال إنّه بقي في المُلْك مائتي سنة] [1] ، وعدّة ملوكهم خمسة وعشرون نفسًا، منهم امرأتان، وكان آخر القوم يزْدَجِرْد الَّذِي هلك في زمان عثمان، وممّن ملك منهم ذو الأكتاف سابور [2] ، عقِد له بالأمر وهو في بطن أمّه، لأنّ أباه مات وهذا حمْل، فَقَالَ الكهان: هذا يملك الأرض، فوُضِع التّاجُ على بطن الأمّ، وكُتِب منه [3] إلى الآفاق وهو بعد جنين، وهذا شيءٌ لم يُسْمع بمثله قطّ، وإنّما لُقِّب بذي الأكتاف لأنه كان ينزع أكتافَ مَن غضب عليه، وهو الَّذِي بنى الإيوان الأعظم وَبَنَى نَيْسَابُور وبنى سجستان [4] . ومن متأخّري ملوكهم أنوشروان، وكان حازمًا عاقلًا، كان له اثنا عشر ألف امرأةٍ وسريَّة، وخمسون ألف دابة، وألف فيل إلا واحدًا، ووُلد نبيُّنا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم في زمانه [5] ، ثمّ مات أنوشروان وقت مَوْت عبد المطلب، ولما استولى الصحابة على الإيوان أحرقوا ستره، فطلع منه ألف ألف مثقال ذهبًا. وقعة جَلُولاء [6] في هذه السنة قَالَ ابن جرير الطبري [7] : فقتل الله من الفرس مائة   [1] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. [2] في نسخة دار الكتب «شابور» وكلاهما صحيح. [3] في نسخة دار الكتب (وكتب به) . [4] انظر عنه: تاريخ سنّي ملوك الأرض والأنبياء لحمزة بن الحسن الأصفهاني ص 47- طبعة دار مكتبة الحياة ببيروت- الطبعة الثالثة. [5] المصدر نفسه- ص 53. [6] جلولاء: بالمدّ، طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان، بينها وبين خانقين سبعة فراسخ، وهو نهر عظيم يمتدّ إلى بعقوبا. (معجم البلدان 2/ 156) . [7] تاريخ الطبري 4/ 26. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 ألف، جَلَّلَت القتلى المجال وما بين يديه وما خلفه، فسُمِّيت جَلُولاء. وَقَالَ غيره: كانت في سنة سبع عشرة. وعن أبي وائل قَالَ: سمِّيت جلُولاء لِمَا تجلّلها من الشّرّ. وَقَالَ سيف: كانت سنة سبع عشرة. وَقَالَ خليفة بْن خيّاط [1] : هربَ يزّدَجِرْد بْن كِسْرى من المدائن إلى حُلْوان، فكتب إلى الجبال، فجمع العساكر ووجههم إلى جَلُولاء، فاجتمع له جَمْعٌ عظيمٌ، عليهم خُرَّزاذ بْن خرهرمز [2] ، فكتب سعد إلى عُمَر يخبره، فكتب إليه: أَقِمْ مكانَك ووجِّه إليهم جيشًا، فإنّ الله ناصِرُك ومُتَمِّمٌ وعدّه، فعقد لابن أخيه هاشم بْن عُتْبة بْن أبي وقاص، فالتقوا، فجال المسلمون جولةً، ثُمَّ هزم الله المشركين، وقُتِل منهم مقتلةٌ عظيمةٌ، وحوى المسلمون عسكرهم وأصابوا أموالًا عظيمةً وسبايا، فبلغت الغنائم ثمانية عشر ألف ألف. وجاء عَنِ الشَّعْبِيّ أن فَيْء جَلُولاء قُسِّم على ثلاثين ألف ألف [3] . وَقَالَ أَبُو وائل: سُمِّيت جَلُولاء «فتح الفتوح» [4] . وَقَالَ ابن جرير [5] : أقام هاشم بْن عُتْبة بجَلُولاء، وخرج القعقاع بْن عمرو في آثار القوم إلى خانقين، فقتل من أدرك منهم، وقُتِل مهران، وأفلت الفَيْرُزان [6] ، فلّما بلغ ذلك يَزْدَجرْدَ تقهقر إلى الرّيّ.   [1] في التاريخ- ص 136. [2] في الأصل «خرزاد بن جرمهر» ، والتصويب من تاريخ خليفة 136 وتاريخ الطبري 4/ 27. [3] تاريخ خليفة 137. [4] تاريخ خليفة 137. [5] في التاريخ 4/ 34. [6] في نسخة دار الكتب (القيروان) وهو خطأ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 وفيها جهز سعد جُنْدًا فافتتحوا تِكْريت واقتسموها، وخمَّسوا الغنائم، فأصاب الفارس منها ثلاثةُ آلاف دِرْهم [1] . وفيها سار عُمَر إلى الشام وافتتح بيت المقدس، وقدم إلى الجابية- وهي قَصَبة حَوْران- فخطب بها خطبةً مشهورةً متواتِرة عنه [2] . قال زهير بن محمد المروزي: حدّثني عبد الله بْن مسلم بْن هُرْمُز أنّه سمع أبا الغادية المُزَني قَالَ: قدِم علينا عمر الجابية، وهو على جملٍ أوْرَقَ [3] ، تَلُوحُ صَلْعَتُهُ للشمس، ليس عليه عمامة ولا قلنسوة، بين عودين، ووطاؤه فَرْوُ كَبْشٍ نَجْدِيّ، وهو فراشه إذا نزل، وحقيبته شَمْلَة أو نَمِرَةٌ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا وهي وسادَتُهُ، عليه قميص قد انخرق بعضه ودسم جَيْبُه. رواه أَبُو إسماعيل المؤدب، عَنِ ابن هرمز فَقَالَ: عَنْ أبي العالية الشامي. قِنَّسْرِين وفيها بعث أَبُو عبيدة عمرو بْن العاص- بعد فراغه من اليرموك- إلى قنّسرين، فصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية على الجزية، وفتح سائر بلاد قنّسرين عنوة [4] . وفيها افتتحت سروج والرّها على يدي عياض بن غنم [5] . وفيها قَالَ ابن الكلبي: سار أَبُو عبيدة وعلى مقدَّمته خالد بْن الوليد، فحاصر أهل إيلياء [6] ، فسألوه الصُّلْح على أن يكون عُمَر هو الّذي يعطيهم   [1] تاريخ الطبري 4/ 35، 36. [2] انظر الخطبة في تاريخ الطبري 3/ 609، وفتوح الشام للأزدي 251. [3] أي أسمر. [4] تاريخ خليفة 135. [5] فتوح البلدان 1/ 208. [6] بكسر أوله وكسر اللام: اسم مدينة بيت المقدس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 ذلك ويكتب لهم أمانًا، فكتب أَبُو عبيدة إلى عُمَر، فقدِم عُمَر إلى الأرض المقدسة فصالحهم وأقام أيّامًا ثُمَّ شخص إلى المدينة [1] . وفيها كانت وقعة قَرْقِيسْياء [2] ، وحاصرها الحارث بْن يزيد العامري، وفُتِحت صُلْحًا [3] . وفيها كُتِب التاريخ في شهر ربيع الأول، فعن ابن المسيب قَالَ: أوّل من كتب التاريخ عُمَر بْن الخطاب لسنتين ونصف من خلافته، فُكِتب لست عشرة من الهجرة بمشورة علي رضي الله عنهما [4] . وفيها نُدِب لحرب أهل المَوْصِل رِبْعيّ بْن الأفكل. (من تُوُفِّيَ فيها) : مارية أمّ إبراهيم القبطية [5] ، وكانت أهداها المُقَوْقِس إلى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثمانٍ، وعاش ابنها إبراهيم عليه السلام عشرين شهرًا، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع في المحرّم.   [1] تاريخ خليفة 135. [2] قرقيسياء: بالفتح ثم السكون. بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ وعندها مصبّ الخابور في الفرات. (معجم البلدان 4/ 328) . [3] تاريخ الطبري 4/ 38. [4] الطبري 4/ 38. [5] طبقات ابن سعد 8/ 212- 216، الاستيعاب 4/ 410- 413، أسد الغابة 5/ 543، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 ويقال تُوُفِّيَ فيها سعد بْن عُبَادة [1] . وأبو زيد سعد بن عبيد القارئ [2] .   [544،) ] الإصابة 4/ 404، 405 رقم 984، تاريخ خليفة 135، تسمية أزواج النبيّ وأولاده لأبي عبيدة 75، المعرفة والتاريخ 3/ 305. [1] تاريخ خليفة 135. [2] في حاشية الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه، فسح الله في مدّته، في الميعاد الخامس عشر، وسمعه المولى أمين الدين محمد بن الأنفي المالكي، والمولى الإمام المحدّث شمس الدين بن أبي بكر ابن الشيخ محبّ الدين» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 سنة سبع عشرة يقال كانت فيها وقعة جَلُولاء المذكورة. وفيها خرج عُمَر إلى سَرغ [1] ، واستخلف على المدينة زيد بْن ثابت، فوجد الطاعون بالشام، فرجع لمّا حدّثه عبد الرحمن بْن عوف عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أمر الطاعون [2] . وفيها زاد عُمَر فِي مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمله كما كان في زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وفيها كَانَ القحط بالحجاز، وسمي عام الرَّمَادة [4] ، واستسقى عُمَر للناس بالعباس عم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] .   [1] سرغ: بفتح أوّله وسكون ثانيه. أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاجّ الشام. قال أنس بن مالك: هي قرية بوادي تبوك. (معجم البلدان 3/ 211، 212) . [2] تاريخ خليفة 135. [3] تاريخ الطبري 4/ 68، ابن الأثير 2/ 537. [4] الرماد: الهلكة، وسمّي عام الرّمادة لأنّه هلكت فيه النّاس والأموال. (تاج العروس) . وفي طبقات ابن سعد 3/ 310 أنّ الأرض كلها صارت سوداء فشبّهت بالرماد. [5] تاريخ خليفة 138 (حوادث سنة 18 هـ-.) وكذلك في تاريخ الطبري 4/ 96، الكامل لابن الأثير 2/ 555، ابن سعد 3/ 321. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 وفيها كتب عُمَر إلى أبي موسى الأشعري بإمرة البّصْرة. وبأن يسير إلى كُوَر الأهواز، فسار واستخلف على البصرة عمران بْن حُصَيْن، فافتتح أَبُو موسى الأهوازَ صلحًا وَعْنوةً، فوظَّف عمر عليها عشرة آلاف ألف درهم وأربعمائة ألف، وجهد زياد في إمرته أن يخلص العَنْوة من الصُّلح فما قدِر [1] . قَالَ خليفة [2] : وفيها شهِدَ أَبُو بكرة، ونافع ابنا الحارث، وشبل بْن مَعَبد، وزياد على المُغيرة بالِّزنَى ثُمَّ نكل بعضهم، فعزله عُمَر عَنِ البصرة ووّلاها أبا موسى الأشعري [3] . وَقَالَ خليفة [4] : ثنا رَيْحان بْن عصمة، ثنا عُمَر بْن مرزوق، عَنْ أبي فَرْقَد قَالَ: كنّا مع أبي موسى الأشعري بالأهواز وعلى خيله تجافيف [5] الدّيباج. وفيها تزوج عُمَر بأم كلثوم بنت فاطمة الزهراء، وأصدقها أربعين ألف درهم فيما قيل [6] .   [1] تاريخ خليفة 135، 136، الطبري 4/ 69، ابن الأثير 2/ 540. [2] في التاريخ 135. [3] «الأشعريّ» ساقطة من الأصل، والاستدراك من تاريخ خليفة 135. [4] في التاريخ 136. [5] التجفاف: بالكسر، آلة للحرب يلبسه الفرس والإنسان كالدرع. [6] الإصابة 4/ 492 رقم 1481، السير والمغازي لابن إسحاق 248. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 الوفيَّات وفيها تُوُفِّيَ جماعة، الأصحّ أنّهم تُوُفُّوا قبل هذه السنة وبعدها، فَتُوُفِّيَ عُتْبَة بْن غزوان في قول سعيد بن عفير ورواية الواقِديّ. وتُوُفِّيَ فيها الحارث بْن هشام، وإسماعيل بْن عمرو في قول ابن عفير. وفي قوله أيضًا شُرحبيل بْن حسنة. ويزيد بْن أبي سُفيان بْن حرب، وفي قول هشام بْن الكلبيّ وابن عُفَير تُوُفِّيَ أَبُو عبيدة بْن الجراح. وَقَالَ أَبُو مُسْهِر: قرأت في كتاب يزيد بْن عبيدة: تُوُفى أَبُو عبيدة، ومعاذ بْن جبل سَنَة سبع عشرة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 سنة ثَماني عَشرة فيها قَالَ ابن إسحاق: استسقى عمر للنّاس وخرج ومعه العباس فَقَالَ: «اللَّهمّ إنّا نستسقيك بعم نبيِّك» [1] . وفيها افتتح أَبُو موسى جُنْدِيسَابُورَ والسُّوس [2] صُلْحًا، ثُمَّ رجع إلى الأهواز [3] . وفيها وجه سعد بْن أبي وقاص جرير بْن عبد الله البجلي إلى حلوان بعد جلولاء، فافتتحها عنوةً [4] . ويقال بل وجَّه هاشم بْن عُتْبَة، ثُمَّ انتقضوا حتى ساروا إلى نهاوند، ثُمَّ سار هاشم إلى ماه [5] فأجلاهم إلى أَذْرَبِيجَان، ثُمَّ صالحوا [6] . ويقال فيها افتتح أَبُو موسى رامَهُرْمُز [7] ، ثمّ سار إلى تستر [8]   [1] تاريخ خليفة 138 وفي طبقات ابن سعد 3/ 321 «إنّا نتشفّع إليك» . [2] السّوس: بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبيّ. (معجم البلدان 3/ 280) . [3] تاريخ خليفة 140. [4] تاريخ خليفة 139. [5] في تاريخ خليفة 140 «ماه دينار» . وهي مدينة نهاوند. (معجم البلدان 5/ 49) . [6] تاريخ خليفة 140. [7] مدينة مشهورة بنواحي خوزستان. (معجم البلدان 3/ 17) . [8] تستر، بالضمّ ثم السكون، وفتح التاء الأخرى. أعظم مدينة بخوزستان. (معجم البلدان 2/ 29) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 فنازلها [1] . وَقَالَ أَبُو عبيدة بْن المثني: فيها حاضر هرِم بْن حيَّان أهل دَسْتَ هرّ [2] ، فرأى ملكُهُم امرأةً تأكل ولَدَها من الجوع فَقَالَ: الآن أُصالح العرب، فصالح هرِمًا على أن يُخْلِيَ لهم المدينة [3] . وفيها نزل النَّاس الكوفة [4] ، وبناها سعد باللبن، وكانوا بنوها بالقصب فوقع بها حريق هائل. وفيها كان طاعون عمواس [5] بناحية الأردن، فاسْتُشْهِدَ فيه خلقٌ من المُسْلِمين. ويقال: إنّه لم يقع بمكة ولا بالمدينة طاعون.   [1] تاريخ خليفة 140. [2] هكذا في الأصل، وفي تاريخ خليفة «ريشهر» ، وفي معجم البلدان 3/ 112 هي ناحية من كورة أرّجان. [3] تاريخ خليفة 141. [4] تاريخ خليفة 141. [5] انظر: تاريخ خليفة 138، تاريخ الطبري 4/ 96 وما بعدها، والمعرفة والتاريخ 3/ 306، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 176، الكامل لابن الأثير 2/ 555. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 ذِكْر مَن تُوُفيّ بهذا الطاعون بخ [1] أَبُو عُبَيْدَةَ [2] عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجراح بْن هلال بْن أُهيب [3] بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر القُرَشِيّ الفِهري، أمين هذه الأمة وأحد العشرة وأحد الرجلين اللذين عينهما أبو بكر للخلافة يوم السّقيفة.   [1] في ح: (ع) بدل (بخ) والتحقيق من (خلاصة الخزرجي) . [2] مسند أحمد 1/ 195، 196، الزهد له 230، طبقات ابن سعد 3/ 409- 415، نسب قريش 445، طبقات خليفة 27 و 300، تاريخ خليفة 138، التاريخ الكبير 6/ 444، 445 رقم 2942، التاريخ الصغير 1/ 48، المعارف 247، 248، عيون الأخبار 1/ 142 و 3/ 23، تاريخ أبي زرعة 1/ 177، المحبّر 71 و 75 و 118 و 120، 121، 122 و 170 و 474، التاريخ لابن معين 2/ 715، التاريخ الطبري 3/ 202، الكنى والأسماء 1/ 12، الجرح والتعديل 6/ 325 رقم 1807، مشاهير علماء الأمصار 8، 9 رقم 13، البدء والتاريخ 5/ 87، فتوح البلدان 1/ 204، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 151، فتوح الشام للأزدي 267، 268، المعجم الكبير للطبراني 1/ 154- 157 رقم 10، المستدرك 3/ 262- 268، حلية الأولياء 1/ 100- 102 رقم 10، ثمار القلوب 112، المعرفة والتاريخ 3/ 306، الاستيعاب 3/ 2- 4، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 160- 168، صفة الصفوة 1/ 365- 369 رقم 11، جامع الأصول 9/ 5- 18، أسد الغابة 3/ 128- 130، الكامل في التاريخ 2/ 325- 332، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 259 رقم 386، الرياض النضرة 2/ 307، تهذيب الكمال 2/ 645، دول الإسلام 1/ 15، العبر 1/ 15، و 24، سير أعلام النبلاء 1/ 5- 23 رقم 1، الكاشف 2/ 50 رقم 2562، تلخيص المستدرك 3/ 262- 268، الوفيات لابن قنفذ 30 رقم 18، جمهرة أنساب العرب 177، مرآة الجنان 1/ 215، البداية والنهاية 7/ 94، الوافي بالوفيات 16/ 575، 576 رقم 614، العقد الثمين 5/ 84، شفاء الغرام 1/ 58، 59، الإصابة 2/ 252- 254 رقم 4400، تهذيب التهذيب 5/ 73 رقم 116، تقريب التهذيب 1/ 388 رقم 52، تلقيح فهوم الأثر 368، طبقات الشعراني 1/ 23، تاريخ الخميس 2/ 244، كنز العمال 13/ 214- 219، شذرات الذهب 1/ 29، أمراء دمشق في الإسلام 47، القاموس الإسلامي 5/ 245- 247، أشهر مشاهير الإسلام 504، السّير والمغازي لابن إسحاق 226، مروج الذهب 2/ 315، نهاية الأرب 19/ 354، 355. [3] وقيل: «وهيب» . انظر: المعجم الكبير للطبراني 1/ 154، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 259. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 روى عنه جابر، وأبو أمامة، وأسلم مولى عُمَر، وجماعة. ولي إمرة أُمراء الأجناد بالشام، وكان من السابقين الأولين، شهِدَ بدرًا ونزع الحلقتين اللتين دخلتا من المِغْفَر في وَجِنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحد بأسنانه رِفْقًا بالنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانتُزعت ثَنِيَّتاه، فحسَّن ذهابهما فاه، حتى قيل: ما رئي أحسن من هَتْم أبي عبيدة [1] . وقد انقرض عَقِبَه [2] . وقيل: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وبين محمد بْن مسْلَمَة. وعن مالك بْن يُخَامر [3] أنه وصف أبا عبيدة فَقَالَ: كان نحيفًا معروق الوجه خفيف اللحية طوالًا أجْنى أثرم [4] الثنيتين [5] . وَقَالَ موسى بْن عقبة في غزوة ذات السلاسل: إن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمدّ عمرو ابن العاص بجيشٍ فيهم أَبُو بكر وعمر، وأمر عليهم أبا عبيدة [6] . وَقَالَ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ [7] وَغَيْرُهُ إِنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي وَأَبُو عُبَيْدَةَ حَيٌّ اسْتَخْلَفْتُهُ، فَإِنْ سَأَلَنِي اللَّهُ لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكَ يَقُولُ:   [1] طبقات ابن سعد 3/ 410، الاستيعاب 3/ 3، المستدرك 3/ 266، سيرة ابن هشام 1/ 252، الإصابة 2/ 252، السيرة لابن كثير 3/ 58، 59. [2] السير والمغازي 226، طبقات ابن سعد 3/ 409 وغيرهما. [3] في النسخة (ع) «يخابر» ، وفي نسخة دار الكتب «يحامر» ، وكلاهما غلط. والتصويب من الأصل وابن سعد. [4] هكذا في الأصل، وفي طبقات ابن سعد 3/ 144 «أجنأ» ، وفي سير أعلام النبلاء 1/ 7 «أحنى» بمعنى انعطاف الكاهل نحو الصدر مع انحناء من الكبر. وانظر: المستدرك 3/ 264. [5] الأثرم: مكسور الأسنان. [6] طبقات ابن سعد 3/ 414، المستدرك 3/ 264. [7] انظر: المغازي لعروة 207، وسيرة ابن هشام 3/ 239، والمغازي للواقدي 2/ 769، وتاريخ الطبري 3/ 21- 32، والكامل في التاريخ 2/ 232، وعيون الأثر 2/ 157، والإصابة 2/ 253. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ [1] » . وَقَالَ عبد الله بن شقيق: سألت عائشة: أي أصحابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أحبّ إليه؟ فَقَالَتْ: أَبُو بكر، ثُمَّ عُمَر، ثُمَّ أَبُو عبيدة [2] . وَقَالَ عروة بْن الزُّبَيْر: قدم عُمَر الشام فتلقّوه، فَقَالَ: أين أخي أَبُو عبيدة؟ قالوا: يأتيك الآن، فجاء على ناقة مخطوطة بحبْل، فسلم عليه ثُمَّ قَالَ للناس: انصرفوا عنا، فسار معه حتى أتى منزله فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وتُرْسَه ورحْلَه، فَقَالَ له عُمَر: لو اتخذت متاعًا- أو قَالَ شيئًا- قَالَ: يا أمير المؤمنين إنّ هذا سيبلِّغُنا الْمَقِيلَ [3] . ومناقب أبي عبيدة كثيرة ذكرها الحافظ أَبُو القاسم في «تاريخ   [1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 18 من طريق صفوان عن شريح بن عبيدة وراشد بن سعد وغيرهما قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سرغ حدّث أنّ بالشام وباء شديدا قال: بلغني أنّ شدّة الوباء في الشام، فقلت: إن أدركني أجلي وأبو عبيدة بن الجراح حَيٌّ اسْتَخْلَفْتُهُ فَإِنْ سَأَلَنِي اللَّهُ لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قلت إني سمعت رسولك صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ لكل نبيّ أمينا وأميني أبو عبيدة بن الجراح» فأنكر القوم ذلك وقالوا: ما بال عليا قريش يعنون بني فهر ثم قال: فإن أدركني أجلي، وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل فإن سألني ربّي عزّ وجلّ لم استخلفته؟ قلت: سمعت رسولك صلى الله عليه وسلّم يقول: إنّه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة. وشريح بن عبيدة، وراشد بن سعد لم يدركا عمر، وأخرجه ابن سعد مختصرا في الطبقات 3/ 412 من طريق شعبة ووهيب بن خالد، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 268 بنحوه مختصرا من طريق: كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجّاج، قال: بلغني أنّ عمر بن الخطاب قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجرّاح لاستخلفته وما شاورت فإن سئلت عنه قلت: استخلفت أمين الله وأمين رسول الله صلى الله عليه وسلّم. [2] أخرجه الترمذي في المناقب (3657) ، وابن ماجة في المقدّمة (102) باب فضل عمر. ورجاله ثقات. وانظر الإصابة 2/ 253. [3] رجاله ثقات، لكنه منقطع، وأخرجه عبد الرزاق في المصنّف، رقم (20628) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 101، 102، وأحمد بن حنبل في الزهد 184 باب أخبار أبي عبيدة بن الجراح، وابن حجر في الإصابة 2/ 253، 254. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 دمشق» [1] . وَقَالَ أَبُو الموجه المروزي: زعموا أن أبا عبيدة كان في ستةٍ وثلاثين ألفًا من الجُنْد: فلم يبق من الطاعون، يعني إلا ستة آلاف [2] . وَقَالَ عروة: إن وجع عمواس كان مُعافًى منه أَبُو عبيدة وأهله فَقَالَ: «اللَّهمّ نصيبك في آل أبي عبيدة» فخرجت به بثرة: فجعل ينظر إليها فقيل: إنها ليست بشيء، فَقَالَ: إني لأرجو أن يبارك الله فيها. وعن عُرْوَة بْن رُوَيْم أن أبا عبيدة أدركه أجله بفِحْلٍ فتوفي بها، وهي بقرب بيسان. قال الفلَّاس وجماعة: إنه توفِّي سنة ثماني عشرة [3] زاد الفلاس: وله ثمانٌ وخمسون سنة [4] . وكان يخضب بالحناء والكتم [5] ، وله عقيصتان [6] ، رضي الله عنه.   [1] مخطوطة الظاهرية 7/ 157. [2] وقيل مات في طاعون عمواس خمسة وعشرون ألفا (تاريخ الطبري 4/ 101 والاستيعاب 3/ 4) . [3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 264، وانظر الإصابة 2/ 254. [4] أخرج الطبراني في المعجم الكبير 1/ 155 رقم 363 عن أبي الزنباع روح بن الفرج، عن يحيى بن بكير قال: مات أبو عبيدة رضي الله عنه في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وشهد بدرا وهو ابن إحدى وأربعين سنة، ويقال: صلّى عليه معاذ بن جبل. وأخرج الحاكم في المستدرك 3/ 264 من طريق أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، عن يحيى بْن حمزة، عَنْ عُرْوَة بْن رُوَيْم بنحوه مختصرا. ومن طريق آخر عن محمد بن حريث، عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد (265) ، وانظر طبقات ابن سعد 3/ 414، 415. [5] ابن سعد 3/ 415. [6] العقيصة: الشعر المعقوص. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 ع مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ [1] ابْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي سلمة [2] الأنصاري الخزرجيّ أبو عبد الرحمن.   [1] مسند أحمد 5/ 227- 248، طبقات ابن سعد 3/ 583- 590، الأخبار الموفقيّات 579، طبقات خليفة 103 و 303، تاريخ خليفة 97 و 138 و 155، التاريخ الكبير 7/ 359، 360 رقم 1554، التاريخ الصغير 1/ 41 و 47 و 49 و 52 و 53 والتاريخ لابن معين 2/ 571، فتوح البلدان 1/ 83 و 86 و 88 و 165 و 179 و 186 و 179 و 278، أنساب الأشراف 1/ 247 و 264 و 271 و 365 و 529 و 530، المعارف 254، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 418) ، فتوح الشام للأزدي 267- 274، البرصان والعرجان 7 و 213، 214، الخراج وصناعة الكتابة 206، 207 و 225 و 275 و 300، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 26، عيون الأخبار 1/ 60 و 230 و 2/ 309 و 3/ 14 و 4/ 113، المحبّر 72 و 26 و 286 و 304، تاريخ أبي زرعة 1/ 177، الكنى والأسماء 1/ 80 الجرح والتعديل 8/ 244، 245 رقم 1110، جمهرة أنساب العرب 342 و 358، مشاهير علماء الأمصار 50 رقم 321، المعجم الكبير للطبراني 20/ 28- 175، ربيع الأبرار 4/ 45 و 317، العقد الفريد 2/ 215 و 3/ 213 و 3/ 229 و 6/ 103، الاستبصار 136- 141، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 778، حلية الأولياء 1/ 228- 244 رقم 36، الاستيعاب 3/ 355- 361، ثمار القلوب 68 و 547، المستدرك 3/ 268- 274، طبقات الفقهاء للشيرازي 45، الكامل في التاريخ 2/ 558، أسد الغابة 5/ 194، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 98- 100 رقم 143، التذكرة الحمدونية 1/ 42، 43 و 128 و 140 و 2/ 225، صفة الصفوة 1/ 489- 502 رقم 51، تهذيب الكمال 3/ 1337، دول الإسلام 1/ 15، العبر 1/ 22، تلخيص المستدرك 3/ 268- 273، المعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 120، سير أعلام النبلاء 1/ 443- 461 رقم 86، تذكرة الحفّاظ 1/ 19- 22 رقم 8 الكاشف 3/ 135 رقم 5595، مجمع الزوائد 9/ 311، البداية والنهاية 7/ 94، 95 مرآة الجنان 1/ 73، 74 نهاية الأرب 19/ 355- 358، الوفيات لابن قنفذ 46 رقم 18، مسالك الأبصار 1/ 217، غاية النهاية 2/ 301 رقم 3620، شفاء الغرام 1/ 251 و 253، تهذيب التهذيب 10/ 186- 188 رقم 347، تقريب التهذيب 2/ 255 رقم 1191، الإصابة 3/ 426، 427 رقم 8037، طبقات الحفّاظ 6، خلاصة تذهيب التهذيب 379، كنز العمّال 13/ 583، شذرات الذهب 1/ 29، البدء والتاريخ 117، 118. [2] في هذا خلاف. انظر أسد الغابة 5/ 194، وأثبتها الطبراني في معجمه 20/ 28. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا [1] ، وَكَانَ إِمَامًا رَبَّانِيًا. قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّكَ» [2] . وَعَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَأْتِي معاذ أمام العلماء برتوة [3] » .   [1] الطبراني 2/ 28، 29 رقم 37. [2] أخرجه أحمد في المسند 5/ 244، 245، 247، وأبو داود في الصلاة (1522) باب الاستغفار، والنسائي في السهو 3/ 53، باب نوع آخر من الدعاء، وابن خزيمة في صحيحه 1/ 369 رقم (751) باب الأمر بمسألة الربّ عزّ وجلّ في دبر الصلوات، وابن حبّان في صحيحه رقم 2345 و 2511، والطبراني في المعجم الكبير 20/ 60 رقم 110 باب الصنابحي عن معاذ، والحاكم في المستدرك 3/ 273 وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وكلّهم من طريق: حيوة بن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن الصّنابحيّ، عن معاذ بن جبل قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخذ بيدي يوما ثم قال: «يا معاذ والله إنّي لأحبّك» فقال له معاذ: بأبي وأمّي يا رسول الله وأنا والله أحبّك. فقال: «أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كلّ صلاة أن تقول: اللَّهمّ أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» . [3] روى أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 228 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: لو استخلفت معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه فسألني عنه ربّي عزّ وجلّ: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيّك صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ العلماء إذا حضروا ربّهم عزّ وجلّ كان معاذ بين أيديهم رتوة بحجر» ، وروى من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «معاذ ابن جبل أمام العلماء برتوة» ، وروى نحوه من طريق: عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله ابن أزهر، عن محمد بن كعب القرظي. (1/ 229) وأخرج الحاكم في المستدرك 3/ 268 نحوه من طريق يعقوب بن سفيان، عن ابن بكير، عن مالك بن أنس، وأخرج ابن سعد في الطبقات 3/ 590 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب، بلفظ «إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم قذفة حجر» وأخرجه احمد في المسند 1/ 18 من طريق: صفوان، عن شريح بن عبيدة وراشد بن سعد وغيرهما، والطبراني في المعجم الكبير 20/ 29 رقم (40) من طريق روح بن الفرج، عن يحيى بن بكير، عن مالك بن أنس، ولفظه: «معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة يوم القيامة» ، قال ابن بكير: والرتوة المنزلة. وأخرجه من طريق عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي (41) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 311: رواه الطبراني مرسلا، وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري، ولم أعرفه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح. وانظر: صفة الصفوة 1/ 494. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 وَقَالَ ابن مسعود: كنا نشبه معاذًا بإبراهيم الخليل. كان أُمّةً قانتًا للَّه حنيفًا وما كان من المشركين [1] . وَقَالَ محمد بْن سعد [2] : كان معاذ رجلا طوالا أبيض، حسن الثَّغْر [3] ، عظيم العينين، مجموع الحاجبين، جعدًا قططًا. وقيل إنه أسلم وله ثماني عشرة سنة، وعاش بِضْعًا وثلاثين سنة وقبره بالغوْر. وروى عنه أَنْس، وأبو الطُّفيل، وأبو مسلم عبد الله بْن ثُوب [4] الخولاني، وأسلم مولى عُمَر، والأسود بْن يزيد، ومسروق، وقيس بْن أبي حازم، وخلق سواهم. وَاسْتُشْهِدَ هو وابنه في طاعون عمواس، وأصيب بابنه عبد الرحمن قبله [5] . وَقَالَ بشير بْن يسار [6] : لما بُعث معاذ إلى اليمن معلمًا، وكان رجلًا أعرج، فصلّى بالنّاس فبسط رجله فبسطوا أرجُلهم، فلما فرغ قَالَ: أحسنتم ولا تعودوا، واعتذر عَنْ رِجْله. [7] وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَفَعَهُ: «أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ   [1] انظر: حلية الأولياء 1/ 430. [2] الطبقات 3/ 590. [3] في النسخة (ح) «الشعر» ، وهو وهم. [4] ثوب: بضمّ المثلثة وفتح الواو. [5] أفظر: فتوح الشام للأزدي 268، 269. [6] في نسخة دار الكتب «بسير بن بشار» وهو وهم، والتصويب من الأصل. [7] انظر: البرصان والعرجان 214، وطبقات ابن سعد 3/ 585. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» [1] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَحْسَنِهِمْ خُلُقًا، وَأَسْمَحِهِمْ كَفًّا، فَادَّانَ دَيْنًا كَثِيرًا فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ حَتَّى تَغَيَّبَ، ثُمَّ طَلَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ غُرَمَاؤُهُ فَقَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ» فَأَبْرَأَهُ نَاسٌ وَقَالَ آخَرُونَ: خُذْ لَنَا حَقَّنَا مِنْهُ، فَخَلَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَالِهِ وَدَفَعَهُ إِلَى الْغُرَمَاءِ، فَاقْتَسَمُوهُ وَبَقِيَ لَهُمْ عَلَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ وَقَالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ يَجْبُرُكَ» فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ [2] . وَقَالَ شهر بْن حَوْشَب، عَنِ الحارث بْن عميرة الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: إنّي   [1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 184 و 281، والترمذي في المناقب (3793) باب مناقب أهل البيت، و (3794) ، وابن ماجة في المقدّمة (154) باب فضائل خبّاب، وابن سعد في الطبقات 3/ 586، وأبو نعيم في الحلية 1/ 228. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 274 من طريق محمد بن عمر، عن عيسى بن النعمان، عن معاذ بن رفاعة، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان معاذ بن جبل مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنِهِمْ خُلُقًا وَأَسْمَحِهِمْ كفّا، دان دينا كثيرا فلزمه غرماؤه حتى تغيّب عنهم أياما في بيته حتى استعدى رسول الله صلى الله عليه وسلّم غرماؤه فقالوا: يا رسول الله خذ لنا حقّنا منه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ الله من تصدّق عليه» ، فتصدّق عليه ناس وأبى آخرون، وقالوا: يا رسول الله خذ لنا بحقّنا منه. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اصبر لهم يا معاذ» قال: فخلعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماله فدفعه الى غرمائه فاقتسموه بينهم فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم قالوا: يا رسول الله بعه لنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «خلّوا عليه فليس لكم عليه سبيل» ، فانصرف معاذ إلى بني سلمة، فقال له قائل: يا أبا عبد الرحمن لو سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقد أصبحت اليوم معدما، فقال: ما كنت لأسأله، قال: فمكث أياما ثم دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فبعثه إلى اليمن وقال: «لعلّ الله أن يجبرك ويؤدّي عنك دينك» قال: فخرج معاذ إلى اليمن، فلم يزل بها حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فوافى السنة التي حجّ فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مكة، فاستعمله أبو بكر رضي الله عنه على الحج، فالتقيا يوم التروية بها، فاعتنقا وعزّى كل واحد منهما صاحبه برسول الله صلى الله عليه وسلّم، ثم أخلدا إلى الأرض يتحدّثان فرأى عمر عند معاذ غلمانا فقال: ما هؤلاء؟ ثم ذكر الأحرف التي ذكرتها فيما تقدّم» . وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 20/ 30- 32 رقم 44 من طريق الزهري، عن ابن كعب بن مالك، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف 8/ 268، 269 رقم (15177) والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 48، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 358، 359، وأبو نعيم في الحلية 1/ 231، 232، وابن سعد في الطبقات 3/ 587، 588، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 143 و 144 وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 لجالس عند معاذ وهو يموت، فأفاق وَقَالَ: «أخنق عليّ خنقك فو عزّتك إنّي لأحِبَك» [1] . وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ معاذًا تُوُفيّ في سنة ثماني عشرة وله ثمان وثلاثون سنة [2] . (ق) يزيد بْن أبي سُفْيَان [3] . ابن حرب بْن أمية الأموي، ويقال له يزيد الخير، أمه زينب بنت نوفل الكنانيّة.   [ () ] ابن لهيعة، وفيه كلام وحديثه حسن وبقيّة رجاله رجال الصحيح إلّا أن ابن شهاب قال عن ابن كعب بن مالك عن أبيه ولم يسمّه، وفي الصحيح غير حديث كذلك، ولا يعلم في أولاد كعب ضعيف، والله أعلم. [1] طبقات ابن سعد 3/ 589. [2] ابن سعد 3/ 590. [3] طبقات ابن سعد 7/ 405، 406، نسب قريش 125، 126 طبقات خليفة 10، تاريخ خليفة 119 و 138، التاريخ الكبير 8/ 317، 318 رقم 3156، التاريخ الصغير 1/ 41 و 44 و 45 و 52، العقد الفريد 1/ 128 و 129 و 4/ 147 و 158، فتوح الشام للأزدي (انظر فهرس الأعلام 295) ، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 456) ، المعارف 345، الخراج وصناعة الكتابة 288 و 290 و 291 و 295 و 297 و 299- 301 و 336 و 414، جمهرة أنساب العرب 111، مشاهير علماء الأمصار 15، 16 رقم 48، الاستيعاب 3/ 649، 650، ربيع الأبرار 4/ 400، المعرفة والتاريخ 1/ 691 و 2/ 303 و 315 و 3/ 291- 293 و 298 و 300، تاريخ أبي زرعة 1/ 172 173، المعجم الكبير للطبراني 22/ 231، 232، أسد الغابة 5/ 112، 113، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 162، 163 رقم 257، تهذيب الكمال 3/ 1533، نهاية الأرب 19/ 358، دول الإسلام 1/ 16، العبر 1/ 15 و 22، 23، المعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 139، الكاشف 3/ 244 رقم 6421، العقد الثمين 7/ 462، 463، مرآة الجنان 1/ 74، 75، الأخبار الموفقيّات 600، فتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام 673) ، المحبّر 67 و 126 و 474، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 223) ، الكامل في التاريخ 2/ 558، البداية والنهاية 7/ 95، سير أعلام النبلاء 1/ 328- 330 رقم 68، تهذيب التهذيب 11/ 332، 333 رقم 634، تقريب التهذيب 2/ 365 رقم 259، الإصابة 3/ 656، 657 رقم 9265، خلاصة تذهيب التهذيب 432، شذرات الذهب 1/ 24. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه، وشهد حُنَيْنًا، وأعطاه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الغنائم فيما قيل مائة بعيرٍ وأربعين أوقية، وكان جليل القدر شريفًا سيّدًا فاضلًا، وهو أحد أمراء الأجناد الأربعة الذين عقد لهم أَبُو بكر الصِّدِّيق وسيرهم لغزو الشام، فلما فُتِحت دمشق أمَّره عُمَر على دمشق، ثُمَّ ولي بعد موته أخاه معاوية [1] . لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الوضوء [2] ، وعن أبي بكر. روى عنه أَبُو عبد الله الأشعري، وجُنَادة بْن أبي أُمية. تُوُفيّ في الطاعون. وَقَالَ الوليد بْن مسلم: إنه تُوُفيّ في سنة تسع عشرة بعد أن افتتح قيسارية التي بساحل الشام. [3] [عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ: ثنا مُهَاجِرٌ أَبُو مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ قَالَ: غَزَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالنَّاسِ، فَوَقَعَتْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ فِي سَهْمِ رَجُلٍ، فَاغْتَصَبَهَا يَزِيدُ، فَأَتَاهُ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: رُدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ، فَتَلَكَّأَ فَقَالَ: لَئِنْ فَعَلْت ذَلِكَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ» ، فَقَالَ: نَشَدْتُكَ باللَّه أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَ: لا، فَرَدَّ عَلَى الرجل جاريته. أخرجه الرّوياني في مسندة] [4] .   [1] طبقات ابن سعد 7/ 406، التاريخ الكبير 8/ 317، فتوح البلدان 1/ 204، الخراج وصناعة الكتابة 301، الإستيعاب 3/ 649، أسد الغابة 5/ 112، المعجم الكبير 22/ 231. [2] أخرجه ابن ماجة في الطهارة (455) باب غسل العراقيب، من طريق الوليد بن مسلم، عن شيبة بن الأحنف، عن أبي سلام الأسود، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي عبد الله الأشعري، عن خالد بن الوليد، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، وعمرو بن العاص، كل هؤلاء سمعوا من رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اتمّوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار» . قال البوصيري: إسناده حسن، ما علمت في رجاله ضعفا. وهو كما قال. [3] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. [4] الحديث مرسل، ومهاجر أبو مخلد ليّنه أبو حاتم وقال: ليس بذاك. ولذا قال عنه ابن حجر في التقريب: مقبول، أي حيث يتابع، وإلّا فليّن. (سير أعلام النبلاء 1/ 330 حاشية رقم 1) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 ق (شُرَحْبيل بْن حسنة) [1] وهي أمّه، واسم أبيه عبد الله بْن المُطاع، حليف بني زهرة، أَبُو عبد الله من كِنْدة. هاجر هو وأمه إلى الحبشة [2] . وله رواية حديثين [3] . روى عنه عبد الرحمن بْن غنم، وأبو عبد الله الأشعري. وكان أحد الأمراء الأربعة الذين أمّرهم أبو بكر الصّدّيق.   [1] طبقات ابن سعد 7/ 393، 394، تاريخ خليفة 119 و 129 و 138 و 155، التاريخ الكبير 4/ 247، 248 رقم 2690، المحبّر 410، المعارف 325، فتوح البلدان 1/ 128، 129، و 137- 139 و 144 و 147 و 156 و 166 و 172 أنساب الأشراف 1/ 214 و 532، الخراج وصناعة الكتابة، 284، 285 و 290 و 300، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 282) ، المنتخب من ذيل المذيّل 559، فتوح الشام للأزدي (انظر فهرس الأعلام 290) ، العقد الفريد 4/ 168، مشاهير علماء الأمصار 19، 20 رقم 75، جمهرة أنساب العرب 162، الإستيعاب 2/ 139- 141، الكنى والأسماء 1/ 77، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 580) ، الجرح والتعديل 4/ 337 رقم 1481 المستدرك 3/ 275- 277، المعجم الكبير للطبراني 7/ 364- 366 رقم 691، ربيع الأبرار 4/ 339، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 301- 304، أسد الغابة 2/ 390، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 242، 243 رقم 248، الكامل في التاريخ 2/ 562، تهذيب الكمال 2/ 576، 577، المعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 56، العبر 1/ 15، الكاشف 2/ 7 رقم 2282، دول الإسلام 1/ 16، تلخيص المستدرك 3/ 275- 277، العقد الثمين 5/ 6، البداية والنهاية 7/ 93، 94، الوافي بالوفيات 16/ 128 رقم 146 مرآة الجنان 1/ 75، تهذيب التهذيب 4/ 324، 325 رقم 558، تقريب التهذيب 1/ 349 رقم 45، الإصابة 2/ 143 رقم 3869، حسن المحاضرة 1/ 99، شذرات الذهب 1/ 24 و 30 خلاصة تذهيب التهذيب 164، 165. [2] المستدرك 3/ 276. [3] انظر الحديثين في المعجم الكبير للطبراني 7/ 365، 366 رقم 3209 و 7210 مكرر، و 7211. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 (الفضل بْن الْعَبَّاسِ) [1] بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْن هَاشِمٍ، وكان جميلًا مليحًا وسيمًا. تُوُفيّ شابًا لأنه يوم حجة الوداع كان أمرد، وكان يَوْمَئِذٍ رديف النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . له صُحبة ورواية. روى عنه أخوه عبد الله، وأبو هُرَيْرَةَ، وربيعة بْن الحارث. تُوُفيّ بطاعون عمواس في قول ابن سعد [3] والزُّبَيْر بْن بكار، وأبي حاتم [4] ، وابن البرقي، وهو الصحيح، ويقال: قُتِل يوم مرج الصُّفَّر، ويقال: يوم أجْنادين، ويقال: يوم اليرموك، ويقال: سنة ثمان وعشرين [5] .   [1] طبقات ابن سعد 4/ 54 و 7/ 399، تاريخ خليفة 120، طبقات خليفة 4 و 297، تاريخ أبي زرعة 1/ 157، التاريخ لابن معين 2/ 474، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 110، المحبّر 107 و 409 و 455، المعارف 121، 122، 164 و 166 و 267، أنساب الأشراف 1/ 216، 414 و 447 و 451 و 544 و 569- 571 و 576 و 577، فتوح البلدان 1/ 165، تاريخ الطبري 2/ 466 و 3/ 74 و 189 و 211 و 213 و 241، جمهرة أنساب العرب 18 و 412، عيون الأخبار 1/ 334، التاريخ الكبير 7/ 114 رقم 502، التاريخ الصغير 1/ 36، الجرح والتعديل 7/ 63 رقم 363، نسب قريش 28 و 89 و 90، الاستيعاب 3/ 208- 210 المعرفة والتاريخ 1/ 456 و 518 و 2/ 146 و 730، مشاهير علماء الأمصار 9 رقم 18، ربيع الأبرار 4/ 16 و 202، المستدرك 3/ 274، المعجم الكبير للطبراني 18/ 267- 298، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 411، أسد الغابة 4/ 366، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 50، 51 رقم 54، تهذيب الكمال 2/ 1100، سير أعلام النبلاء 3/ 444 رقم 86، المستدرك 3/ 274، 275، الكاشف 2/ 328، 329، رقم 4537، المعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 105 العقد الثمين 7/ 10، تهذيب التهذيب 8/ 280 رقم 512، تقريب التهذيب 2/ 110 رقم 42، الإصابة 3/ 208 209 رقم 7003، البداية والنهاية 7/ 94، خلاصة تذهيب التهذيب 263. [2] طبقات ابن سعد 4/ 54، المعجم الكبير 18/ 268 رقم 673، المستدرك 3/ 275. [3] الطبقات 4/ 55 و 7/ 399. [4] الجرح والتعديل 7/ 63. [5] انظر المعجم الكبير للطبراني 18/ 268 رقم 671. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 (الحارث بْن هشام) [1] بْن المُغِيرَة المَخْزُومِيّ أَبُو عبد الرحمن أخو أبي جهل. أسلم يوم الفتح، وكان سيدًا شريفًا، تألفه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحَسبه بمائةٍ من الأبل من غنائم حنين، ثُمَّ حسن أسلامه [2] . ولما خرج من مكة إلى الجهاد بالشام جزع لذلك أهل مكة وخرجوا   [1] طبقات ابن سعد 5/ 444 7/ 404، طبقات خليفة 299، تاريخ خليفة 90 و 131 و 138، المحبّر 139 و 176 و 453 و 501 و 502، تاريخ أبي زرعة 1/ 445، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 125 رقم 530، أنساب الأشراف 1/ 208 و 209 و 284 و 304 و 312 و 313 و 356 و 363 وق 4 ج 1/ 8 ج 5/ 203، فتوح البلدان 1/ 135 و 166، المغازي للواقدي 42 و 58 و 71 و 96 و 199 و 203 و 594 و 784 و 785 و 829 و 846 و 895 و 946، السير والمغازي لابن إسحاق 146 و 176 و 253، أخبار مكة للأزرقي 1/ 275 و 2/ 162، العقد الفريد 1/ 141 و 144، البرصان والعرجان للجاحظ 11، 12، التاريخ الكبير 2/ 258 رقم 2385 (دون ترجمة) المعارف 281 و 342 عيون الأخبار 1/ 169 و 339، 340، نسب قريش 301 و 302، فتوح الشام للأزدي 46، تاريخ الطبري 2/ 365 و 501 و 524 و 3/ 42 و 90 و 400 و 401 و 437 و 443 و 613 و 4/ 60 و 65، الجرح والتعديل 3/ 92، 93 رقم 429، ثمار القلوب 298، جمهرة أنساب العرب 145، الأغاني 18/ 124، المعجم الكبير للطبراني 3/ 292- 295 رقم 277، المستدرك 3/ 277- 279، ربيع الأبرار 4/ 483، الإستيعاب 1/ 301، تلقيح فهوم أهل الأثر 178، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 8- 13، الزيارات 34، معجم البلدان 1/ 137 و 3/ 729، أسد الغابة 1/ 351، 352، الكامل في التاريخ 2/ 101 و 255 و 270 و 413 و 427 و 502 و 558 و 562، وفيات الأعيان 1/ 282 (في ترجمة حفيدة أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث رقم 117) ، التذكرة الحمدونية 2/ 442 و 466، تهذيب الكمال 5/ 294- 304 رقم 1050، سير أعلام النبلاء 4/ 419- 421 رقم 167، العبر 1/ 22، الكاشف 1/ 198، تلخيص المستدرك 3/ 277- 279، تجريد أسماء الصحابة، رقم 1042 مرآة الجنان 1/ 75، البداية والنهاية 7/ 93، الوافي بالوفيات 11/ 249- 251 رقم 366، العقد الثمين 4/ 32، شفاء الغرام 1/ 63 و 2/ 234 و 246، تهذيب التهذيب 2/ 161، 162 رقم 281، تقريب التهذيب 1/ 145 رقم 73، الإصابة 1/ 293، 294 رقم 1504، خلاصة تذهيب التهذيب 69، شذرات الذهب 1/ 30 الأعلام 2/ 161، القاموس الإسلامي 2/ 10، نهاية الأرب 19/ 358، سيرة ابن هشام 3/ 148 و 4/ 94، تهذيب سيرة ابن هشام 157 و 258. [2] تهذيب الكمال 5/ 299، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 10 طبقات ابن سعد 7/ 404. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 يشيعونه ويبكون لفراقه [1] . وتزوج عُمَر بعده بامرأته فاطمة. وَقَالَ ابن سعد: تزوج عُمَر بابنته أم حكيم. مات الحارث في الطاعون. (سُهيل بْن عمرو العامري) خطيب قريش. في الطاعون بخلفٍ، وقد مر سنة خمس عشرة. (أَبُو جندل بْن سُهَيْل) [2] بْن عمرو، اسمه العاص. من خيار الصحابة، وهو الَّذِي جاء يوم صلح الحديبيّة يرسف في قيوده، وكان أبوه قيده لما أسلم، فَقَالَ أبوه للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا أول مَا أقاضيك عليه أن ترده، فرده [3] . له صحبة وجهاد. تُوُفيّ بطاعون عمواس، وقُتِل أخوه عبد الله يوم اليمامة، وكان بدريا.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 11، تهذيب الكمال 5/ 299، 300. [2] طبقات ابن سعد 7/ 405، المغازي للواقدي 607- 609 و 630، طبقات خليفة 26 و 300، سيرة ابن هشام 4/ 29، تهذيب السيرة 227، 228، الروض الالف 4/ 39، تاريخ الطبري 2/ 635 و 636 و 639 و 3/ 403 و 4/ 96، 97، التاريخ الصغير 1/ 50، تاريخ خليفة 113، الإستيعاب 4/ 33- 35، جمهرة أنساب العرب 171، المستدرك 3/ 277، الكامل في التاريخ 2/ 204 و 555 و 3/ 78، أسد الغابة 5/ 160- 162، صفة الصفوة 1/ 667 و 668، رقم 84، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 205، 206 رقم 312، العبر 1/ 22، سير أعلام النبلاء 1/ 192، 193 رقم 23، تلخيص المستدرك 3/ 277، مرآة الجنان 1/ 74، البداية والنهاية 7/ 96، العقد الثمين 8/ 33، 34، الإصابة 4/ 34 رقم 203، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 134- 137، شذرات الذهب 1/ 30. [3] أخرج البخاري في الصلح، باب الصلح مع المشركين حديثا فيه: «صالح النبيّ صلى الله عليه وسلّم المشركين يوم الحديبيّة على ثلاثة أشياء: على أنّ من أتاه من المشركين ردّه إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردّوه، وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلا بجلبّان السلاح: السيف والقوس ونحوه، فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فردّه إليهم» . وروى الحديث بطوله ابن كثير في السيرة النبويّة 3/ 312- 337. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 م [1] د س ق (أَبُو مالك الأشعري) [2] قدم مع أصحاب السفينتين أيام خيبر، ونزل الشام. اسمه كعب بْن عاصم [3] ، وقيل عمرو، وقيل عامر بْن الحارث، روى عنه عبد الرحمن [4] بن غنم، وأم الدرداء، وربيعة الجرشي [5] ، وأبو سلام الأسود. وأرسل عنه عطاء بْن يسار، وشَهْر بْن حوشب. وَقَالَ شَهْر بْن حوشب عَنِ ابن غَنْم: طُعِن معاذ وأبو عبيدة وأبو مالك في يومٍ واحد. وَقَالَ ابن سعد [6] وغيره: تُوُفيّ في خلافة عُمَر. وقد أعدت ذكر أبي مالك في طبقة ابن عباس. وفيها افتتح أَبُو موسى الرُّها وسميساط عنوة [7] .   [1] سقط الرمز «م» من النسخة (ح) . [2] طبقات ابن سعد 4/ 358، 359 7/ 400، طبقات خليفة 68 و 304، المنتخب من ذيل المذيّل 583، مشاهير علماء الأمصار 52 رقم 347 (ذكره بدون ترجمة) المعجم الكبير للطبراني 19/ 171- 176، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 52، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم 411، الاستيعاب 4/ 175، أسد الغابة 5/ 288، الكاشف 3/ 7 رقم 4726، تجريد أسماء الصحابة 2/ 31، البداية والنهاية 7/ 96، الإصابة 3/ 297 رقم 7416، تهذيب التهذيب 12/ 218، 219 رقم 1002، تقريب التهذيب 2/ 134 رقم 46، خلاصة تذهيب التهذيب 321. [3] في النسخة (ح) «غانم» وهو وهم، والتصويب عن الأصل وغيره. [4] في النسختين (ع) و (ح) والمنتقى لابن الملّا: «عبد الرحيم» وهو وهم، والتصويب من الأصل وغيره. [5] الجرشي: بضم الجيم وفتح الراء وكسر الشين. نسبة إلى بني جرش بطن من حمير. (الإكمال 3/ 74، الأنساب 3/ 228) . [6] ليس في طبقات ابن سعد هذه المعلومة في الترجمتين اللتين عقدهما لأبي مالك الأشعري. (انظر ج 4/ 358، 359 و 7/ 400) . [7] تاريخ خليفة 139. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 [بقية حوادث سنة ثماني عشرة] وفي أوائلها وجه أَبُو عبيدة بْن الجراح عياض بْن غنم الفهري إلى الجزيرة، فوافق أبا موسى قد قدم من البصرة، فمضيا فافتتحا حَرَّان ونصيبين وطائفة من الجزيرة عَنْوةً، وقيل صُلْحًا [1] . وفيها سار عياض بْن غنم إلى الموصل فافتتحها ونواحيها عَنْوةً [2] . وفيها بنى سعد جامع الكوفة [3] .   [1] تاريخ خليفة 139. [2] تاريخ خليفة 139. [3] تاريخ خليفة 141. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 سَنَة تِسْع عَشِرة قَالَ خليفة: فيها فُتِحت قيسارية [1] ، وأمير العسكر معاوية بْن أبي سُفْيَان وسعد بْن عامر بْن حذيم، كلٌّ أميرٌ على جُنده، فهزم الله المشركين وقُتِل منهم مقتلة عظيمة، ورَّخَها ابن الكلبي. وأما ابن إسحاق فَقَالَ: سنة عشرين [2] . وفيها كانت وقعة صُهاب [3]- بأرض فارس- في ذي الحجة. وعلى المُسْلِمين الحَكَم بْن أبي العاص، فقُتِل شَهْرَك مُقَدَّم المشركين. قَالَ خليفة [4] : وفيها أسرت الروم عبد الله بْن حُذافة السَّهْميّ. وقيل: فيها فُتِحَت تكريت [5] . ويقال: فيها كانت جلولاء وهي وقعة أخرى كانت بالعجم أو بفارس [6] .   [1] بساحل فلسطين. [2] تاريخ خليفة 141 وانظر تاريخ الطبري 4/ 102. [3] صهاب: بضم الصاد المهملة قرية بفارس. (مراصد الاطلاع) . [4] في التاريخ 142 وانظر: المستدرك للحاكم 3/ 630. [5] تاريخ خليفة 141. [6] تاريخ الطبري 4/ 102. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 وفيها وجه عُمَر عثمان بْن أبي العاص إلى أرمينية الرابعة [1] ، فكان عندها شيء من قتال [2] ، أصيب فيه: (صفوان بْن المعطّل) [3] بْن رخصة [4] السّلمي الذّكواني [5] ، صاحب   [1] يقال هما أرمينيتان: الكبرى والصغرى، وقيل هي ثلاث أرمينيات، وقيل أربع.. فمن الرابعة: شمشاط، وقاليقلا، وأرجيش، وباجنيس. وأرمينية الرابعة بها قبر صفوان بن المعطّل. (معجم البلدان 1/ 160) . [2] الخبر في تاريخ الطبري 4/ 53 (حوادث سنة 17 هـ-) . [3] مسند أحمد 5/ 312، طبقات خليفة 51 و 181 و 318، تاريخ خليفة 226، المحبّر 109، 110، التاريخ الكبير 4/ 305 رقم 2922، المعارف 328، أنساب الأشراف 1/ 342، و 452، المغازي للواقدي 428 و 436 و 438 و 571 و 1093، فتوح الشام للأزدي 105 و 113 و 145، سيرة ابن هشام 4/ 10 تهذيب السيرة 215، الخراج وصناعة الكتابة 313 و 316، فتوح البلدان 1/ 205 و 207 و 219، المعرفة والتاريخ 1/ 309 تاريخ الطبري 2/ 612 و 618 و 619 و 3/ 172 و 4/ 53، الجرح والتعديل 4/ 420 رقم 1844، الإستيعاب 2/ 187، 188، جمهرة أنساب العرب 264، مشاهير علماء الأمصار 32، 33 رقم 171، المعجم الكبير 8/ 61- 63 رقم 722 المستدرك 3/ 518، 519، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 440- 445، الكامل في التاريخ 2/ 195، 199 و 533 و 534 و 4/ 45، أسد الغابة 3/ 26، سير أعلام النبلاء 2/ 545- 550 رقم 115، العبر 1/ 23، تلخيص المستدرك 3/ 518، 519، مجمع الزوائد 9/ 363، البداية والنهاية 7/ 96، الإصابة 2/ 190، 191 رقم 4089، تعجيل المنفعة 188- 191 رقم 474، كنز العمال 13/ 436، الوافي ب الوفيات 16/ 320 رقم 353، اللباب 1/ 531، الروض الأنف 4/ 20. [4] اختلف في اسم جدة هذا، فقيل: «رخصة» كما هو في الأصل، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 440، وجمهرة أنساب العرب 264، والبداية والنهاية 7/ 96 وقال محقّق الجمهرة في الحاشية (4) : المعروف في أسمائهم: رحضة. وجاء في المستدرك 3/ 518 واللباب لابن الأثير 1/ 531، وسير أعلام النبلاء 1/ 545: «رحضة» ، وفي تعجيل المنفعة 188، والإصابة 2/ 190 «ربيعة» ، وتصحّف في تعجيل المنفعة نقلا عن الاستيعاب إلى «ربعيّة» وضبطه: بمهملة ثم معجمة وفتحات، وجاء في الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 187، والروض الأنف للسهيلي «ربيضة» حيث قلبت العين إلى ضاد. وفي مشاهير علماء الأمصار 32 «رحيضة» ، وكذلك في طبقات خليفة 51. والله أعلم بالصواب. [5] الذّكواني: نسبة إلى ذكوان: بطن كبير من سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. (اللباب لابن الأثير 1/ 531) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي له ذكر في حديث الإفك [1] ، وَقَالَ فيه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا علمتُ عليه إلا خيرًا» . وَقَالَ هو: مَا كَشفْتُ كَنَفَ أنثَى قطّ [2] . له حديثان [3] . روى عنه سعيد بْن المسيب، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وسعيد المقبري، وروايتهم عنه مرسلة إن كان تُوُفيّ في هذه الغزوة، وإن كان تُوُفيّ كما قَالَ الواقِديّ سنة ستين بسُمَيْساط [4] فقد سمعوا منه. وَقَالَ خليفة [5] : مات بالجزيرة. وكان على ساقة [6] النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم، وكان شاعرا.   [1] حديث الإفك من الأحاديث الطوال، أخرجه بطوله: البخاري في الشهادات، باب تعديل النساء بعضهنّ بعضا، وفي المغازي، باب حديث الإفك، وفي تفسير سورة النور، باب: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ 24: 12، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 194- 196، ومسلم في التوبة (2770) باب حديث الإفك، والترمذي برقم (3179) وعبد الرزاق في المصنّف رقم (9748) وانظر: المغازي للواقدي 2/ 426 وما بعدها، والمغازي لعروة. 19، 191، وسيرة ابن هشام 4/ 9- 14، الروض الأنف 4/ 20- 24، وعيون الأثر 2/ 96- 103، والبداية والنهاية 3/ 160- 164، والتفسير لابن كثير 3/ 268- 272، ونهاية الأرب للنويري 16/ 405- 417، وعيون التواريخ 1/ 230- 237. [2] راجع صحيح البخاري في الأبواب المذكورة في الحاشية السابقة، ومسلم (2770/ 57) ، والإصابة لابن حجر 2/ 190. [3] أخرج له أحمد في المسند 5/ 312: ثلاثة أحاديث، والطبراني في المعجم الكبير 8/ 61- 63: أربعة أحاديث 7343 و 7344 و 7345 و 7346، والحاكم في المستدرك 3/ 518، 519: ثلاثة أحاديث. وروى الذهبيّ نفسه في تلخيص المستدرك ثلاثة أحاديث مسندة إلى صفوان بن المعطّل. ولهذا فإنّ قوله هنا: «له حديثان» فيه نظر. [4] سميساط: بضمّ أوّله وفتح ثانيه ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة. مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات. (معجم البلدان 3/ 258) . [5] في الطبقات 51 و 318 وفي التاريخ ذكر وفاته في حوادث سنة 59 هـ-. في آخر ولاية معاوية. (226) . [6] الساقة: هم الذين يسوقون الجيش ويكونون من ورائه يحفظونه.. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 وَقَالَ ابن إسحاق [1] : قتل في غزوة أرمينية هذه، وكان أحد الأمراء يَوْمَئِذٍ [2] . وفيما تُوُفيّ يزيد بْن أبي سُفْيَان في قولٍ، وقد تقدّم.   [1] تاريخ الطبري 4/ 53. [2] قال المؤلف في سير أعلام النبلاء 1/ 550: «فهذا تباين كثير في تاريخ موته، فالظاهر أنهما اثنان» . وقال ابن حجر في: «تعجيل المنفعة» - ص 189: «رأيت في سنة قتله خلافا وأنّه عاش إلى خلافة معاوية فاستشهد بالروم سنة ثمان وخمسين أو سنة ستّين: فعلى هذا فسماع جميع من تقدّم ذكره عنه ممكن، لكن يعكّر عليه قول عائشة إنه قتل شهيدا، فإنّ ذلك يقتضي تقدّم موته عليها وهي لم تبق الى العصر المذكور» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 الوَفيَّات (ع) أُبَيّ بْن كعب [1] ابن قيس بْن عُبَيْد بْن زيد بْن معاوية بْن عمرو بن مالك بن النّجّار، أبو   [1] مسند أحمد 5/ 113- 144، طبقات ابن سعد 3/ 498- 502، المغازي للواقدي 9 و 13 و 24 و 138 و 139 و 163 و 204 و 292 و 405 و 434 و 492 و 624 و 721 و 782 و 966، طبقات خليفة 88، التاريخ الكبير 2/ 39، 40 رقم 1615، تاريخ خليفة 167، العقد الفريد 4/ 161، و 258 و 259، المعارف 261 و 442، المحبّر 73 و 286، مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 24، تاريخ أبي زرعة 1/ 650، التاريخ لابن معين 2/ 19، الأخبار الموفقيّات 579، سيرة ابن هشام 2/ 243، تهذيب السيرة 127، فتوح البلدان 3/ و 48 و 106، أنساب الأشراف 1/ 205 و 264 و 267 و 271 و 314 و 344 و 371 و 531 وق 4 ج 1/ 487، و 5/ 5، تاريخ الطبري 1/ 73، و 160 و 366 و 369 و 373 و 375 و 3/ 173 و 6/ 179، المعرفة والتاريخ 1/ 315، الجرح والتعديل 2/ 290 رقم 1057، الإستبصار 48، الكنى والأسماء 1/ 56، حلية الأولياء 1/ 250- 256 رقم 39، مشاهير علماء الأمصار 12 رقم 31، الثقات لابن حبّان 3/ 5، تاريخ اليعقوبي 2/ 138، الزهد لابن المبارك 69 و 170 و 331 و 562، طبقات الفقهاء للشيرازي 44، 45، المعجم الكبير للطبراني 1/ 197- 202 رقم 15، الاستيعاب 1/ 19، 20، الإرشاد للخليلي 1/ 16 (رسالة ماجستير لآسيا كليبان علي- مطبوعة على الستنسل) ، المستدرك 3/ 302- 312، الكامل في التاريخ 1/ 52، و 161 و 2/ 313 و 489 و 562 و 3/ 159، أسد الغابة 1/ 49- 51، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 108- 110 رقم 44، الزيارات للهروي 13 و 94، تهذيب الكمال 2/ 262- 272 رقم 279، تحفة الأشراف 1/ 11- 40 برقم 4، صفة الصفوة 1/ 474- 477، مجمع الزوائد 9/ 311، 312، نهاية الأرب 19/ 363، سير أعلام النبلاء 1/ 389- 402 رقم 82، معرفة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 المنذر [1] الأنصاري، وقيل: يُكنى أيضًا أبا الطُّفيل، سيد القراء. شهِدَ العقبة وبدرًا. روى عنه بنوه: محمد، والطُّفيل، وعبد الله، وابن عباس، وأنس، وسُوَيْد بْن غفلة، وأبو عثمان النَّهْدِيّ، وزر بْن حبيش، وخلق سواهم. عَنْ عيسى بْن طلحة بْن عُبَيْد الله قَالَ: كان أبي دحداحًا [2] ليس بالقصير ولا بالطويل. وعن عباس بْن سهل قَالَ: كان أبيض الرأس واللحية. وَقَالَ أَنَسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيٍّ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أقرأ عليك لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا 98: 1 [3] » وقال: سمّاني لك؟ قال: «نعم» ، فبكى [4] ،.   [ () ] القراء الكبار 31 رقم 3 (بتحقيق د. بشّار عوّاد) ، المعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 11، الكاشف 1/ 52 رقم 230، دول الإسلام 1/ 16، العبر 1/ 23، تذكرة الحفاظ 1/ 16 و 17 تلخيص المستدرك 3/ 302- 312، الوفيات لابن قنفذ 47 رقم 19، سمط اللآلي 494، المؤتلف والمختلف 24، مرآة الجنان 1/ 75، البداية والنهاية 7/ 97، الوافي بالوفيات 6/ 190، 191 رقم 2644، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 325- 334، غاية النهاية 1/ 31 رقم 131، تهذيب التهذيب 1/ 187، 188 رقم 350، تقريب التهذيب 1/ 48 رقم 321، الإصابة 1/ 19، 20 رقم 32، النكت الظراف 1/ 11- 40، التحفة اللطيفة للسخاوي 1/ 141، 142، طبقات الحفّاظ للسيوطي 5، خلاصة تذهيب التهذيب 24، طبقات الشعراني 1/ 23، المغني في ضبط أسماء الرجال 16، شذرات الذهب 1/ 32، 33، كنز العمّال 13/ 261- 268، القاموس الإسلامي 1/ 17 الجامع لبامطرف 1/ 69، 70، البدء والتاريخ 5/ 116. [1] في نسخة دار الكتب: «ابن المنذر» وهو وهم. [2] أي قصيرا سمينا. [3] سورة البينة، الآية 1. [4] أخرجه أحمد في المسند 3/ 130 و 137 و 185 و 218 و 233 و 273 و 284، والبخاري في المناقب باب مناقب أبيّ (4/ 228) واللفظ بدون «لك» وفي التفسير، باب سورة: لم يكن، ومسلم في صلاة المسافرين (799) و (245) و (246) باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل، وفي فضائل الصحابة، (799) و (121 و 122) باب فضائل أبيّ، والترمذيّ في المناقب (3795) ، وعبد الرزاق في المصنّف (20411) وابن سعد في الطبقات 3/ 499، 500، وانظر: جامع الأصول 9/ 71. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 وقال أنس: جمع القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي، ومعاذ، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي [1] . وَقَالَ ابن عباس: قَالَ أُبيّ لعمر: إنيّ تلقَّيْتُ القرآن ممّن تلقاه من جبريل وهو رطب [2] . وَقَالَ ابن عباس: قَالَ عُمَر: أقْرؤُنا أُبَيّ، وأقضانا عليّ، وإنا لندع من قول [3] أُبَيّ، وهو يَقُولُ: لَا أدع شَيْئًا سمعتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد قَالَ الله: ما نَنْسَخْ من آيَةٍ أَوْ نُنْسِها 2: 106 [4] . وقال أَنَسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أقْرأ أمَّتي أُبيّ بْن كعب [5] » . وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُبَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ- وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- قَالَ أُبَيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا جَزَاءُ الْحُمَّى، قال: «تجري الحسنات   [1] أخرجه البخاري في فضائل القرآن، باب القرّاء مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (6/ 102) ومسلم في فضائل الصحابة (2465) ، باب فضل أبيّ، والترمذي في المناقب (3796) باب مناقب معاذ وزيد وأبيّ. [2] رواه أحمد في المسند 5/ 117. [3] في سير أعلام النبلاء 1/ 391 «من قراءة» . [4] أخرجه أحمد في المسند 5/ 113، والبخاري في التفسير (4481) باب قوله تعالى: ما ننسخ من آية أو ننسها، وفي فضائل القرآن، باب القراء مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحاكم في المستدرك 3/ 305، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 481. والآية من سورة البقرة، الآية 106، قرأ بها ابن كثير، وأبو عمرو. [5] أخرجه الترمذي في المناقب (3793) باب مناقب أهل البيت، وابن ماجة في المقدّمة (154) باب (11) ، وابن سعد في الطبقات 3/ 499 وكلّهم من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أرحم أمّتي بأمّتي: أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله: عمر، وأصدقهم حياء: عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإنّ لكلّ أمّة أمينا، وإن أمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح» ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد روى ابن سعد الحديث كما هو في متن المؤلّف مختصرا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 عَلَى صَاحِبِهَا» ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُمًّى لَا تَمْنَعُنِي خُرُوجًا فِي سَبِيلِكَ، فَلَمْ يُمْسِ أُبَيٌّ قَطُّ إِلَّا وَبِهِ حُمَّى [1] . قُلْتُ: وَلِهَذَا يَقُولُ زِرٌّ: كَانَ أُبَيٌّ فِيهِ شَرَاسَةٌ [2] . وَقَالَ أَبُو نَضْرة العَبْدي: قَالَ رجلٌ منا يقال له جابر أو جُوَيْبر: طلبت حاجةً إلى عمرو إلى جنبه رجلٌ أبيض الثياب والشعر، فَقَالَ: إنَّ الدنيا فيها بلاغنا وزادنا إلى الآخرة، وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة، فَقُلْتُ: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: هذا سيد المُسْلِمين أُبيّ بْن كعب [3] . وَقَالَ مَعْمَر: عامة علم ابن عباس من ثلاثة: عُمَر، وعليّ، وأُبَيّ. قَالَ الهَيْثم بْن عدي: تُوُفيّ أبيّ سنة تسع عشرة. وَقَالَ ابن معين: تُوُفيّ سنة عشرين أو تسع عشرة. وَقَالَ أَبُو عُمَر الضرير، وأبو عُبَيْد، ومحمد بْن عبد الله بْن نمير [4]   [1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 23، من طريق يحيى، عن سعد بن إسحاق، عن زينب ابنة كعب بن عجرة، عن أبي سعيد الخدريّ، وصحّحه ابن حبّان (692) ، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، 1/ 201 رقم 540 من طريق معاذ بْن محمد بْن معاذ بْن أَبِي بن كعب، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا جَزَاءُ الْحُمَّى؟ قَالَ: «تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق» . قال أبيّ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُمًّى لَا تَمْنَعُنِي خُرُوجًا في سبيلك ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيّك. قال: فَلَمْ يُمْسِ أُبَيٌّ قَطُّ إِلَّا وَبِهِ حُمَّى. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 255 من الطريق نفسها. وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 2/ 305، وفتح الباري لابن حجر 10/ 103- 110. [2] رواه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 197 رقم 527، والحاكم في المستدرك 3/ 303 من طريق محمد بن الحسن بن إشكاب، عن محمد بن كثير الكوفي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زرّ بن حبيش. يقول محقّق هذا الكتاب الفقير إلى الله تعالى: «عمر بن عبد السلام تدمري الأطرابلسي» عفا الله عنه: لقد وقع تحريف في السند عند الطبراني لم ينبه إليه المحقّق الفاضل «حمدي عبد المجيد السلفي» ، فقيّد «الحسين» بدل «الحسن» و «إشكيب» بدل «إشكاب» و «كناسة» بدل «كثير» فجاء عنده «محمد بن كناسة» بدلا من «محمد بن كثير الكوفي» . وهذا وهم. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 499. [4] أخرج الطبراني في المعجم الكبير 1/ 198 رقم 530 من طريق محمد بن عبد الله بن نمير قال: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 ورواه الواقِديّ عَنْ غير واحدٍ أنه تُوُفيّ سنة اثنتين وعشرين. وَقَالَ خليفة [1] والفلَّاس: في خلافة عثمان. وَقَالَ ابن سعد [2] : قد سمعت من يَقُولُ: مات في خلافة عثمان سنه ثلاثين، قَالَ: وهو أثبت الأقاويل عندنا [3] . وفيها مات بالمدينة: (خباب مولى عُتْبَة بْن غزوان [4] ) . له صحبة وسابقة، صلى عليه عُمَر. لم يذكره ابن أبي حاتم، وذكره الواقِديّ فيمن شهِدَ بدرًا، وكناه، أبا يحيى. وَقَالَ أَبُو أحمد الحاكم: شهِد بدْرًا ومات سنة تسع عشرة، وله خمسون سنة.   [ () ] مات أبيّ بن كعب رضي الله عنه في خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين. قال ابن نمير: ويقول بعضهم في خلافة عثمان رضي الله عنهم، وانظر المستدرك للحاكم 3/ 302. [1] انظر تاريخه ص 167 (حوادث سنة 32 هـ-) فقد جاء: «ويقال: مات فيها أبيّ بن كعب أيضا. ويقال: بل مات أبيّ في خلافة عمر بن الخطّاب» . [2] في الطبقات 3/ 502. [3] زاد ابن سعد: «وذلك أنّ عثمان بن عفّان أمره أن يجمع القرآن» ، وقد أيّده الحاكم في المستدرك 3/ 302. غير أنّ المؤلّف الحافظ الذهبي رحمه الله- قال في «سير أعلام النبلاء 1/ 400» . «ما أحسب أنّ عثمان ندب للمصحف أبيّا، ولو كان كذلك، لاشتهر، ولكان الذكر لأبيّ لا لزيد، والظاهرة وفاة أبيّ في زمن عمر حتى إنّ الهيثم بن عديّ وغيره ذكرا موته سنة تسع عشرة» . [4] تاريخ الطبري 4/ 82، أنساب الأشراف 1/ 201، المحبر 288، الاستيعاب 1/ 424، أسد الغابة 2/ 101، الإصابة 1/ 417 رقم 2215. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 سَنَة عِشريْن فيها فتحت مصر. روى خليفة [1]- عَنْ غير واحد- وغيره أنّ فيها كتب عُمَر إلى عمرو بْن العاص أن يسير إلى مصر، فسار وبعث عُمَر الزُّبَيْر بْن العَوَّام مددًا [2] له، ومعه بسر [3] بْن أرطأة، وعُمَير بْن وهب الجمحي، وخارجة بْن حذافة العدوي، حتى أتى باب أليون [4] فتحصنوا، [5] فافتتحها عَنْوةً وصالحه أهل الحصن، وكان الزُّبَيْر أول من ارتقى سور المدينة ثُمَّ تبعه النَّاس، فكلم الزُّبَيْر عمرًا أن يقسمها بين من افتتحها، فكتب عمرو إلى عُمَر، فكتب عُمَر: أكلة، وأكلات خير من أكلة، أقرّوها [6] .   [1] في التاريخ ص 142، 143. [2] في نسخة دار الكتب «حروفا» ، وما أثبتناه عن الأصل، وتاريخ خليفة،. [3] في النسخة (ع) والمنتقى لابن الملّا «بشر» وهو تصحيف. [4] حصن بقرب الفسطاط. بمصر القديمة. [5] في تاريخ خليفة «فامتنعوا» . [6] هكذا في الأصل والنسختين (ع) و (ح) وفي تاريخ خليفة «أكلته وأكلات خير من إفرازها» ، وفي النجوم الزاهرة 1/ 25 «أقرّها حتى يغزو منها حبل الحبلة» وقال ابن تغري بردي: تفرّد به أحمد وفي إسناده ضعف من جهة ابن لهيعة لكنّه عليم بأمور مصر. وفي معجم البلدان 4/ 264 (مادّة: فسطاط) «فلمّا فتحت مصر التمس أكثر المسلمين الذين شهدوا الفتح أن تقسم بينهم، فقال عمرو: لا أقدر على قسمتها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين، فكتب إليه يعلمه بفتحها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 وعن عمرو بْن العاص أنه قَالَ على المنبر: لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحدٍ من قبط مصر عليّ عهدٌ ولا عقدٌ، إن شئت قتلت، وإن شئت بعت، وإن شئت خمَّسْت إلا أهل انطابلس [1] فإن لهم عهدًا نفي به [2] . وعن علي بْن رباح قَالَ: المغرب كله عَنْوةً [3] . وعن ابن عُمَر قَالَ: افتُتحت مصرُ بغير عهدٍ [4] . وكذا قال جماعة. وَقَالَ يزيد بْن أبي حبيب: مصر كلها صلح إلا الإسكندرية [5] . غزوة تُسْتَر قَالَ الوليد بْن هشام القَحْذَميّ [6] ، عَنْ أبيه وعمه أن أبا موسى لما فرغ من الأهواز [7] ، ونهر تِيرَى، وَجُنْدِيسَابُورَ، ورامَهُرْمُز، تَوَجَّه إلى تُسْتَر، فنزل باب الشرقي، وكتب يستمد عُمَر، فكتب إلى عمار بْن ياسر أن أَمِدَّه، فكتب إلى جرير وهو بحُلوان أن سرْ إلى أبي موسى، فسار في ألفٍ فأقاموا أشهرًا، ثُمَّ كتب أَبُو موسى إلى عُمَر: إنّهم لم يُغُنوا شيئًا. فكتب عُمَر إلى عمار أن سر بنفسك، وأمدّه عمر من المدينة [8] .   [ () ] وشأنها ويعلمه أنّ المسلمين طلبوا قسمتها، فكتب إليه عمر: لا تقسمها وذرهم يكون خراجهم فيئا للمسلمين وقوّة لهم على جهاد عدوهم، فأمرّها عمرو وأحصى أهلها وفرض عليهم الخراج» . وفي نسخة دار الكتب تحريفات في النص. [1] في (معجم البلدان) برقة: صقع كبير، واسم مدينتها (أنطابلس) . [2] في تاريخ خليفة 143 «يوفى به» . [3] تاريخ خليفة 143. [4] تاريخ خليفة 143. [5] تاريخ خليفة 144. [6] في طبعة القدسي 3/ 113 «القحزمي» بالزاي بدل الذال، وهو تحريف، والتصويب عن اللباب 3/ 16 حيث قيّدها بفتح القاف وسكون الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة. نسبة إلى جدّ الراويّ. [7] زاد في تاريخ خليفة بعدها «ومناذر» (ص 144) . [8] تاريخ خليفة 144 و 145. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 وعن عبد الرحمن بْن أبي بكرة قَالَ: أقاموا سنة أو نحوها، فجاء رجل من تُسْتَر وَقَالَ لأبي موسى: أسألك أن تحقن دمي وأهل بيتي ومالي، على أن أدُلَّكَ على المدخل، فأعطاه، قَالَ: فابْغِني إنسانًا سابحًا ذا عقلٍ يأتيك بأمر بيِّنٍ [1] ، فأرسل معه مجزأة بن ثور السّدوسيّ، فأدخل من مدخل الماء ينبطح على بطنه أحيانًا ويحبو حتى دخل المدينة وعرف طرقها، وأراه الْعِلْجُ الهُرْمُزَان صاحبها، فهمَّ بقتْله ثُمَّ ذكر قول أبي موسى: «لَا تسبقني بأمر» ورجع إلى أبي موسى، ثُمَّ إنه دخل بخمسةٍ وثلاثين رجلًا كأنهم البط يسبحون، وطلعوا إلى السُّور وكبروا، واقتتلوا هم ومن عندهم على السُّور، فقُتِلَ مجْزَأة [2] وفتح أولئك البلد، فتحصن الهُرْمُزان في بُرْج. وَقَالَ قتادة، عَنْ أَنْس: لم نُصَلِّ يَوْمَئِذٍ الغداة حتى انتصف النهارُ فما يسُرُّني بتلك الصلاة الدنيا كلها [3] . وَقَالَ ابن سيرين: قُتِلَ يَوْمَئِذٍ البراء بْن مالك [4] . وقيل: أول من دخل تُسْتَر عبد الله بْن مغفل [5] المازني. وعن الحسن قَالَ: حُوصرت تُسْتَر سنتين [6] . وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: حاصرهم أَبُو موسى ثمانية عشر شهرا، ثمّ نزل   [1] هذه الكلمة وردت مصحّفة في نسخة دار الكتب. [2] جاء في تاريخ خليفة الّذي ينقل عنه المؤلّف: «فمضى بطائفة منهم إلى الباب فوضعهم عليه» ، ومضى بطائفة إلى السّور، ومضى بمن بقي معه حتى صعد السّور فانحدر عليه علج معه نيزك، فطعنه مجزأة فأثبته، وكبّر المسلمون على السّور وعلى الباب، وفتحوا الباب، وأقبل المسلمون حتى دخلوا المدينة، وتحصّن الهرمزان في قصبة له» . (ص 145) . [3] تاريخ خليفة 146. [4] تاريخ خليفة 146. [5] في طبقة القدسي 3/ 114 «معقل» والتصويب من تاريخ خليفة 146. [6] تاريخ خليفة 146. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 الهُرْمُزان على حُكم عُمَر، فَقَالَ حُمَيْد، عَنْ أَنْس: نزل الهُرْمُزان على حُكم عُمَر. فلما انتهينا إليه- يعني إلى عُمَر بالهُرْمُزان- قَالَ: تكلّم، قَالَ: كلام حيّ أو كلام ميِّت؟ قَالَ: تكلم فلا بأس، قَالَ: إنا وإياكم معشر العرب مَا خلّى الله بيننا وبينكم، كنّا نغصبكم [1] ونقتلكم ونفعل، فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان، قَالَ: يا أَنْس مَا تقول؟ قلت: يا أمير المؤمنين تركت بعدي عددًا كثيرًا وشوكة شديدة، فإن تقتُلْهُ ييأس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم، قَالَ: فأنا أستحيي قاتل البراء ومجزأة بْن ثور! فلمّا أحسست بقتله قلت: ليس إلى قتله سبيل، قد قلت له: تكلم بلا بأس، قَالَ: لَتَأْتينّي بمن يشهد به غيرك، فلقيت الزُّبَيْر فشهد معي، فأمسك عنه عُمَر، وأسلم الهُرْمزان، وفرض له عُمَر، وأقام بالمدينة [2] . وفيها هلك هرقل عظيم الروم، وهو الَّذِي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، وقام بعده ابنُه يُسْطَنْطِين. وفيها قسَّم عُمَر خيبر وأجلى عنها اليهود، وقسّم وادي القُرى، وأجلى يهود نجران إلى الكوفة. قاله محمد بن جرير الطّبريّ [3] .   [1] في فتوح البلدان 469 «نقصيكم» بدل «نغصبكم» . [2] تاريخ خليفة 146، 147، فتوح البلدان 468، 469. [3] في تاريخ الرسل والملوك 4/ 112. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 200 الوَفيَّاتْ (ع) بلال بْن رباح الحَبَشيّ [1] مولى أبي بكر الصِّدِّيق، وأمُّه حَمَامة. كان من السّابقين الأوّلين الذين عذّبوا في الله.   [1] طبقات ابن سعد 3/ 232- 239، نسب قريش 208، تاريخ خليفة 56 و 99 و 149 423، طبقات خليفة 19 و 298، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 73، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1145) ، أخبار مكة للأزرقي 1/ 266 و 268 و 274 و 2/ 154 و 157، المحبّر 71 و 73 و 91 و 183 و 288، المعارف 176 و 177 و 186 و 264 و 290، سيرة ابن هشام 2/ 67، 68 و 243 و 253 و 4/ 45، تهذيب السيرة 127 و 129 و 185 و 234، 235 و 258، تاريخ أبي زرعة 1/ 594، أنساب الأشراف 1/ 138 و 156 و 158 و 160 و 178 و 184 و 193 و 195 و 259 و 270 و 273 و 298 و 300 و 302 و 443 و 455 و 482 و 488 و 524 و 528، 530 و 557 و 558، العقد الفريد 3/ 407 و 4/ 256 و 5/ 282 و 6/ 91، الخراج وصناعة الكتابة 206، السير والمغازي 130 و 190 و 264 و 287 و 298، و 299، فتوح الشام للأزدي 6 و 36 و 37، عيون الأخبار 4/ 73، البرصان والعرجان 156، تاريخ الطبري 2/ 279 و 315 و 452 و 453 و 599 و 3/ 14 و 17 و 437، 600 و 4/ 66 و 67 و 112، جمهرة أنساب العرب 264، مشاهير علماء الأمصار 50 رقم 323، مسند أحمد 6/ 12- 15، التاريخ الكبير 2/ 106 رقم 1851، التاريخ الصغير 1/ 53، الجرح والتعديل 2/ 395، رقم 1543، الأغاني 3/ 120، 121 حلية الأولياء 1/ 147- 151 رقم 24، المعرفة والتاريخ 1/ 243 و 260 و 281 و 446 و 448 و 452 و 453 و 455 و 691 و 2/ 222 و 303 و 363 و 496 و 625 و 628 و 3/ 30، تاريخ واسط لبحشل 48 و 57 و 66 و 77 و 223 و 236 و 237 و 251 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 شَهِد بدْرًا، وكان مؤذن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ ابن عُمَر، وأبو عثمان النَّهْدي، والأسود بْن يزيد، وعبد الرحمن بْن أبي ليلى، وجماعة. كُنْيَتُه أَبُو عبد الكريم، وقيل أَبُو عبد الله، ويقال أَبُو عمرو [1] . قَالَ ابن مسعود في حديث المعذبين في الله قَالَ: فأمّا بلال فهانت عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فأعطوه الولدان يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ «أحد أحد» [2] .   [ () ] و 274، الثقات لابن حبّان 3/ 28، المعجم الكبير للطبراني 1/ 336- 372 رقم 97، الاستيعاب 1/ 141- 144، المستدرك 3/ 282- 285، تاريخ دمشق 10/ 353، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 304- 318، صفة الصفوة 1/ 434- 440 رقم 24، الكامل في التاريخ 2/ 59 و 66 و 69 و 72 و 127 و 128 و 191 و 220 و 254 و 322 و 421 و 536 و 562 و 569 و 10/ 630، أسد الغابة 1/ 206- 209، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 أ 1/ 136، 137 رقم 88 تحفة الأشراف 2/ 104- 114 رقم 45، تهذيب الكمال 4/ 288- 291 رقم 782، التذكرة الحمدونية 1/ 139، الجمع بين رجال الصحيحن 1/ 60، الكاشف 1/ 111 رقم 664 المعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 17 سير أعلام النبلاء 1/ 347- 360 رقم 76، العبر 1/ 24، تلخيص المستدرك 3/ 282- 285، دول الإسلام 1/ 16، مجمع الزوائد 9/ 299، 300، العقد الثمين 3/ 378- 380، شفاء الغرام 1/ 136 و 207 و 212 و 225 و 226 و 227 و 228 و 229 230 و 232 و 233 و 235 و 236 و 237 و 238 و 239 و 240 و 241 و 243 و 244 و 246 و 247 و 248 و 249 و 250 و 252 و 261 و 602 و 2/ 235 و 236 و 237 و 238 و 239 و 243 و 244 و 245 و 246 والوفيات لابن قنفذ 48، رقم 20، مرآة الجنان 1/ 75، 76، البداية والنهاية 7/ 102، 103، تهذيب التهذيب 1/ 502 و 503 رقم 931 تقريب التهذيب 1/ 110 رقم 157 الإصابة 1/ 165 رقم 736، النكت الظراف 2/ 107- 114، خلاصة تذهيب التهذيب 53، تاريخ الخميس 2/ 245، كنز العمال 13/ 305- 308، شذرات الذهب 1/ 31، البدء والتاريخ 5/ 101. [1] في الأصل «أبو عمر» والتصحيح من الإستيعاب، وتاريخ دمشق، وتهذيب الكمال. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 233 وابن عبد البرّ في الإستيعاب 1/ 141 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد، وهذا سند صحيح لكنّه مرسل، صحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 284 ووافقه الذهبيّ. وأخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 149 من طريق عثمان بن أبي شيبة، وأبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن أبي بكير، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله ... ، وانظر: صفة الصفوة 1/ 434، 435، والإصابة 1/ 65، وأنساب الأشراف الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 وقال هشام بن عروة، عن أبيه قال: مرَ ورقة بْن نوفل ببلالٍ وهو يُعَذَّب على الإسلام، يُلْصِق ظهره برمْضاء البطْحاء وهو يَقُولُ: «أحد أحد» فَقَالَ ورقة: «أحد أحد، يا بلال صبْرًا» ، والذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتخذنه حنانًا [1] . ورواه بعضهم عَنْ هشام، عَنْ أبيه، عَنْ أسماء. وهذا مُشْكِلٌ، لم يثبت أن ورقة أدرك المبعث ولا عدَّ صحابيًا. وَقَالَ غيره: فلمّا رأى أَبُو بكر بلالًا يعذبه قومهُ اشتراه منهم بسبع أواقيَّ وأعتقه [2] . وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَأَنَسٍ يَرْفَعَانِهِ قَالَ: «بِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ» [3] . وَقَالَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لِبِلَالٍ: «حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ، فإنّي   [1] / 185، وسيرة ابن هشام 2/ 67، والأوائل لابن أبي عاصم 56 رقم 99. [1] ذكر الحافظ ابن حجر في الإصابة 3/ 634 في ترجمة «ورقة بن نوفل» نقلا عن الزبير بن بكار قال: حدّثنا عثمان، عن الضّحّاك بن عثمان، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عروة بن الزبير قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذّبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك، فيقول: «أحد أحد» فيمرّ به ورقة وهو على تلك الحال فيقول: أحد أحد يا بلال، والله لئن قتلتموه لأتّخذنّه حنانا» . قال ابن حجر: وهذا مرسل جيّد يدلّ على أنّ ورقة عاش إلى أن دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الإسلام حتى أسلم بلال. وانظر: نسب قريش 208 ففيه أبيات لورقة بن نوفل قالها حين رأى بلالا، والخبر والأبيات أيضا في الأغاني 3/ 120، 121، وانظر: سيرة ابن هشام 2/ 67، وحلية الأولياء 1/ 148، وأسد الغابة 1/ 206، 207، وصفة الصفوة 1/ 436 وقوله: لأتّخذنّ قبره حنانا» بفتح الحاء المهملة، يريد به: لأجعلنّ قبره موضع حنان أي مظنّة من رحمة الله. (النهاية لابن الأثير 1/ 266) . [2] طبقات ابن سعد 3/ 232، أنساب الأشراف 1/ 186، صفة الصفوة 1/ 436. [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 232، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 186 رقم 478 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن. وأخرجه ابو نعيم في حلية الأولياء 1/ 149 و 185 من طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس، وكذلك الحاكم في المستدرك 3/ 285 وقال: تفرّد به عمارة بن زاذان. وأقرّه الذهبي. والسند ضعيف لسوء حفظ عمارة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَةَ نَعْلَيْكَ [1] فِي الْجَنَّةِ» . قَالَ: مَا تَطَهَّرْتُ إِلَّا صَلَّيْتُ مَا كُتِبَ لِي [2] . وَيُرْوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «نعم الْمَرْءُ بِلَالٌ سَيِّدُ الْمُؤَذِّنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [3] » . وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا عَامَ الْفَتْحِ فَأَذَّنَ فَوْقَ الْكَعْبَةِ [4] . وَقَالَ عليّ بْن زيد، وغيره، عَنْ سعيد بْن المسيب: إن أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قَالَ له بلال: أعتقتني للَّه أو لنفسك؟ قَالَ: للَّه، قَالَ: فأْذَنْ لي حتى أغزو في سبيل الله، فأَذن له، فذهب إلى الشام، فمات هناك [5] . وَقَالَ زيد بْن أسلم، عَنْ أبيه قَالَ، قدمنا الشام مع عُمَر فأذن بلال، فذكر النَّاس النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم أر باكيًا أكثر من يَوْمَئِذٍ. وروى سليمان [بن بلال بن أبي الدّرداء، عن أمّ الدَّرْدَاء، عَنْ أبي الدَّرْدَاء، قَالَ: لما دخل عُمَر الشام سأل بلالُ عُمَر] [6] أن يُقِرَّه بالشام ففعل، قَالَ: وأخي أَبُو رُوَيْحة الَّذِي آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وبيني، قَالَ: فنزلا داريّا في خَوْلان، فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان، فقالا: إنّا قد   [1] الخشفة: الحركة وزنا ومعنى. قال أبو عبيد هي الصوت ليس بالشديد. [2] أخرجه البخاري في التهجّد 2/ 48 باب فضل الطهور بالليل والنهار، بلفظ «دفّ» بدل «خشفة» ومسلم في الفضائل (2428) باب فضائل بلال. [3] رواه أبو نعيم في «حلية الأولياء 1/ 147» من طريق حسام بن مصك، عن قتادة، عن قاسم بن ربيعة، عن زيد بن أرقم، وصحّحه الحاكم في «المستدرك 3/ 285» وقال: تفرّد به حسام، ونسبه صاحب «كنز العمّال 33164» إلى ابن عديّ، والطبراني. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 234 من طريق حمّاد بن زيد، عن أيّوب عن ابن أبي مليكة. [5] أخرجه ابن سعد 3/ 237 وسنده منقطع، وعلي بن زيد ضعيف وانظر: حلية الأولياء 1/ 150 151. [6] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 أتيناكم خاطبين، وقد كنّا كافرين فهدانا الله ومملوكين فأعتقنا الله، وفقيرين فأغنانا الله، فإن تُزَوِّجونا فالحمد للَّه، وإنْ تردّونا فلا حول ولا قوة إلا باللَّه، فزوَّجوهما. ثُمَّ رأى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ له: «مَا هذه الجفوة أما آن لك أن تزورني» ؟ فانتبه وركب راحلته حتى أتى المدينة، فذُكِرَ أنه أذَّن بها فارتجت المدينة، فما رُئي يَوْمٌ أكثر باكيًا بالمدينة من ذلك اليوم [1] . وَقَالَ ابن المنكدر، عن جابر: كان عُمَر يَقُولُ: أَبُو بكر سيدنا، واعتق سيدنا، يعني بلالًا [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: بلغ بلالًا أن ناسًا يفضلونه على أبي بكر، فَقَالَ: كيف وإنما أنا حسنةٌ من حسناته!. وَقَالَ مكحول: حدثني من رأى بلالًا رجلًا [3] آدمَ شديد الأدمة، نحيفًا، طوالًا، أجنى [4] له شعر كثير، خفيف العارضين به شمطٌ [5] كثير [6] . قَالَ يحيى بْن بكير: تُوُفيّ بلال بدمشق في الطاعون سنة ثماني عشرة. وَقَالَ محمد بْن إبراهيم التَّيْمِيُّ، وابن إسحاق، وأبو عُمَر الضرير، وجماعة: تُوُفيّ سنة عشرين بدمشق. وَقَالَ الواقِديّ: دُفِنَ بباب الصغير وله بضع وستون سنة.   [1] الحديث بطوله في «أسد الغابة» لابن الأثير 1/ 208 بدون سند. [2] أخرجه البخاري في المناقب 4/ 217 باب مناقب بلال بن رباح، وابن سعد 3/ 233، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 147، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 338 رقم 1015، وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 284 ووافقه الذهبي في تلخيصه. [3] في الأصل والمنتقى «رجل» والتصحيح من بقية النّسخ وسير أعلام النبلاء 1/ 359. [4] أجنى وأجنأ من الجنأ وهو ميل في الظهر، وقيل في العنق. (النهاية لابن الأثير) . [5] الشمط: بياض في الرأس يخالط سواده. (القاموس المحيط) . [6] ابن سعد 3/ 238، 239. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 وَقَالَ عليّ بْن عبد الله التميمي: دفن بباب كيسان [1] وَقَالَ ابن زبر [2] : تُوُفيّ بداريَّا، ودُفِن بباب كيسان، وَقَالَ غيره: دُفِنَ بداريّا، وروي أنه مات بحلب. رواه عثمان بْن خرزاذ عَنْ شيخ له. (ع) أُسَيد بْن الحُضَيْر [3] ابن سماك الأوسي الأشهلي الأنصاري، أَبُو يحيى، وقيل أَبُو عَتِيك، وقيل غير ذلك.   [1] منسوب إلى «كيسان بن معاوية» ، وهو بالقرب من الباب الشرقي. (انظر: تاريخ دمشق 1/ 185) . [2] مهمل في نسخة دار الكتب، والتصويب من الخلاصة. [3] مسند أحمد 4/ 226 و 351، 352، طبقات ابن سعد 3/ 603- 607، طبقات خليفة 77، تاريخ خليفة 149، المحبّر 71 و 268، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1137، 1138) مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 136، تهذيب سيرة ابن هشام 170 و 211 و 217 و 343، تاريخ أبي زرعة 1/ 443 و 575، فتوح البلدان 1/ 18، الزهد لابن المبارك 280، الأخبار الموفقيّات 578، التاريخ الكبير 2/ 47 رقم 1640، التاريخ الصغير 1/ 46، مشاهير علماء الأمصار 13، رقم 36، الاستيعاب 1/ 53- 55، الإستبصار 213- 216، المعرفة والتاريخ 3/ 74، أنساب الأشراف 1/ 240 و 252 و 254 و 270 و 288 و 314 و 315 و 317 و 318 و 322 و 339 و 472 و 582 و 583، المستدرك 3/ 287- 289، تاريخ الطبري 2/ 357- 359 و 532 و 551 و 606 و 614 و 3/ 221 و 4/ 113، الجرح والتعديل 2/ 310 رقم 1163، جمهرة أنساب العرب 339 و 346، المعجم الكبير للطبراني 1/ 203- 209 رقم 18، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 53- 61، أسد الغابة 1/ 92، 93، الكامل في التاريخ 1/ 662 و 675 و 681 و 2/ 97 و 137 و 151 و 193 و 197 و 331 و 569، صفة الصفوة 1/ 502، 503 رقم 52، تهذيب الكمال (تحقيق د. بشّار) 3/ 246- 254 رقم- 517، تحفة الأشراف 1/ 70- 74 رقم 15، العبر 1/ 24، الكاشف 1/ 82 رقم 437، سير أعلام النبلاء 1/ 340- 343 رقم 74، تلخيص المستدرك 3/ 287- 289، مرآة الجنان 1/ 76، البداية والنهاية 7/ 101، 102، الوافي بالوفيات 9/ 258، 259 رقم 4174، الوفيات لابن قنفذ 48 رقم 20، مجمع الزوائد 9/ 310، تهذيب التهذيب 1/ 347، 348 رقم 633، تقريب التهذيب 1/ 78 رقم 587، الإصابة 1/ 49 رقم 185، النكت الظراف 1/ 71- 73، خلاصة تذهيب التهذيب 38، كنز العمال 13/ 277- 280، شذرات الذهب 1/ 31، الجامع 1/ 188. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 أحد النقباء ليلة العقبة، وكان أبوه رئيس الأوس يوم بُعاث، فقتل يَوْمَئِذٍ، وذلك قبل الهجرة بست سنين، وكان يُدْعى حُضَيْر الكتائب [1] وكان أُسَيْد بعد أبيه شريفًا في قومه وفي الإسلام، يُعَدّ من عُقلائهم وذوي رأيهم. قال ابن سعد [2] : وآخى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زيد بْن حارثة، ولم يشهد بدرًا. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدة أحاديث. روى عنه كعب بْن مالك، وعائشة، وأنس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى [3] . وذكر الواقِديّ أنه قدم الجابية مع عُمَر، وأنه جعله على ربع الأنصار، وروى الواقِديّ وغيره أنه أسلم على يد مصعب بن عمير هو وسعد بْن معاذ في يوم. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ» وَذَكَرَ جَمَاعَةٌ» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ [4] . وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ. وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ثَلاثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْتَدُّ عَلَيْهِمْ فَضْلًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ [5] .   [1] في نسخة دار الكتب «حضيرا الكاتب» وهو وهم، والمثبت عن الأصل وسير أعلام النبلاء 1/ 341 وغيره. [2] في الطبقات 3/ 605. [3] هنا سقط سطر من النسخة (ع) وزاد في «سير أعلام النبلاء 1/ 341» : «ولم يلحقه» . [4] في المناقب (3797) باب مناقب معاذ وزيد، وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 289 ووافقه الذهبيّ في التلخيص، وانظر طبقات ابن سعد 3/ 605، والإصابة 1/ 49. [5] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 229 ووافقه الذهبي في التلخيص، وذكره ابن حجر في «الإصابة 1/ 49» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 وَقَالَ يحيى بْن بكير: إنه مات سنة عشرين، وحمله عمر بن عمودي السرير، حتى وضعه بالبقيع ثُمَّ صلى عليه [1] ، وكذا ورّخ موته الواقِديّ، وأبو عُبَيْد [2] ، وجماعة. (أُنَيْسُ بْنُ مَرْثَدِ) [3] بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ أَبُو يَزِيدَ. كَانَ عَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ حُنَيْنٍ [4] ، وَهُوَ وَأَبُوهُ وَجَدُّهُ صَحَابِيُّونَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ وَغَيْرُهُ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ عِشْرِينَ [5] ، وَقِيلَ: إِنَّ اسْمُهُ أَنَسَ [6] ، وَقِيلَ: إِنَّهُ الْمَذْكُورُ فِي الرَّجْمِ [7] فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السلام: «أغد يَا أُنَيْسُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فارجمها» [8] .   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 203 رقم 548 من طريق أبي الزنباع، روح بن الفرج المصري، عن يحيى بن بكير، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 606 وفي سنده الواقدي وهو متروك، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد 9/ 330» ، وانظر أسد الغابة 1/ 111. [2] في النسخة (ح) : أبو عبيدة، وهو وهم. [3] المغازي للواقدي 894 مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 151 رقم 800، التاريخ الكبير 2/ 30 رقم 1584 (واسمه: أنس) مشاهير علماء الأمصار 17 رقم 59، الجرح والتعديل 2/ 287، رقم 1043 (واسمه أنس) ، الاستيعاب 1/ 61، 62، المستدرك 3/ 287، المعجم الكبير للطبراني 1/ 265 (واسمه: أنس) ، أسد الغابة 1/ 135، 136، الكامل في التاريخ 2/ 569، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 128، 129، رقم 73، البداية والنهاية 7/ 102 الوافي بالوفيات 9/ 434، 435 رقم 4370، الإصابة 1/ 73. [4] الاستيعاب 1/ 61. [5] الاستيعاب 1/ 62. [6] هكذا في التاريخ الكبير للبخاريّ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والمعجم الكبير للطبراني. [7] الصحيح غيره، وذاك هو: أنيس بن الضّحّاك السلمي. ورجّع صحّة هذا ابن الأثير في «أسد الغابة 1/ 136» فقال: وقيل إنّ الّذي أمره النبيّ صلى الله عليه وسلّم برجم الامرأة الأسلمية أنيس بن الضّحّاك الأسلميّ وما أشبه ذلك بالصّحّة لكثرة الناقلين له، ولأنّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان يقصد إلّا يأمر في قبيلة بأمر إلّا لرجل منها لنفور طباع العرب من أن يحكم في القبيلة أحد من غيرها فكان يتألّفهم بذلك» . [8] أخرجه البخاري في المحاربين، باب الاعتراف بالزنا، وباب البكران يجلدان وينفيان، وباب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ [1] بْنُ مَسْعُودٍ حَدِيثًا فِي الْفِتْنَةِ. البراء بْن مالك [2] أخو أَنْس بْن مالك الأنصاري النّجّاري. كان أحد الأبطال الأفراد الذين يضرب بهم المثل في الفروسية والشدة، وكان من فضلاء الأنصار وأحد السادة الأبرار، قتل من المشركين مائة مبارزة.   [ () ] من أمر غير الإمام بإقامة الحدّ غائبا عنه، وباب إذا رمى امرأته أو امرأة غيره بالزنى عند الحاكم، وباب هل يأمر الإمام رجلا فيضرب الحدّ غائبا عنه، وفي الوكالة، باب الوكالة في الحدود، وفي الشهادات، باب شهادة القاذف والسارق والزاني، وفي الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، وفي الشروط، باب التي لا تحلّ في الحدود، وفي الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلّم، وفي الأحكام، باب هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلا وحده للنظر في الأمور، وفي خبر الواحد، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد، وفي الاعتصام، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومسلم في الحدود (1697 و 1698) باب من اعترف على نفسه بالزنى، ومالك في الموطأ 2/ 822 في الحدود، باب ما جاء في الرجم، والترمذي في الحدود (1433) باب ما جاء في الرجم على الثيب، وأبو داود في الحدود (4445) ، باب المرأة التي أمر النبيّ صلى الله عليه وسلّم برجمها من جهينة، والنسائي 8/ 240، 241 في القضاة، باب صون النساء عن مجلس الحكم، وأخرجه ابن ماجة في الحدود (2549) باب حدّ الزّنا، والدارميّ في الحدود 2/ 177 باب الاعتراف بالزّنا. وانظر: جامع الأصول لابن الأثير 3/ 536- 538 رقم 1847، والفتح الباري للحافظ ابن حجر 12/ 124. [1] في نسخة دار الكتب «الحاكم» وهو خطأ، والمثبت عن الأصل، والإصابة لابن حجر. [2] الطبقات الكبرى 7/ 16، 17، تاريخ خليفة 108 و 109 و 125 و 146 و 147، التاريخ الكبير 2/ 117 رقم 1887، المعارف 308 فتوح البلدان 1/ 104 و 423، أنساب الأشراف 1/ 491، تاريخ الطبري 3/ 290 و 294 و 4/ 84- 86، 88، جمهرة أنساب العرب 351 و 443، الجرح والتعديل 2/ 399 رقم 1567، الخراج وصناعة الكتابة 280، حلية الأولياء 1/ 350 351 رقم 50، التاريخ الصغير 1/ 55، المعجم الكبير 2/ 26- 28 رقم 101، مشاهير علماء الأمصار 13 رقم 37، الإستبصار 34- 36، الاستيعاب 1/ 137، 138 العقد الفريد 6/ 8، المستدرك 3/ 291، 292، أسد الغابة 1/ 172، 173، الكامل في التاريخ 2/ 364 و 546- 549، الزيارات 69، سير أعلام النبلاء 1/ 195- 198، تلخيص المستدرك 3/ 291، 292، الوافي بالوفيات 10/ 105 رقم 4561، مجمع الزوائد 9/ 324، الإصابة 1/ 635 رقم 620، كنز العمال 13/ 294، الجامع 221، 222. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 روى ابن سيرين، عَنْ أَنْس قَالَ: دخلت على البراء وهو يتغنّى بالشّعر فقلت: يا أخي تتغنى بالشعر وقد أبدلك الله به القرآن! فَقَالَ: أتخاف عليَّ أن أموت على فراشي وقد تفردت بقتل مائة سوى من شاركت في قتله، إني لأرجو أن لَا يفعل الله ذلك [1] بي. وقد روى مثله ثُمامة بْن أَنْس، عَنِ أبيه. شهِدَ البراء أحُدًا وما بعدها [2] . وعن ابن سيرين قَالَ: كتب عُمَر أن لَا تستعملوا البراء بْن مالك على جيش، فإنه مَهْلَكةٌ من المهالك تقدم بهم [3] . قَالَ ابن عبد البر [4] : اسْتُشْهِدَ البراء بتُسْتَر. السَّريّ بْن يحيى، عَنِ ابن سيرين، أن المُسْلِمين انتهوا إلى حائط فيه رجال من المشركين، فقعد البراء على ترسٍ وَقَالَ: ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم، فألقوه وراء الحائط، قَالَ: فأدركوه وقد قتل منهم عشرة [5] . ابن عون، عَنِ ابن سيرين قَالَ: بارز البراء مرزبان الزّارة [6] فطعنه   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 26 و 27 رقم 1178 و 1179، والحاكم في المستدرك 3/ 291 من طريق عبد الله بن عوف، عن ثمامة بن أنس، عن أنس، وصحّحه على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 350 من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وابن سعد في الطبقات 7/ 17 من طريق عفّان بن مسلم، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، وانظر الاستيعاب 1/ 137، والإصابة 1/ 143 عن البغوي وقال: بإسناد صحيح. [2] انظر ابن سعد 7/ 16. [3] انظر طبقات ابن سعد 7/ 16، والمستدرك للحاكم 3/ 291، وتلخيصه للذهبي، وكذلك في سير أعلام النبلاء 1/ 196، وأسد الغابة 1/ 172، والاستيعاب 1/ 38 وكلهم بلفظ «يقدم» . [4] في الإستيعاب 1/ 139 نقلا عن تاريخ خليفة 146. [5] كان هذا يوم حرب مسيلمة الكذّاب. انظر: تاريخ خليفة 109 عن بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق، والاستيعاب لابن عبد البرّ 1/ 138، و 139، والإصابة لابن حجر 1/ 143 وقد تحرّف فيهما «ابن إسحاق» إلى «أبي إسحاق» وانظر: سير أعلام النبلاء 1/ 196. [6] الزّرارة: قال ياقوت: بلفظ المرة من الزار، وعين الزارة بالبحرين معروفة، والزارة: قرية كبيرة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 فصرعه وأخذ سلبه فباعه بنيفٍ وثلاثين ألفًا [1] . (ع) زينب بنت جحش [2] ابن رئاب الأسدي أسد خُزَيْمَة، أم المؤمنين أخت أبي أحمد   [ () ] بها، ومنها مرزبان الزارة، وله ذكر في الفتوح، وقد فتحت سنة 12 هـ. وصولح أهلها. (معجم البلدان 3/ 126) . [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 27 رقم 1180 من طريق عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب عن ابن سيرين قال: «بارز البراء بن مالك أخو أنس بن مالك مرزبان الزارة فقتله، ثم أخذ سلبه فبلغ سلبه ثلاثين ألفا، فبلغ ذلك عمر بن الخطّاب، فقال لأبي طلحة: إنّا كنّا لا نخمّس السّلب وإن سلب البراء قد بلغ مالا كثيرا فما أرانا إلّا خامسيه» قال الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 331 ورجاله رجال الصحيح. أقول: محمد بن سيرين لم يدرك البراء بن مالك. وقد رواه أيضا عبد الرزاق في المصنّف (9468) ، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 310 و 311، والطحاوي في مشكل الآثار 2/ 132 و 133. [2] مسند أحمد 6/ 324، طبقات ابن سعد 8/ 101- 115، تسمية أزواج النبيّ لأبي عبيدة 61، طبقات خليفة، 332 و 336، تاريخ خليفة 149، المغازي للواقدي. 430 و 554 و 696 و 698 و 699 و 926 و 1115، المحبّر 85 و 86 و 88 و 92 و 98 و 101 و 103 و 408 المعارف 215 و 457 و 555، المعرفة والتاريخ 2/ 722 و 3/ 233، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 181، الأخبار الموفّقيّات 321، جمهرة أنساب العرب 191، أنساب الأشراف 1/ 88 و 199 و 414 و 415 و 417 و 424- 427 و 433- 437 و 444 و 448 و 465 و 467 و 469 و 546، فتوح البلدان 3/ 555، تاريخ الطبري 2/ 562 و 563 و 614 و 3/ 83 و 165 و 187 و 4/ 113 و 196، المنتخب من ذيل المذيّل 604- 608، السير والمغازي 262، 263 و 269 و 270، تاريخ أبي زرعة 1/ 492- 495، تهذيب سيرة ابن هشام 217 و 331 و 332 و 334 و 335، الاستيعاب 4/ 313- 317، المستدرك 4/ 23- 25، المعجم الكبير 24/ 37- 57، أسد الغابة 5/ 463- 465، الكامل في التاريخ 2/ 177 و 197 و 309 و 317 و 569، الزيارات 14، تهذيب الكمال 3/ 1683، تحفة الأشراف 11/ 321- 324 رقم 885، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 344- 346 رقم 739، دول الإسلام 1/ 16، العبر 1/ 5 و 24، سير أعلام النبلاء 2/ 211- 218 رقم 21، الكاشف 3/ 426 رقم 59 تلخيص المستدرك 4/ 23- 25، البداية والنهاية 7/ 104، حلية الأولياء 2/ 51، صفة الصفوة 2/ 24، الوفيات لابن قنفذ 33 رقم 20، مرآة الجنان 1/ 76، السمط الثمين 105، الوافي بالوفيات 15/ 61، 62 رقم 72، تهذيب التهذيب 12/ 420، 421 رقم 2801، تقريب التهذيب 2/ 600 رقم 1، النكت الظراف 11/ 323، الإصابة 4/ 313، 314، خلاصة تهذيب التهذيب 491، كنز العمال 13/ 700، شذرات الذهب 1/ 10 و 31. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 وحمنة [1] ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب بْن هاشم، تزوجها النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، وقيل: سنة أربعٍ وهو أصح، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، قال الله تعالى: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها 33: 37 [2] ، فكانت زينب تفخر عَلَى نساء النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقول زوَّجكُنّ أهليكن وزوجني الله من فوق عرشه [3] . وكانت دَيِّنةً ورعةً كثيرة البر والصدقة، وكانت أول نسائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحوقًا به، فصلّى عليها عُمَر. أَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يَوْمًا لِنِسَائِهِ: «أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا» . قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَوَّلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، فَكَانَتْ زَيْنَبُ أَطْوَلَنَا يَدًا لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ وَتَتَصَدَّقُ [4] .   [1] في نسخة دار الكتب «حبه» والتصويب من الأصل وغيره. [2] سورة الأحزاب، الآية 37. [3] أخرجه البخاري في التوحيد 8/ 175 باب: وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ 11: 7، من طريق: أنس، قال: جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبيّ صلى الله عليه وسلّم يقول: «اتّق الله وأمسك عليك زوجك» . قالت عائشة: لو كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كاتما شيئا لكتم هذه، قال: فكانت زينب تفخر عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقول: زوّجكن أهاليكنّ وزوّجني الله تعالى من فوق سبع سماوات. ومسلم في كتاب النكاح، باب زواج النبيّ صلى الله عليه وسلّم بزينب بنت جحش، وأخرجه أبو عبيدة في تسمية أزواج النبيّ 62، والطبراني في المعجم الكبير 24/ 39 رقم 107 من طريق أبي قتيبة، عن عيسى بن طهمان، عن أنس بن مالك، وابن سعد في الطبقات 8/ 103 من طريق: عارم بن الفضل، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قال: نزلت في زينب بنت جحش: فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها 33: 37. قال: فكانت تفخر على نساء النبيّ صلى الله عليه وسلّم تقول: زوّجكن أهلكنّ وزوّجني الله من فوق سبع سماوات. وانظر: المستدرك 4/ 25. [4] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2453) باب من فضائل زينب أمّ المؤمنين، من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة أمّ المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أسرعكنّ لحاقا بي أطولكنّ يدا» قالت: فكنّ يتطاولن أيّتهنّ أطول يدا. فكانت أطول يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتصدّق. وأخرج البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنّ بعض أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلّم قلن للنبيّ صلى الله عليه وسلّم أيّنا أسرع بك لحوقا؟ قال: «أطولكن يدا» ، فأخذوا قصبة يذرعونها، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 [ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] قَالَ: رَوَيْنَا مِنْ وُجُوهٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تُسَامِينِي فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ وَأَتْقَى للَّه، وَأَصْدَقَ، حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.] [2] لَهَا أَحَادِيثُ. رَوَى عَنْهَا أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ، وَابْنُ أَخِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَأَرْسَلَ عَنْهَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ. تُوُفِّيَتْ سَنَةَ عِشْرِينَ، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ قَسَمَ لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فِي السَّنَةِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، لِكُلِّ وَاحِدَةٍ إِلَّا جُوَيْرِيَةَ وَصَفِيَّةَ فَقَسَمَ لهما ستّة آلاف، لكلّ واحدة، لكونهما سبيتا. قَالَهُ الزُّهْرِيُّ. وَقَالَ الواقِديّ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْجَحْشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ لِهِلَالِ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ [3] وَهِيَ بِنْتُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً [4] ، قَالَ: وَكَانَتِ امْرَأَةً صالحة صوّامة قوّامة صنعا [5]   [ () ] فكانت سودة أطولهنّ يدا، فعلمنا بعد إنّما كانت طول يدها الصّدقة، وكانت أسرعنا لحوقا به، وكانت تحبّ الصدقة. قال ابن الجوزي: هذا الحديث غلط من بعض الرواة، والعجب من البخاري كيف لم ينبّه عليه، ولا أصحاب التعاليق، ولا علم بفساد ذلك الخطابيّ، فإنّه فسّره، وقال: لحوق سودة به من أعلام النّبوّة. وكل ذلك وهم، وإنّما هي زينب، فإنّها كانت أطولهنّ يدا بالعطاء كما رواه مسلم من طريق عائشة، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 108 من طريق الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم يوما وهو جالس مع نسائه: اطولكنّ باعا أسرعكنّ لحوقا بي. فكنّ يتطاولن إلى الشيء، وإنّما عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الصدقة. وكانت زينب امرأة صنعا فكانت تتصدّق به فكانت أسرع نسائه لحوقا به. وانظر الاستيعاب 4/ 315، والمستدرك 4/ 25. [1] في الاستيعاب 4/ 316. [2] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. [3] طبقات ابن سعد 8/ 114. [4] ابن سعد 8/ 114. [5] هكذا في الأصل ونسختي (ع) و (ح) وابن سعد وغيره. وفي نسخة دار الكتب «صناعا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 تَتَصَدَّقُ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ [1] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ زَيْنَبَ لَقَدْ نَالَتْ شَرَفَ الدُّنْيَا الَّذِي لَا يَبْلُغُهُ شَرَفٌ، إِنَّ اللَّهَ زَوَّجَهَا نَبِيَّهُ وَنَطَقَ بِهِ الْقُرْآنُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا وَنَحْنُ حَوْلَهُ: «أَطْوَلُكُنَّ يَدًا أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِي» فَبَشَّرَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُرْعَةِ لُحُوقِهَا بِهِ وَهِيَ زَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ [2] . وَقَالَ خليفة [3] وحده: تُوُفيّت سنة إحدى وعشرين. سعيد بْن عامر بْن حِذيَم الجُمَحِيّ [4] من أشراف بني جُمَح، له صحبة ورواية. روى عنه عبد الرحمن بْن سابط، وشهر بْن حَوْشبْ وحسان بْن عطية مرسلًا. ذكر ابن سعد [5] أنّه شهد خيبر.   [1] ابن سعد 8/ 103. [2] فيه الواقديّ، وهو متروك. [3] في التاريخ 149. [4] طبقات ابن سعد 4/ 269، تاريخ خليفة 130 و 141 و 155 و 156، طبقات خليفة 25 و 299، المغازي للواقدي 359، فتوح الشام للأزدي 33 و 35 و 158 و 184- 187، تهذيب سيرة ابن هشام 186، نسب قريش 399، تاريخ أبي زرعة 1/ 507، الزهد لابن المبارك 77 رقم 226، المعرفة والتاريخ 1/ 293، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 164 رقم 951، مشاهير علماء الأمصار 27 رقم 128، العقد الفريد 2/ 380، فتوح البلدان 205 و 211، الخراج وصناعة الكتابة 314، جمهرة أنساب العرب 163، حلية الأولياء 244- 247 رقم 37، الجرح والتعديل 4/ 48 رقم 205، الإستيعاب 2/ 12، 13، المعجم الكبير 6/ 70- 73 رقم 563، المستدرك 3/ 286، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 147- 149، الكامل في التاريخ 2/ 534، 535 و 569، صفة الصفوة 1/ 660- 667 رقم 83، التذكرة الحمدونية 1/ 132 رقم 282، مرآة الجنان 1/ 76، الوافي بالوفيات 15/ 230 رقم 320، البداية والنهاية 7/ 103، تهذيب التهذيب 4/ 51 رقم 80، الإصابة 2/ 48، 49 رقم 3270. [5] في الطبقات 4/ 269. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 وَقَالَ حسان بْن عطية: بلغ عُمَر أن سعيد بْن عامر- وكان قد استعمله على بعض الشام يعني حمص- أصابته حاجةٌ فأرسل إليه ألف دينار، فَقَالَ لزوجته: ألا نُعطي هذا المال لمن يتجّر لنا فيه؟ قالت: نعم، فخرج فتصدّق به، وذكر الحديث [1] . وروى يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن سابط قَالَ: أرسل عُمَر إلى سعيد بْن عامر: إنّا مستعملوك على هؤلاء تسير بهم إلى أرض العدو فتجاهد بهم، فَقَالَ: يا عُمَر لَا تَفْتِنّي. قَالَ: والله لَا أَدَعُكُم، جعلتموها في عُنُقي ثُمَّ تخليتم عني، إنّما أبعثك على قوم لست بأفضلهم [2] .   [1] أخرجه أبو نعيم بطوله في حلية الأولياء 1/ 244، 245 عن محمد بن معمر، عن أبي شعيب الحرّاني، عن يحيى بن عبد الله الحرّاني، عن الأوزاعي، عن حسّان بن عطيّة قال: لما عزل عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه معاوية عن الشام، بعث سعيد بن عامر بن حذيم الجمحيّ قال: فخرج معه بجارية من قريش نضيرة الوجه، فما لبث يسيرا حتى أصابته حاجة شديدة، قال: فبلغ ذلك عمر، فبعث إليه بألف دينار، قال: فدخل بها على امرأته فقال: إنّ عمر بعث إلينا بما ترين. فقالت: لو أنك اشتريت لنا أدما وطعاما وادّخرت سائرها. فقال لها: أو لا أدلّك على أفضل من ذلك، نعطي هذا المال من يتّجر لنا فيه فنأكل من ربحها وضمانها عليه؟ قالت: فنعم! إذا، فاشتري أدما وطعاما واشتري بعيرين وغلامين يمتاران عليهما حوائجهم وفرّقها في المساكين وأهل الحاجة، قال: فما لبث إلّا يسيرا حتى قالت له امرأته إنّه نفذ كذا وكذا فلو أتيت ذلك الرجل فأخذت لنا من الربح فاشتريت لنا مكانه، قال: فسكت عنها، قال: ثم عاودته، قال: فسكت عنها حتى آذته ولم يكن يدخل بيته إلّا من ليل إلى ليل، قال: وكان رجل من أهل بيته ممن يدخل بدخول، فقال لها: ما تصنعين إنّك قد آذيتيه وإنّه قد تصدّق بذلك المال، قال: فبكت أسفا على ذلك المال، ثم إنّه دخل عليها يوما فقال: على رسلك، إنّه كان لي أصحاب فارقوني منذ قريب ما أحبّ أنّي صددت عنهم وأنّ لي الدنيا وما فيها، ولو أنّ خيرة من خيرات الحسان اطّلعت من السماء لأضاءت لأهل الأرض ولقهر ضوء وجهها الشمس والقمر ولنصيف تكسى خير من الدنيا وما فيها. فلأنت أحرى في نفسي أن أدعك لهنّ من أن أدعهنّ لك، قال: فسمحت ورضيت. وانظر: صفة الصفوة 1/ 662، 663 والنصيف الخمار. وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 1/ 147. [2] حلية الأولياء 1/ 247، صفة الصفوة 1/ 660، 661، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 147، الإصابة 2/ 49. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 وَقَالَ خليفة [1] : فُتِحَتْ قَيْسارية وأميرها سعيد بْن عامر بْن حذيم، ومعاوية بْن أبي سُفْيَان، كل واحد أميرٌ على جنده، فهزم الله المشركين وقتلوا منهم مقتلةً عظيمة، وَوُلِّيَ سعيد بْن عامر حمص. وذكر ابن سعد [2] أنه شهِدَ خيبر. وكان سعيد من سادة الصحابة. (عياض بْن غَنْم الفِهْريّ) [3] أَبُو سعد. من المهاجرين الأولين، شهد بدرا وغيرها، واستخلفه أَبُو عبيدة عند وفاته على الشام [4] ، وكان رجلًا صالحًا زاهدًا سمحًا جوادًا، فأقرّه عُمَر على الشام، وهو الّذي افتتح الجزيرة صُلْحًا، وعاش ستين سنة [5] . وهو عِياض بْن غنم بْن زهير [6] بْن أبي شداد بْن ربيعة.   [1] في التاريخ 141. [2] نقل ذلك المؤلّف قبل الآن في أول الترجمة. [3] المغازي للواقدي 633، طبقات خليفة 28 و 300، تاريخ خليفة 147، المحبّر 10 و 432، التاريخ الكبير 7/ 18، 19 رقم 84، أنساب الأشراف 1/ 39 و 226 و 441، فتوح البلدان 165 و 166 و 174 و 176 و 177 و 204 و 205 و 206 و 207 و 208 و 209 و 210 و 221 و 225 236 و 409، الخراج وصناعة الكتابة 300 و 304 و 305 و 312 و 313 و 317 و 320 و 326 و 383 جمهرة أنساب العرب 177، مشاهير علماء الأمصار 51 رقم 333، تاريخ الطبري 3/ 346، 347 و 372 و 373 و 377 و 378 و 380 و 396 و 427 و 438 و 442 و 572 و 577 و 578 و 602 و 4/ 51 و 53- 55 و 66 و 67 و 101 و 163 و 207 و 288 و 289، المعرفة والتاريخ 3/ 307، المستدرك 3/ 289، 290، الاستبصار 3/ 289- 291، الاستيعاب 3/ 128، 129، الزيارات 8، صفة الصفوة 1/ 668- 670 رقم 85، أسد الغابة 4/ 327، العبر 1/ 24، سير أعلام النبلاء 2/ 254، 255 رقم 69، تلخيص المستدرك 3/ 289، 290، مرآة الجنان 1/ 76، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2 43 رقم 44، البداية والنهاية 7/ 103، مجمع الزوائد 9/ 404، الإصابة 2/ 50 رقم 6141، شذرات الذهب 1/ 31. [4] طبقات ابن سعد 7/ 398، المستدرك للحاكم 3/ 290، مجمع الزوائد 9/ 404، سير أعلام النبلاء 2/ 354. [5] طبقات ابن سعد 7/ 398، المستدرك 3/ 290، سير أعلام النبلاء 2/ 354. [6] في نسخة دار الكتب «إبراهيم» بدل «زهير» وهو وهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 وأما ابن سعد [1] فَقَالَ: شهِدَ الحديبية وما بعدها، وكان أحدَ الأمراء الخمسة يوم اليرموك. يروى عنه عِياض بْن عمرو الأشعري. أَبُو سفيان بن الحارث [2] ابن عبد المطلب ابن عم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسمه المُغِيرَة، وهو الَّذِي كان آخذًا يوم حنين بلجام بغلة النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثبت يَوْمَئِذٍ معه، وهو أخو نوفل بْن الحارث، وربيعة بْن الحارث. وَقَالَ أَبُو إسحاق السبيعي: لمّا حضر أبا سُفْيَان بْن الحارث بْن عبد المطلب الموت قَالَ: «لَا تبكوا عليّ فإني لم أنتطف [3] بخطيئة منذ أسلمت [4] » . وقد روى عنه ابنه عبد الملك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يا بني هاشم إيّاكم والصَّدَقَة» .   [1] في الطبقات 7/ 398. [2] المغازي للواقدي 301، تهذيب سيرة ابن هشام 250 و 267، طبقات ابن سعد 4/ 49- 54، طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 70 و 84، التاريخ لابن معين 2/ 707، المحبّر 46 و 64 و 177 و 439 و 473، المعارف 126 و 164 587، تاريخ أبي زرعة 1/ 645، فتوح البلدان 20، المعرفة والتاريخ 1/ 327 و 2/ 629 و 3/ 261، تاريخ الطبري 2/ 462 و 3/ 50 و 74 و 75 و 7/ 622، مشاهير علماء الأمصار 22 رقم 91، الاستيعاب 4/ 83- 85، المستدرك 3/ 254- 257، الزيارات 94، أسد الغابة 5/ 215، صفة الصفوة 1/ 519- 521 رقم 57، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 239 رقم 357، العبر 1/ 24، سير أعلام النبلاء 1/ 202- 205 رقم 32، تلخيص المستدرك 3/ 254- 256، مرآة الجنان 1/ 76، البداية والنهاية 7/ 103، 104، مجمع الزوائد 9/ 274، العقد الثمين 7/ 253، الإصابة 4/ 90، 91 رقم 538. [3] هكذا في الأصل وغيره، وفي سير أعلام النبلاء 1/ 204 «أتنطّف» يقال نطف ينطف إذا قطر قليلا ومنه النطفة. انظر: ذخائر العقبي 243 والتنطّف: التلطّخ. وانظر طبقات ابن سعد، وصفة الصفوة. [4] طبقات ابن سعد 4/ 53، الاستيعاب 4/ 84، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 239، صفة الصفوة 1/ 520 وفيه «لم أتنطّق بخطيئة» . وقد قال المحقّق في الحاشية: انتطق الرجل: شدّ النطاق على وسطه. وهو هنا مجاز، أي لم يرتكب فاحشة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 وقيل: إن نوفلًا أخاه تُوُفيّ في هذه السنة، وقد مرّ. وكان أَبُو سُفْيَان أخا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، أرضعتهما حليمة السَّعْدِيَّة، سماه «المُغِيرَة» ابن الكلبي [1] والزُّبَيْر، وَقَالَ آخرون: اسمه كنيته وأخوه المُغِيرَة. وَبَلَغَنَا أنّ الذين كانوا يُشْبِهُون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جعفر بْن أبي طالب، والحسن بْن عليّ، وقثم بْن العباس، وأبو سُفْيَان بْن الحارث. وكان أَبُو سُفْيَان من شعراء بني هاشم، أسلم يوم الفتح، وكان قد وقع منه كلام في النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإيّاه عنى حسّان بقوله: ألا أبلِغْ أبا سُفيان عنّي ... مُغَلْغَلَةً فقد بَرحَ الخفاءُ هجوتَ محمَّدًا فأجبتُ عَنْهُ ... وعندَ اللَّه فِي ذاك الجزَاءُ [2] ثُمَّ أسلم وحسُن إسلامه، وحضر فتح مكة مسلمًا، وأبلى يوم حُنَيْن بلاءً حسنًا [3] . فَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: وَتَرَاجَعَ النَّاسُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، [وَثَبَتَ أَبُو سُفْيَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مَنْ ثَبَتَ] [4] ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ أَبَا سُفْيَانَ وَشَهِدَ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَقَالَ: «أَرْجُو أَنْ يَكُونَ خَلَفًا من حمزة» [5] .   [1] في نسخة دار الكتب «بن الكلدي» والتصحيح من الأصل و «أسد الغابة» وفيه أنّ ممّن سمّاه كذلك: إبراهيم بن المنذر. [2] البيتان من قصيدة طويلة لحسّان قالها يوم فتح مكة، أوّلها: عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء وهي في: ديوان حسّان بن ثابت 11- 14 طبعة دار احياء التراث العربيّ، وسيرة ابن هشام 4/ 106، 107، والبيتان أيضا في الاستيعاب 4/ 84، وفي الإصابة 4/ 90 البيت الثاني فقط. [3] المستدرك 3/ 254، الاستيعاب 4/ 84. [4] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل والنسخة (ع) ، والاستدراك من: ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى للمحبّ الطبري 242. [5] ابن سعد 4/ 50، الاستيعاب 4/ 84، المستدرك 3/ 255 وليس في هذه المصادر شيء عن «حمزة» كما ورد هنا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 قَالَ ابن إسحاق: وَقَالَ يبكي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أرِقْتُ فباتَ لَيْلِي لَا يزولُ ... وَلَيْلُ أخي المُصِيبة فيه طُولُ وأسعدني البكاءُ وذاك فيما ... أصِيبَ المسلمون به قليلُ فقد عظُمَتْ مُصيبتنا وَجَلَّتْ ... عَشِيَّة قيل قد قُبِضَ الرسول [1] فَقَدْنا الوحي والتنزيل فينا ... يروح به ويغدو جبرئيل وذاك أحقُّ مَا سالت عليه ... نفوس النَّاس [2] أو كادت تسيلُ نبيّ كان يجلو الشك عنا ... بما يوحى إليه وما يَقُولُ ويهدينا فلا نخشى ضلالًا ... علينا والرسول لنا دليل فلم نر مثله في النَّاس حيًّا ... وليس له من الموتى عديلُ [3] أفاطِمُ إِنْ جزِعْتِ فذاك عُذْرٌ ... وإنْ لم تجزعي فهو [4] السَّبيلُ فعوذي بالعَزَاء فإنّ فيه ... ثواب [5] الله والفضل الجزيلُ وقولي في أبيك ولا تَمَلّي ... وهل يجْزي بفعل [6] أبيك قيلُ [7] فقبر أبيك سيّدُ كلّ قَبرٍ ... وفيه سيّدُ النّاسِ الرسولُ قيل: إنّ أبا سُفْيَان حجّ فحلق رأسه، فقطع الحلَّاق ثؤلولا كان في   [1] زاد ابن عبد البرّ بعده بيتا في الاستيعاب 4/ 85: وأضحت أرضنا ممّا عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل وقال القدسي في طبعته لهذا الكتاب- 3/ 123 في الحاشية رقم (3) : في أسد الغابة زيادة هذا البيت.. وأقول: ليس في أسد الغابة أيّ بيت من الأبيات من شعر أبي سفيان بن الحارث. (راجع ترجمته في الجزء الرابع منه- ص 406 والجزء الخامس- ص 215) . [2] في السير «الخلق» . [3] هذا البيت ليس في الإستيعاب. [4] في الاستيعاب «ذاك» بدل «فهو» . [5] بالرفع، بناء «على أنّ اسم «إنّ» محذوف، والتقدير «فإنّه ثواب الله والفضل الجزيل» . [6] هكذا في الأصل. وفي النسخة (ح) وسير أعلام النبلاء 1/ 205: «بفضل» . [7] هكذا البيت والّذي قبله لم يردا في الإستيعاب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 رأسه، فمرض منه ومات بعد مَقْدَمه من الحجّ بالمدينة، وصلّى عليه عُمَر [1] . تُوُفيّ بعد أخيه نَوْفَلٍ بأربعة أشهر، في قَوْل [2] . (صفّية عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) [3] وشقيقة حمزة، وحجل، والمُقَوّم، وأُمُّهم زُهْرية [4] تزوجها الحارث بْن حرب بْن أمية فتوفي عنها، وتزوّجها العوّام بن خويلد [5] فولدت له الزّبير حواريّ رسول الله، [والسائب] [6] وعبد الكعبة. والصحيح أنه لم يُسْلِم من عمّات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سواها. ووجدت على أخيها حمزة وجدا شديدا، وصبرت واحتسبت.   [1] طبقات ابن سعد 4/ 53، المستدرك 3/ 255، الاستيعاب 4/ 85. [2] المستدرك 3/ 254، 255، طبقات ابن سعد 4/ 53، الاستيعاب 4/ 85. [3] المغازي للواقدي 288، 289، 290، 462، 504، 522، 657، 685، 694، 698، 917، تهذيب سيرة ابن هشام 168، 169، السير والمغازي لابن إسحاق 67 و 147 و 156 و 335، طبقات ابن سعد 8/ 41، 42، نسب قريش 20 و 230 و 236، طبقات خليفة 331، تاريخ خليفة 147، المعارف 128 و 219 و 220، أخبار مكة 2/ 296، المحبّر 63 و 172 و 173 و 406، أنساب الأشراف 1/ 90 و 119 و 202 و 324 و 559 والقسم 3/ 40 و 41 و 284 و 285 و 287 و 288 و 291 و 293 و 313، والقسم 4 ج 1/ 72 و 78 و 361 و 382 و 488، فتوح البلدان 1/ 57، تاريخ الطبري 2/ 528 و 529 و 577 و 3/ 11 و 124 و 6/ 190، المنتخب من ذيل المذيّل 599، العقد الفريد 3/ 225 و 4/ 16 و 17 و 47، المعجم الكبير 24/ 319- 322، المستدرك 4/ 50، 51، ثمار القلوب 301، جمهرة أنساب العرب 15 و 111، الإستيعاب 4/ 345، الزيارات 92، 93، أسد الغابة 5/ 492، 493، الكامل في التاريخ 2/ 161 و 182 و 291 و 569 و 4/ 354 التذكرة الحمدونية 2/ 441 رقم 1138، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 349 رقم 750، سير أعلام النبلاء 2/ 269- 271 رقم 41، تلخيص المستدرك 4/ 50، 51، الوافي بالوفيات 16/ 326، 327 رقم 357، البداية والنهاية 7/ 104، 105 مجمع الزوائد 9/ 266، الإصابة 4/ 348، 349 رقم 654، كنز العمال 13/ 631. [4] هي: هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. (المنتخب من ذيل المذيّل 599) . [5] هو أخو خديجة بنت خويلد زوج النبيّ صلى الله عليه وسلّم. [6] «السائب» ليس في الأصل، أضفناه من: المنتخب من ذيل المذيّل 599. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 وكانت يوم الخندق في حصن حسان بْن ثابت، قالت: وهو معنا في الحصن مع الذُّرِّية، فمر بالحصن يهودي فجعل يُطيفُ بالحصن والمسلمون في نُحُور عدوِّهم، فذكرت الحديث وأنّها نزلت وقتلت اليهودي بعمودٍ كما تقدم في غزوة الخندق [1] . تُوُفيّت صفية سنة عشرين، ودُفنت بالبقيع عَنْ بضعٍ وسبعين سنة [2] . (أَبُو الهيثم بْن التَّيِّهان) [3] البَلَوِيّ، حليف بني عبد الأشهل، وكان أحد نُقباء الأنصار. شهِدَ بدرًا والمشاهد كلها، وكان من خيار الصحابة، وهو الَّذِي أضاف النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث المشهور [4] .   [1] انظر: سيرة ابن هشام 3/ 264، والمعجم الكبير 24/ 319 رقم 804، وطبقات ابن سعد 8/ 41، والمستدرك 4/ 50، 51، والتذكرة الحمدونية 2/ 441 رقم 1138، وأسد الغابة 5/ 493. [2] المستدرك 4/ 50 من طريق سعيد بن كثير بن عفير قال: توفّيت صفيّة بنت عبد المطّلب أمّ الزبير بن العوّام سنة عشرين وهي يوم توفّيت بنت ثلاث وسبعين، وصلّى عليها عمر بن الخطاب ودفنها بالبقيع. [3] المغازي للواقدي 158 و 691 و 707 و 718 و 720، تهذيب سيرة ابن هشام 103، تاريخ خليفة 149، طبقات خليفة 78 و 190، طبقات ابن سعد 3/ 447- 449، مقدمة مسند بقيّ بن مخلد 155 رقم 848، المحبّر 74 و 268 و 272، المعارف 270، أنساب الأشراف 1/ 240، فتوح البلدان 1/ 33، جمهرة أنساب العرب 340، تاريخ الطبري 2/ 356 و 363 و 364 و 4/ 447، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 61، الاستيعاب 4/ 200، 201، المعجم الكبير للطبراني 19/ 249- 259، مشاهير علماء الأمصار 12 رقم 32، تاريخ أبي زرعة 1/ 575، المستدرك 3/ 285، 286، الزيارات 62 و 94، أسد الغابة 4/ 274، 275 و 5/ 318، صفة الصفوة 1/ 462، 463 رقم 34، تجريد أسماء الصحابة 2/ 42، تلخيص المستدرك 3/ 285- 287، مرآة الجنان 1/ 76، البداية والنهاية 7/ 104، الإصابة 4/ 212، 213 رقم 1199. [4] هو في صحيح مسلم (2038) في كتاب الأشربة، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك.. رواه من طريق خلف بن خليفة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: «ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة» ؟ قالا: الجوع، يا رسول الله! فأتى رجلا من الأنصار، فإذا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 واسمه مالك بْن التَّيْهان [1] بْن مالك بْن عُبَيْد البلوي القُضاعي حليف بني عبد الأشهل. وقيل: هو أنصاريّ من أنفسهم، شهِدَ العقَبتين [2] . وقيل بل تُوُفيّ سنة إحدى وعشرين، وأخطأ من قَالَ قُتِلَ بِصفِّين مع عليّ [3] ، بل ذاك أخوه عُبَيْد. والتّيهان بالتخفيف كذا يقوله أهل الحجاز، وشدّده ابن الكلبيّ.   [ () ] هو ليس في بيته. فلمّا رأته المرأة قالت: مرحبا وأهلا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين فلان» ؟ قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء. إذا جاء الأنصاري فنظر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبه، ثم قال: الحمد للَّه، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني. قال: فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب. فقال: كلوا من هذه. وأخذ المدية. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إيّاك والحلوب» ، فذبح لهم. فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العذق، وشربوا، فلمّا أن شبعوا ورووا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبي بكر وعمر: «والّذي نفسي بيده! لتسألنّ عن هذا النعيم يوم القيامة. أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم» . وأخرجه الترمذي في الزهد (2474) باب ما جاء في معيشة أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، من طريق آدم بن أبي إياس، عن شيبان أبي معاوية، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. والطبراني في المعجم الكبير 19/ 257، 258 رقم 571، من الطريق التي عند مسلم، وابن جرير الطبري في التفسير 30/ 287، وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 275. [1] في اسمه اختلاف. انظر طبقات ابن سعد 3/ 447. [2] طبقات ابن سعد 3/ 448، المستدرك 3/ 285، المعجم الكبير 19/ 250، أسد الغابة 4/ 274. [3] طبقات ابن سعد 3/ 449، تاريخ خليفة 149. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 سَنَة إحدَى وَعشرْين فيها فتح عَمْرو بْن العاص الإسكندرية. وقد مرّت. وفيها شكا أهلُ الكوفة سعدَ بْنَ أبي وقّاص وتعنَّتُوه، فصرفه عُمَر ووّلَى عمار بْن ياسر على الصلاة، وابن مسعود على بيت المال، وعثمان بْن حُنَيف على مساحة أرض السّواد [1] . وفيها سار عثمان بْن أبي العاص فنزل تَوَّج [2] ومَصَّرَها [3] . وبعث سوار بْن المثني [4] العبدي إلى سابور، فاسْتُشْهِدَ، فأغار عثمان بْن أبي العاص على سيف البحر والسّواحل، وبعث الجارود بْن المعلي فقُتِل الجارود أيضًا [5] . [عَنِ [6] الْمُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقُتْبَانِيِّ، وَعَنْ غَيْرِ   [1] تاريخ خليفة 149، وانظر تاريخ الطبري 4/ 144. [2] توّج: بفتح أوّله وتشديد ثانيه وفتحه أيضا. وهي توّز بالزاي. مدينة بفارس قريبة من كازرون. (معجم البلدان 2/ 56) . [3] تاريخ خليفة 149. [4] في تاريخ خليفة «هبّار» بدل «المثنّى» . [5] تاريخ خليفة 149. [6] ما بين الحاصرتين من هنا حتى آخر الفقرة ساقط من نسخة دار الكتب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 وَاحِدٍ أَنَّ عَمْرًا سَارَ مِنْ فِلَسْطِينَ بِالْجَيْشِ مِنْ غَيْرِ أَمْرِ عُمَرَ إِلَى مِصْرَ فَافْتَتَحَهَا، فَعَتَبَ عُمَرُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يُعْلِمْهُ، فَكَتَبَ يَسْتَأْذِنُ عُمَرَ بِمُنَاهَضَةِ أَهْلِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَسَارَ عَمْرٌو فِي سَنَةِ إِحْدًى وَعِشْرِينَ، وَخَلَّفَ عَلَى الْفُسْطَاطِ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْعَدَوِيَّ، فَالْتَقَى الْقِبْطَ فَهَزَمَهُمْ بَعْدَ قِتَالٍ شَدِيدٍ، ثُمَّ الْتَقَاهُمْ عِنْدَ الْكِرْيَوْن [1] فَقَاتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمُقَوْقِسُ يَطْلُبُ الصُّلْحَ وَالْهُدْنَةَ مِنْهُ، فَأَبَى عَلَيْهِ، ثُمَّ جَدَّ فِي الْقِتَالِ حَتَّى دَخَلَهَا بِالسَّيْفِ، وَغَنِمَ مَا فِيهَا مِنَ الرُّومِ، وجعل فيها عسكرا عليهم عبد الله ابن حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ، وَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِالْفَتْحِ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ قُسْطَنْطِينَ بْنَ هِرَقْلَ فَبَعَثَ خصيًّا لَهُ يُقَالُ لَهُ منْوِيل فِي ثَلاثِمِائَةِ مَرْكَبٍ حَتَّى دخلوا الإسكندرية، فقتلوا بها الْمُسْلِمِينَ وَنَجَا مَنْ هَرَبَ، وَنَقَضَ أَهْلُهَا، فَزَحَفَ إِلَيْهَا عَمْرٌو فِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَنَصَبَ عَلَيْهَا الْمَجَانِيقَ، وَجَدَّ فِي الْقِتَالِ حَتَّى فَتَحَهَا عنوة، وخرّب جدرها، رئي عَمْرٌو يُخَرِّبُ بِيَدِهِ. رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ] [2] . نهَاوَنْد وَقَالَ النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ [3] ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشّيبانيّ، عن السّائب ابن الأَقْرَعِ [4] قَالَ: زَحْفٌ لِلْمُسْلِمِينَ زَحْفٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ قَطُّ، رَجَفَ [5] لَهُ أَهْلُ مَاه وَأَهْلُ أَصْبَهَانَ وَأَهْلُ هَمَذَانَ وَالرَّيِّ وَقَوْمَس وَنَهَاوَنْد [6] وَأَذَرْبِيجَان، قال فبلغ   [1] كريون: بكسر أوّله، وسكون ثانيه، وفتح الياء المثنّاة من تحتها، وواو ساكنة ثم نون. اسم موضع قرب الإسكندرية. (معجم البلدان 4/ 458) . [2] انظر: فتوح البلدان 1/ 259، 260، والخراج وصناعة الكتابة 336 وما بعدها. [3] في طبعة القدسي 3/ 126 «فهم» بالفاء الموحّدة، وهو خطأ، والتصويب من الأصل، وتاريخ خليفة. [4] هكذا في الأصل، وفي تاريخ خليفة: «عن القاسم بن عوف، عن أبيه، عن رجل، عن السائب بن الأقرع» . [5] في تاريخ خليفة «زحف» . [6] بفتح النون، وتكسر. (معجم البلدان 5/ 313) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 224 ذَلِكَ عُمَرَ فَشَاوَرَ الْمُسْلِمِينَ [1] ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْتَ أَفْضَلُنَا رَأْيًا وَأَعْلَمُنَا بِأَهْلِكَ. فَقَالَ: لأَسْتَعْمِلَنَّ عَلَى النَّاسِ رَجُلًا يَكُونُ لأَوَّلِ أَسِنَّةٍ يَلْقَاهَا، يَا سَائِبُ اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ، فَلْيَسِرْ بِثُلُثَيْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَلْيَبْعَثْ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَأَنْتَ عَلَى مَا أَصَابُوا مِنْ غَنِيمَةٍ [2] ، فَإِنْ قُتِلَ النُّعْمَانُ فَحُذَيْفَةُ الأَمِيرُ، فَإِنْ قُتِلَ حُذَيْفَةُ فَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنْ قُتِلَ ذَلِكَ الْجَيْشُ فَلا أَرَاكَ [3] . وروى علقمة بْن عبد الله المُزَنيّ، عَنْ معقِل بْن يسار أن عُمَر شاور الهُرْمُزان في أصبهان وفارس وأذربيجان بأيَّتِهنّ يبدأ، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين أصبهان الرأس، وفارس وأَذْرَبِيجَان الجناحان، فإنْ قُطِع أحدُ الجَنَاحَيْن مال الرأسُ بالجناح الآخر، وإنْ قطعت الرأس وقع الجناحان، فدخل عُمَر المسجد فوجد النُّعْمَان بْن مُقَرِّن يصلّي فسَرَّحه وسرَّح معه الزُّبَيْر بْن العَوَّام، وحُذَيْفَة بْن اليمان، والمُغِيرَة بْن شُعْبَة، وعمرو بن معديكرب، والأشعث بْن قيس، وعبد الله بْن عُمَر، فسار حتى أتى نَهَاوَنْد، فذكر الحديث إلى أن قَالَ النُّعْمَان لمّا التقى الجمعان: إنْ قُتِلْتُ فلا يُلْوِي عليّ أحدٌ، وإني داعٍ بدعوةٍ فأَمِّنُوا. ثُمَّ دعا: اللَّهمّ ارزقني الشهادة بنصر المُسْلِمين والفتح عليهم، فأمَّن القوم وحملوا فكان النُّعْمَان أول صريع [4] . وروى خليفة [5] بإسنادٍ قَالَ: التقوا بنَهاوَنْد يوم الأربعاء فانكشفت مجنبة   [1] عند خليفة: «فشاور المسلمين فاختلفوا، ثم قال عليّ: يا أمير المؤمنين ابعث إلى أهل الكوفة فليسر ثلثاهم وتدع ثلثهم في حفظ ذراريهم، وتبعث إلى أهل البصرة. فقال: أشيروا عليّ من أستعمل فيهم فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت أفضلنا رأيا ... » . [2] في تاريخ خليفة زيادة: «ولا ترفع إليّ باطلا، ولا تحبس عن أحد حظّا هو له» . [3] تاريخ خليفة 147، 148، فتوح البلدان 2/ 373. [4] تاريخ خليفة 148 149، وانظر: فتوح البلدان 2/ 372. [5] في التاريخ 148. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 المُسْلِمين الْيُمْنَى شيئًا، ثُمَّ التقوا يوم الخميس فثبتت الَمْيمنة وانكشف أهلُ المَيْسَرة، ثُمَّ التقوا يوم الجمعة فأقبل النُّعْمَان يخطُبُهم ويحُضُّهم على الحملة ففتح الله عليهم. وَقَالَ زياد الأعجم: قدِم علينا أَبُو موسى بكتاب عُمَر إلى عثمان بْن أبي العاص: أمّا بعدُ، فإنّي قد أمْدَدْتُك بأبي موسى، وأنت الأمير فتطاوَعَا والسّلام. فلمّا طال حصار إصْطَخْر بعث عثمان بْن أبي العاص عدّة أمراء فأغاروا على الرَّساتيق [1] . وَقَالَ ابن جرير [2] في وقعة نَهَاوَنْد: لمّا انتهى النُّعْمَان إلى نهاوند في جيشه طرحوا له حَسَك الحديد، فبعث عيونًا فساروا لَا يعلمون بالحَسَكَ [3] ، فزجر بعضُهم فَرَسَه وقد دخل في حافره حَسَكةٌ، فلم يبرح، فنزل فإذا الحَسَك، فأقبل بها، وأخبر النُّعْمَان، فَقَالَ النُّعْمَان: مَا ترون؟ فقالوا: تقهقر حتى يروا أنك هارب فيخرجوا في طلبك، فتأخر النُّعْمَان، وكَنَسَت الأعاجم الحسك وخرجوا في طلبه [4] فعطف عليهم النُّعْمَان وعبّأ كتائبه وخطب النَّاس وَقَالَ: إنْ أُصِبْتُ فعليكم حُذيفة، فإن أصيب فعليكم جرير البجلي، وإن أصيب فعليكم قيس بْن مكشوح، فوجد المُغِيرَة في نفسه إذ لم يستخلفه، قَالَ: وخرجت الأعاجم وقد شدُّوا أنفُسَهم في السلاسل لئلَّا يفرُّوا، وحمل عليهم المسلمون، فرُمي النُّعْمَان بسهمٍ فقُتِل، ولفَّه أخوه سويد بْن مقرن في ثوبه وكتم قتله حتى فتح الله تعالى عليهم، ودفع الراية إلى حذيفة.   [1] تاريخ خليفة 150. [2] في تاريخ الرسل والملوك 4/ 115. [3] لم ترد كلمة «الحسك» في الأصل ولا في نسخة دار الكتب، ولا النسخة (ح) ، والإستدراك من المنتقى لابن الملّا، وتاريخ الطبري. [4] «في طلبه» لم ترد في الأصل ولا في نسخة دار الكتب، وأثبتناها من المنتقى لابن الملّا، وتاريخ الطبري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 وَقَتَل اللَّهُ ذا الحاجب [1] يعني مقدِّمَهم، وافتُتِحت نهاوند، ولم يكن للأعاجم بعد ذلك جماعة [2] . وبعث عُمَر السَّائب بْن الأقرع مولى ثقيف- وكان كاتبًا حاسبًا-، فَقَالَ: إنْ فتح اللَّهَ على النَّاس فاقْسِم عليهم فَيْئَهم واعْزِلِ الْخُمْسَ. قَالَ السائب: فإني لأقْسِم بين النَّاس إذ جاءني أعجميٌ فَقَالَ: أتُؤَمِّنَني على نفسي وأهلي على أن أدلك على كنز يزْدَجِرد يكون لك ولصاحبك؟ قلت: نعم، وبعثت معه رجلًا، فأتى بسَفَطَيْن عظيمين ليس فيهما إلا الدُّر والزَّبرجد واليواقيت، قَالَ: فاحتملتُهما معي، وقدِمْتُ على عُمَر بهما، فَقَالَ: أَدْخِلْهُما بيت المال، ففعلت ورجعت إلى الكوفة سريعًا، فما أدركني رسولُ عُمَر إلَّا بالكوفة، أناخ بعيره على عُرْقُوبَيْ بَعِيري فَقَالَ: الْحَقْ بأمير المؤمنين، فرجعت حتى أتيته، فقال ما لي ولابن أمّ السائب، وما لابن أمّ السائب وما لي، قلت: وما ذاك؟ قال: والله ما هو إلا أن نمت، فباتتْ ملائكةٌ تسحبني إلى ذينك السّفطين يشتعلان نارا يقولون: «لَنَكْوِيَنَّك بهما» ، فأقول: «إني سأقسِمُهما بين المُسْلِمين» ، فخذهما عنّي لا أبا لك فالْحَقْ بهما فبِعْهُما في أُعْطية المُسْلِمين وأرزاقهم، قَالَ: فخرجتُ بهما حتى وضعتهما في مسجد الكوفة، وغَشِيني التُّجَّار، فابتاعهما منّي عمرو بْن حُريث بألفي ألف درهم، ثُمَّ خرج بهما إلى أرض العجم فباعهما بأربعة آلاف ألف، فما زال أكثر أهل الكوفة مالا [3] .   [1] هو: مردان شاه الملقّب ببهمن. وسمّي ذا الحاجب لأنه كان يعضب حاجبيه ليرفعهما عن عينيه كبرا. ويقال إنّ اسمه رستم. (فتوح البلدان 308) . [2] في حاشية الأصل هنا: «بلغ في العرض على المصنّف» . [3] تاريخ الطبري 4/ 116، 117 وانظر: فتوح البلدان 373، 374. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 وفيها سار عمرو بْن العاص إلى برقة فافتتحها، وصالحهم على ثلاثة عشر ألف دينار [1] . وفيها صالح أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس على أنطاكية وقلقيّة [2] ، وغير ذلك.   [1] الطبري 4/ 144. [2] في الأصل «ملقية» ، وفي طبعة القدسي 3/ 129 «ملطية» وقال: لعلّه من تصحيف السمع وما أثبتناه عن تاريخ الطبري 4/ 145. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 الوَفيَّات ت ن ق (وأبو هاشم) [1] من مسْلَمَة الفتح حسُن إسْلامُه، وله حديث في سنن النسائي وغيرها. روى عنه أَبُو هُريرة، وسمرة بْن سهم. وهو خال معاوية. شهِد فتوح الشام. وفيها تُوُفيّ (طُلَيْحَة بْن خُوَيْلِد) [2] بن نوفل الأسديّ.   [1] طبقات ابن سعد 7/ 407، 408، طبقات خليفة 12 و 126، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 116 رقم 423، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 357، تاريخ الطبري 4/ 145، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 60، جمهرة أنساب العرب 77، الاستيعاب 4/ 210، 211، الكامل في التاريخ 3/ 21 و 4/ 191 أسد الغابة 5/ 314، الكاشف 3/ 341 رقم 429، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، تهذيب التهذيب 12/ 261 رقم 1206، الإصابة 4/ 200، 201 رقم 1180 الجرح والتعديل 9/ 453 رقم 2308. وقيل اسمه: شيبة، وقيل هشيم، وقيل مهشم. [2] تاريخ خليفة 102 و 103 و 104، المغازي للواقدي 341 و 470، عيون الأخبار 3/ 9، فتوح البلدان 1/ 114 و 115 و 116 و 317 و 320 و 324 و 395، والخراج وصناعة الكتابة 360 و 377، تاريخ الطبري 3/ 147 و 185- 187 و 242 و 260 و 261 و 266 و 511- 515 و 533 و 4/ 127 و 134 و 318 و 442، الاستيعاب 2/ 237، 238، ثمار القلوب 23 و 316، جمهرة أنساب العرب 196 و 443، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 93- 106، الكامل في التاريخ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 أسلم سنة تسعٍ، ثُمَّ ارتد وتنبأ بنجْدٍ وحارب المُسْلِمين، ثم انهزم ولحق بنواحي دمشق عند آل جَفْنة، فلمّا تُوُفيّ الصِّدِّيق ثاب وخرج مُحْرِمًا بالحج، فلمّا رآه عُمَر قَالَ: يا طُلَيْحَة لَا أحبك بعد قتل عكاشة بْن محِصن، وثابت بْن أقرم [1] . فَقَالَ: يا أمير المؤمنين رجُلَيْن أكرمهما الله بيدي ولم يُهِنّي بأيديهما. ثمّ حسُن إسلامُه وشِهد القادسية، وكتب عُمَر إلى سعد أنْ شاوِرْ طُلَيْحَةَ في أمر الحرب ولا تُوَلِّه شيئًا. وَقَالَ ابن سعد: كان طليحة يعد بألف فارسٍ لشجاعته وشدّته. وَقَالَ غيره: اسْتُشْهِدَ طُلَيْحَة بنهاوند (سوى ت) خالد بْن الوليد [2] ابن المغيرة بن عبد   [2] / 300 و 317 و 342- 348 و 351 و 460 و 470 و 471 و 479 و 480 و 517 و 3/ 9- 11 و 138 و 202، أسد الغابة 3/ 95، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 254، 255، الزيارات 69 و 98، دول الإسلام 1/ 17، سير أعلام النبلاء 1/ 316، 317 رقم 62، العبر 1/ 26، البداية والنهاية 7/ 118، 119، الوافي بالوفيات 16/ 495، 496 رقم 544، الاشتقاق 551، مرآة الجنان 1/ 77، الإصابة 2/ 234 رقم 4290، شذرات الذهب 1/ 32. [1] في نسخة دار الكتب «أرقم» وهو تحريف، والتصويب عن الأصل وغيره. [2] مسند أحمد 4/ 88، 89، السير والمغازي لابن إسحاق 193 و 327، المغازي للواقدي (راجع فهرس الأعلام 1162) سيرة ابن هشام 2/ 276- 279 و 592- 594، تهذيب سيرة ابن هشام 159 و 221 و 241 و 242 و 269 و 292 و 293 و 320 و 321، فتوح الشام للأزدي (راجع فهرس الأعلام 289) ، فتوح الشام المنسوب للواقدي 13 و 46 و 54 و 65 و 114 وغيرها، طبقات ابن سعد 4/ 252، 253 و 7/ 394- 398، نسب قريش للمصعب 42 و 251 و 320- و 322 و 324 و 330 و 357 و 409 و 412، المحبّر لابن حبيب 108 و 123 و 124 و 125 و 190 و 315 و 361 و 409 و 479، الأخبار الموفّقيّات للزبير 581 و 629 و 630، طبقات خليفة 19/ 20 و 299، تاريخ خليفة 86 و 88 و 92 و 150، التاريخ الصغير للبخاريّ 1/ 23 و 40، التاريخ الكبير له 3/ 136 رقم 461، البرصان والعرجان للجاحظ 305 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 الله بن عمر [1] بن مخزوم القرشي المخزومي أبو   [ () ] و 344، التاريخ لابن معين 2/ 146، أخبار مكة للأزرقي 126 و 131 و 267، المعارف 66 و 163 و 165 و 182 و 210 و 267 و 282 و 286 و 303 و 333 و 435 و 491 و 569، وتاريخ أبي زرعة 1/ 171- 173، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 133، فتوح البلدان للبلاذري (راجع فهرس الأعلام 616) ، أنساب الأشراف 1/ 210 و 244 و 302 و 316 و 318 و 319 و 323 و 334 و 354 و 355 و 361 و 380 و 381 و 382 و 384 و 447 وق 4 ج 1/ 109، المعرفة والتاريخ للفسوي (راجع فهرس الأعلام 3/ 517) ، العقد الفريد 1/ 21 و 63 و 100 و 129 و 139 و 148 و 2/ 47 و 66 و 3/ 235، 4/ 268 و 6/ 133، عيون الأخبار 1/ 125، 126 و 142 و 143 و 165 و 2/ 16، تاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام 10/ 237) ، المنتخب من ذيل المذيّل 559، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة 224، 225 و 264 و 270 و 272 و 282- 288 و 291- 293 و 296 و 303 و 309 و 353- 357 و 364، 365، الجراح والتعديل 3/ 356 رقم 1607 طبقات ابن سلام 48- 50، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، مشاهير علماء الأمصار 31 رقم 157، ثمار القلوب 21 و 24 و 140، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 465، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 147، الاستيعاب لابن عبد البرّ 1/ 405- 410، المستدرك للحاكم 3/ 296- 300، أمالي المرتضى 1/ 260، 261، تاريخ ثغر عدن لأبي مخرمة 2/ 68 رقم 94، رجال الطوسي 18، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 95- 117، أسد الغابة 2/ 93- 96، الكامل في التاريخ (راجع فهرس الأعلام 13/ 113) ، صفة الصفوة 1/ 650- 655 رقم 81، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 139 و 2/ 476، 477، الأغاني للأصفهاني 16/ 194، الزيارات للهروي 8، 9 و 92، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 172- 174 رقم 142، تهذيب الكمال للمزّي 1/ 366، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 118 رقم 463، دول الإسلام للذهبي 1/ 16، العبر 1/ 25، سير أعلام النبلاء 1/ 366- 384 رقم 78، تلخيص المستدرك 3/ 296- 300، الكاشف 1/ 209 رقم 1370، المعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 33، نهاية الأرب للنويري 19/ 369، تحفة الأشراف للمزّي 3/ 111- 113 رقم 123، البداية والنهاية لابن كثير 7/ 113- 118، مرآة الجنان لليافعي 1/ 76، 77، الوافي بالوفيات 13/ 264 رقم 325، الوفيات لابن قنفذ 49 رقم 21، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 27 و 56 و 85 و 90 مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 348- 350، العقد الثمين للفاسي 4/ 289- 297، شفاء الغرام له (بتحقيقنا) 1/ 54- 59 و 67 و 2/ 184، 185 و 211 و 214 و 218 و 221- 223 و 239 و 449، تهذيب التهذيب لابن حجر 3/ 142، تقريب التهذيب 1/ 219 رقم 86، الإصابة 1/ 413- 415 رقم 2201 و 4/ 385 رقم 943، خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 103 كنز العمال 13/ 366- 375، شذرات الذهب 1/ 232، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 247، طبقات المالكية لابن مخلوف 80 وغيره. [1] هكذا في الأصل وغيره، وفي مصادر أخرى «عمرو» ، وفي طبقات ابن سعد 7/ 394 «عمير» . وأثبته القدسي في طبعته 3/ 130 خلافا للأصل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 سليمان المكّيّ، سيفُ الله، كذا لقبه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأُمُّه لُبابة أخت ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين. شهِدَ غزوة مؤتة وما بعدها. وله أحاديث، روى عنه: ابن عبّاس، وقيس بن أبي حازم، وجُبير بْن نُفَير، وأبو وائل، وجماعة. وكان بطلًا شجاعًا ميمون النقيبة، باشر حروبًا كثيرة، ومات على فراشه وهو ابن ستين سنة، ولم يكن في جسده نحُو شِبْرٍ إلَّا وعليه طابع الشُّهَداء. وَقَالَ جويرية بن أسماء: كَانَ خَالِد من أمد النَّاس بصرا [1] . وَقَالَ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر: لما استُخْلِف عُمَر كتب إلى أبي عبيدة: إني قد ولَّيْتُك وعزلت خالدا [2] . قَالَ خليفة [3] : فولى أَبُو عبيدة لما افتتح الشام خالدًا على دمشق. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد، وإبراهيم بْن المنذر، وجماعة: إنه تُوُفيّ سنة إحدى وعشرين بحمص [4] . وَقَالَ دُحَيْم وحده: مات بالمدينة. مناقب خالد كثيرة ساقها ابن عساكر، من أصحّها مَا رواه ابن أبي   [1] تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 5/ 109 وفيه «أحد» بدل «أمدّ» . [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 109 وانظر تاريخ خليفة 122. [3] هذا القول لم يرد في تاريخ خليفة، والّذي ورد هو في حوادث سنة 14 هـ: «فيها فتحت دمشق، سار أبو عبيدة بن الجرّاح ومعه خالد بن الوليد فحاصرهم، فصالحوه، وفتحوا له باب الجابية، وفتح خالد أحد الأبواب عنوة وأتمّ لهم أبو عبيدة الصلح» و «كان خالد على الناس فصالحهم، فَلَمْ يَفْرُغْ مِنَ الصُّلْحِ حَتَّى عُزِلَ وَوُلِّيَ أبو عبيدة فأمضى أبو عبيدة صلح خالد ولم يغيّر الكتاب..» . ص 125، 126. [4] طبقات ابن سعد 7/ 397، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 116، المستدرك 3/ 296 و 300. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 خَالِد، عَنْ قيس بْن أَبِي حازم قَالَ: رأيت خالد بْن الوليد أُتِيَ بسُمٍّ فَقَالَ: مَا هذا؟ قالوا: سُمّ، فَقَالَ: «باسم الله» وشَرِبَه. وروى يونس بْن أبي إسحاق، عَنْ أبي السِّفر [1] قَالَ: قالوا لخالد: احْذر الأعاجم لَا يسقونك السُّمَّ، فَقَالَ: ائتوني به، فأُتي به، فاقتحمه وَقَالَ: «باسم الله» فلم يضرّه شيئًا [2] . وَقَالَ الأعمش، عَنْ خَيْثَمَة قَالَ: أتى خالدا رجل معه زقّ خمر، قال: اللَّهمّ أجعله خلًا، فصار خلًا [3] . [جَعْفَرُ بْنُ أبي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَقَعَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَعَمَّارٍ كَلامٌ، فَقَالَ عَمَّارٌ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خالد مالك وَلِعَمَّارٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا. وَقَالَ: يَا عَمَّارُ إِنَّ خَالِدًا سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عَلَى الْكُفَّارِ. قَالَ خَالِدٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ عَمَّارًا مِنْ يَوْمِئِذٍ [4] . سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: بَلَغَ عُمَرُ أَنَّ نِسْوَةً مِنْ نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ قَدِ اجْتَمَعْنَ فِي دَارٍ يَبْكِينَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَبْكِينَ أَبَا سُلَيْمَانَ ما لم يكن نقع أو لقلقة [5] .   [1] في نسخة دار الكتب (أبي الشعر) والتصحيح من الأصل، والقاموس المحيط. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 106، وقد ذكره ابن حجر في «المطالب العالية 4043» ونسبه إلى أبي يعلى. وذكره الهيثمي في «معجم الزوائد 9/ 350» وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني بنحوه، وأحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح، وهو مرسل. ورجالهما ثقات إلّا أنّ أبا السفر لم يسمع من خالد، والله أعلم. [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 106. وفي رواية «عسلا» بدل «خلّا» . انظر: سير أعلام النبلاء 1/ 376، والإصابة لابن حجر 1/ 414. [4] الاستيعاب 1/ 409. [5] أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 409، 410 من طريق يحيى بن سعيد القطّان، عن سفيان بن حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، وابن حجر في الإصابة 1/ 415 ونسبه إلى ابن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 وحشي بن حرب بن وحشي، عن أبيه، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ عَقَدَ لِخَالِدٍ وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ. رَوَاهُ أحمد في مسندة] [1] .   [ () ] المبارك في كتاب «الجهاد» من طريق: حمّاد بن زيد، عن عبد الله بن المختار، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل.. ويضيف ابن حجر: فهذا يدلّ على أنه مات بالمدينة.. ولكنّ الأكثر على أنه مات بحمص. وورد «نقعا» بدل «نقع» في المصدرين، وفي سير أعلام النبلاء 1/ 381 والنقع: رفع الصوت. وقيل: أراد به شقّ الجيوب، وقيل: أراد به وضع التراب على الرءوس، من النقع: الغبار، وهو أولى لأنّه قرن به اللّقلقة، وهي الصياح والجلبة عند الموت، وكأنها حكاية الأصوات الكثيرة (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) . [1] 1/ 8، والحاكم في المستدرك 3/ 298، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 348 وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، ورجالهما ثقات. كذا قال. مع أنّ حرب بن وحشيّ لم يوثّقه إلّا ابن حبّان. فقد قال البزّار: مجهول، ووالده لم يوثّقه أيضا إلّا العجليّ في «الترتيب» ، وابن حبّان في «الثقات» . وقال صالح بن محمد: لا يشتغل به ولا بأبيه. لكنّ متن الحديث صحيح، له طرق يصحّ بها. وما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 (ع) العلاء بْن الحضرمي [1] - واسم الحضرمي عبد الله- بْن عباد [2] بْن أكبر بْن ربيعة بْن مقنع [3] بْن حضرموت، حليف بني أمية، وإلى أخيه تنسب بئر ميمون التي بأعلى مكة، احتفرها في الجاهلية ميمون بْن الحضرمي، ولهما أخوان: عمرو، وعامر.   [1] المغازي للواقدي 782، تهذيب سيرة ابن هشام 324، مسند أحمد 4/ 339 و 5/ 52، طبقات ابن سعد 4/ 359- 363، تاريخ خليفة 97 و 116 و 122 و 125 و 127 و 154، طبقات خليفة 12 و 72، المحبّر 77 و 126، التاريخ الكبير 6/ 506 رقم 3130، المعارف 283، 284، المعرفة والتاريخ 1/ 324 و 503، أنساب الأشراف 1/ 10 و 532، فتوح البلدان 95- 97 و 101- 104 و 108، العقد الفريد 4/ 158 و 168، عيون الأخبار 2/ 18 و 288، تاريخ الطبري 3/ 305- 312، الجرح والتعديل 6/ 357 رقم 1973، الخراج وصناعة الكتابة 278- 280 و 286، مشاهير علماء الأمصار 58 رقم 400، جمهرة أنساب العرب 221 و 224 و 226 و 461، المستدرك 3/ 296، الاستيعاب 3/ 146- 148، البدء والتاريخ 5/ 102، أسد الغابة 4/ 7، 8 الكامل في التاريخ 2/ 368- 371، صفة الصفوة 1/ 694- 697 رقم 98، الزيارات 82، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 341 رقم 422، تهذيب الكمال 2/ 1070، نهاية الأرب 19/ 370، دول الإسلام 1/ 17، العبر 1/ 25، سير أعلام النبلاء 1/ 262- 266 رقم 51، الوفيات لابن قنفذ 44 رقم 14، مرآة الجنان 1/ 77، معجم البلدان 1/ 348، البداية والنهاية 7/ 120، مجمع الزوائد 9/ 376، العقد الثمين 6/ 447- 449، تهذيب التهذيب 8/ 178، الإصابة 2/ 497، 498 رقم 5643، خلاصة تذهيب التهذيب 299، شذرات الذهب 1/ 32. [2] في طبعة القدسي 3/ 132 «عياد» بالياء، وهو تحريف. وما أثبتناه عن الأصل وفتح الباري 7/ 267 حيث أثبت الناسخ «عباد» بالباء. وقيل فيه «عمار» بالراء، وقيل «عماد» بالدال، وقيل «ضمار» بالراء، وقيل «ضماد» بالدال، وقيل «عبيدة» وقيل عميرة» . [3] قال ابن سعد في الطبقات 4/ 359: «واسم الحضرميّ عبد الله بن ضماد بن سلمى بن أكبر» . وقال ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 146: «ويقال: عبد الله بن عمار. ويقال: عبد الله بن عميرة أو عبيدة بن مالك، ونسبه بعضهم فقال: هو العلاء بن عبد الله بن عمار بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن أكبر بن عويف بن مالك بن الخزرج بن أياد بن الصدف. وقد قيل: الحضرميّ والد العلاء هو عبد الله بن عمار بن سليمان بن أكبر. وقيل: عماد بن مالك بن أكبر، قال الدار الدّارقطنيّ: وزعم الأملوكي أنه عبد الله بن عبّاد فصحّف، ولا يختلفون أنه من حضرموت» . وقال ابن الأثير في أسد الغابة 4/ 7: «عبد الله بن عبّاد بن أكبر بن ربيعة بن مالك بن أكبر بن عويف بن مالك بن الخزرج بن أبيّ بن الصدف. وقيل: عبد الله بن عمّار، وقيل: عبد الله بن ضمار، وقيل عبد الله بن عبيدة بن ضمار بن مالك» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 وَكَانَ الْعَلَاءُ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ، وَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ الْبَحْرَيْنِ، وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ وَلَّاهُ الْبَصْرَةَ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا، وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ بَعْدَ الْعَلَاءِ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ. لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مُكْثُ الْمُهَاجِرِ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ بِمَكَّةَ ثَلَاثًا» [1] . روى عنه السائب بْن يزيد، وحيان الأعرج، وزياد بْن حُدَيْرٍ. وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ [2] ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ [عَنِ ابْنِ الْعَلاءِ] [3] إِنَّ الْعَلاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ كَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ [4] . وَقَالَ محمد بْن إسحاق: كان الحضرمي حليف حرب بْن أمية. وقيل له الحضرمي لأنه جاء من بلاد حضرموت. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ   [1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 52، والبخاري، في مناقب الأنصار 4/ 266، 267 باب إقامة المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه، ومسلم في الحج (1352) باب الإقامة بمكة للمهاجر منها بعد فراغ الحج والعمرة، وأبو داود في المناسك (2022) باب الإقامة بمكة، والترمذي في الحج (949) باب ما جاء في أن يمكث المهاجر بمكة بعد الصّدر ثلاثا، والنسائي في تقصير الصلاة في السفر 3/ 122 باب المقام الّذي يقصر بمثله الصلاة، وابن ماجة في الإقامة (1073) باب كم يقصر الصلاة المسافر، والدارميّ في الصلاة 1/ 355 باب فيمن أراد أن يقيم ببلده كم يقيم حتى يقصر الصلاة، حدّثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، حدّثنا سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن حميد، أنه سمع عمر بن عبد العزيز يسأل السائب بن يزيد يقول: هل سمعت في الإقامة بمكة شيئا؟ فقال السائب: سمعت العلاء بن الحضرميّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «للمهاجر إقامة ثلاث بعد الصّدر بمكة» كأنّه يقول: لا يزيد عليها. والنصّ لمسلم. وانظر: طبقات ابن سعد 4/ 361. والمعنى: أنّ الذين هاجروا من مكة قبل الفتح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حرم عليهم استيطان مكة والإقامة بها. ثم أبيح لهم، إذا وصلوها بحجّ أو عمرة أو غيرهما أن يقيموا بعد فراغهم، ثلاثة أيام ولا يزيدوا على الثلاثة. [2] في الأصل، والمنتقى (نسخة أحمد الثالث) «زادان» . [3] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والإضافة من سنن أبي داود. [4] أخرجه أبو داود في الأدب (5135) باب فيمن يبدأ بنفسه في الكتابة، والحاكم في المستدرك 3/ 636 وابن العلاء مجهول. وباقي رجاله ثقات. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 الصِّدِّيقُ الْعَلاءَ فِي جَيْشٍ قِبَلَ الْبَحْرَيْنِ، وَكَانُوا قَدِ ارْتَدُّوا، فَسَارَ إِلَيْهِمْ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ عَرْضُ الْبَحْرِ [1] حَتَّى مَشَوْا فِيهِ بِأَرْجُلِهِمْ، وَقَطَعُوا كَذَلِكَ فِي مَكَانٍ [2] كَانَتْ تَجْرِي فِيهِ السُّفُنُ، وَهِيَ الْيَوْمَ تَجْرِي فِيهِ، فَقَاتَلَهُمْ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمُوا مَا مَنَعُوا مِنَ الزَّكَاةِ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، أنا مَحْمُودٌ، أنا ابْنُ فَاذشاه، ثنا سُلَيْمَانُ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بِسْطَامَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ صَاحِبُ الْهَرَوِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِي كَعْبٍ [3] صَاحِبِ الْحَرِيرِ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ [4] ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا بُعث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَلاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى الْبَحْرَيْنِ تَبِعْتُهُ فَرَأَيْتُ مِنْهُ ثَلاثَ خِصَالٍ لَا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَعْجَبُ: انْتَهَيْنَا إِلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ فَقَالَ: «سَمُّوا وَاقْتَحِمُوا» ، فَسَمَّيْنَا وَاقْتَحَمْنَا، فَعَبَرْنَا فَمَا بَلَّ الْمَاءُ إِلا أَسْفَلِ خِفَافِ إِبِلِنَا، فَلَمَّا قَفَلْنَا صِرْنَا بَعْد [5] بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ [6] ، ثُمَّ دَعَا فَإِذَا سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، ثُمَّ أَرْخَتْ عَزَالِيَهَا [7] فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا. وَمَاتَ بعد ما بَعَثَهُ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْبَحْرَيْنِ لَمَّا ارْتَدَّتْ رَبِيعَةُ، فَأَظْفَرَهُ اللَّهُ بِهِمْ، وَأَعْطَوْا مَا مَنَعُوا مِنَ الزَّكَاةِ [وَمَاتَ فَدَفَنَّاهُ فِي الرَّمْلِ، فَلَمَّا سِرْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ قُلْنَا يَجِيءُ سَبْعٌ فَيَأْكُلُهُ، فرجعنا فلم نره [8] . روى نحوه   [1] زاد في سير أعلام النبلاء هنا 1/ 264: «يعني الرقراق» . [2] في سير أعلام النبلاء «فقطعوا كذلك مكانا» . [3] هو: عبد ربّه، وقيل اسمه عبد الله، (تقريب التهذيب 2/ 466 رقم 18) [4] هو: ضريب بن نفير. (تقريب التهذيب 2/ 431 رقم 75) . [5] هكذا في الأصل، وفي «مجمع الزوائد» 9/ 376 «صرنا معه» . [6] في «المجمع» : «فقال: صلّوا ركعتين» . [7] العزالي: أفواه القرب. [8] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 376 باختلاف يسير في بعض الألفاظ. وقال: رواه الطبراني في الثلاثة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ مُرْسَلًا بِأَطْوَلَ مِنْهُ [1] . مجالد، عَنِ الشَّعْبِيّ أن عُمَر كتب إلى العلاء بْن الحضرمي- وهو بالبحرين- أن سر إلى عُتْبَة بْن غَزْوان فقد وليتك عمله، إني ظننت أنك أغنى عَنِ المُسْلِمين منه، فمات العلاء قبل أن يصل إلى البصرة [2] . كذا هذا عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البحرين مع العلاء بْن الحضرمي، وكنت أؤذّن له [3] . وعن المسور بْن مخرمة أن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث العلاء بْن الحضرمي إلى البحرين، ثُمَّ عزله بأبان بْن سعيد [4] . وذكر ابن سعد [5] أن أبا بكر استعمل العلاء على سَرِيّةٍ فسبى وغَنِم] [6] . (الجارود العبديّ) [7] سيّد عبد القيس. هو أَبُو عَتَّاب، وقيل: أَبُو   [1] انظر طبقات ابن سعد 4/ 363. [2] طبقات ابن سعد 4/ 362. [3] طبقات ابن سعد 4/ 360. [4] ابن سعد 4/ 360. [5] انظر الطبقات 4/ 361، 362. [6] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. [7] طبقات ابن سعد 5/ 559- 561، و 7/ 86، 87، تهذيب سيرة ابن هشام 307، 308، طبقات خليفة 61 و 185، تاريخ خليفة 13 و 16 و 149، التاريخ الكبير 2/ 236 رقم 2306، البرصان والعرجان للجاحظ 78، 79، المعارف 338، 339، مسند بقيّ بن مخلد 110 رقم 356، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 470، تاريخ الطبري 3/ 136، 137، و 301 و 303 و 308 و 4/ 80 و 177 و 6/ 154، الجرح والتعديل 2/ 525 رقم 2181، مشاهير علماء الأمصار 40، 41، رقم 246، جمهرة أنساب العرب 296، الاستيعاب 1/ 247، 248، الأنساب 38 ب، الكامل في التاريخ 2/ 368، و 3/ 21، أسد الغابة 1/ 260، اللباب 2/ 114، الكاشف 1/ 123 رقم 752، تاريخ ابن خلدون 2/ 104 و 291، تهذيب التهذيب 2/ 53، 54 رقم 86، تقريب التهذيب 1/ 124 رقم 22، الإصابة 1/ 216، 217 رقم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 غِيَاث، وقيل: أَبُو المنذر، الجارود بْن المعُلى، وقيل: اسمه بشر بْن حنش [1] . ولُقِّب جارودًا لكونه أغار على بكر بْن وائل فأصابهم وجردهم [2] . وَفَد في عبد القيس سنة عشرٍ من الهجرة- وكانوا نصارى- فأسلم الجارود، وفرح النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلامه وأكرمه. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. روى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، ومُطرف بْن عبد الله بْن الشخير، وزيد بْن عليّ القموصي [3] ، وأبو مسلم الجذمي [4] ، وغيرهم. اختطّ بالبصرة. وقتل شهيدا ببلاد فارس سنة إحدى وعشرين، وقيل: قُتِل مع النُّعْمَان بْن مُقَرِّن [5] . ع (النُّعْمَان بْن مقرن المزني) [6] أَبُو عمرو، ويقال: أَبُو حُكَيْم.   [1042،) ] تهذيب الكمال 4/ 478، 479 رقم 884، التاريخ الصغير 28، الثقات لابن حبّان 3/ 59، المعجم الكبير للطبراني 2/ 295، خلاصة تذهيب التهذيب 60، الوافي بالوفيات 11/ 35، 36 رقم 65. [1] وقيل: بشر بن المعلّى بن حنش، وقيل: بشر بن عمر بن حنش بن المعلّى، وقيل: ابن حنش بن النعمان. (تهذيب الكمال 4/ 478) . [2] في طبقات ابن سعد 5/ 559: «وإنّما سمّي الجارود لأنّ بلاد عبد القيس أسافت حتى بقيت للجارود شليّة، والشليّة هي البقيّة، فبادر بها إلى أخواله من بني هند من بني شيبان فأقام فيهم وإبله جريّة فأعدت إبلهم فهلكت، فقال الناس: جرّدهم بشر، فسمي الجارود، فقال الشاعر: جرّدناهم بالسيف من كل جانب ... كما جرد الجارود بكر بن وائل [3] في النسخة (ع) «القموحي» وهو خطأ. وهو أبو القموص. [4] في نسخة دار الكتب «الجذامي» وهو تحريف، والتصويب، من الأصل وتهذيب الكمال 4/ 479. [5] انظر خلاف ذلك في طبقات ابن سعد 5/ 561 و 7/ 87. [6] المغازي للواقدي 800 و 820 و 896، الطبقات لخليفة 38 و 128 و 177 و 190، تاريخ خليفة 148، 149، التاريخ لابن معين 2/ 608، 609، المعارف 75 و 183 و 295 و 299، عيون الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 من سادة الصحابة، كان معه لواء مُزَيْنَةَ يوم الفتح. روى عنه ابنه معاوية، ومَعْقِلُ بْن يسار، ومسلم بْن الهيصم، وجُبير بْن حية الثقفيّ. وكان أمير الجيش يوم فتح نهاوند فاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ، ونعاه عُمَر على المنبر وبكى [1] .   [ () ] الأخبار 1/ 122، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 103 رقم 268، العقد الفريد 1/ 98 و 120 و 3/ 235، فتوح البلدان 371- 374 و 377 و 378، المعرفة والتاريخ 2/ 230، الخراج وصناعة الكتابة 371، 372، تاريخ الطبري 2/ 568 و 3/ 346، 496 و 4/ 23 و 84- 86 و 92 و 114- 116 و 118- 120 و 126- 132 و 134 و 136 و 139 و 141- 143 و 146 و 161، مشاهير علماء الأمصار 43 رقم 268، مسند أحمد 5/ 444، التاريخ الكبير 8/ 75، التاريخ الصغير 1/ 47، 56 و 216، الجرح والتعديل 8/ 444، الاستيعاب 3/ 545- 548، جمهرة أنساب العرب 202، المستدرك 3/ 292- 295، الكامل في التاريخ 2/ 179 و 345 و 456 و 457 و 519 و 546- 548 و 550 و 3/ 9- 17 و 19، أسد الغابة 5/ 30، 31، الزيارات 98، تهذيب الكمال 3/ 418، المعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 130، دول الإسلام 1/ 17، العبر 1/ 25، الكاشف 3/ 182 رقم 5956، سير أعلام النبلاء 1/ 403- 405 رقم 83، مرآة الجنان 1/ 77، تلخيص المستدرك 3/ 292- 296، البداية والنهاية 7/ 120، تهذيب التهذيب 10/ 456 رقم 826، تقريب التهذيب 2/ 304 رقم 121، الإصابة 3/ 565 رقم 8759، خلاصة تذهيب التهذيب 403. [1] في حاشية الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك في الميعاد السادس عشر على مؤلّفه فسح الله في مدّته» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 سَنَة اثنتَيْن وَعِشرْين فيها فتحت أَذْرَبِيجَان على يد المُغِيرَة بْن شُعْبَة. قاله ابن إسحاق، فيقال إنّه صالحهم على ثمانمائة ألف درهم [1] . وَقَالَ أَبُو عبيدة: افتتحها حبيب بْن مسْلَمَة [2] الفهرِي بأهل الشام عَنْوةً ومعه أهل الكوفة، وفيهم حُذَيْفَة، فافتتحها بعد قتال شديد [3] . فاللَّه تعالى أعلم. وفيها غزا حُذَيْفَة مدينة الدِّينور عَنْوةً، وقد كانت فُتِحت لسعد ثم انتقضت [4] . ثم غزا حذيفة ماسبذان [5] فافتتحها عَنْوةً، على خُلْف في ماه، وقيل: افتتحها سعد فانتقضوا.   [1] تاريخ خليفة 151، تاريخ الطبري 4/ 146. [2] في النسخة (ح) «سلمة» وهو خطأ. [3] تاريخ خليفة 151. [4] تاريخ خليفة 150. [5] في طبعة القدسي 3/ 135 «ماه سندان» والتصويب من (معجم البلدان 5/ 41) ، وانظر تاريخ خليفة 150. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 وَقَالَ طارق بْن شهاب: غزا أهلُ البصرة ماه فأمدهم أهلُ الكوفة، عليهم عمار بْن ياسر، فأرادوا أن يُشْرَكوا في الغنائم، فأبى أهل البصرة، ثُمَّ كتب إليهم عُمَر: الغنيمة لمن شهِد الوقعة [1] . وَقَالَ أَبُو عبيدة: ثُمَّ غزا حُذَيْفَة همذان، فافتتحها عَنْوةً ولم تكن فُتِحَت. وإليها انتهى فتوح حُذَيْفَة. وكل هذا في سنة اثنتين وعشرين. قَالَ: ويقال همذان افتتحها المُغِيرَة بْن شُعْبَة سنة أربعٍ وعشرين، ويقال: افتتحها جرير بْن عبد الله بأمر المُغِيرَة [2] . وَقَالَ خليفة بْن خياط [3] : فيها افتتح عمرو بْن العاص أطرابُلُسَ المغرب، ويقال في السنة التي بعدها. وفيها عُزل عمار عَنِ الكوفة [4] . وفيها افتُتِحت جُرْجان. وفيها فتح سويد بْن مقرن الرّيّ، ثُمَّ عسكر وسار إلى قُومِس فافتتحها [5] . [الوَفَيات] وفيها تُوُفيّ: أبي بْن كعب، في قول الواقِديّ، ومحمد بْن عبد الله بْن نُمَيْر، ومحمد بْن يحيى الذُّهلي، والتّرمذيّ، وقد مرّ سنة تسع عشرة.   [1] تاريخ خليفة 151. [2] تاريخ خليفة 151. [3] في التاريخ 152. [4] انظر تاريخ الطبري 4/ 163. [5] الطبري 4/ 152 و 153. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 (معضد بْن يزيد الشيباني) [1] اسْتُشْهِدَ بأذربيجان، ولا صحبة له. [بقية حوادث السنة] ووُلِد فيها يزيد بْن معاوية [2] . وَقَالَ محمد بْن جرير [3] : إن عُمَر أقر على (فرج الباب) عبد الرحمن بْن ربيعة الباهلي وأمره بغزو التُّرْك، فسار بالنّاس حتى قطع الباب، فَقَالَ له شهريران [4] : مَا تريد أن تصنع؟ قَالَ: أُناجزهم في ديارهم، وباللَّه إن معي لأقوامًا لو يأذن لنا أميرنا في الإمعان لَبَلَغْت بهم السّدّ. ولما دخل عبد الرحمن على التُّرك حال الله بينهم وبين الخروج عليه وقالوا: مَا اجترأ على هذا الأمر إلا ومعهم الملائكة تمنعهم من الموت، ثُمَّ هربوا وتحصنوا، فرجع بالظفر والغنيمة، ثُمَّ إنه غزاهم مرتين في خلافة عثمان فيَسْلَم ويَغْنَم، ثُمَّ قاتلهم فاستُشْهد- أعني عبد الرحمن بْن ربيعة- فأخذ أخوه سلمان [5] بْن ربيعة الراية، وتحيز بالنّاس، قَالَ: فَهُم- يعني التُّرْك- يستسقون بجسد عبد الرحمن حتى الآن. خبر السَّدّ الْوَلِيدُ: ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنِي رَجُلانِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إنّي قد رأيت السّدّ، قال: كيف   [1] تاريخ خليفة 165، تاريخ الطبري 4/ 304- 306، الكامل في التاريخ 3/ 132- 134. [2] تاريخ الطبري 4/ 160. [3] في تاريخه 4/ 155. [4] في تاريخ ابن جرير (شهربراز) وفي المواضع التالية من النّصّ كذلك. [5] في نسخة دار الكتب (سليمان) وهو خطأ، على ما في الأصل وتاريخ الطبري 4/ 159، وأسد الغابة 2/ 327. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ كَالْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ [1] . رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ مُرْسَلًا، وَزَادَ: طَرِيقَةٌ سَوْدَاءُ وَطَرِيقَةٌ حَمْرَاءُ، قَالَ: قَدْ رَأَيْتَهُ. قُلْتُ: يُرِيدُ حُمْرَةَ النُّحَاسِ وَسَوَادَ الْحَدِيدِ. سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْوِي ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كَادُوا أَنْ يَرَوْا شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا، فَيُعِيدُهُ اللَّهُ كَأَشَدِّ مَا كَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ [2] حَفَرُوا، حَتَّى إِذَا كَادُوا أَنْ يَرَوُا الشَّمْسَ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ غَدًا، فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ، فَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ [3] ، وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ، فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ فِيهَا كَهَيْئَةِ الدِّمَاءِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا [4] فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا [5] . وذكر ابن جرير في تاريخه من حديث عمرو بن معديكرب عَنْ مطر بْن ثلج [6] التميمي قَالَ [7] : دخلت على عبد الرحمن بْن ربيعة بالباب وشهريران [8] عنده، فأقبل رجل عليه شَحَوبة حتى دخل على عبد الرحمن   [1] ذكره الإمام البخاري تعليقا، كما في (البداية والنهاية لابن كثير 7/ 124) . وقال ابن كثير في تفسيره: (هذا حديث مرسل) ، وبسط القول في أحاديث السّدّ في سورة الكهف. [2] زاد في «سنن ابن ماجة» : «وأراد الله أن يبعثهم على الناس» . [3] زاد في «سنن ابن ماجة» : «فينسفون الماء» . [4] النّغف: بالتحريك: دود. (النهاية لابن الأثير) . [5] رواه ابن ماجة في الفتن (4080) باب طلوع الشمس من مغربها، وأحمد في المسند 2/ 510، 511، وابن عساكر في تاريخ دمشق 2/ 2. [6] في النسخة (ع) : «بلج» وهو تصحيف. والصواب في الأصل وتاريخ الطبري. [7] تاريخ الطبري 4/ 159. [8] في تاريخ الطبري «شهربراز» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 فجلس إلى شهريران، وكان على مطر قباء برد يمنّي أرضه حمراء ووشْيُه أسود. فتساءلا، ثم إنّ شهريران قَالَ: أيها الأمير أتدري من أين جاء هذا الرجل؟ هذا رجل بعثُته نحو السّدّ منذ سنتين [1] ينظر مَا حاله ومن دونه، وزوَّدْتُه مالًا عظيمًا، وكتبت له إلى مَن يليني وأهديت له، وسألته أن يكتب له إلى من وراءه، وزوَّدْتُه لكل مَلِك هدية، ففعل ذلك بكل ملكٍ بينه وبينه، حتى انتهى إلى الملك الَّذِي السّدّ في ظهره [2] ، فكتب له إلى عامله على ذلك البلد فأتاه، فبعث معه بازياره ومعه عُقابه وأعطاه حريرة، قَالَ: فلمّا انتهينا إذا جبلان، بينهما سد مسدود حتى ارتفع على الجبلين، وإن دون السُّدّ خندقًا أشدّ سوادًا من الليل لبعده، فنظرت إلى ذلك كله وتفرست فيه، ثُمَّ ذهبت لأنصرف، فَقَالَ لي البازيار [3] على رِسلك أُكافِئك [4] إنه لَا يلي ملِك بعد ملِكٍ إلا تقرب إلى الله بأفضل مَا عنده من الدنيا فيرمي به هذا اللهب، قَالَ: فشرّح بضعة لحمٍ معه وألقاها في ذلك الهواء، وانقضّت عليها العقاب، وقال: إنْ أدركتها قبل أن تقع فلا شيء، فخرج عليه العُقاب باللحم في مخاليبه، فإذا قد لصق فيه ياقوتَةٌ فأعطانيها وها هي ذِه، فتناولها شهريران فرآها حمراء، فتناولها عبد الرحمن ثُمَّ ردّها، فَقَالَ شهريران. إنّ هذه لخيرٌ من هذا- يعني الباب- وأيْمُ اللَّهِ لأنتم أحبّ إلي ملكةً من آل كِسْرى، ولو كنت في سلطانهم ثُمَّ بلغهم خبرها لانتزعوها منيّ، وَايْمُ اللَّهِ لَا يقوم لكم شيءٌ مَا وفيتم أو وَفى مَلِكُكُم الأكبر.   [1] في تاريخ الطبري «سنين» . [2] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري «حتى انتهى إليه، فانتهى إلى الملك الّذي السّدّ في ظهر أرضه» . [3] البازيار: حافظ الباز وصاحبه. تاج (العروس) . والباز أشرف الطيور. وبه سمي (علم البزدرة) كما في تذكرة داود الأنطاكي. [4] في تاريخ الطبري (أكافك) وكلاهما صحيح. ومثله في النسخة (ح) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 فأقبل عبد الرحمن على الرسول وَقَالَ: مَا حال السّدّ [1] وما شبهه؟ فَقَالَ: مثل هذا الثوب الَّذِي على مطر، فَقَالَ مطر: صَدَقَ واللِه الرجلُ لقد بَعَّد [2] ورأى ووصف صفة الحديد والصُّفْر. فَقَالَ عبد الرحمن لشهريران: كم كانت قيمة هاتيك [3] ؟ قَالَ: مائة ألف في بلادي هذه، وثلاثة آلاف ألف في تلك البلدان. وحدّث سلام الترجمان قَالَ: لمّا رأى الواثق باللَّه كأنّ السّدّ الّذي بناه ذو القَرْنَيْن قد فُتِح وجَّهني وَقَالَ لي: عاينْه وجئني بخبره، وضمّ إليَّ خمسين رجلًا، وزوّدنا، وأعطانا مائتي بغلٍ تحمل الزاد، فشخصنا من سامرّاء بكتابه إلى إسحاق [4] وهو بتفْلِيس [5] ، فكتب لنا إسحاق إلى صاحب السرير، وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك الّلان، وكتب لنا ملك اللّان إلى فيلان شاه [6] ، وكتب لنا إلى ملك الخَزَر، فوجَّه معنا خمسة أدلَّاء، فسرنا من عنده ستةً وعشرين يومًا، ثُمَّ صرنا إلى أرض سوداء منتنة، فكنّا نشتمّ الخل [7] ، فسرنا فيها عشرة أيام، ثُمَّ صرنا إلى مدائن خرابٍ ليس فيها أحد، فسرنا فيها سبعةً وعشرين يومًا، فسألْنا الأدِلّاء عَنْ تلك المدن فقالوا: هي التي كان يأجوج ومأجوج يطرقونها فأخربوها. ثُمَّ صرنا إلى حصونٍ عند السّدّ   [1] في تاريخ الطبري 4/ 160 «الردم» . [2] في تاريخ الطبري (نفذ) بدل (بعد) . [3] هكذا في ح والأصل ومنتقى أحمد الثالث. وفي نسخة دار الكتب وتاريخ الطبري (هديتك) . [4] في «المسالك والممالك» لابن خرداذبه- ص 163 «إسحاق بن إسماعيل صاحب أرمينية» . [5] تفليس: بفتح أوّله ويكسر: بلد بأرمينية الأولى، وبعض يقول بأرّان، وهي قصبة ناحية جرزان قرب باب الأبواب. (معجم البلدان 2/ 35) . [6] في نسخة دار الكتب: «قبلان شاه» ، والتصحيح من الأصل، والمسالك والممالك، ونهاية الأرب للنويري. [7] في «المسالك والممالك» : «وكنّا قد تزوّدنا قبل دخولها خلّا نشمّه من الرائحة المنكرة» . وانظر نهاية الأرب 1/ 375. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 بها قوم يتكلمون بالعربية [والفارسية، مسلمون [1] يقرءون القرآن، لهم مساجد وكتاتيب، فسألونا، فَقَالَ] : نحن رُسُل أمير المؤمنين، فأقبلوا يتعجبون ويقولون: أمير المؤمنين! فنقول: نعم، فقالوا: شيخٌ هو أم شاب؟ قلنا: شاب، فقالوا: أين يكون؟ فقلنا: بالعراق بمدينة يقال لها سُرَّ مَن رأى، فقالوا: مَا سمعنا بهذا قط [2] . ثُمَّ صرنا إلى جبلٍ أملس ليس عليه خضراء، وإذا جبل مقطوع بوادٍ عرضه مائة [3] ذراع، فرأينا عضادَتَيْن مبنيَّتَيْن ممّا يلي الجبل من جنبتي الوادي عرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعًا، الظاهر من تحتها عشرة أذرُع خارج الباب، وكلّه بناء بلبن من حديث مُغَيَّب في نُحاس [4] في سَمْك خمسين ذراعًا، قد ركب على العضادتين على كل واحدة بمقدار عشرة أذرُع في عرض خمسة، وفوق الدروَنْد بناء بذلك اللَّبن الحديد إلى رأس الجبل، وارتفاعه مدُّ البصر، وفوق ذلك شُرَف حديدٍ لها قرنان يَلِجُ كلُّ واحدٍ منهما إلى صاحبه، وإذا باب حديدٍ له مِصْراعان مغلقان عرضهما مائة ذراع في طول مائة ذراع في ثخانة خمسة أذرع. وعليه قُفْلٌ طوله سبعة أذْرُع في غِلَظ باع، وفوقه بنحو قامتين غلْقٌ طوله أكثر من طول القُفْلِ، وقفيزاه كلّ واحدٍ منهما ذراعان، وعلى الغلْق مفتاح معلَّق طوله ذراع ونصف، في سلسلةٍ طولها ثمانية أذرُع، وهي في حلقة كحلقة المنجنيق.   [1] في نهاية الأرب «وأهلها مسلمون» . [2] في نهاية الأرب زيادة: «فسألناهم عن إسلامهم من أين وصلهم ومن علّمه لهم؟ فقالوا: وصل إلينا منذ أعوام كثيرة رجل راكب على دابّة طويلة العنق طويلة اليدين والرجلين، لها في موضع صلبها حدبة، (فعلمنا أنّهم يصفون الجمل) قالوا: فنزل بنا وكلّمنا بكلام فهمناه، ثم علّمنا شرائع الإسلام فقبلناها، وعلّمنا أيضا القرآن ومعانيه فتعلّمناه وحفظناه» . [3] في نهاية الأرب «عرضه مائة وخمسون ذراعا» . [4] في «المسالك والممالك ص 165» زيادة: «تكون اللّبنة ذراعا ونصفا في ذراع ونصف في سمك أربع أصابع، ودروند حديد طرفاه على العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 ورئيس تلك الحصون يركب في كلّ جمعة في عشرة فوارس، مع كلّ فارس مِرْزبَّةٌ من حديد فيضربون الْقُفْلَ بتلك المرَازِب ثلاث ضربات، يسمع من وراء الباب الضرب فيعلمون أنّ هناك حفظة، ويعلم هؤلاء أنّ أولئك لم يُحْدِثُوا في الباب حدثا، وإذا ضربوا القفل وضعوا آذانهم يتسمّعون، فيسمعون دويّا كالرّعد. وبالقرب من هذا الموضع حصن كبير، ومع الباب حصنان يكون مقدار كل واحدٍ منهما مائتي ذراع، في مائتي ذراع، وعلى باب كلّ حصن شجرة، وبين الحصنين عين عذبة، وفي أحد الحصنين آله بناء السّدّ من قُدُور ومَغارف وفضْلة الّلبن قد التصق بعضُه ببعضٍ من الصَّدأ، وطول الَّلبنة ذراع ونصف في مثله في سمْك شِبْر. فسألنا أهل الموضع هل رأوا أحدًا من يأجوج ومأجوج، فذكروا أنّهم رأوا مرَّةً أعدادًا منهم فوق الشُرَف، فهبّت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبهم، وكان مقدار الرجل منهم شبْرًا ونصفًا [1] ، فلمّا انصرفنا أخذ بنا الأدِلَّاء، إلى ناحية خُراسان، فسِرنا إليها حتى خرجنا خلف سَمَرْقَنْد بتسعة فراسخ، وكان أصحاب الحصون زوَّدونا مَا كفانا. ثُمَّ صرنا إلى عبد الله بْن طاهر. قَالَ سلام التِّرْجُمان: فأخبرتُهُ خَبَرَنا، فوصلني بمائة ألف درهم، ووصل كلّ رجل معي بخمسمائة درهم، ووصلنا إلى سُرَّ من رأى بعد خروجنا منها بثمانية وعشرين شهرًا. قَالَ مصنّف كتاب «المسالك والممالك» [2] : هكذا أملى عليَّ سلام التّرجمان [3] .   [1] في نهاية الأرب 1/ 378 (شبرين ونصفا) . [2] هو أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله المعروف بابن خرداذبه، المتوفّى في حدود سنة 300 هـ. انظر كتابه (ص 162- 170) طبعة بريل 1889، وانظر نهاية الأرب للنويري 1/ 374- 378، ومعجم البلدان 3/ 197- 200. [3] قال ياقوت في معجم البلدان 3/ 200: «قد كتبت من خبر السدّ ما وجدته في الكتب ولست أقطع بصحّة ما أوردته لاختلاف الروايات فيه. والله أعلم بصحته، وعلى كل حال فليس في صحة أمر السدّ ريب، وقد جاء ذكره في الكتاب العزيز» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 سنة ثلاث وعشرين فيها: بينما عمر رضي الله عنه يخطب إذ قَالَ: (يا ساريةُ الجبل) ، وكان عُمَر قد بعث سارية بْن زُنيم الدّئليّ إلى فَسَا ودارا بَجِرد [1] فحاصرهم، ثمّ إنّهم تداعوا وجاءوه من كل ناحية والتقوا بمكان، وكان إلى جهة المسلمين جبل لو استندوا إليه لم يُؤتوا إلا من وجه واحد، فلجئوا إلى الجبل، ثُمَّ قاتلوهم فهزموهم. وأصاب سارية الغنائم فكان منها سفط جوهر، فبعث به إلى عُمَر فردّه وأمره أن يقسّمه بين المُسْلِمين، وسأل النَّجّاب أهل المدينة عَنِ الفتح وهل سمعوا شيئًا، فَقَالَ: نعم (يا سارية الجبل الجبلَ) وقد كِدْنا نهلك، فلجأنا إلى الجبل، فكان النّصر. وَيُرْوَى أنّ عُمَر سُئل فيما بعد عَنْ كلامه (يا سارية الجبل) فلم يذكره [2] .   [1] هكذا في الأصل، والأنساب للسمعاني 5/ 242، وقد يسقطون الألف عنها. (الأنساب 5/ 292) وهي في بلاد فارس. [2] أخرجه البيهقي في دلائل النّبوّة، وكذلك أبو نعيم، واللالكائيّ في «شرح السّنّة» ، وابن عساكر في تاريخ دمشق (التهذيب 6/ 46) ، وابن الجوزي في مناقب عمر- ص 172، 173، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 244، والواقدي في فتوح الشام 2/ 42، وقال ابن حجر في الإصابة 2/ 3: «أخرج القصة الواقديّ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، وأخرجها سيف مطوّلة عن أبي عثمان، وأبي عمرو بن العلاء، عن رجل من بني مازن.. والدير عاقولي في فوائده، وابن الأعرابي في كرامات الأولياء، من طريق ابن وهب، عن يحيى بن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 وفيها كان فتح كَرمان، وكان أميرها سُهَيْل بْن عَدِيّ [1] . وفيها فتحت سجِسْتان، وأميرها عاصم بْن عمرو [2] . وفيها فتحت مُكْران، وأميرها الحَكَم بْن عثمان، وهي من بلاد الجبل [3] . وفيها رجع أَبُو موسى الأشعري من أصبهان، وقد افتتح بلادها [4] . وفيها غزا معاوية الصّائفة حتى بلغ عمّورية [5] .   [ () ] أيوب، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» وانظر: تاريخ الطبري 4/ 178. [1] تاريخ الطبري 4/ 180. [2] في نسخة دار الكتب «عمر» والتصحيح من الأصل وتاريخ الطبري 4/ 180. [3] تاريخ الطبري 4/ 181. [4] تاريخ الطبري 4/ 183- 186. [5] تاريخ الطبري 4/ 240. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 الوَفيَّات خ ت ن ق (قَتادة بْن النّعمان) [1] بن زيد بْن عامر بْن سواد بْن كعب- واسمه ظفر [2]- بن الخزرج بْن عَمْرو بْن مالك بْن الأوس، أبو عمر الأنصاريّ   [1] مسند أحمد 4/ 15 و 6/ 384، المغازي للواقدي 50 و 158 و 224 و 242 و 243 و 334 و 341 و 405 و 498 و 516 و 585 و 800 و 896 و 1009 و 1118، طبقات ابن سعد 1/ 187 و 2/ 190 و 3/ 452، 453، تاريخ خليفة 153، طبقات خليفة 81، 96، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 234، المحبّر 298 و 415 و 429، السير والمغازي لابن إسحاق 328، ربيع الأبرار 4/ 129، التاريخ الكبير 7/ 184، 185 رقم 823، المعارف 268 و 466 و 588، البرصان والعرجان 362، المعرفة والتاريخ 1/ 320، الجرح والتعديل 7/ 132 رقم 753، ثمار القلوب 288، المستدرك 3/ 295، 296، الاستبصار 254- 257، الاستيعاب 3/ 248- 251، أنساب الأشراف 1/ 241 و 223 و 278، و 279 و 280 و 523، تاريخ الطبري 2/ 516 و 4/ 241، مشاهير علماء الأمصار 27 رقم 126، جمهرة أنساب العرب 343، أسد الغابة 4/ 195- 197، الكامل في التاريخ 2/ 155 و 488 و 3/ 77، صفة الصفوة 1/ 463، 464 رقم 35، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 58، 59 رقم 67، تهذيب الكمال 3/ 1123، العبر 1/ 27 الكاشف 2/ 341 رقم 4624، المعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 107، سير أعلام النبلاء 1/ 331- 333 رقم 66، مرآة الجنان 1/ 82، الوفيات لابن قنفذ. 50 رقم 23، مجمع الزوائد 9/ 218، تهذيب التهذيب 8/ 357، 358 رقم 638، تقريب التهذيب 2/ 123 رقم 84، الإصابة 3/ 225، 226 رقم 7076، خلاصة تذهيب التهذيب 315، كنز العمّال 13/ 574، شذرات الذهب 1/ 34، المعجم الكبير 19/ 3- 14. [2] في المعجم الكبير 19/ 3 «واسمه: كعب ظفر» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 الظّفريّ، أخو أبي سعيد الخدري لأُمّه، وقَتَادة الأكبر. شهِد بدْرًا وأُصيبت عينُهُ ووقعت على خدّه يوم أُحُد، فأتى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فغمز حَدَقَتَهُ وردّها إلى موضعها، فكانت أصحَّ عينيه [1] . وكان على مقدّمة عُمَر في مَقْدَمِه إلى الشام، وكان من الرُّماة المذكورين. وله أحاديث، روى عنه أخوه أبو سعيد، وابنه عمر بن قتادة،   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 187، 188 من طريق: علي بن محمد، عن أبي معشر، عن زيد بن أسلم، وغيره، و 3/ 453 من طريق ابن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، وهو مرسل، وابن هشام في السيرة 2/ 82. وأخرج الطبراني في المعجم الكبير 19/ 8 رقم 12 من طريق عاصم، عن أبيه عمر، عن أبيه قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوس، فدفعها إليّ يوم أحد، فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى اندقّت عن سيتها، ولم أزل عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ألقى السهام بوجهي كلّما مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم مليت رأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلا رمي أرميه، فكان آخرها سهما بدرت منه حدقتي على خدّي وتفرّق الجمع، فأخذت حدقتى بكفّي فسعيت بها في كفّي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلّم في كفّي دمعت عيناه، فقال: «اللَّهمّ إنّ قتادة قد أوجه نبيّك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدّهما نظرا، فكانت أحسن عينيه وأحدّهما نظرا» . ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد بالسند المتقدّم في «مجمع الزوائد» 6/ 113 وقال: فيه من لم أعرفه. وأخرج الدار الدّارقطنيّ، وابن شاهين، من طريق عبد الرحمن بن يحيى العذري، عن مالك، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن قتادة بن النعمان، أنه أصيبت عينيه يوم أحد، فوقعت على وجنته، فردّها النبيّ صلى الله عليه وسلّم فكانت أصحّ عينيه. وعبد الرحمن بن يحيى العذري، قال العقيلي: مجهول لا يقيم الحديث من جهته، وأخرجه الدار الدّارقطنيّ والبيهقي في الدلائل، من طريق عياض بن عبد الله بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدريّ، عن قتادة: أنّ عينه ذهبت يوم أحد، فجاء النبيّ صلى الله عليه وسلّم فردّها، فاستقامت. وأخرج البيهقي في دلائل النّبوّة، فيما ذكره ابن كثير 2/ 447 من حديث يحيى الحمّاني، حدّثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه عن جدّه قتادة بن النّعمان، أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: لا، فدعاه فغمز حدقته براحته فكان لا يدري أيّ عينيه أصيب. رجاله ثقات خلا عمر بن قتادة، فإنّه لم وثّقه سوى ابن حبّان، ولم يرو عنه سوى ابنه عاصم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 ومحمود بْن لَبِيد، وغيرهم. وعاش خمسًا وستّين سنة. تُوُفيّ فيها على الصحيح، ونزل عُمَر في قبره [1] وقيل تُوُفيّ في التي قبلها. (ع) عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه ابن نفيل بْن عبد العُزَّى بْن رياح [2] بْن قُرط بْن رزَاح بْن عديّ بْن كعْب بْن لُؤيّ [3] . أمير المؤمنين أَبُو حفص القُرَشي العدويّ، الفاروق.. اسْتُشْهِدَ في أواخر ذي الحجة. وأمّه حَنْتَمَة بنت هشام [4] المخزومية أخت أبي جهل. أسلم في السنة السادسة من النُّبُّوة وله سبعٌ وعشرون سنة. روى عنه عليّ، وابن مسعود، وابن عبّاس، وأبو هُرَيْرَةَ، وعدّة من   [1] المعجم الكبير 19/ 3 رقم 4. [2] هكذا في الأصل، ونسخة (ح) ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، وغيره. وفي بعض المصادر «رياح بن عبد الله بن قرط» . انظر: جمهرة أنساب العرب 150، ونسب قريش 347، ومشاهير علماء الأمصار 5 رقم 3، والبدء والتاريخ 5/ 88، والاستيعاب 2/ 458، وطبقات خليفة 22، والمعجم الكبير 1/ 64 رقم 49/ 1، والمستدرك 3/ 80، وأسد الغابة 4/ 52، وصفة الصفوة 1/ 268، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 3، والإصابة 2/ 518 رقم 5736. [3] في هذا الجدّ يلتقي بنسب النبيّ صلى الله عليه وسلّم. (مرآة الجنان/ 81) وذكر المطهّر المقدسي في البدء والتاريخ 5/ 88 «.. كعب بن لؤيّ بن غالب. ينتهي إلى الشجرة التي منها النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعثمان بثمانية آباء» . [4] هكذا في الأصل، ونسخة دار الكتب، والمعجم الكبير للطبراني 1/ 65، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 5، وقيل «هاشم» كما في: جمهرة أنساب العرب 150، وطبقات خليفة 22، ونسب قريش 347، والبدء والتاريخ 5/ 89، وصفة الصفوة 1/ 268، والمستدرك 3/ 80، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 3، وأسد الغابة 4/ 52، والاستيعاب 2/ 458 وفيه قال ابن عبد البرّ: «أمّه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وقالت طائفة في أمّ عمر: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، ومن قال ذلك فقد أخطأ، ولو كانت الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 الصحابة، وعلقمة بْن وقّاص، وقيس بْن أبي حازم، وطارق بْن شهاب، ومولاه أسلم، وزِرّ بْن حُبَيْش، وخلقٌ سواهم. وعن عبد الله بْن عُمَر قَالَ: كان أبي أبيض تَعْلُوه حمرةٌ، طُوَالًا، أصْلَع، أشيَب [1] . وَقَالَ غيره: كان أمْهَق [2] طُوَالًا، آدم، أعْسَرَ يَسِر [3] . وَقَالَ أَبُو رجاء العُطارديّ [4] : كان طويلًا جسيمًا شديد الصلع، شديد الحُمْرة [5] ، في عارضيه خفة. وسَبَلته [6] كبيرة وفي أطرافها صهبة، إذا حزبه أمر قتلها [7] . وَقَالَ سماك بْن حرْب: كان عُمَر أرْوح كأنّه راكب والنّاس يمشون، كأنه من رجال بني سَدُوس [8] . والأروح: الَّذِي يتدانى قدماه إذا مشى.   [ () ] كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام، والحارث بن هشام بن المغيرة، وليس كذلك، وإنّما هي ابنة عمّهما، فإنّ هاشم بن المغيرة وهشام بن المغيرة أخوان فهاشم والد حنتمة أمّ عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل وهاشم بن المغيرة هذا جدّ عمر لأمّه كان يقال له ذو الرمحين» . وانظر: الرياض النضرة 1/ 188. [1] طبقات ابن سعد 3/ 324. [2] أي خالص البياض. [3] يستعمل كلتا يديه. انظر: طبقات ابن سعد 3/ 325، والمستدرك 3/ 86. [4] بضمّ العين المهملة. وضبطها في (ع) بالفتح، وهذا من أوهامها في الضبط. [5] يعني البياض. والعرب تقول امرأة حمراء أي بيضاء (تاج العروس) . [6] السبلة بالتحريك: طرف الشارب، والصّهبة: سواد في حمرة. [7] انظر: طبقات ابن سعد 3/ 326، والاستيعاب لابن عبد البر 2/ 460. [8] طبقات ابن سعد 3/ 326، المعجم الكبير للطبراني 1/ 67 رقم 60 الاستيعاب 2/ 462. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 وَقَالَ أَنْس: كان يخْضِب بالحنّاء [1] . وَقَالَ سماك: كان عُمَر يسرع في مِشْيَته [2] . ويُروَى عَنْ عبد الله بْن كعب بْن مالك قَالَ: كان عُمَر يأخذ بيده اليمنى أذُنُه اليُسْرى ويثب على فرسه فكأنما خُلِقَ على ظهره [3] . وعن ابن عُمَر وغيره- من وجوهٍ جيّدة- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ أعزّ الإسلام بعمر بْن الخطاب» [4] . وقد ذكرنا إسلامه في (الترجمة النبوية) . وَقَالَ عِكْرمة: لم يزل الإسلام في اختفاء حتّى أسلم عُمَر. وَقَالَ سعيد بْن جبير: وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ 66: 4 [5] نزلت في عُمَر خاصّة. وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عمر [6] .   [1] ابن سعد 3/ 327. [2] ابن سعد 3/ 326. [3] أخرج ابن سعد في الطبقات 3/ 293 من طريق عبد الله بن عمر قال: اخبرني زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: رأيت عمر بن الخطّاب يأخذ بأذن الفرس، ويأخذ بيده الأخرى أذنه ثم ينزو على متن الفرس. وأخرج الطبراني في المعجم الكبير 1/ 66 رقم 55 من الطريق نفسه: ثم يثب على الفرس. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 270 بلفظ «أيّد دينك» ، وأخرجه من طريق أشعث بن سوّار، عن الحسن. بلفظ «أعزّ الدين» . (3/ 267) وأخرج الحاكم في المستدرك 3/ 83 من طريق المبارك بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «اللَّهمّ أعزّ الإسلام بعمر» . هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقد صحّ شاهده عن عائشة بنت الصّدّيق رضي الله عنهما.. أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: «اللَّهمّ أعزّ الإسلام بعمر بن الخطّاب خاصّة» . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ومدار هذا الحديث على حديث الشعبيّ عن مسروق، عن عبد الله: «اللَّهمّ أعزّ الإسلام بأحبّ الرجلين إليك» . [5] سورة التحريم، الآية 4، وانظر الحديث في مجمع الزوائد. [6] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 270، وابن الجوزي في مناقب عمر 18، والحاكم في الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 وَقَالَ شهر بْن حَوْشَب، عَنْ عبد الرحمن بْن غَنم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له أَبُو بَكْر وعمر: إنّ النّاس يزيدهم حِرْصًا على الإسلام أن يروا عليك زيًّا حَسَنًا من الدنيا. فَقَالَ: «أَفْعَلُ، وَايْمُ اللَّهِ لو أنّكما تتفقان لي على أمرٍ واحدٍ مَا عصيتُكما في مشورةٍ أبدة» [1] . وَقَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِي وَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ وَوَزِيرَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَوَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ، وَوَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ [2] ، وَرَوَى نَحْوَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ الترمذي في حديث أبي سعد: حديث حسن. قلت: وكذلك حديث ابن عباس حسن. وعن محمد بْن ثابت البناني، عَنْ أبيه، عَنْ أَنْس نحوه. وفي «مسند أبي يعلى» من حديث أبي ذر يرفعه: «إن لكل نبّي وزيرين، ووزيراي أَبُو بكر وعمر» . وعن أبي سلمة، عَنْ أبي أرْوَى الدَّوْسيْ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطلع أَبُو بكر وعمر فَقَالَ: «الحمد للَّه الَّذِي أيَّدني بكما» . تفرّد به عاصم ابن عمر، وهو ضعيف [3] .   [ () ] المستدرك 3/ 84 كلهم من طريق قيس بن أبي حازم، عن ابن مسعود. [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 227، بالسند، وبلفظ: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما: «لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما» . [2] أخرجه الترمذي في المناقب (3761) باب 64 مناقب أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، من طريق: أبي الجحّاف، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدريّ، وقال: هذا حديث حسن غريب. وأبو الجحّاف اسمه: داود بن أبي عوف، ويروى عن سفيان الثوريّ قال: أخبرنا أبو الجحّاف وكان مرضيّا. وانظر أسد الغابة 4/ 63، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 9، 10. [3] انظر عنه مثلا: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1869- 1872، والمجروحين لابن حبّان 2/ 127، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 335 رقم 1357، وميزان الاعتدال 2/ 355 رقم 4060 والحديث في معجم الزوائد 9/ 51 وقال رواه البزّار والطبراني في الأوسط والكبير. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 وَقَدْ مَرَّ فِي تَرْجَمَةِ الصِّدِّيقِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مُقْبِلَيْنِ فَقَالَ: «هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» الْحَدِيثَ [1] . وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مَعَهُ وَهُوَ آخِذٌ بِأَيْدِيهِمَا فَقَالَ: «هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [2] . إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وَقَالَ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» . وَرَوَاهُ سَالِمٌ أَبُو الْعَلاءِ- وَهُوَ ضَعِيفٌ- عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، وَحَدِيثُ زَائِدَةَ حَسَنٌ [3] . وَرَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ طَلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ: «هَذَانِ السَّمْعُ وَالْبَصَرُ» [4] وَيُرْوَى نَحْوُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي المغيرة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أقرئ عمر السّلام وأخبره أنّ غضبه   [1] انظر الصفحة 65 حاشية رقم (4) . [2] رواه الترمذي في المناقب (3751) باب 56 مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، من طريق: سعيد بن مسلمة، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، وفيه: «أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله وهو آخذ بأيديهما..» ، وقال: هذا حديث غريب. وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقويّ. وقد روي هذا الحديث أيضا من غير هذا الوجه عن نافع، عن ابن عمر. [3] رواه الترمذي في المناقب (3742) باب 52 مناقب أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، وقال: وفي الباب عن ابن مسعود. هذا حديث حسن. وروى سفيان الثوري هذا الحديث عن عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عن ربعيّ، عن حذيفة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم. وانظر رقم (3743) . [4] رواه الترمذي في المناقب (3753) باب 57 مناقب أبي بكر الصّدّيق، وقال: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، هذا حديث مرسل. وعبد الله بن حنطب لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 عزّ وجلّ وَرِضَاهُ حُكْمٌ» . وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ، وَبَعْضُهُمْ يَصِلُهُ عَنِ ابن عبّاس [1] . وقال محمد بْنِ سَعْدِ [2] بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إيهًا يا بن الخطّاب فو الّذي نفسي بيده مَا لقِيكَ الشيطان سالكًا فجًّا [3] إلَّا سلك فجًّا غير فجِّك» [4] . وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إنّ الشيطان يفرق من عمر» [5] .   [1] أخرجه ابن الجوزي في مناقب عمر 28، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 69 وقال: رواه الطبراني في الأوسط. [2] في نسخة دار الكتب «سعيد» وهو خطأ. [3] في صحيح البخاري 4/ 199 «فجّا قطّ» . [4] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم 4/ 199 باب مناقب عمر بن الخطّاب، وفي الأدب 7/ 93 باب التبسّم والضّحك، وفي بدء الخلق 4/ 96 باب صفة إبليس وجنوده، ومسلم في فضائل الصحابة (2396) باب من فضائل عمر رضي الله عنه، وأحمد في المسند 1/ 171 و 182 و 187. والحديث أطول ممّا هنا وهو عن محمد بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه، قال: استأذن عمر بن الخطّاب على رسول الله صلى الله عليه وسلّم وعنده نسوة من قريش يكلّمنه ويستكثرنه عالية أصواتهنّ على صوته، فلمّا استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنّك يا رسول الله، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: «عجبت من هؤلاء اللّائي كنّ عندي، فلمّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب» فقال عمر: فأنت أحقّ أن يهبن يا رسول الله، ثم قال عمر: يا عدوّات أنفسهنّ أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ فقلن: نعم أنت أفظّ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلّم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إيها يا ابن الخطّاب والّذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجّا قطّ إلّا سلك فجّا غير فجّك» . [5] أخرجه أحمد في المسند 5/ 353 من طريق: عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أنّ أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورجع من بعض مغازيه فقالت: إنّي كنت نذرت إن ردّك الله صالحا أن أضرب عندك بالدّف، قال: إن كنت فعلت فافعلي، وإن كنت لم تفعلي فلا تفعلي، فضربت، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ودخل غيره وهي تضرب، ثم دخل عمر، قال: فجعلت دفّها خلفها وهي مقنعة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن الشيطان ليفرق منك يا عمر، أنا جالس ها هنا ودخل هؤلاء فلمّا أن دخلت فعلت ما فعلت» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 رَوَاهُ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ. وَعَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي زَفَنِ الْحَبَشَةِ لَمَّا أَتَى عُمَرُ: «إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ قَدْ فَرُّوا مِنْ عُمَرَ» . صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [1] . وَقَالَ حُسَيْنُ بْنِ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَمَةً سَوْدَاءَ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَجَعَ مِنْ غَزَاةٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ صَالِحًا أَنْ أَضْرِبَ عِنْدَكَ بِالدُّفِّ، قَالَ: «إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَافْعَلِي فَضَرَبَتْ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَجَعَلَتْ دُفَّهَا خَلْفَهَا وَهِيَ مُقَنَّعَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْرُقُ مِنْكَ يَا عُمَرُ» [2] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَبْطَأَ خَبَرُ عُمَرَ عَلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَأَتَى امْرَأَةً فِي بَطْنِهَا شَيْطَانٌ فَسَأَلَهَا عَنْهُ فَقَالَتْ: حَتَّى يَجِيءَ شَيْطَانِي، فَجَاءَ فَسَأَلَتْهُ عَنْهُ فَقَالَ: تَرَكْتُهُ مُؤْتَزِرًا وَذَاكَ رَجُلٌ لَا يَرَاهُ شَيْطَانٌ إِلَّا خَرَّ لِمَنْخِرَيْهِ، الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَرُوحُ الْقُدُسِ يَنْطِقُ بلسانه [3] .   [1] رواه الترمذيّ عن الحسن بن الصباح البزار، أخبرنا زيد بن الحباب، عن خارجة بن عبد الله ابن سليمان بن زيد بن ثابت قال: أخبرنا يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا فسمعنا لغطا وصوت صبيان. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا حبشية تزفن وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهَا، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ تَعَالَيْ فَانْظُرِي» ، فجئت، فوضعت لحييّ على منكب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجعلت انظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: «ما شبعت أما شبعت» ؟ قالت: فَجَعَلْتُ أَقُولُ: لَا. لِأَنْظُرَ مَنْزِلَتِي عِنْدَهُ إِذْ طلع عمر. قالت: فارفضّ الناس عنها، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنّي لأنظر إلى شياطين الجنّ أو الإنس قد فرّوا من عمر» قالت: فرجعت. قال الترمذيّ: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. (مناقب عمر، باب رقم 71- 3774) . [2] أخرجه أحمد في المسند 5/ 353، والترمذي في مناقب عمر، باب 71 رقم (3773) . [3] مناقب أمير المؤمنين عمر لابن الجوزي 49. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 وَقَالَ زِرّ: كان ابن مسعود يخطب ويقول: إنّي لأحسب الشيطان يَفْرقُ من عُمَر أنْ يُحدث حَدَثًا فيردّه، وإنّي لأحسِب عمرَ بين عينيه مَلَكٌ يسدِّده ويقوِّمه. وَقَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قد كَانَ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ [1] فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] . وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» . رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ نَافِعٍ، عَنْهُ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ [3] . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لسان عمر [4] .   [1] محدّثون: قال ابن وهب: ملهمون. وقيل: مصيبون، إذا ظنّوا فكأنّهم حدّثوا بشيء فظنّوه. وقيل: تكلّمهم الملائكة، وقال البخاري: يجري الصواب على ألسنتهم. [2] في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر رضي الله عنه (2398) ، ورواه ابن الجوزي في مناقب عمر ص 23، والترمذي في مناقب عمر، باب 73 رقم (3776) ، وأخرجه البخاري من طريق إبراهيم بن سعد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه، وزاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن من أمّتي منهم أحد فعمر» . قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما من نبيّ ولا محدّث. (كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر 4/ 200) ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 117، والحاكم في المستدرك 3/ 86، والنووي في تهذيب الأسماء 2/ 7 وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 64. [3] أخرجه الترمذي في المناقب، باب 65 رقم (3765) وقال: وفي الباب عن الفضل بن عبّاس، وأبي ذرّ، وأبي هريرة. هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 66 باب إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وأخرجه السيوطي في تاريخ الخلفاء 117، والحاكم في المستدرك 3/ 87 وتابعه الذهبي في تلخيصه، وابن ماجة في المقدّمة باب 11 رقم (108) . [4] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 67 وقال: رواه الطبراني في الأواسط، وأخرجه السيوطي في تاريخ الخلفاء 118 وقال: أخرجه ابن منيع في مسندة عن عليّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 وَقَالَ أَنْس: قَالَ عُمَر: وافقتُ ربيّ في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي قوله عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ 66: 5 [1] . وَقَالَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مِشْرَحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرُ» [2] . وَجَاءَ مِنْ وَجْهَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إن اللَّهَ تَعَالَى بَاهَى بِأَهْلِ عَرَفَةَ عَامَّةً وَبَاهَى بِعُمَرَ خَاصَّةً» [3] . وَيُرْوَى مِثْلُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. وَقَالَ مَعْنٌ الْقَزَّازُ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ [4] ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ حَيْثُ كَانَ» [5] . وَقَالَ ابْنُ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرَّيَّ يَجْرِي فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ» قَالُوا: فما أوّلت ذلك؟ قال: «العلم» [6] .   [1] سورة التحريم- الآية 5. والحديث أخرجه مسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رقم (2399) من طريق نافع، عن ابن عمر، قال: قَالَ عُمَر: وافقتُ ربيّ في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 2/ 462، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 122، والنووي في تهذيب الأسماء 2/ 8. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 85 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 68 عن عصمة، وقال: رواه الطبراني، والترمذي رقم 3769. [3] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 70 وقال: رواه الطبراني، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 119 وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 65، 66. [4] في نسخة دار الكتب «قسط» وهو خطأ، والتصويب من الأصل وغيره.. [5] أخرجه السيوطي في تاريخ الخلفاء 119 وقال: أخرجه الطبراني، والديلميّ. [6] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه 4/ 198 من طريق ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن حمزة، عن أبيه، ومسلم في الجزء: 3 ¦ الصفحة: 261 وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ، وَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ عَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ، قَالُوا: مَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ «الدِّينَ» [1] . وَقَالَ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرَ» [2] . وَقَالَ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فَقُلْتُ: «لِمَنْ هَذَا» ؟ قِيلَ: لِشَابٍّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، فَقِيلَ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [3] . وَفِي الصَّحِيحِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مِثْلُهُ [4] . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الَجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ   [ () ] فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رقم (2391) والترمذي في المناقب، باب 69 رقم (3770) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، والدارميّ في الرؤيا 13، وأخرج الهيثمي نحوه في مجمع الزوائد 9/ 69 وقال: هو في الصحيح بغير سياقه، رواه الطبراني، وانظر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان لفؤاد عبد الباقي- 3/ 126، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 7، وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 60، وعبد الرزاق في المصنّف 11/ 224، وابن طهمان في مشيخته 192، 193 رقم 147، ونوادر الأصول 119 من طريق أبي سلمة. [1] رواه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، باب مناقب عمر 4/ 201، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رقم (2390) ، وابن عبد البرّ في الإستيعاب 2/ 463، والنووي في تهذيب الأسماء 6/ 7، وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 62، وعبد الرزاق في المصنّف 11/ 224، وابن الطهماني في مشيخته 194 رقم (149) ، والذهبي في تذكرة الحفّاظ 1/ 336. [2] أخرجه أحمد في المسند 3/ 184 وله تكملة، و 3/ 281، وانظر ابن سعد 3/ 291. [3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 179، والترمذي في المناقب (3771) وقال: حديث حسن صحيح، وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 64. [4] رواه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، باب مناقب عمر 4/ 198، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رقم (2394) ، وانظر الترمذي في المناقب 5/ 283. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 غَيْرَةَ عُمَرَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا» . قَالَ فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ؟ [1] . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ وَغَيْرُهُ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ طَلَعَ أَبُو بكر وعمر فقال: «هذان سيدا كهول أهل الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ لَا تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ» [2] . هَذَا الْحَدِيثُ سَمِعَهُ الشَّعْبِيُّ مِنَ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، وَلَهُ طُرُقٌ حَسَنَةٌ عَنْ عَلِيٍّ مِنْهَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ. وَأَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ. قَالَ الْحَافِظُ ابن عَسَاكِرَ: وَالْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قُلْتُ: وَرُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ، وَجَابِرٍ. وَقَالَ مُجَالِدٌ عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، وَقَالَهُ جَمَاعَةٌ عَنْ عَطِيَّةَ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَا لَيَرَوْنَ مَنْ فَوْقِهِمْ كَمَا تَرَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ منهم وأنعما» [3] .   [1] رواه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، باب مناقب عمر 4/ 198، ومسلم في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، رقم (2395) ، وابن ماجة في المقدّمة، باب فضل عمر 1/ 40 رقم (107) وأحمد في المسند 2/ 339، والنووي في تهذيب الأسماء 2/ 7، وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 62، وابن ماجة في المقدّمة 11، وعبد الرزاق 11/ 224، وابن الطهماني 192. [2] أخرجه الترمذي في المناقب، باب 53 مناقب أبي بكر، رقم (3747) ، وابن ماجة في المقدّمة باب فضل أبي بكر، رقم (100) من طريق مالك بن مغول، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وأحمد في المسند 1/ 80 من طريق الحسن بن زيد بن الحسن، عن أبيه، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، والنووي في تهذيب الأسماء 2/ 10، وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 63. [3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 50 ولفظه: «إن أهل علّيين ليراهم من هو أسفل منهم كما يرى الكوكب فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لمنهم وأنعما» . وأخرجه الترمذي في المناقب (3738) وابن ماجة في المقدّمة (96) ، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات 2/ 10، وابن الأثير في أسد الغابة 4/ 63. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَعَنْ يَمِينِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعَنْ يَسَارِهِ عُمَرُ فَقَالَ: «هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] » . تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأُمَوِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ. وَقَالَ عليّ رضي الله عنه بالكوفة على منبرها في ملأٍ من النّاس أيّام خلافته: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر، وخيرُها بعد أبي بكر عُمَر، ولو شئتُ أنْ أسمّي الثالث لَسَمَّيْتُهُ [2] . وهذا متواترٌ عَنْ عليّ رضي الله عنه، فقبّح الله الرافضة. وقال الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ [3] سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: سَبَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فكان ما شاء الله [4] . ورواه شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَهُ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» [5] . وَكَذَا رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ [6] الْوَاسِطِيُّ عَنْ عَبْدِ الملك، وكان سفيان   [1] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1215. [2] أخرجه ابن ماجة في المقدّمة 1/ 39 رقم (106) باب فضل عمر. [3] الخارفي: بفتح الخاء المعجمة والراء بعد الألف في آخرها فاء. نسبة إلى خارف، بطن من همدان نزل الكوفة. الأنساب 5/ 14. [4] رواه أحمد في المسند 1/ 124، 125 و 132 وأخرجه من طريق خلف بن حوشب، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن عليّ، 1/ 125 و 147. [5] رواه الترمذي في المناقب، باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه، رقم (3742) وقال: وفي الباب عن ابن مسعود. هذا حديث حسن، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة 1/ 37 رقم (97) باب فضل أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، وأحمد في المسند 5/ 382 و 385 و 399 و 402، والنووي في تهذيب الأسماء 2/ 9. [6] في نسخة دار الكتب «حصين» وهو تصحيف السمع، أو هو وهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 رُبَّمَا دَلَّسَهُ وَأَسْقَطَ مِنْهُ زَائِدَةَ، وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ هِلَالٍ مَوْلَى رِبْعِيٍّ عَنْ رِبْعِيٍّ [1] . وَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ رَجُلٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُمَرَ [2] . وَقَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ نَاسٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ فَقَالُوا: يسعك أن تُوَلِّي علينا عُمَر وأنت ذاهبٌ إلى ربك فماذا تقول له؟ قَالَ: أقول: وَلَّيْتُ عليهم خيرَهم [3] . وَقَالَ الزُّهْرِيّ: أوّل من حيّا عُمَر بأمير المؤمنين المُغيْرة بْن شُعْبة [4] . وَقَالَ القاسم بْن محمد: قَالَ عُمَر: ليعلم من وُلّي هذا الأمر من بعدي أنْ سيُر يده عنه القريبُ والبعيدُ، إنّي لأقاتِل النّاسَ عَنْ نفسي قتالًا، ولو علمت أنّ أحدًا أقوى عليه منّي لكنت أنْ أقْدَمَ فتُضْربَ عُنُقي أحب إليّ مِنْ أنْ ألِيَه [5] . وعن ابن عباس قَالَ: لمّا ولي عُمَر قيل له: لقد كاد بعضُ النَّاس أن يجيد هذا الأمر عنك، قَالَ: وما ذاك؟ قَالَ: يزعمون أنّك فَظٌّ غليظ، قَالَ: الحمد للَّه الَّذِي ملأ قلبي لهم رُحْمًا [6] وملأ قلوبهم لي رعبا [7] .   [1] انظر سنن الترمذي 5/ 271 رقم (3742) . [2] رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء 120 وقال: أخرجه ابن عساكر. [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 274 من طريق صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عائشة، بنحوه، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 120. [4] الإستيعاب لابن عبد البرّ 2/ 465. [5] طبقات ابن سعد 3/ 275، مناقب عمر لابن الجوزي 58. [6] الرّحم: بالضم، الرحمة. (النهاية لابن الأثير) . [7] انظر نحوه مختصرا في مناقب عمر لابن الجوزي 134 و 135. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 وَقَالَ الأحنف بْن قيس: سمعت عُمَر يَقُولُ: لَا يحلّ لعمر من مال الله إلَّا حُلَّتَيْنِ: حُلّة للشتاء وحُلّة للصيف، وما حجّ به واعتمر، وقوت أهلي كرجلٍ من قريش ليس بأغناهم، ثُمَّ أنا رجل من المُسْلِمين [1] . وَقَالَ عُرْوة: حجّ عُمَر بالنّاس إمارته كلّها [2] . وقال ابن عمر: ما رأيت أحدا قط بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حين قُبض أجدّ [3] ولا أجود من عُمَر [4] . وَقَالَ الزُّهْرِيّ: فتح الله الشام كلَّه على عُمَر، والجزيرة ومصر والعراق كلّه، ودوَّن الدواوين قبل أن يموت بعام، وقسّم على النّاس فيْئهم. وَقَالَ: عَاصِمُ بْنُ [5] أَبِي النَّجُودِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ خُزَيْمَةَ ابن ثَابِتٍ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ عَامِلًا كَتَبَ لَهُ وَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَرْكَبَ بِرْذَوْنًا، وَلا يَأْكُلَ نِقْيًا، وَلا يَلْبَسَ رَقِيقًا، وَلا يُغْلِقَ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَاتِ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ حَلَّتْ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةُ [6] . وَقَالَ طارق بْن شهاب: إنْ كان الرجل ليحدّث عُمَر بالحديث فيكذبه الكِذْبة فيقول: احبسْ هذه، ثُمَّ يحدّثه بالحديث فيقول: احبسْ هذه، فيقول له: كلّ مَا حدّثتُك حقٌ إلَّا مَا أمرتني أن أحبسه [7] .   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 276 وزاد في آخره «يصيبني ما أصابهم» ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 128. [2] انظر طبقات ابن سعد 3/ 283. [3] في الأصل «أحد، والتصويب من نسخة دار الكتب، وصحيح البخاري، وابن سعد. [4] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ، باب مناقب عمر 4/ 200، وابن سعد في الطبقات 3/ 292، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 120، والنووي في تهذيب الأسماء 2/ 9. [5] في النسخة (ح) «عن» بدل «بن» وهو وهم. [6] تاريخ الخلفاء للسيوطي 128. [7] تاريخ الخلفاء 127 وقال: أخرجه ابن عساكر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 وَقَالَ ابن مسعود: إذا ذُكر الصالحون فَحَيْهلًا بعمر، إنّ عُمَر كان أَعْلَمَنَا بكتاب الله وأفْقَهَنا في دين الله [1] . وَقَالَ ابن مسعود: لو أنّ عِلْم عُمَر وُضِعَ في كفة ميزان ووُضِعَ عِلْم أحياء الأرض في كفَّةٍ لَرَجَح عِلْمُ عُمَر بعِلْمِهم [2] . وَقَالَ شمر عن حُذَيْفة قَالَ: كَانَ علم النَّاس مدسوسا في جحر مَعَ عُمَر [3] . وَقَالَ ابن عُمَر: تعلّم عمرُ البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلمّا تعلّمها نحر جَزُورًا. وَقَالَ الَعوّام بْن حَوْشَب: قَالَ معاوية: أمّا أَبُو بكر فلم يرد الدنيا ولم تُرِده، وأمّا عُمَر فأرادته الدنيا ولم يُرِدّها، وأمّا نحن فتمرّغْنا فيها ظَهْرًا لبطنٍ [4] . وَقَالَ عِكْرمة بْن خالد وغيره: إنّ حفصة، وعبد الله، وغيرهما كلّموا عمرَ فقالوا: لو أكلت طعامًا طيّبًا كان أقوى لك على الحقّ، قَالَ: أكُلُّكُم على هذا الرأي؟ قالوا: نعم، قَالَ: قد علمتُ نُصْحَكُم ولكنّي تركت صاحبي على جادّةٍ فإنْ تركتُ جادَّتهُما لم أُدْرِكْهُما في المنزل [5] . قَالَ: وأصاب النّاسَ سنةٌ [6] فما أكل عامئذٍ سَمْنًا ولا سمينًا [7] .   [1] تاريخ الخلفاء 120 و 121. [2] تاريخ الخلفاء 120. [3] تاريخ الخلفاء 120 وفيه «حجر» بدل «جحر» . [4] تاريخ الخلفاء 120 وقال: أخرجه الزبير بن بكار في الموفقيات. وأقول لم أجده في «الأخبار الموفقيات» المطبوع. [5] تاريخ الخلفاء 128. [6] السنة: المجاعة. [7] تاريخ الخلفاء 128. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 وقال ابن أبي مُلَيْكَة: كلّم عُتْبة بْن فرقد عُمَر في طعامه، فَقَالَ: وَيْحَكَ آكل طيّباتي في حياتي الدنيا وأستمتع بها [1] !. وقال مبارك، عَنِ الحسن: دخل عُمَر على ابنه عاصم وهو يأكل لحمًا فَقَالَ: مَا هذا؟ قَالَ: قَرِمنا [2] إليه، قَالَ: أوَ كلّما قَرِمْت إلى شيءٍ أكلتَه! كفى بالمرء سَرَفًا أنْ يأكل كلَّ مَا اشتهى [3] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ عُمَرُ: لَقَدْ خَطَرَ عَلَى قَلْبِي شَهْوَةُ السَّمَكِ الطَّرِيِّ، قَالَ وَرَحَّلَ «يَرْفَأُ» [4] رَاحِلَتَهُ وَسَارَ أَرْبَعًا مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا، وَاشْتَرَى مِكْتَلًا فَجَاءَ بِهِ، وَعَمَدَ إِلَى الرَّاحِلَةِ فَغَسَلَهَا، فَأَتَى عُمَرَ فَقَالَ: انْطَلِقْ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَى الرَّاحِلَةِ، فَنَظَرَ وَقَالَ: نَسِيتَ أَنْ تَغْسِلَ هَذَا الْعَرَقَ الَّذِي تَحْتَ أُذُنِهَا، عَذَّبْتَ بَهِيمَةً فِي شَهْوَةِ عُمَرَ، لَا واللَّهِ لَا يَذُوقُ عُمَرُ مِكْتَلَكَ [5] . وَقَالَ قتادة: كان عُمَر يلبس، وهو خليفة، جُبَّةً من صوف مرقوعًا بعضُها بأدم، ويطوف في الأسواق على عاتقه الدِّرَّة يؤدّب النّاس بها، ويمرّ بالنِّكث [6] وَالنَّوَى فيلقطه ويلقيه في منازل النّاس لينتفعوا به [7] . قَالَ أَنْس: رأيت بين كتِفَيْ عمر أربع رقاع في قميصه [8] .   [1] تاريخ الخلفاء 128. [2] القرم: بالتحريك شدّة الشهوة إلى اللحم. [3] تاريخ الخلفاء 128، 129. [4] اسم غلام كان لعمر. [5] تاريخ الخلفاء 129. [6] النّكث: بالكسر: الغزل المنقوض. [7] تاريخ الخلفاء 129 وأخرج بعضه ابن سعد في الطبقات 3/ 330 من طريق عبيد الله بن الوليد، عن العوّام بن جويرية، عن أنس بن مالك. [8] طبقات ابن سعد 3/ 328، تاريخ الخلفاء 129، أسد الغابة لابن الأثير 4/ 62. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 وَقَالَ أَبُو عثمان النَّهْديّ: رأيت على عُمَر إزارًا مرقوعًا بأدم [1] . وَقَالَ عبد الله بْن عامر بْن ربيعة: حججت مع عُمَر، فما ضرب فسطاطا [2] ولا خِباء، كان يلقي الكساء والنّطْع على الشجرة ويستظل تحته [3] . وَقَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُسْلِمِ بْن هُرمز، عَنْ أبي الغادية الشامي قَالَ: قدِم عمرُ الجابية [4] على جملٍ أوْرَقَ تَلُوحُ صَلْعَتُهُ للشمس [5] ، ليس عليه قَلَنْسُوَة ولا عمامة، قد طبّق رجليه بين شُعبَتَيِ الرحل بلا رِكاب، ووطاؤه كِساء أنبجانيّ [6] من صوف وهو فراشه إذا نزل، وحقيبته محشوة ليفا [7] ، وَهِيَ إِذَا نزل وساده، وَعَلَيْهِ قميص من كرابيس [8] قد دَسِم وتخرّق جيبُه، فَقَالَ: ادعوا لي رأس القرية، فدعوه له فَقَالَ: اغسلوا قميصي وخيّطوه وأعيروني قميصًا، فأُتي بقميص كتَّان فَقَالَ: مَا هذا؟ قيل: كِتَّان، قَالَ: وما الكَتّان؟ فأخبروه فنزع قميصه فغسلوه ورقّعوه ولبسه، فَقَالَ له رأس القرية: أنت مَلِك العرب وهذه بلاد لَا تصلُح فيها الإبل. فأُتي ببِرْذَوْن فطرح عليه قطيفة بلا سَرْجٍ ولا رَحْلَ، فلمّا سار هُنَيْهَةً قَالَ: احبسوا، مَا كنت أظنّ النّاسَ يركبون الشيطان، هاتوا جملي [9] . وَقَالَ المُطَّلب بْن زياد، عَنْ عبد الله بْن عيسى: كان في وجه عمر بن   [1] طبقات ابن سعد 3/ 328، تاريخ الخلفاء 129. [2] خيمة. [3] طبقات ابن سعد 3/ 279، تاريخ الخلفاء 129، مناقب عمر لابن الجوزي 140. [4] الجابية: قرية حوران. [5] كذا في نسخة دار الكتب. وفي الأصل وغيره (بالشمس) . [6] نسبة إلى منبج. [7] هذا ما في نسخة دار الكتب. وفي الأصل وفي ح (ليف) . وكلاهما صواب. [8] أي قطن. [9] مناقب عمر لابن الجوزي 150. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 الخطاب خطّان أسودان من البكاء [1] . وعن الحسن قَالَ: كان عُمَر يمّر بالآية من وِرْده فيسقط حتّى يُعاد منها أيامًا [2] . وَقَالَ أَنْس: خرجت مع عُمَر فدخل حائطًا فسمعته يَقُولُ وبيني وبينه جدار: عُمَر بْن الخطاب أمير المؤمنين والله لَتَتَّقِيَنَّ الله بني [3] الخطّاب أو لَيُعَذِّبَنَّكَ [4] . وَقَالَ عبد الله بْن عامر بْن ربيعة: رأيت عُمَر أخذ تبنة من الأرض فَقَالَ: يا ليتني هذه التبنة، ليتني لم أَكُ شيئًا، ليت أمّي لم تلِدْني [5] . وَقَالَ عُبَيْد الله بْن عُمَر بْن حفص: إنّ عُمَر بْن الخطاب حمل قِرْبَةً على عُنُقِه، فقيل له في ذلك فَقَالَ: إن نفْسي أعجبتني فأردت أن أذلَّها [6] . وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: شَهِدْتُ جَلُولاءَ فَابْتَعْتُ مِنَ الْمَغْنَمِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ عُرِضْتُ عَلَى النَّارِ فَقِيلَ لَكَ: افْتَدِهِ، أَكُنْتَ مُفْتدِيَّ بِهِ؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا مِنْ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ إِلَّا كُنْتُ مُفْتَدِيكَ مِنْهُ، قَالَ: كَأَنِّي شَاهِدُ النَّاسِ حِينَ تَبَايَعُوا فَقَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِ، وَأَنْتَ كَذَلِكَ فَكَانَ أَنْ يُرَخِّصُوا عَلَيْكَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَنْ يَغْلُوا عَلَيْكَ، وَإِنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ وَأَنَا مُعْطِيكَ أكثر ما ربح تاجر من   [1] مناقب عمر لابن الجوزي 168 وفيه: وفي رواية خطّان مثل الشراك من البكاء. [2] ابن الجوزي 168. [3] هكذا في الأصل. وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي 129 «يا ابن الخطّاب» . [4] تاريخ الخلفاء 129. [5] تاريخ الخلفاء 129. [6] تاريخ الخلفاء 129. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 قُرَيْشٍ، لَكَ رِبْحُ الدِّرْهَمِ دِرْهَمٌ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا التُّجَّارَ فَابْتَاعُوهُ مِنْهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَدَفَعَ إِلَيَّ ثَمَانِينَ أَلْفًا وَبَعَثَ بِالْبَاقِي إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ لِيَقْسِمَهُ. وَقَالَ الحسن: رأى عُمَر جاريةً تطيش هُزالًا فَقَالَ: من هذه؟ فَقَالَ عبد الله: هذه إحدى بناتك. قَالَ: وأيُّ بناتي هذه؟ قَالَ: بنتي، قَالَ: مَا بلغ بها مَا أرى؟ قَالَ عملُكَ! لَا تُنفق عليها، قَالَ: إني والله مَا أعول وَلَدَك فاسْعَ عليهم أيُّها الرجل [1] . وَقَالَ محمد بْن سيرين: قدِمَ صهْرٌ لعمر عليه فطلب أن يُعطيه عُمَر من بيت المال فانتهره عُمَر وَقَالَ: أردت أن ألقى الله مَلِكًا خائنًا! فلما كان بعد ذلك أعطاه من صُلْب ماله عشرة آلاف دِرْهم [2] . قَالَ حُذيفة: واللَّهِ مَا أعرف رجلًا لَا تأخذه في الله لَوْمَةُ لائمٍ إلَّا عُمَر [3] . وَقَالَ حُذَيْفَة: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الفتنة؟ قلت: أنا. قَالَ: إنك لَجَريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده تكفِّرها الصلاة والصيام [4] وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: ليس عنها أسألك ولكن الفتنة التي تموج مَوْجَ البحر، قلت: ليس عليك منها بأس إنّ بينك وبينها بابًا مُغْلقًا، قَالَ: أيُكْسَر أم يُفْتَحُ؟ قلت: بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ: إِذًا لَا يُغْلَقُ أَبَدًا، قلنا لِحُذَيْفَةَ: أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: نعم كما يعلم أنّ دون غدٍ الليلة، إنّي حدّثته حديثًا ليس بالأغاليط،   [1] مناقب عمر لابن الجوزي 105 طبقات ابن سعد 3/ 277. [2] طبقات ابن سعد 3/ 303، 304، تاريخ الخلفاء للسيوطي 130. [3] تاريخ الخلفاء 120. [4] «الصيام» ساقطة من نسخة دار الكتب وغيرها. والاستدراك من صحيح البخاري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 فسأله مسروق: مَن الباب؟ قَالَ: الباب عُمَر. أخرجه البُخاري [1] . وَقَالَ إبراهيم بْن عبد الرحمن بْن عوف: أُتي عمرُ بكنوز كِسْرى، فَقَالَ عبد الله بْن الأرقم: أتجعلُها في بيت المال حتى تقسمها؟ فَقَالَ عُمَر: لَا واللهِ لَا آويها إلى سقفٍ حتى أُمْضيها، فوضعها في وسط المسجد وباتوا يحرسونها، فلمّا أصبح كشف عنها فرأى من الحمراء والبيضاء مَا يكاد يتلألأ، فبكى فَقَالَ له أبي: مَا يبكيك يا أمير المؤمنين فو الله إنّ هذا لَيوم شُكْر ويوم سرور! فَقَالَ: وَيْحَكَ إن هذا لم يُعْطَه قوم إلَّا أُلْقِيَتْ بينهم العداوة والبغْضاء. وَقَالَ أسلم مولى عُمَر: استعمل عُمَر مولى له على الحمى فَقَالَ: يا هُنَيُّ اضمُمْ جناحَك عَنِ المُسْلِمين وَاتَّقِ دعوةَ المظلوم فإنّها مُستجابة، وأدْخِل ربَّ الصُّرَيْمَة والغُنيْمة، وإيّاي وَنَعَم ابن عَوْف ونَعَم ابن عفّان فإنّهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى زرعٍ ونخلٍ، وإنّ رب الصُّريمة والغُنيْمة إنْ تهْلِك ماشِيتُهُما يأتِني ببَنِيه فيقول: يا أمير المؤمنين! أفتاركهم أنا لا أبا لك! فالماء والكَلأ أيسر عليَّ من الذهب والفضة، وَايْمُ اللَّهِ إنُهم ليرون أنّي قد ظلمتُهُم، إنّها لَبِلادُهُم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام، والذي نفسي بيده لولا المالُ الَّذِي أحمِلُ عليه في سبيل الله مَا حَمَيْتُ عليهم من بلادهم شِبْرًا. أخرجه البخاري [2] . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَوَّن عمرُ الدّيوان، وفرض للمهاجرين الأوّلين خمسة   [1] في المواقيت 1/ 133 باب الصلاة كفّارة، وفي الزكاة 2/ 119 باب الصدقة تكفّر الخطيئة، وفي الصوم 2/ 226 باب الصوم كفّارة، وفي المناقب 4/ 174 باب علامات النبوّة، وفي الفتن 8/ 96 باب الفتنة التي تموج كموج البحر، وأخرجه مسلم في الإيمان (231) باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، وفي الفتن وأشراط الساعة (26) باب في الفتنة التي تموج موج البحر، والترمذي في الفتن باب 61 رقم (2359) ، وابن ماجة في الفتن، رقم (3955) ، وأحمد في المسند 5/ 386 و 401 و 405. [2] في الجهاد والسير 4/ 33 باب إذا أسلم قوم في دار الحرب ولهم مال وأرضون فهي لهم، ومالك في الموطّأ 707، 708 رقم (1842) باب ما يتّقى من دعوة المظلوم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 آلاف خمسة آلاف، وللأنصار أربعةَ آلافٍ أربعة آلاف، ولأُمَّهات المؤمنين اثني عشر ألفًا اثني عشر ألفًا [1] . وَقَالَ إبراهيم النَّخْعيّ: كان عُمَر يتجر وهو خليفة [2] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مَالِكِ الدَّارِ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَانِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا. فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ وَقَالَ: ائْتِ عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ وَأَخْبِرْه أَنَّهُمْ مُسْقَوْنَ وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكَيْسَ الْكَيْسَ، فَأَتَى الرَّجُلُ فَأَخْبَرَ عُمَرَ فَبَكَى وَقَالَ: يَا رَبِّ مَا آلُو مَا عَجَزْتُ عَنْهُ. وَقَالَ أَنْس: تقرقر بطْنُ عُمَر من أكل الزَّيت عام الرَّمَادة، كان قد حرم نفسه السَّمْن، قَالَ: فنقر بطنه بإصبعه وَقَالَ: إنه ليس [لك] [3] عندنا غيره حتى يحيا النّاس [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَادَةِ جَاءَتِ الْعَرَبُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَكَانَ عُمَرُ قَدْ أَمَرَ رِجَالًا يَقُومُونَ بِمَصَالِحِهِمْ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَيْلَةً: «أَحْصُوا مَنْ يَتَعَشَّى عِنْدَنَا» فَأَحْصَوْهُمْ مِنَ الْقَابِلَةِ فَوَجَدُوهُمْ سَبْعَةَ آلافِ رَجُلٍ، وَأَحْصَوُا الرِّجَالَ الْمَرْضَى وَالْعِيَالاتِ فَكَانُوا أَرْبَعِينَ أَلْفًا. ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ بَلَغَ الرِّجَالُ وَالْعِيَالُ سِتِّينَ أَلْفًا، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أَرْسَلَ اللَّهُ السَّمَاءَ، فَلَمَّا مَطَرَتْ رَأَيْتُ عُمَرَ قَدْ وَكَّلَ بِهِمْ مَنْ يُخْرِجُونَهُمْ إِلَى الْبَادِيَةِ وَيُعْطُونَهُمْ قُوتًا [5] وَحُمْلانًا إلى باديتهم، وكان قد   [1] طبقات ابن سعد 3/ 300 تاريخ الخلفاء 130. [2] تاريخ الخلفاء 130. [3] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من طبقات ابن سعد. [4] طبقات ابن سعد 313. [5] في الأصل «قوّة» وهو تحريف، والتصويب من نسخة دار الكتب، وطبقات ابن سعد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 وَقَعَ فِيهِمُ الْمَوْتُ فَأَرَاهُ مَاتَ ثُلُثَاهُمْ، وَكَانَتْ قُدُورُ عُمَرَ تَقُومُ إِلَيْهَا الْعُمَّالُ مِنَ السَّحَرِ يَعْمَلُونَ الْكُرْكُورَ [1] وَيَعْمَلُونَ الْعَصَائِدَ [2] . وعن أسلم قَالَ: كنّا نقول: لو لم يرفَعِ اللُه الْمُحْلَ عام الرَّمَادَة لَظَنَنَّا أن عُمَر يموت [3] . وَقَالَ سُفيانُ الثَّوْري: مَنْ زعم أنّ عليًّا كان أحقّ بالولاية من أبي بكر وعمر فقد خطَأ أبا بكرٍ وعمر والمهاجرين والأنصار [4] . وَقَالَ شريك: ليس يُقَدَّم عليًّا على أبي بكر وعمر أحد فيه خير [5] . وَقَالَ أَبُو أسامة: تدرون من أَبُو بكر وعمر؟ هما أَبُو الإسلام وأُمُّه [6] . وَقَالَ الحسن بْن صالح بْن حيّ: سمعت جعفر بْن محمد الصّادق يَقُولُ: أنا بريءٌ ممن ذكر أبا بكر وعمر إلَّا بخير [7] . ذِكْر نسائه وأولاده تزوّج زينب بنت مظعون، فولدت له عبد الله، وحفْصةَ، وعبد الرحمن [8] . وتزوج مُلَيْكَة الخُزَاعيّة، فولدت له عُبَيْد الله، وقيل أمّه وأمّ زيد الأصغر أمّ كلثوم بنت جَرْوَلٍ. وتزوّج أمَّ حُكَيْم بنت الحارث بْن هشام   [1] في طبعة القدسي 3/ 156 «الكرنور» والتصويب من طبقات ابن سعد. [2] طبقات ابن سعد 316، 317. [3] زاد ابن سعد في طبقاته 3/ 315: «همّا بأمر المسلمين» . [4] تاريخ الخلفاء 121. [5] تاريخ الخلفاء 122. [6] تاريخ الخلفاء 123. [7] تاريخ الخلفاء 122. [8] هو الأكبر. (تاريخ الطبري 4/ 198) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 المخزومية، فولدت له فاطمة. وتزوّج جميلة بنت عاصم بْن ثابت [1] فولدت له عاصمًا. وتزوّج أُمّ كُلْثُوم بنت فاطمة الزَّهْراء [2] وأصْدَقَها أربعين ألفًا، فولدت له زيدًا [3] ورُقَيَّة. وتزوّج لُهَّيةَ امرأة من اليمن فولدت له عبد الرحمن الأصغر [4] . وتزوّج عاتكة بنت زيد بْن عمرو بْن نُفَيْلٍ التي تزوجها بعد موته الزُّبَيْر [5] . وَقَالَ الَّليْث بْن سعد: استُخْلِف عُمَر فكان فتْحُ دمشق، ثُمَّ كان اليرموك سنة خمس عشرة، ثُمَّ كانت الجابية سنة ست عشرة، ثُمَّ كانت إيلياء وسَرْغ لسنة سبع عشرة، ثمّ كانت الرَّمَادة وطاعون عَمَوَاس سنة ثماني عشرة، ثُمَّ كانت جلولاء سنة تسع عشرة، ثُمَّ كان فتح باب لِيُون وقَيْسَارِية بالشام، وموت هِرَقْلَ سنة عشرين، وفيها فُتحت مصر، وسنة إحدى وعشرين فُتِحَتْ نَهَاونْد، وفُتِحَت الإسكندرية سنة اثنتين وعشرين. وفيها فُتِحت إصْطَخر وهَمَذان. ثم غزا عمرو بْن العاص أطْرابُلُسَ المَغْرِب. وغَزْوة عَمُورية وأمير مصر وهْب بْن عمير الجُمَحيّ، وأمير أهل الشام أَبُو الأعور سنة ثلاثٍ وعشرين. ثُمَّ قُتل عُمَر مَصْدَرَ الحاجّ في آخر السنة. قَالَ خليفة [6] : وقعة جَلولاء سنة سبع عشرة.   [1] هكذا في الأصل، والصحيح كما في طبقات ابن سعد 3/ 265: «جملة بنت ثابت بن أبي الأقلح واسمه قيس بن عصمة» . وعند الطبري 4/ 199 «جميلة أخت عاصم» وهو الصحيح. [2] في النسخة (ع) «الزهري» وهو تحريف. [3] هو الأكبر، ولا بقيّة له. (ابن سعد 3/ 265) . [4] في طبقات ابن سعد 3/ 266 هو: عبد الرحمن الأوسط، وهو أبو المجبّر. [5] ابن سعد 3/ 266، تاريخ الطبري 4/ 199. [6] في تاريخه 136. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 وَقَالَ سعيد بْن المسيب: إنّ عُمَر لما نفر من مِنَى أناخ بالأبْطح، ثُمَّ كوَّم كَوْمَةً من بطحاء [1] واستلقى ورفع يديه إلى السّماء، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ كَبُرَتْ سِنِّي وضعفُتْ قوْتي وانتشرت رعيَّتي فاقبضْني إليك غير مُضَيّعٍ ولا مُفَرّط» فما انْسَلَخَ ذو الحجّة حتّى طُعِن فمات [2] . وَقَالَ أَبُو صالح السَّمّان: قَالَ كعب لعمر: أجِدُك في التَّوْراة [3] تُقْتَلُ شهيدًا، قَالَ: وأنَّى لي بالشّهادة وأنا بجزيرة العرب [4] ؟ وَقَالَ أسلم، عَنْ عُمَر أنه قَالَ: اللَّهمّ ارزُقْني شهادةً في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك. أخرجه البخاريّ [5] . وقال معدان بْن أبي طَلْحة اليَعْمُرِيّ: خطب عُمَر يوم جمعةٍ وذكر نبيَّ الله وأبا بكر ثمّ قَالَ: رأيت كأنَّ ديِكًا نَقَرَني نَقْرَةً أو نَقْرَتَيْن، وإنِّي لَا أراه إلَّا حُضُورَ أَجَلِي، وإنّ قومًا يأمروني أنِ استخلِفَ وإنّ الله لم يكن لِيُضَيِّعَ دِينَه ولا خِلافَتَه فإنْ عجل بي أمرٌ فالخلافة شُورَى بين هؤلاء الستّة الّذين تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عنهم راضٍ [6] . وَقَالَ الزُّهْرِيّ: كان عُمَر لا يأذن لسبيّ قد احتلم في دخول المدينة حتى كتب المُغِيرَة بْن شُعْبة وهو على الكوفة يذكر له غلامًا عنده صِنَعًا [7]   [1] أي من الحصى الصغير. [2] طبقات ابن سعد 3/ 334، 335، تاريخ الخلفاء 133، المستدرك للحاكم 3/ 92، أسد الغابة 4/ 73. [3] انظر تاريخ الطبري 4/ 191. [4] طبقات ابن سعد 3/ 331. [5] وابن سعد في طبقاته 3/ 331، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 133. [6] في حاشية الأصل كتب هنا: «بلغت قراءة في الحادي والعشرين على مؤلّفه. كتبه عبد الرحمن بن البعلبكي. عفي عنه» . والحديث في طبقات ابن سعد 3/ 335، 336 وتاريخ الخلفاء للسيوطي 133 والحاكم في المستدرك 3/ 91 وابن الأثير 4/ 73. [7] صنعا: بالكسرة وبالتحريك: حاذق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 ويستأذنه أن يدخل المدينةَ ويقول: إنّ عنده أعمالًا كثيرة فيها منافع للنّاس: إنّه حدّاد نقاش نجّار، فأذِن له أن يُرْسِلَ به، وضرب عليه المُغِيرَة مائة دِرْهَمٍ في الشهر، فجاء إلى عُمَر يشتكي شدة الخراج، قَالَ: مَا خراجك بكثير. فانصرف ساخطًا يتذمّر، فلبث عُمَر ليالي [1] ثُمَّ دعاه فَقَالَ: ألم أُخْبَرْ أنّك تقول: لو شاء لَصَنَعْتُ رحًى تَطْحَنُ بالرّيح؟ فالتفت إلى عمر عابسا وقال: لأَصْنَعَنَّ لك رحًى يتحدث النَّاس بها، فلمّا وُليّ قَالَ عُمَر لأصحابه: أوعدني العبدُ آنفًا. ثمّ اشتمل أَبُو لؤلؤة على خِنْجَرٍ ذي رأسين نصابه في وسَطِه، فكمن في زاويةٍ من زوايا المسجد في الغَلَس [2] . وَقَالَ عمرو بْن ميمون الأوديّ: إنّ أبا لؤلؤة عبد المُغِيرَة طعن عُمَر بخنجرٍ له رأسان وطعن معه اثني عشر رجلًا، مات منهم ستّة، فألقى عليه رجل من أهل العراق ثوبًا، فلمّا اغتمّ فيه قتل نفسه [3] . وَقَالَ عامر بْن عبد الله بْن الزُّبَيْر عن أَبِيهِ قَالَ: جئت من السّوق وعمر يتوكّأ عليّ، فمرّ بنا أَبُو لؤلؤة، فنظر إلى عُمَر نظرةً ظَننْتُ أنّه لولا مكاني لبَطَش به، فجئت بعد ذلك إلى المسجد الفجر فإنّي لَبَيْن النّائم واليَقْظان، إذ سمعت عُمَر يَقُولُ: قتلني الكلبُ، فماج النّاس ساعةً، ثُمَّ إذا قراءة عبد الرحمن بْن عوف. وَقَالَ ثابت البُناني، عَنْ أبي رافع: كان أَبُو لؤلؤة عبدًا للمُغِيرة يصنع الأرحاء، وكان المغيرة يستغلّه [4] كل يومٍ أربعة دراهم، فلقي عمر فقال: يا   [1] في النسخة (ع) «لياليا» ، وهو خطأ، لأنّ «ليالي» ممنوعة من الصرف. [2] طبقات ابن سعد 3/ 345، تاريخ الخلفاء 133، وانظر تعليق الأستاذين الأخوين: علي وناجي الطنطاوي في: سيرة عمر بن الخطاب 2/ 607 حول هذه الرواية. [3] طبقات ابن سعد 3/ 340، تاريخ الخلفاء 134. [4] هكذا في الأصل والمصادر الأخرى، وعند الحاكم في المستدرك «يستعمله» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 أمير المؤمنين إنّ المُغِيرَة قد أثقل عليّ فكلِّمْه، فَقَالَ: أحْسِنْ إلى مولاك، ومن نِيَّة عُمَر أنْ يكلّم المُغِيرةَ فيه، فغضب وَقَالَ: يسع النّاس كلَّهم عدلُهُ غيري، وأضمر قتْلَه واتّخذ خِنْجَرًا وشحذه وسَمَّه، وكان عُمَر يَقُولُ: «أقيموا صفوفكم» قبل أنْ يكبّر، فجاء فقام حِذاءه في الصّفّ وضربه في كَتِفِه وفي خاصرته، فسقط عُمَر، وطعن ثلاثة عشر رجلًا معه، فمات منهم ستّة، وَحُمِلَ عمرُ إلى أهله وكادت الشمس أن تطلع، فصلّى ابن عَوْف بالنّاس بأقصر سورتين، وأُتي عُمَر بنبيذٍ فشربه فخرج من جُرْحه فلم يتبيّن، فسَقَوْه لَبَنًا فخرج من جرحه فقالوا: لَا بأس عليك، فَقَالَ: إنْ يكن بالقتل بأس فقد قُتِلْتُ [1] ، فجعل النَّاس يُثْنون عليه ويقولون: كنتَ وكنتَ، فَقَالَ: أما واللهِ وَدِدْتُ أني خرجت منها كفافًا لَا عليّ ولا لي وأنّ صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي [2] . وأثنى عليه ابن عباس، فَقَالَ: لو أنّ لي طِلَاعَ الأرض ذَهَبًا [3] لافتديت به من هول [4] المُطَّلَع [5] ، وقد جعلتُها شُورَى في عثمان وعليّ وطلحة والزّبير وعبد الرحمن وسعد. وأمر صُهَيْبًا أنْ يصلّي بالنّاس، وأجّل الستَّة ثلاثًا [6] . وعن عمرو بْن ميمون أنّ عُمَر قَالَ: «الحمد للَّه الَّذِي لم يجعل منيّتي   [1] إلى هنا تنتهي الرواية عند الحاكم في المستدرك 3/ 91. [2] طبقات ابن سعد 3/ 353، مجمع الزوائد 9/ 76، 77 وفيه: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وأسد الغابة 4/ 75، مناقب عمر لابن الجوزي 217. [3] أي ما يملأ الأرض ذهبا حتى يطلع عنها ويسيل. (النهاية لابن الأثير) . [4] في طبعة القدسي 3/ 161 «هو» بدل «هول» والتصويب من طبقات ابن سعد 3/ 352 وغيره. [5] المطّلع: الموقف يوم القيامة. (النهاية لابن الأثير) . [6] انظر طبقات ابن سعد 3/ 344، والمستدرك للحاكم 3/ 92، والاستيعاب لابن عبد البرّ 2/ 468، 469، مجمع الزوائد 9/ 77، مناقب عمر لابن الجوزي 219، تاريخ الخلفاء 134. وأجّل السّتّة ثلاثا: أي ثلاثة أيّام. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 بيد رجلٍ يدّعي الإسلام» ثمّ قَالَ لابن عباس: كنت أنت وأبوك تحبان أن يَكْثُرَ العُلُوج بالمدينة. وكان العباس أكثرهم رقيقًا [1] . ثُمَّ قَالَ، يا عبد الله! أنظر مَا عليّ من الدَّيْن، فحسبوه فوجدوه سِتَّةً وثمانين ألفًا أو نحوها، فَقَالَ: إنْ وَفَّى مالُ آل عُمَر فأّدِّهِ من أموالهم وإلَّا فاسْأل في بني عديٍّ فإنْ لم تفِ أموالُهُم فَسَلْ في قريش، اذهب إلى أمّ المؤمنين عائشة فقُلْ: يستأذن عمرُ أنْ يُدْفَنَ مع صاحبيه، فذهب إليها فقالت: كنت أريده- تعني المكان- لنفسي ولأُؤْثِرَنَّهُ الْيَوْمَ على نفسي، قَالَ: فأتى عبد الله فَقَالَ: قد أذِنَتْ لك، فحمِدَ الله. ثُمَّ جاءت أم المؤمنين حفصة والنّساء يستُرْنَها، فلمّا رأيناها قمنا، فَمَكَثَتْ عنده ساعة، ثمّ استأذن الرجالُ فَوَلَجَتْ داخلةً ثمّ سمعنا بُكَاءها. وقيل له: أوْص يا أمير المؤمنين واستَخْلِف، قَالَ: مَا أرى أحدًا أحقّ بهذا الأمر من هؤلاء النفَر الذين تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عنهم راضٍ، فسمّى السّتَّة وَقَالَ: يشهد عبد الله بْن عُمَر معهم وليس له من الأمر شيء- كهيئة التعزية لَهُ- فإنْ أصابت الإمرةُ سعدًا فهو ذاك وإلا فلْيَسْتَعِنْ به أيُّكم مَا [2] أُمِّر، فإنّي لم أعزلْه من عجْزٍ ولا خيانة، ثُمَّ قَالَ: أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله، وأوصيه بالمهاجرين والأنصار، وأوصيه بأهل الأمصار خيرًا، في مثل ذلك من الوصيّة [3] . فلمّا تُوُفيّ خرجنا به نمشي، فسلّم عبد الله بن عمر وقال: عُمَر يستأذن، فَقَالَتْ عائشة: أدخلوه، فأُدْخِل فوُضع هناك مع صاحبيه [4] .   [1] طبقات ابن سعد 3/ 338. [2] ابن سعد 3/ 338، 339، تاريخ الخلفاء للسيوطي 135. [3] «ما» غير موجودة في المنتقى لابن الملّا. [4] مناقب عمر لابن الجوزي 220، تاريخ الخلفاء للسيوطي 135. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 فلمّا فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرَّهْط، فَقَالَ عبد الرحمن بْن عَوْف: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فَقَالَ الزُّبَيْر: قد جعلت أمري إلى عليّ وَقَالَ سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن، وَقَالَ طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، قَالَ: فخلا هؤلاء الثلاثة فَقَالَ عبد الرحمن: أنا لَا أريدها فأيُّكما تبرّأ من هذا الأمر ونجعله إليه والله عليه والإسلام لينظرنّ أفضلهم في نفسه وليحرصنّ على صلاح الأُمَّة، قَالَ: فسكت الشيخان عليّ وعثمان، فَقَالَ عبد الرحمن: اجعلوه إليّ والله عليَّ لَا آلو عَنْ أفضلكم، قالا: نعم فخلا بعليّ وَقَالَ: لك من القِدَم في الإسلام والقرابة مَا قد علمت، الله عليك لئن أمَّرْتُك لتعدِلَنّ ولئن أَمَّرْتُ عليك لَتَسْمعَنَّ ولَتُطِيعَنَّ، قَالَ: ثُمَّ خلا بالآخر فَقَالَ له كذلك، فلمّا أخذ ميثاقهما بايع عثمان وبايعه عليّ [1] . وَقَالَ المِسْوَر بْن مَخْرَمَة: لما أصبح عُمَر من الغد، - وهو مطعون- فزَّعُوه [2] فقالوا: الصَّلاة، ففزع وَقَالَ: نعم ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصّلاة، فصلّى وجرحُهُ يثقب دمًا [3] . وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَاءَ كَعْبٌ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ دَعَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَيُبْقِيَنَّهُ اللَّهُ وَلَيَرْفَعَنَّهُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ حَتَّى يَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا. حَتَّى ذَكَرَ الْمَنَافِقِينَ فِيمَنْ ذَكَرَ، قَالَ: قُلْتُ: أُبَلِّغُهُ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ تُبَلِّغَهُ، فَقُمْتُ وَتَخَطَّيْتُ النَّاسَ حَتَّى جَلَسْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقُلْتُ: إِنَّ كَعْبًا يَحْلِفُ باللَّه لَئِنْ دَعَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَيُبْقِيَنَّهُ اللَّهُ وَلَيَرْفَعَنَّهُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، قَالَ: ادْعُوا كَعْبًا فَدَعَوْهُ فَقَالَ: ما تقول؟ قال: أقول   [1] ابن سعد 3/ 339، تاريخ الخلفاء للسيوطي 135. [2] أي نبّهوه. وفي نسخة دار الكتب (قرّعوه) وهو تصحيف. [3] ابن سعد 3/ 350 و 351، مناقب عمر 222. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَدْعُو اللَّهَ وَلَكِنْ شَقِيَ عُمَرُ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ الله له [1] ، قال: وجاء صهيب فقال: وا صفيّاه وا خليلاه وا عمراه، فقال: مهلا يا صهيب أو ما بَلَغَكَ أَنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ [2] . [وعن ابن عباس قَالَ: كان أَبُو لؤلؤة مَجُوسيًا [3] . وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ] [4] قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا عَلَيْكَ لَوْ أجْهَدْتَ نَفْسَكَ ثُمَّ أَمَّرْتَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا؟ فَقَالَ عُمَرُ: أَقْعِدُونِي. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَتَمَنَّيْتُ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ عَرْضَ الْمَدِينَةِ فَرَقًا مِنْهُ حِينَ قَالَ: أَقْعِدُونِي، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَمَّرْتُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ؟ قُلْتُ: فُلانًا، قَالَ: إِنْ تُؤَمِّرُوهُ فَإِنَّهُ ذُو شَيْبَتِكُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَرَأَيْتَ الْوَلِيدَ يَنْشَأُ مَعَ الْوَلِيدِ وَلِيدًا وَيَنْشَأُ مَعَهُ كَهْلًا، أَتَرَاهُ يَعْرِفُ مَنْ خَلَقَه؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَمَا أَنَا قَائِلٌ للَّه إِذَا سَأَلَنِي عَمَّنْ أَمَّرْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: فُلانًا، وَأَنَا أَعْلَمُ مِنْهُ مَا أَعْلَمُ! فلا والّذي نفسي بيده لأردنها إِلَى الَّذِي دَفَعَهَا إِلَيَّ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ عَلَيْهَا مَن هُوَ خَيْرٌ مِنِّي لَا يَنْقُصُنِي ذَلِكَ مِمَّا أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا. وَقَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دخل على عُمَر عثمان، وعليٌ، والزُّبَيْر، وابن عوف، وسعد- وكان طلحة غائبًا- فنظر إليهم ثمّ قَالَ: إنّي قد نظرتُ لكم في أمر النّاس فلم أجد عند النّاس شقاقًا إلَّا أنْ يكون فيكم، ثُمَّ قَالَ: إنّ قومكم إمّا يؤمِّروا أحَدَكُم أيُّها الثلاثة، فإنْ كنت على شيء من أمر الناس يا عثمان فلا تحملن بني أبي مُعَيْط على رقاب الناس، وإن كنت علي شيء من أمر النَّاس يا عبد الرحمن فلا تحملنّ أقاربك   [1] انظر ابن سعد 3/ 361، ومناقب عمر لابن الجوزي 211. [2] انظر ابن سعد 3/ 346 و 362 ومناقب عمر 216 خ- [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 71 رقم 77. [4] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 على رقاب الناس. وإن كنت علي شيء من أمر النَّاس يا عليّ فلا تحملنّ بني هاشم على رقاب النَّاس، قوموا فتشاوروا وأمِّروا أحدكم، فقاموا يتشاورون [1] . قَالَ ابن عُمَر: فدعاني عثمان مرَّةً أو مرتين ليُدْخلني في الأمر ولم يُسَمِّني عُمَر، ولا والله مَا أحبّ أني كنت معهم عِلْمًا منه بأنه سيكون من أمرهم مَا قَالَ أبي، والله لَقَلَّما سمعته حوّل شفتيه بشيء قطّ إلا كان حقًا، فلمّا أكثر عثمانُ دعائي قلت: ألا تعقلون! تؤمّرون وأمير المؤمنين حيّ! فو الله لكَأنّما أيقظتهم، فَقَالَ عُمَر: أمْهِلوا فإن حدث بي حدث فلْيُصل للناس صُهيْب ثلاثًا ثُمَّ اجتمعوا في اليوم الثالث أشراف النَّاس وأمراء الأجناد فأمِّروا أحدكم، فمن تأمرَّ عَنْ غير مشورةٍ فاضربوا عُنُقَه [2] . وَقَالَ ابن عُمَر: كان رأس عُمَر في حجْرى فَقَالَ: ضع خدّي على الأرض، فوضعتُهُ فَقَالَ: وَيْلٌ لي وَوَيْلُ أمّي إنْ لم يرحمني ربّي [3] . وعن أبي الحُوَيْرِث قَالَ: لمّا مات عُمَر ووُضِعَ ليُصَلَّى عليه اقتتل عليّ وعثمان [4] أيُّهما يصلّي عليه، فَقَالَ عبد الرحمن: إنّ هذا لهو الحِرْص على الإمارة، لقد علمتما مَا هذا إليكما ولقد أمَّر به غيركما، تقدَّمْ يا صُهَيْب فَصَلِّ عليه. فصلّى عليه [5] . وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وُضِعَ عُمَرُ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ، فَجَاءَ عَلِيٌّ حَتَّى قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ فَقَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ مَا مِنْ خَلْقٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَتِهِ بَعْدَ صَحِيفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم من هذا   [1] طبقات ابن سعد 3/ 344. [2] ابن سعد 3/ 344. [3] ابن سعد 3/ 360 و 361. [4] أي اختلفا أو تدافعا، وليس قتالا بمعنى القتل، كما في (النهاية) . [5] ابن سعد 3/ 367، المستدرك للحاكم 3/ 92. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 282 الْمُسَجَّى عَلَيْهِ ثَوْبُهُ. وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهُ مِنْ عدّة وجوده عَنْ عَلِيٍّ [1] . وَقَالَ مَعْدان بْن أبي طَلْحَةَ: أُصيب عُمَر يوم الأربعاء لأربعٍ بقين من ذي الحجّة، وكذا قَالَ زيد بْن أسلم وغير واحد. وَقَالَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص: إنّه دُفِنَ يوم الأحد مُسْتَهَلّ المحرّم [2] . وَقَالَ سعيد بْن المسيب: تُوُفيّ عُمَر وهو ابن أربعٍ أو خمسٍ وخمسين سنة، كذا رواه الزُّهْرِيّ عنه [3] . وَقَالَ أَيُّوبُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَاتَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً [4] . وَكَذَا قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ وَابْنُ شِهَابٍ. وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ عُمَرَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعَامَيْنِ أَوْ نَحْوِهِمَا يَقُولُ: أَنَا ابْنُ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو عَاصِمٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: تُوُفِّيَ عُمَرُ وَلَهُ سُتُّونَ سَنَةً [5] . قَالَ الواقِديّ: هذا أثبت الأقاويل، وكذا قال مالك [6] .   [1] ابن سعد 3/ 369 و 370، المستدرك 3/ 94. [2] ابن سعد 3/ 365. [3] ابن سعد 3/ 365. [4] ابن سعد 3/ 365، المعجم الكبير للطبراني 1/ 69 رقم (70) و (71) . [5] تاريخ الطبري 4/ 198. [6] ابن سعد 3/ 365. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 وَقَالَ قَتَادة: قُتِل عُمَر وهو ابن إحدى وستين سنة [1] . وَقَالَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ الْبَجَلِيُّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سُمِعَ مُعَاوِيَةُ يَخْطُبُ وَيَقُولُ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَهُمَا ابْنَا ثَلاثٍ وَسِتِّينَ [2] . وَقَالَ يحيى بْن سعيد: سمعت سعيد بْن المسيب قَالَ: قُبض عُمَر وقد استكمل ثلاثًا وستين. وقد تقدّم لابن المسيب قولٌ آخر. وَقَالَ الشَّعْبِيّ مثل قول معاوية [3] . وَأَكْثَرُ مَا قِيلَ قَوْلُ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قُبِضَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ سِتٍّ وستّين سنة [4] والله تعالى أعلم [5] .   [1] تاريخ الطبري 4/ 198، المعجم الكبير للطبراني 1/ 69 رقم (67) . [2] ابن سعد 3/ 365، المعجم الكبير 1/ 69 رقم (66) . [3] المعجم الكبير للطبراني 1/ 68 رقم (65) . [4] المعجم الكبير للطبراني 1/ 68 رقم (64) . [5] في حاشية الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك على مؤلّفه، فسح الله في مدّته في الميعاد السابع عشر، وسمعه القاضي شرف الدين عبد الرحيم الزريراني الحنبلي» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 ذِكْرُ مَنْ توفّي في خِلَافَةِ عُمَرْ رَضِي الله عنه «مجملًا» (الأقرع بْن حابس) [1] التميمي المُجاشِعِي، أحد المؤلَّفة قلوبُهُم وأحد الأشراف، أقطعه أَبُو بكر له ولعُيَيْنَة بْن بدر [2] ، فعطَّل عليهما عمرُ ومحا الكتاب الَّذِي كتب لهما أَبُو بكر [3] ، وكانا من كبار قومهما، وشهد الأقرع مع خالد حرب أهل العراق وكان على المقدّمة [4] .   [1] المغازي للواقدي 803، 804، 919، 946، 948، 951، 954، 975، تهذيب سيرة ابن هشام 275، 277، 300، طبقات خليفة 41 و 178، تاريخ خليفة 90، المحبّر 134 و 183، 247 و 474، نسب قريش 7، المعارف لابن قتيبة 342 و 579 و 621، عيون الأخبار 1/ 85، البرصان والعرجان 59 و 116 و 118 و 119 و 120 و 205 و 326 و 327، المعرفة والتاريخ 1/ 338 و 3/ 293، العقد الفريد 1/ 276 و 2/ 196، أنساب الأشراف 1/ 24 و 385 و 530، وج 1 ق 4/ 12 و 5/ 193، فتوح البلدان 1/ 78، تاريخ الطبري 3/ 378- 380، الاستيعاب 1/ 96، ثمار القلوب 295، المعجم الكبير 1/ 300 رقم 80، الخراج وصناعة الكتابة 403، تهذيب دمشق 3/ 89- 94، الكامل في التاريخ 2/ 269، 270 و 287 و 289 و 394 و 3/ 126، أسد الغابة 1/ 107- 110، التذكرة الحمدونية 1/ 56 و 123، البداية والنهاية 7/ 141، 142، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 124 رقم 63، الوافي بالوفيات 9/ 307، 308 رقم 4239، الإصابة 1/ 58، 59 رقم 231، تعجيل المنفعة 39، 40 رقم 61. [2] عند ابن عساكر «ابن حصن» بدل «بدر» . [3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 93. [4] أسد الغابة 1/ 109. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 وقيل إنّ عبد الله بْن عامر استعمله على جيش سيّره إلى خُراسان فأصيب هو والجيش بالجَوْزَجَان وذلك في خلافة عثمان [1] . وَقَالَ ابن دُرَيْد: اسمه فراس [2] بْن حابس بْن عِقال، ولُقِّب الأقرع لقَرَعٍ برأسه [3] . (الحُباب بْن المنذر) [4] بْن الجَمُوح أَبُو عَمْرو الأنصاريّ، أحد بني سَلَمَةَ بْن سعد، وقيل كنيته أَبُو عُمَر، وكان يقال له ذو الرأي. أشار يوم بدر عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ ينزل على آخر ماء ببدر ليبقى المشركون على غير ماء، وهو الَّذِي قَالَ يوم سقيفة بني ساعدة: أنا جُذَيْلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير [5] . والجذل: هو عود يُنْصب للإبل الجَرْبَى لتَحْتَكَّ به. والعذق: النَّخْلَةُ، والمرجّب: أن تُدَعَّم النَّخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشبٍ إذا خيف عليها لكثرة حَمْلها أن تقع، يقال: رجّبتها فهي مرجّبة.   [1] أسد الغابة 1/ 110. [2] في المنتقى «فراش» وهو تصحيف. [3] أسد الغابة 1/ 109. [4] المغازي للواقدي 53، 54، 58، 83- 85، 142، 150، 169، 207، 215، 234، 240، 256، 257، 334، 387، 405، 498، 515، 574، 643، 649، 659، 662، 663، 667، 710، 895، 925، 926، 985، 996، تهذيب سيرة ابن هشام 143، طبقات ابن سعد 3/ 567، 568، التاريخ الكبير 3/ 109 رقم 368، أنساب الأشراف 1/ 138 و 191 و 293 و 299 و 303 و 317 و 318 و 580 و 581- 584، الجرح والتعديل 3/ 301 رقم 1340، العقد الفريد 4/ 186 و 4/ 257، جمهرة أنساب العرب 359، الاستيعاب 1/ 354، مشاهير علماء الأمصار 25 رقم 112، تاريخ الطبري 2/ 440 و 3/ 220 و 221 و 223، ثمار القلوب 288، المستدرك على الصحيحين 3/ 426، 427، الكامل في التاريخ 2/ 122 و 329، 330 و 3/ 77، أسد الغابة 1/ 364، 365، تلخيص المستدرك 3/ 426- 428، البداية والنهاية 7/ 142، الوافي بالوفيات 11/ 282، 283 رقم 413، الإكمال 2/ 140، الإصابة 1/ 302، 303 رقم 1552. [5] طبقات ابن سعد 3/ 568. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 روى عنه أَبُو الطُّفيل. تُوُفيّ بالمدينة في خلافة عُمَر [1] . ت ن [2] (ربيعة بْن الْحَارِثِ) [3] بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الهاشمي أبو أَرْوَى. وأُمُّه غُزَيَّةُ بنت قيس الفِهْريّة. له صُحْبة، وهو من مسْلَمَة الفتح. روى عنه ابنه عبد المطلب، وله أيضًا صُحْبة. (خ د ن [4] ) سَوْدَة بنت زمْعَة بْن قيس [5] أمّ المؤمنين القرَيْشية العامرية، أوّل من تزوّج بها النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد موت   [1] ابن سعد 3/ 568. [2] الرمز ساقط من الأصول والاستدراك من تقريب التهذيب. [3] المغازي للواقدي 506 و 694 و 696 و 900، تهذيب سيرة ابن هشام 316، طبقات ابن سعد 4/ 47، 48، تاريخ خليفة 153 و 348، طبقات خليفة 5، السير والمغازي لابن إسحاق 108، المحبّر 64 و 445، التاريخ الكبير 3/ 283، 284 رقم 972، المعارف 120 و 126، 127، 128 و 164، أنساب الأشراف 1/ 79، وق 3/ 20 و 25 و 295 و 296 و 301، ق 4 ج 1/ 528، تاريخ الطبري 3/ 74 و 139 و 150 و 4/ 404، المنتخب من ذيل المذيّل 550، الاستيعاب 1/ 505، 506، مشاهير علماء الأمصار 32 رقم 163، جمهرة أنساب العرب 70، الكامل في التاريخ 2/ 263 و 302 و 3/ 77، أسد الغابة 2/ 166، 167، تهذيب الكمال 1/ 409، الكاشف 1/ 237 رقم 1556، سير أعلام النبلاء 1/ 257- 259 رقم 46، المعجم الكبير 5/ 47- 50 رقم 444، البداية والنهاية 7/ 142، الوافي بالوفيات 14/ 87، 88 رقم 106، شفاء الغرام 1/ 156، تهذيب التهذيب 3/ 253، 254 رقم 483، تقريب التهذيب 1/ 246 رقم 52، الإصابة 1/ 506 رقم 2592، خلاصة تذهيب التهذيب 117. [4] في الأصول «س» بدل «ن» ، وهو رمز ك «سنن النّسائي» كما في مقدّمة المؤلّف. [5] السير والمغازي لابن إسحاق 177 و 225 و 254 و 255 و 269، المغازي للواقدي 118 و 1106 1115، تهذيب سيرة ابن هشام 331 و 332 و 335، طبقات ابن سعد 8/ 52- 57، طبقات خليفة 335، المحبّر 79 و 92 و 98 و 99 و 101، المعارف 28 و 42 و 69 و 123، أنساب الأشراف 1/ 219 و 269 و 303 و 400 و 407 و 409 و 410 و 414 و 425 و 436 و 448 و 465 و 466 و 467 و 514، تاريخ الطبري 2/ 400 و 460 و 3/ 161- 163، المنتخب من ذيل المذيّل 600، 601، تاريخ أبي زرعة 1/ 490 و 492، 493، الاستيعاب 4/ 323، 324، المعجم الكبير 24/ 29- 37، جمهرة أنساب العرب 166، 167، الكامل في التاريخ 2/ 110 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 خديجة [1] وكانت قبله عند السَّكران أخي سُهَيْل بْن عمرو العامري، ولمّا تَكَهَّلَتْ وهبت يومها لعائشة لتكون من زوجات النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنّة [2] . روى عنها ابن عبّاس، ويحيى بْن عبد الله الأنصاري. وتُوُفيّت في آخر خلافة عُمَر، وقد انفردت بصُحبة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع سنين لَا تشاركها فيه امرأة ولا سَرِيّة، ثُمَّ بنى بعائشة بَعْدُ، ولها تسع سنين، وكانت سَوْدَة من سادات النّساء. قَالَ هِشَامُ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قالت: مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهَا [3] مِنْ سَوْدَةَ مِنْ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ، فَلَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، ثنا أَبِي قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ عَشْرٍ مِنَ النُّبُّوَةِ بَعْدَ وَفَاةِ خَدِيجَةَ، وَهَاجَرَ بِهَا. وَتُوُفِّيَتْ بِالْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ [5] . قَالَ الواقِديّ: وهذا الثَّبت عندنا.   [ () ] و 131 و 307، أسد الغابة 5/ 484، 485، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 607، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 348 رقم 747، جامع الأصول 9/ 145، تهذيب الكمال 3/ 1685، تحفة الأشراف 11/ 334 رقم 893، سير أعلام النبلاء 2/ 265- 269 رقم 40، الكاشف 3/ 428 رقم 77، البداية والنهاية 7/ 144، مجمع الزوائد 9/ 246، الوافي بالوفيات 16/ 41 رقم 53، الوفيات لابن قنفذ 33 رقم 23، الإصابة 4/ 338، 339 رقم 606، تهذيب التهذيب 12/ 426، 427 رقم 2820، تقريب التهذيب 2/ 601 رقم 11، خلاصة تذهيب التهذيب 492، شذرات الذهب 1/ 34 و 60. [1] طبقات ابن سعد 8/ 53، المنتخب من ذيل المذيّل 600. [2] طبقات ابن سعد 8/ 52 و 53، المنتخب من ذيل المذيّل 600. [3] كأنّها تمنّت أن تكون في مثل هديها وطريقتها. (النهاية) . [4] أخرجه مسلم في الرضاع (1463) باب جواز هبتها نوبتها لضرّتها. [5] طبقات ابن سعد 8/ 53 و 55، المنتخب من ذيل المذيّل 600. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 وروى عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال قَالَ: تُوُفيّت سَوْدَة زمن عُمَر [1] . (عُتْبة بْن مسعود الهّذليّ) [2] أخو عبد الله لأبَوَيْه، وهو جد الفقيه عُبيد الله بْن عبد الله شيخ الزُّهْرِيّ. أسلم بمكّة وهاجر إلى الحبشة مع أخيه، وشهد أحُدًا [3] وكان فقيهًا فاضلًا. تُوُفيّ في إمرة عُمَر على الصحيح، ويقال زمن معاوية. (علقمة بْن عُلاثة) [4] بْن عوف العامري الكلابيّ، من المؤلّفة قلوبهم.   [1] أخرجه البخاري في التاريخ 1/ 49، 50 من طريق يحيى بن سليمان، عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلال. ورجاله ثقات. [2] السير والمغازي لابن إسحاق 225 و 228، المغازي للواقدي 233 و 301، تهذيب سيرة ابن هشام 236، طبقات ابن سعد 4/ 126، 127، المحبّر 298، التاريخ الكبير 6/ 522 رقم 3188، تاريخ أبي زرعة 1/ 419، المعارف 250، 251، عيون الأخبار 3/ 57، المعرفة والتاريخ 2/ 551، أنساب الأشراف 1/ 204 و 322 و 329، الجرح والتعديل 6/ 373 رقم 2063، جمهرة أنساب العرب 197، مشاهير علماء الأمصار 48 رقم 307، التاريخ الصغير 1/ 47 و 213، الاستيعاب 3/ 120، 121، المستدرك 3/ 257- 259، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 319، 320 رقم 389، الزيارات للهروي 51، الكامل في التاريخ 3/ 77 و 8/ 313، أسد الغابة 3/ 569، سير أعلام النبلاء 1/ 500 رقم 88، مجمع الزوائد 9/ 291، العقد الثمين 6/ 13، 14، تلخيص المستدرك 3/ 257- 259، الإصابة 2/ 456 رقم 5414. [3] طبقات ابن سعد 4/ 126. [4] المغازي للواقدي 749 و 750 و 907، البرصان والعرجان 263، الأخبار الموفقيّات 49، المحبّر 135 و 474، عيون الأخبار 3/ 261، المعارف 83 و 88 و 331، المعرفة والتاريخ 2/ 36، 37، أنساب الأشراف 1/ 282، تاريخ الطبري 3/ 140 و 262، العقد الفريد 2/ 9 و 15، ثمار القلوب 352، الاستيعاب 3/ 126، جمهرة أنساب العرب 258 و 282 و 284، المعجم الكبير 18/ 9، 10، أسد الغابة 4/ 13، الكامل في التاريخ 2/ 349، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 342 رقم 424، البداية والنهاية 7/ 142، الإصابة 2/ 503- 505 رقم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 أسلم على يد النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من أشراف قومه، وكان يكون بتهامة، وقد قدِم دمشق قبل فتحها في طلب ميراثٍ له، وَوَفِدَ على عُمَر في خلافته. روى عنه أنس. (علقمة [1] بن مجزّز) [2] بْن الأعور المّدْلِجيّ. استعمله النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بعض جيوشه، وولَّاه الصِّدِّيق حربَ فلسطين، وحضر الجابية مع عُمَر، ثُمَّ سيره عُمَر في جيشٍ إلى الحبشة في ثلاثمائة، فغَرِقُوا كلُّهم، وقيل كان ذلك في أيام عثمان بن عفّان. وأبوه مجزّز هو المعروف بالقيافة [3] . خ م ت ن ق [4] (عَمْرو بْن عَوْف) [5] حليف بني عامر من لُؤَيّ، من مُولَّدي مكة، سمّاه ابن إسحاق عمرًا، وسمّاه موسى بْن عُقْبَة عُمَيْرًا. شهد بدرا وأحُدًا. وروى عنه المِسْوَر بْن مَخْرَمَة حديث قدوم أبي عبيدة بمالٍ من البحرين، أخرجه البخاريّ، وصلّى عليه عمر.   [5675،) ] ربيع الأبرار 4/ 307. [1] المغازي للواقدي 7 و 983، تاريخ الطبري 3/ 394 و 604 و 610 و 4/ 67 و 112 و 289، أنساب الأشراف 1/ 382، جمهرة أنساب العرب 187، الاستيعاب 3/ 127، أسد الغابة 4/ 14، الكامل في التاريخ 2/ 497 و 501 و 536 و 569، البداية والنهاية 7/ 143، الإصابة 2/ 505، 506 رقم 5677. [2] في بعض النسخ «مخرمة» ، وفي بعض المصادر «محرز» ، وفي أسد الغابة: بجيم وزايين الأولى مشدّدة مكسورة. [3] أي علم اقتفاء الأثر. [4] الرموز ساقطة من الأصول، والاستدراك من خلاصة تذهيب التهذيب. [5] طبقات ابن سعد 4/ 363، الجرح والتعديل 6/ 241 رقم 1340، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 55، الاستيعاب 2/ 507، أسد الغابة 4/ 124، تهذيب التهذيب 8/ 85، 86 رقم 128، تقريب التهذيب 2/ 76 رقم 646، الإصابة 3/ 9 رقم 5925، خلاصة تذهيب التهذيب 292. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 ق [1] (عويم [2] بْن ساعدة [3] بْن عائش [4] أَبُو عبد الرحمن الأنصاريّ، أحد بني عمرو بْن عوف. بدْريّ مشهور، وقيل هو من بَليّ، له حلف في بني أُمَيَّة بْن زيد، وقد شهِدَ العَقبة أيضًا [5] . وله حديث في «مسند أحمد» من رواية شُرَحْبيل بن سعد عنه، ولم يدركه [6] .   [1] الرمز ساقط من النسخ، والاستدراك من الخلاصة. [2] في «المنتقى» نسخة أحمد الثالث «عويمر» ، وكذلك في جمهرة أنساب العرب 334 وهو تحريف. [3] مسند أحمد 3/ 422، المغازي للواقدي 102 و 159 و 178 و 305 و 405 و 498 و 516 و 1048 و 1073، تهذيب سيرة ابن هشام 127 و 347، طبقات ابن سعد 3/ 459، 460، الأخبار الموفقيّات 587 و 589، التاريخ الصغير 1/ 44 و 74، المحبّر 83 و 419، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 228، تاريخ الطبري 2/ 356 و 3/ 206 و 219، أنساب الأشراف 1/ 239 و 241 و 253 و 271 و 275 و 333 و 381 و 448، العقد الفريد 4/ 257، مشاهير علماء الأمصار 24 رقم 107، حلية الأولياء 2/ 11، 12 رقم 100، جمهرة أنساب العرب 334، الاستيعاب 3/ 171- 173، أسد الغابة 4/ 158، الكامل في التاريخ 2/ 96 و 327 و 3/ 77، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 41 رقم 39، تهذيب الكمال 2/ 1068، سير أعلام النبلاء 1/ 503، 504 رقم 90، الكاشف 2/ 308 رقم 4389، البداية والنهاية 7/ 143، الاصابة 3/ 44، 45 رقم 6112، تهذيب التهذيب 8/ 174، 175 رقم 213، تقريب التهذيب 2/ 90 رقم 804، خلاصة تذهيب التهذيب 306، المستدرك 3/ 631، 632، تلخيص المستدرك 3/ 631، 632. [4] في النسخة «ح» : «عباس» ، وفي طبعة القدسي 3/ 170 «عابس» ، وهو تحريف. والتصويب من المصادر السابقة. [5] طبقات ابن سعد 3/ 459. [6] الحديث في المسند 3/ 422 من طريق: حسين بن محمد، عن أبي أويس، عن شرحبيل، عن عويم بن ساعدة، أنّه حدّثه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم أتاهم في مسجد قباء، فقال: «إن الله تبارك وتعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور، في قصة مسجدكم، فما الطهور الّذي تطهّرون به؟ قالوا: الغائط. فغسلنا كما غسلوا» . وصحّحه ابن خزيمة في مسندة 1/ 45 مع العلم أنّ شرحبيل بن سعد ضعّفه مالك، وابن معين، وأبو زرعة، ولم يوثّقه غير ابن حبّان. وأخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 155 من طريق محمد بن شعيب بن شابور، عن عتبة بن أبي حكيم، عن طلحة بن نافع، أنّه حدّث قال: حدّثني أبو أيّوب، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك الأنصاريّون، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في الآية فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ 9: 108 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الأنصار إنّ الله قد أثنى عليكم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 وَقَالَ ابن عبد البَرّ: تُوُفيّ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل مات في خلافة عُمَر فَقَالَ وهو واقفٌ على قبره: لَا يستطيع أحد أن يَقُولُ: أنا خيرٌ من صاحب هذا القبر، مَا نُصِبَتْ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رايةٌ إلَّا وعُوَيْم تحتها [1] . (عُمَارَةُ بْن الوليد) [2] أخو خالد بْن الوليد المخزوميّ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مَا كَانَ بِالْحَبَشَةِ، وَصَنَعَ النَّجَاشِيُّ بِعُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ مَا صَنَعَ، وَأَمَرَ السَّوَاحِرَ فَنَفَخْنَ فِي إِحْلِيلِهِ، فَهَامَ مَعَ الْوَحْشِ [3] ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ابْنُ عَمِّهِ فَرَصَدَهُ عَلَى مَاءٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ كَانَ يَرِدُهُ فَأَقْبَلَ فِي حُمُرِ الْوَحْشِ، فَلَمَّا وَجَدَ رِيحَ الإِنْسِ هَرَبَ حَتَّى إِذَا جَهَدَهُ الْعَطَشُ وَرَدَ فَشَرِبَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَالْتَزَمْتُهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا بُحَيْرُ [4] أَرْسِلْنِي إِنِّي أَمُوتُ إِنْ أَمْسَكُونِي. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يسمّى بحيرا، قال:   [ () ] خيرا في الطهور. فما طهوركم هذا؟ قالوا: يا رسول الله، نتوضّأ للصلاة، والغسل من الجنابة. فقال رسول الله: هل مع ذلك غيره؟ قالوا: لا، غير أنّ أحدنا إذا خرج من الغائط أحبّ أن يستنجي بالماء. قال: «هو ذاك» . وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وانظر: الدّرّ المنثور 3، 278، وابن سعد 3/ 459، ومجمع الزوائد للهيثمي 1/ 212، وأسد الغابة لابن الأثير 4/ 158. [1] أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة 4/ 158 وقال: أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه ابن مندة في موضعين من كتابه. وقال ابن حجر في الإصابة 3/ 45 أخرجه البخاري في التاريخ من طريق عاصم بن سويد، سمعت الصفراء بنت عثمان بن عتبة بن عويم بن ساعدة قالت: حدّثني جدّتي، قالت: دعا عمر إلى جنازة عويم بن ساعدة. وكان النبيّ صلى الله عليه وسلّم آخى بينه وبين عمر فقال عمر: ما نصبت راية للنبيّ صلى الله عليه وسلّم إلّا وتحت ظلها عويم. [2] السير والمغازي لابن إسحاق 152 و 167 و 168 و 211، تهذيب سيرة ابن هشام 59، المحبّر 176، الأخبار الموفقيّات 592، عيون الأخبار 1/ 37، تاريخ الطبري 2/ 326، أنساب الأشراف 1/ 231 و 232، العقد الفريد، / 29، جمهرة أنساب العرب 148، الإصابة 3/ 171 رقم 6817. [3] الإصابة 3/ 171 وانظر: أنساب الأشراف 1/ 232، 233. [4] ورد مصحّفا في الأصل وبقيّة النّسخ، وفي طبعة القدسي 3/ 171 «بجير» بالجيم. والتصويب من أنساب الأشراف 1/ 233. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 فَصَكَكْتُهُ [1] فَمَاتَ فِي يَدَيْ مَكَانِهِ، فَوَارَيْتُهُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَكَانَ شَعْرُهُ قَدْ غَطَّى كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ. (غَيْلان بْن سَلَمَةَ الثقفي) [2] له صُحبة ورواية، وهو الَّذِي أسلم وتحته عَشْرُ نِسْوة [3] . وكان شاعرًا محسنًا. وفَدّ قبل الإسلام على كِسْرى فسأله أن يبني له حصنًا بالطائف [4] . أسلم زمن الفتح. روى عنه ابنه عُرْوَة، وبِشْر بْن عاصم. (مَعْمَر بْن الحارث) [5] بْن مَعْمَر بْن حبيب بْن وهْب الجُمَحِيّ، أخو   [1] وردت محرّفة في الأصل. [2] المغازي للواقدي 924 و 931، تهذيب سيرة ابن هشام 271، المحبّر 35 و 357 و 475، تاريخ الطبري 3/ 81 و 6/ 107، فتوح البلدان 579، العقد الفريد 2/ 377 و 379، 380 و 3/ 418، جمهرة أنساب العرب 268، المعجم الكبير 18/ 263، 264، الاستيعاب 3/ 189- 192، ربيع الأبرار 4/ 295، ثمار القلوب 136، مشاهير علماء الأمصار 35 رقم 194، الكامل في التاريخ 3/ 78، أسد الغابة 4/ 172، 173، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 49 رقم، البداية والنهاية 7/ 143، الإصابة 3/ 189- 192 رقم 6924. [3] أخرجه الترمذي في النكاح 2/ 298 رقم 138 باب (31) ما جاء في الرجل يسلم وعنده عشر نسوة. قال: حدّثنا هنّاد، أخبرنا عبدة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، أنّ غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشر نسوة في الجاهلية، فأسلمن معه. فأمره النبي صلى الله عليه وسلّم أن يتخيّر منهنّ أربعا. هكذا رواه معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: هذا حديث غير محفوظ، والصحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره، عن الزهري، وحمزة، قال: حدّثت عن محمد بن سويد الثقفي، أنّ غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة. قال: محمد: وإنّما حديث الزهري عن سالم، عن أبيه: أنّ رجلا من ثقيف طلّق نساءه. فقال له عمر: لتراجعنّ نساءك، أو لأرجمنّ قبرك، كما رجم قبر أبي رغال. والعمل على حديث غيلان بن سلمة عند أصحابنا، منهم الشافعيّ، وأحمد، وإسحاق. وانظر: أسد الغابة 4/ 172، والاستيعاب 3/ 189، 190، والإصابة 3/ 190. [4] انظر الاغاني 13/ 207. [5] السير والمغازي 143 و 226، المغازي للواقدي 156، تهذيب سيرة ابن هشام 56، طبقات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 حاطب وخطّاب، وأمُّهم قتيلة أخت عثمان بْن مظعون. أسلم مَعْمَر قبل دخول دار الأرقم، وهاجر، وآخى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وبين معاذ بْن عفراء، وشهِدَ بدرًا [1] . (ميسرة بْن مسروق [2] العبسي [3] شيخ صالح، يقال: له صحبة شهِدَ اليرموك. وروى عَنْ أبي عبيدة. وعنه أسلم مولى عُمَر. ودخل الروم أميرًا على ستّة آلاف، فوغل فيها وقُتِل وسَبَى وغنِمَ فجمعت له الروم، وذلك في سنة عشرين، فواقعهم ونصره الله عليهم، وكانت وقعة عظيمة [4] . الهُرْمُزان صاحب تُسْتَر قد مرَ من شأنه في سنة عشرين، وهو من جُمْلَةِ الملوك الذين تحت يد يزْدجِرْد. قَالَ ابن سعد: بعثه أَبُو موسى الأشعريّ إلى عُمَر ومعه اثنا عشر نفْسًا من العجم، عليهم ثياب الدّيباج ومناطق الذهب وأساورة الذهب، فقدموا بهم المدينة، فعجب النَّاس من هيئتهم، فدخلوا فوجدوا عمر في المسجد   [ () ] ابن سعد 3/ 402، طبقات خليفة 25، المحبّر 74 و 401، أنساب الأشراف 1/ 213، الاستيعاب 3/ 440، أسد الغابة 4/ 399، 400، البداية والنهاية 7/ 143، الإصابة 3/ 448 رقم 8145. [1] طبقات ابن سعد 3/ 402. [2] فتوح الشام للأزدي 16 و 128 و 129 و 132 و 135 و 148 و 149 و 155 و 172 و 193 و 199 و 237، تاريخ الطبري 4/ 112، فتوح البلدان 194 و 204، الكامل في التاريخ 2/ 496 و 568، أسد الغابة 4/ 426، 427، البداية والنهاية 7/ 143، الإصابة 3/ 469، 470 رقم 8381. [3] في طبعة القدسي 3/ 171 «العنسيّ» وهو تصحيف، والتصويب من مصادر ترجمته. [4] فتوح البلدان 1/ 194، تاريخ الطبري 4/ 112. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 نائمًا متوسدًا رداءه، فَقَالَ الهرْمُزان: هذا ملِكُكُم؟ قالوا: نعم، قَالَ: أما له حاجب ولا حارس؟! قالوا: الله حارسه حتّى يأتيه أجلُه، قَالَ: هذا الملك الهَنّي. فَقَالَ عُمَر: الحمد للَّه الَّذِي أذلّ هذا وشيعته بالإسلام، ثُمَّ قال للوفد: تكلّموا، فقال أَنْس بْن مالك: الحمد للَّه الَّذِي أنجز وعده وأعزّ دينه وخذل من حادَّه، وأورثَنَا أرضَهم وديارهم، وأفاء علينا أبناءهم وأموالهم، فبكى عُمَر ثُمَّ قَالَ للهرمُزَان: كيف رأيت صنيع الله بكم؟ فلم يُجْبه، قَالَ: مالك لَا تتكلم؟ قَالَ: أَكَلامُ حيٍّ أم كلام ميتٍ؟ قَالَ: أوَلَسْت حيًّا! فاستسقى الهُرْمُزان، فَقَالَ عُمَر: لَا يُجْمَع عليك القتْلُ وَالْعَطَشُ، فأتوه بماءٍ فأمسكه، فَقَالَ عُمَر: اشربْ لَا بأس عليك، فرمى بالإناء وَقَالَ: يا معشر العرب كنتم وأنتم على غير دينٍ نستعبدكم [1] ونقتلكم وكنتم أسوأ الأمم عندنا حالًا، فلمّا كان الله معكم لم يكن لأحدٍ باللَّه طاقة، فأمر عمر بقتله، فقال: أو لم تؤمِّنّي! قَالَ: وكيف؟ قَالَ: قلت لي: تكلّم لَا بأس عليك، وقلت: وقلت: اشرب لَا أقتلك حتى تشربه، فَقَالَ الزُّبَيْر وأنس: صدق، فَقَالَ عُمَر: قاتله الله أخذ أمانًا وأنا لَا أشعر، فنزع مَا كان عليه، فَقَالَ عُمَر لسُراقة بْن مالك بْن جَعْشم وكان أسود نحيفًا: البس سِوَارَيِ الهُرْمزان، فلبسهما ولبس كِسْوَتَه. فَقَالَ عُمَر: الحمد للَّه الَّذِي سلب كِسْرَى وقومَهُ حُلِيَّهم وكِسْوَتهم وألبسها سُراقة، ثمّ دعا الهُرْمزان إلى الإسلام فأبى، فَقَالَ عليّ بْن أبي طالب: يا أمير المؤمنين فرِّق بين هؤلاء، فحمل عُمَر الهُرْمُزانَ وجُفَيْنَةَ وغيرهما في البحر وَقَالَ: اللَّهمّ اكسرْ بهم، وأراد أن يسير بهم إلى الشام فكُسِرَ بهم ولم يغرقوا فرجعوا فأسلموا، وفرض لهم عُمَر ألفين ألفين، وسمّى الهرمزان عرفطة. [2] .   [1] في الأصل وغيره من النّسخ (نتعبّدكم) ، وفي الإصابة: (نستعبدكم) . [2] انظر: تاريخ الطبري 4/ 87، 88، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 135، 136. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 قَالَ المِسْوَر بْن مَخْرَمَة: رأيت الهُرْمزان بالرَّوحاء مُهِلًّا بالحجّ مع عُمَر. [وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْهُرْمُزَانَ مُهِلًّا بِالْحَجِّ مَعَ عُمَرَ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حِبَرَةٌ] [1] . وَقَالَ عليّ بْن زيد بْن جَدْعان، عَنْ أَنْس قَالَ: مَا رأيت رجلًا أخمص بطنًا ولا أبعد مَا بين المنكبين من الهُرْمُزان. عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيّ: أَخْبَرَنِي سَعِيد بْن الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ- وَلَمْ تُجَرَّبْ عَلَيْهِ كَذْبَةٌ قَطُّ- قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى الْهُرْمُزَانِ وَجُفَيْنَةَ وَأَبِي لُؤْلَؤَةَ وَهُمْ نَجِيٌّ فَتَبِعْتُهُمْ، وَسَقَطَ مِنْ بَيْنِهِمْ خِنْجَرٌ لَهُ رَأْسَانِ نِصَابُهُ فِي وَسَطِهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَانْظُرُوا بِمَ قُتِلَ عُمَرُ، فَنَظَرُوا فَوَجَدُوهُ خِنْجَرًا عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ، فَخَرَجَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مُشْتَمِلًا عَلَى السَّيْفِ حَتَّى أَتَى الْهُرْمُزَانَ فَقَالَ: اصْحَبْنِي نَنْظُرْ فَرَسًا لِي- وَكَانَ بَصِيرًا بِالْخَيْلِ- فَخَرَجَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ فَعَلاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا وَجَدَ حَدَّ السَّيْفِ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَتَلَهُ. ثُمَّ أَتَى جُفَيْنَةَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، فَلَمَّا أَشْرَفَ لَهُ عَلاهُ بِالسَّيْفِ فَصَلَّب بَيْنَ عَيْنَيْهِ [2] . ثُمَّ أَتَى بِنْتَ أَبِي لُؤْلُؤَةَ جَارِيَةً صَغِيرَةً تَدَّعِي الإِسْلامَ فَقَتَلَهَا، وَأَظْلَمَتِ الأَرْضُ يَوْمَئِذٍ عَلَى أَهْلِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ بِالسَّيْفِ صَلْتًا فِي يَدِهِ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَا أَتْرُكُ فِي المدينة سبيا إلّا قتلته وغيرهم، كأنّه يُعَرِّضُ بِنَاسٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: أَلْقِ السَّيْفَ، فَأَبَى، وَيَهَابُونَهُ أَنْ يَقْرَبُوا مِنْهُ، حَتَّى أَتَاهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: أَعْطِنِي السّيف يا بن أَخِي. فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ. ثُمَّ ثَارَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ فَأَخَذَ بِرَأْسِهِ فَتَنَاصَيَا [3] حَتَّى حَجَزَ النَّاسَ بَيْنَهُمَا. فَلَمَّا وُلِّيَ عُثْمَانُ قَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي هذا الذي فتق في الإسلام ما فتق، فَأَشَارَ الْمُهَاجِرُونَ بِقَتْلِهِ، وَقَالَ جَمَاعَةُ النَّاسِ: قُتِلَ عمر   [1] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. [2] تاريخ الطبري 4/ 240. [3] أي تؤاخذا بالنواصي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 بِالأَمْسِ وَيُتْبِعُونَهُ ابْنَهُ الْيَوْمَ! أَبْعَدَ اللَّهُ الهُرْمُزان وجُفَيْنَة، فَقَالَ عَمْرٌو: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْفَاكَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الأَمْرَ فِي وِلايَتِكَ فَاصْفَحْ عَنْهُ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَلَى قَوْلِ عَمْرٍو، وَوَدَى عُثْمَانُ الرَّجُلَيْنِ وَالْجَارِيَةَ. رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] عَنِ الْوَاقِدِيِّ عَنْ مَعْمَرٍ، وَزَادَ فِيهِ: كَانَ جُفَيْنَةُ مِنْ نَصَارَى الْحِيرَةِ وَكَانَ ظِئْرًا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَطَّ بِالْمَدِينَةِ، وَقَالَ فِيهِ: وَمَا أََحْسَبُ عَمْرًا كَانَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ بَلْ بِمِصْرَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ حَجَّ، قَالَ: وَأَظْلمت الأَرْضُ [2] فَعَظُمَ ذَلِكَ فِي النُّفُوسِ وَأَشْفَقُوا أَنْ تَكُونَ عُقُوبَة. وعن أبي وجزة [3] ، عَنْ أبيه قَالَ: رأيت عُبَيْد الله يَوْمَئِذٍ وإنه لَيُناصي عثمانَ، وعثمان يَقُولُ له: قاتلك الله قتلت رجلًا يصلي وصبية صغيرةً وآخرَ له ذمة، مَا في الحق تركُكَ [4] . وبقي عُبَيْد الله بْن عُمَر وقُتِل يوم صِفّين مع معاوية. مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ حَفْصَةَ إِنْ كَانَتْ لَمَنْ شَيَّعَ عُبَيْدَ اللَّهِ عَلَى قَتْلِ الْهُرْمُزَانِ وَجُفَيْنَةَ [5] . قَالَ مَعْمَر: بَلَغَنَا أنّ عثمان [6] قَالَ: أنا وليّ الهُرْمُزان وجُفَيْنة والجارية، وإني قد جعلتها دِيَة. وذكر محمد بْن جرير الطبريّ بإسنادٍ له أنّ عثمان أقاد ولد الهُرمُزان من   [1] في الطبقات الكبرى 3/ 355، 356. [2] في «المنتقى» نسخة أحمد الثالث «المدينة» بدل «الأرض» . [3] في الأصل مهملة. [4] طبقات ابن سعد 3/ 357. [5] هكذا في الأصل، وفي طبقات ابن سعد «شجّع» . [6] ابن سعد 3/ 356. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 عُبَيْد الله، فعفا وَلَدُ الهُرْمُزان عنه [1] . (هند بنت عتبة) [2] بن ربيعة بن عبد شمس العَبْشَمِيّة أُمّ معاوية بْن أبي سُفيان. أسلمت يوم الفتح وشهِدَت اليرموك. وهي القائلة للنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَبَا سُفْيَان رَجُلٌ شَحِيحٌ لَا يُعطيني مَا يَكفيني وولدي، قَالَ: «خذي مَا يكفيكِ وولدَك بالمعروف» [3] . وكان زوجها قبل أبي سُفْيَان حفص بْن المُغِيرَة عمّ خالد بْن الوليد، وكان من الجاهليّة. وكانت هند من أحسن نساء قريش وأعقلهنّ، ثمّ إنّ أبا   [1] تاريخ الطبري 4/ 239- 243. [2] السير والمغازي لابن إسحاق 228 و 323 و 327 و 333، المغازي للواقدي 29 و 66 و 68 و 69 و 71 و 73 و 100 و 148، تهذيب سيرة ابن هشام 157 و 160 و 162 و 166 و 254، طبقات ابن سعد 8/ 235- 237، البرصان والعرجان للجاحظ 53، أخبار مكة 1/ 123 و 2/ 272، تاريخ خليفة 68 و 203، المحبّر 19 و 105 و 408 و 437، المعارف 72 و 344، عيون الأخبار 1/ 224 و 283 و 4/ 101، تاريخ الطبري 2/ 469 و 501 و 502 و 512 و 513 و 524 و 525 و 3/ 60، 61 و 4/ 221 و 5/ 214 و 328 و 333، أنساب الأشراف 1/ 122 و 135 و 230 و 312 و 318 و 322 و 355 و 357 و 360 و 441 و 475 ق 3/ 286 و 287 و 292 و 393، ق 4 ج 1/ 6- 9، 11 و 35 و 39، 40 و 44 و 61 و 69 و 73 و 82 و 106 و 111 و 150 و 204 و 264 و 601، فتوح البلدان 160، جمهرة أنساب العرب 76 و 111 العقد الفريد 1/ 49 و 53 و 2/ 105 و 114 و 287 و 3/ 14 و 4/ 16 و 17 و 19 و 362 و 365 و 6/ 86، 87، 88، 89، الاستيعاب 4/ 424- 427، ثمار القلوب 297، 298، المعجم الكبير للطبراني 25/ 69- 73، الكامل في التاريخ 2/ 87 و 149 و 153 و 159 و 246 و 251- 253 و 489 و 3/ 62 و 441 أسد الغابة 5/ 562، 563، التذكرة الحمدونية 1/ 378 و 2/ 36 و 37 و 475، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 357 رقم 764، الإصابة 4/ 425، 426 رقم 1103، شفاء الغرام 2/ 448، تاريخ دمشق (النساء) 437- 459. [3] أخرجه البخاري في البيوع 3/ 36 باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع والإجارة والمكيال والوزن ... ، وفي الأحكام 8/ 115، 116 باب القضاء على الغائب، ومسلم في الأقضية (1714) باب قضية هند، وأبو داود في البيوع (3532) باب في الرجل يأخذ حقه من تحت يده، والنسائي في آداب القضاة 8/ 246، 247 باب قضاء الحاكم على الغائب إذا عرفه، والدارميّ في النكاح، باب 54، وأحمد في المسند 6/ 39 و 50 و 206، وابن سعد 8/ 237. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 سُفيان طلّقها في آخر الأمر، فاستقرضت من عُمَر من بيت المال أربعة آلاف دِرْهَم، فخرجت إلى بلاد كلب فاشترت وباعت. وأتت ابنَها معاوية وهو أميرٌ على الشام لعمر فَقَالَتْ: أي بُنَيّ إنّه عمر وإنّما يعمل الله [1] . ولها شعْر جيّدٌ [2] . (واقد بْن عبد الله) [3] بْن عبد مَنَاف بْن عزيز الحنظليّ اليربوعيّ حليف بني عدِيّ، من السّابقين الأوَّلِين. أسلم قبل دار الأرقم، وشهد بدْرًا والمشاهد كلها، وآخى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وبين بِشْر بْن البراء بْن مَعْرُور، وكان واقد في سَرِيَّةِ عبد الله بْن جحش إلى نخلة فقتل واقد عمرو بْن الحَضْرَميّ، فكانا أول قاتل ومقتولٍ في الإسلام. وتُوُفيّ واقد في خلافة عُمَر [4] . (أَبُو خِراش الهُذَليّ الشاعر) [5] اسمه خُوَيْلِد بْن مُرَّة، من بني قرد بن   [1] تاريخ دمشق (تراجم النساء) 457. [2] انظر شعرها في تاريخ دمشق (تراجم النساء) . [3] طبقات خليفة 23، المغازي للواقدي 14 و 16 و 19 و 140 و 156، تهذيب سيرة ابن هشام 56 و 134، المحبّر 73، تاريخ الطبري 2/ 412، 414 و 420 و 421، أنساب الأشراف 1/ 302 و 372، جمهرة أنساب العرب 224، الاستيعاب 3/ 638، 369، أسد الغابة 5/ 80، الكامل في التاريخ 2/ 114 و 3/ 78، البداية والنهاية 7/ 143، 144، الإصابة 3/ 628 رقم 9097، تعجيل المنفعة 435، 436 رقم 1149. [4] الاستيعاب 3/ 638، 639، تعجيل المنفعة 435، 436. [5] طبقات خليفة 52، الأخبار الموفقيّات 162 و 386، البرصان والعرجان 139 و 224، المعارف 618، الشعر والشعراء 554، 555، الكامل في الأدب للمبرّد 2/ 50 و 182، أمالي القالي 1/ 271، تاريخ الطبري 1/ 617، شرح ديوان الحماسة للتبريزي 2/ 143- 145، شرح أشعار هذيل للسكري 3/ 1189- 1245، ديوان الهذليين 2/ 116- 172 طبعة دار الكتب، جمهرة أنساب العرب 198، الاستيعاب 4/ 56- 58، ثمار القلوب 373 و 424، زهر الآداب 2/ 739- 741، شعر الهذليين 361- 380، الأغاني 21/ 205- 228، أمالي المرتضى 1/ 198، 199، أسد الغابة 5/ 178، 179، الكامل في التاريخ 3/ 78، البداية والنهاية 7/ 144، سمط اللآلئ 1/ 601، الإصابة 1/ 464، 465 رقم 2345، الوافي بالوفيات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 عَمْرو الهُذَليّ، وكان أَبُو خِراش ممّن يعدو على قدميه فيسبق الخيل، وكان في الجاهلية من فُتّاك العرب ثُمَّ أسلم. قَالَ ابن عبد البرّ: لم يبق عربيّ بعد حُنَيْن والطّائف إلَّا أسلم، فمنهم من قدِم ومنهم من لم يَقْدَم [1] ، وأسلم أَبُو خِراش وحَسُن إسلامه. وتُوُفيّ في زمن عُمَر، أتاه حُجّاجٌ فمشى إلى الماء ليملأ لهم فَنَهَشَتْه حيَّةٌ، فأقبل مسرِعًا فأعطاهم الماء وشاةً وَقِدْرًا ولم يُعْلِمْهُم بما تمّ له، ثمّ أصبح وهو في الموت، فلم يبرحوا حتى دفنوه. (أَبُو ليلى المازنيّ) [2] واسمه عبد الرحمن بْن كعب بْن عمرو، شهِدَ أُحُدًا وما بعدها، وكان أحد البكّاءين الذين نزل فيهم تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ 9: 92 [3] . أَبُو مِحْجَن الثَّقفيّ [4] في اسمه أقوال [5] ، قدِم مع وفد ثقيف فأسلم، ولا رواية له، وكان   [13] / 439، 440 رقم 533، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 211- 213. [1] على النبيّ صلى الله عليه وسلّم. [2] المغازي للواقدي 372 و 381 و 1024 و 1071، تهذيب سيرة ابن هشام 287، المحبّر 281، تاريخ الطبري 3/ 102 و 248 و 250 و 261 و 4/ 98، جمهرة أنساب العرب 352، الاستيعاب 2/ 398، 399، أسد الغابة 5/ 287، البداية والنهاية 7/ 144، الكامل في التاريخ 2/ 277 و 3/ 80، الإصابة 2/ 420 رقم 5189. [3] سورة التوبة- الآية 92. [4] المغازي للواقدي 926 و 930 و 931 و 932 و 935 و 955، تهذيب سيرة ابن هشام 276، تاريخ خليفة 124، تاريخ الطبري 3/ 89 و 241 و 460 و 531 و 548 و 549 و 573 و 575 و 597 و 4/ 38، فتوح البلدان 8- 30 و 309 و 316 و 317 و 317 و 319، جمهرة أنساب العرب 268، الاستيعاب 4/ 182- 187، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 52، الخراج وصناعة الكتابة 359 و 360، أسد الغابة 5/ 290- 292، الكامل في التاريخ 2/ 341 و 439 و 441 و 470 و 475 و 476 و 489 و 526 و 4/ 107، الإصابة 4/ 173- 175، طبقات ابن سعد 5/ 515، الأغاني 19/ 1- 13، الشعر والشعراء 336، 337، المؤتلف 95، خزانة الأدب 3/ 550، طبقات ابن سلام 225، ديوان أبي محجن- طبعة القاهرة؟. [5] قيل: عمرو بن حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الجزء: 3 ¦ الصفحة: 300 فارسَ ثقيف في زمانه إلَّا أنّه كان يُدْمن الخمر زمانًا، وكان أَبُو بكر يستعين به، وقد جُلِد مرارًا، حتّى إنّ عُمَر نفاه إلى جزيرة، فهرب ولحق بسعد بْن أبي وقاص بالقادسية، فكتب عُمَر إلى سعد فحبَسَه. فلمّا كان يوم قسّ النّاطف [1] والتحتم القتال سأل أَبُو مِحْجَن من امرأة سعدٍ أنْ تحلّ قَيْدَه وتُعْطِيَه فَرَسًا لسعد، وعاهدها إنْ سَلِم أن يعود إلى القَيْد، فحلَّته وأعطته فرسًا فقاتل وأبلى بلاءً جميلًا ثُمَّ عاد إلى قيده. قَالَ ابن جُريْج: بلغني أنّه حُدَّ في الخمر سبع مرّات. وَقَالَ أيوب، عَنِ ابن سِيرين قَالَ: كان أَبُو مِحْجن لَا يزال يُجْلَدُ في الخمر، فلمّا أكثر سجنوه، فلمّا كان يوم القادسية رآهم فكلَّم أم ولد سعد فأطلقته وأعطته فرسًا وسلاحًا، فجعل لَا يزال يحمل على رجل فيقتله ويدقّ صُلْبَه، فنظر إليه سعد فبقي يتعجّب ويقول: من الفارس؟ فلم يلبثوا أنْ هزمهم ورجع أَبُو مِحْجَن وتقيّد، فجاء سعد وجعل يخبر المرأة ويقول: لقينا ولقينا، حتى بعث الله رجلًا على فَرسٍ أبلق لولا أني تركت أبا محجن في القيود لظننت أنّها بعض شمائله، قالت: والله إنّه لأبو مِحْجَن، وحكت له، فدعا به وحلّ قيوده وَقَالَ: لَا نجلدك على خمرٍ أبدًا، فَقَالَ: وأنا والله لَا أشربها أبدًا، كنت آنف أنْ أدعها لجلدكم، فلم يشربها بعد [2] .   [ () ] الثقفي، وقيل: مالك بن حبيب، وقيل: عبد الله بن حبيب، وقيل: اسمه كنيته. [1] في نسخة دار الكتب «الطائف» وهو تحريف. وهو يوم «أرماث» . وفي معجم البلدان 1/ 211 أرماث كأنّه جمع رمث. اسم نبت بالبادية. كان أول يوم من أيام القادسيّة يسمّونه يوم أرماث وذلك في أيام عمر بن الخطاب وإمارة سعد بن أبي وقّاص. وفي المعجم أيضا 4/ 97 «قسّ الناطف» : موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي كانت به وقعة بين الفرس والمسلمين في سنة 13 هـ-. في خلافة عمر بن الخطاب، وأمير المسلمين أبو عبيد بن مسعود بن عمرو، ويعرف هذا اليوم بيوم الجسر. [2] تاريخ الطبري 3/ 575، الأغاني 19/ 6- 8، الشعر والشعراء 1/ 336، 337، أسد الغابة 5/ 291. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 رَوَى نَحْوَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ أُتِيَ بِأَبِي مِحْجَنٍ سَكْرَانَ [يَمْشِي بَيْنَ] النَّاسِ يَبْتَغِي عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أُولَئِكَ الرَّهْطِ رَأْيًا وَلا يَطَئُونَ عَقِبَهُ، وَمَالَ النَّاسُ فَقَيَّدَهُ سَعْدٌ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. ونقل أهل الأخبار أنّ أبا مِحْجَن هو القائل: إذا مِتُّ فادْفِنِّي إلى جنب [1] كرْمَةٍ ... تُرَوِّي عِظامي بعد موتي عُرُوقُها ولا تَدْفِنّي بالفَلاة فإنّني ... أخاف إذا مَا مِتُّ ألَّا أذُوقُها [2] فزعم الهيثم بْن عدِيّ أنّه أخبره من رأى قبر أبي مِحْجَن بأذْرَبَيْجَان- أو قَالَ في نواحي جُرْجَان- وقد نبتت عليه كَرْمَةٌ وظلَّلَتْ وأثمرت، فعجِب الرجل وتذكّر شعره [3] .   [1] في الأغاني 19/ 7 «أصل» . [2] أذوقها: مرفوعة باعتبار «أن» مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن أو ضمير متكلّم محذوف، وجملة أذوقها خبر. وانظر: خزانة الأدب 3/ 550 طبعة بولاق. [3] الأغاني 19/ 13. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 سَنَة أرَبَعٍ وَعِشرْين خلافة عثمان رضي الله عنه دُفِن عُمَر رضي الله عنه في أوّل المحرَّم، ثمّ جلسوا للشُّورَى: فروي عَنْ عبد الله بن أبي ربيعة أنّ رجلا قَالَ قبل الشُّورَى: إنْ بايعتم لعثمان أطَعْنا، وإنْ بايعتم لعليّ سمِعْنا وعَصيْنا. وَقَالَ المِسْوَر بْن مَخْرَمَة: جاءني عبد الرحمن بْن عَوْف بعد هجع من الليل فَقَالَ: مَا ذاقت عيناي كثير نومٍ ثلاث ليالٍ فادْع لي عثمان وعليًّا والزُّبَيْر وسعدًا، فدَعَوُتُهم، فجعل يخلو بهم واحدًا واحدًا يأخذ عليه، فلمّا أصبح صلّى صُهَيْب بالنّاس، ثمّ جلس عبد الرحمن فحمد الله وأثني عليه، وَقَالَ في كلامه: إني رأيت النّاس يأبَوْن إلَّا عثمان [1] . وَقَالَ حُمَيْد بْن عبد الرحمن بْن عوف: أخبرني المِسْوَر إنّ النَّفَر الذين ولَّاهم عُمَر اجتمعوا فتشاوروا فَقَالَ عبد الرحمن: لست بالّذي أُنافِسُكم هذا الأمر ولكنْ إنْ شئتم اخْتَرْتُ لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن،   [1] أخرجه البخاري في التاريخ الصغير 1/ 50 تحقيق محمود إبراهيم زائد، وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان) - تحقيق سكينة الشهابي 182، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 153. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 قال: فو الله مَا رأيت رجلًا بذَّ قومًا أشدّ مَا بذَّهُم حين ولّوه أمْرَهُم، حتّى مَا من رجلٍ من على عبد الرحمن يُشاورونه ويُنَاجُونه تلك الّليالي، لَا يخلو به رجلٌ ذو رأيٍ فيَعْدِل بعثمان أحدًا، وذكر الحديث إلى أنْ قَالَ: فتشهّد وَقَالَ: أمّا بعد يا عليّ فإنّي قد نظرت في النّاس فلم أرهم يَعْدِلُون بعثمانَ فلا تجعلنّ على نفسك سبيلًا، ثمّ أخذ بيد عثمان فَقَالَ: نبايعك على سُنَّةِ الله وسُنَّة رسوله وسُنَّة الخليفتين بعده. فبايعه عبد الرحمن بْن عوف وبايعه المهاجرون والأنصار [1] . وعن أَنْس قَالَ: أرسل عُمَر إلى أبي طلحة الأنصاري فَقَالَ: كنْ في خمسين مِنَ الأَنْصَار مع هؤلاء النَّفَر أصحاب الشُّورى فإنّهم فيما أحسِب سيجتمعون في بيتٍ، فقُمْ على ذلك الباب بأصحابك فلا تتركْ أحدًا يدخل عليهم ولا تتركهم يمضي اليومُ الثالث حتّى يؤَمِّروا أحدَهم، اللَّهمّ أنت خليفتي عليهم [2] . وفي زيادات «مُسْنَد أحمد» من حَديث أبي وائل قَالَ: قلتُ لعبد الرحمن بْن عوف: كيف بايعتم عثمان وتركتم عليّا! قَالَ: مَا ذنبي قد بدأت بعليّ فَقُلْتُ: أبايعك على كتاب الله وسُنَّة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر، فَقَالَ: فيما استطعت. ثمّ عرضت ذلك على عثمان فَقَالَ: نعم [3] . وَقَالَ الواقديّ: اجتمعوا على عثمان لليلة بقيت من ذي الحجّة [4] . ويُرْوَى أنّ عبد الرحمن قَالَ لعثمان خلْوةً: إنْ لم أُبايعْك فمن تشير   [1] أخرجه ابن عساكر في ترجمة عثمان بن عفان (تحقيق سكينة الشهابي) - ص 183. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 61، 62، وابن عساكر في تاريخ دمشق 187. [3] تاريخ الخلفاء. (3) تاريخ الخلفاء 154. [4] طبقات ابن سعد 3/ 63، تاريخ الطبري 4/ 242. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 عليَّ؟ فَقَالَ: عليّ، وقَالَ لعليّ خلْوَةً: إنْ لم أُبايعْك فمن تُشير عليَّ؟ قَالَ: عثمان، ثمّ دعا الزُّبَيْر فَقَالَ: إن لم أُبايعْك فمن تشير عليّ؟ قال: عليّ أو عثمان، ثُمَّ دعا سعدًا فَقَالَ: من تُشير عليّ فأمّا أنا وأنت فلا نُريدها؟ فَقَالَ: عثمان، ثمّ استشار عبد الرحمن الأعيان فرأي هَوَى أكثرِهم [1] في عثمان [2] . ثُمَّ نودي: (الصّلاة جامعة) وخرج عبد الرحمن عليه عمامته التي عمَّمه بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. متقلّدًا سيفه، فصَعِد المنبر ووقف طويلًا يدعو سرًّا، ثُمَّ تكلّم فَقَالَ: أيُّها النّاس إني قد سألتكم سرًّا وجهْرًا على أمانتكم فلم أجدْكم تَعْدِلُون عَنْ أحد هذين الرجُلَيْن: إمّا عليّ وإما عثمان، قم إليّ يا عليّ، فقام فوقف بجنب المنبر فأخذ بيده وَقَالَ: هل أنت مُبَايعِي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا ولكنْ على جهْدي من ذلك وطاقتي، فَقَالَ: قم يا عثمان، فأخذ بيده في موقف عليّ فَقَالَ: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نعم، قَالَ فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يده ثمّ قَالَ: اللَّهمّ اشهد اللَّهمّ إنّي قد جعلت مَا في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان. فازدحم النَّاس يُبَايِعُون حتّى غَشَوْهُ عند المنبر وأقعدوه على الدَّرَجة الثانية، وقعد عبد الرحمن مقْعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ المنبر. قَالَ: وتلكّأ عليّ، فَقَالَ عبد الرحمن: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمن أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً 48: 10 [3] . فرجع عليّ يشقّ النّاس حتّى بايع عثمانَ وهو يقول: خدعة وأيّما خدعة [4] .   [1] في النسخة (ح) : «أكثر الناس» بدل «أكثرهم» . [2] تاريخ الخلفاء 154. [3] سورة الفتح، الآية 10. [4] قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 147: «وما يذكره كثير من المؤرخين كابن جرير الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 ثُمَّ جلس عثمان في جانب المسجد ودعا بعبيد الله بْن عُمَر بْن الخطاب، وكان محبوسًا في دار سعد، وسعد الَّذِي نزع السيف من يد عُبَيْد الله بعد أن قتل جُفَيْنَةَ والهُرْمُزَان وبنت أبي لؤلؤة، وجعل عُبَيْد الله يَقُولُ: واللهِ لأقتُلَنَّ رجالًا ممّن شرك في دم أبي، يُعَرِّض بالمهاجرين والأنصار، فقام إليه سعد فنزع السيف من يده وجَبَذَه بشَعْره حتى أضجعه وحبسه، فَقَالَ عثمان لجماعة من المهاجرين، أشيروا عليَّ في هذا الَّذِي فَتَق في الإسلام مَا فَتَق، فَقَالَ عليّ: أرى أنْ تقتُلَه، فَقَالَ بعضهم: قُتِل أبوه بالأمس وَيُقْتَلُ هو اليوم، فَقَالَ عمرو بْن العاص: يا أمير المؤمنين إنّ الله قد أعفاك أن يكون هذا الحَدَث [1] ولك على المُسْلِمين سلطان، إنّما تمّ هذا ولا سُلطان لك، قَالَ عثمان: أنا وليُّهم وقد جعلتُها دِيَةً واحْتَمَلْتُها من مالي [2] . قلت: والهُرْمُزَان هو ملك تُسْتَر، وقد تقدّم إسلامُهُ، قتله عُبيد الله بْن عُمَر لما أُصيب عُمَر، فجاء عمَّار بْن ياسر فدخل على عُمَر فقال: حَدَثَ الْيَوْمَ حَدَثٌ في الإسلام، قَالَ: وما ذاك؟ قَالَ قتل عُبَيْد الله الهُرْمُزَان، قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156 عليَّ به، وسَجَنَه. قَالَ سعيد بْن المسيب: اجتمع أَبُو لؤلؤة وجُفَيْنة، رجل من الحِيرَة، والهُرْمُزَان، معهم خِنْجَرٌ له طرفان ممْلَكُهُ في وسطه، فجلسوا مجلسا فأثارهم   [ () ] وغيره عن رجال لا يعرفون أنّ عليّا قال لعبد الرحمن خدعتني وإنّك إنّما ولّيته لأنّه صهرك وليشاورك كل يوم في شأنه، وأنه تلكّأ حتى قال له عبد الرحمن: فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ ... 48: 10 إلى غير ذلك من الأخبار المخالفة لما ثبت في الصّحاح فهي مردودة على قائليها وناقليها. والله أعلم. والمظنون بالصحابة خلاف ما يتوهم كثير من الرافضة وأغبياء القصّاص الذين لا تمييز عندهم بين صحيح الأخبار وضعيفها، ومستقيما وسقيمها، ومبادها وقويمها. والله الموفق للصواب» . وانظر: تاريخ الطبري 4/ 238، 239. [1] في الأصل، ح (هذا الحديث) وهو وهم. [2] طبقات ابن سعد 3/ 355، 356، تاريخ الطبري 4/ 239. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 دابّة فوقع الخِنْجَر، فأبصرهم عبد الرحمن بْن أبي بكر، فلمّا طُعِن عُمَر حكى عبد الرحمن شأن الخنجر واجتماعهم وكيفية الخنجر، فنظروا فوجدوا الأمر كذلك، فوثب عُبَيْد الله فقتل الهُرْمُزان، وجُفَيْنَة، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة، فلما استُخْلِف عثمان قَالَ له عليّ: أقِدْ عُبَيْد الله من الهرمزان، فقال عثمان: ما له وَلِيٌّ غيري، وإني قد عفوت ولكنْ أَدِيَهُ [1] . وَيُرْوَى أنّ الهُرْمُزان لمّا عضَّه السيف قَالَ: لَا إله إلا الله. وأما جُفَيْنَة فكان نصْرَانيًّا، وكان ظئرًا لسعد بْن أبي وقاص أقدمه للمدينة للصُّلح الَّذِي بينه وبينهم وليُعَلّم النّاس الكتابة [2] . وفيها افتتح أَبُو موسى الأشعري الرّيّ، وكانت قد فُتِحت على يد حُذَيْفَة، وسُويد بْن مُقَرِّن، فانتقضوا [3] . وفيها أصاب النّاس رُعافٌ كثير، فقيل لها سنة الرُّعَاف، وأصاب عثمانَ رُعَافٌ حتّى تخلّف عَنِ الحج وأوصى. وحجّ بالنّاس عبد الرحمن بن عوف [4] .   [1] ابن سعد 3/ 356، تاريخ الطبري 4/ 239- 243. [2] تاريخ الطبري 4/ 240. [3] تاريخ خليفة 157. [4] تاريخ الطبري 4/ 242 وانظر 249. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 الوَفيّاتْ خ 4 (سُرَاقَةُ بْن مالك) [1] بْن جُعشُم أَبُو سُفْيَان المُدْلِجيّ. تُوُفيّ في هذه السنة، وكان ينزل قُدَيْدًا، وهو الَّذِي ساخت قوائم فَرَسه [2] . ثُمَّ أسلم وحسُنَ إسلامُهُ، وله حديث في العمرة. روى عنه جابر بْن عبد الله، وابن عبّاس، وسعيد بن المسيّب [3] ،   [1] المغازي للواقدي 31 و 38 و 39 و 71 و 75 و 135 و 941، تهذيب سيرة ابن هشام 116، 117، 138، طبقات خليفة 34، تاريخ خليفة 157، البرصان والعرجان 77، 78، تاريخ الطبري 2/ 431، المعرفة والتاريخ 1/ 240 و 395 و 2/ 627، الكنى والأسماء 1/ 71 و 73، التاريخ الكبير 208، 209 رقم 2523، أنساب الأشراف 263 و 295، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 130، الجرح والتعديل 4/ 308 رقم 1342، مشاهير علماء الأمصار 32 رقم 170، الاستيعاب 2/ 119- 121، ثمار القلوب 66 و 120، جمهرة أنساب العرب 187، المستدرك على الصحيحين 3/ 619، 620، الكامل في التاريخ 3/ 80، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 209، 210، تحفة الأشراف 1/ 268- 270 رقم 179، تهذيب الكمال 1/ 466، الكاشف 1/ 275 رقم 1825، تلخيص المستدرك 3/ 619، 620، مرآة الجنان 1/ 82، الوافي ب الوفيات 15/ 130، رقم 185، تهذيب التهذيب 3/ 456 رقم 854، تقريب التهذيب 1/ 284 رقم 60، الإصابة 2/ 19 رقم 3116، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوط) دار الكتب المصرية 1/ 255، 256. [2] وذلك حينما لحق بالنبيّ صلى الله عليه وسلّم وأبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، حين خرجا مهاجرين من مكة إلى المدينة، وقصّته مذكورة في السيرة النبويّة. [3] إن صحّ أن سراقة مات سنة 24 هـ-. فرواية ابن المسيّب ومن بعده عنه مرسلة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 وطاوس، ومجاهد، وجماعة. وكان إسلامه بعد غزْوة الطائف، وقيل: تُوُفيّ بعد مَقْتَل عثمان. وفيها عزل عثمانُ عَنِ الكوفة المُغيرة بْن شُعْبَة وولَّاها سعدَ بْن أبي وقاص [1] . [بقيّة حوادث السنة] وفيها غزا الوليد بْن عُقبة أذْرَبَيْجان وأَرْمِينِية لمنع أهلها مَا كانوا صالحوا عليه، فسَبَى وغَنِم ورجع [2] . وفيها جاشت الروم حتى استمدّ أمراء الشام من عثمان مَدَدًا فأَمَّدهم بثمانية آلافٍ من العراق، فمضوا حتى دخلوا إلى أرض الروم مع أهل الشام. وعلى أهل العراق سَلْمان بْن ربيعة الباهلي، وعلى أهل الشام حبيب بْن مسْلَمَة الفِهْريّ، فشنُّوا الغارات وسبوا وافتتحوا حُصُونًا كثيرة [3] . وفيها وُلِد عبد الملك بن مروان الخليفة.   [1] تاريخ الطبري 4/ 244. [2] تاريخ الطبري 4/ 246. [3] تاريخ الطبري 4/ 247. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 سَنَة خَمسْ وَعِشرْين فيها عزل عثمان سعدًا عَنِ الكوفة واستعمل عليها: الوليد بْن عقبة بْن أبي مُعَيْط بْن أبي عَمْرو بْن أُميَّة الأُمَويّ، أخو عثمان لأُمّه، كنيته أَبُو وهْب [1] . له صُحْبة ورواية [2] . روى عنه أَبُو موسى الهَمذاني، والشعبي. قَالَ طارق بْن شِهاب: لما قدِم الوليد أميرًا أتاه سعد فَقَالَ: أكِسْتَ بعدي أو استحمقتُ بعدَك؟ قَالَ: مَا كِسْنا ولا حَمِقْتَ ولكنّ القومَ استأثروا عليك بسُلطانهم [3] . وهذا ممّا نقموا على عثمان كوْنه عزل سعْدًا وولّى الوليد بْن عُقْبَة، فذكر حُصَيْن بْن المُنْذِر أنّ الوليد صلّى بهم الفجر أربعا وهو   [1] تاريخ خليفة 157 تاريخ الطبري 4/ 251. [2] رمزه في الخلاصة «د» . [3] في الاستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 633: «والله ما أدري أكسبت بعدنا أم حمقنا بعدك، فقال: لا تجزعنّ أبا إسحاق فإنّما هو الملك يتغدّاه قوم ويتعشّاه آخرون. فقال سعد: أراكم والله ستجعلونها ملكا» . وانظر: الكامل في التاريخ 3/ 83. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 سَكْران، ثمّ التفت وَقَالَ: أزِيدُكم [1] ! ويقال: فيها سار الجيش من الكوفة عليهم سَلْمان بْن ربيعة إلى بَرْذَعَة، فقتل وسَبَى [2] . وفيها انتقض أهل الإسكندرية فغزاهم عَمْرو بْن العاص أمير مصر وسَبَاهم، فردّ عثمانُ السَّبْيَ إلى ذِمَّتهم، وكان ملك الروم بعث إليها منويل الخَصِيّ في مراكب فانتقض أهلُها- غير المقوقس- فغزاهم عمرو في ربيع الأول، فافتتحها عَنْوةً غير المدينة [3] فإنّها صُلْح. وفيها عزل عثمان عَمْرًا عَنْ مصر، واستعمل عليها عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ [4] . والصحيح أنّ ذلك في سنة سبعٍ وعشرين. واستأذن ابُن أبي سَرْح عثمان في غزْو إفريقية فأَذِنَ له [5] .   [1] تاريخ اليعقوبي 2/ 165 وفيه قصّة لا يمكن التسليم بها، ومروج الذهب 2/ 344 وقد علّق القاضي أبو بكر بن العربيّ على هذا الموضوع في كتابه «العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة» ، كما علّق عليه محقّق الكتاب محبّ الدين الخطيب تعليقا مسهبا وافيا دحض فيه هذه الفرية المدسوسة على هذا الصحابيّ الجليل. (الحاشية رقم (2) من الصفحة 69 و 70) . [2] تاريخ خليفة 158. [3] في تاريخ خليفة 158 «غير عين شمس» بدل «المدينة» . وانظر: تاريخ اليعقوبي 2/ 164، والطبري 4/ 250. [4] تاريخ اليعقوبي 2/ 164. [5] اليعقوب 2/ 165. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 ويقال فيها ولد يزيد بْن معاوية [1] . وحج بالنّاس عثمان رضي الله عنه [2] .   [1] الطبري 4/ 250، الكامل لابن الأثير 3/ 86. [2] تاريخ خليفة 158، الطبري 4/ 250، ابن الأثير 3/ 86. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 سنة ستّ وعشرين فيها زاد عثمان في المسجد الحرام ووسّعه، واشترى الزّيادة من قوم، وأبى آخرون، فهدم عليهم ووضع الأثمان في بيت المال، فصاحوا بعثمان فأمر بهم إلى الحبس وَقَالَ: مَا جرَّأكم عليَّ إلَّا حِلْمي، وقد فعل هذا بكم عُمَر فلم تُصَيِّحوا عليه، ثُمَّ كلّموه فيهم فأطلقهم [1] . وفيها فُتِحت سابور وأميُرها عثمان بْن أبي العاص الثّقفي، فصالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلاثمائة ألف [2] . وقيل [3] عزل عثمان سعدًا عَنِ الكوفة لأنّه كان تحت دَيْنٍ لابن مسعود فتقاضاه واختصما، فغضب عثمان من سعد وعزله [واستعمل الوليد بْن عُقْبة] [4] ، وقد كان الوليد عاملًا لعمر على بعض الجزيرة وكان فيه رفق برعيّته [5] .   [1] تاريخ الطبري 4/ 251، تاريخ اليعقوبي 2/ 164، 165، الكامل في التاريخ 3/ 87، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للقاضي تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي المكّي المالكي (بتحقيقنا) طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت، 1405 هـ-. / 1985 م. - ج 1/ 359، تاريخ خليفة 159. [2] تاريخ خليفة 158، تاريخ اليعقوبي 2/ 165. [3] هكذا في الأصل وغيره من النّسخ، وفي البداية والنهاية لابن كثير 7/ 151 «وفيها» بدل «وقيل» . [4] ما بين الحاصرتين ساقط من نسختي: (ح) ودار الكتب، وهو موجود في الأصل. ويقتضيه السياق. [5] تاريخ الطبري 4/ 251، 252. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 سَنَة سبْعٍ وَعِشرْين فيها غزا معاوية قُبْرُسَ فركب البحر بالجيوش، وكان معه عُبادة بْن الصامت، وزوجه عبادة أم حَرَام بنت مِلْحانِ الأنصاريّة خالة أنَس، فصُرعت عَنْ بَغْلتها فماتت شهيدةً [1] ، وكان النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْشاها [2] ويقيل عندها وبَشَّرَها بالشَّهادة [3] ، فقبْرُها بقُبْرس يقولون هذا قبر المرأة الصالحة.   [1] ينفرد «صالح بن يحيى» في «تاريخ بيروت وأمراء بني بحتر» - ص 14 بالقول إنّها ماتت في بيروت بعد عودتها من قبرس. بينما تكاد المصادر الأقدم تجمع على أنّها توفيت في الجزيرة. (انظر: تاريخ خليفة بن خيّاط 160، ربيع الأبرار للزمخشري 1/ 240، الطبقات الكبرى لابن سعد 8/ 434، تاريخ دمشق (تراجم النساء) تحقيق سكينة الشهابي- ص 486- 496، نهاية الأرب للنويري 19/ 416) . [2] في النسخة (ح) : «يغشى بيتها» . [3] قال ابن سعد في الطبقات 8/ 435: أخبرنا عفان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن أنس بن مالك، عن أمّ حرام بنت ملحان قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فاستيقظ وهو يضحك. قالت: قلت: يا نبيّ الله بأبي أنت وأمّي، ممّ تضحك؟ قال: ناس من أمّتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرّة قالت: قلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت منهم. قالت: ثم قال فاستيقظ وهو يضحك، قلت: يا رسول الله ممّ تضحك؟ قال: ناس من أمّتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرّة. قالت: قلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت من الأوّلين. قال: فغزت مع زوجها عبادة بن الصّامت فوقصتها راحلتها فماتت. قال عفّان: أحسبه قال: يركبون ظهر هذا البحر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 روت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عنها أَنْس بْن مالك، وعُمَيْر بْن الأسود العنسيّ، ويعلى بن شدّاد ابن أوْس، وغيرهم. وَقَالَ داود بْن أبي هند: صالح عثمان بْن أبي العاص وأبو موسى سنة سبعٍ وعشرين أهلَ أرَّجَان على ألْفَيّ ألف ومائتي ألف، وصالح أهل دارابْجِرْد [1] على ألف ألف وثمانين ألفًا [2] . وَقَالَ خليفة [3] : فيها عزل عثمانُ عَنْ مصر عَمْرًا وولّى عليها عبدَ الله بْن سعد [4] ، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب، وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرِو بْن الْعَاصِ، وَعَبْدِ الله بْن الزُّبَيْر [5] ، فالتقى هو وجُرْجير بسُبَيْطِلة [6] على يومين من القيروان، وكان جُرْجير في مائتي ألف مقاتل، وقيل في مائةٍ وعشرين ألفًا، وكان المسلمون في عشرين ألفًا. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا أَبِي، وَالزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبٍ [7] قَالا: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: هَجَمَ عَلَيْنَا جُرْجير فِي مُعَسْكَرِنَا فِي عِشْرِينَ وَمِائَةِ ألف، فأحاطوا بنا   [1] قال ياقوت: بعد الألف الثانية باء موحّدة ثم جيم ثم راء ودال مهملة. ولاية بفارس. (معجم البلدان 2/ 419) . [2] تاريخ خليفة 159 وفيه: «وصالح أهل درابجرد على ألفي ألف ومائتي ألف» . [3] في تاريخه 159. [4] «بن أبي سرح» كما في تاريخ خليفة، والمنتقى لابن الملّا. [5] لذلك سمّي هذا الجيش «جيش العبادلة» . (نهاية الأرب للنويري 24/ 7، 8) . [6] في نسخة دار الكتب «بسنبطلة» ، وهو تصحيف، والتصحيح من الأصل ومعجم البلدان 3/ 187 قال ياقوت: «مدينة من مدن إفريقية، وهي كما يزعمون مدينة جرجير الملك الرومي وبينها وبين القيروان سبعون ميلا» . [7] في نسخة دار الكتب «ثنا أبي الزبير بن حبيب» وهو تحريف وتصحيف، والتصحيح من الأصل، والنسختين (ع) و (ح) والمنتقى نسخة أحمد الثالث، وجمهرة نسب قريش 99. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 وَنَحْنُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا. وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَدَخَلَ فُسْطَاطًا لَهُ فَخَلا فِيهِ، وَرَأَيْتُ أَنَا غرَّةً مِنْ جرجير بصرت به خلف عساكره على برذون أَشْهَبَ مَعَهُ جَارِيَتَانِ تُظَلِّلانِ عَلَيْهِ بِرِيشِ الطَّوَاوِيسِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ جُنْدِهِ أَرْضٌ بَيْضَاءَ لَيْسَ بِهَا أَحَدٌ، فَخَرَجْتُ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ فَنَدَبَ لِي النَّاسَ، فَاخْتَرْتُ مِنْهُمْ ثَلاثِينَ فَارِسًا وَقُلْتُ لِسَائِرِهِمْ: الْبثوا عَلَى مَصَافِّكُمْ، وَحملت فِي الْوَجْهِ الّذي رأيت فيه جرجير وقلت لأصحابي: احملوا لي ظهري، فو الله مَا نشبتُ أنْ خَرَقْتُ الصَّفَ إِلَيْهِ فَخَرَجْتُ صَامِدًا [1] لَهُ، وَمَا يَحْسِبُ هُوَ وَلا أَصْحَابُهُ إلا أني رسول إليه، حتى دنوت منه فَعَرَفَ الشَّرَّ، فَوَثَبَ عَلَى بِرْذَوْنِهِ وَوَلَّى مُدْبِرًا [2] ، فَأَدْرَكْتُهُ ثُمَّ طَعَنْتُهُ، فَسَقَطَ، ثُمَّ دَفَفْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ، وَنَصَبْتُ رَأْسَهُ عَلَى رُمْحٍ وَكَبَّرْتُ، وَحَمَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَارْفَضَّ أَصْحَابُه مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَرَكِبْنَا أَكْتَافَهُمْ [3] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] : ثنا مَنْ سَمِعَ ابْنَ لَهِيعَةَ يَقُولُ: ثنا أَبُو الأَسْوَدِ، حَدَّثَنِي أَبُو إدريس أنّه غزا مع عبد الله بن سعد إِفْرِيقِيَةَ فَافْتَتَحَهَا، فَأَصَابَ كُلَّ إِنْسَانٍ أَلْفَ دِينَارٍ. وَقَالَ غيره: سَبَوْا وغنِمُوا فبلغ سهمُ الفارس ثلاثةَ آلاف دينار [5] ، وفتح الله إفريقية سَهْلَها وجَبَلَها، ثمّ اجتمعوا على الإسلام وحسُنَتْ طاعتُهُم. وقسّم ابن أبي سَرْح مَا أفاء الله عليهم وأخذ خمس الخمس بأمر   [1] في المنتقى لابن الملّا (ساعدا) وهو تحريف. [2] في الأصل ومنتقى أحمد الثالث والمنتقى لابن الملّا، ع، ح (مبادرا) . [3] البداية والنهاية 7/ 152 وانظر نهاية الأرب 24/ 13- 17، والكامل في التاريخ 3/ 89- 93، والتذكرة الحمدونية 2/ 416، 417 رقم 1074، والبيان المغرب 1/ 10- 12، والعقد الثمين 5/ 154- 155. [4] في تاريخه- ص 160. [5] فتوح مصر لابن عبد الحكم 184، نهاية الأرب للنويري 24/ 16. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 عثمان، وبعث إليه بأربعة أخماسه، وضرب فُسْطاطًا في موضِع القَيْرَوان ووفَّدوا وفدًا [1] ، فشكوا عبد الله فيما أخذ فقال: أنا نقلته، وذلك إليكم الآن، فإنْ رضِيتُم فقد جاز، وإنْ سَخِطْتم فهو رَدّ، قالوا: إنّا نَسْخَطُه، قَالَ: فهو رَدّ، وكتب إلى عبد الله بردّ ذلك واستصلاحهم. قالوا: فاعْزلْه عنّا. فكتب إليه أن استخِلفْ على إفريقية رجُلًا ترْضَاه واقسم مَا نَفَّلْتُكَ فإنَّهم قد سخِطُوا، فرجع عبد الله بْن أبي سرْح إلى مصر، وقد فتح الله إفريقية، فما زال أهلُها أسْمَعَ النّاس وأطْوَعَهم إلى زمان هشام بْن عبد الملك [2] . وروى سيف بْن عُمَر، عَنْ أشياخه، أنّ عثمان أرسل عبد الله بْن نافع ابن الحُصَين، وعبد الله بْن نافع الفِهْرِيّ من فَوْرِهما ذلك إلى الأندلس، فأتياها من قِبَل البحر، وكتب عثمان إلى من انتدب إلى الأندلس [3] : أمّا بعد فإنّ القُسْطَنْطِينية إنّما تُفْتَح من قِبَل الأندلس، وإنّكم إن افتتحتموها كنتم شُرَكاء في فتحها في الأجر، والسلام [4] . فعن كعب قَالَ: يعبر البحر إلى الأندلس أقوامٌ يفتحونها يُعْرَفون بنورهم يوم القيامة [5] . قَالَ: فخرجوا إليها فأتَوها من بَرِّها وبحرها، ففتحها الله على المُسْلِمين، وزاد في سلطان المُسْلِمين مثل إفريقية. ولم يزل أمرُ [6] الأندلس كأمر إفريقية، حتّى أمر هشام فمنع البربر أرضهم.   [1] هكذا في الأصل ونسخة دار الكتب، ح، وفي بعض النسخ (ووفد وفد على عثمان) . [2] تاريخ الطبري 4/ 254. [3] غند ابن جرير (من أهل الأندلس) . [4] في نسخة دار الكتب «والسلامة» . والمثبت من الأصل وغيره من النسخ، وتاريخ الطبري، والوثائق السياسية للدكتور محمد حميد الله 396. [5] تاريخ الطبري 4/ 255. [6] في نسخة دار الكتب «أمراء» في الموضعين، وهو خطأ على ما في الأصل وغيره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 ولما نزع عثمان عَمْرًا عَنْ مصر غضب وحقد على عثمان، فوجّه عبد الله بْن سعد فأمره أن يمضي إلى إفريقية، وندب عثمانُ النَّاس معه إلى إفريقية، فخرج إليها في عشرة آلاف، وصالح ابن سعد أهل إفريقية على ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار [1] . وبعث ملك الروم من قسطنطينية أن يؤخذ من أهل إفريقية ثلاثمائة قِنْطار ذَهَبًا، كما أخذ منهم عبد الله بْن سعد، فقالوا: مَا عندنا مالٌ نعطيه، وما كان بأيدينا فقد افتدينا به [2] ، فأمّا الملك فإنه سيّدنا فليأخُذْ مَا كان له عندنا من جائزة كما كنا نعطيه كلَّ عام، فلمّا رأى ذلك منهم الرسول أمر بحبسهم، فبعثوا إلى قومٍ من أصحابهم فقدِموا عليهم فكسروا السجن وخرجوا [3] . وعن يزيد بْن أبي حبيب قَالَ: كتب عبد الله بْن سعد إلى عثمان يَقُولُ: إنّ عمرو بْن العاص كسر الخراج، وكتب عَمْرو: إن عَبْد الله بن سَعْد أفسد [4] علي مكيدة الحرب. فكتب عُثْمَان إلى عَمْرو: انصرف وولي عَبْد الله الخراج والجُنْد، فقدِم عمرو مُغْضبًا، فدخل على عثمان وعليه جُبَّةٌ له يَمانيَّة مَحْشُوَّة قُطْنًا، فَقَالَ له عثمان: مَا حَشْوُ جُبَّتك؟ قَالَ: عمرو، قَالَ [5] : قد علمتُ أنّ حَشْوَها عمرو، ولم أر هذا، إنّما سألتك أقُطْنٌ هو أم غيره [6] ؟ وبعث عبد الله بْن سعد إلى عثمان مالا من مصر وحشد فيه، فدخل   [1] زاد الطبري 4/ 256 «وعشرين ألف دينار» . [2] هكذا في الأصل، ومنتقى أحمد الثالث، والنسختين: (ع) و (ح) ، وفي تاريخ الطبري (افتدينا به أنفسنا» . [3] تاريخ الطبري 4/ 256. [4] هكذا في الأصل ومنتقى ابن الملا، ع، ح. وفي تاريخ الطبري (كسر) عوض (أفسد) وكذلك في نهاية الأرب (19/ 412) وسقطت هذه الكلمة من نسخة دار الكتب. [5] أي عثمان. كما في تاريخ الطبري. [6] تاريخ الطبري 4/ 256. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 عمرو، فَقَالَ عثمان: هل تعلم أنّ تلك اللّقاح درّت بعدك؟ قَالَ عمرو: إن فصالها هلكت [1] . وفيها حجّ عثمان بالنّاس [2] .   [1] تاريخ الطبري 4/ 257. [2] الطبري 4/ 257. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 سَنَة ثمانٍ وَعِشْرين قيل في أوّلها [1] غزوة قبرس، وقد مرّت. فروى سَيْفٌ، عَنْ رجاله قالوا: أَلَحَّ معاوية في إمارة عُمَر عليه في غَزْو البحر وقُرْب الرُّوم من حِمْص، فَقَالَ عُمَر: [2] إنّ قريةً من قُرَى حمص يسمع أهلها نباح كلابهم وصياحَ ديُوكهم [قالوا: كتب عُمَر إلى معاوية: إنّا سمعنا أنّ بحر الشام يشرف على أطول شيء على الأرض، يستأذن الله في كل يوم وليلة في أن يقبض على الأرض فيغرقها، فكيف أحمل الجنود في هذا البحر الكافر المستعصب، وتاللَّه لمسلم] [3] أحبّ إليَّ من كلّ مَا في البحر، فلم يزل بعمر حتّى كاد أن يأخذ بقلبه. فكتب عُمَر إلى عمرو بْن العاص أن صِفْ لي البحر وراكبَه، فكتب إليه: إنّي رأيت خلْقًا كبيرًا يركبه خلْقٌ صغير، إنْ رَكَد حرّق [4] القلوب، وإنْ تحرّك أزاغ العُقُولَ، يزداد فيه اليقين قلَّة، وَالشَّكُّ كثْرَة، وهم   [1] في نسخة دار الكتب ومنتقى أحمد الثالث (أوائلها) . [2] هكذا في الأصل، وطبعة القدسي 3/ 187 والعبارة مضطربة فيها نقص والصحيح، «فقال معاوية» ، كما في تاريخ الطبري 4/ 258 و 259. [3] ما بين الحاصرتين إضافة من الطبري. [4] في تاريخ الطبري 4/ 258 «إن ركن خرّق» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 فيه كدُودٍ على عُود، إنْ مال غرِق، وإن نجا بَرِق [1] . فلمّا قرأ عُمَر الكتابَ كتب إلى معاوية: والله لَا أحمل فيه مسلمًا أبدًا [2] . وَقَالَ أَبُو جعفر الطبريّ [3] : غزا معاوية قبرس فصالح أهلَها على الجِزْية. وَقَالَ الواقِديّ: في هذه السنة غزا حبيب بْن مسْلَمَة سورية من أرض الروم [4] . وفيها تزوّج عثمان نائلةَ بنت الفرافصة فأسلمت قبل أن يدخل بها [5] . وفيها غزا الوليد بْن عُقْبَة أَذْرَبَيْجَان فصالحهم مثل صُلح حُذَيفة [6] . وقلَّ من مات وضُبط موتُهُ في هذه السنّوات كما ترى.   [1] البرق: الحيرة والدهش. انظر: لسان العرب، مادّة «برق» . [2] تاريخ الطبري 4/ 259. [3] في تاريخه 4/ 258 و 262. [4] تاريخ الطبري 4/ 263. [5] تاريخ الطبري 4/ 263 وفيه: «وكانت نصرانيّة، فتحنّثت» . [6] تاريخ خليفة 160. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 سَنَة تسْعٍ وَعِشرْين فيها عزل عثمان أبا موسى عَنِ البصْرة بعبد الله بْن عامر بْن كُرَيز، وأضاف إليه فارس [1] . وفيها افتتح عبد الله بْن عامر إصْطَخْر عَنْوةً فقتل وسبَى، وكان على مقدِّمة عُبَيْد الله بْن عمر بْن عثمان التَّيْميّ أحد الأجواد [2] وكلٌّ منهما رأى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان على إصْطَخْر قتالٌ عظيم قُتِلَ فيه عُبَيْد الله [3] بْن مَعْمَر، وكان من كبار الأمراء، افتتح سابور عَنْوةً وقلعة شيراز، وقُتِلَ وهو شاب، فأقسم ابن عامر لئن ظفر بالبلد ليقتلنّ حتّى يسيل الدَّمُ من باب المدينة [4] ، وكان بها يَزْدَجِرْد بْن شَهْرَيَار بْن كِسْرى فخرج منها في مائة ألفِ وسار فنزل مرو،   [1] تاريخ خليفة 161، تاريخ اليعقوبي 2/ 66، تاريخ الطبري 4/ 264. [2] تاريخ خليفة 161، 162. [3] في النسخة (ح) : «عبد الله» وهو خطأ، والتصحيح من الأصل وغيره. [4] إلى هنا تنتهي رواية خليفة 162. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 وخلف على إصْطَخْر أميرًا من أمرائه في جيشٍ يحفظونها. فنقَّب المسلمون المدينة فما دَرَوْا إلَّا والمسلمون معهم في المدينة، فأسرف ابن عامر في قتْلهم وجعل الدَّم لَا يجري من الباب، فقيل له: أفْنَيْتَ الخَلْق، فأمر بالماء فصبَّ على الدَّم حتّى خرج من الباب، ورجع إلى حُلْوان فافتتحها ثانيًا [1] فأكثر فيه القتْلَ لكونهم نقضوا الصُّلح [2] . وفيها انتقضت أَذْرَبَيْجَان فغزاهم سعيد بْن العاص فافتتحها [3] . وفيها غزا ابن عامر وعلى مقدّمته عبد الله بْن بُدَيْل الخُزاعيّ فأتى أصبهان، ويقال افتتح أصبهان سارية بْن زُنَيْم عَنْوةً وصُلْحًا. وَقَالَ أَبُو عبيدة: لما قدِمَ ابن عامر البصرة قدِم عُبَيْد الله بْن مَعْمَر إلى فارس، فأتى أرَّجان فأغلقوا في وجهه، وكان عَنْ يمين البلد وشماله الجبال والأسياف. وكانت الجبال لا تسلكها الخيل ولا تحمل الأسياف- يعني السواحل- الجيش، فصالحهم أن يفتحوا له باب المدينة فيمرّ فيها مارًّا ففعلوا، ومضى حتّى انتهى إلى النّوبَنْدِجَان فافتتحها، ثُمَّ نقضوا الصُّلح، ثُمَّ سار فافتتح قلعة شِيراز، ثُمَّ سار إلى جور فصالحهم وخلّف فيهم رجلًا من تميم، ثُمَّ انصرف إلى إصْطَخْر فحاصرها مدّة، فبينما هم في الحصار إذ قتل أهل جور عاملهم، فسار ابن عامر إلى جور فناهضهم فافتتحها عَنْوةً فقتل منها أربعين ألفًا يُعَدُّون بالقَصَب، ثمّ خلّف عليهم مروان بن الحكم أو غيره، وردّ   [1] إلى هنا ينتهي الأصل الّذي بخطّ المؤلّف، ولعلّه مسوّدة، لوقوع أخطاء فيه نبّهنا إليها في مواضعها. وفي آخر هذا الأصل صفحة من ترجمة «عيينة بن حصن» المقبلة. [2] تاريخ خليفة 162. [3] تاريخ خليفة 163. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 إلى إصْطَخْر وقد قتلوا عُبَيْد الله بْن مَعْمَر فافتتحها عَنْوةً. ثمّ مضى إلى فَسَا فافتتحها. وافتتح رساتيق من كَرْمان. ثمّ إنّه توجه نحو خُراسان على المفازة فأصابهم الرَّمق فأهلك خلقًا. وَقَالَ ابن جرير [1] : كتب ابن عامر [2] إلى عثمان بفتح فارس، فكتب عثمان يأمره أن يوليّ هَرِمَ بْن حسّان [3] اليَشْكُريّ، وهرِمَ بْن حيَّان العَبْدِيّ، وَالْخِرِّيتَ [4] بْن راشد على كُوَر فارس. وفرّق خُراسان بين ستّة نفر: الأحنف ابن قيس على المَرْوَيْن [5] ، وحبيب بْن قُرَّةَ اليَرْبُوعيّ على بَلْخ، وخالد بْن زُهَير على هَرَاة، وأُمَيْن [6] بْن أحمد [7] اليَشْكريّ على طُوس، وقيس بْن هُبَيْرة [8] السلمي على نَيْسابور. وفيها زاد عثمان فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوسَّعه وبناه بالحجارة المنقوشة وجعل عُمُده من حجارة وسقفه بالسّاج، وجعل [9] طوله ستين ومائة ذراع، وعرضه خمسين ومائة ذراع، وجعل أبوابه كما كانت زمن عمر ستّة أبواب [10] .   [1] في تاريخ 4/ 266. [2] في ع (ابن عمر) وهو سهو. [3] في نسخة دار الكتب، ح (حيان) عوض (حسان) والتصحيح من (تاريخ الطبري 4/ 266) . [4] في نسخة دار الكتب والمنتقى لابن الملا، ح (حريث) والتصحيح من تاريخ الطبري. [5] في نسخة الدار (المرزين) وفي المنتقى لابن الملا ومنتقى أحمد الثالث، ح (المروزيين) والتصحيح من تاريخ الطبري. [6] في نسخة الدار، ح (أمير) والتصحيح من تاريخ الطبري. [7] في طبعة القدسي 3/ 90 «أحمر» وهو تحريف. [8] في تاريخ الطبري: «الهيثم» بدل «هبيرة» وهما واحد. [9] (وجعل) ساقطة من نسخة الدار، فاستدركتها من المنتقى لابن الملا ومنتقى أحمد الثالث، ع، ح. [10] تاريخ الطبري 4/ 267. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 وحجّ عثمان بالنّاس وضُرِبَ له بِمنَى فُسْطاط، وأتمّ الصّلاة بها وبعرَفة، فعابوا عليه ذلك، فجاءه عليّ فَقَالَ: والله مَا حدث أمرٌ ولا قَدُم عهدٌ، ولقد عهدت نبيِّك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلّي ركعَتَيْن، ثُمَّ أبا بكر، ثمّ عُمَر، ثُمَّ أنت صدرًا من ولايتك، فَقَالَ: رأي رأيته [1] . وكلّمه عبد الرحمن بْن عوف فَقَالَ: إنّي أُخْبِرْتُ عَنْ جُفاة النّاس قد قالوا: إنّ الصلاة للمُقيم رَكْعتان وقالوا: هذا عثمان يصلّي رَكْعَتين فصليت أربعًا لهذا، وإنّي قد اتّخذت بمكّة زَوْجَة، فَقَالَ عبد الرحمن: ليس هذا بعُذْر، قَالَ: هذا رأي رأيته [2] .   [1] الطبري 4/ 268. [2] جمهور الفقهاء يرون عدم وجوب قصر الصلاة للمسافر، والإتمام عزيمة. ثم رجع عبد الرحمن بن عوف إلى ما فعل عثمان بعد لقائه لابن مسعود. كما في (كتاب الخليفة المفترى عليه للأستاذ عرجون) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 سَنَة ثَلَاثيْن فيها عُزِل الوليد بْن عُقْبة عَنِ الكوفة بسعيد بْن العاص، فغزا سعيد طَبَرِسْتان، فحاصرهم، فسألوه الأمان، على ألا يقتل منهم رجلًا واحدًا، فقتلهم كلَّهم إلَّا رجلًا واحدًا، يعني نفسه بذلك [1] . وفيها فُتِحَتْ جور [2] من أرض فارس على يد ابن عامر فغنم شيئًا كثيرًا. وافتتح ابن عامر في هذا القُرب بلادًا كثيرة من أرض خُراسان [3] . قَالَ داود بْن أبي هند: لمّا افتتح ابن عامر أرضَ فارس سنة ثلاثين هرب يزّدَجِرْد بْن كِسْرى فاتبعه ابن عامر، ومُجاشع بْن مسعود السُّلمي، ووجَّه ابنُ عامر، فيما ذكر خليفة [4] زيادَ بْن الربيع الحارثيّ إلى سجستان   [1] تاريخ الطبري 4/ 269 و 270، الكامل في التاريخ 3/ 105. [2] في تاريخ خليفة تحقيق الأستاذ زكار (خوز) وهو سهو. وفي ح (جوز) تصحيف والتصويب من الأصل وتاريخ خليفة بتحقيق د. أكرم العمري 163. [3] تاريخ خليفة 163، 164. [4] (خليفة) ساقطة من (ع) وهو خليفة بن خياط- ص 164. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 فافتتح زالق [1] وشرواذ وناشروذ [2] ، ثمّ صالح أهل مدينة زَرَنْج [3] على ألف وصِيف مع كلّ وصِيف جام من ذَهَب. ثمّ توجَّه ابن عامر إلى خُراسان وعلى مقدمته الأحنف بْن قيْس، فلقي أهلَ هَرَاة فهزمهم. ثُمَّ افتتح ابن عامر أبْرَشَهْر- وهي نَيْسابور- صُلْحًا ويقال عَنْوةً [4] . وكان بها فيما ذكر غيرُ خليفة بنتا كسرى بْن هُرْمز [5] . وبعث جيشًا فتحوا طوس وأعمالها صُلْحًا. ثُمَّ صالح من جاءه من أهل سَرَخْس على مائةٍ وخمسين ألفًا. وبعث الأسود بْن كلثوم العَدَويّ إلى بَيْهَق. وبعث أهل مَرْو يطلبون الصُّلح، فصالحهم ابن عامر على ألفيْ ألف ومائتي ألف [6] . وسار الأحنف بْن قيس في أربعة آلاف، فجمع له أهل طَخَارِستان وأهل الجَوْزَجان والفارياب، وعليهم طوقان شاه، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، ثُمَّ هزم الله المشركين، وكان النصر [7] . ثُمَّ سار الأحنف على بلْخ، فصالحوه على اربعمائة ألف. ثمّ أتى خُوارزْم فلم يُطِقْها ورجع. وفتحت هراة ثمّ نكّسوا [8] .   [1] في طبعة القدسي 3/ 191 «ذالق» بالذال، والتصويب من معجم البلدان 3/ 127 وقال: من نواحي سجستان وهو رستاق كبير فيه قصور وحصون. [2] في طبعة القدسي 3/ 191 «ناشور وناس» ، وفي نسخة المنتقى «باس» وفي النسختين (ع) و (ح) «باش» وكذا في منتقى أحمد الثالث، والتصحيح من تاريخ خليفة 164، ومعجم البلدان لياقوت 5/ 251 حيث قال ناشروذ وشرواذ ناحيتان بسجستان لهما ذكر في الفتوح. [3] زرنج: هي قصبة سجستان- (معجم البلدان 3/ 138) . [4] تاريخ خليفة 164، تاريخ الطبري 4/ 269 و 301. [5] تاريخ الطبري 4/ 302. [6] تاريخ خليفة 164، 165. [7] تاريخ خليفة 165. [8] تاريخ خليفة 165. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 وَقَالَ ابن إسحاق: بعث ابن عامر جيشًا إلى مرو فصالحوا وفُتِحَت صُلحًا [1] . ثُمَّ خرج ابن عامر من نيسابور معتمرًا وقد أحرم منها [2] ، واستخلف على خُراسان الأحنف بْن قيس، فلمّا قضى عُمْرَته أتى عثمان رضي الله عنه واجتمع به، ثمّ إنّ أهل خُراسان نقضوا وجمعوا جمْعًا كثيرًا وعسكروا بمرو، فنهض لقتالهم الأحنف وقاتلهم فهزمهم، وكانت وقعة مشهورة. ثُمَّ قدم ابن عامر من المدينة إلى البصرة، فلم يزل عليها إلى أن قُتِلَ عثمان وكذا معاوية على الشام. ولما فتح ابن عامر هذه البلاد الواسعة كثُرَ الخراجُ على عثمان وأتاه المال من كلّ وجه اتّخذ له الخزائن وأدَرّ الأرزاق، وكان يأمر للرجل بمائة ألف بَدْرَةٍ في كل بَدْرَةٍ أربعة آلاف وافية. وَقَالَ أَبُو يوسف القاضي: أخرجوا من خزائن كسرى مائتي ألف بَدْرَةِ في كلّ بدرة أربعة آلاف.   [1] تاريخ الطبري 4/ 303. [2] تاريخ خليفة 166 (حوادث سنة 31 هـ.) وكذا في تاريخ الطبري 4/ 302، 303، تاريخ اليعقوبي 2/ 167. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 ذِكْرُ مَنْ تُوُفيّ في سنة ثَلَاثِين أُبَيّ بْن كعب، وَقَالَ الواقِديّ: هو أثبت الأقاويل عندنا. (جبّار بْن صخر) [1] بْن أميّة بْن خَنْساء أَبُو عبد الله [2] الأنصاريّ السُّلمي. شهِدَ بدْرًا والعقبة، وبعثه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارصًا إلى خيبر. تُوُفيّ بالمدينة، وله ستون سنة. (حاطب بْن أبي بَلْتَعَه) [3] اللَّخْمِيّ حليف بني أسد بْن عبد العُزَّى.   [1] مسند أحمد 3/ 421، المغازي للواقدي 91 و 92 و 138 و 170 و 234 و 375 و 691 و 720 و 721 و 985 و 993، الطبقات لخليفة 102، طبقات ابن سعد 3/ 576، تاريخ الطبري 3/ 20، المحبّر 73، أنساب الأشراف 1/ 205 و 246 و 301، الجرح والتعديل 3/ 542، 543 رقم 2253، المعجم الكبير 2/ 270 رقم 206، مشاهير علماء الأمصار 25 رقم 109، الاستيعاب 1/ 227، 228، المستدرك 3/ 222، 223، الإكمال 2/ 37، الكامل في التاريخ 3/ 116 أسد الغابة 1/ 265، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ج 1/ 143 رقم 101، تلخيص المستدرك 3/ 222، 223، البداية والنهاية 7/ 156، الوافي بالوفيات 11/ 42 رقم 79، الإصابة 1/ 220 رقم 1056، تعجيل المنفعة 66 رقم 124. [2] هكذا في الأصل، ومصادر ترجمته، وفي نسخة دار الكتب و (ع) و (ح) والمنتقى: «عبد الرحمن» . [3] المغازي للواقدي 105 و 140 و 154 و 243 و 425 و 603 و 797 و 798 و 909، تهذيب سيرة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 شهِدَ بدرًا والمشاهد، وهو الَّذِي كتب إلى المشركين قبل الفتح يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والقصّة مشهورة، فعفا عنه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واعتذر فقبل عذره، ثمّ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المُقَوْقس ملك الإسكندرية. واسم أبي بَلْتَعَة: عمرو بْن عُمَيْر. (الطُّفَيْلُ بْن الحارث) [1] بْن المطَّلب المطلبي- فيما قاله سعيد بْن عُفَيْر- وهو أخو عبيدة بْن الحارث والحُصَيْن بْن الحارث. كان من السّابقين الأوّلين، شهد بدرا.   [ () ] ابن هشام 248 249، 328، الطبقات لابن سعد 3/ 114، 115، الطبقات لخليفة 70، تاريخ خليفة 79 و 86 و 98 و 143 و 166 المعارف 317 و 318، تاريخ أبي زرعة 1/ 575، المحبّر 72 و 76 و 276 و 288، تاريخ الطبري 2/ 644 و 645 و 3/ 21 و 48 و 49، أنساب الأشراف 1/ 202 و 302 و 323 و 328 و 354 و 360 و 431 و 448 و 449 و 479 و 531، الجرح والتعديل 3/ 303 رقم 1352، جمهرة أنساب العرب 14 و 94 و 423، المعجم الكبير 3/ 205، 206 رقم 241، الاستيعاب 1/ 348- 351، مشاهير علماء الأمصار 21 رقم 82، المستدرك على الصحيحين 3/ 300- 302، أسد الغابة 1/ 360- 362، الكامل في التاريخ 2/ 210 و 225 و 242 و 251 و 3/ 116، جامع الأصول 9/ 79، الزيارات للهروي 94، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 151، 152 رقم 110، سير أعلام النبلاء 2/ 43- 45 رقم 9، تلخيص المستدرك 3/ 300- 302، البداية والنهاية 7/ 156، معجم البلدان 2/ 385، الوافي بالوفيات 11/ 272، 273 رقم 402، مرآة الجنان 1/ 84، مجمع الزوائد 9/ 303، تهذيب التهذيب 2/ 168، الإصابة 1/ 300 رقم 1538، شفاء الغرام 1/ 138 و 2/ 179 و 180 و 200 و 202 و 203 و 204 و 205 و 227 و 232، النجوم الزاهرة 1/ 87، حسن المحاضرة 1/ 189، شذرات الذهب 1/ 37، تاج العروس 2/ 292. [1] السير والمغازي لابن إسحاق 258، المغازي للواقدي 24 و 153، طبقات ابن سعد 3/ 52، نسب قريش 93 و 95، طبقات خليفة 115 و 138، المحبّر 71 و 83 و 108 و 459، تاريخ الطبري 2/ 545 و 3/ 167، أنساب الأشراف 1/ 289 و 308 و 429 و 447، حذف من نسب قريش 15، مشاهير علماء الأمصار 14 رقم 42، الاستيعاب 2/ 228، الجرح والتعديل 4/ 488، 489 رقم 2147، الكامل في التاريخ 2/ 170 و 308 و 3/ 130 و 146، البداية والنهاية 7/ 156، الوافي بالوفيات 16/ 458، 459، رقم 495، أسد الغابة 3/ 52، العقد الثمين 5/ 66، الإصابة 2/ 224 رقم 4247، تعجيل المنفعة 197، 198 رقم 488. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 (عبد الله بْن كعب) [1] بْن عمرو المازنيّ [2] الأنصاري البدْريّ. كان على الخمس يوم بدر. يُكنى أبا الحارث، وقيل أبا يحيى، وصلّى عليه عثمان، وهو أخو أبي ليلى المازني. (عبد الله بْن مظعون) [3] بْن حبيب الجُمَحّي القُرَشيّ أخو عثمان وقُدَامة. كان أحد من شهِد بدرًا وممّن هاجروا إلى الحبشة. (عِياض بن زهير) [4] بن أبي شداد بن ربيعة بْن هلال، أَبُو سعد القُرَشِيّ الفِهْريّ. شهِد بدرًا والمشاهد بعدها. هكذا ذكره ابن سعد، وفرّق بينه وبين ابن أخيه عِياض بْن غَنمْ بْن زُهَير الفِهْري أمير الشام الْمُتَوَفَّى سنة عشرين. (مَعْمَر بْن أبي سَرْح) [5] ربيعة بن هلال القرشي أبو سعد الفهريّ،   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 330، المغازي للواقدي 24 و 50 و 100 و 112 و 164 و 251 و 270، طبقات ابن سعد 3/ 518، المحبّر 280، تهذيب سيرة ابن هشام 101 و 149، جمهرة أنساب العرب 352، الاستيعاب 2/ 314، الكامل في التاريخ 3/ 116، البداية والنهاية 7/ 156، الوافي بالوفيات 17/ 412 رقم 350، الإصابة 2/ 362 رقم 4915. [2] في نسخة دار الكتب «المازري» ، والتصحيح من بقيّة النسخ ومصادر ترجمته. [3] طبقات ابن سعد 3/ 400، المحبّر 74 و 278، تهذيب سيرة ابن هشام 56، البداية والنهاية 7/ 156، طبقات خليفة 25، أنساب الأشراف 1/ 213، الاستيعاب 3/ 995، أسد الغابة 3/ 262، سير أعلام النبلاء 1/ 117 رقم 13، الوافي بالوفيات 17/ 622 رقم 526، الإصابة 2/ 371 رقم 4964، المغازي للواقدي 24 و 156، السير والمغازي 143، نسب قريش 393 العقد الثمين 5/ 289. [4] المغازي للواقدي 157، السير والمغازي لابن إسحاق 226، طبقات ابن سعد 3/ 417، 418، طبقات خليفة 28 و 300، أنساب الأشراف 1/ 226، جمهرة أنساب العرب 177، الاستيعاب 3/ 128، البداية والنهاية 7/ 156، تقريب التهذيب 2/ 95، الإصابة 3/ 48 رقم 6131، مشاهير علماء الأمصار رقم 125، المستدرك 3/ 630، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 43 رقم 44. [5] المغازي للواقدي 157، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 417، أنساب الأشراف 1/ 226، الاستيعاب 3/ 440، أسد الغابة 4/ 400، البداية والنهاية 7/ 156، الإصابة 3/ 448 رقم 8149. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 وقيل اسمه عمرو، كذا سماه ابن إسحاق وغيره، وهو بدْرِيّ قديم الصُّحْبَة. (مسعود بْن ربيعة) [1] وقيل ابن الربيع، أَبُو عُمَيْر القاريّ، والقَارة حُلفاء بني زُهْرَةَ. شهِد بدرًا وغيرها، وعاش نيّفًا وستّين سنة، تقدّم. (أَبُو أُسَيْد) [2] مالك بْن ربيعة السّاعدِيّ، والأصح سنة أربعين، وهذا قول أبي حفص الفلَّاس وأوردنا أنّه سنة ستّين، فاللَّه أعلم.   [1] المغازي للواقدي 24 و 155، طبقات ابن سعد 3/ 168، 169، المحبّر 72، جمهرة أنساب العرب 190، الاستيعاب 3/ 448، أسد الغابة 4/ 357، البداية والنهاية 7/ 156، الإصابة 3/ 410 رقم 7942. [2] في نسخة دار الكتب «أسد» ، والتصحيح من الأصل ومصادر ترجمته، وهي: مسند أحمد 3/ 496- 498، المغازي للواقدي 76 و 99 و 103 و 104 و 150 و 151 و 168 و 274 و 295 و 426 و 800 و 877 و 896، السير والمغازي لابن إسحاق 225، تهذيب سيرة ابن هشام 236، طبقات ابن سعد 3/ 557، 558، طبقات خليفة 97، تاريخ خليفة 166، المحبّر لابن حبيب 95 و 298، التاريخ لابن معين 2/ 547 رقم 614، البرصان والعرجان للجاحظ 362، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 100، المعارف لابن قتيبة 272 و 588، المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 344 و 442 و 2/ 467، فتوح البلدان للبلاذري 1/ 110، أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 510 وق 4 ج 1/ 549 و 551 و 585 و 589، وج 5/ 60، 61، تاريخ أبي زرعة 1/ 477 و 491، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 115، تاريخ الطبري 3/ 167 و 4/ 337 و 359، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 22 رقم 94، العقد الفريد لابن عبد ربّه 2/ 409، الاستيعاب لابن عبد البرّ 2/ 8، 9، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 366، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابورىّ 3/ 515، 516، الكامل في التاريخ لابن الأثير 2/ 310 و 3/ 130 و 151 و 163 و 4/ 44، أسد الغابة لابن الأثير 5/ 137، تحفة الأشراف للمزّي 8/ 340- 345 رقم 476، تهذيب الكمال للمزّي 3/ 1299، تلخيص المستدرك للذهبي 3/ 515، 516، سير أعلام النبلاء للذهبي 2/ 538- 540 رقم 110، المعين في طبقات المحدّثين للذهبي 26 رقم 116، الكاشف للذهبي 3/ 100 رقم 5343، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 299 رقم 1279، الاستبصار 106، العبر للذهبي 1/ 46، البداية والنهاية لابن كثير 7/ 157، تهذيب التهذيب لابن حجر 10/ 15، 16 رقم 16، وتقريبه 2/ 225 رقم 872، النكت الظراف لابن حجر 8/ 340- 344، الإصابة لابن حجر 3/ 344 رقم 7628، خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 367. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 فَصْلٌ فيه ذِكْرُ مَنْ تُوُفيّ في خِلَافَةِ عُثمان «تقريبًا» [1] (أوْس بْن الصَّامت) [2] بْن قيس بْن أصْرم الأنصاري أخو عبادة، وكلاهما قد شهِد بدرًا، وأوس هو زوج المُجَادِلَةِ في زوجها خَوْلة- ويقال لها خُوَيْلَة- بنت ثعلبة، وقد آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين مَرْثَد بْن أبي مَرْثَد الغَنَويّ. (أَنس بْن مُعَاذ) [3] بْن أَنْس بْن قيس الأنصاريّ النَّجَّاري، ويقال: اسمه أُنَيْس، رُبّما صُغِّر. شهِدَ بدرًا والمشاهد، وتُوُفيّ في خلافة عثمان.   [1] لعلّ سبب هذا هو قول المؤلّف في مقدّمة هذا التاريخ: ولم يعتن القدماء بضبط الوفيات كما ينبغي ... [2] المغازي للواقدي 167، طبقات ابن سعد 3/ 547، 548، طبقات خليفة 99، المحبّر 71 و 424، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 118 رقم 440، المعارف 255، أنساب الأشراف 1/ 251، الاستيعاب 1/ 78، مشاهير علماء الأمصار 18 رقم 62، المعجم الكبير للطبراني 1/ 224- 226 رقم 28، أسد الغابة 1/ 146، 147، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 129، 130 رقم 75، تحفة الأشراف 2/ 7 رقم 26، تهذيب الكمال 1/ 126، الكاشف 1/ 89 رقم 493، الوافي بالوفيات 9/ 447، 448 رقم 4396، تفسير الطبري 28/ 1، تهذيب التهذيب 1/ 383 رقم 700، تقريب التهذيب 1/ 85 رقم 654، شذرات الذهب 1/ 17، 18، خلاصة تذهيب التهذيب 41، الإصابة 1/ 85، 86 رقم 342. البداية والنهاية 7/ 220. [3] المغازي للواقدي 163 و 353، طبقات ابن سعد 3/ 502، 503، الاستيعاب 1/ 70، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 (أوس بْن خَوْلِيٍّ) [1] من بني الحُبَلى [2] ، أنصاريّ شهِد بدْرًا. وهو الَّذِي حضر غسْل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونزل في قبره [3] . تُوُفيّ قبل مَقْتل عثمان. (الجدّ بْن قيس) [4] يقال إنه تاب من النّفاق وحسُن أمرُه. (الْحَارِثِ بْن نَوْفَلِ) [5] بْن الْحَارِثِ بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم الهاشميّ.   [ () ] المعجم الكبير 1/ 265 رقم 44، أسد الغابة 1/ 126، الوافي بالوفيات 9/ 418 رقم 7347، الإصابة 1/ 74 رقم 282، البداية والنهاية 7/ 220. [1] المغازي للواقدي 9 و 166 و 334 و 417 و 420 و 588 و 589 و 602 و 610 و 735 و 1059، تهذيب سيرة ابن هشام 349، طبقات ابن سعد 3/ 542، 543، المحبّر 72 و 424، تاريخ الطبري 3/ 211- 213، أنساب الأشراف 1/ 445 و 569 و 577، المعجم الكبير 1/ 229، 230 رقم 34، الكامل في التاريخ 2/ 332 و 3/ 199، أسد الغابة 1/ 144، 145، الاستيعاب 1/ 77، 78، الوافي بالوفيات 9/ 446 رقم 4393، الإصابة 1/ 84 رقم 334، البداية والنهاية 7/ 220. [2] لقّب بذلك لكبر بطنه. [3] المعجم الكبير للطبراني 1/ 229 رقم 627 و 628 وقال ابن سعد: لما قبض النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وأرادوا غسله جاءت الأنصار فنادت على الباب: الله الله، فإنّا أخواله فليحضره بعضنا، فقيل لهم: أجمعوا على رجل منكم، فأجمعوا على أوس بن خوليّ، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكفّنه ودفنه مع أهل بيته. (الطبقات 1/ 542، 543) . [4] المغازي للواقدي 588، 590 و 591 و 992 و 1023 و 1024 و 1062 و 1063 و 1064 و 1069 و 1070 و 1071، تهذيب سيرة ابن هشام 236، المحبّر لابن حبيب 469، تاريخ الطبري 2/ 632، 633 و 3/ 101، أنساب الأشراف 1/ 246 و 274 و 276، المعرفة والتاريخ 3/ 358، أسد الغابة 1/ 274، الاستيعاب 1/ 250، 251، الإصابة 1/ 228، 229 رقم 1110، الوافي بالوفيات 11/ 63، 64 رقم 112، البداية والنهاية 7/ 220 وفيه «الحر» . [5] طبقات ابن سعد 4/ 56، 57 و 7/ 14، المحبّر 104، التاريخ الكبير 2/ 264 رقم 2402 و 2/ 283 رقم 2477، تاريخ خليفة 195 و 401، أنساب الأشراف 1/ 440، ق 3/ 297، ق 4 ج 1/ 6 و 16، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 147 رقم 743، المعجم الكبير 3/ 268، 269 رقم 268، العقد الفريد 4/ 133، الاستيعاب 1/ 297، مشاهير علماء الأمصار 35 رقم 200، الجرح والتعديل 3/ 91 رقم 423، جمهرة أنساب العرب 70، أسد الغابة 1/ 350، 351، الكامل في التاريخ 3/ 199، الزيارات للهروي 81، تهذيب الكمال الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 استعمله النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمّ إنّه نزل البصْرَةَ واختطّ بها دارًا، وهو والد عبد الله بْن الحارث الَّذِي يقال له بَبّة [1] . (الحُطَيئة الشاعر) [2] أَبُو مُلَيْكة العبْسِيّ، قيل اسمه جَرْوَلٌ. عاش دَهْرًا في الجاهلية وصدْرًا في الإسلام، ودخل على عُمَر وأنشده: من يفعل الخيرَ لَا يَعْدَمْ جَوَازِيَه [3] لا يذهب العرف بين الله والنّاس   [5] / 292- 294 رقم 1049، تلقيح فهوم الأثر 178 و 379، الكاشف 1/ 141 رقم 888، سير أعلام النبلاء 1/ 199 رقم 28، تجريد أسماء الصحابة، رقم 1039، الوافي بالوفيات 11/ 242، 243 رقم 348، العقد الثمين 4/ 29، تهذيب التهذيب 2/ 160، 161 رقم 279، تقريب التهذيب 1/ 144 رقم 72، الإصابة 1/ 292، 293 رقم 1500، خلاصة تذهيب التهذيب 69. [1] بتشديد الباء الثانية. [2] البرصان والعرجان للجاحظ 158 و 193، المعارف 594، الشعر والشعراء 1/ 238- 245 رقم 37، عيون الأخبار 1/ 229 و 2/ 58 و 60 و 3/ 242، الكامل في الأدب للمبرّد 1/ 349- 353، طبقات ابن سلام 93- 98، أنساب الأشراف ق 3/ 173 وق 4 ج 1/ 233 و 433 و 520، تاريخ الطبري 3/ 245 و 248 و 533 و 4/ 184 و 185، الزاهر للأنباري 1/ 156 و 201 و 260 و 281 و 302 و 397 و 437 و 514 و 519 و 595 و 600 و 2/ 22 و 59 و 68 و 72 و 324، أمالي القالي 1/ 17 و 27 و 116 و 144 و 2/ 55 و 69 و 112 و 157 و 186 و 202 و 3/ 152، ذيل الأمالي 113، الأغاني 2/ 157- 302، الفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 108، ثمار القلوب 118، و 122 و 212 و 354 و 575 و 676، ربيع الأبرار 4/ 168، أمالي المرتضى 1/ 49 و 185 و 241 و 296 و 639، الكامل في التاريخ 1/ 627 و 2/ 470 و 3/ 47 و 107، التذكرة الحمدونية 1/ 153 و 2/ 63 و 280 و 313 و 361 و 435، المنازل والديار لابن منقذ 2/ 126، لباب الآداب لابن منقذ 22 و 134 و 135 و 220 و 222 و 267 و 363 و 370 و 424، 425، تحسين القبيح للثعالبي 118، العقد الفريد 1/ 283 و 3/ 20 و 5/ 271 و 326، وفيات الأعيان 1/ 224 و 367 و 5/ 191 و 6/ 229 و 7/ 68، التذكرة الفخرية للأربلي 33، 34، فوات الوفيات 1/ 276- 279 رقم 96، الوافي بالوفيات 11/ 69- 74 رقم 122، تاريخ ابن خلدون 2/ 111، سرح العيون 448، شرح شواهد المغني 2/ 916، خزانة الأدب 2/ 406 و 3/ 287، الإصابة 2/ 63، معجم الشعراء في لسان العرب 126، 127 رقم 269، البداية والنهاية 7/ 220. [3] في المنتقى وغيره «جوائزه» ، وهو مخالف للرواية الصحيحة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 وكان جوّالًا في الآفاق يمتدح الكبارَ ويسْتَجْدِيهم، وكان سئولا بخيلًا، ركب مرة ليَفِد على الملوك فَقَالَ لأهله: عّدِّي السنِين إذا خرجت لغَيْبَةٍ ... وَدَعِي الشُّهُورَ فإنَّهنَّ قِصارُ (خُبيب بْن يسَاف) [1] بْن عِنَبة [2] الأنصاري الخَزْرَجِيّ. شهِد بدْرًا، وهو جدّ شيخ شُعْبَة خُبيب بْن عبد الرحمن بْن خبيب. زيد بن خارجة [3] ابن زيد بن أبي زُهير الأنصاري الخَزْرَجيّ المتكلِّم بعد الموت. له صُحْبة ورواية، قُتِل أبوه يوم أُحُد.   [1] يساف، بكسر الياء، ويقال: «إساف» بكسر الهمزة. وترجمته في: المغازي للواقدي 36 و 47 و 81 و 83 و 84 و 148 و 151 و 166 و 251 و 282 و 304 و 341، طبقات ابن سعد 3/ 534، 535، طبقات خليفة 95 و 106، المحبّر لابن حبيب 403، التاريخ الكبير 3/ 209 رقم 715، أنساب الأشراف 1/ 138 و 154 و 288 و 297 و 300 و 233، تاريخ الطبري 3/ 382، الجرح والتعديل 3/ 387 رقم 1773، الاستيعاب 1/ 432، 433، المعجم الكبير للطبراني 4/ 264، 265 رقم 406، جمهرة أنساب العرب 361، الكامل في التاريخ 2/ 72 و 106 أسد الغابة 2/ 101، 102 التذكرة الحمدونية 1/ 132، المشتبه في الرجال 1/ 215 تعجيل المنفعة 116 رقم 268، الإصابة 1/ 418، البداية والنهاية 7/ 220. [2] في كل النّسخ «عتبة» ، وهو تصحيف. [3] مسند أحمد 1/ 199، التاريخ الكبير 3/ 383، 384 رقم 1281، الأخبار الموفقيات 485 و 487 و 488، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 767، المعارف 173، المعرفة والتاريخ 1/ 301 و 3/ 383، أنساب الأشراف 1/ 244، الجرح والتعديل 3/ 562 رقم 2541، المعجم الكبير 5/ 248- 250 رقم 487، مشاهير علماء الأمصار 17 رقم 58، جمهرة أنساب العرب 364، الكامل في التاريخ 3/ 199، أسد الغابة 2/ 227، الاستيعاب 1/ 561- 563، تحفة الأشراف 1/ 229 رقم 666، تهذيب الكمال 1/ 452، 453، الكاشف 1/ 265 رقم 1750، الوافي الوفيات 15/ 42، 43 رقم 45، تجريد أسماء الصحابة 1/ 198، تهذيب التهذيب 3/ 409، 410 رقم 747، تقريب التهذيب 1/ 274 رقم 179، الإصابة 1/ 565 رقم 2894، خلاصة تذهيب التهذيب 127، 128. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 قَالَ سليمان بْن بلال، عَنْ يحيى بْن سعيد، عَنْ سعيد بْن المسيب، إنّ زيد بْن خارجة تُوُفيّ زمن عثمان، فسُجِّي بثوبٍ ثمّ إنّهم سمعوا جلْجلةً في صدره، ثمّ تكلمّ فَقَالَ: أحمد أحمد في الكتاب الأوّل، صدق صدق أَبُو بكر الضَّعيفُ في نفسه القويُّ في أمرِ الله في الكتاب الأول، صدق صدق عُمَر القويُّ الأمين في الكتاب الأول، صدق صدق عثمان على مِنْهاجهم، مَضَتْ أربعُ سِنين وبقيتْ سنتان، أتت الْفِتَنُ وأكل الشّديد الضعيف، وقامت السّاعة، وسيأتيكم خَبَرُ بئر أريس وما بِئْر أريس [1] . قَالَ ابن المسيب: ثمّ هلك رجلٌ من بني خَطْمَةَ، فسُجِّي بثوب فسمعوا جَلْجَلةً في صدره، ثُمَّ تكلم فقال: إنّ أخا بني الحارث بْن الخزْرج صدق صدق. قَالَ ابن عبد البرّ [2] : هذا هو الَّذِي تكلم بعد الموت لَا يختلفون في ذلك، وذلك أنّه غُشِي عليه وأُسْرِي بروحه، ثمّ راجَعَتْهُ نفسُه فتكلم بكلامٍ في أبي بكر، وعمر، وعثمان، ثمّ مات لوقته. رواه ثقات الشّامين عَنِ النُّعمان بْن بشير. م [3] (سَلمان بْن ربيعة الباهليّ) [4] يقال له صُحَبة، وقد سمع من عمر.   [1] رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 561، 562 وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 5/ 249 و 250 من طريق داود بن أبي هند، عن زيد أو يزيد بن نافع، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير. رقم 5144 و 5145 وفيهما زيادة عمّا هنا ببعض الألفاظ. [2] في الاستيعاب 1/ 561. [3] الرمز ساقط من نسخة الدار، فاستدركته في منتقى أحمد الثالث والسياق وخلاصة الخزرجي. [4] طبقات ابن سعد 6/ 131، طبقات خليفة 142، تاريخ خليفة 155 و 158 و 163 و 165، البرصان والعرجان للجاحظ 209، 210، التاريخ الكبير 4/ 136، 137 رقم 2237، عيون الأخبار 1/ 61 و 155، المعارف 433 و 558، فتوح البلدان 1/ 177 و 234 و 235 و 240 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 روى عنه أَبُو وائل، والصُّبَيّ [1] بْن مَعبّد، وعمرو بْن ميمون. وكان بطلًا شجاعًا فاضلًا عابدًا، ولَّاه عُمَر قضاء الكوفة، ثُمَّ وُلِّيَ زمنَ عثمان غزو أرمينية فقُتِل ببَلَنْجَر [2] ، وقيل بل الَّذِي قُتِل بها أخوه عبد الرحمن، وقيل إنّ التُّرْك إذا قحطوا يستسقون بقبر سَلْمان، وهو مدفون عندهم، وقد جعلوا عظامه في تابوت. روى له مسلم. م [3] (عبد الله بْن حُذافة بْن قيس [4] القُرَشيّ السَّهْمِيّ) أبو حذافة، من المهاجرين الأوّلين.   [ () ] و 241 و 2/ 318، العقد الفريد 1/ 154، 155، ربيع الأبرار 4/ 394، تاريخ الطبري 3/ 489 569 و 570 و 4/ 20 و 22 و 29 و 52 و 139 و 156- 159 و 246- 248 و 304- 306 و 330 و 5/ 216 و 217 و 396 و 9/ 282، الجرح والتعديل 4/ 297 رقم 1290، الخراج وصناعة الكتابة 325 و 326 و 328 و 360، الاستيعاب 2/ 61، مشاهير علماء الأمصار 101 رقم 747، جمهرة أنساب العرب 247 و 327، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 212، 213، الكامل في التاريخ 2/ 452 و 483 و 496 و 515 و 522 و 530 و 3/ 28- 30 و 83- 85 و 132 و 133 و 147، أسد الغابة 2/ 327، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 228 رقم 220، تحفة الأشراف 4/ 23 رقم 198، تهذيب الكمال 1/ 520، الكاشف 1/ 304 رقم 2036، الوافي بالوفيات 15/ 310، 311 رقم 434، تهذيب التهذيب 4/ 136، 137 رقم 229، تقريب التهذيب 1/ 314 رقم 342، خلاصة تذهيب التهذيب 147، البداية والنهاية 7/ 220، 221. [1] الصّبيّ: بالتصغير. وفي منتقى أحمد الثالث «الضبي» وهو تصحيف، والتصحيح من تهذيب التهذيب 4/ 409 رقم 704. [2] بلنجر: بفتحتين، وسكون النون، وجيم مفتوحة. مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب. (معجم البلدان 1/ 489) . [3] الرمز ساقط من الأصل، والاستدراك من خلاصة تذهيب التهذيب. [4] مسند أحمد 3/ 450، 451، المغازي للواقدي 603 و 983 و 1109، طبقات ابن سعد 4/ 719، 190، طبقات خليفة 26، تاريخ خليفة 79 و 98 و 142، المحبّر لابن حبيب 77، تهذيب سيرة ابن هشام 328، الأسامي والكنى للحاكم الورقة 163، أنساب الأشراف 1/ 215 و 531، المعرفة والتاريخ 1/ 252، المعارف 135، فتوح البلدان 253 و 260 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 هاجر مع أخيه قيس إلى الحبشة، وكأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى كِسْرَى [1] ، وكانت فيه دُعَابَة [2] ، وقد أسره الروم زمن عُمَر فأرادوه على الكُفْر فأبى عليهم، فَقَالَ له ملكهم: قبّل رأسي حتّى أُطْلِقَك ومن معك، ففعل فأطلقه وثمانين أسيرًا، فلمّا قدِم قَالَ له عُمَر: حقٌ على كل مسلم أن يقبّل رأسَك وأنا أبدأ، فقام فقبَّل رأسه. له حديث. روى عنه أَبُو وائل، وأبو سَلَمَةَ بْن عبد الرحمن، وسُليمان بْن يَسَار، ولم يُدْرِكاه. (عبد الله بْن سُراقة) [3] بْن المُعْتَمِر العَدَوِيّ، له صُحْبة ورواية، شهِد أُحُدًا وغيرَها، وَقَالَ الزُّهْرِيّ إنّه شهِد بدْرًا. روى عنه عبد الله بْن شقيق، وعقبة بن وساج، وغيرهما.   [ () ] و 358، تاريخ الطبري 2/ 644 و 654 و 3/ 68، المستدرك 3/ 360، 361، الخراج وصناعة الكتابة 168 و 328، الكامل في التاريخ 1/ 481 و 2/ 210 و 213 و 256 و 3/ 200، أسد الغابة 3/ 142- 144، مشاهير علماء الأمصار 36 رقم 205، جمهرة أنساب العرب 165، تحفة الأشراف 4/ 310- 312 رقم 283، تهذيب الكمال 2/ 674، تلخيص المستدرك 3/ 630، 631، 631، سير أعلام النبلاء 2/ 11- 16 رقم 2، تهذيب التهذيب 5/ 185 رقم 319، تقريب التهذيب 1/ 409 رقم 252، النكت الظراف 4/ 311، 312، الإصابة 1/ 296، 297 رقم 4622، الوافي بالوفيات 17/ 125، 126 رقم 109، حسن المحاضرة 1/ 212، خلاصة تذهيب التهذيب 194، البداية والنهاية 7/ 221. [1] طبقات ابن سعد 4/ 189. [2] ابن سعد 4/ 190. [3] طبقات ابن سعد 4/ 141، طبقات خليفة 22، المحبّر 102 و 278، التاريخ الكبير 5/ 97 رقم 279، الجرح والتعديل 5/ 68 رقم 320، الاستيعاب 2/ 375، الكاشف 2/ 81 رقم 2772، الوفيات لابن قنفذ 56، ميزان الاعتدال 2/ 427 رقم 4346، تهذيب التهذيب 5/ 231، 232 رقم 399، تقريب التهذيب 1/ 418 رقم 330، الإصابة 2/ 315 رقم 4704، خلاصة تذهيب التهذيب 199، تهذيب الكمال 2/ 686، 687، البداية والنهاية 7/ 221. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 وروى أيضا عن أبي عبيدة، وهو أخو عمرو. [وقيل إنّ الَّذِي روى عَنْ أبي عبيدة وروى عنه عبد الله بْن شقيق في الدّجّال [1] . أَزْدِيّ شريف من أهل دمشق. قاله الغُلابيّ وغيره] [2] . (عبد الله بْن قيس) [3] بْن خالد الأنصاريّ النّجّاريّ المالكي، شهِد بدْرًا. قَالَ الواقِديّ: لم يبق له عقِب، وتُوُفيّ في زمن عثمان. (عبد الرحمن بْن سهل) [4] بْن زيد الأنصاري الحارثيّ. قَالَ ابن عبد البَرَ [5] : شهِد بدْرًا. وَقَالَ أَبُو نُعَيْم: شهِد أُحُدًا، والخنْدَق، وهو الَّذِي نُهش فَرَقاه عُمَارة بْن حزْم [6] . استعمله عُمَر على البصرة بعد موت عُتْبة بْن غَزْوان. وعن القاسم بْن محمد قَالَ: جاءت جدّتان إلى أبي بكر فأعطى السُّدُسَ أمّ الأمّ دون أمّ الأب، فَقَالَ له عبد الرحمن بْن سهل، رجل من بني حارثة قد شهِدَ بدْرًا: أعطيت التي لو ماتت لم يرثها، وتركت التي لو ماتت   [1] في النسخ: «الرجال» والتصحيح من الإصابة وغيرها. [2] ما بين الحاصرتين ساقط من منتقى أحمد الثالث ونسخة دار الكتب فقط. ولزيادة التحقيق انظر (تهذيب التهذيب) . [3] طبقات ابن سعد 3/ 494، 495، المحبّر 280، المغازي للواقدي 162 و 916، أنساب الأشراف 1/ 333، الاستيعاب 2/ 370، الكامل في التاريخ 3/ 199، الإصابة 2/ 359 رقم 4896، البداية والنهاية 7/ 221. [4] طبقات خليفة 53، المعرفة والتاريخ 2/ 773، تاريخ الطبري ذ/ 81، الاستيعاب 2/ 420، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ج 1/ 297 رقم 351، الإصابة 2/ 401، 402 رقم 5136، البداية والنهاية 7/ 221. [5] في الاستيعاب 2/ 420. [6] في المنتقى لابن الملا «أخرم» بدل «حزم» ، وفي المنتقى، نسخة أحمد الثالث «حزام» ، وهما تصحيف، والتصويب من نسخة دار الكتب وغيرها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 344 لَوَرِثَها، فجعله أَبُو بكر بينهما [1] . وقد ورد أنّ هذا غزا في خلافة عثمان. (عمْرو بْن سُرَاقة) [2] بْن المُعْتَمِر بْن أَنْس القُرَشيّ العَدَويّ. بدريّ كبير، وهو أخو عبد الله. روى عامر بْن ربيعة قَالَ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرَيَّةٍ ومعنا عمرو بْن سُرَاقة- وكان لطيف البطْن طويلًا- فجاع، فانثنى صُلْبُه [3] فأخذنا صفيحةً من حجارة فربطْناها على بطْنه، فمشى يومًا، فجِئْنا قومًا فضيَّفُونا، فَقَالَ عمرو: كنت أحسِبُ الرِّجْلَين تحملان البْطَن فإذا البطن يحمل الرِّجْلَين. ت ن [4] (عُمَيْر بْن سعد) [5] بْن شُهَيْد [6] بْن قيس الأنصاريّ   [1] إنّما قسم السّدس بينهما لاتحادهما في قرب الدرجة من الميت، مع إدلاء كلّ منهما بوارث، فالأولى أدلت للميت بالأم، والثانية أدلت للميت بالأب. [2] طبقات ابن سعد 3/ 385، 386، المغازي للواقدي 9 و 156 و 721، طبقات خليفة 22، الاستيعاب 2/ 507، أسد الغابة 4/ 106، الإصابة 2/ 537 رقم 5837. [3] هذا الخبر فيه سقط، وإهمال الحروف، والتصويب من الأصل، والإصابة. [4] الرمز ساقط فاستدركته من (الخلاصة) . [5] فتوح الشام للأزدي 58 و 70، طبقات ابن سعد 4/ 374، 375، تاريخ خليفة 155، التاريخ الكبير 6/ 531 رقم 3225، تاريخ أبي زرعة 1/ 69 و 183، فتوح البلدان 161 و 182 و 185 و 194 و 209 و 210 و 211 و 212 و 216 و 219، أنساب الأشراف 1/ 280، الجرح والتعديل 6/ 376 رقم 2079، حلية الأولياء 1/ 247- 250 رقم 38، طبقات خليفة 157، الاستبصار 281، الاستيعاب 3/ 215، أسد الغابة 4/ 143- 145 الكامل في التاريخ 2/ 535 و 562 و 3/ 20 و 77، صفة الصفوة 1/ 697- 701 رقم 99، التذكرة الحمدونية 1/ 133- 135، تحفة الأشراف 8/ 205، 206 رقم 418، تهذيب الكمال 2/ 1061، الكاشف 2/ 302 رقم 4352، سير أعلام النبلاء 2/ 103- 105 رقم 12 و 557- 562 رقم 118، مجمع الزوائد 9/ 382- 384، تهذيب التهذيب 8/ 144، 145 رقم 258، تقريب التهذيب 2/ 86 رقم 757، تعجيل المنفعة 322 رقم 821، الإصابة 3/ 32 رقم 6036 و 3/ 181 رقم 6782، خلاصة تذهيب التهذيب 296، كنز العمال 13/ 556، البداية والنهاية 7/ 221. [6] في نسخة دار الكتب «سهيل» بدل «شهيد» ، وعند ابن عبد البرّ وغيره «عبيد» ، والصحيح ما أثبتناه عن المصادر الأخرى لترجمته المذكورة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 الأوسيّ، له صُحْبة ورواية. روى عنه أَبُو طلْحة الخَوْلاني، وحبيب بْن عُبَيْد، وغيرهما، وكان من زُهّاد الصّحابة. يقال له (نسيجُ وحْدِه) . روى عبد الرحمن بْن عُمَيْر بْن سعد قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عُمَرَ: مَا كَانَ بالشام [1] من المُسْلِمين رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أفضل من أبيك. وشهِدَ عُمَيْر فتح الشام مع أبي عبيدة، ووُلِّي إمرةَ حمص ودمشق لعمر، فلمّا ولي الخلافة عثمان عَزَله عَنْ حمص واستعمل معاويةَ على جميع الشام. وله أخبار في «الحِلْيَة» [2] . (عروة بن حزام) [3] أَبُو سعيد، شابٌ عُذْريّ [4] قتله الغرام [5] ، وهو الَّذِي كان يشبِّب بابنة عمّه عَفْراء بنت مُهَاصِر [6] ، خرج أهلُها من الحجاز إلى الشام فتبِعَهُم عُرْوَة وامتنع عمُّه من تزويجه بها لفَقْرِه وزوَّجَها بابن عمٍّ آخر غنيّ فهلك في محبّتها عُرْوة. ومن قوله فيها: وما هو إلَّا أنْ أراها فُجَاءةً ... فأُبْهَتُ حتّى ما أكاد أجيب   [1] في نسخة دار الكتب نقص واضطراب، والتصويب من (ع) و (ح) . [2] انظر ج 1/ 247- 250 رقم 38. [3] الشعر والشعراء 2/ 519- 523 رقم 115، الأغاني 24/ 143- 166 وانظر: 20/ 93 و 23/ 172، ذيل الأمالي 157، سمط اللآلئ 3/ 37، أمالي المرتضى 1/ 459، أنساب الأشراف 35/ 50، جمهرة أنساب العرب 449، العقد الفريد 2/ 95، وفيات الأعيان 4/ 352، معجم الشعراء في لسان العرب 284 رقم 706، التذكرة السعدية 353، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 533، ومواضع متفرّقة من مصارع العشّاق لابن السرّاج والبداية والنهاية 7/ 221. [4] في نسخة دار الكتب «عدوي» وهو خطأ. [5] في نسخة دار الكتب «العوام» بدل «الغرام» وهو خطأ. [6] في «المنتقى» نسخة أحمد الثالث «تماصر» وهو وهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 346 وأَصْرِفُ عَنْ رأيي الَّذِي كنتُ أَرْتَئي [1] ... وأَنْسَى الَّذِي أعدَدْتُ حين تَغيبُ (قطبة بْن عامر أَبُو زيد) [2] الأنصاريّ السُّلَمِيّ. شهِد بدرًا والعقَبَتَين [3] . عُيَيْنَة بْن حِصْن [4] ابن حُذَيْفة بْن بدر بْن عَمرو بْن جوية [5] بْن لوذان بْن ثعلبة بن عديّ بن   [1] في نسختي: (ع) و (ح) والمنتقى لابن الملّا: «وأصرف عن أشياء كنت رأيتها» . [2] المغازي 7 و 9 و 24 و 140 و 170 و 243 و 335 و 498 و 754 و 755 و 763 و 800 و 981، طبقات ابن سعد 3/ 578، 579، أنساب الأشراف 1/ 239 و 247 و 302 و 323 و 380، تاريخ الطبري 2/ 355، 356، الأسامي والكنى للحاكم (ورقة 1/ 203) ، الجرح والتعديل 7/ 141 رقم 788، الاستيعاب 3/ 256، 257، المستدرك 3/ 225، الكامل في التاريخ 2/ 96 و 3/ 199، أسد الغابة 4/ 205، 206، الإصابة 3/ 237 رقم 7118، البداية والنهاية 7/ 221. [3] هذه الترجمة ساقطة من النسخة (ح) . [4] المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1219) ، تهذيب سيرة ابن هشام 189 و 192 و 208 و 272 و 275 و 277 و 300، تاريخ خليفة 77 و 90 و 98 و 103، المحبّر 97 و 125 و 249 و 380 و 473، البرصان والعرجان 153 و 276، المعارف 83 و 149 و 302 و 303 و 304 و 342 و 602، عيون الأخبار 1/ 85 و 3/ 73، المعرفة والتاريخ 2/ 293 و 408 و 3/ 130، تاريخ الطبري 2/ 564 و 566 و 573 و 595- 597 و 3/ 23، أنساب الأشراف 1/ 343 و 344 و 346 و 348 و 379 و 382 و 385 و 487 و 494 و 530، وق 4/ ج 1/ 12 و 498 و 594 و 601، و 5/ 100 و 106 فتوح البلدان 115، العقد الفريد 1/ 276 و 2/ 353 و 4/ 270 و 6/ 157، ثمار القلوب 494 جمهرة أنساب العرب 256، الكامل في التاريخ 1/ 672 و 2/ 178 و 180 و 188 و 226 و 242 و 267- 271 و 273 و 287 و 342 و 347 و 348، أسد الغابة 4/ 166، التذكرة الحمدونية 1/ 56 و 123 و 455 و 2/ 137، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج ط/ 48، 49 رقم 50، الإصابة 3/ 54، 55 رقم 6151، الاستيعاب 3/ 167- 168. [5] في المنتقى نسخة أحمد الثالث و (ح) «هوية» ، والتصويب من الأصل ومصادر الترجمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 فَزَارة الفَزَارِيّ، من قَيْسِ عَيْلان، واسم عُيَيْنَة حُذَيفة، فأصابته لِقْوَةٌ [1] فجحظت عيناه فسُمِّي عُيَيْنَة. ويُكنَّى أبا مالك [وهو سيد بني فَزارة وفارسهم. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ] [2] بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ: أجديت بِلادُ آلِ بَدْرٍ، فَسَارَ عُيَيْنَةُ فِي نَحْوِ مِائَةِ بَيْتٍ مِنْ آلِهِ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى بَطْنِ نَخْلٍ فَهَابَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يَبْعُدْ، وَقَالَ: أُرِيدُ أَدْنُو مِنْ جِوَارِكَ فَوَادِعنْي. فَوَادَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا فَرَغَتِ انْصَرَفَ عُيَيْنَةُ إِلَى بِلادِهِمْ فَأَغَارَ عَلَى لِقَاحِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] بِالْغَابَةِ، فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ: عَاهَدْتَ [4] مُحَمَّدًا فِي بِلادِهِ ثُمَّ غَزَوْتَهُ؟!. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَغَارَ عُيَيْنَةُ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا عَلَى لِقَاحِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ عِشْرِينَ لِقْحَةً فَسَاقَهَا وَقَتَلَ ابْنًا لأَبِي ذَرٍّ كَانَ فِيهَا، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ إِلَى ذِي قَرَدَ فَاسْتَنَقَذَ عَشْرَ لِقَاحٍ وَأَفْلَتَ الْقَوْمُ بِالْبَاقِي، وَقَتَلُوا حُبَيْبَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَابْنَ عَمِّهِ مَسْعَدَةَ، وَجَمَاعَةً [5] . الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ عُيَيْنَةُ بن حصن أَحَدَ رُءُوسِ الأَحْزَابِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ وَإِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَوْفٍ: أَرَأَيْتُمَا إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ ثُلُثَ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، أَتَرْجِعَانِ بِمَنْ مَعَكُمَا؟ فَرَضِيَا بِذَلِكَ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمُ الصُّلْحَ جَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعُيَيْنَةُ مَادٌّ رِجْلَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا عين   [1] مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد جانبيه. وفي «الإصابة» (شجّة) بدل (لقوة) . [2] ما بين الحاصرتين مستدرك من منتقى أحمد الثالث، والنسخة (ح) . [3] هنا نقص ورقة في النسخة (ح) حتى ترجمة المسيّب بن حزن. [4] في النسخة (ح) : «ناجزت» بدل «عاهدت» ، وفي منتقى أحمد الثالث والمنتقى لابن الملّا و (ع) : «ما جزيت محمدا، سمنت في بلاده ثم غزوته» . [5] انظر المغازي 538- 547. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 الْهِجْرِسِ [1] اقْبِضْ رِجْلَيْكَ، وَاللَّهِ لَوْلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَضَبْتُكَ بِالرُّمْحِ [2] ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ كَانَ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَامْضِ له، وإن كان غير ذلك فو الله لَا نُعْطِيهِمْ إِلا السَّيْفَ، مَتَى طَمِعْتُمْ بِهَذَا مِنَّا. وَقَالَ السَّعْدَانُ كَذَلِكَ [3] . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شُقَّ الْكِتَابَ، فَشَقَّهُ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: أَمَا وَاللَّهِ لَلَّتِي تَرَكْتُمْ خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الْحِطَّةِ الَّتِي أَخَذْتُمْ، وَمَا لَكُمْ بِالْقَوْمِ طَاقَّةٌ، فَقَالَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ [4] : يَا عُيَيْنَةُ، أَبِالسَّيْفِ تُخَوِّفُنَا! سَتَعْلَمُ أَيُّنَا أَجْزَعُ، وَاللَّهِ لَوْلا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا وَصَلْتُمْ إِلَى قَوْمِكُمْ، فَرَجَعَا وَهُمَا يَقُولانِ: وَاللَّهِ مَا نَرَى أَنَّا نُدْرِكُ مِنْهُمْ شَيْئًا [5] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ [6] : فَلَمَّا انْكَشَفَ الأَحْزَابُ رَدَّ عُيَيْنَةُ إِلَى بِلادِهِ، ثُمَّ أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ بِيَسِيرٍ [7] . ابن سعد: أنا عليّ بْن محمد، عَنْ عليّ بْن سُلَيمْ، عَنِ الزُّبَيْر بْن خُبَيْب [8] قَالَ: أقبل عُيَيْنَة بْن حِصْن، فتلقّاه رَكْبٌ خارجين من المدينة، فسألهم فقالوا: النّاس ثلاثة: رجلٌ أسلم فهو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقاتل   [1] هكذا في منتقى أحمد الثالث، والمنتقى لابن الملّا، ع، ح وفي نسخة دار الكتب (يا عيين) فحسب. والهجرس: ولد الثعلب، والهجرس أيضا: القرد، على ما في (النهاية لابن الأثير 4/ 240) . [2] في المنتقى لابن الملا، ع: (لأنفذت حضنيك) والحضن الجنب. انظر النهاية لابن الأثير، وفي المغازي «لأنفذت خصيتيك» . [3] أي: سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة. [4] في طبعة القدسي 3/ 200 «بشير» وهو خطأ، والتصويب من مغازي الواقدي. [5] انظر: المغازي للواقدي 2/ 478، 479 ففيه تفصيل. [6] انظر: المغازي 2/ 487. [7] ورد في الورقة التي فيها هذه الترجمة من الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك» [8] في النسخ «حبيب» والتصويب من الأصل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 العربَ، ورجلٌ لم يُسْلِم فهو يقاتِلُهُ، ورجلٌ يُظْهِر الإسلامَ ويُظْهِر لِقُرَيْشٍ أنّه معهم، قَالَ: مَا يُسمَّى هؤلاء؟ قَالَ: يُسَمَّوْنَ المنافقين، قَالَ: مَا في مَن وصفتم أحزم [1] من هؤلاء، اشْهَدُوا أنّني منهم [2] . ثُمَّ ساق ابن سعد قصة طويلة بلا إسنادٍ في نفاق عُيَيْنَة يوم الطائف [3] ، وفي أسْرِه عجوزًا يوم هَوَازِن يلتمس بها الفدِاء، فجاء ابنُها فبذل فيها مائةً من الإبل، فتقاعد عُيَيْنَة، ثُمَّ غاب عنه، ونزله إلى خمسين، فامتنع ثمّ لم يزل به [4] إلى أن بذل فيها عشرةً من الأبل، فغضِب وامتنع، ثُمَّ جاءه وَقَالَ: يا عمُّ أطلِقْها وأشكُرُك، قَالَ: لَا حاجة لي بمدْحِك، ثُمَّ قَالَ: ما رأيت كاليوم أمرًا أنْكَد، وأقبل يلُوم نفسه، فَقَالَ الفتى: أنت صنعت هذا: عمدت إلى عجوزٍ واللِه مَا ثَدْيُها بناهد، ولا بطُنها بوالِد، ولا فُوها ببارِد، ولا صاحبها بواجد [5] فأخذتها من بين من ترى، فَقَالَ: خُذْها لَا بارَكَ اللَّه لك فِيها. قَالَ الفتى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كسا السّبي فأخطأها من بينهم الكِسْوَة، فَهلّا كَسَوْتَها؟ قَالَ: لَا واللِه. فما فارقه حتّى أخذ منه سمل ثَوْب، ثمّ ولّى الفتى وهو يَقُولُ: إنّك لَغَيْرُ بصيرٍ بالفُرَص. وأعطى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَة من الغنائم مائةً من الأبل [6] . الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الْحُمَيْرَاءُ؟ قَالَ: «هَذِهِ عَائِشَةُ بِنْتُ أبي بكر» ،   [1] في نسخة الدار، ح (أجرم) بدل (أحزم) التي في الأصل. [2] عيون الأخبار 3/ 73، التذكرة الحمدونية 1/ 455 رقم 1190. [3] طبقات ابن سعد 2/ 154. [4] هكذا في الأصل، ومنتقى ابن الملّا، وفي منتقى أحمد الثالث: «ثم نزل به» . [5] واجد: من الوجد. أي غير حزين على فراقها. [6] طبقات ابن سعد 2/ 153. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 فَقَالَ: أَلا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ أَحْسَنِ النَّاسِ: ابْنَةِ جَمْرَةَ [1] ؟ قَالَ: لَا، فَلَمَّا خَرَجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا الْحَمِقُ الْمُطَاعُ» [2] . قَالَ ابن سعد: قالوا وارتدّ عُيَيْنَة حين ارتدّت العرب، ولحِق بطُلَيْحة الأسَدِيّ [3] حين تنبّأ فآمن به، فلمّا هُزم طُلَيْحَة أخذ خالد بْن الوليد عُيَيْنَة فأوثقه وبعث به إلى الصِّدِّيق، قَالَ ابن عباس، فنظرت إليه والغلمان يَنْخَسُونه بالجريد ويضربونه ويقولون: أَي عدُوَّ اللَّهِ كفَرْتَ بعد إيمانك! فيقول: واللهِ مَا كنتُ آمنتُ، فلمّا كلّمه أَبُو بكر رجع إلى الإسلام فأمَّنَه [4] . المدائنيّ، عَنْ عامر بْن أبي محمد قَالَ: قَالَ عُيَيْنَة لعمر: احْتَرِس أو أَخْرِج الْعَجَمَ من المدينة فإنّي لَا آمن أن يطعنَكَ رجلٌ منهم. المدائنيّ عَنْ عبد الله بْن فائد قَالَ: كانت أمّ البنين بنت عُيَيْنَة عند عثمان، فدخل عُيَيْنَة على عثمان بلا إذْنٍ فَعَتَبَهُ عثمان، فَقَالَ: مَا كنت أرى أنّني أُحْجَب عَنْ رجل من مضر [5] ، فقال عثمان [6] : أذن [7] فأَصِبْ من العَشَاء، قَالَ: إنّي صائم، قَالَ: تصوم اللَّيْلَ! قَالَ: إنّي وجدت صوم الليل أيسر عليّ.   [1] في الأصل «حمرة» وفي بقية النسخ «حمزة» . [2] أخرجه ابن حجر من طريق سعيد بن منصور، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي مرسلا، وقال: رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني موصولا من وجه آخر، عن جرير (الإصابة 3/ 54، 55) الاستيعاب 3/ 167. [3] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملّا، ع، وفي نسخة دار الكتب (الأزدي) ، انظر كتب الأنساب. [4] تاريخ الطبري 3/ 260. [5] وفي الاستيعاب 3/ 167 أن عيينة دخل على الرسول صلى الله عليه وسلّم. [6] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملا، ع، ومنتقى أحمد الثالث. وفي نسخة دار الكتب، ح (عمر) عوض (عثمان) وهو وهم. [7] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملّا، وفي نسخة الدار، ع (إذن) ولعلّه تصحيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 قَالَ المدائنيّ: ثُمَّ عَمِيَ عُيَيْنَة في إمرة عثمان. أَبُو الأشهب، عَنِ الحَسَن قَالَ: عاتب عثمان عُيَيْنَة فَقَالَ: ألم أفعل وكنتَ تأتي عُمَر ولا تأتينا، فَقَالَ: كان عُمَر خيرًا لنا منك، أعطانا فأغنانا، وأخشانا فأتقانا [1] . (قيس بْن قهد) [2] بْن قيس بْن ثَعْلَبة الأنصاريّ، أحد بني مالك بْن النّجّار، قَالَ مُصْعب [3] الزُّبَيْرِي: هو جدّ يحيى بن سعيد الأنصاري. وخالفه الأكثر [4] وقيل: هو جَدُّ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْن الْقَاسِمِ الكوفيّ. وَقَالَ ابن ماكولا [5] : إنّه شهِد بدْرًا، روى عنه ابنه سليمان، وقيس بْن أبي حازم. وله حديث في الرّكعتين بعد الفجر [6] .   [1] هكذا في الأصل والاستيعاب 3/ 168، ع، وفي نسخة الدار (فأبقانا) وهو تصحيف. [2] في النسخ (فهد) بالفاء، وهو تصحيف صحّحته من تبصير المنتبه، والتاريخ الكبير 7/ 142 رقم 638، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 233، جمهرة أنساب العرب 439، الاستيعاب 3/ 236، 237، أسد الغابة 4/ 224، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 63، 64 رقم 79، المشتبه في الرجال 2/ 511، الإصابة 3/ 257، 258 رقم 7223، البداية والنهاية 7/ 221، 222 وفيه: «قيس بن مهدي» . [3] (مصعب) سقطت من نسخة الدار، فاستدركتها من الاستيعاب 3/ 236 والمنتقى لابن الملّا، ع. [4] في نسخة الدار ومنتقى أحمد الثالث (وحذيفة الأكبر) عوض (وخالفه الأكثر) والتصحيح من الاستيعاب 3/ 236 والمنتقى لابن الملّا، ع. [5] في الإكمال 7/ 77: «روى عنه قيس بن أبي حازم. وابنه سليم بن قيس شهد بدرا وما بعدها» . [6] أخرج حديثه البخاري في تاريخه بسند جيد، قال شهاب بن عبّاد، عن إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن قيس قال: أخبرني قيس بن قهد أنّ إماما لهم اشتكى، قال: فصلّينا بصلاته جلوسا. (التاريخ الكبير 7/ 142) قال ابن حجر: أخرجه البغوي من هذا الوجه وقال: لا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 (لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ) [1] الْعَامِرِيُّ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَتْهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ. أَلَا كلّ شيء ما خلا الله باطل [2]   [ () ] أعلم روى عن قيس بن قهد غيره ولم يسنده، يعني لم يرفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم. (الإصابة 3/ 258) . [1] السير والمغازي لابن إسحاق 179، المغازي للواقدي 350، 351، أخبار مكة للأزرقي 1/ 180، تهذيب سيرة ابن هشام 306، التاريخ لابن معين 2/ 500، المحبّر 178 و 299 و 365 و 473 و 474، البرصان والعرجان للجاحظ 14 و 57 و 94 و 257، التاريخ الكبير 7/ 249 رقم 1064، الشعر والشعراء 1/ 194- 204 رقم 25، المعارف 332 و 642، أنساب الأشراف 1/ 228 و 416 ق 4 ج 1/ 264، و 5/ 234 و 275، العقد الفريد 5/ 270، تاريخ الطبري 3/ 145 و 6/ 185، طبقات ابن سلام 113، الجرح والتعديل 7/ 181 رقم 1025، الأغاني 15/ 361- 389، معجم الشيوخ لابن جميع الصّيداوي 294 (بتحقيقنا) طبعة مؤسّسة الرسالة ببيروت ودار الإيمان بطرابلس 1405 هـ/ 1985 م. أمالي المرتضى 1/ 21 و 25 و 117 و 189 و 190 و 191 و 192 و 194 و 319 و 453 و 457 و 547 و 618 و 2/ 55، جمهرة أنساب العرب 195 و 285، أمالي القالي 1/ 5 و 75 و 95 و 103 و 104 و 155 و 158 و 235 و 286 و 2/ 16 و 66 و 69 و 139 و 213 و 263 و 305 و 306 و 315 و 316 و 3/ 140، ثمار القلوب للثعالبي 42 و 102 و 184 و 215 و 216 و 234 و 237 و 476، الاستيعاب 3/ 324- 328، ربيع الأبرار 4/ 32، الزاهر للأنباري (انظر فهرس الشعراء 2/ 651) ، الكامل في التاريخ 1/ 636 و 640 و 641 و 642 و 2/ 77 و 299 و 3/ 419 و 6/ 183، أسد الغابة 4/ 260- 263، لباب الآداب 93 و 94 و 424، المنازل والديار 1/ 45 و 334، الزيارات للهروي 79، التذكرة الحمدونية 2/ 65 و 266 و 267، شرح شواهد المغني 56، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 70، 71 رقم 94، صفة الصفوة 1/ 736، 737 رقم 114، المعمّرين للسجستاني 62، وفيات الأعيان 2/ 214 و 4/ 167 و 6/ 48 و 49 و 7/ 93 و 246، الوفيات لابن قنفذ 58، 59، فوات الوفيات 3/ 340 و 4/ 211، شفاء الغرام (بتحقيقنا 1405 هـ. / 1985 م.) 2/ 148، شذرات الذهب 1/ 10 و 52، معجم الشعراء في لسان العرب (د. ياسين الأيوبي) 356 رقم 905، مقدّمة ديوان لبيد (نشره د. إحسان عباس) الكويت 1962، البداية والنهاية 7/ 222. [2] أخرجه البخاري 10/ 448 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء، وفي فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، باب أيام الجاهلية، وفي الرقاق، باب الجنّة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، ومسلم في الشعر رقم (2256) ، وأبو داود في الأدب (5011) باب ما جاء في الشعر، والترمذي في الأدب (2848) باب ما جاء إن من الشعر حكمة، وفي روايته: «أشعر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 قَالَ مالك: بلغني أنَّ لبيدًا عُمِّر مائةً وأربعين سنة، ويُكنى أبا عُقيْل. قَالَ ابن أبي حاتم [1] : بعث الوليد بْن عقبة إلى منزل لبيد عشرين جزورا فنحرت. وقيل: إنّه تُوُفيّ سنة إحدى وأربعين. فسأعيده [2] . خ م د س [3] (المسيّب بْن حَزْن) [4] بْن أبي وهْب المخزوميّ. ممّن بايع تحت الشَّجَرة. روى عنه ابنه سعيد بْن المسيب (مُعاذ بْن عَمرو) [5] بْن الجَمُوح الأنصاريّ، شهِد بدْرًا وغيرها.   [ () ] كلمة تكلّمت بها الْعَرَبُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خلا الله باطل. (2853) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، وابن جميع الصيداوي 294 رقم (255) . وراجع المناسبة لهذا البيت في: الأغاني 15/ 375، وحلية الأولياء 7/ 269 و 8/ 309 وتاريخ بغداد 3/ 98 و 4/ 254 و 8/ 18، وديوان لبيد 254، والمعمّرين للسجستاني 62، وشرح شواهد المغني 56، وطبقات ابن سلام 113، وخزانة الأدب للبغدادي 1/ 337، الإصابة 3/ 326، 327 رقم 7541. [1] في الجرح والتعديل 7/ 181. [2] «فسأعيده» ساقطة من نسخة دار الكتب. [3] الرموز ليست في الأصل، والاستدراك من منتقى أحمد الثالث، وفيه «س» بدل «ن» المذكورة في مقدّمة المؤلّف على أنّها رمز للنسائي. [4] التاريخ الكبير 7/ 406، 407 رقم 1782، المعارف 437 و 577، طبقات خليفة 20، التاريخ لابن معين 2/ 566، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 246، المعرفة والتاريخ 3/ 300، الجرح والتعديل 8/ 292، 293 رقم 1345، جمهرة أنساب العرب 141، الاستيعاب 3/ 441، 442، أسد الغابة 4/ 366، 367، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 95 رقم 136، تهذيب الكمال 3/ 1330، المعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 119، الكاشف 3/ 129 رقم 5548، تهذيب التهذيب 10/ 152 رقم 290، تقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1138، الإصابة 3/ 420 رقم 7996، خلاصة تذهيب التهذيب 377، البداية والنهاية 7/ 222. [5] طبقات خليفة 104، التاريخ الكبير 7/ 360 رقم 1556، المعارف 157، أنساب الأشراف الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 وروى عنه ابن عباس، وهو الَّذِي قَالَ: جعلتُ يوم بدرٍ أبا جهلٍ من شأني، فلمّا أمكنني حملتُ عليه فضربتُهُ فقطعت قَدَمَه بنصف ساقه، وضربني ابنه عِكْرمة على عاتقي فطرح يدي، فبقِيَتْ معلَّقَةً بجلدة بجنْبي، وأجْهَضَني عنه القتال [1] ، فقاتلت عامَّةَ يومي، وإنّي لأَسْحَبُها خلقي، فلمّا آذَتنْي وضعتُ قدمي عليها، ثمّ تمطَّيْتُ عليها حتّى طرحتها [2] . محمد بن جعفر [3] ابن أبي طالب، أَبُو القاسم الهاشميّ. وَلَدَتْه أسماءُ بنتُ عُمَيْس بالحَبَشَةَ في أيّام هجرة أبَوَيْه إليها، وتُوُفيّ شابًّا [4] . قَالَ أَبُو أحمد الحاكم: إنّه تزوّج بأمّ كلثوم بنت عليّ بعد عُمَر بْن الخطاب. وَقَالَ ابن عبد البرّ [5] : إنّه استشهد بتستر، والله أعلم.   [1] / 130 و 249 و 298، المعجم الكبير للطبراني 20/ 177، 178، المستدرك 3/ 424- 426، تاريخ الطبري 2/ 368 و 454، الجرح والتعديل 8/ 245 رقم 111، جمهرة أنساب العرب 359، الكامل في التاريخ 2/ 126، أسد الغابة 4/ 381، 382، الاستيعاب 3/ 361، 362، تلخيص المستدرك 3/ 424- 426، الإصابة 3/ 429، 430 رقم 8051، البداية والنهاية 7/ 222. [1] في نسخة الدار (وأجهدتني عند القتال) والمثبت من (ح) والاستيعاب. [2] الاستيعاب 3/ 362 وانظر المعجم الكبير للطبراني 20/ 177 رقم 380 والمستدرك للحاكم 3/ 424. [3] المحبّر 46 و 56 و 107 و 274 و 437، المعارف 205 و 206 و 389 و 393، تاريخ الطبري 4/ 387 و 478 و 487 و 552، الاستيعاب 3/ 346، 347، جمهرة أنساب العرب 38 و 68، العقد الفريد 1/ 137، مقاتل الطالبيين 19- 22، أسد الغابة 4/ 313، الكامل في التاريخ 2/ 550 و 3/ 223 و 226 و 271 و 5/ 407، الوافي بالوفيات 2/ 287 رقم 721، الإصابة 3/ 372 رقم 7764، التنبيه والاشراف 259، البداية والنهاية 7/ 222. [4] الاستيعاب 3/ 347. [5] في الاستيعاب 3/ 347. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَعَى أَبَاهُ جَعْفَرًا أَمْهَلَ ثَلَاثًا لَا يَأْتِيهِمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: «لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمَ» ، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي» ، فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّنَا أَفْرُخٌ، فَأَمَرَ بِحَلَّاقٍ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَيُشْبِهُ عَمَّنَا أَبَا طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَيُشْبِهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» ، ثُمَّ أخذ بيدي فأشالها وقال: «اللَّهمّ اخلف جعفرا فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ، ثَلَاثًا، ثُمَّ جَاءَتْ أُمُّنَا أَسْمَاءُ، فَذَكَرَتْ يتمنا، فقال: «العيلة تخافين عليهم، وأنا وليهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» [1] ! (مَعْبَد بْن العباس بْن عبد المطلب) [2] أَبُو العباس الهاشمي. قُتِل شابًّا بالمغرب في وقعة إفريقية. ع [3] (مُعَيْقِيب) [4] بْن أبي فاطمة الدوسي حليف بني عبد شمس.   [1] رواه أحمد في المسند 1/ 204 و 376. [2] طبقات خليفة 230 و 291، المحبّر 107 و 409 و 455، المعارف 121، 122، أنساب الأشراف 1/ 447، ق 3/ 22 و 23 و 66 و 143، فتوح البلدان 267 و 269، الخراج وصناعة الكتابة 343 و 356، الاستيعاب 3/ 456، 457، مقاتل الطالبيين 20، جمهرة أنساب العرب 18 و 435، أسد الغابة 4/ 392، الكامل في التاريخ 3/ 199، الإصابة 3/ 479 رقم 8328، البداية والنهاية 7/ 222. [3] الرمز ساقط من النسخ، والاستدراك من مصادر الترجمة. [4] مسند أحمد 3/ 426 و 5/ 425، 426، السير والمغازي لابن إسحاق 227، المغازي للواقدي 721، طبقات ابن سعد 4/ 116- 118، التاريخ لابن معين 2/ 578، تاريخ خليفة 99 و 156 و 199 و 202، طبقات خليفة 13 و 123، المحبّر لابن حبيب 127، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 238، المعارف 316 و 584، التاريخ الكبير 8/ 52، 53 رقم 2123، تهذيب سيرة ابن هشام 236، المعرفة والتاريخ 2/ 467، أنساب الأشراف 1/ 200 وق 4 ج 1/ 455 و 548، و 5/ 58، الجرح والتعديل 8/ 426 رقم 1938، فتوح البلدان 6 و 431، الاستيعاب 3/ 476، 477، المعجم الكبير للطبراني 20/ 349- 352، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 135، العقد الفريد 4/ 161 و 273، أسد الغابة 4/ 402، 403، الكامل في التاريخ 3/ 199 و 403، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 108 رقم 157، التذكرة الحمدونية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 قديم الإسلام، له هجرة إلى الحبَشة، شهِد خيبر وما بعدها، وقيل: شهِد بدْرًا. [انفرد به ابن مَنْدَه، وكان على خاتم النّبيّ صلى الله عليه وسلم. واستعمله أبو بكر، وعمر على بيت المال] [1] وسيأتي في سنة أربعين. (مُنْقِذُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ) [2] أَحَدُ بَنِي مازن بن النَّجَّارِ، كَانَ قَدْ أَصَابَتْهُ آمَّةٌ [3] فِي رَأْسِهِ فكسرت لسانه [4] ونازعت عقله. وهو الّذي كان يَغْبِنُ فِي الْبُيُوعِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بِعْتَ فَقُلْ لَا خلابة» [5] .   [1] / 141، تهذيب الكمال 3/ 1358، تحفة الأشراف 8/ 468، 469 رقم 537، الكاشف 3/ 147 رقم 5679، العبر 1/ 47، سير أعلام النبلاء 2/ 491- 493 رقم 102، تهذيب التهذيب 10/ 254 رقم 456، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1302، الإصابة 3/ 451 رقم 8164، خلاصة تذهيب التهذيب 397، شذرات الذهب 1/ 48، البداية والنهاية 7/ 222. [1] ما بين الحاصرتين زيادة من «المنتقى» لابن الملّا. [2] التاريخ لابن معين 2/ 589، التاريخ الكبير 8/ 17، 18 رقم 1990، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 159 رقم 890، الجرح والتعديل 8/ 366، 367 رقم 1674، جمهرة أنساب العرب 171، الاستيعاب 3/ 444، 445، أسد الغابة 4/ 420، 421، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 115، 116 رقم 169، الإصابة 3/ 464 رقم 8240، تجريد أسماء الصحابة 2/ 96، البداية والنهاية 7/ 222. [3] في نسخة دار الكتب «أمه» والتصحيح من الأصل. [4] هكذا في النسخة (ح) والتاريخ الكبير 8/ 17، وفي نسخة دار الكتب «أسنانه» ، وانظر «الإصابة» 1/ 303 في ترجمة «حبّان بن منقذ» رقم (1554) حيث قال: «وكان قد ثقل لسانه» . [5] أخرجه البخاري في البيوع 3/ 19 باب ما يكره من الخداع في البيع، وفي الاستقراض 3/ 87 باب ما ينهى عن إضاعة المال وقول الله تعالى والله لا يحب الفساد، وفي الخصومة 3/ 89 باب من ردّ أمر السفيه والضعيف العقل، ومسلم في البيوع 3/ 1165 رقم (48/ 1533) باب من يخدع في البيع، والترمذي في البيوع 2/ 361 رقم (1268) باب ما جاء فيمن يخدع في البيع، وأبو داود في البيوع (3500) و (3501) باب في الرجل يقول في البيع لا خلابة، والنسائي في البيوع 7/ 252 باب الخديعة في البيع، والموطأ في البيوع ص 477 رقم (1381) باب جامع الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 د [1] (نُعَيْم بْن مسعود) [2] أَبُو سَلَمة الغَطَفَاني الأشجعي، أسلم زمن الخندق، وهو الَّذِي خذل بين الأحزاب و [بين بني قُرَيْظة] [3] ، وكان يسكن المدينة. وله عقب. روى عنه ابنه سَلَمَةَ. (أَبُو خُزَيْمة) [4] بْن أوس بْن زيد أحد بني النّجّار، شَهِدَ بدْرًا والمشاهد، وهو الَّذِي وجد زيد بْن ثابت معه الآيتين من آخر سورة براءة. تُوُفيّ زمن عثمان. (أَبُو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ) [5] خُوَيْلد بْن خالد الشاعر المشهور، أدرك   [ () ] البيوع، وأحمد في المسند 2/ 80 و 129 و 130، وعبد الرزاق في المصنّف 8/ 312 كتاب البيوع (15337) باب الخلابة والمواربة. [1] الرمز ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسخة (ح) والخلاصة. [2] المغازي للواقدي 198 و 327 و 375 و 386 و 387 و 389 و 480 و 482 و 483 و 484 و 486 و 487 و 530 و 799 و 820 و 896 و 990، تهذيب سيرة ابن هشام 194- 196 و 325، طبقات ابن سعد 4/ 277- 279، تاريخ خليفة 182، طبقات خليفة 47 و 129، تاريخ الطبري 2/ 560 و 578 و 579 و 3/ 146 و 187 و 4/ 72- 74، الجرح والتعديل 8/ 459 رقم 2103، الاستيعاب 3/ 557، 558، أنساب الأشراف 1/ 340 و 345 و 530، التاريخ الكبير 8/ 92 رقم 2306، جمهرة أنساب العرب 250، الكامل في التاريخ 2/ 182، 183 و 542 و 3/ 200، أسد الغابة 5/ 33، 34، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 131 رقم 198، تهذيب الكمال 3/ 1422، الكاشف 3/ 183 رقم 5967، الإصابة 3/ 568 رقم 8779، تهذيب التهذيب 10/ 466 رقم 839، تقريب التهذيب 2/ 305 رقم 133، البداية والنهاية 7/ 222. [3] ما بين الحاصرتين ساقط من النسخة (ح) . [4] طبقات ابن سعد 3/ 490، الاستيعاب 4/ 50، 51، الإصابة 4/ 52 رقم 344، أسد الغابة 5/ 180، 181. [5] البرصان والعرجان 232، الشعر والشعراء 2/ 547- 551 رقم 132، عيون الأخبار 1/ 180 و 2/ 191 و 3/ 185 و 4/ 109، التعليقات والنوادر لأبي علي هارون الهجريّ 2/ 265 رقم 1062، المفضّليّات 2/ 19، ديوان الهذليين 1/ 1 (الملاحق 93) ، الزاهر للأنباري 1/ 114 و 156 و 241 و 296 و 307 و 376 و 407 و 441 و 459 و 469 و 530 و 575 و 583 و 605 و 607 و 2/ 35 و 53 و 87 و 162 و 174 و 238 و 268 و 344، الأغاني 6/ 264- 279، ثمار الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 الجاهلية وأسلم في خلافة الصِّدِّيق، وكان أشعر هُذَيْلٍ، وكانت هُذَيْلٌ أشعر العرب. ومن شعره: وإذا المَنِيَّة أنْشَبَتْ أظفارها ... ألفَيْتَ كلَّ تميمةٍ لَا تنفعُ وتَجَلُّدي للشّامتين أُرِيهم ... أنّي لريْب الدَّهْر لَا أتَضَعْضَعُ تُوُفيّ غازيًا بإفريقية في خلافة عثمان وقد شهِدَ سقيفة بني ساعدة وصلّى على النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (أَبُو رُهْم [1] سَبْرَة بْن أبي بْن عبد العُزَّى القُرَشيّ العامريّ [2] . ذكره ابن سعد وحده [3] . (أَبُو زيد الطّائيّ) [4] الشاعر، اسمه حَرْمَلَة بْن المُنْذِر النَّصْرانيّ.   [ () ] القلوب 56 و 561، الأمالي للقالي 1/ 76 و 103 و 168 و 182 و 233 و 2/ 23 و 114 و 186 و 217 و 255 و 310 و 320 وذيل الأمالي 8 و 129، أمالي المرتضى 1/ 217 و 259 و 293 و 492 و 616، لباب الآداب 200 و 425، المنازل والديار 2/ 241 و 268 و 270، الكامل في التاريخ 3/ 91 و 94، أسد الغابة 5/ 188- 190، معجم الأدباء 11/ 83- 89 رقم 20، وفيات الأعيان 6/ 155، 156، الاستيعاب 4/ 65- 67، طبقات ابن سلام 110، الحيوان للدميري 2/ 47، المؤتلف 119، سمط اللآلئ 98، شرح الشواهد للعيني 1/ 95- 298، شرح شواهد المغني 2/ 165، معاهد التنصيص 2/ 165- 170، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 203 و 2/ 320 و 3/ 597، الإصابة 4/ 65- 67 رقم 388، معجم الشعراء في لسان العرب 163، شرح المفضّليات رقم 126، البداية والنهاية 7/ 222. [1] في النسخة (ح) «أبو زهم» وهو تصحيف. [2] الأرجح هو «أبو سبرة» الّذي ستأتي ترجمته، والبداية والنهاية 7/ 222، 223. [3] انظر: الطبقات 3/ 403. [4] نسب قريش 110 و 139، المحبّر 233، البرصان والعرجان 141 و 233 و 236، الشعر والشعراء 1/ 219- 222 رقم 30، طبقات ابن سلام 505- 507، فتوح البلدان 214 و 308، أنساب الأشراف 4 ج 1/ 518، 519 و 613، و 5/ 31 و 116، الزاهر للأنباري 1/ 191 و 297 و 327 و 331 و 361 و 415 و 444 و 464 و 607 و 617 و 2/ 70 و 252 و 258، الأغاني 12/ 127- 139، أمالي المرتضى 2/ 285، جمهرة أنساب العرب 401، الأمالي للقالي 1/ 26 و 28 و 61 و 176 و 232 و 2/ 23 و 61 و 3/ 168 و 180 و 181، سمط اللآلئ 118، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 أنشد عثمان قصيدة في الأسد بديعه فَقَالَ له: تفتأ تذكر الأسدَ مَا حَيِيتَ إنّي لأحسِبُك جبانًا، وكان أَبُو زبيد يجالس الوليد بْن عقبة. (أَبُو سَبْرَةَ) [1] بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدُ وِدّ القُرَشيّ العامريّ، قديم الإسلام، يقال إنه هاجر إلى الحبشة. وقد شهِدَ بدْرًا والمشاهد بعدها. وهو أخو أبي سَلَمة بْن عبد الأسد، وأمّهما بَرَّة بنت عبد المطلب عمّة النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أبي سَبْرَة وبين سَلَمة بْن سلامة بْن وقْش [2] . قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: ولا نعلم أحدًا من أهل بدْر رجع إلى مكة فنزلها، غير أبي سَبْرَة فإنّه سكنها بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولده ينكرون ذلك [3] . وتوفّي في خلافة عثمان.   [ () ] المعمّرين للسجستاني 98 (طبعة جولدتسيهر تسيهر) ، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 111- 114، الكامل في التاريخ 2/ 439 و 3/ 105، لباب الآداب 384، المنازل والديار 1/ 92 و 2/ 278، الوافي بالوفيات 11/ 335- 340 رقم 497، طبقات فحول الشعراء 2/ 593، الاشتقاق لابن دريد 231، الحماسة البصرية 2/ 913، شرح شواهد المغني 219، الإصابة 4/ 80، 81 رقم 380، خزانة الأدب للبغدادي 2/ 155، 156، الطرائف الأدبية 98- 101، شعراء النصرانية بعد الإسلام 65- 91، معجم المؤلفين 10/ 191، معجم الأدباء 10/ 191، معجم الشعراء في لسان العرب 185، 186 رقم 411، تاريخ الأدب العربيّ 1/ 173، الأعلام 8/ 228، البداية والنهاية 7/ 223. [1] طبقات ابن سعد 3/ 403، المحبّر لابن حبيب 74 و 173، السير والمغازي لابن إسحاق 224، 225، المغازي للواقدي 156 و 341، تهذيب سيرة ابن هشام 72، طبقات خليفة 26، المعارف 128 و 137، أنساب الأشراف ق 3/ 312، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 36، تاريخ الطبري 2/ 330، 331 و 4/ 50 و 81 و 82 و 84 و 86 و 91- 93، الاستيعاب 4/ 82، 83، الأسامي والكنى للحاكم (ورقة 263- جزءا) ، جمهرة أنساب العرب 169، أسد الغابة 5/ 207، الإصابة 4/ 84 رقم 500، البداية والنهاية 7/ 223. [2] طبقات ابن سعد 3/ 403. [3] ابن سعد 3/ 403، الأسامي والكنى 1/ ورقة 263. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 خ م د ق [1] (أَبُو لُبَابَة) [2] بْن عبد المنذر بْن زُبَيْر [3] بْن زيد بْن أُميَّة الأنصاريّ، اسمه بُشَيْر، وقيل رِفَاعَة. ردّه النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بدْرٍ من الرَّوْحاء، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ [4] . وكان من سادة الصَّحابة. توفّي في خلافة عثمان، وقيل في خلافة عليّ، وقيل في خلافة معاوية، وهو أحد النُّقباء ليلة العقبة. روى عنه ابناه السّائب، وعبد الرحمن، وعبد الله بْن عُمَر، وسالم بْن عبد الله، ونافع مولى ابن عُمَر، وعبيد الله بْن أبي يزيد، وعبد الله بن كعب ابن مالك، وسلمان الأغرّ، ورواية بعض هؤلاء عنه مرسلة لعدم إدراكهم إيّاه.   [1] الرموز ساقطة من نسخة دار الكتب. [2] مسند أحمد 3/ 430 و 452 و 453 و 502، المغازي للواقدي 8 و 101 و 115 و 159 و 180 و 182 و 281 و 303 و 505 و 506- 509 و 800 و 896 و 1047 و 1072، تهذيب سيرة ابن هشام 138 و 200 و 201، طبقات ابن سعد 3/ 456 و 457، التاريخ لابن معين 2/ 723، طبقات خليفة 84، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، عيون الأخبار 1/ 141، المعارف 154 و 180 و 325 و 597، أنساب الأشراف 1/ 241 و 294، المعرفة والتاريخ 2/ 703، تاريخ الطبري 1/ 113 و 2/ 478 و 481 و 485 و 583- 585 و 3/ 111، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 51، مشاهير علماء الأمصار 17 رقم 56، جمهرة أنساب العرب 334، الاستيعاب 4/ 168- 170، المستدرك 3/ 632، أسد الغابة 5/ 284، 285، الكامل في التاريخ 2/ 137 و 138 و 185، تحفة الأشراف 9/ 275- 278 رقم 653، تهذيب الكمال 3/ 1641، 1642، الكاشف 3/ 329 رقم 350، تلخيص المستدرك 3/ 632، الوافي بالوفيات 10/ 164 رقم 4638، تهذيب التهذيب 12/ 214 رقم 990، تقريب التهذيب 2/ 467 رقم 1، النكت الظراف 9/ 275، 276، الإصابة 4/ 168 رقم 981، خلاصة تذهيب التهذيب 458، تاريخ خليفة 96، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 145، المعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 150، البداية والنهاية 7/ 223. [3] هكذا في الأصل، وفي المنتقى لابن الملّا، و (ح) إهمال وتصحيف، وفي طبقات ابن سعد 3/ 456 و 457، وفي أنساب الأشراف 1/ 241، وفي تهذيب الكمال 3/ 1642 «زنبر» ، وكذا في المشتبه للذهبي 1/ 334 والإكمال لابن ماكولا 4/ 167. [4] في نسخة دار الكتب «وأخوه» بدل «وأجره» ، والتصويب من طبقات ابن سعد 3/ 457. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 (أَبُو هاشم بْن عُتْبة) [1] بْن ربيعة. تقدّم في سنة إحدى وعشرين، وتُوُفيّ في خلافة عثمان، اسمه خالد، وقيل شَيْبة، وقيل هُشَيْم، وقيل مهشم، وهو أخو أبي حُذَيْفة. كان صالحًا زاهدًا، وهو أخو مُصْعب بْن عُمَيْر لأمّه، أسلم يوم الفتح وذهبت عينُه يوم اليرموك [2] .   [1] طبقات خليفة 12 و 126، التاريخ الكبير 9/ 79، 80 رقم 765، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 116 رقم 423، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 357 و 359، تاريخ الطبري 4/ 145، الجرح والتعديل 9/ 453 رقم 2308، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 60، المستدرك 3/ 638، جمهرة أنساب العرب 77، الكامل في التاريخ 3/ 21 و 4/ 191، أسد الغابة 5/ 314، تحفة الأشراف 9/ 292 رقم 662، تهذيب الكمال 3/ 1654، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، تلخيص المستدرك 3/ 638، الكاشف 3/ 341 رقم 429، تهذيب التهذيب 12/ 261 رقم 1206، تقريب التهذيب 2/ 483 رقم 4 وفيه «ابن عقبة» وهو تحريف، الإصابة 4/ 200، 201 رقم 1180، خلاصة تذهيب التهذيب 462، البداية والنهاية 7/ 223. [2] هنا في (ع) و (ح) وحاشية المنتقى لابن الملّا: (آخر الجزء الثاني من تجزئة المؤلّف رحمه الله تعالى. والحمد للَّه وحده) . وفي نسخة الأصل المعتمدة بمكتبة أياصوفيا باسطنبول ورد بخط المؤلّف- رحمه الله- ما يلي: قرأت جميع هذا المجلد الثاني من (تاريخ الإسلام في وفيات الأعلام) والأول قبله على جامعه ومؤلفه الشيخ الامام العالم العلامة الأوحد الحافظ حجة المحدثين ثقة الناقدين شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن الذهبي الخطيب. فسمع ذلك كله سوى من أول الكتاب خطبته ومن الميعاد الثاني أربع (في الأصل أربعة.) ورقات الشيخ أحمد بن نعمة بن محمد بن علي الفقير الأنصاري عرف بزحلق. وسمع ذلك كاملا من غير فوت الشيخ الصالح شعيب بن ميكائيل بن عبد الله الجاكيري الكتبي. وسمع أحمد بن عمر بن محمد بن شبيب بن أبي الفضل البالسي ثم المصري المعروف بسبط عبد الحميد من أول المجلد الأول إلى آخر الميعاد السابع. وسمع الميعاد التاسع منه والميعاد الأخير. وسمع تقي الدين (الدين مختصرة في الأصل) أحمد بن العلم بن محمود الحراني من أول الميعاد الثالث إلى آخر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 الطبقَة الرابعة (ثُمَّ دخلت سَنَة إحدى وَثلاثِين) قَالَ أَبُو عبد الله الحاكم: أجمع مشايخنا على أنّ نيْسابُور فُتِحَتْ صُلْحًا، وكان فتْحُها في سنة إحدى وثلاثين. ثمّ روى بإسناده إلى مصعب بن   [ () ] الميعاد التاسع والميعاد الحادي عشر والثاني عشر بفوت من أوله إلى قوله (ويروى باسناد ضعيف في قصة إسلام عمر) والميعاد العاشر أيضا بفوت من أوله مقدار ثلاثة. وسمع الميعاد الأول والثاني واللذين بعده صلاح الدين خليل بن الأمير بدر الدين كيكلدي العلائي. وسمع جمال الدين أقش بن عبد الله عتيق دادا الميعاد الثاني فقط. وسمع الشيخ محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان البالسي القطان الميعاد الخامس فقط. وكذلك سمع الثاني فقط أبو عمران موسى بن جلال بن شبل النابلسي. وسمع عبد الله بن منيف بن ناصر الزرعي الميعاد السابع عشر. وصح ذلك في مجالس آخرهن في (أواخر شعبان سنة أربع عشرة وسبعمائة) بجامع دمشق المحروسة تحت النسر (يعني قبة النسر.) . والحمد للَّه وحده. كتبه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن البعلي. والمواعيد بقلمه في الحاشية من المجلدين المذكورين. وكتبت أنا بخطّي هذين المجلدين والحمد للَّه وحده. وورد في الهامش: قرأت المجلد الأول والثاني من تاريخ الإسلام على الشيخ الإمام العلامة أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي أمتع الله ببقائه. وذلك في شهور (سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة) وسمعهما جماعة. وكتب محمد بن عبد الرحمن العطار الشافعيّ عفا الله عنه وعن المسلمين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 أبي الزَّهْراء أنّ كنارى [1] صاحب نيْسَابور كتب إلى سعيد بْن العاص والي الكوفة، وإلى عبد الله بْن عامر والي البصرة، يدعوهما إلى خُراسان ويُخْبرهما أنّ مَرْو قد قتل أهلَهَا يَزْدَجِرْد. فندب سعيد بْن العاص الحَسَن بْن عليّ وعبد الله بْن الزُّبَيْر لها، فأتى ابن عامر دهقان فَقَالَ: مَا تجعل لي إنْ سبقتُ بك؟ قَالَ: لك خراجُك وخراج أهل بيتك إلى يوم القيامة، فأخذ به على قُومِس، وأسرع إلى أنْ نزل على نيْسابور، فقاتل أهلها سبعة أشهرٍ ثمّ فتحها، فاستعمله عثمان عليها أيضا، وكان ابن خالد عثمان. ويقال: تفل النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فيه وهو صغير. وفيها قَالَ خليفة [2] : أحرم عبد الله بْن عامر من نَيْسابور، واستخلف قيس بْن الهيثم وغيره على خُرَاسان، وقيل إنّ ذلك كان في السنّة الماضية. وفيها غزوة الأساود [3] ، فغزا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ من مصر في البحر، وسار فيه إلى ناحية مَصِّيصَة.   [1] في النسخ (كناز) والمثبت من تاريخ الطبري 4/ 301. [2] في تاريخه 166. [3] في تاريخ الطبري 4/ 288 «الأساودة» ، وفي الكامل في التاريخ 3/ 117 «الأساورة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 الوفيَّاتْ الحَكَم بْن أبي العاص [1] وفيها تُوُفيّ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْد شمس بْن عبد مناف الأْمَوِيّ أَبُو مروان، وكان له من الولد عشرون ذكرًا وثمان بنات، أسلم يوم الفتح وقدِم المدينة فكان فيما قيل يُفْشي سرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم فطرده وسبّه   [1] المغازي للواقدي 594 و 846، تهذيب سيرة ابن هشام 85، السير والمغازي لابن إسحاق 144، الأخبار الموفقيّات 257 و 403، البرصان والعرجان للجاحظ 69 و 275، 276 و 362، المحبّر لابن حبيب 451، التاريخ لابن معين 2/ 124، طبقات ابن سعد 3/ 447 و 509، طبقات خليفة 197، تاريخ خليفة 134 و 141 و 142، التاريخ الكبير 2/ 331 رقم 2651، المعارف 73 و 194 و 353 و 576، فتوح البلدان 433، أنساب الأشراف 1/ 124 و 151، ق 3/ 304، ق 4 ج 1/ 58 و 117 و 479 و 482 و 513- 515 و 527، ق 5/ 2 و 27 و 28 و 38 و 125 و 126 و 160 و 204، تاريخ الطبري 3/ 188 و 4/ 176 و 397 و 399 و 10/ 58، الجرح والتعديل 3/ 120 رقم 556، الاستيعاب 1/ 316، 317، جمهرة أنساب العرب 79 و 80 و 82 و 87- 89، العقد الفريد 2/ 364 و 394 و 4/ 34 و 283، مروج الذهب 2/ 334 و 3/ 180، الخراج وصناعة الكتابة 386، 387، أسد الغابة 2/ 35، الكامل في التاريخ 2/ 76 و 3/ 40 و 199 و 452 و 5/ 82، التذكرة الحمدونية 2/ 76، العبر 1/ 32، سير أعلام النبلاء 2/ 107، 108 رقم 14، نكت الهميان 146، الوافي ب الوفيات 13/ 112 رقم 120، مرآة الجنان 1/ 85، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 207 و 2/ 246، الإصابة 1/ 345، 346 رقم 1781، شذرات الذهب 1/ 38، وفيات الأعيان 2/ 226. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 وأرسله إلى بطن وَجّ [1] فلم يزل طريدًا إلى أنْ وُلِّيَ عثمان، فأدخله المدينة ووصل رحِمَه وأعطاه مائة ألف دِرْهَمْ، لأنّه كان عمّ عثمان بْن عفان، وقيل إنّما نفاه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطّائف لأنّه كان يَحْكِيه في مِشْيَته وبعض حركاته. وقد رُوِيَت أحاديث مُنْكرة في لَعْنه لَا يجوز الاحتجاج بها، وليس له في الجملة خصوص الصُّحبة بل عمومها. قَالَ حماد بْن سَلَمة، وجرير، عَنْ عطاء بْن السّائب، عَنْ أبي يحيى النَّخْعيّ قَالَ: كنت بين مروان، والحَسَن، والحسين، والحسين يُسَابُّ مروان، فَقَالَ مروان: إنّكم أهل بيتٍ ملعونون، فغضب الحَسَن وَقَالَ: والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في صُلْبه. أَبُو يحيى مجهول [2] . وَقَالَ الْعَلاءِ [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في المنام كأنّ بني الحَكَم ينزون على منبره، فأصبح كالمتغّيظ وقال: «ما لي أُريتُ [4] بني الحَكَم ينزون على منبري نزْوَ القِرَدَةَ [5] » . وَقَالَ مُعْتَمر بْن سليمان، عَنْ أبيه، عَنْ حَنَش [6] بْن قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَر قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل عليٌّ يقود الحَكَم بأُذُنه فَلَعَنه نبيّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ثلاثا. قال الدّار الدّارقطنيّ: تفرّد به معتمر [7] .   [1] وجّ: بالفتح والتشديد. وهو الطائف. (معجم البلدان 5/ 361) . [2] في هذا الخبر نقص في نسخة دار الكتب، والاستدراك من بقيّة النسخ، ومن ترجمة «مروان بن الحكم» المقبلة. [3] هو «ابن عبد الرحمن» انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 108. [4] في النسخ «رأيت» ، والتصويب من سير أعلام النبلاء. [5] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد 5/ 243، 244» وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير مصعب بن عبد الله بن الزبير، وهو ثقة. وأورده ابن حجر في «المطالب العالية» . [6] مهمل في نسخة الدار، والمثبت من بقيّة النسخ. [7] ذكره الهيثمي مطوّلا في «مجمع الزوائد 5/ 242» قال: عن عبد الله بن عمر قال: هاجرت إلى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 وَقَالَ جعفر بْن سليمان الضَّبُعيّ: ثنا سعيد أخو حماد بْن زيد، عَنْ عليّ ابن الحكم، عَنْ أبي الحسن الجزْريّ، عَنْ عمرو بْن مُرّة- وله صُحْبة- قَالَ: استأذن الحَكَم بْن أبي العاص عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «أئذنوا له لَعَنَهُ الله وكلَّ مَنْ خَرَجَ من صُلْبه إلَّا المؤمنين» [1] . إسناده فيه من يُجْهل [2] . وعن عبد الله بْن عمرو قَالَ: كان الحَكَم يجلس إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينقل حديثه إلى قُرَيش، فلعنه رسول الله وَمَنْ يخرج من صُلْبه إلى يوم القيامة. تفرد به سليمان بْن قَرْم، وهو ضعيف [3] . وقال أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [4] : ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عثمان بْن حُكَيْم، عَنْ أبي أمَامة بْن سهل، عَنْ عبد الله بْن عمرو قَالَ: كنا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَيَدْخُلَنَّ عليكم رجلٌ لعين، فما زلت أتشَّوفُ حتّى دخل فلانٌ يعني الحكم.   [ () ] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَبُو الحسن، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادن منّي يا أبا الحسن، فلم يزل يدنيه حتى التقم أذنه، فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلّم ليساره حتى رفع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ كالفزع، فقال: قرع الخبيث بسمعه الباب، فقال: «انطلق يا أبا الحسن فقده كما تقاد الشاة إلى حالبها» ، فإذا أنا بعلي قد جاء بالحكم آخذا بأذنه ولهازمه جميعا حتى وقف بَيْنَ يدي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَعَنه نبيّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثا، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعليّ: «احبسه ناحية» حتى راح إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم ناس من المهاجرين والأنصار، ثم دعا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «ها إنّ هذا شيخا لفّ كتاب الله وسنّة نبيّه ويخرج من صلبه من فتنته يبلغ دخانها السماء» ، فقال رجل من المسلمين: صدق الله ورسوله هو أقلّ وأذلّ من أن يكون منه ذلك. قال: «بلى وبعضكم يومئذ يسعفه» ، رواه الطبراني، وفيه حسين بن قيس الرحبيّ وهو ضعيف. [1] في النسخ «المؤمنون» وما أثبتناه بالنّصب على الاستثناء. [2] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد 5/ 242، 243» فقال: عن عمرو بن مرّة الجهنيّ- وكانت له صحبة- قال: استأذن الحكم بن أبي العاص على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فعرف كلامه، فقال: «ائذنوا له فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وما يخرج من صلبه إلّا الصالحين منهم وقليل ما هم يشرفون في الدنيا ويرذلون في الآخرة ذوو مكر وخديعة» . رواه الطبراني هكذا، وفي غيره: وما يخرج من صلبه إلّا الصالحون منهم وقليل ما هم. وفيه أبو الحسن الجزري وهو مستور، وبقيّة رجاله ثقات. [3] انظر: المجروحين لابن حبّان 1/ 332، وميزان الاعتدال 2/ 219 وغيره. [4] 2/ 163، ومجمع الزوائد للهيثمي 5/ 241 ورواه البزّار، والطبراني في الأوسط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 وَقَالَ الشَّعْبِيّ: سمعت ابن الزُّبَيْر يَقُولُ: وربّ هذا البيت إنّ الحكم ابن أبي العاص وولده ملعونون عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إسناده صحيح [1] . وعن إسحاق بْن يحيى، عَنْ عمّته عائشة بنت طلحة، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حُجْرته فسمع حِسًّا فاستنكره، فذهبوا فنظروا فإذا الحَكَم يطّلع على النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلعنه وما في صُلْبه ونفاه. رواه محمد بْن عثمان بْن أبي شَيْبَة، عَنْ عُبَادة بْن زياد أنّ مُدْرك بْن سليمان الطّائيّ حدّثه عَنِ إسحاق فذكره. وَقَالَ أَبُو سَلَمة التَّبُوذكي: ثنا عبد الواحد بْن زياد، ثنا عثمان بْن حُكَيْم، ثنا شُعَيْب بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يدخل عليكم رجلٌ لعين» ، قَالَ: وكنت تركت أبي يلبس ثيابه، فأشفقت، فدخل الحَكَم بْن أبي العاص [2] . أَبُو سُفْيَان بْن حرب [3] سوى ق ابن أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ الأموي، واسمه صخر. أحد دُهاة العرب، وشيخ قريش، وقائدهم نَوْبة الأحزاب، ثمّ أسلم يوم الفتح   [1] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 241 وقال: رواه أحمد والبزّار، إلّا أنّه قال: لقد لعن الله الحكم وما ولد عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والطبراني بنحوه، وعنده رواية كرواية أحمد، ورجال أحمد رجال الصحيح. [2] في النسخ هنا اضطراب في إسناد الخبر ورجاله، والتصحيح من مسند أحمد 2/ 163 وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 5/ 241 قال: رواه أحمد والبزّار، والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد رجال الصحيح. [3] السير والمغازي لابن إسحاق 118 و 144 و 189 و 190 و 197 و 233 و 234 و 322 و 323 و 332- 334، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1178) ، تهذيب سيرة ابن هشام (انظر فهرس الأعلام 378) ، فتوح الشام للأزدي 219، 220، الأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 333 و 388 و 577 و 578 و 584، نسب قريش لمصعب 121، 122 و 126، 127 و 153 و 244 و 323، حذف من نسب قريش 30، المحبّر لابن حبيب 89 و 111 و 112 و 119 و 126 و 132 و 161 و 175 و 246 و 261 و 271 و 272 و 296 و 302 و 315 و 338 و 410 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 وشهد حُنَيْنًا. وأعطاه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الغنائم مائةً من الأبل وأربعين أوقية [1] وقد فُقِئَتْ عينه يوم الطَّائف، ثُمَّ شهِدَ اليَرْمُوك، فكان يذكر يَوْمَئِذٍ ويحض على القتال.   [ () ] و 434 و 437 و 449 و 473، البرصان والعرجان للجاحظ 53 و 78 و 102 و 262، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 141 رقم 670، المعرفة والتاريخ 3/ 167، تاريخ أبي زرعة 1/ 218 و 593، التاريخ لابن معين 2/ 268، طبقات خليفة 10، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 4/ 310 رقم 2942، المعارف 3 و 74 و 125 و 344 و 345 و 553 و 575 و 586 و 588، عيون الأخبار 1/ 83 و 4/ 101، الجرح والتعديل 4/ 426 رقم 1869، فتوح البلدان 42 و 43 و 45 و 66 و 71 و 78 و 83 و 123 و 153 و 160، أنساب الأشراف ق 3/ 19 و 21، ق 4 ج 1/ 4- 14 و 136- 139، و 5/ 2 و 91، تاريخ اليعقوبي 2/ 169، تاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام 10/ 268) ، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 33، الزاهر للأنباري 1/ 293، مشاهير علماء الأمصار 32 رقم 169، المعجم الكبير للطبراني 8/ 5- 28 رقم 711، العقد الفريد (راجع فهرس الأعلام 7/ 93) ، الاستيعاب 4/ 85- 88، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 107، 108، الأسامي والكنى للحاكم (ورقة 1/ 255) ، ثمار القلوب للثعالبي 120، 121 و 395 و 519 و 670، أمالي المرتضى 1/ 276، جمهرة أنساب العرب 70 و 80 و 111 و 274 و 386 و 429، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة 262- 265 و 269 و 275، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 390- 409، لباب الآداب لأسامة بن منقذ 344 و 350 و 351 و 389 و 393، الكامل في التاريخ 1/ 595 و 2/ 60 و 116- 121 و 132- 134 و 156- 160 و 3/ 62 و 130 و 142 و 443، 444 و 487 و 4/ 10 و 69 و 308 و 6/ 250 (وانظر فهرس الأعلام 13/ 154) ، أسد الغابة 5/ 216، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 255 و 266 و 364 و 6/ 348 و 350 و 355 و 356 و 358- 361، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 239، 240 رقم 358، تحفة الأشراف 4/ 157- 159 رقم 233، نهاية الأرب للنويري 19/ 449، المعين في طبقات المحدّثين للذهبي 28 رقم 146، الكاشف 2/ 24 رقم 2398، سير أعلام النبلاء 2/ 105- 107 رقم 13، العبر 1/ 31، تجريد أسماء الصحابة 2/ 16، دول الإسلام 1/ 25، مرآة الجنان 1/ 84، 85، الوافي بالوفيات 16/ 284- 286 رقم 314، نكت الهميان 172، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 224، الوفيات لابن قنفذ 53، شفاء الغرام (بتحقيقنا) (انظر فهرس الأعلام 2/ 510) ، العقد الثمين 5/ 32، النكت الظراف لابن حجر 4/ 158، تهذيب التهذيب 4/ 411، 412 رقم 708، تقريب التهذيب 1/ 365 رقم 75، الإصابة 2/ 178- 180 رقم 4046، أمالي القالي 1/ 222 و 2/ 105، خلاصة تذهيب التهذيب 172، كنز العمال 13/ 612، شذرات الذهب 1/ 30 و 37. [1] انظر: صحيح مسلم (1060) في الزكاة، باب إعطاء المؤلّفة قلوبهم على الإسلام، و «زاد المعاد» 3/ 473، وسيرة ابن هشام 2/ 492، 493. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 روى عنه ابن عبّاس، وقيس بْن أبي حازم. وقيل: فقِئَتْ عينُهُ الأخرى يوم اليَرْمُوك في سبيل الله، وكان مقدّم جيش الجاهليّة يوم أحد. وكان أَسَنُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعَشْر سنين، وكان يتَّجر إلى الشام وغيرها. وكان يوم اليرموك تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان، فكان يقاتل ويقول: (يا نصر الله اقتربْ) [1] . وكان يقف على الكراديس يقصّ ويقول: (الله الله إنّكم دارةُ [2] العرب أنصار الإسلام، وهؤلاء دارةُ الروم وأنصار المشركين، اللَّهمّ هذا يوم من أيامك اللَّهمّ أنزل نصرك على عبادك) . وتُوُفيّ سنة إحدى وثلاثين، وقيل سنة اثنتين، وقيل سنة ثلاث، وقيل سنة أربعٍ وثلاثين وله نحو تسعين سنة. ويقال: تُوُفيّ فيها: المِقْداد، والعبّاس، وابن عوف، وعامر بْن ربيعة، وسيأتون بعدها [3] . [يَزْدَجِرْد بْن شَهْرَيَار بْن بَرَوِيز المَجُوسيّ كِسْرَى زمانه، انهزم من المُسْلِمين في دار مُلْكه إلى مَرْو، وضَعُفَتْ دولة الأكاسرة وولّت أيّامهم، فكان هذا خاتمتهم. ثار عليه أمراء مَرْو، وقيل: بل بَيَّتَهُ التُّرك وقتلوا خواصّه، فهرب والتجأ إلى بيت رجلٍ فقتله غدْرًا ثمّ قُتِلَ به. والله أعلم] [4] .   [1] قال ابن حجر في الإصابة 2/ 179: «روى يعقوب بن سفيان، وابن سعد بإسناد صحيح، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فقدت الأصوات يوم اليرموك، إِلا صَوْتَ رَجْلٍ يَقُولُ: يَا نَصْرَ اللَّهِ اقترب، قال: فنظرت، فَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يزيد» . [2] في الاستيعاب 4/ 86 «ذادة العرب» . [3] في حاشية (ح) «مررت على هذه الكرّاسة وصحّحتها وقابلتها على نسخة بخطّ البدر البشتكي. فصحّت وللَّه الحمد. قاله يوسف العسقلانيّ» . [4] ما بين الحاصرتين من زيادات (ع) والمنتقى لابن الملّا. انظر (تاريخ الطبري 4/ 293- ذكر الخبر عن مقتل يزدجرد) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 سنة اثنتين وثلاثين فيها كانت وقعة المضيق بالقرب من قُسْطَنْطِينِيَّةَ، وأميرُها معاوية. [الوَفَيَات] وتُوُفيّ فيها أُبَيّ بْن كعْب [1] ، قاله خليفة وحده. وأوس بْن الصّامت أخو عُبَادة، وقد تقدما. (سِنان بْن أبي سنان [2] بْن محصن الأسديّ) حليف بني عبد شمس. وكان أسن من عمّه عُكاشة، هاجر هو وأبوه وشهدا بدرًا. تُوُفيّ أَبُوه والنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحاصر بني قُرَيْظة، وكان سِنان من سادة الصحابة. قَالَ الواقِديّ [3] : هو أوّل من بايع تحت الشَّجرة. (الطُّفَيْلُ بْن الحارث بْن المطّلب) [4] فيها في قول، وقد ذكر.   [1] في تاريخه 167. [2] المغازي للواقدي: 154 و 603 و 890، المعارف 274، الجرح والتعديل 4/ 250، 251 رقم 1080، الاستيعاب 2/ 80، 81، أسد الغابة 2/ 358، الإصابة 2/ 82 رقم 3500. [3] في المغازي 2/ 603. [4] السير والمغازي 258، المغازي للواقدي 24 و 153، نسب قريش 93 و 95، طبقات ابن سعد 3/ 52، 53 (ترجمة الطفيل والحصين) ، طبقات خليفة 115 و 138، المحبّر لابن حبيب 71 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 وأخوه الحُصَيْن تُوُفيّ بعده بأربعة أشهر، وقد شهدا بدرًا. وَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إنّما بنو هاشم وبنو المطلب شيءٌ واحدٌ لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام» .   [ () ] و 83 و 108 و 459، أنساب الأشراف 1/ 289 و 308 و 429 و 447، تاريخ الطبري 2/ 545 و 3/ 167، مشاهير علماء الأمصار 14 رقم 42، الجرح والتعديل 4/ 488، 489 رقم 2147، الاستيعاب 2/ 228، حذف من نسب قريش 25، أسد الغابة 3/ 52، الوافي بالوفيات 16/ 458، 459 رقم 495، العقد الثمين 5/ 66، الإصابة 2/ 224 رقم 7247. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 العبّاس بن عبد المطّلب [1] ع (الرمز ساقط من النسخ، والإثبات من مصادر الترجمة.) ابن هاشم أَبُو الفضل عمّ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُلِدَ قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين أو ثلاث، وحضر بدْرًا فأسره المسلمون، ثمّ أسلم بعد أن فدى نفسه وقدم مكّة، له أحاديث.   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 32 و 34 و 68 و 79 و 138 و 146، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1193) ، نسب قريش 18 و 220 و 240 و 266، مسند أحمد 1/ 206- 210، التاريخ لابن معين 2/ 294، المحبّر لابن حبيب 16 و 46 و 63 و 64 و 91 و 106 و 108 و 162، طبقات ابن سعد 4/ 5- 33، البرصان والعرجان للجاحظ 203 و 219 و 309 و 362، فتوح الشام للأزدي 250، تهذيب سيرة ابن هشام 30 و 55 و 95 و 104 و 105 و 136 و 137 و 147 و 237 و 243 و 250 و 253 و 266 و 316 و 326 و 334 و 338 و 349 و 350 تاريخ خليفة 86 و 138 و 168، طبقات خليفة 3، الأخبار الموفقيّات للزبير 285، 567 و 578، أخبار مكة للأزرقي 1/ 111 و 114 و 112 و 2/ 47 و 58 و 106 و 233، التاريخ الكبير 7/ 2 رقم 1، المعارف 118 و 119 و 121 و 127 و 137 و 145 و 154- 156 و 164 و 166 و 203 و 211 و 267 و 327 و 467 و 563 و 589 و 590 و 592، عيون الأخبار 1/ 5 و 6 و 186 و 215 و 269 و 342 و 2/ 150 و 168 و 279 و 3/ 92، المعرفة والتاريخ 1/ 499- 503 و 507- 511، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 87، تاريخ أبي زرعة 1/ 157 و 586 و 593، أنساب الأشراف 1/ 53 و 57 و 66 و 72 و 88 و 89 و 91 و 100 و 126 و 235 و 240 و 253 و 254 و 301 و 312 و 314 و 355 و 361 و 365 و 402 و 403 و 414 و 429 و 445- 447 و 451 و 462 و 463 و 477 و 519 و 520 و 525 و 545 و 546 و 569 و 570 و 573 و 581- 583 و 586، ق 3/ 1- 22 و 24 و 25 و 51 و 56 و 65 و 67 و 68 و 140 و 160 و 185 و 202 و 282 و 284 و 294- 296 و 301 و 312، ق 4 ج 1/ 330 و 498 و 499 و 505 و 508، فتوح البلدان 5/ 31 و 43 و 48 و 66 و 98 و 313، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 302) ، ذيل المنتخب للطبري 548، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة 264 و 267، الزاهر للأنباري 1/ 156، ثمار القلوب للثعالبي 89 و 677، الجرح والتعديل 6/ 210 رقم 1151، مشاهير علماء الأمصار 9 رقم 16، جمهرة أنساب العرب 17- 37، أنساب الأشراف 5/ 13 و 14 و 19 و 23 و 199، العقد الفريد 1/ 82 و 2/ 289 و 412 و 424 و 3/ 162 و 182 و 4/ 7 و 57 و 64 و 257- 259 و 275 و 276 و 485 و 5/ 11 و 84 و 85 و 98 و 282 و 6/ 267 و 367، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 48، أمالي المرتضى 1/ 293، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 104، 105، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 195 و 333، الاستيعاب 2/ 810، المستدرك 3/ 320- 334، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 229- 253، لباب الآداب لابن منقذ 15 و 270، الزيارات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 روى عنه ابناه: عبد الله وعبيد الله، والأحنف بْن قيس، وعامر بْن سعد، ومالك بْن أوس بْن الحَدَثان، ونافع بْن جُبَيْر بْن مُطْعم، وأم كُلْثوم بنته، وعبد الله بْن الحارث بْن نوفل [3] ، وله فضائل ومناقب رضي الله عنه. قَالَ الكلبيّ: كان العبّاس شريفًا مهيبًا عاقلًا. وَقَالَ غيره: كان أبيض بضًّا [4] جميلًا طويلًا فخمًا مَهيبًا، له ضفيرتان، عاش ثمانيًا وثمانين سنة، وصلّى عليه عثمان، ودفن بالبقيع [5] ، وعلى ضريحه قبّة عظيمة [6] .   [ () ] للهروي 87 و 92، 93، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 195، 196) ، معجم الشعراء للمرزباني 101، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 360، صفة الصفوة 1/ 203، أسد الغابة 3/ 109 الاستبصار 164، التذكرة الحمدونية 1/ 103 و 2/ 107 و 241 و 411، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 257- 259 رقم 281، تحفة الأشراف للمزّي 4/ 264- 271 رقم 267، تهذيب الكمال 2/ 658، المعين في طبقات المحدّثين للذهبي 23 رقم 68، الكاشف 2/ 59، 60 رقم 2627، سير أعلام النبلاء 2/ 78- 103 رقم 11، العبر 1/ 33، تلخيص المستدرك 3/ 320- 334، وفيات الأعيان 1/ 225 و 353 و 2/ 467 و 3/ 64 و 269- 271 و 277 و 4/ 174 و 187 و 5/ 151 و 152 و 340 و 369 و 394 و 6/ 30 و 60 و 106 و 126 و 367، دول الإسلام 1/ 26، نهاية الأرب للنويري 19/ 449، مرآة الجنان لليافعي 1/ 85، 86، الوافي بالوفيات 16/ 629- 633 رقم 679، الوفيات لابن قنفذ 52 رقم 32، نكت الهميان 175، البداية والنهاية 7/ 161، 162، شفاء الغرام (بتحقيقنا) (انظر فهرس الأعلام 2/ 535) ، العقد الثمين 5/ 93، مجمع الرجال 3/ 247، مجمع الزوائد 9/ 268- 271، تهذيب التهذيب 5/ 122، 123 رقم 214، تقريب التهذيب 1/ 397، 398 رقم 149، النكت الظراف لابن حجر 4/ 265- 270، الأمالي للقالي 2/ 115، الإصابة 2/ 271 رقم 4507، أخبار العباس وولده (مواضع كثيرة) ، شذرات الذهب 1/ 38، خلاصة تذهيب التهذيب 189، تاريخ الخميس للدياربكري 1/ 165، كنز العمال 13/ 502. [3] في نسخة دار الكتب «أبو نوفل» وهو خطأ. [4] بضا: ساقطة من نسخة دار الكتب والمثبت من النسخ الأخرى ومن تهذيب تاريخ دمشق. [5] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 230. [6] الإشارات لمعرفة الزيارات للهروي 92، 93. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 وَقَالَ خليفة وحده: [1] تُوُفيّ سنة أربع وثلاثين. وقال الزُّبَيْر بْن بكار: كان للعباس ثوبٌ لعاري بني هاشم وجَفْنةٌ لجائعهم، وكان يمنع الجار، ويبذُلُ المال، ويُعطي في النَّوائب، وكان نديم أبي سُفيان بْن حرب في الجاهلية [2] . وعن سهل بْن سعد قَالَ: لَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بدر استأذنه العبّاس أن يرجع إلى مكة حتى يهاجر منها، فَقَالَ: «اطمئنّ يا عمّ فإنّك خاتم المهاجرين كما أنا خاتم النّبيّين» [3] . رواه أَبُو يعلى والهيثم بْن كُلَيْب في مسنديهما. وروى يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحارث، عَنِ المطلب بْن ربيعة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إنّ عمّ الرجل صِنْوُ أبيه ومَن آذى العبّاسَ فقد آذاني» [4] [وصحّح الترمذي من حديث يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحارث هذا الحديث إلى آخره. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا الْعَبَّاسُ عَمُّ نَبِيِّكُمْ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا» . أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ] [5] . وَرَوَى عَبْدُ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ، عَنْ سعيد بن جبير، عن ابن   [1] في تاريخه- ص 168. [2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 231، 232. [3] أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 269 وقال: رواه: أبو يعلى والطبراني، ونسبه المتّقي في كنز العمال 3/ 519 إلى الشاشي وابن عساكر، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 7/ 235 وله رواية من طريق البيهقي وابن عرفة. [4] أخرجه الترمذي في المناقب (3758) باب مناقب العباس، وقال: هذا حديث حسن صحيح مع أن يزيد بن أبي زياد ضعيف، لكن في الباب ما يعضده، ويقوّيه، فعن عليّ عند الترمذي (2760) وعن أبي هريرة أيضا (2761) وعن أبي مسعود عند الطبراني، وعن ابن عباس عند ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 237: يا أيها الناس من آذى العباس فقد آذاني، إنّما عمّ الرجل صنو أبيه» ، وروى هذه الزيادة وحدها: الخرائطي والخطيب البغدادي. [5] ما بين الحاصرتين زيادة من النسخة (ح) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 الْعَبَّاسِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعَبَّاسُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ» [1] . وَقَالَ ثور بن يزيد، عن مكحول، عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ كِسَاءً ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللَّهمّ اخْلُفْهُ فِي وَلَدِهِ» . تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ ثَوْرٍ. حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ   [ () ] والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين 3/ 328 من طريق يعقوب بن محمد الزهري، عن محمد بن طلحة، وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه للمستدرك، إلّا أنه قال: فيه يعقوب بن محمد الزهري (وهو كثير الوهم) لكنّ الحاكم ساقه من حديث أحمد بن صالح متابعا، وقد تابعه أيضا عليّ بن المديني، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 185 من طريق عليّ بن عبد الله، حدّثني محمد بن طلحة التيمي من أهل المدينة، حدّثني أبو سهيل نافع بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سعد بن أبي وقّاص قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم للعباس: «هذا العبّاس بن عبد المطّلب أجود قريش كفّا وأوصلها» وهذا سند قويّ. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد 9/ 268» وزاد نسبته إلى البزّاز وأبي يعلى، والطبراني في «المعجم الأوسط» وقال: وفيه محمد بن طلحة التيمي، وثقه غير واحد، وبقيّة رجال أحد وأبي يعلى رجال الصحيح. [1] أخرجه أحمد في مسندة 1/ 300 وسنده حسن، وهو أطول من هنا، عن ابن عباس أن رجلا من الأنصار وقع في أب للعباس كان في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه، فقالوا: والله لنلطمنّه كما لطمه، فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فصعد المنبر فقال: «أيّها الناس، أيّ أهل الأرض أكرم على الله؟» قالوا: أنت. قال: «فإنّ العباس منّي وأنا منه، لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا» . فجاء القوم فقالوا: نعوذ باللَّه من غضبك يا رسول الله» . ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 24، وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 329 ووافقه الذهبي في تلخيصه. وأخرج ابن عساكر نحوه في تاريخ دمشق (التهذيب 7/ 237) وقال: وفي لفظ من طريق عبد الله بن محمد البغوي: «إنّ العبّاس منّي وأنا منه، لا تسبّوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا..» ورواه الحافظ بنحو الأول من طريق الخرائطي، والخطيب البغدادي، والباغندي. [2] في الجامع الصحيح (3762) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن عبد الوهاب، عن ثور، عن مكحول، عن حذيفة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ... وفيه: اللَّهمّ اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا، اللَّهمّ احفظه في ولده» . وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 333 وعبد الوهاب بن عطاء ضعّفه أحمد والنسائي وغيرهما، ووثّقه آخرون، ثم هو مرسل، وفي «ميزان الاعتدال» للمؤلّف نقلا عن صالح جزرة: أنكروا عليه حديث ثور في فضل العباس ما أنكروا عليه غيره، وكان ابن معين يقول: هذا موضوع، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 هِشَامِ [1] بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجلُّ أحدًا مَا يجلّ العبّاس، أو يُكرم العبّاس [2] . وَقَالَ أَنْس: قَحَطَ النّاسُ، فاستسقى عُمَر بالعبّاس وَقَالَ: اللَّهمّ إنّا كنّا إذا قحطنا نتوسّل إليك بنبيّك [3] فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبينا فاسْقِنا. قَالَ: فُسُقوا [4] . وَقَالَ أَبُو مَعْشَر، عَنْ زيد بْن أسلم، عَنْ أبيه، وعن غيره، أنّ عُمَر فرض لمن شهِدَ بدْرًا خمسة آلاف خمسة آلاف، وفرض للعبّاس اثني عشر ألفًا [5] . [وروى ابن أبي الزِّناد، عَنْ أبيه، عَنِ الثّقة قَالَ: كان العباس إذا مرّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان نزلا حتّى يجاوزهما إجلالًا لعمّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم [6] .   [ () ] فلعلّ الخفّاف دلّسه، فإنه بلفظة «عن» (الميزان 2/ 682) وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (التهذيب 7/ 238) . [1] في نسخة دار الكتب «هاشم» ، والتصحيح من بقية النسخ. [2] أخرجه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 7/ 241) وله رواية من طريق الخطيب بلفظ آخر. إسناده صالح. (سير أعلام النبلاء 2/ 92) . [3] هكذا في النسخ ما عدا نسخة دار الكتب ففيها «بنبيّنا» بدل «بنبيّك» . [4] سقط هنا من نسخة الدار بعض هذا الحديث، والاستدراك من بقية النسخ، وصحيح البخاري في الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا 2/ 413، وفي فضائل الصحابة، باب ذكر العباس، من طريق الحسن بن محمد، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أنس، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطّلب، فقال: اللَّهمّ إنّا كنّا نتوسّل إليك بنبيّنا صلى الله عليه وسلّم فتسقينا، وإنّا نتوسّل إليك بعمّ نبيّنا فاسقنا، قال: فيسقون. وأخرجه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 7/ 248) وقال: روى هذه القضية الحافظ عن أنس من طريقين. ورواه من طريق أبي يعلى الموصلي، ومن طريق الحسن بن عرفة، وساق روايات عدّة. [5] سنن البيهقي 6/ 349، 350. [6] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 248. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 وَقَالَ عمرو بْن مُرَّة، عَنْ أبي صالح السَّمّان، عَنْ صُهَيْب مولى العباس قَالَ: رأيت عليًّا يقبل يد العبّاس ورِجْله ويقول: يا عمّ ارْضَ عنّي [1] . وَقَالَ ثور بن يزيد، عَنْ مكحول، عَنْ سعيد بْن المسيب، أنّه قَالَ: العباس خير هذه الأمّة وارث النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمّه. إسناده صحيح] [2] . وَقَالَ الضحاك بْن عثمان الحِزَاميّ [3] : كان يكون للعبّاس الحاجةُ إلى غِلْمانه وهم بالغابة، فيقف على سَلْعٍ في آخر الّليل فيناديهم فيُسْمِعُهُم، والغابة على نحوٍ من تسعة أميال [4] . وَقَالَ عليّ بْن عبد الله بْن عبّاس: أعتق العبّاس [5] عند موته سبعين مملوكًا [6] . وقال المدائني: إنّه توفّي سنة ثلاث وثلاثين.   [1] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (976) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن سفيان بن حبيب عن شعبة، عن عمرو، عن أبي صالح ذكوان، عن صهيب قال: رأيت عليّا يقبّل يد العبّاس ورجليه. ورجاله ثقات خلا صهيب هذا، فإنه لا يعرف كما قال المؤلّف. وأخرجه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 7/ 252) . [2] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. والحديث أخرجه الحاكم في «المستدرك 3/ 333» ، والترمذي (3762) ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 7/ 253) . [3] ورد مصحّفا في النسخ. [4] وأخرج ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 7/ 253) عن العبّاس، عن الأصمعيّ قال: كان للعبّاس راع يرعى له على مسيرة ثلاثة أيام، فإذا أراد العباس منه شيئا صاح به فأسمعه حاجته. وانظر سير أعلام النبلاء 2/ 95. [5] «العبّاس» ساقطة من نسخة دار الكتب. [6] طبقات ابن سعد 4/ 30، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 253. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 عبد الله بن مسعود [1]   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 143 و 176 و 185 و 186 و 211 و 225 و 299، المغازي للواقدي 24 و 54 و 55 و 80 و 90 و 91 و 100 و 110 و 150 و 155 و 323 و 326 و 473 و 949 و 1001 و 1014 و 1107، مسند أحمد 1/ 374- 466، التاريخ لابن معين 2/ 330- 332، الزهد لابن المبارك 36 و 185 و 353 و 364 و 368 و 424 و 478 و 510، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 150- 161، طبقات خليفة 16 و 126 و 128، تاريخ خليفة 101 و 122 و 149 و 166 و 264، تهذيب سيرة ابن هشام 56 و 77 و 90 و 148 و 291 و 292، المحبّر 71 و 72 و 161 و 278، الأخبار الموفقيّات 114، أخبار مكة للأزرقي 117 و 136، ترتيب الثقات للعجلي 278، 279 رقم 886، عيون الأخبار 1/ 3 و 141 و 159 و 229 و 269 و 303 و 307 و 323 و 324 و 325 و 2/ 30 و 125 و 132 و 133 و 140 و 179 و 330 و 3/ 21، المعارف 65 و 157 و 249 و 250 و 427 و 431 و 494 و 529 و 583 و 593، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 8، المعرفة والتاريخ 1/ 439- 441 و 2/ 540- 559، فتوح البلدان 105 و 113 و 335 و 375 و 552 و 565 و 576، أنساب الأشراف 1/ 116 و 138 و 162 و 164 و 165 و 168 و 204 و 225 و 238 و 270 و 271 و 299، ق 3/ 30، ق 4 ج 1/ 130 و 235 و 380 و 509 و 510 و 512 و 518 و 524- 526 و 539 و 545 و 557، و 5/ 23 و 26 و 30 و 31 و 36- 38 و 49 و 56 و 68 و 266، تاريخ أبي زرعة 1/ 647- 652، أخبار القضاة لوكيع 1/ 5 و 19 و 35 و 40 و 50- 53 و 89 و 104 و 105، و 2/ 184- 186 و 188 و 189 و 201 و 202 و 204 و 275 و 306 و 402، و 3/ 42 و 43 و 55 و 71 و 144 و 183، تاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام 10/ 314، 315) ، ذيل المنتخب 558، الخراج وصناعة الكتابة 282 و 367، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 127، 128) ، تاريخ اليعقوبي 2/ 170، 171، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 79، الاستيعاب 2/ 316- 324، المعجم الكبير للطبراني 9/ 56- 421 و 10/ 5- 286 رقم 772، مشاهير علماء الأمصار 10 رقم 21، الثقات لابن حبّان 3/ 208، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 97، 98، جمهرة أنساب العرب 197، أمالي المرتضى 1/ 342 و 354 و 2/ 75 و 182، تاريخ بغداد 1/ 147- 150 رقم 5، حلية الأولياء 1/ 124- 139 رقم 21 وصفحة 375، صفة الصفوة 1/ 395- 422 رقم 19، المستدرك 3/ 312- 321، لباب الآداب لابن منقذ 164 و 254 و 261 و 273 و 282 و 292 و 332 و 333، الزيارات للهروي 14 و 94، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 209) ، أسد الغابة 3/ 384، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 2 رقم 3، التاريخ الصغير 60، الجرح والتعديل 5/ 149 رقم 686، طبقات الفقهاء للشيرازي 43، 44، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 288- 290 رقم 333، تحفة الأشراف للمزي 7/ 3- 170 رقم 318، تهذيب الكمال الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 ع [2] ابن غافل بْن حبيب أَبُو عبد الرحمن الهُذَليّ حليف بني زُهْرة. وأمّه أمّ عبد هُذَلِيَّة [3] أيضًا. كان من السابقين الأوَّلين، شهِد بدْرًا والمشاهد كلها، وكان له أصحاب سادة، منهم علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة [4] السلماني، وأبو وائل، وطارق بن شهاب، وزرّ بن حُبَيْش، وأبو عمرو الشَّيْبانيّ، وأبو الأحوص، وزيد بْن وهب، وخلق سواهم، وكان صاحب نَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ إِذَا خلعها حملها أو شالها. وكان يَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويخدمه ويلْزَمه. وتلقّن من في رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعين سُورة [5] . قَالَ ابن سيرين: قَالَ عبد الله بْن مسعود: لو أعلم أحدًا أحدث بالعرضة الأخيرة منّي تناله الإبِلُ لرحلت إليه [6] .   [2] / 740، تذكرة الحفّاظ 1/ 13- 16 رقم 5، سير أعلام النبلاء 1/ 461- 500 رقم 87، العبر 1/ 33، العين في طبقات المحدّثين 24 رقم 82، الكاشف 2/ 116 رقم 3017، دول الإسلام 1/ 26، 27، تلخيص المستدرك 3/ 312- 320، وفيات الأعيان 2/ 371 و 476 و 3/ 115 و 4/ 317، التذكرة الحمدونية 1/ 131 و 135 و 137 و 236 و 251، و 2/ 175 و 185 و 226، نهاية الأرب للنويري 19/ 449، مرآة الجنان 1/ 87، 88، البداية والنهاية 7/ 162، 163، الوافي بالوفيات 17/ 604- 606 رقم 515، معرفة القراء الكبار 1/ 32- 36 رقم 4، مجمع الزوائد 9/ 286- 291، حياة الحيوان للدميري 1/ 162، الوفيات لابن قنفذ 52، العقد الثمين 5/ 283، 284، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 109 و 110 و 126 و 297 و 442- 445 و 452- 454 و 2/ 17 و 19، تهذيب التهذيب 6/ 27، 28 رقم 42، تقريب التهذيب 1/ 450 رقم 630، النكت الظراف 7/ 4- 167، الإصابة 2/ 368- 370 رقم 4954، النجوم الزاهرة 1/ 89، التحفة اللطيفة 3/ 48، 49، طبقات الحفّاظ للسيوطي 5، خلاصة تذهيب التهذيب 214، غاية النهاية 1/ 458، 459 رقم 1914، طبقات الشعراني 1/ 22، كنز العمّال 13/ 460- 469، شذرات الذهب 1/ 38. [2] الرمز ساقط من أكثر النسخ، والاستدراك من مصادر الترجمة. [3] في نسخة دار الكتب «عدلية» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. [4] عبيدة: بفتح العين. [5] انظر طبقات ابن سعد 3/ 151 و 153، وحلية الأولياء 1/ 125 و 126. [6] أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 402 من طريق مسروق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 وقال عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ [1] ، عَنْ عليّ وسُئل عَنْ عبد الله فَقَالَ: عَلِّم القرآن والسُّنَّة ثمّ انتهى [2] . وعن ابن مسعود قَالَ: كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا عبد الرحمن قبل أن يُولَدَ لي [3] . وعن ابن المسيب قَالَ: رأيت ابن مسعود عظيم البطن أحمش السّابقين. وَقَالَ قيس بْن أبي حازم: رأيته آدم خفيف اللحم [4] . وعن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن عُتْبة قَالَ: كان نحيفًا قصيرًا، شديد الأدمة وكان لا يخضب [5] . وعن غيره قَالَ: كان ابن مسعود لطيف القَدّ، وكان من أجود النّاس ثوبًا، أبيض [6] ، وأطيب النّاس ريحًا [7] . وَقَالَ ابن إسحاق: أسلم بن مسعود بعد اثنتين وعشرين نفْسًا. وَقَالَ أَبُو الأحْوَص: سمعت أبا مسعود البدْرِيّ وأبا موسى حين مات ابن مسعود، وأحدهما يَقُولُ لصاحبه: أَتُراه ترك بعده مثلَه؟ قَالَ: لئن قلتَ ذاك لقد كان يُؤْذن له إذا حُجِبْنا ويَشْهَد إذا غِبْنا [8] . وَقَالَ أَبُو موسى: مكثت حينًا وما أحسب ابن مسعود وأُمَّه إلَّا من أهل   [1] في نسخة دار الكتب «البحتري» وهو تصحيف. [2] صفة الصفوة 1/ 401. [3] المستدرك 3/ 313، المعجم الكبير 9/ 58. [4] انظر المستدرك 3/ 313، 314 من طريق عبد الله بن سخبرة. [5] تاريخ بغداد 1/ 149. [6] «أبيض» سقطت من «المنتقى» لابن الملّا. [7] طبقات ابن سعد 3/ 157. [8] انظر المستدرك 3/ 316، وصفة الصفوة 1/ 401، 402. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 بيت النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كثرة دخولهم وخروجهم عليه [1] . وَقَالَ القاسم بْن عبد الرحمن: كان عبد الله بْن مسعود يُلْبِس رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعليه ويمشي أمامه بالعصا، حتّى إذا أتى مجلسَه نزع نَعْلَيْه، فأخذهما عبد الله وأعطاه العصا، وكان يدخل الحُجْرةَ أمامه بالعصا [2] . وعن عُبَيْد الله بْن عبد الله [3] قَالَ: كان عبد الله صاحب سِواد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي سرَّه، وصاحب وِسادِه يعني فِراشه، وصاحب سِواكه [4] ونَعْلَيه وطَهوره، وهذا يكون في السَّفَر [5] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ فَبَشَّرَنِي بِالْجَنَّةِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْ قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» [6] . قَالَ ابن مسعود: ثُمَّ قعدت أدعو فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سل تُعْطَه» ، فكان فيما قلت: اللَّهمّ إني أسألك إيمانًا لَا يرتد [7] ، ونعيمًا لَا ينفذ، ومرافقة نبيك محمد في أعلى جنان الخلد [8] .   [1] المستدرك 3/ 314، 315، وأخرجه البخاري في الفضائل (3763) باب فضائل عبد الله بن مسعود، وفي المغازي (4384) باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، ومسلم في الفضائل (2460) باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمّه، والترمذي في المناقب (3808) باب مناقب عبد الله. [2] طبقات ابن سعد 3/ 153، صفة الصفوة 1/ 397. [3] في بعض رجال هذه الأخبار تحريفات وصحّحتها من سير النبلاء 1/ 469. [4] لذلك يقال له: صاحب السّواد وصاحب السّواد. [5] أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 153. [6] صحيح، رواه أحمد في المسند 1/ 7، وابن ماجة (138) عن أبي بكر وعمر معا، ورواه أحمد 1/ 26 و 38، والبيهقي 1/ 452، والحاكم 3/ 368 عن عمر، ورواه أحمد 1/ 445، و 454، وابن سعد 2/ 342 عن ابن مسعود، والطبراني في المعجم الكبير 9/ 67 رقم 8425. [7] في المنتقى لابن الملّا، ونسخة دار الكتب «يزيد» . [8] إسناده حسن، رواه أحمد في المسند 1/ 445 و 454، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 317 من الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لَأَمَّرْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] وَالتِّرْمِذِيُّ [2] . وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَصَعَدَ شَجَرَةً فَنَظَرَ الصَّحَابَةُ إِلَى سَاقَيْ عَبْدِ اللَّهِ، فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَضْحَكُونَ لَهُمَا فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ.» رَوَاهُ مُغْيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى [3] ، عَنْ عَلِيٍّ [4] . وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بعهد ابن أمّ عبد» [5] . حسّنه التّرمذيّ [6]   [ () ] طريق جرير بن عبد الله بن يزيد الصهباني، عن كميل بن زياد، عن عليّ. وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه، وانظر حلية الأولياء 1/ 124 وما بعدها، وسير أعلام النبلاء 1/ 475، وصفة الصفوة 1/ 399، والطبراني 9/ 62 رقم 8416 و 84170. [1] 1/ 76 و 95 و 107 و 108 وإسناده ضعيف لضعف الحارث، وهو: ابن عبد الله الأعور الهمدانيّ. [2] في المناقب (3810) باب مناقب عبد الله بن مسعود. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 148. [3] في المنتقى لابن الملّا «معبد» وهو تحريف. [4] حديث صحيح، أخرجه أحمد في المسند 1/ 114 و 420 و 421، وابن سعد 3/ 155، وأبو نعيم في الحلية 1/ 127، والفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 546، والحاكم في المستدرك 3/ 317، وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه، وأخرجه ابن جميع الصيداوي في «معجم الشيوخ» 35 رقم 87 من طريق أبي عتّاب، عن شُعْبَة، عَنْ معاوية بْن قُرّة، عَنْ أَبِيهِ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 289 وقال: رواه البزّار، والطبراني ورجالهما رجال الصحيح، وانظر: سير أعلام النبلاء 1/ 479، 480، وصفة الصفوة 1/ 399، والمعجم الكبير 9/ 75 رقم 8452 و 8453 و 8454. [5] في المنتقى لابن الملّا «معبد» وهو تحريف. [6] في المناقب (3887) باب مناقب عمّار بن ياسر، و (3893) باب مناقب عبد الله بن مسعود، من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود، وهو في مسند أحمد 5/ 385 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 لَكِنَّ لَفْظَهُ: «وَمَا حَدَّثَكُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ» . وَقَالَ مَنْصُورٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ» [1] . وَرَوَى نَحْوَهُ مِنْ طُرُقٍ أُخَرَ. وَقَالَ عَلْقَمَةُ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يُشْبِهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ [2] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: قُلْنَا لِحُذَيْفَةَ: أَخْبِرْنَا بِرَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالدَّلِّ بِرَسُولِ اللَّهِ حَتَّى نَلْزَمَهُ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَلَا هَدْيًا وَلَا دَلًّا من رَسُول اللَّه صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ حَتَّى يُوَارِيَهُ جِدَارُ بَيْتِهِ مِنَ ابْنِ أُمِّ عبد، ولقد علم المحفوظون مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى الله زلفة [3] .   [ () ] و 402، وصحّحه ابن حبّان (2193) ، والحاكم في المستدرك 3/ 75، ووافقه الذهبي في تلخيصه. والطبراني في المعجم الكبير 9/ 67، 68 رقم 8426 من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبد الله. [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 317 وقال: هذا إسناد صحيح ولم يخرجاه، وله علّة ووضّح الذهبي في تلخيصه العلّة وهي: أن سفيان وإسرائيل روياه عن منصور، عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلا، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 9/ 77 رقم 8458. [2] طبقات ابن سعد 3/ 154. [3] في طبقات ابن سعد 3/ 154 «وسيلة» بدل «زلفة» ، وأخرجه الترمذي في المناقب (3809) باب مناقب عبد الله بن مسعود، وقال: حديث حسن صحيح، وأخرجه البخاري في الفضائل (3762) باب مناقب عبد الله بن مسعود، وأحمد في المسند 5/ 401، 402، وكلهم من طريق شعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد، عن حذيفة إلى قوله: «من ابن أمّ عبد» . وأخرجه البخاري في الأدب (6097) باب الهدي الصالح، وابن سعد، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 540 و 542 كلّهم من طريق الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة. وانظر: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 82 رقم 27، وسير أعلام النبلاء 1/ 484، وصفة الصفوة 1/ 398، ورواه الطبراني في المعجم الكبير 9/ 6 و 87 رقم 8482 و 8483 و 8484 بلفظ: «المحظوظون» بدل «المحفوظون» ، وحلية الأولياء 1/ 126. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَر إلى أهل الكوفة: إنّني قد بعثت إليكم عمّار بْن ياسر أميرًا، وابن مسعود معلِّمًا ووزيرًا، وهما من النُّجَباء مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أهل بدر، فاسمعوا لهما، واقتدوا بهما، فقد آثرتكُم بعبد الله على نفسي [1] . وقال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «استقرءوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [2] ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ» [3] . وَقَالَ مسروق، عَنْ عبد الله قَالَ: مَا من آيةٍ إلَّا أعلم فيم أُنْزِلَت، ولو أعلم أحدًا أعلمُ بكتاب الله منّي تبلّغنيه الإبل لأتيته [4] .   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 1/ 181، والحاكم في المستدرك 3/ 388 وصحّحه ووافقه الذهبي، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 533، والطبراني في المعجم الكبير 9/ 85 رقم 8478. [2] في سير أعلام النبلاء 1/ 486 «فبدأ به» . [3] أخرجه البخاري في الفضائل (3758) باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة، و (3760) و (3806) في مناقب الأنصار، و (4999) في فضائل القرآن، باب القراء مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحاكم في المستدرك 3/ 225 وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 176، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 537، 538، وانظر مجمع الزوائد 9/ 311 والطبراني في المعجم الكبير 9/ 60 رقم 8410 و 8411 و 8412. [4] إسناده صحيح، أخرجه البخاري في فضائل القرآن (5002) باب القرّاء من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، من طريق عمر بن حفص، عن أبيه، عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال عبد الله، رضي الله عنه: «والله الّذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلّا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلّا أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه» . وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2463) باب من فضائل عبد الله بن مسعود وأمّه، من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله بلفظ: «ولقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بضعا وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله، أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أنّ أحدا أعلم مني لرحلت إليه» . وأخرجه البخاري أيضا (5000) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله،.. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنّ ابن مسعود كرِه لزيد نسْخَ المَصَاحف وَقَالَ: يا معشر المُسْلِمين أُعْزَلُ عَنْ نَسْخ المصاحف ويتولاها رجلٌ غيري، واللهِ لقد أسلمت وإنّه لفي صُلْبِ أبيه، يا أهل الكوفة: اكتُمُوا المصاحف التي عندكم وغُلُّوها [1] . قلت: قَالَ ذلك لما جعل عُثمان زيد بْن ثابت على كتابة المَصَاحف، وتطلَّب سائَر مَصاحِفِ الصحابة ليغسِلَها أو يُحَرِّقَها، فعل ذلك ليجمع الأُمَّةَ على مُصْحفٍ واحدٍ. قَالَ أَبُو وائل: خطب ابن مسعود وَقَالَ: غُلُّوا مَصَاحفَكم، كيف يأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بْن ثابت [2] ، وقد قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم   [ () ] والخطيب البغدادي في «الرحلة في طلب الحديث» برقم (25) ، والطبراني 9/ 68. [1] رجاله ثقات، لكنه منقطع، فقد أرسل عبيد الله بن عبد الله عن عمّ أبيه عبد الله بن مسعود، وأخرجه الترمذي في التفسير، ضمن حديث رقم (3104) باب: ومن سورة التوبة، وابن أبي داود في «المصاحف» ص 17، وانظر الفتح الباري 9/ 17 باب جمع القرآن، وسير أعلام النبلاء 1/ 487. [2] قال ابن كثير: في البداية والنهاية 7/ 218. فكتب إليه عثمان يدعوه إلى اتّباع الصّحابة فيما أجمعوا عليه من المصلحة في ذلك وجمع الكلمة وعدم الاختلاف، فأناب وأجاب إلى المتابعة وترك المخالفة رضي الله عنهم أجمعين. وانظر سير أعلام النبلاء 1/ 488. ويقول المرحوم الأستاذ الكوثري: إنّ ابن مسعود رضوان الله عليه بعد أن أبدى استياءه من عدم توليته أمر الكتابة، وافق الجماعة على هذا العمل الحكيم. وكان زيد بن ثابت- عليه رضوان الله- هو الّذي قام بكتابة القرآن، ومعه رهط في عهد عثمان، كما كان هو القائم بها في عهد أبي بكر- رضوان الله عليهم- فليس لابن مسعود أن يغضب من تولية عثمان زيدا أمر نسخ القرآن وكتابته، لأنه هو الّذي كان وقع عليه الاختيار في العهدين، بسبب أنّ زيدا كان أكثر كتّاب الوحي ملازمة للنّبيّ صلى الله عليه وسلّم في كتابة الوحي على شبابه وقوّته وجودة خطّه، ولأبي بكر وعثمان أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلّم في اختياره لكتابة المصحف الكريم، على أنّ طول ممارسته لمهمّة كتابة القرآن يجعله جاريا على نمط واحد في الرّسم. واتّحاد الرسم في جميع أدوار كتابة القرآن أمر مطلوب جدا. وتحميل مثل هذا العمل الشاقّ للشيوخ من الصّحابة فيه إرهاق. وليس أحد من الصحابة ينكر فضل ابن مسعود وسبقه واتّساعه في معرفة القرآن وعلومه، لكنّهم لا يرون وجها لاستيائه من هذا الأمر، وهو القائم بمهمّة عظيمة في الكوفة، يفقّه أهلها في دين الله ويعلّمهم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 بضعًا وسبعين سورة، وإنّ زَيْدًا ليأتي مع الغِلْمان له ذُؤَآبتان [1] . وَقَالَ أَبُو وائل: إنّي لجالسٌ مع عُمَر، إذ جاء ابن مسعود، فكاد [2] الجُلُوس يوازونه من قِصَرِه- يعني وهو قائم- فضحك عُمَر حين رآه، وجعل يكلّم عمرَ ويضاحِكَه وهو قائم عليه، ثُمَّ ولّى فأتبعه عُمَر بَصَرَه حتى تَوَارى فَقَالَ: كُنَيْفٌ مُلِيء عِلْمًا [3] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو [4] الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُ قَالَ: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ بين أظهركم، يعني ابن مسعود [5] .   [ () ] القرآن، وابتعاده عن الكوفة سنين لم يكن من مصلحة العلم الّذي كان زرع بذوره هناك، بل كان من الواجب أن يستمرّ على تعهّد غراسه ليؤتي أكله بإذن ربّه. وقد استمرّ عمل الجماعة في نسخ المصاحف مدّة خمس سنين، من سنة خمس وعشرين إلى ثلاثين في التحقيق. ثمّ أرسلوا المصاحف المكتوبة إلى الأمصار. وقد احتفظ عثمان بمصحف منها لأهل المدينة، وبمصحف لنفسه. وكانت تلك المصاحف تحت أشراف قرّاء مشهورين في الإقراء والمعارضة بها. فشكرت الأمّة صنيع عثمان رضي الله عنه. [1] أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» 2/ 537، وابن أبي داود في «المصاحف» 15، 16 من طريق سعدويه، وأيوب بن مسلمة، كلاهما عن أبي شهاب (موسى بن نافع) ، عن الأعمش، عن أبي وائل..، وحلية الأولياء 1/ 125، والطبراني في المعجم الكبير 9/ 70 رقم 8433- 8437. [2] في ح (فكان) بدل (فكاد) . [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 156، وأبو نعيم في الحلية 1/ 129 والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 543 من طريق: عبد الرزاق، عن الثوري، عن الأعمش، عن زيد بن وهب.. وإسناده صحيح. وكنيف: تصغير كنف، وهو الوعاء. [4] في النسخة (ح) «عمر» بدل «عمرو» وهو تحريف. [5] أخرجه أحمد في المسند 1/ 463، والبخاري في الفرائض 12/ 13، 14 باب ميراث ابنة ابن مع ابنة، من طريق شعبة، عن أبي قيس، عن هذيل بن شرحبيل، وأخرجه أبو داود في الفرائض (2890) باب ما جاء في ميراث الصلب، من طريق الأعمش، عن أبي قيس الأودي، عن هذيل بن شرحبيل، وأخرجه الدارميّ 2/ 348، والترمذي (2093) ، وابن ماجة (2721) وثلاثتهم في الفرائض، من طريق: سفيان الثوري، عن أبي قيس الأودي، عن هذيل بن شرحبيل، قال: «سئل أبو موسى الأشعري عن ابنة، وابنة ابن، وأخت، فقال: للابنة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: مَجْلِسٌ كُنْتُ أُجَالِسُهُ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ [1] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ ظُهَيْرٍ [2] قَالَ: جَاءَ نَعْيُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقَالَ: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ [3] . وَقَالَ مسروق: انتهى عِلْم الصَّحابة إلى عليّ وابن مسعود [4] . وَقَالَ زيد بن وَهْب: رَأَيْت بعيني عَبْد الله أثرين أسودين من البكاء [5] . وعن ابن مسعود قَالَ: حَبَّذا المكروهان الموت والفقر، وَايْمُ اللَّهِ ما هو إلَّا الْغِنَى والفقْر، وما أبالي بأيِّهما ابتُدِئْتُ [6] . وَقَالَ سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَيْفٍ قَالَ: اتَّخَذَ ابْنُ مَسْعُودٍ ضَيْعَةً بِرَاذَانَ [7] ، وَمَاتَ عَنْ تِسْعِينَ ألف مثقال، سوى رقيق وعروض وماشية.   [ () ] النصف، وللأخت النصف، وإن ابن مسعود سيتابعني. فسئل ابن مسعود، وأخبر بقول أبي موسى، فقال: لقد ضللت إذا، وما أنا من المهتدين، أقضى فيها بما قضى النبيّ صلى الله عليه وسلّم: للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت. فأتينا أبا موسى وأخبرناه بقول ابن مسعود فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم» . [1] رجاله ثقات، لكنه منقطع. أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 545. [2] «حريث» و «ظهير» مهملان في بعض النسخ. [3] أخرجه البخاري في «التاريخ الصغير» 1/ 60 من طريق مسدّد، عن يحيى القطّان، عن سفيان، حدّثني الأعمش، عن عمارة، عن حريث بن ظهير، وحريث بن ظهير هذا مجهول. (تقريب التهذيب 1/ 159 رقم 210) وباقي رجاله ثقات. [4] أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» 1/ 444، 445 من طريق زياد البكائي، وجرير الضبيّ، عن منصور، عن الشعبي، عن مسروق.. ومن طريقين آخرين. [5] سير أعلام النبلاء 1/ 495. [6] حلية الأولياء 1/ 132 وفيه «ابتليت» بدل «ابتدئت» . [7] في نسخة دار الكتب «بزاذان» ، والتصحيح من معجم البلدان 3/ 12 حيث قال: بعد الألف ذال معجمة، راذان الأسفل وراذان الأعلى: كورتان بسواد بغداد تشتمل على قرى كثيرة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 وَقَالَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ ابن مسعود أوصى إلى الزُّبَيْر بْن العَوَّام. وَقَالَ قيس بْن أبي حازم: دخل الزُّبَيْر على عثمان بعد وفاة ابن مسعود فَقَالَ: أعطني عطاءَ عبدِ الله فعِيَالُ عبدِ الله أحقّ به من بيت المال، فأعطاه خمسة عشر ألفًا [1] . هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي الرَّجُلِ يَزْنِي بِالْمَرْأَةِ ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا قَالَ: هُمَا زَانِيَانِ مَا اجْتَمَعَا، قَالَ قَتَادَةُ: فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: أَيُّ رَجُلٍ كَانَ أَبُوكَ؟ قَالَ: كَانَ قَارِئًا لِكِتَابِ اللَّهِ. الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ [2] ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ: سَمِعْتُ أَبَا مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ هَذَا، يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ [3] . الطَّيَالِسِيُّ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، حَدَّثَنِي حَبَّة الْعُرَنِيُّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ رَأْسَ الْعَرَبِ وَجُمْجُمَتُهَا، وَسَهْمِي الَّذِي أَرْمِي بِهِ، قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ وَخِرْتُ لَكُمْ وَآثَرْتُكُم بِهِ عَلَى نَفْسِي [4] . تُوُفيّ عبد الله بالمدينة، وكان قدِمَها فمرِض أيّامًا ودُفِن بالبَقِيع، وله ثلاثٌ وستّون سنة.   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 160 من طريق يزيد بن هارون، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بْن أبي حازم. ورجاله ثقات. [2] في ع، ح (الحويرث) بدل (الحارث) وهو خطأ، على ما في تهذيب التهذيب حيث ذكر في الرواة عن مالك بن الحارث (أبا الأحوص) . [3] أخرجه مسلم في الفضائل (2461/ 113) ، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 414. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 157 من طريق وهيب، عن داود، عن عامر.. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 عبد الرحمن بن عوف [1]   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 140 و 176 و 222 و 224 و 270، المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1202) ، نسب قريش 265 و 448، الأخبار الموفقيّات 578، تهذيب سيرة ابن هشام 56 و 127 و 138 و 213 و 228 و 344، المحبّر لابن حبيب 13 و 15 و 65 و 67 و 71 و 72 و 101 و 103 و 110 و 120 و 150 و 175 و 356 و 408 و 446 و 453 و 474، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 619) ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 53، عيون الأخبار 1/ 12 و 257، طبقات ابن سعد 3/ 124- 137، مسند أحمد 1/ 190- 195، طبقات خليفة 15، تاريخ خليفة 166، التاريخ الكبير 5/ 239، 240 رقم 790، التاريخ الصغير 1/ 50 و 51 و 60 و 61، المعارف 235- 240، الجرح والتعديل 5/ 247 رقم 1179، ذيل المنتخب 556، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 321) ، أخبار القضاة لوكيع 1/ 47 و 165 و 3/ انظر فهرس الأعلام 1/ 662) ، وق 3/ 286، و 310، وق 4 ج 1/ 483 و 500- 510 و 515 و 521 و 527 و 528 و 546 و 547 و 574، و 5/ 2 و 15- 19 و 22 و 23 و 28 و 34 و 39، فتوح البلدان 8 و 18 و 327، الزهد لابن المبارك 1/ 182 و 2/ 183 و 443، حلية الأولياء 1/ 98- 100 رقم 9، مشاهير علماء الأمصار 8 رقم 12، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 10 و 52، تاريخ اليعقوبي 2/ 169، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 124) ، ترتيب الثقات للعجلي 297 رقم 972، جمهرة أنساب العرب 131، 132، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 86، المعجم الكبير للطبراني 1/ 88- 99، المستدرك 3/ 306- 312، الاستيعاب 2/ 393- 398، الجمع بين رجال الصحيحين 281، صفة الصفوة 1/ 349- 355 رقم 8، جامع الأصول 9/ 19، أسد الغابة 3/ 480- 485، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 216) ، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 300- 302 رقم 357، لباب الآداب لابن منقذ 95 و 305، الزيارات للهروي 37 و 93، 94، التذكرة الحمدونية 1/ 118 و 124 و 137 و 401، نهاية الأرب للنويري 19/ 449، الرياض النضرة 2/ 281، تحفة الأشراف للمزّي 7/ 205- 216 رقم 339، تهذيب الكمال 2/ 810، دول الإسلام 1/ 16، سير أعلام النبلاء 1/ 68- 92 رقم 4، تلخيص المستدرك 3/ 306- 312، العبر 1/ 33، الكاشف 2/ 159 رقم 3326، تلقيح فهوم الأثر 365، مرآة الجنان 1/ 86، البداية والنهاية 7/ 163، 164، الوفيات لابن قنفذ 30 رقم 32، ربيع الأبرار 4/ 39 و 51 و 297 و 381، العقد الثمين 5/ 396- 398، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 241 و 2/ 104 و 217 و 338، تهذيب التهذيب 6/ 244- 246 رقم 490، تقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1070، النكت الظراف 7/ 206- 216، الإصابة 2/ 416، 417 رقم 5179، خلاصة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 ع [2] ابن عبد عَوْف بْن عبد الحارث بْن زُهْرَةَ بْن كِلاب، أَبُو محمد القُرَشِيّ الزُّهْرِيّ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشُّورَى. روى عنه بنوه إبراهيم، وحُمَيْد، وعَمْرو، ومُصْعَب، وأبو سلمة، ومالك بْن أوس بْن الحدثان، وأنس بن مالك، ومحمد بْن جُبَيْر بْن مُطْعم، وغِيلان بْن شُرَحْبيل، وآخرون. وكان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة. وكان على مَيْمَنة عُمَر في قدْمَتِه إلى الجابية، وعلى ميسرته في نوبة سَرْغ [3] . مولده بعد الفيل بعشر سنين. وقد أسقط البخاري وغيره (عبدًا) من نسبه. وَقَالَ الهيثم بْن كُلَيْب وغيره: (عبد الحارث) في (عبد بْن الحارث) . وعن عبد الرحمن قَالَ: كان اسمي عبد عمرو، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن [4] . وعن سهلة [5] بنت عاصم قالت: كان عبد الرحمن أبيض، أعْيَن، أهْدَب الأشفار، أقنى، طويل النّابَيْن الأعليين، ربما أدمى نابُهُ شَفَتَه. له جمّة أسفل أذنيه، أعنق، ضخم الكفّين [6] .   [ () ] تذهيب التهذيب 232، تاريخ الخميس 2/ 257، كنز العمّال 13/ 220- 230، شذرات الذهب 1/ 38. [2] الرمز ساقط من النسخ، والمثبت من مصادر الترجمة. [3] سرغ: أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاجّ الشام. (معجم البلدان 3/ 212) . [4] رواه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 126 رقم 254، والحاكم في المستدرك 3/ 306، وابن سعد في الطبقات 3/ 124 وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. [5] في النسخة (ح) «سلمة» بدل «سهلة» ، والتصحيح من النسخ الأخرى، والإصابة، وسير أعلام النبلاء 1/ 75. [6] الاستيعاب 2/ 396، صفة الصفوة 1/ 350. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 وقال ابن إسحاق: كان عبد الرحمن ساقط الثَّنِيَّتَيْن، أهْتَمَ أعْسَر، أعْرَج، كان قد أُصيب يوم أُحُدٍ فَهَتِم، وجُرِح عشرين جراحةً، بعضُها في رِجْله فعَرِج [1] . وعن يعقوب بْن عُتْبة قَالَ: كان طوالا، حسن الوجه، رقيق البشرة، فيه جَنَأ أبيض بحُمْرة، لَا يُغَيّر شَيْبَه [2] . وَقَالَ صالح بْن إبراهيم بْن عبد الرحمن، عَنْ أبيه قَالَ: كنّا نسير مع عثمان، فرأى أبي فَقَالَ عثمان: مَا يستطيع أحدٌ أن يعتدَّ على هذا الشيخ، فضلًا في الهجرتين جميعًا. وعن أَنْس قَالَ: قدِم عبدُ الرحمن المدينة فآخى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سعد بْن الربيع الخَزْرَجيّ، فَقَالَ: إنّ لي زوجتين، فانظر أيُّهما شئتَ حتّى أطلّقها لتتزوَّجها وأُشاطرك نصفَ مالي، فَقَالَ: بارَكَ الله لك في أهلك ومالك، ولكن دلُّوني على السوق، فذهب ورجع وقد حصَّل شيئًا [3] . وقد روى أحمد [4] في «مسنده» من حديث أَنْس، أن عبد الرحمن أثرى وكثُر ماله حتّى قدمت له مرّة سبعمائة راحلةٍ تحمل الْبُرَّ والدقيق، فلما قدِمَتْ سمع لها أهل المدينة رَجَّة، فبلغ ذلك عائشة فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «عبد الرحمن بْن عوف لَا يدخل الجنة إلَّا حَبْوًا» . فلمّا بلغه قَالَ: يا أُمَّة أُشْهِدُكِ أَنَّها بأحمالها وأحلاسها في سبيل الله [5] .   [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 308 وفيه «إحدى وعشرون جراحة» ، والطبراني 1/ 128 رقم 261، وانظر: سيرة ابن هشام 2/ 83، والإصابة 2/ 417، وصفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 350. [2] ابن سعد 3/ 133، الحاكم 3/ 308، ابن عبد البرّ في الاستيعاب 2/ 395، وابن حجر في الإصابة 2/ 417. [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 126 من طريق ثابت، وحميد، عن أنس بن مالك. [4] في طبعة القدسي 3/ 222 «عبد» بدل «أحمد» ، وهو وهم. [5] أخرجه أحمد في المسند 6/ 115، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 129 رقم 264، وابن سعد في الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 قلت: كان تاجرًا سعيدًا فُتِح عليه في التجارة وتموّل، حتّى إنّه باع مرَّةً أرضًا بأربعين ألف دينار فتصدَّق بها، وحمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثمّ على خمسمائة راحلة [1] . وَفِي «الصَّحِيحِ» أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غاب مرَّةً فقدّموا عبد الرحمن يصلّي بالنّاس، فأتى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يصلّي بالنّاس، فأراد أن يتأخر، فأومأ إليه أن اثْبُتْ مكانك. فصلّى وصلّى رسول الله خلْفَه [2] . وهذه منْقَبَةٌ عظيمة. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبيه قَالَ: رأيت الجنة، وأني دخلتُها حبْوًا، ورأيت أنّه لَا يدخلها إلَّا الفقراء. وعن عبد الله بْن أبي أوْفَى قَالَ: شكا عبدُ الرحمن خالدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يا خالد لَا تُؤْذِ رجلًا من أهل بدْر، فلو أنفقْتَ مثل أُحُدٍ ذَهَبًا لم تُدْرِكْ عَمَلَه» [3] .   [ () ] طبقاته 3/ 132 بلفظ مختلف، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 98، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 352. وجاء في شذرات الذهب 1/ 38: «وما يذكر أنه يدخل الجنّة حبوا لغناه، فلا أصل له، ويا ليت شعري إذا كان هذا يدخلها حبوا ويتأخّر دخوله لأجل غناه فمن يدخلها سابقا مستقيما» . وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» 7/ 164: «تفرّد به عمارة بن زاذان الصيدلاني، وهو ضعيف» . وقال المؤلّف الذهبي في سير أعلام النبلاء 1/ 77، 78: «وبكلّ حال فلو تأخّر عبد الرحمن عن رفاقه للحساب، ودخل الجنة حبوا على سبيل الاستعارة، وضرب المثل، فإنّ منزلته في الجنة ليست بدون منزلة عليّ والزبير، رضي الله عن الكلّ» . والأحلاس: جمع حلس. وهو الكساء الّذي يلي ظهر البعير تحت القتب. [1] انظر «المعجم الكبير» للطبراني 1/ 129 رقم 265، وطبقات ابن سعد 3/ 132، والحلية 1/ 99. [2] المطالب العالية لابن حجر، رقم 415 ونسبه إلى أبي يعلى. [3] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 349 وله زيادة، ونسبه إلى الطبراني في المعجم الصغير، والكبير باختصار، والبزّار بنحوه، وقال: رجال الطبراني ثقات. وأخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» 12/ 150، والحاكم في «المستدرك» 3/ 298 وصحّحه، وتعقّبه الذهبي في الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِي» ، قَالَ: فَأَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَهُنَّ بِحَدِيقَةٍ قُوِّمَتْ بأربعمائة ألف [1] . وقال عبد الله بن جعفر: حدّثني أُمُّ بَكْرٍ بِنْتَ الْمِسْوَرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بَاعَ أَرْضًا لَهُ مِنْ عُثْمَانَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، فَقَسَّمَهَا فِي فُقَرَاءِ بَنِي زُهْرَةَ، وَفِي الْمُهَاجِرِينَ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: سَقَى اللَّهُ ابْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ، زَادَ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ فِيهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَنْ يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلَّا الصَّالِحُونَ» [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأزواجه: «إنّ الّذي يحنو عليكنّ بَعْدِي لَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ، اللَّهمّ اسْقِ ابْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ» [3] . وعن نيار الأسلميّ قَالَ: كان عبد الرحمن ممّن يُفْتي فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ثنا الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عن ميمون بن مهران،   [ () ] «تلخيص المستدرك» بقوله: رواه ابن إدريس، عن ابن أبي خالد، عن الشعبيّ مرسلا، وهو أشبه. (انظر: سير أعلام النبلاء 1/ 83 حاشية رقم 3) . [1] أخرجه الحاكم في «المستدرك» 3/ 311، 312 وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه المؤلّف في التلخيص. وأخرجه الترمذي (3750) وقال: حديث حسن غريب. [2] أخرجه أحمد في المسند 6/ 104 بلفظ «الصابرون» بدل «الصالحون» ، و 6/ 135 بلفظ «يحنّ» بدل «يحنو» . وأخرجه الحاكم في «المستدرك» 3/ 310، 311 وصحّحه، وتعقّبه الذهبي بقوله: ليس بمتّصل. وأم بكر بنت المسور بن مخرمة مقبولة، (تقريب التهذيب 2/ 619 رقم 7) وانظر: صفة الصفوة 1/ 353، وابن سعد 3/ 133. [3] أخرجه الحاكم في «المستدرك 3/ 311» وصحّحه، ووافقه المؤلّف في تلخيصه، وابن سعد في الطبقات 3/ 132. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ لأَصْحَابِ الشُّورَى: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَخْتَارَ لَكُمْ وَأَنْفَصِلُ [1] مِنْهَا؟ قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّكَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» [2] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ بْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِيهِ [3] أَنَّ عُثْمَانَ اشْتَكَى رُعَافًا، فَدَعَا حُمْرَانَ فَقَالَ: اكْتُبْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَهْدَ مِنْ بَعْدِي، فَكَتَبَ لَهُ، فَانْطَلَقَ حُمْرَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَكَ الْبُشْرَى، إِنَّ عُثْمَانَ كَتَبَ لَكَ الْعَهْدَ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَامَ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كَانَ مِنْ تَوْلِيَةِ عُثْمَانَ إِيَّايَ [4] هَذَا الأَمْرَ فَأَمِتْنِي قَبْلَ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَعِشْ إِلَّا سِتَّةَ أَشْهُرٍ. وعن سعد بْن الحسن [5] قَالَ: كان عبد الرحمن بْن عوف لَا يُعْرَف من بين عبيده [6] . وعن الزُّهْرِيّ قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ لمن شهِدَ بدْرًا، فوُجِدُوا مائة، لكلّ رجلٍ أربعمائة دينار، وأوصى بألف فرسٍ في سبيل الله [7] .   [1] عند ابن سعد «أتفصّى منها» . [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 134 وانظر الاستيعاب 2/ 395. [3] في سير أعلام النبلاء 1/ 88: «عن أبيه، عن جدّه، أن عثمان» . [4] في نسختي (ح) و (ع) ، والمنتقى لابن الملّا «أتاني» ، والتصحيح من نسخة دار الكتب وسير أعلام النبلاء. [5] في نسخة دار الكتب و (ح) «حسين» وكذلك في المنتقى لأحمد الثالث، ثم صحّحت وكتب فوقها «جبير» ، ولهذا أثبت القدسي اسمه «سعيد بن جبير» في طبعته 3/ 224 وقال في الحاشية رقم (3) : لعلّه الصواب على ما في «تهذيب التهذيب 4/ 12» . وورد في صفة الصفوة 1/ 355 «سعيد بن حسين» ، والأرجح ما أثبتناه حيث ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 82 فقال: سعد بن الحسن، أبو همام، روى الحديث عن ليث، وزائدة، وروى عنه: ضمرة، ومحمد بن يوسف الفريابي. وانظر: سير أعلام النبلاء 1/ 89 الحاشية رقم (2) ، والله أعلم بالصواب. [6] صفة الصفوة 1/ 355. [7] سير أعلام النبلاء 1/ 90. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 وقال إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: سمعت عليًّا يَقُولُ يوم مات أبي: اذهب يا بْن عوفٍ فقد أدركْتَ صَفْوَها وسبقت رَنْقَها [1] . وَقَالَ محمد بْن سيرين: اقتسم نساءُ ابن عوف ثمنهنّ فكان ثلاثمائة وعشرين ألفًا [2] . تُوُفيّ سنة اثنتين وثلاثين، وله خمسٌ وسبعون سنة، ودُفِن في البقيع رضي الله عنه.   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 128 رقم 263/ 1 وفيه «صفوتها» ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 100، وابن سعد في الطبقات 3/ 136، والحاكم في المستدرك 3/ 306 و 308. والرنق: الكدر. يقال: ماء رنق، أي كدر. [2] انظر طبقات ابن سعد 3/ 136، 137، وصفة الصفوة 1/ 355، وسير أعلام النبلاء 1/ 91. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 كعب الأحبار [1] أَبُو إسحاق [2] بْن ماتع الحِمْيَري اليَمَانيّ الكِتابيّ. أسلم في خلافة أبي بكر، أو أوّل خلافة عُمَر. وروى عَنْ عُمَر، وصُهَيْب، وعن كُتُب أهل الكتاب، وكان في الغالب يعرف حقَّها من باطلها لسعةِ عِلْمه وكثرة اطّلاعه. روى عنه ابن امرأته تُبَيْع الحِمْيَرِيّ، وأسلم مولى عُمَر، وأبو سلّام الأسود، وآخرون. ومن الصحابة أَبُو هُرَيْرَةَ، وابن عباس، ومعاوية. وسكن الشّام وغزا بها. وتُوُفيّ بحمص طالب غزاة.   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 66 و 95 و 141، المغازي للواقدي 1082، 1083، الزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام- ص: ش) ، التاريخ لابن معين 2/ 496، طبقات ابن سعد 7/ 445، 446، أخبار مكة للأزرقي 1/ 31 و 2/ 4 و 52، التاريخ الكبير 7/ 223، 224 رقم 962، التاريخ الصغير 1/ 62، طبقات خليفة 308، المحبّر لابن حبيب 131، المعارف 430 و 439، عيون الأخبار 1/ 146 و 2/ 117 و 277، المعرفة والتاريخ 1/ 751، فتوح البلدان 182، أنساب الأشراف ق 3/ 7 و 17 و 38 و 43 و 86، ق 4 ج 1/ 495 و 542، ق 5/ 11 و 52، تاريخ أبي زرعة 1/ 373، 374، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 379) ، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 99، الجرح والتعديل 161 رقم 906، الزاهر للأنباري 1/ 202 و 392 و 610 و 2/ 127 و 254، ثمار القلوب للثعالبي 470، العقد الفريد 1/ 8 و 4/ 406 و 5/ 274 و 276 و 6/ 239، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 360، مشاهير علماء الأمصار 118 رقم 911، جمهرة أنساب العرب 434، أسد الغابة 4/ 487، لباب الآداب لابن منقذ 15 و 233 و 424، الكامل في التاريخ 1/ 18 و 19 و 109 و 417 و 674 و 2/ 561 و 3/ 50 و 51 و 115 و 153 و 156 و 4/ 360 و 5/ 300، الزيارات للهروي 9 و 14، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 68، 69 رقم 91، التذكرة الحمدونية 1/ 105 و 2/ 137، تهذيب الكمال 3/ 1146، تذكرة الحفاظ 1/ 49، العبر 1/ 35، سير أعلام النبلاء 3/ 489- 494 رقم 111، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 320 و 400 و 2/ 17 و 19، الإصابة 3/ 315، 316 رقم 7496، تهذيب التهذيب 8/ 438، تقريب التهذيب 2/ 135 رقم 53، النجوم الزاهرة 1/ 90، شذرات الذهب 1/ 40، خلاصة تذهيب التهذيب 273. [2] هذه الترجمة كلّها ساقطة من نسخة دار الكتب، والاستدراك من بقيّة النسخ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 قَالَ خالد بْن مَعْدان، عَنْ كعب الأحبار: لأنْ أبكي من خَشْية الله أحبّ إليّ من أنْ أتصدّق بوزْني ذَهَبًا [1] . أَبُو الدَّرْدَاء [2] (ع) واسمه عويمر بن عبد الله، وقيل ابن زيد، وقيل ابن ثعلبة الأنصاري الخَزْرَجيّ. وقيل عُوَيْمِر بْن قيس بْن زيد، ويقال عامر بن مالك، حكيم هذه الأمّة.   [1] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 285 أ. [2] المغازي للواقدي 253، تهذيب سيرة ابن هشام 127، التاريخ لابن معين 2/ 703، طبقات خليفة 95 و 303، الزهد لابن حنبل 167- 178، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 21، مسند أحمد 5/ 194 و 6/ 440 و 445، أنساب الأشراف 1/ 271 و 448، فتوح البلدان 144 و 166 و 167 و 182، تاريخ أبي زرعة 1/ 198- 200 و 647- 649، المعرفة والتاريخ 2/ 327- 330، الخراج وصناعة الكتابة 291 و 300، المعارف 259 و 268، المحبّر لابن حبيب 75 و 286 و 397، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 185) ، تاريخ الطبري 3/ 397 و 4/ 258 و 262 و 283 و 421 و 5/ 89، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 27 و 69، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 92) ، الاستيعاب 4/ 59، 60، التاريخ الكبير 7/ 76، رقم 348، الجرح والتعديل 7/ 26- 28 رقم 146، حلية الأولياء 1/ 208- 227 رقم 35، طبقات ابن سعد 7/ 391- 393، المستدرك 3/ 336، 337، الاستبصار 125، 127، مشاهير علماء الأمصار 50 رقم 322، جمهرة أنساب العرب 362، الزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام- ص ع) ، فتوح الشام للأزدي 274، 275، الزاهر للأنباري 2/ 69 و 332، أسد الغابة 5/ 185، 186، الكامل في التاريخ 2/ 411 و 3/ 95 و 96 و 114 و 129، تهذيب الكمال 2/ 1068، تحفة الأشراف 8/ 218- 247 رقم 426، التذكرة الحمدونية 1/ 130 و 139 و 145 و 187، لباب الآداب 16 و 248 و 249 و 258 و 300 و 303 و 317 و 331، صفة الصفوة 1/ 627- 643 رقم 77، الزيارات للهروي 9 و 13، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 228، 229 رقم 340، العبر 1/ 33، تذكرة الحفاظ 1/ 24، 25 رقم 11، الكاشف 2/ 308 رقم 4391، المعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 101، دول الإسلام 1/ 25، سير أعلام النبلاء 2/ 335- 353 رقم 68، معرفة القراء الكبار 1/ 40- 42 رقم 7، الثقات لابن حبّان 3/ 285، 286، طبقات الفقهاء للشيرازي 47، تلخيص المستدرك 3/ 336، 337، مرآة الجنان 1/ 88، مجمع الزوائد 9/ 267، غاية النهاية 1/ 606، 607، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 126 و 128 و 129، الإصابة 3/ 45، 46 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 398 لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عدّة أحاديث. روى عنه أَنس، وأبو أُمَامة، وجُبَيْر بْن نُفَيْر، وعلْقمة، وزيد بْن وهْب، وقُبَيْصة بْن ذُؤَيْب، وأهله أم الدَّرداء، وابنه بلال بْن أبي الدَّرْداء، وسعيد بْن المسيب، وخالد بْن مَعْدان، وخلق سواهم. ولي قضاء دمشق. وداره بباب البريد وتُعْرَف اليوم بدار الْغَزِّيِّ [1] . كذا قَالَ ابن عساكر [2] . وقيل: كان أقنى، أشْهَل، يَخْضِب بالصُّفرة [3] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: كُنْتُ تَاجِرًا قَبْلَ الْمَبْعَثِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلَامُ جَمَعْتُ التِّجَارَةَ وَالْعِبَادَةَ، فَلَمْ يَجْتَمِعَا، فَتَرَكْتُ التِّجَارَةَ وَلَزِمْتُ الْعِبَادَةَ [4] . تأخر إسلام أبي الدَّرْدَاء، فَقَالَ سعيد بْن عبد العزيز إنّه أسلم يوم بدْرٍ وشهد أحُدًا، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره أن يردّ مَن على الجبل [5] يوم أحد،   [ () ] رقم 6117، النكت الظراف 8/ 219- 240، تهذيب التهذيب 8/ 175- 177 رقم 315، تقريب التهذيب 2/ 91 رقم 806، النجوم الزاهرة 1/ 89، حسن المحاضرة 1/ 244، 245، طبقات الحفّاظ للسيوطي 7، خلاصة تذهيب التهذيب 298، 299، كنز العمّال 13/ 550- 553، شذرات الذهب 1/ 39، الأسامي والكنى للحاكم (ورقة 185/ 1) . [1] في طبعة القدسي 3/ 226 «دار العزى» ، وهو تصحيف، والتصويب من تاريخ دمشق. [2] قال ابن عساكر في تاريخ دمشق- المجلدة الثانية- قسم 1- طبعة المجمع العلمي بدمشق- تحقيق د. صلاح الدين المنجّد- ص 138: «دار أبي الدرداء في باب البريد، كانت لمعاوية بن أبي سفيان. فلمّا قدم أبو الدرداء من حمص أنزله معاوية معه في الخضراء، ثم حوّله إلى هذه الدار ووهبها له، وهي التي تعرف بدار الغزّي» . [3] المستدرك 3/ 337. [4] طبقات ابن سعد 7/ 391 عن أبي معاوية الضرير بالإسناد المذكور، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 367 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. [5] في نسخة دار الكتب «الخيل» والتصحيح من منتقى أحمد الثالث، والمنتقى لابن الملّا، (ع) و (ح) ، وسير أعلام النبلاء 2/ 338. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 فردّهم وحده، وكان يَوْمَئِذٍ حَسَنَ البَلاء، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الفارس عُوَيْمر» [1] . وعنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حكيم أمّتي عُوَيْمر» . وفي البخاري [2] من حديث أَنْس قَالَ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يجمع القرآن غيرُ أربعة: أَبُو الدَّرداء، ومُعاذ، وزيد بْن ثابت، وأبو زيد الأنصاريّ. وَقَالَ الشَّعْبِيّ: جَمَعَ القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستَّةٌ، فسمَّى الأربعة وأُبيّ بْن كعب، وسعد بْن عُبَيْد قَالَ: وكان بقي على مُجَمِّع بن جارية سورة أو سورتان، حين تُوُفيّ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وكان ابن مسعود أخذ من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، وتعلّم بقيّة القرآن من مُجَمِّع، ولم يجمع أحدٌ من خلفاء الصحابة القرآن غير عثمان [4] . وعن أبي الزَّاهْرِيّة قَالَ: كان أَبُو الدَّرْدَاء من آخر الأنصار إسلامًا [5] . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْن صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْر بْن نفير [6] قال:   [1] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 170 أوهو مرسل لأن شريح بن عبيدة لم يدرك أبا الدرداء. وانظر: طبقات ابن سعد 7/ 392، المستدرك 3/ 337. [2] في صحيحه 9/ 47، 48 في فضائل القرآن، باب القراء مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي التاريخ الكبير له 7/ 76، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 270 ب. [3] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 270 ب، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 355 من طريق مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد، عن الشعبي، ورجاله ثقات، وسنده صحيح مع إرساله. [4] طبقات ابن سعد 2/ 355. [5] أخرجه أبو زرعة في «التاريخ» 1/ 220 رقم 204 من طريق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن أبي الزاهرية. [6] في النسختين (ح) و (ع) «نصير» وهو تحريف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن الله وعدني إسلامَ أبي الدَّرْدَاء» قَالَ: فأسلم [1] . وَقَالَ ابن إسحاق: كان الصَّحابة يقولون: أتْبَعُنا للعِلْم والعمل أَبُو الدَّرْدَاء [2] . وَقَالَ أَبُو جُحَيْفة السّوائيّ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين سَلْمان وأبي الدَّرْدَاء، فجاءه سلمان يعوده، فإذا أمّ الدّرداء مبتذّلة، فَقَالَ: مَا شأنُكَ؟ قالت: إنّ أخاك أبا الدَّرْدَاء يقوم الليل ويصوم النهار، وليس له في شيءٍ من الدنيا حاجة، فجاء أَبُو الدَّرْدَاء فرحب بسَلْمَان وقرَب إليه طعامًا، فَقَالَ سلمان: كُلْ، قَالَ: إني صائم، قَالَ: أقسمت عليك لَتُفْطِرَنَّ، فأفطر، ثمّ بات سلمان عنده، فلمّا كان من اللّيل أراد أَبُو الدَّرْدَاء أن يقوم، فمنعه سلمان وَقَالَ: إنّ لجسَدِكَ عليك حقًّا، ولربِّك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، صُمْ وأفِطْر وصلّ [3] وأتِ أهلَكَ وأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فلمّا كان وجهُ الصبح قَالَ: قُمِ الآن إنْ شئتَ، فقاما وتوضّئا ثُمَّ ركعا ثُمَّ خرجا، فدنا أَبُو الدرداء ليخبر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِي أمره [4] سلمان، فَقَالَ «له يا أبا الدَّرداء إنّ لجسدِكَ عليكَ حقًا مثل ما قال لك سلمان» [5] . وقال سالم بن أبي الجعد: قال أبو الدّرداء: سلوني فو الله لئن فقدتموني لتفقدنّ رجلا عظيما [6] .   [1] تاريخ دمشق 13/ 369 ب، وانظر المستدرك 3/ 336، 337. [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 77، تاريخ دمشق 13/ 371 ب. [3] (وصل) سقطت من ح. [4] في منتقى الأحمدية (أخبره) بدل (أمره) والمثبت في نسخة الدار وسير النبلاء وغيرهما. [5] أخرجه البخاري في الصوم 4/ 182، 184 باب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوّع، وفي الأدب، باب صنع الطعام والتكلّف للضيف، من طريق محمد بن بشار، عن جعفر بن عون، عن أبي العميس عتبة، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وأخرجه الترمذي (2415) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 13/ 371 ب. [6] تاريخ دمشق 13/ 372 ب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 وَقَالَ يزيد بْن عُمَيْرة: لمّا احتضر مُعَاذ قالوا: أَوْصِنا، قَالَ: التمسوا العِلْم عند أربعة: أبي الدرداء، وسلمان، وابن مسعود، وعبد الله بْن سلام [1] . وعن أبي ذر أنه قَالَ: مَا أظلت خضراءُ أعلم منك يا أبا الدَّرْدَاء [2] . قَالَ أَبُو عمرو الدّاني: عَرَضَ على أبي الدَّرْدَاء القرآن: عبد الله بْن عامر، وخُلَيْد بْن سعد القارئ، وراشد بْن سعد، وخالد بْن مَعْدان [3] . قلت: في عرض هؤلاء عليه نظر. قَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُقْرِئُ رجلا أعجميا فقرأ: (طعام الأثيم) [4] طَعَامُ الْيَتِيمِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: (طَعَامُ الأَثِيمِ) ، فَلَمْ يَقْدِرْ يَقُولهَا، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: «طَعَامُ الفاجر» فأقرأه «طعام الفاجر» [5] .   [1] تاريخ دمشق 13/ 373 أ. [2] تاريخ دمشق 13/ 373 ب. [3] ذكر المؤلّف في معرفة القراء الكبار 1/ 41 أن سويد بن عبد العزيز قال: كان أبو الدرداء إذا صلّى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه، فكان يجعلهم عشرة عشرة، وعلى كل عشرة عريفا، ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه، فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك. وكان ابن عامر عريفا على عشرة، كذا قال سويد، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر. وقال المؤلّف في سير أعلام النبلاء 1/ 346 بعد أن ساق خبر مجلس العلم لأبي الدرداء: «وهو الّذي سنّ هذه الحلق للقراءة» . [4] سورة الدخان- الآية 43. [5] يقول الكوثري: إقامة المرادف مقام اللّفظ المنزل كانت لضرورة وقتيّة نسخت في عهد المصطفى عليه صلوات الله وسلامه بالعرضة الأخيرة المشهورة. قال الإمام الطحاوي في «مشكل الآثار» : إنّما كانت السّعة للنّاس في الحروف لعجزهم عن أخذ القرآن على غير لغاتهم، فوسّع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متّفقا، فكانوا كذلك حتى كثر منهم من يكتب وعادت لغاتهم إلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقدروا بذلك على تحفّظ ألفاظه، فلم يسعهم حينئذ أن يقرءوا بخلافها. وفي «مشكل الآثار» (ج 4) تمحيص هذا البحث بما لا تجد مثله في كتاب سواه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 وَقَالَ خالد بْن مَعدان: كان ابن عُمَر يَقُولُ: حدّثونا عَنِ العاقلين، فيقال: من العاقلان؟ فيقول: مُعاذ، وأبو الدَّرْدَاء [1] . رَوَى الأَعْمَشُ. عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُصْلِحُ قِدْرًا لَهُ، فَوَقَعَتْ عَلَى وَجْهِهَا فَجَعَلَتْ تُسَبِّحُ، فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ تَعَالَ إِلَى مَا لَمْ يَسْمَعْ أَبُوكَ مِثْلَهُ قَطُّ، فَجَاءَ سَلْمَانُ وَسَكَنَ الصَّوْتُ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ سَلْمَانُ: لَوْ لَمْ تَصِحَّ لَرَأَيْتَ أَوْ لَسَمِعْتَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ الْكُبْرَى [2] . حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليهما فَقَالَ: ارجعا إليَّ أعيدا عليّ قضيّتكما [3] . وَقَالَ أَبُو وائل، عَنْ أبي الدَّرْدَاء قَالَ: إنّي لآمركم بالأمر وما أفعله ولكن لعلَّ الله أنْ يأجُرَني فيه. وَقَالَ ميمون بْن مهران: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: وَيْلٌ للذي لَا يعلم مرَّةً، وَوَيْلٌ للذي يعلَمُ ولا يعمل سبْع مرّات [4] . وَقَالَ عَوْن بْن عبد الله قلت لأمّ الدَّرْدَاء: أيُّ عِبادة أبي الدَّرْدَاء كانت أكثر؟ قالت: التَّفكُّر والاعتبار [5] . وعن أبي الدَّرْدَاء أنّه قيل له: كم تُسَبِّح في كلّ يوم، وكان لَا يَفْتُرُ من   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 350 من طريق قبيصة بن عقبة، أخبرنا سفيان، عن ثور بن يزيد الكلاعي، عن خالد بن معدان. ورجاله ثقات. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 13/ 384 أ. [2] تاريخ دمشق 13/ 378 ب و 379 أ. [3] تاريخ دمشق 13/ 385 ب. وفي النسخة (ح) : «قصّتكما» ، وهو تصحيف. [4] تاريخ دمشق 13/ 377 أ. [5] تاريخ دمشق 13/ 379 أ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 الذِّكر؟ قَالَ: مِائَةَ أَلْفٍ، إلَّا أنْ تُخْطئ الأَصَابِعُ [1] . وَقَالَ معاوية بْن قُرَّةَ: قَالَ أَبُو الدّرداء: ثلاثة أحبّهن ويكرهُهُنّ النّاس: الفقر والمرض والموت. وعنه قَالَ: أحبُّ الموت اشتياقًا لربي، وأحبّ الفقر تواضعًا لربيّ، وأحبّ المرض تكفيرًا لخطيئتي [2] . وَقَالَ عِكْرَمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: كَانَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ سِتُّونَ وَثَلاثُمِائَةِ خَلِيلٍ فِي اللَّهِ يَدْعُو لَهُمْ فِي الصَّلاةِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ رَجُلٌ يَدْعُو لأَخِيهِ فِي الْغَيْبِ إِلا وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ مَلَكَيْنِ يَقُولانِ: وَلَكَ بِمِثْلٍ. [أَفَلَا أَرْغَبُ أَنْ تَدْعُوَ لِي الْمَلائِكَةُ [3]] [4] . قَالَ الواقِديّ وأبو مُسْهر: مات أبو الدّرداء سنة اثنتين وثلاثين.   [1] تاريخ دمشق 13/ 377 ب. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 392 من طريق عمرو بن مرّة قال: سمعت شيخا يحدّث، عن أبي الدرداء، وإسناده ضعيف لجهالة الشيخ، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 13/ 380، 381 أ. [3] تاريخ دمشق 13/ 389 ب. [4] ما بين الحاصرتين ساقط من النسخة (ح) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 أَبُو ذَرّ الغِفَاريّ [1] ع [2] اسمه جُنْدُب بْن جُنَادَةَ [على الصَّحيح، وقيل: جُنْدُب بْن سَكَن،   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 138 و 141، المغازي للواقدي 538 و 539 و 548 و 571 و 637 و 819 و 849 و 850 و 896 و 1001، تهذيب سيرة ابن هشام 127 و 184 و 291، التاريخ لابن معين 2/ 704، طبقات خليفة 31، تاريخ خليفة 166، مسند أحمد 5/ 144، طبقات ابن سعد 4/ 219- 237، التاريخ الكبير 2/ 221 رقم 2265، الزهد لابن حنبل 182- 185، البرصان والعرجان للجاحظ 65، الأخبار الموفقيّات 41، المحبّر لابن حبيب 139 و 237، المعارف 2 و 67 و 152 و 195 و 252 و 253، عيون الأخبار 1/ 154 و 211 و 2/ 356 و 3/ 158 و 180، أنساب الأشراف 1/ 272 و 353 و 362 وق 4 ج 1/ 512 و 513 و 541- 546 و 557، و 5/ 26 و 52- 56 و 57 و 68، تاريخ الطبري 4/ 283، المنتخب من ذيل المذيّل 533، الجرح والتعديل 2/ 510 رقم 2101، الزاهر للأنباري 1/ 445، ثمار القلوب 4 و 85 و 87 و 145، الخراج وصناعة الكتابة 235، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 524) ، حلية الأولياء 1/ 156- 170 رقم 26، أمالي المرتضى 2/ 396، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 28، العقد الفريد 1/ 228 و 2/ 276 و 4/ 157 و 283 و 287 و 289 و 306، المعجم الكبير للطبراني 2/ 147- 158 رقم 182، ربيع الأبرار للزمخشري 7 و 124 و 135 و 179 و 226 و 370 و 381، مشاهير علماء الأمصار 11، 12 رقم 28، الزهد لابن المبارك 15 و 21 و 88 و 108 و 195 و 208 و 228 و 426 و 440، جمهرة أنساب العرب 186، مقدمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 15، المستدرك 3/ 337- 346، الاستبصار 125، الاستيعاب 1/ 213- 217، أسد الغابة 1/ 301- 303 و 5/ 186- 188، جامع الأصول 9/ 50- 59، الكامل في التاريخ 3/ 113- 116، البدء والتاريخ 5/ 93- 95، لباب الآداب 260 و 271 و 305، الزيارات للهروي 9 و 84، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 229، 230 رقم 341، صفة الصفوة 1/ 584- 600 رقم 64، تهذيب الكمال 3/ 1602، تحفة الأشراف 9/ 154- 198 رقم 616، الكاشف 3/ 293 رقم 146، المعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 26، دول الإسلام 1/ 27، تذكرة الحفّاظ 1/ 17- 19 رقم 7، سير أعلام النبلاء 2/ 46- 78 رقم 10، العبر 1/ 33، تلخيص المستدرك 3/ 337- 346، مجمع الزوائد 9/ 327، الوفيات لابن قنفذ 51 رقم 31، الوافي بالوفيات 11/ 193 رقم 285، الإكمال 3/ 333، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 75، طبقات المعتزلة 9، مرآة الجنان 1/ 88، الأسامي والكنى للحاكم ج 1/ (ورقة 188) ، تهذيب التهذيب 12/ 90، 91 رقم 401، تقريب التهذيب 2/ 420 رقم 2، الإصابة 4/ 62- 64 رقم 384، النكت الظراف 9/ 155- 197، خلاصة تذهيب التهذيب 449، كنز العمال 13/ 311، النجوم الزاهرة 1/ 89، حسن المحاضرة 1/ 245 و 345، شذرات الذهب 1/ 24 و 56 و 63، البداية والنهاية 1/ 164، 165. [2] الرمز ساقط من النسخ، وهو في منتقى الأحمدية فقط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 وقيل: بُرَيْرُ بْن عبد الله، أو ابن جُنَادة] [1] . أحد السّابقين الأوّلين، يقال، كان خامسًا في الإسلام، ثمّ انصرف إلى بلاد قومه، وأقام بها بأمر النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمّ لمّا هاجر النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هاجر أَبُو ذر إلى المدينة. وروي أنه كان آدم جسيمًا، كثّ اللّحْية. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَشْهَدْ أَبُو ذَرٍّ بَدْرًا، وَإِنَّمَا أَلْحَقَهُ عُمَرُ مَعَ الْقُرَّاءِ. وَكَانَ يُوَازِي ابْنَ مَسْعُودٍ فِي الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ، وَكَانَ زَاهِدًا أَمَّارًا بِالْمَعْرُوفِ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ. وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ» . حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: وَعَى عِلْمًا عَجَزَ النَّاسُ عَنْهُ، ثُمَّ أَوْكَى عَلَيْهِ، فَلَمْ يُخْرِجْ مِنْهُ شَيْئًا [3] . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ» [4] . وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ: ثنا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، عن الحسن بن   [1] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسخة (ح) ومنتقى الأحمدية. [2] رقم (3801) ، وابن سعد في الطبقات 4/ 228، والحاكم في المستدرك 3/ 342، وفي الأسامي والكنى 1 (ورقة 185) في ترجمة أبي الدرداء، وابن ماجة (156) في المقدّمة، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 329 ونسبه إلى البزّار والطبراني، وأحمد في الزهد 184. [3] طبقات ابن سعد 4/ 232. [4] طبقات ابن سعد 4/ 231 من طريق سعيد بن أبي أيّوب، عن عبد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشانيّ، عن أبيه، عن أبي ذرّ، وأخرجه مسلم في الإمارة (1826) باب كراهية الإمارة بغير ضرورة، وأحمد في المسند 5/ 180. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 406 عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: لَمْ يَبْقَ الْيَوْمَ أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ولا نفسي، ثم ضرب بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِهِ [1] . وَقَالَ بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَبُوكَ، جَعَلَ لَا يَزَالُ يَتَخَلَّفُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخَلَّفَ فُلَانٌ، فَيَقُولُ: «دَعُوهُ فَإِنْ يَكُنْ فِيهِ خَيْرٌ فَسَيُخْلِفْهُ اللَّهُ بِكُمْ» حَتَّى قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَخَلَّفَ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: مَا كَانَ يَقُولُهُ، فَتَلَوَّمَ عَلَيْهِ بَعِيره، فَلَمَّا أَبْطَأَ عَلَيْهِ أَخَذَ أَبُو ذَرٍّ مَتَاعَهُ فَجَعَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ خَرَجَ يَتْبَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاشِيًا، وَنَظَرَ نَاظِرٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ يَمْشِي عَلَى الطَّرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْ أَبَا ذَرٍّ» ، فَلَمَّا تَأَمَّلَهُ الْقَوْمُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ وَاللَّهِ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا ذَرٍّ يَمْشِي وَحْدَهُ، وَيَمُوتُ وَحْدَهُ، وَيُحْشَرُ وَحْدَهُ» فَضَرَبَ الدَّهْرُ مِنْ ضَرْبِهِ، وَسُيِّرَ أَبُو ذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ فَمَاتَ بِهَا. وَاتَّفَقَ مُرُورُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِهِ مِنَ الْكُوفَةِ فَصَلَّى عَلَيْهِ وَشَهِدَهُ [2] . وَمَنَاقِبُ أَبِي ذَرٍّ كَثِيرَةٌ. روى عنه أَنْس، وجُبَيْر بْن نُفَيْر، وزيد بْن وهب، وسعيد بْن المسيب، وأبو سالم الجَيْشاني سُفْيَان [3] بْن هانئ، والأحنف بْن قيس، وعبد الرحمن بْن غَنْم الأشعريّ، وأبو مُراوِحْ، وقيس بْن عباد، وسويد بن   [1] ابن سعد 4/ 231، 232. [2] الإصابة 4/ 64 وقال هو: «في السيرة النبويّة لابن إسحاق بسند ضعيف» . وهو ضعيف لضعف بريدة بن سفيان حيث ضعّفه البخاري، والنسائي، وأبو داود، وأحمد، والدار الدّارقطنيّ، والعقيلي، والجوزجاني، وابن عديّ. [3] في نسخة دار الكتب (وسفيان) والصّواب (سفيان) لأنّ أبا سالم الجيشانيّ هو سفيان بن هانئ، كما في (تهذيب التهذيب) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 غَفْلَة، وأبو إدريس الخَوْلاني، وعبد الله بْن الصّامت، والمعْرور بْن سُوَيْد وأبو عثمان النَّهْدِيُّ، وخلْق سواهم. وقد استوعب ابن عساكر في «تاريخ دمشق» [1] أخباره وأحواله. قَالَ حسين المُعَلّم، عَنِ ابن بُرَيْدة: كان أَبُو ذَرّ رجلًا أسودَ، كَثّ اللّحية، كان أَبُو موسى يُكْرِمه [2] ويقول: مرحبًا بأخي. فيقول: لستُ بأخيك إنّما كنت أخاك قبل أن تُسْتَعْمَلَ [3] . ومن أخبار أبي ذرّ أنّه كان شجاعا مقْدامًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [4] : أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ بن رحضة [5] قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَجُلًا يُصِيبُ، وَكَانَ شُجَاعًا يَنْفَرِدُ وَحْدَهُ وَيَقْطَعُ الطَّرِيقَ وَيُغِيرُ عَلَى الصِّرْمِ كَأَنَّهُ السَّبُعُ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ قَذَفَ فِي قَلْبِهِ الإِسْلامَ [6] . ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حدّثتني جبلة بنت مصفحٍ [7] ، عَنْ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ [مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِمَّا صَبَّهُ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ فِي صَدْرِهِ إِلا وَقَدْ صَبَّهُ فِي صَدْرِي، وَلا] [8] تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا صَبَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدْرِي إِلا وَقَدْ صببته في صدر مالك بن ضمرة [9] .   [1] مخطوط الظاهرية- ج 4/ 7 ب وما بعدها. [2] في نسختي (ع) و (ح) «يلزمه» . [3] طبقات ابن سعد 4/ 230 ورجاله ثقات. [4] في الطبقات 4/ 222. [5] رحضة: ورد مصحّفا في بعض النسخ، والتصحيح من بقية النسخ، وطبقات ابن سعد. [6] صفة الصفوة 1/ 585. [7] في النسخ «مصفى» ، والتصويب من معجم الطبراني. [8] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسخة (ح) ومنتقى الأحمدية، ومعجم الطبراني. [9] رواه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 149 رقم 1624. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 أبو إسحاق السّبيعيّ، عن هَانِئٍ، سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: أَبُو ذَرٍّ وِعَاءٌ مليء عِلْمًا، ثُمَّ وُكِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى قُبِضَ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ [1] . شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ الْإِيَادِيِّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أُمِرْتُ بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ لِأَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُمْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَسَلْمَانَ، وَالْمِقْدَادِ» [2] . أَبُو رَبِيعَةَ هَذَا خَرَّجَ لَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ: ثنا شَهْرٌ، حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ [3] أنّ أبا ذرّ كان يخدم النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ خِدْمَتِهِ أَوَى إِلَى الْمَسْجِدِ، وَكَانَ هُوَ بَيْتُهُ [يَضْطَجِعُ فِيهِ] [4] ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ لَيْلَةً فَوَجَدَهُ نَائِمًا، فنَكَتَهُ [5] بِرِجْلِهِ، فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ: «أَلا أَرَاكَ نَائِمًا» ، قَالَ: فَأَيْنَ أَنَامُ؟ [هَلْ لِي مِنْ بَيْتٍ غَيْرُهُ] [6] فَجَلَسَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ» ؟ قَالَ: أَلْحَقُ بِالشَّامِ [فَإِنَّ الشَّامَ أَرْضُ الْهِجْرَةِ وَأَرْضُ الْمَحْشَرِ وَأَرْضُ الأَنْبِيَاءِ، فَأَكُونُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِهَا] [7] قَالَ: «كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَخْرَجُوكَ مِنْهَا» ؟ قَالَ: إِذًا أَرْجِعُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَكُونُ بَيْتِي وَمَنْزِلِي، قَالَ: فَكَيْفَ أَنْتَ إذا أَخْرَجُوكَ مِنْهُ الثَّانِيَةَ؟ قَالَ: إِذًا آخُذُ سَيْفِي فَأُقَاتِلُ [عَنِّي] [8] حَتَّى أَمُوتَ، قَالَ: فَكَشَّرَ إِلَيْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: «أدلّك على خير من ذلك: تنقاد لهم حيث قادوك [وتنساق لهم حيث   [1] ونحوه ما أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 232. [2] أخرجه أحمد في المسند 5/ 351. [3] هي أسماء بنت يزيد. (مسند أحمد 6/ 457) . [4] ما بين الحاصرتين مستدرك من المسند. [5] في نسخة دار الكتب (فنكبه» ، والتصحيح من المسند. [6] ما بين الحاصرتين مستدرك من المسند. [7] ما بين الحاصرتين مستدرك من المسند. [8] مستدركة من المسند. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 سَاقُوكَ] [1] حَتَّى تَلْقَانِي وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» . أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ [2] . الأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ، وَقَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى يَسْتَفْتُونَهُ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَمْ يَنْهَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْفُتْيَا؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: أَرَقِيبٌ أَنْتَ عَلَيَّ! لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ [3] ثُمَّ ظَنَنْتُ إِنِّي أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا [4] عَلَيَّ لَأَنْفَذْتُهَا [5] . رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ. وَاسْمُ أَبِي كَثِيرٍ مَرْثَدٌ، صَدُوقٌ. عن ثعلبة بن الحكم [6] عَنْ عليّ قَالَ: لم يبق أحدٌ لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ولا نفسي. ثم ضرب بيده على صدره [7] . الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ قَامَ بِالْمَدِينَةِ عَلَى مَلَإٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ: بَشِّرِ الْكَنَّازِينَ بِرَضْفٍ [8] يُحْمَى عَلَيْهِ فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ [9] كَتِفِهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا رَدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، وذكر الحديث [10] وهو حديث صحيح.   [1] مستدرك من المسند. [2] في المسند 6/ 457 وإسناده ضعيف لضعف شهر، وهو ابن حوشب. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 148 رقم (1623) وهو مختصر. [3] وأشار بيده إلى قفاه. كما في حلية الأولياء وسير أعلام النبلاء، وتذكرة الحفّاظ. [4] اي تقتلوني وتنفذون في أمركم، كما في «النهاية لابن الأثير» . [5] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 160. [6] في نسختي (ع) و (ح) «عن ثعلبة عن الحكم» ، والتصحيح من نسخة دار الكتب، وطبقات ابن سعد. [7] طبقات ابن سعد 4/ 231، 232. [8] الرّضف: الحجارة المحمّاة على النار. [9] النغض: أعلى الكتف. [10] الحديث بكاملة أخرجه أحمد في المسند 5/ 176، وانظر الفتح الباري لابن حجر 3/ 218. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا أَبُو قَبِيلٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ عُثْمَانُ، يَا كَعْبُ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالًا فَمَا تَرَى؟ قَالَ: إِنْ كَانَ- يَعْنِي زَكَّى- فَلَا بَأْسَ، فَرَفَعَ أَبُو ذَرٍّ عَصَاهُ فَضَرَبَ كَعْبًا وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي هَذَا الْجَبَلَ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ وَيُتَقَبَّلُ [1] مِنِّي أَذَرُ خَلْفِي مِنْهُ سِتَّ أَوَاقٍ [2] . أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ أَسَمِعْتَهُ مِرَارًا؟ قَالَ: نَعَمْ [3] . جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِيدَانَ قَالَ: تَنَاجَى عُثْمَانُ وَأَبُو ذَرٍّ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو ذَرٍّ مُبْتَسِمًا وَقَالَ: سَامِعٌ مُطِيعٌ وَلَوْ أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ عَدْن [4] . وَأَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ [5] . الأَعْمَشُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِيدَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: لَوْ أَمَرَنِي عُثْمَانُ أَنْ أَمْشِيَ عَلَى رَأْسِي لَمَشَيْتُ [6] . وَعَنْ أَبِي جُوَيْرِيَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ لِعُثْمَانَ: وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَحْبُوَ لحبوت ما استطعت.   [1] في النسخة (ع) «وينفتل» ، وفي النسخة (ح) «ويتقلل» وكلاهما خطأ، والتصويب من نسخة دار الكتب وسير أعلام النبلاء. [2] قال المؤلف في سير أعلام النبلاء 2/ 67 «هذا دالّ على فضل إنفاقه وكراهية جمعه، لا يدلّ على تحريم» . [3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 63 وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وجهالة مالك بن عبد الله، وأخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» ص 286 من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة. [4] في طبقات ابن سعد: «أن آتي صنعاء أو عدن، ثم استطعت أن أفعل، لفعلت» . [5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 227 وعبد الله بن سيدان هو المطرودي السلمي الرَّبَذيّ. قال البخاري: لا يتابع في حديثه، له حديث واحد وهو شبه المجهول. وانظر الكامل لابن عديّ 4/ 1537. [6] إسناده ضعيف كسابقه، لضعف عبد الله بن سيدان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ لِعُثْمَانَ: يَا أمير المؤمنين افتح الباب لا تحسبني مِنْ قَوْمٍ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمِ مِنَ الرِّمِيَّةِ، يَعْنِي الْخَوَارِجَ. الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ شَيْخٍ وَامْرَأَتِهِ [1] مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ قَالا: نَزَلْنَا بِالرَّبَذَةِ، فَمَرَّ بِنَا شَيْخٌ أَشْعَثُ فَقَالُوا: هَذَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَّاهُ أَنْ نَغْسِلَ رَأْسَهُ، فَأَذِنَ لَنَا وَاسْتَأْنَسَ بِنَا، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ فَعَلَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ، فَهَلْ أَنْتَ نَاصِبٌ لَكَ رَايَةً، فَقَالَ: لَا تُذِلُّوا السُّلْطَانَ فَإِنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ فَلا تَوْبَةَ لَهُ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ صَلَبَنِي عَلَى أَطْوَلِ خَشَبَةٍ لَسَمِعْتُ وَصَبَرْتُ وَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لِي [2] . حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَتْ أُمُّ ذَرٍّ: وَاللَّهِ مَا سَيَّرَ عُثْمَانُ أَبَا ذَرٍّ- تَعْنِي إِلَى الرَّبَذَةِ- وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: «إِذَا بَلَغَ الْبِنَاءُ سلْعًا فَاخْرُجْ مِنْهَا» . ابن شَوْذَبٍ [3] ، عَنْ غالب القطّان قَالَ: يا أبا سعيد أَعُثمان أخْرَجَ أبا ذَرّ؟ قَالَ: مَعَاذ الله. أَبُو سعيد هو الحسن. أَبُو هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، أَنَّ أَبَا ذَرٍّ كَانَ عَطَاؤُهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ، فَإِذَا أَخَذَهُ دَعَا خَادِمَهُ فَسَأَلَهُ مَا يَكْفِيهِ لِلسَّنَةِ فَاشْتَرَاهُ، ثُمَّ اشْتَرَى فُلُوسًا بِمَا بَقِيَ، وَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ وِعَاءِ ذَهَبٍ وَلا فضّة يوكأ عليه إلّا   [1] في سير أعلام النبلاء 2/ 71 «عن شيخين من بني ثعلبة» . [2] أخرجه أحمد في المسند 5/ 165، وابن سعد في الطبقات 4/ 227، وفيه جهالة الرجل وابنته، وباقي رجاله ثقات. [3] في النسخة (ع) «أبو شوذب» وهو تحريف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 وَهُوَ يَتَلَظَّى عَلَى صَاحِبِهِ [1] . الأوزاعي، عَنْ يحيى قَالَ: كان لأبي ذَرّ ثلاثون فَرَسًا يحمل عليها، فكان يحمل على خمسة عشر منها يغزو عليها ويُريح بقيتها، فإذا رجعت حمل على الخمسة عشر الأخرى. ثابت البُنَانيّ قَالَ: بنى أَبُو الدَّرْدَاء مسْكنًا فمرّ عليه أَبُو ذَرّ فَقَالَ: مَا هذا تعمُر دارًا أمر الله بخرابها [2] !؟ حسين المُعَلّم، عَنِ ابن بُرَيْدة [3] قَالَ: كان أَبُو موسى يُكْرِم أبا ذَرّ، وكان أَبُو موسى خفيف اللَّحْم، قصيرًا، وكان أَبُو ذَرّ رجلًا أسود، كثّ الشَّعر، فكان أَبُو موسى، يَقُولُ: مرحبًا بأخي، فيقول: لستُ بأخيك، إنما كنت أخاك قبل أن تستعمل [4] . قيل: لم يَعِشْ بعده ابنُ مسعود إلا نحو عشرة أيام. وَقَالَ الْجُرَيْرِيُّ: ثنا أَبُو الْعَلاءِ [5] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ فَجَاءَتِ امْرَأَتُهُ بِثَرِيدَةٍ، فَقَالَ: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ انْفَتَلَ فَأَكَلَ، فَقُلْتُ: إِنَّا للَّه مَا كُنْتُ أَخَافُ أَنْ تَكْذِبَنِي! قَالَ: مَا كَذَبْتُ، إِنِّي صُمْتُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَكُتِبَ لِي أَجْرُهُ وَحُلَّ لِي الطَّعَامُ.   [1] رجاله ثقات، أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 236، وأحمد في المسند 5/ 195 وكلاهما عن: عفّان بن مسلم، عن همّام بن يحيى، عن قتادة. [2] في سير أعلام النبلاء 2/ 74 زيادة. [3] في نسختي (ع) و (ح) «أبي بردة» وهو وهم. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 230 ورجاله ثقات. وقد مرّ قبل الآن. [5] في نسختي (ع) و (ح) «العلاء» وهو وهم. فهو يزيد بن عبد الله بن الشّخّير. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 سَنَة ثَلَاث وَثَلَاثيِن فيها كانت غزوة قُبْرس. قَالَ ابن إسحاق وغيرُه [1] . وغزوة إفريقية، وأمير النّاس عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ. قاله اللَّيْث [2] . وفيها قَالَ خليفة [3] : جمع قارن جميعا عظيمًا بباذَغِيس وهُرَاة، وأقبل في أربعين ألفًا فترك قيسُ بْن الهَيْثم البلاد وهرب، فقام بأمر المُسْلِمين عبدُ الله بْن خازم [4] السُّلَميّ، وجمع أربعة آلاف مقاتل، والتقى هو وقارن، ونصره الله وقُتِل وسَبَى، وكتب إلى ابن عامر بالفتح، فاستعمله ابن عامر على خراسان، ثمّ وجَّه ابن عامر عبد الرحمن بْن سَمُرَة على سجستان، فصالحه صاحب زَرَنْج [5] وبقي بها حتّى حُوصِر عثمان. قَالَ خليفة [6] : وفيها غزا معاوية مَلَطْية وحصن المَرَة من أرض الرّوم.   [1] تاريخ الطبري 4/ 317، الكامل لابن الأثير 3/ 33. [2] الطبري 4/ 317. [3] في تاريخه 167. [4] في بعض النسخ «حازم» بالحاء المهملة، وهو تصحيف، والتصويب من تاريخ خليفة. [5] هي قصبة سجستان، على ما في (معجم البلدان) . [6] في تاريخه 167 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 قَالَ: وفيها غزا عبدُ الله بْن أبي سَرْح الحَبَشَة، فأصيبت فيها عينُ معاوية بنُ حديج [1] .   [1] ورد محرّفا في النسخة (ع) ، والمثبت هو الصواب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 الوَفيّاتْ وفيها تُوُفيّ عبد الله بْن كعب الأنصاري المازنيّ أحد البدريين، ورّخه المدائنّي، وقد تقدّم ذِكْره في سنة ثلاثين. وعبد الله بن مسعود في قولٍ، وقد تقدّم. المِقْداد بْن الأسود [1] ع [2] الكِنْدي البَهْراني [3] . كان في حَجْر الأسود بْن عبد يغوث الزّهري،   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 176 و 225، المغازي للواقدي 538- 549، تاريخ خليفة 168، أنساب الأشراف 1/ 143 و 205 وق 4 ج 1/ 343، المحبّر لابن حبيب 64 و 73، الأخبار الموفقيّات 321، المعارف 120 و 262 و 341، المنتخب من ذيل المذيل 506، مسند أحمد 4/ 79 و 6/ 2 و 8، المعرفة والتاريخ 2/ 161، و 401 و 3/ 167 و 368، مشاهير علماء الأمصار 24 رقم 105، العقد الفريد 4/ 275 و 276 و 279 و 4/ 280 و 5/ 274 و 6/ 130 و 136، المستدرك 3/ 348- 351، الاستيعاب 3/ 472- 476، حلية الأولياء 1/ 172- 176 رقم 28، التاريخ الكبير 8/ 54 رقم 2126، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 423، 424) ترتيب الثقات للعجلي 438 رقم 1626، الجرح والتعديل 8/ 426 رقم 1942، طبقات ابن سعد 3/ 161- 163، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 76، جمهرة أنساب العرب 441، التاريخ الصغير 60، 61، أسد الغابة 4/ 409، 410، الكامل [2] الرمز ساقط من أكثر النسخ، والاستدراك من النسخة (ح) ، والخلاصة 398. [3] في نسخة دار الكتب «النهراني» وهو تصحيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 فيقال تبناه، وقيل: كان عبدًا حبشيًّا له فتبنّاه، واسم أبيه عَمْرو بْن ثَعْلَبة بْن مالك من ولد الحاف بْن قضَاعة وقيل: إنّه أصاب دمًا في كِنْدة، فهرب إلى مكة، وحالف الأسود بْن عبد يغوث. كان من السّابقين الأوَّلين، شهِدَ بدْرًا، ولم يصحّ أنّه كان في المُسْلِمين فارس يَوْمَئِذٍ غيره، واختلفوا في الزُّبَيْر. روى عنه: عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْن مسعود، وابن عبّاس، وجُبَيْر بْن نُفَيْر، وعبد الرحمن بْن أبي ليلى، وهمّام بْن الحارث، وعبيد الله بن عديّ بن الخيار، وآخرون. عاش سبعين سنة، وصلّى عليه عثمان. وكان رجلا آدم طُوَالًا، ذا بطنٍ كبير، أشْعَر الرأس، أعْيَنَ، مقرون الحاجبين [1] . وكان يوم فتح مكة على مَيْمَنَة النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْمِقْدَادِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ مَبْعَثًا، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: كَيْفَ وَجَدْتَ الْإِمَارَةَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ لِي خَوَلٌ، وَاللَّهِ لَا أَلِي عَلَى عَمَلٍ ما عشت [2] .   [ () ] في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 354، 355) ، لباب الآداب لابن منقذ 263 و 284، الزيارات للهروي 47 و 63 و 94، صفة الصفوة 1/ 423- 426 رقم 20، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 111، 112 رقم 163، تحفة الأشراف 8/ 499- 505 رقم 539، نهاية الأرب للنويري 19/ 461، الكاشف 3/ 152 رقم 5714، المعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 125، دول الإسلام 1/ 27، سير أعلام النبلاء 1/ 385- 389 رقم 81، تلخيص المستدرك 3/ 348- 350، معالم الإيمان 1/ 71- 76، تهذيب الكمال 3/ 1367، العقد الثمين 7/ 268- 272، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 203، 204، النكت الظراف 8/ 500- 505، تهذيب التهذيب 10/ 285، تقريب التهذيب 2/ 272 رقم 1348، الإصابة 3/ 454، 455 رقم 8183، مرآة الجنان 1/ 89، شذرات الذهب 1/ 39. [1] انظر: طبقات ابن سعد 3/ 163، والمستدرك للحاكم 3/ 348، وصفة الصفوة 1/ 423. [2] حلية الأولياء 1/ 174، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 349، 350 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 وَقَالَ ثابت البناني: كان عبد الرحمن والمقداد يتحدثان، فَقَالَ له ابن عَوْف: مالك لَا تزوّج؟ قَالَ زوّجني بنتك، قَالَ: فأغلظ له وجَبَهَه، فشكا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعرف الغمّ في وجهه فقال: «لكنّي أزوّجك ولا فَخْر» ، فزوّجه بابنة عمّه ضُباعة بنت الزُّبَيْر بْن عبد المطّلب [1] . وكان بها من الجمال والعقل التّام [2] مع قَرَابتها من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَرَنِي اللَّهُ بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ: عَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَسَلْمَانَ، وَالْمِقْدَادِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [3] . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «الجنة تَشْتَاقُ إِلَى أَرْبَعَةٍ» فَذَكَرَهُمْ. إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وعن كريمة بنت المِقْداد أنّ المِقْداد وصّى للحَسَن والحُسَيْن لكلّ واحدٍ منهما بثمانية عشر ألف درهم، وأوصى لأمّهات المؤمنين لكلّ واحدةٍ بسبعة آلاف دِرْهم. وعن أبي فائد، أنّ المقداد بن عمرو شرب دهن الخروج فمات [4] . وقيل: إنّه مات بالجُرْف على ثلاثة أميال من المدينة. ودفن بالبقيع.   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 162. [2] في النسخ «والتمام» ، والمثبت عن المنتقى لابن الملّا. [3] 5/ 351، وذكره السيوطي في «الجامع الكبير» (1373) بلفظ: «أمرت بحبّ أربعة من أصحابي، وأخبرني الله أنه يحبّهم: عليّ، وأبو ذرّ، وسلمان، والمقداد» . [4] طبقات ابن سعد 3/ 163، صفة الصفوة 1/ 426. والخروع: نبت لا يرعى. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 سَنَة أربَعٍ وَثلَاثِين فيها وثب أهل الكوفة على أميرهم سعيد بْن العاص فأخرجوه، ورضوا بأبي موسى الأشعريّ، وكتبوا فيه إلى عثمان فولّاه عليهم، ثمّ إنّه بعد قليل ردّ إليهم على الإمْرة سعيد بْن العاص فخرجوا ومنعوه [1] وفيها كانت غزوة ذات الصَّواري [2] في البحر من ناحية الإسكندرية، وأميرُها ابن أبي سرح.   [1] تاريخ خليفة 168. [2] اشتهرت هذه الموقعة باسم «ذات الصواري» بالصاد، و «ذات السواري» بالسين، وقيل إنّها سمّيت كذلك لكثرة صواري السفن التي ظهرت فيها وهي الأدقال. (التنبيه والإشراف- للمسعوديّ- ص 135- طبعة بيروت 1968) كما سمّيت «ذا الصواري» بحذف التاء، واستدلّ بعضهم من هذه التسمية أنها نسبة إلى المكان الّذي جرت الموقعة عنده لأنّه كان مكتظّا بأشجار السرو. ومما تجدر الإشارة إليه أن المصادر لم تحدّد المكان الّذي دارت الموقعة عنده، مع أن «ابن عبد الحكم» انفرد بالقول بأن جيش المسلمين انقسم إلى قسمين حيث نزل قسم منه إلى البرّ، وبقي قسم آخر في السفن. (فتوح مصر وأخبارها- ص 192- طبعة نيويورك 1932) وانظر: ولاة مصر- للكندي- ص 36 و 37- طبعة بيروت 1959، ونهاية الأرب للنويري 1/ 80- طبعة دار الكتب بمصر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 الوَفيَّاتْ وفيها تُوُفيّ إياس بْن أبي الْبُكَيْرِ [1] بن عبد يا ليل الكِناني حليف بني عديّ، كان من المهاجرين. شهد بدرا هو وإخوته خالد، وعاقل، وعامر، ولم يشهد بدْرًا إخوةٌ أربعةٌ سواهم، وقد شهِدَ إياس فتْحَ مصر. وفيها تُوُفيّ أخوه عاقل بْن البُكَيْر [2] ويقال: ابن أبي البُكَيْر، كأنّه كان يسّمى [3] باسمه. قَالَ ابن سعد [4] : كان اسم عاقل (غافلًا) فغيَّره النّبيّ   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 144، المغازي للواقدي 156، البرصان والعرجان للجاحظ 92، طبقات ابن سعد 3/ 389، المحبّر لابن حبيب 74 و 399 و 400 و 459، طبقات خليفة 23، الاستيعاب 1/ 101- 103، أنساب الأشراف 1/ 243 و 296، أسد الغابة 1/ 153، الوافي ب الوفيات 9/ 461 رقم 4417، العقد الثمين 3/ 339، الإصابة 1/ 89 رقم 373. [2] السير والمغازي لابن إسحاق 144، المغازي للواقدي 145 و 156، البرصان والعرجان للجاحظ 92، تهذيب سيرة ابن هشام 57، طبقات ابن سعد 3/ 388، المحبّر لابن حبيب 74 و 399 و 400 و 459، المعارف 157 و 591، طبقات خليفة 23، تاريخ خليفة 60، أنساب الأشراف 1/ 243 و 296 و 375، تاريخ الطبري 4/ 339، الاستيعاب 3/ 160، 161، الكامل في التاريخ 3/ 153، أسد الغابة 3/ 116، العقد الثمين 5/ 81، الإصابة 2/ 247 رقم 4361، شذرات الذهب 1/ 9. [3] في المنتقى، نسخة الأحمدية «يكنى» بدل «يسمّى» . [4] طبقات ابن سعد 3/ 388. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أَبُو معشر والواقِديّ يقولان: ابن أبي البُكَيْر، وكان موسى بْن عقْبة، وابن إسحاق، وابن الكلبيّ يقولون: ابن البُكَيْر. وعن يزيد بْن رُومان أنّ الإخوة الأربعة أسلموا في دار الأرقم [1] . عبادة بْن الصَّامت [2] ع [3] ابن قيس بْن أصرم أَبُو الوليد الأنصاري الخَزْرَجيّ، أحد النُّقباء ليلة العَقَبة، شهِد بدْرًا والمشاهدَ، ووُلِّي قضاء فلسطين، وسكن الشام.   [1] ابن سعد 3/ 388. [2] المغازي للواقدي 9 و 99 و 167 و 179 و 318 و 408 و 416 و 420 و 423 و 861 و 1059، المحبّر لابن حبيب 71 و 270 و 272 و 423، تهذيب سيرة ابن هشام 103 و 108 و 155 و 210، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 19، طبقات ابن سعد 3/ 546، المعارف 255 و 327، التاريخ الكبير 6/ 92 رقم 1809، الزهد لابن المبارك 192 و 409، تاريخ خليفة 155 و 160 و 168، طبقات خليفة 99 و 302، أنساب الأشراف 1/ 239 و 251 و 252 و 270، فتوح البلدان 156- 158 و 161 و 166 و 167 و 181 و 182، تاريخ الطبري 1/ 32 و 2/ 355 و 356 و 368 و 458 و 481 و 604 و 3/ 401 و 4/ 241 و 258 و 283 و 356، مسند أحمد 4/ 201 و 5/ 313، فتوح الشام 274 و 281، المعرفة والتاريخ 2/ 323- 325 و 360- 362، العقد الفريد 4/ 345، تاريخ أبي زرعة 1/ 224- 226، الجرح والتعديل 6/ 95 رقم 492، مشاهير علماء الأمصار 51 رقم 334، البدء والتاريخ 5/ 115، 116، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 91، جمهرة أنساب العرب 318 و 351 و 354، الخراج وصناعة الكتابة 297 و 298 و 300 و 306، المستدرك 3/ 354- 357، الاستيعاب 2/ 449- 451، أسد الغابة 3/ 160، الكامل في التاريخ 1/ 16 و 2/ 138 و 192 و 492 و 3/ 77 و 95 و 114 و 153، لباب الآداب 175 و 300، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 256، 257 رقم 281، تهذيب الكمال 2/ 655، تحفة الأشراف 4/ 239- 264 رقم 266، المعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 67، دول الإسلام 1/ 27، الكاشف 2/ 57 رقم 2609، العبر 1/ 35، سير أعلام النبلاء 2/ 5- 11 رقم 1، مجمع الزوائد 9/ 320، تلخيص المستدرك 3/ 354- 357، مرآة الجنان 1/ 89، الوافي بالوفيات 16/ 618، 619 رقم 670، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 334، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 209، الزيارات للهروي 33، تهذيب التهذيب 5/ 111، 112 رقم 189، تقريب التهذيب 1/ 395 رقم 123، الإصابة 2/ 268، 269 رقم 4497، النكت الظراف 4/ 241- 264، الوفيات لابن قنفذ 54 رقم 34، حسن المحاضرة 1/ 89، خلاصة تذهيب التهذيب 159، شذرات الذهب 1/ 40، كنز العمّال 13/ 554. [3] سقط الرمز من النسخ والاستدراك من مصادر ترجمته. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 422 رَوَى عَنْهُ أَبُو أُمامة، وأنس بْن مالك، وجُبَير بْن نُفَيْر، وحطّان بن عبد الله الرّقاشيّ، وأبو الأشعث شُرَاحِيلَ الصَّنْعانيّ، وأبو إدريس عائذ الله الخَوْلانيّ، وخلْق سواهم. وكان فيما بلغنا رجلًا طوالا جسيمًا جميلا، تُوُفيّ بالرَّمْلة، ويقال: تُوُفيّ ببيت المَقْدِس. وَقَالَ محمد بْن كعب القُرَظيُ: جمع القرآن في زمن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خمسةٌ مِنَ الأَنْصَار: مُعَاذ، وأُبَيّ، وأبو أيوب، وأبو الدَّرْدَاء، وعُبادة، فلمّا استُخْلِف عُمَر، كتب يزيد بْن أبي سُفْيَان إليه: إنّ أهل الشام كثير، وقد احتاجوا إلى من يُعَلِّمهم القرآن ويُفَقِّههم، فَقَالَ: أعينوني بثلاثة، فخرج مُعاذ، وأبو الدَّرْدَاء، وعُبَادة [1] . وروى إسحاق بْن قُبَيْصة بْن ذُؤَيْب، عَنْ أبيه، أنّ عبادة بْن الصامت أنكر على معاوية شيئًا، فَقَالَ: لَا أُساكِنك بأرضٍ، ورحل إلى المدينة، فَقَالَ له عُمَر: مَا أَقْدَمَك؟ فأخبره بِفعْل معاوية، فَقَالَ له: ارْحَلْ إلى مكانك فقبَّح الله أرضًا لستَ فيها وأمثالك، فلا إمرةَ له عليك [2] . وَقَالَ عُبَادة: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْع والطّاعة، وأن نقوم بالحّق حيثُما كنّا لَا نخاف في الله لومة لائم [3] . وفي «مسند أحمد» من حديث إسماعيل بْن عُبَيْد بْن رفاعة قال: كتب   [1] أخرجه ابن أبي داود في «المصاحف» . وإسناده حسن، لكنه مرسل. وأخرج البخاري في فضائل القرآن 9/ 46 باب القراء مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربعة من الأنصار: أبيّ بن كعب، ومعاذ بْن جَبَل، وزيد بْن ثابت، وأبو زيد. وأبو زيد هذا أحد عمومة أنس، وانظر تهذيب الأسماء 1/ 357. [2] سير أعلام النبلاء 2/ 7. [3] انظر تهذيب تاريخ دمشق 7/ 212. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 423 معاوية إلى عثمان: إنّ عُبَادة قد أفسد عليَّ الشّامَ وأهله، فإما أن يكف، وإما أن أخلي بينه وبين الشَّام، فكتب إليه أنْ رَحِّلْ عُبَادة حتّى تَرُدَّه إلينا، قَالَ: فدخل على عثمان فلم يَفْجَأْه إلا وهو معه في الدّار، فالتفت إليه فَقَالَ: يا عبادة ما لنا ولك؟ فقام عُبَادة بين ظَهْرَيِ النّاس فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَلِي أمورَكم بعدي رجالٌ يُعِّرفونكم مَا تُنْكِرُون، ويُنْكِرُون عليكم مَا تعرفون، فلا طاعة لمن عصى، ولا تضلُّوا بربّكم» [1] . وَقَالَ الهيْثَم بْن عَدِيّ وحده: إنّ عُبَادة تُوُفيّ سنة خمسٍ وأربعين، ولا مُتابع له، وَقَالَ جماعةٌ إنّه تُوُفيّ سنة أربعٍ وثلاثين. (كعب الأحبار) تُوُفيّ فيها، قاله شُرَيْح بْن عُبَيْد، وقد تقدم. (مِسْطَح بْن أُثَاثَة) [2] بْن عَبَّاد بْن المطّلب [3] بن عبد مناف المطّلبيّ،   [1] مسند أحمد 5/ 325 وهو بنحوه من طريق: الحكم بن نافع، عن أبي اليمان، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خثيم، به. والإسناد ضعيف لضعف إسماعيل بن عياش حين يروي عن غير أهل بلده. وأخرجه أحمد في «زوائد المسند» 5/ 329 من طريق سويد بن سعيد، عن يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بن رفاعة، عن أبيه عبيد، عن عبادة بن الصامت. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 356 من طريق عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عبادة- وأخرجه أيضا من طريق سعيد بن منصور، عن مسلم بن خالد الزنجي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أبيه، عن عبادة. وأخرجه ابن ماجة (2865) بسند قويّ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 214، 215 نقلا عن مسند الإمام أحمد، والهيثمي في «مجمع الزوائد» 5/ 226. [2] المغازي للواقدي 24 و 153 و 429 و 434 و 694، تهذيب سيرة ابن هشام 216 و 248 و 249، طبقات ابن سعد 3/ 53، طبقات خليفة 9، نسب قريش 95، أنساب الأشراف 1/ 289 و 343، تاريخ الطبري 2/ 402 و 613 و 614 و 617 و 4/ 339، المعارف 328، الجرح والتعديل 8/ 425 رقم 1936، جمهرة أنساب العرب 73، مشاهير علماء الأمصار 12 رقم 33، الاستيعاب 3/ 494، 495، الكامل في التاريخ 2/ 196- 199، أسد الغابة 4/ 354، 355، حلية الأولياء 2/ 20، 21 رقم 117، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 89 رقم 129، سير أعلام النبلاء 1/ 187، 188 رقم 20، العبر 1/ 35، مرآة الجنان 1/ 89، العقد الثمين 6/ 443- 445 و 7/ 179، الإصابة 3/ 408، 409 رقم 7935. [3] في نسخة دار الكتب «عبد المطلب» وهو وهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 المذكور في حديث الإفك، شهِد بدرًا والمشاهدَ بعدَها، وكان فقيرًا يُنْفِقُ عليه أَبُو بكر الصِّدِّيق. قَالَ ابن سعد [1] : كان قصيرًا شثن الأصابع، غائر العينين، عاش ستًّا وخمسين سنة. (أَبُو سُفيان بْن حَرْب) فيما قَالَ المدائنيّ، وقد تقدم. أَبُو طَلْحة الأنصاريّ [2] ع [3] واسمه زيد بْن سهل بْن الأسود، أحد بني مالك بْن النّجّار، كان من النُّقَباء ليلةَ العقبة، شهد بدرا والمشاهد بعدها.   [1] ليس في طبقات ابن سعد وصف لمسطح، وإنّما فيه- فقط- عمره. (انظر ج 3/ 53) . [2] مسند أحمد 4/ 28، 31، طبقات ابن سعد 3/ 504- 507، المغازي للواقدي 163 و 242 و 243 و 264 و 296 و 721، تهذيب سيرة ابن هشام 230 و 267 و 350، تاريخ خليفة 166، طبقات خليفة 88، الزهد لابن المبارك 185، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 106، التاريخ لابن معين 2/ 183، أنساب الأشراف 1/ 242 و 271، ق 4 ج 1/ 504 و 506 و 507، المعرفة والتاريخ 1/ 300، المعارف 166 و 308، تاريخ أبي زرعة 1/ 476 و 562، تاريخ الطبري 2/ 619 و 3/ 124 و 181 و 213 و 4/ 192 و 230 و 308، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 40، الاستيعاب 4/ 113- 115، مشاهير علماء الأمصار 15 رقم 44، جمهرة أنساب العرب 347، المحبّر لابن حبيب 73، أنساب الأشراف 5/ 18 و 20 و 21، البدء والتاريخ 5/ 116، 117، العقد الفريد 4/ 275، 276، المستدرك 3/ 351- 354، المعجم الكبير 5/ 91- 111 رقم 480، الاستبصار 50، الأسامي والكنى للحاكم 1 (ورقة 293، 294) ، أسد الغابة 2/ 289، جامع الأصول 9/ 73- 77، الكامل في التاريخ 2/ 265 و 291 و 333 و 3/ 51 و 67 و 68 و 129، لباب الآداب 175 و 300، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 245، 246 رقم 369، تهذيب الكمال 1/ 457، المعين في طبقات المحدّثين، 21/ رقم 44، تلخيص المستدرك 3/ 351- 354، سير أعلام النبلاء 2/ 27- 34 رقم 5، العبر 1/ 35، مجمع الزوائد 9/ 312، مرآة الجنان 1/ 89، الوفيات لابن قنفذ 65 رقم 51، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 4- 12، الوافي بالوفيات 15/ 31، 32 رقم 34، الإصابة 1/ 566، 567 رقم 2905، تهذيب التهذيب 3/ 414، 415، تقريب التهذيب 1/ 275 رقم 184، النكت الظراف 3/ 246، 247، خلاصة تذهيب التهذيب 128، شذرات الذهب 1/ 40. [3] الرمز ساقط من النسخ، والاستدراك من مصادر الترجمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 روى عنه ابن زوجته أَنَس بْن مالك، وزيد بْن خالد الجُهَنّي، وابنه عبد الله بن أبي طلْحة، وابن عبّاس، وغيرهم. وسرد الصَّوم بعد النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وغزا بحرَ الشام فمات فيه في السّفينة، وقيل: تُوُفيّ بالمدينة، وصلّى عليه عثمان. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صوت أبي طلْحة في الجيش خير من مائة» [1] . وقال أَنْس: قتل أَبُو طلحة يوم حُنَيْن عشرين رجلًا وأخذ أسلابَهُم [2] ، وكان أكثرَ الأنصار مالًا. وَقَالَ عليّ بْن زيد: سمعت أنسًا يَقُولُ: كان أَبُو طلحة يجثو بين يديْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينثر كِنَانَتَه ويقول: وجهي لوجهك الوقاء [3] ، ونفسي لنفسك الفِداء [4] . قَالَ ابن سعد: كان آدم مربوعًا يغيّر شَيْبَه [5] . وعن أَنْس قَالَ: كان أَبُو طلحة يأكل البرد وهو صائم ويقول: ليس   [1] في نسخة دار الكتب، والنسخة (ع) «فيه» ، وفي سير أعلام النبلاء 2/ 28، وأسد الغابة، والإصابة، والمنتقى نسخة الأحمدية «فئة» ، وفي الاستيعاب، وأسد الغابة أيضا «مائة رجل» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق 6/ 9 «فئة» . وقد أخرج هذا الحديث الإمام أحمد في المسند 3/ 203 من طريق يزيد بن هارون، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ. وإسناده صحيح. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 505 من طريق سفيان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن جابر، أو عن أنس بن مالك، بلفظ: «خير من ألف رجل» . [2] طبقات ابن سعد 3/ 505. [3] في نسخة دار الكتب «الودا» ، والتصحيح من الاستيعاب، وغيره. [4] الاستيعاب 4/ 114. [5] الطبقات 3/ 507. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 بطعامٍ ولا شراب. إسناده صحيح [1] . وَقَالَ عليّ بن زيد بن جدعان، عن أنس قال: قرأ أبو طلحة: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا 9: 41 [2] فَقَالَ: مَا استمع الله عُذْرَ أحد، فخرج إلى الْغَزْوِ وهو شيخ كبير [3] . وصحّ عَنْ أَنْس أنّه غزا البحر فمات، فلم يجدوا جزيرةً إلا بعد سبعة أيام، فدفنوه ولم يتغيّر [4] . وَقَالَ أَنْس: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلق رأسه وأعطى شقّ رأسه أبا طلحة [5] . وقد أبلى أَبُو طلحة بلاءً عظيمًا يوم أُحُد كما تقدّم. قَالَ الواقِديّ [والمدائني] [6] وجماعة: تُوُفيّ سنة أربعٍ وثلاثين. وَقَالَ خليفة [7] : سنة اثنتين وثلاثين.   [1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 279 من طريق عبيد الله بن معاذ حدّثنا أبي، عن شعبة، عن قتادة وحميد، عن أنس، قال: «مطرنا بردا، وأبو طلحة صائم، فجعل يأكل منه، قيل له: أتأكل وأنت صائم! فقال: إنّما هذا بركة. هذا إسناد صحيح، وهذا اجتهاد من أبي طلحة أخذ به بعض المالكيّة، والجمهور على خلافه، فقد أخرجه البزّار في مسندة (1022) وقال: لا نعلم هذا الفعل إلّا عن أبي طلحة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 172 وقال رواه أبو يعلى، وفيه عليّ بن زيد، وفيه كلام، وقد وثّق، وبقيّة رجاله رجال الصحيح، ورواه البزّار موقوفا، وزاد: فذكرت ذلك لسعيد بن المسيّب فكرهه، وقال: إنه يقطع الظمأ. ورواه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 11، 12. [2] سورة التوبة- الآية 41. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 9، طبقات ابن سعد 3/ 507. [4] إسناده صحيح، وهو في الطبقات لابن سعد 3/ 507 من طريق عفّان بن مسلم، عن حمّاد، به. [5] أخرجه مسلم (1306) (325 و 326) ، والترمذي (912) . [6] زيادة من النسخة (ع) ، ومنتقى الأحمدية. [7] في تاريخه 166. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 (أبو عبس) [1]- خ ت ن- بن جبر [2] بْن عَمْرو الأنصاريّ الَأوْسيّ. اسمه على الأصحّ عبد الرحمن، وكان اسمه عبد العُزَّى فغيَّره رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ من قَتَلَةِ كعب بْن الأشرف اليهوديّ. شهِد بدْرًا وغيرها [3] . روى عنه ابنه زيد، وحفيده أَبُو عبس بْن محمد، وعَبَاية بْن رِفاعة، وغيرهم. وتُوُفيّ بالمدينة، وصلّى عليه عثمان. وفيها وُلد (زين العابدين) [4] عليّ بْن الحُسَيْن [5] .   [1] مسند أحمد 3/ 479، المغازي للواقدي 158 و 187 و 341 و 375 و 405 و 635 و 636 و 721، التاريخ لابن معين 2/ 714، طبقات ابن سعد 3/ 450، 451، المحبّر لابن حبيب 74 و 282 و 412، طبقات خليفة 79، المعارف 326، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 106 رقم 300، أنساب الأشراف 1/ 271، تاريخ الطبري 2/ 489 و 4/ 339 الكنى والأسماء للدولابي 1/ 43، الجرح والتعديل 5/ 220 رقم 1034، مشاهير علماء الأمصار 25 رقم 115، الاستيعاب 4/ 122، 123، أسد الغابة 5/ 247، 248، الكامل في التاريخ 2/ 143، جمهرة أنساب العرب 335 و 341، الكاشف 3/ 314 رقم 263، تهذيب الكمال 3/ 1621، الإصابة 4/ 130 رقم 734، تهذيب التهذيب 12/ 156، 157 رقم 745، تقريب التهذيب 2/ 447 رقم 70، خلاصة تذهيب التهذيب 454. [2] في نسخة دار الكتب «جبير» وهو تحريف. [3] طبقات ابن سعد 3/ 450. [4] في نسخة دار الكتب وغيرها «زين العابدين بن عليّ» ، وهو خطأ. [5] المعرفة والتاريخ 3/ 310. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 سَنَة خَمسْ وَثَلَاثيْن فيها غزوة ذي خُشُب [1] وأمير المُسْلِمين عليها معاوية [2] . وفيها حجّ بالنّاس وأقام الموسمَ عبدُ الله بْن عباس [3] . وفيها مَقْتَلُ عثمان رضي الله عنه: خرج المصرّيون وغيرهم على عثمان وصاروا إليه ليخلعوه من الخلافة. قَالَ إسماعيل بْن أبي خالد: لمّا نزل أهل مصر الجُحْفَة، وَأَتَوْا يعاتبون عثمانَ صعِد عثمانُ المِنْبَر فَقَالَ: جزاكم اللَّهُ يا أصحاب محمد عنّي شرًّا: أَذَعْتُمُ السَّيِّئةَ وكتمتم الْحَسَنَةَ، وأغريتم بي سُفَهاءَ النّاس، أيُّكُم يذهب إلى هؤلاء القوم فيسألهم مَا نقموا وما يريدون؟ قَالَ ذلك ثلاثًا ولا يُجيبه أحد. فقام عليٌّ فَقَالَ: أنا، فَقَالَ عثمان: أنت أقربهم رَحِمًا، فأتاهم فرحّبوا به، فَقَالَ: مَا الَّذِي نَقَمْتُم عليه؟ قالوا: نَقَمْنا أنّه محا كتاب الله-   [1] ذو خشب: على مرحلة من المدينة من طريق الشام. (معجم ما استعجم 2/ 500) . [2] تاريخ الطبري 4/ 340. [3] المعرفة والتاريخ 3/ 311، وطبقات ابن سعد 3/ 64. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 يعني كونه جمع الأمَّة على مُصْحَفٍ [1]-، وحمى الْحِمَى [2] ، واستعمل أقرباءه، وأعطى مروان مائة ألف [3] ، وتناول أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فردّ عليهم عثمان: أمّا القرآن فمن عند الله، إنّما نهيتُكم عَنِ الاختلاف فاقرءوا عليَّ أيَّ حرفٍ شئتم، وأمّا الْحِمَى فو الله مَا حميته لإبلي ولا لغنمي، وإنما حميْتُه لإِبل الصَّدَقَةِ. وأمّا قولُكم: إنّي أعطيت مروان مائة ألف. فهذا بيت ما لهم فلْيستعملوا عليه من أحبَّوا، وأمّا قولُكم: تناول أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فإنّما أنا بشر أغضب وأرضى، فمن ادَّعَى قبلي حقّا أو مظلمة فها أنا ذا، فإنْ شاء قَوَدًا وإنْ شاء عَفْوًا. فرضي النّاس واصطلحوا ودخلوا المدينة. وَقَالَ محمد بْن سعد: قالوا رحل من الكوفة إلى المدينة: الأشتر النَّخَعِيّ- واسمه مالك بْن الحارث-، ويزيد بْن مكفّف [4] ، وثابت بْن قيس، وَكُمَيْلُ بْن زياد، وزيد، وصعصعة ابنا صُوحان، والحارث الأعور،   [1] قال الحافظ ابن العربيّ في (العواصم من القواصم 56- 58) : وأمّا جمع القرآن فتلك حسنته العظمى وخصلته الكبرى ... وأمر بما سواه من القرآن في كلّ صحيفة ومصحف أن يحرّق، إذ كان في بقائها فساد، أو كان فيها ما ليس من القرآن، أو ما نسخ منه، أو على غير نظمه. وقد سلّم في ذلك الصّحابة كلّهم. [2] الحمى كان قديما. وهو مخصّص لإبل الزّكاة المرصدة للجهاد والمصالح العامّة، وفي زمن سيّدنا عمر اتّسع الحمى عمّا كان عليه في زمن المصطفى صلى الله عليه وسلّم لزيادة سوائم بيت المال، ثم اتّسع في زمن عثمان لاتّساع الدولة وازدياد الفتوح. (العواصم من القواصم 60) . [3] بلغت دولة الإسلام في خلافة الشيخين الذّروة، لأنّهما كانا يكتشفان كوامن السّجايا في أهلها فيولّون القيادة، وهما يعلمان أنّهما مسئولان عن ذلك عند الله، ويزيد بن أبي سفيان ومعاوية أخوه كانا من رجال دولة الصّدّيق، وقبل أن يكون معاوية من رجال دولتي الشيخين كان أحد من استعملهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم. ومروان رجل عدل من كبار الأمّة عند الصّحابة والتابعين. وإعطاء سيّدنا عثمان بعض أقاربه كان من ماله ومن بيت المال، وهو حقّ شرعيّ للإمام ينفّذ فيه ما أدّاه إليه اجتهاده (انظر العواصم من القواصم وتعليقات الأستاذ محبّ الدين الخطيب عليه 71 وما بعدها) . [4] في طبعة القدسي 3/ 246 «مكنف» والتصحيح من أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 530. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 وجُنْدُب بْن زُهَير، وأصفر بْن قيس، يسألون عثمان عزْلَ سعيد بْن العاص عنهم. فرحل سعيد أيضًا إلى عثمان فوافقهم عنده، فأبى عثمان أن يعزله، فخرج الأشتر من ليلته في نفرٍ، فسار عشرًا إلى الكوفة واستولى عليها وصعد المنبر عليها فَقَالَ: هذا سعيد بْن العاص قد أتاكم يزعم أنّ السَّواد بستان لأغيلمة من قريش، والسّواد مساقط رءوسكم ومراكزُ رِماحِكم، فمن كان يرى للَّه عليه حقًّا فلْينهض إلى الجَرَعة [1] ، فخرج النّاس فعسكروا بالجَرَعَة، فأقبل سعيد حتى نزل العّذَيب [2] ، فجهّز الأشتر إليه ألفَ فارسٍ مع يزيد بْن قيس الأرحبيّ، وعبد الله بْن كِنَانَة العبْدِيّ، فَقَالَ: سيروا وأزعِجاه وألْحِقاه بصاحبه، فإنْ أَبَى فاضْرِبا عُنُقَه، فَاتَيَاهُ، فلمّا رأى منهما الجدّ رجع. وصعد الأشترُ منبرَ الكوفة وَقَالَ: يا أهل الكوفة مَا غضبت إلّا للَّه ولكم، وقد ولَّيت أبا موسى الأشعريّ صلاتَكم، وحُذَيْفَة بْن اليَمَان فَيْئَكُم، ثمّ نزل وَقَالَ: يا أبا موسى اصعَدْ، فَقَالَ: مَا كنت لأفعل، ولكنْ هَلُمُّوا فبايعوا لأمير المؤمنين وجدّدوا البيعة في رِقابكم، فأجابه النّاس. وكتب إلى عثمان بما صنع، فأعجب عثمان، فَقَالَ عُتْبَة بْن الوعل شاعر الكوفة: تصدَّقْ علينا يا بنَ عفّان واحتسِبْ ... وَأْمُرْ علينا الأشْعَريَّ لَيالِيا فَقَالَ عثمان: نعم وشهورا وسنين إنْ عِشْتُ، وكان الَّذِي صنع أهل الكوفة بسعيد أول وَهْنٍ دخل على عثمان حين اجترئ عليه. وعن الزُّهْرِيّ قَالَ: وُلِّيَ عثمان، فعمل ستّ سِنين لَا ينقم عليه النّاس شيئًا، وإنّه لأحبّ إليهم من عُمَر، لأنّ عُمَر كان شديدا عليهم، فلمّا وليهم   [1] الجرعة: بالتحريك، موضع قرب الكوفة المكان الّذي فيه سهولة ورمل. (معجم البلدان 2/ 127، 128) وانظر: الكامل في التاريخ 3/ 148. [2] في نسخة دار الكتب مهمل، والتصحيح من معجم البلدان 4/ 92 وهو ماء بين القادسية والمغيثة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 عثمان لان لهم ووَصَلَهم، ثمّ إنّه توانى في أمرهم، واستعمل أقرباءه وأهل بيته في السّتَ الأواخر، وكتب لمروان بخُمْس مصر أو بخُمْس إفريقية، وآثر أقرباءه بالمال، وتأوّل في ذلك الصِّلة التي أمر الله بها. واتّخذ الأموال، واستسلف من بيت المال، وَقَالَ: إنّ أبا بكر وعمر تركا من ذلك مَا هو لهما، وإنّي أخذته فقسَّمته في أقربائي، فأنكر النّاس عليه ذلك [1] . قلت: وممّا نقموا عليه أنّه عزل عُمَيْر بْن سعد عَنْ حمص، وكان صالحًا زاهدًا، وجمع الشام لمعاوية، ونزع عَمْرو بْن العاص عَنْ مصر، وأمَّر ابن أبي سَرْحٍ عليها، ونزع أبا موسى الأشعريّ عَنِ البصرة، وأمرّ عليها عبد الله بْن عامر، ونزع المُغِيرَة بْن شُعْبة عَنِ الكوفة وأمّر عليها سعيد بْن العاص. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ الفضل: ثنا عمرو بن مرة، عن سالم بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ نَاسًا مِنَ الصَّحَابَةِ فِيهِمْ عَمَّارٌ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكُمْ وَأُحِبُّ أَنْ تَصْدُقُونِي: نَشَدْتُكُمُ اللَّهَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُؤْثِرُ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ، وَيُؤْثِرُ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ؟ فَسَكَتُوا، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ بِيَدِي مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ لأَعْطَيْتُهَا بَنِي أُمَيَّةَ حَتّى يَدْخُلُوهَا. وعن أبي وائل أنّ عبد الرحمن بْن عَوْف كان بينه وبين عثمان كلّام فأرسل إليه: لِمَ فَرَرْتَ يوم أُحُد وتخلَّفْت عَنْ بدْر وخالفت سنة عمر؟ فأرسل إليه: تخلفت عن بدر لأنّ بنتَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شغلتني بمرضها، وأمّا يوم أُحُد فقد عفا الله عنّي، وأمّا سنّة عمر فو الله مَا استطعتها أنا ولا أنت. وقد كان بين عليّ وعثمان شيءٌ فمشى بينهما العباس فقال عليّ: والله لو أمرني   [1] طبقات ابن سعد 3/ 64، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 512 رقم 1328. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 أن أخرج [من داري] [1] لفعلت، فأمّا أُدَاهِن أنْ لَا يُقام بكتاب الله فلم أكن لأفعل. وَقَالَ سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَقْعَسِيِّ [2] قَالَ: لَمَّا خَرَجَ ابْنُ السَّوْدَاءِ إِلَى مِصْرَ نَزَلَ عَلَى كِنَانَةَ بْنِ بِشْرٍ مَرَّةً، وَعَلَى سودانَ بْنِ حُمْرَانَ مَرَّةً، وانقطع إلى الغافقيّ فشجّه الْغَافِقِيِّ فَكَلَّمَهُ، وَأَطَافَ بِهِ خَالِدُ بْنُ مُلْجِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَزِينٍ [3] ، وَأَشْبَاهٌ لَهُمْ، فَصَرَفَ لَهُمُ الْقَوْلَ، فَلَمْ يَجِدْهُمْ يُجِيبُونَ إِلَى الْوَصِيَّةِ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِنَابِ الْعَرَبِ وَحِجْرِهِمْ، وَلَسْنَا مِنْ رِجَالِهِ، فَأَرُوهُ أَنَّكُمْ تَزْرَعُونَ، وَلا تَزْرَعُوا الْعَامَ شَيْئًا حَتَّى تَنْكَسِرَ مِصْرُ، فَتَشْكُوهُ إِلَى عُثْمَانَ فَيَعْزِلُهُ عَنْكُمْ، وَنَسْأَلُ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُ ونخلو بِمَا نُرِيدُ، وَنُظْهِرُ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَكَانَ أَسْرَعَهُمْ إِلَى ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، وَهُوَ ابْنُ خَالِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ يتيما في حجر عثمان، فكبر، وَسَأَلَ عُثْمَانَ الْهِجْرَةَ إِلَى بَعْضِ الأَمْصَارِ، فَخَرَجَ إِلَى مِصْرَ، وَكَانَ الَّذِي دَعَاهُ إِلَى ذَلِكَ أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ الْعَمَلَ فَقَالَ: لَسْتَ هُنَاكَ. قَالَ: فَفَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ بِهِ ابْنُ السَّوْدَاءِ، ثُمَّ إِنَّهُمْ خَرَجُوا وَمَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْهُم، وَشَكَوْا عَمْرًا وَاسْتَعْفَوْا مِنْهُ، وَكُلَّمَا نَهْنَهَ [4] عُثْمَانُ عَنْ عَمْرٍو قَوْمًا وَسَكَّتَهُمُ انْبَعَثَ آخَرُونَ بِشَيْءٍ آخَرَ، وَكُلُّهُمْ يَطْلُبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَقَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ: أَمَّا عَمْرٌو فَسَنَنْزِعُهُ عَنْكُمْ وَنُقِرُّهُ عَلَى الْحَرْبِ، ثُمَّ وُلِّيَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ خَرَاجَهُمْ، وَتَرَكَ عَمْرًا عَلَى الصَّلاةِ فَمَشَى فِي ذَلِكَ سودَانُ، وَكِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ، وَخَارِجَةُ، فِيمَا بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بن سعد، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَغْرَوْا بَيْنَهُمَا حَتَّى تَكَاتَبَا عَلَى قَدْرِ مَا أَبْلَغُوا كُلَّ وَاحِدٍ. وَكَتَبَا إلى   [1] ما بين الحاصرتين سقط من نسخة الدار، فاستدركته من (ع) ومنتقى الأحمدية. [2] في نسخة الدار (القعنبي) والتصحيح من منتقى الأحمدية و (ع) ، وتاريخ الطبري 4/ 340. [3] كذا في نسخة الدار، وفي منتقى الأحمدية (زرير) وفي ع (زريد) وكلاهما خطأ، على ما في تاريخ الطبري 5/ 142. وفي الرواة (عبد الله بن زرير) ولكنه غير هذا. [4] في «الجمهرة» لابن دريد: نهنهت الرجل عن الشيء إذا كففته عنه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 عُثْمَانَ، فَكَتَبَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ: إِنَّ خَرَاجِي لا يَسْتَقِيمُ مَا دَامَ عَمْرٌو عَلَى الصَّلاةِ. وَخَرَجُوا فَصَدَّقُوهُ وَاسْتَعْفَوْا مِنْ عَمْرٍو، وَسَأَلُوا ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، فَكَتَبَ عُثْمَانُ إِلَى عَمْرٍو: أَنَّهُ لا خَيْرَ لَكَ فِي صُحْبَةِ مَنْ يَكْرَهُكَ فَأَقْبَلَ. ثُمَّ جَمَعَ مِصْرَ لابْنِ أَبِي سَرْحٍ. وقد رُوِيَ أنّه كان بين عمّار بْن ياسر، وبين عبّاس بْن عُتْبَة بْن أبي لهب كلام، فضربهما عثمان. وَقَالَ سَيْفٌ، عَنْ مُبَشِّرٍ، وَسَهْلِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَدِمَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ مِنْ مِصْرَ وَأَبِي شَاكٍ، فَبَلَغَهُ، فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ أَدْعُوهُ، فَقَامَ مَعِي وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ وَسِخَةٌ وَجُبَّةُ فِرَاءَ. فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى سَعْدٍ قَالَ لَهُ: وَيْحَكَ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ إِنْ كُنْتَ فِينَا لَمِنْ أهل الخير، فما الّذي بَلَغَنِي عَنْكَ مِنْ سَعْيِكَ فِي فَسَادٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالتَّأْلِيبِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَعَكَ عَقْلُكَ أَمْ لا: فَأَهْوَى عَمَّارٌ إِلَى عِمَامَتِهِ وَغَضِبَ فَنَزَعَهَا وَقَالَ: خَلَعْتُ عُثْمَانَ كَمَا خَلَعْتُ عِمَامَتِي هَذِهِ، فَقَالَ سَعْدٌ (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) 2: 156 وَيْحَكَ حِينَ كَبِرَتْ سِنُّكَ وَرَقَّ عَظْمُكَ وَنَفِدَ عُمْرُكَ خَلَعْتَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ مِنْ عُنُقِكَ وَخَرَجْتَ من الدّين عريانا، فَقَامَ عَمَّارٌ مُغْضَبًا مُوَلِيًّا وَهُوَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِرَبِّي مِنْ فِتْنَةِ سَعْدٍ، فَقَالَ سَعْدٌ: أَلا في الفتنة سقطوا، اللَّهمّ زد عُثْمَانَ بِعَفْوِهِ وَحِلْمِهِ عِنْدَكَ دَرَجَاتٍ، حَتَّى خَرَجَ عَمَّارٌ مِنَ الْبَابِ، فَأَقْبَلَ عَلَى سَعْدٍ يَبْكِي حَتَّى اخْضَلَّ لِحْيَتَهُ وَقَالَ: مَنْ يَأْمَنِ الْفِتْنَةَ يَا بُنَّيَّ لا يَخْرُجَنَّ مِنْكَ مَا سَمِعْتَ منه، فإنّه مِنَ الأَمَانَةِ، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِهِ النَّاسُ عَلَيْهِ يَتَنَاوَلُونَهُ، وَقَدْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَقُّ مَعَ عَمَّارٍ مَا لَمْ تَغَلَّبْ عَلَيْهِ دَلْهَةُ [1] الْكِبَرِ» [2] ، فَقَدْ دله [3] وخرف.   [1] في طبعة القدسي 3/ 250 «ولهة» بالواو، وهو تحريف، والتصحيح من «الضعفاء الكبير» للعقيليّ. [2] ذكر الحديث مختصرا العقيلي في «الضعفاء» 4/ 236 رقم 1829 فهو ضعيف. [3] في طبعة القدسي 3/ 250 «وله» ، والتصحيح من «الضعفاء» للعقيليّ، وتاريخ دمشق لابن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 وممّن قام على عثمان محمد بْن أبي بكر الصِّدِّيق، فسئل سالم بْن عبد الله فيما قيل عَنْ سبب خروج محمد، قَالَ: الغضب والطَّمَع، وكان من الإسلام بمكان، وغرَّه أقوامٌ فطمِع، وكانت له دالَّة [1] ، ولزِمَهُ حقٌّ، فأخذه عثمان من ظهره. وحجّ معاوية، فقيل إنّه لمّا رأى لِينَ عثمانَ واضطّراب أمرِه قَالَ: انطلِقْ معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من لَا قِبَل لك به، فإنّ أهل الشام على الطّاعة، فَقَالَ: إنا لَا أبيع جوارَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيءٍ وإنْ كان فيه قطْعُ خَيْطِ عُنُقي، قَالَ: فأبعثُ إليك جُنْدًا، قَالَ: أنا أقُتِّر على جيران رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأرزاقَ بجُنْدٍ تُساكِنُهُم! قَالَ: يا أمير المؤمنين واللَّهِ لَتُغْتَالَنَّ ولَتُغْزَيَنَّ، قَالَ: (حَسْبيَ اللَّهُ ونِعْم الوكيل) [1] . وقد كان أهل مصر بايعوا أشياعهم من أهل الكوفة والبصْرة وجميع من أجابهم، واتَّعَدُوا يومًا حيث شخص أمراؤهم، فلم يستقم لهم ذلك، لكنّ أهل الكوفة ثار فيهم يزيد بْن قيس الأرحبيّ واجتمع عليه ناس، وعلى الحرب يَوْمَئِذٍ القَعْقَاع بن عمرو، فأتاه وأحاط الناس بهم فناشدوهم، وقال يزيد للقعقاع: ما سبيلك عليّ وعلى هؤلاء، فو الله إنّي لَسَامعٌ مُطيعٌ، وإنّي لازمٌ لجماعتي إلّا أني أستعفي من إمارة سعيد، ولم يُظْهِرُوا سوى ذلك، واستقبلوا سعيدًا فردّوه من الجَرعَة، واجتمع النّاس على أبي موسى فأقرّه عثمان.   [ () ] عساكر (ترجمة عثمان بن عفان- تحقيق سكينة الشهابي) - ص 301. والدّله والدّله: ذهاب الفؤاد من همّ أو نحوه كما يدله عقل الإنسان من عشق أو غيره (لسان العرب- مادّة «دله» ) . [1] تاريخ الطبري 4/ 345، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان) 306. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 ولمّا رجع الأمراء لم يكن للسّبائّية [1] سبيل إلى الخروج من الأمصار، فكاتبوا أشياعهم أن يتوافوا بالمدينة لينظروا فيما يريدون، وأظهروا أنّهم يأمرون بالمعروف، وأنّهم يسألون عثمان عَنْ أشياء لتطِيرَ في النَّاس ولتُحَقَّقَ عليه، فَتَوافوا بالمدينة، فأرسل عثمان رجلين من بني مخزوم ومن بني زهرة فقال: انظرا مَا يريدون، وكانا ممّن ناله من عثمان أدبٌ، فاصطبرا للحقّ ولم يَضْطَغِنا، فلمّا رأوهما أتوهما [2] وأخبروهما، فَقَالَا: من معكم على هذا من أهل المدينة؟ قالوا: ثلاثة، قالا: فكيف تصنعون؟ قالوا: نريد أن نذكر له أشياء قد زرعناها في قلوب النَّاس، ثمّ نرجع إليهم ونزعم لهم أنّا قرّرناه بها، فلم يخرج منها ولم يتُبْ، ثمّ نخرج كأنّنا حُجَّاج حتّى نقدِمَ فنحيط به فنخلَعَهُ، فإنْ أبى قتلناه. فرجعا إلى عثمان بالخبر، فضحك وَقَالَ: اللَّهمّ سلِّم هؤلاء فإنَّك إنْ لم تسلّمهم شَقُّوا [3] . فامّا عمّار فحمل عليّ عباس بْن أبي لهب [4] وعَرَكه [5] ، وأمّا محمد بْن أبي بكر فإنّه أُعْجِب حتّى رأى أنّ الحقوق لَا تلزمه، وأما ابن سارة [6] فإنّه يتعرّض للبلاء [7] . وأرسل إلى المصْريّين [8] والكوفيّين، ونادى: الصّلاة جامِعَة- وهم عنده في أصل المنبر- فأقبل أصحابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحمد الله وأثنى عليه، وأخبرهم بالأمر، وقام الرجلان، فَقَالَ النّاس: اقتل هؤلاء فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] في تاريخ دمشق (السبئية» ، وفي تاج العروس «السبائية» ، وكلاهما صحيح. [2] في تاريخ دمشق «باثّوهما» . [3] أي «شقّوا العصا» كما في «التمهيد» - ص 96. [4] في تاريخ الطبري «عباس بن عتبة بن أبي لهب» ، وفي تاريخ دمشق: «عليّ ذنب ابن أبي لهب» . [5] في تاريخ دمشق «عركه بي» ، يريد أنّه حمّله ذنبه وتركه. [6] هكذا في الأصول، ومنتقى الأحمدية، وتاريخ دمشق. وفي تاريخ الطبري «ابن سهلة» . [7] تاريخ الطبري 4/ 345، 346، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان) 309، 310. [8] هكذا في الأصول وتاريخ دمشق، وفي تاريخ الطبري «البصريّين» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 قَالَ: «من دعا إلى نفسه أو إلى أحدٍ، وعلى النَّاس إمامٌ فعليه لعنةُ الله، فاقتلوه» [1] . وَقَالَ عثمان: بل نعفو ونقبل، ونبصِّرُهم بجهدنا، إنّ هؤلاء قالوا: أتمّ الصلاة في السّفر، وكانت لَا تُتَمّ، ألا وإني قدِمتُ بلدًا فيه أهلي فأتممت لهذا. قالوا: وحميت الحِمَى، وإنّي واللَّهِ مَا حَمَيْتُ إلّا مَا حُمِيَ قبلي، وإني قد وُلِّيتُ وإنّي لَأكْثَرُ العرب بعيرا وشاء، فما لي اليوم غيرُ بعيرَيْن لحَجَّتي، أكذلك؟ قالوا: نعم. قَالَ: وقالوا: كان القرآن كُتُبًا فتركها إلّا واحدًا، ألا وإنّ القرآنَ واحدٌ جاء من عند واحدٍ، وإنّما أنا في ذلك تابعٌ هؤلاء، أكذلك؟ قالوا: نعم. وقالوا: إنّي رددت الحَكَمَ [2] وقد سيّره رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطّائف ثمّ ردّه، فرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيّره وهو ردَّه، أفَكَذاك؟ قالوا: نعم. وقالوا: استعملت الأحداثَ. ولم أستعمِل إلّا مُجْتَمَعًا مَرْضِيًّا [3] ، وهؤلاء أهل عملي [4] فسلوهم، وقد ولّي من قبلي أحدثَ منه، وقيل في ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشد ممّا قيل لي في استعماله أُسامة، أكذلك؟ قالوا: نعم. وقالوا: إنّي أعطيت ابنَ أبي سَرْح مَا أفاء الله عليه، وإنّي إنّما نفلته   [1] زاد في تاريخ دمشق: «وقال عمر بن الخطّاب: لا أحلّ لكم إلّا ما قتلتموه وأنا شريككم» . [2] هو: الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عبد شمس. [3] في تاريخ الطبري وتاريخ دمشق: «مجتمعا محتملا مرضيّا» . والمجتمع الّذي بلغ أشدّه، يقال: اجتمع الرجل: استوت لحيته وبلغ غاية الشباب. [4] في تاريخ الطبري «أهل عملهم» ، وفي تاريخ دمشق «أهل عمله» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 خُمْس الخُمْسِ، فكان مائة ألف، وقد نَفَل [1] مثل ذلك أَبُو بكر وعمر، وزعم الجُنْد أنّهم يكرهون ذلك فردَدْتُهُ عليهم، وليس ذلك لهم، أكذلك؟ قالوا: نعم. وقالوا: إنّي أحبّ أهلي وأعطيهم، فأمّا حبّهم فلم يوجب جورا، وأمّا إعطاؤهم، فإنّما أُعطيهم من مالي. ولا أستحلُّ أموالَ المُسْلِمين لنفسي ولا لأحدٍ. وكان قد قسم ماله وأرضه في بني أُميَّة، وجعل ولده كبعض من يُعطَى [2] . قَالَ: ورجع أولئك إلى بلادهم وعفا عنهم، قَالَ: فتكاتبوا وتواعدوا إلى شوَّال، فلمّا كان شوَّال خرجوا كالحُجَّاج حتّى نزلوا بقرب المدينة، فخرج أهل مصر في أربعمائة، وأمراؤهم عبد الرحمن بْن عُدَيْس البَلَوِيّ، وكِنَانة بْن بِشْر اللَّيْثي، وسُودان بْن حُمْران السَّكُونيّ، [وقُتَيْرة السَّكُونيّ] [3] ، ومقدّمهم الغافقيّ بْن حرب الْعَكْي، ومعهم ابن السَّوْداء. وخرج أهل الكوفة في نحو عدد أهل مصر، فيهم زيد بْن صُوحان العَبْدِيّ، والأشتر النَّخَعِيّ، وزياد بْن النَّضْر الحارثي، وعبد الله بْن الأصَمّ، ومقدّمهم عمرو بْن الأصم. وخرج أهل البصرة وفيهم حُكَيْم بْن جَبَلَة، وذريح بْن عبّاد العبديّان، وبِشْر بْن شُرَيْح القَيْسي، وابن مُحَرِّش الحنفيّ، وعليهم حرقوص بن زهير السّعديّ.   [1] في تاريخ الطبري «أنفذ» . [2] تاريخ الطبري 4/ 347، 348، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان) - ص 311، 312. [3] ما بين الحاصرتين استدركته من منتقى الأحمدية، ع، و (تاريخ الطبري 4/ 348) وتاريخ دمشق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 فأمّا أهل مصر فكانوا يشتهون عليًّا، وأمّا أهل البصرة فكانوا يشتهون الزُّبَيْر، وأما أهل الكوفة فكانوا يشتهون طَلْحَةَ، وخرجوا ولا تشكُّ كلُّ فِرْقةٍ أن أمرها سيتمّ دون الأخرى، حتّى كانوا من المدينة على ثلاثٍ، فتقدّم ناسٌ من أهل البصرة فنزلوا ذا خُشُب. وتقدّم ناسٌ من أهل الكوفة فنزلوا الأعوص [1] ، وجاءهم أُناسٌ من أهل مصر، ونزل عامَّتُهم بذي المَرْوَة، ومشى فيما بين أهل البصرة وأهلِ مصر زياد بْن النّضْر، وعبد الله بْن الأصَمّ ليكشفوا خبرَ المدينة، فدخلا فلقيا أزواج النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وطلحةً، والزُّبَيْر، وعليًّا، فَقَالَا: إنّما نَؤُمُّ هذا البيتَ، ونستعفي من بعض عمّالنا، واستأذنوهم للنّاس بالدخول، فكلُّهم أَبَى وَنَهَى. فرجعا، فاجتمع من أهل مصر نفرٌ فأتوا عليًّا، ومن أهل البصرة نفرٌ فأتوا الزُّبَيْر، ومن أهل الكوفة نفر فأتوا طلحة [2] ، وقال كلّ فريقٍ منهم: إنْ بايعنا صاحِبَنا وإلّا كِدْناهم وفرَّقْنا جماعتَهم، ثمّ كَرَرْنا حتَّى نَبْغَتَهُم. فأتى المصريون عليًّا وهو في عسكر عند أحجار الزَّيت، وقد سرَّح ابنه الحسن إلى عثمان فيمن اجتمع إليه، فسلّم على عليٍّ المصريون، وعرضوا له، فصاح بهم وطردهم وَقَالَ: لقد علم الصّالحون أنّكم ملعونون، فارجِعُوا لَا صَحِبَكُم الله، فانصرفوا، وفعل طلْحة والزُّبَيْر نحو ذلك. فذهب القوم وأظهروا أنهم راجعون إلى بلادهم، فذهب أهلُ المدينة إلى منازلهم، فلمّا ذهب القوم إلى عساكرهم كرّوا بهم، وبغتوا أهل المدينة   [1] الأعوص: بفتح الواو، موضع قرب المدينة. (معجم البلدان 1/ 223) . [2] هنا في (ع) اضطراب في النصّ، وكذلك في منتقى الأحمديّة، صحّحته من نسخة الدار، وتاريخ الطبري 4/ 350، وتاريخ دمشق 317. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 ودخلوها، وضجُّوا بالتّكبير، ونزلوا في مواضع عساكرهم [1] ، وأحاطوا بعثمان وقالوا: من كفَّ يدَه فهو آمن. ولزِمَ النَّاس بيوتهم، فأتى عليّ رضي الله عنه فَقَالَ. مَا رَدَّكُم بعد ذَهَابِكم؟ قالوا: وجدنا مع بريدٍ كتابًا بقتْلِنا، وَقَالَ الكوفيّون والبصريّون: نحن نمنع إخواننا وننصرهم. فعلم النَّاس أنّ ذلك مكرٌ مِنهم. وكتب عثمان إلى أهل الأمصار يستمدُّهم، فساروا إليه على الصَّعْب والذّلُول، فبعث معاوية إليه حبيب بْن مسْلَمَة، وبعث ابنُ أبي سَرْح معاوية بْن حُدَيْج [2] وسار إليه من الكوفة القعْقاع بْن عمرو. فلما كان يوم الجمعة صلّى عثمان بالنّاس وخطب فَقَالَ: يا هؤلاء الغُزَّاء [3] الله الله، فو الله إنّ أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعونون عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فامْحُوا الخطأ بالصواب، فإنّ الله لَا يمحو السّيّءَ إلّا بالحسن، فقام محمد بْن مسْلَمَة فَقَالَ: أنا أشهد بذلك، فأقعده حُكَيْم بْن جَبَلَة، فقام زيد بن ثابت فقال: ابغني الكتاب، فثار إليه من ناحيةٍ أخرى محمد بْن أبي قُتَيْرَة [4] فأقعده وتكلّم فأفظَع، وثار القوم بأجمعهم. فحصبوا النّاس حتى أخرجوهم [5] ، وحصبوا عثمان حتّى صرع عن المنبر مغشيّا عليه، فاحتمل وأدخل الدّار.   [1] في منتقى ابن الملا (عشائرهم) عوض (عساكرهم) ، وما أثبتناه يوافق الطبري، وابن عساكر. [2] في منتقى الأحمدية (خذيج) ، وهو تصحيف. [3] في نسخة دار الكتب (الغزاة) ، وفي تاريخ الطبري 4/ 353 «العدي» ، وما أثبتناه عن الأصل وتاريخ دمشق 320. [4] في ع (أبي صبيرة) وهو تحريف، والتصحيح من النسخ وتاريخ الطبري، وتاريخ ابن عساكر. [5] أي من المسجد، كما في تاريخ الطبري 4/ 353. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 440 وكان المصريون لَا يطمعون في أحدٍ من أهل المدينة أن ينصرهم إلّا ثلاثة، فإنّهم كانوا يُراسلونهم، وهم: محمد بْن أبي بكر الصِّدِّيق، ومحمد بْن جعفر، وعمّار بْن ياسر. قَالَ واستقتل أُناس: منهم زيد بْن ثابت، وأبو هُرَيْرَةَ، وسعد بْن مالك، والحسن بْن عليّ، ونهضوا لنُصْرة عثمان، فبعث إليهم يعزم عليهم لمّا انصرفوا، فانصرفوا، وأقبل عليّ حتّى دخل على عثمان هو وطلْحَة والزُّبَيْر يعودونه من صَرْعَتِه، ثُمَّ رجعوا إلى منازلهم [1] . وَقَالَ عمرو بْن دينار، عَنْ جابر قَالَ: بَعَثَنَا عثمان خمسين راكبًا، وعلينا محمد بْن مسْلَمَة حتى أتينا ذا خُشُب، فإذا رجلٌ مُعَلِّقٌ المُصْحَف في عُنُقه، وعيناه تَذْرِفان، والسيف بيده وهو يَقُولُ: ألا إنّ هذا- يعني المُصْحَف- يأمرنا أن نضرب بهذا، يعني السيف، على مَا في هذا، يعني المُصْحَف، فَقَالَ محمد بْن مسْلَمَة: اجلس فقد ضربنا بهذا على مَا في هذا قبلك، فجلس فلم يزل يكّلِمهم حتّى رجعوا [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ الْمِصْرِييِّنَ لَمَّا أَقْبَلُوا يُرِيدُونَ عُثْمَانَ دَعَا عُثْمَانُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: اخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَارْدُدْهُمْ وَأَعْطِهِمُ الرِّضَا، وَكَانَ رُؤَسَاؤُهُمْ أَرْبَعَةً: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُدَيْسٍ، وَسُودَانُ بْنُ حُمْرَانَ، وَعَمْرُو بْنُ الحمق الخزاعيّ، وابن النّباع [3] ،   [1] تاريخ الطبري 4/ 350- 353، وتاريخ دمشق 315- 320. [2] تاريخ دمشق 321. [3] في النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية، وتاريخ دمشق 321، «البيّاع» ، وما أثبتناه عن الأصل، وتاريخ الطبري 4/ 373 و 389. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 فَأَتَاهُمُ ابْنُ مَسْلَمَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَلَمَّا كَانُوا بِالْبُوَيْبِ [1] رَأَوْا جَمَلًا عَلَيْهِ ميسم الصّدقة، فأخذوه، فإذا غلام لِعُثْمَانَ، فَفَتَّشُوا مَتَاعَهُ، فَوَجَدُوا قَصَبَةً مِنْ رَصَاصٍ، فِيهَا كَتَابٌ فِي جَوْفِ الإِدَاوَةِ [2] فِي الْمَاءِ: إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ أَنِ افْعَلْ بِفُلانٍ كَذَا، وَبِفُلانٍ كَذَا، مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ شَرَعُوا فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، فَرَجَعَ الْقَوْمِ ثَانِيَةً وَنَازَلُوا عُثْمَانَ وَحَصَرُوهُ [3] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَنْكَرَ عُثْمَانُ أَنْ يَكُونَ كَتَبَ ذَلِكَ الْكِتَابَ وَقَالَ: فُعِلَ ذَلِكَ بِلا أَمْرِي [4] . وَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أبي سعيد مولى أبي أُسَيْد، فذكر طَرَفًا من الحديث [5] ، إلى أن قَالَ: ثُمَّ رجعوا راضين، فبينما هم بالطريق ظفروا برسولٍ إلى عامل مصر أن يُصَلِّبهم ويفعل [6] ، فردّوا إلى المدينة، فأتوا عليًّا فقالوا: ألم تر إلى عدّو الله، فقُم معنا، قَالَ: واللَّهِ لَا أقوم معكم، قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قَالَ: واللَّهِ مَا كتبت إليكم، فنظر بعضهم إلى بعض. وخرج عليٌّ من المدينة، فانطلقوا إلى عثمان فقالوا: أَكَتَبْتَ فينا بكذا؟ فَقَالَ: إنّما هما اثنان، تُقِيمون رجلين من المسلمين- يعني شاهدين-، أو   [1] في النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية «التويت» وهو تصحيف، والتصحيح من معجم البلدان 1/ 512 وهو مدخل أهل الحجاز إلى مصر. [2] في طبقات ابن سعد «الإدارة» ، والمثبت هو الصواب. والإداوة: إناء صغير من جلد يتّخذ للماء. [3] طبقات ابن سعد 3/ 65، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 551 و 555 رقم 1414 و 1417، تاريخ الطبري 4/ 375، تاريخ دمشق 321، 322. [4] طبقات ابن سعد 3/ 65، تاريخ دمشق 322 وفيه «فعل ذلك دوني» . [5] الحديث في تاريخ خليفة 169 وتاريخ دمشق 327. [6] في منتقى الأحمدية «ويفعل ويفعل» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 442 يميني باللَّه الَّذِي لَا إله إلّا هو مَا كتبت ولا علِمْتُ، وقد يكتب الكتاب على لسان الرجل ويُنْقَش الخاتم [1] ، فقالوا: قد أحَلَّ اللُه دَمَك، ونُقض [2] العهد والميثاق، وحصروه في القصر [3] . وَقَالَ ابن سيرين: إنّ عثمان بعث إليهم عليًّا فَقَالَ: تُعْطَوْن كتاب الله وتُعَتَّبُون من كلّ مَا سخِطْتُم، فأقبل معه ناسٌ من وجوههم، فاصطلحوا على خمسٍ: على أنّ المَنْفيَّ يُقْلب، والمحروم يُعْطَى، ويوفَّر الفَيْء، وَيُعْدَلُ في القسم، ويستعمل ذو الأمانة والقوّة، كتبوا ذلك في كتاب، وأن يردّوا ابن عامر إلى البصرة وأبا موسى إلى الكوفة [4] . وَقَالَ أَبُو الأشهب، عَنِ الحسن قَالَ: لقد رأيتهم تحاصبوا في المسجد حتّى مَا أبصر السماء، وإنّ رجلًا رفع مُصْحَفًا من حُجُرات النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمّ نادى: ألم تعلموا أن محمدًا قد بريء ممّن فرَّقُوا دِينَهم وكانوا شيعًا [5] . وَقَالَ سلّام: سمعت الحسن قَالَ: خرج عثمان يوم الجمعة، فقام إليه رجل فقال: أسألك كتاب الله، فقال: ويْحَك، أليس معك كتاب الله! قَالَ: ثمّ جاء رجلٌ آخر فنهاه، وقام آخر، وآخر، حتّى كَثُرُوا، ثمّ تحاصبوا حتّى لم أر أديمَ السماء [6] . وروى بِشْر بْن شَغَاف [7] ، عَنْ عبد الله بْن سلّام قَالَ: بينما عثمان   [1] في تاريخ خليفة «وينقش الخاتم على الخاتم» ، وفي تاريخ دمشق «ينقش بالخاتم على الخاتم» . [2] في تاريخ خليفة «ونقضت» . [3] تاريخ خليفة 168 وانظر تاريخ الطبري 4/ 375 وما بعدها، وتاريخ دمشق 327، 328. [4] تاريخ خليفة 169، 170، تاريخ دمشق 328. [5] تاريخ الطبري 4/ 364، تاريخ دمشق 329. [6] تاريخ دمشق 330. [7] في نسخة دار الكتب «شعاف» ، والتصويب من تاريخ دمشق، والخلاصة 49. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 443 يخطُب، فقام رجل فنال منه، فَوَذَأْتُه فاتَّذَأ [1] فَقَالَ رجل: لَا يمنعك مكان ابن سلام أن تسبّ نَعْثَلًا، فإنّه من شيعته، فَقُلْتُ له: لقد قلتَ القولَ العظيم في الخليفة من بعد نوح [2] . وَذَأْتُه: زَجَرْتُه وقمعتُه. وقالوا لعثمان «نَعْثَلًا» تشبيهًا له برجلٍ مصريّ اسمه نَعْثَل [3] كان طويل اللّحْية. والنَّعْثَل: الذَّكَر من الضِّباع، وكان عُمَر يُشَبَّه بنوحٍ في الشِّدَّة. وَقَالَ ابن عُمَر: بينما عثمان يخطب إذ قام إليه جَهْجاه الغفاريّ، فأخذ من يده العصا فكسرها على رُكْبَته، فدخلت منها شظِيَّةٌ في رُكِبْته، فوقعت فيها الأكِلَة [4] . وَقَالَ غيره: ثمّ إنّهم أحاطوا بالدّار وحصروه، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ: إِنْ وَجَدْتُمْ فِي الْحَقِّ أَنْ تَضَعُوا رِجْلَيَّ فِي الْقَيْدِ فَضَعُوهُمَا [5] . وَقَالَ ثُمَامة بْن حَزْن القُشَيْرِيّ: شهِدْتُ الدّار وأشرف عليهم عثمان فَقَالَ: ائتوني بصاحبيكم اللّذين ألَّباكم، فدعيا له كأنّهما جملان أو حماران، فَقَالَ: أنْشُدُكم الله أتعلمون أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدِم المدينة وليس فيها ماء   [1] الكلمات مهملة في نسخة دار الكتب، وفي النسخة (ع) والمنتقى لابن الملّا مصحّفة، والتصحيح من النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، ولسان العرب (مادّة: وذأ) . [2] تاريخ دمشق 330. [3] ذكر المؤلّف في «المشتبه في أسماء الرجال» 1/ 86: «ونعثل يهوديّ بالمدينة كان يشبّه به عثمان رضي الله عنه» . [4] تاريخ الطبري 4/ 366، 367، تاريخ دمشق 332 و 333. [5] طبقات ابن سعد 3/ 70، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 567 رقم 1448، تاريخ خليفة 171، تاريخ دمشق 351. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 عَذْب غير بئر رومة، فَقَالَ: «من يشتريها فيكون دَلْوُه كدِلاء المُسْلِمين، وله في الجنة خيرٌ منها» فاشتريتُها، وأنتم اليوم تمنعوني أنْ أشرب منها حتّى أشرب من الماء [1] المالح؟ قالوا: اللَّهمّ نعم، قَالَ: أنْشُدُكم الله والإسلام، هل تعلمون أنّ المسجد ضاق بأهله، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يشتري بُقْعَةً بخيرٍ له منها في الجنّة» ، فاشتريتُها وزِدْتُها في المسجد، وأنتم تمنعوني اليوم أن أصلي فيها؟ قالوا: اللَّهمّ نعم، قَالَ: أنْشُدُكم الله، هل تعلمون أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان على ثَبِير [2] مكَة، فتحرك وعليه أَبُو بكر وعمر وأنا، فَقَالَ: «أسْكُنْ فليس عليك إلّا نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدان» . قالوا: اللَّهمّ نعم، فَقَالَ: الله أكبر شهِدُوا وربَّ الكعبة أنّي شهيد [3] . ورواه أَبُو سلمة بْن عبد الرحمن بنحْوه، وزاد فيه أنّه جهّز جيش الْعُسْرَةِ [4] . ثُمَّ قَالَ: ولكنْ طال عليكم أمري فاستعجلتم، وأردتم خلع سِرْبالٍ سَرْبَلَنِيه الله، وإنّي لَا أخلعه حتّى أموت أو أُقْتَلَ [5] . وعن ابن عُمَر قَالَ: فأشرف عليهم وَقَالَ: عَلَام تقتلونني؟ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يحل دمُ امرئٍ مسلمٍ إلّا بإحدى ثلاث: كُفْرُ بعد إسلام، أو رجل زَنَى بعد إحصان، أو رجل قتل نفسا» ، فو الله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت رجلا ولا كفرت [6] .   [1] (الماء) ساقطة من نسخة دار الكتب. [2] في نسخة الدار (بئر) عوض (ثبير) وهو تحريف. [3] تاريخ خليفة 172، 173. [4] انظر: تاريخ دمشق 337 وما بعدها. [5] انظر تاريخ خليفة 171، وطبقات ابن سعد 3/ 66، وتاريخ الطبري 4/ 371. [6] انظر: طبقات ابن سعد 3/ 69، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 566، وتاريخ الطبري 4/ 379، وتاريخ دمشق 348. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 قَالَ أَبُو أُمَامَة بْن سهل بْن حنيف: إنّي لمع عثمان وهو محصور، فكنّا ندخل إليه مدخلًا- أو أدْخَل إليه الرجل- نسمع كلام من على البلاط، فدخل يوما فيه وخرج إلينا وهو متغيّر اللون فَقَالَ: إنّهم يتوعّدوني بالقتل، فقلنا: يكْفِيكَهُمُ الله [1] . وَقَالَ سَهْلٌ السَّرَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ عُثْمَانُ: لَئِنْ قَتَلُونِي لَا يُقَاتِلُونَ عَدُوًّا جَمِيعًا أَبَدًا، وَلا يَقْتَسِمُونَ فَيْئًا جَمِيعًا أَبَدًا، وَلا يُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا [2] : وَقَالَ مثله عبد الملك بن أبي سليمان، عن أبي ليلى الكنديّ، وزاد فيه: ثمّ أرسل إلى عبد الله بْن سلّام فَقَالَ: مَا ترى؟ قَالَ: الكَفّ الكَفّ، فإنّه أبلغ لك في الحُجَّة، فدخلوا عليه فقتلوه وهو صائم رضي الله عنه وأرضاه [3] . وَقَالَ الحسن: حدّثني وثّاب قَالَ: بعثني عثمان، فدعوت له الأشترَ فَقَالَ: مَا يريد النّاس؟ قَالَ: إحدى ثلاث: يخيِّرُونك بين الخلْع، وبين أن تقتص من نفسك، فإنْ أبيتَ فإنّهم قاتلوك، فَقَالَ: مَا كنت لأخلع سِرْبالًا سَرْبَلَنيِهُ الله، وبدني مَا يقوم لقَصاص [4] . وَقَالَ حُمَيْد بْن هلال: ثنا عبد الله بْن مُغَفَّلٍ قَالَ: كان عبد الله بْن سلّام يجيء من أرضٍ له على حمارٍ يوم الجمعة، فلمّا حصر عثمان قال: يا أيّها النّاس لا تقتلوا عثمان، واستعتبوه، فو الّذي نفسي بيده ما قتلت أمّة نبيّها   [1] طبقات ابن سعد 3/ 67، تاريخ دمشق 351. [2] طبقات ابن سعد 3/ 67، تاريخ الطبري 4/ 372، تاريخ خليفة 171، تاريخ دمشق 351. [3] وانظر طبقات ابن سعد 3/ 71، وتاريخ دمشق 351. [4] انظر تاريخ خليفة 170. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 فصلُح ذات بينهم حتّى يُهْرِيقُوا دمَ سبعين ألفًا، وما قتلت أمَّةٌ خليفتها فيُصْلِحُ الله بينهم حتّى يُهْرِيقُوا دمَ أربعين ألفًا، وما هلكت أمّةٌ حتّى يرفعوا القرآن على السلطان، قَالَ: فلم ينظروا فيما قَالَ: وقتلوه، فجلس على طريق عليّ بْن أبي طالب، فَقَالَ له: لَا تأتِ العراق وَالْزَمْ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فو الّذي نفسي بيده لئن تركْتَهُ لَا تراه أبدًا، فَقَالَ من حول عليّ: دعنا نقتله، قَالَ: دعوا عبد الله بْن سلّام، فإنّه رجل صالح [1] . قَالَ عبد الله بْن مُغَفَّلٍ: كنت استأمرت عبد الله بْن سلّام في أرضٍ أشتريها. فَقَالَ بعد ذلك: هذه رأس أربعين سنة، وسيكون بعدها صُلْح فاشْتَرِها. قيل لحُمَيْد بن هلال: كيف ترفعون القرآن على السُّلطان؟ قَالَ: ألم تر إلى الخوارج كيف يتأوَّلُون القرآن على السُّلطان [2] ؟ ودخل ابن عُمَر على عثمان وهو محصور فَقَالَ: مَا ترى؟ قَالَ: أرى أن تُعْطِيهم مَا سألوك من وراء عَتَبة بابِك غير أن لَا تَخْلَع نفسَك، فَقَالَ: دونك عَطاءك- وكان واجدًا عليه- فَقَالَ: ليس هذا يوم ذاك. ثمّ خرج ابن عُمَر إليهم فَقَالَ: إيّاكم وقُتِل هذا الشيخ، واللَّهِ لئن قتلتموه لم تحجّوا البيت جميعا أبدا، ولم تجاهدوا عدوّكم جميعا أبدا، ولم تقتسموا فيئكم جميعا أبدا إلّا أن تجتمع الأجسادُ والأهواءُ مختلفة، ولقد رأيتنا وأصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوافِرون نقول: أَبُو بكر، ثُمَّ عُمَر، ثُمَّ عثمان. رواه عاصم بْن محمد العُمَرِيّ، عَنْ أبيه، عَنِ ابن عُمَر [3] . وعن أبي جعفر القاري قَالَ: كان المصريّون الذين حصروا عثمان   [1] رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 356. [2] تاريخ دمشق 357. [3] أخرجه ابن عساكر 359. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 ستمائة: رأسهم كِنَانة بْن بِشْر، وابن عُدَيْس البَلَوِيّ، وعَمْرو بْن الحَمِق، والذين قدموا من الكوفة مائتين، رأسهم الأشتر النَّخَعِيّ، والذين قدموا من البصرة مائة، رأسهم حُكَيْم بْن جَبَلة، وكانوا يدًا واحدة في الشّرّ، وكانت حُثَالةٌ من النَّاس قد ضَووا إليهم، وكان أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذين خذلوه كرِهُوا الفتنة وظنّوا أنّ الأمر لَا يبلغ قتله، فلمّا قُتِل نِدموا على مَا ضيّعوا في أمره، ولَعَمْري لو قاموا أو قام بعضُهم فحثا في وجوه أولئك التّراب لا نصرفوا خاسئين [1] . وَقَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار: حدّثني محمد بْن الحسن قَالَ: لمّا كثُر الطَّعْن على عثمان تنحّى عليٌّ إلى ماله بيَنْبُع [2] ، فكتب اليه عثمان: أمّا بعد فقد بلغ الحزامُ الطُّبْيَيْن، وبلغ [3] السَّيْلُ الزُّبي، وبلغ الأمرُ فوق قدْره، وطمع في الأمر من لَا يدفع عَنْ نفسه: فإن كنت مأكولًا فكُنْ خير آكلٍ ... وإلّا فأدْرِكْني ولَمّا أُمَزَّقِ والبيت لشاعر من عبد القيس [4] . الطّبي: موضع الثّدي من الخيل.   [1] طبقات ابن سعد 3/ 71 وفيه «خاسرين» ، تاريخ دمشق 362، 363. [2] ينبع: بالفتح ثم السكون ثم باء موحّدة مضمومة. عين على يمين رضوى من المدينة على سبع مراحل. (معجم البلدان 5/ 449، 450) . [3] في تاريخ دمشق 364 «خلّف» بدل «بلغ» . [4] قال هشام بن الكلبيّ: هذا البيت للممزّق العبديّ واسمه شأس بن نهار بن الأسود بن حزيل، وبه سمّي الممزّق. (أنساب الأشراف للبلاذري ق 4 ج 1/ 568 رقم 1451) وانظر: الكامل للمبرد 1/ 7 والإمامة والسياسة لابن قتيبة 1/ 58، وعيون الأخبار له 1/ 34، وغريب الحديث لأبي عبيد 3/ 428، ومحاضرات الأدباء لراغب الأصفهاني 1/ 130، المفضّليّات للضبيّ 291، وطبقات الجمحيّ 274، والبدء والتاريخ للمقدسي 5/ 206، والعقد الفريد لابن عبد ربّه 2/ 164، وتاريخ دمشق (ترجمة عثمان) - ص 364، والإكمال لابن ماكولا 7/ 292، وتبصير المنتبه 4/ 1320. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 وَقَالَ محمد بْن جُبَيْر بْن مُطْعم: لمّا حُصر عثمان أرسل إلى عليّ: إنّ ابن عمِّك مقتول، وإنّك لَمَسْلُوب [1] . وعن أبان بْن عثمان قَالَ: لمّا أَلَحُّوا على عثمان بالرَّمْي، خرجتُ حتّى أتيت عليًّا فَقُلْتُ: يا عمّ أهْلَكَتنا الحجارة، فقام معي، فلم يزل يرمي حتى فتر مَنْكِبُهُ، ثُمَّ قَالَ: يا بْن أخي، أجمع حَشَمَك، ثمّ يكون هذا شأنك [2] . وقال حبيب بن أبي ثابت، عن أبي جعفر محمد بْن عليّ: إن عثمان بعث إلى عليّ يدعوه وهو محصور، فأراد أن يأتيه، فتعلّقوا به ومنعوه، فحسر عمامةً سوداء عَنْ رأسه وَقَالَ: اللَّهمّ لَا أرضى قتْلَه ولا آمُرُ به [3] . وعن أبي إدريس الخوْلاني قَالَ: أرسل عثمان إلى سعد، فأتاه، فكلَّمه، فَقَالَ له سعد أرسِلْ إلى عليّ، فإنْ أتاك ورضي صَلُح الأمرُ، قَالَ: فأنت رسولي إليه، فأتاه، فقام معه عليّ، فمرّ بمالك الأشتر، فَقَالَ الأشتر لأصحابه: أين يريد هذا؟ قالوا: يريد عثمان، فَقَالَ: واللَّهِ لَئِنْ دخل عليه لَتُقْتَلُنَّ عَنْ آخِرِكم، فقام إليه في أصحابه حتّى اختلجه [4] عَنْ سعد وأجلسه في أصحابه، وأرسل إلى أهل مصر: إن كنتم تريدون قتْلَه فأسرِعوا. فدخلوا عليه فقتلوه [5] . وعن أبي حبيبة قَالَ: لمّا اشتدّ الأمر، قالوا لعثمان- يعني الذين عنده   [1] تاريخ دمشق 368. [2] أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 569 رقم 1455، تاريخ دمشق 371. [3] أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 569 رقم 1454، طبقات ابن سعد 3/ 68، تاريخ دمشق 371. [4] أصل الخلج: الجذب والنزع، كما في «النهاية» لابن الأثير، وانظر: لسان العرب- مادّة «خلج» . [5] تاريخ دمشق 373. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 449 في الدّار- أئذَنْ لنا في القتال، فَقَالَ: أعْزِمُ على من كانت لي عليه طاعةٌ أنْ لَا يقاتل [1] . أَبُو حبيبة هو مولى الزُّبَيْر، روى عنه موسى بْن عقبة [2] . قَالَ محمد بن سعد: ثنا محمد بن عمر، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِسْوَرِ [3] ابْنِ مَخْرَمَةَ. (ح) [4] ، وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. (ح) ، وَثنا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالُوا: بَعَثَ عُثْمَانُ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُعْلِمُهُ أَنَّهُ مَحْصُورٌ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ يُجَهِّزَ إِلَيْهِ جَيْشًا سَرِيعًا. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، رَكِبَ مُعَاوِيَةُ لِوَقْتِهِ هُوَ وَمُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ، وَابْنُ حُدَيْجٍ، فَسَارُوا مِنْ دِمَشْقَ إِلَى عُثْمَانَ عَشْرًا. فَدَخَلَ مُعَاوِيَةُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَقَبَّلَ رَأْسَ عُثْمَانَ، فَقَالَ: أَيْنَ الْجَيْشُ؟ قَالَ: مَا جِئْتُ إلّا في ثلاثة رهط، فقط عُثْمَانُ: لَا وَصَلَ اللَّهُ رَحِمَكَ، وَلا أَعَزَّ نصرك، ولا جزاك خيرا، فو الله لَا أُقْتَلُ إِلَّا فِيكَ، وَلا يُنْقَمُ عَلَيَّ إِلَّا مِنْ أَجْلِكَ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَوْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ جَيْشًا فَسَمِعُوا بِهِ عَاجَلُوكَ فَقَتَلُوكَ، وَلَكِنَّ مَعِي نَجَائِبَ، فَاخْرُجْ مَعِي، فَمَا يشعر بي أحد، فو الله ما   [1] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 374، وخليفة في تاريخه 173 بنحوه، من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن يحيى بن سعيد، عَنْ عبد الله بْن عامر بْن ربيعة. [2] هو جدّ موسى أبو أمّه. (تاريخ دمشق 374) . [3] في النسخة (ع) «مسعود» بدل «مسور» ، وهو خطأ، والتصحيح من نسخة دار الكتب ومنتقى الأحمدية، وغيره. [4] رمز، يعني تحويل السند. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 هِيَ إِلَّا ثَلاثٌ حَتَّى نَرَى مَعَالِمَ الشَّامِ، فَقَالَ: بِئْسَ مَا أَشَرْتَ بِهِ، وَأَبَى أَنْ يُجِيبَهُ، فَأَسْرَعَ مُعَاوِيَةُ رَاجِعًا، وَوَرَدَ الْمِسْوَرُ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ بِذِي الْمَرْوَةِ رَاجِعًا. وَقَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ ذَامٌّ لِمُعَاوِيَةَ غَيْرُ عَاذِرٍ لَهُ. فَلَمَّا كَانَ فِي حَصْرِهِ الآخِرِ، بَعَثَ الْمِسْوَرَ [1] ثَانِيًا إِلَى مُعَاوِيَةَ لِيُنْجِدَهُ فَقَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ أَحْسَنَ فَأَحْسَنَ اللَّهُ بِهِ، ثُمَّ غَيَّرَ فَغَيَّرَ اللَّهُ بِهِ، فشددتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: تَرَكْتُمْ عُثْمَانَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ نَفْسُهُ فِي حُنْجُرَته قُلْتُمُ: اذْهَبْ فَادْفَعْ عَنْهُ الْمَوْتَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِيَدِي، ثُمَّ أَنْزلني فِي مَشْرَبَةٍ [1] عَلَى رَأْسِهِ، فَمَا دَخَلَ عَلَيَّ دَاخِلٌ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ [2] . وأمّا سَيْف بْن عُمَر، فروى عَنْ أبي حارثة، وأبي عثمان قالا: لمّا أتى معاوية الخبر أرسل إلى حبيب بْن مسْلَمَة الفِهْرِيّ فَقَالَ: أشِرْ عليَّ برجلٍ مُنَفِّذٍ لأمري، ولا يقصِّر، قَالَ: مَا أعرف لذاك غيري، قَالَ: أنت لها. وجعل على مقدّمته يزيد بْن شجعة [3] الحِمْيَريّ في ألفٍ وَقَالَ: إنْ قدمت يا حبيب وقد قُتِلَ، فلا تَدَعَنّ أحدًا [4] أشار إليه ولا أعان عليه إلّا قتلته، وإنْ أتاك الخبر قبل أن تصل، فأقمْ حتّى انظر، وبعث يزيد بْن شجعة في ألفٍ على البغال، يقودون الخيل، معهم الإبل عليها الرَّوَايَا فأغذَّ السَّير، فأتاه قتْلُهُ بقُربْ خيْبَرَ. ثمَّ أتاه النُّعمان بْن بشير، معه القميص الَّذِي فيه الدّماء وأصابع امرأته نائلة، قد قطعوها بضربة سيف، فرجعوا، فنصب معاوية القميص   [1] في نسخة الدار (المسلمون) عوض (المسور) المثبتة في منتقى ابن الملّا، ومنتقى الأحمدية و (ع) ، وتاريخ دمشق. [2] تاريخ دمشق 379، 380. [3] هكذا في الأصول، وتاريخ دمشق 380، وترجمته في المخطوطة من تاريخ دمشق (النسخة الأزهرية) 53/ ورقة 153 وقد أثبته القدسي في طبعة 3/ 246 «الشجري» وقال: المثبت من المراجع المشهورة. «أقول» : هذا وهم، فالشجريّ هو الرهاوي وليس الحميري كما هو هنا. [4] هذه الجملة مصحّفة في نسخة دار الكتب، والتصويب من الأصل وتاريخ دمشق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 على منبر دمشق، والأصابع معلّقة فيه، وآلى رجالٌ من أهل الشّام لَا يأتون النّساء ولا يمسُّون الْغُسْلَ إلّا من حُلُم، ولا ينامون على فراشٍ حتّى يقتلوا قَتَلَةَ عثمان، أو تَفْنَى أرواحهُم، وبَكَوْه سنةً [1] . وَقَالَ الأوزاعيّ: حدثني محمد بْن عبد الملك بْن مروان، أنّ المغيرة ابن شُعْبَة، دخل على عثمان وهو محصور فَقَالَ: إنّك إمام العامَّة، وقد نزل بك مَا نرى، وإني أعرض عليك خِصالًا: إمّا أنْ تخرج تقاتلهم، فإنّ معك عددًا وقوّة. وإمّا أنْ تَخْرق لك بابًا سوى الباب الَّذِي هم عليه، فتقعد على رواحلك فتَلْحق بمكة، فإنَّهم لن يستحلُّوك وأنت بها، وإمّا أن تلحق بالشّام، فإنّهم أهل الشّام، وفيهم معاوية. فَقَالَ: إنّي لن أفارق دار هجرتي، ولن أكون أوّل من خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّته بسفْك الدِّماء [2] . وَقَالَ نافع، عَنِ ابن عُمَر: أصبح عثمان يحدّث النَّاس قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ في المنام، فَقَالَ: «أفطِرْ عندنا غدًا» فأصبح صائمًا، وقُتِلَ من يومه [3] . وَقَالَ محمد بْن سيرين: مَا أعلم أحدا يتَّهم عليًّا في قتْل عثمان، وقُتِلَ وإنّ الدَّارَ غاصَّة، فيهم ابن عُمَر، والحسن بْن عليّ، ولكنَّ عثمان عزم عليهم أن لَا يقاتلوا [4] . ومن وجه آخر. عَنِ ابن سيرين قال: انطلق الحسن والحسين وابن عُمَر، ومروان، وابن الزبير، كلهم شاك السّلاح، حتّى دخلوا على عثمان،   [1] تاريخ دمشق 380، 381، وانظر تاريخ الطبري 4/ 562. [2] تاريخ دمشق 387 و 388. [3] طبقات ابن سعد 3/ 75، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 574 رقم 1469، تاريخ دمشق 389. [4] تاريخ دمشق 395. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 فقال: أعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم، فقال ابن الزبير، ومروان: نحن نعزم على أنفسنا أن لَا نبْرَح، وخرج الآخرون [1] . وَقَالَ ابن سيرين: كان مع عثمان يومئذ في الدّار سبعمائة، لو يَدَعُهُم لَضَرَبوهم حتّى يُخْرِجُوهم من أقطارها [2] . وروي أنّ الحسن [3] بْن عليّ مَا راح حتّى خرج [4] . وقال عبد الله بْن الزُّبَيْر: قلت لعثمان: قاتلهم، فو الله لقد أحلّ الله لك قِتَالهم، فَقَالَ: لَا أقاتلهم أبدًا، فدخلوا عليه وهو صائم. وقد كان عثمان أمَّر ابن الزُّبَيْر على الدار، وَقَالَ: أطيعوا عبد الله بْن الزُّبَيْر [5] . وَقَالَ ابن سيرين: جاء زيد بْن ثابت في ثلاثمائة مِنَ الأَنْصَار، فدخل على عثمان فَقَالَ: هذه الأنصار بالباب. فَقَالَ: أمّا القتال فلا [6] . وَقَالَ أَبُو صالح، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: دخلت على عثمان يوم الدَّار فَقُلْتُ: طاب الضَّرْبُ، فَقَالَ: أيَسُرُّك أنْ يُقْتل النّاسُ جميعًا وأنا معهم؟ قلت: لَا، قَالَ [7] فإنّك إنْ قتلت رجلا واحدا، فكأنّما قتلت النّاس جميعا،   [1] تاريخ خليفة 174، تاريخ دمشق 396. [2] تاريخ خليفة 173 عن محمد بن سيرين، قال، قال سليط بن سليط: «نهانا عثمان عن قتالهم ... » ، طبقات ابن سعد 3/ 71، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 564 رقم 1435، تاريخ دمشق 403. [3] في منتقى الأحمدية «الحسين» وهو تحريف. [4] في منتقى الأحمدية «جرح» والمثبت عن الأصل. وفي تاريخ خليفة 174 من طريق كهمس، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، وزاد عبد الأعلى: «أن الحسن بن عليّ كان آخر من خرج من عند عثمان» . وانظر: تاريخ دمشق 402. [5] تاريخ دمشق 399، 400. [6] تاريخ دمشق 400. [7] (قال) ساقطة من نسخة الدار فاستدركتها من منتقى ابن الملا ومنتقى الأحمدية و (ع) ، وتاريخ دمشق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 فانصرفت ولم أقاتل [1] . وعن أبي عَون مولى المِسْوَر قَالَ: مَا زال المصريّون كافّين عَنِ القتال، حتّى قدِمَتْ أمدادُ العراق من عند ابن عامر، وأمداد ابن أبي سَرْحٍ من مصر، فقالوا: نُعاجِلُهُ قبل أن تَقْدَم الأمداد [2] . وعن مسلم أبي سعيد قَالَ: أعتق عثمان عشرين مملوكًا، ثمّ دعا بسراويل، فشدّها عليه [3] . ولم يلْبَسْها في جاهلية ولا إسلام، وَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البارحة، وأبا بكر، وعمر، فَقَالَ: «اصْبِرْ فإنّك تُفْطِر عندنا القابلة» ثمّ نشر الْمُصْحَفَ بين يديه، فقُتِلَ وهو بين يديه [4] . وَقَالَ ابن عَوْن، عَنِ الحَسَن: أنبأني وثّاب مولى عثمان قَالَ: جاء رُوَيْجل كأنّه ذِئبٌ، فاطَّلع من بابٍ، ثمّ رجع، فجاء محمد بْن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلًا، فدخل حتّى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فَقَالَ بها حتى سمعتُ وقع أضْراسه، فَقَالَ: مَا أغنى عنك معاوية، مَا أغنى عنك ابن عامر، مَا أغْنتْ عنك كُتُبُك، فَقَالَ: أرسِلْ لِحْيَتي يا بْن أخي، قَالَ: فأنا رأيُتُه استعْدَى رجلًا من القوم عليه يُعِينُهُ، فقام إلى عثمان بمِشْقَصٍ، حتّى وجَأ به في رأسه [5] ثُمَّ تَعَاوَرُوا عليه حتّى قتلوه [6] . وعن ريطة مولاة أسامة قالت: كنت في الدّار، إذ دخلوا، فجاء محمد فأخذ بلحية عثمان فَهَزّها، فَقَالَ: يا بْن أخي دَعْ لِحْيَتي لَتَجْذُب مَا يعزُّ على أبيك أن تُؤْذِيها. فرأيته كأنّه استحى، فقام، فجعل بطرف ثوبه هكذا: ألا   [1] أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 563 رقم 1430، تاريخ دمشق 401، ورواه خليفة مختصرا في تاريخه 173. [2] طبقات ابن سعد 3/ 71، 72، تاريخ دمشق 404. [3] إنّما لبسها لئلّا تبدو عورته إذا قتل، رضي الله عنه. [4] تاريخ دمشق 405. [5] في الرواية زيادة هنا «قلت: ثم مه» . [6] تاريخ خليفة 174، تاريخ دمشق 409. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 ارجعوا. قالت: وجاء رجلٌ من خلف عثمان بسعفَة رَطْبة، فضرب بها جبهَتَه فرأيت الدم يسيل، وهو يمسحه ويقول: «اللَّهمّ لَا يطلب بدمي غيرك» [1] ، وجاء آخر فضربه بالسَّيف على صدره فأقْعَصَه [2] ، وتَعَاوَرُوه بأسيافهم، فرأيتُهم ينْتَهِبُون بيته [3] . وَقَالَ مجالد [4] ، عَنِ الشَّعْبِيّ قَالَ: جاء رجل من تُجَيْب من المصريين، والنّاس حول عثمان، فاسْتَلَّ سيفه، ثمّ قَالَ: أفْرِجوا، ففرجوا له، فوضع ذباب سيفه في بطْن عثمان، فأمسكت نائلة بنتُ الفَرافصة زوجةُ عثمان السيف لتمنع عنه، فحزّ السيف أصابعها [5] . وقيل: الَّذِي قتله رجلٌ يقال له حمار [6] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ تَسَوَّرَ مِنْ دَارِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَلَى عُثْمَانَ، وَمَعَهُ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ، وَسُودَانُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، فَوَجَدُوهُ عِنْدَ نَائِلَةَ يَقْرَأُ فِي المصحف، فتقدّمهم محمد، فأخذ بلحيته وقال:   [1] ورد من دعاء عثمان عليهم في (الثقات لابن حبّان 2/ 261) : اللَّهمّ فشتّت أمرهم، وخالف بين كلمتهم، وانتقم لي منهم، واطلبهم لي طلبا حثيثا. وقد استجيب دعاؤه في كلّ ذلك. وقال ابن كثير في (البداية والنهاية 7/ 189) : لمّا بلغ سعد بن أبي وقّاص- وكان مستجاب الدعاء- قتل عثمان قال ... : اللَّهمّ اندمهم، ثمّ خذهم. وقد أقسم بعض السّلف باللَّه أنّه ما مات أحد من قتلة عثمان إلّا مقتولا. [2] أقعصه، وقعصته: إذا قتلته قتلا سريعا. (لسان العرب- قعص) . [3] تاريخ دمشق 411، 412 وفيه زيادة: «فهذا يأخذ الثوب، وهذا يأخذ المرآة، وهذا يأخذ الشيء» . [4] في نسخة دار الكتب «مجاهد» وهو تحريف، والمثبت عن النسخة ع ومنتقى الأحمدية، وتاريخ دمشق، وتهذيب التهذيب 10/ 39. [5] تاريخ دمشق 412. [6] تاريخ خليفة 175. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 455 يَا نَعْثَلُ قَدْ أَخْزَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ: لَسْتُ بِنَعْثَلٍ وَلَكِنَّنِي عَبْدُ اللَّهِ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا أَغْنَى عَنْكَ مُعَاوِيَةُ وَفُلانٌ وَفُلانٌ، قال: يا بن أَخِي دَعْ لِحْيَتِي، فَمَا كَانَ أَبُوكَ لِيَقْبِضَ عَلَى مَا قَبَضْتَ، فَقَالَ: مَا يُرَادُ بِكَ أَشَدَّ مِنْ قَبْضَتِي، وَطَعَنَ جَنْبَهُ بِمِشْقَصٍ، وَرَفَعَ كِنَانَةُ مَشَاقِصَ فَوَجَأَ بِهَا فِي أُذُنِ عُثْمَانَ، فَمَضَتْ حَتَّى دَخَلَتْ فِي حَلْقِهِ، ثُمَّ عَلاهُ بِالسَّيْفِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: فَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَوْنٍ يَقُولُ: ضَرَبَ كِنَانَةُ بْنُ بِشْرٍ جَبِينَهُ بِعَمُودِ حَدِيدٍ، وَضَرَبَهُ سُودَانُ الْمُرَادِيُّ فَقَتَلَهُ، وَوَثَبَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ، وَبِهِ رَمَقٌ، وَطَعَنَهُ تِسْعَ طَعَنَاتٍ وَقَالَ: ثَلاثٌ للَّه، وَسِتٌّ لِمَا فِي نَفْسِي عَلَيْهِ [1] . وعن المُغِيرَة قَالَ: حصروه اثنين وعشرين يومًا، ثمّ احرقوا الباب، فخرج من في الدّار. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: فَتَحَ عُثْمَانُ الْبَابَ وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ [2] بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ، فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لأَوَّلُ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ [3] ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْمَوْتُ الأَسْوَدُ، فَخَنَقَهُ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ بالسّيف، قال: فو الله مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَلْيَنَ مِنْ حَلْقِهِ [4] ، لَقَدْ خنقته حتّى رأيت نفسه مثل الجان [5] تردّد في جسده [6] .   [1] طبقات ابن سعد 3/ 73، تاريخ الطبري 4/ 393، تاريخ دمشق 413، وانظر: أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 574، 575 رقم 1470. [2] (المصحف) مستدركة من منتقى الأحمدية. [3] يريد أنّها كتبت القرآن الكريم. [4] في تاريخ خليفة «خناقه» . [5] في نسخة دار الكتب «ألحان» ، والمثبت من بقيّة النسخ، وتاريخ خليفة، وتاريخ الطبري، وتاريخ دمشق. والجانّ: ضرب من الحيّات، وهو الدقيق الخفيف. قال تعالى تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ 27: 10. [6] تاريخ خليفة 174، 175، تاريخ الطبري 4/ 384، تاريخ دمشق 416. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 وعن الزُّهْرِيّ قَالَ: قُتِل عند صلاة العصر، وشدّ عبدٌ لعثمان على كِنانة ابن بِشْر فقتله، وشدّ سودان على العبد فقتله [1] . وَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ضربوه فجرى الدَّمُ على المُصْحَف على: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 2: 137 [2] . وَقَالَ عمران بْن حُدَيْر، إلّا يكن عبد الله بْن شقيق حدّثني: أنّ أوّل قطرةٍ قطرت [من دمه] [3] على: فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله 2: 137 فإنّ أبا حُرَيْث ذكر أنّه ذهب هو وسُهَيْلٌ المُرِّيّ، فأخرجوا إليه الْمُصْحَفَ، فإذا قطرة الدّم على فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله 2: 137 قَالَ: فإنها في المُصْحَف مَا حُكَّتْ [4] . وَقَالَ محمد بْن عيسى بْن سُمَيْع [5] عَنِ ابن أبي ذئب، عَنِ الزُّهْرِيّ: قلت لسعيد بْن المسيب: هل أنت مُخْبري كيف كان قتل عثمان؟ قَالَ: قُتِلَ مظلومًا، ومن خذله كان معذورًا، ومن قتله كان ظالمًا، وإنّه لمّا استُخْلف كره ذلك نفرٌ من الصحابة، لأنه كان يحب قومه ويولّيهم، فكان يكون منهم مَا تُنْكره الصَّحابة فيُسْتَعْتَبُ [فيهم، فلا يعزِلُهُمّ، فلمّا كان في السّتّ الحِجَج الأواخر استأثر ببني عمّه فولّاهم] [6] وما أشرك معهم، فولّى عبد الله بْن أبي سَرْحٍ مصر، فمكث عليها سنين [7] ، فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه. وقد كان قبل ذلك من عثمان هَنَاتٌ إلى ابن مسعود، وأبي ذرّ   [1] انظر تاريخ دمشق 419، وتاريخ الطبري 4/ 391. [2] سورة البقرة- الآية 137. والخبر في أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 585 رقم 1490، وتاريخ دمشق 419. [3] زيادة من منتقى الأحمدية ومنتقى ابن الملّا، ع. [4] تاريخ خليفة 175، تاريخ دمشق 420. [5] هو: محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع. (تهذيب التهذيب 9/ 390) . [6] ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ، استدركته من «منتقى الأحمدية» ، وتاريخ دمشق. [7] «سنين» ساقطة من الأصول، استدركتها من تاريخ دمشق، وتاريخ الخلفاء للسيوطي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 وعمّار فحنق عليه قومُهم، وجاء المصريون يشكون ابن أبي سَرْح، فكتب إليه يتهدّده فأبى أن يقبل، وضرب بعضَ من أتاه ممّن شكاه فقتله. فخرج من أهل مصر سبعمائة رجلٍ، فنزلوا المسجد، وشكوا إلى الصَّحابة مَا صنع ابن أبي سَرْح بهم، فقام طلْحة فكلَّم عثمان بكلامٍ شديد، وأرسلت إليه عائشة تقول له: أنصِفهم من عاملك، ودخل عليه عليّ، وكان متكلّم القوم فَقَالَ: إنّما يسألونك رجلًا مكان رجلٍ، وقد ادّعوا قِبَلَه دمًا، فاعزله، واقض بينهم، فَقَالَ: اختاروا رجلًا أُوَلِّه، فأشاروا عليه بمحمد بْن أبي بكر، فكتب عهده، وخرج معهم عددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وابن أبي سَرْح، فلمّا كان محمد على مسيرة ثلاث من المدينة، إذا هم بغلامٍ أسودٍ على بعيرٍ مسرِعًا، فسألوه، فَقَالَ: وجَّهني أميرُ المؤمنين إلى عامل مصر، فقالوا له: هذا عامل أهلِ مصر، وجاءوا به إلى محمد، وفتَّشوه فوجدوا إداوته تَتَقَلْقَلَ، فشقّوها، فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابْن أبي سَرْح، فجمع محمد، من عنده من الصَّحابة، ثمّ فكّ الكتاب، فإذا فيه: إذا أتاك محمد، وفلانٌ، وفلانٌ فاستحِلّ قتْلَهُم، وأبِطل كتابه، واثبتْ على عملك. فلمّا قرءوا الكتاب رجعوا إلى المدينة، وجمعوا طَلْحة، وعليًّا، والزّبير، وسعدًا، وفضُّوا الكتاب، فلم يبق أحدٌ إلّا حنِقَ على عثمان، وزاد ذلك غضبًا وحنقًا أعوانُ أبي ذَرّ، وابن مسعود، وعمّار. وحاصر أولئك عثمان وأجلب عليه محمد بْن أبي بكر ببني تَيْم، فلمّا رأى ذلك عليّ بعث إلى طلْحة، والزُّبَيْر، وعمّار، ثُمَّ دخل إلى عثمان، ومعه الكتاب والغلام والبعير فَقَالَ: هذا الغلام والبعيرُ لك؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فهذا كتابك؟ فحلف أنّه مَا كتبه ولا أمر به، قَالَ: فالخاتم خاتمك؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ: كيف يخرج غلامك ببعيرك بكتابٍ عليه خاتمك ولا تعلم به!. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 وعرفوا أنّه خطّ مَرْوان. وسألوه أن يدفع إليهم مَرْوان، فأبَى وكان عنده في الدّار، فخرجوا من عنده غِضابًا، وشكّوا في أمره، وعلِمُوا أنّه لَا يحلف بباطلٍ ولزموا بيوتهم. وحاصره أولئك حتّى منعوه الماء، فأشرف يومًا فَقَالَ: أفيكُمٍ عليّ؟ قالوا: لَا، قَالَ: أفيكم سعد؟ قالوا: لَا، فسكت، ثُمَّ قَالَ: ألا أحدٌ يَسْقينا ماء. فبلغ ذلك عليًّا، فبعث إليه بثلاث قِرَبٍ فجُرح في سببها جماعةٌ حتّى وصلت إليه، وبلغ عليًّا أنّ عثمان يراد قتْلُهُ فَقَالَ: إنّما أردنا منه مروان، فأمّا عثمان، فلا ندع أحدًا يصل إليه. وبعث إليه الزُّبَيْر ابنه، وبعث طلحة ابنه، وبعث عدّةٌ من الصحابة أبناءهم، يمنعون النَّاس منه، ويسألونه إخراج مروان، فلمّا رأى ذلك محمد بْن أبي بكر، ورمى النّاسُ عثمان بالسهام، حتى خُضِب [الحسن] [1] بالدماء على بابه، وأصاب مروان سهم، وخُضِب محمد بْن طلحة، وشُجَّ قَنْبر مولى عليّ. فخشي محمد أن يغضب بنو هاشم خالُ الحسن، فاتّفق هو وصاحباه، وتسوُّروا من دارٍ، حتّى دخلوا عليه، ولا يعلم أحدٌ من أهل الدّار، لأنهم كانوا فوق البيوت، ولم يكن مع عثمان إلّا امرأته. فدخل محمد فأخذ بلِحْيَتِه، فَقَالَ: والله لو رآك أبوك لَساءه مكانُك منّي، فتراخت يدُه، ووثب الرجلان عليه فقتلاه، وهربوا من حيث دخلوا، ثمّ صرخت المرأة، فلم يُسمع صُراخُها لما في الدار من الجلبة. فصعدت إلى النَّاس وأخبرتهم، فدخل الحسن والحسين وغيرهما، فوجدوه مذبوحًا. وبلغ عليًّا وطلحة والزُّبَيْر الخبر، فخرجوا- وقد ذهبت عقولهم- ودخلوا   [1] إضافة من تاريخ دمشق 423 وتاريخ الخلفاء للسيوطي 160. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 فرأوه مذبوحًا، وَقَالَ عليّ: كيف قُتِلَ وأنتم على الباب؟ ولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم ابن الزُّبَيْر، وابن طلحة، وخرج غضْبان إلى منزله، فجاء النّاس يُهْرعُون إليه ليُبايعوه، قال: ليس ذاك إليكم، إنما ذاك إلى أهل بدر، فمن رضوه فهو خليفة، فلم يبق أحدٌ من البدريّين إلّا أتى عليًّا، فكان أوّل من بايعه طلحة بلسانه، وسعدٌ بيده، ثُمَّ خرج إلى المسجد فصعد المنبر، فكان أول من صعد طلحة، فبايعه بيده، ثمّ بايعه الزُّبَيْر وسعد والصّحابة جميعا، ثمّ نزل فدعا النّاسَ، وطلب مروان، فهرب منه هو وأقاربه. وخرجت عائشة باكيةً تقول: قُتِل عثمان، وجاء عليٌّ إلى امرأة عثمان فَقَالَ: مَن قتله؟ قالت: لَا أدري، وأخبرتْهُ بما صنع محمد بن أبي بكر. فسأله عليّ، فقال: تكذِب، قد واللهِ دخلتُ عليه، وأنا أريد قتله، فذكر لي أبي، فقمتُ وأنا تائبٌ إلى الله، واللِه مَا قتلتُهُ ولا أمسكتُهُ، فَقَالَتْ: صَدَق، ولكنّه أدخل اللَّذَيْن قتلاه [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ [2] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: اجْتَمَعْنَا فِي دَارِ مَخْرَمَةَ لِلْبَيْعَةِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقَالَ أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ: أَمَّا مَنْ بَايَعْنَا مِنْكُمْ فَلا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قِصَاصٍ، فَقَالَ عمّار: أمّا دم عثمان فلا، فقال: يا بن سُمَيَّةَ، أَتَقْتَصُّ مِنْ جَلَدَاتٍ جُلِدْتَهُنَّ، وَلا تَقْتَصُّ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ! فَتَفَرَّقُوا يَوْمَئِذٍ عَنْ غَيْرِ بَيْعَةٍ. وروي عُمَر بْن عَلِيِّ بْن الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ مروان: مَا كان في القوم أدفع عَنْ صاحبنا من صاحبكم- يعني عليّا- عن عثمان، قال:   [1] الحديث بطوله في: الرياض النضرة 2/ 125، وتاريخ دمشق 421- 424، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 157- 161، وأنساب الأشراف للبلاذري ق 4 ج 1/ 556- 560 رقم 1419. [2] في منتقى ابن الملا (بن أبي وقّاص) وهو وهم صحّحته من (تهذيب التهذيب 9/ 375) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 فَقُلْتُ: مَا بالُكُم تسُبُّونه على المنابر! قَالَ: لَا يستقيم الأمر إلّا بذلك. رواه ابن أبي خَيْثَمَة. بإسناد قويٍّ، عَنْ عُمَر [1] . وَقَالَ الواقِديّ، عَنِ ابن أبي سَبْرَة، عَنْ سعيد بْن أبي زيد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: كان لعثمان عند خازنه يوم قُتِل ثلاثون ألف ألف درهم، وخمسون ومائة ألف دينار، فانتهبت وذهبت، وترك ألف بعيرٍ بالرَّبذَة، وترك صدقاتٍ بقيمة مائتي ألف دينار [2] . وَقَالَ ابن لهيعة، عَنْ يزيد بْن أبي حبيب قَالَ: بلغني أنّ الركب الذين ساروا إلى عثمان عامَّتُهُم جُنُّوا [3] . وَقَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ- يَعْنِي عُثْمَانَ- وَلا أَمَرْتُ، وَلَكِنْ غُلِبْتُ، يَقُولُ ذَلِكَ ثَلاثًا [4] . وَجَاءَ نَحْوُهُ عَنْ عَلِيٍّ مِنْ طُرُقٍ [5] . وَجَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ لَعَنَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ [6] . وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: مَا سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك [7] :   [1] أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف- ص 184 و 85 انظر الجزء الخاص بترجمة عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي- طبعة مؤسسة الأعلمي ببيروت 1394 هـ. / 1974 م. [2] طبقات ابن سعد 3/ 76، 77. [3] تاريخ دمشق 458. [4] طبقات ابن سعد 3/ 82، تاريخ دمشق 462. [5] انظر تاريخ دمشق 461- 466. [6] انظر تاريخ دمشق 466- 468. [7] «بن مالك» سقطت من نسخة دار الكتب، والاستدراك من المنتقى نسخة المكتبة الأحمدية، و (ع) ، وتاريخ دمشق 547، والبداية والنهاية لابن كثير 7/ 196. ونسبت الأبيات لرجل من الأنصار، وللمغيرة بن الأخنس، وللوليد بن عقبة بن أبي معيط، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 461 فكَفَّ يديه ثُمَّ أغلق بابه ... وأيقن أنّ الله ليس بغافل وَقَالَ لأهل الدّار: لَا تقتلوهم [1] ... عفا الله عَنْ كل [2] امرئٍ لم يُقاتل فكيف رأيتَ الله صبَّ عليهمُ- ... العداوة والبغضاء بعد التوَّاصُلِ وكيف رأيت الخير أدبر بعده [3] ... عَنِ النّاس إدبار [4] النَّعامٍ الْجَوَافِلِ ورثاه حسّانُ بْن ثابت بقوله: مَنْ سَرَّه الموتُ صِرْفًا لَا مِزاجَ له ... فلْيأتِ مأدُبةً [5] في دار عُثمانا ضحُّوا بأشْمَطَ [6] عُنْوانُ السُّجُود به ... يقطّع اللّيل تسبيحا وقُرآنا [7] صبْرًا فِدًى لكم أمّي وما وَلَدَتْ ... قد ينفع الصَّبْرُ في المكروه أحيانا لَتَسْمَعَنَّ وَشِيكًا في ديارهُم: ... الله أكبر يا ثاراتِ عثمانا   [ () ] ولحسّان بن ثابت. (انظر: أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 562، وتاريخ دمشق 547 و 548، ونهاية الأرب للنويري 19/ 512، والاستيعاب لابن عبد البر 3/ 82) . والأبيات في ديوان كعب بن مالك 309 وفي الأغاني 16/ 233 له. [1] في الديوان، والأغاني: «وقال لمن في داره لا تقاتلوا» . [2] في نهاية الأرب 19/ 512 «ذنب» بدل «كل» وكذا في رواية عند ابن عساكر 548 منسوبة لرجل من الأنصار. [3] في الديوان والأغاني «عنهم» بدل «بعده» . [4] في الديوان والأغاني «وولّى كإدبار» . [5] هكذا في نسخة دار الكتب، والاستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 81، وفي ديوان حسّان- ص 215، والبداية والنهاية لابن كثير 7/ 196 «مأسدة» ، وفي العقد الفريد لابن عبد ربّه 3/ 285 «ما سرّه» و 4/ 297 «مأسدة» . [6] الأشمط: الأشيب. [7] هذا البيت ليس في ديوان حسّان. وهو في العقد الفريد 3/ 81 و 4/ 159 و 284 و 298، وفي البدء والتاريخ 5/ 207 «أبا شمط» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 الوفيَّات وممّن [1] تُوُفّي في هذه السنة: س- (الْحَارِثِ بْن نَوْفَلِ) [2] بْن الْحَارِثِ بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْن هاشم الهاشميّ. له صُحبة. واستعمله النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بعض صَدَقات مكّة، وبعض أعمال مكة. ثُمَّ استعمله أَبُو بكر، وعمر، وعثمان، على مكة. ثُمَّ انتقل إلى البصرة، وَبَنَى بها دارًا. وتُوُفّي في هذه السّنة. وإنّما للحارث حديثٌ واحدٌ عند النّسائيّ، عن عائشة.   [1] من هنا إلى ترجمة أمير المؤمنين عثمان بن عفان- رضي الله عنه- ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسخة (ع) ، والمنتقى لابن الملّا. [2] تاريخ خليفة 195 و 401، المحبّر لابن حبيب 104 طبقات ابن سعد 4/ 56، 57، التاريخ الكبير 2/ 283 رقم 2477، أنساب الأشراف 1/ 440 و 3/ 297، ق 4 ج 1/ 6 و 16، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 147 رقم 743، المنتخب من ذيل المذيّل 549، الجرح والتعديل 3/ 91 رقم 422، مشاهير علماء الأمصار 35 رقم 200، جمهرة أنساب العرب 70، العقد الفريد 4/ 133، الاستيعاب 1/ 297، أسد الغابة 1/ 350، 351، الكامل في التاريخ 3/ 199، تجريد أسماء الصحابة 1/ 110، الكاشف 1/ 141 رقم 888، سير أعلام النبلاء 1/ 199 رقم 28، تهذيب الكمال 1/ 220، تهذيب التهذيب 2/ 160، 161 رقم 279، تقريب التهذيب 1/ 144 رقم 72، الإصابة 1/ 292، 293 رقم 1500، خلاصة تذهيب التهذيب 69. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 463 عامر بْن ربيعة [1] ع [2] ابن كعب بْن مالك العنزي، عَنَزُ بْن وائل. كان حليف آل الخطاب العدَوِيّ. أسلم قبل عُمَر، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا. وله عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُبَيِّ بَكْرٍ، وعمر. وعنه ابنه عبد الله، وابن الزُّبَيْر، وابن عُمَر، وأبو أمامة بْن سهْل. وكان الخطّاب قد تبنّاه. وكان معه لواء عُمَر لما قدِم الجابية. وَقَالَ ابن إسحاق: أوّل من قدم المدينة مُهاجرًا أَبُو سلمة [3] بْن عبد الأسد، وبعده عامر بن ربيعة [4] .   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 143 و 181 و 223، المغازي للواقدي 9 و 14 و 19 و 156 و 311 و 574 و 721 و 770 و 838 و 1098، تهذيب سيرة ابن هشام 56 و 72 و 110، طبقات ابن سعد 3/ 386، 387، تاريخ خليفة 168، المحبّر لابن حبيب 73، تاريخ أبي زرعة 1/ 164، الزهد لابن المبارك 364، أخبار مكة 1/ 115، المعرفة والتاريخ 3/ 380، المعارف 87، ترتيب الثقات للعجلي 243 رقم 749، أنساب الأشراف 1/ 217 و 218 و 228 و 259 و 336 و 469، مسند أحمد 3/ 444- 447، التاريخ الكبير 6/ 445 رقم 2943، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 170، الجرح والتعديل 6/ 320 رقم 1790، جمهرة أنساب العرب 280، تاريخ الطبري 2/ 295، و 330 و 369، الاستيعاب 3/ 4- 6، حلية الأولياء 1/ 178- 180 رقم 30، مشاهير علماء الأمصار 33 رقم 175، المستدرك 3/ 357- 359، الثقات لابن حبّان 3/ 290، صفة الصفوة 1/ 449 رقم 29، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 138- 140، الكامل في التاريخ 2/ 46 و 84 و 101 أسد الغابة 3/ 121، تهذيب الكمال 2/ 642، تحفة الأشراف 4/ 227- 230 رقم 257، المعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 65، الكاشف 2/ 49 رقم 2552، تلخيص المستدرك 3/ 357- 359، العبر 1/ 35، سير أعلام النبلاء 2/ 333- 335 رقم 67، مرآة الجنان 1/ 89، 90، الوافي بالوفيات 16/ 579، 580 رقم 617، العقد الثمين 5/ 83، شفاء الغرام 2/ 144، مجمع الزوائد 9/ 301، تهذيب التهذيب 5/ 62، 63 رقم 105، تقريب التهذيب 1/ 387 رقم 41، النكت الظراف 4/ 228، الإصابة 2/ 249 رقم 4381، خلاصة تذهيب التهذيب 184. [2] الرمز ساقط من الأصول استدركته من مصادر الترجمة. [3] في طبعة القدسي 3/ 275 «مسلمة» ، وهو تحريف، والتصحيح من طبقات ابن سعد، وسير أعلام النبلاء. [4] طبقات ابن سعد 3/ 387، المستدرك 3/ 357. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 وَقَالَ الواقِديّ: كان موت عامر بْن ربيعة بعد قتل عثمان بأيّام. وكان لزِم بيته، ولم يشعر النّاس إلّا بجنازته قد أُخْرِجَتْ [1] . وَقَالَ يحيى بْن سعيد الأنصاري، عَنْ عبد الله بْن عامر بْن ربيعة، أنّ أباه أتي في المنام، حين طعنوا على عثمان، فقيل له: «قُم فَسَلِ الله أن يُعيذَك من الفتنة» [2] . قيل: تُوُفّي قبل مقْتل عثمان بيسير. (عَبْدُ اللَّهِ بْن وهْب) [3] بْن زَمْعَةَ بْنِ الأسود بْن المطَّلب بْن أسد القُرَشيّ الأسديّ. وأُمُّه قريبة أخت أمّ سلمة أمّ المؤمنين. قيل له صُحبة. والأصحّ أنّه لَا صُحْبة له. روى عنه عُرْوة، وغيره. وقُتِل يوم الدّار مع عثمان. عبد الله بن أبي ربيعة [4] س ق ابن المُغِيرَة بْن عبد الله المخزومي. والد الشّاعر المشهور عمر، وأخو   [1] طبقات ابن سعد 3/ 387، المستدرك 3/ 358، الاستيعاب 3/ 6. [2] طبقات ابن سعد 3/ 387، الاستيعاب 3/ 6. [3] طبقات خليفة 241، التاريخ الكبير 5/ 218 رقم 709، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 571، الجرح والتعديل 5/ 188، 189 رقم 877، الاستيعاب 2/ 307- 309، تاريخ دمشق (مخطوط الأزهرية 10170) ورقة 150 أ- 151 أ، أسد الغابة 3/ 273، تهذيب الكمال 2/ 753، الوافي الوفيات 17/ 664، 665 رقم 562، تهذيب التهذيب 6/ 70، 71 رقم 139، تقريب التهذيب 1/ 459 رقم 727، الإصابة/ 381، 382 رقم 5027، خلاصة تذهيب التهذيب 218، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 152 رقم 104 و 162 رقم 931، تجريد أسماء الصحابة 1/ 311، جمهرة أنساب العرب 119، المستدرك 3/ 640، 641، تلخيص المستدرك 3/ 640، 641. [4] المغازي للواقدي 33 و 89 و 130 و 140 و 198 و 199 و 220 و 730 و 785 و 829 و 863 و 895، السير والمغازي لابن إسحاق 159 و 169 و 213 و 214 و 215 و 322، المحبّر لابن حبيب 66، 67، تهذيب سيرة ابن هشام 73- 76 و 77 و 156، تاريخ خليفة 154، طبقات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 عيّاش. كان اسمه بَحِير [1] ، فسمّاه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ. وكان أحدَ الأشراف، ومن أحسن النّاس صورةً. وهو الَّذِي بَعَثَتْه قريشٌ مع عمرو بْن العاص إلى النَّجاشيّ لأذِّية مُهَاجِرة الحَبَشة. ثمّ أسلم وحسُن إسلامُه. ولّاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجَنَد [2] ومَخَاليفَها، فبقي فيها إلى أيّام فتنة عثمان، فجاء لينصُرَه، فوقع عَنْ راحلته فمات بقرب مكة [3] . وقد استقرض منه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ألفًا، فأقرضه [4] . له حديث عند حفيده إِبْرَاهِيمُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أبيه. الْوَاقِدِيُّ: ثنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: قَالَ لَهُمْ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ لَا يَصْلُحُ لِلطُّلَقَاءِ، فَإِنِ اخْتَلَفْتُمْ فَلا تَظُنُّوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْكُمْ غَافِلًا. الواقِديّ عَنْ رجل: إنّ عبد الله بْن أبي ربيعة قَالَ: أدْخِلُوني معكم في الشورى فلا يعدمكم منّي رأيٌ. قالوا: لَا تدخل معنا. فقال: إن بايعتم   [ () ] خليفة 21، التاريخ الكبير 5/ 9، 10 رقم 16، المعرفة والتاريخ 1/ 248، أنساب الأشراف 1/ 232- 234 و 298 و 302 و 312 و 316 و 363، ق 4 ج 1/ 504 و 578، الجرح والتعديل 5/ 51 رقم 233، تاريخ الطبري 2/ 335 و 500 و 4/ 214 و 241 و 421، المنتخب من ذيل المذيّل 561، أسد الغابة 3/ 155، الكامل في التاريخ 3/ 70 و 77 و 200 و 4/ 260، تحفة الأشراف 4/ 318 رقم 290، تهذيب الكمال 2/ 680، الكاشف 2/ 76 رقم 2742، العبر 1/ 36، مرآة الجنان 1/ 89، 90، تهذيب التهذيب 5/ 208 رقم 361، تقريب التهذيب 1/ 414 رقم 294، الإصابة 2/ 305 رقم 4671، شذرات الذهب 1/ 40، نسب قريش 317، طبقات ابن سعد 5/ 444. [1] في طبعة القدسي 3/ 276 «بجيرا» وهو تحريف، والتصحيح من طبقات ابن سعد 5/ 444 والوافي في الوفيات 17/ 164. وجاء في المنتخب من ذيل المذيل 561 «بجير» . [2] الجند: بلد باليمن بين عدن وتعز. (شرح القاموس للزبيدي) . [3] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 10، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 578 رقم 1481. [4] التاريخ الكبير 5/ 10 وفيه «بضعة عشر ألفا» ، والمنتخب من ذيل المذيّل 561. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 466 لعليٍّ سمِعْنا وعصَيْنا، وإنْ بايعتم [لعثمان] [1] سمِعْنا وأطعنا [2] . ولمّا حُصِر عثمان، أقبل عبد الله مسرِعًا ينصره من صنعاء. فلقيه صفوان بْن أمية على فَرَسٍ وهو على بغلة فجفلت من الفَرَس، فطرحت عبد الله فكسرت فخذه، فوُضِع في سرير، ثمّ جهّز ناسًا كثيرة في الطّلب بدم عثمان [3] . عثمان بْن عفان رضي الله عنه ابن أَبِي الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْدِ شَمْسِ، أمير المؤمنين، أَبُو عمرو، وأبو عبد الله، القُرَشيّ الأمويّ. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن الشِّيخَيْن. قَالَ الدّاني: عرض القرآن على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعُرِض عليه أَبُو عبد الرحمن السُّلَمِيّ، والمُغِيرَة بْن أبي شهاب، وأبو الأسود، وزرّ بن حبيش. روى عنه بنوه: أبان، وسعيد، وعمرو، ومولاه حُمران، وأنس، وأبو أمامة بْن سهل، والأحنف بْن قيس، وسعيد بْن المسيب، وأبو وائل، وطارق بْن شهاب، وعلقمة، وأبو عبد الرحمن السُّلمي، ومالك بْن أوس بْن الحَدَثان، وخلق سواهم. أحد السابقين الأوَّلين، وذو النُّورين، وصاحب الهجرتين، وزوج الابنتين. قدِم الجابية مع عُمَر. وتزوج رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ   [1] الزيادة من منتقى ابن الملّا. [2] أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 504 رقم 1302 من طريق الوليد بن صالح، عن الواقدي عن إسماعيل بن إبراهيم من ولد عبد الله بن أبي ربيعة، أن عبد الله قال ... [3] انظر الحاشية رقم (3) من الصفحة السابقة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 المبعث، فولدت له عبد الله، وبه كان يُكنى، وبابنه عمرو. وأُمّه أروى بنت كُرَيْز بْن حبيب [1] بْن عبد شمس، وأُمُّها البيضاء [2] بنت عبد المطلب بْن هاشم، فهاجر برُقية إلى الحبشة، وخَلّفه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم عليها في غزوة بدْر ليداويها [3] في مرضها، فَتُوُفِّيَتْ بعد بدْرٍ بليالٍ [4] ، وَضَرَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه من بدْر وأجْره، ثمّ زوَّجه بالبنت الأخرى أمّ كلثوم. ومات ابنه عبد الله، وله ستُّ سنين سنة أربع من الهجرة. وكان عثمان فيما بلغنا لَا بالطويل ولا بالقصير، حَسَنَ الوجه، كبير اللحية، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد مَا بين المَنْكِبَيْن يخْضِب بالصُّفْرَة، وكان قد شدّ أسنانه بالذَّهَب [5] . وعن أبي عبد الله مولى شدّاد قَالَ: رأيت عثمان يخطب، وعليه إزارٌ غليظ ثَمَنُهُ أربعة دراهم، وريطة كوفيّة مُمَشَّقة، ضَرِب اللّحمْ- أي خفيفة-، طويل اللحية، حسن الوجه [6] . وعن عبد الله بْن حَزْم قَالَ: رأيت عثمان، فما رأيت ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه [7] .   [1] هكذا في النسخ، وتاريخ دمشق (ترجمة عثمان) - ص 4، وفي طبقات ابن سعد 3/ 53، والاستيعاب، وجمهرة أنساب العرب 74 «كريز بن ربيعة بن حبيب» . [2] هي أمّ حكم، كما في طبقات ابن سعد 3/ 53 أو «أمّ حكيم» . انظر تاريخ دمشق- ص 5 بالمتن والحاشية. [3] في النسخ وردت مهملة ومصحّفة «للدور لها» . [4] تاريخ دمشق- ص 5. [5] طبقات ابن سعد 3/ 58، تاريخ دمشق- ص 10. [6] المعجم الكبير للطبراني 1/ 30 رقم 92، تاريخ دمشق- ص 13. [7] المعجم الكبير 1/ 30 رقم 94، تاريخ دمشق 14. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 وعن الحسن قال: رأيته وبوجهه نَكَتات جُدَريّ، وإذا شعره قد كسا ذِرَاعَيْه [1] . وعن السائب قَالَ: رأيته يصفِّر لحيَتَه، فما رأيت شيخًا أجملَ منه [2] . وعن أبي ثَوْر الفَهْمِيّ قَالَ: قدِمْتُ على عثمان فَقَالَ: لقد أختبأت عند ربّي عشْرًا: إنّي لرابع أربعةٍ في الإسلام، وما تعنَّيْتُ ولا تمنَّيْتُ [3] ، ولا وضعت يميني على فَرْجي منذ بايعت بها رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا مرَّت بي جُمُعَةٌ منذ أسلمتُ إلّا وأنا أُعْتِقُ فيها رقبةً، إلّا أنْ لَا يكون عندي فأُعْتِقُها بعد ذلك، ولا زنيت في جاهليّة ولا إسلام قطّ، [وجهَّزْت جيش الْعُسْرَةِ، وأنكحني النّبيّ ابنته، ثمّ ماتت، فأنكحني الأخرى، وما سرقت في جاهلية ولا إسلام] [4] . وعن ابْنِ عُمَر، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قَالَ: «إنّا نُشَبِّه عثمان بأبينا إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [5] . وعن عائشة نحوه إنْ صحّا. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عُثْمَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ هَذَا جِبْرِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ اللَّهَ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثْلِ صداق   [1] مسند أحمد 2/ 537، تاريخ دمشق 15، مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 80. [2] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 19 من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، أخبرنا يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن السائب، عن أمّه قالت: «رأيت عثمان يطوف بالبيت، شيخا يصفّر لحيته، ما رأيت شيخا أجمل منه» . [3] أي ما كذبت. وانظر الحاشية (2) في تاريخ دمشق- ص 23. [4] المعرفة والتاريخ 2/ 488، غريب الحديث لابن قتيبة 2/ 72، تاريخ الطبري 4/ 390، مجمع الزوائد 6/ 86، تاريخ دمشق 23، البداية والنهاية 7/ 210، الرياض النضرة 1/ 192. وما بين الحاصرتين مستدرك من المصادر المذكورة. [5] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 282، تاريخ دمشق 24. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 رُقَيَّةَ، وَعَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَه [1] . ويروى عن أنس أو غيره قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أَبُو أَيِّمٍ، أَلَا أَخُو أَيِّمٍ يُزَوِّجُ عُثْمَانَ، فَإِنِّي قَدْ زَوَّجْتُهُ ابْنَتَيْنِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْتُهُ وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ» [2] . وعن الحسن قَالَ: إنّما سُمِّي عثمانُ «ذا النُّورين» لأَنّا لَا نعلم أحدًا أغلق بابه على ابنتي نبيٍّ غيره [3] . وروى عطيّة، عَنْ أبي سعيد قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رافعًا يديه يدعو لعثمان [4] . وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي ثَوْبِهِ، حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] ، وَفِي «مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى» ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ بِسَبْعِمِائَةٍ أُوقِيَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ [6] . وَقَالَ خليد، عَنِ الحسن قال: جهّز عثمان بسبعمائة وخمسين ناقة، وخمسين فرسًا، يعني في غزوة تبوك [7] .   [1] في المقدّمة- ص 41 رقم (110) ، تاريخ دمشق 35. [2] تاريخ دمشق 39. [3] تاريخ دمشق 45. [4] تاريخ دمشق 49. [5] المسند 5/ 63، تاريخ دمشق 57 و 58. [6] تاريخ دمشق 61. [7] تاريخ دمشق 66 وهو ضعيف لضعف خليد- بن دعلج السدوسي- حيث عدّه الدار الدّارقطنيّ من المتروكين- انظر له الضعفاء- ص 85 رقم 203. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 وَعَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ» [1] . وَقَالَ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ اسْتَنْكَرُوا الْمَاءَ، وَكَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا رُومَةُ، وَكَانَ يَبِيعُ مِنْهَا الْقِرْبَةَ بِمُدٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَبِيعُهَا بِعَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ» ، فَقَالَ: لَيْسَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَيْنٌ غَيْرهَا، لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ، فَاشْتَرَاهَا بِخَمْسَةٍ وَثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَجْعَلُ لِي مِثْلَ الَّذِي جَعَلْتَ لَهُ عَيْنًا فِي الْجَنَّةِ إِنِ اشْتَرَيْتُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: قَدِ اشْتَرَيْتُهَا وَجَعَلْتُهَا لِلْمُسْلِمِينَ [2] . وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: اشترى عثمان من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنّة مرتين: يوم رومة، ويوم جيش الْعُسْرَةِ [3] . وَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ كَاشِفًا عَنْ سَاقِيهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَا، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمْ تَجْلِسْ لَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، فَلَمْ تَهِشْ لَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ، قَالَ: «أَلَا اسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» ؟ رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] . وَرُوِيَ نَحُوُه مِنْ حديث عليّ، وأبي هريرة، وابن عبّاس.   [1] الحديث صحيح بشواهده. انظر تاريخ دمشق 76- 90. [2] تاريخ دمشق 68. [3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 107، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 58، وابن عساكر في تاريخ دمشق 69. [4] في فضائل الصحابة 4/ 1866 من طريق يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. والحديث بهذا اللفظ في تاريخ دمشق 76، وجامع الأصول 8/ 633. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 وَقَالَ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِيِن اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ» [1] . وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ، وَرَفِيقِي عُثْمَانُ» [2] . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [3] . وَفِي حَدِيثِ الْقُفِّ [4] : ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْذَنْ لَهُ وبشّره بالجنّة على بلوى تصيبه» [5] .   [1] تاريخ دمشق 88. [2] أي في الجنة. [3] في السنن 5/ 287 وقال: هذا حديث غريب وليس إسناده بالقويّ. وهو منقطع. ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 97، وابن عساكر في تاريخ دمشق 97، وابن الأثير في جامع الأصول 8/ 637. [4] القفّ: ما ارتفع من متن الأرض، وهنا جدار مبنيّ مرتفع حول البئر كالدّكة يمكن الجلوس عليه. [5] حديث القفّ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وخيثمة الأطرابلسي، وابن عساكر، وابن الأثير، من عدّة طرق. عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه أخبر أنه توضّأ في بيته ثم خرج، فقال: لألزمنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولأكوننّ معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد فسأل عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم فقالوا: خرج وجه ها هنا، قال: فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، قال: فجلست عند الباب، وبابها من جريد، حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلّم حاجته وتوضّأ، فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس، وتوسّط قفّها، وكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر. قال: فسلّمت عليه ثم انصرفت، فجلست عند الباب، فقلت: لأكونن بوّاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك. قال: ثم ذهبت، فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشّره بالجنّة» . فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: أدخل. ورسول الله صلى الله عليه وسلّم يبشّرك بالجنة، قال: فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلّم معه في القفّ ودلّى رجليه في البئر، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضّأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان- يعني أخاه- خيرا يأت به، فإذا إنسان يحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطّاب. فقلت: على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فسلّمت عليه وقلت: هذا عمر يستأذن، فقال: «ائذن له وبشّره بالجنّة» - فجئت عمر فقلت: أدن أدخل ويبشّرك رسول الله بالجنّة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُو ذَرٍّ، وَأَنَا أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ مَعْتَبَة لإِنْزَالِهِ إِيَّاهُ بِالرَّبَذَةِ، فَلَمَّا ذُكِرَ لَهُ عُثْمَانُ عَرَضَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْمَجْلِسِ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَا تَقُلْ فِي عُثْمَانَ إِلا خَيْرًا، فَإِنِّي أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُ مَنْظَرًا، وَشَهِدْتُ مَشْهَدًا لَا أَنْسَاهُ، كُنْتُ الْتَمَسْتُ خَلَوَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَسْمَعَ مِنْهُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصَيَاتٍ، فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ حَتَّى سُمِعَ لَهُنَّ حَنِينٌ كَحَنِينِ النَّحْلِ [1] ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ أَبَا بَكْرٍ، فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي الأَرْضِ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُمَرَ، فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ أَخَذَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُنَّ فِي الأَرْضِ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ أخذهنّ منه، فوضعهنّ فخرسن [2] .   [ () ] قال: فدخل فجلس مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القفّ عن يساره ودلّى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا- يعني أخاه- يأت به، فجاء إنسان فحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. قال: وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: «ائذن له وبشّره بالجنّة مع بلوى تصيبه» . قال: فجئت فقلت: ادخل ويبشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالجنّة بعد بلوى تصيبك. قال: فدخل فوجد القفّ قد مليء، فجلس وجاههم من الشّقّ الآخر» . رواه البخاري في الفتن 13/ 42 باب الفتنة تموج كالبحر. وفي فضائل أصحاب النبيّ، باب قول النبيّ: لو كنت متّخذا خليلا، وباب مناقب عمر بن الخطاب، وباب مناقب عثمان. وفي الأدب، باب نكث العود في الماء والطّين. ورواه الترمذي في المناقب (3711) ، أخرجه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (مخطوط الظاهرية- الجزء 3- ورقة 105 أ- 108 أ) وقد قمنا بتحقيقه ونشرناه مع غيره من أجزاء خيثمة بعنوان: «من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي» - وصدر عن دار الكتاب العربيّ ببيروت 1400 هـ. / 1980 م. - ص 97- 104، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 122- 140، وابن الأثير في جامع الأصول 8/ 562 رقم 6372. [1] في طبعة القدسي 3/ 280 «النخل» بالخاء المعجمة، وهو تحريف. [2] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 109 وخيثمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة- جزء 3- ورقة 108 أ، 108 ب (انظر: من حديث خيثمة، بتحقيقنا- ص 105، 106) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 وَقَالَ سليمان بْن يسار: أخذ جَهْجاه الغفِاريّ عصا عثمان التي كان يتحصّر بها، فكسرها على رُكْبَتِه، فوقعت في رُكبته الأكِلَة [1] . وَقَالَ ابن عُمَر: كنّا نقول عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان. رواه جماعةٌ عَنِ ابن عُمَر [2] . وَقَالَ الشَّعْبِيّ: لم يجمع القرآن أحدٌ من الخلفاء من الصحابة غير عثمان، ولقد فارق عليٌّ الدنيا وما جمعه [3] . وَقَالَ ابن سِيرين: كان أعلمَهَم بالمناسك عثمانُ، وبعده ابن عُمَر [4] . وَقَالَ رِبْعِيّ، عَنْ [5] حُذَيْفة: قَالَ لي عُمَر بِمنًى من ترى النّاس يولُّون بعدي؟ قلت: قد نظروا إلى عثمان [6] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ [7] ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: حَجَجْتُ مع عُمَر، فكان الحادي يحدو. إنّ الأمير بعده ابن عفان. وحججت مع عثمان، فكان الحادي يحدو. إنّ الأمير بعده عليّ [8] .   [1] انظر: تاريخ الطبري 4/ 366، 367، تاريخ دمشق 332 و 333. [2] تاريخ دمشق 152. [3] تاريخ دمشق 170. [4] طبقات ابن سعد 3/ 60، تاريخ دمشق 172. [5] في المنتقى لابن الملّا «ربعي بن حذيفة» ، وهو وهم، والتصحيح من تاريخ دمشق، وهو «ربعيّ بن حراش» . [6] تاريخ دمشق 177. [7] في نسخة دار الكتب «ابن إسحاق» ، وهو خطأ. والمثبت من منتقى الأحمدية، و (ع) ، وتاريخ دمشق، وتهذيب التهذيب 2/ 166. [8] تاريخ دمشق 179. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 474 وَقَالَ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ الأَقْرَعِ مُؤَذِّنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ دَعَا الأَسْقُفَ فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَا فِي كُتُبِكُمْ؟ قَالَ: نَجِدُ صِفَتَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ، وَلا نَجِدُ أَسْمَاءَكُمْ، قَالَ: كَيْفَ تَجِدُنِي؟ قَالَ: قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ: مَا قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ؟ قَالَ: أَمِيرٌ شَدِيدٌ، قَالَ عُمَرُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: فَالَّذِي بَعْدِي؟ قَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ يُؤْثِرُ أَقْرِبَاءَهُ، قَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفَّانَ، قَالَ: فَالَّذِي مِنْ بَعْدِهِ؟ قَالَ: صَدَعٌ [1]- وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يقول: صدأ- من حديد، فقال عمر: وا دفراه وا دفراه [2] ، قَالَ مَهْلًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَلَكِنْ تَكُونُ خِلافُتُه فِي هِرَاقَةٍ مِنَ الدِّمَاءِ [3] . وَقَالَ حمّاد بْن زيد: لئْن قلتُ إنّ عليًّا أفضل من عثمان، لقد قلت إنّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خانوا [4] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بن عثمان قَالَ: كان نَقْشُ خاتمِ عثمان «آمنت بالذي خلق فَسَوَّى» [5] . وَقَالَ ابن مسعود حين استُخْلِف عثمان: أَمَّرْنا خيرَ مَن بقي ولم نَأْلُ [6] . وَقَالَ مُبارك [7] بن فَضَالَةَ، عن الحسن قَالَ: رأيت عثمانَ نائمًا في المسجد، ورداؤه تحت رأسه، فيجيء الرجلُ فيجِلس إليه، [ويجيء الرجل   [1] الصّدع والصّدع: الفتيّ الشابّ القويّ من الأوعال. (لسان العرب- صدع) . [2] وا دفراه: قال ابن الأعرابيّ: الدّفر الذّلّ. (لسان العرب) . [3] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 179، 180 وفي آخره: «والسيف مسلول» . وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد 3/ 235، 236. [4] تاريخ دمشق 199. [5] تاريخ دمشق 203 [6] تاريخ دمشق 206. [7] في منتقى الأحمدية «منازل» وهو تحريف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 فيجِلس إليه] [1] ، كأنّه أحدُهم، وشهِدْتُهُ يأمر في خُطْبته بقتْل الكلاب، وذبْح الحَمَام [2] . وعن حكيم بن عبّاد قال: أوّلُ مُنْكَرٍ ظهر بالمدينة طَيَرانُ الحَمام، وَالرَّمْيُ، يعني بالبُنْدُق، فأمر عثمان رجلًا فقصَّها، وكسر الجُلاهِقات [3] . وصحّ من وجوهٍ، أنّ عثمان قرأ القرآنَ كلَّه في رَكْعَةٍ [4] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ [5] . وَقَالَ أَنَس: إنّ حُذَيْفَة قدِم على عثمانَ، وكان يغزو مع أهل العراق قِبَل أرمينية، فاجتمع في ذلك الغزوِ أهلُ الشّام، وأهلُ العراق، فتنازعوا في القرآن حتّى سمع حُذَيْفَة من اختلافهم مَا يكْره، فركِب حتّى أتى عثمانَ فَقَالَ: يا أمير المؤمنين أدرِكْ هذه الأمّةَ قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنَّصارَى في الكُتُب. ففزع لذلك عثمان، فأرسل إلى حفْصَة أمّ المؤمنين: أنْ أرسِلي إليّ بالصُّحُف التي جُمِع فيها القرآن، فأرسَلتْ إليه بها، فأمر زيدَ بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزُّبَيْر، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوها في المصاحف، وقال: إذا   [1] ما بين الحاصرتين زيادة من منتقى الأحمدية، و (ع) . [2] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده ولفظه 218 حتى «كأنه أحدهم» . [3] تاريخ الطبري 4/ 398، تاريخ دمشق 221، و 333، الكامل في التاريخ 3/ 181. والجلاهقات: البندق. ومنه قوس الجلاهق. وأصل اللفظة فارسيّ. (لسان العرب) . [4] انظر: السنن الكبرى للبيهقي 3/ 24 و 25، وطبقات ابن سعد 3/ 76، وتاريخ دمشق 225 وما بعدها. [5] تاريخ دمشق 229. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 476 اختلفتم أنتم وزيد في عربيّة فاكتبوها بلسان قريش، فإنّ القرآنَ إنّما نزل بلسانهم. ففعلوا حتّى كُتِبَت المصاحف، ثمّ ردّ عثمان الصُّحف إلى حَفْصَة، وأرسل إلى كل جُنْد من أجناد المُسْلِمين بمُصْحَفٍ، وأمرهم أن يحرقوا كلّ مُصْحَفٍ يخالف المُصْحَف الَّذِي أرسل إليهم به، فذلك زمانٌ حُرِّقت فيه المَصَاحف بالنّار [1] . وَقَالَ مُصْعَب بن سعد بن أبي وقّاص: خطب عثمانُ النّاس فَقَالَ: أيّها النّاس، عَهْدكُمْ بنبيّكم بضع عشرة، وأنتم تميزّون في القرآن، وتقولون قراءة أبيّ، وقراءة عبد الله، يَقُولُ الرجل: واللَّهِ مَا نُقِيم قراءتك، فأعْزِمُ على كلّ رجلٍ منكم كان معه من كتاب الله شيءٌ لما جاء به. فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتّى جمع من ذلك كثيرًا، ثُمَّ دخل عثمان، فدعاهم رجلًا رجلًا، فناشدهم: أسَمِعْتَهُ من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم، فلمّا فرغ من ذلك قَالَ: من أكْتَبُ النّاس؟ قالوا: كَاتِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن ثابت، قَالَ: فأيّ النّاس أعْرَب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قَالَ عثمان: فَلْيُمْلِ سعيدٌ ولْيَكْتُب زيد، فكتب مَصَاحِفَ ففرَّقها في النّاس [2] . وَرَوَى رَجُلٌ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ عَلِيٌّ فِي الْمَصَاحِفِ: لَوْ لَمْ يَصْنَعْهُ عُثْمَانُ لَصَنَعْتُهُ [3] . وَقَالَ أَبُو هلال: سمعت الحسن يقول: عمل عثمان اثنتي عشرة سنة،   [1] تاريخ دمشق 234. [2] المصاحف لأبي حاتم السجستاني 23، تاريخ دمشق 238. [3] تاريخ دمشق 237. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 مَا ينكرون من إمارته شيئا [1] . وَقَالَ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ [2] ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثمّ تكون مُلْكًا [3] . وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «تَهِيجُ فِتْنَةٌ كَالصَّيَاصِي، فَهَذَا وَمَنْ مَعَهُ عَلَى الْحَقِّ» . قَالَ: فَذَهَبْتُ وَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ [4] . وَرَوَاهُ الْأَشْعَثُ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مُرَّةَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عن كعب ابن عُجْرَةَ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يُسَارُّ عُثْمَانَ، وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ فِيهَا، قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا تُقَاتِلُ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ [5] . أَبُو سَهْلَةَ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [6] . وَقَالَ الجريريّ: حدّثني أَبُو بكر العَدَوِيّ قَالَ: سألت عائشة: هل عهدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أحدٍ من أصحابه عند موته؟ قالت: معاذ الله إلّا أنّه   [1] تاريخ دمشق 244. [2] في نسخة دار الكتب «جهمان» ، وهو تحريف، والتصحيح من (ع) ومنتقى الأحمدية، وتاريخ دمشق، وتهذيب التهذيب 4/ 14. [3] تاريخ دمشق 244. [4] تاريخ دمشق 266 و 267. [5] أخرجه أحمد في المسند 6/ 53، والترمذي في الفضائل 5/ 295 رقم 3795، وقال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلّا من حديث إسماعيل بن أبي خالد، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة 54، وابن عساكر في تاريخ دمشق 283، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 75. [6] ترتيب الثقات للعجلي 500 رقم 1962. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 سارَّ عثمان، أخبره أنّه مقتولٌ، وأمره أن يكفَّ يده [1] . وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَمْزَةَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قُتِلَ الله عُثْمَانُ وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ أَبُو حمزة: فذكرته لابن عبّاس فَقَالَ: صَدَقَ يَقُولُ: قتل الله عثمان ويقتلني معه، قلت: قد كان عليّ يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتخضبنّ هذه من هذه. وَقَد رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الشَّرُودِ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَعُثْمَانُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ 15: 47 [2] . وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ [3] . وَقَالَ مطرف بن الشَّخَّير: لَقِيتُ عليًّا فَقَالَ [4] : يأبا عبد الله مَا بطَّأ بك، أَجِبْ عثمانَ، ثمّ قَالَ: لئن قلت ذاك، لَقَدْ كَانَ أوصَلَنَا لِلرَّحِمِ، وأتْقانا للرَّبّ [5] . وَقَالَ سعيد بن عَمْرو بن نُفَيْلٍ: لو أنْقَضَّ أُحُد لِما [6] صنعتم بابن عفان لكان حقيقًا [7] . وَقَالَ هِشَامٌ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ [8] بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: يَكُونُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، منهم أبو بكر   [1] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق مطوّلا- ص 286. [2] سورة الحجر- الآية 47. [3] وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 470. [4] «في النسخة (ع) «فقلت» بدل «فقال» ، وهو وهم. [5] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 478 و 479. [6] في نسخة دار الكتب ومنتقى أحمد الثالث «فيما» بدل «ما» . [7] الاستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 84، تاريخ دمشق 485. [8] في منتقى أحمد الثالث (عتبة) وهو تحريف، صححته من نسخة الدار، وخلاصة التذهيب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 الصِّدِّيقُ، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، وَعُمَرُ الْفَارُوقُ قَرْنٌ مِنْ حديد، أصبتم اسمه، وعثمان ذو النّورين، وأوتي كِفْلَيْنِ مِنَ الرَّحْمَةِ قُتِلَ مَظْلُومًا، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ [1] رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ عبد الله بن شَوْذَب: حدّثني زَهْدَم [2] الجَرْميّ قَالَ: كنت في سَمَرٍ عند ابن عباس فَقَالَ: لأحدِّثنّكم حديثًا: إنّه لما كان من أمر هذا الرجل مَا كان، قلت لعليّ: اعتزلْ هذا الأمر، فو الله لو كنتَ في جُحْرٍ لأتاك النّاسُ حتّى يبايعوك، فعصاني، وَايْمُ الله لَيَتأَمَّرَنّ عليه معاويةُ، ذلك بأنّ الله يَقُولُ: وَمن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً 17: 33 [3] . وَقَالَ أَبُو قِلابة الجَرْميّ: لمّا بلغ ثُمَامَة بنَ عَدِيّ قتْلُ عثمان- وكان أميرًا على صنعاء- بكى فأطال البكاء، ثمّ قَالَ: هذا حين انتُزعت خلافةُ النُّبوَّة من أُمَّة محمد، فصار مُلْكًا وجَبْرِيّة، مَن غلب على شيءٍ أكله [4] . وَقَالَ يحيى بن سعيد الأنصاري: قَالَ أَبُو حُميد السَّاعدي- وكان بدْريًا- لما قُتِل عثمان: اللَّهمّ إنّ لك عليّ أنْ لَا أضحك حتّى ألقاك [5] . قَالَ قتادة: ولي عثمان ثنتي عشرة سنة، غير اثني عشر يومًا [6] . وكذا قال خليفة بن خيّاط [7] وغيره [8] .   [1] تاريخ دمشق 486، النهاية لابن الأثير 4/ 55. [2] في (ع) (زهرم) وهو تحريف. [3] سورة الاسراء، الآية 33. [4] تاريخ دمشق 487. [5] طبقات ابن سعد 3/ 80، تاريخ دمشق 491. [6] تاريخ دمشق 491. [7] تاريخ دمشق 525. [8] في تاريخه- ص 177. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 وَقَالَ أَبُو مَعْشر السِّنْديّ: قُتِلَ لثماني عشرة [1] خَلَتْ من ذي الحجّة، يوم الجمعة [2] ، زاد غيرُه فَقَالَ: بعد العصر، وَدُفِنَ بالبَقِيع [3] بين العِشاءين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وهو الصّحيح، وقيل عاش ستًا وثمانين سنة [4] . وعن عبد الله بن فَرُّوخ قَالَ: شهدْتُه وَدُفِنَ في ثيابه بدمائه، ولم يُغسل. رواه عبد الله بن أحمد في «زيادات المُسْنَد [5] » وقيل: صلّى عليه مروان، ولم يُغَسّل. وجاء من رواية الواقديّ: أنّ نائلة خرجت وقد شقَّتْ جيبها وهي تصرخ، ومعها سراج، فَقَالَ جُبَيْر بن مُطْعم: أطْفئي السِّراج لَا يُفْطَن بنا، فقد رأيت الغَوْغَاء [6] ، ثمّ انتَهَوْا إلى البقيع، فصلّى عليه جُبَيْر بن مُطْعم، وخلفه أَبُو جَهْم بن حُذَيْفَة، ونيار بن مُكْرَم، وزوجتا عثمان نائلة، وأمُّ البَنين، وهمّا دلَّتاه في حُفْرته على الرجال الذين نزلوا في قبره. ولَحَدوا له وغيَّبوا قبره، وتفرَّقوا [7] . ويُرْوَى أنّ جُبَيْر بن مُطْعم صلّى عليه في ستّة عشر رجلا، والأوّل أثبت [8] .   [1] كذا في الاستيعاب والمنتقى لابن الملا، ع. وفي نسخة الدار ومنتقى أحمد الثالث (لثمان خلت) . [2] انظر تاريخ الطبري 4/ 416 و 417. [3] في (حشّ كوكب) وكوكب: رجل من الأنصار، والحشّ: البستان، وكان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع، فكان أوّل من دفن فيه، على ما في (تاريخ الطبري 4/ 412) ، و (الاستيعاب 3/ 81) وغيرهما. [4] تاريخ الطبري 4/ 418. [5] مسند أحمد 2/ 4، تاريخ دمشق 539، وانظر تاريخ الطبري 415. [6] هكذا في الأصل، وفي طبقات ابن سعد «الغواة» . [7] طبقات ابن سعد 3/ 78، 79، تاريخ دمشق 541. [8] ابن سعد 3/ 79، تاريخ دمشق 541. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 وروي أنّ نائلة بنت الفرافصة كانت مليحة الثَّغْر، فكَسَرَتْ ثناياها بحجرٍ، وقالت: واللَّهِ لَا يجتليكُنّ أحدٌ بعد عثمان، فلمّا قدِمَتْ على معاوية الشّام، خَطَبَهَا، فأبَتْ [1] . [وَقَالَ فيها حسّان بن ثابت: قتلتم وَلِيَّ الله في جَوْفِ داره ... وجئتم بأمرٍ جائرٍ غير مهتدي فلا ظفرتْ أيْمانُ قومٍ تعاونوا [2] ... على قتْل عثمانَ الرّشيدِ الْمُسَدَّدِ [3] وَقَالَ كعب بن مالك: يا للرِّجال لأمرٍ هاجَ لي حَزَنًا [4] ... لقد عجِبْتُ لمن يبكي على الدِّمَنِ إنّي رأيت قتيلَ الدّار مُضْطَهدًا [5] ... عثمان يُهْدَى إلى الأجداث في كَفَنٍ [6] وَقَالَ بعضهم: لَعَمْر أبيك فلا تكذِبَنْ ... لقد ذهب الخيرُ إلّا قليلا لقد سفِه النّاسُ في دينهم ... وخلّى ابن عفّان شرّا طويلا [7]] [8]   [1] تاريخ دمشق (تراجم النساء) - ص 408، وانظر نحوه في أخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة 128 طبعة دار مكتبة الحياة، بيروت 1979. [2] في ديوان حسّان: «تظاهرت» وفي تاريخ دمشق والبداية والنهاية «تبايعوا» ، وفي التمهيد والبيان «تتابعوا» . والمثبت يتّفق مع الأصل والاستيعاب. [3] ديوان حسّان 1/ 320، تاريخ دمشق 545، البداية والنهاية 7/ 196، الاستيعاب 3/ 82، التمهيد والبيان 216. [4] هكذا في الأصل ويتّفق مع ديوان كعب بن مالك، والاستيعاب. وفي تاريخ دمشق «لهمّ هاج لي حزني» . [5] وفي رواية «إني رأيت أمين الله مضطجعا» . [6] في الديوان «رهنا لدى الأجداث والكفن» 282 وانظر: التمهيد والبيان 205، والاستيعاب 3/ 82، وتاريخ دمشق 546 والبيتان من قصيدة منسوبة لحسّان في ديوانه 1/ 319. [7] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة الدار ومنتقى الأحمدية. والاستدراك من منتقى ابن الملّا، و (ع) . [8] الاستيعاب 3/ 84، تاريخ الطبري 4/ 426. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 سَنَة سِتّ وَثَلاثِين وَقعَة الجَمل لمّا قُتِلَ عثمان صبرًا، سُقِط في أيدي أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعوا عليًّا، ثمّ إنّ طلحة بن عُبَيْد الله [1] ، والزُّبَيْر بن العوام، وأمّ المؤمنين عائشة، ومَن تبِعَهُم رأوا أنّهم لَا يخلِّصهم ممّا وقعوا فيه من تَوَانِيهم في نُصْرة عثمان، إلّا أن يقوموا في الطَّلب بدمه، والأخْذ بثأره من قَتَلَته، فساروا من المدينة بغير مشورةٍ من أمير المؤمنين عليّ، وطلبوا البصرة. قَالَ خليفة [2] : قدِم طلْحة، والزُّبَيْر، وعائشة البصرة، وبها عثمان بن حُنَيْف الأنصاريّ وَالِيًا لعليّ، فخاف وخرج منها، ثمّ سار عليّ من المدينة، بعد أن استعمل عليها سهل بن حُنَيْف أخا عثمان، وبعث ابنه الحسن، وعمّار بن ياسر إلى الكوفة بين يديه يستنفران النّاس، ثمّ إنّه وصل إلى البصرة، وكان قد خرج منها قبل قدومه إليها حُكَيْم بن جَبَلَة العَبْدِيّ في سبعمائة، وهو أحد الرءوس الذين خرجوا على عثمان كما سلف، فالتقى هو وجيش طلْحة والزُّبَيْر، فقتل الله حُكَيْمًا في طائفة من قومه، وقتل مقدّم   [1] في نسخة دار الكتب «عبد الله» ، والتصويب من المنتقى لابن الملّا ومنتقى الأحمدية. [2] في تاريخه 180، 181. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 جيش الآخرين أيضًا مُجَاشع بن مسعود السُّلَميّ [1] . ثمّ اصطلحت الفئتان، وكفُّوا عن القتال، على أن يكون لعثمان بن حُنَيْف دار الإمارة والصّلاة، وأن ينزل طلحة والزّبير حيث شاءا من البصْرة، حتّى يقدم عليّ رضي الله عنه. وَقَالَ عمّار لأهل الكوفة: أما واللَّهِ إنّي لأعلم أنّها- يعني عائشة- زَوْجَة نبيكم في الدُّنيا والآخرة، ولكنّ الله ابتلاكم بها لينظُر أَتَّتبِعُونه أو إيّاها [2] . قَالَ سعد بن إبراهيم الزُّهْريّ: حدّثني رجلٌ من أسلم قَالَ: كنّا مع عليّ أربعة آلاف من أهل المدينة [3] . وَقَالَ سعيد بن جُبَيْر: كان مع عليّ يوم وقعة الجمل ثمانمائة من الأنصار، وأربعمائة [4] ممّن شهِدَ بَيْعَةَ الرَّضْوان. رواه جعفر بن أبي المُغْيرة عن سعيد. وَقَالَ المطّلب بن زياد، عن السُّدِّيّ: شهِدَ مع عليّ يوم الجمل مائة وثلاثون بدريا وسبعمائة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقُتِلَ بينهما ثلاثون ألفًا، لم تكن مقتله أعظم منها. وكان الشعبي يبالغ ويقول: لم يشهدها إلّا عليّ، وعمار، وطلحة، والزُّبَيْر من الصحابة. وَقَالَ سَلَمة بن كُهَيْلٍ: فخرج من الكوفة ستّة آلاف، فقدموا على عليّ   [1] وانظر طبقات ابن سعد 3/ 32. [2] تاريخ خليفة 184. [3] تاريخ خليفة 184. [4] في نسخة الدار (وسبعمائة) ، وفي منتقى أحمد الثالث، ع (وتسعمائة) والمثبت من (تاريخ خليفة 184) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 بذي قار، فسار في نحو عشرة آلافٍ، حتّى أتى البصرة [1] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة: كان على خيل عليّ يوم الجمل عمّار، وعلى الرَّجَّالَةِ محمد بن أبي بكر الصِّدِّيق، وعلى الميمنة عِلْباء بن الهيثم السَّدُوسيّ، ويقال: عبد الله بن جعفر، ويقال: الحَسَن بن عليّ، وعلى الميسرة الحسين بن عليّ وعلى المقدّمة عبد الله بن عباس، ودفع اللّواء إلى ابنه محمد بن الحنفيّة [2] وكان لواء طلحة والزُّبَيْر مع عبد الله بن حُكَيْم بن حزام [3] ، وعلى الخيل طلحة، وعلى الرَّجَّالَةِ عبد الله بن الزُّبَيْر، وعلى الميمنة عبد الله بن عامر بن كُرَيْز، وعلى الميسرة مروان بن الحكم [4] . وكانت الوقعة يوم الجمعة، خارج البصرة، عند قصر عُبَيْد الله بن زياد [5] . قَالَ اللَّيث بن سعد وغيره: كانت وقعة الجمل في جُمَادى الأولى. وَقَالَ أَبُو اليَقْظان: خرج يومئذ كعب بن سُور الأزديّ في عُنُقه المُصْحَف، ومعه تِرْس، فأخذ بخطام جمل عائشة، فجاءه سهم غرب فقتله [6] . [قَالَ محمد بن سعد [7] : وكان كعب قد طيّن عليه بيتًا، وجعل فيه كُوَّةً يتناول منها طعامه وشرابه اعتزالًا للفتنة، فقيل لعائشة: إنْ خرج معك لم يتخلف من الأزد أحدٌ، فركِبْتَ إليه فنادته وكلَّمَتْهُ فلَم يُجبْها، فقالت:   [1] تاريخ خليفة 184. [2] في طبعة القدسي 3/ 290 «الحنيفة» وهو خطأ. [3] في نسخة الدار (حرام) وهو تصحيف. [4] تاريخ خليفة 184. [5] تاريخ خليفة 184. [6] تاريخ خليفة 185، المعرفة والتاريخ 3/ 312. [7] طبقات ابن سعد 7/ 92، 93 وانظر: الأخبار الطوال لابن قتيبة 144. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 ألست أمّك؟ ولي عليك حقّ، فكلَّمَهَا، فَقَالَتْ: إنّما أريد أنْ أصْلِحَ بين النّاس. فذلك حين خرج ونشر المُصْحف، ومشى بين الصَّفَّين يدعوهم إلى ما فيه، فجاءه سهم فقتله] [1] . وَقَالَ حصين بن عبد الرحمن: قام كعب بن سور فنشر مصحا بين الفريقين، ونشدهم الله والإسلام في دمائهم، فما زال حتّى قُتلَ [2] . وَقَالَ غيره: اصطفّ الفريقان، وليس لطلحة ولا لعليّ رأسي الفريقين قصد في القتال، بل ليتكلموا في اجتماع الكلمة، فترامى أوباش الطائفتين بالنَّبْل، وشبّت نارُ الحرب، وثارت النفوس، وبقي طلحة يَقُولُ: (أيها الّناس أنْصِتُوا) ، والفتنة تغلي، فَقَالَ: أُفّ فَرَاش النار، وذِئاب طمع، وَقَالَ: اللَّهمّ خذ لعثمان منّي اليوم حتّى ترضى، إنّا داهَنّا في أمر عثمان، كنّا أمس يدًا على من سوانا، وأصبحنا اليوم جَبَلَيْن من حديد، يزحف أحدنا إلى صاحبه، ولكنه كان منّي في أمر عثمان ما لا أرى كفارته، إلّا بسفْك دمي، وبطلَب دمِه [3] . فروى قَتَادة، عن الجارود بن أبي سَبْرَة الهُذَليّ قَالَ: نظر مروان بن الحَكَم إلى طلحة يوم الجمل، فَقَالَ: لَا أطلب ثأري بعد اليوم، فرَمى طلحة بسهم فقتله [4] . وَقَالَ قيس بن أبي حازم: رأيت مَروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذٍ بسهمٍ، فوقع في رُكبته، فما زال يسحّ حتّى مات [5] . وفي بعض   [1] ما بين الحاصرتين مستدرك من المنتقى لابن الملّا. [2] تاريخ خليفة 185، الأخبار الطوال 149. [3] انظر طبقات ابن سعد 3/ 222، أنساب الأشراف (ترجمة الإمام عليّ) 247. [4] تاريخ خليفة 185، طبقات ابن سعد 3/ 223، أنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي) - ص 246. [5] طبقات ابن سعد 3/ 223، أنساب الأشراف 247، المعرفة والتاريخ 3/ 312. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 طُرُقه: رماه بسهمٍ، وَقَالَ: هذا ممّن أعان على عثمان. وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمه، أنّ مروان رمى طلحة، والتفت إلى أبان بن عثمان وَقَالَ: قد كفيناك بعض قَتَلَة أبيك [1] . وَرَوَى زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: بَشِّرُوا قاتل طلحة بالنّار [2] . وعن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: خرجنا مع عليّ إلى الجمل في ستمائة رجل، فسلكنا على طريق الرَّبَذَة، فقام إليه الحسن، فبكى بين يديه وَقَالَ: ائْذنْ لي فأتكلّم، فَقَالَ: تكلّم، ودعْ عنك أنْ تحن حنين الجارية، قَالَ: لقد كنت أشرتُ عليك بالمقام، وأنا أشير عليك الآن: إنّ للعرب جوْلة، ولو قد رجعَتْ إليها غواربُ أحلامها، لضربوا إليك آباط الإبل، حتّى يستخرجوك، ولو كنت في مثل حُجْر الضَّبّ [3] . فَقَالَ عليّ: أتراني لا أبا لك كنتُ منتظرًا كما تنتظر الضَّبُعُ اللَّدْمَ [4] . وَرُوِيَ نحوه من وجهين آخرين [5] . وعن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمّ له قال: لمّا كان يوم الجمل نادى عليّ في النّاس: لَا ترموا أحدًا بسهم، وكلِّموا القوم، فإنّ هذا مقام من فَلَجَ فيه فُلِج [6] يوم القيامة، قَالَ: فتوافقنا حتّى أتانا حَرُّ الحديد، ثمّ إنّ   [1] تاريخ خليفة 185، أنساب الأشراف 246. [2] طبقات ابن سعد 3/ 225. [3] سير أعلام النبلاء 3/ 261، وانظر الأخبار الطوال 145. [4] في النهاية وغيرها: والله لا أكون مثل الضّبع تسمع اللّدم فتخرج حتّى تصطاد. إذا أرادوا صيد الضّبع ضربوا حجرها بحجر أو بأيديهم، فتحسبه شيئا تصيده، فتخرج لتأخذه، فتصاد. أراد إنّي لا أخدع كما تخدع الضّبع باللّدم. [5] انظر المستدرك للحاكم 3/ 115. [6] وردت مصحّفة في بعض النسخ، والتصحيح من (ع) والنهاية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 القوم نادوا بأجمعهم: (يا لثارات عثمان) ، قَالَ: وابن الحَنَفِيَّةِ أمامنا رتوة [1] معه اللّواء، فمدّ عليٌّ يديه وَقَالَ: اللَّهمّ أكِبَّ قتله عثمان على وُجُوههم، ثمّ إن الزُّبَيْر قَالَ لأساوِرَة معه: ارموهم ولا تبلغوا، وكأنّه إنّما أراد أن ينشب القتال. فلمّا نظر أصحابنا إلى النّشّاب لم ينتظروا أن يقع إلى الأرض، وحملوا عليهم فهزمهم الله. ورمى مروان طلحة بسهْمٍ فشكّ ساقه بجَنْب فَرَسه. وعن أبي جرو [2] المازِنّي قَالَ: شهِدْت عليًّا والزُّبَيْر حين تواقفا، فَقَالَ له عليّ: يا زُبير أنْشُدُك الله أسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إنّك تقاتلُني وأنت ظالم لي» ؟ قَالَ: نعم ولم أَذْكُرُه إلّا في موقفي هذا، ثمّ انصرف [3] . وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ يَوْمَ الْجَمَلِ: يَا حَسَنُ، لَيْتَ أَبَاكَ مَاتَ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَتِ قَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، قَالَ: يَا بُنَيَّ لَمْ أَرَ أَنَّ الأَمْرَ يَبْلُغُ هَذَا. [وَقَالَ ابن سعد [4] : إنّ محمد بن طلحة [5] تقدّم فأخذ بخطام الجمل [6] ، فحمل عليه رجل، فقال محمد: أذكركم (حم) فطعنه فقتله، ثُمَّ قَالَ في محمد: وَأَشْعَثَ قَوَّامٍ بآيات ربِّهِ ... قليلِ الَأذَى فيما ترى العينُ مسلمِ هتكتُ له بالرّمح جيبَ قميصه ... فخرّ صريعا لليدين وللفم   [1] الرتوة: الخطوة، على ما في النهاية، ووردت مصحّفة في منتقى أحمد الثالث، ع. [2] وردت محرّفة في نسخة الدّار، ومنتقى أحمد الثالث، ع، والتصحيح من (تهذيب التهذيب) . [3] المطالب العالية لابن حجر (4476) منسوب إلى أبي يعلى، والإصابة 1/ 546، والأسامي والكنى للحاكم (مخطوط دار الكتب- خزانة محمد عبده 1- ورقة 119) . [4] في الطبقات 5/ 54، 55. [5] المعروف بالسجّاد. [6] أي جمل السيّدة عائشة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 488 يُذَكّرني [1] (حم) وَالرُّمْحُ شاجرٌ [2] ... فهلّا تلا (حم) قبل التَّقدُّمِ على غير شيءٍ غيرَ أنْ ليس تابعًا ... عليًّا ومَن لَا يَتْبَعِ الْحَقَّ يندَمِ فسار عليّ ليلته في الْقَتْلَى، معه النيران، فمر بمحمد بن طلحة قتيلًا، فَقَالَ، يا حسن (محمّد السّجّاد وربّ الكعبة) ، ثمّ قَالَ: أبوه صَرَعَه هذا المصرع، ولولا برِّه بأبيه مَا خَرَج. فَقَالَ الحسن: ما كان أغناك عن هذا، فقال: ما لي وما لك يا حسن [3]] [4] . وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ يَوْمَ الْجَمَلِ، وناداه عليّ يأبا عَبْدِ اللَّهِ، فَأَقْبَلَ حَتَّى الْتَقَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ باللَّه، أَتَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ أُنَاجِيكَ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «تناجيه فو الله لَيُقَاتِلَنَّكَ وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ» . قَالَ: فَلَمْ يَعْدُ أَنْ سَمِعَ الْحَدِيثَ، فَضَرَبَ وَجْهَ دَابَّتَهُ وَانْصَرَفَ [5] . وَقَالَ هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ [6] ، وَغَيْرُهُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ لِلزُّبَيْرِ: يَا بْنَ صَفِيَّةَ، هَذِهِ عَائِشَةُ تملِكُ طَلْحَةَ، فَأَنْتَ عَلَى مَاذَا تُقَاتِلُ قَرِيبَكَ عَلِيًّا؟ فَرَجَعَ الزّبير،   [1] في البداية والنهاية 7/ 244 (يناشدني) بدل (يذكّرني) ، وفي (تاريخ الطبري 5/ 526) كما في النّصّ، وكذلك في طبقات ابن سعد. [2] في طبقات ابن سعد «شاعر» . [3] ما بين الحاصرتين زيادة من (ع) والمنتقى لابن الملّا. [4] طبقات ابن سعد 5/ 55. [5] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 366 من طريق أبي حرب بن أبي الأسود الديليّ، قال: شهدت الزبير خرج يريد عليّا. فقال له عليّ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تقاتله وأنت له ظالم؟ فقال: لم أذكر، ثم مضى الزبير منصرفا. وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وانظر المطالب العالية (4468) و (4469) و (4470) و (4476) . [6] في نسخة دار الكتب «الخياط» ، والتصحيح من النسخة (ع) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 489 فَلَقِيَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ فَقَتَلَهُ [1] . وَقَالَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: انصرف الزُّبَيْر يوم الجمل عن عليّ، وهم في المصافّ، فَقَالَ له ابنه عبد الله: جُبْنًا جُبْنًا، فَقَالَ: قد علم النّاس أنّي لست بجبانٍ، ولكن ذكَّرني عليّ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحلفت أن لَا أقاتله، ثمّ قَالَ: تَرْكُ الأمورِ التي أخشي عواقِبَها ... في الله أحْسَنُ في الدُّنيا وفي الدِّين [2] [وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الجمل الأديب، يُقْتَلُ حَوَالَيْهَا قَتْلَى كَثِيرُونَ، وَتَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ» [3]] . وقيل: إنّ أوّل قتيلٍ كان يومئذٍ مسلم الجُهَنيّ، أمره عليّ فحمل مُصْحفًا، فطاف به على القوم يدعوهم إلى كتاب الله، فقُتِلَ. وَقُطِعَتْ يومئذ سبعون يدًا من بني ضبّة [4] بالسيوف، صار كلَّما أخذ رجل بخطام الجمل الَّذِي لعائشة، قطِعَتْ يدُه، فيقوم آخرُ مكانه وَيَرْتَجِزُ، إلى أن صرخ صارخ اعقُروا الجمل، فعقره رجلٌ مُخْتَلَفٌ في اسمه، وبقي الجمل والهودج الَّذِي عليه، كأنّه قُنْفُذٌ من النَّبْلِ، وكان الهودج مُلَبَّسًا بالدُّروع، وداخله أمّ المؤمنين، وهي تشجّع الذين حول الجمل: (مَا شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن) [5] . ثمّ إنّها ندِمَتْ، وَنَدِمَ عليّ لأجل ما وقع.   [1] رجاله ثقات. أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 110 بنحوه، وابن حجر في الإصابة 1/ 546، وانظر: أنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي) 251 التذكرة الحمدونية 2/ 475. [2] حلية الأولياء 1/ 91. [3] ما بين الحاصرتين زيادة من (ع) فقط. [4] وردت مصحّفة، والتصحيح من تاريخ خليفة 186 وشذرات الذهب 1/ 42، وتاريخ الطبري 4/ 539. [5] انظر مروج الذهب 2/ 375، 376. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 490 ذِكْرُ مَنْ توفي في هَذِهِ السَّنَةِ [[1] الأسود بن عوف الزُّهْريّ) [2] له صُحْبة وهجرة قبل الفتح. وهو أخو عبد الرحمن بن عوف. قُتِل يوم الجمل. وقد ولي ابنُهُ جابر المدينة لعبد الله بن الزُّبَيْر. (جُنْدب بن زُهَيْر الغامِديّ الأزْدِيّ) كوفيّ، يُقال: له صحبة. يأتي في السنة الآتية] . حُذَيْفَة بن اليَمَان [3] (ع)   [1] ما بين الحاصرتين مستدرك من المنتقى لابن الملّا، ع. [2] تاريخ خليفة 187، نسب قريش 265، المعارف 235، جمهرة النسب لابن الكلبي 2/ 199، الاستيعاب 1/ 90، أسد الغابة 1/ 87، الكامل في التاريخ 3/ 351، الوافي بالوفيات 9/ 255 رقم 4166، الإصابة 1/ 45، 46 رقم 167. [3] مسند أحمد 5/ 382- 408، السير والمغازي لابن إسحاق 292، المغازي للواقدي 234 و 488- 409 و 732 و 1042 و 1043 و 1044 و 1045، تهذيب سيرة ابن هشام 127 و 196 و 197، الزهد لابن حنبل 224، البرصان والعرجان للجاحظ 283، الزهد لابن المبارك 34 و 245 و 513، طبقات ابن سعد 5/ 527 و 6/ 15 و 7/ 317، التاريخ لابن معين 2/ 104، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 491 واسم اليَمان حِسْلٌ [4]- ويقال حُسَيْلٌ [4] على التصغير- بن جابر بن   [ () ] المحبّر لابن حبيب 73 و 417، الطبقات لخليفة 48 و 130، تاريخ خليفة 69 و 148- 151 و 157 و 160 و 166 و 182، ترتيب الثقات للعجلي 111 رقم 264، التاريخ الكبير 3/ 95 رقم 333، التاريخ الصغير 1/ 54 و 56 و 72 و 80 و 81 و 107 و 114، المعارف لابن قتيبة 263، عيون الأخبار له 1/ 23 و 2/ 136 و 231، المعرفة والتاريخ 2/ 543- 545 و 768- 770، فتوح البلدان للبلاذري 241 و 320 و 334 و 371 و 375 و 376 و 390 و 400 و 401 و 402 و 403، أنساب الأشراف 1/ 163 و 322 و 328 و 329 و 540 و 541، ق 4 ج 1/ 36 و 90 و 579 و 584، و 5/ 31 و 46 و 47 و 62 و 87 و 92، تاريخ الطبري 4/ 127- 129 و 132- 137، الثقات لابن حبّان 3/ 80، مشاهير علماء الأمصار له 43 رقم 267، الاستيعاب 1/ 277، 278، ثمار القلوب للثعالبي 181، أخبار القضاة لوكيع 1/ 39، 40، و 2/ 186 و 285، و 3/ 5 و 17 و 42، العقد الفريد لابن عبد ربّه 3/ 65 و 4/ 161 و 259 و 307 و 6/ 268، الجرح والتعديل 3/ 256 رقم 1140، الزاهر للأنباري 1/ 182 و 423 و 2/ 256، الخراج وصناعة الكتابة لقدامة 329 و 368 و 371 و 372 و 374 و 376 و 378 و 379، المعجم الكبير للطبراني 3/ 185- 189، حلية الأولياء 1/ 270- 283 رقم 42، المستدرك للحاكم 3/ 379- 381، الأمالي للقالي 3/ 196، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 96- 106، التذكرة الحمدونية 2/ 295، لباب الآداب لأسامة 85 و 332، الاستبصار 233- 235، الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 107 رقم 414، تلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 141، صفة الصفوة له 1/ 610- 616 رقم 70، الكامل في التاريخ 3/ 109- 111، أسد الغابة 1/ 390- 392، معجم البلدان 1/ 105 و 173 و 283 و 518 و 849 و 3/ 137، الزيارات للهروي 76، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 153- 155 رقم 114، وفيات الأعيان 2/ 300 و 476 و 5/ 351، تحفة الأشراف للمزّي 3/ 21- 58 رقم 100، تهذيب الكمال له (تحقيق د. بشّار عوّاد) 5/ 495- 510 رقم 1147، المعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 27، دول الإسلام 1/ 30، تجريد أسماء الصحابة رقم 1286، العبر 1/ 26 و 37، الكاشف 1/ 152 رقم 970، تلخيص المستدرك 3/ 379- 381، سير أعلام النبلاء 2/ 361- 369 رقم 76، الوافي بالوفيات 11/ 327، 328 رقم 482، الكتّاب والوزراء للجهشياريّ 12، مرآة الجنان 1/ 100، الوفيات لابن قنفذ 55 رقم 36، مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 325، 326، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 445، غاية النهاية لابن الجزري 203 رقم 938، تهذيب التهذيب 2/ 219، 220 رقم 405، تقريب التهذيب 1/ 156 رقم 183، النكت الظراف 3/ 26، الإصابة 1/ 317، 318 رقم 1647 و 1648، خلاصة تذهيب التهذيب 74، شذرات الذهب 1/ 32 و 44، كنز العمّال 13/ 343. [4] في نسخة دار الكتب «حسبك» في الموضعين، والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 أُسَيْد، وقيل ابن عَمْرو، أَبُو عبد الله العبسيّ، حليف الأنصار، وصاحب سرَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحد المهاجرين. وكان أبوه أصاب دمًا في قومه، فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل، فسمّاه قومه اليمان لحِلْفه لليَمَانية، فاستشهد يوم أُحُد [1] . وشهِدَ حُذَيْفَة أحُدًا وما بعدها من المشاهد، واستعمله عمر على المدائن، فبقي عليها إلى حين وفاته. وتُوُفّي بعد عثمان بأربعين يومًا. روى عنه زيد بن وهب، وزِرّ بن حُبَيْش، وأبو وائل، ورِبْعيّ بن حِراش، وجماعة. قَالَ خيثمة بن عبد الرحمن: أتيت المدينة فسألت الله أن يُيَسِّر لي جليسًا صالحًا، فيسّر لي أبا هُرَيْرَةَ، فجلست إليه، فَقُلْتُ: جئت من الكوفة أَلْتَمِس الخير، فَقَالَ: أليس فيكم سعد بن مالك مُجاب الدعوة [وابن مسعود صاحبُ طُهورُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونَعْلَيْه، وحُذَيْفة] [2] صاحبُ سرّ رسول الله، وعمّار الَّذِي أجاره الله على لسان نبيه من الشيطان، وسَلْمان صاحبُ الكتابين، يعني الإنجيل والقرآن. صحّحه التِّرْمذِيّ [3] . وَقَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اسْتَخْلَفْتَ، قَالَ: إِنِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ فَعَصَيْتُمُوهُ عُذِّبْتُمْ، وَلَكِنْ مَا حَدَّثَكُمْ عبد الله فاقرءوه. حسّنه التّرمذيّ [4] .   [1] المستدرك 3/ 380، الاستيعاب 1/ 277، الإصابة 1/ 317، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 97. [2] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة الدار، فاستدركته من منتقى ابن الملّا وغيره من النسخ. [3] وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. (5/ 339) باب مناقب عبد الله بن مسعود، رقم (3899) . [4] في المناقب 5/ 339 باب مناقب حذيفة بن اليمان، رقم (3900) ، وأخرجه ابن عساكر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 أبو نعيم، عن مالك بن مغول [1] عَنْ طَلْحَةَ: قَدِمَ حُذَيْفَةُ الْمَدَائِنَ عَلَى حِمَارٍ، عَلَيْهِ إِكَافٌ سَادِلًا رِجْلَيْهِ، وَمَعَهُ عِرْقٌ [2] وَرَغِيفٌ وَهُوَ يَأْكُلُ. وَأَخْبَارُهُ مُسْتَوْفَاةٌ فِي «تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرَ» [3] . عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي الْحُسَيْلُ، فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: مَا نُرِيدُ إِلَّا الْمَدِينَةَ، فَأَخَذُوا عَلَيْنَا عَهْدَ اللَّهِ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلَا نُقَاتِلُ مَعَهُ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم فأخبرناه فقال: «فوالهم بِعَهْدِهِمْ وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] . وحُذيْفة أحدُ أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأربعة عشر النُّجباء، كان النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسرّ إليه أسماء المنافقين، وحفِظ عَنْهُ الْفِتَنَ التي تكون بين يدي السّاعة، وناشده عُمَر باللَّه: (أَنَا من المنافقين؟) اللَّهُمَّ لَا، ولا أزكّي أحدًا بعدك [5] . وقد (ذكرنا مَا) [6] أبلى حُذَيْفَة ليلةَ الأحزاب. وافتُتِحتِ الدِّينَوَرُ عَنْوَةً على يديه [7] . وحديثه في الكُتُب السّتّة.   [ () ] (تهذيب تاريخ دمشق) 4/ 99، وقال: ورواه الخطيب البغدادي. [1] في نسخة دار الكتب «معول» وهو تصحيف. [2] العرق: بسكون الراء، العظم إذا أخذ عنه معظم اللّحم. [3] انظر التهذيب 4/ 96- 106. [4] في الجهاد والسير (1787) باب الوفاء بالعهد، من طريق الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن اليمان. وأخرجه أحمد في المسند 5/ 395، وانظر المعجم الكبير للطبراني رقم (3000) و (3001) ، والمستدرك 3/ 379. [5] نسبه صاحب كنز العمّال 13/ 344 إلى رسته، وانظر ابن عساكر 4/ 97 و 100. [6] ما بين القوسين ساقط من نسخة دار الكتب. [7] أسد الغابة 1/ 468، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 103. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 [1] حُكَيْم بن جَبَلَة العَبْدِي [2] كان متديّنًا عابدًا شريفًا مُطاعًا، بعثه عثمان على السِّنْد، ثمّ إنّه ظنّ أنّ أهلها نقضوا فقدِم منها، فسأله عثمان عنها، فَقَالَ: ماؤها وشل، ولصّها بطل، وسهلها جبل، إنْ أثر الْجُنْدُ بها جاعوا، وإنْ قلُّوا بها ضاعوا. فلم يوجه عثمان عليها أحدًا بعده [3] . ثمّ إنّه نزل البصرة. وقد ذكرنا أنّه أحد مَن سار إلى الفِتْنَة، ثمّ قُتِلَ في فتنة الجمل، سامحه الله. قيل إنّه لم يزل يقاتل حتّى قُطِعتْ رِجْلُه. فأخذها وضرب بها الَّذِي قطعها فقتله بها، ثمّ أخذ يقاتل ويقول: يا ساق لن تُرَاعي ... إن معي ذراعي أحْمي بها كُرَاعِي حتّى نَزَفه الدَّم، فاتّكأ على المقتول الَّذِي قطع رِجْلَه، فمرّ به رجل، فَقَالَ له: مَن قطع رِجْلَك؟ قَالَ: وسادتي، فما رئي أشجع منه [4] ، ثمّ قتله سحيم الحدّاني [5] .   [1] هذه الترجمة كلها ساقطة من نسخة الدار، فاستدركتها من منتقى ابن الملّا، ع. [2] تاريخ خليفة 168 و 180 و 181 و 183 و 195، البرصان والعرجان للجاحظ 169 و 242، المعارف 196، فتوح البلدان 530، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 122 و 549 و 590، و 5/ 95 و 97، تاريخ الطبري 4/ 326 و 349 و 353 و 375 و 378 و 434 و 435 و 466 و 470 و 471 و 475 و 481، الخراج وصناعة الكتابة 413، مروج الذهب 3/ 87، جمهرة أنساب العرب 298، العقد الفريد 4/ 286 و 292 و 293، الاستيعاب 1/ 324- 327، الكامل في التاريخ 3/ 144 و 158 و 161 و 193 و 214 و 217 و 219 و 226 و 241 و 260، أسد الغابة 2/ 39، 40 وفيات الأعيان 7/ 59، الإصابة 1/ 379 رقم 1994، سير أعلام النبلاء 3/ 531، 532 رقم 136. [3] تاريخ خليفة 180، فتوح البلدان 530، أسد الغابة 2/ 40، الاستيعاب 1/ 324. [4] أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 122، 123، أسد الغابة 2/ 40، الاستيعاب 1/ 325. [5] في المنتقى لابن الملّا، والاستيعاب 1/ 325 «الحرّاني» بالراء، وهو تحريف، والتصويب من الجزء: 3 ¦ الصفحة: 495 الزّبير بن العوّام [1] ع   [ () ] النسخة (ع) ، وسير أعلام النبلاء 3/ 532، وفي تاريخ خليفة 183 يقال له «ضخيم» ، ويقال «يزيد بن الأسحم الحدّاني» . [1] السير والمغازي لابن إسحاق 133 و 140 و 176 و 216 و 223 و 227 و 330 و 332، المغازي للواقدي 27 و 51 و 54 و 76 و 85 و 102 و 148 و 151 و 154 و 228 و 240 و 252 و 259 و 289 و 307 و 311 و 323 و 364 و 380 و 387 و 405 و 457 و 471 و 472 و 496 و 498 و 504 و 513 و 520 و 524 و 657 و 672 و 688 و 698 و 710 و 716 و 717 و 723 و 797 و 800 و 801 و 819 و 825 و 828 و 832 و 850 و 858 و 859 و 917 و 944 و 996 و 1053 و 1054، تهذيب سيرة ابن هشام 56 و 72 و 77 و 127 و 141 و 162 و 164 و 169 و 173 و 232 و 248 و 343 و 345، فتوح الشام للأزدي 1، أخبار مكة للأزرقي 1/ 122 و 2/ 286، مسند أحمد 1/ 164- 167، نسب قريش 20 و 22 و 103 و 104 و 106 و 145 و 174 و 230 و 236 و 238 و 239 و 365 و 375 و 384 و 387، البرصان والعرجان للجاحظ 69 و 71 و 195 و 243، الزهد لابن المبارك 392، طبقات ابن سعد 3/ 100- 113، تاريخ خليفة 67 و 82 و 99 و 112 و 142 و 147 و 148 و 180- 184 و 186 و 187 و 201، طبقات خليفة 13 و 189 و 291، المحبّر لابن حبيب 54 و 65 و 66 و 72 و 100 و 124 و 132 و 172 و 173 و 189 و 290 و 404 و 406 و 408 و 410 و 437 و 446 و 474، عيون الأخبار 1/ 44 و 129 و 195 و 4/ 17 و 25 و 115، التاريخ لابن معين 2/ 172، المعارف 128 و 142 و 157 و 159 و 168 و 219 و 220 و 221 و 223 و 226 و 311 و 575 و 585، ترتيب الثقات للعجلي 164 رقم 456، الأخبار الموفقيّات 316 و 629، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 84، المعرفة والتاريخ 2/ 412- 414، التاريخ الكبير 3/ 409، 410 رقم 1359، أنساب الأشراف 1/ 90 و 146 و 188 و 201 و 227 و 270 و 271 و 289 و 297 و 300 و 318 و 319 و 328 و 334 و 336 و 354 و 355 و 358 و 365 و 400 و 421 و 430 و 471 و 523 و 524 و 581 و 583 و 585، ق 3/ 4 و 41 و 56 و 68 و 70 و 285 و 288 و 289 و 294 و 313، و 4/ 18 و 66 و 84 و 101 و 125 و 131، ق 4 ج 1/ 556- 560، و 5/ 16- 19 و 66- 70، فتوح البلدان 11- 13 و 21 و 22 و 32 و 43 و 109 و 249 و 250 و 251 و 335، أخبار القضاة لوكيع 363، و 2/ 67، و 3/ 15، الزاهر للأنباري 1/ 211 و 2/ 99، الجرح والتعديل 3/ 578 رقم 2627، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 112) تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 252) ، المنتخب من ذيل المذيّل 507، الخراج وصناعة الكتابة 206 و 214- 216 و 264 و 337، مشاهير علماء الأمصار 7، 8 رقم 9، الاستيعاب 1/ 580- 585، جمهرة أنساب العرب 121، 122، مروج الذهب 2/ 372، ربيع الأبرار 4/ 38 و 259 و 274 و 297، ثمار القلوب 14 و 96 و 112 و 294 379، حلية الأولياء 1/ 89- 92 رقم 6، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 ابن خُوَيْلِدِ [2] بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصيّ بن كلاب، أَبُو عبد الله القُرَشيّ الأزديّ المكّي، حواريّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وابن عمِّته صفيّة، وأحدُ العشرة المشهود لهم بالجنّة، وأحد السّتّة أهل الشُّورَى، شهِدَ بدْرًا والمشاهد كلَّها، أسلم وهو ابن ستّ عشرة سنة، وكان من السابقين إلى الإسلام. وهو أول من سلّ سيفه في سبيل الله. له أحاديث يسيرة، روى عنه ابناه عبد الله، وعُرْوَة، ومالك بن أوس ابن الحَدَثَان، والأحنف بن قيس، وحُكَيْم مولى الزُّبَيْر وغيرهم. قَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: أَسْلَمَ أَبِي وَلَهُ ثَمَانِي سِنِينَ. وَنَفَحَتْ نَفْحَةٌ [3] مِنَ الشَّيْطَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ بأعلى مكّة،   [ () ] الكنى والأسماء للدولابي 1/ 9، البدء والتاريخ 5/ 83، 84، المستدرك 3/ 359- 368، الأسامي والكنى (مخطوط دار الكتب 1 (ورقة 301، 302) ، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 358- 371، لباب الآداب 172- 178 و 304، التذكرة الحمدونية 2/ 273 و 475 و 478، صفة الصفوة 1/ 342- 355 رقم 7، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، الزيارات للهروي 17 و 81، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 136) ، أسد الغابة 2/ 196- 199، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 194- 196، تحفة الأشراف للمزّي 3/ 177- 188 رقم 157، نهاية الأرب 20/ 89- 100، وفيات الأعيان 3/ 18 و 69 و 255 و 4/ 349 و 5/ 8 و 7/ 59 و 60 و 216، تهذيب الكمال 1/ 426، 427، الرياض النضرة 262، الجمع بين رجال الصحيحين 150، جامع الأصول 9/ 5- 10، المعجم الكبير للطبراني 1/ 118- 126 رقم 6، دول الإسلام 1/ 30، العبر 1/ 37، الكاشف 1/ 249 رقم 1639، تلخيص المستدرك 3/ 359- 368، سير أعلام النبلاء 1/ 41- 67 رقم 3، مجمع الزوائد 9/ 150- 153، مرآة الجنان 1/ 97- 99، البداية والنهاية 7/ 249- 251، الوافي بالوفيات 14/ 180- 184 رقم 247، شفاء الغرام 1/ 49 و 55 و 58 و 59 و 142 و 361 و 497 و 2/ 214- 216 و 446، 447، العقد الثمين 4/ 429، تهذيب التهذيب 3/ 318، 319 رقم 592، تقريب التهذيب 1/ 259 رقم 28، النكت الظراف 3/ 181- 188، الإصابة 1/ 545، 546 رقم 2789، خلاصة تذهيب التهذيب 121، تاريخ الخميس 1/ 172، كنز العمال 13/ 204- 212، شذرات الذهب 1/ 42- 44، خزانة الأدب للبغدادي 2/ 468 و 4/ 350، التاريخ الصغير 1/ 75. [2] في نسخة دار الكتب «خالد» ، والتصويب من بقيّة النسخ ومصادر الترجمة. [3] في طبعة القدسي 3/ 298 «نفخت نفخة» ، وهو تحريف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 فَخَرَجَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ غُلامٌ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَعَهُ السَّيْفُ، فَمَنْ رَآهُ عَجِبَ وَقَالَ: الْغُلامُ مَعَهُ سَيْفٌ، حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: «مالك» ؟ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَتَيْتُ أَضْرِبُ بِسَيْفِي مَنْ أَخَذَكَ» [1] . وقد روي أنه كان طويلًا إذا ركِب تخطُّ رجْلاه الأرض، وأنّه كان خفيف العارضين واللّحية [2] . وذكر يعقوب بن شيبة بإسناد ليّن، عن الزّهريّ قال: كان الزّبير طويلا أزرق أخضر الشّعر. وَقَالَ أَبُو نعيم: كان رَبْعَةً. خفيف اللَّحْم والِّلحْيَة، أسمر أشعر لَا يَخْضِب. وَقَالَ الواقديّ: ليس بالقصير ولا بالطويل خفيف اللّحية أسمر] [3] [4] . وقد ذَكَرْنَا أنّه انصرف عن القتال يوم الجمل، فلحقه ابن جُرْمُوز فقتله غِيلةً. وثبت في «الصحيح» أنّ الزُّبَيْر خلَّف أملاكًا بنحو أربعين ألف ألف درهم وأكثر، وما ولي إمارةً قطّ ولا خَرَاجًا، بل كان يتّجر ويأخذ عطاءه، وقيل: إنّه كان له ألف مملوك يؤدُّون إليه الخَرَاج، فربّما تصدّق بخراجهم   [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 360، 361 من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 89 من طريق الإمام أحمد، وعن حمّاد بن أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة. ورجاله ثقات. وانظر: الاستيعاب 1/ 581، وأسد الغابة 2/ 197، والإصابة 1/ 545. [2] أخرجه ابن سعد 3/ 107، والطبراني 1/ 118 و 119 رقم 223 و 224، والحاكم 3/ 360، وابن عساكر 5/ 360، والهيثمي 9/ 150، والمقدسي في البدء والتاريخ 5/ 83. [3] ابن سعد 3/ 107، ابن عساكر 5/ 360، المقدسي في البدء والتاريخ 5/ 83. [4] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب، والمستدرك من النسخة (ع) ، وقول الواقدي مستدرك من منتقى ابن الملّا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 كلّه في مجلسه قبل أن يقوم [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ أَخِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَارَبَنِي خَمْسَةٌ: حَارَبَنِي أَطْوَعُ النَّاسِ فِي النَّاسِ عَائِشَةُ، وَأَشْجَعُ النَّاسِ الزُّبَيْرُ، وَأَمْكَرُ النَّاسِ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، لَمْ يُدْرِكْهُ مَاكِرٌ قَطُّ، وَحَارَبَنِي أَعْبَدُ النَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، كَانَ مَحْمُودًا حَتَّى اسْتَزَلَّهُ [2] أَبُوهُ، فَخَرَجَ بِهِ، وَحَارَبَنِي أَعْطَى النَّاسِ يَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ، كَانَ يُعْطِي الرَّجُلَ الْوَاحِدَ الثَّلاثِينَ دِينَارًا وَالسِّلاحَ وَالْفَرَسَ عَلَى أَنْ يُقَاتِلَنِي [3] . وعن موسى بن طلحة بن عُبَيْد الله، أن عليًّا والزُّبَيْر، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص وُلِدوا في عام واحد [4] . وقال اللّيث، عن أبي الأسود، إنّ الزُّبَيْر أسلم وهو ابن ثماني سِنِين [5] . وقد ذكرنا أنّ الزُّبَيْر كان يوم بدْرٍ على فَرَس، وأنّه كان لابسًا، عمامةً صفراء، فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر [6] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 365 و 370. [2] في منتقى ابن الملّا (استفزّه) . [3] راوي هذا الخبر «أبو فروة أخو إسحاق» لا يعرف، ولهذا فهو خبر لا يصحّ. [4] وانظر سير أعلام النبلاء 1/ 44. [5] انظر الحاشية رقم (1) في الصفحة السابقة. [6] هذا الخبر رواه المؤلّف في «سير أعلام النبلاء 1/ 46» من طريق: الزبير بن بكار، عن عقبة بن مكرم، عن مصعب بن سلام، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر الباقر. وسعد بن طريف متروك. (الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ- ص 100 رقم 266، أحوال الرجال للجوزجانيّ- ص 58 رقم 51، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 36، الضعفاء للعقيليّ 2/ 120 رقم 598، التاريخ الابن معين 2/ 191 وقال: لا يحلّ لأحد أن يروي عنه، المجروحين لابن حبّان 1/ 357، ميزان الاعتدال 2/ 122، تقريب التهذيب 1/ 287، الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي- ص 191 رقم 307) . والخبر أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 103 من طريق محمد بن عمر، عن موسى بن محمد بن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 وفيه يَقُولُ حسان بن ثابت: أقام على عهد النّبيّ وهدْيهِ ... حَوَارِيُّهُ والقولُ بالفِعْلِ يكمل [1] أقام على مِنْهاجِه وطريِقهِ ... يُوَالِي وَلِيَّ الْحَقِّ والحقُّ أعْدَلُ هو الفارسُ المشهورُ والبطل الَّذِي ... يصولُ إذا مَا كان يَوْمٌ مُحَجَّلُ إذا كَشَفَتْ عن ساقِها الحربُ حَشَّها [2] ... بأبيضَ سَبّاقٍ إلى الموت يُرْقِلُ [3] فما مِثْلُه فيهم ولا كان قَبْلَهُ ... وليس يكون الدَّهْرُ مَا دام يَذْبُلُ [4] ثناؤك خيرٌ من فِعالِ معاشِرٍ ... وَفِعْلُكَ يا بن الهاشميَّة أفْضَلُ فكم كُربةٍ ذبَّ الزُّبَيْر بسيْفِه ... عن المصطفى والله يعطي فيجزل [5]   [ () ] إبراهيم، عن أبيه، عن الزبير. ومن طريق: وكيع، عن هشام بن عروة، عن رجل من ولد الزبير. وقال مرة: عَنْ يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير. ومرة ثانية: عن حمزة بن عبد الله، قال: كان على الزبير ... ومن طريق: عمرو بن عاصم الكلابي، عن همام، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كانت على الزبير.. كما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 120 رقم 230 من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن عروة. وأخرجه الهيثمي في «مجمع الزوائد» 6/ 84 وهو مرسل صحيح الإسناد. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 361 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن هشام بن عروة، عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 361 عن ابن إسحاق مرسلا، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 197، والزمخشريّ في ربيع الأبرار 4/ 38. [1] هكذا في الأصل، وفي ديوان حسّان، وسير أعلام النبلاء للمؤلّف، ومجمع الزوائد للهيثمي «يعدل» . [2] أي أشعل الحرب وأسعرها. [3] في النسخ «يرحل» والتصحيح من الديوان وغيره. ويقال: أرقل القوم إلى الحرب إرقالا، أي أسرعوا، والإرقال: ضرب من الخبب، وهي سرعة سير الإبل. [4] يذبل: بالفتح ثم السكون. هو جبل مشهور الذكر بنجد في طريقها. (معجم البلدان 5/ 443) . [5] الأبيات في: ديوان حسّان 199، 200 طبعة دار صادر بيروت، والأغاني 4/ 144، والمستدرك للحاكم 3/ 362، 363، والاستيعاب 1/ 583، وحلية الأولياء 1/ 90، وأسد الغابة 2/ 198، وربيع الأبرار 4/ 274، ونهاية الأرب 20/ 95، 96، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 365، والوافي بالوفيات 14/ 183، 184، وسير أعلام النبلاء 1/ 56، وفي الإصابة 9/ 545 بيتان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 وفيه يَقُولُ عامر بن عبد الله بن الزُّبَيْر: جَدِّي ابنُ عَمِّهِ أحمدٍ ووزِيرُه ... عند البَلاء وفارِسُ الشَّقْراءِ [1] وغداة بدْرٍ كان أوّلَ فارسٍ ... شهِدَ الْوَغَى في الّلأمَةِ الصَّفْراء نَزَلَتْ بسِيماه الْمَلَائِكُ نُصْرَةً ... بالحوضِ يوم تألُّبِ الأعداءِ وعن عُرْوَة- وهو في الصحيح- أنّ عائشة قالت: يا بن أختي كان أبي [2] تعني أبا بكر الصِّدِّيق- والزُّبَيْر من الذين استجابوا للَّه وللرّسول من بعد مَا أصابهم القرح [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم الخندق: «مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ بَنِي قُرَيْظَةَ» ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: أَنَا، فَذَهَبَ عَلَى فَرَسٍ فَجَاءَ بِخَبَرِهِمْ، ثُمَّ نَدَبَ النَّاسَ ثَانِيًا وَثَالِثًا، فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا وَحَوَارِيِّي الزُّبَيْرُ [4] » . وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ أَيْضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وحواريي من أمّتي» [5] .   [1] في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 361 «العشواء» . [2] في منتقى أحمد الثالث، ع (أبواك) . [3] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة 4/ 1881 رقم (2418/ 52) باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، وابن سعد في الطبقات 3/ 104. [4] أخرجه أحمد في المسند 3/ 307 و 314 و 338 و 365، والبخاري في فضائل الصحابة رقم (3719) باب مناقب الزبير، ومسلم في فضائل الصحابة (2415) باب فضائل الزبير، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 119 رقم 227، والترمذي في المناقب (3745) باب مناقب الزبير، وابن ماجة في المقدّمة (122) باب فضائل الزبير، وابن سعد في الطبقات 3/ 105، والحميدي في مسندة (1231) ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 361) ، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 581، وابن حجر في الإصابة 1/ 546. [5] إسناده صحيح، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 314. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 وَقَالَ عَاصِمٌ، عَنْ [1] زِرٍّ اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيّ [وَأَنَا عِنْدَهُ] [2] ، فَقَالَ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابْن صَفيَّةَ بِالنَّارِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيِّي الزُّبَيْرُ [3] » . الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: الْحَوَارِيُّ: الْخَلِيلُ، وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: الْحَوَارِيُّ: الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ عُرْوَةُ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ قَالَ: إِرْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» [4] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ: ضرب الزُّبَيْر يوم الخَنْدَق عثمانَ بنَ عبد الله بن المُغِيرَة بالسيّف فَقَدَّه إلى القُرْبُوس [5] ، فقالوا: مَا أجْوَدَ سيفك، فغضب، يعني أنّ العمل لِيَدِه لَا لسَيْفِهِ [6] . وعن الزُّبَيْر أنّه دخل يوم الفتح ومعه لواءان: لواؤه، ولواء سعد بن عبادة [7] .   [1] في نسخة دار الكتب «عاصم عن زر» ، وهو خطأ، والتصحيح من منتقى ابن الملّا، وسير أعلام النبلاء. [2] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب والاستدراك من منتقى ابن الملا، وسير أعلام النبلاء. [3] إسناده حسن، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 89 و 102 و 103، والترمذي في المناقب (3745) ، والطبراني/ 119 رقم 228 و 123 رقم 243، والحاكم في المستدرك 3/ 367 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وابن سعد في الطبقات 3/ 105، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 361، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 199. [4] أخرجه أحمد في المسند 1/ 164، وابن ماجة في المقدّمة (123) باب فضل الزبير، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 582، وابن سعد في الطبقات 3/ 106، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 197، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 362، والنويري في نهاية الأرب 20/ 91، وابن حجر في الإصابة 1/ 545. [5] القربوس: بالتحريك، مقدّم السّرج ومؤخّره. [6] الخبر مرسل، وهو في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 362. [7] مجمع الزوائد للهيثمي 6/ 169، المطالب العالية لابن حجر (4357) ونسب فيهما لأبي يعلى. وانظر سند الحديث والتعليق عليه في سير أعلام النبلاء 1/ 51. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 502 وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزُّبَيْرَ يَلْمَقَ [1] حَرِيرٍ، مَحْشُوٍّ بِالْقَزِّ يُقَاتِلُ فِيهِ [2] . وَقَالَ سُفْيان الثَّوريّ: كان هؤلاء الثّلاثة نجدَة أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حمزة وعليّ والزُّبَيْر. وَقَالَ عروة: كان في الزُّبَيْر ثلاث ضربات بالسيف، إحداهُنَّ في عاتقه، إنْ كنت لأدْخِلُ أصابعي فيها، ضُرِبَ ثِنْتَيْنِ يوم بدْر، وواحدة يوم اليَرْمُوك. وَقَالَ عُرْوة: أخذ بعضُنا سيفَ الزُّبَيْر بثلاثة آلاف [3] . وَقَالَ سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْكُنْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ، وَكَانَ عَلَيْهِ هُوَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ [4] . وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَشْرَةِ إِنَّهُمْ في الجنّة فذكر منهم الزّبير [5] .   [1] اليلمق: قباء، وهو فارسيّ معرّب، أصله «يلمه» . قاله الجوهري. (شفاء الغليل) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 362، كنز العمال (36629) . [3] أخرجه البخاري في المغازي (3973) باب قتل أبي جهل، وفي فضائل الصحابة، (3721) باب مناقب الزبير، وانظر المغازي (3975) باب قتل أبي جهل. وأخرجه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 363. [4] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2417) باب فضائل طلحة والزبير، من طريق سليمان بْن بلال، عَنْ يحيى بْن سعيد، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وفيه عليّ. وأخرجه والترمذي (3697) من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد، عَنْ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. وأخرجه خيثمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة من طريق: جَعْفَر بْن محمد بْن الْحَسَن بْن زياد الزعفرانيّ، عن إبراهيم بن موسى، عن محمد بن أنس، عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نفيل. (انظر كتابنا: «من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي- ص 95- طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1400 هـ-/ 1980 م) . وابن عساكر في (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 363. [5] انظر فضائل الصحابة (بتحقيقنا) «من حديث خيثمة» - ص 95. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 وَقَالَ عُرْوَة: قَالَ عمر بن الخطّاب: لو عهِدْت أو تركتُ ترِكَةً، كان أحبّهم إليّ الزُّبَيْر، [إنّه رُكْنٌ من أركان الدين [1] . وَقَالَ عُرْوَة: أوصى سبعةٌ من الصحابة إلى الزُّبَيْر] [2] منهم عثمان وابن مسعود، وعبد الرحمن بن عوْف، فكان يُنْفِقُ على الوَرَثة من ماله، ويحفظ عليهم أموالهم [3] . وَقَالَ هشام بن عُرْوَة: لمّا قُتِلَ عمرُ محا الزُّبَيْر بن العوّام نَفْسَه من الدّيوان [4] . وروى أحمد في «مسنده» [5] من حديث مُطَرِّف قَالَ: قلت للزُّبَيْر: يا أبا عبد الله مَا شأنكم ضيَّعتُم عثمان حتّى قُتِلَ، ثمّ جئتم تطلبون بدمه؟! فَقَالَ الزُّبَيْر: إنّا قرأناها عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وأبي بكر، وعمر، وعثمان: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً 8: 25 [6] ، لم نكن نحسب أنّا أهلُها، حتّى وقعت منّا حيثُ وَقَعَتْ. يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قال: كانت   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 120 رقم (232) ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 365 وفي سنده عند الطبراني: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الزبير المدني. وهو متروك الحديث يروي الموضوعات عن الثقات. (المجروحين 2/ 10، الجرح والتعديل 5/ 158، ميزان الاعتدال 2/ 486، الكشف الحثيث 247 رقم 410) . [2] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من المنتقى لابن الملّا. [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 365. [4] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 22 رقم 240، وابن سعد في الطبقات 3/ 107، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 366. [5] بسند حسن 1/ 165 وذكره ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 367، والسيوطي في «الدرّ المنثور» 3/ 177 ونسبه الى أحمد، والبزّار، وابن المنذر، وابن مردويه، وابن عساكر، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 7/ 27 وقال: رواه أحمد بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحاح. [6] سورة الأنفال- الآية 25. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة [1] بْن أَبِي مُعَيْط تَحْتَ الزُّبَيْرِ، وَكَانَتْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ، وَكَانَتْ لَهُ كَارِهَةً، تَسْأَلُهُ الطَّلاقَ، فَيَأْبَى حَتَّى ضَرَبَهَا الطَّلْقُ وَهُوَ لا يَعْلَمُ، فَأَلَحَّتْ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً، ثُمَّ خَرَجَ، فَوَضَعَتْ، فَأَدْرَكَهُ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ خَدَعَتْنِي خَدَعَهَا اللَّهُ. وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «سَبَقَ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْطُبْهَا» قَالَ: لا تَرْجِعُ إِلَيَّ أَبَدًا. قَالَ الواقديّ: ثمّ تزوّجها عبد الرحمن بن عوف، فولدت له إبراهيم وحُميدًا. قاله يعقوب بن شيْبة [2] . وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ: إِنَّ طَلْحَةَ يُسَمِّي بَنِيهِ بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ. وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنِّي أُسَمِّي بِأَسْمَاءِ الشُّهَدَاءِ لَعَلَّهُمْ يَسْتَشْهِدُونَ: عَبْدِ اللَّهِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَالْمُنْذِرِ بِالْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُرْوَةَ بِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، وَحَمْزَةَ بِحَمْزَةَ، وَجَعْفَرٍ بِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُصْعَبٍ بِمُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعُبَيْدَةَ بِعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَخَالِدٍ بِخَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَمْرٍو بِعَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قُتِلَ بِالْيَرْمُوكِ [3] . وَقَالَ فُضَيْل بن مرزوق: حدّثني شقيق بن عقبة، عن قُرَّةَ بن الحارث، عن جون [4] بن قَتَادة قَالَ: كنت مع الزُّبَيْر يوم الجمل، فكانوا يسلمون عليه بالإمرة. وَقَالَ حُصَيْن بن عبد الرحمن، عن عَمْرو بن جاوان قَالَ: كان أوّل قتيل   [1] في نسخة دار الكتب «عتبة» وهو تحريف. [2] ابن سعد في الطبقات 8/ 230، 231. [3] ابن سعد 3/ 101. [4] في ع (جول) ولعلّه من تصحيف السمع، إذا كان النّاسخ يملي عليه ممل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 طلْحة، وانهزموا، فانطلق الزُّبَيْر فلقِيَه النّعِرُ [1] المُجَاشِعِيّ فَقَالَ: تعال يا حَوَارِيَّ رسول الله فأنت في ذمّتي، فسار معه، وجاء رجلٌ إلى الأحنف بن قيس، فذكَر أنّه رأى الزُّبَيْر بسَفَوَان [2] فَقَالَ: حمل بين المُسْلِمين، حتّى إذا ضرب بعضُهم حواجِبَ بعضٍ بالسيف، أراد أن يلحق ببنيه، قَالَ: فسمعها عُمَيْر بن جُرْمُوز المُجَاشِعِيّ، وفَضَالةُ بن حابسٍ، ورجل [3] ، فانطلقوا حتّى لقوه مع النَّعِر، فأتاه ابن جُرْمُوز من خلفه، فطعنه طعنةً ضعيفة. فحمل عليه الزُّبَيْر، فلمّا استلْحمه وظنّ أنّه قاتله، قَالَ: يا فضّالة يا فلان [4] ، فحملوا على الزُّبَيْر فقتلوه، وقيل: طعنه ابن جُرْمُوز ثانيةً فوقع [5] . وَقَالَ ابن عَوْن: رأيت قاتل الزُّبَيْر، وقد أقبل على الزُّبَيْر، فأقبل عليه الزُّبَيْر، فَقَالَ الزُّبَيْر: أُذَكِّرُكَ الله، فكفَّ عنه الزُّبَيْر حتّى صنع ذلك غير مرّة، فَقَالَ الزُّبَيْر: مَا له- قاتَلَهُ اللَّهُ- يُذَكِّرُنا باللَّه وينساه. وعن أبي نَضْرَةَ قَالَ: جاء أعرابيُّ برأس الزُّبَيْر إلى علي، فَقَالَ: يا أعرابيُّ تَبَوَّأْ مَقْعَدَكَ من النّار [6] . وَقَالَ أَبُو جعفر محمد بن عليّ الباقر: قَالَ عليّ: إنّي لأرجو أنْ أكون أنا، وطلحة، والزُّبَيْر من الذين قَالَ الله: وَنَزَعْنا ما في صُدُورِهِمْ من غِلٍّ 7: 43   [1] في المنتقى لابن الملّا (النّضر) وهو وهم، على ما في سير أعلام النبلاء 1/ 60 وتاريخ الطبري 4/ 498 وغيرهما. [2] سفوان: بالتحريك، ماء على قدر مرحلة من باب المربد بالبصرة. (معجم البلدان 3/ 225) . [3] يقال له «نفيع» . انظر سير أعلام النبلاء 1/ 61. [4] في سير أعلام النبلاء «يا فضالة، يا نفيع» . [5] المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 311، 312، المطالب العالية لابن حجر (4466) ، وانظر تاريخ الطبري 4/ 498، 499، والإصابة 1/ 528، وطبقات ابن سعد 3/ 111، 112. [6] انظر سير أعلام النبلاء 1/ 61. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ [1] 15: 47 [2] . وَقَالَ منصور بن عبد الرحمن الغُدّانيّ: سمعت الشّعبيّ يقول. أدركت خمسمائة أو أكثر مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولون: عليّ، وعثمان، وطلحة، والزُّبَيْر في الجنة [3] . وفيه يَقُولُ جرير: إنّ الرَّزِيةَ مَن تَضَمَّنَ قبرَه ... وادي السِّباع لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ لمّا أتى خبرُ الزُّبَيْر تَوَاضَعَتْ ... سور المدينة والجبال الخشّع [4] وقال عُرْوَة: ترك أبي من العُرُوض خمسين ألف ألف دِرْهم، ومن العين خمسين ألف ألف دِرْهم. هذه رواية أبي أُسامة، عن هشام، عن أبيه، وروى ابن عُيَيْنَة عنه، عن أبيه قَالَ: اقتُسِم مالُ الزُّبَيْر على أربعين ألف ألف [5] . وادي السِّباع على سبعة فَرَاسخ من البصرة.   [1] سورة الحجر- الآية 47. [2] وأخرجه ابن سعد 3/ 113 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان بن منصور، عن إبراهيم. [3] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 1/ 62: «قلت: لأنّهم من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن البدريين، ومن أهل بيعة الرضوان، ومن السابقين الأوّلين الذين أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه، ولأن الأربعة قتلوا، ورزقوا الشهادة، فنحن محبّون لهم، باغضون للأربعة الذين قتلوا الأربعة» . وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 369. [4] في طبقات ابن سعد 3/ 113 ثلاثة أبيات، وقد نسبها إلى جرير بن الخطفي، وكذلك في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 369، والبيتان في ديوان جرير يهجو الفرزدق من قصيدة طويلة (340- 351) مطلعها: بان الخليط برامتين فودّعوا ... أو كلّما رفعوا لبين تجزع [5] رجاله ثقات. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 361، وابن سعد في الطبقات 3/ 110، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 370، وقد أخرجه ابن سعد من طريق: عبد الله بن مسلمة بن قعنب، عن سفيان بن عيينة، وأخرجه الحاكم من طريق: محمد بن إسحاق، عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان، عن مجالد، عن الشعبيّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 وَقَالَ البُخَارِيّ: إنّه قُتلِ في رجب [1] . وَقَالَ ابن عُيَيْنَة: جاء ابن جُرْمُوز إلى مُصْعَب بن الزُّبَيْرِ، يعني أيّام ولي العراق لأخيه فَقَالَ: أقدني بالزُّبَيْر، فكتب في ذلك إلى عبد الله بن الزُّبَيْر، فكتب إليه: أنا أقتل ابن جرموز بالزبير؟ ولا بشسع نعله [2] . وعن عبد الله بن عُرْوَة، أنّ ابن جُرْمُوز مضى من عند مُصْعَب، حتّى إذا كان ببعض السّواد، لحِق بقصرٍ هناك، عليه زَجٌّ [3] ، ثمّ أمر إنسانًا أن يطرحه عليه، فطرحه عليه فقتله، وكان قد كرِه الحياة لما كان يُهَوَّل عليه، ويرى في منامه، وذلك دعاه إلى مَا فعل. [ (زيد بن صُوحان العَبْدِيّ) [4] أخو صعصعة، يقال: له وفادة على النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ مِنْ عمر، وعليّ.   [1] التاريخ الكبير 3/ 409. [2] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 1/ 64: «أكل المعثّر يديه ندما على قتله، واستغفر، لا كقاتل طلحة، وقاتل عثمان، وقاتل عليّ. وانظر الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 371. [3] الأزج: محرّكة. ضرب من الأبنية، وفي الصّحاح، والمصباح، واللسان: الأزج: بيت يبنى طولا. (تاج العروس 5/ 404) . [4] طبقات ابن سعد 6/ 123- 126، أخبار مكة 2/ 173، البرصان والعرجان للجاحظ 247، تاريخ خليفة 190، طبقات خليفة 144، التاريخ الكبير 3/ 397 رقم 1325، المعارف 402، المعرفة والتاريخ 3/ 312، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 528 و 532، و 5/ 40 و 41 و 43، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 20، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 258) ، الجرح والتعديل 3/ 565 رقم 2558، العقد الفريد 4/ 317، الاستيعاب 1/ 559- 561، مشاهير علماء الأمصار 101 رقم 745، جمهرة أنساب العرب 205، تاريخ بغداد 8/ 439، 440 رقم 4549، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 12- 16، أسد الغابة 2/ 233، 234، الكامل في التاريخ 3/ 144 و 158 و 216 و 228 و 229 و 232 و 245 و 246 و 251، التذكرة الحمدونية 2/ 64، مرآة الجنان 1/ 99، الوافي بالوفيات 15/ 32، 33 رقم 35، مجمع الزوائد 9/ 398، تعجيل المنفعة 142، 143 رقم 347، الإصابة 1/ 568 رقم 2910 و 1/ 574 رقم 2950، شذرات الذهب 1/ 44، سير أعلام النبلاء 3/ 525- 528 رقم 133. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 روى عنه أَبُو وائل، والعَيْزَار بن حُرَيْث. وكان صوَّامًا قوَّامًا، فَقَالَ له سَلْمان الفارِسيّ: إنّ لِبَدَنِك عليك حقًا، ولزوجك عليك حقًا، فأقلّ ممّا تصنع [1] . قتل يوم الجمل] [2] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 15. [2] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 سلمان الفارسيّ [1]   [1] السير والمغازي لابن إسحاق 87 و 91 و 92 و 124 و 125 و 287، تهذيب سيرة ابن هشام 127، المغازي للواقدي 445- 447 و 450 و 465 و 927، مسند أحمد 5/ 437- 444، الزهد له 188- 191، الزاهد لابن المبارك 169 و 343 و 344 و 367 و 384 و 420 و 477 و 493 و 560، طبقات ابن سعد 4/ 75- 93، و 6/ 16، 17، التاريخ الكبير 4/ 135، 136 رقم 2235، المحبّر لابن حبيب 75، تاريخ خليفة 191، طبقات خليفة 7 و 140 و 189، أخبار مكة للأزرقي 197 و 326 و 2/ 4، المعارف 263 و 270 و 426، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 56، المعرفة والتاريخ 2/ 551، 552 و 3/ 272- 274، عيون الأخبار 1/ 85 و 268 و 269 و 327 و 2/ 126 و 127 و 356 و 371 و 3/ 8، تاريخ أبي زرعة 1/ 122 و 221، 222 و 648، 649، أنساب الأشراف 1/ 271 و 343 و 366 و 367 و 485- 488 و 591/ فتوح البلدان 559، المنتخب من ذيل المذيّل 531، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 270، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 78، العقد الفريد 2/ 371 و 3/ 15 و 4/ 206 و 6/ 90، الجرح والتعديل 4/ 296، 297 رقم 1289، البدء والتاريخ 5/ 110- 113، مشاهير علماء الأمصار 44 رقم 274، المعجم الكبير للطبراني 6/ 260- 305 رقم 598، ثمار القلوب للثعالبي 162 و 181، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 150 أو 281 و 334 و 344 و 369 و 377، حلية الأولياء 1/ 185- 208 رقم 34، الاستيعاب 2/ 56- 61، المستدرك 3/ 598- 104- 604، الأسامي والكنى (مخطوط دار الكتب) ، ورقة 304، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 190- 211، التذكرة الحمدونية 1/ 56 و 66 و 123 و 126 و 130 و 137 و 138 و 144 و 187، الزيارات للهروي 76، أسد الغابة 2/ 328- 332، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 155، تحفة الأشراف للمزّي 4/ 26- 35 رقم 200، تهذيب الكمال 1/ 520، 521، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 226- 228 رقم 219، صفة الصفوة 1/ 523- 556 رقم 59، سير أعلام النبلاء 1/ 505- 558 رقم 91، دول الإسلام 1/ 31، الكاشف 1/ 304 رقم 2038، المعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 49، تلخيص المستدرك 3/ 598- 604 ذكر أخبار أصبهان 1/ 48- 57، مرآة الجنان 1/ 100، الوافي بالوفيات 15/ 309، 310 رقم 433، الوفيات لابن قنفذ 54 رقم 35، مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 332- 344، شفاء الغرام 1/ 138 و 276، تهذيب التهذيب 4/ 137- 139 رقم 233، تقريب التهذيب 1/ 315 رقم 346، النكت الظراف 4/ 27- 35، الإصابة 2/ 62، 63 رقم 3357، خلاصة تذهيب التهذيب 147، كنز العمال 13/ 421 شذرات الذهب 1/ 44، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 92 و 24/ 378، تاريخ بغداد 1/ 163- 171 رقم 12، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1/ 332، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليف المحقّق) 2/ 297- 299 رقم 641. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 ع [2] أَبُو عبد الله الرامَهُرْمُزِيّ [3] ، وقيل الأصبهانيّ، سابقُ الفُرْس إلى الإسلام، خَدَمَ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصَحِبَه. روى عنه ابن عباس، وأنس أبو الطّفيل، وأبو عثمان النّهديّ، وأبو عمر [4] زاذان، وجماعة سواهم. ثُقْبان: ثنا يعقوب بن سُفْيَان الفَسَوِيّ، ثنا زكريا بن نافع [5] الأرْسُوفيّ [6] ، ثنا السَّرِيّ بن يحيى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كان سَلْمان من أهل رامَهُرْمُز، فجاء راهبٌ إلى جبالها يتعبّد، فكان يأتيه ابن دِهْقان [7] القرية، قَالَ: ففَطِنْت له، فَقُلْتُ: اذهب بي معك، فَقَالَ: لَا، حتّى أستأمِرُه، فاستأمره، فَقَالَ: جيء به معك، فكنّا نختلف إليه، حتّى فطِن لذلك أهل القرية، فقالوا: يا راهب، إنّك قد جاورْتَنا فأحْسَنّا جِوَارَك، وإنّا نراك تريد أن تُفْسِد علينا غِلماننا، فاخرُجْ عن أرضنا، قَالَ: فخرج، وخرجت معه، فجعل لَا يزداد ارتفاعًا في الأرض، إلّا ازداد معرفةً وكرامةً، حتّى أتى الموصل، فأتى جبلًا من جبالها، فإذا رُهْبانٌ سبعة، كلّ رجل في غارٍ يتعبد فيه، يصوم ستّة أيّام ولياليهنّ، حتّى إذا كان يوم السابع، اجتمعوا فأكلوا وتحدّثوا. فَقُلْتُ لصاحبي: اتركني عند هؤلاء [إن شئت، قَالَ: فمضى وَقَالَ: إنّك لَا تُطِيق مَا يُطيق هؤلاء، وكان ملك بالشّام يقتل] [8] النّاس، فأبى عليّ   [2] الرمز مستدرك من مصادر الترجمة. [3] في نسخة دار الكتب «الرامهرمزيّ» وهو تحريف. [4] في النسخة (ع) «عمرو» وهو تحريف. [5] «نافع» ساقطة من نسخة دار الكتب، واستدركتها من منتقى أحمد الثالث، و (ع) . [6] الأرسوفي: بضمّ الألف وسكون الراء المهملة وضمّ السين المهملة. نسبة الى أرسوف، مدينة على ساحل بحر الشام. (الأنساب 1/ 185) . [7] دهقان: كلمة فارسية، أصلها: ده خان، أي رئيس القرية، (معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة- السيد ادّي شير- ص 68- طبعة مكتبة لبنان 1980) . [8] ما بين الحاصرتين زيادة من منتقى الأحمدية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 511 إلّا أن ننطلق، فَقُلْتُ: فإنيّ اخرج معك، قَالَ: فانطلقت معه. فلمّا انتهينا إلى باب بيت المقدس، فإذا على باب المسجد رجلٌ مُقْعَد قَالَ: يا عبد الله تَصَدَّقْ عليّ، فلم يكن معه شيءٌ يُعْطِيه إيّاه، فدخل المسجد فصلّى ثلاثة أيام ولياليهن، ثُمَّ إنه انصرف، فخطَّ خطًّا وَقَالَ: إذا رأيت الظِّلَّ بلغ هذا الخطَّ فأيِقظْني، فنام، وَقَالَ: فرثيتُ له من طول مَا سهر، فلم أوقظْه حتّى جاوز الخطّ، فاستيقظ فَقَالَ: ألم أقُلْ لك! قلت: إنّي رَثَيْتُ لك من طول مَا سَهِرْتَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ إنّي أستحي من الله أن تمضي ساعةٌ من لَيْلٍ أو نهارٍ لَا أذكُرُه فيها، ثُمَّ خرج، فَقَالَ له المُقْعَد: أنت رجلٌ صالحٌ دخلتَ وخرجت ولم تَصّدَّقْ عليّ، فنظر يمينًا وشمالًا فلم ير أحدًا، قَالَ: أرني يَدَك، قم بإذْن الله، فقام ليس به علّة، فشغلني النَّظَرُ إليه، ومضى صاحبي في السَّكَك، فالتفَتُّ فلم أره، فانطلقتُ أطلبُهُ. قَالَ: وَمَرَّتْ رِفْقَةٌ من العراق، فاحتملوني، فجاءوا بي إلى المدينة، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ: ذكرت قولهم: «إنّه لَا يأكل الصَّدَقَةَ وَيَقْبَلُ الهديّة» ، فجئت بطعامٍ إليه، فَقَالَ: «مَا هذا،؟ قلت: صَدَقَة، فَقَالَ لأصحابه: «كُلُوا» ولم يذُقْه، ثمّ إنّي رجعت وجمعت طُعَيْمًا، فَقَالَ: «مَا هذا يا سَلْمان» ؟ قلت: هدية، فأكل، قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أخبرني عن النَّصارى، قَالَ: «لَا خَيْرَ فيهم» ، فقمت وأنا مُثْقَلٌ، قَالَ: فرجعت إليه رجعة أخرى، فَقُلْتُ له: يا رسول الله أخبرني عن النصارى، قَالَ: «لَا خَيْرَ فِيهِمْ وَلَا فِيمَنْ يُحِبُّهُمْ» ، فقمت وأنا مُثْقَلٌ، فأنزل الله تعالي لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى 5: 82 [1] فأرسل إليّ فَقَالَ: «يا سلمان إنّ صاحبك أو أصحابك من هؤلاء الذين ذكر الله تعالى» [2] . إسناده جيّد، وزكريا   [1] سورة المائدة، الآية 82. [2] الأسامي والكنى للحاكم (ورقة 304، 305) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 512 الأرْسُوفيّ صَدُوقٌ إن شاء الله. وقد ذكرنا قصَّتَه وكيف [تنقّل في البُلْدان في طلب الْهُدَى، إلى أن وقع في الأسر بالمدينة، وكيف] [1] كاتَبَ مولاه. قَالَ أَبُو عبد الرحمن القاسم [2] : إنّ سَلْمان زار الشّامَ، فصلّى الإمامُ الظُّهْرَ، ثمّ خرج، وخرج النّاس يَتَلَقَّوْنَهُ كما يُتَلَقَّى الخليفةُ، فلَقِيناه وقد صلّى بأصحابه العصْرَ وهو يمشي، فوقفنا نسلِّم عليه، فلم يبق فينا شريفٌ إلّا عَرَض عليه أن ينزل به، فَقَالَ: جعلتُ على نفسي مرَّتي هذه أنْ أنزِل على بشير بن سعد، وسأل عن أبي الدَّرْداء، فقالوا: هو مُرَابطٌ، قَالَ: أين مُرابطكم؟ قالوا: بيروت، فتوجَّه قِبَلَه [3] . وَقَالَ أبو عُثْمَانُ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ، تداولني بضعة عشر من ربّ إلى ربّ. أخرجه البخاريّ [4] .   [1] ما بين الحاصرتين زيادة عن منتقى الأحمدية. [2] هو القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشاميّ. قال في تهذيب التهذيب 8/ 323 ( ... قال أبو زرعة الدمشقيّ: ذكرت لأحمد حديثا حدّثنا به محمد بن المبارك الصّوري عن ... قال) قدم علينا سلمان دمشق. فأنكره أحمد وقال لي: كيف يكون لَهُ هذا الّلقاء وهو مولى خالد بن يزيد بن معاوية؟ قال: فأخبرت عبد الرحمن بن إبراهيم بقول أبي عبد الله، فقال لي: كان القاسم مولى لجويرية بنت أبي سفيان، فورث بنو يزيد بن معاوية ولاءه، فلذلك يقال: مولى بني يزيد بن معاوية. وفي (تاريخ ابن عساكر تحقيق دهمان 10/ 154) : (بشير بن سعد، نزل عليه سلمان الفارسيّ ضيفا لما قدم دمشق) . ثمّ روى ابن عساكر الخبر عن القاسم بن عبد الرحمن. [3] تاريخ أبي زرعة 1/ 221، 222 رقم 207، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 92، التهذيب 6/ 190. [4] في مناقب الأنصار (3946) باب إسلام سلمان، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 195، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 2/ 57، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 97، التهذيب 6/ 199، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 534. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «سَلْمَانُ سَابِقُ الْفُرْسِ» [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا سَلْمَانُ الْخَنْدَقُ [2] . وَقَالَ شَرِيكٌ: ثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ [3] ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِي أَرْبَعَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أُحِبَّهُمْ: عَلِيُّ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَسَلْمَانُ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ» [4] . وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إلى ثلاثة: عليّ، وعمّار، وسلمان» [5] . رفعه.   [1] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 149 و 185، والحاكم في المستدرك 3/ 285 من طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس، وإسناده ضعيف لسوء حفظ عمارة، وقال الحاكم: تفرّد به عمارة بن زاذان، وأقرّه بذلك الذهبي في تلخيصه، وانظر تاريخ دمشق 6/ 93 والتهذيب 6/ 199. [2] المنتخب من ذيل المذيّل 531، طبقات ابن سعد 6/ 17 وطبقات ابن سعد 4/ 82. [3] في نسخة دار الكتب «ابن ربيعة» ، والتصويب من منتقى الأحمدية، وسير أعلام النبلاء 1/ 540. [4] أخرجه أحمد في المسند 5/ 351، والترمذي في المناقب (3720) باب مناقب علي، وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجة في المقدّمة (149) باب فضل سلمان وأبي ذر، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 190، والحاكم في المستدرك 3/ 130 وقال: صحيح على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي فقال: ما خرّج مسلم لأبي ربيعة، وهو في الاستيعاب 2/ 59، وتاريخ دمشق 16/ 94، والتهذيب 6/ 200. وشريك بن عبد الله سيّئ الحفظ، وأبو ربيعة منكر الحديث كما قال أبو حاتم، وقد وثّقه ابن معين، ومال الذهبي في ميزانه الى تضعيفه. [5] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 190 وأضاف إليهم «المقداد» ، وأخرجه الطبراني (6045) من طريق حسين بن إسحاق التستري، عن علي بن بحر، عن سلمة بن فضل الأبرش، عن عمران الطائي، عن أنس، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 307 و 344 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الإيادي. وقد حسّن الترمذيّ حديثه، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 6/ 200) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْجَنَّةَ لَأَشْوَقُ إِلَى سَلْمَانَ مِنَ سَلْمَانَ إِلَيْهَا» [1] . وَقَالَ عَلِيٌّ: سَلْمَانُ أَدْرَكَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ [2] ، بَحْرٌ لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَهُوَ مِنَّا أَهْلِ الْبَيْتِ [3] . وَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ 47: 38 [4] . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا وَقَوْمُهُ، وَلَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنَ الْفُرْسِ» [5] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُ سَلْمَانَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَقَالَ: «ثَكِلَتْ سَلْمَانَ أُمُّهُ لقد اتّسع من العلم» [6] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 201. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 85، وأبو نعيم في الحلية 1/ 187، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 96، والتهذيب 6/ 201. [3] تاريخ دمشق 16/ 96، التهذيب 6/ 201 و 203، صفة الصفوة 1/ 535. [4] سورة محمد- الآية 38. [5] أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/ 2، 3 من طريق مسلم بن خالد الزنجي، ومن طريق عبد الله بن جعفر المديني، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن الحرقي. وأخرجه البخاري في التفسير (4897) و (4898) باب قوله: وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم، من طريق سليمان بن بلال، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، ومسلم في الفضائل (2546) باب فضائل الفرس، والترمذي في التفسير (3307) باب ومن سورة الجمعة، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 100، والتهذيب 6/ 203. [6] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 85 من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، بنحوه، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 100، والتهذيب 6/ 203، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 343، 344 ونسبه إلى الطبراني في الأوسط. وأصل الحديث رواه البخاري في كتاب الصوم من صحيحه، ورواية الحافظ ابن عساكر موقوفة على أبي صالح، وهو تابعيّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 وقال قتادة: (ومن عنده علم الكتاب) [1] هُوَ سَلْمَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ [2] . وَعَنْ عَلِيٍّ، وَذُكِرَ سَلْمَانُ فَقَالَ: ذَاكَ مِثْلُ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ بَحْرٌ لَا يُنْزَفُ [3] . وَقَالَ أَبُو إدريس الخَوْلانيّ، عن يزيد بن خُمَيْر [4] قَالَ: قلنا لمُعَاذ: أوْصِنا، قَالَ: التمِسُوا الْعِلْمَ عند أربعة: أبي الدرداء، وسلمان، وابن مسعود، وعبد الله بن سلّام [5] . وَيُرْوَى أنّ سَلْمان قَالَ مرَّةً: لو حدّثتهم بكل مَا أعلم لقالوا رَحِمَ اللَّهُ قاتلَ سَلْمان. وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ فَرُّوخَ الواسطيّ- وقد ضعّفه النّسائيّ [6]- ثنا ابن جريح، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ سلمان من غيبة، فتلقّاه عمر، فقال لسلمان: أرضاك للَّه عبدا، قال: فزوّجني، فسكت عنه، فَقَالَ: أَتَرْضَانِي للَّه عَبْدًا وَلا تَرْضَانِي لِنَفْسِكَ، فلمّا أصبح أتاه قوم عمر   [1] سورة الرعد- الآية 43. [2] أخرجه الطبري في التفسير 13/ 177، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 102، والتهذيب 6/ 294. [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 86، وأبو نعيم في الحلية 1/ 187، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 103، والتهذيب 6/ 204 وانظر الاستيعاب 2/ 59، وأسد الغابة 2/ 420. [4] في نسخة دار الكتب «حميد» ، وهو تحريف، والتصحيح من منتقى الأحمدية، والنسخة (ع) ، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 247، وسير أعلام النبلاء- طبعة دار الكتب، وقد أثبتت في طبعة مؤسسة الرسالة «عميرة» بدل «خمير» ، وجاء في الحاشية أن «خمير» تحريف. كما أثبتت في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 204 «عميرة» . [5] أخرجه الترمذي في المناقب (3806) باب مناقب عبد الله بن سلام. وقال: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في المستدرك 3/ 416 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وذكره البخاري في التاريخ الصغير 1/ 73، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 468، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 102، والتهذيب 6/ 204. [6] في كتاب «الضعفاء والمتروكين» - ص 289 رقم 167. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 516 لِيُضْرِبَ عَنْ خِطْبَةِ عُمَرَ، فَقَالَ: وَاللَّهِِ مَا حَمَلَنِي عَلَى هَذَا إِمْرَتُهُ وَلا سُلْطَانُهُ، وَلَكِنْ قُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يُخْرِجَ مِنْهُ وَمِنِّي نَسْمَةً صَالِحَةً، قَالَ: فَتَزَوَّجَ فِي كِنْدَةَ، فَلَمَّا جَاءَ لِيَدْخُلَ عَلَى أَهْلِهِ، إِذَا الْبَيْتُ مُنَجَّدٌ، وَإِذَا فِيهِ نِسْوَةٌ، فَقَالَ: أَتَحَوَّلَتِ الْكَعْبَةُ إِلَى كِنْدَةَ أَمْ حُمَّ، يَعْنِي: بَيْتَكُمْ! أمرني خليلي أبو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُنَا أَنْ لا يَتَّخِذَ مِنَ الْمَتَاعِ إِلا أَثَاثًا كَأَثَاثِ الْمُسَافِرِ، وَلا يَتَّخِذَ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا يَنْكِحُ [1] ، فَقَامَ النِّسْوَةُ وَخَرَجْنَ، وَهَتَكْنَ مَا فِي الْبَيْتِ، وَدَخَلَ بِأَهْلِهِ فَقَالَ: أَتُطِيعِينِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا إِذَا دَخَلَ أَحَدُنَا عَلَى أَهْلِهِ أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ، وَيَأْمُرَهَا فَتُصَلِّيَ خَلْفَهُ، وَيَدْعُوَ وَتُؤَمِّنَ، فَفَعَلَ وَفَعَلَتْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَلَسَ فِي كِنْدَةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ أَصْبَحْتَ، كَيْفَ رَأَيْتَ أَهْلَكَ؟ فَسَكَتَ، فَأَعَادَ الْقَوْلَ، فَسَكَتَ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ قَدْ وَارَتْهُ الأَبْوَابُ وَالْحِيطَانُ، إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الشَّيْءِ، أُجِيبَ أَوْ سُكِتَ عَنْهُ [2] . وَقَالَ عُقْبَةُ [3] بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ: ثنا ابْنُ سِيرِينَ، ثنا عُبَيْدَةُ، أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ مَرَّ بِجِسْرِ الْمَدَائِنِ غَازِيًا، وَهُوَ أَمِيرُ الْجَيْشِ، وَهُوَ رِدْفُ رَجُلٍ مِنْ كِنْدَةَ، عَلَى بَغْلٍ مَوْكُوفٍ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَعْطِنَا اللِّوَاءَ أَيُّهَا الأَمِيرُ نَحْمِلُهُ، فَيَأْبَى وَيَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ مَنْ حَمَلَهُ، حَتَّى قضى غزاته ورجع، وهو ردف ذلك   [1] في صفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 539: ورأى خدما فقال: لمن هذه الخدم؟ قالوا: خدمك وخدم امرأتك، فقال: ما بهذا أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلّم، أوصاني أن لا أمسك إلّا ما أنكح. [2] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 186، والطبراني في المعجم الكبير (6067) ، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 539، 540، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 104، والتهذيب 6/ 206، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 291 وقال: رواه البزّار، وفي إسناده الحجّاج بن فرّوخ، وهو ضعيف. [3] «عقبة» ساقطة من نسخة دار الكتب، والاستدراك من منتقى الأحمدية، والنسخة (ع) ، وتعجيل المنفعة 191. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 الرَّجُلِ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ [1] . وعن رجل قَالَ: رأيت سَلْمانَ على حمار عُرِيّ، وكان رجلًا طويل السَّاقين، وعليه قميص سُنْبُلانيّ [2] ، فَقُلْتُ للصبيان: تَنَحُّوا عن الأمير، فَقَالَ: دعهم فإنّ الخير والشّرَّ فيما بعد اليوم [3] . وَقَالَ عطاء بن السّائب، عن مَيْسَرَة، إنّ سَلْمان كان إذا سجدت له العجم طأطأ رأسه وَقَالَ: خشعت الله، خشعت للَّه [4] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ عَبْسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ السُّوقَ، فَاشْتَرَيْتُ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ، فَرَأَيْتُ رَجُلا فَسَخَّرْتُهُ، فَحَمَّلْتُ عَلَيْهِ الْعَلْفَ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ فَقَالُوا: نحمل عنك يأبا عَبْدِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سَلْمَانُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَضَعْهُ عَافَاكَ اللَّهُ، فَأَبَى حَتَّى أَتَى مَنْزِلِي بِهِ [5] . وَقَالَ الحسن البصريّ: كان عطاء سَلْمان خمسة آلاف، وكان أميرًا على ثلاثين ألفًا، يخطب في عباءة، يفترش نصفَها ويلبس نصفَها، وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف [6] يده [7] . وَقَالَ النُّعْمان بن حُمَيْد: رأيت سَلمانَ وهو يعمل الخوص، فسمعته   [1] تاريخ دمشق 16/ 105، التهذيب 6/ 206. [2] يقال: ثوب سنبلاني، وسنبل ثوبه إذا أسبله وجرّه من خلفه أو أمامه. قال الهروي: يحتمل أن يكون منسوبا إلى موضع من المواضع. (النهاية في غريب الحديث) . [3] طبقات ابن سعد 4/ 87، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 207. [4] طبقات ابن سعد 4/ 88، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 207. [5] طبقات ابن سعد 4/ 88، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 207، صفة الصفوة 1/ 542، 543. [6] في القاموس: سفّ الخوص: نسجه. [7] طبقات ابن سعد 4/ 87، حلية الأولياء 1/ 198 صفة الصفوة 1/ 538، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 208، الزهد لابن حنبل 188 أسد الغابة 2/ 420. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 518 يَقُولُ: أشتري خُوصًا بدِرْهَم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد دِرْهمًا فيه، وأُنْفق دِرْهَمًا على عيالي، وأتصدّق بدِرْهَم، ولو أنّ عمر نهاني عنه مَا انتهيتُ [1] ، رواها بعضُهم فزاد فيها: فَقُلْتُ له: فلِمَ تعمل؟ يعني: لِمَ وليت، قَالَ: إنّ عمر أكرهني، فكتبت إليه فأبى عليّ مرَّتين. وكتبت إليه فأوعدني. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَزَلْتُ بِالصِّفَاحِ [2] فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ مُسْتَظِلٌّ بِشَجَرَةٍ، مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الطَّعَامِ فِي مِزْوَدٍ تَحْتَ رَأْسِهِ، وَقَدِ الْتَفَّ فِي عَبَاءَةٍ. فَأَمَرْتُ أَنْ يُظَلَّلَ عَلَيْهِ، وَنَزَلْنَا، فَانْتَبَهَ، فَإِذَا هُوَ سَلْمَانُ، فَقُلْتُ: مَا عَرَفْنَاكَ، فَقَالَ: يَا جَرِيرُ تَوَاضَعْ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ فِي الدُّنْيَا يَرْفَعْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَتَعَظَّمْ فِي الدُّنْيَا يَضَعْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. يَا جَرِيرُ لَوْ حَرَصْتَ عَلَى أَنْ تَجِدَ عُودًا يَابِسًا فِي الْجَنَّةِ لَمْ تَجِدْهُ، لأَنَّ أُصُولَ الشَّجَرِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، وَأَعْلاهَا الثِّمَارُ، يَا جَرِيرُ تَدْرِي مَا ظُلْمَةُ النَّارِ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: ظُلْمُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [3] . وَقَالَ عبد الله بن بُرَيْدَةَ: كان سَلْمان يعمل بيديه، فإذا أصاب شيئًا اشترى به لحمًا أو سَمَكًا، ثمّ يدعو المجذومين فيأكلون معه [4] . وفي «الموَطَّأ» عن يحيى بن سعيد، أنّ أبا الدّرداء كتب إلى سلمان:   [1] طبقات ابن سعد 4/ 89، وحلية الأولياء 1/ 197 من طريق مسلمة بن علقمة المازني، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سِمَاكِ بن حرب، عن سلامة العجليّ، والمعجم الكبير للطبراني (6110) ، صفة الصفوة 1/ 41، مجمع الزوائد 9/ 343. [2] الصّفاح: بكسر الصاد، موضع بين حنين وأنصاب الحرم. (معجم البلدان 3/ 412) . [3] حلية الأولياء 1/ 202، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 208. [4] طبقات ابن سعد 4/ 89، حلية الأولياء 1/ 200، صفة الصفوة 1/ 543، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 209. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 519 أنْ هَلُمَّ إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه: إنّ الأرض لَا تُقدِّس أحَدًا، وإنّما يقدّس الإنسان عملُه، وقد بلغني أنّك جُعِلتْ طبيبًا، فإن كنت تبرئ فنِعِمًّا لك، وإنْ كنت متطبّبًا فاحْذَرْ أن تقتل إنسانًا فتدخل النّار، فكان أَبُو الدَّرْداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليهما وَقَالَ: متطبِّبٌ واللهِ، ارجِعا إليّ أَعِيدا عليَّ قصَّتَكما [1] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى سَلْمَانَ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنِ التَّكَلُّفِ لَتَكَلَّفْتُ لَكُمْ، ثُمَّ جَاءَنَا بِخُبْزٍ وَمِلْحٍ، فَقَالَ صَاحِبِي: لَوْ كَانَ فِي مِلْحِنَا صَعْتَرٌ، فَبَعَثَ سَلْمَانُ بِمِطْهَرَتِهِ فَرَهَنَهَا، وَجَاءَ بصعتر، فلمّا أَكَلْنَا قَالَ صَاحِبِي: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي قَنَّعَنَا بِمَا رَزَقَنَا، فَقَالَ سَلْمَانُ: لَوْ قَنِعْتَ لَمْ تَكُنْ مِطْهَرَتِي مَرْهُونَةً [2] . حبيب بن الشّهيد، عن ابن بُرَيْدَةَ قَالَ: كان سَلمان يصنع الطّعام للمجذومين، ثمّ يجلس فيأكل معهم [3] . وَقَالَ أَبُو عثمان النَّهْدِيّ: كان سَلْمان لَا يفقه كلامه من شدّة عُجْمَته، وكان يسمّي الخشبَ خُشبان [4] .   [1] أخرجه مالك في الموطّأ، في الوصيّة- ص 480 باب جامع القضاء، رقم (8) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 205، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 209، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 548. [2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6085) ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 211، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 179 وقال: رجاله رجال الصحيح، غير محمد بن منصور الطوسي، وهو ثقة. [3] انظر الحاشية رقم (4) من الصفحة السابقة. [4] ذكر أخبار أصبهان 1/ 55، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 211. وقال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 1/ 552: «وأنكره أبو محمد بن قتيبة- أعني عجمته- ولم يصنع شيئا، فقال: له كلام يضارع كلام فصحاء العرب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 520 وعن ثابت قَالَ: بلغني أنّ سلمان لم يخلّف إلّا بضعةً وعشرين درهمًا [1] . قَالَ أَبُو عُبَيْدة [2] وابن زَنْجَوَيْه: تُوُفّي سلمان بالمدائن سنة ستٍ وثلاثين، زاد ابن زَنْجَوَيْه: قبل الْجَمَلِ. وَقَالَ الواقديّ: تُوُفّي في خلافة عثمان. ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ كَمَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ سَعْدٌ، وَابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى سَلْمَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَبَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: عَهِدَ عَهْدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ نَحْفَظْهُ: قَالَ: «لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ كَزَادِ الرَّاكِبِ [3] » . وَقَالَ خليفة [4] : تُوُفّي سنة سبعٍ وثلاثين. وقيل عاش مائتين وخمسين سنة، وأكثر مَا قيل: إنّه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة، والأول أصحّ [5] .   [ () ] قلت: وجود الفصاحة لا ينافي وجود العجمة في النطق، كما أنّ وجود فصاحة النطق من كثير العلماء غير محصّل للإعراب» . [1] حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة في الزهد (4104) باب الزهد في الدنيا، وأبو نعيم في الحلية 1/ 196، 197، والطبراني في المعجم الكبير (6069) ، وأحمد في المسند 5/ 438، وصحّحه ابن حبّان (2480) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 317 وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 552، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 611. [2] في طبعة القدسي 3/ 313 «أبو عبيد» وهو وهم، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 1/ 554 وهو القاسم بن سلام. [3] أخرجه أحمد في المسند 5/ 438 من طريق هشيم، عن منصور، عن الحسن، والطبراني (6160) وابن حبّان (2480) ، والحاكم 4/ 317، وصحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 553، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 211. [4] في طبقاته- ص 7 قال: مات سنة ست وثلاثين. [5] في الاصابة: قال الذهبي: وجدت الأقوال في سنّة كلّها دالّة على أنّه جاوز المائتين والخمسين، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 521 طلْحة بن عُبَيْد الله [1] ع ابن عثمان بن عمرو بن كعب بن   [ () ] والاختلاف إنّما هو في الزّائد، قال: ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين. قال الحافظ: وما المانع من ذلك، فقد روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيّين من طريق العبّاس بن يزيد قال: أهل العلم يقولون عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة، فأما مائتان وخمسون فلا يشكّون فيها. وقال الذهبيّ في سير أعلام النبلاء 1/ 555: (مجموع أمره وأحواله وغزوة وهمّته وتصرّفه وسفّه للجريد وأشياء مما تقدّم تنبئ بأنّه ليس بمعمّر ولا هرم، فقد فارق وطنه وهو حدث، ولعلّه قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقلّ، فلم ينشب أن سمع بمبعث النّبيّ صلى الله عليه وسلّم ثمّ هاجر. فلعلّه عاش بضعا وسبعين سنة. وما أراه بلغ المائة) . وأورد الذهبيّ خبرا عن ثابت البنانيّ، ثمّ قال: وهذا يوضح لك أنّه من أبناء الثمانين. وقد ذكرت في تاريخي الكبير أنّه عاش مائتين وخمسين سنة. وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصحّحه. [1] مسند أحمد 1/ 161- 164، الزهد له 181، المغازي للواقدي 19 و 20 و 101 و 155 و 156 و 228 و 240 و 244 و 245 و 247 و 254- 256 و 292 و 294 و 307 و 308 و 310 و 312 و 337 و 364 و 405 و 498 و 547 و 573 و 614 و 689 و 717 و 718 و 838 و 911 و 944 و 952 و 991، السير والمغازي لابن إسحاق 140 و 330 و 332، الزهد لابن المبارك 12، الأخبار الموفقيّات للزبير 390 و 473، المحبّر لابن حبيب 54 و 66 و 71 و 73 و 100 و 103 و 110 و 151 و 290 و 304 و 355 و 402 و 404 و 474، طبقات ابن سعد 3/ 214- 225، أخبار مكة للأزرقي 1/ 115، تهذيب سيرة ابن هشام 56 و 127 و 163 و 165 و 208 و 343، طبقات خليفة 18 و 189، تاريخ خليفة 63 و 180- 186 و 188 و 201، المعارف 154 و 168 و 175 و 228 و 229 و 230 و 231 و 232 و 234 و 379 و 415 و 419 و 481 و 503 و 526 و 611، عيون الأخبار 1/ 70 و 300 و 332 و 2/ 199، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 85، التاريخ الكبير 4/ 344 رقم 3069، التاريخ الصغير 1/ 75، المعرفة والتاريخ 1/ 457- 459، ترتيب الثقات للعجلي 234، 235 رقم 725، أنساب الأشراف 1/ 269- 272، ق 3/ 40، 41، و 5/ 1 و 6 و 7 و 14- 20 و 26 و 28- 30 و 34 و 42 و 44 و 46 و 49 و 58 و 64 و 67- 71 و 74 و 76- 78 و 81 و 90 و 91 و 105 و 120 و 126 و 135 و 203، ق 4 ج 1/ 501- 506 و 515- 517 و 557- 561 و 582- 584، فتوح البلدان 114 و 115 و 335، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 52، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 296، المنتخب من ذيل المذيّل 507، أخبار القضاة لوكيع 15 و 98 و 105 و 120- 122 و 162 و 209، الجرح والتعديل 4/ 471، 472 رقم 2072، الاستيعاب 2/ 219- 225، مشاهير علماء الأمصار 7 رقم 8، المعجم الكبير للطبراني 1/ 109- 118 رقم 5، ربيع الأبرار الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 سعد بن تَيْم [2] بن مُرَّه التَّيْميّ، أَبُو محمد، أحد السابقين الأوّلين، وأحدُ العَشْرة المشهود لهم بالجنة. روى عنه بنوه يحيى، وموسى، وعيسى، وقيس بن أبي حازم، والأحنف بن قيس، والسّائب بن يزيد، وأبو عثمان النَّهْديّ، وأبو سَلَمَةَ بن عبد الرحمن. وغاب عن بدْر في تجارة بالشام، فضرب لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجْره، وخرج مع عمر إلى الجابية، وكان على المهاجرين. وكان رجلًا آدم، كثيرَ الشَّعْرِ، ليس بالجَعْد، ولا بالسَّبط، حَسَنَ الوجْه، إذا مشى أسرع، ولا يغيّر شيبة [3] .   [ () ] للزمخشري 4/ 180 و 211 و 273، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 121، جمهرة أنساب العرب 137 و 157، المستدرك للحاكم 3/ 368- 374، التاريخ لابن معين 2/ 278، البدء والتاريخ للمقدسي 5/ 81- 83، حلية الأولياء 1/ 87- 89 رقم 5، مروج الذهب 3/ 110، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 230، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 74- 90، تلقيح فهوم أهل الأثر 366، صفة الصفوة 1/ 130، أسد الغابة 3/ 59، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 187، التذكرة الحمدونية 1/ 127 و 403 و 2/ 98 و 195، اللباب 2/ 88، جامع الأصول 9/ 3- 5، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 251 253، تهذيب الكمال 2/ 628، تحفة الأشراف 4/ 211- 222 رقم 252، وفيات الأعيان 3/ 18، 19 و 70 و 5/ 8 و 7/ 59، 60 و 195، لباب الآداب لابن منقذ 95 و 127 و 179 و 252، نهاية الأرب للنويري 20/ 85- 89، الأمالي للقالي 2/ 282، دول الإسلام 1/ 30، 31، تلخيص المستدرك 3/ 368- 374، الكاشف 2/ 39 رقم 2496، سير أعلام النبلاء 1/ 23- 40 رقم 2، العبر 1/ 37، مرآة الجنان 1/ 97، البداية والنهاية 7/ 247- 249، الوافي بالوفيات 16/ 473- 477 رقم 512، الوفيات لابن قنفذ 29 رقم 36، غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 342 رقم 1484، مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 147- 150، العقد الثمين 5/ 68، 69، الإصابة 2/ 229، 230 رقم 4266، تهذيب التهذيب 5/ 20- 22 رقم 35، تقريب التهذيب 1/ 379 رقم 34 النكت الظراف 4/ 213- 222، خلاصة تذهيب التهذيب 180، كنز العمال 13/ 198- 204، شذرات الذهب 1/ 42، رغبة الآمل 3/ 16، طبقات الشعراني 1/ 22، الرياض النضرة 2/ 249. [2] في المنتقى لابن الملّا «بن تميم» وهو وهم. [3] طبقات ابن سعد 3/ 219، المعجم الكبير 1/ 111 رقم 191، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 77. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 523 رَوَى التِّرْمِذِيُّ [1] بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «أوْجَبَ [2] طَلْحَةُ» . وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ [3] » . وَقَالَ عبد العزيز بن عمران: حدّثني إسحاق بن يحيى، حدّثني موسى ابن طلحة قَالَ: كان طلحة أبيض يضرب [4] إلى حمرة، مرعوبا، إلى القِصَر أقرب، رَحْب الصَّدْر، بعيد مَا بين المِنْكَبين، ضخم القَدَمَيْن إذا التفت التفت جميعًا [5] . وعن عائشة، وأمّ إسحاق ابنتي طلحة قالتا: جرح أبونا يوم أحد   [1] في المناقب (3821) باب مناقب أبي محمد طلحة بن عبيد الله، من طريق أبي سعيد الأشجّ، أخبرنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عن أبيه، عن جدّه عبد الله بن الزبير، عن الزبير قال: «كَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد تحته طلحة، فصعد النبيّ صلى الله عليه وسلّم حتى استوى على الصخرة، قال: فسمعت النبيّ صلى الله عليه وسلّم يقول: «أوجب طلحة» . هذا حديث حسن صحيح غريب، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 218، وأحمد في المسند 1/ 165، والحاكم في المستدرك 3/ 374 وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه، والطبري في تاريخه 2/ 522، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 220، وابن حجر في الإصابة 2/ 229، وانظر الكامل في التاريخ 2/ 158. [2] أوجب: أي عمل عملا أوجب له الجنّة. (النهاية في غريب الحديث) . [3] إسناده ضعيف جدّا لأنّ الصّلت بن دينار متروك عند أهل الجرح والتعديل، والحديث في مسند الطيالسي (1793) ، وأخرجه ابن ماجة (125) من طريق: وكيع، عن الصلت بن دينار، عن أبي نضرة، عن جابر، وأخرجه الترمذي (3740) من طريق صالح بن موسى الطلحي، عن الصلت بن دينار ... ، وصالح بن موسى متروك مثل الصلت. وأخرجه الترمذي أيضا (3742) ، وانظر طبقات ابن سعد 3/ 219، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 80، والوافي بالوفيات 16/ 476. [4] في نسخة دار الكتب «يشرب» . وما أثبتناه عن «المعارف» لابن قتيبة، وسير أعلام النبلاء. [5] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 370، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 111 رقم 191، وابن حجر في الإصابة 2/ 229. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 524 أربعًا وعشرين جراحة، وقع منها في رأسه شجّةٌ، وقُطِع نَساه [1] وشُلَّت أصابعُه. وَعَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ» [2] رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» [3] . وَفِي «مُسْلِمٍ» مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اثْبُتْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ [4] » . وَعَنْ عَلِيٍّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ جَارَايَ فِي الْجَنَّةِ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [5] . وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: ابْتَاعَ طَلْحَةُ بِئْرًا بِنَاحِيَةِ الْجَبَلِ، وَنَحَرَ جَزُورًا فَأَطْعَمَ النَّاسَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتَ طلحة الفيّاض» [6] .   [1] في نسخة دار الكتب «نساوه» ، والتصحيح من طبقات ابن سعد 3/ 217، 218. وفيها زيادة: يعني عرق النّسا، وكذلك في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 79، والاستيعاب 2/ 221. [2] النّحب: النّذر، كأنّه ألزم نفسه أن يصدق الإعداد في الحرب، فوفى به، وقيل: النّحب الموت، كأنّه يلزم نفسه أن يقاتل حتّى يموت. [3] رواه الطيالسي في مسندة من حديث جابر 2/ 146 وليس من حديث معاوية كما ذكر المؤلّف- رحمه الله-، أما الّذي أخرجه من حديث معاوية فهو: الترمذي في المناقب (3740) ، وابن ماجة في المقدّمة (126) و (127) . [4] أخرجه مسلم في الفضائل (2417) ، والترمذي في المناقب (3698) باب مناقب عثمان. [5] في المناقب (3741) باب مناقب طلحة، وقال: حديث غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 364 وصحّحه، وتعقّبه الذهبيّ في تلخيصه فقال: لا. وهو في أسد الغابة 3/ 87، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 81. [6] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 112 رقم 198 من طريق إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمّه موسى بن طلحة.. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 148 وقال: رواه الطبراني، وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم وهو مجمع على ضعفه. وهو في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 81، والاستيعاب 2/ 219، والإصابة 2/ 229. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 525 وقال مجالد، عن الشعبي، عن قبيصة بن جَابِرٍ: صَحِبْتُ طَلْحَةَ، فَمَا رَأَيْتُ أَعْطَى لِجَزِيلِ مَالٍ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهُ [1] . وَقَالَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَتَاهُ مَالٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ، فَبَاتَ لَيْلَتَهُ يَتَمَلْمَلُ، فَقَالَتْ له زوجته: مالك؟ فَقَالَ: تَفَكَّرْتُ فَقُلْتُ: مَا ظَنُّ رُجلٍ بِرَبِّهِ يَبِيتُ وَهَذَا الْمَالُ فِي بَيْتِهِ، قَالَتْ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ بَعْضِ أَخِلائِكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاقْسِمْهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ مُوَفَّقَةٌ [2]- وَهِيَ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ الصِّدِّيقِ- فَقَسَّمَهَا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ مِنْهَا، وَأَعْطَى زَوْجَتَهُ مَا فَضِلَ، فَكَانَ نَحْوَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو [3] وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً، أَنَّ عُمَرَ بْنَ طَبَرْزَدَ [4] [أَخْبَرَهُمْ: نا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أنا ابْنُ غَيْلانَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ] [5] قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى طَلْحَةَ، فَسَأَلَهُ وَتَقَرَّبَ إليه برحم، فقال: إنّ هذه لَرَحِمٌ مَا سَأَلَنِي بِهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، إِنَّ لِي أَرْضًا قَدْ أَعْطَانِي بِهَا عُثْمَانُ ثَلاثَمِائَةِ أَلْفٍ، فَإِنْ شِئْتَ الأَرْضَ، وَإِنْ شِئْتَ ثَمَنَهَا، قَالَ: لا بَلِ الثَّمَنَ، فَأَعْطَاهُ. وَرُوِيَ أنّه فدى عشرة من أسارى بدر بماله [6] .   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 221، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 111 رقم 194، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 88، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 7/ 83، وابن حجر في الإصابة 2/ 229. [2] في سير أعلام النبلاء 1/ 31، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 84 «موفقة ابنة موفّق» . [3] في سير أعلام النبلاء 1/ 31 (المسلم بن علّان) بدل (عبد الرحمن بن أبي عمرو) . [4] في سير أعلام النبلاء (محمد) بدل (طبرزد) الواردة في نسخة الدار. [5] ما بين الحاصرتين زيادة من سير أعلام النبلاء. [6] الرواية عن: الكديمي، عن الأصمعيّ، عن ابن عمران قاضي المدينة. كما في سير أعلام النبلاء 1/ 31. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 ولطلحة حكايات سِوَى هذه في السّخاء. وعن محمد بن إبراهيم التَّيْميّ قَالَ: كان يغلّ طلحة بالعراق أربعمائة ألف، ويغلّ بالسَّراة عشرة آلاف دينار، وكان يكفي ضعفاء بني تَيْمٍ، ويقضي ديونهم، ويُرسل إلى عائشة كلّ سنةٍ بعشرة آلاف [1] . وَقَالَ عمرو بن دينار: حدّثني مولى لطلحة أنّ غلّته كانت كلّ يومٍ ألف درْهم [2] . وقال الواقدي: حدثني إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة، أنّ معاوية سأله: كم ترك أَبُو محمد من العَيْن؟ قَالَ: ترك ألف ألف ومائتي دِرْهم، ومائتي ألف دينار، فَقَالَ: عاش سخيًّا حميدًا، وقُتِلَ فقيدًا [3] . قد ذَكَرْنا أنّ مروان كان في جيش طلحة والزُّبَيْر يوم الجمل وأنّه رمى بسهمٍ على طلحة فقتله [4] ، فَقَالَ مُجالد، عن الشَّعْبيَّ قَالَ: رأى عليّ طلحة في بعض الأودية مُلْقى، فنزل فمسح التراب عن وجهه، ثمّ قَالَ: عزيزٌ عليّ أبا محمد أنّ أراك مُجدَّلًا في الأودية، ثمّ قَالَ: إلى الله أشكو عُجَري وبُجَري. قَالَ الأصمعيّ: معناه: سرائري وأحزاني التي تموج في جَوْفي [5] . وَقَالَ ليث، عن طلحة بن مُصَرِّف، إنّ عليًّا انتهى إلى طلحة وقد مات، فنزل وأجلسه، ومسح الغُبار، عن وجهه ولحيته، وهو يترحم عليه   [1] طبقات ابن سعد 3/ 221، 222، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 85. [2] طبقات ابن سعد 3/ 222، والمعجم الكبير 1/ 112 رقم 196، وحلية الأولياء 1/ 88، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 85 وفيه «ألف واف درهم ودانقين» ، ومجمع الزوائد 9/ 148 وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات إلّا أنه مرسل. [3] طبقات ابن سعد 3/ 222، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 85 والواقدي متروك. [4] قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 1/ 36: (قاتل طلحة في الوزر بمنزلة قاتل عليّ) . [5] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 89. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 527 ويقول: ليتني متُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة [1] . قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، ثنا قَيْسٌ قَالَ: رَمَى مَرْوَانُ يَوْمَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فِي رُكْبَتِهِ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ، فَإِذَا أَمْسَكُوهُ اسْتَمْسَكَ، وَإِذَا تَرَكُوهُ سَالَ، فَقَالَ دَعُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ سَهْمٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ، قَالَ: فَمَاتَ، فَدَفَنَّاهُ عَلَى شَاطِئِ الْكَلإِ، فَرَأى بَعْضُ أَهْلِهِ أَنَّهُ أَتَاهُ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: أَلا تُرِيحُونِي مِنْ هَذَا الْمَاءِ، فَإِنِّي قَدْ غَرِقْتُ- ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا- قَالَ: فَنَبَشُوهُ، فَإِذَا هُوَ أَخْضَرُ كَأَنَّهُ السَّلْقُ، فَنَزَعُوا عَنْهُ الْمَاءَ فَاسْتَخْرَجُوهُ، فَإِذَا مَا يَلِي الأَرْضَ مِنْ لِحْيَتِهِ وَوَجْهِهِ قَدْ أَكَلَتْهُ الأَرْضُ. فَاشْتَرَوْا لَهُ دَارًا مِنْ دُورِ آلِ أَبِي بَكْرَةَ، بِعَشَرَةِ آلاف فدفنوه فيها [2] . الكلّاء بالمدّ والتّشديد: مرسى المراكب، ويُسمَّى الميناء. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى طَلْحَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ مَعَ عِمْرَانَ بْنِ طَلْحَةَ بَعْدَ (الْجَمَلِ) ، فَرَحَّبَ بِهِ وَأَدْنَاهُ مِنْهُ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي وَأَبَاكَ مِمَّنْ قَالَ فِيهِمْ: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً 15: 47 الآيَةَ [3] . فَقَالَ رَجُلانِ [4] عِنْدَهُ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: قُومَا أَبْعَدَ أَرْضٍ وَأَسْحَقَهَا، فَمَنْ هو إذا لم أن أنا وطلحة، يا بن أَخِي إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَأْتِنَا [5] . وعن أمّ يحيى قالت: قُتِلَ طلحة وفي يد خازنه ألفا ألف درهم، ومائتا   [1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 1/ 37: «مرسل» ، وهو على إرساله ضعيف لضعف ليث، ومع ذلك فقد حسّن الهيثمي إسناده في مجمع الزوائد 9/ 150، ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 372، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 113 رقم 202، وأخرجه أيضا عن قيس بن عبادة بلفظ آخر 1/ 114 رقم 203. [2] طبقات ابن سعد 3/ 223، 224، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 90. [3] سورة الحجر- الآية 47. [4] في سير أعلام النبلاء 1/ 39 «أحدهما الحارث الأعور» . [5] طبقات ابن سعد 3/ 225، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 89، 90، تفسير الطبري 14/ 36. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 528 ألف دِرْهم، وَقُوِّمَتْ أصولُه وعِقارُه بثلاثين ألف ألف دِرْهم [1] . وقد مضى من أخباره في وقعة الجمل، حَشَرنا الله معه. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ [2] القُرَشيّ العامريّ، أَبُو يحيى، أخو عثمان من الرّضاعة. له صُحْبة. ولّاه عثمانُ مصر، ولمّا مات عثمان اعتزل الفتنة. وجاء من مصر إلى الرَّمْلَةِ، فتُوُفّي بها. وكان صاحب مَيْمَنة عَمْرو بن العاص في حروبه.   [1] طبقات ابن سعد 3/ 222، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 85. [2] المغازي للواقدي 787 و 804 و 825 و 855- 857 و 865، البرصان والعرجان للجاحظ 126، الأخبار الموفقيّات للزبير 495، طبقات ابن سعد 7/ 496، 497، تاريخ خليفة 99 و 159 و 160 و 166 و 168 و 178، طبقات خليفة 291، التاريخ الكبير 5/ 29 رقم 49، نسب قريش 433، المعارف 300، تاريخ أبي زرعة 1/ 185، 186، المعرفة والتاريخ 1/ 253، 254، فتوح البلدان 250 و 253 و 262 و 263 و 267 و 268، أنساب الأشراف 1/ 160 و 226 و 357 و 358 و 531، ق 4 ج 1/ 505 و 512- 514 و 533 و 538- 540 و 550 و 555- 557 و 585، و 5/ 20 و 26- 28 و 43 و 49- 51 و 61 و 65 و 67، وق 3/ 66، تاريخ الطبري 4/ 341- 343، الولاة والقضاة للكندي 10- 14 و 17 و 302، ولاة مصر له 33- 38 و 40، الجرح والتعديل 5/ 63 رقم 292، الحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 18 و 20 و 24 و 25 و 28 و 2/ 321- 323، جمهرة أنساب العرب 170، الاستيعاب 2/ 375- 378، مشاهير علماء الأمصار 53 رقم 358، الخراج وصناعة الكتابة 339 و 343 و 344 و 352، التذكرة الحمدونية 2/ 416، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 435- 437، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 202، 203، الوزراء والكتّاب للجهشياريّ 13، أسد الغابة 3/ 173، 174، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 269، 270 رقم 302، لباب الآداب لابن منقذ 175، وفيات الأعيان 4/ 344 و 7/ 214، دول الإسلام 1/ 31، 32، سير أعلام النبلاء 3/ 33- 35 رقم 8، العبر 1/ 29، البداية والنهاية 7/ 310، 311، مرآة الجنان 1/ 100، الوافي بالوفيات 17/ 191- 193 رقم 175، العقد الثمين 5/ 166، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 56 و 83 و 2/ 200 و 224- 227 و 229 و 232، الإصابة 2/ 316- 318 رقم 4711، النجوم الزاهرة 1/ 79- 82، حسن المحاضرة 1/ 579، شذرات الذهب 1/ 44، معالم الإيمان للدبّاغ 1/ 137- 140. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 وكان بطلًا شجاعًا مذكورًا. غزا بالجيش غير مرّة المغرب [1] . وكان أميرَ غزوة ذات الصَّوَارِي من أرض الروم، غزاها في البحر [2] . وكان قد أسلم وكتب للنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمّ ارتدّ ولحق بالمشركين. فلما كان يوم الفتح أُهْدِر دمُه، فأجاره عثمان. ثُمَّ حسُن إسلامُه وبلاؤه. وَقَالَ اللَّيث بن سعد: إنّه كان محمود السيرة، وإنه غزا إفريقية، وقُتِل جرجير صاحبها، وغزا ذات الصَّواري، فالتقى الرّوم وكانوا في ألف مركب، فقتلهم مقتلةً عظيمةً لم يُقْتلوا مثلها [3] . ولمّا احتضر قَالَ: اللَّهمّ اجعلْ آخر عملي صلاة الصُّبحْ، فلمّا طلع الفجرُ توضّأ وصلّى فلمّا ذهب يسلِّم عن يساره فاضت [4] نفسه. وقيل: شهد صِفِّين مع معاوية. وَقَالَ أَبُو سعيد بن يونس المصريّ: تُوُفّي بعَسْقلان [5] . (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابِ) [6] بْنِ أُسيد بْنِ أبي العيص الأمويّ. ولد   [1] فتوح مصر لابن عبد الحكم 183، تاريخ أبي زرعة 1/ 185 و 290، فتوح البلدان 262. [2] فتوح مصر 192، ولاة مصر 36، فتوح البلدان 181، تاريخ الطبري 4/ 291، التنبيه والإشراف للمسعوديّ 135، الكامل في التاريخ 3/ 117، أنساب الأشراف 5/ 50. [3] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 436. [4] في المنتقى «فاطت» يريد «فاظت» وهو خطأ. [5] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 436 وفيه مات سنة ست وستين، وفي مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان مات سنة تسع وخمسين. [6] المحبّر لابن حبيب 450، تاريخ خليفة 181 أو 187، المعارف 283، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 456 و 457 و 551 و 565، و 4/ 150، و 5/ 61 و 75، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، تاريخ الطبري 4/ 359 و 454 و 461 و 468 و 471 و 507 و 516 و 519- 521 و 525 و 538 و 544، جمهرة أنساب العرب 113، الكامل في التاريخ 3/ 162 و 215 و 242 و 245 و 246 و 251 و 255 و 260، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 297 رقم 353، وفيات الأعيان 3/ 19 و 7/ 61، معجم بني أميّة 56، 57. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 530 قديمًا. وأمُّه جُوَيْرية بنت أبي جهل بن هشام التّي كان قد خطبها عليّ، ثمّ تزوّجها عتّاب بن أُسّيْد أمير مكة. كان عبد الرحمن يوم الجمل مع عائشة، فكان يصلِّي بهم، وقُتِلَ يومئذٍ. وقيل لمّا رآه عليّ قتيلًا قَالَ: هذا يعسوب [1] القوم. [2] . وقيل إنّ يده قُطِعَت فحمَلَها الطَّيْر حتّى ألْقَتها بالمدينة، فعرفوا أنها يده بخاتمه، فصلُّوا عليه [3] . (عبد الرحمن بن عُدَيْسٍ) [4] أَبُو محمد البَلَويّ. له صُحْبة. وبايع تحت الشجرة. وله رواية. سكن مصر. وكان ممن خرج على عثمان وسار إلى قتاله. نسأل الله العافية. ثمّ ظفر به معاوية فسجنه بفلسطين في جماعة، ثمّ هرب من السّجن، فأدركوه بجبل لبنان فقُتِلَ. ولمّا أدركوه قَالَ لمن قتله: وَيْحَكَ اتّقِ الله في دمي، فإنّي من أصحاب الشَّجرة، فَقَالَ: الشَّجَرُ بالجبل كثير، وقتله [5] . قَالَ ابن يونس: كان رئيس الخيل التي سارت من مصر الى عثمان [6] .   [1] اليعسوب: السيد والرئيس والمقدّم. وأصله فحل النحل. [2] المعارف لابن قتيبة 283. [3] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 297. [4] طبقات ابن سعد 7/ 509، المعرفة والتاريخ 3/ 358، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 161 رقم 916، تاريخ خليفة 168، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 486 و 549 و 550 و 555 و 590، و 5/ 59 و 61 و 65 و 97 و 361، تاريخ الطبري 4/ 348 و 357 و 359 و 368 و 369 و 372 و 373 و 378 و 379 و 381 و 390 و 413 و 414، العقد الفريد 4/ 286 و 293، جمهرة أنساب العرب 443، الاستيعاب 2/ 411، ولاة مصر للكندي 41- 43، الولاة والقضاة 17 و 19 و 20، مشاهير علماء الأمصار 56 رقم 390، تجريد أسماء الصحابة 1/ 352، الكامل في التاريخ 3/ 158 و 161 و 163 و 168 و 169 و 174 و 177 و 179 و 287، الإصابة 2/ 411 رقم 5163. [5] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 102، 103، الإصابة 2/ 411. [6] تاريخ خليفة 168. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 وعن محمد بن يحيى الذُّهْلي قَالَ: لَا يحلّ أن يُحدّث عنه بشيء، هو رأس الفتنة. (عَمْرو بن أبي عَمْرو) [1] الحارث بن شدّاد. وقيل: الحارث بن زهير ابن شدّاد القُرَشيّ الفِهْريّ. أحد من شهِدَ بدْرًا في قول الواقديّ وابن عُقْبة. (قُدامة بن مظعون) [2] أَبُو عمر الجُمَحِيّ، تُوُفّي فيها عن عثمان وستّين سنة. شهِدَ بدْرًا. واستعمله عمر على البحْرَيْن. وهو خالِ عبد الله وحفصة ابني عمر، وزوْج عمّتهما صفيّة بنت الخطّاب. وله هجرة إلى الحبشة. ثمّ إنّ عمر عزله عن البحرين لمّا شرب الخَمر، وتأوَّل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا 5: 93 [3] وحدّه عمر [4] .   [1] المغازي للواقدي 22 و 144 و 153 و 157 و 576 و 654 و 1111 و 1113، طبقات خليفة 266، المعرفة والتاريخ 1/ 246، تاريخ خليفة 248، تاريخ الطبري 8/ 203 الاستيعاب 2/ 503، الإصابة 2/ 530 رقم 5799. [2] السير والمغازي لابن إسحاق 143 و 177 و 225، المغازي للواقدي 24 و 84 و 156 و 475، تهذيب سيرة ابن هشام 56، طبقات ابن سعد 3/ 401، المحبّر لابن حبيب 173، طبقات خليفة 25، تاريخ خليفة 154 و 191 و 204، المعرفة والتاريخ 2/ 270، أخبار مكة للأزرقي 2/ 224 و 240 و 264 تاريخ أبي زرعة 1/ 430، فتوح البلدان 100، أنساب الأشراف 1/ 213 و 426، تاريخ الطبري 4/ 79 و 112 و 430 و 756، التاريخ الكبير 7/ 178 رقم 794، التاريخ الصغير 1/ 43، الجرح والتعديل 7/ 127 رقم 723، الاستيعاب 3/ 258- 262، مشاهير علماء الأمصار 22 رقم 92، العقد الفريد 6/ 349، الكامل في التاريخ 2/ 538 و 569 و 3/ 192 و 287، أسد الغابة 4/ 394- 396، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 60 رقم 71، سير أعلام النبلاء 1/ 161، 162 رقم 10، تعجيل المنفعة 343 رقم 882، الإصابة 3/ 228، 229 رقم 7088، المستدرك 3/ 379، تلخيص المستدرك 3/ 379. [3] سورة المائدة، الآية 93. [4] زاد في سير أعلام النبلاء 1/ 161 «وعزله من البحرين» . أخرجه عبد الرزّاق في «المصنّف» 9/ 240- 243 رقم (17076) قال: عن معمر، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة- وكان أبوه شهد بدرا- أنّ عمر بن الخطاب استعمل قدامة بن مظعون على البحرين، وهو خال حفصة وعبد الله بن عمر، فقدم الجارود سيّد عبد القيس على عمر من البحرين، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ قدامة شرب فسكر، ولقد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 (كَعْب بن سُور الأزديّ) [1] قاضي البصرة لعمر بن الخطّاب. أتاه وهو يذكّر النّاس يوم الجمل سهمٌ فقتله. (كِنانة بن بِشْر التُجَيْبيّ) [2] أحد رءوس المصريّين الذين ساروا إلى   [ () ] رأيت حدّا من حدود الله، حقا عليّ أن أرفعه إليك، فقال عمر: من يشهد معك؟ قال: أبو هريرة، فدعا أبا هريرة فقال: بم أشهد؟ قال، لم أره يشرب، ولكنني رأيته سكران، فقال عمر: أخصم أنت أم شهيد؟ قال: بل شهيد، قال: فقد أدّيت شهادتك، قال: فقد صمت الجارود حتى غدا على عمر، فقال: أقم على هذا حدّ الله، فقال عمر: ما أراك إلّا خصما، وما شهد معك إلّا رجل، فقال الجارود: إني أنشدك الله، فقال عمر: لتمسكنّ لسانك أو لأسوءنّك، فقال الجارود: أما والله ما ذاك بالحق أن شرب ابن عمّك وتسوءني، فقال أبو هريرة: إن كنت تشكّ في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها، وهي امرأة قدامة، فأرسل عمر إلى هند ابنة الوليد ينشدها، فأقامت الشهادة على زوجها، فقال عمر لقدامة: إنّي حادّك، فقال: لو شربت كما يقولون ما كان لكم أن تجلدوني، فقال عمر: لم؟ قال قدامة: قال الله تعالى: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا 5: 93 الآية، فقال عمر: أخطأت التأويل، إنّك إذا اتّقيت اجتنبت ما حرّم الله عليك، قال: ثم أقبل عمر على الناس فقال: ماذا ترون في جلد قدامة؟ قالوا: لا نرى أن تجلده ما كان مريضا، فسكت عن ذلك أياما، وأصبح يوما وقد عزم على جلده، فقال لأصحابه: ماذا ترون في جلد قدامة؟ قالوا: لا نرى أن تجلده ما كان ضعيفا، فقال عمر: لأن يلقي الله تحت السّياط أحبّ إليّ من أن يلقاه وهو في عنقي، ائتوني بسوط تام، فأمر بقدامة فجلد، فغاضب عمر قدامة وهجره، فحجّ وقدامة معه مغاضبا له، فلمّا قفلا من حجّهما ونزل عمر بالسّقيا نام، ثم استيقظ من نومه، قال: عجّلوا عليّ بقدامة فائتوني به، فو الله إني لأرى آت أتاني، فقال سالم قدامة فإنّه أخوك، فعجّلوا إليّ به، فلمّا أتوه أبي أن يأتي، فأمر به عمر إن أبي أن يجرّوه إليه، فكلّمه عمر، واستغفر له، فكان ذلك أوّل صلحهما» . وانظر الحديث في سنن البيهقي 8/ 316 وأخرجه من حديث ابن عون، عن ابن سيرين، أنّ الجارود لمّا قدم. [1] طبقات ابن سعد 7/ 91- 93، تاريخ خليفة 154 و 179 و 185 و 189، طبقات خليفة 201، التاريخ الكبير 7/ 223 رقم 961، المعارف 558، المعرفة والتاريخ 3/ 312، أخبار القضاة 1/ 273- 283 و 287، تاريخ الطبري 4/ 84 و 85 و 101 و 241 و 352 و 467 و 468 و 495 و 498 و 504 و 507 و 513 و 514 و 523 و 529 و 538، جمهرة أنساب العرب 380، الكامل في التاريخ 3/ 245- 247، الجرح والتعديل 7/ 162 رقم 912، مشاهير علماء الأمصار 101 رقم 744، الاستيعاب 3/ 302- 307، وفيات الأعيان 6/ 149، أسد الغابة 4/ 342، 343، الإصابة 3/ 314، 315 رقم 7493. [2] تاريخ خليفة 175، المعارف 196، تاريخ الطبري 4/ 341 و 348 و 380 و 393 و 394 و 414- الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 حصار عُثْمَان، ثمّ إنّه هرب وقُتل فِي هَذِهِ المدّة. (مُجَاشع بْن مَسْعُود) [1] خ م د ق [2]- بن ثَعْلَبَة السُّلَميّ. له صُحْبة. روى عَنْهُ أَبُو عُثْمَان النَّهْديّ. وكُلَيْب بْن وائل، وغيرهما. قُتِلَ في هذه السنة كما ذكرنا. (مجالد بن مسعود) [3] خ م [4] أخو مجاشع المذكور. لَهُ رواية عن أخيه. رَوَى عَنْهُ أَبُو عُثْمَان النهدي. وقتل مَعَ أخيه. (مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بْن عُبَيْد اللَّهِ التَّيْميّ) [5] ولد فِي حياة رسول الله   [ () ] و 5/ 102- 104 أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 548 و 549 و 553 و 555 و 574 و 590- 592، و 5/ 59 و 63 و 65 و 83 و 97- 99- العقد الفريد 4/ 292، الكامل في التاريخ 3/ 155 و 158 و 178 و 356 و 358. [1] تاريخ خليفة 127 و 129 و 142 و 154 و 164 و 181 و 183، طبقات خليفة 49 و 181، المعارف 330، أنساب الأشراف 1/ 137، وق 4 ج 1/ 561 و 578 و 579 و 5/ 72 و 87، المعرفة والتاريخ 3/ 53، عيون الأخبار 4/ 24، فتوح البلدان 387 و 420 و 421 و 422، الأخبار الموفقيات 166، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 288، تاريخ الطبري 3/ 497 و 595 و 4/ 94 و 127 و 128 و 174 و 175 و 286 و 287 و 301 و 385 و 469 و 505، مشاهير علماء الأمصار 27 رقم 127، جمهرة أنساب العرب 262، الخراج وصناعة الكتابة 365 و 390 و 391، ربيع الأبرار 4/ 318، العقد الفريد 2/ 66 و 67، الاستيعاب 3/ 520، 521، لباب الآداب 349، الكامل في التاريخ 2/ 488 و 553 و 3/ 10 و 39 و 119 و 124 و 127 و 170 و 200 و 216 و 241 و 263 أسد الغابة 4/ 300، الإصابة 3/ 362 رقم 7721، الأخبار الطوال 147، تقريب التهذيب 2/ 229 رقم 917. [2] الرموز مستدركة من مصادر الترجمة. [3] طبقات خليفة 49 و 181 المعارف 331 و 583، البرصان والعرجان للجاحظ 131، 132، فتوح البلدان 425، الاستيعاب 3/ 521، 522، الكامل في التاريخ 3/ 61 و 263، أسد الغابة 4/ 301، الإصابة 3/ 363 رقم 7724، تقريب التهذيب 2/ 229 رقم 921. [4] الرموز مستدركة من مصادر الترجمة. [5] المغازي للواقدي 292، السير والمغازي لابن إسحاق 270، طبقات ابن سعد 5/ 52- 55، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسمّاه محمّدًا، وكناه أَبَا سُلَيْمَان. وكان يلقّب (السَّجَّاد) لكثرة صلاته وعبادته. لم يزل به أَبُوهُ حتّى وافقه وخرج معه على عليّ. وأمُّهُ حمْنَة بنتُ جَحْش. قُتِلَ يوم الجمل. (مُسلم الجُهَنيّ) [1] أمره عليٌّ يوم الجمل بحمْل مُصْحَفٍ، فطاف به على القوم يدعوهم إِلَى الطاعة، فقُتِلَ. هند بْن أبي هالة التَّميمي [2] ربيب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخو أولاده من أمَّهم خديجة. اختُلِف فِي اسم أَبِيهِ فَقِيلَ: نبَّاش بْن زُرَارة، وقيل مالك بْن زُرَارة، وقيل مالك بن النّبّاش   [ () ] المحبّر لابن حبيب 104 و 275، نسب قريش 281، طبقات خليفة 233، تاريخ خليفة 181 و 188، أخبار القضاة 2/ 402 و 3/ 19، المعارف 231، الأخبار الطوال 146، أنساب الأشراف 1/ 436، 437، ق 3/ 10 و 17، ق 4 ج 1/ 540 و 558، 559، تاريخ الطبري 4/ 385 و 388 و 454 و 465 و 468 و 506 و 526 و 542، الجرح والتعديل 7/ 291 رقم 1577، العقد الفريد 4/ 290، أنساب الاشراف 5/ 50 و 69 و 70، الاستيعاب 3/ 349- 353، جمهرة أنساب العرب 138 و 258، مشاهير علماء الأمصار 23 رقم 100، المستدرك 3/ 374- 379، الكامل في التاريخ 3/ 172 و 174 و 176 و 209 و 220 و 249، أسد الغابة 4/ 322، 323، تلخيص المستدرك 3/ 374- 379، سير أعلام النبلاء 4/ 368 رقم 145، العقد الثمين 2/ 36، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 84، 85 رقم 12، وفيات الأعيان 3/ 70 و 4/ 170، الوافي بالوفيات 3/ 174- 175 رقم 1144، الإصابة 3/ 376، 377 رقم 7781، تعجيل المنفعة 366 رقم 942، شذرات الذهب 1/ 43، الاسامي والكنى للحاكم (مخطوط دار الكتب) الورقة 242. [1] هو مسلم بن عبد الله الجهنيّ. (انظر: المغازي للواقدي 750) . [2] الأخبار الموفّقيّات للزبير 354، التاريخ الكبير 8/ 240 رقم 2855، تهذيب سيرة ابن هشام 331، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 135 رقم 598، المعرفة والتاريخ 3/ 284 و 288، طبقات خليفة 43 و 179، المحبّر لابن حبيب 78 و 452، أنساب الأشراف 1/ 390 و 535، المعارف 133، ثمار القلوب للثعالبي 195، تاريخ الطبري 3/ 161، الجرح والتعديل 9/ 116 رقم 489، جمهرة أنساب العرب 210 و 493، الكامل في التاريخ 2/ 307 و 3/ 263، أسد الغابة 5/ 71- 73، التذكرة الحمدونية 1/ 56، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 140، 141 رقم 219، المستدرك 3/ 640، تلخيص المستدرك 3/ 640، المعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 134، الإصابة 3/ 611، 612 رقم 9907، تهذيب التهذيب 11/ 72 رقم 111، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 535 ابن زُرَارة. والأوّل أكثر. شهِدَ هند أحُدًا ويقال: وبدْرًا. وكان وصّافًا لِحلْية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولشمائله. روى عَنْهُ ابن أخته الْحَسَن بْن عليّ. وقُتِلَ يوم الجمل مع عليّ. وقُتِل ابنه هند بْن هند مع مصعب بْن الزُّبَيْر. يُقال انفرجت (وقعة الجمل) عن ثلاثة عشر ألف قتيل. وعن قتَادَة قَالَ: قُتِلَ يوم الجمل عشرون ألفًا [1] . وممّن قُتِلَ يومئذٍ: عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله بْن عامر بْن كُرَيْزٍ، وعبد الله بْن مُسافع بْن طَلْحَةَ العَبْدَريّ، وعبد الله بْن حُكَيْم بْن حِزام [2] الأسديّ، ومَعْبَد بْن مقداد بن الأسود الكندي. والله أعلم [3] .   [ () ] تقريب التهذيب 2/ 322 رقم 115، المعجم الكبير للطبراني 22/ 154- 163، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 119، تهذيب الكمال 3/ 1450. [1] تاريخ خليفة 186. [2] في منتقى ابن الملّا (حرام) وأكثر الأصل بلا إعجام، وهو (حزام) بالزاي، على ما (في تاريخ الطبري) . [3] من ترجمة (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ) إلى هنا ساقط من نسخة دار الكتب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 سَنَة سَبْع وَثَلاثِين وقعة صفين [1] قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: أنبأ مُحَمَّد بْن عُمَر قَالَ: لما قُتِلَ عُثْمَان، كتبت نائلة زوجته إِلَى الشام إِلَى مُعَاوِيَة كتابًا تصف فِيهِ كيف دُخِلَ على عُثْمَان وقُتِلَ، وبعثت إليه بقميصه بالدِّماء، فقرأ مُعَاوِيَة الكتاب على أَهْل الشام، وَطَيَّفَ بالقميص فِي أجناد الشام، وحرَّضهم على الطَّلب بدمه، فبايعوا مُعَاوِيَة على الطَّلب بدمه. ولمّا بوُيع عليّ بالخلافة قال له ابنه الحَسَن وابن عبّاس: اكتب إلى مُعَاوِيَة فأقرَّه على الشَّام، وأَطْمِعْهُ فإنّه سيطمع ويكفيك نفسَه وناحيته، فإذا بايع لك النّاس أَقْرَرْته أو عَزَلْته، قَالَ: فإنّه لَا يرضى حَتَّى أعطيه عهد الله تعالى وميثاقه أنْ لَا أعزله، قَالا: لَا تُعْطه ذلك. وبلغ ذلك مُعَاوِيَة فقال: والله لَا ألي له شيئًا ولا أبايعه، وأظهر بالشام أنّ الزُّبَيْر بْن العوّام قادم عليهم، وأنّه مُبَايع له، فلمّا بلغه (أمر الجمل) أمسك، فلمّا بلغه قتْلُ الزُّبير [2] ترحَّم عليه وقال: لو قدِم علينا لبَايَعْناه وكان أهلا.   [1] صفّين اليوم في موضع قرية (أبي هريرة) بقرب الرقة، في شمال سورية، على شاطئ الفرات. [2] في المنتقى لابن الملّا (ابن الزّبير) وهو وهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 فلمّا انصرف عليّ من البصرة، أرسل جرير بْن عَبْد الله البَجليّ إِلَى مُعَاوِيَة، فكلَّم مُعَاوِيَة، وعظَّم أمرَ عليٍّ ومُبَايعته [1] واجتماع النّاس عليه، فأبى أنْ يبايعه، وجرى بينه وبين جرير كلامٌ كثير، فانصرف جريرُ إِلَى عليّ فَأَخْبَرَه، فأجمع على المسير إِلَى الشام، وبعث معاويةُ أَبَا مسلم الخَوْلاني إِلَى عليّ بأشياء يطلبها منه، منها أن يدفع إليه قَتَلَة عثمان، فأبى عليّ، وجرت بينهما رسائل. ثمّ سار كلٌّ منهما يريد الآخر، فالتقوا بصفِّين لسبْعٍ بقين من المحرّم، وشبَّت الحربُ بينهم فِي أوّل صفر، فاقتتلوا أيّامًا. فَحَدَّثَنِي ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُثْمَانُ عَلَى الْحَجِّ، فَأَقَمْتُ لِلنَّاسِ الْحَجَّ، ثُمَّ قَدِمْتُ وَقَدْ قُتِلَ وَبُويِعَ لِعَلِيٍّ، فَقَالَ: سِرْ إِلَى الشَّامِ فَقَدْ وَلَّيْتُكَهَا، قُلْتُ: مَا هَذَا بِرَأْيِ، مُعَاوِيَةَ ابْنِ عَمِّ عُثْمَانَ وَعَامِلِهِ عَلَى الشَّامِ، وَلَسْتُ آمَنُ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقِي بِعُثْمَانَ، وَأَدْنَى مَا هُوَ صَانِعٌ أَنْ يَحْبِسَنِي، قَالَ عَلِيٌّ: وَلِمَ؟ قُلْتُ: لِقَرَابَتِي مِنْكَ، وَأَنَّ كُلَّ مَنْ حَمَلَ عَلَيْكَ حَمَلَ عَلَيَّ، وَلَكِنِ اكْتُبْ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَمُنَّهُ وَعِدْهُ. فَأَبَى عَلِيٌّ وَقَالَ: وَاللَّهِ لا كَانَ هَذَا أَبَدًا. رَوَى أَبُو عُبَيْدَةَ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لعليّ: ابعثني إلى معاوية، فو الله لأَفْتِلَنَّ لَهُ حَبْلا لا يَنْقَطِعُ وَسَطُهُ، قَالَ: لَسْتُ مِنْ مَكْرِكَ وَمَكْرِهِ فِي شَيْءٍ، وَلا أَعْطِيهِ إِلا السَّيْفَ، حَتَّى يَغْلِبَ الْحَقُّ الْبَاطِلَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَوْ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ: لأَنَّهُ يُطَاعُ وَلا يُعْصَى، وَأَنْتَ عَنْ قَلِيلٍ تُعْصَى وَلا تُطَاعُ، قَالَ: فَلَمَّا جَعَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَخْتَلِفُونَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه قال: للَّه درّ [2]   [1] في المنتقى لابن الملا، ع، ح (وسابقته) بدل (مبايعته) التي في نسخة الدار. [2] (در) ساقطة من نسخة الدار، فاستدركتها من المنتقى لابن الملا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 ابْنِ عَبَّاسٍ، إِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى الْغَيْبِ مِنْ سِتْرٍ رَقِيقٍ. وقال مجالد، عن الشَّعْبِيّ قَالَ: لمّا قُتِلَ عُثْمَان، أرسلتْ أمُّ المؤمنين [1] أمّ حبيبة بنت أَبِي سُفيان إِلَى أَهْل عُثْمَان: أرسِلُوا إليّ بثياب عُثْمَان التي قُتِلَ فيها، فبعثوا إليها بقميصه مضَرَّجًا بالدَّم، وبُخصْلة الشَّعْر التي نُتِفَتْ من لِحْيَتِهِ، ثمّ دعتِ النُّعمان بْن بشير، فبعثته إِلَى مُعَاوِيَة، فمضى بِذَلِك وبكتابها، فصعد مُعَاوِيَة المنبر، وجمع النّاس، ونشر القميص عليهم، وذكر مَا صُنِعَ بعثمان، ودعا إِلَى الطَّلب بدمه. فقام أَهْل الشام فقالوا: هُوَ ابن عمّك وأنت وليّه، ونحن الطّالبون معك بدمه، وبايعوا له. وقال يُونُس، عن الزُّهْرِيّ قَالَ [2] : لمّا بلغ مُعَاوِيَة قتْلَ طَلْحَةَ والزُّبَيْر، وظهور عليّ، دعا أَهْل الشام للقتال معه على الشُّورى والطَّلب بدم عُثْمَان، فبايعوه على ذلك أميرًا غير خليفة. وذكر يحيى الجُعْفيّ فِي (كتاب صِفِّين) بإسناده أنّ مُعَاوِيَة قال لجرير ابن عَبْد الله: اكتب إِلَى عليّ أن يجعل لي الشام، وأنا أبايع له، قَالَ: وبعث الْوَلِيد بْن عَبْد الله: اكتب إِلَى عليّ أن يجعل لي الشام، وأنا أبايع له، قَالَ: وبعث الْوَلِيد بْن عقبة إليه يقول: مُعَاوِيّ إنّ الشام شامُك فاعتصمْ ... بشامِكَ لَا تُدْخِلْ عليك الأفاعيا وحامٍ عليها بالقبائل والقِنا ... ولا تك محشوش الذّراعين وانيا فإنّ عليًّا ناظرٌ مَا تُجِيبُه ... فَاهْدِ له حربا تشيب النّواصيا [3]   [1] (أم المؤمنين) مستدركة من المنتقى لابن الملا. [2] (قال) سقطت من نسخة الدار، فاستدركتها من ع، ح وغيرهما. [3] انظر أنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي) - ص 289 و 290 وفيه: وحام عليه بالقبائل والفنا (كذا) ... ولاتك ذا عجز ولا تلف وانيا وإنّ عليّا ناظر ما تريغه ... فأوقد له حَرْبًا تُشِيب النَّوَاصيَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 539 وحدّثني يَعْلَى بْن عُبَيْد: ثنا أبي قَالَ: قال أَبُو مُسْلِم الخَوْلاني وجماعة لمعاوية: أنت تُنازع عليًّا! هَلْ أنت مثله؟ فقال: لَا والله إنّي لأعلم أنّ عليًّا أفضل منّي وأحقّ بالأمر، ولكن ألَسْتُمْ تعلمون أنّ عُثْمَان قُتِلَ مظلومًا، وأنا ابن عمّه، وإنّما أطلب بدمه، فأتُوا عليًّا فقولوا له: فلْيَدْفَعْ إليّ قَتَلَة عُثْمَان وأسلم له، فأتّوْا عليًّا فكلَّموه بِذَلِك، فلم يدفعهم إليه. وَحَدَّثَنِي خَلادُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ- أَوْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ شَكَّ خَلادٌ- قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ أَمْرُ مُعَاوِيَةَ دَعَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسِيرَ إِلَى دِمَشْقَ، فَيَعْتَقِلَ رَاحِلَتَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، وَيَدْخُلَ بِهَيْئَةِ السَّفَرِ، فَفَعَلَ الرَّجُلُ، وَكَانَ قَدْ وَصَّاهُ بِمَا يَقُولُ [1] ، فَسَأَلُوهُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: مِنَ الْعِرَاقِ: قَالُوا: ما وَرَاءَكَ؟ قَالَ: تَرَكْتُ عَلِيًّا قَدْ حَشَدَ إِلَيْكُمْ وَنَهَدَ فِي أَهْلِ الْعِرَاقِ. فبلغ مُعَاوِيَة، فأرسل أَبَا الأعور السُّلَمِيّ يحقّق أمره، فأتاه فسأله، فَأَخْبَرَه بالأمر الَّذِي شاع، فنودي: الصّلاة جامعة، وامتلأ النّاس فِي المسجد، فصعد معاوية المِنْبَر وتشهّدّ ثمّ قَالَ: إنّ عليًّا قد نَهَدَ إليكم فِي أَهْل العراق، فَمَا الرّأي؟ فضرب النّاس بأذقانهم على صدورهم، ولم يرفعْ إليه أحدٌ طَرْفَه، فقام ذو الكلاع الحِمْيرِيّ فقال: عليك الرأيّ وعلينا أمّ فعال- يعني الفِعال [2]- فنزل مُعَاوِيَة وَنُودِيَ فِي النّاس: اخرجوا إِلَى مُعَسْكَركم، ومن تخلَّف بعد ثلاثٍ أحلّ بنفسه [3] . فخرج رسول عليّ حتّى وافاه، فَأَخْبَرَه بِذَلِك، فأمر عليٌّ فنوديّ: الصّلاة جامعة، فاجتمع النّاس، وصعِدَ المِنْبَر فحمِدَ الله وأثنى عليه، ثمّ   [1] (بما يقول) سقطت من نسخة الدار، فاستدركتها من ابن الملا. [2] وهي لغة حمير فإنّهم يجعلون لام التعريف ميما. [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 272. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 540 قَالَ: إنّ رسولي الَّذِي أرسلته إِلَى الشام قد قَدِمَ عليّ، وأخبرني أنّ مُعَاوِيَة قد نَهَدَ إليكم فِي أَهْل الشام فَمَا الرأي؟ قَالَ: فأضبَّ [1] أهلُ المسجد يقولون: يا أمير المؤمنين الرأي كذا، الرأي كذا، فلم يفهم على كلامهم من كثرة من تكلّم، وكثُر اللَّغَط، فنزل وهو يقول: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، 2: 156 ذهب بها ابن آكلة الأكباد، يعني مُعَاوِيَة. وقال الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنِي من رَأَى عليًّا يوم صِفِّين يصفِّق بيديه ويعضّ عليهما ويقول: وا عجبا أُعْصَى ويُطاع مُعَاوِيَة. وقال الواقديّ اقتتلوا أيّامًا حتّى قُتِلَ خلْقٌ وضجروا، فرفع أهلُ الشام المصاحف وقالوا: ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فِيهِ، وكان ذلك مكيدةً من عمرو بْن العاص، يعني لمّا رَأَى ظهورَ جيش عليّ. فاصطلحوا كما يأتي. وقال الزُّهْرِيّ: اقتتلوا قتالًا لَم تَقْتَتِلْ هَذِهِ الأمةُ مثله قطّ، وغلب أَهْل العراق على قتلى أَهْل حمص، وغلب أَهْلُ الشام على قتلى أَهْل العالية، وكان على ميمنة عليّ الأشعث بْن قَيْس الكِنْدي، وعلى المَيْسَرة عَبْد الله بْن عبّاس، وعلى الرَّجَّالَةِ عَبْد الله بْن بُدَيْل بْن وَرْقَاء [2] الخُزَاعيّ، فقُتِلَ يومئذٍ. ومن أمراء عليّ يومئذٍ الأحنف بْن قَيْس التَّيْميّ، وعمّار بْن ياسر العَنْسِيّ [3] وسليمان بْن صُرد الخُزاعيّ، وعَديّ بْن حاتم الطّائيّ، والأشتر النَّخْعي، وعمرو بْن الحَمِق الخُزَاعيّ، وشبَث [4] بْن رِبعيّ الرِّياحيّ، وسعيد بن قيس   [1] في نسخة الدار «فأصب» ، والتصحيح من «النهاية» حيث قال: يقال أضبّوا إذا تكلّموا متتابعا. [2] في الأصل «عبد الله بن عبديل بن ورقاء» ، والتصحيح من (شذرات الذهب 1/ 46) وبعض النّسخ. [3] في النسخ (العبسيّ) وهو تصحيف. [4] في نسخة الدار «شبيب» والتصحيح من بقية النسخ والتبصير بالدّين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 الهمداني، وكان رئيس هَمدَان المهاجر بْن خَالِد [1] بْن الْوَلِيد المخزوميّ، وقيس بْن مكشوح المُراديّ، وخُزَيْمة بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ، وغيرهم. وكان عليّ فِي خمسين ألفًا، وقيل: فِي تسعين ألفًا، وقيل: كانوا مائة ألف [2] . وكان مُعَاوِيَة فِي سبعين ألفًا، وكان لواؤه مع عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن خَالِد بْن الْوَلِيد المخزوميّ، وعلى مَيْمَنَته عمرو بْن العاص، وقيل ابنه عُبَيْد الله بْن عمرو، وعلى الميسرة حبيب بْن مَسْلَمَة الفِهْريّ، وعلى الخيل عُبَيْد الله بْن عُمَر بْن الخطاب، ومن أمرائه يومئذ أَبُو الأعور السُّلميّ، وزُفَر بْن الْحَارِث، وذو الكلاعِ الحِميرِيّ، ومَسْلَمَة بْن مَخْلَد، وبُسْر بْن أرطاة العامريّ، وحابس بْن سعد الطّائي، ويزيد بْن هُبَيْرة السَّكونيّ، وغيرهم [3] . قال عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَة [4] قَالَ: رَأَيْت عمار بْن ياسر بصِفّين، ورأى راية مُعَاوِيَة فقال: إنّ هَذِهِ قاتلْتُ بها مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع مرّات. ثمّ قاتل حَتَّى قُتِلَ [5] . وقال غيره: برز الأشعث بن قيس في ألفين، فبرز لهم أَبُو الأعور فِي خمسة آلاف، فاقتتلوا: ثمّ غلب الأشعث على الماء وأزالهم عنه [6] .   [1] في نسخة الدار (والمهاجرين خالد) والتصحيح من (ح) وتاريخ الطبري 4/ 65 [2] تاريخ خليفة 193. [3] تاريخ خليفة 195 و 196. [4] في نسخة الدار «مسلمة» والتصحيح من طبقات ابن سعد، وهو بكسر اللام، كما في تقريب التهذيب 1/ 420 رقم 352. [5] في النسخ اضطراب، والتصحيح من (مجمع الزوائد ج 7 ص 243) . [6] تاريخ خليفة 193، وانظر تاريخ الطبري 4/ 569 وما بعدها، ومروج الذهب للمسعوديّ 3/ 386. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 542 ثُمَّ التقوا يوم الأربعاء سابع صفر، ثُمَّ يوم الخميس والجمعة وليلة السَّبْت، ثُمَّ رفع أَهْل الشام لمّا رأوا الكَسْرَة الْمَصَاحِفَ بإشارة عمرو، ودعوا إِلَى الصُّلح والتّحكيم [1] ، فأجاب عليّ إلى تحكيم الحَكَمين، فاختلف عليه حينئذ جيشه وقالت طائفة: لَا حُكم إلّا للَّه. وخرجوا عليه فهُمُ (الخوارج) وقال ثُوَيْر بْن أبي فاختة، عن أَبِيهِ قَالَ: قُتِلَ مع عليّ بصفين خمسة وعشرون بدْريًا. ثُوَيْر متروك. قَالَ الشَّعْبِيّ: كان عَبْد الله بْن بُدَيْل يوم صفين عليه دِرْعان ومعه سيفان، فكان يضرب أهلَ الشام ويقول: لم يبق إلّا الصَّبْر وَالتَّوَكُّلْ ... ثُمَّ [2] التمشّي فِي الرعيل الأوّلْ مَشْيَ الْجِمَالِ فِي حياض الْمَنْهَلْ ... والله يقضي مَا يشا ويفعلْ [3] فلم يَزَلْ يضرب بسيفه حَتَّى انتهى إِلَى مُعَاوِيَة فأزاله عن موقفه، وأقبل أصحابُ مُعَاوِيَة يرمونه بالحجارة حَتَّى أثخنوه وقُتِلَ، فَأَقْبَلَ إليه مُعَاوِيَة، وألقى عَبْد الله بْن عامر عليه، عمامته غطّاه بها وترحَّم عليه، فقال مُعَاوِيَة لعبد الله [4] : قد وَهَبْنَاه لك، هَذَا كَبْشُ [5] القومِ وربّ الكعبة، اللَّهمّ أظفر   [1] تاريخ خليفة 194. [2] في نهاية الأرب 20/ 123 «مع» بدل «ثم» . [3] البيتان في الاستيعاب 2/ 268، 269، وقعة صفين لابن مزاحم 276، نهاية الأرب للنويري 20/ 123، الإصابة 2/ 281. وورد هذا الرجز عند ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1/ 486 هكذا: لم يبق غير الصبر والتوكّل ... والترس والرمح وسيف مصقل ثُمَّ التمشّي فِي الرعيل الأوّلْ ... مَشْيَ الْجِمَالِ في حياض المنهل والقافية هنا بكسر اللام. [4] في نسخة دار الكتب «لعنة الله» بدل «عبد الله» والتصحيح من بقية النسخ، ونهاية الأرب 20/ 130. [5] بمعنى قائدهم ورئيسهم وحاميهم والمنظور إليه فيهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 543 بالأشتر والأشعث، والله مَا مثل هَذَا إلّا كما قال الشاعر: أخو الحرب إنْ عضَّتْ به الحرب عضَّها ... وإنْ شَمَّرتْ يومًا به الحربُ شَمّرا كلَيْث هزَبرٍ كان يحمي ذِمارَهُ ... رَمَتْهُ المَنايا قَصْدَهَا فتقصَّرا [1] ثُمَّ قَالَ: لو قدِرَت نساءُ خُزاعةَ أنْ تُقاتلني فضلًا عن رجالها لَفَعَلَتْ [2] . وَفِي الطبقات لابن سعد، من حديث عمرو بْن شَرَاحيل، عن حَنَش [3] بْن عَبْد الله الصَّنْعاني [4] عن عَبْد الله بْن زُرَيْر [5] الغافقي قَالَ: لقد رأيتنا يوم صفِّين، فاقتتلنا نحن وأهل الشّام، حتّى ظننت أنّه لَا يبقى أحدٌ، فأسمع صائحًا يصيح: مَعْشَرَ النّاس، اللَّه اللَّه فِي النساء والوِلدان من الروم ومن الترك، الله الله [6] . والتقينا، فأسمع حركةً من خلفي، فإذا عليٌّ يَعْدُو بالرّاية حَتَّى أقامها، ولحِقَه ابنه مُحَمَّد بن الحَنَفِيَّة [7] ، فسمعته يقول: يا بُنَيّ الْزَمْ رايَتَكَ، فإنّي متقدِّمٌ فِي القوم، فأنظرُ إليه يضرب بالسّيف حتّى يفرج له، ثمّ يرجع فيهم.   [1] البيتان في الاستيعاب 2/ 269، وديوان حاتم الطائي 121، ومروج الذهب 2/ 398، وهما في الأخبار الطوال- ص 176 هكذا: أخو الحرب إنْ عضَّتْ به الحرب عضَّها ... وإن شمّرت عن ساقها الحرب شمّرا كليث عرين بات يحمي عرينه ... رمته المنايا قصدها فتقطّرا والبيتان أيضا في نهاية الأرب 20/ 131، وورد البيت الأول فقط في: تاريخ الطبري 5/ 24، والكامل لابن الأثير 3/ 302، وانظر شرح ابن أبي الحديد 1/ 486، والتذكرة الحمدونية 2/ 399. [2] وقعة صفين 276- 278. [3] في نسخة دار الكتب «حبش» ، والتصحيح من بقية النسخ. [4] في منتقى الأحمدية «الصغاني» ، وهو تحريف. [5] في نسخة دار الكتب مهمل، والتصويب من «المشتبه في أسماء الرجال» 1/ 336، وورد في النسخة (ع) و (ح) «ندير» وهو خطأ، وانظر طبقات ابن سعد 7/ 510. [6] مروج الذهب 2/ 400، والأخبار الطوال 719. [7] (ابن الحنفيّة) مستدركة من ابن الملا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 544 وقال [1] خليفة [2] : شهِدَ مع عليّ من البدْريين: عمار بْن ياسر، وسهل بْن حُنَيْف، وخَوّات بن جبير، وأبو سعد السّاعديّ، وأبو اليُسْر، ورِفَاعة بْن رافع الْأَنْصَارِيّ، وأبو أيّوب الأنصاريّ بخُلْفٍ فِيهِ، قَالَ: وشهد معه من الصحابة ممّن لم يشهد بدْرًا: خُزَيْمة بْن ثابت ذو الشهَّادتين، وقيس بْن سعد بْن عُبَادة، وأبو قَتَادَةَ، وسهل بْن سعد السّاعدي، وقَرَظَة [3] بْن كعب، وجابر بْن عَبْد الله، وابن عَبَّاس، والحسن، والحسين، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أبي طَالِب، وأبو مَسْعُود عقبة بْن عمرو، وأبو عيّاش الزُّرَقي، وعديّ بْن حاتم، والأشعث بن قَيْس، وسليمان بْن صُرَد، وجُنْدُب بْن عَبْد الله، وجارية [4] بْن قُدامة السَّعْدِيّ. وعن ابن سِيرِينَ قَالَ: قُتِلَ يوم صفين سبعون ألفًا يُعَدُّون بالقَصَب [5] . وقال خليفة وغيره: افترقوا عن ستّين ألف قتيل، وقيل، عن سبعين ألفًا، منهم خمسة وأربعون ألفًا من أَهْل الشام [6] . وقال عَبْد السلام بْن حرب، عن يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن، عن جَعْفَر- أظنّه ابن أبي المُغْيَرة- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبْزى، عن أَبِيهِ قَالَ: شهدْنا مع عليّ ثمانمائة ممّن بايع بيعة الرّضوان، قُتِلَ منهم ثلاثةٌ وستون رجلًا، منهم عمّار [7] . وقال أَبُو عبيدة وغيره: كانت راية عليّ مع هاشم بن عتبة بن أبي   [1] من هنا خرم في (ع) يبلغ زهاء صفحة. [2] هذا القول غير موجود بنصّه في تاريخ خليفة. انظر ص: 194، 195. [3] في نسخة الدار (قريظة) والتصحيح من ابن الملّا والأحمدية، ح. [4] في نسخة الدار «حارثة» والتصحيح من الاستيعاب، ومنتقى الأحمدية، وتاريخ خليفة بن خياط 195. [5] تاريخ خليفة 194. [6] تاريخ خليفة 194. [7] تاريخ خليفة 196. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 545 وقاص، وكان على الخيل عمّار بْن ياسر [1] . وقال غيره: حيل بين عليّ وبين الفرات، لأن مُعَاوِيَة سَبَقَ إِلَى الماء، فأزالهم الأشعثُ عن الماء [2] . قلت: ثُمَّ افترقوا وتواعدوا ليوم الحَكَمَيْن. وقُتِلَ مع عليّ: خُزَيْمة بْن ثابت، وعمار بْن ياسر، وهاشم بْن عُتْبَة، وعبد الله بْن بُدَيْل، وعبد الله بْن كعب المُراديّ، وَعَبْد الرَّحْمَن بن كلدة الجمحي [3] ، وقيس بن مكشوح المرادي، وأُبيّ بْن قَيْس النخعي أخو عَلْقَمة، وسعد بْن الْحَارِث بْن الصِّمَّة الأنصاريّ، وجُنْدُب بْن زُهَير الغامِديّ، وأبو ليلى الْأَنْصَارِيّ [4] . وقُتِلَ مع مُعَاوِيَة: ذو الكَلاع، وحَوْشَب ذو ظُلَيْم [5] ، وحابس بْن سعد الطّائي قاضي حمص، وعَمْرو بْن الحَضْرَميّ، وعُبَيْد الله بْن عُمَر بْن الخطاب العدويّ، وعُرْوة بْن دَاوُد [6] ، وكُرَيْب بن الصَّبَّاح الحِمْيَريّ أحد الأبطال، قتلَ يومئذٍ جماعةً، ثُمَّ بارَزَه عليّ فقتله [7] . قَالَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْكُوفِيُّ الرَّافِضِيُّ: ثنا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، عن الحارث بن حصيرة [8] ، وإنّ وَلَدَ ذِي الْكَلاعِ أَرْسَلَ إِلَى الأَشْعَثِ بْنِ قيس   [1] تاريخ خليفة 194. [2] تاريخ خليفة 193. [3] هنا ينتهي الخرم الّذي في النسخة (ع) . [4] تاريخ خليفة 194. [5] في نسخة دار الكتب مهمل، والتصحيح من تاريخ خليفة 195، ومروج الذهب 2/ 399، والأخبار الطوال 185. [6] تاريخ خليفة 194. [7] الإصابة 3/ 314 رقم 7489. [8] في نسخة دار الكتب مهمل، وفي النسخة (ح) «حضيرة» ، والتصويب من تاريخ الطبري 4/ 540. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 546 يَقُولُ: إِنَّ ذَا الْكَلاعِ قَدْ أُصِيبَ، وَهُوَ فِي الْمَيْسَرَةِ، أَفَتَأْذَنُ لَنَا فِي دَفْنِهِ؟ فَقَالَ الأَشْعَثُ لِرَسُولِهِ أَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَقُلْ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّهِمَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَاطْلُبُوا ذَلِكَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْهَمْدَانِيِّ فَإِنَّهُ فِي الْمَيْمَنَةِ، فَذَهَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: مَا عَسَيْتُ أَنْ أَصْنَعَ، وَقَدْ كَانُوا مَنَعُوا أَهْلَ الشَّامِ أن يدخلوا عَسْكَرَ عَلِيٍّ، خَافُوا أَنْ يُفْسِدُوا أَهْلَ الْعَسْكَرِ، فَقَالَ: مُعَاوِيَةُ لأَصْحَابِهِ: لأَنَا أَشَدُّ فَرَحًا بِقَتْلِ ذِي الْكَلاعِ مِنِّي بِفَتْحِ مِصْرَ لَوِ افْتَتَحْتُهَا [1] ، لأَنَّ ذَا الْكَلاعِ كَانَ يَعْرِضُ لِمُعَاوِيَةَ فِي أَشْيَاءَ كَانَ يَأْمُرُ بِهَا، فَخَرَجَ ابْنُ ذِي الكلاع الى سعيد ابن قَيْسٍ، فَاسْتَأْذَنَهُ فِي أَبِيهِ فَأَذِنَ لَهُ، فَحَمَلُوهُ عَلَى بَغْلٍ وَقَدِ انْتَفَخَ. وشهد صِفِّين مع مُعَاوِيَة من الصحابة: عمرو بْن العاص السَّهْميّ، وابنُهُ عَبْد الله، وفضالة بْن عُبَيْد الْأَنْصَارِيّ، ومَسْلَمة بْن مَخْلَد، والنُّعمان بْن بشير، ومعاوية بْن حُدَيْج الكِنْدي، وأبو غادية الجُهَني قاتل عمّار، وحبيب ابن مَسْلَمة الفِهْري، وأبو الأعور السُّلَمِيّ، وبُسْر بْن أرطاة [2] العامريّ [3] . تحكيم الحَكَمين [4] عن عِكْرِمة قَالَ: حَكَّم مُعَاوِيَة عمرو بْن العاص، فقال الأحنف بْن قَيْس لعليّ: حَكِّمْ أنت وابن عَبَّاس، فإنّه رجلٌ مُجَربّ، قَالَ: أفعل، فأبت الْيَمَانِيَةُ وقالوا: لَا، حتّى يكون منّا رَجُل، فجاء ابن عَبَّاس إِلَى عليّ لمّا رآه قد همّ أنْ يُحَكّم أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فقال له: عَلَام تُحَكّم أَبَا موسى، فو الله لقد عرفت رأيه فينا، فو الله مَا نَصَرنا، وهو يرجو مَا نَحْنُ فِيهِ، فتدخله   [1] (لو افتتحتها) سقطت من نسخة الدار، فاستدركتها من أربع نسخ. [2] في (ع) و (ح) (بسر بن أبي أرطاة) وكلاهما صحيح، وفي الأحمدية (بشر) وهو تصحيف. [3] هنا في هامش ح: الحمد للَّه، مررت على هذه الكرّاسة وأصلحتها، وقابلتها على نسخة بخطّ البدر البشتكي، فصحّت وللَّه الحمد. قاله يوسف سبط ابن حجر.) . [4] هذا العنوان وما يتبعه إلى ترجمة سيّدنا (أويس) ساقط من نسخة الدار، فاستدركته من باقي النسخ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 547 الآن فِي معاقد أمرنا، مع أنّه ليس بصاحب ذاك، فإذْ أبيْتَ أن تجعلني مع عمرو، فاجْعَل الأحنفَ بْن قَيْس، فإنّه مُجَرَّبٌ من العرب، وهو، قِرْنٌ لعَمْرو، فقال عليّ أفعل، فأبت اليَمَانِيَةُ أيضًا. فلمّا غُلِبَ جعل أَبَا مُوسَى، فسمعتُ ابن عَبَّاس يقول: قلتُ لعلي يوم الحَكَمَيْن: لَا تُحَكّم أَبَا مُوسَى، فإنّ معه رجلًا حذر فرس فاره، فلزَّني إِلَى جنبه، فإنّه لَا يحلّ عُقْدَةً إلّا عقدتُها ولا يَعْقِدُ عُقْدَةً إلّا حَلَلْتُها. قَالَ: يا بْن عَبَّاس مَا أصنع: إنّما أُوتَى من أصحابي، قد ضعفْتُ بينهم وكلُّوا فِي الحرب، هَذَا الأشعث بْن قَيْس يقول: لَا يكون فيها مُضَرِيّان أبدًا حَتَّى يكون أحدهما يمانٍ، قَالَ: فَعَذَرْتُهُ وعرفت أنه مُضْطَهَدٌ، وأنّ أصحابه لَا نيَّة لهم [1] . وقال أَبُو صالح السمّان: قال عليّ لأبي مُوسَى: أحْكُمْ ولو على حزّ عُنُقي. وقال غيره: حكّم معاويةُ عَمْرًا، وحكَّم عليّ أَبَا مُوسَى، على أنّ من ولَّيَاهُ الخلافة فهو الخليفة، ومن اتَّفقا على خلْعه خُلِعَ. وتواعدا أنْ يأتيا فِي رمضان، وأن يأتي مع كلّ واحدٍ جَمْعٌ من وجوه العرب [2] . فلمّا كان الموعد سار هَذَا من الشام، وسار هَذَا من العراق، إِلَى أن التقى الطّائفتان بدُومَة الجَنْدل وهي طَرَف الشام من جهة زاوية الجنوب والشرق. فعن عُمَر بْن الحكم قَالَ: قال ابن عَبَّاس لأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: احْذَرْ عَمْرًا، فإنّما يريد أن يقدِّمك ويقول: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسنّ منّي فتكلّم حتّى أتكلّم، وإنّما يريد أن يقدِّمك فِي الكلام لتخلع عليًّا. قَالَ: فاجتمعا على إمرةٍ، فأدار عمرو أَبَا مُوسَى، وذكر له معاوية فأبى، وقال أبو   [1] انظر تاريخ الطبري 5/ 52، ونهاية الأرب 20/ 148، 149، والأخبار الطوال 193. [2] انظر تاريخ الطبري 5/ 54. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 548 مُوسَى: بل عَبْد الله بْن عُمَر، فقال عمرو: أخبرني عن رأيك؟ فقال أَبُو مُوسَى: أرى أن نخلع هذين الرجُلَين، ونجعل هَذَا الأمر شورى بيْن المُسْلِمين، فيختاروا لأنفسهم من أحبّوا. قال عمرو: الرَّأْيُ مَا رَأَيْت، قَالَ: فأقبلا على النّاس وهم مجتمعون بدومة الجَنْدَل، فقال عمرو: يا أَبَا مُوسَى أعلِمْهُمْ أنّ رَأيَنَا قد اجتمع، فقال: نعم، إنّ رأينا قد اجتمع على أمر نرجو أن يُصْلِح الله به أمر الأمة، فقال عَمْرو: صَدَقَ وَبَرَّ، ونِعْمَ النّاظر للإسلام وأهله. فتكلَّم يا أَبَا مُوسَى. فأتاه ابن عَبَّاس، فخلا به، فقال: أنت فِي خدعة، ألم أقل لك لَا تَبْدَأه وتعقَّبه، فإنّي أخشى أن يكون أعطاك أمرًا خاليًا، ثُمَّ ينزع عَنْهُ على ملَأٍ من النّاس، فقال: لَا تخشى ذلك فقد اجتمعنا واصْطَلحْنا. ثُمَّ قام أَبُو مُوسَى فحمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أيُّها النّاس، قد نظرنا فِي أمر هَذِهِ الأمة، فلم نر شيئًا هُوَ أصْلَحُ لأمرها ولا ألَمُّ لشَعْثها من أن لَا نُغَيّر أمرها ولا بعضه، حتّى يكون ذلك عن رضًا منها وتشاورٍ، وقد اجتمعت أَنَا وصاحبي على أمرٍ واحدٍ: على خلْع عليٍّ ومعاوية، وتستقبل الأمّةُ هَذَا الأمر فيكون شُورى بينهم يُوَلّون من أحبُّوا، وإنّي قد خلعت عليًّا ومعاوية، فَوَلّوا أمركم من رأيتم. ثمّ تأخّر. وأقبل عَمْرو فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثُمَّ قَالَ: إنَّ هَذَا قد قَالَ مَا سمعتم، وخلع صاحبه، وإنّي خلعت صاحبه وأثبتُّ صاحبي مُعَاوِيَة، فإنّه وَلِيُّ عُثْمَان، والطّالب بدَمِهِ، وأحقُّ النّاس بمقامه، فقال سعد بْن أبي وقاص: وَيْحَكَ يا أَبُو مُوسَى مَا أضعفك عن عَمْرو ومكايده، فقال: مَا أصنع به، جامعني على أمرٍ، ثُمَّ نزع عَنْهُ، فقال ابن عَبَّاس: لَا ذَنْبَ لك، الذَّنْب للَّذي قدَّمَك، فقال: رَحِمَك الله غَدَرَ بي، فَمَا أصنع: وقال أَبُو مُوسَى: يا عَمْرو إنّما مَثَلُك كَمَثل الكلْب إنْ تحمِلْ عليه يَلْهَثْ أو تتركه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 549 يَلْهَثْ، فقال عَمْرو: إنّما مَثَلُكَ كَمَثَلِ الحمار يحمل أسفارًا. فقال ابن عُمَر: إِلَى مَا صير أمر هذه الأمّة! إِلَى رجلٍ لَا يبالي مَا صنع، وَآخَرَ ضعيف [1] . قال المسعوديّ فِي «المروج» [2] : كان لقاء الحَكَمين بدومة الجَنْدل فِي رمضان، سنة ثمانٍ وثلاثين، فَقَالَ عَمْرو لأبي مُوسَى: تكلَّم، فقال: بل تكلّم أنت، فقال: مَا كنت لأفعل، ولك حقوقٌ كلُّها واجبة. فحمد الله أَبُو مُوسَى [3] وأثنى عليه، ثمّ قَالَ: هَلُمَّ يا عَمْرو إِلَى أمر يجمع الله به الأمة [4] ، ودعا عَمْرو بصحيفة، وقال للكاتب: اكتُب وهو غُلام لَعمْرو، وقال: إنّ للكلام أوّلًا وآخرًا، ومتى تنازعْنا الكلام لم نبلغ آخرَهُ حتّى يُنْسَى أوَّلُهُ، فاكتُبْ مَا نقول، قَالَ: لَا تكتب شيئًا يأمرك به أحدُنا حَتَّى تستأمر الآخر، فإذا أمرك فاكتُبْ، فكتب: هَذَا مَا تقاضى عليه فلانُ وفلان. إِلَى أن قال عَمْرو: وإنّ عُثْمَان كان مؤمنًا، فقال أَبُو مُوسَى: ليس لهذا قَعَدْنا، قَالَ عَمْرو: لَا بدّ أن يكون مؤمنًا أو كافرًا. قَالَ: بل كان مؤمنًا. قَالَ: فمُرْهُ أن يكتب، فكتب. قال عمرو: فظالما قتل أو مظلومًا؟ قَالَ [أَبُو مُوسَى: بل قُتِلَ مظلومًا، قَالَ] [5] عَمْرو: أفَلَيْس قد جعل الله لوليِّه سُلْطانًا يطلبُ بدمه؟ قال أَبُو مُوسَى: نعم، قَالَ عَمْرو: فَعَلَى قاتله الْقَتْلُ، قَالَ: بلى. قَالَ: أفليس لمعاوية أنْ يطلب بدَمِهِ حتّى يَعْجَز؟ قَالَ: بلى، قَالَ عَمْرو: فإنّا نُقِيم البيّنة على أنّ عليّا قتله.   [1] انظر تاريخ الطبري 5/ 67- 71، وأنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي) - ص 350، 351، ونهاية الأرب 20/ 158، 159، والأخبار الطوال 199- 201. [2] مروج الذهب 2/ 406. [3] (أبو موسى) زيادة (مروج الذهب 2/ 407) . [4] في مروج الذهب «الألفة» . [5] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصول، والاستدراك من مروج الذهب 2/ 408. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 قَالَ أَبُو مُوسَى: إنّما اجتمعنا للَّه، فَهَلُمَّ إِلَى مَا يصلح الله به أمرَ الأمة، قَالَ: وما هُوَ؟ قَالَ: قد علِمْتَ أنّ أَهْل العراق لَا يحبُّون مُعَاوِيَة أبدًا، وأهل الشام لَا يحبُّون عليًّا أبدًا، فهَلُمَّ نخلعهما معًا، ونستخلف ابن عُمَر- وكان ابن عُمَر على بِنْت أبي مُوسَى- قَالَ عَمْرو: أَيَفْعَلُ ذلك عبدُ الله؟ قَالَ: نعم إذا حمله النّاس على ذلك. فصوَّبه عَمْرو وقال: فهل لك فِي سعد؟ وعدَّدَ له جماعة، وأبو مُوسَى يأبى إلّا ابن عُمَر، ثُمَّ قَالَ: قُمْ حتّى نخلع صاحبينا جميعًا، واذكْر اسم من تستخلِف، فقام أَبُو مُوسَى وخطب وقال: إنّا نظرنا فِي أمرنا، فرأينا أقرب مَا نحقن به الدماء ونلُمَّ به الشَّعْث خَلْعنا مُعَاوِيَة وعليًّا، فقد خلعتُهما كما خلعْتُ عمامتي هذه، واستخلفنا رجلًا قد صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه، وله سابقةٌ: عَبْد الله بْن عُمَر، فأطراه ورغِب النّاس فِيهِ. ثُمَّ قَام عَمْرو فقال: أيُّها النّاس، إنّ أَبا موسى قد خلع عليّا، وهو أعلم به، وقد خلعته معه، وأثبّت معاوية عليّ وعليكم، وإنّ أَبا مُوسَى كتب فِي هَذِهِ الصحيفة أنّ عُثْمَان قُتِل مظلومًا، وأنّ لِولِيّه أن يطلب بدَمِه، فقام أَبُو مُوسَى فقال: كذِب عَمْرو، [لم نستخلف مُعَاوِيَة، ولكنّا خلعنا مُعَاوِيَة وعليًّا معًا] [1] . قال المَسْعُوديّ: ووجدتُ فِي روايةٍ أنّهما اتّفقا وخلعا عليًّا ومعاوية، وجعلا الأمر شُورَى، فقام عَمْرو بعده، فوافقه على خلع عليّ، وعلى إثبات مُعَاوِيَة، فقال له: لَا وَفَّقَكَ الله، غدرت. وقنّع شريح بن هانئ [2] عَمْرًا بالسَّوْط. وانْخَذَل أَبُو مُوسَى، فلحِق بمكَّة، ولم يعد إلى الكوفة، وحلف لا   [1] ما بين الحاصرتين إضافة من مروج الذهب 2/ 409. [2] كذا في المروج وتاريخ الطبري 5/ 71 (شريح بها هانئ) ، وفي النسخ (شريح بن عمرو الهمذاني) ولعلّه سهو، لأنّ هذا الاسم ورد في حوادث أخرى في هذا السياق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 ينظر فِي وجه عليٍّ مَا بقي. ولِحق سعدُ وابن عُمَر ببيت المقدس فأحْرمَا، وانصرف عَمْرو، فلم يأتِ مُعَاوِيَة، فأتاه وهيّأ طعامًا كثيرًا، وجرى بينهما كلامٌ كثير، وطلب الأطعمة، فأكل عَبِيدُ عَمْرٍو، ثمّ قاموا ليأكل عَبَيْد مُعَاوِيَة، وأمر من أغلق الباب وَقْتَ أَكْلِ عبيده، فقال عَمْرو: فعلْتَها؟ قَالَ: إي واللهِ بايعْ وإلّا قتلتُكَ. قَالَ: فمِصْر، قَالَ: هِيَ لك مَا عشْتُ [1] . وقال الواقدي: رفع أَهْل الشام المصاحف وقالوا: ندعوكم إلى كتاب الله والحكم بما فِيهِ. فاصطلحوا، وكتبوا بينهما كتابًا على أن يوافوا رأسَ الْحَوْلِ أذْرُحَ [2] ويُحَكِّمُوا حَكَمَيْن، ففعلوا ذلك فلم يقع اتّفاق، ورجع عليّ بالاختلاف والدّغّل من أصحابه، فخرج منهم الخوارج، وأنكروا تحكيمه وقالوا: لَا حُكْم إلّا للَّه، ورجع مُعَاوِيَة بالألفة واجتماع الكلمة عليه [3] . ثُمَّ بايع أَهْل الشام مُعَاوِيَة بالخلافة فِي ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين. كذا قَالَ [4] : وقال خليفة وغيره إنّهم بايعوه فِي ذي القعدة سنة سبعٍ وثلاثين [5] ، وهو أشبه، لأنّ ذَلِكَ كان إثْر رجوع عَمْرو بْن العاص من التحكيم. وقال مُحَمَّد بْن الضَّحّاك الحِزَامِيّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قام عليٌّ على مِنبْرَ الكوفة، فقال: حين اختلف الحَكَمان: لقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة   [1] مروج الذهب 2/ 410- 412. [2] أذرح: بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة، ثم من نواحي البلقاء. (معجم البلدان 1/ 129) . [3] طبقات ابن سعد 3/ 32. [4] في تاريخ الطبري 5/ 71 الاجتماع كان في شعبان. [5] تاريخ خليفة 192. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 فعصيتموني، فقام إليه شابٌ آدمُ فقال: إنّك واللهِ مَا نهيتَنَا ولكنْ أمرتَنَا ودمَّرتنا، فَلَمَّا كان منها مَا تكرهُ برَّأْتَ نَفْسَكَ ونَحَلْتَنا ذَنْبَك. فقال عليّ: مَا أنت وهذا الكلام قبَّحَكَ الله، واللهِ لقد كَانَتِ الجماعة فكنت فيها خاملًا، فَلَمَّا ظهرت الفتنة نجمت فيها نجوم الماغرة. ثُمَّ قَالَ: للَّه منزلٌ نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، واللهِ لئن كان ذَنْبًا إنّه لَصَغيرٌ مغفورٌ، وإنْ كان حَسَنًا إنّه لعظيمٌ مشكور. قلت: مَا أحسنها لولا أنّها مُنْقطعة السَّنَد. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَقُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ، وَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، قَالَتْ: فَالْحَقْ بِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ، فَذَهَبَ. فلمّا تفرَّق الحَكَمَان خطب معاويةُ فقال: مَن كان يريد أن يتكلّم فِي هَذَا الأمر فليُطْلِع إِلَى قرنه فَلَنَحْنُ أحقُّ بهذا الأمر منه ومن أَبِيهِ- يعرِّض بابن عُمَر- قال ابن عُمَر: فحَلَلْتُ حَبْوَتي وَهَمَمْتُ أن أقول: أحق به من قاتلك وأباك على الإسلام. فخشيت أن أقول كلمة تفرق الجمع وَتَسْفِكُ الدَّمَ، فَذَكَرَتْ مَا أعدّ الله فِي الجنان [1] . قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: لا أَرَى لَهَا غَيْرَ ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ عَمْرٌو لابْنِ عُمَرَ: أَمَا تُرِيدُ أَنْ نُبَايِعَكَ؟ فَهَلْ لك أن تعطى مالا عظيما على أن تَدَعَ هَذَا الأَمْرَ لِمَنْ هُوَ أَحْرَصُ عَلَيْهِ منك.   [1] أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الخندق، وعبد الرزاق في المصنّف 5/ 465 من خبر طويل برقم (9770) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 فغضب ابن عمر وقام. رواه مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [1] . وفيها أخرج عليٌّ سهل بْن حُنَيْف على أَهْل فارس، فمانَعُوه، فوجّه عليٌّ زيادًا، فصالحوه وأدُّوا الخَرَاج [2] . وفيها قال أَبُو عبيدة: خرج أَهْل حَرُوراء [3] فِي عشرين ألفًا، عليهم شَبَثُ بْن رِبْعيّ، فكَّلمهم عليّ فحاجَّهُم، فرجعوا [4] . وقال سُلَيْمَان التَّيْميّ، عن أَنَس قَالَ: قَالَ شَبَثُ بْن رِبْعيّ: أَنَا أوّل من حرَّر الْحَرُورِيَّةَ، فقال رَجُل: مَا فِي هَذَا مَا تمتدح به [5] . وعن مُغِيرَةَ قَالَ: أوّل من حكم ابن الكَوَّاء [6] وشَبَث. قلت: معنى قوله «حكم» هذه كلمة قد صارت سِمَةً للخَوارج. يُقَالُ «حكم» إذا خرج فقال: لا حكم إلّا للَّه.   [1] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 293، 294 من طريق أبي العباس الثقفي، عن عبد الله بن جرير بن جبلة، عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. [2] تاريخ خليفة 192. [3] بظاهر الكوفة، على ميلين منها. [4] تاريخ خليفة 192. [5] تاريخ خليفة 192. [6] هو عبد الله بن أبي أوفى الكوّاء اليشكري. (تاريخ الطبري 5/ 63) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 الوفيَّات أُوَيْس القَرَنيّ [1] ابن عامر بْن جَزْء [2] بْن مالك المُرادِي القَرَني الزّاهد، سيّد التابعين، فِي نسبه أقوالٌ مختلفة، وكنيته أَبُو عَمْرو.   [1] طبقات ابن سعد 6/ 161- 165، الزهد لابن المبارك 2/ 293، الزهد لابن حنبل 411- 416، طبقات خليفة 146، التاريخ لابن معين 2/ 45، 46، التاريخ الكبير 2/ 55 رقم 1666، ترتيب الثقات للعجلي 74 رقم 124، المعرفة والتاريخ 2/ 107 و 780 و 3/ 105، العقد الفريد 3/ 171 و 398، الجرح والتعديل 2/ 326 رقم 1245، حلية الأولياء 2/ 79- 87 رقم 162، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 135- 137 رقم 167، جمهرة أنساب العرب 407، ربيع الأبرار 4/ 198 و 385، مشاهير علماء الأمصار 100 رقم 743، الثقات لابن حبّان 4/ 52، المستدرك 3/ 402- 408، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 403، 404، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 160- 177 وهو باسم «أوس» ، الأنساب للسمعاني 10/ 114، التذكرة الحمدونية 1/ 135 و 136 و 140، اللباب 3/ 29، أسد الغابة 1/ 151، 152، الكامل في التاريخ 3/ 325، المعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 186، ميزان الاعتدال 1/ 278- 282 رقم 1048، تلخيص المستدرك 3/ 402- 408، سير أعلام النبلاء 4/ 19- 33 رقم 5، الوافي ب الوفيات 9/ 456، 457 رقم 4411، مرآة الجنان 1/ 102، الإصابة 1/ 115- 117 رقم 500، تهذيب التهذيب 1/ 386 رقم 707، تقريب التهذيب 1/ 86 رقم 661، لسان الميزان 1/ 471- 475 رقم 1449، شرح المقامات الحريرية 2/ 217، مسالك الأبصار 1/ 122، خلاصة تذهيب التهذيب 41، تاج العروس (أوس) . [2] مصحّفة في النسخ، والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 555 قال ابن الكلبي: استشهد أُوَيْسٌ يوم صِفِّين مع عليّ. وَقَالَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى: أن أُوَيْسًا شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ، ثُمَّ رَوَى عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أُوَيْسٌ خَيْرُ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ [1] » . وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّ أُوَيْسًا وَفَدَ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْيَمَنِ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْهُ يُسَيْرُ [2] بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَأَبُو عَبْدِ رَبٍّ الدِّمَشْقِيُّ. وَسَكَنَ الْكُوفَةَ، وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ بَلْ لَهُ حِكَايَاتٌ. قَالَ أُسَيْرُ [3] بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «خَيْرُ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ، كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ فِي سُرَّتِهِ، لَا يَدعُ بِالْيُمْنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ» . قال عُمَر: فقدِم علينا رجلٌ فَقُلْتُ له: من أَيْنَ أنت؟ قَالَ: من اليمن، قلت: مَا اسمك؟ قَالَ: أُوَيْس. قلت: فَمَنْ تركتَ باليمن؟ قَالَ: أُمًّا لي، قلت: أكان بك بياض، فدعوت الله فأذْهَبه عنك؟ قَالَ: نعم، قلت: فاستغفِرْ لي، قَالَ: أَوَ يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين! قَالَ: فاستغفر لي، وقلت له: أنت أخي لَا تفارِقْني، قَالَ: فانْمَلَسَ [4] منيّ. فأُنْبِئْتُ أنّه قدِم عليكم الكوفة، قَالَ: فجعل رجلٌ كان يسخر بأويس   [1] إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو في المستدرك 3/ 402. [2] في نسخة دار الكتب «بشير» والتصحيح من نسختي (ح) و (ع) ، وسير أعلام النبلاء 4/ 22، وتهذيب التهذيب 11/ 379. [3] في نسخة دار الكتب «أسيد» والتصحيح من نسختي (ح) و (ع) وسير أعلام النبلاء 4/ 22. [4] في نسخة الدار وطبعة القدسي 3/ 338 «فاملس» ، والتصويب من منتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملا، ونسختي (ع) و (ح) ، وسير أعلام النبلاء 4/ 23 وهي بمعنى: أفلت. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 556 بالكوفة ويحقِّره يقول: مَا هَذَا فينا ولا نعرفه، فقال عُمَر: بلى إنّه رَجُل كذا وكذا، فقال كأنّه يضع شأنه: فينا رجلٌ يا أمير المؤمنين يُقَالُ له أُوَيْس، فقال عُمَر: أَدْرِكْه فلا أراك تُدْرِكُه، قَالَ: فَأَقْبَلَ ذلك الرجل حتّى دخل على أُويْس قبل أن يأتي أهله، فقال له أُوَيْس: مَا هَذِهِ عادتُكَ، فَمَا بدا لك؟ قَالَ: سمعت عُمَر بْن الخطاب يقول: فيك كذا وكذا فاستغفر لي، قَالَ: لَا أفعل حتّى تجعل لي عليك أن لَا تسخر بْي فيما بعد، وأن لَا تذكر مَا سمعته من عُمَر لأحدٍ، قَالَ: نعم، فاستغفر له، قَالَ أُسَيْر: فَمَا لبِثْنا أنْ فشا أمرُهُ بالكوفة، قَالَ: فدخلت عليه فَقُلْتُ: يا أخي إنّ أمرك لَعَجَبٌ [1] ونحن لَا نشعر، فقال: ما كان فِي هَذَا مَا أتبلَّغ به فِي النّاس، وما يُجْزَى كلُّ عبدٍ إلّا بعمله قال: وانملس [2] منّي فذهب. رواه مسلم [3] . وَفِي أوّل الحديث: قال أُسَيْر: كان رَجُل بالكوفة يتكلّم بكلام لَا أسمع أحدًا يتكلّم به، ففقدته فسألت عَنْهُ، فقالوا: ذاك أُوَيْس فاستدْلَلْتُ عليه وأتيته، فَقُلْتُ: مَا حَبَسَك عنّا؟ قَالَ: الْعُرْيُ. قَالَ: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه، فَقُلْتُ: هَذَا بُرْدٌ فخُذْه، فقال: لا تفعل فإنّهم إذن يؤذونني، فلم أزل بِهِ حَتَّى لبسه، فخرج عليهم فقالوا: مَنْ تَرَوْن خُدِع عن هَذَا البُرْد! قَالَ: فجاء فوضعه، فأتيتُ فَقُلْتُ: مَا تريدون من هَذَا الرجل؟ فقد آذيتموه والرجل يَعْرَى مرَّةً ويكتسي أخرى، وآخَذْتُهُم [4] بلساني، فقُضِي أنّ أَهْل الكوفة وفدوا على عُمَر، فوفد رجلٌ ممّن كان يسخر به، فقال عُمَر: مَا ها هنا أحدٌ من القَرَنِيّين؟ فقام ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم   [1] في ح، ومنتقى الأحمدية وحلية الأولياء 2/ 80: (يا أخي ألا أراك العجب) . [2] في طبعة القدسي 3/ 339 «وأملس» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 4/ 23. [3] في فضائل الصحابة (2542) وهو بسياق ولفظ مقارب لما هنا. [4] في نسخة دار الكتب هنا تحريف وتصحيف، والتصحيح من طبقات ابن سعد 6/ 162، وسير أعلام النبلاء 4/ 23. وفي طبقات ابن سعد، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 163 «فأخذتهم بلساني أخذا شديدا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 557 قَالَ: «إنّ رجلًا يأتيكم من اليمن يُقَالُ له أُوَيْس» فذكر الحديث. وروى نحو هَذِهِ القصة عُثْمَان بْن عطاء الخُرَاساني، عن أَبِيهِ، وزاد فيها: ثمّ إنّه غزا أَذْرَبَيْجان، فَمَات، فتنافس أصحابُهُ فِي حفْر قبره [1] . وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ [2] عَنْ عُمَرَ- وَهُوَ مُنْقَطِعٌ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ أُوَيْسٍ مِثْلُ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» [3] . وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: ثنا أَبُو قُرَّةَ السَّدُوسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: نَادَى عُمَرُ بِمِنًى عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا أَهْلَ قَرَنٍ، فَقَامَ مَشَايِخُ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ مَنِ اسْمُهُ أُوَيْسٌ [4] ؟ فَقَالَ شَيْخٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَاكَ مَجْنُونٌ يسكن القفار لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ، قَالَ: ذَاكَ الَّذِي أَعْنِيهِ، فَإِذَا عُدْتُمْ فَاطْلُبُوهُ وَبَلِّغُوهُ سَلامِي وَسَلامَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم [فعادوا إِلَى قَرَنٍ، فَوَجَدُوهُ فِي الرِّمَالِ، فَأَبْلَغُوهُ سَلامَ عُمَرَ، وَسَلامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [5] قَالَ: فَقَالَ: عَرَّفَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَشَهَّرَ باسمي، اللَّهمّ صلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ، السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، ثُمَّ هَامَ عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمْ يُوقَفْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى أَثَرٍ دَهْرًا، ثُمَّ عَادَ فِي أَيَّامِ عَلِيٍّ فَاسْتُشْهِدَ مَعَهُ بِصِفِّينَ، فَنَظَرُوا فَإِذَا عَلَيْه نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ جِرَاحَةً [6] . وقال هشام بْن حسّان، عن الْحَسَن قَالَ: يخرج من النار بشفاعة أُوَيْس أكثر من ربيعة ومضر [7] .   [1] اختلف في وفاته ومكان دفنه. انظر: حلية الأولياء 2/ 83، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 177. [2] في نسخة دار الكتب «جرير» ، وهو خطأ، والتصحيح من نسختي (ع) و (ح) وسير أعلام النبلاء 4/ 31. [3] سيأتي بعد قليل ما يشبهه. [4] هنا اضطراب في النص في نسخة دار الكتب، والتصحيح من نسخة (ح) ، ومنتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملا. [5] ما بين الحاصرتين زيادة من «ميزان الاعتدال 1/ 281» . [6] ميزان الاعتدال 1/ 281، سير أعلام النبلاء 4/ 32. [7] سير أعلام النبلاء 4/ 32، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 174. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ» [1] . وَقَالَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ، نَادَى مُنَادِي أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ [2] : أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَضَرَبَ دَابَّتَهُ وَدَخَلَ مَعَهُمْ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «خَيْرُ التَّابِعِينَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ» . قَالَ: فَوُجِدَ فِي قَتْلَى صِفِّينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه [3] . قَالَ ابن عدي [4] : أُوَيْس ثقة صَدُوق، ومالك يُنْكر أُوَيْسًا. قَالَ: ولا يجوز أن يُشَكَّ فِيهِ. قلت: وروى قصة أُوَيس مبارك بْن فضالة، عن مروان الأصغر، عن صعصعة بْن مُعَاوِيَة. ورواه هُدْبَةُ، عن مبارك عن أبي الأصفر، وقد ذكر ابن حِبّان أَبَا الأصفر فِي «الضُّعفاء» [5] ، وساق الحديث بطُوله. وأخبار أُوَيْس مُسْتَوْعَبة فِي «تاريخ دمشق» [6] ، ليس فِي التابعين أحدٌ أفضل منه، وأمّا أن يكون أحد مثله فِي الفضل فيُمْكن كسعيد بن المسيّب، وهم قليل.   [1] أخرجه الترمذي في صفة القيامة (2440) ، والدارميّ 2/ 328، وابن ماجة (4316) ، وأحمد في المسند 5/ 366 من حديث: خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وفي ميزان الاعتدال 1/ 282 «أكثر من ربيعة وبني تميم» وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 10/ 381، 382، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 175. [2] كذا في ع، ح ومنتقى الأحمدية، وفي نسخة دار الكتب (أصحاب علي) ، والمثبت يرجّحه ما جاء في ميزان الاعتدال 1/ 281 «فنادى منادي أهل الشام» . [3] حلية الأولياء 2/ 86. [4] الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 404. [5] الضعفاء والمتروكين 3/ 151. [6] انظر مخطوط الظاهرية 3/ 97 آ، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 160. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 (جندب [1] بن زهير) [2] بن الْحَارِث الغامدّي الأزْدِي [3] ، كوفيّ، يُقَالُ: له صُحبة. وله حديث تفرَّد به السّرِيّ بن إسماعيل، وهو ضعيف [4] . وكان يوم صِفِّين على الرَّجَّالَةِ مع عليّ، فقُتِل. (جَهْجاه بْن قَيْس) [5] وقيل بن سَعِيد- الغِفاريّ، مدني، له صُحْبة. شهِدَ بيعة الرَّضوان، وكان فِي غزوة المُرَيْسِيع أجيرًا لعمر [6] ، ووقع بينه   [1] هذه الترجمة واللتان بعدها ساقطة من نسخة دار الكتب، والاستدراك من نسختي (ع) و (ح) والمنتقى لابن الملا. [2] نسب قريش 193، تاريخ خليفة 195، 196، التاريخ الكبير 2/ 222 رقم 2268، المعارف 405، الأخبار الطوال 146 و 172 و 185، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 519 و 521 و 522 و 528 و 529 و 5/ 31 و 32 و 34 و 40 و 41 و 242، تاريخ الطبري 4/ 318 و 326 و 5/ 27، الجرح والتعديل 2/ 511 رقم 2107، المعجم الكبير للطبراني 2/ 177، رقم 184، جمهرة أنساب العرب 378، الاستيعاب 1/ 218- 220، تلقيح فهوم أهل الأثر 175، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 413، 414 وذكره في ترجمتين: جندب بن زهير بن الحارث، وجندب بن عبد الله، أسد الغابة 1/ 303، الكامل في التاريخ 3/ 106 و 144 و 251 و 303 و 325، تهذيب الكمال 5/ 141- 148 رقم 975 (تحقيق د. بشار عوّاد) ، الكاشف 1/ 133 رقم 828، تجريد أسماء الصحابة رقم 856، سير أعلام النبلاء 3/ 175- 177 رقم 31، الوافي بالوفيات 11/ 194 رقم 288 و 11/ 195 رقم 290، تهذيب التهذيب 2/ 118، 119 رقم 190، تقريب التهذيب 1/ 135 رقم 120، الإصابة 1/ 248 رقم 1217، تحفة الأشراف 2/ 446 رقم 77، خلاصة تذهيب التهذيب 55. [3] انظر الأقوال في اسمه: في سير اعلام النبلاء 3/ 177 فهو جندب الخير، وجندب بن عبد الله، وجندب بن كعب، وجندب بن عفيف، وهو قاتل الساحر. [4] الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1295. [5] المغازي للواقدي 415، 416 و 435، تهذيب سيرة ابن هشام 210، طبقات خليفة 33، التاريخ الكبير 2/ 249 رقم 2355، المعارف 323، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 153 رقم. 817، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 536، 537 و 581، و 5/ 47 و 48 و 89، تاريخ الطبري 2/ 605 و 4/ 366 و 367، الاستيعاب 1/ 252، 253، الجرح والتعديل 2/ 543 رقم 2258، المعجم الكبير للطبراني 2/ 274 رقم 208، أسد الغابة 1/ 309، الكامل في التاريخ 2/ 192 و 3/ 168 و 403، تجريد أسماء الصحابة 1/ 92، الوافي بالوفيات 11/ 207 رقم 304، الإصابة 1/ 253 رقم 1245. [6] في نسختي (ع) و (ح) «لعمرو» ، والتصحيح من منتقى ابن الملا، والاستيعاب، والإصابة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 560 وبين سنان الجُهَنّي، فنادي: يا للمهاجرين: ونادي سِنان: يا للأنصار [1] . وعن عطاء بْن يسار، عن جهجاه أنّه هُوَ الَّذِي شرب حِلاب سبع شِياه قبل أن يُسْلِم، فلمّا أسلم لم يتمّ حِلابَ شاة [2] . وقال ابن عَبْد البَرّ [3] : هُوَ الَّذِي تناول العصا من يد عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وهو يخطب، فكسرها على رُكْبته، فوقعت فيها الآكِلة، وكانت عصا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تُوُفيّ بعد عُثْمَان بسنة [4] . (حابس بْن سعد الطّائي) [5] ولي قضاءَ حمص زمن عُمَر، وكان أَبُو بَكْر قد وَجَّهَهُ إِلَى الشام، وكان من العُبّاد. روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نُفَير. قُتِلَ يوم صفّين مع معاوية.   [1] الاستيعاب 1/ 252، أسد الغابة 1/ 309. [2] الاستيعاب 1/ 253، أسد الغابة 1/ 309، الوافي بالوفيات 11/ 207. [3] في الاستيعاب 1/ 253، وانظر أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 537 و 581 رقم 1381 و 1485، وأسد الغابة 1/ 309، والإصابة 1/ 253. [4] التاريخ الكبير 2/ 249. [5] طبقات ابن سعد 7/ 431، 432، تاريخ خليفة 194 و 196، التاريخ الكبير 3/ 108 رقم 365، الأخبار الطوال 171، الجرح والتعديل 3/ 292 رقم 1301، المعجم الكبير للطبراني 4/ 37 رقم 335، الاستيعاب 1/ 359، 360، جمهرة أنساب العرب 403، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 422، 423، أسد الغابة 1/ 314، الكامل في التاريخ 3/ 325، المعرفة والتاريخ 2/ 308، مسند أحمد 4/ 105- 109، تهذيب الكمال 5/ 183- 186 رقم 990، العبر 1/ 39، الكاشف 1/ 135 رقم 839، ميزان الاعتدال 1/ 428 رقم 1594، المغني في الضعفاء 1/ 139 رقم 1209، تجريد أسماء الصحابة رقم 888، الوافي بالوفيات 11/ 232، 233 رقم 330، مرآة الجنان 1/ 102، تهذيب التهذيب 2/ 127 رقم 207، تقريب التهذيب 1/ 137 رقم 1، الإصابة 1/ 272 رقم 1356، خلاصة تذهيب التهذيب رقم 1102، شذرات الذهب 1/ 46. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 561 خَبّاب بْن الَأرَتّ [1] ع ابن جَنْدَلَةَ بْن سعد بْن خزيمة [2] التميمي، مَوْلَى أمّ سِباع بِنْت أنمار، أَبُو عَبْد الله. من المهاجرين الأولين. شهِدَ بدْرًا والمشاهد بعدها، وروى عدّةَ أحاديث. وعنه أَبُو وائل، ومسروق، وعلقمة، وقيس بن أبي حازم، وخلق سواهم.   [1] المغازي للواقدي 100 و 155، السير والمغازي لابن إسحاق 143 و 182 و 183، الزهد لابن المبارك 183، تهذيب سيرة ابن هشام 56 و 78- 79 و 82 و 83، طبقات ابن سعد 3/ 164- 167، تاريخ خليفة 192، طبقات خليفة 17 و 126، المحبّر لابن حبيب 73، البرصان والعرجان للجاحظ 8 و 251، التاريخ الكبير 3/ 215 رقم 730، ترتيب الثقات 143 رقم 376، مسند أحمد 5/ 108- 112 و 6/ 395، 396، المعارف 316، 317 مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 91، المعرفة والتاريخ 3/ 167، فتوح البلدان 335، أنساب الأشراف 1/ 116 و 156 و 158 و 175- 180 و 184 و 187 و 197 و 201 و 3/ 26 و 286، تاريخ الطبري 3/ 589 و 5/ 61، المنتخب من ذيل المذيّل 558، 559، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 79، الجرح والتعديل 3/ 395 رقم 1817، الزاهر للأنباري 2/ 46، المعجم الكبير للطبراني 4/ 61، 94 رقم 364، مشاهير علماء الأمصار 44 رقم 273، العقد الفريد 3/ 238، حلية الأولياء 1/ 143- 147 رقم 23، البدء والتاريخ 5/ 101، الاستيعاب 1/ 423، 424، المستدرك 3/ 381- 383، صفة الصفوة 1/ 427- 429 رقم 21، أسد الغابة 2/ 98- 100، الكامل في التاريخ 2/ 60 و 67 و 85 و 86 و 3/ 324 و 351، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 174، 175 رقم 143، تحفة الأشراف 3/ 113- 120 رقم 124، تهذيب الكمال 1/ 373، وفيات الأعيان 2/ 476، الكاشف 1/ 211 رقم 1384، دول الإسلام 1/ 32، المعين في طبقات المحدّثين 30 رقم 34، سير أعلام النبلاء 2/ 323- 325 رقم 62، العبر 1/ 43، تلخيص المستدرك 3/ 381- 383، الوافي بالوفيات 13/ 287 رقم 348، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 124 رقم 488، رجال الطوسي 19، الوفيات لابن قنفذ 57، مجمع الزوائد 9/ 298، تهذيب التهذيب 3/ 133، 134 رقم 254، تقريب التهذيب 1/ 221، 222 رقم 105، الإصابة 1/ 416 رقم 2210، النكت الظراف 3/ 118، 119، خلاصة تذهيب التهذيب 104/ كنز العمال 13/ 375، شذرات الذهب 1/ 47، طبقات الشعراني 1/ 18، 19، قاموس الرجال 4/ 2- 4، البداية والنهاية 7/ 316. [2] في النسخة (ع) و (ح) «جديمة» وهو وهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 562 قيل: كان أصابه سبْيٌ، فبيع بمكة، فاشترته أمُّ سِباع بِنْت أنمار الخُزَاعية من حُلفاء بني زُهْرَةَ، ويقال: كَانَتْ خَتَّانة بمكة، أسلم قبل دخول دار الأرقم، وكان من المستضعفين بمكة الذين عُذِّبُوا فِي الله [1] . وقال أَبُو إسحاق السبيعي، عن أبي ليلى الكندي قال: جاء خَبَّاب إِلَى عُمَر فقال: أدْنِهِ، فَمَا أحدٌ أحقُّ بهذا المجلس منك إلّا عمّار بْن ياسر، قَالَ: فجعل خَبَّاب يُرِيه آثارًا فِي ظهره ممّا عذبه المشركون [2] . وقال مُجالد، عن الشَّعْبِيّ: دخل خَبَّاب بْن الأرتّ على عُمَر، فأجلسه على مُتَّكَئه وقال: مَا على الأرض أحدٌ أحق بهذا المجلس من هَذَا، إلّا رجلٌ واحدٌ وهو بلال، فقال: مَا هُوَ بأحقّ به منّي، إنّه كان من المشركين من يمنعه، ولم يكن لي أحدٌ يمنعني، لقد رأيتُني يومًا أخذوني وأوقدوا لي نارًا، ثمّ سلقوني فيها، ثُمَّ وضع رَجُل رِجْلَه على صدري، فَمَا اتقيتُ الأرضّ إلّا بظهري، قَالَ: ثمّ كشف عن ظهره، فإذا هُوَ قد بَرِص [3] . وَقَالَ حَارِثَةُ بْنُ مُضَرِّبٍ: دَخَلْتُ عَلَى خَبَّابٍ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّات، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَوْلَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ» لَأَلْفَانِي قَدْ تَمَنَّيْتُهُ، قَالَ: وَقَدْ أُتِيَ بِكَفَنِهِ قَبَاطيّ، فبكى، ثُمَّ قَالَ: لكنَّ حمزةَ عَمّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّن فِي بُرْدَةٍ، إذا مُدَّتْ على قَدَمْيه قَلُصَت عن رأسه، وَإِذَا مُدَّتْ على رأسه قَلُصَت عن قَدَمْيه، ولقد رأيتني مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أمِلك دينارًا ولا دِرْهمًا، وإنّ فِي ناحية بيتي فِي تابوتي لَأربعين ألف وَافٍ، ولقد خشيتُ أن تكون عُجِّلَتْ لنا طيّباتنا في حياتنا الدّنيا [4] .   [1] طبقات ابن سعد 3/ 164 و 165. [2] طبقات ابن سعد 3/ 165. [3] طبقات ابن سعد 3/ 165. [4] مسند الحميدي 1/ 86 رقم 158، طبقات ابن سعد 3/ 166، حلية الأولياء 1/ 144، 145، الزهد لابن المبارك 183، 184 رقم 522، أسد الغابة 2/ 99. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 563 وقال الواقدي: سمعت من يقول: هُوَ أوّل من قَبَره عليٌّ بالكوفة، وصلّى عليه مُنْصَرَفَه من صِفِّين [1] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: إِنَّ خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَدَخَلَ بِهِ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ أَمَا آنَ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُطَّرَحَ، فَقَالَ: لا تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ الْيَوْمِ. (خزيمة بن ثابت) [2] م 4- بن الفاكه أبو عمارة الأنصاريّ الخطميّ [3]   [1] طبقات ابن سعد 3/ 167. [2] المغازي للواقدي 1052، الأخبار الموفقيّات للزبير 579 و 597 و 598، طبقات ابن سعد 4/ 378- 381، طبقات خليفة 83 و 135 و 190، المحبّر لابن حبيب 291 و 420، التاريخ الكبير 3/ 205، 206 رقم 704، المسند لأحمد 5/ 213- 216، المعارف 149، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 83، المعرفة والتاريخ 1/ 380، أنساب الأشراف 1/ 170، تاريخ الطبري 3/ 173 و 4/ 447، المنتخب من ذيل المذيّل 572، الجرح والتعديل 3/ 381، 382 رقم 1744، المعجم الكبير للطبراني 4/ 94، 95 رقم 366، مشاهير علماء الأمصار 45 رقم 277، ثمار القلوب للثعالبي 87 و 288، العقد الفريد 4/ 341 و 6/ 153، الاستيعاب 1/ 417، 418، جمهرة أنساب العرب 334، 335، المستدرك 3/ 396، 397، الاستبصار 267، 268، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 135- 137، المرصّع لابن الأثير 217، الكامل في التاريخ 2/ 314 و 3/ 221 و 325، أسد الغابة 2/ 114، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 175، 176 رقم 146، تهذيب الكمال 1/ 375، تحفة الأشراف 3/ 123 رقم 127، الكاشف 1/ 212 رقم 1394، المعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 37، سير أعلام النبلاء 2/ 485- 487 رقم 100، الوافي بالوفيات 13 310- 312 رقم 380، صفة الصفوة 1/ 293، الإكليل 2/ 462، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 128 رقم 505، الاشتقاق 447، العبر 1/ 41، أخبار شعراء الشيعة للمرزباني 36، رجال الطوسي 19، قاموس الرجال للتستري 4/ 12- 16، رجال الكشي 51، الوفيات لابن قنفذ 57، تهذيب التهذيب 3/ 140، 141 رقم 267، تقريب التهذيب 1/ 223 رقم 118، الإصابة 1/ 425، 426 رقم 2251، النكت الظراف 3/ 123- 126، تلخيص المستدرك 3/ 396، 397، خلاصة تذهيب الكمال 104، كنز العمال 13/ 379، شذرات الذهب 1/ 45، بغية الوعاة 1/ 354، أعيان الشيعة 29/ 85 رقم 6020، البداية والنهاية 7/ 311. [3] في النسخة (ح) «الحطمي» وهو تصحيف، والتصحيح من نسخة (ع) و «الإيناس بعلم الأنساب للوزير المغربي- ص 59» ، والخطميّ: بفتح الخاء المنقوطة وسكون الطاء المهملة، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 564 ذو الشهادتين، يُقَالُ إنه بدْرِيّ [1] ، والصحيح أنّه شهِدَ أُحُدًا وما بعدها. له أحاديث. روى عَنْهُ إِبْرَاهِيم بْن سعد بْن أبي وقاص، وعمرو بْن ميمون الأوْدي [2] ، وابنه، عمارة بْن خُزَيْمة، وأبو عَبْد الله الجَدَليّ، وغيرهم. شهدِ صِفِّين مع عليّ، وقاتل حَتَّى قُتِلَ. ذو الكَلاع الحميري [3] اسمه السَّمَيْفَع، ويقال: سَمَيْفَع بْن ناكور [4] . وقيل: اسمه أيفع، كنيته أَبُو شُرَحْبِيل [5] . أسلم فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: له صحبة، فَرَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ كُلَيْبٍ، سَمِعَ ذَا الْكَلَاعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اتركوا التّرك ما تركوكم [6] » .   [ () ] نسبة إلى بطن من الأنصار يقال له خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس بن حارثة. (الأنساب للسمعاني 5/ 149) . [1] في هذا خلاف. انظر تهذيب التهذيب، والإصابة. [2] على خلاف فيه، كما في (تهذيب التهذيب 12/ 148) وفي المنتقى (الأزدي) وهو تحريف. [3] المحبّر لابن حبيب 75 و 232، المعارف 421، الأخبار الطوال 172 و 178 و 179، التاريخ الكبير 3/ 266، 267 رقم 911، المعرفة والتاريخ 3/ 358، أنساب الأشراف 1/ 13 و 25، تاريخ الطبري 3/ 389 و 391 و 397 و 438- 440 و 443 و 598 و 5/ 34 و 36 و 44، و 362، الجرح والتعديل 3/ 448 رقم 2032، العقد الفريد 4/ 404، ربيع الأبرار 4/ 74 و 219، جمهرة أنساب العرب 343، الكامل في التاريخ 2/ 338 و 376 و 403 و 490 و 3/ 307 و 308 و 310 و 314، أسد الغابة 2/ 143، 144، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 269- 274، الاستيعاب 1/ 485- 488، المرصّع 293، مرآة الجنان 1/ 102، الوافي بالوفيات 14/ 46، 47 رقم 43، الإصابة 1/ 487 رقم 2466. [4] في النسخة (ح) «باكور» وفي النسخة (ع) «ماكور» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. [5] ويقال «شراحيل» . [6] أخرجه أبو داود في الملاحم (4302) باب في النهي عن تهييج الترك والحبشة، من طريق عيسى بن محمد الرمليّ، حدثنا ضمرة، عن السيباني، عن أبي سكينة رجل من المحررين، عن رجل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 565 كَانَ ذُو الْكَلَاعِ سَيِّدَ قَوْمِهِ، شَهِدَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَفَتَحَ دِمَشْقَ، وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ [1] . روى عن عُمَر، وغيرِ واحد. روى عنه أبو أزهر بن سعيد، وزامل بْن عَمْرو، وأبو نوح الحمْيَرِيّ. والدليل على أنّه لم ير النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْيَمَنِ، فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: ذَا الْكَلاعِ، وَذَا عَمْرٍو، فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلا مَعِي، حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، رُفِعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ، فَسَأَلْنَاهُمْ، فَقَالُوا: قُبِضَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ. الحديث رواه مُسْلِمٌ [2] . وروى علوان بن دَاوُد، عن رجلٍ قَالَ: بعثني أهلي بهدّيةٍ إِلَى ذي الكَلاع، فلبِثْتُ على بابه حَوْلًا لَا أصل إليه، ثُمَّ إِنَّهُ أشرف من القصر، فلم يبق حوله أحدٌ إلّا سجد له، فأمر بهديّتي فقبلت، ثمّ رأيته بعد في الْإِسْلَام، وقد اشترى لحمًا بدِرهم فسَمَطَه على فرسه [3] . وَرُوِيَ أنّ ذا الكلاع لمّا قدم مكة كان يتلثم خشية أن يفتنن أحدٌ بحُسْنه [4] . وكان عظيم الخطر عند مُعَاوِيَة، وربّما كان يعارض معاوية، فيطيعه معاوية [5] .   [ () ] مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: «دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم» ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 270) . [1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 270. [2] وأخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 485. [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 270، 271. [4] انظر تهذيب تاريخ دمشق 5/ 271. [5] قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب 1/ 485، 486 «وكان ذو الكلاع القائم بأمر معاوية في حرب صفّين، وقتل قبل انقضاء الحرب، ففرح معاوية بموته، وذلك أنه بلغه أن ذا الكلاع ثبت عنده الجزء: 3 ¦ الصفحة: 566 (عبد الله بن بديل بن ورقاء) [1] بن عَبْد العُزَّى الخُزاعيّ، كنيته أَبُو عُمَرو. روى الْبُخَارِيّ فِي «تاريخه» أنّه ممّن دخل على عُثْمَان، فطعن عُثْمَان فِي وَدَجِه، وعلا التنوخيّ عُثْمَان بالسيف، فأخذهم مُعَاوِيَة فقتلهم [2] . أسلم مع أَبِيهِ قبل الفتح، وشهد الفتح وما بعدها، وكان شريفًا وجليلًا. قُتِلَ هُوَ وأخوه عَبْد الرَّحْمَن يوم صِفِّين مع عليّ، وكان على الرّجّالة. قَالَ الشَّعْبِيّ: كان على عَبْد الله يومئذٍ درْعان وسيْفان، فَأَقْبَلَ يضرب أَهْل الشام حَتَّى انتهى إِلَى مُعَاوِيَة، فتكاثروا عليه فقتلوه، فَلَمَّا رآه مُعَاوِيَة صريعًا قَالَ: واللهِ لو استطاعت نساءُ خُزاعةَ لقاتَلَتْنا فضلًا عن رجالها [3] .   [ () ] أنّ عليّا بريء من دم عثمان، وأنّ معاوية لبس عليهم ذلك فأراد التشتيت على معاوية، فعاجلته منيته بصفّين» . وقال ابن عساكر: «ولما بلغ قتله معاوية قال لأَصْحَابِهِ: لأَنَا أَشَدُّ فَرَحًا بِقَتْلِ ذِي الْكَلاعِ منّي بفتح مصر لو افتتحتها، وذلك لأنه كان يعرض له في أشياء كان يأمر بها» . (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 274) . [1] المغازي للواقدي 750، المحبّر لابن حبيب 184، تاريخ خليفة 166 و 194، التاريخ الكبير 5/ 56 و 57 (ذكره ثلاث مرات) 126 و 127 و 128، الأخبار الطوال 150 و 171 و 172 و 175، تاريخ الطبري 4/ 139 و 180 و 383 و 5/ 11 و 15 و 18 و 21 و 23 و 44، الجرح والتعديل 5/ 14، 15 (ذكره مرتين) رقم 67 و 68، الاستيعاب 2/ 268، ثمار القلوب للثعالبي 88، العقد الفريد 4/ 292 و 295 و 298 و 328، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 600، الخراج وصناعة الكتابة 373، 374 و 400، المستدرك 3/ 395، التذكرة الحمدونية 2/ 399، الكامل في التاريخ 3/ 44 و 297 و 298 و 301 و 302 و 314 و 409، تلخيص المستدرك 3/ 395، مرآة الجنان 1/ 101، تهذيب التهذيب 5/ 155، 156 رقم 268، تقريب التهذيب 1/ 403 رقم 199 الإصابة 2/ 280، 281 رقم 4559، تهذيب الكمال 2/ 667، المنتخب من ذيل المذيل 511. [2] هذه الرواية ليست في التراجم التي أوردها البخاري في تاريخه. [3] الاستيعاب 2/ 268، 269. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 567 (عَبْد الله بْن كعب المُرَادي) [1] من كبار عسكر عليّ، قُتِلَ يوم صِفِّين، ويقال إنّ له صحبة [2] . عبيد الله ابن أمير المؤمنين عمر [3] ابن الخطاب القُرَشيّ العَدَوِيّ الْمَدَنِيّ. وُلِد فِي زمان النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع أَبَاهُ، وعثمان، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كنيته أَبُو عِيسَى. غزا فِي أيام أَبِيهِ. وأُمُّه أمُّ كُلثوم الخُزاعية. وعن أسلم، أن عُمَر ضرب ابنه عُبَيْد الله بالدِّرَّة وقال: أتكتني بأبي عيسى، أوكان لعيسى أبّ! وقد ذكرنا أنّ عُبَيْد الله لَمَّا قُتِلَ عُمَر أَخَذَ سيفَه وشدَّ على الهُرْمُزان فقتله، وقُتِل جُفَيْنَة، ولُؤلُؤة بنت أبي لُؤلُؤة، فَلَمَّا بويع عُثْمَان همَّ بقتْله، ثُمَّ عفا عَنْهُ. وكان قد أشار عليٌّ على عُثْمَان بقتله، فَلَمَّا بويع ذهب عُبَيْد الله هاربا منه إِلَى الشام [4] . وكان مقدّم جيش مُعَاوِيَة يوم صفّين، فقتل يومئذ.   [1] تاريخ خليفة 194، تاريخ الطبري 5/ 46، الاستيعاب 2/ 315، الكامل في التاريخ 3/ 314، الإصابة 2/ 363 رقم 4918. [2] من ترجمة «خزيمة بن ثابت» إلى هنا ساقط من نسخة دار الكتب. [3] نسب قريش 355، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 15- 20، تاريخ خليفة 164 و 194 و 195، الأخبار الموفقيّات 602، البرصان والعرجان للجاحظ 92، عيون الأخبار 1/ 29 و 2/ 362، المعارف 180، المعرفة والتاريخ 2/ 729، فتوح البلدان 3 و 4 و 267، أنساب الأشراف 1/ 427، ق 4 ج 1/ 510، و 5/ 24، أخبار القضاة 2/ 138 و 268 و 274 و 299 و 338، تاريخ الطبري 2/ 640 و 3/ 597 و 4/ 198 و 239 و 243 و 574 و 5/ 12 و 34 و 36 و 37 و 39 و 44، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 441، ثمار القلوب للثعالبي 88، جمهرة أنساب العرب 81 و 152 و 153 و 154، العقد الفريد 6/ 349، الاستيعاب 2/ 431- 433، المرصّع لابن الأثير 343، الكامل في التاريخ 2/ 489 و 3/ 53 و 75 و 76 و 287 و 295 و 307 و 308، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 314- 316 رقم 383، مرآة الجنان 1/ 101، الإصابة 3/ 75، 76 رقم 6239، مروج الذهب 2/ 395. [4] طبقات ابن سعد 5/ 17، الاستيعاب 2/ 433. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 568 ويُقال: قتله عمار بْن ياسر، وقيل رجلٌ من هَمَدان [1] ، ورثاه بعضُهم [2] بقصيدةٍ مليحة. عمّار بْن ياسر [3] ع ابن عامر بْن مالك بن كنانة   [1] طبقات ابن سعد 5/ 19. [2] هو أبو زبيد الطائي. (الاستيعاب 2/ 431) . [3] المغازي للواقدي 24 و 54 و 55 و 84 و 139 و 147 و 150 و 151 و 155 و 334 و 397 و 407 و 435 و 859 و 881 و 1004 و 1042 و 1044 و 1067، السير والمغازي لابن إسحاق 144 و 177 و 228 و 292، تهذيب سيرة ابن هشام 57 و 71 و 127، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 246- 264 و 6/ 14، فتوح الشام للأزدي 254، الزهد لابن المبارك 459، مسند أحمد 4/ 262- 265 و 319- 321، تاريخ خليفة 123 و 144 و 145 و 149 و 151 و 152 و 154 و 181 و 183 و 184 و 186 و 189 و 190 و 191 و 194 و 196، طبقات خليفة 21 و 75 و 126 و 134 و 189، المحبّر لابن حبيب 73 و 289 و 295 و 296، الأخبار الموفقيّات للزبير 322 و 604 و 608- 611، البرصان والعرجان للجاحظ 274 و 341، التاريخ الكبير 7/ 25، 26 رقم 107، التاريخ الصغير للبخاريّ 1/ 79 و 84 و 85، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 54، الأخبار الطوال لابن قتيبة 129 و 130 و 132 و 139 و 144 و 145 و 147 و 149 و 165 و 171 و 174 و 178، المعارف لابن قتيبة 105 و 157 و 256 و 258 و 550 و 584، عيون الأخبار لابن قتيبة 3/ 111، المعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 691، 692 فتوح البلدان للبلاذري 212 و 328 و 330 و 335، أنساب الأشراف له 1/ 3 و 116 و 156- 175 و 177 و 180 و 184 و 187 و 197 و 204 و 211 و 259 و 297 و 300 و 302 و 304 و 337 و 338 و 360 و 421 و 540، و 3/ 287 وق 4 ج 1/ 512 و 513 و 525 و 526 و 537- 539 و 541 و 544 و 549 و 551 و 554 و 557 و 560 و 580 و 588 و 592 و 5/ 26 و 37 و 48- 52 و 54 و 55 و 59 و 61 و 65 و 68 و 70 و 88 و 95 و 99، أخبار القضاة لوكيع 2/ 188، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 62، تاريخ الطبري 2/ 330 و 408 و 409 و 413 و 3/ 108 و 589 و 4/ 41 و 90 و 138 و 139 و 144 و 145 و 160 و 233 و 308 و 341 و 353 و 358 و 359 و 363 و 399 و 482- 484 و 487 و 499 و 500 و 510 و 512 و 517 و 519 و 531 و 533 و 545 و 5/ 6 و 11 و 12 و 15 و 27 و 38- و 40 و 96 و 361 و 8/ 644 و 10/ 59، المنتخب من ذيل المذيّل 508- 511، الاستيعاب 2/ 476- 481، مروج الذهب 2/ 391، 392، ثمار القلوب للثعالبي 80 و 371، حلية الأولياء 1/ 139- 143 رقم 22، الخراج وصناعة الكتابة 367 و 370 و 371 و 373- 375 و 385، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 228 و 404 و 405 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 569 بْن قيس [4] بْن الحُصين المّذْحِجيّ العَنْسِيّ [5] أَبُو اليقظان مَوْلَى بني مخزوم، من نُجباء أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهِدَ بدْرًا والمشاهد كلها، وعاش ثلاثًا وتسعين سنة، وكان من السابقين إِلَى الْإِسْلَام، وممّن عُذِّب فِي الله فِي أول الْإِسْلَام. وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ أوّل شهيدةٍ فِي الْإِسْلَام، طعنها أَبُو جهل فِي قلبها بحَرْبةٍ فقتلها. له نحو ثلاثين حديثًا. روى عَنْهُ ابن عَبَّاس، وجابر، ومحمد بْن الحَنَفِيَّةِ، وزِرّ بْن حُبَيْش، وهَمّام بْن الْحَارِث، وآخرون. قدِم ياسر بْن عامر وأخواه من اليمن إِلَى مكة يطلبون أخًا لهم، فرجع أخواه وحالف ياسر أَبَا حُذَيْفَة بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم،   [ () ] و 406 و 432، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 136، الجرح والتعديل 6/ 389 رقم 2165، مشاهير علماء الأمصار 43 رقم 266، تاريخ اليعقوبي 2/ 188، رجال الكشي 31، التنبيه والإشراف 295، المستدرك للحاكم 3/ 383- 395، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 214 و 245، تاريخ بغداد 1/ 150- 153 رقم 6، صفة الصفوة 1/ 442- 446 رقم 27، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 123 و 139 و 2/ 478، الكامل في التاريخ 3/ 227- 231 و 294- 297 و 308- 311 و 325 و 353 و 4/ 26 و 6/ 427، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 37، 38 رقم 30، تهذيب الكمال 2/ 998، 999، تحفة الأشراف للمزّي 7/ 473- 485 رقم 390، وفيات الأعيان 2/ 329 و 476 و 3/ 18، أسد الغابة 4/ 43- 47، المعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 94، تجريد أسماء الصحابة 1/ 394، الكاشف 2/ 261 رقم 406، تلخيص المستدرك 3/ 383- 394، سير أعلام النبلاء 1/ 406- 428 رقم 84، دول الإسلام 1/ 28، العبر 1/ 25 و 38 و 40، مرآة الجنان 1/ 100، 101، البداية والنهاية 7/ 312، الوفيات لابن قنفذ 56 رقم 37، مجمع الزوائد 9/ 291- 298، الوافي بالوفيات 22/ 376- 378 رقم 264، الجمع بين رجال الصحيحين 399، العقد الثمين 6/ 279، النكت الظراف 7/ 473- 484، تهذيب التهذيب 7/ 408- 410 رقم 664، تقريب التهذيب 2/ 48 رقم 454، الإصابة 2/ 512، 513 رقم 5704، خلاصة تذهيب التهذيب 279، كنز العمال 13/ 526، شذرات الذهب 1/ 45. [4] «بن قيس» ساقط من نسخة دار الكتب، و (ع) ، والاستدراك من المصادر. [5] في منتقى ابن الملا «العبسيّ» وهو تصحيف، والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 570 فزوَّجه أمةً اسمها سُمَيَّةُ، فولدت له عمّارًا، فَلمّا بُعِث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسلم عمّار وأبواه وأخوه عَبْد الله، وقُتِل أخوهما حُرَيْث فِي الجاهلية. وعن عَمَّار قَالَ: لقيت صهيبا على باب دار الأرقم، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، فدخلنا فأسلمنا [1] . وعن عمّر بْن الحكم قَالَ: كان عمّار يُعَذَّب حَتَّى لَا يدري مَا يقول، وكذا صهيب، وعامر بْن فُهَيْرة. وفيهم نزلت وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا 16: 41 [2] . وقال أَبُو بَلْج [3] عن عَمْرو بْن ميمون قَالَ: أحرق المشركون عمّار بْن ياسر بالنار، فكان الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمّر به ويُمرّ يدَه على رأسه فيقول: «يَا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً 21: 69 على عمّار كما كُنْتِ على إبراهيم، تقتلك الفئة الباغية» . رواه ابن سعد [4] ، عن يحيى بْن حمّاد، أنبأ أَبُو عُوانة، عَنْهُ. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ: ثنا عمرو [5] بن مرة، عن سالم بن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذٌ بِيَدِي نَتَمَاشَى فِي الْبَطْحَاءِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى أَبِي عَمَّارٍ، وَعَمَّارٍ، وَأُمِّهِ، وَهُمْ   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 247 من طريق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ ياسر، عن أبيه، قال: قال عمّار بن ياسر.. بنحوه ورواية أطول من هنا. [2] سورة النحل، الآية 41 وفي النسخ «فتنوا» بدل «ظلموا» وكذا في طبقات ابن سعد 3/ 248 من طريق محمد بن عمر (الواقدي) قال: حدّثني عثمان بن محمد، عن عبد الحكيم بن صهيب، عن عمر بن الحكم. والواقديّ متروك. [3] في نسخة القدسي 3/ 347 «بلخ» بالخاء، وهو تصحيف، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 1/ 410 وهو أبو بلج الفزاري الكوفي الواسطي. [4] في الطبقات 3/ 248 من طريق يحيى بن حمّاد، قال أخبرنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون. [5] في النسخة (ع) «عمر» ، والمثبت من: سيرة أعلام النبلاء 1/ 410 وتهذيب التهذيب 3/ 432. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 571 يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ يَاسِرٌ: الدَّهْرُ هَكَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اصْبِرْ، اللَّهمّ اغْفِرْ لآل ياسر، وقد فعلت [1] » . كذا رواه مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ، وَهُوَ الْحَدَّانِيُّ [2] ، وَرَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ الْحَدَّانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ. وَقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ: ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِآلِ عَمَّارٍ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ: «أَبْشِرُوا آلَ عَمَّارٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ» . مُرْسَلٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّارًا وَهُوَ يَبْكِي، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَنْ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ: «أَخَذَكَ الْكُفَّارُ فَغَطُّوكَ فِي النَّارِ، فَقُلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ عَادُوا فَقُلْ ذَاكَ لَهُمْ [4] » . قُلْتُ: حِينَ تَكَلَّمَ يَعْنِي بِالْكُفْرِ، فَرُخِّصَ لَهُ فِي ذَلِكَ لِأَنَّهُ مُكْرَهٌ. وقال المسعودي، عن القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَن: أوّل من بني مسجدًا يُصَلِّي فِيهِ عمّار [5] . وقال ابن سعد [6] : قَالُوا: وهاجر عمّار إِلَى الحبشة الهجرة الثانية.   [1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 62، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 293 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 248، 249 من طريق مسلم بن إبراهيم وعمرو بن الهيثم أبو قطن، قالا: أخبرنا القاسم بن الفضل قال: أخبرنا عمرو بن مرّة الجملي، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بن عفان، ورواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 443. [2] في نسخة الدار «الحداني» وفي نسخة (ح) «الحرّاني» وكلاهما وهم. [3] رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 249 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 249 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن محمد، (وهو ابن سيرين) . [5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 250 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، والفضل بن دكين، عن المسعودي.. والحاكم في المستدرك 3/ 358. [6] في الطبقات 3/ 250. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 572 وَقَالَ فِطْرُ [1] بْنُ خَلِيفَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مُلَيْكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلا وَقَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةً رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ [2] ، وَالْمِقْدَادُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ، وَسَلْمَانُ» [3] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ [4] ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَمَّارٌ عَلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ» [5] . صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أبي عمّار الهمذانيّ، عَنْ عَمْرِو [6] بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَمَّارٌ مُلِيءَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ» [7] . وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بكر وعمر،   [1] في نسخة دار الكتب «مطر» ، والمثبت من نسختي (ع) و (ح) . [2] «أبو ذر» ساقط من نسخة الدار، والاستدراك من بقيّة النسخ، وفي «مجمع الزوائد» 9/ 156 «عقيل» بدل «أبو ذر» ، وفي رواية أخرى «مصعب بن الزبير» . [3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 88 و 142 و 149، والترمذي في المناقب (3787) و (3791) وقال: حديث حسن غريب. هذا مع أنّ كثير النّواء ضعيف. [4] في نسخة دار الكتب «هانئ» لمرة واحدة، والمثبت من منتقى الأحمدية، ونسختي (ع) و (ح) . [5] إسناده قويّ، وقد أخرجه الترمذي في المناقب (3799) باب مناقب عمّار بن ياسر، وابن ماجة في المقدّمة (146) باب فضائل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 140 و 7/ 135، والحاكم في المستدرك 3/ 388 وصحّحه الذهبيّ ووافقه في تلخيصه للمستدرك. [6] في نسخة دار الكتب «عمر» ، والمثبت من نسختي (ع) و (ح) ومنتقى الأحمدية. [7] رجاله ثقات. وأخرجه النسائي في الإيمان (8/ 111) باب تفاضل أهل الإيمان، والحاكم في المستدرك 3/ 392، وقال ابن حجر في «فتح الباري» 7/ 92: روى البزّار من حديث عائشة: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مليء إيمانا إلى مشاشه» يعني عمّارا، واسناده صحيح. والمشاش: جمع مشاشة، وهي رءوس العظام اللّيّنة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 573 وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ [1] . حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: كُنَّا نَرَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ رَجُلا، قَالُوا: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، قَالُوا: فَذَاكَ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ، قَالَ: قد والله قتلناه [2] . رواه جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ. وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَمَّارٍ كَلَامٌ، فَأَغْلَظْتُ لَهُ، فَشَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَنْ عَادَى عَمَّارًا عَادَاهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمَّارًا أَبْغَضَهُ اللَّهُ» . رواه أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [3] ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، ثنا الْعَوَّامُ عَنْهُ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ- لَكِنْ لَهُ علّة- وهو ما رواه عمرو بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ بَيْنَ عَمَّارٍ وَخَالِدٍ كَلَامٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. رَوَى أَبُو رَبِيعَةَ الْإِيَادِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ: عَلَيٍّ، وَعَمَّارٍ، وسلمان» [4] . حسّنه التّرمذيّ.   [1] قال الحافظ في سير أعلام النبلاء 1/ 414: رواه طائفة عن الثوري بإسقاط مولى لربعي، وكذا رواه زائدة وغيره عن عبد الملك، وروي عن عمرو بن هرم، عن ربعي، عن حذيفة. وهو حديث حسن. رواه أحمد في المسند 5/ 385 و 402، وابن حبّان في صحيحه (2193) ، والحاكم في المستدرك 3/ 75 ووافقه الذهبي في تلخيصه. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 263، والحاكم في المستدرك 3/ 392 وقد صحّحه الذهبي، وتعقّبه في تلخيصه فقال إنه مرسل. وأخرجه أحمد في المسند 4/ 199 من طريق عفان، عن الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أبي عقرب، عن عمرو بن العاص، بنحوه، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 294 وقال: رجال أحمد رجال الصحيح. [3] 1/ 89، والحاكم في المستدرك 3/ 391، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 293 وقال: رواه أحمد، والطبراني. ورجاله رجال الصحيح. [4] أخرجه الترمذي في المناقب (3798) باب مناقب سلمان، وقال: هذا حديث حسن غريب لا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 574 وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَمُ عَمَّارٍ وَلَحْمُهُ حَرَامٌ عَلَى النَّارِ» [1] . وَقَالَ عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ [2] ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى ابْن مَسْعُود فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَدْرَكْتُ فِتْنَةً، قَالَ: عَلَيْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ كَانَ ابْنُ سُمَيَّةَ مَعَ الْحَقِّ [3] » . فِيهِ انْقِطَاعٌ. وعن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عمّار مَا عُرِض عليه أمران إلّا أختار أرشدَهما» [4] . أخرجه النسائي والترمذي، وإسناده صحيح. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ، عَنْ بلال بن يَحْيَى، أَنَّ حُذَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَبُو الْيَقْظَانِ عَلَى الْفِطْرَةِ، لَنْ يَدَعَهَا حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ يلبسه الهرم» [5] هذا منكر، وسعد ضعيف.   [ () ] نعرفه إلّا من حديث الحسن بن صالح. وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 137 ووافقه الذهبي، وفيهما «سلمان» بدل «بلال» ، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 190 بزيادة رابع هو «المقداد بن الأسود» ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 344 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير أبي ربيعة الإيادي، وقد حسّن الترمذي حديثه. [1] قال المؤلّف في سير أعلام النبلاء 1/ 415: «هذا غريب» ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 295 وقال: رواه البزّار، ورجاله ثقات، وفي بعضهم ضعف لا يضرّ. وهو عطاء بن مسلم الخفّاف، فإنه كثير الخطأ. [2] في نسخة دار الكتب «الذهبي» وهو تصحيف، والتصحيح من بقيّة النسخ، وسير أعلام النبلاء 1/ 415. [3] رجاله ثقات لكنه منقطع كما قال المؤلّف. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 391 من طريق أبي البختري، عن عبيد الله بن محمد بن شاكر، عن أبي أسامة، عن مسلم بن عبد الله الأعور، عن حبّة العرني بنحوه، وقد وافقه الذهبي في تلخيصه. [4] أخرجه أحمد في المسند 1/ 389، والترمذي في المناقب (3800) باب مناقب عمّار، وابن ماجة في المقدّمة (148) ، باب فضل عمّار، وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 388، ووافقه الذهبي في تلخيصه. [5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 263 وفيه «ينسيه» بدل «يلبسه» ، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 295 وقال: رواه الطبراني والبزّار باختصار، ورجالهما ثقات. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 575 وَيُرْوَى عَنْ عَائِشَةَ، وَعَنْ سَعْدٍ «إِنَّ عَمَّارًا عَلَى الْفِطْرَةِ إِلَّا أَنْ تُدْرِكَهُ هَفْوَةٌ مِنْ كِبَرٍ [1] » . وقال علقمة: سمعت أَبَا الدَّرداء يقول: أليس فيكم صاحب السِّواك والوِساد- يعني ابن مسعود-، أليس فيكم الذي أعاذه الله على لسان نبيه من الشيطان- يعني عمارا-، أليس فيكم صاحب السّرّ حذيفة [2] . أخرجه البخاريّ.   [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 393، 394 وصحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه، وقد تقدّم آنفا في مقتل الخليفة عثمان مرفوعا، وفيه «ولهة» بدل «هفوة» . [2] أخرجه أحمد في المسند 6/ 445 و 451، والبخاري في فضائل الصحابة (3742) و (3761) في باب فضائل عمّار، وباب مناقب عبد الله بن مسعود، من طريق موسى بن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة: دخلت الشام فصلّيت ركعتين فقلت: اللَّهمّ يسّر لي جليسا، فرأيت شيخا مقبلا، فلما دنا قلت: أرجو أن يكون استجاب الله، قال: من أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟ أو لم يكن فيكم الّذي أجير من الشيطان؟ أو لم يكن فيكم صاحب السّرّ الّذي لا يعلمه غيره؟ كيف قرأ ابن أمّ عبد وَاللَّيْلِ 92: 1؟ فقرأت: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى، وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى 92: 1- 3. قال: أقرأنيها النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فاه إلى في. فما زال هؤلاء حتى كادوا يردونني» . وأخرجه الطبري في تفسيره 30/ 217، 218 من طرق، منها الطريق التي ذكرها البخاري هذه، وأخرج مسلم نحوه (824) ، وانظر تفسير ابن كثير 4/ 517 وما بعدها. وقال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» 8/ 707 رقم (4944) : وبين رواياته (أي الحديث) : باب وما خلق الذكر والأنثى. ثم إن هذه القراءة- يعني قراءة ابن مسعود- لم تنقل إلّا عمّن ذكر هنا، ومن عداهم قرءوا وما خلقوا الذكر والأنثى، وعليها استقرّ الأمر مع قوّة إسناد ذلك إلى أبي الدرداء ومن ذكر معه. ولعلّ هذا ممّا نسخت تلاوته ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه. والعجب من نقل الحفّاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة، وعن ابن مسعود، وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم. وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا. فهذا ممّا يقوّي أن التلاوة بها نسخت. وقال النووي في «شرح صحيح مسلم» 2/ 475: قال القاضي: قال المازري: يجب أن يعتقد في هذا الخبر وما في معناه أن ذلك كان قرآنا ثم نسخ، ولم يعلم من خالف النسخ، فبقي على النسخ. ولعلّ هذا وقع من بعضهم قبل أن يبلغهم مصحف عثمان المجمع عليه، المحذوف منه كل منسوخ. وأما بعد ظهور مصحف عثمان فلا يظنّ بأحد منهم أنه خالف فيه. وأما ابن مسعود فرويت عنه روايات كثيرة منها ما ليس بثابت عند أهل النقل. وما ثبت منها مخالفا لما قلناه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 576 وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ يَنْقُلُ عَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ، فَتَرِبَ رَأْسُهُ، فَحَدَّثَنِي أَصْحَابِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ: «وَيْحَكَ يَا بن سُمَيَّةَ! تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» [1] . رَوَى آخِرَهُ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ [2] ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي أَبُو قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ [3] . وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الباغية» [4] . وقال أحمد بن المقدام العجليّ، عن عَبْد الله بْن جَعْفَر، حَدَّثَنِي العلاء، عن أَبِيهِ، عن أبي هُرَيْرَةَ، نحوَه. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «أَبْشِرْ عَمَّارُ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ [5] : صحيح غريب من حديث العلاء.   [ () ] فهو محمول على أنه كان يكتب في مصحفه بعض الأحكام والتفاسير مما يعتقد أنه ليس بقرآن، وكان لا يعتقد تحريم ذلك. وكان يراه كصحيفة يثبت فيها ما يشاء. وكان رأي عثمان والجماعة منع ذلك لئلّا يتطاول الزمان فيظنّ ذلك قرآنا. وقال الأبيّ في شرحه لمسلم 2/ 434، 435: «هذا الخبر وأمثاله ممّا يطعن به الملحدة، في نقل القرآن متواترا، فيجب أن يحمل على أنّ ذلك كان قرآنا ونسخ، ولم يعلم بالنسخ بعض من خالف فبقي على الأول. ولعلّ هذا إنّما وقع من بعضهم قبل أن يبلغه مصحف عثمان المجمع عليه، المحذوف منه كل منسوخ، وأمّا بعد بلوغه، فلا يظنّ بأحد منهم أنه خالف فيه» . [1] أخرجه مسلم في الفتن (2915) ، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة..، وأحمد في المسند 3/ 5، وابن سعد في الطبقات 3/ 252. [2] في طبعة القدسي 3/ 350 «سلمة» ، وهو تحريف، والتصويب من طبقات ابن سعد. [3] طبقات ابن سعد 3/ 252، 253. [4] أخرجه ابن سعد 3/ 252. [5] في مناقب عمّار بن ياسر (3888) وفيه «أبشر يا عمّار» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 577 وَقَالَ: خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لِي وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ: انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ، فَانْطَلَقْنَا، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ، فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ» ، فَجَعَلَ عَمَّارٌ يَقُولُ: أَعُوذُ باللَّه مِنَ الْفِتَنِ [1] . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ. وَرَوَى وَرْقَاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ مَوْلاهُ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» [2] . رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، فَقَالَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ مُنْصَرَفُهُ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرٍو، فقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: يَا أَبَه، أَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ: «وَيْحَكَ يَا بْنَ سُمَيَّةَ! تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ؟ قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: أَلَا تسمع ما   [1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 91، والبخاري في الصلاة (447) ، باب التعاون في بناء المسجد، و (2812) في الجهاد، باب مسح الغبار عن الرأس. [2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 197 من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن رجل من أهل مصر، عن عمرو بن العاص، وأخرجه ابن جميع الصيداوي، من طريق سفيان الثوري، عن ليث بن مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:.. (انظر له معجم الشيوخ (بتحقيقنا) - ص 283 رقم 242) ، والطبراني في «المعجم الكبير 4/ 98 رقم 3720 و 4/ 200 رقم 4030 و 1/ 300 رقم 954، وفي «المعجم الصغير» 1/ 187، وأخرجه ابن عساكر من طريق الحسن بن أحمد بن الحسن بن سعيد أبي محمد الصيداوي (تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية- 9/ 355، تهذيب التاريخ 4/ 150) . وقال ابن حجر: روى حديث «تقتل عمّارا الفئة الباغية» جماعة من الصحابة، منهم: قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع، وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمّار نفسه، وكلّها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة، أو حسنة. وفيه عن جماعة آخرين يطول عددهم. (جامع الأصول 9/ 43) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 578 يَقُولُ هَذَا؟! فَقَالَ: لَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ، مَا نَحْنُ قَتَلْنَاهُ، إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِ [1] . وَقَالَ جَمَاعَةٌ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَمَّارٍ: «تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» [2] . وقال عبد الله بن طاووس، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَمَّارٌ دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بن العاص فقال: قُتِلَ عَمَّارٌ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» ، فَدَخَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: قُتِلَ عَمَّارٌ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَاذَا! قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الباغية» . قال: دحضت في بولك أو نحن قَتَلْنَاهُ، إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ [3] . وعن عُثْمَان بن عفان، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تقتل عمّارا الفئة الباغية» [4] . رواه أَبُو عُوانة فِي «مسنده» . وقال عَبْد الله بْن أبي الْهُذَيْلِ وغيره، عَنْ عمّار قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تقتلك الفئة الباغية» [5] . وله طُرُق عن عمّار. وَرُوِيَ هَذَا الحديث عن ابن عَبَّاس، وابن مسعود، وحذيفة، وأبي   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 253. [2] أخرجه أحمد في المسند 6/ 289، و 300 و 311 و 315، ومسلم في الفتن (2916) ، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة.. [3] إسناده صحيح، وأخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» (20427) وأخرجه أحمد من طريقه 4/ 199، وانظر «مجمع الزوائد» 7/ 242 و 9/ 297. ودحضت في بولك: أي زللت وزلقت. [4] انظر الحاشية رقم (2) من الصفحة السابقة. [5] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 295 وقال: أبو يعلى، والطبراني بنحوه، ورواه البزّار باختصار، وإسناده حسن. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 579 رافع، وابن أبي أَوْفَى، وجابر بْن سَمُرَة، وأبي اليُسْر السّلَميّ، وكعب بْن مالك، وأنس، وجابر، وغيرهم، وهو متواتر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: فِي هَذَا غَيْرَ حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد قَتَلَتْهُ الفئةُ الباغية. وقال أَبُو إِسْحَاق السّبيعيّ، عن أبي ليلى الكنْديّ قَالَ: جاء خبّاب، فقال عُمَر: ادْنُ، فَمَا أحدٌ أحقُّ بهذا المجلس منك، إلّا عمّار [1] . وقال حارثة بن مضرّب: قرئ علينا كتاب عُمَر: إنّي بعثت إليكم- يعني إِلَى الكوفة- عمّار بْن ياسر أميرًا، وابن مَسْعُود معلِّمًا ووزيرًا، وإنّهما لَمِنَ النُّجَبَاء مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أهل بدر، فاسمعوا لهما، واقتَدُوا بهما، وقد آثرتُكُم بهما على نفسي [2] . وعن سالم بْن أبي الجَعْد، أنّ عُمَر جعل عطاء عمّار ستة آلاف. وعن ابن عمر قال: رأيت عمّارا يوم اليمامة على صخرةٍ، وقد أشرف يَصِيح: يا معشر المُسْلِمين، أَمِن الجنّة تفُّرون، أَنَا عمّار بْن ياسر، هَلُمُّوا إليّ، وأنا أنظر إلى أذنه وقد قطعت، فهي تذبذب، وهو يقاتل أشدَّ القتال [3] . وعن عَبْد الله بْن أبي الْهُذَيْلِ قَالَ: رَأَيْت عمّار بْن ياسر اشترى قَتًّا [4] بدِرْهم، فاستزاد حبلًا، فأبى، فجاذَبَه حَتَّى قاسمه نِصْفَين، وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة [5] . وقد رُوِي أنُهم قَالُوا لعمر: إنّ عمّار غير عالم بالسياسة، فعزله.   [1] سير أعلام النبلاء 1/ 421. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 255. [3] ابن سعد 3/ 254، الطبري في المنتخب من الذيل 509. [4] القتّ: الفصفصة، وهي الرطبة من علف الدوابّ. [5] ابن سعد 3/ 255. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 580 قال الشَّعْبِيّ: قال عُمَر لعمّار: أَسَاءَكَ عَزْلُنا إيّاك؟ قَالَ: لئن قلتَ ذاك، لقد ساءني حين استعملتني، وساءني حين عزلَتني [1] . وقال نوفل بْن أبي عَقْرَب: كان عمّار قليل الكلام، طويل السكوت، وكان عامة أن يقول [2] : عائذٌ بالرحمن من فتنةٍ، عائذٌ بالرحمن من فتنة، قَالَ: فَعَرَضَتْ له فتنةٌ عظيمة [3] . يعني مبالغته فِي القيام فِي أمر عُثْمَان وبعده. وعن ابن عُمَر قَالَ: [مَا أعلم أحدًا خرج في الفتنة يريد الله إلّا عمّار ابن ياسر، وما أدري [4]] مَا صنع [5] . وعن عمّار أنّه قَالَ وهو يسير إِلَى صِفِّين: اللَّهُمَّ لو أعلم أنّه أرضى لك عنّي أن أرمي بنفسي من هَذَا الجبل لَفَعَلْتُ، وإنّي لَا أقاتل إلّا أريد وجهك [6] . وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَمَّارٌ يَوْمَ صِفِّينَ: ائْتُونِي بِشَرْبَةِ لَبَنٍ، قَالَ: فَشَرِبَ، ثُمّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فقاتل حتّى قتل [7] .   [1] ابن سعد 3/ 256. [2] في المنتقى لابن الملا، وسير أعلام النبلاء 1/ 424 «عامّة قوله» . [3] ابن سعد 3/ 256، وأبو نعيم في الحلية 1/ 145، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 444 وقال: رواه أحمد. [4] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من بقيّة النسخ. [5] أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 142 من طريق سفيان، عن السّدّيّ، عن عبد الله البهيّ، عن ابن عمر ... [6] أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 143 من طريق سلمة عن ذر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عمّار أنه قال..، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 445. [7] أخرجه أحمد في المسند 4/ 319، وابن سعد في الطبقات 3/ 257، والحاكم في المستدرك 3/ 389. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 581 وَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ عَمَّارًا بِصِفِّينَ يُنَادِي: أَزِفَتِ الْجِنَانُ، وَزُوِّجَتِ الْحُورُ الْعِينُ، الْيَوْمَ نَلْقَى حَبِيبَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: ثنا أَبُو حَفْصٍ كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ الْجُهَنِيِّ. قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقَعُ فِي عُثْمَانَ يَشْتُمُهُ بِالْمَدِينَةِ، فَتَوَعَّدْتُهُ بِالْقَتْلِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ صِفِّينَ جَعَلَ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ وَطَعَنْتُهُ فِي رُكْبَتِهِ فَوَقَعَ، فَقَتَلْتُهُ. تَمَامَ الْحَدِيثِ. فَقِيلَ: قُتِلَ عَمَّارٌ. وَأَخْبَرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ فِي النَّارِ [1] » . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ فِي النَّارِ» [2] . وقال الواقدي وغيره: استلحمت الحرب بصِفِّين، وكادوا يتفانون، فقال مُعَاوِيَة: هَذَا يوم تَفَانَي فِيهِ العرب إلّا أن تُدْركَهم خَفّة العبد، يعني عمّارًا، وكان القتال الشديد ثلاثة أيام ولياليهن آخرهنّ ليله الهَرِير، فَلَمَّا كان اليوم الثالث، قال عمّار لهاشم بْن عُتْبة ومعه اللواء: احمِلْ فداك أبي وأمي، فقال هاشم: يا عمّار إنّك رَجُل تستخفُّك الحربُ، وإنّي إنّما أزحف باللواء رجاء أن أبلغ بِذَلِك بعض مَا أريد [3] . وقال قَيْس بْن أبي حازم: قال عمّار: ادفنوني فِي ثيابي، فإنّي رجلٌ مخاصم [4] . قَالَ أَبُو عاصم النّبيل: توفي عن ثلاث وتسعين سنة. وكان لا يركب   [1] إسناده حسن، وأخرجه أحمد 4/ 198، وابن سعد 3/ 360، 361. [2] ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 297 وقال: رواه الطبراني. [3] ابن سعد 3/ 261. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 262 من طريق: وكيع، عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ يحيى بن عابس، قال: عمّار.. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 582 على سَرْجٍ، وكان يركب راحلته مِنَ الكِبَر. وفيها غزا الْحَارِث بْن مُرّة العبدي [1] أرضَ الهند، إِلَى أن جاوز مُكْران [2] ، وبلاد قَنْدابيل [3] ، ووغل فِي جبل القيِقان [4] ، فآب بسْبيٍ وغنائم، فأخذوا عليه بمضيق فقُتِلَ هُوَ وعامة من معه فِي سبيل الله تعالى [5] . (قَيْس بْن المكشوح [6] ) أَبُو شدّاد [7] المُرادي، أحد شُجعان العرب، أدرك النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باليمن ولم يره. وهو أحدُ من أعان على قتْل الأسود العَنْسِيّ، وشهد اليرموك، وأصيبت عينه يومئذ [8] .   [1] في نسخة دار الكتب «الفهري» ، والتصحيح من: فتوح البلدان 531، وتاريخ الطبري 5/ 82، والخراج وصناعة الكتابة 414، والكامل في التاريخ 3/ 343 و 381 وغيره. [2] مكران: يضم الميم ثم سكون الكاف. اسم لسيف البحر. (معجم البلدان 5/ 179) . [3] قندابيل: هي مدينة بالسند وقصبة الولاية. (معجم البلدان 4/ 402) .. [4] القيقان: بلاد قرب طبرستان. (معجم البلدان 4/ 423) . [5] تاريخ خليفة 191، فتوح البلدان 531، تاريخ الطبري 5/ 82، الخراج وصناعة الكتابة 414، معجم البلدان 4/ 423، الكامل في التاريخ 3/ 343 و 381. [6] تاريخ خليفة 117 و 132، تهذيب سيرة ابن هشام 313، 314، المحبّر لابن حبيب 95 و 261 و 303، البرصان والعرجان للجاحظ 55 و 363، فتوح الشام 10 و 16 و 26 و 27 و 128 و 132 و 133 و 135 و 173 و 178 و 188 و 209 و 229، الأخبار الطوال 120 و 121 و 122 و 123 و 125 و 128، المعارف 587 و 600، فتوح البلدان 126، و 127 و 160 و 314 و 315 و 317 و 320، أنساب الأشراف 1/ 456، تاريخ الطبري 3/ 511 و 513- 515 و 533 و 559، المنتخب من ذيل المذيّل 545، 546، الخراج وصناعة الكتابة 360، الاستيعاب 3/ 244- 247، العقد الفريد 1/ 121، جمهرة أنساب العرب 407، الأمالي للقالي 1/ 14 و 23، لباب الآداب لابن منقذ 205، الكامل في التاريخ 2/ 337- 340 و 346 و 374- 377 و 477- 480 و 517 و 3/ 102 و 304 و 351، أسد الغابة 4/ 227، 228، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 64 رقم 81، وفيات الأعيان 6/ 36، مرآة الجنان 1/ 101، 102، الإصابة 3/ 260 رقم 7239/ و 3/ 274 رقم 7413، طبقات ابن سعد 5/ 526، معجم الشعراء 198، شذرات الذهب 1/ 46، سير أعلام النبلاء 3/ 520 رقم 127. [7] في النسخ «أبو حسان» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. [8] البرصان والعرجان للجاحظ 363. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 583 وقد ارتد بعد موت النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما قيل، وقُتِل دادَوَيْه الأبناوي. ثُمَّ حمل عليه المهاجر بْن أبي أمية فأوثقه، وبعث به إِلَى أبي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فَهَم بقتْله وقال: قتلت الرجل الصالح، فأنكر وحلف خمسين يمينًا قسامة أنّه مَا قتله، فقال: يا خليفة رسول اللَّه استبقني لحربك، فإنّ عندي بصرًا بالحرب ومكيدة للعدوّ، فخلّاه، ثُمَّ إنّه كان من أعوان عليّ، وقُتِل يوم صِفِّين رحِمَه الله تعالى. (هَاشِمٍ بْن عُتْبة بْن أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيّ) [1] ابن أخي سعد، ويُعرف بالمِرْقال [2] . وُلد فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم تثبُتْ له صُحْبة، وشَهِد اليرموك [3] وأصيبت عينُه يومئذٍ، وشهد فتح دمشق، وكان أحد الأشراف، كَانَتْ معه رايةُ عليّ يوم صِفِّين فِيمَا ذكر حبيب بن أبي ثابت [4] .   [1] المحبّر لابن حبيب 69 و 261 و 291 و 302، فتوح الشام للأزدي 27 و 33 و 96 و 123 و 189 و 217، تاريخ خليفة 137، و 140 و 193، 194، طبقات خليفة 126، نسب قريش 263، 264، الأخبار الطوال 120 و 121 و 144 و 171 و 174 و 183، المعرفة والتاريخ 2/ 811 و 3/ 307 و 314، أنساب الأشراف 1/ 171 و 172 و 174، فتوح البلدان 160 و 324 و 325 و 370، تاريخ الطبري 3/ 396 و 400 و 497 و 543 و 549 و 551 و 554 و 578 و 619 و 620 و 622 و 4/ 24 و 25 و 28 و 33 و 34 و 37 و 53 و 252 و 499 و 597 و 5/ 11 و 12 و 40 و 42 و 44 و 110، المنتخب من ذيل المذيّل 511، 512، الخراج وصناعة الكتابة 360 و 361 و 370، مشاهير علماء الأمصار 14 رقم 40، التذكرة الحمدونية 2/ 451 و 478، لباب الآداب 179، الكامل في التاريخ 2/ 429 و 473 و 476- 478 و 506 و 508 و 520 و 521 و 525 و 533 و 3/ 82 و 260 و 282 و 294 و 309 و 313 و 314، أسد الغابة 5/ 49، 50، مروج الذهب 3/ 130، الاستيعاب 3/ 619- 622، المستدرك 3/ 395، 396، تاريخ بغداد 1/ 196 رقم 34، العبر 1/ 39، سير أعلام النبلاء 3/ 486 رقم 108- تلخيص المستدرك 3/ 395، 396، العقد الثمين 7/ 359، مرآة الجنان 1/ 101، الإصابة 3/ 593 رقم 8912، شذرات الذهب 1/ 46. [2] لقّب بالمرقال لأنه كان يرقل في الحرب، أي: يسرع، من الإرقال، وهو ضرب من العدو. (الإصابة 3/ 593) . [3] فتوح الشام للأزدي 217. [4] انظر روايته في «الإصابة 3/ 593» من طريق يعقوب بن شيبة، عنه، ومن طريق يعقوب بن سفيان، عن الزهري، وانظر المستدرك 3/ 395، والتذكرة الحمدونية 2/ 478. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 584 وقال: كان أعور [1] فجعل عليّ يقول له: أَقْدِمْ يا أعور، لَا خير فِي أعور لَا يأتي الفرج. فَيَسْتَحِي فيتقدّم. قال عَمْرو بْن العاص: إنّي لأرى لصاحب الراية السَّوداء عملًا، لئِن دام على مَا أرى لَتُقْتَلَنَّ العرب اليوم، قَالَ: فَمَا زال أَبُو اليقظان حَتَّى لَفَّ بينهم. وعن الشَّعْبِيّ أنّ عليًّا صلّى على عمّار بْن ياسر، وهاشم بْن عُتْبة، فجعل عمّارًا ممّا يليه، فلمّا قَبَرهُما جعل عمّارًا أمام هاشم. (أَبُو فَضَالَةَ الأَنْصَاري) [2] بدري. قُتِلَ مع عليّ يوم صِفِّين. انفرد بهذا القول مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد بْن عُقَيْلٍ، وليسا بحُجَّة. (أبو عمرة الْأَنْصَارِيّ) [3] س- بشير بْن عَمْرو بْن محصن الخَزْرَجيّ النَّجَّاري. وقيل اسم أبي عمرة: بشير، وقيل: ثَعْلَبَة، وقيل: عَمْرو. بدْريّ كبير. له رواية فِي النسائي. روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عَمْرة، ومحمد بْن الحَنَفية. وقُتل يوم صِفِّين مع عليّ. قاله ابن سعد.   [1] البرصان والعرجان 353. [2] المنتخب من ذيل المذيّل 512، الاستيعاب 4/ 153، 154، أسد الغابة 5/ 273، الإصابة 4/ 155 رقم 904. [3] المحبّر لابن حبيب 64 و 292، التاريخ الكبير 9/ 61 رقم 535، تاريخ الطبري 4/ 573 و 5/ 16، المنتخب من ذيل المذيّل 511، الجرح والتعديل 9/ 415 رقم 2027، الاستيعاب 4/ 132، الكامل في التاريخ 3/ 285، أسد الغابة 5/ 264، الإصابة 4/ 141 رقم 814. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 585 سَنَة ثَمانٍ وَثَلَاثِين فيها وجَّه مُعَاوِيَة من الشام عبد الله بن الحَضْرميّ فِي جيشٍ إِلَى البصرة ليأخذها، وبها زياد ابن أَبِيهِ من جهة عليّ، فنزل ابن الْحَضْرَمِيّ فِي بني تميم وتحول زياد إِلَى الأزد، فنزل على صَبِرة بْن شَيْمان الحُدَّانيّ [1] . وكتب إِلَى عليّ فوجّه عليّ أَعْيَنَ بْن ضُبَيْعَة المُجَاشِعِيّ، فقتل أعْين غِيلةً على فراشه. فندب عليّ جارية بْن قُدامة السَّعْدِيّ، فحاصر ابن الْحَضْرَمِيّ فِي الدّار التي هُوَ فيها، ثُمَّ حرَّقها عليه [2] . وَفِي شعبان ثارت (الخوارج) وخرجوا على عليّ، وأنكروا عليه كَوْنَه حكَّم الحَكَمين، وقالوا: حكَّمْتَ فِي دين الله الرجال، والله يقول: إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ 6: 57 [3] ، فناظَرَهُمْ، ثُمَّ أرسل إليهم عَبْد الله بن عَبَّاس، فبيَّن لهم فسادَ شُبْهَتهم، وفسر لهم، واحتجَّ بقوله تعالى: يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ 5: 95 [4] ، وبقوله فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها 4: 35 [5] ، فرجع إلى   [1] في نسخة دار الكتب «الجدادي» ، والتصحيح من بقية النسخ، وتاريخ الطبري 5/ 110. [2] انظر هذه الأخبار مطوّلة في تاريخ الطبري 5/ 110- 112، وتاريخ خليفة 197. [3] سورة الأنعام- الآية 57. [4] سورة المائدة- الآية 45. [5] سورة المائدة- الآية 95. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 587 الصواب منهم خلق، وسار الآخرون، فلقوا عَبْد الله بْن خَبَّاب بْن الأرت، ومعه امرأته فقالوا: من أنت؟ فانتسب لهم، فسألوه عن أبي بَكْر، وعمر، وعثمان، وعليّ، فأثنى عليهم كلّهم، فذبحوه وقتلوا امرأته، وكانت حُبْلَى، فبقروا بطنها، وكان من سادات أبناء الصحابة [1] . وفيها سارت الخوارج لحرب عليّ، فكانت بينهم (وقعة النَّهْرَوان) ، وكان على الخوارج عَبْد الله بْن وهب السبائي، فهزمهم عليّ وقُتِل أكثرهم، وقُتِل ابن وهب. وقُتِلَ من أصحاب عليّ اثنا عشر رجلًا [2] . وقيل فِي تسميتهم (الحرُورِيّة) لأنهم خرجوا على عليّ من الكوفة، وعسكروا بقريةٍ قريبةٍ [3] من الكوفة يُقَالُ لها (حَرُوراء) ، واسْتَحَلّ عليّ قتْلَهُم لِمَا فعلوا بابن خَبَّاب وزوجته. وكانت الوقعة فِي شعبان سنة ثمانٍ، وقيل: فِي صَفَر. قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْخَوَارِجُ فِي دَارِهَا، وَهُمْ سِتَّةُ آلافٍ أَوْ نَحْوُهَا، قُلْتُ لِعَلِيٍّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْرِدْ بِالصَّلاةِ لَعَلِّي أَلْقَى هَؤُلاءِ، فَإِنِّي أَخَافُهُمْ عَلَيْكَ، قُلْتُ: كَلا، قَالَ: فَلَبِسَ ابْنُ عَبَّاسٍ حُلَّتَيْنِ مِنْ أَحْسَنِ الْحُلَلِ، وَكَانَ جَهِيرًا جَمِيلا، قَالَ: فَأَتَيْتُ الْقَوْمَ، فَلَمَّا رَأَوْنِي قَالُوا: مَرْحَبًا بِابْنِ عَبَّاسٍ وَمَا هَذِهِ الْحُلَّةُ؟ قُلْتُ: وَمَا تُنْكِرُونَ مِنْ ذَلِكَ؟ لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً مِنْ أَحْسَنِ الْحُلَلِ، قَالَ: ثُمَّ تَلَوْتُ عَلَيْهِمْ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ 7: 32 [4] .   [1] الأخبار الطوال 207، ابن سعد 3/ 32، تاريخ الطبري 5/ 2. [2] تاريخ خليفة 197. [3] (قريبة) سقطت من نسخة الدار فاستدركتها من منتقى الأحمدية، ح. [4] سورة الأعراف، الآية 32. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 588 قَالُوا: فَمَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمِنْ عِنْدِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أَرَى فيكم أحدا منهم، ولأبلغنّكم مَا قَالُوا، وَلأُبَلِّغَنَّهُمْ مَا تَقُولُونَ: فَمَا تَنْقِمُونَ مِنَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِهْرِهِ؟ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: لا تُكَلِّمُوهُ فَإِنَّ اللَّهُ يَقُولُ: بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ 43: 58 [1] وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يَمْنَعُنَا مِنْ كَلامِهِ، ابْنِ عمّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، وَيَدْعُونَا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: فَقَالُوا: نَنْقِمُ عَلَيْهِ ثَلاثَ خِلالٍ: إِحْدَاهُنَّ أَنَّهُ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي دِينِ اللَّهِ، وَمَا لِلرِّجَالِ وَلِحُكْمِ اللَّهِ، وَالثَّانِيَةُ: أَنَّهُ قَاتَلَ فَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ، فَإِن كَانَ قَدْ حَلَّ قِتَالُهُمْ فَقَدْ حَلَّ سَبْيُهُمْ، وَإِلا فَلا، وَالثَّالِثَةُ، مَحَا نَفْسَهُ مِنْ (أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ) ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَهُوَ أَمِيرُ الْمُشْرِكِينَ. قُلْتُ: هَلْ غَيْرُ هَذَا؟ قَالُوا: حَسْبُنَا هَذَا. قُلْتُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ خَرَجْتُ لَكُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ أَرَاجِعُونَ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: وَمَا يَمْنَعُنَا، قُلْتُ: أَمَّا قَوْلُكُمْ إِنَّهُ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ 5: 95 وَذَلِكَ فِي ثَمَنِ صَيْدِ أَرْنَبٍ أَوْ نَحْوِهِ قِيمَتُهُ رُبْعُ دِرْهَمٍ فَوَّضَ اللَّهُ الْحُكْمَ فِيهِ إِلَى الرِّجَالِ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُحَكِّمَ لَحَكَّمَ. وَقَالَ: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً من أَهْلِهِ 4: 35 [2] الآيَةَ. أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قُلْتُ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: قَاتَلَ فَلَمْ يَسْبِ، فَإِنَّهُ قَاتَلَ أمّكم، لأنّ الله يقول: وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ 33: 6 [3] فَإِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِأُمِّكُمْ فَقَدْ كَفَرْتُمْ، وَإِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّهَا أُمُّكُمْ فَمَا حَلَّ سِبَاؤُهَا، فَأَنْتُمْ بَيْنَ ضَلالَتَيْنِ، أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نعم.   [1] سورة الزخرف، الآية 58 سورة النساء، الآية 35. [2] سورة النساء، الآية 35. [3] سورة الأحزاب، الآية 6. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 589 قُلْتُ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ إِنَّهُ مَحَا اسْمَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي أُنَبِّئُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَا تعلمون أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ جَرَى الْكِتَابُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ يَا عَلِيُّ اكْتُبْ: هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ محمدٌ رَسُول اللَّهِ فَقَالُوا: لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا قَاتَلْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبِ اسْمَكَ وَاسْمَ أَبِيكَ، فَقَالَ اللَّهمّ إنّك تَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُكَ، ثُمَّ أَخَذَ الصَّحِيفَةَ فَمَحَاهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ اكْتُبْ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فو الله مَا أَخْرَجَهُ ذَلِكَ مِنَ النُّبُوَّةِ، أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَرَجَعَ ثُلُثُهُمْ، وَانْصَرَفَ ثُلُثُهُمْ، وَقُتِلَ سَائِرُهُمْ عَلَى ضَلالةٍ [1] . قَالَ عَوْفٌ: ثنا أَبُو نَضْرَةَ [2] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «تَفْتَرِقُ أُمَّتِي فِرْقَتَيْنِ، تَمْرُقُ بَيْنَهُمَا مَارِقَةٌ تَقْتُلُهُمْ، أولى الطّائفتين بالحقّ» [3] . وكذا رواه قَتَادَةُ [4] وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ [5] بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ عَلَى عَلِيٍّ قَالُوا: لا حُكْمَ إِلا للَّه، فَقَالَ عَلِيٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ نَاسًا إِنِّي لأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ فِي هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ- وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ- مِنْ أبغض خلق الله إليه،   [1] طبقات ابن سعد 3/ 32 وهو بطوله في مجمع الزوائد 6/ 239- 241 وقال: رواه الطبراني وأحمد ببغضه، ورجالهما رجال الصحيح. وانظر تاريخ اليعقوبي 2/ 292. [2] في ح (نصرة) وهو تصحيف. [3] أخرجه مسلم في الزكاة (1064/ 150 و 151 و 152 و 153) باب ذكر الخوارج وصفاتهم، وأبو داود بنحوه في السّنّة (4764) باب في قتال الخوارج، وأحمد في المسند 3/ 32 و 48. [4] في النسخة (ع) «جنادة» وهو تحريف، والتصحيح من تهذيب التهذيب 10/ 303. [5] في منتقى الأحمدية، ونسخة دار الكتب، و (ح) «بشر» وهو تصحيف. والتصحيح من النسخة (ع) وتهذيب التهذيب 1/ 437. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 590 مِنْهُمْ أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيْهِ طُبْيُ شَاةٍ أَوْ حَلَمَةُ ثَدْيٍ [1] ، فَلَمَّا قَاتَلَهُمْ عَلِيٌّ قَالَ: انْظُرُوا، فنظروا فلم يجدوا شيئا، قال: ارجعوا، فو الله مَا كَذِبْتُ وَلا كُذِبْتُ، ثُمَّ وَجَدُوهُ فِي خِرْبَةٍ، فَأَتَوْا بِهِ حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: أَنَا حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ وَقَوْلِ عَلِيٍّ فِيهِمْ [2] .. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ [3] ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ وَنَحْنُ عِنْدَهَا لَيَالِي قُتِلَ عَلِيٌّ، فَقَالَتْ: حَدِّثْنِي عَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ عَلِيٌّ، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ وَحَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ خَرَجَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةُ آلافٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ- يَعْنِي عُبَّادَهُمْ- فَنَزَلُوا بِأَرْضِ حَرُورَاءَ مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ وَقَالُوا: انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ ألْبَسَكَ اللَّهُ وَحَكَّمْتَ فِي دِينِ اللَّهِ الرِّجَالَ، وَلا حُكْمَ إِلا للَّه. فَلَمَّا بَلَغ عَلِيًّا مَا عَتَبُوا [4] عَلَيْهِ، جَمَعَ أَهْلَ الْقُرآنِ، ثُمَّ دَعَا بِالْمُصْحَفِ إِمَامًا عَظِيمًا، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَطَفِقَ يُحَرِّكُهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: أَيُّهَا الْمُصْحَفُ حَدِّثِ النَّاسَ، فَنَادَاهُ النَّاسُ، مَا تَسْأَلُ؟ إِنَّمَا هُوَ مِدَادٌ وَوَرَقٌ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رَوَيْنَا [5] مِنْهُ، فَمَاذَا تُرِيدُ؟ فَقَالَ: أَصْحَابُكُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا، بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى: يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً من أَهْلِها 4: 35 [6] ، فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ أَعْظَمُ حَقًّا وَحُرْمَةً مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ شِبْهَ مَا تَقَدَّمَ، قَالَ: فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ، فِيهِمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ، ومضى   [1] في نسخة دار الكتب هنا تصحيف وتحريف، والتصحيح من مروج الذهب 2/ 417 ومجمع الزوائد 6/ 242، والنسخة (ح) ، وتاريخ الطبري 5/ 88. [2] انظر مجمع الزوائد 6/ 242، ومسند أحمد 1/ 139 و 140. [3] في مجمع الزوائد 6/ 236 «عيّبوا» . [4] في المجمع «ما رأينا» بدل «ما روينا» . [5] : زاد في المجمع «في امرأة ورجل» . [6] سورة النساء، الآية 35. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 591 الآخَرُونَ، قَالَتْ عَائِشَةُ فَلِم قَتَلَهُمْ؟ قَالَ: قَطَعُوا السّبيل، واستحلّوا أهل الذّمّة، وسفكوا الدّم [1] .   [1] مجمع الزوائد 6/ 235- 237 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 592 الوفيَّات [1] الأشتر النَّخعِيّ [2] س واسمه مالك بْن الْحَارِث، شريف كبير القدر فِي النَّخع. روى عن عُمَر، وخالد بْن الْوَلِيد. وشهِدَ اليرموك، وقُلِعَتْ عينه   [1] من هنا حتى ترجمة «صهيب بن سنان» القادمة، ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من بقيّة النسخ. [2] الأخبار الموفقيّات 194، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 213، تاريخ خليفة 168، و 170 و 192 و 195 و 200 و 201 و 308، طبقات خليفة 148، التاريخ لابن معين 2/ 546، فتوح الشام للأزدي 232، التعليقات والنوادر للهجري 2/ 1063، المحبّر لابن حبيب 233، 234 و 261، البرصان والعرجان للجاحظ 313، التاريخ الكبير 7/ 311 رقم 1325، عيون الأخبار 1/ 186 و 201 الأخبار الطوال 120 و 143 و 147 و 149 و 150 و 156 و 161 و 164 و 167 و 172 و 177 و 182 و 190 و 195، المعارف 196 و 231 و 586، المعرفة والتاريخ 1/ 445 و 2/ 541 و 544 و 555 و 585 و 618، أنساب الأشراف 1/ 264، ق 4 ج 1/ 35 و 250 و 517 و 528 و 532- 535 و 545 و 549 و 572 و 584 و 589 و 590، و 5/ 30 و 40 و 41 و 43 و 44- 46 و 55 و 56 و 59 و 81 و 92 و 96 و 97 و 102، تاريخ الطبري 5/ 19- 24 و 49- 52 و 95- 97، الجرح والتعديل 8/ 207، 208 رقم 910، الولاة والقضاة للكندي 23، المؤتلف والمختلف للآمدي 28، معجم الشعراء للمرزباني 262، ربيع الأبرار 4/ 139، التذكرة الحمدونية 1/ 309 و 408 و 2/ 478، سمط اللآلئ 277، شرح الحماسة للتبريزي 1/ 75، الزيارات للهروي 9 و 96، لباب الآداب لابن منقذ 187 و 188 و 205، العقد الفريد 1/ 119 و 120 و 4/ 206 و 286 و 292 و 293 و 295، و 319 و 325 و 326، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 593 يومئذٍ. وكان ممّن ألّب على عُثْمَان، وسار إليه وأبلى شرًّا. وكان خطيبًا بليغًا فارسًا. حضر صِفِّين وبين يومئذٍ، وكاد أن يظهر على مُعَاوِيَة، فحلّ عليه أصحاب عليّ لما رأوا المصاحف على الأسِنَّة، فوبَّخهم الأشتر، وما أمكنه مخالفة عليّ، وكف بقومه عن القتال [1] . قال عَبْد الله بْن سلمة المُرادي: نظر عُمَر بْن الخطاب إِلَى الأشتر، وأنا عنده فصعَّد فِيهِ عُمَر النَّظَر، ثُمَّ صوَّبه، ثُمَّ قَالَ: إنّ للمسلمين من هَذَا يومًا عصيبًا. ثُمَّ إنّ عليًّا لما انصرف من صِفِّين أو بعدها، بعث الأشتر على مصر، فمات فِي الطريق مسمومًا، وكان عليّ يتبرّم به ويكرهه، لأنّه كان صَعْبَ المِرَاس، فلمّا بلغه موتُهُ قَالَ: للمِنْخَرَيْن والفم. وقيل: إنّ عَبْدًا لعثمان لقيه فسمّ له عسلًا وسقاه، فبلغ عَمْرو بْن العاص فقال: إنّ للَّه جنودًا من عسل [2] . وقال عُوانة بْن الحَكَم وغيره: لمّا جاء نَعيُ الأشتر إِلَى عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: إنّا للَّه: مالك، وما مالِكٌ وكلٌّ هالك، وهل موجودٌ مثل ذلك، لو كان من حديد لكان قيدًا، أو كان من حجرٍ لكان صَلْدًا، على مثل مالك فلتبك البواكي [3] .   [ () ] الكامل في التاريخ 3/ 315- 319 و 352- 354، تهذيب الكمال 3/ 1299، وفيات الأعيان 3/ 18 و 7/ 195، 196، الأمالي للقالي 1/ 85، الكاشف 3/ 99 رقم 5337، العبر 1/ 45، سير أعلام النبلاء 4/ 34، 35 رقم 6، تهذيب التهذيب 10/ 11، 12 رقم 8، تقريب التهذيب 2/ 224 رقم 864، الإصابة 3/ 482 رقم 8341، النجوم الزاهرة 1/ 102، وما بعدها، خلاصة تذهيب التهذيب 366. [1] انظر تاريخ الطبري 5/ 48 وما بعدها. [2] انظر: أسماء المغتالين لابن حبيب 2/ 59 تحقيق عبد السلام هارون. [3] ولاة مصر وقضاتها للكندي 24. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 594 سهل بن حنيف [1] ع ابن واهب بْن عكيم الْأَنْصَارِيّ الأوْسيّ، والد أبي أمامة، وأخو عُثْمَان. شهِدَ بدْرًا والمشاهد، وله رواية. روى عَنْهُ ابناه أَبُو أُمامة، وعبدُ الله، وأبو وائل، وعبيد بْن السَّبَّاق، وعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، ويسير بن عمرو.   [1] المغازي للواقدي 159 و 240 و 249 و 253 و 303 و 372 و 379 و 380 و 710 و 985، تهذيب سيرة ابن هشام 170 و 182، طبقات ابن سعد 3/ 471- 473 و 6/ 15، المحبّر لابن حبيب 71 و 290، تاريخ خليفة 181 و 192 و 198 و 201، طبقات خليفة 85 و 135 و 190، التاريخ الكبير 4/ 97 رقم 2090، ترتيب الثقات للعجلي 209 رقم 633، المسند لأحمد 3/ 485- 487، المعارف 291، عيون الأخبار 1/ 251، الأخبار الطوال 141 و 182 و 196، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 78 و 160 رقم 903، المعرفة والتاريخ 1/ 216 و 220 و 337 و 2/ 814، فتوح البلدان 19 و 22، أنساب الأشراف 1/ 243 و 265 و 270 و 277 و 318 و 518 و 3/ 287، ق 4 ج 1/ 553 و 569، و 5/ 64 و 78، تاريخ الطبري 2/ 383 و 520 و 533 و 3/ 111 و 4/ 423 و 442 و 452 و 467 و 474 و 555 و 5/ 11 و 18 و 93 و 122 و 137 و 156، المنتخب من ذيل المذيّل 512، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، الجرح والتعديل 4/ 195 رقم 840، مشاهير علماء الأمصار 47 رقم 298، الثقات لابن حبّان 3/ 169، الاستيعاب 2/ 92، المعجم الكبير للطبراني 6/ 86- 113 رقم 579، جمهرة أنساب العرب 336، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوط دار الكتب) 1 ورقة 94، المستدرك له 3/ 408- 412، الاستبصار 320، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 186، لباب الآداب لابن منقذ 162، الزيارات للهروي 88، أسد الغابة 2/ 364، 365، الكامل في التاريخ 2/ 107 و 129 و 174 و 3/ 187 و 201 و 202 و 215 و 219 و 222 و 273 و 294 و 298 و 351 و 367 و 381 و 398، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 237 رقم 237، تحفة الأشراف للمزّي 4/ 96- 102 رقم 217، تهذيب الكمال 2/ 557، تجريد أسماء الصحابة 1/ 143، تلخيص المستدرك 3/ 408- 412، الكاشف 1/ 325 رقم 2190، العبر 1/ 41، سير أعلام النبلاء 2/ 325- 329 رقم 63، المعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 52، البداية والنهاية 7/ 318، مرآة الجنان 1/ 105، الوافي بالوفيات 16/ 7، 8 رقم 5، النكت الظراف لابن حجر 4/ 97- 99، الإصابة 2/ 87 رقم 3527، تهذيب التهذيب 4/ 251 رقم 428، تقريب التهذيب 1/ 336 رقم 553، خلاصة تذهيب التهذيب 157، كنز العمال 13/ 340، شذرات الذهب 1/ 48، مجمع الرجال 3/ 178. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 595 وقال ابن سعد [1] : قَالُوا: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين سهل بْن حُنَيْف، وعليّ بْن أبي طَالِب. وَثَبَتَ مَع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أُحُدٍ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ، وَجَعَلَ يَنْضَحُ يَوْمَئِذٍ بِالنَّبْلِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «نَبِّلُوا سَهْلًا فَإِنَّهُ سَهْلٌ» [2] . وقال الزُّهْرِيّ لم يُعْط رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أموال بني النَّضير أحدًا من الأَنْصَار، إلّا سهل بْن حُنَيْف، وأبا دُجَانة. وكانا فقيرين [3] . وقال أَبُو وائل: قال سهل بْن حُنَيْف يوم صِفِّين: أيُّها النّاس اتَّهموا رأيكم، فإنّا والله مَا وضعنا سيوفنا على عواتقنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأمرٍ يفظعنا إلّا أسهل [4] بنا إِلَى أمرٍ نعرفه، إلّا أمْرَنا هَذَا [5] . وعن أبي أمامة قَالَ: مات أبي بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، وصلّى عليه عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه [6] . وقال الشَّعْبِيّ، عن عَبْد الله بْن مَعْقِلٍ قَالَ: صلّيتُ مع عليّ على سهل، فكبّر عليه ستًّا [7] . وروى نحوه عن حَنَش بْن المعتمر، وزاد: فكأنّ بعضهم أنكر ذاك، فقال عليّ: إنّه رَضِيَ الله عنه [8] .   [1] في الطبقات 3/ 471. [2] طبقات ابن سعد 3/ 471 وينضح: يرمي ويرشق. ونبلو: أي ناولوه النبل ليرمي. [3] سير أعلام النبلاء 2/ 328. [4] في النسخ «أسهلن» ، والتصويب من طبقات ابن سعد. [5] طبقات ابن سعد 3/ 472. [6] ابن سعد 3/ 472. [7] ابن سعد 3/ 472. [8] ابن سعد 3/ 473. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 596 (صفوان بْن بيضاء) [1] وهي أمُّهُ، وأبوه وهْب بن ربيعة بْن هلال القُرَشيّ الفِهْريّ، أَبُو عَمْرو، أخو سهل وَسُهَيْلٍ. قَالَ ابن سعد [2] : قَالُوا، آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين صفوان ورافع بْن المُعَلّي. وَقُتِلَا يوم بدْر. قَالَ الواقدي: قد رُوِيَ لنا أنّ صفوان بْن بيضاء لم يقُتل يوم بدْر، وَإِنَّهُ شهِدَ الْمَشَاهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وتُوُفيّ فِي رمضان سنة ثمانٍ وثلاثين [3] ، والله أعلم. صُهَيْب بْن سِنَان [4] ع الرُّوميّ، لأنّ الروم سَبَتْهُ من نِينَوَى بالموصل، وهو من النَّمر بْن قاسط، كان أبوه أو عمُّه عاملًا بنِينُوَى لِكسْرى، ثُمَّ إنّه جُلِب إِلَى مكة، فاشتراه عَبْد الله بْن جدعان التّيميّ، وقيل: بل هرب من الروم فقدم مكة،   [1] المغازي للواقدي 146 و 157، طبقات ابن سعد 3/ 416، تاريخ خليفة 60، المحبّر لابن حبيب 75، المعارف 157، أنساب الأشراف 1/ 225 و 296، الجرح والتعديل 4/ 421 رقم 1849، الاستيعاب 2/ 182، 183، حلية الأولياء 1/ 373 رقم 81، أسد الغابة 3/ 31، الكامل في التاريخ 3/ 351، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 445، سير أعلام النبلاء 1/ 384 رقم 79، البداية والنهاية 7/ 318، الوافي بالوفيات 16/ 321 رقم 354، الإصابة 2/ 188 رقم 4075، و 191 رقم 4090، شذرات الذهب 1/ 9، العقد الثمين 5/ 43. [2] في الطبقات 3/ 416. [3] ابن سعد 3/ 416. [4] المغازي 149 و 155 و 379 و 770، تهذيب سيرة ابن هشام 57، طبقات ابن سعد 3/ 226- 230، السير والمغازي 144 و 287، المحبّر لابن حبيب 14 و 73 و 103 و 288، تاريخ خليفة 153 و 198، طبقات خليفة 19 و 62، المسند لأحمد 4/ 332، 333، و 6/ 15- 18، التاريخ الكبير 4/ 315 رقم 3963، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 95، عيون الأخبار 1/ 85 و 3/ 273، المعارف 264 و 265، المعرفة والتاريخ 1/ 511 و 3/ 168 و 381، أنساب الأشراف 1/ 156 و 158 و 180- 184 و 187 و 197 و 271 و 289 و 304 و 433 و 488، ق 4 ج 1/ 108 و 499 و 501 و 503 و 504 و 507 و 511، و 5/ 16 و 18 و 21 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 597 وحالف ابن جُدْعان. كان صُهَيْب من السابقين الأوّلين، شهِدَ بدْرًا والمشاهد. روى عَنْهُ من أولاده: حبيب، وزياد، وحمزة، وسعيد بْن المسيب، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي ليلى، وكعب الأحبار، وغيرهم. وكنيته أَبُو يحيى، تُوُفيّ بالمدينة فِي شوّال، ونشأ صُهَيْب بالروم، فبقيت فِيهِ عُجْمة، وكان رجلًا أحمر شديد الحُمْرة ليس بالطّويل ولا بالقصير، وكان كثير شعر الرأس، ويَخْضِب بالحنّاء [1] . صَحَّ مِنْ مَرَاسِيلَ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صُهَيْبٌ سابق الروم [2] » .   [ () ] و 25، الجرح والتعديل 4/ 444 رقم 1950، تاريخ الطبري 4/ 192 و 194 و 229 و 230 و 234 و 237 و 241 و 242 و 431 و 467، مشاهير علماء الأمصار 20 رقم 76، العقد الفريد 4/ 272 و 273 و 277 و 6/ 303، ثمار القلوب للثعالبي 162 رقم 231، حلية الأولياء 1/ 151- 156 رقم 25، جمهرة أنساب العرب 138 و 300، المستدرك 3/ 397- 402 المعجم الكبير 8/ 32- 53 رقم 719، الاستيعاب 2/ 174- 182، البدء والتاريخ 5/ 100، 101، التذكرة الحمدونية 1/ 123، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 448- 456، صفة الصفوة 6/ 430، 431 رقم 22، الزيارات للهروي 13، الكامل في التاريخ 2/ 67، 68 و 3/ 52 و 66، 67 و 79 و 191 و 215 و 351 و 374، تحفة الأشراف 4/ 195- 201 رقم 242، تهذيب الكمال 2/ 613، أسد الغابة 3/ 36، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 227، المعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 61، الكاشف 2/ 29 رقم 2439، دول الإسلام 1/ 32، سير أعلام النبلاء 2/ 17- 26 رقم 4، العبر 1/ 44، تلخيص المستدرك 3/ 397- 402، مرآة الجنان 1/ 105، الوافي بالوفيات 16/ 335- 338 رقم 368، البداية والنهاية 7/ 318، 319، الوفيات لابن قنفذ 58 رقم 38، مجمع الزوائد 9/ 305، 306، النكت الظراف 4/ 199، 200، تهذيب التهذيب 4/ 438، 439 رقم 759، تقريب التهذيب 1/ 370 رقم 124، الإصابة 2/ 195، 196 رقم 4104، خلاصة تذهيب التهذيب 175، كنز العمال 13/ 437، شذرات الذهب 1/ 47. [1] طبقات ابن سعد 3/ 226. [2] رواه ابن سعد 3/ 226 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن. وهو إسناد ضعيف لإرساله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 598 وَوَرَدَ أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّاهُ أَبَا يَحْيَى [1] . وعن صَيْفيّ بْن [2] صُهَيْب قَالَ: إني صحِبْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أن يُوحَى إليه [3] . وقال مَنْصُورٌ، عن مجاهد قَالَ: أوّل من أظهر الْإِسْلَام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بَكْر، وبلال، وخبَّاب، وصُهَيْب [4] . وعن عُمَر بْن الحكم قَالَ: كان صُهَيْب يُعَذّب حَتَّى لَا يدري مَا يقول [5] . وقال عوف الأعرابي، عن أبي عُثْمَان النَّهْديّ إنّ صُهَيْبًا حين أراد الهجرة إِلَى المدينة، قال له أَهْل مكة: أتيتنا صُعْلُوكًا حقيرًا فتنطلق بنفسك ومالك، والله لَا يكون هَذَا أبدًا، قَالَ: أرأيتم إنْ تركت مالي، أَمُخَلُّون أنتم سبيلي؟ قَالُوا: نعم، فترك لهم ماله أجمع، فبلغ ذلك النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: «ربح صُهَيْب ربح صُهَيْب» [6] . ورُوِيَ أنّهم أدركوه، وقد سار عن مكة، فأطلق لهم ماله، ولِحَق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بعد بقِباء، قَالَ: فلّما رآني قَالَ: «ربح الْبَيعُ أَبَا يحيى» قالها ثلاثًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ما أخبرك إلّا جبريل [7] .   [1] ابن سعد 3/ 227. [2] في نسخة دار الكتب «صيفي عن صهيب» والتصويب من سير أعلام النبلاء 3/ 19. [3] المستدرك 3/ 400. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 227، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 450، وابن الأثير في أسد الغابة 3/ 380. [5] ابن سعد 3/ 227. [6] أخرجه ابن سعد 3/ 228 من طريق هوذة بن خليفة، عن عوف، عن أبي عثمان النهدي. ورجاله ثقات. [7] ابن سعد 3/ 228 من طريق عفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، وموسى بن إسماعيل، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عن سعيد بن المسيّب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 599 وعن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التَّيْميّ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بين صُهَيْب والحارث بْن الصِّمَّة [1] . وقد ذكرنا أنّ صُهَيْبًا استخلفه عُمَر على الصلاة، حَتَّى يتّفق أَهْل الشورى على خليفة، وأنّه الَّذِي صلّى على عُمَر [2] . وقال الواقدي: كان صُهَيْب أحمر، شديد الصَّهبة، تحتها حُمْرة، وعاش سبعين سنة [3] . وقال المدائني: عاش ثلاثًا وسبعين سنة. مُحَمَّد بْن أبي بَكْر الصَّدَّيق [4] س ق خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووزيره ومُؤْنِسُه فِي الغار، وصِدِّيق الأمة أبي بَكْر عَبْد الله بْن أبي قحافة عُثْمَان بن عامر القرَشيّ التَّيْميّ الْمَدَنِيّ. الَّذِي ولدته أسماء بِنْت عُمَيْس فِي حجة الوداع، وكان أحد الرءوس   [1] ابن سعد 3/ 229. [2] ابن سعد 3/ 230. [3] ابن سعد 3/ 230. [4] الأخبار الموفقيّات 347، 348، نسب قريش 277، المحبّر لابن حبيب 108 و 275 و 295 و 437، تاريخ خليفة 174 و 175 و 184 و 190 و 192 و 201، التاريخ الكبير 1/ 124 رقم 369، التاريخ الصغير 1/ 253، ترتيب الثقات للعجلي 401 رقم 1437، الأخبار الطوال 150، 151، المعارف 173 و 175 و 196، عيون الأخبار 4/ 8، أنساب الأشراف 1/ 369 و 447 و 538 ق 4 ج 1/ 40 و 95 و 113 و 539- 541 و 550 و 554 و 556- 560 و 574 و 583 و 585 و 591 و 592 و 596 و 598، و 5/ 26 و 49 و 50 و 51 و 61 و 65 و 67- 70 و 82 و 83 و 91- 93 و 97- 99 و 102 و 103، تاريخ الطبري 3/ 421 و 426 و 4/ 292 و 346 و 353 و 357 و 363 و 372 و 378 و 379 و 383 و 386 و 387 و 391 و 393 و 400 و 477 و 478 و 487 و 496 و 499 و 509 و 519 و 533 و 534 و 536 و 546 و 553- 557 و 5/ 93- 96 و 99 و 101- 110 و 229، الجرح والتعديل 7/ 301 رقم 1632، مشاهير علماء الأمصار 19 رقم 73، الاستيعاب 3/ 348، 349، مروج الذهب 2/ 420، الخراج وصناعة الكتابة 325، جمهرة أنساب العرب 138، الولاة والقضاة 26، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 600 الذين ساروا إِلَى حصار عُثْمَان كما قدَّمنا، ثُمَّ انضمّ إِلَى عليّ، فكان من أعيان أمرائه، فبعثه على إمارة مصر فِي رمضان سنة سبعٍ وثلاثين، وجمع له صلاتها وخَرَاجها، فسار إليها فِي جيش من العراق. وسيَّر مُعَاوِيَة من الشام مُعَاوِيَة بْن حُدَيْج على مصر أيضًا، وعلى حرب مُحَمَّد. فالتقى الجمعان، فكسره ابن حُدَيْج، وانهزم عسكر مُحَمَّد، واختفى هُوَ بمصر فِي بيت امْرَأَة، فدلّت عليه فقال: احفظوني لأبي بَكْر، فقال مُعَاوِيَة بْن حُدَيْج: قتلت ثمانين رجلًا من قومي فِي دم عُثْمَان، وأترُكُكَ وأنت صاحبُهُ، فقتله ثُمَّ جعله فِي بطن حمار وأحرقه [1] . وقال عَمْرو بن دينار: أتي عمرو بن العاص بمحمد بْن أبي بَكْر أسيرًا، فقال: هَلْ معك عقد من أحد؟ قَالَ: لَا. فأمر به فقُتِل [2] . روى مُحَمَّد عن أَبِيهِ مُرْسلًا. وعنه ابنه القاسم بْن مُحَمَّد، ولم يسمع منه. (محمد بن أبي حُذَيْفَةَ) [3] بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شمس القرشيّ   [7] / 147، الزيارات للهروي 38 و 55 و 81، أسد الغابة 4/ 324، 325، الكامل في التاريخ 3/ 352، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 85، 86 رقم 15، وفيات الأعيان 3/ 18 و 69 و 70 و 267 و 4/ 170 تهذيب الكمال 3/ 1178، دول الإسلام 1/ 32، سير أعلام النبلاء 3/ 481، 482 رقم 104 العبر 1/ 44، الكاشف 3/ 23 رقم 4823، البداية والنهاية 7/ 318، مرآة الجنان 1/ 105، الوفيات لابن قنفذ 58 رقم 38، المغرب في حليّ المغرب 1/ 69، العقد الثمين 2/ 68، تهذيب التهذيب 9/ 80، تقريب التهذيب 2/ 148 رقم 82، الإصابة 3/ 472، 473 رقم 8294، النجوم الزاهرة 1/ 106، خلاصة تذهيب التهذيب 280، شذرات الذهب 1/ 48. [1] كتاب الولاة والقضاة للكندي 28، 29. [2] انظر كتاب الولاة والقضاة 29، 30. [3] المحبّر لابن حبيب 104 و 274، السير والمغازي لابن إسحاق 176 و 223، الأخبار الموفقيّات للزبير 300، تاريخ خليفة 201 و 250، التاريخ الصغير 1/ 81، الأخبار الطوال 157، المعارف 195 و 272، المعرفة والتاريخ 2/ 508، فتوح البلدان 269، أنساب الأشراف ق 4 الجزء: 3 ¦ الصفحة: 601 العبشميّ أبو القاسم. كان أبوه من السابقين إِلَى الْإِسْلَام، وهاجر إِلَى الحبشة فُولِد له هَذَا بها. واستُشْهِدَ يوم اليمامة، فنشأ مُحَمَّد فِي حُجْر عُثْمَان، ثُمَّ إنّه غضب على عُثْمَان لكونه لم يستعمله أو لغير ذلك، فصار إلْبًا على عُثْمَان [1] . فلمّا وفد أميرُ مصر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ إِلَى عُثْمَان، وكان مُحَمَّد بمصر، فتوثّب على مصر، وأخرج عَنْهَا نائبَ ابن أبي سَرْح عُقْبَة بْن مالك، وخلع عُثْمَان واستولى على مصر، فلم يتمّ أمرُهُ، وكان يسمّى مشئوم قريش. وقيل: إنّه كان مع عليّ، فسيّره على مصر، فقتلته شيعةُ عُثْمَان بفلسطين. وقيل: قتلوه سنة ستٍّ وثلاثين، وقيل بعدها. (أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيّ) [2] فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فارس شجاع، له شأن مذكور في سنة أربع وخمسين.   [ () ] ج 1/ 539- 541، 550، 5/ 49- 51 و 61، تاريخ الطبري 4/ 291، 292 و 353 و 357 و 358 و 378 و 399 و 421 و 546 و 547 و 5/ 105، 106، الولاة والقضاة 14، مشاهير علماء الأمصار 56 رقم 391، الاستيعاب 3/ 341، 342، جمهرة أنساب العرب 77، أسد الغابة 4/ 315، 316، الكامل في التاريخ 3/ 118 و 158 و 161 و 181 و 265- 267، الوافي بالوفيات 2/ 328، سير أعلام النبلاء 3/ 479- 481 رقم 103، العقد الثمين 1/ 454، الإصابة 3/ 373، 374 رقم 7767. [1] انظر الولاة والقضاة للكندي 17. [2] فتوح الشام للأزدي 20، طبقات خليفة 139، تاريخ خليفة 99 و 105 و 201 و 223، المعرفة والتاريخ 1/ 214، 215 فتوح البلدان 117، تاريخ الطبري 2/ 293 و 495 و 496 و 498 و 598 و 600 و 603 و 3/ 34 و 35 و 40 و 247 و 263 و 278 و 280 و 4/ 401 و 5/ 85، الاستيعاب 4/ 161 162، مشاهير علماء الأمصار 14 رقم 39، جمهرة أنساب العرب 257، أسد الغابة 5/ 274، 275، المستدرك 3/ 480، الكامل في التاريخ 2/ 146 و 190 و 191 و 233 و 265 و 358 و 3/ 221 و 345 و 500، صفة الصفوة 1/ 647، 648 رقم 78 الإصابة 4/ 158، 159 رقم 921، تلخيص المستدرك 3/ 480. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 وأمّا أَهْل الكوفة فيقولون: تُوُفيّ بالكوفة، وصلّى عليه عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما [1] . قال غسّان بن الربيع: توفّي سنة ثمان وثلاثين [2] .   [1] المستدرك للحاكم 3/ 480. [2] هنا ينتهي السقط من نسخة دار الكتب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 603 سَنَة تِسْعٍ وَثلَاثيْن فيها كَانَتْ وقعة الخوارج بحروراء بالنّخيلة، قاتلهم عليّ فكسرهم، وقتل رءوسهم وسجد شكرًا للَّه تعالى لمّا أُتي بالمخدَّج [1] إليه مقتولا، وكان رءوس الخوارج زَيْدُ بْن حصن الطائي، وشُرَيْح بْن أوْفَى العبسيّ، وكانا على المُجَنَّبَتَيْن، وكان رأسهم عبد الله بن وهب السّبئيّ، وكان على رَجَّالتهم حُرْقُوص بْن زهير [2] . وفيها بعث مُعَاوِيَة يزيد بْن شجرة [3] الرَّهاوِيّ ليقيم الحجّ، فنازعه قثم ابن الْعَبَّاس ومَانَعه، وكان من جهة عليّ، فتوسّط بينهما أَبُو سَعِيد الخدري وغيره، فاصطلحا، على أن يقيم الموسم شَيْبَة [4] بْن عُثْمَان العَبْدَرِيّ حاجب الكعبة [5] .   [1] اسمه نافع. (انظر تاريخ الطبري 5/ 91) وهو ذو الثديّة (مروج الذهب 2/ 417) . [2] الأخبار الطوال 204 وفيه «يزيد بن حصين» وهو خطأ. مروج الذهب 2/ 417. [3] في المنتقى لابن الملّا و (ع) (سخبرة) وهو تحريف صحّحته من نسخة الدار، و (تاريخ الطبري 5/ 136) ومنتقى الأحمدية. [4] في نسخة الدار (شيبان) ، وفي منتقى الأحمدية (سنان) وكلاهما تحريف، والتصويب من المنتقى لابن الملا وتاريخ الطبري 5/ 136. [5] تاريخ الطبري 5/ 136، تاريخ خليفة 198. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 605 وقيل تُوُفيّ فيها (أمُّ المؤمنين ميمونة) ، وحسان بْن ثابت الْأَنْصَارِيّ، وسيأتيان. وكان عليّ قد تجهّز يريد مُعَاوِيَة، فردّ من عانات، واشتغل بحرب الخوارج الحَرُوريّة، وهمّ العُبّاد والقُرّاء من أصحاب عليّ الذين مَرَقُوا من الْإِسْلَام، وأوقعهم الغُلُوّ فِي الدين إِلَى تكفير العُصاة بالذُّنوب، وإلى قُتِلَ النساء والرجال، إلّا من اعترف لهم بالكفر وجدَّد إسلامه. ابْنُ سَعْدٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الموالي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل، سمع مُحَمَّد بْن الحنَفية يقول: كان أبي يريد الشام، فجعل يعقد لواءه، ثُمَّ يحلف لَا يحلّه حَتَّى يسير، فيأبَى عليه النّاس، وينتشر عليه رأيهُم، ويَجْبُنون [1] فيحله ويكفّر عن يمينه، فعل ذلك أربع مرّات، وكنت أرى حالهم فأرى ما لا يسرني. فكلمت المسور بن مخرمة يومئذ، وَقُلْتُ: ألا تكلمه أَيْنَ يسير بقوم لَا والله مَا أرى عندهم طائلًا، قَالَ: يا أَبَا القاسم يسير الأمر قد حُمّ، قد كلَّمْتُهُ فرأيته يأبى إلّا المسير. قَالَ ابن الحَنَفّية: فلمّا رَأَى منهم مَا رَأَى قَالَ: اللَّهمّ إنّي قد مَللْتُهُم وقد ملُّوني، وأبغضْتُهُم وأبغضوني، فأبْدِلني خيرا منهم، وأبدلهم شرّا [2] منّي.   [1] في نسخة الدار هنا تصحيفات، صحّحتها من (طبقات ابن سعد 5/ 93) . [2] في نسخة الدار (خيرا) عوض (شرا) وهو تحريف صحّحته من منتقى الاحمدية، و (ع) وطبقات ابن سعد 3/ 93. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 606 سَنَة أربَعِين فيها بعث مُعَاوِيَة إِلَى اليمن بُسْر بْن أبي أرطاة الْقُرَشِيَّ العامريّ فِي جنودٍ، فتنحّى عَنْهَا عاملُ علي عُبَيْد الله بْن عَبَّاس، وبلغ عليًّا فجهز إِلَى اليمن جارية [1] بْن قُدامة السَّعْديّ فوثب بُسْر على وَلَديْ عُبَيْد الله بْن عَبَّاس صَبِيَّيْن، فذبحهما بالسّكين وهرب، ثمّ رجع عبيد الله على اليمن [2] . قَالَ ابن سعد: قَالُوا انتدب ثلاثةً من الخوارج، وهم: عبد الرحمن ابن مُلْجم المُرَادِيّ، والبُرَك بْن عَبْد الله التميميّ، وعمرو بْن بَكْر [3] التميميّ، فاجتمعوا بمكة، فتعاهدوا وتعاقدوا لَيَقْتُلُنَّ هؤلاء الثّلاثة عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، ومعاوية بْن أبي سُفْيَان، وعمرو بْن العاص، ويُريحوا العباد منهم [4] . فقال ابن ملجم: أنا لعليّ، وقال البرك: أنا لمعاوية، وقال الآخر:   [1] في نسخة الدار (حارثة) والتصويب من تاريخ خليفة. [2] تاريخ خليفة 198. [3] في نسخة الدار (بكير) والتصويب من (مجمع الزوائد 9/ 139) وتاريخ الطبري 5/ 143 ومنتقى الأحمدية و (ع) . [4] تاريخ الطبري 5/ 143 وما بعدها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 607 أَنَا أكفيكم عَمْرًا، فتواثقوا أنْ لَا ينْكُصُوا، واتَّعَدُوا بينهم أن يقع ذلك ليلة سبع عشرة من رمضان، ثمّ تَوَجَّه كلُّ رجلٍ منهم إِلَى بلدٍ بها صاحبُهُ، فقدِم ابنُ مُلْجم الكوفة، فاجتمع بأصحابه من الخوارج، فأسرَّ إليهم، وكان يزورهم ويزورونه. فرأى قَطَام بِنْت شِجْنَة من بني تَيْمٍ الرّباب، وكان عليّ قتل أباها وأخاها يوم النَّهروان، فأعْجَبَتْهُ، فقالت: لَا أتزوَّجُكَ حَتَّى تعطيني ثلاثة آلاف درهم، وتقتل عليًّا، فقال: لكِ ذلك، ولقي شبيب بْن بجرَة الأشجعي، فأعلمه ودعاه إلى أن يكون معه فأجابه. وبقي ابن مُلْجَم فِي الليلة التي عزم فيها على قتْل علي يناجي الأشعث [بْن قَيْس فِي مسجده] [1] حَتَّى طلع الفجر، فقال له الأشعث: فَضَحكَ الصُّبْحُ، فقام هُوَ وشبيب، فأخذا أسيافهما، ثُمَّ جاءا حَتَّى جلسا مقابل السُّدَّةِ التي يخرج منها عليّ، فذكر مقتل عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فلمّا قُتِلَ أخذوا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُلْجَم، وعذَّبوه وقتلوه [2] . وَقَالَ [3] حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ: نَبَّأَ جَدِّي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تَعَاهَدَ ثَلاثَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى قَتْلِ مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَحَبِيبِ بْنِ مسلمة [4] ، وذكره.   [1] ما بين الحاصرتين سقط من نسخة الدار، فاستدركته من منتقى الأحمدية ومنتقى ابن الملا. وسقط منها أيضا من (الأشعث) الى (الأشعث) فاستدركته من بقية النسخ وأسد الغابة. [2] تاريخ الطبري 5/ 144، 145، مروج الذهب 2/ 424 وانظر: الأخبار الطوال 213، 214. [3] من هنا إلى ترجمة (تميم الداريّ) ساقط من نسخة دار الكتب، فاستدركته من ح، ع والمنتقى لابن الملّا. [4] في ح (سلمة) وهو تحريف صحّحته من تاريخ الطبري 5/ 274، ع. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 608 مَنْ تُوُفيّ فيْهَا (الأشعث [1] بْن قَيْس) [2] أَبُو محمد الكنديّ نزيل الكوفة. له صحبة   [1] لقّب بهذا لشعث رأسه، على ما في (تهذيب التهذيب 1/ 359) . [2] طبقات ابن سعد 6/ 22، 23، المحبّر لابن حبيب 64 و 95 و 244 و 245 و 251 و 261 و 291 و 302 و 452 طبقات خليفة 71 و 133، البرصان والعرجان للجاحظ 362، تهذيب سيرة ابن هشام 315، التاريخ الكبير 1/ 434 رقم 1396، التعليقات والنوادر رقم 1063، مقدمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 208، المعارف 168 و 189 و 333 و 551 و 555 و 586 والأخبار الطوال 52 و 120 و 122 و 134 و 156 و 169 و 171 و 174 و 188 و 190 و 195 و 196 و 211 و 224، المسند لأحمد 5/ 211- 213، المعرفة والتاريخ 1/ 226 و 668، فتوح البلدان 120 و 121 و 123 و 124 و 160 و 315 و 325 و 336 و 371 و 374 و 378 و 401 و 403 و 406، أنساب الأشراف 1/ 164 و 456 و 458 و 5/ 262، الجرح والتعديل 2/ 276، 277 رقم 994، أخبار القضاة لوكيع 2/ 201 و 216 و 233 و 256 و 258 و 302، و 3/ 38، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 183، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 52، الخراج وصناعة الكتابة 329 و 379 و 380، مشاهير علماء الأمصار 45 رقم 282، ثمار القلوب للثعالبي 78 و 85 و 89 و 91، الثقات لابن حبّان 3/ 13، 14، المعجم الكبير للطبراني 1/ 232- 238 رقم 40، الاستيعاب 1/ 109- 111، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 98، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 301، أمالي المرتضى 1/ 295، جمهرة أنساب العرب 425، تاريخ بغداد 1/ 196، 197 رقم 35، أمالي القالي 3/ 145، المستدرك 3/ 522، 523، التذكرة الحمدونية 2/ 19، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 67- 78، لباب الآداب لابن منقذ 104، الزيارات للهروي 79، الكامل في التاريخ 3/ 318- 321، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 123، 124 رقم 61، وفيات الأعيان 4/ 90 و 6/ 334، تحفة الأشراف للمزّي 1/ 76- 78 رقم 17، تهذيب الكمال 3/ 286- 295 رقم 532، أسد الغابة 1/ 118، سير أعلام الجزء: 3 ¦ الصفحة: 609 ورواية، وقد ارتدّ أيام الرَّدة، فحوصِر وَأُخِذَ بالأمان له ولسبعين من قومه، وقيل لم يأخذ لنفسه أمانًا، فأُتي به أَبُو بَكْر، فقال أَبُو بَكْر: إنّا قاتلوك. لَا أمان لك. فقال: أتَمُنَّ عليَّ وأُسْلِم؟ قَالَ: نعم. فمنّ عليه وزوَّجه بأخته فروة بِنْت أبي قُحافة [1] . وَكَانَ سيد كندة، وأصيبت عينه يوم اليرموك. روى عنه قيس بْن أبي حازم، وأبو وائل، وجماعة، وكان على ميمنة عليّ (يوم صِفِّين) . وقد استعمله مُعَاوِيَة على أَذْرَبِيجَان [2] . وكان سيّدًا جوادًا. وهو أول من مشت الرجال فِي خدمته وهو راكب [3] وتُوُفيّ بعد عليّ بأربعين ليلة، وصلّى عليه الْحَسَن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه [4] . تميم الدّاريّ [5] ابن أوس بْن خارجة بْن سُود بن جُذَيْمة، أَبُو رُقَيّة اللَّخْمِيّ الدّاريّ. صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واختُلِفَ فِي نَسبه إِلَى الدّار بْن هانئ أحد بني لخم،   [ () ] النبلاء 2/ 37- 43 رقم 8، تلخيص المستدرك 3/ 522، دول الإسلام 1/ 34، العبر 1/ 42 و 46، الكاشف 1/ 84 رقم 451، مرآة الجنان 1/ 107، 108، الوافي بالوفيات 9/ 274، 275 رقم 4193، تهذيب التهذيب 1/ 359، تقريب التهذيب 1/ 80 رقم 608، النكت الظراف 1/ 76، 77، الإصابة 1/ 51، 52 رقم 205، خلاصة تذهيب التهذيب 39، البدء والتاريخ 5/ 109. [1] طبقات ابن سعد 6/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 71. [2] في نسخة (ع) «أرذبيحان» وهو تحريف. وفي تهذيب تاريخ دمشق 3/ 77 أنّ الأشعث كان عاملا لعثمان على أذربيجان. [3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 77. [4] طبقات ابن سعد 6/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 78. [5] المغازي للواقدي 695، طبقات ابن سعد 7/ 408، 409، التاريخ لابن معين 2/ 66، المحبّر لابن حبيب 452، المسند لأحمد 4/ 102، 103، الزهد لابن المبارك 31 و 452 و 471 و 508، الطبقات لخليفة 70 و 305، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91 رقم 132، المعرفة والتاريخ 2/ 439، 440، المعارف 102 و 168، فتوح البلدان 153، أنساب الأشراف 1/ 510، ق 3/ 302، تاريخ أبي زرعة 1/ 569، 570، عيون الأخبار 1/ 297، تاريخ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 وَلَخْمُ مِنْ يَعْرُب بْن قَحْطان. وَفَدَ تميم الدّاريّ سنة تسعٍ فأسلم، وحدّث النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ بقصّة (الجسّاسة) [1] فِي أمر الدّجّال عن تميم الدّاريّ. ولتميم عدّة أحاديث، روى عَنْهُ أَنَس، وابن عَبَّاس، وكُثَير بْن مُرّة، وعطاء بْن يزيد اللَّيثي، وعبد اللَّه بْن موْهب [2] ، وزُرارة بْن أوفى، وشهر بْن حَوْشَب، وطائفة. قال ابن سعد [3] : لم يزل بالمدينة حَتَّى تحوّل بعد قتْل عُثْمَان إِلَى الشام. وقال الْبُخَارِيّ [4] : هُوَ أخو أبي هند الدّاريّ.   [ () ] الطبري 3/ 174، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 30، العقد الفريد 2/ 372، الجرح والتعديل 2/ 440 رقم 1754، التاريخ الكبير 2/ 150، 151 رقم 2016، مشاهير علماء الأمصار 52 رقم 353، تاريخ واسط لبحشل 167 و 258 و 259، الثقات لابن حبّان 3/ 39، 40، الاستيعاب 1/ 184، المعجم الكبير 2/ 49- 59 رقم 129، ربيع الأبرار 4/ 12، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوط دار الكتب) 1 ورقة 200، جمهرة أنساب العرب 422، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 64، التذكرة الحمدونية 1/ 143، صفة الصفوة 1/ 737- 739 رقم 115، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 347- 360، الكامل في التاريخ 2/ 314، أسد الغابة 1/ 215، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 138، 139 رقم 90، تحفة الأشراف للمزّي 2/ 115- 119 رقم 47، تهذيب الكمال 4/ 326- 328 رقم 800، وفيات الأعيان 3/ 41 و 5/ 318، المعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 18، الكاشف 1/ 113 رقم 679، سير أعلام النبلاء 2/ 442- 448 رقم 86، الوافي بالوفيات 10/ 407، 408 رقم 491، تهذيب التهذيب 1/ 511، 512، تقريب التهذيب 1/ 113 رقم 9، النكت الظراف 2/ 115- 117، الاصابة 1/ 183، 184 رقم 837، مجمع الزوائد 9/ 392، خلاصة تذهيب التهذيب 55. [1] الجسّاسة: هي الدّابّة التي رآها في جزيرة بالبحر، وإنّما سمّيت بذلك لأنها تجسسّ الأخبار للدجّال. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) ، وتفصيل الخبر في تاريخ دمشق تحقيق دهمان 10/ 446 وأخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2942) باب قصة الجسّاسة، وأحمد في المسند 6/ 373، 374، والطبراني في المعجم الكبير 2/ 54- 56 رقم 1270. [2] وفي روايته عنه كلام، انظر تقريب التهذيب، وتهذيب التهذيب و (تاريخ البخاري 5/ 199) . [3] في الطبقات 7/ 409. [4] في التاريخ 2/ 151. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 611 وروى ابن سعد [1] بإسنادين أنّ وفد الدّاريّين قدموا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفِه من تَبُوك، وهم عشرة، فيهم تميم. وقال ابن جُرَيْج: قَالَ عِكْرِمة: لمّا أسلم تميم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنّ الله مُظْهِرُك على الأرض كلها، فهَبْ لي قريتي من بيت لحْم، قَالَ: «هِيَ لك» وكتب له بها، قَالَ: ثُمَّ جاء [2] تميم بالكتاب [3] إِلَى عُمَر فقال: أَنَا شاهِدُ ذلك، وأعطاه إيّاه [4] . وذكر اللَّيث بْن سعد، أنّ عُمَر قَالَ لتميم: ليس لك أن تبيع، فهي فِي أيدي أَهْل بيته إِلَى اليوم [5] . وقال الواقدي: ليس لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالشام قطيعة غير حَبْرَى [6] وبيت عَيْنُون، أقطعهما تميمًا الدّاريّ وأخاه نُعَيْمًا [7] . وَفِي «الْبُخَارِيّ» من حديث ابن عَبَّاس قَالَ: خرج رَجُل من بني سهم مع تميم الدّاريّ وعدّي بْن بَدّا، فَمَات السهمي بأرض ليس بها مُسْلِم، فلمّا قدِما بِتَرِكتِه فقدوا جامًا من فضّة، فأحلفهما رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، ثم وجدوا الجام بمكة، فَقِيلَ: اشتريناه من تميم وعديّ، فقام رجلان من أولياء السَّهميّ، فحلفا لشهادتنا أحقّ من شهادتهما، وأنّ الجام لصاحبهم.   [1] في الطبقات 1/ 343، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 354. [2] في المنتقى لابن الملّا (فلما فتح الشام) عوض (قال ثم) . [3] صورة الكتاب في (تاريخ دمشق لابن عساكر 10/ 466) و (مجموعة الوثائق السياسية للدكتور محمد حميد الله ص 102) من الطبعة الثالثة. [4] أخرجه أبو عبيد في «الأموال» 349 من طريق حجاج بن محمد المصّيصي، عن ابن جريج، وهو منقطع. [5] أخرجه أبو عبيد في «الأموال» 350 من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث. [6] حبرى: هي حبرون كما في تاريخ دمشق، ومعجم البلدان 2/ 212 اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام، ببيت المقدس، وقد غلب على اسمها «الخليل» . وقد رسمت مصحّفة في النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية. [7] طبقات ابن سعد 1/ 367 و 7/ 408، والأموال لابن عبيد 349، 350. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 612 وفيهم نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ 5: 106 [1] . وقال قَتَادَةَ فِي قوله: وَمن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ 13: 43 [2] قَالَ: سَلمان، وابن سلّام، وتميم الدّاريّ [3] . وقال قُرَّةُ بْن خَالِد، عن ابن سِيرِينَ: جمع القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبيّ، وعثمان، وزيدُ، وتميم الدّاريّ [4] . أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ قَالَ: كَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعٍ [5] . وقال عاصم بْن سُلَيْمَان، عن ابن سِيرِينَ: إنّ تميمًا الدّاريّ كان يقرأ القرآن فِي رَكْعة [6] . وقال عَمْرو بْن مُرّة، عن أبي الضُّحى، عن مسروق قَالَ: قال لي رجلٌ من أَهْل مكة: هَذَا مقام أخيكم تميم الدّاريّ، صلّى ليلة حتّى أصبح   [1] سورة المائدة، الآية 106، والحديث أخرجه البخاري في الوصايا 5/ 308 باب قول الله عزّ وجلّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ 5: 106، والترمذي (3062) ، وأبو داود (3606) . [2] سورة الرعد، الآية 43. [3] أخرجه ابن جرير في التفسير 13/ 177 من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن قتادة. وقال ابن كثير في تفسيره 2/ 521: والصحيح في هذا أن (ومن عنده) اسم جنس يشمل علماء أهل الكتاب الذين يجدون صفة محمد صلى الله عليه وسلّم ونعته في كتبهم المتقدّمة من بشارات الأنبياء به، كما قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ في التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ 7: 156- 157. وقال تعالى: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ 26: 197 وأمثال ذلك مما فيه الإخبار عن علماء بني إسرائيل أنهم يعلمون ذلك من كتبهم المنزلة. [4] أخرجه ابن سعد 2/ 355 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن قرّة بن خالد، عن ابن سيرين ورجاله ثقات. [5] أخرجه ابن سعد 3/ 500 من طريق عفان بن مسلم، أخبرنا وهيب، أخبرنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلّب، وإسناده صحيح، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 738. [6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 359 الزهد لابن المبارك 452، 453 رقم 1277، صفة الصفوة 1/ 738. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 613 أو كاد، يقرأ آيةً يردّدها ويبكي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ 45: 21 [1] الآية [2] . وَقَالَ أَبُو نُباتَةَ يُونُسُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ نَامَ لَيْلَةً لَمْ يَقُمْ بِتَهَجُّدٍ، فَقَامَ سَنَةً لَمْ يَنَمْ فِيهَا، عُقُوبَةً لِلَّذِي صَنَعَ [3] . الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: أَتَيْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ فَتَحَدَّثْنَا حَتَّى اسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَمْ جُزْؤُكَ؟ قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يَقْرَأُ أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَصْبَحُ فَيَقُولُ: قد قرأت القرآن في هذه اللّيلة، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَنْ أُصَلِّيَ ثَلاثَ رَكَعَاتٍ نَافِلَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ، فَأُصْبِحَ فَأَقُولَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا أَغْضَبَنِي قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ لَجَدِيرٌ أَنْ تَسْكُتُوا، فَلا تَعْلَمُوا وَتَعْنُوا مَنْ سَأَلَكُمْ [4] ، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ غَضِبْتُ لانَ وَقَالَ: ألا أحدّثك يا بن أَخِي، أَرَأَيْتَ إِنْ كُنْتُ أَنَا مُؤْمِنًا قَوِيًّا، وَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، فَتَحْمِلُ قُوَّتِي عَلَى ضَعْفِكَ، فَلا تَسْتَطِيعُ فَتَنْبَتُّ، أَوْ رَأَيْتَ إِنْ كُنْتَ مُؤْمِنًا قَوِيًّا وَأَنَا مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ [أَتَيْتُكَ بِنَشَاطِي حَتَّى] [5] أَحْمِلَ قُوَّتَكَ عَلَى ضَعْفِي، فَلا أَسْتَطِيعُ،   [1] سورة الجاثية، الآية 21. [2] أخرجه الطبراني برقم (1250) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن غندر، عن شعبة، عن عمرو بن قرة بهذا الإسناد، ورجاله ثقات. ونسبه ابن حجر في الإصابة 1/ 184 الى البغوي في «الجعديات» ، ورواه ابن المبارك في الزهد 31 رقم 94، وأحمد في الزهد 182، وابن نصر في قيام الليل 60، الصفوة 1/ 738. [3] نسبه ابن عساكر لابن أبي الدنيا. (تهذيب تاريخ دمشق 3/ 359) ، صفة الصفوة 1/ 739. [4] في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 359 «وأن تضعوا من سألكم» ، وفي سير أعلام النبلاء 2/ 446 «وأن تعنّفوا من سألكم» . [5] ما بين الحاصرتين نقلته عن «الزهد» لابن المبارك 471 رقم 1339، وفي تهذيب تاريخ دمشق 3/ 359 «ثم أتيتك ببساطي حتى» ، وفي طبعة القدسي 3/ 372 «إنك لشاطي حين» ، وهي عبارة لا معنى لها. وقد سقطت أيضا من سير أعلام النبلاء 2/ 446. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 614 فَأنْبَتُّ، وَلَكِنْ خُذْ مِنْ نَفْسِكَ لِدِينِكَ، وَمِنْ دِينِكَ لِنَفْسِكَ، حَتَّى يَسْتَقِيمَ بِكَ الأَمْرُ عَلَى عِبَادَةٍ تُطِيقُهَا. رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «كِتَابِ الزُّهْدِ» ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ [1] . وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَرْمَلٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَبِثْتُ فِي الْمَسْجِدِ ثَلاثًا لا أُطْعَمُ، فَأَتَيْتُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَائِبٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْدَرَ عَلَيَّ، قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ حَرْمَلٍ، قَالَ: اذْهَبْ إِلَى خَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَانْزِلْ عَلَيْهِ. قَالَ: وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ إِذَا صَلَّى ضَرَبَ بِيَدِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَأَخَذَ رَجُلَيْنِ فَذَهَبَ بِهِمَا، فَصَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَخَذَنِي، فَأَتَيْنَا بِطَعَامٍ، فَأَكَلْتُ أَكْلا شَدِيدًا، وَمَا شَبِعْتُ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ. فَبَيْنَا نَحْنُ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ خَرَجَتْ نَارٌ بِالْحَرَّةِ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى تَمِيمٍ فَقَالَ: قُمْ إِلَى هَذِهِ النَّارِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ أَنَا، وَمَا أَنَا، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَامَ مَعَهُ، وَتَبِعْتُهُمَا، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّارِ، فَجَعَلَ تَمِيمٌ يَحُوشُهَا بِيَدِهِ، حَتَّى دَخَلَتِ الشِّعْبَ، وَدَخَلَ تَمِيمٌ خَلْفَهَا، فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: لَيْسَ مَنْ رَأَى كَمَنْ لَمْ يَرَ، قَالَهَا ثَلاثًا [2] . رَوَاهُ عَفَّانُ عَنْهُ. وَمُعَاوِيَةُ هَذَا لا يُعْرَفُ [3] . قَتَادَةَ، عن ابن سِيرِينَ، أنّ تميمًا الدّاريّ اشترى رداء بألف درهم يخرج فيه إلى الصّلاة [4] .   [1] الزهد لابن المبارك 471، 472 رقم 1339 من طريق سعيد الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: ... ، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 359، وصفة الصفوة 1/ 739. [2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360. [3] قال ابن حجر في الإصابة 3/ 497 رقم (8434) : «معاوية بن حرمل الحنفي صهر مسيلمة الكذاب. له إدراك، وكان مع مسيلمة في الردّة، ثم قدم على عمر تائبا» ثم أخرج الخبر عن: البغوي، من طريق الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حرمل. [4] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 49 رقم (1248) من طريق أبي كريب، عن وكيع، عن همام، عن قتادة، عن ابن سيرين، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 5/ 135: ورجاله رجال الصحيح. صفة الصفوة 1/ 738. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 الأَصَحُّ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، فَذَكَرَهُ، فَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى حُلَّةً بِأَلْفٍ، كَانَ يَلْبَسُهَا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُرَى فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [1] . الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَصَّ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ فَقَصَّ قَائِمًا [2] . وعن سهيل بن مالك، عن أَبِيهِ، أنّ تميمًا استأذن عُمَر فِي القَصَص فأذِنَ له، ثُمَّ مر عليه بعدُ فضربه بالدِّرَّة، ثُمَّ قَالَ لَهُ: بُكْرة وعَشِيَّة [3] ! عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ تَمِيمًا اسْتَأْذَنَ عُمَرَ فِي الْقَصَصِ سِنِينَ، وَيَأْبَى عَلَيْهِ. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ وَآمُرُهُمْ بِالْخَيْرِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الشَّرِّ، قَالَ عُمَرُ: ذَلِكَ الذَّبْحُ، ثُمَّ قَالَ: عِظْ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ لِلْجُمُعَةِ، فَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ اسْتَزَادَهُ فَزَادَهُ يَوْمًا آخَرَ [4] . وقال عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، أنّ تميمًا الدّاريّ استأذن عُمَر فِي القصص، فقال له: على مثل الذَّبح، قَالَ: إنّي أرجو العاقبة، فأذِنَ له. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبْرَةَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ تميما   [1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360، صفة الصفوة 1/ 738. [2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360. [3] انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360. [4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360، وانظر المعجم الكبير للطبراني 2/ 49، 50 رقم 1249، وفي تاريخ أبي زرعة (1915) من طريق حيوة بن شريح، عن بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أنه لم يكن يقص عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ولا أبي بكر، وكان أَوَّلُ مَنْ قَصَّ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بن الخطاب أن يقصّ على الناس قائما، فأذن له عمر، رحمة الله عليه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 616 الدَّارِيَّ يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ، فَضَرَبَهُ بِدِرَّتِهِ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ تَمِيمٌ: يَا عُمَرُ تَضْرِبُنِي عَلَى صَلاةٍ صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ [1] ! قَالَ: يَا تَمِيمُ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَعْلَمُ مَا تَعْلَمُ [2] . خَالِدُ بْنُ إِيَاسٍ، وَهُوَ وَاهٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْرَجَ الْمَسْجِدَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ [3] . قيل: وُجِدَ على نصيبة قبر تميم أنّه مات سنة أربعين. (الْحَارِث بْن خَزَمَة) [4] بْن عَدِيّ أَبُو بشير الْأَنْصَارِيّ الأشهليّ. شهِدَ بدْرًا والمشاهد كلها. وهو من حلفاء بني عَبْد الأشهل. تُوُفيّ بالمدينة سنة أربعين وله سبعٌ وستّون سنة. وخَزَمة بفَتْحَتَيْن. قيّده ابن ماكولا [5] . (خارجة بْن حُذافة) [6] د ت ق- بْن غانم. قال ابن ماكولا: له   [1] لعلّ هذا كان قبل النّهي. [2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 58، 59 رقم (1281) من طريق: مطلب بن شعيب الأزدي، عن عبد الله بن صالح، عن الَّليْث، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، وهو سند ضعيف لضعف عبد الله بن صالح. [3] في المساجد (760) ، وأخرجه الطبراني 2/ 49 رقم (1247) من حديث أبي هريرة. وفي سنده عندهما خالد بن إياس. متّفق على ضعفه. [4] في النسخ (خزيمة) والتصويب من السياق ومن (تبصير المنتبه 1/ 436) والمشتبه في الرجال للمؤلف 1/ 232. وانظر ترجمته في المغازي للواقدي 24 و 158 و 405 و 432، و 534 و 1010، طبقات ابن سعد 3/ 447، طبقات خليفة 99، المحبّر لابن حبيب 74، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 131 رقم 563، أنساب الأشراف 1/ 242، المعجم الكبير 3/ 312 رقم 298، الإستيعاب 1/ 293، 294، الكامل في التاريخ 3/ 403، أسد الغابة 1/ 226، 227، الوافي بالوفيات 11/ 244 رقم 352 (وفيه: بسكون الزاي) ، وتعجيل المنفعة لابن حجر 76 رقم 157، الإصابة 1/ 277 رقم 399، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوطة دار الكتب) ورقة 90. [5] في الإكمال 2/ 445. [6] نسب قريش 374، 375، طبقات ابن سعد 7/ 496، طبقات خليفة 23 و 291، المحبّر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 617 صُحْبة، وشهد فتح مصر، وكان أمير ربع المَدد الذين أمدَّ بهم عُمَر بْن الخطاب عَمْرو بْن العاص، وكان على شُرْطة مصر فِي خلافة عُمَر، وَفِي خلافة مُعَاوِيَة، قتله عَمْرو بْن بُكَيْر الخارجيّ بمصر، وهو يعتقد أنه عُمَرو بْن العاص [1] . روى عَنْهُ عَبْد الله بْن أبي مُرَّة حديثًا. خَوّات بْن جُبَيْر [2] م ابنُ النُّعمان الْأَنْصَارِيّ. شهِدَ بدْرًا والمشاهد بعدها.   [ () ] لابن حبيب 294، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم 409، أنساب الاشراف 1/ 66، فتوح البلدان 114 و 116، تاريخ الطبري 3/ 122 و 242، مشاهير علماء الأمصار 56 رقم 383، الولاة والقضاة 10 و 15 و 31 و 33، الخراج وصناعة الكتابة 338 و 340، الاستيعاب 1/ 420، 421، جمهرة أنساب العرب 135 و 156، المعجم الكبير 4/ 237، 238 رقم 388، أسد الغابة 2/ 71، الكامل في التاريخ 2/ 290، تحفة الأشراف 3/ 86، 87 رقم 120، تهذيب الكمال 1/ 348، المعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 31، الكاشف 1/ 200 رقم 1308، مرآة الجنان 1/ 113، الوافي بالوفيات 13/ 239 رقم 288، التاريخ الكبير 2/ 303 رقم 695، الجرح والتعديل 3/ 373 رقم 1700، مروج الذهب 2/ 417، الإصابة 1/ 399 رقم 2132، تهذيب التهذيب 3/ 74 رقم 142، تقريب التهذيب 1/ 210 رقم 2، حسن المحاضرة 1/ 193، شذرات الذهب 1/ 49. [1] ابن سعد 7/ 496، الولاة والقضاة، 32. [2] المغازي للواقدي 101 و 131 و 160 و 232 و 284 و 303 و 459- 461 و 554، تهذيب سيرة ابن هشام 191، طبقات ابن سعد 3/ 477، 478، التاريخ الكبير 3/ 216، 217 رقم 736، المعارف 159 و 327، أنساب الأشراف 1/ 241 و 289 و 317 و 331، الجرح والتعديل 3/ 392 رقم 1799، تاريخ الطبري 2/ 478 و 509 و 571، مشاهير علماء الأمصار 18 رقم 68، المعجم الكبير 4/ 240، 241 رقم 392، الاستيعاب 1/ 442- 448، ثمار القلوب للثعالبي 141 و 293، ربيع الأبرار 4/ 333، فتوح البلدان 12، الاستبصار 323، 324، البدء والتاريخ 5/ 119، المستدرك 3/ 412، 413، جمهرة أنساب العرب 336، المرصّع لابن الأثير 334 و 339، أسد الغابة 2/ 125، 126، الكامل في التاريخ 2/ 137 و 152 و 3/ 403، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 178، 179 رقم 150، تهذيب الكمال 6/ 381، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوطة دار الكتب) 1/ ورقة 280، مرآة الجنان 1/ 107، الوافي بالوفيات 13/ 425- 427 رقم 515، الاشتقاق لابن دريد 442، الأغاني 14/ 316- 318 و 3/ 271، تجريد أسماء الصحابة 1/ 163 رقم 1690، تهذيب التهذيب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 618 (فائدة) لم يشهد خوّات بْن جُبَيْر بدرًا. قال عَبْد الرَّحْمَن بن أبي ليلى وغيره: أصابه فِي ساقة حجر بالصَّفراء، فرجع فضرب لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه [1] . يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَنْبَأَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ خَوَّاتِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا مَعَ عُمَرَ، فَسِرْنَا فِي رَكْبٍ، فِيهِمْ أَبُو عُبَيْدَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ الْقَوْمُ: غَنِّنَا [2] فَقَالَ، عُمَرُ: دَعُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَلْيُغَنِّ مِنْ شِعْرِهِ، فَمَا زِلْتُ أُغَنِّيهِمْ حَتَّى كَانَ السَّحَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: ارْفَعْ لِسَانَكَ يَا خَوَّاتُ، فَقَدْ أَسْحَرْنَا [3] . وكان أحد الأبطال المشهورين. له أحاديث. روى عَنْهُ عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعطاء بْن يسار [4] وابنه صالح بْن خوّات، وبُسْر بْن سَعِيد. روى له الْبُخَارِيّ فِي كتاب «الأدب» ، خارج الصّحيح. وقيل: هُوَ صاحب ذات النّحيين [5] .   [3] / 171 رقم 323، تقريب التهذيب 1/ 229 رقم 170، الإصابة 1/ 457، 458 رقم 2298، تلخيص المستدرك 3/ 412، 413، معجم رجال الطوسي 40، العبر 1/ 46، سير أعلام النبلاء 2/ 329- 330، رقم 64، مجمع الزوائد 9/ 401، خلاصة تذهيب التهذيب 108، شذرات الذهب 1/ 48. [1] طبقات ابن سعد 3/ 477. [2] قال ابن حجر في الإصابة 1/ 457: فقال القوم: غنّنا من شعر ضرار. فقال عمر أدعوا أبا عبد الله فليغنّ من بنيّات فؤاده. [3] الاستيعاب 1/ 447، 448، الإصابة 1/ 457، الوافي بالوفيات 13/ 427. [4] في ح (سيار) والتصويب من تقريب التهذيب، ع. [5] ذات النّحيين: اسم امرأة تسمّى هداية أو هزليّة. جرى بها المثل في الشغل والشحّ، فقيل: أشغل من ذات النحيين، ومن حديثها أنّ خوّات بين جبير الأنصاري في الجاهلية حضر سوق عكاظ، فانتهى إلى هذه المرأة وهي تبيع السمن، فأخذ نحيا من أنحائها، ففتحه ثم ذاقه ودفع النّحي في إحدى يديها، ثم فتح، نحيا آخر ودفع فمه في يدها الأخرى، ثم كشف ذيلها الجزء: 3 ¦ الصفحة: 619 قَالَ زَيْدُ بْن أسلم: قَالَ خوّات نزلنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرّ الظّهران، فإذا بنسوة يتحدّثن، فأعجبنني، فرجعت، فأخرجت حُلَّة لي فلبستُها، وجئت فجلست معهنَّ، وخرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قُبّته فقال: «أَبَا عَبْد الله مَا يُجْلِسُكَ مَعَهُنّ؟» وذكر الحديث [1] . تُوُفيّ خوّات بْن جُبَيْر بْن النُّعمان سنة أربعين. وقيل سنة اثنتين وأربعين، بعد أن كُفّ بصره. روى له «الْبُخَارِيّ» فِي «الأدب» موقوفًا «النَّوم أوّل النّهار خرْقٌ، وأوسطه خلْق، وآخره حُمْقٌ» [2] . (شرحبيل بن السّمط) [3] م 4 [4] بن الأسود الكندي، أبو يزيد، ويقال   [ () ] وواقعها، وهي غير ممانعته لحفظ فم النّحيين، ولم تدفعه خوفا على السمن، حتى قضى حاجته، فضربت العرب بها المثل فقالوا: أنكح وأغلم من خوّات، وأشغل وأشحّ من ذات النّحيين. والنّحي: زقّ السمن. انظر: مجمع الأمثال للميداني 1/ 376، ثمار القلوب 293، المرصّع 334، 335 و 339، جمهرة الأمثال 2/ 322، الاستيعاب 1/ 446، الإصابة 1/ 457، 458، أسد الغابة 2/ 125. [1] انظر الإصابة 1/ 457 وفيه: رواه البغوي والطبراني من طريق جرير بن حازم، عن زيد بن أسلم، وانظر التاريخ الكبير 3/ 217، وأسد الغابة 2/ 126. [2] ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 333. [3] طبقات ابن سعد 7/ 445، طبقات خليفة 307، التاريخ الكبير 4/ 248، 249 رقم 2691، الأخبار الطوال 121 و 122 و 159 و 160 و 170 و 171، المعرفة والتاريخ 2/ 311، 312، فتوح البلدان 163 و 172، تاريخ الطبري 3/ 334 و 488 و 515 و 530 و 565 و 567 و 570 و 579 و 619 و 620 و 4/ 9 و 574 و 5/ 7 و 98، الجرح والتعديل 4/ 338 رقم 1484، مشاهير علماء الأمصار 51 رقم 336، جمهرة أنساب العرب 426، الاستيعاب 2/ 141- 143، العقد الفريد 1/ 297 و 298، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 299- 301، التذكرة الحمدونية 2/ 286، 287، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 218، أسد الغابة 2/ 391، 392، الكامل في التاريخ 2/ 380 و 452 و 482 و 498 و 501 و 506 و 3/ 277 و 278 و 287 و 291 و 354 و 403، تهذيب الكمال 2/ 576، الكاشف 2/ 7 رقم 2279، الوافي بالوفيات 16/ 128، 129 رقم 147، تهذيب التهذيب 4/ 322، 323 رقم 554، تقريب التهذيب 1/ 348 رقم 41، الإصابة 2/ 143 رقم 3870. [4] الرموز في هذه الترجمة وما بعدها ساقطة من النسخ، والاستدراك من تقريب التهذيب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 أَبُو السِّمط. له صُحْبة ورواية. وروى أيضًا عن عُمَر، وسلمان الفارسي. وعنه جُبَيْر بْن نفير، وكُثَيّر بْن مُرّة، وجماعة. قَالَ الْبُخَارِيّ [1] : كان على حمص، وهو الَّذِي افتتحها. وكان فارسا بطلًا شجاعًا، قيل: إنّه شهِدَ القادسية [2] . وكان قد غلب الأشعث بْن قَيْس على شَرَف كِنْدة [3] . واستقدمه مُعَاوِيَة قبل صِفِّين يستشيره. وقد قَالَ الشَّعْبِيّ: إنّ عُمَر استعمل شُرَحْبيل بْن السِّمْط على المدائن، واستعمل أَبَاهُ بالشام، فكتب إِلَى عُمَر: إنك تأمر أن لَا يفرَّق بين السبايا وأولادهنّ، فإنّك قد فرقت بيني وبين ابني، قَالَ: فألْحَقَه بابنه [4] . قَالَ يزيد بن عَبْد ربّه الحمصيّ: تُوُفيّ شُرَحْبيل سنة أربعين [5] . عليّ بْن أبي طَالِب ع عَبْد مناف بن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف. أمير المؤمنين أَبُو الْحَسَن الْقُرَشِيّ الهاشمي، وأمُّه فاطمة بِنْت أسد بْن هاشم بْن عَبْد مناف الهاشمية، وهي بِنْت عم أبي طَالِب، كَانَتْ من المهاجرات، تُوُفيّت فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة. قَالَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: قُلْتُ لأُمِّي اكْفِي فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِقَايَةَ الْمَاءِ وَالذَّهَابَ فِي الْحَاجَةِ، وَتَكْفِيكِ هِيَ الطَّحْنَ وَالْعَجْنَ [6] ، وَهَذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ بِالْمَدِينَةِ.   [1] في التاريخ الكبير 4/ 248، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 299 و 300. [2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 301. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 300. [4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 301. [5] اختلف في تاريخ وفاته، فقال احمد بن محمد بن عيسى البغدادي: توفي بسلمية سنة ست وثلاثين، بلغني انه هاجر الى المدينة زمن عمر بن الخطاب، وهذا وهم، والصحيح ما قاله ابو نعيم الحافظ من أنه توفي سنة ثلاث وستين. ويقال: إنه مات سنة أربعين. انظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 300. [6] رواه ابن الأثير في أسد الغابة 5/ 517 عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البختري، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 621 روى الكثير عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعُرِض عليه القرآن وأقرأه. عرض عليه أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي، وأبو الأسود الدُّؤليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي ليلى. وروى عن عليّ: أَبُو بَكْر، وعمر، وبنوه الْحَسَن والحسين، ومحمد، وعمر، وابن عمّه ابن عَبَّاس، وابن الزُّبَيْر، وطائفة من الصحابة، وقيس بْن أبي حازم، وعلقمة بْن قَيْس، وعبيدة [1] السَّلْمَانيّ، ومسروق، وأبو رجاء العُطَارديّ، وخلق كثير. وكان من السابقين الأوّلين، شهِدَ بدْرًا وما بعدها، وكان يُكنَى أَبَا تُراب أيضًا. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ [2] ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ آلِ مَرْوَانَ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَدَعَانِي وَأَمَرَنِي أَنْ أَشْتِمَ عَلِيًّا فَأَبَيْتُ، فَقَالَ: أَمَّا إِذَا أَتَيْتَ فَالْعَنْ أَبَا تُرَابٍ، فَقَالَ سَهْلٌ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهُ، إِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهِ. فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّتِهِ لِمَ سُمِّيَ أَبَا تُرَابٍ؟ فَقَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاظَنِي [3] ، فَخَرَجَ وَلَمْ يَقُلْ عِنْدِي، فَقَالَ لِإِنْسَانٍ: «اذْهَبِ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ» . فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ رَاقِدٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قد سقط   [ () ] باختلاف في الألفاظ، والبلاذري (في ترجمة الإمام علي) - ص 37، 38 من طريق مظفر بن مرجا، عن إبراهيم الفروي، عن أبي معاوية الضرير، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 256 بسندين عن الطبراني، وقال: ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح. [1] بفتح العين. وفي نسخة دار الكتب «عبيد» وهو تحريف. [2] هو سهل بن سعد. [3] في رواية مسلم «فغاضبني» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 622 رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح عنه التُّرَابَ وَيَقُولُ: «قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وقال أَبُو رجاء العُطارِدِيّ: رَأَيْت عليًّا شيخًا أصلع كثير الشعر، كأنْما اجتاب [2] إهابَ شاةٍ [3] ، رَبْعَةً عظيم البطن، عظيم اللِّحْية. وقال سوادة بْن حَنْظَلة: رَأَيْت عليًّا أصفر اللّحية [4] . وعن مُحَمَّد بْن الحنفية قَالَ: اختضب عليٌّ بالحناء مرّة ثُمَّ تركه [5] . [وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: رَأَيْت عليًّا ورأسه ولحيته بيضاء، كأنّهما [6] قطن [7]] [8] .   [1] في فضائل الصحابة (2409) باب من فضائل عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، والبخاري في المناقب 4/ 208 باب مناقب علي بن أبي طالب، وأنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي- ص 90 رقم 3) ، وتاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي) رقم 30- 33، ومعرفة علوم الحديث للحاكم 261، وكنز العمال 15/ 93، ومناقب أمير المؤمنين علي لابن المغازلي 22 و 23 رقم 6 و 7، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 54، 55. [2] أي لبس. وفي رواية الطبراني «كأن بجانبه» . [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 95 رقم 161 من طريق يوسف بن حماد المعني، عن وهيب بن جرير، عن أبيه، عن أبي رجاء العطاردي. وابن سعد في الطبقات 3/ 26، أنساب الاشراف 118. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 26 من طريق الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، عن أبي هلال، قال: حدّثني سوادة بن حنظلة القشيري، والبلاذري (ترجمة علي) ص 117. [5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 26 من طريق عبد الله بن نمير، وأسباط بن محمد، عن إسماعيل بن سليمان الأزرق، عن أبي عمر البزّاز، عن محمد بن الحنفية. وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 308. [6] في طبعة القدسي 3/ 378 «كأنها» والتصويب من طبقات ابن سعد. [7] أخرجه ابن سعد 3/ 27 من طريق إسرائيل، عن جابر بن عامر قال: رأيت عليّا. [8] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسخة (ع) ، ومنتقى ابن الملا، ومنتقى الأحمدية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 623 وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: رَأَيْت عليًّا أبيض اللحية، مَا رَأَيْت أعظم لحيةً منه، وَفِي رأسه زغبات [1] . وقال أَبُو إِسْحَاق: رَأَيْته يخطب، وعليه إزار ورداء، أنزع [2] ، ضخْم البطْن، أبيض الرأس واللحية [3] . وعن أبي جَعْفَر الباقر قَالَ: كان عليّ آدمَ، شديد الأدمة، ثقيل العينين، عظيمَهُما، وهو إِلَى القِصَر أقرب [4] . قال عروة: أسلم عليٌّ وهو ابن ثمانٍ [5] . وقال الْحَسَن بْن زَيْدُ بْن الْحَسَن: أسلم وهو ابن تسع [6] . وقال المُغِيرَة: أسلم وله أربع عشرة سنة. رواه جرير عَنْهُ. وثبت عن ابن عَبَّاس قَالَ: أول من أسلم عليّ [7] . وعن مُحَمَّد القُرَظِيّ قَالَ: أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ خَدِيجَةُ، وَأَوَّلُ رَجُلَيْنِ أَسْلَمَا   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 94 رقم 157 من طريق عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري، عن أبي صالح الحراني، عن وكيع، عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ الشعبي. والزغبات: الشعرات الخفيفة. وانظر ابن سعد 3/ 25. [2] الأنزع: الّذي ينحسر شعر مقدّم رأسه مما فوق الجبين. [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 93 رقم 153 و 154 و 155، وابن سعد في الطبقات 3/ 25، والبلاذري 118. [4] طبقات ابن سعد 3/ 27 من طريق محمد بن عمر (الواقدي) ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ.. والاستيعاب 3/ 57 وفيه «أدعج العينين» وتاريخ الطبري 5/ 153، وذخائر العقبي 57، وصفة الصفوة 1/ 308، والمنتخب من ذيل المذيل 512، تاريخ بغداد 1/ 135. [5] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 95 رقم 162 من طريق ابن لهيعة، والليث بن سعد، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير. [6] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 21 من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، عن الحسن بن زيد بن الحسن.. [7] الاستيعاب 3/ 31. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 624 أَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيٌّ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ من أظهر الْإِسْلَام، وكان عليّ يَكْتُمُ الْإِسْلَامَ فَرَقًا مِنْ أَبِيهِ، حَتَّى لَقِيَهُ أَبُو طَالِب فقال: أسلمتَ؟ قَالَ: نعم، قَالَ: وازِر ابن عمّك وَانْصُرْهُ، وأسلم عليّ قبل أبي بَكْر [1] . وقال قَتَادَةَ إنّ عليًّا كان صاحب لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بدْر، وَفِي كل مشهد [2] . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ» . قَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: فَدَعَا عَلِيًّا فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] ، [كَمَا تَقَدَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ بِطُرُقِهِ] [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ الله ابن أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ أَبِي يَسْمُرُ [5] مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ عَلَيٌّ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشتاء، وثياب الشتاء في الصّيف، فقلت لأبي: لَوْ سَأَلْتَهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِي، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ» ، فَمَا وَجَدْتُ حرّا ولا بردا منذ يومئذ [6] .   [1] الاستيعاب 3/ 29. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 23 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ... ، البلاذري في أنساب الاشراف 94 رقم 14. [3] أخرجه البخاري في المغازي 5/ 76، 77 باب غزوة خيبر، وابن سعد في الطبقات 2/ 110 من طريق عفان بن مسلم، عن وهيب، عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، والبلاذري 93 رقم 11، والحاكم في المستدرك 3/ 109، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 36، وابن حجر في الإصابة 2/ 508 وأبو نعيم في الحلية 1/ 62. [4] ما بين الحاصرتين مستدرك من منتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملّا، والنسخة (ع) . [5] وفي رواية ابن المغازلي «يسير» . [6] أخرجه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي ص 65، 66 رقم 110 من طريق محمد بن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 625 وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَا رَمِدْتُ وَلا صَدَعْتُ مُنْذُ مَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهِي وَتَفَلَ فِي عَيْنِي [1] . وَقَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ عَلِيًّا حَمَلَ الْبَابَ عَلَى ظَهْرِهِ يَوْمَ خَيْبَرَ، حَتَّى صَعِدَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ فَفَتَحُوهَا يَعْنِي خَيْبَرَ، وَأَنَّهُمْ جَرُّوهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَحْمِلْهُ إِلا أَرْبَعُونَ رَجُلا [2] . تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي «الْمَغَازِي» [3] : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَايَتِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنَ، خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ، فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا عِنْدَ الْحِصْنِ، فَتَتَرَّسَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ، وَهُوَ يُقَاتِلُ: حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا، ثُمَّ أَلْقَاهُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ثَمَانِيَةَ نَفَرٍ، نَجْهَدُ أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ، فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَقْلِبَهُ. وَقَالَ غُنْدَرٌ: عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرُ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ» [4] . ميمون صدوق.   [ () ] القاسم، عن أحمد بن إسحاق الوراق، عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن أبي ليلى، وعن الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ليلى. وابن ماجة في المقدمة (117) وأحمد في المسند 1/ 133. [1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 78 و 99 و 133. [2] انظر سيرة ابن هشام 4/ 42، 43، والمغازي للواقدي 2/ 655، وتاريخ الخلفاء 167. [3] رواية ابن إسحاق لم ترد في كتابه المطبوع من «السير والمغازي» ، وهي باختصار في «المغازي» للواقدي 2/ 655 عن أبي رافع، وانظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 167. [4] طبقات ابن سعد 3/ 24، 25. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 626 وَقَالَ بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ [1] ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ سَعْدًا فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ؟ قَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَلَنْ أَسُبَّهُ] [2] ، لِأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا في بعض مغازيه، فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ! قَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: صَحِيحٌ غَرِيبٌ [3] . وَسَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ [4] . وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ 3: 61 [5] ، دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَاطِمَةَ، وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: «اللَّهمّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي» [6] . بُكَيْرٌ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ [7] : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ   [1] في نسخة دار الكتب «مسبار» والتصويب من سنن الترمذي، وغيره. [2] ما بين الحاصرتين مستدرك من «جامع الأصول» لابن الأثير. [3] أخرجه الترمذي في المناقب (3808) وفيه زيادة، وأخرجه ابن سعد 3/ 24، 25 وأبو الحسين الكلابي في «المسند» وهو ملحق بكتاب «مناقب أمير المؤمنين علي» لابن المغازلي- ص 276 رقم 29 و 30، وانظر: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- ص 240، 241 رقم 196 (بتحقيقنا) - الحاشية رقم (5) ، وجامع الأصول 8/ 649، ومسلم في فضائل الصحابة (2404/ 33) ، باب من فضائل علي بن أبي طالب. [4] أخرجه البخاري في المغازي 5/ 76، 77 باب غزوة خيبر، ومسلم في فضائل الصحابة (2404) / 33) و 2405 و 2406 باب من فضائل علي بن أبي طالب، والترمذي في المناقب (3808) ، وابن سعد في الطبقات 2/ 110 عن طريق: عفان بن مسلم، عن وهيب، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، والحاكم في المستدرك 3/ 109 وأبو نعيم في الحلية 1/ 62، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 36، والبلاذري في أنساب الأشراف 93 رقم 11، وابن حجر في الإصابة 2/ 508، وأحمد في المسند 1/ 99. [5] سورة آل عمران، الآية 61. [6] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2404/ 33) ، والترمذي في المناقب (3808) . [7] في النسخة (ع) «الخزامي» وهو تصحيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 627 مِسْمَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ أَشْهَدُ لَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ [1] ، وَأَخَذَ بِضَبْعَيْهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ مَوْلَاكُمْ» ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهمّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» [2] الْحَدِيثَ. إِبْرَاهِيمُ هَذَا، قَالَ النَّسَائِيُّ [3] : ضَعِيفٌ. ويُرْوَى عَنْ أَنَس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَابنته فاطمة: «قد زَوَّجْتُكِ أعظَمَهُمْ حِلْمًا، وأقدَمَهُمْ سِلْمًا، وأكثرهم علما [4] » وروى نحوه جابر الجعفيّ- وهو متروك [5]- عن ابن بريدة [6] عن أَبِيهِ. وَقَالَ الْأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا بُرَيْدَةُ لَا تَقَعَنَّ [7] فِي عَلِيٍّ فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بعدي» [8] .   [1] غدير خمّ: بين مكة والمدينة عند الجحفة. [2] أخرجه ابن ماجة في المقدّمة (116) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب، وأحمد في المسند 1/ 118 و 119 و 152 و 4/ 281 و 368 و 370 و 372 و 373 و 5/ 370 بأسانيد مختلفة، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي- ص 31 رقم 23 و 26 و 27. [3] في الضعفاء والمتروكين 283 رقم (8) . [4] أخرجه أحمد في المسند 5/ 26 من طريق خالد بن طهمان، عن نافع بن أبي نافع، عن معقل بن يسار.. في حديث طويل، ولفظه: «أو ما ترضين أنّي زوّجتك أقدم أمّتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما» . وأخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» 5/ 490 رقم (9783) ، والبلاذري 104 رقم 39. [5] هو جابر بن يزيد الجعفي. تركه يحيى بن سعيد، واتّهم بالكذب. الضعفاء الصغير للبخاريّ 255 رقم (49) . [6] في النسخة (ع) «أبي بريدة» والمثبت من نسخة دار الكتب أو غيره. [7] في نسخة دار الكتب «لا تقض» والمثبت من «مجمع الزوائد» وبقيّة النسخ. [8] أخرجه الترمذي في المناقب (3796) من حديث طويل من طريق يزيد الرشك، عن مطرّف بن عبد الله، عن عمران بن حصين، والهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 128 وقال: رواه الترمذي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 628 وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ كُنْتُ وَلِيُّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ» [1] . وَقَالَ غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ [2] » . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. وَقَالَ أَبُو الْجَوَّابِ: ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَنَّبَتَيْنِ [3] عَلَى إِحْدَاهُمَا عَلِيٌّ، وَعَلَى الْآخِرَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَقَالَ: «إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ» ، فَافْتَتَحَ عَلِيٌّ حِصْنًا، فَأَخَذَ جَارِيَةً لِنَفْسِهِ، فَكَتَبَ خَالِدٌ فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ قَالَ: «مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» قُلْتُ: أَعُوذُ باللَّه مِنْ غَضَبِ اللَّهِ. أَبُو الْجَوَّابِ ثِقَةٌ، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [4] ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حسن.   [ () ] باختصار. رواه احمد والبزّار باختصار وفيه الأجلح الكندي، وثقه ابن معين وغيره، وضعّفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. [1] أخرجه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) 31 رقم 25 من طريق الباغندي، عن وهبان، عن خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، و 32، 33- رقم 28 بالسند الّذي أورده المؤلّف، و 35 رقم 35 بالسند نفسه. [2] أخرجه الترمذي في المناقب (3797) ، وابن ماجة في المقدّمة (121) من طريق: موسى بن مسلم، عن ابن سابط عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص، وأحمد في المسند 1/ 84 و 118 و 119 و 152 و 331 و 4/ 281 و 268 و 270 و 272 و 5/ 347 و 366 و 419، والحاكم في المستدرك 3/ 110 من حديث بريدة. وقال: حديث صحيح على شرط مسلم. [3] مجنّبة الجيش: هي التي تكون في الميمنة والميسرة، وهما مجنّبتان- بكسر النّون- وقيل: هي الكتيبة التي تأخذ إحدى ناحيتي الطريق، (النهاية) . وفي منتقى الأحمدية، ع (جيشين) عوض (مجنّبتين) وهو تحريف. [4] في المناقب (3809) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 629 قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَكُمُ الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ. (ح) . وأخبرنا يحيى بن أبي مَنْصُورٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةٌ [1] قَالُوا: أَنَا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَلَاجِلِيِّ قَالَا: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَاسِبُ، أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، ثنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَرَّاحِ إِمْلَاءً سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ، لَا يُؤَدِّي [2] عَنِّي إلّا أنا أو هو» . رواه ابْنُ مَاجَه [3] عَنْ سُوَيْدٍ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى، عَنْ شَرِيكٍ، وَقَالَ: صَحِيحٌ [4] غَرِيبٌ، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَدِّهِ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْخَصَائِصِ [5] . وَقَالَ جعفر بن سليمان الضّبعيّ: ثنا يزيد الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيًّا، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ أَوْ غَزْوًا، أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوا رِحَالَهُمْ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَسِيرِهِمْ، فَأَصَابَ عَلِيٌّ جَارِيَةً فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنُخْبِرَنَّهُ، قَالَ: فَقَدِمَتِ السَّرِيَّةُ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ بِمَسِيرِهِمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَصَابَ عَلِيٌّ جَارِيَةً، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ: صَنَعَ كَذَا وَكَذَا، فَأَعْرَضَ   [1] «إجازة» مستدركة من النسخة (ع) ، ومنتقى الأحمدية. [2] في نسخة دار الكتب مهملة من النقط، والتصويب من سنن الترمذي. [3] في المقدّمة (119) . [4] الترمذي في المناقب (3803) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وانظر: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 278 رقم 235. [5] ص 61 رقم (23) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 630 عنه، ثمّ الثالث كذلك، ثُمَّ الرَّابِعُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ مُغْضَبًا فَقَالَ: «مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ، عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي» . أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي «الْمُسْنَدِ» [1] وَالتِّرْمِذِيُّ [2] ، وَحَسَّنَهُ، وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: اشْتَكَى النَّاسُ عَلِيًّا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فينا خطيبا، فقال: «لا تشكوا عليّا، فو الله إِنَّهُ لَأُخَيْشَنٌ [3] فِي ذَاتِ اللَّهِ- أَوْ فِي سبيل الله» [4] . رواه سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ عَمِّهِ سُلَيْمَانُ بْنُ محمد أبو كَعْبٍ، عَنْ عَمَّتِهِمَا. وَيُرْوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي» [5] . وَقَالَ فِطْرُ [6] بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: جَمَعَ عَلِيٌّ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُ اللَّهَ كُلَّ امْرِئٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ لَمَّا قَامَ، فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَ بِيَدِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: «أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ، اللَّهمّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» [7] ثُمَّ قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ.   [1] 1/ 331 و 4/ 438 و 5/ 356، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 110، 111. [2] في المناقب (3796) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان. [3] أخيشن: تصغير الأخشن للخشن. على ما في النهاية لابن الأثير. وفي نسخة دار الكتب «لأخشن» ، والمثبت من نسخة (ع) ، ومنتقى الأحمدية. [4] أخرجه أحمد في المسند 3/ 86، وأبو نعيم في الحلية 1/ 68، والحاكم 3/ 134. [5] أخرجه أحمد في المسند 3/ 483. [6] في نسخة دار الكتب «مطر» ، والمثبت من النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية، وتقريب التهذيب 2/ 114. [7] مرّ تخريج هذا الحديث في الصفحة 618 حاشية رقم (2) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 631 قَالَ شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سُرَيْحَةَ [1]- أَوْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، شَكَّ شُعْبَةُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» . حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] وَلَمْ يصحّحه لأنّ شعبة رواه عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ نَحْوِهِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ عِنْدَ شُعْبَةَ من طريقين، والأوّل رواه بُنْدَارٌ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْهُ. وَقَالَ كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» [3] . وروى نحوه يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، أنّه سمع عليًّا يَنْشُدُ النّاس فِي الرَّحبة. وروى نحوه عَبْد الله بْن أَحْمَد فِي مسند أَبِيهِ، من حديث سِمَاك بْن عُبَيْد، عن ابن أبي ليلى، وله طُرُق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر [4] فِي ترجمة عليّ يصدّق بعضها بعضًا. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي هَارُونَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَتَيْنِ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ: (الصَّلاةُ جَامِعَةٌ) ، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا فَأَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَقَامَهُ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ: «أَلَسْتُ أَوْلَى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى، فقال [5] : «فَإِنَّ هَذَا مَوْلَى مَنْ أَنَا مَوْلاهُ، اللَّهمّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» . فَلَقِيَهُ عمر بن   [1] في منتقى أحمد الثالث «ابن سريحة» ، والمثبت من نسخة دار الكتب، وتقريب التهذيب. [2] في المناقب (3797) . وأبو سريحة هو: حذيفة بن أسيد صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلّم. [3] انظر الحاشية رقم (1) من هذه الصفحة. [4] انظر ترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق لابن عساكر، بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي- الحديث رقم (248) وما بعده. [5] في طبعة القدسي 3/ 384 «فقالوا» وهو وهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 632 الْخَطَّابِ فَقَالَ: هَنِيئًا لَكَ يَا عَلِيُّ، أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ [1] . وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُهُ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ الْقَارِيِّ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْيَارٌ، فَقَسَّمَهَا، وَتَرَكَ طَيْرًا فَقَالَ: «اللَّهمّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ [يَأْكُلُ مَعِي] [2] » فَجَاءَ عَلِيٌّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الطَّيْرِ [3] . وَلَهُ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ عَنْ أَنَسٍ مُتَكَلَّمٌ فِيهَا، وَبَعْضُهَا عَلَى شَرْطِ السُّنَنِ، مَنْ أَجْوَدِهَا حَدِيثُ قَطَنِ بْنِ نُسَيْرٍ [4] شَيْخِ مُسْلِمٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَلٌ مَشْوِيٌّ فَقَالَ: «اللَّهُمّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [5] . وَقَالَ جَعْفَرُ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَحَبُّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [6] وَقَالَ: حسن غريب.   [1] أخرجه ابن ماجة في المقدّمة (116) ، وليس فيه قول عمر رضي الله عنه، وأحمد في المسند 4/ 281 وفيه الحديث بنصّه كاملا. [2] ما بين الحاصرتين مستدرك من سنن الترمذي. [3] أخرجه الترمذي في المناقب (3805) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدّي إلّا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أنس. والسّدّي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن، وقد أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن عليّ. [4] في نسخة دار الكتب ومنتقى الأحمدية «بشير» ، والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 126. [5] رواه ابن المغازلي، رقم 205، وانظر أنساب الأشراف 142- 144 الحاشية رقم (4) ، والحاكم في المستدرك 3/ 130، 131. [6] في المناقب (3960) باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها. وقال: قال إبراهيم (بن سعيد الجوهري) : يعني من أهل بيته. هذا حديث حسن غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 633 وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قُلْتُ: مَعَاذَ اللَّهِ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «من سبّ عليا فقد سبّني» . رواه أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يَبْغَضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] ، وَالتِّرْمِذِيُّ [3] وَصَحَّحَهُ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ بِبُغْضِهِمْ عليّا [4] . وقال أبو الزّبير، عن جابر قال: ما كنّا نعرف منافقي هذه الأمّة إلّا بِبُغْضِهِمْ عَلِيًّا [5] . قَالَ الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ- أَحَدُ الْضُّعَفَاءِ- ثنا أَبُو حَيَّانَ [6] التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، زوّجني   [1] 6/ 323، والترمذي في المناقب (3801) من طريق المساور الحميري، عن أمّه. والحاكم في المستدرك 3/ 121. [2] في الإيمان رقم (78) باب الدليل على أنّ حب الأنصار وعليّ رضي الله عنهم من الإيمان. [3] في المناقب (3737) ، والنسائي في الإيمان 8/ 117 باب علامة المنافق، وابن ماجة في المقدّمة (114) ، وابن المغازلي- ص 137 رقم (225) و (226) ، والبلاذري في أنساب الأشراف- ص 97 رقم (20) ، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) - ص 237 رقم (192) ، وترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق 2/ 190 وما بعدها، وانظر التخريجات التي ذكرها الشيخ محمد باقر المحمودي في تحقيقه، ومسند أحمد 1/ 84 و 95 [4] أخرجه الترمذي في المناقب (3800) من طريق جعفر بن سليمان، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدريّ. وقال: هذا حديث غريب. وقد تكلّم شعبة في أبي هارون العبديّ، وقد روي هذا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد. [5] الاستيعاب 3/ 46، 47. [6] في النسخ «أبو عثمان» ، والتصويب من سنن الترمذي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 634 ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلَالًا. رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، يَقُولُ الْحَقَّ، وَإِنْ كَانَ مرا، تركه الحق وما له من صديق. رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ، تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ. رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا، اللَّهمّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [1] وَقَالَ: غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا من هذا الوجه. وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: يَهْلِكَ فِيَّ رَجُلانِ، مُبْغِضٌ مُفْتَرٍ، وَمُحِبٌّ مُطْرٍ [2] . وَقَالَ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ [3] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ قَاعِدَةً مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيٌّ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ هَذَا سَيِّدُ الْعَرَبِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَهَذَا سَيِّدُ الْعَرَبِ» [4] . وَرُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ مِثْلُهُ، عَنْ عَائِشَةَ. وَهُوَ غَرِيبٌ. قال أَبُو الجحّاف، عن جُمَيِّع بْن عمير التَّيْميّ قَالَ: دخلت مع عمّتي على عَائِشَةَ، فسُئلَتْ: أيُّ النّاس كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: فاطمة، فقيل: من الرجال، فقالت: زوجها، إنْ كان مَا علِمْتُ صوّامًا قوّامًا. أخرجه الترمذي [5] وقال: حسن غريب.   [1] في المناقب (3798) . [2] الاستيعاب 3/ 37 وانظر نهج البلاغة 3/ 306، وشرح النهج لابن أبي الحديد 1/ 372، ونهاية الأرب للنويري 20/ 5. [3] في نسخة دار الكتب «أبي بشير» ، والتصويب من منتقى الأحمدية، والنسخة (ع) وتهذيب التهذيب 11/ 116، والمناقب لابن المغازلي. [4] المناقب لابن المغازلي 148 رقم (259) وانظر رقمي (257) و (258) ، والحاكم 3/ 124، وأبو نعيم في الحلية 1/ 63. [5] في المناقب (3965) باب من فضل فاطمة رضي الله عنها. وأبو الجحّاف هو داود بن أبي عوف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 635 قلت: (جُمَيع) كذَّبه غير واحد [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَخِيلِ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَطَلَعَ أَبُو بَكْرٍ، فَبَشَّرْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَطَلَعَ عُمَرُ، فَبَشَّرْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» وَجَعَلَ يَنْظُرُ مِنَ النَّخْلِ وَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا» . فَطَلَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. حَدِيثٌ حَسَنٌ [2] . وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» وَعَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ. وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْعَشْرَةِ [3] . وقال مُحَمَّد بْن كعب القُرَظي: قال عليّ: لقد رأيتني مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنّي لأرْبُطُ الحجر على بطني من الجوع، وإنّ صَدَقَة مالي لَتَبْلُغُ اليوم أربعين ألفا. رواه شريك، عن عاصم بْن كُلَيْب، عَنْهُ. أخرجه أحمد في «مسندة» [4] .   [1] قال ابن حبّان: رافضيّ يضع الحديث. (المجروحين 1/ 218) ، وقال أبو حاتم: صالح الحديث من عتق الشيعة. (الجرح والتعديل 2/ 532) وقال البخاري: فيه نظر (التاريخ الكبير 2/ 442) وانظر: الكامل لابن عدي، وميزان الاعتدال 1/ 421، والكشف الحثيث 128 رقم 201، وتقريب التهذيب 1/ 133، وديوان الضعفاء والمتروكين للمؤلف- ص 46- طبعة مكة 1387 هـ. وغيره. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 136 وهو صحيح الإسناد. ولم يخرجاه. [3] فضائل الصحابة، لخيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (مخطوطة الظاهرية) 3 (ورقة 105 أ) . نشرناها ضمن كتابنا «من حديث خيثمة- طبعة دار الكتاب العربيّ ببيروت 1400 هـ/ 1980 م. - ص 95، وانظر روايات أخرى للحديث في الحاشية رقم (14) من الكتاب. [4] 1/ 159، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 85، 86 وأحمد في الزهد 166، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 123 وقال: رواه كله أحمد، ورجال الروايتين رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله النخعي، وهو حسن الحديث، ولكن اختلف في سماع محمد بن كعب من علي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 636 وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: قال عليّ: مَا كان لنا إلّا إهابُ كَبْشٍ ننام على ناحيته، وتعجن فاطمة على ناحيته، يعني ننام على وجهٍ، وتعْجِنُ على وجه. وَقَالَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ، لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِالْقَضَاءِ، فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ [1] . وَقَالَ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلا كِتَابَ اللَّهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ، وَفِيهَا أَسْنَانُ الإِبِلِ وَشَيْءٌ مِنَ الْجِرَاحَاتِ، فَقَدْ كَذَبَ. وَعَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْمَسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إِلا وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ وَأَيْنَ نَزَلَتْ، وَعَلَى مَنْ نَزَلَتْ، وَإِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبًا عَقُولا، وَلِسَانًا نَاطِقًا [2] . وقال مُحَمَّد بْن سِيرِينَ: لَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبطأ عليّ عن بيعة أبي بَكْر، فلقيه أَبُو بَكْر فقال: أَكَرِهْتَ إمارتي؟! فقال: لَا، ولكن آليْتُ لَا أرتدي بردائي إلّا إِلَى الصلاة، حَتَّى أجمع القرآن، فزعموا أنّه كتبه على تنزيله [3] فقال مُحَمَّد: لو أصبتُ ذلك الكتاب كان فيه العلم [4] .   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 337، وأحمد في المسند 1/ 88 و 136 والحاكم في المستدرك 3/ 135 وقال صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والنويري في نهاية الأرب 20/ 5. [2] طبقات ابن سعد 2/ 338، حلية الأولياء 1/ 67، 68. [3] في نسخة دار الكتب «نزيله» . [4] حلية الأولياء 1/ 67، طبقات ابن سعد 2/ 338، نهاية الأرب 20/ 8، 9، الاستيعاب 3/ 36، 37. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 637 وقال سعيد بن المسيّب: لم يكن أحد من الصحابة يقول: «سلوني» إلّا عليّ [1] . وقال ابن عَبَّاس: قَالَ عُمَر: عليّ أقضانا، وأُبَيّ أقْرؤنا [2] . وقال ابن مَسْعُود: كنّا نتحدث أنّ أقضى أَهْل المدينة عليّ [3] . وقال ابن المسيّب، عن عُمَر قَالَ: أعوذ باللَّه من مُعْضِلَةٍ ليس لها أَبُو حَسَن [4] . وقال ابن عَبَّاس: إذا حَدَّثَنَا ثقةٌ بفُتيا عن عليّ لم نتجاوزها [5] . وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ كُلَيْبٍ، عَنْ جَسْرَةَ، قَالَتْ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ صَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَتْ: مَنْ يَأْمُرُكُمْ بِصَوْمِهِ؟ قَالُوا: عَلِيٌّ قَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالسُّنَّةِ [6] . وقال مسروق: انتهى علْم أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَر، وعليّ، وعبد الله [7] . وقال مُحَمَّد بْن مَنْصُورٌ الطُّوسيّ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول: مَا ورد لأحدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الفضائل ما ورد لعليّ [8] .   [1] تاريخ الخلفاء للسيوطي 171، الاستيعاب 3/ 40 و 41. [2] طبقات ابن سعد 2/ 339، حلية الأولياء 1/ 65، نهاية الأرب 20/ 6، الاستيعاب 3/ 39 و 41. [3] طبقات ابن سعد 2/ 338، والمستدرك للحاكم 3/ 135 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، نهاية الأرب 20/ 6. [4] طبقات ابن سعد 2/ 339، تاريخ الخلفاء 171، الاستيعاب 3/ 39. [5] في طبقات ابن سعد 2/ 338 «لا نعدوها» ، وتاريخ الخلفاء 171، الاستيعاب 3/ 40. [6] تاريخ الخلفاء 171، الاستيعاب 3/ 40. [7] تاريخ الخلفاء 171. [8] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 107 ووافقه الذهبي في تلخيصه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 638 وقال أَبُو إِسْحَاق، عَنْ عُمَرو بْن مَيْمُونٍ قَالَ: شهدت عُمَر يوم طُعِن، فذكر قصّة الشُّورى، فلمّا خرجوا من عنده قال عُمَر: إن يولّوها الأصيلع [1] يسلك بهم الطَّريق المستقيم، فقال له ابنه عَبْد الله فَمَا يمنعك؟! - يعني أن تولّيه- قَالَ: أكره أن أتحمَّلها حيًّا وميتًا [2] . وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو [3] ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِي الإِمَارَةِ شَيْئًا، وَلَكِنْ رَأْيٌ [4] ، رَأَيْنَاهُ، فَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَامَ وَاسْتَقَامَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَقَامَ وَاسْتَقَامَ، ثُمَّ ضَرَبَ الدَّيْنُ بِجِرَانِهِ [5] ، وَإِنَّ أَقْوَامًا طَلَبُوا الدُّنْيَا، فَمَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَ مِنْهُمْ عَذَّبَ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَرْحَمَ رَحِمَ [6] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدًا إِلا شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَى النَّاسِ، وَلَكِنَّ النَّاسُ وَقَعُوا فِي عُثْمَانَ فَقَتَلُوهُ، فَكَانَ غَيْرِي فِيهِ أَسْوَأَ حَالا وَفِعْلا مِنِّي، ثُمَّ إِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَحَقُّهُمْ بِهَذَا الأَمْرِ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ، فاللَّه أَعْلَمُ أَصَبْنَا أمُّ أَخْطَأْنَا. قَرَأتُ عَلَى أَبِي الْفَهْمِ بْنِ أَحْمَدَ السُّلَمِيِّ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بن عبد الباقي،   [1] في النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية «الأجيلح» ، والمثبت من الاستيعاب 3/ 64 وغيره. [2] طبقات ابن سعد 3/ 342 وفيه «الأجلح» . [3] في نسخة دار الكتب «سعيد بن عمرة» ، وفي النسخة (ح) والمنتقى لابن الملّا «سعد بن عمرو» . [4] «رأي» ساقطة من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسختين (ع) و (ح) ، ومنتقى الأحمدية، وابن الملا. [5] الجران باطن العنق، يعني قرّ قراره واستقام، كما أنّ البعير إذا برك واستراح مدّ عنقه على الأرض. [6] أخرجه أحمد في المسند 1/ 114 وقال: عن الأسود بن قيس، عن رجل، عن علي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 639 أَنْبَأَ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ إِمْلاءً سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ خُزَيْمَةَ [1] ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْبَصْرَةَ قَامَ إِلَيْهِ ابْنُ الْكَوَّاءِ، وَقَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ فَقَالا لَهُ: أَلا تُخْبِرُنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا الَّذِي سِرْتَ فِيهِ، تَتَوَلَّى عَلَى الأُمَّةِ، تَضْرِبُ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، أَعَهْدٌ من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَهُ إِلَيْكَ، فَحَدِّثْنَا فَأَنْتَ الْمَوْثُوقُ الْمَأْمُونُ عَلَى مَا سَمِعْتَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدِي عَهْدٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ فَلا، وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ أَوَّلَ مَنْ صَدَّقَ بِهِ، فَلا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ فِي ذَلِكَ، مَا تَرَكْتُ أَخَا بَنِي تَيْمِ [2] بْنِ مُرَّةَ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُومَانِ عَلَى مِنْبَرِهِ، وَلَقَاتَلْتُهُمَا بِيَدِي، وَلَوْ لَمْ أَجِدْ إِلا بُرْدِي هَذَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُقْتَلْ قَتْلا، وَلَمْ يَمُتْ فَجْأَةً، مَكَثَ فِي مَرَضِهِ أَيَّامًا وَلَيَالِيَ، يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤَذِّنُهُ بِالصَّلاةِ، فَيَأْمُرُ أَبَا بَكْرٍ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَهُوَ يَرَى مَكَانِي، [ثُمَّ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤَذِّنُهُ بِالصَّلاةِ، فَيَأْمُرُ أَبَا بَكْرٍ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَهُوَ يَرَى مَكَانِي] [3] ، وَلَقَدْ أَرَادَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ أَنْ تَصْرِفَهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فَأَبَى وَغَضِبَ وَقَالَ: «أَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي [4] بِالنَّاسِ» . فلمّا قبض الله نبيه، نظرنا فِي أمورنا، فاخترنا لُدنيانا من رضيه نبيُّ الله لدِيننا. وكانت الصلاة أصل الْإِسْلَام، وهي أعظم الأمر [5] ، وقوام الدّين.   [1] في نسخة الدار (عليّ بن الفضل بن خزيمة بن عبد الله) والتصحيح من منتقى الأحمدية، و (ع) و (ح) وتذكرة الحفّاظ 3/ 898 حيث سمّاه (أبو علي أَحْمَد بْن الفضل بْن الْعَبَّاس بْن خُزَيْمَة) . [2] في نسخة الدار (تميم) ، والتصحيح من منتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملّا و (ح) ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 177 وهو يعني أبا بكر الصّديق رضي الله عنه. [3] ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. وكذلك في تاريخ الخلفاء 177، والاستدراك من بقيّة النسخ. [4] في طبعة القدسي 3/ 390 «يصل» . [5] في تاريخ الخلفاء 177 «وهي أمير الدين» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 640 فبايعنا أَبَا بَكْر، وكان لذلك أهلًا، لم يختلف عليه منا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعضٍ، ولم نقطع منه البراءة، فأدّيتُ إِلَى أبي بَكْر حقَّه، وعرفت له طاعته، وغزوت معه فِي جنوده، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسَوْطي، فلمّا قُبِض، ولّاها [1] عُمَر، فأخذ بسُنَّة صاحبه، وما يعرف من أمره، فبايعْنا عُمَر، لم يختلف عليه مِنَّا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعض، ولم نقطع البراءة منه. فأدّيت إلى عمر حقّه، وعرفت طاعته، وغزوت معه فِي جيوشه، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزوا إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسَوْطي. فَلَمَّا قُبِض تذكَّرت فِي نفسي قرابتي وسابقتي وسالفتي وفضلي، وأنا أظن أن لَا يَعْدِلَ بي، ولكنْ خشي أن لَا يعمل الخليفة بعده ذَنْبًا إلّا لحِقَه فِي قبره، فأخرج منها نفسه وولده، ولو كَانَتْ محاباةً منه لآثر بها ولده فبرئ منها إِلَى رهطِ من قريش ستّة، أَنَا أحدهم. فَلَمَّا اجتمع الرهط تذكَّرت فِي نفسي قرابتي وسابقتي وفضلي، وأنا أظن أن لَا يَعْدِلُوا بي، فأخذ عَبْد الرَّحْمَن مواثقنا على أن نسمع ونُطيع لمن ولّاه الله أمرَنا، ثُمَّ أخذ بيد ابن عَفَّان فضرب بيده على يده، فنظرت في أمري، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي، وَإِذَا ميثاقي قد أَخَذَ لغيري، فبايعنا عثمان، فأدّيت له حقَّه، وعرفت له طاعته، وغزوت معه فِي جيوشه، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي. فلما أصيبَ نظرت فِي أمري، فإذا الخليفتان اللّذان أخذاها بِعَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليهما بالصلاة قد مضيا، وهذا الَّذِي قد أخذ له الميثاق، قد   [1] في تاريخ الخلفاء «تولّاها» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 641 أصيب، فبايعني أَهْل الحرمين، وأهل هذين المصرين [1] . روى إسحاق بن راهويه نحوه، عن عبدة بْن سُلَيْمَان، ثنا أَبُو العلاء سالم المُرَاديّ، سمعت الْحَسَن، وروى نحوه وزاد فِي آخره: فوثب فيها من ليس مثلي، ولا قرابتُهُ كقرابتي، ولا عِلْمه كعِلْمي، ولا سابقتُهُ كسابقتي، وكنت أحقُّ بها منه [2] . قَالا: فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين- يعنيان: طَلْحَةَ والزُّبَيْر- قَالَ: بايعاني بالمدينة، وخلعاني [3] بالبصرة، ولو أنّ رجلًا ممّن بايع أَبَا بَكْر وعمر خَلَعَهُ لقاتلناه. وروى نحوه الجُرَيْري، عن أبي نَضْرَةَ. [وَقَالَ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ: ثنا مُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ التَّيْمِيُّ، ثنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلَالًا. رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، يَقُولُ الْحَقَّ، وَلَوْ كَانَ مُرًّا، تركه الحق وما له من صديق. رحم اللَّهُ عُثْمَانَ تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ. رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا، اللَّهمّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ [4]] [5] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله»   [1] الحديث بطوله ذكره السيوطي في «تاريخ الخلفاء- ص 177، 178 نقلا عن تاريخ دمشق لابن عساكر. [2] تاريخ الخلفاء 178. [3] في منتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملّا «وخالفاني» . [4] أخرجه الترمذي في المناقب (3798) وقال: هذا حديث غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. واختصره الحاكم في المستدرك 3/ 124، 125 وفيه «المختار بن نافع التميمي» والصحيح «التيمي» . [5] ما بين الحاصرتين مستدرك من النسختين (ع) و (ح) ومنتقى الأحمدية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 642 فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ، وَكَانَ أَعْطَى عَلِيًّا نَعْلَهُ يَخْصِفُهَا [1] . قُلْتُ [2] : فَقَاتَلَ الْخَوَارِجَ الَّذِينَ أَوَّلُوا الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِمْ وَجَهْلِهِمْ. وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: جَاءَ أُنَاسٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالُوا: أَنْتَ هُوَ، قَالَ: مَنْ أَنَا! قَالُوا: أَنْتَ هُوَ، قَالَ: وَيْلَكُمْ مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَبُّنَا، قَالَ: ارْجِعُوا، فَأَبَوْا، فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ، ثُمَّ خَدَّ [3] لَهُمْ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا قَنْبَرُ ائْتِنِي بِحِزَمِ الْحَطَبِ، فَحَرَّقَهُمْ بِالنَّارِ وَقَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ الأَمْرَ أَمْرًا مُنْكَرًا أَوْقَدْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قُنْبُرَا [4] وقال أَبُو حيان التَّيْميّ: حَدَّثَنِي مجمّع، أنّ عليًّا كان يكنس بيت المال ثُمَّ يصلي فِيهِ، رجاء أن يشهد له أنّه لم يحبس فِيهِ المال عن المُسْلِمين [5] . وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ قال: خطب عليّ فقال: أيّها   [1] أخرجه الترمذي في المناقب (3799) وهو طويل، من طريق شريك، عن منصور، عن ربعيّ بن حراش قال: أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال: «لما كان يوم الحديبيّة ... » . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ من حديث ربعيّ عن عليّ. وأخرجه أحمد في المسند 3/ 33 كما هو هنا، وانظر 3/ 82 و 6/ 6. و 121 و 167 و 242 و 260، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 122، 123، وصحّحه الذهبي، وهو في مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 133، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وانظر حلية الأولياء 1/ 67، وتاريخ بغداد 1/ 134. [2] أي الحافظ الذهبي. [3] في نسخة الدار (خذ) والتصحيح من ذخائر العقبي 92 وبقيّة النّسخ. [4] ذخائر العقبي- ص 92. [5] أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 49، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 81، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 180، 181، وأحمد في الزهد 163. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 643 النَّاسُ، وَاللَّهِ الَّذِي لا إلَهُ إِلا هُوَ، مَا رَزَأْتُ [1] مِنْ مَالِكُمْ قَلِيلا وَلا كَثِيرًا، إِلا هَذِهِ الْقَارُورَةَ، وَأَخْرَجَ قَارُورَةً فِيهَا طِيبٌ، ثُمَّ قَالَ: أَهْدَاهَا إِلَى دِهْقَانَ [2] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ يَوْمَ الأَضْحَى فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خَزِيرَةً [3] ، فَقُلْتُ: لَوْ قَرَّبْتَ إِلَيْنَا مِنْ هَذَا الإِوَزِّ [4] ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْثَرَ الْخَيْرَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللَّهِ إِلا قَصْعَتَانِ، قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ [5] » . وقال سُفْيَان الثوري: إذا جاءك عن عليّ شيءٌ فخُذْ به، مَا بنى لَبِنَةً، على لَبِنَة، ولا قَصْبة على قصْبَة، ولقد كان يُجاء بجيوبه فِي جُراب. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ [6] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ بِالْخَوَرْنَقِ، وَعَلَيْهِ سَمَلُ [7] قَطِيفَةٍ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لَكَ لأَهْلِ بَيْتِكَ فِي هَذَا الْمَالِ نَصِيبًا، وَأَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا بِنَفْسِكَ! فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَرْزَؤُكُمْ شَيْئًا [8] ، وَمَا هِيَ إِلا قَطِيفَتِي الَّتِي أخرجتها من بيتي [9] .   [1] أي ما أخذت. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) . وفي نسخة دار الكتب «رزئت» ، وفي النسخة (ح) «زويت» وكلاهما تحريف. [2] أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 49، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 81 وفيه «أهداها إلى مولاي دهقان» ، وانظر نهاية الأرب 20/ 219. [3] الخزيرة: لحم يقطّع صغارا ويصبّ عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق. [4] في نسخة دار الكتب، و (ح) «الوز» ، وهو جائز. وفي مسند أحمد «لو قرّبت إلينا من هذا البط يعني الوزّ» . [5] أخرجه أحمد في المسند 1/ 78. [6] في ع (عنزة) وفي ح (هتيرة) والتصحيح من نسخة الدار والتقريب والحلية. [7] السمل: الخلق من الثياب. وفي ح (شمل) وهو تصحيف. [8] في الحلية: «ما أرزؤكم من مالكم شيئا» . [9] حلية الأولياء 1/ 82، صفة الصفوة 1/ 317. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 644 وعن علي أنّه اشترى قميصًا بأربعة دراهم فلبسه، وقطع مَا فضل عن أصابعه من الكمّ [1] . وعن جرموز قال: رأيت عليّا وهو يخرج من القصر، وعليه إزارٌ إِلَى نصف السّاق، ورداءٌ مُشَمَّر، ومعه دِرَّةٌ يمشي بها فِي الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله وحُسْن البَيْع، ويقول: أوْفُوا الكيل والميزان، ولا تنفخوا اللَّحْم [2] . وقال الْحَسَن بْن صالح بْن حيّ: تذاكروا الزُّهاد عند عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز، فقال: أزهد النّاس فِي الدُّنيا عليّ بْن أبي طَالِب. وعن رَجُل أنّه رَأَى عليًّا قد ركب حمارًا ودلّى رجليْه إِلَى موضع واحد، ثُمَّ قَالَ: أَنَا الَّذِي أهنتُ الدُّنيا. وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمَّارٍ الحضرميّ، عن أبي عمر زاذان، أَنَّ رَجُلا حَدَّثَ عَلِيًّا بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ كَذَّبْتَنِي، قَالَ: لَمْ أَفْعَلْ، قَالَ: إنْ كِنْتَ كَذَبْتَ أَدْعُو عَلَيْكَ، قَالَ: ادْعُ، فَدَعَا، فَمَا بَرَحَ حَتَّى عُمِيَ [3] . وقال عطاء بْن السّائب، عن أبي البَخْتَرِيّ، عن عليّ قَالَ: وأبْردُها على الْكَبِدِ إذا سُئلْتُ عمّا لا أعلم أن أقول: والله أعلم [4] . وقال خَيْثَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن: قال عليّ: من أراد أن ينصف النّاس،   [1] طبقات ابن سعد 3/ 29، صفة الصفوة 1/ 318، حلية الأولياء 1/ 83. [2] أخرجه ابن سعد 3/ 28، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 48، 49، والنويري في نهاية الأرب 200/ 220، 221. [3] أخرجه أحمد في كتاب الزهد 164، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 179 وقال رواه أبو نعيم في الدلائل. [4] تاريخ الخلفاء 186. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 645 من نفسه فلْيُحِبَ لهم مَا يحبّ لنفسه. وقال عمرو بن مرة، عن أبي البختري قَالَ: جاء رَجُل إِلَى عليّ فأثنى عليه، وكان قد بَلَغَه عَنْهُ أمرٌ، فقال: إنّي لست كما تقول، وأنا فوق مَا فِي نفسك [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الأَسَدِيُّ- وَهُوَ صَدُوقٌ- ثنا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ- وَهُوَ وَاهٍ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صَوْحَانَ قَالَ: لَمَّا ضُرِبَ عليٌّ أَتَيْنَاهُ، فَقُلْنَا: اسْتَخْلِفْ، قَالَ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِكُمْ خَيْرًا اسْتَعْمَلَ عَلَيْكُمْ خَيْرَكُمْ، كَمَا أَرَادَ بِنَا خَيْرًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا أَبَا بَكْرٍ [2] . وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: أَلَا تُوصِي؟ قَالَ: مَا أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْصَى، وَلَكِنْ إِنْ يرد الله بالنّاس خيرا سيجمعهم على خيرهم، [كَمَا جَمَعَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَى خَيْرِهِمْ] [3] . وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، رَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ الْهَمَدَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: استُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، فَعَمِلَ بِعَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسُنَّتِه، الْحَدِيثَ [4] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْعٍ، سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، فَمَا يَنْتَظِرُنِي إِلا شَقِيٌّ [5] ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبِرْنَا عَنْهُ نُبِرُّ [6] ، عِتْرَتَه، قال: أنشدكم باللَّه أن تقتلوا   [1] تاريخ الخلفاء للسيوطي 182. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 145. [3] ما بين الحاصرتين مستدرك من النسختين (ع) و (ح) ، ومنتقى ابن الملا. [4] أخرجه أحمد في المسند 1/ 128. [5] في طبقات ابن سعد «فما ينتظر بالأشقى» . [6] في طبقات ابن سعد «نبير» . أي نهلك. انظر تاج العروس (أبر- بور) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 646 غَيْرَ قَاتِلِي [1] ، قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَككُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهمّ تَرَكْتَنِي فِيهِمْ مَا بَدَا لَكَ، ثُمَّ قَبَضْتَنِي إِلَيْكَ، وَأَنْتَ فِيهِمْ، إِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ [2] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ [3] سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ كَانَ يُسِرُّ إلي النبي صلى الله عليه وسلم: «لتخضبن هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ، فَمَا يُحْبَسُ أَشْقَاهَا» [4] . وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قدِمَ عَلَى عَلِيٍّ قَوْمٌ مِنَ الْبَصْرَةِ من الخوارج، فقال منهم الجعد من نَعْجَةَ [5] : اتَّقِ اللَّهَ يَا عَلِيُّ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلْ مَقْتُولٌ: ضَرْبَةٌ عَلَى هَذِهِ تُخَضِّبُ هَذِهِ، عَهْدٌ مَعْهُودٌ وَقَضَاءٌ مَقْضِيٌّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى، قَالَ: وَعَاتَبَهُ فِي لِبَاسِهِ فقال: ما لكم وللباسي هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم [6] .   [1] هنا تحريف في نسخة دار الكتب، والتصحيح من ذخائر العقبي 112 وبقية النسخ. وفي طبقات ابن سعد «إذا والله تقتلوا بي غير قاتلي» . [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 34، والهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 137 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن «سبيع» وهو ثقة، ورواه البزّار بإسناد حسن. وانظر مروج الذهب 2/ 425. [3] في النسخة (ح) «الجماني» وهو تصحيف. [4] أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 60، وابن سعد في الطبقات 3/ 34 من طريق إسرائيل، عن سنان بن حبيب، عن نبل بنت بدر، عن زوجها قال: سمعت عليّا يقول.. وانظر نهاية الأرب 20/ 211 وقد أثبت «الجماني» . [5] في الزهد لأحمد 165 وصفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 332 «بعجة» بالباء. [6] أخرجه أحمد في الزهد 165، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 82، 83، والحاكم في المستدرك 3/ 143، وتابعه الذهبي في تلخيصه، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 332. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 647 وقال فِطْر [1] ، عن أبي الطُّفَيْل: إنّ عليًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه تمثّل: أشْدُدْ حَيَازِيمَكَ للموت فَإِن الموتَ لاقيكا [2] ولا تَجْزَعْ من القتل [3] إذا حَلَّ بوادِيكا [4] وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ، وَقَدْ وَضَعْتُ قَدَمِي فِي الْغَرْزِ، فَقَالَ لِي، لا تَقْدَمِ الْعِرَاقَ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يُصِيبَكَ بِهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، قُلْتُ: وَأَيْمُ اللَّهِ لَقَدْ اخبرني به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: فَمَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ قَطُّ مُحَارِبًا يُخْبِرُ بِذَا عَنْ نَفْسِهِ [5] . قال ابْن عُيَيْنَة: كان عَبْد الملك رافضيًّا. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي [6] فَاطِمَةَ، حَدَّثَنِي الأَصْبَغُ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا عَلِيٌّ أَتَاهُ ابْنُ النَّبَّاحِ [7] حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاةِ، فَقَامَ يَمْشِي، فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ الصَّغِيرَ، شَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ، فَضَرَبَهُ، فَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ [8] فجعلت تقول:   [1] في نسخة دار الكتب «قطر» بالقاف، وهو تصحيف، والتصحيح من بقية النسخ. [2] في طبقات ابن سعد 3/ 33 «آتيك» ، وكذا في صفة الصفوة 1/ 333 والحيازيم: مفردها حيزوم. وهو ما اشتمل عليه الصدر. والمعنى. وطّن نفسك على الموت. [3] في طبقات ابن سعد «الموت» وكذا في منتقى الأحمدية. [4] في الطبقات «بواديك» . والبيتان في «الكامل» للمبرّد 3/ 932 وصفة الصفوة 1/ 333، ومجمع الزوائد 9/ 138، والمعجم الكبير 1/ 105 وأنساب الأشراف 499. [5] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 140 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقّبه الذهبي في تلخيصه فقال: ابن بشار ذو مناكير وابن أعين غير مرضيّ. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 138 وقال: رواه ابو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون. وانظر: ذخائر العقبي 102. [6] (أبي) مستدركة من (ع) ، والتقريب. [7] هو عامر بن النّبّاح مؤذّن عليّ رضي الله عنه. [8] أم كُلْثوم بِنْت عَلِيّ بن أَبِي طالب وزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. انظر عنها: طبقات ابن سعد 8/ 463. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 648 ما لي وَلِصَلاةِ الصُّبْحِ، قُتِلَ زَوْجِي عُمَرُ صَلاةَ الْغَدَاةِ، وقُتِلَ أَبِي صَلاةَ الْغَدَاةِ. وَقَالَ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ لَيْلَةِ قُتِلَ عَلِيٌّ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: خَرَجْتُ الْبَارِحَةَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُصَلِّي فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ إِنِّي بِتُّ الْبَارِحَةَ أُوقِظُ أَهْلِي لأَنَّهَا لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ صَبِيحَةَ بَدْرٍ، لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَلَكَتْنِي عَيْنَايَ، فَسَنَحَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الأَوَدِ وَاللَّدَدِ [1] ، فَقَالَ: «ادْعُ عَلَيْهِمْ» فَقُلْتُ: اللَّهمّ أَبْدِلْنِي بِهِمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَأَبْدِلْهُمْ بِي مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي. فَجَاءَ ابْنُ النَّبَّاحِ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَخَرَجَ، وَخَرَجْتُ خَلْفَهُ، فَاعْتَوَرَهُ رَجُلانِ: أَمَّا أَحَدُهُمَا فَوَقَعَتْ ضَرْبَتُهُ فِي السُّدَّةِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَثْبَتَهَا فِي رَأْسِهِ [2] . وقال جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عن أَبِيهِ، إنّ عليًّا كان يخرج إِلَى الصلاة، وَفِي يده دِرَّةٌ يوقظ النّاس بها، فضربه ابن مُلجَم، فقال عليّ أطعموه واسقوه فإن عشت فأنا وليّ دمي [3] . رواه غيره، وزاد: فإنْ بقيتُ قَتَلْتُ أو عفوتُ فإنْ مِتُّ فاقتلوه قِتْلَتي، ولا تعتدوا إنّ الله لَا يحب المعتدين [4] . وقال مُحَمَّد بْن سعد [5] : لقي ابنُ مُلْجم شَبِيبَ بْن بَجْرة الأشجعيّ،   [1] الأود: العوج. واللّدد: الخصومة. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 36، 37 في حديث طويل، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 61، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 175، وانظر: نهاية الأرب 20/ 212، 213، الرياض النضرة 2/ 245. [3] أخرج الحاكم في المستدرك 3/ 144 نحوه، من طريق عبد العزيز بن الخطاب، عن عليّ بن غراب، عن مجالد، عن الشعبيّ. [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 35. [5] في الطبقات 3/ 36، 37. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 649 فأعلمه بما عزم عليه من قُتِلَ عليّ، فوافقه، قَالَ: وجلسا مقابل السُّدة التي يخرج منها عليّ، قَالَ الْحَسَن: وأتيته سَحَرًا، فجلست إليه فقال: إنّي مَلَكَتْني عيناي وأنا جالس، فسنح لي النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر المنام المذكور. قَالَ وخرج وأنا خلفه، وابن النّبّاح بين يديه، فَلَمَّا خرج من الباب نادى: أيُّها النّاس الصلاة الصلاة، وكذلك كان يصنع كل يوم، ومعه دِرَّتُهُ يُوقِظُ النّاس، فاعْتَرَضَهُ الرجلان، فضربه ابنُ مُلْجَم على دماغِه، وأمّا سيف شبيب فوقع فِي الطّاق، وسمع النّاس عليًّا يقول: لَا يَفُوتَنَّكُمُ الرجل، فشدّ النّاس عليهما من كل ناحية، فهرب شبيب، وَأُخِذَ عَبْد الرَّحْمَن، وكان قد سمّ سيفه. ومكث عليّ يوم الجمعة والسبت، وتُوُفيّ ليلة الأحد، لإحدى عشرة لَيْلَةً بقيت من رمضان [1] . فلمّا دفن أحضروا ابن ملجم، فاجتمع النّاس، وجاءوا بالنّفْط والبَوَاري، فقال مُحَمَّد بْن الحنفية، والحسين، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أبي طَالِب: دَعُونا نَشْتَفّ منه، فقطع عَبْد الله يديه ورِجْلَيه، فلم يجزع ولم يتكلم، فكَحَل عينيه، فلم يجزع، وجعل يقول: إنّك لَتَكْحُل عيني عمّك، وجعل يقرأ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 96: 1 [2] حَتَّى ختمها، وإنّ عينيه لَتَسيلان، ثُمَّ أمر به فعولج عن لسانه ليُقْطَع، فجزع، فَقِيلَ له في ذلك. فقال: ما ذاك بِجَزَعٍ، ولكنّي أكره أن أبقى فِي الدُّنيا فُوَاقًا لَا أذكر الله، فقطعوا لسانه، ثُمَّ أحرقوه فِي قَوْصرة، وكان أسمر، حَسَن الوجه، أفلَجَ، شعْرُهُ مع شَحْمَه أُذُنيه، وَفِي جبهته أثر السُّجود [3] . ويُرْوَى أن عليًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أمرهم أن يحرِّقوه بعد الْقَتْلِ. وقال جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عن أَبِيهِ قَالَ: صلّى الحسن على عليّ، ودفن   [1] طبقات ابن سعد 3/ 37. [2] أول سورة العلق. [3] طبقات ابن سعد 3/ 39، وانظر الأخبار الطوال لابن قتيبة 215. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 650 بالكوفة، عند قصر الإمارة، وَعُمِّيَ قبرهُ [1] . وعن أبي بَكْر بْن عيّاش قَالَ: عَمُّوه لئلّا تَنْبُشَه الخوارج [2] . وقال شَرِيك، وغيره: نقله الْحَسَن بْن عليّ إِلَى المدينة [3] . وذكر المُبَرّد عن مُحَمَّد بْن حبيب قَالَ: أوّل من حُوِّلَ من قبرٍ إِلَى قبرٍ عليّ [4] . وقال صالح بْن احمد النَّحْويّ: ثنا صالح بْن شُعيب، عن الْحَسَن بْن شُعَيب الفَرَويّ، أنّ عليًّا صُيِّر فِي صُندوقٍ، وكثَّروا عليه من الكافور، وَحُمِلَ على بعير، يريدون به المدينة، فَلَمَّا كان ببلاد طيِّئ، أضلّوا البعير ليلا، فأخذته طيِّئ وهم يظنون أنّ فِي الصُّندوق مالًا فلمّا رأوه خافوا فدفنوه ونحروا البعير فأكلوه [5] . وقال مُطَيْن: لو عَلِمَتِ الرافضة قبرَ مَن هَذَا الَّذِي يُزار بظاهر الكوفة لَرَجَمَتْهُ، هَذَا قبر المغيرة بن شعبة [6] .   [1] تاريخ بغداد 1/ 135. [2] تاريخ الخلفاء 176. [3] تاريخ الخلفاء 176، تاريخ بغداد 1/ 137. [4] تاريخ الخلفاء 176. [5] تاريخ الخلفاء 176 وقد استبعد ذلك ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 330. فقال: «ومن قال انه حمل على راحلته فذهبت به فلا يدرى أين ذهب فقد أخطأ وتكلّف ما لا علم له به ولا يسيغه عقل ولا شرع، وما يعتقده كثير من جهلة الروافض من أنّ قبره بمشهد النجف فلا دليل على ذلك ولا أصل له، ويقال إنما ذاك قبر المغيرة بن شعبة، حكاه الخطيب البغدادي عن أبي نعيم الحافظ..» . وقد اختلف في موضع قبره، فقيل: دفن في قصر الإمارة بالكوفة، وقيل: في رحبة الكوفة، وقيل: دفن بنجف الحيرة في موضع بطريق الحيرة، وقيل عند مسجد الجماعة. (انظر تاريخ الطبري 4/ 117 ونهاية الأرب 20/ 217، 218، وتاريخ بغداد 1/ 137، 138) . [6] تاريخ بغداد 1/ 138. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 651 قال أبو جَعْفَر الباقر: قُتِلَ عليّ وهو ابنُ ثمانٍ وخمسين [1] . وعنه رواية أخرى أنّه عاش ثلاثًا وستّين سنة [2] ، وكذا رُوِيَ عن ابنُ الحنفية، وقاله أبو إِسْحَاق السبيعيّ، وأبو بكر بن عيّاش، وينصر ذلك ما رواه ابنُ جُريْج، عن مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، أنّه أخبره أنّ عليًّا تُوُفيّ لثلاثٍ أو أربعٍ وستين سنة [3] . وعن جَعْفَر الصادق، عن أَبِيهِ قَالَ: كان لعليّ سبع عشرة سرِيّة [4] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَقَالَ: لَقَدْ فَارَقَكُمْ بِالأَمْسِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ إِلا الأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلا يُدْرِكُهُ الآخِرُونَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِيهِ الرَّايَةَ، فَلا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ، مَا تَرَكَ بَيْضَاءَ وَلا صَفْرَاءَ، إِلا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، كَانَ أَرْصَدَهَا لِخَادِمٍ لأَهْلِهِ [5] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأَصَمِّ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِنَّ الشِّيعَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا مَبْعُوثٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: كَذَبُوا وَاللَّهِ مَا هَؤُلاءِ بِشِيعَةٍ، لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ مَبْعُوثٌ مَا زَوَّجْنَا نِسَاءَهُ، وَلا قَسَّمْنَا مِيرَاثَهُ [6] . وَرَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، بَدَلَ عَمْرٍو. ولو استوعبنا أخبار أمير المؤمنين لَطَالَ الكتاب. والله تعالى أعلم.   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 96 رقم 165، والحاكم 3/ 144. [2] أخرجه الطبراني 1/ 96 رقم 165، والخطيب في تاريخ بغداد 1/ 135، والحاكم في المستدرك 3/ 145، وابن سعد في الطبقات 3/ 38. [3] الاستيعاب 3/ 57. [4] في البداية والنهاية 7/ 333 «مات عن أربع نسوة وتسع عشرة سرية» . [5] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 65، وأحمد في الزهد 166 من طريق وكيع، عن إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حبشي، وفيه «لا خادم لأهله» . [6] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 145 وتابعه الذهبي في تلخيصه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 652 [1] عَبْد الرَّحْمَن بْن مُلْجَم المُرَادِيّ [2] قاتل عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: خارجيّ مُفْتَرٍ، ذكره ابنُ يُونُس فِي (تاريخ مصر) فقال: شهِدَ فتح مصر، واختطّ بها مع الأشراف. وكان ممّن قرأ القرآن، والفقة. وهو أحد بني تدُول [3] وكان فارسهم بمصر. قرأ القرآن على مُعاذ بْن جبل. وكان من العُبّاد. ويقال: هُوَ الّذي أرسل صبيغا [4] التميميّ إِلَى عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، فسأله عما سأله مُسْتَعْجَم القرآن [5] . وقيل إنّ عُمَر كتب إِلَى عَمْرو بْن العاص: أنْ قَرّبْ دار عَبْد الرَّحْمَن بْن مُلْجم من المسجد ليُعَلِّم النّاس القرآن والفقه، فوسَّع له مكان داره، وكانت إِلَى جانب دار عَبْد الرَّحْمَن بْن عُدَيْس البَلَوِيّ، يعني أحد من أعان على قتْل عُثْمَان. ثُمَّ كان ابنُ مُلْجم من شيعة عليّ بالكوفة سار إليه إِلَى الكوفة، وشهد معه صِفِّين. قلت: ثُمَّ أدركه الكتاب، وفعل مَا فعل، وهو عند الخوارج من أفضل الأمَّة، وكذلك تُعَظِّمُهُ النُّصَيْرِيَّةُ. قال الفقيه أبو مُحَمَّد بْن حزم: يقولون إنّ ابنُ مُلْجَم أفضل أهل   [1] من هنا إلى آخر هذا الجزء ساقط من نسخة الدار، والاستدراك من ح، ع والمنتقى لابن الملا. [2] المحبّر لابن حبيب 17، الأخبار الطوال 213، 214، المعارف 209، أنساب الاشراف (ترجمة علي) 487 وما بعدها، ق 4 ج 1/ 166، الولاة والقضاة، 31، ربيع الأبرار 4/ 300 جمهرة أنساب العرب 200، التذكرة الحمدونية 2/ 475، الكامل في التاريخ 3/ 388- 392 و 395 و 411، وفيات الأعيان 2/ 65 و 7/ 218. [3] في النسخة (ج) «بدول» والتصحيح من النسخة (ع) ، وجمهرة أنساب العرب 401 ونهاية الأرب 2/ 300، والمقتضب 90، والاشتقاق لابن دريد 223. [4] في النسخة (ع) «صبيعا» ، وفي المنتقى لابن الملا «ضبيعا» ، وفي النسخة (ح) «صبيعة» ، وكلّها خطأ. والتصويب من الإصابة 2/ 198 رقم 4123 فقال: صبيغ، بوزن عظيم وآخره معجمة، ابن عسل، بمهملتين الأولى مكسورة والثانية ساكنة، ويقال بالتصغير، ويقال: ابن سهل الحنظليّ. [5] انظر قصّته في الإصابة 2/ 198، 199. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 653 الأرض، خلّص روح اللاهوت من ظُلْمة الجَسَد وكَدَره [1] . فاعْجَبُوا يا مسلمين لهذا الجنون. وَفِي ابنُ مُلْجَم يقول عُمَران بْن حطّان الخارجيّ: يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره حينا فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا [2] وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق فِي الآخرة. وهو عندنا أَهْل السُّنَّةِ ممّن نرجو له النار، ونجوِّز أن الله يتجاوز عَنْهُ، لَا كما يقول الخوارج والروافض فِيهِ. وحُكْمه حُكْم قاتِل عُثْمَان: وقاتل الزبير، وقاتل طَلْحَةَ، وقاتل سَعِيد بْن جُبَيْر، وقاتل عمّار، وقاتل خارجة، وقاتل الْحُسَيْن. فكلّ هؤلاء نبرأ منهم ونبغضهم فِي الله، وَنَكِلُ أمورَهُمْ إِلَى الله عز وجل. (مُعَيْقِيب) [3] ع- بْن أبي فاطمة الدَّوْسيّ حليف بني عبد شمس، من مهاجرة الحبشة.   [1] انظر كتاب «الملل والنحل» للشهرستاني- ج 2/ 139 الملحق بالفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم- طبعة القاهرة، ومذاهب الإسلاميين للدكتور عبد الرحمن بدوي 2/ 442 طبعة دار العلم للملايين- بيروت 1973، وكتابنا «تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 2/ 95- طبعة المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت 1981. [2] الاستيعاب 3/ 62. [3] السير والمغازي لابن إسحاق 227، المغازي للواقدي 721، تهذيب سيرة ابن هشام 236، طبقات ابن سعد 4/ 116- 118، طبقات خليفة 13 و 123، تاريخ خليفة 99 و 156 و 199 و 202، المحبّر لابن حبيب 127، التاريخ لابن معين 2/ 578، التاريخ الكبير 8/ 52، 53 رقم 2123، ترتيب الثقات للعجلي 436 رقم 1613، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 238، المعارف 316 و 584، المعرفة والتاريخ 2/ 467، مسند أحمد 3/ 426 و 5/ 425، فتوح البلدان 6 و 431، أنساب الأشراف 1/ 200، و 4/ 149 وق 4 ج 1/ 455 و 548، و 5/ 58، الجرح والتعديل 8/ 426 رقم 1938، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 135، الثقات لابن حبّان 3/ 404، العقد الفريد 4/ 161 و 273، الاستيعاب 3/ 476، 477، المعجم الكبير 20/ 349- 352، التذكرة الحمدونية 1/ 141، أسد الغابة 4/ 402، 403، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 654 قَالَ ابنُ مَنْدَه وحدُه: إنّه شهد بدْرًا. كان مُعَيْقِيب على خاتم النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، واستعمله أبو بكر وعمر على بيت المال. لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثان [1] . روى عَنْهُ حفيده إياس بْن الْحَارِث، وأبو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَن. أبو أسَيْد السّاعِدِيّ [2] واسمه مالك بْن ربيعة بْن البدن [3] الْأَنْصَارِيّ. من كبار الصحابة. شهد   [ () ] الكامل في التاريخ 3/ 199 و 403، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 108 رقم 157، تحفة الأشراف للمزّي 8/ 468، 469 رقم 537، تهذيب الكمال 3/ 1358، العبر 1/ 47، سير أعلام النبلاء 2/ 491، 493 رقم 102، الكاشف 3/ 147 رقم 5679، مرآة الجنان 1/ 107، تهذيب التهذيب 10/ 254 رقم 456، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1302، الإصابة 3/ 451 رقم 8614، خلاصة تذهيب التهذيب 397، شذرات الذهب 1/ 48. [1] في مسند أحمد. ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 238. [2] المغازي للواقدي 76 و 99 و 103 و 104 و 150 و 151 و 168 و 274 و 295 و 426 و 800 و 877 و 896، تهذيب سيرة ابن هشام 236، طبقات ابن سعد 3/ 557، 558، تاريخ خليفة 166، طبقات خليفة 97، المحبّر لابن حبيب 95 و 298، التاريخ لابن معين 2/ 547، البرصان والعرجان 362، ترتيب الثقات للعجلي 489 رقم 1893، مقدّمة مسند بقي بن مخلد 89 رقم 100، المعارف 272 و 588، مسند أحمد 3/ 496- 498، المعرفة والتاريخ 1/ 344 و 442 و 2/ 467 و 3/ 25، تاريخ أبي زرعة 1/ 491، تاريخ الطبري 3/ 167 و 4/ 337 و 359، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 549 و 551 و 585 و 589، و 5/ 60، 61، مشاهير علماء الأمصار 22 رقم 94، المستدرك 3/ 515، 516، الاستبصار 106، الاستيعاب 4/ 8، 9، العقد الفريد 2/ 409، جمهرة أنساب العرب 366، الكامل في التاريخ 2/ 310 و 3/ 130 و 151 و 162 و 4/ 44، أسد الغابة 4/ 279 و 5/ 137، تحفة الأشراف 8/ 340- 345 رقم 476، تهذيب الكمال 3/ 1298، المعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 116، الكاشف 3/ 100 رقم 5343، تلخيص المستدرك 3/ 515، 516، سير أعلام النبلاء، 2/ 538- 540 رقم 110، العبر 1/ 46، مرآة الجنان 1/ 107، تهذيب التهذيب 10/ 15، 16 رقم 66، تقريب التهذيب 2/ 392 رقم 60، النكت الظراف 8/ 340- 343، الإصابة 3/ 344 رقم 7628، خلاصة تذهيب التهذيب 367، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 115، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوط) الورقة 52. [3] البدن: بفتح الباء والدال. قال ابن دريد في الاشتقاق 340: «اشتقاقه من شيئين، إمّا من الجزء: 3 ¦ الصفحة: 655 بدْرًا والمشاهد كلّها، وذهب بَصَرُهُ فِي آخر عمره. له عدّة أحاديث. روى عَنْهُ بنوه المُنْذر، والزبير، وحمزة، وأنس بْن مالك، وعباس بْن سهل (بْن سعد) [1] ، وأبو سَلَمَةَ بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعلي بْن عُبَيْد الساعدي مولاه. تُوُفيّ سنة أربعين، قاله خليفة [2] وغيره، وهو الصحيح. وقال المدائني: تُوُفيّ سنة ستين. وقال ابنُ مَنْدَه، سنة خمسٍ وستّين. وقال أبو حَفْص الفلّاس: تُوُفيّ سنة ثلاثين. وقال ابنُ سعد: كَانَتْ مع أبي أسيد رايةُ بني ساعدة يوم الفتح [3] . وأخبرني مُحَمَّد بْن عُمَر، حَدَّثَنِي أُبَيّ بْن [4] عَبَّاس بْن سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْت أَبَا أسيْد بعد أن ذهب بصرُهُ قصيرًا دَحْداحًا [5] أبيض الرأس والّلحْية [6] . وقال ابنُ عجلان عن عُبَيْد الله بْن أبي رافع قَالَ: رَأَيْت أَبَا أُسيد يُحفي شاربه كأخي الحلق [7] . وقال ابنُ أبي ذئب، عن عثمان بن عبيد الله قَالَ: رَأَيْت أَبَا أسَيْد، وأبا هُرَيْرَةَ، وأبا قَتَادَةَ، وابن عُمَر، يمرُّون بنا ونحن فِي الكتّاب، فنجد منهم ريح   [ () ] الدرع القصيرة وذكر بعض أهل التفسير في قوله جلّ وعزّ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ 10: 92 أي: بدرعك. قال: والبدن: الوعل المسنّ. [1] ما بين القوسين ساقط من النسخة (ح) ، والاستدراك من النسخة (ع) ومنتقى ابن الملا. [2] في الطبقات 97. [3] طبقات ابن سعد 3/ 558. [4] «بن» ساقطة من طبعة القدسي 3/ 401، وأثبتها من طبقات ابن سعد. [5] الدحداح: القصير. [6] ابن سعد 3/ 558. [7] ابن سعد 3/ 558. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 656 العبير، وهو الخلوق يُصَفِّرون به لحاهم [1] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ حَمْزَةَ بن أبي أُسيد، والزبير بن المُنْذر بْن أبي أُسَيْد أنّهما نزعا من يد أبي أُسَيْد خاتمًا من ذهب حين مات. وكان بدريًا [2] . قيل إنّه عاش ثمانيًا وسبعين سنة، وله عقِب بالمدينة وبغداد [3] . رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. أبو مَسْعُود البدْريّ [4] ع ولم يكن بدريًّا [5] بل سكن ماءً ببدْر فنسِبَ إليه، بل شهِدَ العقبة، وكان أصغر من السَّبعين حينئذٍ. اسمه عُقْبَة بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة بْن أُسَيرة بْن عُسَيْرة [6] الأنصاري. نزل   [1] ابن سعد 3/ 558. [2] ابن سعد 3/ 558. [3] ابن سعد 3/ 588. [4] المغازي للواقدي 295 و 331 و 724، طبقات ابن سعد 6/ 16، طبقات خليفة 96 و 136، تاريخ خليفة 202، المحبّر لابن حبيب 290، التاريخ لابن معين 2/ 410، الزهد لأحمد 235، المسند له 4/ 118- 122، و 5/ 272- 275، التاريخ الكبير 6/ 429 رقم 2884، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 37، المعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، أنساب الأشراف 1/ 245، تاريخ أبي زرعة 1/ 576، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 54، تاريخ الطبري 4/ 129 و 335 و 352 و 422 و 5/ 38 و 93، الجرح والتعديل 6/ 313 رقم 1740، الاستبصار 130، الاستيعاب 3/ 105، مشاهير علماء الأمصار 44 رقم 270، جمهرة أنساب العرب 362، أمالي المرتضى 1/ 75، لباب الآداب 13 و 281، أسد الغابة 5/ 296، 297، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2 267 رقم 424، وفيات الأعيان 2/ 479، تهذيب الكمال 2/ 948، العبر 1/ 46، الكاشف 2/ 238 رقم 3902، المعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 91، سير أعلام النبلاء 2/ 493- 496 رقم 103، مرآة الجنان 1/ 107، تهذيب التهذيب 7/ 247- 249 رقم 446، تقريب التهذيب 1/ 27 رقم 249 الإصابة 2/ 490، 491 رقم 5606، خلاصة تذهيب التهذيب 269. [5] جزم البخاري بأنه شهد غزوة بدر، واستدلّ على ذلك بأحاديث أخرجها في صحيحه، وصرّح في بعضها بأنه شهدها. [6] سقط من النسخة (ح) «بن عميرة» ، والاستدراك من منتقى ابن الملاء، والنسخة (ع) ، وتهذيب التهذيب 7/ 247. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 657 الكوفة، وكان من الفقهاء. روى عَنْهُ ابنه بشير بْن أبي مَسْعُود، وأوْس بْن ضَمْعَج، ورِبْعيُّ بْن حراش، وعلقمة، وهمام بن الْحَارِث، وقيس بْن أبي حازم، وأبو وائل، وآخرون. وقال الحكم بْن عُتَيْبة: كان بدريًا. وقال ابنُ أبي ذئب [1] : قال عُمَر، لأبي مَسْعُود الأَنْصَاري: نُبِّئتُ أنّك تفُتي النّاس، ولستَ بأميرٍ، فَوَلِّ حارَّها من تولّى قارَّها [2] . وقال خليفة: لمّا خرج عليّ يريد مُعَاوِيَة استخلف أَبَا مَسْعُود على الكوفة [3] . حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ [4] ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيٌّ إِلَى صِفِّينَ اسْتَخْلَفَ أَبَا مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيَّ عَلَى الْكُوفَةِ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لَهُ: قَدْ وَاللَّهِ أَهْلَكَ اللَّهُ أَعْدَاءَهُ وَأَظْهَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَقُولُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعُدُّهُ ظَفَرًا أَنْ تَظْهَرَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ عَلَى الأُخْرَى. قَالُوا: فَمَهْ؟ قَالَ: الصُّلْحُ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ ذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اعْتَزِلْ عَمَلَنَا. قَالَ: مِمَّهْ؟ قَالَ: إِنَّا وَجَدْنَاكَ لا تَعْقِلُ عَقْلَةٌ. فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: أمَّا أَنَا فَقَدْ بَقِيَ فِي عَقْلِي أَنَّ الآخَرَ شَرٌّ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدُ [5] بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَامَ أَبُو مَسْعُودٍ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ فقال: من كان   [1] كذا في النسخة (ح) ، والّذي في النسخة (ع) «قال ابن سيرين» . وفي سير أعلام النبلاء 2/ 495: «وقال حبيب، عن ابن سيرين» بدل «قال ابن أبي ذئب» . [2] القار: من القرّ: البرد. قال ابن الأثير في النهاية: جعل الحر كناية عن الشرّ والشّدة، والبرد كناية عن الخير والهيّن. أراد: ولّ شرّها من تولّى خيرها، وولّ شديدها من تولّى هيّنها، ويدلّ الحديث على أن مذهب عمر أن يمنع الإمام إن أفتى بلا إذن. [3] تاريخ خليفة 202. [4] في النسخة (ح) «يزيد» ، والتصويب من النسخة (ع) . [5] في ح (يزيد) والتصويب من (ع) والتقريب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 658 تَخَبَّأَ [1] فَلْيَظْهَرْ، فَإِنْ كَانَ إِلَى الْكَثْرَةِ، فَإِنَّ أَصْحَابَنَا أَكْثَرُ، وَمَا يُعَدُّ فَتْحًا أَنْ يَلْتَقِيَ هَذَانِ الْحَيَّانِ [2] ، فَيَقْتُلُ هَؤُلاءِ هَؤُلاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ إِلا رَجْرَجَةٌ [3] مِنْ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ، ظَهَرَتْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ. وَلَكِنَّ الْفَتْحَ أَنْ يَحْقِنَ اللَّهُ دِمَاءَهُمْ، وَيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ. قال المدائني وغيره: تُوُفيّ سنة أربعين. وقال خليفة [4] تُوُفيّ قبل الأربعين. وقال الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ فِي شرحه للبُخاري: الجمهور على أنّه سكن بدْرًا، ولم يشهدها. وقال: أربعة كبار شَهِدُوها. قاله الزُّهْرِيّ، وابن إسحاق، والبُخاريّ، والحَكَم. وقال الواقديّ: مات فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة بالمدينة. وله مائة حديث وحديثان [5] ، اتّفقا منها على تسعة، وانفرد البخاريّ بحديث، ومسلم بسبعة.   [1] هذه الكلمة مضطربة مصحّفة في النسخ، فصحّحتها من سير أعلام النبلاء 2/ 496 حيث ورد فيه: «وتخبّأ رجال لم يخرجوا مع علي» . [2] عند ابن الملا والذهبي في سير أعلام النبلاء (الجيلان) . بدل (الحيان) . [3] في تاج العروس: الرجرجة: بقية الماء في الحوض، والجماعة الكثيرة في الحرب، ومن لا عقل له ولا خير فيه. [4] في الطبقات 96. [5] مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 37. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 659 المُتَوفّون فِي خِلَافَةِ عَليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه تحِديدًا وتقريبًا على الحُروف (رفاعة بْن رافع بْن مالك بْن العَجْلان) [1] خ 4- أبو مُعاذ الْأَنْصَارِيّ الزُّرَقيّ، أخو مالك، وخلّاد. شهِدَ بدْرًا هُوَ وأخوه خلّاد، وكان أَبُوهُ من نُقباء الأَنْصَار. له أحاديث [2] . روى عَنْهُ ابناه: عُبَيْد، ومُعاذ، وابن أَخِيهِ يحيى بْن خلّاد، وغيرهم. وله عقب كثير بالمدينة، وبغداد.   [1] المغازي للواقدي 54 و 142 و 151 و 171 طبقات ابن سعد 3/ 596، 597، طبقات خليفة 100، تاريخ خليفة 205، المحبّر لابن حبيب 425، مسند أحمد 4/ 340، 341، التاريخ الكبير 3/ 319- 321 رقم 1809، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 112، المعرفة والتاريخ 1/ 317 و 3/ 329، أنساب الأشراف 1/ 192 و 245 و 300، ق 4 ج 1/ 549 و 569 و 570، و 5/ 59 و 78 و 79، أخبار القضاة 1/ 168، تاريخ الطبري 3/ 382 و 479. الجرح والتعديل 3/ 492 رقم 2230، مشاهير علماء الأمصار 21 رقم 86، الاستيعاب 1/ 501- 503، المعجم الكبير 5/ 25- 41 رقم 436، جمهرة أنساب العرب 358، المستدرك 3/ 233، الكامل في التاريخ 2/ 72 و 3/ 244 و 4/ 44، أسد الغابة 2/ 178، 179، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 190، 191 رقم 169، تحفة الأشراف 3/ 168- 171 رقم 150، تهذيب الكمال 1/ 415، الكاشف 1/ 242 رقم 1591، تلخيص المستدرك 3/ 233، تهذيب التهذيب 3/ 281 رقم 530، تقريب التهذيب 1/ 251 رقم 96، الإصابة 1/ 517 رقم 2664. [2] عددها 24 حديثا. انظر مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد- ص 90 رقم 112. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 660 تُوُفيّ فِي حدود سنة أربعين. وقال ابنُ سعد [1] تُوُفيّ فِي أوّل خلافة مُعَاوِيَة. (سُراقة بن مالك) [2] بن جُعشُم الكِنانيّ المُدْلجيّ، أبو سُفْيَان. أسلم بعد حصار الطّائف، وقيل بل شَهِد حُنينًا. وهو المذكور فِي هجرة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ عن مُتْعَة الحج ألِلأبد هِيَ؟ وكان ينزلُ قُدَيْدًا [3] . تُوُفيّ بعد عُثْمَان بعامين، أو فِي سنة أربعٍ وعشرين كما مر. (صَفْوان بْن عَسّال [4] المُرَادِيّ) [5] ت ن ق- غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثِنْتَيْ عشرة غزوة. وله أحاديث [6] . روى عَنْهُ زِرّ بْن حُبَيْش، وعبد الله بْن مسلَمة المُرَادي وأبو الغُرَيْف [7] عُبَيْد الله بْن خليفة، وأبو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَن. وسكن الكوفة. (قَرَظَة [8] بْن كعب الْأَنْصَارِيّ الخزْرَجيّ) [9] ق- أحد فقهاء الصّحابة.   [1] في الطبقات 3/ 597. [2] مرت ترجمته في هذا الجزء. [3] قديد: كزبير. قرية جامعة بين مكة والمدينة. كثيرة المياه. [4] في النسخة (ح) «غسان» وهو تحريف، والتصحيح من النسخة (ع) . [5] طبقات ابن سعد 6/ 27، طبقات خليفة 74 و 134، التاريخ الكبير 4/ 304، 305 رقم 2921، مسند أحمد 4/ 239- 241، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 129، المعرفة والتاريخ 3/ 400، الجرح والتعديل 4/ 420، 421 رقم 1845، مشاهير علماء الأمصار 47 رقم 297، المعجم الكبير 8/ 63، 64 رقم 723، الاستيعاب 2/ 188، 189، جمهرة أنساب العرب 407، جوامع السيرة لابن حزم 283، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 249 رقم 264، تحفة الأشراف للمزّي 4/ 191- 194 رقم 240، تهذيب الكمال 2/ 610، الكاشف 2/ 27 رقم 2424، المنتخب من ذيل المذيل 546، أسد الغابة 3/ 24، الوافي بالوفيات 16/ 317 رقم 348، تهذيب التهذيب 4/ 428 رقم 745، تقريب التهذيب 1/ 368 رقم 108، النكت الظراف 4/ 193، 194، الإصابة 2/ 189 رقم 4080. [6] عددها 20 حديثا. (جوامع السيرة 283، مقدمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 129. [7] في النسخة (ح) «أبو العريف» بالعين المهملة، وهو تصحيف، والتصويب من بقية النسخ. [8] قرظة: بالفتح. وعند ابن الملّا «قرضة» . [9] طبقات ابن سعد 6/ 17، المحبّر لابن حبيب 342، تاريخ خليفة 157 و 202، طبقات خليفة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 661 وهو أحد العشرة الذين وجَّههم عَمْر إِلَى الكوفة ليعلِّموا النّاس، ثُمَّ شَهِد فتح الرّيّ زمن عُمَر. وولّاه عليّ على الكوفة. ثُمَّ سار إِلَى (الجمل) مع عليّ، ثُمَّ شهِدَ صِفِّين. تُوُفيّ بالكوفة، وصلّى عليه عليّ على الصحيح. وهو أوّل من نِيحَ عليه بالكوفة. وقيل: تُوُفيّ بعد عليّ. (القَعْقَاع بْن عَمْرو [1] التَّميْميّ [2] ) قيل إنّه شهِدَ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَهُ أثر عظيم فِي قتال الفُرْس فِي القادسيّة وغيرها. وكان أحد الأبطال المذكورين. يُقَالُ: إنّ أَبَا بَكْر قَالَ: صوت القعقاع فِي الجيش خيرٌ من ألف رجلٍ [3] . وشهِدَ (الجمل) مع عليّ وكان الرَّسُول فِي الصُّلح يومئذٍ بين الفريقين. وسكن الكوفة.   [94] و 136، التاريخ لابن معين 2/ 487، التاريخ الكبير 7/ 193 رقم 858، المعرفة والتاريخ 1/ 220. 221، فتوح البلدان 241 و 291، الجرح والتعديل 7/ 144 رقم 801، تاريخ الطبري 4/ 148 و 499 و 5/ 117، الخراج وصناعة الكتابة 373، 374، المعجم الكبير 19/ 39، مشاهير علماء الأمصار 48 رقم 309، جمهرة أنساب العرب 365، الاستيعاب 3/ 265- 268، الكامل في التاريخ 3/ 33 و 34 و 260 و 365 و 403، تحفة الأشراف 8/ 281 رقم 449، تهذيب الكمال 2/ 1126، الكاشف 2/ 343 رقم 4635، تهذيب التهذيب 8/ 368، 369 رقم 654، تقريب التهذيب 2/ 124 رقم 98، الإصابة 3/ 231، 232 رقم 7098. [1] الجرح والتعديل 7/ 136 رقم 762، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 375، المعجم الكبير 19/ 40 (ذكر الاسم دون ترجمة) ، الاستيعاب 3/ 263، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 290، 291، أسد الغابة 4/ 207، الإصابة 3/ 239، 240 رقم 7127. [2] في النسخة (ع) «التيمي» وهو تحريف، والتصحيح من مصادر الترجمة. [3] أسد الغابة 4/ 207، الإصابة 3/ 239. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 662 (هشام بْن حكيم بْن حزام [1] ) م د ن [2] بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيّ بْن كلاب القُرَشيّ الأسدَيّ. هُوَ وأبوه من مسلمة الفتح. ولهذا رواية. وعنه جُبَيْر بْن نُفَيْر، وعُرْوة بْن الزُّبَيْر، وغيرهما. وهو الَّذِي صارعه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصرعه. قال ابنُ سعد: كان صَلِيبًا مَهيبًا. وقال الزُّهْرِيّ: كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان عُمَر إذا رَأَى مُنْكَرًا قَالَ: أمّا مَا عِشْتُ أَنَا وهشام بْن حَكِيم، فلا يكون هَذَا [3] . وقال ابنُ سعد: تُوُفيّ فِي أوّل خلافة مُعَاوِيَة. وقيل: إنّه قُتِلَ بأجْنَادَيْن، ولا يصحّ. الْوَلِيد بْن عُقْبَة [4] د ابنُ أبي مُعَيْطٍ، واسم أبي معيط أبان بْن أبي عَمْرو [5] بْن أُمَيّة بْن عَبْد   [1] نسبت قريش 231، مسند أحمد 3/ 403، 404 و 468، طبقات خليفة 14، التاريخ الكبير 8/ 191، 192 رقم 2664، ترتيب الثقات للعجلي 457 رقم 1731 وفيه «خزام» ، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 104 رقم 275، المعارف 219 و 311، جمهرة نسب قريش 1/ 377، المعرفة والتاريخ 2/ 356، الجرح والتعديل 9/ 53 رقم 226، المنتخب من ذيل المذيل 555، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 134، الثقات لابن حبّان 3/ 434، الاستيعاب 3/ 593، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 550، أسد الغابة 5/ 61، 62، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 137 رقم 209، تحفة الأشراف 9/ 70، 71 رقم 570، تهذيب الكمال 3/ 1438، الكاشف 3/ 195 رقم 6065، سير أعلام النبلاء 3/ 51، 52 رقم 13، العقد الثمين 7/ 370، تهذيب التهذيب 11/ 37 رقم 76، تقريب التهذيب 2/ 318 رقم 77، الإصابة 3/ 603 رقم 8963، خلاصة تذهيب التهذيب 351. [2] الرموز من تقريب التقريب 2/ 218. [3] جمهرة نسب قريش 378 وفيه: «كان عمر بن الخطّاب إذا أنكر الشيء قال: لا يكون هذا ما عشت أنا وهشام بن حكيم» . [4] المغازي للواقدي 130 و 139 و 278 و 289 و 631 و 980، تهذيب سيرة ابن هشام 213، [5] في بعض النسخ «عمر» ، والمثبت من الإصابة وغيره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 663 شمس، القُرَشيّ الأمويّ، أبو وهب. له صُحْبَة يسيرة، وهو أخو عُثْمَان لأمّه. روى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وأبو مُوسَى الهمداني. ووُلِّي الكوفة لعثمان. ولمّا قُتِلَ عُثْمَان سكن الجزيرة، ولم يشهد الفتنة [1] . وكان سخيًّا جوادًا شاعرًا شريفًا. قال ابنُ سعد: إنّه أسلم يوم الفتح، وبعثه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدَقات بني المُصْطَلِق، وولّاه عُمَر صَدَقات بني تغلب [2] . وولّاه عثمان   [ () ] مسند أحمد 4/ 32، الأخبار الموفقيّات 599- 601، طبقات ابن سعد 6/ 24، 25، و 7/ 476، 477، المحبّر لابن حبيب 126 و 342 و 379 و 407، نسب قريش 105 و 110 و 138 و 139 و 140 و 145 و 150 و 266، طبقات خليفة 11 و 126 و 140 و 189 و 318، تاريخ خليفة 98 و 157 و 158 و 160 و 163 و 178، عيون الأخبار 3/ 12، الأخبار الطوال 139، المعارف 242 و 318 و 319، 402، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 118 رقم 436، المعرفة والتاريخ 2/ 552 و 3/ 309 و 329، فتوح البلدان 78 و 214 و 343 و 352 و 395، أنساب الأشراف 1/ 301 و 3/ 311، ق 4 ج 1/ 516- 524، و 4/ 17، و 5/ 29 و 35 و 36 و 39 و 46 و 58 و 72 و 88 و 98 و 103 و 104 و 116 و 117 و 119، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 450، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 91، الجرح والتعديل 9/ 8 رقم 31، الزاهر للأنباري 1/ 188 و 228 و 504، الخراج وصناعة الكتابة 272 و 377 و 379، مشاهير علماء الأمصار 45، 46 رقم 284، الاستيعاب 3/ 631- 637، المعجم الكبير للطبراني 22/ 149- 151، ربيع الأبرار 4/ 292، أمالي المرتضى 1/ 110، الأمالي للقالي 2/ 37 و 38 و 83، جمهرة أنساب العرب 115 و 378 و 379، لباب الآداب 93 و 94، الزيارات للهروي 62، الكامل في التاريخ 3/ 105- 108 وانظر فهرس الأعلام 13/ 392، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 145، 146 رقم 229، التذكرة الحمدونية 2/ 267 و 309، تحفة الأشراف 9/ 94 رقم 580، تهذيب الكمال 3/ 1470، سير أعلام النبلاء 3/ 412- 416 رقم 67، الكاشف 3/ 211 رقم 6188، مروج الذهب 3/ 79 و 99 و 119، الأغاني 5/ 122- 153، البداية والنهاية 8/ 214، العقد الثمين 7/ 398، الإصابة 3/ 637، 638، تهذيب التهذيب 11/ 142- 144 رقم 240، تقريب التهذيب 2/ 334 رقم 74، خلاصة تذهيب التهذيب 358، شذرات الذهب 1/ 35 و 36 و 66 و 72. [1] طبقات ابن سعد 7/ 477 وانظر مسند أحمد 4/ 279، والمعجم الكبير للطبراني (3395) . [2] في النسخة (ع) «ثعلب» ، وهو تصحيف، والتصحيح من الإصابة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 664 الكوفة بعد سعد، ثُمَّ عزله عَنْهَا، فقدِم المدينة، ولم يزل بها حَتَّى بويع عليّ، فخرج إِلَى الرَّقَّةِ فَنَزَلها، واعتزل عليًّا ومعاوية. وقبره بعين الروحيّة على بريد من الرَّقَّةِ، وولده بالرَّقَّة إِلَى اليوم [1] . وقال ابنُ أبي نجيح، عن مجاهد، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسل الْوَلِيد بْن عُقْبَة إِلَى بني المُصْطَلق ليصدقوه، فتلقّوه بالصَّدَقَة، فتوهّم منهم، ورجع إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إنْ بني المُصْطَلق قد جمعوا لك ليُقَاتلوك. فنزلت: إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا 49: 6 [2] الآية [3] . وكذا قال قتادة،   [1] طبقات ابن سعد 6/ 24، 25. [2] سورة الحجرات، الآية 6. [3] أخرج أحمد في المسند 4/ 279، والطبراني في المعجم الكبير (3395) من طرق، عن محمد بن سابق، عن عيسى بن دينار، عن أبيه، أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي قال: قدِمَتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعاني إلى الإسلام، فدخلت فيه، وأقررت به، فدعاني إلى الزكاة، فأقررت بها، وقلت: يا رسول الله أرجع إلى قومي، فأدعوهم إلى الإسلام، وأداء الزكاة، فمن استجاب لي، جمعت زكاته، فيرسل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسولا بأن كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة، فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له، وبلغ الإبّان الّذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يبعث إليه، احتبس عليه الرسول، فلم يأته، فظنّ الحارث أنّه قد حدث فيه سخطة من الله عزّ وجلّ، ورسوله، فدعا بسروات قومه فقال لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان وقّت لي وقتا يرسل إليّ رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة، وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلّم الخلف. ولا أرى حبس رسوله إلّا من سخطة كانت، فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلّم الوليد بن عقبة إلى الحارث، ليقبض ما كان عنده، مما جمع من الزكاة، فلما أنّ سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق، فرق فرجع، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: يا رسول الله: إنّ الحارث منعني الزكاة، وأراد قتلي، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلّم البعث إلى الحارث، فأقبل الحارث بأصحابه، إذ استقبل البعث وفصل من المدينة، لقيهم الحارث، فقالوا: هذا الحارث، فلمّا غشيهم، قال لهم: إلى من بعثتم؟ قالوا: إليك، قال: ولم؟ قالوا: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان بعث إليك الوليد بن عقبة، فزعم أنّك منعته الزكاة، وأردت قتله، قال: لا، والّذي بعث محمدا بالحق، ما رأيته بتّة، ولا أتاني فلمّا دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «منعت الزكاة، وأردت قتل رسولي» ؟ قال: لا، والّذي بعثك بالحق، وما رأيته ولا أتاني، وما أقبلت إلّا حين احتبس عليّ رسول رسول الله صلى الله عليه وسلّم، خشيت أن تكون كانت سخطة من الله عزّ وجلّ ورسوله، قال: فنزلت الحجرات: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ، فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ 49: 6، إلى هذا المكان فَضْلًا من الله وَنِعْمَةً وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ 49: 8. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 665 ويزيد بْن رومان، وزاد يزيد فقال: كان رجلًا جبانًا، فَلَمَّا ركِبُوا يتلقّونه ظنّ أنّهم يريدون قَتْلَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ لِعَلِيٍّ: أَنَا أَحَدُّ مِنْكَ سِنَانًا، وَأَبْسَطُ مِنْكَ لِسَانًا، وَأَمْلأُ لِلْكَتِيبَةِ مِنْكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: اسْكُتْ فَإِنَّمَا أَنْتَ فَاسِقٌ، فَنَزَلَتْ أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ 32: 18 [1] . وقال طارق بْن شهاب: لمّا قدم الْوَلِيدُ أميرًا على الكوفة، أتاه سعدُ فقال: يا أَبَا وهْب، أكستَ بعدي أو استحمقتُ بعدك [2] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنَّا فِي جَيْشٍ بِالرُّومِ، وَمَعَنَا حُذَيْفَةُ، وَعَلَيْنَا الْوَلِيدُ، فَشَرِبَ الْخَمْرَ، فَأَرَدْنَا أَنْ نَحِدَّهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَتُحِدُّونَ أَمِيرَكُمْ وَقَدْ دَنَوْتُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، فَبَلَغَهُ فَقَالَ: لأَشْرَبَنَّ وَإِنْ كَانَتْ مُحَرَّمَةً ... وَأَشْرَبَنَّ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ مَنْ رَغِمَا [3] وَقَالَ سَعِيدُ بن أبي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ [4] ، عَنْ أَبِي ساسان   [ () ] وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 7/ 108، 109 وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات، كذا قال، مع أن دينارا والد عيسى لم يوثّقه غير ابن حبّان على عادته في توثيق المجاهيل. ولم يرو عنه غير ابنه عيسى. وقال ابن عبد البرّ في «الاستيعاب» 3/ 632: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أنّ قوله عزّ وجلّ إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ 49: 6 نزلت في الوليد بن عقبة. [1] سورة السجدة، الآية 18. والحديث أورده السيوطي في «الدرّ المنثور» 5/ 177، 178 ونسبه إلى الأغاني 5/ 140، والواحدي، وابن عديّ، وابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر، من طرق عن ابن عباس. وقال الحافظ الذهبيّ في سير أعلام النبلاء 3/ 415: «إسناده قويّ، لكنّ سياق الآية يدلّ على أنها في أهل النار» . [2] الاستيعاب 3/ 633. [3] سير أعلام النبلاء 3/ 414. [4] الداناج هو: عبد الله بن فيروز البصري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 666 حُصَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: صَلَّى الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بِالنَّاسِ الْفَجْرَ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ وَهُوَ سَكْرَانُ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: أَزِيدُكُمْ. فَرَكِبَ نَاسٌ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى عُثْمَانَ فَكَلَّمَهُ عَلِيٌّ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: دُونَك ابْنُ عَمِّكَ فخذه. قال: قم يا حسن فاجلده. قَالَ: فِيمَ أَنْتَ وَهَذَا؟ قَالَ: بَلْ ضَعُفْتَ وَوَهَنْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَاجْلِدْهُ، فَقَامَ فَجَلَدَهُ عَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى بَلَغَ أربعين. رواه مُسْلِمٌ [1] . وقيل: إنّ أَهْل الكوفة كذبوا عليه. وذكر أبو مخنف لوط- وهو واهٍ- عن خاله الصّعِق [2] بْن زُهير، عن مُحَمَّد بْن مخنف قَالَ: كان أوّل عمّال عُثْمَان أحدث الْوَلِيد بْن عُقْبَة: كان يدْني السَّحَرة، ويشرب الخمر، ويجالسه أبو زبيد الطائي النَّصْرانيّ. قَالَ: وجاء ساحرٌ من أَهْل بابل، فأخذ يُريهم حبلًا فِي المسجد مستطيلًا، وعليه فيلٌ يمشي، وناقةٌ تخبّ، والناس يتعجَّبون، ثُمَّ يُريهم حبلًا يشتدّ حَتَّى يدخل فِي فِيهِ، فيخرج من دُبُرِه، ثُمَّ يضرب رأس رجلٍ فيقع ناحية، ثُمَّ يقول: قُمْ. فيقوم. فرأى جُنْدب بْن كَعب ذلك، فأخذ سيفًا وضرب عُنُقَ السّاحر وقال: أحْيي نفْسك، فأمر الْوَلِيد بقتله، فقام رجال من الأزْد فمنعوه، وقالوا: نقتله بعلْجٍ ساحر، فسجنه، وساق القصّة بطولها [3] .   [1] في الحدود (1707) باب حدّ الخمر، من طريق عبد العزيز بن المختار، حدّثنا عبد الله بن فيروز مولى ابن عامر الداناج، حدّثنا حصين بن المنذر أبو ساسان قال: شهدت عثمان بن عفّان وأتي بالوليد قد صلّى الصبح ركعتين، ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان، أحدهما حمران أنه شرب الخمر، وشهد آخر أنه رآه يتقيّا، فقال عثمان: إنه لم يتقيّا حتى شربها، فقال: يا علي قم فاجلده، فقال علي: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: ولّ حارّها من تولّى قارّها- فكأنّه وجد عليه- فقال: يا عبد الله بن جعفر، قم فاجلده، فجلده- وعلي بعد- حتى بلغ أربعين، فقال: أمسك، ثم قال: جلد النبي صلى الله عليه وسلّم أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وعمر ثمانين، وكلّ سنّة، وهذا أحبّ إليّ.. وانظر الأغاني 5/ 126، وسير أعلام النبلاء 3/ 414. [2] في إحدى النسخ (الصعقب) وورد محرّفا في نسخة أخرى والتصحيح من (لسان الميزان 4/ 492) . [3] انظر الأغاني 5/ 143. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 667 (أبو رافع القبطيّ) [1] ع- مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسمه إِبْرَاهِيم، وقيل: أسلم. وكان عبدًا للعباس، فوَهَبَه للنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلمّا بشّره بإسلام الْعَبَّاس اعتقه [2] . روى عَنْهُ ابنه عُبَيْد الله، وحفيدُه الْحَسَن بْن عليّ بْن أبي رافع، وحفيدُه الفضل بْن عُبَيْد الله بْن أبي رافع، وعليّ بْن الْحُسَيْن، وأبو سَعِيد المَقْبُرِيّ، وعمرو بْن الشَّريد الثَّقفيّ، وجماعة كثيرة. وشهِدَ أُحُدًا والخندق. تُوُفيّ بعد مقتل عُثْمَان [3] . ورواية عليّ بْن الْحُسَيْن عَنْهُ مُرْسَلَة. وقيل: تُوُفيّ سنة أربعين بالكوفة. (أبو لُبابة بْن عَبْد المُنْذِر) قيل: بقي إِلَى خلافة عليّ. وقد تقدّم. وممّن كان في هذا الوقت:   [1] المغازي للواقدي 214 و 378 و 740 و 838 و 829 و 882، 1079، و 1080 و 1081 و 1113، تهذيب سيرة ابن هشام 238، مسند أحمد 6/ 8- 10، و 390- 393، طبقات ابن سعد 4/ 73- 75، التاريخ لابن معين 2/ 704، تاريخ خليفة 202، المحبّر لابن حبيب 92 و 128 و 406، المعارف 145، 146، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 49، المعرفة والتاريخ 1/ 511، 512، أنساب الأشراف 1/ 269 و 414 و 445 و 445 و 446 و 449 و 477 و 478 و 483 و 545، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 28 و 70، المنتخب من ذيل المذيّل 551، تاريخ الطبري 2/ 400، و 461 و 462 و 3/ 13 و 25 و 95 و 170 و 4/ 156 و 6/ 180، مشاهير علماء الأمصار 29 رقم 143، الجرح والتعديل 2/ 149، المعجم الكبير للطبراني 1/ 286، المستدرك 3/ 597، 598، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوطة دار الكتب) 1 (ورقة 196) ، الاستيعاب 4/ 68، أسد الغابة 5/ 191، الكامل في التاريخ 2/ 154 و 220 و 272 و 311 و 3/ 200 و 399 و 403 و 5/ 256، تهذيب الأسماء واللغات 1 ج 2/ 230 رقم 342، تحفة الأشراف 9/ 198- 206 رقم 617، تهذيب الكمال 3/ 1603، المعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 144، الكاشف 3/ 294 رقم 149، تلخيص المستدرك 3/ 597، 598، سير أعلام النبلاء 2/ 16، 17 رقم 3، الوفيات لابن قنفذ 54 رقم 35، تهذيب التهذيب 12/ 92، 93 رقم 407، تقريب التهذيب 2/ 421 رقم 5، النكت الظراف 9/ 200 و 204، 205 الإصابة 4/ 67 رقم 391، خلاصة تذهيب التهذيب 449. [2] طبقات ابن سعد 4/ 73. [3] ابن سعد 4/ 75. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 668 (سُحَيْم [1] عَبْد بني الحَسْحَاس) [2] شاعر مُفْلِقٌ، بديع القول، لَا صَحْبه له. رَوَى مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنُ، عَنِ السَّائِبِ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا عَبْدُ بَنِي الْحَسْحَاسِ يَقُولُ الشِّعْرَ، فَدَعَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ فَقَالَ: وَدِّعْ سُلَيْمَى إِنْ تَجَهَّزْتَ غَادِيًا [3] ... كَفَى الشَّيْبُ وَالإِسْلامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا قَالَ: حَسْبُكَ، صدقت صدقت. هذا حديث صحيح [4] .   [1] سحيم: تصغير أسحم: الأسود. [2] البيان والتبيين 1/ 71، الشعر والشعراء 1/ 320، 321 رقم 65، طبقات ابن سلام 156، الزاهر للأنباري 1/ 572 و 2/ 97، الأغاني 22/ 303- 311، جمهرة أنساب العرب 194، أسماء المغتالين 272، شرح شواهد المغني 112، سمط اللآلي 720، وفيات الأعيان 1/ 40 و 2/ 295، فوات الوفيات 2/ 42- 44 رقم 162، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 271، الزركشي 121، معجم الشعراء في لسان العرب (د. ياسين الأيوبي) - ص 204 رقم 462، تاريخ الأدب العربيّ- بروكلمان 1/ 171، وانظر ديوان عبد بني الحسحاس- نشره عبد العزيز الميمني بالقاهرة 1950، الإصابة 2/ 109، 110 رقم 3664. قال ابن حزم في الجمهرة: «ومن بني عمرو بن مالك بن ثعلبة بن دودان: الحسحاس بن هند بن سفيان بن غضاف بن كعب بن سعد بن عمرو بن مالك بن ثعلبة. وعبدهم كان سحيم الشاعر» . وقال أبو بكر الهذليّ إن اسم عبد بني الحسحاس: حيّة. (الأغاني 22/ 303) . [3] في البيت خرم، وهو في الإصابة 2/ 110، والشطر الثاني فقط في الأغاني 22/ 303. وفي ديوان سحيم، والأغاني 22/ 304. «عميرة ودّع إن تجهّزت غاديا» . [4] قال الحافظ ابن حجر: أخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن السائب، عن عمر، أنّه كان لا يمرّ على أحد بعد أن يفيء الفيء إلّا أقامه، ثم بينا هو كذلك إذ أقبل هذا مولى بني الحسحاس يقول الشعر.. الحديث. (3/ 110) . وفي الأغاني قال أبو الفرج (22/ 303) : أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثنا أحمد بن منصور، قال: حدّثنا الحسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 669 وهذه قصيدة طنّانة يقول فيها: جُنونًا بها فيما اعتلقنا علاقة ... علاقة حبّ مَا استَسَرَّ وباديا [1] ليالي تصطادُ الرجال [2] بفاحِمٍ ... تراه أثيثًا [3] ناعمَ النَّبْت عافيا [4] وجيد كجيد الرِّيم ليس بعاطلٍ ... من الدُّرّ والياقوت أصبح حاليا كأن الثُّرَيَّا علقت فوق نحرِها ... وجَمْر غَضَى هبَّتْ له الرِّيحُ زاكيا إذا اندفَعَتْ فِي ريطةٍ وخميصة ... وألقت بأعلى الرأس سبًّا [5] يمانيًا [6] تُريك غداة الْبَيْنِ كفًّا ومِعْصمًا ... وَوَجْهًا كدِينار الأعِزَّة صافيا فلو كنت وردا لكونه لَعَشِقُتني ... ولكنّ ربّي شانني [7] بسواديا أتَكَتُم حَيِّيتُمْ على النَّاي تكَتُّما ... تحية من أمسى بحبِّك مُغْرما وماشيةٍ مَشْيََ القطاةِ اتَّبَعْتُها ... من السير [8] تخشى أهلها أن تكلما فقالت له: يا وَيْح غيرك إنّني ... سمعت كلامًا [9] بينهم يَقْطُر الدّما   [ () ] عَنِ الْحَسَنِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم تمثّل: كفى بالإسلام والشيب ناهيا فقال أبو بكر: يا رسول الله: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فجعل لا يطيقه، فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله «وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له» . [1] في الديوان: جنونا بها فيما اعتشرنا علالة ... علاقة حبّ مستسرّا وباديا [2] في الديوان «القلوب» بدل «الرجال» . [3] أثيثا: كثيرا. [4] عافيا: كثيرا. [5] السب: الخمار. [6] في الديوان ورد عجز البيت: ولانت بأعلى الردف بردا يمانيا [7] في المنتقى «ساءني» ، والمثبت من النسخة (ح) ، والديوان. [8] في الأغاني 22/ 308 «الستر» . [9] في الأغاني 22/ 309 «حديثا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 670 وله من قصيدة: وإن لَا تُلاقي الموتَ فِي اليوم فاعْلَمَنْ ... بأنك رَهْنٌ أنْ تلاقِيه غدا [1] رَأَيْت المنايا لم يدَعْنَ محمَّدًا ... ولا أحدا إلّا له الموتُ أرْصَدا وقيل إنّ سحيمًا لمّا أكثر التَّشبيب بنساء الحيّ عزموا على قتله، فبكت امرأةٌ كان يُرْمَى بها، فقال: أمِنْ سُمَيَّةَ دمْعُ العين مذْرُوفُ ... لو أنّ ذا منك قبل اليوم معروفُ المالُ مالُكُم والعبد عبدكمْ ... فهل عذابُكِ عنّي اليوم مصروفُ كأنها يومَ صَدَّتْ مَا تكلَّمنا ... ظبْيٌ بعُسْفان ساجي الطَّرْف [2] مطروف ثُمَّ قُتِلَ عفا الله عَنْهُ.   [1] هنا آخر مصوّرة الجزء الثاني من النسخة (ع) . [2] في الديوان «العين» بدل «الطرف» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 671 كان الفراغ من تحقيق هذا الجزء وتخريج أحاديثه وضبط نصّه، والإحالة إلى مصادره، في يوم الجمعة الواقع في 15 من ربيع الآخر سنة 1406 هـ. الموافق 27 كانون الأول (ديسمبر) 1985 م. على يد طالب العلم: «عمر بن عبد السلام تدمري» الطرابلسيّ مولدا وموطنا. بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام المحروسة. والحمد للَّه رب العالمين. يليه الجزء الرابع وفيه حوادث ووفيات (41- 80 هـ) الجزء: 3 ¦ الصفحة: 672 [ المجلد الرابع (عهد معاوية) ] بسم الله الرحمن الرحيم الطبقة الخامسة [حَوَادِثُ] ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وأربعين ويسمّى عام الجماعة لاجتماع الأمة فيه عَلَى خَلِيفَةٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ مُعَاوِيَةُ. قَالَ خَلِيفَةُ [1] : اجْتَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِمَسْكَنٍ [2] وَهِيَ مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ، مِنْ نَاحِيَةِ الْأَنْبَارِ، فَاصْطَلَحَا، وَسَلَّمَ الْحَسَنُ الْأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَذَلِكَ فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ أَوْ جُمَادَى الْأُولَى [3] . وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ الْكُوفَةَ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: سَارَ الْحَسَنُ فِي أَهْلِ الْعِرَاقِ يَطْلُبُ الشَّامَ، وَأَقْبَلَ فِي أَهْلِ الشَّامِ فَالْتَقَوْا، فَكَرِهَ الْحَسَنُ الْقِتَالَ، وَبَايَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى أَنْ جَعَلَ الْعَهْدَ مِنْ بَعْدِهِ لِلْحَسَنِ، فَكَانَ أَصْحَابُ الْحَسَنِ يَقُولُونَ لَهُ: يَا عَارَ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَقُولُ: الْعَارُ خير من النار.   [1] تاريخ خليفة 203. [2] مسكن: بالفتح ثم السكون، وكسر الكاف. موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق. (معجم البلدان 5/ 127) . [3] حتى هنا ينتهي الخبر عند خليفة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: بَايَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ الْحَسَنَ بَعْدَ أَبِيهِ، وَأَحَبُّوهُ أَكْثَرَ مِنْ أَبِيهِ. وَعَن عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَارَ الْحَسَنُ حَتَّى نَزَلَ الْمَدَائِنَ، وَبَعَثَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَلَى الْمُقَدِّمَّةِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَبَيْنَا الْحَسَنُ بِالْمَدَائِنِ إِذْ نَادَى مُنَادٍ أَلَا إِنَّ قَيْسًا قَدْ قُتِلَ، فَاخْتَبَطَ النَّاسُ، وَانْتَهَبَ الْغَوْغَاءُ سُرَادِقَ الْحَسَنِ حَتَّى نَازَعُوُه بِسَاطًا تَحْتَهُ، وَطَعَنَهُ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ بِخِنْجَرٍ، فَوَثَبَ النَّاسُ عَلَى الرَّجُلِ فَقَتَلُوهُ، لَا رَحِمَهُ اللَّهُ، وَنَزَلَ الْحَسَنُ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ بِالْمَدَائِنِ، وَكَاتَبَ مُعَاوِيَةَ فِي الصُّلْحِ [1] . وَقَالَ نَحْوَ هَذَا: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالشَّعْبِيُّ. وَرُوِيَ أَنَّهُ إِنَّمَا خَلَعَ نَفْسَهُ لِهَذَا، وَهُوَ أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ فَقَالَ: مَا ثَنَانَا عَنْ أَهْلِ الشَّامِ شَكٌّ وَلَا زَيْغٌ، لَكِنْ كُنْتُمْ فِي مُنْتَدَبِكُمْ إِلَى صِفِّينَ وَدِينُكُمْ أَمَامَ دُنْيَاكُمْ، فَأَصْبَحْتُمُ الْيَوْمَ وَدُنْيَاكُمْ أَمَامَ دِينِكُمْ. وَرُوِيَ أَنَّ الْخِنْجَرَ الَّذِي جُرِحَ بِهِ فِي إِلْيَتِهِ كَانَ مَسْمُومًا، فَتَوَجَّعَ مِنْهُ شَهْرًا ثُمَّ عُوفِيَ [2] ، وللَّه الْحَمْدُ. وَقَالَ أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ: ثَنَا أَبُو الْغَرِيفِ [3] قَالَ: لَمَّا رُدَّ الْحَسَنُ إِلَى الْكُوفَةِ وَبَايَعَ مُعَاوِيَةَ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَبُو عَامِرٍ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لَسْتُ بِمُذِلِّ الْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَكُمْ عَلَى الملك [4] .   [1] الخبر في، تاريخ الطبري 5/ 159 و 160، والكامل في التاريخ 3/ 404، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 223، ومرآة الجنان 1/ 118، 119، والبداية والنهاية 8/ 14، ونهاية الأرب 20/ 225، 226، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4/ 10، ومقاتل الطالبيّين 63. [2] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 225 إنه مرض أشهرا. [3] هو: عبيد الله بن خليفة الهمدانيّ. [4] أخرجه البسوي في: المعرفة والتاريخ 3/ 317 قال: حدّثنا العباس بن عبد العظيم، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا زهير بن معاوية، حدّثنا أبو روق الهزّاني، حدّثنا أَبُو الْغَرِيفِ، قَالَ: كُنَّا فِي مُقَدِّمَةِ الْحَسَنِ بن علي اثنى عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجدّ على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرّطة، فلما جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي شَرْطِهِ لِمُعَاوِيَةَ: إِنَّ عَلَيَّ عِدَاتٍ وَدُيُونًا، فَأَطْلَقَ لَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ نَحْوَ أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ أَكْثَرَ. وَكَانَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيِّدًا لَا يَرَى الْقِتَالَ، وَقَدْ قَالَ جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» [1] . وَقَالَ سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ-: ثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَوْ لَمْ تَذْهَلْ نَفْسِي عَنْكُمْ إِلَّا لِثَلَاثٍ لَذَهَلْتُ: لِقَتِلكُمْ أَبِي، وَطَعْنِكُمْ فِي فَخِذِي، وَانْتِهَابِكُمْ ثِقْلِي [2] . وَلَمَّا دَخَلَ مُعَاوِيَةُ الْكُوفَةَ خَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْحَوْسَاءِ بِالنُخَيْلَةِ [3] فِي جَمْعٍ، فَبَعَثَ لِحَرْبِهِ خَالِدَ بْنَ عَرْفَطَةَ، فَقَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحَوْسَاءِ. وفي جمادى الآخرة خَرَجَ بِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ سَهْمُ بْنُ غَالِبٍ الْهُجَيْمِيُّ وَالْخَطِيمُ الْبَاهِلِيُّ، فَقَتَلَا عُبَادَةَ بْنَ قُرْطٍ [4] اللَّيْثِيَّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بناحية   [ () ] الغيظ، فلما قدم الحسن بن علي على الكوفة قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَبُو عامر سفيان بن ليلى- وقال ابن الفضل: - سفيان بن الليل-: السلام عليك يا مذلّ المؤمنين. قال: فقال: لا تقل ذاك يا أبا عامر لست بمذلّ المؤمنين، ولكنّي كرهت أن أقتلهم على الملك. وهو عند الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 305، 306، وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم 3/ 175 وفيه «أبو العريف» بالعين المهملة، وتابعه الذهبي في تلخيصه للمستدرك، وابن عساكر- تهذيب تاريخ دمشق 4/ 228. [1] أخرجه البخاري في الصلح 5/ 235 باب: قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما: إنّ ابني هذا سيّد ... وباب المغازي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- ص 230 رقم 419، والحاكم في المستدرك 3/ 174، 175، وصحّحه الذهبي في تلخيصه، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 178 وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» و «الكبير» ، والبزّار، ورواه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق- 4/ 226) . [2] روى الطبري نحوه، عن زياد البكّائي، عن عوانة أنّ الحسن قام خطيبا في الناس فقال: يا أهل العراق، إنه سخّى بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إيّاي، وانتهابكم متاعي. (تاريخ الرسل والملوك 5/ 165) . [3] في الأصل «التحلية» والتصحيح من معجم البلدان 5/ 278، والإصابة، والاستيعاب. [4] ويقال «ابن قرص» . انظر: تاريخ الطبري 5/ 171، وتاريخ خليفة 204، والكامل في التاريخ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 الْأَهْوَازِ، فَانْتَدَبَ لِحَرْبِهِمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، فَخَافَا وَاسْتَأْمَنَا، فَأَمَّنَهُمَا وَقَتَلَ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِمَا. وَفِيهَا وَلِيَ عَبْد اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْبَصْرَةَ، وَوَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ لِمُعَاوِيَةَ [1] . وَحَجَّ بِالنَّاسِ عُتْبَةُ أَخُو مُعَاوِيَةَ [2] . وَفِيهَا غَزَا إِفْرِيقِيَّةَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْفِهْرِيُّ [3] . وَفِيهَا تُوُفِّيَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيُّ، وَحَفْصَةُ أُمُّ المؤمنين، ولبيد الشاعر المشهور، وفيهم خلف [4] .   [ () ] 3/ 417 وفيه «ابن فرص» بالفاء، وفي نسخة أخرى منه «ابن فرض» بالضاد المعجمة. [1] تاريخ خليفة 204، تاريخ الطبري 5/ 172 (حوادث سنة 42 هـ.) ، الكامل في التاريخ 3/ 420. [2] تاريخ خليفة 205، تاريخ الطبري 5/ 171، مروج الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 419. [3] تاريخ خليفة 204، الكامل في التاريخ 3/ 419، فتوح البلدان 269، البيان المغرب 1/ 15 (حوادث سنة 42 هـ.) . [4] انظر: تاريخ خليفة 205، والكامل 3/ 419. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 [حوادث] سنة اثنتين وأربعين فيها تُوُفِّيَ بِخُلْفٍ: الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ. وَالْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ. وَحَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ. وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ. وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ. وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. وَفِي سَائِرِهِمْ خُلْفٌ.. وَفِيهَا وَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى إِمْرَةِ سِجِسْتَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَمِّهِ، وَكَانَ مَعَهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ مِنَ الشَّبَابِ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، وَقِطْرِيُّ بْنُ الْفُجَاءَةِ، فافتتح زرنج [1] وبعض كور الأهواز [2] .   [1] زرنج: بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة. مدينة هي قصبة سجستان. (معجم البلدان 3/ 138) . [2] الاستيعاب 2/ 835، تاريخ خليفة 205، الإصابة 2/ 393، تاريخ الطبري 5/ 170، فتوح البلدان 488، الكامل في التاريخ 3/ 436. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 وَفِيهَا وَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ رَاشِدَ بْنَ عَمْرٍو إِلَى ثَغْرِ الْهِنْدِ، فَشَنَّ الْغَارَاتِ وَتَوَغَّلَ فِي بلاد السند [3] .   [3] تاريخ خليفة 205، فتوح البلدان 532، الخراج وصناعة الكتابة 414، 415. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 [حوادث] سنة ثلاث وأربعين فيها تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى الصَّحِيحِ. وَعبد اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ الْحَبْرُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ. وأقام الحجّ مروان [1] . وفيها فتح عبد الرحمن بْنُ سَمُرَةَ الرُّخَّجَ [2] وَغَيْرَهَا مِنْ بِلَادِ سِجِسْتَانَ [3] . وَفِيهَا افْتَتَحَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْفِهْرِيُّ كُوَرًا مِنْ بِلَادِ السُّودَانَ وَوَدَّانَ [4] وَهِيَ مِنْ بُرْقَةَ [5] . وفيها شتّى بسر بن أرطاة بأرض الروم مرابطا [6] .   [1] هو: مروان بن الحكم. انظر: تاريخ خليفة 207، تاريخ الطبري 5/ 211، مروج الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 439. [2] الرّخّج: بتشديد أوّله وثانيه. كورة ومدينة من نواحي كابل. (معجم البلدان 3/ 38) . [3] تاريخ خليفة 205، فتوح البلدان 486، الخراج وصناعة الكتابة 393، الكامل في التاريخ 3/ 436. [4] ودّان: بالفتح. مدينة بإفريقية، وقيل في جنوبي إفريقية بينها وبين زويلة عشرة أيام من جهة إفريقية، ولها قلعة حصينة. (معجم البلدان 5/ 365، 366) . [5] تاريخ خليفة 206. [6] تاريخ خليفة 206، تاريخ دمشق (تحقيق دهمان) ج 10/ 7، تاريخ الطبري 5/ 181، الكامل في التاريخ 3/ 425. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 [حَوَادِثُ] سَنَة أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ عَلَى الصَّحِيحِ: أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ. وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ. وَحَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَمِيرُ. وَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أُمُّ حَبِيبَةَ. وَقُتِلَ بِكَابُلَ أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ، وَقِيلَ بَلْ هُوَ أَبُو رِفَاعَةَ [1] ، وَافْتَتَحَهَا ابْنُ سَمُرَةَ. وَفِيهَا غَزَا الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ أَرْضِ الْهِنْدِ، وَسَارَ إِلَى قِنْدَابِيلَ [2] ، وَكَسَرَ الْعَدُوَّ وَسَلِمَ وَغَنِمَ، وَهِيَ أَوَّلُ غَزَوَاتِهِ. وَكَانَ مِنْ سَبْيِ كَابُلَ فِيمَا ذَكَرَ خَلِيفَةُ [3] : مَكْحُولٌ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَكَيْسَانُ والد أيوب السختياني، وسالم الأفطس.   [1] تاريخ خليفة 206، الكامل في التاريخ 3/ 446. [2] قندابيل: بالفتح ثم السكون، والدال المهملة، مدينة بالسند وهي قصبة لولاية يقال لها النّدهة. (معجم البلدان 4/ 402) . [3] تاريخ خليفة 206. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 وَفِيهَا اسْتَلْحَقَ مُعَاوِيَةُ زِيَادَ بْنَ أَبِيهِ [1] . وَفِيهَا حجّ معاوية بالناس [2] .   [1] تاريخ الطبري 5/ 214، الكامل في التاريخ 3/ 441، نهاية الأرب 20/ 302، البداية والنهاية 8/ 28. [2] تاريخ خليفة 207، تاريخ الطبري 5/ 215، مروج الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 446، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 339. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 [حوادث] سنة خمس وأربعين فيها تُوُفِّيَ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى الصَّحِيحِ. وَعَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ. وَالْمُسْتَوْرِدُ [1] بْنُ شَدَّادٍ الْفِهْرِيُّ. وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ [2] . وَحَفْصَةُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِخُلْفٍ. وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ. وَفِيهَا عَزَلَ مُعَاوِيَةُ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ عَنِ الْبَصْرَةِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو الْأَزْدِيَّ، ثُمَّ عزل عن قريب، وولّى عليها زياد [3] . وَقُتِلَ سَهْمُ بْنُ غَالِبٍ الْهُجَيْمِيُّ الَّذِي كَانَ قَدْ خَرَجَ فِي أَوَّلِ إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ وَصَلَبَهُ [4] . وفيها غزا معاوية بن حديج إفريقية [5] .   [1] في نسخة القدسي 2/ 210 «المستور» والتصويب من (تهذيب التهذيب 10/ 106) . [2] خليفة 207. والكامل في التاريخ 3/ 452. [3] خليفة 207، تاريخ الطبري 5/ 216، الكامل في التاريخ 3/ 447. [4] انظر: تاريخ خليفة 207. [5] تاريخ خليفة 207، البيان المغرب 1/ 16. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 وَفِيهَا سَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِوَارٍ الْعَبْدِيُّ فافتتح القيقان [1] وغنم وسلم [2] .   [1] قيقان: بالكسر. من بلاد السند ممّا يلي خراسان. (معجم البلدان 4/ 423) . [2] فتوح البلدان 531، معجم البلدان 4/ 423، الخراج وصناعة الكتابة 414، وذكر خليفة هذا الخبر في تاريخه 208 في حوادث سنة 47. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 [حَوَادِثُ] سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ عَلَى الْأَصَحِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَقَدْ مَرَّ. وَفِيهَا عَزَلَ مُعَاوِيَةُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ سِجِسْتَانَ، وَوَلَّاهَا الرَّبِيعَ بْنَ زِيَادٍ الْحَارِثِيَّ، فَخَافَ التُّرْكَ [1] . وَفِيهَا جَمَعَ كَابُلُ شَاهٍ وَزَحَفَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَحَ الْمُسْلِمُونَ عَنْ كَابُلَ، ثُمَّ لَقِيَهُمُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، وَسَارَ وَرَاءَهُمُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الرُّخَّجِ [2] . وَفِيهَا شَتَّى الْمُسْلِمُونَ بِأَرْضِ الروم [3] والله أعلم.   [1] في تاريخ خليفة 208 «فجاشت الترك» . [2] في تاريخ خليفة 208: «وجمع كابل شاه وزحف إلى المسلمين، فأخرجوا من كان بكابل من المسلمين، وغلبوا على زابلستان ورخّج، حتى انتهوا إلى بست، فلقيهم الربيع بن زياد ببست، فهزم الله رتبيل، فاتّبعه الربيع إلى الرّخّج» . [3] تاريخ خليفة 208 وفيه: قال ابن الكلبي: فيها شتّى مالك بن عبد الله أبو حكيم بأرض الروم، ويقال: بل شتّى بها مالك بن هبيرة الفزاريّ، وانظر: تاريخ الطبري 5/ 227، والكامل في التاريخ 3/ 453 وفيهما «مالك بن هبيرة السكونيّ» . وقال يعقوب البسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 319: حدّثنا ابن بكير، حدّثني الليث بن سعد قال: وفي سنة ست وأربعين غزوة بسر وشريك لأذنة. وهذا الخبر في تاريخ دمشق 10/ 6، 7. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 [حَوَادِثُ] سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ فِيهَا غَزَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُوَارٍ الْعَبْدِيُّ الْقَيْقَانَ، فَجَمَعَ لَهُ التُّرْكُ وَالْتَقَوْا، فَاسْتُشْهِدَ عَبْدُ اللَّهِ، وَسَارَ ذَلِكَ الْجَيْشُ، وَغَلَبَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى الْقَيْقَانَ [1] . وَفِيهَا سَارَ رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ أَطْرَابُلُسَ الْمَغْرِبَ فَدَخَلَ إِفْرِيقِيَّةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ سَنَتِهِ [2] . وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [3] . وَفِيهَا عُزِلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مِصْرَ وَأُمِّرَ عَلَيْهَا مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ [4] . وَفِيهَا شَتَّى مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ بِأَرْضِ الرُّومِ [5] . وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَهْبَانُ بْنُ أوس، وعتيّ بن ضمرة.   [1] تاريخ خليفة 208، فتوح البلدان 531، الخراج وصناعة الكتابة 5414. [2] تاريخ خليفة 208، مرآة الجنان 1/ 122. [3] تاريخ خليفة 208، ويقال «عتبة بن أبي سفيان» وهو أخوه. انظر: تاريخ الطبري 5/ 230، ومروج الذهب 4/ 398، والكامل في التاريخ 3/ 456، ومرآة الجنان 1/ 122، ونهاية الأرب 20/ 319، وتاريخ اليعقوبي 2/ 239. [4] كتاب الولاة والقضاة 37، ولاة مصر 60، النجوم الزاهرة 1/ 126، 127، حسن المحاضرة 2/ 5. [5] تاريخ خليفة 208، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، تاريخ الطبري 5/ 231، الكامل في التاريخ 3/ 457. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 [حوادث] سنة ثمان وأربعين فيها عَزَلَ مُعَاوِيَةُ مَرْوَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلَّاهَا سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ الْأُمَوِيَّ، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى زِيَادٍ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ: انْظُرْ رَجُلًا يَصْلُحُ لِثَغْرِ الْهِنْدِ فَوَجِّهْهُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَوَجَّهَ زِيَادٌ سِنَانَ بْنَ سَلَمَةَ بْنَ الْمُحَبِّقِ الْهَذَلِيُّ [1] . وَفِيهَا قُتِلَ بِالْهِنْدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ فِيهَا الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْجُعْفِيُّ الْفَقِيهُ صاحب ابن مسعود، وخزيمة الأسدي.   [1] خليفة 208، فتوح البلدان 531، الخراج وصناعة الكتابة 414. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 [حوادث] سنة تسع وأربعين فيها تُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَأَبُو بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْقَيْنِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ. وَفِيهَا قَتَلَ زِيَادٌ بِالْبَصْرَةِ: الْخَطِيمَ الْبَاهِلِيَّ الْخَارِجِيَّ [1] . وَفِي وِلَايَةِ الْمُغِيرَةِ عَلَى الْكُوفَةِ خَرَجَ شَبِيبُ بْنُ بَجْرَةَ الْأَشْجَعِيُّ فَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةَ: كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ الْحَارِثِيَّ فَقَتَلَهُ بِأَذْرَبِيجَانَ، وَكَانَ شَبِيبٌ مِمَّنْ شَهِدَ النَّهْرَوَانِ [2] . وَفِيهَا شَتَّى مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ بِأَرْضِ الروم، وقيل بل شتّاها فضالة بن عبيد الأنصاري [3] . وأقام الحجّ سعيد بن العاص [4] .   [1] تاريخ خليفة 209. [2] خليفة 209. [3] تاريخ خليفة 209، تاريخ الطبري 5/ 232، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، الكامل في التاريخ 3/ 458، البداية والنهاية 8/ 32. [4] تاريخ خليفة 209، تاريخ الطبري 5/ 233، تاريخ اليعقوبي 2/ 239، مروج الذهب 4/ 398، نهاية الأرب 20/ 323، البداية والنهاية 8/ 33. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 [حَوَادِثُ] سَنَةِ خَمْسِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَهُ جَمَاعَةٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ. وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ. وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ الشَّاعِرُ. وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ. وَمِدْلَاجُ [1] بْنُ عَمْرٍو. وَصَفِيَّةُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ. وَلَمَّا احْتَضَرَ الْمُغِيرَةُ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْكُوفَةِ ابْنَهُ عُرْوَةَ أَوْ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَجَمَعَ مُعَاوِيَةُ الْمِصْرَيْنِ الْبَصْرَةَ وَالْكُوفَةَ تَحْتَ إِمْرَةِ زِيَادٍ، فَعَزَلَ عَنِ سِجِسْتَانَ الرَّبِيعَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ [2] . وَفِيهَا أَنْفَذَ مُعَاوِيَةُ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ، فَخَطَّ الْقَيْرَوَانَ وَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَ سنين [3] .   [1] في الأصل «مدلاح» والتصويب من الطبقات الكبرى 3/ 97. [2] تاريخ خليفة 210، تاريخ الطبري 5/ 234، الكامل في التاريخ 3/ 461، نهاية الأرب 20/ 324، تاريخ اليعقوبي 2/ 229. [3] تاريخ خليفة 210، الاستيعاب 3/ 1076، تاريخ الطبري 5/ 240، فتوح البلدان 268 رقم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ عُقْبَةُ إِفْرِيقِيَّةَ وَوَقَفَ عَلَى مَكَانِ الْقَيْرَوَانِ قَالَ: يَا أَهْلَ الْوَادِي إِنَّا حَالُّونَ إن شاء الله فاظعنوا- ثلاث مرات، قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا يخرج مِنْ تَحْتِهِ دَابَّةٌ حَتَّى هَبَطْنَ بَطْنَ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْزِلُوا بِاسْمِ اللَّهِ [1] . وَفِيهَا وَجَّهَ زِيَادٌ: الرَّبِيعَ الْحَارِثِيَّ إِلَى خُرَاسَانَ فَغَزَا بَلْخَ، وَكَانَتْ قَدْ أُغْلِقَتْ بَعْدَ رَوَاحِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْهَا، فَصَالَحُوا الرَّبِيعَ، ثُمَّ غَزَا الرَّبِيعُ قُهِسْتَانَ [2] فَفَتَحَهَا عُنْوَةً [3] . وَفِيهَا فَتَحَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ فَتْحًا بِالْمَغْرِبِ، وَكَانَ قَدْ جَاءَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنِ مَرْوَانَ فِي مَدَدِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهَذِهِ أَوَّلُ غَزَاةٍ لِعَبْدِ الْمَلِكِ [4] . وَفِيهَا غَزْوَةُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، كَانَ أَمِيرُ الْجَيْشِ إِلَيْهَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مَعَهُ وُجُوهُ النَّاسِ، وَمِمَّنْ كَانَ مَعَهُ أَبُو أَيُّوبُ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عنه [5] .   [ () ] 574، الكامل في التاريخ 3/ 465، البيان المغرب 1/ 19، نهاية الأرب 20/ 328، تاريخ اليعقوبي 2/ 229. [1] تاريخ خليفة 210، تاريخ الطبري 5/ 240، الكامل في التاريخ 3/ 465، 466، نهاية الأرب 20/ 328. [2] في معجم البلدان 4/ 416: قوهستان، بضم أوله ثم السكون ثم كسر الهاء، طرف من بلاد العجم متّصل بنواحي هراة ثم يمتدّ في الجبال طولا حتى يتّصل بقرب نهاوند وهمذان وبروجرد وهذه الجبال كلها تسمّى بهذا الاسم. [3] تاريخ خليفة 211، فتوح البلدان 507. [4] تاريخ خليفة 210، 211. [5] تاريخ خليفة 211، أنساب الأشراف ق 2 ج 4/ 3 طبعة القدس 1938، تاريخ الطبري 5/ 232، الأغاني 17/ 210، تاريخ اليعقوبي 2/ 229، و 240، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 283. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ غَازِيَةٌ وَلَا صَائِفَةٌ، حَتَّى اجْتَمَعُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، فَأَغْزَى الصَّوَائِفَ وَشَتَّاهُمْ بِأَرْضِ الرُّومِ، ثُمَّ غَزَاهُمُ ابْنُهُ يَزِيدُ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى أَجَازَهُمُ الْخَلِيجَ، وَقَاتَلُوا أَهْلَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ عَلَى بَابِهَا ثُمَّ قَفَلَ رَاجِعًا [1] . وَفِيهَا دَعَا مُعَاوِيَةُ أَهْل الشَّامِ إِلَى الْبَيْعَةِ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ لِابْنِهِ يَزِيدَ فَبَايَعُوهُ [2] . وَفِيهَا غَزَا سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْقَيْقَانَ، فَجَاءَهُ جَيْشٌ عَظِيمٌ مِنَ الْعَدُوِّ، فَقَالَ سِنَانٌ لِأَصْحَابِهِ: أَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ بَيْنَ خَصْلَتَيْنِ: الْجَنَّةِ أَوِ الْغَنِيمَةَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَنَصَرَهُ وَمَا أُصِيبَ مِنَ المسلمين إلا رجل واحد [3] .   [1] انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 181. [2] تاريخ خليفة 211. [3] خليفة 212 و 213. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 تَرَاجِمُ أَهْل هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى تَرْتِيبِ الْحُرُوفِ [حَرْفُ الْأَلِفِ] الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ [1] بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عُمَرَ بْن مَخْزُومٍ الْمَخْزُومِيِّ، أَحَدُ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ، وَاسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ مَنَافٍ. اسْتَخْفَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي أَوَائِلِ الْإِسْلَامِ فِي دَارِهِ [2] ، وَهِيَ عِنْدَ الصَّفَا [3] ، شَهِدَ بَدْرًا وَعَاشَ إِلَى دَهْرِ مُعَاوِيَةَ، وَسَيَأْتِي. الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعِ [4] ، بْنِ حِمْيَرِ بْنِ عُبَادَةَ التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.   [1] انظر عن الأرقم في: طبقات خليفة 21، طبقات ابن سعد 3/ 242، التاريخ الكبير 2/ 46 رقم 1636، مسند أحمد 3/ 17، الجرح والتعديل 2/ 309، 310 رقم 1159، سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 287 و 2/ 284 و 326، المغازي للواقدي 103 و 155 و 341، الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 306، المستدرك على الصحيحين 3/ 502، المعجم الكبير 1/ 306، 307 رقم 88، الاستيعاب 1/ 107، مشاهير علماء الأمصار 31، الاستبصار 117، العبر 1/ 61، سير أعلام النبلاء 2/ 479، المعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 12، الوافي بالوفيات 8/ 363، 364 رقم 3793، أسد الغابة 1/ 59، 60، الإصابة 1/ 28، 29 رقم 73، كنز العمال 13/ 269، شذرات الذهب 1/ 61، المنتخب من ذيل الطبري 519، البدء والتاريخ 5/ 101. [2] انظر الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من هذا الكتاب (بتحقيقنا) 179، 180، دلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 79، 80، مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابن الجوزي 12 و 13 و 19، صفة الصفوة 1/ 272، 273، عيون التواريخ 1/ 75- 77. [3] يقال لها «دار الخيزران» . أخبار مكة للأزرقي 2/ 260، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للقاضي تقيّ الدين الفاسي (بتحقيقنا) - ج 1/ 13. [4] انظر عنه: الطبقات لابن سعد 7/ 41، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 445، 446 رقم 1425، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَصَّ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ [1] . رَوَى عَنْهُ: الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، وَالْحَسَنُ [الْبَصْرِيُّ] ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ [2] . أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ، [3] ، بْن الرَّبِيعِ بْن عَبْد العُزَّى بْن عَبْدِ شَمْسٍ الْأُمَوِيَّةُ النَّبَوِيَّةُ، بِنْتُ السَّيِّدَةِ زَيْنَبَ ابْنَةِ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَهِيَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ. تَزَوَّجَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ، وَبَقِيَتْ مَعَهُ إِلَى أَنِ اسْتُشْهِدَ وَجَاءَهُ مِنْهَا أَوْلَادٌ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا المغيرة بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ بَعْدَ أَنْ وَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى. أُهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ [4] ، الْأَسْلَمِيُّ أَبُو عُقْبَةَ، مكلّم الذّئب، وكان من أصحاب الشجرة.   [ () ] التاريخ الصغير 49، الاستيعاب 1/ 92، المعرفة والتاريخ 2/ 54، الثقات لابن حبّان 3/ 8، مشاهير علماء الأمصار له 38، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 291 رقم 1093، المعجم الكبير للطبراني 1/ 282- 288 رقم 65، الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 309، أسد الغابة 1/ 85، تهذيب الكمال 3/ 222، 223 رقم 500، تحفة الأشراف 1/ 70 رقم 14، طبقات خليفة 44 و 180، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، الكاشف 1/ 79 رقم 422، المستدرك على الصحيحين 3/ 614، 615، مسند أحمد 3/ 435 و 4/ 23، الوافي بالوفيات 9/ 252 رقم 4161، تهذيب التهذيب 1/ 338، 339 رقم 616، الإصابة 1/ 44، 45 رقم 161، التقريب 1/ 76 رقم 570، خلاصة تذهيب التهذيب 37، جمهرة أنساب العرب 217. [1] راجع مصادر ترجمته. [2] وقيل قتل أيام الجمل سنة 36 هـ. (التاريخ الكبير 1/ 445، 446، والتاريخ الصغير 49، ومشاهير علماء الأمصار 38) والأرجح ما أثبته المؤلّف رحمه الله. [3] نسب قريش للمصعب الزبيري 158، الطبقات الكبرى 8/ 232، 233، المحبّر لابن حبيب 53 و 90، المعارف لابن قتيبة 127، المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 270، أنساب الأشراف 1/ 400، الاستيعاب 4/ 244- 247، أسد الغابة 5/ 400، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 331 رقم 715، السيرة النبويّة للذهبي (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 74، 75، الوافي بالوفيات 9/ 377، 378 رقم 4304، الإصابة 4/ 236، 237 رقم 70. [4] طبقات خليفة 137، التاريخ الكبير 2/ 44، 45 رقم 1633، الجرح والتعديل 2/ 309 رقم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا [1] . أُهْبَانُ بْنُ صَيْفِيٍّ [2] ، - ت ق- الْغِفَارِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ. نَزَلَ الْبَصْرَةَ. رَوَتْ عَنْهُ عَائِشَةُ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَاهُ بَعْدَ فِتْنَةِ الْجَمَلِ فَقَالَ: مَا خَلَّفَكَ عَنَّا؟! وَكَانَ قَدِ اتَّخَذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ. وَلَهُ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ صَحِيحَةٌ عَنْ بِنْتِهِ، قَالَ لَمَّا احْتَضَرَ: كَفِّنُونِي فِي ثَوْبَيْنِ، فَزِدْنَاهُ ثَوْبًا فَدَفَنَّاهُ فِيهِ، فَأَصْبَحَ ذَلِكَ الْقَمِيصَ موضوعا على المشجب [3] .   [ () ] 1156، المعارف 324، الاستيعاب 1/ 64، تهذيب الكمال 3/ 384، تهذيب التهذيب 1/ 380 رقم 694، الإصابة 1/ 78، 79 رقم 307، التقريب 1/ 85 رقم 648، خلاصة تذهيب التهذيب 41، تحفة الأشراف 2/ 1 رقم 22، أسد الغابة 1/ 137، ثمار القلوب 486. [1] في كتاب المغازي 4/ 160 وفي التاريخ الكبير 2/ 44، 45، وانظر: السيرة النبويّة من هذا الكتاب 351. [2] مسند أحمد 5/ 69 و 6/ 393، التاريخ لابن معين 2/ 46، التاريخ الصغير 48، التاريخ الكبير 2/ 45 رقم 1634، طبقات خليفة 33 و 175، الجرح والتعديل 2/ 309 رقم 1157، مشاهير علماء الأمصار 42 رقم 263، الكنى والأسماء 1/ 293- 295 رقم 74، الطبقات لابن سعد 7/ 80، تحفة الأشراف 2/ 1 رقم 23، تهذيب الكمال 3/ 385، 386 رقم 573، الكاشف 1/ 89 رقم 308، خلاصة تذهيب التهذيب 41، أسد الغابة 1/ 138. [3] قال ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 65: وهذا خبر رواه جماعة من ثقات البصريّين وغيرهم، منهم سليمان التميمي، وابنه معتمر، ويزيد بن زريع، ومحمد بن عبد الله بن المثنّى، عن المعلّى بن جابر بن مسلم، عن عديسة بنت وهبان، عن أبيها. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 294 رقم 864، وأحمد في المسند 5/ 69، وابن الأثير في أسد الغابة 1/ 138. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 [حرف الْجِيمِ] جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ [1] ، التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ، أَبُو أَيُّوبَ، وَيُقَالُ أَبُو يَزِيدَ. لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ بَطَلًا شُجَاعًا شَرِيفًا مُطَاعًا مِنْ كِبَارِ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ، شَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، ثُمَّ وَفَدَ بَعْدَهُ عَلَى مُعَاوِيَةَ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ الْأَحْنَفَ. وَكَانَ سَفَّاكًا فَاتِكًا، وَيُدْعَى مُحَرِّقًا لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ وَجَّهَ ابْنَ الْحَضْرَمِيَّ إِلَى الْبَصْرَةِ بِنَعْيِ عُثْمَانَ وليستنفرهم، فَوَجَّهَ عَلِيٌّ جَارِيَةَ هَذَا، فَتَحَصَّنَ مِنْهُ ابْنُ الْحَضْرَمِيُّ كَمَا ذَكَرْنَا، فَأَحْرَقَ عَلَيْهِ الدَّارَ، فَاحْتَرَقَ فِيهَا خَلْقٌ. وَيُرْوَى أَنَّ عَلِيًّا بَلَغَهُ مَا صَنَعَ بُسْرُ بْنُ أَرْطَأَةَ مِنَ السَّفْكِ بِالْحِجَازِ، فَبَعَثَ جَارِيَةَ هَذَا، فَجَعَلَ لَا يَجِدُ أَحَدًا خَلَعَ عَلِيًّا إِلَّا قَتَلَهُ وَحَرَّقَهُ بِالنَّارِ حَتَّى انتهى   [1] مسند أحمد 3/ 484 و 5/ 34، التاريخ الكبير 2/ 237 رقم 2309، طبقات خليفة 44 و 179، طبقات ابن سعد 7/ 56، تاريخ خليفة 195 و 197 و 198 و 200، مشاهير علماء الأمصار 41 رقم 253، الجرح والتعديل 2/ 520 رقم 2156، المحبّر 290، المعرفة والتاريخ 2/ 761، جمهرة أنساب العرب 221، المعجم الكبير 2/ 261- 264 رقم 201، الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27، الاستيعاب 1/ 245، 246، ترتيب الثقات للعجلي 94 رقم 197، الثقات لابن حبّان 3/ 60، أسد الغابة 1/ 263، تهذيب الكمال 4/ 480- 483 رقم 886، الإكمال لابن ماكولا 2/ 1، 2، الوافي بالوفيات 11/ 37 رقم 67 المستدرك على الصحيحين 3/ 615، تلخيص المستدرك 3/ 615، تهذيب التهذيب 2/ 54، 55 رقم 83، التقريب 1/ 124 رقم 24، الإصابة 1/ 128 رقم 1050، خلاصة تذهيب التهذيب 60، المشتبه 81، تاريخ ابن خلدون 2/ 411 و 445 و 451، التذكرة الحمدونية 2/ 29 رقم 38. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 إِلَى الْيَمَنِ، فَسُمِّيَ مُحَرِّقًا [1] . جَبلَةُ بْنُ الْأَيْهَمِ [2] ، أَبُو الْمُنْذِرِ الْغَسَّانِيُّ مَلِكُ آلِ جَفْنَةَ عَرَبِ الشَّامِ، وَكَانَ يَنْزِلُ الْجَوْلَانَ. كَتَبَ إِلَيْهِ النّبِيَّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ، وَأَهْدَى لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، فَلَمَّا كَانَ زَمَنَ عُمَرَ دَاسَ جَبَلَةُ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ، فَوَثَبَ الْمُزَنيُّ فَلَطَمَهُ، فَأَخَذَهُ وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالُوا: هَذَا لَطَمَ جَبَلَةَ قَالَ: فَلْيَلْطِمُهُ، قَالُوا: وَمَا يُقْتَلُ وَلَا تُقْطَعُ يَدُهُ؟ قَالَ: لَا، فَغَضِبَ جَبَلَةُ وَقَالَ: بِئْسَ الدِّينُ هَذَا، ثُمَّ دَخَلَ بِقَوْمِهِ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ وَتَنَصَّرَ [3] . وَقِيلَ: إِنَّهُ إِنَّمَا أَسْلَمَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ ثُمَّ نَدِمَ عَلَى تَنَصُّرِهِ، فَلَمْ يُسْلِمْ فِيمَا عَلِمْتُ. جَبَلَةُ بْنُ عَمْرِو [4] بْنِ أَوْسِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيُّ السَّاعِدِيُّ. وَهِمَ بَعْضُهُمْ وَقَالَ: هُوَ أَخُو أَبِي مَسْعُودٍ البدري [5] : فأبو مسعود من بني   [1] تاريخ الطبري 5/ 112، الكامل في التاريخ 3/ 362، 363، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226، تاريخ خليفة 197. [2] المحبّر 76 و 133 و 372، تاريخ خليفة 98، تاريخ اليعقوبي 1/ 207 و 2/ 141 و 147، العقد الفريد 2/ 56 و 57 و 58 و 59 و 61 و 62، فتوح البلدان 160 و 171 و 194، تاريخ الطبري 3/ 378 و 570، المعارف 107 و 644، جمهرة أنساب العرب 372، الخراج وصناعة الكتابة 298، الأغاني 15/ 157- 173، معجم البلدان 3/ 242، الكامل في التاريخ 4/ 153، البداية والنهاية 8/ 63، الوافي بالوفيات 11/ 53- 57 رقم 100، طرفة الأصحاب لابن رسول 21، سير أعلام النبلاء 3/ 532 رقم 137، شذرات الذهب 1/ 27، خزانة الأدب للبغدادي 2/ 241. وقد ورد في الأصل «الأهيم» . [3] الخبر في: العقد الفريد 2/ 56، والأغاني 15/ 162، والوافي بالوفيات 11/ 53. [4] التاريخ الكبير 2/ 218 رقم 2252، الجرح والتعديل 2/ 508 رقم 2087، تاريخ الطبري 4/ 365، 366، مشاهير علماء الأمصار 56 رقم 387، الاستيعاب 1/ 239، المعجم الكبير 2/ 287 رقم 224، أسد الغابة 1/ 269، الكامل في التاريخ 3/ 168، الوافي بالوفيات 11/ 52 رقم 96، الإصابة 1/ 223، 224 رقم 1080، حسن المحاضرة 1/ 185. [5] المعجم الكبير 2/ 287، وقال ابن عبد البرّ في كتاب الاستيعاب 1/ 239: «ويقال: هو أخو الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 لحارث بْنِ الْخَزْرَجِ. شَهِدَ أُحُدًا وَغَيْرَهَا، وَشَهِدَ فَتَحَ مِصْرَ وَصِفِّينَ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : كَانَ فَاضِلًا مِنْ فُقَهَاءِ الصَّحَابَةِ، وَرَوَى عَنْهُ: ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ. وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانَ بِمِصْرَ جَبَلَةُ الْأَنْصَارِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، جَمَعَ بَيْنَ امْرَأَةِ رَجُلٍ وَابْنَتِهِ مِنْ غَيْرِهَا. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: غَزَا جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو إِفْرِيقِيَّةَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: نَفَّلَنَا مُعَاوِيَةُ بِإِفْرِيقِيَّةَ فَأَبَى جَبَلَةُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ النَّفْلِ شَيْئًا. جندب بن كعب [2]- ت- بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَمٍ [3] الْأَزْدِيُّ الْغَامِدِيُّ [4] الَّذِي قَتَلَ السَّاحِرَ عَلَى الصَّحِيحِ. وَكَانَ هَذَا السَّاحِرُ يَقْتُلُ رَجُلًا ثُمَّ يُحْيِيَهُ، وَيَدْخُلُ فِي فَمِ نَاقَةٍ وَيَخْرُجُ مِنْ حَيَاهَا، فَضَرَبَ جُنْدَبُ بْنُ كَعْبٍ عُنُقَهُ ثُمَّ قَالَ: أَحْيِ نَفْسَكَ. وَتَلَا أَفَتَأْتُونَ [5] 21: 3   [ () ] أبي مسعود الأنصاري، وفي ذلك نظر» . [1] الاستيعاب 1/ 239. [2] التاريخ الكبير 2/ 222 رقم 2268، الجرح والتعديل 2/ 511 رقم 2107، الاستيعاب 1/ 218- 220، تاريخ الطبري 4/ 236، جمهرة أنساب العرب 378، المعجم الكبير 2/ 177 رقم 184، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 413، 414، أسد الغابة 1/ 305، 306، الكامل في التاريخ 3/ 175، الكاشف 1/ 133 و 828، سير أعلام النبلاء 3/ 175- 177 رقم 31، تحفة الأشراف 2/ 446 رقم 77، تهذيب الكمال 4/ 141- 148 رقم 975، تجريد أسماء الصحابة، رقم 856، الوافي بالوفيات 11/ 195 رقم 290، الإصابة 1/ 250 رقم 1227، تهذيب التهذيب 2/ 118، 119 رقم 190، التقريب 1/ 135 رقم 120، خلاصة تذهيب التهذيب 64، تاج العروس 2/ 137. [3] في نسخة القدسي 2/ 214 «تميم» ، وليس في نسب جندب من اسمه «تميم» . [4] في الأصل «العاهدي» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. [5] في الأصل «تأتون» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ 21: 3 [1] ، فَرَفَعُوا جُنْدَبًا إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ فَحَبَسَهُ، فلما رأى السجّان قومه وَصَلَاتَهُ أَطْلَقَهُ. وَقِيلَ: بَلْ قَتَلَ السَّجَّانُ أَقْرِبَاءُ جُنْدَبٍ وَأَطْلَقُوهُ، فَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ يُجَاهِدُ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَكَانَ شَرِيفًا كَبِيرًا فِي الْأَزْدِ. وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي قَتَلَ السَّاحِرَ جُنْدَبُ الْخَيْرِ الْمَذْكُورُ بَعْدَ السِّتِّينَ. جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سفيان [2] ، بن الحارث بن عَبْد المطلب الهاشمي ابن ابن عمّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ أَبِيهِ وَثَبَتَا يَوْمَئِذٍ، لَا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : مات وسط إمرة معاوية.   [1] سورة الأنبياء- الآية 3. [2] المحبّر 454، الطبقات الكبرى 4/ 55، الجرح والتعديل 2/ 480 رقم 1953، الاستيعاب 1/ 213، جمهرة أنساب العرب 70، أسد الغابة 1/ 286، الكامل في التاريخ 2/ 242، سير أعلام النبلاء 1/ 205 رقم 33، الوافي بالوفيات 11/ 106، 107 رقم 178، العقد الثمين 3/ 423، الإصابة 1/ 237 رقم 1165، المنتخب من ذيل الطبري 529. [3] الطبقات الكبرى 4/ 55. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 [حرف الْحَاءِ] حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ [1] ، بْنِ رَافِعٍ- وَقِيلَ نَفْعٍ بَدَلَ رَافِعٍ- الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ. أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَبَقِيَ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ. الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ [2] ، الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ. صَحِبَ عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهُ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ، بَلْ رَوَى عَنْهُ خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: إِذَا كُنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَكَ الشَّيْطَانُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَزِدْهَا طُولًا.   [1] مسند أحمد 5/ 433، الطبقات الكبرى 3/ 487، الجرح والتعديل 3/ 253، 254 رقم 1132، المحبّر 430، طبقات خليفة 90، التاريخ الكبير 3/ 93 رقم 323، حلية الأولياء 1/ 337، المعجم الكبير 3/ 256- 260 رقم 262، المستدرك على الصحيحين 3/ 208، الاستيعاب 1/ 283، 284، الاستبصار 59، 60، أسد الغابة 1/ 358، 359، الإكمال 2/ 7، معجم البلدان 4/ 465، سير أعلام النبلاء 2/ 378- 380 رقم 81، الوافي بالوفيات 11/ 265، 266 رقم 387، المشتبه 8، مجمع الزوائد 9/ 313، الإصابة 1/ 298 رقم 1532، الأخبار الموفقيات 376. [2] الطبقات الكبرى 6/ 167، العلل لابن المديني 42- 44 و 46، التاريخ الكبير 2/ 279 رقم 2461، التاريخ الصغير 50، المعرفة والتاريخ 1/ 221 و 714 و 2/ 553 و 558 و 3/ 142 و 144 و 365، الجرح والتعديل 3/ 86 رقم 396، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 816، حلية الأولياء 4/ 132 رقم 255، تاريخ بغداد 8/ 206، 207 رقم 4325، الكاشف 1/ 140 رقم 879، سير أعلام النبلاء 4/ 75، 76 رقم 22، الوافي بالوفيات 11/ 241 رقم 344، غاية النهاية 1/ 201 رقم 924، تهذيب التهذيب 2/ 154، 155 رقم 269، التقريب 1/ 143 رقم 59، النجوم الزاهرة 1/ 237 خلاصة تذهيب التهذيب 68. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 وَحَكَى عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى، وَيَحْيَى بْنُ هَانِئٍ الْمُرَادِيُّ. قَالَ خَيْثَمَةُ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَكَانُوا مُعْجَبِينَ به، كان يجلس إليه الرجل والرجلان فيحدّثهما، فإذا كثروا قام وتركهم [1] . وقال حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ سِتَّةٌ: عَلْقَمَةٌ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ، وَالْأَسْوَدُ، وَعُبَيْدَةُ، وَمَسْرُوقٍ، وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلٍ [2] . قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُتِلَ الْحَارِثُ مَعَ عَلِيٍّ. وَأَمَّا خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: صَلَّى عَلَيْهِ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ [3] . حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقُرَشِيُّ [4]- دق- الفهري له صحبة.   [1] تهذيب الكمال 4/ 273. [2] تهذيب الكمال 4/ 273. [3] الطبقات الكبرى 6/ 127 برواية يحيى بن آدم، عن شريك، التاريخ الكبير 2/ 279 وفيهما زيادة: «بعد ما صلّي عليه» . [4] مسند أحمد 4/ 159، التاريخ لابن معين 2/ 99، الطبقات الكبرى 7/ 409، طبقات خليفة 28 و 301، المحبّر 294، التاريخ الكبير 2/ 310 رقم 2583، التاريخ الصغير 50 و 67، المعارف 592 و 615، تاريخ أبي زرعة 1/ 328، 329، المعرفة والتاريخ 1/ 225 و 2/ 427 و 429 و 3/ 18، المراسيل لابن أبي حاتم 28، الجرح والتعديل 3/ 108 رقم 497، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 217) ، تاريخ خليفة 151 و 155 و 163 و 195 و 205، فتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام 3/ 610) ، الخراج وصناعة الكتابة (انظر فهرس الأعلام 572) ، تاريخ العظيمي 171، 172 و 175، العقد الفريد 4/ 21 و 28، التذكرة الحمدونية 2/ 420، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 231، مشاهير علماء الأمصار 52 رقم 345، المعجم الكبير 4/ 21- 26 رقم 320، المستدرك على الصحيحين 3/ 346، 347 و 432، جمهرة أنساب العرب 178، 179، الاستيعاب 1/ 328- 330، السابق واللاحق 171، تلقيح فهوم أهل الأثر 450، التبيين في أنساب القرشيين 447، 448، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 88) ، أسد الغابة 1/ 374، 375، زبدة الحلب 1/ 35 و 37 و 54، وفيات الأعيان 3/ 186، تهذيب الكمال 4/ 396- 400 رقم 1099، تحفة الأشراف 3/ 14، 15 رقم 95، تجريد أسماء الصحابة، رقم 1236، اللباب 2/ 37 و 3/ 103 و 261، الكاشف 1/ 146 رقم 927، سير أعلام النبلاء 3/ 188، 189 رقم 37، الوافي بالوفيات 11/ 290 رقم 430، العقد الثمين 4/ 94، جامع التحصيل في الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 رَوَى عَنْهُ زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ [1] فِي النَّفْلِ [2] . وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ أَرْمِينِيَّةَ زَمَنَ عُثْمَانَ، ثُمَّ كَانَ مِنْ خَوَاصِّ مُعَاوِيَةَ، وَلَهُ مَعَهُ آثَارٌ مَحْمُودَةٌ شَكَرَهَا لَهُ مُعَاوِيَةُ. يُرْوَى أَنَّ الْحَسَنَ قَالَ: يَا حَبِيبُ رُبَّ مَسِيرٍ لَكَ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ، قَالَ: أَمَّا إِلَى أَبِيكَ فَلَا، قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ، وَلَقَدْ طَاوَعْتَ مُعَاوِيَةَ عَلَى دُنْيَاهُ وَسَارَعْتَ فِي هَوَاهُ، فَلَئِنْ كَانَ قَامَ بِكَ فِي دُنْيَاكَ لَقَدْ قَعَدَ بِكَ فِي دِينِكَ، فَلَيْتَكَ إِذْ أَسَأْتَ الْفِعْلَ أَحْسَنْتَ الْقَوْلَ [3] . قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ، قِيلَ: لَمْ يَبْلُغُ الْخَمْسِينَ، وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا مُعَظَّمًا. حُجْرُ بْنُ يَزِيدَ [4] بْنِ سَلَمَةَ [5] الْكِنْدِيُّ الْمَعْرُوفُ بِحُجْرِ الشَّرِّ، لِأَنَّهُ كَانَ شرّيرا.   [ () ] أحكام المراسيل لابن كيكلدي 191 رقم 122، تهذيب التهذيب 2/ 190، 191 رقم 349، التقريب 1/ 150، 151 رقم 130، الإصابة 1/ 309 رقم 1600، النجوم الزاهرة 1/ 122، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 38- 42، تاريخ الزمان لابن العبري 20، تاريخ اليعقوبي 2/ 155 و 157 و 168 و 239، خلاصة تذهيب التهذيب 71، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 1/ 103- 106، الأعلام للزركلي 2/ 172. [1] في نسخة القدسي «حارثة» وهو وهم. [2] لفظ الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينفّل الثلث بعد الخمس، وشهدت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نفّل الربع في البدأة والثلث في الرجعة» ، أخرجه أبو داود في الجهاد (2748) و (2749) و (2750) باب فيمن قال: الخمس قبل النّفل، وابن ماجة في الجهاد (2851 و 2853) باب النفل، وأحمد في المسند 4/ 159 و 160، وابن حبّان (1672) ، وعبد الرزاق في المصنّف (9331 و 9333) ، والحميدي في المسند (871) ، والحاكم في المستدرك 2/ 133، والطبراني في المعجم الكبير (3518- 3526) و (3528- 3532) ، وفي الباب عن عبادة بن الصامت عند أحمد 5/ 319، 320، وابن ماجة (2852) ، والترمذي (1561) وقد حسّنه. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 41. [4] المحبّر لابن حبيب 252، المعرفة والتاريخ 3/ 313، تاريخ الطبري 5/ 263، 264، جمهرة أنساب العرب 426، أسد الغابة 1/ 387، الكامل في التاريخ 3/ 476، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 87، الوافي بالوفيات 11/ 320 رقم 469، الإصابة 1/ 315 رقم 1631. [5] في نسخة القدسي 2/ 216 «مسلمة» ، والتصويب من مصادر الترجمة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 وَقَالُوا فِي حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ: حُجْرُ الْخَيْرِ. له وفادة على النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَشَهِدَ الْحَكَمَيْنِ، ثُمَّ وَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ أَرْمِينِيَّةَ. الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ [1] ، بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَبُو مُحَمَّدَ الْهَاشِمِيُّ السَّيِّدُ، ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَابْنُ بِنْتِهِ السَّيِّدَةِ فَاطِمَةَ. وُلِدَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقِيلَ فِي نِصْفِ رَمَضَانَ مِنْهَا. قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ ورواية عن أبيه وجدّه.   [1] مسند أحمد 1/ 199، التاريخ لابن معين 2/ 115، المحبّر 18 و 19 و 45 و 46 و 53 و 57 و 66 و 146 و 223 و 226 و 409 و 442 و 447 و 450 و 475، المعارف (انظر فهرس الأعلام 720) ، أنساب الأشراف 1/ 386 و 387 و 390 و 400 و 402 و 483 و 539 و 578، ق 3/ 17، 22، 26، 36، 45، 48، 51، 56، 58، 59، 296، و 298، ق 4 ج 1 (انظر فهرس الأعلام 636) ، الأخبار الموفقيّات 356، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 498) ، نسب قريش 23 و 26 و 28 و 40 و 46 و 283 و 285، طبقات خليفة 5 و 126 و 189 و 230، الفضائل للإمام أحمد 25، العلل له 1/ 45 و 104 و 258 و 412، التاريخ الكبير 2/ 286 رقم 1491، التاريخ الصغير 52، تاريخ أبي زرعة 1/ 263 و 587، 588، الجرح والتعديل 3/ 19 رقم 72، تاريخ الطبري 5/ 158، المنتخب من ذيل المذيّل للطبري 548، تاريخ واسط 124 و 128 و 137 و 285، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 94 رقم 161، تاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام 534) ، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 52، مشاهير علماء الأمصار 7 رقم 6، كتاب الولاة والقضاة 203، جمهرة أنساب العرب 38، 39، المعجم الكبير 3/ 5- 97 رقم 235، حلية الأولياء 2/ 35- 39 رقم 132، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 107) ، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 196) ، أمالي المرتضى 1/ 277، ترتيب الثقات للعجلي 116، 117 رقم 283، الاستيعاب 1/ 369- 378، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 202- 231، صفة الصفوة 1/ 758- 762 رقم 120، تلقيح فهوم أهل الأثر 184، أسد الغابة 2/ 9- 15، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 95) ، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 158- 160 رقم 118، تاريخ بغداد 1/ 138- 141 رقم 2، مروج الذهب 3/ 181، جامع الأصول 9/ 27- 36، وفيات الأعيان 2/ 65- 69 رقم 155، الزهد لابن المبارك 258، رجال الطوسي 66- 71، المحاسن والمساوئ للبيهقي 55، ثمار القلوب للثعالبي 605، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 186 و 197 و 208 و 209 و 243 و 293 و 305 و 358 و 389، تاريخ اليعقوبي 2/ 212- 215، مقاتل الطالبيين 46- 77، الإرشاد في أسماء أئمة الهدى، للمفيد- طبعة طهران 1330 هـ. - ص 147، تاريخ دمشق 10/ 49- 202، التنبيه والإشراف 260، الإمامة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَسَنُ، وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ السَّعْدِيُّ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ يُشْبِهُ النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. قَالَهُ أَبُو جُحَيْفَةَ وَأَنَسٌ فِيمَا صَحَّ عَنْهُمَا، وَقَدْ رَآهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَلْعَبُ فَأَخَذَهُ وَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ وَقَالَ: بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ وَعَلِيٌّ يَبْتَسِمُ [1] . وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» [2] . وَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ من المسلمين» . أخرجه البخاري [3] .   [ () ] والسياسة 144، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4/ 5- 18، تهذيب الكمال 5/ 220- 257 رقم 1248، تحفة الأشراف 3/ 62- 65 رقم 105، الكاشف 1/ 164 رقم 1054، سير أعلام النبلاء 3/ 245- 279 رقم 47، المعين في طبقات المحدثين 20 رقم 28، الوافي بالوفيات 12/ 107- 111 رقم 92، العبر 1/ 47، التذكرة الحمدونية 1 (انظر فهرس الأعلام 474) 2 (الفهرس 502) ، الوفيات لابن قنفذ 62 رقم 49، البداية والنهاية 8/ 14 و 33 و 45، مرآة الجنان 1/ 122، مجمع الزوائد 9/ 174، العقد الثمين 4/ 157، تهذيب التهذيب 2/ 295- 301 رقم 528، التقريب 1/ 168 رقم 294، الإصابة 1/ 328- 331 رقم 1719، تاريخ الخلفاء 187، خلاصة تذهيب الكمال 67، شذرات الذهب 1/ 55، 56، البدء والتاريخ 6/ 5، 6. [1] أخرجه البخاري في مناقب الحسن والحسين 5/ 33 عن عبدان، عن عبد الله بن عمر بن سعيد. والطبراني في المعجم الكبير (2527) ، والحاكم في المستدرك 3/ 168. [2] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم (7/ 70) باب ذكر أسامة بن زيد. وأحمد في المسند 5/ 210، وابن سعد في الطبقات 4/ 62. [3] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم (7/ 74) باب مناقب الحسن والحسين، وفي الصلح، باب قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للحسن: «إنّ ابني هذا سيّد ... » ، وفي الأنبياء، باب علامات النبوّة في الإسلام. وفي العتق، باب قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للحسن: «إنّ ابني هذا لسيّد» ، والترمذي في جامعه (3775) ، والنسائي في سننه 3/ 107، وأبو داود (4662) والطبراني في معجمه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 وقال يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ [1] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] . وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لَيْلَةً وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ حَدِيثِي قُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ؟ فَكَشَفَ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وِرْكَيْهِ، فَقَالَ: هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ [3] : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. قُلْتُ: رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، مَدَنِيٌّ مَجْهُولٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ النَّبَّالِ- وَهُوَ مَجْهُولٌ أَيْضًا- عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ- وَهُوَ كَالْمَجْهُولِ- عَنْ أَبِيهِ، وَمَا أَظُنُّ لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ ذِكْرٌ فِي رِوَايَةٍ إِلَّا فِي هَذَا الْوَاحِدِ، تَفَرَّدَ بِهِ مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَتَحْسِينُ التِّرْمِذِيّ لَا يَكْفِي فِي الِاحْتِجَاجِ بِالْحَدِيثِ، فَإِنَّهُ قَالَ: وَمَا ذَكَرْنَا فِي كِتَابِنَا مِنْ حَدِيثٍ حَسَنٍ فَإِنَّمَا أَرَدْنَا بِحُسْنِ إِسْنَادِهِ عِنْدَنَا كُلَّ حَدِيثٍ لَا يَكُونُ فِي إِسْنَادِهِ مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ وَلَا يَكُونُ الْحَدِيثُ شَاذًّا، وَيُرْوَى مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوَ ذَلِكَ فَهُوَ عِنْدَنَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «الحسن والحسين» ، وكان يقول لفاطمة: ادعي   [ () ] (2588) و (2592) و (2593) ، وأحمد في المسند 5/ 38 و 44 و 49 و 51، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- ص 230 رقم 419، والحاكم في المستدرك 3/ 174، 175، وتابعه الذهبي في التلخيص، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 226) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 178. [1] بضم النون وسكون العين المهملة. [2] في الجامع الصحيح (3857) . [3] أخرجه في جامعه (3769) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 لِي ابْنَيَّ، فَيَشُمَّهُمَا وَيَضُمَّهُمَا إِلَيْهِ. حَسَّنَةُ التِّرْمِذِيُّ [1] . وَقَالَ مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: سُمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ إِلَى الْأَرْضِ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلِيَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نساء أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ [2] : حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَصَحَّحَ التِّرْمِذِيُّ [3] مِنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَاضِعًا الْحَسَنَ عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهمّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ» . وصحح أيضا بهذا السند أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أبصر الحسن والحسين فقال: «اللَّهمّ إني أحبهما فأحبهما» [4] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَرَّجَ بَيْنَ فَخِذَيِّ الْحَسَنِ وَقَبَّلَ زَبِيبَتَهُ [5] . قَابُوسُ: حَسَنُ الْحَدِيثِ. وَمَنَاقِبُ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَثِيرَةٌ، وَكَانَ سَيِّدًا حَلِيمًا ذَا سَكِينَةٍ وَوَقَارٍ وَحِشْمَةٍ، كَانَ يَكْرَهُ الْفِتَنَ وَالسَّيْفَ، وَكَانَ جَوَادًا مُمَدَّحًا، تَزَوَّجَ سَبْعِينَ امْرَأَةً وَيُطَلِّقُهُنَّ، وَقَلَّمَا كان يفارقه أربع ضرائر [6] .   [1] أخرجه الترمذي (3772) ويوسف بن إبراهيم ضعيف. [2] في جامعه (3781) ، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 391، والخطيب في تاريخ بغداد 6/ 372، والحاكم في المستدرك 3/ 151، وتابعه الذهبي في تلخيصه، واختصره ابن حبّان في صحيحه (2229) ، وأخرجه المزّي في تهذيب الكمال 6/ 229، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 317) . [3] في جامعه (3873) . [4] الترمذي (3871) . [5] أخرجه الطبراني في معجمه (2658) . [6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 219 وفيه «أربع حرائر» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 وَعَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَا تُزَوِّجُوا الْحَسَنَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِطْلَاقٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لَنُزَوِّجَنَّهُ، فَمَا رَضِيَ أَمْسَكَ، وَمَا كَرِهَ طَلَّقَ [1] . وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: تَزَوَّجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ امْرَأَةً فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِمِائَةِ جَارِيَةٍ، مَعَ كُلِّ جَارِيَةٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ [2] . وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّ الْحَسَنَ كَانَ يُجِيزُ الرَّجُلَ الْوَاحِدَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ [3] . وَقَالَ غَيْرُهُ: حَجَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةٍ [4] . وَقِيلَ إِنَّهُ حَجَّ أَكْثَرَهُنَّ مَاشِيًا مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، وَإِنَّ نَجَائِبَهُ تُقَادُ مَعَهُ [5] . وَقَالَ جَرِيرٌ: بَايَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ الْحَسَنَ وَأَحَبُّوهُ أَكْثَرَ مِنْ أَبِيهِ [6] . رَوَى الْحَاكِمُ فِي «مُسْتَدْرَكِهِ» مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيِّ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عن سلمة بن وهرام، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قَدْ حَمَلَ الْحَسَنَ عَلَى كَتِفِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: نِعْمَ الْمَرْكَبُ رَكِبْتَ يَا غُلَامُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «وَنِعْمَ الرَّاكِبُ هُوَ» [7] . شُعْبَةُ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ [8] سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ، عن أبيه قال:   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 219. [2] المصدر نفسه، حلية الأولياء 2/ 38. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 217. [4] قيل مشى عشرين مرة، وقيل خمسا وعشرين من المدينة. [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 216، 217. [6] المصدر نفسه 4/ 222. [7] المستدرك على الصحيحين 3/ 170 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على قوله «صحيح» فقال: لا. وأخرجه الترمذي (3784) من طريق محمد بن بشار، عن أبي عامر العقدي، عن زمعة بن صالح، بهذا الإسناد، وزمعة ضعيف، وباقي رجاله ثقات. [8] في الأصل «ضمير» والتصويب من خلاصة التذهيب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 قُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّكَ تُرِيدُ الخلافة، فقال: قد كَانَتْ جَمَاعَةُ الْعَرَبِ فِي يَدِي، يُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ وَيُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ، تَرَكْتُهَا ابْتِغَاءً لِوَجْهِ اللَّهِ وَحَقْنَ دِمَاءِ الْأُمَّةِ، ثُمَّ أَبْتَزُّهَا بِأَتْيَاسِ أَهْلِ الْحِجَازِ [1] . ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا أَبُو مُوسَى: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: اسْتَقْبَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى كَتَائِبَ لَا تُوَلِّيَ أَوْ تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ- وَكَانَ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ-: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ، مَنْ لِي بِذَرَارِيهِمْ، مَنْ لِي بِأُمُورِهِمْ، مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ؟ قَالَ: فَبَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، فَصَالَحَ الْحَسَنُ مُعَاوِيَةَ وَسَلَّمَ الْأَمْرَ لَهُ، وَبَايَعَهُ بِالْخِلَافَةِ عَلَى شُرُوطٍ وَوَثَائِقَ، وَحَمَلَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ مَالًا، يُقَالُ خَمْسَمِائَةِ أَلْفٍ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ: قَدِمَ الْحَسَنُ فَاجْتَمَعَ بِمُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ إِلَيْهِ الْخِلَافَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَأُجِيزَنَّكَ بِجَائِزَةٍ مَا أَجَزْتُ بِهَا أَحَدًا قَبْلَكَ وَلَا أُجِيزُ بِهَا أَحَدًا بَعْدَكَ، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجَعَ بِآلِ بيته من الكوفة ونزل المدينة. قال ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: عُدْنَا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي قَلّبْتُهَا بِعُودٍ، وَإِنِّي قَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا فَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، فَحَرَّضَ بِهِ الْحُسَيْنُ أَنْ يُخْبِرَهُ مَنْ سَقَاهُ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ وَقَالَ: اللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً إِنْ كَانَ الَّذِي أَظُنُّ، وَإِلَّا فَلَا يقتل بي، والله، بريء [3] . وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: لَمْ أسق مثل هذه المرّة.   [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 170، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 36، 37 من طريق: محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير، عَنْ أبيه. [2] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 225، 226. [3] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 38) من طريق: محمد بن علي، حدّثنا أبو عروبة الحرّاني، حدّثنا سليمان بن عمر بن خالد، بهذا الإسناد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 وَقَالَ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وَأَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ: لَوْ أَمَرْتَ الْحَسَنَ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَتَكَلَّمَ عَيِيَ عَنِ الْمَنْطِقِ، فَيَزْهَدَ فِيهِ الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فو الله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَمَصُّ لِسَانَهُ وَشَفَتَهُ، وَلَنْ يَعْيَا لِسَانٌ مصّه النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَوْ شَفَةٌ، قَالَ: فَأَبُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَصَعَدَ مُعَاوِيَةُ الْمِنْبَرَ، ثُمَّ أَمَرَ الْحَسَنَ فَصَعَدَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُخْبِرَ النَّاسَ: إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ مُعَاوِيَةَ، فَصَعَدَ فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ هَدَاكُمْ بِأَوَّلِنَا، وَحَقَنَ دِمَاءَكُمْ بِآخِرِنَا، وَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ لَكُمْ عَلَى مُعَاوِيَةَ أَنْ يَعْدِلَ فِيكُمْ وَأَنْ يُوَفِّرَ عليكم غنائمكم، وأن يقسم فيكم فيئكم، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَكَذَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ هَبَطَ مِنَ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ: وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ 21: 111 [1] فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالُوا: لَوْ دَعَوْتَهُ فَاسْتَنْطَقْتَهُ يَعْنِي اسْتَفْهَمْتَهُ مَا عَنِيَ بِالْآيَةِ، فَقَالَ: مَهْلًا، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَدَعَوْهُ فَأَجَابَهُمْ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدِ اخْتَلَفَ فِيكَ رَجُلَانِ، رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَادَّعَيَاكَ، فَلَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَبُوكَ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو الْأَعْوَرِ فَقَالَ لَهُ الحسن: ألم يعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَعْلًا وَذِكْوَانَ وَعَمْرُو بْنَ سُفْيَانَ، وَهَذَا اسْمُ أَبِي الْأَعْوَرِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ يُعِينُهُمَا، فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لَعَنَ قَائِدَ الْأَحْزَابِ وَسَائِقَهُمْ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَبُو سُفْيَانَ وَالْآخَرُ أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ. زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثَنَا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، ثَنَا أَبُو الْغَرِيفِ قَالَ: كُنَّا فِي مُقَدِّمَةِ الْحَسَنِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا تَقْطِرُ سُيُوفُنَا مِنَ الْجِدَةِ [2] عَلَيْهِ، فَقَالَ الشَّامِيُّونَ: فَلَمَّا أَتَانَا صُلْحُ الْحَسَنِ لِمُعَاوِيَةَ كَأَنَّمَا كُسِرَتْ ظُهُورُنَا مِنَ الْغَيْظِ، قَالَ: وَقَامَ سُفْيَانُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لَا   [1] سورة الأنبياء/ 111. [2] الجدة: الغضب كما في «القاموس المحيط» ، وفي الأصل: «الحدّة» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 تَقُلْ ذَاكَ، إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَكُمْ فِي طَلَبِ الْمُلْكِ [1] . قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] : قَالَ قَتَادَةُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ: سَمَّ الْحَسَنَ زَوْجَتُهُ بِنْتُ [3] الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: كَانَ ذَلِكَ بِتَدْسِيسِ مُعَاوِيَةَ إِلَيْهَا، وَبَذَلَ لَهَا عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ لَهَا ضَرَائِرَ. قُلْتُ: هَذَا شَيْءٌ لَا يَصِحُّ فَمَنِ الَّذِي اطَّلَعَ عَلَيْهِ؟ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [4] . رُوِينَا مِنْ وُجُوهٍ أَنَّهُ لَمَّا احْتَضَرَ قَالَ: يَا أَخِي إِيَّاكَ أَنْ تَسْتَشْرِفَ لِهَذَا الْأَمْرَ فَإِنَّ أَبَاكَ اسْتَشْرَفَ لِهَذَا الْأَمْرِ فَصَرَفَهُ اللَّهُ عَنْهُ، وَوَلِيَهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَشْرَفَ لَهَا فَصُرِفَتْ عَنْهُ إِلَى عُمَرَ، ثُمَّ لَمْ يَشُكَّ وَقْتَ الشُّورَى أنَّهَا لَا تَعْدُوهُ، فَصُرِفَتْ عَنْهُ إِلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بُويِعَ، ثُمَّ نُوزِعَ حَتَّى جَرَّدَ السَّيْفَ، فَمَا صَفَتْ لَهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ يَجْمَعَ اللَّهُ فِينَا النُّبُوَّةَ وَالْخِلَافَةِ، فَلَا أَعْرِفَنَّ مَا اسْتَخَفَّكَ سُفَهَاءُ الْكُوفَةِ فَأَخْرَجُوكَ، وَقَدْ كُنْتُ طَلَبْتُ إِلَى عَائِشَةَ أَنْ أُدْفَنَ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهَا حَيَاءً، فَإِذَا مَا مِتُّ فَاطْلُبْ ذَلِكَ إِلَيْهَا، وَمَا أَظُنُّ الْقَوْمَ إِلَّا سَيَمْنَعُونَكَ، فَإِنْ فَعَلُوا فَلَا تُرَاجِعَهُمْ. فَلَمَّا مَاتَ أَتَى الْحُسَيْنُ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: نَعَمْ وَكَرَامَةٌ، فَمَنَعَهُمْ مَرْوَانُ، فَلَبِسَ الْحُسَيْنُ وَمَنْ مَعَهُ السِّلَاحَ حَتَّى رَدَّهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ دُفِنَ فِي الْبَقِيعِ إِلَى جَنْبِ أُمِّهِ، وَشَهِدَهُ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ الْأَمِيرُ، فَقَدَّمَهُ الْحُسَيْنُ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَقَالَ: هِيَ السُّنَّةُ. تُوُفِّيَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في ربيع الأولى سَنَةَ خَمْسِينَ، وَرَّخَهُ فِيهَا الْمَدَائِنِيُّ، وَخَلِيفَةُ الْعُصْفُرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيُّ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَالْغُلَابِيُّ، وغيرهم.   [1] سبق تخريج هذا الحديث في أول حوادث سنة 41 هـ. [2] الاستيعاب 1/ 375. [3] في نسخة القدسي 2/ 219 «سم الحسن وزوجته..» وهذا خطأ، ففي الاستيعاب: «سم الحسن بن علي، سمّته امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي..» . (1/ 375) . [4] الاستيعاب 1/ 376، 377. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ بِالْمَدِينَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو [1] خ 4، الْغِفَارِيُّ، أَخُو رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو، وَإِنَّمَا هُمَا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ أَخِي غِفَارٍ. لِلْحَكَمِ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا فَاضِلًا، قَدْ وَلِيَ غَزْوَ خُرَاسَانَ فَسَبَاهُمْ وَغَنِمَ، وَتُوُفِّيَ بِمَروٍ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَابْنُ سِيرِينَ. وَكَانَ مَحْمُودُ السِّيرَةِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ: سَنَة خَمْسِينَ. هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ [2] : إِنَّ زِيَادًا بَعَثَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو عَلَى خُرَاسَانَ، فَأَصَابُوا غَنَائِمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: لَا تُقَسِّمَ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، فَكَتَبَ إليه: باللَّه لو   [1] انظر عن الحكم في: مسند أحمد 4/ 312 و 5/ 66، التاريخ لابن معين 2/ 126، طبقات خليفة 32 و 175 و 321، تاريخ خليفة 211، الطبقات الكبرى 7/ 28 و 366، التاريخ الكبير 2/ 328، 329 رقم 2646، التاريخ الصغير 72، المعرفة والتاريخ 3/ 25، تاريخ الطبري 5/ 224 و 225 و 229 و 250 و 251 و 285 المحبّر 295، الجرح والتعديل 3/ 119 رقم 551، جمهرة أنساب العرب 186، مشاهير علماء الأمصار 60 رقم 415، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 775، المستدرك على الصحيحين 3/ 441- 443، الاستيعاب 1/ 314- 316، المعجم الكبير 3/ 233- 238 رقم 247، الإكمال 7/ 223، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 102، الأنساب 9/ 165، معجم البلدان 1/ 282 و 4/ 511، صفة الصفوة 1/ 672، 673 رقم 88، أسد الغابة 2/ 36، 37، الكامل في التاريخ 3/ 452 و 455 و 470 و 489، تهذيب الكمال 7/ 124- 129 رقم 1440، تحفة الأشراف 3/ 72 رقم 113، فتوح البلدان 506، الخراج وصناعة الكتابة 405، الكاشف 1/ 183 رقم 1196، سير أعلام النبلاء 2/ 474- 477 رقم 93، تجريد أسماء الصحابة 1/ 136، مجمع الزوائد 9/ 410، الوافي بالوفيات 13/ 110 رقم 117، تهذيب التهذيب 2/ 436، 437 رقم 759، التقريب 1/ 292 رقم 497، الإصابة 1/ 346، 347 رقم 1784، خلاصة التذهيب 89، رجال الطوسي 18. [2] الطبقات الكبرى 7/ 28، 29، صفة الصفوة 1/ 672. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 كَانَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ رَتْقًا عَلَى عَبْدٍ فَاتَّقَى اللَّهَ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ مِنْ بَيْنِهِمَا مَخْرَجًا، وَالسَّلَامُ. وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ نَظَرَ إِلَى الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو وَقَدْ خَضَبَ بِصُفْرَةٍ فَقَالَ: هَذَا خِضَابُ أَهْلِ الْإِيمَانِ [1] . حَفْصَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ [2] ، ع- بِنْتُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. تَزَوَّجَهَا النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سَنَة ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وَيُرْوَى أنَّهَا وُلِدَتْ قَبْلَ النُّبُوَّةِ بِخَمْسِ سنين. لها عدّة أحاديث.   [1] تهذيب الكمال 7/ 127. [2] مسند أحمد 6/ 383، الطبقات الكبرى 8/ 81، طبقات خليفة 334، تاريخ خليفة 66، المعارف 135 و 158 و 184 و 550، الاستيعاب 4/ 268، المعرفة والتاريخ 1/ 447 و 452 و 2/ 56 و 153 و 188 و 698 و 740 و 478 و 765، المستدرك على الصحيحين 4/ 14، 15، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 338، 339 رقم 728، المنتخب من ذيل المذيّل 603، جمهرة أنساب العرب 152، المحبّر 54 و 83 و 92 و 95 و 98 و 99 و 101 و 102، نسب قريش 348 و 352، أنساب الأشراف 1/ 212 و 214 و 422 و 428 و 431 و 448 و 457 و 467 و 554 و 556 و 557، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 57، تاريخ الطبري 2/ 399 و 499 و 3/ 164 و 189 و 196 و 617 و 4/ 198 و 451 و 454 و 9/ 200، التذكرة الحمدونية 1/ 145، الكامل في التاريخ 2/ 148 و 308 و 505 و 3/ 53 و 94 و 112 و 208 و 7/ 79، أسد الغابة 5/ 425، سير أعلام النبلاء 2/ 227- 231 رقم 25، العبر 1/ 5 و 50، مجمع الزوائد 9/ 244، الوافي بالوفيات 13/ 105 رقم 110، صفة الصفوة 2/ 38، حلية الأولياء 2/ 50 رقم 135، الاشتقاق لابن دريد 124، تهذيب التهذيب 12/ 410 رقم 3764، التقريب 2/ 594 رقم 9، تهذيب الكمال 1680، العقد الفريد 4/ 286، مروج الذهب 2/ 288، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 604 رقم 2357، عيون الأثر 2/ 302، مرآة الجنان 1/ 119، الإصابة 4/ 264 رقم 296، خلاصة تذهيب الكمال 490، كنز العمال 13/ 697، شذرات الذهب 1/ 10 و 16، الوفيات لابن قنفذ 34 رقم 45، أعلام النساء 1/ 274، تسمية أزواج النبي 59، السمط الثمين لمحبّ الدين الطبري 84، البداية والنهاية 5/ 294، جوامع السيرة 33 و 48 و 62 و 66 و 88 و 121، تاريخ أبي زرعة 1/ 290 و 291 و 490 و 492- 494 و 553، سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 290 و 298، السير والمغازي 257. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 رَوَى عَنْهَا: أَخُوهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَحَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ، وَشُتَيْرُ ابْنُ شَكَلٍ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَأُمُّهُمَا- أَعْنِي حَفْصَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ- هِيَ زَيْنَبُ أُخْتُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ. وَكَانَتْ حَفْصَةُ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا تَأَيَّمَتْ عَرَضَهَا عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَغَضِبَ عُمَرُ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: لَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ الْيَوْمَ، فَشَكَاهُ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: تَتَزَوَّجُ حَفْصَةُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ عُثْمَانَ، وَيَتَزَوَّجُ عُثْمَانُ مَنْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ حَفْصَةَ، ثُمَّ خَطَبَهَا مِنْهُ فَزَوَّجَهُ عُمَرُ، ثُمَّ لَقِيَ أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ فَقَالَ: لَا تجِدْ عَلِيَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ ذَكَرَ حَفْصَةَ فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّهُ، فَلَوْ تَرَكَهَا لَتَزَوَّجْتُهَا [1] . عَفَّانُ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ، فَأَتَاهَا خَالَاهَا عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ ابْنَا مَظْعُونٍ، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شَبَعٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَتَجَلْبَبَتْ [2] فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ» [3] . حَدِيثٌ مُرْسَلٌ قَوِيُّ الْإِسْنَادِ. هُشَيْمٌ: أَنْبَأَ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لَمَّا طَلَّقَ حَفْصَةَ أُمِرَ أَنْ يُرَاجِعْهَا [4] . عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ أَوْصَى إِلَى حَفْصَةَ.   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 82، والبخاري في النكاح 9/ 152، 153 باب عرض الإنسان بنته أو أخته على أهل الخير. [2] الكلمة في الأصل مصحفة، والتصحيح من (مجمع الزوائد ج 9 ص 245) . [3] أخرجه أبو داود (2283) وابن ماجة (2016) من حديث عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم طلّق حفصة ثم راجعها. والنسائي 6/ 213 من حديث ابن عمر، والحاكم في المستدرك 4/ 15. من طريق موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن سلمة، أنبأنا أبو عمران الجوني.. وفي الباب عن أنس في المستدرك 4/ 15، وهو في المجمع 9/ 244، وابن سعد 8/ 84. [4] أخرجه الطبراني كما قال الهيثمي في المجمع 9/ 244. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: طَلَّقَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حَفْصَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَحَثَا عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ وَقَالَ: مَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِعُمَرَ وَابْنَتَهُ [1] بَعْدَهَا، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُرَاجِعَ حَفْصَةَ رَحْمَةً لِعُمَرَ [2] . وَفِي رِوَايَةٍ: وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ وَهُوَ وَالِي الْمَدِينَةَ. قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ [3] . حَنْظَلَةُ بْنُ الرَّبِيعِ [4] ، - م ت ن ق- بن صيفي التميمي الحنظليّ الأسيّدي [5] الْكَاتِبُ، كَاتِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي حَكِيمِ الْعَرَبِ أَكْثَمَ بن صيفي.   [1] في مجمع الزوائد زيادة (بعدها) بعد «ابنته» . (9/ 244) . [2] مجمع الزوائد 9/ 244. [3] الطبقات لابن سعد 8/ 86. [4] الطبقات الكبرى 6/ 55، طبقات خليفة 43 و 129، تاريخ خليفة 99 و 132، مسند أحمد 4/ 178 و 267 و 346، التاريخ الكبير 3/ 36، 37 رقم 151، المعارف 299، 300، ترتيب الثقات 137 رقم 351، الثقات لابن حبّان 3/ 92، فتوح البلدان 301، العقد الفريد 4/ 161- 163، تاريخ الطبري 3/ 173 و 368 و 369 و 371 و 460 و 560 و 570 و 4/ 129 و 352 و 382 و 6/ 179، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 و 114 رقم 217 و 403، الجرح والتعديل 3/ 239 رقم 1059، المعجم الكبير للطبراني 4/ 12- 5 رقم 316، جمهرة أنساب العرب 210، الاستيعاب 1/ 279، 280، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 110، الإكمال لابن ماكولا 1/ 118، الأنساب 10/ 303، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 13- 15، أسد الغابة 2/ 58، 59، الكامل في التاريخ 2/ 456 و 480 و 483 و 3/ 10 و 160 و 173، تهذيب الكمال 7/ 438- 443 رقم 1560، تحفة الأشراف 3/ 85، 86 رقم 119، الوزراء والكتّاب 12، 13، الكاشف 1/ 195، 196 رقم 1284، تجريد أسماء الصحابة 1/ 142، الوافي بالوفيات 13/ 209، 210 رقم 247، تهذيب التهذيب 3/ 60 رقم 109، التقريب 1/ 206 رقم 636، خلاصة التذهيب 96، الإصابة 1/ 359، 360 رقم 1859. [5] قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: «الأسيّدي» بضم الألف، وفتح السين المهملة، وتشديد الياء. (مشتبه النسبة- نسخة المتحف البريطاني- ورقة 4 أ- ومنها مصوّرة في مكتبتنا) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 كَانَ حَنْظَلَةُ مِمَّنِ اعْتَزَلَ الْفِتْنَةَ، وَكَانَ بِالْكُوفَةِ، فَلَمَّا شَتَمُوا عُثْمَانَ انْتَقَلَ إِلَى قَرْقِيسْيَاءَ [1] . رَوَى عَنْهُ: مُرَقَّعُ [2] بْنُ صَيْفِيِّ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ [3] ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَالْحَسَنُ، وغيرهم.   [1] قرقيسياء: بالفتح ثم السكون، وقاف أخرى، وياء ساكنة، وسين مكسورة، وياء أخرى، وألف ممدودة. بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستّة فراسخ وعندها مصب الخابور في الفرات، فهي في مثلث بين الخابور والفرات. (معجم البلدان 4/ 328) . [2] بضم الميم وفتح المهملة والقاف الثقيلة. وفي الأصل «مرفع» ، والتصويب من خلاصة التذهيب وغيره. [3] في الأصل «الهندي» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 [حرف الْخَاءِ] خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ [1]- 4- أَبُو أَيْمَنَ الأسدي، فاسم [2] أبيه الأخرم بْنُ شَدَّادٍ، وَخُرَيْمٌ هُوَ أَخُو سَبْرَةَ، وَوَالِدُهُ فَاتِكٌ. قِيلَ إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَرَوَى عَنِ النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَعَنْ كَعْبٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ فَاتِكٌ، وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَالْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَشِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ. وَنَزَلَ الرَّقَّةَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ. رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ خريم بن فاتك   [1] مسند أحمد 3/ 499 و 4/ 321 و 345، التاريخ لابن معين 2/ 147، الطبقات لابن سعد 6/ 38، 39، التاريخ الكبير 3/ 224، 225 رقم 757، المعارف 340، المعرفة والتاريخ 2/ 2، 3 و 3/ 129، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 195، الجرح والتعديل 3/ 400 رقم 1837، مشاهير علماء الأمصار 47 رقم 303، المعارف 340، المعجم الكبير 4/ 244- 252 رقم 393، الإكمال 3/ 132، المستدرك على الصحيحين 3/ 621، 622، الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 51، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 131- 135، التبيين في أنساب القرشيّين 460، أسد الغابة 2/ 112، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 175، رقم 145، تحفة الأشراف 3/ 121، 122 رقم 126، تهذيب الكمال 8/ 239- 240 رقم 1683، المعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 36، الكاشف 1/ 212 رقم 1393، تجريد أسماء الصحابة 1/ 158، الوافي بالوفيات 13/ 307 رقم 375، طبقات خليفة 1/ 80 رقم 227 و 228، تهذيب التهذيب 3/ 139 رقم 265، التقريب 1/ 223 رقم 116، الإصابة 1/ 424 رقم 2246، خلاصة التذهيب 108، حلية الأولياء 1/ 363 رقم 67. [2] في الأصل «قاسم» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا خُرَيْمُ لَوْلَا خُلَّتَيْنِ فِيكَ» ، قُلْتُ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: «إِسْبَالُكَ إِزَارِكَ وَإِرْخَاؤُكَ شَعْرِكَ.» رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [1] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ: خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: كُنْيَتُهُ أبو يحيى [2] .   [1] في الجزء 4/ 321، 322 و 345، والطبراني في المعجم الكبير (4156 و 4157 و 4158 و 4159 و 4160 و 4161) وفي المعجم الصغير 1/ 148، والبيهقي في شعب الإيمان 118، والحاكم في الأسامي والكنى، ورقة 51، وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 408. [2] التاريخ الكبير 3/ 224، 225 رقم 757، وكذلك قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 400، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 446. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 [حرف الدال] دحية بن خليفة [1] ، - د- بن فَرْوَةَ بْنِ فَضَالَةَ الْكَلْبِيُّ القُضَاعِيُّ. أَرْسَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بكتابه إلى قيصر، وله أحاديث.   [1] انظر عن دحية الكلبي في: السير والمغازي لابن إسحاق 297، سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 184 و 278 و 4/ 259، والمغازي للواقدي 78 و 498 و 555- 557 و 674 و 901، ومسند أحمد 4/ 311، وطبقات ابن سعد 4/ 249، وتاريخ خليفة 79 و 83 و 98، والتاريخ الكبير 3/ 254 رقم 878 (مذكور دون ترجمة) ، والمعارف 329، وتاريخ الطبري 2/ 582، 583 و 642 و 644 و 646 و 648 و 650 و 3/ 141 و 396 و 441، وأنساب الأشراف 1/ 377 و 462، والجرح والتعديل 3/ 439 رقم 1996، والعقد الفريد 2/ 34 و 306، وجمهرة أنساب العرب 458، والثقات لابن حبّان 3/ 117، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 380، ومقدّمة بقيّ بن مخلد 112 رقم 378، والمحبّر لابن حبيب 65 و 75 و 76 و 90 و 93 و 121، وتاريخ اليعقوبي 2/ 71 و 77، وثمار القلوب للثعالبي 65، 66، والمعجم الكبير 4/ 265- 267 رقم 407، والاستيعاب 1/ 1/ 472- 474، والمنتخب من ذيل المذيّل 534، والإكمال لابن ماكولا 3/ 314، والأنساب لابن السمعاني 10/ 452، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 221- 223، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 141، والتبيين في أنساب القرشيين 63 و 118، ومعجم البلدان 3/ 280 و 325 و 4/ 522 و 555، وأسد الغابة 2/ 130، والكامل في التاريخ 1/ 185 رقم 159، وتهذيب الكمال 8/ 473- 475 رقم 1794، وتحفة الأشراف 3/ 131 رقم 131، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 38، والكاشف 1/ 225 رقم 1483 وسير أعلام النبلاء 2/ 550- 556 رقم 116، والوافي بالوفيات 14/ 5 رقم 1، ومجمع الزوائد 9/ 378، وتهذيب التهذيب 3/ 506، 207 رقم 394، والتقريب 1/ 235 رقم 51، وخلاصة التذهيب 112، والإصابة 1/ 473، 474 رقم 2390. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَمَنْصُورُ بْنُ سَعِيدٍ. وَكَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ أَمِيرًا عَلَى كُرْدُوسٍ [1] ، ثُمَّ سَكَنَ الْمِزَّةَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : أَسْلَمَ دِحْيَةُ قَبْلَ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْهَا وَكَانَ يُشَبَّهُ بِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَبَقِيَ إِلَى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «يَأْتِينِي جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ» . وَكَانَ دِحْيَةُ رَجُلًا جَمِيلًا [3] . وَقَالَ رَجُلٌ لِعَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ: أَجْمَلُ النَّاسِ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: بَلْ أَجْمَلُ النَّاسِ مَنْ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ عَلَى صُورَتِهِ، يَعْنِي دِحْيَةَ [4] . وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ [5] مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ دحية إذا قَدِمَ لَمْ تَبْقَ مُعْصِرٌ إِلَّا خَرَجَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ. الْمُعْصِرُ: هِيَ الَّتِي دَنَتْ مِنَ الْحَيْضِ، ويقال: هي التي أدركت.   [1] الكردوس: كتيبة الخيل. [2] ابن سعد 4/ 249 و 250، المعارف 329. [3] أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 278 وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف. وأخرجه أحمد في المسند 2/ 107 من طريق: عفان، عن حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر. وذكره ابن حافظ في الإصابة 3/ 191 عن النسائي وصحّح إسناده. [4] ذكره ابن حجر في الإصابة 3/ 191. [5] في المعارف 329 وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 223. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 [حرف الرَّاءِ] رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ [1] ، - ت ق- بن هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ الْمُطَّلِبِيُّ. مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ، لَهُ صُحْبَةٌ ورواية. روى عنه: ابنه يزيد وغيره. وهو الّذي صارع النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَ أَشَدَّ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنْ صَرَعْتَنِي آمَنْتُ بِكَ، فصرعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا محمد   [1] انظر عن ركانة في: السير والمغازي لابن إسحاق 276، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 41 و 3/ 299، والمغازي للواقدي 694، وطبقات خليفة 9، وتاريخ خليفة 205، والتاريخ الكبير 3/ 337، 338 رقم 1146، وأنساب الأشراف 1/ 155، ومقدّمة بقيّ بن مخلد 108 رقم 323، ومشاهير علماء الأمصار 34 رقم 187، والمنتخب من ذيل المذيّل 553، والاستيعاب 1/ 531- 533، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 67، 68 رقم 462، وجمهرة أنساب العرب 73، والكامل في التاريخ 2/ 75 و 3/ 424، وأسد الغابة 2/ 187، 188، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 191، 192 رقم 171، وتحفة الأشراف للمزّي 3/ 172- 174 رقم 152، وتهذيب الكمال له 9/ 221- 224 رقم 1924، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 40، والكاشف 1/ 243 رقم 1600، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 186، والوافي بالوفيات 14/ 142، 143 رقم 189، والعقد الثمين 4/ 400، وتهذيب التهذيب 3/ 287 رقم 542، والتقريب 1/ 252 رقم 107، والإصابة 1/ 520، 521 رقم 2689، وخلاصة تذهيب التهذيب 149. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 إِنَّكَ سَاحِرٌ [1] . وَلَمَّا أَسْلَمَ أَعْطَاهُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ خَمْسِينَ وَسْقًا بِخَيْبَرَ [2] ، وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ وَبِهَا تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ [3] ، - د ت ن- النَّجَّارِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ فَتَحَ مِصْرَ، وَرَوَى أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهُ: حَنَشُ الصَّنْعَانِيُّ [4] ، وَبِشْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَمُرْثَدٌ [5] الْيَزَنِيُّ. وَوَلِيَ غَزْوَ إِفْرِيقِيَّةَ لِمُعَاوِيَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ: تُوُفِّيَ بِبُرْقَةَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَيْهَا، رَأَيْتُ قبره ببرقة رضي الله عنه.   [1] انظر: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 41، 42، وأنساب الأشراف 1/ 155 رقم 338. [2] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 299. [3] انظر عن رويفع في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 280، والطبقات الكبرى 4/ 354، وتاريخ خليفة 208، وطبقات خليفة 292، ومسند أحمد 4/ 107، والتاريخ الكبير 3/ 338 رقم 1147، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 218، وتاريخ الطبري 3/ 96، والجرح والتعديل 3/ 520 رقم 2345، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 389، والمعجم الكبير 5/ 13- 18 رقم 434، والاستيعاب 1/ 500، 501 وأسد الغابة 2/ 191، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 192 رقم 172، وتحفة الأشراف 3/ 174، 175 رقم 153، وتهذيب الكمال 9/ 254، 255 رقم 1939، وسير أعلام النبلاء 3/ 36- 40 رقم 9، والكاشف 1/ 244 رقم 1611، والعبر 1/ 54، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 187، والوافي بالوفيات 14/ 155 رقم 206 والإصابة 1/ 522 رقم 2699، وتهذيب التهذيب 3/ 299، رقم 558، والتقريب 1/ 254 رقم 123، والبداية والنهاية 61، ومرآة الجنان 1/ 122، وخلاصة تذهيب التهذيب 102، وشذرات الذهب 1/ 55. [4] في الأصل: «الصغاني» ، والتصحيح من (اللباب 2/ 248) . [5] في الأصل مهمل، والتصويب من (خلاصة التذهيب 372) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 [حرف الزَّايِ] زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ [1] ، - ق- بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سِنَانٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَزْرَجِيِّ. أَحَدُ بَنِي بَيَاضَةَ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ، وَكَانَ لَبِيبًا فَقِيهًا، وَلِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَضْرَمَوْتَ، وَلَهُ أَثَرٌ حَسَنٌ فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ [2] . رَوَى عَنْهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ- وَمَاتَ قَبْلَهُ-، وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الجعد، وروايته مرسلة.   [1] انظر عن زياد بن لبيد في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 340 و 4/ 242، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 583، والمحبّر لابن حبيب 126 و 186، والمغازي للواقدي 171 و 405، ومسند أحمد 4/ 160 و 318، والطبقات الكبرى 3/ 598، وتاريخ خليفة 97 و 116 و 123، وطبقاته 100، والتاريخ الكبير 3/ 344 رقم 1163، والتاريخ الصغير 1/ 41، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 122 و 132 و 161، وأنساب الأشراف 1/ 245 و 529، وتاريخ الطبري 3/ 147 و 228 و 330 و 337 و 341 و 427 و 4/ 239، والجرح والتعديل 3/ 543 رقم 2452، والمعجم الكبير 5/ 304- 306 رقم 505، وجمهرة أنساب العرب 356، والاستيعاب 2/ 533، والإكمال 7/ 28، وأسد الغابة 2/ 317، والكامل في التاريخ 2/ 301 و 336 و 378 و 382 و 421 و 3/ 75 و 4/ 44، وتحفة الأشراف 3/ 190 رقم 162، وتهذيب الكمال 9/ 506- 508 رقم 2066، والكاشف 1/ 262 رقم 1723، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 195، والوافي بالوفيات 15/ 10 رقم 9، والإصابة 1/ 558، 559 رقم 5864، وتهذيب التهذيب 3/ 382، 383 رقم 6999، والتقريب 1/ 270 رقم 131، وخلاصة تذهيب التهذيب 125، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 312، والمستدرك 3/ 590. [2] الخبر في تهذيب الكمال 9/ 507. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 وَقَدْ كَانَ أَسْلَمَ وَسَكَنَ مَكَّةَ ثُمَّ هَاجَرَ، فَهُوَ أَنْصَارِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ. لَهُ حَدِيثٌ فِي ذِهَابِ الْعِلْمِ [1] . قَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ [3] ، - ع- بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عبد عوف بن غنم بن مالك بن النَّجَّارِ أَبُو سَعِيدٍ، وَأَبُو خَارِجَةَ الْأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيُّ المقرئ الفرضيّ، كاتب الوحي.   [1] رواه ابن ماجة في الفتن (4048) باب ذهاب القرآن والعلم. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 590، والأسامي والكنى، الورقة 312. [2] في الطبقات 101. [3] انظر عن زيد بن ثابت في: مسند أحمد 5/ 181، والطبقات الكبرى 2/ 358، وطبقات خليفة 89، والتاريخ له 99 و 207 و 223، ومصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15749، والعلل لأحمد 1/ 34 و 168 و 236 و 277 و 305 و 359 و 366 و 390 و 396، والسير والمغازي لأبي إسحاق 130 و 299، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1171) ، وسيرة ابن هشام 2/ 180 و 186 و 3/ 9 و 29 و 65 و 129 و 306، والمحبّر لابن حبيب 286 و 289 و 377 و 429، وترتيب الثقات للعجلي 170 رقم 483، والتاريخ الكبير 3/ 380، 381 رقم 1278، والتاريخ الصغير 1/ 34 و 42 و 64 و 87 و 101 و 120 و 173، 174، وتاريخ اليعقوبي 2/ 80 و 138 و 154 و 161 و 169 و 177، والمعارف لابن قتيبة 260، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 40، والعقد الفريد 2/ 127، 128 و 223، 224 و 4/ 161 و 163 و 168 و 273 و 294 و 298 و 5/ 33، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 257) ، وفضائل الصحابة للنسائي 164، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 107، وأنساب الأشراف 1/ 267 و 288 و 316 و 338 و 344 و 466 و 531 و 580 و 585، والجرح والتعديل 3/ 558 رقم 2524، والثقات لابن حبّان 3/ 135، ومشاهير علماء الأمصار 10 رقم 22، والمعجم الكبير للطبراني 5/ 111- 182 رقم 481، وجمهرة أنساب العرب 348، 349، والمستدرك للحاكم 3/ 421- 423، والأسامي والكنى له،، ورقة 215 و 216، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والاستيعاب 551- 554، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 142، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 446- 453، ومعجم البلدان 1/ 269 و 2/ 509، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 141) ، وأسد الغابة 2/ 221- 223، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 200- 202 رقم 186، وتحفة الأشراف 3/ 205- 227 رقم 164، وتهذيب الكمال 9/ 24- 32 رقم 2091، والكاشف 1/ 264 رقم 1742، والعبر 1/ 53، وسير أعلام النبلاء 2/ 426- 441 رقم 85، وتذكرة الحفّاظ 1/ 30، ومعرفة القراء الكبار 1 رقم 5، وصفة الصفوة 1/ 704- 707 رقم 101، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 قُتِلَ أَبُوه يَوْمَ بُعَاثٍ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَقَدِمَ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَزَيْدٌ صَبِيُّ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، فَأَسْلَمَ وَتَعَلَّمَ الْخَطَّ الْعَرَبِيَّ وَالْخَطَّ الْعِبْرَانِيَّ، وَكَانَ فَطِنًا ذَكِيًّا إِمَامًا فِي الْقُرْآنِ إِمَامًا فِي الْفَرَائِضِ. رَوَى: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَارِجَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعُبَيْدُ بْنُ السَّبَّاقِ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَبُسْرُ بْنُ سعيد، وعروة بن الزبير، وطاووس، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ طَائِفَةٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: عَرَضَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو الْعَالِيَةَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَمَا بَعْدَهَا. وَكَانَ عُمَرُ إِذَا حَجَّ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَهُوَ الَّذِي نَدَبَهُ عُثْمَانُ لِكِتَابَةِ الْمَصَاحِفِ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى قِسْمَةَ غَنَائِمِ الْيَرْمُوكَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قدم النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ كِتَابَ يَهُودٍ، فَكُنْتُ أَقْرَأُ إِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ، وَلَمَّا قَدِمَ أَبِي بِي إِلَيْهِ فَقَالُوا: هَذَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَقَدْ قَرَأَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سُورَةٍ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ وَقَالَ: «يَا زَيْدٌ تَعَلَّمَ لِي كِتَابَ يَهُودٍ، فَإِنِّي وَاللَّهِ ما آمنهم على كتابي.   [ () ] ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1581 و 2091، والزيارات للهروي 94، ومرآة الجنان 1/ 125، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 104، و 2/ 237، 238، والوفيات لابن قنفذ 61 رقم 45، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 422، والوافي بالوفيات 15/ 24، 25 رقم 28، وغاية النهاية 1/ 296، ومجمع الزوائد 9/ 345، وتهذيب التهذيب 3/ 399 رقم 731، والتقريب 1/ 272 رقم 161، والإصابة 1/ 561، 562 رقم 2880، وخلاصة تذهيب التهذيب 127، وكنز العمال 13/ 392، وشذرات الذهب 1/ 54 و 62، والبدء والتاريخ 5/ 116. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 قال: فَتَعَلَّمْتُهُ فَحَذقْتُهُ فِي نِصْفِ شَهْرٍ [1] . وَعَنْ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحِيُ بَعَثَ إِلَيَّ فَكَتَبْتُهُ [2] . وَقَالَ زَيْدٌ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعَ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ. فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ!. قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ [3] . وَقَالَ أنس: جمع القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي، ومعاذ، وزيد بن ثابت، وأبو زيد الأنصاري [4] . وقال أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَفْرَضُ أُمَّتِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ» . وَيُرْوَى عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ، وَأَفْتَاهُمْ أُبَيٌّ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هذه الأمة أبو عبيدة الجراح» [5] .   [1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 186 وأبو داود (3645) والترمذي (2715) وابن سعد 2/ 358، والطبراني (4856 و 4857) وصحّحه الحاكم 1/ 75. [2] إسناده صحيح. أخرجه أحمد في المسند 5/ 182، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 483، 484، والحاكم في المستدرك 3/ 422، والطبراني في المعجم الكبير (4928) من طريق جرير. وابن سعد في الطبقات 2/ 358، والطبراني (4927) من طريق يحيى بن عيسى الرمليّ. [3] أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 8 و 11 باب جمع القرآن، وأحمد في المسند 5/ 188 و 189، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 485، والطبراني في المعجم الكبير (4901) ، وابن أبي داود في «المصاحف» 6 و 9. [4] أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 46 باب القراء مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، من طريق حفص بن عمر، عن همام، عن قتادة، عن أنس. [5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 359 من طريق عفان بن مسلم، عن وهيب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [1] وَقَالَ: غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ [2] . قُلْتُ: هُوَ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قِلَابَةَ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زَيْدٌ» . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: غَلَبَ زَيْدٌ النَّاسَ عَلَى اثْنَتَيْنِ: عَلَى الْفَرَائِضِ وَالْقُرْآنِ [3] . وَقَالَ مَسْرُوقٌ: كَانَ أَهْلُ الْفَتْوَى مِنَ الصَّحَابَةِ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَبُو مُوسَى [4] . وَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ لَمَّا قَالَ قَائِلُ الْأَنْصَارِ: مِنْكُمْ أَمِيرٌ وَمِنَّا أَمِيرٌ، قَالَ: فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَزَاكُمُ اللَّهُ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ خَيْرًا وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، لَوْ قُلْتُمْ غَيْرَ هَذَا مَا صَالَحْنَاكُمْ [5] . وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَّقَ عُمَرُ الصَّحَابَةَ فِي الْبُلْدَانِ، وَحَبَسَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ بالمدينة يفتي أهلها [6] .   [1] في سننه (3790) وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع. [2] أخرجه الترمذي في سننه (3791) من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 479، 480 من طريق سفيان، عن خالد الحذّاء، وعاصم، عن أبي قلابة، عن أنس، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 222، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وصحّحه ابن حبّان (2218) . [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 449، وتهذيب الكمال 9/ 29. [4] المعرفة والتاريخ 1/ 481، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 449، وتهذيب الكمال 9/ 30، وتاريخ أبي زرعة 649. [5] أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند 2/ 169، وأحمد 5/ 122، والطبراني في المعجم الكبير (4785) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 183 وقال: رجاله رجال الصحيح. [6] الطبقات الكبرى 2/ 359 من طريق الواقدي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: مَا كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ أَحَدًا عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْفَرَائِضِ وَالْقِرَاءَةِ [1] . وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَلَى الْقَضَاءِ وَفَرَضَ لَهُ رِزْقًا [2] . وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَوْ هَلَكَ عُثْمَانُ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي بَعْضِ الزَّمَانِ لَهَلَكَ عِلْمُ الْفَرَائِضِ، لَقَدْ أَتَى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَمَا يَعْلَمُهَا غَيْرَهُمَا [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيِّ: النَّاسُ عَلَى قِرَاءَةِ زَيْدٍ وَفَرْضِ زَيْدٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَدِمَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ لَهُ بِرِكَابِهِ فقال: تنحّ يا بن عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّا هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا وَكُبَرَائِنَا [4] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ [5] قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ فِي أَهْلِهِ وَمِنْ أَزْمَتِهِمْ عِنْدَ الْقَوْمِ [6] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَاتَ حَبْرُ [7] الْأُمَّةِ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يجعل في ابن عباس منه خلفا [8] .   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 35 من طريق الواقدي، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 450. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 2/ 259، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 450. [3] أخرجه الدارميّ 2/ 314 من طريق: محمد بن عيسى، عن يوسف بن الماجشون، عن الزهري، وأخرجه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 451. [4] إسناده حسن، أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 360 من طريق: محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد، وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 423، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4746) من طريق: علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم رزين الرمّاني. والحاكم في المستدرك 3/ 428 من طريق: ابن جريج، عن عمرو بن دينار. وهو في: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 451، والإصابة 4/ 42، 43 من طريق الشعبي. [5] في الأصل «عبية» ، والتصويب من خلاصة التذهيب. [6] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 453. [7] في الأصل «خير» . [8] أخرجه ابن سعد 2/ 362، والطبراني (4750) من طريق: عارم، عن حمّاد بن زيد، عن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 الْأَنْصَارِيُّ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ خَشَّانٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يُرِيدُ الْجُمُعَةَ فَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ رَاجِعِينَ، فَدَخَلَ دَارًا، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: أَنَّهُ مَنْ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ النَّاسِ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَخَلِيفَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلَّاسُ: سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ [1] . زَيْدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [2] ، الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ فاطمة الزهراء. قال عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: تُوُفِّيَ شَابًا وَلَمْ يُعَقِّبْ. وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدْنَا مَعَ زَيْدِ بْنِ عُمَرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَجْلَسَهُ عَلَى السَّرِيرِ، وهو يومئذ من أجمل   [ () ] يحيى بن سعيد، والحاكم في المستدرك 3/ 427، 428 من طريق: سليمان بن حرب، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. ورجاله ثقات. إلّا أن يحيى بن سعيد لم يسمع من أبي هريرة. [1] استبعد هذا ابن الجزري في: غاية النهاية 1/ 296. [2] انظر عن زيد بن عمر في: السير والمغازي 248، وتاريخ اليعقوبي 2/ 260، ونسب قريش 352، والمعارف 188، والبدء والتاريخ للمقدسي 5/ 78 و 93، 94، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1561، وتاريخ الطبري 4/ 199 و 5/ 335، والعقد الفريد 3/ 423 و 4/ 365 و 6/ 90، وأنساب الأشراف 1/ 402 و 428، والجرح والتعديل 3/ 568 رقم 2576، والمعرفة والتاريخ 1/ 214، وجمهرة أنساب العرب 38 و 157، والكامل في التاريخ 3/ 54 و 4/ 12، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 27- 30، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 204 رقم 191، والوافي بالوفيات 15/ 37، 38 رقم 38، وسير أعلام النبلاء 3/ 502 في ترجمة أم كلثوم بنت علي رقم 114. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 النَّاسِ، فَأَسْمَعَهُ بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَأَةَ كَلِمَةً، فَنَزَلَ إِلَيْهِ زَيْدٌ فَخَنَقَهُ حَتَّى صَرَعَهُ، وَبَرَكَ عَلَى صَدْرِهِ، وَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ هَذَا عَنْ رَأْيِكَ وَأَنَا ابْنُ الْخَلِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا زَيْدٌ وَقَدْ تَشَعَّثَ رَأْسُهُ وَعِمَامَتُهُ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، وَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَأَمَرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَنَحْنُ عِشْرُونَ رَجُلًا [1] . يُقَالُ أَصَابَهُ حَجَرٌ فِي خربة ليلا فمات.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 28 و 29. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 [حرف السِّينِ] سَالِمُ بْنُ عُمَيْرِ [1] ، بْنِ ثَابِتِ بن النعمان الأنصاري الأوسي. أحد البكّاءين، شَهِدَ بَدْرًا وَالمَشَاهِدَ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ [2] . سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] ، - م ت ن ق- بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ- وَقِيلَ ابْنِ   [1] انظر عن سالم بن عمير في: الطبقات الكبرى 3/ 480، والمغازي للواقدي 3 و 160 و 175 و 516 و 993 و 1024 و 1071، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 332، و 4/ 157 و 281 و 282، وتاريخ اليعقوبي 2/ 27، وأسد الغابة 2/ 248، 249، والاستيعاب 2/ 69، 70، والوافي بالوفيات 15/ 89 رقم 118، والإصابة 2/ 5 رقم 3046. [2] الطبقات الكبرى 3/ 480، والاستيعاب 2/ 70. [3] انظر عن سفيان بن عبد الله في: مسند أحمد 3/ 413، والتاريخ لابن معين 2/ 216، والمغازي للواقدي 928 و 963 و 967، والطبقات الكبرى 5/ 514، وطبقات خليفة 286، وتاريخ خليفة 155، والتاريخ الكبير 4/ 86 رقم 2057، وتاريخ أبي زرعة 643، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 106 رقم 304، والجرح والتعديل 4/ 218، 219 رقم 952، والمحبّر 357، وترتيب الثقات للعجلي 194 رقم 572، والاستيعاب 2/ 66، وتاريخ الطبري 4/ 241، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وأسد الغابة 2/ 319، والكامل في التاريخ 3/ 77، وتلقيح فهوم أهل الأثر 372، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 223، 224 رقم 216، وتحفة الكمال 10/ 169- 172 رقم 2408، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2365، والكاشف 1/ 301 رقم 2016، والوافي بالوفيات 15/ 285 رقم 404، والإصابة 2/ 54، 55 رقم 3315، وتهذيب التهذيب 4/ 115، 116 رقم 200، والتقريب 1/ 311 رقم 313، والعقد الثمين 4/ 590، وخلاصة تذهيب التهذيب 145. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 عَبْدِ اللَّهِ- بْنِ حَطِيطِ بْنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ. وَلِيَ الطَّائِفَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «قُلْ آمَنْتُ باللَّه ثُمَّ اسْتَقِمْ» [1] . رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَاصِمٌ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَاعِزٍ، وَآخَرُونَ. سُفْيَانُ بْنُ مُجِيبٍ الْأَزْدِيُّ [2] . وَلِيَ بَعْلَبَكَّ لِمُعَاوِيَةَ، وَلَهُ صُحْبَةٌ. رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ حَجَّاجٍ الثُّمَالِيِّ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ مُجِيبٍ، وَكَانَ مِنْ قُدَمَاءِ الصَّحَابَةِ [3] . السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ [4] ، - د ن ق- صَيْفِيُّ بْنُ عَائِذِ بْنِ عبد الله بن   [1] رواه مسلم في الإيمان 1/ 47 باب: جامع أوصاف الإسلام. [2] وقع في اسمه واسم أبيه تحريف وتصحيف واختلاف كثير، فقيل له «نفير» وقيل لأبيه «محبب» ، و «بخيت» ، وغير ذلك. وهو فاتح مدينة طرابلس الشام في أوائل خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما حول سنة 25 هـ. انظر للمحقّق: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 82 وما بعدها من الطبعة الثانية، وانظر: التاريخ الكبير 8/ 124، وبيان خطأ البخاري في تاريخه لابن أبي حاتم 129 (بالهامش) ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 111 رقم 917، والإكمال 7/ 214 و 359، وجوامع السيرة لابن حزم 311، وتلقيح فهوم أهل الأثر 98 و 194، وفتوح البلدان 1/ 150، والخراج وصناعة الكتابة 295، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 713، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 76، والكامل في التاريخ 2/ 431، وأسد الغابة 2/ 321، والاستيعاب 3/ 561، والمشتبه 2/ 575، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 327 و 2/ 112 طبعة بومباي 1969، والوافي بالوفيات 15/ 283، 284 رقم 398، والإصابة 2/ 57 رقم 3328، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (للمحقّق) ج 2/ 294، 295 رقم 637. [3] انظر: الإصابة 2/ 57. [4] انظر عن السائب في: مسند أحمد 3/ 425، والمنتخب من ذيل المذيّل 562، وطبقات خليفة 20، والتاريخ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ. مُخْتَلَفٌ فِي إِسْلَامِهِ، فَابْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا. ثُمَّ تَبعَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثُمَّ نَقَضَ الزُّبَيْرُ ذَلِكَ فِي مَوْضِعَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ، وَالظَّاهِرُ إِسْلَامُهُ وَبَقَاؤُهُ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَأَنَّهُ هُوَ شَرِيكُ النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ. وَفِي السُّنَنِ حَدِيثٌ لِمُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدٍ السَّائِبِ، عَنِ السَّائِبِ، عَنِ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [1] . وَرَوَى الزُّبَيْرُ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ كَعْبٍ مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ طَافَ فِي خِلَافَتِهِ بِالْبَيْتِ فِي جُنْدِهِ، فَزَحَمُوا السَّائِبَ بْنَ صَيْفِيِّ بْنِ عَائِذٍ فَوَقَعَ. فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاوِيَةَ، تَصْرَعُونَنَا حَوْلَ الْبَيْتِ! أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ أُمُّكَ. قَالَ: لَيْتَكَ فَعَلْتَ، فَجَاءَتْ بِمِثْلِ وَلَدِكَ أَبِي السَّائِبِ. [2] وَقَدْ وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ السَّائِبَ أَسْلَمَ يوم الفتح، وأنه من المؤلّفة قلوبهم.   [ () ] الكبير 4/ 151 رقم 2287، والتاريخ الصغير 21، والمغازي للواقدي 151، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 350 و 351، و 4/ 134، والجرح والتعديل 4/ 242 رقم 1037، والمحبّر 474، وجمهرة أنساب العرب 43، والاستيعاب 2/ 100، وأنساب الأشراف 1/ 124 و 146 و 300، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 160 رقم 901، وأسد الغابة 2/ 253، 254، وتحفة الأشراف 3/ 256، 257 رقم 174، وتهذيب الكمال 10/ 188 رقم 2169، والكاشف 1/ 273 رقم 1809، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 205، والوافي بالوفيات 15/ 100، 101 رقم 138، والعقد الثمين 4/ 499، وتهذيب التهذيب 3/ 448 و 449 رقم 834، والتقريب 1/ 282 رقم 40، والإصابة 2/ 10 رقم 3065، وخلاصة تذهيب التهذيب 132. [1] الحديث عند ابن ماجة في كتاب التجارات، باب الشركة والمضاربة (2287) من طريق: سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب، قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «كنت شريكي في الجاهلية، فكنت خير شريك. كنت لا تداريني ولا تماريني» . وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب (4836) باب في كراهية المراء، وأحمد في المسند 3/ 425، وابن هشام في السيرة 2/ 350، 351. [2] الاستيعاب 2/ 100، الإصابة 2/ 10. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : وَهُوَ مَنْ حَسُنَ إِسْلَامُهُ. وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمِ شَرِيكِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى أَقْوَالٍ، فَقِيلَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَلَدُ السَّائِبِ هَذَا. سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ [2] ، بْنُ وَقْشٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَشْهَلِيُّ، أَبُو عَوْفٍ. مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، كَانَ أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَتَيْنِ، وَعَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ. رَوَى عَنْهُ مَحْمُودُ بن الربيع في «مسند» أحمد [3] .   [1] الاستيعاب 2/ 102. [2] انظر عن سلمة بن سلامة في: السير والمغازي 84، ومسند أحمد 3/ 467، والمغازي للواقدي 24 و 46 و 116 و 158 و 208 و 314 و 423 و 511 و 527 و 529 و 534 و 656 و 721 و 880 و 1039 و 1054، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 238 و 2/ 99 و 147 و 285 و 329، والمحبّر 74 و 119، والطبقات الكبرى 3/ 439، 440، وطبقات خليفة 77، وتاريخ خليفة 110 و 155 و 207، والتاريخ الكبير 4/ 68، 69 رقم 1986، والمعارف 263، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 445، والمعرفة والتاريخ 1/ 334، وأنساب الأشراف 1/ 240، وتاريخ الطبري 2/ 459 و 3/ 299 و 4/ 431، والجرح والتعديل 4/ 161، 162 رقم 709، ومشاهير علماء الأمصار 19 رقم 74، والاستيعاب 2/ 86، وجمهرة أنساب العرب 339، والمستدرك 3/ 417- 419، والاستبصار 222، وأسد الغابة 2/ 336، 337، والكامل في التاريخ 2/ 130 و 3/ 191 و 452، وسير أعلام النبلاء 2/ 355، 356 رقم 70، وتلخيص المستدرك 3/ 417- 419، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين- بتحقيقنا) - ص 360، والوافي بالوفيات 15/ 318 رقم 443، والإصابة 2/ 66 رقم 3381. [3] مسند أحمد 3/ 467 وهو من طريق: ابن إسحاق، حدّثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل، عن سلمة بن سلامة بن وقش- وكان من أصحاب بدر- قال: كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل، وقال: فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بيسير، فوقف على مجلس عبد الأشهل، قال سلمة: وأنا يومئذ أحدث من فيه سنّا، عليّ بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي، فذكر البعث، والقيامة، والحساب، والميزان، والجنة، والنار، فقال: ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان، لا يرون أنّ بعثا كائن بعد الموت، فقالوا له: ويحك يا فلان، ترى هذا كائنا أنّ الناس يبعثون بعد موتهم، إلى دار فيها جنة ونار، ويجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم، والّذي يحلف به، لودّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثَمَةَ [1] ، - ع-[2] ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْمَدَنِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ دَلِيلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُحُدٍ، وَشَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا سِوَى بدر، حدّثني بذلك رجل من ولده [3] . وأما الْوَاقِدِيُّ قَالَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَلَهُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَهَذَا غَلَطٌ [4] . رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأَبُو لَيْلَى الْأَنْصَارِيَّانِ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَصَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ، وَبَشِيرُ بْنُ يَسَارٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، وآخرون.   [ () ] أنّ له بحظّه من تلك النار أعظم تنوّر في الدنيا، يحمّونه ثم يدخلونه إيّاه فيطبق به عليه، وأن ينجو من تلك النار غدا، قالوا له: ويحك، وما آية ذلك؟ قال: نبيّ يبعث من نحو هذه البلاد، وأشار بيده نحو مكة واليمن، قالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إليّ وأنا من أحدثهم سنّا، فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه، قال سلمة: فو الله مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَآمَنَّا بِهِ، وكفر به بغيا وحسدا. فقلنا: ويلك يَا فُلَانُ، أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ لَنَا فِيهِ ما قلت؟ قال: بلى، وليس به» . [1] انظر عن سهل بن أبي حثمة في: مسند أحمد 3/ 448 و 4/ 2، وطبقات خليفة 80، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد 89 رقم 108، والتاريخ الكبير 4/ 97 رقم 2091، وتاريخ الطبري 2/ 401 و 3/ 3/ 153، والمغازي للواقدي 715 و 777، والمعرفة والتاريخ 1/ 307 و 2/ 772- 774، والمعجم الكبير 6/ 119- 225 رقم 581، وتاريخ أبي زرعة 1/ 443، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 237 رقم 236، والاستيعاب 2/ 97، وسيرة ابن هشام 3/ 302، 303، وأسد الغابة 2/ 363، 364، والكامل في التاريخ 4/ 45، وتحفة الأشراف 4/ 89- 94 رقم 215، والكاشف 1/ 325 رقم 2187، وتهذيب التهذيب 4/ 248، 249 رقم 425، والتقريب 1/ 335 رقم 550، والإصابة 2/ 86 رقم 2523، والوافي بالوفيات 16/ 8، والنكت الظراف 4/ 89 و 94. [2] في الأصل: «ت ع» وهو خطأ. [3] الاستيعاب 2/ 97. [4] قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب 2/ 97: «قال الواقدي: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثمان سنين، ولكنه حفظ عنه فروى وأتقن. وذكر أبو حاتم الرازيّ أنه سمع رجلا من ولده يقول: سهل بن أبي حثمة، كان ممّن بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة. وكان دليل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أحد، وشهد المشاهد كلها إلّا بدرا. والّذي قاله الواقدي أظهر، والله أعلم. قال أبو عمر: هو معدود في أهل المدينة وبها كانت وفاته» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 أَظُنُّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَرِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ مُرْسَلَةٌ، وَفِي اسْمِ أَبِيهِ أَقْوَالٌ. سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةَ [1] ، - د ت- وَهِيَ أُمُّهُ، وَاسْمُ أَبِيهِ عَمْرُو- وَيُقَالُ الرَّبِيعُ- بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ. شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وَعَنْهُ: بِشْرُ أَبُو قَيْسٍ التَّغْلِبِيُّ، وَأَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ. وَكَانَ رَجُلًا مُتَوَحِّدًا مَا يُجَالِسُ أَحَدًا، إِنَّمَا هُوَ فِي صَلَاةٍ، فَإِذَا انْصَرَفَ إِنَّمَا هُوَ فِي تَسْبِيحٍ وَذِكْرٍ، وَشَهِدَ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ، وَسَكَنَ الشَّامَ، وَتُوُفِّيَ فِي صَدْرِ خِلَافَةِ معاوية [2] .   [1] انظر عن ابن الحنظلية في: مسند أحمد 4/ 179 و 5/ 289، والمغازي للواقدي 893، وطبقات خليفة 196، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 113 رقم 391، والتاريخ الكبير 4/ 98 رقم 2093، والتاريخ الصغير 61، والطبقات الكبرى 7/ 401، والاستيعاب 2/ 95، وتاريخ أبي زرعة 231 و 594 و 691، والمعرفة والتاريخ 1/ 338، والجرح والتعديل 4/ 195 رقم 841، ومشاهير علماء الأمصار 52 رقم 342، والمعجم الكبير 6/ 113- 119 رقم 580، والزيارات 13، وأسد الغابة 2/ 364، وتهذيب الكمال 1/ 554، (من النسخة المصوّرة) ، وتحفة الأشراف 4/ 95، 96 رقم 216، والكاشف 1/ 325 رقم 2189، والوافي بالوفيات 16/ 7 رقم 4، وتهذيب التهذيب 4/ 250 رقم 427، والتقريب 1/ 336 رقم 552، والإصابة 2/ 86، 7. رقم 3525، وخلاصة تذهيب التهذيب 157. [2] الاستيعاب 2/ 95. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 [حرف الصَّادِ] صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ [1] ، - م 4- بْنِ خلف، أبو وهب الجمحيّ المكّي.   [1] انظر عن صفوان بن أميّة في: أخبار مكة 2/ 164 و 165 و 263، و 269. مسند أحمد 3/ 400 و 6/ 464، والسير والمغازي لابن إسحاق 322 د 323، والمغازي للواقدي (راجع فهرس الأعلام 3/ 1185، 1186) ، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 220، و 3/ 23- 25 و 126 و 308 و 315، و 4/ 60، 61 و 84 و 87، 88 و 132 و 135، ونسب قريش 166، والمحبّر لابن حبيب 104 و 133 و 140 و 141 و 307 و 447 و 473، والطبقات الكبرى 5/ 449، والمعارف 342، وأنساب الأشراف 1/ 194 و 203 و 304، 305 و 312 و 316، 329- 331 و 335 و 354 و 356 و 362، 363، و 374 و 440 و 441، وتاريخ اليعقوبي 2/ 56 و 62، 73، وتاريخ خليفة 75 و 190 و 111 و 205، وطبقاته 24 و 278، والتاريخ الكبير 4/ 304 رقم 2920، والمعرفة والتاريخ 1/ 309، والعقد الفريد 1/ 148 و 277 و 2/ 247، وتاريخ الطبري 2/ 261 و 472- 474 و 493 و 500 و 501 و 539 و 542 و 640 و 3/ 44 و 48 و 57 و 58 و 63 و 73 و 74 و 90 و 247 و 396 و 613، والجرح والتعديل 4/ 421 رقم 1846، والاستيعاب 2/ 183، والمعجم الكبير 8/ 54- 61 رقم 721، ومشاهير علماء الأمصار 31 رقم 159، والمستدرك 3/ 428، وجمهرة أنساب العرب 159، 160، والاستبصار 93، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 429- 434، وأسد الغابة 3/ 23، وتحفة الأشراف 4/ 187- 191 رقم 239، والكامل في التاريخ 2/ 68 و 131 و 135 و 136 و 145 و 148 و 149 و 168 و 239 و 247 و 248 و 253 و 262 و 263 و 270 و 345 و 502 و 3/ 424، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 608، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 249 رقم 263، والمنتخب من ذيل المذيّل 540 و 563، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 224، وسير أعلام النبلاء 2/ 562- 567 رقم 119، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 60، والكاشف 2/ 27 رقم 2419، والعبر 1/ 50، ومرآة الجنان 1/ 119، والوافي بالوفيات 16/ 313، 314 رقم 340، وحذف من نسب قريش 89 و 93، والعقد الثمين 5/ 41، والوفيات لابن قنفذ 60 رقم 42، والبداية والنهاية 8/ 23، وتهذيب التهذيب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 قُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَسْلَمَ هُوَ يَوْمَ الْفَتْحِ بَلْ بَعْدَهُ، وَكَانَ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ، ثُمَّ شَهِدَ الْيَرْمُوكَ أَمِيرًا عَلَى كُرْدُوسٍ [1] . رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أُمَيَّةَ، وَابْنُ أَخِيهِ حُمَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحارث بن نوفل، وطاووس. وَشَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ بَعْدُ، وَأَعَارَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سِلَاحًا وَأَدْرُعًا يَوْمَئِذٍ. [2] وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا كَثِيرَ الْمَالِ، وَرَدَ أَنَّهُ مَلَكَ قِنْطَارًا مِنَ الذَّهَبِ. يُقَالُ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَقْطَعَهُ زُقَاقَ صَفْوَانَ. وَعَن أَبِي حُصَيْنٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: استقرض النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ خَمْسِينَ أَلْفًا فَأَقْرَضَهُ [3] . قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ صَفْوَانُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ [4] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [5] : سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. صَفِيَّةُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ [6] ، - ع- بِنْتُ حُيَيِّ بن أخطب بن سعية، من سبط   [ () ] 4/ 424، 425 رقم 733، والتقريب 1/ 367 رقم 102، والإصابة 2/ 187، 188 رقم 4073، والنجوم الزاهرة 1/ 121، وشذرات الذهب 1/ 52، وخلاصة تذهيب التهذيب 174، والنكت الظراف 4/ 187 و 191. [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 4229. [2] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 84، وتاريخ الطبري 3/ 73، والمغازي للواقدي 3/ 890، والطبقات الكبرى 2/ 150، ونهاية الأرب 17/ 326، والكامل 2/ 262. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 430. [4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 434. [5] تاريخ خليفة 205. [6] انظر عن أمّ المؤمنين صفيّة في: مسند أحمد 6/ 336، والمحبّر لابن حبيب 90- 92 و 98، وسيرة ابن هشام 3/ 285 و 4/ 291 و 294 و 297، والمغازي للواقدي 374 و 668 و 669 و 673 و 674 و 704 و 706 و 707- 709 و 1114، والسير والمغازي لابن إسحاق 264- 266، والمعارف 138 و 215، والطبقات الكبرى 8/ 120- 129، وتاريخ خليفة 82، 83 و 86، وتاريخ أبي زرعة 1/ 491، 492، والمعرفة والتاريخ 1/ 463 و 508، 509 و 2/ 201 و 247 و 653، ومقدّمة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، ثُمَّ مِنْ وَلَدِ هَارُونَ أَخِي مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامِ. تَزَوَّجَهَا سَلَّامٌ الْيَهُودِيُّ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا كِنَانَةُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَكَانَا مِنْ شُعَرَاءِ الْيَهُودِ، ثُمَّ قُتِلَ كِنَانَةُ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَسَبَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا [1] . رَوَى عَنْهَا: عَلَيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَمَوْلَاهَا كِنَانَةُ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] : رُوِينَا أَنَّ جَارِيَةً لِصَفِيَّةَ أَتَتْ عُمَرَ، فَقَالَتْ: إِنَّ صَفِيَّةَ تُحِبُّ السَّبْتَ وَتَصِلَ الْيَهُودَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا عُمَرَ فَسَأَلَهَا فَقَالَتْ: أَمَّا السَّبْتُ فَلَمْ أُحِبُّهُ مُنْذُ أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهِ الْجُمُعَةَ، وَأَمَّا الْيَهُودُ فَإِنَّ لِي فِيهِمْ رَحِمًا، فَأَنَا أَصِلُهَا، ثُمَّ قَالَتْ لِلْجَارِيَةِ: مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟ قَالَتْ: الشَّيْطَانُ، قَالَتْ: فاذهبي فأنت حرّة.   [ () ] مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 184، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1492، وصفة الصفوة 1/ 146، وتسمية أزواج النبي لأبي عبيدة 66، وتاريخ الطبري 3/ 9 و 14 و 18 و 165، والعقد الفريد 6/ 128، وأنساب الأشراف 1/ 442- 444 و 446 و 448 و 467 و 515 و 546، وتاريخ اليعقوبي 2/ 56 و 84 و 238، والمستدرك 4/ 28، 29، والاستيعاب 4/ 346، وحلية الأولياء 2/ 54، والكامل في التاريخ 2/ 217 و 220 و 223 و 309 و 3/ 471، وأسد الغابة 5/ 490، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2/ 348، وجامع الأصول 9/ 143، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1686، وصفة الصفوة 2/ 27، والبداية والنهاية 8/ 46، والوفيات لابن قنفذ 35 رقم 50، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 608، والعبر 1/ 8 و 56، والكاشف 3/ 429 رقم 85، ومرآة الجنان 1/ 124، والوافي بالوفيات 16/ 324 رقم 356، ومجمع الزوائد 9/ 250، وتهذيب التهذيب 2/ 429، والتقريب 2/ 603 رقم 3، والإصابة 4/ 346- 348 رقم 650، وخلاصة تذهيب التهذيب 492، وكنز العمال 13/ 636 و 704، وشذرات الذهب 1/ 12 و 56. [1] أخرجه البخاري من حديث أنس، في المغازي 7/ 360 باب غزوة خيبر، وفي النكاح 9/ 111 باب من جعل عتق الأمة صداقها، وفي النكاح، باب الوليمة ولو بشاة. ومسلم في النكاح، (85/ 1365) باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوّجها. وأبو داود (2054) . والترمذي (1115) ، والنسائي 6/ 114، وعبد الرزاق في المصنّف 7/ 269. [2] في الاستيعاب 4/ 348. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 وَفِي التِّرْمِذِيِّ [1] مِنْ حَدِيثِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيِّ، حَدَّثَنَا كِنَانَةُ، حَدَّثَتْنَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ- وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ حَفْصَةَ وَعَائِشَةَ كَلَامٌ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ- فَقَالَ: «أَلَا قُلْتِ: وَكَيْفَ تَكُونَانِ خَيْرًا مِنِّي وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ، وَأَبِي هَارُونُ، وَعَمِّي مُوسَى» . وَكَانَ بَلَغَهَا أَنَّهُمَا قَالَتَا: نَحْنُ أَكْرَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْهَا، نَحْنُ أَزْوَاجُهُ، وَبَنَاتُ عَمِّهِ [2] . وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: حَدَّثَتْنِي سُمَيَّةُ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حَجَّ بِنِسَائِهِ، فَبَرَكَ بِصَفِيَّةَ جَمَلُهَا، فَبَكَتْ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لَمَّا أَخْبَرُوهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوعَهَا بِيَدِهِ، وَهِيَ تَبْكِي، وَهُوَ يَنْهَاهَا، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّوَاحِ قَالَ لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: «افْقِرِي أُخْتَكِ جَمَلًا» - وَكَانَتْ مِنَ أَكْثَرَهُنَّ ظَهْرًا- فَقَالَتْ: أَنَا أُفْقِرُ يَهُودِيَّتَكَ، فغضب صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَلَمْ يُكَلِّمْهَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَمُحَرَّمَ وَصَفَرَ، فَلَمْ يَأْتِهَا، وَلَمْ يُقْسِمْ لَهَا، وَيَئِسَتْ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ رَبِيعٌ الْأَوَّلُ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: وَكَانَتْ لَهَا جَارِيَةٌ تُخْبِئُهَا من رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: فُلَانَةٌ لَكَ. قَالَ: فَمَشَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى سَرِيرِهَا، وَكَانَ قَدْ رُفِعَ، فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ، وَرَضِيَ عَنْ أَهْلِهِ [3] . وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَشْقَرُ [4] : ثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن   [1] الجامع الصحيح، في المناقب (3892) ، والمستدرك للحاكم 4/ 29. [2] إسناده ضعيف، لضعف هاشم بن سعيد الكوفي، وباقي رجاله ثقات، لكن يشهد له حديث أنس عند أحمد في المسند 3/ 135، 136، وعند الترمذي (3894) من طريق: عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس قال: بلغ صفيّة أنّ حفصة قالت: بنت يهوديّ، فبكت، فدخل عليها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهي تبكي، فقال: «ما يبكيك؟» فقالت: قالت لي حفصة إنّي بنت يهوديّ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّك لابنة نبيّ، وإنّ عمّك لنبيّ، وإنّك لتحت نبيّ، ففيم تفخر عليك؟» ثم قال: «اتّقي الله يا حفصة» . صحيح الإسناد. [3] أخرجه أحمد في المسند 6/ 337، 338، وابن سعد في الطبقات 8/ 126، 127 من طريق: عفّان بن مسلم، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن شميسة، عن عائشة بنحوه. و «أفقري أختك» : أي أعيريها إيّاه للركوب، مأخوذ من ركوب فقار الظهر، وهو خرزاته، وواحدتها: فقارة. [4] في الأصل «الأسفر» والتصويب من خلاصة التذهيب 82. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 مَالِكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ مِنْ نِسَائِكَ أَحَدٌ إِلَّا وَلَهَا عَشِيرَةٌ، فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ فَإِلَى مَنْ أَلْجَأُ؟ قَالَ: «إِلَى عَلِيٍّ» . مَالِكٌ مَجْهُولٌ [1] ، وَالْحَدِيثُ غَرِيبٌ [1] . وَكَانَتْ مِنْ عُقَلَاءِ النِّسَاءِ. تُوُفِّيَتْ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ ستّ وثلاثين [2] .   [1] وإسناده ضعيف جدّا، لضعف الأشقر، حيث قيل فيه إنه منكر الحديث، وليس بقويّ، وفيه نظر. وهذا الحديث رواه البخاري 7/ 311 وقال: لا يعرف مالك إلا بهذا الحديث الواحد، ولم يتابع عليه. [2] الأول هو الأصحّ، لأنّ عليّ بن الحسين قد سمع منها كما صرّح، وهو ولد بعد سنة 40 أو نحوها. (فتح الباري 4/ 240) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 [حرف الضَّادِ] ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ [1] ، - د ن ق- بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيَّةَ، بِنْتُ عَمِّ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَزَوْجَةُ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ. رَوَى عَنْهَا: زَوْجُهَا، وَبِنْتُهَا كَرِيمَةُ بِنْتُ الْمِقْدَادِ، وَسَعِيدُ بْنُ المسيّب، وعروة بن الزبير، والأعرج.   [1] انظر عن ضباعة في: مسند أحمد 6/ 419 و 360، والطبقات الكبرى 8/ 46، وطبقات خليفة 331، والمغازي للواقدي 27 و 684، والمحبّر لابن حبيب 64، و 604، والمعارف 120 و 262، وسيرة ابن هشام 1/ 125، والمنتخب من ذيل المذيّل 619، والاستيعاب 4/ 352، وأسد الغابة 5/ 495، وانظر عهد الخلفاء الراشدين من تاريخ الإسلام (بتحقيقنا) 419، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2/ 350، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 182، والعقد الفريد 6/ 129، 130، وسير أعلام النبلاء 2/ 274، 275 رقم 47، والوافي بالوفيات 16/ 350 رقم 380، والإصابة 4/ 352 رقم 672، وتهذيب التهذيب 12/ 432، والتقريب 2/ 604 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 493. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 [حرف الْعَيْنِ] عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ [1] ، - ن- بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ الْبَلَوِيُّ، أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. حَلِيفُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عوف، ردّه النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ إِلَى مَسْجِدِ الضِّرَارِ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُمْ، وَضَرَبَ بِهِ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ [2] . وَطَالَ عمره، وكان سيّد بني العجلان.   [1] انظر عن عاصم بن عديّ في: مسند أحمد 5/ 450، وطبقات خليفة 87 و 118، والطبقات الكبرى 3/ 466، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 256، وتاريخ الطبري 2/ 478 و 3/ 110 و 219 و 223، والمعارف 326، والمغازي للواقدي 101 و 114 و 160 و 685 و 689 و 717 و 719 و 991 و 1046 و 1048 و 1110، وسيرة ابن هشام 2/ 331 و 3/ 299، و 4/ 171 و 195، والتاريخ الكبير 6/ 477 رقم 3037، والمعرفة والتاريخ 2/ 215، وأنساب الأشراف 1/ 21 و 241 و 289، و 300، والاستيعاب 3/ 134، والجرح والتعديل 6/ 345، 346 رقم 1911، وأسد الغابة 3/ 75، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 255 رقم 276، وتحفة الأشراف 4/ 225- 227 رقم 256، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 636، والعبر 1/ 53، والكاشف 2/ 46 رقم 2531، ومرآة الجنان 1/ 122، والإصابة 2/ 246 رقم 4353، وتهذيب التهذيب 5/ 49 رقم 80، والتقريب 1/ 384 رقم 16، والوافي بالوفيات 16/ 569 رقم 602، وخلاصة تذهيب التهذيب 182، وشذرات الذهب 1/ 54. [2] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 331، والروض الأنف 3/ 99، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 466 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة، عن عبد الله بن مكنف. وعن أفلح بن سعيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش، عن أبي البدّاح، عن عاصم بن عديّ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو الْبَدَّاحِ [1] حَدِيثًا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي رَمْيِ الْجِمَارِ [2] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ردّه رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مِنَ الرَّوْحَاءِ، وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْعَالِيَةِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ [3] . وَقِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَلَهُ مِنَ الْعُمُرِ مِائَةٌ وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةٍ. كَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي سِنِّهِ [4] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَنِيسٍ [5] ، - م 4- الْجُهَنِيُّ ثُمَّ الْأَنْصَارِيُّ، حليف الأنصار. شهد العقبة، وبدر [6] لم يشهدها، بل شهد أحدا.   [1] في الأصل «أبو البداع» ، والتصحيح من الاستيعاب 3/ 134. [2] سنن النسائي 5/ 273 كتاب الحج، باب رمي الرعاة، وهو من طريق: مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ، عَنْ أبيه، عن أبي البداح بن عاصم بن عدي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم رخّص للرعاة في البيتوتة يرمون يوم النحر واليومين اللّذين بعده يجمعونهما في أحدهما، ورواه ابن سعد في طبقاته 3/ 466. [3] الطبقات الكبرى 3/ 466. [4] الطبقات الكبرى 3/ 466. [5] انظر عن عبد الله بن أنيس في: مسند أحمد 3/ 495 و 498، وسيرة ابن هشام 2/ 105 و 340، وظ/ 219 و 4/ 265- 267، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1193) ، والمحبّر لابن حبيب 117 و 119 و 282، وتاريخ اليعقوبي 2/ 74، والمعارف 280، وأنساب الأشراف 1/ 249 و 288 و 376 و 378، والمعرفة والتاريخ 1/ 268، 269، والعقد الفريد 2/ 34، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 113، وجمهرة أنساب العرب 452، والسير الكبير للشيباني 1/ 266، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 381، والجرح والتعديل 5/ 1 رقم 1، والتاريخ الكبير 5/ 14- 17 رقم 26، والاستيعاب 2/ 258، وحلية الأولياء 2/ 5، 6 رقم 90، وأسد الغابة 3/ 119، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 360، 361 رقم 286، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 666، وتحفة الأشراف 4/ 273- 275 رقم 271، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 69، والعبر 1/ 59، والكاشف 2/ 65 رقم 2661، والمغازي من تاريخ الإسلام (بتحقيقنا) 342 و 346 و 362، والبداية والنهاية 8/ 57، والإصابة 2/ 278، 279 رقم 4550، وتهذيب التهذيب 5/ 149- 151 رقم 257، والتقريب 1/ 402 رقم 190، والنكت الظراف 4/ 274، وحسن المحاضرة 1/ 211 رقم 147، وشذرات الذهب 1/ 60. [6] في الأصل «بدرا» وهو خطأ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 كُنْيَتُهُ أَبُو يَحْيَى، وَقِيلَ يُقَالُ لَهُ: الْجُهَنِيُّ، وَلَيْسَ بِجُهَنِيٍّ بَلْ ذَلِكَ لَقَبٌ لَهُ، وَهُوَ مِنْ قُضَاعَةَ. رَوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ دَفَعَ إِلَيْهِ مِخْصَرَةً كَانَ يَتَخَصَّرُ بِهَا [1] ،. وَهُوَ الَّذِي رَحَلَ إِلَيْهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى مِصْرَ، وَسَمِعَ مِنْهُ حَدِيثَ الْقِصَاصِ. تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَسَيُعَادُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ [2]- ع-، بْنِ الْحَارِثِ، أَبُو يُوسُفَ الْإِسْرَائِيلِيُّ النَّسَبِ حَلِيفُ الْأَنْصَارِ. أَسْلَمَ عِنْدَ قُدُومِ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ اسْمُهُ الْحُصَيْنَ فَسَمَّاهُ عَبْدَ الله، وشهد له بالجنة [3] .   [1] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 266، وتاريخ الطبري 3/ 156، 157. [2] انظر عن عبد الله بن سلام في: سيرة ابن هشام 2/ 156 و 158 و 198 و 202، والمغازي للواقدي 329 و 372 و 381 و 509، ومسند أحمد 5/ 450، والتاريخ لابن معين 2/ 311، وطبقات خليفة 8، وتاريخ خليفة 56 و 206، والمعرفة والتاريخ 1/ 264 و 280 و 301 و 303 و 418 و 428 و 468 و 551 و 621 و 3/ 170 و 274 و 275 و 374، وأنساب الأشراف 1/ 266، والتاريخ الكبير 5/ 18، 19 رقم 29، ومشاهير علماء الأمصار 16 رقم 52، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 107، والعقد الفريد 3/ 143، والاستيعاب 2/ 382، والمستدرك 3/ 413- 416، والطبقات الكبرى 2/ 32، 353، والجرح والتعديل 5/ 62، 63 رقم 288، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1621، والاستبصار 192، وجامع الأصول 9/ 81، وأسد الغابة 3/ 264، وصفة الصفوة 1/ 718- 721 رقم 107، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 270، 271 رقم 304، وتحفة الأشراف 4/ 352- 358 رقم 299، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 691، 692، والعبر 1/ 51، وتذكرة الحفّاظ 1/ 26، وسير أعلام النبلاء 2/ 413- 426 رقم 84، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 76، والكاشف 2/ 85 رقم 2801، والمغازي (من تاريخ الإسلام- والوافي بالوفيات 17/ 198، 199 رقم 184، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 443- 448، وتهذيب التهذيب 5/ 249 رقم 437، والتقريب 1/ 422 رقم 370، والنكت الظراف 4/ 352- 358، والإصابة 2/ 320، 321 رقم 4725، ومجمع الزوائد 9/ 326، وخلاصة تذهيب التهذيب 20، والبداية والنهاية 8/ 27، والبدء والتاريخ 5/ 118، 119. [3] الاستيعاب 2/ 382، المستدرك 3/ 413، وسيرة ابن هشام 2/ 156 (بتحقيقنا) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ [1] ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أتى بقصعة فقال: «يجيء رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ» ، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فَأَكَلَهَا. رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ فِي «مُسْنَدِهِ» عَنْ عَفَّانَ، عَنْهُ [2] . رَوَى عَنْهُ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَاضِي الْبَصْرَةِ، وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، وَأَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، وَابْنَاهُ يُوسُفَ وَمُحَمَّدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، وَجَمَاعَةٌ. وَشَهِدَ فَتَحَ بيت المقدس مع عمر [3] . وقيل إنه من ذُرِّيَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَحِلْفُهُ فِي الْقَوَاقِلِ [4] ، وَكَانَ مِنَ الْأَحْبَارِ. تَقَدَّمَ خَبَرُ إِسْلَامِهِ فِي التَّرْجَمَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَأَنَّ الْيَهُودَ شَهِدُوا فِيهِ أَنَّهُ عَالِمُهُمْ وَابْنُ عَالِمِهِمْ [5] . وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَحَدٍ: «مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ [6] . وَقَالَ سَعْدٌ: فِيهِ نَزَلَتْ: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ 46: 10 [7] .   [1] في الأصل «بهذلة» ، والتصويب من خلاصة تذهيب التهذيب 182. [2] إسناده حسن. وهو في مسند أحمد 1/ 169 و 183، ولفظه: «أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أتي بقصعة من ثريد، فأكل، ففضل منه فضلة، فقال: «يدخل من هذا الفجّ رجل من أهل الجنة، يأكل هذه الفضلة» قال سعد: وقد كنت تركت أخي عمير بن أبي وقّاص يهيّأ لأن يأتي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فطمعت أن يكون هو، فجاء عبد الله بن سلام، فأكلها» . وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 416 ووافقه الذهبي في تلخيصه. [3] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 271. [4] القواقل: نسبة إلى «القوقل» ، وهو أبو بطن من الأنصار. [5] انظر الجزء الخاص بالمغازي من هذا الكتاب- بتحقيقنا- ص 42- 44، وسيرة ابن هشام- بتحقيقنا- ج 2/ 158، 159، ونهاية الأرب 16/ 363، وعيون الأثر 1/ 206. [6] أخرجه مالك في الموطّأ، ورواه البخاري في المناقب 7/ 97 باب مناقب عبد الله بن سلام، ومسلم في الفضائل (2483) من حديث مالك. [7] سورة الأحقاف- الآية 10. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَأَى رُؤْيَا، فَقَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: «تَمُوتُ وَأَنْتَ مُسْتَمْسِكٌ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى» [1] . وَثَبَتَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ مُعَاذٌ قِيلَ: أَوْصِنَا، قَالَ: أَجْلِسُونِي، ثم قال: إنّ العلم وَالْإِيمَانَ مَكَانُهُمَا، مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عَنْ أَرْبَعَةٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، فإنّي سمعت النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّهُ عَاشِرُ عَشْرَةٍ فِي الْجَنَّةِ» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ، رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ. اتَّفَقُوا عَلَى وَفَاتِهِ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ [3] الْقَيْنِيُّ [4] . تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَلَا تُحْفَظُ لَهُ رِوَايَةٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ [5] ، بْنِ الْمُغِيرَةَ الْمَخْزُومِيُّ.   [1] أخرجه البخاري في التعبير 12/ 353 باب التعليق بالعروة والحلقة، من طريق: ابن عون، عن محمد بن سيرين، حدّثنا قيس بن عبّاد، عن عبد الله بن سلام. [2] في الجامع الصحيح (3804) في المناقب، من طريق: قتيبة، عن الليث، عن معاوية بن صالح. وصحّحه الحاكم 3/ 416، ووافقه الذهبي في التلخيص، وذكره البخاري في تاريخه الصغير 1/ 73، ونقله عنه ابن حجر في الإصابة وجوّد إسناده. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. [3] انظر عن عبد الله بن قيس في: الإصابة 2/ 361 رقم 4906. [4] في طبعة القدسي 2/ 231 «العتقيّ» والتصويب من (الإصابة) . [5] نسب قريش 325، والاستيعاب 2/ 408، والجرح والتعديل 5/ 229 رقم 1082، وجمهرة أنساب العرب 147، وتاريخ اليعقوبي 2/ 223 و 239، وطبقات خليفة 244 و 311، وتاريخه 180 و 195 و 207، وتاريخ الطبري 3/ 396 و 4/ 163 و 321 و 325 و 330 و 331 و 421 و 574 و 5/ 26 و 54 و 71 و 98 و 212 و 226 و 227، والأخبار الموفقيات 113 و 206، والعقد الفريد 1/ 132 و 4/ 47 و 6/ 133، 134، ومشاهير علماء الأمصار 52 رقم 342، والتاريخ الكبير 5/ 177 رقم 898، وأنساب الأشراف 1/ 447، والمعرفة والتاريخ 3/ 319، وتاريخ الإسلام (الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين- بتحقيقنا) 543، وجامع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 76 أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَرَآهُ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ مَعَ أَبِيهِ، وَسَكَنَ حِمْصَ. وَكَانَ أَحَدُ الْأَبْطَالِ كَأَبِيهِ، وَكَانَ مَعَهُ لِوَاءُ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ [1] . وَكَانَ يَسْتَعْمِلُهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى غَزْوِ الرُّومِ [2] . وَكَانَ شَرِيفًا شُجَاعًا مُمَدَّحًا [3] . رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، وَغَيْرُهُمَا. وَقَالَ سَيْفٌ: كَانَ عُمُرُهُ يَوْمَ الْيَرْمُوكَ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةٍ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ عَلَى كُرْدُوسٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلِيَ إِمْرَةَ حِمْصٍ مُدَّةً وَكَانَ مَشْكُورَ السِّيرَةِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ [4] ، - ع- بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بن عبد مناف   [ () ] التحصيل لابن كيكلدي: 27 رقم 426، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 30 و 448 و 460، والإصابة 3/ 67، 68 رقم 6207، والبداية والنهاية 8/ 31، والتبيين في أنساب القرشيين 310. [1] نسب قريش 324، 325. [2] الأخبار الموفّقيّات 113. [3] نسب قريش 325 و 326. [4] انظر عن عبد الرحمن بن سمرة في: مسند أحمد 5/ 61، والتاريخ لابن معين 2/ 349، وطبقات خليفة 11 و 174، وتاريخ خليفة 211، والتاريخ الكبير 5/ 242، 243 رقم 796، والمعارف 304 و 556، والمعرفة والتاريخ 1/ 283، والجرح والتعديل 5/ 238 رقم 1126، ونسب قريش 288، ومشاهير علماء الأمصار 45 رقم 278، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 94 رقم 154، وتاريخ الطبري 4/ 266 و 5/ 159 و 224 و 7/ 420 و 8/ 179 و 186، وتاريخ اليعقوبي 2/ 166 و 217، وأنساب الأشراف 1/ 504، وجمهرة أنساب العرب 74، والاستيعاب 2/ 402، والمستدرك 3/ 444، 445، وأسد الغابة 3/ 454، وتحفة الأشراف 7/ 197- 200 رقم 333، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 793، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 296، 297 رقم 350، والكاشف 2/ 149 رقم 3255، والعبر 1/ 55، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 84، وسير أعلام النبلاء 2/ 571، 572 رقم 121، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 629، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 415 و 470، وتهذيب التهذيب 6/ 190، 190 رقم 383، والتقريب 1/ 483 رقم 965، والإصابة 2/ 400، 401 رقم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 بْنِ قُصَيٍّ، أَبُو سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ الْعَبْشَمِيُّ. هَكَذَا نَسَبَهُ ابْنُ الْكَلْبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَالْبُخَارِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ، وَزَادَ فِي نَسَبِهِ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَابْنُ أَخِيهِ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ بَعْدَ حَبِيبٍ: رَبِيعَةٌ [1] . أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ» [2] . وَغَزَا سِجِسْتَانَ أَمِيرًا كَمَا مَضَى [3] . رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدُ بن المسيب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وَحَيَّانُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَأَخُوهُ سَعِيدٌ. وَيُرْوَى أَنَّ اسْمَهُ كَانَ: عَبْدَ كَلَالٍ، فَغَيَّرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [4] . تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ بِالْبَصْرَةِ، وَيُقَالُ سَنَةَ إحدى وخمسين [5] .   [ () ] 5134، والنكت الظراف 7/ 197، 198، وخلاصة تذهيب التهذيب 228، وشذرات الذهب 1/ 53 و 54 و 56، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 216. [1] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 296. [2] وتمام الحديث: «يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة، فإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فائت الّذي هو خير، وكفّر عن يمينك» . أخرجه أحمد في المسند 5/ 63، والبخاري في الأحكام 13/ 110 باب: من سأل الإمارة وكل إليها، و 11/ 452 في الإيمان، و 11/ 523، ومسلم في الإيمان (1652) ، وفي الإمارة 3/ 1456 باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها، من طريق الحسن البصري، حدّثنا عبد الرحمن بن سمرة. وأخرجه أبو داود (3277) ، والنسائي 7/ 10 في النذور، باب: الكفّارة قبل الحنث، والترمذي (1529) وقال: حسن صحيح. [3] انظر: عهد الخلفاء الراشدين، من هذا الكتاب (بتحقيقنا) 415، وفتوح البلدان 485، 486، والخراج وصناعة الكتابة 393 و 394، 395، وتاريخ خليفة 167. [4] تهذيب الأسماء 297 وقيل كان اسمه: عبد الكعبة. [5] الترجمة منقولة تقريبا عن: تهذيب الأسماء واللغات للنووي 297. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ السَّلَمِيُّ [1] ، - ن- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ قَوْمِهِ. نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَرَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [2] ، صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأُمَوِيُّ. شَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ، وَدَارُهُ بِدِمَشْقَ بِدَرْبِ الْحَبَّالِينَ. وَلِيَ الْمَدِينَةَ وَإِمْرَةَ الْحَجِّ غَيْرَ مَرَّةٍ [3] . وَحَكَى عَنْهُ ابْنُهُ الْوَلِيدُ أَنَّهُ شَهِدَ الْجَمَلَ مَعَ عَائِشَةَ، ثُمَّ نَجَا وَلَحِقَ بِأَخِيهِ، وذهبت عينه يومئذ [4] .   [1] انظر عن عتبة بن فرقد في: التاريخ لابن معين 2/ 391، والتاريخ الكبير 6/ 521 رقم 3185، وفتوح البلدان 400 و 402 و 403 و 407 و 409 و 410، وتاريخ خليفة 139 و 151، وتاريخ الطبري 3/ 581 و 4/ 39 و 138 و 153، 154، والمعرفة والتاريخ 2/ 585، 586، والاستيعاب 3/ 119، 120، والجرح والتعديل 6/ 373 رقم 1061، والخراج وصناعة الكتابة 379 و 381- 383 و 386، وجمهرة أنساب العرب 263، وتحفة الأشراف 7/ 234، 235 رقم 357، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 903، والكاشف 2/ 215 رقم 3723، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 268، وتهذيب التهذيب 7/ 101 رقم 216، والتقريب 2/ 5 رقم 24، والإصابة 2/ 455 رقم 5412، وخلاصة تذهيب التهذيب 258، والنكت الظراف 7/ 235، 236، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 407، وأخبار مكة 2/ 165 و 235 و 237 و 249. [2] انظر عن عتبة بن أبي سفيان في: نسب قريش 125 و 153، والأخبار الموفقيّات 327 و 501، وتاريخ خليفة 205 و 208، والاستيعاب 3/ 121، 122، والعقد الفريد 1/ 49 و 258، 259 و 2/ 68 و 106 و 3/ 34 و 166 و 244 و 429 و 4/ 5 و 137- 140 و 149 و 282 و 345، والمعارف 344، 345 و 538 و 585 و 586، وأنساب الأشراف 1/ 421 و 440، والمحبّر 20 و 261 و 302 و 379 و 401، وتاريخ اليعقوبي 2/ 222 و 239، وتاريخ الطبري 1/ 263 و 4/ 220 و 535 و 5/ 54 و 160 و 170 و 171 و 228 و 23 و 333، والخراج وصناعة الكتابة 463، وجمهرة أنساب العرب 111، 112، وجامع التحصيل 286 رقم 503، والتذكرة الحمدونية 1/ 347، والولاة والقضاة 34- 39. [3] حجّ بالناس سنة 41 و 42 و 46 و 47 و 56 هـ. (مروج الذهب 4/ 398) . [4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 25 أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 79 وَوَلِيَ مِصْرَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ [1] ، وَكَانَ فَصِيحًا مفوّها. توفي بثغر الإسكندرية فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَهُوَ أَخُو مُعَاوِيَةَ لِأَبِيهِ [2] . عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفِ [3] ، - د ن ق- بْنِ وَاهِبٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَّاهُ عُمَرُ السَّوَادَ، وَتَوَلَّى مِسَاحَتَهُ بِأَمْرِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَعِمَارَةُ بْنُ خُرَيْمِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُمْ، وَكَانَ أَمِيرًا شَرِيفًا. شُعَيْبُ بْنُ أَبِي ضَمْرَةَ، مِمَّا رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ بِشْرٌ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ نَوْفَلَ بْنِ مُسَاحِقٍ قَالَ: انْتَجَى عُمَرُ وَعُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مُحِيطُونَ بِهِمَا، فلم يزالا يتجادلان في الرأي حتى   [1] كتاب الولاة والقضاة 34. [2] الترجمة منقولة عن: تاريخ دمشق 10/ 25 أ- 27 ب. [3] انظر عن عثمان بن حنيف في: مسند أحمد 4/ 138، وطبقات خليفة 86 و 135 و 190، وتاريخ خليفة 149 و 181 و 183 و 201 و 227، والمنتخب من ذيل المذيّل 535، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 154 رقم 837، وتاريخ الطبري 2/ 512 و 3/ 579 و 589 و 4/ 23 و 139 و 144 و 145 و 442 و 445 و 461- 464 و 466- 470 و 473- 475 و 480 و 481، وفتوح البلدان 8، و 325 و 329- 332، والخراج وصناعة الكتابة 221 و 242 و 362 و 363 و 366- 368، والمعرفة والتاريخ 1/ 273، ومشاهير علماء الأمصار 26 رقم 119، وترتيب الثقات للعجلي 327 رقم 1102، والثقات لابن حبّان 3/ 261، وتاريخ اليعقوبي 2/ 152 و 179 و 181 و 182 و 313، والمحبّر 69 و 129، وأنساب الأشراف 1/ 163 و 277، والمعارف 208، و 209، والسير والمغازي لابن إسحاق 326، والعقد الفريد 4/ 304 و 313 و 319، والاستيعاب 3/ 89، 90، والكامل في التاريخ 2/ 519 و 3/ 201 و 204 و 211- 219 و 225 و 260 و 4/ 44، وتحفة الأشراف 7/ 236 رقم 359، والكاشف 2/ 217 رقم 3743، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 223 و 483 و 484، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 373، وسير أعلام النبلاء 2/ 320- 322 رقم 61، وتهذيب الكمال 909، والاستبصار 321، وأسد الغابة 3/ 577، والتاريخ الكبير 7/ 209، 210 رقم 2192، والاستبصار 221، ومجمع الزوائد 9/ 271، وتهذيب التهذيب 7/ 112، 113 رقم 241، والتقريب 2/ 7، 8 رقم 49، والإصابة 2/ 459 رقم 5435، وخلاصة تذهيب التهذيب 259، والبدء والتاريخ 5/ 210- 212. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 80 أَغْضَبَ عُثْمَانُ عُمَرَ، فَقَبَضَ مِنْ حَصْبَاءِ الْمَسْجِدِ قَبْضَةً ضَرَبَ بِهَا وَجْهَ عُثْمَانَ، فَشَجَّ الْحَصَى بِجَبْهَتِهِ آثَارًا مِنْ شِجَاجٍ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ كَثْرَةَ تَسَرُّبِ الدَّمِ عَلَى لِحْيَتِهِ قَالَ: امْسَحْ عَنْكَ الدَّمَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يهولنّك، فو الله إِنِّي لَأَنْتَهِكُ مَا وَلَّيْتَنِي أَمْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ أَكْثَرَ مِمَّا انْتَهَكْتَ مِنِّي، فَأُعْجِبَ بِهَا عُمَرُ مِنْ رَأْيِهِ وَحِلْمِهِ وَزَادَ بِهِ عِنْدَهُ خَيْرًا. عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ [1] ، - م د- بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ الْحَجَبِيُّ. حَاجِبُ الْكَعْبَةِ، هَاجَرَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَخَالِدٍ ثُمَّ سَكَنَ مَكَّةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ عَمِّهِ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَغَيْرُهُمْ. وَدَفَعَ إِلَيْهِ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مفتاح الكعبة يوم الفتح [2] .   [1] انظر عن عثمان بن طلحة في: مسند أحمد 3/ 410، وطبقات خليفة 14 و 277، وتاريخ خليفة 205، ونسب قريش 251 و 409، وتاريخ الطبري 3/ 29 و 31، وفتوح البلدان 93، وأنساب الأشراف 1/ 53 و 258 و 361 و 380، ومشاهير علماء الأمصار 27 رقم 130، والاستيعاب 3/ 92، 93 وسيرة ابن هشام 3/ 223، والمغازي للواقدي 661 و 744 و 745 و 748 و 749 و 833- 835 و 837 و 838 و 1100، والمعرفة والتاريخ 1/ 272، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 292، والمعارف 70 و 267 و 575، والتاريخ الكبير 6/ 211، 212 رقم 2194، والجرح والتعديل 6/ 155 رقم 851، والمنتخب من ذيل المذيّل 556، والطبقات الكبرى 5/ 448، والمعجم الكبير 9/ 53- 55، وجمهرة أنساب العرب 127، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 352، والمستدرك 3/ 428، 429، وأسد الغابة 3/ 372، والكامل في التاريخ 3/ 169، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 320، 321 رقم 392، وتحفة الأشراف 7/ 236، 237 رقم 360، وتهذيب الكمال (المصوّر) 912، والكاشف 2/ 219 رقم 3760، وسير أعلام النبلاء 3/ 10- 12 رقم 2، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 551، والبداية والنهاية 8/ 23، والعقد الثمين 6/ 21، والإصابة 2/ 460 رقم 5440، وتهذيب التهذيب 7/ 124 رقم 267، والتقريب 2/ 10 رقم 75، وخلاصة تذهيب التهذيب 220، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) انظر فهرس الأعلام 2/ 542. [2] سيرة ابن هشام 4/ 54 (بتحقيقنا) ، وأخبار مكة 1/ 169، والمغازي للواقدي 2/ 833، والطبقات الكبرى 2/ 136 و 137، وأنساب الأشراف 1/ 361، والمصنّف لعبد الرزّاق (9073) ، وتفسير الطبري 8/ 491، والمغازي (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 552، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 وَقَالَ عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ عَنْ رَجُلٍ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَعْطَى الْمِفْتَاحَ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ عَامَ الْفَتْحِ وَقَالَ: «دُونَكَ هَذَا فَأَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِهِ» [1] . قُلْتُ: شَيْبَةُ أَسْلَمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فيحتمل أن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَلَّاهُ الْحِجَابَةَ لَمَّا اعْتَمَرَ مِنَ الْجِعِرَّانَةَ مُشَارِكًا لِعُثْمَانَ هَذَا فِي الْحِجَابَةِ، فَإِنَّ شَيْبَةَ كَانَ حَاجِبَ الْكَعْبَةِ يَوْمَ قَالَ لَهُ عُمَرُ: أُرِيدُ أَنْ أُقَسِّمَ مَالَ الْكَعْبَةِ، كَمَا فِي الْبُخَارِيُّ [2] . فَعَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ يُصَلِّي، فَإِذَا فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ: «يَا شَيْبَةُ اكْفِنِي هَذِهِ» ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: طَيِّنْهَا ثُمَّ الْطَخْهَا بِزَعْفَرَانَ، فَفَعَلَ [3] . وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ: أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لَمَّا خَرَجَ مِنَ الْكَعْبَةِ أَمَرَ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ أَنْ يُغَيِّبَ قَرْنَيِ الْكَبْشِ- يَعْنِي كَبْشَ إِسْمَاعِيلَ- وَقَالَ: «لَا يَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي أَنْ يُصَلِّيَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ يَشْغَلُهُ» [4] . قُتِلَ طَلْحَةُ يوم أحد مشركا [5] .   [ () ] ومجمع الزوائد للهيثمي 6/ 177، والبداية والنهاية 1/ 515، 516، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) 1/ 254، وشرح المواهب 2/ 340، 341. قال ابن إسحاق في «السيرة 4/ 54» : «حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثور، عن صفية بنت شيبة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما نزل مكة، واطمأنّ الناس، خرج حتى جاء البيت، فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمحجن في يده، فلما قضى طوافه، دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، ففتحت له، فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان، فكسرها بيده ثم طرحها، ثم وقف على باب الكعبة وقد استكفّ له الناس في المسجد» . وأخرجه البخاري 8/ 15 من طريق: ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ على راحلته مردفا أسامة بن زيد، ومعه بلال، ومعه عثمان بن طلحة بن الحجبة حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت. [1] المغازي (من تاريخ الإسلام) 551. [2] ناقش المؤلّف- رحمه الله- هذا الموضوع في «المغازي» 551. [3] رواه ابن قانع في معجمه، وانظر: شفاء الغرام- بتحقيقنا- 1/ 230. [4] أخرجه أحمد في المسند 4/ 68 و 5/ 380، وأبو داود (2030) ، والحميدي في مسندة (565) ، والطبراني في المعجم الكبير (8396) من طريق: سفيان، عن منصور، عن خاله مسافع، عن صفية بنت شيبة. [5] سيرة ابن هشام 3/ 25 و 90 و 109. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «خُذُوهَا يَا بَنِي أَبِي طَلْحَةَ خَالِدَةً تَالِدَةً لَا يَنْزِعُهَا مِنْكُمْ إِلَّا ظَالِمٌ» - يَعْنِي الْحِجَابَةَ [1]-. قَالَ مُصْعَبٌ [2] : قُتِلَ بِأَجْنَادِينَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ. عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ [4] ، - ن ق- بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ، أَبُو يزيد،   [1] أخرجه الأزرقي في أخبار مكة 1/ 265 عن جدّه، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، والأوسط، كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 285 وأعلّه بابن المؤمّل لضعفه. وانظر: فتح الباري 8/ 15. [2] في نسب قريش 251. [3] في تاريخه 205. [4] انظر عن عقيل بن أبي طالب في: مسند أحمد 1/ 201 و 3/ 451، والتاريخ لابن معين 2/ 411، والطبقات الكبرى 4/ 42، وطبقات خليفة 126 و 189، وسيرة ابن هشام 3/ 299، و 4/ 132، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 104 رقم 278، والمحبّر لابن حبيب 457، والمغازي للواقدي 138 و 694 و 829 و 830 و 918، والمعارف 120 و 155 و 156 و 203 و 204 و 211 و 588، وترتيب الثقات للعجلي 338 رقم 1155، وتاريخ اليعقوبي 2/ 46 و 153، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1587 و 1596 و 1613 و 1616 و 1631 و 1640 و 1851- 1853 و 1903 و 1905 و 2323 و 2401 و 2094، والسير والمغازي 155، والأخبار الموفقيات 334 و 335 و 336، والتاريخ الصغير 74، والتاريخ الكبير 7/ 50، والعقد الفريد 2/ 356 و 3/ 204 و 4/ 4- 7 و 29 و 6/ 99، والجرح والتعديل 6/ 218 رقم 1201، والمستدرك 3/ 575- 577، وجمهرة أنساب العرب 69، والاستيعاب 3/ 157، 158، والمعرفة والتاريخ 1/ 506 و 536 و 700 و 3/ 73 و 167، ومشاهير علماء الأمصار 9 رقم 14، وأنساب الأشراف 301 و 356 و 365، وفتوح البلدان 58 و 549، وتاريخ الطبري 2/ 156 و 313 و 426 و 465 و 475 و 4/ 209، و 5/ 377 و 7/ 751، وأسد الغابة 3/ 422، والكامل في التاريخ 1/ 458 و 2/ 58 و 132 و 4/ 35 و 88 و 5/ 541 و 6/ 313 و 8/ 36، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 337 رقم 417، وتحفة الأشراف 7/ 343 رقم 382، وتهذيب الكمال 2/ 949، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 117 و 128 و 149 و 325 و 397 و 400، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 92، وتلخيص المستدرك 3/ 575- 577، والكاشف 2/ 239 رقم 3913، وسير أعلام النبلاء 3/ 99، 100 رقم 19، والبداية الجزء: 4 ¦ الصفحة: 83 وَيُقَالُ أَبُو عِيسَى، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ جَعْفَرٍ، وَعَلِيٍّ. أَسْلَمَ وَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤَتَةَ، وَلَهُ عَنِ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ. وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَكْرَمَهُ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ عَلِيٍّ بِعِشْرِينَ سَنَةٍ، وَعَاشَ بَعْدَهُ مُدَّةً، وَكَانَ عَلَّامَةً بِالنَّسَبِ وَأَيَّامَ الْعَرَبِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : وَكَانَ عَقِيلُ مِمَّنْ أُخْرِجَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَرْهًا إِلَى بَدْرٍ، فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ لَا مَالَ لَهُ، فَفَدَاهُ الْعَبَّاسُ. ثُمَّ هَاجَرَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ مَرَضٌ بَعْدَ شُهُودِهِ غَزْوَةَ مُؤَتَةَ، فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ فِي الْفَتْحِ وَلَا مَا بَعْدَهَا، وَقَدْ أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ كُلَّ سَنَةٍ مِائَةً وَأَرْبَعِينَ وَسْقًا. وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «أُعْطِيَ لِكُلِّ نَبِيٍّ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ، وَأُعْطِيتُ أَنَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ» ، فَذَكَرَ مِنْهُم عَقِيلًا. وَرُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ مُرْسَلَةٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِعَقِيلٍ: «يَا أَبَا يَزِيدَ إِنِّي أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبًّا لِقَرَابَتِكَ مِنِّي، وَحُبًّا لِحُبِّ أَبِي طَالِبٍ إِيَّاكَ» [2] . وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ عَلِيًّا دَخَلَ عَلَيْهِ عَقِيلٌ وَمَعَهُ كَبْشٌ فَقَالَ: إِنَّ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ أَحْمَقٌ، فَقَالَ عقيل: أما أنا وكبشي فلا.   [ () ] والنهاية 8/ 47، ومجمع الزوائد 9/ 273، والعقد الثمين 6/ 113، وتهذيب التهذيب 7/ 254 رقم 463، والتقريب 2/ 29 رقم 265، والإصابة 2/ 494 رقم 5628، وخلاصة تذهيب التهذيب 228، والزيارات للهروي 93، 94. [1] في الطبقات الكبرى 4/ 43، وانظر: تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 337. [2] رواه ابن سعد في الطبقات 4/ 44 عن الفضل بن دكين، عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي، عن أبي إسحاق. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 576 من طريق: علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي، عن أبي إسحاق. ومن طريق: محمد بن علي، عن إبراهيم بن رستم، عن أبي حمزة، عن يزيد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن حذيفة. وتابعه الذهبي في التلخيص 3/ 576. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 وقال عطاء: رَأَيْتُ عَقِيلًا شَيْخًا كَبِيرًا يُقِلُّ غَرْبَ [1] زَمْزَمَ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ: أَتَى عَقِيلٌ عَلِيًّا بِالْعِرَاقِ لِيُعْطِيَهُ، فَأَبَى، فَقَالَ: أَذْهَبُ إِلَى مَنْ هُوَ أَوْصَلُ مِنْكَ، فَذَهَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَعَرَفَ لَهُ مُعَاوِيَةَ قُدُومَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا عَقِيلٌ وَعَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ، فَقَالَ: هَذَا مُعَاوِيَةُ وَعَمَّتُهُ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ [2] . وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، ثَنَا حُميَدُ بْنُ هِلَالٍ، أَنَّ عَقيلًا سَأَلَ عَلِيًّا فَقَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَفَقِيرٌ. فَقَالَ: اصْبِرْ حَتَّى يَخْرُجَ عَطَائِي، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ. فَقَالَ لِرَجُلٍ: خُذْ بِيَدِهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْحَوَانِيتِ، فَقُلْ: دُقَّ الْأَقْفَالِ وَخُذْ مَا فِي الْحَوَانِيتِ. فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَّخِذَنِي سَارِقًا!. قَالَ: وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَتَّخِذَنِي سَارِقًا وَأُعْطِيَكَ أَمْوَالَ النَّاسِ. قَالَ: لَآتِيَنَّ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ،. فَأَتَى مُعَاوِيَةَ، فَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ: اصْعَدْ عَلَى، الْمِنْبَرِ فَاذْكُرْ مَا أَوْلَاكَ عَلَيٌّ وَمَا أَوْلَيْتُكَ، قَالَ: فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أُخْبِرُكُمْ أَنِّي أَرَدْتُ عَلِيًّا عَلَى دِينِهِ، فَاخْتَارَ دِينَهُ عَلَيَّ، وَأَرَدْتُ مُعَاوِيَة عَلَى دِينِهِ فَاخْتَارَنِي عَلَى دِينِهِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّهُ أَحْمَقَ [3] !!. تُوُفِّيَ عَقِيلٌ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. عِمَارَةُ بْنُ حَزْمِ [4] ، بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ الْأَنْصَارِيُّ النّجّاري، أبو عبد الله.   [1] يقلّ: يحمل. والغرب: بسكون الراء: الدلو العظيمة. [2] العقد الفريد 4/ 6، عيون الأخبار 2/ 197. [3] أسد الغابة 3/ 423، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/ 84، وانظر: البيان والتبيين للجاحظ 2/ 174، والعقد الفريد 4/ 4، 5. [4] انظر عن عمارة بن حزم في: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ [1] ، - ع- بن خُوَيْلِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسٍ، أَبُو أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ. أَسْلَمَ بَعْدَ أُحُدٍ، وَشَهِدَ بِئْرَ مَعُونَةٍ [2] وَمَا بَعْدَهَا، وَكَانَ مِنْ أُولِي النَّجْدَةِ   [ () ] الطبقات الكبرى 3/ 486، وسيرة ابن هشام 2/ 201 و 341 و 4/ 162، 163، والمغازي للواقدي 9 و 24 و 139 و 162 و 397 و 436 و 448 و 800 و 896 و 1003 و 1009 و 1010، والمحبّر لابن حبيب 72 و 402 و 431، والتاريخ الكبير 6/ 494 رقم 3091، والتاريخ الصغير 20، وطبقات خليفة 89، وتاريخ خليفة 115، والجرح والتعديل 6/ 364 رقم 2006، والاستيعاب 3/ 19، والمستدرك 3/ 590، وتاريخ الطبري 3/ 106، وأنساب الأشراف 1/ 242 و 283، ومشاهير علماء الأمصار 28 رقم 132، وفتوح البلدان 110، وأسد الغابة 4/ 48، والكامل في التاريخ 2/ 248، والمغازي (من تاريخ الإسلام للمؤلّف) 641، والوافي بالوفيات 22/ 404 رقم 279، والإصابة 2/ 513، 514 رقم 5711، وتعجيل المنفعة 294، 295 رقم 761. [1] انظر عن (عمرو بن أميّة) في: مسند أحمد 4/ 139 و 179 و 5/ 287، والمعرفة والتاريخ 1/ 325 و 396، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 127، وسيرة ابن هشام 2/ 45 و 204 و 3/ 33 و 139 و 143 و 221 و 307 و 309، و 4/ 181 و 279، 280، والمغازي للواقدي 742، 743 و 925، 926 و 1026 و 1058، و 1059 والمحبّر لابن حبيب 76 و 118 و 119 و 183، والتاريخ الكبير 6/ 307، 308 رقم 2485، وطبقات خليفة 31، وتاريخ خليفة 77 و 98، والمعارف 67، وتاريخ اليعقوبي 6 ذ و 73 و 8، وترتيب الثقات 362 رقم 1249، والثقات لابن حبّان 3/ 272، والطبقات الكبرى 4/ 248، 249، والجرح والتعديل 6/ 220 رقم 1216، والاستيعاب 2/ 497، 498، وجمهرة أنساب العرب 185، والمستدرك 3/ 623، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 362، والسير والمغازي 223 و 259، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 14، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 35، وأسد الغابة 4/ 86، والكامل في التاريخ 2/ 169- 171 و 173 و 210 و 231 و 4/ 44، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 24، 25 رقم 9، وتحفة الأشراف 8/ 135- 140 رقم 399، وتهذيب الكمال 2/ 1027، والكاشف 2/ 280 رقم 4193، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 95، وسير أعلام النبلاء 3/ 179- 181 رقم 33، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 129 و 237 و 240 و 470، 471، وتلخيص المستدرك 3/ 623، والبداية والنهاية 8/ 46، والعقد الثمين 6/ 365، والإصابة 2/ 524 رقم 5765، وتهذيب التهذيب 8/ 6 رقم 6، والتقريب 2/ 65 رقم 537، والنكت الظراف 8/ 135 و 137 و 139، وخلاصة تذهيب التهذيب 243. [2] سيرة ابن هشام 3/ 139، والطبقات الكبرى 4/ 248. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 وَالشَّجَاعَةِ وَالْإِقْدَامِ، وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ سَرِيَّةً وَحْدَهُ [1] . وَبَعَثَهُ بِكِتَابِهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ [2] . رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ جَعْفَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ أَخِيهِ الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَأَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ. وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ، وَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ. عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ [3]- ن ق- الْخُزَاعِيِّ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَبَايَعَ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَسَمِعَ مِنْهُ [4] . رَوَى عَنْهُ: رِفَاعَةُ بْنُ شَدَّادٍ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وعبد الله بن عامر المعافريّ.   [1] سيرة ابن هشام 4/ 279 وقد خرج في بعث لقتال أبي سفيان بن حرب. وانظر: الطبقات الكبرى 4/ 249، ومسند أحمد 4/ 139 و 5/ 287. [2] سيرة ابن هشام 3/ 307، والطبقات 4/ 249. [3] انظر عن (عمرو بن الحمق) في: مسند أحمد 5/ 223، والطبقات الكبرى 6/ 25، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 177، وتاريخ اليعقوبي 2/ 176 و 230، 231، والتاريخ الكبير 6/ 313، 314 رقم 2499، والتاريخ الصغير 56، وتاريخ خليفة 194 و 212، وطبقات خليفة 107 و 136، والمعرفة والتاريخ 1/ 330 و 2/ 483، 484 و 813 و 3/ 193، والاستيعاب 2/ 523، 524، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 379، وأنساب الأشراف 1/ 61، وتاريخ الطبري 4/ 326 و 372 و 373 و 393 و 394 و 5/ 179 و 236 و 258 و 259 و 265 و 10/ 59، والجرح والتعديل 6/ 225 رقم 1248، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1600 و 1606، وترتيب الثقات 363 رقم 1255، والثقات لابن حبّان 3/ 275، والمحبّر بن حبيب 292 و 490، والمنتخب من ذيل المذيل 546، وأسد الغابة 4/ 100، 101، والكامل في التاريخ 2/ 17 و 3/ 144 و 168 و 179 و 462 و 472 و 474 و 477 و 4/ 83، والزيارات للهروي 70، وتحفة الأشراف 8/ 149، 150 رقم 404، وتهذيب الكمال 2/ 1030، 131، والكاشف 2/ 283 رقم 4212، وتهذيب التهذيب 8/ 23، 24 رقم 37، رقم 5818، وخلاصة تذهيب التهذيب 288، وانظر المغازي من تاريخ الإسلام 441 و 448 و 455 و 456 و 541، والبدء والتاريخ 5/ 109. [4] الاستيعاب 2/ 524. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ أَحَدُ الرُّءُوسِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ، وَقَتَلَهُ ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ بِالْجَزِيرَةِ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يَوْم صِفِّينَ عَلَى خُزَاعَةَ مَعَ عَلِيٍّ. وَعَنِ الشَّعْبِيُّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ زِيَادٌ الْكُوفَةَ أَثَارَهُ عِمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فَقَالَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ، فَسَيِّرْ إِلَيْهِ يَقُولُ: مَا هَذِهِ الزُّرَافَاتِ الَّتِي تَجْتَمِعُ عِنْدَكَ! مَنْ أَرَادَكَ أَوْ أَرَدْتَ كَلَامَهُ فَفِي الْمَسْجِدِ. وَعَنْهُ قَالَ: تَطَلَّبَ زِيَادٌ رُؤَسَاءَ أَصْحَابِ حُجْرٍ، فَخَرَجَ عَمْرُو إِلَى الْمَوْصِلِ هُوَ وَرِفَاعَةُ بْنُ شَدَّادٍ، فَكَمُنَا فِي جَلٍّ [3] ، فَبَلَغَ عَامِلُ ذَلِكَ الرِّسْتَاقِ، فَاسْتَنْكَرَ شَأْنَهُمَا، فَسَارَ إِلَيْهِمَا فِي الْخَيْلِ، فَأَمَّا عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَكَانَ مَرِيضًا، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ امْتِنَاعٌ، وَأَمَّا رِفَاعَةُ فَكَانَ شَابًا، فَرَكِبَ وَحَمَلَ عَلَيْهِمْ، فَأَفْرَجُوا لَهُ، ثُمَّ طَلَبَتْهُ الْخَيْلُ، وَكَانَ رَامِيًا فَرَمَاهُمْ فَانْصَرَفُوا، وَبَعَثُوا بِعَمْرٍو إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمِّ الْحَكَمِ أَمِيرَ الْمَوْصِلِ، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّهُ طَعَنَ عُثْمَانَ تِسْعَ طَعْنَاتٍ بِمَشَاقِصَ، وَنَحْنُ لَا نَتَعَدَّى عَلَيْهِ فَاطْعَنْهُ كَذَلِكَ، فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَمَاتَ فِي الثَّانِيَةِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُنَيْدَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: أَوَّلُ رَأْسٍ أُهْدِيَ فِي الْإِسْلَامِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ [4] . وَقَالَ عَمَّارُ الدُّهْنِيُّ [5] : أَوَّلُ رَأْسٍ نُقِلَ رَأْسُ ابْنُ الْحَمِقِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لُدِغَ [6] فَمَاتَ، فَخَشِيَتِ الرُّسُلُ أَنْ تُتَّهَمَ به، فحزّوا رأسه وحملوه.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 25. [2] تاريخ خليفة 194. [3] في الأصل «من حبل» ، والتصحيح من: (أسد الغابة 4/ 100) . [4] الطبقات الكبرى 6/ 25. [5] في الأصل «الذهني» ، والتصحيح من (اللباب 1/ 520) بضمّ الدال المهملة وسكون الهاء ... نسبة إلى دهن بن معاوية الدهني.. [6] لما كان مختبئا في الغار مع رفاعة، كما في (أسد الغابة 4/ 100) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 وَقُلْتُ: هَذَا أَصَحُّ مِمَّا مَرَّ، فَإِنَّ ذَاكَ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، فاللَّه أَعْلَمُ هَلْ قُتِلَ أَوْ لُدِغَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : قُتِلَ سَنَةَ خمسين. عمرو بن العاص [2] ، - ع- بن وائل بن هاشم بن سعيد [3] بن سهم بن   [1] في تاريخه 212. [2] انظر عن (عمرو بن العاص) في كتب التاريخ والسير والأدب وغيرها، فأخباره كثيرة، ومن مصادر ترجمته التي اخترناها: مسند أحمد 4/ 202، والتاريخ لابن معين 2/ 442، والطبقات الكبرى 4/ 254 و 7/ 493، ونسب قريش 409، وطبقات خليفة 25 و 139، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 570، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1216) ، والمحبّر 77 و 121 و 177، والتاريخ الكبير 6/ 303، 304 رقم 2475، والتاريخ الصغير 65، وتاريخ أبي زرعة 1/ 180 و 183، 184، وأنساب الأشراف 1/ 139 و 168- 171 و 173 و 174 و 215 و 232- 234 و 288 و 312 و 313 و 316 و 361 و 380 و 381 و 471 و 529، وترتيب الثقات 365 رقم 1269، والثقات لابن حبان، 3/ 265، ومشاهير علماء الأمصار 55 رقم 376، والمعارف 182 و 285- 287 و 292 و 569 و 575، 576 و 592، وثمار القلوب 68 و 86 و 88 و 341، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 13 و 24 و 32 و 47 و 134 و 181 و 187 و 347، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 3، وسيرة ابن هشام 1/ 131 و 319 و 360، 361 و 363 و 369 و 2/ 230 و 249، و 3/ 25 و 37 و 73 و 104 و 105 و 221 و 223 و 312، و 4/ 37 و 136 و 254 و 269 و 270 و 272، والمستدرك 3/ 452- 455، والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وتاريخ الطبري 4/ 558، ومروج الذهب 3/ 212، وجمهرة أنساب العرب 163، والحلّة السيراء 1/ 13، والخراج وصناعة الكتابة 336- 344، والأخبار الموفقيات 591- 597، والجرح والتعديل 6/ 242 رقم 1342، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 362، والزيارات للهروي 38 و 48 و 51، وجامع الأصول 9/ 103، وأسد الغابة 4/ 115- 118، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 258، وتاريخ اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام) 1/ 319، والسير والمغازي 159 و 167- 169 و 213- 215 و 245 و 323، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 82، وتهذيب الكمال 2/ 1037، 1038، وتحفة الأشراف 8/ 152- 159 رقم 408، وأخبار مكة 1/ 131 و 2/ 123، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 3/ 646، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 4/ 211، 212، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 30، 31 رقم 18، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 303، والكاشف 2/ 387 رقم 4241، وسير أعلام النبلاء 3/ 54- 77 رقم 15، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 512- 517، وعهد الخلفاء الراشدين (منه) انظر فهرس الأعلام 746، 747، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) انظر فهرس الأعلام 2/ 546، والوفيات لابن قنفذ 60 رقم [3] سعيد: بالتصغير، كما في (الإصابة) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ، أبو عبد الله، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ. أَسْلَمَ فِي الْمَدِينَةِ وَهَاجَرَ، وَاسْتَعْمَلَهُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، وَفِيهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لِخِبْرَتِهِ بِمَكِيدَةِ الْحَرْبِ [1] . ثُمَّ وَلِيَ الْإِمْرَةَ فِي غَزْوَةِ الشَّامِ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [2] . ثُمَّ افْتَتَحَ مِصْرَ وَوَلِيَهَا لِعُمَرَ [3] . وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، وعلي بن رباح، وعبد الرحمن بن شماسة، وَآخَرُونَ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [4] : أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَأَمَّرَهُ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةٍ نَحْوَ الشَّامِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ فِيمَا ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ إِلَى السَّلَاسِلِ، ثُمَّ أَمَدَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بِمِائَتَيْ فَارِسٍ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ مِصْرَ لِمُعَاوِيَةَ، وَمَاتَ بِهَا يَوْمَ الْفِطْرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى الْأَصَحِّ، فَصَلَّى ابْنُهُ عَلَيْهِ، ثم رجع فصلّى الناس   [ () ] 43، ومرآة الجنان 1/ 119، والتذكرة الحمدونية 1/ 360، 361 و 439 و 2/ 23 و 126- 128 و 233، والعقد الثمين 6/ 398، وغاية النهاية، رقم 2455، وتهذيب التهذيب 8/ 56، 57 رقم 84، والتقريب 2/ 72 رقم 611، والنكت الظراف 8/ 155، والإصابة 3/ 2 رقم 5884، والنجوم الزاهرة 1/ 113، وحسن المحاضرة 1/ 224، والبداية والنهاية 4/ 336- 338 و 8/ 24- 27، وشذرات الذهب 1/ 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 246. [1] سيرة ابن هشام 4/ 269، والمغازي للواقدي 2/ 769، وجوامع السيرة 20، وتاريخ الطبري 3/ 158، والطبقات الكبرى 2/ 131، والمحبّر لابن حبيب 121، 122، وتاريخ اليعقوبي 2/ 75، وأنساب الأشراف 1/ 380، 381 رقم 810، والبدء والتاريخ 4/ 232، والكامل في التاريخ 2/ 232، ونهاية الأرب 17/ 283، 284، وعيون التواريخ 1/ 285، 286، وتاريخ الإسلام (المغازي) 513- 517، والبدء والتاريخ 5/ 106، 107. [2] تاريخ خليفة 119، وتاريخ الطبري 3/ 387، والكامل في التاريخ 2/ 402، وانظر: تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 81. [3] تاريخ خليفة 142، 143، وانظر: تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 197 وما بعدها، وفتوح مصر لابن عبد الحكم. [4] الاستيعاب 2/ 508. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 صَلَاةَ الْعِيدِ، ثُمَّ وَلِيَ مِصْرَ بَعْدَهُ عُتْبَةُ أَخُو مُعَاوِيَةَ، فَبَقِيَ سَنَةً وَمَاتَ، فَوَلِيَ مِصْرَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ، انْتَهَى. وَقَدِمَ عَمْرُو دِمَشْقَ رَسُولًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ إِلَى هِرَقْلَ، وَلَهُ بِدِمَشْقٍ دَارٌ عِنْدَ سَقِيفَةِ كُرْدُوسٍ، وَدَارٌ عِنْدَ بَابِ الْجَابِيَةِ، تُعْرَفُ بِبَنِي حُجَيْجَةَ، وَدَارٌ عِنْدَ عَيْنِ الْحِمَى. وَأُمُّهُ عَنَزِيَةٌ [1] ، وَكَانَ قَصِيرًا يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ، هِشَامٌ وَعَمْرٌو» [2] . ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مِشْرَحٍ [3] ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَسْلَمَ النَّاسُ، وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [4] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي قريش» . أخرجه الترمذي [5] ، وفيه انقطاع.   [1] هي: النابغة بنت حرملة، سبيت من بني جلان بن عنزة بن أسد بن بن ربيعة بن نزار. [2] إسناده حسن، أخرجه أحمد في المسند 2/ 304 و 327 و 353، وابن سعد في الطبقات 4/ 191، والحاكم في المستدرك 3/ 240 و 452، من طرق، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة. وأخرجه ابن سعد أيضا، عن عمرو بن حكّام، عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم، عن عمّه.. [3] مشرح: بكسر الميم وسكون الشين. (تهذيب التهذيب 10/ 155) . [4] حديث غريب لا يعرف إلّا من حديث ابن لهيعة عن مشرح، وليس إسناده بالقويّ. كذا قال الترمذي في جامعه، باب مناقب عمرو بن العاص رضي الله عنه (3933) . وهو في الطبقات لابن سعد 4/ 192. [5] في المناقب (3934) وقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث نافع بن عمر الجمحيّ. ونافع ثقة، وليس إسناده بمتّصل، ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة. وأخرجه أحمد في المسند 1/ 161 من طريق وكيع، والنووي في تهذيب الأسماء ق 1 ج 2/ 31. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 وقال ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حَبِيبٍ: أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سُمَيٍّ [1] ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ يَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، قَالَ: «إِنَّ الْإِسْلَامَ وَالْهِجْرَةَ يَجُبَّانِ مَا كَانَ قَبْلَهُمَا» ، قَالَ: فو الله مَا مَلَأْتُ عَيْنِيَ مِنْهُ وَلَا رَاجَعْتُهُ بِمَا أُرِيدُ، حَتَّى لَحِقَ باللَّه حَيَاءً مِنْهُ [2] . وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: قَالَ رَجُلٌ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُ، أَلَيْسَ رَجُلًا صَالِحًا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّكَ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَكَ، قَالَ: بَلَى، فو الله مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ لِي مِنْهُ، أَوِ اسْتِعَانَةً بِي، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ، بِرَجُلَيْنِ مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ. فَقَالَ الرَّجُلُ: ذَاكَ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ. قال: قد والله فعلنا [3] . وروى أنّ عمرا لما توفّي النّبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى عُمَانَ، فَأَتَاهُ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ بِذَلِكَ. قَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عُمَرَ نَظَرَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَمْشِي فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَنْ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا أَمِيرًا [4] .   [1] في الأصل، وفي مسند أحمد «شفي» ، وهو تحريف. وقد صحّحه الحافظ ابن حجر في (تعجيل المنفعة- ص 346 رقم 894) فقال: «قيس بن سمي بن الأزهر التجيبي. شهد فتح مصر، وروى عن عمرو بن العاص. وعنه: سويد بن قيس ليس بالمشهور. قلت: قد عرّفه أبو سعيد بن يونس ونسبه فساق نسبه إلى سعد بن تجيب، ثم قال: وهو جدّ حيوة بن الرواع بن عبد الملك بن قيس صاحب الدار المعروفة بمصر. قال: وكان ولده بإفريقية، ومن شهد فتح مصر يكون إمّا صحابيّا وإمّا مخضرما، فلا يقال فيه بعد هذا التعريف ليس بمشهور، والله أعلم» . [2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 204. [3] أخرجه أحمد، في المسند 4/ 203 من طريق: الأسود بن عامر، عن جرير بن حازم، ورجاله ثقات. [4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 257 ب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: ثَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ الْفِتْنَةَ وَقَعَتْ، وَمَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ نَبَاهَةٌ أَعْمَى فِيهَا مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَقَالَ: مَا زَالَ مُعْتَصِمًا بِمَكَّةَ لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ الْجَمَلِ، فَلَمَّا فَرَغَتْ بَعَثَ إِلَى وَلَدَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا، وَلَسْتُمَا بِاللَّذَيْنِ تَرُدَّانِي عَنْ رَأْيِي، وَلَكِنْ أَشِيرَا عَلَيَّ، إِنِّي رَأَيْتُ الْعَرَبَ صَارُوا عِيرَيْنِ يَضْطَرِبَانِ، وَأَنَا طَارِحٌ نَفْسِي بَيْنَ جِدَارَيْ مَكَّةَ، وَلَسْتُ أَرْضَى بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ، فَإِلَى أَيِّ الْفَرِيقَيْنِ أَعْمَدُ؟ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَإِلَى عَلِيٍّ. قَالَ: إِنِّي إِنْ أَتَيْتُ عَلِيًّا قَالَ: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ أَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْلِطُنِي بِنَفْسِهِ، وَيُشْرِكُنِي فِي أَمْرِهِ، فَأَتَى مُعَاوِيَةَ [1] . وَعَن عُرْوَةَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: دَعَا ابْنَيْهِ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ يَلْزَمَ بَيْتَهُ، لِأَنَّهُ أَسْلَمَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: أَنْتَ شَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ، وَنَابٌ مِنْ أَنْيَابِهَا، لَا أَرَى أَنْ تَتَخَلَّفَ، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَمَّا أَنْتَ فَأَشَرْتَ عَلَيَّ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لِي فِي آخِرَتِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ فَأَشَرْتَ عَلَيَ بِمَا هُوَ أَنْبَهُ لِذِكْرِي، ارْتَحِلَا، فَارْتَحَلُوا إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَتَوا رَجُلًا قَدْ عَادَ الْمَرْضَى، وَمَشَى بَيْنَ الْأَعْرَاضِ، يَقُصُّ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً: يَا أَهْلَ الشَّامِ إِنَّكُمْ عَلَى خَيْرٍ وَإِلَى خَيْرٍ، تَطْلُبُونَ بِدَمِ خَلِيفَةٍ قُتِلَ مَظْلُومًا، فَمَنْ عَاشَ مِنْكُمْ فَإِلَى خَيْرٍ. وَمَنْ مَاتَ فَإِلَى خَيْرٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أَرَى الرَّجُلَ إِلَّا قَدِ انْقَطَعَ بِالْأَمْرِ دُونَكَ، قال: دعني وإيّاه، ثم إن عمرا قَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ أَحْرَقْتَ كَبِدِي بِقَصَصِكَ، أَتَرَى أَنَّا خَالَفْنَا عَلِيًّا لِفَضْلٍ مِنَّا عَلَيْهِ، لَا وَاللَّهِ، إِنْ هِيَ إِلَّا الدُّنْيَا نَتَكَالَبُ عَلَيْهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَتَقْطَعَنَّ لِي قِطْعَةً مِنْ دُنْيَاكَ، أَوْ لَأُنَابِذَنَّكَ، قَالَ: فَأَعْطَاهُ مِصْرَ، يُعْطِي أَهْلَهَا عَطَاءَهُمْ، وَمَا بَقِيَ فَلَهُ [2] . وَيُرْوَى أَنَّ عَلِيًّا كَتَبَ إِلَى عَمْرٍو يَتَأَلَّفُهُ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابَ أقرأه معاوية   [1] تاريخ دمشق 13/ 260 أ. [2] تاريخ دمشق 13/ 260 ب، وهو طويل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 وَقَالَ: قَدْ تَرَى، فَإِمَّا أَنْ تُرْضِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ أَلْحَقَ بِهِ، قَالَ: فَمَا تُرِيدُ؟ قَالَ: مِصْرَ، فَجَعَلَهَا لَهُ [1] . وَعَن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَغَيْرِهِ، أَنَّ الْأَمْرَ لَمَّا صَارَ لِمُعَاوِيَةَ اسْتَكْثَرَ طُعْمَةَ مِصْرَ لِعَمْرٍو، وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ وَعَنَائِهِ، وَظَنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيدُهُ الشَّامَ مَعَ مِصْرَ، فَلَمْ يَفْعَلْ مُعَاوِيَةُ، فَتَنَكَّرَ لَهُ عَمْرٌو، فَاخْتَلَفَا وَتَغَالَظَا، فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُديْجٍ، فَأَصْلَحَ أَمْرَهُمَا، وَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَابًا: أَنَّ لِعَمْرٍو وِلَايَةَ مِصْرَ [2] سَبْعَ سِنِينَ، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِمَا شُهُودًا، ثُمَّ سَارَ عَمْرٌو إِلَيْهَا سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَمَا مَكَثَ نَحْوَ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتَّى مَاتَ [3] . وَيُرْوَى أَنَّ عَمْرًا وَمُعَاوِيَةَ اجْتَمَعَا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَهُ: مَنِ النَّاسُ؟ قَالَ: أَنَا، وَأَنْتَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَزِيَادٌ، قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَّا أَنْتَ فَلِلتَّأَنِّيَ، وَأَمَّا أَنَا فَلِلْبَدِيهَةِ، وَأَمَّا مُغِيرَةُ فَلِلْمُعْضِلَاتِ، وَأَمَّا زِيَادٌ فَلِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، قَالَ: أَمَّا ذَانِكَ فَقَدْ غَابَا، فَهَاتِ أَنْتَ بِهَدِيَّتِكَ، قَالَ: وَتُرِيدُ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ، فَأَخْرَجَهُمْ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُسَارُّكَ، قَالَ: فَأَدْنَى مِنْهُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا مِنْ ذَاكَ، مَنْ مَعَنَا فِي الْبَيْتِ حَتَّى أُسَارُّكَ؟! [4] . وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَنَّ عَمْرًا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَلَّدْتُمْ لِقَتْلِ عُثْمَانَ قَرَمَ الْإِمَاءِ الْعَوَارِكِ [5] ، أَطَعْتُمْ فُسَّاقَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي عُتْبَةَ، وَأَجْزَرْتُمُوهُ مُرَّاقَ أَهْلِ مِصْرَ، وَآوَيْتُمْ قَتَلَتَهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا تَكَلَّمُ لِمُعَاوِيَةَ، وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ عَنْ رَأْيِكَ، وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ فِي أَمْرِ عُثْمَانَ لَأَنْتُمَا، أَمَّا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ فَزَيَّنْتَ لَهُ مَا كَانَ يَصْنَعُ، حَتَّى إِذَا حُصِرَ طَلَبَ مِنْكَ نَصْرَكَ، فَأَبْطَأْتَ عَنْهُ، وَأَحْبَبْتَ قَتْلَهُ وَتَرَبَّصْتَ بِهِ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عمرو،   [1] تاريخ دمشق 13/ 261 ب. [2] في الأصل «طابة مصر» . [3] الطبقات الكبرى 4/ 258، تاريخ دمشق 13/ 262 ب. [4] تاريخ دمشق 13/ 262 ب، 263 أ. [5] القرم: شدّة الشهوة. والعوارك: الحيض. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 فَأَضْرَمْتَ الْمَدِينَةَ عَلَيْهِ، وَهَرَبْتَ إِلَى فِلَسْطِينَ تَسْأَلُ عَنْ أَبْنَائِهِ، فَلَمَّا أَتَاكَ قَتْلُهُ أَضَافَتْكَ عَدَاوَةُ عَلِيٍّ أَنْ لَحِقْتَ بِمُعَاوِيَةَ، فَبِعْتَ دِينَكَ مِنْهُ بِمِصْرَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: حَسْبُكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، عَرَّضَنِي لَكَ عَمْرٌو، وَعَرَّضَ نَفْسَهُ [1] . وَكَانَ عَمْرُو مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ دَهَاءً، وَجَلَادَةً، وَحَزْمًا، وَرَأْيًا، وَفَصَاحَةً. ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ الْجُمَحِيُّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا رَأَى رَجُلًا يَتَلَجْلَجُ فِي كَلَامِهِ قَالَ: خَالِقُ هَذَا وَخَالِقُ عَمْرَو بْنِ الْعَاصِ وَاحِدٌ [2] . وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيُّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: صَحِبْتُ عُمَرَ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْهُ، وَلَا أَفْقَهَ فِي دِينِ اللَّهِ مِنْهُ، وَلَا أَحْسَنَ مُدَارَاةً مِنْهُ، وَصَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَى لِجَزِيلٍ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ، وَصَحِبْتُ مُعَاوِيَةَ، فَمَا رَأَيْتُ أَحْلَمَ مِنْهُ، وَصَحِبْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَبْيَنَ- أَوْ قَالَ أَنْصَعَ- طَرَفًا مِنْهُ، وَلَا أَكْرَمَ جَلِيسًا، وَلَا أَشْبَهَ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ مِنْهُ، وَصَحِبْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، فَلَوْ أَنَّ مَدِينَةً لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، لَا يُخْرَجُ مِنْ بَابٍ مِنْهَا إِلَّا بِمَكْرٍ لَخَرَجَ مِنْ أَبْوَابِهَا كُلِّهَا [3] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي [4] ،: ثَنَا أَبُو قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرًا كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَقَلَّمَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ الْعَشَاءِ أَوَّلَ اللَّيْلِ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَأْكُلُ فِي السَّحَرِ [5] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: وَقَعَ بَيْنَ الْمُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَلَامٌ، فَسَبَّهُ الْمُغِيرَةُ، فَقَالَ عَمْرُو: يَا هُصَيْصُ، أَيَسْتَبُّنِي ابْنُ شُعْبَةَ! فقال   [1] تاريخ دمشق 13/ 263 ب. [2] تاريخ دمشق 13/ 264 أ. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 512: يريد خالق الأضداد. [3] المعرفة والتاريخ 1/ 457، 458، تاريخ دمشق 13/ 264 أ. [4] في الأصل «موسى بن علاء بن رباح» ، والتصويب من صحيح مسلم وغيره. [5] أخرجه مسلم في الصيام (1096) باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر، والترمذي (708) ، وأبو داود (2343) والنسائي 4/ 146، وأحمد 4/ 197 من طرق عن: موسى بن علي، بهذا الإسناد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 عَبْدُ اللَّهِ ابْنُهُ: إِنَّا للَّه، دَعَوْتَ بِدَعْوَى الْقَبَائِلِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا. فَأَعْتَقَ ثَلَاثِينَ رَقَبَةً [1] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَخْبَرَنِي مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرًا أَدْخَلَ فِي تَعْرِيشِ الوهط- وهو بستان له بالطائف- ألف أَلْفَ عُودٍ، كُلُّ عُودٍ بِدِرْهَمٍ [2] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَمَاسَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: لِمَ تَبْكِي، أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ؟! قَالَ: لَا وَاللَّه وَلَكِنْ لما [3] بعده، قال: قد كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم وفتوحه الشام، فقال عمرو: تركت أفضل من ذلك كله، شهادة أن لا إله إلا الله، إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلَاثِ أَطْبَاقٍ [4] ، لَيْسَ مِنْهَا طَبَقَةٌ إِلَّا عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهَا: كُنْتُ أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا، وَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَلَوْ مِتُّ حِينَئِذٍ لَوَجَبَتْ لِيَ النَّارُ، فَلَمَّا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ مِنْهُ حَيَاءً، مَا مَلَأْتُ عَيْنَيَّ مِنْهُ، فَلَوْ مِتُّ حِينَئِذٍ لَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لِعَمْرٍو، أَسْلَمَ عَلَى خَيْرٍ، وَمَاتَ عَلَى خَيْرِ أَحْوَالِهِ، ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَشْيَاءَ، فَلَا أَدْرِي أَعَلَيَّ أَمْ لِي، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا يُبْكَى عَلَيَّ وَلَا تُتْبِعُونِي نَارًا، وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي، فَإِنِّي مُخَاصَمٌ، فَإِذَا وَارَيْتُمُونِي فَاقْعُدُوا عِنْدِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا، أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ، حَتَّى أَعْلَمَ مَا أُرَاجِعُ رُسُلَ ربّي. أخرجه أبو عوانة في مسندة [5] .   [1] تاريخ دمشق 13/ 264 ب. [2] تاريخ دمشق 13/ 265 أ. [3] في الأصل «ما» ، والتصحيح من الاستيعاب 2/ 514، وفي البداية والنهاية (8/ 26) «مما» . [4] أي ثلاث أحوال، أو ثلاث منازل، كما في النهاية. [5] ج 1/ 70، 71 باب: بيان رفع الإثم، قال حدّثنا يزيد بن سنان وإبراهيم بن مرزوق البصريّين، والصّغاني، وسليمان بن سيف، قالوا: ثنا أبو عاصم قال: ثنا حيوة بن شريح، قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص، وهو في سياقة الموت، وولّى وجهه إلى الحائط، فجعل يبكي طويلا، فقال له ابنه: ما يبكيك؟ أما بشّرك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! قال: ثم أقبل بوجهه فقال: إن أفضل ما تعدّ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا رسول الله، إني قد رأيتني على أطباق ثلاث، لقد رأيتني وما الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ حُمَيْدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَاهُ قَالَ [حِينَ احْتُضِرَ] : اللَّهمّ أَمَرْتَ بِأُمُورٍ وَنَهَيْتَ عَنْ أُمُورٍ، تَرَكْنَا كَثِيرًا مِمَّا أَمَرْتَ، وَوَقَعْنَا فِي كَثِيرٍ مِمَّا نَهَيْتَ، اللَّهمّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. ثُمَّ أَخَذَ بِإِبْهَامِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَلِّلُ حَتَّى تُوُفِّيَ [1] . وَقَالَ أَبُو فِرَاسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّ عَمْرًا تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ وَدَفَنَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْعِيدِ. قَالَ اللَّيْثُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَابْنُ بُكَيْرٍ، وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةَ عِيدِ الْفِطْرِ، زَادَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: وَسِنُّهُ نَحْوَ مِائَةِ سَنَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] : وَعُمْرُهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ سنة. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ. (فَائِدَةٌ) ، قَالَ الطَّحَاوِيُّ: ثَنَا الْمُزَنِيُّ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قال:   [ () ] أحد من الناس أبغض إليّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أحبّ إليّ من أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله أبسط يدك لأبايعك، فبسط يمينه، فقبضت يدي، فقال: ما لك يا عمرو! فقلت: أردت أن أشترط. فقال: تشترط ماذا؟ قلت: يغفر لي. قال: أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله، فبايعته، وما كان أحد أجلّ في عيني منه، إني لم أكن أستطيع أن أملأ عيني منه إجلالا، فلو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، فلو متّ. على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة. ثم ولّينا أشياء لا أدري ما حالي فيها، فإذا أنا متّ فلا تتبعني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني في قبري فسنّوا على التراب سنّا، فإذا فرغتم من دفني فأقيموا عند قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، حتى أعلم ما أراجع به رسل ربّي، فإنّي أستأنس بكم. معنى حديثهم واحد. والحديث في الاستيعاب 2/ 514، والبداية والنهاية 8/ 26 وقال: وقد روى مسلم هذا الحديث في صحيحه من حديث يزيد بن أبي حبيب بإسناده نحوه، وفيه زيادات على هذا السياق.. [1] تاريخ دمشق 13/ 268 ب. [2] في تاريخ الثقات 365 وفيه: مات وهو ابن تسع وسبعين سنة!. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 أَصْبَحْتُ وَقَدْ أَصْلَحْتُ مِنْ دُنْيَايَ قَلِيلًا، وَأَفْسَدْتُ مِنْ دِينِي كَثِيرًا، فَلَوْ كَانَ مَا أَصْلَحْتُ هُوَ مَا أَفْسَدْتُ لَفُزْتُ، وَلَوْ كَانَ يَنْفَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ طَلَبْتُ، وَلَوْ كَانَ يُنْجِينِي أَنْ أَهْرَبَ هَرَبْتُ، فَعِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ أَنْتَفِعُ بِهَا يَا بْنَ أَخِي، فَقَالَ: هَيْهَاتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يُقَنِّطُنِي مِنْ رَحْمَتِكَ، فَخُذْ مِنِّي حَتَّى تَرْضَى. وَلِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي طَبَقَاتِ ابْنِ سعد [1] ثمان عشرة ورقة. عمرو بن معديكرب [2] ، بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُصَمَ بن عمرو بن   [1] الطبقات الكبرى 4/ 254- 261. [2] انظر عن (عمرو بن معديكرب) في: المحبّر لابن حبيب 261 و 303، وسيرة ابن هشام 4/ 226، 227، وترتيب الثقات لابن العجليّ 371 رقم 1287، والثقات لابن حبّان 7/ 378، والمعرفة والتاريخ 1/ 332، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 777 و 1072 و 1548 و 1563 و 1567- 1573 و 2490 و 3520، والمحاضرات لراغب الأصبهاني 2/ 373، والاستيعاب 2/ 520- 523، وثمار القلوب 497، والبدء والتاريخ (طبعة المعارف) 3/ 185، والهفوات النادرة 9، وجمهرة أنساب العرب 411، وعيون الأخبار 1/ 127 و 129، وتاريخ الطبري 3/ 132- 134 وانظر فهرس الأعلام 10/ 356، وفتوح البلدان 142 و 315 و 316 و 324 و 342 و 392، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 146 رقم 730، وربيع الأبرار 1/ 334 و 4/ 16 و 318، والخراج وصناعة الكتابة 359، والأخبار الموفقيّات 166 و 480 و 481 و 626، والتاريخ الصغير 24، والتاريخ الكبير 6/ 367 رقم 2658، والجرح والتعديل 6/ 260 رقم 1436، وتاريخ خليفة 93 و 132 و 148، وطبقاته 74 و 190، والمعارف 106 و 296 و 299 و 556، والشعر والشعراء 1/ 289- 291، والأغاني 15/ 208- 245، والمؤتلف 156، ومعجم الشعراء للمرزباني 208، ووفيات الأعيان 2/ 15 و 3/ 159 و 6/ 108 و 109 و 397، والسمط الثمين 63، وخزانة الأدب 1/ 422 و 3/ 460، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 140، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 33، رقم 23، والزيارات 69 و 98، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 260، وأسد الغابة 4/ 132- 134، والتذكرة الحمدونية 1/ 272 و 2/ 412 و 437- 439 و 467 و 468 و 476 و 487، والوفيات لابن قنفذ 49، 50 رقم 22، وسرح العيون 243، والحور العين 110، والإصابة 3/ 18 رقم 5972، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، والأسامي والكنى للحاكم ورقة 95، 96، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 16 و 141 و 225 و 244، والمنازل والديار 2/ 288، ولباب الآداب 180- 182 و 203 و 205 و 213- 216 و 349 و 423، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 363، 364. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 زُبَيْدٍ، أَبُو ثَوْرٍ الزُّبَيْدِيُّ. لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ وَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وَكَانَ فَارِسًا بَطَلًا ضَخْمًا عَظِيمًا، أَجَشُّ الصَّوْتِ، إِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَارْتَدَّ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ. وَقِيلَ: كَانَ يَأْكُلُ أَكْلَ جَمَاعَةٍ، أَكَلَ مَرَّةً عَنْزًا رَبَاعِيًا وَثَلَاثَةَ أَصْوُعٍ [1] ذُرَةً [2] . وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: شَهِدَ صِفِّينَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَبْنَاءَ خَمْسِينَ وَمِائَةِ سنة، منهم عمرو بن معديكرب. تُوُفِّيَ عَمْرُو هَذَا فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ. عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ [3] ، - ت- بْنِ شَهِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ. صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، كان من زهّاد الصحابة وفضلائهم.   [1] أصوع: جمع صاع، وهو مكيال لأهل المدينة يأخذ أربعة أعداد، ويجمع أيضا على «أصوع» بالهمز، و «أصواع» ، و «صوع» و «صيعان» . [2] الأغاني 15/ 208، 209. [3] انظر عن (عمير بن سعد) في: الطبقات الكبرى 4/ 374، 375 و 7/ 402، وتاريخ خليفة 155، وأنساب الأشراف 1/ 280، وفتوح البلدان 161 و 182 و 185 و 194 و 209 و 212 و 216 و 219، وتاريخ اليعقوبي 2/ 161، وتاريخ أبي زرعة 69 و 183، والتاريخ الصغير 27، والتاريخ الكبير 6/ 531 رقم 3225، والجرح والتعديل 6/ 376 رقم 2079، وتاريخ الطبري 3/ 408 و 415 و 1074 و 144 و 241 و 289، وحلية الأولياء 1/ 247- 250 رقم 38، والاستيعاب 2/ 486- 488، والاستبصار 281، وصفة الصفوة 1/ 697- 701 رقم 99، والزيارات للهروي 94، والكامل في التاريخ 2/ 535 و 562 و 3/ 20 و 77، وأسد الغابة 4/ 143- 145، وتحفة الأشراف 8/ 205، 206 رقم 418، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1060، والكاشف 2/ 302 رقم 4352، وسير أعلام النبلاء 2/ 103- 105 رقم 12، والتذكرة الحمدونية 1/ 133- 135، وتعجيل المنفعة 322 رقم 821 (باسم عمير بن سعيد) وصحّحه، وتهذيب التهذيب 8/ 144، 145 رقم 6036، ومجمع الزوائد 9/ 382، وخلاصة تذهيب التهذيب 296، وكنز العمال 13/ 556. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مَحْمُودٌ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: نَسِيجٌ وَحْدَهُ [1] ، وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ عَلَى حِمْصَ. وَهِمَ ابْنُ سَعْدٍ [2] فَقَالَ: إِنَّهُ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْنُ عُبَيْدٍ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِيهِ. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ. وَلِيَ حِمْصَ بَعْدَ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمَ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَبَقِيَ عَلَى إِمْرَةِ حِمْصَ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ، ثُمَّ نَزَعَهُ عُثْمَانُ. وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنُ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عُمَرَ، مَا كَانَ فِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَفْضَلَ مِنْ أَبِيكَ [3] . وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّ عُمَرَ مِنْ عُجْبِهِ بِعُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ كَانَ يُسَمِّيهِ: نَسِيجٌ وَحْدَهُ. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبُخَارِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو الْكَرَمِ عَلَيُّ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بِهَمَذَانَ، أَنْبَأَ أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَابَةَ، ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَسَدِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ أَمِيرًا عَلَى حِمْصَ، فَأَقَامَ بِهَا حَوْلًا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ الله الّذي لا   [1] حلية الأولياء 1/ 247 و 250، وصفة الصفوة 1/ 697. [2] الطبقات الكبرى 4/ 375. [3] الإصابة 3/ 32. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ، وَقَدْ كُنَّا قَدْ وَلَّيْنَاكَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَا أَدْرِي مَا صَنَعْتَ، أَوَفَيْتَ بِعَهْدِنَا، أَمْ خُنْتَنَا، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا- إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فَاحْمِلْ إِلَيْنَا مَا قِبَلَكَ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَقْبِلْ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ» . قَالَ: فَأَقْبَلَ عُمَيْرٌ مَاشِيًا مِنْ حِمْصَ، وَبِيَدِهِ عُكَّازُهُ، وَإِدَاوَةٌ، وَقَصْعَةٌ، وَجِرَابٌ، شَاحِبًا، كَثِيرَ الشَّعْرِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ قَالَ لَهُ: يَا عُمَيْرُ، مَا هَذَا الَّذِي أَرَى مِنْ سُوءِ حَالِكَ، أَكَانَتِ الْبِلَادُ بِلَادَ سُوءٍ، أَمْ هَذِهِ مِنْكَ خَدِيعَةٌ؟. قَالَ عُمَيْرٌ: يَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَلَمْ يَنْهَكَ اللَّهُ عَنِ التَّجَسُّسِ وَسُوءِ الظَّنِّ؟ أَلَسْتَ تَرَانِي ظَاهِرَ الدَّمِ، صَحِيحَ الْبَدَنِ وَمَعِيَ الدُّنْيَا بِقُرَابِهَا! قَالَ عُمَرُ: مَا مَعَكَ مِنَ الدُّنْيَا؟ قَالَ: مِزْوَدِي أَجْعَلُ فِيهِ طَعَامِي، وَقَصْعَةٌ آكُلُ فِيهَا، وَمَعِي عُكَّازَتِي هَذِهِ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأُجَاهِدُ بِهَا عَدُوًّا إِنْ لَقِيتُهُ، وَأَقْتُلُ بِهَا حَيَّةً إِنْ لَقِيتُهَا، فَمَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا! قَالَ: صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنِي مَا حَالُ مَنْ خَلَّفْتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ: يُصَلُّونَ وَيُوَحِّدُونَ، وَقَدْ نَهَى اللَّهُ أَنْ نَسْأَلَ عَمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ. قَالَ: مَا صَنَعَ أَهْلُ الْعَهْدِ؟. قَالَ عُمَيْرٌ: أَخَذْنَا مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ. قَالَ: فَمَا صَنَعْتَ بِمَا أَخَذْتَ مِنْهُمْ؟. قَالَ: وَمَا أَنْتَ وَذَاكَ يَا عُمَرُ! أَرْسَلْتَنِي أَمِينًا، فَنَظَرْتُ لِنَفْسِي، وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَغُمَّكَ لَمْ أُحَدِّثْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدِمْتُ بِلَادَ الشَّامِ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرْتُهُمْ بِمَا حَقَّ لَهُمْ عَلَيَّ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، وَدَعَوْتُ أَهْلَ الْعَهْدِ، فَجَعَلْتُ عَلَيْهِمْ مَنْ يُجِيبُهُمْ، فَأَخَذْنَاهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ عَلَى فُقَرَائِهِمْ وَمَجْهُودِيهِمْ، وَلَمْ يَنَلْكَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَلَوْ نَالَكَ بَلَّغْنَاكَ إِيَّاهُ. قَالَ عُمَرُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَبَرَّعُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ وَيَحْمِلُكَ عَلَى دَابَّةٍ، جِئْتَ تَمْشِي، بِئْسَ الْمُعَاهِدُونَ فَارَقْتَ، وَبِئْسَ الْمُسْلِمُونَ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ يَقُولُ: «لَتُوطَأَنَّ حُرَمُهُمْ وَلَيُجَارَنَّ عَلَيْهِمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 فِي حُكْمِهِمْ، وَلَيُسْتَأْثَرَنَّ عَلَيْهِمْ بِفَيْئِهِمْ، وَلَيَلِيَنَّهُمْ رِجَالٌ إِنْ تَكَلَّمُوا قَتَلُوهُمْ، وَإِنْ سَكَتُوا اجْتَاحُوهُمْ» . فَقَالَ عمير: ما لك يا عمر تفرج بِسَفْكِ دِمَائِهِمْ وَانْتِهَاكِ مَحَارِمِهِمْ!. قَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهُوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارَكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ» . ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ قَالَ: هَاتُوا صَحِيفَةً لِنُجَدِّدَ لِعُمَيْرٍ عَهْدًا، قَالَ عُمَيْرٌ: وَاللَّهِ لَا أَعْمَلُ لَكَ، اتَّقِ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَاعْفِنِي بِغَيْرِي. وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا مُنْكَرًا. وَرُوِيَ نَحْوَهُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ [1] . قَالَ الْمُفَضَّلُ الْغَلابِيُّ: زُهَّادُ الْأَنْصَارِ ثَلَاثَةٌ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَشَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، وَعُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [2] ، - م 4- بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأُمَوِيُّ، أَبُو عَامِرٍ، وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَانَ، وَيُقَالُ أَبُو الْوَلِيدِ. رَوَى عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ. وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَعَمْرُو بْنُ أَوْسٍ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَأَبُو صالح   [1] هو في حلية الأولياء 1/ 247- 250، وصفة الصفوة 1/ 697- 701. [2] انظر عن (عنبسة بن أبي سفيان) في: طبقات خليفة 232، وتاريخه 205 و 208 و 274، والتاريخ الكبير 7/ 36 رقم 160، وأنساب الأشراف 1/ 135، وتاريخ الطبري 5/ 171 و 180 و 230 و 333 و 6/ 241، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية، 2424 و 3633، وجمهرة أنساب العرب 111، والجرح والتعديل 6/ 400، 401 رقم 2238، وتاريخ أبي زرعة 1/ 328، والمعارف 345 و 477، والأخبار الموفقيات 297- 299، والمحبّر 20، ومشاهير علماء الأمصار 115 رقم 883، والكامل في التاريخ 3/ 419 و 424 و 456 و 10/ 500، وأسد الغابة 4/ 151، والكاشف 2/ 305 رقم 3471، وتهذيب التهذيب 8/ 159، 160 رقم 286، والتقريب 2/ 88 رقم 272، والإصابة 3/ 82، 83 رقم 6273، ومعجم بني أميّة 140، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1063. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 السَّمَّانُ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ. وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدَ هَذَا الزَّمَانِ، لَكِنَّهُ حَجَّ بِالنَّاسِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وأربعين [1] .   [1] تاريخ خليفة 208، ويقال «عتبة بن أبي سفيان» وهو أخوه. انظر: تاريخ الطبري 5/ 230 ومروج الذهب 4/ 398، وتاريخ اليعقوبي 2/ 239، والكامل في التاريخ 3/ 456، ونهاية الأرب 20/ 319، ومرآة الجنان 1/ 122. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 [حرف الْقَافِ] قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ [1] ، د ت ن- بن سنان التميمي السعدي المنقري.   [1] انظر عن (قيس بن عاصم) في: مسند أحمد 5/ 61، والطبقات الكبرى 7/ 36، 37، والمحبّر لابن حبيب 126 و 237 و 238 و 248، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 107 رقم 321، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 144، والمعارف 301 و 403 و 556، وعيون الأخبار 1/ 225 و 286 و 287 و 2/ 324، وفتوح البلدان 295 و 511، وثمار القلوب 89 و 315، وربيع الأبرار 2/ 33 و 4/ 59 و 174، والمعرفة والتاريخ 1/ 296 و 3/ 187 و 356، وتاريخ الطبري 3/ 115 و 119 و 157 و 187 و 268 و 270 و 305 و 306 و 309 و 310، وترتيب الثقات 393 رقم 1397، والثقات لابن حبّان 3/ 338، وجمهرة أنساب العرب 216 و 279، وطبقات الخليفة 44 و 180، وتاريخه 93 و 98، والتاريخ الكبير 7/ 141 رقم 635، والمغازي للواقدي 975 و 979، والأخبار الموفقيّات 620 و 630، والجرح والتعديل 7/ 101 رقم 576، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 79 و 122، ومشاهير علماء الأمصار 39 رقم 227، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1521، والبدء والتاريخ 5/ 113، ومعجم الشعراء للمرزباني 324، والأغاني 14/ 66- 86، والاستيعاب 3/ 232- 234، والمستدرك 3/ 611، 612، والكامل في التاريخ 1/ 610 و 624 و 650- 653 و 2/ 287 و 301 و 353 و 355 و 369 و 370، وأسد الغابة 4/ 219- 221، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 62، 63 رقم 78، وتحفة الأشراف 8/ 289، 290 رقم 454، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1136، 1137، وتلخيص المستدرك 3/ 611، والكاشف 2/ 349 رقم 4678، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 109، والتذكرة الحمدونية 1/ 392، و 2/ 17 و 126 و 203 و 276، والنكت الظراف 8/ 290، وتهذيب التهذيب 8/ 399 رقم 709، والتقريب 2/ 129 رقم 150، والإصابة 3/ 252، 253 رقم 7194، وخلاصة تذهيب التهذيب 317، والتذكرة الفخرية 365، 366، وأمالي المرتضى 1/ 107، 108، و 112- 114، والبداية والنهاية 8/ 31، 32، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 345، والبدء والتاريخ 5/ 109. وشعر قيس بن عاصم- نشره هاشم طه شلاش في مجلة البلاغ، ببغداد- العدد 9- سنة 1975. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَسْلَمَ، وَكَانَ عاقلا حليما كريما جوادا شريفا. قال النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ» [1] . وَيُرْوَى أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ قِيلَ لَهُ: مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ الْحِلْمَ؟ قَالَ: مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ [2] . وَيُقَالُ: إِنَّ قَيْسًا كَانَ مِمَّنْ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ شُرْبَ الْخَمْرِ [3] . رَوَى عَنْهُ: الْأَحْنَفُ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَشُعْبَةُ بْنُ التَّوْأَمِ، وَابْنُهُ حَكِيمٌ بْنُ قَيْسٍ، وَحَفِيدُهُ خَلِيفَةُ بْنُ حُصَيْنٍ. يُكَنَّى أَبَا عَلِيٍّ، وَيُقَالُ: كُنْيَتُهُ أَبُو طَلْحَةَ، وَقِيلَ: أَبُو قَبِيصَةَ. نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَتُوُفِّيَ عَنِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ ذَكَرًا مِنْ أَوْلَادِهِ وَأَوْلَادِهِمْ. حَدِيثُهُ فِي السنن.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 36، الاستيعاب 3/ 232. [2] التذكرة الحمدونية 2/ 126 رقم 265، ونثر الدرّ للآبي- (مخطوطة كوبريليي 1452) ج 5/ 17، وسراج الملوك للطرطوشي، طبعة الإسكندرية 1289- ص 143، ورسائل ابن أبي الدنيا 24 (مجموعة رسائل) طبعة مصر 1935، وسرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون لابن نباتة المصري- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- القاهرة 1964- ص 106، والبيان والتبيين 2/ 43، والمستطرف 1/ 117 و 187، والاستيعاب 3/ 232، والبداية والنهاية 8/ 32. [3] الاستيعاب 3/ 33. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 [حرف الْكَافِ] كَعْبُ بْنُ مَالِكِ [1] ، - ع- بْنِ عمرو بن القين الأنصاري الخزرجي   [1] انظر عن (كعب بن مالك) في: مسند أحمد 3/ 454 و 6/ 386، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1226، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 22 و 97 و 290 و 2/ 73 و 82 و 86 و 88 و 93 و 104 و 147 و 363 و 372 و 3/ انظر فهرس الأعلام 346، 347 و 4/ 24 و 158 و 173 و 174 و 177- 179 و 305، والمحبّر لابن حبيب 72 و 271 و 272 و 285 و 298، والتاريخ الصغير 43، والتاريخ الكبير 7/ 219، 220 رقم 953، وطبقات خليفة 103، وتاريخ خليفة 202، ومروج الذهب 1621 و 1623، وتاريخ الطبري 2/ 360- 362 و 364 و 365 و 484 و 518 و 548 و 549 و 3/ 103 و 111 و 4/ 337 و 359 و 414 و 423 و 424 و 429، والمعرفة والتاريخ 1/ 318، 319، وعيون الأخبار 3/ 209، وجمهرة أنساب العرب 360، ومشاهير علماء الأمصار 18 رقم 63، والجرح والتعديل 7/ 160، 161 رقم 902، والمعارف 588، والعقد الفريد 5/ 283 و 294، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 43، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 305، والسير والمغازي 330، وثمار القلوب 219، وتاريخ أبي زرعة 1/ 567 و 618، والأخبار الموفقيات 511، وتاريخ اليعقوبي 2/ 389، وأنساب الأشراف 1/ 248 و 271 و 288 و 531، وربيع الأبرار 4/ 165 و 249، والأغاني 16/ 226- 240، المستدرك 3/ 440، 441، والاستبصار 160، وأسد الغابة 4/ 247، 248، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 69 رقم 92، وتحفة الأشراف 8/ 309- 324 رقم 464، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1148، ومعجم الشعراء في لسان العرب 349 رقم 893، وتخليص الشواهد لابن هشام 227، والبداية والنهاية 8/ 48، ومرآة الجنان 1/ 124، والوفيات لابن قنفذ 64، ونكت الهميان 231، وشرح الشواهد 123، ورغبة الآمل 2/ 73، وخزانة الأدب 1/ 200، والأمالي للقالي 3/ 30 والذيل 63 و 92، والكاشف 3/ 8 رقم 4734، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 112، وتاريخ الإسلام (المغازي) 178 و 183 و 543 و 653 و 656 و 658، وسير أعلام النبلاء 2/ 523- 530 رقم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 السلمي، أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن. شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَأَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَأُحُدًا، وَحَدِيثُهُ فِي تَخَلُّفِهِ عَنْ غزوة تَبُوكٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ [1] . رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ. وَيُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ طَلْحَةَ وَكَعْبِ بْنَ مَالِكٍ، وَقِيلَ بَلْ آخَى بَيْنَ كَعْبٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. قَالَهُ عُرْوَةُ. وَفِي مَغَازِي الْوَاقِدِيِّ [2] : إِنَّ كَعْبًا قَاتَلَ يَوْمَ أُحُدٍ قِتَالًا شَدِيدًا، حَتَّى جُرِحَ سَبْعَةَ عَشْرَ جُرْحًا. وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانَ شُعَرَاءُ الصَّحَابَةِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الشُّعَرَاءِ مَا أَنْزَلَ، قَالَ: «إِنَّ الْمُجَاهِدَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ تَرْمُونَهُمْ به نضح النّبل» [3] .   [ () ] 107، والعبر 1/ 56، وتهذيب التهذيب 8/ 440، 441 رقم 794، والتقريب 2/ 135 رقم 54، والنكت الظراف 8/ 310، والإصابة 3/ 302 رقم 7433، والتذكرة الحمدونية 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 321، وكنز العمال 13/ 581، وشذرات الذهب 1/ 56، والبرصان والعرجان للجاحظ 9 و 362، والتذكرة السعدية 101 و 144، ومعجم الشعراء لابن سلام 1/ 220. وديوان كعب بن مالك، نشره سامي مكي العاني- بغداد 1386 هـ. / 1966. [1] انظر: صحيح البخاري 8/ 86 و 93 في المغازي، ومسلم في التوبة (2769) باب حديث كعب بن مالك. [2] ج 1/ 236. [3] أخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» (20500) ، وعنه رواه أحمد في المسند 6/ 387 من طريق: مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كعب بن مالك، عن أبيه، وهو سند صحيح. وفيه «والّذي نفسي بيده لكأنما ترمونهم ... » . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 قال ابْنُ سِيرِينَ: أَمَّا كَعْبٌ فَكَانَ يَذْكُرُ الْحَرْبَ وَيَقُولُ: فَعَلْنَا وَنَفْعَلُ وَيُهَدِّدُهُمْ. وَأَمَّا حَسَّانُ فَكَانَ يَذْكُرُ عُيُوبَهُمْ وَأَيَّامَهُمْ. وَأَمَّا ابْنُ رَوَاحَةَ فَكَانَ يعيّرهم بالكفر. وقد أسلمت دوس فرقا مِنْ بَيْتٍ قَالَهُ كَعْبٌ: نُخَيِّرُهَا [1] وَلَوْ نَطقَتْ لَقَالَتْ ... قَوَاطِعُهُنَّ دَوْسًا أَوْ ثَقِيفًا [2] وَعَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: «مَا نَسِيَ رَبُّكَ- وَمَا كَانَ نَسِيًّا- بَيْتًا قُلْتَهُ» . قَالَ: مَا هُوَ؟ قال: «أَنْشِدْهُ يَا أَبَا بَكْرٍ» ، فَقَالَ: زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا [3] ... وَلُيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلَّابِ عَنِ الْهَيْثَمِ وَالْمَدَائِنِيُّ أَنَّ كَعْبًا مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ،. وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ: أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ. وَعَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ أَيْضًا: أنه توفي سنة إحدى وخمسين.   [1] في الأصل «يخبرها» ، وفي أسد الغابة: «تخبرنا» ، وفي الاستيعاب «نخبرها» ، والتصويب من سيرة ابن هشام- بتحقيقنا- ج 4/ 118. [2] البيت هو الثاني من قصيدة قالها كعب حين أجمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السير إلى الطائف وأولها: قضينا من تهامة كلّ ريب ... وخيبر ثم أجممنا السيوفا انظر: سيرة ابن هشام 4/ 118، والاستيعاب 3/ 289، وأسد الغابة 4/ 248، والإصابة 3/ 302. [3] في (معجم الشعراء للمرزباني- ص 342) : ويروى: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 [حرف اللَّامِ] لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ [1] ، بْنِ مَالِكٍ، أبو عقيل الهوازني العامري.   [1] انظر عن (لبيد بن ربيعة) في: المغازي للواقدي 350، 351، والمحبّر لابن حبيب 178 و 299 و 365 و 472 و 474، وسيرة ابن هشام- بتحقيقنا- ج 2/ 22 و 44 و 175 و 4/ 135 و 212- 215، والمعارف 332، والتاريخ الكبير 7/ 249 رقم 1064، والتاريخ الصغير 31 و 32، وتاريخ الطبري 3/ 145، و 6/ 185، وأنساب الأشراف 1/ 228 و 416، والجرح والتعديل 7/ 181 رقم 1025، وجمهرة أنساب العرب 195 والمذيّل 541، 542، وثمار القلوب 102 و 184 و 215 و 216 و 234 و 237 و 476، ولباب الآداب لابن منقذ 93 و 94 و 424، ومعجم الألفاظ والتراكيب المولّدة 202، والشعر والشعراء 1/ 194- 204 رقم 25، والنقائض 201، وجمهرة أشعار العرب 30 و 63، وصفة الصفوة 1/ 736، 737 رقم 114، والسير والمغازي 179، والزيارات للهروي 79، والتاريخ لابن معين 2/ 500، والأغاني 15/ 361- 379، وطبقات الشعراء لابن سلام 113، وشرح شواهد المغني 56، وربيع الأبرار 4/ 32، والبرصان والعرجان 14 و 57 و 94 و 2557، ومعاهد التنصيص 1/ 202، وأمالي المرتضى 1/ 21 و 25 و 117 و 171 و 189- 192 و 194 و 319 و 453 و 457 و 547 و 618 و 2/ 55، ومجالس ثعلب 449، 450، والعمدة 1/ 27، وحياة الحيوان 5/ 173، والاستيعاب 3/ 324- 328، والأمالي للقالي 1/ 5 و 7 و 95 و 103 و 104 و 155 و 158 و 235 و 286 و 2/ 16 و 16 و 19 و 139 و 213 و 263 و 305 و 306 و 315 و 316 و 3/ 140، وتاريخ اليعقوبي 1/ 268 و 2/ 72، وتخليص الشواهد 41- 44 و 153 و 420 و 453 و 478 و 480، وشرح ديوان لبيد- طبعة دار القاموس الحديث ببيروت، شرح القصائد العشر- طبعة الطباعة، شرح القصائد التسع المشهورات لأبي جعفر النحاس 1/ 123 تحقيق أحمد خطاب، بغداد 1393 هـ. / 1973، ودلائل الإعجاز للجرجاني 45 و 274 و 288، وأسرار البلاغة للجرجاني 52، وشذور الذهب 365، وهمع الهوامع 1/ 154، والدرر اللوامع 1/ 37، وشرح الأشموني 2/ 30، والتصريح 1/ 254، 255 و 259، والكتاب لسيبويه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، الَّذِي لَهُ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهُ بَاطِلٌ وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلٌ [1] وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: ألا كل شيء ما خلا الله باطل [2] يُقَالُ: إِنَّ لَبِيدًا عَاشَ مِائَةً وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ شِعْرًا بَعْدَ إِسْلَامِهِ، وقال: أبدلني الله به القرآن [3] .   [ () ] 1/ 245 و 456، والمقتضب 3/ 282، والمحتسب 1/ 230، والخصائص 2/ 353، وشرح الشريشي 1/ 21، ومعجم الشعراء في لسان العرب 356- 359 رقم 905، والإصابة 3/ 326، 327 رقم 7541، والكامل في التاريخ 1/ 636 و 640 و 642 و 2/ 77 و 299 و 3/ 419 و 6/ 183، ومرآة الجنان 1/ 119، والوفيات لابن قنفذ 58، 59، والتذكرة الحمدونية 2/ 65 و 266 و 267، وأسد الغابة 4/ 260- 262، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 70، 71 رقم 94، والمعمّرين للسجستاني 62، وطبقات ابن سعد 6/ 33، والكامل للمبرّد 2/ 60، 61 و 324- 326، والبدء والتاريخ 5/ 108، 109. [1] البيت في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 22، وديوان لبيد 254، وطبقات الشعراء لابن سلام 113، وحلية الأولياء 7/ 269 و 8/ 309، وتاريخ بغداد 3/ 98 و 4/ 254 و 8/ 18، والشعر والشعراء 1/ 199، والمعمّرين 62، ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 294، وشرح شواهد المغني 56، والأغاني 15/ 375، والجرح والتعديل 7/ 181، والتاريخ الكبير 7/ 249، والسير والمغازي 179، وأسد الغابة 4/ 261، والاستيعاب 3/ 325، وتهذيب الأسماء ق 1 ج 2/ 70، وتخليص الشواهد 41، وشرح ألفيّة ابن مالك لابن الناظم 4- طبعة بيروت 1312 هـ.، وسير أعلام النبلاء 15/ 288، وخزانة الأدب للبغدادي 1/ 337، وغيره. [2] روى أبو داود قال: جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فجعل يتكلّم بكلام، فقال: «إنّ من البيان سحرا، وإنّ من الشعر حكما» . (5011) في الأدب، باب: ما جاء في الشعر، وهو حديث صحيح. وأخرجه الترمذي (2848) في الأدب، باب: ما جاء إن من الشعر حكمة. وفي رواية الترمذي: «أشعر كلمة تكلّمت بها العرب، كلمة لبيد..» . (2853) في الأدب، باب: ما جاء في إنشاد الشعر. وأخرجه البخاري في الأدب 10/ 448، باب: ما يجوز من الشعر والرجز والحداء. وفي فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، باب: أيام الجاهلية. وفي الرقاق. باب: الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله. ومسلم في الشعر (2256) . [3] رواه ابن سعد في الطبقات 6/ 33. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 وَيُقَالُ: قَالَ بَيْتًا وَاحِدًا وَهُوَ: مَا عَاتَبَ الْمَرْءُ الْكَرِيمُ كَنَفْسِهِ ... وَالْمَرْءُ يُصْلِحُهُ الْقَرِينُ الصَّالِحُ [1] وَكَانَ أَحَدُ أَشْرَافِ قَوْمِهِ، نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَكَانَ لَا تَهُبُّ الصَّبَا إِلَّا نَحَرَ وَأَطْعَمَ [2] . وَكَانَ قَدِ اعْتَزَلَ الْفِتَنَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلَى هَذَا الْوَقتِ، بَلْ تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ. وَقِيلَ مَاتَ يَوْمَ دَخَلَ مُعَاوِيَةُ الْكُوفَةَ [3] . وَقَالَ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ: عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَوَيْتُ لِلَبِيدٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ [4] . وَلِلَبِيدٍ: وَلَقَدْ سَئِمتُ مِنَ الْحَيَاةِ وَطُولِهَا ... وَسُؤَالِ هَذَا النَّاسِ كيف لبيد [5]   [ () ] وقال له عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يوما: يا أبا عقيل، أنشدني شيئا من شعرك. فقال: ما كنت لأقول شعرا بعد أن علّمني الله البقرة وآل عمران..» . (الاستيعاب 3/ 327) وانظر الأغاني 15/ 369، وتخليص الشواهد 42. [1] البيت في الاستيعاب 3/ 325، والإصابة 3/ 326، وأسد الغابة 4/ 261، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 71، وتخليص الشواهد 42. [2] الاستيعاب 3/ 325، وأسد الغابة 4/ 261، والأغاني 15/ 370، والتذكرة الحمدونية 2/ 266، 267، وربيع الأبرار 2/ 666، والمستطرف 2/ 55، 56، والعقد الثمين 7/ 406، ولباب الآداب 93، والكامل في التاريخ 3/ 62. [3] وقد قيل إنه مات بالكوفة أيام الوليد بن عقبة في خلافة عثمان رضي الله عنه، وهو أصحّ. (الاستيعاب 3/ 327، 328) وقال ابن سعد في الطبقات 6/ 33: « ... جاهد إلى الكوفة فنزلها ومعه بنون له، ومات به ليلة نزل معاوية النخيلة لمصالحة الحسن بن علي، رحمهما الله، ودفن في صحراء بني جعفر بن كلاب. ورجع بنوه إلى البادية أعرابا» . [4] الاستيعاب 3/ 328. [5] الأغاني 15/ 362، أسد الغابة 4/ 262. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 [حرف الميم] محمد [1] بن مسلمة [2]- ع- بن سَلَمَةَ [3] بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مَجْدَعَةٍ.   [1] انظر عن (محمد بن مسلمة) في: المحبر 75 و 117 و 130 و 282 و 411 و 414 و 415، ومسند أحمد 3/ 593 و 4/ 225، وطبقات خليفة 80 و 140، وتاريخه 206، والتاريخ الكبير 1/ 239 رقم 758، والمغازي [2] في الأصل «سلمة» والتصحيح من الاستيعاب 3/ 334. [3] «سلمة» ساقطة من الأصل، والاستدراك من الاستيعاب. للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1234، والأخبار الموفقيات 375، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 329 و 3/ 16 وو 57 و 188 و 301 و 306 و 4/ 159 و 256 و 258، والجرح والتعديل 8/ 71 رقم 316، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الإعلام) 10/ 406، ومشاهير علماء الأمصار 22 رقم 93، وجمهرة أنساب العرب 341، والمعارف 269، والعقد الفريد 1/ 47، 48، والاستيعاب 3/ 334- 336، والمعرفة والتاريخ 1/ 307، والمستدرك 3/ 433- 437، ومروج الذهب 1583 و 1621 و 1797، وفتوح البلدان 219 و 244 و 278، والزيارات 94 و 214، والاستبصار 241، والبدء والتاريخ 5/ 120، والخراج وصناعة الكتابة 339 و 355، وأسد الغابة 4/ 330، 331، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 329، وتاريخ اليعقوبي 2/ 74 و 78، وتحفة الأشراف 8/ 359- 362 رقم 497، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 304، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1272 و 1273، وسير أعلام النبلاء 2/ 369- 373 رقم 77، والعبر 1/ 52، والكاشف 3/ 86 رقم 5241، وتاريخ الإسلام (المغازي) بتحقيقنا 124 و 148 و 160- 163 و 350 و 353 و 415- 417 و 421، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 114، وتلخيص المستدرك 3/ 433- 437، والمعجم الكبير 19/ 222، 223 رقم 494- 498، والوافي بالوفيات 5/ 29، 30 رقم 1996، والوفيات لابن قنفذ 60 رقم 43، والتنبيه والإشراف 209 و 218 و 219، وتهذيب التهذيب 9/ 454، 455 رقم 737، والتقريب 2/ 208 رقم 707، والإصابة 3/ 383، 384 رقم 7006، ومجمع الزوائد 9/ 319، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 وَيُقَالُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ حُرَيْشٍ الْأَشْهَلِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو سَعِيدٍ. شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ بَعْدَهَا، وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ مَرَّةً. وَكَانَ رَجُلًا طَوِيلًا، مُعْتَدِلًا، أَسْمَرَ، أَصْلَعَ، عَاشَ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَهُوَ حَارِثِيُّ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مَحْمُودٌ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَآخَرُونَ. وَكَانَ عَلَى مُقَدِّمَةِ عُمَرَ فِي قُدُومِهِ إِلَى الْجَابِيَةِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَاسْتَخْلَفَهُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكٍ عَلَى الْمَدِينَةِ. قُلْتُ: وَكَانَ مِمَّنِ اعْتَزَلَ الْفِتْنَةَ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: مَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ [2] فَإِذَا فُسْطَاطُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ وَنَهَيْتَ، فَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «سَتَكُونُ فُرْقَةٌ وَفِتْنَةٌ وَاخْتِلَافٌ، فَاكْسِرْ سَيْفَكَ وَاقْطَعْ وَتَرَكَ وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ» ، فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ [3] . وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ قال: قال حذيفة، إني لأعرف رجلا لا تَضُرُّهُ الْفِتْنَةُ، فَإِذَا فُسْطَاطٌ مَضْرُوبٌ لَمَّا أَتَيْنَا المدينة، وإذا محمد بن مسلمة، فسألناه   [ () ] وخلاصة تذهيب الكمال 359، وشذرات الذهب 1/ 45 و 53، والأخبار الطوال 124 و 141 و 142. [1] في الطبقات الكبرى 3/ 443. [2] الرّبذة: بفتح أوله وثانيه. من قرى المدينة على ثلاثة أيام، قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبهذا الموضع قبر أبي ذرّ الغفاريّ، رضي الله عنه (معجم البلدان 3/ 24) . [3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 493، والحاكم في المستدرك 3/ 433، 434 وقد صحّحه، وتابعه الذهبي في تلخيصه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 فَقَالَ: لَا يَشْتَمِلُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَمْصَارِكُمْ حتى ينجلي الأمر [1] . وقال عباية بن رفاعة: كان محمد بن مسلمة أسود طويلا عظيما. وقال ابن عيينة: عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عِيسَى قَالَ: أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُشْرَبَةَ بَنِي حَارِثَةَ، فَإِذَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كَيْفَ تَرَانِي؟ قَالَ: أَرَاكَ كَمَا أُحِبُّ، وَكَمَا يَجِبْ لَكَ الْخَيْرُ، أَرَاكَ قَوِيًّا عَلَى جَمْعِ الْمَالِ، عَفِيفًا عَنْهُ، عَدْلًا فِي قِسْمَتِهِ، وَلَوْ مِلْتَ عَدَّلْنَاكَ كَمَا يُعَدَّلُ السَّهْمُ فِي الثِّقَافِ. فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَنِي فِي قَوْمٍ إِذَا مِلْتُ عَدَّلُونِي [2] . وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنَا عُثْمَانُ فِي خَمْسِينَ رَاكِبًا، أَمِيرُنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ نُكَلِّمُ الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ مِصْرَ فِي فِتْنَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رَجُلٌ مِنْهُمْ، وَفِي يَدِهِ مُصْحَفٌ، مُتَقَلِّدًا سَيْفًا تَذْرِفُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: هَا إِنَّ هَذَا يَأْمُرُنَا أَنْ نَضْرِبَ بِهَذَا عَلَى مَا فِي هَذَا، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: اسْكُتْ، فَنَحْنُ ضربنا بهذا على ما في هذا قبلك، وَقَبْلَ أَنْ تُولَدَ [3] . وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ قَالَ: أَعْطَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سَيْفًا فَقَالَ: «جَاهِدْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِئَتَيْنِ يَقْتَتِلَانِ، فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ حَتَّى تَكْسِرَهُ، ثُمَّ كُفَّ لِسَانَكَ وَيَدَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ» ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَجَ إِلَى صخرة، فضربها بسيفه حتى كسره [4] .   [1] لفظه في المستدرك 3/ 433، 434 من طرق أشعث، عن أبي الشعثاء، قال: سمعت أبا بردة يحدّث عن ثعلبة بن ضبيعة قال: سمعت حذيفة يقول: إني لأعرف رجلا لا تضرّه الفتنة، محمد بن مسلمة، فأتينا المدينة، فإذا فسطاط مضروب، وإذا فيه محمد بن مسلمة الأنصاري، فسألته، فقال: لا أستقرّ بمصر من أمصارهم حتى تنجلي هذه الفتنة عن جماعة المسلمين. ورواه الذهبي موافقا الحاكم، وقال: رواه سفيان، عن أشعث فأسقط منه ثعلبة. صحيح. [2] انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 372. [3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 436. [4] مسند أحمد 4/ 225، الإصابة 3/ 383، وانظر الاستيعاب 3/ 335. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ: كَانَ مُحَمَّدٌ يُقَالُ لَهُ حَارِسُ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كُسِرَ سَيْفُهُ اتَّخَذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ، وَصَيَّرَهُ فِي الْجَفْنِ فِي دَارِهِ وَقَالَ: عَلَّقْتُهُ أُهَيِّبُ بِهِ ذَاعِرًا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَمَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ، يَعْنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَبَلَغَ رَجُلًا شَقِيًّا مِنْ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ جُلُوسُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ عَلِيٍّ أَوْ مُعَاوِيَةَ، فَاقْتَحَمَ عَلَيْهِ الْمَنْزِلَ فَقَتَلَهُ [1] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَخَلِيفَةٌ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ فِي صَفَرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ سَنَةَ سِتٍّ فَقَدْ غَلَطَ. مِدْلَاجُ بْنُ عَمْرٍو [3] ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. شَهِدَ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ. [4] وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: مِدْلَجُ بْنُ عَمْرٍو، حَلِيفٌ لِبَنِي غَنْمِ بن دودان، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ [5] ، الْقُرَشِيُّ الْفِهْرِيُّ.   [1] سير أعلام النبلاء 2/ 373. [2] تاريخ خليفة 206. [3] انظر عن (مدلاج بن عمرو) في: المغازي للواقدي 154، وسيرة ابن هشام 2/ 323، والجرح والتعديل 8/ 428 رقم 1951، وأنساب الأشراف 1/ 308، وفتوح البلدان 212، والكامل في التاريخ 3/ 471، وأسد الغابة 4/ 342، والطبقات الكبرى 3/ 98، والاستيعاب 3/ 486، والإصابة 3/ 394 د 395 رقم 7857. [4] الطبقات الكبرى 3/ 98. [5] انظر عن (المستورد بن شدّاد) في: مسند أحمد 4/ 228، والجرح والتعديل 8/ 364، 365 رقم 1661، والتاريخ الكبير 8/ 16 رقم 1986، وطبقات خليفة 29 و 127، والمعرفة والتاريخ 2/ 218 و 356 و 707، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 247، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 386 (ذكره دون ترجمة) ، وتاريخ الطبري 1/ 15، والاستيعاب 3/ 482، والمستدرك 3/ 592، والمعجم الكبير 20/ 300- 310، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 88 رقم 127، وأسد الغابة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ. سَيَأْتِي، وَهُوَ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ. رَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَغَيْرُهُ. مَعْقِلُ بْنُ قَيْسٍ [1] ، الرِّيَاحِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ. لَا أَعْرِفُهُ، وَلَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. مَعْقِلُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ [2] ، - د ن ت- وَيُقَالُ مَعْقِلُ بْنُ أَبِي مَعْقِلٍ، وَيُقَالُ مَعْقِلُ بْنُ أُمِّ مَعْقِلٍ، الْأَسَدِيُّ، حَلِيفٌ لَهُمْ. لَهُ صُحْبَةٌ، حَدِيثُهُ فِي فَضْلِ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ [3] ، وفي النهي عن   [ () ] 4/ 353، 354، والكامل في التاريخ 1/ 14، وتحفة الأشراف 8/ 375- 378 رقم 511، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1320، والكاشف 3/ 119 رقم 5483، وتلخيص المستدرك 3/ 592، وتهذيب التهذيب 10/ 106، 107 رقم 200، والتقريب 2/ 242 رقم 1050، والنكت الظراف 8/ 375- 377، والإصابة 3/ 407 رقم 7928، وخلاصة تذهيب التهذيب 374. [1] انظر عن (معقل بن قيس) في: المحبّر 373، وجمهرة أنساب العرب 199 و 228، والتذكرة الحمدونية 1/ 344، ونهج البلاغة 372، ونسب قريش 440، وتاريخ الطبري 54 و 56 و 574 و 5/ 55 و 79 و 85- 121- 124 و 126- 129 و 185 و 188- 190 و 193- 198 و 200 و 202- 208، والمعرفة والتاريخ 3/ 313، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1723، وتاريخ اليعقوبي 2/ 195 و 213، وتاريخ خليفة 198 و 200، والكامل في التاريخ 3/ 281 و 287 و 340 و 345 و 367- 370 و 372 و 378 و 380 و 411 و 413 و 426 و 429- 436 و 4/ 492، والأخبار الطوال 167 و 213. [2] انظر عن (معقل بن أبي الهيثم) في: طبقات خليفة 35، والتاريخ الكبير 7/ 391، 392 رقم 1706، والجرح والتعديل 8/ 285 رقم 1307، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 121 رقم 478، وتاريخ أبي زرعة 1/ 312، 313، والمعجم الكبير 20/ 224، 225، وأسد الغابة 4/ 398، 399، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1353، وتحفة الأشراف 8/ 459 رقم 533، والكاشف 3/ 144 رقم 5656، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 88، وتهذيب التهذيب 10/ 235 رقم 429، والتقريب 2/ 265 رقم 1274، والنكت الظراف 8/ 459، والإصابة 3/ 446، 447 رقم 8138. [3] أخرجه النسائي في الحج، عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن معقل بن أبي معقل، أنه قال: «أرادت أمي أن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 التَّغَوُّطِ إِلَى الْقِبْلَةِ [1] . عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ. رَوَى عَنْهُ: مَوْلَاهُ أَبُو زَيْدٍ، وَأُمِّ مَعْقِلٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَتُوُفِّيَ فِي أيام معاوية. المغيرة بن شعبة [2] ، - ع- ابن أَبِي عَامِرِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ مُعْتِبٍ الثَّقَفِيُّ، أَبُو عِيسَى، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ أبو محمد.   [ () ] تحجّ، وكان بعيرها أعجف، فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «اعتمري في رمضان، فإنّ عمرة فيه تعدل حجّة» . وهو في السنن الكبرى للبيهقي 3/ 787. [1] لفظه: «نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط» . وأخرجه أبو داود في الطهارة، عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب، عن عمرو بن يحيى، عن أبي زيد مولى بني ثعلبة، عن معقل بن أبي معقل، به. وأخرجه ابن ماجة في الطهارة، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، عن أبي زيد. [2] انظر عن (المغيرة في شعبة) في: مسند أحمد 4/ 244، والتاريخ لابن معين 2/ 579، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1240، والسير والمغازي لابن إسحاق 210، والمحبّر لابن حبيب 20 و 68 و 106 و 184 و 261 و 263 و 295 و 302 و 315 و 378 و 447، وترتيب الثقات للعجلي 437 رقم 1620، والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 284- 291، والثقات لابن حبّان 3/ 372، والتاريخ الصغير 57، والتاريخ الكبير 7/ 316، 317 رقم 1347، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 586، وطبقات خليفة 53 و 131 و 183، وسيرة ابن هشام 3/ 260 و 4/ 182- 185، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) ج 3/ 664، وأنساب الأشراف 1/ 168 و 441 و 490- 493، و 528 و 563 و 575 و 577 و 578، وتاريخ أبي زرعة 1/ 183 و 248 و 633 و 644 و 662، و 663، و 665 و 678، والزاهر للأنباري 2/ 169، والمعارف 127 و 166 و 183 و 211 و 294 و 295 و 297 و 346 و 349 و 440 و 442 و 551 و 558 و 586 و 624، والأخبار الطوال 118 و 134 و 142 و 198 و 218- 220 و 223، وعيون الأخبار 1/ 204 و 280 و 2/ 200 و 298 و 4/ 37 و 55، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 31، والجرح والتعديل 8/ 224 رقم 1005، ومشاهير علماء الأمصار 43 رقم 269، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 422، وجمهرة أنساب العرب 267، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 155، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1656، 1657 و 1820- 1823، والبدء والتاريخ 5/ 104، والبرصان والعرجان 70 و 362، وتاريخ اليعقوبي 2/ 218- 220، والأمالي للقالي 1/ 278 و 2/ 121، والمستدرك 3/ 447- 452، والاستيعاب 3/ 388- 391، والأغاني 16/ 79 و 101، وتاريخ بغداد 1/ 191- 193 رقم 30، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 499، والكامل في التاريخ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 117 صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ، وَكَانَ رَجُلًا طُوَالًا، ذَهَبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَقِيلَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ [1] . وَرَوَى الْمُغِيرَةُ بْنُ الرَّيَّانِ، عَنِ الزُّهْرِيُّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَذَهَبَتْ عَيْنُهُ [2] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ الْمُغِيرَةُ أَصْهَبَ الشَّعْرِ جِدًّا، يَفْرِقُ رَأْسَهُ فُرُوقًا أَرْبَعَةً، أَقْلَصَ الشَّفَتَيْنِ، مَهْتُومًا، ضَخْمَ الْهَامَةِ، عَبْلَ الذِّرَاعَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ. قَالَ [4] : وَكَانَ دَاهِيَةً، يُقَالُ لَهُ: مُغِيرَةَ الرَّأْيِ. وَعَنِ الشَّعْبِيُّ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ سَارَ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى الْكُوفَةِ خَمْسًا. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ وجماعة قالوا: قال   [ () ] 3/ 461، وأسد الغابة 4/ 406، 407، والزيارات 79، والأخبار الموفقيات 474 و 620، والمنتخب من ذيل المذيل 513، 514، وربيع الأبرار 4/ 168 و 249 و 291، والخراج وصناعة الكتابة 55 و 329 و 366 و 371 و 373 و 375 و 376 و 378 و 379 و 383 و 384، والمعجم الكبير 20/ 368، والمعرفة والتاريخ 1/ 369 و 398 و 399 و 458 و 459 و 2/ 581 و 582 و 619، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 109، 110 رقم 160، وتحفة الأشراف 8/ 469- 499 رقم 538، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1361، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 308، والكاشف 3/ 148 رقم 5691، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 124، وتلخيص المستدرك 3/ 447- 452، والعبر 1/ 56، والمغازي (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 369 و 376 و 398 و 669 و 672 و 698، وعهد الخلفاء الراشدين (منه) (انظر فهرس الأعلام) 754، والتذكرة الحمدونية 1/ 122 مرآة الجنان 1/ 124، والعقد الثمين 7/ 255، والوفيات لابن قنفذ 63 رقم 50، ورغبة الآمل 4/ 202، وسير أعلام النبلاء 3/ 21- 32 رقم 7، وتهذيب التهذيب 10/ 262، 263 رقم 471، وتقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1317، والإصابة 3/ 452، 453 رقم 8179، والنكت الظراف 8/ 470- 498، وخلاصة تذهيب التهذيب 329، وشذرات الذهب 1/ 56. [1] البرصان والعرجان للجاحظ 362. [2] البداية والنهاية 8/ 48. [3] قول ابن سعد غير موجود في المطبوع من الطبقات الكبرى. وهو في: المنتخب من ذيل المذيّل للطبري 514. [4] الطبقات الكبرى 4/ 284. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 الْمُغِيرَةُ: كُنَّا قَوْمًا مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِنَا، وَنَحْنُ سَدَنَةُ اللات، فأراني لو رأيت قومنا قَدْ أَسْلَمُوا مَا تَبِعْتُهُمْ، فَأَجْمَعَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي مَالِكٍ الْوُفُودَ عَلَى الْمُقَوْقِسِ، وَإِهْدَاءُ هَدَايَا لَهُ، فَأَجْمَعْتُ الْخُرُوجَ مَعَهُمْ، فَاسْتَشَرْتُ عَمِّي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، فَنَهَانِي وَقَالَ: لَيْسَ مَعَكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ أَحَدٌ، فَأَبَيْتُ وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ، وَمَا مَعَهُمْ مِنَ الْأَحْلَافِ غَيْرِي، حَتَّى دَخَلْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَإِذَا الْمُقَوْقِسُ فِي مَجْلِسٍ مُطِلٍّ عَلَى الْبَحْرِ، فَرَكِبْتُ زَوْرَقًا حَتَّى حَاذَيْتُ مَجْلِسَهُ، فَنَظَر إِلَيَّ فَأَنْكَرَنِي، وَأَمَرَ مَنْ يَسْأَلُنِي، فَأَخْبَرْتُهُ بِأَمْرِنَا وَقُدُومِنَا، فَأَمَرَ أَنْ نَنْزِلَ فِي الْكَنِيسَةِ، وَأَجْرَى عَلَيْنَا ضِيَافَةً، ثُمَّ أُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَى رَأْسِ بَنِي مَالِكٍ، فَأَدْنَاهُ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنِ الْقَوْمِ: أَكُلُّهُمْ مِنْ بَنِي مَالِكٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، إِلَّا هَذَا، قَالَ: فَكُنْتُ أَهْوَنَ الْقَوْمِ عَلَيْهِ، وَسُرَّ بِهَدَايَاهُمْ، وَأَعْطَاهُمُ الْجَوَائِزَ، وَأَعْطَانِي شَيْئًا يَسِيرًا، وَخَرَجْنَا، فَأَقْبَلَتْ بَنُو مَالِكٍ يَشْتَرُونَ هَدَايَا لِأَهْلِهِمْ وَهُمْ مَسْرُورُونَ، وَلَمْ يَعْرِضْ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُوَاسَاةً، وَخَرَجُوا وَحَمَلُوا مَعَهُمُ الْخَمْرَ، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ وَأَشْرَبُ مَعَهُمْ وَتَأْبَى نَفْسِي أَنْ تَدَعَنِي يَنْصَرِفُونَ إِلَى الطَّائِفِ بِمَا أَصَابُوا، وَيُخْبِرُونَ قَوْمِيَ بِكَرَامَتِهِمْ عَلَى الْمَلِكِ، وَتَقْصِيرِهِ بِي وَازْدِرَائِهِ إِيَّايَ، فَأَجْمَعْتُ عَلَى قَتْلِهِمْ، فَتَمَارَضْتُ وَعَصَبْتُ رَأْسِي، فَوَضَعُوا شَرَابَهُمْ، فَقُلْتُ: رَأْسِي يُصْدَعُ، وَلَكِنِّي أَجْلِسُ وَأَسْقِيكُمْ، فَجَعَلْتُ أَصْرِفُ لَهُمْ [1] ، يَعْنِي لَا أَمْزِجُ، وَأَنْزَعُ الْكَأْسَ، فَيَشْرَبُونَ وَلا يَدْرُونَ، حَتَّى نَامُوا سُكْرًا مَا يَعْقِلُونَ، فَوَثَبْتُ وَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا، وَأَخَذْتُ مَا مَعَهُمْ، فَقَدَمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَأَجِدُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ، وَعَلَيَّ ثِيَابُ سَفَرِي، فَسَلَّمْتُ بِسَلَامِ الْإِسْلَامِ [2] ، فَعَرَفَنِي أَبُو بَكْرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «الْحَمْدُ للَّه الَّذِي هَدَاكَ لِلْإِسْلَامِ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمِنْ مِصْرَ أَقْبَلْتُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ الْمَالِكِيُّونَ؟ قُلْتُ: قَتَلْتُهُمْ وَجِئْتُ بِأَسْلَابِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ لِيُخَمِّسَهَا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَمَّا إِسْلَامُكَ فَنَقْبَلُهُ، وَأَمَّا أَمْوَالُهُمْ فَلَا آخذ منها شيئا، هذا   [1] أي أسقيهم الخمر صرفا من غير مزج بالماء. [2] «بسلام الإسلام» غير موجودة في الأصل، فاستدركتها من الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 286. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 غَدْرٌ، وَلَا خَيْرَ فِي الْغَدْرِ» ، قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَتَلْتُهُمْ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي، ثُمَّ أَسْلَمْتُ حَيْثُ دَخَلْتُ عَلَيْكَ السَّاعَةَ، قَالَ: «فَإِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ» . قَالَ: وَكَانَ قَدْ قَتَلَ ثَلَاثَةُ عَشَرَ نَفْسًا [1] ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ الطَّائِفِ، فَتَدَاعَوْا لِلْقِتَالِ، ثُمَّ اصْطَلَحُوا، عَلَى أَنْ تَحَمَّلَ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ثَلَاثَ عَشْرَةَ دِيَةً. قَالَ الْمُغِيرَةُ: وَأَقَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ سَنَةَ سِتٍّ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ، وَكُنْتُ أَكُونُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَأَلْزَمُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِيمَنْ يَلْزَمُهُ، فَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ فِي الصُّلْحِ، فَأَتَاهُ فَكَلَّمَهُ، وَجَعَلَ يَمَسُّ لِحْيَتَهُ، وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: كُفَّ يَدَكَ قَبْلَ أَنْ لَا تَصِلَ إِلَيْكَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ، فَمَا أَفَظَّهُ وَأَغْلَظَهُ؟! فَقَالَ: «هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ» ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ مَا غَسَلْتُ عَنِّي سَوْأَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ [2] . رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عُرْوَةُ، وَحَمْزَةٌ، وَعَفَّارٌ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَمَسْرُوقٌ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، وَغَيْرُهُمْ. وَرَوَى الشَّعْبِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةَ قَالَ: أَنَا آخِرَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، لَمَّا دُفِنَ خَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْقَبْرِ، فَأَلْقَيْتُ خَاتَمِي وَقُلْتُ: يَا أَبَا حَسَنٍ خَاتَمِي،   [1] هنا ينتهي النص الموجود في الطبقات لابن سعد 4/ 285، 286، وانظر: المصنّف لعبد الرزاق- رقم (9678) . وحديث: «إنّ الإسلام يجبّ ما قبله» حديث صحيح، أخرجه أحمد في المسند 4/ 199 و 204 و 205، ومسلم في صحيحه (21) من حديث عمرو بن العاص. [2] الحديث بطوله في: الأغاني 16/ 80- 82، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 17/ 35 أ- 36 من طريق الواقدي، وبمعناه في صحيح البخاري، في الشروط 5/ 249 باب الشروط في الجهاد والمصالحة. وفي سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 260 أنّ عروة أراد بقوله: «وهل غسلت سوأتك إلّا بالأمس» أنّ المغيرة بن شعبة قبْل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلًا من بني مالك، من ثقيف، فتهايج الحيّان من ثقيف: بنو مالك رَهط المقتولين، والأحلاف رَهط المُغيرة، فَوَدَى عُرْوَة المقتولين ثلاث عشرة دية، وأصلح ذلك الأمر. وانظر (المغازي) من: تاريخ الإسلام- بتحقيقنا- ص 376 و 669. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: انْزِلْ فَخُذْهُ، قَالَ: فَنَزَلْتُ فَمَسَحْتُ يَدِي عَلَى الْكَفَنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ [1] . وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَأَبْغَضُوهُ، فَعَزَلَهُ، فَخَافُوا أَنْ يَرُدَّهُ، فَقَالَ دِهْقَانُهُمْ [2] : إِنْ فَعَلْتُمْ مَا آمُرُكُمْ لَمْ يَرُدَّهُ عَلَيْنَا، قَالُوا: مُرْنَا، قَالَ: تَجْمَعُونَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَذْهَبُ بِهَا إِلَى عُمَرَ فَأَقُولُ: هَذَا اخْتَانَ هَذَا الْمَالَ فَدَفَعَهُ إِلَيَّ [3] ، فَجَمَعُوا لَهُ مِائَةَ أَلْفٍ وَأتي بِهَا عُمَرَ، فَدَعَا الْمُغِيرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: كَذِبٌ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّمَا كَانَتْ مِائَتَيْ أَلْفٍ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: الْعِيَالُ وَالْحَاجَةُ، فَقَالَ عُمَرُ لِلدِّهْقَانِ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَأَصْدُقَنَّكَ: وَاللَّهِ مَا دَفَعَ إِلَيَّ شَيْئًا، وَقَصَّ لَهُ أَمْرَهُ [4] . قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْمُغِيرَةَ وَلِيَ الْبَصْرَةَ وَغَيْرَهَا لِعُمَرَ، وَكَانَ مِمَّنْ قَعَدَ عَنْ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ أَبَا بَكْرَةَ، وَشِبْلَ بْنَ مَعْبَدٍ، وَزِيَادًا، وَنَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ شَهِدُوا عَلَى الْمُغِيرَةِ، سِوَى زِيَادٌ، أَنَّهُمْ رَأَوْهُ يُولِجُهُ وَيُخْرِجُهُ، يَعْنِي يَزْنِي بِامْرَأَةٍ، فَقَالَ عُمَرُ- وَأَشَارَ إِلَى زِيَادٍ-: إِنِّي أَرَى غُلَامًا لَسِنًا لَا يَقُولُ إِلَّا حَقًّا، وَلَمْ يَكُنْ لِيَكْتُمَنِي شَيْئًا، فَقَالَ زِيَادٌ: لَمْ أَرَ مَا قَالَ هَؤُلَاءِ، وَلَكِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رِيبَةً وَسَمِعْتُ نَفَسًا عَالِيًا، قَالَ: فَجَلَدَ عُمَرُ الثَّلَاثَةَ [5] . وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: غَضِبَ عَلَيْكَ اللَّهُ كَمَا غَضِبَ عُمَرُ عَلَى الْمُغِيرَةَ، عزله عن البصرة فولّاه الكوفة.   [1] رواه ابن إسحاق- وهو منقطع- في سيرة ابن هشام 4/ 315، 316، وطبقات ابن سعد 2/ 302 و 303، وأنساب الأشراف 1/ 577، وفي السيرة النبويّة من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا 582. [2] الدّهقان: معرّب عن الفارسية «دهكان» ، وهو القويّ على التصرّف، وزعيم فلّاحي العجم. وقيل إنّ أصل دهكان: ده خان أي رئيس القرية. وقالوا فيه: دهقن وتدهقن. (معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة- السيد ادّي شير ص 68) . [3] أي وديعة كما في: الإصابة. [4] تاريخ دمشق 17/ 38 أ، الإصابة 3/ 453. [5] تاريخ دمشق 17/ 38 ب. وانظر: الأغاني 16/ 95 و 98، والمستدرك 3/ 448، 449. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 قُلْتُ: وَقَدْ غَزَا الْمُغِيرَةَ بِالْجُيُوشِ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي إِمْرَتِهِ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ [1] . وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ لِعَلِيٍّ: ابْعَثْ إِلَى مُعَاوِيَةَ عَهْدَهُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اخْلَعْهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ فَاعْتَزَلَهُ الْمُغِيرَةُ بِالطَّائِفِ [2] ، فَلَمَّا اشْتَغَلَ عَلَيٌّ وَمُعَاوِيَةُ، فَلَمْ يَبْعَثُوا إِلَى الْمَوْسِمِ أَحَدًا، جَاءَ الْمُغِيرَةُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَدَعَا لِمُعَاوِيَةَ. قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، لِأَنَّهُ كَانَ مُنْعَزِلًا بِالطَّائِفِ، فَافْتَعَلَ كِتَابًا عَامَ الْجَمَاعَةِ بِإِمْرَةِ الْمَوْسِمِ، فَقَدِمَ الْحَجَّ يَوْمًا خَشْيَةَ أَنْ يَجِيءَ أَمِيرٌ، فَتَخَلَّفَ عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ، وَصَارَ مُعْظَمُ النَّاسِ مَعَ ابْنِ عُمَرَ [3] . قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ نَافِعٌ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ غَادُونَ مِنْ مِنًى، وَاسْتَقْبَلُونَا مُفِيضِينَ مِنْ جَمْعٍ، فَأَقَمْنَا بَعْدَهُمْ لَيْلَةً. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: دَعَا مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَهُمَا بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَعِنِّي عَلَى الْكُوفَةِ، قَالَ: فَكَيْفَ بِمِصْرَ؟ قَالَ: اسْتَعْمِلْ عَلَيْهَا ابْنَكَ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: فَنَعَمْ إِذَنْ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ طَوَّقَهُمُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَكَانَ مُعْتَزِلًا بِالطَّائِفِ، فَنَاجَاهُ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ لَهُ: تُؤَمِّرُ عَمْرًا عَلَى الْكُوفَةِ وَابْنَهُ عَلَى مِصْرَ، وَتَكُونُ كَقَاعِدَةٍ بَيْنَ لَحْيَيِ الْأَسَدِ! قَالَ: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَنَا أَكْفِيكَ الْكُوفَةَ، قَالَ: فَافْعَلْ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو حِينَ أَصْبَحَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ وَنَسْتَوْحِشُ إِلَيْكَ، فَفَهِمَهَا عَمْرُو فَقَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَمِيرِ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَاسْتَعِنْ بِرَأْيِهِ وَقُوَّتِهِ عَلَى الْمَكِيدَةِ، وَاعْزِلْ عَنْهُ الْمَالَ، كَانَ مَنْ قَبْلَكَ عُمَرُ وَعُثْمَانَ قَدْ فَعَلَا ذَلِكَ، قَالَ: نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ فَقَالَ: إِنِّي كنت أمّرتك على الجند   [1] تاريخ الطبري 5/ 160، ومروج الذهب 4/ 398، والكامل في التاريخ 3/ 402، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام- بتحقيقنا- ج 2/ 339، والأغاني 16/ 87. [2] في الأصل «باليمن» والتصحيح من (طبقات ابن سعد) وغيره. [3] انظر: تاريخ الطبري 5/ 160، والكامل في التاريخ 3/ 402، وشفاء الغرام 2/ 339. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 وَالْأَرْضِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ سُنَّةَ عُمَرَ وَعُثْمَانَ قَبْلِي، قَالَ: قَدْ قَبِلْتُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: قَدْ عُزِلَتِ الْأَرْضُ عَنْ صَاحِبِكُمْ [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: إِنَّ الْمُغِيرَةَ أَحْصَنَ أَرْبَعَةً مِنْ بَنَاتِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ [2] . وَعَنِ الشَّعْبِيُّ قَالَ: دُهَاةُ الْعَرَبِ: مُعَاوِيَةُ، وَالْمُغِيرَةُ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَزِيَادٌ. وَقَالَ الْمُغِيرَةُ: تَزَوَّجْتُ سَبْعِينَ امْرَأَةٍ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ نَكَّاحًا لِلنِّسَاءِ، وَيَقُولُ: صَاحِبُ الْمَرْأَةِ إِنْ مَرِضَتْ مَرِضَ، وَإِنْ حَاضَتْ حَاضَ، وَصَاحِبُ الْمَرْأَتَيْنِ بَيْنَ نَارَيْنِ تَشْتَعِلَانِ، وَكَانَ يَنْكِحُ أَرْبَعًا، ثُمَّ يُطَلِّقْهُنَّ جَمِيعًا. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ تَحْتَ الْمُغِيرَةِ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ، فَصَفَّهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: أَنْتُنَّ حِسَانُ الْأَخْلَاقِ، طَوِيلَاتُ الْأَعْنَاقِ، وَلَكِنِّي رَجُلٌ مِطْلَاقٌ، فَأَنْتُنَّ الطُلَّاقُ [3] . الْمُحَارِبِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَخْطُبُ فِي العيد على بعير، وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ [4] . مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ خُلْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ خَضَبَ بِالسَّوَادِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ.   [1] تاريخ دمشق 17/ 41 أ. [2] قال أبو الفرج الأصبهاني: أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدّثنا عيسى بن إسماعيل العتكيّ، قال: حدّثنا محمد بن سلام الجمحيّ قال: أحصن المغيرة بن شعبة إلى أن مات ثمانين امرأة، فيهنّ ثلاث بنات لأبي سفيان بن حرب، وفيهنّ حفصة بنت سعد بن أبي وقّاص، وهي أم ابنه حمزة بن المغيرة، وعائشة بنت جرير بن عبد الله. [3] راجع: الأغاني 16/ 87، وتاريخ دمشق 17/ 44، والبداية والنهاية 8/ 49. [4] الطبقات الكبرى 6/ 20. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 أَبُو عَوَانَةَ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةٍ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حِينَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ يَقُولُ: اسْتَغْفِرُوا لِأَمِيرِكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْعَافِيَةَ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: رَأَيْتُ زِيَادًا وَاقِفًا عَلَى قَبْرِ الْمُغِيرَةَ، وَهُوَ يَقُولُ [2] : إِنَّ تَحْتَ الْأَحْجَارِ حَزْمًا وَعَزْمًا ... وَخَصِيمًا أَلَدَّ [3] ذَا مِعْلَاقٍ [4] حَيَّةٌ فِي الْوِجَارِ أَرْبَدُ لَا يَنْفَعُ ... مِنْهُ السَّلِيمَ نَفْثَةُ رَاقٍ [5] قالْوَا: تُوُفِّيَ الْمُغِيرَةُ بِالْكُوفَةِ أَمِيرًا عَلَيْهَا سَنَةَ خَمْسِينَ، زَادَ بَعْضُهُمْ: فِي شَعْبَانَ [6] . الْمَغِيرَةُ بْنُ نَوْفَلِ [7] ، بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ. وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ أَوْ بَعْدَهَا، كُنْيَتُهُ أَبُو يَحْيَى. تَزَوَّجَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأُمَامَةَ بِنْتِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَأَوْلَدَهَا يَحْيَى، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ الْقَضَاءَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ. وَكَانَ شَدِيدَ الْقُوَّةِ، وَهُوَ الَّذِي أَلْقَى عَلَى عَبْدِ الرحمن بن ملجم بساطا   [1] الطبقات الكبرى 6/ 21 وفيه «استعفوا لأميركم» . [2] في الاستيعاب، وأسد الغابة: وقف على قبره مصقلة بن هبيرة الشيبانيّ، فقال. وذكر البيتين. [3] في الأصل «وخضيما ألذ» ، والتصحيح من: الاستيعاب، وغيره. [4] ذو معلاق: رجل خصم شديد الخصومة يتعلّق بالحجج ويستدركها. والمعلاق: اللسان البليغ. [5] البيتان لمهلهل في رثاء أخيه كليب. وهما في: الأغاني 16/ 92، وأسد الغابة 4/ 407. [6] المنتخب من ذيل المذيّل 514. [7] انظر عن (المغيرة بن نوفل) في: الطبقات الكبرى 5/ 22، 23، وطبقات خليفة 231، والمعرفة والتاريخ 1/ 315 و 3/ 270، والتاريخ الكبير 7/ 318 رقم 1354، والمعارف 127 و 142، والسير والمغازي 246، وأنساب الأشراف 1/ 400،، والجرح والتعديل 8/ 231 رقم 1040، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1732، والبدء والتاريخ 5/ 21، 22، ومعجم الشعراء للمرزباني 369، والاستيعاب 3/ 386، ومقاتل الطالبيين 62، والمعجم الكبير 20/ 366، وجمهرة أنساب العرب 16 و 70، وأسد الغابة 4/ 407، 408، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 44، وجامع التحصيل 351 رقم 794، والإصابة 3/ 453، 454 رقم 408. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 لَمَّا رَآهُ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ وَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ، وَأَخَذَ مِنْهُ السَّيْفَ [1] . لَهُ حديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَوَاهُ أَوْلَادُهُ عَنْهُ [2] . وَذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الصحابة.   [1] الاستيعاب 3/ 386، أسد الغابة 4/ 408. [2] ولفظه: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يحمد عدلا ولم يذمّ جورا فقد بارز الله تعالى بالمحاربة» . رواه عبد الملك بن نوفل، عن أبيه، عن جدّه، عنه. وقيل إنّ حديثه مرسل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 125 [حرف النُّونِ] نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبِ [1] ، - 4- بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ. صَاحِبُ بُدْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، لَهُ رِوَايَةُ أَحَادِيثَ يَسِيرَةٍ، وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ. رَوَى عَنْهُ عُروَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَ إِلَى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ أَنَّهُ خُزَاعِيُّ، وَلَيْسَ بشيء. نعيمان بْنُ عَمْرِو [2] ، بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيُّ، مِنْ بَنِي مالك بن النّجّار.   [1] انظر عن (ناجية بن جندب) في: السير والمغازي 239، والمغازي للواقدي 574، 573، 575 و 578 و 587 و 588 و 701 و 732 و 1077 و 1090 و 1091، والطبقات الكبرى 4/ 314، والسيرة النبويّة لابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 258، وطبقات خليفة 112، والتاريخ الكبير 8/ 106، 107 رقم 2362، وتاريخ الطبري 2/ 624، 625، والجرح والتعديل 8/ 486 رقم 2221، وأنساب الأشراف 1/ 353، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 121 رقم 180، والكامل في التاريخ 4/ 44، وأسد الغابة 5/ 4، 5، وتحفة الأشراف 9/ 3 رقم 544، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1401، والكاشف 3/ 172 رقم 5874، والاستيعاب 3/ 571، 572، والإصابة 3/ 541، 542 رقم 8642، وتهذيب التهذيب 10/ 399 رقم 718، والتقريب 2/ 294 رقم 3. [2] انظر عن (نعيمان بن عمرو) في: سيرة ابن هشام 2/ 156 و 342، والمغازي للواقدي 162، وطبقات خليفة 87، والتاريخ الكبير 8/ 128 رقم 2446، والاستيعاب 3/ 573- 578، وجمهرة أنساب العرب 126 و 349، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 130 رقم 195، وأسد الغابة 5/ 26 د 37، والكامل في التاريخ 4/ 44، والإصابة 3/ 569- 571 رقم 8788. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 هُوَ صَاحِبُ الْحِكَايَاتِ الظَّرِيفَةِ وَالْمِزَاحِ، شَهِدَ بَدْرًا. يُقَالُ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ اسْمُهُ: النُّعْمَانُ. نعيم بن همّار [1] ، - د ن- ويقال بن هَبَّارٍ، وَقِيلَ فِي أَبِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ، الْغَطَفَانِيُّ. شَامِيٌّ لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. رَوَى عَنْهُ: كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، وَقَيْسٌ الْحِذَامِيُّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَلِهَذَا وَهِمَ بَعْضُهُمْ وَقَالَ: هُوَ تَابِعِيٌّ. النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ [2] ، - م 4- الْكِلَابِيُّ الْعَامِرِيُّ. سَكَنَ الشَّامَ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وأبو إدريس الخولانيّ، وجماعة.   [1] انظر عن (نعيم بن همّار أو هبّار) في: التاريخ الكبير 8/ 93- 95 رقم 2308، مسند أحمد 5/ 286، وترتيب الثقات للعجلي 452 رقم 1701، والثقات لابن حبّان 3/ 413، ومشاهير علماء الأمصار، له 53 رقم 355 (دون أن يترجم له) ، والجرح والتعديل 8/ 459، 460 رقم 2104، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 193، والمعرفة والتاريخ 2/ 339، والاستيعاب 3/ 558، 449، وتحفة الأشراف 99/ 34، 35 رقم 556، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1422، 1423، وتلقيح فهوم أهل الأثر 369، والكاشف 3/ 183 رقم 5970، وأسد الغابة 5/ 35، وتهذيب التهذيب 10/ 467، 468 رقم 843، وتقريب التهذيب 2/ 306 رقم 136، والإصابة 3/ 569 رقم 8784، والنكت الظراف 9/ 34. [2] انظر عن (النوّاس بن سمعان) في: مسند أحمد 4/ 181، وطبقات خليفة 59 و 302، والتاريخ الكبير 8/ 126 رقم 3443، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 138، والمعرفة والتاريخ 2/ 339 و 3/ 414، والجرح والتعديل 8/ 507 رقم 2317، ومشاهير علماء الأمصار 53 رقم 354، والاستيعاب 3/ 569، وجمهرة أنساب العرب 283، وأسد الغابة 5/ 45، وتحفة الأشراف 9/ 59- 61 رقم 561، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1425، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 132، والكاشف 3/ 196 رقم 5989، وتهذيب التهذيب 10/ 480، 481 رقم 867، وتقريب التهذيب 2/ 308 رقم 160، والإصابة 3/ 576 رقم 8822، وخلاصة تذهيب التهذيب 406. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 127 [حرف الْوَاوِ] وَائِلُ بْنُ حُجْرِ [1] ، - م 4- بْنُ سَعْدٍ، أَبُو هُنَيْدَةَ [2] الْحَضْرَمِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَكَانَ سَيِّدُ قَوْمِهِ، وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ لَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَلْقَمَةُ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، وَوَائِلُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَكُلَيْبُ بْنُ شِهَابٍ، وَآخَرُونَ. وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ عَلَى رَايَةِ حَضْرَمَوْتَ بِصِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ. وَرَوَى سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَأَقْطَعَهُ أَرْضًا، وَأَرْسَلَ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أبي سفيان ليعرّفه بها.   [1] انظر عن (وائل بن حجر) في: مسند أحمد 4/ 315 و 6/ 398، وطبقات خليفة 73 و 133، وتاريخ الطبري 4/ 129 و 5/ 216 و 269- 272، والتاريخ الكبير 8/ 175، 176 رقم 2607، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 47، والجرح والتعديل 9/ 42، 43 رقم 179، والعقد الفريد 2/ 48، والاستيعاب 3/ 646، والمعجم الكبير 22/ 9، وجمهرة أنساب العرب 460، ومشاهير علماء الأمصار 44 رقم 276، وأسد الغابة 5/ 81، 82، والكامل في التاريخ 3/ 10 و 483، 484 و 4/ 45، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 143 رقم 225، وتحفة الأشراف 9/ 82- 93 رقم 577، وتهذيب الكمال 3/ 1458، والكاشف 3/ 205 رقم 6144، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 137، وسير أعلام النبلاء 2/ 572- 574 رقم 122 د ومجمع الزوائد 9/ 273، وتهذيب التهذيب 11/ 108، 109 رقم 189، وتقريب التهذيب 2/ 329 رقم 18، والنكت الظراف 9/ 88، والإصابة 3/ 628، 629 رقم 9100، خلاصة تذهيب التهذيب 415، وتاريخ اليعقوبي 2/ 79. [2] في الأصل «أبو هند» والتصحيح من مصادر ترجمته. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 قَالَ: فَقَالَ لِي مُعَاوِيَةُ: أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ. فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَا تَكُونُ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ. قَالَ: أَعْطِنِي نَعْلَكَ. فَقُلْتُ: انْتَعِلْ ظِلَّ النَّاقَةِ. فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ أَتَيْتُهُ، فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ فَذَكَّرَنِي الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَيْتَنِي كُنْتُ حَمَلْتُهُ بَيْنَ يَدَيَّ [1] . وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ [2] ، - خ د ق- الْحَبَشِيُّ الْعَبْدُ، مَوْلَى جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَقِيلَ مَوْلَى ابْنِهِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ. هُوَ قَاتِلُ حَمْزَةَ، وَقَاتِلُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ. لَمَّا أَسْلَمَ قال له النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي» [3] . رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ حَرْبٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أمية. وسكن حمص.   [1] أخرجه أحمد في المسند 6/ 399 من طريق: حجّاج، عن شعبة، عن سماك بن حرب، به، وإسناده حسن. [2] انظر عن (وحشي بن حرب) في: مسند أحمد 3/ 500، والتاريخ الكبير 8/ 180 رقم 2624، وتاريخ الطبري 2/ 501، و 502 و 517 و 524 و 3/ 288 و 290 و 294، وتاريخ خليفة 68، وطبقات خليفة 9 و 298، والمعارف 125، والسير والمغازي 323 و 324 و 329، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 107 رقم 320، والجرح والتعديل 9/ 45 رقم 194، والمعجم الكبير 22/ 136- 139، ومشاهير علماء الأمصار 53 رقم 356، وترتيب الثقات للعجلي 464 رقم 1767، والثقات لابن حيّان 7/ 564، وأنساب الأشراف 1/ 322 و 328 و 363، وفتوح البلدان 107، وتاريخ اليعقوبي 2/ 47 و 130، وثمار القلوب 149، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 144 رقم 226، وأسد الغابة 5/ 83، 84، والكامل في التاريخ 2/ 149 و 156 و 159 و 250 و 364، وتحفة الأشراف 9/ 93، 94 رقم 578، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1460، والكاشف 3/ 206 رقم 6152، وتاريخ الإسلام (المغازي) 169 و 181 و 182 و 187، و (عهد الخلفاء الراشدين) 32 و 39 و 234، والتذكرة الحمدونية 2/ 475، والاستيعاب 3/ 644- 467، وتهذيب التهذيب 11/ 112 رقم 197، وتقريب التهذيب 2/ 330 رقم 26، والنكت الظراف 9/ 93، والإصابة 3/ 631 رقم 918، وخلاصة تذهيب التهذيب 415. [3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 501 في حديث طويل، من طريق عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو الضمريّ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 [الْكُنَى] أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ [1] ، اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ سفيان، وقيل: عمرو بن عبد الله ابن سُفْيَانَ، وَيُقَالُ غَيْرُ ذَلِكَ. لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ أَمِيرًا عَلَى كُرْدُوسٍ، وَكَانَ أَمِيرَ الْمَيْسَرَةِ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ. رَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَعَمْرٌو الْبِكَالِيُّ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا عثمان بن حصن، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: غَزَا أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ قُبْرُسَ ثَانِيًا سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ [2] .   [1] انظر عن (أبي الأعور السلمي) في: طبقات خليفة 51 و 308، وتاريخ خليفة 193 و 195، ونسب قريش 252، والمغازي للواقدي 266، وتاريخ اليعقوبي 2/ 187 و 189 و 194، والتاريخ لابن معين 2/ 444، والتاريخ الكبير 6/ 336 رقم 2566 (دون ترجمته) ، وتاريخ الطبري 3/ 396 و 438 و 440 و 442- 444 و 605 و 4/ 367 و 421 و 566- 572، و 574 و 5/ 12 و 41 و 45 و 54 و 71 و 98 و 105 و 274، والمعرفة والتاريخ 3/ 135 و 307، والجرح والتعديل 6/ 234 رقم 1296، وجمهرة أنساب العرب 264، والعقد الفريد 4/ 140، والمراسيل 143 رقم 261، والاستيعاب 2/ 532، وأسد الغابة 5/ 138، والكامل في التاريخ 2/ 498 و 3/ 168 و 186 و 282 و 284 و 287 و 311 و 321 و 333 و 354 و 484، وجامع التحصيل 298 رقم 566، والإصابة 2/ 540، 541 رقم 58511، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 16، وتاريخ أبي زرعة 1/ 184. [2] تاريخ أبي زرعة 1/ 184. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 وعن سنان بن مالك أنه قال لأبي الأعور: إن الأشتر يدعوك إلى مبارزته، فسكت طويلا ثم قال: إنّ الأشتر، خفته وسوء رأيه، حملاه على إجلاء عمال عثمان من العراق، ثم سار ألى عثمان، فأعان على قتله، لا حاجة لي بمبارزته. تُوُفِّيَ أَبُو الأعور فِي خلافة مُعَاوِيَة لأني وجدت جَرِيرُ بْنُ عُثْمَان رَوَى عَن عَبْد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأَبُو الأعور عمرو بن سفيان السلمي: لَوْ أمرت الْحَسَن فتكلم عَلَى النَّاس عَلَى المنبر عيي عَن المنطق، فيزهد فِيهِ النَّاس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فو الله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يمصّ لسانه وشفته، فأَبُوا عَلَى مُعَاوِيَة. وذكر الحديث، تقدم [1] . أَبُو بُرْدة بن نيار [2] ، - ع- بن عمرو بن عُبيد. اسمه هانئ حليف الأنصار، وَهُوَ بدْري شهد بدرًا والمشاهد بعدها.   [1] انظر ترجمة الحسن بن علي. [2] انظر عن (أبي بردة بن نيار) في: مسند أحمد 3/ 466 و 4/ 44، والتاريخ لابن معين 2/ 694، والطبقات الكبرى 3/ 451، وطبقات خليفة 80، وتاريخ خليفة 205، والتاريخ الكبير 8/ 227 رقم 2817، والمعارف 149 و 326، والجرح والتعديل 9/ 99، 100 رقم 413، والمغازي للواقدي 18 و 78 و 103 و 105 و 151 و 158 و 218 و 232 و 233 و 294 و 551 و 800 و 891 و 892 و 896، وأنساب العرب 443، والزاهر 1/ 491، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد رقم 71، ومشاهير علماء الأمصار 26 رقم 618، والاستيعاب 4/ 17، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 17 و 18 و 65، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 68، والمستدرك 3/ 631، وتاريخ الطبري 2/ 505 و 3/ 79 و 173، وتحفة الأشراف 9/ 65- 68 رقم 565، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1578، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 178 رقم 283، وأسد الغابة 5/ 146، والكامل في التاريخ 2/ 151 و 314 و 565 و 3/ 424 و 4/ 45، وتلقيح فهوم أهل الأثر 366، وتلخيص المستدرك 3/ 631، وسير أعلام النبلاء 2/ 35، 36 رقم 6، والكاشف 3/ 273 رقم 32، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 142، وتاريخ الإسلام (المغازي) 165 و 430- 432 و 588 و 629، والوفيات لابن قنفذ 71، وتهذيب التهذيب 12/ 19 رقم 96، وتقريب التهذيب 2/ 294 رقم 8، والنكت الظراف 9/ 67، والإصابة 4/ 18، 19 رقم 117، وخلاصة تذهيب التهذيب 443. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 رَوَى عَنْهُ: ابن أخته البراء [1] بن عازب، وجابر بن عَبْد اللَّهِ، وبشير بن يَسَارٍ، وغيرهم. تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَة اثنتين وَأَرْبَعِينَ. أم حبيبة أم المؤْمِنِينَ [2] بِنْت أَبِي سفيان صخر بن حرب بن أمية الأموية، اسمها رملة. رَوَى عنها: أخواها مُعَاوِيَة، وعنبسة، وابن أخيها عَبْد اللَّهِ بن عُتبة، وعُرْوة، وأَبُو صالح السّمّان، وصفيّة بنت شيبة، وجماعة.   [1] في الأصل «البر» . [2] انظر عن (أم حبيبة) في: المغازي للواقدي 742 و 792، وتاريخ اليعقوبي 2/ 84 و 153 و 169 و 230، ومسند أحمد 6/ 325 و 425، والطبقات الكبرى 8/ 96- 100، والتاريخ لابن معين 2/ 736، وطبقات خليفة 332، وتاريخ خليفة 79 و 86، والمعارف 136 و 344، والمعرفة والتاريخ 3/ 318، وربيع الأبرار 4/ 305، والمعجم الكبير 23/ 218- 246، والعقد الفريد 5/ 12، والأخبار الطوال 199، والمحبّر 76 و 88 و 89 و 92 و 98 و 99 و 104، و 105 و 408، وتسمية أزواج النبي 64- 66، والاستيعاب 4/ 439، والسير والمغازي 259 و 260 و 269 و 270، وتاريخ الطبري 2/ 653 و 654 و 3/ 46 و 165 و 4/ 385 و 386 و 5/ 56 و 68 و 10/ 60، وتاريخ أبي زرعة 1/ 45 و 76 و 123 و 388 و 396 و 456 و 490، والجرح والتعديل 9/ 461 رقم 2366، والمنتخب من ذيل المذيل 604- 607، وجمهرة أنساب العرب 111 و 191، وأنساب الأشراف 1/ 96 و 200 و 229 و 438- 441 و 448 و 462 و 465 و 467 و 493 و 532، وسيرة ابن هشام 3/ 310 و 314، و 4/ 36 و 291 و 293 و 296، والمعارف 136 و 344، وفتوح البلدان 160، والمستدرك 3/ 20- 23، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 70- 99، ونسب قريش 123، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 358، 359 رقم 766، والزيارات 14، وأسد الغابة 5/ 573، 574، والكامل في التاريخ 2/ 213 و 241 و 308 و 3/ 173 و 174 و 312 و 331 و 445 و 446، وتحفة الأشراف 11/ 306- 320 رقم 882، وتهذيب الكمال 3/ 1682، وتاريخ الإسلام (المغازي) 304 و 470 و 524، والسيرة النبويّة) 45 و 593، وسير أعلام النبلاء 2/ 218- 223 رقم 23، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 163، والكاشف 3/ 426 رقم 54، ومرآة الجنان 1/ 121، والوفيات لابن قنفذ 34 رقم 14، والجمع بين رجال الصحيحين 605، والوافي بالوفيات 14/ 145، 146 رقم 192، ومجمع الزوائد 9/ 249، وتهذيب التهذيب 12/ 419 رقم 2794، وتقريب التهذيب 2/ 598 رقم 8، والنكت الظراف 11/ 308، وخلاصة تذهيب التهذيب 491، وشذرات الذهب 1/ 54. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 وقد تزوجها أولًا عُبيد اللَّه بن جحش بن رباب الأسدي، حليف بني عَبْد شمس، فولدت مِنْهُ حبيبة بأرض الحبشة في الهجرة، ثُمَّ تُوُفِّيَ عبيد اللَّه وقد تنصّر بالحبشة، فكاتب رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ النجاشي، فزوّجها بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، وأصدق عنه أربعمائة دينار في سَنَة ستٍ، وَكَانَ الذي ولي عقد النكاح خالد بن سَعِيد بن العاص بن أمية، وَدَخَلَ بِهَا النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ سَنَة سبع، وعمرها يومئذ بضع وثلاثون سَنَة [1] . قَالَ عُروة، عَن أم حبيبة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ تزوجها وَهِيَ بالحبشة، زوّجها إياه النجاشي، ومهرها أربعة آلاف درهم من عنده، وبعث بها مع شُرَحْبيل بن حسنة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وجهازها كله من عند النجاشي [2] . وَقَالَ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ 33: 33 [3] قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ خَاصَّةً [4] . قَالَ الْوَاقدي والفسوي وأَبُو القاسم: توفيت أم حبيبة سَنَة أربع وَأَرْبَعِينَ [5] . وَقَالَ المفضّل الغلابيّ: توفيت سنة اثنتين وأربعين [6] .   [1] تاريخ دمشق 75، الطبقات الكبرى 9/ 99، المستدرك 4/ 22، والمعجم الكبير 23/ 219. [2] إسناده صحيح، أخرجه أبو داود في النكاح (2107) باب الصداق، والنسائي في النكاح 6/ 119، باب القسط في الأصدقة، وأحمد في المسند 6/ 427، وابن عساكر في تاريخ دمشق (تراجم النساء) 79. [3] سورة الأحزاب- الآية 33. [4] إسناده حسن. ذكره ابن كثير في التفسير 3/ 483 من طريق: زيد بن الحباب، به، علّق ابن كثير على قول عكرمة فقال: «فإن كان المراد أنهنّ كنّ سبب النزول دون غيرهنّ، فصحيح، وإن أريد أنهنّ المراد فقط دون غيرهنّ، ففي هذا نظر، فإنه قد وردت أحاديث تدلّ على أنّ المراد أعمّ من ذلك» . وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 221: «إسناده صالح، وسياق الآيات دالّ عليه» . [5] تاريخ دمشق 92. [6] تاريخ دمشق 92. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 ووَهم من قَالَ: توفيت قبل مُعَاوِيَة بسنة، إِنَّمَا تلك أم سلمة [1] . توفيت أم حبيبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بالمدينة عَلَى الصحيح، وقيل توفيت بدمشق، وكانت قَدْ أتتها تزور أخاها. أَبُو حثَمة [2] ، والد سهل بن أَبِي حثمة الأنصاري الحارثي، اسمه عامر ابن ساعدة. شهد الخندق وَمَا بَعْدَها، وبعثه النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأَبُو بكر وعمر خارصًا إِلَى خيبر غير مرة. تُوُفِّيَ في أول خلافة مُعَاوِيَة. أَبُو رفاعة [3] ، - م ن- العدوي. لَهُ صُحبة ورواية، عداده في البصْريين. رَوَى عَنْهُ: حُمَيد بن هلال، ومحمد بن سِيرين، وصلة بن أشيم، وغيرهم.   [1] تاريخ دمشق 93 وهذا قول ابن أبي خيثمة. [2] انظر عن (أبي حثمة) في: المغازي للواقدي 218، وتاريخ الطبري 2/ 506 و 3/ 401، وجمهرة أنساب العرب 342، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 24، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 165، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 211 رقم 320، والاستيعاب 4/ 41، وأسد الغابة 5/ 169، والكامل في التاريخ 4/ 45، والإصابة 4/ 42. [3] انظر عن (أبي رفاعة العدوي) في: مسند أحمد 5/ 80، والتاريخ لابن معين 2/ 705، وطبقات خليفة 258 و 1375، وتاريخ خليفة 206، والتاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2017، والطبقات الكبرى 7/ 68- 70، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 121 رقم 481 وص 161 رقم 924، وتاريخ أبي زرعة 1/ 482، والمعرفة والتاريخ 3/ 69 و 175 و 200، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 29، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 195، ومشاهير علماء الأمصار 5/ 39 رقم 228، والجرح والتعديل 2/ 440 رقم 1750، والاستيعاب 4/ 67، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 64، وأسد الغابة 5/ 193، والكاشف 3/ 295 رقم 158، وسير أعلام النبلاء 3/ 14، 15 رقم 4، والوافي بالوفيات 10/ 407 رقم 4908، والإصابة 1/ 304 رقم 831، وتهذيب التهذيب 2/ 422 رقم 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 379، وتحفة الأشراف 9/ 207، 208 رقم 620. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 134 قَالَ خَلِيفَة [1] : وَهُوَ من فضلاء الصحابة، اسمه عَبْد اللَّهِ بن الحارث بن أسد، من بني عدي الرباب، وقيل اسمه تميم بن أسَيْد، أخباره في الطبقات، علقتها في منتقى الاستيعاب. وَكَانَ صاحب ليل وعبادة وغزو، استشهد في سرية عليهم عَبْد الرَّحْمَنِ بن سَمُرَة، تهجد فنام عَلَى الطريق فذُبح غيلة [2] . أَبُو الغادية [3] الجهني، وَجُهَينة قبيلة من قُضاعة، اسمه يَسَارُ بن أزهر- وقيل ابن سبع- المزني، وقيل اسمه مسلم. وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وبايعه. وَرَوَى عَنْهُ: ابنه سعد، وكلثوم بن جبر، وخالد بن مَعْدان، والقاسم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، وغيرهم. وَقَالَ ابن عَبْد البر [4] : أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو غلام. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: هُوَ قاتل عمّار بن ياسر يَوْم صِفّين. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: ثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ أَبِي غَادِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَشْتِمُ عُثْمَانَ، فَتَوَعَّدْتُهُ بِالْقَتْلِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ طَعَنْتُهُ، فَوَقَعَ، فقتلته [5] .   [1] في الطبقات الكبرى 7/ 258. [2] الطبقات الكبرى 7/ 69. [3] انظر عن (أبي الغادية الجهنيّ) في: مسند أحمد 4/ 76 و 5/ 68، والتاريخ لابن معين 2/ 719، وطبقات خليفة 120، والتاريخ الصغير 82، والمحبّر 295 و 296، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 154 رقم 840، وأنساب الأشراف 1/ 170- 174، والمعرفة والتاريخ 3/ 198، وتاريخ أبي زرعة 1/ 389، والجرح والتعديل 9/ 306 رقم 1317، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 40، وتلقيح فهوم أهل الأثر 2/ 191، وأسد الغابة 5/ 267، وسير أعلام النبلاء 2/ 544، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 162 و 269، والإصابة 4/ 150، وتعجيل المنفعة 09: 5- 511 رقم 1364 و 1365، وكنز العمال 13/ 617. [4] الاستيعاب 4/ 151. [5] مسند أحمد 4/ 76 و 198. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 أم كلثوم [1] ، بِنْت أَبِي بكر الصديق. تزوجها طلحة بن عُبَيد اللَّه، وَهِيَ أم عائشة بِنْت طلحة. مولدها بَعْدَ موت أَبِي بكر، وتزوجت بَعْدَ طلحة برجل مخزومي، وَهُوَ عَبْد الرَّحْمَنِ ولد عَبْد اللَّهِ بن أَبِي ربيعة بن المغيرة، فولدت لَهُ أربعة أولاد. أُمُّ كُلْثُومَ [2] ، بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط. لها حديث في الصحيحين [3] . وَهِيَ أخت عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لأمه، من المهاجرات الأُوَلُ. لها ترجمة أيضا في «الطبقات» لابن سعد [4] .   [1] انظر عن (أم كلثوم بنت أبي بكر) في: المحبّر 54 و 101، والسير والمغازي 230، وسيرة ابن هشام 1/ 325، والمعارف 174 و 233، وأنساب الأشراف 1/ 244 و 421، والعقد الفريد 6/ 89، 90، وتاريخ الطبري 3/ 426 و 4/ 199، وجمهرة أنساب العرب 138 و 147 و 364، والكامل في التاريخ 2/ 420 و 423 و 3/ 54، وأسد الغابة 5/ 611، 612، والكاشف 3/ 443 رقم 202، والطبقات الكبرى 8/ 462، والإصابة 4/ 493 رقم 1483، وتهذيب التهذيب 12/ 477 رقم 2978، وتقريب التهذيب 2/ 624 رقم 72. [2] انظر عن (أم كلثوم بنت عقبة) في: مسند أحمد 6/ 403، وطبقات خليفة 332، وتاريخ خليفة 86، والطبقات الكبرى 8/ 230، والمعارف 237، والمحبّر 407، والمغازي 629 و 631 و 1126، وتاريخ اليعقوبي 2/ 153، وسيرة ابن هشام 3/ 271، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 187، وأنساب الأشراف 1/ 471، وجمهرة أنساب العرب 131، وتاريخ الطبري 2/ 640، و 4/ 357، والمستدرك 4/ 66، والاستيعاب 4/ 488، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 365، 366 رقم 778، وأسد الغابة 5/ 611، 612، والكامل في التاريخ 2/ 206 و 3/ 72، والمعرفة والتاريخ 1/ 367، وتهذيب التهذيب 12/ 477، 478 رقم 2980، وتقريب التهذيب 12/ 624 رقم 74، والإصابة 4/ 491 رقم 1475، وسير أعلام النبلاء 2/ 276، 277 رقم 49، والكاشف 3/ 444 رقم 203، وخلاصة تذهيب التهذيب 499، وكنز العمال 13/ 626. [3] في صحيح البخاري 5/ 220، ومسلم في البر والصلة (2605) . [4] ج 8/ 230. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 أم كُلْثوم [1] بِنْت عَلِيّ بن أَبِي طالب الهاشمية. ولدت في حياة جدها صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وتزوجها عمر وَهِيَ صغيرة، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْم القيامة إِلَّا سببي ونسبي» [2] . فَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُمَرَ تَزَوَّجَهَا عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وعَبْد اللَّهِ ضعيف الحديث. قَالَ الزُهري وغيره: ولدت لَهُ زيدًا. وَقَالَ ابن إِسْحَاق: تُوُفِّيَ عنها عمر، فتزوجت بعون بن جعفر بن أبي   [1] انظر عن (أم كلثوم بنت علي) في: نسب قريش 349، والمحبّر 53 و 101 و 437، والتاريخ الصغير 55، والطبقات الكبرى 8/ 463، والسير والمغازي 247- 250، والمعارف 143 و 185 و 210 و 211، وتاريخ اليعقوبي 2/ 149، وربيع الأبرار 4/ 303، 304، والمحبّر 53 و 54 و 56 و 101 و 399 و 437، والعقد الفريد 4/ 365 و 6/ 90، والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 361، والاستيعاب 4/ 490، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 365 رقم 777، وأسد الغابة 5/ 614، 615، والكامل في التاريخ 2/ 537 و 3/ 54 و 55 و 99 و 206 و 391 و 397 و 398 و 400 و 4/ 12، وسير أعلام النبلاء 3/ 500- 502 رقم 114، والتذكرة الحمدونية 1/ 144، و 2/ 42، والإصابة 4/ 492 رقم 1481. [2] حديث صحيح، أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 142 من طريق: السريّ بن خزيمة، عن معلّى بن راشد، حدّثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن عمر.. به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقّبه الذهبي في تلخيصه فقال: منقطع. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 8/ 463 من طريق أنس بن عياض الليثي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن عمر.. وذكره السيوطي في «الدرّ المنثور» 5/ 15، وزاد نسبة للبزّار، والطبراني والبيهقي، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 173 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن بن سهل وهو ثقة. وأخرجه ابن المغازلي في مناقب علي- ص 85 رقم 150 و 151 و 152 و 153 من أربعة طرق، والطبراني في المعجم الكبير 11/ 243 رقم 11621 من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم المروزي، عن موسى بن عبد العزيز العدني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 طالب، فحدثني أَبِي قَالَ: دَخَلَ الْحَسَن والحسين عليها لَمَّا مات عمر فقالا: إن مكَنت أباك من ذمَتك [1] أنكحك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالًا عظيمًا لتصيبنه، فلم يزل بِهَا عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى زوجها بعون فأحبته، ثُمَّ مات عنها [2] . قَالَ ابن إِسْحَاق: فزوجها أَبُوها بمحمد بن جعفر، فمات عنها، ثم زوّجها بعبد اللَّه بن جعفر، فماتت عنده. قلت: وَلَمْ يجئها ولد من الإخوة الثلاثة. وَقَالَ الزهري: وَلدَت جارية من محمد بن جعفر اسمها نبتة [3] . وَقَالَ غيره: ولدت لعمر زيدًا ورُقية، وقد انقرضا. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جئت وقد صَلَّى عَبْد اللَّهِ بن عمر عَلَى أخيه زيد بن عمر، وأمه أم كلثوم بِنْت عَلِيّ [4] . وَقَالَ حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، إن أم كلثوم وزيد بن عمر ماتا فكفنا، وصلى عليهما سَعِيد بن العاص، يعني إذ كَانَ أمير المدينة [5] . قَالَ ابن عَبْد البر [6] : إن عمر قَالَ لعلي: زوجنيها أبا حَسَن، فإني أرصد من كرامتها مَا لَا يرصده أحد، قَالَ: فأنا أبعثها إليك، فإن رضيتها فقد زوّجتكها، يَعْتَلُّ بصغَرهَا، قَالَ: فبعثها إليه ببرده وَقَالَ لها: قولي لَهُ: هَذَا البرد الذي قلت لك، فقالت لَهُ ذلك، فَقَالَ: قولي لَهُ: قد رضيت، رضي اللَّه عنك، ووضع يده عَلَى ساقها فكشفها، فقالت: أتفعل هَذَا، لَوْلا أنك أمير   [1] في سير أعلام النبلاء 3/ 501 «رمّتك» ، وفي الطبعة الأولى منه «رقبتك» . [2] أسد الغابة 7/ 388 وهو أطول مما هنا. [3] في سير أعلام النبلاء 3/ 502 «بثنة» . [4] التاريخ الصغير 505، والطبقات الكبرى 8/ 464. [5] الطبقات الكبرى 8/ 464، 465. [6] الاستيعاب 4/ 490. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 المؤْمِنِينَ لكسرت أنفك، ثُمَّ مضت إِلَى أبيها فأخبرته وقالت: بعثتني إِلَى شيخ سوء، قَالَ: يَا بُنية إِنَّهُ زوجك. رَوَى نحوًا من هَذَا سفيان بن عُيينة، عَن عمر بن دينار، عَن محمد بن عَلِيّ. أَبُو موسى الأشعري [1] هُوَ عَبْد اللَّهِ بن قيس بن سليم بن حضّار اليماني، صاحب رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم.   [1] عن (أبي موسى الأشعري) انظر: المغازي للواقدي 916 و 959، ومسند أحمد 4/ 391، والتاريخ لابن معين 2/ 326، وطبقات خليفة 68 و 123 و 282، وتاريخ خليفة 178 وما بعدها، والطبقات الكبرى 2/ 344 و 6/ 16، والتاريخ الكبير 5/ 22، والمعارف 49 و 102 و 121 و 182 و 194 و 590، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 283 و 287، وتاريخ اليعقوبي 2/ 22 و 146 و 150 و 152 و 157 و 161 و 166 و 176 و 179 و 181 و 189 و 191 و 218، وسيرة ابن هشام 1/ 84، و 3/ 155 و 236 و 308، و 4/ 97 و 100 و 233، والمحبّر 124 و 126 و 305 و 378 و 439، والبرصان والعرجان 190 و 252 و 314، وترتيب الثقات للعجلي 272 رقم 868، والثقات لابن حبّان 3/ 221، وأنساب الأشراف 1/ 201، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 429، والمنتخب من ذيل المذيّل 669، والسير والمغازي 96 و 142، وتاريخ أبي زرعة 1/ 183 و 231 و 650 و 670، والبدء والتاريخ 5/ 102، ومشاهير علماء الأمصار 37 رقم 216، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 313، والمعرفة والتاريخ 1/ 267، والجرح والتعديل 5/ 138، وطبقات الفقهاء للشيرازي 44، وحلية الأولياء 1/ 256، والخراج وصناعة الكتابة 268 و 365 و 366 و 370 و 372 و 373 و 375 و 384 و 385 و 388 و 389 و 391، ونسب قريش 26 و 28 و 147 و 148 و 244 و 262، والأخبار الموفقيّات 574 و 625، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 95، والأخبار الطوال 118 و 139 و 145 و 192 و 193 و 199- 201، وجمهرة أنساب العرب 397، 398، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1705- 1710، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 9 رقم 13، وثمار القلوب 353، وعيون الأخبار 1/ 11 و 12 و 66 و 214 و 286 و 329 و 2/ 29 و 206 و 3/ 88، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 13/ 366، وجامع الأصول 9/ 79، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 81، وسير أعلام النبلاء 2/ 380- 402 رقم 82، والكاشف 2/ 106، 107 رقم 2954، والعبر 1/ 52، ومعرفة القراء الكبار 37، وتاريخ الإسلام (المغازي- بتحقيقنا) 165 و 146 و 430 و 432 و 587- 589 و 629 و 691 و 692، و (عهد الخلفاء الراشدين) انظر فهرس الأعلام 720، والبداية والنهاية 8/ 45، والوافي بالوفيات 17/ 407، 408 رقم 344، وصفة الصفوة 1/ 225- 228، ومرآة الجنان 1/ 120، 121، والوفيات لابن قنفذ 61 رقم 44، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 قدم عَلَيْهِ مسلما سَنَة سبع، مع أصحاب السفينتين من الحبشة، وَكَانَ قِدم مكة، فحالف بِهَا أبا أحَيحة سَعِيد بن العاص، ثُمَّ رجع إِلَى بلاده، ثُمَّ خرج منها في خَمْسِينَ من قومه قَدْ أسلموا، فألقتهم سفينتهم والرياح إِلَى أَرْضِ الحبشة، فأقاموا عند جعفر بن أَبِي طالب، ثُمَّ قدموا معه [1] . استعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أبا موسى عَلَى زبيد وعدن [2] ، ثُمَّ ولي الْكُوفَة والْبَصْرَة لعمر. وحفظ عَن النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الكثير، وَعَن أَبِي بكر، وعمر، ومُعاذ، وأبي بن كعب، وَكَانَ من أجِلاء الصحابة وفضلائهم. رَوَى عَنْهُ: أنس، وَرِبْعي بن حِراش، وسَعِيد بن المسيب، وزَهدم [3] . الجرمي، وخلق كثير، وبنوه أَبُو بكر، وأَبُو بردة، وَإِبْرَاهِيم، وموسى. وفُتحت أصبهان عَلَى يده وتُسْتر [4] وغير ذلك، وَلَمْ يكن في الصحابة أطيب صوتًا مِنْهُ [5] .   [ () ] والتذكرة الحمدونية 1/ 123 و 141 و 341، و 2/ 392 و 461 و 462 د والإصابة 2/ 359، 360 رقم 4898، وتهذيب التهذيب 5/ 362، 363 رقم 635، وتقريب التهذيب 1/ 441 رقم 551، وتذكرة الحفاظ 1/ 23، 24، وتحفة الأشراف 6/ 405- 474 رقم 315، والنكت الظراف 6/ 407 وبعدها، وتلخيص المستدرك 3/ 464- 467، ومجمع الزوائد 9/ 358، وغاية النهاية 1/ 442، 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 210، وكنز العمال 13/ 606، وشذرات الذهب 1/ 29 و 30 و 35 و 36 و 40 و 46 و 47 و 53 و 62 و 63، والزهد لابن المبارك 118 و 131 و 348 و 385 و 396 وانظر الفهرس (ع) . [1] الطبقات الكبرى 4/ 105، تاريخ دمشق 446. [2] أخرج البخاري نحوه في الجهاد 6/ 113 باب: ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، و 8/ 50 في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجّة الوداع، و 10/ 435 في الأدب باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يسّروا ولا تعسّروا» ، و 13/ 143 في الأحكام، باب أمر الوالي إذا وجّه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا، وأخرج نحوه مسلم في الجهاد (1733) باب: في الأمر بالتيسير وترك التنفير من طرق، عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جدّه: أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن، فقال: «يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا ولا تختلفا» . [3] في الأصل «رهدم» والتصويب من: تهذيب التهذيب 3/ 341. [4] فتوح البلدان 461، وتاريخ دمشق 436. [5] تاريخ دمشق 439. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 140 قَالَ سَعِيد بن عَبْد العزيز: حدثني أَبُو يوسف صاحب مُعَاوِيَة، أن أبا موسى قِدم عَلَى مُعَاوِيَة، فنزل في بعض الدُور بدمشق، فخرج مُعَاوِيَة من الليل يتسمع قراءته [1] . وَقَالَ الهيثم بن عدي: أسلم أَبُو موسى بمكة، وهاجر إِلَى الحبشة [2] . وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بن بُرَيدة: كَانَ أَبُو موسى قصيرًا أثطَ [3] ، خفيف الجسم [4] . وَلَمْ يذكره ابن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى الحبشة. وَقَالَ أَبُو بُرْدَة، عَن أَبِي موسى قَالَ: قَالَ لنا النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم لما قدمنا حين افتتحت خيبر: «لَكُمُ الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَهَاجَرْتُمْ إلي» [5] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يَقْدُمُ عَلَيْكُمْ غَدًا قَوْمٌ أَرَقُّ قُلُوبًا لِلْإِسْلَامِ مِنْكُمْ» ، قَالَ: فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ، فِيهِمْ أَبُو مُوسَى، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ: غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةْ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ فَلَمَّا أَنْ قَدِمُوا تَصَافَحُوا، فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ الْمُصَافَحَةَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [6] . وَقَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا عِيَاضٌ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى [7] قال: لما   [1] تاريخ دمشق 431 و 432. [2] الطبقات الكبرى 6/ 16. [3] أثط: الكوسج الّذي عرى وجهه من الشعر إلا طاقات في أسفل حنكه. [4] تاريخ دمشق 446، الطبقات الكبرى 4/ 115. [5] أخرجه ابن سعد 4/ 106، والبخاري 7/ 371 و 372، ومسلم (2502) ، وأحمد في المسند 4/ 395 و 412. [6] إسناده صحيح، أخرجه أحمد في المسند 3/ 155 و 223، وابن عساكر في تاريخ دمشق 456، وأخرجه أحمد أيضا: 3/ 105 و 182 و 251 و 262، وابن سعد 4/ 106 من طرق، عن: حميد، عن أنس. [7] في السند نقص، استدركته من: تبيين كذب المفتري 49. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 نزل: فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ 5: 54 [1] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ «هُمْ قَوْمُكَ يَا أَبَا مُوسَى» . صححه الحَاكم [2] . وعياض نَزَلَ الْكُوفَة، مختَلف في صحبته، بقي إِلَى بَعْدَ السبعين، رواه ثقات، عَن شُعْبة بن سِماك، عَن عياض فَقَالَ، عَن أَبِي موسى. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ [3] عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ قَائِمٌ، وَإِذَا رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي، فَقَالَ لِي: «يَا بُرَيدَةُ أَتُرَاهُ يُرَائِي» ، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ» ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرَ دَاوُدَ» ، فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ أَبُو مُوسَى، فَأَخْبَرْتُهُ [4] . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، فِي قِصَّةِ جَيْشِ أَوْطَاسٍ [5] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا» [6] . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَقَدْ أُوتِيَ أَبُو مُوسَى مِنْ مَزَامِيرَ آل داود» [7] .   [1] سورة المائدة- الآية 45. [2] في المستدرك 2/ 313، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وأخرجه ابن سعد 4/ 107 ورجاله ثقات. وهو في تاريخ دمشق 456، 457. [3] في الأصل «مالك عن معول» . [4] أخرجه مسلم (793) وابن عساكر في تاريخ دمشق 469، 470، وانظر مجمع الزوائد 9/ 358، 359. [5] أوطاس: هي غزوة حنين، سمّيت بالموضع الّذي كانت فيه الوقعة، وهو من وطست الشيء وطسا إذا كدّرته وأثّرت فيه. والوطيس: نقرة في حجر توقد حوله النار، فيطبخ به اللحم، والوطيس: التنّور. وفي غزوة أوطاس قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الآن حمي الوطيس» وذلك حين استعرت الحرب، وهي من الكلم التي لم يسبق إليها. (الروض الأنف 4/ 138) . [6] أخرجه البخاري في المغازي 8/ 34 باب غزوة أوطاس، ومسلم في فضائل الصحابة (2498) ، كلاهما من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عن أبي أسامة، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 462 من طريق: أبي يعلى، عن أبي كريب، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. [7] حديث صحيح. أخرجه ابن سعد 4/ 107، وأحمد في المسند 2/ 450، وابن ماجة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَرَأَ أَبُو مُوسَى لَيْلَةً فَقَامَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَسْتَمِعْنَ لِقِرَاءَتِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُهُ تَحْبِيرًا وَلَشَوَّقْتُ تَشْوِيقًا [1] . وقال أبو البختري: سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَسَأَلْنَاهُ عَن أَبِي مُوسَى فَقَالَ: صُبِغَ فِي الْعِلْمِ صِبْغَةً ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ. وَقَالَ الأعلم بن يزيد: لَمْ أر بالْكُوفَة أعلم من عَلِيّ وأبي موسى [2] . وَقَالَ مسروق: كَانَ القضاء في أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ في ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي، وزيد بن ثابت، وأبي موسى [3] . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: قضاة هَذِهِ الأمة أربعة: عمر، وعلي، وزيد ثابت، وأَبُو موسى [4] . وَقَالَ الْحَسَن: مَا قدِم الْبَصْرَةَ راكبٌ خيرٌ لأَهْلها من أَبِي موسى. وَقَالَ قَتَادة: بلغ أبا موسى أن ناسا يمنعهم من الجمعة أنه ليس لهم ثياب، قَالَ: فخرج عَلَى النَّاس في عباءة [5] . وَقَالَ ابن شَوذَب: دَخَلَ أَبُو موسى الْبَصْرَةَ عَلَى جمل أورق، وعليه خَرَج لما عزل [6] .   [ () ] (1341) من طريق: يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد، وأخرجه النسائي 2/ 180، وأحمد 2/ 369، وابن عساكر 478 من طريقين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. [1] إسناده صحيح. أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 108 من طريق: يزيد بن هارون، وعفان بن مسلم، كلاهما عن حمّاد، به، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 481. [2] تاريخ دمشق 499. [3] أخرجه أبو زرعة في تاريخه (1922) من طريق محمد بن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، عن مطرّف، عن الشعبي، عن مسروق، وهو سند صحيح. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 500. [4] تاريخ دمشق 501. [5] الطبقات الكبرى 4/ 112، 113، تاريخ دمشق 512. [6] تاريخ دمشق 504. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 قلت: عزله عُثْمَان عنها، وأمر عليها عَبْد اللَّهِ بن عامر. وَقَالَ أَبُو بُرْدة: سمعت أَبِي يقسم باللَّه أَنَّهُ مَا خرج حين نزع عن البصرة إلا بستمائة درهم [1] . وَقَالَ أَبُو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ: كَانَ عمر ربّما قَالَ لأبي موسى: ذكرنا يَا أبا موسى، فيقرأ [2] . وَقَالَ أَبُو عُثْمَان النهدي: مَا سمعت مزمارًا وَلَا طنبورًا وَلَا صنجًا أحسن من صوت أَبِي موسى، إن كَانَ ليُصلي بنا، فنودّ أَنَّهُ قرأ «البقرة» من حُسْن صوته [3] . رواه سليمان التيمي، عَن أَبِي عُثْمَان. وَعَن أَبِي بُردة قَالَ: كَانَ أَبُو موسى لَا تكاد تلقاه في يَوْم حارّ إلا صائما [4] .   [1] تاريخ دمشق 523. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 109 من طريق: عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة. وابن عساكر في تاريخ دمشق 526 من طريق: عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة. ورجاله ثقات. [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 344، 345 من طريق: عفان، عن حمّاد، بهذا الإسناد، وهو إسناد صحيح. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 526، 527 من طريق: علي بن الجعد، عن أبي معاوية، عن ثابت، عن أنس. [4] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 530 من طريق هشام، عن واصل مولى ابن عيينة، عن لقيط، عن أبي بردة، عن أبي موسى. وهو أطول مما هنا. قال: «غزونا غزوة في البحر نحو الروم، فسرنا حتى إذا كنّا في لجّة البحر وطابت لنا الريح فرفعنا الشراع إذ سمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة قفوا أخبركم. قال: فقمت فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا، حتى نادى سبع مرار، فقلت من هذا، ألا يرى على أيّ حال نحن، إنّا لا نستطيع أن نحدس! قال: ألا أخبرك بقضاء قضاه الله على نفسه؟ قال: قلت: بلى، قال: فإنه من عطّش نفسه في الدنيا في يوم حار كان على الله أن يرويه من القيامة. قال: فكان أبو موسى لا تكاد تلقاه إلّا صائما في يوم حارّ» . وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 467 من طريق: حمّاد بن يحيى، عن عبد الله بن المؤمّل، عن عطاء، عن ابن عباس، أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم استعمل أبا موسى على سرية البحر ... وقال: صحيح الإسناد. وعقّب عليه الذهبي في التلخيص فقال: ابن المؤمّل ضعيف. وأخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد 461، 462 رقم 1309 بلفظ آخر، وابن أبي الدنيا، والبزار من حديث ابن عباس، وأبو نعيم في الحلية 1/ 260. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتَهَدَ الأَشْعَرِيُّ قَبْلَ مَوْتِهِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ، قَالَ: إِنَّ الْخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ فَقَارَبَتْ رَأْسَ مَجْرَاهَا أَخْرَجَتْ جَمِيعَ مَا عِنْدَهَا، وَالَّذِي بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ [1] . وَقَالَ أَبُو صالح بن السَمَان: قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في أمر الحَكَمين: يَا أبا موسى أحكم وَلَوْ عَلَى حَزِّ عُنُقي [2] . وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ الْبَكْرِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ: سَلامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَدْ بَايَعَنِي عَلَى مَا أُرِيدُ، وَأُقْسِمُ باللَّه لَئِنْ بَايَعْتَنِي عَلَى الَّذِي بَايَعَنِي عَلَيْهِ، لأَسْتَعْمِلَنَّ أَحَدَ ابْنَيْكَ عَلَى الْكُوفَةَ وَالآخَرَ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَلا يُغْلَقُ دُونَكَ بَابٌ، وَلا تُقْضَى دُونَكَ حَاجَةٌ، وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْهِ بِخَطِّ يَدِي، فَاكْتُبْ إِلَيَّ بِخَطِّ يَدِكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تَعَلَّمْتُ الْمُعْجَمَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ كِتَابًا مِثْلَ الْعَقَارِبِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي جَسِيمِ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَمَاذَا أَقُولُ لِرَبِّي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْهِ، لَيْسَ لِي فِيمَا عَرَضْتُ مِنْ حَاجَةٍ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ. قَالَ أَبُو بُرْدة: فلما ولي مُعَاوِيَة أتيته، فما أغلق دوني بابًا، وقضي حوائجي [3] . قَالَ أَبُو نُعَيم، وابن نُمَيْر وأَبُو بكر بن أَبِي شيبة، وقَعْنَب: توفي سنة أربع وأربعين.   [1] تاريخ دمشق 534. [2] تاريخ دمشق 541 من طريق، المفضّل بن غسان الغلابي، عن يحيى بن معين، عن ابن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح السمّان. [3] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 541، 542 من طريق: الحسين بن علي الكسائي، عن الهمدانيّ، عن يحيى بن سليمان الحنفي بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 111، 112 من طريق: عفان بن مسلم، وعمرو بن عاصم الكلابي، ويعقوب بن إسحاق الحضرميّ، ثلاثتهم عن سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 وَقَالَ الهيثم: تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وَأَرْبَعِينَ، وحكاه ابن مَنْده. وَقَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وخمسين. وَقَالَ المدائني: تُوُفِّيَ سَنَة ثلاث وخمسين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 الطبقة السادسة [حَوَادِثُ] سَنَة إحدى وخمسين تُوُفِّيَ فِيهَا: زيد بن ثابت في قول. وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ. وَجَرِيرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ البجلي- بخلف-. وعُثْمَان بن أَبِي العاص الثقفي. وأَبُو أيوب الْأَنْصَارِيّ. وكعب بن عُجْرة- في قول-. وميمونة أم المؤْمِنِينَ. وعمرو بن الحَمِق في قول. وقُتل حُجْر بن عديّ وأصحابه، كما في ترجمته. ورافع بن عمر الغِفاري، وَيُقَالُ سَنَة ثلاث، وله خمس وسبعون سَنَة. وَفِيهَا حج بالنَّاس مُعَاوِيَة [1] وأخذهم ببيعة يزيد [2] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بن   [1] تاريخ خليفة 218، وفي تاريخ الطبري 5/ 286 حجّ بالناس يزيد بن معاوية، وفي مروج الذهب 4/ 398 معاوية. وفي الكامل في التاريخ 3/ 490 مثل الطبري، وكذلك اليعقوبي 2/ 239. [2] تاريخ خليفة 213، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ. قَالَ: قَدِمَ زِيَادٌ الْمَدِينَةَ فَخَطَبَهُمْ وَقَالَ: يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسُنَ نَظَرُهُ لَكُمْ، وَأَنَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مَفْزَعًا تَفْزَعُونَ إِلَيْهِ، يَزِيدُ ابْنُهُ. فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فقال: يا معشر بني أميّة اختاروا منها بَيْنَ ثَلاثَةً، بَيْنَ سُنَّةِِ رَسُولِ اللَّهِ، أَوْ سُنَّةِ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ سُنَّةِ عُمَرَ، إِنَّ هَذَا الأَمْرَ قَدْ كَانَ، وَفِي أَهْلِ بَيْتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مَنْ لَوْ وَلاهُ ذَلِكَ، لَكَانَ لِذَلِكَ أَهَلا، ثُمَّ كَانَ أَبُو بَكْرٍ، فَكَانَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ مَنْ لَوْ وَلاهُ، لَكَانَ لِذَلِكَ أَهْلا، فَوَلاهَا عُمَرَ فَكَانَ بَعْدَهُ، وَقَدْ كَانَ فِي أَهْلِ بَيْتِ عُمَرَ مَنْ لَوْ وَلاهُ ذَلِكَ، لَكَانَ لَهُ أَهْلًا، فَجَعَلَهَا فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَلَّا وَإِنَّمَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَجْعَلَوْهَا قَيْصَرِيَّةً، كُلَّمَا مَاتَ قَيْصَرُ كَانَ قَيْصَرُ، فَغَضِبَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَقَالَ لعَبْد الرَّحْمَنِ: هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: وَالَّذِي قَالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما 46: 17 [1] فَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَنْزَلَ ذَلِكَ فِي فُلانٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لَعَنَ أَبَاكَ عَلَى لسان نبيّه صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَنْتَ فِي صُلْبِهِ. وَقَالَ سالم بن عَبْد اللَّهِ: لَمَّا أرادوا أن يبايعوا ليزيد قَامَ مروان فَقَالَ: سَنَة أَبِي بكر الراشدة المهديّة، فقام عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي بكر فَقَالَ: ليس بسُنّة أَبِي بكر، وقد ترك أبو بكر الأهل والعشيرة، وعدل إِلَى رَجُلٌ من بني عديّ، أن رأي أَنَّهُ لذلك أَهْلًا، ولكنها هِرَقْلية. وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ مُعَاوِيَةُ عَلَى أَنْ يبايع لابنه حَجَّ، فَقَدِمَ مَكَّةَ فِي نَحْوِ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ [2] حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ ابْنَهُ يَزِيدَ فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْهُ، ثُمَّ ارْتَحَلَ فَقَدِمَ مَكَّةَ، فَقَضَى طَوَافَهُ، وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَبَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَتَشَهَّدَ وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ يا بن عُمَرَ، إِنَّكَ كُنْتَ تُحَدِّثُنِي أَنَّكَ لا تُحِبُّ تَبِيتُ لَيْلَةً سَوْدَاءَ، لَيْسَ عَلَيْكَ فِيهَا أَمِيرٌ، وَإِنِّي أُحَذِّرُكَ أَنْ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ، أَوْ تَسْعَى فِي فَسَادِ ذَاتَ بَيْنِهِمْ. فَحَمِدَ ابْنُ عمر الله وأثنى عليه،   [1] الأحقاف/ 17. [2] في تاريخ خليفة: 213 «فلما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فحمد الله ... » . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ قَدْ كَانَتْ قَبْلَكَ خُلَفَاءُ لَهُمْ أَبْنَاءٌ، لَيْسَ ابْنُكَ بِخَيْرٍ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، فَلَمْ يَرَوْا فِي أَبْنَائِهِمْ مَا رَأَيْتَ فِي ابْنِكَ، وَلَكِنَّهُمْ اخْتَارُوا لِلْمُسْلِمِينَ حَيْثُ عَلِمُوا الْخِيَارَ، وَإِنَّكَ تُحَذِّرُنِيَ أَنْ أَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ [1] ، وَلَمْ أَكُنْ لأَفْعَلْ، إِنَّمَا أنا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى أَمْرٍ فَإِنَّمَا أنا رَجُلٌ مِنْهُمْ. فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَخَرَجَ ابْنُ عُمَرَ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْكَلامِ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ كَلامَهُ، وَقَالَ: إِنَّكَ وَاللَّهِ لَوْدِدْتُ أنا وكّلناك في أمر ابنك إلى الله، وَإِنَّا وَاللَّهِ لا نَفْعَلُ، وَاللَّهِ لَتَرُدُنَّ هَذَا الأَمْرَ شُورَى فِي الْمُسْلِمِينَ، أَوْ لنُعِيدُنَّهَا عَلَيْكَ جذعة، ثُمَّ وَثَبَ وَمَضَى، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهمّ اكْفَنِيهِ بِمَا شِئْتَ، ثُمَّ قَالَ: عَلَى رَسْلِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ، لَا تُشْرِفْنَ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَسْبِقُونِي بِنَفْسِكَ، حَتَّى أُخْبِرُ الْعَشِيَّةَ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَ، ثُمَّ كُنْ بَعْدُ عَلَى مَا بَدَا لَكَ مِنْ أَمْرِكَ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا بْنَ الزُّبَيْرِ، إِنَّمَا أَنْتَ ثَعْلَبٌ رَوَاغٌ، كُلَّمَا خَرَجَ مُنْ حُجْرٍ دَخَلَ آخَرَ، وَإِنَّكَ عَمَدْتَ إِلَى هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَنَفَخْتُ فِي مَنَاخِرِهِمَا وَحَمَلْتَهُمَا عَلَى غَيْرِ رَأْيِهِمَا. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنْ كُنْتَ قَدْ مَلِلْتَ الإِمَارَةَ فَاعْتَزِلْهَا، وَهَلُمَّ ابْنَكَ فَلنُبَايِعْهُ، أَرَأَيْتَ إِذَا بَايَعْنَا ابْنَكَ مَعَكَ لأَيُّكُمَا نَسْمَعُ وَنُطِيعُ! لا نجمع الْبَيْعَةُ لَكُمَا أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ. وَصَعَدَ مُعَاوِيَةُ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا وَجَدْنَا أَحَادِيثَ النَّاسِ ذَاتَ عَوَارٍ، زَعَمُوا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ، لَنْ يُبَايِعُوا يَزِيدَ، وَقَدْ سَمِعُوا وَأَطَاعُوا وَبَايَعُوا لَهُ، فَقَالَ أَهْلُ الشَّامُ: وَاللَّهِ لا نَرْضَى حَتَّى يُبَايِعُوا عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ، وَإِلَّا ضَرَبْنَا أَعْنَاقَهُمْ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَسْرَعَ النَّاسَ إِلَى قُرَيْشٍ بِالشَّرِّ [2] ، لا أَسْمَعُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ بَعْدَ الْيَوْمِ، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ النَّاسُ: بَايَعَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزبير وابن أبي بكر   [1] في تاريخ خليفة زيادة: «وأن أسعى في فساد ذات بينهم» . [2] في تاريخ الخلفاء 214 «بالسوء» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 وَهُمْ يَقُولَوْنَ: لا وَاللَّهِ مَا بَايَعْنَا. فَيَقُولَ النَّاسُ: بَلَى، وَارْتَحَلَ مُعَاوِيَةُ فَلَحِقَ بِالشَّامِ [1] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ، فَذَكَرَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَيُبَايِعَنَّ أَوْ لأَقْتُلَنَّهُ، فخرج إليه ابنه عبد الله فأخبره، فبكى ابن عمر، فقدم معاوية مكة، فنزل بذي طوى، فخرج إليه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ تَقْتُلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ إِنْ لَمْ يُبَايِعْ ابْنَكَ؟ فَقَالَ: أنا أَقْتُلُ ابْنَ عُمَرَ! وَاللَّهِ لا أَقْتُلُهُ [2] . وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ حِينَ بُويِعَ يَزِيدُ: إِنْ كَانَ خَيْرًا رَضِينَا، وَإِنْ كَانَ بَلاءً صَبَرْنَا [3] . وَقَالَ جُوَيْرية بن أسماء: سمعت أشياخ أَهْل المدينة يحدّثون: أنّ مُعَاوِيَة لَمَّا رحل عَن مَر [4] قَالَ لصاحب حَرَسِه: لَا تدع أحدًا يسير معي إِلَّا من حملته أنا، فخرج يسير وحده حَتَّى إذا كَانَ وسط الأراك [5] ، لقيه الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فوقف وَقَالَ: مرحبًا وَأَهْلًا بابن بِنْت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وسيّد شباب المسلمين، دابة لأبي عَبْد اللَّهِ يركبها، فأتي بِبرذوْن فتحول عَلَيْهِ، ثُمَّ طلع عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بكر، فَقَالَ مرحبًا وَأَهْلًا بشيخ قريش وسيدها وابن صِديق الأمة، دابةً لأبي محمد، فأتي ببرْذَوْن فركبه، ثُمَّ طلع ابن عمر، فَقَالَ: مرحبًا وَأَهْلًا بصاحب رَسُول اللَّهِ، وابن الفاروق، وسيد المسلمين، فدعا لَهُ بدابّة فركبها، ثُمَّ طلع ابن الزُّبير، فَقَالَ: مرحبًا وَأَهْلًا بابن حواريّ رَسُول اللَّهِ، وابن الصدّيق، وابن عمّة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ دعا لَهُ بدابة فركبها، ثُمَّ أقبل يسير بينهم لَا يسايره غيرهم، حَتَّى دَخَلَ مكة، ثُمَّ كانوا أول داخل وآخر خارج،   [1] تاريخ خليفة 213، 214. [2] تاريخ خليفة 214، 215. [3] تاريخ خليفة 217. [4] مرّ، هو: مرّ الظهران. موضع على مرحلة من مكة. قال الواقدي: بين مرّ وبين مكة خمسة أميال. (معجم البلدان 5/ 104) . [5] أراك: بالفتح، هو وادي الأراك، قرب مكة. وقيل: جبل لهذيل. (معجم البلدان 1/ 135) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 وليس في الأرض صباح إِلَّا أولاهم حباءً وكرامة، وَلَا يعرض لهم بذكر شيء، حَتَّى قضى نُسكه وترحلت أثقاله، وقَرب سيره، فأقبل بعض القوم عَلَى بعض فَقَالَ: أيها القوم لا تخدعوا، إنّه واللَّه مَا صنع بكم مَا صنع لحبكم وَلَا لكرامتكم، وَلَا صنعه إِلَّا لَمَّا يريده، فأعدّوا لَهُ جوابًا. وأقبلَوْا عَلَى الحسين فقالْوَا: أنت يَا أبا عَبْد اللَّهِ! فَقَالَ: وفيكم شيخ قريش وسيدها هُوَ أحق بالكلام. فقالْوَا لعَبْد الرَّحْمَنِ: يَا أبا محمد، قَالَ: لست هناك، وفيكم صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وسيد المرسلين. فقالْوَا لابن عمر: أنت، قَالَ: لست بصاحبكم، ولكن وَلَّوُا الكلام ابن الزبير، قَالَ: نعم إن أعطيتموني عهودكم أن لَا تخالفوني، كفيتكم الرجل، قالْوَا: ذاك لك. قَالَ: فأذِن لهم وَدَخَلُوا، فحمد اللَّه مُعَاوِيَة وأثني عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ علمتم مسيري فيكم، وصِلَتي لأرحامكم، وصفحي عَنْكُم، ويزيد أخوكم، وابن عمَكم، وأحسن النَّاس فيكم رأيَا، وإِنَّمَا أردت أن تقدموه، وأنتم الذين تنزعون وتؤمرون وتقسمون، فسكتوا، فَقَالَ: ألَّا تجيبوني! فسكتوا، فأقبل عَلَى ابن الزبير فَقَالَ: هات يَا بن الزبير، فإنك لعَمْري صاحب خطبة القوم. قَالَ: نعم يَا أمير المؤْمِنِينَ، نخيرك بَيْنَ ثلاث خصال، أيها مَا أخذتَ فهو لك، قَالَ: للَّه أَبُوك، اعرضهنّ، قَالَ: إن شئتَ صُنع مَا صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن صُنع مَا صنع أَبُو بكر، وإن شئت صُنع مَا صنع عمر. قَالَ: مَا صنعوا؟. قَالَ: قُبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فلم يعهد عهدًا، وَلَمْ يستخلف أحدًا، فارتضي المسلمون أبا بكر. فَقَالَ: إِنَّهُ ليس فيكم الْيَوْم مثل أَبِي بكر، إن أبا بكر كَانَ رجلًا تُقطع دونه الأعناق، وإني لست آمن عليكم الاختلاف. قَالَ: صدقت، واللَّه مَا نحب أن تدعنا، فاصنع مَا صنع أَبُو بكر. قَالَ: للَّه أَبُوك وَمَا صنع؟. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: عمد إِلَى رَجُلٌ من قاصية قريش، ليس من رهطه فاستخلفه، فإن شئت أن تنظر أي رَجُلٌ من قريش شئت، ليس من بني عَبْد شمس، فنرضى بِهِ. قَالَ: فالثالثة مَا هِيَ؟ قَالَ: تصنع مَا صنع عمر. قَالَ: وَمَا صنع؟. قَالَ: جعل الأمر شورى في ستة، ليس فِيهِم أحد من ولده، وَلَا من بني أبيه، وَلَا من رهطه. قَالَ: فهل عندك غير هَذَا. قَالَ: لَا. قَالَ: فأنتم؟. قالْوَا: ونحن أيضَا. قَالَ: أما بَعْدَ، فإني أحببت أن أتقدم إليكم، أَنَّهُ قَدِ أعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ، وأَنَّهُ قَدْ كَانَ يقوم القائم منكم إِلَى فيكذبني عَلَى رءوس النَّاس، فأحتمل لَهُ ذلك، وإني قائم بمقالة، إن صدقتُ فلي صدقي، وإن كذبتُ فعلي كذبي، وإني أقسم باللَّه لئن ردّ عَلِيّ إنسان منكم كلمة في مقامي هَذَا أَلَّا ترجع إليه كلمته حَتَّى يسبق إِلَى رأسه، فلا يرعين رَجُلٌ إِلَّا عَلَى نَفْسَهُ، ثُمَّ دعا صاحب حَرسَه فَقَالَ: أقم عَلَى رأس كل رَجُلٌ من هؤلاء رجلين من حرسك، فإن ذهب رَجُلٌ يرد عَلَى كلمة في مقامي، فليضربا عنقه، ثُمَّ خرج، وخرجوا معه، حَتَّى رقي الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إنَّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم، لَا يُستبد بأمر دونهم، وَلَا يُقضى أمر إِلَّا عَن مشورتهم، أَنَّهُم قَدْ رضوا وبايعوا ليزيد ابن أمير المؤْمِنِينَ من بَعْده، فبايعوا بسم اللَّه، قَالَ: فضربوا عَلَى يده بالمبايعة، ثُمَّ جلس عَلَى رواحله، وانصرف النَّاس فلقوا أولئك النفر فقالْوَا: زعمتم وزعمتم، فلما أرضيتم وحيّيتم فعلتم، فقالوا: إنا واللَّه مَا فعلنا. قالْوَا: مَا منعكم؟ ثم بايعه الناس [1] .   [1] تاريخ خليفة 215، 217. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 [حوادث] سَنَة اثنتين وخمسين تُوُفِّيَ فِيهَا: أَبُو بكرة الثقفي، في قول. وعمران بن حُصَين. وكعب بن عجرة. ومعاوية بن حديج. وسَعِيد بن زيد، في قول. وسفيان بن عوف الأزدي أمير الصوائف. وحُوَيطب بن عَبْد العزّى القرشي. وأبو قتادة الحارث بن رِبْعي الْأَنْصَارِيّ، بخُلْف فيهما. وَرُوِيَفع بن ثابت، أمير برقة. وَفِيهَا وُلد يزيد بن أَبِي حبيب فقيه أَهْل مصر. وَفِيهَا صالح عبيد اللَّه بن أَبِي بكرة الثقفي رتبيل وبلاده على ألف ألف درهم [1] .   [1] تاريخ خليفة 218، فتوح البلدان 489. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 وأقام الحج سَعِيد بن العاص [1] . وَفِيهَا، أَوْ في حدودها، قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَن جَرِيرُ بْنُ يزيد قَالَ: خرج قريب وزحاف في سبعين رجلًا في رمضان فأتوا بني ضبيعة، وهم في مسجدهم بالبصرة، فقتلوا رؤبة بن المخبل [2] . قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: فحدثني الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد: أن رؤبة قَالَ في العشية التي قُتِلَ فِيهَا، لرجل في كلام: إن كنت صادقًا فرزقني اللَّه الشهادة قبل أن أرجع إِلَى بيتي [3] . قَالَ جَرِيرُ: عَن قطن بن الأزرق، عَن رَجُلٌ منهم، قَالَ: مَا شعرنا وإنا لقيام في المسجد، حَتَّى أخذوا بأَبُواب المسجد ومالْوَا في النَّاس، فقتلَوْهم، فوثب القوم إِلَى الجُدُر، وصعد رَجُلٌ المنارة فجعل ينادي: يَا خيل اللَّه اركبي. قَالَ: فصعدوا فقتلَوْه، ثُمَّ مضوا إِلَى مسجد المعاول، فقتلَوْا من فِيهِ، فحدثني جَرِيرُ بْنُ يزيد، أَنَّهُم انتهوا إِلَى رحبة بني عَلِيّ، فخرج عليهم بنو عَلِيّ، وكانوا رُماة، فرموهم بالنبل حَتَّى صرعوهم أجمعين [4] . قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: واشتد زياد بن أبيه في أمر الحَرُورية، بَعْدَ قُتِلَ قريب وزحاف فقتلهم، وأمر سَمُرَة بن جندب بقتلهم، فقتل منهم بشرًا كثيرًا [5] . قَالَ أَبُو عبيدة: زحاف: طائي، وقريب: أوديّ [6] .   [1] تاريخ خليفة 218، تاريخ الطبري 5/ 287، مروج الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 492، تاريخ اليعقوبي 2/ 239. [2] تاريخ خليفة 219 (حوادث 53 هـ.) . [3] تاريخ خليفة 219، 220. [4] تاريخ خليفة 220. [5] تاريخ خليفة 222. [6] في طبعة القدسي «أزدي» وهو تحريف والصواب ما أثبتناه، حيث قال في تاريخ خليفة: «إيادي، من إياد بن سود» (222) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 [حَوَادِثُ] سَنَة ثلاث وخمسين فِيهَا تُوُفِّيَ: فَضَالَةُ بن عبيد الأنصاري، وقيل سَنَة تسع. والضحاك بن فيروز الديلمي. وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بكر الصدَيق، بمكة. وزياد بن أبيه. وعمرو بن حزم الْأَنْصَارِيّ، بخُلف فِيهِ. وَفِيهَا بَعْدَ موت زياد استعمل مُعَاوِيَة عَلَى الْكُوفَة الضحاك بن قيس الفِهْري، وعلى الْبَصْرَةِ سَمُرَة بن جندب، وعزل عُبيد اللَّه بْنَ أَبِي بَكْرَةَ عَن سِجِسْتَانَ وَوَلاهَا عباد بن زياد، فغزا ابن زياد القنُدُهار [1] حَتَّى بلغ بيت الذهب، فجمع لَهُ الهند جمعًا هائلًا، فقاتلهم فهزمهم، وَلَمْ يزل عَلَى سجستان حَتَّى تُوُفِّيَ مُعَاوِيَة [2] . وَفِيهَا شتى عَبْد الرَّحْمَنِ بن أمّ الحكم بأرض الروم [3] .   [1] القندهار: بضم القاف، وسكون النون، وضم الدال أيضا. من بلاد السند أو الهند. (معجم البلدان 4/ 402، 403) . [2] تاريخ خليفة 219. [3] تاريخ خليفة 219، تاريخ الطبري 5/ 288، الكامل في التاريخ 3/ 493. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 وأقام الموسم سَعِيد بن العاص [1] . وَفِيهَا أمر مُعَاوِيَة عَلَى خُراسان عُبيد اللَّه بن زياد [2] . وَفِيهَا قُتِلَ عائذ بن ثعلبة الْبَلَوِيُّ، أحد الصحابة، قتله الروم بالبُرلُس. يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ- أَوْ عَن أُمِّهِ- أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ اتَّخَذَتْ خِنْجَرًا زَمَنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِلصُوصِ، وَكَانُوا قَدِ اسْتَعَزُّوا بالمدينة، فكانت تجعله تحت رأسها.   [1] تاريخ خليفة 222. [2] تاريخ خليفة 222، تاريخ الطبري 5/ 292، تاريخ اليعقوبي 2/ 239، مروج الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 496. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 [حَوَادِثُ] سَنَة أربع وخمسين فِيهَا تُوُفِّيَ: جبير بن مطعم. وَفِيهَا: أسامة بن زيد، عَلَى الصحيح. وثوبان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. وعمرو بن حزم. وَفِيهَا حسان بن ثابت. وعَبْد اللَّهِ بن أنيْس الجُهَني. وسَعِيد بن يربوع المخزومي. وحكيم بن حزام. ومخرمة بن نوفل. وَفِيهَا بخُلف: حُوَيطب بن عَبْد العُزي، وأَبُو قتادة الحارث بن رِبْعي. وَفِيهَا عُزل عَن المدينة سَعِيد بن العاص بمروان [1] . وَفِيهَا غزا عُبيد اللَّه بن زياد، فقطع النهر إلى بخارى، وافتتح راميثن [2] ،   [1] تاريخ خليفة 219. [2] في تاريخ خليفة، وطبعة القدسي من تاريخ الإسلام 3/ 44 «زامين» ، وما أثبتناه عن الطبري الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 ونصف [1] ، بيْكند [2] ، فقطع النهر عَلَى الإبل، فكان أول عربي قطع النهر [3] . وَفِيهَا وجه الضحاك بن قيس من الْكُوفَة مَصْقلة بن هبيرة الشيبانيّ إلى طبرستان، فصالح أهلها على خمسمائة ألف درهم [4] . وَفِيهَا عزل مُعَاوِيَة عَن الْبَصْرَةِ سَمُرَة، بعَبْد اللَّهِ بْن عمرو بن غيلان الثقفي [5] . وحج بالنَّاس مروان [6] . وَفِيهَا تُوُفيت سَوْدة أم المؤْمِنِينَ في قول، وقد مرت في خلافة عمر [7] .   [ () ] 5/ 297 ومعجم البلدان 3/ 18 وفيه: راميثن بكسر الميم، وسكون الياء 7 وثاء مثلّثة، وآخره نون. قرية ببخارى.. وذكرها العمراني بالزاي. وفي الكامل في التاريخ 3/ 499 «رامني» وفي نسخة أخرى «راثين» . [1] في طبعة القدسي 3/ 44 «ونسف» . وما أثبتناه عن الطبري، وخليفة، وابن الأثير. [2] بيكند: بالكسر، وفتح الكاف، وسكون النون، بلدة بين بخارى وجيحون. (معجم البلدان 1/ 533) . والعبارة في طبعة القدسي: «فافتتح زامين ونسف وبيكند من عمل بخارى» . [3] وهو نهر جيحون. انظر: تاريخ خليفة 222، وتاريخ الطبري 5/ 297، والكامل في التاريخ 3/ 499. [4] تاريخ خليفة 223. [5] تاريخ خليفة 223، الطبري 5/ 295. [6] تاريخ خليفة 223، تاريخ اليعقوبي 2/ 239، والطبري 5/ 298، ومروج الذهب 4/ 398، والكامل في التاريخ 3/ 499. [7] انظر ترجمتها ومصادرها في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا- 287- 289. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 [حَوَادِثُ] سَنَة خمس وخمسين فِيهَا تُوُفِّيَ: زيد بن ثابت في قول المدائني. وسعد بن أبي وقّاص، على الأصحّ. والأرقم بن أَبِي الأرقم، في قول. وأَبُو اليَسَر. وكعب بن عمرو السلمي. وَفِيهَا عزل عَن الْبَصْرَةِ عبيد اللَّه الثقفي، ووليها عُبيد اللَّه بن زياد [1] . وَفِيهَا غزا يزيد بن شجرة الرَهاوي، فقُتل، وقيل لَمْ يُقْتل، إِنَّمَا قُتِلَ في سَنَة ثمان وخمسين [2] . وأقام الحج مروان بن الحكم [3] . وشتى بأرض الروم مالك بن عبد الله [4] .   [1] تاريخ خليفة 223، تاريخ الطبري 5/ 299، الكامل في التاريخ 3/ 501. [2] تاريخ خليفة 223. [3] تاريخ خليفة 223، اليعقوبي 2/ 239، الطبري 5/ 300، المسعودي 4/ 398، ابن الأثير 3/ 502. [4] تاريخ الطبري 5/ 299. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 [حَوَادِثُ] سَنَة ست وخمسين فِيهَا تُوُفِّيَ: عبد الله بن قرط الثُمالي. وجُوَيرية أم المؤْمِنِينَ المصْطَلقية، وقيل: توفيت سَنَة خَمْسِينَ. وَفِيهَا: إِسْحَاق بن طلحة بن عُبَيد اللَّه. وَفِيهَا: وُلد أَبُو جعفر محمد بن عَلَى، وعمرو بن دينار. وقد مر أن مُعَاوِيَة وَلَّى عَلَى البصرة عُبيد اللَّه بن زياد، فعزله في هَذِهِ السنة عَن خراسان، وأمَّر عليها سَعِيد بن عُثْمَان بن عفان، فغزا سَعِيد ومعه المهلب بن أَبِي صُفرة الأزدي، وطلحة الطلحات، وأوس بن ثعلبة سمرقند، وخرج إليه الصُغد فقاتلَوْه، فألجأهم إِلَى مدينتهم، فصالحوه وأعطوه رهائن [1] . وَفِيهَا شتى المسلمون بأرض الروم [2] .   [1] تاريخ خليفة 224، تاريخ الطبري 5/ 305، 306. [2] قيل: شتّى مسعود بن أبي مسعود، وقيل: جنادة بن أبي أميّة. (تاريخ خليفة 224) وقيل عبد الرحمن بن مسعود (الطبري 5/ 301، ابن الأثير 3/ 503) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 وَفِيهَا اعتمر مُعَاوِيَة في رجب [1] . وَفِيهَا تُوفيت الكلابية التي تزوجها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، فاستعاذت منه، ففارقها، أرّخها الواقدي [2] .   [1] الطبري 5/ 301، ابن الأثير 3/ 503. [2] انظر عنها في الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا، 593- 596. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 [حَوَادِثُ] سَنَة سبع وخمسين فِيهَا تُوفيت أم المؤْمِنِينَ عائشة، أَوْ في سَنَة ثمان،. وَفِيهَا: السائب بن أبي وداعة السهمي. ومعتّب بن عوف بن الحمراء. وعَبْد اللَّهِ بن السعدي العامري. وفي قول: أَبُو هريرة. وَفِيهَا: كعب بن مرة، أَوْ مرة بن كعب البهزي. وقثم بن العباس،. وَيُقَالُ تُوُفِّيَ فِيهَا سَعِيد بن العاص. وعَبْد اللَّهِ بن عامر بن كريز. وَفِيهَا عُزِل الضحاك عَن الْكُوفَة، ووليها عَبْد الرَّحْمَنِ بن أم الحكم [1] . وَفِيهَا وجه مُعَاوِيَة حسان بن النعمان الغساني إِلَى إفريقية، فصالحه من يليه من البربر، وضرب عليهم الخراج، وبقي عليها حَتَّى تُوُفِّيَ مُعَاوِيَة [2] .   [1] تاريخ خليفة 224، الطبري 5/ 309. [2] تاريخ خليفة 224. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 وَفِيهَا عزل مُعَاوِيَة مروان عَن المدينة، وأمَّر عليها الْوَليد بن عُتْبة بن أَبِي سفيان، وعزل عَن خُراسان سَعِيد بن عُثْمَان، وأعاد عليها عُبيد اللَّه بن زياد [1] . وشتى عَبْد الله بن قيس بأرض الروم [2] .   [1] تاريخ خليفة 224 و 225. [2] تاريخ خليفة 225، الطبري 5/ 308، ابن الأثير 3/ 514. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 [حَوَادِثُ] سَنَة ثمان وخمسين فِيهَا تُوُفِّيَ: شداد بن أوس. وعَبْد اللَّهِ بن حوالة. وعُبيد اللَّه بن العباس. وعُقْبة بن عامر الجُهَني. وأَبُو هريرة. ويزيد بن شجرة الرَهاوي [1] . وجُبَير بن مطعم، في قول المدائني. وَفِيهَا غزا عُقْبة [2] بن نافع من قِبَل مَسْلمة بن مخلد [3] ، فاختط مدينة القيروان وابتناها [4] . وصلى أبو هريرة عَلَى عائشة، وَكَانَ مروان غائبًا في العُمرة. وَفِيهَا حج بالنَّاس الْوَليد بن عُتبة [5] .   [1] في (اللباب لابن الأثير 2/ 45) الرهاوي: بفتح الراء والهاء وبعد الألف واو، هذه النسبة إلى رها، وهو بطن من مذحج.. إلخ. [2] في الأصل «عتبة» . [3] هو عامل مصر، كما في كتاب الولاة والقضاة 37، والنجوم الزاهرة 1/ 137. [4] البيان المغرب 1/ 21، 22. [5] تاريخ خليفة 225، الطبري 5/ 314، تاريخ اليعقوبي 2/ 239، مروج الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 520. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 [حَوَادِثُ] سَنَة تسع وخمسين فِيهَا تُوُفِّيَ: سَعِيد بن العاص الأموي، عَلَى الصحيح. وجُبير بن مُطعم، في قول. وأوس بن عوف الطائفي، لَهُ صُحْبة. وشيبة بن عُثْمَان الحُجُبي، في قول. وأَبُو محذورة المؤذن. وعبد اللَّه بن عامر بن كريز، عَلَى الصحيح. وأَبُو هريرة، في قول سَعِيد بن عُفَير. وَيُقَالُ: توفيت فِيهَا أم سلمة، وتأتي سَنَة إحدى وستين. وفيها وُلد عوف الأعرابي [1] . وَفِيهَا غزا أَبُو المهاجر دينار فنزل عَلَى قُرْطاجَنة، فالتقوا، فكثُر القتل في الفريقين، وحجز الليل بينهم، وانحاز المسلمون من ليلتهم، فنزلَوْا جبلًا في قبلة تونس، ثُمَّ عاودوهم القتال، فصالحوهم عَلَى أن يخلوا لهم الجزيرة،   [1] تاريخ خليفة 226. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 وافتتح أَبُو المهاجر ميلة، وكانت إقامته في هَذِهِ الغزاة نحوا من سنتين [1] . وَفِيهَا شتى عمرو بن مُرَّ بأرض الروم في البر [2] . وأقام الحجّ للناس الوليد بن عتبة [3] .   [1] تاريخ خليفة 226. [2] قال خليفة 226: ولم يكن عامئذ بحر. الطبري 5/ 315، ابن الأثير 3/ 521. [3] بقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» إن المؤلف- رحمه الله- قد وهم في اسم صاحب الحجّ لهذه السنة، فقد أجمعت المصادر على أنه «عثمان بن محمد بن أبي سفيان» . انظر: تاريخ الطبري 5/ 321، وتاريخ اليعقوبي 2/ 239، ومروج الذهب للمسعوديّ 4/ 398، والكامل في التاريخ 3/ 525، وفي تاريخ خليفة 227 «محمد بن أبي سفيان» حيث سقط اسم «عثمان بن محمد» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 [حَوَادِثُ] سَنَة ستين فِيهَا تُوُفِّيَ: مُعَاوِيَة بن أَبِي سفيان. وبلال بن الحارث المزَني. وسَمُرَة بن جُنْدب الفَزَاري. وعَبْد اللَّهِ بن مغفل. وفي قول الْوَاقدي: صفوان بن المعطل السلمي. وَفِيهَا تُوُفِّيَ في قولٍ: أَبُو حُمَيد الساعدي. وَفِيهَا: أَبُو أسَيد الساعدي، في قول ابن سعد. بيعة يزيد قَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَكْرَهُوا إمرة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرءوس تَنْدُرُ [1] عَنْ كَوَاهِلِهَا. قلت: قَدْ مضى أن مُعَاوِيَة جعل ابنه وَليّ عهده بَعْدَه، وأكره النَّاسَ عَلَى ذلك، فلما تُوُفِّيَ لَمْ يَدْخُلْ في طاعة يزيد: الحسين بن عَلِيّ، وَلَا عَبْد اللَّهِ بن الزبير، وَلَا من شايعهما.   [1] في الأصل «الدوس تنذر» والتصحيح مما سيأتي في ترجمة معاوية. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 قَالَ أَبُو مُسْهر: ثَنَا خالد بن يزيد، حدثني سَعِيد بن حُرَيث قَالَ: لَمَّا كَانَ الغداة التي مات في ليلتها مُعَاوِيَة فزع النَّاس إِلَى المسجد، وَلَمْ يكن قبله خَلِيفَة بالشَّام غيره، فكنت فيمن أتى المسجد، فلما ارتفع النهار، وهم يبكون في الخضراء، وابنه يزيد غائب في البرية، وَهُوَ ولي عهده، وَكَانَ نائبه عَلَى دمشق الضحاك بن قيس الفِهْري، فدُفِن مُعَاوِيَة، فلما كَانَ بَعْدَ أسبوع بَلَغنا أن ابن الزبير خرج بالمدينة وحارب، وَكَانَ مُعَاوِيَة قَدْ غُشي عَلَيْهِ مرة، فركب بموته الرُكبان، فلما بلغ ذلك ابنَ الزبير خرج، فلما كَانَ يَوْم الجمعة صَلَّى بنا الضحاك ثُمَّ قَالَ: تعلمون أن خليفتكم يزيد قَدْ قدم، ونحن غدًا متلقوه، فلما صَلَّى الصبح ركب، وركبنا معه، فسَارَ إِلَى ثنية العُقاب [1] ، فإذا بأثقال يزيد، ثُمَّ سرنا قليلًا، فإذا يزيد في ركبٍ معه أخواله من بني كلب، وَهُوَ عَلَى بخْتي، لَهُ رحل، ورائطة [2] مَثْنِية في عنقه، ليس عَلَيْهِ سيف وَلَا عمامة، وَكَانَ ضخمًا سمينًا، قَدْ كثُر شعره وشعث، فأقبل النَّاس يسلمون عَلَيْهِ ويعزونه، وَهُوَ تُرى فِيهِ الكآبة والحزن وخَفْض الصوت، فالنَّاس يعيبون ذلك مِنْهُ ويقولَوْن: هَذَا الأعرابي الذي ولاه أمر النَّاس، واللَّه سائله عَنْهُ، فسَارَ، فقلنا: يَدْخُلُ من باب توما، فلم يَدْخُلْ، ومضى إِلَى باب شرقي، فلم يَدْخُلْ مِنْهُ وأجازه، ثُمَّ أجاز باب كَيْسان إِلَى باب الصغير، فلما وافاه أناخ ونزل، ومشى الضحاك بَيْنَ يديه إِلَى قبر مُعَاوِيَة، فصفّنا خلفه، وكبّر أربعًا، فلما خرج من المقابر أتى ببغلة فركبها إِلَى الخضراء، ثُمَّ نودي الصلاة جامعة لصلاة الظهر، فاغتسل ولبس ثيابًا نقية، ثُمَّ جلس عَلَى المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، وذكر موت أبيه، وَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُغزيكم البرَ والبحرَ، ولستُ حاملًا واحدًا من المسلمين في البحر، وأَنَّهُ كَانَ يُشتيكم بأرض الروم، ولست مشْتيًا أحدًا بِهَا، وأَنَّهُ كَانَ يُخرج لكم العطاء أثلاثًا، وأنا أجمعه لكم كله. قَالَ: فافترقوا، وَمَا يفضلَوْن عَلَيْهِ أحدا.   [1] في الأصل «العقارب» ، والتصحيح من معجم البلدان 2/ 85. [2] قطعة من النسيج توضع على الرقبة، ولعلها التي يسميها المصريون تلفيعة ورقبية، ويسميها الشاميون حطة وحطاطة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 وَعَن عمرو بن ميمون: أن مُعَاوِيَة مات وابنه بحوارين [1] ، فصلى عَلَيْهِ الضحاك [2] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتُ إِنَّمَا عَهِدْتُ لِيَزِيدَ لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ فضله، فبلغه ما أملت وأعنه، وإن كنت إنما حملني حب الوالد لولده، وأنه ليس بِأَهْلٍ، فَاقْبِضْهُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ. وَقَالَ حُمَيد بن عَبْد الرَّحْمَنِ: دَخَلَنا عَلَى بشير، وَكَانَ صحابيًا، حين استخلف يزيد فَقَالَ: يقولَوْن إِنَّمَا يزيد ليس بخير أمة محمد صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأنا أقول ذلك، ولكن لأن يجمع اللَّه أمة محمد أحب إلي من أن تفترق. وَقَالَ جُوَيرية بن أسماء: سمعت أشياخنا بالمدينة، مَا لَا أحصى- يقولَوْن: إن مُعَاوِيَة لَمَّا هلك، وعلى المدينة الْوَليد بن عُتْبة بن أَبِي سفيان، أتاه موته من جهة يزيد قَالَ: فبعث إِلَى مروان وبني أمية فأخبرهم، فَقَالَ مروان: ابعث الآن إِلَى الحسين وابن الزبير، فإن بايعا، وَإِلَّا فاضرب أعناقهما، فأتاه ابن الزبير فنعى لَهُ مُعَاوِيَة، فترحم عَلَيْهِ، فَقَالَ: بايع يزيد، قَالَ: مَا هَذِهِ ساعة مبايعة وَلَا مثلي يبايع ها هنا يَا بن الزرقاء، واستبا، فَقَالَ الْوَليد: أَخْرَجَهُمَا عني، وَكَانَ رجلًا رفيقًا سريًا كريمًا، فأخرجا، فجاء الحسين عَلَى تلك الحال، فلم يكلم في شيء، حَتَّى رجعا جميعًا، ثُمَّ رد مروان إِلَى الْوَليد فَقَالَ: واللَّه لَا تراه بعد مقامك إلّا حيث يسؤوك، فأرسل العيون في أثره، فلم يزد حين دَخَلَ منزله عَلَى أن توضأ وصلى، وأمر ابنه حمزة أن يقدم راحلته إِلَى ذي الحُلَيفة، مما يلي الفرع، وَكَانَ لَهُ بذي الحليفة مال عظيم، فلم يزل صافًا قدميه إِلَى السَحَر، وتراجعت عَنْهُ العيون، فركب دابة إِلَى ذي الحُلَيفة، فجلس عَلَى راحلته، وتوجه إلى مكة، وخرج الحسين من ليلته   [1] حوّارين: بالضم، وتشديد الواو. ويختلف في الراء، فمنهم من يكسرها ومنهم من يفتحها، وياء ساكنة، ونون. من قرى حلب. (معجم البلدان 2/ 315) . [2] أنساب الأشراف 4/ 154. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 فالتقيا بمكة، فَقَالَ ابن الزبير للحسين: مَا يمنعك من شيعتك وشيعة أبيك! فو الله لَوْ أن لي مثلهم مَا توجهت إِلَّا إليهم، وبعث يزيد بن مُعَاوِيَة عمر بن سَعِيد بن العاص أميرًا عَلَى المدينة، خوفًا من ضعف الْوَليد، فرقي المنبر، وذكر صنيع ابن الزبير، وتعوذه بمكة، يعني أَنَّهُ عاذ ببيت الله وحرمه، فو الله لَنَغْزُوَنَه، ثُمَّ لئن دَخَلَ الكعبة لنُحَرَقنها عَلَيْهِ عَلَى رغم أنف من رَغِم. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حزم: حدثنا محمد بن الزبير، حدثني رُزَيق مولى مُعَاوِيَة قَالَ: بعثني يزيد إِلَى أمير المدينة، فكتب إِلَى بموت مُعَاوِيَة، وأن يبعث إِلَى هؤلاء الرهط، ويأمرهم بالبيعة، قَالَ: فقدمْتُ المدينة ليلًا، فقلت للحاجب: استأذن لي، ففعل، فلما قرأ كتاب يزيد بوفاة مُعَاوِيَة جزع جزعًا شديدَا، وجعل يقوم عَلَى رِجْليه، ثُمَّ يرمي بنَفْسَهُ عَلَى فراشه، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى مروان، فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة موردة، فنعي لَهُ مُعَاوِيَة وأخبره، فَقَالَ: ابعث إِلَى هؤلاء، فإن بايعوا، وَإِلَّا فاضرب أعناقهم، قَالَ: سبحان اللَّه! أقتل الحسين وابن الزبير! قَالَ: هُوَ مَا أقول لك. قلت: أما ابن الزبير فعاذ ببيت اللَّه، ولم يبايع، وَلَا دعا إِلَى نَفْسَهُ، وأما الحسين بن عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، فسَارَ من مكة لَمَّا جاءته كتب كثيرةٍ من عامّة الأشراف بالْكُوفَة، فسَارَ إليها، فجرى مَا جرى وَكانَ أَمْرُ الله قَدَراً مَقْدُوراً 33: 38 [1] . مجالد، عن الشعبي. (ح) والواقدي مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ أَنَّ الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ مُسْلِمُ بْنُ عَقِيلٍ- وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ- إِلَى الْكُوفَةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيِّ، وَيَنْظُرُ إِلَى اجْتِمَاعِ النَّاسِ عَلَيْهِ، وَيَكْتُبُ إِلَيْهِ بِخَبَرِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْكُوفَةِ، طَلَبَ هَانِئَ بْنَ عُرْوَةَ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُجْبِرَ عَدُوِّي وَتَنْطَوِيَ عَلَيْهِ؟ قال: يا ابن أَخِي إِنَّهُ جَاءَ حَقٌّ هُوَ أَحَقُّ مِنْ حَقِّكَ، فَوَثَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِعَنْزَةٍ [2] طَعَنَ بِهَا في رأس   [1] الأحزاب/ 38. [2] العنزة: مثل نصف الرمح، كما في النهاية. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 هَانِئٍ حَتَّى خَرَجَ الزُّجُّ [1] ، وَاغْتَرَزَ فِي الْحَائِطِ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلٍ، فَوَثَبَ بِالْكُوفَةِ، وَخَرَجَ بِمَنْ خَفَّ مَعَهُ، فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ مُسْلِمٌ، وَذَلِكَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ سِتِّينَ. وَرَوَى الْوَاقدي، والمدائني، بإسنادهم: أن مسلم بن عقيل بن أبي طالب خرج في أربعمائة، فاقتتلَوْا، فكثَّرهم أصحاب عُبيد اللَّه، وجاء الليل، فهرب مسلم حَتَّى دَخَلَ عَلَى امرأة من كِنْدة، فاستجار بِهَا، فدلّ عَلَيْهِ محمد بن الأشعث، فأتي بِهِ إِلَى عُبيد اللَّه، فبكّته وأمر بقتله، فَقَالَ: دعني أوصي، فَقَالَ: نعم، فنظر إِلَى عمر بن سعد بن أَبِي وقّاص فَقَالَ: إن لي إليك حاجة وبيننا رَحِم، فقام إليه فَقَالَ: يَا هَذَا ليس هنا رَجُلٌ من قريش غيري وغيرك وَهَذَا الحسين قَدْ أظلّك، فأرسل إليه فلينصرف، فإن القوم قَدْ غرّوه وخدعوه وكذّبوه، وعليّ دَيْن فاقضه عني، واطلب جثتي من عُبيد اللَّه بن زياد فوارِها، فَقَالَ لَهُ عبيد اللَّه: ما قَالَ لك؟ فأخبره، فَقَالَ: أما مالك فهو لك لَا نمنعه منك، وأما الحسين فإن تَركَنا لَمْ نردّه، وأما جثته فإذا قتلناه لَمْ نبال مَا صُنع بِهِ، فقُتل رحمه اللَّه. ثُمَّ قضى عمر بن سعد دَين مسلم، وكفّنه ودفنه، وأرسل رجلًا عَلَى ناقة إِلَى الحسين يخبره بالأمر، فلقيه عَلَى أربع مراحل، وبعث عبيد الله برأس مسلم وهانئ إِلَى يزيد بن مُعَاوِيَة، فَقَالَ عَلِيّ لأبيه الحسين: ارجع يَا أبه، فَقَالَ بنو عقيل: ليس ذا وقت رجوع.   [1] الزج بالضم: الحديدة في أسفل الرمح، كما في القاموس المحيط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 تراجم أَهْل هَذِهِ الطبقة [حرف الألف] الأرقم بن أَبِي الأرقم [1] ، عَبْد مناف بن أسد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مخزوم المخزومي، الذي استخفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ في داره المعروفة بدار الخيزران عند الصفا [2] ، أَبُو عَبْد اللَّهِ. نفّله النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم بدر سيفًا [3] ، واستعمله عَلَى الصدقات.   [1] انظر عن (الأرقم بن أبي الأرقم) في: سيرة ابن هشام 1/ 287 و 2/ 284 و 326، والتاريخ الكبير 2/ 46 رقم 1636، والمحبّر 73، ومسند أحمد 3/ 17، والمغازي للواقدي 103 و 155 و 341، والتاريخ الصغير 66، وطبقات خليفة 21، ومشاهير علماء الأمصار 31، 32 رقم 162، والمنتخب من ذيل المذيّل 519، والطبقات الكبرى 3/ 242- 244، والاستيعاب 1/ 107- 109، وجمهرة أنساب العرب 143، والجرح والتعديل 2/ 309، وجمهرة أنساب العرب 143، والجرح والتعديل 2/ 309، 310 رقم 1159، ونسب قريش 334، والمعجم الكبير 1/ 306، 307 رقم 88، والبدء والتاريخ 5/ 101، والمستدرك 3/ 502- 505، والاستبصار 117، وأسد الغابة 1/ 59- 61، والعبر 1/ 61، وسير أعلام النبلاء 2/ 479، 480 رقم 96، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 12، والبداية والنهاية 8/ 71، ومرآة الجنان 1/ 128، والوفيات لابن قنفذ 68 رقم 55، والوافي بالوفيات 8/ 363، 364 رقم 3793، وتعجيل المنفعة 26، 27 رقم 32، والإصابة 1/ 28، 29 رقم 73، وكنز العمال 13/ 269، وشذرات الذهب 1/ 61. [2] مشاهير علماء الأمصار 31، 32. [3] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 284 وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 504 من طريق: أبي مصعب الزهري، عن يحيى بن عمران بن عثمان، عن جدّه، عن أبيه الأرقم، وصحّحه. ووافقه الذهبي في تلخيصه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 قَالَ ابن عَبْد البَر [1] : ذكر ابن أَبِي خيثمة أن والد الأرقم قَدْ أسلم أيضًا، فغلط. وذكر أَبُو حاتم [2] أن عَبْد اللَّهِ بن الأرقم هُوَ ولد الأرقم هَذَا، فغلط لأَنَّهُ زُهري، ولي بيت المال لعُثْمَان. وَقَالَ غيره: عاش الأرقم بضعًا وثمانين سَنَة، ومات بالمدينة، وصلى عَلَيْهِ سعد بن أَبِي وقاص بوصيّته، وبقي ابنه عَبْد اللَّهِ إِلَى حدود المائة [3] . وَرَوَى أَحْمَد في «مسنده» من حديث هشام بن زياد، عَن عُثْمَان بن الأرقم، عَن أبيه، في ذمّ تخطي الرقاب يَوْم الجمعة، رفع الحديث [4] . قَالَ عُثْمَان: تُوُفِّيَ أَبِي سَنَة ثلاث وخمسين، وله ثلاث وثمانون سَنَة [5] . أسامة بن زيد [6] ابن حارثه بن شراحيل الْكَلْبِيُّ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم وابن حبّه ومولاه،   [1] في الاستيعاب 1/ 108. [2] الجرح والتعديل 2/ 310. [3] الطبقات الكبرى 3/ 244، المستدرك 3/ 503. [4] مسند أحمد 3/ 417. [5] تعجيل المنفعة 27. [6] عن (أسامة بن زيد) انظر: مسند أحمد 5/ 199، والطبقات الكبرى 4/ 61- 72، والتاريخ لابن معين 2/ 22، وطبقات خليفة 6 و 297، وتاريخ خليفة 100 و 226، والمحبّر لابن حبيب 125 و 128 و 307 و 406 و 451، والتاريخ الكبير 2/ 20 رقم 1552، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 87 و 88 و 113 و 114 و 127، والأخبار الموفقيّات 322، وسيرة ابن هشام 2/ 228 و 229 و 284 و 3/ 29 و 201 و 247 و 299 و 300 و 4/ 87 و 253 و 269 و 288 و 299- 301 و 313، والأخبار الطوال 143، والمعارف 144 و 145 و 164 و 166، والمعرفة والتاريخ 1/ 304، والجرح والتعديل 2/ 283 رقم 1020، وفتوح البلدان 335، وتاريخ الطبري 3/ 225- 227 و 240- 243 و 247- 249 وغيرها، والمعجم الكبير 1/ 158- 188 رقم 11، والمستدرك 3/ 596، 597، وجمهرة أنساب العرب 157 و 178 و 197 و 257 و 341 و 355 و 446 و 459، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 33، وثمار القلوب 121، والعقد الفريد 3/ 196، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1776 و 1797، والزيارات 74، 75، وصفة الصفوة 1/ 521- 523 رقم 58، والتذكرة الحمدونية الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 أَبُو زيد، وَيُقَالُ أَبُو محمد، وَيُقَالُ أَبُو حارثة. وَفِي «الصَّحِيحِ» عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» [1] . وَرَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ حَسَنٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، وَعُرْوَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَأُمُّه أم أيمن بركة حاضنة النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ومولاته. وَكَانَ أسود كالليل، وَكَانَ أَبُوه أبيض أشقر. قاله إِبْرَاهِيم بن سعد [2] . قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ مُجَزِّزٌ [3] الْمُدْلِجِيُّ الْقَائِفُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَرَأَى أُسَامَةَ وَزَيْدًا، وَعَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ، قَدْ غطّيا رءوسهما، وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ، فَسُرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم بذلك وأعجبه [4] .   [ () ] 1/ 403، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 113- 115 رقم 46، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 24، والمنتخب من ذيل المذيّل 530، 531، وربيع الأبرار 4/ 29 و 127، ومشاهير علماء الأمصار 11 4/ 29 و 127، ومشاهير علماء الأمصار 11 رقم 24، وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309 و 413 رقم 24، وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309 و 413 و 562، وترتيب الثقات للعجلي 59 رقم 58، والمغازي للواقدي (انظر الأعلام) 3/ 1135، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 31 و 71، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 202، والاستيعاب 1/ 57- 59، والاستبصار 34 و 87 د وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 394- 402، وأسد الغابة 1/ 64- 66، والوفيات لابن قنفذ 68 رقم 58، والكاشف 1/ 57 رقم 263، وسير أعلام النبلاء 2/ 496- 507 رقم 104، وتلخيص المستدرك 3/ 596، 597، والمعين في طبقات المحدثين 19 رقم 13، والمغازي (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 769، والبداية والنهاية 8/ 67، وتهذيب الكمال 2/ 338- 347 رقم 316، وتحفة الأشراف 1/ 42- 62 رقم 9، ومرآة الجنان 1/ 126، 127، والثقات لابن حبّان 3/ 2، والوافي بالوفيات 8/ 373- 375 رقم 3810، ومجمع الزوائد 9/ 286، وتهذيب التهذيب 1/ 208 رقم 391، وتقريب التهذيب 1/ 53 رقم 357، والإصابة 1/ 31 رقم 89، والنكت الظراف 1/ 47، وخلاصة تذهيب التهذيب 26، وكنز العمال 13/ 270. [1] مرّ تخريجه. [2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 393. [3] في الأصل «مجزر» والتصحيح من «أسد الغابة» . [4] أخرجه البخاري في المناقب 7/ 69 باب مناقب زيد بن حارثة، وفي الفرائض 12/ 48، ومسلم (1459) من طريق: ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، وأحمد في المسند 6/ 82 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ أَهْلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «فَاطِمَةُ» ، قَالَ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ الرِّجَالِ، قَالَ: «مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ» ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْتَ» . وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [1] . وَقَالَ مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيُّ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَا ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ» . هَذَا صَحِيحٌ غَرِيبٌ [2] . وَقَالَتْ عَائِشَةُ فِي شَأْنِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا: مَنْ يَجْتَرِئ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِيهَا إِلَّا حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ أُسَامَةُ [3] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أُسَامَةُ، مَا حَاشَى [4] فَاطِمَةَ وَلَا غَيْرَهَا» [5] . قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ فَرَضَ لِأُسَامَةَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ، وَفَرَضَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لِمَ فضّلته   [ () ] و 226، وأبو داود في سننه (2267) ، والنسائي 6/ 184، والترمذي (2129) ، وابن ماجة (2349) وابن سعد في الطبقات 4/ 63. [1] أخرجه الترمذي (3819) ، والطبراني (369) والحاكم 3/ 596، وضعّفه الذهبي في تلخيص المستدرك فقال: عمر بن أبي سلمة ضعيف. [2] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (التهذيب) 2/ 393، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 286 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. [3] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء 6/ 377 وفي الفرائض 12/ 77، ومسلم (1688) في الحدود، والترمذي (1430) وأبو داود (4373) والدارميّ (2/ 173) وابن ماجة (2547) ، والنسائي 8/ 73، وابن سعد 4/ 69، 70، وكلّهم من طريق الليث، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. [4] أي ما أستثني. [5] رجاله ثقات. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 372، والحاكم في المستدرك 3/ 596 من طرق، عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصحّحه ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 286 ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله رجال الصحيح. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 عليّ، فو الله مَا سَبَقَنِي إِلَى مَشْهَدٍ! قَالَ: لِأَنَّ زَيْدًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ، وَكَانَ أُسَامَةُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِنْكَ، فَآثَرْتُ حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ أُسَامَةَ [1] . فَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَالَ: إِنْ يَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ [2] . وَفِي الْمَغَازِي: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَمَّرَ أُسَامَةَ عَلَى جَيْشٍ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَلَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةٍ [3] . وَفِي: «صَحِيحِ» مسلم، من حديث عائشة قالت: أراد النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَنْ يَمْسَحَ مُخَاطَ أُسَامَةَ فَقُلْتُ: دَعْنِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَفْعَلُهُ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ أَحِبِّيهِ فَإِنِّي أُحِبُّهُ» [4] . وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْمًا أَنْ أَغْسِلَ وَجْهَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ صَبِيٌّ، قَالَتْ: وَمَا وَلَدْتُ، وَلَا أَعْرِفُ كَيْفَ يُغْسَلُ وَجْهُ الصِّبْيَانِ، فَآخُذُ فَأَغْسِلُهُ غَسْلًا لَيْسَ بِذَاكَ، قَالَتْ: فَأَخَذَهُ وَجَعَلَ يَغْسِلُ وَجْهَهُ وَيَقُولُ: «لَقَدْ أَحْسَنَ بِنَا أُسَامَةُ إِذْ لَمْ يَكُنْ جَارِيَةً، وَلَوْ كُنْتَ جَارِيَةً لَحَلَّيْتُكَ وَأَعْطَيْتُكَ» [5] . وَفِي «مُسْنَدِ» أَحْمَدَ، مِنْ حَدِيثِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «وَلَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حتى أنفقه» [6] .   [1] أخرجه الترمذي وحسّنه (3813) ، وابن سعد 4/ 70. [2] أخرجه البخاري في المناقب 7/ 69 باب مناقب زيد، و 382 في المغازي، باب غزوة زيد بن حارثة، وفي المغازي 8/ 115 وفي الأيمان والنذور 11/ 455، ومسلم (2426) 63 و 64، والترمذي (3816) وأحمد 2/ 20، وابن سعد 4/ 65، وابن عساكر 2/ 394، والمزّي 2/ 343. [3] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 253 و 288، تاريخ الطبري 3/ 184. [4] أخرجه الترمذي في المناقب (3818) من طريق: الفضل بن موسى، عن طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عن عائشة وسنده حسن. [5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 318. [6] أخرجه أحمد 6/ 139 و 222، وابن ماجة (1976) ، وابن سعد 4/ 61، 62، وكلهم من الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَغَيْرِهِ قَالَ: لَمْ يَلْقَ عُمَرُ أُسَامَةَ قَطُّ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَمَاتَ وَأَنْتَ عَلَيَّ أَمِيرٌ [1] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَرَضَ عُمَرُ لِأُسَامَةَ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لِي فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِجْرَتِي وَهِجْرَتُهُ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ، وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْكَ [2] . وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ الرَّايَةَ صَارَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: «فَهَلَّا إِلَى رَجُلٍ قُتِلَ أَبُوهُ» ، يَعْنِي أُسَامَةَ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَاتَ أُسَامَةُ بِالْجَرْفِ [3] ، وَحُمِلَ إِلَى الْمَدِينَةِ [4] . وَعَن سَعِيد المقْبُري قَالَ: شهدت جنازة أسامة، فَقَالَ ابن عمر: عجّلوا بِحِب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قبل أن تطلعَ الشمس [5] . ابْنُ سَعْدٍ [6] : ثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَخَّرَ الإِفَاضَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ مِنْ أَجْلِ أُسَامَةَ يَنْتَظِرُهُ، فَجَاءَ غُلامٌ أَسْوَدُ أَفْطَسُ، فَقَالَ أَهْلُ الْيَمَنِ: إِنَّمَا حَبَسَنَا مِنْ أَجْلِ هَذَا! فَلِذَلِكَ ارْتَدُّوا، يَعْنِي أَيَّامَ الصِّدِّيقِ. وَقَالَ وكيع: سَلِمَ من الفتنة من المعروفين أربعة: سعد، وابن عمر، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة [7] ، واختلط سائرهم. وَقَالَ ابن سعد [8] : مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة.   [ () ] طريق: شريك القاضي، عن العباس بن ذريح، عن البهيّ، عن عائشة. [1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 398. [2] له شاهد في حديث زيد بن أسلم الّذي مرّ قبل قليل بنحوه. [3] الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام. [4] ابن سعد 4/ 72. [5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 402. [6] الطبقات الكبرى 4/ 63. [7] في الأصل «سلمة» . [8] الطبقات الكبرى 4/ 72. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 قلت: وقد سكن المزّة مدّة، ثُمَّ انتقل إِلَى المدينة، وتوفي بِهَا، ومات وله قريب من سبعين سَنَة. وقيل: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين، فاللَّه أعلم. وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: ثَنَا أَبِي: سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مُضْطَجِعًا عَلَى بَابِ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، رَافِعًا عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: أَتُصَلِّي عِنْدَ قَبْرٍ! وَقَالَ لَهُ قَوْلًا قَبِيحًا ثُمَّ أَدْبَرَ، فَانْصَرَفَ أُسَامَةُ ثُمَّ قَالَ: يَا مَرْوَانُ إِنَّكَ فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» [1] . إسحاق بن طلحة [2] ، بن عبيد اللَّه. تُوُفِّيَ سَنَة ست وخمسين بخراسان. وَرَوَى عَن: أبيه، وعائشة. وعنه: ابنه مُعَاوِيَة، وابن أخيه إِسْحَاق بن يحيي، ووفد عَلَى مُعَاوِيَة، وخطب إليه أخته [3] . وَهُوَ ابن خالة مُعَاوِيَة، لأن أمه أم أبان بِنْت عُتبة بن ربيعة. أسماء بنت عميس [4]- ع- الخثعمية.   [1] رجاله ثقات. أخرجه الطبراني 1/ 405، وابن حبّان في صحيحه (1974) . [2] انظر عن (إسحاق بن طلحة) في: الطبقات الكبرى 5/ 166، وتاريخ أبي زرعة 1/ 555، والتاريخ الكبير 1/ 393 رقم 1253، وتاريخ الطبري 3/ 425 و 5/ 269 و 305، وفتوح البلدان 509، والجرح والتعديل 2/ 226 رقم 784، ونسب قريش 282، 283، والمعارف 232، وأخبار القضاة 1/ 226، والكامل في التاريخ 3/ 483 و 512، والكاشف 1/ 62 رقم 302، وسير أعلام النبلاء 4/ 368، وتهذيب الكمال 2/ 438- 440 رقم 362، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 444، 445، وتهذيب التهذيب 1/ 238 رقم 444، وتقريب التهذيب 1/ 58 رقم 409، وخلاصة تذهيب التهذيب 28. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 444. [4] انظر عن (أسماء بنت عميس) في: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 هاجرت مع زوجها جعفر إِلَى الحبشة، فلما استشهد بمُؤتة تزوجها بَعْدَه أَبُو بكر، [فولدت لَهُ محمدًا] [1] . ويحيى بن عَلِيّ بن أَبِي طالب إخوة لأم [2] . روت أحاديث. وعنها: ابنها عَبْد اللَّهِ، وابن أختها عَبْد اللَّهِ بن شدّاد بن الهاد، وسعيد ابن المسيَب، وَالشَّعْبِيُّ، والقاسم بن محمد، وعُرْوة بن الزبير، وفاطمة بِنْت عَلِيّ بن أَبِي طالب، وفاطمة بِنْت الحسين، وآخرون. وَهِيَ أخت ميمونة أم المؤْمِنِينَ، وأم الفضل زوجة العباس من الأم. وقيل: كنّ تسع أخوات.   [ () ] الطبقات الكبرى 8/ 280- 285، ونسب قريش 81، والمغازي للواقدي 739 و 766 و 767، وتاريخ أبي زرعة 1/ 588 و 655، وسيرة ابن هشام 1/ 290 و 351 و 3/ 307 و 315 و 4/ 20، ومسند أحمد 6/ 452، والمعارف 171 و 173 و 210 و 282 و 555، ومروج الذهب 1908، وفتوح البلدان 451- 455، والمحبّر 108 و 109 و 402، والبدء والتاريخ 4/ 137، والأغاني 11/ 67، وتاريخ اليعقوبي 2/ 114 و 128، والاستيعاب 4/ 234- 236، والعقد الفريد 4/ 263، والمعجم الكبير 24/ 131- 157، وتاريخ الطبري 3/ 124 و 195 و 196 و 240 و 421 و 426 و 433 و 5/ 154، والزاهر للأنباري 1/ 429، 430، وجمهرة أنساب العرب 38 و 68 و 390 و 391، والمعرفة والتاريخ 1/ 510، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 60، وربيع الأبرار 4/ 208، والمنتخب من ذيل المذيل 623، وأسد الغابة 5/ 395، 396، والكامل في التاريخ 2/ 238 و 291 و 331 و 341 و 419 و 420 و 3/ 397، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 330، 331 رقم 714، وتحفة الأشراف 11/ 259- 263 رقم 861، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1678، وسير أعلام النبلاء 24/ 282- 287 رقم 56، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 155، والكاشف 3/ 420 رقم 5، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 431، 432 و 488 و 700 و 701، والنكت الظراف 11/ 26، وتهذيب التهذيب 12/ 398، 399 رقم 2726، وتقريب التهذيب 2/ 589 رقم 7، والإصابة 4/ 231 رقم 51، والوافي بالوفيات 9/ 53، 54 رقم 3962، ومجمع الزوائد 9/ 260، وخلاصة تذهيب التهذيب 488، وشذرات الذهب 1/ 15 و 48، وحلية الأولياء 2/ 74- 76 رقم 158. [1] ما بين الحاصرتين زيادة على الأصل يقتضيها السياق اللاحق. [2] لأنّ عليّا رضي الله عنه تزوّج منها أيضا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 أوس بن عوف [1] ، الطائفي قدم عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ في وفد قومه ثقيف. قَالَ خَلِيفَة [2] : تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين. وَقَالَ أَبُو نُعَيم الحافظ: هُوَ أوس بن حُذَيفة، نُسب إِلَى جدّه الأعلى. وقيل هُوَ أوس بن أَبِي أوس. رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد اللَّهِ، وحفيده عُثْمَان بن عَبْد اللَّهِ. وقيل: هُوَ أوس الّذي نزل الشام، وهو بعيد.   [1] انظر عن (أوس بن عوف) أو (أوس بن أبي أوس) أو (أوس بن حذيفة) على خلاف في اسمه، في: مسند أحمد 4/ 343، والتاريخ لابن معين 2/ 45، والطبقات الكبرى 5/ 501، وسيرة ابن هشام 4/ 180 و 182، والمغازي للواقدي 961 و 963، وطبقات خليفة 54 و 285، والتاريخ الكبير 15، 16 رقم 1539، والجرح والتعديل 2/ 303 رقم 1127، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 199 رقم 457، وتاريخ الطبري 3/ 97، 98، ومشاهير علماء الأمصار 58 رقم 401، والمعجم الكبير 1/ 220، 221 رقم 24، وأسد الغابة 1/ 139 و 148 وتحفة الأشراف 2/ 4- 6 رقم 25، وتهذيب الكمال 3/ 388 رقم 576، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 35، والوافي بالوفيات 9/ 445 رقم 4391 و 4449 رقم 4400، والاستيعاب 1/ 80، والإصابة 1/ 82 رقم 327 و 86 رقم 348، وخلاصة تذهيب التهذيب 41، وتهذيب التهذيب 1/ 381، 382 رقم 698، وتقريب التهذيب 1/ 85 رقم 652. [2] في الطبقات 54. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 [حرف الباء] بلال بن الحارث [1]- 4- المزني أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ. عداده في أَهْل المدينة. صحابي معروف عاش ثمانين سَنَة، وَكَانَ ينزل جبل مُزَينة المعروف بالأجرد، ويتردد إِلَى المدينة. رَوَى عَنْهُ: ابنه الحارث، وعلقمة بن وقّاص. وحديثه في السنن.   [1] عن (بلال بن الحارث) انظر: المغازي للواقدي 276 و 425 و 426 و 571 و 799 و 800 و 820 و 896 و 1014 و 1029. ومسند أحمد 3/ 469، وطبقات خليفة 38 و 177، والتاريخ الكبير 2/ 106، 107 رقم 1852، والمحبّر 120 و 124، والمعارف 298، وجمهرة أنساب العرب 201، والمعرفة والتاريخ 3/ 324، والتاريخ الصغير 138، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 220 والكنى والأسماء 1/ 79، والجرح والتعديل 2/ 395، 396 رقم 1544، وتاريخ الطبري 3/ 410 و 4/ 98، 99، ومشاهير علماء الأمصار 34 رقم 182، والمعجم الكبير 1/ 367- 372 رقم 98، وفتوح البلدان 13، 14، وتاريخ خليفة 227 و 231، والاستيعاب 1/ 145، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 301- 303، والكامل في التاريخ 3/ 556 و 4/ 45، وأسد الغابة 1/ 205، 206، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 135، 136 رقم 87، وتهذيب الكمال 4/ 283- 284 رقم 780، وتحفة الأشراف 2/ 103، 104 رقم 44، والمستدرك 3/ 517، والكاشف 1/ 111 رقم 662، والثقات لابن حبّان 3/ 28، 29، والوافي بالوفيات 10/ 277، 278 رقم 4778، والإصابة 1/ 164 رقم 734، وتهذيب التهذيب 1/ 501، 502 رقم 929، وتقريب التهذيب 1/ 109 رقم 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 53. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 [حرف الثاء] ثوبان [1]- م 4- مولى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. سُبي من نواحي الحجاز، فاشتراه النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فكان يخدمه حَضَرًا وَسَفَرًا، وحفظ عَنْهُ كثيرا، وسكن حمص [2] .   [1] انظر عن (ثوبان مولى رسول الله) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 87، وتاريخ خليفة 223، وطبقات خليفة 7 و 291، ومسند أحمد 5/ 275، وتاريخ أبي زرعة 1/ 374، 375، والمحبّر 128، والمعارف 147، والمعرفة والتاريخ 2/ 355 و 433 و 3/ 22 و 236، والجرح والتعديل 2/ 469، 470 رقم 1907، والمغازي للواقدي 411، والتاريخ لابن معين 2/ 71، والتاريخ الكبير 2/ 181 رقم 2128، وربيع الأبرار 4/ 189 و 203، وأنساب الأشراف 1/ 480 و 481 و 545، والمعجم الكبير 2/ 103، 104 رقم 173، والمستدرك 3/ 480- 482، والبداية والنهاية 8/ 67، والزيارات 9، والطبقات الكبرى 7/ 400، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 34، والاستيعاب 1/ 209، 210، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 381- 383، والكامل في التاريخ 2/ 311 و 3/ 500، وأسد الغابة 1/ 249، 250، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 140، 141 رقم 96، وتحفة الأشراف 2/ 128- 143 رقم 58، وتهذيب الكمال 4/ 413- 416 رقم 859، وصفة الصفوة 1/ 670، 671 رقم 86، والعلل لأحمد 1/ 100 و 104 و 356، والثقات لابن حبّان 3/ 48، والإكمال لابن ماكولا 1/ 210، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، والكاشف 1/ 119 رقم 728، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 20، وتلخيص المستدرك 3/ 480- 482، وسير أعلام النبلاء 3/ 15- 18 رقم 5، والوافي بالوفيات 11/ 21، 22 رقم 36، وتاريخ الطبري 3/ 169، وحلية الأولياء 1/ 180، والعبر 1/ 59، والنكت الظراف 2/ 140، والإصابة 1/ 204 رقم 967، وتهذيب التهذيب 2/ 31 رقم 54، وتقريب التهذيب 1/ 120 رقم 50، وخلاصة تذهيب التهذيب 58، والنجوم الزاهرة 1/ 145، وحسن المحاضرة 1/ 180. [2] الطبقات لابن سعد 7/ 400، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 382. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 رَوَى عَنْهُ: جُبَير بن نُفَير، وخالد بن مَعْدان، وأَبُو أسماء الرحْبي، وراشد بن سعد، وأَبُو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وجماعة كثيرة. تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 [حرف الجيم] جُبَير بن الحُوَيْرث [1] ، بن نُقَيد القرشي. أهدر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ دم أبيه يَوْم الفتح، لكونه كَانَ مؤذيًا للَّه ورسوله [2] . ولجُبَيْر رؤية. رَوَى عَن: أَبِي بكر، وعمر، وشهد اليرموك. رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، وعُروة، وسَعِيد بن المسيب. جُبَير بن مطعم [3]- ع- بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بن قصيّ   [1] عن (جبير بن الحويرث) انظر: طبقات خليفة 232، والجرح والتعديل 2/ 512 رقم 2115، والاستيعاب 1/ 232، وتاريخ الطبري 4/ 209، وأسد الغابة 1/ 270، وسير أعلام النبلاء 3/ 439 رقم 781 والعقد الثمين 3/ 410 وفيه (ابن الحويرث بن نفيل) ، وجامع التحصيل 182 رقم 87، وتعجيل المنفعة 66، 67 رقم 125، والإصابة 1/ 225 رقم 1089. [2] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 52. [3] عن (جبير بن مطعم) انظر: نسب قريش 201، وطبقات خليفة 9، وتاريخ خليفة 68 و 154 و 177 و 226، وسيرة ابن هشام 1/ 27 و 151 و 156 و 230 و 278 و 3/ 34 و 54، والمحبّر 67 و 69 و 81، وتاريخ أبي زرعة 1/ 187، والتاريخ الكبير 2/ 223 رقم 2274، والمعارف 71 و 197 و 285 و 330 و 342 و 554 و 646، وتاريخ اليعقوبي 2/ 153 و 155 و 176، وثمار القلوب 519، وجمهرة أنساب العرب 5 و 114 و 116 و 156، والمعرفة والتاريخ 1/ 364 و 368 و 2/ 206، وأنساب الأشراف 1/ 23 و 153 و 302 و 312 و 409 و 517، والجرح والتعديل 2/ 512 رقم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 النوفلي أَبُو محمد، وَيُقَالُ أَبُو عدي. قدِم المدينة مشركًا في فداء أسَارَى بدر، ثُمَّ أسلم بَعْدَ ذلك وحسُن إسلامه، وَكَانَ من حلماء قريش وأشرافهم. وأَبُوه هُوَ الذي قَامَ في نقض الصحيفة [1] ، وأجار رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حَتَّى طاف بالبيت لَمَّا رجع من الطائف. ومات مشركًا. لجبير أحاديث، رَوَى عَنْهُ: ابناه محمد، ونافع، وسليمان بن صرد، وسَعِيد بن المسيب، وآخرون. جَرير بن عَبْد اللَّهِ [2]- ع- أبو عمرو البجلي، الأحمسي، اليمني.   [ () ] 2113، وفتوح البلدان 58، والتاريخ الصغير 5، وربيع الأبرار 4/ 249، والزيارات 94، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1607، والبدء والتاريخ 4/ 188 و 5/ 111، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 59، والاستيعاب 1/ 230، 231، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 206، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1149، والمنتخب من ذيل المذيل 553، والسير والمغازي 98 و 323، والمعجم الكبير 2/ 112- 145 رقم 177، والعقد الفريد 4/ 286 و 287، والكامل في التاريخ 2/ 47 و 149 و 519 و 3/ 20 و 107 و 162 و 180 و 514، وأسد الغابة 1/ 271، 272، ومشاهير علماء الأمصار 13 رقم 35، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 146، 147 رقم 103، وتهذيب الكمال 4/ 506- 509 رقم 904، وتحفة الأشراف 2/ 408- 418 رقم 68، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 76، والبيان والتبيين 1/ 303 و 368 و 356، ومرآة الجنان 1/ 130، وتاريخ ابن خلدون 2/ 11 و 91 و 395 و 4100، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 52، وسير أعلام النبلاء 3/ 95- 99 رقم 18، والمغازي (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 169 و 181 و 428 و 555، ودول الإسلام 1/ 40، والكاشف 1/ 125 رقم 769، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 22، والبداية والنهاية 8/ 46، 47، والوافي بالوفيات 11/ 58، رقم 105، والتذكرة الحمدونية 2/ 475، والوفيات لابن قنفذ 70 رقم 59، والنكت الظراف 2/ 408- 417، وتهذيب التهذيب 2/ 63، 64 رقم 102، وتقريب التهذيب 1/ 126 رقم 42، والإصابة 1/ 225، 226 رقم 1091، والنجوم الزاهرة 1/ 145، وشذرات الذهب 1/ 64، وتاج العروس 10/ 366، وخلاصة تذهيب التهذيب 52. [1] انظر سيرة ابن هشام- بتحقيقنا 2/ 29، وابن سعد 1/ 208، 209، والسير والمغازي 165- 167، وتاريخ الطبري 2/ 341- 343، والكامل في التاريخ 2/ 88، 89، ونهاية الأرب 16/ 260- 262، وعيون التواريخ 1/ 79، 80. [2] عن (جرير بن عبد الله) انظر: سيرة ابن هشام 1/ 102، 103، وتاريخ خليفة 98 و 125 و 129 و 139 و 140 و 144 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سَنَة عشر، فأسلم في رمضان، فأكرم رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مقدمه. وَكَانَ بديع الجمال، مليح الصورة إِلَى الغاية، طويلًا، يصل إِلَى سنام البعير، وكان نعله ذراعا [1] .   [ () ] و 148 و 151 و 157 و 210 و 218، وطبقات خليفة 116 و 138 و 318، والمحبّر لابن حبيب 75 و 232 و 261 و 303، وفتوح البلدان 125 و 299 و 301 و 311 و 324 و 328 و 329 و 336 و 370 و 371 و 380 و 394 و 403، والأخبار الطوال 114 و 119 و 122 و 123 و 129 و 135 و 156 و 161 و 223، والجرح والتعديل 2/ 502 رقم 2064، وأنساب الأشراف 1/ 24 و 384 و 579، وتاريخ أبي زرعة 1/ 149 و 596 و 662 و 668، والمعرفة والتاريخ 2/ 543 و 619 و 3/ 123 و 218 و 233 و 410، وجمهرة أنساب العرب 81 و 139 و 267 و 387 و 388 و 435، وثمار القلوب 65، وتاريخ اليعقوبي 2/ 78 و 142 و 145 و 176 و 184 و 367، والمعارف 127 و 253 و 256، والتاريخ الكبير 2/ 211 رقم 2225، والبدء والتاريخ 5/ 103، والخراج وصناعة الكتابة 358 و 361 و 364 و 370 و 371 و 373 و 376 و 379، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 195 و 243 و 306 و 309 و 391، والبرصان والعرجان 120 و 121 و 174 و 362، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 38، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1535- 1537 و 1652- 1655، والأصنام للكلبي 29، 30، والأغاني 22/ 10، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 207، والسير والمغازي لابن إسحاق 291، والعقد الفريد 2/ 144 و 426 و 4/ 332 و 6/ 229، والمعجم الكبير 2/ 290- 360 رقم 233، والزيارات 66، ومشاهير علماء الأمصار 44 رقم 375، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 84، والمستدرك 3/ 464، والأمالي للقالي 102، وعيون الأخبار 1/ 161 و 251 و 335 و 4/ 55، والوافي بالوفيات 11/ 75، 76 رقم 124، والطبقات الكبرى 6/ 222، والاستيعاب 1/ 236، وتلخيص المستدرك 3/ 464، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 147، 148 رقم 104، ومرآة الجنان 1/ 125، وأسد الغابة 1/ 279، 280، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام، 13/ 75) ، ومسند أحمد 4/ 357، وسير أعلام النبلاء 2/ 530- 537 رقم 108، والمعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 23، والكاشف 1/ 126 رقم 779، ودول الإسلام 1/ 37، وتهذيب الكمال 4/ 533- 540 رقم 917، وتحفة الأشراف 2/ 420- 436 رقم 71، والثقات لابن حبّان 3/ 54، 55، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 73، 74، وصفة الصفوة 1/ 740 رقم 116، والنكت الظراف 2/ 422- 435، والبداية والنهاية 8/ 55، 56، واللباب 1/ 98، والعبر 1/ 57، وتهذيب التهذيب 2/ 73- 75 رقم 115، وتقريب التهذيب 1/ 127 رقم 55، والإصابة 1/ 232 رقم 1136، وخلاصة تذهيب التهذيب 61، وتاج العروس 10/ 408، وغاية الأماني 1/ 72، وجامع الأصول 9/ 85، وشذرات الذهب 1/ 57، والأنساب 2/ 85، 86. [1] تهذيب الكمال 4/ 539. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «عَلَى وجهه مسحة مَلَك» [1] . وَرُوِيَ عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَرِيرُ يوسف هَذِهِ الأمة [2] . اعتزل عليًا وَمُعَاوِيَة، وأقام بنواحي الجزيرة. رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو زُرْعة بن عمرو بن جَرِيرُ، والشَّعْبِيُّ، وزياد بن علاقة، وأَبُو إِسْحَاق السبيعي، وجماعة. تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين عَلَى الصحيح. وقيل: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين. قَالَ مغيرة: عَن الشَّعْبِيُّ، إن عمر كَانَ في بيت، فوجد ريحًا، فَقَالَ: عزمت عَلَى صاحب الريح لَمَّا قَامَ فتوضأ، فَقَالَ جَرِيرُ: يَا أمير المؤْمِنِينَ أَو نتوضأ جميعًا؟ فَقَالَ عمر: نِعم السيد كنت في الجاهلية، ونِعم السيد أنت في الإسلام [3] . [من الرجز] قَالَ ابن إِسْحَاق: وفيه يقول الشاعر: لَوْلا جريرٍ هلكتْ بُجَيله ... نِعْمَ الفَتَى وبِئسَتِ القبيلَهْ [4]   [1] ذكره المؤلّف رحمه الله بطوله في «سير أعلام النبلاء» 2/ 531 وهو عن أحمد، حدّثنا إسحاق الأزرق، حدّثنا يونس، عن المغيرة بن شبل، قال: قال جرير: لما دنوت من المدينة، أنخت راحلتي، وحللت عيبتي، ولبست حلّتي، ثم دخلت المسجد، فإذا برسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يا عبد الله، هل ذكر رسول الله مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَكَرَكَ بِأَحْسَن الذكر، بينما هو يخطب، إذ عرض له في خطبته، فقال: «إنه سيدخل عليكم من هذا الفجّ من خير ذي يمن» ألا وإنّ على وجهه مسحة ملك» . قال: فحمدت الله. الحديث، إسناده قويّ، وهو في مسند أحمد 4/ 364 وأخرجه أيضا من طريق: أبي قطن، عن يونس، (4/ 359، 360) ، وأخرجه الطبراني 2/ 291 رقم 2210 من طريق: سفيان، ابن عباس. وأخرجه الحميدي في المسند (800) من طريق آخر، والبخاري (7/ 99) ، ومسلم (2475) ، والترمذي (3821) . [2] تهذيب الكمال 4/ 538. [3] انظر: الاستيعاب 2/ 142، 143، وصفة الصفوة. [4] الاستيعاب 1/ 233، الوافي بالوفيات 11/ 76. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ، قَالَ جَرِيرٌ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ حَلَلْتُ عَيْبَتِي [1] ، وَلَبِسْتُ حلَّتِي، ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وإذ برسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: هَلْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ ذَكَرَكَ بِأَحْسَن الذِّكْرِ [2] . وَقَالَ جَرِيرٌ: مَا رَآنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي [3] . وَرُوِيَ أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَلْقَى إِلَيْهِ وِسَادَةً وَقَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ» . وقيل: رَمَى إِلَيْهِ بُرْدَةً لِيَجْلِسَ عَلَيْهَا [4] . جعفر بن أَبِي سفيان [5] بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشمي.   [1] العيبة: ما يجعل فيه الثياب، وفي الأصل: «عيبتي» . [2] مرّ تخريج الحديث قبل قليل. [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 293 برقم 2220 من طريق: سفيان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بْن أبي حازم، وأخرجه من طرق أخرى (2219) و (2221) و (2222) و (2223) . [4] رواه المؤلّف- رحمه الله- مطوّلا في «سير أعلام النبلاء» 2/ 532، 533 عن أبي العباس السرّاج، حدّثنا أبو بكر بن خلف، حدّثنا يزيد بن نصر- بصريّ ثقة- حدّثنا حفص بن غياث، عن معبد بن خالد بن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جدّه، كنّا عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل جرير بن عبد الله، فضنّ الناس بمجالسهم، فلم يوسع له أحد، فرمى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببردة كانت معه حباه بها، وقال: «دونكها يا أبا عمرو، فاجلس عليها» . فتلقّاها بصدره ونحره، وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» . والحديث ضعيف الإسناد لجهالة معبد بن خالد وأبيه. [5] عن (جعفر بن أبي سفيان) انظر: الجرح والتعديل 2/ 480 رقم 1953، وطبقات ابن سعد 4/ 55، 56، والاستيعاب 1/ 213 والمنتخب من ذيل المذيّل 529، والمغازي للواقدي 807 و 809 و 811، وجمهرة أنساب العرب 70، وأسد الغابة 1/ 286، والكامل في التاريخ 2/ 243، والبداية والنهاية 8/ 56، وسير أعلام النبلاء 1/ 205 رقم 33، والوافي بالوفيات 11/ 106، 107 رقم 178، وجامع التحصيل 185 رقم 97، والإصابة 1/ 237 رقم 1165، والعقد الثمين 4/ 423. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 شهد مع النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وبقي إِلَى زمن مُعَاوِيَة، وَهُوَ وأَبُوه من مسلمة الفتح [1] . جُوَيرية أم المؤْمِنِينَ [2]- ع- بِنْت الحارث بن أَبِي ضرار المصطلقي. سباها النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم المرَيْسيع [3] في السنة الخامسة [4] . وَكَانَ اسمها بَرة، فغيره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم [5] .   [1] طبقات ابن سعد 4/ 56، المنتخب من ذيل المذيل 529. [2] انظر عن (جويرية أم المؤمنين) في: المحبّر لابن حبيب 89 و 90 و 92 و 98 و 99، ومسند أحمد 6/ 324 و 449، وطبقات ابن سعد 8/ 116، وطبقات خليفة 342، وتاريخ خليفة 224، والمعارف 138، والمعرفة والتاريخ 3/ 322، وفتوح البلدان 551 و 556 و 557، وتاريخ أبي زرعة 1/ 491 و 493، وسيرة ابن هشام 3/ 235 و 240 و 241، و 4/ 291 و 293 و 294، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 254، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1491، والاستيعاب 4/ 258- 261، وتاريخ الطبري 2/ 610 و 3/ 165، والسير والمغازي 263، 264، والمغازي للواقدي 406 و 408 و 410- 412، والمنتخب من ذيل المذيل 608- 610، والمستدرك 4/ 25، والإكمال 2/ 568، والأنساب 532 أ، واللباب 3/ 46، وأسد الغابة 5/ 419، والاستيعاب 4/ 258، والمعجم الكبير 24/ 58- 66، وتحفة الأشراف 11/ 275- 277 رقم 870، وأنساب الأشراف 1/ 341 و 441 و 442 و 444 و 448 و 467، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1680، وجمهرة أنساب العرب 239، وتاريخ اليعقوبي 2/ 53 و 84 و 153، والبدء والتاريخ 5/ 14، 15، والكامل في التاريخ 2/ 192 و 308 و 3/ 513، ومرآة الجنان 1/ 129، والبداية والنهاية 8/ 49، والوفيات لابن قنفذ 35 رقم 56، وتسمية أزواج النبي 63، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 336، 337 رقم 726، والسمط الثمين 116، وتلقيح فهوم أهل الأثر 22، ودول الإسلام 1/ 41، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 259 و 260 و 263، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 157، وسير أعلام النبلاء 2/ 261- 265 رقم 39، والعبر 1/ 7 و 61، والكاشف 3/ 422 رقم 25، والوافي بالوفيات 11/ 226، 227 رقم 322، والنكت الظراف 11/ 275، والإصابة 4/ 265، 266 رقم 251، وتهذيب التهذيب 12/ 407 رقم 2755، وتقريب التهذيب 2/ 593 رقم 8، ومجمع الزوائد 9/ 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 489، وكنز العمال 13/ 706، وشذرات الذهب 1/ 61، والنجوم الزاهرة 1/ 148، وعنوان النجابة 157، والأعلام 2/ 146، وأعلام النساء 1/ 190. [3] المريسيع: ماء لخزاعة، وهو من قولهم: رسعت عين الرجل، إذا دمعت من فساد. [4] انظر: سيرة ابن هشام- بتحقيقنا- 3/ 240 والروض الأنف 4/ 19. [5] جاء في (الإصابة) : «كره أن يقال: خرج من عند برّة» وهو في طبقات ابن سعد 8/ 119. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 وكانت قبله عند ابن عمها [مسافع بن] صفوان بن ذي الشفر [1] ، فتزوجها، وجعل صداقها عتق جَمَاعَة من قومها [2] . ثُمَّ قدم أَبُوها الحارث بن أَبِي ضِرار عَلَى النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأسلم [3] . وعن جويرية قالت: تزوجني النَّبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأنا بنت عشرين سنة. زكريا بن أَبِي زائدة، عَن الشَّعْبِيُّ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ جويرية واستنكحها، وجعل صداقها عتْق كل مملَوْك من بني المصْطَلِق. وكانت في مِلْك اليمين، فأعتقها وتزوجها [4] . قَالَ ابن سعد [5] وغيره: وبنو المصطلق من خزاعة. لها أحاديث، رَوَى عنها: ابن عباس، وعُبَيد بن السباق، وكُرَيْب، ومجاهد، وأَبُو أيوب الأزدي يحيى بن مالك، وغيرهم. تُوُفيت بالمدينة سَنَة ستٌ وخمسين، وصلى عليها مروان [6] . وَعَن عائشة قالت: كانت جويرية امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاحَةً [7] ، لَا يَرَاهَا أَحَدٌ إِلا أخذت بنفسه [8] .   [1] في الأصل «أبي السفر» . والتصحيح من: نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر، وانظر: المحبّر لابن حبيب، وابن سعد 8/ 116، والمستدرك 4/ 26، والإصابة 4/ 265. [2] طبقات ابن سعد 8/ 117، 118، والمصنّف لعبد الرزاق (13118) ، ومجمع الزوائد 9/ 250، والطبراني 4 ف/ 59 رقم 154. [3] أسد الغابة، الإصابة. [4] أخرجه ابن سعد 8/ 117 من طريق الواقدي. [5] الطبقات الكبرى 8/ 116. [6] هو مروان بن الحكم. (طبقات ابن سعد 8/ 120) . [7] الملّاحة: الشديدة الملاحة. [8] أخرجه أحمد في المسند 6/ 277 من طريق ابن إسحاق. وقد أخرج ابن هشام في السيرة رواية ابن إسحاق (3/ 240، 241 بتحقيقنا) . قال ابن إسحاق: وحدّثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشمّاس، أَوْ لابْنِ عَمٍّ لَهُ، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِهَا، وكانت امرأة حلوة ملّاحة، لا يراها أحد إلّا أخذت بنفسه فأتت رسول الله تستعينه في كتابها، قالت عائشة: فو الله ما هو الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 والحديث قد مرّ في سنة خمس [1] .   [ () ] إلّا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها: وعرفت أنه سيرى منها صلى الله عليه وآله وسلم ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيّد قومه، وقد أصابني من البلاء، ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشمّاس، أو لابن عمّ له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال: «فهل لك في خير من ذلك» ؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: «أقضي عنك كتابتك وأ تزوّجك» ؟ قالت: نعم يا رسول الله. قال: «قد فعلت» . قالت: وخرج الخبر إلى الناس أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوّج جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرسلوا ما بأيديهم قالت: فلقد أعتق بتزويجه إيّاها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها. وانظر: الروض الأنف للسهيلي 4/ 19. [1] راجع الجزء الخاص بالمغازي من هذا الكتاب- بتحقيقنا- ص 263. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 [حرف الحاء] الحارث بن كَلَدَة [1] ، الثقفي الطائفي، طبيب العرب. سافر البلاد، وتعلم الطّب بناحية فارس، وتعلم أيضًا ضرب العود بفارس وباليمن. وَيُقَالُ: أَنَّهُ بقى إِلَى أيام مُعَاوِيَة، وَهُوَ بعيد، فإن ابنه النضر بن الحارث ابن خالة النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أسر يَوْم بدر، وقتله عَلِيّ بالصفراء [2] . وَيُرْوَى أن سعد بن أَبِي وقاص لَمَّا مرض بمكة قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: «أدعوا   [1] انظر عن (الحارث بن كلدة) في: سيرة ابن هشام 1/ 202 و 2/ 122 و 306 و 348 و 3/ 311 و 4/ 132، والأخبار الطوال 219، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1518 و 1778 و 1781 و 2052 و 2053، والمعارف 288، وفتوح البلدان 343، وطبقات صاعد 99، ومعجم الشعراء للمرزباني 172، وطبقات الأطباء لابن جلجل 54، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 1/ 109- 113، وأخبار الحكماء للقفطي 111، والطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 507، والعقد الفريد 4/ ج 263 و 5/ 4 و 6/ 184 و 276 و 304 و 305 و 373، وتاريخ الطبري 3/ 419، والمغازي للواقدي 931 و 932 و 1116، والاستيعاب (في ترجمة ابنه) 289، والجرح والتعديل 3/ 87 رقم 401، وأنساب الأشراف 1/ 157 و 367 و 489 و 490، وجمهرة أنساب العرب 268، وعيون الأخبار 2/ 65 و 3/ 218 و 272 و 4/ 132، وأسد الغابة 1/ 345، والمعارف 91 و 256 و 288، ووفيات الأعيان 2/ 29 و 30 و 6/ 347 و 356 و 362- 364، والكامل في التاريخ 2/ 419 و 3/ 443، وربيع الأبرار 4/ 102 و 211، والوافي بالوفيات 11/ 245- 247، ومعجم البلدان 2/ 289، والإصابة 1/ 288 رقم 1475. [2] سيرة ابن هشام 2/ 348. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 لَهُ الحارث بن كلدة» [1] . حُجْر بن عَدِيّ [2] ويدعي حُجْر بن الأدبر بن جَبَلَة الكنْدي الكوفي، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ. وقيل لأبيه: الأدبر، لأَنَّهُ طُعن موليًا. ولحُجْر صُحْبة ووفادة، مَا روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ شيئًا. سمع من: عَلِيّ وعمار، وعنه: مولاه أَبُو ليلى، وأَبُو البَخْتري الطائي. شهد صِفّين أميرًا مع عَلِيّ. وَكَانَ صالحًا عابدًا، يلازم الْوَضوء، ويكثر من الأمر بالمعروف والنهي عَن المنكر، وَكَانَ يكذب زياد ابن أبيه الأمير عَلَى المنبر، وحصبه مرة فكتب فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَة، فسَارَ حُجْر عَن الْكُوفَة في ثلاثة آلاف بالسلاح، ثُمَّ تورع وقعد عَن الخروج، فسيره زياد إِلَى مُعَاوِيَة، وجاء الشهود فشهدوا عند معاوية   [1] الجرح والتعديل 2/ 87 وفيه: قال أبو محمد: دلّ على أنّ الاستعانة بأهل الذمّة في الطبّ جائزة. وانظر: عيون الأنباء 1/ 109. [2] عن (حجر بن عديّ) انظر في: تاريخ اليعقوبي 2/ 196 و 230، وسيرة ابن هشام 4/ 64، والأخبار الطوال 228 و 145 و 146 و 156 و 175 و 196 و 210 و 213 و 220 و 223، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 732 و 366، والتاريخ الصغير 57، والتاريخ الكبير 3/ 72 رقم 258، والجرح والتعديل 3/ 266 رقم 1189، والمعارف 334، وطبقات ابن سعد 6/ 217- 220، وجمهرة أنساب العرب 426، والأغاني 17/ 133- 155، ومشاهير علماء الأمصار 89 رقم 648، والزيارات 12، وعيون الأخبار 1/ 147، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 87- 90، وأسد الغابة 1/ 385، 386، والمستدرك 3/ 468- 470، والمعجم الكبير 4/ 39 رقم 340، وتاريخ خليفة 194 و 197 و 213، وطبقات خليفة 146، ودول الإسلام 1/ 38، وأنساب الأشراف 1/ 89، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 89، والاستيعاب 1/ 356، والعبر 1/ 57، ومرآة الجنان 1/ 125، والبداية والنهاية 8/ 49، وسير أعلام النبلاء 3/ 462- 467 رقم 95، وتلخيص المستدرك 3/ 468- 470، والمعرفة والتاريخ 3/ 320، والإصابة 1/ 314، 315 رقم 1629، وشذرات الذهب 1/ 57، والوافي بالوفيات 11/ 1629، وشذرات الذهب 1/ 57، والوافي بالوفيات 11/ 321- 323 رقم 471، والنجوم الزاهرة 1/ 141، وتاج العروس (مادة: حجر) ، والأعلام 2/ 176. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 عَلَيْهِ، وَكَانَ معه عشرون رجلًا فَهَمَّ مُعَاوِيَة بقتلهم، فأخرجوا إلى عذراء [1] . وقيل: إن رسول مُعَاوِيَة جاء إليهم لَمَّا وصلَوْا إِلَى عذراء يعرض عليهم التوبة والبراءة من عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأبى من ذلك عشرة، وتبرأ عشرة، فقتل أولئك، فلما انتهى القتل إِلَى حُجْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جعل يرعد، فقيل لَهُ: مالك ترعد! فَقَالَ: قبر محفور، وكفن منشور، وسيف مشهور [2] . وَلَمَّا بلغ عَبْد اللَّهِ بن عمر قتلُه حُجْر قَامَ من مجلسه مولّيا يبكي. ولما حجّ مُعَاوِيَة استأذن عَلَى أم المؤْمِنِينَ عائشة فقالت لَهُ: أقتلتَ حُجْرًا! فَقَالَ: وجدت في قتله صلاح النَّاس، وخفت من فسادهم [3] . وقيل: إن مُعَاوِيَة ندم كل الندم عَلَى قتلهم، وَكَانَ قتلهم في سَنَة إحدى وخمسين [4] . ابن عوف، عَن نافع قَالَ: كَانَ ابن عمر في السوق، فنُعي إليه حُجْر، فأطلق حُبْوَتَهُ وَقَامَ، وقد غلبه النحيب [5] . هشام، عَن ابن سيرين قَالَ: لَمَّا أتي مُعَاوِيَة بحُجْر قَالَ: السلام عليك يَا أمير المؤْمِنِينَ، قَالَ: وأمير المؤمنين أنا! اضربوا عنقه، فصلى ركعتين، وَقَالَ لمن حضر من أَهْله: لَا تطلقوا عني حديدًا، وَلَا تغسلَوْا عني دمًا، فإني مُلاقٍ مُعَاوِيَة عَلَى الجادة. حسان بن ثابت [6]- سوى ت- بن المنذر بن حرام الأنصاري النّجّاري،   [1] عذراء: بالفتح ثم السكون، قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة، وإليها ينسب مرج. (معجم البلدان 4/ 91) . [2] طبقات ابن سعد 6/ 219، الأغاني 17/ 151. [3] البداية والنهاية 8/ 55. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 89. [5] البداية والنهاية 8/ 55. [6] عن (حسّان بن ثابت) انظر: مسند أحمد 3/ 422 و 5/ 222، والتاريخ لابن معين 2/ 107، والأخبار الموفقيات (انظر فهرس الأعلام) 661، والتاريخ الصغير 43، والتاريخ الكبير 3/ 29 رقم 120، وتاريخ خليفة 202، وطبقات خليفة 8، وفتوح البلدان 19 و 20 و 145 و 168 و 182، والمنتخب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 أبو عبد الرحمن، شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.   [ () ] من ذيل المذيّل 535، والجرح والتعديل 3/ 233 رقم 1036، وتاريخ أبي زرعة 146 و 586، وتاريخ اليعقوبي 1/ 202 و 207 و 2/ 48 و 53 و 128 و 129، وترتيب الثقات للعجلي 112 رقم 268، والأغاني 4/ 134- 170 و 5/ 157- 173، وتخليص الشواهد 88 و 117 و 226 و 227 و 404 و 414 و 416 و 317 و 489 و 493، وشرح الشواهد للعيني 2/ 2، وهمع الهوامع 1/ 8، والدرر اللوامع 1/ 4، وأمالي ابن الشجري 2/ 233، وشرح الشواهد للعيني 4/ 554، والتصريح 3542، وشرح الأشموني 4/ 216، والكتاب لسيبويه 1/ 358، والجمل للزجّاجي 244، والسير والمغازي 84 و 108 و 331، والتذكرة السعدية 125 و 190 و 241، وأمالى المرتضى 1/ 35 و 247 و 266 و 269 و 332 و 342 و 589 و 632- 634 و 2/ 76 و 112 و 188، ومعاهد التنصيص 1/ 209، والشعر والشعراء 1/ 223- 226، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1157، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 153 رقم 820، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 129، والمحبّر 98 و 109 و 110 و 292 و 298 و 422 و 430 و 431 و 501، وسيرة ابن هشام 1/ 35 و 43 و 45 و 2 (انظر فهرس الأعلام) 409 و 3/ (انظر فهرس الأعلام) 334، و 4/ انظر فهرس الأعلام 337، والمعارف 2 و 128 و 143 و 197 و 132، والمعرفة والتاريخ 1/ 235، ومعجم الشعراء لابن سلام 45، ورسالة الغفران 128، والاستيعاب 1/ 335- 343، ومروج الذهب و 1608- 1609 و 1621 و 1623 و 2268، وربيع الأبرار 4/ 27 و 117 و 187 و 207 و 272 و 274 و 345 و 455، ومرآة الجنان 1/ 127، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 106، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 221، ونسب قريش 21 و 26 و 88، والمعجم الكبير 4/ 44- 50 رقم 348، والخراج وصناعة الكتابة 293 و 301، ومشاهير علماء الأمصار 12، 13 رقم 34، وجمهرة أنساب العرب 5 و 136 و 179 و 188 و 347، والبرصان والعرجان 12 و 32 و 69 و 71 و 155 و 265 و 294 و 344 و 349 و 362، وثمار القلوب 64 و 65 و 70 و 145 و 206 و 219 و 461 و 490 و 608 و 629، والوافي بالوفيات 11/ 350- 358 رقم 516، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 125، والمستدرك 3/ 486- 489، وسير أعلام النبلاء 2/ 512- 523 رقم 106، والعبر 1/ 59، والكاشف 1/ 157 رقم 1006، والبدء والتاريخ 5/ 119، وتهذيب الكمال 5/ 16- 25 رقم 1188، والعلل لأحمد 1/ 166 و 401، وتاريخ واسط 219، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 79 و 92، والاستبصار 51- 53، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ رقم 359، وتلقيح فهوم أهل الأثر 142 و 181 و 379، والبيان والتبيين 66 و 84 و 140 و 152 و 302 و 434، وأهل المائة فصاعدا 115، واللباب 2/ 137، وأسد الغابة 2/ 4- 7، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 92، وأنساب الأشراف 1/ 44 و 89 و 195 و 243 و 284 و 324 و 343 و 347 و 374 و 452، وتحفة الأشراف 3/ 60- 62 رقم 104، والمغازي (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 775، وعيون الأخبار 1/ 321 و 3/ 133 و 197، والأمالي للقالي 1/ 41 و 3/ 15 و 112 والذيل 67 و 76، ووفيات الأعيان 6/ 350، 351، والوفيات لابن قنفذ 63 رقم 50، ونكت الهميان 134، وخزانة الأدب 1/ 111، ومجمع الزوائد 9/ 377، والتذكرة الحمدونية 97 و 435 و 441، وتهذيب الأسماء واللغات الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 دعا له النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ أيده بروح القُدُس» [1] . رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وسَعِيد بن المسيب، وأَبُو سَلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وغيرهم. بَلَغَنَا أن حسان، وأباه، وجده، وجدّ أبيه، عاش كل منهم مائة وعشرين سَنَة. وَكَانَ في حسان جبن [2] ، وأضرّ بآخره.   [ () ] ق 1 ج 1/ 156- 158 رقم 117، وتهذيب التهذيب 2/ 247، 248 رقم 450، وتقريب التهذيب 1/ 161 رقم 229، والإصابة 1/ 326 رقم 1704، وخلاصة تذهيب التهذيب 75، وشذرات الذهب 10/ 41 و 60، والنجوم الزاهرة 1/ 145، ودول الإسلام 1/ 40، ومعجم المؤلفين 3/ 291. [1] ذكر المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 2/ 513 حديثا من طريق الزهري عن ابن المسيّب قال: كان حسّان في حلقة فيهم أبو هريرة: فقال: أنشدك الله يا أبا هريرة، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أجب عني، أيّدك الله بروح القدس» ؟ فقال: اللَّهمّ نعم. (انظر تخريج الحديث هناك، حاشية رقم 1) . [2] وصف حسّان بالجبن إثر حادثة رواها ابن إسحاق، قال: حدّثني يحيى بن عبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عبّاد، قال: كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع، حصن حسّان بن ثابت، قالت: وكان حسّان بن ثابت معنا فيه، مع النساء والصبيان، قالت صفية، فمرّ بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنّا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون في نحور عدوّهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت. قالت: فقلت: يا حسّان، إنّ هذا اليهوديّ كما ترى يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدلّ على عورتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فانزل إليه فأقتله، قال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطّلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت: فلما قال لي ذلك، ولم أر عنده شيئا، احتجزت، ثم أخذت عمودا، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته، قالت: فلما فرغت منه، رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسّان، انزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلّا أنه رجل، قال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطّلب. (سيرة ابن هشام 3/ 178، 179) . وقد علّق السهيليّ- رحمه الله- على هذا الأمر، فقال: «محمل هذا الحديث عند الناس على أنّ حسّانا كان جبانا شديد الجبن، وقد دفع هذا بعض العلماء، وأنكره، وذلك أنه حديث منقطع الإسناد، ولو صحّ هذا لهجي به حسّان، فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعري، وغيرهما، وكانوا يناقضونه ويردّون عليه، فما عيّره أحد منهم بجبن، ولا وسمه به. فدلّ هذا على ضعف حديث ابن إسحاق، وإنّ صحّ فربّما كان حسّان معتلا في ذلك اليوم بعلّة منعته من شهود القتال، وهذا أولى ما تأوّل. (الروض الأنف 3/ 281) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 وله شِعْر فائق في الفصاحة. تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين. حكيم بن حزام [1]- ع- ابن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصي بن كلاب القرشي الأسدي أَبُو خالد، وعمّته خديجة رضي الله عنها.   [1] عن (حكيم بن حزام) انظر: المسند 4/ 401، ونسب قريش 231، والمحبّر 176 و 473، وجمهرة نسب قريش 1/ 353، والمعارف 311، وسيرة ابن هشام 1/ 143 و 144 و 211 و 283 و 2/ 8 و 123 و 260 والتاريخ الكبير 3/ 11 رقم 42، والأخبار الموفقيات 318، وطبقات خليفة 13، وتاريخ خليفة 90 و 177 و 223، وترتيب الثقات للعجلي 128 رقم 320، والثقات لابن حبّان 3/ 70، وتاريخ اليعقوبي 2/ 45 و 58 و 63/ 106 و 176، وتاريخ أبي زرعة 1/ 510 و 2/ 716، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1607، والبيان والتبيين 3/ 196، والجرح والتعديل 3/ 202 رقم 876، والمنتخب من ذيل المذيل 515، 516، وتاريخ الطبري 2/ 441- 444، والعقد الفريد 4/ 286- 287، وربيع الأبرار 4/ 208 و 303، والتاريخ الصغير 55 و 63، والسير والمغازي 161، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1159، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 79، وثمار القلوب 518، 519، وجمهرة أنساب العرب 121، ومشاهير علماء الأمصار 12 رقم 30، والاستيعاب 1/ 320، 321، وصفة الصفوة 725 رقم 109، والزيارات 63 و 94، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 105، وأسد الغابة 2/ 40- 42، وأنساب الأشراف 1/ 99 و 235 و 292 و 467 و 476، والمعرفة والتاريخ 2/ 412 و 413 و 415، والمستدرك 3/ 482- 485، وعيون الأخبار 3/ 143، وتهذيب الكمال 7/ 170- 192 رقم 1454، وتحفة الأشراف 3/ 73- 80 رقم 114، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 416- 425، والعلل لأحمد 1/ 50 و 83 و 189، وأخبار القضاة 1/ 318 و 2/ 201، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 68، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 244، والإكمال 4/ 271، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 105، وتلقيح فهوم أهل الأثر 157، والتبيين في أنساب القرشيين 173 و 215 و 238 و 240 و 391، ومعجم البلدان 2/ 524 و 540، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 166، 167 رقم 127، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 169، والبداية والنهاية 8/ 68، ومرآة الجنان 1/ 127، والعبر 1/ 60، وسير أعلام النبلاء 3/ 44- 51 رقم 12، والكاشف 1/ 185 رقم 1208، والمعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 29، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 137، وتلخيص المستدرك 3/ 482- 485، ودول الإسلام 1/ 40، والوافي بالوفيات 13/ 130، 131 رقم 143، ورجال الطوسي 18، والعقد الثمين 4/ 221، وتهذيب التهذيب 2/ 447 رقم 775، وتقريب التهذيب 1/ 194 رقم 512، والنكت الظراف 3/ 74- 77، والإصابة/ 348 رقم 1800، وخلاصة تذهيب التهذيب 77، والتذكرة الحمدونية 2/ 97 و 106، والوفيات لابن قنفذ 67 رقم 54، وشذرات الذهب 1/ 60. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 وَكَانَ يَوْم الفيل مراهقًا، وَهُوَ والد هشام، لَهُ صُحْبة، ورواية، وشرف في قومه، وحشمة. رَوَى عَنْهُ: ابنه حزام، وسَعِيد بن المسيب، وعَبْد اللَّهِ بن الحارث بن نوفل، وعُرْوة بن الزبير، وموسى بن طلحة، ويوسف بن ماهك، وغيرهم. حضر بدرًا مشركًا، وأسلم عام الفتح، وَكَانَ إِذَا اجْتَهَدَ فِي يَمِينِهِ قَالَ: لَا والذي نجاني يَوْم بدر من القتل [1] . وله منقبة وَهُوَ أَنَّهُ وُلد في جوف الكعبة [2] . وأسلم [3] وله ستون سَنَة أَوْ أكثر، وَكَانَ من المؤلفة قلَوْبهم. أعطاه النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم حُنين مائة من الإبل. قَالَه ابن إِسْحَاق [4] . حصَّل حكيم أموالًا من التجارة، وَكَانَ شديد الأدَمة نحيفًا [5] . وَلَمَّا ضيقت قريش عَلَى بني هاشم بالشِعْب، كَانَ حكيم تأتيه العير، تحمل الحنطة، فيُقبلها الشِّعْبَ، ثُمَّ يضرب أعجازها، فتدَخَلَ عليهم [6] . وَقَالَ عُرْوَةُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ: «مَنْ دَخَلَ دَارَ حَكِيمٍ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ بُدَيْلِ بْنِ ورقاء فهو آمن [7] .   [1] نسب قريش 231 وجمهرة نسب قريش 363، وتاريخ الطبري 2/ 441، وسيرة ابن هشام 2/ 265 (بتحقيقنا) ، والأغاني 4/ 184، والكامل في التاريخ 2/ 123، وعيون الأثر 1/ 252. [2] جمهرة نسب قريش 353. [3] «أسلم» ساقطة من الأصل، والتصحيح من (الاستيعاب، والإصابة) حيث قالا: إنه عَاشَ سِتِّينَ سَنَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَسِتِّينَ فِي الإسلام. وانظر التاريخ الكبير للبخاريّ. [4] سيرة ابن هشام 4/ 132 (بتحقيقنا) . [5] جمهرة نسب قريش 1/ 376. [6] جمهرة نسب قريش 1/ 355. [7] مرسل، ورجاله ثقات. ذكره ابن حجر في فتح الباري 8/ 11 ونسبه إلى موسى بن عقبة في (المغازي) ، وأخرجه مسلم في الجهاد (1780/ 86) باب فتح مكة من حديث أبي هريرة، وفيه قوله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ ألقى السلاح فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ» . وانظر: سيرة ابن هشام 4/ 45، 46، والمعجم الكبير، ومجمع الزوائد 3/ 165- 167، والطبقات الكبرى 2/ 135، وشرح السنّة للبغوي 11/ 148، 149. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 وقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ» [1] . وَكَانَ سَمْحًا جَوَادًا كَرِيمًا، عَالِمًا بِالنَّسَبِ، أَعْتَقَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِائَةَ رَقَبَةٍ، وفي الإسلام مائة رقبة، وَكَانَ ذا رأي وعقل تام، وَهُوَ أحد من دفن عُثْمَان سرًا [2] . وباع دارًا لمعاوية بستين ألفًا، وتصدق بِهَا، وَقَالَ: اشتريتها في الجاهلية بزق خمر [3] . وَرُوِيَ أن الزبير لَمَّا تُوُفِّيَ، قَالَ حكيم بن حزام لابن الزبير: كم عَلَى أخي من الدَين؟ قَالَ: ألف ألف درهم، قَالَ: عَلِيّ منها خمسمائة ألف [4] . وَدَخَلَ عَلَى حكيم عند الموت وَهُوَ يقول: لَا إله إِلَّا اللَّه، قَدْ كنت أخشاك، وأنا الْيَوْم أرجوك [5] . تُوُفِّيَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَنَة أربع وخمسين. حُوَيْطب بن عَبْد العزّى [6]- خ م ن- العامري.   [1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 434 والحميدي في مسندة (554) ، والطبراني (3084) ، والبخاري في الزكاة 3/ 239 وفي الأدب 10/ 355، ومسلم في الإيمان (123) و (196) . [2] جمهرة نسب قريش 376. [3] انظر: جمهرة نسب قريش 1/ 354. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 424. [5] جمهرة نسب قريش 1/ 377. [6] عن (حويطب بن عبد العزّى) انظر: التاريخ لابن معين 2/ 140، وطبقات خليفة 27، وتاريخ خليفة 90 و 223، والمعارف 311 و 312 و 342، والاستيعاب 1/ 384، 385، وأنساب الأشراف 1/ 220 و 228 و 292 و 312 و 349 و 350 و 352 و 362 و 363 و 409 و 441 و 445 و 446، والتاريخ الكبير 3/ 127 رقم 426، والمعرفة والتاريخ 2/ 693، والمحبّر 91 و 101 و 105 و 106 و 110 و 337 و 447 و 473 و 474، وسيرة ابن هشام 4/ 132 و 135، والمنتخب من ذيل المذيل 517- 519، ونسب قريش 425، 426، وفتوح البلدان 58، وتاريخ اليعقوبي 2/ 55 و 63 و 176، والعقد الفريد 4/ 33 و 158، وتاريخ الطبري 2/ 629 و 630 و 3/ 25 و 90 و 4/ 69 و 413، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1160، والجرح والتعديل 3/ 314 رقم 1398، وتاريخ أبي زرعة 1/ 491، ومشاهير علماء الأمصار 33 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 من مسلمة الفتح، لَهُ صُحبة، وَهُوَ أحد من دفن عُثْمَان، وَكَانَ حميد الإسلام [1] . عُمر مائة وعشرين سَنَة. وَيُرْوَى أَنَّهُ باع من مُعَاوِيَة دارًا بالمدينة بأربعين ألف دينار [2] . رَوَى عَن عبد اللَّه بن السعدي، حديث رزق العامل، رواه عَنْهُ السائب بن يزيد، وَهُوَ في الصحيحين [3] ، قَدِ اجْتمع في إسناده أربعة من الصحابة [4] . تُوُفِّيَ حويطب سَنَة أربع، وَيُقَالُ سنة اثنتين وخمسين.   [ () ] رقم 177، وجمهرة أنساب العرب 167- 169، وأسد الغابة 2/ 67، والكامل في التاريخ 2/ 251 و 270 و 538 و 3/ 500، والمستدرك 3/ 492، 493، وطبقات ابن سعد 5/ 454، والمراسيل 30، والثقات لابن حبّان 3/ 96، والمعجم الكبير 3/ 243، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، والتبيين في أنساب القرشيين 64 و 91 و 266 و 432، والبداية والنهاية 8/ 69، وتهذيب الكمال 7/ 465- 470 رقم 1573، وسير أعلام النبلاء 2/ 540، 541 رقم 111، والكاشف 1/ 197 رقم 1294، وتلخيص المستدرك 3/ 492، 493، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 104 و 460 و 465 و 560 و 602، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 144، والعقد الثمين 4/ 251، والوافي بالوفيات 13/ 221- 223 رقم 263، وتهذيب التهذيب 3/ 66 رقم 126، والإصابة 1/ 363 رقم 1882، وتقريب التهذيب 1/ 207 رقم 650، وخلاصة تذهيب التهذيب 99، والوفيات لابن قنفذ 67 رقم 54. [1] المستدرك 3/ 493، الإصابة 1/ 364. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 20، المنتخب من ذيل المذيل 518. [3] حديث العمالة أو رزق العامل، أخرجه البخاري في الأحكام 13/ 133 باب رزق الحاكم والعاملين عليها، من طريق: أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد ابن أخت نمر أن حويطب بن عبد العزّي، أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدّث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلى، فقال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إنّ لي أفراسا وأعبدا، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل، فإنّي كنت أردت الّذي أردت، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «خذه فتموّله وتصدّق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل، فخذ، وإلّا فلا تتبعه نفسك» . [4] رواه الزهري عن أربعة من الصحابة في نسق هم: السائب، وحويطب، وابن السعدي، وعمر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 [حرف الخاء] خالد بْن عُرْفُطة العذري [1]- ت ق-. يُقَالُ لَهُ صحبة ورواية. رَوَى عَنْهُ: مولاه مسلم، وأَبُو عُثْمَان النهدي، وعَبْد اللَّهِ بن يَسَارٍ. وَكَانَ أحد الأبطال المذكورين. تُوُفِّيَ بالْكُوفَة سَنَة ستين. قَالَ ابن سعد [2] : وَكَانَ سعد ولي خالدًا القتال يَوْم القادسية، وَهُوَ الّذي   [1] انظر عن (خالد بن عرفطة) في: الطبقات الكبرى 4/ 355 و 6/ 21، وطبقات خليفة 122 و 126 و 139، وتاريخ خليفة 203، ومسند أحمد 5/ 292، والمحبّر 381، والتاريخ الكبير 3/ 138 رقم 463، والمعرفة والتاريخ 2/ 658، والأخبار الطوال 121، 122، وفتوح البلدان 316 و 318 و 323، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 236، والجرح والتعديل 3/ 337، 338 رقم 1522، والاستيعاب 1/ 413، 414، والمعجم الكبير 4/ 241- 244 رقم 373، والمستدرك 3/ 280، 281، والثقات لابن حبّان 3/ 104، وتاريخ بغداد 1/ 200 رقم 39، وأسد الغابة 2/ 87، 88، والكامل في التاريخ 2/ 452 و 470 و 533 و 3/ 412 و 483 و 4/ 101، والاشتقاق 547، وتحفة الأشراف 3/ 110 رقم 122، وتهذيب الكمال 8/ 128- 130 رقم 1633، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 152، والكاشف 1/ 206 رقم 1350، والوافي بالوفيات 13/ 273، 274 رقم 329، ومعجم البلدان (مادّة: النخيلة) ، والتذكرة الحمدونية 2/ 450، وتهذيب التهذيب 3/ 106، 107 رقم 198، وتقريب التهذيب 1/ 216 رقم 56، والإصابة 1/ 409، 410 رقم 2182، وخلاصة تذهيب التهذيب 102، وقاموس الرجال 3/ 483، 484. [2] في الطبقات الكبرى 6/ 21. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 قَتَلَ الخوارج يَوْم النخيلة [1] ، وله بالْكُوفَة دار وعقب. خراش بن أمية [2] ، الكعبي الخزاعي. لَهُ دار بالمدينة بسوق الدجاج. شهد بيعة الرضوان وحلق رأس النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يومئذ [3] ، وتُوُفّي آخر أيام مُعَاوِيَة [4] . قَالَ ابن سعد: لم يرو شيئا.   [1] مهملة في الأصل، والتصحيح من السياق. [2] انظر عن (خراش بن أميّة) في: الطبقات لابن سعد 2/ 96- 98 و 4/ 139، وسيرة ابن هشام 4/ 57، والمغازي للواقدي 600 و 616 و 737 و 843- 845 و 959، والجرح والتعديل 3/ 392 رقم 1801، وتاريخ الطبري 2/ 631 و 637 و 3/ 62، 63، وتاريخ خليفة 227، وجمهرة أنساب العرب 237، والكامل في التاريخ 2/ 203، وأسد الغابة 2/ 108، والوافي بالوفيات 13/ 301 رقم 367، وجامع التحصيل 207 رقم 172، والاستيعاب 1/ 427، والإصابة 1/ 421، 422 رقم 2233. [3] طبقات ابن سعد 2/ 98، الاستيعاب 1/ 428. [4] الاستيعاب 1/ 428. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 202 [حرف الدال] دَغْفَل بن حنظلة [1] ، الشيباني، الذُهْلي، النَسابة. مختَلف في صحبته. وَقَالَ أَحْمَد بن حَنْبَلٍ [2] : لَا أرى لَهُ صحبة، تُوُفِّيَ في دهر معاوية.   [1] عن (دغفل بن حنظلة) انظر: الأخبار الموفقيات 272، وجمهرة أنساب العرب 319، والطبقات لابن سعد 7/ 140، وطبقات خليفة 198، والعلل لأحمد 1/ 258، والتاريخ الكبير 3/ 254، 255 رقم 880، والتاريخ الصغير 19، والمحبّر لابن حبيب 478، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 605، وتاريخ أبي زرعة 1/ 151، والمعارف 99 و 534، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 776، وتاريخ الطبري 3/ 216، وربيع الأبرار 4/ 268، والمعجم الكبير 4/ 267- 269 رقم 408، والجرح والتعديل 3/ 441 رقم 2004، والاستيعاب 1/ 477- 479، والبرصان والعرجان 64، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1480 و 1500، والفهرست 131، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 242- 247، والهفوات النادرة للصابي 172، ورجال الطوسي رقم 875، والمراسيل 56 رقم 79، والعقد الفريد 1/ 78 و 3/ 327 و 329، والثقات لابن حبان 3/ 118، ومعجم البلدان 2/ 409 و 4/ 899، والكامل في التاريخ 2/ 333، و 4/ 195، وأسد الغابة 2/ 130، ووفيات الأعيان 4/ 85، 86، وعيون الأخبار 2/ 74 و 3/ 18، وتحفة الأشراف 3/ 132 رقم 132، وتهذيب الكمال 8/ 486- 491 رقم 1799، والمغني في الضعفاء 1/ 222 رقم 2045، وميزان الاعتدال 2/ 27 رقم 2675، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 166، والوافي بالوفيات 14/ 18، 19، رقم 15، وجامع التحصيل 209 رقم 178، وتهذيب التهذيب 3/ 210، 211 رقم 399، وتقريب التهذيب 1/ 236 رقم 56، والإصابة 1/ 475 رقم 2399، وخلاصة تذهيب التهذيب 112. [2] في العلل 1/ 258. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 [حرف الذال] ذو مِخْمَر [1]- د ق- وَيُقَالُ: ذو مِخْبَر الحبشي، ابن أخي النجاشي. هاجر، وخدم النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: جُبَير بن نُفَير، وخالد بن مَعْدان، وأَبُو الزاهرية حُدَير [2] بن كُرَيْب، ويزيد بن صُلَح. تُوُفِّيَ بالشَّام.   [1] انظر عن (ذو مخمر) في: الطبقات الكبرى 7/ 425، ومسند أحمد 4/ 90 و 5/ 409، وطبقات خليفة 307، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 103 رقم 266، والجرح والتعديل 3/ 447 رقم 2026، والتاريخ الكبير 3/ 264 رقم 906، والمعجم الكبير 4/ 277- 280 رقم 418، والاستيعاب 1/ 483، 484، والإكمال 7/ 209، وأسد الغابة 2/ 144، 145، وتهذيب الكمال 8/ 531، 532 رقم 1822، وتحفة الأشراف 3/ 138، 139 رقم 139، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 170، والكاشف 1/ 230 رقم 1509، والوافي بالوفيات 14/ 49 رقم 45، وتهذيب التهذيب 3/ 224 رقم 427، وتقريب التهذيب 1/ 239 رقم 11، والإصابة 1/ 488 رقم 2469، وخلاصة تذهيب التهذيب 113. [2] في الأصل «هرير» ، والتصويب من (تهذيب التهذيب 2/ 218) وغيره. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 204 [حرف الراء] الربيع بن زياد [1] ، الحارثي الأمير، يكني أبا عَبْد الرَّحْمَنِ. رَوَى عَن: أَُبَيِّ بن كعب، وكعب الأحبار. وعنه: أَبُو مخلد لاحق، ومطرّف بن الشّخّير، وحفصة بنت سيرين، وأرسل عَنْهُ قتادة. وَلِيَ خُراسان لمعاوية، وَكَانَ الحسن البصري كاتبا له.   [1] انظر عن (الربيع بن زياد) في: المعارف 441، وتاريخ الطبري 4/ 183- 185 و 5/ 226 و 285 و 286 و 291، وطبقات خليفة 202، والتاريخ الكبير 3/ 268، 269 رقم 916، والخراج وصناعة الكتابة 384، 385 و 391، 392 و 395 و 405، وربيع الأبرار 4/ 95، والعقد الفريد 1/ 14 و 15 و 2/ 373 و 374 و 462 و 4/ 167 و 169 و 6/ 224 و 225، والجرح والتعديل 3/ 461، و 462 رقم 2073، ومشاهير علماء الأمصار 125 رقم 984، والمحبّر 344 و 378، والأخبار الموفقيات 480، وتاريخ خليفة 136 و 164 و 180 و 208 و 210 و 211، وتاريخ اليعقوبي 2/ 222 و 384، وفتوح البلدان 460 و 465 و 470 و 482- 485 و 489 و 507، والأخبار الطوال 147، وعيون الأخبار 1/ 16 و 335 و 2/ 11، وجمهرة أنساب العرب 417، وأسد الغابة 2/ 164، والاستيعاب 1/ 516، والكامل في التاريخ 1/ 566- 582 و 3/ 46 و 124 و 128 و 129 و 417 و 452 و 489 و 495، وتحفة الأشراف 3/ 167 رقم 147، وتهذيب الكمال 9/ 80- 82 رقم 1861، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 177، والكاشف 1/ 235 رقم 1544، والوافي بالوفيات 14/ 79، 80 رقم 91، والعقد الثمين 4/ 389، وتهذيب التهذيب 3/ 243 و 244 رقم 469 و 470، وتقريب التهذيب 1/ 244 رقم 39، والإصابة 1/ 504، 505 رقم 2577. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 رَوَى الهيثم، عَن مجالد، عَن الشَّعْبِيُّ قَالَ: قَالَ عمر: دلَوْني عَلَى رَجُلٌ أستعمله، فذكروا لَهُ جَمَاعَة، فلم يُردْهم، قالْوَا: من تريد؟ قَالَ: من إذا كَانَ أميرهم كَانَ كأَنَّهُ رَجُلٌ منهم، وإذا لَمْ يكن أميرهم كَانَ كأَنَّهُ أميرهم، قالْوَا: مَا نعلمه إِلَّا الربيع بن زياد الحارثي، قَالَ: صدقتم [1] . قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم في «الكني» : لَمَّا بلغ الربيع بن زياد مقتل حُجْر بن عدي، دعا فَقَالَ: اللَّهمّ إن كَانَ للربيع عندك خير، فاقبضه إليك وعجل، فزعموا أَنَّهُ لَمْ يبرح من مجلسه حَتَّى مات، رحمة اللَّه. رُوِيَفع بن ثابت [2]- د ت ن- الْأَنْصَارِيّ أمير المغرب. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وخمسين، وقد ذُكِرَ في الطبقة الماضية. وأما ابن يونس فقال: توفي سنة ستّ وخمسين.   [1] أسد الغابة 2/ 164، الإصابة 1/ 504. [2] مرّت ترجمته في الطبقة الماضية، وقد حشدنا هناك مصادر ترجمته، فلتراجع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 [حرف الزاي] زياد بن عُبَيد [1] ، الأمير الذي ادعي مُعَاوِيَة أَنَّهُ أخوه والتحق بِهِ، وجمع   [1] انظر عن (زياد بن عبيد) في: الطبقات الكبرى 7/ 99، ونسب قريش 188 و 244 و 245، والمحبّر 184 و 295 و 303 و 346 و 378 و 479، والبرصان والعرجان 364، وثمار القلوب 440، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 113، وربيع الأبرار 4/ 62 و 161 و 190 و 214 و 219 و 236 و 245 و 247 و 253 و 262 و 267 و 319، والتاريخ الكبير 3/ 357 رقم 1201، والتاريخ الصغير 61، وطبقات خليفة 191، والجرح والتعديل 3/ 539 رقم 2431، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 256، والمعارف 346، ومروج الذهب 3/ 192 و 215، والزاهر للأنباري 2/ 234، والاستيعاب 1/ 567- 575، وأنساب الأشراف 1/ 489- 492، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 199، والأخبار الطوال 219 و 223 و 424 و 283، وفتوح البلدان 339 و 423 و 424 و 426 و 427 و 429 و 434 و 338 و 439 و 440 و 447 و 491 و 499 و 506 و 507 و 533 و 569، وتاريخ خليفة 135 و 136 و 154 و 178 و 179 و 192 و 197 و 202 و 207 و 209- 212 و 219 و 221 و 222 و 227 و 228، وتاريخ اليعقوبي 2/ 146 و 204 و 218- 220 و 229 و 232 و 234- 236 و 387، والخراج وصناعة الكتابة 54 و 395 و 400 و 404 و 405 و 414 و 415 و 468، والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 326 و 458 و 2/ 69، و 72 و 212 و 244 و 587 و 611 و 632 و 3/ 25، و 72 و 320، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 409- 426، وأسد الغابة 2/ 215، 216، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 139، ودول الإسلام 1/ 39، وسير أعلام النبلاء 3/ 494- 497 رقم 112، والعبر 1/ 58، وجمهرة أنساب العرب 226 و 233 و 386، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 198، 199 رقم 182، ووفيات الأعيان 6/ 355- 367، والوافي بالوفيات 15/ 10- 13 رقم 10، وفوات الوفيات 2/ 26 رقم 158، ومرآة الجنان 1/ 126، والتذكرة الحمدونية 1/ 295 و 302 و 308 و 322 و 333 و 343 و 345 و 400 و 405 و 407 و 431 و 438 و 439 و 454 و 2/ 27 و 45 و 115 و 127 و 150، والوفيات لابن قنفذ 66 رقم 53، وميزان الاعتدال 2/ 86 رقم 2923، وشذرات الذهب 1/ 59، وخزانة الأدب 2/ 517. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 لَهُ إمرة الْعِرَاق، كنيته أَبُو المغيرة، أسلم في عهد أَبِي بكر، وَكَانَ كاتب أَبِي موسى في إمرته عَلَى الْبَصْرَةِ. سمع من عمر. رَوَى عَنْهُ: محمد بن سيرين، وعَبْد الملك بن عُمَير، وجماعة. ووُلد سَنَة الهجرة، وأمه سُمَيَّةٌُ جارية الحارث بن كَلَدَة الثقفي. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : هُوَ أخو أَبِي بكرة الثقفي لأمه. وَكَانَ زياد لبيبًا فاضلًا، حازمًا، من دُهاة العرب، بحيث يُضرب بِهِ المثل. يُقَالُ أَنَّهُ كتب لأبي موسى، وللمغيرة بن شُعْبة، ولعَبْد اللَّهِ بن عامر، وكتب بالْبَصْرَة لابن عباس. وذكر الشَّعْبِيُّ: أن عَبْد اللَّهِ بن عباس لَمَّا سَارَ من الْبَصْرَةِ مع عَلِيّ إِلَى صِفين استخلف زيادًا عَلَى بيت المال. وذكر عَوَانَةَ بن الحَكَم أن أبا سفيان بن حرب صار إِلَى الطائف فسكر، فالتمس بَغِيًّا، فأحضرت لَهُ سُمية، فواقعها، وكانت مزوجة بُعبيد مولى الحارث بن كَلَدَة، قَالَ: فولدت زيادًا، فادعاه مُعَاوِيَة في خلافته، وأَنَّهُ من ظَهْر أَبِي سفيان [2] . وَلَمَّا تُوُفِّيَ عَلِيّ كَانَ زياد عامله عَلَى فارس، فتحصن في قلعة، ثُمَّ كاتب مُعَاوِيَة أن يصالحه عَلَى ألفي ألف درهم، ثُمَّ أقبل زياد من فارس [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: إِنَّ زِيَادًا قَالَ لأبي بكرة، وهو أخوه لأمّه: ألم تر أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَادَنِي عَلَى كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ وُلِدْتُ عَلَى فِرَاشِ عُبَيْدٍ وَأَشْبَهْتُهُ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فليتبوَّأ   [1] في التاريخ الكبير 3/ 357. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 412. [3] انظر تهذيب تاريخ دمشق 5/ 411. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [1] . ثُمَّ جَاءَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، وَقَدِ ادَّعَاهُ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا رأيت أحدًا أخطب من زياد. وقال قبيصة بن جابر: مَا رأيت أخصب ناديًا، وَلَا أكرم جليسًا، وَلَا أشبه سريرة بعلانية من زياد، مَا كَانَ إِلَّا عروسًا. وَقَالَ الفقيه الْوَزير أَبُو محمد بن حزم في كتاب «الْفِضَلِ» [2] : ولقد امتنع زياد وَهُوَ فِقَعة القاع [3] لَا عشيرة لَهُ وَلَا نسب، وَلَا سابقة، وَلَا قدم، فما أطاقه مُعَاوِيَة إِلَّا بالمداراة، حَتَّى أرضاه وولّاه. وَقَالَ أَبُو الشعثاء جابر بن زيد: كَانَ زياد أقتل لأَهْلِ دينه ممن يخالف هواه من الحّجّاج، وَكَانَ الحَجّاج أعلم بالقتل. وَقَالَ ابن شَوْذَب: بلغ ابنَ عمر أن زيادًا كتب إِلَى مُعَاوِيَة: إني قد   [1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 412. وقد أخرج البخاري في الفرائض 12/ 46: بأب من ادّعى إلى غير أبيه، من طريق مسدّد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد بن مهران الحذّاء، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم يقول: «من ادّعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام» . فذكرته (أي ذكره أبو عثمان النهدي) لأبي بكرة، فقال: وأنا سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرجه مسلم (63) من طريق: عمرو الناقد، حدّثنا هشيم بن بشير، أخبرنا خالد عن أبي عثمان قال: لما ادّعي زياد لقيت أبا بكرة، فقلت له: ما هذا الّذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول: سمع أذناي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: «من ادّعى أبا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام» فقال أبو بكرة: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن حجر في (فتح الباري 12/ 46) : وكان كثير من الصحابة والتابعين ينكرون ذلك على معاوية محتجّين بحديث: «الولد للفراش» ، وإنما خصّ أبو عثمان النهدي: أبا بكرة بالإنكار، لأنّ زيادا كان أخاه من أمّه. [2] الفصل في الملل والنّحل- ج 4/ 172 (باب الكلام في الإمامة والمفاضلة) - تحقيق د. محمد إبراهيم نصرود. عبد الرحمن عميرة- طبعة دار الجيل، بيروت 1985. [3] الفقعة: جمع فقع، وهو نوع من الكمأة البيضاء التي تظهر على وجه الأرض، فتوطأ، ومنها الكمأة السوداء التي تستتر في الأرض، ويقال للذي لا أصل له: فقع. أما القاع: فهي الأرض الواسعة السهلة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 ضبطت الْعِرَاق بيميني، وشمالي فارغة، فسأله أن يوليه الحجاز، فَقَالَ ابن عمر: اللَّهمّ إنك تجعل في القتل كفارة، فموتًا لابن سُمَيَّةَ لَا قتلًا، فخرج في إصبع زياد الطاعون، فمات. وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ: بلغ الحسنَ بنَ عَلِيّ أنْ زيادًا يتتّبع شيعة عَلِيّ بالْبَصْرَة فيقتلهم، فدعا عَلَيْهِ. وَرَوَى ابن الكلبي: أن زيادًا جمع أَهْل الْكُوفَة ليعرضهم عَلَى البراءة من عليّ، فخرج خارجٌ من القصر فَقَالَ: إن الأمير مشغول، فانصرفوا، وإذا الطاعون قَدْ ضربه. تُوُفِّيَ سَنَة ثلاث وخمسين. وله أخبار تطول. زيد بن ثابت [1]- ع- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدْ ذُكر في الماضية. وَقَالَ أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، والفلاس: تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين. وَقَالَ المدائني، وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة خمس وخمسين.   [1] مرّت ترجمته في الطبقة الماضية، وقد حشدت له هناك مصادر ترجمته، فلتراجع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 [حرف السين] السائب بن خلاد [1]- 4- بن سُوَيد بن ثعلبة، أَبُو سهلة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي. لَهُ صُحبة، وأحاديث قليلة. رَوَى عَنْهُ: ابنه خلاد، وعطاء بن يَسَار، ومحمد بن كعب القَرَظِي، وصالح بن حيوان [2] السَبائي، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أَبِي صعصعة. وقيل: هما اثنان، وأن والد خلاد مَا رَوَى عَنْهُ إِلَّا ولده. السائب بن أبي وداعة [3] ، القرشي السهمي.   [1] انظر عن (السائب بن خلّاد) في: مسند أحمد 4/ 55، والعلل له 1/ 298، وطبقات خليفة 94، والتاريخ الكبير 4/ 150 رقم 2285، والجرح والتعديل 4/ 240 رقم 1027، وأنساب الأشراف 1/ 245، وجمهرة أنساب العرب 263، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 120 و 137 رقم 624، والاستيعاب 2/ 103، 104، والمعرفة والتاريخ 2/ 707، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 72، وحلية الأولياء 1/ 372، وأسد الغابة 2/ 251، 252، وتهذيب الكمال 10/ 186، 187 رقم 2168، وتحفة الأشراف 3/ 255، 257 رقم 173، والكاشف 1/ 273 رقم 1808، والوافي بالوفيات 15/ 98، 99 رقم 135، وتهذيب التهذيب 3/ 447، 448 رقم 833، وتقريب التهذيب 1/ 282 رقم 39 والإصابة 2/ 10 رقم 3062، وخلاصة تذهيب التهذيب 132، ترتيب الثقات 175 رقم 6، والثقات 3/ 173. [2] المشهور «صالح بن خيوان» بالخاء المعجمة، ويقال بالمهملة. (تهذيب التهذيب 4/ 388) . [3] انظر عن (السائب بن أبي وداعة) في: مشاهير علماء الأمصار 35 رقم 198، والتاريخ الصغير 55، والتاريخ الكبير 4/ 149، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 أسر يَوْم بدر، فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «تمسكوا بِهِ فإن لَهُ ابنًا كيسًا بمكة» . فخرج ابنه المطلب سرًّا حَتَّى قدِم، ففدى أباه بأربعة آلاف درهم، ثُمَّ أسلم السائب، وتوفي سَنَة سبع وخمسين [1] . سَبْرَة بنَ مَعَبْد [2]- م- وَيُقَالُ سَبْرة [3] بن عَوْسَجة بن حَرْمَلَة الجُهَني. لَهُ صُحبة ورواية. رَوَى عَنْهُ: ابنه الربيع أحاديث. أخرج لَهُ مسلم وغيره، وَكَانَ رسول عَلِيّ إِلَى مُعَاوِيَة من المدينة، بَعْدَ مقتل عُثْمَان. وكنيته: أَبُو ثرية. سعد بن أَبِي وقاص [4]- ع- مالك بن أهيب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ بن مرّة، أبو إسحاق الزهري.   [150] رقم 2284، والجرح والتعديل 4/ 240 رقم 1029، والاستيعاب 2/ 102، وفتوح البلدان 59، والكامل في التاريخ 4/ 544، وأسد الغابة 2/ 257، والوافي بالوفيات 15/ 99 رقم 136، والإصابة 2/ 8 رقم 3057 (باسم: السائب بن الحارث بن صبرة) . [1] الوافي بالوفيات 15/ 99. [2] انظر عن (سبرة بن معبد) في: مسند أحمد 3/ 404، وطبقات ابن سعد 4/ 348، وجمهرة أنساب العرب 445 (سبرة بن عوسجة) ، ومشاهير علماء الأمصار 35 رقم 202، والاستيعاب 2/ 75، 76، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 209 رقم 199، والجرح والتعديل 4/ 295 رقم 1281، والمغازي للواقدي 1/ 180، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1952، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 131، وأسد الغابة 2/ 260، 261، وطبقات خليفة 121، والتاريخ الكبير 4/ رقم 2430، والجامع الصحيح 2/ 260، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 210، تهذيب الكمال 10/ 203، 204 رقم 2181، وتحفة الأشراف 3/ 265- 268 رقم 177، والكاشف 1/ 274 رقم 1819، والوافي بالوفيات 15/ 111 رقم 158، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 63، والإصابة 2/ 14 رقم 3087، وتهذيب التهذيب 3/ 453 رقم 847، وتقريب التهذيب 1/ 283، 284 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 133. [3] في الأصل «شبرة» والتصحيح من مصادر ترجمته. [4] انظر عن (سعد بن أبي وقّاص) في: الطبقات الكبرى 3/ 137، 138 و 6/ 12، 13، ومسند أحمد 1/ 168، وفضائل الصحابة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد السابقين الأوّلين، كان يقال له   [ () ] 2/ 748، ونسب قريش 94 و 251 و 263 و 269، و 393 و 421، وطبقات خليفة 15 و 126،، وتاريخ خليفة 223، والتاريخ لابن معين 2/ 193، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15757، وتاريخ اليعقوبي 1/ 174 و 2/ 23 و 69 و 109 و 130، و 143- 145 و 151 و 155 و 157 و 160 و 187 و 237، والسير والمغازي لابن إسحاق 140 و 147 و 193 و 194 و 328 و 332، والمحبّر لابن حبيب 65 و 66 و 68 و 71 و 72 و 116 و 276 و 453 و 474، والبرصان والعرجان 207 و 210، والأخبار الطوال 119 و 128 و 141 و 142 و 198، وترتيب الثقات للعجلي 180 رقم 526، والتاريخ الكبير 4/ 43 رقم 1908، والتاريخ الصغير 16 و 54 و 61، وسيرة ابن هشام 2/ 244 و 259 و 324 و 346 و 3/ 45 و 49 و 63 و 90 و 265 و 4/ 160 و 256، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 16، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1538- 1541 و 1544- 1546 و 1550- 1552 و 1794- 1797، وطبقات علماء إفريقية 29، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 70، والزاهر للأنباري 1/ 367، والمعارف 100 و 157 و 160 و 168 و 182 و 228 و 237 و 241- 243 و 246، 247 و 550 و 558 و 575 و 576 و 588 و 667، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1175، 1176، والجرح والتعديل 4/ 93 رقم 405، ومشاهير علماء الأمصار 8 رقم 9، وجمهرة أنساب العرب 79 و 129 و 167 و 173 و 365، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 548، 549، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام 264، والفتوح لابن أعثم الكوفي 1/ 195- 214، وفتوح الشام للأزدي 10 و 35، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 93، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 263، 264، وعيون الأخبار 1/ 218 و 312 و 2/ 16 و 3/ 111 و 185، والخراج وصناعة الكتابة 286 و 289 و 359- 362 و 370، والبدء والتاريخ 5/ 84، 85، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 10، وحلية الأولياء 1/ 92- 95 رقم 7، وتاريخ بغداد 1/ 144- 146 رقم 4، والمنتخب من ذيل المذيّل 556، وثمار القلوب 346 و 449، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 115، وربيع الأبرار 4/ 250، وأنساب الأشراف 1/ 54 و 130 و 163 و 179 و 224 و 225 و 228 و 259 و 270 و 271 و 288 و 301 و 304 و 318- 320 و 323 و 334 و 350 و 369 و 371 و 404 و 408، والأمالي للقالي 2/ 319، والمستدرك 3/ 495- 502، والاستيعاب 2/ 18- 27، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 157، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 95- 110، وتلقيح فهوم أهل الأثر 48 و 118، والبيان والتبيين 127 و 158 و 182 و 202 و 223 و 253 و 254 و 269 و 270 و 283 و 248 و 397 و 452 و 459، ووفيات الأعيان 1/ 207 و 2/ 375 و 6/ 362، والمعجم الكبير 1/ 136- 148 رقم 8، والزيارات 81 و 84 و 94، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 149، 150، وأسد الغابة 2/ 290- 293، وتهذيب الكمال 10/ 309- 314 رقم 2229، وتحفة الأشراف 3/ 277- 326 رقم 185، والكاشف 1/ 280 رقم 1863، وسير أعلام النبلاء 1/ 92- 124 رقم 495- 502، والعبر 1/ 60، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2272، وتذكرة الحفاظ 1/ 22، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج/ 213، 214 رقم 205، والوفيات لابن قنفذ 31 رقم 55، والرياض النضرة 2/ 292، ونكت الهميان 155، 156، والوافي بالوفيات 15/ 144- 147 رقم 199، والتذكرة الحمدونية 1/ 139 و 143 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 «فارس الإسلام» ، وَهُوَ أول من رمي بسهم في سبيل اللَّه [1] . وَكَانَ مقدم الجيوش في فَتَحَ الْعِرَاق، مُجاب الدعوة، كثير المناقب، هاجر إِلَى المدينة قبل مَقْدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وشهد بدرًا. رَوَى عَنْهُ: بنوه عامر، ومُصْعَب، وَإِبْرَاهِيم، وعمر، ومحمد، وعائشة بنو سعد، وبسر بن سَعِيد، وسَعِيد بن المسيب، وأَبُو عُثْمَان النهدي، وعلقمة بن قيس، وعُرْوَة بن الزبير، وأبو صالح السّمّان، وآخرون. وأمّه حمنة بِنْت سفيان بن أمية بن عَبْد شمس. أسلم وَهُوَ ابن تسع عشرة سَنَة، وَكَانَ قصيرًا دحداحًا غليظًا، ذا هامة، شثن الأصابع، جعد الشعر، أشعر الجسد، آدم، أفطس [2] . قَالَ سَعِيد بن المسيب: سمعت سعدًا يقول: مكثت سبع ليال، وإني لثلث الإسلام [3] .   [ () ] و 2/ 450 و 452 و 477، والعقد الثمين 4/ 537، وغاية النهاية 1/ 304، والنكت الظراف 3/ 277- 323، والإصابة 2/ 33، 34 رقم 3194، والسيرة النبويّة (من تاريخ الإسلام) 38 و 141 و 147 و 148 و 315، والمغازي (منه) 41 و 46 و 48 و 52 و 65 و 124 و 175 و 181 و 183 و 187 و 192 و 309 و 304- 316 و 329، وعهد الخلفاء الراشدين (منه) انظر فهرس الأعلام 732، وتهذيب التهذيب 3/ 483، 484 رقم 901، وتقريب التهذيب 1/ 290 رقم 108، ومرآة الجنان 1/ 128، والبداية والنهاية 8/ 72- 78، وخلاصة تذهيب التهذيب 135، والنجوم الزاهرة 1/ 147، وتاريخ الخلفاء 250، وكنز العمال 13/ 212، وشذرات الذهب 1/ 61، ومجمع الزوائد 9/ 153، وجامع الأصول 9/ 10. [1] أخرج الطبراني في المعجم الكبير 1/ 142 رقم 314 من طريق: زائدة، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: إني لأول رجل مسلم رمى بسهم في سبيل الله عزّ وجلّ. وأخرج الحاكم في المستدرك 3/ 498 من طريق: الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. [2] طبقات ابن سعد 3/ 137، والمستدرك 3/ 496، والمعجم الكبير 1/ 137، 138 رقم 294، وتاريخ بغداد 1/ 145. [3] أخرجه البخاري في الفضائل (3726 و 3727) باب: مناقب سعد، وفي مناقب الأنصار (3858) باب: إسلام سعد، وابن ماجة في المقدّمة (132) باب: فضل سعد، وذكره الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 وقال قيس بن أبي حازم: قال سعيد: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَبَوَيْه لِأَحَدٍ قَبْلِي، قَالَ لِي: «يَا سَعْدُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» [1] . وَإِنِّي لَأَوَّلُ مَنْ رَمَى الْمُشْرِكِينَ بِسَهْمٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ السَّمُرِ [2] ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ مِثْلَ مَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الْإِسْلَامِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي [3] . وَقَالَ بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بن سعد، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «إِرْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» ، قَالَ: فَنَزَعْتُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ، فَأَصَبْتُ جَبْهَتَهُ، فَوَقَعَ، فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ [4] . وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَتَلَ سَعْدٌ يَوْمَ أُحُدٍ بِسَهْمٍ رُمِيَ بِهِ ثَلَاثَةٌ: رَمَوْا بِهِ، فَأَخَذَهُ سَعْدٌ، فَرَمَى بِهِ فَقَتَلَ، فَرَمَوْا بِهِ، فَأَخَذَهُ سَعْدٌ الثَّانِيَةَ، فَقَتَلَ، فَرَمَوْا بِهِ فَرَمَى بِهِ، سَعْدٌ ثَالِثًا، فَقَتَلَ ثالثا، فعجب الناس من فعله [5] .   [ () ] الحاكم في المستدرك 3/ 498، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 92، وابن سعد في الطبقات 3/ 138، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 138 رقم (298) و 142 رقم (313) ، والخطيب في تاريخ بغداد 1/ 145. [1] أخرجه البخاري في المغازي (5/ 124) باب: إذ همّت طائفتان منكم، وابن إسحاق في السير والمغازي 328، وابن هشام في السيرة النبويّة (بتحقيقنا) 3/ 45 والمقدسي في البدء والتاريخ 4/ 202، 303. [2] بضم الميم: ضرب من شجر الموز. [3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 174 و 181 و 186، والبخاري في الفضائل (3728) باب مناقب سعد، وفي الأطعمة (5412) باب ما كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يأكلون، وفي الرقاق (6453) باب: كيف كان عيش النبي وأصحابه. ومسلم في الزهد (2966) في صدره، والترمذي في الزهد (2367) باب ما جاء في معيشة النبي، و (2366) من طريق آخر، وابن سعد في الطبقات 3/ 138، وأبو نعيم في الحلية 1/ 92. [4] أخرجه مسلم في الفضائل (1412) باب مناقب سعد، والطبراني رقم 315. [5] ذكره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 1/ 99 من طريق عبد الله بن مصعب، حدّثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب. وقال: إسناده منقطع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 قَالَ ابن المسيب: كَانَ سعد جيد الرمي. وَقَالَ عَلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يجمع أَبويه لأحد غير سعد [1] . وَقَالَ ابن مسعود: لقد رأيت سعدًا يقاتل يَوْم بدر قتال الفارس في الرجال. وَرَوَى عُثْمَان بن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سرية فِيهَا سعد بن أَبِي وقاص عَلَى رابغ [2] ، وَهُوَ من جانب الجُحْفَة [3] ، فانكفأ المشركون عَلَى المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه، وَهَذَا أول قتال كَانَ في الإسلام، فَقَالَ سعد: أَلَّا أتى رَسُول اللَّهِ أني ... حَمَيْتُ صَحابتي بصدور نَبْلِي فما يَعْتَدُّ رامٍ في عدُوٍ ... بسهمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَبلي [4] وَقَالَ ابن مسعود: اشتركت أنا، وسعد، وعمار، يَوْم بدر فيما نغنم، فجاء سعد بأسيرين، وَلَمْ أجيء أنا وَلَا عمار بشيء [5] . وَعَن أَبِي إِسْحَاق قَالَ: كَانَ أشد الصحابة أربعة: عمر، وعلي والزبير، وسعد [6] .   [1] أخرجه الترمذي (3753) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 180، والبخاري في المغازي (4056) و (4057) باب: إذ همّت طائفتان منكم أن تفشلا، ومسلم في الفضائل (2412) ، والترمذي (3754) وابن ماجة في المقدّمة (130) وكلهم من طريق: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن سعد بن أبي وقاص. [2] رابغ: على عشرة أميال من الجحفة. [3] الجحفة: قرية جامعة، بها منبر، كان اسمها مهيعة، فجاءها السيل فاجتحفها فسمّيت الجحفة. وهي مهلّ أهل الشام، وغدير خمّ على ثلاثة أميال منها. (معجم ما استعجم 1/ 367- 370) . [4] الخبر والبيتان من جملة أبيات في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 237، والمستدرك 3/ 498، وطبقات ابن سعد 2/ 7، والاستيعاب، والإصابة. [5] أخرجه أبو داود في البيوع (2388) باب في الشركة على غير رأس مال، والنسائي 7/ 57 باب شركة الأبدان، و (319) باب الشركة بغير مال، وابن ماجة في التجارات (2288) باب الشركة والمضاربة، والطبراني (297) من طرق عدّة. [6] الإصابة 4/ 163. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 وَجَاءَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ وُجُوهٍ ضَعِيفَةٍ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، فَدَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ [1] . وَقَالَ سَعْدٌ: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ 6: 52 [2] . نزلت في ستة، وأنا وابن مسعود منهم. أَخْرَجَهُ مسلم [3] . وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقْبَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ» [4] . وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: حَدَّثَنِي سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ» [5] . وَقَالَ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَن جَابِرِ بْنِ سَمُرة قَالَ: شكا أَهْل الْكُوفَة سعدًا- يعني لَمَّا كَانَ أميرًا عليهم- إِلَى عمر فقالْوَا: إِنَّهُ لَا يحسن يصلي، فَقَالَ سعد: أما إني كنت أصلي بهم صلاة رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، صلاتي العشاء، لَا أخْرمُ منها، أركُد في الأوليين وأحذَف في الأخريين، فَقَالَ: ذاك الظن بك يَا أبا إِسْحَاق، ثُمَّ بَعَثَ رجالًا يسألْوَن عَنْهُ، فكانوا لَا يأتون مسجدًا من مساجد الْكُوفَة إِلَّا قالْوَا خيرًا، حَتَّى أتوا مسجدًا من مساجد بني عبْس، فَقَالَ رجل يقال له أبو سعدة: أما إذ نشدتمونا باللَّه، فإِنَّهُ كَانَ لَا يَعدل في القضية، وَلَا يقسم بالسوية، وَلَا يغزو في السرية، فَقَالَ سعد: اللَّهمّ إن كَانَ كاذبًا، فأعْمِ بصره، وأطل عُمره، وعرضه للفِتَن، قَالَ عَبْد الملك: أنا رأيته بعدُ يتعرض للإماء في السكك، فإذا سئل كيف أنت؟ يقول: شيخ كبير فقير   [1] رواه المؤلف من طريق رشدين بن سعد، عن الحجّاج بن شدّاد، عن أبي صالح الغفاريّ، عن عبد الله بن عمرو. وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد. [2] سورة الأنعام- الآية 52. [3] في الفضائل (2413) باب فضائل سعد. وابن ماجة في الزهد (4128) باب: مجالسة الفقراء، والسيوطي في الدرّ المنثور 3/ 13، وابن كثير في التفسير 3/ 27. [4] أخرجه الترمذي في المناقب (3753) باب مناقب سعد، والطبراني في المعجم الكبير 1 رقم 323، وابن سعد في الطبقات 3/ 97، والحاكم في المستدرك 3/ 498. [5] أخرجه الترمذي في المناقب (3752) باب مناقب سعد بن أبي وقاص، وابن حبّان في صحيحه (2215) ، والحاكم في المستدرك 3/ 499، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 153. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 مفتون، أصابتني دعوة سعد [1] . وَقَالَ الزبير بن عدي، عَن مُصعب، إن سعدًا خطبهم بالْكُوفَة، ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْل الْكُوفَة، أي أمير كنت لكم؟ فقام رَجُلٌ فَقَالَ: إن كنت مَا علمتك لَا تعدل في الرعية، وَلَا تقسم بالسوية، وَلَا تغزو في السرية؟ فَقَالَ: اللَّهمّ إن كَانَ كاذبًا فاعْمٍ بصره، وعجل فَقْره، وأطِل عُمُرَه، وعرضه للفِتن، قَالَ: فما مات حَتَّى عُمِّر وافتقر وسأل، وأدرك فتنة المختار فقُتل فِيهَا [2] . وَقَالَ شُعْبة، عَن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ، وَعَلَيْهَا قَمِيصٌ جَدِيدٌ، فَكَشَفَهَا الرِّيحُ، فَشَدَّ عُمَرُ عَلَيْهَا بِالدَّرَّةِ، وَجَاءَ سَعْدٌ لِيَمْنَعُهُ فَتَنَاوَلَهُ بِالدَّرَّةِ، فَذَهَبَ سَعْدٌ لِيَدْعُو عَلَى عُمَرَ، فَنَاوَلَهُ الدَّرَّةَ وَقَالَ: اقْتَصْ، فَعَفَا عَنْ عُمَرَ [3] . وَقَالَ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ [4] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن عمير، عن قبيصة بن جابر قال: قَالَ ابْنُ عُمَرَ لَنَا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ: أَلَمْ تر أنّ الله أنزل نصره ... وسعد بباب الْقَادِسِيَّةِ مُعْصمٌ فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَةٌ ... وَنِسْوَةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أيَّمُ فَبَلَغ سَعْدًا فَقَالَ: اللَّهمّ اقْطَعْ عَنِّي لِسَانَهُ، فَجَاءَتْ نُشَّابَةٌ، فَأَصَابَتْ فَاهُ، فَخَرَسَ، ثُمَّ قُطِعَتْ يَدُهُ فِي الْقِتَالِ. وَكَانَ فِي جَسَدِ سَعْدٍ قُرُوحٌ، فَأَخْبَرَ الناس بعذره عن القتال [5] .   [1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 175 و 176 و 177 و 179 و 180، وأبو داود الطيالسي في مسندة (217) ، والبخاري في الأذان (755) باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها، و (758) و (770) باب يطوّل في الأوليين، ويحذف في الأخريين، ومسلم في الصلاة (454) باب القراءة في الظهر والعصر، والنسائي 2/ 217 باب الركود في الأوليين، وأخرجه أبو داود في الصلاة (803) باب تخفيف الأخريين، والنسائي 2/ 174 في الصلاة باب الركود في الركعتين الأوليين، وأخرجه الطبراني مختصرا (290) ومطوّلا (308) ، وابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة» 44، 45 رقم 32. [2] هي فتنة المختار الثقفي، وستأتي في هذا الكتاب (حوادث سنتي 65 و 67 هـ) . [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1 رقم 309، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 153، 154. [4] في الأصل «البكالي» والتصحيح من (اللباب 1/ 68) حيث قال: البكائي: بفتح الباء وتشديد الكاف.. نسبة إلى البكاء، وهو ربيعة بن عامر بن ربعية. إلخ. [5] رواه الطبراني في المعجم الكبير 1/ (310) و (311) ، والهيثمي في المجمع 9/ 154. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 218 وَقَالَ مُصعب بن سعد، وغيره: إن رجلًا نال من عليّ، فنهاه سعد، فلم ينته، فدعا عَلَيْهِ، فما برح حَتَّى جاء بعير ناد، فخَبَطه حَتَّى مات. لها طُرق عَن سعد [1] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ مغيرة، عَن أمه قالت: زرنا آل سعد بن أَبِي وقاص، فرأينا جارية كَانَ طولها شبر، قلت: من هَذِهِ؟ قالْوَا: مَا تعرفينها، هَذِهِ بِنْت سعد، غمست يدها في طهوره فَقَالَ: قَصَع [2] اللَّه قرنك، فما شبت بَعْدَ [3] . قَدْ ذكرنا فيما مرّ أن سعدًا جعله عُمر أحَد الستة أَهْل الشورى، وَقَالَ: إن أصابت الخلافة سعدًا، وَإِلَّا فليستعن بِهِ الخليفة بعدي، فإنّي لم أعزله من ضعف وَلَا من خيانة [4] . وسعد كَانَ ممن اعتزل عليًا وَمُعَاوِيَة. قَالَ أيوب، عَن ابن سيرين: نُبئت أن سعدًا قَالَ: مَا أزعم أني بقميصي هَذَا أحق مني الخلافة، قَدْ جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد، وَلَا أبخع نفسي إن كَانَ رَجُلٌ خيرًا مِني، لَا أقاتل حَتَّى تأتوني بسيف لَهُ عينان ولسان وشفتان، فيقول هَذَا مؤمن وَهَذَا كافر [5] .   [1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 1/ 116: ولهذه الواقعة طرق جمّة رواها ابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة» وروى نحوها: الزبير بن بكار، عن إبراهيم بن حمزة، عن أبي أسامة، عن ابن عون، عن محمد بن محمد الزهري، عن عامر بن سعد. وحدّث بها أبو كريب، عن أبي أسامة. ورواها ابن حميد، عن ابن المبارك، عن ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود. انظر «مجابي الدعوة» - ص 48 رقم 36. [2] في طبعة القدسي «قطع» ، والتصحيح من «مجابي الدعوة» 46، وقال في لسان العرب: قصع الغلام قصعا، ضربه ببسط كفّه على رأسه، وقصع هامته كذلك، قالوا: والّذي يفعل به ذلك لا يشبّ ولا يزداد. وغلام مقصوع وقصيع. كادي الشباب، إذا كان قميئا لا يشبّ ولا يزداد، وقصع الله شبابه: أكده. [3] كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا- ص 46 رقم 33 طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت 1985. [4] انظر الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين، من هذا الكتاب (بتحقيقنا) - ص 279، وطبقات ابن سعد 3/ 338، 339، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 135، والمعجم الكبير 1 رقم (320) ، والإصابة 4/ 163. [5] الطبقات الكبرى 3/ 1/ 101، حلية الأولياء 1/ 94، المعجم الكبير 1 رقم (322) ، مجمع الزوائد 7/ 299. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 وقال محمد بن الضحاك الحزامي [1] ، عن أبيه، أن عليًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خطب بَعْدَ الحَكَمين فَقَالَ: للَّه منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، والله لئن كَانَ ذنبًا- يعني اعتزالهما- إِنَّهُ لصغير مغفور، ولئن كَانَ حسنًا، إِنَّهُ لعظيم مشكور [2] . وَقَالَ عمر بن الحكم، عَن عَوَانة: دَخَلَ سعد عَلَى مُعَاوِيَة، فلم يسَلم عَلَيْهِ بالإمارة، فَقَالَ مُعَاوِيَة: لَوْ شئت أن تقول غيرها لقلت، قَالَ: فنحن المؤمنون وَلَمْ نؤمرك، فإنك مُعجَب بما أنت فِيهِ، واللَّه مَا يسُرني أني عَلَى الّذي أنت عَلَيْهِ، وإني هرقت محجمة دم. وَقَالَ محمد بن سيرين: إن سعدًا طاف عَلَى تسع جوارٍ في ليلة، ثُمَّ أيقظ العاشرة، فغلبه النوم، فاستحيت أن توقظه. وَقَالَ الزهري: إن سعدًا لَمَّا حضرته الْوَفاة، دعا بخَلقِ جُبةٍ من صوف فَقَالَ: كفنوني فِيهَا، فإني لقيت فِيهَا المشركين يَوْم بدر، وإِنَّمَا خبأتها لِهَذَا [الْيَوْم] [3] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حِجْرِي، وَهُوَ يَقْضِي، فَبَكَيْتُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ مَا يُبْكِيكَ؟ قُلْتُ: لِمَكَانِكَ وَمَا أَرَى بِكَ، فَقَالَ: لا تَبْكِ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُنِي أَبَدًا، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ [4] . وَعَن عائشة بِنْت سعد، أن أباها أرسل إِلَى مروان بزكاة عين ماله، خمسة آلاف، وخلف يَوْم مات مائتين وخمسين ألف درهم. قَالَ الزبير بن بكار: كَانَ سعد قَدِ اعتزل في الآخر في قصرٍ بناه بطرف حمراء الأسد [5] .   [1] الحزامي: بكسر الحاء نسبة إلى جدّه الأعلى.. (اللباب 1/ 362) . [2] مجمع الزوائد 7/ 246 وقال: رواه الطبراني. [3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 496، والطبراني 1 رقم (316) ، والهيثمي في المجمع 3/ 25 وقال: رجاله ثقات، إلّا أن الزهري لم يدرك سعدا. [4] طبقات ابن سعد 3/ 1/ 104. [5] حمراء الأسد: هي من المدينة على ثلاثة أميال. (طبقات ابن سعد 2/ 49) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 قَالَ الْوَاقدي، وابن المديني، وجماعة كثيرة: تُوُفِّيَ سَنَة خمس وخمسين. وَقَالَ قعنب بن المحرّر: سَنَة ثمان وخمسين، وقيل سَنَة سبع، وليس بشيء. وَقَالَ ابن سعد [1] : تُوُفِّيَ في قصره بالعقيق، عَلَى سبعة أميال من المدينة، وحُمل إِلَى المدينة، وصلى عَلَيْهِ مروان، وله أربع وسبعون سَنَة. سعيد بن زيد [2]- ع- ابن عمرو بن نُفَيْلِ بن عَبْد العُزّى، القرشي العدوي، أبو الأعور.   [1] في طبقاته 3/ 147. [2] عن (سعيد بن زيد) انظر: طبقات ابن سعد 3/ 379- 385 و 6/ 13، والتاريخ لابن معين 2/ 199، ونسب قريش 433، وطبقات خليفة 22 و 127، وتاريخ خليفة 218، ومسند أحمد 1/ 187 و 4/ 70 و 5/ 381 و 6/ 382، والعلل له 1/ 224 و 290 د وسيرة ابن هشام 1/ 154 و 255 و 288 و 370، و 2/ 117 و 147 و 327، والتاريخ الصغير 60، والتاريخ الكبير 3/ 452، 453 رقم 1509، وتاريخ الطبري 2/ 478 و 3/ 204 و 207 و 4/ 228 و 232 و 359 و 361 و 373 و 397 و 447، والمحبّر 66 و 70 و 71 و 74 و 257 و 402، والسير والمغازي 119 و 43 و 182، وتاريخ اليعقوبي 2/ 160، والمعارف 245، والمعرفة والتاريخ 1/ 213 و 216 و 291 و 292 و 3/ 163 و 166، وتاريخ أبي زرعة 1/ 222، 223 و 594 و 682، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 11، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 138 و 1534 و 1636، وفتوح البلدان 255، والبدء والتاريخ 5/ 85، 86، وتاريخ علماء إفريقية 39، والاستيعاب 2/ 2- 8، والمنتخب من ذيل المذيل 513، ومشاهير علماء الأمصار 8 رقم 11، والجرح والتعديل 4/ 21 رقم 85، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1176، والعقد الفريد 4/ 275 و 6/ 370، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 5. رقم 66، وأنساب الأشراف 1/ 116 و 123 و 270 و 271 و 446، وحلية الأولياء 1/ 95- 97 رقم 8، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 49، 50، والمعجم الكبير للطبراني 1/ 148- 154 رقم 9، وجمهرة أنساب العرب 151 و 170، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 162، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 129- 131، والمستدرك 3/ 437- 440، وصفة الصفوة 1/ 362، 363 رقم 10، والزيارات 94، والكامل في التاريخ 1/ 593 و 2/ 85 و 137 و 331 و 3/ 162 و 169 و 192 و 221، وأسد الغابة 2/ 306، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 217، 218 رقم 209، وتحفة الأشراف 3/ 7- 14 رقم 191، وتهذيب الكمال 10/ 446- 454 رقم 2278، وسير أعلام النبلاء 1/ 124- 143 رقم 6، وتلخيص المستدرك 3/ 437- 440، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2316، ودول الإسلام 1/ 38، والكاشف 1/ 286 رقم 1910، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 124، وعهد الخلفاء الراشدين 116 و 367 و 503 و 636، ومرآة الجنان 1/ 124، والبداية والنهاية 8/ 57، والوافي بالوفيات 15/ 220- 222 رقم 305، والعقد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وَكَانَ أميرًا عَلَى ربع المهاجرين، وولي دمشق نيابة لأبي عبيدة، وشهد فتحها [1] . رَوَى عَنْهُ: ابن عمر، وأَبُو الطُّفَيْلِ، وعمرو بن حُرَيْث، وزر بن حُبَيْش، وحُمَيد بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وقيس بن أبي حازم، وعروة بن الزبير، وجماعة. وقال أَهْل المغازي: إن سَعِيد بن زيد قدِم من الشَّام بُعَيد بدر، فكلم النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره [2] . أسلم سَعِيد قبل دخول دار الأرقم [3] ، وَكَانَ مزوّجًا بفاطمة أخت عمر، وَهِيَ بِنْت عم أبيه. وَقَالَ سَعِيد: ولقد رأيتني وإن عمر لموثقي عَلَى الإسلام، فلم يكن عمر أسلم بَعْدَ [4] . وَعَن ابن مكيث [5] أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بَعَثَ سَعِيدا وطلحة يتجسسان [6] خبر عير قريش، فلهذا غابا عَن وقعة بدر، فرجعا إِلَى المدينة وقدِماها في يَوْم الْوَقعة، فخرجا يؤمّانَّهُ، وشهد سَعِيد أحدًا وَمَا بَعْدَها [7] . وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد قال: أشهد عَلَى التسعة أَنَّهُم في الجنة، وَلَوْ شهدت عَلَى العاشر لَمْ آثم، يعني نَفْسَهُ [8] .   [ () ] الثمين 4/ 5559، والوفيات لابن قنفذ 29 رقم 50، والرياض النضرة 2/ 302- 306، وتهذيب التهذيب 4/ 34، 35 رقم 53، وتقريب التهذيب 1/ 296 رقم 171، والإصابة 2/ 46 رقم 3261، والنكت الظراف 4/ 5 و 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 138، وشذرات الذهب 1/ 57، وفتوح الشام للأزدي (انظر فهرس الأعلام) 290. [1] فتوح الشام للأزدي 242، وأمراء دمشق للصفدي 38 رقم 123. [2] الطبقات الكبرى 3/ 383، وسيرة ابن هشام 2/ 327، والاستيعاب 2/ 2، والمعجم الكبير 1/ 149 رقم 339، والمستدرك 3/ 438، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 129، وتهذيب الكمال 10/ 448. [3] طبقات ابن سعد 3/ 382، المستدرك 3/ 438. [4] أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (3862) باب إسلام سعيد بن زيد، و (3867) ، وفي الإكراه (6942) باب من اختار الضرب، والقتل، والهوان على الكفر، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 440 وصحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه. [5] في الأصل «ابن مليث» ، والتصويب من (طبقات ابن سعد) . [6] كذا في الأصل، وفي طبقات ابن سعد «يتحسّبان» . [7] الحديث مطوّلا في طبقات ابن سعد 3/ 382، 383. [8] أخرج أحمد في المسند 1/ 188 من طريق شعبة، عن حصين بن هلال، عن عبد الله بن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سألت أَبِي عَن الشهادة لأبي بكر وعمر بالجنة، فَقَالَ: نعم، اذهب إِلَى حديث سَعِيد بن زيد. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّ أَرْوَى بِنْتَ أُوَيْسٍ [1] ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا، فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ: أَنَا آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» ، فَقَالَ مَرْوَانُ: لَا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا، فَقَالَ سَعِيدٌ: اللَّهمّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَاعْمِ بَصَرَهَا، وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرَهَا، وَبَيْنَا هِيَ تَمْشِي في أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ فَمَاتَتْ. رواه مسلم [2] . وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثار إن مُعَاوِيَة كتب إِلَى مروان بالمدينة يبايع لابنه يزيد، فَقَالَ رَجُلٌ من أَهْل الشَّام: مَا يحبسك [3] ؟ قَالَ: حَتَّى يجيء سَعِيد بن زيد فيبايع، فأَنَّهُ سيد أَهْل البلد، إذا بايع بايع الناس [4] .   [ () ] ظالم قال: خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي، فخرج سعيد بن زيد فقال: ألا تعجب من هذا يسبّ عليّا رضي الله عنه، أشهد عَلى رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أنّا كنّا على حراء أو أحد فإنما عليك صدّيق أو شهيد» فسمّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم العشرة. فسمّى: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليّا، وطلحة، والزبير، وسعدا، وعبد الرحمن بن عوف، وسمّى نفسه سعيدا. وأخرجه من طريق: حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم التيمي، عن سعيد بن زيد (1/ 189) . وانظر نحوه في طبقات ابن سعد 3/ 383 من طريق عبيدة بن معتّب، عن سالم بن أبي الجعد، عن سعيد بن زيد. [1] في الأصل «أوس» والتصحيح من (الاستيعاب) . [2] أخرجه مسلم في المساقاة (139/ 160) باب تحريم الظلم وغصب الأرض. والبخاري في بدء الخلق (3198) باب ما جاء في سبع أرضين وفيه «شبرا» بدل «شيئا» ، وأخرجه في المظالم مختصرا (2452) من طريق آخر، باب إثم من ظلم شيئا من الأرض. وأخرجه أحمد في المسند 1/ 188 و 189 و 190، وأبو نعيم في الحلية 1/ 96، 97 بعدّة روايات، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 5، 6، وهو غير موجود في «مجابي الدعوة» وهو من شرطه!. [3] في طبعة القدسي «يجلسك» ، والتصحيح من (المستدرك) وغيره. [4] أخرجه البخاري في تاريخه الصغير 60 من طريق آخر، والحاكم في المستدرك 3/ 439، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 150 رقم 345. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 223 وَقَالَ نافع: إن ابن عمر لَمَّا سمع بموت سَعِيد بالعقيق، ذهب إليه، وترك الجمعة [1] . وقالت عائشة بِنْت سعد بن أَبِي وقاص: مات سَعِيد بن زيد بالعقيق، فغسَله سعد وكفنه، وخرج معه [2] . قَالَ مالك: كلاهما مات بالعقيق. وَقَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين، وَهُوَ ابن بضع وسبعين سَنَة، وقُبر بالمدينة، ونزل في قبره سعد وابن عمر. وَكَانَ رجلًا آدم، طويلًا، أشعر [3] . وكذا وَرَّخ موته ابن بُكَير وجماعة، وشذ عُبَيد اللَّه بن سعد الزُهري فَقَالَ: سَنَة اثنتين وخمسين، وغلط الهيثم بن عدي فَقَالَ: تُوُفِّيَ بالْكُوفَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد قال: أشهد عَلَى التسعة أَنَّهُم في الجنة، فَقَالَ: نعم، أذهب إِلَى حديث سَعِيد بن زيد [4] . سَعِيد بن العاص [5]- م ن- بن سَعِيد بن العاص بن أمية الأموي، والد عمرو، ويحيى.   [1] أخرجه البخاري في المغازي (3990) وعبد الرزاق في المصنّف (5497) ، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 185، وهو في الطبقات الكبرى 3/ 383، 384 و 385. [2] الطبقات الكبرى 3/ 279. [3] طبقات ابن سعد 3/ 385، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 148 رقم 336. [4] سبق تخريج نحوه قبل قليل. [5] انظر عن (سعيد بن العاص) في: التاريخ لابن معين 2/ 201، 202، وسيرة ابن هشام 1/ 191 و 2/ 278 و 347 و 3/ 262 و 308 و 4/ 57 و 124 و 225 و 293، ونسب قريش 176- 178، والمحبّر 55 و 150 و 174، والتاريخ 3/ 502 رقم 1672، وأنساب الأشراف 1/ 22 و 200 و 352 و 444، وفتوح البلدان 142 و 234 و 395 و 403 و 411 و 412، والطبقات الكبرى 5/ 30، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم (15782) ، وتاريخ خليفة 162 و 165 و 166 و 168 و 178 و 203 و 208 و 209 و 218، و 222، و 226، و 228، ومسند أحمد 4/ 77، 78، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 قُتِلَ أَبُوه يَوْم بدر مشركًا وخلف سَعِيدا طفلًا. وَقَالَ أَبُو حاتم [1] : لَهُ صحبة. رَوَى عَن: عمر، وعائشة. وعنه: ابناه، وعُروة بن الزبير، وسالم بن عَبْد اللَّهِ. وَكَانَ أحد الأشراف الأجواد الممدَّحين، والحلماء العقلاء. ولي إمرة المدينة غير مرة لمعاوية، وولي الْكُوفَة لعُثْمَان، واعتزل عليّا   [ () ] وتاريخ اليعقوبي 2/ 135 و 165 و 166 و 178 و 225 و 238 و 239، وتاريخ أبي زرعة 1/ 183، 184 و 590 و 593، والأخبار الموفقيّات 72 و 176 و 178 و 118 و 193 و 258 و 261 و 389، والمغازي للواقدي 27 و 92 و 826 و 831 و 925، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1588- 1590 و 3633، 3634، والهفوات النادرة 387، والبخلاء للجاحظ 379، والفهرست 37، والأغاني 1/ 8- 11 و 16/ 39، وربيع الأبرار 4/ 42 و 249 و 323 و 367، والجرح والتعديل 4/ 48 رقم 204، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 266، والمعرفة والتاريخ 1/ 292، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 63، ومشاهير علماء الأمصار 66 رقم 446، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 135 رقم 608، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 115، 116، والمعارف 142 و 146 و 212 و 296 و 614 و 615، والخراج وصناعة الكتابة 325 و 377 و 379، وجمهرة أنساب العرب 80، وثمار القلوب 29 و 289 و 371، والمعجم الكبير 6/ 73- 76 رقم 564، والاستيعاب 2/ 8- 11، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 174، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 133- 147، وأسد الغابة 2/ 391، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 151، ووفيات الأعيان 2/ 66 و 472 و 535 و 5/ 281 و 6/ 93 و 108، والتذكرة الحمدونية 1/ 254، و 2/ 18 و 42- 44 و 57 و 58 و 260 و 267 و 268 و 286 و 287 و 353 و 361، وتهذيب الكمال 10/ 501- 510 رقم 2299، وتحفة الأشراف 4/ 16، 17 رقم 193، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 218 رقم 210، والوفيات لابن قنفذ 70 رقم 59، والتبيين في أنساب القرشيين 106 و 164 و 167 و 199 و 345، ومعجم البلدان 1/ 216، و 2/ 62 و 609 و 614 و 873 و 3/ 505، والعبر 1/ 764 وسير أعلام النبلاء 3/ 444- 449 رقم 87، والكاشف 1/ 288 رقم 1928، ودول الإسلام 1/ 44، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 432، 433، وعهد الخلفاء الراشدين 326 و 329 و 364 و 420 و 431 و 476 و 477، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 223 رقم 2324، والوافي بالوفيات 15/ 227- 230 رقم 319، وجامع التحصيل 220 رقم 234، والبداية والنهاية 8/ 83، ومرآة الجنان 1/ 131، والعقد الثمين 4/ 571، وتهذيب التهذيب 4/ 48- 50 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 299 رقم 196، والنكت الظراف 4/ 16، 17، والإصابة 2/ 47، 48 رقم 3268، وخلاصة تذهيب التهذيب 118، وشذرات الذهب 1/ 65. [1] في الجرح والتعديل 4/ 48. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 وَمُعَاوِيَة من عقله، فلما صفا الأمر لمعاوية وفد إليه. فأمر لَهُ بجائزة عظيمة [1] ، وقد غزا سَعِيد طبرستان في إمرته عَلَى الْكُوفَة، فافتتحها، وفيه يقول الفرزدق: ترى الغُر الجحاجح [2] من قريش ... إذ مَا الأمر دون الحَدَثَان عالا قِيَامًا ينظرونَ إِلَى سَعِيد ... كأَنَّهُم يَرَوْنَ بِهِ هِلالا [3] وَقَالَ ابن سعد [4] : تُوُفِّيَ رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ولسَعِيد بن العاص أَبِي أحَيحة [5] تسع [6] سنين أَوْ نحوها. وَلَمْ يزل في نَاحِيَةِ عُثْمَان لقرابته مِنْهُ، فاستعمله عَلَى الْكُوفَة لَمَّا عزل عنها الْوَليد بن عُتبة، فقدِمها سَعِيد شابًا مترفًا، فأضر بأَهْلها إضرارًا شديدًا، وعمل عليها خمس سنين إِلَّا شهرًا، ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ أَهْل الْكُوفَة وطردوه، وأمَّروا عليهم أبا موسى، فأبى عليهم، وجدد البيعة في رقابهم لعُثْمَان، وكتب إليه فاستعمله عليهم. وَكَانَ سَعِيد بن العاص يَوْم الدار مع عُثْمَان يقاتل عَنْهُ، وَلَمَّا خرج طلحة والزبير نَحْوَ الْبَصْرَةِ خرج معهم سَعِيد، ومروان، والمغيرة بن شُعبة، فلما نزلَوْا مَرَّ الظهران قَامَ سَعِيد خطيبًا، فحمد اللَّه، وأثني عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أما بَعْد، فإن عُثْمَان عاش حميدًا، وخرج شهيدًا، فضاعف اللَّه لَهُ حسناته، وقد زعمتم أنكم خرجتم تطلبون بدمه، فإن كنتم تريدون ذلك، فإن قَتَلَةَ عُثْمَان عَلَى صدور هَذِهِ المطي وأعجازها، فميلَوْا عليهم بأسيافكم، فَقَالَ مروان: لَا بل   [1] انظر تهذيب تاريخ دمشق 6/ 136. [2] الجحاجح، مفردها جحجاح: السيد الكريم. وفي الأصل «الحجاحج» والتصحيح مما يأتي. والغرّ: جمع أغرّ، وهو الأبيض الغرّة. [3] البيتان في ديوان الفرزدق 615، 616، وطبقات الشعراء لابن سلام 321، والأغاني 21/ 321، ومعجم الأدباء 7/ 258، وسيرة ابن هشام 1/ 277 وأنساب الأشراف 4/ 438، ونسب قريش 176، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 136، وأمالي المرتضى 1/ 296، وخزانة الأدب 3/ 74، والوافي بالوفيات 15/ 228، والاستيعاب 2/ 10، وتهذيب الكمال 10/ 504. [4] الطبقات الكبرى 5/ 31. [5] في الأصل «بن أبي أحيحة» ، والتصويب من (المحبّر) . [6] في طبعة القدسي «سبع» وهو غلط. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 نضرب بعضهم ببعض، فمن قتل ظفرنا منه، ويبقى الباقي فنطلبه وقد وَهن، وَقَامَ المغيرة فَقَالَ: الرأي مَا رأي سَعِيد، وذهب إِلَى الطائف، ورجع سعيد ابن العاص بمن اتبعه، فلم يزل بمكة حَتَّى مضت الجمل وصِفين [1] . وَقَالَ قَبِيصة بن جابر: إِنَّهُم سألوا مُعَاوِيَة: من ترى لِهَذَا الأمر بَعْدَك؟ قَالَ: أما كريمة قريش فسَعِيد بن العاص وأما فلان، وذكر جَمَاعَة [2] . ابْنُ سَعْدٍ: ثَنَا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عياض بن جعدبة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: خَطَبَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ أُمَّ كلثوم بنت علي بعد عمر بن الخطاب، وَبَعَثَ إِلَيْهَا بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَخُوهَا الْحُسَيْنُ فَقَالَ: لَا تَزَوَّجِيهِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: أَنَا أُزَوِّجَهُ، وَاتَّعَدُوا لِذَلِكَ، وَحَضَرَ الْحَسَنُ، وَأَتَاهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَمَنْ مَعَهُ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَيْنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ الْحَسَنُ: سَأَكْفِيكَ، قَالَ: فَلَعَلَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَرِهَ هذا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لا أدَخَلُ فِي شَيْءٍ يَكْرَهُهُ، وَرَجَعَ وَلَمْ يَعْرِضْ لِلْمَالِ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا [3] . وَقَالَ الْوَليد بن مَزْيد [4] : ثَنَا سَعِيد بن عَبْد العزيز قَالَ: عربية القرآن أقيمت عَلَى لسان سَعِيد بن العاص بن سَعِيد لأَنَّهُ كَانَ أشبههم لهجة برَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [5] . وَرَوَى الْوَاقدي، عَن رجاله، أن سَعِيد بن العاص خرج من الدار، فقاتل حَتَّى أم [6] ، ضربه رَجُلٌ ضربة مأمومة، قَالَ الذي رآه: فلقد رأيته،   [1] الخبر أيضا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 138. [2] تاريخ أبي زرعة 1/ 592، 593، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 139. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 144. [4] في طبعة القدسي «الوليد بن يزيد» والتصويب من مصادر ترجمته التي جمعناها في (موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ج 5/ 176- 180 رقم 1795) . [5] أخرجه ابن أبي داود في (المصاحف) 24 من طريق العباس بن الوليد (البيروتي) ، عن أبيه الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، (وهو التنوخي) . وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 139. [6] حتى أمّ: أي أصيب بأمّ رأسه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 ليسمع صوت الرعد، فيغشى عَلَيْهِ [1] . وَقَالَ هُشَيْم: قدِم الزبير الْكُوفَة زمن عُثْمَان، وعليها سَعِيد بن العاص، وبعث إلى الزبير بسبعمائة فقبلها. وَعَن صالح بن كَيْسان قَالَ: كَانَ سعيد بن العاص حليما وقورا، ولقد كانت المأمومة التي أصابت رأسه يَوْم الدار، قد كاد أن يخف منها بعض الخفة وَهُوَ عَلَى ذلك من أوقر الرجال وأحلمهم. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قال: كان مروان أميرًا علينا بالمدينة ستَّ سنين، فكان يسب عليًا في الجُمَع، ثُمَّ عُزل، فاستعمل عليها سَعِيد بن العاص، فكان لَا يسب عليًا. وَقَالَ ابن عُيينه: كَانَ سَعِيد بن العاص إذا سأله سائل، فلم يكن عنده شيء قَالَ: اكتب عَلِيّ بمسألتكم سِجِلا إِلَى أيام مَيْسرَتي. وَرَوَى الأصمعي أن سَعِيد بن العاص كَانَ يدعو إخوانه وجيرانه كل جمعة، فيصنع لهم الطعام، ويخلع عليهم الثياب الفاخرة، ويأمرهم بالجوائز الْوَاسعة [2] . وَرَوَى عَبْد الأعلى بن حماد قَالَ: استسقى سَعِيد بن العاص من دار بالمدينة، فسقوه، ثُمَّ حضر صاحب الدار في الْوَقت مع جَمَاعَة يعرض الدار للبيع، وَكَانَ عَلَيْهِ أربعة آلاف دينار، فبلغ ذلك سَعِيدا فَقَالَ: إن لَهُ عَلَيْهِ ذِمامًا لسَقيه، فأداها عَنْهُ [3] . وَعَن يحيى بن سَعِيد الأموي: أن سَعِيد بن العاص أطعم النَّاس في سَنَة جدبة، حَتَّى أنفق مَا في بيت المال وأدان، فعزله معاوية لذلك [4] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 140، طبقات ابن سعد 5/ 34. [2] تهذيب الكمال 10/ 506. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 144. [4] تهذيب: تاريخ دمشق 6/ 145. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 وَيُرْوَى: أَنَّهُ تُوُفِّيَ وعليه ثمانون ألف دينار [1] . الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بَعَثَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بَرِيدًا يُخْبِرُ مُعَاوِيَةَ، وَبَعَثَ مَرْوَانُ أَيْضًا بَرِيدًا، وَأَنَّ الْحَسَنَ أَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ وَأَنَا حَيٌّ، فَلَمَّا دُفِنَ الْحَسَنُ بِالْبَقِيعِ، أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِذَلِكَ وَبِقِيَامِهِ مَعَ بَنِي أُمَّيَةَ وَمَوَالِيهِمْ، وَأَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَقَدْتُ لِوْائِي، وَلَبِسْنَا السِّلاحَ فِي أَلْفَيْ رَجُلٍ، فَدَرَأَ اللَّهُ، أَنْ يَكُونَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ثَالِثٌ أَبَدًا، حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ [الْمَظْلَوْمُ] وَكَانُوا هُمُ الَّذِينَ فَعَلُوا بِعُثْمَانَ مَا فَعَلُوا، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ يَشْكُرُ لَهُ، وَوَلاهُ الْمَدِينَةَ، وَعَزَلَ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَكَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ أَنْ لا تَدَعَ لِسَعِيدً مَالا إِلا أَخَذْتُهُ، فَلَمَّا جَاءَ مَرْوَانُ الْكِتَابُ بَعَثَ بِهِ مَعَ ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى سَعِيدٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ أَخْرَجَ كِتَابَيْنِ، وَقَالَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ: اقْرَأْهُمَا، فَإِذَا فِيهِمَا: مِنْ مُعَاوِيَةَ إِلَى سَعِيدٍ، يَأْمُرُهُ حِينَ عُزِلَ مَرْوَانُ أَنْ يَقْبِضَ أَمْوَالَهُ، وَلَا يَدَعْ لَهُ عِذْقًا، فَجَزَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ خَيْرًا وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّكَ جِئْتَنِي بِهَذَا الْكِتَابِ، مَا ذَكَرْتُ مِمَّا تَرَى حَرْفًا وَاحِدًا، فَجَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِالْكِتَابِ إِلَى أَبِيهِ، قَالَ مَرْوَانُ: هُوَ كَانَ أَوْصَلَ لَنَا مِنَّا لَهُ [2] . وَعَن صالح بن كيسان قال: كان سعيد بن العاص أوقر الرجال وأحلمهم، وَكَانَ مروان حديد اللسان، سريع الجواب، ذلق اللسان، قلما صبر إن كَانَ في صدره حُبُّ أحدٍ أَوْ بُغْضُه إِلَّا ذَكَرَه، وَكَانَ سَعِيد خلاف ذلك ويقول: إن الأمور تغير، والقلَوْب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن يكون مادحًا الْيَوْم، عائبًا غدًا [3] . قَالَ الزبير: مات سَعِيد في قصره بالعَرَصَة، عَلَى ثلاثة أميال من المدينة، وحُمل إِلَى البقيع، وركب ابنه عمرو بن سَعِيد إلى معاوية، فباعه   [1] المصدر نفسه. [2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 142، 143. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 143، 144. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 منزله وبستانه بالعرصة بثلاثمائة ألف درهم [1] . قاله الزبير بن بكار. وفي ذلك المكان يقول عمرو بن الْوَليد بن عُقْبة: القصُر ذو النخلِ والجَمَّار [2] فوقهما ... أشهى إِلَى النفس من أَبُواب جَيُرونِ [3] قَالَ خَلِيفَة [4] وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين. وَقَالَ مسدد: مات سَعِيد بن العاص، وعائشة، وأَبُو هريرة، وعَبْد اللَّهِ بن عامر: سَنَة سبع أَوْ ثمان وخمسين. وَقَالَ أَبُو معشر: سَنَة ثمان وخمسين. سَعِيد بن يربوع [5] المخزومي. من مُسْلمة الفتح، وشهد حنينا. كان ممّن يجدّد أنصاب الحرم لخبرته بحدود الحرم.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 146، ونسب قريش 176، ومعجم البلدان 2/ 159. [2] الجمّار: شحم النخل. [3] البيت: باختلاف في ألفاظه في: الأغاني 1/ 8 و 11، ونسب قريش 177، ومعجم البلدان. [4] تاريخ خليفة 226. [5] انظر عن (سعيد بن يربوع) في: المغازي للواقدي 842 و 946، والمعارف 313، وسيرة ابن هشام 3/ 122 و 4/ 123 و 135، والمحبّر 297 و 473، 474، والتاريخ لابن معين 2/ 209، وطبقات خليفة 278، وتاريخ خليفة 90 و 223، والتاريخ الكبير 3/ 453، 454 رقم 1511، والتاريخ الصغير 26، وتاريخ الطبري 3/ 90 و 4/ 69، والجرح والتعديل 4/ 72 رقم 304، وجمهرة أنساب العرب 142، والاستيعاب 2/ 14- 16، ومشاهير علماء الأمصار 33 رقم 179، والمعجم الكبير 6/ 79- 81 رقم 568، والمستدرك 3/ 590، 591، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 180، 181، والتبيين في أنساب القرشيين 266 و 357، والكامل في التاريخ 2/ 270 و 537 و 3/ 500، وأسد الغابة 2/ 316، والعبر 1/ 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2347، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 602، والكاشف 1/ 298 رقم 1996، وتلخيص المستدرك 3/ 490، 491، وتهذيب الكمال 11/ 111- 114 رقم 2380، وتحفة الأشراف 4/ 18 رقم 194، والوافي بالوفيات 15/ 273 رقم 382، والبداية والنهاية 8/ 70، والعقد الثمين 4/ 588، وتهذيب التهذيب 4/ 99، 100 رقم 167، وتقريب التهذيب 1/ 308 رقم 282، والإصابة 2/ 51، 52 رقم 3291، وخلاصة تذهيب التهذيب 144، وشذرات الذهب 1/ 60، وسير أعلام النبلاء 2/ 542 رقم 112. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 رَوَى ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْهُ، عَن النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حديثًا [1] . تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين، وعاش مائة وعشرين سَنَة، وَهُوَ من أقران حكيم بن حزام. سفيان بن عوف [2] ، الأزدي الغامدي الأمير. شهد فَتَحَ دمشق، وولي غزو الرصافة لمعاوية، وتوفي مرابطا بأرض الروم سَنَة اثنتين وخمسين، وَلَا صُحبة لَهُ. سَمُرَة بن جندب [3]- ع- ابن هلال الفزاري.   [1] أخرجه أبو داود في الجهاد (2684) باب قتل الأسير ولا يعرض عليه الإسلام، من طريق: محمد بن العلاء، حدّثنا زيد بن حبان، أخبرنا عمر بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ، حدّثني جدّي، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم قال يوم فتح مكة: «أربعة لا أؤمنهم في حلّ ولا حرم» فسمّاهم، قال: وقينتين كانتا لمقيس، فقتلت إحداهما، وأفلتت الأخرى، فأسلمت. [2] انظر عن (سفيان بن عوف) في: فتوح الشام للأزدي 156 و 184، 185، والعقد الفريد 1/ 132 و 3/ 14، والمعرفة والتاريخ 2/ 517، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1668 و 1818، 1819، وفتوح البلدان 224، وتاريخ الطبري 4/ 261 و 5/ 134 و 234 و 287 و 299، وجمهرة أنساب العرب 256 و 278، والمستدرك 3/ 446، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 183- 185، والكامل في التاريخ 3/ 97 و 376 و 458 و 461 و 491 و 501، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 394، والإصابة 2/ 56 رقم 3323، وتعجيل المنفعة 155 رقم 383. [3] انظر عن (سمرة بن جندب) في: الطبقات الكبرى 6/ 34 و 7/ 49، 50، والمحبّر 295، وسيرة ابن هشام 3/ 29 و 59، ومسند أحمد 5/ 7، والتاريخ الكبير 4/ 176، 177 رقم 2400، والتاريخ الصغير 57، والمعارف 305، وتاريخ الطبري 1/ 148 و 192 و 209 و 2/ 505 و 5/ 224 و 234 و 236 و 238 و 288 و 291 و 292 و 295، والجرح والتعديل 4/ 154 رقم 677، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 223، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 35، وجمهرة أنساب العرب 259، وفتوح البلدان 119، والمعرفة والتاريخ 1/ 542 و 2/ 52 و 124 و 129 و 228 و 3/ 11 و 127 و 356، وأنساب العرب 259، وفتوح البلدان 119، والمعرفة والتاريخ 1/ 542 و 2/ 52 و 124 و 129 و 228 و 4/ 11 و 127 و 256، وأنساب الأشراف 249 و 416 و 496 و 527، والأخبار الطوال 225 و 309، وتاريخ أبي زرعة 1/ 554 و 718، والسير الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 لَهُ صحبة ورواية وشرف، ولي إمرة الْكُوفَة والْبَصْرَة خلافة لزياد. رَوَى عَنْهُ: ابنه سليمان، وأَبُو قِلابة الجَرْمي، وأَبُو رجاء العُطَاردي، وأَبُو نَضْرة العَبْدي، وعَبْد اللَّهِ بن بُريْدة، ومحمد بن سِيرين، والحسن بن أَبِي الْحَسَن، وسماعة مِنْهُ ثابت، فالصحيح لزوم الاحتجاج بروايته عَنْهُ، وَلَا عبرة بقول من قَالَ من الأئمة: لَمْ يسمع الْحَسَن من سَمُرة، لأن عندهم عِلما زائدًا عَلَى مَا عندهم من نفي سماعة مِنْهُ [1] . وَكَانَ سَمُرة شديدًا عَلَى الخوارج، فقتل منهم جَمَاعَة، وَكَانَ الْحَسَن وابن سيرين يُثْنيان عَلَيْهِ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِعَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَيْتٍ: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» . فِيهِمْ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: فَكَانَ سَمُرَةُ آخِرُهُمْ مَوْتًا. أَبُو نَضْرَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَكِنْ لِلْحَدِيثِ مَعَ غَرَابَتِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ مَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بن حكيم- ولم يذكره أحد بجرح-   [ () ] والمغازي 335، وعيون الأخبار 3/ 214 و 4/ 77، والعقد الفريد 3/ 413 و 6/ 90، وطبقات خليفة 48 و 181، وتاريخ خليفة 219 و 221- 223، والاستيعاب 2/ 77- 79، وتحفة الأشراف 4/ 60- 87 رقم 211، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202، وأسد الغابة 2/ 354، 355، والكامل في التاريخ 2/ 357 و 3/ 451 و 461- 463 و 495 و 498 و 520، والكاشف 1/ 322 رقم 2167، ودول الإسلام 1/ 45، وسير أعلام النبلاء 3/ 183- 186 رقم 35، والعبر 1/ 65، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1/ 553، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 235، 236 رقم 234، والمغازي للواقدي 216، والوفيات لابن قنفذ 68، 69 رقم 58، ومرآة الجنان 1/ 131، والوافي بالوفيات 15/ 454، 455 رقم 611، والتذكرة الحمدونية 1/ 406، والزيارات 79، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 51، والزاهر للأنباري 1/ 614 و 2/ 318، والإصابة 2/ 78، 79 رقم 3475، وتهذيب التهذيب 4/ 236، 237 رقم 401، وتقريب التهذيب 1/ 333 رقم 525، والنكت الظراف 4/ 60- 87، والمعجم الكبير 7/ 211- 325 رقم 681، وخلاصة تذهيب التهذيب 132، وشذرات الذهب 1/ 65. [1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 3/ 184: وقد ثبت سماع الحسن بن سمرة، ولقيه بلا ريب، صرّح بذلك في حديثين. وانظر التعليق في الحاشية رقم (1) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: كُنْتُ أَمُرُّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَلْقَى أَبَا هُرَيْرَةَ، فَلَا يَبْدَأُ بِشَيْءٍ حَتَّى يَسْأَلَنِي عَنْ سَمُرَةَ، فَإِذَا أَخْبَرْتُهُ بِحَيَاتِهِ فَرِحَ، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا عَشَرَةٌ فِي بَيْتٍ، وَإِنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَامَ وَنَظَرَ فِي وُجُوهِنَا، وَأَخَذَ بِعُضَادَتَيِ الْبَابِ، ثُمَّ قَالَ: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» . فَقَدْ مَاتَ مِنَّا ثَمَانِيَةٌ، وَلَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُ سَمُرَةَ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ قَدْ ذُقْتُ الْمَوْتَ. وَرَوَى مِثْلَهُ حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا قَدِمْتُ عَلَى أَبِي مَحْذُورَةَ سَأَلَنِي عَنْ سَمُرَةَ، وَإِذَا قَدِمْتُ عَلَى سَمُرَةَ سَأَلَنِي عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَنَا وَسَمُرَةَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ فِي بَيْتٍ، فَجَاءَ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» ، فَمَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو مَحْذُورَةَ. وَقَالَ مَعْمَرٌ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ وَغَيْرُهُ: أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، وَلِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلِآخَرَ: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» . فَمَاتَ الرَّجُلُ، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغِيظَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَاتَ سَمُرَةَ، فَإِذَا سَمِعَهُ غُشِيَ عَلَيْهِ وَصُعِقَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَبْلَ سَمُرَةَ. وَقَتَلَ سَمُرَةُ بَشَرًا كَثِيرًا. وَقَالَ سليمان بن حرب: ثَنَا عامر بن أَبِي عامر قَالَ: كنّا في مجلس يونس بن عبيد في أصحاب الخزّ، فقالْوَا: مَا في الأرض بقعة نشفت من الدم مَا نشفت هَذِهِ البقعة- يعنون دار الإمارة- قُتِلَ بِهَا سبعون ألفًا، فجاء يونس بن عبيد، فقلت: إِنَّهُم يقولَوْن كذا وكذا، فَقَالَ: نعم من بَيْنِ قتيل وقطيع، قيل لَهُ: ومن فعل ذلك يَا أبا عَبْد اللَّهِ؟ قَالَ: زياد وابنه عبيد اللَّه وسمرة. قَالَ البيهقي: نرجو لسَمُرَة بصحبته رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وَرَوَى عَبْد اللَّهِ بن مُعَاوِيَة الجُمَحي، عَن رَجُل: أن سَمُرة استجمر، فغفل عَن نفسه، وغفلوا عنه حتى أخذته [1] .   [1] الطبقات الكبرى 6/ 34 و 7/ 50. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 233 وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ أَبَا يَزِيدَ الْمَدِينِيَّ يَقُولُ: لَمَّا مَرِضَ سَمُرَةُ أَصَابَهُ بَرْدٌ شَدِيدٌ، فَأَوْقَدْتُ لَهُ نَارٌ فِي كَانُونٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانُونٍ خَلْفَهُ، وَكَانُونٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَآخَرَ عَنْ شِمَالِهِ، فَجَعَلَ لَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ، وَكَانَ يَقُولُ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا فِي جَوْفِي، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى مَاتَ. وإن صحّ هَذَا فيكون إن شاء اللَّه قوله عَلَيْهِ السلام «آخركم موتًا في النار» متعلقًا بموته في النار، لَا بذاته. قَالَ عَبْد اللَّهِ بن صبيح، عَن ابن سيرين: كَانَ سَمُرة- فيما علمت- عظيم الأمانة، صدوقًا، يحبّ الأسلام وأَهْله. تُوُفِّيَ سَمْرة سَنَة تسع وخمسين، وَيُقَالُ: في أول سَنَة ستين. سَوْدَة أم المؤْمِنِينَ [1] مرت في خلافة عمر. قَالَ الْوَاقدي: الثابت عندنا أَنَّها توفيت سَنَة أربع وخمسين فيما حدثنا بِهِ محمد بن عَبْد اللَّهِ بن مسلم، عن أبيه.   [1] مرّت ترجمتها في الطبقة الماضية، وقد حشدنا مصادر ترجمتها هناك، فلتراجع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 234 [حرف الشين] شداد بن أوس [1]- ع- ابن ثابت، أَبُو يعلى، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الأنصاري النجاري، ابن أخي حسّان بن ثابت.   [1] انظر عن (شدّاد بن أوس) في: تاريخ خليفة 227، وطبقات خليفة 88 و 303، ومسند أحمد 4/ 122، وطبقات ابن سعد 7/ 401، والمعارف 312، والمعرفة والتاريخ 1/ 356 و 2/ 320 و 31، وأنساب الأشراف 1/ 243، وفتوح البلدان 182، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 63، ومشاهير علماء الأمصار 50 رقم 325، والمعجم الكبير 7/ 329- 356 رقم 687، والجرح والتعديل 4/ 328 رقم 1434، وتاريخ الطبري 2/ 160 و 3/ 434 و 4/ 241 و 258، وتاريخ اليعقوبي 2/ 139، وتاريخ أبي زرعة 1/ 664، والتاريخ الصغير 49، والتاريخ الكبير 4/ 224 رقم 2591، والمستدرك 3/ 506، وصفة الصفوة 1/ 708- 710 رقم 103، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 573، 574، وتحفة الأشراف 4/ 139- 148 رقم 225، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 290- 293، وفتوح الشام للأزدي 101 و 230 و 275، والعقد الفريد 3/ 223 و 4/ 135، وربيع الأبرار 4/ 333، وحلية الأولياء 1/ 264- 270 رقم 41، وأسد الغابة 2/ 387، 388، والكامل في التاريخ 1/ 462 و 3/ 77 و 95 و 4/ 174، والكاشف 2/ 5 رقم 2268، وسير أعلام النبلاء 2/ 460- 467 رقم 89، والعبر 1/ 62، وتلخيص المستدرك 3/ 506، والاستبصار 54، والوافي بالوفيات 16/ 123، 124 رقم 135، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 211، والزيارات 23 و 28، ومرآة الجنان 1/ 130، والبداية والنهاية 8/ 87، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 242 رقم 247، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 55، والاستيعاب 2/ 135، ودول الإسلام 1/ 42، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 202، وتهذيب التهذيب 4/ 315 رقم 538، وتقريب التهذيب 1/ 347 رقم 26، والإصابة 2/ 139 رقم 3847، والنكت الظراف 4/ 142- 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 64. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 لَهُ صُحْبة ورواية، أحد سادة الصحابة. رَوَى عَنْهُ: بشير بن كعب، وخالد بن مَعْدان، وأبو الأشعث الصنعاني شراحيل، وأَبُو إدريس الخَوْلاني، وأَبُو أسماء الرحبي، وجماعة، ومحمد، ويعلي ابناه. فعن عُبادة بن الصامت قَالَ: شداد ممن أوتي العلم والحِلم. ابْنُ جَوْصا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْوَهاب بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْن شداد بن أوس: حدثني أَبِي، حدثنا أَبِي، عَن أبيه، عَن جده، قَالَ: كَانَ لأبي يعلى شداد بن أوس خمسة أولاد، منهم بِنْته أسماء لها نسل إِلَى سَنَة ثلاثين ومائة [1] . ذكرت باقي الحديث في تلك السنة. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : شداد بن أوس، قيل إِنَّهُ بدْري، وَلَمْ يصح. وَقَالَ محمد بن سنان القزاز [3]- وليس بحجة-: ثَنَا عمر بن يونس اليماني، أنبأ عَلَى بن محمد بن عمارة، سمعت شداد أنبأ عمار يحدث، عَن شداد بن أوس، وَكَانَ بدريًا. وَقَالَ محمد بن سعد [4] : لشدّاد بقية وعقب ببيت المقدس، وبهامات سَنَة ثمان وخمسين، وله خمس وسبعون سَنَة. وَعَن خالد بن مَعْدان قَالَ: لَمْ يبق من الصحابة بالشَّام أحد كَانَ أوثق وَلَا أفقه وَلَا أرضى من عُبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وعُمَير بن سعد الذي ولَّاه عمر حمص [5] . وذكر غير واحد وفاة شداد سَنَة ثمان وخمسين، إِلَّا مَا رواه ابن جوصا   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 290. [2] التاريخ الكبير 4/ 225. [3] في الأصل: «الفزار» ، والتصويب من (تهذيب التهذيب 9/ 206) . [4] في الطبقات 7/ 401. [5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 291. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 عَن محمد بن عَبْد الْوَهاب بن محمد المذكور، عَن آبائه، أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَة أربع وستين [1] . وَقَالَ سَعِيد بن عَبْد العزيز: فَضُلَ شدَادُ بْنُ أوس الأنصارَ بخصلتين: ببيانٍ إذا نطق، وبكظم إذا غضب [2] . وَقَالَ ابن سعد [3] : كَانَ عابدًا مجتهدًا، قيل إن أباه استشهد يَوْم أحُد، وَقَالَ غيره: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان اعتزل شداد الفتنة وتعَبْد. وَقَالَ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْفِرَاشَ يَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ، لَا يَأْتِيهِ النَّوْمُ، فَيَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّ النَّارَ أَذْهَبَتْ مِنِّي النَّوْمَ، فَيَقُومُ فَيُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ [4] . نَزَلَ شدّاد بيت المقدس، وأخباره في تاريخ دمشق [5] . شريك بن شدّاد [6] ، الحضرمي التَّنعي [7] . أحد العشرة الذين قُتِلُوا مع حُجْر بعذراء صبرًا، في سَنَة إحدى وخمسين. وَهُوَ من التابعين. شيبة بن عُثْمَان [8]- خ د ق- بن أَبِي طَلْحَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى   [1] المصدر نفسه 290. [2] نفسه 291. [3] الطبقات الكبرى 7/ 401. [4] حلية الأولياء 1/ 264، أسد الغابة 2/ 507، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 293. [5] تهذيب ابن عساكر 6/ 290. [6] انظر عن (شريك بن شدّاد) في: المحبّر 188، وتاريخ اليعقوبي 2/ 231، وتاريخ الطبري 5/ 271 و 277، والكامل في التاريخ 3/ 483 و 486، والوافي بالوفيات 16/ 148 رقم 170. [7] التّنعي: بكسر التاء وسكون النون وبعدها العين، نسبة إلى بني تنع، وهم بطن من همذان.. إلخ. (اللباب 1/ 224) . [8] انظر عن (شيبة بن عثمان) في: الطبقات الكبرى 5/ 331، والمحبّر 17، وطبقات خليفة 32، وتاريخ خليفة 198 و 226 و 251، ونسب قريش 252، وحذف من نسب قريش 45، والمعارف 70، والمنتخب من الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 العَبْدري المكي الحجبي، أَبُو صفية [1] ، وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَان. حاجب الكعبة ابن أخت مُصْعَب بن عُمَير العَبْدري، وإليه ينسب بنو شيبة حَجَبة الكعبة. وأَبُوه قتله عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْم أُحُد، فلما كَانَ عام الفتح خرج شيبة مع النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كافرًا إِلَى حُنين، ومن نيته اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ هداه اللَّه، ومن عَلَيْهِ بالإسلام، فأسلم، وقاتل يومئذ وثبت وَلَمْ يُوَلِّ [2] . وَرَوَى عن: النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَن أَبِي بكر، وعمر. وعنه: ابناه مُصْعَب بن شيبة، وصفية بِنْت شيبة، وأَبُو وائل، وعكرمة، وحفيده مُسَافع بن عَبْد اللَّهِ. تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين، وقيل سَنَة ثمان وخمسين.   [ () ] ذيل المذيّل 556، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3632، ومشاهير علماء الأمصار 31 رقم 158، والمعرفة والتاريخ 3/ 316، وجمهرة أنساب العرب 114، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 142 رقم 684، والمغازي للواقدي 787 و 909 و 910، والسير والمغازي 62، والتاريخ الكبير 4/ 241 رقم 2661، وأنساب الأشراف 1/ 53، 54 و 366، والاستيعاب 2/ 158- 160، والعقد الفريد 3/ 313، وتاريخ الطبري 3/ 75 و 5/ 136، والمعجم الكبير 7/ 356- 360 رقم 688، وتاريخ اليعقوبي 2/ 62 و 213، والجرح والتعديل 4/ 335 رقم 71470 وسيرة ابن هشام 4/ 88 و 134، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 349- 352، وأخبار مكة 1/ 111 و 207 و 245- 247 و 253 و 260 و 265 و 269 و 313 و 2/ 110، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 36 و 227 و 229 و 230 و 239 و 260، و 2/ 195 و 260، 261 و 339، وتحفة الأشراف 4/ 157 رقم 232، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 592، 593، وأسد الغابة 3/ 7، والكامل في التاريخ 1/ 453، 454 و 2/ 18 و 19 و 21 و 23 و 5/ 541، والوافي بالوفيات 16/ 201، 202 رقم 236، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 219، وصفة الصفوة 1/ 305، وسير أعلام النبلاء 3/ 12، 13 رقم 3، والعبر 1/ 64، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 261، والكاشف 2/ 15 رقم 2341، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 757 والمغازي (من تاريخ الإسلام) 177 و 551 و 577 و 583، ومرآة الجنان 1/ 131، والبداية والنهاية 8/ 213، وتهذيب التهذيب 4/ 376 رقم 633، وتقريب التهذيب 1/ 357 رقم 120، والإصابة 2/ 161، 162 رقم 3945، والعقد الثمين 5/ 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 142، وشذرات الذهب 1/ 65. [1] في الأصل «أبو صنينة» والتصحيح من (الاستيعاب) . [2] انظر: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 88، وتاريخ الطبري 3/ 75، والكامل في التاريخ 2/ 263، والمغازي من تاريخ الإسلام 77/ 5. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 238 وحديثه في «البخاري» عن عمر [1] .   [1] أخرجه البخاري في الحج 3/ 363 باب كسوة الكعبة من طريق: عبد الله بن عبد الوهاب، حدّثنا خالد بن الحارث، حدثنا سفيان، حدّثنا واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة، فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر رضي الله عنه، فقال: لقد هممت أن لا أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها، قلت: إن صاحبيك لم يفعلا، قال: هما المرءان أقتدي بهما. ورواه ابن ماجة (3116) بلفظ: لقد جلس عمر بن الخطاب مجلسك الّذي جلست فيه، فقال: لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة بين فقراء المسلمين، قلت: ما أنت فاعل. قال: لأفعلنّ، قال: ولم ذاك؟ قلت: لأن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد رأى مكانه، وأبو بكر وهما أحوج منك إلى المال، فلم يحرّكاه، فقام كما هو، فخرج. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 [حرف الصاد] صَعصَعَة بن صُوحان [1]- ن- بن حُجْر العَبْدي [2] الكوفي. أحد شيعة عليّ، أمره عَلَى بعض الكراديس يَوْم صِفين. وَكَانَ شريفًا، مطاعَا، خطيبًا، بليغًا، مفوّهًا، واجه عُثْمَان بشيء فأبعده إلى الشام.   [1] انظر عن (صعصعة بن صوحان) في: طبقات ابن سعد 6/ 221، والتاريخ الكبير 4/ 319 رقم 2979، والمعرفة والتاريخ 2/ 53 و 92 و 581 و 582، وجمهرة أنساب العرب 297، وربيع الأبرار 4/ 133 و 172، وطبقات خليفة 144، وتاريخ خليفة 171 و 195 و 374، ومروج الذهب 3/ 228 د وحياة الحيوان 5/ 588، والمعارف 2/ 4 و 624، والشعر والشعراء 621، والبدء والتاريخ 5/ 227، والزيارات 63 و 79، والفهرست 181، والصبح المنبي 1/ 255، والاستيعاب 2/ 196، وعيون الأخبار 2/ 173 و 3/ 21 و 4/ 10، والعقد الفريد 1/ 154 و 239 و 171 و 2/ 466 و 3/ 32 و 366 و 4/ 206 و 353 و 366 و 6/ 106، والأخبار الموفقيات 155، والأخبار الطوال 168، والجرح والتعديل 4/ 446 رقم 1960، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 204، وأسد الغابة 3/ 21، والكامل في التاريخ 3/ 138- 144 و 245 و 248 و 283 و 284 و 427- 429، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 607، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 425- 429، والكاشف 2/ 26 رقم 2415، وسير أعلام النبلاء 3/ 528، 529 رقم 734، والمغني في الضعفاء 1/ 307، وميزان الاعتدال 2/ 315، والوافي بالوفيات 16/ 309 رقم 337، والإصابة 2/ 186 رقم 4069، ومجمع الرجال لعناية الله القهبائي- 3/ 212 طبعة أصبهان 1384- 1387 هـ. وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 430 و 508 و 646، والتذكرة الحمدونية 2/ 64 و 325 و 489، وتهذيب التهذيب 4/ 422 رقم 728، وتقريب التهذيب 1/ 367 رقم 97، وخلاصة تذهيب التهذيب 147، ومقاتل الطالبيين 37. [2] في الأصل «الكعبري» والتصحيح من مصادر ترجمته. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 وَرَوَى عَن عَلِيّ، وغيره. وَرَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وأَبُو إِسْحَاق، وابن بُرَيْدة، والمنْهال بن عمرو. وَقَالَ ابن سعد [1] هُوَ ثِقَةٌ. وفد عَلَى مُعَاوِيَة فخطب، فَقَالَ مُعَاوِيَة: إن كنت لأبغض أن أراك خطيبًا، قَالَ: وأنا إن كنت لأبغض أن أراك خَلِيفَة [2] . وَقَالَ ابن سعد [3] : تُوُفِّيَ في خلافة مُعَاوِيَة، وكنيته أَبُو عمر، لَهُ حكايات. صفوان بن المعطّل [4] ، السُّلمي، الذي لَهُ ذِكْر في حديث الإفك [5] . قَدْ مرٌ في سَنَة تسع عشرة. وَقَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة ستين بسُمَيْساط [6] . صيفي بن قُشيل [7] ، أَوْ فشيل الربعي. كوفي من شيعة عَلَى. قُتِلَ صبْرًا بعذراء مع حجر بن عديّ [8] ، وكان من رءوس أصحابه.   [1] في الطبقات الكبرى 6/ 221. [2] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 428 بأطوال مما هنا. [3] في الطبقات البكري 6/ 221. [4] انظر ترجمته ومصادرها في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب- ص 188، 189. [5] راجع الحاشية رقم (1) من الصفحة 189 من، عهد الخلفاء الراشدين، من هذا الكتاب، حيث أخرجنا حديث الإفك. [6] سميساط: بضم أوّله وفتح ثانيه ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة. مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات. (معجم البلدان 3/ 258) . [7] انظر عن (صيفي بن قشيل) في: أنساب الأشراف ج 1 ق 4/ 251 و 253 و 262، وتاريخ اليعقوبي 2/ 231، وتاريخ الطبري 5/ 80 و 266 و 271 و 277 و 280، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 460، 461، والكامل في التاريخ 3/ 341 و 477 و 486، والوافي بالوفيات 16/ 343 رقم 373. [8] أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 262، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 461. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 [حرف الطاء] طارق بن عَبْد اللَّهِ المحاربي [1]- ت- لَهُ صحبة ورواية. رَوَى عَنْهُ: رِبْعي بن حِراش [2] وأَبُو صخرة جامع بن شداد. وله حديثان إسنادهما صحيح [3] .   [1] انظر عن (طارق بن عبد الله المحاربي) في: طبقات خليفة 49 و 130، والطبقات الكبرى 6/ 42، 43، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 109 رقم 342 و 136 رقم 617، والجرح والتعديل 4/ 485 رقم 2129، والتاريخ الكبير 4/ 352 رقم 3112، وترتيب الثقات 233 رقم 716، والثقات لابن حبان 3/ 202، ومشاهير علماء الأمصار 48 رقم 318، والاستيعاب 2/ 236، والكاشف 2/ 36 رقم 2476، وتهذيب الكمال 2/ 622، والكاشف 3/ 49، والوافي بالوفيات 16/ 380 رقم 410، والمعجم الكبير للطبراني 8/ 374- 377 رقم 751، وتحفة الأشراف 4/ 208، 209 رقم 249، وتهذيب التهذيب 5/ 4 رقم 6، وتقريب التهذيب 1/ 376 رقم 6، والإصابة 2/ 220 رقم 4227. [2] بالحاء المهملة. [3] أحدهما: رواه أبو داود في الصلاة (478) باب في كراهية البزاق في المسجد، قال: حدثنا هناد بن السريّ، عن أبي الأحوص، عن منصور، عن ربعي، عن طارق بن عبد الله المحاربي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا قام الرجل إلى الصلاة، أو إذا صلّى أحدكم، فلا يبزق أمامه ولا عن يمينه، ولكن عن تلقاء يساره إن كان فارغا، أو تحت قدمه اليسرى ثم ليقل به» . وأخرجه الترمذي في الصلاة 1/ 284 عن بندار، والنسائي 1/ 154 عن عبيد الله بن سعيد، وكلاهما عن يحيى بن سعيد، وابن ماجة في الصلاة 1/ 100 عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، كلاهما عن سفيان، عن منصور، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر: المعجم الكبير 8/ 374 رقم 8165 و 8166 و 8167 و 168 و 8169 و 8170 و 8171 و 8172، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 وهو في عداد أهل الكوفة.   [ () ] والمصنّف (2188) والسنن الكبرى 2/ 292، ومسند أحمد 6/ 396، وصحيح ابن خزيمة 876 و 877. والآخر: أخرجه الطبراني (8173) قال: حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري، ثنا سعدان بن زيد، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا شريك، عن منصور، عن ربعي، عن طارق بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا استجمرتم فأوتروا وإذا توضّأتم فاستنثروا» . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 211: ورجاله موثّقون. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 [حرف العين] عائشة أم المؤْمِنِينَ [1] بِنْت أَبِي بكر الصِدِيق، التيمية أم عَبْد اللَّهِ، فقيهة نساء الأمة.   [1] انظر عن (عائشة أم المؤمنين) في: المحبّر 54 و 80 و 89 و 90 و 92 و 94 و 95 و 98- 100 و 109 و 261 و 289 و 302 و 377 و 409 و 449 و 477، وطبقات خليفة 189 و 333، وتاريخ خليفة 65 و 67 و 80 و 175 و 176 و 180 و 182- 184 و 190 و 225 و 242 و 287، والمعارف 134 و 176 و 208 و 550، والتاريخ لابن معين 2/ 73 و 738، والمعرفة والتاريخ 3/ 268، والطبقات الكبرى 2/ 374- 378 و 8/ 58- 81، والبدء والتاريخ 5/ 11، 12، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 79 رقم 4، والفصل لابن حزم 4/ 152، والتدريب للسيوطي 2/ 217، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 121، 122، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأخبار) 4/ 204، 205، ونسب قريش 232 و 237 و 252 و 262 و 276 و 278 و 295، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 898، 99.، وأنساب الأشراف 1/ 656 (الفهرس) ، وق 3/ 10 و 40 و 1 ط و 44 وق 4 ج 1 (انظر فهرس الأعلام) 648، والزاهر للأنباري 1/ 330 و 419 و 543 و 611 و 2/ 47 و 161 و 261 و 393، 394، وسيرة ابن هشام 1/ 71 و 99 و 100 و 155 و 168 و 188 و 264 و 277 و 288 و 364 و 2/ 17 و 24، 25 و 47 و 50 و 122 و 126 و 128 و 229 و 230 و 235 و 280 و 294 و 3/ 44 و 177 و 191- و 200 و 01: 2 و 240 و 242 و 243 و 248 و 249 و 252 و 253 و 299 و 4/ 21 و 38 و 245 و 246 و 250 و 268 و 290 و 291 و 298 و 301 و 305- 307 و 313 و 315- 317، والأخبار الموفقيّات 131 و 462 و 473، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1189، وجمهرة أنساب العرب 7 و 74 و 118 و 121 و 188 و 203 و 205 و 232 و 383، والسير والمغازي 65 و 97 و 99 و 120 و 132 و 136 و 142 و 143 و 146 و 195 و 206 و 216 و 219 و 235 و 243 و 244 و 255- 257 و 263 و 269 و 270 و 272 و 295 و 297، وفتوح البلدان 23 و 49 و 54 و 106 و 443 و 548، وربيع الأبرار 4/ 24 و 43 و 84 و 123 و 160 و 187 و 188 و 204 و 269 و 274 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 دخل بها النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ في شوَال بَعْدَ بدر، ولها من العمر تسع سنين. رَوَى عنها: جَمَاعَة من الصحابة، والأسود، ومسروق، وابن المسيب، وعُرْوة، والقاسم، والشَّعْبِيُّ، ومجاهد، وعِكْرِمة، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، ومعاذة العدوية، وعمرة الأنصارية، ونافع مولى ابن عمر، وخلق كثير. قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على سائر الطعام» [1] .   [ () ] و 319 و 358 و 367، وثمار القلوب 256 و 294 و 297 و 349، ومقاتل الطالبيين 42 و 43 و 75 و 81، والاستيعاب 4/ 356، والأخبار الطوال 141 و 146 و 151، وترتيب الثقات 521 رقم 2103، ومسند أحمد 6/ 29، والمنتخب من ذيل المذيّل 601 و 616، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 300، ومروج الذهب 3/ 110، وتاريخ اليعقوبي 2/ 53 و 84 و 87 و 153 و 170 و 175 و 180- 183 و 187 و 210 و 225 و 231 و 238 و 260، والخراج وصناعة الكتابة 256 و 415، وحلية الأولياء 2/ 43- 50 رقم 134، وصفة الصفوة 2/ 6، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، وجامع الأصول 9/ 32، وأسد الغابة 5/ 501- 504، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 193، 194، وتحفة الأشراف 11/ 348- 488 رقم 903 و 12/ من أول الجزء حتى 448، وتهذيب الكمال 3/ 1689، 1690، والتذكرة الحمدونية 1/ 140 و 49 و 50 و 52 و 53 و 136 و 142 و 260 و 2/ 170 و 173 و 175 و 303، وتسمية أزواج النبي 54، والروض الأنف 2/ 366، والسمط الثمين 29، والسيرة النبويّة من (تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 666، والمغازي (منه) انظر فهرس الأعلام) 807، وعهد الخلفاء الراشدين (761) ، وسير أعلام النبلاء 2/ 135- 201 رقم 19، وتذكرة الحفّاظ 1/ 27، والمعين في طبقات المحدّثين 30 رقم 171، والكاشف 3/ 430 رقم 97، وأمالي المرتضى 2/ 201، 202، والمستدرك 4/ 3- 14، وتلخيص المستدرك 4/ 3- 14، والزهد لابن المبارك 22 و 60 و 63 و 66 و 80 و 132 و 216 و 260 و 422 و 466، والزهد لأحمد 205- 207، والمعجم الكبير 23/ 16- 185، والكامل للمبرّد 1/ 156، ومجمع الزوائد 9/ 225، والوافي بالوفيات 16/ 596- 599 رقم 645، وبلاغات النساء وطرائف كلامهنّ وملح نوادرهنّ- لأحمد بن أبي طاهر طيفور- باعتناء محمد الألفي- طبعة مدرسة والدة عباس الأول، بالقاهرة 1326 هـ. / 1908 م- ص 3، ووفيات الأعيان 3/ 16، والبداية والنهاية 8/ 91، ومرآة الجنان 1/ 129، والإصابة 4/ 359 رقم 704، وتهذيب التهذيب 12/ 433- 436 رقم 284، والتقريب 2/ 606 رقم 2، والنكت الظراف 11/ 357 حتى آخر الجزء و 12 من أوله حتى 447، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 350- 352 رقم 752، والوفيات لابن قنفذ 36 رقم 57، والدر المنثور للسيوطي 280، ومنهاج السنة 2/ 182- 186 و 192- 198، وخلاصة تذهيب التهذيب 413، وشذرات الذهب 1/ 61، وكنز العمال 13/ 683. [1] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم 7/ 73 باب فضل عائشة، وفي الأطعمة، باب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 وَعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةٍ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ: ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ [2] ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ» ، قُلْتُ: وَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: «أَبُوهَا» . وَهَذَا صَحِيحٌ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [3] . وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ نَحْوَهُ [4] . وَقَالَ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ: ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سوقة، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى عَلِيٍّ، فَذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: حَلِيلَةُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. قلت: هَذَا حديث حَسَن، فإنّ مُصْعَبًا لَا بأس بِهِ إن شاء اللَّه. ومن عجيب مَا ورد أن أبا محمد بن حزم، مع كونه أعلم أَهْل زمانَّهُ، ذهب إِلَى أن عائشة أفضل من أبيها، وَهَذَا مما خرق بِهِ الإجماع. قَالَ ابْنُ عُلَّيَّةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ الْمَازِنِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا مَرَّ ابْنُ عُمَرَ فَأَرْوَنِيهِ، فَلَمَّا مَرَّ قِيلَ لَهَا: هَذَا ابْنُ عُمَرَ، قَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْهَانِي عَنْ مَسِيرِي؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا قَدْ غَلَبَ عَلَيْكَ وَظَنَنْتُ أَنَّكِ لَا تُخَالِفَينِهِ- يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ- قَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ- تعني مَسِيرَهَا فِي فِتْنَةِ يَوْمِ الْجَمَلِ. أخبرنا عَبْد الخالق بن عَبْد السلام الشافعي، أنبأ ابن قدامة سنة إحدى   [ () ] الثريد، وباب ذكر الطعام. ومسلم في فضائل الصحابة (2446) باب فضل عائشة رضي الله عنها. والترمذي (3974) والطبراني 23/ 42 رقم 107- 112. [1] في الجامع الصحيح، كتاب المناقب (3967) باب فضل عائشة رضي الله عنها. [2] في الأصل «الهندي» . [3] في المناقب (3973) باب فضل عائشة رضي الله عنها، وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث إسماعيل، عن قيس. [4] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي، 7/ 19 باب قول النبي «لو كنت متّخذا خليلا» ، وفي المغازي 8/ 59 باب غزوة ذات السلاسل، ومسلم في فضائل الصحابة (2384) باب من فضائل أبي بكر، والطبراني 23/ 43 رقم 113، وابن سعد 8/ 67، والحاكم 4/ 12. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 عشرة وستمائة، أنبأ محمد هُوَ ابن البُطّي، أنبأ أَحْمَد بن الْحَسَن، أنبأ أَبُو القاسم بن بشران، ثَنَا أَبُو مسعود، أنبأ أَبُو الفضل بن خُزَيْمة، ثَنَا محمد بن أَبِي العوام، ثَنَا موسى بن داود، ثَنَا أَبُو مسعود الجرّار [1] ، عَن عَلِيّ بن الأقمر قَالَ: كَانَ مسروق إذا حدث عَن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ: حدثتني الصَّدّيقة بِنْت الصَّديق، حبيبة حبيب الله، المبرّأة من فوق سبع سماوات، فلم أكذّبها [2] . وَقَالَ أَبُو بُرْدَة بن أَبِي موسي، عَن أبيه قَالَ: مَا أُشْكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حديث قط، فسألنا عَنْهُ عائشة، إِلَّا وجدنا عندها مِنْهُ عِلما [3] . وَقَالَ مسروق: رأيت مشيخة الصحابة يسالْوَنها عَن الفرائض [4] . وَقَالَ عطاء بن أَبِي رباح: كانت عائشة أفقه النَّاس، وأحسن النَّاس رأيًا في العامة. وَقَالَ الزهري: لَوْ جمع علم عائشة إِلَى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل [5] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق السبيعي، عَن عمرو بن غالب: إن رجلًا نال من عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عند عمار بن ياسر فَقَالَ: أُغْرُبْ مقبوحًا منبوحًا، أتؤذي حبيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. صححه الترمذي [6] . وَقَالَ عمّار أيضًا: هِيَ زوجته في الدنيا والآخرة.   [1] في الأصل «الحراز» ، والتصويب من (اللباب 1/ 269) . [2] أخرجه ابن سعد من طريق الشعبيّ يحدّث عن مسروق قال: كان إذا حدّث عن عائشة أمّ المؤمنين يقول: حدّثتني الصادقة بنت الصدّيق المبرّأة كذا وكذا، وقال غيره في هذا الحديث: حبيبة حبيب الله. (الطبقات 8/ 64) و (8/ 66) والطبراني 23/ 181 رقم 389. وأبو نعيم في الحلية 2/ 44. [3] أخرجه الترمذي (3970) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. [4] أخرجه الدارميّ 2/ 342، 343، وابن سعد 8/ 66، والحاكم 4/ 11، والطبراني 23/ 182 رقم (291) وابن سعد أيضا 2/ 375. [5] مجمع الزوائد 9/ 243، والطبراني في المعجم الكبير 23/ 184 رقم (299) . [6] في المناقب (3975) ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 65، وأبو نعيم في الحلية 2/ 44. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 قَالَ الترمذي: حَسَن صحيح [1] . وَقَالَ عُرْوة: كَانَ النَّاس يتحرون بهداياهم يَوْم عائشة. وَقَالَ الزُهري، عَن القاسم بن محمد: إن مُعَاوِيَة لَمَّا قدِم المدينة حاجًا، دَخَلَ عَلَى عائشة، فلم يشهد كلامهما إلا ذكوان مولى عائشة فقالت لَهُ: أمِنْتَ أن أخبئ لك رجلًا يقتلك بأخي محمد! قَالَ: صدقت، ثُمَّ إِنَّهَا وعظته وحضته عَلَى الاتباع، فلما خرج اتكأ عَلَى ذَكوان وَقَالَ: واللَّه مَا سمعت خطيبًا ليس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أبلغ من عائشة. وَقَالَ سَعِيد بن عَبْد العزيز: قضى مُعَاوِيَة عَن عائشة ثمانية عشر ألف دينار. وَقَالَ عُروة بن الزبير: بَعَثَ مُعَاوِيَة مرّة إِلَى عائشة بمائة ألف، فو الله مَا أمست حَتَّى فرَّقتها، فقالت لها مولاتها: لَوْ أشتريتِ لنا من هَذِهِ الدراهم بدرهم لحمًا! فقالت: أَلَّا قلتِ لي [2] . وَقَالَ عُرْوة: مَا رأيت أعلم بالطب من عائشة، فَقَالَ: يَا خالة من أين تعلمتِ الطبّ؟ قالت: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض [3] . وَعَن عُرْوة قَالَ: مَا رأيت أعلم بالشعر منها [4] . وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ لَا تُؤْذِينِي، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ، وَأَنَا فِي لِحَافِ امرأة منكنّ غيرها» [5] .   [1] في المناقب (3976) وأخرجه البخاري في الفتن 3/ 47. [2] أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 47، وابن سعد 8/ 67. [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 183 رقم (295) . [4] أخرجه الطبراني برقم (294) و (295) ، وأبو نعيم في الحلية 2/ 49، 50. [5] أخرجه البخاري في فضائل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم 7/ 84 باب فضل عائشة، وفي الهبة، باب من أهدى إلى صاحبه وتحرّى بعض نسائه دون بعض، من طريق: حمّاد بن زيد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، وأخرجه مختصرا مسلم في فضائل الصحابة (2441) ، من طريق عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، وأخرجه مطوّلا (2442) من طريق يعقوب بن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 وَقَالَ القاسم بن محمد: اشتكت عائشة، فجاء ابن عباس فَقَالَ: يَا أم المؤْمِنِينَ تقدمين عَلَى فَرَط صِدْق [1] عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وعلى أَبِي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَلَوْ لَمْ يكن إِلَّا مَا في القرآن من البراءة لكفى بذلك شرفا [2] . ولهذا حظ وافر من الفصاحة والبلاغة، مع مَا لها من المناقب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. تُوفيت عَلَى الصحيح سَنَة سبع وخمسين بالمدينة. قاله هشام بن عُروة، وأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وشباب [3] . وَقَالَ أَبُو عُبيدة، وغيره: في رمضان سَنَة ثمان. وَقَالَ الْوَاقدي: في ليلة سابع عشر رمضان. ودُفنت بالبقيع ليلًا، فاجتمع النَّاس وحضروا، فلم تُر ليلة أكثر ناسًا منها، وصلى عليها أَبُو هريرة، ولها ستٌ وستون سَنَة، وذلك في سَنَة ثمان [4] . ابن سعد [5] : أنبأ محمد بن عمر حدّثني ابن أَبِي سبرة عَن عُثْمَان بن أَبِي عتيق، عَن أبيه قَالَ: رأيت ليلة ماتت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حُمل معها جريد في الخِرَق والزيت، فِيهِ نار ليلًا، ورأيت النساء بالبقيع كأَنَّهُ عيد [6] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جريج، عن نافع: شهدت أبا هريرة   [ () ] إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، عن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عن عائشة. [1] من هنا إلى قوله «وعلى» ساقط من الأصل، فاستدركته من صحيح البخاري، وغيره. [2] أخرجه البخاري في المناقب 7/ 83 باب فضل عائشة، والفرط: هو المتقدّم على القوم في المسير، وفي طلب الماء. [3] شباب: بتخفيف الموحّدة الأولى، وهو خليفة بن خياط. وفي الأصل «شاب» . [4] طبقات ابن سعد 8/ 76، 77، والمستدرك 4/ 6، وانظر: المعجم الكبير 23/ 29 رقم (72) . [5] في الطبقات الكبرى 8/ 77. [6] طبقات ابن سعد 8/ 77. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ بِالْبَقِيعِ، وَكَانَ خَلِيفَةَ مَرْوَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَقَدِ اعْتَمَرَ تِلْكَ الأَيَّامَ [1] . وَقَالَ هشام بن عروة، عن أبيه: إِن عائشة دُفنت ليلًا [2] . قَالَ حفص بن غياث: ثَنَا إسماعيل، عَن أَبِي إِسْحَاق قَالَ: قَالَ مسروق: لَوْلا بعض الأمر، لأقمت المناحة عَلَى أم المؤْمِنِينَ [3] . وَعَن عَبْد اللَّهِ بن عُبَيد اللَّه قَالَ: أما أَنَّهُ لَا يحزن عليها إِلَّا من كانت أمه [4] . وخرَّج «الْبُخَارِيُّ» [5] في تفسير «النور» من حديث ابن أَبِي مُلَيْكة: أن ابن عباس استأذن عليها وَهِيَ مغلوبة، فقالت: أخشى أن يثني عَلِيّ، فقيل ابن عمّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا لَهُ، فَقَالَ: كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيت، قَالَ: فأنت بخير إن شاء اللَّه، زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَلَمْ يتزوج بكْرًا غيرك، ونزل عذرك من السماء، فلما جاء ابن الزبير قالت: جاء ابن عباس، وأثنى علَيّ، ووددت أني كنت نَسْيًا مَنْسِيًّا [6] . أَبُو مُعَاوِيَة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَأَيْتُهَا تَصَدَّقُ بِسَبْعِينَ أَلْفًا، وَأَنَّهَا لَتُرَقِّعُ [7] جَانِبَ دِرْعِهَا [8] . أَبُو مُعَاوِيَة: ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ قَالَتْ: بَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَائِشَةَ بِمَالٍ فِي غَرَّارَتَيْنِ، يَكُونُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَدَعَتْ بِطَبَقٍ،   [1] طبقات ابن سعد 8/ 77. [2] طبقات ابن سعد 8/ 77 و 78. [3] طبقات ابن سعد 8/ 78. [4] طبقات ابن سعد 8/ 78. [5] في تفسير سورة النور 8/ 371، 372 باب «ولولا إذ سمعتموه قلتم..» . [6] وأخرجه أحمد في المسند 1/ 276 و 349، وابن سعد 8/ 75، وأبو نعيم في الحلية 2/ 45، وصحّحه الحاكم 4/ 8، 9 ووافقه الذهبي في تلخيصه. [7] في الأصل «لترفع» . [8] حلية الأولياء. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 فَجَعَلَتْ تُقْسِمُ فِي النَّاسِ، فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي فِطْرِي، فَقَالَتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا اسْتَطَعْتِ أَنْ تَشْتَرِيَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا مِمَّا أَنْفَقْتِ! فَقَالَتْ: لَا تُعَنِّفِينِي، لَوْ أَذْكَرْتِينِي لَفَعَلْتُ [1] . الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَخَرْتُ بِمَالِ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ أَلْفَ أَلْفَ أُوقِيَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ» . أَخْرَجَهُ س [2] . مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ لأُمَّهَاتِ الْمِؤْمِنِينَ عَشْرَةَ آلافٍ، عَشْرَةَ آلافٍ، وَزَادَ عَائِشَةُ أَلْفَيْنِ، وَقَالَ: أَنَّهَا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [3] . شُعْبة: أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَصُومُ الدَّهْرَ [4] . حَجّاج الأعور، عَن ابن جُرَيج، عَن عطاء: كنت أتي عائشة أنا وعُبَيد بن عُمَير، وَهِيَ مجاورة في جوف ثبير، في قبة لها تركية، عليها غشاؤها، ولكن قَدْ رأيت عليها درعًا معصفرًا، وأنا صبي [5] . ابْنُ أَبِي الزناد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَا يَخْفَى عَلِيَّ حِينَ تَرْضِينَ وَحِينَ تَغْضَبِينَ، فِي الرِّضَا تَحْلِفِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَفِي الْغَضَبِ تَحْلِفِينَ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ» ، فَقُلْتُ: صدقت يا رسول الله.   [1] حلية الأولياء 2/ 47، طبقات ابن سعد 8/ 67. [2] أخرجه البخاري في النكاح 9/ 220 و 240 باب: حسن المعاشرة مع الأهل، ومسلم في فضائل الصحابة (2448) باب ذكر حديث أم زرع مطوّلا، وانظر طرق حديث أم زرع في: المعجم الكبير للطبراني 23/ 164 رقم (265) . [3] أخرجه ابن سعد 8/ 67، والحاكم في المستدرك 4/ 8. [4] طبقات ابن سعد 8/ 68 و 75. [5] طبقات ابن سعد 8/ 68. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 رواه أَبُو أسامة، عَن هشام، وفي آخره فقلت: واللَّه لَا أهجر إِلَّا اسمك [1] . الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَائِشَةَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسَقًا وَعِشْرِينَ وَسَقًا [2] . سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُ الأَحْمَرَيْنِ الذَّهَبَ وَالْمُعْصَفَر وَهِيَ مُحْرِمَةٌ [3] . وَقَالَ ابن أَبِي مُلَيْكة: رأيت عليها درعًا [4] مضرَّجًا [5] . مُعَلَّى بن أسد: ثنا المعلّى بن زياد: حدّثتنا بَكْرَةُ بِنْتُ عُقْبَةَ، أنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي مُعَصْفَرَةٍ، فَسَأَلْتُهَا عَنِ الْحِنَّاءِ فَقَالَتْ: شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ، وَسَأَلْتُهَا عَنِ الْحِفَافِ فَقَالَتْ لَهَا: إِنْ كَانَ لَكِ زَوْجٌ فاستطعت أن تنزعي مقلتيك، فتضعينهما أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا فَافْعَلِي [6] . المعلَّيان ثِقَتان. وَعَن مُعَاذة قالت: رأيت عَلَى عائشة ملحفة صفراء [7] . الْوَاقدي: قَالَ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُبَّمَا رَوَتْ عَائِشَةُ الْقَصِيدَةَ ستين بيتا وأكثر [8] .   [1] أخرجه البخاري في النكاح 9/ 285 باب غيرة النساء ووجدهنّ، ومسلم في فضائل الصحابة (2439: باب فضل عائشة، والنسائي من حديث علي بن مسهر، وابن سعد في الطبقات 8/ 69. [2] طبقات ابن سعد 8/ 69، وقد بيّنه فقال: «ثمانين وسقا تمرا، وعشرين وسقا شعيرا» . [3] طبقات ابن سعد 8/ 70 و 71 و 76. [4] درع المرأة قميصها. [5] طبقات ابن سعد 8/ 70 وهو ليس صبغة. [6] طبقات ابن سعد 8/ 70، 71. [7] طبقات ابن سعد 8/ 71. [8] طبقات ابن سعد 8/ 72، 73. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: وَدَدْتُ أَنِّي إِذَا مِتُّ كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا [1] . مِسْعَرٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ وَرَقَةً مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ [2] . ابن أَبِي مُلَيْكة: أن ابن عباس دَخَلَ عَلَى عائشة، وَهِيَ تموت، فأثنى عليها، فقالت: دعني منك، فو الّذي نفسي بيده لَوْددت أني كنت نَسْيًا منسيًا [3] . وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ عَائِشَةَ إذا قرأت: وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ 33: 33 [4] بَكَتْ حَتَّى تَبِلَّ خِمَارَهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا [5] . عَبْد اللَّهِ بن الأرقم [6] ، بن عَبْد يغوث بن وهب بن عَبْد مناف بن زهرة، الزّهري الكاتب.   [1] طبقات ابن سعد 8/ 74 وهو أطول مما هنا، وقد مرّ. [2] طبقات ابن سعد 8/ 74، 75. [3] طبقات ابن سعد 8/ 74. [4] سورة الأحزاب- الآية 33. [5] طبقات ابن سعد 8/ 81. [6] انظر عن (عبد الله بن الأرقم) في: مسند أحمد 3/ 483 و 4/ 35، وطبقات خليفة 16، وتاريخ خليفة 156 و 179، والمعارف 151، والتاريخ الكبير 5/ 32، 33 رقم 56، والمحبّر 298، والجرح والتعديل 5/ 1 رقم 4، وسيرة ابن هشام 3/ 305، والسير والمغازي 143، والبرصان والعرجان 362، والمغازي للواقدي 721، والمعرفة والتاريخ 1/ 244، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 547، 548 و 580، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 456، والعقد الفريد 4/ 161 و 163 و 164 و 273، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419، والمستدرك 3/ 334، 335، وتاريخ الطبري 4/ 135 و 6/ 179، والمنتخب من ذيل المذيل 557، والاستيعاب 2/ 260- 262، والكامل في التاريخ 2/ 522، وأسد الغابة 3/ 172، وتهذيب الكمال 2/ 665، وتحفة الأشراف 4/ 271، 272 رقم 269، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 12 و 15 و 16 و 21، والكاشف 2/ 64 رقم 2654، وسير أعلام النبلاء 2/ 482، 483 رقم 98، والتذكرة الحمدونية 1/ 127، ونكت الهميان 178، والوافي بالوفيات 17/ 64 رقم 55، والبداية والنهاية 7/ 310، 311، والإصابة 2/ 273، 274 رقم 4525، وتهذيب التهذيب 5/ 146، 147 رقم 249، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 182، ومجمع الزوائد 9/ 370، وخلاصة تذهيب التهذيب 191، وكنز العمال 13/ 448، والنكت الظراف 4/ 272. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 وَكَانَ ممّن أسلم يَوْم الفتح، وحسُن إسلامه، وكتب للنبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ لأبي بكر، وعمر [1] . ثُمَّ ولي بيت المال لعمر، وعُثْمَان مُدَيدة [2] . وَكَانَ من فضلاء الصحابة وصُلَحائهم. قال مالك: بلغني أَنَّهُ أجازه عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ عَلَى بيت المال بثلاثين ألف درهم، فأبى أن يقبلها [3] . وَعَن عمرو بن دينار: أنَّهَا كانت ثلاثمائة ألف درهم، فلم يقبلها، وَقَالَ: إِنَّمَا عملت للَّه، وإِنَّمَا أجري عَلَى اللَّه [4] . وَرُوِيَ عَن عمر أَنَّهُ قَالَ لعَبْد اللَّهِ بن الأرقم: لَوْ كانت لك سابقة مَا قدمت عليك أحدًا. وَكَانَ يقول مَا رأيت أخشى للَّه من عَبْد اللَّهِ بن الأرقم [5] . وَرَوَى عُبَيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبة، عَن أبيه قَالَ: واللَّه مَا رأيت رجلًا قطّ، أراه كَانَ أخشى من عَبْد اللَّهِ بن الأرقم. قلت: رَوَى عَنْهُ عُرْوة، وغيره. عَبْد الله بن أنيس الجهنيّ [6]- م 4-.   [1] تاريخ خليفة 156، المستدرك 3/ 335، الاستيعاب 2/ 261. [2] تاريخ خليفة 179 والمستدرك 3/ 335، أسد الغابة 3/ 173، الاستيعاب 2/ 261. [3] أسد الغابة 3/ 173، الإصابة 2/ 273، الاستيعاب 2/ 262. [4] الاستيعاب 2/ 262. [5] الاستيعاب 2/ 262. [6] انظر عن (عبد الله بن أنيس الجهنيّ) في: سيرة ابن هشام 2/ 105 و 340 و 3/ 219 و 4/ 265- 267، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 113، والتاريخ الصغير 56، والتاريخ الكبير 5/ 14- 17 رقم 26، وأنساب الأشراف 1/ 249 و 288 و 376 و 378، والجرح والتعديل 5/ 1 رقم 1، والمحبّر 117 و 119 و 282، والسير الكبير للشيباني 1/ 266، والمعارف 280، وتاريخ خليفة 77 و 115، وطبقات خليفة 118، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 381، والمعرفة والتاريخ 1/ 268، 269، وربيع الأبرار 4/ 89، وتاريخ الطبري 2/ 495- 498 و 3/ 155، 156، وتاريخ اليعقوبي 2/ 74، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1193، وجمهرة أنساب العرب 452، وحلية الأولياء 2/ 5، 6 رقم 90، والكامل في التاريخ 2/ 146، 47 و 3/ 500، والعقد 2/ 34، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 شذّ خَلِيفَة بن خياط فَقَالَ: شهد بدرًا [1] . والمشهور أَنَّهُ شهد العَقَبة وَأُحُدًا. قَدْ ذكرنا من أخباره في الطبقة الماضية، وبَلَغَنا أن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بعثه وحده سرية إِلَى خالد بن نبيح العنزي، فقتله [2] . رَوَى عَنْهُ: جابر بن عبد الله ورحل إليه، وبسر بن سَعِيد، وضَمْرَة ابنه، وابنا كعب بن مالك: عَبْد اللَّهِ، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وآخرون. تُوُفِّيَ سَنَة أربعٍ وخمسين. عَبْد اللَّهِ بْن السعدي [3]- خ م د ت-.   [ () ] وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 260، 261 رقم 286، وتحفة الأشراف 4/ 273- 275 رقم 271، وتهذيب الكمال 2/ 666، والاستيعاب 2/ 258، والكاشف 2/ 65 رقم 2661، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 69، والبداية والنهاية 8/ 57، والوافي بالوفيات 17/ 76- 78 رقم 65، وأسد الغابة 3/ 119، 120، والعبر 1/ 59، 60، والإصابة 2/ 278، 279 رقم 4550، وتهذيب التهذيب 5/ 149- 151 رقم 257، والنكت الظراف 4/ 274، وتقريب التهذيب 1/ 402 و 190، وحسن المحاضرة 1/ 211 رقم 147، وشذرات الذهب 1/ 60، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 77- 79 تحقيق إبراهيم شبوح- طبعة القاهرة 1968 في جزءين. [1] طبقات خليفة 118. [2] سيرة ابن هشام 4/ 265، والمغازي للواقدي 2/ 531، وشرح السير الكبير 1/ 266، والمحبّر 119، وتاريخ خليفة 77، وتاريخ اليعقوبي 2/ 74، وأنساب الأشراف 1/ 376 رقم 780، وتاريخ الطبري 3/ 156، والبدء والتاريخ 4/ 222. [3] انظر عن (عبد الله بن السعدي) في: طبقات ابن سعد 5/ 454 و 7/ 407، ومسند أحمد 5/ 270، وجمهرة أنساب العرب 167، والمغازي للواقدي 1/ 198، والمعرفة والتاريخ 1/ 255 و 2/ 693، وأنساب الأشراف 1/ 219، والتاريخ الكبير 5/ 27، 28 رقم 47، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 113 رقم 386، وطبقات خليفة 27 و 300، والجرح والتعديل 5/ 187 رقم 870، والاستيعاب 2/ 384، وتهذيب الكمال 2/ 688، وتحفة الأشراف 6/ 401- 403 رقم 312، والكامل في التاريخ 3/ 514، وأسد الغابة 3/ 175، والوافي بالوفيات 17/ 382 رقم 312، ومرآة الجنان 1/ 129، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 270 رقم 303، والكاشف 2/ 82 رقم 2778، والإصابة 2/ 318، 319 رقم 4718، وتهذيب التهذيب 5/ 235، 236 رقم 408، وتقريب التهذيب 1/ 419 رقم 340، وشذرات الذهب 1/ 61، وخلاصة تذهيب التهذيب 199. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 اسم أبيه عمرو بن وقدان عَلَى الصحيح، أَبُو محمد القرشي العامري. ولقُب عمرو بالسعدي لأَنَّهُ كَانَ مسترضعًا في بني سعد. لعَبْد اللَّهِ صُحْبة ورواية، نَزَلَ الأردن. وَرَوَى عَن عمر بن الخطاب. رَوَى عَنْهُ: حُوَيْطب بن عَبْد الْعُزَّى، وعَبْد اللَّهِ بن مُحَيْريز، وبُسْر بن سَعِيد، وأَبُو إدريس الخوْلاني، وغيرهم. قَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة سبْعٍ وخمسين. عَبْد اللَّهِ بْن حَوَالة [1]- د- الأزدي. لَهُ صُحْبة ورواية، نَزَلَ الشَّام. رَوَى عَنْهُ جُبَير بن نُفَير، وكثير بن مُرّة، وربيعة بن يزيد القصير، وجماعة. كنيته أَبُو حَوَالة، وَيُقَالُ: أَبُو محمد. قَالَ ابن سعد [2] : تُوُفِّيَ سَنَة ثمان وخمسين وله اثنتان وسبعون.   [1] انظر عن (عبد الله بن حوالة) في: مسند أحمد 4/ 105 و 109 و 5/ 33 و 338، والجرح والتعديل 5/ 28، 29 رقم 126، وطبقات خليفة 115 و 305، ومشاهير علماء الأمصار 51 رقم 338، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 135، والمستدرك 3/ 491، والتاريخ الكبير 5/ 33 رقم 57، وحلية الأولياء 2/ 3، 4 رقم 87، وتهذيب الكمال 2/ 676، وتحفة الأشراف 4/ 315 رقم 287، والاستيعاب 2/ 290، والمعرفة والتاريخ 1/ 266 و 2/ 288، 289 و 302 و 430، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 216- 220 رقم 263، وطبقات ابن سعد 7/ 414، وأسد الغابة 3/ 148، والعبر 1/ 62، والكاشف 2/ 73 رقم 2724، والوافي بالوفيات 17/ 156 رقم 141، وتلخيص المستدرك 3/ 491، وتهذيب التهذيب 5/ 194 رقم 334، وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 268، والإصابة 2/ 300، 301 رقم 4639، وخلاصة تذهيب التهذيب 195. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 414. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 عَبْد اللَّهِ بن عامر [1] ابن كُرَيز بن ربيعة بن حبيب بن عَبْد شمس القرشي، العَبْشَمي، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ. رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَلَهُ حَدِيثٌ وَهُوَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد» [2] .   [1] انظر عن (عبد الله بن عامر) في: طبقات ابن سعد 5/ 9 و 44- 49، والتاريخ الصغير 84، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 636، وجمهرة أنساب العرب 74، 75 و 311، والمحبّر 47 و 57 و 150 و 346 و 363 و 378 و 440 و 450، وأنساب الأشراف 3/ 226 و 297، و 4/ 6 و 42- 44 و 65 و 73 و 91 و 131 و 141 و 170 و 172 و 173 و 180 و 197 و 224 و 285 و 406 و 472 و 517 و 528 و 533 و 547 و 561 و 562 و 578 و 581 و 585، وتاريخ اليعقوبي 2/ 166- 168 و 170 و 176 و 215 و 217 و 219، والأخبار الطوال 139، 140 و 147 و 196 و 216- 218، وتاريخ أبي زرعة 1/ 183 و 593، والخراج وصناعة الكتابة 385 و 384 و 389 و 392- 394 و 400 و 401 و 404 و 413 و 414، والأخبار الموفقيّات 203 و 205، والمعارف 320، والبيان والتبيين 2/ 94، ونسب قريش 147، والوزراء والكتّاب 148، وتاريخ الطبري 5/ 170، والاستيعاب 2/ 359- 361، والمعرفة والتاريخ 2/ 74 و 102 و 208 و 274 و 703 و 3/ 71 و 309، وسيرة ابن هشام 3/ 190، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 204، وأسد الغابة 3/ 101، ومقاتل الطالبيين 690 و 708، وتاريخ خليفة 161 و 162 و 164- 167 و 170 و 174 و 178- 180 و 184 و 204- 207 و 211 و 226، 227، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1584 و 1588 و 1589 و 1625 و 1628 و 1644 و 1690 و 1776، والزيارات 84 و 194، والتذكرة الحمدونية 2/ 98 و 108 و 268 و 309 و 352 و 353، وربيع الأبرار 3/ 189 و 702، والبصائر 3/ 1- 58 رقم 110 (البصائر والذخائر لأبي حيّان التوحيدي- تحقيق د. إبراهيم الكيلاني، دمشق 1964- 1968) ، وبهجة المجالس 1/ 75 لابن عبد البر- تحقيق محمد مرسي الخولي- طبعة دار الكتاب العربيّ بالقاهرة، ومحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء للراغب الأصفهاني 1/ 138 طبعة بيروت، وشرح نهج البلاغة 13/ 16، والمستطرف للأبشيهي 1/ 165، والعقد الفريد 1/ 293 و 3/ 414 و 4/ 31 و 45 و 149 و 167 و 169 و 206 و 5/ 8، 9، والبدء والتاريخ 5/ 109، 110، والمستدرك 3/ 639، 640، وعيون الأخبار 2/ 41 و 257، وسير أعلام النبلاء 3/ 18- 21 رقم 6، وجامع التحصيل 259، 260 رقم 375، والعبر 1/ 30 و 31 و 764 والوافي بالوفيات 17/ 229، 230 رقم 214، والبداية والنهاية 8/ 88، وتهذيب التهذيب 5/ 272- 274 رقم 468، والإصابة 3/ 60، 61 رقم 6179، والعقد الثمين 5/ 185، وشذرات الذهب 1/ 25. [2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 639، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 360. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 رَوَى عَنْهُ: حنظلة بن قيس، وأسلم والده يَوْم الفتح، وبقي إِلَى زمن عُثْمَان، وقدِم الْبَصْرَةَ عَلَى ابنه عَبْد اللَّهِ في ولايته عليها. وَهُوَ خال عُثْمَان بن عفان، وابن عمّة النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. ولي عَبْد اللَّهِ الْبَصْرَةَ وغيرها، وافتتح خراسان، وأحرم من نيسابور شكرًا للَّه، وَكَانَ سخيًا كريمًا جوادًا [1] . وفد عَلَى مُعَاوِيَة، فزوّجه بابِنْته هند، وَكَانَ لَهُ بدمشق دار بالجُوَيْرة، تُعرف الْيَوْم ببيت ابن الحَرَسْتاني. قَالَ الزبير بن بكار: هُوَ الذي دعا طلحة والزبير إِلَى الْبَصْرَةِ، في نوبة [2] الجمل يعني وَقَالَ: إن لي بِهَا صنائع، فشخصا معه. وَقَالَ ابن سعد [3] : قالْوَا إِنَّهُ وُلد بَعْدَ الهجرة بأربع سنين، وحنّكه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في عُمرة القضاء، وَهُوَ ابن ثلاث سنين، فتلمظ، وولد لَهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وعمره ثلاث عشرة سَنَة. وَقَالَ غيره: هُوَ خال عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ كُرَيْزٍ أَتَى بِابْنِهِ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ، فَتَفَلَ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ يُرَدِّدُ رِيقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَيَتَلَمَّظُ، فَقَالَ: «إِنَّ ابْنَكَ هَذَا لَمُسْقَى» ، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: لَوْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ قَدَحَ حَجَرًا أَمَامَهُ، يَعْنِي يَخْرُجُ الْمَاءُ مِنْهُ [4] . قَالَ مُصْعَب بن الزبير: يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ لَا يعالج أرضًا إِلَّا ظهر لَهُ الماء [5] . وَقَالَ الأصمعي: أرْتُجَّ عَلَى ابن عامر بالبصرة في يوم أضحى، فمكث   [1] الاستيعاب 2/ 360، وفتوح البلدان 387 طبقات ابن سعد 5/ 45. [2] يقصد «وقعة» ويرى بعض اللغويين اليوم أن هذا الاستعمال جائز، وهو استعمال شائع في مصادر عصر المماليك. [3] الطبقات الكبرى 5/ 44. [4] الاستيعاب 2/ 359، نسب قريش 148. [5] نسب قريش 148. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 ساعة، ثُمَّ قَالَ: واللَّه لَا أجمع عليكم عِيًّا ولؤمًا، من أخذ شاة من السوق، فثمنها عَلِيّ [1] . وقد فَتَحَ اللَّه عَلَى يدي عَبْد اللَّهِ فتوحًا عظيمة، كما ذكرنا في حدود سَنَة ثلاثين [2] . وَكَانَ سخيًا، شجاعًا، وَصُولًا لرَحمهِ، فِيهِ رفق بالرعيّة، ربما غزا، فيقع الحمل في العسكر، فينزل بنَفْسَهُ، فيصلحه [3] . قَالَ ابن سعد [4] : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان حمل ابن عامر مَا في بيت مال الْبَصْرَةِ من الأموال، ثُمَّ سَارَ إِلَى مكة، فوافي بِهَا عائشة، وطلحة، والزبير، وهم يريدون الشَّام فَقَالَ: لَا، بل ائتوا الْبَصْرَةَ، فإن لي بِهَا صنائع، وَهِيَ أَرْضِ الأموال، وَفِيهَا عُدَد الرجال، فلما كَانَ من أمر وقعة الجمل مَا كَانَ، لحق بالشَّام، فنزل بدمشق، وقد قُتِلَ ولده عَبْد الرَّحْمَنِ يَوْم الجمل، وَلَمْ نسمع لعَبْد اللَّهِ بِذكْر في يَوْم صِفَّين، ثُمَّ لَمَّا بايع النَّاس مُعَاوِيَة وَلَّى عَلَى الْبَصْرَةِ بُسْر بن أرطأة، ثُمَّ عزله، فَقَالَ لَهُ ابن عامر: إن لي بِهَا ودائع، فإن لَمْ تولينَّها ذهبت، فولاه الْبَصْرَةَ ثلاث سنين. ومات قبل مُعَاوِيَة بعام، فَقَالَ: يرحم اللَّه أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، بمن نفاخر بَعْدَه، وبمن نباهي [5] !. وَقَالَ أبو بكر الهُذلي: قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْم الجمل: أتدرون من حاربت، حاربت أمجد النَّاس، وأنجد النَّاس- يعني عَبْد اللَّهِ بن عامر-، وأشجع النَّاس- يعني الزبير-، وأدهى الناس، يعني طلحة.   [1] انظر: الأخبار الموفقيات- ص 205، وجمهرة خطب العرب 3/ 353 لأحمد زكي صفوت طبعة مصر الثانية، ومحاضرات الأدباء 1/ 138، وشرح نهج البلاغة 13/ 16، وبهجة المجالس 1/ 75، والبصائر 3/ 1- 58، والتذكرة الحمدونية 2/ 268. [2] انظر: عهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب- ص 329، وتاريخ خليفة 164، وتاريخ اليعقوبي 2/ 167، وتاريخ الطبري 4/ 301- 303. [3] طبقات ابن سعد 5/ 45. [4] الطبقات 5/ 48. [5] طبقات ابن سعد 5/ 49. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 قَالَ خَلِيفَة [1] ومحمد بن سعد: تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين. عَبْد اللَّهِ بن قُرْط [2]- د ن- الأزدي الثُمالي. ولي حمص لأبي عُبَيدة، وقيل: بل وليها لمعاوية. لَهُ صُحْبة. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في فضل يَوْم النحر [3] ، وَعَن خالد بن الوليد. وعنه: أبو عامر الهوزني عبد الله بن لحي، وسليم بن عامر الخبائريّ [4] ، وشُرَيْح بن عُبَيد، وعمرو بن قيس السكُوني، وغيرهم. يُقَالُ: أَنَّهُ أخو عَبْد الرَّحْمَنِ بن قُرْط. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ قُرْطٍ الأَزْدِيُّ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «ما اسمك» ؟   [1] تاريخ خليفة 226. [2] انظر عن (عبد الله بن قرط) في: طبقات ابن سعد 7/ 415، وجمهرة أنساب العرب 150، وطبقات خليفة 114 و 305، وتاريخ خليفة 155، والجرح والتعديل 5/ 140 رقم 654، ومسند أحمد 4/ 350، وتهذيب الكمال 2/ 724، وتحفة الأشراف 6/ 405 رقم 314، والاستيعاب 2/ 373، والكاشف 2/ 106 رقم 2952، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 706، وتهذيب التهذيب 5/ 361 رقم 623، وتقريب التهذيب 1/ 441 رقم 549، والإصابة 2/ 358، 359 رقم 4890، وخلاصة تذهيب التهذيب 210. [3] ولفظه عند أبي داود (1765) في مناسك الحج، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ. من طريق: ثور، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عامر بْنِ لُحَيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنّ أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر، ثم يوم القرّ» . قال عيسى: قال ثور: وهو اليوم الثاني، قال: وقرّب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيّتهنّ يبدأ، فلما وجبت جنوبها قال: فتكلّم بكلمة خفيّة لم أفهمها، فقلت: ما قال؟ قال: «من شاء اقتطع» . وأخرجه أحمد في المسند 4/ 350، والنسائي في المناسك 2/ 242 عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد ويعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن ثور بن يزيد، مختصرا. [4] في الأصل: «الجنائري» وهو خطأ، وفي (اللباب) 1/ 418) : الخبائريّ، بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 قَالَ: شَيْطَانٌ ابْنُ قُرْطٍ، قَالَ: «أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ» . وَعَن جُنادة بن مروان: أن عَبْد اللَّهِ بن قُرْط والي حمص خرج يحرس ليلة عَلَى شاطئ البحر. فلقيه فاثور الروم، فقتله بَيْنَ بلنياس ومرقية [1] . يُقَالُ أَنَّهُ استشهد سَنَة ست وخمسين. عَبْد اللَّهِ بن مالك [2]- ع- بن بحينة [3]- وَهِيَ أمه-، أَبُو محمد الأزدي. لَهُ عدّة أحاديث. نَزَلَ بطن ريم، عَلَى مرحلة من المدينة، وَكَانَ يصوم الدهر. رَوَى عَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، والأعرج، ومحمد ابن يحيى بن حَبْان [4] . تُوُفِّيَ في أواخر أيام معاوية. عبد الله بن مغفّل [5] ، ابن عَبْد نهم بن عفيف المزَني، أَبُو عَبْد الرحمن،   [1] من حصون ساحل الشام، بعد أنطرطوس، وبلنياس هي بلدة المرقب، (تقويم البلدان لأبي الفداء 29) . [2] انظر عن (عبد الله بن مالك) في: المحبّر 407، والكامل في التاريخ 4/ 44، والجرح والتعديل 5/ 150 رقم 688، والتاريخ الكبير 5/ 10، 11 رقم 17، ومشاهير علماء الأمصار 15 رقم 47، والكاشف 2/ 109 رقم 2973، والاستيعاب 2/ 326، 327، وتحفة الأشراف 6/ 475- 478 رقم 316، والمستدرك 3/ 429، 430، وتلخيص المستدرك 3/ 429، 430، ومسند أحمد 5/ 344، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 9. رقم 101، و 114 رقم 395، و 145 رقم 715، والمعرفة والتاريخ 1/ 241 و 2/ 213، 214، وأسد الغابة 3/ 250، والبداية والنهاية 8/ 99، والوافي بالوفيات 17/ 417 رقم 355، والنكت الظراف 6/ 477، وتهذيب التهذيب 5/ 381 رقم 653، وتقريب التهذيب 1/ 444 رقم 579، والإصابة 2/ 364 رقم 4918، وخلاصة تذهيب التهذيب 211. [3] في الأصل مهملة، والتصحيح من مصادر الترجمة. [4] بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحّدة. (تهذيب التهذيب 9/ 507) . [5] انظر عن (عبد الله بن مغفّل) في: طبقات ابن سعد 7/ 13، 14، والمعارف 297، ومسند أحمد 4/ 85 و 5/ 45 و 272، والتاريخ لابن معين 2/ 333، وطبقات خليفة 37 و 76، وتاريخ خليفة 146، والمعرفة والتاريخ 1/ 256، وطبقات الفقهاء للشيرازي 51، والاستيعاب 2/ 325، 326، والتاريخ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 وَيُقَالُ: أَبُو سَعِيد، وَيُقَالُ: أَبُو زياد. صحابي مشهور، شهد بيعة الشجرة، ونزل المدينة، ثُمَّ سكن الْبَصْرَةَ [1] . قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ: كَانَ عَبْد اللَّهِ بن مغَّفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عمر بن الخطاب، يفقهون النَّاس [2] . مات والد عَبْد اللَّهِ بن مغفَّل بطريق مكة مع النَّاس، قبل فَتَحَ مكة. وَكَانَ عَبْد الله من البكّاءين الذين نزلت فيهم لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ 9: 91 [3] وَقَالَ: إني لممّن رفع أغصانَ الشجرة يَوْم الحديبيّة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [4] . عوف الأعرابي، عَن خُزاعي بن زياد المزَني قَالَ: أُرِيَ عَبْد اللَّهِ بن مغفَّل المزَني أن الساعة قَدْ قامت وأن النَّاس حُصروا، وَثَمَّ مكان، مَن جازه فقد نجا، وعليه عارض، فقيل لَهُ: أتريد أن تنجو وعندك مَا عندك! فاستيقظت فزعًا، قَالَ: فأيقظه أَهْله، وعنده عيبة مملَوْءة دنانير، ففرقها كلها.   [ () ] الصغير 67، والتاريخ الكبير 5/ 23 رقم 36، والجرح والتعديل 5/ 149، 150 رقم 687، وصفة الصفوة 1/ 680، 681 رقم 93، والمعرفة والتاريخ 1/ 216 و 218، 219، وسيرة ابن هشام 3/ 288، والزيارات 82، والمحبّر 124 و 281، وجمهرة أنساب العرب 202، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 75، وتحفة الأشراف 7/ 172- 181 رقم 320، وتهذيب الكمال 2/ 745، والمستدرك 3/ 578، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 221، وتاريخ الطبري 3/ 102، والمغازي للواقدي 994 و 1036، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 290، 291 رقم 334، والزاهر للأنباري 1/ 151، والكامل في التاريخ 2/ 278 و 4/ 44، وسير أعلام النبلاء 2/ 483- 485 رقم 99، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 83، والكاشف 2/ 119 رقم 3040، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 428 و 548 و 621 و 630، والوافي بالوفيات 17/ 632 رقم 535، وأسد الغابة 3/ 264، 265، ومرآة الجنان 1/ 131، والبداية والنهاية 8/ 60، والإصابة 2/ 372 رقم 4972، وتهذيب التهذيب 6/ 42 رقم 74، وتقريب التهذيب 1/ 453 رقم 661، والنكت الظراف 7/ 173 و 177- 180، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، وشذرات الذهب 1/ 65. [1] طبقات ابن سعد 7/ 13. [2] أسد الغابة 3/ 399. [3] سورة التوبة- الآية 91. [4] انظر مسند أحمد 5/ 25 و 54، وصحيح مسلم (7858) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن، وَمُعَاوِيَة بن قُرَّةَ، وحميد بن هلال، ومطرف بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَابْنِ بُرَيْدة، وثابت البُنَاني، وغيرهم. وَمَا أدري هل سمع مِنْهُ ثابت أَوْ أرسل عَنْهُ. تُوُفِّيَ سَنَة ستين، وستأتي لَهُ قصة في ترجمة عبيد اللَّه [1] بن زياد. عَبْد اللَّهِ بْن نَوْفَلِ [2] ، بْن الْحَارِثِ بْن عَبْد الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم الهاشمي، أَبُو محمد، وَهُوَ أخو الحارث. وَلِيَ القضاء بالمدينة زمن مُعَاوِيَة، فيما قيل: وَكَانَ يشبه النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وَلَا يُحفظ لَهُ سماع من النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [3] . تُوُفِّيَ في خَلافة مُعَاوِيَة [4] . وقيل: قُتِلَ يوم الحرّة، سنة ثلاث وستين [5] .   [1] في الأصل «عبد الله» . [2] انظر عن (عبد الله بن نوفل) في: تاريخ خليفة 228 و 2440، وطبقات ابن سعد 5/ 21، والمعرفة والتاريخ 1/ 418، والمعارف 558، وجمهرة أنساب العرب 70، والمحبّر 46، والاستيعاب 2/ 332، 333، وأنساب الأشراف 3/ 298، ومشاهير علماء الأمصار 69 رقم 472، والكامل في التاريخ 4/ 121، وأسد الغابة 3/ 269، والوافي بالوفيات 17/ 654 رقم 555، والإصابة 2/ 377 رقم 5003، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 54، والمنتخب من ذيل المذيل 628، 629. [3] الاستيعاب 2/ 332، 333. [4] طبقات ابن سعد 5/ 22. [5] الاستيعاب 2/ 332. وروى بن سعد من طريق: عثمان بن عمر، عن أبي الغيث قال: سمعت أبا هريرة: لما ولي مروان بن الحكم المدينة لمعاوية بن أبي سفيان سنة اثنتين وأربعين في الإمرة الأولى، استقضى عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب بالمدينة، فسمعت أبا هريرة يقول: هذا أول قاض رأيته في الإسلام. قال محمد بن عمر: وأجمع أصحابنا على أنّ عبد الله بن نوفل بن الحارث أول من قضى بالمدينة لمروان بن الحكم، وأهل بيته ينكرون أن يكون ولي القضاء بالمدينة هو ولا أحد من بني هاشم. وقال أهل بيته: توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان. قال محمد بن عمر: ونحن نقول إنّه بقي بعد معاوية دهرا، وتوفي سنة أربع وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان. (وانظر: المنتخب من ذيل المذيل 629) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 عَبْد اللَّهِ بن الحارث [1]- خ 4- بن هشام بن المغيرة المخزومي، أَبُو محمد، والد أَبِي بكر الفقيه وإخوته، وأحد الذين عينهم عُثْمَان لكتابة مصاحف الأمصار. سمع: أباه، وعمر، وعُثْمَان، وعليًا، وحَفْصَة أم المؤْمِنِينَ، وجماعة. وعنه: ابنه أَبُو بكر، والشَّعْبِيُّ، وأَبُو قلابة الجَرْمي [2] ، وهشام بن عمرو الفَزَاري، ويحيى بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن حاطب. رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَلَمْ يُحفظ عَنْهُ. وأرسلته عائشة إِلَى مُعَاوِيَة يكلمه في حُجْر بن الأدبر، فوجده قَدْ قتله. قَالَ ابن سعد قالت عائشة: لأن أكون قعدت عَن مسيري إِلَى الْبَصْرَةِ أحب إليّ من أن يكون لي عشرة من الْوَلد من النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم، مثل عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام. قلت: وَكَانَ من سادة بني مخزوم بالمدينة، وَهُوَ ابن أخي أَبِي جهل، تُوُفِّيَ في أيام مُعَاوِيَة في آخرها، وتوفي أَبُوه في طاعون عَمَواس. عَبْد الرَّحْمَنِ بن شبل [3]- د ن ق- بن عمرو الأنصاري الأوسي.   [1] انظر عن (عبد الله بن الحارث) في: نسب قريش 111، 112 و 303 و 308، والجرح والتعديل 5/ 32 رقم 142، والتاريخ الكبير 5/ 65 رقم 161، والاستيعاب 2/ 281، وأسد الغابة 3/ 140، والوافي بالوفيات 17/ 117، رقم 104، والإصابة 3/ 58، 59 رقم 6170. [2] الجرمي: بفتح الجيم وسكون الراء وفي آخرها ميم. هذه النسبة إلى جرم. وهي قبيلة جرم بن ريان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.. (اللباب 1/ 273) . [3] عن (عبد الرحمن بن شبل) انظر: طبقات خليفة 86 و 304، والمعرفة والتاريخ 1/ 2901 و 318 و 447، والجرح والتعديل 5/ 243 رقم 1155، والاستيعاب 2/ 419، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 148، وطبقات ابن سعد 4/ 374، 7/ 402، وتحفة الأشراف 7/ 200، 201 رقم 334، وتهذيب الكمال 2/ 793، والكاشف 2/ 149 رقم 3258، وتهذيب التهذيب 6/ 193 رقم 390، وتقريب التهذيب 1/ 483 رقم 970، والإصابة 2/ 403 رقم 5139. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 أحد كُتّاب الأنصار، كَانَ فقيهًا فاضلًا نَزَلَ حمص، وله أحاديث عَن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو راشد الخيراني، وأَبُو سلام الأسود، وتميم بن محمود، وغيرهم. تُوُفِّيَ زمن مُعَاوِيَة. عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بَكْر الصديق [1]- د ن ق- عَبْد اللَّهِ بن عُثْمَان، أَبُو محمد التيمي، وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَان، شقيق أم المؤمنين عائشة.   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق) في: مسند أحمد 1/ 197، وتاريخ أبي زرعة 228 و 229 و 558 و 591- 593، والأخبار الطوال 226، وطبقات خليفة 18 و 189، وتاريخ خليفة 319، وجمهرة أنساب العرب 137، والعقد الفريد 2/ 231 و 3/ 303 و 309 و 432 و 4/ 371 و 372 و 6/ 133، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 219، وعيون الأخبار 4/ 114، 115، وتاريخ الطبري 2/ 376 و 3/ 148 و 288 و 290 و 292 و 296 و 421 و 422 و 426 و 4/ 199 و 240 و 474 و 5/ 104 و 229 و 303 و 304 و 322، وفتوح البلدان 443، ونسب قريش 276، والبدء والتاريخ 5/ 13 و 80 و 6/ 7، والاستيعاب 2/ 399- 402، والزيارات 8.، والأخبار الموفقيات 473، والمعارف 173 و 174 و 233 و 592، والمعرفة والتاريخ 1/ 212 و 285، وأنساب الأشراف 1/ 321 و 432 و 541 و 542 و 549، ق 4 ج 1/ 100 و 144- 146 و 535 و 575 و 577، والمستدرك 3/ 473- 477، وتاريخ اليعقوبي 2/ 138 و 328، والوفيات لابن قنفذ 72 رقم 60، والمحبّر 102 و 449، وسيرة ابن هشام 1/ 153 و 155، و 2/ 280، و 3/ 300، و 4/ 246، والمغازي للواقدي 257 و 695، ومشاهير علماء الأمصار 15 رقم 45، والخراج وصناعة الكتابة 343، وترتيب الثقات للعجلي 288 رقم 933، والثقات لابن حبان 3/ 249، وأسد الغابة 3/ 466، والكامل في التاريخ 3/ 506- 508، ومرآة الجنان 1/ 126، والبداية والنهاية 8/ 88، 89، وتحفة الأشراف 7/ 194- 196 رقم 329، وتهذيب الكمال 2/ 778، والتاريخ الكبير 5/ 242 رقم 795، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 294، 295 رقم 344، ووفيات الأعيان 3/ 69، 70، والعبر 1/ 58، وسير أعلام النبلاء 2/ 471- 473 رقم 92، والكاشف 2/ 140 رقم 3193، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 40 و 49 و 120 و 296 و 307، وتهذيب التهذيب 6/ 146، 147 رقم 298، وتقريب التهذيب 1/ 474 رقم 880، والإصابة 2/ 407، 408 رقم 5151، وخلاصة تذهيب التهذيب 224، وشذرات الذهب 1/ 59، والأغاني 17/ 356. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 حضر بدرًا مشركًا، ثُمَّ أسلم قبل الفتح وهاجر، وَكَانَ أسن ولد أَبِي بكر، وَكَانَ شجاعًا راميًا، قتلَ يَوْم اليمامة سبعة. رَوَى عن: النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَن أبيه. وعنه: ابناه عَبْد اللَّهِ، وحَفْصَة، وابن أخيه القاسم بن محمد، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي ليلي، وأَبُو عُثْمَان النهدي، وعمرو بن أوس الثقفي، وابن أَبِي مُلَيْكة، وجماعة. وَكَانَ يتّجر إِلَى الشَّام. قَالَ مُصْعَب الزبيري [1] : ذهب إِلَى الشَّام قبل الإسلام، فرأى هناك امرأة يُقَالُ لها ابنة الجُودي الغساني، فكان يذكرها في شعره ويهذي بِهَا. وَقَالَ ابن سعد: إِنَّهُ أسلم في هدنة الحُدَيبية وهاجر، وأطعمه النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بخيبر أَرْبَعِينَ وسقًا [2] ، وَكَانَ يُكَني أبا عَبْد اللَّهِ. ومات سَنَة ثلاث وخمسين. وَقَالَ هشام بن عروة، عن أبيه، إن عبد الرَّحْمَنِ قدِم الشَّامَ، فرأى ابنة الجودي عَلَى طُنْفسَة، وحولها ولائد، فأعجبته، فَقَالَ فِيهَا: تذكرت [3] لَيْلَى والسماوَةُ دونَها ... فما لابنةِ الْجُودِيِّ لَيْلَى وما ليا وأنّى تعاطي قلبه [4] حارثية ... تُدَمَّنُ بُصْرى أَوْ تحُلٌ الجوابيا فو أنّي يلاقيها [5] ؟ بلَى وَلَعَلها [6] ... إن النَّاس حَجُّوا قابِلًا أنْ تُوافيا قَالَ: فلما بَعَثَ عمر جيشه إِلَى الشَّام قَالَ لمقدمهم: إنْ ظفرت بليلى بِنْت الجوديّ عَنوةً فادفعها إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ، فظفر بها، فدفعها إليه، فأعجب بِهَا، وآثرها عَلَى نسائه، حَتَّى شكونه إِلَى أخته عائشة، فقالت له: لقد   [1] نسب قريش- ص 276. [2] سيرة ابن هشام 3/ 300. [3] كذا في الأصل وفي الأغاني 17/ 358، وفي نسب قريش: «تذكّر» . [4] كذا في الأصل وفي الأغاني، وفي نسب قريش: ذكرها» . [5] في نسب قريش: «تلاقيها» . [6] في الأغاني ونسب قريش: «إذا» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 أفرطتَ، فَقَالَ: واللَّه إني أرشف بأنيابها حَبَّ الرمان، قَالَ: فأصابها وجع سقطت لَهُ قواها، فجفاها حَتَّى شكته إِلَى عائشة، فقالت: يَا عَبْد الرَّحْمَنِ لقد أحببتَ ليلى فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت، فإما أن تنصفها، وإما أنْ تجهزها إِلَى أَهْلها، فجهزها إِلَى أَهْلها، قَالَ: وكانت بِنْت ملك يعني من ملَوْك العرب. قَالَ ابن أَبِي مُلَيْكة: إن عَبْد الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ بالصَّفاح [1] ، فحُمِل فدُفن بمكة- والصِّفاح عَلَى أميال من مكة- فقدمتٌ أخته عائشة فقالت: أين قبر أخي؟ فأتته فصلت عَلَيْهِ: رواه أيوب السختياني، عَنْهُ. قَالَ الْوَاقدي، والمدائني، وغيرهما: تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاثٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْر: سَنَة أربع وخمسين. وقد صحّ في الْوَضوء من «صحيح مسلم» عَن سالم سبلان [2] مولى المهري قَالَ: خرجت أنا وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بكر إِلَى جنازة سعد بن أَبِي وقاص [3] . وصحّ أن سعدًا مات سَنَة خمس وخمسين. عبيد اللَّه بن العباس [4]- د ن- بن عَبْد المطّلب، أبو محمد.   [1] بكسر أوله، وبالحاء المهملة في آخره، على وزن فعال. موضع بالروحاء. وفي كتاب الأطعمة لأبي داود هو مكان بمكة. (معجم ما استعجم 3/ 834، 835) . [2] هو لقب له، كما في (نزهة الألباب في الألقاب للحافظ ابن حجر) . [3] أخرجه مسلم في الطهارة، (3/ 240) باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما. [4] انظر عن (عبيد الله بن العباس) في: المحبّر 17 و 107 و 146 و 292 و 453 و 455 و 456، وترتيب الثقات للعجلي 317 رقم 1058، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 312 رقم 379، وعيون الأخبار 1/ 334، وتاريخ الطبري 4/ 442، 443 و 492 و 5/ 92 و 136 و 139 و 140 و 143 و 155 و 158 و 163 و 167 و 170، والاستيعاب 2/ 429- 431، والعقد الفريد 1/ 293- 296 و 2/ 103، والمعرفة والتاريخ 3/ 322، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 198 و 214، والمراسيل 116 رقم 195، والتاريخ الصغير 48 و 73، ونسب قريش 27، وجمهرة أنساب العرب 18، 19 و 21، ومسند أحمد 1/ 214، وأنساب الأشراف 1/ 447 و 3/ 22- 24 و 36 و 55- 60 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 ابن عم النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، لَهُ صُحبة ورواية، وَهُوَ أصغر من عَبْد اللَّهِ بسنة، وأمهما واحدة. رَوَى عَنْهُ: محمد بن سيرين، وسليمان بن يَسَارٍ، وعطاء بن أَبِي رباح. وأردفه النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ خلفه. تُوُفِّيَ بالمدينة سَنَة ثمان وخمسين، وَكَانَ جوادًا ممدحًا، وَكَانَ يتعانى التجارة. ولي اليمن لعلي ابن عمّه، وبعث مُعَاوِيَة بُسر بن أَبِي أرطأة عَلَى اليمن، فهرب مِنْهُ عبيد اللَّه، فأصاب بُسر لعُبَيد اللَّه وَلَدَين صغيرين، فذبحهما، ثُمَّ وفد فيما بعدُ عُبيدُ اللَّه عَلَى مُعَاوِيَة، وقد هلك بُسْر، فذكر وَلَدَيه لمعاوية، فَقَالَ: مَا عزلته إِلَّا لقتلهما. وَكَانَ يُقَالُ بالمدينة: من أراد العلم والجمال والسخاء فلْيأتِ دار ابن عباس، أما عَبْد اللَّهِ فكان أعلم النَّاس، وأما عبيد اللَّه فكان أكرم الناس، وأما الفضل فكان أجمل النَّاس [1] . وَرَوَى أن عُبَيد اللَّه كَانَ ينحر في كل يَوْم جَزُورًا، وكان يسمّى «تيار الفرات» [2] .   [ () ] و 62 و 66 و 71 و 282، والمعارف 121، 122 و 267، وفتوح الشام للأزدي 234، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1631 و 1812 و 2125، و 2127 و 3494 و 3495، والبدء والتاريخ 5/ 8 و 108 و 217، والأغاني 16/ 205، وتهذيب الكمال 2/ 879، وتحفة الأشراف 7/ 220 رقم 344، ووفيات الأعيان 3/ 64 و 427 و 428 و 7/ 60، والكامل في التاريخ 3/ 201 و 202 و 350 و 374 و 377 و 383- 385 و 398 و 408 و 4/ 530، وجامع التحصيل 282، 283 رقم 484، والكاشف 2/ 199 رقم 3605، ومرآة الجنان 1/ 130، والبداية والنهاية 8/ 90، والتذكرة الحمدونية 2/ 282- 284 و 335، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 607، وتهذيب التهذيب 7/ 19، 20 رقم 41، وتقريب التهذيب 1/ 534 رقم 1460، والإصابة 2/ 437، 438 رقم 5303، وخلاصة تذهيب التهذيب 251، وشذرات الذهب 1/ 64، والمنتخب من ذيل المذيل 536. [1] انظر الاستيعاب 2/ 430. [2] وصار لقبا له، كما في (نزهة الألباب في الألقاب، لابن حجر) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 قَالَ خَلِيفَة [1] وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة ثمان وخمسين. وَقَالَ أَبُو عُبيد، ويعقوب بن شيبة وغيرهما: تُوُفِّيَ سَنَة سبع وثمانين، وأنا أستبَعْدَ أَنَّهُ بقي إِلَى هَذَا الْوَقت. وقيل: إِنَّهُ مات باليمن. عِتْبان بن مالك [2]- خ م ن ق- بن عمرو بن العَجْلان الْأَنْصَارِيّ الخزرجي. بدري كبير القدر، أضر بأخرة، لَهُ أحاديث. رَوَى عَنْهُ أنس، ومحمود بن الربيع، والحصين بن محمد السالمي. وتوفي في وسط خلافة مُعَاوِيَة. عُثْمَان بن أَبِي العاص [3]- م- الثقفي، أبو عبد الله الطائفي.   [1] تاريخ خليفة 225. [2] انظر عن (عتبان بن مالك) في: طبقات ابن سعد 3/ 550، والاستيعاب 3/ 159، 160، والمستدرك 3/ 589، 590، ومسند أحمد 4/ 43 و 342 و 5/ 449، وطبقات خليفة 99، والمعرفة والتاريخ 1/ 355، والمعين في طبقات المحدثين 24 رقم 85، والتاريخ الصغير 74، والتاريخ الكبير 7/ 80، 81 رقم 368، والجرح والتعديل 7/ 36 رقم 192، والبرصان والعرجان 362، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 190، وترتيب الثقات للعجلي 326 رقم 1096، والثقات لابن حبان 3/ 318، ومشاهير علماء الأمصار 22 رقم 90، والمحبّر 83 و 298 و 304، وتهذيب الكمال 2/ 901، وتحفة الأشراف 7/ 228- 231، والكاشف 2/ 213 رقم 2713، وتهذيب التهذيب 7/ 198، وتقريب التهذيب 2/ 3 رقم 8، والإصابة 2/ 452 رقم 5396، والنكت الظراف 7/ 228- 230، وخلاصة تذهيب التهذيب 305. [3] انظر عن (عثمان بن أبي العاص) في: تاريخ خليفة 97 و 123 و 134 و 142 و 149 و 150 و 152 و 154 و 155 و 158 و 159 و 161 و 164، وطبقات خليفة 53 و 182 و 197، والبدء والتاريخ 5/ 103، 104، والمعرفة والتاريخ 3/ 200، 201، والتاريخ الكبير 5/ 212 رقم 2195، ومسند أحمد 4/ 21 و 216، وتاريخ الطبري 2/ 157 و 3/ 98، 99 و 318- 320 و 322 و 427 و 479 و 597 و 623 و 4/ 39 و 53 و 94 و 175 و 176 و 241 و 256 و 265 و 266، وأنساب الأشراف 1/ 366 و 529، والجرح والتعديل 6/ 163 رقم 895، والمغازي للواقدي 963 و 966 و 968 و 970، وترتيب الثقات 328 رقم 1106، والثقات لابن حبان 3/ 261، وأنساب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 أخو الحَكَم، ولهما صُحبة. قدِم عُثْمَان عَلَى النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ في وفد ثقيف، فأسلم، واستعمله عَلَى الطائف لِما رأى من فضله وحرصه عَلَى الخير والدين، وَكَانَ أصغر الْوَفد سنًا [1] . وأقره أَبُو بكر، ثُمَّ عمر عَلَى الطائف، ثُمَّ استعمله عمر عَلَى عُمان والبحرين، وَهُوَ الذي افتتح تَوَّجَ [2] ومصَّرها، وسكن الْبَصْرَةَ [3] . ذكره الحَسَن الْبَصْرِيُّ قَالَ: مَا رأيت أفضل مِنْهُ. رَوَى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وقد شهدت أمه ميلاد النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بن المسيب، ونافع بن جبير بن مطعم، ومطرّف ابنا عَبْد اللَّهِ بن الشخَّير، وموسى بن طلحة بن عُبيد اللَّه. تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين.   [ () ] الأشراف ق 4 ج 1/ 564، والطبقات لابن سعد 5/ 508 و 7/ 40، والمعارف 268 و 555، والمعجم الكبير للطبراني 9/ 30 و 53، والمستدرك 3/ 618، والاستيعاب 3/ 91، 92، والمحبّر 65 و 127 و 460، ومشاهير علماء الأمصار 224، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 321 رقم 393، والكامل في التاريخ 1/ 459 و 2/ 284 و 374 و 421 و 449 و 489 و 508 و 533 و 3/ 55 و 3/ 21 و 40 و 41 و 77 و 94 و 100 و 471 و 4/ 44 و 5/ 82، وأسد الغابة 3/ 579، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 97، والبرصان والعرجان 8 و 252 و 356، وفتوح البلدان 70 و 99 و 100 و 315 و 387 و 432، والكنى والأسماء 1/ 77، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 407، وتحفة الأشراف 7/ 237- 242 رقم 361، وتهذيب الكمال 2/ 911، 912، وسير أعلام النبلاء 2/ 374، 375 رقم 78، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 668- 670 و 672، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 87، ودول الإسلام 1/ 38، والكاشف 2/ 220 رقم 3763، وجمهرة أنساب العرب 266، والأخبار الطوال 133 و 139، والخراج وصناعة الكتابة 217 و 386- 390 و 413، والتذكرة الحمدونية 1/ 378، وتهذيب التهذيب 7/ 128، 129 رقم 270، وتقريب التهذيب 2/ 10 رقم 78، والنكت الظراف 7/ 240، 241، والإصابة 2/ 460 رقم 5441، وخلاصة تذهيب التهذيب 260، ومجمع الزوائد 9/ 370، وشذرات الذهب 1/ 36. [1] طبقات ابن سعد 5/ 508. [2] توّج: بفتح التاء وتشديد الواو، وهي توّز، بالزاي، مدينة بفارس قريبة من كازرون. (معجم البلدان 2/ 56) . [3] طبقات ابن سعد 5/ 509، الإصابة 2/ 460. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 رَوَى عَن عُثْمَان بن أَبِي العاص قَالَ: الناكح مغترِس، فلينظرْ أين يضع غرسه [1] ، فإن عِرْق السوء لَا بد أن يُنزع وَلَوْ بَعْدَ حين. (فائدة) سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّهُ بَعَثَ غِلْمَانًا لَهُ تُجَّارًا، فَجَاءُوا، قَالَ: مَا جِئْتُمْ بِهِ؟ قَالُوا: جِئْنَا بِتِجَارَةٍ [2] يَرْبَحُ الدِّرْهَمَ عَشْرَةً، قَالَ: مَا هِيَ؟ قالْوَا: خَمْرٌ. قَالَ: خَمْرٌ، وَقَدْ نُهِينَا عَنْ شَرَابِهَا وَبَيْعِهَا!! فَجَعَلَ يَفْتَحُ أَفْوَاهَ الزِّقَاقِ [3] وَيَصُبُّهَا. عديّ بن عَمِيرة الكِنْدي [4]- م د م ق- أَبُو زرارة. وفد عَلَى النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: ابنه عدي، وأخوه العرس بن عَمِيرة، وقيس بن أَبِي حازم، ورجاء بن حيّوة. وسكن الجزيرة، وَكَانَ من وجوه كِنْدة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. عُقْبة بن عامر [5]- ع- ابن عبس الجهنيّ، أبو حمّاد.   [1] انظر: البيان والتّبيين 3/ 267، وبهجة المجالس 2/ 34، ومحاضرات الأدباء 2/ 202، والتذكرة الحمدونية، وفيه «يضع نفسه» . [2] في الأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 407 «جئنا بتجارة ما جئنا بمثلها قطّ، الدرهم يربح عشرة» . [3] الزقاق: مفردها زقّ. وهو وعاء الخمر، أو الدّنان. [4] انظر عن (عديّ بن عميرة) في: طبقات ابن سعد 6/ 55 و 7/ 476، والجرح والتعديل 7/ 2 رقم 2، والاستيعاب 3/ 143، والتاريخ الكبير 7/ 43، 44 رقم 190، وترتيب الثقات للعجلي 330 رقم 1117، والثقات لابن حبان 3/ 317، وتاريخ الطبري 6/ 220 و 227 و 228 و 243، ومسند أحمد 4/ 191، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 196، وطبقات خليفة 71 و 133 و 318، والمحبّر 295، والكامل في التاريخ 4/ 399، والمعجم الكبير 17/ 106- 109، وتحفة الأشراف 7/ 285، 286 رقم 366، وتهذيب الكمال 2/ 924، 925، والكاشف 2/ 227 رقم 3818، والإصابة 2/ 470، 471 رقم 5487، وتهذيب التهذيب 7/ 169 رقم 334، وتقريب التهذيب 2/ 17 رقم 140، وخلاصة تذهيب التهذيب 264. [5] انظر عن (عقبة بن عامر) في: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 صحابي مشهور، لَهُ رواية وفضل. رَوَى عَنْهُ: جُبَير بن نُفَيْر، وأَبُو عُشَانة حيٌ بن يؤمن، وأبو قبيل [1] حييّ ابن هانئ المعَافِري، وبَعْجَة الجُهَني، وسَعِيد المقبُري، وعلي بن رباح، وأَبُو الخير مَرثَد اليزَني، وطائفة سواهم. وقد ولي إمرة مصر لمعاوية، وليها بَعْدَ عُتبة بن أَبِي سفيان، ثُمَّ عزله مُعَاوِيَة، وأغزاه البحر في سَنَة سبع وَأَرْبَعِينَ، وَكَانَ يَخْضِب بالسواد. لَهُ معرفة بالقرآن والفرائض، وَكَانَ فصيحًا شاعرًا. قَالَ أَبُو سَعِيد بن يونس: مُصْحَفه الآن موجود بخطّه، رأيته عند علي ابن الحسين بن قُدَيد، عَلَى غير التأليف الذي في مُصْحَف عُثْمَان، وَكَانَ في آخره: «وكتب عُقْبة بن عامر بيده» . وَلَمْ أزل أسمع شيوخنا يقولون: إنه   [ () ] المحبّر 294، ومسند أحمد 4/ 143 و 201، والتاريخ لابن معين 2/ 409، وطبقات ابن سعد 4/ 343، وطبقات خليفة 121 و 192، وتاريخ خليفة 197 و 225، والتاريخ الكبير 6/ 430 رقم 2885، والجرح والتعديل 6/ 313 رقم 1741، والمعارف 279، وكتاب الولاة والقضاة 36، والمعرفة والتاريخ 2/ 499- 511، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 62، وربيع الأبرار 4/ 196، وتاريخ الطبري 1/ 62 و 5/ 231، والخراج وصناعة الكتابة 339، وأنساب الأشراف 1/ 170، 171، وق 4 ج 1/ 51، والأخبار الطوال 196، والاستيعاب 3/ 106، والمعجم الكبير 17/ 267- 351، والمستدرك 3/ 467- 470، وجمهرة أنساب العرب 444، وتاريخ أبي زرعة 1/ 228 و 500 و 542 و 691، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 68، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 160، ومشاهير علماء الأمصار 55 رقم 378، وثمار القلوب 164، والزيارات 37، وأسد الغابة 4/ 53، والكامل في التاريخ 3/ 10 و 160 و 187 و 457 و 520، ووفيات الأعيان 1/ 55، وتهذيب الكمال 945، وتحفة الأشراف 7/ 302- 325 رقم 379، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 336 رقم 414، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 90، وسير أعلام النبلاء 2/ 467- 469 رقم 90، والعبر 1/ 62، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 71 و 261، والكاشف 2/ 237 رقم 3896، وتلخيص المستدرك 3/ 467، والإصابة 2/ 489 رقم 5601، وتهذيب التهذيب 7/ 242- 244 رقم 439، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 242، والنكت الظراف 7/ 306- 324، والنجوم الزاهرة 1/ 126- 130، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، وكنز العمال 13/ 495، وشذرات الذهب 1/ 64. [1] في الأصل «أبو فتيل» والتصويب من (تهذيب التهذيب 3/ 72) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 مُصْحَف عُقبة، لَا يشكون فِيهِ. وَكَانَ عقبة كاتبًا قارئًا، لَهُ هجرة وسابقة. وَقَالَ عَبْد اللَّهِ: سَمِعْتُ حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَعْرِضْ عَلَيَّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ سورة براءة، فبكي عمر، ثُمَّ قَالَ: مَا كنت أظن أنَّهَا نزلت. قلت: معناه مَا كأني كنت سمعت، لحسن مَا حبَّرها عُقبةُ بتلاوته، أَوْ يكون الضمير في (نزلت) عائدًا إِلَى آيات من السورة استغربها عمر، واللَّه أعلم. عِمْران بن حُصَين [1]- ع- ابن عبيد بن خلف، أبو نجيد الخزاعي.   [1] انظر عن (عمران بن حصين) في: مسند أحمد 4/ 426، والتاريخ لابن معين 2/ 436، وطبقات ابن سعد 4/ 287، وطبقات خليفة 6 و 10 و 187، وتاريخ خليفة 218، والتاريخ الكبير 6/ 408 رقم 2804 والجرح والتعديل 6/ 296 رقم 1641، والمغازي للواقدي 412 و 845، وأنساب الأشراف 1/ 491، وجمهرة أنساب العرب 237، وترتيب الثقات للعجلي 373 رقم 1299، والثقات لابن حبان 3/ 1/ 296، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 291، وتاريخ الطبري 1/ 38 و 209 و 4/ 71 و 208 و 352 و 461 و 463 و 466 و 502، وفتوح البلدان 423 و 431 و 443 و 464 و 472 و 480، والمعارف 309، والمعرفة والتاريخ 1/ 691 و 2/ 52 و 244 و 3/ 195، والعقد الفريد 4/ 281 و 319، والمحبّر 89، والزاهر للأنباري 1/ 504، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 20، والمستدرك 3/ 470- 473، ومشاهير علماء الأمصار 37 رقم 218 رقم 218، وتاريخ أبي زرعة 1/ 555، ووفيات الأعيان 2/ 300 و 4/ 184، والكامل في التاريخ 2/ 41 و 3/ 101 و 160 و 211 و 212 و 241 و 451 و 492، وأسد الغابة 4/ 137، 138 ومرآة الجنان 1/ 125، والاستيعاب 3/ 22، وتحفة الأشراف 8/ 172- 205 رقم 417، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 58، 59، والزيارات 81، والبداية والنهاية 8/ 60، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 35، 36 رقم 28، وتهذيب الكمال 2/ 1056، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 99، والكاشف 2/ 299، 300 رقم 4329، ودول الإسلام 1/ 38، وسير أعلام النبلاء 2/ 508- 512 رقم 105، وتلخيص المستدرك 3/ 470- 473، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 443 و 562، وعهد الخلفاء الراشدين 45 و 166 و 628 و 630، والنكت الظراف 8/ 172- 204، والعبر 1/ 57، والإصابة 3/ 26، 27 رقم 6010، وتهذيب التهذيب 8/ 126، 127 رقم 220، وتقريب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أسلم [1] هو وأبوه، وأبو هريرة معًا، ولعمْران أحاديث. ولي قضاء الْبَصْرَةِ، وَكَانَ عمر بن الخطاب بعثه إليهم ليفقههم، وَكَانَ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ يحلف مَا قدِم عليهم الْبَصْرَةَ بخير لهم من عِمْران بن حُصَين. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن، ومحمد بن سيرين، ومطرف بن عَبْد اللَّهِ بن الشّخّير، وزُرَاره بن أوفى، وزَهْدَم الجَرْمي، والشَّعْبِيُّ، وأَبُو رجاء العُطاردي، وعَبْد اللَّهِ بن بُريدة، وطائفة سواهم. قَالَ زُرارة بن أوفي: رأيت عِمْران بن حُصَين يلبس الخزّ [2] . وَقَالَ مُطَرِّفُ بْنُ الشِّخِّيرِ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ حُصَينٍ: أَنَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ، إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ حَتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَنْزِلْ فِيهِ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ، وَإِنَّهُ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ، فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ، أَمْسَكَ، فَلَمَّا تَرَكْتُهُ عَادَ إِلَيَّ [3] . مُتَّفقٌ عَلَيْهِ، وَلِعمران غزوات مع النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَكَانَ ببلاد قومه ويتردد إِلَى المدينة. أَبُو خُشَيْنة [4] حاجب بن عمر [5] ، عَن الحكم بن الأعرج، عَن عمران بن حُصَين قَالَ: مَا مسست ذَكَري بيميني منذ بايعت رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم [6] .   [ () ] التهذيب 2/ 82 رقم 720، ومجمع الزوائد 9/ 381، وخلاصة تذهيب التهذيب 295، وشذرات الذهب 1/ 62. [1] «أسلم» غير موجود في الأصل، والاستدراك من (البداية والنهاية 8/ 60) . [2] طبقات ابن سعد 4/ 291. [3] أخرجه مسلم في الحج (167/ 1226) باب جواز التمتّع، وأحمد في المسند 4/ 427، وابن سعد في الطبقات 4/ 290. [4] في الأصل «أبو خسعة» ، والتصويب من خلاصة التذهيب 66. [5] كذا في الأصل وفي (تهذيب التهذيب 2/ 133) وفي (خلاصة التذهيب 66) : «عمرو) . [6] رجاله ثقات، وهو في مسند أحمد 4/ 439، والطبقات الكبرى 4/ 287، والمستدرك 3/ 472، وكذلك في تلخيصه، ومجمع الزوائد 9/ 381. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 هشام، عَن ابن سيرين قَالَ: مَا قدِم الْبَصْرَةَ أحد يُفضلُ عَلَى عِمْران بن حُصَين [1] . هشام الدسْتَوائي، عَن قَتَادة: بلغني أن عِمْران بن حُصَين قَالَ: وددت أني رماد تذروني [2] . قلت: وَكَانَ ممن اعتزل الفتنة وذمّها. قَالَ أيوب، عَن حُمَيد بن هلال، عَن أبي قَتَادة قَالَ: قَالَ لي عِمْران بن حُصَين: الزَم مسجدك. قلت: فإن دُخل عَلِيّ؟ قَالَ: الزم بيتك، قلت: فإن دُخِلَ بيتي؟ فَقَالَ: لَوْ دَخَلَ عَلِيّ رَجُلٌ يريد نفسي ومالي، لرأيت أنْ قَدْ حل لي قتاله [3] . ثابت، عَن مُطَرَف، عَن عِمْران قَالَ: قَدِ اكتوينا، فما أفلحْنَ وَلَا أنجحْن [4] يعني المكاوي [5] . قَتادة، عَن مطرف قَالَ: أرسل إليّ عِمْران بن حُصَين في مرضه، فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ يسَلَّم عَلَيّ- يعني الملائكة- فإن عشتُ، فاكتم عَليّ، وإن متٌ، فحدث بِهِ إن شئت [6] . حُمَيد بن هلال، عَن مطرف، قلت لعِمْران: مَا يمنعني من عيادتك إِلَّا مَا أرى من حالك، قَالَ: فلا تفعل، فإن أحبّه إِلَيّ أحبّه إِلَى اللَّه [7] . قَالَ يزيد بن هارون: أنبأ إِبْرَاهِيم بن عطاء مولى عِمْران بن حصين،   [1] طبقات ابن سعد 4/ 287، مجمع الزوائد 9/ 381. [2] في العبارة اكتفاء، وهي في طبقات ابن سعد 4/ 287، وفيه «تذروني الرياح» . [3] طبقات ابن سعد 4/ 288 ورجاله ثقات. [4] في طبعة القدسي «أفلحنا» و «أنجحنا» ، والتصويب من طبقات ابن سعد وغيره. [5] إسناده صحيح، أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 288، 289، وأبو داود (3865) ، والترمذي (2049) وابن ماجة (3490) ، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 427 و 446. [6] المستدرك 3/ 472. [7] طبقات ابن سعد 4/ 290. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 عَن أبيه: أن عِمْران قضى عَلَى رَجُل بقضية، فَقَالَ: واللَّه لقد قضيت عَلَيّ بجور، وَمَا ألْوَتَ، قَالَ: وكيف ذلك؟ قَالَ: شهد عَلِيّ بزور، قَالَ: مَا قضيت عليك، فهو في مالي، وو الله لَا أجلس مجلسي هَذَا أبدًا [1] . وكان نقش خاتم عمران تمثال رجل، متقلدا لسيف. شُعْبَةُ: ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ فَضَالَةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مِطْرَفِ خَزٍّ، لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ قَبْلَ وَلَا بَعْدَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ» [2] . وَقَالَ محمد بن سيرين: سَقَى بطنُ عِمْران بن حُصَين ثلاثين سَنَة، كل ذلك يُعرض عَلَيْهِ الكي فيأبى، حَتَّى كَانَ قبل موته بسنتين، فاكتوى. رواه يزيد، عَن إِبْرَاهِيم، عَنْهُ [3] . وَقَالَ عمْران بْنُ حُدَير، عَن أَبِي مِجْلَز قَالَ: كَانَ عِمْران ينهى عَن الكيّ فابتُلي، فاكتوى، فكان يعجّ [4] . وَقَالَ حُمَيد بن هلال، عَن مطرف: قَالَ لي عِمْران: لَمَّا اكتويت انقطع عني التسليم، قلت: أمن قِبَل رأسك كَانَ يأتيك التسليم؟ قَالَ: نعم، قلت: سيعود، فلما كَانَ بَعْدَ ذلك قَالَ: أشعرت أن التسليم عاد إِلَى، ثُمَّ لَمْ يلبث إِلَّا يسيرًا حَتَّى مات [5] . ابن عُلَيّة، عَن سلمة بن علقمة، عَن الْحَسَن: أن عِمْران بن حُصَين   [1] طبقات ابن سعد 4/ 287. [2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 438، وابن سعد في الطبقات 4/ 291 و 311، والترمذي (2819) . [3] طبقات ابن سعد 4/ 288. [4] في طبقات ابن سعد 4/ 289: «ولقد اكتويت كيّة بنار، ما أبرأت من ألم، ولا شفت من سقم» . [5] طبقات ابن سعد 4/ 289. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 أوصى لأمهات أولاده بوصايا وَقَالَ: أيُّما امرأة منهن صرخت عَلَيّ، فلا وصية لها. تُوُفِّيَ عِمْرانُ سَنَة اثنتين وخمسين. عمرو بن الأسود العَنْسي [1]- خ م د ن ق- ويسمى عُمَيْرًا، سكن داريا، وَهُوَ مخضرم أدرك الجاهلية. وَرَوَى عَن: عمر، ومُعاذ، وابن مسعود، وجماعة. وعنه: خالد بن مَعْدان، وزياد بن فياض، ومجاهد بن جبر، وشُرَحْبيل بن مسلم الخَوْلاني، وابنه حُكَيْم بن عُمَير، وجماعة. وَكَانَ من عُباد التابعين وأتقيائهم، كنيته أَبُو عياض، وقيل: أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ. قَالَ بقية، عَن صفوان بن عمرو [2] ، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير قَالَ: حج عمرو بن الأسود، فلما انتهى إِلَى المدينة نظر إليه عَبْد اللَّهِ بن عمر قائمًا يصلي، فسأل عَنْهُ، فقيل: هَذَا رَجُلٌ من أَهْل الشَّام يُقَالُ لَهُ عمرو بن الأسود، فَقَالَ: مَا رأيت أحدًا أشبه صلاة وَلَا هَدْيًا وَلَا خشوعًا وَلَا لبسة برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، من هَذَا الرجل. هكذا رواه عيسى بن المنذر الحمصي، عن بقيّة.   [1] انظر عن (عمرو بن الأسود) في: طبقات ابن سعد 7/ 442، وتاريخ أبي زرعة، 1/ 392، ومشاهير علماء الأمصار 113 رقم 860، وطبقات خليفة 280، والمعرفة والتاريخ 2/ 158 و 314 و 348 و 646، وترتيب الثقات للعجلي 362 رقم 1248، والثقات لابن حبان 7/ 171، والتاريخ الصغير 59 و 64، والتاريخ الكبير 6/ 315 رقم 2504، والجرح والتعديل 6/ 220، 221 رقم 1222، وأسد الغابة 4/ 84، 85، والكاشف 2/ 280 رقم 4192، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 318، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 52، وتهذيب التهذيب 8/ 4- 6 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم 535، والإصابة 2/ 523 رقم 5762، وخلاصة تذهيب التهذيب 287. [2] في الأصل: «صفوان عن عمرو» ، والتصويب من (خلاصة التذهيب 174) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 ورواه عَنْهُ عَبْد الْوَهاب بن نجدة، عَن أرطأة بن المنذر الحمصي، عَن بقية. ورواه عَنْهُ عَبْد الْوَهاب بن نجدة، عَن أرطأة بن المنذر، حدثني رُزيق أَبُو عَبْد اللَّهِ الألهاني أن عمرو بن الأسود قدم المدينة، فرآه ابن عمر يصلي فقال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس صلاة برسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [1] فلينظر إِلَى هَذَا. ثُمَّ بَعَثَ ابن عمر بقرًى ونفقة وعلف إليه، فقبل القِرى والعلف، وردّ النفقة. وأما مَا رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ ضَمرة بن حبيب، وحكيم بن عُمْير قالا: قَالَ عمر بن الخطاب: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فلينظر إِلَى عمرو بن الأسود. فهَذَا منقطع. وَعَن شرَحْبيل قَالَ: كَانَ عمرو بن الأسود يدع كثيرًا من الشبع، مخافة الأشر. قرأت عَلَى أَحْمَد بن إِسْحَاق: أنبأ الفتح بن عَبْد السلام، أنبأ ابن الداية وأَبُو الفضل الأرموي، ومحمد بن أَحْمَد قالْوَا: أنبأ ابن المسلمة، أنبأ أَبُو الفضل الزُهْري، أنبأ جعفر الفريابي: ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ [2] بْنِ سعيد، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي: أنه كان إذا خرج إلى المسجد، قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك فقال: مخافة أن تنافق يدي، يعني لئلًا يخطر بِهَا في مشيته، فيكون ذلك نفاقًا. عمرو بن حزم [3]- ن ق- بن زيد بن لَوْذان بن حارثة [4] ، أَبُو الضّحّاك-   [1] اختصره في أسد الغابة 4/ 85. [2] بكسر الحاء المهملة، وفي الأصل غير منقوط، والتصويب من تهذيب التهذيب 1/ 431. [3] انظر عن (عمرو بن حزم) في: طبقات خليفة 89، وفتوح البلدان 83، 84، والأخبار الطوال 112 و 265، والاستيعاب 2/ 517، والتاريخ الكبير 6/ 305 رقم 2478، والتاريخ الصغير 45، وتاريخ اليعقوبي [4] اختلف في نسبته، كما في (أسد الغابة) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 وقيل أَبُو محمد- الْأَنْصَارِيّ النجاري. قَالَ ابن سعد: شهد الخندق [1] ، واستعمله النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى نجران، وَهُوَ ابن سبع عشرة سَنَة، وبعثه أيضًا بكتاب فِيهِ فرائض إِلَى اليمن [2] . رَوَى عَنْهُ: ابنه محمد، وحفيده أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، والنّضر بن عَبْد اللَّهِ السّلمي، وزياد الحضْرمي، وامرأته سَوْدة. تُوُفِّيَ سَنَة ثلاث، وقيل سَنَة أربع، وقيل سَنَة إحدى وخمسين. عمرو بن الحَمق [3] . يُقَالُ: قُتِلَ سَنَة إحدى وخمسين. عمرو بن عوف [4] ، بن زيد بن مُلَيْحة [5] المزَني، أَبُو عبد الله.   [ () ] 2/ 176، وأنساب الأشراف 1/ 242 و 529، وق 4 ج 1/ 591، وسيرة ابن هشام 1/ 92، و 2/ 83 و 149 و 160 و 3/ 13 و 29 و 137 و 4/ 237، وتاريخ الطبري 3/ 106 و 128 و 130 و 185 و 228 و 230 و 318 و 319 و 4/ 371 و 379 و 383 و 385 و 393، والجرح والتعديل 6/ 224، 225 رقم 1247، ومشاهير علماء الأمصار 22، 23 رقم 96، والمحبّر 431، والخراج وصناعة الكتابة 275، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 297، وتاريخ أبي زرعة 1/ 455، والمعرفة والتاريخ 1/ 331 و 379 و 2/ 216 و 3/ 179، والكامل في التاريخ 2/ 293 و 336 و 337 و 366 و 3/ 171 و 177 و 496 و 5/ 231، وتاريخ خليفة 94 و 97 و 218، والتاريخ لابن معين 2/ 441، 442، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 14، وتحفة الأشراف 8/ 147- 149 رقم 403، وتهذيب الكمال 2/ 1029، 1030، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 692، وعهد الخلفاء الراشدين، منه 104 و 45 و 479، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 97، والكاشف 2/ 282 رقم 4208، وأسد الغابة 4/ 98، 99، والنكت الظراف 8/ 148، والإصابة 2/ 532 رقم 8510، وتهذيب التهذيب 8/ 20، 21 رقم 31، وتقريب التهذيب 2/ 68 رقم 562، وخلاصة تذهيب التهذيب 288. [1] سيرة ابن هشام 3/ 29. [2] انظر الخبر مطوّلا في سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 237- 239. [3] سبقت ترجمته في الطبقة الماضية، وقد حشدت مصادر الترجمة هناك، فلتراجع. [4] انظر عن (عمرو بن عوف المزني) في: طبقات ابن سعد 4/ 363، ومسند أحمد 4/ 137، والتاريخ الكبير 6/ 307 رقم 2484، وتاريخ خليفة 226، والمعرفة والتاريخ 1/ 325، وتاريخ أبي زرعة 1/ 162 و 582، وتاريخ [5] ويقال: «ملحة» بكسر الميم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 قديم الصّحبة، وكان أحد البكّاءين في غزوة تبوك، شهد الخندق وسكن المدينة. رَوَى كثير بن عَبْد اللَّهِ بن عمرو، عَن أبيه، عَن جده، عدّة أحاديث، وكثير وَاهِي الحديث. تُوُفِّيَ عمرو في آخر زمن مُعَاوِيَة. عمرو بن مُرة [1]- ت- بن عبْس الجُهَني. لَهُ صُحْبة ورواية قليلة، وَكَانَ قوّالًا بالحقّ، وقد وفد عَلَى مُعَاوِيَة، وَكَانَ ينزل فلسطين، وَكَانَ بطلًا شجاعًا، أسلم وَهُوَ شيخ، وكان معاوية يسمّيه أسد جُهَينة. رَوَى عَنْهُ: عيسى بن طلحة، والقاسم بن مُخَيْمَرة، وحُجْر بن مالك، وغيرهم. وهو والد طلحة، صاحب درب طلحة بداخل باب توما بدمشق.   [ () ] الطبري 2/ 567 و 4/ 69، والجرح والتعديل 6/ 242 رقم 1341، والاستيعاب 2/ 516، وجمهرة أنساب العرب 202، وأسد الغابة 4/ 124، 125، وتهذيب الكمال 2/ 1045، وتحفة الأشراف 8/ 165- 168 رقم 410، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 33 رقم 21، والنكت الظراف 8/ 167، والإصابة 3/ 9 رقم 5924، وتهذيب التهذيب 8/ 85 رقم 127، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 645، وخلاصة تذهيب التهذيب 292. [1] انظر عن (عمرو بن مرّة) في: طبقات ابن سعد 4/ 347، والتاريخ الكبير 6/ 308 رقم 2487، والجرح والتعديل 6/ 257 رقم 1420، وتاريخ الطبري 4/ 24 و 5/ 315، وتاريخ أبي زرعة 1/ 465، 466 و 653 و 663 و 671 و 2/ 679، وأنساب الأشراف 1/ 15، 16، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 134 رقم 587، وطبقات خليفة 120 و 306، ومشاهير علماء الأمصار 52 رقم 350 (دون ترجمة) ، وربيع الأبرار 4/ 246، وجمهرة أنساب العرب 445، والمعرفة والتاريخ 1/ 333، ومسند أحمد 4/ 231، وسيرة ابن هشام 1/ 26، والتاريخ الصغير 100، و 128، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والاستيعاب 2/ 519، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 499، والكامل في التاريخ 3/ 521، وأسد الغابة 4/ 130، 131، وتحفة الأشراف 8/ 171، 172 رقم 415، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 417، والكاشف 2/ 295 رقم 4298، وتهذيب التهذيب 8/ 103، 104 رقم 164، وتقريب التهذيب 2/ 79 رقم 678، والإصابة 3/ 15 رقم 5961، وخلاصة تذهيب التهذيب 293، وتهذيب الكمال 2/ 1050. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 وبقي عمرو إِلَى أن غزا سَنَة تسع وخمسين، ولعلّه بقي بَعْدَها. عُمَير بن جودان [1] ، العَبْدي. بَصْرِيٌّ، أرسل عَن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وبعضهم يقول: لَهُ صُحْبة. رَوَى عَنْهُ: ابنه أشعث، ومحمد بن سيرين. عياض [2] بن حِمار [3]- م 4- المجاشعي التميمي [4] . لَهُ صُحْبَةٌ وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَلَمَّا وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَهْدَى لَهُ نَجِيبَةً فَقَالَ: إِنَّا نُهِينَا أَنْ نَقْبَلَ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَ قَبِلَهَا مِنْهُ [5] . رَوَى عَنْهُ: العلاء بن زياد العدوي، ومطرّف، ويزيد، ابنا عبد الله بن   [1] انظر عن (عمير بن جودان) في: مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 142 رقم 687، والجرح والتعديل 375 رقم 2075، والتاريخ الكبير 6/ 536 رقم 237، والاستيعاب 2/ 493 وفيه «عمير بن حردان» وأسد الغابة 4/ 141، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 422، والإصابة 3/ 29، 30 رقم 6025، وجامع التحصيل 304 رقم 593. [2] انظر عن (عياض بن حمار) في: طبقات ابن سعد 7/ 36. والتاريخ الكبير 7/ 19 رقم 86، وتاريخ أبي زرعة 2/ 685، وأنساب الأشراف 1/ 117، والمعجم الكبير 17/ 357- 366، والمحبّر 181، وطبقات خليفة 40 و 178، ومسند أحمد 4/ 161 و 266، وجمهرة أنساب العرب 231، ومشاهير علماء الأمصار 40 رقم 242، والاستيعاب 2/ 493، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 94، والمعارف 337، والإكمال 2/ 547، 548، وأسد الغابة 4/ 2162، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 103، والكاشف 2/ 312 رقم 4424، وتبصير المنتبه 1/ 260، والمشتبه 1/ 170، والإصابة 3/ 47 رقم 6128، وتهذيب التهذيب 8/ 200 رقم 366، وتقريب التهذيب 2/ 95 رقم 854، وخلاصة تذهيب التهذيب 301، وتحفة الأشراف 8/ 250- 252 رقم 430، وتهذيب الكمال 2/ 1076، وتهذيب الأسماء ق 1 ج 2/ 42 رقم 42، والجرح والتعديل 6/ 407 رقم 2274. [3] في طبعة القدسي «حماد» بالدال، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه، وقد تصحّف في عدّة مصادر أيضا، ولذلك قال ابن حجر- رحمه الله-: «وأبوه باسم الحيوان، وقد صحّفه بعض المتنطّعين لظنّه أنّ أحدا لا يسمّى بذلك» . (الإصابة 3/ 47) . [4] في (أسد الغابة 4/ 164) : «كذا نسبه خليفة بن خياط، وقال أبو عبيدة: هو عياض بن حماد بن عرفجة بن ناجية» . [5] طبقات ابن سعد 7/ 36. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 281 الشخير، والحَسَن الْبَصْرِيُّ. وله حديث طويل في «صحيح مسلم» [1] . عياض بن عمرو الأشعري [2] . نَزَلَ الكوفة، وله صحبة إن شاء الله.   [1] ولفظه بطوله في كتاب الجنة (2865) باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، من طريق: قتادة، عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير، عن عياض بن حمار المجاشعي: أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم مما علّمني، يومي هذا، كل مال نحلته عبدا، حلال. وإني خلقت عبادي حنفاء كلّهم. وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم. وحرّمت عليهم ما أحللت لهم. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا. وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب. وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك. وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء. تقرءوه نائما ويقظان. وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا. فقلت: ربّ إذا يثلغوا رأسي، فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نغزك. وأنفق فسننفق عليك. وابعث جيشا. نبعث خمسة مثله. وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق. ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم. وعفيف متعفّف ذو عيال قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الّذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا، والخائن الّذي لا يخفى له طمع، وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» . وذكر البخل أو الكذب. «والشنظير الفحّاش» ، ولم يذكر أبو غسّان في حديثه: وأنفق فسننفق عليك» . (فاجتالتهم) : أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل، وقال شمر: اجتال الرجل الشيء ذهب به. واجتال أموالهم ساقها وذهب بها. (إذا يثلغوا رأسي) أي يشدخوه ويشجّوه كما يشدخ الخبز، أي يكسر. (نغزك) أي نعينك. (لا زبر له) أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي. وقيل: هو الّذي لا مال له. [2] انظر عن (عياض بن عمرو) في: طبقات ابن سعد 6/ 152، والتاريخ الكبير 7/ 19، 20 رقم 87، وتاريخ اليعقوبي 2 ج 278، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 122 رقم 486، وتاريخ الطبري 4/ 39، والمراسيل لابن أبي حاتم 151 رقم 278، والجرح والتعديل 407 رقم 2276، والمعجم الكبير للطبراني 17/ 371، وأسد الغابة 4/ 164، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 42، 43 رقم 43، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 431، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 217، والكاشف/ 313 رقم 4428، وتحفة الأشراف 8/ 252 رقم 431، وتهذيب الكمال 2/ 1076، وتهذيب التهذيب 8/ 202 رقم 373، وتقريب التهذيب 2/ 96 رقم 861، والإصابة 3/ 49 رقم 6139، والاستيعاب 3/ 129، وجامع التحصيل 306 رقم 605. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 رَوَى الشَّعْبِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ شهد عيدًا بالأنبار فقال: ما لي أراهم لَا يقلّسون [1] كما كَانَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يقلّس لَهُ [2] . وَقَالَ شُعبة، عَن سِماك، عَن عياض قَالَ: لَمَّا نزلت فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ 5: 54 [3] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «هم قوم أبي موسى» [4] .   [1] التقليس: ضرب الدف. [2] ذكره البخاري في تاريخه 6/ 20 بلفظ «يقلصونه» (بالصاد) ، وأخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها، من طريق: شريك، عن مغيرة، عن عامر، قال: شهد عياض الأشعريّ عيدا بالأنبار، فقال: ما لي لا أراكم تقلّسون كما كان يقلّس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» (باب 163) رقم (1302) . [3] سورة المائدة- الآية 54. [4] أخرجه ابن عساكر في تبيين كذب المفتري- ص 49. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 283 [حرف الفاء] فاطمة بِنْت قيس الفهرية [1]- ع-. أخت الضحاك بن قيس التي كانت تحت أَبِي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، فطلقها، فخطبها مُعَاوِيَة وأَبُو جهم، فنصحها النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأشار عليها بأسامة، فتزوجت بِهِ. وَهِيَ التي تَروِيَ حديث السّكْنَى والنفقة في الطلاق والعدّة [2] . وهي رواية حديث الجسّاسة [3] .   [1] انظر عن (فاطمة بنت قيس) في: مسند أحمد 6/ 373 و 411، والتاريخ لابن معين 2/ 739، وطبقات ابن سعد 8/ 273، وطبقات خليفة 335، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 89، وجمهرة أنساب العرب 178، والمعرفة والتاريخ 2/ 698 و 3/ 236، وتاريخ الطبري 4/ 234 و 239، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1356، والبدء والتاريخ 2/ 169، والمعجم الكبير للطبراني 24/ 365- 405، والمستدرك 4/ 55، وأسد الغابة 5/ 526، 527، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 353 رقم 756، وتحفة الأشراف 12/ 461- 471 رقم 906، وسير أعلام النبلاء 2/ 319 رقم 60، والمعين في طبقات المحدّثين 30 رقم 173، والكاشف 3/ 432 رقم 112، وتهذيب التهذيب 12/ 443، 444 رقم 2866، وتقريب التهذيب 2/ 609 رقم 8، والإصابة 4/ 384 رقم 851، والنكت الظراف 12/ 465- 467، وخلاصة تذهيب التهذيب 494. [2] أخرجه مسلم في الطلاق (1480) باب: المطلّقة ثلاثا لا نفقة لها. وأبو داود في الطلاق (2284) باب في نفقة المبتوتة، والترمذي في النكاح (1125) باب: ما جاء أن لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، وأخرجه مالك في الموطّأ 2/ 98، 99، والطبراني في المعجم الكبير 24/ 365 رقم 906 و 907. [3] هو جزء من الحديث السابق. أخرجه البخاري (9/ 421، 422) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 رَوَى عنها: الشَّعْبِيُّ، وأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ بن الحارث، وغيرهم. تُوفْيت فيما أرى بَعْدَ الخمسين. فَضَالَةُ بن عُبيد [1] ، - م 4- أَبُو محمد الْأَنْصَارِيّ. قاضي دمشق. كَانَ أحد من بايع بَيْعة الرضوان، ولي الغزو لمعاوية، ثُمَّ ولي لَهُ قضاء دمشق، وناب عَنْهُ بِهَا. لَهُ عدّة أحاديث. رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّهِ بن مُحَيْريز، وحَنش الصنعاني، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن جُبير بن نُفَير، وعلاء بن رباح، والقاسم أَبُو عَبْد الرحمن، وغيرهم.   [1] انظر عن (فضالة بن عبيد) في: طبقات ابن سعد 7/ 401، والمحبّر 294، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 64، والمغازي للواقدي 682، وطبقات خليفة 85، وتاريخ خليفة 209 و 218 و 227، وتاريخ أبي زرعة 1/ 199 و 223 و 224 و 543 و 629 و 689، والتاريخ الصغير 63، والتاريخ الكبير 7/ 124 رقم 556، والجرح والتعديل 7/ 77 رقم 433، والمعرفة والتاريخ 1/ 341، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 200، والمعجم الكبير للطبراني 18/ 298- 319، وتاريخ الطبري 4/ 430 و 5/ 232 و 234 و 253 و 330، وفتوح البلدان 182، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، ومشاهير علماء الأمصار 52 رقم 339، والمستدرك 3/ 473، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 132، 133 و 160، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1621، والاستيعاب 3/ 197، وحلية الأولياء 2/ 17 رقم 110، والزيارات 13، وتهذيب التهذيب ق 1 ج 2/ 50 رقم 53، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 87، وأسد الغابة 4/ 182، والكامل في التاريخ 3/ 191 و 458 و 461 و 472 و 496 و 4/ 11، وتحفة الأشراف 8/ 258- 263 رقم 439، وتهذيب الكمال 2/ 1095، والكاشف 2/ 327 رقم 4527، والعبر 1/ 58، وسير أعلام النبلاء 3/ 113- 117 رقم 23، والمعين في طبقات المحدثين 25 رقم 104، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 457، والوفيات لابن قنفذ 67، ودول الإسلام 1/ 39، والبداية والنهاية 8/ 78، ومرآة الجنان 1/ 136، والتذكرة الحمدونية 162، والإصابة 3/ 206، 207 رقم 6992، والنكت الظراف 8/ 259- 262، وتهذيب التهذيب 8/ 267، 268 رقم 498، وتقريب التهذيب 2/ 109 رقم 28، وخلاصة تذهيب التهذيب 262، وتاج العروس 8/ 62. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 285 قَالَ سَعِيد بن عَبْد العزيز: كَانَ أصغر من شهد بيعة الرضوان. وَقَالَ علاء بن رباح: أمسكت عَلَى فَضَالَةَ بن عُبيد القرآن، حَتَّى فرغ مِنْهُ. تُوُفِّيَ سَنَة ثلاث وخمسين. قاله المدائني. وَقَالَ خَلِيفَة [1] : تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين. ورد أَنَّهُ قرأ: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً 28: 10- بالزاي [2] . فيروز أَبُو الضَّحَّاك الدَّيَّلمي [3] ، - 4-. قاتل الأسود العنسي، لَهُ صُحبة ورواية، وَهُوَ من أبناء الفرس الذين نزلَوْا اليمن، وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ برأس الأسود- فيما بلغنا فوجده تُوُفِّيَ. رَوَى عَنْهُ: ابناه عَبْد اللَّهِ، والضحاك. وتوفي سنة ثلاث وخمسين.   [1] تاريخ خليفة 227. [2] بدلا من «فارغا» سورة القصص/ 10. [3] انظر عن (فيروز الديلميّ) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 130 و 234، وفتوح البلدان 126، 127، وتاريخ الطبري 3/ 158 و 187 و 229، و 230 و 232- 238 و 318 و 323- 325 و 328 و 341، وطبقات ابن سعد 5/ 533، ومسند أحمد 4/ 232، وجمهرة أنساب العرب 512، والمعرفة والتاريخ 3/ 262، والتاريخ الكبير 7/ 136، 137 رقم 616، وتاريخ أبي زرعة 336 و 338، وتاريخ خليفة 117، وطبقات خليفة 7 و 286، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 332، والجرح والتعديل 7/ 92 رقم 521، والمعارف 335، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1521، والاستيعاب 3/ 204- 208، وصبح الأعشى 5/ 26 و 46، والمعجم الكبير 18/ 328- 332، وأسد الغابة 4/ 186، والكامل في التاريخ 3/ 496، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 15، وتحفة الأشراف 8/ 271- 273، وتهذيب الكمال 2/ 1106، ومرآة الجنان 1/ 136، والوفيات لابن قنفذ 42 رقم 11، والمنتخب من ذيل المذيل 547، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 52، 53 رقم 57، والكاشف 2/ 333 رقم 4567، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 106، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 16- 19 و 30، 31، والإصابة 3/ 210، 211 رقم 7010، وتهذيب التهذيب 8/ 305 رقم 552، وتقريب التهذيب 2/ 114 رقم 81، والنكت الظراف 8/ 371، 272، وخلاصة تذهيب التهذيب 211. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 [حرف القاف] قُثَم بن العباس [1] عمّ رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأمه لبابة بِنْت الحارث الهلالية، وكانت أول امرأة أسلمت فيما قاله الكلبي بَعْدَ خديجة، وقد أردفه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم خلفه [2] .   [1] انظر عن (قثم بن العباس) في: طبقات ابن سعد 4/ 6 و 7/ 367، ونسب قريش 27، والمحبّر 17 و 46 و 107، ومشاهير علماء الأمصار (9، 10 رقم 19) (61 رقم 417) ، وأنساب الأشراف 1/ 447 و 539 و 569 و 577 و 578، و 3/ 22 و 23 و 35 و 61 و 65 و 66، والمغازي للواقدي 704، وطبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 198 و 201، والتاريخ لابن معين 2/ 485، والجرح والتعديل 7/ 145 رقم 805، وتاريخ الطبري 2/ 466 و 3/ 211 و 213، 214 و 4/ 445 و 455 و 492 و 5/ 92 و 132 و 155، وفتوح البلدان 509، وتاريخ اليعقوبي 2/ 117 و 179 و 212 و 213 و 237، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1481 و 1631 و 2374 و 3494 و 3632، والمعارف 121، 122 و 166، والزيارات 99، والتاريخ الصغير 48 و 73، والتاريخ الكبير 7/ 194 رقم 863، وسيرة ابن هشام 4/ 313 و 315، ومقاتل الطالبيين 20، والمعجم الكبير 390 رقم 1381، والثقات لابن حبان 3/ 337، والخراج وصناعة الكتابة 406، وأسد الغابة 4/ 197، 198، والكامل في التاريخ 2/ 332 و 3/ 204 و 222 و 350 و 374 و 377 و 378 و 398 و 513، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 59 رقم 68، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 438، وعهد الخلفاء الراشدين 218، وسير أعلام النبلاء 3/ 440- 442 رقم 82، ومرآة الجنان 1/ 128، 129، والعبر 1/ 61، والاستيعاب 3/ 275- 280، والبداية والنهاية 8/ 78، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 327، والعقد الثمين 7/ 67، والتذكرة الحمدونية 345، ودول الإسلام 1/ 41، وتهذيب التهذيب 8/ 361، 362 رقم 641، وتقريب التهذيب 2/ 123 رقم 86، والإصابة 3/ 226، 227 رقم 7081، وخلاصة تذهيب التهذيب 271، وشذرات الذهب 1/ 61. [2] أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 194، وأحمد في المسند 1/ 205 من طريق روح بن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 وَكَانَ آخر من خرج من لحْد النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. قاله ابن عباس. وَلَمَّا ولي عَلِيّ الخلافة استعمل قُثَمًا عَلَى مكة، فلم يزل عليها حَتَّى استشهد عليّ. قاله خَلِيفَة [1] . وَقَالَ الزبير بن بكار: استعمله عَلِيّ عَلَى المدينة، ثُمَّ إن قُثَمًا سَارَ أيام مُعَاوِيَة مع سَعِيد بن عُثْمَان إِلَى سمرقند، فاستشهد بِهَا [2] . قَالَ ابن سعد [3] : غزا قُثَم خُراسان، وعليها سَعِيد بن عُثْمَان بن عفان، فَقَالَ لَهُ: أضرِبُ لك بألف سهم؟ فَقَالَ: لَا بل خمّس، ثُمَّ اعطِ النَّاس حقوقهم، ثُمَّ اعطني بَعْدَ مَا شئتَ. وَكَانَ قُثَم ورعًا فاضلًا. كان يشبّه بالنبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وله صُحْبة ورواية، وَلَمْ يُعقب. قُطْبة بن مالك [4]- م ت ن ق- الثعلبي الذبياني. صحابي معروف، نَزَلَ الْكُوفَة، وله رواية. وعنه: ابن أخيه زياد بن علاقة.   [ () ] عبادة، أخبرنا ابن جريج، أخبرني جعفر بن خالد بن سارة المخزومي، أن أباه أخبره أن عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتني وقثما، وعبد الله بن عباس نلعب، إذ مرّ بنا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على دابّته، فقال: «ارفعوا هذا إليّ» فحملني أمامه. وقال لقثم: «ارفعوا هذا إليّ» ، فحمله وراءه. [1] تاريخ خليفة 201. [2] فتوح البلدان 509. [3] الطبقات الكبرى 7/ 367. [4] انظر عن (قطبة بن مالك) في: طبقات ابن سعد 6/ 36، والتاريخ الكبير 7/ 190، 191 رقم 848، وطبقات خليفة 48 و 130، والجرح والتعديل 141 رقم 787، ومسند أحمد 4/ 322، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 230، والمعرفة والتاريخ 2/ 619 و 767، ومشاهير علماء الأمصار 47 رقم 302، والمعجم الكبير 19/ 17- 19، وأسد الغابة 4/ 206، 207، والاستيعاب 3/ 257، وتحفة الأشراف 9/ 283، 284 رقم 451، وتهذيب الكمال 2/ 1130، والكاشف 2/ 345 رقم 4653، والإصابة 3/ 238 رقم 7122، وتهذيب التهذيب 8/ 379، 380 رقم 673، وتقريب التهذيب 2/ 126 رقم 117. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 قيس بن سعد [1] ، - ع- بن عُبادة بن دُلَيم الْأَنْصَارِيّ الخزرجي المدني. كَانَ من النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير، لَهُ عدّة أحاديث. رَوَى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى، وعُرْوة بن الزبير، والشعبي، وميمون بن أَبِي شبيب، وعريب بن حميد الهمدانيّ، وجماعة.   [1] انظر عن (قيس بن سعد) في: طبقات ابن سعد 6/ 52، والمحبّر 155 و 184 و 233 و 292 و 305، ومشاهير علماء الأمصار 61 رقم 418، والزيارات 52 و 94، وتاريخ خليفة 197 و 201 و 227، وطبقات خليفة 97 و 140 و 292، والجرح والتعديل 7/ 99 رقم 560، والعقد الفريد 1/ 216 و 256 و 4/ 34 و 338، وتاريخ الطبري 4/ 445- 555، والمعارف 259 و 547 و 593، والبرصان والعرجان 326، والتاريخ الصغير 129، والتاريخ الكبير 7/ 141 رقم 636، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 186 و 202 و 214- 216، ومقاتل الطالبيين 61 و 62 و 65- 67 و 71، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 142، والمغازي للواقدي 437 و 547 و 775 و 776 و 822 و 825 و 1095، وصفة الصفوة 1/ 715- 718 رقم 106، والتاريخ لابن معين 2/ 491 رقم 2614، ومسند أحمد 3/ 421 و 6/ 6، وثمار القلوب 88، وعيون الأخبار 2/ 212 و 213 و 3/ 129، والأخبار الطوال 141 و 150 و 207 و 210 و 217 و 218، وفتوح البلدان 269، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 33 و 43 و 56 و 57 و 69، والمعرفة والتاريخ 1/ 299 و 2/ 756 و 811 و 3/ 82، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2631 و 1678 و 1790 و 1800 و 1801 و 3484 و 3485، والفخري في الآداب السلطانية 165، 166، والبدء والتاريخ 5/ 113، ومعجم الشعراء للمرزباني 324، والأغاني 14/ 66- 86، والاستيعاب 3/ 232- 234، والخراج وصناعة الكتابة 345، وجمهرة أنساب العرب 137 و 365، وربيع الأبرار 4/ 91 و 243 و 346، والولاة والقضاة 20، وتاريخ بغداد 1/ 177، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 417، وجامع الأصول 9/ 101، وأسد الغابة 4/ 215، 216، والكامل في التاريخ 2/ 233 و 3/ 201 و 204 و 266 و 272 و 287 و 297 و 343 و 345 و 525 و 5/ 589، وتحفة الأشراف 8/ 285- 289 رقم 453، وتهذيب الكمال 2/ 1135، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 61، 62 رقم 75، والبداية والنهاية 8/ 99، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 518، وعهد الخلفاء الراشدين 93 و 148 و 545، والكاشف 2/ 348 رقم 4672، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 108، وسير أعلام النبلاء 3/ 102- 112 رقم 21، والتذكرة الحمدونية 2/ 102 و 229 و 267، والنكت الظراف 8/ 285 و 288، والإصابة 3/ 349 رقم 7177، وتهذيب التهذيب 8/ 395- 397 رقم 700، وتقريب التهذيب 2/ 128 رقم 142، والنجوم الزاهرة 1/ 95، وخلاصة تذهيب التهذيب 270. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 وَكَانَ ضخمًا جسيمًا طويلًا جدًا، سيدًا مُطاعًا، كثير المال، جوادًا كريمًا، يُعدّ من دُهاة العرب. قَالَ عمرو بن دينار: كَانَ ضخمًا جسيمًا، صغير الرأس، وَكَانَ ليست لَهُ لحية، وإذا ركب الحمار خطت رجلاهُ الأرض. رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَوْلا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يقول: «المكر والخديعة في النار» [1] لكنت من أمكر هَذِهِ الأمة. وَقَالَ مِسْعَر، عَن معَبْد بن خالد: كَانَ قيس بن سعد لَا يزال هكذا رافعًا إصبعه المسبحة، يدعو [2] . وَقَالَ الزُهري: أخبرني ثعلبة بن أَبِي مالك: أن قيس بن سعد كَانَ صاحب لَوْاء رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وَقَالَ جُوَيْرية بن أسماء: كَانَ قيس يستدين ويطعمهم، فَقَالَ أَبُو بكر وعمر: إن تركْنا هَذَا الفتي أَهْلك مال أبيه، فمشيا في النَّاس، فصلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يومًا، فقام سعد بن عبادة خلفه فَقَالَ: من يعذرني من ابن أَبِي قحافة وابن الخطاب يبخلان عَلَيَّ ابني [3] . وَقَالَ موسى بن عُقْبة: وَقَفَتْ عَلَى قيسٍ عجوزٌ فقالت: أشكو إليك قلة الجرذان، فَقَالَ: مَا أحسن هَذِهِ الكناية، املئوا بيتها خبزًا وسمنًا وتمرًا [4] .   [1] أخرجه ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 584) من طريق: الجرّاح بن مليح البهراني الحمصي، عن أبي رافع، عن قيس بن سعد. كما أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير 1/ 261) من طريق: عاصم، عن زرّ بن حبيش، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: «من غشّنا فليس منا، والمكر [والخديعة] في النار» . قال الطبراني: لم يروه عن عاصم إلّا الهيثم بن الجهم، ولا عنه إلا ابنه عثمان. وأخرجه الحاكم في المستدرك، من حديث أنس، وإسحاق بن راهويه في المسند، من حديث أبي هريرة، انظر (فتح الباري 4/ 298) وفيه قال الحافظ ابن حجر: لا بأس به. [2] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 14/ 230 ب. [3] تاريخ دمشق 14/ 228 ب. [4] تاريخ دمشق 14/ 229 أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 وَقَالَ ابن سيرين: أمَّر عَلِيّ قيسَ بن سعد عَلَى مصر- زاد غيره في سَنَة ستٌ وثلاثين- وعزله سَنَة سبع، لأن أصحاب عَلِيّ شنعوا عَلَى أَنَّهُ قَدْ كاتب مُعَاوِيَة، فلما عُزل بمحمد بن أَبِي بكر، عرف قيس أن عليًا قَدْ خُدع، ثُمَّ كَانَ عَلِيٌّ بَعْد يطيع قيسًا في الأمر كله [1] . قَالَ عُرُوة: كَانَ قيس بن سعد مع عَلِيّ في مقدمته، ومعه خمسة آلاف قَدْ حلقوا رءوسهم بَعْدَ موت عَلِيّ، فلما دَخَلَ الجيش في بيعة مُعَاوِيَة، أبى قيس أن يَدْخُلَ، وَقَالَ لأصحابه: مَا شئتم، إن شئتم جالدتُ بكم أبدًا حَتَّى يموت الأعجل، وإن شئتم أخذت لكم أمانًا، قالْوَا: خذ لنا، ففعل، فلما ارتحل نَحْوَ المدينة جعل ينحر كل يَوْم جَزُورًا [2] . وَقَالَ أَبُو تُمَيْلة [3] يحيي بن واضح: أخبرني أَبُو عُثْمَان من ولد الحارث ابن الصِّمةٌ قَالَ: بَعَثَ قيصر إِلَى مُعَاوِيَة: ابعثْ إليَّ سراويلَ أطول رَجُلٌ من العرب، فَقَالَ لقيس بن سعد: مَا أظننا إِلَّا قَدِ احتجنا إِلَى سراويلك، فقام فتنحّى، وجاء بِهَا فألقاها، فَقَالَ: ألا ذهبتَ إِلَى منزلك ثُمَّ بعثتَ بِهَا! فَقَالَ: أردّتُ بِهَا كي يعلم النَّاسُ أنَّهَا ... سراويلُ قَيس والْوَفودُ شُهودُ وأن لا يقولوا غابَ قيسُ وَهَذِهِ ... سراويلُ عاديَّ نَمَتْهُ ثَمودُ وإني من الحيٌ اليمانيٌ لسَيّدٌ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا سيدٌ ومَسودُ فكِدْهم بمثْلي إن مثلي عليهمُ ... شديدٌ وخلقي في الرجال مديدُ فأمر مُعَاوِيَة أطول رَجُلٌ في الجيش فوضعها عَلَى أنفه، قَالَ: فوقفتْ بالأرض [4] . قَالَ الْوَاقدي وغيره: إنه توفي في آخر خلافة معاوية.   [1] انظر كتاب الولاة والقضاة للكندي 21. [2] مسند الحميدي (1244) ، والبخاري 8/ 64، وتاريخ دمشق 14/ 227 ب. [3] بمثناة مصغرا. وفي الأصل «ثميلة» ، والتصويب من خلاصة التذهيب 429. [4] في أسد الغابة: قال أبو عمر: خبره في السراويل عند معاوية باطل لا أصل له (4/ 216) . وهو في تاريخ دمشق 14/ 332. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 قيس بن السكن [1] ، الأسدي الكوفي. رَوَى عَن: عَلِيّ، وابن مسعود، وأبي ذَر، وَكَانَ ثِقَةٌ. تُوُفِّيَ زمن مُصْعَب بن الزبير. قاله محمد بن سعد [2] ، لَهُ أحاديث. قيس بْن عمرو [3] ، - د ت ق- وَيُقَالُ قيس بن قهد، وَيُقَالُ قيس بن عمرو بن قهد، وقيل قيس بن سهل، وقيل قيس بن عمرو بن سهل الْأَنْصَارِيّ النجاري. لَهُ صُحبة ورواية. وَهُوَ جدٌ يحيى بن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ الفقيه. رَوَى عَنْهُ: ابنه سَعِيد، ومحمد بن إِبْرَاهِيم التميمي، وعطاء بن أَبِي رباح، وله أحاديث. قَالَ الترمذي: لَمْ يسمع مِنْهُ محمد بن إبراهيم.   [1] انظر عن (قيس بن السكن) في: المغازي للواقدي 164، ومشاهير علماء الأمصار 103 رقم 767، وطبقات خليفة 92 و 140، والجرح والتعديل 7/ 98 رقم 556، والتاريخ الكبير 7/ 145، 146 رقم 649، والطبقات الكبرى 6/ 176، وأسد الغابة 4/ 216، والكاشف 2/ 348 رقم 4674، وتهذيب التهذيب 8/ 397 رقم 703، وتقريب التهذيب 2/ 129 رقم 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 317. [2] في طبقاته 6/ 176. [3] انظر عن (قيس بن عمرو) في: مسند أحمد 5/ 447، وسيرة ابن هشام 2/ 167 و 171، والجرح والتعديل 7/ 101 رقم 575، والتاريخ الكبير 7/ 142 رقم 639، وجمهرة أنساب العرب 349 (قيس بن قهد) ، والمحبّر 431، 432، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 142 رقم 682، والطبقات الكبرى 3/ 495، والاستيعاب 3/ 234، 235، وأسد الغابة 4/ 222، وتحفة الأشراف 8/ 291، 292 رقم 455، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 23، والكاشف 2/ 349 رقم 4681، والنكت الظراف 8/ 291، وتهذيب التهذيب 8/ 401 رقم 713، وتقريب التهذيب 2/ 129 رقم 154، والإصابة 3/ 255، 256 رقم 7211. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 [حرف الكاف] كِدام بن حيان العَنَزي [1] . أحد من قُتِلَ بعذراء مع حُجْر بن عديٌ الكِنْدي. كعب بن عُجْرة [2] ، - ع- الْأَنْصَارِيّ المدني.   [1] انظر عن (كدام بن حيان) في: تاريخ الطبري 5/ 271 و 277، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 253 و 262، وعيون الأخبار 1/ 318، وتاريخ اليعقوبي 2/ 231، والكامل في التاريخ 3/ 483 و 486. [2] انظر عن (كعب بن عجرة) في: طبقات خليفة 136، وتاريخ خليفة 213 و 218، ومسند أحمد 4/ 241، ومشاهير علماء الأمصار 20 رقم 8، والمغازي للواقدي 587 و 724 و 1029، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1621، والبدء والتاريخ 5/ 129 و 216، والتاريخ الكبير 7/ 220 رقم 954، والمعرفة والتاريخ 1/ 319 و 382 و 3/ 80، وجمهرة أنساب العرب 442، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 69، والجرح والتعديل 7/ 160 رقم 897، والمستدرك 3/ 479، 480، والاستيعاب 3/ 291، وتاريخ الطبري 4/ 430، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 137، وسيرة ابن هشام 4/ 248، والمعجم الكبير چ 1/ 104- 163، وأسد الغابة 4/ 243، 244، والكامل في التاريخ 3/ 191 و 492، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 68 رقم 89، وتحفة الأشراف 8/ 295- 306 رقم 460، وتهذيب الكمال 2/ 1146، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 429، والعبر 1/ 57، والكاشف 3/ 7 رقم 4728، وسير أعلام النبلاء 3/ 52- 54 رقم 14، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 110، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 448، وعهد الخلفاء الراشدين 478، ومرآة الجنان 1/ 125، والبداية والنهاية 8/ 60، وتهذيب التهذيب 8/ 435، 436 رقم 788، وتقريب التهذيب 2/ 135 رقم 48، والإصابة 3/ 297، 298 رقم 7419، وخلاصة تذهيب التهذيب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 شهد بيعة الرضوان، وله أحاديث. رَوَى عَنْهُ بنوه: سعد، ومحمد، وعَبْد الملك، والربيع، وأَبُو وائل، وطارق بن شهاب، وعَبْد اللَّهِ بن معقل، ومحمد بن سيرين، وأَبُو عبيدة بن عَبْد اللَّهِ بن مسعود، وجماعة. كنيته أَبُو محمد، وقيل أَبُو عَبْد اللَّهِ، وأَبُو إِسْحَاق، وَكَانَ قَدِ استأخر إسلامه. وَقَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، إِنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا، قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرًا؟ قَالَ: «مَا دَخَلَ جَوْفِي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ ذَاتِ كَبِدٍ منذ ثلاث» . قال: فذهبت، فَإِذَا يَهُودِيٌّ يَسْقِي، فَسَقَيْتُ لَهُ عَلَى كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُهُ بِهِ وَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «يَا كَعْبُ أَتُحِبُّنِي» ؟ قُلْتُ: - بِأَبِي أَنْتَ- نَعَمْ، قَالَ: «إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إِلَى مَجَارِيهِ، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلَاءٌ، فَأَعِدْ لَهُ تَجْفَافًا» [1] . قَالَ: فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ كَعْبٌ» ، قَالُوا: مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَأَلِّيَةُ عَلَى اللَّهِ» ؟ قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَا «يُدْريِكِ يَا أُمَّ كَعْبٍ، لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ ما لا ينفعه، أو منع ما لا يُغْنِيهِ» [2] . وَقَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ ثابت بن عُبَيد قَالَ: بعثني أَبِي إِلَى كعب بن عُجْرة، فأتيت رجلًا أقطع، فأتيت أَبِي فقلت: بعثتني إِلَى رَجُل أقطع؟ فَقَالَ: إن يده قَدْ دَخَلَتِ الجنة، وسيتبعها مَا بقي من جسده، إن شاء اللَّه [3] . قَالَ أَبُو عُبيد وجماعة: تُوُفِّيَ كعب بن عُجْرة سَنَة اثنتين وخمسين.   [ () ] 273، وشذرات الذهب 1/ 58، والنكت الظراف 8/ 296- 305. [1] التجفاف: ما يجلّل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح. [2] تاريخ دمشق 14/ 379 أ، والترغيب والترهيب للمنذري 4/ 191، 192. [3] تاريخ دمشق 14/ 279 ب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 كُرْز [1] بن عَلْقَمة الخزاعي [2] . لَهُ صُحْبة ورواية في «مُسنَد أَحْمَد» . رَوَى عَنْهُ: عُرْوة بن الزبير، وغيره. قَالَ ابن سعد [3] : هُوَ الذي قفا أثر النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأبي بكر، فانتهى إِلَى باب الغار فَقَالَ: هنا انقطع الأثر، قَالَ: وَهُوَ الذي نظر إِلَى قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَذِهِ القدم من تلك القدم التي في المقام، يعني قدم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السلام. عُمّر كُرْز عمرًا طويلًا. وكتب مُعَاوِيَة إِلَى عاملة: مُرْ كُرْز بن علقمة يوقفكم عَلَى معالم الحرم، ففعل، فهي معالمه إِلَى الساعة. كعب بن مُرّة [4] ، - 4- وقيل: مُرَّة بن كعب البهزي. صحابي نَزَلَ الْبَصْرَةَ، ثُمَّ سكن الأردن، له أحاديث.   [1] يجب أن تكون هذه الترجمة قبل سابقتها، ولكنّنا حرصنا على ترتيب الأصل، وفي الكتاب كثير من هذا. [2] انظر عن (كرز بن علقمة) في: طبقات ابن سعد 5/ 458، والتاريخ لابن معين 2/ 495، 496، وطبقات خليفة 107، والتاريخ الكبير 7/ 238 رقم 1022، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 258، والجرح والتعديل 7/ 170 رقم 967، وأنساب الأشراف 1/ 260، والمعرفة والتاريخ 2/ 702، ومسند أحمد 3/ 477، وجمهرة أنساب العرب 236، وفتوح البلدان 63، 64، والمعجم الكبير 19/ 197- 199، وأسد الغابة 4/ 237، 238، والمنتخب من ذيل المذيّل 546، والاستيعاب 3/ 310، 311، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 695، 696، والإصابة 3/ 291، 292 رقم 7397، وتعجيل المنفعة 351 رقم 908. [3] الطبقات الكبرى 5/ 458. [4] انظر عن (كعب بن مرّة) في: طبقات ابن سعد 7/ 414، والجرح والتعديل 7/ 160 رقم 899، والمعارف 130، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 94 رقم 157، وطبقات خليفة 52 و 301، ومسند أحمد 4/ 234 و 321، والزيارات 19، وتحفة الأشراف 8/ 324، 325 رقم 465، وتهذيب الكمال 1148، والكاشف 3/ 8 رقم 4735، وأسد الغابة 4/ 248، 249، وتهذيب التهذيب 8/ 441 رقم 795، وتقريب التهذيب 2/ 135 رقم 55، والإصابة 3/ 302، 303 رقم 7434، وخلاصة تذهيب التهذيب 321. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 رَوَى عَنْهُ: شُرَحْبيل بن السَّمْط، وجُبَير بن نُفَير، وأَبُو الأشعث الصنعاني، وغيرهم. تُوُفِّيَ بالأردن سَنَة سبع، أَوْ تسع وخمسين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 [حرف الميم] مالك بن الحُوَيْرث [1] ، - ع-، أَبُو سليمان الليثي. قدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأقام أيامًا، ثُمَّ أذن لَهُ في الرجوع إِلَى أَهْله، ثُمَّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عطية مولى بني عقيل، ونصر بن عاصم الليثي، وأَبُو قلابة عَبْد اللَّهِ بن زيد. مالك بن عَبْد اللَّهِ الخثعمي [2] ، أبو حكيم الفلسطيني، المعروف بمالك السرايا.   [1] انظر عن (مالك بن الحويرث) في: مسند أحمد 3/ 436 و 5/ 52، وطبقات ابن سعد 7/ 44، وتاريخ أبي زرعة 1/ 533 و 685، وطبقات خليفة 30 و 174، والتاريخ الكبير 7/ 301 رقم 1284، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 144 و 103 رقم 271، والمعرفة والتاريخ 1/ 342، والجرح والتعديل 8/ 207 رقم 908، ومشاهير علماء الأمصار 40 رقم 243، والمعجم الكبير 19/ 284- 292، والمستدرك 3/ 627، وأسد الغابة 4/ 277، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 80 رقم 103، وتحفة الأشراف 8/ 336- 340 رقم 475، وتهذيب الكمال 3/ 1298، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 115، والكاشف 3/ 100 رقم 5340، وتلخيص المستدرك 3/ 627، وتهذيب التهذيب 90/ 13، 14 رقم 13، وتقريب التهذيب 2/ 224 رقم 869، والإصابة 3/ 342، 343 رقم 7617، والنكت الظراف 8/ 336- 339، وخلاصة تذهيب الكمال 367، والاستيعاب 3/ 374، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 242. [2] انظر عن (مالك بن عبد الله الخثعميّ) في: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 يُقَالُ لَهُ صُحبة، قدِم عَلَى مُعَاوِيَة برسالة عُثْمَان، وقاد الصوائف أَرْبَعِينَ سَنَة، وكُسر- فيما بَلغَنا- عَلَى قبره أربعون لِوَاءً [1] ، وَكَانَ صوامًا قوامًا. شتى سَنَة ستٍّ وخمسين بأرض الروم، وعاش بَعْدَ ذلك. مجمع بن جارية [2] ، - خ د ن ق- الْأَنْصَارِيّ المدني. لَهُ صُحبة ورواية، وَهُوَ مجمّع بن يزيد بن جارية. وَرَوَى أيضًا عَن: خنساء بِنْت خِذام [3] . وعنه: ابنه يعقوب، والقاسم بن محمد، وعكرمة بن سلمة. وقرأ القرآن في صباه.   [ () ] طبقات خليفة 116، والتاريخ الكبير 7/ 303 رقم 1290، وتاريخ أبي زرعة 1/ 68 و 345، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم 407، ومسند أحمد 5/ 225، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 353، وتاريخ خليفة 208 و 225 و 235، والاستيعاب 3/ 375، وجمهرة أنساب العرب 391، والتاريخ الصغير 95، وفتوح البلدان 227، وتاريخ الطبري 5/ 227 و 229 و 309 و 322، والعقد الفريد 1/ 127، وترتيب الثقات للعجلي 418 رقم 1526، والثقات لابن حبان 5/ 385، والمعجم الكبير 19/ 296، 297، والكامل في التاريخ 3/ 501 و 515 و 5/ 576، وأسد الغابة 4/ 283، 284، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 81، 82 رقم 109، وجامع التحصيل 334 رقم 727، والتاريخ لابن معين 2/ 547 رقم 147، والإصابة 3/ 347، 348 رقم 7647، وتعجيل المنفعة 386- 388 رقم 997. [1] لكل سنة غزاها لواء، كما في (أسد الغابة) . [2] انظر عن (مجمّع بن جارية) في: طبقات ابن سعد 6/ 52، والمحبّر 468، وسيرة ابن هشام 2/ 164، والمنتخب من ذيل المذيل 573، والمغازي للواقدي 617 و 657 و 1046 و 1047 و 1058 و 1059، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 192، وتاريخ أبي زرعة 1/ 563، والتاريخ الكبير 7/ 408، 409 رقم 1791، وطبقات خليفة 82، والمعرفة والتاريخ 1/ 355 و 389 و 487، والجرح والتعديل 8/ 295 رقم 1356، وتاريخ الطبري 3/ 111، وتاريخ خليفة 227، وتاريخ اليعقوبي 2/ 67، ومسند أحمد 3/ 420 و 4/ 226 و 390، وأنساب الأشراف 1/ 276، وق 4 ج 1/ 565، والمعجم الكبير 19/ 443- 447، والاستيعاب 3/ 414، وأسد الغابة 4/ 303، 304، وتحفة الأشراف 8/ 352، 353 رقم 486، وتهذيب الكمال 3/ 1306، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 39 و 417، وعهد الخلفاء الراشدين 400 و 643، والكاشف 3/ 107 رقم 5393، وتهذيب التهذيب 10/ 47 رقم 75، وتقريب التهذيب 2/ 230 رقم 927، والإصابة 3/ 366 رقم 7733، وخلاصة تذهيب التهذيب 369. [3] بكسر الخاء، وفي الأصل «خدام» ، والتصويب من (خلاصة التذهيب 490) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 قَالَ الشَّعْبِيُّ: تُوُفِّيَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وبقي عَلَى مجمّع سورتان. وَقَالَ محمد بن إِسْحَاق: كَانَ أَبُوه جارية ممّن اتخذ مسجد الضرار، فكان مجمّع يصلي بهم فِيهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أُخرب، فلما كَانَ زمن عمر كُلم في مجمع ليصلي بهم، فَقَالَ: أَوْ ليس بإمام المنافقين [1] ، فَقَالَ لعمر: واللَّه الذي لَا إله إِلَّا هُوَ ما علمت بشيء من أمرهم [2] ، فيقال: أَنَّهُ تركه يصلي بهم. مِحْجَن بن الأدرع السلمي [3] . لَهُ رِوَايَةٌ وَصُحْبَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَدْرَعِ» [4] . رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ، وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ الْبَاهليُّ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيُّ. وَهُوَ الَّذِي اخْتَطَّ مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ. تُوُفِّيَ آخر خلافة مُعَاوِيَة. مُحَيصة بن مسعود [5] ، - 4- بن كعب، أبو سعد، الأنصاري الخزرجي.   [1] أي في «مسجد الضرار» كما في (غاية النهاية لابن الجزري 2/ 42 رقم 2660) . [2] هكذا في (غاية النهاية) و (الإصابة) ، وفي الأصل «أمورهم» . [3] انظر عن (محجن بن الأدرع) في: طبقات خليفة 52 و 182، وتاريخ خليفة 129 و 227، وطبقات ابن سعد 4/ 316 و 7/ 12، ومسند أحمد 4/ 338 و 5/ 31، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 106 رقم 298، والتاريخ الكبير 8/ 4 رقم 1928، والجرح والتعديل 8/ 375، 376 رقم 1716، وأسد الغابة 4/ 305، والاستيعاب 3/ 412، وتحفة الأشراف 8/ 353 رقم 488، وتهذيب الكمال 3/ 1307، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 129، والكاشف 3/ 108 رقم 5402، وتهذيب التهذيب 10/ 54 رقم 86، وتقريب التذهيب 2/ 231 رقم 938، والإصابة 3/ 366، 367 رقم 7738، وخلاصة تذهيب التهذيب 370. [4] أخرجه ابن سعد 7/ 12 عن الواقدي. [5] انظر عن (محيّصة بن مسعود) في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 19 و 20 و 297 و 302- 304، والمغازي للواقدي 192 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 أخو حُوَيصة، وَيُقَالُ فيهما بتشديد الياء وتخفيفها. شهد أُحُدًا وَمَا بَعْدَها، ومُحَيصة الأصغر منهما، وَهُوَ أسلم قبل أخيه، لَهُ أحاديث. وعنه: حفيده حَرام بن سعد بن مُحَيصة، وابنه سعد، وبشير بن يَسَارٍ، ومحمد بن زياد الجُمَحي، وغيرهم. مَخْرَمة بن نوفل [1] ، بن أهْيَب بن عَبْد مَنَاف بن زُهْرة الزُهْري، والد المسْوَر. كَانَ من المؤلفة قلَوْبهم، لَهُ شرف وعقل وقعدد [2] ، كساه النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حلة باعها بأربعين أوقية [3] ، وعُمي في خلافة عثمان.   [ () ] و 218 و 515 و 551 و 684 و 695 و 706 و 707 و 713، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 113 رقم 388، والتاريخ الكبير 8/ 53، 54 رقم 2125، والمحبّر 121 و 426، والجرح والتعديل 8/ 426 رقم 1941، وجمهرة أنساب العرب 342، والكامل في التاريخ 2/ 144 و 224 و 225، وأسد الغابة 4/ 334، 335، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 85 رقم 120، وتحفة الأشراف 8/ 365، 366 رقم 500، والكاشف 3/ 111 رقم 5423، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 422، وتهذيب الكمال 3/ 1311، والاستيعاب 3/ 498- 501، والإصابة 3/ 388 رقم 7825، وتهذيب التهذيب 10/ 67 رقم 112، وتقريب التهذيب 2/ 233 رقم 964، وخلاصة تذهيب التهذيب 395، ومسند أحمد 5/ 435. [1] انظر عن (مخرمة بن نوفل) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 153، وفتوح البلدان 560، وتاريخ خليفة 90 و 223، وطبقات خليفة 15، وتاريخ الطبري 2/ 427 و 438 و 3/ 52 و 90 و 4/ 209، والمحبّر 170 و 296 و 474، والتاريخ لابن معين 2/ 554، وأنساب الأشراف 1/ 102 و 288، 39/ 314 والاستيعاب 3/ 415، ومشاهير علماء الأمصار 32 رقم 165، والتاريخ الكبير 8/ 15 رقم 1982، والمعارف 313 و 329 و 430، والجرح والتعديل 8/ 362 رقم 1656، والمستدرك 3/ 489، 490، والمغازي للواقدي 28 و 44 و 200 و 812 و 838 و 842 و 855 و 946، والمنتخب من ذيل المذيّل 516، 517، وسيرة ابن هشام 2/ 249، ونسب قريش 262، وجمهرة أنساب العرب 129، وعيون الأخبار 1/ 320، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 85، 86 رقم 121، وأسد الغابة 4/ 337، 338، والكامل في التاريخ 2/ 116 و 243 و 270 و 537 و 3/ 500، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 50 و 104، وسير أعلام النبلاء 2/ 542- 544 رقم 113، وتلخيص المستدرك 3/ 489، 490، ومرآة الجنان 1/ 128، والعبر 1/ 60، والإصابة 3/ 390، 391 رقم 7840، وشذرات الذهب 1/ 60. [2] القعدد: القريب الآباء من الجدّ الأكبر. (تاج العروس) . [3] أخرجه البخاري في الهبة 5/ 164 باب كيف يقبض العبد والمتاع، وفي اللباس 10/ 229 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 وَرَوَى أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَسْتَأْذِنُ، فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ صَوْتَهُ قَالَ: «بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ» ، فَلَمَّا دَخَلَ بَشَّ بِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ، قُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَعَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ يُتَّقَى شَرُّهُ» [1] . تُوُفِّيَ مخرمة- رحمة اللَّه- سَنَة أربع وخمسين، وله مائة وخمس عشرة سَنَة [2] . مسلم بن عقيل [3] ، بن أَبِي طالب الهاشمي. قدمه ابن عمه الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ يديه إِلَى الكوفه، ليكشف لَهُ كيف اجتماع النَّاس عَلَى الحسين، فَدَخَلَ سرًا، ونزل عَلَى هانئ المرادي، فطلب عبيد اللَّه بن زياد أمير الْكُوفَة هانئًا، فَقَالَ: مَا حملك عَلَى أن تجير عدوي؟! قَالَ: يَا بن أخي، جاء حقٌ هو أحق من حقك، فوثب عبيد الله فضربه بعنزة شك دماغة بالحائط، ثُمَّ أحضر مسلما من داره فقتله، وذلك في آخر سنة ستين [4] .   [ () ] باب القباء، ومسلم في الزكاة (1058) باب إعطاء من سأل بفحش غلظة، وأبو داود (4028) والترمذي (2818) والنسائي 8/ 205، وأحمد في المسند 4/ 228. [1] أخرجه البخاري في الأدب 10/ 278، 279 باب لم يكن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فاحشا ولا متفاحشا، ومسلم في البر والصلة (2591) باب مداراة من يتّقى فحشه، وأبو داود (4791) والترمذي (1996) وأحمد 6/ 39 وكلهم من طريق: محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة. وأبو عامر الخزاز هو: صالح بن رستم (أسد الغابة 5/ 126) والحديث في فتح الباري 10/ 379. [2] المنتخب من ذيل المذيل 518. [3] انظر عن (مسلم بن عقيل) في: المحبّر 56 و 245 و 480 و 491، وتاريخ اليعقوبي 2/ 242، 243، والمعارف 204، والأخبار الطوال 230 و 231 و 233- 236 و 238 و 239 و 241- 243، وتاريخ الطبري 5/ 347 و 348 و 350 و 351 و 354 و 356 و 357 و 360 و 362 و 364- 366 و 368- 381 و 389 و 391 و 397 و 398 و 425 و 569 و 570، والعقد الفريد 4/ 377، 378، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1885، 1886 و 1892- 1900 و 2300، وجمهرة أنساب العرب 69 و 406، ومقاتل الطالبيين 80 و 96- 99 و 101 و 106 و 109، والكامل في التاريخ 4/ 19 و 21 و 22 و 25- 28 و 30- 36 و 42 و 43 و 48 و 62 و 93 و 5/ 428. [4] انظر تاريخ الطبري 5/ 368- 381. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 المستورد بن شداد [1] ، - م د ت ن- بن عمرو القُرَشي الفِهْري. لَهُ صُحبة ورواية، ولأبيه أيضًا صُحبة. وعنه: قيس بن أَبِي حازم، وعلى بن رباح، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ [2] ، ووقاص بن ربيعة، وعَبْد الكريم بن الحارث. معتب بن عوف [3] ، بن الحمراء، أَبُو عوف الخُزاعي. حليف بني مخزوم، أحد المهاجرين إِلَى الحبشة وإلى المدينة، والحمراء هِيَ أمه، اتفقوا عَلَى أَنَّهُ شهد بدرًا، وَكَانَ يُدعي عيهامة. قَالَ غير واحد، إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَة سبع وخمسين، والعجب أن معتَّبًا بقي إِلَى هَذَا الْوَقت، وَمَا رَوَى شيئًا. مَعْقِلُ بن يَسَارَ المزَني [4] ، - ع-. له صحبة ورواية، سكن البصرة، وهو ممّن بايع تحت الشجرة.   [1] انظر عن (المستورد بن شدّاد) في: مسند أحمد 4/ 228، وطبقات ابن سعد 6/ 61، وطبقات خليفة 29 و 127، والتاريخ الكبير 8/ 16 رقم 1986، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 247، والمعرفة والتاريخ 2/ 218 و 356 و 707، والجرح والتعديل 8/ 364 رقم 1661، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 386 (مذكور دون ترجمة) ، والاستيعاب 3/ 482، والمستدرك 3/ 592، وأسد الغابة 4/ 353، 354، والكامل في التاريخ 1/ 14، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 88 رقم 127، وتلقيح فهوم أهل الأثر 371، وتحفة الأشراف 8/ 375- 378 رقم 511، وتهذيب الكمال 3/ 1370، والكاشف 3/ 119 رقم 5483، وتلخيص المستدرك 3/ 592، والنكت الظراف 8/ 375- 377، وتهذيب التهذيب 10/ 106، 107 رقم 200، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 1050، والإصابة 3/ 407 رقم 7928، وخلاصة تذهيب التهذيب 374. [2] في (اللباب 1/ 337) بضم الحاء المهملة والباء، من تابعي أهل مصر، وابن الأثير يخطّئ ابن السمعاني في تحقيقه لهذه النسبة. [3] انظر عن (معتب بن عوف) في: طبقات ابن سعد 3/ 264، والسير والمغازي 177 و 225، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 354 و 2/ 326، وأنساب الأشراف 1/ 211، والمغازي للواقدي 155 و 341، والمحبّر 73، والاستيعاب 3/ 461، وأسد الغابة 4/ 394، والإصابة 3/ 443 رقم 8118. [4] انظر عن (معقل بن يسار) في: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 وَرَوَى أيضًا عَن النعمان بن مقرن. وعنه: عِمران بن حُصَين- وَهُوَ أكبر مِنْهُ-، والحسن الْبَصْرِيُّ، وَمُعَاوِيَة ابن قُرة، وعلقمة بن عَبْد اللَّهِ المزَنيان، وغيرهم. قَالَ محمد بن سعد: لا نعلم في الصحابة من يكني أبا عَلِيّ سواه [1] . تُوُفِّيَ في آخر زمن مُعَاوِيَة. مَعْمَر بن عَبْد اللَّهِ [2] ، - م د ت ق- بن نافع بن نضلة القُرشي العدوي.   [ () ] مسند أحمد 5/ 25، وطبقات ابن سعد 7/ 14، وطبقات خليفة 37 و 176، وتاريخ خليفة 251، والمعارف 75 و 297، والمعرفة والتاريخ 1/ 310، والتاريخ الكبير 7/ 391 رقم 1705، والتاريخ الصغير 67 و 72، وفتوح البلدان 371 و 372 و 431 و 440 و 450 و 480، وترتيب الثقات للعجلي 434 رقم 1607، والجرح والتعديل 8/ 285 رقم 1306، وجمهرة أنساب العرب 202، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 219، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1563 و 1566، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 219، والمستدرك 3/ 577، 578، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 88، والزيارات 82، والاستيعاب 3/ 409، 410، وأسد الغابة 4/ 398، 399، والكامل في التاريخ 3/ 19 و 20 و 101 و 221 و 4/ 44، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 106 رقم 154، والبداية والنهاية 8/ 103، وتحفة الأشراف 8/ 460- 466 رقم 534، وتهذيب الكمال 3/ 1353، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 84، وتلخيص المستدرك 3/ 577، 578، والكاشف 3/ 144 رقم 5657، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 123، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 365 و 385، وعهد الخلفاء الراشدين 225 و 240 و 628، وسير أعلام النبلاء 2/ 576 رقم 124، ومجمع الزوائد 9/ 279، والنكت الظراف 8/ 460- 466، والإصابة 3/ 447 رقم 8142، وتهذيب التهذيب 10/ 235، 236 رقم 430، وتقريب التهذيب 2/ 265 رقم 1275، وخلاصة تذهيب التهذيب 383. [1] عبارة ابن سعد هذه ليست في (الطبقات الكبرى) وهو قال: «يكنى أبا عبد الله» (7/ 14) . [2] انظر عن (معمر بن عبد الله) في: المغازي للواقدي 737 و 832، ومسند أحمد 3/ 453 و 6/ 400، وطبقات خليفة 23، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 356، والجرح والتعديل 254 رقم 1158، وجمهرة أنساب العرب چ 15، وأنساب الأشراف 1/ 216، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 296، والتاريخ الصغير 4، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 107، 108 رقم 156، وأسد الغابة 4/ 400، 401، والاستيعاب 3/ 441، والكاشف 3/ 145 رقم 5668، وتحفة الأشراف 8/ 466، 467 رقم 535، وتهذيب الكمال 3/ 1356، والنكت الظراف 8/ 467، وتهذيب التهذيب 10/ 246 رقم 441، وتقريب التهذيب 2/ 266 رقم 1287، والإصابة 3/ 448، 449 رقم 8151، وخلاصة تذهيب التهذيب 384. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 أحد المهاجرين، وله هجرة إِلَى الحبشة، وَهُوَ الذي حلق رأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ في حَجة الْوَداع، وعمَّر بَعْدَه دهرًا، وحدّث عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بن المسيب، وبسر بن سَعِيد. مُعَاوِيَة [1] بن حُدَيْج [2]- د ن ق- بن جفنة بن قتير [3] التّجيبي الكِنْدي، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو نُعَيم.   [1] انظر عن (معاوية بن حديج) في: مسند أحمد 6/ 401، وطبقات ابن سعد 7/ 503، وطبقات خليفة 71 و 292، وتاريخ خليفة 168 و 192 و 207 و 210- 212، وتاريخ الطبري 3/ 397 و 486 و 4/ 352 و 385 و 552 و 5/ 95 و 99 و 100 و 103 و 104 و 229 و 240 و 312، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 109 رقم 246، وتاريخ أبي زرعة 1/ 186 و 290 و 494، وتاريخ اليعقوبي 2/ 154 و 194، والأخبار الطوال 196، والمعرفة والتاريخ 2/ 528، والعقد الفريد 1/ 136، والمحبّر 295، والتاريخ الكبير 7/ 328، 329 رقم 1407، والجرح والتعديل 8/ 377 رقم 1724، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 40 و 131 و 142 و 266، و 121 و 129 و 140 و 268- 270 و 278 و 281، والمراسيل 200، 201 رقم 367، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1726، والبيان والتبيين 2/ 108 و 174، والاشتقاق 221، والخراج وصناعة الكتابة 344 و 345 و 351 و 352، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 384، والاستيعاب 3/ 406، وكتاب الولاة والقضاة 17 وما بعدها، وجمهرة أنساب العرب 429 و 435، والتاريخ لابن معين 2/ 572، والمعجم الكبير 19/ 430- 432، ووفيات الأعيان 3/ 130، والحلة السيراء 1/ 29 و 30 و 73 و 3222 و 323 و 326 و 327، والبيان المغرب 1/ 16- 19، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 101، 102 رقم 146، وأسد الغابة 4/ 383، 384، والكامل في التاريخ 2/ 451 و 3/ 92 و 160 و 352 و 355- 358 و 455 و 465 و 515 و 516 و 4/ 364، وتحفة الأشراف 8/ 425 رقم 527، وتهذيب الكمال 3/ 1343، وجامع التحصيل 348 رقم 776، والكاشف 3/ 138 رقم 5615، وسير أعلام النبلاء 3/ 37- 40 رقم 10، والعبر 1/ 57، وتاريخ دمشق 16/ 327 ب، والبداية والنهاية 8/ 60 وما بعدها، وعهدا الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 416 و 440 و 450 و 547 و 601، ودول الإسلام 1/ 38، وتهذيب التهذيب 10/ 203، 204 رقم 377، وتقريب التهذيب 2/ 258 رقم 1220، والإصابة 3/ 431 رقم 8062، والنجوم الزاهرة 1/ 151، وحسن المحاضرة 1/ 237، وخلاصة تذهيب التهذيب 381، وشذرات الذهب 1/ 58، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 115، ومجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي 372، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 78. [2] يرد في المصادر «حديج» بالمهملة، و «خديج» بالمعجمة، والصحيح بالمهملة مصغّرا. [3] هكذا في (الاشتقاق لابن دريد 369) . وفي أصل (سير أعلام النبلاء) «تتيرة» وقد كتب فوقها «صح» . انظر المتن والحاشية من المطبوع (ص 37) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 أحد أمراء مُعَاوِيَة عَلَى مصر، لَهُ صُحبة ورواية، وَرَوَى أيضًا عَن عمر، وأبي ذَر. وعنه: ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وسُوَيد بن قيس التُجيبي، وعُلَيّ بن رباح، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن شِمَاسة المهْري، وآخرون. وله عقب بمصر، وشهد اليرموك، وَكَانَ الْوَافد عَلَى عمر بفتح الإسكندرية، وذهبت عينه في غزوة النُوبة، وَكَانَ متغاليًا في عُثْمَان وفي محبته. وَقَالَ ابن لَهِيعَة: حدثني أَبُو قبيل قَالَ: لَمَّا قُتِلَ حُجْر بن الأدبر وأصحابه، بلغ مُعَاوِيَة بن حُدَيج وَهُوَ بإفريقية، فقام في أصحابة فَقَالَ: يَا أشقائي في الرحِم، وأصحابي وجيرتي، أنقاتل لقريش في الملْك، حَتَّى إذا استقام لهم دفعوا يقتلَوْننا، أما واللَّه لئن أدركتها ثانيًا، لأقولنّ لمن أطاعني من أَهْل اليمن، اعتزلَوْا بنا، ودعوا قريشًا يقتل بعضُها بعضًا، فأيهم غَلب اتبعناه [1] . قَالَ ابن يونس: تُوُفِّيَ مُعَاوِيَة بمصر في سَنَة اثنتين وخمسين. مُعَاوِيَة بن الحَكَم السّلمي [2] ، - م د ن-. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ الْجَارِيَةِ السَّوْدَاءِ، الَّتِي قَالَ له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أعتقها فإنّها مؤمنة» [3] .   [1] تاريخ دمشق 16/ 330 ب، 331 أ. [2] انظر عن (معاوية بن الحكم) في: مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 94 رقم 160، والمعرفة والتاريخ 1/ 305، والتاريخ الكبير 7/ 328 رقم 1406، والجرح والتعديل 8/ 376 رقم 1720، وطبقات خليفة 50، ومسند أحمد 3/ 442 و 5/ 447، والمعجم الكبير 19/ 396- 403، والاستيعاب 3/ 403، وأسد الغابة 4/ 384، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 102 رقم 147، وتحفة الأشراف 8/ 426، 427 رقم 528، وتهذيب الكمال 3/ 1343، والكاشف 3/ 138 رقم 5617، وتهذيب التهذيب 10/ 205 رقم 380، وتقريب التهذيب 2/ 258 رقم 1223، والإصابة 3/ 432 رقم 7064، وخلاصة تذهيب التهذيب 381. [3] أخرجه مسلم في كتاب المساجد (33/ 537) باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. ووَهِم من سمّاه: عمر. مُعَاوِيَة بن أَبِي سفيان [1] ، - ع- صخر بْن حرب بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد مَناف بْن قصيّ، أبو   [ () ] من إباحة، في حديث طويل، من طريق: يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: بينا أنا أصلّي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمّياه، ما شأنكم تنظرون إليّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمّتونني، لكنّي سكتّ. فلما صلّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، - فبأبي هو وأمّي- ما رأيت معلّما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني. قال: «إنّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» . أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإنّ منّا رجالا يأتون الكهّان. قال: «فلا تأتهم» . قال: ومنّا رجال يتطيّرون. قال: «ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدّنّهم (قال ابن الصّبّاح: فلا يصدّنّكم) » قال: قلت: ومنّا رجال يخطّون. قال: «كان نبيّ من الأنبياء يخطّ، فمن وافق خطّه فذاك» . قال: وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوّانيّة، فاطّلعت ذات يوم فإذا الذّيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكنى صككتها صكّة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعظّم ذلك عليّ، قلت: يا رسول الله: أفلا أعتقها؟ قال: «ائتني بها» ، فأتيته بها، فقال لها: «أين الله؟» . قالت: في السماء، قال: «من أنا» ؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنّها مؤمنة» . (كهرني) : من القهر والنهر، متقاربة، أي ما قهرني ولا نهرني. (الجوّانية) : موضع في شمال المدينة بقرب أحد. (آسف كما يأسفون) : أغضب كما يغضبون، والأسف: الحزن والغضب. (صككتها صكّة) : ضربتها بيد مبسوطة. والحديث أخرجه: أحمد في المسند 5/ 447 و 448 و 448، 449، وأبو داود (918) و (919) و (3891) ، والنسائي 3/ 15، 16، وعبد الرزاق في المصنّف (9501) ، وابن أبي شيبة (8/ 33) ، والطبراني في المعجم الكبير 19/ 398 رقم (937) و (938) و (939) و (940) و (941) و (942) و (943) و (944) و (945) و (946) و (947) و (948) من طرق مختلفة. [1] إنّ مصادر ترجمة (معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنه كثيرة، وأخباره مبثوثة في كتب التواريخ والأدب والسير وغيرها، وهي أكثر من أن تحصى، ولكن نكتفي بذكر بعض المصادر المتخصّصة بالرجال والحديث وغيرها: مسند أحمد 4/ 91 و 5/ 435، وطبقات خليفة 10 و 139 و 297 وسيرة ابن هشام 1/ 156 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306   [ () ] و 374 و 2/ 50 و 3/ 33 و 244 و 4/ 132 و 204، والتاريخ الكبير 7/ 326- 328 رقم 1405، والتاريخ الصغير 27 و 55، والجرح والتعديل 8/ 377 رقم 1723، والسير والمغازي 251، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 25، وفتوح الشام للأزدي 283، ومشاهير علماء الأمصار 50 رقم 326، والمعجم الكبير 19/ 304- 396، ووفيات الأعيان 2/ 66- 69 و 503- 505 و 6/ 155- 157 و 347- 350 و 355- 361 و 7/ 214- 218، وله ذكر في مواضع أخرى منه، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 79، والحلّة السيراء 2/ 323- 326، والزيارات 12، 62 و 67 و 90، والاستيعاب 3/ 395- 403، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 102- 104 رقم 149، ومرآة الجنان 1/ 131، وأسد الغابة 4/ 385- 388، وتحفة الأشراف 8/ 434- 455 رقم 530، وتهذيب الكمال 3/ 1344، والوفيات لابن قنفذ 72، 73 رقم 60، والبدء والتاريخ 6/ 5 وما بعدها، والكاشف 3/ 138، 139 رقم 5621، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 121، وسير أعلام النبلاء 3/ 119- 162 رقم 25، والنكت الظراف 8/ 437- 455، وتهذيب التهذيب 10/ 207 رقم 385، وتقريب التهذيب 2/ 259 رقم 1228، والإصابة 3/ 433- 435 رقم 8068، والطبقات الكبرى 3/ 32 و 7/ 406، ونسب قريش 124 وما بعدها، والمعارف 344 وغيرها، والمعرفة والتاريخ 1/ 305 وغيرها، وتاريخ الطبري 5/ 323 وما بعدها، ومروج الذهب 3/ 188 وما بعدها، وجمهرة أنساب العرب 112، 113 وغيرها، وتاريخ بغداد 1/ 207- 210 رقم 48، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 489، وطبقات فقهاء اليمن 47، وجامع الأصول 9/ 107، والكامل في التاريخ 4/ 5 وغيرها، والبداية والنهاية 8/ 20 و 117، ومجمع الزوائد 9/ 354، والعقد الثمين 7/ 227، وغاية النهاية 2/ 303 رقم 3625، والمطالب العالية 4/ 108، وتاريخ الخلفاء 194، وخلاصة تذهيب التهذيب 326، وشذرات الذهب 1/ 65، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 55- 76 و 80، وتاريخ مختصر الدول 109، 110، وتاريخ الأزمنة 31، وآثار البلاد 17 و 66 و 68 و 214 و 221، و 222، و 227 و 242 و 468، وأخبار الدول للقرماني 129، 130، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 109- 115، ومعجم بني أميّة للدكتور المنجد 167- 174 رقم 352، ومجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي 89 و 97 و 102 و 117 و 131 و 132 و 143 و 163 و 164 و 185 و 215 و 222 و 329 و 357 و 370 و 372 و 373، وأمالي المرتضى 1/ 275- 277 و 291- 293، وغيرها. وانظر فهارس الأعلام في المصادر التالية: المغازي للواقدي (3/ 1238) ، وتاريخ خليفة (585) ، والبرصان والعرجان (417) ، والزاهر للأنباري، وتاريخ أبي زرعة (2/ 1004 و 1005) ، وتاريخ اليعقوبي (2/ 331) ، والأخبار الطوال (443) ، والمعرفة والتاريخ (3/ 779) ، والعقد الفريد (7/ 152- 154) ، والمحبّر (721) ، والأخبار الموفقيات (684) ، وأنساب الأشراف (1/ 690، و 3/ 351 وق 4 ج 1/ 666، 667) ، وفتوح البلدان (662) ، وعيون الأخبار (2/ 219) ، وربيع الأبرار (4/ 550) ، والخراج وصناعة الكتابة (589) ، وثمار القلوب للثعالبي، ومقاتل الطالبيين (798) ، وجمهرة أنساب العرب (645، 646) ، وأخبار القضاة لوكيع (1/ 42 و 2/ 496 و 3/ 368) ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) (799) ، وعهد الخلفاء الراشدين (753) ، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 عَبْد الرَّحْمَنِ القُرَشي الأموي، وأمه هند بِنْت عتبة بن رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ. أسلم قبل أبيه في عُمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إِلَى النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، من أبيه. رَوَى عَن: النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأبي بكر، وعمر، وأخته أم المؤْمِنِينَ أم حبيبة. وعنه: ابن عباس، وسَعِيد بن المسيب، وأَبُو صالح السمان، والأعرج، وسَعِيد بن أَبِي سَعِيد، ومحمد بن سيرين، وهمام بن منبه، وعَبْد اللَّهِ بن عامر اليحصبي، والقاسم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، وشعيب بن محمد والد عمرو بن شعيب، وطائفة سواهم. وأظهر إسلامه يَوْم الفتح. وَكَانَ رجلًا طويلًا، أبيض، جميلًا مَهِيبًا، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وَكَانَ يَخْضِبُ بالصُفرة. قَالَ أَبُو عَبْد ربّ الدمشقي: رأيت مُعَاوِيَة يصفّر لحيته كأَنَّهُا الذَّهَب [1] . وَعَن إِبْرَاهِيم بن عَبْد اللَّهِ بن قارظ قَالَ: سمعت مُعَاوِيَة عَلَى منبر المدينة يقول: أين فقهاؤكم يَا أَهْل المدينة، سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَنهى عَن هَذِهِ القُصة، ثُمَّ وضعها عَلَى رأسه أَوْ خدّه، فلم أر عَلَى عروس وَلَا عَلَى غيرها أجمل منها عَلَى معاوية [2] .   [ () ] والبيان المغرب 15- 23، والشعر والشعراء (2/ 809) ، والكامل في الأدب للمبرّد، ونهاية الأرب (20/ 543، 544) ، ولباب الآداب (503) ، والفرج بعد الشدّة (5/ 227) ، ونشوار المحاضرة (2/ 394 و 3/ 318 و 5/ 300) ، والتذكرة الحمدونية (1/ 486 و 2/ 511) ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (339) . [1] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 349 عن أبي مسهر. [2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 95 من طرق، عَنْ: حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حجّ وهو على المنبر وهو يقول وتناول قصّة من شعر كانت بيد حرسيّ- أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عن مثل هذه، ويقول: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم» ، وأخرجه مسلم من طريق قتادة، عن سعيد بن المسيّب (124) / (2127) في اللباس والزينة، باب تحريم الواصلة، أن معاوية قال ذات يوم: إنكم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 وذكر المفضّل الغلابي: أن زيد بن ثابت كان كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وَكَانَ مُعَاوِيَة كاتبه فيما بينه وبين العرب. كذا قَالَ. وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَقَالَ: «ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» وَكَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ [1] . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ [2] السَّمَاعِيِّ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُونَا إِلَى السَّحُورِ: «هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ» . ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [3] ، وَقَدْ وَهِمَ فِيهِ قُتَيْبَةُ، وَأَسْقَطَ منه أبا رهم والعرباض. وقيل أَبُو مُسْهِرٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُمِيرَةَ الْمُزَنِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم-، أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ الْعَذَابَ» [4] . هَذَا الْحَدِيثُ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، لَكِن اخْتَلَفُوا فِي صُحْبَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ صَحَابِيٌّ، رُوِيَ نَحْوَهُ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ. وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمِيرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم يقول   [ () ] قد أحدثتم زيّ سوء، وإنّ نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن الزور. وأخرجه البخاري في اللباس (10/ 314، 315) باب وصل الشعر، وأبو داود (4167) ، والترمذي (2781) ، والنسائي (8/ 144) من طريق ابن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد المقبري، ومالك في الموطّأ 3/ 323، 124، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 338 ب، 339 أ، والطبراني في المعجم الكبير 19/ 320 رقم 725 و 740- 747. [1] مسند أحمد 1/ 235 و 240 و 338. [2] في الأصل «أبو وهم» ، والتصحيح من (تهذيب التهذيب 1/ 190) واسمه: «أحزاب بن أسيد» . [3] ج 4/ 127، وانظر: البداية والنهاية 8/ 121. [4] حسّنه الترمذي في المناقب (384) ، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 216، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 343 ب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ» . رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، نَحْوَهُ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ الذُّهْلِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ [1] . وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي أَمْرٍ فَقَالَ: «أَشِيرُوا» ، فَقَالَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ: «ادْعُوا مُعَاوِيَةَ، أَحْضِرُوهُ أَمْرَكُمْ، فَإِنَّهُ قَوِيٌّ أَمِينٌ» [2] . وقد رواه عَنِ ابْنِ شُعَيْبٍ مُرْسَلًا. قلت: هَذَا من مناكير نُعَيم، وَهُوَ صاحب أوابد. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قَالَ: أَرْدَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ خَلْفَهُ، فَقَالَ: «مَا يَلِينِي مِنْكَ» ؟ قَالَ: بَطْنِي، قَالَ: «اللَّهمّ امْلَأْهُ عِلْمًا» [3] ، زَادَ أَبُو مُسْهِرٍ: «وَحِلْمًا» . قَالَ صالح جزرة [4] : لَا تشتغل بوحشي وَلَا بأبيه. وَقَالَ خَلِيفَة [5] : جمع عمر لمعاوية الشَّام كلّه، ثُمَّ أقره عُثْمَان. وَعَن إسماعيل بن أمية أن عمر أفرد مُعَاوِيَة بالشَّام، ورزقه في كلٌ شهر ثمانين دينارًا. والمحفوظ أن الذي جمع الشَّام لمعاوية عُثْمَان. وَقَالَ مسلم بن جندب، عَن أسلم مولى عمر قَالَ: قدِم علينا مُعَاوِيَة، وَهُوَ أبضّ النَّاس وأجملهم، فحج مع عمر، وَكَانَ عمر ينظر إليه، فيعجب لَهُ، ثُمَّ يضع إصبعه عَلَى متنه ويرفعها، عَن مثل الشراك. ويقول: بخٍ بخٍ، نحن   [1] انظر قبله. [2] تاريخ دمشق 16/ 344 ب، 345 أ. [3] تاريخ دمشق 16/ 345 أ. [4] لقّب بذلك لأنه صحّف حديثا فيه بخرزة فقال: «بجزرة» ، وقيل غير ذلك. [5] في تاريخه 155. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 إذا خير النَّاس، أن جُمع لنا خيرُ الدنيا والآخرة، فَقَالَ مُعَاوِيَة: يَا أمير المؤْمِنِينَ سأحدثك: إنا بأرض الحمّامات والريف، فَقَالَ عمر: سأحدثك، مَا بك إِلَّا إلطافك نفسك بأطيب الطعام، وتصبّحك حَتَّى تضرب الشمسُ مَتنيك، وذوو الحاجات وراء الباب، قَالَ: فلما جئنا ذا طُوًى، أخرج مُعَاوِيَة حُلة، فلبسها، فوجد عمر منها ريحًا طيبة، فَقَالَ: يعمد أحدكم فيخرج حاجًا تفلا [1] ، حَتَّى إذا جاء أعظم بلدان اللَّه حُرْمة أخرج ثوبيه كأَنَّهُما كانا في الطيب فيلبسهما، فَقَالَ: إِنَّمَا لبستهما لأدَخَلَ فيهما عَلَى عشيرتي، واللَّه لقد بلغني أذاك ها هنا وبالشَّام، واللَّه يعلم إني لقد عرفت الحياء فِيهِ، ونزع مُعَاوِيَة الثوبين، ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما [2] . وَقَالَ أَبُو الْحَسَن المدائني: كَانَ عمر إذا نظر إِلَى مُعَاوِيَة قَالَ: هَذَا كسرى العرب [3] . وَرَوَى ابن أَبِي ذئب، عَن المقْبُري قَالَ: تَعجبون من دَهاء هِرَقْلَ وكِسْرى، وتَدَعُون مُعَاوِيَة [4] . وَقَالَ الزُهري: استخلف عُثْمَان، فنزع عُمَير بن سعد، وجمع الشَّام لمعاوية. وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَا تَكْرَهُوا إِمْرَةَ مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّكُمْ لو فقدتموه رأيتم الرءوس تندر عن كواهلها [5] . وَرَوَى علقمة بن أَبِي علقمة، عَن أمه قالت: قدِم مُعَاوِيَة المدينة، فأرسل إِلَى عائشة: أرسلي إلي بأنبجانية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم وشعره، فأرسلت   [1] التفل: الّذي ترك استعمال الطيب، من التفل وهي الريح الكريهة. [2] أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد 202، 203 رقم 576، وابن كثير في البداية والنهاية 8/ 125، وابن حجر في الإصابة 3/ 134. [3] البداية والنهاية 8/ 125. [4] تاريخ دمشق 16/ 360 أ. [5] تاريخ دمشق 16/ 360 أ. وفيه «تندر عن كواهلها كالحنظل» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 بذلك معي أحمله، فأخذ الأنبجانية، فلبسها، وغسل الشعر بماء، فشرب مِنْهُ، وأفاض عَلَى جلده [1] . وَرَوَى أَبُو بكر الْهُذَلِيُّ، عَن الشَّعْبِيُّ قَالَ: لَمَّا قدِم مُعَاوِيَة المدينة عام الْجَمَاعَةِ، تلقته رجال قريش فقالوا: الحمد للَّه الذي أعز نصرك وأعلى أمرك، فما رد عليهم جوابًا، حَتَّى دَخَلَ المدينة، فعلا المنبر، ثُمَّ حمد اللَّه وَقَالَ: أما بَعْدَ، فإني- واللَّه- مَا وُلِّيتُ أمركم حين وليته، إِلَّا وأنا أعلم أنكم لَا تُسَرون بولايتي، وَلَا تحبونها، وإني لعَالم بما في نفوسكم، ولكن خالستكم بسيفي هَذَا مخالسة، ولقد رُمْت نفسي عَلَى عمل ابن أَبِي قُحافة، فلم أجدها تقوم بذلك، وأردتها عَلَى عمل عمر، فكانت عَنْهُ أشد نفورًا، وحاولتها عَلَى مثل سُنيات عُثْمَان فأبتْ عَلِيّ، وأين مثل هؤلاء، هيهات أن يُدْرِك فضلَهم أحدٌ من بَعْدهم، غير أني قَدْ سلكت بها طريقا لي فِيهِ منفعة، ولكم فِيهِ مثل ذلك، ولكل فِيهِ مؤاكلة حَسَنةٌ ومشاربة جميلة مَا استقامت السيرة، وحسُنَتِ الطاعة، فإن لَمْ تجدوني خيركم، فأنا خير لكم، واللَّه لَا أحمل السيف عَلَى من لَا سيف معه، ومهما تقدم مما قَدْ علمتمونه، فقد جعلته دُبر أُذُني، وإن لَمْ تجدوني أقوم بحقكم كله، فارضوا مني ببعضه، إِنَّهَا ليست بقائبة قوبها [2] ، وإن السيل إذا جاء تترى، وإن قل أغنى، وإياكم والفتنة، فلا تهموا بِهَا، فإِنَّها تفسد المعيشة، وتكدر النعمة، وتورث الاستئصال، واستغفر اللَّه لي ولكم، ثُمَّ نَزَلَ [3] . وَقَالَ جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ [4] وَغَيْرُهُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ» [5] .   [1] تاريخ دمشق 16/ 361 ب. [2] في النهاية: يقال قبيت البيضة فهي مقوبة: إذا خرج فرخها منها، فالقائبة: البيضة، والقوب: الفرخ. [3] تاريخ دمشق 16/ 316 ب، البداية والنهاية 8/ 132. [4] هو في الجرح والتعديل 2/ 535. [5] أخرجه ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2416) وتحرّف فيه «أبي الودّاك» إلى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 مجالد ضعيف. وقد رواه النَّاس عَن: عَلِيّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، عَن، أَبِي نَضْرة، عَن أَبِي سَعِيد، فذكره. وَيُرْوَى عَن أَبِي بكر بن أَبِي داود قَالَ: هُوَ مُعَاوِيَة بن تابُوه رأس المنافقين، حلف أن يتغوط فوق المنبر [1] . وَقَالَ بُسْر بن سعيد، عن سعيد بن أبي وقاص قال: ما رأيت أحدا بَعْدَ عُثْمَان أقضى بحق من صاحب هَذَا الباب، يعني مُعَاوِيَة [2] . وَقَالَ أَبُو بكر بن أَبِي مريم، عَن ثابت مولى أَبِي سفيان: أَنَّهُ سمع مُعَاوِيَة يخطب ويقول: إني لست بخيركم، وإن فيكم من هُوَ خير مني: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وغيرهما من الأفاضل، ولكني عسيت أن أكون أنكاكم في عدوَكم، وأنعمكم لكم ولايةً، وأحسنكم خُلُقًا [3] . وَقَالَ همّام بن منبه: سمعت ابن عباس يقول: مَا رأيت رجلًا كان أخلَقَ للملْك من مُعَاوِيَة، كَانَ النَّاس يَرِدون مِنْهُ عَلَى أرجاء وادٍ رحَبٍ، لَمْ يكن بالضيَّق الحَصِر العُصْعُص [4] المتغضب. يعني ابن الزبير [5] . وَقَالَ جَبَلَة بن سُحَيم، عَن ابن عمر: مَا رأيت أحدًا أسود من مُعَاوِيَة، قلت: وَلَا عمر؟ قَالَ: كَانَ عمر خيرًا مِنْهُ، وكان معاوية أسود منه [6] .   [ () ] «أبي الوراك» بالراء. وهو يرويه عن: أحمد بن عامر البرقعيدي، عن بشر بن عبد الوهاب الدمشقيّ، عن محمد بن بشر، بسنده. وقال في آخره: قال بشر: فما فعلوا. [1] اختصره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 3/ 150، وهو حديث مظلم كاذب. [2] تاريخ دمشق 16/ 363 أ. [3] تاريخ دمشق 16/ 363 ب. [4] يقال فلان ضيق العصعص أي نكد قليل الخير. والمشهور «الحصر العقص» ، والعقص: الألوى الصعب الأخلاق تشبيها بالقرن الملتوي، كما في النهاية. [5] أخرجه عبد الرزاق في (المصنّف) رقم (20985) بهذا الإسناد، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 366 أ، ب. [6] تاريخ دمشق 16/ 366 أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 وَقَالَ أيوب، عَن أَبِي قلابة: إن كعب الأحبار قَالَ: لن يملك أحدٌ هَذِهِ الأمة مَا ملك مُعَاوِيَة. قَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: نَبَّأَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ: سَمِعْتُ أَبَا قَبِيلٍ حُيَيَّ بْنَ هَانِئٍ يُخْبِرُ عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَصَعَدَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، فَقَالَ عِنْدَ خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْمَالَ مَالُنَا، وَالْفَيْءَ فَيْئُنَا، مَنْ شِئْنَا أَعْطَيْنَا، وَمَنْ شِئْنَا مَنَعْنَا، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمْعَةُ الثَّانِيَةُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمْعَةُ الثَّالِثَةُ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: كَلا، إِنَّمَا الْمَالُ مَالُنَا وَالْفَيْءُ فَيْئُنَا، مَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَكَّمْنَاهُ إِلَى اللَّهِ بِأَسْيَافِنَا. فَنَزَلَ مُعَاوِيَةُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَلَكَ، فَفَتَحَ مُعَاوِيَةُ الأَبْوَابَ، وَدَخَلَ النَّاسُ، فَوَجَدُوا الرَّجُلَ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا أَحْيَانِي أَحْيَاهُ اللَّهُ، سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ مِنْ بَعْدِي. يَقُولُونَ فَلا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ قَوْلُهُمْ، يَتَقَاحَمُونَ فِي النَّارِ تَقَاحُمَ الْقِرَدَةِ» ، وَإِنِّي تَكَلَّمْتُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ أَحَدٌ، فَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مِنْهُمْ، ثُمَّ تَكَلَّمْتُ الثَّانِيَةَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلِيَّ أَحَدٌ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنِّي مِنَ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَكَلَّمْتُ الْجُمْعَةَ الثَّالِثَةَ، فَقَامَ هَذَا فَرَدَّ عَلَيَّ فَأَحْيَانِي أَحْيَاهُ اللَّهُ، فَرَجَوْتُ أَنْ يُخْرِجَنِيَ اللَّهُ مِنْهُمْ، فَأَعْطَاهُ وَأَجَازَهُ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ. مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى: ثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ [1] بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: وَفَدَ الْمِقْدَامُ بْنُ معديكرب، وَعَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ، وَرَجُلٌ مِنَ الأَسَدِ لَهُ صُحْبَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلْمِقْدَامِ: تُوُفِّيَ الْحَسَنُ، فَاسْتَرْجَعَ، فَقَالَ: أَتَرَاهَا مُصِيبَةً؟ قَالَ: وَلَمْ لَا، وَقَدْ وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ وَقَالَ: «هَذَا مِنِّي وَحُسَيْنٌ مِنْ عَلِيٍّ» . فَقَالَ لِلأَسَدِيِّ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ قَالَ: جَمْرَةٌ أُطْفِئَتْ، فَقَالَ الْمِقْدَامُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ لِبْسِ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ، وَعَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ وَالرُّكُوبِ عَلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فو الله لقد   [1] بكسر المهملة، وفي الأصل غير منقوط، والتحقيق من (تهذيب التهذيب 1/ 421) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 رَأَيْتُ هَذَا كُلَّهُ فِي بَنِيكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَرَفْتُ أَنِّي لا أَنْجُو مِنْكَ [1] . قلت: تُوُفِّيَ كعب قبل أن يستخلف مُعَاوِيَة، وصدق كعب فيما نقله، فإنّ معاوية بقي خليفة عشرين سنة، لا ينازعه أحد الأمر في الأرض، بخلاف خلافة عَبْد الملك بن مروان، وأبي جعفر المنصور، وهارون الرشيد، وغيرهم، فإِنَّهُم كَانَ لهم مخالف، وخرج عَن أمرهم بعض الممالك. قلت: وَكَانَ يُضرب المثل بحلم مُعَاوِيَة. وقد أفرد ابنُ أَبِي الدُّنيا، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، تصنيفًا في حلم مُعَاوِيَة. قَالَ ابن عون: كَانَ الرجل يقول لمعاوية: واللَّه لتستقيمن بنا يَا مُعَاوِيَة أَوْ لنقومنك، فيقول: بماذا؟ فيقولَوْن: بالخُشُب [2] ، فيقول: إذا نستقيم [3] . وَعَن قبيصة بن جابر قَالَ: صحبت مُعَاوِيَة، فما رأيت رجلًا أثقل حلما، وَلَا أبطأ جهلًا، وَلَا أبَعْدَ أناةً مِنْهُ [4] . وَقَالَ جَرِيرُ، عَن مغيرة قَالَ: أرسل الْحَسَن بن عَلِيّ وعَبْد اللَّهِ بن جعفر إِلَى مُعَاوِيَة يسألانَّهُ، فبعث إليهما بمائة ألف، فبلغ عليًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لهما: ألا تستحيان، رَجُلٌ نطعن فِيهِ غدوة وعشيّة، تسألانه المال! قالا: لأنك حَرَمْتَنا وجاد لنا [5] . وَقَالَ مالك: إن مُعَاوِيَة نتف الشَّيْبَ كذا وكذا سَنَة، وَكَانَ يخرج إِلَى الصلاة ورداؤه يُحمل، فإذا دَخَلَ مُصلاه جُعل عَلَيْهِ، وذلك من الكِبْر. وذكر غيره: أن مُعَاوِيَة أصابته اللقْوَة قبل أن يموت، وكان اطّلع في بئر عاديّة [6] .   [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 132 من أوله حتى قوله «وحسين بن علي» ، وهو في سنن أبي داود مطوّلا (4131) في اللباس. [2] الخشب: بالضم، وهو السيف الصقيل. مفردة: خشيب. [3] تاريخ دمشق 16/ 368 ب. [4] تاريخ دمشق 16/ 367 أ. [5] تاريخ دمشق 16/ 370 ب. [6] بئر عاديّة: قديمة، لعلّها نسبت إلى عاد وهم قوم ثمود، إذ كان العرب ينسبون كل قديم إلى عاد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 بالأَبُواء لَمَّا حج، فأصابته لقوة، يعني بُطل نصفه [1] . الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: إِنَّ مَنْ زَرَعَ قَدِ اسْتَحْصَدَ، وَقَدْ طَالَتْ إِمْرَتِي عَلَيْكُمْ، حَتَّى مَلَلْتُكُمْ وَمَلَلْتُمُونِي، وَلَا يَأْتِيكُمْ بَعْدِي خَيْرٌ مِنِّي كَمَا أَنَّ مَنْ كَانَ قَبْلِي خَيْرٌ مِنِّي، اللَّهمّ قَدْ أَحْبَبْتُ لِقَاءَكَ، فَأَحْبِبْ لِقَائِي [2] . الْوَاقِدِيُّ: ثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَة لِيَزِيدَ وَهُوَ يُوصِيهِ: اتَّقِ الله، فقد وطّأت لَكَ الأَمْرَ، وَوُلِيتَ مِنْ ذَلِكَ مَا وُلِّيتَ، فإن يك خَيْرًا، فَأَنَا أَسْعَدُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، شَقِيتَ بِهِ، فَارْفِقْ بِالنَّاسِ، وَإِيَّاكَ وَجَبْهَ أَهْلِ الشَّرَفِ وَالتَّكَبُّرَ عَلَيْهِمْ. فِي كَلامٍ طَوِيلٍ، أَوْرَدَهُ ابْنُ سَعْدٍ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ مَعِين، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ النَّرْسِيِّ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِيَزِيدَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ شَيْئًا عَمِلْتُهُ فِي أَمْرِكَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَلَّمَ يَوْمًا أَظْفَارَهُ، وَأَخَذَ مِنْ شَعْرِهِ، فَجَمَعْتُ ذَلِكَ، فَإِذَا مِتُّ فَاحْشُ بِهِ فَمِي وَأَنْفِي. وَرَوَى عَبْد الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مِهْران، عَن أبيه: أن مُعَاوِيَة قَالَ في مرضه: كنت أوضِّئ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يومًا، فنزع قميصه وكسانيه، فرقعته، وخبأت قُلامة أظفاره في قارورة، فإذا متٌ فاجعلَوْا القميص عَلَى جلدي، واسحقوا تلك القُلامة واجعلَوْها في عيني، فعسى [اللَّه أن يَرحَمَني بَبَركَتِها] [3] . حُمَيْد بن هلال، عَن أَبِي بُرْدة بن أبي موسى قال: دخلت على معاوية   [1] أخرجه ابن عساكر مطوّلا في تاريخ دمشق 16/ 375 ب. [2] أنساب الأشراف 4/ 44، الأمالي لأبي علي القالي 2/ 311، البداية والنهاية 8/ 141. [3] ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، استدركته من (تاريخ الطبري 5/ 327) ، والحديث في: أنساب الأشراف 4/ 153، وتاريخ دمشق 16/ 378 ب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 حين أصابته قُرحته فَقَالَ: هَلم ابنَ أخي، تحول فأنظر، فنظرت، فإذا هِيَ قَدْ سَرَتْ [1] . وَعَن الشَّعْبِيُّ قَالَ: أول من خطب النَّاسَ قاعدًا معاويةُ، وذلك حين كثُر شحمُه وعظُم بطنُه. وَعَن ابن سيرين قَالَ: أخذت معاويةَ قُرْحَةٌ، فاتخذ لُحُفًا تُلقى عَلَيْهِ، فلا يلبث أن يتأذى بِهَا، فإذا أخذت عَنْهُ، سأل أن تُرد عَلَيْهِ، فَقَالَ: قبحك اللَّه من دارٍ، مكثت فيك عشرين سَنَة أميرًا، وعشرين سَنَة خَلِيفَة، ثُمَّ صرت إِلَى مَا أرى. وَقَالَ أَبُو عمرو بن العلاء: لَمَّا حَضَرتْ مُعَاوِيَة، الْوَفاةُ قيل لَهُ: ألا توصي؟ فَقَالَ: هُوَ الموتُ لَا مَنْجي من الموتَ والذي ... نُحاذرُ بَعْدَ الموتِ أدهى وأفْظعُ اللَّهمّ أقِلِ العثْرةَ، واعفُ عَن الزلة، وتجاوزْ بحِلمك عَن جهل مَن لَمْ يَرْجُ غيرَك فما وراءك مذهب. وَقَالَ أَبُو مُسْهِر: صَلَّى الضحاك بن قيس الفِهْريّ عَلَى مُعَاوِيَة، ودُفن بَيْنَ باب الجابية وباب الصغير [2] فيما بلغني. وَقَالَ أَبُو معشر وغيره: مات مُعَاوِيَة في رجب سَنَة ستين، وقيل: إِنَّهُ عاش سبعًا وسبعين سَنَة. ميمونة بِنْت الحارث [3]- ع- أم المؤْمِنِينَ الهلالية.   [1] الطبقات الكبرى 4/ 1/ 83، أنساب الأشراف 4/ 41، تاريخ دمشق 16/ 287 ب. [2] يقع قبره داخل مقبرة الباب الصغير من مقابر دمشق، والقبر معروف حتى الآن هناك. وقد جرى تجديده في السنوات الأخيرة. وهو قريب من قبر الحافظ ابن عساكر، رحمهما الله، وقد زرتهما في سنة 1399 هـ. / 1979 م. وقرأت الفاتحة لهما. [3] انظر عن (ميمونة بنت الحارث) في: طبقات ابن سعد 8/ 132، ومسند أحمد 6/ 329، وطبقات خليفة 338، وتاريخ خليفة 86 و 218، والمعارف 137 و 344، وتسمية أزواج النبي لأبي عبيدة 67، والسمط الثمين 113، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سَنَة سبع. رَوَى عنها: مَوْلياها عطاء، وسليمان ابنا يَسَار، وابن أختها يزيد بن الأصم، وكُريْب مولى ابن عباس، وابن أختها عَبْد اللَّهِ بن عباس، وابن أختها عَبْد اللَّهِ بن شدّاد بن الهاد، وعُبَيد بن السباق، وجماعة. وكانت قبل النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عند أَبِي رُهْم بن عَبْد الْعُزَّى العامري، فتأيمت مِنْهُ، فخطبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فجعلت أمرها إِلَى العباس، فزوجها مِنْهُ، وبنى بها بسرف بطريق مكة، لما رجع من عمرة القضاء [1] .   [ () ] وإمتاع الأسماع 339- 341، والروض الأنف 2/ 255 و 367، والمنتخب من ذيل المذيّل 611، وجمهرة أنساب العرب 274، والمعرفة والتاريخ 1/ 216 و 224 و 396 و 416، و 421 و 452 و 463 و 494 و 509 و 510 و 2/ 441 و 698 و 701 و 727 و 3/ 8 و 319، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 46، والمغازي للواقدي 738 و 740 و 829 و 866 و 868 و 1101، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 8 و 9 و 291 و 294 و 296 و 300، وتاريخ الطبري 3/ 25 و 166 و 189 و 195، ومقاتل الطالبيين 20، والبدء والتاريخ 5/ 13، 14، والاستيعاب 4/ 404، والمستدرك 4/ 30، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1492 و 1516 و 1996 و 2213، 2214، وترتيب الثقات للعجلي 524، وأنساب الأشراف 1/ 414 و 429 و 444- 448 و 453 و 467 و 477 و 541 و 543 و 545 و 546 و 563 و 3/ 11 و 20 و 28، والزيارات 93، والعقد الفريد 3/ 127، والمحبّر 91 و 92 و 98 و 106 و 107 و 109 و 409، والسير والمغازي لابن إسحاق 266 و 267 و 269، وتاريخ أبي زرعة 1/ 490 و 491 و 493 و 495 و 631، وتاريخ اليعقوبي 2/ 55 و 84، والكامل في التاريخ 2/ 227 و 309 و 317 و 3/ 489 و 5/ 105، وأسد الغابة 5/ 550، 551، ووفيات الأعيان 2/ 391 و 999 و 3/ 18، والمعجم الكبير 23/ 421- 441 و 24/ 7- 29، وتحفة الأشراف 12/ 484- 498 رقم 918، وتهذيب الكمال 3/ 1697، والوفيات لابن قنفذ 37 رقم 66، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 355، 356 رقم 762، ونهاية الأرب 18/ 188- 190، وسير أعلام النبلاء 2/ 238- 245 رقم 27، والعبر 1/ 8 و 45 و 57، والكاشف 3/ 435 رقم 141، ودول الإسلام 1/ 38، والمعين في طبقات المحدّثين 30 رقم 175، والسيرة النبويّة للذهبي (من تاريخ الإسلام) 593، والمغازي 459 و 465 و 466، والمغازي لعروة 201، وصحيح البخاري (5/ 86) ، وعهد الخلفاء الراشدين 232 و 606، والنكت الظراف 12/ 484- 497، وتهذيب التهذيب 12/ 453 رقم 2899، وتقريب التهذيب 2/ 614 رقم 10، والإصابة 4/ 411- 413 رقم 1026، ومجمع الزوائد 9/ 249، وخلاصة تذهيب التهذيب 496، وكنز العمال 13/ 708، وشذرات الذهب 1/ 12 و 58، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 52. [1] طبقات ابن سعد 8/ 122. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 وَهِيَ أخت أسماء بِنْت عُمَيْس لأمها، وأخت زينب بِنْت خُزيمة أيضًا لأمها. رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ اسْمُ مَيْمُونَةَ بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم ميمونة [1] . وقيل: إنها لما ماتت صلّى عليها ابن عباس ودخل قبرها، وهي خالته. ابْنُ عُلَيَّةَ: ثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: أَمَّرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَسَأَلْتُ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ عَنْ نِكَاحِ مَيْمُونَةَ، فَقَالَ: نَكَحَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَلَالًا بِسَرِف، وَبَنَى بِهَا حَلَالًا بِسَرِف، وَمَاتَتْ بِسَرِف، فَذَاكَ قَبْرُهَا تَحْتَ السَّقِيفَةِ [2] . وَرَوَى زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْجُبْنِ فَقَالَ: «اقْطَعْ بِالسِّكِّينِ وَسَمِّ اللَّهَ وَكُلْ» [3] . قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «الْأَخَوَاتُ الْأَرْبَعُ مَيْمُونَةُ، وَأُمُّ الْفَضْلِ، وَسَلْمَى، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، أُخْتُهُنَّ لِأُمِّهِنَّ مُؤْمِنَاتٌ» ، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: توفيت سَنَة إحدى وستين، وَهِيَ آخر من مات من أمهات المؤْمِنِينَ. وقال خليفة [4] : توفيت سنة إحدى وخمسين.   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 137 من طريق: الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد. وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 30 من طريق كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ اسْمُ خالتي ميمونة: برّة، فسمّاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ميمونة. صحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه. [2] طبقات ابن سعد 8/ 134 والمستدرك 4/ 31. [3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 234 من طريق: جابر، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم أتى بجبنة، قال: فجعل أصحابه يضربونها بالعصيّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ضعوا السكّين واذكروا اسم الله وكلوا» . [4] في تاريخه 218. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 وقيل إِنَّهَا ماتت أيضًا بسَرِف، ووَهِم من قَالَ: إِنَّهَا ماتت سَنَة ثلاث وستين. ميمونة بِنْت سَعِيد [1] ، - 4- أَوْ سعد. خادم النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، لها صحبة ورواية. رَوَى عنها: أيوب بن خالد، وزياد بن أَبِي سَوْدة، وعُثْمَان بن أَبِي سَودة، وأَبُو يزيد الضبي، وطارق بن عبد الرحمن القرشي، وغيرهم.   [1] انظر عن (ميمونة بنت سعيد) في: طبقات ابن سعد 8/ 305، ومسند أحمد 6/ 463، وأنساب الأشراف 1/ 485، وطبقات خليفة 331، والمنتخب من ذيل المذيل 621، 622، والمعجم الكبير 25/ 32- 39، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 117 رقم 435 و 127 رقم 552، وأسد الغابة 5/ 551، 552، وتهذيب الكمال 3/ 1698، وتحفة الأشراف 12/ 499 رقم 919، والكاشف 3/ 435 رقم 242، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 306، والاستيعاب 4/ 408، والإصابة 4/ 413، 414، وتهذيب التهذيب 12/ 454 رقم 2900، وتقريب التهذيب 2/ 614، 615 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 496. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 [حرف الهاء] هشام بن عامر الْأَنْصَارِيّ [1] ، - م 4-. لَهُ صُحْبة ورواية، نَزَلَ الْبَصْرَةَ، واستُشْهد أَبُوه يَوْم أُحُد. رَوَى عَنْهُ: سعد بن هشام، ومُعَاذة العدوية، وأَبُو قَتَادة العدوي، وأَبُو الدهماء العدوي، وحُمَيد بن هلال. هنِد بن حارثه [2] ، الأسلمي المدني، أخو أسماء.   [1] انظر عن (هشام بن عامر) في: طبقات ابن سعد 7/ 26، 27، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 203، والتاريخ الكبير 8/ 191 رقم 2663، والجرح والتعديل 9/ 63 رقم 246، والمعرفة والتاريخ 2/ 80 و 3/ 155، 156، وطبقات خليفة 187، وأنساب الأشراف 1/ 336، وتاريخ الطبري 4/ 71 و 263 و 352 و 463، وتاريخ أبي زرعة 1/ 555، ومسند أحمد 4/ 1، والاستيعاب 3/ 596، والكامل في التاريخ 2/ 541 و 3/ 160 و 212، وأسد الغابة 5/ 64، وتحفة الأشراف 9/ 71، 72 رقم 571، وتهذيب الكمال 3/ 1440، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 213، والكاشف 3/ 196 رقم 6072، وتهذيب التهذيب 11/ 42 رقم 83، وتقريب التهذيب 2/ 319 رقم 86، والإصابة 3/ 605 رقم 8968، وخلاصة تذهيب التهذيب 410. [2] انظر عن (هند بن حارثة) في: المغازي للواقدي 799، والاستيعاب 3/ 599، 600، والجرح والتعديل 9/ 116 رقم 488، والتاريخ الكبير 8/ 238، 239 رقم 2854، وأنساب الأشراف 1/ 535، وطبقات ابن سعد 4/ 323، والمستدرك 3/ 529، 530، وأسد الغابة 5/ 70، 71، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 140 رقم 218، والإصابة 3/ 611 رقم 9905، وتعجيل المنفعة 432 رقم 1139 (هند بن جارية) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 قَالَ الْوَاقدي: قَالَ أَبُو هريرة: مَا كنت أرى أسماء وهند إِلَّا خادمين لرَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، من طول لزومهما بابه، وخدمتهما إياه [1] . وَقَالَ غيره: كانا من أصحاب الصّفة، ولهما إخوة [2] . توفي هند في خلافة معاوية.   [1] طبقات ابن سعد 4/ 323، الاستيعاب 3/ 599. [2] هم ثمانية إخوة: هند، أسماء، خراش (وقيل: خداش) ، ذؤيب، فضالة، حمران، سلمة، ومالك. (ابن سعد 4/ 323، ابن عبد البر 3/ 599) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 [حرف الْوَاوِ] وابصة بن معبد [1] ، - د ت ق- بن عتبة الأسدي، أسد خُزَيمة. وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سَنَة تسع في عشرة من رهطه، فأسلموا ورجعوا إِلَى أرضهم، ثُمَّ نَزَلَ وابصة الجزيرة، وسكن الرقة [2] ، وله بدمشق دار. رَوَى عن: النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَن ابن مسعود، وخُرَيم بن فاتك. وعنه: زِرّ بن حُبَيْش، والشَّعْبِيُّ، وعمرو بن ناشد، وهلال بن يساف، وابنه عمر بن وابصة، وجماعة. وقبره بالرقة عند الجامع، وكنيته أبو سالم.   [1] انظر عن (وابصة بن معبد) في: التاريخ الكبير 8/ 187، 188 رقم 2647، والجرح والتعديل 9/ 47 رقم 203، وتاريخ أبي زرعة 2/ 686، 687، وطبقات خليفة 35 و 128 و 318، وطبقات ابن سعد 7/ 476، ومسند أحمد 4/ 227، والاستيعاب 3/ 641، والمستدرك 4/ 620، ومشاهير علماء الأمصار 53 رقم 359، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 179، وأسد الغابة 5/ 76، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 142 رقم 222، وتحفة الأشراف 9/ 75، 76 رقم 575، وتهذيب الكمال 3/ 1457، وتلخيص المستدرك 3/ 620، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 135، والكاشف 3/ 204 رقم 6130، والإصابة 3/ 626 رقم 9085، وتهذيب التهذيب 11/ 100، 101 رقم 173، وتقريب التهذيب 2/ 328 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 419، والمعجم الكبير 22/ 140- 149. [2] أسد الغابة 5/ 76. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 [حرف الياء] يزيد بن شجرة [1] الرهاوي [2] . و «رها» : قبيلة من مَذْحِج. رَوَى عَنْهُ: مجاهد، وله صُحبة ورواية، وَكَانَ متألهًا متوقيًا. وَرَوَى عَنْهُ أيضًا أَبُو الزاهرية، وأرسل عَنْهُ الزُهرْي. وقد رَوَى هُوَ أيضًا عَن: أَبِي عُبيدة بن الجرَاح، ونزل الشَّام. وَكَانَ مُعَاوِيَة يستعمله عَلَى الغزو، وسيّره مرّة يقيم للناس الحج [3] . استشهد يزيد وأصحابه في غزو البحر، وقيل بالروم سنة ثمان   [1] انظر عن (يزيد بن شجرة) في: طبقات ابن سعد 7/ 446، وتاريخ خليفة 198 و 223 و 225، وطبقات خليفة 75 و 134 و 148 و 306، والتاريخ لابن معين 2/ 672، والتاريخ الكبير 8/ 316 رقم 3151، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والمعارف 448، والعقد الفريد 1/ 297، 298، والمراسيل 235، 236 رقم 432، والجرح والتعديل 9/ 270، 271 رقم 1135، وأنساب الأشراف 3/ 65 وق 4 ج 1/ 335، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2342 و 3632، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 144 رقم 706، والمستدرك 4/ 494، والاستيعاب 3/ 653، 654، وتاريخ الطبري 5/ 136 و 232 و 301 و 309 و 7/ 93، وجمهرة أنساب العرب 413، والكامل في التاريخ 3/ 377 و 380 و 458 و 503، وأسد الغابة 5/ 114، 115، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 138، والمعجم الكبير 22/ 246، 247، وجامع التحصيل 372، 373 رقم 894، والتذكرة الحمدونية 2/ 286، 287، والإصابة 3/ 658، 659 رقم 9272. [2] النسبة إلى «الرّها» القبيلة التي هو منها. والنسبة إلى الرّها المدينة بالضم. على ما في (اللباب 2/ 45) وفي (معجم البلدان 3/ 106) ضبط النسبتين بالضمّ. [3] تاريخ خليفة 198. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 وخمسين، وقيل سَنَة خمسٍ وخمسين [1] . زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ مِمَّنْ يُذَكِّرُنَا فَيَبْكِي، وَكَانَ يُصَدِّقُ بُكَاءَهُ بِفِعْلِهِ [2] . وَقَالَ الأعمش، عَن مُجاهد: خَطَبَنا يزيد بن شجرة الرّهاوي، وَكَانَ مُعَاوِيَة استعمله عَلَى الجيوش [3] . والرّهاوي قيّده عبد الغني بالفتح [4] ، فخطّأه ابن ماكولا. يَعْلَى بن أميّة [5] ، - ع- بن أبي عبيدة التميمي المكّي.   [1] تاريخ خليفة 223 و 225، المستدرك 4/ 494. [2] في المعجم الكبير للطبراني 22/ 246 بلفظ: «كان يزيد بن شجرة ممّن يصدّق قوله فعله» ، وهو بهذا السند. [3] راجع الخطبة في (المستدرك 4/ 494) والمعجم الكبير 22/ 246 رقم (641) و (642) من طريق: منصور، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة. [4] مشتبه النسبة، لعبد الغني بن سعيد الأزدي، ورقة 18 ب. (رقم 446 حسب تحقيقنا للنسخة البريطانية) . [5] انظر عن (يعلى بن أميّة) في: تاريخ خليفة 123 و 179، وطبقات خليفة 45، وطبقات ابن سعد 5/ 456، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 98، والتاريخ لابن معين 2/ 682، وتاريخ أبي زرعة 1/ 501، والمنتخب من ذيل المذيل 554، والبرصان والعرجان 137، والمعرفة والتاريخ 1/ 308 و 337 و 400 و 2/ 160 و 205، ومقاتل الطالبيين 13، والاستيعاب 3/ 661- 664، وتاريخ الطبري 2/ 390 و 3/ 228 و 318 و 427 و 446 و 479 و 597 و 623 و 4/ 39 و 94 و 160 و 241 و 421 و 443 و 450- 452 و 454 و 507، والعقد الفريد 1/ 258 و 2/ 68 و 4/ 326، والمعارف 208، وتاريخ اليعقوبي 2/ 122 و 157 و 161 و 176 و 181، والتاريخ الكبير 8/ 414 رقم 3535، وجمهرة أنساب العرب 229، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1582 و 1628، والبدء والتاريخ 5/ 114 و 217، 218، والجرح والتعديل 9/ 301 رقم 1293، والمحبّر 67، والمغازي للواقدي 1012، والأخبار الموفقيات 500، وفتوح البلدان 119، 120، ومشاهير علماء الأمصار 32 رقم 167، وأنساب الأشراف 1/ 98، ومسند أحمد 4/ 222، والمعجم الكبير 22/ 249- 261، والمستدرك 3/ 423، 424، والكامل في التاريخ 2/ 421 و 433 و 449 و 489 و 508 و 554 و 3/ 77 و 186 و 202 و 207 و 210، وأسد الغابة 5/ 128، 129، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 165 رقم 263، وتحفة الأشراف 9/ 110- 118 رقم 594، وتهذيب الكمال 3/ 1554، والجمع بين رجال الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 حليف قريش، وَهُوَ يعلي بن مُنْية بِنْت غزوان، أخت عُتْبة بن غزوان. أسلم يَوْم الفتح، وشهد الطائف وتبوكًا، وَرَوَى عَن: النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَن عمر. وعنه: بنوه محمد، وصفوان، وعُثْمَان، وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ، وابن أخيه صفوان بن عَبْد اللَّهِ، وعكرمة، وعَبْد اللَّهِ بن بابيه [1] ، ومجاهد، وعطاء بن أَبِي رباح، وآخرون. قَالَ ابن سعد [2] : كَانَ يعلى يُفْتي بمكة. وقيل: إِنَّهُ عمل لعمر عَلَى نجران، وله أخبار في السخاء. وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار قَالَ: كَانَ أول من ورّخ الكتب يعلى بن أمية، وَهُوَ باليمن [3] . قلت: كَانَ قَدْ ولى صنعاء لعُثْمَان، وَكَانَ يعلى ممن شهد مع عائشة يَوْم الجمل، وأنفق أموالًا عظيمة في ذلك الجيش، فلما هُزم النَّاس هرب يعلى، وبقي إِلَى أواخر خلافة معاوية. وقيل: قتل بصفّين مع عليّ، والله أعلم. أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُيَيٍّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «الْبَحْرُ مِنْ جَهَنَّمَ» . فَقِيلَ لَهُ فِي ذلك، فقال: أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها 18: 29 [4] والله لا أدخله، ولا يصيبني منه   [ () ] الصحيحين 2/ 586، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 140، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 145، والكاشف 3/ 257 رقم 6526، وسير أعلام النبلاء 3/ 100، 101 رقم 20، والعقد الثمين 7/ 478، وتلخيص المستدرك 3/ 423، 42، والنكت الظراف 9/ 111- 115، وتهذيب التهذيب 11/ 399، 400 رقم 772، وتقريب التهذيب 2/ 377 رقم 401، والإصابة 3/ 668 رقم 9358، وخلاصة تذهيب التهذيب 376، وأمالي اليزيدي 96، وأسماء الصحابة الرواة 281، والوسائل إلى مسامرة الأوائل 34 و 129. [1] في الأصل مهملة، والتصويب من (تهذيب التهذيب 5/ 152) ويقال له «ابن باباه» . [2] قول ابن سعد غير موجود في ترجمة (يعلى) . [3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 424 وبقيّته: فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة في شهر ربيع الأول، وإن الناس أرّخوا لأول السنة، وإنما أرّخ الناس لمقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم. [4] سورة الكهف- الآية 29. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 قَطْرَةٌ حَتَّى أُعْرَضَ عَلَى اللَّهِ [1] . قَالَ أَبُو عاصم: حلف عَلِيّ غيبٍ، وَهُوَ ممن أعان عَلَى عَلِيّ رضي اللَّه عَنْهُ. يعلي بن مُرة [2] ، - ت ن ق- بن وهْب الثقفي، وَيُقَالُ العامري، واسم أمه سيابة. شهد الحُديبية وخيبر، وله أحاديث، وسكن الْعِرَاق. رَوَى عَنْهُ: ابناه عُثْمَان، وعَبْد اللَّهِ، وعَبْد اللَّهِ بن حفص بن أَبِي عقيل الثقفي، وراشد بن سعد، وأبو البختريّ. وأرسل عَنْهُ: المنْهال بن عُمَرو، ويونس بن خباب [3] ، وعطاء بن السّائب. وكان فاضلا.   [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 223 بهذا السند. [2] انظر عن (يعلى بن مرّة) في: طبقات ابن سعد 6/ 40، والتاريخ الكبير 8/ 414، 415 رقم 3536، والمغازي للواقدي 928، والسير والمغازي لابن إسحاق 277، والجرح والتعديل 9/ 301 رقم 1295، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 104، وطبقات خليفة 53 و 131 و 182، والمعجم الكبير 22/ 261- 273، والاستيعاب 3/ 664، وأسد الغابة 5/ 129، 130، والكامل في التاريخ 6/ 407، ومشاهير علماء الأمصار 45 رقم 280، ومسند أحمد 4/ 170، وتحفة الأشراف 9/ 118، 119 رقم 595، وتهذيب الكمال 3/ 1557، والكاشف 3/ 259 رقم 6535، والنكت الظراف 9/ 120، وتهذيب التهذيب 11/ 404، 405 رقم 782. وتقريب التهذيب 2/ 378 رقم 411، والإصابة 3/ 669 رقم 9361، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 54 و 88، وخلاصة تذهيب التهذيب 438. [3] في الأصل «حباب» ، وقال في (خلاصة تذهيب التهذيب 441) بمعجمة وموحّدتين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 [الكني] أَبُو أرَوَى الدوسي [1] . لَهُ صُحبة ورواية، وَكَانَ من شيعة عُثْمَان، نَزَلَ ذا الحُلَيفة [2] . وقد رَوَى عَن أَبِي بَكْر أيضًا. وعنه: أَبُو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وأَبُو واقد صالح بن مُحَمَّد بن زيادة المدَنِيّ. فرَوَى وُهَيْب، عَن أَبِي واقد، عَنْهُ قَالَ: كنت أصلي العصر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ أتي الشجرة قبل غروب الشمس [3] . أَبُو أيْوب الْأَنْصَارِيّ [4] ، - ع- اسمه خَالِد بن زيد بن كُليْب بن ثعلبة بن عَبْد عوف بن غنم بن مالك   [1] انظر عن (أبي أروى الدّوسي) في: طبقات ابن سعد 4/ 341 (وفيه: أبو الرّوى الدّوسي) ، ومسند أحمد 4/ 344، والتاريخ الكبير 9/ 6 رقم 34، والمعجم الكبير 22/ 369، وطبقات خليفة 115، والجرح والتعديل 9/ 335 رقم 1478، والاستيعاب 4/ 10، والمغازي للواقدي 183، وفتوح البلدان 128، وأسد الغابة 5/ 134، 135، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 256، وتعجيل المنفعة 462 رقم 1217، والإصابة 4/ 5 رقم 19، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 16. [2] طبقات ابن سعد 4/ 341. [3] رواه البخاري في تاريخه 9/ 6، 7، والطبراني في المعجم الكبير 22/ 369 رقم (925) . [4] انظر عن (أبي أيوب الأنصاري) في: مسند أحمد 5/ 113، وطبقات ابن سعد 3/ 484، 485، والتاريخ لابن معين 2/ 144، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328   [ () ] وطبقات خليفة 89 و 303، وتاريخ خليفة 211، والمعارف 274، والتاريخ الكبير 3/ 136، 137 رقم 462، والمعرفة والتاريخ 1/ 312، والجرح والتعديل 3/ 331 رقم 1484، وسيرة ابن هشام 2/ 301، والمنتخب من ذيل المذيّل 515، وربيع الأبرار 4/ 243، والمحبّر 29، وأنساب الأشراف 3/ 53، وق 4 ج 1/ 85 و 553، والسير والمغازي 281، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 27، والتاريخ الصغير 24 و 65، والمغازي للواقدي 161 و 318، والاستيعاب 4/ 5- 7، وجمهرة أنساب العرب 438، وفتوح البلدان 4 و 5 و 182 و 308، ومشاهير علماء الأمصار 26 رقم 120، وتاريخ الطبري 2/ 396 و 617 و 3/ 201 و 225 و 605 و 606 و 4/ 241، و 423، و 430 و 447 و 467 و 537 و 5/ 84 و 85 و 87 و 139، و 156 و 232، وتاريخ اليعقوبي 2/ 41 و 178 و 197، والمعجم الكبير 4/ 224- 228 رقم 372، والمستدرك 3/ 457- 462، وعيون الأخبار 2/ 112، والأخبار الطوال 207 و 210، وتاريخ أبي زرعة 1/ 163 و 188 و 189 و 226 و 309 و 545 و 609، وأسد الغابة 5/ 143، 144، ومصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والعلل لابن المديني 68، والعلل لأحمد 1/ 165 و 332، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 15، والثقات لابن حبّان 3/ 102، وحلية الأولياء 1/ 361- 363 رقم 66، والزهد لابن المبارك 150 و 395 و 397 و 458، وتاريخ بغداد 1/ 153، 154 رقم 7، والزاهر للأنباري 2/ 35، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 118، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 39- 47، وتلقيح فهوم أهل الأثر 131، والبدء والتاريخ 5/ 117، والأخبار الموفقيّات 485، 486، والعقد الفريد 4/ 367 و 4/ 368، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1469 و 1607 و 1631 و 1720 و 1812 و 1819 و 1870 و 1871، والزيارات 56، والوفيات لابن قنفذ 63 رقم 50، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 177 رقم 282، وصفة الصفوة 1/ 468- 470 رقم 40، وتهذيب الكمال 8/ 66- 71 رقم 1612، وتحفة الأشراف 3/ 87- 110 رقم 363، ووفيات الأعيان 3/ 126، والكامل في التاريخ 2/ 109 و 3/ 3/ 77 و 187 و 191 و 215 و 343 و 345 و 346 و 383 و 398 و 459 و 592، والبداية والنهاية 8/ 58، 59، ودول الإسلام 1/ 36، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 150، والعبر 1/ 56، وسير أعلام النبلاء 2/ 402- 413 رقم 83، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 141، والكاشف 1/ 203 رقم 1329، وتلخيص المستدرك 3/ 457- 462، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 29 و 31 و 78، وعهد الخلفاء الراشدين 291 و 423 و 545 و 578، والنكت الظراف 3/ 98- 107، والإصابة/ 405 رقم 2153، وتهذيب التهذيب 3/ 90، 91 رقم 174، وتقريب التهذيب 1/ 213 رقم 32، ومرآة الجنان 1/ 124، والوافي بالوفيات 13/ 251، 252 رقم 307، وفتوح مصر لابن عبد الحكم 93 و 96 و 268- 270، ورجال الطوسي 18، وأنساب الأشراف 1/ 242 و 443، ورجال الكشي 39، والروض الأنف 2/ 246، وقاموس الرجال 3/ 471- 474، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 40، وحسن المحاضرة 1/ 243 رقم 296، وفتوح الشام للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 100، 101، ومجمع الزوائد 9/ 323، وكنز العمال 13/ 614، وشذرات الذهب 1/ 57، والأعلام 2/ 295. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 بن النّجار، الخزرجي، النجاري، المالكي، المدَنِيّ. شهد بدرًا والعَقَبة، وعليه نَزَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لَمَّا قدِم المدينة، فبقي في داره شهرًا حَتَّى بنيت حُجَرُه ومسجده [1] . وَكَانَ من نُجَباء الصحابة، وَرَوَى أيضًا عَن: أُبَيّ. وعنه: مولاه أفلح، والبراء بن عازب، وسَعِيد بن المسيب، وعُرْوَة، وعطاء بن يزيد، وموسى بن طلحة، وآخرون. رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ وَفَدَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ، فَفَرَّغَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَهُ دَارَهُ وَقَالَ: لأَصْنَعَنَّ بِكَ مَا صَنَعْتُ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، كَمْ عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ؟ قَالَ: عِشْرُونَ أَلْفًا، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَعِشْرِينَ مَمْلُوكًا وَقَالَ: لَكَ مَا فِي الْبَيْتِ كُلُّهُ [2] . وشهد أَبُو أيوب الجمل وصِفين مع علِيّ، وَكَانَ من خاصته، وَكَانَ عَلَى مقدمته يَوْم النهروان، ثُمَّ إِنَّهُ غزا الروم مع يزيد بن مُعَاوِيَة ابتغاء مَا عند اللَّه، فتُوفي عند القسطنطينية، فدُفن هناك، وأمر يزيد بالخيل، فمرّت عَلَى قبره   [1] تهذيب الكمال 8/ 66، 7 د. [2] الحديث في معجم الطبراني 4/ 148، 149 رقم (3876) عن: محمد بن عبد الله الحضرميّ، عن أبي كريب، عن فردوس بن الأشعري، عن مسعود بن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بْن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما، أن أبا أيوب بن زيد الأنصاري الّذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل عليه حين هاجر إلى المدينة غزا أرض الروم فمرّ على معاوية رضي الله عنه فجفاه، فانطلق ثم رجع من غزوته فمرّ عليه فجفاه ولم يرفع به رأسا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أنبأني أنّا سنرى بعده أثرة، فقال معاوية: فبم أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر. قال: فاصبروا إذا، فأتى عبد الله بن عباس بالبصرة، وقد أمّره عليّ رضي الله عنهما عليها، فقال: يا أبا أيّوب إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار، فلما كان انطلاقه، قال: حاجتك؟ قال: حاجتي عطائي، وثمانية أعبد يعملون في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف، فأضعفها له خمس مرات، فأعطاه عشرين ألفا وأربعين عبدا. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 461، 462 وصحّحه، ووافقه الذهبي، وهو في: أسد الغابة 2/ 96، ومجمع الزوائد 9/ 323 وتهذيب الكمال 8/ 69، 70. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 حَتَّى عَفت أثره لئلًا يُنبَش، ثُمَّ إن الروم عرفوا مكان قبره، فكانوا إذا أمحلَوْا كشفوا عَن قبره فمرطوا، وقبره تجاه سور القسطنطينية [1] . تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين، أَوْ في آخر سَنَة خَمْسِينَ، ووَهِم من قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وخمسين. أَبُو بَرْزَة الأسلمي [2] ، - ع- اسمه نضلة بن عُبَيْد، صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. قيل: إِنَّهُ قَتَلَ ابن خطل [3] يَوْم الفتح، وَهُوَ تحت أستار الكعبة. رَوَى عَن: النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأبي بَكْر. وعنه: ابنه المغيرة، وحفيدته منية [4] بنت عبيد، وأبو عثمان النهدي،   [1] طبقات ابن سعد 3/ 485. [2] انظر عن (أبي برزة الأسلمي) في: المغازي للواقدي 859 و 875، والتاريخ الصغير 67 و 125، والتاريخ الكبير 8/ 118 رقم 2414، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 123، وتاريخ الطبري 3/ 60 و 4/ 111 و 5/ 390 و 465، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477 و 644، وطبقات ابن سعد 4/ 298 و 7/ 9 و 366، وطبقات خليفة 109 و 187 و 323، والمعارف 336، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 17، والجرح والتعديل 3/ 355 رقم 1602 (في ترجمة ابنه خالد) ، و 8/ 499 رقم 2283، وسيرة ابن هشام 4/ 52، وحلية الأولياء 2/ 32، 33 رقم 130، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 220 و 2/ 169 و 315 و 363، ومسند أحمد 4/ 419، وأنساب الأشراف 1/ 360، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 225، وفتوح البلدان 46 و 507، والتاريخ لابن معين 2/ 606، والزيارات 79، والاستيعاب 4/ 24، وتاريخ بغداد 1/ 182، 183 رقم 21، والكامل في التاريخ 2/ 249 و 565 و 3/ 101 و 489 و 4/ 85 و 174، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 534، وأسد الغابة 2/ 93 و 3/ 268 و 5/ 19 و 146، 147، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 285، ووفيات الأعيان 6/ 366، والكاشف 3/ 181 رقم 5946، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 128، وتحفة الأشراف 9/ 9- 14 رقم 551، وتهذيب الكمال 3/ 1414 و 1580، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 91، وسير أعلام النبلاء 3/ 40- 43 رقم 11، وتهذيب التهذيب 10/ 446، 447 رقم 815، وتقريب التهذيب 2/ 303 رقم 106، والإصابة 3/ 556، 557 رقم 8716 و 4/ 19 رقم 121 (وفيه: أبو بردة) ، والنكت الظراف 9/ 11 و 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 348. [3] هو: عبد الله بن خطل (انظر: سيرة ابن هشام- بتحقيقنا- 4/ 52) . [4] في الأصل «يمنية» ، والتصويب من (خلاصة تذهيب التهذيب 496) حيث قال: «منية: بنون ثم تحتانية، بنت عبيد الأسلمية» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 والأزرق بن قيس، وأَبُو المنْهال سيار بن سلامة، وأَبُو الرضى عباد بن نسيب، وكنانة بن نعيم العدوي، وجماعة. سكن البصرة، وتوفي غازيًا بخُراسان. وقيل: اسمه نضلة بن عُمَرو، وقيل: ابن عائذ، وقيل ابن عَبْد اللَّهِ، وقيل: اسمه عَبْد اللَّهِ بن نضلة، وقيل: خَالِد بن نضلة. وَكَانَ مع مُعَاوِيَة بالشَّام، وقيل: شهد صِفين مع عَلِيّ رضي اللَّه عَنْهُ. وَعَن أَبِي برزة قَالَ: كُنَّا نقول في الجاهلية: من أكل الخمير [1] سمن، فأجْهَضْنا [2] ، القوم يَوْم خيبر عَن خبرة لهم، فجعل أحدنا يأكل في الكسْرة ثُمَّ يَمَسُّ عِطْفَةً، هَلْ سَمِن [3] ؟. وقيل: إن أَبَا بْرزَة كَانَ يقوم الليل، وله بر ومعروف. تُوُفِّيَ سَنَة ستين قبل مُعَاوِيَة. وَقَالَ الحاكم: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وستين، فاللَّه أعلم. (فائدة) تدل عَلَى بقاء أَبِي بَرْزة بَعْدَ هَذَا الْوَقت: قال الأنصاري: ثَنَا عوف، حدثني أَبُو المنْهال سيار بن سلامة قَالَ: لَمَّا خرج ابن زياد، ووثب ابن مروان بالشَّام، وابن الزبير بمكة، اغتَم أَبِي فَقَالَ: انطلق معي إِلَى أَبِي بَرْزة الأسلمي، فانطلقنا إليه في داره، فإذا هُوَ قاعد في ظلّ، فقال له أبي: يا أَبَا بَرْزَة ألا ترى! فكان أول شيء تكلم بِهِ أنْ قَالَ: إني أحتسب عند اللَّه أني أصبحت ساخطًا عَلَى أحياء قريش- وذكر الحديث [4] .   [1] في (المطالب العالية) : «الخبر» . [2] يقال: أجهضته عن مكانه، أي: أزلته. [3] المطالب العالية لابن حجر 3/ 165. [4] الخبر ناقص عند ابن سعد 4/ 300، وهو في حلية الأولياء 2/ 32 من طريق: الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوف الأعرابي، عن أبي المنهال.. وذكر الحديث، وبقيّته: «وأنكم معشر العرب كنتم على الحال الّذي قد علمتم من جهالتكم والقلّة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 قَالَ ابن سعد [1] : مات أَبُو بَرْزَة بَمْرو، ثُمَّ رَوَى ابن سعد أنْ أَبَا بَرْزَة وأبا بكرة كانا متآخيين. وَقَالَ بعضهم: رَأَيْت أَبَا برزة أبيض الرأس واللحية. أَبُو بَكْرة الثقفي [2] ، - ع- اسمه نُفَيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو.   [ () ] والذلّة والضلالة، وأنّ الله عزّ وجلّ نعشكم بالإسلام، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم خير الأنام، حتى بلغ بكم ما ترون وأن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم، وأنّ ذاك الّذي بالشام والله إن يقاتل إلا على الدنيا، وأن الّذي حولكم الذين تدعونهم قراءكم والله لن يقاتلوا إلّا على الدنيا. قال: فلما لم يدع أحدا، قال له أبي: بما تأمر إذن؟ قال: لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة ملبدة، خماص البطون من أموال الناس، خفاف الظهور من دمائهم» . [1] هذا الخبر ساقط من النسخة المطبوعة من طبقات ابن سعد 4/ 300. [2] انظر عن (أبي بكرة الثقفي) في: طبقات ابن سعد 7/ 15، 16، والمغازي للواقدي 931، 932، والتاريخ الكبير 8/ 112، 113 رقم 2388، والتاريخ الصغير 54، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 32، والمعارف 288، والمحبّر 129 و 189، وتاريخ اليعقوبي 2/ 146 و 157 و 230، والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 2/ 151 و 720 و 776 و 3/ 72 و 169، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477، وطبقات خليفة 54 و 140 و 183، وتاريخ خليفة 116، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 18، والجرح والتعديل 8/ 489 رقم 2239، ومسند أحمد 5/ 35، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 88، وترتيب الثقات للعجلي 452 رقم 1703، والثقات لابن حبان 3/ 411، وفتوح البلدان 65 و 423، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 220، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1783، والتاريخ لابن معين 2/ 698، والعقد الفريد 5/ 856- 11 و 6/ 133 و 299، وأنساب الأشراف 1/ 490- 492، وق 4 ج 1/ 180 و 187 و 189 و 200 و 210- 212 و 225، والخراج وصناعة الكتابة 269، والاستيعاب 4/ 23، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 532، وأسد الغابة 5/ 151، والكامل في التاريخ 3/ 443، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 198 رقم 303، وتحفة الأشراف 9/ 35- 58 رقم 557، وتهذيب الكمال 3/ 1422، والعبر 1/ 58 وسير أعلام النبلاء 3/ 5- 10 رقم 1، والكاشف 3/ 184 رقم 5972، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 131، ووفيات الأعيان 2/ 300 و 400 و 6/ 347 و 356 و 358 و 362- 366، والبداية والنهاية 8/ 57، ومرآة الجنان 1/ 125، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة- بتحقيقنا) 28 و 395، والمغازي 509 و 591، وعهد الخلفاء الراشدين 166 و 243، ودول الإسلام 1/ 39، والزيارات 81، والعقد الثمين 7/ 347 و 8/ 729 وتهذيب التهذيب 10/ 469، 470 رقم 846، وتقريب التهذيب 2/ 306 رقم 139، والنكت الظراف 9/ 36- 57، والإصابة 3/ 571، 572 رقم 8793، وخلاصة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 وقيل: نفيع بن مسروح. وقيل: كَانَ عَبْدًا للحارث فاستلحقه، وَهُوَ أخو زياد بن أَبِيهِ لأمه، واسمها سُمَيَة مولاة الحارث بن كَلَدَة. وقد كَانَ تدلى يَوْم الطائف من الحصن ببكرة، وأتى إِلَى بَيْنَ يدي النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فأسلم، وكُني يومئذ بأبي بكْرة. وله أحاديث، رَوَى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَنِ، وعَبْد العزيز، ومسلم، وروّاد، وعَبْد اللَّهِ، وكبشة أولاده، والأحنف بن قيس، وأَبُو عُثْمَان النَّهدي، وربعي بن حراش [1] ، والحسن، وابن سيرين. وسكن الْبَصْرَةَ، فعن الْحَسَن قَالَ: لَمْ ينزل الْبَصْرَةَ أفضل مِنْهُ ومن عِمران بن حُصَيْن. وَكَانَ أَبُو بَكْرة ممن شهد عَلَى المغيرة، فحده عُمَر لعدم تكميل أربعة شهداء، وأبطل شهادته، ثُمَّ قَالَ لَهُ: تُبْ لنقبل شهادتك، فَقَالَ: لَا أشهد بَيْنَ اثنين أبدًا. وَكَانَ أَبُو بَكْرة كثير العبادة. وَكَانَ أولاده رؤساء الْبَصْرَةِ شرفًا وعلما وولاية. مُغِيرَةُ بْنُ مُقْسِمٍ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ ثَقِيفًا سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلم أن يردّ إليهم أَبَا بَكْرَةَ عَبْدًا، فَقَالَ: «لَا، هُوَ طَلِيقُ اللَّهِ وَطَلِيقُ رَسُولِهِ» [2] . يزيد بن هارون: أنبأ عُيَيْنة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أخبرني أَبِي، أَنَّهُ رأي أَبَا بَكْرَة عَلَيْهِ مِطْرفُ خَز سُدَاهُ حرير [3] . قَالَ خَلِيفَة [4] : تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وخمسين، وقال غيره: سنة إحدى وخمسين.   [ () ] تذهيب التهذيب 346، وشذرات الذهب 1/ 58، والزهد لابن المبارك 252 و 428. [1] بكسر الحاء المهملة. [2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 168 من طريق: يحيى بن آدم، عن مفضّل بن مهلهل، عن مغيرة، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 15 من طريق: الفضل بن دكين، عن أبي الأحوص، عن مغيرة. [3] طبقات ابن سعد 7/ 16. [4] في تاريخه 218. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 أَبُو بَصْرة الغفَاري [1]- م د ن-. اسمه حُمَيْلُ [2] بن بَصْرة، لَهُ صُحْبة ورواية، وَرَوَى عَن أَبِي ذَر أيضًا. وعنه أَبُو هُرَيْرَةَ- وَهُوَ من طبقته-، وأَبُو تميم الجَيْشاني، وعَبْد الرَّحْمَنِ ابن شماسة، وأَبُو الخير مَرْثد اليزَني، وأَبُو الهيثم سُلَيْمَان بن عُمَرو العُتْواري [3] . وشهد فَتَحَ مصر، وسكنها، وبها تُوُفِّيَ. أَبُو جهم بن حذيفة [4] ، بن غانم القرشي العدوي.   [1] انظر عن (أبي بصرة الغفاريّ) في: طبقات ابن سعد 7/ 500، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 166، والتاريخ الصغير 63، والمغازي للواقدي 695، ومشاهير علماء الأمصار 57 رقم 395، والجرح والتعديل 2/ 517 رقم 2136، والمعجم الكبير 2/ 276- 280 رقم 213، وتحفة الأشراف 3/ 84، 85 رقم 118، وتهذيب الكمال 7/ 423، 424 رقم 1551، وطبقات خليفة 32 و 291، ومسند أحمد 6/ 7 و 396، والتاريخ الكبير 3/ 123، 124 رقم 414، والثقات لابن حبان 3/ 93، والمعرفة والتاريخ 2/ 294، والاستيعاب 1/ 405، والإكمال لابن ماكولا 2/ 126، 127، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117، وأسد الغابة 2/ 55، والكاشف 1/ 11/ 182 رقم 270، وتهذيب التهذيب 3/ 56 رقم 98، والإصابة 4/ 21 رقم 137، وتقريب التهذيب 1/ 205 رقم 626، والنجوم الزاهرة 1/ 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 98. [2] في اسمه اختلاف، قال الدراوَرْديّ في روايته: حميل بفتح الحاء، وذكر ابن المديني عن بعض الغفاريّين إنه تصحيف، وذكر البخاري أنه وهم، وحميل بالضمّ، وعليه الأكثر، وصحّحه ابن المديني، وابن حبّان، وابن عبد البر، وابن ماكولا، ونقل الاتفاق عليه وغيرهم، وجميل بالجيم، قاله مالك في حديث أبي هريرة حين خرج إلى الطور، وذكر البخاري وابن حبّان أنه وهم، وقيل اسمه زيد حكاه البارودي. وقد قيل فيه: بصرة بن أبي بصرة، كأنّه قلب، والله أعلم. (تهذيب التهذيب 3/ 56) . [3] العتواري: قال ابن الأثير في (اللباب 2/ 322) : بضمّ العين وسكون التاء وفتح الواو وبعد الألف راء، هذه النسبة إلى عتوارة، ووهم السمعاني فقال: وظنّي أنه بطن من الأزد. [4] انظر عن (أبي جهم بن حذيفة) في: طبقات ابن سعد 5/ 451، والتاريخ لابن معين 2/ 700، وتاريخ خليفة 227، والمحبّر 298 و 474، والاستيعاب 4/ 32، وأسد الغابة 5/ 451، وسيرة ابن هشام 1/ 172 و 199 و 3/ 273 و 4/ 134، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 501، والمغازي 512، وعهد الخلفاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 اسمه عُبَيْد، أسلم في الفتح، وابتنى دارًا بالمدينة، وَهُوَ صاحب الأنبجانية [1] . تُوُفِّيَ في آخر خلافة مُعَاوِيَة. وَيُقَالُ: اسمه عامر، أسلم يَوْم الفتح، وشهد اليرموك، وحضر يَوْم الحَكَمين بدُوَمة الجندل، واستعمله النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى الصدقة، وَكَانَ من مشيخة قريش ونَسابهم. والأصح أَنَّهُ بقي بَعْدَ مُعَاوِيَة. فسيُعاد. أَبُو جهم بن الحارث [2] ، - ع- بن الصمّة الأنصاري.   [ () ] الراشدين 460 و 481، وسير أعلام النبلاء 2/ 556، 557 رقم 117، والتذكرة الحمدونية 2/ 268 و 383، ووفيات الأعيان 2/ 535، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 206 رقم 314، وجمهرة أنساب العرب 5 و 156، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1607، ونسب قريش 369، والعقد الفريد 4/ 286، وعيون الأخبار 1/ 283، وأنساب الأشراف 1/ 57 وق 4 ج 1/ 21 و 55 و 67 و 551 لأ 575 و 577 و 578 و 593، والبرصان والعرجان 98، والمغازي للواقدي 513، والزهد لابن المبارك 185، وتاريخ الطبري 4/ 198 و 359 و 413 و 5/ 67، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 108، والإصابة 4/ 35 رقم 207، والأخبار الطوال 198. [1] انظر الحديث عنها في: صحيح البخاري 1/ 406، 407 في الصلاة، باب إذا صلّى في ثوب له أعلام، وفي صفة الصلاة، باب الالتفات في الصلاة، وفي اللباس: باب الأكسية والخمائص. وصحيح مسلم، في المساجد (62/ 565) باب: كراهية الصلاة في ثوب له أعلام. وسنن أبي داود (914) ، وسنن النسائي 2/ 72، ومسند أحمد 6/ 37 و 199، وسنن ابن ماجة (3550) ، وهو من حديث عائشة أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم صلّى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف، قال: اذهبوا بخميصتي هذه، وائتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنّها ألهتني آنفا عن صلاتي. [2] انظر عن (أبي جهم بن الحارث) في: مسند أحمد 4/ 169، والتاريخ الكبير 9/ 20 رقم 155، وطبقات خليفة 101، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 23، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 117، والاستيعاب 4/ 36، والجرح والتعديل 9/ 355 رقم 1599، وأسد الغابة 5/ 163، 164، وتحفة الأشراف 9/ 140، 141 رقم 607، وتهذيب الكمال 3/ 1594، 1595، والكاشف 3/ 284 رقم 93، وتهذيب التهذيب 12/ 61 رقم 240، وتقريب التهذيب 2/ 407 رقم 39، والإصابة 4/ 36 رقم 208، وخلاصة تذهيب التهذيب 447. وهو: أبو جهم، وأبو جهيم، بالتصغير. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 ابن أخت أَبِي بن كعب، لَهُ صحبة ورواية. وعنه: بسر بن سَعِيد، وعُمَير مولى ابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّهِ بن يَسَار مولى ميمونة. تُوُفِّيَ في أواخر زمن مُعَاوِيَة. أم حبيبة [1] ، - ع- رملة بِنْت أَبِي سُفْيَان، قَدْ تقدمت سَنَة أربع وَأَرْبَعِينَ. وَقَالَ أَحْمَد بن أَبِي خيثمة: تُوفيت قبل أخيها مُعَاوِيَة بعام. أَبُو حُمَيْد الساعدي [2] ، - ع- الْأَنْصَارِيّ المدَنِيّ، اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ، وقيل: المنذر بن سعد. من فقهاء الصحابة. رَوَى عَنْهُ: جَابِر بن عَبْد اللَّهِ، وعُرْوة بن الزُبير، وعمرو [3] بن سُلَيم الزرقي، وعباس بن سهل بن سعد، وخارجة بن زيد، ومحمد بن عمرو بن عطاء.   [1] انظر عن (أم حبيبة- رملة) في ترجمتها التي مرّت في وفيات سنة 44 هـ. وقد حشدنا لها مصادر الترجمة، فلتراجع هناك. [2] انظر عن (أبي حميد الساعدي) في: مسند أحمد 5/ 423، وطبقات خليفة 98، وتاريخ خليفة 227، والمغازي للواقدي 1005 و 1038، والتاريخ لابن معين 2/ 702، والجرح والتعديل 5/ 237 رقم 1120، (عبد الرحمن بن سعد بن المنذر) ، والاستبصار 105، وتاريخ الطبري 4/ 359، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 594 و 551، والاستيعاب 4/ 42، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 215، 216 رقم 330، وأسد الغابة 5/ 174، وتحفة الأشراف 9/ 144- 151 رقم 613، وتهذيب الكمال 3/ 1599، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 103، والمعرفة والتاريخ 3/ 169، والكامل في التاريخ 3/ 162 و 184، ومشاهير علماء الأمصار 20 رقم 77، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 24، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 158، ومرآة الجنان 1/ 131، والعبر 1/ 65، والكاشف 3/ 289 رقم 126، وتاريخ الإسلام: (المغازي) 637، والسيرة النبويّة 519، وعهد الخلفاء الراشدين 480، وسير أعلام النبلاء 2/ 481 رقم 97، 80 رقم 339، وتقريب التهذيب 2/ 86، والنكت الظراف 9/ 145- 151، والإصابة 4/ 46 رقم 303، وخلاصة تذهيب التهذيب 448، وشذرات الذهب 1/ 65. [3] في الأصل «عمر» والتصويب من (خلاصة تذهيب التهذيب 289) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 تُوُفِّيَ سَنَة ستين، وقيل تُوُفِّيَ قبلها بقليل. أَبُو زيد عمرو بن أخطب الْأَنْصَارِيّ [1] ، - م 4-. جد عُرْوة بن ثابت، قَالَ: مسح رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى رأسي ودعا لي [2] . وَيُقَالُ: أَنَّهُ عاش مائة وعشرين سَنَة. رَوَى عَنْهُ: علباء بن أحمر، والحسن الْبَصْرِيُّ. وقيل لَهُ أنصاري تجوّزا، لأنه من غير ذرّيّة الأوس والخزرج، بل من ولد أخيهما عدي. وأَبُوهم هُوَ حارثه بن ثعلبة. أم شريك [3] ، - سوى د-.   [1] انظر عن (أبي زيد عمرو بن أخطب) في: طبقات ابن سعد 7/ 28، وتاريخ الطبري 3/ 180، ومسند أحمد 5/ 77 و 340، والتاريخ لابن معين 2/ 440، وطبقات خليفة 104 و 187، والتاريخ الكبير 6/ 309 رقم 2488، والجرح والتعديل 6/ 220 رقم 1215، والمعرفة والتاريخ 1/ 331، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 32، والأسامي والكنى للحاكم، الورقة 202، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 326، والاستيعاب 4/ 77، 78، وأسد الغابة 5/ 204، وتحفة الأشراف 8/ 133، 134 رقم 398، وتهذيب الكمال 2/ 1027، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 372، والبداية والنهاية 8/ 324، وسير أعلام النبلاء 3/ 473، 474 رقم 100، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 221 و 366 و 367 و 373، وعهد الخلفاء الراشدين 400، والكاشف 2/ 280 رقم 4191، وتهذيب التهذيب 8/ 4 رقم 4، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم 534، وفتوح البلدان 92، 93، وتاريخ أبي زرعة 1/ 207 و 559، 560، ومشاهير علماء الأمصار 40 رقم 240، والإصابة 2/ 522 رقم 57559، و 4/ 78 رقم 461، وخلاصة تذهيب التهذيب 243. [2] أخرجه الترمذي في المناقب (3629) من طريق: محمد بن بشار، عن أبي عاصم النبيل، عن عزرة بن ثابت، عن علباء بن أحمر، حدّثنا أبو زيد بن أخطب، قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على وجهي ودعا لي. قال عزرة: إنه عاش مائة وعشرين سنة، وليس في رأسه إلّا شعرات بيض. وأخرجه أحمد في المسند 5/ 77 و 340 و 341، وصحّحه ابن حبّان (2273) و (2274) . [3] انظر عن (أم شريك) في: طبقات ابن سعد 8/ 154، ومسند أحمد 6/ 441، والتاريخ لابن معين 2/ 742، وطبقات خليفة 335، والجرح والتعديل 9/ 464 رقم 2377، والسير والمغازي لابن إسحاق 269 و 284، والبرصان والعرجان 262، والمحبّر 81 و 92 و 411، وتسمية أزواج النبي لأبي عبيدة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 هِيَ التي وهبت نَفْسَهَا للنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. مختلفٌ في اسمها ونسبها، ولها أحاديث. رَوَى عَنْهَا: جَابِر بْنِ عَبْد اللَّهِ، وسَعِيد بْنِ الْمُسَيِّبِ، وعُرْوة، وشهر بن حَوْشَب، وغيرهم. وَهِيَ من بني عامر بن لُؤي، وفي ذلك اضطراب. أَبُو ضُبيس الجُهني [1] . كَانَ يلزم، البادية، وبايع تحت الشجرة، وشهد الفتح. تُوُفِّيَ في آخر خلافة مُعَاوِيَة. قَالَه ابن سعد. أَبُو عياش الزرقي [2] . قيل: عُبَيْد بن الصامت، وقيل: عبيد بن معاوية، الأنصاري   [73،) ] وأنساب الأشراف 1/ 422، والمعارف 141، وتاريخ اليعقوبي 2/ 784 ومختصر التاريخ لابن الكازروني 50، والمنتخب من ذيل المذيّل 625، والبدء والتاريخ 5/ 15، والمستدرك 4/ 34، والمعجم الكبير 24/ 351، والاستيعاب 4/ 464- 467، وأسد الغابة 5/ 595 و 595، وسيرة ابن هشام 4/ 295، والكاشف 3/ 442 رقم 185، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 598، وسير أعلام النبلاء 2/ 255، 256 رقم 33، وتهذيب الكمال 3/ 1703، وتحفة الأشراف 13/ 86- 89 رقم 938، وتهذيب التهذيب 12/ 471 رقم 2956، وتقريب التهذيب 2/ 622 رقم 48، والنكت الظراف 13/ 87- 89، والإصابة 4/ 465 و 466 رقم 1346 و 1347، وخلاصة تذهيب التهذيب 498. [1] انظر عن (أبي ضبيس الجهنيّ) في: طبقات ابن سعد 4/ 348، والإصابة 4/ 111 رقم 664، وأسد الغابة 5/ 231، 232. [2] انظر عن (أبي عيّاش الزرقيّ) في: مسند أحمد 4/ 76 و 5/ 68، والتاريخ الصغير 106، والمغازي للواقدي 341 و 498 و 541 و 542 و 574، وطبقات خليفة 100، والتاريخ لابن معين 2/ 718، وتاريخ الطبري 2/ 601، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 103 رقم 267، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477 (زيد بن النعمان) ، ومشاهير علماء الأمصار 17 رقم 61، والاستيعاب 4/ 130، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 46 و 47، وأسد الغابة 5/ 266، وتهذيب الكمال 3/ 1635، وتحفة الأشراف 9/ 237 رقم 170، والكاشف 3/ 321 رقم 314، وتاريخ الإسلام (المغازي) 246 و 334، و (المغازي) 246 و 334، وعهد الخلفاء الراشدين 545، وتهذيب التهذيب 12/ 193 رقم 895، وتقريب التهذيب 2/ 458 رقم 220، والإصابة 4/ 142، 143 رقم 825، وخلاصة تذهيب التهذيب 456. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 الخزرجي، وَهُوَ والد النعمان بن أَبِي عياش. رَوَى عَنْهُ: مجاهد، وأَبُو صالح السمان، وقبلهما أنس بن مالك. وَهُوَ فارس «حلَوة» ، وحلَوة فَرس كانت لَهُ [1] ، لَهُ غزوات مع النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وتوفي في زمن مُعَاوِيَة بَعْدَ الخمسين، وقيل قبلها. أَبُو قَتَادة الْأَنْصَارِيّ السلمي [2] ، - ع- فارس النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. اسمه عَلَى الصحيح الحارث بن ربعي، وقيل النعمان، وقيل عمرو، شهد أُحُدًا وَمَا   [1] انظر عن الفرس (حلوة) في: الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام- لمحمد بن كامل التاجي الصاحبي (من أهل القرن السابع الهجريّ) - تحقيق عبد الله الجبوري- طبعة النادي الأدبي بالرياض 1401 هـ/ 1981 م. - ص 63. [2] انظر عن (أبي قتادة الأنصاري) في: طبقات ابن سعد 6/ 15، ومسند أحمد 4/ 383 و 5/ 295، والتاريخ لابن معين 2/ 720، وتاريخ خليفة 99 و 105 و 201 و 223، وطبقات خليفة 139، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477، والتاريخ الكبير 2/ 258، 259 رقم 2387، والتاريخ الصغير 221، والجرح والتعديل 3/ 74 رقم 340، وفتوح الشام للأزدي 20، والأخبار الطوال 210، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1222، 1223، والمحبّر 122 و 124 و 282، وربيع الأبرار 4/ 67، وتاريخ اليعقوبي 2/ 78 و 131، والمعرفة والتاريخ 1/ 214، 215 و 2/ 48 و 51 و 448 و 724، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 22، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 270- 273 رقم 269، وتاريخ الطبري 2/ 293 و 495 و 496 و 498 و 598 و 600 و 603 و 3/ 34 و 35 و 40 و 247 و 263 و 278 و 280 و 4/ 401 و 5/ 85، وفتوح البلدان 117، والمستدرك 3/ 480، وجمهرة أنساب العرب 360، وسيرة ابن هشام 91 و 178، ومشاهير علماء الأمصار 14 رقم 39، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1631، والاستيعاب 4/ 161، 162، والكنى والأسماء 1/ 48، والاستبصار 146، وأسد الغابة 5/ 274، 275، وجامع الأصول 9/ 77، وتحفة الأشراف 9/ 240- 272 رقم 794 وصفة الصفوة 1/ 647، 648 رقم 8، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 265 رقم 410، ووفيات الأعيان 6/ 14، ومرآة الجنان 1/ 128، والبداية والنهاية 8/ 68، ودول الإسلام 1/ 40، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 149، والكاشف 3/ 325 رقم 334، والعبر 1/ 60، وسير أعلام النبلاء 2/ 449- 456 رقم 87، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 185 و 335 و 338 و 339 و 342 و 443 و 454 و 485 و 519 و 584، والسيرة النبويّة 25 و 362، وعهد الخلفاء الراشدين 602، والنكت الظراف 9/ 241- 272، والإصابة 4/ 158، 159 رقم 921، وتهذيب التهذيب 12/ 204، 205 رقم 646، وتقريب التهذيب 2/ 463 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 457، وكنز العمال 13/ 617. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 بَعْدَها، وَكَانَ من فضلاء الصحابة. رَوَى عَنْهُ: أنس، وسَعِيد بن المسيب، وعطاء بن يَسَار، وعَبْد اللَّهِ بن رباح الْأَنْصَارِيّ، وعلي بن رباح، وعَبْد اللَّهِ بن معَبْد الزماني [1] ، وعمرو بن سليم الزرقي، وأَبُو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وابنه عَبْد اللَّهِ بن أَبِي قتادة، ونافع مولاه، وآخرون. وَقَالَ الْوَاقدي: اسم أَبِي قتادة النعمان. وَقَالَ الهيثم بن عدي: عُمَر. وَقَالَ ابن مَعِين [2] وَالْبُخَارِيُّ [3] وغيرهما: الحارث بن ربعي. وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي مسيرهم إعوازهم الماء، وأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ نَعَسَ، فَدَعَمْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ» [4] . وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، إِنَّ أَبَا قَتَادَةَ قَتَلَ مَسْعَدَةَ رَأْسَ الْمُشْرِكِينَ [5] . وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «خَيْرُ فُرْسَانِنَا أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سلمة بن الأكوع» [6] .   [1] في الأصل «الرمّاني» والتصحيح من (اللباب 2/ 73) حيث قيّده: بكسر الزاي وتشديد الميم المفتوحة وفي آخرها نون.. نسبة إلى زمّان بن مالك بن صعب.. بطن من ربيعة.. إلخ. [2] في التاريخ 720. [3] في التاريخ الكبير 2/ 258. [4] أخرجه مسلم في المساجد مطوّلا (861) باب قضاء الصلاة الفائتة، من طريق سليمان بن المغيرة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قتادة. وأحمد في المسند 5/ 302 من طريق: محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، والطبراني في المعجم الكبير 3 رقم (3271) من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ عبد الله بن رباح. [5] الخبر في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 91، 92، والمغازي للواقدي 2/ 544، 545، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 152، والمستدرك للحاكم 3/ 480، والاستيعاب 4/ 161، والمغازي للذهبي (بتحقيقنا) 584، 585. [6] أخرجه مسلم في حديث مطوّل (1807) في غزوة ذي قرد، من طرق، عن عكرمة بن عمار، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين، وقيل سَنَة اثنتين وخمسين، وشهد مع علِيّ مشاهده كلها. أم قيس بِنْت مِحْصَن [1] ، - ع-. أخت عُكَاشة، من المهاجرات الأُوَلِ، رضي اللَّه عَنْهَا. رَوَى عَنْهَا: مولاها عدي بن دينار، ووابصة بن مَعَبْد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعَمْرة، ونافع موليا حمنة، وغيرهم. تأخرت وفاتها. أم كُرْز الكعبية [2] ، - ع- الخُزَاعية المكْيَة. لها صحبة ورواية.   [ () ] وأحمد في المسند 4/ 52، 53، والطبراني في المعجم الكبير 3/ رقم (3270) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن عكرمة بن عمّار، بهذا الإسناد، وهو حسن. [1] انظر عن (أم قيس بنت محصن) في: طبقات ابن سعد 8/ 242، وطبقات خليفة 336، ومسند أحمد 6/ 355، والمستدرك 4/ 68، والمعجم الكبير 25/ 177، وسيرة ابن هشام 2/ 113، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 117، والاستيعاب 4/ 485، 486، وأسد الغابة 5/ 609، 610، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 50، والمعارف 273، والكاشف 3/ 443 رقم 200، وتهذيب التهذيب 12/ 476 رقم 2976، وتقريب التهذيب 2/ 623 رقم 70، والإصابة 4/ 485، 486 رقم 1457، وخلاصة تذهيب التهذيب 499، وتحفة الأشراف 13/ 96- 98 رقم 946، وتهذيب الكمال 3/ 1705، والنكت الظراف 13/ 96، 97. [2] انظر عن (أم كرز الكعبية) في: طبقات ابن سعد 8/ 294، والمغازي للواقدي 614، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 188، وفتوح البلدان 328، والمعجم الكبير 25/ 164- 168، ومسند أحمد 6/ 381 و 422 و 464، والتاريخ لابن معين 2/ 742، وطبقات خليفة 404، والكاشف 3/ 443 رقم 201، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 365 رقم 776، والخراج وصناعة الكتابة 363، وأسد الغابة 5/ 611، والاستيعاب 4/ 493، وتحفة الأشراف 13/ 98- 102 رقم 947، وتهذيب الكمال 3/ 1705، والإصابة 4/ 488، 489 رقم 1467، والنكت الظراف 13/ 101، وتهذيب التهذيب 12/ 477 رقم 2977، وتقريب التهذيب 2/ 623 رقم 71، وخلاصة تذهيب التهذيب 499. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 رَوَى عَنْهَا: سماع بن ثابت، وطاووس، وعرْوة، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح. وتأخّرت وفاتها. أَبُو لبابة [1] ، - خ م د ق- بن عَبْد المنذر الْأَنْصَارِيّ المدَنِيّ. قَدْ ذكرنا في خلافة عُثْمَان أيضًا لَهُ ترجمة [2] ، وإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ هنا لرواية سالم بن عُبَيْد اللَّه، ونافع، وعبيد اللَّه بن أَبِي يزيد، عَنْهُ. أَبُو محذورة [3] ، - م 4- الجمحيّ المكّي المؤذّن.   [1] اسمه: بشير أو رفاعة. انظر عنه في: مسند أحمد 3/ 430 و 452 و 453 و 502، والمغازي للواقدي. و 101 و 115 و 159 و 180 و 182 و 281 و 303 و 505- 509 و 800 و 896 و 1047 و 1072، وطبقات ابن سعد 3/ 456، 457، والتاريخ لابن معين 2/ 723، وطبقات خليفة 84، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477، وتاريخ خليفة 96، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 255 و 330، 331 و 3/ 181، 182 و 4/ 172، وتهذيب سيرة ابن هشام 138 و 200 و 201، والمعرفة والتاريخ 2/ 703، والمعارف 154 و 325 و 597، والتاريخ الكبير 3/ 322 رقم 1092، والجرح والتعديل 3/ 491 رقم 2227، وتاريخ الطبري 1/ 113 و 2/ 478 و 481 و 485 و 583- 585 و 3/ 111، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 51، ومشاهير علماء الأمصار 17 رقم 56، وجمهرة أنساب العرب 334، والاستيعاب 4/ 168- 170، والمعجم الكبير 5/ 42 رقم 438، والمستدرك 3/ 632، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 145، والإكمال لابن ماكولا 4/ 167، وأسد الغابة 5/ 284، 285، وتحفة الأشراف 9/ 275- 278، رقم 653، وتهذيب الكمال 3/ 1641 و 1642، وتلخيص المستدرك 3/ 632، والكاشف 3/ 329 رقم 350، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 150، ووفيات الأعيان 1/ 190، والوافي بالوفيات 10/ 164 رقم 4638، والبداية والنهاية 7/ 223، وتهذيب التهذيب 12/ 214 رقم 990، وتقريب التهذيب 2/ 467 رقم 1، والنكت الظراف 9/ 375، 376، والإصابة 4/ 168 رقم 981، وخلاصة تذهيب التهذيب 458، وعيون الأخبار 1/ 141، وأنساب الأشراف 1/ 241 و 294. [2] انظر الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا التاريخ بتحقيقنا- ص 361 و 668. [3] انظر عن (أبي محذورة) في: طبقات ابن سعد 5/ 450، وطبقات خليفة (أوس بن معير) 24 و 278، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 194، والمعرفة والتاريخ 2/ 23 و 3/ 85 و 356، والمحبّر 161، والمغازي للواقدي 151 (أوس بن المعير) والتاريخ لابن معين 2/ 724، والمعارف 301 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 لَهُ صُحْبة ورواية، اختلفوا في اسمه وفي نسبه، وَهُوَ أوس بن معير عَلَى الصحيح. وهو من مسلمة الفتح. روى عنه: ابنه عَبْد الملك، وزوجته، والأسود بن يزيد، وابن أَبِي مُلَيْكة، وعَبْد اللَّهِ بن مُحَيْريز الجُمَحي، وغيرهم. وَكَانَ من أحسن النَّاس وأنداهم صوتًا. قاله الزبير بن بكار، قَالَ: وأنشدني عمي لبعضهم: أما وربُ الكعبةِ المستورهْ ... وَمَا تلا محمد من سوره والنّغمات من أَبِي محذُورَهْ ... لأفعلنَّ فِعلةً مذكُورَهْ [1] تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين، وَكَانَ مؤذن المسجد الحرام، علّمه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الأذان [2] . أبو مسعود الأنصاري [3] .   [ () ] و 305 و 561، ومسند أحمد 3/ 408 و 6/ 401، والمستدرك 4/ 514، 515، والتاريخ الصغير 57 و 64، وتاريخ أبي زرعة 1/ 476 و 602 (سمرة بن معير) ، والاستيعاب 4/ 177- 180، وأسد الغابة 5/ 292، والمعجم الكبير 7/ 203- 211 رقم 680/ (سمرة بن معير) ، والتاريخ الكبير 4/ 177، 178 رقم 2403، والجرح والتعديل 4/ 155 رقم 680، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 151، والكاشف 3/ 331 رقم 363، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 266، 267 رقم 417، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 56، 57، والكامل في التاريخ 3/ 526، والوافي بالوفيات 9/ 451، 452 رقم 4404 و 15/ 456 رقم 613، وسيرة ابن هشام 2/ 352، وأنساب الأشراف 1/ 300، ومشاهير علماء الأمصار 31 رقم 160، وجمهرة أنساب العرب 162 وق 4 ج 1/ 211، 212، وتحفة الأشراف 9/ 285- 287 رقم 656، وتهذيب الكمال 3/ 1644، والكنى والأسماء 1/ 52، والنكت الظراف 9/ 285، والإصابة 4/ 176 رقم 1018، وتهذيب التهذيب 12/ 222 رقم 1019، وتقريب التهذيب 2/ 469 رقم 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 459، والمنتخب من ذيل المذيل 564. [1] الرجز في: الاستيعاب 4/ 178، والوافي بالوفيات 9/ 451. [2] انظر: طبقات ابن سعد 5/ 450. [3] هو أبو مسعود البدريّ. انظر عنه في: المغازي للواقدي 295 و 331 و 724، وطبقات ابن سعد 6/ 16، وطبقات خليفة 96 الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 مر سَنَة أَرْبَعِينَ [1] ، وَقَالَ الْوَاقدي: مات في آخر خلافة مُعَاوِيَة بالمدينة. أم هانئ [2] ، - ع- بِنْت أَبِي طَالِب الهاشمية، اسمها فاختة، وقيل هند.   [ () ] و 136، وتاريخ خليفة 202، والمحبّر لابن حبيب 290، والتاريخ لابن معين 2/ 410، والزهد لأحمد 235، والمسند له 4/ 118- 122، و 5/ 272- 275، والتاريخ الكبير 6/ 429 رقم 2884، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 37، والمعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، وتاريخ أبي زرعة 1/ 576، وأنساب الأشراف 1/ 245، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 54، وتاريخ الطبري 4/ 129 و 335 و 352 و 422 و 5/ 38 و 93، والجرح والتعديل 6/ 313 رقم 1740، والاستبصار 130، والاستيعاب 3/ 105، وجمهرة أنساب العرب 362، ومشاهير علماء الأمصار 44 رقم 270، وأمالي المرتضى 1/ 75، ولباب الآداب لابن منقذ 13 و 281، وأسد الغابة 5/ 296، 297، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 267 رقم 424، ووفيات الأعيان 2/ 479، وتهذيب الكمال 2/ 948، وتحفة الأشراف 7/ 325- 342 رقم 380، والعبر 1/ 46، والكاشف 2/ 238 رقم 3902، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 91، وسير أعلام النبلاء 2/ 493- 496 رقم 103، ومرآة الجنان 1/ 107، والنكت الظراف 7/ 326- 342، وتهذيب التهذيب 7/ 247- 249 رقم 446، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 249، والإصابة 2/ 490، 491 رقم 5606، وخلاصة تذهيب التهذيب 269. [1] انظر ترجمته في الجزء الخاص بالخلفاء الراشدين من هذا التاريخ- ص 657- 659. [2] انظر عن (أم هانئ) في: طبقات ابن سعد 8/ 47 و 151، وطبقات خليفة 330، ومسند أحمد 6/ 340 و 423، والمعارف 39 و 120 و 203 و 479، والجرح والتعديل 9/ 467 رقم 2383، وسيرة ابن هشام 1/ 169، و 2/ 47 و 52 و 53 و 4/ 37 و 53 و 62، والمغازي للواقدي 694 و 829 و 830 و 847 و 848 و 868 و 1099، والمحبّر لابن حبيب 64 و 97 و 396 و 406، وتاريخ اليعقوبي 1/ 240 و 2/ 26 و 59، والمعرفة والتاريخ 3/ 222، 223، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 70، وتاريخ الطبري 1/ 295 و 296 و 3/ 64 و 169 و 183 و 214 و 5/ 92 و 6/ 84، والمعجم الكبير 24/ 405- 439 و 25/ 136، 137، والتذكرة الحمدونية 2/ 466، وتحفة الأشراف 12/ 449- 459 رقم 904، وتهذيب الكمال 3/ 1690، وفتوح البلدان 35، والعقد الفريد 6/ 89، وأنساب الأشراف 1/ 362 و 459، وق 4 ج 1/ 31، وجمهرة أنساب العرب 14 و 141، والمستدرك 4/ 52، والاستبصار 359، والاستيعاب 4/ 503، 504، والأخبار الطوال 173، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 2/ 366 رقم 782، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1613 و 1615 و 2323، ونسب قريش 39، والمنتخب من ذيل المذيّل 619، وأسد الغابة 5/ 624، والكاشف 3/ 444 رقم 213، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 أَسْلَمَتْ عَامَ الْفَتْحِ، وَصَلَّى ابْنُ عَمِّهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَوْمَ الْفَتْحِ صَلَاةَ الضُّحَى، وَقَالَ لَهَا: «قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ» ، وَكَانَتْ قَدْ أَجَارَتْ رَجُلًا [1] . رَوَى عَنْهَا: حفيدها يحيي بن جعدة، ومولاها أَبُو صالح باذام، وكُرَيْب مولى ابن عَبَّاس، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي ليلى، وعُرْوة، ومجاهد، وعطاء، وآخرون. لها عدة أحاديث، وتأخر موتها إِلَى بَعْدَ الخمسين، وكانت تحت هُبيرة ابن عمرو بن عائذ المخزومي، فهرب يَوْم الفتح إِلَى نجران، وولدت لَهُ: عمرو بن هُبيرة وهانئًا، ويوسف، وجَعْدة. قَالَ ابن إِسْحَاق: لَمَّا بلغ هُبيرة إسلام أم هانئ قَالَ أبياتًا منها: وعاذلةٍ هبّتْ بلَيْلٍ تلَوْمُني ... وتعذلني بالليل ضَلَّ ضَلالها وتزْعُمُ أني إنْ [2] أطعتُ عشيرتي ... سَأرْدَى وهل يُردِيني [3] إِلَّا زوالُها [4] فإنْ كنتِ قَدْ تابعتِ دِينَ مُحَمَّد ... وقطعتِ [5] الأرحَامَ منك حبالُها فكُوني عَلَى أعلى سحيقٍ بهضْبةٍ ... ململمةٍ غبراءَ يبس اختلفوا بلالها [6]   [ () ] والمغازي (من تاريخ الإسلام) 555، والسيرة النبويّة 245 و 271 و 272 و 318 و 422 و 599، والمعين في طبقات المحدّثين 31 رقم 181، وسير أعلام النبلاء 2/ 311- 314 رقم 56، وتهذيب التهذيب 12/ 481 رقم 2995، وتقريب التهذيب 2/ 625 رقم 95، والإصابة 4/ 503 رقم 1533، وخلاصة تذهيب التهذيب 500، والنكت الظراف 12/ 451- 458. [1] أخرجه البخاري في الجهاد 6/ 195، 196 باب أمان النساء وجوارهن، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (82/ 336) باب استحباب صلاة الضحى، ومالك في الموطّأ 1/ 152 في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى. [2] في الاستيعاب 4/ 503 «لئن» . [3] كذا في سيرة ابن هشام، وأسد الغابة، وفي الأصل «سأوذي وهل يؤذيني» . [4] في السيرة «زيالها» . [5] في السيرة، والاستيعاب «وعطّفت» . [6] في المغازي للواقدي «يبس تلالها» . وفي الاستيعاب: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 أَبُو هُريرة الدوْسي رضي اللَّه عَنْهُ [1]- ع- ودَوْس قبيلة من الأزد، اختلفوا في اسمه، واسمه عبد شمس.   [ () ] «ممنّعة لا تستطاع قلاعها» . وانظر الأبيات من جملة أبيات في سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 62، 63، والمغازي للواقدي 2/ 849، والاستيعاب 4/ 503، 504، والاشتقاق لابن دريد 152، ونسب قريش 39، وأسد الغابة 5/ 624، وسير أعلام النبلاء 2/ 313. [1] انظر عن (أبي هريرة) في: مسند أحمد 2/ 228 و 5/ 114، وطبقات ابن سعد 2/ 362- 364 و 4/ 325- 341، وطبقات خليفة 114، وتاريخ خليفة 225 و 227، والمعارف 277 و 278 و 285، وسيرة ابن هشام 1/ 22 و 93 و 2/ 177 و 205 و 213 و 279 و 298 و 3/ 5 و 38 و 52 و 61 و 68 و 171 و 179 و 266 و 288 و 4/ 9 و 17 و 18 و 47 و 242 و 284 و 306 و 307، والمعرفة والتاريخ 1/ 486 و 3/ 160- 162، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 111، 112، والبرصان والعرجان 31 و 79 و 137 و 171 و 177 و 284 و 308 و 340 و 358، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 442، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 9، رقم 1، وتاريخ اليعقوبي 2/ 153 و 157 و 161 و 199 و 238، وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 505، والمحبّر 81 و 85، والسير والمغازي لابن إسحاق 147 و 219 و 281 و 282 و 284 و 286، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1247، وترتيب الثقات للعجلي 513 رقم 2061، وحلية الأولياء 1/ 376- 385 رقم 85، والتاريخ لابن معين 2/ 728، 729، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1213 و 1479 و 1485، والزيارات 19 و 33 و 65 و 92، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 95، وأنساب الأشراف 1/ 136 و 272 و 383 و 412 و 420 و 421 و 428 و 432، و 3/ 4 و 301 وق 4 ج 1/ 127 و 212 و 563 و 593 و 597، وفتوح البلدان 15 و 99- 101، والخراج وصناعة الكتابة 264 و 280، والمستدرك 3/ 506- 514، والاستبصار 291، وفتوح الشام للأزدي 16، وثمار القلوب 22 و 96 و 111 و 112 و 289، والتذكرة الحمدونية 1/ 137 و 426، و 2/ 36 و 175 و 215، والكامل في التاريخ 3/ 21 و 30، وأسد الغابة 5/ 315- 317، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 270 رقم 436، ووفيات الأعيان 2/ 242 و 375 و 399 و 509 و 3/ 115 و 265 و 4/ 181 و 6/ 35 و 164 و 274، وجمهرة أنساب العرب 381، 382، ومشاهير علماء الأمصار 15 رقم 46، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 1024، 1025، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 188، والبدء والتاريخ 5/ 113، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 61، والاستيعاب 4/ 202- 210، وتحفة الأشراف 9/ 292- 505، وكامل الجزء العاشر من التحفة، و 11/ 3- 109 رقم 663، وتهذيب الكمال 3/ 1654، والوفيات لابن قنفذ 71، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 628، وصفة الصفوة 1/ 685- 694 رقم 97، والزيارات 19 و 33 و 65 و 92، وآثار البلاد 71 و 108 و 377، والزهد لأحمد 221- 223، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) (ح) و (ع) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 43، 44 رقم 8، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 وَقَالَ: كناني أَبِي بأبي هُرَيْرَةَ، لأني كنت أرعى غنمًا فوجدت أولاد هِرّ وحشي، فأخذتهم، فلما رآهم أخبرته، فَقَالَ: أنت أَبُو هِرّ. قَالَ: وَكَانَ اسمي في الجاهلية عَبْد شمس. وَقَالَ المحرر بن أَبِي هُرَيْرَةَ: اسم أَبِي: عُمَرو بن عَبْد غَنْم. وساق ابن خُزَيْمة من حديث مُحَمَّد بن عُمَرو بن أَبِي سلمة، عن أبي هريرة عبد شمس، وقال: هَذِهِ دلالة واضحة أن اسمه كَانَ عَبْد شمس، فإِنَّهُ إسناد متصل، وَهُوَ أحسن إسنادًا من سُفْيَان بن حسين، عَن الزّهري، عَن المحرر، اللَّهمّ إِلَّا أن يكون كَانَ لَهُ اسمان قبل الإسلام. وَقَالَ أَحْمَد بن حَنْبَلٍ: اسمه عَبْد شمس، وَيُقَالُ: عَبْد غَنْم، وَيُقَالُ سكين. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [1] : اسمه عَبْد شمس، وَيُقَالُ عَبْد غَنْم، وَيُقَالُ عامر، قَالَ: وسُمي في الْإِسْلَام عَبْد اللَّهِ، وَيُقَالُ عَبْد الرَّحْمَنِ. وقد استوعب الحافظ ابن عساكر أكثر مَا ورد في اسمه. وَكَانَ أحد الحُفْاظ المعدودين في الصحابة. رَوَى عَنْهُ: ابن عَبَّاس، وأنس، وجابر، وسَعِيد بن المسيب، وعلي بن   [ () ] والعبر 1/ 63، وسير أعلام النبلاء 2/ 578- 632 رقم 126، والكاشف 3/ 341 رقم 433، وتاريخ الإسلام (المغازي) (انظر فهرس الأعلام) 769 و (السيرة النبويّة) (انظر فهرس الأعلام) 636، و (عهد الخلفاء الراشدين) (انظر فهرس الأعلام) 720، 721، ودول الإسلام 1/ 42، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 152، وتلخيص المستدرك 3/ 506- 514، والتاريخ الكبير 6/ 132، 133 رقم 1938، وجامع الأصول 9/ 95، والجرح والتعديل 6/ 49، 50 رقم 264، والبداية والنهاية 8/ 103، ومرآة الجنان 1/ 130، ومجمع الزوائد 9/ 361، وغاية النهاية 1/ 370 رقم 1574، والنكت الظراف 9/ 296- 504 وكامل الجزء العاشر، و 11/ 7- 109، والإصابة 4/ 202- 211 رقم 1190، وتهذيب التهذيب 12/ 262- 267 رقم 1216، وتقريب التهذيب 2/ 484 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 462، وحسن المحاضرة 1/ 250، وطبقات الحفّاظ 9، وتدريب الراويّ للسيوطي 2/ 216، وشذرات الذهب 1/ 63. [1] الجرح والتعديل 6/ 49. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 الْحُسَيْن، وعُرْوة، والقاسم، وسالم، وعُبَيد اللَّه بن عَبْد اللَّهِ، والأعرج، وهمام بن منبه، وابن سِيرين، وحُمَيد بن عَبْد الرَّحْمَنِ الزّهري، وحُمَيْد بن عَبْد الرَّحْمَنِ الحِمْيَري، وأَبُو صالح السمان، وزُرارة بن أوفي، وسَعِيد بن أَبِي سَعِيد المَقْبُرِيّ [1] ، وأَبُوه، وسَعِيد بن مرجانة، وشهر بن حَوْشب، وأَبُو عُثْمَان النهدي، وعطاء بن أَبِي رباح، وخلق كثير. قدِم من أَرْضِ دَوْسٍ مسلما هُوَ وأمه وقت فَتَحَ خَيْبَر. قَالَ البخاري [2] : روى عنه ثمانمائة رَجُلٌ أَوْ أكثر. قلت: يُرْوَى لَهُ نَحْو من خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وسبعين حديثا، في الصحيحين، منها ثلاثمائة وخمسة وعشرون حديثًا، وانفرد الْبُخَارِيُّ أيضًا لَهُ بثلاثة وتسعين، ومسلم بمائة وتسعين [3] . وبَلغنا أَنَّهُ كَانَ رجلًا آدم، بعيد مَا بَيْنَ المنكبين، ذا ضفيرتين، أفرق الثنيتين، يَخضِب شيبته بالحُمْرة، وَلَمَّا أسلم كَانَ فقيرًا من أصحاب الصفة، ذاق جُوعًا وفاقة، ثُمَّ استعمله عُمَر وغيره، وولي إمرة المدينة في زمن مُعَاوِيَة، فمر في السوق يحمل حزمة حطب، وَهُوَ يقول: أوسِعوا الطريق للأمير. وَقَالَ أسامة بن زيد، عَن عَبْد اللَّهِ بن رافع: قلت لأبي هُرَيْرَةَ: لَم اكتنيتَ بأبي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أما تَفْرُق مني! قلت: بلى واللَّه إني لأهابُك، قَالَ: كنت أرعى غنم أَهْلِي، وكانت لي هُريرة صغيرة، فكنت أضعها في شجرة بالليل، فإذا كَانَ النهار ذهبتُ بِهَا معي، فلُقبت بِهَا، وَكَانَ من أصحاب الصفة. أَخْرَجَهُ الترمذي [4] . وَقَالَ المقْبُري، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قلت: يَا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أسمع منك   [1] في الأصل «المقري» . [2] التاريخ الكبير 6/ 132 وليس في ترجمته ما جاء هنا، والنص في (البداية والنهاية) . [3] في (خلاصة التذهيب 462) : «انفرد (خ) بتسعة وسبعين، و (م) بثلاثة وتسعين» . [4] في المناقب (3840) ، وابن سعد في الطبقات 4/ 329، وقد حسّنه الترمذي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 أشياء فلا احفظها، فَقَالَ: «أبسط رداءك» ، فبسطته، فحدث حديثًا كثيرًا، فما نسيت شيئًا حدثني بِهِ [1] . وَقَالَ الْوَليد بن عَبْد الرَّحْمَنِ «عَن ابن عُمَر» أَنَّهُ قَالَ لأبي هُرَيْرَةَ: أنت كنتَ ألزمنا لرَسُول اللَّهِ واحفظنا لحديثه [2] . وَقَالَ الْأَعْرَجُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أُكْثِرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ الْمُوعِدُ، كُنْتُ رَجُلًا مِسْكِينًا أَخْدُمُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفَقُ بِالْأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ «يَوْمًا: «مَن بَسَطَ ثَوْبَهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي» ، فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، حَتَّى قَضَى حَدِيثَهُ، ضَمَمْتُهُ إِلَيَّ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ بَعْدُ [3] . وَقَالَ أَبُو مَعْشَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَا تُكْنُونِي أَبَا هُرَيْرَةَ، كَنَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَبَا هِرٍّ، قَالَ لِي: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَبَا هِرٍّ» ، وَالذَّكَرُ خَيْرٌ مِنَ الْأُنْثَى [4] . وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: شهدت خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. وَقَالَ قيس بن أَبِي حازم عَنْهُ: جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من القتال. وَقَالَ ابن سيرين، عَنْهُ: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع، حَتَّى يقول النَّاس: مجنون [5] .   [1] أخرجه البخاري في كتاب العلم 1/ 38 باب: حفظ العلم، والترمذي في المناقب (3923) باب: مناقب أبي هريرة رضي الله عنه. وقال: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة. [2] إسناده صحيح، أخرجه الترمذي في المناقب (3925) وحسّنه، وأحمد في المسند 2/ 3 ذكره مطوّلا. [3] أخرجه البخاري 1/ 190 و 5/ 21 و 13/ 271، ومسلم (2294) من طريق الزهري، عن الأعرج. [4] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 19/ 109 ب. [5] حلية الأولياء 1/ 378، صفة الصفوة 1/ 691. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 وتمخّط مرّة فقال: الحمد للَّه الَّذِي تمخط أَبُو هُرَيْرَةَ في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر من الجوع، فيجلس الرجل عَلَى صدري، فأرفع رأسي، فأقول: ليس الَّذِي ترى، إِنَّمَا هُوَ الجوع [1] . وَقَالَ أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ مُؤْمِنًا يَسْمَعُ بِي إِلَّا أَحَبَّنِي، قلت: وما علمك بذاك؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّيَ كَانَتْ مُشْرِكَةً، وَكُنْتُ أَدْعُوهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُهُ أَبْكِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَدْعُوَ لَهَا، فَقَالَ: «اللَّهمّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ» ، فَخَرَجْتُ أَعْدُو أُبَشِّرُهَا، فَأَتَيْتُ فَإِذَا الْبَابُ مُجَافٌ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، وَسَمِعَتْ حِسِّي فَقَالَتْ: كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ فَتَحَتْ، وَقَدْ لَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجَّلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ، فَأَخْبَرْتُهُ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّيَ إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: اللَّهمّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَظُنُّهُ فِي مُسْلِمٍ [2] . أَيوب، عَن مُحَمَّد قَالَ: تمخط أَبُو هُرَيْرَةَ وعليه ثوب من كتان ممشق، فتمخط فِيهِ، وَقَالَ: بخٍ بخٍ، يتمخط أَبُو هُرَيْرَةَ في الكتان، لقد رأيتني أخِر فيما بَيْنَ منبر رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحجرة عائشة، يجيء الجائي يظنّ بي جنونًا [3] . شُعْبة، عَن مُحَمَّد بن زياد قَالَ: رَأَيْت عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ كساء خزّ [4] . وَقَالَ قتادة وغير واحد: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يلبس الخزّ.   [1] أخرجه البخاري في الاعتصام 13/ 258 باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحضّ على اتفاق أهل العلم ... ، والترمذي في الزهد (2367) باب ما جاء في معيشة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وابن سعد في الطبقات 4/ 327. [2] أقول: هو كما ظنّ المؤلّف- رحمه الله- في فضائل الصحابة (2491) ، وفي مسند أحمد 2/ 219، 220، وتاريخ دمشق 19/ 112 ب، وصفة الصفوة 1/ 687. [3] ذكر نحوه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 691. [4] طبقات ابن سعد 4/ 333. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 قيس بن الربيع، عَن أَبِي حُصين، عَن خَبْاب بن عُرْوة قَالَ: رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ عِمامة سوداء [1] . إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: هَاجَرْتُ، فَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ على النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بَايَعْتُهُ، وَجَاءَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَذَا غُلَامُكَ» ، قُلْتُ: هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَأَعْتَقْتُهُ [2] . عَفَّانُ: ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَشَأْتُ يَتِيمًا، وَهَاجَرْتُ مِسْكِينًا، وَكُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزَوَانَ، بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةَ رجلي، وكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو إِذَا رَكِبُوا، فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ، فَالْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا، وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ إِمَامًا [3] . ابن سيرين، عن أبي هريرة، أكريت نفسي من ابْنَة غزوان بطعام بطني وعُقْبة رِجلي، فقالت لي: لتردن حافيًا، ولتركبن قائمًا، ثُمَّ زوجنيها اللَّه بَعْدَ [4] . وقد دعا لِنَفْسِهِ، وأمّن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى دعائه. فَقَالَ النَّسَائِيُّ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ صَدْرَانَ: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ، بَيْنَمَا أَنَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَفُلَانٌ ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْمَسْجِدِ نَدْعُو وَنَذْكُرُ رَبَّنَا، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: «عُودُوا للذي كنتم فيه» ، فدعوت أنا وصاحبي،   [1] طبقات ابن سعد 4/ 333. [2] أخرجه البخاري في العتق (5/ 117) باب إذا قال لعبده: هو للَّه ونوى العتق، وأحمد في المسند 2/ 286، وابن سعد في الطبقات 4/ 325، وأبو نعيم في الحلية 1/ 379، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 686. [3] أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 379، وابن عساكر في تاريخ دمشق 19/ 123 أ، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 686. [4] انظر حلية الأولياء 1/ 380. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 فأمّن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى دُعَائِنَا، ثُمَّ دَعَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِثْلَ صَاحِبِي، وَأَسْأَلُكَ عِلْمًا لَا يُنْسَى، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «آمِينَ» ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ كَذَلِكَ، فَقَالَ: «سَبقَكُمَا بِهَا الْغُلَامُ الدَّوْسِيُّ» [1] . قَالَ الطبراني: لَا يُرْوَى إِلَّا بِهَذَا الإسناد. وَقَالَ أَبُو نَضْرة [2] العَبْدي، عَن الطفاوي قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بالمدينة ستة أشهر، فلم أر مِنْ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ رجلًا أشد تشميرًا وَلَا أقَوم عَلَى ضيفٍ مِنْهُ، فَدَخَلَت عَلَيْهِ ذات يَوْم ومعه كيس فِيهِ نوى أَوْ حصى يسبح بِهِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَرَأَيْتَ هَذَا الْيَمَانِيَّ- يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ- لَهُوَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْكُمْ، مِنْهُ أَشْيَاءُ لَا نَسْمَعُهَا مِنْكُمْ، أَمْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ؟ قَالَ: أَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَا لَمْ نَسْمَعْ فَلا أَشُكُّ، كُنَّا أَهْلَ بُيُوتَاتٍ وَعَمَلٍ وَغَنَمٍ، فَنَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ طَرْفي النَّهَارِ، وَكَانَ مِسْكِينًا لا مَالَ لَهُ، ضَيْفًا عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، يَدُهُ مَعَ يَدِهِ، وَلا أَجِدُ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ، يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ [3] . وَقَالَ مُحَمَّد بن سعد [4] : ثنا محمد بن عمر: ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن مينا قال: كان ابن عباس، وابن عُمَر، وأَبُو سَعِيد، وأَبُو هُرَيْرَةَ، وجابر يفتون بالمدينة، ويحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدن توفّي   [1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 508، وابن عساكر في تاريخ دمشق 19/ 115 أب. [2] في الأصل «أبو نصرة» والتصويب من (خلاصة التذهيب 471) واسمه: المنذر بن مالك. [3] أخرجه الترمذي (3926) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا من حديث محمد بن إسحاق، وقد رواه يونس بن بكير وغيره عن محمد بن إسحاق. وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 511، و 512 ووافقه الذهبي في تلخيصه، وابن عساكر في تاريخ دمشق 19/ 121 أ، وابن كثير في البداية والنهاية 8/ 109. [4] في طبقاته 2/ 372. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 عُثْمَان إِلَى أن تُوفُوا، وهؤلاء الخمسة، إليهم صارت الفتوى. وَقَالَ أَبُو سعد السمعاني: سمعت أَبَا القاسم المعمر المبارك بن أَحْمَد الأرحبي يقول: سمعت أَبَا القاسم يوسف بن عَلِيّ الزنجاني الفقيه: سمعتُ أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الفيروزآباذي، سمعت أَبَا الطيب الطبري يقول: كُنَّا في حلقة النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خُرَاساني، فسأل عَن مسألة المصَراة [1] ، فطالب بالدليل، فاحتج المستدل بحديث أَبِي هُرَيْرَةَ الْوَارد فِيهَا [2] ، فَقَالَ الشابَ- وَكَانَ حنفيًا-: أَبُو هُرَيْرَةَ غير مقبول الحديث، فما استتمٌ كلامه حَتَّى سقطت عَلَيْهِ حيّة عظيمة من سقف الجامع، فوثب النَّاس من أجلها، وهرب الشابَ وَهِيَ تتبعه، فقيل لَهُ: تُب تُب، فغابت الحيّة، فلم يُر لها أثر [3] . الزنجاني ممّن برع في الفقه على أبي إسحاق، توفي سنة خمسمائة. وَقَالَ حَمَدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ فَرُّوخٍ الْحَرِيرِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ قَالَ: تَضَيَّفَ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلاثًا، يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا هَذَا وَيُصَلِّي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: أَصُومُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلاثًا [4] . قَالَ الداني: عرض أَبُو هُرَيْرَةَ القرآن عَلَى أُبَيّ بن كعب قرأ عَلَيْهِ من   [1] المصرّاة: هي الناقة أو البقرة أو الشاة التي يحبس البائع لبنها في ضرعها أياما ليظنّ المشتري أنها غزيرة اللبن. [2] الحديث في الموطأ 2/ 683، 684 في البيع، باب ما ينهى عنه من المساومة والمبايعة. وأخرجه البخاري 4/ 309، ومسلم (11/ 1515) عن: يحيى بن يحيى، عن مالك، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «ولا تصرّوا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد ذلك، فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها، إن رضيها أمسكها، وان سخطها ردّها، وصاعا من تمر» . [3] قال الحافظ- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 2/ 619: «وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه السلام وأدائه بحروفه. وقد أدّى حديث المصرّاة بألفاظ، فوجب علينا العلم به، وهو أصل برأسه» . [4] أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 382، وابن عساكر في تاريخ دمشق 19/ 122 ب، وأحمد في الزهد 221، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 692، وابن حجر في الإصابة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 354 التابعين: عَبْد الرَّحْمَنِ بن هرمز. وَقَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ مِهْرَانَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَحْكِي لَنَا قِرَاءَةَ أَبِي هُرَيْرَةَ في: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 81: 1 [1] يَحْزنُهَا شَبَهُ الرِّثَاءِ. وَرَوَى عُمَر بن أَبِي زائدة، عَن أَبِي خَالِد الْوَالبي، أَنَّهُ كَانَ إذا قرأ بالليل خَفَضَ طَوْرًا ورفع طورًا، وذكر أنَّهَا قراءة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم. قلت: وكان أبو هريرة ممّن يجهر «ببسم اللَّه» في الصلاة [2] . وَفِي «الْبُخَارِيِّ» مِنْ حَدِيثِ الْمَقْبُرِيِّ: مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ بِقَوْمٍ، بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ، فَدَعُوهُ أَنْ يَأْكُلَ، فَأَبَى وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ. وَعَن شراحبيل أن أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يصوم الخميس والاثنين [3] . وَقَالَ خَالِد الحذاء [4] عَن عكرمة إنّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يسبِّح كل يَوْم اثني عشر ألف تسبيحة، ويقول: أسبّح بقدر ذنبي [5] . هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طُلَيْحَةَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: كَيْفَ وَجَدْتَ الإِمَارَةَ؟ قَالَ: بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ، وَنَزَعْتَنِي وَقَدْ أَحْبَبْتُهَا، وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ قَالَ: أَظَلَمْتَ أَحَدًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَا جِئْتَ به لنفسك؟ قَالَ: عِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا؟ قال:   [1] أول سورة التكوير. [2] الثابت عن أبي هريرة أنه لم يجهر بها، مثل أبي بكر وعمر وعثمان. انظر: مسلم (399) ، وأحمد في المسند 3/ 264، وابن خزيمة (498) ، والترمذي (246) ، والنسائي 2/ 135، والدار الدّارقطنيّ 119، وفتح الباري 2/ 188، فقد روى أحمد 4/ 85، والترمذي (244) والنسائي 2/ 135 عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بنيّ إياك والحدث، قد صليت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان، فلم أسمع أحدا منهم يقولها، فلا تقلها، إذا أنت صلّيت فقل: الحمد للَّه رب العالمين. [3] تاريخ دمشق 19/ 122 ب. [4] هو: خالد بن مهران الحذّاء أبو المنازل البصري. (انظر: تهذيب التهذيب 3/ 120) . [5] تاريخ دمشق 19/ 122 ب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 كُنْتُ أَتَّجِرُ، قَالَ: انْظُرْ رَأْسَ مَالِكَ وَرَزْقَكَ فَخُذْهُ، وَاجْعَلِ الآخَرَ فِي بَيْتِ الْمَالِ [1] . وَقَالَ مُحَمَّد بن سيرين: استعمل عُمَر أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فَقَالَ لَهُ عُمَر: استأثرت بهَذِهِ الأموال يَا عدو اللَّه وعدو كتابه، قَالَ: لست بَعْدَوّ اللَّه وَلَا عدوّ كتابه، ولكني عدوّ مَن عاداهما، قَالَ: فمن أَيْنَ هَذَا؟ قَالَ: خيل نتجت لي وغلة رقيق، وأعطية تتابعت عَلِيّ، فنظروا فوجدوه كما قَالَ [2] . ثُمَّ بَعْدَ ذلك دعاه عُمَر ليستعمله فأبى. وَرَوَى مَعْمَر، عَن مُحَمَّد بن زياد قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَة يبعث أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى المدينة، فإذا غضب عَلَيْهِ بَعَثَ مروان وعزل أَبَا هُرَيْرَةَ، فلم يلبث أن نزِع مروان وبعث أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لغلام أسود: قف عَلَى الباب، فلا تمنع أحدًا إِلَّا مروان، ففعل الغلام، وَدَخَلَ النَّاس، ومنع مروان، ثُمَّ جاء نوبة فَدَخَلَ وَقَالَ: حجبنا منك، فقال: إنّ أحقّ من لَا يُنكر هَذَا لأنت [3] . قلت: كأَنَّهُ بدا مِنْهُ نَحْوَ هَذَا في حقّ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ ثابت البُناني، عَن أَبِي رافع قَالَ: كَانَ مروان [4] ربما استخلف أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى المدينة، فيركب حمارًا ببردعة، وخطامه ليف، فيسير فيلقي الرجل فيقول: الطريق، قَدْ جاء الأمير. وربما أتى الصبيانَ وهم يلعبون بالليل لُعْبة الأعراب، فلا يشعرون بشيء حَتَّى يلقي نَفْسَهُ بينهم، ويضرب برجليه، فيفزع الصبيان ويفرّون [5] . وَعَن ثعلبة بن أَبِي مالك قَالَ: أقبل أَبُو هُرَيْرَةَ في السوق يحمل حزمة حطب، وَهُوَ يومئذ خَلِيفَة لمروان، فَقَالَ: أوسِع الطريق للأمير [6] .   [1] طبقات ابن سعد 4/ 335، 336. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 335، وابن كثير في البداية والنهاية 8/ 113. [3] تاريخ دمشق 19/ 125 أ. [4] «مروان» ساقطة من الأصل، والاستدراك من (البداية والنهاية 8/ 113) . [5] تاريخ دمشق 19/ 125 أ. [6] حلية الأولياء 1/ 384، تاريخ دمشق 19/ 125 أ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 وَقَالَ سَعِيد المقْبُري: دَخَلَ مروان عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ في شكواه فَقَالَ: شفاك اللَّه يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: اللَّهمّ إني أحب لقاءك فأحبّ لقائي قَالَ: فما بلغ مروان القطانين حَتَّى مات [1] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهمّ لَا تُدْرِكَنِي سَنَةَ سِتِّينَ، فَتُوفِّيَ فِيهَا أَوْ قَبْلَهَا بِسَنَةٍ [2] . قَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَة تسع وخمسين، وله ثمان وسبعون سَنَة. وَهُوَ الَّذِي صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ في رمضان سَنَة ثمان وخمسين [3] . وَقَالَ هشام بن عُرْوة: مات أَبُو هُرَيْرَةَ وعائشة سَنَة سبع وخمسين، تابعه المدائني، وعلي بن المديني، وغيرهما [4] . وَقَالَ أبو معشر [5] ، وحمزة، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن مغراء، والهيثم بن عديّ، ويحيى بن بكير: تُوُفِّيَ سَنَة ثمان وخمسين. وَقَالَ الْوَاقدي: وقبله مُحَمَّد بن إِسْحَاق، وبَعْدَه أَبُو عُبيد، وأَبُو عُمَر الضرير، ومحمد بن عَبْد اللَّهِ بن نُمَير: تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين [6] . وقيل صَلَّى عَلَيْهِ الْوَليد بن عُتْبة بالمدينة، ثُمَّ كتب إِلَى مُعَاوِيَة بوفاته، فكتب إلي الْوَليد: ادفع إِلَى ورثته عشرة آلاف درهم، وأحسِنْ جوارهم، فإِنَّهُ كَانَ مِمن ينصر عُثْمَان، وَكَانَ معه في الدار. وقيل: كَانَ الذين تولوا حمل سريره ولد عثمان [7] .   [1] طبقات ابن سعد 4/ 339 وفيه «فما بلغ مروان وسط السوق حتى مات» ، وتاريخ دمشق 19/ 128 ى. [2] فتح الباري 13/ 8. [3] طبقات ابن سعد 4/ 340، 341. [4] وهو المعتمد، كما قال ابن حجر في الإصابة. [5] «معشر» ساقطة من الأصل، والتصحيح من (شذرات الذهب ج 1 ص 63) . [6] قال الحافظ في الإصابة 4/ 211: والمعتمد قول هشام بن عروة. [7] طبقات ابن سعد 4/ 340، المستدرك 3/ 508. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 أَبُو اليسر السلمي [1]- م 4- من أعيان الأنصار، اسمه كعب بن عمرو، وشهد العقبة [2] وله عشرون سَنَة، وَهُوَ الَّذِي أسر [ابن] الْعَبَّاس يَوْم بدر [3] . رَوَى عَنْهُ: صيفيّ مولى أَبِي أيّوب الْأَنْصَارِيّ، وعْبادة بن الْوَليد الصامتي، وموسى بن طلحة بن عُبيد اللَّه، وحنظلة بن قيس الزّرقي، وغيرهم. وَكَانَ دحداحًا قصيرًا، ذا بطن، وَهُوَ الَّذِي انتزع راية المشركين يَوْم بدر [4] ، وقد شهد صِفّين مع عَلِيّ. وتوفي بالمدينة سَنَة خمسة وخمسين، وَقَالَ بعضهم: وهو آخر من مات من البدريين. آخر هذه الطبقة، والحمد للَّه وحده دائمًا. قال المؤلف، رحمه الله: فرغت منها في صفر سنة اثنتي عشرة.   [1] انظر عن (أبي اليسر السلمي) في: طبقات ابن سعد 3/ 581، وسيرة ابن هشام 2/ 105 و 287 و 351 و 352 و 3/ 285، وتاريخ أبي زرعة 1/ 476، والمعرفة والتاريخ 1/ 319، ومسند أحمد 3/ 427، والمغازي للواقدي 140 و 149 و 151 و 170 و 247 و 296 و 660 و 839 و 856، وأنساب الأشراف 1/ 144 و 147 و 298 و 300 و 302 و 321 و 358، ومشاهير علماء الأمصار 18 رقم 69، والمنتخب من ذيل المذيّل 574، وجمهرة أنساب العرب 360، وطبقات خليفة 102، وتاريخ خليفة 223، وأسد الغابة 5/ 323، والكامل في التاريخ 2/ 128، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 62، ومقدمة مسند بقي بن مخلد 96 رقم 180، والاستيعاب 4/ 219، ومقاتل الطالبيين 65، وتاريخ الطبري 2/ 463، والمعارف 155 و 327، وتحفة الأشراف 8/ 306- 308 رقم 461، وتهذيب الكمال 3/ 1147، والبداية والنهاية 8/ 78، ومرآة الجنان 1/ 128، وتاريخ الإسلام (المغازي) 117 و 125، و (السيرة النبويّة) 307، و (عهد الخلفاء الراشدين) 545 و 578 و 585، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 111، ودول الإسلام 1/ 41، وتهذيب التهذيب 8/ 437، 438 رقم 791، وتقريب التهذيب 2/ 135 رقم 51، والإصابة 4/ 221 رقم 1254، وخلاصة تذهيب التهذيب 321. [2] سيرة ابن هشام 2/ 105. [3] هو عبد الله بن العباس. انظر: مقاتل الطالبيين 65. [4] سيرة ابن هشام 2/ 287. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 (بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ الذهبيّ، على يد الفقير إليه تعالى، خادم العلم «عمر بن عبد السلام التدمريّ الطرابلسيّ» ، الأستاذ الدكتور، ووافق ذلك يوم الجمعة الثالث من شهر شعبان سنة 1407 هـ. الموافق الثالث من نيسان 1987، بمنزله بساحة النجمة، بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله. والحمد للَّه ربّ العالمين) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 [المجلد الخامس (سنة 61- 80) ] الطَّبَقَةُ السَّابِعَةُ [حَوَادِثُ] سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: جَرْهَدٌ الْأَسْلَمِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنهما، وحمزة ابن عُرْوَةَ الْأَسْلَمِيُّ، وَأُمُّ سَلَمَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَابِرُ بْنُ عَتِيكِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، وخالد بن عرفطة، وعثمان بن زياد ابن أبيه أخو عبيد الله، توفي شابا وله ثلاث وثلاثون سنة، وهمام بن الحارث، وهو مخضرم. مقتل الحسين واستشهد مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته. وكان من قصته أَنَّهُ تَوَجَّهَ مِنْ مَكَّةَ طَالِبًا الْكُوفَةَ لِيَلِيَ الْخِلَافَةَ. وَرَوَى ذَلِكَ ابْنُ سَعْدٍ الْكَاتِبُ مِنْ وُجُوهٍ مُتَعَدِّدَةٍ [1] ، قَالَ بَعْدَ أن سَرَدَ عِدَّةَ أَسْطُرٍ، أَسَانِيدُ وَغَيْرُ هَؤُلَاءِ: حَدَّثَنِي فِي هذا الحديث بطائفة، فكتبت جَوَامِعَ حَدِيثِهِمْ فِي مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالُوا: لَمَّا أَخَذَ الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةُ لِابْنِهِ يَزِيدَ، كَانَ الْحُسَيْنُ مِمَّنْ لَمْ يُبَايِعْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَكْتُبُونَ إِلَى الْحُسَيْنِ يَدْعُونَهُ إِلَى الْخُرُوجِ إِلَيْهِمْ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ يَأْبَى، فَقَدِمَ منهم قوم إلى محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ، وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أن يَخْرُجَ مَعَهُمْ، فَأَبَى، وَجَاءَ الْحُسَيْنُ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا عَرَضُوا عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّ الْقَوْمَ إِنَّمَا يُرِيدُونَ أن يَأْكُلُونَا وَيَشِيطُوا [2] دِمَاءَنَا، فَأَقَامَ الْحُسَيْنُ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مَهْمُومًا، يَجْمَعُ الْإِقَامَةَ مَرَّةً، وَيُرِيدُ أن يَسِيرَ إِلَيْهِمْ مَرَّةً، فَجَاءَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ ومشفق،   [1] ما رواه ابن سعد هو في القسم غير المنشور من طبقاته، وهو في تاريخ دمشق. [2] أشاط الدم: سفكه وأراقه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 وَقَدْ بَلَغَنِي أن قَوْمًا مِنْ شِيعَتِكُمْ كَاتِبُوكَ، فَلَا تَخْرُجْ فِإِنِّي سَمِعْتُ أَبَاكَ بِالْكُوفَةِ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَقَدْ مَلَلْتُهُمْ، وَأَبْغَضُونِي وَمَلُّونِي، وَمَا بَلَوْتُ مِنْهُمْ وَفَاءً، وَمَنْ فَازَ بِهِمْ، فَإِنَّمَا فَازَ بِالسَّهْمِ الْأَخْيَبِ، واللَّهِ مَا لَهُمْ ثَبَاتٌ وَلَا عَزْمٌ وَلَا صَبْرٌ عَلَى السَّيْفِ، قَالَ: وَقَدِمَ الْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ [1] الْفَزَارِيُّ وَعِدَّةٌ مَعَهُ إِلَى الْحُسَيْنِ، بَعْدَ وَفَاةِ الْحَسَنِ، فَدَعُوهُ إِلَى خَلْعِ مُعَاوِيَةَ وَقَالُوا: قَدْ عَلِمْنَا رَأْيَكَ وَرَأْيَ أَخِيكَ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أن يُعْطِيَ اللَّهُ أَخِي عَلَى نِيَّتِهِ، وَأَنْ يُعْطِيَنِي عَلَى نِيَّتِي فِي حُبِّي جِهَادِ الظَّالِمِينَ [2] . وَكَتَبَ مَرْوَانُ إِلَى معاوية: إنّي لست آمن أن يَكُونَ حُسَيْنُ مَرْصَدًا لِلْفِتْنَةِ، وَأَظُنُّ يَوْمَكُمْ مِنْ حُسَيْنٍ طَوِيلًا [3] . فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْحُسَيْنِ: إِنَّ مَنْ أَعْطَى اللَّهَ تَعَالَى صَفْقَةَ يَمِينِهِ وَعَهْدَهُ لَجَدِيرٌ بِالْوَفَاءِ، وَقَدْ أُنْبِئْتُ أَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةَ قَدْ دَعَوْكَ إِلَى الشِّقَاقِ، وَأَهْلِ الْعِرَاقِ مَنْ قَدْ جَرَّبْتَ، قَدْ أَفْسَدُوا عَلَى أَبِيكَ وَأَخِيكَ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَاذْكُرِ الْمِيثَاقَ، فَإِنَّكَ مَتَى تَكِدْنِي أَكِدْكَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحُسَيْنُ: أَتَانِي كِتَابَكَ، وَأَنَا بِغَيْرِ الَّذِي بَلَغَكَ عَنِّي جَدِيرٌ، وَمَا أَرَدْتُ لَكَ مُحَارَبَةً، وَلَا عَلَيْكَ خِلَافًا، وَمَا أَظُنُّ لِي عِنْدَ اللَّهِ عُذْرًا فِي تَرْكِ جِهَادِكَ، وَمَا أَعْظَمُ فتنة أعظم مِنْ وِلَايَتِكَ هَذِهِ الْأُمَّةِ [4] . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ أَثَرْنَا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا أَسَدًا [5] . رَوَاهُ بِطُولِهِ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ جَمَاعَةٍ، وَعَنْ أَشْيَاخِهِمْ. وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: لَقِيَ الْحُسَيْنُ مُعَاوِيَةَ بِمَكَّةَ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ، فَأَنَاخَ بِهِ، ثُمَّ سَارَّهُ طَوِيلًا وَانْصَرَفَ، فَزَجَرَ مُعَاوِيَةُ رَاحِلَتَهُ، وقَالَ لَهُ يَزِيدُ ابْنَهُ: لَا تَزَالُ رَجُلٌ قَدْ عَرَضَ لَكَ، فَأَنَاخَ بك،   [1] بفتح النون والجيم والموحدة، على ما في الخلاصة 377. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 330. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 330. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 330. [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 330. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 6 قَالَ: دَعْهُ لَعَلَّهُ يَطْلُبُهُ مِنْ غَيْرِي، فَلَا يُسَوِّغُهُ، فَيَقْتُلُهُ [1] . مَرْوَانُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، ثُمّ قَالَ: رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى الْأَوَّلِ. قَالُوا: وَلَمَّا احْتُضِرَ مُعَاوِيَةُ أَرْسَلَ إِلَى يَزِيدَ فَأَوْصَاهُ وَقَالَ: انْظُرْ حُسَيْنَ ابْنَ فَاطِمَةَ، فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى النَّاسِ، فَصِلْ رَحِمَهُ، وارفق بِهِ، فَإِنَّ بِكَ مِنْهُ شَيْءٍ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكْفِيكَهُ اللَّهُ بِمَنْ قَتَلَ أَبَاهُ وَخَذَلَ أَخَاهُ [2] . وَلَمَّا بُويِعَ يَزِيدُ كَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ: أَنْ ادْعُ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، وَابْدَأْ بِوُجُوهِ قُرَيْشٍ، وَلْيَكُنْ أوَّلَ مَنْ تَبْدَأُ بِهِ الْحُسَيْنُ، وَارْفِقْ بِهِ، فَبَعَثَ الْوَلِيدُ فِي اللَّيْلِ إِلَى الْحُسَيْنِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخْبَرَهُمَا بِوَفَاةِ مُعَاوِيَةَ، وَدَعَاهُمَا إِلَى الْبَيْعَةِ، فَقَالَا: نُصْبِحُ وَنَنْظُرُ فِيمَا يَصْنَعُ النَّاسُ، وَوَثَبَا فَخَرَجَا، وأَغْلَظَ الْوَلِيدُ لِلْحُسَيْنِ، فَشَتَمَهُ الْحُسَيْنُ وَأَخَذَ بِعِمَامَتِهِ فَنَزَعَهَا، فَقَالَ الْوَلِيدُ: إِنْ هَجَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ إِلَّا أَسَدًا، فَقِيلَ لِلْوَلِيدِ: اقْتُلْهُ، قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَدَمٌ مَصُونٌ [3] . وَخَرَجَ الْحُسَيْنُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ لِوَقْتِهِمَا إِلَى مَكَّةَ، وَنَزَلَ الْحُسَيْنُ بِمَكَّةَ دَارَ الْعَبَّاسِ. وَلَزِمَ عَبْدُ اللَّهِ الْحِجْرَ، فَلَبِسَ الْمَغَافِرَ، وَجَعَلَ يُحَرِّضُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ يَتَرَدَّدُ إِلَى الْحُسَيْنِ، وَيُشِيرُ عَلَيْهِ أَنْ يَقْدُمَ الْعِرَاقَ وَيَقُولُ لَهُ: هُمْ شِيعَتُكُمْ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ لَهُ: لَا تَفْعَلْ [4] . وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ: فِدَاكَ أَبِي وأمّي متّعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق، فو الله لَئِنْ قَتَلَكَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ ليتخذنا خَوَلًا أَوْ عَبِيدًا [5] . وَقَدْ لَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بالأبواء، مُنْصَرِفِينَ مِنَ الْعُمْرَةِ، فَقَالَ لَهُمَا ابْنُ عمر: أذكّركما الله إلّا رجعتما، فدخلتما   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 330. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 330. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 330. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 331. [5] طبقات ابن سعد 5/ 145، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 331. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 7 فِي صَالِحِ مَا يَدْخُلُ فِيهِ النَّاسُ، وَنَنْظُرُ، فَإِنْ أَجْمَعَ عَلَى يَزِيدَ النَّاسُ لَمْ تَشُذَّا [1] ، وَإِنِ افْتَرَقُوا عَلَيْهِ كَانَ الَّذِي تُرِيدَانِ [2] . وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِلْحُسَيْنِ: لَا تَخْرُجْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ، وَإِنَّكَ بُضْعَةٌ منه، ولا تنالها- عني الدُّنْيَا- فَاعْتَنَقَهُ وَبَكَى، وَوَدَّعَه، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: غَلَبَنَا حُسَيْنُ بِالْخُرُوجِ، وَلَعَمْرِي لَقَدْ رَأَى فِي أَبِيهِ وَأَخِيهِ عَبْرَةً، وَرَأَى مِنَ الْفِتْنَةِ وَخِذْلَانِ النَّاسِ لَهُمْ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ لَا يَتَحَرَّكَ مَا عَاشَ [3] . وَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا ابْنَ فَاطِمَةَ؟ قَالَ: الْعِرَاقَ وَشِيعَتِي، قَالَ: إِنِّي لَكَارِهٍ لِوْجَهِكَ هَذَا، تَخْرُجُ إِلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاكَ وَطَعَنُوا أَخَاكَ، حَتَّى تَرَكَهُمْ سَخْطَةً وَمَلَّهُمْ، أُذَكِّرُكَ اللَّهَ [أَنْ] تُغَرِّرَ بِنَفْسِكَ [4] . الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ [5] ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: خَرَجَ الْحُسَيْنُ مِنَ الْمَدِينَةَ، فَمَرَّ بِابْنِ مُطِيعٍ وَهُوَ يَحْفِرُ بِئْرَهُ، فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي! مَتِّعْنَا بِنَفْسِكَ وَلَا تَسِرْ، فَأَبِي الْحُسَيْنِ، قَالَ: إِنَّ بِئْرِي هَذِهِ رَشْحُهَا، وَهَذَا الْيَوْمُ مَا خَرَجَ إِلَيْنَا فِي الدَّلْوِ، مَاءٌ، فَلَوْ دَعَوْتَ لَنَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: هَاتِ مِنْ مَائِهَا، فَأَتَى بِمَا فِي الدَّلْوِ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ مَضْمَضَ، ثُمَّ رَدَّهُ فِي الْبِئْرِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: غَلَبَنِي الْحُسَيْنُ عَلَى الْخُرُوجِ، وَقَدْ قَلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ وَالْزَمْ بَيْتَكَ، وَلَا تَخْرُجْ عَلَى إِمَامِكَ، وَكَلَّمَهُ فِي ذَلِكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ، وغيرهما.   [1] في الأصل «لم يشدوا» . [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 331. [3] تهذيب 4/ 331. [4] في (مجمع الزوائد ج 9 ص 192) : عن ابن عباس قال: استأذنني الْحُسَيْنُ فِي الْخُرُوجِ فَقُلْتُ: لَوْلا أَنْ يُزْرَى ذلك بي أو بك لشبكت بيدي في رأسك، فكان الّذي رد عليّ أن قال: لأَنْ أُقْتَلَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذا أَحَبُّ إليَّ من أن يستحلّ بي حرم الله ورسوله، قال: فذلك الّذي سلى نفسي عنه. [5] بفتح الميم، كما في الخلاصة 193. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 8 وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: لَوْ أَنَّ حُسَيْنًا لَمْ يَخْرُجْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ. وَقَدْ كَتَبَتْ إِلَيْهِ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُعَظِّمُ عَلَيْهِ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ، وَتَأْمُرُهُ بِلُزُومِ الْجَمَاعَةِ، وَتُخْبِرُهُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُسَاقُ إِلَى مَصْرَعِهِ وَتَقُولُ: أَشْهَدُ لَحَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُقْتَلُ حُسَيْنٌ بِأَرْضِ بَابِلٍ» [1] وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ كِتَابًا يُحَذِّرُهُ أَهْلَ الْكُوفَةِ، وَيُنَاشِدُهُ اللَّهَ أَنْ يَشْخَصَ إِلَيْهِمْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحُسَيْنُ: إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَنِي بِأَمْرٍ أَنَا مَاضٍ لَهُ، وَلَسْتُ بِمُخْبِرٍ أَحَدًا بِهَا حَتَّى أُلَاقِيَ عَمَلِي [2] . وَلَمْ يَقْبَلِ الْحُسَيْنُ غَدًا، وَصَمَّمَ عَلَى الْمَسِيرِ إِلَى الْعِرَاقِ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ سَتُقْتَلُ غَدًا بَيْنَ نِسَائِكَ وَبَنَاتِكَ كَمَا قُتِلَ عُثْمَانُ، وَإِنِّي لَأَخَافُ أَنْ تكون الّذي يقاد به عثمان، ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156. فَقَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ كَبِرْتَ، فَبَكَى ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ: أقررت عَيْنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَلَمَّا رَأَى ابْنُ عَبَّاسٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ: قَدْ أَتَى مَا أَحْبَبْتَ، هَذَا الْحُسَيْنُ يَخْرُجُ وَيَتْرُكُكَ وَالْحِجَازَ. ثُمَّ تَمَثَّلَ: يَا لَكِ مِنْ قُنْبُرَةٍ [3] بِمَعْمَرِ ... خَلَا لَكِ الْجَوُّ [4] فَبِيضِي وَاصْفِرِي وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي [5] وَبَعَثَ الْحُسَيْنُ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَسَارَ إِلَيْهِ مَنْ خَفَّ مَعَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُمْ تِسْعَةُ عَشَرَ رَجُلًا، وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ، وَتَبِعَهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ فَأَدْرَكَ أَخَاهُ الْحُسَيْنَ بِمَكَّةَ، وَأَعْلَمَهُ أَنَّ الْخُرُوجَ لَيْسَ لَهُ بِرَأْيٍ، يَوْمَهُ هَذَا، فَأَبَى الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ، فَحَبَسَ مُحَمَّدٌ وَلَدَهُ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ وَقَالَ: تَرْغَبُ بِوَلَدِكَ عَنْ مَوْضِعٍ أُصَابُ فِيهِ! وَبَعَثَ أَهْلُ الْعِرَاقِ إِلَى الحسين الرسل،   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 332، 333. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 333. [3] في التاج: القبرة: طائر، الواحدة بهاء، ولا تقل قنبرة، أو لغية، وقد جاء ذلك في الرجز ... [4] في الأصل «خلا لك البر» . [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 334، تاريخ الطبري 5/ 384، الكامل في التاريخ 4/ 39، البداية والنهاية 8/ 160. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 وَالْكُتُبَ يَدْعُونَهُ إِلَيْهِمْ، فَخَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْعِرَاقِ، فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، فَكَتَبَ مَرْوَانُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ أَمِيرِ الْكُوفَةِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْحُسَيْنَ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ، وتاللَّه مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا سَلْمَةً مِنَ الْحُسَيْنِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَفْتَحَ عَلَى الْحُسَيْنِ مَا لَا يَسُدُّهُ شَيْءٌ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: أَمَّا بَعْدُ، تَوَجَّهَ إِلَيْكَ الْحُسَيْنُ، وَفِي مِثْلِهَا تُعْتَقُ أَوْ تُسْتَرَقُّ كَمَا تُسْتَرَقُّ الْعَبِيدُ [1] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: بَلَغَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ مَسِيرُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ بِالْبَصْرَةِ، فَخَرَجَ عَلَى بِغَالِهِ هُوَ وَاثْنَا عَشَرَ رَجُلًا حَتَّى قَدِمُوا الْكُوفَةَ، فَاعْتَقَدَ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّهُ الْحُسَيْنُ وَهُوَ مُتَلَثِّمٌ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِابْنِ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَارَ الْحُسَيْنُ حَتَّى نَزَلَ نَهْرَيْ كَرْبَلَاءَ، وَبَعَثَ عُبَيْدَ اللَّهِ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ عَلَى جَيْشٍ. قَالَ: وَبَعَثَ شِمْرَ بْنَ ذيِ الْجَوْشَنِ فَقَالَ: إِنْ قَتَلَهُ وَإِلَّا فَاقْتُلْهُ وَأَنْتَ عَلَى النَّاسِ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: خَرَجَ الْحُسَيْنُ إِلَى الْكُوفَةِ، فَكَتَبَ يَزِيدُ إِلَى وَالِيهِ بِالْعِرَاقِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ: إِنَّ حُسَيْنًا صَائِرٌ إِلَى الْكُوفَةِ، وَقَدِ ابْتُلِيَ بِهِ زَمَانُكَ مِنْ بَيْنِ الْأَزْمَانِ، وَبَلَدُكَ مِنْ بَيْنِ الْبُلْدَانِ، وَأَنْتَ مِنْ بَيْنِ الْعُمَّالِ، وَعِنْدَهَا تُعْتَقُ أَوْ تَعُودُ عَبْدًا. فَقَتَلَهُ ابْنُ زِيَادٍ وَبَعَثَ بِرَأْسِهِ إِلَيْهِ [3] . وَقَالَ الزُّبَيْرِ بْنُ الْخِرِّيتِ: سَمِعْتُ الْفَرَزْدَقَ يَقُولُ: لَقِيتُ الْحُسَيْنَ بِذَاتِ عِرْقٍ وَهُوَ يُرِيدُ الْكُوفَةَ، فَقَالَ لِي: مَا تَرَى أَهْلَ الْكُوفَةِ صَانِعِينَ؟ مَعِي حِمْلُ بَعِيرٍ مِنْ كُتُبِهِمْ؟ قُلْتُ: لَا شَيْءَ، يَخْذُلُونَكَ، لَا تَذْهَبْ إِلَيْهِمْ. فَلَمْ يُطِعْنِي [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنِي بُجَيْرٌ، مِنْ أَهْلِ الثَّعْلَبِيَّةِ، قَلْتُ لَهُ: أين كنت   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 335. [2] سير أعلام النبلاء 3/ 300. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 335. [4] سير أعلام النبلاء 3/ 304. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 حِينَ مَرَّ الْحُسَيْنُ؟ قَالَ: غُلَامٌ قَدْ أَيْفَعْتَ [1] ، قَالَ: كَانَ فِي قِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ، وَكَانَ أَخِي أَسَنُّ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ، أَرَاكَ فِي قِلَّةٍ مِنَ النَّاسِ! فَقَالَ بِالسَّوْطِ، وَأَشَارَ إِلَى حَقِيبَةِ الرَّحْلِ: هَذِهِ [خَلْفِي] [2] مَمْلُوءَةٌ كُتُبًا. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَحَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: كُنْتُ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ إِلَى الْحُسَيْنِ، وَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ يُرِيدُونَ الدَّيْلَمَ، فَصَرَفَهُمْ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى الْحُسَيْنِ، فَلَقِيتُ حُسَيْنًا، فَرَأَيْتُهُ أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ، وَكَانَتْ فِيهِ غُنَّةٌ. قَالَ شِهَابٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَأَعْجَبَهُ قَوْلُهُ وَكَانَتْ فِيهِ غُنَّةٌ [3] . ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، وَغَيْرِهِ، بِإِسْنَادِهِمْ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَرْسَلَ رَجُلًا عَلَى نَاقَةٍ إِلَى الْحُسَيْنِ، يُخْبِرُهُ بِقَتْلِ مُسْلِمِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَكَانَ قَدْ بَعَثَهُ الْحُسَيْنُ إِلَى الْكُوفَةِ كَمَا مَرَّ فِي سَنَةِ سِتِّينَ، فَقَالَ لِلْحُسَيْنِ وَلَدُهُ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ: يَا أَبَهِ ارْجِعْ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَغَدْرُهُمْ، وَقِلَّةُ وَفَائِهِمْ، وَلَا لَكَ بِشَيْءٍ، فَقَالَتْ بَنُو عُقَيْلٍ: لَيْسَ هَذَا حِينَ رُجُوعٍ، وَحَرَّضُوهُ عَلَى الْمُضِيِّ. وَقَالَ الْحُسَيْنُ لِأَصْحَابِهِ: قَدْ تَرَوْنَ مَا يَأْتِينَا، وَمَا أَرَى الْقَوْمَ إِلَّا سَيَخْذِلُونَنَا، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَلْيَرْجِعْ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ جَمَاعَةٌ، وَبَقِيَ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَهُ مِنْ مَكَّةَ، فَكَانَتْ خَيْلُهُمُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ فَرَسًا [4] . وَأَمَّا ابْنُ زِيَادٍ فَجَمَعَ الْمُقَاتِلَةَ وَأَمَرَ لَهُمْ بِالْعَطَاءِ. وَقَالَ يَزِيدُ الرِّشْكُ: حَدَّثَنِي مَنْ شَافَهَ الْحُسَيْنُ قَالَ: رَأَيْتُ أبنية مَضْرُوبَةً بِالْفَلَاةِ لِلْحُسَيْنِ، فَأَتَيْتُهُ، فَإِذَا شَيْخٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَالدُّمُوعُ تَسِيلُ عَلَى خدَّيْهِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا بن بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ، مَا أَنْزَلَكَ هَذِهِ الْبِلَادَ والفلاة التي   [1] في الأصل «أينعت» . [2] زيادة من سير الأعلام 3/ 305. [3] سير أعلام النبلاء 3/ 305. [4] في (المذكر والمؤنث لابن جني) : الفرس يقع على الذكر والأنثى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 لَيْسَ بِهَا أَحَدٌ؟ قَالَ: هَذِهِ كتب أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَيَّ، وَلَا أَرَاهُمْ إِلَّا قَاتِلِيَّ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ لَمْ يَدَعُوا للَّه حُرْمَةً إِلَّا انْتَهَكُوهَا، فَيُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَنْ يُذِلُّهُمْ حَتَّى يَكُونُوا أَذَلَّ مَنْ فَرَمِ [1] الْأَمَةِ، يَعْنِي مُقَنَّعَتَهَا. قُلْتُ: نَدَبَ ابْنُ زِيَادٍ لِقِتَالِ الْحُسَيْنِ، عُمَرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. فَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ بِالْحُسَيْنِ أَيْقَنَ أَنَّهُمْ قَاتِلُوهُ، فَقَامَ فِي أَصْحَابِهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ نَزَلَ بِنَا مَا تَرَوْنَ، إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ، وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا، وَاسْتَمَرَّتْ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا إلًا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، وَإِلَّا خَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَى الْوَبِيلِ، أَلَا تَرَوْنَ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ، وَالْبَاطِلُ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ، لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ، وَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً، وَالْحَيَاةُ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَمًا [2] . وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ غَيْرِهِ، أَنَّ الْحُسَيْنَ لَمَّا أَرْهَقَهُ السِّلَاحُ قَالَ: أَلَا تَقْبَلُونَ مِنِّي مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبل مِنَ الْمُشْرِكِينَ؟ قِيلَ: وَمَا كَانَ يَقْبَلُ مِنْهُمْ؟ قَالَ: كَانَ إِذَا جَنَحَ أَحَدُهُمْ لِلسِّلْمِ قَبِلَ مِنْهُ، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَدَعُونِي أَرْجِعُ، قَالُوا: لَا، قَالَ: فَدَعُونِي آتِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَزِيدَ. فَأَخَذَ لَهُ رَجُلٌ السِّلَاحَ، فَقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ بِالنَّارِ، فَقَالَ: بِلْ إِنْ شَاءَ اللَّهِ بِرَحْمَةِ رَبِّي وَشَفَاعَةِ نَبِيِّي، قَالَ: فَقُتِلَ وَجِيءَ بِرَأْسِهِ حَتَّى وُضِعَ فِي طَسْتٍ بَيْنَ يَدَيِ ابْنِ زِيَادٍ [3] ، فَنَكَتَهُ بِقَضِيبِهِ [4] وَقَالَ: لَقَدْ كَانَ غُلَامًا صبيحا، ثم   [1] في الأصل «فدم» ، والتحرير من تاريخ ابن جرير والنهاية حيث قال: هو بالتحريك ما تعالج به المرأة فرجها، وقيل: هو خرقة الحيض (انظر تاريخ الطبري 5/ 394) . [2] في الأصل «ندما» وفي مجمع الزوائد ج 9 ص 193 «برما» أي مللا وسآمة. والخبر في المعجم الكبير للطبراني (2842) وحلية الأولياء 2/ 39، وتاريخ الطبري 5/ 403، 404. [3] في (مجمع الزوائد ج 9 ص 196) و (اللمعات البرقية في النكت التاريخية لمحمد بن طولون ص 3) : روي من غير وجه عن عبد الملك بن عمير اللخمي الكوفي أنه قال: رأيت في هذا القصر- وأشار إلى قصر الإمارة بالكوفة- رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما بين يدي عبيد الله بن زياد على ترس، ثم رأيت فيه رأس عبيد الله بن زياد بين يدي المختار بن عبيد على ترس، ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب على ترس، ثم رأيت رَأْسَ مُصْعَبٍ بَيْنَ يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان على ترس ... [4] تاريخ الطبري 5/ 393. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 12 قال: أيّكم قاتله؟ فقال الرجل، فقال: مَا قَالَ لَكَ؟ فَأَعَادَ الْحَدِيثَ، فَاسْوَدَّ وَجْهُهُ [1] . وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» بِأَسَانِيدِهِ، قَالُوا: وَأَخَذَ الْحُسَيْنُ طَرِيقَ الْعُذَيْبِ [2] ، حَتَّى نَزَلَ قَصْرَ أَبِي مُقَاتِلٍ [3] ، فَخَفَقَ خَفْقَةً، ثُمَّ انْتَبَهَ يَسْتَرْجِعُ وَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ فَارِسًا يُسَايِرُنَا وَيَقُولُ: الْقَوْمُ يَسِيرُونَ وَالْمَنَايَا تَسْرِي إِلَيْهِمْ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ نَعَى إِلَيْنَا أَنْفُسَنَا، ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ بِكَرْبَلَاءَ، فَسَارَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ كَالْمُكْرَهِ، وَاسْتَعْفَى عُبَيْدُ اللَّهِ فَلَمْ يَعْفِهِ، وَمَعَ الْحُسَيْنِ خَمْسُونَ رَجُلًا، وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ مِنَ الْجَيْشِ عِشْرُونَ رَجُلًا، وَكَانَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ تِسْعَةُ عَشَرَ رَجُلًا، وَقُتِلَ عَامَةُ أَصْحَابِهِ حَوْلَهُ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَبَقِيَ عَامَةُ نَهَارِهِ لَا يَقْدُمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ، وَأَحَاطَتْ بِهِ الرَّجَّالَةُ، فَكَانَ يَشُدُّ عَلَيْهِمْ فَيَهْزِمُهُمْ، وَهُمْ يَتَدَافَعُونَهُ، يَكْرَهُونَ الْإِقْدَامَ عَلَيْهِ، فَصَاحَ بِهِمْ شِمْرٌ: ثَكِلَتْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ مَاذَا تَنْتَظِرُونَ بِهِ؟ فَطَعَنَهُ سِنَانُ بْنُ أَنَسٍ النَّخَعِيُّ فِي تَرْقُوَتِهِ، ثُمَّ انْتَزَعَ الرُّمْحَ وَطُعِنَ فِي بَوَانِي [4] صَدْرِهِ، فَخَرَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَرِيعًا، وَاحْتَزَّ رَأْسَهُ خَوْلِيٌّ الْأَصْبَحِيُّ، لَا رَحِمَهُ اللَّهُ وَلَا رَضِيَ عَنْهُ [5] . وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ [6] نَجِيحٌ، عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَتِهِ، إِنَّ الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حِينَ نَزَلُوا كَرْبَلَاءَ: مَا اسْمُ هَذِهِ الْأَرْضِ؟ قَالُوا: كَرْبَلَاءُ، قَالَ: كَرْبٌ وَبَلَاءٌ، فَبَعَثَ عُبَيْدُ اللَّهِ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ فَقَابَلَهُمْ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: يَا عُمَرُ اخْتَرْ مِنِّي إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا تَتْرُكُنِي أَنْ أَرْجِعَ، أَوْ تُسَيِّرُنِي إِلَى يَزِيدَ فَأَضَعُ يَدِي في   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 337. [2] العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة. [3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري 5/ 407 والكامل لابن الأثير 4/ 50 «قصر بني مقاتل» . قال ياقوت في معجم البلدان 4/ 364: «وقصر مقاتل: كان بين عين التمر والشام، وقال السكونيّ: هو قرب القطقطانة وسلام ثم الفريّات: منسوب إلى مقاتل بن حسّان بن ثعلبة بن أوس.. [4] البواني: أضلاع الصدر. وفي الأصل «ثواني» . [5] انظر تاريخ الطبري 5/ 449 وما قبلها. [6] في الأصل مطموسة، والتصحيح من (ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى ص 144) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 13 يَدِهِ، فَيَحْكُمُ فِي مَا أَرَى [1] ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَسَيِّرْنِي إِلَى التُّرْكِ، فَأُقَاتِلُهُمْ حَتَّى أَمُوتَ. فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ بِذَلِكَ، فَهَمَّ أَنْ يُسَيِّرَهُ إِلَى يَزِيدَ، فَقَالَ لَهُ شِمْرُ بْنُ جَوْشَنٍ- كَذَا قَالَ: وَالْأَصَحُّ شِمْرُ بْنُ ذِي [2] الْجَوْشَنِ-: لَا أَيُّهَا الْأَمِيرُ، إِلَّا أَنْ يَنْزِلَ عَلَى حُكْمِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ. وَأَبْطَأَ عُمَرُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ زِيَادٍ شِمْرَ الْمَذْكُورَ فَقَالَ: إِنْ تَقَدَّمَ عُمَرُ وَقَاتَلَ وَإِلَّا فَاقْتُلْهُ وَكُنْ مَكَانَهُ، وَكَانَ مَعَ عُمَرَ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالُوا: يَعْرِضُ عَلَيْكُمُ ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ، فَلَا تَقْبَلُونَ مِنْهَا شَيْئًا! وَتَحَوَّلُوا مَعَ الْحُسَيْنِ فَقَاتَلُوا [3] . وَقَالَ عبّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَينٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ بَرُودٌ [4] ، وَرَمَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ خَالِد الطُّهَوِيُّ بِسَهْمٍ، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّهْمِ مُعَلَّقًا بِجَنْبِهِ [5] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قُتِلَ [6] مَعَ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سِتَّةُ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ. وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ قَالُوا: قَاتَلَ يَوْمَئِذٍ الْحُسَيْنُ، وَكَانَ بَطَلًا شُجَاعًا إِلَى أَنْ أَصَابَهُ سَهْمٌ فِي حَنَكِهِ، فَسَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ، فَنَزَلَ شِمْرٌ، وَقِيلَ غَيْرُهُ، فاحتزّ رأسه، ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156.   [1] في البداية والنهاية للحافظ ابن كثير 8/ 175: قد روى أبو مخنف: حدثني عبد الرحمن بن جندب، عن عقبة بن سمعان قال: لقد صحبت الحسين من مكة إلى حين قتل، والله ما من كلمة قالها في مواطن إلا وقد سمعتها، وإنه لم يسأل أن يذهب إلى يزيد فيضع يده إلى يده، ولا أن يذهب إلى ثغر من الثغور، ولكن طلب منهم أحد أمرين: إما أن يرجع من حيث جاء وإما أن يدعوه يذهب في الأرض العريضة حتى ينظر ما يصير أمر الناس إليه. وأورد ابن جرير نحو هذا في تاريخه 5/ 414. [2] في الأصل «دلى» ، والتصحيح من (ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى ص 146) حيث ترجم لأبي عبد الله الحسين في صفحات. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 338. [4] في (مجمع الزوائد) : جبة خز دكناء. [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 338. [6] في سير أعلام النبلاء 3/ 312 «أقبل مع الحسين» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 14 وَرَوَى شَرِيكٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قَالَتْ مَرْجَانَةُ لِابْنِهَا عُبَيْدِ اللَّهِ: يَا خَبِيثُ، قَتَلْتَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا تَرَى الْجَنَّةَ أَبَدًا. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنٍ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: إِنَّا لَمُسْتَنْقَعِينَ فِي الْفُرَاتِ مَعَ عُمَرَ بْنِ سعد، إذ أَتَاهُ رَجُلٌ فَسَارَّهُ، فَقَالَ: قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ عُبَيْدَ اللَّهِ جُوَيْرَةَ بْنَ بَدْرٍ التَّمِيمِيَّ، وَأَمَرَهُ إِنْ أَنْتَ لَمْ تُقَاتِلْ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقُكَ، قَالَ: فَوَثَبَ عَلَى فَرَسِهِ، وَدَعَا بِسِلَاحِهِ وَعَلَا فَرَسُهُ، ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِمْ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى قَتَلَهُمْ، قَالَ سَعْدٌ: وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَإِنَّهُمْ لَقَرِيبُ مِائَةِ رَجُلٍ، فَفِيهِمْ مِنْ صُلْبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَمْسَةٌ أَوْ سَبْعَةٌ، وَعَشَرَةٌ مِنَ الْهَاشِمِيِّينَ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَآخَرُ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ. وَرَوَى أَبُو شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ مَكَثْنَا أَيَّامًا سَبْعَةً، إِذَا صَلَّيْنَا الْعَصْرَ نَظَرْنَا إِلَى الشَّمْسِ عَلَى أَطْرَافِ الْحِيطَانِ، كَأَنَّهَا الْمَلَاحِفُ الْمُعَصْفَرَةُ، وَبَصَرْنَا إِلَى الْكَوَاكِبِ، يَضْرِبُ بَعْضُهَا بَعْضًا [1] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرَكٍ، عَنْ جَدِّهِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: احْمَرَّتْ آفَاقُ السَّمَاءِ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، يُرَى فِيهَا كَالدَّمِ، فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ شَرِيكًا، فَقَالَ لِي: مَا أَنْتَ مِنَ الْأَسْوَدِ؟ فَقُلْتُ: هُوَ جَدِّي أَبُو أُمِّي، فَقَالَ: أَمَّا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَصَدُوقَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: تَعْلَمُ هَذِهِ الْحُمْرَةَ فِي الْأُفُقِ مِمَّ؟ هُوَ مِنْ يَوْمِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ. رَوَاهُ سُلَيْمَان بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْهُ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَلِي أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَصَارَ الْوَرْسُ الَّذِي فِي عَسْكَرِهِمْ رَمَادًا، وَاحْمَرَّتْ آفَاقُ السَّمَاءِ، وَنَحَرُوا نَاقَةً فِي عَسْكَرِهِمْ، وَكَانُوا يَرَوْنَ فِي لَحْمِهَا النيران [2] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 342 وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2839) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 342. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْوَرْسَ عَادَ رَمَادًا، وَلَقَدْ رَأَيْتُ اللَّحْمَ كَأَنَّ فِيهِ النَّارَ حِينَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ قَالَ: أَصَابُوا إِبِلًا فِي عَسْكَرِ الْحُسَيْنِ يَوْمَ قُتِلَ، فَنَحَرُوهَا وَطَبَخُوهَا، فَصَارَتْ مِثْلَ الْعَلْقَمِ. وَقَالَ قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ، فَقَدِمَ الْكُوفَةَ فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ هَذَا الْفَاسِقَ ابْنَ الْفَاسِقِ قَتَلَهُ اللَّهُ- يَعْنِي الْحُسَيْنَ-، قَالَ أَبُو رَجَاءٍ: فَرَمَاهُ اللَّهُ بِكَوْكَبَيْنِ مِنَ السَّمَاءِ، فَطَمَسَ بَصَرُهُ، وَأَنَا رَأَيْتُهُ [2] . وَقَالَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ: أوَ مَا عَرَفَ الزُّهريُّ تِلْكُمْ فِي مَجْلِسِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ؟، فَقَالَ الْوَليِدُ: تَعْلَمُ مَا فَعَلَتْ أَحْجَارُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ؟ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّهُ لَمْ يُقْلَبْ حَجَرٌ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ. وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى ابْنِ رَأْسِ الْجَالُوتِ فَقَالَ: هَلْ كَانَ فِي قَتْلِ الْحُسَيْنِ عَلَامَةٌ؟ قَالَ: مَا كُشِفَ يَوْمَئِذٍ حَجَرٌ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِيطٌ [3] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَالِمٍ خَالَتِي قَالَتْ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ مُطِرْنَا مَطَرًا كَالدَّمِ عَلَى الْبُيُوتِ وَالْجُدُرِ [4] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ جِيءَ بِرَأْسِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِقَضِيبٍ عَلَى ثَنَايَاهُ وقال: إن كان   [1] رواه الطبراني 3/ 128 رقم (2858) . [2] الطبراني (2830) . [3] الطبراني (2834) ومجمع الزوائد 9/ 196. [4] قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 201 و 202: ولقد بالغ الشيعة في يوم عاشوراء فوضعوا أكاذيب كثيرة. ونقل نحو ما نقله الذهبي هنا ثم قال: إلى غير ذلك من الأكاذيب في قتله فأكثرها غير صحيح، فإنه قل من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا وأكثرهم أصابهم الجنون. وبسط المحب الطبري بعض ما أصابهم في (ذخائر العقبي) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 لَحَسَنَ الثَّغْرِ، فَقُلْتُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ مَوْضِعَ قَضِيبِكَ مِنْ فِيهِ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنِصْفِ النَّهَارِ، أَشْعَثَ أَغْبَرَ، وَبِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ أَزَلْ مُنْذُ الْيَوْمِ أَلْتَقِطُهُ، فَأُحْصِيَ ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَوَجَدُوهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ [2] . وَعَنْ سَلْمَى أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَتْ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، عَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [3] مِنْ حَدِيثِ أَبِي خَالِد الْأَحْمَرِ: ثنا رَزِينٍ، حَدَّثَتْنِي سَلْمَى. قُلْتُ: رَزِينٌ هُوَ ابْنُ حَبِيبٍ، كُوفِيٌّ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ أَمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ الْجِنَّ تَبْكِي عَلَى حُسَيْنٍ وَتَنُوحُ عَلَيْهِ [4] . وَرُوِيَ عَنْ أمَّ سَلَمَةَ نَحْوَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ [5] . وَرَوَى عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ [6] الْكَلْبِيِّ قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ كَرْبَلَاءَ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ بِهَا: بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ نَوْحَ الْجِنِّ، فَقَالَ: مَا تَلْقَى أَحَدًا إِلَّا أَخْبَرَكَ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ، قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي مَا سَمِعْتَ أَنْتَ، قال: سمعتهم يقولون:   [1] الطبراني (2878) ، وأخرجه البخاري في الفضائل 7/ 75 من طريق: جرير بن حازم، عن محمد بن سيرين، والترمذي (3778) وابن حبّان (2243) . [2] أخرجه أحمد في المسند 1/ 283، والطبراني (2822) وابن عساكر 4/ 343. [3] في المناقب (3771) . [4] الطبراني (2867) ومجمع الزوائد 9/ 199. [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 344 من طريق سويد بن سعيد، عن عمرو بن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أم سلمة. [6] بالأصل مهمل، والتصويب من الخلاصة 465 وهو: يحيى بن أبي حية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 مَسَحَ الرَّسُولُ جَبِينَهُ ... فَلَهُ بَرِيقٌ فِي الْخُدُودِ أَبَوَاهُ مِنْ عَلْيَا قُرَيشٍ ... وَجَدُّهُ خَيْرُ الْجُدُودِ رَوَاهُ ثَعْلَبٌ فِي أَمَالِيهِ [1] . ثنا عُمَرُ بْنُ شَيْبَةَ [2] : ثنا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ: ثنا عَطَاءٌ، فَذَكَرَهُ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: لَمَّا أُدْخِلَ ثَقْلُ الْحُسَيْنِ عَلَى يَزِيدَ وَوُضِعَ رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ بَكَى يَزِيدُ وَقَالَ: نُفَلِّقُ [3] هَامًا مِنْ رِجَالٍ أحبّة ... إِلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا [4] أَمَّا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبُكَ مَا قَتَلْتُكَ أَبَدًا. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: لَيْسَ هَكَذَا، قَالَ: فكيف يا بن أُمٍّ؟ قَالَ: مَا أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ من قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها 57: 22 [5] ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ أَخُو مَرْوَانَ، فَقَالَ: لَهَامٌ بِجَنْبِ الطَّفِّ أدْنَى قَرَابَةً ... مِنَ ابْنِ زِيَادِ الْعَبْدِ ذِي النَّسَبِ [6] الْوَغْلُ سُمَيَّةُ أَمْسَى نَسْلُهَا عَدَدَ الْحَصَى ... وَبِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ لَيْسَ لَهَا نَسْلُ قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أبى الْحُسَيْنُ أَنْ يُسْتَأْسَرَ، فَقَاتَلُوهُ، فَقُتِلَ، وَقُتِلَ ابْنَهُ وَأَصْحَابُهُ بِالطَّفِّ، وَانْطَلَقَ بِبَنِيهِ: عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَسُكَيْنَةَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى يزيد بن معاوية، فجعل   [1] الطبراني (2865) و (2866) ، ومجمع الزوائد 9/ 199 وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه، وأبو جناب مدلّس، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 344، والبداية والنهاية 8/ 200. [2] في الأصل «شبيه» . [3] في الأصل: «تعلّق» ، والتصحيح من (مجمع الزوائد- ج 9/ 193) وترجم فيه للحسين بن علي في 16 صفحة. [4] ورد هذا البيت في تاريخ الطبري 5/ 460 على هذا النحو: يفلّقن هاما من رجال أعزّة ... علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما [5] سورة الحديد 22. [6] عند الطبري 5/ 460: «الحسب» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 سُكَيْنَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ، لِئَلَّا تَرَى رَأْسَ أَبِيهَا، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ فِي غِلٍّ، فَضَرَبَ يَزِيدُ عَلَى ثَنِيَّتَيِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ: نُفَلِّقُ هَامًا مِنْ أُنَاسٍ أَعِزَّةٍ ... عَلَيْنَا وَهُمْ كَانُوا أَعَقَّ وَأَظْلَمَا [1] فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها 57: 22 [2] فَثَقُلَ عَلَى يَزِيدَ أَنْ تَمَثَّلَ بِبَيْتٍ، وَتَلَا علي آية فقال: فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ 42: 30 [3] ، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ رَآنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَغْلُوبِينَ، لَأَحَبَّ أَنْ يَحِلَّنَا مِنَ الْغُلِّ، قَالَ: صَدَقْتَ، حُلُّوهُمْ، قَالَ: وَلَوْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بُعْدٍ لَأَحَبُّ أَنْ يُقَرِّبَنَا، قَالَ: صَدَقْتَ، قَرُّبُوهُمْ، فَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ وَسُكَيْنَةُ يَتَطَاوَلَانَ لِيَرِيَا رَأْسَ أَبِيهِمَا، وَجَعَلَ يَزِيدَ يَتَطَاوَلَ فِي مَجْلِسِهِ، فَيَسْتُرُهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ أمَرَ بِهِمْ فَجُهِّزُوا، وَأَصْلَحَ آلَتَهُمْ وَأُخْرِجُوا إِلَى الْمَدِينَةِ [4] . كَثِيرُ [5] بْنُ هِشَامٍ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: لَمَّا أُتيَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ جَعَلَ يَنْكُتُ بِمَخْصَرَةٍ مَعَهُ سِنَّهُ وَيَقُولُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بَلَغَ هَذَا السِّنَّ، وَإِذَا لِحْيَتُهُ وَرَأْسُهُ قَدْ نُصِلَ مِنَ الْخِضَابِ الْأَسْوَدِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، وَالْمَدِينِيِّ، عَنْ رِجَالِهِمَا، أن مُحَفَّزَ بْنَ ثَعْلَبَةَ الْعَائِذِيَّ، عَائِذَةُ [6] قُرَيْشٍ، قَدِمَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ عَلَى يَزِيدَ فَقَالَ: أتيتك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِرَأْسِ أَحْمَقِ النَّاسِ وَأَلْأَمِهُمْ، قَالَ يَزِيدُ: مَا وَلَدَتْ أُمُّ مُحَفِّزٍ أَحْمَقَ وَأَلْأَمَ، لكن الرجل لم يقرأ كتاب الله: تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ 3: 26   [1] تاريخ الطبري 5/ 460، المعجم الكبير للطبراني 3/ 124 رقم (2848) ، والكامل في التاريخ 4/ 89، 90، ومجمع الزوائد 9/ 193. [2] سورة الحديد- الآية 22. [3] سورة الشورى- الآية 30. [4] انظر البدآية والنهاية 8/ 194، وهو عند الطبراني (806) . [5] في الأصل «كبير» ، والتصويب من (تهذيب التهذيب 8/ 429) . [6] في الأصل مهملة، والتصحيح من (اللباب 2/ 307) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 الآية [1] . ثم بعث يزيد برأس الحسين على عامله على المدينة، فقال: وددت أَنَّهُ لَمْ يُبْعَثْ بِهِ إِلَيَّ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ، فَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ عِنْدَ قَبْرِ أُمِّهِ فَاطِمَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا [2] . وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي: ثنا سُلَيْمَان بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْبَهْرَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ الْكَلَاعِيَّ، سَمِعْتَ أَبَا كَرْبٍ قَالَ: كُنْتُ فِي الْقَوْمِ الَّذِينَ تَوَثَّبُوا عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ نَهَبَ خَزَائِنَهُمْ بِدِمَشْقَ، فَأَخَذْتُ سَفَطًا وَقُلْتُ: فِيهِ غَنَائِي، فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَ يَدَيَّ، وَخَرَجْتُ مِنْ بَابِ تَوْمًا، فَفَتَحْتُهُ، فإذا بحريرة فيها رأس مكتوب عليه: «هَذَا رَأْسُ الْحُسَيْنِ» ، فَحَفَرْتُ لَهُ بِسَيْفِي وَدَفَنْتُهُ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنَّ يُونُسَ بْنَ حَبِيبٍ حَدَّثَهُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَبَنُو أَبِيهِ، بَعَثَ ابْنُ زِيَادٍ بِرُءُوسِهِمْ إِلَى يَزِيدَ، فَسُرَّ بِقَتْلِهِمْ أَوَّلًا، ثُمَّ ندِمَ فَكَانَ يَقُولُ: وَمَا عَلَيَّ لَوِ احْتَمَلْتُ الْأَذَى وَأَنْزَلْتُ الْحُسَيْنَ مَعِي، وَحَكَّمْتُهُ فِيمَا يُرِيدُ، وَإِنْ كَانَ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ وَهَنٌ فِي سُلْطَانِي حِفْظًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرِعَايَةً لِحَقِّهِ وَقَرَابَتِهِ، لَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجَانَةَ- يُرِيدُ عُبَيْدَ اللَّهِ-، فَإِنَّهُ أَخْرَجَهُ وَاضْطَرَّهُ، وَقَدْ كَانَ سَأَلَ أَنْ يُخْلِيَ سَبِيلُهُ، وَيَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ أَقْبَلَ، أَوْ يأتيني فَيَضَعُ يَدَهُ فِي يَدَيَّ، أَوْ يَلْحَقَ بِثَغْرٍ مِنَ الثُّغُورِ، فَأَبَى ذَلِكَ وَرَدَّهُ عَلَيْهِ، فَأَبْغَضَنِي بِقَتْلِهِ الْمُسْلِمُونَ [4] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ دَخَلْنَا الْكُوفَةَ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ، فَدَخَلْنَا منزله، فأحلفنا، فَنِمْتُ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِحِسِّ الْخَيْلِ فِي الْأَزِقَّةِ، فَحَمَلْنَا إِلَى يَزِيدَ، فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ حِينَ رآنا، وأعطانا ما شئنا وقال: إنه   [1] آل عمران/ 26. [2] تاريخ الطبري 5/ 463. [3] تاريخ الطبري 5/ 506 (حوادث سنة 64 هـ) . [4] سير أعلام النبلاء 3/ 320، 321. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 سَيَكُونُ فِي قَوْمِكَ أُمُورٌ، فَلَا تَدْخُلَ مَعَهُمْ فِي شَيْءٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَا كَانَ، كَتَبَ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ كِتَابًا فِيهِ أَمَانِي، فَلَمَّا فَرَغَ مُسْلِمٌ مِنَ الْحَرَّةِ بَعَثَ إِلَيَّ، فَجِئْتُهُ وَقَدْ كَتَبْتُ وَصِيَّتِي، فَرَمَى إِلَيَّ بِالْكِتَابِ، فَإِذَا فِيهِ: اسْتَوْصِ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ خَيْرًا، وَإِنْ دَخَلَ مَعَهُمْ، فِي أَمْرِهِمْ فَأَمِّنْهُ وَاعْفُ عَنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ فَقَدْ أَصَابَ وَأَحْسَنَ [1] . وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ ابْنُ عَمِّهِ مُسْلِمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَدْ كَانَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتِّينَ، قَتَلَهُ ابْنُ زِيَادٍ صَبْرًا، وَكَانَ الْحُسَيْنُ قَدْ قَدَّمَهُ إِلَى الْكُوفَةِ، لِيُخْبِرَ مَنْ بِهَا مِنْ شِيعَتِهِ بِقُدُومِهِ، فَنَزَلَ عَلَى هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيِّ، فَأَحَسَّ بِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، فَقَتَلَ مُسْلِمًا وَهَانِئًا. وَمِمَّنْ قُتِلَ مَعَ الْحُسَيْنِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ إِخْوَتُهُ بَنُو أَبِيهِ: جَعْفَرٌ، وَعَتِيقٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَالْعَبَّاسُ الْأَكْبَرُ بَنُو عَلِيٍّ، وَابْنُهُ الْأَكْبَرُ عَلِيٌّ- وَهُوَ غَيْرُ عَلِيِّ زَيْنِ الْعَابِدِينَ-، وابنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَابْنُ أَخِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ الحسين، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَخُوهُ عَوْنٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا مُسْلِمٍ بْنِ عَقِيلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ [2] . (وَفِيهَا) : ظنّا وتخمينا، قدم على ابن الزُّبَيْرِ وَهُوَ بمَكَّةَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الثَّقَفِيُّ مِنَ الطَّائِفِ، وَكَانَ قَدْ طُرِدَ إِلَى الطَّائِفِ، وَكَانَ قَوِيُّ النَّفْسِ، شَدِيدُ الْبَأْسِ، يُظْهِرُ الْمُنَاصَحَةَ وَالدَّهَاءَ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَيَسْمَعُونَ مِنْهُ كَلَامًا ينكرونه، فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدَ اسْتَأْذَنَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي الْمُضِيِّ إلى الْعِرَاقِ، فَأَذِنَ لَهُ وَرَكَنَ إِلَيْهِ، وَكَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ عَلَى الْعِرَاقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ يُوصِيهِ بِهِ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى ابْنُ مُطِيعٍ، ثُمَّ أَخَذَ يَعِيبُ فِي الْبَاطِنِ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَيُثْنِي عَلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَيَدْعُو إِلَيْهِ، وَيُحَرِّضُ أَهْلَ الْكُوفَةِ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ، وَيُكَذِّبُ وَيُنَافِقُ، فَرَاجَ أَمْرُهُ وَاسْتَغْوَى طَائِفَةً، وَصَارَ لَهُ شِيعَةٌ، إِلَى أَنْ خَافَهُ ابْنُ مُطِيعٍ، وَهَرَبَ مِنْهُ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.   [1] سير اعلام النبلاء 3/ 320، 321. [2] انظر تاريخ الطبري 5/ 468، 469، وتاريخ خليفة 234. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 [حَوَادِثُ] سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ، وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ الْهَاشِمِيُّ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ الدَّارَانِيُّ الزَّاهِدُ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ الْفَقِيهُ. وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ أَمِيرُ الْعِرَاقِ عَلَى السِّنْدِ [1] الْمُنْذِرَ بْنَ الْجَارُودِ الْعَبْدِيَّ، وَلِابْنِهِ الْجَارُودِ بْنِ عَمْرٍو صُحْبَةٌ. وَكَانَ الْمُنْذِرُ مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ، قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ. وَفِيهَا غَزَا سَلْمُ بْنُ أَحْوَرَ [2] خَوَارِزْمَ فَصَالَحُوهُ عَلَى مَالٍ، ثُمَّ عَبَرَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ، فَنَازَلَهَا، فَصَالَحُوهُ أَيْضًا. وَفِيهَا نَقَضَ أَهْلُ كَابُلَ، وَأَخَذُوا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ أَسِيرًا، فَسَارَ أَخُوهُ يَزِيدُ فِي جَيْشٍ، فَهَجَمَ عَلَيْهِمْ، فَقَاتَلُوهُ، فَقُتِلَ يَزِيدُ، وَقُتِلَ مَعَهُ زَيْدُ بْنُ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَصِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ الْعَدَوِيُّ، وَوَلَدَاهُ [3] ، وَعَمْرُو بْنُ قُثَمَ [4] ، وَبُدَيْلُ بْنُ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ آدَمَ الْعَدَوِيُّ، فِي رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. قَالَهُ خَلِيفَةُ. وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ لِلنَّاسِ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أبي سفيان بن حرب [5] .   [1] في تاريخ خليفة ص 236 «ثغر قندابيل» . [2] في تاريخ خليفة بن خياط 235: «سلّم بن زياد» . [3] في تاريخ خليفة: «وابنه» . [4] في تاريخ خليفة: «عمرو بن قتيبة» . [5] تاريخ خليفة 236. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 [حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَلَاثِ وَسِتِّينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ، وَمَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ. وَفِيهَا وَقْعَةُ الْحَرَّةِ عَلَى بَابِ طِيبَةِ، وَاسْتُشْهِدَ فِيهَا خَلْقٌ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَفِيهَا بَعَثَ سَلْمُ بْنُ زِيَادٍ: ابْنَ أَبِيهِ طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيَّ وَالِيًا عَلَى سِجِسْتَانَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَفْدِيَ أَخَاهُ مِنَ الْأَسْرِ، فَفَدَاهُ بِخَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ، وَأَقْدَمَهُ عَلَى أَخِيهِ، وَأَقَامَ طَلْحَةُ بِسِجِسْتَانَ [1] . فِيهَا غَزَا عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ مِنَ الْقَيْرَوَانِ، فَسَارَ حَتَّى أَتَى السُّوسَ الْأَقْصَى، وَغَنِمَ وَسَلَّمَ، وَرَدَّ، فَلَقِيَهُ كُسَيْلَةُ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا، فَالْتَقَيَا، فَاسْتُشْهِدَ فِي الْوَقْعَةِ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ، وَأَبُو الْمُهَاجِرِ دِينَارُ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، وَعَامَّةُ أَصَحابِهِمَا. ثُمَّ سَارَ كُسَيْلَةُ الْكَلْبُ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ زُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ الْبَلَوِيُّ خَلِيفَةُ عُقْبَةَ عَلَى الْقَيْرَوَانِ، فَقُتِلَ فِي الْوَقْعَةِ كُسَيْلَةُ، وَهُزِمَ جُنُودُهُ، وَقُتِلَتْ مِنْهُمْ مَقْتَلَةٌ كَبِيرَةٌ [2] . قِصَّةُ الْحَرَّةِ قَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: سَمِعْتُ أشياخنا يَقُولُونَ: وَفَدَ إلى يَزِيدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ الْغَسِيلِ الْأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَلَهُ صحبة، وفد في ثمانية بنين له،   [1] تاريخ خليفة 250، 251. [2] تاريخ خليفة 251، البيان المغرب 1/ 26- 30. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 فَأَعْطَاهُ يَزِيدُ مِائَةَ أَلْفٍ، وَأَعْطَى لِكُلِّ ابْنٍ عَشَرَةَ آلَافٍ، سِوَى كِسْوَتِهِمْ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: أَتَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدَ رَجُلٍ وَاللَّهِ لَوْ لَمْ أَجِدْ إِلَّا بَنِيَّ هَؤُلَاءِ لَجَاهَدْتُهُ بِهِمْ، قَالُوا: إِنَّهُ قَدْ أَكْرَمَكَ وَأَعْطَاكَ، قَالَ: نَعَمْ وَمَا قَبِلْتُ ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا لِأَتَقَوَّى بِهِ عَلَيْهِ، ثُمَّ حَضَّ النَّاسَ فَبَايَعُوهُ [1] . وَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [2] : قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: دَعُوا إِلَى الرِّضَا وَالشُّورَى، وَأَمَّرُوا عَلَى قُرَيْشٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ الْعَدَوِيَّ، وَعَلَى الْأَنْصَارِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ، وَعَلَى قَبَائِلِ الْمُهَاجِرِينَ مَعْقِلَ بْنَ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيَّ، وَأَخْرِجُوا مَنْ بِالْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: خَلَعُوا يَزِيدَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا عَلَيْهِ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ، وَأَرْسَلَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِلَى مِيَاهِ الطَّرِيقِ، فَصَبُّوا فِي كُلِّ مَاءٍ زِقَّ قَطْرانٍ وَغَوَّرُوهُ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ، فَمَا اسْتَقُوا بِدَلْوٍ [3] . وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ يَزِيدَ لَمَّا بَلَغَهُ وُثُوبُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِعَامِلِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَنَفْيِهِمْ، جَهَّزَ لِحَرْبِهِمْ مُسْلِمَ بْنَ عُقْبةَ الْمُرِّيَّ، وَهُوَ شَيْخٌ، وَكَانَتْ بِهِ النَّوْطَةُ، وَجَهَّزَ مَعَهُ جَيْشًا كَثِيفًا، فَكَلَّمَ يَزِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ عِنْدَهُ، وَقَالَ: إِنَّمَا تَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسَكَ، فَقَالَ: أَجَلْ أَقْتُلُ بِهِمْ نَفْسِي وَأَشْقَى، وَلَكَ عِنْدِي وَاحِدَةٌ، آمُرُ مُسْلِمًا أَنْ يَتَّخِذَ الْمَدِينَةَ طَرِيقًا، فَإِنْ هُمْ لَمْ يَنْصِبُوا لَهُ الْحَرْبَ، وَتَرَكُوهُ يَمْضِي إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَيُقَاتِلُهُ، وَإِنْ مَنَعُوهُ وَحَارَبُوهُ قَاتَلَهُمْ، فَإِنْ ظَفِرَ بِهِمْ قَتَلَ مَنْ أَشْرَفَ لَهُ وَأَنْهَبَهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ. فَكَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ لَا تَعْرِضُوا لِجَيْشِهِ، فَوَرَدَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ، فَمَنَعُوهُ وَنَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ، وَنَالُوا مِنْ يَزِيدَ، فَأَوْقَعَ بهم وأنهبها ثلاثا، وسار إلى الزبير، فمات بالمشلل [4] ، وعهد   [1] تاريخ خليفة 237، تاريخ الطبري 2/ 423، 424. [2] تاريخ خليفة 237. [3] تاريخ خليفة 838، تاريخ الطبري 5/ 495. [4] المشلّل: بضمّ أوله، وفتح ثانيه، وفتح اللام وتشديدها، وهي ثنيّة مشرفة على قديد. (معجم ما استعجم 4/ 1233) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 إِلَى حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ [1] . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ لَيَالِي الْحَرَّةِ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ حُجَّةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ فَإِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتَةَ جَاهِلِيَّةٍ» [2] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تَوَجَّه مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَيُقَالُ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ رَاجِلٍ، وَنَادَى مُنَادِي يَزِيدَ: سِيرُوا عَلَى أَخْذِ أعطياتكم، وَمَعُونَةِ أَرْبَعِينَ دِينَارًا لِكُلِّ رَجُلٍ. وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ لِيَزِيدَ: وَجَّهَنِي أكْفِكَ، قَالَ: لَا، لَيْسَ لَهُمْ إِلَّا هَذَا، وَاللَّهِ لَا أَقْبَلُهُمْ بَعْدَ إِحْسَانِي إِلَيْهِمْ وَعَفْوِي عَنْهُمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةً، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي عَشِيرَتِكَ وَأَنْصَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: أَرَأَيْتَ إِنْ رَجَعُوا إلى طَاعَتِكَ، أَتَقْبَلُ ذَلِكَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: إِنْ فَعَلُوا فَلَا سَبِيلَ عَلَيْهِمْ، يَا مُسْلِمُ إِذَا دَخَلْتَ الْمَدِينَةَ ولَمْ تُصَدَّ عَنْهَا، وَسَمِعُوا وَأَطَاعُوا فَلَا تَعْرِضَنَّ لِأَحدٍ، وَامْضِ إلى الْمُلْحِدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَإِنْ صَدُّوكَ عَنِ الْمَدِينَةِ فَادْعُهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ لَمْ يُجِيبُوا فَاسْتَعِنْ باللَّه وَقَاتِلْهُمْ، فَسَتَجِدُهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ مَرْضَى، وَآخِرَهُ صُبْرًا، سُيُوفُهُمْ أَبْطَحِيَّةٌ، فَإِذَا ظَهَرَتْ عَلَيْهِمْ، فَإِنْ كَانَ بَنُو أُمَيَّةَ قَدْ قُتِلَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَجَرِّدِ السَّيْفَ وَاقْتُلِ الْمُقْبِلَ وَالْمُدْبِرَ، وَأَجْهِزْ عَلَى الْجَرِيحِ وانهبها ثَلَاثًا، وَاسْتَوْصِ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَشَاوِرْ حُصَيْنَ بْنَ نُمَيْرَ، وَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ، فَوَلِّهِ الْجَيْشَ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ ذَكَرَ الْحَرَّةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا كَادَ يَنْجُو مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَقَدْ قُتِلَ ابْنَا زَيْنَبِ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَأَتَيْتُ بِهِمَا فَوَضَعْتُهُمَا بَيْنَ يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنَّ الْمُصِيبَةَ عَلَيَّ فِيكُمَا لَعَظِيمَةٌ، وَهِيَ فِي هَذَا- وَأَشَارَتْ إِلَى أَحَدِهِمَا- أَعْظَمُ مِنْهَا فِي هَذَا- وَأَشَارَتْ إِلَى الْآخَرَ-، لِأَنَّ هذا   [1] تاريخ الطبري 5/ 498. [2] أخرجه أحمد في المسند 3/ 70 و 83 و 93 و 97 و 123 و 33 و 154. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 بَسَطَ يَدَهُ، وَأَمَّا هَذَا فَقَعَدَ فِي بَيْتِهِ، فَدُخِلَ عَلَيْهِ فَقُتِلَ، فَأَنَا أَرْجُو بِهِ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: نهب مسرف [1] بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ ثَلَاثًا، وَافْتَضَّ فِيهَا أَلْفَ عَذْرَاءَ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَخَافَهُ اللَّهُ، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [2] . رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَطَاءٍ عَنِ السَّائِبِ، وَخَالَفَهُمْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَطَاءٍ فَقَالَ: عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: سَمِعْتُ أَشْيَاخَنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَتَحَدَّثُونَ قَالُوا: خَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْحَرَّةِ بِجُمُوعٍ كَبِيرَةٍ، وَهَيْئَةٌ لَمْ يُرَ مِثْلَهَا، فَلَمَّا رَآهُمْ أَهْلُ الشَّامِ كَرِهُوا قِتَالَهُمْ، فَأَمَرَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بسريره، فَوُضِعَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، ثُمَّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ: قَاتِلُوا عَنِّي، أَوْ دَعُوا، فَشَدَّ النَّاسُ فِي قِتَالِهِمْ، فَسَمِعُوا التَّكْبِيرَ خَلْفَهُمْ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَأَقْحِمْ عَلَيْهِمْ بَنُو حَارِثَةَ وَهُمْ عَلَى الْحَرَّةِ، فَانْهَزَمَ النَّاسُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ مُتَسَانِدٌ إِلَى بَعْضِ بَنِيهِ يَغِطُّ نَوْمًا، فَنَبَّهَهُ ابْنُهُ، فَلَمَّا رَأَى مَا جَرَى أَمَرَ أَكْبَرَ بَنِيهِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُقَدِّمُهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهِمْ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْرَ سَيْفِهِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [3] . وَقَالَ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لعبد الله ابن زَيْدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ: هَا ذَاكَ ابْنُ حَنْظَلَةَ يُبَايِعُ النَّاسَ عَلَى الْمَوْتِ، فَقَالَ: لَا أُبَايِعُ عَلَيْهِ أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . إسناده صحيح.   [1] هو مسلم بن عقبة، وقد سمّي «مسرف» بعد وقعة الحرّة. [2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 55. [3] انظر تاريخ الطبري 5/ 489، والخبر في تاريخ خليفة 238. [4] أخرجه البخاري في الجهاد 4/ 8 باب البيعة في الحرب أن لا يفرّوا..، وفي المغازي 5/ 65 باب غزوة الحديبيّة، ومسلم في الإمارة (81/ 1861) ، وأحمد في المسند 4/ 41 و 42. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، وَثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ تَمِيمٍ، كُلُّ قَدْ حَدَّثَنِي، قَالُوا: لَمَّا وَثَبَ أَهْلُ الْحَرَّةِ، وَأَخْرَجُوا بَنِي أُمَيَّةَ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَاجْتَمَعُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وَبَايَعَهُمْ عَلَى الْمَوْتِ قَالَ: يَا قَوْمُ اتَّقُوا الله، فو الله مَا خَرَجْنَا عَلَى يَزِيدَ حَتَّى خِفْنَا أَنْ نُرْمَى بِالْحِجَارَةِ مِنَ السَّمَاءِ، إِنَّهُ رَجُلٌ يَنْكِحُ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ وَالْبَنَاتِ وَالْأَخَوَاتِ، وَيَشْرَبُ الْخَلَّ وَيَدَعُ الصَّلَاةَ، قَالَ: فَكَانَ ابْنُ حَنْظَلَةَ يَبِيتُ تِلْكَ اللَّيَالِي فِي الْمَسْجِدِ، وَمَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَشْرَبَ، يُفْطِرُ عَلَى شَرْبَةِ سَوِيقٍ وَيَصُومُ الدَّهْرَ، وما رئي رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ إِخْبَاتًا [1] ، فَلَمَّا قَرُبَ الْقَوْمُ خَطَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ أَصْحَابَهُ، وَحَرَّضَهُمْ عَلَى الْقِتَالِ، وَأَمَرَهُمْ بِالصِّدْقِ فِي اللِّقَاءِ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّا بِكَ وَاثِقُونَ، فَصَبَّحَ الْقَوْمُ الْمَدِينَةَ، فَقَاتَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةَ قِتَالًا شَدِيدًا حَتَّى كَثَّرَهُمْ [2] أَهْلُ الشَّامِ، وَدُخِلَتِ الْمَدِينَةُ مِنَ النَّوَاحِي كُلِّهَا، وَابْنُ حَنْظَلَةَ يَمْشِي بِهَا فِي عِصَابَةٍ مِنَ النَّاسِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لِمَوْلًى [3] لَهُ: احم لِي ظَهْرِي حَتَّى أُصَلِّي الظُّهْرَ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ لَهُ مَوْلَاهُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ، فَعَلَامَ نُقِيمُ؟ وَلِوَاؤُهُ قَائِمٌ مَا حَوْلَهُ إِلَّا خَمْسَةٌ [4] ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّمَا خَرَجْنَا عَلَى أَنْ نَمُوتَ، قَالَ: وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ كَالنَّعَامِ الشَّرُودِ، وَأَهْلُ الشَّامِ يَقْتُلُونَ فِيهِمْ، فَلَمَّا هُزِمَ النَّاسُ طَرَحَ الدِّرْعَ، وَقَاتَلَهُمْ حَاسِرًا حَتَّى قَتَلُوهُ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ وَهُوَ مَادٌّ إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ، فَقَالَ: أَمَّا وَاللَّهِ لَئِنْ نَصَبْتَهَا مَيْتًا لَطَالَمَا نَصَبْتَهَا حَيًّا [5] . وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ مُمَعَّطَ اللِّحْيَةِ، فَقُلْتُ: تَعْبَثُ بِلِحْيَتِكَ! فَقَالَ: لَا، هَذَا مَا لَقِيتُ مِنْ ظَلَمَةِ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَ الْحَرَّةِ، دَخَلُوا عَلَيَّ زَمَنَ الْحَرَّةِ فَأَخَذُوا مَا فِي البيت، ثم دخلت عليّ طائفة، فلم يَجِدُوا فِي الْبَيْتِ شَيْئًا، فَأسِفُوا وَقَالُوا: أضْجِعُوا   [1] في نسخة القدسي 2/ 356: «أحيانا» ، والتصويب من (الطبقات الكبرى 5/ 67) . [2] في نسخة القدسي 2/ 356: «كبر» ، والتصويب من (الطبقات الكبرى) . [3] في نسخة القدسي 2/ 356: «ولى» ، والتصويب من (الطبقات) . [4] في (الطبقات الكبرى 5/ 67) : «ما حوله خمسة» . [5] طبقات ابن سعد 5/ 67، 68. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 الشَّيْخَ، فَأَضْجَعُونِي، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِي خُصْلَةً. عَنْ بَعْضِهِمْ قَالُوا: وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ وَنَهَبُوا وَأَفْسَدُوا، وَاسْتَحَلُّوا الْحُرْمَةَ. قَالَ خَلِيفَةُ [1] : فَجَمِيعُ مَنْ أُصِيبَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ يَوْمَ الْحُرَّةِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتَّةُ رِجَالٍ، ثُمَّ سَرَدَ أَسْمَاءَهُمْ فِي سِتِّ [2] أَوْرَاقٍ، قَالَ: وَكَانَتِ الوقعة لِثَلَاثٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ يَوْمَ الْحَرَّةِ: هَلْ خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟ قَالَ: لَا، لَزِمُوا بُيُوتَهُمْ، فَلَمَّا قَدِمَ مُسْرِفٌ وَقَتَلَ النَّاسَ، سَأَلَ عَنْ أَبِي، أَحَاضِرٌ هُوَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: مَا لِي لَا أَرَاهُ! فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبِي، فَجَاءَهُ ومعه ابنا محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ، فَرَحَّبَ بِهِمْ، وَأَوْسَعَ لِأَبِي عَلَى سَرِيرِهِ وَقَالَ: كَيْفَ كُنْتَ؟ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا، فَقَالَ: وَصَلَ اللَّهُ تَعَالَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَالْحُسَيْنِ ابْنَيْ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: هُمَا ابْنَا عَمِّي، فَرَحَّبَ بِهِمَا. قُلْتُ: فَمَنْ أُصِيبَ يَوْمَئِذٍ: أَمِيرُهُمْ عَبْدُ الله بن حنظلة، وبنوه، وعبد الله ابن زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْأَنْصَارِيُّ الَّذِي حَكَى وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ، حَامِلُ لِوَاءِ قَوْمِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَوَاسِعُ بْنُ حِبَّانَ الْأَنْصَارِيُّ، مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ، وَكَثِيرُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ، أَحَدُ مَنْ نَسَخَ الْمَصَاحِفَ الَّتِي سَيَّرَهَا عُثْمَانُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلَى الْأَمْصَارِ، وَأَبُوهُ أَفْلَحُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، قُتِلَا مَعَ مَعْقِلِ الْأَشْجَعِيِّ صَبْرًا. وَمِمَّنْ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ: سَعْدٌ، وَسُلَيْمَانُ، وَيَحْيَى، وَإِسْمَاعِيلُ، وَسَلِيطٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بَنُو زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ لِصُلْبِهِ. قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ. وَمِمَّنْ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ نُعَيْمِ النَّحَّامُ [3] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن أسيد   [1] تاريخ خليفة 250. [2] في الأصل «ستة» . [3] في (نزهة الألباب في الألقاب للحافظ ابن حجر) : ضبطه الأكثر بفتح النون وتشديد الحاء، وضبطه ابن الكلبي بضم النون وتخفيف الحاء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 الْقُرَشِيُّ [1] الْعَدَوِيُّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ابْنُ النَّحَّامِ أَحَدَ الرُّءُوسِ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ زَوْجُ رُقَيَّةَ ابْنَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَقُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةَ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، وَيَزِيدُ، وَوَهْبُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، وَأَبُو حَكِيمَةَ مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ الْقَارِئُ، الَّذِي أَقَامَهُ عُمَرُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ التَّرَاوِيحَ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَرَوَى عَنْهُ سَعِيدٌ الْمَقْبُريُّ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَمِنْهُمْ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أُنَيْسٍ، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ، وَالْفَضْلُ ابن عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ. قَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: أَتَى مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ بَيْنَ يَدَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ ابن الْأَسْوَدِ الْأَسَدِيِّ فَقَالَ: بَايِعْ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسَنَةِ نَبِيِّهِ، فَامْتَنَعَ، فَأَمَرَ بِهِ مُسْلِمَ فَقُتِلَ [3] . وَقَالَ: دَخَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، عَلَى أَنَّهُمْ خَوَلٌ لِيَزِيدَ، يَحْكُمُ فِي أَهْلِهِمْ وَدِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ مَا شَاءَ، حَتَّى أُتِيَ بِابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، وَكَانَ صَدِيقًا لِيَزِيدَ وَصَفِيًّا لَهُ، فَقَالَ: بَلْ أُبَايِعُكَ عَلَى أَنِّي ابْنُ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، يَحْكُمُ فِي دَمِي وَأَهْلِي، فَقَالَ: اضْرِبَا عُنُقَهُ، فَوَثَبَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ مُسْلِمٌ: وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُهُ أَبَدًا، وَقَالَ: إِنْ تَنَحَّى مَرْوَانَ، وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُمَا مَعًا، فَتَرَكَهُ مَرْوَانُ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ [4] . وَقُتِلَ أَيْضًا صَبْرًا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله.   [1] في الأصل «العرسي» ، والتصحيح من أسد الغابة 5/ 32. [2] الطبقات الكبرى 5/ 170 و 171. [3] انظر: تاريخ الطبري 5/ 492، تاريخ خليفة 239. [4] تاريخ الطبري 5/ 493 والخبر في تاريخ خليفة 238، 239. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 29 وَجَاءَ أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدَ بْنَ أبي الجهم كانا في قصر العرصة، فَأَنْزَلَهُمَا مُسْلِمٌ بِالْأَمَانِ، ثُمَّ قَتَلَهُمَا، وَقَالَ لِمُحَمَّدٍ: أَنْتَ الْوَافِدُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ [1] ، فَوَصَلَكَ وَأَحْسَنَ جَائِزَتَكَ، ثُمَّ تَشَهَّدَ عَلَيْهِ بِالشُّرْبِ. وَقِيلَ: بَلْ قَالَ لَهُ: تُبَايِعُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَنَّكَ عَبْدٌ قَنٍّ، إِنْ شَاءَ أَعْتَقَكَ، وَإِنْ شَاءَ اسْتَرَقَّكَ، قَالَ: بَلْ أُبَايِعُ عَلَى أَنِّي ابْنُ عَمِّ لَئِيمٍ، فَقَالَ: اضْرِبُوا عُنُقَهُ. وَرُوِيَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ من حملة القرآن سبعمائة. قلت: ولما فَعَلَ يَزِيدُ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ مَا فَعَلَ، وَقُتِلَ الْحُسَيْنُ وَإِخْوَتُهُ وَآلُهُ، وَشَرِبَ يَزِيدُ الْخَمْرَ، وَارْتَكَبَ أَشْيَاءَ مُنْكَرَةً، بَغِضَهُ النَّاسُ، وَخَرَجَ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَلَمْ يُبَارِكِ اللَّهُ فِي عُمْرِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ أَبُو بِلَالِ مِرْدَاسِ بْنِ أُدَيَّةَ [2] الْحَنْظَلِيُّ. قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: فَوَجَّهَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زياد جيشا لحربه، فيهم عبد الله ابن رَبَاحٍ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَتَلَهُ أَبُو بِلَالٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَجَّهَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ أيَضًا عَبَّادَ بْنَ أَخْضَرَ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ، فَقَاتَلُوا أَبَا بِلَالٍ فِي سَوَادِ مَيْسَانَ، ثُمَّ قُتِلَ عَبَّادُ غِيلَةً. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيدٍ: خَرَجَ أَبُو بِلَالٍ أَحَدُ بَنِي رَبِيعَةَ بْنُ حَنَظْلَةَ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فَلَمْ يُقَاتِلْ أَحَدًا، لَمْ يَعْرِضْ لِلسَّبِيلِ، وَلَا سَأَلَ، حَتَّى نَفَذَ زَادُهُمْ وَنَفَقَاتُهُمْ، حَتَّى صَارُوا يَسْأَلُونَ، فَبَعَثَ عُبَيْدُ اللَّهِ لِقِتَالِهِمْ جَيْشًا، عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حِصْنٍ الثَّعْلَبِيُّ، فَهَزَمُوا أَصْحَابَهُ، ثُمَّ بَعَثَ عَلَيْهِمْ عَبَّادَ بْنُ أخضر، فقتلهم أجمعين [3] .   [1] سيأتي في الجزء الخامس في ترجمة (يزيد بن معاوية) أن نَوْفَلِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَذَكَرَ رَجُلٌ يَزِيدَ فَقَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: تَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ! وَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ عشرين سوطا. [2] هذا ما في تاريخ الطبري 5/ 313، وفي الأصل «أذنه» . [3] تاريخ خليفة 256. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 30 وَرَوَى غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: خَرَجَ أَبُو بِلَالٍ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فَلَمْ يُقَاتِلُوا، فَحَدَّثَنِي مَنْ كَانَ فِي قَافِلَةٍ قَالَ: جَاءُونَا يَقُودُونَ خُيُولَهُمْ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بِلَالٍ فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُمْ مَا كَانَ يُؤْتَى إِلَيْنَا، وَلَعَلَّنَا لَوْ صَبَرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَنَا، وَقَدْ أَصَابَتْنَا خَصَاصَةٌ، فَتَصَدَّقُوا، إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ، قَالَ: فَجَاءَهُ التُّجَّارُ بِالْبُدَرِ، فَوَضَعُوهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: لَا، إِلَّا دِرْهَمَيْنِ لِكُلِّ رَجُلٍ، فَلَعَلَّنَا لَا نَأْكُلُهَا حَتَّى نُقْتَلَ، فَأَخَذَ ثَمَانِينَ دِرْهَمًا لَهُمْ، قَالَ: فَسَارَ إِلَيْهِمْ جُنْدٌ فَقَتَلُوهُمْ [1] . وَقَالَ عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ: كَانَ أَبُو بِلَالٍ صَدِيقًا لِأَبِي الْعَالِيَةِ، فَلَمَّا بَلَغَ أَبَا الْعَالِيَةِ خُرُوجُهُ، أَتَاهُ فَكَلَّمَهُ فَمَا نَفَعَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَبُو بِلَالٍ يَلْبَسُ سِلَاحَهُ فِي اللَّيْلِ، وَيَرْكَبُ فَرَسَهُ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَيَقُولُ: إِنِّي وَزَنْتُ الَّذِي يَبْقَى لِأَعْدِلَهُ ... مَا لَيْسَ يَبْقَى فَلَا وَاللَّهِ مَا اتَّزَنَا خَوْفُ الْإِلَهِ وَتَقْوَى اللَّهِ أَخْرَجَنِي ... وَيَبِيعُ نَفْسِي بِمَا لَيْسَتْ لَهُ ثَمَنَا وَخَرَجَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ فِي آخِرِ خِلَافَةِ يَزِيدَ، فَاعْتَرَضَ النَّاسُ، فَانْتَدَبَ لَهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْسٍ [2] الْعَبْشَمِيِّ الْقُرَشِيِّ، فَقُتِلَا كِلَاهُمَا. قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي فِي جَيْشِ ابْنِ عُبَيْسٍ، فَلَقَيْنَاهُمْ بِدُولَابٍ، فَقُتِلَ مِنَّا خَمْسَةُ أُمَرَاءَ [3] . وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ فِي الْوَقْعَةِ قُرَّةُ بْنُ إِيَاسٍ الْمُزَنِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ [4] . وَقَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: قَتَلَ رَبِيعَةُ السَّلِيطِيُّ مسلم بن عبيس فارس أهل   [1] تاريخ خليفة 256. [2] هو مسلم بن عبيس بن كريز بن ربيعة. كما في (تاريخ الطبري 5/ 569، الكامل في التاريخ 4/ 194) . [3] تاريخ خليفة 256 و 257. [4] تاريخ خليفة 257. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 31 الْبَصْرَةِ، وَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الْأَزْرَقِ رَأَّسَتِ الْخَوَارِجُ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَاحُوزٍ، فَسَارَ بِهِمْ إِلَى الْمَدَائِنِ [1] . وَلَمَّا قُتِلَ مَسْعُودٌ الْمُعَنَّى غَلَبُوا عَلَى الْأَهْوَازِ وَجَبُوا الْمَالَ، وَأَتَتْهُمُ الْأَمْدَادُ مِنَ الْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ، وَخَرَجَ طَوَّافُ بْنُ الْمُعَلَّى السَّدُوسِيُّ فِي نَفَرٍ مِنَ الْعَرَبِ، فَخَرَجَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَحَكَّمَ أُبَيَّ قَالَ: لَا حُكْمَ إِلَّا عِنْدَ قَصْرِ أَوْسٍ، فَرَمَاهُ النَّاسُ بِالْحِجَارَةِ، وَقَاتَلَهُ ابْنُ زِيَادٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، قُتِلَ وَتَمَزَّقَ جَمْعُهُ [2] .   [1] تاريخ خليفة 256. [2] تاريخ خليفة 259. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 32 [حَوَادِثُ] سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: رَبِيعَةُ الْجُرَشِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ بِمَرْجِ رَاهِطٍ، وَشَقِيقُ بْنُ ثَوْرٍ السَّدُوسِيُّ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمَعْنُ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ، وَابْنُهُ ثَوْرٌ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ فِي آخرها، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الأموي، والمنذر ابن الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَمَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [1] : لَمَّا فَرَغَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمُرِّيُّ مِنَ الْحَرَّةِ، تَوَجَّهَ إِلَى مَكَّةَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيَّ، فَأَدْرَكَ مُسْلِمًا الْمَوْتُ، وَعَهِدَ بِالْأَمْرِ إِلَى حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرِ، فَقَالَ: انْظُرْ يَا بَرْذَعَةَ الْحِمَارِ، لَا تُرْعِ سَمْعَكَ قُرَيْشًا، وَلَا تَرُدَّنَّ أَهْلَ الشَّامِ عَنْ عَدُوِّهِمْ، وَلَا تُقِيمَنَّ إِلَّا ثَلَاثًا حَتَّى تُنَاجِزَ ابْنَ الزُّبَيْرِ الْفَاسِقَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لَمْ أَعْمَلْ عَمَلًا قَطُّ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ قَتْلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَلَا أَرْجَى عِنْدِي مِنْهُ، ثُمَّ مَاتَ، فَقَدِمَ حُصَيْنٌ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَقَدْ بَايَعَهُ أَهْلُ الْحِجَازِ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ الْحَنَفِيُّ الْحَرُورِيُّ، فِي أُنَاسٍ مِنَ الْخَوَارِجِ، فَجَرَّدَ أَخَاهُ الْمُنْذِرَ لِقِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ، وَكَانَ مِمَّنْ شَاهَدَ الْحَرَّةَ، ثُمَّ لَحِقَ بِهِ، فَقَاتَلَهُمْ سَاعَةً، ثم دعي إلى المبارزة، فضرب كلّ واحد صاحبه،   [1] تاريخ الطبري 5/ 496 و 497. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 وَخَرَّ مَيِّتًا. وَقَاتَلَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَتَّى قُتِلَ، صَابَرَهُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْقِتَالِ إِلَى اللَّيْلِ، ثُمَّ حَاصَرُوهُ بِمَكَّةَ شَهْرَ صَفَرَ، وَرَمَوْهُ بِالْمَنْجَنِيقِ، وَكَانُوا يُوقِدُونَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَأَقْبَلَتْ شَرَرَةٌ هَبَّتْ بِهَا الرِّيحُ، فَأَحْرَقَتِ الْأَسْتَارَ وَخَشَبَ السَّقْفِ، سَقْفُ الْكَعْبَةِ، وَاحْتُرِقَ قَرْنَا الْكَبْشِ الَّذِي فَدَى اللَّهُ به إِسْمَاعِيلَ، وكانا فِي السَّقْفِ. قَالَ: فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ مَوْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَنَادَى بِأَهْلِ الشَّامِ: إِنَّ طَاغِيَتَكُمْ قَدْ هَلَكَ. فَغَدَوْا يُقَاتِلُونَ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِلْحُصَيْنِ ابْنِ نُمَيْرٍ: أُدْنُ مِنِّي أُحَدِّثُكَ، فَدَنَا، فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: لَا نُقَاتِلُكَ، فَائْذَنْ لَنَا نَطُفْ بِالْبَيْتِ وَنَنْصَرِفْ، فَفَعَلَ. وَذَكَرَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ، أَنَّ الْحُصَيْنَ سَأَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ مَوْعِدًا بِاللَّيْلِ، فَالْتَقَيَا بِالْأَبْطَحِ، فَقَالَ لَهُ الْحُصَيْنُ: إِنْ يَكُ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ هَلَكَ، فَأَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ بِهَذَا الْأَمْرِ، هَلُمَّ نُبَايِعُكَ، ثُمَّ اخْرُجْ معي إلى الشَّامِ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ وُجُوهُ أَهْلِ الشَّامِ وَفُرْسَانُهُمْ، فو الله لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ اثْنَانِ، وَأَخَذَ الْحُصَيْنُ يُكَلِّمُهُ سِرًّا، وَابْنُ الزُّبَيْرِ يَجْهَرُ جَهْرًا، وَيَقُولُ: أَفْعَلُ، فَقَالَ الْحُصَيْنُ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ لَكَ رَأْيًا، أَلَا أَرَانِي أُكَلِّمُكَ سِرًّا وَتُكَلِّمُنِي جَهْرًا، وَأَدْعُوكَ إِلَى الْخِلَافَةِ وَتَعِدُنِي الْقَتْلَ! ثُمَّ قَامَ وَسَارَ بِجَيْشِهِ، وَنَدِمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَأَرْسَلَ وَرَاءَهُ يَقُولُ: لَسْتُ أَسِيرُ إِلَى الشَّامِ، إِنِّي أَكْرَهُ الْخُرُوجَ مِنْ مَكَّةَ، وَلَكِنْ بَايِعُوا لِي الشَّامَ، فَإِنِّي عَادِلٌ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ سَارَ الْحُصَيْنِ، وَقَلَّ عَلَيْهِمُ الْعَلْفُ، وَاجْتَرَأَ عَلَى جَيْشِهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَأَهْلُ الْحِجَازِ، وَجَعَلُوا يَتَخَطَّفُونَهُمْ وَذُلُّوا، وَسَارَ مَعَهُمْ بَنُو أُمَيَّةَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ [1] . وَقَالَ غَيْرُهُ: سَارَ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، حَتَّى إِذَا صَدَرَ عَنِ الْأَبْوَاءِ هَلَكَ، وَأَمَّرَ عَلَى جَيْشِهِ حُصَيْنَ بْنَ نُمَيْرٍ الْكِنْدِيَّ، فَقَالَ: قَدْ دَعَوْتُكَ، وَمَا أَدْرِي أَسْتَخْلِفُكَ عَلَى الْجَيْشِ، أَوْ أُقَدِّمُكَ فَأَضْرِبُ عُنُقَكَ؟، قَالَ: أصلحك اللَّهُ، سَهْمُكَ، فَارْمِ بِهِ حَيْثُ شِئْتَ، قَالَ: إِنَّكَ أَعْرَابِيٌّ جِلْفٌ جَافٌّ، وَإِنَّ قُرَيْشًا لَمْ يُمَكِّنْهُمْ رَجُلٌ قَطُّ مِنْ أُذُنِهِ إِلَّا غَلَبُوهُ على رأيه، فسر بهذا   [1] تاريخ الطبري 5/ 502، 503، وانظر: الأخبار الطوال 268. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 الْجَيْشِ، فَإِذَا لَقِيتَ الْقَوْمَ فَاحْذَرْ أَنْ تُمَكِّنَهُمْ مِنْ أُذُنَيْكَ، لَا يَكُونُ إِلَّا الْوِقَافُ ثُمَّ الثِّقَافُ ثُمَّ الِانْصِرَافُ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ قَالَ: جَاءَ نَعْيُ يَزِيدَ لَيْلًا، وَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ يردّون ابن الزبير، قال ابن عون: فقمت فِي مَشْرَبةٍ لَنَا فِي دَارِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، فَصِحْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: يَا أَهْلَ الشَّامِ، يَا أَهْلَ النِّفَاقِ وَالشُّؤْمِ، قَدْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَاتَ يَزِيدُ، فَصَاحُوا وَسَبُّوا وَانْكَسَرُوا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا جَاءَ شَابٌّ فَاسْتَأْمَنَ، فَأَمَّنَّاهُ، فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ، وَأَشْيَاخٌ جُلُوسٌ فِي الْحِجْرِ، وَالْمِسْوَرُ يَمُوتُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ الشَّابُّ: إِنَّكُمْ مَعْشَرُ قُرَيْشٍ، إِنَّمَا هَذَا الْأَمْرُ أَمْرُكُمْ، وَالسُّلْطَانُ لَكُمْ، وَإِنَّمَا خَرَجْنَا فِي طَاعَةِ رَجُلٍ مِنْكُمْ، وَقَدْ هَلَكَ، فَإِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تَأْذَنُوا لَنَا فَنَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَنَنْصَرِفُ إِلَى بِلَادِنَا، حَتَّى يَجْتَمِعُوا عَلَى رَجُلٍ. فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لَا، وَلَا كَرَامَةَ، فَقَالَ ابْنُ صَفْوَانَ: لِمَ! بَلَى نَفْعَلُ ذَلِكَ، فَدَخَلَا عَلَى الْمِسْوَرِ فَقَالَ: وَمن أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ الله 2: 114 الْآيَةَ [2] ، قَدْ خَرَّبُوا بَيْتَ اللَّهِ، وَأَخَافُوا عُوَّادَهُ، فَأَخِفْهُمْ كَمَا أَخَافُوا عُوَّادَهُ، فَتَرَاجَعُوا، وَغُلِبَ الْمِسْوَرُ وَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ. قُلْتُ: وَكَانَ لَهُ خَمْسَةُ أَيَّامٍ قَدْ أَصَابَهُ مِنْ حَجَرِ الْمَنْجَنِيقِ شَقَّهُ فِي خَدِّهِ فَهَشَمَ خَدُّهُ. وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنْ جَمَاعَةٍ، أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ دَعَاهُمْ إِلَى نَفْسِهِ، فَبَايَعُوهُ، وَأَبَى عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَقَالَا: حَتَّى تَجْتَمِعَ لَكَ الْبِلَادُ وَمَا عِنْدَنَا خِلَافٌ، فَكَاشَرَهُمَا ثُمَّ غَلَظَ عَلَيْهِمَا سنة سِتَّ وَسِتِّينَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا بَلَغَ ابْنَ الزُّبَيْرِ مَوْتُ يَزِيدَ بَايَعُوهُ بِالْخِلَافَةِ، لَمَّا خَطَبَهُمْ وَدَعَاهُمْ إِلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ إِنَّمَا يَدْعُو إلى الشورى، فبايعوه في رجب. [3]   [1] تاريخ خليفة 254، 255. [2] سورة آل عمران/ 114. [3] تاريخ خليفة 257 و 258. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 35 وَلَمَّا هَلَكَ يَزِيدُ بُويِعَ بَعْدَهُ ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ، فَبَقِيَ فِي الْخِلَافَةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ شَهْرَيْنِ، أَوْ أَكْثَرَ مُتَمَرِّضًا، والضحاك بْنُ قَيْسٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قِيلَ لَهُ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ؟ فَأَبى وَقَالَ: مَا أَصَبْتُ مِنْ حَلَاوَتِهَا، فَلَمْ أَتَحَمَّلْ مَرَارَتَهَا! وَكَانَ لَمْ يُغَيِّرْ أَحَدًا مِنْ عُمَّالِ أَبِيهِ [1] . وَكَانَ شَابًّا صَالِحًا، أبيض جميلا وَسِيمًا، عَاشَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً [2] . وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ [3] ، فَأَرَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ عُثْمَانَ هَذَا عَلَى الْخِلَافَةِ، فَامْتَنَعَ وَلَحِقَ بِخَالِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وقَالَ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ عِنْدَ مَوْتِ مُعَاوِيَةَ: أَقِيمُوا أَمْرَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْكُمْ شَامَكُمْ، فَتَكُونُ فِتْنَةً، فَكَانَ رَأْيُ مَرْوَانَ أَنْ يُرَدَّ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَيُبَايِعُهُ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ هَارِبًا مِنَ العراق، وكان عند ما بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ خَطَبَ النَّاسَ، وَنَعَى إِلَيْهِمْ يَزِيدَ وَقَالَ: اخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَمِيرًا، فقَالُوا: نَخْتَارُكَ حَتَّى يَسْتَقِيمَ أَمْرُ النَّاسِ، فَوَضَعَ الدُّيُونَ وَبَذَلَ الْعَطَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ سَلَمَةُ الرياحي بِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، فَدَعَا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَمَالَ النَّاسُ إِلَيْهِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَزْدِيُّ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ: اخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمْ، قَالُوا: نَخْتَارُكَ، فَبَايَعُوهُ وَقَالُوا: أَخْرِجْ لَنَا إِخْوَانَنَا، وَكَانَ قَدْ مَلَأَ السُّجُونَ مِنَ الْخَوَارِجِ، فَقَالَ: لَا تَفْعَلُوا فَإِنَّهُمْ يُفْسِدُونَ عَلَيْكُمْ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ، فَأَخْرَجَهُمْ، فَجَعَلُوا يُبَايِعُونَهُ، فَمَا تَتَامَّ آخِرُهُمْ حَتَّى أَغْلَظُوا لَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا فِي نَاحِيَةِ بَنِي تَمِيمٍ [4] . وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّهُمْ خَرَجُوا، فَجَعَلُوا يَمْسَحُونَ أَيْدِيَهُمْ بِجُدُرِ بَابِ الْإِمَارَةِ، وَيَقُولُونَ: هذه بيعة ابن مرجانة، واجترأ عليه   [1] تاريخ خليفة 255. [2] تاريخ دمشق (الظاهرية) 16/ 395 ب. [3] في البداية والنهاية 8/ 237: صلى عليه أخوه خالد، وقيل عثمان بن عنبسة، وقيل الوليد بن عقبة وهو الصحيح، فإنه أوصى إليه بذلك. [4] انظر تاريخ الطبري 5/ 505. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 النَّاسُ حَتَّى نَهَبُوا خَيْلَهُ مِنْ مَرْبَطِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: فَهَرَبَ بِاللَّيْلِ، فَاسْتَجَارَ بِمَسْعُودِ بْنِ عَمْرِو رَئِيسِ الْأَزْدِ، فَأَجَارَهُ. ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ بَايَعُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيَّ بَبَّةَ [1] ، وَرَضُوا بِهِ أَمِيرًا عَلَيْهِمْ، وَاجْتَمَعَ الناس لتتمة الْبَيْعَةِ، فَوَثَبَتِ الْحَرُوريَّةُ عَلَى مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَتَلُوهُ، وَهَرَبَ النَّاسُ، وَتَفَاقَمَ الشَّرُّ، وَافْتَرَقَ الْجَيْشُ فرقتين، وكانوا نحوا من خَمْسِينَ أَلْفًا، وَاقْتَتَلُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَكَانَ عَلَى الْخَوَارِجِ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ. وَقَالَ الزُّبَيْرِ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، إِنَّ مَسْعُودًا جَهَّزَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ مِائَةً مِنَ الْأَزْدِ، فَأَقْدَمُوهُ الشَّامَ. وَرَوَى ابْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ الْجَهْضَمِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ زِيَادٍ: إِنِّي لَأَعْرِفُ سُورًا كَانَ فِي قَوْمِكَ، قَالَ الْحَارِثُ: فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ فَأَرْدَفْتُهُ عَلَى بَغْلَتِي، وَذَلِكَ لَيْلًا، وَأَخَذَ عَلَى بَنِي سُلَيْمٍ فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: بَنُو سُلَيْمٍ، قَالَ: سَلِمْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ مَرَرْنَا عَلَى بَنِي نَاجِيَةَ وَهُمْ جُلُوسٌ مَعَهُمُ السِّلَاحُ، فَقَالُوا: مَنْ ذَا؟ قُلْتُ: الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ، قَالُوا: امْضِ رَاشِدًا، فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا وَاللَّهِ ابْنُ مَرْجَانَةَ خَلْفَهُ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ، فَوَضَعَهُ فِي كَوْرِ عِمَامَتِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: الَّذِينَ كُنْتُ تَزْعُمُ أَنَّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، هَؤُلَاءِ بَنُو نَاجِيَةَ، فَقَالَ: نَجَوْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ وَأَجْمَلْتَ، فَهَلْ تَصْنَعُ مَا أُشِيرَ بِهِ عَلَيْكَ، قَدْ عَرَفْتَ حَالَ مَسْعُودِ بْنِ عَمْرٍو وَشَرَفَهُ وَسِنَّهُ، وَطَاعَةَ قَوْمِهِ لَهُ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَذْهَبَ بِي إِلَيْهِ، فَأَكُونُ فِي دَارِهِ، فَهِيَ أَوْسَطُ الْأَزْدِ دَارًا، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ تَصَدَّعَ عَلَيْكَ قَوْمُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ، فَأُشْعِرَ مَسْعُودٌ وَهُوَ جَالِسٌ يُوقِدُ لَهُ بِقَصَبٍ عَلَى لَبِنَةٍ، وَهُوَ يُعَالِجُ أَحَدَ خُفَّيْهِ بِخَلْعِهِ، فَعَرَفَنَا فَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ يَتَعَوَّذُ من طوارق السوء، فقلت له: أفتخرجه بعد ما دَخَلَ عَلَيْكَ بَيْتَكَ! فَأَمَرَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَ ابنه   [1] بتشديد الموحدة، كما في (نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر العسقلاني) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 عَبْدِ الْغَافِرِ، وَرَكِبَ مَعِي فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَطَافَ فِي الْأَزْدِ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ زِيَادٍ قَدْ فُقِدَ، وَإِنَّا لَا نَأْمَنُ أَنْ نُلْطَخَ بِهِ، فَأَصْبَحَتِ الْأَزْدُ فِي السِّلَاحِ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ قَدْ فَقَدُوا ابْنَ زِيَادٍ فَقَالُوا: أَيْنَ تَوَجَّهَ، مَا هُوَ إِلَّا فِي الْأَزْدِ؟ قَالَ خَلِيفَةُ [1] : قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: فَسَارَ مَسْعُودٌ وَأَصْحَابُهُ يُرِيدُونَ دَارَ الْإِمَارَةِ، وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ، وَقَتَلُوا قَصَّارًا كَانَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، وَنَهَبُوا دَارَ امْرَأَةٍ، وَبَعَثَ الْأَحْنَفُ حِينَ عَلِمَ بذَلِكَ إِلَى بَنِي تَمِيمٍ، فَجَاءُوا، وَدَخَلَتِ الْأَسَاوِرَةُ الْمَسْجِدَ فَرَمَوْا بِالنُّشَّابِ، فيقال: فقئوا عَيْنَ أَرْبَعِينَ نَفْسًا. وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ إِلَى مَسْعُودٍ فَقَتَلَهُ، وَهَرَبَ مَالِكُ بْنُ مِسْمَعٍ، فَلَجَأَ إِلَى بَنِي عَدِيٍّ، وَانْهَزَمَ النَّاسُ. وقال الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَدِمَ الشَّامَ، وَقَدْ بَايَعَ أَهْلُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، مَا خَلَا أَهْلِ الْجَابِيَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، فَبَايَعَ هُوَ وَمَرْوَانُ وَبَنُو أُمَيَّةَ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، بَعْدَ مَوْتِ أَخِيهِ مُعَاوِيَةَ، فِي نِصْفِ ذِي الْقَعْدَةِ، ثُمَّ سَارُوا فَالْتَقَوْا هُمْ وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَ الضَّحَّاكُ فِي سِتِّينَ أَلْفًا، وَكَانَ مَرْوَانُ فِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفًا، فَأقَامُوا عِشْرِينَ يَوْمًا يَلْتَقُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ لِمَرْوَانَ: إِنَّ الضَّحَّاكَ فِي فُرْسَانِ قَيْسٍ، وَلَنْ تَنَالَ مِنْهُمْ مَا تُرِيدَ إِلَّا بِمَكِيدَةٍ، فَسَلْهُمُ الْمُوَادَعَةَ، وَأَعِدَّ الْخَيْلَ، فَإِذَا كَفُّوا عَنِ الْقِتَالِ فادهمهم، قَالَ: فَمَشَتْ بَيْنَهُمُ السُّفَرَاءُ حَتَّى كَفَّ الضَّحَّاكُ عَنِ الْقِتَالِ، فَشَدَّ عَلَيْهِمْ مَرْوَانُ فِي الْخَيْلِ، فَنَهَضُوا لِلْقِتَالِ مِنْ غَيْرِ تَعْبِئَةٍ، فَقُتِلَ الضَّحَّاكُ، وَقُتِلَ مَعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ فُرْسَانِ قَيْسٍ [2] . وَسَنَوْرِدُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي اسْمِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَمَّا مَاتَ يَزِيدُ انْتَقَضَ أَهْلُ الرَّيِّ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ أَمِيرُ الْكُوفَةِ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَيْرِ بْنِ عُطَارِدٍ الدَّارَمِيَّ. وَكَانَ أصبهبذ [3] الريّ   [1] تاريخ خليفة 258. [2] تاريخ خليفة 259، 260. [3] الأصبهبذ: اسم يطلق على كل من يتولّى بلاد طبرستان (انظر معجم البلدان 4/ 14 و 15) وهو أمير الأمراء، وتفسيره حافظ الجيش لأن الجيش «إصبه» و «بذ» حافظ. وهذه ثالثة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 يَوْمَئِذٍ الْفَرُّخَانُ [1] ، فَانْهَزَمَ الْفَرُّخَانُ وَالْمُشْرِكُونَ. (وَفِيهَا) ظَهَرَتِ الخوارج الذين بمصر، ودعوا إلى عبد اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانُوا يَظُنُّونَهُ عَلَى مَذْهَبِهِمْ، وَلَحِقَ بِهِ خَلْقٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى الْحِجَازِ، فَبَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى مِصْرَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَحْدَمٍ الْفِهْرِيَّ [2] ، فَوَثَبُوا عَلَى سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ فَاعْتَزَلَهُمْ. وَأَمَّا الْكُوفِيُّونَ، فَإِنَّهُمْ بَعْدَ هُرُوبِ ابْنِ زِيَادٍ اصْطَلَحُوا عَلَى عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجُمَحِيِّ، فَأَقَرَّهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ [3] (وَفِيهَا) هَدَمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْكَعْبَةَ لَمَّا احْتَرَقَتْ، وَبَنَاهَا عَلَى قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا- الْحَدِيثَ الْمَشْهُورَ-، وَهُوَ فِي الْبُخَارِيِّ، وَمَتْنُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِكُفْرٍ لَنَقَضْتُ الْكَعْبَةَ، وَلَأَدْخَلْتُ الْحِجْرَ فِي الْبَيْتِ، وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ، بَابًا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ، وَبَابًا يَخْرُجُونَ مِنْهُ، وَقَالَ: «إِنَّ قُرَيْشًا قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ، فَتَرَكُوا مِنْ أَسَاسِ إِبْرَاهِيمَ الْحِجْرَ، وَاقْتَصَرُوا عَلَى هَذَا» ، وَقَالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ عَمِلُوا لَهَا بَابًا عَالِيًا، لِيُدْخِلُوا مَنْ أَرَادُوا، أَوْ يَمْنَعُوا مَنْ أَرَادُوا» [4] فَبَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَبِيرًا، وَأَلْصَقَ بَابَهُ بِالْأَرْضِ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَوُلِّيَ الْحَجَّاجُ عَلَى مَكَّةَ أَعَادَ الْبَيْتَ عَلَى مَا كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، ونقض حائطه   [ () ] المراتب العظيمة عند الفرس. (التنبيه والإشراف للمسعوديّ 91) . [1] في تاريخ خليفة 261 «البرجان» . [2] تاريخ الطبري 5/ 530 و 540. [3] تاريخ الطبري 5/ 524 [4] أخرجه البخاري في العلم 1/ 198 1/ 198 و 199، باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشدّ منه، وفي الحج، باب فضل مكة وبنيانها، وفي الأنبياء، باب قول الله تعالى وَاتَّخَذَ الله إِبْراهِيمَ خَلِيلًا 4: 125، وفي تفسير سورة البقرة، باب قوله تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ من الْبَيْتِ 2: 127، وفي التمنّي، باب ما يجوز من اللّو. وأخرجه مسلم في الحجّ (1333) باب نقض الكعبة وبنائها. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 مِنْ جِهَةِ الْحِجْرِ فَصَغَّرَهُ، وَأَخْرَجَ مِنْهُ الْحِجْرَ، وَأَخَذَ مَا فَضَلَ مِنَ الْحِجَارَةِ، فَدَكَّهَا فِي أَرْضِ الْبَيْتِ، فَعَلَا بَابُهُ، وَسَدَّ الْبَابَ الْغَرْبِيَّ [1] .   [1] أخبار مكة 1/ 206 و 207، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) - ج 1/ 342، تاريخ خليفة 261، الطبري 5/ 582. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 40 [حَوَادِثُ] سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَسُلَيْمَان بْنُ صُرَدَ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ، وَمَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ السُّكُونِيُّ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ فِي أَوَّلِ سَنَةٍ، وَقِيلَ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الْأَعْوَرُ. وَلَمَّا انْقَضَتْ وَقْعَةُ مَرْجِ رَاهِطٍ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ بَايَعَ أَكْثَرُ أَهْلِ الشَّامِ لِمَرْوَانَ، فَبَقِيَ تِسْعَةُ أَشْهُرٍ، وَمَاتَ، وَعَهِدَ إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] . وَفِيهَا دَخَلَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ الْأَزْدِيُّ خُرَاسَانَ أَمِيرًا عَلَيْهَا مِنْ جِهَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَكَلَّمَهُ أَمِيرُهَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ فِي قِتَالِ الْأَزَارِقَةِ وَالْخَوَارِجِ، وَأَشَارَ بِذَلِكَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَمَدُّوهُ بِالْجُيُوشِ، فَسَارَ وَحَارَبَ الْأَزَارِقَةَ أَصْحَابَ ابْنِ الْأَزْرَقِ، وَصَابَرَهُمْ عَلَى الْقِتَالِ حَتَّى كَسَرَهُمْ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلاف وثمانمائة [2] .   [1] تاريخ خليفة 259 و 261. [2] انظر تاريخ الطبري 5/ 613 وما بعدها. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 41 وَفِيهَا سَارَ مَرْوَانُ بِجُيُوشِهِ إِلَى مِصْرَ، وَقَدْ كَانَ كَاتِبُهُ كُرَيْبُ بْنُ أَبْرَهَةَ، وَعَابِسُ بْنُ سَعِيدٍ قَاضِي مِصْرَ، فَحَاصَرَ جَيْشَهُ وَالِي مِصْرَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَخَنْدَقَ عَلَى الْبَلَدِ، وَخَرَجَ أَهْلُ مِصْرَ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يُسَمُّونَهُ يَوْمَ التَّرَاوِيحِ، لِأَنَّ أَهْلَ مِصْرَ كَانُوا يَنْتَابُونَ الْقِتَالَ وَيَسْتَرِيحُونَ، وَاسْتَحَرَّ الْقَتْلَ فِي الْمَعَافِرِ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ معديكرب الْكَلَاعِيُّ، أَحَدُ الْأَشْرَافِ، ثُمَّ صَالَحُوا مَرْوَانَ، فَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا بِيَدِهِ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ، وَأَخَذُوا فِي دفن قتلاهم وفي البكاء، ثم تجهّز إلى مِصْرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَحْدَمٍ، وَأَسْرَعَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَضَرَبَ مَرْوَانُ عُنُقَ ثمانين رَجُلًا تَخَلَّفُوا عَنْ مُبَايَعَتِهِ. وَضَرَبَ عُنُقَ الْأُكَيْدِرِ [1] بْنِ حَمَامٍ اللَّخْمِيِّ سَيِّدِ لَخْمٍ وَشَيْخِهَا فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ، وَكَانَ مَنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَذَلِكَ فِي نِصْفِ جُمَادِي الْآخِرَةِ، يَوْمَ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَمَا قَدَرُوا يَخْرُجُونَ بِجِنَازَةِ عَبْدِ اللَّهِ، فَدَفَنُوهُ بِدَارِهِ. وَاسْتَوْلَى مَرْوَانُ عَلَى مِصْرَ، وَأَقَامَ بِهَا شَهْرَيْنِ، ثُمَّ اسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا ابْنَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ، وَتَرَكَ عِنْدَهُ أَخَاهُ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ، وَمُوسَى بْنَ نُصَيْرِ وَزِيرًا، وَأَوْصَاهُ بِالْمُبَايَعَةِ فِي الْإِحْسَانِ إِلَى الْأَكَابِرِ، وَرَجَعَ إِلَى الشَّامِ [2] . وَفِيهَا وَفَدَ الزُّهْرِيُّ عَلَى مَرْوَانَ، قَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: وَفَدْتُ عَلَى مَرْوَانَ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ. قُلْتُ: وَهَذَا بَعِيدٌ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوفُ وِفَادَتَهُ أَوَّلَ شَيْءٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ في أواخر إمارته [3] .   [1] في كتاب: الولاة والقضاة- ص 43 «أكدر» . [2] انظر كتاب: الولاة والقضاة 41 وما بعدها. [3] كان ذلك في سنة 82 هـ. كما روى ابن عساكر في ترجمة الزهري التي نشرها: شكر الله بن نعمة الله القوجاني، وذلك من طريق: محمد بن الحسين، عن عبد الله، عن يعقوب، عن ابن بكير، عن الليث. - ص 12. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 42 (وَفِيهَا) وَجَّهَ مَرْوَانُ حُبَيْشُ بْنُ دُلْجَةَ الْقَيْنِيَّ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مُسْلِمُ بْنُ عقبة، فسار ومعه عبيد الله ابن الْحَكَمِ أَخُو مَرْوَانَ، وَأَبُو الْحَجَّاجُ يُوسُفُ الثَّقَفِيُّ، وَابْنُهُ الْحَجَّاجُ وَهُوَ شَابٌّ، فَجَهَّزَ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةِ مِنْ جِهَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ جَيْشًا مِنَ الْبَصْرَةِ، فَالْتَقَوْا هُمْ وَحُبَيْشٌ بِالرَّبَذَةِ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ، فَقُتِلَ حُبَيْشُ بْنُ دُلْجَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ الْجَيْشِ، وَهَرَبَ مَنْ بَقِيَ، فَتَخَطَّفَتْهُمُ الْأَعْرَابُ، وَهَرَبَ الْحَجَّاجُ رِدْفَ أَبِيهِ [1] . (وَفِيهَا) دَعَا ابْنُ الزبير إلى بيعته محمد بن الحنيفة، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَحَصَرَهُ فِي شِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ فِي جَمَاعَةِ مِنْ بَيْتِهِ وَشِيعَتِهِ وَتَوَعَّدَهُمْ [2] . (وفِيهَا) خَرَجَ بَنُو مَاحُوزٍ بِالْأَهْوَازِ وَفَارِسٍ، وَتَقَدَّمَ عَسْكَرُهُمْ، فَاعْتَرَضُوا أَهْلَ الْمَدَائِنِ، فَقَتَلُوهُمْ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ سَارُوا إِلَى أَصْبَهَانَ، وَعَلَيْهَا عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ الرِّيَاحِيُّ، فَقَتَلَ ابْنُ مَاحُوزٍ، وَانْهَزَمَ الْخَوَارِجُ الَّذِينَ مَعَهُ، ثُمَّ أَمَّرُوا عَلَيْهِمْ قَطَرِيَّ بْنَ الفُجَاءَةِ [3] . وَأَمَّا نَجْدَةُ الْحَرُورِيُّ فَإِنَّهُ قَدِمَ فِي الْعَامِ الْمَاضِي فِي جُمُوعِهِ مِنَ الْحَرُورِيَّةِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَقَاتَلُوا مَعَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ أَهْلُ الشَّامِ اجْتَمَعُوا بِابْنِ الزُّبَيْرِ وَسَأَلُوهُ: مَا تَقُولُ فِي عُثْمَانَ؟ فَقَالَ: تَعَالَوُا الْعَشِيَّةَ حَتَّى أُجِيبَكُمْ، ثُمَّ هَيَّأَ أَصْحَابَهُ بِالسِّلَاحِ، فَجَاءَتِ الْخَوَارِجُ، فَقَالَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ لِأَصْحَابِهِ: قَدْ خَشِيَ الرَّجُلُ غَائِلَتَكُمْ، ثُمَّ دَنَا مِنْهُ فَقَالَ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، وَابْغَضِ الْجَائِرَ [4] ، وَعَادِ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الضَّلَالَةَ، وَخَالِفْ حُكْمَ الْكِتَابِ، وَإِنْ خَالَفْتَ فَأَنْتَ مِنَ الَّذِينَ اسْتَمْتَعُوا بِخِلَاقِهِمْ، وَأَذْهَبُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدنيا.   [1] تاريخ الطبري 5/ 611، 612. [2] تاريخ خليفة 262. [3] تاريخ الطبري 5/ 613 وما بعدها. [4] في تاريخ الطبري 5/ 565 «وأبغض الخائن المستأثر» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 43 ثُمَّ تَكَلَّمَ خَطِيبُ الْقَوْمِ عَبِيدَةُ بْنُ هِلَالٍ، فَأَبْلَغَ. ثُمَّ تَكَلَّمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ فِي آخِرِ مَقَالَتِهِ: أَنَا وَلِيُّ عُثْمَانَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالُوا: فَبَرِئَ اللَّهُ مِنْكَ يَا عَدُوَّ الله، فقال: وبريء اللَّهُ مِنْكُمْ يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ، فَتَفَرَّقُوا عَلَى مِثْلِ هَذَا. وَرَحَلُوا، فَأَقْبَلَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ الْحَنْظَلِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [1] السَّعْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ إِبَاضٍ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ بَيْهَسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَابْنُ الْمَاحُوزِ الْيَرْبُوعِيُّ، حَتَّى قَدِمُوا الْبَصْرَةَ، وَانْطَلَقَ أَبُو طَالُوتَ، وَأَبُو فُدَيْكٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْرٍ، وَعَطِيَّةُ الْيَشْكُرِيُّ، فَوَثَبُوا بِالْيَمَامَةِ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى نَجْدَةَ بْنِ عَامِرٍ الْحَنَفِيِّ الْحَرُورِيِّ [2] . وَلَمَّا رَجَعَ مَرْوَانُ إِلَى دِمَشْقَ إِذَا مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ قَدِمَ فِي عَسْكَرٍ مِنَ الْحِجَازِ يَطْلُبُ فِلَسْطِينَ، فَسَرَّحَ مَرْوَانُ لِحَرْبِهِ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ الْأَشْدَقِ، فَقَاتَلَهُ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ مُصْعَبٍ [3] . وَوَرَدَ أَنَّ مَرْوَانَ تَزَوَّجَ بِأُمِّ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَجَعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، ثُمَّ لَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ [4] . وَفِيهَا بَايَعَ جُنْدُ خُرَاسَانَ سَلْمَ بْنَ زِيَادِ بْنِ أَبِيهِ، بَعْدَ مَوْتِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَأَحَبُّوهُ حَتَّى يُقَالُ: سَمَّوْا بِاسْمِهِ تِلْكَ السَّنَةَ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفَ مَوْلُودٍ، فَبَايَعُوهُ عَلَى أَنْ يَقُومَ بِأَمْرِهِمْ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى خَلِيفَةٍ، ثُمَّ نَكَثُوا وَاخْتَلَفُوا، فَخَرَجَ سَلْمُ وَتَرَكَ عَلَيْهِمُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ، فَلَقِيَهُ بِنَيْسَابُورَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ [5] السُّلَمِيُّ فَقَالَ: مَنْ وَلَّيْتَ عَلَى خُرَاسَانَ؟ فَأَخْبَرَهُ، قَالَ: مَا وَجَدْتُ فِي مِصْرَ رَجُلًا تَسْتَعْمِلْهُ حَتَّى فَرَّقْتَ خُرَاسَانَ بين بكر بن وائل وأزد   [1] في تاريخ الطبري 5/ 566 «صفار» . [2] تاريخ الطبري 5/ 565، 566. [3] تاريخ الطبري 5/ 540، 610. [4] تاريخ الطبري 5/ 610، 611. [5] في الأصل هنا وفيما يستقبلك «حازم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 44 عُمَانَ! وَقَالَ: اكْتُبْ لِي عَهْدًا عَلَى خُرَاسَانَ، فَكَتَبَ لَهُ، وَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَقْبَلَ إِلَى مَرْوَ، فَبَلَغَ الْمُهَلَّبَ الْخَبَرُ، فَتَهَيَّأَ وَغَلَبَ ابْنَ خَازِمٍ عَلَى مَرْوَ، ثُمَّ صَارَ إِلَى سُلَيْمَان بْنِ مَرْثَدٍ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا، فَقُتِلَ سُلَيْمَانُ، ثُمَّ سَارَ ابْنُ خَازِمٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ مرثد وهو بالطالقان [1] في سبعمائة، فبلغ عمرا، فَسَارَ إِلَيْهِ، فَالْتَقَوْا فَقُتِلَ عَمْرٌو، وَهَرَبَ أَصْحَابُهُ إِلَى هَرَاةَ، وَبِهَا أَوْسُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، فَاجْتَمَعَ لَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ وَقَالُوا: نُبَايِعُكَ، عَلَى أَنْ تُشِيرَ إِلَى ابْنِ خَازِمٍ فَيُخْرِجَ مُضَرَ مِنْ خُرَاسَانَ كُلِّهَا، فَقَالَ: هَذَا بَغْيٌ، وَأَهْلُ الْبَغْيِ مَخْذُولُونَ، فَلَمْ يُطِيعُوهُ، وَسَارَ إِلَيْهِمُ ابْنُ خَازِمٍ، فَخَنْدَقُوا عَلَى هَرَاةَ، فَاقْتَتَلُوا نَحْوَ سَنَةٍ، وَشَرَعَ ابْنُ خَازِمٍ يَلِينُ لَهُمْ، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَنْ تُخْرِجَ مُضَرَ مِنْ خُرَاسَانَ، وَإِمَّا أَنْ يَنْزِلُوا عَنْ كُلِّ سِلَاحٍ وَمَالٍ، فَقَالَ ابْنُ خَازِمٍ: وَجَدْتُ إِخْوَانَنَا قَطْعًا لِلرَّحِمِ، قَالَ: قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّ رَبِيعَةَ لَمْ تَزَلْ غَضَابًا عَلَى رَبِّهَا مُذْ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مُضَرَ. ثُمَّ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَوْسٍ بَعْدَ الْحِصَارِ الطَّوِيلِ وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ، أَثْخَنَ فِيهَا أَوْسٌ بِالْجَرَّاحَاتِ، وَقُتِلَتْ رَبِيعَةُ قَتْلًا ذَرِيعًا، وَهَرَبَ أَوْسٌ إِلَى سِجِسْتَانَ فَمَاتَ بِهَا، وَقُتِلَ مِنْ جُنْدِهِ يَوْمَئِذٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ثَمَانِيَةُ آلَافٍ، وَاسْتَخْلَفَ ابْنُ خَازِمٍ وَلَدَهُ عَلَى هَرَاةَ، وَرَجَعَ إِلَى مَرْوَ [2] . (وَفِيهَا) سَارَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ الثَّقَفِيِّ فِي رَمَضَانَ مِنْ مَكَّةَ، وَمَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَمِيرًا مِنْ قِبَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عَلَى خَرَاجِ الْكُوفَةِ، فَقَدِمَ الْمُخَتْارُ الْكُوفَةَ وَالشِّيعَةُ، قَدِ اجْتَمَعَتْ عَلَى سُلَيْمَان بْنِ صُرَدَ، فَلَيْسَ يَعْدِلُونَ بِهِ، فَجَعَلَ الْمُخْتَارُ يَدْعُوهُمْ إِلَى نَفْسِهِ، وَإِلَى الطَّلَبِ بِدَمِ الْحُسَيْنِ، فَتَقُولُ الشِّيعَةُ: هَذَا سُلَيْمَانُ شَيْخُنَا، فَأَخَذَ يَقُولُ لَهْمُ: إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ قِبَلِ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَصَارَ مَعَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الشيعة، ثم قدم على   [1] الطالقان: بعد الألف لام مفتوحة وقاف، وآخره نون، بلدتان إحداهما بخراسان بين مروالروذ وبلخ. وهي أكبر مدينة بطخارستان. (المسالك والممالك للإصطخري 152 و 153، ومعجم البلدان 4/ 6) . [2] تاريخ الطبري 5/ 546، 547. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 الْكُوفَةُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ [1] مِنْ قِبَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَنَبَّهُوهُ عَلَى أَمْرِ الشِّيعَةِ، وَأَنَّ نِيَّتَهُمْ أَنْ يَتُوبُوا، فَخَطَبَ النَّاسَ، وَسَبَّ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ وَلْيَخْرُجُوا ظَاهِرِينَ إِلَى قَاتِلِ الْحُسَيْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَقَدْ أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ، وَأَنَا لَهُمْ عَلَى قِتَالِهِ ظَهِيرٌ، فَقِتَالُهُ أَوْلَى بِكُمْ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، فَنَقَمَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَعَابَهَا، فَقَامَ إِلَيْهِ الْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ فَسَبَّهُ، وَشَرَعُوا يَتَجَهَّزُونَ لِلْخُرُوجِ إِلَى مُلْتَقَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ. وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَان بْنُ صُرَدَ الْخُزَاعِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ الْفَزَارِيُّ- وَهُمَا مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَمِنْ كِبَارِ أَصْحَابِهِ- خَرَجَا فِي رَبِيعِ الْآخَرَ يَطْلُبُونَ بِدَمِ الْحُسَيْنِ بِظَاهِرِ الْكُوفَةِ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَنَادَوْا: يَا لِثَارَاتِ الْحُسَيْنِ، وَتَعَبَّدُوا بِذَلِكَ، وَلَكِنْ ثَبَّطَ جَمَاعَةٌ وَقَالُوا: إِنَّ سُلَيْمَانَ لَا يَصْنَعُ شَيْئًا، إِنَّمَا يُلْقِي بِالنَّاسِ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وَلَا خِبْرَةَ لَهُ بِالْحَرْبِ، وَقَامَ سُلَيْمَانُ فِي أَصْحَابِهِ، فَحَضَّ عَلَى الْجِهَادِ وَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا فَلَا يَصَحَبْنَا، وَمَنْ أَرَادَ وَجْهَ اللَّهِ وَالثَّوَابَ فِي الْآخِرَةِ فَذَلِكَ، وَقَامَ صَخْرُ بْنُ حُذَيْفَةَ الْمُزَنِيُّ فَقَالَ: آتَاكَ اللَّهُ الرُّشْدَ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَخْرَجَتْنَا التَّوْبَةُ مِنْ ذُنُوبِنَا، وَالطَّلَبُ بِدَمِ ابْنِ بِنْتِ نَبِيِّنَا لَيْسَ مَعَنَا دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنَّمَا نُقْدِمُ عَلَى حَدِّ السُّيُوفِ. وَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ نُفَيْلٍ الْأَزْدِيُّ فِي قَوْمِهِ، فدخل على سليمان ابن صُرَدَ فَقَالَ: إِنَّمَا خَرَجْنَا نَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ، وقتلته كلهم بالكوفة، عمر ابن سَعْدٍ، وَأَشْرَافُ الْقَبَائِلِ، فَقَالُوا: لَقَدْ جَاءَ بِرَأْيٍ، وَمَا نَلْقَى إِنْ سِرْنَا إِلَى الشَّامِ إِلَّا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَنَا أَرَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ، وَعَبَّأَ الْجُنُودَ وَقَالَ: لَا أَمَانَ لَهُ عِنْدِي دُونَ أَنْ يَسْتَسْلِمَ، فَأَمْضِي فِيهِ حُكْمِي، فَسِيرُوا إِلَيْهِ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ خَائِفًا، لَا يَبِيتَ إِلَّا فِي قَصْرِ الْإِمَارَةِ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَتِيَا سُلَيْمَان بْنَ صُرَدَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ أَحَبُّ أَهْلِ بَلَدِنَا إِلَيْنَا، فَلَا تَفْجَعُونَا بِأَنْفُسِكُمْ، ولا تنقصوا عددنا   [1] في الأصل «الحطمي» ، والتصحيح من (اللباب في تهذيب الأنساب ج 1 ص 453) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 46 بِخُرُوجِكُمْ، أَقِيمُوا مَعَنَا حَتَّى نَتَهَيَّأَ، فَإِذَا عَلِمْنَا أَنَّ عَدُوَّنَا قَدْ شَارَفَ بِلَادَنَا خَرَجْنَا كُلُّنَا فَقَاتَلْنَاهُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: قَدْ خَرَجْنَا لِأَمْرٍ، وَلَا نَرَانَا إِلَّا شَاخِصِينَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَأَقِيمُوا حَتَّى نَعُبِّئَ مَعَكُمْ جَيْشًا كَثِيفًا، فَقَالَ: سَأَنْظُرُ وَيَأْتِيكَ رَأْيِي. ثُمَّ سَارَ، وَخَرَجَ مَعَهُ كُلُّ مُسْتَمِيتٍ، وَانْقَطَعَ عَنْهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: مَا أَحَبَّ أَنْ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْكُمْ مَعَكُمْ، وَأَتَوْا قَبْرَ الْحُسَيْنِ فَبَكَوْا، وَقَامُوا يَوْمًا وَلَيْلَةً يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، وَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا رَبِّ إِنَّا قَدْ خَذَلْنَاهُ، فَاغْفِرْ لَنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا. ثُمَّ أَتَاهُمْ كِتَابُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ مِنَ الْكُوفَةِ يَنْشُدُهُمُ اللَّهَ وَيَقُولُ: أَنْتُمْ عَدَدٌ يَسِيرٌ، وَإِنَّ جَيْشَ الشَّامِ خَلْقٌ، فَلَمْ يَلْوُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَدِمُوا قَرْقِيسِيَاءَ، فَنَزَلُوا بِظَاهِرِهَا وَبِهَا زُفَرُ [1] بْنُ الْحَارِثِ الْكِلَابِيُّ قَدْ حصّنها، فأتى بابها المسيّب ابن نَجَبَةَ، فَأَخْبَرُوا بِهِ زُفَرَ [1] فَقَالَ: هَذَا وَفَارِسُ مُضَرَ الْحَمْرَاءِ كُلِّهَا، وَهُوَ نَاسِكُ دِينٍ، فَأَذِنَ لَهُ وَلَاطَفَهُ، فَقَالَ: مِمَّنْ نَتَحَصَّنُ، إِنَّا وَاللَّهِ مَا إِيَّاكُمْ نُرِيدُ، فَأَخْرِجُوا لَنَا سُوقًا، فَأَمَرَ لَهُمْ بِسُوقٍ، وَأَمَرَ لِلْمُسَيَّبِ بِفَرَسٍ، وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مِنْ عِنْدِهِ بِعَلَفٍ كَثِيرٍ، وَبَعَثَ إِلَى وُجُوهِ الْقَوْمِ بِعَشْرِ جَزَائِرَ وَعَلَفٍ وَطَعَامٍ، فَمَا احْتَاجُوا إِلَى شِرَاءِ شَيْءٍ مِنَ السُّوقِ، إِلَّا مِثْلَ سَوْطٍ أَوْ ثَوْبٍ، وَخَرَجَ فَشَيَّعَهُمْ وَقَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَعَثَ خَمْسَةَ أُمَرَاءَ قَدْ فَصَلُوا مِنَ الرّقّة: حصين بن نمير السّكونيّ، وشرحبيل ابن ذِي الْكَلَاعِ، وَأَدْهَمَ بْنَ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيَّ، وَرَبِيعَةَ بْنَ الْمُخَارِقِ الْغَنَوِيَّ، وَجَبَلَةَ [2] الْخَثْعَمِيَّ، فِي عَدَدٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا، قَالَ زُفَرُ [1] : فَتَدْخُلُونَ مَدِينَتَنَا، وَيَكُونُ أَمْرُنَا وَاحِدًا، وَنُقَاتِلُ مَعَكُمْ، فَقَالَ: قَدْ أَرَادَنَا أَهْلُ بَلَدِنَا عَلَى ذلك، فلم نفعل، قال: فبادروهم إلى عَيْنِ الْوَرْدَةِ، فَاجْعَلُوا الْمَدِينَةَ فِي ظُهُورِكُمْ، وَيَكُونُ الرُّسْتَاقُ والماء فِي أَيْدِيكُمْ، وَلَا تُقَاتِلُوا فِي فَضَاءٍ، فَإِنَّهُمْ أَكْثَرُ مِنْكُمْ، فَيُحِيطُونَ بِكُمْ، وَلَا تراموهم، ولا تصفّوا لهم، فإنّي   [1] في الأصل «نفر» ، والتحرير من تاريخ ابن جرير 5/ 594 وغيره. [2] في نسخة القدسي 2/ 370: «وحملة» ، والتصحيح من تاريخ لطبري. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 لَا أَرَى مَعَكُمْ رَجَّالَةً [1] وَالْقَوْمُ ذَوُو رِجَالٍ [2] وَفُرْسَانٍ، وَالْقَوْمُ كَرَادِيسُ. قَالَ: فَعَبَّأَ سُلَيْمَان بْنُ صُرَدَ كِنَانَتَهُ، وَانْتَهَى إِلَى عَيْنِ الْوَرْدَةِ، فَنَزَلَ فِي غَرَبِيَّهَا، وَأَقَامَ خَمْسًا، فَاسْتَرَاحُوا وَأَرَاحُوا خُيُولَهُمْ، ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ: إِنْ قُتِلْتُ فَأَمِيرُكُمُ الْمُسَيَّبُ، فَإِنْ أُصِيبَ فَالْأَمِيرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ نُفَيْلٍ، فَإِنْ قُتِلَ فَالْأَمِيرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ وَالٍ، فَإِنْ قُتِلَ فَالْأَمِيرُ رِفَاعَةُ بْنُ شَدَّادٍ، رَحِمَ اللَّهُ مَنْ صَدَقَ مَا عَاهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَهَّزَ الْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ فِي أَرْبِعِمِائَةٍ، فَانْقَضُّوا عَلَى مُقَدِّمَةِ الْقَوْمِ، وَعَلَيْهَا شُرَحْبِيلُ بْنُ ذِي الْكَلَاعِ، وَهُمُ غَارُّونَ، فَقَاتَلُوهُمْ فَهَزَمُوهُمْ، وَأَخَذُوا مِنْ خَيْلِهِمْ وَأَمْتِعَتِهِمْ وَرَدُّوا، فَبَلَغَ الْخَبَرُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ. فَجَهَّزَ إِلَيْهِمْ الْحُصَيْنَ بْنَ نُمَيْرٍ فِي اثْنَى عَشَرَ أَلْفَا، ثُمَّ رَدَفَهُمْ بِشُرَحْبِيلَ فِي ثَمَانِيَةِ آلَافٍ، ثُمَّ أَمَدَّهُمْ مِنَ الصَّبَاحِ بِأَدْهَمَ بْنِ مُحْرِزٍ فِي عَشَرَةِ آلَافٍ، وَوَقَعَ الْقِتَالُ، وَدَامَ الْحَرْبُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ قِتَالًا لَمْ يُرَ مِثْلَهُ، وَقُتِلَ مِنَ الشَّامِيِّينَ خَلْقٌ كَثِيرٌ. وَقُتِلَ مِنَ التَّوَّابِينَ- وَكَذَا كَانُوا يُسَمَّوْنَ، لِأَنَّهُمْ تَابُوا إِلَى اللَّه مِنْ خِذْلَانِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَاسْتُشْهِدَ أُمَرَاؤُهُمُ الْأَرْبَعَةُ، لَمْ يُخْبِرْ رِفَاعَةُ بِمَنْ بَقِيَ وَرُدَّ إِلَى الْكُوفَةِ، وَكَانَ الْمُخْتَارُ فِي الْجَيْشِ، فَكَتَبَ إِلَى رِفَاعَةَ بْنِ شَدَّادٍ: مَرْحَبًا بِمَنْ عَظَّمَ اللَّهُ لَهُمُ الْأَجْرَ، فَأَبْشِرُوا إِنَّ سُلَيْمَانَ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يَكْنُ بِصَاحِبِكُمُ الَّذِي بِه تُنْصَرُونَ، إِنِّي أَنَا الْأَمِيرُ الْمَأْمُونُ، وَقَاتِلُ الْجَبَّارِينَ، فَأَعِدُّوا وَاسْتَعِدُّوا، وَكَانَ قَدْ حَبَسَهُ الْأَمِيرَانِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ، فَبَقِيَ أَشْهُرًا، ثُمَّ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَشْفَعُ فِيهِ إِلَى الْأَمِيرَيْنِ، فَضَمِنَهُ جَمَاعَةٌ وَأَخْرَجُوهُ، وَحَلَّفُوهُ فَحَلَفَ لَهُمَا مُضْمِرًا لِلشَّرِّ، فَشَرَعَتِ الشِّيعَةُ تَخْتَلِفُ إِلَيْهِ وَأَمْرُهُ يُسْتَفْحَلُ [3] . وَكَانَتِ الْكَعْبَةُ احْتَرَقَتْ فِي الْعَامِ الْمَاضِي مِنْ مجمر، علقت النار في   [1] في نسخة القدسي 2/ 370: «رجال» ، والتصحيح من تاريخ (الطبري 5/ 595) . [2] في نسخة القدسي 2/ 370 «رجالا» . [3] الخبر في الطبري مطوّلا 5/ 593- 607. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 48 الْأَسْتَارِ، فَأَمَر ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي هَذَا الْعَامِ بِهَدْمِهَا إِلَى الْأَسَاسِ، وَأَنْشَأَهَا مُحْكَمَةً، وَأَدْخَلَ مِنَ الْحِجْرِ فِيهَا سِعَةَ سِتَّةِ أَذْرُعٍ، لِأَجْلِ الْحَدِيثِ الَّذِي حَدَّثَتْهُ خَالَتُهُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ، ثُمَّ إِنَّهُ لَمَّا نَقَضَهَا وَوَصَلُوا إِلَى الْأَسَاسِ، عَايَنُوهُ آخِذًا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ، وَأَنَّ السِّتَّةَ الْأَذْرُعَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَسَاسِ، فَبَنَوْا عَلَى ذَلِكَ، وللَّه الْحَمْدُ، وَأَلْصَقُوا دَاخِلَهَا بِالْأَرْضِ، لَمْ يَرْفَعُوا دَاخِلَهَا، وَعَمِلُوا لَهَا بَابًا آخَرَ فِي ظَهْرِهَا، ثُمَّ سَدَّهُ الْحَجَّاجُ، فَذَلِكَ بَيِّنٌ لِلنَّاظِرِينَ، ثُمَّ قَصَّرَ تِلْكَ السِّتَّةَ الْأَذْرُعَ، فَأَخْرَجَهَا مِنَ الْبَيْتِ، وَدَكَّ تِلْكَ الْحِجَارَةَ فِي أَرْضِ الْبَيْتِ، حَتَّى عَلَا كَمَا هُوَ فِي زَمَانِنَا، زَادَهُ اللَّهُ تَعْظِيمًا [1] . وَغَلَبَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ عَلَى خُرَاسَانَ، وَغَلَبَ مُعَاوِيَةُ الْكِلَابِيُّ عَلَى السِّنْدِ، إِلَى أَنْ قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْبَحْرَيْنِ، وَغَلَبَ نَجْدَةُ الْحَرُورِيُّ عَلَى الْبَحْرَيْنِ وَعَلَى بَعْضِ الْيَمَنِ. وَأَمَّا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ فَإِنَّهُ بَعْدَ وَقْعَةِ عَيْنِ الْوَرْدَةِ مَرِضَ بِأَرْضِ الْجِزِيرَةِ، فَاحْتُبِسَ بِهَا وَبِقِتَالِ أَهْلِهَا عَنِ الْعِرَاقِ نَحْوًا مِنْ سَنَةٍ، ثُمَّ قَصَدَ الْمَوْصِلَ وَعَلَيْهَا عَامِلُ المختار كما يأتي.   [1] انظر تاريخ الطبري 5/ 622. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 [حَوَادِثُ] سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ عَلَى الْأَصَحِّ فِيهِمَا، وَهُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ [1] ، وَأَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ الْفَزَارِيُّ، وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِيهِ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ ذِي الْكَلَاعِ، وَحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ السَّكُونِيُّ. وَقِيلَ: إِنَّمَا قُتِلُوا فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ. وَفِي أَثْنَاءِ السَّنَةِ عَزَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْكُوفَةِ، أَمِيرَهَا وَأَرْسَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ، فَخَرَجَ مِنَ السِّجْنِ الْمُخْتَارُ، وَقَدِ الْتَفَّ عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنَ الشِّيعَةِ، وَقَوِيَتْ بَلِيَّتُهُ، وَضَعُفَ ابْنُ مُطِيعٍ مَعَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ تَوَثَّبَ بِالْكُوفَةِ، فَنَاوَشَهُ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ الْقِتَالَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ رِفَاعَةُ بْنُ شَدَّادٍ، وعبد الله بن سعد ابن قَيْسٍ، وَغَلَبَ عَلَى الْكُوفَةِ، وَهَرَبَ مِنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَجَعَلَ يَتْبَعُ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ، وَقَتَلَ عُمَرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَشِمْرَ بْنَ ذِي الْجَوْشَنِ الضَّبَابِيَّ وَجَمَاعَةً، وَافْتَرَى عَلَى اللَّهِ أَنَّهُ يَأْتِيهِ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ، فَلِهَذَا قِيلَ لَهُ الْمُخْتَارُ الْكَذَّابُ، كَمَا قَالُوا مُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابَ. وَلَمَّا قَوِيَتْ شَوْكَتُهُ فِي هَذَا الْعَامِ، كَتَبَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ يَحِطُّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، وَيَقُولُ: رأيته مداهنا لبني أُمَيَّةَ، فَلَمْ يَسَعْنِي أَنْ أَقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ وَأَنَا عَلَى طَاعَتِكَ، فَصَدَّقَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلَايَةِ الْكُوفَةِ، فَكَفَاهُ جَيْشُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، وَأَخْرَجَ مِنْ عِنْدِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الأشتر [2] ، وقد جهّزه للحرب ابن زياد في ذي الحجّة،   [1] في الأصل «هبيرة بن مريم» والتصويب من تاريخ خليفة 263. [2] في الأصل «إبراهيم بن الأسير» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 وَشَيَّعَهُ الْمُخْتَارُ إِلَى دَيْرِ ابْنِ أُمِّ الْحَكَمِ، وَاسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ أَصْحَابَ الْمُخْتَارِ قَدْ حَمَلُوا الْكُرْسِيَّ الَّذِي قَالَ لَهُمُ الْمُخْتَارُ: هَذَا فِيهِ سِرٌّ، وَإِنَّهُ آيَةٌ لَكُمْ كَمَا كَانَ التَّابُوتُ آيَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: وَهُمْ يَدْعُونَ حَوْلَ الْكُرْسِيِّ وَيَحُفُّونَ بِهِ، فَغَضِبَ ابْنُ الْأَشْتَرِ وَقَالَ: اللَّهمّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا، سُنَّةُ بني إسرائيل إذ عَكَفُوا عَلَى الْعِجْلِ [1] . فَائِدَةٌ وَافْتَعَلَ الْمُخْتَارُ كِتَابًا عن ابن الحنفيّة يأمره فيه بِنَصْرِ الشِّيعَةِ، فَذَهَبَ بَعْضُ الْأَشْرَافِ إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ انْتَصَرَ لَنَا بِمَنْ شَاءَ، فَوَثَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ، وَكَانَ بَعِيدُ الصَّوْتِ، كَثِيرُ الْعَشِيرَةِ، فَخَرَجَ وَقَتَلَ إِيَاسَ بْنَ مُضَارِبٍ أَمِيرَ الشُّرْطَةِ، وَدَخَلَ عَلَى الْمُخْتَارِ، فَأَخْبَرَهُ، فَفَرِحَ وَنَادَى أَصْحَابَهُ فِي اللَّيْلِ بِشِعَارِهِمْ، وَاجْتَمَعُوا بِعَسْكَرِ الْمُخْتَارِ بِدِيرِ هِنْدٍ، وَخَرَجَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ فَنَادَى: يَا ثَارَاتِ الْحُسَيْنِ، أَلَا إِنَّ أَمِيرَ آلِ مُحَمَّدٍ قَدْ خَرَجَ [2] . ثُمَّ الْتَقَى الْفَرِيقَانِ مِنَ الْغَدِ، فَاسْتَظْهَرَ الْمُخْتَارُ، ثُمَّ اخْتَفَى ابْنُ مُطِيعٍ، وَأَخَذَ الْمُخْتَارُ يَعْدِلُ وَيُحْسِنُ السِّيرَةَ، وَبَعَثَ فِي السِّرِّ إِلَى ابْنِ مُطِيعٍ بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَكَانَ صَدِيقُهُ قَبْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: تَجَهَّزْ بِهَذِهِ وَاخْرُجْ، فَقَدْ شَعَرْتُ أَيْنَ أَنْتَ، وَوَجَدَ الْمُخْتَارُ فِي بَيْتِ الْمَالِ سَبْعَةَ آلَافٍ [3] ، فَأَنْفَقَ فِي جُنْدِهِ قُوَّاهُمْ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ: حَدَّثَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي طُفَيْلُ بْنُ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ: كَانَ لِجَارٍ لِي زَيَّاتٍ، كُرْسِيٌّ، وَكُنْتُ قَدِ احْتَجْتُ، فَقُلْتُ لِلْمُخْتَارِ: إِنِّي كُنْتُ أَكْتُمُكَ شَيْئًا، وَقَدْ بَدَا لِي أَنْ أَذْكُرَهُ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: كُرْسِيٌّ كَانَ أَبِي يَجْلِسُ عَلَيْهِ، كَانَ يَرَى أَنَّ فِيهِ أَثَرَةً مِنْ علمٍ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَخَّرْتَهُ إلى اليوم، قال: وكان ركبه وسخ   [1] الخبر في تاريخ الطبري مطوّلا 6/ 7 وما بعدها، وتاريخ خليفة 263. [2] تاريخ الطبري 6/ 22، 23. [3] عند الطبري 6/ 33 «تسعة آلاف» . وانظر: الأخبار الطوال 291، 292. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 شَدِيدٌ، فَغُسِلَ وَخَرَجَ عَوَّادًا نَضَّارًا [1] ، فَجِيءَ بِهِ وَقَدْ غُشِيَ، فَأَمَرَ لِي بِاثْنَى عَشَرَ أَلْفًا، ثُمَّ دَعَا: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعُوا فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ أَمْرٌ إِلَّا وَهُوَ كَائِنٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ التَّابُوتُ، وَإِنَّ فِينَا مِثْلَ التَّابُوتِ، اكْشِفُوا عَنْهُ، فَكَشَفُوا الْأَثْوَابَ [2] ، وَقَامَتِ السَّبَائِيَّةُ [3] فَرَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ، فَقَامَ شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ يُنْكِرُ، فَضُرِبَ [4] . فَلَمَّا قُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، وَخَبَرَهُ الْمَقْتَلَة الْآتِيَةَ، ازْدَادَ أَصْحَابُهُ بِهِ فِتْنَةً، وَتَغَالُوا فِيهِ حَتَّى تَعَاطُوا الْكُفْرَ، فَقُلْتُ: إِنَّا للَّه، وَنَدِمْتُ عَلَى مَا صَنَعْتُ، فَتَكَلَّمَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَغُيِّبَ، قَالَ مَعْبَدٌ: فَلَمْ أَرَهُ بَعْدُ [5] . قَالَ مُحَمَّدٌ بْنُ جَرِيرٍ [6] : وَوَجَّهَ الْمُخْتَارُ فِي ذِي الْحِجَّةِ ابْنَ الْأَشْتَرِ لِقِتَالِ ابن زياد، وذلك بعد فراغ الْمُخْتَارِ مِنْ قِتَالِ أَهْلِ السَّبِيعِ وَأَهْلِ الْكُنَاسَةِ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى الْمُخْتَارِ، وَأَبْغَضُوهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَأَوْصَى ابْنَ الْأَشْتَرِ وَقَالَ: هَذَا الْكُرْسِيُّ لَكُمْ آيَةٌ، فَحَمَلُوهُ عَلَى بَغْلٍ أَشْهَبَ، وَجَعَلُوا يَدْعُونَ حَوْلَهُ ويَضَجُّونَ، وَيَسْتَنْصِرُونَ بِهِ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ، فَلَمَّا اصْطَلَمَ أَهْلُ الشَّامِ ازْدَادَ شِيعَةُ الْمُخْتَارِ بِالْكُرْسِيِّ فِتْنَةً، فَلَمَّا رَآهُمْ كَذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ تَأَلَّمَ وَقَالَ: اللَّهمّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا، سُنَّةُ بَنِي إسرائيل إذ عَكَفُوا عَلَى العِجْلِ. وَكَانَ الْمُخْتَارِ يَرْبِطُ أَصْحَابَهُ بِالْمُحَالِ وَالْكَذِبِ، وَيَتَأَلَّفُهُمْ بِمَا أَمْكَنَ، وَيَتَأَلَّفُ الشِّيعَةُ بِقَتْلِ قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي مَعَ الْمُخْتَارِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ لَنَا: أَبْشِرُوا، فَإِنَّ شُرْطَةَ اللَّهِ قَدْ حَسُوهُمْ بالسيوف بنصيبين أو بقرب نصّيبين،   [1] في تاريخ الأمم والملوك 6/ 83 «عود نضار» . [2] بالأصل «الأبواب» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 4/ 83. [3] في الأصل «السرائية» ، والتحرير مما عند ابن جرير 6/ 83. [4] تاريخ الطبري 6/ 83. [5] الطبري 6/ 83. [6] تاريخ الطبري 6/ 81- 82. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 فدخلنا المدائن، فو الله إنه ليخطبنا إذ جَاءَتْهُ الْبُشْرَى بِالنَّصْرِ، فَقَالَ: أَلَمْ أُبَشِّرْكُمْ بِهَذَا؟ قَالُوا: بَلَى وَاللَّهِ. قَالَ: يَقُولُ لِي رَجُلٌ هَمْدَانِيٌّ مِنَ الْفُرْسَانِ: أَتُؤْمِنُ الْآنَ يَا شَعْبِيُّ؟ قُلْتُ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بِأَنَّ الْمُخْتَارَ يَعْلَمُ الْغَيْبَ، أَلَمْ يَقُلْ إِنَّهُمُ انْهَزَمُوا، قُلْتُ: إِنَّمَا زَعَمَ أَنَّهُمْ هُزِمُوا بِنَصِيبِينَ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ بِالْخَازَرِ مِنَ الْمَوْصِلِ، فَقَالَ لِي: وَاللَّهِ لَا تُؤْمِنُ حَتَّى تَرَى الْعَذَابَ الْأَلِيمَ يَا شَعْبِيَّ [1] . وَرُوِيَ أَنَّ أَحَدَ عُمُومَةِ الْأَعْشَى كَانَ يَأْتِي مَجْلِسَ أَصْحَابِهِ، فَيَقُولُونَ: قَدْ وُضِعَ الْيَوْمَ وَحيُ مَا سَمِعَ النَّاسُ بِمِثْلِهِ، فِيهِ نَبَأُ مَا يَكُونُ مِنْ شَيْءٍ [2] . وَعَنْ مُوسَى بْنِ عَامِرٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَصْنَعُ لَهُمْ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفٍ وَيَقُولُ: إِنَّ الْمُخْتَارَ أَمَرَنِي بِهِ، وَيَتَبَرَّأُ مِنْهُ الْمُخْتَارُ [3] . وَفِي الْمُخْتَارِ يَقُولُ سُرَاقَةُ بْنُ مِرْدَاسٍ الْبَارِقِيُّ الْأَزْدِيُّ: كَفَرْتُ بِوَحْيِكُمُ وَجَعَلْتُ نَذْرًا ... عَلَيَّ هِجَاكُمْ [4] حَتَّى الْمَمَاتِ أُرِي عَيْنَيَّ مَا لَمْ تُبْصِرَاهُ [5] ... كِلَانَا عَالِمٌ بِالتُرَّهَاتِ [6] وَفِيهَا وَقَعَ بِمِصْرَ طَاعُونٌ هَلَكَ فِيهِ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِهَا [7] . وَفِيهَا ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ بِمِصْرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَهَا فِي الإسلام.   [1] تاريخ الطبري 6/ 92، وانظر: الأخبار الطوال 289، 290. [2] تاريخ الطبري 6/ 85. [3] تاريخ الطبري 6/ 85. [4] في تاريخ الطبري 6/ 55: «قتالكم» . [5] كذا عند الطبري، وفي الأصل: «ما لم ترياه» . [6] في تاريخ الطبري 4 أبيات (6/ 55) وفي الكامل 4/ 239 ثلاثة أبيات، وكذلك في الأخبار الطوال 303. [7] تاريخ خليفة 263. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 وَفِي ذِي الْحِجَّةِ الْتَقَى عَسْكَرُ الْمُخْتَارِ، وَكَانُوا ثلاثة آلاف، وعسكر ابن زياد، فقتل قائد أَصْحَابُ ابْنِ زِيَادٍ، وَاتَّفَقَ أَنَّ قَائِدَ عَسْكَرِ الْمُخْتَارِ كَانَ مَرِيضًا فَمَاتَ مِنَ الْغَدِ، فَانْكَسَرَ بِمَوْتِهِ أَصْحَابِهِ وَتَحَيَّزُوا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 [حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، وَالْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ الْكَذَّابُ، وَعُمَرُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَزَائِدَةُ بْنُ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ، قُتِلَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ فِي حَرْبِ الْمُخْتَارِ، وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَأَمُرَاؤُهُ فِي أَوَّلِ الْعَامِ. ذِكْرُ وَقْعَةِ الْخَازَرِ [1] فِي الْمُحَرَّمِ، وَقِيلَ: كَانَتْ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ، بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، وَكَانَ فِي ثَمَانِيَةِ آلَافٍ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، وَبَيْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، وَكَانَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا مِنَ الشَّامِيِّينَ، فَسَارَ ابْنُ الْأَشْتَرِ فِي هَذَا الْوَقْتِ مُسْرِعًا يُرِيدُ أَهْلَ الشَّامِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلُوا أَرْضِ الْعِرَاقِ، فَسَبَقَهُمْ وَدَخَلَ الْمَوْصِلَ، فَالْتَقَوْا عَلَى خَمْسَةِ فَرَاسِخَ مِنَ الْمَوْصِلِ بِالْخَازَرِ، وَكَانَ ابْنُ الْأَشْتَرِ قَدْ عَبَّأَ جَيْشَهُ، وَبَقِيَ لَا يَسِيرُ إِلَّا عَلَى تُقْيَةٍ [2] ، فَلَمَّا تَقَارَبُوا أَرْسَلَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُبَابِ السُّلَمِيُّ إِلَى ابْنِ الْأَشْتَرِ: إِنِّي مَعَكَ. قَالَ: وَكَانَ بِالْجِزِيرَةِ خَلْقٌ مِنْ قَيْسٍ، وَهِمْ أَهْلُ خِلَافٍ لِمَرْوَانَ، وَجُنْدُ مَرْوَانَ يَوْمَئِذٍ كَلْبٌ، وَسَيِّدُهُمُ ابْنُ بَحْدَلٍ، ثُمَّ أَتَاهُ عُمَيْرُ لَيْلًا فَبَايَعَهُ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ عَلَى مَيِسرَةِ ابْنِ زِيَادٍ، وَوَعَدَهُ أَنْ يَنْهَزِمَ بِالنَّاسِ، فَقَالَ ابْنُ الْأَشْتَرِ: مَا رأيك   [1] في الأصل «الجازر» والتصحيح من الطبري وغيره. [2] عند الطبري 6/ 86: «تعبية» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 أُخَندِقُ عَلَى نَفْسِي؟ قَالَ: لَا تَفْعَلْ، إِنَّا للَّه، هَلْ يُرِيدُ الْقَوْمُ إِلَّا هَذِهِ، إِنْ طاولوك وما ماطلوك فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، هُمْ أَضْعَافُكُمْ، وَلَكِنْ نَاجِزِ الْقَوْمَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ مُلِئُوا مِنْكُمْ رُعْبًا، وَإِنْ شَامُوا أَصْحَابَكَ وَقَاتَلُوهُمْ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ أَنِسُوا بِهِمْ وَاجْتَرَءُوا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ نَاصِحٌ لِي، وَالرَّأْيُ مَا رَأَيْتَ، وَإِنَّ صَاحِبِي بِهَذَا الرَّأْيِ أَمَدَّنِي، ثُمَّ انْصَرَفَ عُمَيْرُ، وَأتْقَنَ ابْنُ الْأَشْتَرِ أَمْرَهُ وَلَمْ يَنَمْ، وَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ بِغَلَسٍ، ثُمَّ زَحَفَ بِهِمْ حَتَّى أَشْرَفَ مِنْ تَلٍّ عَلَى الْقَوْمِ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، وَإِذَا أُولَئِكَ لَمْ يَتَحَرَّكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَقَامُوا عَلَى دَهَشٍ وَفَشَلٍ، وَسَاقَ ابْنُ الْأَشْتَرِ عَلَى أُمَرَائِهِ يُوصِيهِمْ وَيَقُولُ: يَا أَنْصَارَ الدِّينِ وَشِيعَةَ الْحَقِّ، هَذَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْجَانَةَ قَاتِلُ الْحُسَيْنِ، حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفُرَاتِ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ هُوَ وَأَوْلَادُهُ وَنِسَاؤُهُ، وَمَنَعَهُ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلَى بَلَدِهِ، وَمَنَعَهُ أَنْ يَأْتِيَ ابْنَ عَمِّهِ يَزِيدَ فَيُصَالِحُهُ حتى قتله، فو الله مَا عَمِلَ فِرْعَوْنُ مِثْلَهُ، وَقَدْ جَاءَكُمُ اللَّهُ بِهِ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَشْفِيَ صُدُورَكُمْ، وَيُسْفِكَ دَمَهُ عَلَى أَيْدِيكُمْ، ثُمَّ نَزَلَ تَحْتَ رَايَتِهِ، فَزَحَفَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ عُمَيْرُ [1] بْنُ الْحُبَابِ، وَعَلَى الْخَيْلِ شُرَحْبِيلُ بْنُ ذِي الْكَلَاعِ، فَحَمَلَ الْحُصَيْنُ عَلَى مَيْسَرَةِ ابْنِ الْأَشْتَرِ فَحَطَّمَهَا، وَقَتَلَ مُقَدِّمَهَا عَلِيُّ بْنُ مَالِكٍ الْجُشَمِيُّ، فَأَخَذَ رَايَتَهُ قُرَّةُ بْنُ عَلِيٍّ، فَقُتِلَ أَيْضًا، فَانْهَزَمَتِ الْمَيِسرَةُ، وَتَحَيَّزَتْ مَعَ ابْنِ الْأَشْتَرِ، فَحَمَلَ وَجَعَلَ يَقُولُ لِصَاحِبِ رَايَتِهِ: انْغَمِسْ بِرَايَتِكَ فِيهِمْ، ثُمَّ شُدَّ ابْنَ الْأَشْتَرِ، فَلَا يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ رَجُلًا إِلَّا صَرَعَهُ، وَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى، فَانْهَزَمَ أَهْلُ الشَّامِ، فَقَالَ ابْنُ الْأَشْتَرِ: قَتَلْتُ رَجُلًا وَجَدْتُ مِنْهُ رَائِحَةَ الْمِسْكِ، شَرَّقَتْ يَدَاهُ وَغَرَّبَتْ رِجْلَاهُ، تَحْتَ رَايَةٍ مُنْفَرِدَةٍ عَلَى جَنْبِ النَّهْرِ، فَالْتَمَسُوهُ فَإِذَا هُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، قَدْ ضَرَبَهُ فَقَدَّهُ بِنِصْفَيْنِ، وَحَمَلَ شَرِيكٌ التَّغْلِبِيُّ [2] عَلَى الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ فَاعْتَنَقَا، فَقَتَلَ أَصْحَابُ شَرِيكٍ حُصَيْنًا، ثُمَّ تَبِعَهُمْ أَصْحَابُ ابْنِ الْأَشْتَرِ، فَكَانَ مَنْ غَرِقَ فِي الْخَازَرِ أَكْثَرُ مِمَّنْ قُتِلَ، ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ دَخَلَ الْمَوْصِلَ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا وَعَلَى نَصِيبِينَ ودارا وسنجار، وبعث   [1] في الأصل «عمر» والتصحيح من السياق. [2] في الأصل «الثعلبي» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 بِرُءُوسَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْحُصَيْنِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ ذِي الْكَلَاعِ إِلَى الْمُخْتَارِ، فَأَرْسَلَهَا فنُصِبَتْ بِمَكَّةَ [1] . وَمِمَّنْ قُتِلَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ: هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ، وَمِمَّنْ قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ حَبِيبُ بْنُ صُهْبَانَ الْأَسَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ بِالْكُوفَةِ [2] . وَفِيهَا وَجَّهَ الْمُخْتَارُ أَرْبَعَةَ آلَافِ فَارِسٍ، عَلَيْهِمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُدَلِيُّ [3] ، وَعُقْبَةُ بْنُ طَارِقٍ، فَكَلَّمَ الْجُدَلِيُّ [3] عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فِي مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَأَخْرَجُوهُ مِنَ الشِّعْبِ، وَلَمْ يَقْدِرِ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى مَنْعِهِمْ، وَأَقَامُوا فِي خِدْمَةِ مُحَمَّدٍ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ، حَتَّى قُتِلَ الْمُخْتَارُ، وَسَارَ مُحَمَّدٌ إِلَى الشَّامِ. فَأَمَّا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَإِنَّهُ غَضَبَ عَلَى الْمُخْتَارِ، وَبَعَثَ لِحَرْبِهِ أَخَاهُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَوَلَّاهُ جَمِيعَ الْعِرَاقِ، فَقَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَشَبَثُ بْنُ رِبْعِيٍّ إِلَى البصرة يستنصران على المختار، فسيّر المختار إلى البصرة أحمر [4] ابن شُمَيْطٍ، وَأَبَا عَمْرَةَ كَيْسَانَ فِي جَيْشٍ مِنَ الْكُوفَةِ، حَتَّى نَزَلُوا الْمَدَارِ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ مُصْعَبُ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ وَمَيْسَرَتِهِ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، الْأَسَدِيُّ. وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التيمي، فحمل عليهم المهلّب، فألجأهم إلى القصر، حتى قتله طريف [5] وطرّف أَخَوَانِ مِنْ بَنِي حَنِيفَةِ، فِي رَمَضَانَ، وَأَتَيَا   [1] تاريخ الطبري 6/ 86- 92. [2] تاريخ خليفة 263. [3] في الأصل «الحدلي» ، والتحرير من تاريخ ابن جرير 6/ 103 والطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 101. [4] في الأصل «أحمد» والتصحيح من (شذرات الذهب ج 1 ص 75 والطبري 6/ 95) . [5] عند الطبري 6/ 108: «طرفة» . والمثبت يتفق مع تاريخ خليفة 264. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 بِرَأْسِهِ إِلَى مُصْعَبٍ، فَأَعْطَاهُمَا ثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَقُتِلَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ سَبْعُمِائَةٍ. وَيُقَالُ: كَانَ الْمُخْتَارُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، فَقُتِلَ أَكْثَرُهُمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَتَلَ مُصْعَبٌ خَلْقًا بِدَارِ الْإِمَارَةِ غَدْرًا بَعْدَ أَنْ أمَّنَهُمْ، وَقَتَلَ عَمْرَةَ بِنْتَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ امْرَأَةَ الْمُخْتَارِ صَبْرًا، لِأَنَّهَا شَهِدَتْ فِي الْمُخْتَارِ أَنَّهُ عَبْدٌ صَالِحٌ [1] . وَبَلَغَنَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ لَمَّا بَلَغَهُمْ مَجِيءُ مُصْعَبٍ تَسَرَّبُوا إِلَيْهِ إِلَى الْبَصْرَةِ، مِنْهُمْ شَبَثُ بْنُ رِبْعِيٌّ، وَتَحْتَهُ بَغْلَةٌ قَدْ قَطَعَ ذَنَبَهَا وَأُذُنَهَا، وَشَقَّ قِبَاءَهُ، وَهُوَ يُنَادِي: يَا غَوْثَاهْ، وَجَاءَ أَشْرَافُ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَخْبَرُوا مُصْعَبًا بِمَا جَرَى، وَبِوُثُوبِ عَبِيدُهُمْ وَغُلْمَانُهُمْ عَلَيْهِمْ مَعَ الْمُخْتَارِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ، وَلَمْ يَكُنْ شَهِدَ وَقْعَةَ الْكُوفَةِ، بَلْ كَانَ فِي قَصْرٍ لَهُ بِقُرْبِ الْقَادِسِيَّةِ، فَأَكْرَمَهُ مصعب وأدناه لِشَرَفِهِ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ- وَكَانَ عَامِلُ فَارِسٍ- لِيَقْدُمَ، فَتَوَانَى عَنْهُ، فبعث مصعب خلفه محمد ابن الْأَشْعَثِ، فَقَالَ لَهُ الْمُهَلَّبُ: مِثْلُكَ يَأْتِي بَرِيدًا؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَنَا بَرِيدُ أَحَدٍ، غَيْرَ أَنَّ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا غَلَبَنَا عَلَيْهِمْ عِبْدَاؤُنَا [2] وَمَوَالِينَا، فَأَقْبَلَ الْمُهَلَّبُ بِجُيُوشٍ وَأَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ، وَهَيْئَةٍ لَيْسَ بِهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. وَلَمَّا انْهَزَمَ جَيْشُ الْمُخْتَارِ انْهَدَّ لِذَلِكَ، وَقَالَ لِنَجِيٍّ لَهُ: مَا مِنَ الْمَوْتِ بُدٌّ، وَحَبَّذَا مَصَارِعَ الْكِرَامِ، ثُمَّ حُصِرَ الْقَصْرُ، وَدَامَ الْحِصَارُ أَيَّامًا، ثُمَّ فِي أَوَاخِرِ الْأَمْرِ كَانَ الْمُخْتَارُ يَخْرُجُ فَيُقَاتِلُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ قِتَالًا ضَعِيفًا، ثُمَّ جَهَدُوا وَقَلَّ عَلَيْهِمُ الْقُوتُ وَالْمَاءُ، وَكَانَ نِسَاؤُهُمْ يَجِئْنَ بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ خِفْيَةً، فَضَايَقَهُمْ جَيْشُ مُصْعَبٍ، وَفتَّشُوا النِّسَاءَ، فَقَالَ الْمُخْتَارُ: وَيْحَكُمُ انْزِلُوا بِنَا نُقَاتِلُ حَتَّى نُقْتَلَ كِرَامًا، وَمَا أَنَا بِآيِسٍ إِنْ صَدَقْتُمُوهُمْ أَنْ تُنْصَرُوا، فَضَعُفُوا، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَا وَاللَّهِ لَا أُعْطِي بِيَدِي، فَأَمَّلَسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيُّ فَاخْتَبَأَ، وَأَرْسَلَ الْمُخْتَارُ إِلَى امْرَأَتِهِ بِنْتِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِطِيبٍ كَثِيرٍ، ثُمَّ اغْتَسَلَ وَتَحَنَّطَ وَتَطَيَّبَ، ثُمَّ خَرَجَ حَوْلَهُ تِسْعَةَ عَشَرَ رجلا، فيهم السائب بن مالك الأشعريّ   [1] تاريخ الطبري 6/ 112. [2] عند الطبري 6/ 94: «عبداننا» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 خَلِيفَتُهُ عَلَى الْكُوفَةِ، فَقَالَ السَّائِبُ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَنَا أَرَى أَمِ اللَّهُ يَرَى! قَالَ: بَلِ اللَّهُ يَرَى، وَيْحَكَ أَحْمَقُ أَنْتَ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ، رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ انْتَزَى عَلَى الْحِجَازِ، وَرَأَيْتُ نَجْدَةَ انْتَزَى عَلَى الْيَمَامَةِ، وَرَأَيْتُ مَرْوَانَ انْتَزَى عَلَى الشَّامِ، فَلَمْ أَكُنْ بِدُونِهِمْ، فَأَخَذْتُ هَذِهِ الْبِلَادَ، فَكُنْتُ كَأَحَدِهِمْ، إِلَّا أَنِّي طَلَبْتُ بِثَأْرِ أَهْلِ الْبَيْتِ، فَقَاتِلْ عَلَى حَسَبِكَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ نِيَّةً، قَالَ: إنّا للَّه، وَمَا كُنْتُ أَصْنَعُ بِحَسَبِي! وَقَالَ لَهُمُ الْمُخْتَارُ: أَتُؤَمِّنُونِي؟ قَالُوا: لَا، إِلَّا عَلَى الْحُكْمِ، قَالَ: لَا أَحْكُمُكُمْ [1] فِي نَفْسِي، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَمْكَنَ أَهْلَ الْقَصْرِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُصْعَبٌ: عبّادَ بْنَ الْحُصْيَنِ، فَكَانَ يُخْرِجُهُمْ مُكَتَّفِينَ، ثُمَّ قُتِلَ سَائِرُهُمْ. فَقِيلَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ قَالَ لِمُصْعَبٍ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي ابْتَلَانَا بِالْإِسَارِ، وَابْتَلَاكَ أَنْ تَعْفُوَ عَنَّا، فَهُمَا مَنْزِلَتَانِ إِحْدَاهُمَا رِضَا اللَّهِ والثانية سخطه، من عفا عَفَا اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ عَاقَبَ لَمْ يَأْمَن الْقِصَاصَ، يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ نَحْنُ أَهْلُ قِبْلَتِكُمْ وَعَلَى مِلَّتِكُمْ، لَسْنَا تُرْكًا وَلَا دَيْلَمًا، فَإِنْ خَالَفْنَا إِخْوَانَنَا مِنْ أَهْلِ الْمِصْرِ [2] ، فَإِمَّا أَنْ نَكُونَ [3] أَصَبْنَا وَأَخْطَأُوا، وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَخْطَأْنَا وَأَصَابُوا. فَاقْتَتَلْنَا كَمَا اقْتَتَلَ أَهْلُ الشَّامِ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ اصْطَلَحُوا وَاجْتَمَعُوا، وَقَدْ مَلَكْتُمْ فَاسْجِحُوا، وَقَدْ قَدَرْتُمْ فَاعْفُوا، فَرَقَّ لَهُمْ مُصْعَبٌ، وَأَرَادَ أَنْ يخلّي سبيلهم، فقام عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ، فَقَالَ: تُخَلِّي سَبِيلَهُمْ! اخْتَرْنَا وَاخْتَرْهُمْ، وَوَثَبَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِيُّ فَقَالَ: قُتِلَ أَبِي وَخُمْسُمِائَةٍ مِنْ هَمْدَانَ وَأَشْرَافِ الْعَشِيرَةِ ثُمَّ تُخَلِّهُمْ، وَوَثَبَ كُلُّ أَهْلِ بَيْتٍ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِمْ، فَنَادُوا: لَا تَقْتُلْنَا وَاجْعَلْنَا مُقَدِّمَتَكَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ غَدًا، فو الله مَا بِكَ عَنَّا غَنَاءُ، فَإِنْ ظَفِرْنَا فَلَكُمْ، وَإِنْ قُتِلْنَا لَمْ نُقْتَلْ حَتَّى نَرُقَّهُمْ لَكُمْ، فَأَبَى، فَقَالَ مُسَافِرُ بْنُ سَعِيدٍ: مَا تَقُولُ للَّه غَدًا إِذَا قَدِمْتَ عَلَيْهِ، وَقَدْ قَتَلْتَ أُمَّةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ صَبْرًا، حَكَّمُوكَ فِي دِمَائِهِمْ [4] ، فَكَانَ الْحَقُّ فِي دِمَائِهِمْ أَنْ لَا تَقْتُلَ   [1] في الأصل «أحكم» ، والتحرير من تاريخ ابن جرير 6/ 107. [2] عند الطبري «مصرنا» (6/ 109) . [3] من هنا إلى «نكون» ساقط من الأصل، فاستدركته من تاريخ الطبري 6/ 109. [4] من هنا إلى «دمائهم» ساقط في الأصل، فاستدركته من تاريخ الطبري 6/ 110. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 نَفْسًا مُسْلِمَةً بِغَيْرِ نَفْسٍ، فَإِنْ كُنَّا قَتَلْنَا عِدَّةَ رِجَالٍ مِنْكُمْ، فَاقْتُلُوا عِدَّةً مِنَّا، وَخَلُّوا سَبِيلَ الْبَاقِي، فَلَمْ يَسْتَمِعْ لَهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِكَفِّ الْمُخْتَارِ، فَقُطِعَتْ وَسُمِّرَتْ إِلَى جَانِبِ الْمَسْجِدِ، وَبَعَثَ عُمَّالَهُ إِلَى الْبِلَادِ، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ الْأَشْتَرِ يَدْعُوهُ إِلَى طَاعَتِهِ وَيَقُولُ: إِنْ أَجَبْتَنِي فَلَكَ الشَّامُ وَأَعِنَّةُ الْخَيْلِ. وَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَيْضًا إِلَى ابْنِ الْأَشْتَرِ: إِنْ بَايَعْتَنِي فَلَكَ الْعِرَاقُ، ثُمَّ اسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ فَتَرَدَّدُوا، ثُمَّ قَالَ: لَا أُؤْثِرُ عَلَى مِصْرِي وَعَشِيرَتِي أَحَدًا، وَسَارَ إِلَى مُصْعَبٍ [1] . قَالَ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ مُصْعَبُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، يَعْنِي لَمَّا وَفَدَ عَلَى أَخِيهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: أَيْ عَمِّ، أَسْأَلُكَ عَنْ قَوْمٍ خَلَعُوا الطَّاعَةَ وَقَاتَلُوا، حَتَّى إِذَا غُلِبُوا تَحَصَّنُوا وَسَأَلُوا الْأَمَانَ، فَأُعْطُوا، ثُمَّ قُتِلُوا بَعْدُ، قَالَ: وَكَمُ الْعَدَدُ؟ قَالَ: خَمْسَةُ آلَافٍ، قَالَ: فَسَبّحَ ابْنُ عُمَرَ، ثُمَّ قَالَ: عَمْرَكَ اللَّهِ يَا مصعب، لو أنّ امرأ أَتَى مَاشِيَةَ لِلزُّبَيْرِ، فَذَبَحَ مِنْهَا خَمْسَةَ آلَافِ شَاةٍ فِي غَدَاةٍ، أَكُنْتَ تُعِدُّهُ مُسْرِفًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَرَاهُ إِسْرَافًا فِي الْبَهَائِمِ، وَقَتَلْتَ مَنْ وَحَّدَ اللَّهَ، أَمَا كَانَ فِيهِمْ مُسْتَكْرِهٌ أَوْ جَاهِلٌ تَرْجَى تَوبَتُهُ! أَصِبْ يَا ابْنَ أَخِي مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ مَا اسْتَطَعْتَ فِي دُنْيَاكَ [2] . وَكَانَ الْمُخْتَارُ مُحْسِنًا إِلَى ابْنِ عُمَرَ، يَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالْجَوَائِزِ وَالْعَطَايَا، لِأَنَّهُ كَانَ زَوْجَ أُخْتِ الْمُخْتَارِ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَكَانَ أَبُوهُمَا أَبُو عُبَيْدٍ الثَّقَفِيُّ رَجُلًا صَالِحًا، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ جِسْرِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَالْجِسْرُ مُضَافٌ إِلَيْهِ، وَبَقِيَ وَلَدَاهُ بِالْمَدِينَةِ. فَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ [3] ، وَعْنَ رَبَاحِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: قَدِمَ أَبُو عبيد من الطائف، وندب عمر الناس   [1] تاريخ الطبري 6/ 94- 111. [2] انظر تاريخ الطبري 6/ 113. [3] في الأصل «بنت المسعود» ، والتصحيح من الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 148. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 إِلَى أَرْضِ الْعِرَاقِ، فَخَرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ إِلَيْهِا فَقُتِلَ، وَبَقِيَ الْمُخْتَارُ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ غُلَامًا يُعْرَفُ بِالِانْقِطَاعِ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ خَرَجَ فِي آخِرِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَأَقَامَ بِهَا يُظْهَرُ ذِكْرَ الْحُسَيْنِ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ، فَأَخَذَهُ وَجَلَدَهُ مِائَةً، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الطَّائِفِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَامَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ [1] : كَانَتِ الشِّيعَةُ تَكْرَهُ الْمُخْتَارَ، لِمَا كَانَ مِنْهُ فِي أَمْرِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَوْمَ طُعِنَ، وَلَمَّا قَدِمَ مُسْلِمُ بْنُ عُقَيْلٍ الْكُوفَةَ بَيْنَ يَدَيِ الْحُسَيْنِ نَزَلَ دَارَ الْمُخْتَارِ، فَبَايَعَهُ وَنَاصَحَهُ، فَخَرَجَ ابْنُ عُقَيْلِ يَوْمَ خَرَجَ وَالْمُخْتَارُ فِي قَرْيَةٍ لَهُ، فَجَاءَهُ خَبَرُ ابْنِ عُقَيْلٍ أَنَّهُ ظَهَرَ بِالْكُوفَةِ، وَلَمْ يَكُنْ خُرُوجُهُ عَلَى مِيعَادٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِنَّمَا خَرَجَ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ هَانِئَ بْنَ عُرْوَةَ قَدْ ضُرِبَ وَحُبِسَ، فَأَقْبَلَ الْمُخْتَارُ فِي مَوَالِيهِ وَقْتَ الْمَغْرِبِ، فَلَمَّا رَأَى الْوَهْنَ نَزَلَ تَحْتَ رَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ لِتَنْصُرَ مُسْلِمَ بْنَ عُقَيْلٍ، قَالَ: كَلا، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، وَضَرَبَهُ بِقَضِيبٍ شَتَرَ عَيْنَيْهِ، وَسَجَنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَتَبَ فِيهِ إِلَى يَزِيدَ، لَمَّا بَكَتْ صَفِيةُ أُخْتُ الْمُخْتَارِ عَلَى زَوْجِهَا ابْنِ عُمَرَ، فَكَتَبَ: إِنَّ ابْنَ زِيَادٍ حَبَسَ الْمُخْتَارِ، وَهُوَ صِهْرِي، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يُعَافِيَ وَيُصْلِحَ، قَالَ: فَكَتَبَ يَزِيدُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَخْرَجَهُ، وَقَالَ: إِنْ أَقَمْتَ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ ثَلَاثٍ بَرِئَتْ مِنْكَ الذِّمَّةُ، فَأَتَى الْحِجَازَ، وَاجْتَمَعَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَحَضَّهُ عَلَى أَنْ يُبَايِعَ النَّاسَ، فَلْمَ يَسْمَعْ مِنْهُ، فَغَابَ عَنْهُ بِالطَّائِفِ نَحْوَ سَنَةٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بِهِ، وَتَحَادَثًا، ثُمَّ إِنَّ الْمُخْتَارَ خَطَبَ وَقَالَ: إِنِّي جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَى أَنْ لَا تَقْضِيَ الْأُمُورَ دُونِي، وَإِذَا ظَهَرْتَ اسْتَعَنْتَ بِي عَلَى أَفْضَلِ عَمَلِكِ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أُبَايِعُكَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسَنَّةِ نَبِيِّهِ، فَبَايَعَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى مَا طَلَبَ، وَشَهِدَ مَعَهُ حِصَارَ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ لَهُ، وَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا، وَأَنْكَى فِي عَسْكَرِ الشام [2] .   [1] تاريخ الطبري 5/ 569. [2] تاريخ الطبري 6/ 569- 576. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 61 ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَتْهُ الْأَخْبَارُ أَنَّ الْكُوفَةَ كَغَنَمٍ بِلَا رَاعٍ، وَكَانَ رَأْيُ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ لَا يَسْتَعْمِلَهُ، فَمَضَى بِلَا أَمْرٍ إِلَى الْكُوفَةِ، وَدَخَلَهَا مُتَجَمِّلًا فِي الزِّينَةِ وَالثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ، وَجَعَلَ كُلَّمَا مَرَّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الشِّيعَةِ الْأَشْرَافِ قَالَ: أَبْشِرُ بِالنَّصْرِ وَالْيُسْرِ، ثُمَّ يَعِدُهُمْ أَنْ يَجْتَمِعَ بِهِمْ فِي دَارِهِ، قَالَ: ثُمَّ أَظْهَرَ لَهُمْ أَنِ الْمَهْدِيَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْوَصِيَّ، يَعْنِي ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ أَمِينًا وَوَزِيرًا وَأَمِيرًا، وَأَمَرَنِي بِقِتَالِ قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ، وَالطَّلَبِ بِدِمَاءِ أَهْلِ الْبَيْتِ، فَهَوِيَتْهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ حَبَسَهُ مُتَوَلِّي الْكُوفَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثُمَّ إِنَّهُ قَوِيَتْ أَنْصَارُهُ، وَاسْتَفْحَلَ شَرُّهُ، وَأَبَادَ طَائِفَةً مِنْ قَتَلَةِ الْحُسَيْنِ، وَاقْتَصَّ اللَّهُ مِنَ الْظَّلَمَةِ بِالْفَجَرَةِ، ثُمَّ سَلَّطَ عَلَى الْمُخْتَارِ مُصْعَبًا، ثُمَّ سَلَّطَ على مصعب عبد الملك: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ 7: 54 [1] . وَاسْتَعْمَلَ مُصْعَبُ عَلَى أَذْرَبَيْجَانَ وَالْجِزِيرَةِ المهلّب بن أبي صفرة الأزديّ [2] .   [1] سورة الأعراف/ 54. [2] تاريخ الطبري 6/ 116. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 [حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيُّ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ [1] ، وَمَلِكُ الرُّومِ قُسْطَنْطِينُ بْنُ قُسْطَنْطِينَ، لَعَنَهُ اللَّهُ. وَتُوُفِّيَ فِيهَا فِي قَوْلٍ: زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ. وَفِيهَا عَزَلَ ابْنُ الزُّبْيَرِ أَخَاهُ مُصْعَبًا عَنِ الْعِرَاقِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا وَلَدَه حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ [2] ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ جَابِرَ بْنَ الْأَسْوَدِ الزُّهْرِيَّ، فأراد من سعيد ابن الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَامْتَنَعَ، فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا [3] . كَذَا قَالَ خَلِيفَةُ [4] . وَقَالَ الْمُسَبِّحِيُّ: عَزَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، لِكَوْنِهِ ضرب سعيد بْنَ الْمُسَيِّبِ سِتِّينَ سَوْطًا فِي بَيْعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَامَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى ذَلِكَ وَعَزَلَهُ. وَفِيهَا كَانَ مَرْجِعُ الْأَزَارِقَةِ مِنْ نَوَاحِي فَارِسٍ إلى العراق، حتى قاربوا   [1] تاريخ خليفة 265. [2] تاريخ الطبري 6/ 117. [3] في (النجوم الزاهرة 1/ 181) : «سبعين سوطا» . [4] تاريخ خليفة 265. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 الْكُوفَةَ وَدَخَلُوا الْمَدَائِنَ، فَقَتَلُوا الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ، وَعَلَيْهِمُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْمَاحُوزِ، وَقَدْ كَانَ قَاتَلَهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ بِسَابُورَ. وَصَاحَ أَهْلُ الْكُوفَةِ بِأَمِيرِهِمُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ [1] ، الْمُلَقَّبُ بِالْقُبَاعِ [2] ، وَقَالُوا: انْهَضْ، فَهَذَا عَدُوٌّ لَيْسَتْ لَهُ تُقْيَةٌ، فَنَزَلَ بِالنُّخَيْلَةِ، فَقَامَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ فَقَالَ: قَدْ سَارَ إِلَيْنَا عَدُوٌّ يَقْتُلُ الْمَرْأَةَ وَالْمَوْلُودَ، وَيُخَرِّبُ الْبِلَادَ، فَانْهَضْ بِنَا إِلَيْهِ، فَرَحَلَ بِهِمْ، وَنَزَلَ دَيْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَقَامَ أَيَّامًا حَتَّى دَخَلَ شَبَثُ بْنُ رِبعِيُّ، فَكَلَّمَهُ بِنَحْوِ كَلَامِ إِبْرَاهِيمَ، فَارْتَحَلَ وَلَمْ يَكَدْ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ بُطْءَ سَيْرِهِ رَجَزُوا فَقَالُوا: سَارَ بِنَا الْقُبَاعُ سَيْرًا نُكْرًا ... يَسِيرُ يَوْمًا وَيُقِيمُ شَهْرًا فَأَتَى الصَّرَاةَ [3] ، وَقَدِ انْتَهَى إِلَيْهَا الْعَدُوُّ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ قَدْ سَارُوا إِلَيْهِمْ، قَطَعُوا الْجِسْرَ، فَقَالَ ابْنُ الْأَشْتَرِ لِلْحَارِثِ الْقُبَاعِ: انْدُبْ مَعِي النَّاسَ حَتَّى أَعْبُرَ إِلَى هَؤُلَاءِ الْكِلَابِ، فأجيئك برءوسهم الساعة، فقال شبث ابن رِبْعِيُّ، وَأَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ: دَعْهُمْ فَلْيَذْهَبُوا، لَا تبدءوهم بِقِتَالٍ، وَكَأَنَّهُمْ حَسَدُوا ابْنَ الْأَشْتَرِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الْحَارِثَ عَمِلَ الْجِسْرَ، وَعَبَرَ النَّاسُ إِلَيْهِمْ فَطَارُوا حَتَّى أَتَوْا الْمَدَائِنَ، فَجَهَّزَ خَلْفَهُمْ عَسْكَرًا، فَذَهَبُوا إِلَى إِصْبَهَانَ، وَحَاصَرُوهَا شَهْرًا، حَتَّى أَجْهَدُوا أَهْلَهَا، فَدَعَاهُمْ مُتَوَلِّيهَا عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ، وَخَطَبَهُمْ وَحَضَّهُمْ عَلَى مُنَاجَزَةِ الْأَزْارِقَةِ، فَأَجَأَبُوهُ، فَجَمَعَ النَّاسَ وَعَشَّاهُمْ وَأْشَبَعَهُمْ، وَخَرَجَ بِهِمْ سَحَرًا، فَصَبَّحُوا الْأَزَارِقَةَ بَغْتَةً، وَحَمَلُوا حَتَّى وَصَلُوا إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْمَاحُوزِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ عِصَابَتِهِ، فَانْحَازَتِ الْأَزَارِقَةُ إِلَى قَطَريِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ، فَبَايَعُوهُ بِالْخِلَافَةِ، فَرَحَلَ بِهِمْ، وَأَتَى نَاحِيَةَ كِرْمَانَ، وَجَمَعَ الْأَمْوَالَ وَالرِّجَالَ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَهْوَازِ، فسيّر مصعب لقتالهم، لما أكلبوا الناس،   [1] في الأصل: «الحارث بن أبي ربيعة» ، وكذا في تاريخ الطبري 6/ 122. [2] بضم أوله وتخفيف الموحدة، كما في (تاريخ الطبري 6/ 123) . [3] بفتح الصاد، نهر ببغداد يصبّ في دجلة. (معجم البلدان 3/ 399) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، فَالْتَقَوْا بِسُولَافَ [1] غَيْرَ مَرَّةٍ، وَدَامَ الْقِتَالُ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ [2] . وَفِيهَا كَانَ مَقْتَلُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُرِّ، وَكَانَ صَالِحًا عَابِدًا كُوفِيًّا، فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَقَاتَلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ عَلِيٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رجع إلى الْكُوفَةِ، وَخَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ، وَتَبِعَهُ طَائِفَةٌ، فَلَمَّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ قَوِيَ وَصَارَ مَعَهُ سَبْعُمِائَةِ رَجُلٍ، وَعَاثَ فِي مَالِ الْخَرَاجِ بِالْمَدَائِنِ، وَأَفْسَدَ بِالسَّوَادِ فِي أَيَّامِ الْمُخْتَارِ، فَلَمَّا كَانَ مُصْعَبُ ظَفِرَ بِهِ وَسَجَنَهُ، ثُمَّ شَفَعُوا فِيهِ فَأَخْرَجُوهُ، فَعَادَ إِلَى الْفَسَادِ وَالْخُرُوجِ، فَنَدِمَ مُصْعَبُ وَوَجَّهَ عَسْكَرًا لحربه، فكسرهم، ثم في الآخر قتل [3] .   [1] بضم أوله وسكون ثانيه، آخره فاء، قرية في غربي دجيل من أرض خوزستان (عربستان) . (معجم البلدان 3/ 285) . [2] انظر رواية الطبري 6/ 119 وما بعدها. [3] تاريخ الطبري 6/ 128 وما بعدها. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 [حَوَادِثُ] سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ تُوُفِّيَ فِيهَا قَبِيصَةُ بْنُ جَابِرٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ صَاحِبِ النَّحْوِ [1] . وَكَانَ فِي أَوَّلِهَا طَاعُونُ الْجَارِفِ بِالْبَصْرَةِ [2] ، فَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: حَدَّثَنِي مَنْ أَدْرَكَ الْجَارِفَ قَالَ: كَانَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَاتَ فِيهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا. قَالَ خَلِيفَةُ [3] : قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: مَاتَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فِي طَاعُونِ الْجَارِفِ ثَمَانُونَ وَلَدًا، وَيُقَالُ: سَبْعُونَ. وَقِيلَ: مَاتَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ أَرْبَعُونَ وَلَدًا، وَقَلَّ النَّاسُ جِدًّا بِالْبَصْرَةِ، وَعَجَزُوا عَنِ الْمَوْتَى، حَتَّى كَانَتِ الْوُحُوشُ تَدْخُلُ الْبُيُوتَ فَتُصِيبَ مِنْهُمْ. وَمَاتَتْ أُمُّ أَمِيرِ الْبَصْرَةِ، فَلَمْ يَجِدُوا مَنْ يَحْمِلُهَا إِلَّا أَرْبَعَةٌ. وَمَاتَ لِصَدَقَةَ بْنِ عَامِرٍ المازني فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ سَبْعَةُ بنين، فقال: اللَّهمّ إني مسلم مُسْلِمٌ، وَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ خَطَبَ الْخَطِيبُ بن عامر، وليس في   [1] الكامل في التاريخ 4/ 305. [2] تاريخ خليفة 265. [3] تاريخ خليفة 265، النجوم الزاهرة 1/ 182. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 66 الْمَسْجِدِ إِلَّا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ وَامْرَأَةٌ، فَقَالَ: مَا فَعَلَتِ الْوُجُوهُ؟ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: تَحْتَ التُّرَابِ. وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ عِشْرُونَ أَلْفِ عروس، وأصبح الناس في رابع يوم ولم يَبْقَ حَيًّا إِلَّا الْقَلِيلُ، فَسُبْحَانَ مَنْ بِيَدِهِ الْأَمْرُ. وَمِمَّنْ قِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِيهَا: يَعْقُوبُ بْنُ بُجَيْرِ بْنُ أُسَيْدٍ، وَقَيْسُ بْنُ السَّكَنِ، وَمَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ السَّكْسَكِيُّ، وَالْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، وَحَسَّانُ بْنُ فَائِدٍ الْعَبْسِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ عَامِرٍ الوادعي، وَحُرَيْثُ بْنُ قَبِيصَةَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ فليح قال: ركبني دين، فجلست يوما إلى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَخَذْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، فَوَتَدْتُ فِي ظَهْرِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ ذَا، فَأَخْبِرْنِي مَنْ رَآهَا؟ قَالَ: أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِهَا، قَالَ: يَقْتُلُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ يَكُونُ خَلِيفَةُ، فَرَكِبْتُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَأَمَرَ لِي بِخَمْسِمِائَةِ دِيَنارٍ وَثِيَابٍ. وَفِيهَا أَعَادَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَخَاهُ مُصْعَبًا إِلَى إِمْرَةِ الْعِرَاقِ، لِضَعْفِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأُمُورِ وَتَخْلِيطِهِ، فَقَدِمَهَا مُصْعَبٌ، فَتَجَهَّزَ وَسَارَ يُرِيدُ الشَّامَ فِي جَيْشٍ كَبِيرٍ، وَسَارَ إِلَى حَرْبِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَسَارَ كُلٌّ مِنْهُمَا إِلَى آخِرِ وِلَايَتِهِ، وَهَجَمَ عَلَيْهِمَا الشِّتَاءُ فَرَجَعَا [1] . قَالَ خليفة [2] : كانا يَفْعَلَانِ ذَلِكَ فِي كُلِّ عَامٍ، حَتَّى قُتِلَ مصعب، واستناب مصعب على عمله إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ. وَفِيهَا عَقَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ أَمِيرُ مِصْرَ لِحَسَّانٍ الْغَسَّانِيِّ عَلَى غزو   [1] انظر تاريخ الطبري 6/ 140. [2] العبارة التالية ليست واردة في (تاريخ خليفة، المطبوع- ص 265) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 67 إِفْرِيقِيَّةَ، فَسَارَ إِلَيْهَا فِي عَدَدٍ كَثِيرٍ، فَافْتَتَحَ قُرْطَاجَنَّةَ [1] ، وَأَهْلُهَا إِذْ ذَاكَ رُومٌ عُبَّادُ صَلِيبٍ. وَفِيهَا قُتِلَ نَجْدَةُ الْحَرُورِيُّ [2] ، مَالَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَقِيلَ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَتَلُوهُ.   [1] المدينة القديمة التي بنيت على أنقاضها مدينة تونس العاصمة. [2] في تاريخ الطبري 6/ 174 كان مقتل نجدة سنة 72 هـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 [حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَمَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ، وَبَشِيرُ بْنُ النَّضْرِ قَاضِي مِصْرَ، وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الْأَشْدَقِ، وَبِخُلْفٍ [1] الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ. وَفِيهَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ سَهْلِ بْنِ الْأَبْرَدِ الْأَنْصَارِيِّ، وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُبَابِ، وَبَشِيرُ بْنُ عَقْرَبَةَ، وَيُقَالُ: بِشْرُ الْجُهَنِيُّ صَحَابِيٌّ لَهُ حَدِيثَانِ، وَأَبُو الْجَلْدِ. وَيُقَالُ: إِنَّ طَاعُونَ الْجَارِفِ الْمَذْكُورَ كَانَ فِيهَا. وَفِيهَا كَانَ الْوَبَاءُ بِمِصْرَ، فَهَرَبَ مِنْهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى الشَّرْقِيَّةِ، فَنَزَلَ حُلْوَانَ وَاتَّخَذَهَا مَنْزِلًا، وَاشْتَرَاهَا مِنَ الْقِبْطِ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِيَنارٍ، وَبَنَى بِهَا دَارَ الْإِمَارَةِ وَالْجَامِعَ، وَأَنْزَلَهَا الْجُنْدَ وَالْحَرَسَ [2] . وَفِيهَا سَارَتِ [3] الرُّومُ وَاسْتَجَاشُوا عَلَى أَهْلِ الشَّامِ، وَعَجَزَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ عَنْهُمْ، لِاشْتِغَالِهِ بِخَصْمِهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَصَالَحَ مَلِكَ الرُّومِ، عَلَى أَنْ يُؤَدِّيَ إِلَيْهِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ أَلْفَ دِينَارٍ [4] . وَفِيهَا وَفَدَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى مَكَّةَ عَلَى أَخِيهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْد اللَّهِ بِأَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ، وَتُحَفٍ وَأَشْيَاءَ فَاخِرَةٍ [5] .   [1] في الأصل: «متخلف» . [2] كتاب الولاة والقضاة 49. [3] هذا الخبر في تاريخ الطبري 6/ 150 وفيه «ثارت الروم» . [4] الخبر أيضا في: تاريخ اليعقوبي 2، 269، وفتوح البلدان 1/ 189، وأنساب الأشراف 5/ 300 و 335. [5] تاريخ الطبري 6/ 150. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 ذِكْرُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ [حَرْفُ الْأَلِفِ] 1- الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ [1] ، - ع- التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ. أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ. وَرَّخَهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] ، وَالْأَصَحُّ وَفَاتُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. 2- أُسَامَةُ بْنُ شَرِيكٍ [3] ، - الذُّبْيَانِيُّ الثَّعْلَبِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. رَوَى عَنْهُ: زِيَادَةُ بْنُ عِلَاقَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، وَغَيْرُهُمَا. حَدِيثُهُ فِي السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ، وَعِدَادُهُ فِي الكوفيين.   [1] انظر ترجمة (الأحنف بن قيس) ومصادرها في الطبقة التالية، من هذا الكتاب في وفيات سنة 72 هـ. [2] المعرفة والتاريخ 3/ 330. [3] انظر عن (أسامة بن شريك) في: طبقات ابن سعد 6/ 27، والتاريخ الكبير 2/ 20 رقم 1553، والجرح والتعديل 2/ 283 رقم 1021، والاستيعاب 1/ 60، والمعرفة والتاريخ 1/ 304، ومشاهير علماء الأمصار 46 رقم 293، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 215، وطبقات خليفة 48 و 130، ومسند أحمد 4/ 278، وأسد الغابة 1/ 66، 67، وتهذيب الكمال 2/ 351، 352 رقم 318، وتحفة الأشراف 1/ 62، 63 رقم 10، والكاشف 1/ 57 رقم 264، والوافي بالوفيات 8/ 375 رقم 3811، وتهذيب التهذيب 1/ 210 رقم 393، وتقريب التهذيب 1/ 53 رقم 359، والإصابة 1/ 31 رقم 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 26، والمعجم الكبير 1/ 179- 188 رقم 12. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 3- أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ [1] ، بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيُّ، أَبُو حَسَّانٍ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو هِنْدٍ. مِنْ أَشْرَافِ الْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. وعنه: ابنه مالك، وعلي بن ربيعة. وله وفادة على عبد الملك بن مروان، وفيه يَقُولُ الْقُطَامِيُّ [2] : إِذَا مَاتَ ابْنُ خَارِجَةَ بْنُ حِصْنٍ ... فَلَا مَطَرَتْ عَلَى الْأَرْضِ السَّمَاءُ وَلَا رَجَعَ الْبَرِيدُ بِغُنْمِ جَيْشٍ ... وَلَا حَمَلَتْ عَلَى الطُّهْرِ النِّسَاءُ [3]   [1] انظر عن (أسماء بن خارجة) في: المحبّر 154، والعقد الفريد 1/ 135 و 231 و 294 و 3/ 290، ومشاهير علماء الأمصار 75 رقم 532، ومقاتل الطالبيين 99 و 108، والأخبار الطوال 236 و 303، وعيون الأخبار 1/ 226 و 2/ 112 و 3/ 56 و 139 و 169 و 265 و 4/ 87، 98، وربيع الأبرار 4/ 292، وجمهرة أنساب العرب 257، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 254 و 381 و 385، وتاريخ خليفة 264، وثمار القلوب 91، والتاريخ الكبير 2/ 55 رقم 1664، والجرح والتعديل 2/ 325 رقم 1243، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2089، والشعر والشعراء 702، والبخلاء للجاحظ 380، 381، والأمالي للقالي 3/ 20، والفرق بين الفرق للبغدادي 34، 35، والأغاني 20/ 333- 345، والكامل في التاريخ 4/ 21- 24، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 44- 59 (وورد فيه: إسماعيل بن خارجة بن حفص بن حذيفة) !، وتاريخ الطبري 4/ 404 و 5/ 270 و 351 و 364 و 365 و 367 و 380 و 6/ 31 و 124، والتذكرة الحمدونية 2/ 71 و 97 و 115 و 303 و 373، والوافي بالوفيات 9/ 59- 61 رقم 3973، وفوات الوفيات 1/ 168، وسير أعلام النبلاء 3/ 535- 537 رقم 141، والبداية والنهاية 9/ 43، والإصابة 1/ 104 رقم 450، والنجوم الزاهرة 1/ 179، وأمالي المرتضى 2/ 207- 210، [2] هو: عمير بن شييم، من بني تغلب. ترجمته في (الأغاني 20/ 118، خزانة الأدب 1/ 391، و 3/ 188 و 442، المؤتلف 166، معجم المرزباني 244، طبقات ابن سلام 452- 457، الشعر والشعراء 2/ 609) . [3] البيتان ليسا في ديوان القطامي، ولا في زيادته، وهما في: طبقات الشعراء لابن سلام 539، والحماسة لابن الشجري 108، 109، والوحشيات رقم 904 وقد نسبا لعبد الله بن الزبير الأسدي، والأغاني 4/ 246، والعقد الفريد 3/ 290 وهما غير منسوبين، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 42، والوافي بالوفيات 9/ 60، وعين الأدب والسياسة 100 وهما منسوبان لعبد الله بن الزبير الأسدي، ووردا في الأغاني أيضا 19/ 133 منسوبين لعويف القوافي، وهما في التذكرة الحمدونية 2/ 115 وفيه: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 قَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ: فَاخَرَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ رَجُلًا فَقَالَ: أَنَا ابْنُ الْأَشْيَاخِ الْكِرَامِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَاكَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ [1]- ذبيح الله- بن إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ. إِسْنَادُهُ ثَابِتٌ. وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَرْثِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ الْفَزَارِيُّ: أَتَيْتُ الْأَعْمَشُ، فَانْتُسِبْتُ لَهُ فَقَالَ: لَقَدْ قَسَّمَ جَدُّكَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ قَسْمًا، فَنَسِيَ جَارًا لَهُ، فَاسْتَحْيَا أن يُعْطِيَهُ، وَقَدْ بَدَأَ بِآخَرَ قَبْلَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَصَبَّ عَلَيْهِ الْمَالَ صَبًّا، أَفَتَفْعَلُ أَنْتَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ؟. قَالَ خَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ. 4- أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ [3] ، - 4 [ص: 4] بْنِ السَّكَنِ، أُمُّ عَامِرٍ، وَيُقَالُ: أُمُّ سَلَمَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ الْأَشْهَلِيَّةُ. بَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَتْ جُمْلَةَ أَحَادِيثَ، وقتلت بعمود خبائها يوم   [ () ] «ولا رجع البشير بخير غنم» . رقم 227، ونسبا لعويف أيضا في التذكرة 2/ 299 رقم 287، ولباب الآداب لابن منقذ 95، وسير أعلام النبلاء 3/ 536، وفوات الوفيات 1/ 168. [1] المعروف عن الصحابة والتابعين أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وليس إسحاق. [2] تاريخ خليفة 264. [3] انظر عن (أسماء بنت يزيد) في: طبقات ابن سعد 8/ 319. ومسند أحمد 6/ 452، وطبقات خليفة 340، ومقدمة مسند بقي بن مخلد 83 رقم 42، والمعرفة والتاريخ 2/ 447، والعقد الفريد 3/ 223، والاستيعاب 4/ 237 وفيه «بنت زيد» ، والاستبصار 218، والمعجم الكبير 24/ 157- 186، وحلية الأولياء 2/ 76، وتحفة الأشراف 11/ 263- 268 رقم 862، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1677، وسير أعلام النبلاء 2/ 296، 297 رقم 53، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 156، والكاشف 3/ 420 رقم 6، وتاريخ الإسلام (المغازي) 327، و (السيرة النبويّة) 475، و (عهد الخلفاء الراشدين) 409، وأسد الغابة 5/ 398، والوافي بالوفيات 9/ 54 رقم 963، ومجمع الزوائد 9/ 260، وتهذيب التهذيب 12/ 399، 400 رقم 2727، وتقريب التهذيب 2/ 589 رقم 8، والنكت الظراف 11/ 265- 267، والإصابة 4/ 234، 235 رقم 58، وخلاصة تذهيب التهذيب 488، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 33- 39 رقم 4. [4] في (خلاصة تذهيب التهذيب 488) : «خ 4» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 الْيَرْمُوكِ تِسْعَةً مِنَ الرُّومِ [1] ، وَسَكَنَتْ دِمَشْقَ. رَوَى عَنْهَا: شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَمَوْلَاهَا مُهَاجِرٌ، وَابْنُ أَخِيهَا مَحْمُودُ بْنُ عَمْرٍو، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ. قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ هِيَ: أُمُّ سَلَمَةَ الْأَنْصَارِيَّةُ. قُلْتُ: وَقَبْرُ أُمِّ سَلَمَةَ بِبَابِ الصَّغِيرِ، وَهِيَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ هَذِهِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهَا شَهِدَتِ الْحُدَيْبِيَةَ، وَبَايَعَتْ يَوْمَئِذٍ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَأَخُوهُ عَمْرٌو، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بِنْتِ عَمِّ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَتْ: قَتَلْتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ تِسْعَةً [2] . 5- أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ [3] ، - 4- بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ. ابْنُ عَمِّ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَقِيلَ ابْنُ أَخِيهِ، وَأَخُو عَبَّادِ بْنِ بَشِيرٍ لِأُمِّهِ. شَهِدَ الْخَنْدَقَ وَغَيْرَهَا، وَأَبُوهُ عَقَبِيٌّ. لِأُسَيْدٍ أَحَادِيثُ، رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ رَافِعٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ بْنِ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ. عِدَادُهُ فِي أَهْلِ المدينة، وروى عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. 6- أَفْلَحُ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ [4] ، - م-.   [1] تاريخ دمشق 34. [2] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 34. [3] انظر عن (أسيد بن ظهير) في: سيرة ابن هشام 3/ 29 و 228- 230، وطبقات ابن سعد 4/ 369، والتاريخ الكبير 2/ 47 رقم 1641، والجرح والتعديل 2/ 310 رقم 1164، والمغازي للواقدي 21 و 216، وتاريخ الطبري 2/ 477 و 505 و 601، والمعجم الكبير 1/ 209، 210 رقم 19، وجمهرة أنساب العرب 340، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 448، والمعارف 307، وأنساب الأشراف 1/ 242 و 288 و 316، وأسد الغابة 1/ 94، 95، والكامل في التاريخ 4/ 524، وتهذيب الكمال 3/ 255، 256 رقم 519، وتحفة الأشراف 1/ 74، 75 رقم 16، والثقات لابن حبّان 3/ 7، والإكمال 1/ 67، و (المغازي) من تاريخ الإسلام 334، والكاشف 1/ 82 رقم 439، والوافي بالوفيات 9/ 261 رقم 4181، والنكت الظراف 1/ 75، والإصابة 1/ 123 رقم 539، وتهذيب التهذيب 1/ 349 رقم 635، وتقريب التهذيب 1/ 78 رقم 589، وخلاصة تذهيب التهذيب 38، والاستيعاب 1/ 56. [4] انظر عن (أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري) في: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 رَوَى عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ، وَعُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. روى عنه: محمد بن سيرين، وعبد الله بن الحارث، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. وثقه أحمد بن عبد الله العجلي [1] ، وقتل يوم الحرة هو وابنه كثير بن أفلح. قال الواقدي: هو من سبي عين التمر، في خلافة أبي بكر. قال هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، إِنَّ أَبَا أَيُّوبَ كَاتَبَ أَفْلَحَ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَجَعَلُوا يُهَنِّئُونَهُ، فَنَدِمَ أَبُو أيوب وقال: أحبّ أن تردّ الكتاب وَتَرْجِعَ كَمَا كُنْتَ، فَجَاءَهُ بِمُكَاتَبَتِهِ، فَكَسَرَهَا، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أَيُّوبَ: أَنْتَ حُرٌّ، وَمَا كَانَ لَكَ مِنْ مَالٍ فَهُوَ لَكَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً، يُكْنَى أَبَا كَثِيرٍ [3] . 7- إِيَاسُ بْنُ قَتَادَةَ [4] الْعَبْشَمِيُّ [5] . ابْنُ أُخْتِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، بَصْرِيٌّ نبيل، ولي قضاء الريّ.   [ () ] طبقات ابن سعد 5/ 86، 87، وطبقات خليفة 238، والتاريخ الكبير 2/ 52 رقم 1653، وترتيب الثقات للعجلي 71، 72 رقم 112، والثقات لابن حبان 4/ 58، وتاريخ الطبري 3/ 415، وتهذيب الكمال 3/ 325، 326 رقم 549، والتاريخ الصغير 65، والمغازي للواقدي 434، والجرح والتعديل 2/ 323 رقم 1231، والمعرفة والتاريخ 1/ 319، والكاشف 1/ 86 رقم 467، وتهذيب التهذيب 1/ 368، 369 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 83 رقم 626، والإصابة 1/ 110 رقم 481، وخلاصة تذهيب التهذيب 40. [1] في الأصل «البجاني» ، وانظر له: ترتيب الثقات 71، 72 رقم 112. [2] الطبقات الكبرى 5/ 86. [3] الكنى والأسماء للدولابي 2/ 90. [4] انظر عن (إياس بن قتادة) في: طبقات خليفة 195، وطبقات ابن سعد 7/ 128، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 398 و 416 و 417 و 415 و 426، والوافي بالوفيات 9/ 463 رقم 4424، وجاء في الإصابة 1/ 90 في ترجمة «إياس بن قتادة التميمي العنبري» . رقم 286: «وفي بني تميم آخر يقال له: إياس بن قتادة لكنه مجاشعي لا صحبة له ذكر المبرّد في (الكامل) أنّ الأحنف دفعه إلى الأزدي رهينة من أجل الديات التي تحمّل بها في الفتنة الواقعة بين الأزد وتميم بعد عبيد الله بن زياد سنة بضع وستين» . [5] العبشمي: هو اختصار لنسبة «العبشمسي» أي «العبد شمسي» . انظر ابن سعد 7/ 128. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 [حرف الباء] 8- بريدة بن الحصيب [1] ، - ع- بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَسْلَمِيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ، أَسْلَمَ قَبْلَ غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَلَهُ عِدَّةُ مَشَاهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِدَّةُ أَحَادِيثَ، سَكَنَ مَرْوَ فِي آخر عمره، وبها قبره.   [1] عن (بريدة بن الحصيب) انظر: مسند أحمد 5/ 346، وطبقات ابن سعد 4/ 241 و 7/ 365، والتاريخ لابن معين 2/ 57، وطبقات خليفة 109، وتاريخ خليفة 251، والتاريخ الكبير 2/ 141 رقم 1977، والمعارف 300، والجرح والتعديل 2/ 424 رقم 1684، وأنساب الأشراف 1/ 262 و 531، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1142، والتاريخ الصغير 72، وترتيب الثقات للعجلي 79 رقم 142، والثقات لابن حبان 3/ 29، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 23، وفتوح البلدان 507، والمعجم الكبير 2/ 19- 23 رقم 99، والمعرفة والتاريخ 3/ 362، والاستيعاب 2/ 173- 176، وأخبار القضاة 1/ 15، والمنتخب من ذيل المذيل 533، 534، وتاريخ اليعقوبي 2/ 79، وعيون الأخبار 1/ 215، ومشاهير علماء الأمصار 60 رقم 414، وربيع الأبرار 4/ 84، وتاريخ الطبري 1/ 15 و 3/ 11، وجمهرة أنساب العرب 240، والكامل في التاريخ 3/ 489، وأسد الغابة 1/ 175، 176، وتهذيب الكمال 4/ 53- 55 رقم 661، وتحفة الأشراف 2/ 69- 95 رقم 33، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 61، 62، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ج 1/ 133 رقم 81، وسير أعلام النبلاء 2/ 469- 471 رقم 91، والعبر 1/ 66، والكاشف 1/ 99 رقم 561، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 16، والوافي بالوفيات 10/ 124، 125 رقم 4584، ومرآة الجنان 1/ 137، والإصابة 1/ 146 رقم 632، والنكت الظراف 2/ 69- 93، وتهذيب التهذيب 1/ 433، 433 رقم 797، وتقريب التهذيب 1/ 96 رقم 28، ومجمع الزوائد 9/ 398، وشذرات الذهب 1/ 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 47. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَسُلَيْمَانُ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو الْمَلِيحِ بْنُ أُسَامَةَ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ عَلَى الْأَصَحِّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : غَزَا خُرَاسَانَ زَمَنَ عُثْمَانَ. أَنْبَأَ أَبُو النصر: ثنا شُعْبَةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيَّ وَرَاءَ نَهْرِ بَلْخٍ وَهُوَ يَقُولُ: لَا عَيْشَ إِلَّا طِرَادَ الْخَيْلِ بِالْخَيْلِ [2] وَقَالَ بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ خَيْبَرَ، فَكُنْتُ فِيمَنْ شَهِدَ الثُّلْمَةَ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى رُئِيَ مكَانِي، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ أحمر، فما أعلم أني ركبت في الْإِسْلَامَ ذَنْبًا أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنْهُ لِلشُّهْرَةِ [3] . قُلْتُ: رُوِيَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ حَدِيثًا. 9- بَشِيرُ بْنُ عَقْرَبَةَ [4] ، وَيُقَالُ بِشْرُ، أَبُو الْيَمَانِ الجهنيّ. صحابيّ له حديثان.   [1] في الطبقات 7/ 8. [2] طبقات ابن سعد 4/ 243 و 7/ 265. [3] قال المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 2/ 470) بعد أن ذكر الحديث: «بلى، جهّال زماننا يعدّون اليوم مثل هذا الفعل من أعظم الجهاد، وبكلّ حال فالأعمال «بلى، جهال زماننا يعدّون اليوم مثل هذا الفعل من أعظم الجهاد، وبكلّ حال فالأعمال بالنّيّات، ولعلّ بريدة رضي الله عنه بإزرائه على نفسه، يصير له عمله ذلك طاعة وجهادا! وكذلك يقع في العمل الصالح، ربّما افتخر به الغرّ ونوّه به، فيتحوّل إلى ديوان الرياء. قال الله تعالى: وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا من عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً 25: 23 (سورة الفرقان- الآية 23) . [4] انظر عن (بشير بن عقربة) في: مسند أحمد 3/ 500، وطبقات خليفة 122، وطبقات ابن سعد 7/ 429، والجرح والتعديل 2/ 376 رقم 1458، والمعرفة والتاريخ 3/ 330، والمعجم الكبير 2/ 42 رقم 116، والاستيعاب 1/ 152، وأسد الغابة 1/ 197، والوافي بالوفيات 10/ 164، 165 رقم 4639. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: ثنا ابْنُ الْحَارِثِ الرَّمْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْكِنَانِيِّ، عَامِلُ الرَّمْلَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: شَهِدْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ لِبِشْرِ بْنِ عَقْرَبَةَ يَوْمَ قَتْلِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ: قَدِ احْتَجْتُ يَا أَبَا الْيَمَانِ إِلَى كَلَامِكَ الْيَوْمَ فَقُمْ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قَامَ بِخُطْبَةٍ لَا يَلْتَمِسُ إِلَّا رِيَاءً وَسُمْعَةً وَقَفَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوْقِفَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ» [1] . 10- بُشَيْرُ بْنُ النّضر [2] ، بن بَشِيرِ بْنِ عَمْرٍو. قَاضِي مِصْرَ، تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعِينَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بَعْدَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْخَوْلَانِيُّ، وَكَانَ رِزْقَهُ فِي الْعَامِ أَلْفَ دينار.   [1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 500. [2] انظر عن (بشير بن النضر) في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 224، وكتاب الولاة والقضاة 313 و 314. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 [حرف التَّاءِ 11- تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ [1] ، أَبُو سَلَمَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الْمُقْرِئُ. عَرَضَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَى عَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ. قَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم [2] .   [1] انظر عن (تميم بن حذلم) في: التاريخ لابن معين 2/ 67، والتاريخ الكبير 2/ 152 رقم 2020، وطبقات ابن سعد 6/ 206، وطبقات خليفة 143، والجرح والتعديل 2/ 442 رقم 1766، والمعرفة والتاريخ 2/ 547 و 549 و 590- 592 و 3/ 113 و 116، وتهذيب الكمال 4/ 328، 329 رقم 801، والإكمال لابن ماكولا 2/ 16، وتهذيب التهذيب 1/ 512 رقم 952، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 10، والإصابة 1/ 187 رقم 861، وخلاصة تذهيب التهذيب 55. [2] جاء في (تاريخ البخاري 2/ 152، 153 رقم 2021) ترجمة لتميم بن حذيم أبي حذيم، كوفي، وفي الترجمة أن تميم بن حذيم قرأ على عبد الله. وقال البخاري: قال لنا أحمد بن يونس، قال: ثنا محمد بن عبد العزيز، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: قرأ تميم بن حذيم على عبد الله فقرأ السجدة. وقال ابن طهمان، عن المغيرة، عن الزهري، عن تميم بن حذيم، قرأت على عبد الله. هكذا أفرده البخاري، وغيره يقول إنه هو الأول اختلف في اسم أبيه، وفي كنيته. قال ابن أبي حاتم «تميم بن حذلم ... روى عن عبد الله بن مسعود، روى عنه إبراهيم النخعي، والركين، وأبو الخير ابنه» . وفي (الثقات) لابن حبّان: «تميم بن حذلم الضبّي، كنيته أبو سلمة ... وقد قيل كنيته أبو حذلم» . وقال ابن ماكولا في (الإكمال) : «تميم بن حذلم ... سمع أبا بكر، وعمر بن الخطاب، قرأ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ تَمِيمَ بْنَ حَذْلَمَ الضَّبِّيَّ قَرَأَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيْهِ إِلَّا قَوْلَهُ: وَكُلٌّ أَتَوْهُ 27: 87 [1] مَدَّهُ تَمِيمٌ، وَقَصَرَه ابنُ مَسْعُودٍ، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا 12: 110 [2] قَرَأَهَا ابْنُ مَسْعُودٍ مُخَفَّفَةً. وَقَدْ أَدْرَكَ تَمِيمَ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ. رَوَى عَنْهُ أَيْضًا: الْعَلَاءُ بْنُ بَدْرٍ، وَالرُّكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، وَابْنُهُ أبو الخير [3] ابن تميم، وغيرهم.   [ () ] على عبد الله بن مسعود. روى عنه أبو الخير، وإبراهيم النخعي ... وقد يقال فيه ابن حذيم» . وقال البخاري في «صحيحه» في أبواب سجود القرآن «باب من سجد لسجود القارئ، وقال ابن مسعود لتميم بن حذلم وهو غلام فقرأ عليه سجدة ... » . وقال ابن حجر في (فتح الباري) : «حذلم بفتح المهملة واللام بينهما معجمة ساكنة، ولم يذكر نسخة أخرى، لكن بهامش المتن المطبوع الإشارة إلى أنه وقع في بعض النسخ «حذيم» . «أقول» : يتبيّن مما سبق أن «تميم بن حذلم» و «تميم بن حذيم» واحد، لاتفاقهما بعدّة أمور وقواسم. والله أعلم. [1] سورة النحل- الآية 87. [2] سورة يوسف- الآية 110. [3] في: الكنى والأسماء 1/ 137، والجرح والتعديل، والإكمال: «أبو الجبر» وهو خطأ، والصحيح ما أثبتناه، واسمه «عبد الرحمن» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 [حرف الثاء] 12- ثور بن معن [1] ، بن يَزِيدَ بْنِ الْأَخْنَسِ السُّلَمِيُّ. أَحَدُ الْأَشْرَافِ، قُتِلَ بِمَرْجِ رَاهِطٍ مَعَ الضَّحَّاكِ، وَلِأَبِيهِ [2] صُحْبَةٌ، وَقَدْ عاش بعد ثور أبوه.   [1] انظر عن (ثور بن معن) في: تاريخ الطبري 5/ 533 و 538 و 542، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1827، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 386، والكامل في التاريخ 4/ 147، والإصابة 1/ 205 رقم 974. [2] ذكره ابن الأثير في ترجمة «ثور والد يزيد بن ثور» (1/ 251) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 [حرف الجيم] 13- جابر بن سمرة [1]- ع- بْنِ جُنَادَةَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وَيُقَالُ: أَبُو خالد السّوائيّ [2] وَقِيلَ: اسْمُ جُنَادَةَ: عَمْرٌو [3] ، وَلَهُ وَلأَبِيهِ سَمُرَةَ صحبة، نزل الكوفة.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 24، وطبقات خليفة 56 و 131 وفيه اسمه: جابر بن سمرة بن عمرو بن جنادة بن جندب بن حجير..، والتاريخ لابن معين 2/ 73، وتاريخ خليفة 273، والعلل لابن حنبل 1/ 106 و 211، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 205 رقم 2204، والتاريخ الصغير له 69، 70، والمعرفة والتاريخ 2/ 754، و 3/ 280 و 282 و 288، وتاريخ أبي زرعة 1/ 59 و 261، والجرح والتعديل 2/ 493، والثقات لابن حبّان 3/ 52، ومشاهير علماء الأمصار له 47 رقم 304، والمعارف لابن قتيبة 305 و 306، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 273، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 163 و 188 و 390 و 393 و 394، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 194- 257 رقم 194، والاستيعاب لابن عبد البرّ 1/ 224، 225، والجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 72، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 388، 389، وأسد الغابة لابن الأثير 1/ 254، وتهذيب الأسماء للنووي ج 1 ق 1/ 142، وتهذيب الكمال للمزّي 4/ 437- 440 رقم 867، وتحفة الأشراف له 2/ 146- 164 رقم 60، والعبر للذهبي 1/ 74، والكاشف 1/ 121 رقم 736، وسير أعلام النبلاء 3/ 186- 188 رقم 36، ودول الإسلام 1/ 50، والكامل في التاريخ 4/ 260، ومرآة الجنان 1/ 141، والوافي بالوفيات للصفدي 11/ 27 رقم 44، وتاريخ ابن خلدون 2/ 120، وتهذيب التهذيب لابن حجر 2/ 39، 40، وتقريب التهذيب 1/ 122 رقم 5، والإصابة 1/ 212 رقم 1018، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1/ 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 50، وشذرات الذهب 1/ 74، وتاج العروس 10/ 365. [2] السّوائي: بضمّ السين وفتح الواو وبعدها الألف وفي آخرها الياء نسبة إلى بني سواءة بن عامر بن صعصعة. (الأنساب 7/ 182) . [3] في طبعة القدسي 3/ 2 (سنة 1368 هـ.) : «عمر» ، وهو غلط، وما أثبتناه عن مصادر الترجمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ: خَالِهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي أيّوب [1] . روى عَنْهُ: تَمِيمُ بْنُ طَرَفَةَ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ، وَحَدِيثُهُ فِي الْكُتُبِ كَثِيرٌ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ [2] . 14- جابر بن عتيك [3] بن قَيْسٍ، وَيُقَالَ جَبْرٌ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، أَحَدُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا. وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَلَهُ إِحْدَى وَتِسْعُونَ سَنَةً. وَرَّخَ مَوْتَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيفَةُ، وَابْنُ زَبْرٍ، وَابْنُ مَنْدَهْ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ يَوْمَ الْفَتْحِ. وَفِي «الْمُوَطَّإِ» [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِر بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جدّه   [1] أبو أيّوب: خالد بن زيد الأنصاري. [2] اختلف في وفاته فقيل: 66 هـ. وقيل 73 وقيل 74 وقيل 76 هـ. (راجع مصادر ترجمته) . [3] طبقات خليفة 84 و 103، والتاريخ الكبير 2/ 208، 209 رقم 2212، والجرح والتعديل 2/ 493، والثقات لابن حبّان 3/ 52، 53، والاستيعاب 1/ 223، والإكمال لابن ماكولا 2/ 13، 14، وأسد الغابة 1/ 258، 259 و 266، والكاشف للذهبي 1/ 122 رقم 742، وتهذيب الكمال 4/ 454، 455 رقم 872، وتحفة الأشراف 2/ 402- 404 رقم 63، وطبقات ابن سعد 3/ 469، والكامل في التاريخ 4/ 101، والوافي بالوفيات 11/ 28 رقم 46، وتهذيب التهذيب 3/ 43، وتقريب التهذيب 1/ 63، والإصابة 1/ 214، 215 رقم 1030، والنجوم الزاهرة 2/ 156، وتاج العروس: مادة جبر، وجمهرة أنساب العرب 335 (باسم: جبر بن عتيك) ، ومشاهير علماء الأمصار 22 رقم 89 (باسم: جبر بن عتيك بن الحارث بن قيس) ، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 189- 193 رقم 191، والأسامي والكنى للحاكم (مخطوط) ورقة 306. ويراجع في اسمه: حاشية للدكتور بشّار عوّاد معروف في (تهذيب الكمال 4/ 455، 456) . [4] الموطّأ للإمام مالك 155 رقم 554 كتاب الجنائز، باب النهي عن البكاء على الميت. والحديث أطول مما هنا: «أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه، فصاح به، فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: «غلبنا عليك يا أبا الربيع» ، فصاح النسوة وبكين، فجعل جابر يسكتهنّ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دعهنّ، فإذا وجب فلا تبكينّ باكية» . قالوا: يا رسول الله وما الوجوب؟ قال: «إذا مات» ، فقالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدا، فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله قد أوقع أجره على قدر نيّته، وما تعدّون الشهادة» ؟، قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 لأُمِّهِ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَتِيكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ يَعُودُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ، فَاسْتَرْجَعَ. قُلْتُ: هُوَ آخِرُ الْبَدْرِيِّينَ مَوْتًا. 15- جَرْهَدُ الأَسْلَمِيُّ [1]- د ت- الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِيُّ للَّه: «غَطِّ فَخْذَكَ» [2] .   [ () ] صلّى الله عليه وسلّم: «الشهداء سبعة سوى القتيل في سبيل الله، والمطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والّذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة» . [1] الطبقات الكبرى 4/ 298، والتاريخ لابن معين 2/ 79، وطبقات خليفة 111، والنسب الكبير لابن الكلبي- مخطوطة الأسكوريال رقم 1698- ج 2 ص 310، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 248، 249 رقم 2354، ومشاهير علماء الأمصار 42 رقم 259، وأنساب الأشراف 1/ 273، وجمهرة أنساب العرب 240، والثقات لابن حبّان 3/ 62، والجرح والتعديل 2/ 539، 540، والاستيعاب 1/ 254، 255، وحلية الأولياء 1/ 337، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 271- 273 رقم 207، وأسد الغابة لابن الأثير 1/ 277، 278، والكاشف للذهبي 1/ 126 رقم 776، وتحفة الأشراف للمزّي 2/ 419، 420 رقم 70، وتهذيب الكمال 4/ 523، 524 رقم 912، والكامل في التاريخ 4/ 43، وتهذيب التهذيب 2/ 69، والتقريب 1/ 126، 127 رقم 50، والوافي بالوفيات 11/ 69 رقم 120، والنكت الظراف 2/ 419، والإصابة 1/ 231 رقم 1131، ورياض النفوس 54، وحسن المحاضرة 1/ 186، وتاج العروس 7/ 499. [2] الحديث في (الموطّأ) برواية القعنبي، ورواه أبو داود من طريقه، عن أبي النضر، عن زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد، عن أبيه، قال: كان جرهد هذا من أصحاب الصّفّة، قال: جلس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندنا وفخذي منكشفة، فقال: «أما علمت أنّ الفخذ عورة» ؟. وأخرجه الترمذي (2795) من طريق: زرعة بن مسلم بن جرهد، عن جدّه، وأخرجه أيضا (2797) من طريق عبد الله بن جرهد الأسلمي، عن أبيه جرهد، و (2798) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي الزناد، أخبرني ابن جرهد، عن أبيه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وصحّحه ابن حبّان (353) ، والحاكم في المستدرك 4/ 180 مع أن في سنده مجهولا، ولكن ضعّفه البخاري في التاريخ الكبير لاضطراب إسناده. وللحديث شواهد تقوّيه: عن محمد بن جحش عند الإمام أحمد في المسند 5/ 290، والحاكم في المستدرك 4/ 180 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش، عنه. ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير، فقد روى عنه جماعة ولا يعرف بجرح ولا تعديل، وعن ابن عباس عند الترمذي (2798) و (2799) والحاكم في المستدرك 4/ 181 وفي سنده يحيى القتّات، وهو ضعيف. وعن عليّ عند أبي داود (3140) وابن ماجة (1460) والحاكم 4/ 180 وإسناده ضعيف. وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير 2/ 271- 273 من عدّة طرق، وكلّها شواهد تقوّي الحديث وتصحّحه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 84 رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وحفيده زرعة. توفّي سنة إحدى وستّين. له دار بالمدينة. 16- جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [1] قُتِلَ شَابًّا هُوَ وَإِخْوَتُهُ مَعَ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم أجمعين. 17- جندب [2] بن عبد الله [3] ع- بن سفيان البجلي العلقي. وعلقه:   [1] تاريخ الرسل والملوك للطبري 5/ 153 و 415 و 448 و 468، والأسامي والكنى 1/ 301، وطبقات ابن سعد 4/ 34، وطبقات خليفة 4، ونسب قريش 80- 82، ومسند أحمد 1/ 201 و 5/ 290، وفضائل الصحابة له 40، والعلل 1/ 184، وتاريخ خليفة 234، والتاريخ الكبير 2/ 185 رقم 2139، والتاريخ الصغير 2- 4 و 22، 23، والمعارف 120 و 137 و 163 و 203 و 205 و 211، والمعرفة والتاريخ 1/ 260 و 536 و 2/ 535 و 3/ 167 و 259، والأسماء والكنى للدولابي 2/ 77، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 255، والجرح والتعديل 2 رقم 1960، والولاة والقضاة للكندي 23، وجمهرة أنساب العرب 14 و 41 و 65 و 68، 69 و 391، وحلية الأولياء 1/ 114- 118، والاستيعاب 1/ 210- 213، والثقات لابن حبان 3/ 49، والمحبّر لابن حبيب (راجع الفهرس) ، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج 83، والكامل في التاريخ 4/ 92، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 148، 149 رقم 105، والمعجم الكبير 2/ 104- 112 رقم 176، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 174، وصفة الصفوة له 1/ 205، ومعجم البلدان (مادّة مؤتة) 5/ 220، وأسد الغابة 1/ 286- 289، وسير أعلام النبلاء 1/ 206- 217، والعبر 1/ 9، وتجريد أسماء الصحابة رقم 802، ومجمع الزوائد 9/ 271- 273، وتحفة الأشراف 2/ 437 رقم 73، والعقد الثمين 3/ 424، وتهذيب الكمال 5/ 50- 64 رقم 944، والوافي بالوفيات 11/ 90- 92 رقم 146، والإصابة 1/ 237، 238 رقم 1166، وتهذيب التهذيب 2/ 98، 99، وتقريب التهذيب 1/ 131 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب رقم 1041، ومرآة الجنان 1/ 14، وغاية الأماني 1/ 65، وشذرات الذهب 1/ 48، والوفيات لابن قنفذ 40 رقم 8، والأخبار المولقيّات 567، وترتيب الثقات للعجلي 98 رقم 213، ويعرف بجعفر الطيار ذي الجناحين، قتل سنة 41 هـ. [2] يقال: جندب: بضم الدال، وجندب: بفتحها. [3] الطبقات الكبرى 6/ 35، وطبقات خليفة 117 و 139 و 188، والتاريخ لابن معين 2/ 88، والعلل لابن المديني 55، ومسند أحمد 4/ 312، والعلل له 1/ 391، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 221 رقم 2266، والتاريخ الصغير له 1/ 151، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 6 و 639 و 648 و 660 و 677 و 762، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 510 رقم 2102، والاستيعاب 1/ 256، ومشاهير علماء الأمصار 47 رقم 300، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 22، وتاريخ بغداد له 7/ 249 رقم 3740، والجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 76، والكامل في التاريخ 3/ 108 و 138 و 391، وأسد الغابة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 حَيٌّ مِنْ بَجِيلَةَ، أَقَامَ بِالْبَصْرَةِ وَبِالْكُوفَةِ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ كَثِيرَةٌ. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَنَسُ [1] بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ [2] ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالأَسْوَدُ بْنِ قَيْسٍ، وَآخَرُونَ. 18- جُنْدُبُ الْخَيْرِ [3] هُوَ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- وَيُقَالُ ابْنُ كَعْبٍ- الأَزْدِيِّ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَلِيٍّ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ. رَوَى عَنْهُ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَتَمِيمُ بْنُ الْحَارِثِ، وَحَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ. فَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بالسيف» [4] .   [ () ] 1/ 304، والأسامي والكنى للحاكم 1 ورقة 407 أوب، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 158- 177 رقم 183، والأنساب للسمعاني 9/ 38، واللباب لابن الأثير 2/ 353، وتلقيح الفهوم لابن الجوزي 174، 175 و 366، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 137- 139 رقم 973، وتحفة الأشراف له 2/ 439- 446 رقم 76، وسير أعلام النبلاء 3/ 174، 175 رقم 30، والعبر 1/ 41، والكاشف 1/ 132 رقم 826، وتجريد أسماء الصحابة رقم 854، والوافي بالوفيات 11/ 193، 194 رقم 286، وتهذيب التهذيب 2/ 117، 118، وتقريب التهذيب 1/ 134، 135 رقم 119، والإصابة 1/ 248 رقم 1223، وخلاصة تذهيب التهذيب 55، وتاج العروس (مادّة: جدب ومكث) ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86. [1] في الأصل مهملة. [2] الجوني: بفتح الجيم وسكون الواو، نسبة إلى الجون وهو بطن من الأزد. (اللباب 1/ 254) . [3] التاريخ الكبير 2/ 222 رقم 2268، والجرح والتعديل 2/ 511 رقم 2107، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 177 رقم 184، والأسامي والكنى للحاكم 1 ورقة 407 أوب، وجمهرة أنساب العرب 378، والاستيعاب 1/ 258، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 175، والكامل في التاريخ لابن الأثير 3/ 106 و 144، وأسد الغابة 1/ 305، 306، والمعارف 402، وتحفة الأشراف للمزّي 2/ 446 رقم 77، وتهذيب الكمال له 5/ 141- 148 رقم 975، والكاشف للذهبي 1/ 133 رقم 828، وسير أعلام النبلاء 3/ 175- 177 رقم 31، وتجريد أسماء الصحابة رقم 856، والوافي بالوفيات 11/ 195 رقم 290، وتهذيب التهذيب 2/ 118، 119، والإصابة 1/ 250 رقم 1227، وتقريب التهذيب 1/ 135 رقم 120، وخلاصة تذهيب التهذيب 55، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 410، وتاج العروس 2/ 137. [4] إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم. وقد أخرجه الترمذي في كتاب الحدود، باب ما الجزء: 5 ¦ الصفحة: 86 وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ: كَانَ سَاحِرٌ يَلْعَبُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَيَأْخُذُ سَيْفَهُ فَيَذْبَحُ نَفْسَهُ وَلا يَضُرُّهُ، فَقَامَ جُنْدُبٌ فَأَخَذَ السَّيْفَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ، ثُمَّ قَرَأَ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ 21: 3 [1] . إسناده صَحِيحٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ كَانَ بِالْعِرَاقِ يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيْهِ سَاحِرٌ، فَكَانَ يَضْرِبُ عُنُقَ الرَّجُلِ، ثُمَّ يَصِيحُ بِهِ، فَيَقُومُ، فَتَرْتَدُّ إِلَيْهِ رَأْسُهُ، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللَّهِ يُحْيِي الْمَوْتَى! فَرَآهُ رَجُلٌ مِنْ صَالِحِي الْمُهَاجِرِينَ، فَاشْتَمَلَ مِنَ الْغَدِ عَلَى سَيْفهِ، فَذَهَبَ السَّاحِرُ يَلْعَبُ لُعْبَهُ ذَلِكَ، فَاخْتَرَطَ الرَّجُلُ سَيْفَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. وَقَالَ: إِنْ كَانَ صَادِقًا فَيُنَجِّي نَفْسَهُ، فَأَمَرَ بِهِ الْوَلِيدُ فَسَجَنَهُ، فَأُعْجِبَ السَّجَّانُ نَحْوَ الرَّجُلِ فَقَالَ: أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَهْرُبَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاخْرُجْ، لا يَسْأَلُنِي اللَّهُ عَنْكَ أَبَدًا [3] . 19- جَنْدَرَةُ [4] بْنُ خَيْشَنَةَ [5] أَبُو قِرْصَافَةَ الْكِنَانِيُّ، صَحَابِيٌّ نَزَلَ الشَّامَ   [ () ] جاء في حدّ الساحر (1460) ، والدارقطنيّ في سننه 3/ 144، والحاكم في المستدرك 4/ 360 وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلّا من هذا الوجه، إسماعيل بن مسلم المكيّ يضعف في الحديث، والصحيح عن جندب موقوف. وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في كتابه «الكبائر» - ص 46: الصحيح أنه من قول جندب. وأخرجه الطبراني في ترجمة «جندب بن عبد الله بن سفيان» من رواية الحسن البصري، عن جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيُّ.. فأخطأ بذلك. انظر المعجم الكبير 2/ 161 رقم (1665) و (1666) . [1] سورة الأنبياء- الآية 3. [2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 177 رقم (1725) من طريق: محمد بن عبد الله الحضرميّ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا هشيم، أخبرنا خالد الحذّاء. ورواه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 3/ 410) ، والمزّي في تهذيب الكمال 5/ 143، والمؤلّف الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/ 175، 176، والدارقطنيّ في السنن 3/ 114 ونسبه إلى «جندب البجلي» وهو وهم. [3] ذكره المزّي في تهذيب الكمال 5/ 143، 144، والمؤلّف في سير أعلام النبلاء 3/ 176، وابن حجر في الإصابة 1/ 250 ونسبه إلى البيهقي في دلائل النّبوّة. [4] التاريخ الكبير 2/ 250 رقم 2358، والمعرفة والتاريخ 2/ 101 و 3/ 28 و 168، ومقدّمة [5] خيشنة: بفتح الخاء المعجمة وبعدها ياء معجمة وبعد الشين المعجمة نون. (الإكمال 3/ 211) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 وَاسْتَوْطَنَ عَسْقَلانَ، لَهُ أَحَادِيثُ. رَوَى عَنْهُ: حَفِيدَتُهُ عَزَّةُ بِنْتُ عِيَاضِ بْنِ جَنْدَرَةَ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ الْفِلَسْطِينِيُّ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، وَزِيَادُ بْنُ سَيَّارٍ، وَعَطِيَّةُ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنَانِيَّانِ، وَزِيَادُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ [1] . لَيْسَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ شيء [2] .   [ () ] مسند بقيّ بن مخلد 134 رقم 589، والكنى والأسماء 1/ 49، والجرح والتعديل 2/ 545 رقم 2267، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 1- 4 رقم 234، وجمهرة أنساب العرب 189، والاستيعاب 1/ 274، وتلقيح فهوم أهل الأثر 176 و 379، وأسد الغابة 1/ 307، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 92 رقم 861، وتهذيب الكمال 5/ 149، 150 رقم 976، والمشتبه للذهبي 1/ 278، وتهذيب التهذيب 2/ 119 رقم 191، والتقريب 1/ 135 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 1 رقم 1092 وذكره ابن حجر مرتين في الإصابة دون ترجمة. [1] في الأصل «ربان بن الجعد» . [2] قال المزّي: «روى له البخاري في كتاب الأدب» (تهذيب الكمال 5/ 150) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 [حرف الْحَاءِ] 20- الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] الْهَمْدَانِيُّ الأَعْوَرُ الْكُوفِيُّ أَبُو زُهَيْرٍ، صَاحِبُ عَلِيٍّ. رَوَى عن: عليّ، وابن   [1] الطبقات الكبرى 6/ 168، 169، والتاريخ لابن معين 2/ 93، وتاريخ الدارميّ، رقم 233، والعلل لابن المديني 43، وطبقات خليفة 149، والعلل لابن حنبل 1/ 26 و 84 و 147، والمحبّر لابن حبيب 303، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 273 رقم 2437، والتاريخ الصغير له 1/ 149 و 155، 156 و 204، والضعفاء الصغير له 60، والبرصان والعرجان للجاحظ 363، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 41- 43 رقم 10، وترتيب الثقات للعجلي 103 رقم 233، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 208- 210 رقم 257، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2/ 604، 605، والمعارف لابن قتيبة 210 و 587 و 624، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 73 و 168 و 4/ 416 و 5/ 80، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 216، 217 و 2/ 534 و 557 و 617 و 624 و 3/ 117، والضعفاء والمتروكين للنسائي 281 رقم 114، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 228، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 183، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 78، 79 رقم 363، والمجروحين لابن حبّان 1/ 222، 223، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 75 رقم 153، وتاريخ جرجان للسهمي 514، والسابق واللاحق للخطيب 167، والأنساب للسمعاني 5/ 9، 10، واللباب لابن الأثير 1/ 410، وسير أعلام النبلاء 4/ 152- 154 رقم 54، والكاشف له 1/ 138 رقم 868، والعبر له 1/ 73، وميزان الاعتدال له 1/ 435- 437 رقم 1627، والمغني في الضعفاء له 1/ 141 رقم 1236، وطبقات الفقهاء للشيرازي 80، وتهذيب الكمال للمزّي 5/ 244- 253 رقم 1025، والوافي بالوفيات للصفدي 11/ 253، 254 رقم 371، ومرآة الجنان لليافعي 1/ 141، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 201 رقم 922، وتهذيب التهذيب لابن حجر 2/ 145- 147 رقم 248، وتقريب التهذيب له 1/ 74، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1/ 185، وخلاصة تذهيب التهذيب 18، وشذرات الذهب 1/ 73، ومعجم رجال الحديث للخوئي 4/ 190، 191 و 200، 201 و 215، ولسان الميزان 2/ 153 رقم 676، ورجال الطوسي 38 رقم 4. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 89 مَسْعُودٍ. وَكَانَ فَقِيهًا فَاضِلا مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ، وَلَكِنَّهُ لين الحديث. روى عنه: الشعبي، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن مرة، وأبو إسحاق السبيعي، وغيرهم. قال أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ الْحَارِثُ: تَعَلَّمْتُ الْقُرْآنَ فِي سَنَتَيْنِ، وَالْوَحْيَ [3] فِي ثَلاثِ سِنِينَ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وأبو خيثمة: الحارث كذاب. قلت: هذا محمول من الشعبي على أَنَّهُ أَرَادَ بِالْكَذِبِ الْخَطَأَ وَإلا فَلأَيِّ شَيْءٍ يَرْوِي عَنْهُ، وَأَيْضًا فَإِنَّ النَّسَائِيَّ مَعَ تَعَنُّتِهِ فِي الرِّجَالِ قَدِ احْتَجَّ بِالْحَارِثِ. وَقَالَ شُعْبَةُ: لم يسمع أبو إسحاق بن الْحَارِثِ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ [4] . وَرَوَى مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْحَارِثُ يَهِمُ. وقَالَ النَّسَائِيُّ [5] أَيْضًا: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: كَانَ الْحَارِثُ أفْقَهَ النَّاسِ، وَأفْرَضَ النَّاسِ، وَأَحْسَبَ النَّاسِ، تَعَلَّمَ الْفَرَائِضَ مِنْ عَلِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: أَدْرَكْتُ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَهُمْ يُقَدِّمُونَ خَمْسَةً، مَنْ بَدَأَ بِالْحَارِثِ الأَعْوَرِ ثَنَّى بِعُبَيْدَةَ، وَمَنْ بَدَأَ بِعُبَيْدَةَ ثَنَّى بِالْحَارِثِ، ثُمَّ عَلْقَمَةَ، ثُمَّ مَسْرُوقٍ، ثُمَّ شُرَيْحٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [6] : الْحَارِثُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ مَرَّةً: ثِقَةٌ. 21- الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الْهُذَلِيُّ الْمَدَنِيُّ [7] وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،   [1] في الجرح والتعديل 3/ 79. [2] في الضعفاء والمتروكين 287. [3] قال الجوزجاني في ترجمته: «وابن عبّاس يقول: لا وحي إلّا ما بين اللوحين، وأجمع على ذلك المسلمون. وَقَدْ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ستّة لعنهم الله، وكلّ نبيّ مجاب ... منهم الزائد في كتاب الله» . (أحوال الرجال 41) . [4] قال الجوزجاني (ص 43) : الشائع في أهل الحديث أنّ أبا إسحاق لم يسمع منه إلّا ثلاثة أو أربعة. [5] في الضعفاء 287. [6] في التاريخ 2/ 93 رقم 1751. [7] الطبقات الكبرى 5/ 59، والجرح والتعديل 3/ 82 رقم 376، والتاريخ الكبير 2/ 276 رقم 2447. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 وَحَدَّثَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] . - الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ قَدْ ذُكِرَ. 22- حُبْشِيُّ بن جنادة [2]- د ت ق- أبو الجنوب السّلوليّ [3] ، نَزَلَ الْكُوفَةَ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. رَوَى عَنْهُ الشَّعِبيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ. وَقَدْ بَالَغَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] فِي الثِّقَاتِ لَهُ بِذِكْرٍ فِي الضُّعَفَاءِ، ثُمَّ طَرَّزَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى: أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ» - الْحَدِيثَ [5] . هَذَا   [1] في طبقاته الكبرى، وقال: «وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عن عمر بن الخطاب أحاديث منها كتابه إلى أبي موسى الأشعريّ في الصلاة. وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود وغيره. ومات الحارث بن عمرو سنة سبعين» . [2] الطبقات الكبرى 6/ 37، والتاريخ لابن معين 2/ 96، والعلل لابن حنبل 1/ 173، والمسند له 4/ 164، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 127، 128 رقم 427، وتاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 89، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 225 و 624، 625 و 632، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3/ 313 رقم 1395، والاستيعاب لابن عبد البرّ 1/ 391، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 848، 849، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 17- 20 رقم 319، والإكمال لابن ماكولا 2/ 383، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي 183، وأسد الغابة لابن الأثير 1/ 366، 367، والكامل في التاريخ 4/ 263، وتحفة الأشراف للمزّي 3/ 13، 14 رقم 93، وتهذيب الكمال له 5/ 349- 351 رقم 1075، والمشتبه للذهبي 1/ 209، والكاشف له 1/ 144 رقم 910، والمغني في الضعفاء له 1/ 146 رقم 1279، وتجريد أسماء الصحابة له رقم 1091، والوافي بالوفيات 11/ 285 رقم 421، وطبقات خليفة 55 و 131، وتهذيب التهذيب لابن حجر 2/ 176 رقم 318، والتقريب له 1/ 148 رقم 102، والإصابة له 1/ 304 رقم 1558، وخلاصة تذهيب التهذيب رقم 1704، والمنتخب من ذيل المذيل 570. [3] السّلوليّ: بفتح السين المهملة وضم اللام وسكون الواو وفي آخرها لام أخرى. نسبة إلى بني سلول، نزلوا الكوفة ولهم بها خطّة نسبت إليهم. (اللباب 2/ 131) . [4] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 849. [5] أخرجه الترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في الحلق والتقصير (73) رقم (916) وفي الباب عن ابن عباس، وابن أمّ الحصين، وما رب، وأبي سعيد، وأبي مريم، وأبي هريرة. وقال: هذا حديث حسن صحيح. ورواه أحمد في المسند 4/ 165 من طريق يحيى بن آدم أو ابن أبي بكير قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشيّ بن جنادة، قال يحيى، وكان ممن شهد حجّة الوداع قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اللَّهمّ اغفر للمحلّقين» قالوا: يا رسول الله والمقصّرين؟ قال: «اللَّهمّ اغفر للمحلّقين» . قالوا: يا رسول الله والمقصرين؟ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ. وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبيِّ، عَنْ حُبْشِيٍّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا فِي تَحْرِيمِ الْمسأَلَةِ [1] . وَعَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُبْشِيٍّ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ مَشَاهِدَ، وَشَهِدْتُ مَعَ عَلِيٍّ ثَلاثَةَ مَشَاهِدَ مَا هُنَّ بِدُونِهَا [2] . قُلْتُ: وَلِحُبْشِيٍّ أَحَادِيثُ أُخَرَ، وَمَا أَدْرِي لأَيِّ شَيْءٍ قَالَ الْبُخَارِيُّ: إِسْنَادُهُ فِيهِ نَظَرٌ [3] . 23- حَسَّانُ بْنُ مَالِكِ [4] بْنِ بَحْدَلِ بْنِ أُنَيْفٍ الْأَمِيرُ أَبُو سُلَيْمَانَ الْكَلْبِيُّ. وَكَانَ عَلَى قُضَاعَةِ الشَّامِ يَوْمَ صِفِّينَ، وَهُوَ الَّذِي قَامَ بأمر البيعة لمروان. وذكر   [ () ] قال في الثالثة: «والمقصّرين» . ورواه الطبراني في المعجم الكبير 4/ 18، 19 رقم 3510 وفيه: قال في الرابعة: «والمقصّرين» . وابن عديّ في الكامل في الضعفاء 2/ 848. [1] الحديث رواه الترمذي في كتاب الزكاة، باب ما جاء من لا تحلّ له الصدقة (23) رقم (648) قال: حدّثنا عليّ بن سعيد الكندي، أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، عن عامر، عن حبشيّ بن جنادة السّلوليّ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجّة الوداع، وهو واقف بعرفة أتاه أعرابيّ فأخذ بطرف ردائه فسأله إيّاه فأعطاه وذهب، فعند ذلك حرمت المسألة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ المسألة لا تحلّ لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ إلّا لذي فقر مدقع أو غرم مفظع، ومن سأل الناس ليثرى به ماله كان خموشاً في وجهه يوم القيامة ورضفا يأكله من جهنّم، فمن شاء فليقلّ، ومن شاء فليكثر» . وأخرجه أحمد في المسند 4/ 165، والطبراني في المعجم الكبير 4/ 17 رقم 3504، وابن معين في التاريخ 2/ 96 رقم (73) ، وابن عديّ في الكامل 2/ 849، والمزّي في تحفة الأشراف 3/ 14 رقم 3291. [2] الحديث رواه ابن عديّ في الكامل 2/ 848 وفيه: إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق قال: سمعت حبشيّ بن جنادة يقول: شهدت ... ما هي بدونها. قال: فقال أبو إسحاق: صدق أبو الجنوب.. إنّها لمنها. [3] في التاريخ الكبير 3/ 128. [4] انظر عن حسّان بن مالك في: تاريخ الرسل والملوك للطبري 5/ 531- 533 و 535 و 537 و 542 و 610 و 6/ 141 و 143، والعقد الفريد 4/ 395، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 149 و 357 و 358 و 359 و 442 و 447، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1957 و 1961 و 1963 و 1969، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 148، 149، ونهاية الأرب 21/ 101، والكامل في التاريخ 4/ 145- 148 و 152 و 298 و 299 و 539، ومعجم البلدان 1/ 203، وسير أعلام النبلاء 3/ 537 رقم 142، والوافي بالوفيات 11/ 359 رقم 520، وتاج العروس 7/ 222. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 الْكَلْبِيُّ أَنَّهُمْ سَلَّمُوا بِالْخِلافَةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً عَلَى حَسَّانِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ سَلَّمَهَا إِلَى مَرْوَانَ وَقَالَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا الْخَلِيفَةُ نَفْسُهُ فَمَا نَالَهَا إِلا وَنَحْنُ شُهُودٌ [1] وَقَصْرُ حَسَّانٍ بِدِمَشْقَ وَهُوَ قَصْرُ الْبَحَادِلَةِ، ثُمَّ صَارَ يُعْرَفُ بِقَصْرِ ابْنِ أَبِي الْحَدِيدِ [2] . 24- الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [3] ابْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ رَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن بنته فاطمة،   [1] البيت في: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 149، وسير أعلام النبلاء 3/ 537. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 148. [3] الحسين الشهيد رضي الله عنه له ذكر في جميع كتب التاريخ التي تتناول العصر الأموي كتاريخ الطبري، وخليفة، والمسعودي، وابن الأثير، وابن كثير، وابن شاكر، والنويري، وابن خلدون، واليافعي، والسيوطي، وغيرهم. وسأكتفي بذكر بعض المصادر الحديثية أو التي تعنى بالتراجم وغيره، مثل: ثمار القلوب للثعالبي 90 و 177 و 291 و 605 و 625 و 689 و 690، وأمالي المرتضى 1/ 118 و 219 و 532، والتذكرة الحمدونية 1/ 69 و 86 و 101 و 208 و 267 و 362 و 377 و 404 و 2/ 34 و 42 و 132 و 184 و 185 و 198 و 209 و 259 و 265 و 272 و 283 و 312 و 457 و 459 و 477 و 480، وأنساب الأشراف 1/ 387، 388 و 402 و 7404 405 وق 4 ج 1 (راجع الفهرس 637) ، وترتيب الثقات 119 رقم 291، والجرح والتعديل 3/ 55 رقم 249، والتاريخ لابن معين 2/ 118، والعقد الفريد (انظر الفهرس 7/ 107) وجمهرة أنساب العرب 52، وطبقات خليفة 5 و 189 و 230، والاستيعاب 1/ 378- 122، والإرشاد في أسماء أئمة الهدى، للشيخ المفيد- طبعة طهران 1330 هـ. ص 177، وتاريخ بغداد 1/ 241، وشرح شافية أبي فراس 132- طبعة الهند، والفخري 103، وأبصار العين في أنصار الحسين، لمحمد بن طاهر السماوي- النجف 1341 هـ.، والتاريخ الكبير 2/ 381 رقم 2846، والمسند لابن حنبل 1/ 201، 1/ 201، والمستدرك على الصحيحين 3/ 176- 180، والمعجم الكبير 3/ 98- 148 رقم 236، والمنتخب من ذيل المذيّل 548، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام 598) ، ونسب قريش (راجع فهرس الأعلام 455) ، ورجال الطوسي 37 رقم 1 و 71- 81، وصفة الصفوة 1/ 762- 764 رقم 121، والأخبار الموفقيّات 356، والمعارف (انظر فهرس الأعلام 720) ، والمراسيل 27 رقم 43، والعلل لأحمد 1/ 143 و 234 و 319، والثقات لابن حبّان 3/ 68، وتهذيب الكمال 6/ 396- 449 رقم 1323، وتحفة الأشراف 3/ 65- 67 رقم 106، وأسد الغابة 2/ 18- 23، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 314- 346، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 162، 163 رقم 123، ومجمع الزوائد 9/ 185- 201، ومرآة الجنان 1/ 131- الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 السَّعِيدُ الشَّهِيدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. اسْتُشْهِدَ بِكَرْبَلاءَ وَلَهُ سِتٌّ وَخَمْسُونَ سَنَةً. وَقَدْ حَفِظَ عَنْ جَدِّهِ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ أَبَوَيْهِ، وَخَالِهِ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ الْحَسَنُ، وَابْنُهُ عَلِيٌّ، وَابْنُ ابْنِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ، وَبِنْتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ، وَعِكْرِمَةُ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالْفَرَزْدَقُ هَمَّامٌ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُقَيْلِيُّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ [1] : مَوْلِدُهُ فِي خَامِسِ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَقَالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ: كَانَ بَيْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ طُهْرٌ وَاحِدٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ» ؟ قُلْتُ حَرْبًا. قَالَ: «بَلْ هُوَ حَسَنٌ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ» وَفِيهِ: فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: «إِنَّمَا سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ شَبَرٍ وَشُبَيْرٍ وَمُشْبِرٍ» [2] . قُلْتُ: وَكَانَ قَدْ وَلَدَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَهُمَا وَلَدًا فَسَمَّاهُ مُحْسِنًا وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ أُحِبُّ الْحَرْبَ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ هَمَمْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ حَرْبًا فسمَّاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ هَمَمْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ حَرْبًا فَسَمَّاهُ الْحُسَيْنَ، وَقَالَ: «سَمَّيْتُ ابْنَيَّ هَذَيْنِ بِاسْمِ ابْنَيْ هَارُونَ شَبَرٍ وَشُبَيْرٍ» [3] . رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عِيسَى التَّمِيمِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَهُوَ مِنْ رِجَالِ مُسْلِمٍ، لَكِنَّهُ منقطع.   [ () ] 137، وسير أعلام النبلاء 3/ 280- 321 رقم 48، والأغاني 14/ 163، والعبر 1/ 65، والكاشف 1/ 171 رقم 1105، والبداية والنهاية 8/ 149، والعقد الثمين 4/ 202، وغاية النهاية رقم 1114، والوافي بالوفيات 12/ 423- 429 رقم 383، وتهذيب التهذيب 2/ 345- 357 رقم 615، والتقريب 1/ 177 رقم 375، والإصابة 1/ 332، وتاريخ الخلفاء 207، وشذرات الذهب 1/ 66، وخلاصة تذهيب التهذيب 71، والنكت الظراف 3/ 66، 67، والبدء والتاريخ 6/ 10- 13. [1] نسب قريش 24. [2] أسد الغابة 2/ 18، ورواه الطبراني في معجمه الكبير 3/ 100 رقم 2773 و 2774 و 2775، وتهذيب الكمال 6/ 223. [3] رواه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 101 رقم (2777) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَمَّا وَلَدَتْ فَاطِمَةُ حَسَنًا أَتَتْ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّاهُ حَسَنًا، فَلَمَّا وَلَدَتْ حُسَيْنًا أَتَتْ بِهِ فَسَمَّاهُ، وَقَالَ: «هَذَا أَسَنُّ مِنْ هَذَا» فَشَقَّ لَهُ مِنَ اسْمِهِ حُسَيْنٌ [1] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْحَسَنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ، مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى، عَنْ أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ [3] . أَخْرَجَهُ التّرمذيّ، وعبد الله ابن أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الْمُسْنَدِ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ، عَنْهُ. وَفِي الْمُسْنَدِ بِإِسْنَادٍ قَوِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي» [4] . وَقَالَ عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَانِ ابْنَايَ مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي» . لَهُ عِلَّةٌ، وَهِيَ أَنَّ بَعْضَهُمْ أَرْسَلَهُ، وَأَسْقَطَ مِنْهُ عَبْدَ اللَّهِ [5] . وَقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلِيًّا، وَحَسَنًا، وَحُسَيْنًا، وَفَاطِمَةَ، كِسَاءً، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ هَؤُلاءِ أهل بيتي وخاصّتي، اللَّهمّ   [1] تهذيب الكمال 6/ 224 و 399. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 316 وأخرجه الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بْن عَلي بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عنهما، رقم (3818) ، وقال: هذا حديث حسن غريب. وهو في تهذيب الكمال 6/ 226. [3] تهذيب الكمال للمزّي 6/ 228 و 401. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 318، والحديث في مسند أحمد 2/ 531، والمستدرك للحاكم 3/ 171، والسنن الكبرى للبيهقي 4/ 28، وتهذيب الكمال 6/ 228، 229. [5] أقول: مع علّته فإنّ الّذي قبله يقوّيه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 أَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا» . لَهُ طُرُقٌ صِحَاحٌ عَنْ شَهْرٍ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ [1] . وَقَالَ عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِمْ، يَعْنِي إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ 33: 33 [2] . وَعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَبَشَّرَنِي أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» [3] . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ، وَرَوَى نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ بِإِسْنَادَيْنِ جيّدين. وفي اللباب عَنْ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ [4] ، وَأَنَسٍ بِأَسَانِيدَ ضَعِيفَةٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانُبَةَ [5] ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ [6] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . رواه أحمد فِي مُسْنَدِهِ [7] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ [8] ، عَنْ سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرة قَالَ: جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَسْعَيَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَصَلَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ الآخَرِ، فَجَعَلَ يَدَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، ثُمَّ ضمّه   [1] أخرجه أحمد في المسند 6/ 298 و 304، والطبراني في المعجم الكبير 3/ 47، 48 رقم (2664) و (2665) و (2666) ، والطبري في تفسيره 22/ 67، وفي الباب عن عائشة عند مسلم (2424) ، وعن وائلة عند أحمد في المسند 4/ 107، وفي تهذيب الكمال للمزّي 6/ 229. [2] سورة الأحزاب- الآية 33. [3] أخرجه الترمذي المناقب رقم (3856) ، والنسائي في المناقب. والمزّي في تهذيب الكمال 6/ 229، وابن عساكر في (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 317) ، والمؤلّف في السير 3/ 282. [4] مهمل في الأصل. [5] في الأصل «مردانة» ، والتصويب من الخلاصة حيث قيّده بنون مضمومة بعد الألف وموحّدة. [6] بضمّ النّون وإسكان العين، وفي الأصل مهمل، وهو عبد الرحمن البجلي الكوفي. [7] الجامع الصحيح للترمذي (3857) . [8] في الأصل «خيثم» ، والتصحيح من الخلاصة حيث ضبطه بضمّ المعجمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 إلى (إِبِطِهِ، ثُمَّ جَاءَ الآخَرُ فَضَمَّهُ إِلَى إِبِطِهِ) [1] الأُخْرَى، ثُمَّ قَبَّلَ هَذَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» . وَقَالَ: «إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَجْهَلَةٌ» [2] . رَوَى بَعْضَهُ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ. وَقَالَ كَامِلٌ أَبُو الْعَلاءِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةِ الْعِشَاءِ، فَكَانَ إِذَا سَجَدَ رَكِبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ رَفَعَ رَفْعًا رَفِيقًا، ثُمَّ إِذَا سَجَدَ عَادَا، فَلَمَّا صَلَّى قُلْتُ: أَلا أَذْهَبُ بِهِمَا إِلَى أُمِّهِمَا؟ قَالَ: «لا» [3] فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ فَلَمْ يَزَالا [4] فِي ضَوْئِهَا حَتَّى دَخَلا عَلَى أُمِّهِمَا [5] . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان بْن خثيم، عن سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ [6] . وَقَالَ حُسَيْنُ بْنِ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «صَدَقَ الله أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ 8: 28 [7] رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ ثُمَّ أَخَذَ فِي خطبته. إسناده صحيح [8] .   [1] ما بين القوسين ساقط من الأصل، والاستدراك من (ذخائر العقبي 124) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 318. [3] «لا» ساقطة من طبعة القدسي 3/ 7 (سنة 1368 هـ.) . [4] في طبعة القدسي 3/ 7 «فلم تر إلا» . والتصويب من تهذيب الكمال. [5] مسند أحمد 2/ 513، والمستدرك للحاكم 3/ 167، وتهذيب الكمال 6/ 229، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 319 بنحوه، ومجمع الزوائد للهيثمي 9/ 186، والمؤلّف في سير أعلام النبلاء 3/ 282. [6] الجامع الصحيح 5/ 324 (3864) ، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 172، وابن ماجة (144) ، والحاكم في المستدرك 3/ 177 ووافقه المؤلّف. [7] سورة الأنفال- الآية 28. [8] أخرجه الترمذي في المناقب (3863) وقال: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ مَسْرُوقٌ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ، وَعَلَى ظَهْرِهِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وَهُوَ يَقُولُ: «نِعْمَ الْحَمْلُ حَمْلُكُمَا وَنِعْمَ الْعَدْلانِ أَنْتُمَا» . تَفَرَّدَ بِهِ هَذَا عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ [1] . مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ ابن سعد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ: سَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاةٍ فَجَاءَ الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ- قَالَ مَهْدِيٌّ: وأكبر ظنّي أنّه الحسين- فركب عُنُقَهُ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَطَالَ السُّجُودَ بِالنَّاسِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ قَالُوا لَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أَعْجَلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ» [2] . مُرْسَلٌ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ فَقَالَ جَابِرٌ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، أَشْهَدُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ [3] . تَفَرَّدَ بِهِ الرَّبِيعُ، وَهُوَ صَدُوقٌ جُعْفِيٌّ. أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا سَلْمٌ الْحَدَّاءُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَالِمِ بْن أَبِي الْجَعْدِ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، «مَنْ أَحَبَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي» . إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ وَسَلْمٌ لَمْ يُضَعَّفْ وَلا يَكَادُ يُعْرَفُ، وَلَكِنْ قَدْ رَوَى مِثْلَهُ أَبُو الْجَحَّافِ، عن أبي حازم [4] .   [ () ] الحسين بن واقد. وتهذيب الكمال 6/ 403، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 320. [1] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 182 وقال: رواه الطبراني، وفيه مسروق أبو شهاب، وهو ضعيف، ورواه العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 247 رقم (1842) ، وانظر: ميزان الاعتدال 4/ 97، ولسان الميزان 6/ 21، ومناقب علي لابن المغازلي 231، 232. [2] أخرجه البيهقي بلفظ مقارب في السنن الكبرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وابن عساكر في (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 320) وقال: ورواه الإمام أحمد، والمزّي في تهذيب الكمال 6/ 402. [3] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 187 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وقيل ابن سعيد، وهو ثقة. [4] حديث أبي حازم، عن أبي هريرة مرفوعا، في مسند أحمد 2/ 531، والسنن الكبرى للبيهقي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 وَقَالَ أَبُو الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ، وَالْحُسَيْنِ، وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ: «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ سَلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ» [1] . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [2] ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَقَالَ بقيّة، عن بحير [3] ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَسَنٌ مِنِّي وَحُسَيْنٌ مِنْ عَلِيٍّ» [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يعقوب، عن ابن أبي نعم [5] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عن دم البعوض، فقال: ممّن أنت؟ قال: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنَ الدُّنْيَا» . صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [6] . وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَلْعَبَانِ عَلَى صَدْرِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُحِبُّهُمَا؟ قَالَ: «وَكَيْفَ لا أُحِبُّهُمَا وهما ريحانتاي من الدنيا» [7] .   [ () ] 4/ 28، 29، والمستدرك للحاكم 3/ 171، ووافقه المؤلّف، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 31، وقال: رواه الطبراني في المعجم الكبير، والبزّار برقم 814، والمؤلّف في سير أعلام النبلاء 3/ 277 و 284. [1] أخرجه ابن المغازلي في مناقب عليّ- ص 59 رقم چ. [2] المسند 2/ 442 و 3/ 462. [3] في طبعة القدسي 3/ 8 «بجير» . والتصحيح من تهذيب التهذيب 1/ 421 رقم 777 وهو بكسر الحاء المهملة، واسمه: بحير بن سعيد السّحولي، أبو خالد الحمصي. [4] أخرجه أحمد في المسند 4/ 132 ولفظه: «وفد المقدام بن معديكرب وعمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة وَقَدْ وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ وَقَالَ: «هَذَا مِنِّي وَحُسَيْنٌ من علي» رضي الله تعالى عنهما. [5] في طبعة القدسي 3/ 8 «نعيم» وهو غلط، والتصحيح من سنن الترمذي. [6] في المناقب (3859) وقال: رواه شعبة عن محمد بن أبي يعقوب. وقد روى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو هذا. [7] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 317. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 99 وَقَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسَبَاطِ، مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ حُسَيْنًا» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ [1] . وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ» [2] . وَيُرْوَى مِثْلُهُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَلْمَانَ، وَغَيْرِهِمْ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِيُّ [3] ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم موضع الجنائز، فَطَلَعَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ فَاعْتَرَكَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيهًا حَسَنٌ خُذْ حُسَيْنًا» . فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعَلَى حُسَيْنٍ تُؤَلِّبُهَ [4] وَحَسَنٌ أَكْبَرُ! فَقَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ يَقُولُ إيها حسين» [5] . ورواه الحسن بن سفيان في مسندة بِإِسْنَادٍ آخَرَ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: صَعِدْتُ الْمِنْبَرَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيكَ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ، فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ ذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ من علّمك هذا؟ قلت: ما عَلَّمَنِيهِ أَحَدٌ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَهَلْ أَنْبَتَ عَلَى رُءُوسِنَا الشَّعْرَ إِلا أَنْتُمْ، لَوْ جَعَلْتَ تَأْتِينَا وَتَغْشَانَا [6] . وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ: إِنَّ عُمَرَ جَعَلَ عَطَاءَ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ مِثْلَ عَطَاءِ أبيهما خمسة آلاف [7] .   [1] ج 4/ 172، وحسّنه الترمذي (3864) . [2] للحديث شواهد تقوّيه. [3] اللهبيّ: نسبة إلى أبي لهب. بفتح اللام والهاء. (اللباب 3/ 136) . [4] في الأصل «تواليه» . [5] الحديث ضعيف لانقطاعه، وضعف عليّ بن أبي علي اللهبي. وقد رواه المؤلّف في (سير أعلام النبلاء 3/ 284) . [6] أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 1/ 141، وصحّح ابن حجر إسناده في الإصابة 1/ 333، وذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 3/ 285. [7] سير أعلام النبلاء 3/ 285. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَسَا عُمَرُ أَبْنَاءَ الصَّحَابَةِ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهَا مَا يَصْلُحُ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَبَعَثَ إِلَى الْيَمَنِ فَأَتَى لَهُمَا بِكِسْوَةٍ، فَقَالَ: الآنَ طَابَتْ نَفْسِي [1] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِي: أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَصَاحِبُ لَهْوٍ، وَأَمَّا الْحَسَنُ فَصَاحِبُ جَفْنَةٍ وَخِوَانُ فَتًى مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ لَوْ قَدِ الْتَقَتْ حَلَقَتَا الْبِطَانِ لَمْ يُغْنِ عَنْكُمْ فِي الْحَرْبِ شَيْئًا، وَأَمَّا أَنَا وَحُسَيْنٌ فَنَحْنُ مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنَّا [3] . وَيُرْوَى أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَقُولُ لِلْحُسَيْنِ: أَيْ أَخِي وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِي بَعْضَ شِدَّةِ قَلْبِكَ، فَيَقُولُ الْحُسَيْنُ: وَأَنَا وَاللَّهِ وَدِدْتُ أَنَّ لِي بَعْضَ بَسْطِ لِسَانِكِ [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَا [5] كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ [6] قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةِ امْرَأَةٍ، مَعَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَلَمَّا أقبلنا أعيا   [1] سير أعلام النبلاء 3/ 285. [2] نجبة: بنون وجيم وباء بحركات. وهو أحد الأشراف. (المشتبه 1/ 113) . [3] الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 107، 108 رقم (2801) وهو أطول من هنا، وفيه: «ألا أحدّثكم عن خاصّة نفسي وأهل بيتي؟ قلنا: بلى، قال: أما حسن فصاحب جفنة وخوان وفتى من الفتيان ولو قَدِ الْتَقَتْ حَلَقَتَا الْبِطَانِ لَمْ يُغْنِ عَنْكُمْ في الحرب جبالة عصفور، وأما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو وظلّ وباطل، ولا يغرّنكم ابنا عباس، وأما أنا وحسين فأنا منكم وأنتم منّا، والله لقد خشيت أن يدال هؤلاء القوم عليكم بصلاحهم في أرضهم وفسادكم في أرضكم وبأدائهم الأمانة وضيافتكم، وبطواعيّتهم إمامهم ومعصيتكم له واجتماعهم على باطلهم وتفرّقكم على حقّكم حتى تطول دولتهم حتى لا يدعوا الله محرّما إلّا استحلّوه، ولا يبقى مدر ولا وبر إلّا دخله ظلمهم، وحتى يكون أحدكم تابعا لهم، وحتى يكون نصرة أحدكم منهم كنصرة العبد من سيّده إذا شهد أطاعه وإذا غاب عنه سبّه، وحتى يكون أعظمكم فيها غناء أحسنكم باللَّه ظنّا، فإن أتاكم الله بعافية فأقبلوا فإن ابتليتم فاصبروا فإنّ العاقبة للمتّقين» . ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 191 وقال: رجاله ثقات. [4] سير أعلام النبلاء 3/ 287. [5] أنا: اختصار لكلمة «أخبرنا» . [6] المهزّم: بتشديد الزاي المكسورة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 101 الْحُسَيْنُ، فَقَعَدَ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ قَدَمَيْهِ بِطَرفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَنْتَ تَفْعَلَ هَذَا! فقال: فو الله لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مِثْلَ مَا أَعْلَمُ لَحَمَلُوكَ عَلَى رِقَابِهِمْ [1] . وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [2] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرَكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ صَاحِبَ مَطْهَرَتِهِ، فَلَمَّا حَاذَى نِينَوَى وَهُوَ سَائِرٌ إِلَى صِفِّينَ فَنَادَى: اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِشَطِّ الْفُرَاتِ. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ فَقَالَ: «قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ فَحَدَّثَنِي أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ وَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ أَشُمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا» . وَرَوَى نَحْوَهُ ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبيِّ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ وَهُوَ بِشَطِّ الْفُرَاتِ: صَبْرًا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] . وقال عمارة بن زاذان [4] : ثنا ثابت، عن أَنَسٍ قَالَ: اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْقَطْرِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ احْفَظِي عَلَيْنَا الْبَابَ لا يَدْخُلُ عَلَيْنَا أَحَدٌ» ، فَبَيْنَا هِيَ عَلَى الْبَابِ إِذْ جَاءَ الْحُسَيْنُ فَاقْتَحَمَ الْبَابَ وَدَخَلَ، فَجَعَلَ يَتَوَثَّبُ عَلَى ظَهْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْثِمُهُ، فَقَالَ الْمَلَكُ: أَتُحِبُّهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ، قَالَ: فَإِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، إِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ، قَالَ: «نَعَمْ» فجاءه بسهلة [5] أو تراب أحمر [6] .   [1] ذكر المؤلّف أول الحديث في (سير أعلام النبلاء 3/ 287) وهو في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 325. [2] ج 1/ 85، وأخرجه الطبراني في معجمه 3/ 111 رقم (2811) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 187 ونسبه إلى البزّار، وقال: رجاله ثقات، ولم ينفرد نجيّ بهذا، وقال المؤلّف: هذا غريب وله شويهد. وذكر الّذي بعده. وتهذيب الكمال 6/ 407. [3] سير أعلام النبلاء 3/ 288. [4] في الأصل «زادان» . [5] السّهلة: بالكسر، رمل خشن ليس بالدقاق الناعم. (ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى 147) . [6] أخرجه أحمد في المسند 3/ 242 و 265، والطبراني في المعجم 3/ 112 رقم (2813) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 قَالَ ثَابِتٌ: فَكُنَّا نَقُولُ: إِنَّهَا كَرْبَلاءُ. عُمَارَةُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ [1] ، رَوَاهُ النَّاسُ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْهُ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنِسَائِهِ: «لا تُبْكُوا هَذَا الصَّبِيَّ» يَعْنِي حُسَيْنًا، فَكَانَ يَوْمُ أُمِّ سَلَمَةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمِّ سَلَمَةَ: «لا تَدَعِي أَحَدًا يَدْخُلُ» . فَجَاءَ حُسَيْنٌ فَبَكَى، فَخَلَّتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ يَدْخُلُ، فَدَخَلَ حَتَّى جَلَسَ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلُهُ، قَالَ: «يَقْتُلُونَهُ وَهُمْ مُؤْمِنُونَ» ! قَالَ: نَعَمْ، وأراه تربته. رواه الطَّبَرَانِيُّ [2] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، (ح) [3] وَقَالَ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ: ثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ [4] كِلاهُمَا عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضْطَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ خَاثِرٌ [5] ، ثُمَّ اضْطَجَعَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ خَاثِرٌ دُونَ الْمَرَّةِ الأُولَى، ثُمَّ رَقَدَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَفِي يَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ، وَهُوَ يُقَلِّبُهَا، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ التُّرْبَةُ؟ قَالَ: «أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ، وَهَذِهِ تُرْبَتُهَا» [6] . وَقَالَ وَكِيعٌ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة- أو أمّ سلمة   [ () ] والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 187 ونسبه إلى أبي يعلى والبزّار، وفيه عمارة بن زاذان، وثّقه جماعة، وفيه ضعف، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصحيح، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 328، وتهذيب الكمال 6/ 408. [1] التاريخ لابن معين 2/ 425، والتاريخ الكبير 6/ 505، والجرح والتعديل 6/ 365، والضعفاء الكبير 3/ 315 رقم (1329) ، وميزان الاعتدال 3/ 176، وتهذيب التهذيب 7/ 416. [2] سير أعلام النبلاء 3/ 289 وقال: إسناده حسن. [3] (ح) : تحويلة للسند. [4] في طبعة القدسي 3/ 11 «الرومي» ، وهو وهم. والتصويب من معجم الطبراني. [5] خاثر: ثقيل النفس غير نشيط. (ذخائر العقبي- ص 148) . [6] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3/ 116 رقم (2821) من طريق جعفر بن مسافر التنّيسي، عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب الزمعي. وتهذيب الكمال 6/ 289. والزمعي سيّئ الحفظ، ولكنه صدوق. (تقريب التهذيب 2/ 289 رقم 1521) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 شَكَّ عَبْدِ اللَّهِ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: «دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنًا مَقْتُولٌ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا» [1] . رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ أُمُّ سَلَمَةَ وَلَمْ يَشُكَّ. وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّاسُ. وَرُوِيَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، كِلاهُمَا عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ نَحْوَهُ. وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ. وَرُوِيَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ [2] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ بِتُرَابٍ مِنْ تُرَابِ الْقَرْيَةِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا الْحُسَيْنُ، وَقِيلَ لَهُ: اسْمُهَا كَرْبَلاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَرْبٌ وَبَلاءٌ» [3] . كِلا الإِسْنَادَيْنِ مُنْقَطِعٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيُقْتَلَنَّ الْحُسَيْنُ قَتْلا، وَإِنِّي لأَعْرِفُ تُرْبَةَ الأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا، يُقْتَلُ بِقَرْيَةٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّهْرَيْنِ [4] . وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [5] : وَفَدَ الْحُسَيْنُ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ مَعَ يَزِيدَ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَمَرَ لَهُمَا فِي وقته بمائتي ألف درهم [6] .   [1] إسناده صحيح. أخرجه أحمد في المسند 6/ 294، والهيثمي في المجمع 9/ 187 عن أحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح. والمؤلّف في سير أعلام النبلاء 3/ 290. [2] في الأصل «حمهان» . [3] الحديث مرسل، والإسنادان منقطعان كما يقول المؤلّف. ويقوّيه ما أخرجه الطبراني في المعجم (2812) و (2819) و (2902) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 189، وذكره المؤلف في سير أعلام النبلاء 3/ 290. [4] أخرجه الطبراني في المعجم 3/ 117 رقم (2824) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 190 ورجاله ثقات. [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 314. [6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 315 وفيه «فأمر لهما في وقته بمائة ألف درهم وقال: خذاها وأنا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ زِيَادٍ حَيْثُ أُتِيَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ أَشْبَهَهَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ [2] : رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ أَسْوَدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ إِلا شَعَرَاتٍ فِي مُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ [3] . وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَطَاءٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَصْبُغُ بِالْوَسْمَةِ، أَمَّا هُوَ فَكَانَ ابْنَ سِتِّينَ سَنَةٍ، وَكَانَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ شَدِيدَي السَّوَادِ [4] . جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الْحُسَيْنُ يَتَخَتَّمُ فِي الْيَسَارِ [5] . الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ: عَنِ السُّدِّيِّ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ وَلَهُ جُمَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تَحْتِ عِمَامَتِهِ [6] . يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ [7] بْنِ حُرَيْثٍ: رَأَيْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ مِطْرَفًا مِنْ خَزٍّ، قَدْ خَضَبَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [8] . الشَّعْبِيُّ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَلَى الْحُسَيْنِ جُبَّةً مِنْ خَزٍّ [9] . وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: أُصِيبَ الْحُسَيْنُ وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: رأيت الحسين يخضب بالوسمة   [ () ] ابن هند، ما أعطاها أحد قبلي ولا يعطيها أحد بعدي» . [1] أخرجه الطبراني في المعجم 3/ 135 رقم (2879) من طريق: النضر بن شميل، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن أنس. [2] في طبعة القدسي 3/ 11 «عبيد الله بن زياد» ، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 540 رقم (1522) وهو مولى آل قارظ بن شيبة، ثقة، كثير الحديث، من الرابعة، مات سنة 26 وله 86 سنة. [3] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 200، 201 وهو أطول من هنا. وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. [4] الحديث باختصار في معجم الطبراني 3/ 104 رقم (2792) . [5] أخرجه الطبراني 3/ 106 رقم (2798) . [6] أخرجه الطبراني 3/ 105 رقم (2796) . [7] مهمل في الأصل. [8] أخرج بعضه الطبراني 3/ 105 رقم (2795) وانظر رقم (2781) . [9] أخرج نحوه الطبراني 3/ 105 رقم (2797) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 يَتَخَتَّمُ [1] فِي شَهْرِ رَمَضَانَ [2] . وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ الْحُسَيْنَ كَانَ يَخْضِبُ بِالْوَسْمَةِ. عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ [3] ، عَنْ قَيْسٍ مَوْلَى خَبَّابٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ يَخْضِبُ بِالْوَسْمَةِ. عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ [3] ، عَنْ قَيْسٍ مَوْلَى خَبَّابٍ قَالَ: رَأَيْتُ الحسين يخضب بالسّواد [4] . وقال طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اسْتَشَارَنِي الْحُسَيْنُ فِي الْخُرُوجِ، فَقُلْتُ: لَوْلا أَنْ يُزْرَى بِي وَبِكَ لَنَشَبْتُ يَدِي فِي رَأْسِكَ، فَقَالَ: لأَنْ أُقْتَلَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذا أَحَبُّ إليَّ مِنْ أَنْ أَسْتَحِلَّ حُرْمَتَهَا- يَعْنِي الْحَرَمَ- فَكَانَ ذَلِكَ الَّذِي سَلَى نَفْسِي عَنْهُ [5] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: لَوْ أَنَّ الْحُسَيْنَ لَمْ يَخْرُجْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُ [6] . قُلْتُ: وَهَذَا كَانَ رَأْيُ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ، وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ، وَكلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي مَصْرَعِهِ. وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الْحَوَادِثِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ الرَّأْسَ قُدِمَ بِهِ عَلَى يَزِيدَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي حَمْزَةُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ امْرَأَةً مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وَأَعْقَلِهِنَّ يُقَالُ لَهَا رَيَّا [7] حَاضِنَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، يُقَالُ: بَلَغَتْ مِائَةَ سنة،   [1] في طبعة القدسي 3/ 12 «يختم» ، وهو غلط. [2] أخرج الطبراني بعضه برقم (2788) . [3] مهمل في الأصل. [4] أخرجه الطبراني (2782) وفيه: رأيت الحسن والحسين رضي الله عنهما يخضبان بالسواد. [5] أخرجه الطبراني (2782) رقم (2859) ورجاله ثقات، وهم رجال الصحيح. [6] سير أعلام النبلاء 3/ 296. [7] ترجم لها ابن عساكر في تاريخ دمشق بالجزء الخاص بالنساء، وقد نشرته الصديقة الباحثة سكينة الشهابي بدمشق 1982 ص 101- 104 رقم (25) ، وهي امرأة شاعرة، عاشت إلى أن أدركت دولة بني العباس، وحكت أنّ أمّها أدركت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وسمعت من عمر بن الخطاب.. يحكي عنها حمزة بن يزيد الحضرميّ والد يحيى بن حمزة. وفي الحديث عنها ما لم يورده المؤلّف هنا، وذكره ابن عساكر، قال: كان بنو أميّة يكرمونها، وكان هشام يكرمها، وكانت إذا جاءت إلى هشام تجيء راكبة، فكلّ من رآها من بني أميّة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 106 قَالَتْ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى يَزِيدَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْشِرْ فَقَدْ مَكَّنَكَ اللَّهُ مِنَ الْحُسَيْنِ، فَحِينَ رَآهُ خَمَّرَ وَجْهَهُ كَأَنَّهُ يَشُمُّ منه رَائِحَةٍ [1] ، قَالَ حَمْزَةُ: فَقُلْتُ لَهَا: أَقْرَعَ ثَنَايَاهُ بِقَضِيبٍ؟ قَالَتْ: إِيْ وَاللَّهِ [2] . ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: وَقَدْ كَانَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِهَا أَنَّهُ رَأَى رَأْسَ الْحُسَيْنِ مَصْلُوبًا بِدِمَشْقَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ [3] ، وَحَدَّثَتْنِي رَيَّا أَنَّ الرَّأْسَ مَكَثَ فِي خَزَائِنِ السِّلاحِ حَتَّى وَلِيَ سُلَيْمَانُ الْخِلافَةَ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ [4] فَجِيءَ بِهِ وَقَدْ بَقِيَ عَظْمًا أَبْيَضَ، فَجَعَلَهُ فِي سَفَطٍ وَكَفَّنَهُ وَدَفَنَهُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا دخلت الْمُسَوِّدَةَ [5] سَأَلُوا عَنْ مَوْضِعِ الرَّأْسِ فَنَبَشُوهُ وَأَخَذُوهُ، فاللَّه أَعْلَمُ مَا صُنِعَ بِهِ [6] . وَذَكَرَ الْحِكَايَةَ وَهِيَ طَوِيلَةٌ قَوِيَّةُ الإِسْنَادِ. رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ الْمَذْكُورِ [7] . وَعَنْ أَبِي قَبِيلٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ احْتَزُّوا رَأْسَهُ وَقَعَدُوا فِي أَوَّلِ مَرْحَلَةِ يَشْرَبُونَ النَّبِيذَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ قَلَمٌ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ حَائِطٍ فَكَتَبَ بِسَطْرِ دَمٍ: أَتَرْجُو أُمَّةٌ قَتَلَتْ حُسَيْنًا ... شَفَاعَةَ جَدِّهِ يوم الحساب فهربوا وتركوا الرأس [8] .   [ () ] أكرمها. ويقولون: «ريّا حاضنة يزيد بن معاوية» ، فكانوا يقولون: قد بلغت من السّنّ مائة سنة وحسن وجهها وجمالها باق بنضارته، فلما كان من الأمر الّذي كان استترت في بعض منازل أهلنا، فسمعتها وهي تقول وتعيب بني أميّة مداراة لنا. (ص 101) . [1] في تاريخ دمشق زيادة هنا: «وقال الحمد للَّه الّذي كفانا المئونة بغير مئونة. كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله 5: 64 (سورة المائدة- من الآية 63) ، قالت ريّا: فدنوت منه فنظرت إليه وبه ردع من حنّاء» . (ص 102) . [2] انظر بقية الحديث في تاريخ دمشق (تراجم النساء- ص 102) . [3] تاريخ دمشق 103. [4] في طبعة القدسي 3/ 13 «في» ، والتصويب من تاريخ دمشق. [5] في طبعة القدسي «المسورة» بالراء، وهو غلط. فالمسوّدة هم أتباع آل البيت والعبّاسيون الذين اتخذوا السواد شعارا لهم. [6] الحديث في تاريخ دمشق (تراجم النساء- ص 103) . [7] انظر سند الحديث في تاريخ دمشق (ص 101) . [8] أخرجه الطبراني في المعجم 3/ 132، 133 رقم (2873) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 107 وَسُئِلَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ قَبْرِ الْحُسَيْنِ، فَلَمْ يَعْلَمْ أَيْنَ هُوَ. وَقَالَ الْجَمَاعَةُ: قُتِلَ يَوْمَ عَاشُورَاءِ، زَادَ بَعْضُهُمْ يَوْمَ السَّبْتِ [1] . قُلْتُ: فَيَكُونَ عُمْرُهُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ تَارِيخِ مَوْلِدِهِ سِتًّا وَخَمْسِينَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ وَخَمْسَةَ أَيَّامٍ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ قَتَّةَ [2] يَرْثِيهِ: وَإِنَّ قَتِيلَ الطَّفِّ [3] مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... أَذَلَّ رِقَابًا مِنْ قُرَيْشٍ فَذَلَّتِ فَإِنْ يَتَّبِعُوهُ عَائِذَ الْبَيْتِ يُصْبِحُوا ... كَعَادٍ تَعَمَّتْ عَنْ هُدَاهَا فَضَلَّتِ مَرَرْتُ عَلَى أَبْيَاتِ آلِ مُحَمَّدٍ ... فَأَلْفَيْتُهَا أَمْثَالَهَا حِينَ حَلَّتِ وَكَانُوا لَنَا غَنَمًا فَعَادُوا رَزِيَّةً ... لَقَدْ عَظُمَتْ تِلْكَ الرَّزَايَا وَجَلَّتِ فَلا يُبْعِدُ اللَّهُ الدِّيَارَ وَأهْلَهَا ... وَإِنْ أَصْبَحَتْ مِنْهُمْ بِرَغْمِي تَخَلَّتِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الأَرْضَ أَضْحَتْ مَرِيضَةً ... لِفَقْدِ حُسَيْنٍ وَالْبِلادُ اقْشَعَرَّتِ [4] يُرِيدُ بِقَوْلِهِ: أَذَلَّ رِقَابًا، أَيْ ذَلَّلَهَا، يَعْنِي أَنَّهُمْ لا يزعمون عَنْ قَتْلِ قُرَشِيٍّ بَعْدَ الْحُسَيْنِ، وَعَائِذُ الْبَيْتِ هو عبد الله بن الزبير.   [1] سير أعلام النبلاء 3/ 318. [2] في الأصل مهمل، والتحرير من (تبصير المنتبه 3/ 1122) و (غاية النهاية 1/ 314 رقم 1385) وهو بفتح القاف ومثناة من فوق مشدّدة. ذكره البخاري في التاريخ الكبير 4/ 32 رقم (1870) ، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 4/ 136 رقم (595) ، وابن معين في التاريخ 2/ 233، والزبير بن بكار في (الأخبار الموفّقيات- ص 545) ، والطبري في تاريخه 7/ 141، والبلاذري في (أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 147 و 148 و 376) ، وابن جني في (المبهج- ص 67) ، والفيروزآبادي في (القاموس) مادة ق ت ت، وتصحّف في (تعجيل المنفعة- ص 167 رقم (420) إلى «قنة» . [3] الطّفّ: بالفتح والفاء المشدّدة. أرض من ضاحية الكوفة في طريق البرية فيها. (معجم البلدان 4/ 35، 36) . [4] الأبيات بتقديم وتأخير واختلاف ببعض الألفاظ في: الاستيعاب لابن عبد البرّ 1/ 379، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 345، 346، والكامل في التاريخ 4/ 91 (وقد سقط اسم سليمان بن قتة من النسخة المطبوعة بدار صادر) ، والبداية والنهاية 8/ 211، وسير أعلام النبلاء 3/ 318، 319. ووردت الأبيات: الأول والثالث والرابع والخامس في (حماسة أبي تمام 2/ 961، 962 بشرح المرزوقي) . وقد نسب ياقوت الحموي الأبيات إلى أبي دهبل الجمحيّ في (معجم البلدان 4/ 36) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 25- حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ السَّكُونِيُّ [1] أَحَدُ أُمَرَاءِ الشَّامِ، وَهُوَ الَّذِي حَاصَرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَدْ مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ وَأنَّهُ قُتِلَ بِالْجِزِيرَةِ سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّينَ. 26- الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ [2] تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ. 27- حَمْزَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَسْلَمِيُّ [3]- م د ن- الَّذِي لَهُ صحبة ورواية. وروى أيضا عن: أبي بكر، وَعُمَرَ. روى عنه: عروة بن الزبير، وسليمان بن سياه، وحنظلة بن علي الأسلمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وابنه محمد بن حمزة.   [1] انظر عن: حصين بن نمير في: تاريخ الطبري، راجع فهرس الأعلام 10/ 226) ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 374- 376، والكامل في التاريخ (راجع فهرس الأعلام 13/ 103) ، ومروج الذهب 3/ 71 و 82 و 94 و 97، وفتوح البلدان للبلاذري- ص 54، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 103، والمعارف 343 و 351، والعقد الفريد 4/ 390- 392، وتاريخ خليفة 249، وتهذيب التهذيب 2/ 392، والعبر 1/ 74، وميزان الاعتدال 1/ 554 رقم 2099، وتقريب التهذيب 1/ 184 رقم 427، والبداية والنهاية 8/ 224- 226، واللباب 1/ 550، والأنساب 7/ 100، وجمهرة أنساب العرب 429، والوافي بالوفيات 13/ 88، 89 رقم (82) ، وأنساب الأشراف- ق 3/ 79. [2] مرّت ترجمته ومصادرها. [3] انظر عن (حمزة بن عمرو) في: طبقات ابن سعد 4 ج 315، مسند أحمد 3/ 494، طبقات خليفة 111، تاريخ خليفة 235، التاريخ الكبير 3/ 46 رقم 173، مقدّمة مسند بقي بن مخلد 98 رقم 201، الجرح والتعديل 3/ 212 رقم 928، الثقات لابن حبّان 3/ 70، مشاهير علماء الأمصار 16 رقم 51، المغازي للواقدي 584، 752، 1043، 1054، المعجم الكبير 3/ 167- 178 رقم 238، الاستيعاب 1/ 276 وفيه «حمزة بن عمر» ، المستدرك 3/ 520، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 106، الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 280، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 450- 452، الكامل في التاريخ 4/ 101، أسد الغابة 2/ 50، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 169 رقم 132، تحفة الأشراف 3/ 80- 83 رقم 116، تهذيب الكمال 7/ 333- 336 رقم 1510، مرآة الجنان 1/ 137، البداية والنهاية 8/ 213، العبر 1/ 65، الكاشف 1/ 190 رقم 1247، تجريد أسماء الصحابة 1/ 139، تلخيص المستدرك 3/ 520، الوافي بالوفيات 13/ 172 رقم 195، تهذيب التهذيب 3/ 31، 32 رقم 46، تقريب التهذيب 1/ 200 رقم 573، الإصابة 1/ 354 رقم 1827 (حمزة بن عمر) ، النكت الظراف 3/ 82، حسن المحاضرة 1/ 191 رقم 73، رياض النفوس 49 رقم 11، طبقات علماء إفريقية 14- 16، خلاصة تذهيب التهذيب 93، شذرات الذهب 1/ 69. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 109 وهو كان البشير إلى أبي بكر بوقعة أجنادين، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وتوفي سنة إحدى وستين، وَقَدْ أَمَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا يَسْرُدُ الصَّوْمَ [1] . ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ [2] . وَقَالَ كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَتَفَرَّقْنَا فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ دِحْمَسَةٍ، فَأَضَاءَتْ أَصَابِعِي حَتَّى جَمَعُوا عَلَيْهَا ظَهْرَهُمْ، [وَمَا هَلَكَ مِنْهُمْ] [3] ، وَإِنَّ أَصَابِعِي لَتُنِيرُ [4] . 28- حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ [5] أَبُو الْمُثَنَّى الهلالي، شاعر مشهور إسلاميّ.   [1] الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 280. [2] الطبقات الكبرى 4/ 315. [3] إضافة من: التاريخ الكبير. [4] التاريخ الكبير 3/ 46، تهذيب ابن عساكر 4/ 451، تهذيب الكمال 7/ 335، المعجم الكبير 3/ 175 رقم 2990 وفيه: «وما سقط من متاعهم» . [5] انظر عن (حميد بن ثور) في: الأخبار الموفقيات 162 و 381، والبرصان والعرجان 200 و 296 و 336، وطبقات الشعراء لابن سلام 192، والاقتضاب للبطليوسي 458، 459، وكنايات الجرجاني 7، والحيوان الجاحظ (انظر فهرس الأعلام) ، والأمالي للقالي 1/ 133 و 139 و 169 و 235 و 248 و 277 و 2/ 42 و 113 و 146، و 322 و 3/ 59، وذيل النوادر 78 و 86، والشعر والشعراء 1/ 306- 310 رقم 59، وعيون الأخبار 4/ 104، وأمالي المرتضى 1/ 319 و 322 و 511 و 512 و 581 و 2/ 32، و 213، والأغاني 4/ 356- 358، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 54، 55 رقم 357، وثمار القلوب 400 رقم 637، وجمهرة أنساب العرب 274، وتهذيب ابن عساكر 4/ 459- 463، والاستيعاب 1/ 367، 368، ومعجم الأدباء 11/ 8- 13 رقم 2، وأسد الغابة 2/ 53، 54، ووفيات الأعيان 7/ 73، والتذكرة السعدية 247 رقم 153، والوافي بالوفيات 13/ 193، 194 رقم 221، وسمط اللآلي 376، وتخليص الشواهد 69 و 79 و 214، والمصون في الأدب، للعسكريّ، تحقيق عبد السلام هارون- طبعة الكويت 1960- ص 74، وشرح الشواهد للعيني 1/ 562، وشرح الألفيّة للأشموني- تحقيق محمد محيي الدين ج 1/ 222، وشرح المفصّل، لابن يعيش- طبعة مصر 1928- ج 4/ 131، والمقرّب، لابن عصفور- تحقيق أحمد عبد الستار الجواري وعبد الله الجبوري، طبعة بغداد 1971- 1972- ج 2/ 47، وهمع الهوامع، للسيوطي- مطبعة السعادة بمصر 1327 هـ. ج 1/ 49، والدرر اللوامع، للشنقيطي- طبعة مصر 1328 هـ. - ج 1/ 21، والتصريح بمضمون التوضيح- للشيخ خالد- طبعة مصر 1344 هـ. - ج 1/ 78، والإصابة 1/ 356 رقم 1834، ومعجم الشعراء في لسان العرب 132، 133 رقم 286، وديوان حميد بن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّنِّ، وَقَالَ الشِّعْرَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ، وَوَفَدَ عَلَى مَرْوَانَ وَابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَكَانَ يُشَبِّبُ بِجَمَلٍ، وَهُوَ مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ الْمَذْكُورِينَ. رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ، أنَّ حُمَيْدَ بْنَ ثَوْرٍ وَفَدَ عَلَى بَعْضِ بَنِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ فَقَالَ: أَتَاكَ بِيَ اللَّهُ الَّذِي فَوْقَ عَرْشِهِ [1] ... وَخَيْرٌ وَمَعْرُوفٌ عَلَيْكَ دَلِيلُ وَمَطْوِيَّةُ الأَقْرَابِ أَمَّا نَهَارُها ... فَسَيْبٌ [2] وَأَمَّا لَيْلُهَا فَذَمِيلُ [3] وَيَطْوِي عَلَيَّ اللَّيْلُ حِصْنَيْهِ إِنَّنِي ... لِذَاكَ إذا هاب الرجال فعول [4]   [ () ] ثور- جمعه وحقّقه عبد العزيز الميمني- طبعة دار الكتب المصرية 1951. [1] في «الأغاني» ، وتهذيب ابن عساكر، والإصابة «أتاك بي الله الّذي فوق من ترى» . [2] هكذا في تهذيب ابن عساكر، والسيب: المشي السريع. وفي بعض النسخ: «فسبت» وهو ضرب من سير الإبل. (انظر الأغاني 4/ 358) . [3] الذميل: السير اللّيّن. [4] في الأصل: «وقطعي إليك الليل حضنه إنني ... أليق إذا هاب الجبان فحول» وما أثبتناه عن: الأغاني. وانظر تهذيب ابن عساكر 4/ 460، ولسان العرب (مادّة قرب) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 111 [حرف الذَّالِ] 29- ذَكْوَانُ مَوْلَى عَائِشَةَ [1]- ع- رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وجماعة. وكان قارئا، فصيحا، عالما.   [1] انظر عن (ذكوان مولى عائشة) في: التاريخ الصغير 81، والتاريخ الكبير 3/ 261 رقم 896، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 264، وطبقات ابن سعد 5/ 295، وترتيب الثقات للعجلي 150 رقم 405، والثقات لابن حبّان 4/ 222، والجرح والتعديل 3/ 451 رقم 2040، 554، والأسماء والكنى للدولابي 2/ 85، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 133، وتهذيب الكمال 8/ 517، 518 رقم 1815، والكاشف 1/ 229 رقم 1503، والوافي بالوفيات 14/ 41 رقم 40، وتهذيب التهذيب 3/ 220 رقم 418، وتقريب التهذيب 1/ 238 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 112. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 [حرف الرَّاءِ] 30- رَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو [1] وَيُقَالُ: ابْنُ الْحَارِثِ الْجُرَشِيُّ، أَبُو الْغَازِ. أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِيلَ لَهُ صُحْبَةٌ. وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَعَلِيُّ [2] بْنُ رَبَاحٍ، وَأَبُو هِشَامٍ الْغَازُ بْنُ رَبِيعَةَ ولده.   [1] انظر عن (ربيعة بن عمرو) في: طبقات ابن سعد 7/ 438، والتاريخ لابن معين 2/ 164، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الكبير 3/ 281 رقم 963، والمعرفة والتاريخ 2/ 318 و 384، 385، وتاريخ أبي زرعة 233- 235 و 692، والجرح والتعديل 3/ 472، 473 رقم 2116، والثقات لابن حبّان، تراجم الصحابة 3/ 130، وتراجم التابعين 65، ومشاهير علماء الأمصار 115 رقم 884، وترتيب الثقات للعجلي 159 رقم 433، وحلية الأولياء 6/ 105 رقم 341، والاستيعاب 2/ 510، 511، والمعجم الكبير 5/ 61، 62 رقم 451، والإكمال 7/ 4، والأنساب 3/ 228، وأسد الغابة 2/ 170، 171، والكاشف 1/ 328 رقم 1567، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 185، وجامع التحصيل 210 رقم 185، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 181، والوافي بالوفيات 14/ 89، 90 رقم 111، وتهذيب التهذيب 3/ 261 رقم 495، وتقريب التهذيب 1/ 247 رقم 64، وتهذيب الكمال 9/ 137- 139 رقم 1885، والإصابة 1/ 510 رقم 2618، وخلاصة تذهيب التهذيب 116، وشذرات الذهب 1/ 72، والزيارات 12، ومرآة الجنان 1/ 140. [2] بالتصغير، وفي الأصل «علا بن رباح» ، والتصحيح من: الاستيعاب، والإصابة، وتذكرة الحفّاظ للذهبي، ومشتبه النّسبة، له، وكان هو يقول: لا أجعل في حلّ من سمّاني عليّا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 قَالَ أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي: سَأَلْتُ عَنْ رَبِيعَةَ الجرشيّ- وكان فقيه النَّاسُ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ [1] . وَقَالَ غَيْرُهُ: فُقِئَتْ عَيْنُ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَقُتِلَ يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ مَعَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ [2] . وَقَالَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْخَيْرَ مِنْ أَحَدِكُمْ كَشِرَاكِ نَعْلِهِ، وَجَعَلَ الشَّرَّ مِنْهُ مُدَّ بَصَرِهِ. 31- رَبِيعَةُ بْنُ كعب [3]- م 4- أبو فراس الأسلميّ المدني، مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ. خَدَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزَلَ بَعْدَ مَوْتِهِ عَلَى بَرِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، لَهُ أَحَادِيثُ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَنُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ. تُوُفِّيَ أَيَّامَ الْحَرَّةِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْأَلُ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ: «أَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» [4] .   [ () ] وكان بنو أُمَّية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه عليّ قتلوه، فبلغ ذَلِكَ رباحًا فَقَالَ هُوَ «عُلَيّ» . قاله العلّامة الكوثري. [1] الجرح والتعديل 3/ 473، وتهذيب الكمال 9/ 139، والإصابة 1/ 510. [2] طبقات ابن سعد 7/ 438. [3] انظر عن (ربيعة بن كعب) في: طبقات ابن سعد 4/ 313، وتاريخ خليفة 251، وطبقات خليفة 111، ومسند أحمد 4/ 57، والمعرفة والتاريخ 2/ 466، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 22، والجرح والتعديل 3/ 472 رقم 2111، والثقات لابن حبّان 3/ 128، والاستيعاب 1/ 506، 507، وأنساب الأشراف 1/ 273، والمعجم الكبير 5/ 50، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 171، وحلية الأولياء 2/ 31، 32 رقم 129، والإكمال 7/ 57، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 136، وأسد الغابة 2/ 171، 172، وتهذيب الكمال 9/ 139- 142 رقم 1886، وتحفة الأشراف 3/ 168 رقم 149، والكاشف 1/ 238 رقم 1568، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 181، والوافي بالوفيات 14/ 88 رقم 107، وتهذيب التهذيب 3/ 262، 263 رقم 496، وتقريب التهذيب 1/ 248 رقم 65، والإصابة 1/ 511 رقم 2623، وخلاصة تذهيب التهذيب 116. [4] أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (1218) باب: ما يقول إذا استيقظ بالليل، من الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 32- الربيع بن خثيم [1] ع إلّا د أبو يزيد [2] الثّوريّ الكوفي. مِنْ سَادَةِ التَّابِعِينَ وَفُضَلائِهِمْ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ. روى عنه: إبراهيم النخعي، والشعبي، وهلال بن يساف، وآخرون. وكان يعد من عقلاء الرجال، توفي قبل سنة خمس وستين. وعن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَبِي لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إِذْنٌ لأَحَدٍ حَتَّى يَفْرُغَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ، فقال   [ () ] طريق: معاذ بن فضالة، عن هشام الدستوائي، عن يحيى. ومسلم في الصلاة (489) باب: فضل السجود والحثّ عليه، من طريق: الحكم بن موسى، وأبو داود في الصلاة (1320) باب: وقت قيام النبي صلّى الله عليه وسلّم. والنسائي في الافتتاح 2/ 227 باب فضل السجود. وكلاهما عن: هشام بن عمّار، عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي. والترمذي في الدعوات (3416) باب: ما جاء في الدعاء إذا انتبه من الليل. وابن ماجة في الحدود (2540) باب: إقامة الحدود، مختصرا من حديث شيبان، عن يحيى. والطبراني في المعجم الكبير 5/ 50 رقم (4570) . [1] انظر عن (الربيع بن خثيم) في: طبقات ابن سعد 6/ 182- 193، وطبقات خليفة 141، العلل لأحمد 1/ 27 و 269 رقم 917، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 363 و 2/ 105 و 3/ 146 و 158 و 160 و 174 و 193 و 4/ 39، وفتوح البلدان 396، وترتيب الثقات للعجلي 154- 156 رقم 419، والثقات لابن حبّان 4/ 224، وعيون الأخبار 2/ 308 و 312 و 372 و 3/ 180، والمعارف 74 و 497، وتاريخ أبي زرعة 11/ 655- 657 و 663 و 682، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 162، والجرح والتعديل 3/ 459 رقم 2068، والعقد الفريد 1/ 275 و 2/ 424 و 3/ 150 و 171 و 179، ومشاهير علماء الأمصار 99، 100 رقم 737، وجمهرة أنساب العرب 201، وحلية الأولياء 2/ 105- 118 رقم 166، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 134، والزيارات 79، والكامل في التاريخ 4/ 122، والكاشف 1/ 235 رقم 1542، وسير أعلام النبلاء 4/ 258- 262 رقم 95، وتهذيب الكمال 9/ 70- 76 رقم 1859، وتذكرة الحفّاظ 1/ 57، والوافي بالوفيات 14/ 80 رقم 92، وغاية النهاية 1/ 283 رقم 1263، وتهذيب 1/ 244 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 115، والبداية والنهاية 8/ 217، والتذكرة الحمدونية 1/ 208. [2] في الأصل «أبو زيد» والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 عبد اللَّهِ: يَا أَبَا يَزِيدَ، لَوْ رَآكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّكَ وَمَا رَأَيْتُكَ إِلا ذَكَرْتُ الْمُخْبِتِينَ [1] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ، وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ، فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ، لأَنَا عَلَيْكُمْ فِي الْعَمْدِ أخْوَفُ مِنِّي عَلَيْكُمْ فِي الْخَطَإِ [2] . وَعَنِ الرَّبِيعِ قَالَ: مَا لا نَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ يَضْمَحِلُّ [3] . وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ أشدّ أصحاب عبد الله ورعا [4] .   [1] المخبتون: المطمئنّون، وقيل: المتواضعون الخاشعون لربهم. والخبر في: طبقات ابن سعد 6/ 182، 183، وتهذيب الكمال 9/ 72، وحلية الأولياء 2/ 106. [2] الخبر في: حلية الأولياء 2/ 108، وطبقات ابن سعد 6/ 185، وتهذيب الكمال 9/ 72، 73، وهو أطول مما هنا. [3] طبقات ابن سعد 6/ 186، تهذيب الكمال 9/ 72. [4] حلية الأولياء 2/ 107، تهذيب الكمال 9/ 72. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 [حرف الزاي] 33- زيد بن أرقم [1] ع ابن زَيْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَبُو عَمْرٍو، ويقال: أبو عامر، ويقال: أبو   [1] انظر عن (زيد بن أرقم) في: سيرة ابن هشام 3/ 237، والمغازي للواقدي 21 و 216 و 420 و 757 و 759، وطبقات ابن سعد 6/ 18، وتاريخ خليفة 264، وطبقات خليفة 94 و 136، ومسند أحمد 4/ 366، والعلل له 1/ 80 و 94 و 120 و 233 و 256 و 262 و 305 و 386، ومصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم (15714) ، والتاريخ الكبير 3/ 385 رقم 1283، والمعارف 499، والتاريخ الصغير 93 و 153، وأنساب الأشراف 1/ 288 و 316 و 230، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 48، وتاريخ الطبري 1/ 42 و 2/ 310 و 605 و 607 و 3/ 38 و 158، 159 و 5/ 425 و 456، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 218، 219، والمعرفة والتاريخ 1/ 303، وتاريخ واسط 103 و 171 و 288، والجرح والتعديل 3/ 554 رقم 2508، والمعجم الكبير 5/ 183- 242 رقم 485، وجمهرة أنساب العرب 365، ومشاهير علماء الأمصار 47 رقم 296، والثقات لابن حبّان 3/ 139، والمعرفة والتاريخ 1/ 303، والاستيعاب 1/ 556- 558، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 143، وتهذيب ابن عساكر 5/ 439- 442، والأخبار الموفّقيات 578، والمستدرك 3/ 532، 533، ومعجم البلدان 1/ 879، وأسد الغابة 2/ 319، 320، والكامل في التاريخ 2/ 57 و 192 و 235 و 303 و 4/ 62 و 81، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 199 رقم 184، والعبر 1/ 73 و 76، وسير أعلام النبلاء 3/ 165- 168 رقم 27، والكاشف 1/ 263 رقم 1738، وتحفة الأشراف 3/ 191- 205 رقم 163، وتهذيب الكمال 10/ 9- 12 رقم 2087، وتاريخ الإسلام (المغازي) 202 و 264 و 265 و 266 و 267 و 491 و 496 و 497 و 710، و (عهد الخلفاء الراشدين) 45 و 204 و 626 و 629 و 632، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 196، وتلخيص المستدرك 3/ 532، 533، والوافي بالوفيات 15/ 22 رقم 26، ومجمع الزوائد 9/ 381، وتهذيب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 سَعِيدٍ، وَيُقَالُ أَبُو أُنَيْسَةَ، الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، نَزِيلُ الْكُوفَةِ. قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ صَدَّقَكَ يَا زَيْدُ» ، وَكَانَ قَدْ نُقِلَ إِلَيْهِ أَنَّ ابْنَ أُبَيٍّ قَالَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ 63: 8، فَتَوَقَّفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْلِهِ، فَنَزَلَتِ الآيَةُ بِتَصْدِيقِهِ [1] . وَقَالَ زَيْدٌ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع عَشْرَةَ غَزْوَةً [2] . وَلِزَيْدٍ رِوَايَةٌ كَثِيرَةٌ، رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ- وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ- وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَيَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ [3] التَّيْمِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ قَوْمِهِ، عَنْ زَيْدِ بْن أَرْقَمَ قَالَ: كُنْتُ يَتِيمًا فِي حِجْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، فَخَرَجَ بِي مَعَهُ إِلَى مُؤْتَةَ مُرْدِفِي عَلَى حَقِيبَةِ رَحْلِهِ [4] . وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ نَفَرًا اسْتَصْغَرَهُمْ، مِنْهُمُ ابْنُ عُمَرَ، وَأُسَامَةُ، وَالْبَرَاءُ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، وَجَعَلَهُمْ حَرَسًا لِلذَّرَارِي وَالنِّسَاءِ بِالْمَدِينَةِ [5] . وَرَوى يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدٍ قَالَ: رَمَدْتُ، فَعَادَنِي   [ () ] التهذيب 3/ 394، 395 رقم 717، وتقريب التهذيب 1/ 272 رقم 156، والإصابة 1/ 560 رقم 2873، والنكت الظراف 3/ 192- 197، وخلاصة تذهيب التذهيب 126، والتذكرة الحمدونية 1/ 54، وشذرات الذهب 1/ 74، وخزانة الأدب 1/ 363، ودول الإسلام 1/ 50، والمعين في طبقات المحدثين 21 رقم 41، ومرآة الجنان 1/ 143. [1] أخرجه البخاري في تفسير سورة المنافقين 8/ 494 و 496 و 497، ومسلم في أول صفات المنافقين (2772) ، والترمذي (3314) ، وأحمد في المسند 4/ 373، والطبراني (5050) ، وابن هشام في السيرة 3/ 237. [2] الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 218. [3] في الأصل «حبان» والتصحيح من خلاصة تذهيب التهذيب. [4] الوافي بالوفيات 15/ 22، الإصابة 1/ 560. [5] انظر سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 29 وليس بين الأسماء زيد بن أرقم. والطبراني في المعجم الكبير (4962) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا زَيْدُ إِنْ كَانَتْ عَيْنَكَ عَمِيَتْ لِمَا بِهَا كَيْفَ تَصْنَعُ» ؟ قُلْتُ: أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ، قَالَ: «إِنْ فَعَلْتَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ» [1] . وَرُوِيَ نَحْوُهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ [2] . وَفِي «مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى» مِنْ طَرِيقِ أُنَيْسَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ أَبَاهَا عَمِيَ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ. وَقَالَ أَبُو الْمِنْهَالِ: سَأَلْتُ الْبَرَاءَ عَنِ الصَّرْفِ، فَقَالَ: سَلْ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنِّي، وَأَعْلَمُ. قَالَ خَلِيفَةُ، وَالْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ، وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ. 34- زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ [3] صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ.   [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 375، والطبراني (5052) ، وأبو داود مختصرا (3102) ، والحاكم في المستدرك 1/ 342 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. [2] أخرجه الطبراني (5126) من طريق: أميّة بن بسطام، حدّثنا معتمر بن سليمان، حدّثتنا نباتة بنت بريد، عن حمادة، عن أنيسة بنت زيد بن أرقم، عن أبيها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ على زيد بن أرقم يعوده من مرض كان به قال: «ليس عليك من مرضك هذا بأس، ولكن كيف بك إذا عمّرت بعدي فعميت» ؟ قال: إذا أحتسب وأصبر. قال: «إذا تدخل الجنة بغير حساب» . قال: فعمي بعد ما مات النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَدَّ الله عليه بصره، ثم مات رحمه الله. [3] انظر عن (زيد بن خالد) في: طبقات ابن سعد 4/ 344، ومسند أحمد 4/ 114 و 5/ 192، والعلل له 1/ 80، والعلل لابن المديني 66، وطبقات خليفة 120، وتاريخ خليفة 265 و 277، والتاريخ الكبير 3/ 384، 385 رقم 1282، والمعارف 279، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 41، والمعرفة والتاريخ 1/ 422 و 432، 433 و 2/ 28 و 271، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 79، والجرح والتعديل 3/ 562 رقم 2540، والمغازي للواقدي 589 و 681، ومشاهير علماء الأمصار 16 رقم 54، وجمهرة أنساب العرب 445، والمعجم الكبير 5/ 259- 298 رقم 500، والاستيعاب 1/ 558، 559، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 142، والتبيين 206، وأسد الغابة 2/ 228، والكامل في التاريخ 3/ 471 و 4/ 449، والمستدرك على الصحيحين 3/ 566، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 203 رقم 188، وتحفة الأشراف 3/ 229- 244 رقم 167، وتهذيب الكمال 10/ 63، 64 رقم 2104، والزيارات 94، والكاشف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 قَالَ خَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ. سَيُعَادُ.   [ () ] 1/ 265 رقم 1751، والعبر 1/ 76 و 89، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 43، وتاريخ الإسلام (المغازي) 435، و (عهد الخلفاء الراشدين) 411 و 426، ودول الإسلام 1/ 56، ومرآة الجنان 1/ 158، والوافي بالوفيات 15/ 41 رقم 42، وتلخيص المستدرك 3/ 566، وتهذيب التهذيب 3/ 410، 411 رقم 748، وتقريب التهذيب 1/ 274 رقم 177، والنكت الظراف 3/ 234- 243، والإصابة 1/ 565 رقم 2895، وخلاصة تذهيب التهذيب 128. [1] في الطبقات 120. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 [حرف السِّينِ] 35- السَّائِبُ بْنُ الأَقْرَعِ [1] بْنِ جَابِرِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ [2] أَنَّ لَهُ صُحْبَةً، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَوَلاهُ عُمَرُ قِسْمَةَ الْغَنَائِمِ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ، وَاسْتَخْلَفَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ عَلَى أَصْبَهَانَ [3] ، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ بِأَصْبَهَانَ [4] ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، الثَّقَفِيُّ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. 36- سَعِيدُ بْنُ مَالِكِ [5] بْنِ بَحْدَلٍ الْكَلْبِيُّ، أَخُو حَسَّانٍ الْمَذْكُورِ. وَلِيَ إِمْرَةَ الْجِزِيرَةِ وَقِنَّسْرِينَ لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ دَيْرُ ابْنِ بَحْدَلٍ   [1] انظر عن (السائب بن الأقرع) في: طبقات ابن سعد 7/ 102، ونسب قريش 333، والتاريخ الكبير 4/ 151 رقم 2288، والبرصان والعرجان 329، وتاريخ خليفة 148 و 150، والمعارف 91، والأخبار الطوال 133 و 135، وعيون الأخبار 1/ 311، وفتوح البلدان 371 و 373 و 377 و 383، والجرح والتعديل 4/ 240 رقم 1030، وتاريخ الطبري 4/ 116 و 117 و 127 و 133- 135 و 330 و 422 و 5/ 269، والاستيعاب 2/ 104، وأسد الغابة 2/ 249، والكامل في التاريخ 3/ 14- 16 و 19 و 147 و 187، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 224 و 225 و 227 و 669، والوافي بالوفيات 15/ 102 رقم 145، والإصابة 2/ 8 رقم 3056. [2] في الأصل «الحاسي» ، وما قيّدناه عن مصادر الترجمة. [3] تاريخ خليفة 147، 148، وفتوح البلدان 2/ 373، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 224، 225 و 227، وتاريخ الطبري 4/ 116، 117، والأخبار الطوال 133. [4] انظر فتوح البلدان 383. [5] انظر عن (سعيد بن مالك) في: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 173، 174. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 مِنْ إِقْلِيمِ بَيْتِ الْمَالِ [1] ، وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا في قومه. 37- سليمان بن صرد [2]- ع- بن الجون الخزاعي، أبو مطرّف الكوفي. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، مِنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ. ورَوَى أَيْضًا عَنْ: أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. ورَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ صالحا ديّنا، من أشراف قومه، خرج في جَمَاعَةٍ تَابُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ خِذْلانِهِمُ الْحُسَيْنَ وَطَلَبُوا بِدَمِهِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وستّين، فقتل إلى   [1] كذا في الأصل، وفي تهذيب تاريخ دمشق 6/ 173 «إقليم بيت الآبار» . وبيت الآبار في: معجم البلدان 1/ 519: قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى. وليس في المعجم «بيت المال» . [2] انظر عن (سليمان بن صرد) في: مسند أحمد 4/ 262، و 5/ 124، والمحبّر 291، وطبقات ابن سعد 4/ 292 و 6/ 25، وطبقات خليفة 107 و 136، وتاريخ خليفة 194 و 262، والتاريخ الصغير 75، والتاريخ الكبير 4/ 1 رقم 1752، والأخبار الطوال 171 و 186 و 197 و 229، والمعرفة والتاريخ 2/ 622، وتاريخ الطبري 5/ 179 و 352 و 552- 555 و 557- 561 و 563 و 579 و 580 و 582 و 584 و 593 و 579 و 580 و 584 و 586 و 595 و 598 و 599 و 605 و 609 و 6/ 67، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 117، والجرح والتعديل 4/ 123 رقم 536، والمنتخب من ذيل المذيّل 522، 523، و 577، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 277 و 530، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 146، والاستيعاب 2/ 63- 65، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1976 و 1979 و 1982، ومشاهير علماء الأمصار 47 رقم 305، وجمهرة أنساب العرب 238، والمعجم الكبير 7/ 114- 117 رقم 645 والمستدرك 3/ 530، وتاريخ بغداد 1/ 200- 202 رقم 41، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 176، والتبيين في أنساب القرشيين 465، وأسد الغابة 2/ 351، والكامل في التاريخ 3/ 424 و 4/ 20 و 159- 162 و 165 و 172 و 175- 182 و 186 و 188 و 189 و 211 و 244 و 309، وتحفة الأشراف 4/ 57- 59 رقم 209، وتهذيب الكمال 11/ 454- 457 رقم 2531، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 234 رقم 232، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2488، وتاريخ الإسلام (المغازي) 304، و (عهد الخلفاء الراشدين) 541- 545 وسير أعلام النبلاء 3/ 394، 395 رقم 61، والعبر 1/ 72، ودول الإسلام 1/ 50، وتلخيص المستدرك 3/ 530، ومرآة الجنان 1/ 141، والبداية والنهاية 8/ 254، والوافي بالوفيات 15/ 392، 393 رقم 538، والعقد الثمين 4/ 607، وتهذيب التهذيب 4/ 200، 201 رقم 340، وتقريب التهذيب 1/ 326 رقم 453، والإصابة 2/ 75، 76 رقم 3457، والنكت الظراف 4/ 59، وخلاصة تذهيب التهذيب 129، وشذرات الذهب 1/ 73. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 رَحْمَةِ اللَّهِ هُوَ وَعَامَّةُ جُمُوعِهِ، وَسُمُّوا «جَيْشَ التَّوَّابِينَ» ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ حَوْشَبًا ذَا ظُلَيْمٍ يَوْمَ صِفِّينَ. قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] ، وَقَالَ: كَانَ مِمَّنْ كَاتَبَ الْحُسَيْنَ يَسْأَلُهُ الْقُدُومَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيُبَايِعُوهُ، فَلَمَّا عَجَزَ عَنْ نَصْرِهِ نَدِمَ. قِيلَ عَاشَ ثَلاثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً. 38- سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ [2] الأَزْدِيُّ، وَيُقَالُ: السَّدُوسِيُّ. وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوَاحِي الْبَلْقَاءِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [3] : لَهُ صُحْبَةٌ رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَعْدُ بْنُ جُبَيْرٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ذَلِكَ. قُلْتُ: وروى ابْنُ عَسَاكِرَ حَدِيثَ إِسْلامِهِ، وَقِصَّتَهُ مَعَ رِئْيِهِ من الجنّ من طريق: سعيد بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْهُ، وَأَرْسَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ، وَإِسْنَادُ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ [4] . وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [5] : كَانَ يَتَكَهَّنُ وَيَقُولُ الشِّعْرَ، ثُمَّ أَسْلَمَ، وَقَدْ دَاعَبَهُ عُمَرُ يَوْمًا فَقَالَ: مَا فَعَلَتْ كَهَانَتُكَ يَا سَوَادُ؟ فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ جَاهِلِيَّتِنَا وَكُفْرِنَا شَرٌّ مِنَ الْكَهَانَةِ، فَاسْتَحْيَا عُمَرُ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِهِ فِي بِدْءِ الإِسْلامِ، وَمَا أَتَاهُ بِهِ رِئْيُهُ مِنْ ظُهُورِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم.   [1] في الاستيعاب 2/ 64. [2] عن (سواد بن قارب) انظر: التاريخ الكبير 4/ 202 رقم 2497، والجرح والتعديل 4/ 303 رقم 1316، والاستيعاب 2/ 123، 124، والمعجم الكبير 7/ 109- 112 رقم 642، وأسد الغابة 2/ 375، والوافي بالوفيات 16/ 35، 36 رقم 48، والمقاصد النحوية، للعيني، على حاشية خزانة الأدب للبغدادي، طبعة بولاق 1299- ج 2/ 114، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 204 و 206 و 207 و 208، والإصابة 2/ 96، 97 رقم 3583. [3] في الجرح والتعديل 4/ 303. [4] أخرج ابن عديّ في «الكامل في الضعفاء» 2/ 628 عن الوليد بن حمّاد، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن الحكم بن يعلى بن عطاء المحاربي، عَنْ أَبِي مَعْمَر عباد بْن عَبْد الصمد، قال: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ قَالَ: كُنْتُ نَائِمًا عَلَى جَبَلٍ مِنْ جِبَالِ الشَّرَاةِ، فَأَتَانِي آتٍ فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وَقَالَ: قُمْ يَا سَوَادُ، أَتَى رَسُولٌ مِنْ لؤيّ بن غالب، فذكر الحديث. انظر الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من هذا التاريخ 208. [5] في الاستيعاب 2/ 123، وانظر: دلائل النبوّة للبيهقي 2/ 29، 30، وعيون الأثر 1/ 72، 74، والسيرة النبويّة للذهبي (بتحقيقنا) - ص 206. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 [حرف الشِّينِ] 39- شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدْ مَرَّ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. 40- شُرَحْبِيلُ بْنُ ذِي الْكَلاعِ الْحِمْيَرِيُّ [1] مِنْ كِبَارِ أُمَرَاءِ الشَّامِ. قُتِلَ مَعَ ابْنِ زِيَادٍ. 41- شقيق بن ثور [2]- ن- أبو الفضل السّدوسي البصري، رَئِيسُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ فِي الإِسْلامِ، وَكَانَ حَامِلُ رَايَتِهِمْ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ.   [1] انظر عن (شرحبيل بن ذي الكلاع) في: المحبّر 491، والأخبار الطوال 295، وتاريخ خليفة 263، وتاريخ الطبري 5/ 535 و 594 و 597 و 598 و 604 و 6/ 89 و 91، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1979، و 1984، وجمهرة أنساب العرب 434، والكامل في التاريخ 4/ 149 و 180- 182 و 185 و 262 و 264، والوافي بالوفيات 16/ 130 رقم 151، والعبر 1/ 74 و 76، وشذرات الذهب 1/ 74. [2] انظر عن (شقيق بن ثور) في: التاريخ الكبير 4/ 246 رقم 2683، وعيون الأخبار 1/ 298، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 176 و 390 و 419، والعقد الفريد 4/ 49، وتاريخ الطبري 4/ 501 و 522 و 5/ 33 و 37 و 146، والجرح والتعديل 4/ 372 رقم 1617، ومشاهير علماء الأمصار 92 رقم 669، وجمهرة أنساب العرب 318، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 335، 336، وتهذيب الكمال 588، والكامل في التاريخ 3/ 236 و 4/ 174، والكاشف 2/ 13 رقم 2324، وسير أعلام النبلاء 3/ 538 رقم 143، والوافي بالوفيات 16/ 172 رقم 204، وتهذيب التهذيب 4/ 361 رقم 608، وتقريب التهذيب 1/ 354 رقم 95، وحسن المحاضرة 1/ 117، وخلاصة تذهيب التهذيب 142. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 رَوَى عَنْهُ: خَلادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِيُّ، وَأَبُو وَائِلٍ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَقُتِلَ أَبُوهُ بِتُسْتَرَ مَعَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ. وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، إِنَّ شَقِيقَ بْنَ ثَوْرٍ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: لَيْتَهُ لَمْ يَكُنْ سَيِّدَ قَوْمِهِ، كَمْ مِنْ بَاطِلٍ قَدْ حَقَّقْنَاهُ وَحَقٍّ قَدْ أَبْطَلْنَاهُ [1] . تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ ظَنًّا. 42- شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ [2] الضَّبَّابِيُّ الَّذِي احْتَزَّ رَأْسَ الْحُسَيْنِ عَلَى الْأَشْهَرِ، كَانَ مِنْ أُمَرَاءِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، وَقَعَ بِهِ أَصْحَابُ الْمُخْتَارِ فَبَيَّتُوهُ [3] ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ هَارُونَ الْكُوفِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ يُصَلِّي مَعَنَا الْفَجْرَ، ثُمَّ يَقْعُدُ حَتَّى يُصْبِحَ، ثُمَّ يُصَلِّي فَيَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّكَ شَرِيفٌ تُحِبُّ الشَّرَفَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي شَرِيفٌ، فَاغْفِرْ لِي، فَقُلْتُ: كَيْفَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، وَقَد خَرَجْتَ إِلَى ابْنُ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأعَنْتَ عَلَى قَتْلِهِ؟ قَالَ: وَيْحَكَ، فَكَيْفَ   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 336. [2] انظر عن (شمر بن ذي الجوشن) في: البرصان والعرجان 82، وتاريخ خليفة 235، والأخبار الطوال 239 و 254 و 255 و 256 و 260 و 300 و 302 و 305، والمعارف 401 و 582، والأخبار الموفقيّات 167، وتاريخ الطبري 5/ 28 و 270 و 369 و 392 و 414 و 415 و 417 و 422 و 425 و 426 و 436 و 438 و 441 و 450 و 453 و 454 و 456 و 460 و 463 و 468 و 6/ 18 و 29 و 44 و 46 و 52 و 53، وجمهرة أنساب العرب 287، والعقد الفريد 4/ 379، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 255، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 340- 432، والكامل في التاريخ 3/ 303 و 4/ 31 و 55- 57 و 60 و 62 و 63 و 68- 71 و 76- 81 و 83 و 84 و 91 و 217 و 224 و 231 و 232 و 236 و 237، والمحبّر 301، واللباب (مادة الضبابي) ، ووفيات الأعيان 7/ 68، وميزان الاعتدال 2/ 280 رقم 3742، والوافي بالوفيات 16/ 180 رقم 211، ولسان الميزان 3/ 152 رقم 546. [3] مهملة في الأصل. والتقييد من: النهاية في غريب الحديث حيث قال: تبييت العدوّ هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 نَصْنَعُ، إِنَّ أُمَرَاءَنَا هَؤُلاءِ أَمَرُونَا بِأمرٍ، فَلَمْ نُخَالِفْهُمْ، وَلَوْ خَالَفْنَاهُمْ كُنَّا شَرًّا مِنْ هَذِهِ الْحُمُرِ [1] . قُلْتُ: وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ، اسْمُهُ شُرَحْبِيلُ [2] ، وَيُقَالُ: أَوْسٌ، وَيُقَالُ عُثْمَانُ الْعَامِرِيُّ الضَّبَابِيُّ، وَكُنْيَتُهُ- أَعْنِي شِمْرَ: أَبُو السَّابِغَةِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ قَاتِلَ الْحُسَيْنِ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ، مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ أَحَدًا عَلَيْهِ طَيْلَسَانَ غَيْرَهُ [3] . وَذَكَرَ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى يَزِيدَ مَعَ آلِ الحسين رضي الله عنه.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 340. [2] وسمّي ذا الجوشن لأنّ صدره كان ناتئا، كما في (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 2 ص 68) ، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 340. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 340، 341. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 حرف الصَّادِ 43- صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ [1] أَبُو الصَّهْبَاءِ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ، الْعَابِدُ مِنْ سَادَةِ التَّابِعِينَ. يُرْوَى لَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ وَاحِدٌ. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَمُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ- وَهِيَ زَوْجَتُهُ-، وَثَابِتُ الْبُنَانِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَغَيْرُهُمْ حِكَايَاتٍ. رَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «الزُّهْدِ» [2] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صِلَةُ، يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ كَذَا وَكَذَا» . حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ كما ترى [3] .   [1] انظر عن (صلة بن أشيم) في: تاريخ خليفة 236، وطبقات خليفة 192، وتاريخ الثقات للعجلي 229 رقم 703، والثقات لابن حبّان 4/ 380، وتاريخ الطبري 5/ 472، والمعرفة والتاريخ 2/ 77- 79 و 110، وطبقات ابن سعد 7/ 134- 137، وفتوح البلدان 490، والتاريخ الكبير 4/ 321 رقم 2987، والجرح والتعديل 4/ 447 رقم 1965، والكامل في التاريخ 4/ 96، 97، وحلية الأولياء 2/ 237- 243 رقم 184، وأسد الغابة 4/ 34، وسير أعلام النبلاء 3/ 497- 500 رقم 113، والوافي بالوفيات 16/ 330، 331 رقم 363، وصفة الصفوة 3/ 139، والبداية والنهاية 9/ 15، والتذكرة الحمدونية 1/ 207، والإصابة 2/ 200 رقم 4132، وطبقات الشعراني 1/ 39، وربيع الأبرار 4/ 185، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 288 أ، والزهد لابن المبارك 198 رقم 565 و 295 رقم 863، والملحق بكتاب الزهد 62 رقم 216. [2] ص 297 رقم 864. [3] قال المؤلّف- رحمه الله في: سير أعلام النبلاء 3/ 497: هذا حديث معضل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو الصَّهْبَاءِ يُصَلِّي حَتَّى مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ فِرَاشَهُ إِلا زَحْفًا [1] . وَقَالَتْ مُعَاذَةُ: كَانَ أَصْحَابُ صِلَةَ إِذَا الْتَقَوْا عَانَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [2] . وَقَالَ ثَابِتٌ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ يَنْعِي أَخَاهُ [3] فَقَالَ لَهُ: أَدْنُ فَكُلْ، فَقَدْ نُعِيَ إِلَيَّ أَخِي مُنْذُ حِينٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّكَ مَيِّتٌ، وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 39: 30 [4] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أنبأ ثَابِتٌ أَنَّ صِلَةَ كَانَ فِي الْغَزْوِ، وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ تَقَدَّمْ فَقَاتِلْ حَتَّى أَحْتَسِبَكَ، فَحَمَلَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ هُوَ فَقُتِلَ، فَاجْتَمَعَ النِّسَاءُ عِنْدَ امْرَأَتِهِ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، فقالت: إن كنتنّ جئتنّ لتهنّئنني فَمَرْحَبًا بِكُنَّ، وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فارجعن [5] . وفي «الزهد» [6] لابن المبارك، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ قَالَ: خَرَجْنَا فِي بَعْضِ قُرَى نَهْرِ تِيرَى وَأَنَا عَلَى دَابَّتِي فِي زَمَنِ فُيُوضِ الْمَاءِ، فَأَنَا أَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةٍ فَسِرْتُ يَوْمًا لا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ فَلَقِيَنِي عِلْجٌ يَحْمِلُ عَلَى عَاتِقِهِ شَيْئًا، فَقُلْتُ: ضَعْهُ، فَوَضَعَهُ، فَإِذَا هُوَ خُبْزٌ [7] ، فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي، قَالَ: إنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ فِيهِ شَحْمَ خِنْزِيرٍ، فَتَرَكْتُهُ، ثُمَّ لَقِيتُ آخَرَ يَحْمِلُ طَعَامًا فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي، فَقَالَ: تَزَوَّدْتُ بِهَذَا لِكَذَا وَكَذَا مِنْ يَوْمٍ، فَإِنْ أَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا أَجَعْتَنِي [8] ، فَتَرَكْتُهُ ومضيت، فو الله إنّي لأسير،   [ () ] والحديث المعضل: هو الّذي سقط من إسناده اثنان على التوالي. والخبر أيضا في «حلية الأولياء» 2/ 241 من طريق ابن المبارك. [1] طبقات ابن سعد 7/ 136. [2] حلية الأولياء 2/ 238. [3] في طبعة القدسي 3/ 19 «أخيه» . [4] حلية الأولياء 2/ 238 والآية من سورة الزمر- الآية 30. [5] طبقات ابن سعد 7/ 137، حلية الأولياء 2/ 239. [6] ص 297 رقم 865. [7] في «الزهد» 297 «جبن» . [8] في «الزهد» : «أضررت بي وأجعتني» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 إِذْ سَمِعْتُ خَلْفِي وَجْبَةً [1] كَوَجْبَةِ [2] الطَّيْرِ فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا هُوَ شَيْءٌ مَلْفُوفٌ فِي سِبٍّ [3] أَبْيَضَ- أَيْ خِمَارٍ- فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ دَوْخَلَّةٌ [4] مِنْ رُطَبٍ فِي زَمَانٍ لَيْسَ فِي الأَرْضِ رُطَبَةٌ، فَأَكَلْتُ مِنْهُ، ثُمَّ لَفَفْتُ مَا بَقِيَ، وَرَكِبْتُ الْفَرَسَ وَحَمَلْتُ مَعِي نَوَاهُنَّ. قَالَ جَرِيرٌ: فَحَدَّثَنِي أَوْفَى [5] بْنُ دَلْهَمٍ قَالَ: رَأَيْتُ ذَلِكَ السِّبَّ مَعَ امْرَأَتِهِ مَلْفُوفًا فِيهِ مُصْحَفٌ، ثُمَّ فُقِدَ بَعْدُ [6] . قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَى نَحْوَهُ عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ نَضْلَةَ [7] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: ثنا الْمُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، أنا حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي غُزَاةٍ إِلَى كَابِلَ، وَفِي الْجَيْشِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ، فَنَزَلَ النَّاسُ عِنْدَ الْعَتْمَةِ، فَقُلْتُ: لأَرْمِقَنَّ عَمَلَهُ، فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَالْتَمَسَ غَفْلَةَ النَّاسِ، ثُمَّ وَثَبَ فَدَخَلَ غَيْضَةً، فَدَخَلْتُ فِي أَثَرِهِ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَافْتَتَحَ الصَّلاةَ، وَجَاءَ أَسَدٌ حَتَّى دَنَا مِنْهُ فَصَعِدْتُ فِي شَجَرَةٍ قَالَ: أَفَتَرَاهُ الْتَفَتَ إِلَيْهِ أَوِ اعْتَدَّ بِهِ حَتَّى سَجَدَ؟ فَقُلْتُ: الآنَ يَفْتَرِسُهُ فَلا شَيْءَ، فَجَلَسَ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُّهَا السَّبْعُ، اطْلُبْ رِزْقَكَ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ، فَوَلَّى وَإِنَّ لَهُ لزئيرا، أقول: تصدّع منه الجبال، فَمَا زَالَ كَذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ جَلَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهَا، إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ أَوْ مِثْلِي يَجْتَرِئُ أَنْ يَسْأَلَكَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ رجع، فأصبح كأنّه بات على الحشايا وقد أصبحت وبي من   [1] الوجبة: السقطة مع الهدّة أو صوت الساقط. [2] في الزهد «كخواية» . وهو خفيف الجناح، كما في النهاية لابن الأثير. [3] سبّ: بالكسر، شقّة كتّان رقيقة. [4] دوخلّة: بتشديد اللام، سقيفة من خوص يوضع فيه التمر. [5] في «الزهد» : «عوف» . [6] الزهد 297، 298 وفي آخره: «فلا يدرون أسرق، أم ذهب، أم ما صنع به» . [7] قال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 3/ 499: «فهذه كرامة ثابتة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 الْفَتْرَةِ شَيْءٌ اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ [1] . رَوَى نَحْوَهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي «الْحِلْيَةِ» [2] بِإِسْنَادٍ لَهُ، إِلَى مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ. وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ السَّرِيِّ [3] بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ هِلالٍ الْبَاهِلِيُّ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِصِلَةَ: يَا أَبَا الصَّهْبَاءِ، إِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أُعْطِيتُ شَهَادَةً، وَأُعْطِيتَ شَهَادَتَيْنِ، فَقَالَ: تُسْتَشْهَدُ، وَأُسْتَشْهَدُ أَنَا وَابْنِي، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ يَزِيدَ [4] بْنِ زِيَادٍ لَقِيَهُمُ التُّرْكُ بسِجِسْتَانَ، فَكَانَ أَوَّلُ [5] جَيْشٍ انْهَزَمَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ صِلَةُ: يَا بُنَيَّ ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ تُرِيدُ الْخَيْرَ لِنَفْسِكَ وَتَأْمُرُنِي بِالرُّجُوعِ! ارْجِعْ أَنْتَ، قَالَ: وَأَمَّا إِذْ قُلْتَ هذا فتقدّم فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى أُصِيبَ، فَرَمَى صِلَةُ عَنْ جَسَدِهِ، وَكَانَ رَجُلا رَامِيًا، حَتَّى تَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَأَقْبَلَ حَتَّى أَقَامَ عَلَيْهِ فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [6] . قُلْتُ: وَذَلِكَ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وستين.   [1] الزهد لابن المبارك 295، 296 رقم 863. [2] حلية الأولياء 2/ 240. [3] في طبعة القدسي «السدي» . [4] في طبعة القدسي «بدر» . [5] في طبعة القدسي «الّذي» ، والتصحيح من: الأسامي والكنى للحاكم. [6] أخرجه الحاكم في: الأسامي والكنى، الورقة 288 ورجاله ثقات. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 [حرف الضَّادِ] 44- الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ [1] الْقُرَشِيُّ الْفِهْرِيُّ، أَخُو فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعنه، وكانت   [1] انظر عن (الضّحّاك بن قيس) في: طبقات ابن سعد 7/ 410، وطبقات خليفة 29 و 127 و 185 و 301، وتاريخ خليفة 219 و 222 و 224 و 226 و 259 و 260، والأخبار الموفقيات 509، والمعارف 68 و 292 و 353 و 412 و 576، والبرصان والعرجان 23، وتاريخ الطبري 4/ 249 و 5/ 12 و 49 و 71 و 98 و 135 و 298 و 300 و 304 و 308 و 309 و 314 و 323 و 332 و 504 و 530- 535 و 537 و 538 و 541 و 6/ 39 و 7/ 244، والتاريخ الصغير 58، والتاريخ الكبير 4/ 332 رقم 3018، والمحبّر 295، والمعرفة والتاريخ 1/ 312 و 363 و 2/ 381 و 384 و 632 و 698، ومسند أحمد 3/ 453، والجرح والتعديل 4/ 457 رقم 2019، ومشاهير علماء الأمصار 54 رقم 368، والمراسيل 94 رقم 337، والمعجم الكبير 8/ 356- 358 رقم 738، والأخبار الطوال 154 و 171 و 173 و 180 و 225 و 226، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 968 و 1827 و 1828 و 1961 و 1964 و 1968، وحذف من نسب قريش 33، ونسب قريش 447، وجمهرة أنساب العرب 178 و 197، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 120، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 51 و 67 و 77 و 146 و 155 و 159 و 161 و 285 و 308 و 350 و 352 و 356 و 358 و 359 و 443 و 458، والمستدرك 3/ 524، 525، والاستيعاب 2/ 205، والوفيات لابن قنفذ 75، وجامع التحصيل 242 رقم 303، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 181، وأسد الغابة 3/ 37، وتهذيب الكمال 617، وفتوح البلدان 383 و 384 و 437 و 461 و 499 و 502 و 503 و 504، وتحفة الأشراف 4/ 203 رقم 244، ووفيات الأعيان 1/ 116، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 63، وتلخيص المستدرك 3/ 524، 525، والكاشف 2/ 33 رقم 2458، وسير أعلام النبلاء 3/ 241- 245 رقم 46، والعبر 1/ 70، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 7- 12، ومرآة الجنان 1/ 140، والبداية والنهاية 8/ 241، والوافي بالوفيات 16/ 351، 352 رقم 381، والتذكرة الحمدونية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 أَكْبَرُ مِنْهُ بِعَشْرِ سِنِينَ، لَهُ صُحْبَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَرِوَايَةٌ، يُكْنَى أَبَا أُمَيَّةَ، وَيُقَالُ: أَبَا أُنَيْسٍ، وَيُقَالُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أَبَا سَعِيدٍ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: حَبِيبِ بْنِ مُسْلِمَةَ. رَوَى عَنْهُ: مُعَاوِيَةُ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ-، وَالشَّعْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. وَشَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ وَسَكَنَهَا، وَكَانَ عَلَى عَسْكَرِ أَهْلِ دِمَشْقَ يَوْمَ صِفِّينَ. وَقَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ- وَهُوَ عَدْلُ عَلَى نَفْسِهِ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يَزَالُ وَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى النَّاسِ» [1] . وَفِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» : ثنا حَمَّادٌ، أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ كَتَبَ إِلَى قَيْسِ بْنِ الْهَيْثَمِ حِينَ مَاتَ يَزِيدُ: سَلامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ الدُّخَّانِ، يَمُوتُ فِيهَا قَلْبُ الرَّجُلِ كَمَا يَمُوتُ بَدَنُهُ» . وَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَدْ مَاتَ، وَأَنْتُمْ إِخْوَانُنَا وَأَشِقَّاؤُنَا، فَلا تَسْبِقُونَا بشيءٍ حَتَّى نَخْتَارَ لأَنْفُسِنَا [2] . وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ مَعَ مُعَاوِيَةَ، فَوَلاهُ الْكُوفَةَ، قَالَ: وَهُوَ الَّذِي صَلَّى عَلَى مُعَاوِيَةَ وَقَامَ بِخِلافَتِهِ حَتَّى قَدِمَ يَزِيدُ، وَكَانَ- يَعْنِي بَعْدَ مَوْتِ يَزِيدُ- قَدْ دَعَا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَبَايَعَ لَهُ، ثُمَّ دَعَا لِنَفْسِهِ، وَفِي بيت   [1] / 407، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 25، والعقد الثمين 5/ 48، والنكت الظراف 4/ 203، والإصابة 2/ 207 رقم 4169، وتهذيب التهذيب 4/ 448، 449 رقم 781، وتقريب التهذيب 1/ 373 رقم 15، وأمراء دمشق 44، وشذرات الذهب 1/ 72، وخلاصة تذهيب التهذيب 149، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 52 ب. [1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 7. [2] أخرجه أحمد في المسند 3/ 453، وابن سعد في الطبقات 7/ 410، وابن عساكر في (تهذيب دمشق) 7/ 8، وابن الأثير في أسد الغابة 3/ 50، وإسناده ضعيف لضعف عديّ بن زيد بن جدعان. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 أُخْتِهِ اجْتَمَعَ أَهْلُ الشُّورَى، وَكَانَتْ نَبِيلَةُ [1] ، وَهِيَ رَاوِيَةُ حَدِيثِ الْجَسَّاسَةِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: وُلِدَ الضَّحَّاكُ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: بَلْ سَمِعَ مِنْهُ. وَذَكَرَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، فَغَلَطَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ زِيَادُ بْنُ أَبِيهِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ بِالْكُوفَةِ، فَوَلاهَا مُعَاوِيَةُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، ثُمَّ عَزَلَهُ مِنْهَا، وَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى دِمَشْقَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْكُوفَةِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أُمِّ الْحَكَمِ، وَبَقِيَ الضَّحَّاكُ عَلَى دِمَشْقَ حَتَّى هَلَكَ يَزِيدُ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّ الضَّحَّاكَ خَطَبَ بِالْكُوفَةِ قَاعِدًا فَقَامَ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ قَطُّ، إِمَامُ قَوْمٍ مُسْلِمِينَ يَخْطُبُ قَاعِدًا [3] . وَكَانَ الضَّحَّاكُ أَحَدَ الأَجْوَادِ، كَانَ عَلَيْهِ بُرْدٌ قِيمَتُهُ ثَلاثُمِائَةِ دِينَارٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ لا يَعْرِفُهُ فَسَاوَمَهُ بِهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَقَالَ: شُحٌّ بِالرَّجُلِ أَنْ يَبِيعَ عِطَافَهُ [4] ، فَخُذْهُ فَالْبَسْهُ [5] . وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: أَظْهَرَ الضَّحَّاكُ بَيْعَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِدِمَشْقَ وَدَعَا لَهُ، فَسَارَ عَامَّةُ بَنِي أُمَيَّةَ وَحَشَمُهُمْ وَأَصْحَابُهُمْ حَتَّى لَحِقُوا بِالأُرْدُنِّ، وَسَارَ مَرْوَانُ وَبَنُو بَحْدَلٍ إِلَى الضَّحَّاكِ [6] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أنا الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ خَالِدٍ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَزِيدَ لَمَّا مَاتَ دَعَا النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ بِحِمْصَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَدَعَا زُفَرُ بْنُ الحارث   [1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 8. [2] في تاريخه 219. [3] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 8، 9. [4] سمّي عطافا لوقوعه على عطفي الرجل وهما ناحيتا عنقه. (النهاية لابن الأثير) . [5] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 9. [6] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 7/ 9. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 أَمِيرُ قِنَّسْرِينَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَدَعَا الضَّحَّاكُ [1] بدمشق إلى ابْنِ الزُّبَيْرِ سِرًّا لِمَكَانِ بَنِي أُمَيَّةَ وَبَنِي كَلْبٍ، وَبَلَغَ حَسَّانَ بْنَ مَالِكِ بْنِ بَحْدَلٍ وَهُوَ بِفِلَسْطِينَ، وَكَانَ هَوَاهُ فِي خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، فَكَتَبَ إِلَى الضَّحَّاكِ كِتَابًا يُعَظِّمُ فِيهِ حَقَّ بَنِي أُمَيَّةَ وَيَذُمُّ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَالَ لِلرَّسُولِ إِنْ قَرَأَ الْكِتَابَ، وَإِلا فَاقْرَأْهُ أَنْتَ عَلَى النَّاسِ، وَكَتَبَ إِلَى بَنِي أُمَيَّةَ يُعْلِمُهُمْ، فَلَمْ يَقْرَأِ الضَّحَّاكُ كِتَابَهُ، فَكَانَ فِي ذَلِكَ اخْتِلافٌ، فَسَكَّنَهُمْ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، وَدَخَلَ الضَّحَّاكُ الدَّارَ، فَمَكَثُوا أَيَّامًا، ثُمَّ خَرَجَ الضَّحَّاكُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَذَكَرَ يَزِيدَ فَشَتَمَهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ كَلْبٍ فَضَرَبَهُ بِعَصًا، فَاقْتَتَلَ النَّاسُ بِالسُّيُوفِ، وَدَخَلَ الضَّحَّاكُ داره، وَافْتَرَقَ النَّاسُ ثَلاثَ فِرَقٍ، فِرْقَةٌ زُبَيْرِيَّةٌ، وَفِرْقَةٌ بَحْدَلِيَّةٌ هَوَاهُمْ فِي بَنِي أُمَيَّةَ، وَفِرْقَةٌ لا يُبَالُونَ، وَأَرَادُوا أَنْ يُبَايِعُوا الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَبَى وَهَلَكَ تِلْكَ اللَّيَالِي، فَأَرْسَلَ الضَّحَّاكُ إِلَى مَرْوَانَ، فَأَتَاهُ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الأَشْدَقُ، وَخَالِدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا يَزِيدَ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: اكْتُبُوا إِلَى حَسَّانٍ حَتَّى يَنْزِلَ الْجَابِيَةَ وَنَسِيرُ إِلَيْهِ، وَنَسْتَخْلِفُ أَحَدُكُمْ، فَكَتَبُوا إِلَى حَسَّانٍ، فَأَتَى الْجَابِيَةَ، وَخَرَجَ الضَّحَّاكُ وَبَنُو أُمَيَّةَ يُرِيدُونَ الْجَابِيَةَ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّتِ الرَّايَاتُ مُوَجَّهَةً قَالَ مَعْنُ بْنُ ثَوْرٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَشْرَافِ قَيْسِ لِلضَّحَّاكِ: دَعَوْتَنَا إِلَى بَيْعَةِ رَجُلٍ أَحْزَمِ النَّاسِ رَأْيًا وَفَضْلا وَبَأْسًا، فَلَمَّا أَجَبْنَاكَ خَرَجْتَ إِلَى هَذَا الأَعْرَابِيِّ تُبَايِعُ لابْنِ أَخِيهِ؟ قَالَ: فَمَا الْعَمَلُ؟ قَالُوا: تَصْرِفُ الرَّايَاتِ، وَتَنْزِلُ فَتُظْهِرُ الْبَيْعَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَفَعَلَ وَتَبِعَهُ النَّاسُ، وَبَلَغَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَكَتَبَ الضَّحَّاكُ بِإِمْرَةِ الشَّامِ، وَنَفْيِ مَنْ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مِنَ الأُمَوِيِّينَ، فَكَتَبَ الضَّحَّاكُ إِلَى الأُمَرَاءِ الَّذِينَ دَعَوْا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَتَوْهُ، فَلَمَّا رَأَى مَرْوَانُ ذَلِكَ سَارَ يُرِيدُ ابْنَ الزُّبَيْرِ لِيُبَايِعَ لَهُ وَيَأْخُذَ الأَمَانَ لِبَنِي أُمَيَّةَ، فَلَقِيَهُمْ بِأذْرِعَاتٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مُقْبِلا مِنَ الْعِرَاقِ، فَحَدَّثُوهُ، فَقَالَ لِمَرْوَانَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أرَضِيتَ لنفسك بهذا، أتبايع لِأَبِي خُبَيْبٍ [2] وَأَنْتَ سَيِّدُ قُرَيْشٍ وَشَيْخُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ! وَاللَّهِ لأَنْتَ أَوْلَى بِهَا مِنْهُ، قال: فما ترى؟ قال:   [1] في الأصل «ابن الضحاك» . [2] بمعجمة مضمومة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 الرَّأْيُ أَنْ تَرْجِعَ وَتَدْعُو إِلَى نَفْسِكَ، وَأَنَا أُكْفِيكَ قُرَيْشًا وَمَوَالِيهَا، فَرَجَعَ وَنَزَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بِبَابِ الْفَرَادِيسِ، فَكَانَ يَرْكَبُ إِلَى الضَّحَّاكِ كُلَّ يَوْمٍ، فَعَرضَ لَهُ رَجُلٌ فَطَعَنَهُ بِحَرْبَةٍ فِي ظَهْرِهِ، وَعَلَيْهِ مِنْ تَحْتِ الدِّرْعِ، فَانْثَنَتِ الْحَرْبَةُ، فَرَجَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَأَتَاهُ الضَّحَّاكُ يَعْتَذِرُ، وَأَتَاهُ بِالرَّجُلِ فَعَفَا عَنْهُ، وَعَادَ يَرْكَبُ إِلَى الضَّحَّاكِ، فَقَالَ لَهُ يَوْمًا: يَا أَبَا أُنَيْسٍ، الْعَجَبُ لَكَ، وَأَنْتَ شَيْخُ قُرَيْشٍ، تَدْعُو لابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنْتَ أَرْضَى عِنْدَ النَّاسِ مِنْهُ، لِأَنَّكَ لَمْ تَزَلْ مُتَمَسِّكًا بِالطَّاعَةِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ مُشَاقٌّ مُفَارِقٌ لِلْجَمَاعَةِ! فَأَصْغِي إِلَيْهِ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَالُوا: قَدْ أَخَذْتَ عُهُودَنَا وبيعتنا لرجل، ثم تدعو إلى خَلْعِهِ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ أَحْدَثَ! وَامْتَنَعُوا عَلَيْهِ، فعاد إلى الدُّعَاءِ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَفْسَدَهُ ذَلِكَ عِنْدَ النَّاسِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ: مَنْ أَرَادَ مَا تُرِيدُ لَمْ يَنْزِلِ الْمَدَائِنَ وَالْحُصُونَ، بَلْ يَبْرُزُ وَيَجْمَعُ إِلَيْهِ الْخَيْلَ فَاخْرُجْ عَنْ دِمَشْقَ وَضُمَّ إِلَيْكَ الْأَجْنَادَ، فَخَرَجَ وَنَزَلَ الْمَرْجَ، وَبَقِيَ ابْنُ زِيَادٍ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ مَرْوَانُ وَبَنُو أُمَيَّةَ بِتَدْمُرَ، وَابْنَا يَزِيدَ بِالْجَابِيَةِ عِنْدَ حَسَّانٍ، فَكَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى مَرْوَانَ: ادْعُ النَّاسَ إِلَى بيعتك، ثم سر إلى الضَّحَّاكِ، فَقَدْ أَصْحَرَ لَكَ، فَبَايَعَ مَرْوَانُ بَنُو أميّة، وتزوّج بأمّ خالد ابن يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَهِيَ بِنْتُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَاجْتَمَعَ خَلْقٌ عَلَى بَيْعَةِ مَرْوَانَ، وَخَرَجَ ابْنُ زِيَادٍ فَنَزَلَ بِطَرَفِ الْمَرْجِ، وَسَارَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ فِي خَمْسَةِ آلافٍ، وَأَقْبَلَ مِنْ حُوَّارِينَ [1] عَبَّادُ بْنُ زِيَادٍ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ مَوَالِيهِ، وَكَانَ بِدِمَشْقَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي النِّمْسِ [2] فَأَخْرَجَ عَامِلُ الضَّحَّاكِ مِنْهَا، وَأَمَرَ مَرْوَانُ بِسِلاحٍ وَرِجَالٍ، فَقَدِمَ إِلَى الضَّحَّاكِ زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِلابِيُّ مِنْ قِنَّسْرِينَ، وَأَمَدَّهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ بِشُرَحْبِيلَ بْنِ ذِي الْكَلاعِ فِي أَهْلِ حِمْصَ، فَصَارَ الضَّحَّاكُ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا، وَمَرْوَانُ فِي ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفًا أَكْثَرِهِمْ مِنْ رِجَالِهِ [3] وَلَمْ يَكُنْ فِي عَسْكَرِ مَرْوَانَ غَيْرَ ثَمَانِينَ عَتِيقًا نِصْفُهَا لِعَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ، فَأَقَامُوا بِالْمَرْجِ عِشْرِينَ يَوْمًا يَلْتَقُونَ فِي كُلِّ يَوْمٍ، وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ مَرْوَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، وعلى   [1] في الأصل «جوار بن» . [2] مهمل في الأصل، والتحرير من تاريخ ابن جرير 5/ 532 و 537. [3] في سير أعلام النبلاء 3/ 244 «أكثرهم رجّالة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 مَيْسَرَتِهِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الأَشْدَقُ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّا لا نَنَالُ مِنَ الضَّحَّاكِ إلا بِمَكِيدَةً، فَادْعُ إِلَى الْمُوَادَعَةِ، فَإِذَا أَمِنُوا فَكِرَّ عَلَيْهِمْ، فَرَاسَلَهُ مَرْوَانُ، فَأَمْسَكَ الضَّحَّاكُ وَالْقَيْسِيَّةُ عَنِ الْقِتَالِ، وَهُمْ يَطْمَعُونَ أَنَّ مَرْوَانَ يُبَايِعُ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَعَدَّ مَرْوَانُ أَصْحَابَهُ وَشَدَّ عَلَى الضَّحَّاكِ، فَفَزِعَ قَوْمُهُ إِلَى رَايَاتِهِمْ، وَنَادَى النَّاسُ: يَا أَبَا أُنَيْسٍ أعَجْزًا بَعْدَ كَيْسٍ! فَقَالَ الضَّحَّاكُ: نَعَمْ أَنَا أَبُو أُنَيْسٍ عَجْزٌ لَعَمْري بَعْدَ كَيْسٍ، وَالْتَحَمَ الْحَرْبُ، وَصَبَرَ الضَّحَّاكُ، فَتَرَجَّلَ مَرْوَانُ وَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ مَنْ يُوَلِّيهِمُ الْيَوْمَ ظَهْرَهُ حَتَّى يَكُونَ الأَمْرُ لِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، فَقُتِلَ الضَّحَّاكُ، وَصَبَرَتْ قَيْسُ عَلَى رَايَتِهَا يُقَاتِلُونَ عندها، فَاعْتَرَضَهَا رَجُلٌ بِسَيْفِهِ، فَكَانَ إِذَا سَقَطَتِ الرَّايَةُ تَفَرَّقَ أَهْلُهَا، ثُمَّ انْهَزَمُوا، فَنَادَى مُنَادِي مَرْوَانَ لا تَتَّبِعُوا مُوَلِّيًا [1] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: قُتِلَتْ قَيْسُ بِمَرْجِ رَاهِطٍ مَقْتَلَةً لَمْ يُقْتَلْ مِنْهَا قَطُّ، وَذَلِكَ في نصف ذي الحجّة سنة أربع ستين [2] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ الْكَلْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ مَقْتَلَ الضَّحَّاكِ قَالَ: مَرَّ بِنَا زَحْنَةُ [3] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلْبِيُّ، لا يَطْعَنُ أَحَدًا إِلا صَرَعَهُ، إذ حَمَلَ عَلَى رَجُلٍ فَطَعَنَهُ فَصَرَعَهُ، فَأَتَيْتُهُ فِإذَا هُوَ الضَّحَّاكُ، فَاحْتَزَزْتُ رَأْسُهُ فَأَتَيْتُ بِهِ مَرْوَانَ، فَكَرِهَ قَتْلَهُ، وَقَالَ: الآنَ حِينَ كَبِرَتْ سِنِّي واقترب أجلي، أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض، وأمر لي بجائزة [4] .   [1] الخبر بطوله في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 10- 12، وانظر: تاريخ الطبري 5/ 531- 534. [2] تاريخ الطبري 5/ 534. [3] في الأصل «زحمة» والتصحيح من تاريخ الطبري 5/ 538 والقاموس المحيط. [4] تاريخ الطبري 5/ 538، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 12. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 [حرف الْعَيْنِ] 45- عَاصِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْخَطَّابِ [1] ت م ق أبو عمر العدوي. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ حفص، وعبيد الله، وعروة بن الزبير.   [1] عن (عاصم بن عمر) انظر: نسب قريش 353 و 355 و 361، ومسند أحمد 3/ 478، والمحبّر 418 و 448، وطبقات ابن سعد 5/ 15، وطبقات خليفة 234، وتاريخ خليفة 267، والتاريخ الكبير 6/ 477، 478 رقم 3038، وتاريخ الثقات للعجلي 242 رقم 642، والثقات لابن حبان 5/ 223، والجرح والتعديل 6/ 346 رقم 1912، والمعارف 184 و 187 و 188، والعقد الفريد 6/ 8 و 349، والمعرفة والتاريخ 1/ 221، وأنساب الأشراف 1/ 427 و 428، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1561، فتوح البلدان 226، معجم الشعراء للمرزباني 271، ومشاهير علماء الأمصار رقم 442، والاستيعاب 3/ 136، 137، وعيون الأخبار 1/ 322، وجمهرة أنساب العرب 152 و 155 و 333، وتاريخ الطبري 2/ 642 و 4/ 99 و 6/ 566، وربيع الأبرار 4/ 285، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 255 رقم 277، ووفيات الأعيان 6/ 302، 303، والكامل في التاريخ 2/ 210 و 3/ 54 و 4/ 308 و 5/ 59 و 325 و 394، وأسد الغابة 3/ 76، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 383، وتهذيب الكمال 2/ 636، والعبر 1/ 78، وسير أعلام النبلاء 4/ 97 رقم 30، والكاشف 2/ 46 رقم 2534، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 268، والوافي بالوفيات 16/ 570، 571 رقم 604، ومرآة الجنان 1/ 271، والإصابة 3/ 56 رقم 6154، وتهذيب التهذيب 5/ 52، 53 رقم 83، وتقريب التهذيب 1/ 385 رقم 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 183، والنجوم الزاهرة 1/ 185، وشذرات الذهب 1/ 77. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُرْوَى عَنْهُ إِلا حَدِيثٌ وَاحِدٌ [1] . وَأُمُّهُ هِيَ جَمِيلَةُ [2] بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ الأَنْصَارِيَّةُ الَّتِي كَانَ اسْمُهَا عَاصِيَةُ، فَغَيَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا، وَتَزَوَّجَتْ بَعْدَ عُمَرَ يَزِيدَ بْنَ جَارِيَةَ [3] الأَنْصَارِيَّ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ عَاصِمٌ طَوِيلا جَسِيمًا، يُقَالُ إِنَّ ذِرَاعَهُ كَانَ ذِرَاعًا وَنَحْوًا مِنْ شِبْرٍ [4] ، وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلا دَيِّنًا شَاعِرًا مُفَوَّهًا فَصِيحًا، وَهُوَ جَدُّ الْخَلِيفَةِ الْعَادِلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لأُمِّهِ. وَلَقَدْ رَثَاهُ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: فَلَيْتَ الْمَنَايَا كُنَّ خَلَّفْنَ عَاصِمًا فَعِشْنَا جَمِيعًا أَوْ ذَهَبْنَ بِنَا مَعًا [5] وَقِيلَ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَمْرِو، تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ. 46- عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ [6] التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ، أَبُو عَبْدِ الله، ويقال: أبو عمرو، عابد زمانه.   [1] الجرح والتعديل 3/ 346. [2] في الأصل «حملة» والتصحيح من مصادر الترجمة. [3] في الأصل «حارثة» والتصحيح من مصادر الترجمة. [4] الاستيعاب 3/ 137، الوافي بالوفيات 16/ 570، تهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 255. [5] الاستيعاب 3/ 137، الإصابة 33/ 56، الوافي 16/ 570. [6] انظر عن (عامر بن عبد قيس) في: طبقات ابن سعد 7/ 103، وطبقات خليفة 459، والزهد لأحمد 218، والمعرفة والتاريخ 2/ 69، والتاريخ الكبير 6/ 447 رقم 2948، وتاريخ الثقات للعجلي 245 رقم 755، والثقات لابن حبّان 5/ 187، والجرح والتعديل 6/ 325 رقم 1808، وتاريخ الطبري 4/ 19 و 85 و 302 و 327 و 333، وجمهرة أنساب العرب 208، وعيون الأخبار 1/ 308 و 2/ 370 و 3/ 184، والمعارف 438، وحلية الأولياء 2/ 87- 95 رقم 163، والعقد الفريد 3/ 151 و 171 و 172 و 414 و 283، ومشاهير علماء الأمصار 89 رقم 647، والزهد لابن المبارك 95 و 294 و 295 و 299 و 529 و 544 والملحق 77، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 547، والبدء والتاريخ 1/ 76، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 323- 370 رقم 47، وأسد الغابة 3/ 88، والكامل في التاريخ 2/ 547 و 3/ 145 و 149، وسير أعلام النبلاء 4/ 15- 19 رقم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ. وعنه: الحسن، وابن سيرين، وأبو عبد الرحمن الحبلي [1] وغيرهم. قال أحمد العجلي [2] : كان ثقة من كبار التابعين. وقال أبو عبيد في (القراءات) : كان عامر بن عبد الله الذي يعرف بابن عبد قيس يقرئ الناس. ثنا عَبَّادٌ [3] ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَامِرًا كَانَ يَقُولُ: مَنْ أُقْرِئُ؟ فَيَأْتِيهِ نَاسٌ، فَيُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ، ثُمَّ يَقُومُ يُصَلِّي إِلَى الظُّهْرِ، ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى الْعَصْرِ، ثُمَّ يُقْرِئُ النَّاسَ إِلَى الْمَغْرِبِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَأْكُلُ رَغِيفًا وَيَنَامُ نَوْمَةً خَفِيفَةً، ثُمَّ يَقُومُ لِصَلاتِهِ، ثُمَّ يَتَسَحَّرُ رَغِيفًا. وَقَالَ بِلالُ بْنُ سَعْدٍ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ وُشِيَ بِهِ إِلَى زِيَادٍ، وَقِيلَ: إِلَى ابْنِ عَامِرٍ، فَقَالُوا لَهُ: هَا هُنَا رَجُلٌ قِيلَ لَهُ: مَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ خَيْرًا مِنْكَ، فَسَكَتَ وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ، قَالَ فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ عَلَى قَتَبٍ [4] ، فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ أَرْسَلَ إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ: أَنْتَ قِيلَ لَكَ: مَا إِبْرَاهِيمُ خَيْرًا مِنْكَ، فَسَكَتَّ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلا تَعَجُّبًا لَوَدِدْتُ إِنِّي غُبَارُ قَدَمَيْهِ، فَيَدْخُلُ بِي الْجَنَّةَ، قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلا إِنِّي قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهَا مَتَى تَكُونُ امْرَأَةٌ فَعَسى أن يكون   [ () ] 4، والوافي بالوفيات 16/ 585، 586 رقم 624، والتذكرة الحمدونية 1/ 178 و 200، ونثر الدر 7/ 62 رقم 8، والبيان والتبيين 3/ 143، و 162، وشرح نهج البلاغة 2/ 95، والنمر والثعلب، لسهل بن هارون، تحقيق عبد القادر المهيري، تونس 1973- ص 112 رقم 69، وغاية النهاية 1/ 350 رقم 1502، والإصابة 3/ 85 رقم 6284، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وتهذيب التهذيب 5/ 77، ورغبة الآمل للمرصفي 2/ 37. [1] الحبلي: بضم الحاء المهملة والباء الموحّدة، نسبة إلى بطن من المعافر. (اللباب 1/ 275) . [2] تاريخ الثقات 245 رقم 755. [3] في طبعة القدسي 4/ 26 «عياد» ، وهو تحريف. [4] القتب: الرّحل الصغير على قدر سنام البعير. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 وَلَدٌ، وَمَتَى يَكُونُ وَلَدٌ تَشَعَّبَتِ الدُّنْيَا قَلْبِي، فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّي مِنْ ذَلِكَ، فَأَجْلاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ [1] ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِجَارِيَةً، وَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالُهُ، فَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ السَّحَرِ، فَلا تَرَاهُ إِلا بَعْدَ الْعَتْمَةِ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بِطَعَامٍ، فَلا يَعْرِضُ لَهُ، وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسْرٍ فَيَبِلُّهَا وَيَأْكُلُ مِنْهَا، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى أَنْ يَسْمَعَ النِّدَاءَ فَيَخْرُجَ، وَلا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا، فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ حَالَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ: أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ، وَمُرْ لَهُ بِعَشَرَةٍ مِنَ الدَّقِيقِ وَعَشَرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ، فَأَحْضَرَهُ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَ لَكَ بِكَذَا، قَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا قَدْ غَلَبَنِي، فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَى عَشَرَةٍ [2] . وَكَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ فَرَوَى بِلالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَآهُ بِأَرْضِ الرُّومِ يَرْكَبُهَا عُقْبَةُ، وَيَحْمِلُ الْمُهَاجِرُ عُقْبَةَ [3] . قَالَ بِلالُ بْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ إِذَا فَصَلَ [4] غَازِيًا يَتَوَسَّمُ- يَعْنِي مَنْ يُرَافِقَهُ- فَإِذَا رَأَى رِفْقَةً تُعْجِبُهُ اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدُمَهُمْ، وأن يؤذّن، وأن ينفق عليهم طَاقَتَهُ. رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِطُولِهِ فِي «الزُّهْدِ» [5] . وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ عَامِرٌ يَسْأَلُ رَبَّهُ أن يَنْزَعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ، فَكَانَ لا يُبَالِي إِذَا لَقِيَ ذَكَرًا أَوْ أُنْثَى، وَسَأَلَ رَبَّهُ أن يَمْنَعَ قَلْبَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ ذَهَبَ عَنْهُ [6] . وَعَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الْمُجَاشِعِيِّ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ: أَتُحَدِّثُ نَفْسَكَ فِي الصَّلاةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالْوُقُوفِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تعالى ومنصرفي [7] .   [1] هي دار الإمارة بدمشق. [2] تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 332، الزهد لابن المبارك 299، 300 رقم 867. [3] الزهد لابن المبارك 300 وعقبة: نوبة. [4] فصل: أي خرج من منزله وبلده. [5] ص 299، 300 رقم 867، تاريخ دمشق 333، 334. [6] تاريخ دمشق 345، والزهد لابن المبارك 295 رقم 861. [7] تاريخ دمشق 349. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 قَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمَّا رَأَى كَعْبُ الأَحْبَارِ عَامِرًا بِالشَّامِ قَالَ: مَنْ ذَا؟ قَالُوا: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ، فَقَالَ كَعْبٌ: هَذَا رَاهِبُ هَذِهِ الأُمَّةِ [1] . وَرَوَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ قَالَ: قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ: إِنَّكَ تَبِيتَ خَارِجًا، أَمَا تَخَافُ الأَسَدَ! قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحْيِ مِنْ رَبِّي أن أَخَافَ شَيْئًا دُونَهُ [2] . وَرُوِيَ مِثْلُهُ عَنْ قَتَادَةَ. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ: لَقِيَ رَجُلٌ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ: مَا هَذَا، أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً 13: 38 [3] يَعْنِي: وَأَنْتَ لا تَتَزَوَّجُ، فَقَالَ: أَفَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ تَعَالَى: وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ 51: 56 [4] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الأَزْدِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ السَّائِحِ، أنبأ أَبُو وَهْبٍ وَغَيْرُهُ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ الْعَابِدِينَ، فَفَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ، يَقُومُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَلا يَزَالُ قَائِمًا إِلَى الْعَصْرِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَقَدِ انْتَفَخَتْ سَاقَاهُ فَيَقُولُ: يَا نَفْسُ إنّما خلقت للعبادة، يا أمّارة بالسّوء، فو الله لأعلمنّ بِكِ عَمَلا يَأْخُذُ الْفِرَاشُ مِنْكِ نَصِيبًا [5] . وَهَبَطَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ وَادِي السِّبَاعِ، وَفِيهِ عَابِدٌ حَبَشِيٌّ، فَانْفَرَدَ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةٍ وَالْعَابِدُ فِي نَاحِيَةٍ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا لا يَجْتَمِعَانِ إلا فِي صَلاةِ الْفَرِيضَةِ [6] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ: إِنَّ عامرا كان   [1] تاريخ دمشق 339. [2] الزهد لابن المبارك 294، 295 رقم 860، تاريخ دمشق 347. [3] سورة الرعد- الآية 38. [4] سورة الذاريات- الآية 56، والخبر في: طبقات ابن سعد 7/ 106، 107. [5] حلية الأولياء 2/ 88، 89، تاريخ دمشق 348. [6] حلية الأولياء 2/ 89، تاريخ دمشق 348 في حديث أطول مما هنا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 يأخذ عطاءه، فيجعله فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ، فَلا يَلْقَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْمَسَاكِينَ إِلا أَعْطَاهُ، فِإِذَا دَخَلَ بَيْتِهِ رَمَى بِهِ إِلَيْهِمْ، فَيَعُدُّونَهَا فَيَجِدُونَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطِيهَا [1] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: ثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ بَعَثَ إليه أمير البصرة: مالك لا تَزَوَّجُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُهُنَّ، وَإِنِّي لدائب في الخطيئة، قال: ومالك لا تَأْكُلُ الْجُبْنَ؟ قَالَ: أَنَا بِأَرْضٍ فِيهَا مَجُوسٌ، فَمَا شَهِدَ شَاهِدَانِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ لَيْسَ فِيهِ مَيْتَةٌ أَكَلْتَهُ، قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَ الأُمَرَاءَ؟ قَالَ: إِنَّ لَدَى أَبْوَابِكُمْ طُلَّابَ الْحَاجَاتِ، فَادْعُوهُمْ وَاقْضُوا حَوَائِجَهُمْ، وَدَعُوا مَنْ لا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْكُمْ [2] . وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ عَامِرًا مَرَّ فِي الرَّحَبَةِ وَإِذَا ذِمِّيٌّ، يُظْلَمُ، فَأَلْقَى رِدَاءَهُ ثُمَّ قَالَ: لا أَرَى ذِمَّةَ اللَّهِ تُخْفَرُ وَأَنَا حَيٌّ، فَاسْتَنْقَذَهُ [3] . وَيُرْوَى أَنَّ سَبَبَ إِرْسَالِهِ إِلَى الشَّامِ كَوْنُهُ أَنْكَرَ وَخَلَّصَ هَذَا الذِّمِّيَّ، فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا الْجُرَيْرِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ قَيْسٍ شَيَّعَهُ إِخْوَانُهُ، وَكَانَ بِظَهْرِ الْمِرْبَدِ، فَقَالَ: إِنِّي دَاعٍ فأمِّنوا، قَالَ: اللَّهمّ مَنْ وَشَى بِي وَكَذَبَ عَلَيَّ وَأَخْرَجَنِي مِنْ مِصْرِي وَفَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي، فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَأَصِحَّ جِسْمَهُ، وَأَطِلْ عُمْرَهُ [4] . وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: بُعِثَ بِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي حَشَرَنِي رَاكِبًا [5] . وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ لَمَّا احْتُضِرَ جَعَلَ يَبْكِي، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ، وَلا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا، وَلَكِنْ أَبْكِي على ظمأ الهواجر وقيام الليل [6] .   [1] الزهد لابن المبارك 295 رقم 862، تاريخ دمشق 356. [2] حلية الأولياء 2/ 90، تاريخ دمشق 334، 335. [3] حلية الأولياء 2/ 91. [4] حلية الأولياء 2/ 91، تاريخ دمشق 339. [5] حلية الأولياء 2/ 91. [6] تاريخ دمشق 368، 369. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَبْرَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ [1] . وَقِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ. 47- عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ [2] أَبُو سَعْدٍ، وَقِيلَ: أَبُو سَعِيدٍ الزُّرَقِيُّ الْأَنْمَارِيُّ، مُختَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عَائِشَةَ. وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ [3] وَمَكْحُولٌ. وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ زَوْجُ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، سَكَنَ دِمَشْقَ. 48- عائذ بن عمرو [4]- خ م ن- بن هلال أبو هبيرة المزني، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، شَهِدَ بَيْعَةَ الْحُدَيْبِيَةِ وَنَزَلَ البصرة.   [1] تاريخ دمشق 370. [2] انظر عن (عامر بن مسعود) في: تاريخ خليفة 261، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 452- 456 رقم 58، وأسد الغابة 5/ 209، 210، وتهذيب الكمال 3/ 1609، والوافي بالوفيات 16/ 586 رقم 625، والاستيعاب 4/ 92، والإصابة 4/ 86 رقم 515، وتهذيب التهذيب 12/ 110 رقم 509، وتقريب التهذيب 2/ 428 رقم 35. وقيل اسمه: سعد بن عمارة، وقيل: عمارة بن سعد. وقد ذكرته أكثر المصادر بكنيته. انظر: الجرح والتعديل 9/ 377، 378 رقم 1755. [3] في الأصل «حلس» . والتصحيح من مصادر الترجمة. [4] انظر عن (عائذ بن عمرو) في: تاريخ خليفة 99 و 251، والتاريخ الكبير 7/ 58، 59 رقم 266، والجرح والتعديل 7/ 16 رقم 74، وأنساب الأشراف 1/ 488، ومشاهير علماء الأمصار 41 رقم 251، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 220 و 3/ 63 و 73، وطبقات ابن سعد 7/ 20، وطبقات خليفة 84، والمعارف 298، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 221، ومسند أحمد 5/ 64، والاستيعاب 3/ 152، وتهذيب الكمال 2/ 648، وتحفة الأشراف 4/ 237، 238 رقم 264، والمستدرك 3/ 587، 588، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 404، وأسد الغابة 3/ 98، والكامل في التاريخ 4/ 174، والوافي بالوفيات 16/ 595 رقم 643، والكاشف 2/ 53 رقم 2581، وتهذيب التهذيب 5/ 89 رقم 144، وتقريب التهذيب 1/ 390 رقم 78، والإصابة 2/ 262 رقم 4449، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، وتلخيص المستدرك 3/ 587، 588، والمعجم الكبير 18/ 16- 21. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَأَبُو جَمْرَةَ الضَّبُعِيُّ، وَأَبُو شِمْرٍ الضَّبُعِيُّ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ. وَكَانَ مِنْ فُضَلاءِ الصَّحَابَةِ وَصَالِحِيهِمْ، وَأَوْصَى أن يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ. وَقَدْ دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَوَعَظَهُ، وَقَالَ: إِنَّ الدُّعَاءَ الْحُطَمَةُ [1] . 49- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ [2] ابْنِ أَبِي عَامِرٍ عَبْدُ عَمْرِو بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أبو بكر ابن الْغَسِيلِ غَسِيلُ الْمَلائِكَةِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَيُعْرَفُ أَبُو عَامِرٍ بِالرَّاهِبِ، الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحِبَهُ، وَرَوَى عَنْهُ، وهو من صغار الصحابة.   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 18/ 18 رقم 27 من طريق: يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن يونس، عن الحسن، أن عائذ بن عمرو قال لزياد. [2] انظر عن (عبد الله بن حنظلة) في: طبقات ابن سعد 5/ 65، والمحبّر 403 و 424، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 237 و 238 و 245، ومسند أحمد 5/ 222، والتاريخ الكبير 5/ 68 رقم 170، والمعرفة والتاريخ 1/ 261 و 263 و 3/ 326، والأخبار الطوال 265، وعيون الأخبار 1/ 1، والعقد الفريد 4/ 388 و 389، وسيرة ابن هشام 3/ 158، وتاريخ الطبري 2/ 537 و 5/ 480 و 482 و 487 و 489 و 495، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 259، والجرح والتعديل 5/ 29 رقم 131، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1925، والاستيعاب 2/ 286، 287، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 320 و 324- 328 و 333 و 334 و 353، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 370- 374، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 199- 215 رقم 262، وجمهرة نسب قريش 4333 (وفيه اسمه: عبيد الله) ، والاستبصار 289، وتلقيح فهوم أهل الأثر 371، وأسد الغابة 3/ 147، والكامل في التاريخ 4/ 102 و 111 و 115، وتحفة الأشراف 4/ 314، 315 رقم 286، وتهذيب الكمال 676، والكاشف 2/ 73 رقم 2722، وسير أعلام النبلاء 3/ 321- 325 رقم 49، والوافي بالوفيات 17/ 155 رقم 140، والبداية والنهاية 8/ 224، وجامع التحصيل 255 رقم 350، والإصابة 2/ 299، 300 رقم 4637، وتهذيب التهذيب 5/ 193 رقم 332، وتقريب التهذيب 1/ 266، وخلاصة تذهيب التهذيب 165، وشذرات الذهب 1/ 71. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 144 رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَضَمْضَمُ [1] بْنُ جَوْسٍ [2] ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ عُمَرَ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وَكَانَ رَأْسُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْحَرَّة. قَالَ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ: ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَةٍ [3] . تَفَرَّدَ بِهِ الْحَسَنُ، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ سَبْعِ سِنِينَ [4] ، وَأُصِيبَ يَوْمَ الْحَرَّةِ [5] ، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ، وَلَدَتْهُ بَعْدَ مَقْتَلِ أَبِيهِ. 50- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَيْثَمَةَ [6] الأَنْصَارِيُّ السَّالِمِيُّ الْخَزْرَجِيُّ. قَالَ ابن سعد: شهد أحدا وبقي إلى دَهْرِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. 51- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيد [7] بن عاصم بن كعب الأنصاري النّجّاري المازني   [1] في الأصل «ضمضمة» . [2] قيّدها القدسي «جوش» بالشين المعجمة. [3] قال المؤلّف في: سير أعلام النبلاء 3/ 322 «إسناده حسن» . وفي تاريخ دمشق 200 «على ناقته» . والحديث في: سنن الدارميّ 2/ 62، والنسائي 5/ 270، والترمذي 3/ 264، وابن ماجة 2/ 1009. [4] تاريخ دمشق 204. [5] كانت الحرّة في سنة 63 هـ. [6] انظر عن (عبد الله بن خيثمة) في: طبقات ابن سعد 3/ 627، والمغازي للواقدي 998 و 1075، والإصابة 2/ 303 رقم 4655. [7] انظر عن (عبد الله بن زيد) في: السير والمغازي لابن إسحاق 298، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 67، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 267، 268 رقم 298، والمعرفة والتاريخ 1/ 260، 261، والكامل في التاريخ 4/ 117، وأسد الغابة 3/ 167، 168، ومشاهير علماء الأمصار 19 رقم 71، وأنساب الأشراف 1/ 325، وفتوح البلدان 107، والتاريخ لابن معين 2/ 308، 309، والجرح والتعديل 5/ 57 رقم 266، والمغازي للواقدي 270 و 272 و 341، وطبقات الجزء: 5 ¦ الصفحة: 145 الْمَدَنِيُّ، أَخُو حَبِيبٍ الَّذِي قَتَلَهُ [1] مُسَيْلَمَةُ الْكَذَّابُ، وَعَمِّ عَبَّادٍ بْنِ تَمِيمٍ، وَهُوَ الَّذِي حَكَى وُضُوءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . وَلَهُ وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ، وَقِيلَ: إِنَّهُ الَّذِي قَتَلَ مُسَيْلَمَةَ مَعَ وَحْشِيٍّ، اشْتَرَكَا فِي قَتْلِهِ، وَأَخَذَ بِثَأْرِ أَخِيهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ عَبَّادٌ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمَسيِّبِ، وَوَاسِعُ بْنِ حِبَّانَ وَغَيْرُهُمْ. وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْحَرَّةِ. 52- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ [3]- م- بن أبي السائب صيفي بن عابد   [ () ] خليفة 92، وتاريخ خليفة 110 و 248، والتاريخ الصغير 72، ومسند أحمد 4/ 38، والمستدرك 3/ 520، 521، والاستيعاب 2/ 312، وتحفة الأشراف 4/ 335- 343 رقم 294، وتهذيب الكمال 684، والاستبصار 81، وطبقات ابن سعد 5/ 531، وسير أعلام النبلاء 2/ 377، 378 رقم 80، والعبر 1/ 68، والكاشف 2/ 79 رقم 2760، وتلخيص المستدرك 3/ 520، 521، والوافي بالوفيات 17/ 184 رقم 166، وتهذيب التهذيب 5/ 223 رقم 385، وتقريب التهذيب 1/ 417 رقم 317، والإصابة 2/ 312، 313 رقم 4688، والنكت الظراف 4/ 336 و 341، وخلاصة تذهيب التهذيب 198، وشذرات الذهب 1/ 71. [1] في الأصل «قطعه» ، والتصحيح من: الإصابة. [2] أخرجه البخاري 1/ 251، 252، ومسلم (235) ومالك في الموطأ 1/ 18 من طريق: عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري قال: قيل له: توضّأ لنا وضوء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدعا بإناء، فأكفأ منها على يديه، فغسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده فاستخرجها، فمضمض واستنشق من كفّ واحدة، ففعل ذلك ثلاثا، ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثا. ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين، مرتين مرتين. ثم أدخل يده فاستخرجها فمسح برأسه، فأقبل بيديه وأدبر، ثم غسل رجليه إلى الكعبين. ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله. [3] انظر عن (عبد الله بن السائب) في: التاريخ الصغير 66، وطبقات خليفة 20 و 277، والمحبّر 174، وطبقات ابن سعد 5/ 445، والمغازي للواقدي 1098، ومسند أحمد 3/ 410، وجمهرة أنساب العرب 143، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 235 و 120 رقم 466، والتاريخ الكبير 5/ 8، 9 رقم 15، والجرح والتعديل 5/ 65 رقم 301، والمعرفة والتاريخ 1/ 222 و 247 و 704 و 2/ 23 و 3/ 96، وتحفة الأشراف 4/ 346- 348 رقم 296، وتهذيب الكمال 685، والاستيعاب 2/ 380- 382، وتاريخ بغداد 9/ 460- 463 رقم 5092، وأسد الغابة 3/ 170، والكاشف 2/ 80 رقم 2767، وسير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 الْمَخْزُومِيُّ الْعَابِدِيُّ، أَبُو السَّائِبِ وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرحمن، المكّي، قَارِئُ أَهْلِ مَكَّةَ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَكَانَ أَبُو السَّائِبِ شَرِيكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْمَبْعَثِ، وَأَسْلَمَ السَّائِبُ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَجَاءَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أمَّ النَّاسَ بِمَكَّةَ فِي رَمَضَانَ زَمَنَ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا فَرَغُوا مِنْ قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، وَقَامَ النَّاسُ عَنْهُ، قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَقَفَ عَلَى قَبْرِهِ، فَدَعَا لَهُ وَانْصَرَفَ [1] . روى عَنْهُ: ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَسِبْطُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَآخَرُونَ. قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ [2] . وَقَرَأَ عَلَيْهِ: مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُ، وَآخِرُ مِنْ رَوَى عَنْهُ الْقُرْآنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ. تُوُفِّيَ بَعْدَ السَّبْعِينَ، وَهُوَ مِنْ صِغَارِ الصَّحَابَةِ. وَقِيلَ غَيْرَ ذَلِكَ. 53- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ [3] أَبُو مَعْمرٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ، تَابِعِيٌّ مَشْهُورٌ، وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم.   [ () ] أعلام النبلاء 3/ 388- 390 رقم 59، والوافي بالوفيات 17/ 187، 188 رقم 171، ومعرفة القراء الكبار 1/ 42، 43، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، وغاية النهاية 1/ 419، 420 رقم 1775، ومجمع الزوائد 9/ 409، والعقد الثمين 5/ 163، والإصابة 2/ 314 رقم 4698، وتهذيب التهذيب 5/ 229 رقم 393، وتقريب التهذيب 1/ 417 رقم 324، وخلاصة تذهيب التهذيب 168. [1] طبقات ابن سعد 5/ 445. [2] في طبقات القراء لابن الجزري: روى القراءة عرضا عن أبيّ بن كعب وعمر بن الخطاب. [3] انظر عن (عبد الله بن سخبرة) في: طبقات ابن سعد 6/ 73، والتاريخ الكبير 5/ 97، 98 رقم 280، والمعرفة والتاريخ 2/ 553، 554 و 695 و 3/ 119 و 207، والجرح والتعديل 5/ 68 رقم 321، وطبقات خليفة 149، والكاشف 2/ 81 رقم 2770، والوافي بالوفيات 17/ 188 رقم 172، وتهذيب التهذيب 5/ 230، 231 رقم 397، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 328، وخلاصة تذهيب التهذيب 199. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، والمقداد بن الأسود، وخبّاب ابن الأَرَتِّ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ، وَمُجَاهِدٌ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ التَّيْمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. 54- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ [1] ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، الْحَبْرُ الْبَحْرُ أَبُو الْعَبَّاسِ، ابْنُ عَمِّ   [1] انظر عن (عبد الله بن عباس) في: طبقات ابن سعد 2/ 365- 372، والزهد لأحمد 236، والمسند له 1/ 214، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1196، 1197، والأخبار الموفقيّات (انظر فهرس الأعلام) 673، وطبقات خليفة 3 و 126 و 189 و 284، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 559، والتاريخ الصغير 69، والتاريخ الكبير 5/ 3- 5 رقم 5، والبرصان والعرجان (انظر فهرس الأعلام) 409، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 658، وفتوح البلدان 15 و 24 و 32 و 89، وأنساب الأشراف 1/ 57 و 317 و 368 و 446- 448 و 517 و 545، وج 3 (انظر فهرس الأعلام) 341، وج 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 651، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، وأخبار القضاة (انظر فهرس الأعلام) 1/ 33، و 2/ 483 و 3/ 356، ومشاهير علماء الأمصار 9 رقم 17، ونسب قريش 26 و 27 و 264 و 439، والسير والمغازي لابن إسحاق (انظر فهرس الأعلام) 349، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) انظر فهرس الأعلام 1/ 388 و 2/ 398 و 3/ 327 و 4/ 331، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 641، 642، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 206، 207، والتاريخ لابن معين 2/ 315- 317، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 309، 310، والمنتخب من ذيل المذيّل 523- 525، وتاريخ الثقات للعجلي 263- 265 رقم 834، والثقات لابن حبّان 3/ 207، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 5، والفصل لابن حزم 4/ 4/ 152، وثمار القلوب (انظر فهرس الأعلام) 584، وحلية الأولياء 1/ 314- 329 رقم 45، ورياض النفوس للمالكي 1/ 41 رقم 1، تحقيق حسين مؤنس- القاهرة 1951، وجمهرة أنساب العرب 18- 20 و 24 و 69 و 71 و 74 و 311 و 451، وربيع الأبرار 1/ 38 و (انظر فهرس الأعلام) 4/ 532، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 34 و 173 و 286 و 1625 و 1627 و 1652 و 1955، 1956 (وانظر فهرس الأعلام) 2/ 473، 474، والزهد لابن المبارك (انظر الفهرس) (و) ، (م) ، رقم 312، والجرح والتعديل 5/ 116 رقم 527، والمستدرك 3/ 533- 546، والاستيعاب 2/ 350- 357، وتحفة الأشراف 4/ 362 و 5/ 3- 281 رقم 302، وتهذيب الكمال 698، وتاريخ بغداد 1/ 173- 175 رقم 14، والزاهر (انظر فهرس الأعلام) 2/ 611، والزيارات 19، ووفيات الأعيان 2/ 62- 64، والجمع بين رجال الصحيحين 15/ 239، وجامع الأصول 9/ 63، وأسد الغابة 3/ 290، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو الخلفاء.   [ () ] 13/ 204، والمعارف 121- 123 و 196 و 209 و 267 و 282 و 589، وتاريخ العظيمي 87 و 174 و 175 و 184 و 189 و 274، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 323، والحلّة السيراء 1/ 20- 24 رقم 3، وأخبار مكة (انظر فهرس الأعلام) 1/ 407 و 2/ 350، والشعر والشعراء 286 و 410 و 615 و 732، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) 2/ 586، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) (انظر فهرس الأعلام) 2/ 538، 539، والبدء والتاريخ 5/ 105، 106، ومسند أبي عوانة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 420، ولباب الآداب (انظر فهرس الأعلام) 490، وصفة الصفوة 1/ 314- 319، وطبقات الفقهاء للشيرازي 48، 49، ونكت الهميان 180- 182، والوافي بالوفيات 17/ 231- 234 رقم 215، والبداية والنهاية 8/ 295- 307، ومرآة الجنان 1/ 143، وسير أعلام النبلاء 3/ 331- 359 رقم 51، وتذكرة الحفّاظ 1/ 40، 41 رقم 18، ومعرفة القراء الكبار 1/ 45، 46 رقم 9، وطبقات علماء إفريقية وتونس 74، لأبي العرب القيرواني، تحقيق علي الشابي ونعيم حسن اليافي- تونس 1968، والعبر 1/ 76، والكاشف 2/ 90 رقم 2832، وتلخيص المستدرك 3/ 533- 546، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 77، والمغازي (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 763، والسيرة النبويّة (من تاريخ الإسلام) الفهرس 631، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) الفهرس 714، 715، والوفيات لابن قنفذ 76، 77 رقم 68 و 84 رقم 87 والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) 1/ 479 و 2/ 506، ودول الإسلام 1/ 51، والفائق في غريب الحديث للزمخشري- تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم- القاهرة 1945- 1947- ج 1/ 642، 643، وشمائل الرسول لابن كثير- تحقيق مصطفى عبد الواحد- القاهرة 1967- ص 50، 51، ونثر الدرّ للآبي- تحقيق محمد علي القرني- مطبعة الهيئة المصرية العامة، القاهرة 1980، 1981- ج 1/ 404 و 405 و 408، 409 و 415 وعيون أخبار الرضا- للشيخ الصدوق- طبعة قم 1377 هـ- ج 1/ 317، ومكارم الأخلاق، للطبرسي- مصر 1303 هـ. - ص 5 و 10، والبصائر والذخائر، لأبي حيّان التوحيدي- تحقيق د. إبراهيم الكيلاني- دمشق 1964- 1968 ج 2/ 194 و 431 و 461 و 3/ 608، والحكمة الخالدة (جاويدان خرد) لمسكويه- تحقيق د. عبد الرحمن بدوي- القاهرة 1952- ص 132، ومحاضرات الأبرار لابن عربي- طبعة دار اليقظة العربية 1968- ج! / 150، 151، والبيان والتبيين 1/ 123 و 235 و 2/ 94 و 3/ 257 وأدب الدنيا والدين للماوردي- تحقيق مصطفى السقا- القاهرة 1955- ص 33 و 104، وأخبار الدولة العباسية، لمؤرّخ مجهول- تحقيق د. عبد العزيز الدوري ود. عبد الجبار المطلبي- طبعة دار الطليعة، بيروت 1971 ص 120، والكامل للمبرّد 1/ 177 و 265 و 2/ 312، والزهرة لابن داود الأصفهاني- تحقيق د. إبراهيم السامرائي ود. نوري حمودي القيسي- بغداد 1975- ج 1/ 264، وبهجة المجالس لابن عبد البر- تحقيق محمد مرسي الخولي- طبعة دار الكتاب العربيّ، القاهرة- ج 1/ 43 و 343 و 394 و 402 و 427، و 428 و 458 والمستطرف للإبشيهي 1/ 89، و 121، ونهاية الأرب للنويري 6/ 16، وغرر الخصائص، للوطواط- طبعة بيروت 2- ص 441، وبرد الأكباد في الأعداد للثعالبي- ضمن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 وُلِدَ فِي شِعْبِ بَنِي هَاشِمٍ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَذَكَر ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ يَوْمَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ كَانَ قَدْ نَاهَزَ الاحْتِلامَ. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ فِي «صَحِيحِهِ» عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ «الْمُحْكَمَ» [1] ، فَتَحَقَّقَ هَذَا. وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِكْمَةِ مرّتين [2] .   [ () ] مجموعة خمس رسائل- طبعة الجوائب 1301 هـ. - ص 114، وكتاب الآداب لجعفر بن شمس الخلافة- القاهرة 1931- ص 28، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- القاهرة 1969- 1976- ج 6/ 357، وسراج الملوك للطرطوشي- طبعة الإسكندرية 1289 هـ. - ص 203، وعين الأدب والسياسة، لابن هذيل- طبعة مصر 1302 هـ. ص 154، ومحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء للراغب الأصبهاني- طبعة بيروت- ج 1 و 526 و 692، و 2/ 365، وكتاب ألف باء للبلوي- طبعة القاهرة 1287 هـ. - ج 1/ 19 و 22 و 25، والتمثيل والمحاضرة للثعالبي- تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو- القاهرة 1961- ص 30، وشرح مقامات الحريري للشريشي- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- القاهرة 1969- 1976 ج 286، 287، والصداقة والصديق، لأبي حيّان التوحيدي- تحقيق د. إبراهيم الكيلاني- دمشق 1964- ص 45، والعقد الثمين 5/ 190، وغاية النهاية 1/ 425، 426 رقم 1791، والإصابة 2/ 330- 334 رقم 4781، وتهذيب التهذيب 5/ 276- 279 رقم 474، وتقريب التهذيب 1/ 425 رقم 404، والنكت الظراف 4/ 364 و 5/ 4- 279، والمطالب العالية 4/ 114، والنجوم الزاهرة 1/ 182، وخلاصة تذهيب التهذيب 172، والتحفة اللطيفة 2/ 430، وتدريب الراويّ للسيوطي 2/ 217، وحسن المحاضرة 1/ 214، وطبقات الحفاظ 10، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 332، 233، وشذرات الذهب 1/ 75، 76. [1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 253 و 287 و 337 و 357، والطيالسي في مسندة 2/ 148، والطبراني (10577) . [2] أخرج البخاري في العلم (1/ 155) باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «اللَّهمّ علّمه الكتاب» و 7/ 78 في فضائل الصحابة، باب ذكر ابن عباس، و 13/ 208 في أول كتاب الاعتصام، والترمذي (3824) ، وابن ماجة (166) ، والطبراني (10588) ، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 29 وكلهم من طريق: خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ضمّني النبي صلّى الله عليه وسلّم 7 لي صدره وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة» . وأخرجه ابن سعد في طبقاته 2/ 365 من طريق: عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس قال: دعاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمسح على ناصيتي وقال: «اللَّهمّ علّمه الحكمة وتأويل الكتاب» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 150 وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِيهِ الْعَبَّاسِ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. رَوَى عَنْهُ: أَنَسٌ، وَغَيْرُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَابْنُهُ عَلِيٌّ، وَمَوَالِيهِ الْخَمْسَةُ: كريب، وعكرمة، ومقسم، وأبو معبد نافذ [1] ، وَدَفِيفٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَعُرْوَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ [2] ، وَالْقَاسِمُ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَأَبُو صَالِحٍ بَاذَامُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَأَخُوهُ سَعِيدٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، وَالضَّحَّاكُ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَمَعْتُ الْمُحْكَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُبِضَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ حِجَجٍ [3] ، قُلْتُ: وَمَا «الْمُحْكَمُ» ؟ قَالَ: «الْمُفَصَّلُ» . خَالَفَهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: فَرَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَأَنَا خَتِينٌ [4] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ، وَأَنَا قَدْ نَاهَزْتُ الاحْتِلامَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بمنى [5] .   [1] في الأصل «ناقد» والتصحيح من: خلاصة التذهيب. [2] في الأصل «أبو حمزة» والتصحيح من مصادره. [3] انظر تخريج هذا الحديث قبل قليل. [4] أخرجه الطيالسي في المسند 2/ 149، والحاكم في المستدرك 3/ 533، والطبراني (10578) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 285. [5] أخرجه البخاري في سترة المصلّي 1/ 472 باب الإمام سترة من خلفه، وفي صفة الصلاة باب وضوء الصبيان، وفي الحج: باب حجّ الصبيان، وفي العلم. باب: متى يصحّ سماع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ عِنْدَنَا أَنَّهُ وُلِدَ فِي الشِّعْبِ. وَقَدْ ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدِيثَ أَبِي بِشْرٍ الْمَذْكُورَ فَقَالَ: هَذَا عِنْدِي حَدِيثٌ وَاهٍ، وَحَدِيثُ أَبِي إِسْحَاقَ يُوَافِقُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: غَزَا ابْنُ عَبَّاسٍ إِفْرِيقِيَّةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ خَمْسَةَ عَشَرَ نَفْسًا. وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ [1] : وُلِدَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ، قَالَ: وَكَانَ أَبْيَضَ طَوِيلا مشربا صفرة، جسيما، وَسِيمًا، صَبِيحًا، لَهُ وَفْرَةٌ، يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ لَنَا عَطَاءٌ: مَا رَأَيْتُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ إِلا ذَكَرْتُ وَجْهَ ابن عباس. وقال إبراهيم بن الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ إِذَا مَرَّ فِي الطَّرِيقِ قَالَتِ النِّسَاءُ عَلَى الْحِيطَانِ: أَمَرَّ الْمِسْكُ أَمْ مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ؟. وَقَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ [2] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَوَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلا، فَقَالَ: «مَنْ وَضَعَ هَذَا» ؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ وَفَقِّهْهُ فِي الدِّينَ» [3] . وَقَالَ وَرْقَاءُ: ثَنَا عُبْيَدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: وضعت   [ () ] الصغير، ومسلم في الصلاة (504) باب سترة المصلّي، ومالك في الموطّأ (1/ 155) في قصر الصلاة في السفر، باب الرخصة في المرور بين يدي المصلّي، وأحمد في المسند 1/ 264، والطبري في المنتخب من ذيل المذيّل 524. [1] في الأصل «ابن منذة» . [2] في الأصل «خيثم» . [3] إسناده صحيح، أخرجه أحمد في المسند 1/ 266 و 314 و 328 و 335، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 494 وابن سعد في الطبقات 2/ 365، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 28، والطبراني (10587) ، والحاكم في المستدرك 3/ 534 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءًا فَقَالَ: «اللَّهمّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ» [1] . وَرَوَى أَبُو مَالِكٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ، وَدَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحِكْمَةِ مَرَّتَيْنِ [2] . أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ زَاجٌ: ثَنَا سَعْدَانُ الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ [3] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْلُبُ الْإِدَامَ، وَعِنْدَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: «هُوَ ابْنُ عَبَّاسٍ» ، قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَاسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ حَبْرُ أُمَّتِكَ، أَوْ قَالَ: حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَارِ [4] . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ ثِقَةٌ، رَوَاهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَرْوَزِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ. قُلْتُ: جَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صُوَرَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، فَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لَنْ يَمُوتَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى يَذْهَبَ بَصَرُهُ» ، فَكَانَ كَذَلِكَ [5] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنَ حُكَيْمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: هَلُمَّ نَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ، فَقَالَ: يَا عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكِ، وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله من ترى! فترك الرَّجُلَ [6] وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمُسَألَةِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثَ عَنِ الرَّجُلِ، فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ، فَتَسْفِي الرِّيحُ عَلَى التُّرَابِ فيخرج فيراني، فيقول:   [1] أنساب الأشراف 3/ 37. [2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 365، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 28، والترمذي (3823) . [3] في الأصل «الحنيفي» . [4] حلية الأولياء 1/ 316. [5] أخرجه الطبراني في أطول مما هنا (10586) والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 276. [6] في الطبقات، والمستدرك «فتركت» ، وفي سير أعلام النبلاء 3/ 343 «فترك ذلك» وكذا في البداية والنهاية، أما في مجمع الزوائد «فركبت» وهو تحريف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، أَلا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيكَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَأَسْأَلُكَ، قَالَ: فَعَاشَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ، فَقَالَ: هَذَا الْفَتَى أَعْقَلُ منّي [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ قَدْ وَجَدُوا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِدْنَائِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ دُونَهُمْ، قَالَ: وَكَانَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنِّي سَأُرِيكُمُ الْيَوْمَ مِنْهُ مَا تَعْرِفُونَ فَضْلَهُ بِهِ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّوَرَةِ إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ 110: 1 [2] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَمْرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ إِذَا رَأَى النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا أَنْ يَحْمَدَهُ وَيَسْتَغْفِرَهُ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَعْلَمَهُ مَتَّى يَمُوتُ. قَالَ: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفْواجاً 110: 1- 2 [3] فَهِيَ آيَتُكَ مِنَ الْمَوْتِ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ 110: 3 [4] . وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَأْذَنُ لِي مَعَ أَهْلِ بَدْرٍ. وَقَالَ الْمُعَافَى بْنُ عِمَرانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأَسْأَلُ عَنِ الأَمْرِ الْوَاحِدِ ثَلاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كان ابن عباس من الإسلام   [1] طبقات ابن سعد 2/ 367، 368، والمعرفة والتاريخ 1/ 542، والمستدرك 3/ 538 وإسناده صحيح، وصحّحه الحاكم ووافقه الذهبي في التلخيص، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 277 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. [2] أول سورة النصر. [3] سورة النصر، الآيتان 1 و 2. [4] سورة النصر، الآية 3، والحديث أخرجه بسنده البلاذري 3/ 33، وأخرجه البخاري في المغازي 8/ 99 باب منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وباب مرض النبي صلّى الله عليه وسلّم ووفاته، وفي التفسير، باب قوله فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ 110: 3، وأخرجه أحمد في المسند 1/ 337، 338، والترمذي (3362) ، والطبراني (10616) و (10617) ، وابن جرير الطبري في التفسير 30/ 333، والحاكم في المستدرك 3/ 539، وأبو نعيم في الحلية 1/ 316، 317، والسيوطي في الدرّ المنثور 6/ 407. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 بِمَنْزِلٍ، وَكَانَ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَنْزِلٍ، وَكَانَ يَقُومُ [1] عَلَى مِنْبَرِنَا هَذَا، فَيَقْرَأُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ، فَيُفَسِّرُهَا آيَةً آيَةً، وَكَانَ عُمَرُ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ: ذَاكُمْ فَتَى الْكُهُولِ، لَهُ لِسَانٌ سَئُولٌ، وَقَلْبٌ عَقُولٌ [2] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُّ الْقُرْآنِ أَعْلَمُهُ إِلا الرَّقِيمَ، وَغِسْلِينَ، وَحَنَانًا [3] . وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ لابْنِ عَبَّاسٍ: لَقَدْ عَلِمْتَ عِلْمًا مَا عَلِمْنَاهُ [4] . سَنَدُهُ صَحِيحٌ. وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ قال: كَانَ عُمَرُ يَسْتَشِيرُ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي الأَمْرِ يَهُمُّهُ وَيَقُولُ: غَوَّاصٌ [5] . وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ عُمَرُ: لا يَلُومُنِي أَحَدٌ عَلَى حُبِّ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ إِنَّ عُمَرَ يُدْنِيكَ، فَاحْفَظْ عَنِّي ثَلاثًا: لا تُفْشِيَنَّ لَهُ سِرًّا، وَلا تَغْتَابَنَّ عِنْدَهُ أَحَدًا، وَلا يُجَرِّبَنَّ عَلَيْكَ كَذِبًا [6] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ: حَرَّقَ عَلَيَّ نَاسًا ارْتَدُّوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحَرِّقْهُمْ بِالنَّارِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ» وَلَقَتَلْتُهُمْ، لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَقَالَ: وَيْحَ ابْنَ أُمِّ الْفَضْلِ، إِنَّهُ لَغَوَّاصٌ على الهنات [7] .   [1] في طبعة القدسي 33 «يقدم» . [2] أخرجه الطبراني (10620) ، وأبو نعيم في الحلية 1/ 318، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 37، ونسبه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 277 إلى الطبراني، وقال: وأبو بكر الهذلي ضعيف. [3] زاد في: البداية والنهاية «والأواه» والحديث أخرجه الطبراني 15/ 199 من طريق عبد الرزاق. [4] أنساب الأشراف 3/ 37. [5] في: سير أعلام النبلاء 3/ 346: «غص غوّاص» . [6] نسب قريش 36، أنساب الأشراف 3/ 51، المعرفة والتاريخ 1/ 533، 534، المعجم الكبير (1069) ، حلية الأولياء 1/ 318. [7] إسناده صحيح، وهو في المعرفة والتاريخ 1/ 516، وأخرجه البخاري في الجهاد 6/ 106 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 وَعَنْ سَعْدِ [1] بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْضَرَ فَهْمًا، وَلا أَلَبَّ لُبًّا، وَلا أَكْثَرَ عِلْمًا، وَلا أَوْسَعَ حِلْمًا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ يَدْعُوهُ لِلْمُعْضِلاتِ، فَلا يُجَاوِزُ قَوْلَهُ، وَإِنَّ حَوْلَهُ لأَهْلُ بَدْرٍ [2] . وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقَدْ أُعْطِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَهْمًا وَلَقَنًا [3] وَعِلْمًا، وَمَا كُنْتُ أَرَى عُمَرَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا [4] . هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ مِنْ رِوَايَةِ الْوَاقِدِيِّ. وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَسْنَانَنَا مَا عَشِرَهُ مِنَّا أَحَدٌ [5] . وَفِي لَفْظٍ: مَا عَاشَرَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَكَذَا قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَغَيْرُهُ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَو أَنَّ هَذَا الْغُلامَ أَدْرَكَ مَا أَدْرَكْنَا، مَا تَعَلَّقْنَا مَعَهُ بِشَيْءٍ. قَالَ الأَعْمَشُ: وَسَمِعْتُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: وَلَنِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ [6] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن بسر [7] بن سعيد، عن   [ () ] باب: لا يعذّب بعذاب الله، و 12/ 237 في استتابة المرتدّين، باب حكم المرتدّ والمرتدّة، والنسائي في تحريم الدم 7/ 104، باب الحكم في المرتدّ، وأبو داود في أول الحدود (4351) ، والحاكم في المستدرك 3/ 538، والبلاذري في أنساب الأشراف 3/ 35 من طرق وألفاظ مختلفة. [1] في طبعة القدسي 33 «سعيد» وهو غلط. [2] طبقات ابن سعد 2/ 369. [3] في الأصل مهملة. [4] طبقات ابن سعد 2/ 370. [5] إسناده صحيح، وهو في: طبقات ابن سعد 2/ 366، والمعرفة والتاريخ 1/ 495، والمستدرك 3/ 537. [6] طبقات ابن سعد 2/ 366، المعرفة والتاريخ 1/ 495، المستدرك 3/ 537 وفيه قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في التلخيص. [7] في طبعة القدسي 34 «بشر» بالشين المعجمة، وهو تحريف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 مُحَمَّدِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ، وَكَانَ عِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَامَ فَقَالَ: هَذَا يَكُونُ حَبْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَرَى عَقْلا وَفَهْمًا، وَقَدْ دَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفَقِّهَهُ فِي الدِّينِ. وقال الواقدي: ثنا أبو بكر ابن أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: مَوْلاكَ [1] وَاللَّهِ أَفْقَهُ مَنْ مَاتَ وَمَنْ عَاشَ. وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتِ: ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالْحَجِّ [2] . وَقَالَ مُجَاهِدٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ، وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ، كَانَ يُسمَّى الْبَحْرَ لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ [3] . وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَدْ فَاتَ النَّاسَ بِخِصَالٍ: بِعِلْمِ مَا سُبِقَ إِلَيْهِ، وَفِقْهٍ فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ، وَحِلْمٍ وَنَسَبٍ وَنَائِلٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ بِمَا سَبَقَهُ مِنْ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا بِقَضَاءِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، مِنْهُ، وَلا أَعْلَمُ بِمَا مَضَى، وَلا أَثْقَبَ رَأْيًا فِيمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ كُنَّا نَحْضُرُ عِنْدَهُ، فَيُحَدِّثُنَا الْعَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي الْمَغَازِي، وَالْعَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي النَّسَبِ، وَالْعَشِيَّةَ كُلَّهَا فِي الشِّعْرِ. رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ [4] ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ [5] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْهُ. وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قُلْتُ: أَجْمَلُ النَّاسِ، وَإِذَا نَطَقَ قُلْتُ: أَفْصَحُ النَّاسِ، وَإِذَا تَحَدَّثَ قُلْتُ: أَعْلَمُ النَّاسِ [6] . وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: مَا رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ ابن عباس باطلا قطّ.   [1] في طبعة القدسي 34: «سمعت معاوية يقول: مات» . وهو يعتمد على: البداية والنهاية لابن كثير، وما أثبتناه عن: طبقات ابن سعد 2/ 370. [2] طبقات ابن سعد 2/ 369، المعرفة والتاريخ 1/ 495. [3] أنساب الأشراف 3/ 33، المستدرك 3/ 535، حلية الأولياء 1/ 316. [4] في طبقاته 2/ 368. [5] في الأصل «الزياد» . [6] أنساب الأشراف 3/ 30. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 وَقَالَ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا نَزَلَ قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ، وَيُرَتِّلُ الْقُرْآنَ حَرْفًا حَرْفًا، وَيُكْثِرُ فِي ذَلِكَ مِنَ النَّشِيجِ وَالنَّحِيبِ. وَقَالَ مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ دِرْهَمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَسْفَلَ مِنْ عَيْنَيْهِ [1] مِثْلَ الشِّرَاكِ الْبَالِي مِنَ الْبُكَاءِ [2] . وَجَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَصُومُ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ. وَقَدْ وَلِيَ الْبَصْرَةَ لِعَلِيٍّ، وَشَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، فَكَانَ عَلَى مَيْسَرَتِهِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَكْرَمَهُ وَأَجَازَهُ. وَجَاءَ أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ حِلَّةً بِأَلْفِ دِرْهَمٍ. أَبُو جَنَابٍ [3] الْكَلْبِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ شَهِدَ الْجَمَلَ مَعَ عَلِيٍّ. وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَقَامَ عَلِيٌّ بَعْدَ الْجَمَلِ خَمْسِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَاسْتَخْلَفَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَلَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ حَمَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَبْلَغًا مِنَ الْمَالِ وَلَحِقَ بِالْحِجَازِ، وَاسْتُخْلِفَ عَلَى الْبَصْرَةِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يعتم [4] بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ خُرْقَانِيَّةٍ، وَيُرْخِيهَا شِبْرًا. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا اتَّزَرَ أَرْخَى مُقَدَّمَ إِزَارِهِ، حَتَّى تَقَعَ حَاشِيَتَهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ. ابْنُ جُرَيْجٍ: أنبأ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَنْهَى عَنْ كِتَابِ الْعِلْمِ، وَأنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أَضَلَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْكُتُبُ. حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَطَّافِ- وَهُوَ وَاهٍ-، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قيّدوا العلم بالكتب.   [1] في الأصل «وأسفل بن عيينة» . [2] أنساب الأشراف 3/ 38. [3] في الأصل: «أبو خباب» . [4] في طبعة القدسي 35 «يقيم» وهو تحريف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 نَافِعُ بْنُ عُمَرَ: ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُمْ كَلَّمُوا ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْ يَحِجَّ بِهِمْ وَعُثْمَانَ مَحْصُورٌ فَدَخَلَ عَلَيْهِ فأَخْبَرَهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَحِجَّ بِالنَّاسِ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قَدِمَ وَجَدَ عُثْمَانَ قَدْ قُتِلَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: إنْ أَنْتَ قُمْتَ بِهَذَا الأَمْرِ الآنَ أَلْزَمَكَ النَّاسُ دَمَ عُثْمَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ عَرَّفَ بِالْبَصْرَةِ [1] ابْنُ عَبَّاسٍ، كَانَ مَثِجًا [2] ، كَثِيرَ الْعِلْمِ، قَالَ: فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَفَسَّرَهَا آيَةً آيَةً [3] . ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا سُئِلَ عَنِ الأَمْرِ، فَإِنْ كَانَ فِي الْقُرْآنِ أَوِ السُّنَّةِ أَخْبَرَ بِهِ، وَإِلا اجْتَهَدَ رَأْيَهُ [4] . حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ [5] ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَيُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ قَالا: مَا نُحْصِي مَا سَمِعْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ يُسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ مِنَ الْقُرْآنِ، فَيَقُولُ: هُوَ كَذَا، أَمَا سَمِعْتَ الشَّاعِرَ يَقُولُ: كَذَا وَكَذا [6] . أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ صَوْمُكَ؟ قَالَ: أَصُومُ الاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ. مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَلْبَسُ الْخَزَّ، وَيَكْرَهُ الْمُصْمَتَ مِنْهُ [7] . أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ: رَأَيْتُ إزار ابن عباس إلى أنصاف ساقيه [8] .   [1] كان يصعد المنبر يوم عرفة، ويجتمع أهل البصرة حوله، فيفسّر شيئا من القرآن ويذكّر الناس من بعد العصر إلى الغروب، ثم ينزل فيصلّي بهم المغرب، كما في البداية والنهاية. [2] أي كان يصبّ الكلام صبّا. [3] أنساب الأشراف 3/ 34، طبقات ابن سعد 2/ 367. [4] أنساب الأشراف 3/ 32، طبقات ابن سعد 2/ 366. [5] في طبعة القدسي 35 «الحمادان عن علي بن زيد» ، والتصويب من أنساب الأشراف. [6] أنساب الأشراف 3/ 32 وفيه «أما سمعتم الشاعر» ، وكذا في طبقات ابن سعد 2/ 367. [7] المصمت: الّذي جميعه إبريسم لا يخالطه قطن ولا غيره. [8] الحديث في سير أعلام النبلاء 3/ 355 بأطول مما هنا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 شَريِكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ طَوِيلَ الشَّعْرِ أَيَّامَ مِنًى، أَظُنَّهُ قَصَّرَ، وَرَأَيْتُ فِي إِزَارِهِ بَعْضَ الْإِسْبَالِ. ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُصَفِّرُ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ. يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُثْمَانُ عَلَى الْحَجِّ وَهُوَ مَحْصُورٌ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا صَدَرَ عَنِ الْمَوْسِمِ إِلَى الْمَدِينَةِ، بَلَغَهُ وَهُوَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ قَتْلُ عُثْمَانَ، فَجَزِعَ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: يا ليتني لا أصل حتى يأتيني قَاتِلُهُ فَيَقْتُلُنِي، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ خَرَجَ مَعَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ، يَعْنِي فِي وَقْعَةِ الْجَمَلِ، وَلَمَّا سَارَ الْحُسَيْنُ إِلَى الْكُوفَةِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لابْنِ الزُّبَيْرِ، وَقَدْ لَقِيَهُ بِمَكَّةَ: خَلا لك والله يا بن الزُّبَيْرِ الْحِجَازُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا تَرَوْنَ إِلا أَنَّكُمْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ، وتكالما حتى علت أصواتهما، حَتَّى سكَّنَهُمَا رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الْحَنَفِيَّةَ قَدْ نَزَلا بِمَكَّةَ فِي أَيَّامِ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَطَلَبَ مِنْهُمَا أَنْ يُبَايِعَاهُ، فَامْتَنَعَا وَقَالا: أَنْتَ وَشَأْنُكَ لا نَعْرِضُ لَكَ وَلا لِغَيْرِكَ. وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَلَحَّ عَلَيْهِمَا فِي الْبَيْعَةِ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَتُبَايِعَنَّ أَوْ لأَحُرِّقَنَّكُمْ بِالنَّارِ، فَبَعَثَا أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ إِلَى شِيعَتِهِمْ بِالْكُوفَةِ، فَانْتَدَبَ أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَسَارُوا فَلَبِسُوا السِّلاحَ حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ، وَكَبَّرُوا تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا النَّاسُ، وَانْطَلَقَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنَ الْمَسْجِدِ هَارِبًا، وَيُقَالُ: تَعَلَّقَ بِالأَسْتَارِ، وَقَالَ: أَنَا عَائِذُ اللَّهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: فَمَثُلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَقَدْ عَمِلَ حَوْلَ دُورِهِمُ الْحَطَبَ لِيَحْرَقَهَا، فَخَرَجْنَا بِهِمْ حَتَّى نَزَلْنَا بِهِمُ الطَّائِفَ. قُلْتُ: فَأَقَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ سَنَةً أَوْ سنَتَيْنِ لَمْ يُبَايِعْ أَحَدًا. وَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ لَمَّا دُفِنَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْيَوْمُ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ [1] . رَوَاهُ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي كُلْثُومٍ، عنه.   [1] طبقات ابن سعد 2/ 368، أنساب الأشراف 3/ 54، المستدرك 3/ 543. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 وَقَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَاءَ طَائِرٌ أَبْيَضُ فَدَخَلَ فِي أَكْفَانِهِ [1] . وَرَوَى عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نحوه، وزاد: فما رئي تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ. قَالَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. رَوَى الْوَاقِدِيُّ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ عَاشَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بنِ يَسَارٍ قَالَ: لَمَّا أدرج ابن عباس في كفنه دخل فيه طائر أبيض، فما رئي حَتَّى السَّاعَةِ. عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ بُجَيْرِ [بْنِ] [3] أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مَاتَ بِالطَّائِفِ، فَلَمَّا أُخْرِجَ بِنَعْشِهِ، جَاءَ طَائِرٌ عَظِيمٌ أَبْيَضُ مِنْ قِبَلِ وَجٍّ [4] حَتَّى خَالَطَ أَكْفَانَهُ، فَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ ذَهَبَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 55- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ [5] ابْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرحمن، القرشي   [1] أنساب الأشراف 3/ 54، المستدرك 3/ 543 وكانوا يرون أن الطائر هو علمه. [2] المنتخب من ذيل المذيّل 524 و 525. [3] ساقطة من طبعة القدسي 37. [4] وجّ: بالفتح ثم التشديد. الوجّ هو يوم الطائف. وسمّيت وجّا بوج بن عبد الحق من العمالقة، وقيل من خزاعة. (معجم البلدان 5/ 361) . [5] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ) في: طبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/ 261- 268 و 7/ 494، ونسب قريش 411، والمحبّر 293، والتاريخ لابن معين 2/ 322، 323، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 131، و 2/ 230 و 4/ 136 و 289، والبرصان والعرجان 37 و 154 و 286 و 344، وعيون الأخبار 2/ 95 و 3/ 21 و 23، والمعارف 286 و 287 و 592، وتاريخ خليفة 159 و 195 و 218، وطبقات خليفة 26 و 139 و 299، والتاريخ الكبير 5/ 5 رقم 6، والمعرفة والتاريخ 1/ 251، والمغازي للواقدي 203 و 313 و 850 و 1021 و 1042 و 1114، ومسند أحمد 2/ 158، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 9، وأنساب الأشراف 1/ 168 و 169 و 313، و 3/ 5، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 السَّهْمِيُّ مِنْ نُجَبَاءِ الصَّحَابَةِ وَعُلَمَائِهِمْ. كَتَبَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَثِيرَ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: حَفِيدُهُ شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ، وَطَاوُسٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ وَمُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَعَطَاءٌ،   [ () ] وق 4 ج 1/ 60 و 63 و 95 و 126 و 127 و 493، وفتوح البلدان 65 و 165 و 166 و 249 و 264 و 267، وأخبار القضاة 3/ 223، 224، والأخبار الطوال 157 و 172 و 196، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 142 و 262 و 401 و 2/ 332 و 333 و 501 و 3/ 86 و 92 و 188 و 4/ 109 و 144 و 270 و 357 و 558 و 560 و 563 و 5/ 41 و 166 و 181 و 229 و 335 و 387 و 476، والعقد الفريد 2/ 217 و 375 و 376 و 4/ 341، والجرح والتعديل 5/ 116 رقم 529، ومشاهير علماء الأمصار 55 رقم 377، وحلية الأولياء 1/ 283- 292 رقم 43، وتاريخ الثقات للعجلي 270 رقم 857، والثقات لابن حبّان 3/ 210، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1677 و 1705 و 1816، وجمهرة أنساب العرب 163، وثمار القلوب 88، والزيارات 51، والاستيعاب 2/ 346- 349، والمستدرك 3/ 526- 528، وطبقات الفقهاء 50، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 399، وتاريخ دمشق (مصوّرة المجمع العلمي عن نسخة موسكو) 205- 272، وصفة الصفوة 1/ 270- 273، وتلقيح فهوم أهل الأثر 363، وأسد الغابة 3/ 233- 235، والكامل في التاريخ 2/ 78 و 136 و 3/ 109 و 163 و 274 و 275 و 279 و 311 و 413 و 455 و 4/ 210، ووفيات الأعيان 3/ 265 و 7/ 215، والزاهر للأنباري 1/ 522 و 556، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 17- 20 رقم 2، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 281، 282 رقم 242، والزهد لابن المبارك 46 و 130 و 2/ 212 و 245 و 267 و 281 و 426 و 488 و 522 و 558 و 561 وانظر فهرس الأعلام أيضا (ن) ، وتهذيب الكمال 716، وتحفة الأشراف 6/ 278- 400 رقم 310، وتاريخ العظيمي 77- 179، والبدء والتاريخ 5/ 107، والمعين في طبقات المحدّثين 24، ودول الإسلام 1/ 50، وتاريخ الإسلام (المغازي) 21 و 596، و (السيرة) 545، (وعهد الخلفاء الراشدين) 57 و 367 و 385 و 406 و 479 و 578، والعبر 1/ 72، وسير أعلام النبلاء 3/ 79- 94 رقم 17، وتذكرة الحفاظ 1/ 39، وتلخيص المستدرك 3/ 526- 528، ومرآة الجنان 1/ 141، والبداية والنهاية 8/ 263، 264، والوفيات لابن قنفذ 75 رقم 65، والوافي بالوفيات 17/ 380- 382 رقم 311، ومجمع الزوائد 9/ 354، والعقد الثمين 5/ 223، وغاية النهاية 1/ 439 رقم 1835، والإصابة 2/ 351، 352 رقم 4847، وتهذيب التهذيب 5/ 327، 328 رقم 575، وتقريب التهذيب 1/ 436 رقم 502، والنكت الظراف 6/ 278- 399، والكاشف 2/ 101 رقم 2913، وحسن المحاضرة 1/ 215 رقم 161، وخلاصة تذهيب التهذيب 176، وشذرات الذهب 1/ 73، وطبقات الحفاظ 118 رقم 19، والنجوم الزاهرة 1/ 171. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 162 وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ [1] ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَوَهْبُ بْنُ مُنَبَّهٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَأَسْلَمَ قَبْلَ أَبِيهِ، وَلَمْ يَكُنْ أَصْغَرَ مِنْ أَبِيهِ إِلا بِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَقِيلَ: بِإِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. وَكَانَ وَاسِعَ الْعِلْمِ، مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةَ، عَاقِلا يَلُومُ أَبَاهُ عَلَى الْقِيَامِ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِأَدَبٍ وَتُؤَدَةٍ. قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ رجُلا سَمِينًا. وقال علي بن زيد بن جدعان [2] ، عن الْعُرْيَانِ [3] بْنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: وَفَدْتُ مَعَ أَبِي إِلَى يَزِيدَ، فَجَاءَ رَجُلٌ طُوَالٌ، أَحْمَرُ، عَظِيمُ الْبَطْنِ، فَقُلْتُ: مَنْ ذَا؟ قِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو [4] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ» [5] . وَرَوَى نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُهُ كُلَّهُ فِي لَيْلَةٍ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْهُ فِي شَهْرٍ» ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعُ من قوّتي وشبابي، فأبى [6] .   [1] مهمل في الأصل. [2] في الأصل «جذعان» . [3] مهمل في الأصل. [4] طبقات ابن سعد 4/ 265 و 266 و 7/ 495، تاريخ دمشق (مصوّرة المجمع) 219. [5] أخرجه أحمد في المسند 1/ 161 من طريق: وكيع، حدثنا نافع بن عمر، وعبد الجبار بن الورد، بهذا الإسناد، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، لأن ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة، وأخرجه الترمذي (3845) مختصرا، وذكره ابن عساكر 220. [6] أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 84، ومسلم (1159/ 184) من طريق أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ القرآن في كل شهر» قال: قلت: إني أجد قوّة، قال: «فاقرأه في عشرين ليلة» ، قال: قلت: إني أجد قوّة، قال: «فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 وَقَالَ أَحْمَدُ فِي: «مُسْنَدِهِ» : ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ [1] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ فِي أَحَدِ إِصْبَعَي سَمْنًا، وَفِي الأُخْرَى عَسَلا، وَأَنَا أَلْعَقُهُمَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «تَقْرَأُ الْكِتَابَيْنِ: التَّوْرَاةَ وَالْفُرْقَانَ» ، فَكَانَ يَقْرَأُهُمَا [2] . وَعَنْ شُفَيٍّ [3] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَ مَثَلٍ [4] . وَقَالَ أَبُو قَبِيلٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ مَا يَقُولُ [5] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَإِنِّي لا أَقُولُ إِلا حَقًّا» [6] . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر حديثا منّي، إلّا ما كان من عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لا أَكْتُبُ [7] . وَقَالَ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَتَنَاوَلْتُ صَحِيفَةً تَحْتَ رَأْسِهِ، فَتَمَنَّعَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: تَمْنَعُنِي شَيْئًا مِنْ كُتُبِكَ! فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصحيفة الصادقة التي سمعتها من   [1] في الأصل «الغافري» ، والتصحيح من الخلاصة. [2] أخرجه أحمد في المسند 2/ 222، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 286، وابن عساكر في تاريخ دمشق (المصوّر) 228. [3] بفاء، مصغّرا، هو ابن ماتع الأصبحي. [4] تاريخ دمشق 230. [5] تاريخ دمشق 230. [6] أخرجه أحمد في المسند 2/ 207 و 215، والرامهرمزيّ في المحدّث الفاضل رقم (316) ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم 89، وأبو زرعة في تاريخه 1516، والخطيب في تقييد العلم 77، وابن عساكر في تاريخ دمشق 231، 232، والحاكم في المستدرك 1/ 105، 106، والدارميّ 1/ 125، وأبو داود (3646) . [7] أخرجه البخاري في العلم 1/ 184 باب كتابة العلم، والرامهرمزيّ في: المحدّث الفاصل، رقم 328، والخطيب في: تقييد العلم 82، وابن عساكر في تاريخ دمشق 235. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 164 رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَحَدٌ، فَإِذَا سَلِمَ لِي كِتَابُ اللَّهِ، وَسَلِمَتْ لِي هَذِهِ الصَّحِيفَةُ وَالْوَهْطُ، لَمْ أُبَالِ مَا ضَيَّعْتُ [1] الدُّنْيَا [2] . الْوَهْطِ: بُسْتَانُه بِالطَّائِفِ. وَقَالَ عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لأَنْ أَكُونَ عَاشِرَ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ عَاشِرَ عَشَرَةَ أَغْنِيَاءَ، فَإِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا، يَقُولُ: يَتَصَدَّقُ يَمِينًا وَشِمَالا [3] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَصْنَعُ الْكُحْلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ يُطْفِئُ السِّرَاجَ ثُمَّ يَبْكِي، حَتَّى رَسِعَتْ [4] عَيْنَاهُ [5] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي فَقَالَ: «أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَكَلَّفْتَ قِيَامَ اللَّيْلِ وَصِيَامَ النَّهَارِ» ؟ قُلْتُ: إِنِّي لأَفْعَلُ. قَالَ: «إِنَّ مَنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ» ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [6] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى مَيْمَنَةِ مُعَاوِيَةَ بِصِفِّينَ، وَقَدْ وَلاهُ مُعَاوِيَةُ   [1] في طبعة القدسي 38 «صنعت» . [2] اختصره ابن سعد في الطبقات 2/ 73) و 4/ 262، وهو في تاريخ دمشق لابن عساكر 236. [3] حلية الأولياء 1/ 288، تاريخ دمشق 241، 242. [4] في الأصل «راسعت» ، والتصويب من تاج العروس، حديث قال: رسعت عينه: التصقت أجفانها. [5] حلية الأولياء 1/ 290، تاريخ دمشق 243. [6] أخرجه أحمد في المسند 2/ 200 من طريق: عبد الوهاب بن عطاء. وتمامه: «فالحسنة بعشر أمثالها، فكأنك قد صمت الدهر كله» . قلت: يا رسول الله إني أجد قوّة، وإني أحبّ أن تزيدني، فقال: «فخمسة أيام» . قلت: إني أجد قوّة. قال: «سبعة أيام» . فجعل يستزيده، ويزيده حتى بلغ النصف. وأن يصوم نصف الدهر: «إنّ لأهلك عليك حقّا، وإنّ لعبدك عليك حقّا، وإنّ لضيفك عليك حقّا» فكان بعد ما كبر وأسنّ يقول: ألا كنت قبلت رخصة النبي صلّى الله عليه وسلّم أحبّ إليّ من أهلي ومالي. ولهذا الحديث طرق مشهورة، في الصحيحين وغيرهما. [7] في التاريخ 195. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 165 الْكُوفَةَ، ثُمَّ عَزَلَهُ بِالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» : ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، كُلُّ وَاحِدٍ يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ» فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا عَمْرُو أَلا تَرُدَّ عَنَّا مَجْنُونَكَ، فَمَا بَالُكَ مَعَنَا! قَالَ: إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي «أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا» ، فَأَنَا مَعَكُمْ، وَلَسْتُ أُقَاتِلُ [1] . وَقَالَ ابْنُ أبي مليكة: قال ابن عمرو: ما لي ولصفّين، ما لي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ، لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَهَا بِعِشْرِينَ سَنَةً، أَمَّا وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا ضَرَبْتُ بِسَيْفٍ، وَلا رَمَيْتُ بِسَهْمٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتِ الرَّايَةُ بِيَدِهِ [2] . وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي رَهْطٍ مِنْ نُسَّاكِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَقُلْنَا: لَوْ نَظَرْنَا رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُحَدِّثُنَا، فَدُلِلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَأَتَيْنَا مَنْزِلَهُ، فَإِذَا قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِمِائَةِ رَاحِلَةٍ، فَقُلْنَا: عَلَى كُلِّ هَؤُلاءِ حَجَّ عَبْدُ اللَّهِ! قَالُوا: نَعَمْ، هُوَ وَمَوَالِيهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبَيْتِ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، بَيْنَ بُرْدَيْنِ قِطْريَّيْنِ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ [3] . رَوَاهُ حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ فَقَالَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ الْغَنَوِيِّ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ، وَتُوُفِّيَ بمصر على الصحيح [4] .   [1] مسند أحمد 2/ 164، وتاريخ دمشق 248. [2] طبقات ابن سعد 4/ 266، تاريخ دمشق 257. [3] طبقات ابن سعد 4/ 267. [4] كتاب الولاة للكندي 645. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 وَقِيلَ: مَاتَ بِالطَّائِفِ. وَقِيلَ: مَاتَ بِمَكَّةَ. وَقِيلَ: مَاتَ بِالشَّامِ. 56- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ [1] وَيُقَالُ: ابْنُ مَسْعُودٍ، وَيُدْعَى صَاحِبَ الْجُيُوشِ، لِأَنَّهُ كَانَ أَمِيرًا عَلَى غَزْوِ الرُّومِ. قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: له صحبة. وقال الحافظ ابن عَسَاكِرَ: لَهُ رُؤْيَةٌ، وَنَزَلَ دِمَشْقَ وَبَعَثَهُ يَزِيدُ مُقَدَّمًا عَلَى جُنْدِ دِمَشْقَ فِي جُمْلَةِ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ إِلَى الْحَرَّةِ، ثُمَّ بَايَعَ مَرْوَانَ بِالْجَابِيَةِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعَدَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهَا فِي صَلاةٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقِيلَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعَدَةَ مِنْ سَبْيِ فَزَارَةَ، وَهَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، فَأَعْتَقَتْهُ. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَانَ ابْنُ مَسْعَدَةَ شَدِيدًا فِي قِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَجَرَحَهُ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَمَا عَادَ لِلْحَرْبِ حَتَّى انْصَرَفُوا [2] . 57- عَبْدُ الله بن يزيد [3] ع ابْنِ زَيْدِ بْنِ حِصْنٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الْخَطْمِيُّ [4] ، أبو موسى، شهد   [1] انظر عن (عبد الله بن مسعدة) في: تاريخ خليفة 209، والمغازي للواقدي 565، وأنساب الأشراف 1/ 349 وق 4 ج 1/ 308 و 338 و 342 و 351 و 352، وتاريخ الطبري 2/ 643 و 5/ 134 و 135 و 287 و 334، والكامل في التاريخ 3/ 376 و 377 و 491، وأسد الغابة 3/ 367، 368، والوافي بالوفيات 17/ 604 رقم 514، والإصابة 2/ 367، 368 رقم 4952، والتاريخ لابن معين 2/ 330، والاستيعاب 2/ 327. [2] أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 351. [3] انظر عن (عبد الله بن زيد) في: مسند أحمد 4/ 307، وطبقات ابن سعد 6/ 18، وتاريخ خليفة 125 و 259، والمعارف 422 و 450، والتاريخ الكبير 5/ 12، 13 رقم 21، والمعرفة والتاريخ 1/ 216 و 217 [4] في الأصل «الحطمي» ، والتصحيح من: اللباب 1/ 379. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 الْحُدَيْبِيَةَ وَلَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَرَوَى أَحَادِيثَ عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن حُذَيْفَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ بِنْتِهِ عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَالشَّعْبِيُّ وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الصَّحَابَةِ، كَانَ الشَّعْبِيُّ كَاتِبَهُ وَشَهِدَ أَبُوهُ يَزِيدَ أُحُدًا، وَمَاتَ قَبْلَ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ أَبُو مُوسَى مَعَ عَلِيٍّ صِفَّينَ وَالنَّهْرَوانِ، وَوَلَّى إِمْرَةَ الْكُوفَةِ لابْنِ الزُّبَيْرِ، فَاسْتَكْتَبَ الشَّعْبِيَّ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ، ثُمَّ صُرِفَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ. مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَطَيْلَسَانًا مُدبَّجًا [1] . الْوَاقِدِيُّ: ثنا جَحَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، أن الْفِيلَ لَمَّا بَرَكَ عَلَى أَبِي عُبَيْدِ يَوْمَ الْجِسْرِ فَقَتَلَهُ، هَرَبَ النَّاسُ، فَسَبَقَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْخَطْمِيُّ فَقَطَعَ الْجِسْرَ وَقَالَ: قَاتِلُوا عَنْ أَمِيرِكُمْ، ثُمَّ قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ فَأَسْرَعَ السَّيْرُ، وَأَخْبَرَ عُمَرَ خَبَرَهُمْ.   [ () ] و 261 و 262 و 348، و 2/ 360، وتاريخ الثقات للعجلي 283 رقم 910، والثقات لابن حبان 3/ 225، ومشاهير علماء الأمصار 45 رقم 279، والجرح والتعديل 5/ 197 رقم 916، والتاريخ لابن معين 2/ 338، والمحبّر 379، وتاريخ الطبري 3/ 158 و 5/ 529 و 560 و 561 و 563 و 580 و 582 و 586 و 587 و 591 و 606 و 622 و 6/ 8- 10 و 34، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 353 و 400، والاستيعاب 2/ 391، والكامل في التاريخ 4/ 144 و 163 و 164 و 172 و 174 و 177- 179 و 211 و 212، وأسد الغابة 3/ 274، وتهذيب الكمال 755، وتحفة الأشراف 7/ 184- 186 رقم 323، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 107 رقم 311، والكاشف 2/ 127 رقم 3094، والوافي بالوفيات 17/ 677، 678 رقم 573، والتذكرة الحمدونية 2/ 34، والنكت الظراف 7/ 185، والإصابة 2/ 382، 383 رقم 5033، وتهذيب التهذيب 6/ 78، 79 رقم 155، وتقريب التهذيب 1/ 461 رقم 742، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وسير أعلام النبلاء 3/ 197، 198 رقم 40، وجامع التحصيل 265 رقم 405. [1] المدبّج هو الّذي زيّنت أطرافه بالديباج. والخبر في فتح الباري 10/ 267 ونسبه إلى ابن أبي شيبة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 58- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ [1] ابْنِ جَحْشِ بْنِ رَبَابٍ الأَسَدِيُّ، اسْمُ أَبِيهِ عَبْدٌ. أَدْرَكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُسَيْنُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَشَجِّ. وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ سَمْحًا جَوَّادًا، وَكَانَ أَبُوهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ: قَدِمْتُ مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيَةَ بِثِلاثِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، فَأَقَمْتُ سَنَةً، وَحَاسَبْتُ قَوَّامِي فَوَجَدْتُنِي قَدْ أَنْفَقْتُ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ، لَيْسَ بِيَدِي مِنْهَا إِلا رَقِيقٌ وَغَنَمٌ وَقُصُورٌ، فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ، فَلَقِيتُ كَعْبَ الأَحْبَارِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ مِنَ النَّخْلِ. قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَيُقَوِّي وَهْنَهُ أَنَّهُ يَقُولُ فِيهِ: فَلَقِيتُ كَعْبًا، وَكَعْبُ قَدْ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، قَبْلَ أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ بِسِنِينَ. 59- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ الزُّهْرِيُّ [2] ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الرحمن بن عوف.   [1] انظر عن (عبد الله بن أبي أحمد) في: المحبّر 69، وأنساب الأشراف 1/ 436، وتاريخ الثقات للعجلي 249 رقم 776، والجرح والتعديل 5/ 5 رقم 24، وطبقات ابن سعد 5/ 62، وتهذيب التهذيب 5/ 143، 144 رقم 247، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 180، وخلاصة تذهيب التهذيب 190. [2] انظر عن (عبد الرحمن بن أزهر) في: التاريخ الكبير 5/ 240 رقم 792، والتاريخ الصغير 65، ومشاهير علماء الأمصار 28 رقم 140، والجرح والتعديل 5/ 208، 209 رقم 983، والمغازي للواقدي 922، وطبقات خليفة 96، ومسند أحمد 4/ 88 و 350، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 118 و 142 رقم 442 و 688، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 343، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 324، وأخبار القضاة 1/ 21 و 121 و 122، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 294 رقم 342، والاستيعاب 2/ 406، والمعرفة والتاريخ 1/ 283، 284 و 356 و 357 و 368 و 414، والكاشف 2/ 138 رقم 3177، وتحفة الأشراف 7/ 190- 193 رقم 329، والنكت الظراف 7/ 191- 92، وتهذيب التهذيب 6/ 135، 136، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 863، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَشَهِدَ حُنَيْنًا. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعْبَدُ الْحَمِيدِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ. وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، وهُوَ مُقِلٌّ مِنَ الرِّوَايَةِ، لَهُ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ. 60- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأسود [1] خ د ق ابْنِ عَبْدِ يَغُوث بْنِ وَهْبٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ القرشيّ الزّهري المدني. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ- وَهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ- وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ. قِيلَ: إِنَّهُ شَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَأنَّهُ مِمَّنْ عُيِّنَ فِي حُكُومَةِ الْحَكَمَيْنِ، فَقَالُوا: لَيْسَ لَهُ وَلا لِأَبِيهِ هِجْرَةٌ، وَكَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنْ عَائِشَةَ، وَأَبُوهُ مِمَّنْ نَزَلَ فيه إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 15: 95 [2] . قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : هُوَ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبيه   [ () ] والإصابة 2/ 389، 390 رقم 5078، والمستدرك 3/ 431، وتلخيص المستدرك 3/ 431، وتهذيب الكمال 2/ 773، 774، وخلاصة تذهيب التهذيب 224، والمنتخب من ذيل المذيل 557، ونسب قريش 274. [1] انظر عن (عبد الرحمن بن الأسود) في: المحبّر 64 و 69، وطبقات خليفة 233، وتاريخ الثقات للعجلي 288 رقم 931، والثقات لابن حبان 3/ 258 و 5/ 76، وتاريخ الطبري 4/ 363- 365 و 5/ 344، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 36 و 90 و 259 و 554، والمعرفة والتاريخ 1/ 369، 370 و 403 و 2/ 560 و 659 و 685 و 3/ 73، وتهذيب الكمال 2/ 774، 775، وتحفة الأشراف 7/ 193 رقم 327، والاستيعاب 2/ 427، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 987، وطبقات ابن سعد 5/ 7، والتاريخ الكبير 5/ 253، 254 رقم 816، والكاشف 2/ 139 رقم 3180، وجامع التحصيل 269 رقم 421، والإصابة 2/ 390، 391 رقم 5081، وتهذيب التهذيب 6/ 139، 140 رقم 284، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 866، وخلاصة تذهيب التهذيب 224. [2] سورة الحجر- الآية 95. [3] في تاريخ الثقات 288. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 قَالَ: لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ، اطَّلَعَ مِنْ فَوْقِ دَارِهِ، فَذَكَرَ لَهُمْ أَنَّهُ يَسْتَعْمِلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ [1] عَلَى الْعِرَاقِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَرَكْعَتَيْنِ أَرْكَعُهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَةِ الْعِرَاقِ. 61- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ [2] بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبُو يَحْيَى اللَّخْمِيُّ. رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَوَالِدِهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ فَقِيهًا ثِقَةً. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ. 62- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانِ [3] ابْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ   [1] في طبعة القدسي 41 «يعقوب» . [2] انظر عن (عبد الرحمن بن حاطب) في: طبقات خليفة 233، وتاريخ الثقات للعجلي 290 رقم 944، وتاريخ الطبري 4/ 366، والمعرفة والتاريخ 1/ 410، 411 و 3/ 329، وطبقات ابن سعد 5/ 64، والمعارف 318، والتاريخ الكبير 5/ 271 رقم 876، ومشاهير علماء الأمصار 84 رقم 609، والجرح والتعديل 5/ 222 رقم 1050، والاستيعاب 2/ 427، والكاشف 2/ 143 رقم 3211، وجامع التحصيل 269 رقم 425، والإصابة 2/ 394 رقم 5103، وتهذيب التهذيب 6/ 158، 159 رقم 321، وتقريب التهذيب 1/ 476 رقم 903، وخلاصة تذهيب التهذيب 225، وتهذيب الكمال 782. [3] انظر عن (عبد الرحمن بن حسّان) في: طبقات ابن سعد 5/ 266، والمحبّر 76 و 89 و 110، وعيون الأخبار 1/ 321 و 2/ 198 و 3/ 172، والبرصان والعرجان 69 و 156 و 276 و 350، وأنساب الأشراف 1/ 45 و 151 و 452 وق 4 ج 1/ 17 و 59 و 299، والعقد الفريد 4/ 40 و 5/ 321 و 6/ 6 و 7، والأخبار الموفقيات 223- 226 و 228 و 230- 235 و 238 و 239 و 243 و 245 و 246 و 249 و 250 و 252 و 253 و 256 و 258 و 261 و 264- 266 و 273 و 282، وسيرة ابن هشام 1/ 184 و 3/ 252 و 4/ 199، والجرح والتعديل 5/ 222 رقم 1047، والتاريخ الكبير 5/ 270 رقم 871، والمعارف 143 و 312، والمعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 462، وتاريخ الطبري 2/ 619 و 3/ 22 و 172، وطبقات خليفة 251، ونسب قريش 325، والتبيين في أنساب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 الْخَزْرَجِيُّ الْمَدَنِيُّ، الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، ابْنُ شَاعِرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ. وَأُمُّهُ شِيرِينُ الْقِبْطِيَّةُ أُخْتُ مَارِيَةَ سَرِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمُّ إِبْرَاهِيمَ. حَكَى مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ ابْنُهُ يَزِيدَ: أَلا تَرَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ يُشَبِّبُ بِابْنَتِكَ؟ فَقَالَ: وَمَا يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ: هِيَ زَهْرَاءُ مِثْلَ لُؤْلُؤَةِ ... الْغَوَّاصِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولَ: فإذا مَا نسبتها لَمْ تجدها ... فِي سناء من المكارم دون قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولُ: ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلَى القبّة الخضراء ... راء أَمْشِي فِي مَرْمرٍ مَسْنونِ [1] وَفِيهِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ: فَمَنْ لِلْقَوَافِي بَعْدَ حَسَّانٍ وَابْنِهِ ... وَمَنْ لِلْمَثَانِي بعد زيد بن ثابت   [ () ] القرشيّين 310، وجمهرة أنساب العرب 347، والتذكرة الحمدونية 2/ 495، والزاهر للأنباري 2/ 381، والكامل في التاريخ 2/ 199 و 226 و 5/ 117، والشعر والشعراء 225 و 226 و 394 و 529 و 543 و 583، ووفيات الأعيان 5/ 193، والكاشف 2/ 144 رقم 3218، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 280، وتخليص الشواهد 417، 418، والكتاب 1/ 475، لسيبويه- تحقيق عبد السلام هارون- طبعة دار الكاتب العربيّ 1388 هـ.، وخزانة الأدب 2/ 104، وهمع الهوامع 2/ 3، والدرر اللوامع- الشنقيطي- طبعة مصر 1328 هـ. - ج 2/ 3، وتهذيب التهذيب 6/ 162، 163 رقم 329، وتقريب التهذيب 1/ 477 رقم 912، والأغاني 21/ 269، في ترجمة هدبة، وتزيين الأسواق 319، وخلاصة تذهيب التهذيب 226، وانظر: شعر عبد الرحمن بن حسّان- تحقيق د. سامي مكي العاني- طبعة بغداد، والأغاني 15/ 106، 107 و 109- 121، والأمالي للقالي 2/ 221 و 3/ 188 و 216 والذيل 23. [1] الأبيات في الأغاني 15/ 109. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 172 63- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ [1] ابْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، أَبُو حَرْبٍ، وَيُقَالُ: أَبُو الْحَارِثِ الأُمَوِيُّ، أَخُو مَرْوَانَ. شَاعِرٌ مُحْسِنٌ، شَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَمِنْ شِعْرِهِ: وَأَكْرَمُ مَا تَكُونُ عَلَيَّ نَفْسِي ... إِذَا مَا قَلَّ فِي الْكُرُبَاتِ مَالِي فَتَحْسُنُ سِيرَتِي وَيَصُونُ عِرْضِي ... وَيَجْمُلُ عِنْدَ أَهْلِ الرَّأْيِ حَالِي [2] وَقَدْ عَاشَ إِلَى يَوْمِ مَرْجِ رَاهِطٍ، فَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ: لَحَا اللَّهُ قَيْسًا قَيْسُ عَيْلانَ إِنَّهَا ... أَضَاعَتْ فُرُوجَ الْمُسْلِمِينَ وَوَلَّتِ أَتَرْجِعُ كَلْبٌ قَدْ حَمَتْهَا رماحها ... وتترك قتلى راهط ما أحنت [3]   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن الحكم) في: الأخبار الموفّقيّات 179 و 227 و 228 و 250 و 258 و 262 و 264، والأغاني 13/ 259- 269 و 111- 121، ووفيات الأعيان 6/ 359، وجمهرة أنساب العرب 87 و 110، والتذكرة الحمدونية 1/ 388، ومجالس ثعلب- تحقيق عبد السلام هارون- طبعة القاهرة 1960- ص 411، والبصائر والذخائر لأبي حيّان 7 رقم 325، ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 37، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 432، وربيع الأبرار 1/ 503 و 4/ 49 و 253، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1776 و 1783 و 1962 و 1966، والحيوان 1/ 146، ونسب قريش 159، والبيان والتبيين 3/ 348، والكامل للمبرّد 109 و 224 و 225 و 444، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 107، وتاريخ الطبري 4/ 535 و 5/ 336 و 544، والعقد الفريد 2/ 469 و 3/ 61 و 83 و 4/ 492 و 493 و 5/ 281 و 321 و 322 و 6/ 34 و 125، والشعر والشعراء 1/ 394 و 73 و 197 و 600، ولباب الآداب 389- 391، والبرصان والعرجان 69 و 276 و 350، والمحبّر 305، وتخليص الشواهد 440، والمقرّب لابن عصفور 1/ 121، وشذور الذهب لابن هشام، بعناية محمد محيي الدين عبد الحميد- مصر 1365 هـ. / 1946 م. - ص 375، وشرح المفصّل، لابن يعيش- مصر 1928- ص 6/ 27، ومعجم بني أمية 8.- 90 رقم 177، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 65، وذيل الأمالي 23. ( [2] تاريخ دمشق (نسخة الظاهرية) 9/ 462 أ. [3] تاريخ دمشق 9/ 462 أوورد هذا البيت فيه بلفظ: وتترك قتلى راهط يا أحبّتي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 فَشَاوِلْ بِقَيْسٍ فِي الطِّعَانِ وَلا تَكُنْ ... أَخَاهَا إِذَا مَا الْمَشْرَفِيَّةُ سُلَّتِ [1] أَلا إِنَّمَا قَيْسُ بْنُ عَيْلانَ قِلَّةٌ [2] ... إِذَا شَرِبَتْ هَذَا الْعَصِيرَ تَغَنَّتِ 64- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ [3] ن ابن نفيل بن عبد العزّى العدوي. أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَحُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ، وَأَبُو جَنَابٍ [4] الْكَلْبِيُّ. وَوَلَّى إِمْرَةَ مَكَّةَ لِيَزِيدَ. قَالَ الزُّبَيْرُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِيمَا زَعَمُوا مِنْ أَطْوَلِ الرِّجَالِ وَأَتَمِّهِمْ، وَكَانَ شَبِيهًا بِأَبِيهِ، وَكَانَ عُمَرُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: أَخُوكُمْ غَيْرُ أَشْيَبَ قَدْ أَتَاكُمْ ... بِحَمْدِ اللَّهِ عَادَ لَهُ الشَّبَابُ وَزَوَّجَهُ عُمَرُ بِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ، وَجَدُّهُ أَبُو لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. وَتُوُفِّيَ أَيَّامَ عبد الله بن الزبير.   [1] هذا البيت ليس في تاريخ دمشق. [2] في تاريخ دمشق «نملة» . [3] انظر عن (عبد الرحمن بن زيد) في: المحبّر 101، ونسب قريش 263، وأنساب الأشراف 1/ 428، وتاريخ خليفة 251، وطبقات خليفة 234، وفتوح البلدان 267، والتاريخ الكبير 5/ 284 رقم 920، والجرح والتعديل 5/ 233 رقم 1106، ومشاهير علماء الأمصار 21 رقم 88، والمعارف 180، والمعرفة والتاريخ 2/ 809، والاستيعاب 2/ 425، وتهذيب الكمال 2/ 789، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 34 و 132 و 133 و 318 و 325 و 498، وجمهرة أنساب العرب 151، وطبقات ابن سعد 5/ 49، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 296 رقم 348، ووفيات الأعيان 5/ 247 و 6/ 274، والكاشف 2/ 146 رقم 3238، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 59 و 268، وتهذيب التهذيب 6/ 179، 180 رقم 359، وتقريب التهذيب 1/ 480 رقم 942، وخلاصة تذهيب التهذيب 227. [4] في الأصل «أبو خباب» . [5] في الطبقات 5/ 50. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلاهُ يَزِيدُ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وستين. 65- عبد الرحمن بن أبي عميرة [1]- ت- المزني، صَحَابِيٌّ، لَهُ أَحَادِيثُ، وَقَدْ سَكَنَ حِمْصَ وَتَاجَرَ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصِيرُ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ تَابِعِيٌّ. 66- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ [2] ابْنِ عُبَيْدِ الْمَعْرُوفُ أبوه بِزِيَادِ بْنِ أَبِيهِ عند الناس، وعند بني أميّة بزياد   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي عميرة) في: طبقات ابن سعد 7/ 417، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 110 رقم 355، والمعرفة والتاريخ 1/ 287، والتاريخ الكبير 5/ 240 رقم 791، والاستيعاب 2/ 407، وتحفة الأشراف 7/ 204 رقم 338، وتهذيب الكمال 2/ 808، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 353، وجامع التحصيل 274 رقم 448، والكاشف 2/ 159 رقم 3324، والإصابة 2/ 414، 415 رقم 5177 وتهذيب التهذيب 6/ 243، 244 رقم 488، وتقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1068، وخلاصة تذهيب التهذيب 234. [2] انظر عن (عبيد الله بن زياد) في: الأخبار الطوال 225 و 227 و 231- 235 و 237- 239 و 241 و 242 و 251 و 253 و 259 و 260 و 269 و 270 و 281- 285 و 293 و 295، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 3 چ و 84 و 108، والمحبّر 303 و 443 و 447 و 455، وتاريخ اليعقوبي 2/ 236 و 242- 245 و 257- 259 و 265 و 269، والبرصان والعرجان 70 و 82 و 285 و 279 و 363، والتاريخ لابن معين 2/ 382، ونسب قريش 40 و 58 و 127 و 128 و 196 و 244 و 245، وعيون الأخبار 1/ 41 و 45 و 147 و 163 و 165 و 168 و 229 و 337 و 2/ 44 و 258 و 3/ 275 و 4/ 19 و 36 و 97 و 98، وأنساب الأشراف 3/ 298، والعقد الفريد 1/ 117 و 148 و 149 و 191 و 234 و 2/ 175 و 399 و 477 و 3/ 60 و 4/ 83 و 87 و 163 و 207 و 379 و 381 و 382 و 396 و 397 و 403 و 404 و 410 و 411 و 5/ 7، 8، وتاريخ خليفة 21 و 184 و 219 و 222- 225 و 227 و 231 و 236 و 251 و 256 و 258 و 259 و 262 و 263، والمعارف 188 و 204 و 213 و 243 و 297 و 298 و 347 و 351 و 401 و 410 و 416 و 563 و 571 و 586 و 622، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 220 و 262 و 3/ 25 و 325 و 329، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 327، 328، وثمار القلوب 92 و 160 و 648، وجمهرة أنساب العرب 113 و 227 و 228 و 406، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 161 و 173 و 178- 183 و 189 و 198 و 214 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 ابن أبي سفيان، فقد ذكرنا أنّ زيادا استلحقه معاوية وجعله أخاه، ولّى أَبُو حَفْصٍ عُبَيْدَ اللَّهِ إِمْرَةَ الْكُوفَةِ لِمُعَاوِيَةَ، ثُمَّ لِيَزِيدَ، ثُمَّ وَلاهُ إِمْرَةَ الْعِرَاقِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرِهِ. قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ: ذَكَرُوا أن عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ كَانَ لَهُ وَقْتَ قُتِلَ الحسين ثمان وعشرون سنة. وقال ابن مَعِينٍ [1] : هُوَ ابْنُ مَرْجَانَةَ وَهِيَ أُمَةٌ. وَعَنْ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى زِيَادٍ: أَنْ أَوْفِدْ عَلَيَّ ابْنَكَ عُبَيْدَ اللَّهِ، فَفَعَلَ، فَمَا سَأَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْفَذَهُ [2] لَهُ، حَتَّى سَأَلَهُ عَنِ الشِّعْرِ، فَلَمْ يَعْرِفْ مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ مِنْ رِوَايَةِ الشِّعْرِ؟ قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ كَلامَ اللَّهِ وَكَلامَ الشَّيْطَانِ فِي صَدْرِي، فَقَالَ: أُغْرُبْ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي فِي الرِّكَابِ يَوْمَ صِفِّينَ مِرَارًا، مَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْهَزِيمَةِ إِلا أَبْيَاتُ ابْنِ الإِطْنَابَةَ [3] ، حيث يقول:   [ () ] و 219 و 241 و 278 و 283 و 291 و 293- 296 و 299 و 304 و 306 و 320 و 345 و 353 و 370 و 373- 405 و 409- 412 و 418- 422، وتاريخ العظيمي 182 و 184 و 185 و 187، ووفيات الأعيان 2/ 502- 504 و 3/ 165 و 6/ 344 و 345 و 347- 350 و 353 و 362 و 7/ 60 و 69، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 226، 227، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 485، وفتوح البلدان 119 و 378 و 412 و 428 و 429 و 433 و 436 و 439 و 440 و 444 و 455 و 457 و 463 و 507 و 510 و 535 و 575، والخراج وصناعة الكتابة 405 و 416، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1891- 1901 و 1958- 1961 وانظر: 1779 و 1886 و 1905 و 1917 و 1920 و 1921 و 1979 و 1984- 1986 و 2015 و 2300 و 2758 و 2901، والبدء والتاريخ و 6/ 12، والزيارات 78، وربيع الأبرار 4/ 316 و 241 و 267 و 476، والهفوات النادرة 84 و 96 و 97 و 117، والتذكرة الحمدونية 1/ 406 و 424 و 2/ 34 و 243 و 268 و 393 و 472 و 479 و 480، ونثر الدر 5/ 13، والبصائر والذخائر 4/ 48 رقم 52، ومعجم بني أمية 118- 120 رقم 225، وتاريخ دمشق (نسخة الظاهرية) 10/ 328 أ- 335 ب، ومرآة الجنان 1/ 142، والبداية والنهاية 8/ 283- 287. [1] في تاريخه 2/ 382. [2] كذا، وفي البداية والنهاية 8/ 283 «إلّا نفذ منه» . [3] هو: عمرو بن الإطنابة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 176 أَبَتْ لِي عِفَّتِي [1] وَأَبَى بَلائِي ... وَأَخْذِي الْحَمْدَ بِالثَّمَنِ الرَّبِيحِ وَإِعْطَائِي عَلَى الإِعْدَامِ مَالِي [2] ... وَإِقْدَامِي عَلَى الْبَطَلِ الْمُشِيحِ [3] وَقُولِي كُلَّمَا جَشَأَتْ وَجَاشَتْ ... مكَانَكِ [4] تُحْمَدِي أَوْ تَسْتَرِيحِي [5] وَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ فَرَوَّاهُ الشِّعْرَ، فَأَسْقَطَ عَلَيْهِ مِنْهُ بَعْدَ شَيْءٍ. قَالَ أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ: وَلَّى مُعَاوِيَةُ عُبَيْدَ اللَّهِ الْبَصْرَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، فَلَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ الْخِلافَةَ ضَمَّ إِلَيْهِ الْكُوفَةَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] : وَفِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَلَّى مُعَاوِيَةُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ خُرَاسَانَ، وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ غَزَا عُبَيْدُ اللَّهِ خُرَاسَانَ وَقَطَعَ النَّهْرَ إِلَى بخارى على   [1] في الأصل «عقبي» . [2] في التذكرة الحمدونية: «وإحشامي على المكروه نفسي» . [3] في أمالي القالي، والتذكرة: «وضربي هامة البطل المشيح» . [4] في الأمالي: «رويدك» . [5] الأبيات باختلاف في بعض الألفاظ، في: الكامل في الأدب للمبرّد 4/ 68، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 126، والعقد الفريد 1/ 104، وعيون الأخبار 1/ 126، وتاريخ الطبري 5/ 24، ووقعة صفّين لابن مزاحم 449، والكامل في التاريخ 4/ 68، ولباب الآداب لابن منقذ 223، 224، وديوان الحماسة للبحتري 9، وخزانة الأدب للبغدادي 1/ 423، وحلية المحاضرة في صناعة الشعر لمحمد بن الحسن الحاتمي- تحقيق د. جعفر الكتاني- بغداد 1979- ج 1/ 298، 299، وتهذيب الألفاظ لابن السّكّيت، نشره الأب لويس شيخو- بيروت 1895- ص 443، والأشباه والنظائر (حماسة الخالديين) - تحقيق- السيد محمد يوسف- القاهرة 1958- 1965- ج 1/ 18، والحيوان للجاحظ- تحقيق- عبد السلام هارون- القاهرة 1938- 1945- ج 6/ 425، والمقاصد النحوية للعيني (على هامش خزانة الأدب للبغدادي) 4/ 415، وديوان المعاني، لأبي هلال العسكري- القاهرة 1352 هـ. - ص 114، والريحان والريعان لابن خيرة الأندلسي- نسخة الفاتح بإسطنبول رقم 3909- ج 1/ 119، ونهاية الأرب 3/ 226، ومعجم الشعراء للمرزباني 9، ومجالس ثعلب- تحقيق عبد السلام هارون- القاهرة 1960- ص 83، والمجتنى لابن دريد- طبعة حيدرآباد 1362 هـ. - ص 41، وبغداد، لابن أبي طاهر طيفور- القاهرة 1949- ص 135، والتذكرة الحمدونية 2/ 66 رقم 124، والبداية والنهاية 8/ 283، 284. [6] في تاريخه 219 و 222. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 الإِبِلِ، فَكَانَ أَوَّلُ عَرَبِيٍّ قَطَعَ النَّهْرَ، فَافْتَتَحَ رَامِينَ ونَسْفَ وَبِيكَنْدَ مِنْ عَمَلِ بُخَارَى. وَقَالَ أَبُو عَتَّابٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ. وَنَقَلَ الْخَطَّابِيُّ أَنَّ أُمَّ عُبَيْدِ اللَّهِ- يَعْنِي مَرْجَانَةَ- كَانَتْ بِنْتُ بَعْضِ مُلُوكِ فَارِسٍ. قَالَ أَبُو وَائِلٍ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ بِالْبَصْرَةِ، فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ تَلُّ مِنْ وَرَقٍ، ثَلاثَةُ آلافِ أَلْفٍ مِنْ خَرَاجِ أَصْبَهَانَ، فَقَالَ: مَا ظَنُّكَ بِرَجُلٍ يَمُوتُ وَيَدَعُ مِثْلَ هَذَا؟ فَقُلْت: فَكَيْفَ إِذَا كَانَ غُلُولٌ! قَالَ: ذَاكَ شَرٌّ عَلَى شَرٍّ. وَرَوَى السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَمَّرَهُ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ، غُلامًا، سَفِيهًا، يَسْفِكُ الدِّمَاءَ سَفْكًا شَدِيدًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ فَقَالَ: انْتَهِ عَمَّا أَرَاكَ تَصْنَعُ، فَإِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطْمَةُ، قَالَ: مَا أَنْتَ وَذَاكَ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنْ حُثَالَةِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: وَهَلْ كَانَ فِيهِمْ حُثَالَةٌ، لا أُمَّ لَكَ، بَلْ كَانُوا أَهْلَ بُيُوتَاتٍ وَشَرَفٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ إِمَامٍ وَلا وَالٍ بَاتَ لَيْلَةً غَاشًّا لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» [1] . ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ فِي وَجْهِهِ مَا قَدْ لَقِيَ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَا زِيَادٍ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِكَلامِ هَذَا السَّفِيهِ عَلَى رُءوسِ النَّاسِ! فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ عِنْدِي عِلْمٌ خَفِيٌّ مِنْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ لا أَمُوتَ [2] حَتَّى أَقُولَ بِهِ عَلانِيَةَ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ دَارَهُ وَسِعَتْ أَهْلَ الْمِصْرِ، حَتَّى سَمِعُوا مَقَالَتِي وَمَقَالَتَهُ، قَالَ: فَمَا لَبِثَ الشَّيْخُ أَنْ مَرِضَ، فَأَتَاهُ الْأَمِيرُ عُبَيْدُ اللَّهِ يَعُودُهُ، قَالَ: أَتَعْهَدُ إِلَيْنَا شَيْئًا نَفْعَلُ فِيهِ الَّذِي تُحِبَّ؟ قَالَ: أَسْأَلُكَ أَنْ لا تُصَلِّيَ عَلَيَّ، وَلا تقوم [3] على قبري.   [1] أخرجه البخاري في الأحكام 8/ 107 باب من استرعى رعيّة فلم ينصح. ومسلم في الإيمان، (227/ 142) و (228) باب استحقاق الوالي الغاشّ لرعيّته النار، وفي الإمارة (21/ 142) باب فضيلة الإمام العادل، والدارميّ في الرقاق 77، وأحمد في المسند 5/ 25. [2] في الأصل «أقول حتى أقول» . [3] في الأصل «لا تقم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 178 قَالَ الْحَسَنُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ رَجُلا جَبَانًا فَرَكِبَ، فَإِذَا النَّاسُ فِي السِّكَكِ، فَفَزِعَ وَقَالَ: مَا هَؤُلاءِ؟ قَالُوا: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ، فَوَقَفَ حَتَّى مَرَّ بِسَرِيرِهِ، فَقَالَ: أَمَا إنه لَوْ كَانَ سَأَلَنَا شَيْئًا فَأَعْطَيْنَاهُ إِيَّاهُ لَسِرْنَا مَعَهُ. لَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ، وَإِنَّمَا الصَّحِيحُ كَمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] أَنَّ الَّذِي دَخَلَ عَلَيْهِ وَكَلَّمَهُ عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ، وَلَعَلَّهُمَا وَاقِعَتَانِ، فَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: ثنا الْحَسَنُ، أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو دَخَلَ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «شَرُّ الرِّعَاءِ الْحُطْمَةُ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ» ، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَإِنَّمَا أَنْتَ مِنْ نُخَالَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: هَلْ هَؤُلاءِ كَانَ لَهُمْ نُخَالَةٌ! إِنَّمَا كَانَتِ النُّخَالَةُ بَعْدَهُمْ. الْمُحَارِبيُّ: ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ أَحَدَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ عُمَرُ إِلَى الْبَصْرَةِ لِيُفَقِّهُوهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ يَعُودُهُ، فَقَالَ: اعْهَدْ إِلَيْنَا أَبَا زِيَادٍ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَانَ يَنْفَعُنَا بِكَ، قَالَ: هَلْ أَنْتَ فَاعِلٌ مَا آمُرُكَ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: إِذَا مُتُّ لا تُصَلِّ عَلَيَّ، وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ [2] . وَقْد ذَكَرْنَا مَقْتَلَ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ. كَذَا وَرَّخَهُ أَبُو الْيَقْظَانِ. وَرَوَى يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عن أبي الطفيل قال: عزلنا سبعة رءوس وَغَطَّيْنَاهَا، مِنْهَا رَأْسُ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، فَجِئْتُ فَكَشَفْتُهَا، فَإِذَا حَيَّةٌ فِي رَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ تَأْكُلُهُ. رَوَى التِّرْمِذِيُّ نحوه، وصحّحه مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: جِيءَ بِرَأْسِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْتُ وَهُمْ يَقُولُونَ: جَاءَتْ، فَإِذَا حَيَّةٌ قد جاءت تخلّل الرءوس حتى دخلت في منخري عُبَيْدِ اللَّهِ، فَمَكَثَتْ هُنَيْهَةً، ثَمَّ خَرَجَتْ، فَذَهَبَتْ حَتَّى تَغَيَّبَتْ ثُمَّ قَالُوا: قَدْ جَاءَتْ قَدْ   [1] انظر تخريج الحديث قبل قليل. [2] سبق تخريجه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 جَاءَتْ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا [1] . 67- عَبْدُ [2] المطّلب بن ربيعة [3]- م ت د ن- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ بن عبد مناف. لَهُ صُحْبَةٌ وَحَدِيثٌ رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بن الحارث بن نوفل، وروى عن عَلِيٌّ حَدِيثًا. تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ، وَدَارَهُ بِزُقَاقِ الْهَاشِمِيِّينَ، وَكَانَ شَابًّا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ أَبُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُوَلِّيَهُ عُمَّالَهُ، وَالْحَدِيثُ فِي «مسلم» [4] . وفي «المسند» [5] و «الترمذيّ» قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] حديث حسن صحيح أخرجه الترمذي في المناقب (3869) ، باب مناقب الحسن والحسين بن علي رضي الله عنهما. [2] من حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم الترجمة السابقة، حسب الترتيب الأبجدي، وأبقيناها حسب ترتيب المؤلّف- رحمه الله-. [3] انظر عن (عبد المطّلب بن ربيعة) في: تاريخ خليفة 251، وجمهرة أنساب العرب 71، وطبقات ابن سعد 4/ 57، وطبقات خليفة 6/ 297، والتاريخ الكبير 6/ 131، 132 رقم 1937، والجرح والتعديل 6/ 68 رقم 357، والاستيعاب 2/ 447، وأنساب الأشراف 3/ 24 و 25 و 295 و 296، والمغازي للواقدي 696، 697، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 308 رقم 371، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 329، وأسد الغابة 3/ 331، والكامل في التاريخ 4/ 110، وتهذيب الكمال 852، وتحفة الأشراف 7/ 219 رقم 343، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 211، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 287، والعبر 1/ 66، والكاشف 2/ 182 رقم 3484، وسير أعلام النبلاء 3/ 112، 113 رقم 22، ومرآة الجنان 1/ 137، والعقد الثمين 5/ 494، وتهذيب التهذيب 6/ 383، 384 رقم 723، والإصابة 2/ 2/ 430 رقم 5254، وتقريب التهذيب 1/ 517 رقم 1291، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، وشذرات الذهب 1/ 70. [4] في الزكاة (1072) باب: ترك استعمال آل النبيّ على الصدقة. وأخرجه أبو داود في الخراج (1285) باب في بيان مواضع قسم الخمس وسهم ذوي القربى، وابن سعد في الطبقات 4/ 58، 59 من طريق: الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، عن المطّلب بن ربيعة، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس» . [5] مسند أحمد 4/ 166. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 أبا سفيان ابن الْحَارِثِ أَنْ يُزَوِّجَ بِنْتَهُ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بْنَ رَبِيعَةَ، فَفَعَلَ وَسَكَنَ الشَّامَ فِي أَيَّامِ عُمَرَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] . تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي دَوْلَةِ يَزِيدَ. وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ. 68- عبيد الله بن علي [2] بن أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ، وَأُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ خَالِدِ التَّمِيمِيِّ، أُخْتُ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَدِمَ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَوَصَلَهُ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ قُتِلَ مَعَهُ فِي مُحَارَبَةِ الْمُخْتَارِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ. 69- عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ [3] ع ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْحَشْرَجِ بْنِ امرئ القيس بن عديّ، أبو   [1] في تاريخه 251. [2] انظر عن (عبيد الله بن علي) في: تاريخ خليفة 234، ونسب قريش 43، 44، وطبقات ابن سعد 5/ 117، وجمهرة أنساب العرب 230، والمعارف 124 و 210 و 374 و 401، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1908 و 1990 والبدء والتاريخ 5/ 76 و 6/ 23، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213 و 263، ومرآة الجنان 1/ 142، وتاريخ الطبري 5/ 154 و 6/ 104 و 115، والكامل في التاريخ 3/ 397 و 4/ 272 و 277. [3] انظر عن (عديّ بن حاتم) في: طبقات ابن سعد 6/ 22، وطبقات خليفة 463 و 904، وتاريخ خليفة 93 و 98 و 195 و 264، والبرصان والعرجان 363، والأخبار الموفقيات 409، 410، والمحبّر 126 و 156 و 233 و 241 و 261، والمعارف 313، والتاريخ الكبير 7/ 43 رقم 189، والجرح والتعديل 7/ 2 رقم 1، والسير والمغازي 287، 288، وأنساب الأشراف 1/ 522 و 528 و 530، وق 4 ج 1/ 50 و 51 و 92 و 119 و 247 و 248 و 250 و 252 و 529 و 569، وتاريخ الطبري 3/ 112- 115 و 140 و 147 و 247 و 253 و 254 و 348 و 366 و 382 و 486 و 4/ 485 و 488 و 493 و 521 و 523 و 525 و 5/ 5 و 9/ 10 و 75 و 79 و 88 و 89 و 188 و 267 و 281 و 284 و 6/ 63 و 64، والزاهر للأنباري 2/ 242، وإمتاع الأسماع للمقريزي 1/ 509، وجمهرة أنساب العرب 402، ومشاهير علماء الأمصار 44 رقم 271، وربيع الأبرار 4/ 342 و 393، وفتوح البلدان 336، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 51، والعقد الفريد 1/ 288 و 289 و 309 و 2/ 286 و 3/ 399 و 434 و 4/ 28 و 35 و 52 و 73 و 5/ 294 و 6/ 338، وعيون الأخبار 1/ 225 و 335 و 337 و 338، والأخبار الطوال 21 و 114 و 146 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 طريف الطّائي، ويكنّى أبا واهب، وَلَدُ حَاتِمٍ الْجُودِ. وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ، فَأَكْرَمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَيِّدُ قَوْمِهِ. لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن عمر.   [ () ] و 149 و 150 و 172 و 177 و 186 و 205، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 79 و 122 و 165 و 195 و 233، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1214 و 1517 و 1525 و 1678 و 1775 والاستيعاب 3/ 141- 143، والبدء والتاريخ 5/ 112 و 178، وسيرة ابن هشام 4/ 220 و 222 و 243، ومسند أحمد 4/ 255 و 377، وتاريخ بغداد 1/ 189- 191 رقم 29، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 398، وثمار القلوب 98 و 379، والمعرفة والتاريخ 2/ 429 و 813 و 3/ 80 و 313 و 315، ووفيات الأعيان 6/ 105، وأسد الغابة 3/ 392، والكامل في التاريخ 1/ 636 و 2/ 285 و 286 و 301 و 345- 347 و 385 و 386 و 3/ 320 و 232 و 235 و 250 و 289 و 292 و 293 و 336 و 340 و 348 و 429 و 478 و 481- 483 و 4/ 242 و 296، وتحفة الأشراف 7/ 271- 284 رقم 364، وتهذيب الكمال 2/ 925، ولباب الآداب 239 و 243 و 298 و 341، والأمالي للقالي 3/ 22 و 27 و 155، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 327، 328 رقم 398، والمغازي للواقدي 987- 989، والمعجم الكبير 17/ 68- 106، والزهد لابن المبارك 227 و 460. وأمالي المرتضى 1/ 297، 298، ومرآة الجنان 1/ 142، والعبر 1/ 74، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 8.، والكاشف 2/ 226، 227 رقم 3814، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 687، 688، والسيرة النبويّة 377، وعهد الخلفاء الراشدين 541 و 545، ودول الإسلام 1/ 51، وسير أعلام النبلاء 3/ 162- 165 رقم 26، وجامع الأصول 9/ 111، والتذكرة الحمدونية 2/ 19 و 286 و 289، وأخلاق الوزيرين لأبي حيّان التوحيدي- تحقيق محمد بن تاويت الطنجي- دمشق 1965- ص 92، وعين الأدب والسياسة لابن هذيل- طبعة مصر 1302 هـ. - ص 101، وتخليص الشواهد 490، 491، والفاخر للمفضّل بن سلمة- تحقيق عبد العليم الطحاوي- مصر 1380 هـ. - ص 230، والجمل للزجّاجي- طبعة الجزائر- الثانية- باريس 1376/ 1957- ص 131، والخصائص لابن جني- تحقيق محمد على النجّار- طبعة دار الكتب 1376 هـ. ج 1/ 294، والعمدة لابن رشيق- مصر 1344 هـ. - ج 1/ 94، وأمالي ابن الشجري- طبعة حيدرآباد 1349 هـ. - ج 1/ 102، وشرح المفصّل لابن يعيش- مصر 1928- ج 1/ 76، وشذور الذهب لابن هشام 137، وشرح شواهد العيني (على هامش خزانة- الأدب) 2/ 487، والتصريح بمضمون التوضيح- للشيخ خالد- مصر 1344 هـ. - ج 1/ 283، وهمع الهوامع 1/ 66، والدرر اللوامع 1/ 44، والنكت الظراف 7/ 272- 283، وتهذيب التهذيب 7/ 166، 167 رقم 330، وتقريب التهذيب 2/ 16 رقم 136، والإصابة 2/ 468، 469 رقم 5475، وخلاصة تذهيب التهذيب 223، وشذرات الذهب 1/ 74، والمنتخب من ذيل المذيل 548. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَمُحِلُّ [1] بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَخَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ، وَتَمِيمُ بْنُ طُرْفَةَ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ. قَدِمَ الشَّامَ مَعَ خَالِدٍ مِنَ الْعِرَاقِ، ثُمَّ وَجَّهَهُ خَالِدٌ بِالأَخْمَاسِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسَكَنَ الْكُوفَةَ مَرَّةً، ثُمَّ قَرْقِيسِيَاءَ. وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِي لا آتِيهِ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ بُعِثَ فَكَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ، حَتَّى كُنْتُ فِي أَقْصَى أَرْضٍ مِمَّا يَلِي الرُّومَ، فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: لَوْ أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ، وَإنْ كَانَ صَادِقًا اتَّبَعْتُهُ فَأَقْبَلْتُ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ اسْتَشْرَفَنِي النَّاسُ، وَقَالُوا: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: «يَا عَدِيُّ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «أَلَسْتَ رُكُوسِيًّا [2] تَأْكُلُ الْمِرْبَاعَ؟» [3] ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ» . فَتَضَعْضَعْتُ لِذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَدِيُّ أسْلِمْ تَسْلَمْ، فَأَظُنُّ مِمَّا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمَ خَصَاصَةٌ تَرَاهَا بِمَنْ حَوْلِي، وَأَنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا إِلْبًا وَاحِدًا، هَلْ أَتَيْتَ الْحِيرَةَ؟ قُلْتُ: لَمْ آتِهَا وَقَدْ عَلِمْتُ مَكَانَهَا، قَالَ: «تُوشِكُ الظَّعِينَةُ أَنْ تَرْتَحِلَ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ جَوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَلَتُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ» ، قُلْتُ: كِسْرى بْنُ هُرْمُزَ؟! قَالَ: «كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا، «وَلَيَفِيضَنَّ الْمَالُ حَتَّى يُهِمَّ الرَّجُلُ مَنْ يَقْبَلُ مِنْهُ مَالَه صَدَقَةً» . قَالَ عَدِيٌّ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَتَيْنِ، وَأَحْلِفُ باللَّه لَتَجِيئَنَّ الثَّالِثَةَ، يعني فيض المال [4] .   [1] بضم أوّله وكسر المهملة. [2] الركوسية: دين بين النصارى والصّابئين، كما في النهاية. [3] أي يأخذ الربع من الغنيمة دون أصحابه. [4] إسناده قويّ، وهو في مسند أحمد 4/ 377، 378 من طريق: محمد بن أبي عديّ، عن ابن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَغَيْرُهُ، إِنَّ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ جَاءَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ [1] : أَعْرِفُكَ، آمَنْتَ إِذَا كَفَرُوا [2] ، وَوَفَّيْتَ إِذَا غَدَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذَا أَدْبَرُوا. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَكَانَ قَدْ أَتَى عُمَرَ يَسْأَلُهُ مِنَ الْمَالِ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بن زيد، عن نافع مولى بن أُسَيْدٍ، عَنْ نَائِلِ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: جَاءَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى بَابِ عُثْمَانَ وَأَنَا عَلَيْهِ، فَمَنَعْتُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ عُثْمَانُ إِلَى الظُّهْرِ عَرَضَ لَهُ، فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ رَحَّبَ بِهِ وَانْبَسَطَ لَهُ، فَقَالَ عَدِيٌّ: انْتَهَيْتُ إِلَى بَابِكَ وَقَدْ عَمَّ إِذْنَكَ النَّاسَ، فَحَجَبَنِي هَذَا، فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَيَّ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: لا تَحْجُبْهُ وَاجْعَلْهُ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ، فَلَعَمْرِي إِنَّا لَنَعْرِفُ حَقَّهُ وَفَضْلَهُ وَرَأْيَ الْخَلِيفَتَيْنِ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ، فَقَدْ جَاءَنَا بِالصَّدَقَةِ يَسُوقُهَا، وَالْبِلادُ كَأَنَّهَا شُعَلُ النَّارِ، مِنْ أَهْلِ الرِّدَّةِ، فَحَمِدَهُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى مَا رَأَوْا مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حُدِّثْتُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيٍّ قَالَ: مَا دَخَلَ وَقْتُ صَلاةٍ حَتَّى أَشْتَاقَ إِلَيْهَا. وَعَنْ عَدِيٍّ قَالَ: مَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلا وَأَنَا عَلَى وُضُوءٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَلَى طيِّئ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: لا تَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ، فَفُقِئَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ صِفِّينَ، فقيل له:   [ () ] عون، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بن حذيفة، عن عديّ. وذكره ابن الأثير في: أسد الغابة 4/ 8 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، به. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 69 رقم 138. [1] زاد ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 141 هنا: «كيف لا أعرفك، وأول صدقة بيّضت وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقة طيِّئ» . [2] زاد في الإصابة 2/ 468: «وعرفت إذ أنكروا» . [3] تاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 239 أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 أَلَيْسَ قُلْتَ: لا تَنْتَطِحُ فِيهَا عَنْزَانِ؟ فَقَالَ: بَلَى، وَتُفْقَأُ عُيُونٌ كَثِيرَةٌ [1] . وَرُوِيَ أَنَّ ابْنَهُ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ عَدِيًّا رَجُلا جَسِيمًا أَعْوَرَ، فَرَأَيْتُهُ يَسْجُدُ عَلَى جِدَارٍ ارْتِفَاعُهُ مِنَ الأَرْضِ ذِرَاعٌ أَوْ نَحْوُ ذِرَاعٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: قَالُوا: وَعَاشَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ مِائَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً، فَلَمَّا أَسَنَّ اسْتَأْذَنَ قَوْمَهُ فِي وِطَاءٍ يَجْلِسُ فِيهِ فِي نَادِيهِمْ، وَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يَظُنَّ أَحَدُكُمْ أَنِّي أَرَى أَنَّ لِي عَلَيْهِ فَضْلا، وَلَكِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَرَقَّ عَظْمِي. وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: خَرَجَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، وَحْنَظَلَةُ الْكَاتِبُ، مِنَ الْكُوفَةِ، فَنَزَلُوا قَرْقِيسِيَاءَ وَقَالُوا: لا نُقِيمُ بِبَلَدٍ يُشْتَمُ فِيهِ عُثْمَانُ [2] . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: تُوُفِّيَ عَدِيٌّ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ، وَلَهُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً. 70- عُرْوَةُ بْنُ الْجَعْدِ [3]- ع- ويقال ابن أبي الجعد، البارقي [4]   [1] تاريخ دمشق 11/ 241 ب. المعجم الكبير 17/ 70 رقم 139. [2] تاريخ بغداد 1/ 191، تاريخ دمشق 11/ 243 أ. [3] انظر عن (عروة بن الجعد) في: طبقات ابن سعد 6/ 34، وطبقات خليفة 112 و 137، والتاريخ الكبير 7/ 31 رقم 137، وتاريخ الطبري 3/ 379 و 381، ومشاهير علماء الأمصار 48 رقم 316، والمعجم الكبير 17/ 154- 160، وأخبار القضاة 1/ 299 و 2/ 184 و 186 و 187 و 282، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 331 رقم 404، وتهذيب الكمال 2/ 927، والكامل في التاريخ 2/ 397 و 3/ 144، والمعرفة والتاريخ 2/ 707، وتحفة الأشراف 7/ 293- 295 رقم 371، وعيون الأخبار 1/ 153، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 164، والجرح والتعديل 6/ 395 رقم 2203، والكاشف 2/ 228 رقم 3827، وتهذيب التهذيب 7/ 178 رقم 348، وتقريب التهذيب 2/ 18 رقم 154، والإصابة 3/ 476 رقم 5518، وخلاصة تذهيب التهذيب 264. [4] انظر عن البارقي في: اللباب 1/ 86. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 185 الأسدي، وَبَارِقٌ جَبَلٌ نَزَلَهُ قَوْمُهُ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةُ ثَلاثَةِ أَحَادِيثَ. اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ (قَبْلَ شُرَيْحٍ) [1] . قَالَهُ الشَّعْبِيُّ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَلَمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ، وَالْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَشَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ [2] ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَدْ أَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا لِيَشْتَرِيَ لَهُ أُضْحِيَةً، فَاشْتَرَى لَهُ شَاتَيْنِ، فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ، وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ وَدِينَارٍ، فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان لو اشترى التراب ريح فِيهِ [3] . وَقَالَ شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ: رَأَيْتُ فِي دَارِ عُرْوَةَ يَعْنِي الْبَارِقِيَّ سَبْعِينَ فَرَسًا مَرْبُوطَةً. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ عُرْوَةُ مُرَابِطًا، وَلَهُ أَفْرَاسٌ، فِيهَا فَرَسٌ أَخَذَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. 71- عطيّة القرظيّ [5]- 4- له صحبة ورواية قليلة.   [1] الكلمتان مهملتان في الأصل. [2] في الأصل «عروة» . [3] أخرجه البخاري (3642) ، وأحمد في المسند 4/ 375 و 376، والحميدي في المسند (843) ، والطبراني في: المعجم الكبير 17/ 158 رقم 412. [4] في الطبقات 6/ 34. [5] انظر عن (عطية القرظي) في: طبقات خليفة 123، والتاريخ الكبير 7/ 8 رقم 34، والجرح والتعديل 6/ 384 رقم 2132، والاستيعاب 3/ 146، وسيرة ابن هشام 3/ 193، وتحفة الأشراف 7/ 298 رقم 377، وتهذيب الكمال 2/ 941، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 335 رقم 412، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 116 رقم 425، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 314، وعهد الخلفاء الراشدين 388 و 433 و 470، والكاشف 2/ 235 رقم 3882، والمعجم الكبير 17/ 163- 165، وتهذيب التهذيب 7/ 229 رقم 421، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 224، والإصابة 2/ 485 رقم 5579، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، ومسند أحمد 4/ 310 و 383 و 5/ 311. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَكَثِيرُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ. وَقَالَ: كُنْتُ مِنْ سَبْيِ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَكَانَ مَنْ أَنْبَتَ قُتِلَ، فَكُتِبْتُ فِيمَنْ لَمْ يُنْبِتْ، فَتُرِكْتُ [1] . 72- عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ [2] خ د ت ن [3] ابن عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصيّ أبو سروعة القرشيّ النّوفليّ المكّي. أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَكِّيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ قَاتِلُ خُبَيْبٌ [4] . وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، فَإِنَّ أَبَا سًرْوَعَةَ قَدِيمُ الوفاة [5] .   [1] أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (18742) و (18743) ، وأحمد في المسند 4/ 310، والحميدي في المسند (888) و (889) ، والترمذي (1634) ، وأبو داود (4381) ، والنسائي (6/ 155) ، وابن ماجة (2541) ، والطبراني في المعجم الكبير 17/ 163 رقم 128 و 435. [2] انظر عن (عقبة بن الحارث) في: مسند أحمد 4/ 7 و 383، ونسب قريش 204، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 241 و 123 رقم 506، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 148، وطبقات خليفة 9، ومشاهير علماء الأمصار 36 رقم 210، وجمهرة أنساب العرب 116، والمستدرك 3/ 432، وتهذيب الكمال 2/ 944، وتحفة الأشراف 7/ 299- 301 رقم 378، والتاريخ الكبير 6/ 309 رقم 2886، وطبقات ابن سعد 5/ 447، والمعرفة والتاريخ 1/ 345، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 336 رقم 413، وتاريخ الطبري 2/ 539، والجرح والتعديل 6/ 309 رقم 1722، وسيرة ابن هشام 3/ 126 و 128، والاستيعاب 3/ 107، والمعجم الكبير 17/ 351- 355، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 232 و 234، والكاشف 2/ 237 رقم 3891، والنكت الظراف 7/ 301، والإصابة 2/ 488 رقم 5592، وتهذيب التهذيب 7/ 238، 239 رقم 431، وتقريب التهذيب 2/ 26 رقم 235، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71. [3] في الأصل «س» بدل «ن» . [4] أي «خبيب بن عديّ» . [5] عبارة أبي حاتم ليست في: الجرح والتعديل 6/ 309. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُليْكَةَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ، وَحَدَّثَنِي صاحب لي، وأن لِحَدِيثِ صَاحِبِي أَحْفَظُ، قَالَ عُقْبَةُ: تَزَوَّجْتُ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إِهَابٍ، فَدَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَزَعَمَتْ أَنَّهَا أَرْضَعَتْنَا جَمِيعًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّهَا كَاذِبَةٌ، قَالَ: «وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ! وَقَدْ قَالَتْ مَا قَالَتْ، دَعْهَا عَنْكَ» [1] . قُلْتُ: فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَرْكِ الشُّبُهَاتِ، وَفِيهِ الرُّجُوعِ مِنَ الْيَقِينِ إِلَى الظَّنِّ احْتِيَاطًا وَوَرَعًا، وَاسْتِبْرَاءً لِلْعِرْضِ وَالدِّينِ. 73- عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ [2] ابْنِ عَبْدِ قَيْسِ بْنِ لَقِيطٍ الْقُرَشِيِّ الْفِهْرِيُّ الْأَمِيرُ. قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: يُقَالُ إِنَّ لَهُ صُحْبَةً، وَلَمْ يَصِحَّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَاخْتَطَّ بِهَا، وَوَلَّى الْمَغْرِبَ لِمُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ الَّذِي بَنَى قَيْرَوَانَ إِفْرِيقِيَّةَ وَأَنْزَلَهَا الْمُسْلِمِينَ، قَتَلَتْهُ الْبَرْبَرُ بِهَوْذَةَ مِنْ أَرْضِ الْمَغْرِبِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَوَلَدُهُ بِمِصْرَ وَالْمَغْرِبِ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [3] : وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ، وحكى عن معاوية، روى   [1] أخرجه الطبراني 17/ 353 رقم (974) . [2] انظر عن (عقبة بن نافع) في: تاريخ خليفة 204- 206 و 210 و 251 و 279، والمعرفة والتاريخ 1/ 162، وجمهرة أنساب العرب 163 و 187، وفتوح البلدان 264 و 268- 271 و 274 و 280، والوفيات لابن قنفذ 59 رقم 41، والبيان المغرب 1/ 19، والاستقصاء 1/ 36، والخراج وصناعة الكتابة 344 و 345 و 347 و 352، والتاريخ الكبير 6/ 435 رقم 2901، وفتوح مصر 194 و 197، وتاريخ الطبري 5/ 240، ورياض النفوس 1/ 62، والولاة والقضاة 22 و 190، وتاريخ اليعقوبي 2/ 156 و 229، وأنساب الأشراف 1/ 397، والكامل في التاريخ 3/ 20 و 89 و 419 و 458 و 465- 467 و 4/ 105 و 107، والاستيعاب 3/ 108، وتاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 358 ب، وأسد الغابة 4/ 759 ومعالم الإيمان 1/ 164 و 167، وسير أعلام النبلاء 3/ 532- 534 رقم 138، والبداية والنهاية 8/ 217، والعقد الثمين 6/ 111، وحسن المحاضرة 2/ 220. [3] تاريخ دمشق 11/ 358 ب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 عَنْهُ قَوْلَهُ: ابْنُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ مَرَّةً وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَعَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ الْمُسْلِمُونَ مِصْرَ بَعَثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْقُرَى التي حولها الخيل يطئوهم، فَبَعَثَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ، وَكَانَ نَافِعٌ أَخَا الْعَاصِ بْنَ وَائِلٍ السَّهْمِيَّ لأُمِّهِ، فَدَخَلَتْ خُيُولُهُمْ أَرْضَ النُّوبَةِ غَزَاةً غَزْوًا كَصَوَائِفِ الرُّومِ، فَلَقِيَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ النُّوبَةِ قِتَالا شَدِيدًا، رَشَقُوهُمْ بِالنَّبْلِ، فَلَقَدْ جُرِحَ عَامَّتُهُمْ، وَانْصَرَفُوا بِحَدَقٍ مُفَقَّأَةٍ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لَمَّا وُلِّيَ مُعَاوِيَةُ وَجَّهَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ عَلَى عَشَرَةِ آلافٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ، فَافْتَتَحَهَا وَاخْتَطَّ قَيْرَوَانَهَا، وَقَدْ كَانَ مَوْضِعُهُ غَيْضَةً لا تُرَامُ مِنَ السِّبَاعِ وَالْحَيَّاتِ، فَدَعَا عَلَيْهَا، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ إِلا خَرَجَ هَارِبًا بِإِذْنِ اللَّهِ، حَتَّى إِنْ كَانَتِ السِّبَاعُ وَغَيْرُهَا لَتَحْمِلُ أَوْلادَهَا، فحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَادَى عُقْبَةُ: «إِنَّا نَازِلُونَ فَأَظْعِنُوا» فَخَرَجْنَ مِنْ جُحُورِهِنَّ هَوَارِبَ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ إِفْرِيقِيَّةَ وَقَفَ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الوادي إنا حالون إن شاء الله، فاظعنوا، ثلاث مرات، قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا يخرج من تحته دابة، حتى هَبَطْنَ بَطْنَ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: انْزِلُوا بِاسْمِ اللَّهِ [2] . وَعَنْ مُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ، وَغَيْرِهِ قَالُوا: كَانَ عُقْبَةُ بْنِ نَافِعٍ مُجَابُ الدَّعْوَةِ. وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ عَلَى يَزِيدَ، فَرَدَّهُ وَالِيًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، فَخَرَجَ سَرِيعًا لِحِينِهِ عَلَى أَبِي الْمُهَاجِرِ دِينَارٍ- هُوَ مَوْلَى مُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ- فَأَوْثَقَ أَبَا الْمُهَاجِرِ فِي الحديد، ثُمَّ غَزَا إِلَى السُّوسِ الأَدْنَى، وَأَبُو الْمُهَاجِرِ مَعَهُ مُقَيَّدٌ، ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ سَبَقَهُ أَكْثَرُ الجيش، فعرض له   [1] تاريخ الطبري 5/ 240 وتاريخ دمشق 11/ 359 أ، و 360 ب. [2] تاريخ دمشق 11/ 360 أب، ورياض النفوس 1/ 9، وطبقات علماء إفريقية 8، ومعالم الإيمان 1/ 9، ومعجم ما استعجم 3/ 1105، وحسن المحاضرة 2/ 220، 221. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 كُسَيْلَةُ فِي جَمْعٍ مِنَ الْبَرْبَرِ وَالرُّومِ، فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ عُقْبَةُ وَأَصْحَابُهُ وَأَبُو الْمُهَاجِرِ. 74- عَلْقَمَةُ بْنُ قيس [1] ع ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، أَبُو شِبْلٍ النّخعيّ الكوفي، الْفَقِيهُ الْمَشْهُورُ، خَالُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَشَيْخُهُ، وَعَمُّ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ. أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَسَمِعَ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا الدَّرْدَاءِ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبَا مُوسَى، وَحُذَيْفَةَ، وَتَفَقَّهَ بِابْنِ مَسْعُودٍ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ النّخَعِيُّ، وَهَنِيُّ بْنُ نُوَيْرَةَ، وَأَبُو الضُّحَى مُسْلِمٌ، وعبد الرحمن بن يزيد النّخعيّ أخو   [1] انظر عن (علقمة بن قيس) في: أخبار القضاة 3/ 42، وتاريخ الطبري 1/ 115 و 343 و 2/ 419 و 575 و 583 و 587 و 592 و 593، و 4/ 305 و 306 و 309 و 323 و 520 و 5/ 32، والولاة والقضاة 24، والوفيات لابن قنفذ 95 رقم 62، وتاريخ بغداد 12/ 396- 300 رقم 6743، وحلية الأولياء 2/ 98- 102 رقم 164، وجامع التحصيل 293 رقم 534، وطبقات ابن سعد 6/ 86، والتاريخ الكبير 7/ 41 رقم 177، والجرح والتعديل 6/ 404 رقم 2258، والعقد الفريد 2/ 233 و 437 و 3/ 168، وتاريخ أبي زرعة 1/ 616 و 651 و 652 و 654 و 655 و 665 و 667، والزاهر 1/ 186 و 414، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 235 و 380 و 517 و 518 و 534 و 536 و 545، والكامل في التاريخ 3/ 132 و 134 و 138 و 307 و 4/ 101 و 392، وجمهرة أنساب العرب 416، والمعرفة والتاريخ 2/ 552، وطبقات الفقهاء 79، وتاريخ دمشق (الظاهرية) 11/ 404 ب، والمعارف 431 و 213 و 582، وتاريخ خليفة 196 و 236، وطبقات خليفة 147، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 342، 343 رقم 425، ومشاهير علماء الأمصار 100 رقم 741، والتاريخ لابن معين 2/ 415، وتاريخ الثقات للعجلي 339- 341 رقم 1161، والزيارات 79، وتهذيب الكمال 957، وتذكرة الحفاظ 1/ 45، والعبر 1/ 66، 67، ودول الإسلام 1/ 47، والكاشف 2/ 242 رقم 3930، وسير أعلام النبلاء 1/ 516 4/ 53- 61 رقم 14، ومرآة الجنان 1/ 137، والبداية والنهاية 8/ 218، وغاية النهاية 1/ 516 رقم 2135، والإصابة 3/ 110 رقم 6454، وتهذيب التهذيب 7/ 276- 278، والنجوم الزاهرة 1/ 157، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 377 أ، وطبقات الحفاظ 12، وخلاصة تذهيب التهذيب 271، وشذرات الذهب 1/ 70، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 7. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 الأَسْوَدِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ [1] وَالْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ، وَأَبُو ظَبْيَانَ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ: يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ نَضْلَةَ [2] ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ فَقِيهًا إِمَامًا مُقْرِئًا، طَيِّبَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، ثَبَتًا حُجَّةً، وَكَانَ أَعْرَجَ [3] ، دَخَلَ دِمَشْقَ وَاجْتَمَعَ بِأَبِي الدَّرْدَاءِ بِالْجَامِعِ، وَكَانَ الأَسْوَدُ أَكْبَرَ مِنْهُ، فَإِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: قَالَ الأْسَوَدُ: إِنِّي لَأذْكُرُ لَيْلَةَ بُنِيَ بِأُمِّ عَلْقَمَةَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] وَغَيْرُهُ: إِنَّهُ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ. وَقَالَ مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ كَنَّى عَلْقَمَةَ أَبَا شِبْلٍ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ عَقِيمًا لا يُولَدُ لَهُ [5] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ سَنَتَيْنِ. وَقَالَ مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ إنّ الأسود وعلقمة كانا يُسَافِرَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ [6] . وَقَالَ الأَعْمَشُ: ثنا عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ فَقَالَ: اذهبوا بنا إلى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًا وَأَمْرًا بِعَبْدِ اللَّهِ، فَقُمْنَا مَعَهُ لَمْ نَدْرِ مَنْ هُوَ، حَتَّى دَخَلَ بِنَا عَلَى عَلْقَمَةَ [7] . وَقَالَ دَاوُدُ الأَوْدِيُّ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ كأنّي   [1] مهمل في الأصل، والتحرير من «الخلاصة» . [2] في الأصل «فضلة» ، والتصحيح من طبقات القراء لابن الجزري. ويقال له «ابن نضيلة» كما في طبقات ابن سعد 6/ 117 وأسد الغابة 3/ 354. [3] لم يذكره الجاحظ في: البرصان والعرجان. [4] في تاريخه 196، وانظر طبقات ابن سعد 6/ 91. [5] طبقات ابن سعد 6/ 86. [6] طبقات ابن سعد 6/ 86. [7] طبقات ابن سعد 6/ 86، حلية الأولياء 2/ 98. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ أبْطَنَ [1] الْقَوْمِ بِهِ، وَكَانَ مَسْرُوقٌ قَدْ خَلَطَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ، وَكَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ أَسَدَّهُمِ اجْتِهَادًا، وَكَانَ عَبِيدَةَ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْعِلْمِ وَالْقَضَاءِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ وَيُفْتُونَ: عَلْقَمَةُ، وَمَسْرُوقٌ، وَالأَسْوَدُ، وَعَبِيدَةُ، وَالْحَارِثُ بن قيس، وعمرو بن شرحبيل. وقال مرّة بن شراحبيل: كَانَ عَلْقَمَةُ مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ [2] . وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلا وَعَلْقَمَةُ يَقْرَأُ [3] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ، أيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ مَعَ البطيء وَيُدْرِكُ السَّرِيعَ [4] . وَقَالَ أَبُو قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ: قُلْتُ لِأَبِي: كَيْفَ تَأْتِي عَلْقَمَةَ، وَتَدَعُ أَصْحَابَ مُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: يَا بَنِي إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ كَانُوا يَسْأَلُونَهُ [5] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ عَلْقَمَةُ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي خَمْسٍ، وَالأَسْوَدُ فِي سِتٍّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ فِي سَبْعٍ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنْ كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ خُلِقُوا لِلْجَنَّةِ فَهُمْ أَهْلُ هَذَا الْبَيْتِ: عَلْقَمَةُ، وَالأَسْوَدُ. وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْنَا لِعَلْقَمَةَ: لَوْ صَلَّيْتَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ وَنَجْلِسُ مَعَكَ فَتُسْأَلُ، قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يُقَالُ هَذَا عَلْقَمَةُ، قَالُوا: لَوْ دَخَلْتَ عَلَى الأمراء فعرفوا لك شرفك، قال:   [1] في طبعة القدسي 3/ 51 «أبطن انظر القوم» ، وما أثبتناه هو الصحيح. وأبطن: يقال بطن من فلان وبه إذا صار من خواصّه، واستبطن أمره إذا وقف على دخيلته، فهو أبطن. [2] انظر حلية الأولياء 2/ 98، وطبقات ابن سعد 6/ 91. [3] حلية الأولياء 2/ 99. [4] طبقات ابن سعد 9/ 89. [5] حلية الأولياء 2/ 98. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 أَخَافُ أَنْ يَنْتَقِصُوا مِنِّي أَكْثَرَ مِمَّا أَنْتَقِصُ مِنْهُمْ [1] . وَقَالَ عَلْقَمَةُ لِأَبِي وَائِلٍ وَقَدْ دَخَلَ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ: إِنَّكَ لَمْ تُصِبْ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إلا أَصَابُوا مِنْ دِينِكَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، مَا أَحَبَّ أَنَّ لِي مَعَ ألْفَيَّ أَلْفَيْنِ، وَإِنِّي مِنْ أَكْرَمِ الْجُنْدِ عَلَيْهِ [2) .] وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ أَبَا بُرْدَةَ كَتَبَ عَلْقَمَةَ فِي الْوَفْدِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ عَلْقَمَةُ: امْحُنِي امْحُنِي [3] . وَقَالَ عَلْقَمَةُ: مَا حَفِظْتُ وَأَنا شَابٌّ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ [4] . قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ عَلْقَمَةُ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَخَلِيفَةُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وهو غلط. 75- عمر بن سعد [5] ن ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ، أَبُو حَفْصٍ المدني نزيل الكوفة.   [1] طبقات ابن سعد 6/ 88، وانظر بعضه في حلية الأولياء 2/ 100. [2] تاريخ دمشق 11/ 412 ب. [3] طبقات ابن سعد 6/ 89. [4] طبقات ابن سعد 6/ 87 بلفظ «ورقة» بدل «قرطاس» . [5] انظر عن (عمر بن سعد) في: طبقات ابن سعد 5/ 168، وتاريخ خليفة 263 و 264، وطبقات خليفة 243، والتاريخ الكبير 6/ 158 رقم 2016، والبرصان والعرجان 82، والمعارف 243، وفتوح البلدان 345 و 349، والجرح والتعديل 6/ 111 رقم 592، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1901 و 1906 و 1938 و 1960 و 2300، ونسب قريش 264، والبدء والتاريخ 5/ 88 و 6/ 11 و 12 و 25، وتاريخ الطبري 3/ 341 و 4/ 53 و 5/ 66 و 67 و 269 و 356 و 376 و 393 و 409- 412، و 414 و 415 و 417 و 422 و 427- 429 و 434- 438 و 441 و 444 و 445 و 452 و 454 و 455 و 467 و 524 و 580 و 586 و 587 و 6/ 47 و 236 و 7/ 184 و 417، والعقد الفريد 4/ 379 و 380 و 5/ 405، وتاريخ اليعقوبي 2/ 243 و 259، وتاريخ العظيمي 170، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 109، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 35 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ. وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَابْنُ ابْنِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ، وَالْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَرْسَلَ عَنْهُ قَتَادَةُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ. وَلِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ جَمَاعَةٌ إِخْوَةٌ: عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ، أَحَدُ مِنْ قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ. وَعُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ: قُتِلَ أَيْضًا يَوْمَ الْحَرَّةِ. وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَامِرُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَا بَعْدَ الْمِائَةِ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: وَلَهُ رِوَايَةٌ. وَإِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى: ذَكَرَ تَرَاجِمَهُمُ ابنُ سَعْدٍ [1] . وَقَدْ مَرَّ أَنَّهُ الَّذِي قَاتَلَ الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَشَهِدَ دُومَةَ الْجَنْدَلِ مَعَ أَبِيهِ. وَقَالَ بُكَيْرِ بْنُ مِسْمَارٍ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كَانَ سَعْدُ فِي إبِلِهِ أَوْ غَنَمِهِ، فَأَتَاهُ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا لاحَ قَالَ: أَعُوذُ باللَّه مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ قَالَ: يَا أَبَتِ أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أعرابيّا في إبلك والناس يتنازعون   [ () ] و 136 و 137 و 254 و 280 و 384، والأخبار الطوال 241 و 247 و 253- 256 و 259 و 298 و 300 و 301، وعيون الأخبار 3/ 185، والكامل في التاريخ 2/ 533 و 3/ 330 و 4/ 34 و 52- 57 و 59 و 60 و 64- 69 و 71- 73 و 78- 81 و 143 و 172 و 177 و 5/ 245، والمعرفة والتاريخ 3/ 330، وجمهرة أنساب العرب 129 و 365، وتهذيب الكمال 2/ 1010، والكاشف 2/ 270 رقم 4121، وتاريخ الثقات 357 رقم 1230، والعبر 1/ 73 وسير أعلام النبلاء 3/ 349، 350 رقم 123، والبداية والنهاية 8/ 273، والإصابة 3/ 172 رقم 6827، وتهذيب التهذيب 7/ 450- 452 رقم 746، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 433، وخلاصة تذهيب التهذيب 283، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 121 أوب، والمثلّث 2/ 155، والفائق في غريب الحديث، لجار الله الزمخشريّ- تحقيق محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم- دار إحياء الكتب العربية، القاهرة 3/ 49، والنهاية في غريب الحديث 4/ 106 والمحاسن 61، 12. [1] في طبقاته- ج 5/ 168. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 194 فِي الْمُلْكِ! فَضَرَبَ صَدْرَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْخَفِيَّ الْغَنِيَّ» [1] . وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَالِمٍ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ ابن سَعْدٍ لِلْحُسَيْنِ: إِنَّ قَوْمًا مِنَ السُّفَهَاءِ يَزْعُمُونَ إِنِّي قَاتِلُكَ، قَالَ: لَيْسُوا بِسُفَهَاءَ وَلَكِنَّهُمْ حُلَمَاءُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَقَرُّ عَيْنِي [2] أَنَّكَ لا تَأْكُلُ بُرَّ الْعِرَاقِ بَعْدِي إِلا قَلِيلا. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا قُمْتَ مَقَامًا تُخَيَّرُ فِيهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَتَخْتَارُ النَّارَ. وَيُرْوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ قَدْ جَهَّزَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ لِقِتَالِ الدَّيْلَمِ، وَكَتَبَ لَهُ عَهْدَهُ عَلَى الرَّيِّ، فَلَمَّا أَقْبَلَ الْحُسَيْنُ طَالِبًا لِلْكُوفَةِ دَعَا عُبَيْدُ اللَّهِ عُمَرًا وَقَالَ: سِرْ إِلَى الْحُسَيْنِ، قَالَ: إِنْ تُعْفِينِي، قَالَ: فَرُدَّ إِلَيْنَا عَهْدَنَا، قَالَ: فَأَمْهِلْنِي الْيَوْمَ أَنْظُرُ فِي أَمْرِي، فَانْصَرَفَ يَسْتَشِيرُ أَصْحَابَهُ، فَنَهَوْهُ [3] . وَقَالَ أَبُو مِخْنَفٍ [4]- وَلَيْسَ بِثِقَةٍ لَكِنْ لَهُ اعْتِنَاءٌ بِالأَخْبَارِ-: حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، وَالصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ أَنَّهُمَا الْتَقَيَا مِرَارًا- الْحُسَيْنَ، وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ- قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَطْفَأَ الثَّائِرَةَ، وَجَمَعَ الْكَلِمَةَ، وَأَصْلَحَ أَمْرَ الأُمَّةِ، فَهَذَا حُسَيْنٌ قَدْ أَعْطَانِي أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي مِنْهُ أَتَى، أَوْ أَنْ يَأْتِيَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَيَضَعُ يَدَهُ فِي يَدِهِ، أَوْ أَنْ يَسِيرَ إِلَى ثَغْرٍ مِنَ الثُّغُورِ، فَيَكُونُ رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَهُ مَا لَهْمُ وَعَلَيْهِ، وَفِي هَذَا لَكُمْ رِضًا، وَلِلأُمَّةِ صَلاحٌ. فَلَمَّا قَرَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْكِتَابَ قَالَ: هذا كتاب ناصح   [1] أخرجه مسلم في الزهد (11/ 2965) . [2] في الأصل «بعيني» . [3] تاريخ الطبري 5/ 409. [4] في الأصل «أبو فخرف» ، وهو لوط بن يحيى الأخباري المشهور. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 لِأَمِيرِهِ، مُشْفِقٌ عَلَى قَوْمِهِ، نَعَمْ قَدْ قَبِلْتُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ فَقَالَ: أَتَقْبَلُ هَذَا مِنْهُ وَقَدْ نَزَلَ بِأَرْضِكَ وَإِلَى جَنْبِكَ: وَاللَّهِ لَئِنْ خَرَجَ مِنْ بِلادِكَ وَلَمْ يَضَعْ يَدَهُ فِي يَدِكَ لَيَكُونَنَّ أَوْلَى بِالْقُوَّةِ وَالْعِزِّ، وَلْتَكُونَنَّ أَوْلَى بِالضَّعْفِ وَالْعَجْزِ، فَلا تُعْطِهِ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ فَإِنَّهَا مِنَ الْوَهَنِ، وَلَكِنْ لِيَنْزِلْ عَلَى حُكْمِكَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَإِنْ عَاقَبْتَ فَأَنْتَ وَلِيَّ الْعُقُوبَةِ، وَإِنْ غَفَرْتَ كَانَ ذَلِكَ لَكَ، وَاللَّهِ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ حُسَيْنًا وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ يَجْلِسَانِ بَيْنَ الْعَسْكَرَيْنِ فَيَتَحَدَّثَانِ عَامَّةَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ: نِعْمَ مَا رَأَيْتُ الرَّأْيَ رَأْيَكَ [1] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» [2] : ثنا مُوسَى بْنُ إسماعيل، ثنا سليمان بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ طُعِنَ فِي سُرَادِقِ الْحُسَيْنِ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، فَرَأَيْتُ عُمَرَ وَوَلَدَيْهِ قَدْ ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ، ثُمَّ عُلِّقُوا عَلَى الْخَشَبِ، ثُمَّ أُلْهِبَ فِيهِمُ النَّارُ. وَعَنْ أَبِي جَعْفَرِ الْبَاقِرِ: إِنَّمَا أَعْطَاهُ الْمُخْتَارُ أَمَانًا بِشَرْطِ أَلا يُحْدِثُ- وَنَوَى بِالْحَدَثِ دُخُولَ الْخَلاءِ- ثُمَّ قَتَلَهُ [3] . وَقَالَ عِمْرَانُ بْنِ مِيثَمٍ [4] : أَرْسَلَ الْمُخْتَارُ إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ مَنْ قَتَلَهُ وَجَاءَهُ بِرَأْسِهِ، بَعْدَ أَنْ كَانَ أَمَّنَهُ، فَقَالَ ابْنُهُ حَفْصٌ لَمَّا رَأَى ذَلِكَ: إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَقَالَ الْمُخْتَارُ: اضْرِبْ عُنُقَهُ، ثُمَّ قَالَ: عُمَرُ بِالْحُسَيْنِ، وَحَفْصُ بِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَلا سَوَاءٌ [5] . قُلْتُ: هَذَا عَلِيٌّ الأَكْبَرُ لَيْسَ هُوَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ. قَالَ خَلِيفَةُ: وَسَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ قُتِلَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ على فراشه [6] .   [1] تاريخ الطبري 5/ 414، الكامل في التاريخ 4/ 55. [2] لم أجد قول البخاري لا في ترجمة عمر بن سعد، ولا في ترجمة الحسين بن علي. [3] البداية والنهاية 8/ 273. [4] في الأصل مهمل، وهو بكسر الميم وفتح الثاء. [5] زاد ابن كثير في «البداية والنهاية» 8/ 274: «والله لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله» . [6] هذه العبارة ليست في طبقات خليفة، ولا في تاريخه، ففي الطبقات 243 أنه قتل سنة 65، وفي التاريخ ذكر مقتله في سنتي 66 و 67 هـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَنَةَ سَبْعٍ. 76- عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ [1]- 4- بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهَذَا عُمَرُ الأَكْبَرُ قُتِلَ مَعَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عَلِيٌّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَأَبُو زُرْعَةَ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَلابْنِهِ مُحَمَّدٍ حَدِيثٌ عَنْهُ فِي السُّنَنِ. قُتِلَ إِلَى رَحْمَةِ الله سنة سبع. 77- عمرو بن الحارث [2]- ع- بن أبي ضرار الخزاعي المصطلقي، أَخُو أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَرَوَى أَيْضًا عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَزَوْجَتِهِ زَيْنَبَ. رَوَى عَنْهُ: مَوْلاهُ دِينَارٌ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود،   [1] انظر عن (عمر بن عليّ) في: طبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 264، والمعارف 204 و 210 و 217، وتاريخ الطبري 3/ 383 و 5/ 154، 155، وجمهرة أنساب العرب 42 و 66، والخراج وصناعة الكتابة 286، وتاريخ الثقات للعجلي 360 رقم 1243، وطبقات ابن سعد 5/ 117، والتاريخ الكبير 6/ 179 رقم 2096، وفتوح البلدان 131، والجرح والتعديل 6/ 124 رقم 676، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 418 و 1908 و 1909، ونسب قريش 42 و 43، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 259، والبدء والتاريخ 5/ 76، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213، والأخبار الطوال 306، 307، والعقد الفريد 4/ 401، وتهذيب الكمال 2/ 1020، وتاريخ دمشق 13/ 172، وسير أعلام النبلاء 4/ 134 رقم 41، والكاشف 2/ 276 رقم 4163، والكامل في التاريخ 2/ 399 و 408 و 3/ 397، وتهذيب التهذيب 7/ 485 رقم 806، وتقريب التهذيب 2/ 61 رقم 490، وخلاصة تذهيب التهذيب 285. [2] انظر عن (عمرو بن الحارث) في: طبقات ابن سعد 6/ 196، والتاريخ الكبير 6/ 308 رقم 2486، والجرح والتعديل 6/ 225 رقم 1249، وطبقات خليفة 107 و 137 و 150، والمعرفة والتاريخ 2/ 621، ومسند أحمد 4/ 278، وأسد الغابة 4/ 96، 97، والمعجم الكبير 17/ 44، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 12، وتحفة الأشراف 8/ 141، 142 رقم 401، وتهذيب الكمال 2/ 1028، والكاشف 2/ 281 رقم 4203، وأنساب الأشراف 1/ 519، والاستيعاب 2/ 515، 516، والإصابة 2/ 530، 531 رقم 5800، وتهذيب التهذيب 8/ 14 رقم 21، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 553، وخلاصة تذهيب التهذيب 287. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. وَهُوَ صِهْرُ ابْنِ مَسْعُودٍ. 78- عمرو بن الزبير [1] ابن الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ، وأمه أُمُّ خَلِدِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيَّةِ. سَمِعَ: أَبَاهُ وَأَخَاهُ، وَلا نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً، وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ، وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ خُصُومَةٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ الْمُطَرِّفَ لِأَنَّ النَّاسَ لَمَّا اسْتَشْرَفُوا جَمَالَهُ قَالُوا: هَذَا حَسَنٌ مُطْرَّفٌ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ [2] . وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الزُّبَيْرِ مُنْقَطِعَ الْجَمَالِ، وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ يُكَلِّمُ عَمْرَو بْنَ الزُّبَيْرِ يَنْدَمُ، كَانَ شَدِيدَ الْعَارِضَةِ، مَنِيعَ الْحَوْزَةِ، وَكَانَ يَجْلِسُ بِالْبِلادِ وَيَطْرَحُ عَصَاهُ، فَلا يَتَخَطَّاهَا أَحَدٌ إِلا بِإِذْنِهِ، وَكَانَ قَدِ اتَّخَذَ مِنَ الرَّقِيقِ مِائَتَيْنِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عن عمته أم بكر، وحدثني شرحبيل بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ قَالُوا: كَتَبَ يَزِيدُ إِلَى عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ جُنْدًا، فسأل: من أعدى الناس له،   [1] انظر عن (عمرو بن الزبير) في: طبقات ابن سعد 5/ 185، 186، ونسب قريش 178 و 214 و 215، وتاريخ اليعقوبي 2/ 264، وجمهرة نسب قريش 344، والعقد الفريد 4/ 377، وتاريخ الطبري 4/ 460 و 5/ 330 و 343- 346، وأنساب الأشراف 3/ 112 وق 4 ج 1/ 67 و 89 و 311- 316 و 319 و 382- 384 و 7604 والكامل في التاريخ 4/ 11 و 18 و 19، والتذكرة الحمدونية 2/ 211، والأغاني 14/ 224، والعقد الثمين 6/ 383، وغرر الخصائص الواضحة، للوطواط- طبعة بيروت؟ - ص 402، وتاريخ دمشق 13/ 220 أ، والمحبر 304 و 410 و 481، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية 1940، 1941، والمعارف 222، وفتوح البلدان 14، والبرصان والعرجان 364، وجمهرة أنساب العرب 125، وسير أعلام النبلاء 3/ 472، 473 رقم 99. [2] أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 604 رقم 1560. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 فَقِيلَ: عَمْرُو أَخُوهُ، فَوَلاهُ شُرْطَةَ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَ نَاسًا مِنْ قُرْيَشٍ وَالأَنْصَارِ بِالسِّيَاطِ وَقَالَ: هَؤُلاءِ شِيعَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ تَوَجَّهَ فِي أَلْفٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى قِتَالِ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ، فَنَزَلَ بِذِي طُوَى، فَأَتَاهُ النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: جِئْتُ لِأَنْ يُعْطِيَ أَخِي الطَّاعَةَ لِيَزِيدَ وَيَبَرَّ قَسَمَهُ، فَإِنْ أَبَى قَاتَلْتُهُ، فَقَالَ لَهُ جُبَيْرُ بْنُ شَيْبَةَ: كَانَ غَيْرُكَ أَوْلَى بِهَذَا مِنْكَ، تَسِيرُ إِلَى حَرَمِ اللَّهِ وَأَمْنِهِ، وَإِلَى أَخِيكَ فِي سِنِّهِ وَفَضْلِهِ، تَجْعَلُهُ فِي جَامِعَةٍ! مَا أَرَى النَّاسَ يَدْعُونَكَ وَمَا تُرِيدُ، قَالَ: إِنِّي أُقَاتِلُ مَنْ حَالَ دُونَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَنَزَلَ دَارَهُ عِنْدَ الصَّفَا، وَجَعَلَ يُرْسِلُ إِلَى أَخِيهِ، وَيُرْسِلُ إِلَيْهِ أَخُوهُ، وَكَانَ عَمْرُو يَخْرُجُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَعَسْكَرَهُ بِذِي طُوَى، وَابْنُ الزُّبَيْرِ أَخُوهُ مَعَهُ يُشَبِّكُ أَصَابِعَهُ وَيُكَلِّمُهُ فِي الطَّاعَةِ، وَيَلِينُ لَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا بَعْدَ هَذَا شَيْءٌ، إِنِّي لَسَامِعٌ مُطِيعٌ، أَنْتَ عَامِلُ يَزِيدَ، وَأَنَا أُصَلِّي خَلْفَكَ مَا عِنْدِي خِلَافٌ، فَأَمَّا أَنْ تَجْعَلَ فِي عُنُقِي جَامِعَةً، ثُمَّ أُقَادُ إِلَى الشَّامِ، فَإِنِّي نَظَرْتُ فِي ذَلِكَ، فَرَأَيْتُ لا يَحِلُّ لِي أَنْ أَحُلَّهُ بِنَفْسِي، فَرَاجِعْ صَاحِبَكَ وَاكْتُبْ إِلَيْهِ، قَالَ: لا وَاللَّهِ، مَا أَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَهَيَّأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ قَوْمًا وَعَقَدَ لَهُمْ لِوَاءً، وَأَخَذَ بِهِمْ مِنْ أَسْفَلِ مكة، فلم يشعر أنيس الأسلميّ إِلا بِالْقَوْمِ وَهُمْ عَلَى عَسْكَرِ عُمَرَ، فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ أُنَيْسٌ، وَرَكِبَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي طَائِفَةٍ إِلَى عَمْرِو، فَلَقَوْهُ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ وَالْعَسْكَرُ أَيْضًا، وَجَاءَ عُبَيْدَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَخِي أَنَا أُجِيرُكَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَجَاءَ بِهِ أَسِيرًا وَالدَّمُ يَقْطُرُ عَلَى قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ أَجَرْتُهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَّا حَقِّي فَنَعَمْ، وَأمَّا حَقُّ النَّاسِ فَلأَقْتَصَّنَّ مِنْهُ لِمَنْ آذَاهُ بِالْمَدِينَةِ، وَقَالَ: مَنْ كَانَ يَطْلُبُهُ بِشَيْءٍ فَلْيَأْتِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي فَيَقُولُ: قَدْ نَتَفَ شُفَارِيَ، فَيَقُولُ: قُمْ فانتف أشفاره، وجعل الرجل يقول: قَدْ نَتَفَ لِحْيَتِي، فَيَقُولُ: انْتِفْ لِحْيَتَهُ، فَكَانَ يُقِيمُهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَدْعُو النَّاسَ لِلْقَصَاصِ مِنْهُ، فَقَامَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: قَدْ جَلَدَنِي مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَأَمَرَهُ فَضَرَبَهُ مِائَةَ جَلْدَةٍ، فَمَاتَ، وَأَمَرَ بِهِ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَصُلِبَ. رَوَاهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ وَقَالَ: بَلْ صَحَّ مِنْ ذَلِكَ الضَّرْبُ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ ابْنُ الزبير بعد إخراجه من   [1] في الطبقات 5/ 185، 186. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 السِّجْنِ، فَرآهُ جَالِسًا بِفِنَاءِ مَنْزِلِهِ فَقَالَ: أَلا أَرَاهُ حَيًّا، فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ إِلَى السِّجْنِ، فَلَمْ يَبْلُغْهُ حَتَّى مَاتَ، فَأَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ، فَطُرِحَ فِي شِعْبِ الْخَيْفِ [1] ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الّذي صلب فيه عبد الله بعد. 79- عمرو [2] بن شرحبيل [3] سوى ق أبو ميسرة الهمدانيّ الكوفي. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. وَكَانَ سَيِّدًا صَالِحًا عَابِدًا، إِذَا جَاءَهُ عَطَاءٌ تَصَدَّقَ بِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ هَمْدَانيًا أَحَبَّ إِليَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهِ [4] ، مِنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ [5] . شَريِكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: مَا اشْتَمَلَتْ هَمْدَانِيَّةُ عَلَى مِثْلِ أَبِي مَيْسَرَةَ، قِيلَ: وَلا مَسْرُوقَ؟ فَقَالَ: وَلا مَسْرُوقَ [6] . أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، وَقِيلَ لَهُ: مَا يَحْبِسُكَ عِنْدَ الإِقَامَةِ؟ قال:   [1] في الطبقات 5/ 186 «الجيف» . [2] في الأصل «عمر» والتصحيح من مصادر ترجمته. [3] انظر عن (عمرو بن شرحبيل) في: طبقات ابن سعد 6/ 106- 109، وتاريخ اليعقوبي 2/ 241، والتاريخ الصغير 81، والتاريخ الكبير 6/ 341، 342 رقم 2576، وتاريخ أبي زرعة 1/ 651 و 653، والجرح والتعديل 6/ 237، 238 رقم 1320، والمعرفة والتاريخ 1/ 217 و 223- 225 و 714، وطبقات خليفة 149، وجامع التحصيل 299 رقم 571، وحلية الأولياء 4/ 141- 147 رقم 257، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 534، والكاشف 2/ 286 رقم 4236، وتهذيب الكمال 2/ 1040، وسير أعلام النبلاء 4/ 135، 136 رقم 42، وغاية النهاية 1/ 601 رقم 2453، والإصابة 3/ 114 رقم 6488، وتهذيب التهذيب 8/ 47 رقم 78، وتقريب التهذيب 2/ 72 رقم 605، وخلاصة تذهيب التهذيب 290، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 135. [4] مسلاخه: أي هديه وطريقته. [5] طبقات ابن سعد 6/ 106، حلية الأولياء 4/ 142. [6] طبقات ابن سعد 6/ 106، حلية الأولياء 4/ 142. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 إِنِّي أُوتِرُ. وَلَمَّا احْتُضِرَ أَوْصَى أَنْ لا يُؤْذَنَ بِجِنَازَتِهِ أَحَدٌ [1] ، وَكَذَلِكَ أَوْصَى عَلْقَمَةَ. إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ فِي جِنَازَةِ أَبِي مَيْسَرَةَ آخِذًا بِقَائِمَةِ السَّرِيرِ حَتَّى أُخْرِجَ، ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَبَا مَيْسَرَةَ [2] . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي وِلَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ بِالْكُوفَةِ. 80- عمرو [4] بن عبسة م 4 ابْنِ عَامِرِ بْنِ خَالِدٍ، أَبُو نَجِيحٍ السُّلَمِيُّ، نزيل حِمْصَ، وَأَخُو أَبِي ذَرٍّ لأُمِّهِ، قدِم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، فَكَانَ رَابِعَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرَجَعَ ثُمَّ هَاجَرَ فِيمَا بَعْدُ إِلَى الْمَدِينَةِ، لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَشَدَّادٌ أَبُو عُمَارَةَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ السِّمْطِ وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَمَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَخَلْقٌ.   [1] في الأصل «أحدا» . [2] طبقات ابن سعد 6/ 109. [3] طبقات ابن سعد 6/ 109. [4] انظر عن (عمرو بن عبسة) في: طبقات ابن سعد 4/ 214، و 7/ 403، والتاريخ الكبير 6/ 302، 303 رقم 2474، وطبقات خليفة 49 و 302، والتاريخ لابن معين 2/ 249، والمحبّر 237، ومشاهير علماء الأمصار 51 رقم 330، والمعارف 290، وتاريخ اليعقوبي 2/ 23، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 31، 32 رقم 19، وتاريخ أبي زرعة 1/ 608، ومروج الذهب 1465، والاستيعاب 2/ 1498- 501، وتحفة الأشراف 8/ 159- 165 رقم 409، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 86، والمستدرك 3/ 616، 617، وتهذيب الكمال 2/ 1040، 1041 وفيه «ابن عنبسة» وهو غلط، والمعرفة والتاريخ 1/ 327، 328 و 2/ 339، 340، وتاريخ الطبري 2/ 315 و 317 و 3/ 397 و 4/ 67، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 98، والكاشف 2/ 289 رقم 4256، ومسند أحمد 4/ 111 و 384 و 385، والكامل في التاريخ 2/ 59، 60، وأسد الغابة 4/ 130، 131، والجرح والتعديل 6/ 241 رقم 1339، والنكت الظراف 8/ 164، 165، والإصابة 3/ 5، 6 رقم 5903، وتهذيب التهذيب 8/ 69 رمق 107، وتقريب التهذيب 2/ 74 رقم 629، وخلاصة تذهيب التذهيب 291، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 90. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ مَسْعُودٍ- مَعَ جَلالَتِهِ- وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ. وَلا أَعْلَمُ هَلْ مَاتَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ أَوْ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ، وَكَانَ أَحَدُ الأُمَرَاءِ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي سَلامٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْد اللَّهِ، سَمِعَا أَبَا أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، رَأَيْتُ أَنَّهَا آلِهَةٌ بِاطِلَةٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ [1] . 81- عَمْرُو [2] بن سعيد [3] م ت ن ق ابْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الأمويّ، أبو أميّة المعروف بالأشدق.   [1] طبقات ابن سعد 4/ 217. [2] من حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم على سابقتها حسب الترتيب الأبجدي. [3] انظر عن (عمرو بن سعيد الأشدق) في: طبقات خليفة 11 و 298، والسير والمغازي لابن إسحاق 227، والمحبّر 104 و 304 و 377 و 378، والمغازي للواقدي 845 و 925 و 932، ونسب قريش 175- 180 و 251، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 133 و 253 و 255- 258 و 264 و 270 و 274، والمعارف 145 و 296 و 615، والمراسيل 143 رقم 262، ومشاهير علماء الأمصار 20 رقم 81، وتاريخ خليفة 97 و 120 و 130 و 229 و 231 و 233 و 235 و 454 و 256 و 266، وفتوح البلدان 40 و 135 و 142، والتاريخ الكبير 6/ 338 رقم 2570، والتاريخ الصغير 20 و 82، والجرح والتعديل 6/ 236 رقم 1308، وطبقات ابن سعد 5/ 237، 238، والبرصان والعرجان 274، 275، وجمهرة أنساب العرب 81، وأنساب الأشراف 1/ 142 و 199 و 368 و 482 و 3/ 72 و 112 وق 4 ج 1/ 6 و 38 و 94 و 98 و 131 و 134 و 135 و 148 و 153 و 154 و 159 و 286 و 299 و 301 و 304 و 307 و 309 و 311- 314 و 316 و 318 و 322 و 429 و 431- 433 و 435- 437 و 441- 451 و 454 و 455 و 463 و 470 و 571، والكامل في التاريخ 2/ 414 و 418 و 3/ 508 و 4/ 14 و 17 و 18 و 39 و 40 و 43 و 880 و 89 و 148- 151 و 154 و 189 و 190 و 252 و 257- 304 و 323 و 329 و 340 و 513 و 522 و 5/ 220 و 582، وتاريخ العظيمي 89 و 104 و 185 و 187 و 188، والعقد الفريد 1/ 79 و 2/ 189 و 4/ 23 و 46 و 132 و 168 و 370 و 376 و 377 و 394 و 397 و 407- 409، وثمار القلوب 75 و 130 و 164، وتاريخ الطبري 5/ 474- 478، وجامع التحصيل 298 رقم 565، والأخبار الموفقيات 152 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 وَلِيَ الْمَدِينَةَ لِيَزِيدَ، ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ، وَكَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَقَدْ رَامَ الْخِلافَةَ، وَغَلَبَ عَلَى دِمَشْقَ، وَادَّعَى أَنَّ مَرْوَانَ جَعَلَهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ مُوسَى، وَأُمَيَّةُ، وَسَعِيدٌ، وَخُثَيْمُ [1] بْنُ مَرْوَانَ. وَكَانَ زَوْجَ أُخْتِ مَرْوَانَ أُمِّ الْبَنِينِ شَقِيقَةِ مَرْوَانَ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَمَعَ بَنِيهِ فَقَالَ: أيُّكُمُ يَكْفُلُ دَيْنِي؟ فَسَكَتُوا، فَقَالَ: مَا لَكُمْ لا تُكَلِّمُونِ؟ فَقَالَ عَمْرُو [2] الْأَشْدَقُ، وَكَانَ عَظِيمَ الشِّدْقَيْنِ: وَكَمْ دَيْنُكَ يَا أَبَتِ؟ قَالَ: ثَلاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: فِيمَ اسْتَدَنْتَهَا؟ قَالَ: فِي كَرِيمٍ سَدَدْتُ فَاقَتَهُ وَلَئِيمٍ فَدَيْتُ عِرْضِي مِنْهُ، فَقَالَ: هِيَ عَلَيَّ [3] . وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَسُئِلَ عَنْ خُطَبَاءِ قُرْيَشٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ: الأَسْوَدُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسَدٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَسُئِلَ عَنْ خُطَبَائِهِمْ فِي الإِسْلامِ فَقَالَ: مُعَاوِيَةُ، وَابْنُهُ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَابْنُهُ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ. وَفِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» [4] ، مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جدعان قال:   [ () ] و 561، وسيرة ابن هشام 1/ 292 و 3/ 308، والأخبار الطوال 244 و 286، ومروج الذهب 1960 و 1962 و 1970 و 1997- 1201 و 2191 و 2428 و 2429، و 3634، والمعرفة والتاريخ 3/ 326 و 330، وتاريخ أبي زرعة 1/ 72 و 74 و 217، وعيون الأخبار 2/ 171، وتاريخ دمشق 13/ 226 ب، وتهذيب الكمال 1035، وسير أعلام النبلاء 3/ 449، 450 رقم 88، والكاشف 2/ 285 رقم 4226، ومختصر التاريخ 110، ولباب الآداب 35 و 338، وتحفة الأشراف 8/ 151، 152 رقم 406، والتذكرة الحمدونية 389، وتهذيب التهذيب 8/ 37- 39 رقم 60، وتقريب التهذيب 2/ 70 رقم 589، والإصابة 3/ 175 رقم 6848، وخلاصة تذهيب التهذيب 289، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 76 و 77، وربيع الأبرار 4/ 166 و 214 و 231، والكنى والأسماء 1/ 113. [1] في طبعة القدسي «خيثم» وهو تحريف. [2] في الأصل «عمر» . [3] انظر نسب قريش 177. [4] ج 2/ 522. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيُرْعَفَنَّ عَلَى مِنْبَرِي جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ» . قَالَ عَلِيٌّ فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ رَعِفَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ وَلاهُ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، ثُمَّ وَلاهُ يَزِيدُ، فَبَعَثَ عَمْرُو بَعْثًا لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ عَمْرُو يَدَّعِي أَنَّ مَرْوَانَ جَعَلَ إِلَيْهِ الأَمْرَ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ نَقَضَ ذَلِكَ وَجَعَلَهُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَلَمَّا شَخَصَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى حَرْبِ مُصْعَبٍ إِلَى الْعِرَاقِ، خَالَفَ عَلَيْهِ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ، وَغَلَّقَ أَبْوَابَ دِمَشْقَ، فَرَجَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَأَحَاطَ بِهِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ أَمَانًا، ثُمَّ غَدَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَعَيْنَيَّ جُودِي بِالدُّمُوعِ عَلَى عَمْرِو ... عَشِيَّةَ تُبْتَزُّ الْخِلافَةُ بِالْغَدْرِ كَأَنَّ بَنِي مَرْوَانَ إِذْ يَقْتُلُونَهُ ... بِغَاثٍ مِنَ الطّير اجتمعن على صقر غدرتم بعمرو يَا بَنِي خَيْطِ بَاطِلٍ ... وَأَنْتُمْ ذَوُو قُرَبَائِهِ وَذَوُو صِهْرِ فَرُحْنَا وَرَاحَ الشَّامِتُونَ عَشِيَّةً ... كَأَنَّ عَلَى أَكْتَافِنَا فِلَقُ الصَّخْرِ لَحَا اللَّهُ دُنْيَا يَدْخُلُ النَّارَ أَهْلُهَا ... وَتَهْتِكُ مَا دُونَ الْمَحَارِمِ مِنْ سِتْرِ [1] وَكَانَ مَرْوَانَ يُلَقَّبُ بِخَيْطِ بَاطِلٍ [2] . وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ [3] بِإِسْنَادٍ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ لَمَّا سَارَ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ، جَلَسَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، فَتَذَاكَرَا مِنْ أَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَسِيرِهِمَا مَعَهُ عَلَى خَدِيعَةٍ مِنْهُ لَهُمَا، فَرَجَعَ عَمْرُو إِلَى دِمَشْقَ فَدَخَلَهَا وَسُورُهَا وَثِيقٌ، فَدَعَا أَهْلَهَا إِلَى نَفْسِهِ، فَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ، وَفَقَدَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَرَجَعَ بِالنَّاسِ   [1] الأبيات بتقديم وتأخير، واختلاف بعض الألفاظ، بعضها في: مروج الذهب 6/ 218- 219 (طبعة باريس) ، والأخبار الطوال 295، والحيوان 6/ 315، والحماسة للبحتري، رقم 713، وأنساب الأشراف 3/ 72 و 73 وق 4 ج 1/ 449، 450، وفي سير أعلام النبلاء 3/ 450 وهي أكثر مما هنا، وتاريخ دمشق 13/ 229 ب، وأخبار الدولة العباسية 144. [2] كان مروان بن الحكم يقال له خيط باطل لأنه كان طويلا مضطربا، قال الشاعر: لحا الله قوما أمّروا خيط باطل ... على الناس يعطي من يشاء ويمنع انظر: مروج الذهب 3/ 32، ولطائف المعارف للثعالبي- طبعة عيسى الحلبي 1960- ص 36، وثمار القلوب 76 رقم 103. [3] في الطبقات 5/ 238 وهو مختصر عمّا هنا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 إِلَى دِمَشْقَ، فَنَازَلَهَا سِتَّ عَشْرَةَ لَيْلةً حَتَّى فَتَحَهَا عَمْرُو لَهُ وَبَايَعَهُ، فَصَفَحَ عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَجْمَعَ عَلَى قَتْلِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا يَدْعُوهُ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهَا رِسَالَةُ شَرٍّ، فَزَلَفَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ، لَبِسَ دِرْعًا مُتَكَفِّرًا بِهَا [1] ، ثُمَّ دَخَلَ إِلَيْهِ، فَتَحَدَّثَا سَاعَةً، وَقَدْ كَانَ عَهِدَ إِلَى يَحْيَى بْنِ الْحَكَمِ أَنْ يَضْرِبَ عُنُقَهُ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ، مَا هَذِهِ الْغَوَائِلُ وَالزُّبَى الَّتِي تُحْفَرُ لَنَا! ثُمَّ ذَكَّرَهُ مَا كَانَ مِنْهُ، وَخَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ، وَلَمْ يُقْدِمْ عَلَيْهِ يَحْيَى، فَشَتَمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَقْدَمَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ. قَالَ خَلِيفَةُ [2] : وَفِي سَنَةِ سَبْعِينَ خَلَعَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَبْدَ الْمَلِكِ، وَأَخْرَجَ عَامِلَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أُمِّ الْحَكَمِ عَنْ دِمَشْقَ، فَسَارَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ اصْطَلَحَا عَلَى أَنْ يَكُونَ الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَلَى أَنَّ لِعَمْرٍو مَعَ كُلِّ عَامِلٍ عَامِلًا، وَفَتَحَ دِمَشْقَ، وَدَخَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ، ثُمَّ غَدَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، فَحَدَّثَنِي أَبُو الْيَقْظَانِ قَالَ: قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا أَبَا أُمَيَّةَ، لَوْ أعْلَمْ أَنَّكَ تَبْقَى وَتُصْلِحُ قَرَابَتِي لَفَدَيْتُكَ وَلَوْ بِدَمِ النَّوَاظِرِ، وَلَكِنَّهُ قَلَّمَا اجْتَمَعَ فَحَلانِ فِي إِبِلٍ إِلا أَخْرَجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قُتِلَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ. 82- عَمْرُو الْبِكَالِيُّ [3] أَبُو عُثْمَانَ، صَحَابِيٌّ، شَهِدَ الْيَرْمُوكَ. وَرَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ، وَغَيْرِهِمَا.   [1] في «أساس البلاغة» : كفّر نفسه بالسلاح وتكفّر به. وفي تاريخ الطبري 6/ 142 «لبس عمرو درعا حصينة بين قباء قوهيّ وقميص قوهي» . [2] في تاريخه 266، وانظر ربيع الأبرار 4/ 214 (باختصار) . [3] انظر عن (عمرو البكالي) في: طبقات ابن سعد 7/ 421، والتاريخ الكبير 6/ 313 رقم 2498، والجرح والتعديل 6/ 270 رقم 1495، والمراسيل 141 رقم 256، وتاريخ الثقات للعجلي 372 رقم 1294، والثقات لابن حبّان 3/ 278، وجامع التحصيل 303 رقم 588، والاستيعاب 2/ 533، 534، وطبقات خليفة 123، والمعجم الكبير 17/ 43، 44، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 138 رقم 636، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 401، وأسد الغابة 4/ 89، والإصابة 3/ 23، 24 رقم 5990. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 وَعَنْهُ: مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ طَرِيفٌ، وَأَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَأَمَّ النَّاسَ بِمَسْجِدِ دِمَشْقَ، رَوَى الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَإِذَا بِهِمْ يَطُوفُونَ بِرَجُلٍ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: هَذَا أَفْقَهُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا عَمْرُو الْبِكَالِيُّ، وَرَأَيْتُ أَصَابِعَهُ مَقْطُوعَةً، فَقِيلَ: قُطِعَتْ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ [1] . وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: قَدِمَ عَمْرُو الْبِكَالِيُّ مِصْرَ مَعَ مَرْوَانَ، فَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرَةَ. وَقِيلَ: هُوَ أَخُو نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ. وَقَالَ أحمد العجليّ [2] : هو تابعيّ ثقة.   [1] الاستيعاب 2/ 533 و 534. [2] في تاريخ الثقات 372 رقم 1294 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 [حرف القاف] 83- قباث بن أشيم [1] ت اللّيثي، صَحَابِيٌّ، شَهِدَ الْيَرْمُوكَ أَمِيرًا، وَطَالَ عُمْرُهُ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، وَأَبُو الْحُوَيْرِثِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا مُشْرِكًا، وَشَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ الْمَشَاهِدِ، وَكَانَ عَلَى مُجَنَّبَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: مَاتَ بِالشَّامِ، وَأَدْرَكَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، فَسَأَلَهُ عَنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: أَنَا أَسَنُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَذَا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن سعيد وغيره.   [1] انظر عن (قباث بن أشيم) في: طبقات خليفة 30، والتاريخ الكبير 7/ 192، 193 رقم 856، وتاريخ خليفة 52، والجرح والتعديل 7/ 143 رقم 797، وتاريخ أبي زرعة 1/ 70، وطبقات ابن سعد 7/ 411، وتاريخ الطبري 2/ 155 و 3/ 397 و 404 و 405 و 4/ 390، والمغازي للواقدي 97، 98، والمعجم الكبير 19/ 35- 37، والكامل في التاريخ 2/ 412، وأسد الغابة 4/ 189، 190، والاستيعاب 3/ 168- 270، وفتوح الشام للأزدي 189، وتحفة الأشراف 8/ 273، 274 رقم 443، وتهذيب الكمال 2/ 1118، والمستدرك 3/ 625، وتلخيص المستدرك 3/ 625، 626، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة) 23، 24، و (عهد الخلفاء الراشدين) 142، والكاشف 2/ 340 رقم 4611، وتهذيب التهذيب 8/ 342، 343 رقم 623، وتقريب التهذيب 2/ 122 رقم 69، والإصابة 3/ 221، 222 رقم 7056، وخلاصة تذهيب التهذيب 314. [2] في الطبقات 7/ 411. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 207 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقُبَاثِ بْنِ أشْيَمَ اللَّيْثِيِّ: يَا قُبَاثُ، أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ، وَأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ، وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ وَوَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوَثِ الْفِيلِ مُحِيلًا [1] أَعْقِلُهُ [2] . اسْمُ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنِ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ قُبَاثٍ قَالَ: انْهَزَمْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَمْ يُرَ مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ قَطُّ، فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَسْتَأْمِنَهُ قَالَ: قُلْتُ: لَمْ أَرَ مِثْلَ أَمْرِ اللَّهِ قَطُّ فَرَّ مِنْهُ إِلا النِّسَاءَ [3] ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَرَمْرَمَتْ بِهِ شَفَتَايَ، وَمَا كَانَ إِلا شَيْءٌ عَرَضَ لِي فِي نَفْسِي. 84- قَبِيصَةُ بْنُ جابر [4] ن ابْنِ وَهْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو العلاء، من كبار التابعين.   [1] في أسد الغابة: أخضر محيلا. والمحيل: المتغيّر. [2] سبق تخريج هذا الحديث في الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من هذا التاريخ. انظر ص 23، 24. [3] في أسد الغابة: أنت الّذي قلت: لو خرجت نساء قريش بأكمتها ردّت محمدا وأصحابه. قال: والّذي بعثك بالحقّ ما تحرّك به لساني ولا ترمرمت به شفتاي ... [4] انظر عن (قبيصة بن جابر) في: طبقات ابن سعد 6/ 145، وتاريخ خليفة 268، وطبقات خليفة 141 و 152، والتاريخ الكبير 7/ 175، 176 رقم 785، وتاريخ أبي زرعة 1/ 592، والمعرفة والتاريخ 1/ 457- 459 و 3/ 313، والجرح والتعديل 7/ 125 رقم 712، وتاريخ الثقات للعجلي 388 رقم 1376، والثقات لابن حبّان 5/ 318، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282، ومشاهير علماء الأمصار 106 رقم 800، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 42 و 119 و 279 و 534، وتاريخ الطبري 3/ 579 و 580 و 5/ 337، والمحبّر 235 و 379، وأسد الغابة 4/ 191، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 55، 56 رقم 63، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 129 و 134 و 526، والكاشف 2/ 340 رقم 4613، وتهذيب الكمال 2/ 1119، وتهذيب التهذيب 8/ 344، 345 رقم 626، وتقريب التهذيب 2/ 122 رقم 72، وخلاصة تذهيب التهذيب 314، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 49. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَالْعُرْيَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ. وَشَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ، وَكَانَ أَخَا مُعَاوِيَةَ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَقَدْ وَفَدَ عَلَيْهِ، وَكَانَ كَاتِبَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بِالْكُوفَةَ، وَكَانَ يُعَدُّ مِنَ الْفُصَحَاءِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَبِيصَةَ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ عَمَّنْ صَحِبْتُ؟ صَحِبْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْهُ، وَلا أَحْسَنَ مُدَارَسَةً مِنْهُ، وَصَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدَ اللَّهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْطَى لِجَزِيلٍ مِنْهُ عَنْ غَيْرِ مُسَأَلَةٍ، وَصَحِبْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْصَعَ ظَرْفًا مِنْهُ، وَصَحِبْتُ مُعَاوِيَةَ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ حُلْمًا وَلا أَبْعَدَ أَنَاةً مِنْهُ، وَصَحِبْتُ زِيَادًا، فَمَا رَأَيْتُ أَكْرَمَ جَلِيسًا مِنْهُ، وَصَحِبْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، فَلَوْ أَنَّ مَدِينَةً لَهَا أَبْوَابٌ لا يَخْرُجُ مِنْ كُلِّ بَابٍ مِنْهَا إِلا بِالْمَكْرِ لَخَرَجَ مِنْ أَبْوَابِهَا كُلِّهَا [2] . قَالَ خَلِيفَةُ [3] : مَاتَ قَبِيصَةُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ. 85- قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ [4] أَبُو يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ الشاعر الْمَشْهُورُ، من بادية الحجاز، وهو الّذي كان   [1] في الطبقات 6/ 145. [2] انظر: تاريخ الطبري 2/ 215، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 102 رقم 312 (وفيه: قبيصة بن ذؤيب) و 119 رقم 347، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 413، والبداية والنهاية 8/ 135، وسير أعلام النبلاء 3/ 21 و 49، وتهذيب التهذيب 8/ 345، والنجوم الزاهرة 1/ 64 و 72، وسراج الملوك للطرطوشي- طبعة مصر 1935- ص 127، والبصائر والذخائر لأبي حيّان 3/ 337، 338. [3] في طبقاته 141، وفي تاريخه يذكر وفاته سنة 72 هـ. [4] انظر عن (قيس بن ذريح) في: الشعر والشعراء 475 وترجمته 524، 525 رقم 116، وأمالي القالي 1/ 136 و 187 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 209 يُشَبِّبُ بِأُمِّ مَعْمَرَ لُبْنَى بِنْتِ الْحُبَابِ الْكَعْبِيَّةِ، ثُمَّ إِنَّهُ تَزَوَّجَ بِهَا، وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ أَخَا الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ. قَالَ ثَعْلَبٌ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عِيسَى الْجَعْفَرِيُّ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ أَبِي جَهْمَةَ اللَّيْثِيُّ، وَكَانَ مُسِنًّا، قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ رَجُلا مَنًّا، وَكَانَ ظَرِيفًا شَاعِرًا، وَكَانَ يَكُونُ بِقُدَيِدٍ بِسَرِفَ وَبِوَادِي مَكَّةَ، وَخَطَبَ لُبْنَى مِنْ خُزَاعَةَ، ثُمَّ مِنْ بَنِي كَعْبٍ فَتَزَوَّجَهَا وَأُعْجِبَ بِهَا، وَبَلَغَتْ عِنْدَهُ الْغَايَةَ، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَ أُمِّهِ وَبَيْنَهَا فَأَبْغَضَتْهَا، وَنَاشَدَتْ قَيْسًا فِي طَلاقِهَا، فَأَبَى، فَكَلَّمَتْ أَبَاهُ، فَأَمَرَهُ بِطَلاقِهَا، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: لا جَمَعَنِي وَإيِّاكَ سَقْفٌ أَبَدًا حَتَّى تُطَلِّقَهَا، ثُمَّ خَرَجَ فِي يَوْمٍ قَيْظٍ فقَالَ: لا أَسْتَظِلُّ حَتَّى تُطَلِّقَهَا، فَطَلَّقَهَا وَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ آخِرُ عَهْدِكَ بِي، ثُمَّ إِنَّه اشْتَدَّ عَلَيْهِ فِرَاقُهَا وَجَهِدَ وَضَمُرَ، وَلَمَّا طَلَّقَهَا أَتَاهَا رِجَالُهَا يَتَحَمَّلُونَهَا، فَسَأَلَ: مَتَى هُمْ رَاحِلُونَ؟ قَالُوا: غَدًا نَمْضِي، فَقَالَ: وَقَالُوا غَدًا أَوْ بَعْدَ ذَاكَ ثَلاثَةٌ ... فِرَاقُ حَبِيبٍ لَمْ يَبِنْ وَهُوَ بَائِنُ فَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مَنِيَّتِي ... بِكَفِّي إِلا أَنَّ مَا حَانَ حَائِنُ [1] ثُمَّ جَعَلَ يَأْتِي مَنْزِلَهَا وَيَبْكِي، فَلامُوهُ، فَقَالَ: كَيْفَ السُّلُوُّ وَلا أَزَالُ أرى لها ... ربعا كحاشية اليماني المخلّق   [ () ] و 2/ 75 و 76 و 176 و 219 و 314 والذيل 52، وأخبار القضاة 1/ 128 و 3/ 105، ومروج الذهب 3049- 3052، والأغاني 9/ 180- 220، والمؤتلف والمختلف للآمدي 120، والموشّح للمرزباني- طبعة السلفية بمصر 207، ووفيات الأعيان 6/ 371، 372، والمنازل والديار لابن منقذ 1/ 353 و 2/ 68 و 128 و 157 و 234، وسير أعلام النبلاء 3/ 534، 535 رقم 140، وسمط اللآلي 379 و 701 و 710، وتاريخ دمشق 14/ 221 أ، وفوات الوفيات 3/ 204- 208 رقم 400، والبداية والنهاية 8/ 313، والنجوم الزاهرة 1/ 182، والتذكرة السعدية 346- 348 و 351 و 353 و 368، والحماسة البصرية لابن أبي الفرج البصري (ت 659 هـ.) طبعة حيدرآباد 1383 هـ. - 1964 م- ج 2/ 198، وتزيين الأسواق 1/ 53 و 62، وعصر المأمون 2/ 152، ورغبة الآمل 5/ 242، ومعجم الشعراء في لسان العرب 337، 338 رقم 869، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 194 و 200 و 201، والمثلّث للبطليوسي 2/ 35. [1] البيتان في الأغاني 9/ 185، وفوات الوفيات 3/ 207. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 210 ربعا لواضحة الجبين به فِي عِزَّةٍ ... كَالشَّمْسِ إِذ طَلَعَتْ رَخِيمَ الْمَنْطِقِ قَدْ كُنْتُ أَعْهَدُهَا بِهِ فِي عِزَّةٍ ... وَالْعَيْشُ صَافٍ وَالْعِدَى لَمْ تَنْطِقِ حَتَّى إِذَا هَتَفُوا وَأذَّنَ فِيهِمُ ... دَاعِي الشَّتَاتِ بِرِحْلَةٍ وَتَفَرُّقِ خَلَتِ الدِّيَارُ فَزُرْتُهَا فَكَأَنَّنِي ... ذُو حَيَّةٍ مِنْ سِمِّهَا لَمْ يَفْرُقِ [1] وَهُوَ الْقَائِلُ: وَكُلُّ مُلِمَّاتِ الزَّمَانِ وَجَدْتُهَا ... سِوَى فُرْقَةِ الأَحْبَابِ هَيِّنَةَ الْخَطْبِ [2] وَمِنْ شعره: ولو أنّني أسطيع صَبْرًا وَسُلْوةً ... تَنَاسَيَتُ لُبْنَى غَيْرَ مَا مُضْمِرٍ حِقْدَا وَلَكِنَّ قَلْبِي قَدْ تَقَسَّمَهُ الْهَوَى ... شَتَاتًا فَمَا أَلْفَى صَبُورًا وَلا جَلَدًا سَلِ اللَّيْلَ عَنِّي كَيْفَ أَرْعَى نُجُومَهُ ... وَكَيْفَ أُقَاسِي الْهَمَّ مُسْتَخْلِيًا فَرْدَا كَأَنَّ هُبُوبُ الرِّيحِ مِنْ نَحْوِ أَرْضِكُمْ ... تُثِيرُ قَنَاةَ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ النَّدَا وَعَنْ أبي عمرو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: خَرَجَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَامْتَدَحَهُ، فَأَدْنَاهُ وَأَمَرَ لَهُ بِخْمَسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَمِائَتَيْ وَقَالَ: كَيْفَ وَجْدُكَ بِلُبْنَى؟ قَالَ: أشدّ وجد، قال: فترضى زواجها؟ قال: ما لي فِي ذَلِكَ مِنْ حَاجَةٍ قَالَ: فَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: تَأْذَنُ لِي فِي الإِلْمَامِ بِهَا، وَتَكْتُبُ إِلَى عَامِلِكَ، فَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يُفَرِّقَ الْمَوْتُ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَأَنْشَدَهُ: أَضَوْءُ سَنَا بَرْقٍ بَدَا لَكَ لَمْعُهُ ... بِذِي الأَثْلِ مِنْ أَجْرَاعِ بثنة تَرْقُبُ نَعَمْ إِنَّنِي صَبٌّ هُنَاكَ مُوَكَّلٌ ... بِمَنْ لَيْسَ يُدَنِّينِي وَلا يَتَقَرَّبُ مَرِضْتُ فَجَاءُوا بِالْمُعَالِجِ وَالرُّقَى ... وَقَالُوا: بَصِيرٌ بِالدَّوَاءِ مُجَرَّبُ فَلَمْ يُغْنِ عَنِّي مَا يَعْقِدُ طَائِلا ... وَلا مَا يُمَنِّينِي الطَّبِيبُ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ أُنَاسٌ وَالظُّنُونُ كَثِيرَةً ... وَأَعْلَمُ شَيْءٍ بِالْهَوَى مَنْ يُجَرِّبُ أَلا إِنَّ فِي الْيَأْسِ الْمُفَرِّقُ رَاحَةً ... سَيُسْلِيكَ عَمَّنْ نَفْعُهُ عَنْكَ يَعْزُبُ فَكُلُّ الَّذِي قَالُوا بَلَوْتُ فَلَمْ أَجِدْ ... لِذِي الشَّجْوِ أَشْفَى مِنْ هَوَى حِينَ يقرب   [1] انظر الحكاية وأبياتا أخرى في: الأغاني 9/ 181- 185. [2] البيت في: الأغاني 9/ 189، ومجالس ثعلب 1/ 237، وحماسة أبي تمّام بشرح التبريزي 3/ 222. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 211 عَلَيْهَا سَلامُ اللَّهِ مَا هَبَّتِ الصِّبَا ... وَمَا لاحَ وَهْنًا فِي دُجَى اللَّيْلِ كَوْكَبُ فَلَسْتُ بِمُبْتَاعٍ وِصَالًا بَوَصْلِهَا ... وَلَسْتُ بِمُفْشِ سِرَّهَا حِينَ أَغْضَبُ وَقَالَ: يَقُولُونَ لُبْنَى فِتْنَةٌ، كُنْتَ قَبْلَهَا ... بِخَيْرٍ فَلا تَنْدَمْ عَلَيْهَا وَطَلِّقِ فَطَاوَعْتُ أَعْدَائِي وَعَاصَيْتُ نَاصِحِيَّ ... وَأَقْرَرْتُ عَيْنَ الشَّامِتِ الْمُتَخَلِّقِ [1] وَدِدْتُ وَبَيْتِ اللَّهِ أَنِّي عَصَيْتُهُمْ ... وَحَمَلْتُ فِي رِضْوَانِهَا كُلَّ مُوبِقِ [2] . وَكُلِّفْتُ خَوْضَ الْبَحْرِ وَالْبَحْرُ زَاخِرٌ ... أَبِيتُ عَلَى أَثْبَاجِ مَوْجٍ مُغَرَّقِ كَأَنِّي أَرَى النَّاسَ الْمُحِبِّينَ بَعْدَهَا ... عُصَارَةَ مَاءِ الْحَنْظَلِ الْمُتَفَلِّقِ فَتُنْكِرُ عَيْنِي بَعْدَهَا كُلَّ مَنْظَرٍ ... وَيَكْرَهُ سَمْعِي بَعْدَهَا كُلَّ مَنْطِقِ [3] فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا وَأَبِيكَ الْحُبُّ، وَأَذِنَ لَهُ فِي زِيَارَتِهَا، فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى امْرَأَةٍ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهَا بُرَيْكَةُ، وَأَهْدَى لَهَا وَلِلُبْنَى هَدَايَا وَأَلْطَافًا، وَأَخْبَرَهَا بِكِتَابِ معاوية، فقالت: يا بن عَمِّ مَا تُرِيدُ إلى الشُّهْرَةِ، فَأَقَامَ أَيَّامًا، فَبَلَغَ زَوْجَ لُبْنَى قُدُومُهُ، فَمَنَعَ لُبْنَى بُرَيْكَةَ، وَأَيَسَ قَيْسٌ مِنْ لِقَائِهَا، فَبَقِيَ مُتَرَدِّدًا فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ، فَرَآهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ يَوْمًا، فقال: يا أعرابيّ ما لي أَرَاكَ مُتَحَيِّرًا؟ قَالَ: دَعْنِي بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، قَالَ: أَخْبَرْنِي بِشَأْنِكَ، فَإِنِّي عَلَى مَا تُرِيدُ، وَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ: لا أَرَانِي إِلا فِي طَلَبِ مِثْلِكَ، وَانْطَلَقَ بِهِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ لَيْلَةً يُحَدِّثُهُ وَيُنْشِدُهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ رَكِبَ فَأَتَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، ارْكَبْ مَعِي فِي حَاجَةٍ، فَرَكِبَ مَعَهُ، وَاسْتَنْهَضَ ثَلاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً مِنْ وُجُوهِ قُرَيْشٍ، وَلا يَدْرُونَ مَا يُرِيدُ، حَتَّى أَتَى بِهِمْ بَابَ زَوْجِ لُبْنَى، فَخَرَجَ فَإِذَا وُجُوهُ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكُمْ، مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قَالُوا: حَاجَةٌ لابْنِ أَبِي عَتِيقٍ اسْتَعَانَ بِنَا عَلَيْكَ، فَقَالَ: اشْهَدُوا أَنَّ حُكْمَهُ جَائِزٌ عَلَيَّ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ: اشْهَدُوا أَنَّ امْرَأَتَهُ لُبْنَى مِنْهُ طَالِقٌ، فَأَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بِرْأَسِهِ ثُمَّ قَالَ: لِهَذَا جِئْتَ بِنَا! فَقَالَ: جعلت فداكم، يطلّق هذا امرأته ويتزوّج   [1] المتخلّق: الّذي يتكلّف ما ليس في خلقه. [2] في طبعة القدسي 62 «موثق» . [3] الأبيات في: الأغاني 9/ 185. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 212 بِغَيْرِهَا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمُوتَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَمَا إِذْ فَعَلَ مَا فَعَلَ فَلَهُ عَلَيَّ عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ: وَاللَّهِ لا أَبْرَحُ حَتَّى تَنْقُلَ مَتَاعَهَا، فَفَعَلَتْ، وَأَقَامَتْ فِي أَهْلِهَا، حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا وَتَزَوَّجَ بِهَا قَيْسٌ، وَبَقِيَا دَهْرًا بِأَرْغَدِ عَيْشٍ، فَقَالَ قَيْسٌ: جَزَى الرَّحْمَنُ أَفْضَلَ مَا يُجَازِي ... عَلَى الإِحْسَانِ خَيْرًا مِنْ صَدِيقِ فَقَدْ جَرَّبْتُ إِخْوَانِي جَمِيعًا ... فَمَا ألْفَيْتُ كَابْنِ أَبِي عَتِيقِ سَعَى فِي جَمْعِ شَمْلِي بَعْدَ صَدْعٍ ... وَرَأَيٍ حِدْتُ [1] فِيهِ عَنِ الطَّرِيقِ وَأَطْفَأَ لَوْعَةً كَانَتْ بِقَلْبِي ... أغصَّتني حَرَارَتُهَا بِرِيقِي [2] هَذِهِ رِوَايَةٌ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ عَبَايَةَ قَالَ: خَرَجَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ إِلَى الْمَدِينَةِ يَبِيعُ نَاقَةً، فَاشْتَرَاهَا زَوْجُ لُبْنَى وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ، فَقَالَ لِقَيْسٍ: انْطَلِقْ مَعِي لِتَأْخُذَ الثَّمَنَ، فَمَضَى مَعَهُ، فَلَمَّا فَتَحَ الْبَابَ إِذَا لُبْنَى اسْتَقْبَلَتْ قَيْسًا، فَلَمَّا رَآهَا وَلَّى هَارِبًا، وَاتَّبَعَهُ الرَّجُلُ بِالثَّمَنِ، فَقَالَ: لا تَرْكَبْ لِي مَطِيَّتَيْنِ أَبَدًا، قَالَ: وَأَنْتَ قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: هَذِهِ لُبْنَى، فَقِفْ حَتَّى أُخَيِّرُهَا، فَإِنِ اخْتَارَتَكَ طَلَّقْتُهَا، وَظَنَّ الزَّوْجُ أَنَّ لَهُ فِي قَلْبِهَا مَوْضِعًا، فَخُيِّرَتْ فَاخْتَارَتْ قَيْسًا، فَطَلَّقَهَا فَمَاتَتْ فِي الْعِدَّةِ [3] . وَلَقَدْ قِيلَ لِقَيْسٍ: إِنَّ مِمَّا يُسْلِيكَ عَنْهَا ذِكْرُ مَعَايِبَهَا، فَقَالَ: إِذَا عِبْتُهَا شَبَّهْتُهَا الْبَدْرَ طَالِعًا ... وَحَسْبُكُ مِنْ عَيْبٍ بِهَا شِبْهُ الْبَدْرِ لَهَا كَفَلٌ يَرْتَجُّ مِنْهَا إِذَا مَشَتْ ... وَمتْنٌ كَغُصْنِ الْبَانِ مُضْطَمِرُ الْخِصْرِ [4] وَلِقَيْسٍ: أُرِيدُ سُلُوًّا عَنْ لبينى وذكرها ... فيأبى فؤادي المستهام المتيّم   [1] في طبعة القدسي «جرت» ، وهو تحريف. [2] الأبيات في: الأغاني 9/ 220. [3] انظر: الأغاني 9/ 205. [4] البيتان في الأغاني 9/ 95 والأول منهما بلفظ: إذا ما مشت شبرا من الأرض أرجفت ... من البهر حتى ما تزيد على شبر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 إِذَا قُلْتُ أَسْلُوهَا تَعَرَّضَ ذِكْرُهَا ... وَعَاوَدَنِي مِنْ ذَاكَ مَا اللَّهُ أَعْلَمُ صَحَا كُلُّ ذِي وِدٍّ عَلِمْتُ مَكَانُه ... سِوَايَ فَإِنِّي ذَاهِبُ الْعَقْلِ مُغْرَمُ وَلَهُ: هَلِ الْحُبُّ إِلا عَبْرةٌ بَعْدَ زَفْرَةٍ ... وَحِزٌ عَلَى الأَحْشَاءِ لَيْسَ لَهُ بُرْدُ وَفَيْضُ دُمُوعِ تَسْتَهِلُّ إِذَا بَدَا ... لَنَا عَلَمٌ مِنْ أَرْضِكُمْ لَمْ يَكُنْ يَبْدُو [1] 86- قَيْسُ بْنُ السكن [2]- م ن- الأسدي الكوفي. سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَالْأَشْعَثَ بْنَ قيس. روى عَنْهُ: عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو إِسْحَاقَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي زَمَنِ مُصْعَبٍ. 87- قَيْسُ الْمَجْنُونُ [4] وَمَنْ بِهِ يُقَاسُ الْمُحِبُّونَ. هُوَ قَيْسُ بْنُ الْمُلَوِّحِ بْنِ مُزَاحِمٍ. وقيل:   [1] البيتان في الأغاني 9/ 196. [2] انظر عن (قيس بن السكن) في: طبقات ابن سعد 6/ 176، وطبقات خليفة 92 و 140، والتاريخ الكبير 7/ 145، 146 رقم 649، والجرح والتعديل 7/ 98، 99 رقم 557، ومشاهير علماء الأمصار 103 رقم 767، والكاشف 2/ 348 رقم 4674، وتهذيب التهذيب 8/ 397، 398 رقم 703، وتقريب التهذيب 2/ 129 رقم 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 317، وتهذيب الكمال 2/ 1135. [3] في الجرح والتعديل 7/ 98. [4] انظر عن (قيس المجنون) في: الشعر والشعراء 2/ 467- 477 رقم 10، والمؤتلف والمختلف 188، ومعجم الشعراء للمرزباني 476، والأغاني 2/ 1- 95، وسمط اللآلي 350، وجمهرة أنساب العرب 288، 289، والمنازل والديار 1/ 51 و 129 و 164 و 181 و 354 و 7/ 3 و 2/ 16 و 46 و 134 و 147 و 164 و 232 و 354، ولباب الآداب 410 و 411 و 413- 415، ونشوار المحاضرة 5/ 102، وسرح العيون 195، وشرح الشواهد 238، وفوات الوفيات 3/ 208- 213 رقم 401، والتذكرة السعدية 349 و 355 و 364 و 365، وسير أعلام النبلاء 4/ 5- 7 رقم 1، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 قَيْسُ بْنُ مُعَاذٍ، وَقِيلَ: اسْمُهُ الْبُحْتُرِيُّ [1] بْنُ الْجَعْدِ، وَقِيلَ غَيْرَ ذَلِكَ، وَهُوَ مَجْنُونُ لَيْلَى بِنْتِ مَهْدِيٍّ أُمِّ مَالِكٍ الْعَامِرِيَّةِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَقِيلَ: مِنْ بَنِي كَعْبٍ بْنِ سَعْدٍ. سَمِعْنَا أَخْبَارَهُ فِي جُزْءٍ أَلَّفَهُ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ، وَقَدْ أَنْكَرَ بَعْضُ النَّاسِ لَيْلَى وَالْمَجْنُونَ، وَهَذَا دَفَعَ بِالصَّدْرِ، فَلَيْسَ مَنْ لا يَعْلَمُ حُجَّةً عَلَى مَنْ عَلِمَ، وَلا الْمُثْبِتُ كَالنَّافِي، فَعَنْ لَقِيطِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمُحَارِبِيِّ: أن الْمَجْنُونَ عَلِقَ لَيْلَى عَلاقَةَ الصِّبَا، وَذَلِكَ لأنّهما كانا صَغِيرَيْنِ يَرْعَيَانِ أَغْنَامًا لِقَوْمِهِمَا، فَعَلِقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الآخَرَ، وَكَبُرَا عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا كَبُرَا حُجِبَتْ عَنْهُ، فَزَالَ عَقْلُهُ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ: تَعَلَّقْتُ لَيْلَى وَهِيَ ذَاتُ ذُؤَابَةٍ ... وَلَمْ يَبْدُ لِلأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ صَغِيرَيْنِ نَرْعَى الْبَهْمَ يَا لَيْتَ أَنَّنَا ... إِلَى الْيَوْمِ لَمْ نَكْبَرْ وَلَمْ تَكْبَرِ الْبَهْمُ [2] وَذَكَرَ ابْنُ دَآبٍ [3] ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ حَبِيبٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ: كَانَ فِي بَنِي عَامِرٍ جَارِيَةٌ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ، لَهَا عَقْلٌ وَأَدَبٌ، يُقَالُ لَهَا لَيْلَى بِنْتُ مَهْدِيٍّ، فَبَلَغَ الْمَجْنُونَ خَبَرُهَا، وَكَانَ صَبًّا بِمُحَادَثَةِ النِّسَاءِ، فَلَبِسَ حُلَّةً ثُمَّ جَلَسَ إِلَيْهِا وَتَحَادَثَا، فَوَقَعَتْ بِقَلْبِهِ، فَظَلَّ يَوْمَهُ يُحَادِثُهَا، فَانْصَرَفَ فَبَاتَ بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ، ثُمَّ بَكَّرَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَهَا حَتَّى أَمْسَى، وَلَمْ تَغْمُضْ لَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَيْنٌ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: نَهَارِي نَهَارُ النَّاسِ حَتَّى إِذَا بَدَا ... لِيَ اللَّيْلُ هَزّتْنِي إِلَيْكِ الْمَضَاجِعُ   [ () ] والنجوم الزاهرة 1/ 170، وتزيين الأسواق 1/ 97، وثمار القلوب 111 رقم 158، وأمالي القالي 1/ 136 و 137 و 162 و 203 و 207 و 208 و 215 و 216 و 221 و 2/ 61 و 262 و 3/ 63 والذيل 47 و 118، وشذرات الذهب 1/ 277، وخزانة الأدب 2/ 170، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 199، ومعجم الشعراء في لسان العرب 342 رقم 878، وديوانه بتحقيق عبد الستار فرّاج، ونشوار المحاضرة 5/ 1108، وبدائع البدائه 32 رقم 109، 19. [1] في طبعة القدسي 64 «البحتري» وهو تحريف. [2] البيتان باختلاف بعض الألفاظ في: الديوان 238، والأغاني 2/ 11 و 12، والشعر والشعراء 2/ 468، وسير أعلام النبلاء 4/ 6. [3] ابن دأب: بتشديد الهمزة المضمومة. هو: عِيسَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ بَكْرِ بْنِ دَابٍ. كان عالما بأخبار العرب وأشعارهم، وشاعرا، انظر عنه في كتاب «التاج» للجاحظ 116، 117. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 أُقَضِّي نَهَارِي بِالْحَدِيثِ وَبِالْمُنَى ... وَيَجْمَعُنِي وَالْهَمُّ بِاللَّيْلِ جَامِعُ [1] وَوَقَعَ فِي قَلْبِهَا مِثْلُ الَّذِي وَقَعَ بِقَلْبِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا يُحَدِّثُهَا، فَجَعَلَتْ تُعْرِضُ عَنْهُ، تُرِيدُ أن تَمْتَحِنَهُ، فَجَزِعَ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَخَافَتْ عَلَيْهِ وَقَالَتْ: كِلانَا مُظْهِرٌ لِلنَّاسِ بُغْضًا ... وَكُلٌّ عِنْدَ صَاحِبِهِ مَكِينُ [2] فَسُرِّيَ عَنْهُ، وَقَالَتْ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أن أَمْتَحِنَكَ، وَأَنَا مُعْطِيَةٌ للَّه عَهْدًا: لا جَالَسْتُ بَعْدَ الْيَوْمِ أَحَدًا سِوَاكَ، فَانْصَرَفَ وَأَنْشَأَ يَقُولُ: أَظُنُّ هَوَاهَا تَارِكِي بِمَضَلَّةٍ ... مِنَ الأَرْضِ لا مَالٌ لَدَيَّ وَلا أَهْلُ وَلا أَحَدٌ أُفْضِي إِلَيْهِ وَصِيَّتِي ... وَلا وَارِثٌ إِلا الْمَطِيَّةُ وَالرَّحْلُ مَحَا حُبُّهَا حُبَّ الأُلَى كُنَّ قَبْلَهَا ... وَحلَّتْ مَكَانًا لَمْ يَكُنْ حُلَّ مِنْ قَبْلُ [3] قُلْتُ: ثُمَّ اشْتَدَّ بَلاؤُهُ بِهَا، وَشَغَفَتْهُ حبّا، ووسوس في عقله، فذكر أبو عبيدة: أن الْمَجْنُونَ كَانَ يَجْلِسُ فِي نَادِي قَوْمِهِ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ، فَيُقْبِلُ عَلَيْهِ بَعْضُهُمْ، وَهُوَ بَاهِتَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ لا يَفْهَمُ مَا يُحَدِّثُ بِهِ، ثُمَّ يَثُوبُ إِلَيْهِ عَقْلُهُ، فَيُسْأَلُ عَنِ الْحَدِيثِ فَلا يَعْرِفُهُ، حَتَّى قَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّكَ لَمَخْبُولٌ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَجْلِسُ فِي النَّادِي أُحَدِّثُهُمْ ... فَأَسْتَفِيقُ وَقَدْ غَالَتْنِي الْغُولُ يَهْوِي بِقَلْبِي حَدِيثُ النّفس نحوكم ... حتى يقول جليسي أَنْتَ مَخْبُولُ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَتَزَايَدَ بِهِ الأَمْرُ حَتَّى فُقِدَ عَقْلُهُ، فَكَانَ لا يَقِرُّ فِي مَوْضِعٍ، وَلا يُؤْوِيهِ رَحْلٌ، وَلا يَعْلُوهُ ثَوْبٌ، إِلا مَزَّقَهُ، وَصَارَ لا يَفْهَمُ شَيْئًا مِمَّا يُكَلَّمُ بِهِ إِلا أن تُذْكَرَ لَهُ لَيْلَى فَإِذَا ذُكِرَتْ لَهُ أَتَى بِالْبَدَائِهِ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ قَوْمَ لَيْلَى شَكَوْا مِنْه إِلَى السُّلْطَانِ، فَأَهْدَرَ دَمَهُ، ثُمَّ إِنَّ قَوْمَهَا تَرَحَّلُوا مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ، فَأَشْرَفَ فَرَأَى دِيَارَهُمْ بَلاقِعَ، فَقَصَدَ مَنْزِلَهَا، وَأَلْصَقَ صَدْرَهُ بِهِ، وَجَعَلَ يُمَرِّغُ خدّيه على التراب ويقول:   [1] الأغاني 2/ 45. [2] الأغاني 2/ 14، و 16، و 31، الشعر والشعراء 2/ 469، فوات الوفيات 3/ 209. [3] الأغاني 2/ 46، سير أعلام النبلاء 4/ 6. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 أَيَا حَرَجَاتِ الْحَيِّ حَيْثُ [1] ... تَحَمَّلُوا بِذِي سَلَمٍ لاجادكنّ رَبِيعُ وَخَيْمَاتُكِ اللَّاتِي بمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... بَلِينَ بَلَى لَمْ تَبْلَهُنَّ رُبُوعُ نَدِمْتُ عَلَى مَا كَانَ مِنِّي نَدَامَةً ... كَمَا نَدِمَ الْمَغْبُونُ حِينَ يَبِيعُ [2] قال ابن المرزبان: قال أبو عمرو الشَّيْبَانِيُّ: لَمَّا ظَهَرَ مِنَ الْمَجْنُونِ مَا ظَهَرَ، وَرَأَى قَوْمُهُ مَا ابْتُلِيَ بِهِ اجْتَمَعُوا إِلَى أَبِيهِ وَقَالُوا: يَا هَذَا، تَرَى مَا بِابْنِكَ، فَلَوْ خَرَجْتَ، بِهِ إِلَى مَكَّةَ فَعَاذَ بِبَيْتِ اللَّهِ، وَزَارَ قَبْرَ رَسُولِهِ، وَدَعَا اللَّهَ رَجَوْنَا أن يُعَافَى، فَخَرَجَ بِهِ أَبُوهُ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَجَعَلَ يَطُوفُ بِهِ وَيَدْعُو لَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: دَعَا الْمُحْرِمُونَ اللَّهَ يَسْتَغْفِرُونَهُ ... بِمَكَّةَ وَهْنًا أَنْ تُحَطَّ ذُنُوبَهَا [3] فَنَادَيْتُ أَنْ يَا رَبُّ أَوَّلُ سُؤْلَتِي [4] ... لِنَفْسِي لَيْلَى [5] ثُمَّ أَنْتَ حَسِيبُهَا فَإِنْ أُعْطَ لَيْلَى فِي حَيَاتِي لا يَتُبْ ... إِلَى اللَّهِ خَلْقٌ تَوْبَةً لا أَتُوبُهَا [6] حَتَّى إِذَا كَانَ بِمِنًى نَادَى مُنَادٍ مِنْ بَعْضِ تِلْكَ الْخِيَامِ: يَا لَيْلَى، فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ، وَنَضَحُوا عَلَى وَجْهِهِ الْمَاءَ، وَأَبُوهُ يَبْكِي، فَأَفَاقَ وَهُوَ يَقُولُ: وَدَاعٍ دَعَا إِذْ نَحْنُ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى ... فَهَيَّجَ أَطْرَافَ [7] الْفُؤَادِ وَمَا يَدْرِي دَعا بِاسْمِ لَيْلَى غَيْرَهَا فَكَأَنَّمَا ... أَطَارَ بِلَيْلَى طَائِرًا كَانَ فِي صَدْرِي [8] وَنَقَلَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ قَالَ: لَمَّا شَبَّبَ الْمَجْنُونُ بِلَيْلَى وَشَهَّرَ بِحُبِّهَا اجْتَمَعَ أَهْلُهَا وَمَنَعُوهُ مِنْهَا وَمِنْ زِيَارَتِهَا، وَتَوَعَّدُوهُ بِالْقَتْلِ، وَكَانَ يَأْتِي امْرَأَةً تَتَعَرَّفُ لَهُ خَبَرَهَا، فَنَهَوْا تِلْكَ الْمَرْأَةَ، وَكَانَ يَأْتِي غَفَلاتِ الْحَيِّ فِي اللَّيْلِ، فَسَارَ أَبُو ليلى   [1] في الديوان: 190 «حين» . [2] الديوان 190، الأغاني 2/ 27، سير أعلام النبلاء 4/ 6، 7. [3] في الشعر والشعراء: «بمكة ليلا أن تمحّى ذنوبها» . [4] في الشعر والشعراء «سالتي» . [5] في طبعة القدسي 66 «ليلى» . [6] الديوان 67، الشعر والشعراء 2/ 473، 474، خزانة الأدب 4/ 593، والمثلث 2/ 424، ولسان العرب 20/ 370. [7] في الشعر والشعراء: «أحزان» . وكذا في الأغاني. [8] الشعر والشعراء 2/ 472، الأغاني 2/ 55. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَشَكَوْا إِلَى مَرْوَانَ مَا يَنَالُهُمْ مِنْ قَيْسِ بْنِ الْمُلَوِّحِ، وَسَأَلُوهُ الْكِتَابَ إِلَى عَامِلِهِ عَلَيْهِمْ يَمْنَعُهُ عَنْهُمْ وَيَتَهَدَّدُهُ، فَإِنْ لَمْ يَنْتَهِ أَهْدَرَ دَمَهُ، فَلَمَّا وَرَدَ الْكِتَابُ عَلَى عَامِلِ مَرْوَانَ، بَعَثَ إِلَى قَيْسٍ وَأَبِيهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَجَمَعَهُمْ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ، وَقَالَ لِقَيْسٍ: اتَّقِ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ، فَانْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ: أَلا حُجِبَتْ لَيْلَى وَآلَى أَمِيرُهَا ... عليّ يمينا جاهدا لا أزورها وَأَوْعَدَنِي فِيهَا رِجَالٌ أَبُوهُمُ ... أَبِي وَأَبُوهَا خُشِّنَتْ [1] لِي صُدُورُهَا عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ [2] غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّهَا ... وَأَنَّ فُؤَادِي عِنْدَ لَيْلَى أَسِيرُهَا [3] فَلَمَّا يَئِسَ مِنْهَا صَارَ شَبِيهًا بِالتَّائِهِ، وَأَحَبَّ الْخَلْوَةَ وَحَدِيثَ النَّفْسِ، وَجَزِعَتْ هِيَ أَيْضًا لِفِرَاقِهِ وَضَنِيَتْ [4] . وَيُرْوَى أن أَبَا الْمَجْنُونِ قَيَّدَهُ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ لَحْمَ ذِرَاعَيْهِ وَيَضْرِبُ بِنَفْسِهِ، فَأَطْلَقَهُ، فَكَانَ يَدُورُ فِي الْفَلاةِ عُرْيَانًا. وَلَهُ: كَأَنَّ الْقَلْبَ لَيْلَةً قِيلَ يُغْدَى ... بِلَيْلَى الْعَامِرِيَّةِ أَوْ يُرَاحُ قَطَاةٌ عَزَّهَا [5] شَرَكٌ فَبَاتَتْ ... تُجَاذِبُهُ وَقَدْ عَلِقَ الْجَنَاحُ [6] وَقِيلَ: إِنَّ لَيْلَى زُوِّجَتْ، فَجَاءَ الْمَجْنُونُ إِلَى زَوْجِهَا فَقَالَ: بِرَبِّكَ هَلْ ضَمَمْتَ إِلَيْكَ لَيْلَى ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ أَوْ قَبَّلْتَ فَاهَا وَهَلْ رَفَّتْ عَلَيْكَ قُرُونُ لَيْلَى [7] فَقَالَ: اللَّهمّ إِذْ حلَّفْتُنِي فَنَعَمْ، وَكَانَ بَيْنَ يَدَيِ الزَّوْجِ نَارٌ يَصْطَلِي بها،   [1] في طبعة القدسي 67 «حشيت» ، والتصحيح عن الأغاني. [2] في الأغاني: «جرم» . [3] في الأغاني 2/ 68 «وأنّ فؤادي رهنها وأسيرها» . [4] القصة في: نشوار المحاضرة 5/ 108، 109، والأغاني 2/ 68، و 288، 289، وذم الهوى لابن الجوزي- طبعة مصر- ص 388، ومصارع العشاق للسراج 2/ 287. [5] في طبعة القدسي 67 «غرها» ، والتصحيح من الأغاني. و «عزّها» : غلبها. [6] الأغاني 2/ 48. [7] الأغاني 2/ 24، خزانة الأدب 4/ 210 و 211 و 213. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 فَقُبِضَ الْمَجْنُونُ بِكِلْتَيْ يَدَيْهِ مِنَ الْجَمْرِ، فَلْمَ يَزَلْ حَتَّى سَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ [1] . وَكَانَتْ لَهُ داية يَأْنَسُ بِهَا، فَكَانَتْ تَحْمِلُ إِلَيْهِ إِلَى الصَّحْرَاءِ رَغِيفًا وَكُوزًا، فَرُبَّمَا أَكَلَ وَرُبَّمَا تَرَكَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ يَوْمًا فَوَجَدَتْهُ مُلْقًى بَيْنَ الأَحْجَارِ مَيِّتًا، فَاحْتَمَلُوهُ إِلَى الْحَيِّ فَغَسَّلُوهُ وَدَفَنُوهُ، وَكَثُرَ بُكَاءُ النِّسَاءِ وَالشَّبَابِ عَلَيْهِ، وَاشْتَدَّ نَشِيجُهُمْ [2] . قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيُّ فِي «الْمُنْتَظِمِ» [3] : رُوِينَا أَنَّهُ كَانَ يَهِمُ فِي الْبَرِّيَّةِ مَعَ الْوَحْشِ يَأْكُلُ مِنْ بَقْلِ الأَرْضِ، وَطَالَ شَعْرُهُ، وَأَلِفَهُ الْوَحْشُ، وَسَارَ حَتَّى بَلَغَ حُدُودَ الشَّامِ، فَكَانَ إِذَا ثَابَ إِلَيْهِ عَقْلُهُ، سَأَلَ مَنْ يَمُرُّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ عَنْ نَجْدٍ، فَيُقَالُ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ نَجْدٍ، أَنْتَ قَدْ شَارَفْتَ الشَّامَ، فَيَقُولُ: أَرُونِي الطَّرِيقَ، فَيَدُلُّونَهُ [4] . وَشِعْرُ الْمَجْنُونِ كَثِيرٌ سَائِرٌ، وَهُوَ فِي الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا فِي الْحُسْنِ وَالرِّقَّةِ، وَكَانَ مُعَاصِرًا لِقَيْسِ بْنِ ذَرِيحٍ صَاحِبِ لُبْنَى، وَكَانَ في إمرة ابن الزبير، والله أعلم.   [1] الأغاني 2/ 25. [2] انظر: الأغاني 2/ 90. [3] في القسم الّذي لم ينشر بعد. [4] انظر: الأغاني 2/ 52. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 [حرف الْكَافِ] 88- كَثِيرُ بْنُ أَفْلَحَ [1]- ن- مَوْلَى أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، أَحَدُ كُتَّابِ الْمَصَاحِفِ الَّتِي أَرْسَلَهَا عُثْمَانُ إِلَى الأَمَصَارِ. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. روى عنه: محمد بن سيرين. وقال النسائي: روى عنه الزهري مرسلا لم يلحقه، فإن كثيرا أصيب يوم الحرة، وروى عنه ابنه.   [1] انظر عن (كثير بن أفلح) في: طبقات ابن سعد 5/ 198، والتاريخ الصغير 65، والتاريخ الكبير 7/ 207 رقم 904، وطبقات خليفة 239 و 252، وتاريخ خليفة 250، وتاريخ الثقات 396 رقم 1405، والثقات لابن حبان 5/ 330، والمعرفة والتاريخ 1/ 418 و 641، والجرح والتعديل 7/ 149 رقم 833، ومشاهير علماء الأمصار 71 رقم 494، والكاشف 3/ 3 رقم 4697، وتهذيب التهذيب 8/ 411، 412 رقم 736، وتقريب التهذيب 2/ 131 رقم 4، وخلاصة تذهيب التهذيب 319، وتهذيب الكمال 3/ 1141. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 [حرف الميم] 89- محمد [1] بن الأشعث [2]- د ن- بن قيس بن معديكرب، أبو القاسم الكندي الكوفي، ابْنُ أُمِّ فَرْوَةَ أُخْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ لِأَبِيهِ، تَزَوَّجَ بِهَا الأَشْعَثُ فِي أَيَّامِ أَبِي بَكْرٍ. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ. روى عنه: الشعبي، ومجاهد، وسليمان بن يسار، وابنه قيس بن محمد، وغيرهم.   [1] في طبعة القدسي 68 «محمد بن محمد بن الأشعث» . [2] انظر عن (محمد بن الأشعث) في: طبقات ابن سعد 5/ 65، والكنى والأسماء 2/ 84، ونسب قريش 44 و 150 و 273، والأخبار الموفقيّات 195، وتاريخ خليفة 264، وطبقات خليفة 146، والتاريخ الكبير 1/ 22 رقم 16، والأخبار الطوال 223 و 236 و 239 و 240 و 247 و 298 و 306 و 387، والمعارف 401، وفتوح البلدان 220 و 412، والمعرفة والتاريخ 1/ 120، والجرح والتعديل 7/ 206 رقم 1143، ومشاهير علماء الأمصار 103 رقم 769، ومروج الذهب 1892 و 1894، 1895 و 990 و 2109 و 3445، والبيان والتبيين 4/ 76، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 393، والعقد الفريد 1/ 68 و 3/ 68 والمحبّر 244 و 245 و 452 و 481، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 48 و 49 و 250 و 251 و 254 و 271 و 380، وأسد الغابة 4/ 311، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 313، والكاشف 3/ 20 رقم 4803، ونثر الدر 3/ 10، وشرح نهج البلاغة 17/ 94، 95، والتذكرة الحمدونية 1/ 406 و 2/ 35، وتهذيب التهذيب 9/ 64، 65 رقم 69، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 59، والإصابة 3/ 509 رقم 8502. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 ووفد على معاوية. ومولده في حدود سنة ثلاث عشرة، وكان شريفا مطاعا في قومه، قتل مع مصعب في سنة سبع وستين، فأقام ابنه مقامه. 90- محمد بن أبي بن كعب [1] أبو معاذ الأنصاري. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وحدث عن: أَبِيهِ، وَعُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: الْحَضْرَمِيُّ بْنُ لاحِقٍ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ. وَكَانَ ثِقَةً، قُتِلَ بِالْحَرَّةِ. 91- محمد بن ثابت [2] بن قيس بن شماس الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ. حَنَّكَهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِيقِهِ. وَرَوَى عَنْ: رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِيهِ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حذيفة.   [1] انظر عن (محمد بن أبيّ بن كعب) في: التاريخ الكبير 1/ 727 28 رقم 33، وتاريخ خليفة 248، وطبقات ابن سعد 5/ 76، والجرح والتعديل 7/ 208 رقم 1153، والاستيعاب 3/ 325، وجامع التحصيل 321 رقم 665، والمعارف 261، ومسند أحمد 5/ 139، وطبقات خليفة 236، وأسد الغابة 4/ 310، وتهذيب الكمال 1160، وتهذيب التهذيب 9/ 719 20 رقم 27، وتقريب التهذيب 2/ 142 رقم 21 (باسم محمد بن كعب) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 325، والإصابة 3/ 471، 472 رقم 8291. [2] انظر عن (محمد بن ثابت) في: طبقات ابن سعد 5/ 781 وتاريخ خليفة 247 و 249، وطبقات خليفة 238، والتاريخ الكبير 1/ 51، 52 رقم 107، والمعرفة والتاريخ 2/ 127، والمغازي للواقدي 273، وجامع التحصيل 322 رقم 671، والاستيعاب 3/ 321، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 326، والمحبّر 275 و 424، والكامل في التاريخ 4/ 117، وأسد الغابة 4/ 313، والكاشف 3/ 24 رقم 4827، وتهذيب التهذيب 9/ 84 رقم 107، وتقريب التهذيب 2/ 149 رقم 88، والإصابة 3/ 473 رقم 8295، وتهذيب الكمال 1180، وخلاصة تذهيب التهذيب 329. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 222 رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْمَاعِيلُ، وَيُوسُفُ، وَعَاضِمُ بْنُ عَمِّهِ بْنِ قَتَادَةَ، وَأَرْسَلَ عَنْهُ الزُّهْرِيَّ. قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةَ. 92- مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ [1] ن ابن زيد الأنصاري النّجّاري. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ هُوَ الَّذِي كَنَّاهُ أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ. أُصِيبَ يَوْمَ الحرّة. الواقدي، عن ملك، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ اشْتَرَى مِطْرَفَ خَزٍّ بِسَبْعِمِائَةٍ، فَكَانَ يَلْبَسُهُ [2] . وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ: صَلَّى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بن حزم   [1] انظر عن (محمد بن عمرو بن حزم) في: المغازي 1 و 143 و 384، والمحبّر 275، وطبقات خليفة 237، وتاريخ خليفة 237، 247، وطبقات ابن سعد 5/ 69، وأنساب الأشراف 1/ 538، والتاريخ الكبير 1/ 189 رقم 576، والمعرفة والتاريخ 1/ 379، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 326 و 334، وتاريخ خليفة 237 و 247، وطبقات خليفة 237، والمحبّر 275، والسير والمغازي 284 و 328، وسيرة ابن هشام 1/ 94 و 2/ 83 و 149 و 160 و 3/ 13 و 137، والجرح والتعديل 8/ 29 رقم 132، والكامل في التاريخ 3/ 507 و 4/ 117 و 121، وأسد الغابة 4/ 327، وجامع التحصيل 328 رقم 702، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 89 رقم 21، وتهذيب الكمال 3/ 1251، والعقد الفريد 4/ 369، والكاشف 3/ 74 رقم 63/ 5، وتاريخ الطبري 5/ 490، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 700، وتهذيب التهذيب 9/ 370، 371 رقم 610، وتقريب التهذيب 2/ 195 رقم 575، وخلاصة تذهيب التهذيب 353، والاستيعاب 3/ 353، والوثائق السياسية 178 رقم 106 أ، ب، والمحاسن والمساوئ 63، 64. [2] طبقات ابن سعد 5/ 69. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 يَوْمَ الْحَرَّةِ وَجِرَاحُهُ تَثْعَبُ [1] دَمًا، وَمَا قُتِلَ إِلا نَظْمًا بِالرِّمَاحِ [2] . وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَصْدِقُوهُمُ الضَّرْبَ، فَإِنَّهُمْ يُقَاتِلُونَ عَلَى طَمَعِ دُنْيَاهُمْ، وَأَنْتُمْ تُقَاتِلُونَ عَلَى الآخِرَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَحْمِلُ على الكتيبة مِنْهُمْ فَيَفُضَّهَا حَتَّى قُتِلَ [3] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: وَأَكْثَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو فِي أَهْلِ الشَّامِ الْقَتْلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، كَانَ يَحْمِلُ عَلَى الْكُرْدُوسِ مِنْهُمْ فَيَفُضَّهُ، وَكَانَ فَارِسًا، ثُمَّ حَمَلُوا عَلَيْهِ حَتَّى نَظَّمُوهُ بِالرِّمَاحِ، فَلَمَّا وَقَعَ انْهَزَمَ النَّاسُ [4] . 93- مَالِكُ بْنُ عِيَاضٍ الْمَدَنِيُّ [5] يُعْرَفُ بِمَالِكِ الدَّارِ. سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَوْنٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ. وَكَانَ خَازِنًا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 94- مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ [6] السّكوني.   [1] مهملة في الأصل. [2] طبقات ابن سعد 5/ 70. [3] طبقات ابن سعد 5/ 70. [4] طبقات ابن سعد 5/ 70. [5] انظر عن (مالك بن عياض) في: التاريخ الكبير 7/ 304، 305 رقم 1295، والجرح والتعديل 8/ 213 رقم 944. [6] انظر عن (مالك بن هبيرة) في: طبقات ابن سعد 7/ 420، وتاريخ خليفة 208 و 209، وطبقات خليفة 72 و 292، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 16 و 41 و 257 و 261 و 308، وتاريخ أبي زرعة 1/ 233 و 595 و 596، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والتاريخ الكبير 7/ 302، 303 رقم 1288، وتاريخ الطبري 5/ 227 و 229 و 231 و 274 و 278 و 535 و 536 و 539 و 544، والكامل في التاريخ 3/ 453 و 455 و 457 و 484 و 486 و 487 و 4/ 147 و 154، وأسد الغابة 4/ 296، والاستيعاب 3/ 377، والجرح والتعديل 8/ 217 رقم 968، والمعجم الكبير 19/ 299، وجمهرة أنساب العرب 430، ومشاهير علماء الأمصار 53 رقم 357، والأخبار الطوال 224، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 82 رقم 112، وتحفة الأشراف 8/ 348، 349 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةُ حَدِيثٍ وَاحِدٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدُ [1] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ اليزني [2] ، وَأَبُو الأَزْهَرِ الْمُغِيرَةُ بْنُ فَرْوَةَ. وَوَلِيَ لِمُعَاوِيَةَ حِمْصَ، وَكَانَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ مع مروان. 95- مالك بن يخامر السّكسكي [3]- خ 4- الحمصي، يُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ ثِقَةً كَبِيرَ الْقَدْرِ مُتَأَلِّهًا. رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. حدث عنه: معاوية على المنبر، وجبير بن نفير، وعمير بن هانئ، ومكحول، وسليمان بن موسى، وخالد بن معدان، وآخرون. قال أبو مسهر: أكبر أصحاب معاذ: مالك بن يخامر، كان رأس القوم. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [4] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. قَالَ أَبُو عبيد: توفّي سنة تسع وستين.   [ () ] رقم 481، وتهذيب الكمال 3/ 1300، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 322، ومسند أحمد 4/ 79، ومروج الذهب 1964، والكاشف 3/ 103 رقم 5362، والإصابة 3/ 357، 358 رقم 7697، وتهذيب التهذيب 10/ 24 رقم 39، وتقريب التهذيب 2/ 227 رقم 894، وخلاصة تذهيب التهذيب 368. [1] مهمل في الأصل. [2] مهمل في الأصل. [3] انظر عن (مالك بن يخامر) في: طبقات ابن سعد 7/ 441، وتاريخ أبي زرعة 1/ 499، وتاريخ الثقات 419 رقم 1531، والثقات لابن حبان 5/ 383، ومشاهير علماء الأمصار 119 رقم 918، وأنساب الأشراف 1/ 4، والمعرفة والتاريخ 2/ 297 و 312، وأسد الغابة 4/ 297، والكاشف 3/ 103 رقم 5363، وجامع التحصيل 335 رقم 733، وتهذيب التهذيب 10/ 24، 25 رقم 40، وتقريب التهذيب 2/ 227 رقم 895، والإصابة 3/ 358، 359 رقم 7701، وخلاصة تذهيب التهذيب 368، وتهذيب الكمال 1301. [4] في تاريخ الثقات 419 رقم 1531. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 96- الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ [1] الثَّقَفِيُّ الكّذَّابُ، الَّذِي خَرَجَ بِالْكُوفَةِ، وَتَتَبَّعَ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ يقتلهم. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ» [2] فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْمُخْتَارُ، كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَادَّعَى أَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيهِ، وَالآخَرُ: الْحَجَّاجُ. قَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، ثنا السُّدِّيُّ، عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ [3] قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ، فَأَلْقَى لِي وِسَادَةً وَقَالَ: لَوْلا أَنَّ جِبْرِيلَ قَامَ عَنْ هَذِهِ لأَلْقَيْتُهَا لَكَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَذَكَرْتُ حَدِيثًا حَدَّثَنِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَمَّنَ مُؤْمِنًا عَلَى   [1] انظر عن (المختار بن أبي عبيد) في: تاريخ خليفة 262- 264 و 268، والبرصان والعرجان 14 و 81 و 134 و 230 و 312 و 326 و 363، والأخبار الطوال 205 و 231 و 288 و 293 و 295 و 297 و 299- 303 و 305- 307، والمحبّر 70 و 302 و 491، والمعارف 400، وتاريخ الطبري 5/ 569 و 6/ 7 و 38 وما بعدها و 93، ومروج الذهب 30 و 1930 و 1935- 1938 و 1942 و 1954 و 1961 و 1976 و 1984 و 1989- 1991 و 2003 و 2004 و 2015 و 2929، وفتوح البلدان 307 و 387، وتاريخ اليعقوبي 2/ 258 و 259 و 261 و 263 و 265 و 267، والأخبار الموفقيّات 531، وعيون الأخبار 1/ 103 و 201 و 203 و 2/ 207، والمعرفة والتاريخ 1/ 219 و 233 و 537 و 2/ 31 و 32 و 55، و 112 و 255 و 617 و 618 و 771 و 772 و 775 و 802، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 255 و 317 و 340 و 341 و 343 و 352 و 384 و 385 و 463 و 602، ونسب قريش 43 و 44 و 189 و 264 و 265 و 269، وجمهرة أنساب العرب 268، وثمار القلوب 85 و 90- 92، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 149، وربيع الأبرار 4/ 335 و 393، والاستيعاب 3/ 533- 536، وأسد الغابة 4/ 336، والكامل في التاريخ 4/ 211 و 267، وتاريخ العظيمي 104 و 181 و 183، ووفيات الأعيان 3/ 71 و 165 و 4/ 172، 173، ومختصر التاريخ 86، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 137، وسير أعلام النبلاء 3/ 538- 544 رقم 144، والبداية والنهاية 8/ 289، والتذكرة الحمدونية 2/ 34 و 35 و 456، ومحاضرات الأدباء 1/ 445، والبصائر والذخائر 2/ 64، والإصابة 3/ 518، 519 رقم 8545، وشذرات الذهب 1/ 74، 75. والمثلّث للبطليوسي 2/ 155، والمختصر لأبي الفداء 1/ 194 و 195، وابن الوردي 1/ 176. [2] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2545) من حديث أسماء بنت أبي بكر. وأخرجه أحمد في المسند 2/ 26، والترمذي في الجامع الصحيح (2220) و (3944) من حديث ابن عمر، والحميدي في المسند 1/ 156، 157 رقم 326. [3] في الأصل «القتباني» والتصحيح من: اللباب 2/ 196. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 ذِمَّةٍ فَقَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ» [1] . مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَقْرَأَنِي الأَحْنَفُ كِتَابَ الْمُخْتَارِ إِلَيْهِ، يَزْعُمُ فِيهِ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قُلْتُ: قُتِلَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ مُقْبِلا غَيْرَ مُدْبِرٍ فِي هَوَى نَفْسِهِ، كَمَا قَدَّمْنَا. 97- مَرْوَانُ بن الحكم [2] خ 4 ابن أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ أبو عبد الملك القرشي   [1] المسند 5/ 223، وأخرجه ابن ماجة من طريقين (2688) عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شدّاد الفتياني قال كنت أقوم على رأس المختار، فلما تبيّنت كذابته، هممت وايم الله أن أسلّ سيفي، فأضرب عنقه، حتى ذكرت حديثا حدّثنيه عمرو بن الحمق قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «من أمّن رجلا على نفسه، فقتله، أعطي لواء الغدر يوم القيامة» . إسناده صحيح. [2] انظر عن (مروان بن الحكم) في: طبقات ابن سعد 5/ 35، ونسب قريش 159، 160، والمحبّر 22 و 55 و 228 و 377، وطبقات خليفة 231، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 583، وتاريخ اليعقوبي 2/ 166 و 172 و 178 و 182 و 186 و 223 و 225 و 238 و 239 و 241 و 247 و 250 و 253 و 255- 257 و 264 و 269 و 305 و 310، وسيرة ابن هشام 158 و 256 و 4/ 30، والمعارف 353، والمغازي للواقدي 95 و 192 و 193 و 720، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 769، وتاريخ أبي زرعة 1/ 191- 193 و 233- 236 و 354 و 190 و 391 و 308 و 312- 314 و 413 و 493 و 494 و 584 و 591- 593 و 595 و 614 و 645 و 2/ 692، والأخبار الموفقيّات 117 و 175 و 200 و 257 و 258 و 261 و 389 و 390 و 470 و 501- 503 و 564، والسير والمغازي 251، والتاريخ الكبير 7/ 368، 369 رقم 1579، وأنساب الأشراف 1/ 22، و 24 و 151 و 362 و 400 و 404 و 420 و 427 و 428 و 436 و 440 و 442، و 3/ 297 وق 4 ج 1/ 141- 144 و 302- 305 و 441- 443 و 557- 560 وانظر فهرس الأعلام 665، والمراسيل 198 رقم 360، والجرح والتعديل 8/ 271 رقم 1238، وعيون الأخبار 1/ 36 و 73 و 94 و 99 و 138 و 183 و 197 و 246 و 277 و 315 و 2/ 53 و 54 و 249 و 4/ 16 و 124، والأخبار الطوال 148 و 222 و 224 و 227 و 228 و 285 و 286، وفتوح البلدان 5 و 37 و 59 و 63 و 142 و 189 و 267 و 270، وتاريخ الطبري 5/ 530 وما بعدها، ومروج الذهب 1961- 1971 وانظر فهرس الأعلام 7/ 677، وجمهرة أنساب العرب 87، والبرصان والعرجان 23 و 30 و 47 و 208 و 274 و 290 و 350، والاستيعاب 3/ 425- 429، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 501، وتاريخ دمشق 16/ 170 أ، والكامل في الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 الأموي، وَقِيلَ: أَبُو الْقَاسِمِ، وَيُقَالُ: أَبُو الْحَكَمِ. وُلِدَ بمكّة بعد ابن الزبير   [ () ] التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 338، وربيع الأبرار 4/ 176 و 209 و 242، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 150، ومسند أحمد 4/ 322، والحلّة السيراء 1/ 28، 29 رقم 5، وأخبار مكة 2/ 225 و 239، والولاة والقضاة 42- 48 و 311 و 312، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 68 و 75- 77، وأخبار القضاة 1/ 113 و 114 و 116 و 118 و 120 و 127، والزاهر 1/ 188 و 2/ 380، وتهذيب الكمال 3/ 1316، وتحفة الأشراف 8/ 371- 374 رقم 509، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 87، 88 رقم 126، والتذكرة الحمدونية 1/ 424 و 2/ 43 و 44 و 149 و 309، وبلاغات النساء لابن أبي طاهر طيفور- صحّحه أحمد الألفي- طبعة القاهرة 1908- ص 129، وشرح نهج البلاغة 6/ 165، ومحاضرات الأدباء 2/ 213، وأسد الغابة 4/ 348، 349، والوفيات لابن قنفذ 76 رقم 65، والبدء والتاريخ 6/ 19، 20، ومعجم الشعراء 396، وثمار القلوب 15 و 76 و 90 و 111 و 243، وجامع التحصيل 340 رقم 748، والبداية والنهاية 8/ 239 و 257، ودول الإسلام 1/ 48، والكاشف 3/ 116 رقم 5460، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 127 و 366 و 367 و 375 و 389 و 392 و 397 و 400 و 564، وسير أعلام النبلاء 3/ 476- 479 رقم 102، وعهد الخلفاء الراشدين 326 و 430 و 432 و 452 و 453 و 459 و 460 و 481 و 485- 488 و 527 و 528، وتاريخ العظيمي 46 و 88 و 97 و 129 و 130 و 177- 179 و 182 و 183 و 187، ومختصر التاريخ 73 و 85 و 86 و 88 و 98 و 105 و 111، ووفيات الأعيان 1/ 437 و 2/ 66- 68 و 178 و 415 و 456 و 3/ 18 و 71 و 275 و 5/ 189 و 221 و 6/ 91 و 92 و 94 و 374 و 343 و 359، وتخليص الشواهد 347 و 413، والكتاب لسيبويه 1/ 349، والمقتضب للمبرّد- تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة- مصر 1388 هـ. - ج 4/ 372، وشرح المفصّل لابن يعيش- طبعة مصر 1928- ج 2/ 101 و 110، وهمع الهوامع 2/ 143، وشرح الشواهد للعيني 2/ 355، والتصريح بمضمون التوضيح- للشيخ خالد- مصر 1344 هـ. - ج 1/ 243، وخزانة الأدب 2/ 102، وشفاء الغرام 2/ 174 و 259، والعقد الثمين 7/ 165- 168، ومرآة الجنان 1/ 141، والإصابة 3/ 477، 478 رقم 8318، والنكت الظراف 8/ 371- 374، وتهذيب التهذيب 10/ 91، 92 رقم 166، وتقريب التهذيب 2/ 238، 239 رقم 1016، ومعجم بني أميّة 158، 159 رقم 330، والنجوم الزاهرة 1/ 164- 169، وخلاصة تذهيب التهذيب 373، وشذرات الذهب 1/ 73، وخاص الخاص 86، ونهاية الأرب 21/ 96، 97، والتنبيه والإشراف 266- 270، ومختصر تاريخ الدول لابن العبري 111، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 124- 126، وفوات الوفيات 4/ 125، 126 رقم 518، والفخري لابن طباطبا 109، وتاريخ الخميس 2/ 306، وبلغة الظرفاء في ذكر تواريخ الخلفاء، لعلي بن محمد بن أبي السرور الرّوحي- طبعة القاهرة 1327 هـ. - ص 21، والفرج بعد الشدّة 4/ 389، ونشوار المحاضرة 5/ 108- 110 و 288، 289، وبدائع البدائه 192، 193، وأخبار الدول للقرماني 132، 133، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 212، والكامل للمبرّد 2/ 154، 155 والمعجم الكبير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 228 بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَلَمْ يَصِحَّ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَكِنَّ لَهُ رِوَايَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث الْحُدَيْبِيَةِ بِطُولِهِ، وَفِيهِ إِرْسَالٌ، لكن أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. رَوَى عَنْهُ: سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، وعروة بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَمُجَاهِدٌ. وَكَانَ كَاتِبُ ابْنِ عَمِّهِ عُثْمَانَ، وَوَلَّى إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ وَالْمَوْسِمِ لِمُعَاوِيَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَبَايَعُوهُ بِالْخِلافَةِ بَعْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَحَارَبَ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، فَقُتِلَ الضَّحَّاكُ فِي الْمَصَافِّ، وَسَارَ إِلَى مِصْرَ، فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَعَلَى الشَّامِ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مُسْتَوْلِيًا عَلَى الْحِجَازِ كُلِّهِ وَخُرَاسَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَرْوَانَ ثَمَانِ سِنِينَ، وَلَمْ يَحْفَظْ عَنْهُ شَيْئًا. وَأُمُّهُ آمِنَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ الْكِنَانِيَّةُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَسْلَمَ الْحَكَمُ فِي الْفَتْحِ وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَطَرَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ الطَّائِفَ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَمَاتَ زَمَنَ عُثْمَانَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَضَرَبَ عَلَى قَبْرِهِ فُسْطًاطًا. وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ مَرْوَانَ كَانَ مِنْ أَكْبَرِ الأَسْبَابِ الَّتِي دَخَلَ بِهَا الدَّاخِلُ عَلَى عُثْمَانَ، لِأَنَّهُ زَوَّرَ عَلَى لِسَانِهِ كِتَابًا فِي شَأْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي بكر [3] .   [ () ] 20/ 359، ومسند الحميدي 1/ 171 و 199 و 2/ 326 وأدب القاضي للماوردي 1/ 436 و 461 و 500، والمختصر في أخبار البشر 1/ 194، وتاريخ ابن الوردي 1/ 175، 176، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 71، والمحاسن والمساوئ 58. [1] في كتاب المغازي 5/ 64 باب عروة، عن مروان والمسور بن مخرمة. [2] في الطبقات 5/ 36. [3] راجع الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب- ص 458، 459. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 وَقَالَ ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ: كَانَ مَرْوَانُ قَصِيرًا، أَحْمَرَ الْوَجْهِ، أَوْقَصَ الْعُنُقِ [1] ، كَبِيرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ «خَيْطَ بَاطِلٍ» [2] لِدِقَّةِ عُنُقِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ لَمَّا انْهَزَمَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ: كَانَ عَلِيٌّ يَسْأَلُ عَنْ مَرْوَانَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْهُ! قَالَ: تَعْطِفُنِي عَلَيْهِ رَحِمٌ مَاسَّةٌ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ سَيِّدٌ مِنْ شَبَابِ قُرَيْشٍ [3] . وَقَالَ عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنِي زِيَادُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي حَوَائِجَ، فَقُلْتُ: مَنْ تَرَى لِهَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِكَ؟ فَسَمَّى جَمَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: وَأَمَّا الْقَارِئُ لِكِتَابِ اللَّهِ، الْفَقِيهُ فِي دِينِ اللَّهِ، الشَّدِيدُ في حدود الله: مَرْوَانُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُقَالُ: كَانَ عِنْدَ مَرْوَانَ قَضَاءٌ، وَكَانَ يَتْبِعُ قَضَاءَ عُمَرَ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: أَنَّ امْرَأَةً نَذَرَتْ أَنْ تَنْحَرَ ابْنَهَا عِنْدَ الْكَعْبَةِ، وَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ تَسْتَفْتِي، فَجَاءَتِ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: لا أَعْلَمُ فِي النَّذْرِ إِلا الْوَفَاءَ، قَالَتْ: أَفَأَنْحَرُ ابْنِي؟ قَالَ: قَدْ نَهَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ، فَجَاءَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَمَرَ اللَّهُ بِوَفَاءِ النَّذْرِ، وَنَهَاكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ، وَقَدْ كَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ نَذَرَ إِنْ تَوَافَى لَهُ عَشَرَةُ رَهْطٍ أَنْ يَنْحَرَ أَحَدَهُمْ، فَلَمَّا تَوَافَوْا أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ، فَصَارَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ أَحَبَّهُمْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهمّ، أَهُوَ أَوْ مِائَةٌ مِنَ الإِبِلِ، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَ الْمِائَةِ وَبَيْنَهُ، فَصَارَتِ الْقُرَعَةُ عَلَى الإِبِلِ، فَأَرَى أَنْ تَنْحَرِي مِائَةً مِنَ الإِبِلِ مَكَانَ ابْنِكِ، فَبَلَغَ الْحَدِيثُ مَرْوَانَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: مَا أَرَاهُمَا أَصَابَا، إِنَّهُ لا نذر في معصية الله، فاستغفري الله   [1] أي قصيره. [2] كان مروان يقال له «خيط باطل» لأنه كان طويلا مضطربا، قال الشاعر: لحا الله قوما أمّروا خيط باطل ... على الناس يعطي من يشاء ويمنع انظر: لطائف المعارف 36، وثمار القلوب 76 رقم 103، ومروج الذهب 3/ 72، وراجع ترجمة: عمرو بن سعيد الأشدق قبل قليل من هذا الجزء. [3] تاريخ دمشق 16/ 173 أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 تَعَالَى وَتُوبِي إِلَيْهِ، وَاعْمَلِي مَا اسْتَطَعْتِ مِنَ الْخَيْرِ، فَسُرَّ النّاسُ بِذَلِكَ وَأَعْجَبَهُمْ قَوْلُهُ، وَلَمْ يَزَلِ النَّاسُ يُفْتُونَ بِأَنَّهُ لا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي شُرَحْبيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ ابْنَ النَّبَّاعِ اللَّيْثِيَّ يَوْمَ الدار يبادر مروان فكأنّي انظر إلى قِبَائِهِ قَدْ أَدْخَلَ طَرَفَيْهِ فِي مَنْطِقَتِهِ، وَتَحْتَ الْقِبَاءِ الدِّرْعُ، فَضَرَبَ مَرْوَانُ عَلَى قَفَاهُ ضَرَبَةً قَطَعَ عِلابِيَّ [2] عُنُقِهِ، وَوَقَعَ لِوَجْهِهِ، فَأَرَادُوا أَنْ يُدَفِّفُوا عَلَيْهِ، فَقِيلَ: أَتُبَضِّعُونَ اللَّحْمَ، فَتُرِكَ [3] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَذَكَرَ مروان فقال: والله لقد ضربت كَعْبُهُ، فَمَا أَحْسَبُهُ إِلا قَدْ مَاتَ، وَلَكِنَّ الْمَرْأَةَ أَحْفَظَتْنِي، قَالَتْ: مَا تَصْنَعُ بِلَحْمِهِ أَنْ تُبَضِّعَهُ، فَأَخَذَنِي الْحُفَّاظُ، فَتَرَكْتُهُ [4] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [5] : إِنَّ مَرْوَانَ وَلِيَ الْمَدِينَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ. وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قال: كان مروان أميرا علينا سِتَّ سِنِينَ، فَكَانَ يَسُبُّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عُزِلَ بِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، فَبَقِيَ سَعِيدٌ سَنَتَيْنِ، فَكَانَ لا يَسُبُّهُ، ثُمَّ أُعِيدَ مَرْوَانُ، فَكَانَ يَسُبُّهُ، فَقِيلَ لِلْحَسَنِ: أَلا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَذَا! فَجَعَلَ لا يَرُدُّ شَيْئًا، قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَدْخُلُ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقْعُدُ فِيهَا، فَإِذَا قُضِيَتِ الْخُطْبةُ خَرَجَ فَصَلَّى، فَلَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ حَتَّى أَهْدَاهُ لَهُ فِي بَيْتِهِ، قَالَ: فَإِنَّا لَعِنْدَهُ إِذْ قِيلَ: فُلانٌ بِالْبَابِ، قَالَ: ائْذَنْ له، فو الله إنّي   [1] هو القتباني بكسر القاف وسكون التاء ... نسبة إلى قتبان، بطن من رعين نزلوا مصر، كما في (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 2 ص 242) . [2] مهملة في الأصل، والتصحيح من «النهاية» حيث قال: العلابي: جمع علباء وهو عصب في العنق يأخذ إلى الكاهل وهما علباوان. انظر (جني الجنّتين في تمييز المثنيين للمحبّي ص 80) . [3] طبقات ابن سعد 5/ 37. [4] ابن سعد 5/ 37. [5] في تاريخه 205. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 لأَظُّنُهُ قَدْ جَاءَ بِشَرٍّ، فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: يَا حَسَنُ، إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ سُلْطَانٍ وَجِئْتُكَ بِعَزْمِهِ، قَالَ: تَكَلَّمْ، قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ وَيْكَ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ، وَيْكَ وَيْكَ وَيْكَ، وَمَا وَجَدْتُ مِثْلَكَ إِلا مِثْلَ الْبَغْلَةِ، يُقَالُ لَهَا: مَنْ أَبُوكِ، فتَقُولُ: أُمِّي الْفَرَسُ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنِّي وَاللَّهِ لا أَمْحُو عَنْكَ شَيْئًا مِمَّا قلت، فَلَنْ أَسُبَّكَ، وَلَكِنَّ مَوْعِدِي وَمَوْعِدُكَ اللَّهَ، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَجَزَاكَ اللَّهُ بِصِدْقِكَ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فاللَّه أَشَدُّ نَقْمَةً، وَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ جَدِّي أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ- أَوْ قَالَ مِثْلِي- مِثْلُ الْبَغْلَةِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْحُجْرَةِ لقي الحسين، فَقَالَ: مَا جِئْتَ بِهِ؟ قَالَ: رِسَالَةٌ. قَالَ: وَاللَّهِ لَتُخْبِرُنِي أَوْ لَآمُرَنَّ بِضَرْبِكَ، فَقَالَ: ارْجِعْ، فَرَجَعَ، فَلَمَّا رَآهُ الْحَسَنُ قَالَ: أَرْسِلْهُ، قَالَ: إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: إِنِّي قَدْ حَلَفْتُ، قَالَ: قَدْ لَجَّ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَكَلَ فُلانٌ بَظْرَ أُمِّهِ إِنْ لَمْ يَبْلُغْهُ عَنِّي مَا أَقُولُ لَهُ، قُلْ لَهُ: وَيْلٌ لَكَ وَلِأَبِيكَ وَقَوْمِكَ، وَآيَةٌ بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ يَمْسِكَ مَنْكِبَيْكَ مِنْ لَعْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ وَزَادَ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ: كُنْتُ بَيْنَ الْحَسْنِ وَالْحُسَيْنِ وَمَرْوَانَ، وَالْحُسَيْنُ يُسَابُّ مَرْوَانَ، فَجَعَلَ الْحَسْنُ يَنْهَاهُ، فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنَّكُمْ أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فغضب الحسين وقال: ويلك، قلت هذا، فو الله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وَأَنْتَ فِي صُلْبِهِ. رَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى النَّخَعِيِّ [1] . وَقَالَ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ كَانَا يُصَلِّيَانِ خَلْفَ مَرْوَانَ، فقيل: أما كانا يُصَلِّيَانِ إِذَا رَجَعَا إِلَى مَنَازِلِهِمَا؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ [2] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم:   [1] تقدّم هذا الخبر في ترجمة الحكم بن مروان، وفيه زيادة: أبو يحيى مجهول. وهو في تاريخ دمشق 16/ 174 ب. [2] تاريخ دمشق 16/ 175 أ، البداية والنهاية 8/ 358. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 «إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلاثِينَ رَجُلا اتَّخَذُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلا، وَدِينَ اللَّهِ دَغَلا، وَعِبَادَ اللَّهِ خَوَلا» [1] . سَنَدُهُ ضَعِيفٌ، وَكَانَ عَطِيَّةُ [2] مَعَ ضَعْفِهِ شِيعِيًّا غَالِيًا، لَكِنَّ الْحَدِيثُ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَوَاهُ الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْهُ. وَقَدْ رَوَى أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا بَلَغَتْ بَنُو أُمَيَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلا اتَّخَذُوا عِبَادَ اللَّهِ خَوَلا، وَمَالَ اللَّهِ دُوَلا، وَكِتَابَ اللَّهِ دَغَلًا» . إِسْنَادُهُ مُنْقطِعٌ. وَذَكَرَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ، أَنَّ مَرْوَانَ قَدِمَ بِبَنِي أُمَيَّةَ عَلَى حَسَّانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بَحْدَلٍ وهو بالجابية فقال: أتيتني بنفسك إذ أَبَيْتُ أَنْ آتِيكَ، وَاللَّهِ لَأُجَادِلَنَّ عَنْكَ فِي قبائل اليمن، أو أسلّمها إِلَيْكَ، فَبَايَعَ حَسَّانُ أَهْلِ الأُرْدُنِّ لِمَرْوَانَ، عَلَى أَنْ يُبَايِعَ مَرْوَانُ لِخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، وَلَهُ إِمْرَةُ حِمْصَ، وَلِعَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ إِمْرَةُ دِمَشْقَ، وَذَلِكَ فِي نِصْفِ ذِي الْقَعْدَةِ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: بَايَعَ مَرْوَانَ أَهْلُ الأُرْدُنِّ وَطَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، وَسَائِرُ النَّاسِ زُبَيْرِيُّونَ، ثُمَّ اقْتَتَلَ مَرْوَانُ وشيعة ابْنِ الزُّبَيْرِ يَوْمَ رَاهِطٍ فَظَفِرَ مَرْوَانُ وَغَلَبَ عَلَى الشَّامِ وَمِصْرَ، وَبَقِيَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَمَاتَ. قَالَ اللَّيْثُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَذْكُرُ مَرْوَانَ يَوْمًا، فَقَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أصبحت فِيمَا أَنَا فِيهِ مِنْ هَرْقِ الدِّمَاءِ، وَهَذَا الشَّأْنُ [3] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانُوا يَنْقِمُونَ عَلَى عُثْمَانَ تَقْرِيبَ مَرْوَانَ وَتَصَرُّفَهُ، وَكَانَ كَاتِبَهُ، وَسَارَ مَعَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ يطلبون بدم عثمان، فقاتل يوم الجمل   [1] تاريخ دمشق 16/ 176 ب. [2] هو: عطيّة العوفيّ. [3] تاريخ دمشق 16/ 179 أ. [4] في الطبقات 5/ 36. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 أَشَدَّ قِتَالٍ، فَلَمَّا رَأَى الْهَزِيمَةَ رَمَى طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، وَقَدْ أَصَابَتْهُ جِرَاحٌ يَوْمَئِذٍ، وَحُمِلَ إِلَى بَيْتِ امْرَأَةٍ، فَدَاوُوهُ وَاخْتَفَى، فَأَمَّنَهُ عَلِيٌّ، فَبَايَعَهُ وَانْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَقَامَ بِهَا حَتَّى اسْتُخْلِفَ مُعَاوِيَةُ، وَقَدْ كَانَ يَوْمَ الْحَرَّةِ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ، وَحَرَّضَهُ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: وَكَانَ قَدْ أَطْمَعَ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ، ثُمَّ بَدَا لَهُ، وَعَقَدَ لِوَلَدَيْهِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَخَذَ يَضَعُ مِنْهُ وَيُزْهِدُ النَّاسَ فِيهِ، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَهُ، فَدَخَلَ يَوْمًا فَزَبَرَهُ وَقَالَ: تَنَحَّ يَا ابْنَ رَطْبَةِ الاسْتَ، وَاللَّهِ مَالَكَ عَقْلٌ، فَأَضْمَرَتْ أُمُّهُ السُّوءَ لِمَرْوَانَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: هَلْ قَالَ لَكِ خَالِدٌ شَيْئًا؟ فَأَنْكَرَتْ، وَكَانَ قَدْ تَزَوَّجَ بِهَا، فَقَامَ، فَوَثَبَتْ هي وجواريها فعمدت إلى وِسَادَةٍ فَوَضَعَتْهَا عَلَى وَجْهِهِ، وَغَمَرَتْهُ هِيَ وَالْجَوَارِي حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ صَرَخْنَ وَقُلْنَ: مَاتَ فَجْأَةً [1] . وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ: مَاتَ مَطْعُونًا بِدِمَشْقَ. 98- مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ [2]- الَّذِي يُقَالُ لَهُ: مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ- بْنِ رَبَاحِ بْنِ أسَعْدَ، أَبُو عُقْبَةَ الْمُرِّيُّ. أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ صِفِّينَ عَلَى الرَّجَّالَةِ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ صَاحِبُ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ، وَدَارُهُ بِدِمَشْقَ مَوْضِعُ فندق الخشب الكبير قبليّ دار البطّيخ،   [1] طبقات ابن سعد 5/ 42، 43. [2] انظر عن (مسلم بن عقبة) في: تاريخ خليفة 195 و 237- 239 و 254، 255، وتاريخ الطبري 5/ 12 و 323 و 483- 496 و 498، وأنساب الأشراف 3/ 79 وق 4 ج 1/ 146 و 175 و 299 و 308 و 322- 328 و 330- 337 و 348 و 602، والأخبار الطوال 172 و 226 و 263- 265، والمعارف 351، وتاريخ اليعقوبي 2/ 250، 251، وجمهرة أنساب العرب 119 و 157 و 249 و 254، ومروج الذهب 1923 و 1925 و 1927- 1929، والزيارات 51، ووفيات الأعيان 3/ 438 و 6/ 276، وتاريخ العظيمي 186، وعيون الأخبار 1/ 197، ومختصر التاريخ 83، والكامل في التاريخ 3/ 294 و 381 و 4/ 6 و 112- 123، والمعرفة والتاريخ 3/ 325، ونسب قريش 127 و 222 و 283 و 371 و 373 و 390، والعقد الفريد 1/ 149 و 297 و 298 و 2/ 391 و 4/ 87 و 207 و 299 و 372 و 387- 392 و 5/ 403، والتذكرة الحمدونية 2/ 272 و 286 و 287، والبصائر والذخائر 8/ 244، ونثر الدر 1/ 340، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 450، وأخبار القضاة 1/ 123، والمحبّر 303، والمحاسن والمساوئ 64- 67. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 هَلَكَ بِالْمُشَلَّلِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَهُوَ قَاصِدٌ إِلَى قِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، أَظُنُّهُ الْوَاقِدِيَّ قَالَ: قَالَ ذَكْوَانُ مَوْلَى مَرْوَانَ: شَرِبَ مُسْلِمٌ دَوَاءً بَعْدَ مَا نَهَبَ الْمَدِينَةَ، وَدَعَا بِالْغَدَاءِ، فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ: لا تَعَجَّلْ، قَالَ: وَيْحَكَ إِنَّمَا كُنْتُ أُحِبُّ الْبَقَاءَ حَتَّى أُشْفِيَ نَفْسِي مِنْ قَتَلَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ، فَقَدْ أَدْرَكْتُ مَا أَرَدْتُ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَوْتِ عَلَى طَهَارَتِي، فَإِنِّي لا أَشُكُّ أَنَّ اللَّهَ قَدْ طَهَّرَنِي مِنْ ذُنُوبِي بِقَتْلِ هَؤُلاءِ الأَرْجَاسِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَارِجَةَ قَالَ: خَرَجَ مُسْرِفُ بْنُ عُقْبَةَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَتَبِعَتْهُ أُمُّ وَلَدٍ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ تَسِيرُ وَرَاءَهُمْ، وَمَاتَ مُسْرِفٌ فَدُفِنَ بِثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ، فَنَبَشَتْهُ ثُمَّ صَلَبَتْهُ عَلَى الْمُشَلَّلِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: وَكَانَ قَدْ قُتِلَ مَوْلاهَا أَبَا وَلَدِهَا. وَقِيلَ: إِنَّهَا نَبَشَتْهُ، فَوَجَدَتْ ثُعْبَانًا يَمُصُّ أَنْفَهُ، وَأنَّهَا أَحْرَقَتْهُ، فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَشَكَرَ سَعْيَهَا. 99- مَسْرُوقُ بْنُ الأْجَدَعِ [1] ع- وَاسْمُ الأَجْدَعِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ- بْنُ مَالِكِ بْنِ أُمَيَّةَ، أَبُو عَائِشَةَ الْهَمْدَانِيُّ، ثُمَّ الوادعيّ الكوفي.   [1] في الأصل «الأجرع» والتصحيح من مصادر ترجمته، وهي: الكنى والأسماء 2/ 20، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 19 و 40 و 51- 53 و 109 و 2/ 213 و 217 و 228 و 229 و 234 و 236 و 237 و 247 و 251 و 255 و 262 و 272 و 274 و 276 و 292 و 297 و 298، والتاريخ لابن معين 560، وجمهرة أنساب العرب 394، وتاريخ أبي زرعة 1/ 329 و 494 و 647- 649 و 651- 655، وتاريخ الثقات للعجلي 426 رقم 1561، وطبقات خليفة 149، وتاريخ خليفة 176 و 228 و 251، والتاريخ الكبير 8/ 735 36 رقم 2065، والتاريخ الصغير 65، وطبقات ابن سعد 6/ 76، وتاريخ اليعقوبي 2/ 241، والمعارف 105 و 432 و 490 و 537 و 578، وتاريخ الطبري 1/ 144 و 267 و 3/ 326 و 4/ 352 و 482، وأنساب الأشراف 1/ 176 و 264 و 418 و 419 و 427 و 550 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 مُخَضْرَمٌ، سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذًا، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَخَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ، وَعَائِشَةَ، وَطَائِفَةً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو وَائِلٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو الضُّحَى، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ، وَأبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ، وَآخَرُونَ. وَقَدِمَ الشَّامَ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، وَشَهِدَ الْحَكَمَيْنِ، فَقَالَ رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى الْقَصِيرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي مُوسَى أَيَّامِ الْحَكَمَيْنِ، وَفُسْطَاطِي إِلَى جَنْبِ فُسْطَاطِهِ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ لَحِقُوا بِمُعَاوِيَةَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو مُوسَى رَفَعَ رَفْرَفَ فُسْطَاطِهِ، فَقَالَ: يَا مَسْرُوقُ بْنَ الأَجْدَعِ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ أَبَا مُوسَى، قَالَ: إِنَّ الإِمَارَةَ مَا أُؤْتُمِرَ فِيهَا، وَإِنَّ الْمُلْكَ مَا غُلِبَ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ مَسْرُوقٌ ثِقَةً، لَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يرو عن عثمان شيئا.   [ () ] و 552 و 555، و 3/ 30 وق 4 ج 1/ 130 و 199 و 238 و 263 و 277 و 521 و 536 و 597، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 88 رقم 7128 والزيارات 79، 80، وأسد الغابة 4/ 354، والوفيات لابن قنفذ 96 رقم 63، والكامل في التاريخ 1/ 109 و 2/ 296 و 3/ 160 و 228 و 279 و 4/ 110 و 5/ 284، والجرح والتعديل 8/ 396، 397 رقم 1820، وعيون الأخبار 1/ 61 و 2/ 199، وربيع 4/ 149 و 363، والعقد الفريد 2/ 301 و 2/ 467 و 3/ 168 و 171، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 771، وحلية الأولياء 2/ 95- 98 رقم 163، وطبقات الفقهاء 79، وتاريخ بغداد 13/ 232- 235 رقم 7302، وتهذيب الكمال 1320، 1321، والعبر 1/ 68، وتذكرة الحفاظ 1/ 49 رقم 26، وسير أعلام النبلاء 4/ 63- 69 رقم 17، والكاشف 3/ 120 رقم 5488، ودول الإسلام 1/ 47، ومرآة الجنان 1/ 139، وغاية النهاية 2/ 294 رقم 3591، والإصابة 3/ 492، 493 رقم 8406، وتهذيب التهذيب 10/ 109- 111 رقم 205، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 1055، والنجوم الزاهرة 1/ 161، وطبقات الحفاظ 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 374، وشذرات الذهب 1/ 71، والزهد لابن المبارك 32 و 92 و 347 و 382 والملحق رقم 102، ومسند الحميدي 1/ 11، وأدب القاضي 1/ 120 و 149، وتهذيب الآثار للطبري 1/ 190. [1] في الطبقات 6/ 84. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : رَأَى أَبَا بَكْرٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ. وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْأَجْدَعُ شَيْطَانٌ» [3] . أَنْتَ مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: كَانَ الْأَجْدَعُ أَفْرَسَ فَارِسٍ بِالْيَمَنِ. وَابْنُهُ مَسْرُوقُ ابْنُ أُخْتِ عَمْرِو بْنِ معديكرب. وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الطَّائِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: رَجُلٌ نَذَرَ أَنْ يَنْحَرَ ابْنَهُ، قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الْقَيَّاسِينَ، مَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أطْلَبَ للعلم فِي أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ مِنْ مَسْرُوقٍ [5] ، قَالَ: لا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَا أُقَدِّمُ عَلَى مَسْرُوقٍ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ، صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَلَقِيَ عُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَلَمْ يَرْوِ عَنْ عُثْمَانَ شَيْئًا [6] . وَعَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ، مَا أَغُبُّهُ يَوْمًا. وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا مَسْرُوقُ إِنَّكَ مِنْ وَلَدِي، وَإِنَّكَ لَمِنْ أَحَبَّهُمْ إِلَيَّ، فَهَلْ عِنْدَكَ علم بالمخدج. فذكر الحديث [7] .   [1] في التاريخ الكبير 8/ 35. [2] في الجرح والتعديل 8/ 396. [3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 31، وأبو داود في الأدب (4957) باب: تغيير الاسم القبيح. [4] طبقات ابن سعد 6/ 76، تاريخ بغداد 13/ 232. [5] حلية الأولياء 2/ 95، تاريخ بغداد 3/ 233. [6] طبقات ابن سعد 6/ 77، تاريخ بغداد 13/ 233. [7] هو في صحيح مسلم 155/ 1066، وتاريخ دمشق 16/ 210 أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ: سَمِعْتُ أَبَا السَّفَرِ يَقُولُ: مَا وَلَدَتْ هَمْدَانِيَّةُ مِثْلَ مَسْرُوقٍ [1] . وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقْرِئُونَ النَّاسَ وَيُعَلِّمُونَهُمُ السُّنَّةَ: عَلْقَمَةُ، وَالأَسْوَدُ، وَعُبَيْدَةُ، وَمَسْرُوقٌ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ أَعْلَمَ بِالْفَتْوَى مِنْ شُرَيْحٍ، وَشُرَيْحٌ أَعْلَمُ مِنْهُ بِالْقَضَاءِ، وَكَانَ شُرَيْحُ يَسْتَشِيرُ مَسْرُوقًا [3] ، وَكَانَ مَسْرُوقُ لا يَسْتَشِيرُ شُرَيْحًا. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: بَقِيَ مَسْرُوقُ بَعْدَ عَلْقَمَةَ لا يُفَضِّلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ [4] . وَقَالَ عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: إِنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ حِينَ قَدِمَ الْكُوفَةَ قَالَ: أَيُّ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَفْضَلُ؟ قَالُوا: مَسْرُوقٌ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِنْ كَانَ أَهْلُ بَيْتٍ خُلِقُوا لِلْجَنَّةِ فَهَؤُلاءِ: الأَسْوَدُ، وَعَلْقَمَةُ، وَمَسْرُوقٌ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [5] : لَمْ يَزَلْ شُرَيْحٌ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ، فَأَحْدَرَهُ مَعَهُ زِيَادٌ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَقَضَى مَسْرُوقٌ حَتَّى رَجَعَ شُريْحٌ، وَذَكَرَ أَنَّ شُرَيْحًا غَابَ سَنَةً. وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ لا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ رِزْقًا [6] . عَارِمٌ: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ مُجَالِدٍ: أنّ مسروقا قال: لأن أقضي بقضيّة   [1] طبقات ابن سعد 6/ 79، تاريخ الثقات 426، تاريخ بغداد 13/ 233. [2] تاريخ بغداد 13/ 233، أخبار القضاة 2/ 228. [3] حتى هنا في طبقات ابن سعد 6/ 82، وهو بتمامه في تاريخ بغداد 13/ 233، 234. [4] في طبعة القدسي 76 «أحدا» . والخبر في طبقات ابن سعد 6/ 84، وتاريخ بغداد 13/ 234. [5] في تاريخه 228. [6] حلية الأولياء 2/ 96 وفيه «أجرا» . وفي طبقات ابن سعد 6/ 82 «جزاء» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 فَأُوَافِقُ الْحَقَّ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ رِبَاطِ سَنَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] . وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ: لأَنْ أُفْتِيَ يَوْمًا بِعَدْلٍ وَحَقٍّ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَنَةً. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ ابْنِ أَخِي مَسْرُوقٍ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ عَامِلَ الْبَصْرَةِ أَهْدَى إِلَى مَسْرُوقٍ ثَلاثِينَ أَلْفًا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُحْتَاجٌ، فَلَمْ يَقْبَلْهَا [2] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَصْبَحَ مَسْرُوقٌ يَوْمًا وَلَيْسَ لِعِيَالِهِ رِزْقٌ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ قَمِيرُ فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَائِشَةَ، إِنَّهُ مَا أَصْبَحَ لِعِيَالِكَ الْيَوْمَ رِزْقٌ، فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَيَأْتِيَنَّهُمُ اللَّهُ بِرِزْقٍ [3] . وَقَالَ سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ: كَلَّمَ مَسْرُوقٌ زِيَادًا لِرَجُلٍ فِي حَاجَةٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِوَصِيفٍ، فَرَدَّهُ، وَحَلَفَ أَنْ لا يكلّم له فِي حَاجَةٍ أَبَدًا. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ أَشْيَاخَنَا يَقُولُونَ: انْتَهَى الزُّهْدُ إِلَى ثَمَانِيَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ: عامر بن عبد قَيْسٍ، وَهَرِمِ بْنِ حَيَّانَ، وَأُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ، وَأَبِي [4] مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ، وَالأَسْوَدِ، وَمَسْرُوقٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ [5] . وَقَالَ إِسْرَائِيلُ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّ مَسْرُوقًا زَوَّجَ بِنْتَهُ بِالسَّائِبِ بْنِ الأَقْرَعِ عَلَى عَشَرَةِ آلافٍ اشْتَرَطَهَا لِنَفْسِهِ، وَقَالَ: جَهِّزْ أَنْتَ امْرَأَتَكَ مِنْ عِنْدِكَ، وَجَعَلَهَا مَسْرُوقٌ فِي الْمُجَاهِدِينَ وَالْمَسَاكِينَ [6] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى قال: غاب مسروق في السلسلة   [1] طبقات ابن سعد 6/ 82. [2] طبقات ابن سعد 6/ 79. [3] طبقات ابن سعد 6/ 79. [4] في الأصل «أبو» . [5] مهمل في الأصل. [6] طبقات ابن سعد 6/ 82. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 سَنَتَيْنِ [1]- يَعْنِي عَامِلا عَلَيْهَا- فَلَمَّا قَدِمَ نَظَرَ أَهْلُهُ فِي خَرْجِهِ فَأَصَابُوا فَأْسًا بِغَيْرِ عُودٍ، فَقَالُوا: غِبْتَ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ جِئْتَنَا بِفَأْسٍ بِغَيْرِ عُودٍ! قَالَ: إِنَّا للَّه، تِلْكَ فَأْسٌ اسْتَعَرْنَاهَا، نَسِينَا نَرُدُّهَا. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: بَعَثَهُ ابْنُ زِيَادٍ إِلَى السِّلْسِلَةِ، فَانْطَلَقَ، فَمَاتَ بِهَا. وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا عَمِلْتُ عَمَلا أَخْوَفَ عِنْدِي أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ مِنْ عَمَلِكُمْ هَذَا، وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ ظَلَمْتُ فِيهِ مُسْلِمًا وَلا مُعَاهِدًا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّ مَا أَدْرِي مَا هَذَا الْجَعْلُ [2] الَّذِي لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَبُو بَكْرٍ، وَلا عُمَرُ، قِيلَ: فَمَا حَمَلَكَ؟ قَالَ: لَمْ يَدَعْنِي زِيَادٌ، وَلا شُرَيْحٌ، وَلا الشَّيْطَانُ، حَتَّى دَخَلْتُ فِيهِ [3] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قَالَ لِي مَسْرُوقٌ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُرْغَبُ فِيهِ إِلا أَنْ نُعَفِّرَ وُجُوهَنَا فِي التُّرَابِ [4] وَمَا آسَى عَلَى شَيْءٍ إِلا السُّجُودَ للَّه تَعَالَى. وَقَالَ إِسْحَاقُ: حَجَّ مَسْرُوقٌ، فَمَا نَامَ إِلا سَاجِدًا حَتَّى رَجِعَ [5] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ امْرَأَةِ مَسْرُوقٍ قَالَتْ: مَا كَانَ مَسْرُوقٌ يُوجَدُ إِلا وَسَاقَاهُ قَدِ انْتَفَخَتا مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَجْلِسُ خَلْفَهُ، فَأَبْكِي رَحْمَةً لَهُ [6] . وَرَوَاهُ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنِ امْرَأَةِ مَسْرُوقٍ. وَقَالَ أَبُو الضُّحَى، عَنْ مسَرْوُقٍ: إِنَّهُ سُئِلَ عَنْ بَيْتِ شِعْرٍ فَقَالَ: أَكْرَهُ أن أجد في صحيفتي شعرا [7] .   [1] طبقات ابن سعد 6/ 83. [2] في الطبقات: «الحبل» . [3] طبقات ابن سعد 6/ 83. [4] تاريخ الثقات للعجلي 426، طبقات ابن سعد 6/ 80، حلية الأولياء 2/ 96، وتتمة الخبر في الزهد لابن المبارك 347 رقم 974. [5] طبقات ابن سعد 6/ 79 وفيه: «إلا ساجدا على وجهه» ، الزهد لابن المبارك 347 رقم 975. [6] طبقات ابن سعد 6/ 81، الزهد لابن المبارك 32. [7] طبقات ابن سعد 6/ 80. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 240 وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شُلَّتْ يَدُ مَسْرُوقٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وَأَصَابَتْهُ آمَّةُ [1] . وَقَالَ أَبُو الضُّحَى، عَنْ مسَرْوُقٍ، وَكَانَ رَجُلا مَأْمُومًا [2] ، فَقَالَ: مَا أَحَبَّ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِي، لَعَلَّهَا لَوْ لَمْ تَكُنْ بِي، كُنْتُ فِي بَعْضِ هَذِهِ الْفِتَنِ [3] . وَقَالَ وَكِيعٌ: لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ عَلِيٍّ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلا سَعْدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمِنَ التَّابِعِينَ: مَسْرُوقٌ، وَالأَسْوَدُ، وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [4] ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ إِذَا قِيلَ لَهُ: أَبْطَأْتَ عَنْ عَلِيٍ وَعَنْ مَشَاهِدِهِ- وَلَمْ يَكْنُ شَهِدَ مَعَهُ- يَقُولُ: أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ، أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّهُ صَفَّ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَأَخَذَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضِ السِّلاحِ، يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، فَنَزَلَ مَلَكٌ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ فَقَالَ هَذِهِ الآيَةَ: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً 4: 29 [5] أَكَانَ ذَلِكَ حَاجِزًا لَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فو الله لَقَدْ نَزَلَ بِهَا مَلَكٌ كَرِيمٌ، عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ، وَإِنَّهَا لَمُحْكَمَةٌ مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ [6] . وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ: ذُكِرَ أَنَّ مَسْرُوقًا أَتَى صِفَّينَ، فَوَقَفَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ مُنَادِيًا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: شَهِدَ مَسْرُوقٌ النَّهْروَانَ مَعَ عَلِيٍّ. وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: مَا مَاتَ مَسْرُوقٌ حَتَّى اسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْ تَخَلُّفِهِ عَنْ عَلِيٍّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ مَسْرُوقٌ سَنَةَ اثنتين وستّين [7] .   [1] طبقات ابن سعد 6/ 77. [2] أي به ضربة في رأسه، كما في طبقات ابن سعد. [3] طبقات ابن سعد 6/ 77. [4] في الأصل «خيثم» والتصحيح من تذكرة الحفاظ للذهبي. [5] سورة النساء- الآية 29. [6] طبقات ابن سعد 6/ 77، 78، تاريخ دمشق 16/ 215 أ. [7] تاريخ بغداد 13/ 235. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 241 وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ [1] : سَنَةَ ثَلاثٍ. وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ: هُوَ مدفون بالسلسلة بواسط [2] . 100- مسلمة بن مخلّد [3] د ابن الصامت الأنصاري الخزرجي، أبو معن، وَيُقَالُ: أَبُو سَعِيدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ أَبُو مَعْمَرٍ، لَهُ صُحَبَةٌ وَرِوَايَةٌ. قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِي عَشْرُ سِنِينَ [4] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ مَعَ جَلالَتِهِ، وَمَحْمُودُ بن لبيد، ومحمد   [1] طبقات ابن سعد 6/ 784 تاريخ بغداد 13/ 235. [2] طبقات ابن سعد 6/ 84. [3] انظر عن (مسلمة بن مخلد) في: مسند أحمد 4/ 104، وطبقات ابن سعد 7/ 504، وتاريخ اليعقوبي 2/ 148 و 188، والتاريخ الكبير 7/ 387 رقم 1682، وطبقات خليفة 98 و 292، وتاريخ خليفة 195 و 210 و 223 و 227، وفتوح البلدان 270، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 146 و 160، والمعرفة والتاريخ 2/ 494 و 506 و 510 و 529، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 147 رقم 749، وتاريخ الطبري 4/ 430 و 550 و 553 و 554 و 5/ 99 و 240، وأخبار القضاة 3/ 223، 224، والخراج وصناعة الكتابة 345، وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309 و 565، ومروج الذهب 1621، وفتوح مصر 67 و 69 و 71، والاستيعاب 3/ 463، 464، وجمهرة أنساب العرب 366، والمستدرك 3/ 495، ووفيات الأعيان 7/ 215، والمراسيل 197، 198 رقم 359، والجرح والتعديل 8/ 265، 266 رقم 1212، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 394، وأسد الغابة 4/ 364، 365، والكامل في التاريخ 3/ 191 و 269 و 272 و 355 و 464- 466 و 4/ 110، وتاريخ العظيمي 180 و 185 و 186، وتحفة الأشراف 8/ 380 رقم 515، وتهذيب الكمال 3/ 1330، ومختصر التاريخ 82، وجامع التحصيل 345 رقم 766، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 77، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 542 و 547، وسير أعلام النبلاء 3/ 424- 426 رقم 73، والعبر 1/ 66، والكاشف 3/ 128 رقم 5543، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 117، وتلخيص المستدرك 3/ 495، وتهذيب التهذيب 10/ 148، 149 رقم 282، وتقريب التهذيب 2/ 249 رقم 1129، والإصابة 3/ 418 رقم 7989، والنجوم الزاهرة 1/ 132 وما يليها، وخلاصة تذهيب التهذيب 377، وشذرات الذهب 1/ 70، والولاة والقضاة 15 و 21 و 27 و 37- 40 و 54 و 310 و 311 و 426 و 503 و 504، ومسند الحميدي 1/ 189. [4] طبقات ابن سعد 7/ 504، تاريخ دمشق 16/ 229 ب. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 ابن سِيرِينَ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ [1] ، وَأَبُو قَبِيلٍ حُيَيُّ بْنُ هَانِئٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ، وَشَيْبَانُ بْنُ أُمَيَّةَ وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ، كَانَ عَلَى أَهْلِ فِلَسْطِينَ، وَقِيلَ: لَمْ يَفِدْ عَلَى مُعَاوِيَةَ إِلا بَعْدَ انْقِضَاءِ صِفَّينَ، وَلَّى إِمْرَةَ مِصْرَ لِمُعَاوِيَةَ وَلِيَزِيدَ، وَذَكَرَ أنَّ لَهُ صُحْبَةً جَمَاعَةً مِنْهُمْ: ابْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] : كَانَ الْبُخَارِيُّ كَتَبَ أَنَّ لِمَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ صُحْبَةً، فَغَيَّرَ أَبِي ذَلِكَ، وَقَالَ: لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُسْلِمَةَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ [3] . وَقَالَ وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بِخِلافِ ذَلِكَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: وُلِدْتُ حِينَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ. وَرَجَعَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْلِ ابْنِ مَهْدِيٍّ، وَقَالَ: هُوَ أَقْرَبُ عَهْدًا بِالْكِتَابِ. وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ نُزِعَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مِصْرَ، وَوُلِّيَ مُسْلِمَةُ، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ [4] . وَقَالَ مُجَاهِدٌ: صَلَّيْتُ خَلْفَ مُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَمَا تَرَكَ وَاوًا وَلا أَلِفًا [5] . وَقَالَ اللَّيْثُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ [6] .   [1] في الأصل «علا بن رباح» . [2] في الجرح والتعديل 8/ 266. [3] طبقات ابن سعد 7/ 504. [4] الولاة والقضاة للكندي 38. [5] الولاة والقضاة بتقديم وتأخير 39. [6] الولاة والقضاة 40. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: فِي ذِي الْقَعْدَةِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ [1] . 101- المسور بن مخرمة [2] ابن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زُهْرَةَ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَبُو عَبْدِ الرحمن، ويقال: أبو عثمان الزّهريّ ابن عاتكة أخت عبد الرحمن بن عوف.   [1] الولاة والقضاة- بالحاشية 40 رقم 1. [2] انظر عن (المسور بن مخرمة) في: نسب قريش 262 و 263، وطبقات خليفة 15، وتاريخ خليفة 177 و 255، والمحبّر 68، والتاريخ الكبير 7/ 410 رقم 1798، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، ومسند أحمد 4/ 322، وتاريخ أبي زرعة 1/ 190 و 309 و 417 و 418 و 499، والعقد الفريد 4/ 35 و 278 و 392 و 393 و 6/ 47 و 348، والجرح والتعديل 8/ 297 رقم 1366، وتاريخ الطبري 2/ 620 و 625 و 637 و 638 و 3/ 43 و 4/ 190 و 230 و 231 و 234 و 237 و 365 و 5/ 494 و 497 و 575، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 126، وجوامع السيرة 283، والزهد لابن المبارك 60 و 486، ومشاهير علماء الأمصار 21 رقم 87، وعيون الأخبار 1/ 54 و 2/ 372 و 3/ 51، وربيع الأبرار 4/ 101، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 94 رقم 134، والخراج وصناعة الكتابة 323، وتاريخ العظيمي 186، 187، والاستيعاب 3/ 416، 417، والمنتخب من ذيل المذيل 556، والمغازي للواقدي 209 و 319، والمعارف 429، والمعرفة والتاريخ 1/ 358، والمستدرك 3/ 523، 524، وجمهرة أنساب العرب 129، وأنساب الأشراف 1/ 327 و 405 وق 4/ 1/ 36 و 47 و 143 و 144 و 313 و 320 و 340 و 344 و 347- 350 و 503 و 507 و 515 و 535 و 561 و 575 و 577 و 590، وفتوح البلدان 267، والكامل في التاريخ 2/ 42 و 3/ 49 و 68 و 69 و 72 و 4/ 122 و 124 و 174، وأسد الغابة 4/ 365، 366، وتهذيب الكمال 3/ 1330، وتحفة الأشراف 8/ 380- 386 رقم 516، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 515، وتاريخ دمشق 16/ 251 أ، ومرآة الجنان 1/ 140، والكاشف 3/ 128 رقم 556، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 127 و 364 و 366 و 367 و 375 و 389 و 392 و 397 و 400 و 605، وعهد الخلفاء الراشدين 44 و 75 و 238 و 280 و 290 و 296 و 303 و 394 و 450 و 451، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 118، وتلخيص المستدرك 3/ 523، 524، وسير أعلام النبلاء 3/ 390- 394 رقم 60، والعقد الثمين 7/ 197، والنكت الظراف 8/ 381- 386، وتهذيب التهذيب 10/ 151، 152 رقم 288، وتقريب التهذيب 2/ 249 رقم 1136، والإصابة 3/ 419، 420 رقم 7993، والتذكرة الحمدونية 2/ 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 377، وشذرات الذهب 1/ 72، والمسند للحميدي 1/ 112 و 187، 188، وأدب القاضي 1/ 347 و 379 و 500 و 631، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 79. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 له صحبة ورواية، وروى أيضا عن: أبي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَخَالِهِ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَعُرْوَةُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَوَلَدَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأُمُّ بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُنَيْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ. وَقَدِمَ بَرِيدًا لِدِمَشْقَ مِنْ [1] عُثْمَانَ إِلَى مُعَاوِيَةَ أَيَّامَ حَصْرِ عُثْمَانَ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فِي خِلافَتِهِ، وَكَانَ مِمَّنْ يَلْزَمُ عُمَرَ وَيَحْفَظُ عَنْهُ، وَانْحَازَ إِلَى مَكَّةَ كَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَرِهَ إِمْرَةَ يَزِيدَ، وَأَصَابَهُ حَجَرُ مَنْجَنِيقٍ لَمَّا حَاصَرَ الْحُصَيْنُ بن نمير ابن الزبير [2] . قال الزبير بن بكار [3] : وكانت الْخَوَارِجُ تَغْشَاهُ وَتُعَظِّمُهُ وَيَنْتَحِلُونَ رَأْيَهُ، حَتَّى قُتِلَ تِلْكَ الأَيَّامَ. وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ: أَنْبَأَ عبد الله بن جعفر، عن أم بكر أَنَّ أَبَاهَا احْتَكَرَ طَعَامًا، فَرَأَى سَحَابًا مِنْ سَحَابِ الْخَرِيفِ فَكَرِهَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى السُّوقِ فَقَالَ: مَنْ جَاءَنِي وَلَّيْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَأَتَاهُ بِالسُّوقِ فَقَالَ: أَجُنِنْتَ يَا مِسْوَرُ! قَالَ: لا وَاللَّهِ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ سَحَابًا مِنْ سَحَابِ الْخَرِيفِ، فَكَرِهْتُهُ فَكَرِهْتُ أَنْ أَرْبَحَ فِيهِ، وَأَرَدْتُ أَنْ لا أَرْبَحَ فِيهِ فَقَالَ عُمَرُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَقَالَ إِسْحَاقُ الْكَوْسَجُ: قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ ثِقَةٌ، إِنَّمَا كَتَبْتُ هَذَا لِلتَّعَجُّبِ، فَإِنَّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى صُحْبَةِ الْمِسْوَرِ، وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا حَيْوَةُ، ثنا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّ الْمِسْوَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَلا بِهِ فَقَالَ: يَا مِسْوَرُ، مَا فَعَلَ طَعْنُكَ عَلَى الأَئِمَّةِ؟ قَالَ: دَعْنَا مِنْ هَذَا، وَأَحْسِنْ فِيمَا قَدِمْنَا لَهُ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَاللَّهِ لَتُكَلِّمُنِي بِذَاتِ نَفْسِكَ بِالَّذِي تَعِيبُ عَلَيَّ، قَالَ: فَلَمْ أَتْرُكْ شَيْئًا أَعِيبُهُ عَلَيْهِ إِلا بَيَّنْتُهُ لَهُ، فَقَالَ: لا أَبْرَأُ مِنَ الذَّنْبِ، فَهَلْ تَعُدُّ لَنَا يَا مِسْوَرُ بِمَا نَلِي مِنَ الإِصْلاحِ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ، فإنّ الحسنة بعشر أمثالها، أم   [1] في الأصل «مع عثمان» . [2] نسب قريش 263. [3] في نسب قريش 263. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 تَعُدُّ الذُّنُوبَ وَتَتْرُكُ الإِحْسَانَ! قُلْتُ: لا وَاللَّهِ مَا نَذْكُرُ إِلا مَا نَرَى مِنَ الذُّنُوبِ، فَقَالَ: فَإِنَّا نَعْتَرِفُ للَّه بِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، فَهَلْ لَكَ يَا مِسْوَرُ ذُنُوبٌ فِي خَاصَّتِكَ تَخْشَى أَنْ تَهْلِكَكَ إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمَا يَجْعَلُكَ بِرَجَاءِ المغفرة أحق منّي فو الله مَا أَلِي مِنَ الإِصْلاحِ أَكْثَرَ مِمَّا تَلِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لا أُخَيَّرُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ، بَيْنَ اللَّهِ وَغَيْرِهِ إِلا اخْتَرْتُ اللَّهَ عَلَى مَا سِوَاهُ، وَإِنِّي لَعَلَى دِينٍ يُقْبَلُ فِيهِ الْعَمَلُ، ويجزى فيه بالحسنات، ويجزى فيه بالذنوب، إِلا أَنْ يَعْفُوَ اللَّهُ عَنْهَا، وَإِنِّي أَحْتَسِبُ كُلَّ حَسَنَةٍ عَمِلْتُهَا بِأَضْعَافِهَا مِنَ الأَجْرِ، وَأَلِي أُمُورًا عِظَامًا مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ، وَالْجِهَادِ، وَالْحُكْمِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ. قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ خَصَمَنِي لَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ. قَالَ عُرْوَةُ: فَلَمْ أَسْمَعِ الْمِسْوَرَ ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ إِلا صَلَّى عَلَيْهِ [1] . وَعَنْ أمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ طَافَ لِكُلِّ يَوْمٍ غَابَ عَنْهَا سَبْعًا، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّهُ وَجَدَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ إِبْرِيقَ ذَهَبٍ عَلَيْهِ الْيَاقُوتُ وَالزَّبَرْجَدُ، فَلَمْ يَدْرِ مَا هُوَ، فَلَقِيَهُ فَارِسيٌّ فَقَالَ: آخُذُهُ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَعَرَفَ أَنَّهُ شَيْءٌ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَنَفَلَهُ إِيَّاهُ، وَقَالَ: لا تَبِعْهُ بِعَشَرَةَ آلافٍ، فَبَاعَهُ لَهُ سَعْدٌ بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَدَفَعَهَا إِلَى الْمِسْوَرِ وَلَمْ يُخَمِّسْهَا [3] . وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: لَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَهُ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي شُرَحْبيِلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا دَنَا الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ أَخْرَجَ الْمِسْوَرُ سِلاحًا قَدْ حَمَلَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ وَدُرُوعًا، فَفَرَّقَهَا فِي مَوَالٍ لَهُ كُهُولٍ فُرُسٍ جُلُدٍ، فَدَعَانيِ، ثُمَّ قَالَ لي: يا مولى   [1] تاريخ دمشق 16/ 253 أ. [2] تاريخ دمشق 16/ 253 ب. [3] تاريخ دمشق 16/ 254 أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِسْوَرٍ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: اخْتَرْ دِرْعًا، فَاخْتَرْتُ دِرْعًا وَمَا يُصْلِحُهَا، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلامٌ حَدَثٌ، فَرَأَيْتُ أُولَئِكَ الْفُرْسَ غَضِبُوا وَقَالُوا: تُخَيِّرُهُ عَلْيَنَا! وَاللَّهِ لَوْ جَدَّ الْجِدُّ تَرَكَكَ، فَقَالَ: لَتَجِدَنَّ عِنْدَهُ حَزْمًا، فَلَمَّا كَانَ الْقِتَالُ أَحْدَقُوا بِهِ، ثُمَّ انْكَشَفُوا عَنْهُ، وَاخْتَلَطَ الناس، والمسور يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ فِي الرَّعِيلِ الأَوَّلِ يَرْتَجِزُ قَدَمًا، وَمَعَهُ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَفْعَلانِ الأَفَاعِيلَ، إِلَى أَنْ أَحْدَقَتْ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ بِالْمِسْوَرِ، فَقَامَ دُونَهُ مَوَالِيهِ، فَذَبُّوا عنه كلّ الذّبّ، وجعل يصيح بهم، فما خَلُصَ إِلَيْهِ، وَلَقَدْ قَتَلُوا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَوْمَئذٍ نَفَرًا. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عبدَ اللَّهِ بْن جَعْفَر، عَنْ أمِّ بَكْرٍ، وَأَبِي عَوْنٍ قَالا: أَمَاتَ الْمِسْوَرَ حَجَرُ الْمَنْجِنيقِ، ضُرِبَ الْبَيْتُ فَانْفَلَقَ مِنْهُ فَلْقَةٌ، فَأَصَابَتْ خَدَّ الْمِسْوَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَمَرِضَ مِنْهَا أَيَّامًا، ثُمَّ مَاتَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ نَعْيُ يَزِيدَ [1] ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ لا يُسَمَّى بِالْخِلافَةِ، بَلِ الأَمْرُ شُورَى. زَادَتْ أمُّ بَكْرٍ: كُنْتُ أَرَى الْعِظَامَ تُنْزَعُ مِنْ صَفْحَتِهِ، وَمَا مَكَثَ إِلا خَمْسَةَ أَيَّامٍ وَمَاتَ. فَذَكَرْتُهُ لِشُرَحْبِيلَ بْنِ أَبِي عَوْنٍ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لِي الْمِسْوَرُ: هَاتِ دِرْعِي، فَلَبِسَهَا، وَأَبِي أَنْ يَلْبَسَ الْمِغْفَرَ، قَالَ: وَتُقْبِلُ ثَلاثَةُ أَحْجَارٍ، فَيَضْرِبُ الأَوَّلُ الرُّكْنَ الَّذِي يَلِي الْحَجَرَ فَخَرَقَ الْكَعْبَةَ حَتَّى تَغَيَّبَ، ثُمَّ اتَّبَعَهُ الثَّانِي فِي مَوْضِعِهِ، ثُمَّ الثَّالِثُ فِينَا، وَتَكَسَّرَ مِنْهُ كَسْرَةٌ، فَضَرَبَتْ خَدَّ الْمِسْوَرِ وَصُدْغَهُ الأَيْسَرِ، فَهَشَّمَتْهُ هَشْمًا، فَغُشِيَ عَلَيْهِ، وَاحْتَمَلْتُهُ أَنَا وَمَوْلًى لَهُ، وَجَاءَ الْخَبَرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَأَقْبَلَ يَعْدُو، فَكَانَ فِيمَنْ حَمَلَهُ، وَأَدْرَكَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبيدُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَمَكَثَ يَوْمَهُ لا يَتَكَلَّمُ، فَأَفَاقَ مِنَ اللَّيْلِ، وَعَهِدَ بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ، وَجَعَلَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يَقُولُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَيْفَ تَرَى فِي قِتَالِ هَؤُلاءِ؟ فَقَالَ: عَلَى ذَلِكَ قُتِلْنَا، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لا يُفَارِقُهُ بِمَرَضِهِ حَتَّى مَاتَ، فَوَلِيَ ابْنُ الزُّبَيْرِ غُسْلَهُ، وَحَمَلَهُ فِيمَنْ حَمَلَهُ إِلَى الْحَجُونِ [2] ، وَإِنَّا لَنَطِأَ بِهِ الْقَتْلَى [3] وَنَمْشِي بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ، فَصَلَّوْا مَعَنَا عَلَيْهِ.   [1] تاريخ دمشق 16/ 254 ب، 255 أ. [2] الحجون: جبل بأعلى مكة عند مدافن أهلها. [3] في الأصل «وانا لنطأ به القبلي» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 قُلْتُ: لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا يَوْمَئِذٍ بِمَوْتِ يَزِيدَ، وَكَلَّمَ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فِي أَنْ يُبَايِعَهُ بِالْخِلافَةِ، وَبَطُلَ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ. وَعَنْ أُمِّ بَكْرٍ قَالَتْ: وُلِدَ الْمِسْوَرُ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِسَنَتَيْنِ، وَبِهَا تُوُفِّيَ لِهِلَالِ رَبِيعِ الآخَرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ، وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِنْ حَجَرِ الْمَنْجَنِيقِ، فَوَهِمَ أَيْضًا، اشْتُبِهَ عَلَيْهِ بِالْحِصَارِ الأَخِيرِ. وَتَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَعَلَى الْقَوْلِ الأَوَّلِ جَمَاعَةٌ منهم: يحيى بن بكير، وأبو عبيد، وَالْفَلَّاسُ، وَغَيْرُهُمْ. 102- ت [1] الْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ [2] بْنِ رَبِيعَةَ الْفَزَارِيُّ صَاحِبُ عَلِيٍّ. سَمِعَ: عَلِيًّا، وَابْنَهُ الحسن، وحذيفة. وروى عَنْهُ: عُتْبَةُ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ، وَسَوَّارُ أَبُو إِدْرِيسَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. وَقَدِمَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ مِنَ الْعِرَاقِ، وَشَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ، وَكَانَ أَحَدُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْكِبَارِ فِي جَيْشِ التَّوَّابِينَ الَّذِينَ خَرَجُوا يَطْلُبُونَ بِدَمِ الْحُسَيْنِ، وَقُتِلَ بِالْجِزِيرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ كَمَا ذَكَرْنَا بعد ما قاتل قتالا شديدا.   [1] الرمز ساقط من الأصل، استدركته من «الخلاصة» . [2] انظر عن (المسيّب بن نجبة) في: طبقات ابن سعد 6/ 216، وفتوح البلدان 302 و 342، والأخبار الطوال 220، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 277 و 530، والمعرفة والتاريخ 2/ 649، والمعارف 435، ومروج الذهب 1976 و 1979، ومعجم الشعراء للمرزباني 386، والتاريخ الصغير 75، والتاريخ الكبير 7/ 407، وتاريخ خليفة 262، وتاريخ اليعقوبي 2/ 196 و 257، وجمهرة أنساب العرب 258، ومشاهير علماء الأمصار 108 رقم 819، وتاريخ الطبري 4/ 488 و 5/ 135 و 352 و 552 و 553 و 562 و 584 و 590 و 593 594 و 596- 600 و 605، والجرح والتعديل 8/ 293 رقم 1346، والكامل في التاريخ 3/ 232 و 376 و 377 و 4/ 20 و 158 و 159 و 164 و 175 و 179 و 181 و 183 و 186 و 189، والكاشف 3/ 129 رقم 5551، والإصابة 3/ 495 رقم 8423، وتهذيب التهذيب 10/ 154 رقم 293، وتقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1141، وخلاصة تذهيب التهذيب 377. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 103- مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، أَحَدُ الْكِبَارِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وقتل معه فِي الْحِصَارِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. كَانَ مُصْعَبٌ هَذَا قَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةَ وَشُرْطَتَهَا فِي إِمْرَةِ مَرْوَانَ عَلَيْهَا، ثُمَّ لَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا، لَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُورَةٌ، قَتَلَ عِدَّةً مِنَ الشَّامِيِّينَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَلَمَّا مَاتَ هُوَ وَالْمِسْوَرُ دَعَا ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى نَفْسِهِ. 104- مُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ [2] أَبُو حَلِيمَةَ [3] الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْقَارِئُ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. قَالَتْ عَمْرَةُ: مَا كَانَ يُوقِظُنَا مِنَ اللَّيْلِ إِلا قِرَاءَةُ مُعَاذٍ الْقَارِئِ. قُتِلَ مُعَاذٌ يَوْمَ الْحَرَّةِ. 105- مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ [4]- 4- جدّ بهز بن حكيم، له صحبة   [1] انظر عن (مصعب بن عبد الرحمن) في: طبقات خليفة 232، وتاريخ خليفة 222 و 228 و 255، وطبقات ابن سعد 5/ 157، والتاريخ الكبير 7/ 350 رقم 1511، والتاريخ الصغير 65، والمعارف 237- 239، وتاريخ الطبري 5/ 345 و 497 و 575، وأخبار القضاة 1/ 118 و 120، والجرح والتعديل 8/ 303 رقم 1402، وتاريخ أبي زرعة 1/ 583، والمعرفة والتاريخ 1/ 282، ونسب قريش 219 و 220 و 267- 269 و 289 و 371 و 372 وجمهرة أنساب العرب 119، والكامل في التاريخ 4/ 19 و 68 و 71 و 124، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 391، ومشاهير علماء الأمصار 68 رقم 461، والمحبّر 228. [2] انظر عن (معاذ بن الحارث) في: تاريخ الطبري 3/ 459، والتاريخ الكبير 7/ 361 رقم 1558، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 100، 101 رقم 144، والمعرفة والتاريخ 1/ 314، 315، وأسد الغابة 4/ 378، والمستدرك 521، وتهذيب الكمال 3/ 1339، وتهذيب التهذيب 10/ 188، 189 رقم 349، وتقريب التهذيب 2/ 256 رقم 1193، وغاية النهاية 2/ 301، 302 رقم 3621، وخلاصة تذهيب التهذيب 380. [3] ويقال: أبو الحارث. (غاية النهاية 301) . [4] انظر عن (معاوية بن حيدة) في: الزهد لابن المبارك 254 و 350 والملحق به 382، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 156. وطبقات ابن سعد 7/ 35، وطبقات خليفة 58 و 184، والتاريخ الكبير 7/ 329 رقم 1408، وتاريخ الثقات 432 رقم 1592، والثقات لابن حبان 3/ 374، وأنساب الأشراف 1/ 20، ومشاهير علماء الأمصار 42 رقم 258، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 77، ومسند الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 وَرِوَايَةٌ، نَزَلَ الْبَصْرَةَ ثُمَّ غَزَا خُرَاسَانَ وَمَاتَ بِهَا. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ حَكِيمٌ، وَحُمَيْدٌ الْمُرِّيُّ رَجْلٌ مَجْهُولٌ. حَدِيثُهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، أَعْنِي مُعَاوِيَةَ. 106- مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ [1] ابْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الأُمَوِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو يَزِيدَ، وَيُقَالُ: أَبُو لَيْلَى. استُخْلِفَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فِي رَبِيعِ الأَوَّلِ، وَكَانَ شَابًّا صَالِحًا لَمْ تَطُلْ خِلافَتُهُ، وَأُمُّهُ هِيَ أُمُّ هَاشِمٍ بِنْتُ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ.   [ () ] أحمد 5/ 4، والمعرفة والتاريخ 1/ 305 و 3/ 364، والجرح والتعديل 8/ 376 رقم 1721، والمعجم الكبير 19/ 403، والمستدرك 3/ 642، وأسد الغابة 4/ 385، وتهذيب الكمال 1343، وتهذيب الأسماء ق 1 ج 2/ 102 رقم 148، والكاشف 3/ 138 رقم 5619، وتلخيص المستدرك 3/ 642، وتحفة الأشراف 8/ 427- 433 رقم 529، والنكت الظراف 8/ 428 و 433، وتهذيب التهذيب 10/ 205، 206 رقم 382، وتقريب التهذيب 2/ 259 رقم 1225، والإصابة 3/ 432 رقم 8065، وخلاصة تذهيب التهذيب 381، ومرآة الجنان 1/ 138. [1] انظر عن (معاوية بن يزيد) في: نسب قريش 128، وتاريخ أبي زرعة 1/ 358، وتاريخ الطبري 5/ 499 و 500 و 503 و 536 و 545 و 546 و 610 و 6/ 180، وجمهرة أنساب العرب 178، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 157 و 290- 293 و 308 و 344 و 354- 359 و 364 و 386 و 418 و 442، ومروج الذهب 30 و 756 و 1932- 1934 و 1954 و 1958 و 1963 و 1972 و 2276 و 3114 و 3625، والتنبيه والإشراف 265، والمعارف 353، والفخري 163، وتاريخ اليعقوبي 2/ 252- 254، وتاريخ خليفة 255 و 325، والمحبّر 22 و 45 و 58 و 405، والمعرفة والتاريخ 3/ 326 و 329، وفتوح البلدان 270، والخراج وصناعة الكتابة 345 و 398، وتاريخ دمشق 16/ 395 ب، والعقد الفريد 1/ 306 و 4/ 376 و 391 و 393 و 394، وتاريخ العظيمي 46 و 88 و 97 و 187، والكامل في التاريخ 1/ 335 و 4/ 125 و 129 و 130 و 148 و 155 و 191، ونهاية الأرب 20/ 499، ومختصر تاريخ الدول 111، ومرآة الجنان 1/ 139، ودول الإسلام 1/ 47، وسير أعلام النبلاء 4/ 139 رقم 46، والعبر 1/ 69، والبداية والنهاية 8/ 237، ومختصر التاريخ 84 و 85 و 87، ومآثر الإنافة 1/ 121، 122، والنجوم الزاهرة 1/ 163، وتاريخ الخلفاء 211، وأخبار الدول 131، 132، ومعجم بني أميّة 177، 178 رقم 362، والمختصر في أخبار البشر 1/ 193، وتاريخ ابن الوردي 1/ 175. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ [1] : رَأَيْتُ صِفَتَهُ فِي كِتَابٍ أَنَّهُ كَانَ أَبْيَضَ شَدِيدًا، كَثِيرَ الشَّعْرِ، كَبِيرَ الْعَيْنَيْنِ، أَقْنَى الأَنْفِ، جَمِيلَ الْوَجْهِ، مُدَوَّرَ الرَّأْسِ [2] . وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: وَلِيَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى النَّاسِ، وَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا، وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَزِيدَ اسْتَخْلَفَهُ أَبُوهُ، فَوَلِيَ شَهْرَيْنِ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قِيلَ: لَوِ استَخْلفْتَ، فَقَالَ: كَفَلْتُهَا حَيَاتِي، فَأَتَضَمَّنُهَا بَعْدَ مَوْتِي. وَأَبَى أَنْ يَسْتَخْلِفَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسِ: مَلَكَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَكَذَا قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيُّ. وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ، وَغَيْرُهُ: عَاشَ عِشْرِينَ سَنَةً. تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ. 107- مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الأَشْجَعِيُّ [3] لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَكَانَ حَامِلَ لِوَاءِ قَوْمِهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وهو راوي   [1] الخطبيّ: بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة، نسبة إلى الخطب وإنشائها. انظر: اللباب 1/ 379. [2] تاريخ دمشق 16/ 397 ب. [3] انظر عن (معقل بن سنان) في: العقد الفريد 4/ 390، ومسند أحمد 3/ 474 و 480، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 324 و 328 و 329، وتاريخ خليفة 237 و 250، وطبقات ابن سعد 4/ 282 و 6/ 55، والتاريخ الصغير 72، والتاريخ الكبير 7/ 391 رقم 170، وعيون الأخبار 4/ 23، وجمهرة أنساب العرب 249، وتاريخ الطبري 5/ 487 و 492، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 293، ومشاهير علماء الأمصار 45 رقم 281، والمغازي للواقدي 799 و 820 و 896، وتاريخ العظيمي 186، والأخبار الطوال 266، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 122، والمعرفة والتاريخ 1/ 310 و 2/ 637 و 3/ 326، وأسد الغابة 4/ 397، 398، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 105 رقم 152، والمستدرك 3/ 522، وتهذيب الكمال 3/ 1353، وتحفة الأشراف 8/ 55 ط- 459 رقم 532، والكاشف 3/ 143 رقم 5653، والجرح والتعديل 8/ 284 رقم 1305، والنكت الظراف 8/ 456- 458، وتهذيب التهذيب 10/ 233 رقم 426، وتقريب التهذيب 2/ 264 رقم 1271، والإصابة 3/ 446 رقم 8136، وخلاصة تذهيب التهذيب 383. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 حَدِيثِ بَرْوَعَ [1] . رَوَى عَنْهُ: عَلْقَمَةُ، وَمَسْرُوقٌ، وَالأَسْوَدُ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ. وَكَانَ يَكُونُ بِالْكُوفَةِ، فَوَفَدَ عَلَى يَزِيدَ، فَرَأَى مِنْهُ قَبَائِحَ، فَسَارَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَخَلَعَ يَزِيدَ، وَكَانَ مِنْ رُءُوسِ أَهْلِ الْحَرَّةِ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ: كُنْيَتَهُ أَبُو سِنَانٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو يَزِيدَ، مِنْ غَطْفَانَ، قُتِلَ صَبْرًا يَوْمَ الْحَرَّةِ، فَقَالَ الشَّاعِرُ: أَلا تِلْكُمُ الأَنْصَارُ تَبْكِي سَرَاتَهَا ... وَأَشْجَعُ تَبْكِي مَعْقِلَ بْنَ سِنَانٍ [2] وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ زِيَادٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَمَلَ لِوَاءَ قَوْمِهِ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَكَانَ شَابًّا طَرِيًّا، وَبَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَبَعَثَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ بِبَيْعَةِ يَزِيدَ، فَقَدِمَ الشَّامَ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَاجْتَمَعَ مَعْقِلُ وَمُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ فَقَالَ، وَكَانَ قَدْ آنَسَهُ وَحَادَثَهُ: إِنِّي خَرَجْتُ كُرْهًا بِبَيْعَةِ هَذَا، وَقَدْ كَانَ مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ خُرُوجِي إِلَيْهِ رَجُلٌ يَشْرَبُ الْخَمْرَ وَيَنْكِحُ الْحُرُمَ، ثُمَّ نَالَ مِنْهُ وَاسْتَكْتَمَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنْ أَذْكُرَ ذَلِكَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمِي هَذَا فَلا وَاللَّهِ، وَلَكِنْ للَّه عَلَيَّ عَهْدٌ وَمِيثَاقٌ إِنْ مُكِّنْتُ مِنْكَ [3] لأَضْرِبَنَّ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ، فَلَمَّا قَدِمَ مُسْلِمٌ الْمَدِينَةَ وَأَوْقَعَ بهم، كان معقل يومئذ على   [1] مهملة في الأصل، وهي: بروع بنت واشق، نكحت رجلا وفوضت إليه، فتوفي قبل الدخول بها، فقضى لها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بصداق نسائها. (أسد الغابة 4/ 397) . وانظر الحديث وتخريجه في: تحفة الأشراف 8/ 456، فهو عند أبي داود في النكاح، والترمذي في النكاح، والنسائي في النكاح 3/ 68، والسنن الكبرى للنسائي، وابن ماجة في النكاح. [2] أسد الغابة 4/ 398، تهذيب التهذيب 10/ 233، وطبقات ابن سعد 4/ 283 وفيه «تنعي» مرتين بدل «تبكي» ، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 329، والإصابة 3/ 446، ووفاء ألوفا للسمهودي 93. [3] في الأصل «منه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 الْمُهَاجِرِينَ، فَأُتِيَ بِهِ مَأْسُورًا، فَقَالَ: يَا مَعْقِلُ أَعَطِشْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أحْضِرُوا لَهُ شَرْبَةً بِبَلَّوَرٍ، فَفَعَلُوا، فَشَرِبَ، وَقَالَ: أَرُويِّتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَّا وَاللَّهِ لا تَتَهَنَّأُ بِهَا، يَا مُفَرِّجُ قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَوَانَةَ، وَأَبِي زَكَرِيَّا الْعَجْلانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ: إِنَّ مُسْلِمًا لَمَّا دَعَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْبَيْعَةِ، يَعْنِي بَعْدَ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ، قَالَ: لَيْتَ شِعْرِي مَا فَعَلَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ، وَكَانَ لَهُ مُصَافِيًا، فَخَرَجَ نَاسٌ مِنْ أَشْجَعَ، فَأَصَابُوهُ فِي قَصْرِ الْعَرَصَةِ، وَيُقَالُ: فِي جَبَلِ أُحُدٍ، فَقَالُوا لَهُ: الأَمِيرُ يُسْأَلُ عَنْكَ فَارْجِعْ إِلَيْهِ، قَالَ: أَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْكُمْ، إِنَّهُ قَاتِلِي، قَالُوا: كَلا، فَأَقْبَلَ مَعَهُمْ، فَقَالَ لَهُ: مَرْحبًا بِأَبِي مُحَمَّدٍ، أَظُنُّكَ ظَمْآنَ [1] ، وَأَظُنُّ هَؤُلاءِ أَتْعَبُوكَ، قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: شَوِّبُوا لَهُ عَسَلا بِثَلْجٍ، فَفَعَلُوا وَسَقَوْهُ، فَقَالَ: سَقَاكَ اللَّهُ أَيُّهَا الأَمِيرُ مِنْ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَالَ: لا جَرَمَ وَاللَّهِ لا تَشْرَبُ بَعْدَهَا حَتَّى تَشْرَبَ مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ، قَالَ: أَلَسْتَ قُلْتَ لِي بِطَبَرِيَّةَ وَأَنْتَ مُنْصَرِفٌ مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ أَحْسَنَ جَائِزَتَكَ: سِرْنَا شَهْرًا وَخَسِرْنَا ظَهْرًا، نَرْجِعُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَخْلَعُ الْفَاسِقَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، عَاهَدْتُ اللَّهَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ لا أَلْقَاكَ فِي حَرْبٍ أَقْدِرُ عَلَيْكَ إِلا قَتَلْتُكَ، وَأَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ [2] . 108- معقل بن يسار [3]- ع- المزني البصري، ممّن بايع تحت الشجرة.   [1] في الأصل «ظمآنا» . [2] الخبر في: الأخبار الطوال 266، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 328، 329، وتاريخ الطبري 5/ 418- 421، والكامل 4/ 99، وطبقات ابن سعد 4/ 283. [3] انظر عن (معقل بن يسار) في: طبقات ابن سعد 7/ 14، وطبقات خليفة 37 و 176، وتاريخ خليفة 251، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 219، ومسند أحمد 5/ 25، وتاريخ الثقات للعجلي 434 رقم 1607، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 219، والتاريخ الكبير 7/ 391 رقم 1705، والتاريخ الصغير 67 و 72، والمعارف 75 و 177 و 181 و 298 و 311 و 548، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 36، 37، ومروج الذهب 1563 و 1566، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 88، وجمهرة أنساب العرب 202، والجرح والتعديل 8/ 285 رقم 1306، والاستيعاب 3/ 409، 410، والمستدرك 3/ 577، 578، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 106 رقم 254، وفتوح البلدان 371 و 372 و 431 و 440 و 450 و 480، وتحفة الأشراف 8/ 460- 466 رقم 534، وتهذيب الكمال 3/ 1353، والمعرفة والتاريخ 1/ 310 و 2/ 70 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن النّعمان بن مقرن. روى عنه: عمران بْنُ حُصَيْنٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو الْمَلِيحِ بْنُ أُسَامَةَ الْهُذَلِيُّ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّانِ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : لا نَعْلَمُ فِي الصَّحَابَةِ مِنْ يُكَنَّى أَبَا عَلِيٍّ سِوَاهُ. 109- مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ [2] ابن الأَخْنَسِ بْنِ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ، لَهُ وَلِأَبِيهِ وَجَدِّهِ الأَخْنَسِ صُحْبَةٌ. وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ [3] . رَوَى عَنْهُ: أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ حِطَّانُ بْنُ خُفَافٍ الْجَرْمِيُّ، وَسُهَيْلُ بن ذرّاع، وغيرهما.   [ () ] و 72 و 3/ 63، وأسد الغابة 4/ 398، 399، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 123، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 365 و 385، وعهد الخلفاء الراشدين 225 و 240 و 628، والكاشف 3/ 144 رقم 5657، وتهذيب التهذيب 10/ 235، 236 رقم 430، وتقريب التهذيب 2/ 265 رقم 1275، والنكت الظراف 8/ 460- 466، والإصابة 3/ 447 رقم 8142، وخلاصة تذهيب التهذيب 383. [1] يقول خادم العلم وطالبه الفقير إليه تعالى محقّق هذا الكتاب، عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: لقد وهم المؤلّف- رحمه الله- بقوله: قال ابن سعد، وقد أراد: قال العجليّ، إذ أن قول ابن سعد ليس في طبقاته، وهو يكنى معقل بأبي عبد الله، (7/ 14) ، وهذا القول هو للعجلي في تاريخ الثقات 434 رقم 1607 فليراجع. [2] انظر عن (معن بن يزيد) في: العقد الفريد 2/ 231، ومسند أحمد 3/ 470 و 4/ 259، وطبقات خليفة 50 و 130، والأخبار الطوال 170، وتاريخ الطبري 5/ 7 و 66 و 293 و 392، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 291، والجرح والتعديل 8/ 276 رقم 1262، والمعجم الكبير 19/ 440- 443، وطبقات ابن سعد 6/ 36، والتاريخ الكبير 7/ 389 رقم 1694، والكامل في التاريخ 3/ 291 و 379 و 497، وأسد الغابة 4/ 401، 402، وتحفة الأشراف 8/ 468 رقم 536، وتهذيب الكمال 1358، 1359، والكاشف 3/ 147 رقم 5678، وتهذيب التهذيب 10/ 253، 254 رقم 455، وتقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1301، وخلاصة تذهيب التهذيب 384. [3] قال بقيّ بن مخلد: له حديثان في مسند أحمد. (المقدّمة 205 رقم 291) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 وَكَانَ مِنْ فُرْسَانِ قَيْسٍ، شَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ، وَشَهِدَ صِفَّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ، عَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَبِي، وَجَدِّي، فَأَنْكَحَنِي، وَخَطَبَ عَلَيَّ [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: إِنَّ مَعْنَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، كَانَ هُوَ وَأَبُوهُ وَجَدُّهُ تَمَامُ عِدَّةِ أَصْحَابِ بَدْرٍ، وَلا أَعْلَمُ رَجُلا وَابْنَهُ وَابْنَ ابْنِهِ شَهِدُوا بَدْرًا مُسْلِمِينَ غَيْرَهُمْ [2] . قُلْتُ: لا نَعْلَمُ لِيَزِيدَ مُتَابِعٌ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ. وَقَدْ ذَكَرَ الْمُفَضَّلُ الْغِلابِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ لَهُمْ صُحْبَةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: سَمِعْتُ بَكَّارَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا وَلَدَتْ قُرَشَيَّةٌ لِقُرَشِيٍّ خيرا لها في دينها مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا وَلَدَتْ قُرَشَيَّةٌ لِقُرَشِيٍّ خَيْرًا لَهَا فِي دُنْيَاهَا منّي، فقال معن بن يزيد: ما وَلَدَتْ قُرَشِيَّةٌ لِقُرَشِيٍّ شَرًّا لَهَا فِي دُنْيَاهَا مِنْكَ، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ عَوَّدْتَهُمْ عَادَةً كَأَنِّي بِهِمْ قَدْ طَلَبُوهَا مِنْ غَيْرِكَ، فَكَأَنِّي بِهِمْ صَرْعَى فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: وَيْحَكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُكَاتِمُهَا نَفْسِي مُنْذُ كَذَا وَكَذَا [3] . قَالَ ابْنُ سُمَيْعٍ وَغَيْرُهُ: قُتِلَ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الأَخْنَسِ، وَأَبُوهُ بِرَاهِطٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: بَقِيَ مَعْنٌ يَسِيرًا بَعْدَ رَاهِطٍ. 110- الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي شِهَابٍ الْمَخْزُومِيُّ [4] قَالَ يَحْيَى الذِّمَارِيُّ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ، وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ عَلَى الْمُغِيرَةَ بْنِ أَبِي شِهَابٍ، وَقَرَأَ الْمُغِيرَةُ عَلَى عُثْمَانَ بن عفّان.   [1] أسد الغابة 4/ 402، طبقات ابن سعد 6/ 36، 37. [2] أسد الغابة 4/ 402. [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 19/ 440 رقم (1068) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 355 إسناده منقطع، ومحمد بن سلام الجمحيّ ضعيف. [4] انظر عن (المغيرة بن أبي شهاب) في: معرفة القراء الكبار 1/ 48، 49 رقم 11، وغاية النهاية 2/ 305، 306 رقم 3635، وتاريخ أبي زرعة 1/ 349. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 111- الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ الْعَبْدِيُّ [1] لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ، وَكَانَ سَيِّدًا جَوَّادًا شَرِيفًا وَلِيَ إِصْطَخْرَ لِعَلِيٍّ، ثُمَّ وَلِيَ ثَغْرَ الْهِنْدِ مِنْ قِبَلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَمَاتَ هُنَاكَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَلَهُ سِتُّونَ سَنَةٌ. وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. 112- الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ [2] ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، أَبُو عُثْمَانَ الأَسَدِيُّ، ابْنُ حَوَارِيِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ. وُلِدَ فِي آخِرِ خِلافَةِ عُمَرَ، وَغَزَا القُسْطَنْطِينِيَّةَ مَعَ يَزِيدَ، وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ وَفَدَ عَلَيْهِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: فَحَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ أَنَّ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ غَاضَبَ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ، فَسَارَ إِلَى الْكُوفَةِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَجَازَهُ بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَقْطَعَهُ، فَمَاتَ مُعَاوِيَةُ قَبْلَ أَنْ يقبض المنذر الجائزة، وأوصى   [1] انظر عن (المنذر بن الجارود) في: الأخبار الطوال 231 و 232 و 305، والمعارف 339، والأخبار الموفقيات 328، وفتوح البلدان 439، والمعرفة والتاريخ 3/ 313، وتاريخ اليعقوبي 2/ 204 و 264، ومروج الذهب 1631، والشعر والشعراء 621، وشرح نهج البلاغة 4/ 230، 231، والكامل في التاريخ 4/ 18، وربيع الأبرار 4/ 197 والخراج وصناعة الكتابة 279 و 345، وعيون الأخبار 1/ 228، وأنساب الأشراف 1/ 500 وق 4 ج 1/ 30 و 375 و 376، وتاريخ خليفة 236، وتاريخ الطبري 4/ 80 و 505 و 5/ 318 و 319 و 357، والعقد الفريد 3/ 415 و 4/ 39، ووفيات الأعيان 2/ 538 و 6/ 349، والإصابة 3/ 480 رقم 8334. [2] انظر عن (المنذر بن الزبير) في: طبقات ابن سعد 5/ 182، وجمهرة أنساب العرب 119، وعيون الأخبار 3/ 143، ومروج الذهب 1777، ونسب قريش 236 و 244 و 245، والمعارف 221 و 223 و 246، والبدء والتاريخ 5/ 86، وتاريخ اليعقوبي 2/ 223، والكامل في التاريخ 3/ 483 و 4/ 18 و 102 و 124، والأخبار الموفقيّات 629، وفتوح البلدان 446، وأنساب الأشراف 1/ 422، وق 4 ج 1/ 254 و 311 و 319 و 320 و 338 و 339 و 342 و 343 و 350 و 383 و 384، وتاريخ الطبري 4/ 460 و 5/ 269 و 344 و 346 و 480 و 575، والمحبّر 70 و 100 و 448، والعقد الفريد 4/ 392 و 393، وثمار القلوب 294. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 مُعَاوِيَةُ أَنْ يَدْخُلَ الْمُنْذِرُ فِي قَبْرِه [1] . وَفِي «الْمُوَطَّأِ» [2] عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا زَوَّجَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ أَخِيهَا الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَخُوهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنَ الشَّامِ قَالَ: وَمِثْلِي يُصْنَعُ بِهِ هَذَا وَيُفْتَاتُ عَلَيْهِ! فَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ الْمُنْذِرَ، فَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَا كُنْتُ لِأَرُدَّ أَمْرًا قَضَيْتِيه، فَقَرَّتْ حَفْصَةُ عِنْدَ الْمُنْذِرِ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ طَلاقًا. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَقَرِيبَةُ. ثُمَّ تَزَوَّجَهَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: لَمَّا وَرَدَ عَلَى يَزِيدَ خِلافُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، كَتَبَ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ أَنْ يَسْتَوْثِقَ مِنَ الْمُنْذِرِ وَيَبْعَثَ بِهِ، فَأَخْبَرَهُ بِالْكِتَابِ، وَقَالَ: اذْهَبْ وَأَنَا أَكْتُمُ الْكِتَابَ ثَلاثًا، فَخَرَجَ الْمُنْذِرُ، فَأَصْبَحَ اللَّيْلَةَ الثَّامِنَةَ بِمَكَّةَ صَبَاحًا، فَارْتَجَزَ حَادِيَهُ: قَاسَيْنَ قَبْلَ الصُّبْحِ لَيْلا مُنْكَرَا ... حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ انْجَلَى وَأَسْفَرَا أَصْبَحْنَ صَرْعَى بِالْكَثِيبِ حُسَّرَا ... لَوْ يَتَكَلَّمْنَ شَكَوْنَ الْمُنْذِرَا [4] فَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ صَوْتَ الْمُنْذِرِ عَلَى الصَّفَا، فَقَالَ: هَذَا أَبُو عُثْمَانَ حَاشَتْهُ الْحَرْبُ [5] إِلَيْكُمْ [6] . فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ: كَانَ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يُقَاتِلانِ أَهْلَ الشَّامِ بِالنَّهَارِ، وَيُطْعِمَانهمْ بِاللَّيْلِ. وَقُتِلَ الْمُنْذِرُ فِي نَوْبَةِ الْحُصَيْنِ، وَلَهُ أربعون سنة.   [1] نسب قريش 244. [2] في كتاب الطلاق 378 رقم 1171 باب ما لا يبين من التمليك. [3] قول ابن سعد ليس في ترجمة المنذر. انظر ج 5/ 182. [4] البيت في نسب قريش: تركن بالرمل قياما حسّرا ... لو يتكلّمن اشتكين المنذرا [5] في نسب قريش «حاشية العرب» . [6] نسب قريش 245. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 [حرف النُّونِ] 113- النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ [1] الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ أَبُو لَيْلَى، لَهُ صُحْبَةٌ وَوِفَادَةٌ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: عَاشَ النَّابِغَةُ مِائَةَ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ. وَرُوِيَ أَنَّ النَّابِغَةَ قَالَ هَذِهِ الأبيات:   [1] انظر عن (النابغة الجعديّ) في: سيرة ابن هشام 3/ 198، والشعر والشعراء 1/ 208- 214، وطبقات الشعراء لابن سلام 103- 109، ومعجم الشعراء للمرزباني 321، والموشح 64، والمحبّر 8 و 238 و 304 و 329، والمعارف 90، وأنساب الأشراف 1/ 62، و 3/ 263، وجمهرة أنساب العرب 289، وتاريخ خليفة 177، ومروج الذهب 1258 و 2066، وتاريخ الطبري 6/ 185 و 8/ 476، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 136 رقم 612، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 100، والبرصان والعرجان 284، والعقد الفريد 2/ 52 و 96 و 97 و 5/ 271 و 6/ 8، والأمالي للقالي 1/ 71 و 89 و 155 و 157 و 173 و 2/ 2 و 8 و 178 و 238 و 247 و 251 والذيل 26، والأغاني 5/ 1- 34، وأمالي المرتضى 1/ 95 و 202 و 263- 269 و 616، وربيع الأبرار 4/ 258، والهفوات النادرة 10 و 13، وخاصّ الخاص 101، والاستيعاب 3/ 581- 593، وأسد الغابة 5/ 2- 4، والكامل في التاريخ 2/ 10 و 3/ 280 و 281، وتاريخ العظيمي 87، ووفيات الأعيان 2/ 50 و 177 و 214 و 5/ 193، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 120، 121 رقم 179، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 56، والتذكرة السعديّة 142، والمنازل والديار 1/ 133 و 166 و 2/ 100 و 318 و 319 و 321 و 322، وفحول الشعراء 103، والمعمّرين 81، وسمط اللآلي 247، والتذكرة الحمدونية 1/ 263، ورسائل الجاحظ 1/ 364 تحقيق عبد السلام هارون- القاهرة 1964 و 1979، وأدب الدنيا والدين للماوردي 249، والتذكرة الفخرية 40، وتخليص الشواهد 64 و 176 و 207 و 227 و 294 و 298 و 299 و 427، وشرح شواهد المغني 208، وخزانة الأدب 1/ 512، وهمع الهوامع 1/ 72 و 125، والدرر اللوامع 1/ 47 و 98، وشرح الأشموني 1/ 185 و 2/ 253، وشرح الشواهد للعيني 1/ 504 و 2/ 141، و 374 وأمالي ابن الشجري 1/ 282، ومعجم الشعراء في لسان العرب 417- 419 رقم 1077، وجمهرة أشعار العرب 145، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 232، وتاريخ آداب اللغة العربية 1/ 152، وديوان النابغة الجعديّ- جمعته ماريا نلينو، ونشره محقّقا المكتب الإسلامي ببيروت، وذكر أخبار أصبهان 1/ 73، 74، والمثلث 1/ 510 و 2/ 261 و 282 و 293 و 336 و 375. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 258 الْمَرْءُ يَهْوَى أَنْ يَعِيشَ ... وَطُولُ عُمْرٍ قَدْ يَضُرُّهْ وَتَتَابُعُ الأَيَّامِ ... حَتَّى مَا يَرَى شَيْئًا يَسُرُّهْ تَفْنَى بَشَاشَتُهُ وَيَبْقَى ... بَعْدَ حُلْوِ الْعَيْشِ مرّه [1] ثم دخل بيته فلم يخرج حتى مات. وَقَالَ يَعْلَى بْنُ الأَشْدَقِ، وَلَيْسَ بِثِقَةٍ: سَمِعْتُ النَّابِغَةَ يَقُولُ: أَنْشَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَغَنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا ... وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا [2] فَقَالَ: «أَيْنَ الْمَظْهَرُ يَا أَبَا لَيْلَى» ؟ قُلْتُ: الْجَنَّةُ، قَالَ «أَجَلْ [3] إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، ثُمَّ قُلْتُ: وَلا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ تَكُنْ لَهُ ... بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وَلا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا [4] فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ، مَرَّتَيْنِ [5] . قُلْتُ: كَانَ النَّابِغَةُ يَتَنَقَّلُ فِي الْبِلادِ وَيَمْدَحُ الْكِبَارَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا، وَمَاتَ فِي أَيَّامِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [6] : اسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدَسِ بْنِ رَبِيعَةَ بن جعدة [7] .   [1] الأبيات بتقديم وتأخير واختلاف ألفاظ في: الأمالي للقالي 2/ 8، والمرتضى 1/ 266. [2] البيت في الأغاني 5/ 8، ولسان العرف- مادة: ظهر، والاستيعاب 3/ 583، والإصابة 3/ 539، وجمهرة أشعار العرب- طبعة بولاق، والتذكرة الفخرية 40، وديوان النابغة 68، 69، والشعر والشعراء 1/ 208 وأمالي المرتضى 1/ 266، وأخبار أصبهان 1/ 74. [3] في الأغاني: «قل» . [4] البيتان في: الشعر والشعرا 1/ 208، 209، سمط اللآلي 247، والأغاني 5/ 8، وشرح شواهد المغني 209، والاستيعاب 3/ 584، وأمالي المرتضى 1/ 266، والتذكرة الفخرية 41، والزاهر 1/ 274، والإصابة 3/ 539، والديوان 68، 69، وذكر أخبار أصبهان 74، وأسد الغابة 5/ 3، والتذكرة الحمدونية 1/ 263، ورسائل الجاحظ 1/ 364، وأدب الدنيا 249. [5] قال أبو نعيم: رواه داود بن رشيد، وهاشم بن القاسم الحرّاني، وعروة العرقي، وأبو بكر الباهلي، كلهم عن يعلى بن الأشدق، وزاد داود بن رشيد: ولا خير في حلم، البيت، ولم يذكر داود عمر النابغة وسقوط أسنانه. [6] في: طبقات الشعراء 103. [7] وانظر الخلاف في نسبه عند المرزباني في معجم الشعراء 321. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 رُوِيَ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزبير أنّ نابغة بني جَعْدَةَ لَمَّا أَقْحَمَتِ [1] السَّنَةُ أَتَى ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِالْمَدِينَةِ، فَأَنْشَدَهُ فِي الْمَسْجِدِ: حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا ... وَعُثْمَانَ وَالْفَارُوقَ فَارْتَاحَ مُعْدَمُ وَسَوَّيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فِي الْحَقِّ فَاسْتَوَوْا ... فَعَادَ صَبَاحًا حَالِكُ اللَّيْلِ مُظْلِمُ [2] فِي أَبْيَاتٍ، فَأَمَرَ لَهُ بِسَبْعِ قَلائِصَ وَرَاحِلَةِ تَمْرٍ وَبُرٍّ، وَقَالَ لَهُ: لَكَ فِي مَالِ اللَّهِ حَقَّانِ، حَقٌّ لِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَقٌّ لِشَرِكَتِكَ أَهْلَ الإِسْلامِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] . 114- نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ [4] الْحَنَفِيُّ [5] الْحَرُورِيُّ، مِنْ رُءُوسِ الْخَوَارِجِ، مَالَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلُوهُ بِالْجِمَارِ. وَقِيلَ: اخْتَلَفَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ. 115- النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرِ [6] ابْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ-، وَيُقَالَ: أبو محمد- الأنصاري   [1] أقحمت: ألقته ورمت به. [2] البيتان في: الاستيعاب 3/ 587 والأول في: الأغاني 5/ 28. [3] الحديث في الاستيعاب 3/ 588. [4] انظر عن (نجدة بن عامر) في: تاريخ خليفة 253 و 263 و 267، وأنساب الأشراف 1/ 517، وق 4 ج 1/ 318 و 338 و 394 و 395 و 401، وتاريخ اليعقوبي 2/ 263 و 268 و 272، والأخبار الطوال 307، وتاريخ الطبري 5/ 479 و 497 و 566 و 6/ 107 و 138 و 139 و 174، ومروج الذهب 1737 و 1994 و 2190 و 2258، والفرق بين الفرق 87- 90 والفصل للشهرستاني 1/ 165- 169، ومواقف للشهرستاني 1/ 165- 169، ومواقف الإيجي 629، ومقالات الإسلاميين للأشعري 1/ 162 وما بعدها، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 2/ 354، والعبر 1/ 74 و 77، والكامل للمبرّد 2/ 251، وثمار القلوب 90 و 485، وتاريخ العظيمي 189، والعقد الفريد 2/ 394 و 396 و 398 (وفيه: نجدة بن عاصم) ، والكامل في التاريخ 4/ 102 و 123 و 167 و 201- 206 و 345 و 362 و 487، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 125 رقم 189، وشذرات الذهب 1/ 74- 76، والمسند للحميدي 1/ 244 رقم 532. [5] في الأصل «الجعفي» ، والتصحيح من مصادر ترجمته. [6] انظر عن (النعمان بن بشير) في: طبقات ابن سعد 6/ 53 و 7/ 322، ومسند أحمد 4/ 267 و 375، وتاريخ خليفة 65 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 الْخَزْرَجِيُّ، ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ. شَهِدَ أَبُوهُ بَدْرًا. وَوُلِدَ النُّعْمَانُ سنة اثْنَتَيْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَحَفِظَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَالشَّعْبِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ،   [ () ] و 252، وطبقات خليفة 94 و 136 و 327، والمعرفة والتاريخ 1/ 381 و 2/ 229 و 446 و 622 و 624 و 3/ 19، والأخبار الطوال 225 و 227 و 229 و 231 و 233 و 263، والعقد الفريد 3/ 66 و 4/ 136 و 259 و 300 و 382 و 394 و 396 و 5/ 321 و 322 و 6/ 29 و 118، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 36، والتاريخ الكبير 8/ 75 رقم 2223، والتاريخ الصغير 58 و 60، والبرصان والعرجان 21، والأخبار الموفقيات 228 و 258 و 260، وسيرة ابن هشام 3/ 170، ومشاهير علماء الأمصار 51 رقم 332، والجرح والتعديل 8/ 444 رقم 2033، والتاريخ لابن معين 2/ 606، 607، والزهد لابن المبارك 251 و 459 و 475، وتاريخ الطبري 2/ 401 و 4/ 430 و 562 و 5/ 133 و 273 و 315 و 321 و 329 و 338 و 347 و 352 و 355 و 359 و 360 و 462 و 481 و 531 و 535 و 539 و 7/ 244 و 248، وأنساب الأشراف 1/ 244 و 272 و 379 و 580 وق 4 ج 1/ 14، و 138 و 142 و 160 و 161 و 299 و 307 و 308 و 311 و 321 و 352 و 379 و 579، والمعارف 294، وعيون الأخبار 1/ 191 و 321 و 2/ 12، وتاريخ الثقات 450 رقم 1693، والثقات لابن حبّان 3/ 409، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 410 و 3/ 42 ز 201، 202، وتاريخ اليعقوبي 2/ 188 و 195 و 234 و 253 و 255 و 256، وفتوح البلدان 156، والمغازي للواقدي 216، والمحبّر 276 و 294 و 421، ومروج الذهب 1621 و 1623 و 1885 و 1891 و 1968، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 376، وأسد الغابة 5/ 32- 34، وتاريخ أبي زرعة 1/ 199 و 659، 660، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 1/ 306، 307 أ، والخراج وصناعة الكتاب 297 و 356، وجمهرة أنساب العرب 364، والاستيعاب 3/ 550- 555، وتاريخ العظيمي 159 و 186 و 187، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 129 رقم 194، ووفيات الأعيان 1/ 116، وتهذيب الكمال 3/ 1414، 1415، وتحفة الأشراف 9/ 15- 32 رقم 552، والمستدرك 3/ 530، والأغاني 16/ 28- 54، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 531، وتاريخ دمشق 17/ 293 ب، ودول الإسلام 1/ 49، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 129، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 496، وعهد الخلفاء الراشدين 341 و 451 و 539 و 547، والكاشف 3/ 181 رقم 5947، وسير أعلام النبلاء 3/ 411، 412 رقم 66، وتلخيص المستدرك 3/ 530، والبداية والنهاية 8/ 244، ومرآة الجنان 1/ 140، وربيع الأبرار 4/ 110، وتخليص الشواهد 431 و 433، وخزانة الأدب 1/ 461، والمزهر 2/ 481، وهمع الهوامع 1/ 148، والدرر اللوامع 1/ 130، وتهذيب التهذيب 10/ 447- 449 رقم 816، وتقريب التهذيب 2/ 303 رقم 107، والنكت الظراف 9/ 15- 29، والإصابة 3/ 559 رقم 8728، وخلاصة تذهيب التهذيب 345، وشذرات الذهب 1/ 72، وقد جمع شعره: يحيى الجبوري- بغداد 1388 هـ. / 1968 م. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 وَأَبُو سَلامِ الأَسْوَدِ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَمَوْلاهِ حَبِيبُ [1] بْنُ سَالِمٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى مُعَاوِيَةَ فَوَلاهُ الْكُوفَةَ مُدَّةً، وَوَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ [2] بَعْد فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ حِمْصَ مُدَّةً. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : وُلِدَ عَامَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ لِلأَنْصَارِ. وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ أَعْشَى هَمْدَانَ وَفَدَ عَلَى النُّعْمَانِ وَهُوَ أَمِيرُ حِمْصَ فَقَالَ لَهُ. مَا أقَدَمَكَ؟ قَالَ: جِئْتُ لِتَصِلَنِي، وَتَحْفَظُ، قَرَابَتِي، وَتَقْضِيَ دَيْنِي، فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا شَيْءٌ، ثُمَّ قَالَ: هَهْ، كَأنَّهُ ذَكَرَ شَيْئًا، فَقَامَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ حِمْصَ- وَهُمْ فِي الدِّيُوانِ عِشْرُونَ أَلْفًا- هَذَا ابْنُ عَمِّكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ [4] وَالشَّرَفِ قَدِمَ عَلَيْكُمْ يَسْتَرْفِدُكُمْ، فَمَا تَرَوْنَ؟ قَالُوا: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمْيِرَ احْتَكَمَ لَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ، قَالُوا: فَإِنَّا قَدْ حَكَمْنَا لَهُ عَلَى أَنْفُسِنَا مِنْ كُلِّ رَجُلٍ فِي الْعَطَاءِ بِدِينَارَيْنِ دِينَارَيْنِ، فَعَجَّلَهَا [5] لَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَبَضَهَا [6] . حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: كَانَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ وَاللَّهِ مِنْ أَخْطَبَ مَنْ سَمِعْتُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا يَتَكَلَّمُ. وَرُوِيَ أَنَّ النُّعْمَانَ لَمَّا دَعَا أَهْلَ حِمْصَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ احْتَزُّوا رَأْسَهُ. وَقِيلَ: قُتِلَ بِقَرْيَةِ بِيرِينَ [7] ، قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ بَعْدَ وَقْعَةِ مَرْجِ رَاهِطٍ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. 116- نَوْفَلُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيُّ [8]- خ م ن- لَهُ صحبة ورواية وشهد   [1] الاسم محرّف في نسخة دار الكتب. [2] أخبار القضاة 3/ 201. [3] في التاريخ الكبير 8/ 75. [4] وفي نسخة الأصل «العراق» . [5] في الأصل «فنعجلها» . [6] سير أعلام النبلاء 3/ 412. [7] معجم البلدان. [8] التاريخ الكبير 8/ 108 رقم 2371، وطبقات خليفة 34، وتاريخ خليفة 60 و 251، ومسند الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 الْفَتْحَ، وَغَزَا وَحَجَّ مَعَ الصِّدِّيقِ سَنَةَ تِسْعٍ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطِيعٍ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَنَزَلَ الْمَدِينَةَ فِي بَنِي الدِّيلِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: شَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ، وَكَانَ لَهُ ذِكْرٌ وَنِكَايَةٌ، قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ [1] . وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ. وَقِيلَ: عَاشَ سِتِّينَ سَنَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَسِتِّينَ فِي الإِسْلامِ [2] . وَكَانَ سَلْمَى بْنُ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيِّ جَوَّادًا مُمَدَّحًا، وَفِيهِ يَقُولُ الْجَعْفَرِيُّ: يَسُودُ أَقْوَامٌ وَلَيْسُوا بِسَادَةٍ ... بَلِ السيّد المحمود سلمى بن نوفل [3]   [ () ] أحمد 5/ 429، والمنتخب من ذيل المذيّل 535 و 565، والمغازي للواقدي 32 و 55 و 95 و 124 و 146 و 202 و 309 و 360 و 470 و 702 و 730 و 731 و 783 و 784 و 786 و 790 و 791 و 937 و 1102، والمعارف 314، 315، وأنساب الأشراف 1/ 296 و 333، وتاريخ الطبري 3/ 44 و 84 و 421، والجرح والتعديل 8/ 487، 488 رقم 2231، ومشاهير علماء الأمصار 34 رقم 191، وسيرة ابن هشام 4/ 135، والاستيعاب 3/ 538، والكامل في التاريخ 2/ 239 و 267 و 4/ 174، وأسد الغابة 5/ 47، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 134 رقم 202، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 522 و 598، والكاشف 3/ 187 رقم 6001، وتهذيب الكمال 3/ 1428، وتحفة الأشراف 9/ 61- 63 رقم 562، وتهذيب التهذيب 10/ 492 رقم 884، وتقريب التهذيب 2/ 309 رقم 178، والنكت الظراف 9/ 62، والإصابة 3/ 578 رقم 8831، وخلاصة تذهيب التهذيب 405. [1] رواية الواقدي عند الطبري في: المنتخب من ذيل المذيّل 535 أنه توفي في خلافة يزيد بن معاوية. [2] المنتخب من ذيل المذيّل 535. [3] البيت في: المنتخب من ذيل المذيل 535 وفيه: «نسوّد أقواما» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 [حرف الْهَاءِ] 117- هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ [1]- 4- أَبُو الْحَارِثِ الشِّبَامِيُّ [2] وَيُقَالُ: الْخَارِفِيُّ [3] الْكُوفِيُّ. روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. روى عنه: أبو إسحاق السبيعي، وأبو فاختة. وقال الإمام أحمد: لا بَأْسَ بِحَدِيثِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: ضَعِيفٌ [4] .   [1] انظر عن (هبيرة بن مريم) في: التاريخ لابن معين 2/ 615، وتاريخ الثقات للعجلي 455 رقم 1719، والثقات لابن حبّان 5/ 511، ومشاهير علماء الأمصار 107 رقم 811، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 195 وفيه (هبيرة بن مريم) ، وتاريخ خليفة 263، وطبقات خليفة 149، والمعرفة والتاريخ 2/ 587 و 114 و 617 و 624 و 797 و 800 و 802، وطبقات ابن سعد 6/ 170، والكامل في التاريخ 4/ 280 وفيه (هبيرة بن مريم) ، والجرح والتعديل 9/ 109 رقم 458، والتاريخ الكبير 8/ 241 رقم 2860، والتاريخ الصغير 79، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 143 ب، وتهذيب الكمال 3/ 1435، والكاشف 3/ 193 رقم 6045، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 652، وتهذيب التهذيب 11/ 23، 24 رقم 52، وتقريب التهذيب 2/ 315 رقم 51، وخلاصة تذهيب التهذيب 413، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 1045. [2] في طبعة القدسي 89 وفي غيره من المصادر «الشيبانيّ» ، وهو تصحيف، وما أثبتناه هو الصحيح كما في طبقات ابن سعد. [3] في الأصل «الخارقي» والتصحيح من: اللباب 1/ 235. [4] زاد المؤلّف- رحمه الله- في: ميزان الاعتدال: «كان يجهز على قتلى صفّين» . وانظر: الكامل في الضعفاء لابن عديّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 118- هَمَّامُ بْنُ قَبِيصَةَ [1] بْنِ مَسْعُودِ بْنِ عُمَيْرٍ النُّمَيْرِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ. كَانَ مِنْ أَبْطَالِ مُعَاوِيَةَ، كَانَ عَلَى قَيْسِ دِمَشْقَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَكَانَ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ صَارَتْ لابْنِ جَوْصَا الْمُحَدِّثِ، عِنْدَ حَمَّامِ الْجُبْنِ. قُتِلَ يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ. وَلَهُ شِعْرٌ. 119- هِنْدُ بْنُ هِنْدِ [2] بْنِ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيُّ، سِبْطُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، خَدِيجَةَ رَضِيَ الله عنها. قُتِلَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ. وَقِيلَ: مَاتَ فِي الطَّاعُونِ بِالْبَصْرَةِ.   [ () ] 7/ 2593، 2594، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 46 رقم 12، والمغني في الضعفاء 2/ 708 رقم 6734. [1] انظر عن (همّام بن قبيصة) في: الأخبار الموفقيّات 509، والأخبار الطوال 172، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 63 و 64 و 74 و 307 و 308، وتاريخ خليفة 252، وتاريخ أبي زرعة 1/ 234 و 677 و 2/ 685، 686 و 692، وتاريخ الطبري 5/ 397 و 542، ومروج الذهب 1967، وديوان الحماسة للبحتري 309، وجمهرة أنساب العرب 279، ولباب الآداب 194، ومعجم الشعراء في لسان العرب 437 رقم 1124. [2] انظر عن (هند بن هند) في: أنساب الأشراف 1/ 506، وجمهرة أنساب العرب 210 و 493، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 141 (في ترجمة أبيه) رقم 219، وأسد الغابة 5/ 73، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 536، والإصابة 3/ 612 رقم 9908. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 [حرف الْوَاوِ] 120- الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ [1] ابْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبِ الأُمَوِيُّ، وَلاه عَمُّهُ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، وَكَانَ جَوَّادًا حَلِيمًا فِيهِ دِينٌ وَخَيْرٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يُوَلِّي على المدينة مرّة مروان ومرّة   [1] انظر عن (الوليد بن عتبة) في: سيرة ابن هشام 1/ 155، ونسب قريش 132، 133 و 433، والمحبّر 2 و 21 و 85 و 441، وتاريخ خليفة 224 و 225 و 228 و 229 و 232 و 233 و 235 و 254 و 255، والمعرفة والتاريخ 1/ 200 و 212 و 215 و 240 و 2/ 8 و 346 و 347 و 382 و 383 و 409 و 480 و 786 و 3/ 200، والأخبار الطوال 168 و 175 و 227 و 228، وأنساب الأشراف 1/ 421 و 432 وق 4/ ج 1/ 135 و 159 و 299- 304 و 306 و 307 و 309 و 310 و 318 و 356 و 364 و 613، وتاريخ اليعقوبي 2/ 239 و 253، وأخبار القضاة 1/ 220، وعيون الأخبار 1/ 40 و 2/ 14، وتاريخ الطبري 5/ 301 و 308 و 309 و 314 و 321 و 338- 340 و 343 و 347 و 399 و 474 و 479 و 481 و 532، ومروج الذهب 1830 و 1934 و 1941 و 3634 و 3635، والبيان والتبيين 1/ 392، والبدء والتاريخ 4/ 238 و 177 و 178، و 6/ 9، وجمهرة أنساب العرب 111، والعقد الفريد 1/ 66 و 2/ 106 و 4/ 23 و 376، وتاريخ دمشق 17/ 431 ب 433 أ، والكامل في التاريخ 2/ 42 و 125 و 3/ 503 و 514 و 520 و 525 و 4/ 14- 18 و 98 و 100 و 102 و 110 و 130 و 147 و 174، والجرح والتعديل 9/ 12 رقم 54، وسير أعلام النبلاء 3/ 534 رقم 139، والعقد الثمين 7/ 391، وشذرات الذهب 1/ 72، ومعجم بني أمية 191 رقم 392، ولباب الآداب 346، والمحاسن والمساوئ 57- 59. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، وَكَذَا وَلاهُ يَزِيدُ عَلَيْهَا مَرَّتَيْنِ، وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ غَيْرَ مَرَّةٍ، آخِرُهَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ الْوَلِيدُ رَجُلَ بَنِي عُتْبَةَ، وَكَانَ حَلِيمًا كَرِيمًا، تُوُفِّيَ مُعَاوِيَةُ فَقَدِمَ عَلَيْهِ رَسُولُ يَزِيدَ، فَأَخَذَ الْبَيْعَةَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا سِرًّا، فَقَالا: نُصْبِحُ وَيَجْتَمِعُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: إِنْ خَرَجَا مِنْ عِنْدَكَ لَمْ نَرَهُمَا، فَنَافَرَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَتَغَالَظَا حَتَّى تَوَاثَبَا، وَقَامَ الْوَلِيدُ يُحَجِّزُ بَيْنَهُمَا، فَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِيَدِ الْحُسَيْنِ وَقَالَ: امْضِ بِنَا، وَخَرَجَا، وَتَمَثَّلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: لا تَحْسبَنِّي يَا مُسَافِرُ شَحْمَةً ... تَعَجَّلَهَا مِنْ جَانِبِ الْقِدْرِ جَائِعُ فَأَقْبَلَ مَرْوَانُ عَلَى الْوَلِيدِ يَلُومُهُ فَقَالَ: إِنِّي أَعْلَمُ مَا تُرِيدُ، مَا كُنْتُ لأَسْفِكُ دِمَاءَهُمَا، وَلا أَقْطَعُ أَرْحَامَهُمَا [1] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَجَادٍ، وَغَيْرِهِمَا قَالُوا: لَمَّا مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَرَادُوا الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ عَلَى الْخِلافَةِ، فَأَبَى وَهَلَكَ تِلْكَ اللَّيَالِي. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: أَرَادَ أَهْلُ الشَّامِ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ عَلَى الْخِلافَةِ، فَطُعِنَ فَمَاتَ بَعْدَ مَوْتِهِ [2] . وَقَالَ بَعْضُهُمْ، وَلَمْ يَصِحَّ إِنَّهُ قَدِمَ لِلصَّلاةِ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَصَابَهُ الطَّاعُونُ فِي صَلاتِهِ عَلَيْهِ، فَلَمْ يرفع إلّا وهو ميت [3] .   [1] نسب قريش 133. [2] أي بعد موت معاوية. [3] تاريخ دمشق 17/ 433 أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 [حرف الياء] 121- يزيد بن زياد [1] ابن رَبِيعَةَ بْنِ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَريُّ الْبَصْرِيُّ الشَّاعِرُ. كَانَ أحد الشعراء الإسلاميين، وكان كثير الهجو والشرّ للنّاس.   [1] انظر عن (يزيد بن زياد) في: الأخبار الموفقيّات 179، والبرصان والعرجان 118 و 217، وفحول الشعراء 686 و 693، والشعر والشعراء 1/ 276- 280 رقم 48، وأمالي الزجّاجي 229، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 303 و 342 و 374- 377 و 399 و 403 و 614، وتاريخ الطبري 5/ 317، ومروج الذهب 1783، والأغاني 18/ 254- 298، وأمالي المرتضى 1/ 52 و 440، وجمهرة أنساب العرب 436، وتاريخ دمشق 18/ 138 ب، ولباب الآداب 135- 137 و 389، ومعجم الأدباء 20/ 43- 46 رقم 24، والكامل في التاريخ 3/ 522، ووفيات الأعيان 6/ 342- 362 رقم 821، والإكليل للهمذاني 2/ 266، والبداية والنهاية 8/ 95 و 314، وسير أعلام النبلاء 3/ 522، 523 رقم 129، وتخليص الشواهد 150 و 151، وأمالي ابن الشجري 2/ 170، والمحتسب لابن جني 2/ 94، والإنصاف لابن الأنباري- تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد- مصر 1380 هـ. - ص 717، وشذور الذهب 147، وهمع الهوامع 1/ 14، وشرح الشواهد للعيني 1/ 442 و 3/ 216 و 4/ 314، والتصريح للشيخ خالد 1/ 139 و 140 و 281 و 2/ 202، وشرح المفصل لابن يعيش 2/ 16 و 4/ 33 و 34 و 79، والتذكرة الحمدونية 2/ 114 و 115 و 157 و 297 و 298 و 446، والمستجاد من فعلات الأجواد، للتنوخي- تحقيق محمد كردعلي- دمشق 1946- ص 93- 98، وخزانة الأدب 2/ 210 و 514، والحيوان للجاحظ 1/ 146، وقد جمع شعره الدكتور داود سلوم- بغداد 1968، ولسان العرب 4/ 54 و 19/ 156، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 270، والعقد الفريد 4/ 404، 6/ 133، والأضداد لابن الأنباري- طبعة ليدن 1881- ص 47، والحيوان للجاحظ 1/ 67، والبدء والتاريخ 6/ 22. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 فَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ أَرَادَ قَتْلَ ابْنِ مُفَرِّغٍ لِكَوْنِهِ هَجَا أَبَاهُ زِيَادًا ونِفَارُهُ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ، فَمَنَعَهُ مُعَاوِيَةُ مِنْ قَتْلِهِ، وَقَالَ: أَدِّبْهُ، فَسَقَاهُ مُسْهِلا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى حِمَارٍ، وَطَوَّفَ بِهِ وَهُوَ يَسْلَحُ فِي الأَسْوَاقِ عَلَى الْحِمَارِ، فَقَالَ: يَغْسِلُ الْمَاءُ مَا صَنَعْتَ وَشِعْرِي ... رَاسِخٌ مِنْكَ فِي الْعِظَامِ الْبَوَالِي [1] وَقَالَ يُخَاطِبُ مُعَاوِيَةَ: أَتَغْضَبُ أَنْ يُقَالَ أَبُوكَ حُرٌّ [2] ... وَتَرْضَى أَنْ يُقَالَ أَبُوكَ زَانِي فَأَشْهَدُ أَنَّ رَحِمَكَ [3] مِنْ زِيَادٍ ... كَرَحِمِ الْفِيلِ مِنْ وَلَدِ الأَتَانِ [4] مَاتَ ابْنُ مُفَرِّغٍ فِي طَاعُونِ الجارف أيام مصعب. 122- يزيد بن معاوية [5] ابن أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مناف، أبو   [1] البيت، والخبر في: الأغاني 18/ 263، 264 و 267، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 375، ووفيات الأعيان 6/ 350، وخزانة الأدب 2/ 215، وديوان ابن مفرّغ 127، وسير أعلام النبلاء 3/ 522. والبيت من قصيدة مطلعها: دار سلمى بالخبت ذي الأطلال ... كيف نوم الأسير في الأغلال [2] في: الموفقيّات «عفّ» ، وكذا في: الشعر والشعراء، والأغاني، ووفيات الأعيان، والمختصر لأبي الفداء، وتاريخ ابن الوردي، وأنساب الأشراف. [3] في: الشعر والشعراء: «فأشهد أنّ إلّك» . [4] البيتان في: الأخبار الموفقيّات 179، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 375، والشعر والشعراء 1/ 279، والحيوان 1/ 146، والديوان 152، وينسبان إلى عبد الرحمن بن الحكم في: مروج الذهب 3/ 17، والأغاني 18/ 265 و 271، والمختصر في أخبار البشر 1/ 185، وتاريخ ابن الوردي 1/ 168، وفي العقد الفريد نسبا لعبد الرحمن بن حسّان، وانظر: الموشّح 273، وخزانة الأدب 2/ 518، ووفيات الأعيان 6/ 350، وبعضهم يقول إن البيتين لابن قتّة. (انظر: أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 376) . [5] انظر عن (يزيد بن معاوية) في: نسب قريش 57 و 58 و 82 و 83 و 87 و 127- 129 و 133 و 150 و 155 و 178 و 222 و 239 و 244 و 245 و 263 و 268 و 282 و 283 و 313 و 327 و 332 و 360 و 371 و 373 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 خَالِدٍ الأُمَوِيُّ، وَأُمُّهُ مَيْسُونَ بِنْتُ بَحْدَلٍ الْكَلْبِيَّةُ.   [ () ] و 390 و 441، تاريخ اليعقوبي 2/ 220 و 221 و 229 و 239- 253 و 258 و 271 و 310، وعيون الأخبار 1/ 95 و 108 و 110 و 186 و 196 و 197 و 202 و 260 و 284 و 2/ 117 و 210 و 211 و 213 و 238 و 249 و 256 و 343 و 3/ 68 و 92 و 97 و 4/ 17، والأخبار الطوال 56 و 125 و 226 و 227 و 231 و 242 و 245 و 260- 264 و 281 و 285، والشعر والشعراء 43 و 279 و 394 و 455 و 543 و 546، وأخبار القضاة 1/ 120 و 123 و 153 و 154 و 296 و 3/ 224، والأخبار الموفقيّات 152 و 197 و 227- 229 و 346 و 509 و 564، وأنساب الأشراف 1/ 442 و 473 و 3/ 79 و 102 و 104 و 298 وق 4 ج 1/ 17 و 21 و 22 و 24 و 26 و 28 و 38 و 41 و 50 و 52 و 54 و 58- 60 و 75 و 77- 79 و 81 و 94 و 100 و 101 و 107 و 109 و 119 و 138 و 139 و 141- 144 و 146 و 156 و 160 و 161 و 224 و 284- 344 و 347 و 348 و 350 و 353- 359 و 368 و 371 و 372 و 374 و 378 و 382 و 384- 386 و 389 و 390 و 395- 397 و 401 و 402 و 410 و 418 و 419 و 441- 443 و 615، والبرصان والعرجان 65 و 70 و 82 و 123 و 206 و 274 و 330، والمعرفة والتاريخ 3/ 324- 326، والمحبّر 20- 22 و 45 و 57 و 99 و 257 و 259 و 373 و 378 و 404 و 478 و 480 و 482 و 490 و 491، وتاريخ خليفة 211 و 213 و 214 و 216- 218 و 223 و 226 و 229 و 231- 233 و 236- 239 و 251- 258 و 261 و 262، وتاريخ أبي زرعة 1/ 188 و 191 و 192 و 226 و 229 و 232 و 306 و 308 و 583 و 596 و 690، وتاريخ الطبري 5/ 302- 305 و 327- 329 و 338- 501 و 503- 507 و 558- 560 وانظر فهرس الأعلام 10/ 458، وفتوح البلدان 54 و 80 و 156 و 182 و 187 و 224 و 253 و 270، والمعارف 188 و 240 و 246 و 260 و 274 و 286 و 298 و 300 و 315 و 345 و 347 و 348 و 350- 452 و 356 و 406 و 426 و 439، والتنبيه والإشراف 262- 265، ومروج الذهب 1882- 1932، وجمهرة أنساب العرب 1137112، والولاة والقضاة 39 و 40 و 310 و 311 و 475، وأمالي القالي 1/ 160 و 161 و 2/ 41 و 71 و 3/ 180 والذيل 117، وأمالي المرتضى 1/ 275 و 277 و 286، والمحاسن والمساوئ 63، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 164، والفرج بعد الشدّة 1/ 84 و 169 و 2/ 102 و 103 و 250 و 335 و 338 و 339 و 3/ 209 و 210 و 4/ 285 و 286 و 385 و 390، وربيع الأبرار 1/ 81 و 4/ 74 و 168، وثمار القلوب 648، والخراج وصناعة الكتابة 272 و 273 و 319 و 338 و 345 و 351 و 395 و 402 و 406، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 69 و 74- 77، وتاريخ العظيمي 30 و 46 و 88 و 97 و 170 و 180 و 183- 187، ولباب الآداب 40 و 90 و 108 و 338، ومختصر تاريخ الدول 110، 111، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 400، ووفيات الأعيان 2/ 415 و 500 و 3/ 195 و 287 و 288 و 438 و 4/ 87 و 354 و 6/ 110 و 275 و 276 و 347- 349 و 353 و 359 و 7/ 355، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 81- 84 و 98 و 109، والمختصر في أخبار البشر 1/ 192، 193، وتاريخ دمشق 18/ 195 أ، ومنهاج السنّة 2/ 237، والعبر 1/ 69، ودول الإسلام 1/ 47، ومرآة الجنان 1/ 131- 136 و 138 و 139، والبداية والنهاية 8/ 226، وسير أعلام النبلاء 2/ 35- 40 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. بُويِعَ بِعَهْدِ أَبِيهِ وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَعِشْرِينَ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ: كَانَ يَزِيدُ كَثِيرَ اللَّحْمِ، ضَخْمًا، كَثِيرَ الشِّعْرِ. وَقَالَ أَبُو مُسْهَرٍ: حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ الْكَلْبِيُّ قَالَ: تَزَوَّجَ مُعَاوِيَةُ مَيْسَونَ بِنْتَ بَحْدَلٍ، وَطَلَّقَهَا وَهِيَ حَامِلٌ بِيَزِيدَ، فَرَأَتْ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَمَرًا خَرَجَ مِنْ قِبَلِهَا، فَقَصَّتْ رُؤْيَاهَا عَلَى أُمِّهَا، فَقَالَتْ: لَئِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ لَتَلِدِيَنَّ مَنْ يُبَايَعُ لَهُ بِالْخِلافَةِ. وَفِي سَنَةِ خَمْسِينَ غَزَا يَزِيدُ أَرْضَ الرُّومِ وَمَعَهُ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ [1] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: حَجَّ بِالنَّاسِ يَزِيدُ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَسَنَةَ ثَلاثٍ. وَقَالَ أَزْهَرُ السَّمَّانُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عُقْبَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، عُمَرُ الْفَارُوقُ قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، ابْنُ عَفَّانَ ذُو النُّورَيْنِ قُتِلَ مَظْلُومًا يُؤْتَى كِفْلَيْنِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مُعَاوِيَةُ وَابْنُهُ مَلَكَا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، وَالسَّفَّاحُ، وَسَلامٌ، وَمَنْصُورٌ، وَجَابِرٌ وَالْمَهْدِيُّ، وَالأَمِينُ، وَأَمِيرُ الْعُصَبِ [2] ، كُلُّهُمْ مِنْ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، كلّهم صالح، لا يوجد مثله [3] .   [ () ] رقم 8، وتهذيب التهذيب 11/ 360، 361 رقم 295 رقم 1050، وتاريخ ابن الوردي 1/ 171- 175، والقلائد الجوهرية 262، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 75 و 243 و 313 و 513، والتذكرة الحمدونية 1/ 147 و 366 و 407 و 408 و 420 و 421 و 2/ 34 و 209 و 259 و 265 و 272، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 157 و 158 و 195 و 2/ 260- 264 و 266، وتاريخ الخميس 2/ 300، وتاريخ الخلفاء 205- 210، وشذرات الذهب 1/ 71، ورغبة الآمل 4/ 83 و 5/ 129، وأخبار الدول 130، 131، والبصائر والذخائر 1/ 266، والبيان والتبيين 1/ 301 و 2/ 151، ونثر الدر 5/ 12 وشرح نهج البلاغة 15/ 96، والأغاني 7/ 120، والكامل للمبرّد 2/ 168 ونهاية الأرب 3/ 205. [1] تاريخ خليفة 211. [2] في طبعة القدسي 91 «العضب» . [3] الخبر منكر لأن عبد الله بن عمرو لم يدرك السّفّاح والخلفاء العباسيّين. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 رَوَى نَحْوَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. وَلَهُ طَرِيقٌ آخَرَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ أَحَدٌ. وَقَالَ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ بَعَثَهُ يَزِيدُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لابْنِ الزُّبَيْرِ: تَعْلَمُ: إِنِّي أَجِدُ فِي الْكِتَابِ أَنَّكَ سَتُعَنَّى وتُعَنَّى وَتَدَّعِي الْخِلافَةَ وَلَسْتَ بِخَلِيفَةَ، وَإِنِّي أَجِدُ الْخَلِيفَةَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ. وَرَوَى زَحْرُ بْنُ حِصْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُمَيْدِ بْنِ مُنْهِبٍ قَالَ: زُرْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الحسن، فَخَلَوْتُ بِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَا تَرَى مَا النَّاسُ فِيهِ؟ فَقَالَ لِي: أَفْسَدَ أَمْرَ النَّاسِ اثْنَانِ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ أَشَارَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِرَفْعِ الْمَصَاحِفِ، فَحُمِلَتْ، وَقَالَ: أَيْنَ الْقُرَّاءُ، فَحَكَمَ الْخَوَارِجُ، فَلا يَزَالُ هَذَا التَّحْكِيمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَإِنَّهُ كَانَ عَامِلَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْكُوفَةِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: إِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي هَذَا فَأَقْبِلْ مَعْزُولا، فَأَبْطَأَ عَنْهُ، فلما وَرَدَ عَلَيْهِ قَالَ: مَا أَبْطَأَ بِكَ؟ قَالَ: أَمْرٌ كُنْتُ أُوَطِّئُهُ وَأُهَيِّئُهُ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: الْبَيْعَةُ لِيَزِيدَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ: أَوَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: ارجع إلى عَمَلِكَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: وَضَعْتُ رِجْلَ مُعَاوِيَةَ فِي غَرْزِ غَيٍّ لا يَزَالُ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَايَعَ هَؤُلاءِ لِأَبْنَائِهِمْ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَكَانَتْ شُورَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَرَوَى هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ وَفَدَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ: أُذَكِّرُكَ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ بِمَنْ تَسْتَخْلِفُ عَلَيْهَا، فَقَالَ: نَصَحْتَ وَقُلْتُ بِرَأْيِكَ، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلا ابْنِي وَأَبْنَاؤُهُمْ، وَابْنِي أَحَقُّ. وقال أبو بكر بن أبي مريم، عن عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتُ إِنَّمَا عَهِدْتُ لِيَزِيدَ لَمَّا رأيت من فضله، فبلغه ما أملت وأعنه، وَإِنْ كُنْتُ إِنَّمَا حَمَلَنِي حُبُّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ، وَأنَّهُ لَيْسَ لِمَا صَنَعْتُ بِهِ أَهْلا، فَاقْبِضْهُ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ السَّعِيدِيُّ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيُّ، عن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ يُعْطِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ كُلَّ عَامٍ أَلْفَ أَلْفٍ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ أَعْطَاهُ أَلْفَ أَلْفٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فأمر له بألفي ألف أُخْرَى، فَقَالَ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ لا أَجْمَعُهُمَا لِأَحَدٍ بَعْدَكَ. مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، ثنا مُهَاجِرٌ أَبُو مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ» . أَخْرَجَهُ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِه» عَنْ بُنْدَارٍ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَوْفٍ، وَلَيْسَ فِيهِ أَبُو مُسْلِمٍ. وَفِي «مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى» : ثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَزَالُ أَمْرُ أُمَّتِي قَائِمًا بِالْقِسْطِ، حَتَّى يَكُونَ أَوَّلُ مَنْ يَثْلَمُهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالَ لَهُ يَزِيدُ [1] . وَرَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ [2] ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ [3] . لَمْ يَلْقَ مَكْحُولٌ أَبَا ثَعْلَبَةَ، وَقَدْ أَدْرَكَهُ وَصَدَّقَةُ السَّمِينُ ضَعِيفٌ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ سَمِعَ جُوَيْرِيَةَ تَلْعَبُ وَتُغَنِّي فِي يَزِيدَ بِقَوْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: لَسْتَ مِنَّا وَلَيْسَ خَالُكَ مِنَّا ... يا مضيع الصّلاة للشهوات [4]   [1] لسان الميزان 6/ 294. [2] في الأصل «الغار» . وهو بالزاي، الصيداوي الجرشي. انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان» - ج 5/ 146- 148 رقم 1771. [3] الحديث مرفوع ومنقطع بين أبي ثعلبة وأبي عبيدة بن الجراح، وهو لا يصح. [4] البيت في المعارف 246. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 273 فَدَعَا بِهَا وَقَالَ: لا تَقُولِي «لَسْتَ مِنَّا» قُولِي «أَنْتَ مِنَّا» . وَقَالَ صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ، ثُمَّ تَشَهَّدَ وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ [1] فُلانٍ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَدْرِ أَلا أَنْ يَكُونَ [2] الإِشْرَاكُ باللَّه أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلا عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يَنْكُثُ» فَلا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ [3] . وَزَادَ فِيهِ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ صَخْرٍ، عَنْ نَافِعٍ: فَمَشَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ وَأَصْحَابُهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَأَرَادُوهُ عَلَى خَلْعِ يَزِيدَ، فَأَبَى، وَقَالَ ابْنُ مُطِيعٍ: إِنَّ يَزِيدَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، وَيَتْرُكُ الصَّلاةَ، وَيَتَعَدَّى حُكْمَ الْكِتَابِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْهُ مَا تَذْكُرُونَ، وَقَدْ أَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَرَأَيْتُهُ مُوَاظِبًا لِلصَّلاةِ، مُتَحَرِيًّا لِلْخَيْرِ، يَسْأَلُ عَنِ الْفِقْهِ، قَالَ: كَانَ ذَلِكَ مِنْهُ تَصَنُّعًا لَكَ وَرِيَاءً [4] . وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَنْشَدَنِي عَمِّي لِيَزِيدَ: آبَ [5] هَذَا الْهَمُّ فَاكْتَنَعَا ... وَأَمَرَ النَّوْمَ فَامْتَنَعَا رَاعِيًا لِلنَّجْمِ أَرْقُبُهُ ... فَإِذَا مَا كَوْكَبٌ طَلَعَا حَامَ حَتَّى إِنَّنِي لأَرَى ... أَنَّهُ بِالْغَوْرِ قَدْ وَقَعَا وَلَهَا بِالْمَاطِرُونَ [6] إِذَا ... أكل النّمل الّذي جمعا   [1] في الأصل «غارة» . [2] هكذا في الأصل، وفي مسند أحمد: «الغدر أن لا يكون» . [3] أخرجه أحمد في المسند 2/ 48 وتتمّته: «ولا يشرفن أحد منكم في هذا الأمر فيكون صلّى الله عليه وسلّم بيني وبينه» . [4] البداية والنهاية 8/ 233. [5] في الكامل للمبرّد «طال» . [6] الماطرون: بكسر الطاء. موضع بالشام قرب دمشق. (معجم البلدان 5/ 42) ذكره الشاعر ابن منير الطرابلسي في شعره. انظر ديوانه من جمعنا- ص 174 طبعة دار الجيل، بيروت 1986. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 نَزْهَةٌ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ ... نَزَلَتْ مِنْ جِلَّقٍ بِيَعَا [1] فِي قِبَابٍ وَسْطَ دَسْكَرةٍ [2] ... حَوْلَهَا الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعَا [3] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَذَكَرَ رَجُلٌ يَزِيدَ فَقَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: تَقُولُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ! وَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَ عِشْرِينَ سَوْطًا. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ يَزِيدُ فِي نِصْفِ رَبِيعِ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. 123- يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ الثَّقَفِيُّ [4] وَالِدُ الْحَجَّاجِ. قَدِمَ مِنَ الطَّائِفِ إِلَى الشَّامِ، وَذَهَبَ إِلَى مِصْرَ وَإِلَى الْمَدِينَةِ. لَهُ حَدِيثٌ يَرْوِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقِيلَ: عَنِ ابْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَكَانَ مَعَ مَرْوَانَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وستّين.   [1] في الكامل للمبرّد: «خرفة حتى إذا ريعت ... سكنت من جلّق بيعا» وفي أنساب الأشراف: «منزل حتى إذا ارتبعت ... سكنت من جلّق بيعا» [2] في الكامل: «حول دسكرة» . وفي أنساب الأشراف: «في جنان ثمّ مؤنقة» . [3] الأبيات في: الكامل للمبرّد 1/ 384، وقال إنها تنسب أيضا للأحوص، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 288، ومعجم البلدان 5/ 42، والبداية والنهاية 8/ 234، وشرح الشواهد للعيني 1/ 149، وخزانة الأدب 3/ 278، 279، ولسان العرب 5/ 371 و 10/ 297، وتاج العروس 3/ 546. [4] انظر عن (يوسف بن الحكم) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 256، وتاريخ الثقات للعجلي 485 رقم 1875، والتاريخ الكبير 8/ 376 رقم 3383، والمعرفة والتاريخ 1/ 401، وتاريخ الطبري 5/ 612، والجرح والتعديل 9/ 220 رقم 919، والمعارف 395، 396، والكامل في التاريخ 4/ 191، والكاشف 3/ 260 رقم 6547، وتهذيب الكمال 3/ 1558، وتهذيب التهذيب 11/ 410 رقم 800، وتقريب التهذيب 2/ 380 رقم 428، وخلاصة تذهيب التهذيب 438. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 [الكنى] 124- أبو الأسود الدّؤليّ [1] ع ويقال: الدّيلي [2] ، قَاضِي الْبَصْرَةِ، اسْمُهُ ظَالِمُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى الأشهر [3] .   [1] انظر عن (أبي الأسود الدؤلي) في: التاريخ لابن معين 2/ 692، والبرصان والعرجان 122 و 279، والمعرفة والتاريخ 2/ 149 و 3/ 69 و 200، وتاريخ الثقات 238 رقم 733، وطبقات خليفة 191، وتاريخ خليفة 200 و 202، وتاريخ اليعقوبي 2/ 205، والشعر والشعراء 2/ 615، 616 و 623، ومعجم الشعراء للمرزباني 240، وسرح العيون 191، وأخبار النحويين البصريين 13، وإنباه الرواة 1/ 12- 23، وسمط اللآلي 66 و 642، وطبقات الزبيدي 5، ونزهة الألباء 1- 8، ومراتب النحويين 11، والأخبار الطوال 166 و 205، وعيون الأخبار 1/ 300 و 332 و 2/ 25 و 31 و 121 و 158 و 164 و 165، و 3/ 68 و 228 و 4/ 19 و 50 و 122، والمعارف 6 د و 115 و 434 و 435 و 498 و 586، وتاريخ أبي زرعة 1/ 481، وسيرة ابن هشام 1/ 161، وأنساب الأشراف 3/ 27 وق 4 ج 1/ 26 و 35 و 109 و 194 و 214 و 231 و 390 و 400، والمحبّر 235، وطبقات ابن سعد 7/ 99، وتاريخ الطبري 4/ 461 و 462 و 466 و 5/ 76 و 79 و 93 و 136 و 141 و 150 و 155، وجمهرة أنساب العرب 185، ومروج الذهب 1738 و 1921 و 2681، والهفوات النادرة 397، والأمالي للقالي 2/ 12 و 202 والذيل 44 و 111، والعقد الفريد 1/ 239 و 2/ 214 و 485 و 490 و 3/ 49 و 4/ 346 و 349 و 354 و 6/ 185 و 193 و 195 و 196 و 199، وأمالي المرتضى 1/ 292- 294 و 384، 385، ومشاهير علماء الأمصار 94 رقم 694، وبدائع البدائه 88، والزاهر 1/ 283 و 335 و 349 و 455 و 492 و 519 و 602، وثمار القلوب 484، والفرج بعد الشدّة 4/ 46، ولباب الآداب 22 و 26 و 286 و 384 و 404 و 405، والكامل في التاريخ 3/ 211 و 338 و 386 و 395 و 398 [2] انظر حول هذه النسبة في: المثلث لابن البطليوسي 2/ 11- 13، والاقتضاب في شرح أدب الكتاب لابن البطليوسي أيضا، نشرة عبد الله البستاني- المطبعة الأدبية 1901- ص 226، وأدب الكاتب لابن قتيبة 474، والصحاح للجوهري 4/ 1700، ولسان العرب 13/ 270 (مادّة: ديل) ، واللباب 1/ 429، والاشتقاق 347، وجمهرة أنساب العرب 312، وتاج العروس 7/ 327 (مادة: دول) ، وإصلاح المنطق لابن السّكّيت 165 حيث قيّد أبا الأسود الدؤليّ مفتوحة مهموزة: وعنه في: تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري- تحقيق جماعة من الأساتذة- طبعة الهيئة المصرية- العامة للكتاب، القاهرة 1964- 1975- ج 14/ 174، وتاريخ دمشق 8/ 300 ب. [3] راجع الخلاف حول اسمه في: طبقات ابن سعد 7/ 99، وطبقات خليفة 191، والتاريخ الكبير 6/ 334، ومعجم الأدباء 2/ 34، واللباب 1/ 429، 430، وإنباه الرواة 1/ 3، والمزهر 2/ 263، وبغية الوعاة 2/ 22. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 276 رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وابن مسعود، وأبي ذرّ، وَالزُّبَيْرِ. قال الداني: وقرأ القرآن على: عثمان، وعليّ. قرأ عليه: ابنه أبو حرب، ونصر بن عاصم، وحمران بن أعين، ويحيى بن يعمر. روى عنه: ابنه أبو حرب، ويحيى بن يعمر، وعبد الله بن بريدة، وعمر مولى غفرة [1] .   [ () ] و 4/ 305 و 548 و 5/ 376، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 175، 176 رقم 277، ومختصر التاريخ 78، ومرآة الجنان 1/ 144، ووفيات الأعيان 2/ 535- 538، والتاريخ الكبير 6/ 334 رقم 2563، والجرح والتعديل 4/ 503 رقم 2214، والأغاني 12/ 297- 334، والفهرست 39، وتاريخ دمشق 8/ 303 أ، ومعجم الأدباء 12/ 34- 38 رقم 14، وأسد الغابة 3/ 69، وتهذيب الكمال 2/ 632 و 3/ 1580، والعبر 1/ 77، وسير أعلام النبلاء 4/ 81- 86 رقم 28، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 622، والكاشف 3/ 271 رقم 17، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 39 ب، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 107، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 104، والبداية والنهاية 8/ 312، وغاية النهاية 1/ 345، 346 رقم 1493، وجامع التحصيل 246 رقم 316، والإصابة 2/ 241، 242 رقم 4329 و 2/ 243 رقم 4333، وتهذيب التهذيب 12/ 10، 11 رقم 52، وتقريب التهذيب 2/ 391 رقم 52، وتخليص الشواهد 92 و 360 و 489، وتهذيب اللغة 15/ 362، وهمع الهوامع 2/ 32، والدرر اللوامع 2/ 32، وديوان أبي الأسود- تحقيق عبد الكريم الدجيلي- بغداد 1372 هـ. / 1954، وخزانة الأدب 1/ 136، والتذكرة الحمدونية 2/ 281 و 82 و 313 و 315 و 328 و 329 و 336، والكامل للمبرّد 2/ 171، وفصل المقال 367، ومحاضرات الأدباء 2/ 546، وعين الأدب والسياسة 64، ونور القبس 146، والمستطرف 1/ 171، والبخلاء للخطيب البغدادي 151، والمحاسن والمساوئ 252، وحياة الحيوان للدميري 1/ 395، والشريشي 5/ 249، والنجوم الزاهرة 1/ 184، وبغية الوعاة 2/ 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 443 والتذكرة السعدية 137 و 222، والمثلّث 2/ 12 و 285، والاشتقاق 175 و 325، ولسان العرب 13/ 270، وإصلاح المنطق لابن السّكّيت 165، وأدب الكاتب لابن قتيبة- تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد- طبعة السعادة بمصر- ص 474، والصحاح لإسماعيل الجوهري- تحقيق أحمد عبد الغفور عطار- القاهرة 1956- ج 4/ 1700 مادة (دول) ، وتحسين القبيح 51، والتمثيل والمحاضرة 442، وزهر الآداب 832. [1] في طبعة القدسي 3/ 94 «عفرة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 قال أحمد العجلي [1] : ثقة، وهو أول من تكلم في النحو. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَاتَلَ يَوْمَ الْجَمَلِ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ مِنْ وُجُوهِ شِيعَتِهِ، وَمِنْ أَكْمَلَهُمْ رَأْيًا وَعَقْلا. وَقَدْ أَمَرَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِوَضْعِ النَّحْوِ، فَلَمَّا أَرَاهُ أَبُو الأَسْوَدِ مَا وَضَعَ قَالَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا النَّحْوَ الَّذِي نَحَوْتَ، وَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَ النَّحْوُ نَحْوًا. وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا الأَسْوَدِ أَدَّبَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ. وَذَكَرَ ابْنُ دَأْبٍ أَنَّ أَبَا الأْسَوَدِ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَدْنَى مَجْلِسَهُ وَأَعْظَمَ جَائِزَتَهُ. وَمِنْ شِعْرِهِ: وَمَا طَلَبُ الْمَعِيشَةِ بِالتَّمَنِّي ... وَلَكِنْ أَلْقِ دَلْوَكَ في الدّلاء نجيء بِمِلْئِهَا طَوْرًا وَطَوْرًا ... تَجِيءُ بِحِمْأَةٍ [2] وَقَلِيلِ مَاءٍ [3] وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [4] : أَبُو الأَسْوَدِ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ بَابَ الْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ، وَالْمُضَافَ، وَحَرْفَ الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَالْجَرِّ وَالْجَزْمِ، فَأَخَذَ عَنْهُ ذَلِكَ يحيى بن يعمر. وقال أبو عبيدة ابن الْمُثَنَّى: أَخَذَ عَنْ عَلِيٍّ الْعَرَبِيَّةَ أَبُو الأَسْوَدِ، فَسَمِعَ قَارِئًا يَقْرَأُ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ 9: 3 [5] فَقَالَ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَمْرَ النَّاسِ قَدْ صَارَ إِلَى هَذَا، فَقَالَ لِزِيَادِ الأَمِيرِ: ابْغِنِي كَاتِبًا لَقِنًا، فَأَتَى بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو الأَسْوَدِ: إِذَا رَأَيْتَنِي قَدْ فَتَحْتَ فَمِي بِالْحَرْفِ فَانْقُطْ نُقْطَةً أَعْلاهُ، وَإِذَا رَأَيْتَنِي ضَمَمْتُ فَمِي فَانْقُطْ نُقْطَةً بَيْنَ يَدَيِ الْحَرْفِ، وَإِنْ كَسَرْتُ فَانْقُطْ تَحْتَ الْحَرْفِ، فَإِذَا أَتْبَعْتُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ غُنَّةً فَاجْعَلْ مَكَانَ النُّقْطَةِ نُقْطَتَيْنِ. فَهِذِهِ نقط أبي الأسود [6] .   [1] في تاريخ الثقات 238. [2] الحمأة: الطين الأسود المنتن. [3] البيتان في: الأغاني 12/ 330، ومعجم الأدباء 12/ 36 من أبيات أخرى. [4] في طبقات الشعراء 12. [5] أي بكسر اللام بدل ضمّها. (سورة التوبة- الآية 3) . [6] صبح الأعشى 3/ 160. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 278 وَقَالَ الْمُبَرِّدُ [1] ثنا الْمَازِنِيُّ قَالَ: السَّبَبُ الَّذِي وُضِعَتْ لَهُ أَبَّوَابُ النَّحْوِ، أَنَّ ابْنَةَ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَتْ: مَا أَشَدُّ الْحَرِّ؟ قَالَ: الْحَصْبَاءُ بِالرَّمْضَاءِ، قَالَتْ: إِنَّمَا تَعَجَّبْتُ مِنْ شِدَّتِهِ، فَقَالَ: أوَ قَدْ لَحَنَ النّاسُ! فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَلِيًّا عَلَيْهِ الرُّضْوَانُ، فَأَعْطَاهُ أُصُولا بَنَى مِنْهَا، وَعَمِلَ بَعْدَهُ عَلَيْهَا. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ الْمَصَاحِفَ. وأخذ عنه النَّحْوِ عَنْبَسَةُ الْفِيلِ، وَأَخَذَ عَنْ عَنْبَسَةَ مَيْمُونٌ الأَقْرَنُ، ثُمَّ أَخَذَهُ عَنْ مَيْمُونٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرِميُّ، وَأَخَذَهُ عَنْهُ: عِيسَى بْنُ عُمَرَ، وَأَخَذَهُ عَنْهُ: عِيسَى الْخَلِيلُ، وَأَخَذَهُ عَنِ الْخَلِيلِ: سِيبَوَيْهِ، وَأَخَذَهُ عَنْ سِيبَوَيْهِ: سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ: ثنا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَرَأَيْتُهُ مُطْرِقًا، فَقُلْتُ فِيمَ تُفَكِّرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ بِبَلَدِكُمْ لَحْنًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ كِتَابًا فِي أُصُولِ الْعَرَبِيَّةِ، فَقُلْتُ: إِنْ فَعَلْتَ هَذَا أَحْيَيْتَنَا، فَأَتَيْتُهُ بَعْد أَيَّامٍ، فَأَلْقَى إِلَيَّ صَحِيفَةٍ فِيهَا: الْكَلامُ كُلُّهُ: اسْمٌ، وَفِعْلٌ، وَحَرْفٌ، فَالاسْمُ مَا أَنْبَأَ عَنِ الْمُسَمَّى، وَالْفِعْلُ مَا أَنْبَأَ عَنْ حَرَكَةِ الْمُسَمَّى، وَالْحَرْفُ مَا أَنْبَأَ عَنْ مَعْنًى لَيْسَ بِاسْمٍ وَلا فِعْلٍ. ثُمَّ قَالَ: تَتَبَّعْهُ وَزِدْ فِيهِ مَا وَقَعَ لَكَ، فَجَمَعْتُ أَشْيَاءَ، ثُمَّ عَرَضْتُهَا عَلَيْهِ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ [2] : ثنا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: جَاءَ أَبُو الأَسْوَدِ إِلَى زِيَادٍ فَقَالَ: أَرَى الْعَرَبَ قَدْ خَالَطَتِ الْعَجَمَ، فَتَغَيَّرَتْ أَلْسِنَتُهُمْ، أَفَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَصْنَعَ لِلْعَرَبِ كَلامًا يُقِيمُونَ بِهِ كَلامَهُمْ؟ قَالَ: لا، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى زِيَادٍ فَقَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، تُوُفِّيَ أَبَانَا وَتَرَكَ بَنُونٌ، فَقَالَ: ادْعُ لِي أَبَا الأَسْوَدِ، فَقَالَ: ضَعْ لِلنَّاسِ الَّذِي نَهَيْتُكَ عَنْهُ أَنْ تَضَعَ لَهُمْ. قَالَ الْجَاحِظُ [3] : أَبُو الأَسْوَدِ مُقَدَّمٌ فِي طَبَقَاتِ النَّاسِ، كَانَ معدودا في   [1] قوله في: الأغاني 12/ 298، وطبقات النحويين 21. [2] في الأصل «شيبة» . [3] انظر: البيان والتبيين 1/ 324، والأغاني 2 پ/ 99، ومعجم الأدباء 12/ 34، وبغية الوعاة 2/ 22، وخزانة الأدب 1/ 136. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 الْفُقَهَاءِ، وَالشُّعَرَاءِ، وَالْمُحَدِّثِينَ، وَالأَشَّرَافِ، وَالْفُرْسَانِ، وَالأُمَرَاءِ، وَالزُّهَّادِ،. وَالنُّحَاةِ، وَالْحَاضِرِي الْجَوَابِ، وَالشِّيعَةِ، وَالْبُخَلاءِ، وَالصُّلَعِ الأَشَّرَافِ. تُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ الْجَارِفِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ، وله خمس وثمانون سنة وقيل: قبل ذَلِكَ، وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. 125- أَبُو بَشِيرٍ الأنصاري [1]- خ م د- السَّاعِدِيُّ، وَقِيلَ: الْمَازِنِيُّ، اسْمُهُ: قَيْسٍ الأَكْبَرُ بْنُ عبيد. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. رَوَى عَنْهُ: عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ، وَضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ نَافِعٍ. لَهُ حَدِيثُ: «لا تَبْقَى فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلادَةٌ إِلا قُطِعَتْ» [2] ، وَحَدِيثَانِ آخَرَانِ. وَقَدْ جُرِحَ يَوْمَ الْحَرَّةِ جِرَاحَاتٍ. 126- أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ [3] الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ، الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ائْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جهم،   [1] انظر عن (أبي بشير الأنصاري) في: مسند أحمد 5/ 216، وطبقات ابن سعد 6/ 236، والتاريخ الكبير 9/ 15 رقم 107، والمغازي للواقدي 235 و 244 و 877 و 1085، والجرح والتعديل 9/ 347 رقم 1555، وتاريخ خليفة 251، وطبقات خليفة 105، والاستيعاب 4/ 24، والكنى والأسماء 1/ 17، 18، وتهذيب الكمال 3/ 1580، وتحفة الأشراف 9/ 29. رقم 603، وأسد الغابة 5/ 148، والكاشف 3/ 274 رقم 37، والإصابة 4/ 20، 21 رقم 131، وتهذيب التهذيب 12/ 21، 22 رقم 109، وتقريب التهذيب 2/ 395 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 444. [2] أخرجه البخاري في الجهاد 4/ 18 باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل، ومسلم في اللباس (105/ 2115) باب كراهة قلادة الوتر في رقبة البعير، وأبو داود في الجهاد (2552) باب في تقليد الخيل بالأوتار، ومالك في الموطّأ، كتاب صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، باب ما جاء في نزع المعاليق والجرس من العين- ص 670 رقم 1700، وأحمد في المسند 5/ 216. [3] انظر عن (أبي جهم بن حذيفة) في: طبقات ابن سعد 5/ 451، والسيرة النبويّة 1/ 172 و 199، و 3/ 273، و 4/ 134، والبرصان والعرجان 98، وتاريخ خليفة 227، والمغازي للواقدي 513 و 633، والمحبّر 298 و 474، والزهد لابن المبارك 185، والتاريخ لابن معين 2/ 700، والأخبار الطوال 198، وعيون الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 وَاذْهَبُوا بِهَذِهِ الْخَمِيصَةِ إِلَيْهِ» [1] ، وَكَانَ لَهَا أَعْلامٌ. وَاسْمُهُ عُبَيْدٌ، وَهُوَ مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ، أُحْضِرَ فِي تَحْكِيمِ الْخَصْمَيْنِ، وَكَانَ عَالِمًا بِالنَّسَبِ، وَقَدْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَدِّقًا، وَكَانَ مُعَمَّرًا، بَنَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَعَهُمُ الْكَعْبَةَ، ثُمَّ بَقِيَ حَتَّى بَنَى فِيهَا مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] ابْتَنَى أَبُو جَهْمٍ بِالْمَدِينَةِ دَارًا وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ أَخَافَهُ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِ حَتَّى كَفَّ مِنْ غَرْبِ لِسَانِهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ سُرَّ بِمَوْتِهِ، وَجَعَلَ يَوْمَئِذٍ يَحْتَبِشُ فِي بَيْتِهِ، يَعْنِي يَقْفِزُ عَلَى رِجْلَيْهِ. وَقَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ: طَلَّقَنِي زَوْجِي الْبَتَّةَ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أَبْتَغِي النَّفَقَةَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ لَكِ نَفَقَةٌ، وَعَلَيْكِ الْعِدَّةٌ، انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ وَلا تُفَوِّتِينِي بِنَفْسِكِ» ثُمَّ قَالَ: «أُمُّ شَرِيكٍ يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِخْوَتُهَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، انْتَقِلِي إِلَى بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ» . فَلَمَّا حَلَلْتُ خَطَبَنِي مُعَاوِيَةُ وَأَبُو جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَعَائِلٌ لا شيء له، وأمّا أبو جهم فإنّه ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ، أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ أُسَامَةَ» ، فَكَأَنَّ أهلها كرهوا ذلك، فنكحته [3] .   [ () ] الأخبار 1/ 283، وأنساب الأشراف 1/ 57، وق 4 ج 1/ 21 و 55 و 67 و 551 و 575 و 577- 578 و 593، وتاريخ الطبري 4/ 198 و 359 و 413 و 5/ 67، والعقد الفريد 4/ 286، وجمهرة أنساب العرب 5 و 156، والاستيعاب 4/ 32، 33، وأسد الغابة 5/ 162، 163، والكامل في التاريخ 2/ 206 و 3/ 53 و 162 و 180 و 330 و 4/ 45، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 108 ب، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 206 رقم 314، والمغازي من تاريخ الإسلام 512، وعهد الخلفاء الراشدين 460 و 481، وشفاء الغرام 1/ 567 و 1/ 9 و 11- 13 و 32 والتذكرة الحمدونية 2/ 268 و 383، وربيع الأبرار 1/ 476، 477، والمستجاد 153، وشرح نهج البلاغة 17/ 9، ومطالع البدور 1/ 16، وحياة الحيوان للدميري 1/ 395، والإصابة 4/ 35، 36 رقم 207. [1] أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 99 باب إذا صلّى في ثوب له أعلام ونظر إلى علمها، وأبو داود في اللباس (4052) باب من كره لبس الحرير. [2] في الطبقات 5/ 451. [3] أخرج نحوه ابن ماجة في النكاح (1869) باب لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، وأحمد في المسند 6/ 412. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 وَقَدْ شَهِدَ أَبُو جَهْمٍ الْيَرْمُوكِ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مَرَّاتٍ، وَلَمْ يَرْوِ شَيْئًا مَعَ أَنَّهُ تَأَخَّرَ. وَحَكَى سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ أَنَّ أَبَا جَهْمِ بْنَ حُذَيْفَةَ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَقْعَدَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ فِيكَ كَمَا قَالَ عَبْدُ الْمَسِيحِ: نَمِيلُ عَلَى جَوَانِبِهِ كَأَنَّا ... نَمِيلُ إِذَا نَمِيلُ على أبينا [1] . نقلّبه لنخبر حالتيه ... فنخبر منهما كَرَمًا وَلِينًا [2] . فَأَعْطَاهُ مُعَاوِيَةُ مِائَةَ أَلْفٍ. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَفَدَ أَبُو جَهْمٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَكْرَمَهُ وَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفٍ، وَاعْتَذَرَ فَلَمْ يَرْضَ بِهَا، فَلَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ وَفَدَ عَلَيْهِ، فَأَعْطَاهُ خَمْسِينَ أَلْفًا، فَقُلْتُ: غُلامٌ نَشَأَ فِي غَيْرِ بَلَدِهِ، وَمَعَ هَذَا فَابْنُ كَلْبِيَّةٍ، فَأَيُّ خَيْرٍ يُرْجَى مِنْهُ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَتَيْتُهُ وَافِدًا، فَقَالَ: إِنَّ عَلَيْنَا مُؤَنًا وَحِمَالاتٍ، وَلَمْ أَجْهَلْ حَقَّكَ، فَإِنِّي غَيْرُ مُخَيِّبِ سَفَرَكَ، هَذِهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ فَاسْتَعِنْ بِهَا، فَقُلْتُ: مَدَّ اللَّهُ فِي عُمْرِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لَمْ تَقُلْ هَذَا لِمُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ، وَقَدْ نِلْتَ مِنْهُمَا مِائَةً وَخَمْسِينَ أَلْفًا، قُلْتُ: نَعَمْ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قُلْتُ هَذَا، وَخِفْتُ إِنْ أَنْتَ هَلَكْتَ أَنْ لا يَلِي أَمْرَ النَّاسِ بَعْدَكَ إِلا الْخَنَازِيرُ. 127- أمَّ سَلَمَةَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ [3] هندَ بنتَ أَبِي أُمَيّة بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْر بْن مخزوم المخزوميّة   [1] في عيون الأخبار 1/ 284: «إذا ملنا نميل على أبينا» . [2] البيتان لعبد المسيح في ابن عبد كلال، وهما في: عيون الأخبار 1/ 284، وأمالي القالي 1/ 237، والعقد الفريد 1/ 52 بتقديم وتأخير. [3] انظر عن (أمّ سلمة) في: طبقات ابن سعد 8/ 86- 96، والتاريخ الصغير 32، والمحبّر 83 و 84 و 92 و 98- 100 و 102 و 107 و 177 و 274 و 289 و 449، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 1179، وسيرة ابن هشام 1/ 21 و 185 و 354 و 360 و 2/ 20 و 110 و 138 و 3/ 314 و 4/ 291 و 292 و 296، وتاريخ اليعقوبي 2/ 84 و 180 و 197 و 245، والمعرفة والتاريخ 1/ 215 و 246 و 271 و 365 و 416 و 510 و 680 و 2/ 107 و 204 و 273 و 274، والعقد الفريد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 282 بِنْتُ عَمِّ أَبِي جَهْلٍ، وَبِنْتُ عَمِّ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. بَنَى بِهَا النَّبِيُّ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ، وَهُوَ أَخُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ. رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهَا: الأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو وَائِلٍ شَقِيقٌ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَشَهْرُ بْنُ حوشب، ومجاهد، ونافع بن   [ () ] 3/ 222 و 224 و 4/ 316 و 317 و 4/ 341 و 342 و 366 و 383 و 6/ 105، ونسب قريش 329، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 618 و 3/ 311، 312، و 4 ق 1/ 129 و 274 و 328 و 538 و 583 و 584، والأخبار الطوال 265، والتاريخ لابن معين 2/ 740، والزهد لابن المبارك 38 و 421 و 563، وفتوح البلدان 551 و 581، والمعارف 128 و 136 و 137 و 146، و 440 و 460 و 528، وعيون الأخبار 1/ 316، ومسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 12، ومروج الذهب 1489، والبدء والتاريخ 4/ 200 و 5/ 11 و 14 و 6/ 6، والبرصان والعرجان 80 و 114، وجمهرة أنساب العرب 119 و 137 و 144 و 146، وربيع الأبرار 4/ 196، وطبقات خليفة 334، وتاريخ العظيمي 81 و 160 و 184، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 361، 362 رقم 769، وأخبار القضاة 1/ 31 و 45 و 149 و 252، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431 و 491، 492 و 495، والجرح والتعديل 9/ 464 رقم 2375، وتاريخ الطبري 2/ 271 و 330 و 561 و 585 و 637 و 3/ 42 و 50 و 83 و 164 و 171 و 175 و 195 و 330 و 4/ 447 و 451 و 5/ 139، ومسند أحمد 6/ 288، والاستيعاب 4/ 454، 455، وتحفة الأشراف 13/ 3- 67 رقم 922، وتهذيب الكمال 1698، والمستدرك 4/ 16- 19، وأسد الغابة 5/ 588، 589، والكامل في التاريخ 2/ 76 و 88 و 176 و 205 و 243 و 254 و 306 و 308 و 312 و 378 و 3/ 54 و 383 و 4/ 5 و 4/ 93 و 525، ومختصر التاريخ 26 و 49 و 51 و 53، ومرآة الجنان 1/ 137، ودول الإسلام 1/ 46، والكاشف 3/ 436 رقم 146، والسيرة النبويّة (من تاريخ الإسلام) 184 و 190 و 192 و 271 و 391 و 424 و 470 و 489 و 500 و 557 و 567 و 593، والمغازي (انظر فهرس الأعلام) 805، والخلفاء الراشدون 43 و 44 و 55 و 394 و 465، وسير أعلام النبلاء 2/ 201- 210 رقم 20، والعبر 1/ 65، ومجمع الزوائد 9/ 245، والبداية والنهاية 8/ 214، والمعين في طبقات المحدّثين 30 رقم 177، ووفيات الأعيان 2/ 69 و 399 و 5/ 368 و 6/ 275، والهفوات النادرة 102 و 105، والزيارات 14، والوفيات لابن قنفذ 36 رقم 60، وذيل المذيل 71، وشفاء الغرام 1/ 307 و 310 و 2/ 118 و 119 و 133، والنكت الظراف 13/ 4- 65، والإصابة 4/ 458- 460 رقم 1309، وتهذيب التهذيب 2/ 55 ط- 457، وتقريب التهذيب 2/ 617 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 496، وكنز العمال 13/ 699، وشذرات الذهب 1/ 69. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 جُبَيْرٍ بْنِ مُطْعِمٍ، وَنَافِعٌ مَوْلاهَا، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ، وَطَالَ عُمْرُهَا، وَعَاشَتْ تِسْعِينَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ، وَهِيَ آخِرُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَفَاةً، وَقَدْ حَزِنَتْ عَلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبَكَتْ عَلَيْهِ، وَتُوُفِّيَتْ بَعْدَهُ بِيَسِيرٍ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، وَهُوَ غَلَطٌ، لِأَنَّ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [1] أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهَا فِي خِلافَةِ يَزِيدَ. وَأَبُوهَا أَبُو أُمَيَّةَ يُقَالُ: اسْمُهُ حُذَيْفَةُ وَيُلَقَّبُ بِزَادِ الرَّاكِبِ، وَكَانَ أَحَدَ الأَجْوَادِ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ اسْمَهَا رَمْلَةَ. وَرَوَى عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ إن أُمَّ سَلَمَةَ أَوْصَتْ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، وَرُوِيَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَيْهَا، وَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ [2] . وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ سَعِيدًا وَأَبَا هُرَيْرَةَ تُوُفِّيَا قَبْلَهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ حَزِنْتُ حُزْنًا شَدِيدًا- لَمَّا ذَكَرُوا لَهَا مِنْ جَمَالِهَا- فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى رَأَيْتُهَا وَاللَّهِ أَضْعَافَ مَا وُصِفَتْ لِي فِي الْحُسْنِ وَالْجَمَالِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصَةَ- وَكَانَتَا يَدًا وَاحِدَةً- فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ إِنَّهَا الْغَيْرَةُ وَمَا هِيَ كَمَا تَقُولِينَ إِنَّهَا لَجَمِيلَةٌ، فَرَأَيْتُهَا بَعْدُ فَكَانَتْ كَمَا قَالَتْ حَفْصَةُ، ولكنّ كنت غيري [3] .   [1] في الفتن وأشراط الساعة، رقم (2882) باب الخسف بالجيش الّذي يؤم البيت. من طريق عبيد الله بن القبطية، قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهما على أم سلمة أم المؤمنين، فسألاها عن الجيش الّذي يخسف به، وكان ذلك في أيام ابن الزبير، فقالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم» ، فقلت: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارها؟ قال: «يخسف به معهم» ، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيّته» . [2] طبقات ابن سعد 8/ 96. [3] طبقات ابن سعد 8/ 94. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 قَالَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِد الزَّنْجِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ لَهَا: «إِنِّي قَدْ أهديت إلى النّجاشيّ أواق مِنْ مِسْكٍ وَحُلَّةً، وَإِنِّي أَرَاهُ قَدْ مَاتَ، وَلا أَرَى الْهَدِيَّةَ إِلا سَتُرَدُّ، فَإِذَا رُدَّتْ فَهِيَ لَكِ» . قَالَتْ: فَكَانَ كَمَا قَالَ، فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةً مِنْ مِسْكٍ، وَأَعْطَى سَائِرَهُ أُمَّ سَلَمَةَ، وَأَعْطَاهَا الْحُلَّةَ [1] . الْقَعْنَبِيُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أُمَّ سَلَمَةَ أَنْ تُصَلِّيَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ يَوْمَ النَّحْرِ، وَكَانَ يَوْمُهَا، فَأَحَبَّ أَنْ تُوَافِيَهُ [2] . الْوَاقِدِيُّ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: صَلَّى أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ [3] . قُلْتُ: هَذَا مِنْ غلط الواقديّ، أبو هريرة مات قبلها. 127 ب- أبو رهم السّماعيّ [4]- د ن ق- ويقال: السمعيّ [5] . اسمه أحزاب بن أسيد [6] ، ويقال: أسيد، ويقال: أسد، الظّهريّ، ويقال: بِكَسْرِ الظَّاءِ، وَهُوَ غَلَطٌ مِنْ أَوْلادِ السَّمَعِ- وَيُقَالُ: السَّمَعُ بِكَسْرِ السِّينِ وَإِسْكَانِ الْمِيمِ- بْنِ مالك بن زيد بن سهل.   [1] طبقات ابن سعد 8/ 94. [2] أخرجه أحمد في المسند 6/ 291، من طريق أبي معاوية، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة، وهو مرسل في طبقات ابن سعد 8/ 95. [3] طبقات ابن سعد 8/ 96. [4] انظر عن (أبي رهم السماعي) في: طبقات ابن سعد 7/ 438 (دون ترجمة) ، وسيرة ابن هشام 2/ 140، وتاريخ الثقات 498 رقم 1951، والثقات لابن حبان 5/ 585، والمعرفة والتاريخ 2/ 345، وطبقات خليفة 293، ومشاهير علماء الأمصار 112 رقم 855، وتاريخ أبي زرعة 1/ 389، وجامع التحصيل 169 رقم 15، والمراسيل 15 رقم 15، وأسد الغابة 5/ 196، وتهذيب الكمال 1/ 280، 281 رقم 283، والتاريخ الكبير 2/ 64، 65 رقم 1700، والجرح والتعديل 2/ 348 رقم 1321، والكاشف 1/ 53 رقم 234، وتهذيب التهذيب 1/ 190 رقم 354، وتقريب التهذيب 1/ 49 رقم 324، والإصابة 4/ 75 رقم 440. [5] السّمعيّ: بكسر السين وفتح الميم. كما في: اللباب 2/ 140. [6] مثل أمير. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا خَرَّجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، فَمَنْ قَالَ: لا صُحْبَةَ لَهُ جَعَلَ الْحَدِيثَ مُرْسَلا. وَرَوَى عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ. رَوَى عَنْهُ: الْحَارِثُ بْنُ زِيَادٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدٌ الْيَزَنِيُّ، وَمَكْحُولٌ الشَّامِيُّ، وَشُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ. رَوَى لَهُ دَاوُدُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ. 128- أَبُو الرَّبَابِ الْقُشَيْرِيُّ [1] وَاسْمُهُ مُطَرِّفُ بْنُ مَالِكٍ، بَصْرِيٌّ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَثِقَاتِهِمْ. لَقِيَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَكَعْبَ الأَحْبَارِ، وَأَبَا مُوسَى، وَشَهِدَ فَتْحَ تُسْتَرَ. رَوَى عَنْهُ: زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. فَرَوَى مُحَمَّدٌ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي الدرداء نعوده، وهو يومئذ أَمِيرٌ، وَكُنْتُ خَامِسَ خَمْسَةٍ فِي الَّذِينَ وُلُّوا قَبْضَ السُّوسِ، فَأَتَانِي رَجُلٌ بِكِتَابٍ فَقَالَ: بِيعُونِيهِ، فإنّه كتاب الله أحسن أقرأه ولا تُحْسِنُونَ، فَنَزَعْنَا دَفَّتَيْهِ، فَاشْتَرَاهُ بِدِرْهَمَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ، وَصَحِبَنَا شَيْخٌ عَلَى حِمَارٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مُصْحَفٌ يَقْرَأُهُ ويبكي، فقلت: ما أشبه هذا المصحف بمصحف شأنه كذا وكذا، فقال: إنه ذاك، قلت: فَأَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَرْسِلْ إِلَيَّ كَعْبُ الأَحْبَارِ عَامَ أَوَّلَ فَأَتَيْتُهُ، ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَيَّ، فَهَذَا وَجْهِي إِلَيْهِ، قُلْتُ: فَأَنَا مَعَكَ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى قَدِمْنَا الشَّامَ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ كَعْبٍ، فَجَاءَ عِشْرُونَ مِنَ الْيَهُودِ فِيهِمْ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَرْفَعُ حَاجِبَيْهِ بِحَرِيرَةٍ فَقَالُوا: أَوْسَعُوا أَوْسَعُوا، وَرَكِبْنَا أَعْنَاقَهُمْ، فَتَكَلَّمُوا فَقَالَ كَعْبٌ: يَا نُعَيْمُ، أَتُجِيبُ هَؤُلاءِ أَوْ أُجِيبُهُمْ؟ قَالَ: دَعُونِي حَتَّى أَفْقَهَ هَؤُلاءِ مَا قَالُوا، ثُمَّ أُجِيبُهُمْ، إِنَّ هَؤُلاءِ أَثْنَوْا عَلَى أَهْلِ مِلَّتِنَا خَيْرًا، ثُمَّ قَلَبُوا أَلْسِنَتَهُمْ، فَزَعَمُوا أَنَّا بِعْنَا الآخِرَةَ بِالدُّنْيَا، هَلُمَّ فَلْنُوَاثِقْكُمْ، فَإِنْ جئتم بأهدى   [1] انظر عن (أبي الرباب القشيري) في: طبقات خليفة 197، والتاريخ الكبير 7/ 396 رقم 1729، والجرح والتعديل 8/ 312 رقم 1445 (وفيه: أبو الرئاب) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 مِنْهُ لَتَتَّبِعُنَّا، قَالَ: فَتَوَاثَقُوا، فَقَالَ كَعْبٌ: أَرْسِلْ إِلَيَّ ذَلِكَ الْمُصْحَفَ، فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ: أَتَرْضَوْنَ أن يَكُونَ هَذَا بَيْنَنَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، لا يُحْسِنْ أَحَدٌ يَكْتُبُ مِثْلَهُ الْيَوْمَ، فَدَفَعَ إِلَى شَابٍّ مِنْهُمْ، فَقَرَأَ كَأَسْرَعِ قَارِئٍ، فَلَمَّا بَلَغَ إلى مكان منه نظر إلى أصحابه كَالرَّجُلِ يُؤْذِنُ صَاحِبَهُ بِالشَّيْءِ، ثُمَّ جَمَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ بِهِ، فَنَبَذَهُ، فَقَالَ كَعْبٌ: آهِ، وَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ، فَقَرَأَ، فَأَتى عَلَى آيَةٍ مِنْهُ، فَخَرُّوا سُجَّدًا، وَبَقِيَ الشَّيْخُ يَبْكِي، فَقِيلَ: وما يبكيك؟ فقال: وما لي لا أَبْكِي، رَجُلٌ عَمِلَ فِي الضَّلالَةِ كَذَا وَكَذَا سَنَةً، وَلَمْ أَعْرِفِ الإِسْلامَ حَتَّى كَانَ الْيَوْمَ. هَمَّامٌ: ثنا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَصَبْنَا دَانِيَالَ بِالسُّوسِ [1] فِي بَحْرٍ مِنْ صَفَرٍ، وَكَانَ أَهْلُ السُّوسِ إذا استقروا اسْتَخْرَجُوهُ فَاسْتَسْقَوْا بِهِ، وَأَصَبْنَا مَعَهُ ريطتي كِتَّانٍ، وَسِتِّينَ جَرَّةً مَخْتُومَةً، فَفَتَحْنَا جَرَّةً، فَوَجَدْنَا فِي كُلِّ جَرَّةِ عَشْرَةَ آلافٍ، وَأَصَبْنَا مَعَهُ رَبْعَةً فِيهَا كِتَابٌ، وَكَانَ مَعَنَا أَجِيرٌ نَصْرَانِيُّ يُقَالُ لَهُ نُعَيْمٌ، فَاشْتَرَاهَا بِدِرْهَمَيْنِ. قَالَ هَمَّامٌ: قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو حَسَّانٍ أَنَّ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ حُرْقُوصٌ، فَأَعْطَاهُ أَبُو مُوسَى الرَّيْطَتَيْنِ وَمِائَتَيْ دِرْهَمٍ، ثُمَّ إِنَّهُ طَلَبَ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ الرَّيْطَتَيْنِ، فَأَبَى، فَشَقَّقَهُمَا عَمَائِمَ، فَكَتَبَ أَبُو مُوسَى فِي ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَعَا اللَّهَ أَنْ لا يَرِثَهُ إِلا الْمُسْلِمُونَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ وَادْفِنْهُ. قَالَ هَمَّامٌ: وثنا فَرْقَدٌ، ثنا أَبُو تَمِيمَةَ أَنَّ كِتَابَ عُمَرَ جَاءَ: أَنِ اغْسِلْهُ بِالسِّدْرِ وَمَاءِ الرَّيْحَانِ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ مُطَرِّفٍ قَالَ: فَبَدَا لِي أَنْ آتِيَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَبَيْنَا أَنَا فِي الطَّرِيقِ إِذَا أَنَا بِرَاكِبٍ شَبَّهْتُهُ بِذَلِكَ الْأَجِيرِ النَّصْرَانِيِّ، فَقُلْتُ: نُعَيْمٌ، قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: مَا فَعَلَتْ نَصْرَانِيَّتُكَ؟ قَالَ: تحنّفت بعدك، ثم أتينا دمشق،   [1] السّوس: بضم أوله وسكون ثانيه، وسين مهملة أخرى. بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبيّ، عليه السلام. قال حمزة: السوس تعريب الشوش، بنقط الشين، ومعناه: الحسن والنّزه والطيّب واللطيف. (معجم البلدان 3/ 280) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 فَلَقِينَا كَعْبًا، فَقَالَ: إِذَا أَتَيْتُمْ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَاجْعَلُوا الصَّخْرَةَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا ثَلاثِينَ، حَتَّى أَتَيْنَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ لِكَعْبٍ: أَلا تُعْدِينِي عَلَى أَخِيكَ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ، فَجَعَلَ لَهَا مِنْ كُلِّ ثَلاثِ لَيَالٍ لَيْلَةً، ثُمَّ انْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَسَمِعَتِ الْيَهُودُ بِنُعَيْمٍ وَكَعْبٍ، فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ كَعْبٌ: إِنَّ هَذَا كِتَابٌ قَدِيمٌ، وَإِنَّهُ بلغتكم فاقرءوه، فَقَرَأَهُ قَارِئُهُمْ، فَأَتَى عَلَى مَكَانٍ مِنْهُ، فَضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ، فَغَضِبَ نُعَيْمٌ، فَأَخَذَهُ وَأَمْسَكَهُ، ثم قَرَأَ قَارِئُهُمْ حَتَّى أَتَى عَلَى ذَلِكَ الْمَكَانَ وَمن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ في الْآخِرَةِ من الْخاسِرِينَ 3: 85 [1] فَأَسْلَمَ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ حَبْرًا، وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ، فَفَرَضَ لَهُمْ مُعَاوِيَةُ وَأَعْطَاهُمْ. قَالَ هَمَّامٌ: وَحَدَّثَنِي بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، أَنَّهُمْ تَذَاكَرُوا ذَلِكَ الْكِتَابَ، فَمَرَّ بِهِمْ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتُمْ، إِنَّ كَعْبًا لَمَّا احْتُضِرَ قَالَ: أَلا رجل آتمنه عَلَى أَمَانَةٍ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَدَفَعَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الْكِتَابَ وَقَالَ: ارْكَبِ الْبُحَيْرَةَ، فَإِذَا بَلَغْتَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَاقْذِفْهُ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِ كَعْبٍ فَقَالَ: هَذَا كِتَابٌ فِيهِ عِلْمٌ، وَيَمُوتُ كَعْبٌ، لا أُفَرِّطُ بِهِ، فَأَتَى كَعْبًا وَقَالَ: فَعَلْتُ مَا أَمَرْتَنِي، قَالَ: وَمَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: لَمْ أَرَ شَيْئًا، فَعَلِمَ كَذِبَهُ، فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ حَتَّى رَدَّ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَلَمَّا أَيْقَنَ كَعْبٌ بِالْمَوْتِ قَالَ: أَلا رَجُلٌ يُؤَدِّي أَمَانَتِي؟ قَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَرَكِبَ سَفِينَةً، فَلَمَّا أَتَى ذَلِكَ الْمَكَانَ ذَهَبَ لِيَقْذِفَهُ، فَانْفَرَجَ لَهُ الْبَحْرُ حَتَّى رَأَى الأَرْضَ، فَقَذَفَهُ وَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ كَعْبٌ: إِنَّهَا التَّوْرَاةُ كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، مَا غُيِّرَتْ وَلا بُدِّلِتْ، وَلَكِنْ خَشِيتُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى مَا فِيهَا، وَلَكِنْ قُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ. رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ، عَنْ هُدْبَةَ، ثنا هَمَّامٌ. 129- أَبُو شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيُّ [2] الْعَدَوِيُّ الْكَعْبِيُّ، مِنْ عَرَبِ الحجاز، في   [1] سورة آل عمران- الآية 85. [2] انظر عن (أبي شريح الخزاعي) في: التاريخ الصغير 82، والتاريخ الكبير 3/ 224 رقم 756، والجرح والتعديل 3/ 398 رقم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 اسْمِهِ أَقْوَالٌ، أَشْهَرُهَا خُوَيْلِدُ بْنُ عَمْرٍو. أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ: نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، وَابْنُهُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ بِالْمَدِينَةِ. 130- أُمُّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّةُ [1] نُسَيْبَةُ، الَّتِي أَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم أن تغسّل بنته زينب [2] .   [ () ] 1828، وطبقات خليفة 108 (وفيه: أبو شريح الكعبي اسمه عمرو بن خويلد) ، والمعرفة والتاريخ 1/ 398، وطبقات ابن سعد 4/ 295، ومشاهير علماء الأمصار 27 رقم 129، والمغازي للواقدي 616 و 845 و 896، ومسند أحمد 4/ 31 و 6/ 384، وسيرة ابن هشام 4/ 57، 58، والاستيعاب 4/ 101- 103، وتاريخ خليفة 265، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 124، وتاريخ الطبري 4/ 272 و 5/ 346، والأخبار الموفقيات 512، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 274 ب، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 243 رقم 364، وأسد الغابة 5/ 225، 226، والكامل في التاريخ 3/ 105 و 4/ 18، وتحفة الأشراف 9/ 223- 226 رقم 635، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 147، والكاشف 3/ 305 رقم 210، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 556، وشفاء الغرام 2/ 190 و 191 و 247، والنكت الظراف 9/ 223، 224، والإصابة 4/ 101، 102 رقم 613، وتهذيب التهذيب 12/ 125، 126 رقم 581، وتقريب التهذيب 2/ 434 رقم 3. [1] انظر عن (أم عطية الأنصارية) في: المغازي للواقدي 685، والجرح والتعديل 9/ 465 رقم 2379، وطبقات ابن سعد 8/ 455، ومسند أحمد 6/ 407، وطبقات خليفة 340، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 81، والكامل في التاريخ 2/ 291، وأسد الغابة 5/ 603 وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 364 رقم 773، وتاريخ الطبري 3/ 124، والتاريخ لابن معين 2/ 742، والاستيعاب 4/ 471، 472، والمغازي من تاريخ الإسلام 520، والمعين في طبقات المحدّثين 30 رقم 176، والكاشف 3/ 436 رقم 145، والإصابة 4/ 476، 477 رقم 1415. [2] أخرج ابن الأثير في أسد الغابة 5/ 603 من طريق: الترمذي، حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا هشيم، أخبرنا خالد ومنصور وهشام، فأما خالد وهشام فقالا عن محمد وحفصة، وقال منصور، عن محمد، عن أم عطية، قالت: توفيت إحدى بنات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن، واغسلنها بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور، فإذا فرغتنّ فآذنني» ، فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه وقال: «أشعرنها إيّاه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 رَوَى عَنْهَا: مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأُخْتُهُ حَفْصَةُ، وَأُمُّ شَرَاحِيلَ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بن عمير. هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غَزَوَاتٍ، فَكُنْتُ أَصْنَعُ لَهْمُ طَعَامَهُمْ، وَأَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى، وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى [1] . وَعَنْ أُمِّ شَرَاحِيلَ مَوْلاةِ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: كَانَ عليّ رضي الله عنه يقيل عِنْدِي، فَكُنْتُ أَنْتِفُ إبْطَهُ بِوَرْسَةٍ [2] . 131- أَبُو كَبْشَةَ [3]- د ت ق- الْأَنْمَارِيُّ الْمَذْحِجِيُّ، اسْمُهُ عُمَرُ، وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ سعد [4] . له صحبة ورواية، نزل الشام. روى عنه: ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيُّ سَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ الطَّائِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْحَبْرَانِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يحيى أبو عامر الهوزني.   [ () ] قال: أخرجها ها هنا أبو عمر وأخرجها الثلاثة في النون من الأسماء. والحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 35 من طريق معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن أيوب، عن محمد بن سيرين. [1] طبقات ابن سعد 8/ 455. [2] طبقات ابن سعد 8/ 456. [3] انظر عن (أبي كبشة) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 87، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 176، والمعارف 148، وتاريخ خليفة 156، والزهد لابن المبارك 354 رقم 999، والمغازي للواقدي 24 و 153، والمعرفة والتاريخ 24/ 357 و 3/ 191، وطبقات ابن سعد 7/ 416، ومسند أحمد 4/ 230، وطبقات خليفة 73 و 306، ومشاهير علماء الأمصار 54 رقم 367، وتحفة الأشراف 9/ 273، 274 رقم 652، والتاريخ لابن معين 2/ 721، وأسد الغابة 5/ 281، 282، والاستيعاب 4/ 166، 167، والكاشف 3/ 327 رقم 341، والنكت الظراف 9/ 274، والإصابة 4/ 164 رقم 958، وتهذيب التهذيب 209 رقم 972، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 458. [4] وقيل: سعد بن عمرو، وقيل عمير بن سعد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 132- أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ [1] لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وَاسْمُهُ مختلف فيه، فقيل، كعب بن عاصم، وَقِيلَ: عَامِرُ بْنُ الْحَارِثِ، وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. رَوَى أَحَادِيثُ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن غنم، وأم الدرداء، وربيعة الجرشي، وأبو سلام الأسود، وشهر بن حوشب، وعطاء بن يسار، وشريح بن عبيد. وكان يكون بالشام. قَالَ ابْنُ سُمَيْعٍ: أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ، قَدِيمُ الْمَوْتِ بِالشَّامِ، اسْمُهُ كَعْبُ بْنُ عَاصِمٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : تُوُفِّيَ أَبُو مَالِكٍ فِي خِلافَةِ عُمَرَ. وَقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ قَالَ: طُعِنَ مُعَاذٌ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَأَبُو مَالِكٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا رِوَايَةِ أَبِي سَلامٍ وَمَنْ بَعْدَهُ، عَنْ أَبِي مالك مرسلة منقطعة، وهذا الإرسال كثير في حديث الشاميّين. روى صفوان بن عمرو، عَنْ شُرَيْحٍ [3] عَنْ عُبَيْدٍ، أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: يَا سَامِعَ الأَشْعَرِيِّينَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «حُلْوَةٌ الدُّنْيَا مُرَّةٌ الآخِرَةُ ومرّة الدنيا حلوة الآخرة» [4] [5] :   [1] انظر عن (أبي مالك الأشعري) في: مسند أحمد 5/ 341، وطبقات خليفة 68 و 304، وطبقات ابن سعد 4/ 358 و 7/ 400، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 102، والكاشف 3/ 330 رقم 357، وأسد الغابة 5/ 288، وتحفة الأشراف 9/ 280- 284 رقم 655، والتاريخ الكبير 7/ 221، 222 رقم 956، والجرح والتعديل 7/ 160 رقم 898، والنكت الظراف 9/ 280- 284، والإصابة 3/ 294 و 4/ 175، وتهذيب التهذيب 12/ 218، 219 رقم 1002، وتقريب التهذيب 2/ 134 رقم 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 459. [2] قول ابن سعد غير موجود في ترجمة أبي مالك الأشعري. [3] في طبعة القدسي 3/ 102 «شريح بن عبيد» والتصويب من مسند أحمد. [4] أخرجه أحمد في المسند 5/ 342. [5] جاء في الأصل هنا، بخط المؤلّف: «ينبغي أن تحوّل ترجمته إلى طبقة معاذ» ، وتحته أيضا: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 133- أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ [1] الدَّارَانِيُّ الزَّاهِدُ، سَيِّدُ التَّابِعِينَ بِالشَّامِ. اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثُوَبٍ عَلَى الْأَصَحِّ، وَقِيلَ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقِيلَ: ابْنُ ثَوَابٍ، وَقِيلَ: ابْنُ عُبَيْدٍ، وَقِيلَ: ابْنُ مُسْلِمٍ وَقِيلَ: اسْمُهُ يَعْقُوبُ بْنُ عَوْفٍ [2] . قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ، وَقَدْ أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ المدينة في خلافة أبي بكر.   [ () ] حوّلت إلى طبقة معاذ أخصر من هذا فليعلم. فمن أراد أن يكملها من هنا فليفعل» . [1] انظر عن: (أبي مسلم الخولانيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 725، والزهد لابن المبارك 158 و 338 و 528، والملحق به 215، وتاريخ الطبري 4/ 352، وطبقات ابن سعد 7/ 448، وطبقات خليفة 307، ومشاهير علماء الأمصار 112 رقم 856، والمعارف 439، والأخبار الموفقيّات 299، 300، والتاريخ الصغير 67 و 70، والتاريخ الكبير 5/ 58، 59 رقم 133، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 354، وتاريخ الثقات 511 رقم رقم 2043، والجرح والتعديل 5/ 20 رقم 90، وتاريخ داريا 59، وحلية الأولياء 2/ 122- 131 رقم 168، والإكمال 1/ 568، وجمهرة أنساب العرب 418 (وفيه أبو مسلم الخولانيّ عبد الله بن أيوب) وهو تصحيف، والأخبار الطوال 162، 163، والعقد الفريد 1/ 247 و 3/ 171، والمعرفة والتاريخ 2/ 308 و 382 و 384 و 478 و 772 و 3/ 199، وثمار القلوب 688، وعيون الأخبار 2/ 117، وتاريخ أبي زرعة 1/ 226 و 227 و 386 و 2/ 690، والاستيعاب 2/ 272، وتاريخ دمشق (تراجم عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوّب) 483- 525 رقم 206، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 314- 322، وأسد الغابة 3/ 395، وصفة الصفوة 4/ 179- 185 و 5/ 297، 298 وسير أعلام النبلاء 4/ 7- 14 رقم 2، وتذكرة الحفاظ 1/ 46، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 539، 540، والكاشف 3/ 333 رقم 385، والوفيات لابن قنفذ 97 رقم 63، وجامع التحصيل 252 رقم 341، وفوات الوفيات 2/ 169 رقم 217، والبداية والنهاية 8/ 146، ومرآة الجنان 1/ 138، والوافي بالوفيات 17/ 99، 100 رقم 81، وتهذيب الكمال 170 و 1654، وتهذيب التهذيب 12/ 235، 236 رقم 1068، وتقريب التهذيب 2/ 473 رقم 71، والإصابة 3/ 87 رقم 6302 و 4/ 190 رقم 1117، والتذكرة الحمدونية 1/ 195، وربيع الأبرار 1/ 398، والبيان والتبيين 3/ 127، والبصائر والذخائر 2/ 201، والعزلة لأبي سليمان الخطابي- القاهرة 1352- ص 85، والإيجاز والإعجاز 9، وطبقات الحفاظ 13، وشذرات الذهب 1/ 70. [2] انظر الأقوال في اسمه في: تاريخ دمشق 483. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ [1] ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَعُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَفِي بَعْضِ هَؤُلاءِ مِنْ رِوَايَتُهُ عَنْهُ مُرْسَلَةٌ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٌ قَالَ: أتى أبو مُسْلِمٌ الْخَوْلانِيُّ الْمَدِينَةَ وَقَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: ثنا شُرَحْبِيلُ أَنَّ الأَسْوَدَ تَنَبَّأَ [3] بِالْيَمَنِ، فَبَعَثَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ، فَأَتَاهُ بِنَارٍ عَظِيمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى أَبَا مُسْلِمٍ فِيهَا، فَلَمْ تَضُرَّهُ، فَقِيلَ لِلأَسْوَدِ: إِنْ تَنْفِ هَذَا عَنْكَ أَفْسَدَ عليك من اتّبعك، فأمره بالرحيل، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ وَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي، فَبَصُرَ بِهِ عُمَرُ، فَقَامَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ الَّذِي حَرَّقَهُ الْكَذَّابُ بِالنَّارِ؟ قَالَ: ذَاكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثُوبٍ، قَالَ: فَنَشَدْتُكَ باللَّه أَنْتَ هُوَ؟ قَالَ: اللَّهمّ نَعَمْ، فَاعْتَنَقَهُ عُمَرُ وَبَكَى، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصِّدِّيقِ وَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ مَنْ صُنِعَ بِهِ كَمَا صُنِعَ بِإِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ [4] . رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، فذَكَرَهُ. وَيُرْوَى عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ كَعْبًا رَأَى أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيَّ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ قَالَ: هَذَا حَكِيمُ هَذِهِ الأمّة [5] .   [1] مهمل في الأصل. [2] تاريخ دمشق 492. [3] في الأصل «ثنا» بدل «تنبّأ» والتصويب من أسد الغابة، والسياق. [4] تاريخ دمشق 493. [5] أخرجه ابن عساكر من طريق الخضر بن أبان، عن سيار بن حاتم، عن جعفر بن مالك بن دينار. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهري قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَانَ يَتَنَاوَلُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أُحَدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ قَدْ أُوتِيَ حِكْمَةً؟ قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ، سَمِعَ أَهْلَ الشَّامِ يَنَالُونَ مِنْ عَائِشَةَ فَقَالَ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَثَلِي وَمَثَلِ أُمِّكُمْ هَذِهِ، كَمَثَلِ عَيْنَيْنِ فِي رَأْسٍ يُؤْذِيانِ صَاحِبَهُمَا، وَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعَاقِبَهُمَا إِلا بالذي هو خير لهما، فَسَكَتَ [1] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِيهِ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةَ: عَلّقَ أَبُو مُسْلِمٍ سَوْطًا فِي مَسْجِدِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: أَنَا أَوْلَى بِالسَّوْطِ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَإِذَا دَخَلَتْهُ فَتَرَةٌ مَشَقَ سَاقَيْهِ سَوْطًا أَوْ سَوْطَيْنِ. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: لَوْ رَأَيْتُ الْجَنَّةَ عِيَانًا وَالنَّارَ مَا كَانَ عِنْدِي مُسْتَزَادٌ [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ: إِنَّ رَجُلَيْنِ أَتِيَا أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيَّ فِي مَنْزِلِهِ، فَلَمْ يَجِدَاهُ، فَأَتِيَا الْمَسْجِدَ فَوَجَدَاهُ يَرْكَعُ، فَانْتَظَرَا انْصِرَافَهُ، وَأَحْصَيَا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: إِنَّهُ رَكَعَ ثَلاثَمِائَةِ رَكْعَةٍ، وَالآخَرُ: أَرْبَعَمِائَةِ رَكْعَةٍ، قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ [3] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةَ أن أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيَّ سَمِعَ رَجُلا يقول: من سبق اليوم؟ فقل: أَنَا السَّابِقُ، قَالُوا: وَكَيْفَ يَا أَبَا مُسْلِمٍ؟ قَالَ: أُدْلِجْتُ مِنْ دَارِنَا [4] ، فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَكُمْ [5] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: دَخَلَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ غَازٍ فِي أَرْضِ الرُّومِ، وَقَدِ احْتَفَرَ جورة في   [1] تاريخ دمشق 497. [2] تاريخ دمشق 498، وحلية الأولياء 2/ 127. [3] حلية الأولياء 2/ 127، تاريخ دمشق 498. [4] في تاريخ دمشق «من داريا» وفي نسخة أخرى كما هنا. [5] تاريخ دمشق 499. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 فُسْطَاطِهِ، وَجَعَلَ فِيهَا نَطْعًا، وَأَفْرَغَ فِيهِ الْمَاءَ، وَهُوَ يَتَصَلِّقُ [1] فِيهِ، قَالُوا: مَا حَمَلَكَ عَلَى الصِّيَامِ وَأَنْتَ مُسَافِرٌ؟ قَالَ: لَوْ حَضَرَ قِتَالٌ لأَفْطَرْتُ وَلَتَهَيَّأْتُ لَهُ وَتَقَوَّيْتُ، إِنَّ الْخَيْلَ لا تَجْرِي الْغَايَاتَ وَهِيَ بُدَّنٌ، إِنَّمَا تَجْرِي وَهِيَ ضُمْرٌ، أَلا وَإِنَّ أَمَامَنَا بَاقِيَةً جَائِيَةً لَهَا نَعْمَلُ [2] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ يُكْثِرُ أَنْ يُرْفَعَ صَوْتُهُ بِالتَّكْبِيرِ، حَتَّى مَعَ الصِّبْيَانِ، وَيَقُولُ: اذْكُرِ اللَّهَ حَتَّى يَرَى الْجَاهِلُ أَنَّكَ مَجْنُونٌ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ- وَأَرَاهُ مُنْقَطِعًا- أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَزَا أَرْضَ الرُّومِ، فَمَرُّوا بِنَهْرٍ قَالَ: أَجِيزُوا بِاسْمِ اللَّهِ، وَيَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَيَمُرُّونَ بِالنَّهْرِ الْغَمْرِ، فَرُبَّمَا لَمْ يَبْلُغْ مِنَ الدَّوَابِّ إِلا الرَّاكِبُ، فَإِذَا جَازُوا قَالَ: هَلْ ذَهَبَ لَكُمْ شَيْءٌ، فَأَلْقَى بَعْضُهُمْ مِخْلَاتَهُ، فَلَمَّا جَاوَزُوا قَالَ: مِخْلاتِي وَقَعَتْ، قَالَ: اتَّبِعْنِي، فَاتّبَعْتُهُ، فَإِذَا بِهَا مُعَلَّقَةٌ بِعُودٍ فِي النَّهْرِ، فَقَالَ: خُذْهَا [4] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ: إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ أَتَى عَلَى دِجْلَةَ، وَهِيَ تَرْمِي بِالْخَشَبِ مِنْ مَدِّهَا، فَوَقَفَ عَلَيْهَا ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مسيرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْبَحْرِ ثُمَّ لَهَزَ دَابَّتَهُ، فَخَاضَتِ الْمَاءَ، وَتَبِعَهُ النَّاسُ حَتَّى قَطَعُوا، ثُمَّ قَالَ: فَقَدْتُمْ شَيْئًا، فَأدَعُو اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيَّ؟ [5] . وَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ إِذَا استسقى سقي [6] .   [1] تصلّق: تقلّب على جنبه. (لسان العرب- مادّة: صلق) . وفي النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: تصلّق الحوت في الماء إذا ذهب وجاء. [2] تاريخ داريا 61، تاريخ دمشق 500، حلية الأولياء 2/ 127، وانظر: الزهد لابن المبارك 528 رقم 1501. [3] تاريخ دمشق 501. [4] تاريخ دمشق 503. [5] تاريخ دمشق 503. [6] تاريخ دمشق 505. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 وَقَالَ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ: إِنَّ امْرَأَةً خَبَّبَتْ [1] عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ، فَدَعَا عَلَيْهَا، فَذَهَبَ بَصَرُهَا، فَأَتَتْهُ، فَاعْتَرَفَتْ وَقَالَتْ: إِنِّي لا أَعُودُ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً فَارْدُدْ بَصَرَهَا، فَأَبْصَرَتْ [2] . وَقَالَ ضَمْرَةُ بن ربيعة، عن بلال بن كعب قال: قَالَ الصِّبْيَانُ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَحْبِسَ عَلَيْنَا هَذَا الظَّبْيَ فَنَأْخُذُهُ، فَدَعَا اللَّهَ فَحَبَسَهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى أَخَذُوهُ [3] . وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيّ: لَيْسَ لَنَا دَقِيقٌ. فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: دِرْهَمٌ بِعْنَا بِهِ غَزْلًا، قَالَ: ابْغِنِيهِ، وَهَاتِي الْجِرَابَ، فَدَخَلَ السُّوقَ، فَأَتَاهُ سَائِلٌ وَأَلَحَّ، فَأَعْطَاهُ الدِّرْهَمَ، وَمَلأَ الْجِرَابَ مِنْ نُحَاتَةِ النَّجَّارَةِ مَعَ التُّرَابِ، وَأَتَى وَقَلْبُهُ مَرْعُوبٌ مِنْهَا، فَرَمَى الْجِرَابَ وَذَهَبَ، فَفَتَحَتْهُ، فَإِذَا بِهِ دَقِيقٌ حُوَّارَى [4] فَعَجَنَتْ وَخَبَزَتْ، فَلَمَّا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ هَوِيٌّ [5] جَاءَ فَنَقَرَ الْبَابَ، فَلَمَّا دَخَلَ وَضَعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ خِوَانًا وَأَرْغِفَةً، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ قَالَتْ: مِنَ الدَّقِيقِ الَّذِي جِئْتَ بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَبْكِي [6] . رَوَاهَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عُثْمَانَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ اسْتَبْطَأَ خَبَرَ جَيْشٍ كَانَ بِأَرْضِ الرُّومِ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، إِذْ دَخَلَ طَائِرٌ فَوَقَعَ وَقَالَ: أَنَا رَتَبَايِيلُ [7] مُسِلُّ الْحُزْنَ مِنْ صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ ذَلِكَ   [1] يقال: خبّب فلان على فلان صديقه أي أفسده عليه. [2] تاريخ دمشق 506، حلية الأولياء 2/ 129. [3] تاريخ دمشق 507. [4] الحوّاري: الدقيق الأبيض، وهو لباب الدقيق وأجوده وأخلصه. (لسان العرب- مادّة: حور) . [5] الهويّ: كغنيّ، ويضمّ، من الليل ساعة. (القاموس المحيط) . وفي تاريخ دمشق: «الهديء» . [6] تاريخ دمشق 509. [7] في تاريخ داريا: «أرز بابيل» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 296 الْجَيْشَ، فَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: مَا جِئْتَ حَتَّى اسْتَبْطَأْتُكَ [1] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ يَرْتَجِزُ يَوْمَ صِفَّينَ وَيَقُولُ: مَا عِلَّتِي مَا عِلَّتِي ... وَقَدْ لَبِسْتُ دِرْعَتِي أَمُوتُ عَبْدَ طَاعَتِي [2] وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، حَدَّثَنِي يُونُسُ الْهَرِمُ، أن أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيَّ قَامَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، إِنَّمَا أَنْتَ قَبْرٌ مِنَ الْقُبُورِ، إِنْ جِئْتَ بِشَيْءٍ كَانَ لَكَ شَيْءٌ، وَإِلا فَلا شَيْءَ لَكَ، يَا مُعَاوِيَةُ، لا تَحْسَبُ أَنَّ الْخِلافَةَ جَمْعُ الْمَالِ وَتفْرِقَتُهُ، إِنَّمَا الْخِلافَةُ الْقَوْلُ بِالْحَقِّ، وَالْعَمَلُ بالْمَعْدَلَةُ، وَأَخْذُ النَّاسِ فِي ذَاتِ اللَّهِ، يَا مُعَاوِيَةُ، إِنَّا لا نُبَالِي بِكَدَرِ الأَنْهَارِ إِذَا صَفَا لَنَا رَأْسُ عَيْنِنَا، إِيَّاكَ أَنْ تَمِيلَ عَلَى قَبِيلَةٍ، فَيَذْهَبُ حَيْفُكَ بِعَدْلِكَ، ثُمَّ جَلَسَ. فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ [3] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَامَ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ فَقَالَ: السَّلامُ عَلْيَكَ أَيُّهَا الأَجِيرُ، فَقَالُوا: مَهْ. قَالَ: دعوه فَهُوَ أَعْرَفُ بِمَا يَقُولُ، وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ، ثُمَّ وَعَظَهُ وَحَثَّهُ عَلَى الْعَدْلِ [4] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الرُّومَ لا يَزَالُ فِي الْمُقَدِّمَةِ، حَتَّى يُؤْذَنَ لِلنَّاسِ، فَإِذَا أُذِنَ لَهُمْ كَانَ فِي السَّاقَةِ، وَكَانَتِ الْوُلاةُ يُتَيَمَّنُونَ بِهِ، فَيُؤَمِّرُونَهُ عَلَى الْمُقَدِّمَاتِ [5] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تُوُفِّيَ أَبُو مُسْلِمٍ بأرض الروم، وكان قد شتّى   [1] تاريخ داريا 61، تاريخ دمشق 511. [2] في تاريخ دمشق 514: ما علّتي ما علّتي ... أموت عند طاعتي وقد لبست درعتي [3] تاريخ دمشق 516. [4] انظر بقية الخبر في تاريخ دمشق 516. وحلية الأولياء 2/ 125. [5] تاريخ دمشق 522. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 مَعَ بُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَأَةَ، فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ، فَأَتَاهُ بُسْرٍ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُسْلِمٍ: اعْقُدْ لِي عَلَى مَنْ مَاتَ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى لِوَائِهِمْ [1] . وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ [2] عَنْ بَعْضِ مَشْيَخَةِ دِمَشْقَ قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، فَمَرَرْنَا بِالْعُمَيْرِ، عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ حِمْصَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَاطَّلَعَ الرَّاهِبُ مِنْ صَوْمَعَتِهِ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ أَبَا مُسْلِمٍ الخولانيّ؟ قلنا: نعم. قال: إذا أتيتموه فأقرءوه السَّلامَ، فَإِنَّا نَجِدُهُ فِي الْكُتُبِ رَفِيقَ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، أَمَّا إِنَّكُمْ لا تَجِدُونَهُ حَيًّا، فَلَمَّا أَشْرَفْنَا عَلَى الْغُوطَةِ بَلَغَنَا مَوْتُهُ [3] . قَالَ الحافظ ابن عَسَاكِرَ [4] : يَعْنِي سَمِعُوا ذَلِكَ. وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِأَرْضِ الرُّومِ كَمَا حَكَيْنَا. وَقَالَ ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنَّمَا الْمُصِيبَةُ كُلُّ الْمُصِيبَةِ بِمَوْتِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ، وَكُرَيْبِ بْنِ سَيْفٍ الأنصاري [5] . هذا حديث حسن الإسناد، يعطي أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ تُوُفِّيَ قَبْلَ مُعَاوِيَةَ. وَقَدْ قَالَ الْمُفَضِّلُّ بْنُ غَسَّانَ: تُوُفِّيَ عَلْقَمَةُ وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ [6] . - أَبُو مَيْسَرَةَ الهمدانيّ هو عمرو بن شرحبيل، مرّ.   [1] تاريخ دمشق 523. [2] هو محمد بن شعيب بن شابور الدمشقيّ البيروتي الّذي يروي عن الإمام الأوزاعي. [3] حلية الأولياء 2/ 128، تاريخ دمشق 524. [4] في تاريخ دمشق 524. [5] تاريخ أبي زرعة 1/ 227 و 2/ 690، وتاريخ داريا 63، وتاريخ دمشق 524. [6] تاريخ دمشق 525. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 134- أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِي [1] ع لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَشَهِدَ فنح مَكَّةَ، وَكَانَ يَكُونُ بِالْمَدِينَةِ وَبِمَكَّةَ، وَبِمَكَّةَ تُوُفِّيَ. رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو مُرَّةَ مولى عقيل المدنيّون.   [1] انظر: (أبي واقد الليثي) في: سيرة ابن هشام 4/ 89، والتاريخ لابن معين 2/ 731، والمعرفة والتاريخ 3/ 374، والتاريخ الكبير 2/ 258 رقم 2384، والجرح والتعديل 3/ 82، 83 رقم 379 في الحاشية رقم 4، والتاريخ الصغير 53، وجمهرة أنساب العرب 182، ومشاهير علماء الأمصار 25 رقم 111، وتاريخ خليفة 265، وطبقات خليفة 29، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 111، والمغازي للواقدي 453 و 820 و 890 و 896 و 990، وثمار القلوب 296، والمحبّر 237، ومسند أحمد 5/ 217، والاستيعاب 4/ 215، 266، وأسد الغابة 5/ 319، 320، وتحفة الأشراف 11/ 110- 112 رقم 664، وتهذيب الكمال 1657، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 271 رقم 438، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 153، والكاشف 3/ 343 رقم 438، والوفيات لابن قنفذ 78، والإصابة 4/ 215، 216 رقم 1211، وتهذيب التهذيب 12/ 270، 271 رقم 1235، وتقريب التهذيب 2/ 486 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 68 و 462. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299 الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةُ [حَوَادِثُ سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ] تُوُفِّيَ فِيهَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ. وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ. وَفِيهَا: خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْرٍ أَحَدُ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بِالْبَحْرَيْنِ، فَوَجَّهَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى قِتَالِهِ عبد الرحمن الإسكاف، فالتقوا بجواثاء [1] فَانْهَزَمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَالنَّاسُ [2] . وَفِيهَا: حَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ [3] . وَعَرَّفَ بِمِصْرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ عَرَّفَ بِمِصْرَ [4] . يَعْنِي اجْتَمَعَ النَّاسُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَدَعَا لَهْمُ أَوْ وَعَظَهُمْ. وَفِيهَا، أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا. قُتِلَ بَخُرَاسَانَ أَمِيرُهَا أَبُو صالح (عبد الله بن   [1] جواثا: بضم الجيم. حصن لعبد القيس بالبحرين. (معجم البلدان 2/ 174) . [2] تاريخ خليفة 267. [3] تاريخ خليفة 267، تاريخ الطبري 6/ 166، مروج الذهب 4/ 398، الذهب المسبوك للمقريزي 25، شفاء الغرام (بتحقيقنا) ج 2/ 340، البداية والنهاية 8/ 317، تاريخ اليعقوبي 2/ 368. [4] كتاب الولاة والقضاة للكندي- ص 50. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 300 خَازِم) بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيُّ، أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ وَالأَبْطَالِ الْمَعْدُودِينَ. وَيُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، ثَارَ بِهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَقَتَلَهُ وَكِيعُ بْنُ الدَّوْرَقِيَّةَ [1] . وَقِيلَ إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ خَازِمٍ كِتَابًا بِوِلايَةِ خُرَاسَانَ، فَمَزَّقَ كِتَابَهُ وَسَبَّ رَسُولَهُ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى بُكَيْرِ بْنِ وَشَّاحٍ [2] : إِنْ قَتَلْتَ ابْنَ خَازُمٍ فَأَنْتَ الأَمِيرُ، فَعَمِلَ عَلَى قَتْلِهِ وَتَأَمَّرَ بُكَيْرٌ عَلَى الْبِلادِ حَتَّى قَدِمَ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] . وَكَانَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدْ جَمَعَ قَارَنَ بِهَرَاةَ، وَأَقْبَلَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَهَرَبَ قَيْسُ بْنُ الْهَيْثَمِ وَتَرَكَ الْبِلادَ، فَقَامَ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ هَذَا، وَجَمَعَ أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَلَقِيَ قَارِنًا فَهَزَمَ جُنُودَهُ وَقُتِلَ قَارِنٌ [4] ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ بِالْفَتْحِ، فَأَقَرَّهُ ابْنُ عَامِرٍ أَمِيرُ الْعِرَاقِ عَلَى خُرَاسَانَ [5] . قَالَ الواقدي: فيها افتتح عبد الملك قيساريّة [6] .   [1] هو: وكيع بن عميرة القريعيّ. والخبر في تاريخ الطبري 6/ 177. [2] في طبعة القدسي (ص 107) «وساج» بالسين المهملة والجيم، والتصويب من: تاريخ خليفة 295، وتاريخ الطبري 6/ 176 و 177، والبلدان لليعقوبي 299. [3] تاريخ خليفة 294، 295، تاريخ الطبري 6/ 176، 177. [4] تاريخ خليفة 167. [5] تاريخ خليفة 179. [6] تاريخ الطبري 6/ 167. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 301 حَوَادِثُ [سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ] تُوُفِّيَ فِيهَا: مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ. وَالأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ. وَعُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ. وَالْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ التَّيْمِيُّ. وَقُتِلَ فِيهَا: مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ. وَعِيسَى وَعُرْوَةُ وَلَدَا مُصْعَبٍ. وَمُسْلِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَاهِلِيُّ. وَكَانَ مُصْعَبُ قَدْ سَارَ كَعَادَتِهِ إِلَى الشَّامِ إِلَى قِتَالِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَاسْتِئْصَالِهِ، وَسَارَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَجَرَتْ بَيْنَهُمَا وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ بِدِيرِ الْجَاثَلِيقِ [1] ، وَمَسْكَنٍ [2] بِالْقُرْبِ مِنْ أَوَانَا [3] . وَكَانَ قَدْ كَاتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ جَمَاعَةً مِنَ الأشراف المائلين إلى بني أميّة   [1] دير الجاثليق: دير قديم البناء رحب الفناء من طسّوج مسكن قرب بغداد في غربي دجلة في عرض حربي، وهو في رأس الحدّ بين السواد وأرض تكريت. (معجم البلدان 3/ 503) . [2] مسكن: بالفتح ثم السكون، وكسر الكاف، ونون. موضع قريب من أوانا على نهر دجيل. (معجم البلدان 5/ 127) . [3] أوانا: بالفتح، والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر نزهة، من نواحي دجيل بغداد، بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت. (معجم البلدان 1/ 274) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 302 وَغَيْرِ الْمَائِلِينَ يُمَنِّيهِمْ وَيَعِدُهُمْ إِمْرَةَ الْعِرَاقِ وَإِمْرَةَ أَصْبَهَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَأَجَابُوهُ. وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ فَلَمْ يُجِبْهُ، وَأَتَى بِكِتَابِهِ مُصْعَبًا، وَفِيهِ إِنْ بَايَعَهُ وَلاهُ الْعِرَاقَ. وَقَالَ لِمُصْعَبٍ: قَدْ كَتَبَ إِلَى أَصْحَابُكَ بِمِثْلِ كِتَابِي فَأَطِعْنِي وَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، فَقَالَ: إِذًا لا تُنَاصِحُنَا عَشَائِرُهُمْ [1] ، قَالَ: فَأَوْقِرْهُمْ حَدِيدًا وَأَسْجِنْهُمْ بِأَبْيَضِ كِسْرَى وَوَكِّلَ بِهِمْ مَنْ إِنْ غُلِبْتَ ضَرَبَ أَعَنْاقَهُمْ، وَإِنْ نُصِرْتَ مَنَنْتَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: يَا أَبَا النُّعْمَانَ إِنِّي لَفِي شُغْلٍ عَنْ ذَلِكَ، يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَحْرٍ- يَعْنِي الأَحْنَفَ- إِنْ كَانَ لَيُحَذِّرُ غَدْرَ الْعِرَاقِ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ: هَمَّ أَهْلُ الْعِرَاقِ بِالْغَدْرِ بِمُصْعَبٍ، فَقَالَ قَيْسُ بْنُ الْهَيْثَمِ: وَيْحَكُمْ لا تُدْخِلُوا أَهْلَ الشَّامِ عَلَيْكُمْ، فو الله لَئِنْ تَطَعَّمُوا بِعَيْشِكُمْ لَيُصْفِيَنَّ [3] عَلَيْكُمْ مَنَازِلَكُمْ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَشَارَ عَلَيْهِ بِقَتْلِ زِيَادِ بْنِ عَمْرٍو وَمَالِكِ بْنِ مِسْمَعٍ، فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ قَلَبَ الْقَوْمُ أَتْرِسَتَهُمْ وَلَحِقُوا بِعَبْدِ الْمَلِكِ [4] . وَقَالَ الطَّبَرِيُّ [5] : لَمَّا تَدَانَى الْجَمْعَانِ حَمَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ فَأَزَالَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ، ثُمَّ هَرَبَ عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ، وَكَانَ عَلَى الْخَيْلِ مَعَ مُصْعَبٍ. وَجَعَلَ مُصْعَبُ كُلَّمَا قَالَ لِمُقَدَّمٍ مِنْ عَسْكَرِهِ: تَقَدَّمْ، لا يُطِيعُهُ. فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ: أُخْبِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ أَمِيرُ خُرَاسَانَ بِمَسِيرِ مُصْعَبٍ إلى عبد الملك، فقال: أمه عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ؟ قِيلَ: لا، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى فَارِسٍ. قَالَ: فَمَعَهُ الْمُهَلَّبُ بْنُ أبي صفرة؟   [1] في: سير أعلام النبلاء 4/ 143: «إذا تغضب عشائرهم» . [2] الخبر في: الأخبار الموفّقيّات للزبير 557، 558، والأغاني 19/ 123، 124، وأنساب الأشراف 5/ 340، 341، والأخبار الطوال 312. [3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري 6/ 157، أما في أنساب الأشراف 5/ 344 «ليضيّقنّ» . [4] انظر تفاصيل الخبر في: الأخبار الموفقيات 557 وما بعدها، والأغاني 19/ 123 وما بعدها. [5] في تاريخه 6/ 157. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 303 قَالُوا: لا، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَوْصِلِ قَالَ: فَمَعَهُ عَبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ [1] ؟ قِيلَ: لا، اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْبَصْرَةِ. فَقَالَ ابْنُ خَازِمٍ: وَأَنَا بِخُرَاسَانَ [2] . ثُمَّ تَمَثَّلَ: خُذِينِي وَجُرِّينِي ضِبَاعٌ [3] وَأَبْشِرِي ... بِلَحْمِ امْرِئٍ لَمْ يَشْهَدِ الْيَوْمَ نَاصِرُهُ [4] قَالَ الطَّبَرِيُّ [5] : فَقَالَ مُصْعَبٌ لابْنِهِ عِيسَى: ارْكَبْ بِمَنْ مَعَكَ إِلَى عَمِّكَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَدَعْنِي فَإِنِّي مَقْتُولٌ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُخْبِرُ قُرَيْشًا عَنْكَ أَبَدًا، وَلَكِنِ الْحَقْ بِالْبَصْرَةِ فَهُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ وَالطَّاعَةِ، قَالَ: لا تَتَحَدَّثُ قُرَيْشٌ إِنِّي فَرَرْتُ بِمَا صَنَعَتْ رَبِيعَةُ مِنْ خِذْلانِهَا، وَلَكِنْ: أُقَاتِلُ، فَإِنْ قُتِلْتُ فَمَا السَّيْفُ بِعَارٍ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ: أَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعَ أَخِيهِ مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ إِلَى مُصْعَبٍ: إِنِّي مُعْطِيكَ الأَمَانَ يَا ابْنَ الْعَمِّ، فَقَالَ مُصْعَبٌ: إِنَّ مِثْلِي لا يَنْصَرِفُ عَنْ مِثْلِ هَذَا الْمَوْقِفِ إِلا غَالِبًا أَوْ مَغْلُوبًا [6] . وَقِيلَ: إِنَّ مُصْعَبًا أَبَى الأَمَانَ، وَأَنَّهُمْ أَثْخَنُوهُ بِالرَّمْيِ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيْهِ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ الثَّقَفِيُّ، فَطَعَنَهُ وَقَالَ: يَا لِثَارَاتِ الْمُخْتَارِ. وَكَانَ مِمَّنْ قَاتَلَ مَعَ مُصْعَبٍ [7] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تَفَرَّقَ عَنْ مُصْعَبٍ جُنْدُهُ قِيلَ لَهُ: لَوِ اعْتَصَمْتَ بِبَعْضِ الْقِلاعِ وَكَاتَبْتَ مَنْ بَعُدَ عَنْكَ كَالْمُهَلَّبِ وَفُلانٍ، فَإِذَا اجْتَمَعَ لَكَ مَنْ تَرْضَاهُ لَقِيتَ الْقَوْمَ فَقَدْ ضَعُفْتَ جِدًّا وَاخْتَلَّ   [1] في الأصل «الحصن» والتصحيح من تاريخ الطبري 6/ 158، وأنساب الأشراف 5/ 345. [2] تاريخ الطبري 6/ 158، أنساب الأشراف 5/ 345. [3] في تاريخ الطبري «جعار» بدل «ضباع» . [4] البيت في تاريخ الطبري 6/ 158، وأنساب الأشراف 5/ 345 و 348، وأمالي الشجري 2/ 113، والكامل في الأدب للمبرّد 3/ 5، ولسان العرب، مادّة (جعفر) ومادّة (جرر) ، والكامل في التاريخ لابن الأثير 4/ 332. [5] في تاريخه 6/ 158. [6] تاريخ الطبري 6/ 158، 159. [7] تاريخ الطبري 6/ 159. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 304 أَصْحَابُكَ، فَلَبِسَ سِلاحَهُ وَخَرَجَ فِيمَنْ بَقِيَ مَعَهُ وَهُوَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرٍ طَرِيفٍ الْعَنْبَرِيِّ [1] الَّذِي كَانَ يُعَدُّ بِأَلْفِ فَارِسٍ بِخُرَاسَانَ: عَلامَ أَقُولُ السَّيْفَ يُثْقِلُ عَاتِقيِ ... إِذَا أَنَا لَمْ أَرْكَبْ بِهِ الْمَرْكَبَ الصَّعْبَا سَأَحْمِيكُمْ حَتَّى أَمُوتَ وَمَنْ يَمُتْ ... كَرِيمًا فَلا لَوْمًا عَلَيْهِ وَلا عَتْبَا وَرَوَى غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الأَشْتَرِ لِمُصْعَبٍ: ابْعَثْ إِلَى زِيَادِ بْنِ عَمْرٍو وَمَالِكِ بْنِ مِسْمَعٍ وَوُجُوهٍ من وجوه أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنْ يَغْدُرُوا بِكَ، فَأَبَى، فَقَالَ ابْنُ الأَشْتَرِ: فَإِنِّي أَخْرُجُ الآنَ فِي الْخَيْلِ، فَإِذَا قُتِلْتُ فَأَنْتَ أَعْلَمُ. قَالَ: فَخَرَجَ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَقَالَ الْفَسَوِيُّ [2] : قُتِلَ مَعَ مُصْعَبٍ ابْنُهُ عِيسَى، وَجُرِحَ مُسْلِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَاهِلِيُّ فَقَالَ: احْمِلُونِي إِلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، فَحُمِلَ إِلَيْهِ، فَاسْتَأْمَنَ لَهُ. وَوَثَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ ظَبْيَانَ عَلَى مُصْعَبٍ فَقَتَلَهُ عِنْدَ دَيْرِ الْجَاثَلِيقِ، وَذَهَبَ بِرَأْسِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَسَجَدَ للَّه [3] . وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَاتِكًا رَدِيئًا، فَكَانَ يَتَلَهّفُ وَيَقُولُ: كَيْفَ لَمْ أَقْتُلْ عَبْدَ الْمَلِكِ يَوْمَئِذٍ حِينَ سَجَدَ، فَأَكُونُ قَدْ قَتَلْتُ مَلِكَيَّ الْعَرَبِ [4] . وَقالَ أَبُو الْيَقْظَانِ وَغَيْرُهُ: طَعَنَهُ زَائِدَةُ وَاحْتَزَّ رَأْسَهُ ابْنُ ظَبْيَانَ. وَلابْنِ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ: لَقَدْ أَوْرَثَ الْمِصْرَيْنِ حُزْنًا [5] وَذِلَّةً ... قَتِيلٌ بِدَيْرِ الجاثليق مقيم   [1] هو طريف بن تميم العنبري، كان أثقل العرب على عدوّه وطأة وأدركهم بثأر، وأيمنهم نقيبة، وأعساهم قناة لمن رام هضمه، وأقراهم لضيفه.. (انظر عنه في: تاريخ الطبري 8/ 70، ومعاهد التنصيص للعباسي 1/ 204 و 205) . [2] في المعرفة والتاريخ 3/ 331. [3] تاريخ الطبري 6/ 160، البداية والنهاية 8/ 321، المعرفة والتاريخ 3/ 331، والأخبار الموفقيات 560. [4] البداية والنهاية 8/ 321، الأغاني 19/ 126، أنساب الأشراف 5/ 340، الكامل في التاريخ 4/ 328، تاريخ اليعقوبي 2/ 265. [5] هكذا في الأصل، والبداية والنهاية. وفي ديوانه وتاريخ الطبري «خزيا» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 فَمَا قَاتَلَتْ فِي اللَّهِ [1] بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ ... وَلا صَبَرَتْ عِنْدَ اللِّقَاءِ تَمِيمُ وَكُلُّ ثُمَالِيِّ عِنْدَ مَقْتَلِ مُصْعَبٍ ... غَدَاةَ دَعَاهُمْ لِلْوَفَاءِ دُحَيْمُ [2] وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: إِنَّ مُصْعَبًا قَالَ يَوْمًا وَهُوَ يَسِيرُ لِعُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَخْبِرْنِي عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَيْفَ صَنَعَ حِينَ نَزَلَ بِهِ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُهُ عَنْ صَبْرِهِ، وَإِبَائِهِ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ، وَكَرَاهِيَّتِهِ أَنْ يَدْخُلَ فِي طَاعَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ حَتَّى قُتِلَ، قَالَ: فَضُرِبَ بِسَوْطِهِ عَلَى مَعْرِفَةِ فَرَسِهِ وَقَالَ: وَإِنَّ الأُلَى بِالطَّفِّ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... تَأَسَّوْا فَسَنُّوا لِلْكِرَامِ التَّأَسِّيَا [3] قَالَ: فَعَرَفْتُ وَاللَّهِ أَنَّهُ لا يَفِرُّ، وَأنَّهُ سَيَصْبِرُ حَتَّى يُقْتَلَ [4] . قَالَ: وَالْتَقَيَا بِمَسْكِنَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَيْلَكُمْ مَا أَصْبَهَانُ هَذِهِ؟ قِيلَ. سُرَّةُ الْعِرَاقِ، قَالَ: قَدْ وَاللَّهِ كَتَبَ إِلَيَّ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاثِينَ مِنْ أَشْرَافِ الْعِرَاقِ، وَكُلُّهُمْ يَقُولُ: إِنْ خَبِبْتَ بِمُصْعَبٍ فَلِي أَصْبَهَانُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فَكَتَبَ إِلَى كُلٍّ مِنْهُمْ: أَنْ نَعَمْ، فَلَمَّا الْتَقَوْا قَالَ مُصْعَبٌ لِرَبِيعَةَ: تَقَدَّمُوا لِلْقِتَالِ. فَقَالُوا: هَذِهِ عَذْرَةٌ [5] بَيْنَ أَيْدِينَا فَقَالَ: مَا تَأْتُونَ أَنْتَنَ مِنَ الْعَذِرَةَ [6] ، يَعْنِي تَخَلُّفَكُمْ عَنِ الْقِتَالِ. وَقَدْ كَانَتْ رَبِيعَةُ قَبْلُ مُجْمِعَةً عَلَى خِذْلانِهِ، فَأَظْهَرَتْ ذَلِكَ، فَخَذَّلَهُ النَّاسُ. وَلَمْ يَتَقَدَّمْ أَحَدٌ يُقَاتِلُ دُونَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: الْمَرْءُ مَيِّتٌ، فَلأَنْ يَمُوتَ كَرِيمًا أَحْسَنَ بِهِ مِنْ أَنْ يَضْرَعَ إِلَى مَنْ قَدْ وَتَرَهُ، لا أستعين بربيعة أبدا   [1] في تاريخ الطبري، والبداية والنهاية: «فما نصحت للَّه» . [2] هذا البيت لم يذكره الطبري، وانظر عنده أبياتا أخر. (6/ 161) وديوان عبد الله بن قيس بن الرقيّات- ص 196، وكتاب الفتوح لابن أعثم الكوفة- ج 6/ 268، والبداية والنهاية 8/ 322، وأنساب الأشراف 5/ 342، والأخبار الطوال 313 (باختلاف في الألفاظ) ، ومروج الذهب 3/ 116،. [3] البيت لابن قتة كما جاء في: أنساب الأشراف 5/ 339، والأغاني 19/ 129، وهو في: الفتوح لابن أعثم 6/ 264. [4] الأغاني 19/ 129، 130. [5] في الأصل «هذه محدوة» والتصحيح من تاريخ الطبري. [6] في الأصل «أبين من المحزوة» والتصحيح من تاريخ الطبري. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 306 وَلا بِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، مَا وَجَدْنَا لَهُمْ وَفَاءً، انْطَلِقْ يَا بُنَيَّ إِلَى عَمِّكَ فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَدَعْنِي. فَإِنِّي مَقْتُولٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُخْبِرُ نِسَاءَ قُرَيْشٍ بِصَرْعَتِكَ أَبَدًا، قَالَ: فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تُقَاتِلَ فَتَقَدَّمْ حَتَّى أَحْتَسِبُكَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَتَقَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرَ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا حَتَّى أَخَذَتْهُ الرِّمَاحُ فَقُتِلَ، وَمُصْعَبُ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نَفَرٌ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَاتَلَ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى قُتِلَ، وَاحْتَزَّ ابْنُ ظَبْيَانَ رَأْسَهُ. وَبَايَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ وَدَخَلَهَا، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْكُوفَةِ أَخَاهُ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ. قِيلَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمَّا بَلَغَهُ مَقْتَلُ أَخِيهِ مُصْعَبٍ قَامَ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ [1] ، ثُمَّ ذَكَرَ مَصْرَعَ أَخِيهِ فَقَالَ: أَلا إِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ الْغَدْرِ وَالنِّفَاقِ أَسْلَمُوهُ وَبَاعُوهُ، وَاللَّهِ مَا نَمُوتُ عَلَى مَضَاجِعِنَا كَمَا يَمُوتُ بَنُو أَبِي الْعَاصِ، فَمَا قُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ فِي زَحْفٍ وَلا نَمُوتُ إِلا قَعْصًا [2] بِالرِّمَاحِ، وَتَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ [3] . وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو فُدَيْكٍ فَغَلَبَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ [4] . وَقِيلَ هُوَ الَّذِي قَتَلَ نَجْدَةَ الحروري، فَسَارَ إِلَيْهِ جَيْشٌ مِنَ الْبَصْرَةِ، عَلَيْهِمْ أُمَيَّةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الأُمَوِيُّ أَخُو أَمِيرِهَا خَالِدٍ، فَهَزَمَهُ أَبُو فُدَيْكٍ [5] ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى خَالِدٍ يُعَنِّفَهُ لِكَوْنِهِ اسْتَعْمَلَ أُمَيَّةَ عَلَى حَرْبِ الْخَوَارِجِ، وَلَمْ يَسْتَعْمِلِ الْمُهَلَّبِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِمْ بِنَفْسِهِ، وَيَسْتَعِينَ بِرَأْيِ الْمُهَلَّبِ، وَلا يَعْمَلُ أَمْرًا دُونَهُ. وَكَتَبَ إِلَى بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ يَمُدَّهُ بخمسة   [1] في الكامل في التاريخ 4/ 335 «الحمد للَّه الّذي له الخلق والأمر» . [2] في الأصل «قصعا» ، والتصحيح من الطبري والكامل في التاريخ. [3] الطبري 6/ 166، الكامل 4/ 335، عيون الأخبار 2/ 240، العقد الفريد 2/ 183، مروج الذهب 3/ 119. [4] تاريخ الطبري 6/ 174. [5] الطبري، تاريخ اليعقوبي 2/ 273. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 307 آلافٍ، عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث، فسار خالد بالناس حتّى قدم الأهواز، وَسَارَتْ إِلَيْهِ الأَزَّارِقَةُ، فَتَنَازَلَ الْجَيْشَانِ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ زَحَفَ إِلَيْهِمْ خَالِدٌ فَأَخَذُوا يَنْحَازُونَ، فَاجْتَرَأَ عَلَيْهِمُ النَّاسُ، وَكَثُرَتْ عَلَيْهِمُ الْخَيْلُ، فَوَلُّوا مُدْبِرِينَ عَلَى حَمِيَّةٍ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ، واتّبعهم داود بن قحذم أَمِيرُ الْمَيْسَرَةِ وَعَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ، وَجَعَلُوا يَتَطَلَّبُونَهُمْ بِفَارِسٍ، حَتَّى هَلَكَتْ خُيُولُ الْجُنْدِ وَجَاعُوا، وَرَجَعَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ مُشَاةً [1] . قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ [2] : وَفِيهَا كَانَتْ وَقَعَتْ بَيْنَ ابْنِ خَازِمٍ بِخُرَاسَانَ وَبَيْنَ بَحِيرِ [3] بْنِ وَرْقَاءَ بِقُرْبِ مَرْوَ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ فِي الْوَقْعَةِ، وَلِيَ قَتْلَهُ وَكِيعُ بْنُ عُمَيْرَةَ بْنِ الدَّوْرَقِيَّةِ. وَيُقَالَ: اعْتَوَرَ عَلَيْهِ بَحِيرٌ، وَعَمَّارٌ الْجُشَمِيُّ، وَابْنُ الدَّوْرَقِيَّةِ وَطَعَنُوهُ فَصَرَعُوهُ، فَقِيلَ لِوَكِيعٍ: كَيْفَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: غَلَبْتُهُ بِفَضْلِ الْقَنَا، وَلَمَّا صُرِعَ قَعَدْتُ عَلَى صَدْرِهِ، فَحَاوَلَ الْقِيَامَ فَلَمْ يَقْدِرْ، وَقُلْتُ: يَا ثَارَاتَ دُوَيْلَةَ- وَهُوَ أَخُو وَكِيعٍ لأُمِّهِ قُتِلَ تِلْكَ الْمُدَّةِ- قَالَ: فَتَنَخَّمَ فِي وَجْهِي وَقَالَ: لَعَنَكَ اللَّهُ!، تَقْتُلُ كَبْشَ مُضَرَ بِأَخِيكَ عِلْجٍ لا يَسْوَى [4] كَفًّا من نَوَى، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ رِيقًا مِنْهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ عِنْدَ الْمَوْتِ [5] . ثُمَّ أَقْبَلَ بُكَيْرُ بْنُ وَسَّاجٍ، فَأَرَادَ أَخْذَ رَأْسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ، فَمَنَعَهُ بَحِيرٍ، فَضَرَبَهُ بُكَيْرٌ بِعَمُودٍ وَأَخَذَ الرَّأْسَ، وَقَيَّدَ بَحِيرًا، وَبَعَثَ بِالرَّأْسِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [6] . ثُمَّ حَكَى ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ الْخِلَافَ فِي أَنَّ ابْنَ خَازِمٍ إنّما قتل بعد   [1] الخبر مطوّل في تاريخ الطبري 6/ 169- 173، والكامل في التاريخ 4/ 343، 344، ونهاية الأرب 21/ 150. [2] ج 6/ 177. [3] مهمل في الأصل، والتحرير من تاريخ الطبري. [4] عند الطبري «يساوي» . [5] تاريخ الطبري 6/ 177، الكامل في التاريخ 4/ 346. [6] تاريخ الطبري، الكامل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 مَقْتَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَنَّ رَأْسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَدَ عَلَى ابْنِ خَازِمٍ، فَحَلَفَ أَنْ لا يُعْطِيَ عَبْدَ الْمَلِكِ طَاعَةً أَبَدًا، وَإِنَّهُ دَعَا بِطَسْتٍ فَغَسَّلَ الرَّأْسَ وَكَفَّنَهُ وَحَنَّطَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى آلِ الزُّبَيْرِ بِالْمَدِينَةِ [1] . قُلْتُ: وَلَعَلَّهُ رَأْسُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بَعَثَ إِلَى ابْنِ خَازِمٍ مَعَ سَوْرَةَ النُّمَيْرِيِّ: أَنَّ لَكَ خُرَاسَانَ سَبْعَ سنين على أن تبايعني، فقال للرسول: لَوْلا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ بَنِي سُلَيْمٍ وَبَنِي عَامِرٍ لَقَتَلْتُكَ، وَلَكِنْ كُلْ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ، فَأَكَلَهَا [2] . وَفِيهَا سَارَ الْحَجَّاجُ إِلَى حَرْبِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَوَّلُ قِتَالٍ كَانَ بَيْنَهُمَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ، ودام الحصار أشهرا [3] .   [1] تاريخ الطبري 6/ 178، الكامل في التاريخ 4/ 346، البلدان لليعقوبي 299. [2] تاريخ الطبري 6/ 176، الكامل في التاريخ 4/ 345. [3] تاريخ خليفة 268، 269. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 309 حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ] فِيهَا تُوُفِّيَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. وَعَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ الْمُعَلَّى الأَنْصَارِيُّ. وَرَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ التَّيْمِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ الْعَدَوِيُّ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، قُتِلُوا ثَلاثَتُهُمْ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَفِيهَا تُوُفِّيَ: مَالِكُ بْنُ مِسْمَعٍ الرَّبَعِيُّ، وَأَوْسُ بْنُ ضَمْعَجٍ بِخُلْفٍ فِيهِ. وَفِيهَا حَاصَرَ الْحَجَّاجُ مَكَّةَ وَبِهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ حَصَّنَهَا، وَنَصَبَ الْحَجَّاجُ عَلَيْهَا الْمَنْجَنِيقَ. فَرَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَارِيُّ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ بِحَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْهُ: وَقَاتَلَ حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ ابن الزبير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 أَيَّامًا، وَأَحْرَقَ فُسْطَاطًا لَهُ نَصَبَهُ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَطَارَ الشَّرَرُ إِلَى الْبَيْتِ، وَاحْتَرَقَ يَوْمَئِذٍ قَرْنَا الْكَبْشِ الَّذِي فَدَى بِهِ إِسْحَاقَ [1] ، إِلَى أَنْ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: فَخَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَقَالَ: مَنْ لابْنِ الزُّبَيْرِ؟ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَسْكَتَهُ، ثُمَّ أَعَادَ قَوْلَهُ، فَقَالَ: أَنَا، فَعَقَدَ لَهُ عَلَى جَيْشٍ إِلَى مَكَّةَ، فَنَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ، وَرَمَى بِهِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَلَى مَنْ مَعَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ بَيْضَةً يَعْنِي خَوْذَةً تَرُدُّ عَنْهُ، فَقِيلَ لابْنِ الزُّبَيْرِ: أَلا تُكَلِّمُهُمْ فِي الصُّلْحِ، فَقَالَ: أوَ حِينَ صُلْحٍ هَذَا، وَاللَّهِ لَوْ وَجَدُوكُمْ فِي جَوْفِ الْكَعْبَةِ لَذَبَحُوكُمْ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: وَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الْحَيَاةِ بِسُبَّهٍ ... وَلا مُرْتَقٍ [2] مِنْ خَشْيَةِ الْمَوْتِ سُلَّمَا أُنَافِسُ سَهْمًا إِنَّهُ غَيْرُ بَارِحٍ [3] ... مُلَاقِي الْمَنَايَا أَيَّ صَرْفٍ تَيَمَّمَا [4] قَالَ: وَكَانَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ طَائِفَةٌ مِنْ أَعَوْانِ ابْنِ الزُّبَيْرِ يَرْمُونَ عَدُوَّهُ بِالآجُرِّ، وَحَمَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَأَصَابَتْهُ آجُرَّةٌ فِي مَفْرَقِهِ فَلَقَتْ رَأْسَهُ [5] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ بن عروة، عن أبيه قالوا: لما قتل   [1] كذا في النسخ، وهو مرجوح. وقد قال المحبّي في (جنى الجنّتين- ص 50) : وأما القول بأنّ إسحاق هو الذبيح فقد استدلّ له بدلائل من الحديث والأخبار. أكثر ممكنة التأويل. وذكر أن سبب ذبح إسحاق على القول بأنه الذبيح أنّ الخليل إبراهيم قال لسارة: إن جاءني منك ولد فهو للَّه ذبيح، فجاءت بإسحاق ... وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي، إن إسماعيل هو الراجح عند الصحابة والتابعين ومن بعدهم. (كما في جنى الجنّتين) . [2] في (المفضّليّات 12) : «ولا مبتغ» . [3] هذا الشطر من البيت ورد مختلفا في: «المفضّليّات، وفي تاريخ الطبري، وأنساب الأشراف 5/ 367:. أبى لابن سلمى أنّه غير خالد. [4] البيتان للحصين بن الحمام المرّي، في المفضليّات 12، وتاريخ الطبري 6/ 191 بتقديم البيت الثاني على الأول، وكذا في أنساب الأشراف 5/ 367، ومروج الذهب 3/ 121. [5] تاريخ الطبري 6/ 192. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 عَبْدُ الْمَلِكِ مُصْعَبًا بَعَثَ الْحَجّاجُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي أَلْفَيْنِ، فَنَزَلَ الطَّائِفَ، وَبَقِيَ يَبْعَثُ الْبُعُوثَ إِلَى عَرَفَةَ، وَيَبْعَثُ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعْثًا فَتُهْزَمُ خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَيُرَدُّ أَصْحَابُ الْحَجّاجِ إِلَى الطَّائِفِ [1] ، فَكَتَبَ الْحَجّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فِي دُخُولِ الْحَرَمِ وَمُحَاصَرَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَنْ يَمُدَّهُ بِجَيْشٍ، فَأَجَابَهُ وَكَتَبَ إِلَى طَارِقِ بْنِ عَمْرٍو فَقَدِمَ عَلَى الْحَجَّاجِ فِي خَمْسَةِ آلافٍ، فَحَجَّ الْحَجَّاجُ بِالنَّاسِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ يَعْنِي، ثُمَّ صَدَرَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ وَطَارِقُ وَلَمْ يَطُوفَا بالبيت ولا قربا النساء حتى قتل ابن الزُّبَيْرِ فَطَافَا [2] . وَحُصِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ لَيْلَةِ هِلالِ ذِي الْقَعْدَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ [3] وَسَبْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. وَقَدِمَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ حُبْشَانُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَجَعَلُوا يَرْمُونَ فَلا يَقَعَ لَهُمْ مِزْرَاقٌ إلا فِي إِنْسَانٍ، فَقَتَلُوا خَلْقًا [4] . وَكَانَ مَعَهُ أَيْضًا مِنْ خَوَارِجِ أَهْلِ مِصْرَ، فَقَاتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، ثُمَّ ذَكَرُوا عُثْمَانَ فَتَبَرَّءُوا مِنْهُ، فَبَلَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَنَاكَرَهُمْ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ [5] . وَأَلَحَّ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ بِالْمَنْجَنِيقِ وَبِالْقِتَالِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَحَبَسَ عَنْهُمُ الْمِيرَةَ فَجَاعُوا، وَكَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ زَمْزَمَ فَتَعْصِمُهُمْ، وَجَعَلَتِ الْحِجَارَةُ تَقَعُ فِي الْكَعْبَةِ. وَثنا شُرَحْبِيلُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: انْظُرُوا كَيْفَ تَضْرِبُونَ بِسِيُوفِكُمْ، وَلْيَصُنِ الرَّجُلُ سَيْفَهُ كَمَا يَصُونُ وَجْهَهُ [6] ، فَإِنَّهُ قَبِيحٌ بِالرَّجُلِ أَنْ يُخْطِئَ مَضْرِبَ سَيْفِهِ، فَكُنْتَ أرمقه إذا ضرب فما يخطئ مضربا   [1] أنساب الأشراف 5/ 357. [2] تاريخ الطبري 6/ 174، 175، الكامل في التاريخ 4/ 349، 350. [3] وفي تاريخ الطبري 6/ 187: «حصر ابن الزبير ليلة هلال ذي القعدة سنة اثنتين وسبعين وقتل لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين، وكان حصر الحجّاج لابن الزبير ثمانية أشهر وسبع عشرة ليلة» . وهذا القول في أنساب الأشراف 5/ 368. [4] الخبر في أنساب الأشراف 5/ 360، 361 برواية الواقدي. [5] أنساب الأشراف 5/ 361. [6] انظر: تاريخ الطبري 6/ 191. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 312 وَاحِدًا شِبْرًا مِنْ ذُبَابِ السَّيْفِ أَوْ نَحْوِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: (خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْحَوَارِيِّ) [1] . فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ قَامَ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَقَاتَلَهُمْ أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَجَعَلَ الْحَجّاجُ يَصِيحُ بِأَصْحَابِهِ: يا أهل الشام، يَا أَهْلَ الشَّامِ، اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّاعَةِ، فَيَشُدُّونُ الشَّدَّةَ الْوَاحِدَةَ حَتَّى يُقَالَ: قَدِ اشْتَمَلُوا عَلَيْهِ، فَيَشُدُّ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُفَرِّجَهُمْ وَيَبْلُغَ بِهِمْ بَابَ بَنِي شَيْبَةَ ثُمَّ يَكِرُّ وَيَكِرُّونَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ مَعَهُ أَعْوَانٌ، فَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا حَتَّى جَاءَهُ حَجَرٌ عَائِرٌ [2] مِنْ وَرَائِهِ فَأَصَابَهُ فِي قَفَاهُ فَوَقَذَهُ [3] فَارْتَعَشَ سَاعَةً، ثُمَّ وَقَعَ لِوَجْهِهِ، ثُمَّ انْتَهَضَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِيَامِ، وَابْتَدَرَهُ النَّاسُ، وَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَضَرَبَ الرَّجُلَ فَقَطَعَ رِجْلَيْهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى مِرْفَقِهِ الأَيْسَرِ، وَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَمَا يَقْدِرُ أَنْ يَنْهَضَ حَتَّى كَثَّرُوهُ، فَصَاحَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الدَّارِ: «وَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَاهْ) قَالَ: وَابْتَدَرُوهُ فَقَتَلُوهُ رَحِمَهُ اللَّهُ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قَالَ: رَأَيْتُ الْمَنْجَنِيقَ يُرْمَى بِهِ، فَرَعَدَتِ السَّمَاءُ وَبَرَقَتْ، وَاشْتَدَّ الرَّعْدُ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ أَهْلَ الشَّامِ وَأَمْسَكُوا، فَجَاءَ الْحَجَّاجُ وَرَفَعَ الْحَجَرُ بِيَدِهِ وَرَمَى مَعَهُمْ، ثُمَّ إِنَّهُمْ جَاءَتْهُمْ صَاعِقَةٌ تَتْبَعُهَا أُخْرَى، فَقَتَلَتْ مِنْ أَصْحَابِهِ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا، فَانْكَسَرَ أَهْلُ الشَّامِ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لا تُنْكِرُوا هَذِهِ فَهَذِهِ صَوَاعِقَ تِهَامَةَ، ثُمَّ جَاءَتْ صَاعِقَةٌ فَأَصَابَتْ عِدَّةً مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْغَدِ [5] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ وَقَدْ خَذَلَهُ مَنْ مَعَهُ خِذْلانًا شَدِيدًا، وَجَعَلُوا يخرجون   [1] انظر: أنساب الأشراف 5/ 364. [2] مصحّفة في النسخ، والتحرير من: أساس البلاغة. [3] في الأصل وبقيّة النسخ «وقده» بالدال المهملة. [4] أنساب الأشراف 5/ 365. [5] الخبر في تاريخ الطبري 6/ 187، والكامل في التاريخ 4/ 351، وهو باختصار في تاريخ اليعقوبي 2/ 266. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 313 إِلَى الْحَجَّاجِ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ آلافٍ [1] ، وَقِيلَ: إِنَّهُ مِمَّنْ فَارَقَهُ وَلَعَلَّهُ مِنَ الْجُوعِ ابْنَاهُ حَمْزَةُ وَخُبَيْبٌ، فَخَرَجَا إِلَى الْحَجّاجِ وَطَلَبَا أَمَانًا لِأَنْفُسِهِمَا. فَرَوَى الْوَاقِدِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ [2] ، عَنْ مُحَمَّدِ [3] بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أُمِّهِ وَقَالَ: يَا أُمَّهْ خَذَلَنِي النَّاسُ حَتَّى وَلَدَيْ وَأَهْلِي، وَلَمْ يَبْقَ مَعِي إِلا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ دَفْعِ أَكْثَرَ مِنْ صَبْرِ سَاعَةٍ، وَالْقَوْمُ يُعْطُونِي مَا أَرَدْتُ مِنَ الدُّنْيَا، فَمَا رَأْيُكِ؟ قَالَتْ: أَنْتَ أَعْلَمُ، إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ عَلَى حَقٍّ وَإِلَيْهِ تَدْعُو فَامْضِ لَهُ، فَقَدْ قُتِلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُكَ، وَلا تُمَكِّنْ مِنْ رَقَبَتِكَ يَتَلَعَّبُ بِهَا غِلْمَانُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَرَدْتَ الدُّنْيَا فَبِئْسَ الْعَبْدُ أَنْتَ، أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ. فَقَبَّلَ رأسها وقال: هذا رأيي الَّذِي قُمْتُ بِهِ، مَا رَكَنْتُ إِلَى الدُّنْيَا، وَمَا دَعَانِي إِلَى الْخُرُوجِ إلا الْغَضَبُ للَّه، فَانْظُرِي فَإِنِّي مَقْتُولٌ، فَلا يَشْتَدُّ حُزْنُكِ، وَسَلِّمِي لِأَمْرِ اللَّهِ، فِي كَلامٍ طَوِيلٍ بَيْنَهُمَا [4] . وَقَالَ: وَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَحْمِلُ فِيهِمْ كَأَنَّهُ أَسَدٌ فِي أَجَمَةٍ مَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ وَيَقُولُ: 9 لَوْ كَانَ قِرْنِي وَاحِدًا كَفَيْتُهُ [5] . وَبَاتَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ سَابِعَ عَشْرَ جُمَادَى الأُولَى [6] وَقَد أَخَذَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ بِالأَبْوَابِ، فَبَاتَ يُصَلِّي عَامَّةَ اللَّيْلِ، ثُمَّ احْتَبَى بِحَمَائِلِ سَيْفِهِ فَأَغْفَى، ثُمَّ انْتَبَهَ بالفجر، فصلّى الصبح فقرأ: (ن والقلم) حَرْفًا حَرْفًا، ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، وأوصى بالثّبات [7] .   [1] تاريخ الطبري 6/ 188. [2] في طبعة القدسي 3/ 115 «ابن أبي الزناد» . [3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري «مخرمة» . انظر عنه في: تهذيب 10/ 71 رقم 121. [4] الخبر بطوله في تاريخ الطبري 6/ 188، 189، والكامل في التاريخ 4/ 352، 353، وانظر بعضه في: أنساب الأشراف 5/ 364، وتاريخ اليعقوبي 2/ 267. [5] الخبر في تاريخ الطبري 6/ 190، 191، وشطر البيت لدويد بن زيد. انظر: طبقات الشعراء لابن سلام 28. [6] في نسخة دار الكتب المصرية «جمادى الآخرة» ، وكذا أثبتها القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 115، وما أثبتناه عن نسخة الأصل، وهو يتّفق مع الطبري. [7] تاريخ الطبري 6/ 191. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 314 ثُمَّ حَمَلَ حَتَّى بَلَغَ الْحَجُونَ، فَأُصِيبَ بِآجُرَّةٍ فِي وَجْهِهِ شَجَّتَهُ، فَقَالَ: وَلَسْنَا عَلَى الأَعْقَابِ تَدْمَى كُلُومُنَا ... وَلَكِنْ عَلَى أَقْدَامِنَا تَقْطُرُ الدِّمَا [1] ثُمَّ تَكَاثَرُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَبُعِثَ بِرَأْسِهِ، وَرَأْسَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، وَعُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ أَنْ نُصِبُوا بِالْمَدِينَةِ [2] . وَاسْتُوسِقَ [3] الأَمْرُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْحَرَمَيْنِ الْحَجّاجَ بْنَ يُوسُفَ، فَنَقَضَ الْكَعْبَةَ الَّتِي مِنْ بِنَاءِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَتْ تَشَعَّثَتْ مِنَ الْمَنْجَنِيقِ، وَانْفَلَقَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْمَنْجَنِيقِ فَشَعَّبُوهُ، وَبَنَاهَا الْحَجَّاجُ عَلَى بِنَاءِ قُرَيْشٍ وَلَمْ يَنْقُضْهَا إِلا مِنْ جِهَةِ الْمِيزَابِ، وَسَدَّ الْبَابَ الَّذِي أَحْدَثَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ظَاهِرُ الْمَكَانِ [4] . وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَيْسَارِيَّةَ وَهَزَمَ الرُّومَ [5] . وَفِيهَا سَارَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ بِأَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي نَحْوِ عَشَرَةِ آلافٍ لِحَرْبِ أَبِي فُدَيْكٍ، فَالْتَقَوْا، فَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ أَخُوهُ عُمَرُ بن موسى. فانكسرت الميسرة، وأثخن   [1] في أكثر النسخ «الدم» وهو وهم. والبيت للحصين بن الحمام المرّي، في ديوان الحماسة بشرح المرزوقي 1/ 192، وتاريخ الطبري 6/ 192، وقال البلاذري حين ذكر البيت إنه لخالد بن الأعلم حليف بني مخزوم وهو عقيلي، وقال بعضهم هو لأبي عزّة الجمحيّ (أنساب الأشراف 5/ 365) ، والبيت أيضا في: الأخبار الطوال 315، والكامل في التاريخ 4/ 356، ومروج الذهب 3/ 121. [2] تاريخ الطبري 6/ 192، الكامل في التاريخ 4/ 356، 357. [3] استوسق الأمر: اجتمع. [4] تاريخ الطبري 6/ 195 (حوادث سنة 74 هـ.) ، الكامل في التاريخ 4/ 365، أنساب الأشراف 5/ 373، أخبار مكة 1/ 208، 209، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 1/ 311، 312، تاريخ خليفة 271، الأخبار الطوال 316، تاريخ اليعقوبي 2/ 272، وقال اليافعي: «وأما قول الذهبي فنقض الكعبة وأعادها إلى بنائها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فظاهره أنه نقض الكعبة كلها وليس بصحيح» . (مرآة الجنان 1/ 151) . [5] تاريخ الطبري 6/ 194، الكامل في التاريخ 4/ 363. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 315 أَمِيرُهَا بِالْجِرَاحِ، وَأَخَذَهُ الْخَوَارِجُ فَأَحْرَقُوهُ، فِي الْحَالِ، ثُمَّ تَنَاخَى الْمُسْلِمُونَ وَحَمَلُوا حَتَّى اسْتَبَاحُوا عَسْكَرَ الْخَوَارِجِ، وَقُتِلَ أَبُو فُدَيْكٍ وَحَصَرُوهُمْ فِي الْمُشَقِّرِ [1] ، ثُمَّ نَزَلُوا عَلَى الْحَكَمِ فَقُتِلَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْهُمْ نَحْوَ سِتَّةِ آلافٍ، وَأُسِرَ ثَمَانِمِائَةٍ، وَكَانَ أَبُو فُدَيْكٍ قَدْ أَسَرَ جَارِيَةَ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَصَابُوهَا وَقَدْ حَبِلَتْ مِنْ أَبِي فُدَيْكٍ [2] . وَفِيهَا عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ خَالِدًا عَنِ الْبَصْرَةِ وَأَضَافَهَا إِلَى أَخِيهِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ [3] . وَاسْتَعْمَلَ عَلَى خُرَاسَانَ بكير بن وشاح [4] .   [1] المشقّر: بضمّ أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد القاف. حصن بين نجران والبحرين. (معجم البلدان 5/ 134) . [2] تاريخ الطبري 6/ 193، الكامل في التاريخ 4/ 362، نهاية الأرب 21/ 150، 151. [3] الطبري 6/ 194. [4] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 116 «وساج» . والتحرير من الطبري 6/ 194 وغيره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 316 حَوَادِثُ [سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ] تُوُفِّيَ فِيهَا: رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ. وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ. وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ. وَخَرَشَةُ بْنُ الْحُرِّ [1] الْكُوفِيُّ يَتِيمُ عُمَرَ. وَعَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ، لَهُ رُؤْيَةٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ. وَمَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيُّ جَدُّ مَالِكٍ الإِمَامِ. وَأَبُو جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ [2] . وَفِيهَا فِي أَوَّلِهَا قِيلَ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ تُوُفِّيَ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَفِيهَا سَارَ الْحَجَّاجُ مِنْ مَكَّةَ بعد ما بَنَى الْبَيْتَ الْحَرَامِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَقَامَ بِهَا ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ يَتَعَنَّتَ [3] أَهْلَهَا، وَبَنَى بِهَا مَسْجِدًا في بني سلمة، فهو ينسب إليه [4] .   [1] في نسخة دار الكتب «الحرا» والتصحيح من أسد الغابة ومصادر ترجمته الآتية في موضعها. [2] الأخبار الطوال للدينوري 316. [3] في تاريخ الطبري «يتعبّث» . [4] الطبري 6/ 195. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 317 وَاسْتَخَفَّ فِيهَا بِبَقَايَا الصَّحَابَةِ وَخَتَمَ فِي أَعْنَاقِهِمْ [1] . فَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مَخْتُومًا فِي يَدِهِ، وَرَأَى أَنَسًا مَخْتُومًا فِي عُنُقِهِ، يُذِلُّهُمْ بِذَلِكَ [2] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ أَرْسَلَ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْصُرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتَ، قَالَ: كَذَبْتَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَخُتِمَ فِي عُنُقِهِ بِرَصَاصٍ [3] . وَفِيهَا- ذَكَرَهُ ابْنُ جَرِيرٍ [4]- وَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ حَرْبَ الأَزَارِقَةِ، فَشُقَّ ذَلِكَ عَلَى بِشْرٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَخْتَارَ مَنْ أَرَادَ مِنْ جَيْشِ الْعِرَاقِ، فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ رَامَهُرْمُزَ، فَلَقِيَ بِهَا الْخَوَارِجَ، فَخَنْدَقَ عَلَيْهِ [5] . وَفِيهَا عَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بُكَيْرَ بْنَ وِشَاحٍ عَنْ خُرَاسَانَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا أُمَيَّةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ، عَزَلَ بُكَيْرًا خَوْفًا مِنَ افْتِرَاقِ تَمِيمٍ بِخُرَاسَانَ، فَإِنَّهُ أَخْرَجَ ابْنَ عَمِّهِ بَحِيرًا مِنَ الْحَبْسِ، فَالْتَفَّ عَلَى بَحِيرٍ خَلْقٌ، فَخَافَ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَكَتَبُوا إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يُوَلِّيَ عَلَيْهِمْ قُرَشِيًّا لا يَحْسِدُ وَلا يَتَعَصَّبُ عَلَيْهِ، فَفَعَلَ [6] . وَكَانَ أُمَيَّةُ سَيِّدًا شَرِيفًا فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِبُكَيْرٍ وَلا لِعُمَّالِهِ، بَلْ عَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُوَلِّيَهُ شُرْطَتَهُ، فَامْتَنَعَ، فَوَلَّى بَحِيرَ بْنَ وَرْقَاءَ [7] . وَيُقَالُ: فِيهَا كَانَ مَقْتَلُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَقَدْ مَرَّ فِي سنة ثلاث.   [1] الطبري. [2] الطبري. [3] الطبري. [4] في تاريخه 6/ 195، 196. [5] الطبري 6/ 197، الكامل في التاريخ 4/ 366. [6] الطبري 6/ 199 وما بعدها.، الكامل 4/ 367. [7] الطبري 6/ 201، الكامل 4/ 368. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 318 حَوَادِثُ [سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ] فِيهَا تُوُفِّيَ: الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ السُّلَمِيُّ. وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ. وَكُرَيْبُ بن أبرهة الأصبحيّ أمير الاسكندرية. وَبِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ أَمِيرُ الْعِرَاقِ. وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الأَوْدِيُّ فِيهَا، وَقِيلَ: فِي الَّتِي قَبْلَهَا. وَسُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ التُّجِيبِيُّ قَاضِي مِصْرَ وَقَاصُّهَا. وَفِيهَا وَفَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ عَلَى أَخِيهِ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى مِصْرَ زِيَادَ بْنَ حُنَاطَةَ التُّجِيبِيَّ، فتُوُفِّيَ زِيَادُ فِي شَوَّالٍ، وَاسْتَخْلَفَ أَصْبَغُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ [1] . وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَخَطَبَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . وَسُيِّرَ عَلَى إِمْرَةِ الْعِرَاقِ الْحَجَّاجُ، فَسَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَاكِبًا بَعْدَ أَنْ وَهَبَ الْبَشِيرُ ثَلاثَةَ آلافِ دِينَارٍ [3] .   [1] كتاب الولاة والقضاة 51، تاريخ خليفة 271. [2] تاريخ الطبري 6/ 209، تاريخ اليعقوبي 2/ 273، تاريخ خليفة 271، مروج الذهب 4/ 399، المعرفة والتاريخ 3/ 332، الكامل في التاريخ 4/ 391، مرآة الجنان 1/ 156، شفاء الغرام 2/ 340، البداية والنهاية 9/ 10. [3] الطبري 6/ 202، ابن الأثير 4/ 374، العقد الفريد 4/ 119. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 319 قَالَ الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ عَامِلا لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلايَتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ فِي نَفَرٍ ثَمَانِيَةٍ أَوْ تِسْعَةٍ عَلَى النَّجَائِبِ، فَلَمَّا كُنَّا بِمَاءٍ قَرِيبٍ مِنَ الْكُوفَةِ نَزَلَ فَاخْتَضَبَ وَتَهَيَّأَ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ رَاحَ مُعْتَمًّا قَدْ أَلْقَى عَذْبَةَ الْعِمَامَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مُتَقلَّدًا سَيْفَهُ، حَتَّى نَزَلَ عِنْدَ دَارِ الإِمَارَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَقَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ بِالأَذَانِ الأَوَّلِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمُ الْحَجَّاجُ وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ، فَجَمَعَ بِهِمْ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَسَكَتَ، وَقَدِ اشْرَأَبُّوا إِلَيْهِ وَجَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَتَنَاوَلُوا الْحَصَى لِيَقْذِفُوهُ بِهَا، وَقَدْ كَانُوا حَصَبُوا عَامِلا قَبْلَهُ، فَخَرَجَ عليهم، فسكت سكتة أبهتهم، وَأَحَبُّوا أَنْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ، فَكَانَ بَدْءُ كَلامِهِ أَنْ قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، يَا أَهْلَ الشِّقَاقِ وَيَا أَهْلَ النِّفَاقِ، وَاللَّهِ إنْ كَانَ أَمْرُكُمْ لَيَهُمُّنِي قَبْلَ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِي، فَأَجَابَ دَعْوَتِي، إِلا أَنِّي سَرَيْتَ الْبَارِحَةَ فَسَقَطَ مِنِّي سَوْطِي، فَاتَّخَذْتُ هَذَا مكَانَهُ- وَأَشَارَ إِلَى سَيْفِهِ- فو الله لَأَجُرَّنَّهُ فِيكُمْ جَرَّ الْمَرْأَةِ ذَيْلَهَا، وَلَأفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ [1] . قَالَ يَزِيدُ: فَرَأَيْتُ الْحَصَى مُتَسَاقِطًا مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: قُومُوا إِلَى بَيْعتِكُمْ، فَقَامَتِ الْقَبَائِلُ قَبِيلَةً قَبِيلَةً تُبَايِعُ، فَيَقُولُ: مَنْ؟ فَتَقُولُ: بَنُو فُلانٍ، حَتَّى جَاءَتْهُ قَبِيلَةٌ فَقَالَ: مَنْ؟ قَالُوا النَّخَعُ، قَالَ: مِنْكُمْ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ؟ قَالُوا نَعَمْ، قَالَ: فَمَا فَعَلَ؟ قَالُوا أَيُّهَا الأَمِيرُ شَيْخُ كَبِيرٌ، قَالَ: لا بَيْعَةَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرُبُونِ حَتَّى تَأْتُونِي بِهِ. قَالَ: فَأَتَوُهُ بِهِ مَنْعُوشًا فِي سَرِيرٍ حَتَّى وَضَعُوهُ إِلَى جَانِبِ الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: أَلا لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ الدَّارَ غَيْرَ هَذَا، فَدَعَا بِنَطْعٍ وضربت عنقه [2] .   [1] انظر خطبة الحجّاج في: تاريخ الطبري 6/ 202 وما بعدها، والعقد الفريد 4/ 115 وما بعدها، وعيون الأخبار 2/ 243 وما بعدها، والبيان والتبيين 2/ 120 وما بعدها، ومروج الذهب 3/ 133 وما بعدها، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 114، ونهاية الأرب 7/ 245، والفتوح لابن أعثم 7/ 4. وفي المصادر المذكورة اختلاف في نصّ الخطبة. [2] في تاريخ الطبري 6/ 365 ذكر مقتل كميل بن زياد في سنة 83 هـ.، وانظر عنه في: الفتوح لابن أعثم 7/ 141- 143. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ الْحَجَّاجَ حِينَ قَدِمَ الْعِرَاقَ، فَبَدَأَ بِالْكُوفَةِ، فَنُودِيَ: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَالْحَجَّاجُ مُتَقَلِّدٌ قَوْسًا عَرَبِيَّةً وَعَلَيْهِ عِمَامَةُ خَزٍّ حَمْرَاءُ مُتَلَثِّمًا، فَقَعَدَ وَعَرَضَ الْقَوْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى امْتَلأَ الْمَسْجِدُ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرٍ: فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَمْنَعُهُ الْعَيُّ، وَأَخَذْتُ فِي يَدِي كَفًّا مِنْ حَصًى أَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ بِهِ وَجْهَهُ، فَقَامَ فَوَضَعَ نِقَابَهُ، وَتَقَلَّدَ قَوْسَهُ، وَقَالَ: أَنَا ابْنُ جَلا وَطَلاعُ الثَّنَايَا ... مَتَى أَضَعُ الْعِمَامَةَ تَعْرِفُونِي [1] إني لأرى رءوسا قَدْ أينعت وحان قطافها، كأني أنظر إلى الدماء بَيْنَ الْعَمَائِمُ وَاللِّحَى [2] . لَيْسَ بَعِشَّكِ فَادْرِجِي ... قَدْ شَمَّرَتْ عَنْ سَاقِهَا فَشَمِّرِي [3] . هَذَا أَوَانُ الْحَرْبِ [4] فَاشْتَدِّي زِيَمْ [5] ... قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَّاقٍ حُطَمْ [6] لَيْسَ بِرَاعِي إِبِلٍ وَلا غَنَمْ ... وَلا بِجَزَّارٍ عَلَى ظَهْرٍ وَضَمْ [7]   [1] البيت من قصيدة لسحيم بن وثيل الرياحي، رواها الأصمعيّ في: الأصمعيّات- طبعة لا يبزغ- ص 73، وهو في: تاريخ الطبري 6/ 202، وعيون الأخبار 2/ 243، والكامل في التاريخ 4/ 375، والعقد الفريد 4/ 120، و 5/ 17، والأغاني 12/ طبعة بولاق، والفتوح لابن أعثم 7/ 5. [2] تاريخ الطبري 6/ 203 وفي العقد الفريد 4/ 120 و 5/ 18 زيادة: «بين العمائم واللّحى تترقرق» ، وانظر: مروج الذهب 3/ 134. [3] العقد الفريد 4/ 120، وفي تاريخ الطبري 6/ 203، والكامل في التاريخ 4/ 375 «تشميرا» ، وفي البيان والتبيين 2/ 224: «فشمّرا» . [4] في العقد الفريد، والأغاني: «الشّدّ» وكذا في البيان والتبيين. [5] زيم: اسم فرس أو ناقة. [6] الحطيم: الراعي الظلوم للماشية. [7] الوضم: كل ما قطع عليه اللحم. والبيتان من شعر رشيد بن رميض العنزي يقوله في الحطم، وهو شريح بن ضبيعة. وكان شريح غزا اليمن في جموع جمعها فغنم بعد حرب بينه وبين كندة، أسر فيها فرعان بن مهديّ بن معديكرب عمّ الأشعث بن قيس، وأخذ على طريق مفازة، فضلّ بهم دليلهم، ثم هرب منهم ومات فرعان في أيديهم عطشا، وهلك منهم ناس كثير بالعطش. وجعل الحطم يسوق بأصحابه سوقا عنيفا، حتى نجوا ووردوا الماء: فقال فيه رشيد هذا الشعر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِعَصْلَبي [1] ... مُهَاجِرٌ لَيْسَ بِأَعْرَابِيٍّ [2] مُهَاجِرٌ لَيْسَ بِأَعْرَابِيٍّ [2] إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَغْمِزُ غَمْزَ التِّينِ [3] ، وَلا يُقَعْقَعُ لِي بِالشِّنَانِ، وَلَقَدْ فُرِرْتُ عَنْ ذَكَاءٍ، وَفُتِّشْتُ [4] عَنْ تَجْرُبَةٍ، وَجَرَيْتُ [5] إِلَى [6] الْغَايَةِ، فَإِنَّكُمْ يَا أَهْلِ الْعِرَاقِ طَالَمَا أَوْضَعْتُمْ [7] فِي الضَّلالَةِ، وَسَلَكْتُمْ سَبِيلَ الْغُوَايَةِ [8] ، أَمَّا وَاللَّهِ لأَلْحُوَنْكُمُ الْعُودَ [9] ، وَلأَعَصِبَنَّكُمْ عَصْبَ السَّلَمَةِ [10] ، وَلأَقْرَعَنَّكُمْ قَرْعَ الْمَرْوَةِ [11] ، وَلأَضْرِبَنَّكُمْ ضَرْبَ غَرَائِبِ الإِبِلِ [12] ، أَلا إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَثَلَ كِنَانَتَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَعُجِمَ عِيدَانُهَا، فَوَجَدَنِي أَمَرَّهَا عُودًا وَأَصْلَبُهَا مَكْسَرًا، فَوَجَّهَنِي إِلَيْكُمُ، فَاسْتَقِيمُوا وَلا يَمِيلَنَّ مِنْكُمْ مَائِلٌ، وَاعْلَمُوا أَنِّي إِذَا قُلْتُ قَوْلا وَفَيْتُ بِهِ، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَنْ بَعْثَ الْمُهَلَّبَ فَلْيَلْحَقْ بِهِ، فَإِنِّي لا أَجِدُ أَحَدًا بَعْدَ ثَلاثَةٍ إلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِيَّايَ وَهَذِهِ الزَّرَافَاتِ، فَإِنِّي لا أَجِدُ أَحَدًا يَسِيرُ فِي زَرَافَةٍ إِلا سفكت دمه، واستحللت ماله. ثم نزل [13] .   [ () ] (الأغاني 15/ 254 و 255، العقد الفريد 4/ 120، تاريخ الطبري 6/ 203، الكامل في التاريخ 4/ 375، ومروج الذهب 3/ 134 والبيان والتبيين 2/ 224، والمخصّص 5/ 22، والفتوح 7/ 6) . [1] هذه الشطرة ساقطة من الأصل، والاستدراك من: تاريخ الطبري، والكامل. [2] الرجز في: تاريخ الطبري 6/ 203، والكامل في التاريخ 4/ 375، ولسان العرب (مادّة: عصيب) ، والعقد الفريد 4/ 121، ومروج الذهب 3/ 134، والبيان والتبيين 2/ 224. [3] في تاريخ الطبري: «ما أغمز كتغماز التين» وكذا في العقد الفريد. [4] فر الدّابّة: كشف عن أسنانها ليعرف بذلك عمرها. والذكاء: نهاية الشباب وتمام السّنّ. [5] في طبعة القدسي 3/ 118 «وقعدت» ، وما أثبتناه عن: العقد الفريد. [6] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 119 «من» والتصويب من: تاريخ الطبري، والعقد الفريد، والكامل في التاريخ. [7] أوضعتم: من الإيضاع، وهو ضرب من السير. [8] في تاريخ الطبري، والكامل، والعقد الفريد: «وسننتم سنن الغيّ» . [9] في طبعة القدسي «لألحينكم لي العود» ، والتصحيح من: الطبري، والكامل، وعيون الأخبار. [10] السّلمة: شجر كثير الشوك. [11] المروة: واحدة المرو، وهي حجارة بيض برّاقة توري النار. [12] كانت الإبل الغريبة إذا وردت مع إبل قوم ضربت وطردت. ضربه الحجّاج مثلا في التهديد والإنذار. [13] انظر الخطبة في: عيون الأخبار 2/ 244، وتاريخ الطبري 6/ 203، 204، والعقد الفريد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 رَوَاهُ الْمُبَرِّدُ بِنَحْوِهِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، بِإِسْنَادٍ، وَزَادَ فِيهِ: قُمْ يَا غُلامُ فَاقْرَأْ عَلَيْهِمْ كِتَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَرَأَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَنْ بِالْكُوفَةِ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ. فَسَكَتُوا، فَقَالَ: اكفف يا غلام، ثم أقبل عليهم فَقَالَ: يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَلا تَرُدُّونَ عَلَيْهِ شَيْئًا، هَذَا أَدَبُ ابْنِ نِهْيَةَ [1] . أَمَّا وَاللَّهِ لَأُؤَدِّبَنَّكُمْ غَيْرَ هَذَا الأَدَبِ أَوْ لَتَسْتَقِيمُنَّ. اقْرَأْ يَا غُلامُ، فَقَرَأَ قَوْلَهُ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ إلا قَالَ: وَعَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ [2] . الْعَصْلَبِيُّ: الشَّدِيدُ مِنَ الرِّجَالِ. وَالسُّوَاقُ الْحُطَمُ: الْعَنِيفِ فِي سَوْقِهِ. وَالوَضَمِ: كُلُّ شَيْءٍ وَقَيْتَ بِهِ اللَّحْمَ مِنَ الأَرْضِ مِنْ خِوَانٍ وَقَرْمِيَّةٍ. وَعَجَمْتُ الْعُودَ إِذَا عَضَضْتُهُ بِأَسْنَانِكَ. وَالزَّرَافَاتُ: الْجَمَاعَاتُ. وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: فَأَوَّلُ مَنْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ بِالْعِرَاقِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَارُودِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْحَجَّاجَ نَدَبَهُمْ إِلَى اللِّحَاقِ بِالْمُهَلَّبِ، ثُمَّ خَرَجَ فَنَزَلَ رُسْتَقُبَاذَ [3] وَمَعَهُ وُجُوهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُهَلَّبِ يَوْمَانِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: إِنَّ الزِّيَادَةَ الَّتِي زَادَكُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فِي أَعْطِيَاتِكُمْ [4] زِيَادَةُ فَاسِقٍ مُنَافِقٍ   [ () ] 4/ 121، 122 و 5/ 17، 18 والكامل في التاريخ 4/ 375، 376، والبيان والتبيين 2/ 164، ومروج الذهب 3/ 134، 135، وصبح الأعشى للقلقشندي 1/ 218. وفي المصادر اختلاف في النصّ. [1] قال المبرّد في (الكامل في الأدب 1/ 382) : «زعم أبو العباس أنّ ابن نهية رجل كان على الشرطة بالبصرة قبل الحجّاج» . وكذا قال في مروج الذهب 3/ 136، والعقد الفريد 5/ 18. [2] الكامل في الأدب 1/ 382، تاريخ الطبري 6/ 208، الكامل في التاريخ 4/ 377، مروج الذهب 3/ 136، الفتوح لابن أعثم 7/ 10. [3] في طبعة القدسي 3/ 119 «رستقاباذ» والتصحيح من: معجم البلدان 3/ 43 وهي من أرض دستوا. وانظر: تاريخ الطبري 6/ 210، والكامل لابن الأثير 4/ 381. [4] ما بين القوسين ساقط من طبعة القدسي 3/ 119 والاستدارك من تاريخ الطبري. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 لَسْتُ أُجِيزُهَا، فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَارُودِ الْعَبْدِيُّ فَقَالَ: بَلْ هِيَ زِيَادَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَذَّبَهُ وَتَوَعَّدَهُ، فَخَرَجَ ابْنُ الْجَارُودِ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَتَابَعَهُ خَلْقٌ، فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ ابْنُ الْجَارُودِ فِي طَائِفَةٍ [1] مَعَهُ. وَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى الْمُهَلَّبِ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْنَفٍ: أَنْ نَاهِضُوا الْخَوَارِجَ، قَالَ: فَنَاهِضُوهُمْ وَأَجْلَوْهُمْ عَنْ رَامَهُرْمُزَ، فَقَالَ الْمُهَلَّبُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْنَفٍ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُخَنْدِقَ عَلَى أَصْحَابِكَ فَافْعَلْ، وَخَنْدَقَ الْمُهَلَّبُ عَلَى نَفْسِهِ كَعَادَتِهِ، وَقَالَ أَصْحَابُ ابْنِ مِخْنَفٍ: إِنَّمَا خَنْدَقْنَا سُيُوفَنَا، فَرَجَعَ الْخَوَارِجُ لِيُبَيِّتُوا النَّاسَ، فَوَجَدُوا الْمُهَلَّبَ قَدْ أَتْقَنَ أَمْرَ أَصْحَابِهِ، فَمَالُوا نَحْوَ ابْنِ مِخْنَفٍ، فَقَاتَلُوهُ، فَانْهَزَمَ جَيْشُهُ، وَثَبَتَ هُوَ فِي طَائِفَةٍ، فَقَاتَلُوا حَتَّى قُتِلُوا، فَبَعَثَ الْحَجَّاجُ بَدَلَهُ عَتَّابَ بْنَ وَرْقَاءَ، وَتَأَسَّفُوا عَلَى ابْنِ مِخْنَفٍ، وَرَثَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ [2] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : ثُمَّ فِي ثَالِثِ يَوْمٍ مِنْ مقدم الحجّاج الكوفة أتاه عمير بن ضابيء الْبُرْجُمِيُّ، وَهُوَ الْقَائِلُ: هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ، وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي ... تَرَكْتُ عَلَى عُثْمَانَ تَبْكِي حَلائِلُهْ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَخِّرُوهُ، أَمَّا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ [عُثْمَانُ] فَتَغْزُوهُ بِنَفْسِكَ، وَأمَّا الْخَوَارِجُ الأَزَارِقَةُ فَتَبْعَثْ بَدِيلا، وَكَانَ قَدْ أَتَاهُ بِابْنِهِ فَقَالَ: إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَهَذَا ابْنِي مَكَانِي، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فضربت عُنُقُهُ [4] وَاسْتَخْلَفَ الْحَجَّاجُ لَمَّا خَرَجَ عَلَى الْكُوفَةِ عروة بن المغيرة بن شعبة،   [1] تاريخ الطبري 6/ 210، 211، الكامل في التاريخ 4/ 381. [2] تاريخ الطبري 6/ 211- 213، الكامل في التاريخ 4/ 388، 389، نهاية الأرب 21/ 152، 353. [3] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري الطرابلسيّ: لقد وهم المؤلّف- رحمه الله- هنا حيث ذكر «خليفة» وهو يريد «الطبري» ، لأن خليفة لم يذكر القول التالي في تاريخه (انظر- ص 271 وما بعدها) والقول في: تاريخ الطبري، وهو سبق قلم منه، رحمه الله، والله أعلم. [4] تاريخ الطبري 6/ 207، الكامل في التاريخ 4/ 378، مروج الذهب 3/ 136، العقد الفريد 5/ 18، 19، الفتوح لابن أعثم 7/ 12. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 324 وَقَدِمَ الْبَصْرَةَ يَحُثُّ عَلَى قِتَالِ الأَزَارِقَةِ [1] . وَفِيهَا خَرَجَ دَاوُدُ بْنُ النُّعْمَانِ الْمَازِنِيِّ بِنَوَاحِي الْبَصْرَةِ، فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِ الْحَكَمَ بْنَ أَيُّوبَ الثَّقَفِيَّ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةِ، فَظَفِرَ بِهِ، فَقَتَلَهُ، فَقَالَ شَاعِرُهُمْ: أَلا فَاذْكُرْنَ دَاوُدَ إِذْ بَاعَ نَفْسَهُ ... وَجَادَ بِهَا يَبْغِي الْجِنَانَ الْعَوَالِيَا [2] وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الصَّائِفَةَ [3] عِنْدَ خُرُوجِ الرُّومِ بِنَاحِيَةِ مَرْعَشٍ [4] . وَفِيهَا خَطَبَهُمْ عَبْدُ الْمَلِكِ بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ، فَحَدَّثَ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَ مَنْ قَبْلِي مِنَ الْخُلَفَاءِ يَأْكُلُونَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَيُؤْكَلُونَ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لا أُدَاوِي أَدْوَاءَ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلا بِالسَّيْفِ، وَلَسْتُ بِالْخَلِيفَةِ الْمُسْتَضْعَفِ- يَعْنِي عُثْمَانَ- وَلا الْخَلِيفَةِ الْمُدَاهِنِ- يَعْنِي مُعَاوِيَةَ- وَلا الْخَلِيفَةِ الْمَأْبُونِ [5]- يَعْنِي يَزِيدَ- وَإِنَّمَا نَحْتَمِلُ لَكُمْ مَا لَمْ يَكُنْ عَقْدَ رَايَةٍ. أو وثوب عَلَى مِنْبَرٍ، هَذَا عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ حَقَّهُ حَقَّهُ وَقَرَابَتَهُ قَرَابَتَهُ، قَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا، فَقُلْنَا بسيفنا هكذا، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب [6] .   [1] تاريخ الطبري 6/ 210. [2] تاريخ خليفة 272 وفيه «فاذكروا» . [3] الصائفة: غزوة الروم لأنهم كانوا يغزون صيفا لمكان البرد والثلج. (القاموس المحيط) . [4] تاريخ خليفة 272، تاريخ الطبري 6/ 202، الكامل في التاريخ 4/ 374. [5] كذا في الأصل، وفي (العقد الفريد) «المأمون» . [6] انظر بعض الخطبة في: العقد الفريد 4/ 90، 91، وتاريخ اليعقوبي 2/ 274. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 325 وَفِيهَا ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ، فهُوَ أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَهَا فِي الإِسْلامِ [1] . وَحَجَّ فِيهَا عَبْدُ الْمَلِكِ وَخَطَبَ بِالْمَوْسِمِ غَيْرَ مَرَّةً، وَكَانَ مِنَ الْبُلَغَاءِ الْعُلَمَاءِ الدُّهَاةِ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ سِيرَةَ السُّلْطَانِ تَدُورُ مَعَ النَّاسِ، فَإِنْ ذَهَبَ الْيَوْمَ مَنْ يَسِيرُ بِسِيرَةِ عُمَرَ، وَأُغِيرَ عَلَى النَّاسِ فِي بُيُوتِهِمْ، وَقُطِعَتِ السُّبُلُ، وَتَظَالَمَ النَّاسُ، وَكَانَتِ الْفِتَنُ، فَلا بُدَّ لِلْوَالِي أَنْ يَسِيرَ كُلَّ وَقْتٍ بِمَا يُصْلِحُهُ، نَحْنُ نَعَامٌ وَاللَّهِ أَنَّا لَسْنَا عِنْدَ اللَّهِ وَلا عِنْدَ النَّاسِ كَهَيْئَةِ عُمَرَ وَلا عُثْمَانَ، وَنَرْجُو خَيْرَ مَا نَحْنُ بِإِزَائِهِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَواتِ وَالْجِهَادِ وَالْقِيَامِ للَّه بِالَّذِي يُصْلِحُ دِينَهُ، وَالشِّدَّةِ عَلَى الْمُذْنِبِ [2] ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.   [1] الأخبار الطوال 316، الأوائل، لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري- طبعة دار الكتب العلمية 1407 هـ. / 1987.- ص 174، النقود القديمة الإسلامية، المقريزي، نشرة أنستاس الكرملي في كتاب (النقود العربية وعلم النّميّات) - ص 35- طبعة القاهرة 1939، تاريخ الطبري 6/ 256 (حوادث سنة 76 هـ.) ، والكامل في التاريخ 4/ 416، والبيان المغرب 1/ 34. [2] في نسخة أخرى «المريب» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 326 حَوَادِثُ [سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ] تُوُفِّيَ فِيهَا: حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيُّ. وَزُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ الْبَلَوِيُّ. وَفِيهَا، أَوْ فِي سَنَةِ خَمْسٍ تُوُفِّيَ: سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْخَيْوَانِيُّ. وَفِيهَا خَرَجَ صَالِحٌ بن مُسَرِّحٌ التَّمِيمِيُّ، وَكَانَ صَالِحًا نَاسِكًا مُخْبتًا، وَكَانَ يَكُونُ بِدَارَا وَالْمَوْصِلَ، وَلَهُ أَصَحْابٌ يُقْرِئُهُمْ وَيُفَقِّهُهُمْ وَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنَّهُ يَحِطُّ عَلَى الْخَلِيفَتَيْنِ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ كَدَأْبِ الْخَوَارِجِ، وَيَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا وَيَقُولُ: تَيَسَّرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ لِجِهَادِ هَذِهِ الأَحْزَابِ الْمُتَحَزِّبَةِ، وَلِلْخُرُوجِ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ إِلَى دَارِ الْبَقَاءِ، وَلا تَجْزَعُوا مِنَ الْقَتْلِ فِي اللَّهِ، فَإِنَّ الْقَتْلَ أَيْسَرُ مِنَ الْمَوْتِ، وَالْمَوْتُ نَازِلٌ بِكُمْ [1] . فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ أَتَاهُ كِتَابُ شَبِيبِ بْنِ يَزِيدَ مِنَ الْكُوفَةِ فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ شَيْخُ الْمُسْلِمِينَ، وَلَنْ نَعْدِلَ بِكَ أَحَدًا، وَقَدْ دَعَوْتَنِي فَاسْتَجَبْتُ لَكَ، وَإِنْ أَرَدْتَ تَأْخِيرَ ذَلِكَ أَعْلَمْتَنِي، فَإِنَّ الْآجَالَ غَادِيَةٌ وَرَائِحَةٌ، وَلا آمَنُ أَنْ تَخْتَرِمَنِي الْمَنِيَّةُ وَلَمْ أُجَاهِدِ الظَّالِمِينَ، فَيَا لَهُ غَبْنًا، وَيَا لَهُ فَضْلا مَتْرُوكًا، جَعَلَنَا اللَّهُ   [1] انظر القصّة مطوّلة في: تاريخ الطبري 6/ 216- 218. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 327 وَإِيَّاكَ مِمَّنْ يُرِيدُ بِعَمَلِهِ اللَّهَ وَرِضْوَانَهُ [1] . فَرَدَّ عليه الجواب يحضّه عَلَى الْمَجِيءِ، فَجَمَعَ شَبِيبٌ قَوْمَهُ، مِنْهُمْ أَخُوهُ مُصَادٌ، وَالْمُحَلَّلُ بْنُ وَائِلٍ الْيَشْكِرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَجَرٍ الْمُحَلِّمِيُّ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَامِرٍ الذُّهْلِيُّ، وَقَدِمَ عَلَى صَالِحٍ وَهُوَ بِدَارًا [2] ، فَتَصَمَّدُوا مِائَةً وَعشْرَةَ أَنْفُسٍ [3] ، ثُمَّ وَثَبُوا عَلَى خَيْلٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ فَأَخَذُوهَا، وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُمْ وَأَخَافُوا الْمُسْلِمِينَ [4] . وَفِيهَا غَزَا حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ الْغَسَّانِيُّ إِفْرِيقِيَّةَ وَقَتَلَ الْكَاهِنَةَ [5] . وَلَمَّا خَرَجَ صَالِحُ بْنُ مُسَرِّحٍ بِالْجِزِيرَةِ [6] نُدِبَ لِحَرْبِهِ عَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيُّ [7] ، فَقَاتَلَهُمْ، فَهَزَمَ عَدِيًّا، فَنُدِبَ لِقِتَالِهِ خَالِدُ بْنُ جَزْءٍ [8] السُّلَمِيُّ، وَالْحَارِثُ الْعَامِرِيُّ، فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ، وَانْحَازَ صَالِحٌ إِلَى الْعِرَاقِ، فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِ عَسْكَرًا، فَاقْتَتَلُوا، ثُمَّ مَاتَ صَالِحُ بْنُ مُسَرِّحٍ مُثْخَنًا بِالْجِرَاحِ فِي جُمَادِي الآخِرَةِ، وَعَهِدَ إِلَى شَبِيبِ بْنِ يَزِيدَ، فَالْتَقَى شَبِيبٌ هُوَ وَسَوْرَةُ بْنُ الْحُرِّ [9] ، فَانْهَزَمَ سَوْرَةُ بَعْدَ قِتَالٍ شَدِيدٍ. ثُمَّ سَارَ شَبِيبٌ فَلَقِيَ سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو الْكِنْدِيَّ، فَاقْتَتَلُوا، ثُمَّ انْصَرَفَ شَبِيبٌ فَهَجَمَ عَلَى الْكُوفَةِ، وَقَتَلَ بِهَا أَبَا سُلَيْمٍ مَوْلَى عنبسة بن أبي سفيان والد   [1] تاريخ الطبري 6/ 218، الكامل في التاريخ 4/ 393، نهاية الأرب 21/ 161. [2] تاريخ الطبري 6/ 219، الكامل 4/ 393، نهاية الأرب 21/ 161. [3] وفي رواية: «مائة وعشرين» . (الطبري 6/ 220) . [4] انظر الخبر مفصّلا في تاريخ الطبري 6/ 220- 223، والكامل في التاريخ 4/ 394- 397، ونهاية الأرب 21/ 162- 164. [5] البيان المغرب 1/ 34. [6] في الأصل «الحرّة» والتصحيح من: تاريخ خليفة، والطبري، وغيرهما. [7] في الأصل «الكنيدي» وهو تحريف، والتصويب من: تاريخ خليفة، والطبري، وغيرهما. [8] في تاريخ خليفة «خالد بن عبد الله السلمي» ، والمثبت يتفق مع الطبري. [9] هو: سورة بن أبجر الحرّ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 328 لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَقَتَلَ بِهَا عَدِيَّ بْنَ عَمْرٍو، وَأَزْهَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيَّ، ثُمَّ خَرَجَ عَنِ الْكُوفَةِ فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِ زَائِدَةَ بْنَ قُدَامَةَ الثَّقَفِيَّ ابْنَ عَمِّ الْمُخْتَارِ، فِي جَيْشٍ كَبِيرٍ، فَالْتَقَوْا بِأَسْفَلِ الْفُرَاتِ، فَهَزَمَهُمْ وَقَتَلَ زَائِدَةَ، فَوَجَّهَ الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، فَلَمْ يُقَاتِلْهُ [1] . وَكَانَ مَعَ شَبِيبِ امْرَأَتُهُ غَزَالَةُ، وَكَانَتْ مَعْرُوفَةً بِالشَّجَاعَةِ، فَدَخَلَتْ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ تِلْكَ الليلة وَقَرَأَتْ وِرْدَهَا فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ نَذَرَتْ [2] أَنْ تَصْعَدَ الْمِنْبَرَ فَصَعِدَتْ [3] . ثُمَّ حَارَ الْحَجَّاجُ فِي أَمْرِهِ مَعَ شَبِيبٍ، فَوَجَّهَ لِقِتَالِهِ عُثْمَانَ بْنَ قَطَنٍ الْحَارِثِيَّ، فَالْتَقَوْا فِي آخِرِ الْعَامِ، فَقُتِلَ عُثْمَانُ وَانْهَزَمَ جَمْعُهُ بَعْدَ أَنْ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ مِمَّنْ مَعَهُ سِتُّمِائَةِ نَفْسٍ، مِنْهُمْ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ مِنْ كِنْدَةَ، وَقُتِلَ مِنَ الأَعْيَانِ: عَقِيلُ بْنُ شَدَّادٍ السَّلُولِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ نَهِيكٍ الْكِنْدِيُّ، وَالأَبْرَدُ بْنُ رَبِيعَةَ الكنديّ [4] . واستفحل أمر شبيب، وَتَزَلْزَلَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَوَقَعَ الرُّعْبُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ شَبِيبٍ، وَحَارَ الْحَجَّاجُ، فكان يقول: أعياني شبيب.   [1] الخبر حتى هنا في: تاريخ خليفة 274، 275. [2] في الأصل «وردت» ، والتصحيح من: مروج الذهب. [3] مروج الذهب 3/ 146، 147، تاريخ خليفة 274، تاريخ الطبري 6/ 273. [4] انظر: تاريخ الطبري 6/ 254، 255. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 329 حَوَادِثُ [سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ] فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ بِمِصْرَ. وَشُرَيْحُ الْقَاضِي وَفِيهِ خِلَافٌ. وَفِيهَا سَارَ شَبِيبُ بْنُ يَزِيدَ، فَنَزَلَ الْمَدَائِنَ، فَنَدَبَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِهِ أَهْلَ الْكُوفَةِ كُلَّهُمْ، عَلَيْهِمْ زُهْرَةُ بْنُ حَوِيَّةَ السَّعْدِيُّ، شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ بَاشَرَ الْحُرُوبَ [1] . وَبَعَثَ إِلَى حَرْبِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنَ الشَّامِ سُفْيَانَ بن الأبرد، وَحَبِيبًا الْحَكَمِيَّ فِي سِتَّةِ آلافٍ [2] . ثُمَّ قَدِمَ عَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ عَلَى الْحَجَّاجِ مُسْتَعْفِيًا مِنْ عِشْرَةِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَاسْتَعْمَلَهُ الْحَجَّاجُ عَلَى الْكُوفَةِ، وَلِجَمْعِ جَمِيعِ الْجَيْشِ خَمْسِينَ أَلْفًا. [3] وَعَرَضَ شَبِيبُ بْنُ يَزِيدَ جُنْدَهُ بِالْمَدَائِنِ، فَكَانُوا أَلْفَ رَجُلٍ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ يَنْصُرُكُمْ وَأَنْتُمْ مِائَةٌ أَوْ مِائَتَانِ، فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ مِئُونٌ [4] . ثُمَّ رَكِبَ، فَأَخَذُوا يَتَخَلَّفُونَ عَنْهُ ويتأخّرون، فلما التقى الجمعان تكامل   [1] تاريخ خليفة 275، تاريخ الطبري 6/ 257. [2] تاريخ خليفة 276، تاريخ الطبري 6/ 259. [3] تاريخ الطبري 6/ 262. [4] انظر خطبته في: تاريخ الطبري 6/ 262. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 مَعَ شَبِيبٍ سِتُّمِائَةٍ، فَحَمَلَ فِي مِائَتَيْنِ عَلَى مَيِسرَةِ النَّاسِ فَانْهَزَمُوا، وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ، وَعَتَّابُ بْنُ وَرْقَاءَ جَالِسٌ هُوَ وَزُهْرَةُ بْنُ حَوِيَّةَ عَلَى طِنْفَسَةٍ فِي الْقَلْبِ، فَقَالَ عَتَّابٌ: هَذَا يَوْمٌ كثر فيه العدد وقلّ فيه الغناء، وا لهفي عَلَى خَمْسِمِائَةٍ مِنْ رِجَالِ تَمِيمٍ [1] . وَتَفَرَّقَ عَنْ عَتَّابٍ عَامَّةُ الْجَيْشِ، وَحَمَلَ عَلَيْهِ شَبِيبٌ، فَقَاتَلَ عَتَّابٌ سَاعَةً وَقُتِلَ، وَوَطِئَتِ الْخَيْلُ زُهْرَةُ فَهَلَكَ، فَتَوَجَّعَ لَهُ شَبِيبٌ لَمَّا رَآهُ صَرِيعًا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَمُنْذُ اللَّيْلَةِ لَمُتَوَجِّعٌ لِرَجُلٍ مِنَ الْكَافِرِينَ! قَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ أَعْرَفَ بِضَلَالَتِهِمْ [2] مِنِّي، إني أعرف من قديم أمرهم ما لا تَعْرِفُ، لَوْ ثَبَتُوا عَلَيْهِ كَانُوا إِخْوَانَنَا [3] . وَقُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ: عَمَّارُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلْبِيُّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] . ثُمَّ قَالَ شَبِيبٌ لِأَصْحَابِهِ: ارْفَعُوا عَنْهُمُ السَّيْفَ، وَدَعَا النَّاسَ إِلَى طَاعَتِهِ وَبَيْعَتِهِ، فَبَايَعُوهُ، ثُمَّ هَرَبُوا لَيْلا [5] . هَذَا كُلُّهُ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ جَيْشُ الشَّامِ، فَتَوَجَّهَ شَبِيبٌ نَحْوَ الْكُوفَةِ، وَقَدْ دَخَلَهَا عَسْكَرُ الشَّامِ، فَشَدُّوا ظَهْرَ الْحَجَّاجِ وَانْتَعَشَ بِهِمْ، وَاسْتَغْنَى بِهِمْ عَنْ عَسْكَرِ الْكُوفَةِ، وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لا أَعَزَّ اللَّهُ مَنْ أَرَادَ بِكُمُ الْعِزَّ، الْحَقُوا بِالْحِيرَةِ، فَانْزِلُوا مَعَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَلا تُقَاتِلُوا مَعَنَا [6] . وَحَنَقَ عَلَيْهِمْ، وَهَذَا مِمَّا يَزِيدُهُمْ فِيهِ بُغْضًا. ثُمَّ إِنَّهُ وَجَّهَ الْحَارِثَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الثَّقَفِيَّ فِي أَلْفِ فَارِسٍ فِي الْكَشْفِ، فَالْتَمَسَ شَبِيبٌ غَفْلَتَهُمْ وَالْتَقَوْا، فَحَمَلَ شَبِيبٌ عَلَى الحارث فقتله، وانهزم من معه [7] .   [1] تاريخ الطبري 6/ 262 و 264، 265. [2] في طبعة القدسي 3/ 123 «بصلاتهم» والتصويب من تاريخ الطبري. [3] تاريخ الطبري 6/ 266. [4] الطبري 6/ 266. [5] الطبري 6/ 266. [6] تاريخ الطبري 6/ 266. [7] تاريخ الطبري 6/ 268. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 331 ثُمَّ جَاءَ شَبِيبٌ فَنَازَلَ الْكُوفَةَ. وَحَفِظَ النَّاسُ السِّكَكَ، وَبَنَى شَبِيبٌ مَسْجِدًا بِطَرَفِ السَّبْخَةِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو الْوَرْدِ مَوْلَى الْحَجَّاجِ فِي عِدَّةِ غِلْمَانٍ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [1] . ثُمَّ خَرَجَ طُهْمَانَ مَوْلَى الْحَجَّاجِ فِي طَائِفَةٍ، فَقَتَلَهُ شَبِيبٍ [2] . ثُمَّ أَنَّ الْحَجَّاجَ خَرَجَ مِنْ قَصْرِ الْكُوفَةِ، فَرَكِبَ بَغْلا، وَخَرَجَ فِي جَيْشِ الشَّامِ، فَلَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ نَزَلَ الْحَجَّاجُ وَقَعَدَ عَلَى كُرْسِيٍّ، ثُمَّ نَادَى: يَا أَهْلَ الشَّامِ، أَنْتُمْ أَهْلُ السَّمَعِ وَالطَّاعَةِ وَالصَّبْرِ وَالْيَقِينِ، لا يَغْلِبَنَّ بَاطِلُ هَؤُلاءِ حَقَّكُمْ، غُضُّوا الأَبْصَارَ، وَاجْثُوا عَلَى الرَّكْبِ، وَأَشْرِعُوا [3] إِلَيْهِمْ بِالأَسِنَّةِ [4] . وَكَانَ شَبِيبٌ فِي سِتِّمِائَةٍ، فَجَعَلَ مِائَتَيْنِ مَعَهُ كُرْدُوسًا، وَمِائَتَيْنِ مَعَ سُوَيْدِ بْنِ سُلَيْمٍ، وَمِائَتَيْنِ مَعَ الْمُحَلَّلِ بْنِ وَائِلٍ، فَحَمَلَ سُوَيْدٌ عَلَيْهِمْ، حَتَّى إِذَا غُشِيَ أَطْرَافُ الأسِنَّةِ وَثَبُوا فِي وُجُوهِهِمْ يَطْعَنُوهُمْ قُدُمًا قُدُمًا، فَانْصَرَفُوا، فَأَمَرَ الْحَجَّاجُ بِتَقْدِيمِ كُرْسِيَّةٍ، وَصَاحَ فِي أَصْحَابِهِ فحمل عليهم شبيب، فثبتوا، وطال القتال، فلما رَأَى شَبِيبٌ صَبْرَهُمْ نَادَى: يَا سُوَيْدُ احْمِلْ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ السِّكَّةِ لَعَلَّكَ تُزِيلُ أَهْلَهَا عَنْهَا، فَتَأْتِي الْحَجَّاجَ مِنْ وَرَائِهِ وَنَحْنُ مِنْ أَمَامِهِ، فَحَمَلَ سُوَيْدٌ عَلَى أَهْلِ السِّكَّةِ، فَرُمِيَ مِنْ فَوْقِ الْبُيُوتِ، فَرُدَّ [5] . قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: فَحَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ لَقِيطٍ الْخَارِجِيُّ قَالَ: فَقَالَ لَنَا شَبِيبٌ يَوْمَئِذٍ: يَا أَهْلَ الإِسْلامِ، إِنَّمَا شَرَيْنَا اللَّهَ، وَمَنْ شَرَى اللَّهَ [6] لَمْ يَكْثُرْ عَلَيْهِ مَا أَصَابَهُ، شَدَّةٌ كَشَدَّاتِكُمْ فِي مَوَاطِنِكُمُ الْمَعْرُوفَةِ، وَحَمَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَوَثَبَ أَصْحَابُ الْحَجَّاجِ طَعْنًا وَضَرْبًا، فَنَزَلَ شَبِيبٌ وَقَوْمُهُ، فَصَعِدَ الْحَجَّاجُ عَلَى مَسْجِدِ شَبِيبٍ فِي نَحْوِ عِشْرِينَ رَجُلا وقال:   [1] تاريخ الطبري 2696، تاريخ خليفة 276، الفتوح 7/ 86. [2] الطبري 9/ 269، تاريخ خليفة 276، الفتوح 7/ 85. [3] في نسخة دار الكتب «وأسرعوا» ، والتصحيح من نسخة حيدراباد، والطبري. [4] الطبري 6/ 269. [5] تاريخ الطبري 6/ 269، 270. [6] في نسخة دار الكتب (إنما سرينا للَّه ومن سرى للَّه) وما أثبتناه عن نسخة حيدرآباد، والطبري. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 إِذَا دَنَوْا فَارْشِقُوهُمْ بِالنَّبْلِ، فَاقْتَتَلُوا عَامَّةَ النَّهَارِ أَشَدَّ قِتَالٍ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى أَقَرَّ كُلُّ فَرِيقٍ لِلْآخَرِ. ثُمَّ إِنَّ خَالِدَ بْنَ عَتَّابِ بْنِ وَرْقَاءَ قَالَ لِلْحَجَّاجِ: ائْذَنْ لِي فِي قِتَالِهِمْ، فَإِنِّي مَوْتُورٌ وَمِمَّنْ لا يُتَّهَمُ فِي نَصِيحَةٍ، فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ فِي عِصَابَةٍ وَدَارَ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَقُتِلَ مُصَادًا أَخَا شَبِيبٍ، وَغَزَالَةُ أَمْرَأَةُ شَبِيبٍ، وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ فِي عَسْكَرِهِ. فَوَثَبَ شَبِيبٌ وَأَصْحَابُهُ عَلَى خُيُولِهِمْ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: احْمِلُوا عَلَيْهِمْ فَقَدْ أُرْعِبُوا، فَشَدُّوا عَلَيْهِمْ فَهَزَمُوهُمْ، وَتَأَخَّرَ شَبِيبٌ فِي حَامِيَةِ قَوْمِهِ [1] . فَذَكَرَ مَنْ كَانَ مَعَهُ شَبِيبٌ أَنَّهُ جَعَلَ يَنْعَسُ وَيَخْفُقُ بِرَأْسِهِ وَخَلْفَهُ الطَّلَبُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْتَفِتْ فَانْظُرْ مَنْ خَلْفَكَ، فَالْتَفَتَ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ ثُمَّ أَكَبَّ يَخْفِقُ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّهُمْ قَدْ دَنَوْا، فَالْتَفَتَ ثُمَّ أَقْبَلَ يَخْفِقُ. وَبَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَى خَيْلِهِ أَنْ دَعُوهُ (فِي حَرْقِ النَّارِ) [2] ، فَتَرَكُوهُ وَرَجَعُوا [3] . وَمَرَّ أَصْحَابُ شَبِيبٍ بِعَامِلٍ لِلْحَجَّاجِ عَلَى بَلَدٍ بِالسَّوَادِ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَتَوْا بِالْمَالِ عَلَى دَابَّةٍ فَسَبَّهُمْ شَبِيبٌ عَلَى مَجِيئِهِمْ بِالْمَالِ وَقَالَ: اشْتَغَلْتُمْ بِالدُّنْيَا، ثُمَّ رَمَى بِالْمَالِ فِي الْفُرَاتِ. ثُمَّ سَارَ بِهِمْ إِلَى الأَهْوَازِ وَبِهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَخَرَجَ لِقِتَالِهِ وَسَأَلَ مُحَمَّدٌ الْمُبَارَزَةَ، فَبَارَزَهُ شَبِيبٌ وَقَتَلَهُ. وَمَضَى إِلَى كِرْمَانَ فَأَقَامَ شَهْرَيْنِ وَرَجَعَ إِلَى الأَهْوَازِ فَنَدَبَ لَهُ الْحَجَّاجِ مُقَدَّمِي جَيْشِ الشَّامِ [4] : سُفْيَانَ بْنَ الأَبْرَدِ الْكَلْبِيَّ، وَحَبِيبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَكَمِيَّ، فَالْتَقَوْا عَلَى جِسْرِ دُجَيْلٍ، فَاقْتَتَلُوا حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، ثُمَّ ذَهَبَ شَبِيبٌ، فَلَمَّا صَارَ عَلَى جِسْرِ دجيل قطع الجسر، فوقع شبيب وغرق [5] ،   [1] الطبري 6/ 270، 271. [2] الطبري 6/ 271، الفتوح لابن أعثم 7/ 89- 92. [3] ما بين القوسين ليس في نسخة دار الكتب، وهو في نسخة حيدرآباد. وفي تاريخ الطبري «في حرق الله وناره» . [4] تاريخ الطبري 6/ 271. [5] الخبر في تاريخ خليفة 276، وتاريخ اليعقوبي 2/ 275، والفتوح 7/ 92. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 333 وَقِيلَ: نَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ فَأَلْقَاهُ فِي الْمَاءِ وعليه الحديد، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَغَرْقًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! قال: ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 6: 96 [1] فَأَلْقَاهُ دُجَيْلٌ إِلَى سَاحِلِهِ مَيِّتًا، فَحُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَأَمَرَ بِهِ فَشَقَّ بَطْنَهُ وَأَخْرَجَ قَلْبَهُ، فَإِذَا هُوَ كَالْحَجَرِ، إِذَا ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ نَبَا عَنْهَا، فَشَقُّوهِ فَإِذَا فِي دَاخِلِهِ قَلْبٌ صَغِيرٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] : ثُمَّ أَنْفَقَ الْحَجَّاجُ الأَمْوَالَ، وَوَجَّهَ سفيان بن الأبرد فِي طَلَبِ الْقَوْمِ، قَالَ: وَأَقَامَ شَبِيبٌ بِكِرْمَانَ، حَتَّى إِذَا انْجَبَرَ وَاسْتَرَاشَ كَرَّ رَاجِعًا، فَيَسْتَقْبِلُهُ ابن الأبرد بِجِسْرِ دُجَيْلٍ، فَالْتَقَيَا، فَعَبَرَ شَبِيبٌ إِلَى ابْنِ الأبرد فِي ثَلاثَةِ كَرَادِيسَ، فَاقْتَتَلُوا أَكْثَرَ النَّهَارِ، وَثَبَتَ الْفَرِيقَانِ، وَكَرَّ شَبِيبٌ وَأَصْحَابُهُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ كَرَّةً، وَابْنُ الأَبْرَدِ ثَابِتٍ، ثُمَّ آلَ أَمْرُهُمْ إِلَى أَنِ ازْدَحَمُوا عِنْدَ الْجِسْرِ، وَاضْطَرَّ شَبِيبٌ أَصْحَابَ ابْنِ الأَبْرَدِ إِلَى الْجِسْرِ، وَنَزَلَ فِي نَحْوِ مِائَةٍ، فَتَقَاتَلُوا إِلَى اللَّيْلِ قِتَالا عَظِيمًا، ثُمَّ تَحَاجَزُوا. وَقَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: حَدَّثَنِي فَرْوَةُ قَالَ: مَا هُوَ إِلا أَنِ انْتَهَيْنَا إِلَى الْجِسْرِ، فَعَبَرَنَا شَبِيبٌ فِي الظُّلْمَةِ وَتَخَلَّفَ فِي آخِرِنَا فَأَقْبَلَ عَلَى فَرَسِهِ، وَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجْرَةٌ فَنَزَا فَرَسُهُ عَلَيْهَا وَهُوَ عَلَى الْجِسْرِ، فَاضْطَرَبَتِ الْمَاذَيانَةُ وَنَزَلَ حَافِرُ الْفَرَسِ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَزَلَ بِهِ فِي الْمَاءِ (فَلَمَّا سَقَطَ) [4] قال: لِيَقْضِيَ الله أَمْراً كانَ مَفْعُولًا 8: 42 [5] فَانْغَمَسَ ثُمَّ ارْتَفَعَ فَقَالَ: ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 6: 96 [6] . قَالَ: وَقِيلَ كَانَ مَعَهُ رِجَالٌ قَدْ أَصَابَ مِنْ عَشَائِرِهِمْ وَأَبْغَضُوهُ، فَلَمَّا تَخَلَّفَ فِي السَّاقَةِ اشْتَوَرُوا فَقَالُوا: نَقْطَعُ بِهِ الْجِسْرُ، فَفَعَلُوا، فَمَالَتِ السفن، ونفر فرسه فسقط وغرق [7] .   [1] سورة الأنعام- الآية 96 والخبر في: مروج الذهب. [2] تاريخ الطبري 6/ 280 و 282، مروج الذهب 3/ 147. [3] ج 6/ 279، 280. [4] ما بين القوسين ساقط من الأصل، أضفناه من: تاريخ الطبري. [5] سورة الأنفال- الآية 42. [6] الطبري 6/ 280. [7] الطبري 6/ 281. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 334 ثُمَّ تَنَادَوْا بَيْنَهُمْ: «غَرِقَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَاسْتَخْرَجُوهُ وَعَلَيْهِ الدِّرْعُ [1] . قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: فَسَمِعْتُهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ شُقَّ بَطْنُهُ فَأُخْرِجَ قَلْبُهُ، فَكَانَ مُجْتَمِعًا صُلْبًا، كَأَنَّهُ صَخْرَةٌ، وَأَنَّهُ كَانَ يُضْرَبُ بِهِ الأَرْضُ فَيَثِبُ قَامَةَ الإِنْسَانِ [2] . وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ أَخْبَارِهِ أَيْضًا. وَفِيهَا أَمْرُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بِجَامِعِ مِصْرَ، فَهُدِمَ وَزَيْدُ فِيهِ مِنْ جِهَاتِهِ الأَرْبَعِ [3] . وَأَمَرَ بِبِنَاءِ حصن الإسكندرية، وَكَانَ مَهْدُومًا مُنْذُ فَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. وَفِيهَا افْتَتَحَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ هِرْقَلَةَ وَهِيَ مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ دَاخِلَ بِلادِ الرُّومِ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [4] . وَفِيهَا وَغَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيُّ بِسِجِسْتَانَ، فَأُخِذَ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ، فَأَعْطَى مَالا حَتَّى خَلَّوْا عَنْهُ، فَعَزَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [5] وَوَجَّهَ مَكَانَهُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ بن عبيد الله.   [1] الطبري 6/ 281، 282. [2] الطبري 6/ 282. [3] كتاب الولاة والقضاة 50. [4] تاريخ الطبري 6/ 318، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 448، تاريخ اليعقوبي 2/ 281. [5] الخبر حتى هنا في: فتوح البلدان 491. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 335 حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ] تُوُفِّيَ فِيهَا: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. وَزَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ. وَأَبُو الْمِقْدَامِ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: فِيهَا أَمَّرَ الْحَجَّاجُ عَلَى سِجِسْتَانَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيَّ، فَوَجَّهَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَبَا بَرْدَعَةَ فَأَخَذَ عَلَيْهِ الْمَضِيقَ، وَقُتِلَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ الْحَارِثِيُّ، وَأَصَابَ الْعَسْكَرَ ضِيقٌ وَجُوعٌ شَدِيدٌ، حَتَّى هَلَكَ عَامَّتُهُمْ [1] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ هَلاكَ شَبِيبِ بْنِ يَزِيدَ كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ. قَالَ: وَكَذَلِكَ قِيلَ فِي هَلاكِ قَطْرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ، وَعُبَيْدَةَ بْنِ هِلالٍ. وَعَبْدِ رَبِّهِ الْكَبِيرِ، رُءُوسُ الْخَوَارِجِ [2] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : فِيهَا وَلِيَ خُرَاسَانَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صفرة.   [1] تاريخ خليفة 277، تاريخ الطبري 6/ 320. [2] تاريخ الطبري 6/ 318 وانظر تاريخ خليفة 276، 277. [3] ليس في تاريخه هذا الخبر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: فِيهَا غَزَا مُحْرِزُ بْنُ أَبِي مُحْرِزٍ أَرْضَ الرُّومِ وَفَتَحَ أَزْقَلَةَ، فَلَمَّا قَفَلَ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ شَدِيدٌ مِنْ وَرَاءِ دَرْبِ الْحَدَثِ، فَأُصِيبَ فِيهِ نَاسٌ كَثِيرٌ [1] . وَفِيهَا قُتِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ كَنْدِيرَ الْقُشَيْرِيُّ [2] ، قَتَلَهُ أَصْحَابُ الْحَجَّاجِ. وَفِيهَا جَرَتْ حُرُوبٌ وَوَقَعَاتٌ بِإِفْرِيقِيَّةَ وَالْمَغْرِبِ، وَوَلِيَ فِيهَا إِمْرَةَ الْمَغْرِبِ كُلِّهِ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ، فَسَارَ إِلَى طَنْجَةَ وَقَدِمَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الصَّدَفِيُّ مَوْلاهُمُ الَّذِي افْتَتَحَ الأَنْدَلُسَ، وَأَصَابَ فِيهَا الْمَائِدَةَ الَّتِي يَتَحَدَّثُ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّهَا مَائِدَةُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ [3] . وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدُ [4] . وَفِيهَا وَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى مَلِكِهِمْ فَخَلَعَتْهُ وَقَطَعَتْ أَنْفَهُ وَنَفَتْهُ إِلَى بَعْضِ الْجَزَائِرِ [5] . قَالَهُ الْمُسَبِّحِيُّ. وَفِيهَا فَرَغَ الْحَجَّاجُ مِنْ بِنَاءِ وَاسِطَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا وَسَطٌ مَا بَيْنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ [6] . وَقِيلَ: بنيت سنة ثلاث وثمانين [7] .   [1] تاريخ خليفة 277. [2] في طبعة القدسي 3/ 126 «القتيري» والتصحيح من تاريخ خليفة، ص 277. [3] انظر: البيان المغرب 1/ 34 و 45، وتاريخ اليعقوبي 2/ 277. [4] تاريخ خليفة 277، تاريخ الطبري 6/ 321. [5] هو الإمبراطور «يوستنيان الثاني» المعروف بالأخرم أو الأجدع (685- 695 م.) انظر: الدولة البيزنطية للدكتور العريني- ص 147. [6] معجم البلدان 5/ 348. [7] معجم البلدان 5/ 349، فتوح البلدان 355. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 حَوَادِثُ [سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ] فِيهَا تُوُفِّيَ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ. وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ بسِجِسْتَانَ. وَقَطَرِيُّ بْنُ الْفُجَاءَةِ بِطَبَرِسْتَانَ، بِخُلْفٍ فِيهِ. وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ صَعْصَعَةَ الْكِلابِيِّ، وَضَمَّ إِلَيْهِ عُمَانَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ الرَّيَّانُ النُّكْرِيُّ، فَهَرَبَ مُحَمَّدٌ وَرَكِبَ الْبَحْرَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى الْحَجَّاجِ [1] . وَفِيهَا وَلَّى الْحَجَّاجُ هَارُونَ بْنَ ذِرَاعٍ النَّمَرِيَّ [2] ثَغْرَ الْهِنْدِ وَأَمَرَهُ بِطَلَبِ الْعِلافِيِّينَ، وَهُمَا مُحَمَّدٌ وَمُعَاوِيَةُ ابْنَا الْحَارِثِ مِنْ بَنِي سَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ، كَانَا قَدْ قَتَلَا عَامِلَ الْحَجَّاجِ هُنَاكَ، فَظَفِرَ هَارُونُ بِأَحَدِهِمَا فَقَتَلَهُ، وَهَرَبَ الآخَرُ [3] . وَفِيهَا غَزَا الْوَلِيدُ ابْنُ أميرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ نَاحِيَةِ مَلَطْيَةَ، فَغَنِمَ وَسَبَى [4] . وَقَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: أَوَّلُ قَبِيلٍ غَزَاهُمْ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ من البربر   [1] تاريخ خليفة 278. [2] في تاريخ خليفة «النميري» . [3] تاريخ خليفة 278. [4] تاريخ خليفة 278. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 الذين قتلوا عقبة بن نافع، فسار إليهم بِنَفْسِهِ فَقَتَلَ وَسَبَى، وَهَرَبَ مَلِكُهُمْ كُسَيْلَةُ [1] . يُقَالُ: بَلَغَ سَبْيُهُمْ عِشْرِينَ أَلْفًا [2] . قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [3] : وَفِيهَا أَصَابَ أَهْلَ الشَّامِ الطَّاعُونُ حَتَّى كَادُوا يَفْنَوْنَ مِنْ شِدَّتِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: فِيهَا كَانَ مَصْرَعُ (قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ) وَاسْمُ الْفُجَاءَةِ جَعُونَةُ- بْنُ مَازِنِ بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ الْمَازِنِيُّ أَبُو نَعَامَةَ، خَرَجَ فِي زَمَنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَقِيَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً يُقَاتِلُ وَيُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ وَبِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَتَغَلَّبَ عَلَى بِلادِ فارس. وَوَقَائِعَةٌ مَشْهُورَةٌ، قَدْ ذَكَرَ مِنْهَا الْمُبَرِّدُ قِطْعَةً فِي (كَامِلِهِ) [4] . وَقَدْ سَيَّرَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِهِ جَيْشًا بَعْدَ جَيْشٍ وَهُوَ يَهْزِمُهُمْ. وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ خَرَجَ فِي بَعْضِ الْحُرُوبِ عَلَى فَرَسٍ أَعْجَفَ، وَبِيَدِهِ عَمُودٌ خَشَبٌ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَكَشَفَ قَطَرِيٌّ وَجْهَهُ، فَوَلَّى الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: لا يَسْتَحْيِ الإِنْسَانُ أَنْ يَفِرَّ مِنْ مِثْلِكَ [5] . تَوَجَّهَ لِقِتَالِهِ سُفْيَانُ بْنُ الأَبْرَدِ الْكَلْبِيُّ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ وَظَفِرَ بِهِ وَقَتَلَهُ [6] . وَقِيلَ: بَلْ عَثَرَتْ بِهِ فَرَسُهُ فَانْدَقَّتْ فَخْذُهُ، فَلِذَلِكَ ظَفِرُوا به بطبرستان، وحمل رأسه إلى الحجّاج [7] .   [1] تاريخ خليفة 278، 279. [2] تاريخ خليفة 279 وفيه: «وذلك سنة إحدى وثمانين» . [3] ما في تاريخه 6/ 322، والكامل في التاريخ 4/ 451. [4] الكامل في الأدب 2/ 251 وما بعدها. [5] وفيات الأعيان 4/ 93. [6] تاريخ الطبري 6/ 309، الأخبار الطوال 280، تاريخ اليعقوبي 2/ 276، الفتوح لابن أعثم 7/ 79، 80. [7] تاريخ الطبري 6/ 309، وفيات الأعيان 4/ 94. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 339 وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي قَتَلَهُ سَوْرَةُ بْنِ الدَّارِمِيُّ [1] . وَكَانَ قَطَرِيٌّ مَعَ شَجَاعَتِهِ الْمُفْرِطَةِ وَإِقْدَامِهِ مِنْ خُطَبَاءِ الْعَرَبِ الْمَشْهُورِينَ بِالْبَلاغَةِ وَالشِّعْرِ، وَلَهُ أَبْيَاتٌ مذكورة في الحماسة [2] ، والله أعلم.   [1] الطبريّ 6/ 310، وفيات الأعيان 4/ 94. [2] انظر: مجموعة شعر الخوارج 41- 50. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 340 حَوَادِثُ [سَنَةِ ثَمَانِينَ] فِيهَا تُوُفِّيَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ. وَأَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ. وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ الْفَقِيهُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِيِّ [1] . وَنَاعِمُ (بْنُ أُجَيْلٍ) [2] الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَرِيرٍ الْغَافِقِيُّ. وَجُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ. وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، بِخُلْفٍ فِيهِمَا. وَفِيهَا صَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعْبدًا الْجُهَنِيَّ عَلَى إنكاره القدر [3] . قاله سعيد بن عفير.   [1] بتشديد الياء. [2] ما بين القوسين ساقطة من نسخة دار الكتب، وما أثبتناه من نسختي: أياصوفيا، وحيدرآباد. [3] هو أول من تكلم في القدر، سمع من يتعلّل في المعصية بالقدر، فقام بالردّ عليه بنفي كون القدر سالبا للاختيار في أفعال العباد، وهو يريد الدفاع عن شرعية التكاليف، فضاقت عبارته وقال: (لا قدر والأمر أنف) . فلما بلغ ذلك ابن عمر تبرّأ منه، فسمّي جماعة معبد (القدرية) ودام مذهبه بين دهماء الرواة من أهل البصرة قرونا. من (مقدمة الأستاذ الكوثري لكتاب تبيين كذب المفتري- ص 11) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 341 وَفِيهَا تُوُفِّيَ: سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ- قَالَهُ أَبُو نُعَيْمٍ- وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ. قَالَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَشُرَيْحٌ الْقَاضِي. قَالَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ. وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَهُ بَعْضُهُمْ. وَحَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ الْغَسَّانِيُّ بِالرُّومِ. وَفِيهَا كَانَ سَيْلُ الْجُحَافِ، وَهُوَ سَيْلٌ عَظِيمٌ جَاءَ بِمَكَّةَ حَتَّى بَلَغَ الْحَجَرَ الأَسْوَدِ، فَهَلَكَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْحَجَّاجِ [1] . قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نَافِعٍ الْخُزَاعِيَّ قَالَ: كَانَ مِنْ قِصَّةِ الْجُحَافِ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ قَحَطُوا، ثُمَّ طَلَعَ فِي يَوْمٍ قِطْعَةُ غَيْمٍ، فَجَعَلَ الْجُحَافُ يَضْرِطُ بِهِ وَيَقُولُ: إِنْ جَاءَنَا شَيْءٌ فَمِنْ هَذَا، فَمَا بَرِحَ مِنْ مَكَانِه حَتَّى جَاءَ سَيْلٌ فَحَمَلَ الْجِمَالَ وَغَرَّقَ الْجُحَافَ [2] . وفيها غَزَا الْبَحْرَ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي الْكَنُودِ حَتَّى بَلَغَ قُبْرُسَ. وَفِيهَا هَلَكَ أَلْيُونُ الْمَلِكُ عَظِيمُ الرُّومِ لا رَحِمَهُ اللَّهُ. وَفِيهَا سَارَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ فَالْتَقَى هُوَ وَالرَّيَّانِ النُّكْرِيُّ بِالْبَحْرَيْنِ، وَمَعَ الرَّيَّانِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَزْدِ تُقَاتِلُ، اسْمُهَا جَيْدَاءُ، فَقُتِلَ هُوَ وَهِيَ وَعَامَّةُ أَصْحَابِهِمَا، وَصُلِبَ هو [3] .   [1] تاريخ الطبري 6/ 325، الكامل في التاريخ 4/ 453، تاريخ اليعقوبي 2/ 377. [2] انظر: أخبار مكة للأزرقي 2/ 168. [3] تاريخ خليفة 279. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 وَفِيهَا أَوَّلُ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ: وَذَلِكَ أَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ شَدِيدُ الْبُغْضِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الْكِنْدِيِّ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُ قَطُّ إِلا أَرَدْتُ قَتْلَهُ [1] . ثُمَّ إِنَّهُ أَبْعَدَهُ عَنْهُ وَأَمَّرَهُ عَلَى سِجِسْتَانَ فِي هَذَا الْعَامِ بَعْدَ مَوْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، فَسَارَ إِلَيْهَا فَفَتَحَ فُتُوحًا، وَسَارَ يَنْهَبُ بِلادَ رُتْبِيلَ وَيَأَسُرُ وَيُخَرِّبُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ مَعَ هَذَا كُتُبًا يَأْمُرُهُ بِالْوُغُولِ فِي تِلْكَ الْبِلادِ وَيُضْعِفُ هِمَّتَهُ وَيُعَجِّزُهُ، فَغَضِبَ ابْنُ الأَشْعَثِ وَخَطَبَ النَّاسَ، وَكَانَ مَعَهُ رُءُوسُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَكُمْ كَتَبَ إِلَيَّ بِتَعْجِيلِ الْوُغُولِ بِكُمْ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ، وَهِيَ الْبِلادُ الَّتِي هَلَكَ فِيهَا إِخْوَانُكُمْ بِالأَمْسِ، وَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنْكُمْ، أَمْضِي إِذَا مَضَيْتُمْ وَآبَى إِنْ أَبَيْتُمْ، فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَقَالُوا: لا بَلْ تَأْبَى عَلَى عَدُوِّ اللَّهِ وَلا نَسْمَعُ لَهُ وَلا نُطِيعُ [2] . وَقَالَ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ الْكِنَانِيُّ: إِنَّ الْحَجَّاجَ مَا يَرَى بِكُمْ إِلا مَا رَأَى الْقَائِلُ الأَوَّلُ: (احْمِلْ عَبْدَكَ عَلَى الْفَرَسِ، فَإِنْ هَلَكَ هَلَكَ، وَإِنْ نَجَا فَلَكَ) إِنَّ الْحَجَّاجَ مَا يُبَالِي، إِنْ ظَفِرْتُمْ أَكَلَ الْبِلادِ وَحَازَ الْمَالَ، وَإِنْ ظَفِرَ عَدُوُّكُمْ كُنْتُمْ أَنْتُمُ الأَعْدَاءُ الْبُغَضَاءُ، اخْلَعُوا عَدُوَّ اللَّهِ الْحَجَّاجِ وَبَايِعُوا عَبْدَ الرحمن بن محمد ابن الأَشْعَثِ، فَنَادُوا: فَعَلْنَا فَعَلْنَا، ثُمَّ أَقْبَلُوا كَالسَّيْلِ الْمُنْحَدِرِ، وَانْضَمَّ إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ جَيْشٌ عَظِيمٌ، فَعَجَزَ عَنْهُمُ الْحَجَّاجُ، وَاسْتَصْرَخَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَجَزِعَ لِذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَجَهَّزَ الْعَسَاكِرَ الشَّامِيَّةَ فِي الْحَالِ [3] ، كَمَا سَيَأْتِي فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَالْحَمْدُ للَّه وحده.   [1] تاريخ الطبري 6/ 327، الكامل في التاريخ 4/ 454، الأخبار الطوال 317. [2] تاريخ الطبري 6/ 335، الكامل في التاريخ 4/ 461، 462، الفتوح 7/ 117. [3] انظر: تاريخ خليفة 280، وتاريخ الطبري 6/ 336، والكامل في التاريخ 4/ 462، وتاريخ اليعقوبي 2/ 277، ومروج الذهب 3/ 138، والأخبار الطوال 317. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 343 تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ [حَرْفُ الأَلِفِ] 135- إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْتَرِ [1] وَاسْمُ الأَشْتَرِ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. كَانَ أَبُوهُ مِنْ كِبَارِ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الأُمَرَاءِ الْمَشْهُورِينَ بِالشَّجَاعَةِ وَالرَّأْيِ، وَلَهُ شَرَفٌ وَسِيَادَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ يَوْمَ الْخَازَرِ [2] ، ثُمَّ كان مع مصعب ابن الزُّبَيْرِ، فَكَانَ مِنْ أَكْبَرِ أُمَرَائِهِ، وَقُتِلَ مَعَهُ سنة اثنتين وسبعين.   [1] انظر عن (إبراهيم بن الأشتر) في: تاريخ خليفة 263، وتاريخ اليعقوبي 2/ 258 و 269، والأخبار الموفقيات 527، 529، 532، 535، 538، 557، 558، والأخبار الطوال 289 و 291 و 293 و 294 و 295 و 296 و 309 و 312 و 313، والمعارف 347 و 355 و 401 و 622، وأنساب الأشراف 5/ 150 و 185 و 186 و 222 و 223 و 224 و 227 و 229 و 230 و 231 و 235 و 247 و 251 و 265 و 267 و 276 و 284 و 292 و 293 و 299 و 313 و 331 و 332 و 336 و 346 و 350 و 351، وجمهرة أنساب العرب 415، وثمار القلوب 92، وتاريخ الطبري 6/ 15- 22 و 45- 47 و 86- 92 و 95 و 96 و 116 و 123 و 124 و 127 و 158 و 7/ 442، والعقد الفريد 2/ 408 و 4/ 403- 405 و 410 و 468، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1984 و 1985 و 1989 و 2006- 2008 و 2041، والهفوات النادرة 97، وسير أعلام النبلاء 4/ 35 رقم 7، والبداية والنهاية 8/ 323، ومرآة الجنان 1/ 148، والوافي بالوفيات 6/ 99 رقم 2528، ونهاية الأرب 21/ 41- 43 و 49 و 50 و 122، والتذكرة الحمدونية 2/ 404 و 456 و 480، والأغاني 19/ 123- 126، والفتوح لابن أعثم 6/ 94- 112 و 148- 150 و 158- 160 و 173- 182 و 261 وشذرات الذهب 1/ 74، وتاريخ العظيمي 87/ و 188 و 189، والوفيات لابن منقذ 96، والتعليقات والنوادر 2/ 269، والمحبّر 491، 492، وأخبار القضاة 3/ 42 و 50 و 55- 57 و 63 و 65 و 67 و 72 و 73 و 182. والفرج بعد الشدة 2/ 302، 103. [2] في الأصل «الحازر» والتصحيح من الطبري وغيره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 344 136- الأحنف بن قيس [1] ع ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَبُو بَحْرٍ التَّمِيمِيُّ الّذي يضرب به المثل في   [1] انظر عن (الأحنف بن قيس) في: فتوح البلدان 383 و 384 و 437 و 461 و 499 و 502 و 503 و 504، وطبقات ابن سعد 7/ 93، والأخبار الطوال 148 و 165 و 171 و 193 و 194 و 231 و 271 و 287 و 306، والأخبار الموفقيات 157 و 170 و 303، وربيع الأبرار 4/ 28 و 63 و 140 و 146 و 168 و 258 و 269 و 285 و 354 و 355 و 366، و 1/ 171، وثمار القلوب 4 و 85 و 89 و 92 و 162 و 341 و 358 و 377 و 432 و 668، ومرآة الجنان 1/ 145- 148، والمعارف 310 و 423 و 425 و 578 و 615 و 622، ومروج الذهب 1828 و 2481، والبدء والتاريخ 5/ 206 و 221 و 226، والعقد الفريد (راجع فهرس الأعلام) 7/ 96، والبداية والنهاية 8/ 326- 328، وتاريخ اليعقوبي 2/ 167 و 183 و 240 و 264، وتاريخ خليفة 164 و 165 و 194 و 211 و 258 و 259 و 264، والتذكرة الحمدونية 1/ 69 و 259 و 282 و 365 و 366 و 394 و 406 و 2/ 18- 20 و 23 و 27 و 28 و 99- 101 و 106 و 122 و 123 و 126 و 127 و 140 و 183 و 190 و 215 و 224 و 226 و 228 و 245، ونثر الدر 1/ 304 و 3/ 10 و 5/ 17 و 18/ 20، وبهجة المجالس 1/ 48 و 339 و 604 و 616، والإيجاز والإعجاز 15، والتمثيل والمحاضرة 422 و 434، ومحاضرات الأدباء 1/ 242 و 251، والبيان والتبيين 2/ 56 و 17/ 88 و 132 و 3/ 219 و 336 و 4/ 70، وشرح نهج البلاغة 17/ 94، 95 و 18/ 110 و 19/ 221، والبصائر 1/ 283، والخصائص 19، والكامل للمبرّد 1/ 140- 143، والريحان والريعان 1/ 63، والأغاني 23/ 478، 479، والحيوان للجاحظ 3/ 80، وأدب الدنيا 246، 247، وسراج الملوك 141- 143، ومسائل ابن أبي الدنيا 24، والشهب اللامعة 16، وعين الأدب والسياسة 124، والشريشي 2/ 242 و 4/ 271، ومختار الحكم 298، ولباب الآداب 17 و 80 و 341، وبدائع البدائه 291، ودول الإسلام 1/ 53، وتاريخ إربل 1/ 254، وأنساب الأشراف 3/ 17، و 4 ق 1/ 19 و 20 و 26 و 30 و 48 و 62 و 93 و 159 و 198 و 206 و 209 و 376 و 378 و 379 و 397 و 398 و 401 و 402 و 406 و 411 و 414 و 416 و 423- 426 و 463 و 485 و 487، و 5/ 192 و 244 و 246 و 252 و 253 و 256 و 258 و 263 و 282 و 287- 289 و 295 و 332- 334 و 336 و 337، وأمالي المرتضى 1/ 112 و 225 و 273 و 275 و 292 و 298 و 388، وأمالي القالي 1/ 59 و 60 و 231 و 232 و 241 و 269 و 2/ 20 و 41 و 167 و 227 و 228 و 306 و 3/ 14 و 27 و 118 و 186 و 212 و 215، والشعر والشعراء 2/ 539، والتذكرة السعدية 236، ومعجم الشعراء في لسان العرب 38 رقم 12، والمحبّر 254 و 303، والخراج لقدامة 374 و 400 و 402، وتاريخ العظيمي 172، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 49 و 3/ 59. والمغازي للزهري 154، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 173، وتاريخ خليفة 164 و 165 و 194 و 211 و 258 و 259 و 264، والزهد لأحمد بن حنبل 286- 289، وطبقات خليفة 195، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 345 الْحِلْمِ. مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَأَشْرَافِهِمْ. اسْمُهُ الضَّحَّاكُ، وَيُقَالُ: صَخْرٌ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ الأَحْنَفُ لاعْوِجَاجِ رِجْلَيْهِ. وَكَانَ سَيِّدًا مُطَاعًا فِي قَوْمِهِ. أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَالْعَبَّاسِ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ جَاوَانَ [1] ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَخُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ [2] . وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ يَوْمَ صفّين. قال ابن سَعْدٍ [3] : كَانَ الأَحْنَفُ ثِقَةً مَأْمُونًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ، وَكَانَ صَدِيقًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَوَفَدَ عَلَيْهِ إِلَى الْكُوفَةِ، فُتُوُفِّيَ عِنْدَهُ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ أَحْنَفَ الرَّجُلَيْنِ جَمِيعًا، وَلَمْ يكن له إلّا بيضة واحدة.   [ () ] والزهد لابن المبارك 477 و 492، وتاريخ الثقات 57 رقم 49، وجمهرة أنساب العرب 212 و 215 و 217، وذكر أخبار أصبهان 1/ 224، والفرج بعد الشدة 3/ 209، ومقاتل الطالبيين 690 و 708، والتاريخ الكبير 2/ 50 رقم 1649، والتاريخ الصغير 80، والتاريخ لابن معين 2/ 20، والجرح والتعديل 2/ 322 رقم 1226، والثقات لابن حبّان 4/ 55، 56، والمعرفة والتاريخ 2/ 30- 32، وتاريخ أبي زرعة 591 و 639 و 669، 670، والاستيعاب 1/ 126- 134، والمستدرك 3/ 614، وأسد الغابة 1/ 55، ووفيات الأعيان 2/ 499، وتهذيب الكمال 2/ 282- 287 رقم 285، والعبر 1/ 80، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 182، والكاشف 1/ 53 رقم 236، وسير أعلام النبلاء 4/ 86- 97 رقم 29، وتهذيب التهذيب 1/ 191 رقم 356، وتقريب التهذيب 1/ 49 رقم 326، والنجوم الزاهرة 1/ 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 44، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 13- 27، وشذرات الذهب 1/ 78، والأسامي والكنى (ورقة 84 أ) ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، والإصابة 1/ 100، 101 رقم 429، والبرصان والعرجان 202- 204 و 206 و 207 و 263 و 343 و 351 و 363. [1] في الأصل «حابان» ، والتصحيح من المصادر. [2] في الأصل «العصوي» ، والتصحيح من: اللباب 2/ 140. [3] في الطبقات 7/ 93 و 97. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 346 قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ صَخْرَ بْنَ قَيْسٍ أَحْدَ بَنِي سَعْدٍ، وَأُمُّهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَاهِلَةٍ، فَكَانَتْ تُرَقِّصُهُ وَتَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْلا حَنَفٌ بِرِجْلِهِ ... وَقِلَّةٌ أَخَافُهَا مِنْ نَسْلِهِ مَا كَانَ فِي فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِهِ وَقَالَ الْمَرْزُبَانِيُّ: قِيلَ إِنَّ اسْمَهُ الْحَارِثُ، وَقِيلَ: حُصَيْنٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمِ [1] : هو افتتح مروالرّوذ، وَكَانَ الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ فِي جَيْشِهِ ذَلِكَ [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ أَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَجَعَلْتُ أُخْبِرُهُمْ وَأَعْرِضُ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى خَيْرٍ، وَمَا أَسْمَعُ إِلا حَسَنًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ» . وَكَانَ الأَحْنَفُ يَقُولُ: فَمَا شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي مِنْ ذَلِكَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [3] . وَالْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [4] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ فَاحْتَبَسَنِي عِنْدَهُ حَوْلا، فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ، إِنِّي قَدْ بَلَوْتُكَ وَخَبِرْتُكَ فَرَأَيْتُ عَلانِيَتَكَ حَسَنَةً، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُكَ مِثْلَ عَلانِيَتِكَ، وَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ إِنَّمَا يُهْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ [5] . وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي سَوِيَّةَ: ثنا العلاء بن حريز قال: حدّثني   [1] في: الأسامي والكنى- مخطوط بدار الكتب المصرية، ج 1 ورقة 84 أ. [2] قال المؤلف: الذهبي- رحمه الله-: «هذا فيه نظر. هما يصغران عن ذلك» . (سير أعلام النبلاء 4/ 87) . [3] ج 5/ 372 وعلي بن زيد ضعيف. [4] التاريخ الكبير 2/ 50، والحديث في: المستدرك على الصحيحين 3/ 614، وطبقات ابن سعد 7/ 93، والمعرفة والتاريخ 1/ 230، والتاريخ الصغير 80، وأسد الغابة 1/ 55. [5] سيأتي تخريجه في الحديث التالي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 347 عُمَرُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمِّهِ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بِفَتْحِ تُسْتَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ تُسْتَرَ، وَهِيَ مِنْ أَرْضِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ هَذَا، يَعْنِي الأَحْنَفَ، الَّذِي كَفَّ عَنَّا بَنِي مُرَّةَ حِينَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدَقَاتِهِمْ، وَقَدْ كَانُوا هَمُّوا بِنَا، قَالَ الأَحْنَفُ: فَحَبَسَنِي عُمَرُ عِنْدَهُ بِالْمَدِينَةِ سَنَةً، يَأْتِينِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَلا يَأْتِيهِ عَنِّي إِلا مَا يُحِبُّ، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ السَّنَةِ دَعَانِي فَقَالَ: يَا أَحْنَفُ هَلْ تَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَنَا [1] كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ [2] ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، فَاحْمِدِ اللَّهَ يَا أَحْنَفُ. قُلْتُ: وَكَانَ الأَحْنَفُ فَصِيحًا مُفَوَّهًا. قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : هُوَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، وَكَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ، وَكَانَ أَعْوَرَ أَحْنَفَ، دَمِيمًا [4] قَصِيرًا كَوْسَجًا [5] ، لَهُ بَيْضَةٌ وَاحِدَةٌ [6] ، حَبَسَهُ عُمَرُ عِنْدَهُ سَنَةً يَخْتَبِرْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا وَاللَّهِ السَّيِّدُ. قُلْتُ: ذَهَبَتْ عَيْنُهُ بِسَمَرْقَنْدَ. ذَكَرَهُ الْهَيْثَمُ [7] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: خَطَبَ الأَحْنَفُ عِنْدَ عُمَرَ، فَأَعْجَبَهُ مَنْطِقُهُ، فَقَالَ: كُنْتَ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مُنَافِقًا عَالِمًا، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مُؤْمِنًا، فَانْحَدِرْ إلى مصرك.   [1] في الأصل «حدّثنا» وهو تحريف. [2] أخرج أحمد في مسندة 1/ 22 و 44 حديثا من طريق: ديلم بن غزوان العبديّ، حدثنا ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، قال: اني لجالس تحت منبر عمر، وهو يخطب الناس، فقال في خطبته: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إني أخوف ما أخاف على هذه الأمة، كل منافق عليم اللسان» . سنده قويّ. والحديث في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 13، 14. [3] تاريخ الثقات 57 رقم 49. [4] في تاريخ الثقات «دهما» بدل «دميما» . [5] الكوسج: الّذي لا شعر على عارضيه. [6] قال ابن حبّان في الثقات 4/ 56 إن الأحنف ولد ملتصق الأليتين حتى شقّ. [7] تهذيب الكمال 2/ 286، وهو في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 26. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 قُلْتُ: مِصْرُهُ هِيَ الْبَصْرَةُ. وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: مَا كَذَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلا مَرَّةً، سَأَلَنِي عُمَرُ عَنْ ثَوْبٍ بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ فَأَسْقَطْتُ ثُلُثَيِ الثَّمَنِ [1] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : تَوَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ إِلَى خُرَاسَانَ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ الأَحْنَفُ. وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَحْمِلُ، يَعْنِي فِي قِتَالِ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَيَقُولُ: إِنَّ عَلَى كُلِّ رَئِيسٍ حَقًّا ... أَنْ يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَوْ يَنْدَقَّا [3] قَالَ: وَسَارَ الأحنف إلى مروالرّوذ، وَمِنْهَا إِلَى بَلْخٍ، فَصَالَحُوهُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ أَتَى الأَحْنَفُ خَوَارِزْمَ، فَلَمْ يُطِقْهَا، فَرَجَعَ [4] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: خَرَجَ ابْنُ عَامِرٍ مِنْ خُرَاسَانَ قَدْ أَحْرَمَ مِنْ نَيْسَابُورَ بِعُمْرَةٍ، وَخَرَجَ عَلَى خُرَاسَانَ الأَحْنَفُ فَجَمَعَ أَهْلَ خُرَاسَانَ جَمْعًا كَبِيرًا، وَاجْتَمَعُوا بِمَرْوَ، فَقَاتَلَهُمُ الأَحْنَفُ وَهَزَمَهُمْ وَقَتَلَهُمْ، وَكَانَ جَمْعًا لَمْ يَجْتَمِعْ مِثْلُهُ قَطُّ. وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ عَمْرًا ذَكَرَ بَنِي تَمِيمٍ فَذَمَّهُمْ فَقَامَ الْأَحْنَفُ فَقَالَ: إِنَّكَ ذَكَرْتَ بَنِي تَمِيمٍ فَعَمَّمْتَهُمْ بِالذَّمِّ، وَإِنَّمَا هُمْ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمُ الصَّالِحُ وَالطَّالِحُ، فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَقَامَ الْحُتَاتُ- وَكَانَ يُنَاوِئُهُ- فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ائْذَنْ لِي فَلأَتَكَلَّمَ، قَالَ: اجلس، فقد كفاكم سيّدكم الأحنف [5] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 14 وذكر ابن عساكر في ذلك حكاية. [2] في تاريخه- ص 164 (حوادث سنة 30 هـ.) . [3] في: تاريخ خليفة 165 وسير أعلام النبلاء 4/ 90. «أن يخضب القناة أو تندّقا» . وزاد الطبري في تاريخه 4/ 169: إن لنا شيخا بها ملقّى ... سيف أبى حفص الّذي تبقّى والمثبت يتفق مع ابن عساكر في التهذيب 7/ 17. [4] تاريخ خليفة 165. [5] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 349 وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: ائْذَنْ لِلْأَحْنَفِ، وَشَاوِرْهِ، وَاسْمَعْ مِنْهُ [1] . وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ شَرِيفَ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنَ الأَحْنَفِ [2] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ: كَانَ الأَحْنَفُ يَفِرُّ مِنَ الشَّرَفِ وَالشَّرَفُ يَتَّبِعُهُ [3] . وَقَالَ وَالِدُ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: قِيلَ لِلأَحْنَفِ: إِنَّكَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَإِنَّ الصِّيَامَ يُضْعِفُكَ قَالَ: إِنِّي أَعُدُّهُ لِسَفَرٍ طَوِيلٍ [4] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي زُرَيْقُ بْنُ رُدَيْحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ الأَحْنَفُ عَامَّةَ صَلاتِهِ بِاللَّيْلِ، وَكَانَ يَضَعُ إِصْبَعَهُ عَلَى السِّرَاجِ فَيَقُولُ: حِسَّ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَحْنَفُ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا [5] . غَيْرُهُ يَقُولُ: ابْنُ ذَرِيحٍ. وَقَالَ أَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ [6] : ثنا أَبُو الأَصْفَرِ، أَنَّ الأَحْنَفَ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ، فَلَمْ يُوقِظْ غِلْمَانَهُ، وَذَهَبَ يَطْلُبُ الْمَاءَ، فَوَجَدَ ثَلْجًا، فَكَسَرَهُ واغتسل [7] . وقال مروان الأصغر: سَمِعْتُ الأَحْنَفَ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ تَغْفِرْ لِي فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذَلِكَ. وَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنَا أَهْلٌ لِذَلِكَ. وقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ: قَالَ الأَحْنَفُ: ذَهَبَتْ عَيْنِي مِنْ أَرْبَعِينَ [8] سَنَةً، مَا شَكَوْتُهَا إلى أحد.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15. [2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 15. [3] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 16. [4] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19. [5] المصدر نفسه. [6] في الأصل «الجزير» ، والتحرير من تهذيب التهذيب وتقريب التهذيب. [7] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19. [8] في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 19 «ثلاثين سنة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 350 وَيُرْوَى أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَنْتَ الشاهر علينا سَيْفَكَ يَوْمَ صِفِّينَ وَالْمُخَذِّلُ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ! فَقَالَ: لا تُؤَنِّبْنَا بِمَا مَضَى مِنَّا، وَلا تَرُدَّ الأُمُورَ عَلَى أَدْبَارِهَا، فَإِنَّ الْقُلُوبَ الَّتِي أَبْغَضْنَاكَ بِهَا بَيْنَ جَوَانِحِنَا، وَالسُّيُوفُ الَّتِي قَاتَلْنَاكَ بِهَا عَلَى عَوَاتِقِنَا، فِي كَلامِ غَيْرِهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ قَالَتْ أُخْتُ مُعَاوِيَةَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَتَهَدَّدُ؟ قَالَ: هَذَا الَّذِي إِنْ غَضِبَ غَضِبَ لِغَضَبِهِ مِائَةُ أَلْفٍ مِنْ تَمِيمٍ، لا يَدْرُونَ فِيمَ غَضِبَ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا، وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ: فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا بَحْرٍ، مَالَكَ لا تَتَكَلَّمُ: قَالَ: أَخْشَى اللَّهَ إِنْ كَذَبْتُ وَأَخْشَاكُمْ إِنْ صَدَقْتُ [2] . وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: عَجِبْتُ لِمَنْ يَجْرِي فِي مَجْرَى الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ، كَيْفَ يَتَكَبَّرُ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: قَالَ الأَحْنَفُ: مَا أَتَيْتُ بَابَ هَؤُلاءِ إِلا أَنْ أُدْعَى، وَلا دَخَلْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ حَتَّى يُدْخِلانِي بَيْنَهُمَا، وَلا ذَكَرْتُ أَحَدًا بَعْدَ أَنْ يَقُومَ مِنْ عِنْدِي إِلا بِخَيْرٍ [3] . وَعَنِ الأَحْنَفِ قَالَ: مَا نَازَعَنِي أَحَدٌ فَكَانَ فَوْقِي إِلا عَرَفْتُ لَهُ قَدْرَهُ، وَلا كَانَ دُونِي إِلا رَفَعْتُ قَدْرِي عَنْهُ، وَلا كَانَ مِثْلِي إلا تَفَضَّلْتُ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ الأَحْنَفُ: لَسْتُ بِحَلِيمٍ، وَلَكِنِّي أَتَحَالَمُ [5] . وَبَلَغَنَا أَنَّ رجُلا قَالَ لِلأَحْنَفِ: لَئِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً لَتَسْمَعَنَّ عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ: لَكِنَّكَ لَئِنْ قُلْتَ عَشْرًا لم تسمع واحدة.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 20. [2] التهذيب 7/ 20. [3] التهذيب 7/ 20. [4] التهذيب 7/ 20. [5] التهذيب 7/ 20. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 351 وَإِنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: بِتَرْكِي مِنْ أَمْرِكَ مَا لا يَعْنِينِي كَمَا عِنْدَكَ مِنْ أَمْرِي مَا لا يَعْنِيكَ [1] . وَعَنْهُ قَالَ: مَا يَنْبَغِي لِلأَمِيرِ أَنْ يَغْضَبَ، لِأَنَّ الْغَضَبَ فِي الْقُدْرَةِ لِقَاحِ السَّيْفِ وَالنَّدَامَةِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا الأَحْنَفُ الْكُوفَةَ مَعَ مُصْعَبٍ، فَمَا رَأَيْتُ خُصْلَةً تُذَمُّ إِلا رَأَيْتُهَا فِيهِ، كَانَ ضَئِيلا، صَغِيرَ الرَّأْسِ، مُتَرَاكِبَ الأَسْنَانِ، مَائِلَ الذَّقْنِ، نَاتِئَ الْوَجْهِ، بَاخِقَ الْعَيْنَيْنِ، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، أَحْنَفَ الرِّجْلِ، فَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ جَلا عَنْ نَفْسِهِ [2] . بِاخَقٌ: مُنْخَسِفُ الْعَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: الأحْنَفُ الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ [3] . وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ أَنْ تُقْبَلَ كُلُّ رِجْلٍ عَلَى صَاحِبَتِهَا. وَلِلأَحْنَفِ أَشْيَاءُ مُفِيدَةٌ أَوْرَدَ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ جملة منها [4] . وكان زياد ابن أَبِيهِ كَثِيرَ الرِّعَايَةِ لِلأَحْنَفِ، فَلَمَّا وَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ تَغَيَّرَتْ حَالُ الأَحْنَفِ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَصَارَ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ مَنْ دُونَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بِأَشْرَافِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ: أَدْخِلْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَرَاتِبِهِمْ، فَكَانَ فِي آخِرِهِمُ الأَحْنَفُ، فَلَمَّا رَآهُ مُعَاوِيَةُ أَكْرَمَهُ لِمَكَانِ سِيَادَتِهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَحْرٍ إِلَيَّ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَأَعْرَضَ عَنْهُمْ، فَأَخَذُوا فِي شُكْرِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَكَتَ الأَحْنَفُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَهُ: لِمَ لا تَتَكَلَّمُ؟ قَالَ: إِنْ تَكَلَّمْتُ خَالَفْتُهُمْ، فَقَالَ: اشْهَدُوا أَنِّي قَدْ عَزَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ، فَلَمَّا خَرَجُوا كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَرُومُ الإِمَارَةَ، ثُمَّ أَتَوْا مُعَاوِيَةَ بَعْدَ ثَلاثٍ، وَذَكَرَ كُلُّ وَاحِدٍ شَخْصًا، وَتَنَازَعُوا، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا بَحْرٍ؟ قَالَ: إِنْ وَلَّيْتَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ لَمْ تَجِدْ مَنْ يَسُدَّ مَسَدَّ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَدْ أَعَدْتُهُ، فَلَمَّا خَرَجُوا خَلا   [1] التهذيب 7/ 21. [2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 26. [3] المصدر نفسه 7/ 26. [4] أكثر هذه الترجمة نقلها المؤلّف عن ابن عساكر، رحمهما الله. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 352 مُعَاوِيَةُ بِعُبَيْدِ اللَّهِ وَقَالَ: كَيْفَ ضَيَّعْتَ مِثْلَ هَذَا الَّذِي عَزَلَكَ وَأَعَادَكَ وَهُوَ سَاكِتٌ؟! فَلَمَّا عَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى الْعِرَاقِ، جَعَلَ الأَحْنَفَ خَاصَّتَهُ وَصَاحِبَ سِرِّهِ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ صَاحِبُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَضَرْتُ جَنَازَةَ الأَحْنَفِ بِالْكُوفَةِ، فَكُنْتُ فِيمَنْ نَزَلَ قَبْرَهُ، فَلَمَّا سَوَّيْتُهُ رَأَيْتُهُ قَدْ فُسِحَ لَهُ مُدَّ بَصَرِي، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَصْحَابِي، فَلَمْ يَرَوْا مَا رَأَيْتُ [2] . رَوَاهَا ابْنُ يُونُسَ فِي «تَارِيخِ مِصْرَ» . تُوُفِّيَ الأَحْنَفُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ فِي قَوْلِ يَعْقُوبَ الْفَسَوِيِّ [3] . وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ مُصْعَبٍ عَلَى الْعِرَاقِ. وَلَمْ يُعَيِّنُوا سَنَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ. 137- أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيق [4] ع أمّ عبد الله ذات النّطاقين، آخر المهاجرين والمهاجرات وفاة. وأمّها   [1] وفيات الأعيان 2/ 503. [2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 27. [3] المعرفة والتاريخ 3/ 330. [4] انظر عن (أسماء بنت أبي بكر) في: المحبّر 22 و 54 و 100 و 404، ونسب قريش 236، وتاريخ خليفة 269، وطبقات خليفة 333، والزهد لابن المبارك 359 رقم 1016، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 60، والمغازي للوقدي 824 و 193 و 1094 و 1102، والمغازي للزهري 99. ومسند أحمد 6/ 344، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 34 و 35 و 42 و 2/ 126- 130، و 4/ 46، والمعارف 172 و 173 و 200 و 221، وفتوح البلدان 558، والعقد الفريد 4/ 16 و 415- 419، وتاريخ اليعقوبي 2/ 255 و 267، والسير والمغازي 116 و 143، وأنساب الأشراف 3/ 40 وج 4 ق 1/ 67 و 73 و 605 وج 5 (راجع فهرس الأعلام) 383، وثمار القلوب 294 و 300، وربيع الأبرار 4/ 38، ومروج الذهب 1519 و 634 و 1641 و 1953 و 2023 و 2024 و 2029، والبداية والنهاية 8/ 346، ومرآة الجنان 1/ 151، والمرصع 43 و 44 و 335، وطبقات ابن سعد 8/ 249- 255، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 3- 30، وجمهرة أنساب العرب 122 و 137، وحلية الأولياء 2/ 55- 57 رقم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 353 قُتَيْلَةُ [1] بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى الْعَامِرِيَّةُ. لَهَا عِدَّةُ أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهَا: عَبْدُ اللَّهِ، وَعُرْوَةُ ابْنَا الزُّبَيْرِ، وَابْنَاهُمَا عُبَادَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمَوْلاهَا عَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ، وَتُوُفِّيَا قَبْلَهَا، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبَّادُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبُو نَوْفَلٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ، ووهب بْنُ كَيْسَانَ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ. وَشَهِدَتِ الْيَرْمُوكَ مَعَ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ وزوجها [2] . وهي وابنها وأبوها وجدّها صحابيّون. رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْقُرِّيِّ [3] قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أُمِّ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَإِذَا هِيَ امْرَأَةٌ ضَخْمَةٌ عَمْيَاءُ، نَسْأَلُهَا عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَقَالَتْ: قَدْ رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا [4] . قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ عَائِشَةَ بِعَشْرِ سِنِينَ [5] . قُلْتُ: فَعُمْرُهَا على هذا إحدى وتسعون سنة.   [ () ] 138، والاستيعاب 4/ 232- 234، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 328- 330 رقم 713، وأسد الغابة 5/ 292، وتحفة الأشراف 11/ 242- 259 رقم 860، وتهذيب الكمال 3/ 1677، 1678، والوافي بالوفيات 9/ 57، 58 رقم 3970، وتاريخ أبي زرعة 1/ 496، 497، والمعرفة والتاريخ 1/ 224 و 2/ 808، والكاشف 3/ 420، والمنتخب من ذيل المذيّل 616، والزيارات 14 و 88، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 154، وتهذيب التهذيب 12/ 3977، وتقريب التهذيب 2/ 589، والإصابة 4/ 229، 230 رقم 46، والنكت الظراف 11/ 243 و 246 و 250 و 253، والعقد الثمين 8/ 177، وخلاصة تذهيب التهذيب 488، والأخبار الطوال 264، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 64 و 86، وفوات الوفيات 2/ 171- 173 و 175، والوفيات لابن قنفذ 80، وشذرات الذهب 1/ 44. [1] أو قيلة كما في أسد الغابة، والاستيعاب. [2] تاريخ دمشق (تراجم النساء) ص 3. [3] في طبعة القدسي 3/ 134 «العرني» ، وهو غلط، والتصحيح من: تهذيب التهذيب 10/ 136 و 137 وهو مسلم بن مخراق العبديّ القرّي مولى بني قرّة. [4] أخرجه أحمد في المسند 6/ 348، وابن عساكر في تاريخ دمشق (تراجم النساء) - ص 5. [5] تاريخ دمشق- ص 10. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 354 وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَقَالَ: عَاشَتْ مِائَةَ سَنَةٍ وَلَمْ يَسْقُطْ لَهَا سِنٌّ [1] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ تَصَدَّعُ فَتَضَعُ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا فَتَقُولُ: بِذَنْبِي [2] وَمَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ أَكْثَرَ [3] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ، وَمَا لَهُ شَيْءٌ غَيْرَ فَرَسِهِ، فَكُنْتُ أَعْلِفُهُ وَأَسُوسُهُ، وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ، وَأَعْلِفُهُ، وَأَسْتَقِي، وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، فَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي، وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ، فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأْسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ، فَدَعَانِي فَقَالَ: «إِخْ إِخْ» [4] . لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، فَمَضَى، فَلَمَّا أتَيْتُ أَخْبَرْتُ الزُّبَيْرَ، فَقَالَ: وَاللَّه لَحَمْلُكِ النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ، قَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ، فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَنِي [5] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: ضَرَبَ الزُّبَيْرُ أَسْمَاءَ، فَصَاحَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَقْبَلَ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أُمَّكَ طَالِقٌ إِنْ دَخَلَتْ! قَالَ: أَتَجْعَلُ أُمِّي عُرْضَةً لِيَمِينِكَ، فَاقْتَحَمَ عَلَيْهِ وَخلَّصَهَا، فَبَانَتْ مِنْهُ [6] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، إنّ الزّبير طلّق أسماء، فأخذ   [1] تاريخ دمشق- ص 28 من طريق: علي بن مسهر، عن هشام. [2] في طبقات ابن سعد «بدني» بدل «بذنبي» وهو غلط على الأرجح، وما أثبتناه يتّفق مع المعنى والسياق، وتاريخ دمشق. [3] الطبقات الكبرى 8/ 251، تاريخ دمشق- ص 14. [4] يقال للبعير «إخ» إذا زجر ليبرك. انظر: لسان العرب، مادّة «أضخ» . [5] الحديث في: مسند أحمد 6/ 347، وطبقات ابن سعد 8/ 251، وتاريخ دمشق- ص 15، والإصابة 4/ 229. [6] أخرجه ابن عساكر بسنده- ص 18. وقيل في سبب طلاقها غير ذلك. انظر: أسد الغابة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 355 عُرْوَةَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ [1] . وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: كَانَتْ أَسْمَاءُ سَخِيَّةَ النَّفْسِ [2] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ قَالَتْ: قَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا بَنَاتِي تَصَدَّقْنَ وَلا تَنْتَظِرْنَ الْفَضْلَ فَإِنَّكُنَّ إِنِ انْتَظَرَتُنَّ الْفَضْلَ لَنْ تَجِدْنَهُ، وَإِنْ تَصَدَّقْنَ لَمْ تَجِدْنَ فَقْدَهُ [3] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ امْرَأَتَيْنِ قَطُّ أَجْوَدَ مِنْ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ، وَجُودُهُمَا يَخْتَلِفُ، أَمَّا عَائِشَةُ فَكَانَتْ تَجْمَعُ الشَّيْءَ إِلَى الشَّيْءِ، حَتَّى إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهَا وَضَعَتْهُ مَوَاضِعَهُ، وَأَمَّا أَسْمَاءُ فَكَانَتْ لا تَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ [4] . قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: كَانَتْ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط تحت الزُّبَيْرِ، وَكَانَتْ فِيهِ شِدَّةٌ عَلَى النِّسَاءِ، وَكَانَتْ لَهُ كَارِهَةً تَسْأَلَهُ الطَّلاقَ، فَطَلَّقَهَا وَاحِدَةً، وَقَالَ: لا تَرْجِعُ إِلَيَّ أَبَدًا [5] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ طَلَّقَهَا ثَلاثًا، يَعْنِي لِتَمَاضِرَ، فَوَرَّثَهَا عُثْمَانُ مِنْهُ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ أُمَّهُ تُمَاضِرُ بِنْتَ الأَصْبَغِ [6] . وَرَوَى عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ تُمَاضِرَ، حِينَ طَلَّقَهَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَكَانَ أَقَامَ عِنْدَهَا سَبْعًا، ثُمَّ لَمْ ينشب أن طلّقها [7] .   [1] طبقات ابن سعد 8/ 253، تاريخ دمشق- ص 18. [2] طبقات ابن سعد 8/ 252، تاريخ دمشق 18. [3] الطبقات 8/ 252، تاريخ دمشق 19. [4] تاريخ دمشق- ص 20. [5] طبقات ابن سعد 8/ 230، 231. [6] الإصابة 4/ 255 رقم 200. [7] الإصابة 4/ 255. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 356 وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ: فَرَضَ عُمَرُ أَلْفًا أَلْفًا لِلْمُهَاجِرَاتِ، مِنْهُنَّ أُمُّ عَبْدٍ، وَأَسْمَاءُ [1] . وَقَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ: إِنَّ جَدَّتَهَا أَسْمَاءَ كَانَتْ تَمْرَضُ الْمَرْضَةَ، فَتُعْتِقُ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهَا [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا، أَخَذَ ذَلِكَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَأَخَذَتْ عَنْ أَبِيهَا [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّهِ: أَنَّ أَسْمَاءَ كَانَتْ تَقُولُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ يُقَاتِلُ الْحَجَّاجَ: لِمَنْ كَانَتِ الدَّوْلَةُ الْيَوْمَ؟ فَيُقَالُ لَهَا: لِلْحَجَّاجِ. فَتَقُولُ: رُبَّمَا أَمَرَ الْبَاطِلُ. فَإِذَا قِيلَ لَهَا: كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ، تَقُولُ: اللَّهمّ انْصُرْ أَهْلَ طَاعَتِكَ وَمِنْ غَضِبَ لَكَ [4] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ، قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ بِعشْرِ لَيَالٍ، وَإِنَّهَا لَوَجِعَةٌ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ قَالَتْ: وَجِعَةٌ. قَالَ: إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَعَافِيَةً. قَالَتْ: لَعَلَّكَ تَشْتَهِي مَوْتِي، فَلا تَفْعَلْ، وَضَحِكَتْ، وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا أَشْتَهِي أَنْ أَمُوتَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ أَحَدُ طَرَفَيْكَ، إِمَّا أَنْ تُقْتَلَ فَأَحْتَسِبُكَ، وَإِمَّا أَنْ تَظْفَرَ فَتَقَرَّ عَيْنِي، وَإِيَّاكَ أَنْ تَعْرِضَ عَلَيَّ خِطَّةً لا تُوَافِقُ، فَتَقْبَلَهَا كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ [5] . إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ عوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي، أَنَّ الْحَجَّاجَ دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَكَ أَلْحَدَ فِي هَذَا الْبَيْتِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَذَاقَهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. قَالَتْ: كَذَبَ، كَانَ بَرًّا بِوَالِدَيْهِ، صَوَّامًا قَوَّامًا، ولكن قد   [1] طبقات ابن سعد 8/ 253، تاريخ دمشق- ص 20. [2] طبقات ابن سعد 8/ 252، تاريخ دمشق- ص 21. [3] طبقات ابن سعد 5/ 124، تاريخ دمشق- ص 21. [4] تاريخ دمشق- ص 22. [5] حلية الأولياء 2/ 56، تاريخ دمشق- ص 22، 23. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ، الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيرٌ [1] . إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا أَبُو الْمُحَيَّاةِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ ابْنَ الزُّبَيْرِ دَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ وَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّهْ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكِ فَهَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَتْ: لَسْتُ لَكَ بِأُمٍّ، وَلَكِنِّي أُمُّ الْمَصْلُوبِ عَلَى رَأْسِ الْبَنِيَّةٍ [2] ، وَمَا لِي مِنْ حَاجَةٍ، وَلَكِنْ أُحَدِّثُكَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابٌ وَمُبِيرٌ» فَأَمَّا الْكَذَّابُ، فَقَدْ رَأَيْنَاهُ- تَعْنِي الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ- وَأمَّا الْمُبِيرُ فَأَنْتَ: فَقَالَ لَهَا: مُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ [3] . أَبُو المُحَيَّاةِ هُوَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ الأَسْوَدُ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ، أَنَّ الْحَجَّاجَ لَمَّا قَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَبَهُ، وَأَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَنْ تَأْتِيَهُ، فَأبَتْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا لَتَأْتِيَنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ مَنْ يَسْحَبُكِ بقُرُونِكِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: وَاللَّهِ لا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَتَى إِلَيْهَا فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ، وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ كُنْتَ تُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، وَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُرَاجِعْهَا [4] . وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ زَنْجَوَيْهِ: ثنا ابْنُ أَبِي عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ إِنَّ أَسْمَاءَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، وَذَلِكَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مَصْلُوبٌ، فَمَالَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْجُثَثَ لَيْسَتْ بِشْيَءٍ، وَإِنَّمَا الأَرْوَاحُ عِنْدَ اللَّهِ، فَاتَّقِي اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ. فَقَالَتْ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَقَدْ أُهْدِيَ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا إِلَى بَغِيٍّ من   [1] طبقات ابن سعد 8/ 254، مسند أحمد 6/ 351. [2] في تاريخ دمشق «الثنية» . [3] تاريخ دمشق- ص 23. [4] تاريخ دمشق- ص 24. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 358 بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ [1] . رَوَاهُ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ الْمُبَارَكِ. أنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى عَلَى بِنْتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ- وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ- بِهَدَايَا، زَبِيبٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ، فَأَبَتْ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا، وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ: سَلِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لِتُدْخِلْهَا وَلْتَقْبَلْ هَدِيَّتَهَا. وَنَزَلَتْ لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ في الدِّينِ 60: 8 [2] . الآية. شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَهِيَ كَبِيرَةٌ عَمْيَاءُ، فَوَجَدْتُهَا تُصَلِّي، وَعِنْدَهَا إِنْسَانٌ يُلَقِّنُهَا: قُومِي اقْعُدِي افْعَلِي [3] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ، فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا صَلَبَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، اللَّهُمَّ لا تُمِتْنِي حَتَّى أُوتَى بِهِ فَأُحَنِّطَهُ وَأُكَفِّنَهُ، فَأُتِيَتْ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ قَبْلَ مَوْتِهَا، فَجَعَلَتْ تُحَنِّطُهُ بِيَدِهَا وَتُكَفِّنُهُ بَعْدَ مَا ذَهَبَ بَصَرُهَا [4] . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : مَاتَتْ أَسْمَاءُ بَعْدَ وَفَاةِ ابْنِهَا بِلَيَالٍ. وَيُرْوَى عَنِ ابن أبي مليكة قال: كفّنته وصلّيت عَلَيْهِ، وَمَا أَتَتْ عَلَيْهَا جُمُعَةٌ حَتَّى مَاتَتْ [6] . 138- الأسود بن يزيد [7] ع ابْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ، الْفَقِيهُ أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ أبو عبد الرحمن، أخو   [1] تاريخ دمشق- ص 27. [2] سورة الممتحنة- الآية 60، والحديث في: طبقات ابن سعد 8/ 252. [3] طبقات ابن سعد 8/ 252. [4] تاريخ دمشق (تراجم النساء) ص 27. [5] في الطبقات 8/ 255. [6] تاريخ دمشق- ص 27. [7] انظر عن (الأسود بن يزيد) في: طبقات ابن سعد 6/ 70، وتاريخ الثقات 67 رقم 100، والثقات لابن حبّان 4/ 31، والتاريخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 359 عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَوَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ أَخِي عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَخَالُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ. وَكَانَ أَسَنَّ مِنْ عَلْقَمَةَ. رَوَى عَنْ: مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَبِلالٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَأَخُوهُ، وَابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وَخَلْقٌ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ: يَحْيَى بْنُ وَثَّابٍ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ. وَكَانَ مِنَ الْعِبَادَةِ وَالْحَجِّ عَلَى أَمْرِ كَبِيرٍ. فَرَوَى شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَجَّ الأَسْوَدُ ثَمَانِينَ مِنْ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يزيد فقال: كان صوّاما قوّاما حجّاجا [2] .   [ () ] الكبير 1/ 449 رقم 1437، والتاريخ لابن معين 2/ 38، 39، وتاريخ خليفة 275، وطبقات خليفة 148، والمعارف 134 و 432 و 463 و 587، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 182، وأنساب الأشراف 4/ ق 1/ 517 و 545 و 596 و 5/ 30 و 35، وأخبار القضاة 1/ 99 و 2/ 194 و 275 و 283، ومشاهير علماء الأمصار 100 رقم 742، والعقد الفريد 2/ 433 و 3/ 168 و 171، والجرح والتعديل 2/ 291، 292 رقم 1061، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، وحلية الأولياء 2/ 102- 105 رقم 165، والاستيعاب 1/ 94، والمعرفة والتاريخ 2/ 553 و 555 و 558- 560، وتاريخ أبي زرعة 1/ 511 و 552 و 650- 652، وأسد الغابة 1/ 88 وتهذيب الكمال 3/ 233- 235 رقم 509، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 122 رقم 58، وطبقات الفقهاء 79، وسير أعلام النبلاء 4/ 50- 53 رقم 13، والعبر 1/ 86، وتذكرة الحفاظ 1/ 48، والكاشف 80، 81 رقم 430، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 185، ودول الإسلام 1/ 55، ومرآة الجنان 1/ 156، والبداية والنهاية 9/ 12، ولباب الآداب 252، والوفيات لابن قنفذ 96، وغاية النهاية، رقم 796، والإصابة 1/ 106 رقم 460، وتهذيب التهذيب 1/ 342، 343 رقم 625، وتقريب التهذيب 1/ 77 رقم 579، وطبقات الحفّاظ 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 37، وشذرات الذهب 1/ 82. [1] طبقات ابن سعد 8/ 71، حلية الأولياء 2/ 103. [2] حلية الأولياء 2/ 103 (باختصار) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 360 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَنْدَلٍ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عياض، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رمضان في كلّ ليلتين، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ: وَكَانَ يَنَامُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ سِتِّ لَيَالٍ [1] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: ثنا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثدٍ قَالَ: كَانَ الأَسْوَدُ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ وَيَصْفَرَّ، فَلَمَّا احْتُضِرَ بَكَى، فَقِيلَ له: ما هذا الجزع؟ فقال: ما لي لا أَجْزَعُ، وَاللَّهِ لَوْ أَتَيْتُ بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ اللَّهِ لأَهَمَّنِي الْحَيَاءُ مِنْهُ مِمَّا قَدْ صَنَعْتُ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ الذَّنْبُ الصَّغِيرُ، فَيَعْفُو عَنْهُ، فَلا يَزَالُ مُسْتَحْيِيًا مِنْهُ [2] . فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، أَحَدُهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. 139- أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [3] ع الْعَدَوِيُّ أَبُو زَيْدٍ، وَيُقَالُ أَبُو خَالِدٍ، مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ. وَقِيلَ: حَبَشِيٌّ. وَقِيلَ: مِنْ سَبْيِ الْيَمَنِ. وَقَدِ اشْتَرَاهُ عُمَرُ بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ بالناس سنة   [1] حلية الأولياء 2/ 103. [2] حلية الأولياء 2/ 103. [3] انظر عن (أسلم مولى عمر) في: طبقات ابن سعد 5/ 10، والتاريخ الكبير 2/ 23، 24 رقم 1565، والجرح والتعديل 2/ 306 رقم 1142، وتاريخ الطبري (راجع فهرس الأعلام) 10/ 179، وطبقات خليفة 235، وتاريخ خليفة 117، والتاريخ لابن معين 2/ 29، وتاريخ الثقات للعجلي 63 رقم 78، والثقات لابن حبّان 4/ 45، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 203 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 9- 12، وأسد الغابة 1/ 77، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 117، 118 رقم 53، وتهذيب الكمال 2/ 529- 531 رقم 407، والعبر 1/ 91، وتذكرة الحفاظ 1/ 49، وسير أعلام النبلاء 4/ 98- 100 رقم 31، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 184، والكاشف 1/ 68 رقم 344، وربيع الأبرار 4/ 87، والمعارف 189، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 519، ودول الإسلام 1/ 57، والبداية والنهاية 9/ 32، ومرآة الجنان 1/ 161، والإصابة 1/ 38 رقم 131 و 1/ 104 رقم 449، وتهذيب التهذيب 1/ 266 رقم 501، وتقريب التهذيب 1/ 64 رقم 465، وطبقات الحفاظ 16، وخلاصة تذهيب التهذيب 31، وشذرات الذهب 1/ 88. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 361 إِحْدَى عَشْرَةَ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَقُولُ: نحن قوم من الأشعريّين، ولكنّا لا نُنْكِرُ مِنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [1] . سَمِعَ: أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَمُعَاذًا، وَأَبَا عُبَيْدَةَ، وَابْنَ عُمَرَ، وَكَعْبَ الأَحْبَارِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ زَيْدٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. قَالَ الزُّهْريُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَسْلَمَ قَالَ: قَدِمْنَا الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ، فَأَتَيْنَا بِالطِّلاءِ وَهُوَ مِثْلُ عَقِيدِ الرُّبِّ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَجَّ عُمَرَ بِالنَّاسِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، فَابْتَاعَ فِيهَا أَسْلَمَ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا: ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْتَرَانِي عُمَرُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي قَدِمَ فِيهَا بِالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ أَسِيرًا، فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي الْحَدِيدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ، وَهُوَ يَقُولُ لَهُ: فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، حَتَّى كَانَ آخِرُ ذَلِكَ أَسْمَعُ الأَشْعَثَ يَقُولُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ، فَمَنَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ أُمَّ فَرْوَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ الأَشْعَثِ [4] . وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ: حَدَّثَنِي أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ الأَسْوَدُ الْحَبَشِيُّ: وَاللَّهِ وَمَا أُرِيدَ عَيْبَهُ [5] . وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: يا أبا خالد، إنّي أرى   [1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10، طبقات ابن سعد 5/ 11. [2] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 4/ 98: «هو الدّبس المرمّل» أي المعصود. [3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10. [4] طبقات ابن سعد 5/ 10، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10. [5] في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10: «لا والله ما أريد غيبة بنيه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 362 أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَلْزَمُكَ لُزُومًا لا يَلْزَمُهُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ، لا يَخْرُجُ سَفَرًا إِلا وَأَنْتَ مَعَهُ، فَأَخْبِرْنِي عَنْهُ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَوْلَى الْقَوْمِ بِالظِّلِّ، وَكَانَ يُرَحِّلُ رَوَاحِلَنَا وَيُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَحْدَهُ، وَلَقَدْ فَزِعْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ وَقَدْ رَحَّلَ رِحَالِنَا وَهُوَ يُرَحِّلُ رَحْلَهُ وَيَرْتَجِزُ: لا يَأْخُذُ اللَّيْلُ عَلَيْكَ بِالْهَمْ ... وَالْبَسَنْ [1] لَهُ الْقَمِيصَ وَاعْتَمْ وَكُنْ شَرِيكَ رَافِعٍ [2] وَأَسْلَمْ ... وَاخْدُمِ الْأَقْوَامَ حَتَّى تُخْدَمْ [3] رَوَاهُ الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه. قال أبو عبيد: تُوُفِّيَ أَسْلَمُ سَنَةَ ثَمَانِينَ [4] . 140- أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ [5] وَاسْمُ أَبِيهَا عَبْدُ بْنُ بِجَادٍ التَّيْمِيُّ، وَهِيَ بِنْتُ أُخْتِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ لأُمِّهَا. عِدَادُهَا فِي صَحَابُيَّاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. رَوَى عَنْهَا: ابْنَتُهَا حُكَيْمَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَصَرَّحَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ بِأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهَا، وَبِأَنَّهَا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحديث في «الموطّأ» [6] .   [1] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 138 وتهذيب تاريخ دمشق «البس» وما أثبتناه عن سير أعلام النبلاء. [2] كذا في الأصل وطبعة القدسي وتهذيب تاريخ دمشق. وفي السير «نافع» . [3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 10، وسير أعلام النبلاء 4/ 99، وعيون الأخبار 1/ 265. [4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 12. [5] انظر عن (أميمة بنت رقيقة) في: طبقات ابن سعد 8/ 255، وطبقات خليفة 334، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 227، ومسند أحمد 6/ 356، والاستيعاب 4/ 239، 240، وتهذيب الكمال 3/ 1678، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 52- 60 رقم 16، والوافي بالوفيات 9/ 389 رقم 4319، ونسب قريش 229، وأسد الغابة 5/ 407، والإكمال 1/ 205، والكاشف 3/ 421 رقم 10، وتهذيب التهذيب 12/ 401 رقم 2731، والإصابة 4/ 240 رقم 97، وخلاصة تذهيب التهذيب 489. [6] أخرجه في باب «ما جاء في البيعة» رقم 1799- ص 696 عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 363 141- أوس بن ضمعج [1]- م 4- الكوفي الْعَابِدُ ثِقَةٌ كَبِيرٌ مُخَضْرَمٌ. رَوَى عَنْ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ الأَنْصَارِيِّ، وَعَائِشَةَ. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. تُوُفِّيَ سنة ثلاث أو أربع وسبعين [2] .   [ () ] أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نسوة بايعنه على الإسلام فقلن: يا رسول الله نبايعك عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ باللَّه شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ أَوْلَادَنَا، وَلَا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلَا نعصيك في معروف. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «فيما استطعتنّ وأطقتنّ» . قالت: فقلن الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، هلمّ نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» ، أو مثل قولي لامرأة واحدة. والحديث أيضا في: سنن الترمذي 5/ 322، في كتاب ما جاء في بيعة النساء، وسنن النسائي 7/ 149 في كتاب بيعة النساء. [1] انظر عن (أوس بن ضمعج) في: طبقات ابن سعد 5/ 510، وطبقات خليفة 146، وتاريخ خليفة 273، وتاريخ الثقات 74 رقم 121، وتاريخ البخاري 2/ 17، 18 رقم 1543، والجرح والتعديل 2/ 304 رقم 1130، والثقات لابن حبان 4/ 43، والمعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، وتهذيب الكمال 3/ 390- 392 رقم 579، وتهذيب التهذيب 1/ 383 رقم 701، وتقريب التهذيب 1/ 85، 86 رقم 655، وأسد الغابة 1/ 147، والكاشف 1/ 89 رقم 494، والوافي بالوفيات 9/ 448 رقم 4397، وخلاصة تذهيب التهذيب 41، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 797. [2] سيذكره المؤلّف أيضا في أهل الطبقة العاشرة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 364 [حرف الباء] 142- بجالة بن عبدة التّميميّ [1]- خ د ت ن- البصريّ. كَاتِبُ جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَمُّ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ [2] . رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، وَيَعْلَى بْنُ حكيم، وطالب ابن السَّمَيْدَعِ. وَوَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. 143- الْبَرَاءُ بن عازب [3] ع ابْنِ الْحَارِثِ أَبُو عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْحَارِثِيُّ الْمَدَنِيُّ، نزيل الكوفة.   [1] انظر عن (بجالة بن عبدة) في: طبقات ابن سعد 7/ 130، وطبقات خليفة 194، والتاريخ الكبير 2/ 146 رقم 1997، وتاريخ أبي زرعة 1/ 511، والعلل لأحمد 31، والجرح والتعديل 2/ 437 رقم 1737، والثقات لابن حبّان 4/ 83، والمؤتلف لعبد الغني بن سعيد 88، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63، وتهذيب الكمال 4/ 8، 9 رقم 637، والكاشف 1/ 149، والإصابة 1/ 170 رقم 761، وتهذيب التهذيب 1/ 417، 418 رقم 771، وتقريب التهذيب 1/ 93 رقم 3، والوافي بالوفيات 10/ 77 رقم 4513. [2] طبقات ابن سعد 7/ 130. [3] انظر عن (البراء بن عازب) في: طبقات ابن سعد 4/ 364 و 6/ 17، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 1/ 368، والمغازي للواقدي 21 و 216 و 449 و 453 و 589 و 902، والزهد لابن المبارك 430- 433 رقم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 365 صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الخطميّ، الصّحابيّان، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَعْدُ بْنُ عَبِيدَةَ، وَأَبُو عُمَرَ زَاذَانَ [1] ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ. وَاستُصْغِرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَشَهِدَ غَيْرَ غزوةٌ مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ: اسْتَصْغَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بدر فردّني،   [1219] و 477 و 511، والتاريخ الصغير 16 و 84، والتاريخ الكبير 2/ 117 رقم 1888، والبرصان والعرجان 69 و 263، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 29 و 258، وتاريخ الثقات 79 رقم 143، والتاريخ لابن معين 2/ 55، والثقات لابن حبان 3/ 26، والجرح والتعديل 2/ 399 رقم 1566، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 192، وتاريخ أبي زرعة 1/ 164 و 633 و 645، والمعرفة والتاريخ 2/ 622 و 623 و 625 و 626 و 628- 631 و 3/ 78- 81 (وانظر فهرس الأعلام) 3/ 461، وطبقات الفقهاء 52، والتاريخ لابن معين 2/ 55، وتاريخ خليفة 132 و 157 و 268، وطبقات خليفة 80 و 135 و 190، والعلل لأحمد 37 و 116 و 293 و 409، ومسند أحمد 4/ 280، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 14، وتاريخ واسط لبحشل 103 و 115 و 155 و 275 و 276، وفتوح البلدان 390 و 394، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة 374، 377، وربيع الأبرار 1/ 451 و 4/ 45 و 204، والمعارف 326 و 587، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 272، والعقد الفريد 5/ 282 و 6/ 149، وتاريخ اليعقوبي 2/ 124، والمغازي للواقدي 21 و 216 و 449 و 453 و 589 و 902، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 36 و 5/ 273، وأخبار القضاة 1/ 38 و 2/ 298، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 14، والاستيعاب 1/ 55- 157، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 61، وأسد الغابة 1/ 171، 172، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 132، 133 رقم 80، وتهذيب الكمال 4/ 34- 37 رقم 650، وتحفة الأشراف 2/ 13- 68 رقم 32، وجمهرة أنساب العرب 341، والكنى والأسماء 1/ 84، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 15، والكاشف 1/ 98 رقم 553، والبداية والنهاية 8/ 328، ومرآة الجنان 1/ 145، والوافي بالوفيات 10/ 104، 105 رقم 4560، والنكت الظراف 2/ 17- 61، والإصابة 1/ 142 رقم 618، وتهذيب التهذيب 1/ 425، 426 رقم 785، وتقريب التهذيب 1/ 94 رقم 16، وخلاصة تذهيب التهذيب 46، وشذرات الذهب 1/ 63 و 77. [1] في الأصل «ذادان» . [2] طبقات ابن سعد 4/ 367. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 366 وَغَزَوْتُ مَعَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَمَا قَدِمَ عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ [1] . شُعْبَةُ، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، رَأَيْتُ عَلَى البراء خاتم ذهب [2] . وقال البراء: كنت أنا وابن عمر لدة [3] . تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى وسبعين. 144- بسر بن أبي أرطاة [4] د ت ن عُمَيْرُ بْنُ عُوَيْمِرِ [5] بْنِ عِمْرَانَ، وَيُقَالُ: بُسْرُ بن أرطاة، أبو عبد الرحمن   [1] طبقات ابن سعد 4/ 368. [2] ابن سعد 4/ 368. [3] ابن سعد 4/ 368. [4] انظر عن (بسر بن أبي أرطاة) في: المحبّر 293، وطبقات ابن سعد 7/ 409، والأخبار الطوال 159 و 167 و 172 و 196، والمعارف 122، وفتوح البلدان 132 و 267، وأنساب الأشراف 1/ 492، و 505 و 3/ 60 و 4 ق 1/ 31 و 189، و 190 و 529 و 5/ 40، وتاريخ اليعقوبي 2/ 156 و 197- 199 و 240، والولاة والقضاة 15 و 17 و 18 و 21 و 27، وربيع الأبرار 4/ 304، ومشاهير علماء الأمصار رقم 364، والأغاني 16/ 200 وما بعدها، ومروج الذهب 1812 و 1813، وبلاغات النساء 35، والحلّة السيراء 2/ 324 و 335، والعقد الفريد 2/ 103 و 4/ 365، والخراج وصناعة الكتابة 287 و 343 و 345، ومسند أحمد 4/ 181، والتاريخ لابن معين 2/ 58، وتاريخ خليفة 142 و 195 و 198 و 200 و 206 و 218 و 292، وطبقات خليفة 27 و 140 و 300، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 109 رقم 335، والتاريخ الكبير 2/ 123 رقم 1912، والتاريخ الصغير 48 و 61، وتاريخ أبي زرعة 226 و 376 و 690، والجرح والتعديل 2/ 422، 423 رقم 1678، والثقات لابن حبّان 3/ 36، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 18، وطبقات علماء إفريقية لأبي العرب القيرواني 68 و 76، والاستيعاب 1/ 157- 166، وتاريخ الطبري 3/ 407 و 4/ 553 و 5/ 98 و 139 و 140 و 155 و 167- 169 و 176 و 181 و 212 و 234 و 253 و 287 و 335، والمعرفة والتاريخ 2/ 478 و 3/ 19 و 307 و 309 و 319 و 328، والمستدرك على الصحيحين 3/ 591، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 79، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 223- 228، وأسد الغابة 1/ 179، 180، وسير أعلام النبلاء 3/ 409- 411 رقم 65، وميزان الاعتدال 1/ 309 رقم 1168، والكاشف 1/ 99 رقم 565، وتهذيب الكمال 4/ 59- 69 رقم 665، ونسب قريش 439، وجمهرة أنساب العرب 170، وتاريخ بغداد 1/ 210، و 211 رقم 49، والكامل في [5] في الأصل «عريم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 367 العامريّ القرشيّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ، وَهُمَا «اللَّهمّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا» [1] . وَحَدِيثَ: «لا تُقْطَعُ الأَيْدِي فِي الْغَزْوِ» [2] . رَوَى عَنْهُ جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَأَيُّوبُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَأَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وُلِدَ قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ الْمِصْرِيُّ: كَانَ صَحَابِيًّا شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَلَهُ بِهَا دَارٌ وَحَمَّامٌ، وَكَانَ مِنْ شِيعَةِ مُعَاوِيَةَ، وَوَلَّى الْحِجَازَ وَالْيَمنَ لَهُ، فَفَعَلَ أَفْعَالا قَبِيحَةً، وَشُوِّشَ فِي آخِرِ أَيَّامِهِ [3] . قُلْتُ: وَكَانَ أَمِيرًا سَرِيًّا بَطَلا شُجَاعًا فَاتِكًا، سَاقَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَخْبَارَهُ فِي   [ () ] التاريخ 3/ 383، والوافي بالوفيات 10/ 129- 133 رقم 4590، ونهج البلاغة 1/ 116، والتذكرة الحمدونية 2/ 20، وتحفة الأشراف 2/ 95، 96 رقم 34، وتهذيب التهذيب 1/ 435، 436 رقم 801، وتقريب التهذيب 1/ 96 رقم 32، والإصابة 1/ 147، 148 رقم 642، والعقد الثمين 3/ 362، وخلاصة تذهيب التهذيب 47، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 13 و 61 و 66 و 67 و 71. [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 181 من طريق: هيثم بن خارجة، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ، قال: سمعت أبي يحدّث عن بسر بن أرطاة القرشي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو: «اللَّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة» . والحديث عند ابن حبّان (2424) و (2425) حيث وثّق أيوب بن ميسرة، وفي المعجم الكبير (1196) و (1198) وفي المستدرك على الصحيحين 3/ 591، والمزّي في تهذيب الكمال 4/ 60، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء 2/ 438 من عدّة طرق. [2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 181 بلفظ: «نهانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن القطع في الغزو» ، وأخرجه أبو داود في الحدود (4408) باب: في الرجل يسرق في الغزو أيقطع؟ وهو من طريق: ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن عياش بن عباس القتباني، عن شييم بن بيتان، ويزيد بن صبح الأصبحي، عن جنادة بن أبي أميّة، عن بسر بن أرطاة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «لا تقطع الأيدي في السفر» . وسنده صحيح. وأخرجه الترمذي (1450) في الحدود، والنسائي في السارق 8/ 91، والطبراني في المعجم الكبير (1195) ، والمناوي في فيض القدير 6/ 417، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 223. [3] انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 223. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 368 تَارِيخِهِ [1] ، فَمِنْ أَخْبَثِ أَخْبَارِهِ الَّتِي مَا عَمِلَهَا الْحَجَّاجُ، عَلَى أَنَّ الصَّحِيحَ أَنَّ بُسْرًا لا صُحْبَةَ لَهُ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَبُسْرٌ صَغِيرٌ [2] . قَالَ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ: ثنا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَلامَةَ، عَنْ أَبِي الزَّيَّاتِ، وَآخَرَ، سَمِعَا أَبَا ذَرٍّ يَتَعَوَّذُ مِنْ يَوْمِ الْعَوْرَةِ، قَالَ زَيْدٌ: فَقُتِلَ عُثْمَانُ، ثُمَّ أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ بُسْرَ بْنَ أَرْطَأةَ إِلَى الْيَمَنِ، فَسَبَى نِسَاءً مُسْلِمَاتٍ، فَأُقِمْنَ فِي السُّوقِ [3] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَتَلَ بُسْرُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَقُثَمَ وَلَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِالْيَمَنِ [4] . وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنُ جَسْرَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ قَالَ: بَعَثَ مُعَاوِيَةُ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَأَةَ إِلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ يَقْتُلُ مَنْ كَانَ فِي طَاعَةِ عَلِيٍّ، فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ شَهْرًا لا يُقَالُ لَهُ: هَذَا مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ، إِلا قَتَلَهُ [5] . وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَلَى الْيَمَنِ، فَمَضَى بُسْرُ إِلَيْهَا فَقَتَلَ وَلَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَتَلَ عَمْرَو بْنَ أَرَاكَةَ الثَّقَفِيَّ، وَقَتَلَ مِنْ هَمْدَانَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْنِ، وَقَتَلَ مِنَ الأَبْنَاءِ طَائِفَةً. وَذَلِكَ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ، وَبَقِيَ إِلَى خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ [6] . وَيُرْوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ بُسْرًا هَدَمَ بِالْمَدِينَةِ دُورًا كَثِيرَةً، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَصَاحَ: يَا دِينَارُ، شَيْخٌ سَمْحٌ عَهِدْتُهُ هَا هُنَا بِالأَمْسِ، مَا فَعَلَ- يَعْنِي عُثْمَانَ- يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَوْلا عهد أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَرَكْتُ بِهَا مُحْتَلِمًا إِلا قتلته، ثم مضى   [1] انظر التهذيب 3/ 223- 228. [2] طبقات ابن سعد 7/ 409، والتاريخ لابن معين 2/ 58. [3] انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226 و 227. [4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226. [5] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 225. [6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 225. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 369 إِلَى الْيَمَنِ فَقَتَلَ بِهَا ابْنَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، صَبِيَّيْنِ مُلَيْحَيْنِ، فَهَامَتْ أُمُّهُمَا بِهِمَا [1] . قُلْتُ: وَقَالَتْ فِيهِمَا أَبْيَاتًا سَائِرَةً، وَبَقِيَتْ تَقِفُ لِلنَّاسِ مَكْشُوفَةَ الْوَجْهِ، وَتُنْشِدُ فِي الْمَوْسِمِ، مِنْهَا: هَا مَنْ أَحَسَّ بِابْنَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا ... كَالدُّرَّتَيْنِ تجلّى عنهما الصّدف [2] 145- بشر بْنُ مَرْوَانَ [3] ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ. كَانَ سَمْحًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا. وَلِيَ إِمْرةَ الْعِرَاقَيْنِ لِأَخِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَلَهُ دَارٌ بِدِمَشْقَ عِنْدَ عَقَبَةَ الْكَتَّانِ [4] ، وَجمَعَ لَهُ أَخُوهُ إِمْرَةَ الْعِرَاقَيْنِ. فَعَنِ الضَّحَّاكِ الْعَتَّابِيِّ قَالَ: خَرَجَ أَيْمَنُ بْنُ خُرَيْمٍ إِلَى بِشْرِ بن مروان،   [1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226. [2] البيت من جملة أبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 226، وتهذيب الكمال 4/ 66. [3] انظر عن (بشر بن مروان) في: المحبّر 443 و 445، والمعارف 354 و 355 و 458 و 571، وتاريخ اليعقوبي 2/ 258، وأنساب الأشراف 1/ 10 و 213 و 4 ق 1/ 167 و 444 و 449 و 455 و 465- 467 و 473 و 474 و 5/ (انظر فهرس الأعلام) 385، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 302 و 3/ 185 و 279 و 397، والولاة والقضاة 47 و 60، والأخبار الطوال 310، وتاريخ خليفة 268 و 271 و 273 و 293 و 294، وتاريخ الطبري 5/ 539 و 6/ 164 و 169 و 171 و 173 و 178 و 193- 197 و 201 و 202 و 210 و 259 و 306، وجمهرة أنساب العرب 106، 107، والبرصان والعرجان 88 و 89 و 99 و 107 و 108 و 124 و 286، والمعرفة والتاريخ 2/ 245 و 368، والعقد الفريد 4/ 119 و 428 و 6/ 14، وعين الأدب والسياسة 178 و 179، والمستجاد 26- 32، والتعليقات والنوادر 2/ 208 رقم 942، ولباب الآداب 19، 20، وتاريخ العظيمي 190، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 88، والأخبار الموفقيات 510 و 526 و 529، والعبر 1/ 86، والبداية والنهاية 9/ 7، ومرآة الجنان 1/ 156، وفوات الوفيات 1/ 168 و 390 و 392، والوافي بالوفيات 10/ 152، 153 رقم 4616، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 251- 256، والنجوم الزاهرة 1/ 191، وشذرات الذهب 1/ 83، وخزانة الأدب 4/ 117، ومعجم بني أمية 18، 19 رقم 44، ومروج الذهب 2016- 2020، ودول الإسلام 1/ 55، والحلة السيراء 44، والأغاني 1/ 132 و 2/ 122 و 156 و 5/ 158. [4] انظر عنها: البداية والنهاية 14/ 221، والدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 237، وفي تهذيب تاريخ دمشق 3/ 251 «عقبة الصوف» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 370 فَقَدِمَ فَرَأَى النَّاسَ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِ بِلا اسْتِئْذَانٍ، فَقَالَ: مَنْ يُؤْذِنُ الأَمِيرَ بِنَا؟ قَالُوا: لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَابٌ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: يُرَى بَارِزًا لِلنَّاسِ بِشْرٌ كَأَنَّهُ ... إِذَا لاحَ فِي أَثْوَابِهِ قَمَرٌ بدر بعيد مرآة العين مارد طَرْفُهُ ... حَذَارِ الْغَوَاشِي رَجْعُ بَابِ وَلا سَتْرُ وَلَوْ شَاءَ بِشْرُ أَغْلَقَ الْبَابَ دُونَهُ ... طَمَاطَمُ سُودٌ أَوْ صَقَالِبَةٌ حُمْرُ وَلَكِنَّ بِشْرًا يَسَّرَ الْبَابَ لِلَّتِي ... يَكُونُ لَهُ فِي جَنْبِهَا الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ [1] فَقَالَ: تَحْتَجِبُ الْحُرُمَ، وَأَجْزَلَ صِلَتَهُ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: وَلَّى عَبْدُ الْمَلِكِ أَخَاهُ بِشْرًا عَلَى الْعِرَاقَيْنِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ حِينَ وَصَلَهُ الْخَبَرُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ قَدْ شَغَلْتَ إِحْدَى يَدَيْ، وَهِيَ الْيُسْرَى، وَبَقِيَتِ الأُخْرَى فَارِغَةٌ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلايَةِ الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ، فَمَا بَلَغَهُ الْكِتَابُ حَتَّى وَقَعَتِ الْقُرْحَةُ فِي يَمِينِهِ، فَقِيلَ لَهُ: نَقْطَعُهَا مِنْ مَفْصِلِ الْكَفِّ، فَجَزَعَ، فَمَا أَمْسَى حَتَّى بَلَغَتِ المرفق، ثم أصبح وقد بلغت الْكَتِفَ، وَأَمْسَى وَقَدْ خَالَطَتِ الْجَوْفَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنَا فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ، قَالَ: فَجَزِعَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَأَمَرَ الشُّعَرَاءَ فَرَثَوْهُ [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ: قَالَ الْحَسَنُ: قَدِمَ عَلَيْنَا بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ الْبَصْرَةَ وَهُوَ أَبْيَضُ بَضَّ، أَخُو خَلِيفَةٍ، وَابْنُ خَلِيفَةٍ، فَأَتَيْتُ دَارَهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْحَاجِبِ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ. قَالَ: ادْخُلْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُطِيلَ الْحَدِيثَ وَلا تُمِلَّهُ، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ عَلَى سَرِيرٍ عَلَيْهِ فرش قد كاد أن يغوص فيها، وَرَجُلٌ مُتَّكِئٌ عَلَى سَيْفِهِ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ، فَسلَّمْتُ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ. فَأَجْلَسَنِي، ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُولُ فِي زَكَاةِ أَمْوَالِنَا، نَدْفَعُهَا إِلَى السُّلْطَانِ أَمْ إِلَى الْفُقَرَاءِ؟ قُلْتُ: أَيَّ ذَلِكَ فَعَلْتَ أَجْزَأَ عَنْكَ، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى الَّذِي عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ: لِشَيْءٍ مَا يَسُودَ مِنْ سود، ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْعَشِيِّ، وَإِذَا هُوَ قَدِ انْحَدَرَ مِنْ سَرِيرِهِ إِلَى أَسْفَلَ وَهُوَ يَتَمَلْمَلُ، وَالأَطِبَّاءُ حَوْلَهُ، ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الْغَدِ وَالنَّاعِيَةُ   [1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 251. [2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 255، 256. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 371 تَنْعَاهُ، وَالدَّوَابُّ قَدْ جَزُّوا نَوَاصِيَهَا. وَدُفِنَ فِي جَانِبِ الصَّحْرَاءِ. وَوَقَفَ الْفَرَزْدَقُ عَلَى قَبْرِهِ وَرَثَاهُ بِأَبْيَاتٍ، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ إِلا بَكَى [1] . قَالَ خَلِيفَةٌ [2] : مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَهُوَ أَوَّلُ أَمِيرٍ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ. تُوُفِّيَ وَعُمْرُهُ نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ سنة.   [1] الخبر وأبيات الفرزدق في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 254. [2] في تاريخه 273. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 [حرف التَّاءِ] 146- تَوْبَةُ بْنُ الْحُمَيِّرِ [1] صَاحِبُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ [2] ، أَحَدُ الْمُتَيَّمِينَ. وَكَانَ لا يَرَى لَيْلَى إِلا مُتَبَرْقِعَةً، وَكَانَ يَشِنُّ الْغَارَةَ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، وَكَانَتْ بَيْنَ أَرْضِ بَنِي عُقَيْلٍ وَبَيْنَ مُهْرَةَ، فَكَمَنُوا لَهُ وَقَتَلُوهُ، فَرَثَتْهُ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ بِأَبْيَاتٍ [3] . وَمِنْ شِعْرِه قَوْلُهُ: فَإِنْ تَمْنَعُوا لَيْلَى وَحُسْنَ حَدِيثِهَا ... فَلَنْ تَمْنَعُوا مِنِّي البكا والقوافيا   [1] انظر عن (توبة بن الحميّر) في: الأخبار الموفقيات 501، 502، ومعجم الشعراء للمرزباني 343، والمعارف 90، والشعر والشعراء 306- 358 و 360- 362، والمؤتلف والمختلف للآمدي 68 و 93، وسمط اللآلي 119، 120، و 281- 283، والاشتقاق لابن دريد 181، والأغاني 11/ 204- 250، ومروج الذهب 2082 و 2083، وحياة الحيوان للدميري 2/ 299، وحماسة البحتري 423- 426، وحماسة أبي تمام 2/ 102، و 125، والتعليقات والنوادر 2/ 250 رقم 1032، وأشعار النساء للمرزباني 164، والتبريزي 4/ 76، وشرح شواهد المغني 70، وأمالي القالي 1/ 87 و 130 و 166 و 197 وأمالي المرتضى 126 و 363 و 2/ 57، ورغبة الآمل 5/ 215 و 221 و 8/ 177 و 179 و 184، والمنازل والديار 2/ 166، والتذكرة السعدية 303، والتذكرة الفخرية 86، وفوات الوفيات 1/ 259، 260، وخزانة الأدب 3/ 31، والوافي بالوفيات 10/ 436- 438 رقم 4929، وأسماء المغتالين 250. [2] ستأتي ترجمتها في (حرف اللام) من هذا الجزء. [3] انظر رثاء ليلى فيه في: الوافي بالوفيات 10/ 437. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 373 فَهَلا مَنَعْتُمْ إِذْ مَنَعْتُمْ كَلَامَهَا ... خَيَالا يُمْسِينَا عَلَى النَّأْيِ هَادِيَا لَعَمْرِي لَقَدْ أَسْهَرْتِنِي يَا حَمَامَةَ ... الْعَقِيقِ وَقَدْ أَبْكَيْتِ مَنْ كَانَ بَاكِيَا ذَكَرْتُكِ بِالْغَوْرِ التِّهَامِيِّ فَأَصْعَدَتْ ... شُجُونَ الْهَوَى حَتَّى بَلَغْنَ التَّرَاقِيَا وَلَهُ شِعْرٌ سَائِرٌ جَيِّدٌ. ذَكَرَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ [1] تَقْرِيبًا فِي حُدُودِ سَنَةِ ستّ وسبعين.   [1] في الأجزاء التي لم تنشر بعد من كتاب «المنتظم في أخبار الملوك والأمم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 [حرف الثاء] 147- ثابت بن الضّحّاك [1]- ع- بن خليفة، أبو زيد الأنصاريّ الأشهليّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ لَهُ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ نَحْوُهَا عِنْدَ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ فِي الحلف بملّة سوى الإسلام [2] .   [1] انظر عن (ثابت بن الضّحّاك) في: المغازي للواقدي 448، ومشاهير علماء الأمصار رقم 231، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 449، وتاريخ أبي زرعة 2/ 685، والمعرفة والتاريخ 1/ 322، ومسند أحمد 4/ 33، والاستيعاب 1/ 197، والتاريخ الكبير 2/ 165 رقم 2074، والجرح والتعديل 2/ 453 رقم 1826، وأسد الغابة 1/ 225، والكاشف 1/ 116 رقم 695، وتهذيب الكمال 4/ 359، 360 رقم 820، والمعرفة والتاريخ 1/ 322، والثقات لابن حبّان 3/ 44، والمعجم الكبير 2/ 72، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65، وتهذيب التهذيب 2/ 8، 9 رقم 11، وتقريب التهذيب 1/ 10، وتحفة الأشراف 2/ 119- 121 رقم 49، والإصابة 1/ 193، 194 رقم 894، وخلاصة تذهيب التهذيب 56. وقد ذكر الدكتور بشار عوّاد معروف بين مصادر ترجمته: طبقات خليفة (78 و 99) فوهم في ذلك لأن ثابت في الطبقات غير هذا، فليراجع. (انظر تهذيب الكمال بتحقيقه- ج 4/ 359) . [2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 72 رقم (1325) من طريق أبي قلابة عن ثابت بن الضحاك وكانت له صحبة، قال حمّاد: ولو قلت إنه مرفوع لم أبال قال: «من حلف بملّة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال» . وأخرجه من طريق أبي قلابة، عن ثابت، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بلفظ: «من حلف بملّة غير الإسلام كاذبا فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذّب به في نار جهنم ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله» . (رقم (1326) وانظر رقم (1327) و (1329) و (1330) و (1331) و (1332) و (1333) و (1334) و (1335) و (1336) و (1337) و (1338) و (1339) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 375 وَفِي الْبُخَارِيِّ: عَنْ أَبِي قِلابَةَ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [1] بِإِسْنَادٍ نَازِلٍ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أن ابْنَ سَعْدٍ غَلَطَ فِي عُمْرِهِ كَمَا ترى [2] .   [1] في كتاب المغازي، باب غزوة الحديبيّة وقول الله تَعَالَى لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ 48: 18- ج 5/ 66 قال: حدّثنا إسحاق، حدّثنا يحيى بن صالح، حدّثنا معاوية هو ابن سلّام، عن يحيى، عن أبي قلابة. وذكر الحديث. [2] ترجمة (ثابت بن الضّحّاك) غير موجودة في طبقات ابن سعد المطبوع. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 376 [حرف الجيم] 148- جابر بن عبد الله [1] ع ابْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامِ بْنِ كَعْبِ بْنِ غُنْمِ بْنِ كعب بن سلمة الأنصاريّ   [1] انظر عن (جابر بن عبد الله) في: مسند أحمد 3/ 292، والتاريخ لابن معين 2/ 74، 75، والأخبار الموفقيات 324، 325، والأخبار الطوال 316 و 329، والطبقات لابن سعد 3/ 574، وتاريخ خليفة 73 و 365، وطبقات خليفة 102، والعلل لأحمد 1/ 7 و 113 و 133 و 291 و 292، والتاريخ الصغير 93 و 95 و 97، والتاريخ الكبير 2/ 207 رقم 2208، وتاريخ الثقات للعجلي 93 رقم 195، والثقات لابن حبّان 52، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 25، والمعارف 162 و 307 و 557، والزاهر للأنباري 1/ 163 و 217، وعيون الأخبار 1/ 112 و 302، والمنتخب من ذيل المذيّل 527، وربيع الأبرار 1/ 247 و 4/ 28 و 202 و 204 و 339 و 374 و 437 و 465، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 626 و 3/ 328 و 4 ق 1/ 349 و 551 و 556 و 5/ 151 و 155 و 188 و 189 و 356 و 357، والمحبّر 404 و 413 و 415، والسير والمغازي 278، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1148، وأخبار القضاة 1/ 34 و 60 و 2/ فهرس الأعلام 469 و 3/ 24 و 42 و 46 و 47، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 476، وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309 و 460 و 464، والجرح والتعديل 2/ 492 رقم 2019، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 180، والاستيعاب 1/ 219، والمستدرك على الصحيحين 3/ 564- 566، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 72، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 6، والفصل لابن حزم 4/ 152، وسيرة ابن هشام (انظر فهرس الأعلام) 3/ 332 و 4/ 336، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 204، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 389- 394، وأسد الغابة 1/ 256- 258، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 142، 143 رقم 100، وتهذيب الكمال 4/ 443- 454 رقم 871، والكاشف 1/ 122 رقم/ 74، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم/ 2، وتذكرة الحفاظ 1/ 43، وسير أعلام النبلاء 3/ 189- 194 رقم 38، وتحفة الأشراف 2/ 165- 402 رقم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 السلمي أبو عبد الله، ويقال أبو عبد الرحمن، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَنُو سَلَمَةَ بَطْنٌ مِنَ الْخَزْرَجِ. رَوَى الْكَثِيرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ، وَهِيَ تَابِعِيَّةٌ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَالشَّعْبِيُّ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ مِينَا، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. فَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ الَّذِينَ أَمَدَّهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ وَهُوَ يُحَاصِرُ دِمَشْقَ. قَالَ عُرْوَةُ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ شَهِدَ الْعَقَبَةَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ، وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ، وَأَرَادَ شُهُودَ بَدْرٍ، فَخَلَّفَهُ أَبُوهُ عَلَى أَخَوَاتِهِ، وَكُنَّ تِسْعًا، وخلّفه يوم أحد فاستشهد يومئذ، وكان أبوه عَقَبِيًّا بَدْرِيًّا مِنَ النُّقَبَاءِ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ- يَعْنِي الْجُعْفِيَّ- عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَأَخْرَجَنِي خَالِي وَأَنَا لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرْمِي الْحَجَرَ [1] . وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: حَمَلَنِي خَالِي الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ في السبعين الذين   [ () ] 62، وجامع الأصول 9/ 86، ومرآة الجنان 1/ 158، ومروج الذهب 1952 و 2030، والزيارات 94 و 215، والبداية والنهاية 9/ 22، ودول الإسلام 1/ 106، والعبر 1/ 89، وتاريخ العظيمي 191، والوفيات لابن قنفذ 51، وتدريب الراويّ للسيوطي 2/ 217، وتهذيب التهذيب 2/ 42، 43 رقم 67، والوافي بالوفيات 11/ 27، 28 رقم 45، والكامل في التاريخ 3/ 383 و 4/ 359 و 447، ونكت الهميان 132، وجمهرة أنساب العرب 359، وتقريب التهذيب 1/ 122 رقم 9، وخلاصة تذهيب التهذيب 50، وشذرات الذهب 1/ 84. [1] المعجم الكبير 2/ 182 رقم (1741) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 378 وَفَدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَخَرَجَ إلينا ومعه العبّاس. وذكر البخاريّ، عن عمرو، عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ شَهِدَ الْعَقَبَةَ. وَفِي «مُسْنَدِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ» : ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَمْتَحُ لِأَصْحَابِي الْمَاءَ يَوْمَ بَدْرٍ [1] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: هَذَا وَهْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قُلْتُ: صَدَقَ، فَإِنَّ زَكَرِيَّا بْنَ إِسْحَاقَ رَوَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا وَلا أُحُدًا، مَنَعَنِي أَبِي فَلَمَّا قُتِلَ لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ غَزْوَةٍ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] . ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: شَهِدْنَا بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ سَبْعُونَ رَجُلا، فَوَالَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْعَبَّاسُ يُمْسِكُ بِيَدِهِ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقْولُ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ» [3] وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ: ثَنَا لَيْثُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: «هَلْ تَزَوَّجْتَ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: «بِكْرٌ أَوْ ثَيِّبٌ» ؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبٌ قَالَ: «فَهَلا بِكْرًا تُضَاحِكُهَا وَتُضَاحِكُكَ» ؟، قُلْتُ: «يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّهَا وَإِنَّهَا، وَإِنَّمَا أَرَدْتُ لِتَقُومَ عَلَى أَخَوَاتِي، قَالَ: «أَصَبْتَ أَرْشَدَكَ اللَّهُ» [4] . وَبِهِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: اسْتَغْفَرَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْبَعِيرِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً. صحّحه التّرمذي [5] .   [1] التاريخ الكبير 2/ 207، المستدرك 3/ 565. [2] رقم (1813) . [3] أخرجه البخاري في المغازي 5/ 63، ومسلم في الإمارة (71/ 1856) . [4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 390. [5] في مناقب جابر بن عبد الله 5/ 354 رقم (3942) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 قُلْتُ: بِغَيْرِ جَابِرٍ لَهُ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ [1] . وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَصْعَدُ ثِنَّيةَ الْمُرَارِ، فَإِنَّهُ يُحَطُّ عَنْهُ مَا حُطَّ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ صَعِدَهَا خَيْلُنَا خَيْلُ بَنِي الْخَزْرَجِ، وَتَتَابَعَ [2] النَّاسُ، فَقَالَ: «كلُّكُمْ مَغْفُورٌ لَهُ إِلَّا صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ [3] » ، فَقُلْنَا: تَعَالَ يَسْتَغْفِرْ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَاللَّهِ لَأَنْ أَجِدَ ضَالَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي صَاحِبُكُمْ [4] . وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَنِي لا أَعْقِلُ، فَتَوَضَّأَ وَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ، فَعَقَلْتُ [5] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: رَأَيْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَلَقَةً فِي الْمَسْجِدِ يُؤْخَذُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ فَمَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: إِنَّ جَابِرًا كُفَّ بَصَرُهُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ أبي بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا بِمِنًى، فَجَعَلْنَا نُخْبِرُ جَابِرًا بِمَا نَرَى مِنْ إِظْهَارِ قُطْفِ الْخَزِّ وَالْوَشْيِ، يَعْنِي السُّلْطَانَ وَمَا يَصْنَعُونَ، فَقَالَ: لَيْتَ سَمْعِي قَدْ ذَهَبَ كَمَا ذَهَبَ بَصَرِي حَتَّى لا أَسْمَعَ من حديثهم شيئا ولا أبصره [6] .   [1] انظر عدّة روايات في: جامع الأصول 1/ 509- 517. [2] في صحيح مسلم «تتامّ» . [3] هو: الجدّ بن قيس المنافق. [4] أخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (12/ 2880) . وهو في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 392. [5] أخرجه البخاري في الوضوء 1/ 56، 57، وفي المرضى والطب 7/ 11، وفي الفرائض 8/ 3، والدارميّ في الوضوء، باب 56، وأحمد في المسند 3/ 298. [6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 393. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّ جَابِرًا دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا حَجَّ، فَرَحَّبَ بِهِ، فَكَلَّمَهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ يَصِلَ رِحَابَهُمْ، فَلَمَّا خَرَجَ أَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَقَبِلَهَا [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ: ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ: هَلَكَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَحَضَرْنَا فِي بَنِي سَلَمَةَ، فَلَمَّا خَرَجَ سَرِيرُهُ مِنْ حُجْرَتِهِ إِذَا حَسَنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَيْنَ عَمُودَيِ السَّرِيرِ، فَأَمَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ، فَيَأْبَى عَلَيْهِمْ، فَسَأَلَهُ بَنُو جَابِرٍ إِلا خَرَجَ فَخَرَجَ، وَجَاءَ الْحَجَّاجُ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ حَتَّى وُضِعَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، فَإِذَا حَسَنُ بْنُ حَسَنٍ قَدْ نَزَلَ فِي الْقَبْرِ، فَأَمَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ أَنْ يَخْرُجَ فَأَبَى، فَسَأَلَهُ بَنُو جَابِرٍ باللَّه، فَخَرَجَ، فَاقْتَحَمَ الْحَجَّاجُ الْحُفْرَةَ حَتَّى فَرَغَ مِنْهُ [2] . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، فَإِنَّ جَابِرًا تُوُفِّيَ وَالْحَجَّاجُ عَلَى إِمْرَةِ الْعِرَاقِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ عَاشَ أربعا وتسعين سنة. 149- جبير بن نفير [3] م 4 ابْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرٍ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحضرميّ الحمصيّ.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 394. [2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 181 رقم (1738) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 31 وقال: «أبو الحويرث وثّقه ابن حبّان وضعّفه مالك وغيره» . [3] انظر عن (جبير بن نفير) في: طبقات ابن سعد 7/ 440، وتاريخ خليفة 280، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الكبير 2/ 223، 224 رقم 2275، والعلل لأحمد 1/ 364، وتاريخ الثقات 95 رقم 201، والثقات لابن حبان 4/ 111، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 854، وأنساب الأشراف 1/ 10، وتاريخ أبي زرعة 1/ 220 و 354 و 500 و 585 و 597 و 606، والمعرفة والتاريخ 1/ 328 و 336 و 2/ 288 و 290، 298 و 303 و 307 و 312 و 313 و 348 و 426 و 430، وتاريخ الطبري 1/ 16 و 2/ 315 و 4/ 262، وحلية الأولياء 5/ 133- 138 رقم 305، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 381 أَدْرَكَ زَمَانَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ [1] بْنُ كُرَيْبٍ، وَمَكْحُولٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَآخَرُونَ. قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: اسْتَقْبَلْتُ الْإِسْلَامَ مِنْ أَوَّلِهِ، فَلَمْ أَزَلْ أَرَى فِي النَّاسِ صَالِحًا وَطَالِحًا [2] . وَكَانَ جُبَيْرُ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ بَقِيَّةُ [3] . ثنا عَلِيُّ بْنُ زُبَيْدٍ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ سُمَيٍّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ قَدْ نَشَرَ فِي مِصْرِي حَدِيثًا، فَقَدْ تَرَكُوا الْقُرْآنَ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى جُبَيْرٍ، فَجَاءَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ كِتَابَ يَزِيدَ، فَعَرَفَ بَعْضَهُ وَأَنْكَرَ بَعْضَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لأَضْرِبَنَّكَ ضَرْبًا أَدَعُكَ لِمَنْ بَعْدَكَ نَكَالا، قَالَ: يَا مُعَاوِيَةُ، لا تَطْغَ فِيَّ، إِنَّ الدُّنْيَا قَدِ انْكَسَرَ عِمَادُهَا، وَانْخَسَفَتْ أَوْتَادُهَا، وَأَحَبَّهَا أَصْحَابُهَا، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَخَذَ بِيَدِ جُبَيْرٍ وَقَالَ: لَئِنْ كَانَ تَكَلَّمَ بِهِ جُبَيْرٌ لَقَدْ تَكَلَّمَ بِهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَلَوْ شَاءَ جُبَيْرٌ أَنْ يُخْبِرَ أَنَّ مَا سمعه منّي لفعل [4] .   [ () ] والاستيعاب 1/ 234، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 77، والجرح والتعديل 2/ 512، 513 رقم 2116، وأسد الغابة 1/ 272، وتهذيب الكمال 4/ 509- 512 رقم 905، والكاشف 1/ 125 رقم 770، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 188، وسير أعلام النبلاء 4/ 76- 78 رقم 23، ومرآة الجنان 1/ 162، والبداية والنهاية 9/ 33، ودول الإسلام 1/ 57، والولاة والقضاة 425، وفتوح البلدان 182، وتهذيب التهذيب 2/ 64، 65 رقم 103، وتقريب التهذيب 1/ 44، والإصابة 1/ 259 رقم 1274، وخلاصة تذهيب التهذيب 61، وشذرات الذهب 1/ 88، والوافي بالوفيات 11/ 59 رقم 108، وتاريخ داريا 111، والكامل في التاريخ 4/ 456، والعبر 1/ 91، وتذكرة الحفاظ 1/ 49، والنجوم الزاهرة 1/ 200. [1] في الأصل «حديد» ، والتصحيح من الخلاصة. [2] طبقات ابن سعد 3/ 145 و 7/ 440. [3] مهمل في الأصل. [4] في سير أعلام النبلاء 4/ 77 تكملة: «ولو ضربتموه، لضربكم الله بقارعة تترك دياركم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 382 هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، جُبَيْرٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذِكْرٌ فِي أَيَّامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، بَلْ كَانَ شَابًّا لَمْ يُؤْخَذْ عَنْهُ بَعْدُ، وَأُخْرَى، فَيَزِيدُ كَانَ صَغِيرًا بِمَرَّةٍ فِي أَيَّامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَلَعَلَّ بَعْضَهُ قَدْ جَرَى. وَقَدْ رَوَى جُبَيْرٌ أَيْضًا، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَمَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: تُوُفِّيَ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيفَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. 150- جنادة بن أبي أميّة [1] خ الأزديّ الدّوسيّ، واسم أبيه كبير، وله صحبة.   [ () ] بلاقع» . [1] انظر عن (جنادة بن أبي أميّة) في: طبقات ابن سعد 7/ 439، ومسند أحمد 4/ 62، وطبقات خليفة 116 و 305 و 309، وتاريخ خليفة 180 و 224 و 227 و 280، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 112 رقم 371، والتاريخ الكبير 2/ 232 رقم 2297، والتاريخ الصغير 72، والجرح والتعديل 2/ 515 رقم 2129، وفتوح البلدان 278 و 279، والاستيعاب 1/ 242، وتاريخ الثقات للعجلي 99 رقم 219، والثقات لابن حبّان 4/ 103، 104، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد 208، وتاريخ الطبري 4/ 259 و 5/ 288 و 293 و 301 و 309 و 315 و 322، وجمهرة أنساب العرب 386، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 71، والخراج وصناعة الكتابة 351، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 8/ 50، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 409، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، وسنن سعيد بن منصور ق 2 مجلد 3/ 244 رقم 2647، والأنساب للسمعاني 7/ 79، والبدء والتاريخ 6/ 4، وتاريخ العظيمي 181، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 853، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 63، وأسد الغابة 1/ 298، والكامل في التاريخ 4/ 280، وتهذيب الكمال 5/ 133- 135 رقم 971، والمعرفة والتاريخ 2/ 316 و 465، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 315، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 176، والإكمال لابن ماكولا 2/ 151، والجمع بين رجال الصحيحين ج 1 رقم 298، وتلقيح فهوم أهل الأثر 174، ومعجم البلدان 1/ 224 و 336، والكاشف 1/ 132 رقم 824، وسير أعلام النبلاء 4/ 62، 63 رقم 16، والعبر 1/ 91، والبداية والنهاية 9/ 26، والوافي بالوفيات 11/ 192 رقم 283، وتاريخ داريا (انظر فهرس الأعلام) ، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 383 رَوَى جُنَادَةُ عَنْ: مُعَاذٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَبُسْرِ بْنِ أَرْطَأَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سُلَيْمَانُ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُجَاهِدُ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالصُّنَابِحِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدٍ الْيَزَنِيُّ، وَعَلِيُّ [1] بْنُ رَبَاحٍ، وَقَيْسُ بْنُ هَانِئٍ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَآخَرُونَ. وَوَلَّى الْبَحْرَ لِمُعَاوِيَةَ، وَشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَقِيلَ لَهُ: جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مُجَاهِدٌ لَهُ صُحْبَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: هُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ؟ قَالَ: هُوَ هُوَ. وَعَدَّ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [3] ، وَطَائِفَةٌ فِي تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ، وَهُوَ الْحَقُّ. وَلَهُ حَدِيثٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ صَحَّ فَيَكُونُ مُرْسَلا. قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَتَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ. 151- جُهَيْمٌ الْعَنَزِيُّ [4] عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف، وعمّار بن   [ () ] تحفة الأشراف 2/ 438 رقم 75، وتهذيب التهذيب 2/ 115، 116 رقم 184، وتقريب التهذيب 1/ 134 رقم 116، والإصابة 1/ 245، 246 رقم 1201، والنجوم الزاهرة 1/ 200، وحسن المحاضرة 1/ 188، وبغية الوعاة 1/ 488، وشذرات الذهب 1/ 88، وخلاصة تذهيب التهذيب 64، وتاج العروس 7/ 525، وأعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء للطاخي 1/ 112، والأعلام للزركلي 2/ 136، وانظر عنه في دراسة لنا بعنوان: (غزاة بحر الشام وأمراؤه في العصر الأموي في العدد 38 من مجلّة (تاريخ العرب والعالم) بيروت 1981. [1] في الأصل «علاء» والتصحيح من مصادر الترجمة. [2] في الطبقات 7/ 439. [3] في تاريخ الثقات 99 رقم 219. [4] انظر عن (جهيم العنزي) في: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 384 يَاسِرٍ، وَسَعْدٍ. وَعَنْهُ: أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ [1] ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. وقيل: اسمه جهم.   [ () ] التاريخ الكبير 2/ 251، 252 رقم 2364، وفيه (جهيم الفهري) ، والجرح والتعديل 2/ 540 رقم 2242. [1] في الأصل «التنقي» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 385 [حرف الْحَاءِ] 152- الْحَارِثُ بْنُ الأَزْمُعِ [1] الْعَبْدِيُّ، وَيُقَالُ الوادعي. عن: عمر، وابن مسعود، وعمرو ابن الْعَاصِ. وَعَنْهُ الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ. 153- الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ الْكَذَّابُ [2] الَّذِي ادَّعَى النُّبُوَّةَ بِالشَّامِ. دِمَشْقِيُّ، يُقَالُ إِنَّهُ مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ. فَرَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ الْكَذَّابُ دِمَشْقِيًّا، وَكَانَ مَوْلَى لِأَبِي الْجُلاسِ، وَكَانَ لَهُ أَبٌ بِالْحُولَةِ. وَكَانَ مُتَعَبِّدًا زَاهِدًا، لَوْ لَبِسَ جُبَّةً مِنْ ذَهَبٍ لَرُؤيَتْ عَلَيْهِ زُهَادَةٌ [3] ، وَكَانَ إِذَا أَخَذَ فِي التَّحْمِيدِ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ إِلَى كَلامِ أَحْسَنَ مِنْ كَلامِهِ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ بِالْحُولَةِ: يَا أَبَتَاهُ أَعْجِلْ عَلَيَّ، فَقَدْ رَأَيْتَ أَشْيَاءَ أَتَخَوَّفُ أَنْ يكون الشيطان قد   [1] انظر عن (الحارث بن الأزمع) في: أنساب الأشراف 4 ق 1/ 255، وطبقات ابن سعد 6/ 119، والتاريخ الكبير 2/ 264 رقم 2404، والجرح والتعديل 3/ 69 رقم 315، والثقات لابن حبان 4/ 126، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 783، وتاريخ الثقات للعجلي 102 رقم 229، والاستيعاب 1/ 288. [2] انظر عن (الحارث بن سعيد الكذّاب) في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 445- 448، والوافي بالوفيات 11/ 254 رقم 373، ولسان الميزان 2/ 151، 152 رقم 669، والأعلام 2/ 156. [3] في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 446 «لرأيتها عليه زاهدة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 386 عَرَضَ لِي، قَالَ: فَزَادَهُ أَبُوهُ غَيًّا [1] فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَقْبِلْ عَلَى مَا أُمِرْتَ بِهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: فِي [2] الشَّيَاطِينِ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ 26: 222 [3] وَلَسْتَ بِأَفَّاكٍ وَلا أَثِيمٍ [4] . وَكَانَ يَجِيءُ إِلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ رَجُلا فَيُذَاكِرُهُمْ أَمْرَهُ، وَيَأْخُذُ عَلَيْهِمُ الْعَهدَ وَالْمِيثَاقَ إِنْ رَأَى مَا يَرْضَى قَبِلَ، وَإِلا كَتَمَ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُرِيهُمُ الْأَعَاجِيبَ، يَأْتِي رُخَامَةً فِي الْمَسْجِدِ فَيَنْقُرُهَا بِيَدِهِ فَتُسَبِّحُ، وَيُطْعِمُهُمْ فَاكِهَةَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَيَقُولُ: اخْرُجُوا حَتَّى أُرِيَكُمُ الْمَلائِكَةَ، فَيُخْرِجُهُمْ إِلَى دَيْرِ مُرَّانَ [5] فَيُرِيهِمْ رِجَالا عَلَى خَيْلٍ. فَتَبِعَهُ بَشَرٌ، كَثِيرٌ، وَفَشَا الأَمْرُ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَثُرَ أَصْحَابُهُ، فَوَصَلَ الأَمْرُ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: فَعَرَضَ عَلَى الْقَاسِمِ وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي نَبِيٌّ. قَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، وَلا عَهْدَ لَكَ عِنْدِي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ: بِئْسَ مَا صَنَعْتَ إِذْ لَمْ تَلِنْ حَتَّى تَأْخُذَهُ، الآنَ يَفِرُّ، قَالَ: وَقَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَأَعْلَمَهُ بِالأَمْرِ، وَطُلِبَ فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَخَرَجَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَنَزَلَ الصِّنَّبْرَةَ [6] وَاتَّهَمَ عَامَّةَ عَسْكَرِهِ بِالْحَارِثِ أَنْ يَكُونُوا يَرَوْنَ رَأْيَهُ. وَأَتَى الْحَارِثُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ مُخْتَفِيًا، وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَخْرُجُونَ يَلْتَمِسُونَ الرِّجَالَ يُدْخِلُونَهُمْ عَلَيْهِ، وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةَ قَدْ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ فِي التَّحْمِيدِ، فَسَمِعَ الْبَصْرِيُّ كَلامًا حَسَنًا، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ وَأَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّ كَلامَكَ حَسَنٌ، وَلَكِنْ فِي هَذَا نَظَرٌ، ثُمَّ خَرَجَ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ كَلامَهُ، فَقَالَ: قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي كَلامُكَ، وَقَدْ آمَنْتُ بِكَ، هَذَا الدِّينُ الْمُسْتَقِيمُ، فَأَمَرَ أَنْ لا يُحْجَبَ، فَأَقْبَلَ الْبَصْرِيُّ يَتَرَدَّدُ إليه ويعرف   [1] في التهذيب «عناء» . [2] في طبعة القدسي 3/ 147 «تنزّل الشياطين» ، والتحرير من التهذيب. [3] سورة الشعراء، الآية 222. [4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 446. [5] دير مرّان: بضم الميم وتشديد الراء، بالقرب من دمشق. (معجم البلدان) . [6] الصّنّبرة: بالكسر ثم الفتح والتشديد ثم سكون الباء الموحّدة وراء. موضع بالأردن بينه وبين طبرية ثلاثة أميال، كان معاوية يشتو بها. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 387 مَدَاخِلَهُ وَحِيَلَه [1] وَأَيْنَ يَهْرُبُ، حَتَّى اخْتَصَّ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ لِي، قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى الْبَصْرَةِ أَكُونُ دَاعِيًا لَكَ بِهَا، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَسْرَعَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ بِالصِّنَّبَرَةِ، ثُمَّ صَاحَ: النَّصِيحَةَ النَّصِيحَةَ، فَأُدْخِلَ وَأُخْلِيَ، فَقَالَ لَهُ: مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: الْحَارِثُ، فَلَمَّا ذكر الحارث طَرَحَ نَفْسَهُ مِنْ سَرِيرِهِ وَقَالَ: أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَصَّ شَأْنَهُ، قَالَ: أَنْتَ صَاحِبُهُ، وَأَنْتَ أَمِيرُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَأَمِيرُ مَا هَا هُنَا، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ، قَالَ: ابْعَثْ مَعِي أَقْوَامًا لا يَفْقَهُونَ الْكَلامَ، فَأَمَرَ أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ أَهْلِ فَرْغَانَةَ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا مَعَ هَذَا فَأَطِيعُوهُ، وَكَتَبَ إِلَى عَامِلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ: إِنَّ فُلانًا أَمِيرٌ عَلَيْكَ فَأَطِعْهُ، فَلَمَّا قَدِمَ أَعْطَاهُ الْكِتَابَ فَقَالَ: مُرْنِي بِمَا شِئْتَ، فَقَالَ: اجْمَعْ لِي إِنْ قَدِرْتَ كُلَّ شَمْعَةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَادْفَعْ كُلَّ شَمْعَةٍ إِلَى رَجُلٍ، وَرَتِّبْهُمْ عَلَى أَزِقَّةِ الْبَلَدِ، فَإِذَا قُلْتُ أَسْرِجُوا، فَأَسْرِجُوا جَمِيعًا، فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَتَقَدَّمَ الْبَصْرِيُّ وَحْدَهُ إِلَى مَنْزِلِ الْحَارِثِ، فَأَتَى الْبَابَ، فَقَالَ لِلْحَاجِبِ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ، فَقَالَ: فِي هَذِهِ السَّاعَةِ مَا نُؤْذِنُ عَلَيْهِ حَتَّى نُصْبِحَ، قَالَ: أَعْلِمْهُ أَنِّي إِنَّمَا رَجَعْتُ شَوْقًا إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ أَصِلَ، فَدَخَلَ فَأَعْلَمَهُ كَلامَهُ وَأَمَرَهُ، قَالَ: فَفَتَحَ الْبَابَ، ثُمَّ صَاحَ الْبَصْرِيُّ أَسْرِجُوا، فَأُسْرِجَتِ الشُّمُوعُ حَتَّى كَأَنَّهُ النَّهارُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ مَرَّ بِكُمْ فَاضْبِطُوهُ، وَدَخَلَ كَمَا هُوَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يَعْرِفُهُ، فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ لا يَجِدُهُ، فَطَلَبَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: هَيْهَاتَ، تُرِيدُونَ أَنْ تَقْتُلُوا نَبِيَّ اللَّهِ، قَدْ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَطَلَبَهُ فِي شَقٍّ كَانَ قَدْ هيأه سَرَبًا [2] ، قَالَ: فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي ذَلِكَ الشَّقِّ، فَإِذَا بِثَوْبِهِ، فَاجْتَرَّهُ فَأَخْرَجَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلْفَرْغَانِيِّينَ: ارْبُطُوا، فَرَبَطُوهُ، قال: فبينا هم يسيرون به إذ قَالَ: أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ من رَبِّكُمْ 40: 28 [3] . الآيَةَ. فَقَالَ أَهْلُ فَرْغَانَةَ: هَذَا كُرْآنَنَا فَهَاتِ كُرْآنَكَ [4] ، فَسَارَ بِهِ حَتَّى أَتَى بِهِ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِخَشَبَةٍ فَنُصِبَتْ، وَصَلَبَهُ، وَأَمَرَ رَجُلا بحربة فطعنه، فأصاب ضلعا من أضلاعه،   [1] بالأصل «خيله» . [2] بالأصل «سرابا» . [3] سورة غافر، الآية 28. [4] في تهذيب تاريخ دمشق: «هذه كرامتنا فهات كرامتك» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 388 فَكَفَّتِ [1] الْحَرْبَةُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَصِيحُونَ: الأَنْبِيَاءُ لا يَجُوزُ فِيهِمُ السِّلاحُ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَنَاوَلَ الْحَرْبَةَ وَمَشَى إِلَيْهِ فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهُ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فَبَلَغَنِي أَنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: لَوْ حَضَرْتُكَ مَا أَمَرْتُكَ بِقَتْلِهِ، قَالَ: وَلِمَ! قَالَ: كَانَ بِهِ الْمُذْهبُ [2] ، فَلَوْ جَوَّعْتَهُ ذَهَبَ ذَلِكَ عَنْهُ [3] . قَالَ الْوَلِيدُ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ نَافِعٍ أَنَّهُ سَمِعَ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلاجِ يَقُولُ لِغَيْلانَ: وَيْحَكَ يَا غَيْلانُ، أَلَمْ نَأْخُذْكَ فِي شَبِيبَتِكَ تُرَامِي النِّسَاءَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِالتُّفَّاحِ، ثُمَّ صِرْتَ حَارِثِيًّا تَحْجُبُ امْرَأَتَهُ، وَتَزْعُمُ أَنَّهَا أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ صِرْتَ قَدَرِيًّا زِنْدِيقًا [4] ؟. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عَامِرٍ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: دَخَلَ الْقَاسِمُ بْنَ مُخَيْمِرَةَ عَلَى أَبِي إِدْرِيسَ فَقَالَ: إِنَّ حَارِثًا لَقِيَنِي فَأَخَذَ عَهْدِي لأَسْمَعَنَّ مِنْهُ، فَإِنْ قَبِلْتَهُ قَبِلْتَهُ وَإِنْ سَخِطْتَهُ كَتَمْتَ عَلَيَّ. فَزَعَمَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، قُلْتُ: إِنَّهُ أَحَدُ الدَّجَّالِينَ الَّذِينَ أَخْبَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ السَّاعَةَ لا تَقُومُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلاثُونَ دَجَّالا، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَهُوَ أَحَدُهُمْ [5] ، فَارْفَعْ شَأْنَهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ أَبُو إِدْرِيسَ: أَسَأْتَ، لَوْ أَدْنَيْتَهُ إِلَيْنَا حَتَّى نَأْخُذَهُ، قَالَ: وَرَفَعَ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَطَلَبَهُ وَتَغَيَّبَ، فَأَخَذَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فَصَلَبَهُ، فَحَدَّثَنِي مِنْ سَمِعَ عُتْبَةَ الأَعْوَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَلاءَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ: مَا غَبَطْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بِشَيْءٍ مِنْ وِلَايَتِهِ إِلا بِقَتْلِهِ حَارِثًا. وَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ الْحَارِثُ أَتَاهُ مَكْحُولٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وجَعَلا لَهُ الأَمَانَ، وَسَأَلاهُ عَنْ أَمْرِهِ، فَأَخْبَرَهُمَا، فَكَذَّبَاهُ وَرَدَّا عَلَيْهِ، وَقَالا: لا أَمَانَ لَكَ، ثم أتيا عبد الملك   [1] في تهذيب تاريخ دمشق «فكعب الحربة» . [2] في التهذيب: «قال إن معه شيطانا يقال له المذهب» . [3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 447، 448. [4] التهذيب 3/ 448. [5] التهذيب (حتى هنا) 3/ 445. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 389 فَأَخْبَرَاهُ، قَالَ: وَهَرَبَ الْحَارِثُ حَتَّى أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِ حَتَّى أُتِيَ بِهِ فَقَتَلَهُ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ الْعُرْضِيُّ [2] : ثنا شَيْخ يُكَنَّى أَبَا الرَّبِيعِ، وَقَدْ أَدْرَكَ نَاسًا مِنَ الْقُدَمَاءِ قَالَ: لَمَّا أَخَذَ الْحَارِثُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ حُمِلَ عَلَى الْبَرِيدِ، وَجُعِلَتْ فِي عُنُقِهِ جَامِعَةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَأَشْرَفَ عَلَى عَقَبَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَتَلا: قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِما يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي 34: 50 [3] قَالَ: فَتَقَلْقَلَتِ الْجَامِعَةُ ثُمَّ سَقَطَتْ مِنْ يَدِهِ وَرَقَبَتِهِ إِلَى الْأَرْضِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ الْحَرَسُ فَأَعَادُوهَا، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى عَقَبَةٍ أُخْرَى قَرَأَ آيَةً أُخْرَى، فَسَقَطَتْ مِنْ رَقَبَتِهِ وَيَدِهِ، فَأَعَادُوهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ حَبَسَهُ، وَأَمَرَ رِجَالا كَانُوا معه فِي السِّجْنِ مِنْ أَهْلِ الفقه والعلم أن يعطوه وَيُخُوِّفُوهُ باللَّه، وَيُعَلِّمُوهُ أَنَّ هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلُ مِنْهُمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ، وَطَعَنَهُ رَجُلٌ بِحَرْبَةٍ، فَانْثَنَتِ الْحَرْبَةُ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا يَنْبَغِي لِمِثْلِ هَذَا أَنْ يُقْتَلَ، ثُمَّ أَتَاه حَرَسِيٌّ بِرُمْحٍ فَطَعَنَهُ بَيْنَ ضِلْعَيْنِ مِنْ أَضْلاعِهِ، ثُمَّ هَزَّهُ فَأَنْفَذَهُ، قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ وَلا اثْنَيْنِ يَقُولُونَ: إِنَّ الَّذِي طَعَنَهُ بِالْحَرْبَةِ فَانْثَنَتْ قَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: أذَكَرْتَ اللَّهَ حِينَ طَعَنْتَهُ؟ قَالَ: نَسِيتُ، أَوْ قَالَ: لا، قَالَ: فَاذْكُرِ اللَّهَ ثُمَّ اطْعَنَهُ، قَالَ: فَطَعَنَهُ فَأَنْفَذَهَا [4] . قِيلَ: كَانَ ذَلِكَ سَنَةَ تِسْعٍ وسبعين. 154- الحارث بن سويد [5]- ع- التّيميّ الكوفي.   [1] التهذيب 3/ 445. [2] العرضي: بضم العين وسكون الراء وفي آخرها ضاد معجمة. نسبة إلى عرض وهي مدينة صغيرة بين الفرات ودمشق. (اللباب 2/ 132) . [3] سورة سبإ، الآية 50. [4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 448. [5] انظر عن: الحارث بن سويد) في: طبقات ابن سعد 6/ 167، وطبقات خليفة 141 و 144، والتاريخ لابن معين 2/ 93، والعلل لأحمد 1/ 55 و 82 و 197 و 285 و 357، والمحبّر 467، والتاريخ الكبير 2/ 269 رقم 2446، والتاريخ الصغير 76، وتاريخ الثقات للعجلي 102 رقم 231، والمعرفة والتاريخ 2/ 196 و 548 و 549 و 3/ 19، والجرح والتعديل 3/ 75 رقم 350، والثقات لابن حبّان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَكَانَ كَبِيرُ الْقَدْرِ، رَفِيعًا، ثِقَةً نَبِيلًا. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنِ عُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُمَا. كُنْيَتَهُ أَبُو عَائِشَةَ. 155- حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنِ الْعُرَنِيُّ [1] الْكُوفِيُّ، أَبُو قُدَامَةُ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ. وعنه: مسلم الملائي، وسلمة بن كهيل، والحكم بن عتبة. وكان من شيعة عليّ، شهد معه النهروان.   [ () ] 4/ 127، 128، وتاريخ الطبري 4/ 309، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 779، وحلية الأولياء 4/ 126، والاستيعاب 1/ 300، والجمع بين رجال الصحيحين 1 رقم 368، والكامل في التاريخ 3/ 134، وأسد الغابة 1/ 331، 332، وتهذيب الكمال 5/ 235- 237 رقم 1022، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282، وعيون الأخبار 1/ 324، والعقد الفريد 4/ 327، والكاشف 1/ 138 رقم 865، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 189، وسير أعلام النبلاء 4/ 156 رقم 55، والعقد الثمين 4/ 16، والوافي بالوفيات 11/ 254 رقم 372، وتهذيب التهذيب 2/ 143 رقم 244، وتقريب التهذيب 1/ 141 رقم 35، والإصابة 1/ 369 رقم 1920 و 1/ 386 رقم 2038، وخلاصة تذهيب التهذيب 67. [1] انظر عن (حبّة بن جوين) في: طبقات ابن سعد 6/ 177، وطبقات خليفة 152، وتاريخ خليفة 279، والتاريخ الكبير 3/ 93 رقم 322، وتاريخ الثقات للعجلي 105 رقم 243، والمعارف 624، والمعرفة والتاريخ 3/ 74 و 190 و 227، وأخبار القضاة 2/ 188، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 47 رقم 18، وتاريخ الطبري 6/ 89، وتاريخ اليعقوبي 2/ 214، والجرح والتعديل 3/ 253 رقم 1130، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 295 رقم 366، والمجروحين لابن حبّان 1/ 267، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 80 رقم 178، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 835، 836، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 8 رقم 313، وجمهرة أنساب العرب 388، وتاريخ بغداد 8/ 274- 277 رقم 4375، والإكمال 2/ 320، ومعجم البلدان 4/ 325، وأسد الغابة 1/ 367، 368، والكامل في التاريخ 3/ 310 و 4/ 418، وتهذيب الكمال 5/ 351- 354 رقم 1076، وميزان الاعتدال 1/ 450 رقم 1688، والمغني في الضعفاء 1/ 146 رقم 1282، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 144، وتجريد أسماء الصحابة، رقم 1094، والوافي بالوفيات 11/ 289 رقم 427، وتهذيب التهذيب 2/ 176، 177 رقم 319، وتقريب التهذيب 1/ 148 رقم 103، والنجوم الزاهرة 1/ 195، وخلاصة تذهيب التهذيب 70. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 ضعفه يحيى بن معين. وقال النسائي: ليس بالقويّ. قَالَ ابْن سعد: توفي سنة ست وسبعين. وهو ضعيف له أحاديث. 156- حسان بن كريب [1] الرعيني، أبو كريب مصري، شهد فتح مصر. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ. وَعَنْهُ: مَرْثَدُ الْيَزَنِيُّ، وَوَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ، وَآخَرُونَ. رَوَى يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْهُ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: الْقَائِلُ الْفَاحِشَةَ وَالَّذِي سَمِعَ [2] فِي الإِثْمِ سَوَاءٌ. قَالَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] ، عَنْ أَبِي مُوسَى الزَّمِنِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ. 157- حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ الْغَسَّانِيُّ [4] مِنْ أُمَرَاءِ عَرَبِ الشَّامِ، يُقَالُ إِنَّهُ ابْنُ النُّعْمَانِ بن المنذر. روى عن عمر.   [1] انظر عن (حسّان بن كريب) في: التاريخ الكبير 3/ 31 رقم 126، والجرح والتعديل 3/ 234 رقم 1032، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 932، والثقات لابن حبّان 4/ 164، وتهذيب الكمال 6/ 40- 42 رقم 1195، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 147، وتهذيب التهذيب 2/ 252 رقم 462، وتقريب التهذيب 1/ 162 رقم 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 76. [2] في تهذيب الكمال 6/ 41 «والّذي يسمع» . [3] الحديث ليس في التاريخ. [4] انظر عن (حسّان بن النعمان) في: الحلّة السيراء 1/ 164 و 2/ 331، 332، وتاريخ اليعقوبي 2/ 275 و 282، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 149، 150، وسير أعلام النبلاء 4/ 140 رقم 47 و 4/ 294 رقم 112، والعبر 1/ 92، ومرآة الجنان 1/ 162، والولاة والقضاة 52، والبيان المغرب 1/ 222، والوافي بالوفيات 11/ 360 رقم 521، والنجوم الزاهرة 1/ 200، وشذرات الذهب 1/ 88، والأعلام 2/ 190، والخراج وصناعة الكتابة 346. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 392 وَلاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ غَزْوَ الْمَغْرِبِ فِي سَنَةِ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ. رَوَى عَنْهُ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَبُو قَبِيلٍ حَيُّ بْنُ يُؤْمِنَ. وَكَانَ غَازِيًا مُجَاهِدًا، وَكَانَ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ. قَالَ خَلِيفَةُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ: وَجَّهَهُ مُعَاوِيَةُ إلى إفريقية، فصالحه من يليه من البربر، وَوَضَعَ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ [1] . وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ قَفَلَ حَسَّانُ مِنَ الْقَيْرَوَانِ (وَاسْتَخْلَفَ سُفْيَانَ بْنَ مَلِكٍ الثَّقَفِيَّ) [2] وَقدِمَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَرَدَّهُ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ، وَزَادَهُ أَطْرَابُلُسَ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانِينَ غَزَا حَسَّانُ بِأَهْلِ الشَّامِ الْبَحْرَ [3] . وَقِيلَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ أَغْزَى عَبْدُ الْمَلِكِ حَسَّانَ بْنَ النُّعْمَانِ الْمَغْرِبَ، فَبَلَغَ الْقَيْرَوَانَ، فَبَعَثَتِ الْكَاهِنَةُ ابْنَهَا، فَطَلَبَ حَسَّانَ، فَهَزَمَهُ وَحَصَرَهُ حَتَّى أَكَلُوا الدَّوَابَّ، ثُمَّ حَمَلَ حسَّانُ وَالْمُسْلِمُونَ فَأَفْرَجُوا لَهُمْ، وَنَزَلَ الْعَسْكَرُ بِقُصُورِ حَسَّانٍ. وَكَتَبَ حَسَّانُ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ يَسْتَمِدُّهُ، فَأَمَدَّهُ بِجَيْشٍ عَظِيمٍ، فَسَارَ إِلَى الْكَاهِنَةَ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ. ثُمَّ قُتِلَتِ الْكَاهِنَةُ وَابْنُهَا. وَافْتَتَحَ حَسَّانُ عِدَّةَ حُصُونٍ، وَصَالَحَ أَهْلَ إِفْرِيقِيَةَ وَالْبَرْبَرَ، وَافْتَتَحَ فَاسَ، وَمَصَّرَ الْقَيْرَوَانَ [4] . قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ حَسَّانُ بِأَرْضِ الرُّومِ سَنَةَ ثَمَانِينَ. 158- حَارِثَةُ بن مضرّب [5]- 4- العبديّ الكوفي.   [1] تاريخ خليفة 224. [2] ما بين القوسين ليس في تاريخ خليفة- ص 277. [3] الخبر ليس في تاريخ خليفة- ص 279. [4] انظر أخباره في: البيان المغرب 1/ 34- 41. [5] انظر عن (حارثة بن مضرّب) في: طبقات ابن سعد 6/ 86، والعلل لأحمد 1/ 81 و 85 و 215، والتاريخ الكبير 3/ 94 رقم 326، وتاريخ الثقات للعجلي 103 رقم 236، والثقات 4/ 137، والمعرفة والتاريخ 1/ 504 و 2/ 533 و 542، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 494 و 5/ 11، والجرح والتعديل 3/ 255 رقم 1137، وأخبار القضاة 1/ 85، وتاريخ الطبري 1/ 252 و 2/ 424 و 426 و 3/ 596، وأسد الغابة 1/ 358، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 151 رقم 109، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 393 عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حسن الحديث. 159- حارثة بن وهب [1]- ع- الخزاعيّ، أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لأُمِّهِ، وَأُمُّهُمَا أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتِ جَرْوَلٍ الْخُزَاعِيَّةُ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ حَفْصَةَ عَمَّةِ أَخِيهِ. وَعَنْهُ: مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ. 160- حِطَّانُ بن عبد الله الرّقاشيّ [2]- م 4- البصريّ. ثقة مشهور.   [ () ] وتهذيب الكمال 5/ 317، 318 رقم 1058، والكاشف 1/ 142 رقم 896، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 1062، والمغني في الضعفاء 1/ 144 رقم 1263، وميزان الاعتدال 1/ 446 رقم 1662، وتهذيب التهذيب 2/ 166، 167 رقم 297، وتقريب التهذيب 1/ 145 رقم 84، والإصابة 1/ 372 رقم 1940، وخلاصة تذهيب التهذيب 69. [1] انظر عن (حارثة بن وهب) في: طبقات ابن سعد 6/ 26، ومسند أحمد 4/ 306، وطبقات خليفة 108 و 137، والتاريخ الكبير 3/ 93 رقم 324، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 103 رقم 269 وص 117 رقم 426، والمعرفة والتاريخ 2/ 630 و 3/ 89، والجرح والتعديل 3/ 255 رقم 1136، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 287، والمعجم الكبير 3/ 262- 265 رقم 267، والاستيعاب 1/ 308، والإكمال 2/ 7، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ رقم 445، وتلقيح فهوم أهل الأثر 178، وأسد الغابة 1/ 359، 360، وتهذيب الكمال 5/ 318 رقم 1059، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 113 رقم 1066، وتحفة الأشراف 3/ 10- 12 رقم 91، والكاشف 1/ 142 رقم 897، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 127، والوافي بالوفيات 11/ 269 رقم 390، والعقد الثمين 4/ 40، وتهذيب التهذيب 2/ 167 رقم 298، وتقريب التهذيب 1/ 146 رقم 85، والنكت الظراف 3/ 12، والإصابة 1/ 299 رقم 1533، وخلاصة تذهيب التهذيب 69. [2] انظر عن (حطّان بن عبد الله) في: طبقات ابن سعد 7/ 128، وطبقات خليفة 200، وتاريخ خليفة 279، والعلل لابن المديني 57 و 70، والتاريخ الكبير 3/ 118 رقم 394، وتاريخ الثقات للعجلي 124 رقم 305، والثقات لابن حبّان 4/ 189، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 726، والجرح والتعديل 3/ 303 رقم 1354، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 112، وتهذيب الكمال 6/ 561، 562 رقم 1384، والكاشف 1/ 177 رقم 1511، وتهذيب التهذيب 2/ 396 رقم 692، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 394 رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةُ. وَعَنْهُ: أَبُو مِجْلَزٍ لاحِقٌ، وَيُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي مُوسَى [1] . قَرَأَ عَلَيْهِ: الْحَسَنُ [2] . وَثَّقَةُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ. 161- حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ [3] ع مِنْ سَبْيِ عَيْنِ التَّمْرِ [4] . كَانَ لِلْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ، فَابْتَاعَهُ مِنْهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَعْتَقَهُ [4] . سَكَنَ الْبَصْرَةَ، وَحَدَّثَ عَنْ: عثمان، وابن عمر، ومعاوية.   [ () ] وتقريب التهذيب 1/ 185 رقم 436، والوافي بالوفيات 13/ 95، 96 رقم 93، وغاية النهاية 1/ 253 رقم 1157، وخلاصة تذهيب التهذيب 87. [1] أي الأشعريّ: عرضا، كما في النهاية لابن الجزري 1/ 253. [2] انظر عن (حمران بن أبان) في: طبقات ابن سعد 5/ 283 و 7/ 148، والعلل لابن المديني 96، وتاريخ خليفة 179 و 269، وطبقات خليفة 200 و 204، والعلل لأحمد 1/ 80، والتاريخ الكبير 3/ 80 رقم 287، والمعارف 435، 436، والأخبار الطوال 112، وتاريخ اليعقوبي 2/ 169 و 173، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 468 و 470 و 472 و 547 و 555 و 5/ 286، وتاريخ الطبري 3/ 377 و 415 و 4/ 327 و 400 و 5/ 167 و 6/ 153 و 154 و 165 و 180، والجرح والتعديل 3/ 265 رقم 1182، والثقات لابن حبّان 4/ 179، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 258، وجمهرة أنساب العرب 301، وأمالي القالي 2/ 182، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 438، 439، والخراج وصناعة الكتابة 356، ومعجم البلدان 1/ 644، 645 و 3/ 597 و 759 و 4/ 808، والكامل في التاريخ 2/ 395 و 3/ 145 و 414 و 4/ 307 و 336، وتهذيب الكمال 7/ 301- 306 رقم 1496، والعبر 1/ 206، وميزان الاعتدال 1/ 604 رقم 2291، وسير أعلام النبلاء 4/ 182، 183 رقم 73، والمغني في الضعفاء 1/ 191 رقم 1743، والكاشف 1/ 189 رقم 1238، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 191، والبداية والنهاية 9/ 12، وتهذيب التهذيب 3/ 24، 25 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 198، رقم 559، والوافي بالوفيات 13/ 168، 169 رقم 193، والإصابة 1/ 379 رقم 1998، والوزراء والكتّاب 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 93. [3] عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربيّ الكوفة. (معجم البلدان 4/ 176) . [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 395 روى عَنْهُ: عُرْوَةُ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَجَامِعُ بْنُ رَاشِدٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَتْ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ. وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَإِذَا أَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ [1] . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانٍ مَدَّ رِجْلَهُ، فَابْتَدَرُه مُعَاوِيَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ لِكَيْ يغمزانه، وَكَانَ الْحَجَّاجُ قَدْ أَغْرَمَ حُمْرَانَ مِائَةَ أَلْفٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّ حُمْرَانَ أَخُو مَنْ مَضَى وَعَمُّ مَنْ بَقِيَ، فَارْدُدْ عَلَيْهِ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ، فَدَعَا بِحُمْرَانَ، فَقَالَ: كَمْ أغْرَمْنَاكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ مَعَ غِلْمَانٍ، فَقَالَ: هِيَ لَكَ مَعَ الْغِلْمَانِ، وَقَسَّمَهَا حُمْرَانُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَأَعْتَقَ الْغِلْمَانَ [2] . وَإِنَّمَا أَغْرَمَهُ الْحَجَّاجُ لِأَنَّهُ كَانَ وَلِي بَعْضَ نَيْسَابُورَ [3] . وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ يَأْذَنُ عَلَيْهِ مَوْلاهُ حُمْرَانَ [4] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: ثنا اللَّيْثُ أَنَّ عُثْمَانَ اشْتَكَى شَكَاةً، فَخَافَ فَأَوْصَى، وَاسْتَخْلَفَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْحَجِّ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ كِتَابَهُ حُمْرَانُ، فاستكتمه وعوفي، وقدِم عَبْد الرَّحْمَن، فلقيه حمران فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: إِيشْ فَعَلْتَ لا بُدَّ أَنْ أُخْبِرَهُ، قَالَ: إِذًا وَاللَّهِ يُهْلِكُنِي. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسَعُنِي فَأَتْرُكُ ذَلِكَ لِئَلَّا يَأْمَنَكَ عَلَى مِثْلِهَا، وَلَكِنْ لا أَفْعَلُ حَتَّى أَسْتَأْمِنُهُ لَكَ فَأَخْبَرَهُ، فَدَعَا بِهِ عُثْمَانُ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ جَلَدْتُكَ مِائَةً، وَإِنْ شِئْتَ   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 439. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 439. [3] في تهذيب الكمال 7/ 305 «سابور» ، وكذلك في: الوافي بالوفيات. [4] تهذيب الكمال 7/ 304. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 396 فَاخْرُجْ عَنِّي، فَاخْتَارَ الْخُرُوجَ، فَخَرَجَ إِلَى الْكُوفَةِ [1] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] . مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. 162- حفصة بنت عبد الرحمن [3]- م د ت ق- بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي قحافة التّيميّ. رَوَتْ عَنْ: أَبِيهَا، وَعَمَّتِهَا عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ. روى عَنْهَا: عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، وَيُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ. 163- حَنْظَلَةُ أَبُو خَلَدَةَ [4] بَصْرِيُّ قَدِيمٌ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ. وعنه: سوادة بن أبي الأسود، وجويرية بن بشير، وأبو ثمامة محمد بن مسلم. ذكره ابن أبي حاتم، وغيره. 164- حيان بن حصين [5] أبو الهياج الأسدي والد منصور.   [1] تهذيب الكمال 7/ 304. [2] في الطبقات 204. [3] انظر عن (حفصة بنت عبد الرحمن) في: طبقات ابن سعد 8/ 468، 469، وتاريخ الثقات للعجلي 518 رقم 2090، والثقات لابن حبّان 4/ 194، والمعارف 174، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 604 رقم 2359، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1681، وتهذيب التهذيب 12/ 410 رقم 2763، وتقريب التهذيب 2/ 594 رقم 8، والوافي بالوفيات 13/ 106 رقم 111، وخلاصة تذهيب التهذيب 490، وأعلام النساء 1/ 274. [4] انظر عن (حنظلة) في: التاريخ الكبير 3/ 42 رقم 161، والجرح والتعديل 3/ 240 رقم 1065، و. [5] انظر عن (حيّان بن حصين) في: التاريخ الكبير 3/ 53، 54 رقم 203، والجرح والتعديل 3/ 243 رقم 1081، وتاريخ الثقات للعجلي 138 رقم 354، والتاريخ لابن معين 2/ 141، والثقات لابن حبّان 4/ 170، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 158، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 113 رقم 439، وتهذيب الكمال 7/ 471، 472 رقم 1575، وطبقات ابن سعد 6/ 223، وطبقات الجزء: 5 ¦ الصفحة: 397 سمع: عليا، وعمارا. وعنه: أبو وائل، وعامر الشّعبيّ [1] ، وابنه جرير.   [ () ] خليفة 155، والعلل لأحمد 1/ 118، والتاريخ الصغير 97، والمعرفة والتاريخ 3/ 73، وتهذيب الكمال 7/ 471، 472 رقم 1575، وتهذيب التهذيب 3/ 67 رقم 129، وتقريب التهذيب 1/ 208 رقم 653، والوافي بالوفيات 13/ 223 رقم 264، والكاشف 1/ 197 رقم 1296، وخلاصة تذهيب التهذيب 96. [1] مهملة في الأصل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 398 [حرف الخاء] 165- خرشة بن الحرّ [1]- ع- الكوفيّ. كَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ عُمَرَ، وَأُخْتُهُ سَلامَةُ لَهَا صُحْبَةٌ [2] . يَرْوِي عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ. وعنه: ربعي بن خراش، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير، والمسيب بن رافع، وسليمان بن مسهر، وآخرون. توفّي سنة أربع وسبعين.   [1] خرشة: بفتحات. [2] انظر عن: (خرشة بن الحرّ) في: طبقات ابن سعد 6/ 147، والتاريخ لابن معين 2/ 147، وطبقات خليفة 143 و 153، وتاريخ خليفة 273، ومسند أحمد 4/ 106 و 110، والتاريخ الكبير 3/ 213، 214 رقم 726، وتاريخ الثقات للعجلي 143 رقم 379، والثقات لابن حبّان 4/ 212، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 798، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 290، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 133 رقم 585، والاستيعاب 1/ 439، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 127، وأسد الغابة 2/ 109، 110، وتهذيب الكمال 8/ 237، 238 رقم 1682، والعبر 1/ 84، والكاشف 1/ 212 رقم 1392، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 158، وسير أعلام النبلاء 4/ 109 رقم 34، والوافي بالوفيات 13/ 304، 305 رقم 372، والإصابة 1/ 423 رقم 2241، وتهذيب التهذيب 3/ 138، 139 رقم 264، وتقريب التهذيب 1/ 222 رقم 115، والعبر 1/ 84، وحسن المحاضرة 1/ 194 رقم 83، وخلاصة تذهيب التهذيب 108، وقاموس الرجال 4/ 10، 11. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 399 [حرف الراء] 166- رافع بن خديج [1] ع ابْنِ رَافِعِ [2] بْنِ عَدِيِّ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيُّ الخزرجيّ.   [1] انظر عن (رافع بن خديج) في: المغازي للواقدي 18 و 21 و 78 و 216 و 232 و 233 و 295 و 420 و 422 و 775 و 1035 و 1036، والمحبّر لابن حبيب 411، والتعليقات والنوادر للهجري 1 رقم 467، وتاريخ خليفة 271، وطبقات خليفة 79، ومسند أحمد 3/ 463 و 4/ 14، والعلل له 1/ 138 و 289، والتاريخ الكبير 3/ 299- 302 رقم 1024، والتاريخ الصغير 56، والمعارف 306، 307، وأنساب الأشراف 1/ 288 و 316 و 318 و 3/ 55 و 4 ق 1/ 362، وتاريخ الطبري 2/ 477 و 481 و 505 و 506 و 4/ 285 و 308 و 420، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1621، والجرح والتعديل 3/ 479 رقم 2150، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 44، والثقات لابن حبّان 4/ 235، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 29، والمعجم الكبير 4/ 282- 343 رقم 421، والمستدرك على الصحيحين 3/ 561، 562، وجمهرة أنساب العرب 340، والبدء والتاريخ 6/ 212، والمعرفة والتاريخ 1/ 223 و 226 و 2/ 60 و 218 و 623 و 772 و 773 و 808، والاستيعاب 1/ 495، 491. والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 139، ومعجم البلدان 2/ 324، وأخبار القضاة 3/ 253، وأسد الغابة 2/ 151، والكامل في التاريخ 2/ 136 و 151 و 3/ 115 و 191 و 4/ 364، وتهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 187، وتهذيب الكمال 9/ 22- 25 رقم 1833، وتحفة الأشراف 3/ 139- 162 رقم 140، والعبر 1/ 83، وسير أعلام النبلاء 3/ 181- 183 رقم 34، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 172، والكاشف 1/ 232 رقم 1518، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 39، والوافي بالوفيات 14/ 64 رقم 61، ومرآة الجنان 1/ 155، والبداية والنهاية 9/ 3، ومجمع الزوائد 9/ 345، ودول الإسلام 1/ 54، وتلخيص المستدرك 3/ 561، 562، وتهذيب التهذيب 3/ 229، 230 رقم 440، وتقريب التهذيب 1/ 241 رقم 10، والنكت الظراف 3/ 140- 150، والإصابة 1/ 495 [2] (ابن رافع) ساقطة من الأصل. والاستدراك من مصادر الترجمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 400 شَهِدَ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ، وَاستُصْغِرَ يَوْمَ بَدْرٍ. وَيُقَالُ: أَصَابَهُ سَهْمٌ يَوْمَ أُحُدٍ فَنَزَعَهُ وَبَقِيَ النصل إِلَى أن مَاتَ. وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [1] . وَشَهِدَ رَافِعٌ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ، وَلَهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث. رَوَى عَنْهُ: بَشِيرُ بْنُ يَسَارٍ، وَحْنَظَلَةُ بْنُ قَيْسٍ الزُّرَقِيُّ، وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَنَافِعٌ، وَابْنُهُ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ، وَحَفِيدُهُ عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ، وَآخَرُونَ. شُعْبَةُ: عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَخَذَ بِعَمُودَيْ جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ السَّرِيرِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ، وَقَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ [2] . تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ [3] ، وَعَاشَ سِتًّا وَثَمَانِينَ سَنَةً، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَكَانَ يَتَعَانَى الْمَزَارِعَ وَيَفْلَحُهَا. قَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ-: ثنا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: كُنْتُ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَنِسْوَةُ يَبْكِينَ وَيُوَلْوِلْنَ عَلَى رَافِعٍ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ رَافِعًا شَيْخٌ كَبِيرٌ لا طَاقَةَ لَهُ بِعَذَابِ اللَّهِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَيِّتُ يُعذَّبُ ببكاء أهله عليه» [4] .   [ () ] رقم 2526، والمطالب العالية 4/ 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 97، وشذرات الذهب 1/ 82، والأخبار الطوال 196، وتاريخ العظيمي 212، والوفيات لابن قنفذ 82. [1] أخرجه أحمد في المسند 6/ 378، والطبراني في المعجم الكبير 4/ 282. 283 رقم (4242) ، والحاكم في المستدرك 3/ 561، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 346. [2] المستدرك 3/ 562. [3] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري: لقد أثبت المؤلّف- رحمه الله- قوله هذا هنا، ولكنه نقضه في: تلخيص المستدرك 3/ 561، 562 حيث قال: «هذا لا يصح ولا يستقيم معناه لأن ابن عمر كان في التاريخ بمكة مريضا أو قد مات، والظاهر موت رافع قبل هذا فإن شعبة روى عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ قال: رأيت ابن عمر قائما بين قائمتي سرير رافع بن خديج» . [4] أخرج الطبراني حديثا بنحوه، رقم (4244) وهو متّفق عليه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 167- الرّبيّع بنت معوّذ [1]- ع- بن عفراء الأنصاريّة النّجّاريّة. لَهَا صُحْبَةٌ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ بَنَى بِهَا. رَوَتْ عِدَّةَ أَحَادِيثَ، وَطَالَ عُمْرُهَا. رَوَى عَنْهَا: خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، وَعُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَنَافِعٌ، وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَآخَرُونَ. 168- رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ الله [2]- خ د- بن الهدير القرشيّ التّيميّ عَمُّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيُ، وَغَيْرُهُمْ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ أَوْ بَعْدَهَا.   [1] انظر عن (الرّبيّع بنت معوّذ) في: طبقات ابن سعد 8/ 447، والمحبّر 430، ومسند أحمد 6/ 358، وطبقات خليفة 339، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 122، والمعرفة والتاريخ 3/ 283، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 343، 344 رقم 736، وتهذيب الكمال (المصوّرة) 3/ 1683، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 162، والكاشف 3/ 425 رقم 52، والاستيعاب 4/ 308، 309، والوافي بالوفيات 14/ 86، 87 رقم 103، والأغاني 1/ 65 في (خبر عمر بن أبي ربيعة) ، والإصابة 4/ 300، 301 رقم 415، وأسد الغابة 5/ 451، وسير أعلام النبلاء 3/ 198، 199 رقم 41، وخلاصة تذهيب التهذيب 423. [2] انظر عن (ربيعة بن عبد الله) في: طبقات ابن سعد 5/ 27، وطبقات خليفة 233، والتاريخ الكبير 3/ 281 رقم 965، وتاريخ الثقات 158 رقم 430، والثقات لابن حبّان 4/ 228، وأنساب الأشراف 1/ 436، والجرح والتعديل 3/ 473 رقم 2118، والاستيعاب 1/ 514، 515، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 484، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 136، والتبيين في أنساب القرشيّين 305، وأسد الغابة 2/ 170، وتهذيب الكمال 9/ 120، 121 رقم 1879، والعبر 1/ 81، والكاشف 1/ 237 رقم 1561، وسير أعلام النبلاء 3/ 516 رقم 123، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 180، والعقد الثمين 4/ 397، والوافي بالوفيات 14/ 95 رقم 119، وتهذيب التهذيب 3/ 257 رقم 489، والإصابة 1/ 523 رقم 2711، وتقريب التهذيب 1/ 247 رقم 58، وخلاصة تذهيب التهذيب 99، وشذرات الذهب 1/ 79، ومرآة الجنان 1/ 148. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 402 [حرف الزَّايِ] 169- زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ [1] بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ معاز [2] ، أَبُو الْهُذَيْلِ الْكِلابِيُّ. مِنْ أُمَرَاءِ الْعَرَبِ. سَمِعَ: عَائِشَةَ، وَمُعَاوِيَةَ. رَوَى عَنْهُ: ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَغَيْرُهُ. سَكَنَ الْبَصْرَةَ، ثُمَّ الشَّامَ، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى أَهْلِ قِنَّسْرِينَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَشَهِدَ يَوْمَ رَاهِطٍ مَعَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، وَهَرَبَ فَتَحَصَّنَ بِقَرْقِيسِيَاءَ. وَلَهُ شِعْرٌ. تُوُفِّيَ في خلافة عبد الملك.   [1] انظر عن (زفر بن الحارث) في: المحبّر 255، وأنساب لأشراف 4 ق 1/ 308 و 350 و 352 و 364 و 450 و 464 و 561 و 579 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 396، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251 و 255 و 256 و 261، وتاريخ الطبري 4/ 505 و 526 و 527 و 533 و 5/ 531 و 535 و 539 و 541 و 543 و 593- 596 و 605 و 6/ 137 و 140، وتاريخ خليفة 195 و 254 و 260، والأخبار الطوال 172 و 185، والولاة والقضاة 42، والحلّة السيراء 1/ 110 و 2/ 349، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1967 و 1379 و 1998 و 2004، والعقد الفريد 1/ 214 و 2/ 180 و 4/ 33 و 115 و 402، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 26، والوزراء والكتّاب 35، وحماسة البحتري 41، وربيع الأبرار 1/ 338، وشرح نهج البلاغة 6/ 164، والتذكرة السعدية 2/ 51 و 443، ومحاضرات الأدباء 2/ 184، والوافي بالوفيات 14/ 199، 200 رقم 273، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 379، 380، وفوات الوفيات 2/ 389، والمؤتلف والمختلف للآمدي 74 و 129. [2] بالزاي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 403 170- زُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ [1] الْبَلَوِيُّ الْمِصْرِيُّ. شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَسَكَنَهَا. وَيُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ. قَتَلَتْهُ الرُّومُ بِبَرْقَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ الصَّرِيخَ أَتَاهُمْ بِمِصْرَ أن الرُّومَ نَزَلُوا عَلَى بَرْقَةَ، فَأَمَرَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ بِالنُّهُوضِ، وَكَانَ وَاجِدًا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ قَاتَلَهُ بِنَاحِيَةِ أَيْلَةَ، إِذْ دَخَلَ مَرْوَانُ مِصْرَ، وَسَيَّرَ ابْنَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ إِلَى مِصْرَ عَلَى طَرِيقِ أَيْلَةَ، فَخَرَجَ زُهَيْرٌ عَلَى الْبَرِيدِ مُغَاضِبًا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا، فَلَقِيَ الرُّومَ، فَأَرَادَ أن يَكُفَّ حَتَّى يَلْحَقَهُ النَّاسُ، فَقَالَ فَتًى مَعَهُ: جَبُنْتَ أَبَا شَدَّادٍ: فَقَالَ: قَتَلْتَنَا فَقَتَلْتَ نَفْسَكَ، ثُمَّ لاقَى الْعَدُوَّ، فَقُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ [2] . لَهُ حَدِيثٌ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، مَجْهُولٌ. 171- زِيَادُ [3] بْنُ حُدَيْرٍ [4] أَبُو الْمُغِيرَةَ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ. سَمِعَ: عَلِيًّا، وَعُمَرَ. وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَحَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : ثِقَةٌ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ: يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرحمن.   [1] انظر عن (زهير بن قيس) في: تاريخ خليفة 251 و 253، وفتوح البلدان 370، والولاة والقضاة 43، والحلّة السيراء 2/ 327- 331، والمعرفة والتاريخ 2/ 512، والوافي بالوفيات 14/ 226 رقم 305، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 396، والإصابة 1/ 555 رقم 2841. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 396. [3] انظر عن (زياد بن حدير) في: طبقات ابن سعد 6/ 130، وطبقات خليفة 155، والتاريخ لابن معين 2/ 177، والعلل لأحمد 1/ 230 و 281، والتاريخ الكبير 3/ 348، 349 رقم 1180، والمعرفة والتاريخ 2/ 642، وتاريخ واسط 42، و 252، والزهد لابن المبارك 70 رقم 213، والكنى والأسماء 2/ 66، والجرح والتعديل 3/ 529 رقم 2390، والثقات لابن حبّان 4/ 251، وتهذيب الكمال 9/ 449- 451 رقم 2033، والكاشف 1/ 258 رقم 1694، وتهذيب التهذيب 3/ 361 رقم 662، وتقريب التهذيب 1/ 266 رقم 96، والإصابة 1/ 580، 581 رقم 2988، وخلاصة تذهيب التهذيب 124. [4] مهملة في الأصل. [5] في الجرح والتعديل 3/ 529. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 172- زيد بن خالد الجهنيّ [1]- ع- أبو عبد الرحمن، وَيُقَالُ: أَبُو طَلْحَةَ. صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ بَعْدَ الْمَدِينَةِ. وَحَدَّثَ عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عُثْمَانَ، وَأَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٍ، وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ فِيمَا قِيلَ [2] وَلَمْ أَرَ لِلْكُوفِيِّينَ عَنْهُ رِوَايَةً. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ. 173- زَيْنَبُ بِنْتُ أبي سلمة [3] ع عبد الله بن عبد الأسد بن هلال المخزوميّة، رَبِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   [1] انظر عن (زيد بن خالد) في: المغازي للواقدي 589 و 681، وطبقات ابن سعد 4/ 344، والعلل لابن المديني 66، وتاريخ خليفة 265 و 277، وطبقات خليفة 120، ومسند أحمد 4/ 114 و 5/ 192، والعلل له 1/ 80، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 41، والتاريخ الكبير 3/ 384، 385 رقم 1282، والمعارف 279، والمعرفة والتاريخ 1/ 422 و 432، 433، و 2/ 28 و 271، والكنى والأسماء 1/ 79، والجرح والتعديل 3/ 563 رقم 2540، والمعجم الكبير 5/ 259، 260 رقم 500، والاستيعاب 1/ 558، 559، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 54، وأخبار القضاة 1/ 125، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 142، والتبيين في أنساب القرشيين 206، وأسد الغابة 2/ 228، والكامل في التاريخ 3/ 471 و 4/ 449، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 203 رقم 188، وتهذيب الكمال 10/ 63، 64 رقم 2104، وتحفة الأشراف 3/ 229- 244 رقم 167، والكاشف 1/ 265 رقم 1751، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 43، والعبر 1/ 76 و 89، ودول الإسلام 1/ 56، ومرآة الجنان 1/ 178، وتهذيب التهذيب 3/ 410، 411 رقم 748، وتقريب التهذيب 1/ 274 رقم 177، والإصابة 1/ 565 رقم 2895، والوافي بالوفيات 15/ 41 رقم 42، والنكت الظراف 3/ 234- 243، وخلاصة تذهيب التهذيب 128. [2] وقيل توفي بالمدينة. [3] انظر عن (زينب بنت أبي سلمة) في: الأخبار الموفقيات 131، وطبقات ابن سعد 8/ 461، والمحبّر 84 و 402، والمعارف 136، وأنساب الأشراف 1/ 207 و 430 و 462 و 4 ق 1/ 328، والاستيعاب 4/ 319، 320، وأسد الغابة 5/ 468، وتاريخ الثقات 520 رقم 2098، والثقات لابن حبّان 3/ 145، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 253، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 5/ 139 و 150 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 وَأُخْتُ عُمَرَ، وَلَدَتْهُمَا أُمُّ سَلَمَةَ بِالْحَبَشَةِ. رَوَتْ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ الأَرْبَعَةِ: أُمِّهَا، وَزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ حَبِيبَةَ. رَوَى عَنْهَا: حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، وَعُرْوَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَكُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ، وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَابْنُهَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ، وَآخَرُونَ. رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ، فَجَعَلَ الْحَسَنَ فِي شِقِّ، وَالْحُسَيْنَ فِي شِقٍّ، وَفَاطِمَةَ فِي حِجْرِهِ فَقَالَ: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ 11: 73 [1] وَأَنَا وَأُمُّ سَلَمَةَ جَالِسَتَانِ، فَبَكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: خَصَصْتَهُمْ وَتَرَكْتَنِي وَبِنْتِي، قَالَ: «أَنْتِ وَابْنَتُكِ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ» . هَذَا حديث جيّد السّند. توفّيت قريبا من سنة أربع وسبعين.   [ () ] وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 314، 315، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1683، وتحفة الأشراف 11/ 324، 325 رقم 886، وسير أعلام النبلاء 3/ 200، 201 رقم 42، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 165، والكاشف 3/ 426 رقم 60، والبداية والنهاية 8/ 347، والوافي بالوفيات 15/ 61 رقم 71، والعقد الثمين 8/ 229، وتهذيب التهذيب 12/ 421 رقم 2802، وتقريب التهذيب 2/ 600 رقم 2، والإصابة 4/ 317 رقم 484، والنكت الظراف 11/ 325، وخلاصة تذهيب التهذيب 423، والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 2/ 284 و 722. [1] سورة هود، الآية 73. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 406 [حَرْفُ السِّينِ] 174- سُرَاقَةُ [1] بْنُ مِرْدَاسٍ [2] الأَزْدِيُّ الْبَارِقِيُّ [3] ، شاعر مشهور. هرب من المختار ابن أبي عُبَيْدٍ إِلَى دِمَشْقَ، وَكَانَ قَدْ هَجَاهُ. وَكَانَ مَعَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْعِرَاقِ. وَكَانَتْ بَيْنَهُ وبين جرير مهاجاة [4] .   [1] هو سراقة الأصغر، كما في المؤتلف والمختلف للآمدي. [2] انظر عن (سراقة بن مرداس) في: المحبّر 456، والمؤتلف والمختلف للآمدي 134، وأنساب الأشراف 5/ 169 و 170 و 174 و 175 و 234 و 235 و 267، والعقد الفريد 2/ 170، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 71- 73، والأخبار الطوال 302، والوافي بالوفيات 15/ 132، 133 رقم 190، واللباب 1/ 107، وتاريخ الطبري 6/ 51 و 54 و 55 و 92 و 122 و 214. [3] البارقي: بفتح الباء المعجمة بواحدة وكسر الراء وفي آخرها قاف، هذه النسبة إلى بارق. قال ابن السمعاني في الأنساب 2/ 31 «هذه النسبة إلى بارق وهو جبل ينزله الأزد فيما أظن ببلاد اليمن» . وقد خطّأه ابن الأثير في (اللباب 1/ 107) فقال: «قوله إن بارقا جبل نزله الأزد غير صحيح، فإن أهل النسب قد اختلفوا في ذلك، فقال ابن الكلبي: ولد عديّ بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد سعدا، وهو بارق، بطن منهم: سراقة بن مرداس البارقي. ومثله قال خليفة بن خياط. وقال ابن البرقي: هو بارق بن عوف بن عديّ بن حارثة فجعلوه اسم رجل أو لقبه. وقال غير من ذكرنا إن بارقا جبل باليمن نزله بنو عديّ بن حارثة بن عمرو فسمّوا به، وجماع بارق سعد بن عديّ. فعلى كل تقدير، إن كان بارق لقب رجل أو اسمه أو جبلا فقد أخطأ السمعاني، لأنه إن كان رجلا فلا كلام، وإن كان جبلا كما ذكره فلم ينزله الأزد كلهم، وإنما نزله بطن منهم، فقوله الأزد مطلقا يوهم أن كل أزديّ يجوز أن يقال له بارقي، وليس كذلك» . [4] ذكرها الآمدي في كتابه المؤتلف والمختلف ص 134 وابن عساكر في (تهذيب تاريخ دمشق) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 407 وَذَكَرْنَا لَهُ بَيْتَيْنِ فِي «الْمُخْتَارِ» . - (سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ) - ع- هُوَ أَبُو سَعِيدٍ. يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ. 175- سعيد بن وهب [1]- م ن- الهمدانيّ الخيواني [2] الكوفي. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» [3] : سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ مِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لُزُومًا لِعَلِيٍّ، كَانَ يُقَالُ لَهُ الْقُرَادُ [4] لِلُزُومِهِ إِيَّاهُ. أنبأ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ وَهْبٍ، وَكَانَ عَرِّيفَ قَوْمِهِ. وَقَالَ يُونُسُ: وَرَأَيْتُهُ مَخْضُوبًا بِالصُّفْرَةِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سنة ستّ وثمانين. كذا قَالَ. وَرَوَى عَنْ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَخَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [5] . وَتُوُفِّيَ سنة ستّ وسبعين.   [ () ] 6/ 72. [1] انظر عن (سعيد بن وهب) في: طبقات ابن سعد 6/ 170، وطبقات خليفة 149، وتاريخ خليفة 275، والتاريخ الكبير 3/ 517، 518 رقم 1731، وتاريخ الثقات 189 رقم 567، والثقات لابن حبان 4/ 291، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، والجرح والتعديل 4/ 69، 70 رقم 294، وأسد الغابة 2/ 316، والكاشف 1/ 297 رقم 1990، وسير أعلام النبلاء 4/ 180، 181 رقم 70، وتهذيب الكمال 11/ 97- 100 رقم 2373، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 2346، والوافي بالوفيات 15/ 272 رقم 379، وتهذيب التهذيب 4/ 95، 96 رقم 160، وتقريب التهذيب 1/ 307 رقم 275، والإصابة 2/ 113 رقم 3685، وخلاصة تذهيب التهذيب 143، ومشاهير علماء الأمصار رقم 770، وأنساب الأشراف 5/ 266. [2] الخيواني: بفتح الخاء وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون. هذه النسبة إلى خيوان بن زيد بن مالك بن جشم ... (الأنساب 5/ 236، واللباب 1/ 479) . [3] 6/ 170. [4] بضم القاف. [5] لم يذكره في تاريخه، ولا في: معرفة الرجال. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 176- سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ [1] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ، رَبِيبُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ، لَهُ رُؤْيَةٌ وَلا يُحْفَظُ لَهُ رِوَايَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : زَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أُمَامَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: «هَلْ جَزَيْتَ سَلَمَةَ» ؟ يَقُولُ ذَلِكَ لِأَنَّ سَلَمَةَ هُوَ ابْنُ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِّ سَلَمَةَ، فرأى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ جزاه بما صنع. ثُمَّ قَالَ: تُوُفِّيَ سَلَمَةُ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. 177- سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ [3] أَبُو سَلَمَةَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ، قَاضِي مِصْرَ وَقَاصُّهَا وَمُذَكِّرُهَا، وَكَانَ يُسَمَّى النَّاسِكُ لِشِدَّةِ عِبَادَتِهِ. حَضَرَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَأَبُو قَبِيلٍ، وَمِشْرَحُ [4] بْنُ عَاهَانَ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، وَابْنُ عَمِّهِ الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَكَانَ سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ يَقُصُّ وَهُوَ قَائِمٌ، وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، قَالَ وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ كُلَّ ليلة ثلاث ختمات، ويأتي امرأته   [1] انظر عن (سلمة بن أبي سلمة) في: طبقات ابن سعد 3/ 234، وطبقات خليفة 262، وأنساب الأشراف 1/ 258 و 411 و 432، وتاريخ الطبري 3/ 164، والاستيعاب 2/ 87، والوافي بالوفيات 15/ 318 رقم 444، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 51. [2] في الطبقات 3/ 234. [3] انظر عن (سليم بن عتر) في: الولاة والقضاة 303 و 304 و 307- 311، ومرآة الجنان 1/ 156، وتاريخ الطبري 4/ 125، والجرح والتعديل 3/ 211، 212 رقم 911، والعبر 1/ 86، وسير أعلام النبلاء 4/ 131- 133 رقم 39، والوافي بالوفيات 15/ 335، 336 رقم 478، والنجوم الزاهرة 1/ 194، وحسن المحاضرة 1/ 255 و 295، وشذرات الذهب 1/ 83 وفيه (سليم بن عنزة) وهو تحريف، وكذا في تاريخ الثقات 200 رقم 602، والثقات لابن حبان 4/ 329. [4] في الأصل «مسرح» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بكسر الميم وسكون المعجمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 وَيَغْتَسِلُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَأَنَّ امْرَأَتَهُ قَالَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ: رَحِمَكَ اللَّهُ، لَقَدْ كُنْتُ تُرْضِي رَبَّكَ وَتُرْضِي أَهْلَكَ [1] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ قَالَ: اخْتُصِمَ إِلَى سُلَيْمِ بْنِ عِتْرٍ فِي مِيرَاثٍ، فَقَضَى بَيْنَ الْوَرَثَةِ، ثُمَّ تَنَاكَرُوا فَعَادُوا إِلَيْهِ، فَقَضَى بَيْنَهُمْ، وَكَتَبَ كِتَابًا بِقَضَائِهِ، وَأَشْهَدَ فِيهِ شُيُوخَ الْجُنْدِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سُجِّلَ لِقَضَائِهِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ سُلَيْمَ بْنَ عِتْرٍ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. وَقَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عِتْرٍ قَالَ: لَمَّا قَفَلْتُ مِنَ الْبَحْرِ تعبّدت في غار بالإسكندريّة سَبْعَةَ أَيَّامٍ، مَا أَكَلْتُ وَلا شَرِبْتُ، وَلَوْلا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ أَضْعُفَ لَزِدْتُ [2] . وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ كَرِهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بَيْعَتَهُ، وَكَانَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ بالإسكندرية، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَسْلَمَةُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ. وَعَابِسَ بْنَ سَعِيدٍ، وَمَعَهُمَا سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاصُّ أَهْلِ الشَّامِ وَقَاضِيهِمْ، فَوَعَظُوا عَبْدَ اللَّهِ فِي بَيْعَةِ يَزِيدَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَنَا أَعْلَمُ بِأَمْرِ يَزِيدَ مِنْكُمْ، وَأَنَا لأَوَّلُ النَّاسِ أَخْبَرَ بِهِ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ سَيُسْتَخْلَفُ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ يَلِيَ هُوَ بَيْعَتِي. وَقَالَ لِكُرَيْبٍ: أَتَدْرِي مَا مَثَلُكَ يَا كُرَيْبُ كَقَصْرٍ فِي صَحَرَاءَ غَشِيَهُ النَّاسُ، قَدْ أَصَابَهُمُ الْحَرُّ، فَدَخَلُوا يَسْتَظِلُّونَ فِيهِ، فَإِذَا هُوَ مَلْآنُ مِنْ مَجَالِسِ النَّاسِ، وَإِنَّ صَوْتَكَ فِي الْعَرَبِ كُرَيْبُ بْنُ أَبْرَهَةَ، وَلَيْسَ عِنْدَكَ شَيْءٌ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَابِسُ، فَبِعْتَ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا سُلَيْمُ كُنْتَ قَاصًّا، فَكَانَ مَعَكَ مَلَكَانِ يُعِينَانِكَ [3] وَيُذَكِّرَانِكَ، ثُمَّ صِرْتَ قَاضِيًا وَمَعَكَ شَيْطَانَانِ يُزِيغَانِكَ وَيَفْتِنَانِكَ [4] . قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ بِدِمْيَاطَ سَنَةَ خَمْسٍ وسبعين.   [1] انظر الولاة والقضاة 303 و 307 و 308، وتاريخ الثقات للعجلي 200. [2] في (ولاة مصر) للكندي 307 «ولولا أني خشيت أن أضعفه لأتممتها عشرا» . [3] في الولاة والقضاة «يفتيانك» . [4] الولاة والقضاة 310، 311. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 وثّقه أحمد العجليّ [1] . 178- سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] م 4 أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَانَ عَبْدًا لأُمِّ سَلَمَةَ فَأَعْتَقَتْهُ، وَشَرَطَتْ عَلَيْهِ أن يَخْدُمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعُمَرُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَالِحٌ أَبُو الْخَلِيلِ [3] ، وَأَبُو رَيْحَانَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَطَرٍ، وَقَتَادَةُ، وَغَيْرُهُمْ. وَاسْمُهُ مِهْرَانُ، وَقِيلَ: رُومَانُ، وَقِيلَ: قيس، وقيل غير ذلك [4] .   [1] في تاريخ الثقات 200 رقم 602 وفيه «سليم بن عنز» . [2] انظر عن (سفينة مولى رسول الله) في: التاريخ لابن معين 2/ 714، وطبقات خليفة 190، ومسند أحمد 5/ 220، والعلل له 1/ 66 و 260، والمحبّر 128، والتاريخ الكبير 4/ 209 رقم 2524، والتاريخ الصغير 94 و 98، وتاريخ اليعقوبي 2/ 87، وأنساب الأشراف 1/ 490 و 4/ ق 1/ 129، والمعارف 146 و 147، وتاريخ أبي زرعة 1/ 456، 457، والجرح والتعديل 4/ 320 رقم 1392، والثقات لابن حبّان 4/ 348، والمعجم الكبير 7/ 94 رقم 632، والمستدرك على الصحيحين 3/ 606، وحلية الأولياء 1/ 368، رقم 74، والاستيعاب 2/ 129، 130 والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 206، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 250، وتلقيح فهوم أهل الأثر 150، وأسد الغابة 2/ 324، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 225، وتهذيب الكمال 11/ 204- 206 رقم 2420، وتحفة الأشراف 4/ 21- 23 رقم 198، وسير أعلام النبلاء 3/ 172، 173 رقم 29، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2380، والكاشف 1/ 302 رقم 2025، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 48، وتهذيب التهذيب 4/ 125 رقم 212، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 325، والوافي بالوفيات 15/ 285، 286 رقم 505، والإصابة 2/ 58 رقم 3335، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، والبداية والنهاية 8/ 323، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 54 و 50. [3] مهمل في الأصل. [4] وقيل: نجران، قاله ابن سعد، وقيل: رباح، وقيل: قيس، قاله ابن البرقي. ويقال شنبه بن مارفنّة، ويقال: عمير، ويقال: عبس، ويقال: سليمان، ويقال: أيمن، ويقال: طهمان، وغير ذلك. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 411 وَقَدْ حَمَلَ مَرَّةً مَتَاعَ الْقَوْمِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْتَ إِلا سَفِينَةُ» ، فَلَزِمَهُ [1] . وَرَوَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْهُ أَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ، فَانْكَسَرَ بِهِمُ الْمَرْكَبُ، فَأَلْقَاهُ الْبَحْرُ إِلَى السَّاحِلِ، فَلَقِيَ الأَسَدَ فَقَالَ لَهُ: أَنَا سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَلَّهُ الأَسَدُ عَلَى الطَّرِيقِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [2] . 179- سَلَمَةُ بْنُ الأكوع [3] ع هُوَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سِنَانِ بْنِ عبد الله بن قشير الأسلميّ المدنيّ،   [1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 121 و 222 وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 369، وابن قتيبة في المعارف 146، 147، والطبراني في المعجم الكبير 7/ رقم (6439) من طريق: حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ. وقد صحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 606 ووافقه الذهبي في تلخيصه. [2] أخرجه الطبراني (6432) من طريق: ابن وهب، عن أسامة بن زيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عثمان، عن محمد بن المنكدر. وصحّحه الحاكم 3/ 606. [3] انظر عن (سلمة بن الأكوع) في: سيرة ابن هشام 3/ 229 و 274 و 284 و 4/ 264، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1179، والمحبّر 119 و 289، وطبقات ابن سعد 4/ 305، وتاريخ يحيى بن معين 2/ 225، وتاريخ خليفة 271، وطبقات خليفة 111، والعلل لأحمد 1/ 212، والمسند له 4/ 45 و 50، والتاريخ الكبير 4/ 69 رقم 1987، والتاريخ الصغير 92، 93، وتاريخ الثقات 196 رقم 584، والمعارف 323، 324، وأنساب الأشراف 1/ 351، والمعرفة والتاريخ 1/ 336، و 437 و 438، وتاريخ الطبري 2/ 596 و 598 و 601 و 603 و 629 و 632 و 633 و 643 و 3/ 22 و 4/ 224، والجرح والتعديل 4/ 166 رقم 729، ومشاهير علماء الأمصار رقم 80، والمعجم الكبير 7/ 5- 41 رقم 601، والمستدرك على الصحيحين 3/ 562، وجمهرة أنساب العرب 240، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 190، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 45، والاستيعاب 2/ 87، 88، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 232- 234، ومعجم البلدان 4/ 55، والكامل في التاريخ 2/ 188 و 191 و 209، وأسد الغابة 2/ 333، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 229 رقم 222، وتهذيب الكمال 11/ 301، 302 رقم 2462، وتحفة الأشراف 4/ 35- 48 رقم 201، والعبر 1/ 84، والكاشف 1/ 307 رقم 2061، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 50، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2404، وسير أعلام النبلاء 3/ 326- 331 رقم 50، وتلخيص المستدرك 3/ 562، والبداية والنهاية 9/ 6، ومرآة الجنان 1/ 155، ودول الإسلام 1/ 54، والوافي بالوفيات 15/ 321 رقم 451، ومجمع الزوائد 9/ 363، وتهذيب التهذيب 4/ 150- 152 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 412 صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَدُ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. وَالأَكْوَعُ لَقَبُ سِنَانٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ إِيَاسٌ، وَمَوْلاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ [1] ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ. كُنْيَتُهُ: أَبُو مُسْلِمٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَامِرٍ، وَيُقَالُ: أَبُو إِيَاسٍ [2] . قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ: رَأَيْتُ أَبَا سَلَمَةَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شِعَارُنَا لَيْلَةَ بَيَّتْنَا هَوَازِنَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، أَمَّرَهُ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمِتْ أمِتْ [3] ، وَقَتَلْتُ بِيَدِي لَيْلَتَئِذٍ سَبْعَةَ أَهْلِ أَبْيَاتٍ [4] . وَقَالَ عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ: أَتَيْنَا سَلَمَةَ بْنَ الأكْوَعِ بِالرَّبَذَةِ، فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا يَدًا ضَخْمةً كَأَنَّهَا خُفُّ الْبَعِيرِ، فَقَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِيَدَيَّ هذه، فأخذنا بيده فَقَبَّلْنَاهَا [5] . وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الأسلميّ: ثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا، وَمَسَحَ عَلَى وَجْهِي، مِرَارًا، وَاسْتَغْفَرَ لِي مِرَارًا، عَدَدَ مَا فِي يَدَيَّ مِنَ الأَصَابِعِ [6] .   [ () ] رقم 262، وتقريب التهذيب 1/ 318 رقم 375، والإصابة 2/ 66، 67 رقم 3389، والنكت الظراف 4/ 36- 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 126، وشذرات الذهب 1/ 81، والوفيات لابن قنفذ 82. [1] مهملة في الأصل. [2] وهو الأكثر. [3] أمت أمت: أي أمر بالموت. [4] أخرجه أحمد 4/ 46، وأبو داود (2638) وابن ماجة (2840) ، وابن سعد في الطبقات 4/ 305 وسنده حسن. [5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 306 من طريق سعيد بن منصور بهذا الإسناد، وفيه «عكاف» بدل «عطاف» وهو تحريف. [6] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6267) من طريق الحميدي، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 363. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 413 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ: ثَنَا يَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَدْوِ، فَأَذِنَ لَهُ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا ظَهَرَ نَجْدَةُ [2] وَجَبَى الصَّدَقَاتِ، قِيلَ لِسَلَمَةَ: أَلَا تُبَاعِدَ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أَتَبَاعَدُ وَلا أُبَايِعُهُ، قَالَ: وَدَفَعَ صَدَقَتَهُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: وَأَجَازَ الْحَجَّاجُ سَلَمَةَ بِجَائِزَةٍ فَقَبِلَهَا [3] . ابن عجلان، عن عثمان بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأكوع يحفي شَارِبَهُ أُخَيَّ الْحَلْقِ [4] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن زياد بن مينا [5] قال: كان ابن عباس، وابن عمر، وأبو سَعِيدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٌ، وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ، وَأَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْنَةَ، مَعَ أَشْبَاهٍ لَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتون بالمدينة، ويحدثون عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من لدن توفي عثمان، إِلَى أَنْ تُوُفُّوا. وَقَالَ سَلَمَةُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غَزَوَاتٍ [6] . وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، مَا كَذَبَ أَبِي قَطُّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [7] . وَفِي الْبُخَارِيِّ، مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ إِلَى الرَّبَذَةِ وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ، وَجَاءَهُ أَوْلادٌ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى قَبْلِ أَنْ يَمُوتَ بِلَيَالٍ، فنزل المدينة [8] .   [1] أخرجه البخاري في الفتن 13/ 30 باب التغرّب في الفتنة، ومسلم (1862) وأحمد 4/ 47 و 54، والنسائي 7/ 151، 152، والطبراني (6298) . [2] أي نجدة الحروريّ. [3] طبقات ابن سعد 4/ 307 و 308. [4] طبقات ابن سعد 4/ 308. [5] في الأصل «سينا» . [6] طبقات ابن سعد 4/ 305. [7] تاريخ البخاري 4/ 69. [8] الموجود في تاريخ البخاري 4/ 69 «سكن الرَّبَذَة» فقط، وبقية الخبر ليس فيه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ [1] . وَأَوْرَدْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي «الْمَغَازِي» [2] . 180- سُوَيْدِ بْنُ مَنْجُوفِ [3] بْنِ ثَوْرِ بْنِ عُفَيْرِ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ. رَأَى عَلِيًّا وَسَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ. وَهُوَ وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ. رَوَى عَنْهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ. قَالَ خَلِيفَةُ [4] : تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين.   [1] وهو ابن ثمانين سنة. (طبقات ابن سعد 4/ 308) . [2] انظر الجزء الخاص بالمغازي 334 و 335 و 337 و 339- 341 و 365 و 385 و 386 و 407 و 409 و 433 و 446 و 494 و 587. [3] انظر عن (سويد بن منجوف) في: التاريخ الكبير 4/ 143 رقم 2259، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 391 و 5/ 171 و 287 و 343، والمعارف 113، والجرح والتعديل 4/ 234، 235 رقم 1005، والثقات لابن حبّان 4/ 323، وتاريخ خليفة 258 و 268، وجمهرة أنساب العرب 318، والعقد الفريد 3/ 490 و 493 و 4/ 32، والوافي بالوفيات 16/ 46 رقم 59، والأخبار الموفقيات 534. [4] في تاريخه- ص 268. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 415 [حرف الشِّينِ] 181- شَبَثُ بْنُ رِبْعِيِّ [1] بْنِ حُصَيْنٍ التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ، كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ عَلَى عَلِيٍّ، ثُمَّ أَنَابَ وَرَجَعَ. قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ شَبَثٍ، فَأَقَامُوا الْعَبِيدَ عَلَى حِدَةٍ، وَالْجَوَارِي عَلَى حدة، والخيل على حدة، والجمال   [1] انظر عن (شبث بن ربعيّ) في: طبقات ابن سعد 6/ 216، والتاريخ لابن معين 2/ 247، وتاريخ خليفة 192 و 195، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 187، والتاريخ الكبير 4/ 266، 267 رقم 2755، والضعفاء الصغير 263 رقم 163، والأخبار الطوال 172 و 210 و 229 و 239 و 256 و 301، والمعارف 405، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 166 و 237 و 254 و 256 و 5/ 399، وتاريخ اليعقوبي 2/ 191، وأحوال الرجال 34 رقم 3، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، وفتوح البلدان 119، والجرح والتعديل 4/ 388، 389 رقم 1695، وتاريخ الثقات للعجلي 214 رقم 652، والثقات لابن حبّان 4/ 371، وتاريخ الطبري 3/ 274 و 464 و 4/ 483 و 569 و 573 و 574 و 5/ 5 و 6 و 63 و 85 و 91 و 179 و 247 و 269 و 353 و 369 و 370 و 381 و 422 و 425 و 436 و 438 و 580 و 6/ 19 و 22- 25 و 27 و 29- 31 و 43- 45 و 47 و 49 و 83 و 92 و 94 و 123 و 124، وجمهرة أنساب العرب 227، والكامل في التاريخ 2/ 356 و 3/ 228 و 284 و 289 و 326 و 345، والمنتخب من ذيل المذيل 665، وربيع الأبرار 4/ 469، والتنبيه والإشراف 248، ومروج الذهب 1704، ومقاتل الطالبيين 114، وتاريخ الردّة 63، والعقد الفريد 2/ 390، والبدء والتاريخ 5/ 143 و 175 و 227، وتهذيب الكمال 12/ 351- 353 رقم 2686، وسير أعلام النبلاء 4/ 150 رقم 51، و 2/ 3 رقم 2252، والعبر 1/ 44، وميزان الاعتدال 2/ 261 رقم 3654، والوافي بالوفيات 16/ 102 رقم 115، والإصابة 2/ 163 رقم 3955، وتهذيب التهذيب 4/ 303، 304 رقم 520، وتقريب التهذيب 1/ 345 رقم 8، وخلاصة تذهيب التهذيب 168، وتاج العروس (مادة: شبث) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 416 عَلَى حِدَةٍ، وَذَكَرَ الْأَصْنَافَ، وَرَأَيْتَهُمْ يَنُوحُونَ عَلَيْهِ يَلْتَدِمُونَ، ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] . وَقَدْ رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ. وعنه محمد بن كعب القرظي، وسليمان التيمي. له حديث واحد في سنن د [2] . 182- شبيب بن يزيد [3] ابن نُعَيْمِ [4] بْنُ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الصَّلْتِ [5] الشَّيْبَانِيُّ الْخَارِجِيُّ، خَرَجَ بِالْمَوْصِلِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ خَمْسَةَ قُوَّادٍ، فَقَتَلَهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ. ثُمَّ سَارَ إِلَى الْكُوفَةِ وَقَاتَلَ الْحَجَّاجُ وَحَاصَرَهُ، كَمَا ذكرنا. وكانت امرأته غزالة من الشجاعة والفروسية بِالْوَضْعِ الْعَظِيمِ مِثْلَهُ، هَرَبَ الْحَجَّاجُ مِنْهَا وَمِنْهُ، فَعَيَّرَهُ بَعْضُ النَّاسِ بِقَوْلِهِ: أَسَدٌ عَلَيَّ وَفِي الْحُرُوبِ نَعَامَةٌ ... فَتَخَاءُ تَنْفِرُ مِنْ صَفِيرِ الصَّافِرِ هَلا بَرَزْتَ إِلَى غَزَالَةَ فِي الْوَغَى ... بِلْ كان قلبك في جناحي طائر [6]   [1] في الطبقات 6/ 216. ويلتدمون: أي يضربون صدورهم ووجوههم وهم ينوحون. [2] أي سنن أبي داود. [3] انظر عن (شبيب بن يزيد) في: نسب قريش 286، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 167 و 5/ 345، والمعارف 410، وتاريخ اليعقوبي 2/ 274، وتاريخ خليفة 274- 276 و 295، والبيان والتبيين 1/ 126، والحيوان 3/ 41، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 282، ومروج الذهب 2079 و 2080 و 2091، وجمهرة أنساب العرب 327، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام- ج 13) ، وشرح نهج البلاغة 1/ 419، ووفيات الأعيان 2/ 454- 458، ونهاية الأرب 21/ 190، والبدء والتاريخ 6/ 33، 34، وسير أعلام النبلاء 4/ 146- 149 رقم 50، والبداية والنهاية 9/ 17- 21، ومرآة الجنان 1/ 150، وخطط المقريزي 2/ 355، والوافي بالوفيات 16/ 103- 105 رقم 118، والنجوم الزاهرة 1/ 196، وشذرات الذهب 1/ 83، والتذكرة الحمدونية 2/ 445 و 457 و 482. [4] في سير أعلام النبلاء 4/ 146 للمؤلّف «ابن أبي نعيم» ، والصحيح ما أثبتناه، كما هو في جمهرة أنساب العرب ووفيات الأعيان وغيره. ولم يتتبّه المحقّق إليه. [5] في وفيات الأعيان 2/ 454 «الصلب» وهو تحريف لم يتنبّه إليه محقّق الكتاب. [6] الشعر لعمران بن حطّان، كما في الأغاني 18/ 116، وديوان شعر الخوارج 25. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 417 وَكَانَتْ أُمُّهُ «جَهِيزَةُ» تَشْهَدُ الْحُرُوبَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رأيت شبيبا وقد دخل الْمَسْجِدَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ طَيَالِسَةٌ، عَلَيْهَا نُقَطٌ مِنْ أَثَرِ الْمَطَرِ، وَهُوَ طَوِيلٌ، أَسْمَطُ، جَعْدٌ، آدَمُ، فَبَقِيَ الْمَسْجِدُ يَرْتَجُّ لَهُ [1] . وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، وَغَرِقَ بِدُجَيْلٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ أُحْضِرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ رَجُلٌ وَهُوَ عَتْبَانُ الْحَرُورِيُّ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ أَلَسْتَ الْقَائِلَ: فَإِنْ يَكُ مِنْكُمْ كَانَ مَرْوَانُ وَابْنُهُ ... وَعَمْرُو وَمِنْكُمْ هَاشِمٌ وَحَبِيبُ فَمِنَّا حُصَيْنٌ وَالْبَطِينُ وَقَعْنَبٌ ... وَمِنَّا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ شَبِيبُ [2] . فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا قُلْتُ وَمِنَّا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَنَصَبَهُ عَلَى النِّدَاءِ، فَاسْتَحْسَنَ قَوْلَهُ وَأَطْلَقَهُ [3] . وَجَهِيزَةُ [4] هِيَ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ، لِأَنَّهَا لَمَّا حَمَلَتْ قَالَتْ: فِي بَطْنِي شَيْءٌ يَنْقُزُ، فَقِيلَ: «أَحْمَقُ مِنْ جَهِيزَةَ» [5] . وَيُرْوَى عَنْهَا مَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الْحُمْقِ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ شَبَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خَلادُ بْنُ يَزِيدَ الأَرْقَطُ قَالَ: كَانَ شَبِيبٌ يُنْعَى لأمّه، فيقال لها: قتل، فلا تقبل،   [1] وفيات الأعيان 2/ 455. [2] البيتان في معجم الشعراء للمرزباني 109 ووفيات الأعيان 2/ 456، والوافي بالوفيات 16/ 105، وشعر الخوارج 63 وفيه (فمنا سويد والبطين) وهو سويد بن سليم أحد قادة جند شبيب. [3] قال ابن خلكان 2/ 456: «وهذا الجواب في نهاية الحسن، فإنه إذا كان «أمير» مرفوعا كان مبتدأ فيكون شبيب أمير المؤمنين، وإذا كان منصوبا فقد حذف منه حرف النداء ومعناه يا أمير المؤمنين منا شبيب، فلا يكون شبيب أمير المؤمنين، بل يكون منهم» . [4] جهيزة: بفتح الجيم وكسر الهاء وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الزاي وبعدها هاء ساكنة. [5] جمهرة أنساب العرب 327، وإصلاح المنطق لابن السّكّيت 324 باب: ما تضعه العامّة في غير موضعه. وينقز: يثب. وهو في الجمهرة لابن حزم «ينقر» بالراء المهملة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 418 فَلَمَّا قِيلَ لَهَا: إِنَّهُ غَرِقَ، قَبِلَتْ، وَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ حِينَ وَلَدْتُهُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي شِهَابُ نَارٍ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لا يُطْفِئُهُ إِلا الماء [1] . 183- شريح بن الحارث [2] ن ابْنِ قَيْسِ بْنِ الْجَهْمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عامر القاضي: أبو أميّة الكندي   [1] إصلاح المنطق 324، تاريخ الطبري 6/ 282، وفيات الأعيان 2/ 457. [2] انظر عن (شريح بن الحارث) في: طبقات ابن سعد 6/ 131- 145، والأخبار الموفقيات 44 و 88، والطبقات لخليفة 145، وتاريخ خليفة 155 و 179 و 200 و 256 و 269 و 296 و 301، والمحبّر 305 و 387، والتاريخ لابن معين 2/ 250، 251، والمصنف لابن أبي شيبة 13/ 15781، والعلل لابن المديني 43، والعلل لأحمد 1/ 98 و 105 و 177 و 183 و 212 و 217 و 241 و 254 و 316 و 318 و 336 و 337 و 395 و 405، والتاريخ الكبير 4/ 228، 229 رقم 2611، والتاريخ الصغير 79 و 85، وتاريخ الثقات للعجلي 216، 217 رقم 660، والثقات لابن حبّان 4/ 352، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 87 رقم 1498، والمعارف 433 و 434 و 585، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 216 و 234- 236 و 255 و 256 و 276- 278 و 579 و 5/ 87 و 172 و 229، والشعر والشعراء 1/ 17، والمعرفة والتاريخ 1/ 217 و 218 و 715 و 2/ 18 و 557 و 586 و 589 و 603 و 604 و 652 و 670 و 776 و 832 و 3/ 79 و 183 و 190 و 217 و 365، وتاريخ أبي زرعة 1/ 205 و 548 و 653 و 655 و 658 و 666 و 668، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 736، ومروج الذهب 1826 و 1893، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 187- 402 و 408 و 412، والمثلّث للبطليوسي 2/ 370، والجرح والتعديل 4/ 332، 333 رقم 1458، وثمار القلوب 173، والثقات لابن شاهين، رقم 533، وحلية الأولياء 4/ 132- 141 رقم 256، وجمهرة أنساب العرب 425، والهفوات النادرة 83، وربيع الأبرار 1/ 233 و 4/ 103، والاستيعاب 2/ 148، 149، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 113، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 37 أ، والإكمال لابن ماكولا 4/ 277، و 279، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 119، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 305- 317، ومعجم البلدان 2/ 493، والكامل في التاريخ 2/ 562 و 3/ 21 و 77 و 401 و 420 و 483، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 243، 244 رقم 249، ووفيات الأعيان 2/ 460- 463، وتاريخ العظيمي 192، ونهاية الأرب 21/ 228، وتهذيب الكمال 12/ 435- 445 رقم 2725، والعبر 1/ 89، وتذكرة الحفاظ 1/ 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2696، وسير أعلام النبلاء 4/ 100- 106 رقم 32، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 206، والكاشف 2/ 8 رقم 2287، ودول الإسلام 1/ 56، وطبقات الفقهاء للشيرازي 80، وأسد الغابة 2/ 394، والبداية والنهاية 9/ 22- 26، ومرآة الجنان 1/ 158- 160، وجامع التحصيل 282، والوافي بالوفيات الجزء: 5 ¦ الصفحة: 419 الكوفيّ قَاضِيهَا. وَيُقَالُ: شُرَيْحُ بْنُ شَرَاحِيلَ، وَيُقَالُ: ابْنُ شُرَحْبِيلَ، وَيُقَالُ: أَنَّهُ مِنْ أَوْلادِ الْفُرْسِ الَّذِينَ كَانُوا بِالْيَمَنِ. وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَوَفَدَ مِنَ الْيَمَنِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلَّى قَضَاءَ الْكُوفَةِ لِعُمَرَ. وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. رَوَى عنه: الشّعبيّ، وإبراهيم النَّخَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَمُرَّةُ الطَّيَبُ [1] ، وَتَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ [2] . وَهُوَ مَعَ فَضْلِهِ وَجَلالَتِهِ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ شُرَيْحٌ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلامِ، وَعِدَادِي فِي كِنْدَةَ [3] . وَقَالَ: كَانَ شُرَيْح شاعرا، راجزا، قائفا، وكان كوسجا [4] . وَقَالَ الشعبي: كَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَهُمْ بِالْقَضَاءِ، وَكَانَ عُبَيْدَةُ [5] يُوازِيهِ فِي عِلْمِ الْقَضَاءِ، وَأَمَّا عَلْقَمَةُ [6] فَانْتَهَى إِلَى قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ [7] لَمْ يُجَاوِزْهُ، وَأَمَّا   [ () ] 16/ 140- 142 رقم 160، والأغاني 17/ 144، والزيارات للهروي 79، والتذكرة الحمدونية 1/ 403 و 404 و 2/ 73، 74، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 77، والإصابة 2/ 146 رقم 3880، وتهذيب التهذيب 4/ 328، 329 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 349 رقم 51، والنجوم الزاهرة 1/ 194، وطبقات الحفاظ للسيوطي 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 165، وشذرات الذهب 1/ 85. [1] مهملان في الأصل، والتحرير من الخلاصة. [2] في طبعة القدسي 3/ 161 «مسلمة» وهو تحريف. [3] طبقات ابن سعد 6/ 132. [4] طبقات ابن سعد 6/ 132. والكوسج: الّذي لم ينبت الشعر في وجهه. [5] هو عبيدة بن عمرو السلماني الفقيه المرادي الكوفي، وستأتي ترجمته في حرف العين من هذه الطبقة. [6] هو: علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل النخعي الكوفي. وستأتي ترجمته في موضعها من هذه الطبقة. [7] أي عبد الله بن مسعود، كما في تهذيب تاريخ دمشق. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 420 مَسْرُوقٌ [1] فَأَخَذَ مِنْ كُلٍّ، وَأَمَّا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [2] فَأَقَلُّ الْقَوْمِ عِلْمًا وَأَشَدُّهُمْ وَرَعًا [3] . وَقَالَ أَبُو وَائِلٌ: كَانَ شُرَيْحٌ يُقِلُّ غَشْيَانَ عَبْدَ اللَّهِ [4] لِلاسْتِغْنَاءِ [5] . وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: ثنا عَاصِمٌ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبيِّ أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ ابْنَ سُوَرٍ [6] عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ، وَبَعَثَ شُرَيْحًا عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ [7] . وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ رَزَقَ شُريْحًا مِائَةَ دِرْهَمٍ عَلَى الْقَضَاءِ [8] . وَقَالَ هُشَيْمٌ: ثنا سَيَّارٌ، عَنِ الشَّعْبيِّ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عُمَرُ شُرَيْحًا عَلَى الْقَضَاءِ قَالَ: انْظُرْ مَا تَبَيَّنَ لَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَلا تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَدًا، وَمَا لَمْ يَتَبَيَّنْ لَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاتَّبِعْ فِيهِ السُّنَّةَ، وَمَا لَمْ يَتَبَيَّنْ لَكَ فِي السُّنَّةِ فَاجْتَهِدْ فِيهِ رَأْيَكَ [9] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى شُرَيْحٍ إِذَا أَتَاكَ أَمْرٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَاقْضِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَكَانَ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاقْضِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فَاقْضِ بِمَا قَضَى بِهِ أَئِمَّةُ الْهُدَى، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا فِي سُنَّةِ رَسُولِهِ، وَلا فِيمَا قَضَى بِهِ أَئِمَّةُ الْهُدَى فَأَنْتَ بالخيار، إن شئت   [1] هو مسروق بن الأجدع الوادعيّ الهمدانيّ الكوفي. انظر عنه في الطبقة السابقة من هذا الجزء. [2] مرّت ترجمته في الطبقة السابقة من هذا الجزء. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 306. [4] أي عبد الله بن مسعود. [5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 306 وعبارته: «ما رأيت شريحا عند ابن مسعود قط، وما كان يمنعه أن يأتيه إلا استغناؤه عنه» ، والخبر في: تاريخ ابن معين 2/ 250، والجرح والتعديل 4/ 332. [6] هو كعب بن سور الأزدي. انظر عنه في: الإصابة، برقم (7487) . [7] تاريخ الطبري 4/ 241. [8] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 106. [9] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 307. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 421 تَجْتَهِدْ رَأْيَكَ، وَإِنْ شِئْتَ تُؤَامِرْنِي، وَلا أَرَى مُؤَامَرَتَكَ إِيَّايَ إِلا أَسْلَمَ لَكَ [1] . وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ: أَنَّ عَلِيًّا جَمَعَ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ وَقَالَ: إِنِّي مُفَارِقُكُمْ، فَاجْتَمَعَ [2] فِي الرَّحْبَةِ رِجَالٌ أَيُّمَا رِجَالٍ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ حَتَّى نَفَدَ مَا عِنْدَهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ إِلا شُرَيْحٌ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اذْهَبْ، فَأَنْتَ أَقْضَى الْعَرَبِ [3] . وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ وَشَطْرُ النَّاسِ عَلَيَّ غِضَابٌ [4] . وَقَالَ مُجَاهِدٌ: اخْتُصِمَ إِلَى شُرَيْحٍ فِي وَلَدِ هِرَّةٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي، وَقَالَتِ الأُخْرَى: هُوَ وَلَدُ هِرَّتِي. فَقَالَ شُرَيْحٌ: أَلْقِهَا مَعَ هَذِهِ فَإِنْ هي قرّت ودرّت واسطرّت فَهِيَ لَهَا، وَإِنْ هِيَ هَرَّتْ وَفَرَّتْ وَاقْشَعَرَّتْ- وَفِي لَفْظٍ: وَأَزْبَأَرَّتْ- فَلَيْسَ لَهَا. اسْبَطَرَّتِ: امْتَدَّتْ لِلِإرْضَاعِ. وتَزْبَئِرُّ: تَنْتَفِشُ [5] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ رَجُلا أَقَرَّ عِنْدَ شُرَيْحٍ بِشَيْءٍ ثُمَّ ذَهَبَ يُنْكِرُ فَقَالَ: قَدْ شَهِدَ عَلَيْكَ ابْنُ أُخْتِ خَالَتِكَ [6] . وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ شُرَيْحُ يَدْخُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَيْتًا يَخْلُو فِيهِ، لا يَدْرِي النَّاسُ مَا يَصْنَعُ فيه [7]   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 307. [2] في الأصل «فاجتمعوا» ، وهو غلط. [3] حلية الأولياء 4/ 134، والجرح والتعديل 4/ 332، وتهذيب الكمال 12/ 440، ووفيات الأعيان 2/ 462، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 306 و 308. [4] سير أعلام النبلاء 4/ 105. [5] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 311، وتهذيب الكمال 12/ 440، 441، وسير أعلام النبلاء 4/ 105، وانظر أخبار القضاة لوكيع 2/ 393. [6] طبقات ابن سعد 6/ 135، تهذيب الكمال 12/ 440. [7] انظر نحو ذلك في طبقات ابن سعد 6/ 142 من طريق حسين بن عبد الرحمن، عن أبي طلحة مولى شريح. وهو في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 313. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 422 وَقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَبِثَ شُرَيْحٌ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ تِسْعَ سِنِينَ لا يُخْبِرُ، فَقِيلَ لَهُ: قد سلمت قال: فكيف بِالْهَوَى [1] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: كان شريح يقرأ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ 37: 12 [2] وَيَقُولُ: إِنَّمَا يَعْجَبُ مَنْ لا يَعْلَمُ [3] ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ شَاعِرًا مُعْجَبًا بِرَأْيِهِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَعْلَمُ بِذَلِكَ. وَرَوَى شَرِيكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ: أَوْصَى شُرَيْحٌ أَنْ يُصَلَّى عَلَيْهِ بِالْجَبَّانَةِ، وَأَنْ لا يُؤَذِّنَ بِهِ أَحَدٌ، وَلا تَتَبِعَهُ صَائِحَةٌ، وَأَنْ لا يُجْعَلَ عَلَى قَبْرِهِ ثَوْبٌ، وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ السَّيْرُ، وَأَنْ يُلْحَدَ لَهُ [4] . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ شُرَيْحٌ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَثَمَانِ سِنِينَ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ. وَكَذَا قَالَ فِي مَوْتِهِ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ [5] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] ، وَابْنُ نُمَيْرٍ: سَنَةَ ثَمَانِينَ [7] . وَجَاءَ أَنَّهُ اسْتَعْفَى مِنَ الْقَضَاءِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ [8] . 184- شريح بن هانئ [9] م 4 أبو المقدام الحارثيّ المذحجيّ الكوفي: أدرك الجاهلية.   [1] طبقات ابن سعد 6/ 141، أخبار القضاة 2/ 216 و 218 و 370. [2] سورة الصافات، الآية 12. [3] حتى هنا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 314. [4] طبقات ابن سعد 6/ 144، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 317، تهذيب الكمال 12/ 44. [5] التاريخ الكبير 4/ 229. [6] في الطبقات 145. [7] وقيل في وفاته غير ذلك. [8] تهذيب الكمال 12/ 437. [9] انظر عن (شريح بن هانئ) في: طبقات ابن سعد 6/ 128، والتاريخ لابن معين 2/ 251، ومشيخة ابن طهمان، رقم 208، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 277، والعلل لأحمد 1/ 278، والتاريخ الكبير 4/ 228 رقم 2610، والأخبار الطوال 166 و 167 و 197 و 201 و 202، والمعرفة والتاريخ 3/ 79، والجامع الصحيح 4/ 87 رقم 1498، وتاريخ أبي زرعة 1/ 668، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 235 و 250 و 255، وفتوح البلدان 378 و 292، والجرح الجزء: 5 ¦ الصفحة: 423 وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- وكان من أصحابه- وعمر، وعائشة، وسعد، وأبي هريرة. روى عنه: ابناه محمد، والمقدام، والشعبي، والقاسم بن مخيمرة، وحبيب بن أبي ثابت، ويونس بن أبي إسحاق. وشهد تحكيم الحكمين، ووفد على معاوية يشفع في كثير بن شهاب، فأطلقه له. وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ عَلِيًّا بَعَثَ أَبَا مُوسَى وَمَعَهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ، عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ. وَمَعَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ وَيَلِي أَمْرَهُمْ، يَعْنِي إِلَى دُومَةَ الْجَنْدَلِ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ: كَانَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ جَاهِلِيًّا إِسْلامِيًا، قَالَ فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ: أَصْبَحْتُ ذَا بَثٍّ أُقَاسِي الْكِبَرَا ... قَدْ عِشْتُ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ أَعْصُرَا ثَمَّتَ أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ الْمُنْذِرَا ... وَبَعْدَهُ صِدِّيقَهُ وَعُمَرَا وَالْجَمْعُ فِي صفّينهم والنّهرا ... ويوم مهران ويوم تسترا   [ () ] والتعديل 4/ 333 رقم 1459، والثقات لابن حبان 4/ 353، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 763، والثقات لابن شاهين، رقم 531، وجمهرة أنساب العرب 417، والاستيعاب 2/ 149، والإكمال لابن ماكولا 4/ 277، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 416، وأسد الغابة 2/ 395، والكامل في التاريخ 3/ 160 و 280 و 282 و 329 و 333 و 373 و 483 و 4/ 450 و 452، والمعمّرين للسجستاني 39، ومروج الذهب 1705 و 1709، والخراج وصناعة الكتابة 397، وتهذيب الكمال 12/ 452- 455 رقم 2729، والكاشف 2/ 9 رقم 2291، وسير أعلام النبلاء 4/ 107- 109 رقم 33، والعبر 1/ 89، وتذكرة الحفاظ 1/ 56، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2705، والوافي بالوفيات 16/ 139 رقم 158، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 318، ومرآة الجنان 1/ 160، والإصابة 2/ 166 رقم 3972، وتهذيب التهذيب 4/ 330، 331 رقم 568، وتقريب التهذيب 1/ 350 رقم 56، والبداية والنهاية 9/ 29، وطبقات الحفاظ 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 165، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وشذرات الذهب 1/ 86. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 424 وباجميراوات [1] وَالْمُشَقَّرَا ... هَيْهَاتَ مَا أَطْوَلَ هَذَا عُمرَا [2] قَالَ القاسم بن مخيمرة: ما رأت حَارِثِيًا أَفْضَلَ مِنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ. وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ [3] أَنَّهُ عَاشَ مِائَةَ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] : وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَلَّى الْحَجَّاجُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ سِجِسْتَانَ، فَوَجَّهَ أَبَا برذعة، فَأَخَذَ عَلَيْهِ الْمَضِيقَ، وَقُتِلَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ.   [1] في الأصل «بالخميراوت» ، والتصويب من تاريخ الطبري 6/ 323، والكامل لابن الأثير 4/ 451، ومعجم البلدان 1/ 314 وفيه (باجميرى) بضم الجيم، وفتح الميم، وياء ساكنة وراء مقصورة. موضع دون تكريت. وفي سير أعلام النبلاء 4/ 108 «وياجميراوات» بالياء المثناة، وهو تحريف. [2] الأبيات في تاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير، مع زيادة. وأورد السجستاني ثلاثة أبيات منها في (المعمّرين) ، وبها تقديم وتأخير، وكذا في تهذيب الكمال 12/ 454. [3] في المعمّرين 39. [4] في تاريخه 277. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 425 [حرف الصاد] 185- صلة بن زفر [1]- ع- العبسيّ الكوفي. رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْكُوفِيِّينَ وَثِقَاتِهِمْ، لَهُ قلب منوّر.   [1] انظر عن (صلة بن زفر) في: طبقات ابن سعد 6/ 195، وطبقات خليفة 142، وتاريخ خليفة 268، والعلل لأحمد 1/ 28 و 148 و 346 و 366، والتاريخ الكبير 4/ 321 رقم 2986، والتاريخ الصغير 1/ 148، 149، وتاريخ الثقات للعجلي 229 رقم 704، والثقات لابن حبان 4/ 383، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 788، وأنساب الأشراف 1/ 169، والمعرفة والتاريخ 1/ 16 و 232 و 488 و 2/ 562 و 670، والجرح والتعديل 4/ 446 رقم 1964، وتاريخ بغداد 9/ 335، 336 رقم 4881، والخراج وصناعة الكتابة 129، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 226، وتهذيب الكمال 13/ 233- 235 رقم 2902، والكاشف 2/ 29 رقم 2437، وسير أعلام النبلاء 4/ 517 رقم 210، وتهذيب التهذيب 4/ 437 رقم 757، وتقريب التهذيب 1/ 370 رقم 122، والوافي بالوفيات 16/ 331 رقم 364، وخلاصة تذهيب التهذيب 176. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 426 [حرف الْعَيْنِ] 186- عَاصِمُ بْنُ ضَمْرَةَ [1]- 4- السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ صَاحِبُ عَلِيٍّ، لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَلَيَّنَهُ ابن عديّ، ووثّقه جماعة.   [1] انظر عن (عاصم بن ضمرة) في: طبقات ابن سعد 6/ 222، والتاريخ لابن معين 2/ 93، وتاريخ خليفة 273، والعلل لأحمد 1/ 40 و 56 و 139 و 175 و 176 و 202 و 338 و 339، والتاريخ الكبير 6/ 482 رقم 3052، والتاريخ الصغير 106، وأحوال الرجال 43- 46 رقم 11، وتاريخ الثقات للعجلي 241 رقم 739، والمعرفة والتاريخ 1/ 700 و 3/ 178 و 179 و 219 و 220، وعيون الأخبار 3/ 86، وأنساب الأشراف 1/ 175، والجرح والتعديل 6/ 345 رقم 1910، والمجروحين لابن حبّان 2/ 125، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1866، والثقات لابن شاهين، رقم 832، 839، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 255 رقم 275، وتهذيب الكمال 13/ 496- 499 رقم 3012، والكاشف 2/ 45 رقم 2528، والمغني في الضعفاء 1/ 320 رقم 2984، وميزان الاعتدال 2/ 352، 353 رقم 4052، والعبر 1/ 85، والوافي بالوفيات 16/ 569 رقم 601، وغاية النهاية 1/ 349، والكشف الحثيث 361، وتهذيب التهذيب 5/ 45، 46 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/ 384 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 182. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 427 187- عبد الله بن جعفر [1] ع ابْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم، أبو جعفر الهاشميّ الجواد   [1] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في: نسب قريش 81، 82 و 304، والأخبار الموفقيات 80 و 168 و 342، وطبقات خليفة 126 و 189، وتاريخ خليفة 184 و 194، والسير والمغازي 48 و 226 و 244 و 251، والمغازي للواقدي 766 و 767، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 187 و 274 و 351 و 3/ 315، ومسند أحمد 1/ 203، والعلل له 119 و 395، والمحبّر 55 و 147- 150، والتاريخ الكبير 5/ 7 رقم 11، والتاريخ الصغير 98، وتاريخ الثقات 251، 252 رقم 787، والمعرفة والتاريخ 1/ 223 و 242 و 360 و 492 و 646 و 3/ 315، وتاريخ أبي زرعة 1/ 71 و 618، والثقات لابن حبّان 3/ 207، والشعر والشعراء 1/ 287 و 2/ 450 و 451 و 481، والأخبار الطوال 184 و 195 و 215، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 66، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 15، والمعارف 205- 208 و 211 و 379 و 461، وتاريخ اليعقوبي 2/ 65 و 172 و 177، وأنساب الأشراف- ج 1 (انظر فهرس الأعلام) و 3/ 292، 293، و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) ص 650 و 5/ 35، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 305، والمنتخب من ذيل المذيل 547، والأسامي والكنى، للحاكم- ج 1 ورقة 99 أ، والولاة والقضاة 21 و 23، والجرح والتعديل 5/ 31 رقم 96، والمستدرك على الصحيحين 3/ 566- 569، وربيع الأبرار 1/ 832 و 4/ 41 و 86 و 137 و 180 و 322 و 323 و 349 و 407 و 458، وثمار القلوب 88، ومروج الذهب 1515 و 1516 و 1630 و 1642 و 1736 و 1773 و 1902 و 1925 و 2139 و 2141، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 125، والاستيعاب 2/ 275- 277، وجمهرة أنساب العرب 38 و 68، والسابق واللاحق 1/ 217، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 239، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 105، والتبيين في أنساب القرشيين 39 و 94 و 96 و 112 و 113 و 137 و 183 و 364 و 401، ومعجم البلدان 2/ 803، والكامل في التاريخ 1/ 460 و 2/ 238 و 3/ 106، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 263، 264 رقم 292، وأسد الغابة 3/ 139، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 328- 347، وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 17- 69 رقم 215، وتهذيب الكمال 14/ 367- 372 رقم 3202، وتحفة الأشراف 4/ 299- 306 رقم 278، وسير أعلام النبلاء 3/ 456- 462 رقم 93، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 3196، وتلخيص المستدرك 3/ 566- 569، والعبر 1/ 41 و 91 و 243، والكاشف 2/ 69 رقم 2692، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 71، ودول الإسلام 1/ 58، وتاريخ العظيمي 89 و 193، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 110، والعقد الثمين 5/ 20، وفوات الوفيات 2/ 170، 171، والبداية والنهاية 9/ 33، 34، ومرآة الجنان 1/ 161، ولباب الآداب 85- 88 و 93 و 106 و 107. ونهاية الأرب 21/ 228، والوفيات لابن قنفذ 83، وتهذيب التهذيب 5/ 170، 171 رقم 294، وتقريب التهذيب 1/ 406 رقم 228، والنكت الظراف 4/ 299 و 304 و 305، والإصابة 2/ 289، 290 رقم 4591، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 428 ابْنُ الْجَوَّادِ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وُلِدَ بِالْحَبَشَةِ مِنْ أَسْمَاءَ عُمَيْسٍ، وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ فِي الإِسْلامِ أَسْخَى مِنْهُ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبَوَيْهِ، وَعَنْ عَمِّهِ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ إِسْمَاعِيلُ، وَإِسْحَاقُ، وَمُعَاوِيَةُ، وَابْنُ مُلَيْكَةَ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ آخِرُ مِنْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَابْنِهِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ [1] . قَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا، فَدَخَلَ حَائِطًا، فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ- الْحَدِيثَ [2] . وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمَلَةَ [3] قَالَ: وَفَدَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرٍ عَلَى يَزِيدَ، فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ أَلْفٍ [4] .   [ () ] والوافي بالوفيات 17/ 107- 109 رقم 93، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، والمطالب العالية 4/ 105، وشذرات الذهب 1/ 87، والتذكرة الحمدونية 2 (انظر فهرس الأعلام) 506. [1] تاريخ دمشق 18. [2] أخرجه مسلم 1/ 268 وتمامه: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ ذفراه، فسكت. فقال: «من رب هذا الجمل؟ لمن هَذَا الْجَمَلِ؟» فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ لي يا رسول الله، فقال: «أفلا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وتدئبه» . والحديث بتمامه في مسند أحمد 1/ 204، 205، وفي سنن أبي داود (2549) ، والمستدرك 2/ 99، 100 وصحّحه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في التلخيص، وهو في أسد الغابة 3/ 134، وتاريخ دمشق 18، 19 بخلاف يسير. [3] حملة: بفتحتين. [4] تاريخ دمشق 19. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 429 وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ بَايَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا ابْنَا سَبْعِ سِنِينَ، فَلَمَّا رَآهُمَا تَبَسَّمَ وَبَسَطَ يَدَهُ وَبَايَعَهُمَا [1] . وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وهو يلعب بالتراب فقال: «اللَّهمّ بارك له فِي تِجَارَتِهِ» [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ ذِي الْجَنَاحَيْنِ [3] . وَقَالَ جرير بن حازم: ثنا محمد بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ بَعْدَ مَا أَخْبَرَهُمْ بِقَتْلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ ثَلاثَةٍ، فَقَالَ: «لا تَبْكُوا أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ» . ثُمَّ قَالَ: «ائْتُونِي بِبَنِي أَخِي» ، فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّنَا أَفْرُخٌ، فَقَالَ: «ادْعُوا لِيَ الْحَلاقَ» ، فَأَمَرَهُ، فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبَهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَشَبَهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» ، ثم أخذ بيدي فأشالها وقال: «اللَّهمّ اخلف جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَتِهِ» ، قَالَ: فَجَاءَتْ أُمُّنَا فَذَكَرَتْ يُتْمَنَا، فَقَالَ: «العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا وَالآخِرَةِ» ! حَدِيثٌ صَحِيحٌ [4] . وَعَنْ أبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ يَفِدُ فِي كُلِّ سَنَةٍ، فَيُعْطِيهِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَيَقْضِي لَهُ مِائَةَ حَاجَةٍ، وَذَكَرَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا وَقَفَ فِي الْمَوْسِمِ عَلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا مَا نَصِلُكَ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِابْنِ جَعْفَرٍ، فَأَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ، فَإِذَا ثَقَلُهُ قَدْ سَارَ، وَرَاحِلَةٌ بِالْبَابِ عَلَيْهَا مَتَاعُهَا، وَسَيْفٌ مُعَلَّقٌ، فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ، فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ ... صَلاتُهُمْ لِلْمُسْلِمِينَ طَهُورُ   [1] المستدرك 3/ 566، 567، تاريخ دمشق 27. [2] تاريخ دمشق 30، مجمع الزوائد 9/ 286. [3] أخرجه البخاري 7/ 62 وهو في تاريخ دمشق 32. [4] أخرجه أحمد في المسند 1/ 204 من طريق: وهب بن جرير، عن أبيه. وهو باختصار في سنن أبي داود (4192) والنسائي 8/ 182، وتاريخ دمشق 31. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 430 أَبَا جَعْفَرٍ ضَنَّ الأَمِيرُ بِمَالِهِ ... وَأَنْتَ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ أَمِيرُ أَبَا جَعْفَرٍ يَا بْنَ الشَّهِيدِ الَّذِي لَهُ ... جَنَاحَانِ فِي أَعْلَى الْجِنَانِ يَطِيرُ أَبَا جَعْفَرٍ مَا مِثْلُكَ الْيَوْمَ أَرْتَجِي ... فَلا تَتْرُكَنِّي بِالْفَلاةِ أَدُورُ [1] فَقَالَ: يَا أعرابيّ سار الثّقل، فعليك الرَّاحِلَةُ بِمَا عَلَيْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ عَنِ السَّيْفِ، فَإِنِّي أَخَذْتُهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ [2] . قَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أنبأ هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ بِسَبْخَةٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ؟ قِيلَ: لِفُلانٍ، اشْتَرَاهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بِسِتِّينَ أَلْفًا. قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلِي. قَالَ: فَجَزَّأَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، وَأَلْقَى فِيهَا الْعُمَّالَ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: أَلا تَأْخُذُ عَلَى يَدَيِ ابْنِ أَخِيكَ وَتَحْجُرُ عَلَيْهِ، اشْتَرَى سَبْخَةً بِسِتِّينَ أَلْفًا، مَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لِي بِنَعْلِي. قَالَ: فَأَقْبَلْتُ، فَرَكِبَ عُثْمَانُ ذَاتَ يَوْمٍ فَمَرَّ بِهَا، فَأَعْجَبَتْهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ أَنْ وَلِّنِي [3] جُزْءَيْنِ مِنْهَا، قَالَ: أَمَّا وَاللَّهِ دُونَ أَنْ تُرْسَلَ إِلَى الَّذِينَ سَفَّهْتَنِي عِنْدَهُمْ فَيَطْلُبُونَ ذَلِكَ إِلَيَّ، فَلا أَفْعَلُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ لا أَنقُصُكَ جُزْءَيْنِ مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهُمَا [4] . وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ أَسْلَفَ الزُّبَيْرَ أَلْفَ أَلْفٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: إِنِّي وَجَدْتُ فِي كُتُبِ أَبِي أَنَّ لَهُ عَلَيْكَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قال: هُوَ صَادِقٌ، فَاقْبِضْهَا إِذَا شِئْتَ، ثُمَّ لَقِيَهُ بَعْدُ فَقَالَ: إِنَّمَا وَهِمْتُ عَلَيْكَ، الْمَالُ لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَهُوَ لَهُ، قَالَ: لا أُرِيدُ ذَلِكَ [5] . قُلْتُ: هَذِهِ الْحِكَايَةُ مِنْ أَبْلَغِ مَا بَلَغَنَا فِي الْجُودِ. وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَبْدِ الله بن جعفر بدجاجة   [1] في تاريخ دمشق 41 بزيادة بيت بين الأول والثاني. [2] تاريخ دمشق 41، سير أعلام النبلاء 3/ 459. [3] بيع التولية هو أن يبيع المشتري الشيء بثمنه دون زيادة. [4] في طبعة القدسي 3/ 165 «أخذتهم» . والخبر في: تاريخ دمشق 43، 44. [5] الخبر بتمامه في تاريخ دمشق 44. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 مَسْمُوطَةٍ فَقَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ! هَذِهِ الدَّجَاجَةُ كَانَتْ مِثْلَ بِنْتِي تُؤْنِسُنِي وَآكُلُ مِنْ بَيْضِهَا، فَآلَيْتُ أَنْ لا أَدْفِنَهَا إِلا فِي أَكْرَمِ مَوْضِعٍ أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلا وَاللَّهِ مَا فِي الأَرْضِ مَوْضِعٍ أَكْرَمُ مِنْ بَطْنِكَ، قَالَ: خُذُوهَا مِنْهَا وَاحْمِلُوا إِلَيْهَا مِنَ الْحِنْطَةَ كَذَا، وَمِنَ الْتَّمْرِ كَذَا، وَمِنَ الدَّرَاهِمِ كَذَا، وَعَدَّدَ شَيْئًا كَثِيرًا، فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: بِأَبِي! إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [1] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: جَلَبَ رَجُلٌ سُكَّرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَسَدَ عَلَيْهِ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، فَأَمَرَ قَهْرمَانَهُ أن يشتريه وأن يهبه النّاس [2] . ولعبد الله رضي الله عنه من هذا الأنموذج أخبار في السخاء [3] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَمُصْعَبُ الزُّبيْرِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وثمانين. قال: ويقال: سنة ثمانين. وقال أبو عبيد: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ، وَيُقَالُ سَنَةَ تِسْعِينَ. 188- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ [4] الأَسْلَمِيُّ أَبُو مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وروى أيضا عن: عمر.   [1] تاريخ دمشق 54. [2] تاريخ دمشق 55. [3] انظر عنها في تاريخ دمشق. [4] انظر عن (عبد الله بن أبي حدرد) في: المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1195، وطبقات ابن سعد 4/ 309، 310، وطبقات خليفة 110، وتاريخ خليفة 85 و 268، والمحبّر 122، 123، والتاريخ الكبير 5/ 75 رقم 198، والجرح والتعديل 5/ 38 رقم 170، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 121، والاستيعاب 2/ 288- 290، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 52 و 86، وجمهرة أنساب العرب 241، وتاريخ دمشق 105- 119 رقم 229، وأسد الغابة 3/ 141، 142، والمعرفة والتاريخ 1/ 265، وتاريخ الطبري 3/ 34 و 73 و 158، والبداية والنهاية 8/ 347، ومرآة الجنان 1/ 145، والإصابة 2/ 294- 296 رقم 4621، ومسند أحمد 6/ 11، والمستدرك على الصحيحين 3/ 572. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْقَعْقَاعُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ فَرْوَةَ الأَسْلَمِيُّ. وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ وَخَيْبَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ تَقَاضَى ابْنَ أَبِي حَدْرَدٍ دَيْنًا عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا [2] ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا كَعْبُ ضَعِ الشَّطْرَ» ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ، إِلا خَلِيفَةَ فَقَالَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. وَقَدْ طَوَّلَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ تَرْجَمَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ، وَسَاقَهَا فِي كَرَّاسٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ لا صُحْبَةَ لَهُ، وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا بَلْ أَفَادَنَا الْعِلْمُ بِأَنَّ لَهُ صُحْبَةً. وَقَدْ عَلَّقْتُ حَاشِيَةً فِي ذَلِكَ فِي تَرْجَمَتِهِ فِي «تَارِيخِ دِمَشْقَ» . 189- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ [3] شَذَّ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ فقال: قدم مصر مع مروان.   [1] في الطبقات 310. [2] أخرجه البخاري في الصلاة 1/ 121 من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال: حدّثني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينا له عليه فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ في بيته، فخرج إليهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كشف سجف حجرته ونادى: «يا كعب بن مالك» . قال: لبّيك يا رسول الله، فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك قال كعب: قد فعلت يا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قم فاقضه» ، وفي الخصومات 3/ 90 باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، وفي الصلح 3/ 172 باب الصلح بالدين والعين. ومسلم في المساقاة 3/ 1192 رقم (20/ 1558) باب استحباب الوضع من الدّين، وأبو داود في الأقضية 3/ 304 رقم (2595) باب في الصلح، والنسائي في القضاة 8/ 239 باب حكم الحاكم في داره، وابن ماجة في الصدقات 2/ 811 رقم (2429) باب الحبس في الدين والملازمة، وأحمد في المسند 6/ 287 و 290، وابن عساكر في تاريخ دمشق 117. [3] انظر عن (عبد الله بن حوالة) في: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 433 يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَرَّخَهُ جَمَاعَةٌ. 190- عَبْدُ الله بن خازم [1] بن أسماء بن الصلت، أَبُو صَالِحٍ السُّلَمِيُّ [2] أَمِيرُ خُرَاسَانَ، أَحَدُ الأَبْطَالِ الْمَشْهُورِينَ وَالشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَيُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلا يَصِحُّ. رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الأَزْرَقِ، وَسَعْدُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّازِيُّ. وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ ابْنُ عَامِرٍ عَلَى خُرَاسَانَ فِي أَيَّامِ عُثْمَانَ، وَقَدْ حَضَرَ مواقف   [ () ] طبقات ابن سعد 7/ 414، ومسند أحمد 4/ 105 و 109 و 5/ 33 و 288، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ 15782، وطبقات خليفة 115 و 305، والتاريخ الكبير 5/ 33 رقم 57، والمعرفة والتاريخ 1/ 266 و 2/ 288، 289 و 302 و 430، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 135، والجرح والتعديل 5/ 28، 29 رقم 136، والثقات لابن حبّان 3/ 243، والاستيعاب 290، والمستدرك 3/ 491، والأنساب 1/ 197، وتاريخ دمشق 216- 220 رقم 263، ومعجم البلدان 3/ 242، وأسد الغابة 3/ 148، وتهذيب الكمال 14/ 440، 441 رقم 3238، و 4/ 315، 316 رقم 287، وتاريخ الطبري 5/ 97، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3242، والعبر 1/ 62، والكاشف 2/ 73 رقم 2724، وتهذيب التهذيب 5/ 194 رقم 334، وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 268، والإصابة 2/ 300 رقم 4639، والوافي بالوفيات 17/ 156 رقم 141، وحلية الأولياء 2/ 3، 4 رقم 87، وخلاصة تذهيب التهذيب 195. [1] انظر عن (عبد الله بن خازم) في: تاريخ خليفة 167 و 179 و 294 و 295، والمحبّر 375، والبيان والتبيين 2/ 108، وتاريخ اليعقوبي 2/ 406 و 429 و 442، والمعارف 418، وتاريخ واسط 108، وعيون الأخبار 1/ 168، وتاريخ الطبري 5/ 210، والعقد الفريد 1/ 117، وجمهرة أنساب العرب 118 و 200 و 219 و 262، والإكمال لابن ماكولا 2/ 291، وفتوح البلدان 437 و 488 و 499 و 501 و 505 و 508 و 511- 513، وتاريخ دمشق 226- 235 رقم 266، وأسد الغابة 3/ 140، والكامل في التاريخ 3/ 102 و 125، وتهذيب الكمال 14/ 441- 445 رقم 3239، وتجريد أسماء الصحابة 1، رقم 3244، ونهاية الأرب 21/ 80 و 132، والبداية والنهاية 8/ 326، وأنساب الأشراف 5/ 188 و 345، ودول الإسلام 1/ 53، والتذكرة الحمدونية 2/ 406 و 408 و 471 و 472 و 479 و 487، والوافي بالوفيات 17/ 157 رقم 143، والإصابة 2/ 301 رقم 4641، وتهذيب التهذيب 5/ 194- 196 رقم 335، وتقريب التهذيب 1/ 411 رقم 269، وخلاصة تذهيب التهذيب 195. [2] قيّده الدكتور بشّار في تحقيقه لتهذيب الكمال 14/ 442 «السليمي» ، والصحيح ما أثبتناه كما في: جمهرة أنساب العرب 219، وتاريخ دمشق 226، وغيره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 434 مَشْهُورَةً وَأَبْلَى فِيهَا، وَوَلِيَ خُرَاسَانَ زَمَانًا، وَأَفْتَتَحَ الطَّبَسَيْنِ [1] . وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ مِنْ أَخْبَارِهِ. 191- عبد الله بن الزّبير [2] ع ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَبُو بكر،   [1] الطبسين: بلدتان كل واحدة منهما يقال لها طبس. إحداهما طبس العنّاب، والأخرى طبس التمر، وهما قصبة ناحية بين نيسابور وأصبهان. بفتح أوله وثانيه. (معجم البلدان 4/ 20) . [2] انظر عن (عبد الله بن الزبير) في: - نسب قريش 237، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15800 و 15801، والتاريخ لابن معين 2/ 306، والسير والمغازي لابن إسحاق 106 و 326، والمغازي للواقدي 845 و 850، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 656، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 40 و 139 و 144 و 204 و 266 و 2/ 17 و 130 و 289 و 294 و 313، و 3/ 41 و 49 و 128 و 178 و 209 و 243 و 4/ 17 و 18 و 57، وطبقات خليفة 13 و 189 و 232، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 558، ومسند أحمد 4/ 3، والعلل له 77 و 155 و 235 و 243 و 320 و 395، والتاريخ الكبير 5/ 6 رقم 9، والتاريخ الصغير 11 و 78، وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 808، وتاريخ أبي زرعة 1/ 496، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 635، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 90، وتاريخ واسط 51 و 81 و 85، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 307، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 636، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، والولاة والقضاة 40 و 41 و 45 و 51 و 311 و 320، والجرح والتعديل 5/ 56 رقم 261، وجمهرة أنساب العرب 87، والاستيعاب 2/ 300- 307، والخراج وصناعة الكتابة 343- 345، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 240، وتاريخ دمشق 374- 505 رقم 289، والأخبار الموفقيات 117 و 314 و 315 و 328 و 389، وتاريخ العظيمي 190، والكامل في الأدب 170، وربيع الأبرار 1/ 509 و 4/ 33 و 34 و 38 و 301 و 474، والزاهر للأنباري 1/ 161 و 2/ 40 و 227 و 228 و 380، وثمار القلوب 75 و 88 و 90 و 149 و 160 و 252 و 254 و 259 و 301 و 465، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 154، ومروج الذهب 1934 و 1944 و 1949- 1951 و 1954- 1957 و 2021- 2031 وعيون الأخبار 1/ 298، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 125، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251- 268، والأنساب (انظر فهرس الأعلام) 1/ 659 و 3/ 340 و 4 ق 1/ 651 و 5/ 404، والشعر والشعراء 1/ 387 و 2/ 454 و 512، و 547 و 623، وأخبار القضاة لوكيع (انظر فهرس الأعلام) 1/ 32 و 2/ 265، 266، وتلقيح فهوم أهل الأثر 85، والتبيين في أنساب القرشيين (انظر فهرس الأعلام) ، ومعجم البلدان 1/ 433 و 4/ 411، وأسد الغابة 3/ 161، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) ، ووفيات الأعيان 3/ 71 و 76، وتهذيب الأسماء واللغات الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 وأبو خبيب القرشيّ الأسديّ. أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ بِالْمَدِينَةِ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ. رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ عُرْوَةُ، وَابْنَاهُ عَامِرٌ، وَعَبَّادٌ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ، وَطَاوُسٌ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ مِينَا، وَابْنُ ابْنِهِ مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، وَابْنُ ابْنِهِ الآخَرُ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَشَهِدَ وَقْعَةَ الْيَرْمُوكِ، وَغَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، وَغَزَا الْمَغْرِبَ. وَلَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُورَةٌ. وَكَانَ فَارِسَ قُرَيشٍ فِي زَمَانِهِ [1] . بُوِيعَ بِالْخِلافَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَحَكَمَ عَلَى الْحِجَازِ، وَالْيَمَنِ، وَمِصْرَ، وَالْعِرَاقِ، وَخُرَاسَانَ، وَأَكْثَرِ الشَّامِ، وُلِدَ سَنَةَ اثنتين من الهجرة وتوفّي   [ () ] ق 1 ج 1/ 266، 267 رقم 297، والعبر (انظر فهرس الأعلام) ، وسير أعلام النبلاء 3/ 363- 380 رقم 53، وحلية الأولياء 1/ 329- 347 رقم 46، والمستدرك على الصحيحين 3/ 3/ 547- 556، وطبقات الفقهاء 50، والمرصّع 42 و 43 و 268 و 289 و 296 و 335، ولباب الآداب 87 و 88 و 126 و 186- 189 و 347، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251- 268، وجامع الأصول 9/ 65، والحلّة السيراء 1/ 24، ووفيات الأعيان 3/ 71، وتهذيب الكمال 14/ 508- 511 رقم 3269، والكاشف 2/ 77 رقم 2741، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 73، وتلخيص المستدرك 3/ 547- 556، وتحفة الأشراف 4/ 320- 333 رقم 292، والوافي بالوفيات 17/ 172- 178 رقم 159، ورياض النفوس للمالكي 1/ 42، 43 رقم 3، وصفة الصفوة 1/ 322- 325، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 112- 116، والبداية والنهاية 8/ 332- 345، وغاية النهاية 1/ 419، والذهب المسبوك 25، 26، والإصابة 2/ 309- 311 رقم 4682، وتهذيب التهذيب 5/ 213- 215 رقم 371، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 304، والنكت الظراف 4/ 325- 333، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 211- 214، وفوات الوفيات 2/ 171- 175 رقم 219، وخلاصة تذهيب التهذيب 197، وشذرات الذهب 1/ 42 و 44 و 62 و 73 و 79 و 80، والعقد الثمين 5/ 141، ومرآة الجنان 1/ 148- 151، والنهاية الأرب 21/ 80 و 133، والتذكرة الحمدونية 1/ 211 و 408 و 451 و 2/ انظر فهرس الأعلام- ص 506، والفاخر 104 و 160 و 310، ومجالس ثعلب 8 و 32 و 531، والبدء والتاريخ 6/ 18. [1] تاريخ دمشق 374. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 436 رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَهُ ثَمَانِ سِنِينَ وَأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ [1] . رَوَى شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ قَالَ: خَرَجَتْ أَسْمَاءُ حِينَ هَاجَرَتْ حُبْلَى، فَنَفِسَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بِقُبَاءٍ، قَالَتْ: أَسْمَاءُ: ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ سَبْعِ سِنِينَ لِيُبَايِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ الزُّبَيْرِ، فَتَبَسَّمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُ مُقْبِلا، ثُمَّ بَايَعَهُ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الأسود يتيم عروة قال: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ أَقَامُوا لا يُولَدُ لَهُمْ، فَقَالُوا سَحَرَتْنَا يَهُودٌ، حَتَّى كَثُرَتْ فِي ذَلِكَ الْقَالَةُ، فَكَانَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً وَاحِدَةً حَتَّى ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ، وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَأَذَّنَ فِي أُذُنَيْهِ بِالصَّلاةِ [3] . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَارِضَا ابْنِ الزُّبَيْرِ خَفِيفَيْنِ، فَمَا اتَّصَلَتْ لِحْيَتُهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةٍ [4] . وَقَالَ أَبُو يَعْلَى فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهُوَ يَحْتَجِمُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ اذْهَبْ بِهَذَا الدَّمِ فَأَهْرِقْهُ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ» ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: «مَا صَنَعْتَ بِالدَّمِ؟» ، قَالَ: عَمَدْتُ إِلَى أخْفَى مَوْضِعٍ علمت فجعلته فيه، قال: «لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ» ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ، وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ» [5] . قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: حَدَّثْتُ بِهِ أبا عاصم فقال: كانوا يرون أنّ   [1] تاريخ دمشق 383. [2] تاريخ دمشق 390. [3] تاريخ دمشق 392، 393. [4] تاريخ دمشق 397. [5] تاريخ دمشق 401. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 437 الْقِوَّةَ الَّتِي بِهِ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ [1] . وَرَوَاهُ تَمْتَامٌ، عَنْ مُوسَى. وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ يُوسُفَ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَالْحَارِثِ قَالَ: طَالَمَا حَرِصَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الإِمَارَةِ، قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِصٍّ فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ سَرَقَ، قَالَ: «اقْطَعُوهُ» ، ثُمَّ جِيءَ بِهِ فِي إِمْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ سَرَقَ، وَقَدْ قُطِعَتْ قَوَائِمُهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَجِدُ لَكَ شَيْئًا إِلا مَا قَضَى فِيكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أَمَرَ بِقَتْلِكَ، فَأَمَرَ بِقَتْلِهِ أُغَيْلِمَةً مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، أَنَا فِيهِمْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمِّرُونِي عَلَيْكُمْ، فَأَمَّرْنَاهُ عَلَيْنَا، فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَقَتَلْنَاهُ [2] . وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ نَوْفًا قَالَ: إِنِّي لأَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَارِسَ الْخُلَفَاءِ [3] . وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَلْقَى ابْنَ الزُّبَيْرِ فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِابْنِ عَمَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَابْنِ حواريّ رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَيَأْمُرُ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ [4] . وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: ذُكِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ، عَفِيفٌ فِي الإِسْلامِ، أَبُوهُ الزُّبَيْرِ، وَأُمُّهُ أَسْمَاءُ، وَجَدُّهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّتُهُ خَدِيجَةُ، وَخَالَتُهُ عَائِشَةُ، وَجَدَّتُهُ صَفِيَّةُ، وَاللَّهِ لَأُحَاسِبَنَّ لَهُ نَفْسِي مُحَاسَبَةً لَمْ أُحَاسِبْ بِهَا لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [5] . وَقَالَ عَمْرُو بْنِ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ مُصَلِّيًا أحسن صلاة مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ [6] . وَقَالَ مُجَاهِدٌ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ كَأَنَّهُ عُودٌ، وحدّث أنّ   [1] تاريخ دمشق 401. [2] تاريخ دمشق 402. [3] تاريخ دمشق 404. [4] تاريخ دمشق 404. [5] تاريخ دمشق 404 وفيه «لم أحاسبها» . [6] تاريخ دمشق 408. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 438 أَبَا بَكْرٍ كَانَ كَذَلِكَ [1] . وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: كُنْتُ أَمُرُّ بِابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ مَنْصُوبَةٌ لا يَتَحَرَّكُ [2] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنِ الثِّقَةِ بِسَنَدِهِ قَالَ: قَسَّمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الدَّهْرَ عَلَى ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلَيْلَةٌ هُوَ قَائِمٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ رَاكِعٌ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَلَيْلَةٌ هُوَ سَاجِدٌ حَتَّى الصَّبَاحِ [3] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ [4] الْمَكِّيِّ قَالَ: رَكَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَوْمًا رَكْعَةً، فَقَرَأْنَا الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ وَالْمَائِدَةَ، وَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ [5] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ، وَحَجَرُ الْمَنْجَنِيقِ يُصِيبُ طَرَفَ ثَوْبِهِ، فَمَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ [6] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي كَأَنَّهُ غُصْنٌ تُصَفِّقُهَا الرِّيحُ، وَالْمَنْجَنِيقُ يَقَعُ هَا هُنَا، وَيَقَعُ هَا هُنَا [7] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ [8] . قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بَيْتَهُ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي، فَسَقَطَتْ حَيَّةٌ عَلَى ابْنِهِ هَاشِمٍ، فَصَاحُوا: الْحَيَّةَ الْحَيَّةَ، ثُمَّ رَمَوْهَا، فَمَا قَطَعَ صلاته [9] .   [1] تاريخ دمشق 408. [2] تاريخ دمشق 408 وفيه «لا تتحرك» . [3] تاريخ دمشق 409. [4] بفتح النون المشدّدة، كما في الخلاصة. [5] تاريخ دمشق 409. [6] تاريخ دمشق 410. [7] تاريخ دمشق 410. [8] تاريخ دمشق 412. [9] تاريخ دمشق 413. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 439 وعن أمّ جعفر بنت النّعمان أنّها سَلَّمَتْ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَذُكِرَ عِنْدَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَتْ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَوَّامَ اللَّيْلِ صَوَّامَ النَّهَارِ، وَكَانَ يُسَمَّى حَمَامَةَ الْمَسْجِدِ [1] . وَقَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُوَاصِلُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَإِذَا أَفْطَرَ اسْتَعَانَ بِالسَّمْنِ حَتَّى يَلِينَ بِالسَّمْنِ [2] . وَرَوَى لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَا كَانَ بَابٌ فِي الْعِبَادَةِ يَعْجَزُ النَّاسُ عَنْهُ إِلا تَكَلَّفَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَقَدْ جَاءَ سَيْلٌ طَبَّقَ الْبَيْتَ فَجَعَلَ يَطُوفُ سِبَاحَةً [3] . وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لا يُنَازَعُ فِي شَجَاعَةٍ وَلا عِبَادَةٍ وَلا بَلاغَةٍ [4] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ: إِنَّ عُثْمَانَ أَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَابْنَ الزُّبَيْرِ، وسعيد بْنَ الْعَاصِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوا الْقُرْآنَ فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدٌ فِي شَيْءٍ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ [5] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رِدَاءً عَدَنيًّا يُصَلِّي فِيهِ، وَكَانَ صَيِّتًا، إِذَا خَطَبَ تَجَاوَبَ الْجَبَلانِ، وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى الْعُنُقِ وَلِحْيَةٌ صَفْرَاءُ [6] . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا أَبِي وَالزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبٍ قالا: قال ابن الزبير: هجم علينا جرجير فِي عَسْكَرِنَا فِي عِشْرِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، فَأَحَاطُوا بِنَا وَنَحْنُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، يَعْنِي فِي غَزْوَةِ إِفْرِيقِيَّةَ، قَالَ: وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، وَرَأَيْتُ غِرَّةً مِنْ جرجير بصرت به خلف   [1] تاريخ دمشق 413. [2] تاريخ دمشق 415. [3] تاريخ دمشق 417. [4] تاريخ دمشق 418. [5] تاريخ دمشق 418. [6] تاريخ دمشق 418. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 440 عَسَاكِرِهِ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَشْهَبَ، مَعَهُ جَارِيَتَانِ تُظِلانِ عَلَيْهِ بِرِيشِ الطَّوَاوِيسِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَيْشِهِ أَرْضٌ بَيْضَاءُ، فَأَتَيْتُ ابْنَ أَبِي سَرْحٍ، فَنَدَبَ لِي النَّاسَ، فَاخْتَرْتُ [1] ثَلاثِينَ فَارِسًا، وَقُلْتُ لِسَائِرِهِمْ: الْبِثُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ، وَحَمَلْتُ وَقُلْتُ لِلثَّلاثِينَ: احْمُوا لِي ظَهْرِي، فَخَرَقْتُ الصَّفَّ إِلَيْهِ، فَخَرَجْتُ صَامِدًا، وَمَا يحسب هو ولا أصحابه إلا أني رسول إِلَيْهِ، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ، فَعَرَفَ الشَّرَّ، فَتَبَادَرَ برذونه مولّيا، فأدركته فطعنته، فسقط، ثمّ احتززت رَأْسَهُ، فَنَصَبْتُهُ عَلَى رُمْحِي، وَكَبَّرْتُ، وَحَمَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَأَرْفَضَّ الْعَدُوُّ وَمَنَحَ اللَّهُ أَكْتَافَهُمْ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أُخِذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ وَسَطَ الْقَتْلَى يَوْمَ الْجَمَلِ، وَبِهِ بِضْعٌ وَأَرْبَعُونَ ضَرْبَةً وَطَعْنَةً [3] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: أَعْطَتْ عَائِشَةُ لِلَّذِي بَشَّرَهَا أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يُقْتَلْ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ [4] . وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ [5] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَابْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ يَزِيدَ فِي رَبِيعِ الآخَرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ قَامَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، وَدَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةَ إِلَى الْبَيْعَةَ فَأبَيَا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ لَهُ، فَبَقِيَ يُدَارِيهِمَا سِنِينَ، ثُمَّ أَغْلَظَ عَلَيْهِمَا وَدَعَاهُمَا فَأَبَيَا [6] . قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرُهُ: كَانَ يُقَالُ لابْنِ الزُّبَيْرِ عَائِذُ بَيْتِ اللَّهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن جعفر، عن   [1] في الأصل «فأخبرت» . [2] نسب قريش 238، وتاريخ دمشق 420، 421، والعقد الثمين 5/ 155. [3] تاريخ دمشق 427. [4] تاريخ دمشق 428. [5] تاريخ دمشق 429. [6] تاريخ دمشق 445. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 441 عمته أم بكر، وحدثني شرحبيل بن أبي عَوْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَغَيْرُهُمْ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالُوا: لَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: فَخَرَجَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ، وَلَزِمَ الْحِجْرَ وَلَبِسَ الْمَغَافِرَ [1] ، وَجَعَلَ يُحَرِّضُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَمَشَى إِلَى يَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ الْجُمَحِيِّ وَإِلَى مَكَّةَ، فَبَايَعَهُ لِيَزِيدَ، فَقَالَ: لا أَقْبَلُ هَذَا حَتَّى يُؤْتِيَ بِهِ فِي جَامِعَةٍ وَوِثَاقٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ادْفَعِ الشَّرَّ عَنْكَ مَا انْدَفَعَ، فَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَجُلٌ لَجُوجٌ وَلا يُطِيعُ لِهَذَا أَبَدًا، وَإِنْ تُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ فَهُوَ خَيْرٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ فِي أَمْرِكَ لَعَجَبًا، قَالَ: فَادْعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَسَلْهُ عَمَّا أَقُولُ، فَدَعَاهُ فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَهُمَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَصَابَ أَبُو لَيْلَى وَوُفِّقَ، فَأَبى أَنْ يَقْبَلَ، وَامْتَنَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ يَذِلَّ نَفْسَهُ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي عَائِذٌ ببيتك، فمن يومئذ سُمِّيَ الْعَائِذَ. وَأَقَامَ بِمَكَّةَ لا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ، فَكَتَبَ يَزِيدُ إِلَى وَالِي الْمَدِينَةِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَيْهِ جُنْدًا، فَبَعَثَ لِقِتَالِهِ أَخَاهُ عَمْرًا فِي أَلْفٍ، فَظَفِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِأَخِيهِ وَعَاقَبَهُ، وَنحَّى ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ عَنِ الصَّلاةِ بِمَكَّةَ، وَجَعَلَ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَكَانَ لا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَمُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ يُشَاوِرُهُمْ فِي الأُمُورِ وَلا يَسْتَبِدُّ بِشَيْءٍ، وَيُصَلِّي بِهِمُ الْجُمُعَةَ، وَيَحُجُّ بِهِمْ، وَكَانَتِ الْخَوَارِجُ وَأَهْلُ الأَهْوَاءِ كُلُّهُمْ قَدْ أَتَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَقَالُوا: عَائِذُ بَيْتِ اللَّهِ، وَكَانَ شِعَارُهُ لَا حُكْمَ إِلَّا للَّه. فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ، وَحَجَّ عَشْرَ سِنِينَ بِالنَّاسِ آخِرُهَا سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ فَبَايَعُوهُ، وَفَارَقَتْهُ الْخَوَارِجُ، فَوَلَّى عَلَى الْمَدِينَةِ أَخَاهُ مُصْعَبًا، وَعَلَى الْبَصْرَةِ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَلَى الْكُوفَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ، وَعَلَى مِصْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَحْدَمٍ الْفِهْرِيَّ، وَعَلَى الْيَمَنِ آخَرَ، وَعَلَى خُرَاسَانَ آخَرَ، وَأَمَّرَ عَلَى الشَّامِ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، فَبَايَعَ لَهُ عَامَّةُ الشَّامِ، وأطاعه النّاس، إلّا   [1] كذا في الأصل بالغين المعجمة، والمغفر هو خوذة يضعها المقاتل على رأسه في القتال. وفي تاريخ دمشق «ولبس المعافري» بالعين المهملة، وياء النسبة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 442 طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مَعَ مَرْوَانَ [1] . قُلْتُ: ثُمَّ قَوِيَ أَمْرُ مَرْوَانَ، وَقُتِلَ الضَّحَّاكُ، وَبَايَعَهُ [2] أَهْلُ الشَّامِ، وَسَارَ فِي جُيُوشِهِ إِلَى مِصْرَ فَأَخَذَهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ. وَعَاجَلَتْهُ الْمَنِيَّةُ، فَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَخَذَ الْبِلادَ، وَدَانَتْ لَهُ الْعِبَادُ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ يَزِيدَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكِ بِسِلْسِلَةٍ فِضَّةٍ، وَقَيْدٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَجَامِعَةٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَحَلَفْتُ لَتَأْتِيَنِّي فِي ذَلِكَ، قَالَ فَأَلْقَى الْكِتَابَ وَقَالَ: وَلا أَلِينُ لِغَيْرِ الْحَقِّ أَسْأَلُهُ ... حَتَّى يَلِينَ لِضِرْسِ الْمَاضِغِ الْحَجَرِ [3] قَالَ خَلِيفَةُ [4] : ثُمَّ حَضَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْمَوْسِمَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ، فَحَجَّ بِالنَّاسِ، وَلَمْ يَقِفُوا الْمَوْقِفَ، وَحَجَّ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ بِأَهْلِ الشَّامِ، وَلَمْ يَطُوفُوا بِالْبَيْتِ. وَرَوَى الدراوَرْديّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ كَسَا الْكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَإِنْ كَانَ ليُطَيِّبُهَا حَتَّى يَجِدَ رِيحَهَا مَنْ دَخَلَ الْحَرَمِ [5] . زَادَ غَيْرُهُ: كَانَتْ كِسْوَتُهَا الأَنْطَاعَ [6] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَجَبِيُّ [7] : إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَمَّا جَرَّدَ الْكَعْبَةَ كَانَ فِيمَا نُزِعَ عَنْهَا كِسْوَةٌ مِنْ دِيبَاجٍ، مَكْتُوبٌ عليها لعبد الله أبي بكر أمير المؤمنين [8] .   [1] الخبر بطوله في تاريخ دمشق 448- 451. [2] في الأصل «وبايعوه» . [3] تاريخ دمشق 451. [4] في التاريخ 268 بغير هذه العبارة، والخبر بنصّه كما هنا في تاريخ دمشق 455 عن خليفة. [5] تاريخ دمشق 456. [6] تاريخ دمشق 456. [7] في الأصل «الحجي» . [8] تاريخ دمشق 456، العقد الثمين 5/ 174. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 443 وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ لابْنِ الزُّبَيْرِ مِائَةُ غُلامٍ، يَتَكَلَّمُ كُلُّ غُلامٍ مِنْهُمْ بِلُغَةٍ، وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُكَلِّمُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِلُغَتِهِ، وَكُنْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ الدُّنْيَا قُلْتَ هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ طَرْفَةَ عَيْنِ، وَإِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ قُلْتَ هَذَا رَجُلٌ لَمْ يُرِدِ الدُّنْيَا طَرْفَةَ عَيْنٍ [1] . وَرَوَى الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى [2] قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ ابْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْمِسْكِ مَا لَوْ كَانَ لِي كَانَ رَأْسَ مَالٍ [3] . قُلْتُ: وَكَانَ فِي ابْنِ الزُّبَيْرِ بُخْلٌ ظَاهِرٌ، مَعَ مَا أُوتِيَ مِنَ الشَّجَاعَةِ. قَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُعَاتِبُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي الْبُخْلِ وَيَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَبِيتُ وَجَارُهُ جَائِعٌ» [4] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ [5] ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُكْثِرُ أَنْ يُعَنِّفَ ابْنَ الزُّبَيْرِ بِالْبُخْلِ، فَقَالَ: لِمَ تُعَيِّرُنِي؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لا يَشْبَعُ وَجَارُهُ وَابْنُ عَمِّهِ جَائِعٌ [6) » ] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى، عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لَهُ حَيْثُ حُصِرَ: إِنَّ عِنْدِي نَجَائِبَ قَدْ أَعْدَدْتُهَا لَكَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تُحَوِّلَ إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيَكَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَكَ؟ قَالَ: لا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُلْحَدُ بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، عَلَيْهِ مِثْلُ نِصْفِ أَوْزَارِ النَّاسِ» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [7] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبان، عن القمّي.   [1] انظر حلية الأولياء 1/ 334، تاريخ دمشق 457. [2] هو مسلم بن صبيح القرشي الكوفي، مولى آل سعيد بن العاص. [3] تاريخ دمشق 457. [4] الحديث في تاريخ دمشق 458، ويقوّيه حديث «لا يشبع الرجل دون جاره» في مسند أحمد 1/ 55. [5] مهملة في الأصل. [6] تاريخ دمشق 460. [7] ج 1/ 64. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 444 وَقَالَ عَبَّاسُ التَّرَقُفِيُّ» [1] : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يلحد بِمَكَّةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالَ لَهُ عَبْدُ الله، عليه نصف عذاب العالم» ، فو الله لا أَكُونُهُ، فَتَحَوَّلَ مِنْهَا، فَسَكَنَ الطَّائِفَ [2] . قُلْتُ: مُحَمَّدُ هُوَ الْمِصِّيصِيُّ، ضَعِيفٌ، احْتَجَّ بِهِ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ. وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ. قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: ثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ إِيَّاكَ وَالإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللَّهِ، فَإِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُلْحِدُ بِهَا رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا» ، قَالَ: فَانْظُرْ أن لا تكونه يا بن عَمْرٍو، فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّامِ مُجَاهِدًا [3] . وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْخَصِيبِ نَافِعٌ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَرَ مِنَ الْمَنْجَنِيقِ يَهْوِي حَتَّى أَقُولُ: لَقَدْ كَادَ أَنْ يَأْخُذَ لِحْيَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ أُبَالِيَ إِذَا وَجَدْتُ ثَلاثَمِائَةٍ يَصْبِرُونَ صَبْرِي لَوْ أَجْلَبَ عَلَيَّ أَهْلُ الأَرْضِ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْجُهَيْمِ الأَسْلَمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَوْمَ قُتِلَ وَقَدْ خَذَلَهُ مَنْ كَانَ مَعَهُ خِذْلانًا شَدِيدًا، وَجَعَلُوا يَخْرُجُونَ إِلَى الْحَجَّاجِ، وَجَعَلَ الْحَجَّاجُ يَصِيحُ: أَيُّهَا النَّاسُ عَلامَ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ، مَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ لَكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ، وَفِي حَرَمِ اللَّهِ وأمنه، وربّ هذه النيّة لا أَغْدُرُ بِكُمْ، وَلا لَنَا حَاجَةٌ فِي دمائكم، فيسلك إليه نحو من   [1] مهملة في الأصل، والتصويب من (اللباب في الأنساب لابن الأثير، ج 1 ص 173) ومعجم البلدان وغيرهما. وهي بضم التاء وسكون الراء وضم القاف. [2] تاريخ دمشق 462. [3] انظر مسند أحمد 1/ 67، وهو في تاريخ دمشق 463. [4] تاريخ دمشق 468. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 445 عَشَرَةِ آلافٍ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ [1] . وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَضَرْتُ قَتْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، جَعَلَتِ الْجُيُوشُ تَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَكُلَّمَا دَخَلَ قَوْمٌ مِنْ بَابٍ حَمَلَ عَلَيْهِمْ وَحْدَهُ حَتَّى يُخْرِجُهُمْ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ إِذَا جَاءَتْ شُرْفَةٌ مِنْ شُرُفَاتِ الْمَسْجِدِ فَوَقَعَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَصَرَعَتْهُ، وَهُوَ يَتَمَثَّلُ: أَسْمَاءُ يَا أَسْمَاءُ لا تَبْكِينِي ... لَمْ يَبْقَ إِلا حَسَبِي وَدِينِي وَصَارِمٌ لاثَتْ بِهِ يَمِينِي [2] وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا فَرْوَةُ بْنُ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: مَا أَرَانِي الْيَوْمَ إِلا مَقْتُولا، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي لَيْلَتِي كَأَنَّ السَّمَاءَ فُرِجَتْ لِي فَدَخَلْتُهَا، فَقَدْ وَاللَّهِ مَلَلْتُ الْحَيَاةَ وَمَا فِيهَا، وَلَقَدْ قَرَأَ فِي الصُّبْحِ يَوْمَئِذٍ مُتَمَكِّنًا (ن وَالْقَلَمِ) حَرْفًا حَرْفًا، وَإِنَّ سَيْفَهُ لَمَسْلُولٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَإِنَّهُ لَيُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ كَهَيْئَتِهِ قَبْلَ ذَلِكَ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّه بْن نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ التَّكْبِيرَ فِيمَا بَيْنَ الْمَسْجِدِ إِلَى الْحَجُونِ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ. ابْنُ عُمَرَ: لَمَنْ كَانَ كَبَّرَ حِينَ وُلِدَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَكْثَرُ [4] وَخَيْرٌ مِمَّنْ كَبَّرَ عَلَى قَتْلِهِ [5] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: مَا شَيْءٌ كَانَ يُحَدِّثُنَا بِهِ كَعْبُ إِلا قَدْ أَتَى عَلَى مَا قَالَ، إِلا قَوْلَهُ: ثَقِيفٌ يَقْتُلُنِي، وَهَذَا رَأْسُهُ بَيْنَ يَدَيَّ، يَعْنِي الْمُخْتَارَ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زياد الجصّاص [6] ، عن   [1] تاريخ دمشق 468، 469. [2] حلية الأولياء 1/ 333، تاريخ دمشق 469 وفيهما «لانت» بالنون، والبداية والنهاية 8/ 343. [3] تاريخ دمشق 469، 470. [4] في تاريخ دمشق «أكبر» . [5] تاريخ دمشق 472. [6] مهمل في الأصل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لِغُلامِهِ: لا تَمُرَّ بِي عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، يَعْنِي وَهُوَ مَصْلُوبٌ [1] . قَالَ: فَغَفَلَ الْغُلامُ فَمَرَّ بِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَرَآهُ، فَقَالَ: رحِمَكَ اللَّهُ، مَا عَلِمْتُكَ إِلا صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولا لِلرَّحِمِ، أَمَّا وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو مَعَ مَسَاوِئِ مَا قَدْ عَمِلْتَ مِنَ الذُّنُوبِ أَنْ لا يُعَذِّبَكَ اللَّهُ. قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من يعمل سواء يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا» [2] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ «الْخُلَفَاءِ» : وَصُلِبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ مُنَكَّسًا، وَكَانَ آدَمَ نَحِيفًا، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ، بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ، يُكَنَّى: أَبَا بَكْرٍ، وَأَبَا خُبَيْبٍ، وَبَعَثَ عُمَّالَهُ عَلَى الْحِجَازِ وَالْمَشْرِقِ كُلِّهِ [3] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ غَسَّلَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ بَعْد مَا تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، وَجَاءَ الإِذْنُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ يَأْذَنَ لَهَا، وَحَنَّطَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَصَلَّتْ عَلَيْهِ، وَجَعَلَتْ فِيهِ شَيْئًا حِينَ رَأَتْهُ يَتَفَسَّخُ إِذَا مَسَّتْهُ [4] . قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَمَلَتْهُ فَدَفَنَتْهُ فِي الْمَدِينَةِ فِي دَارِ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، ثُمَّ زِيدَتْ دَارَ صَفِيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَهُوَ مَدْفُونٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [5] . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ: قُتِلَ فِي جُمَادِي الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. وَقَالَ ضَمْرَةُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: قُتِلَ سَنَةَ اثنتين وسبعين. والصحيح ما تقدّم.   [1] في الأصل «مسلوب» . [2] أخرج نحوه مسلم (2545) ، واختصره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 12، وهو في تفسير ابن كثير 1/ 557، وتاريخ دمشق 486. [3] تاريخ دمشق 492. [4] تاريخ دمشق 502. [5] تاريخ دمشق 502. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 447 192- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زُرَيْرٍ [1] الْغَافِقِيُّ [2] الْمِصْرِيُّ، مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ وَمُحِبِّيهِ. وَفَدَ عَلَى عَلِيٍّ مِنْ مِصْرَ. يَرْوِي عَنْهُ: مَرْثَدُ الْيَزَنِيُّ، وَعَيّاشُ الْقِتْبَانِيُّ [3] ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيرةَ السَّبَائِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. 193- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ [4] بْنِ خَيْثَمَةَ [5] الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ الْجَابِيَةَ وَخَيبرَ، فَشَهِدَهَا وَلَهُ فِيمَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَتُوُفِّيَ بَعْدَ مَقْتَلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْمَدِينَةِ. وَاسْتُشْهِدَ أَبُوهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَجَدُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ. وَقَدْ تَفَرّدَ رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، وَكُلُّ مِنْهُمَا ثِقَةٌ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ [6] : أَشَهِدْتَ بَدْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْعَقَبةَ مَعَ أَبِي رديفا. رواه عاصم، وأبو داود، وأبو أحمد الزّبيريّ، عن رباح.   [1] انظر عن (عبد الله بن زرير) في: طبقات ابن سعد 7/ 510، وطبقات خليفة 293، والعلل لأحمد 1/ 411، وتاريخ الثقات 257 رقم 811، والثقات لابن حبّان 5/ 24، والجرح والتعديل 5/ 62 رقم 281، والتاريخ الكبير 5/ 95 رقم 267، والإكمال لابن ماكولا 4/ 185، وتهذيب الكمال 14/ 517، 518 رقم 3272، والعبر 1/ 93، والكاشف 2/ 77، 78 رقم 2751، وتهذيب التهذيب 5/ 216، 217 رقم 374، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 307، وخلاصة تذهيب التهذيب 197. [2] في الأصل «الخافقي» . [3] بكسر القاف وسكون التاء، نسبة إلى بطن من رعين نزلوا مصر.. (اللباب 2/ 242) . [4] انظر عن (عبد الله بن سعد) في: طبقات ابن سعد 7/ 501، والأخبار الموفقيات 117، والمحبّر 3، ومسند أحمد 4/ 342 و 5/ 293، وطبقات خليفة 83، وتاريخ خليفة 271، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 161 رقم 921، والتاريخ الكبير 5/ 13 رقم 22، والاستيعاب 2/ 374، 375، وأسد الغابة 3/ 172، 173، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 269 رقم 301، والوافي بالوفيات 17/ 194 رقم 177، والعقد الفريد 4/ 378، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 123، والإصابة 2/ 316 رقم 4709، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 314. [5] مهملة في الأصل. [6] محرفة ومهملة في الأصل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 448 194- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ [1]- 4- عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ. وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيّ [3] : لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: كَانَ قَدْ كَبِرَ، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا فَنَعْرِفُ وَنُنْكِرُ. وَيُقَالُ: لَقِيَ عُمَرَ. 195- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِهَابٍ [4] أَبُو الجزل. روى: عن: عمر، وعائشة.   [1] انظر عن (عبد الله بن سلمة) في: مصنّف ابن أبي شيبة 13/ 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 311، 312، والعلل لأحمد 1/ 90 و 91 و 167 و 270 و 373 و 381، وطبقات خليفة 147، والتاريخ الصغير 1/ 210 و 212، والتاريخ الكبير 5/ 99 رقم 285، وتاريخ الثقات للعجلي 258 رقم 819، والثقات لابن حبّان 5/ 12، والمعرفة والتاريخ 2/ 658 و 861، وتاريخ واسط 120، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 347، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 20، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 260 261 رقم 813، وسنن الدارقطنيّ 2/ 121، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 113 رقم 313، والجرح والتعديل 5/ 73 رقم 345، والعقد الفريد 4/ 327 و 341، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1486، 1487، وتاريخ بغداد 9/ 460 رقم 5091، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 330- 332، والإكمال لابن ماكولا 4/ 336، وتهذيب الكمال 15/ 50- 55 رقم 3313، والكاشف 2/ 83 رقم 2789، وميزان الاعتدال 2/ 430، 431 رقم 4360، والوافي بالوفيات 17/ 200 رقم 185، وتهذيب التهذيب 5/ 241- 243 رقم 420، وتقريب التهذيب 1/ 420 رقم 352، وخلاصة تذهيب التهذيب 200. [2] في تاريخه 258 رقم 819. [3] في تاريخه 5/ 99 رقم 285. [4] انظر عن (عبد الله بن شهاب) في: طبقات ابن سعد 6/ 153، والتاريخ الكبير 5/ 116 رقم 344، و 9/ 85 رقم 848، والمعارف 472، وأنساب الأشراف 5/ 172، والجرح والتعديل 5/ 82 رقم 378، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 118 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، والتبيين في أنساب القرشيين 267، وتهذيب الكمال 15/ 93، 94 رقم 3334، والكاشف 2/ 86 رقم 2808، وتهذيب التهذيب 5/ 254، 255 رقم 446، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 379، وخلاصة تذهيب التهذيب 201. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 449 وعنه: الشعبي، وخيثمة [1] بن عبد الرحمن، وشبيب بن غرقدة. ذكره ابن أبي حاتم [2] . 196- عبد الله بن الصّامت [3]- م 4- الغفاريّ البصريّ، مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْ: عَمِّهِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَجَمَاعَةٍ. وَقَدْ تَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ عَنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، فَسَيُعَادُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. 197- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [4] م ن ق ابْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ وَهْبٍ، أَبُو صفوان الجمحيّ المكّيّ.   [1] مهملة في الأصل. [2] في الجرح والتعديل 5/ 82 رقم 378. [3] انظر عن (عبد الله بن الصامت) في: طبقات ابن سعد 7/ 212، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وطبقات خليفة 191، وتاريخ خليفة 286، والتاريخ الكبير 5/ 118 رقم 352، والتاريخ الصغير 1/ 137، والأخبار الطوال 18، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 826، والمعارف 253، وعيون الأخبار 3/ 158، والجرح والتعديل 5/ 84 رقم 388، والثقات لابن حبّان 5/ 30، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، وتهذيب الكمال 15/ 120، 121 رقم 3339، والكاشف 2/ 87 رقم 2813، والمغني في الضعفاء 1/ 343 رقم 3219، وميزان الاعتدال 2/ 447 رقم 4386، وتهذيب التهذيب 5/ 264 رقم 451، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 384، وخلاصة تذهيب التهذيب 201. [4] انظر عن (عبد الله بن صفوان) في: طبقات ابن سعد 5/ 465، والأخبار الموفقيات 623، ونسب قريش 356، والسير والمغازي لابن إسحاق 104، والمغازي للواقدي 202، والمحبّر 142 و 400 و 410، وتاريخ خليفة 214 و 215 و 269 و 270، وطبقات خليفة 235 و 280، والعلل لأحمد 77، والتاريخ الكبير 5/ 118- 120 رقم 353، والتاريخ الصغير 1/ 142 و 143 و 153 و 162 و 163، والمعرفة والتاريخ 1/ 533 و 553 و 2/ 210، وتاريخ اليعقوبي 2/ 389، وأنساب الأشراف 1/ 56 و 4 ق 1/ 19 و 88 و 159 و 293 و 313 و 314 و 339 و 344 و 350 و 351 و 5/ 140 و 372 و 373 و 377، وفتوح البلدان 58، والجرح والتعديل 5/ 84 رقم 389، والثقات لابن حبان 3/ 231 و 5/ 33، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، والاستيعاب 2/ 333، 334، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 599، والعقد الفريد 4/ 5 و 22 و 45 و 435- 439، والتبيين في أنساب القرشيين 1/ 133 و 338 و 406 و 407، وأسد الغابة 3/ 185، والكامل في التاريخ 2/ 149 و 4/ 19 و 355 و 357 و 6/ 41 و 48، وتاريخ الطبري 2/ 287 و 399 و 501 و 3/ 268 و 4/ 454 و 5/ 344 و 345 و 577 و 6/ 150 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 450 وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحَفْصَةَ، وَصَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيدٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: حَفِيدُهُ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَالزُّهْرِيُّ. وَكَانَ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافِهِمْ، وَلَهُ دَارٌ بِدِمَشْقَ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جَعْدَبَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ مَكَّةَ لَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ عَلَى بَعِيرٍ، فَسَايَرَهُ، فَقَالَ أَهْلُ الشَّامِ: مِنَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ الَّذِي سَايَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى مَكَّةَ إِذَا الْجَبَلُ أَبْيَضُ مِنْ غَنَمٍ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ أَلْفَا شَاةٍ أَجْزَرْتُكَهَا [1] ، فَقَسَّمَهَا مُعَاوِيَةُ فِي جُنْدِهِ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا أَسْخَى مِنَ ابْنِ عَمِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا الأَعْرَابِيِّ [2] . وَرَوَى ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: مَا بَلَغَ ابْنُ صَفْوَانَ مَا بَلَغَ؟ قُلْتُ: سَأُخْبِرُكَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عَبْدًا وَقَفَ عَلَيْهِ يَسُبُّهُ مَا اسْتَنْكَفَ عَنْهُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَأْتِيهِ أَحَدٌ قَطُّ إِلا كَانَ أَوَّلَ خَلْقِ اللَّهِ تَسَرُّعًا إِلَيْهِ بِالرِّجَالِ، وَلَمْ يَسْمَعْ بِمَفَازَةٍ إِلا حَفَرَهَا، وَلا ثَنِيَّةٍ إِلا سَهَّلَهَا [3] . وَعَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ وَصَفَ ابْنَ صَفْوَانَ بِالْحِلْمِ وَالاحْتِمَالِ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ قال:   [ () ] و 190 و 192، وتهذيب الكمال 15/ 125- 127 رقم 3343، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3360، وسير أعلام النبلاء 4/ 150، 151 رقم 52، والعبر 1/ 82، والكاشف 2/ 87 رقم 2817، وجامع التحصيل رقم 372، والوافي بالوفيات 17/ 215 رقم 202، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية، 338) ورقة 134 ب، والبداية والنهاية 1/ 345، ومرآة الجنان 1/ 151، وتهذيب التهذيب 5/ 265، 266 رقم 455، وتقريب التهذيب 1/ 423، 424 رقم 388، والإصابة 3/ 60 رقم 6177، والعقد الثمين 5/ 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، وشذرات الذهب 1/ 80. [1] في تهذيب الكمال «أحزرتكها» بالحاء المهملة. [2] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ورقة 135 أ، وتهذيب الكمال 15/ 126. [3] تاريخ دمشق 135 أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 451 وَفَدَ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدُيُّ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَطَالَ الْخِلْوَةَ مَعَهُ، فَجَاءَ ابْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ شَغَلَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ؟ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ الْعَرَبِ بِالْعِرَاقِ، قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُهَلَّبَ، فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: من هذا الّذي يَسْأَلُ عَنِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: هَذَا سَيِّدُ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ. قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ [1] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: رَأَيْتُ رَأْسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَرَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، وَرَأْسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أُتِيَ بِهَا إِلَيْنَا الْمَدِينَةُ. رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى [2] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : قُتِلَ وَهُوَ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثلاث وسبعين. 198- عبد الله بن عتبة [4]- غير: ت- بن مسعود الهذليّ المدني.   [1] تاريخ دمشق 135 ب. [2] تاريخ دمشق 135 ب. [3] في التاريخ 289، وفي الطبقات 235 و 280. [4] انظر عن (عبد الله بن عتبة) في: طبقات ابن سعد 5/ 58 و 6/ 120، والمحبر 378، وطبقات خليفة 141 و 143 و 236، وتاريخ خليفة 269 و 273، والعلل لأحمد 2/ 6 و 8، 287، والتاريخ الكبير 5/ 157 رقم 485، والتاريخ الصغير 1/ 68 و 212 و 213، وتاريخ الثقات للعجلي 268 رقم 849، والثقات لابن حبّان 5/ 17، ومشاهير علماء الأمصار رقم 765، والمعرفة والتاريخ 2/ 618، والمعارف 250 و 445، والبيان والتبيين 3/ 146، وأنساب الأشراف 5/ 229، والجرح والتعديل 5/ 124 رقم 569، والسابق واللاحق 117، والاستيعاب 2/ 366، ومروج الذهب 1578 و 2129، والعقد الفريد 5/ 167 و 168، والبدء والتاريخ 6/ 39، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 256، والكامل في التاريخ 4/ 228 و 279 و 296 و 373، وأسد الغابة 3/ 202، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 278 رقم 319، وتهذيب الكمال 15/ 269- 271 رقم 3412، وتحفة الأشراف 5/ 282، 283 رقم 305، والعبر 1/ 85 و 116، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3405، والكاشف 2/ 96 رقم 2876، وجامع التحصيل، رقم 382، ومرآة الجنان 1/ 156، والوافي بالوفيات 17/ 305 رقم 263، وتهذيب التهذيب 5/ 311، 312 رقم 531، وتقريب التهذيب 1/ 432 رقم 460، والإصابة 2/ 340 رقم 4813، وخلاصة تذهيب التهذيب 206، وشذرات الذهب 1/ 86، والتذكرة الحمدونية 1/ 179. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 452 رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثًا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ الْفَقِيهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَوْنُ الزَّاهِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً، رَفِيعًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَالْفُتْيَا. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ. 199- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن الخطّاب [2] ع أبو عبد الرحمن القرشيّ العدويّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن وزيره.   [1] في الطبقات 6/ 120. [2] انظر عن (عبد الله بن عمر) في: سيرة ابن هشام 4/ 6 و 55 و 56 و 129 و 246 و 277، والسير والمغازي لابن إسحاق 97 و 184 و 219 و 220 و 257 و 291 و 296، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1197، 1198، والمحبّر لابن حبيب 24 و 442، وطبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/ 142- 188، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15707 و 157112 و 15720، والتاريخ لابن معين 2/ 321، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 560، وطبقات خليفة 22 و 190، ومسند أحمد 2/ 2، والعلل له (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1197، 1198، والمحبّر لابن حبيب 24 و 442، وطبقات ابن سعد 2/ 373 و 4/ 142- 188، والعلل لابن المديني 47 و 63 و 65 و 66 و 67 و 74 و 75 و 76 و 90، والتاريخ الكبير 5/ 2، 3 رقم 4، والتاريخ الصغير 1/ 154 و 155 و 157، وتاريخ الثقات للعجلي 269 رقم 855، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 645، 646، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 922، ومقدّمة مسند بقيّ ابن مخلد 79 رقم 2، والزهد لابن المبارك 5 و 47 و 54 و 62 و 144 و 255 و 423 و 520 و 543، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 660 و 4 ق 1 (الفهرس) 652 و 5 (الفهرس) 405، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 161، والشعر والشعراء 2/ 458، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 432، وفتوح البلدان 267، وتاريخ واسط 77 و 136 و 180 و 183 و 222 و 223 و 226 و 261 و 282، والجرح والتعديل 5/ 107 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 453 هَاجَرَ بِهِ أَبُوهُ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ، وَاسْتُصْغِرَ عن أحد، وشهد الخندق وما   [ () ] رقم 492، والثقات لابن حبّان 3/ 209، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 55، والمعارف (انظر فهرس الأعلام) 743، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 312، وتاريخ اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 312، والمثلّث للبطليوسي 2/ 228، ومروج الذهب 1707- 1709، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 9 و 31 و 34 و 35 و 41 و 50 و 254 و 305، والمعجم الكبير للطبراني 12/ 257- 457، والولاة والقضاة للكندي 407، وجمهرة أنساب العرب 152 و 157 و 268 و 341، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 127، والأمالي للقالي 2/ 55 و 3/ 112 و 175 و 176 والذيل 27، وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 532، وثمار القلوب 218، 219، وتاريخ بغداد 1/ 171- 173 رقم 13، والاستيعاب 2/ 341- 346، والوزراء والكتّاب 254، والبدء والتاريخ 5/ 91، 92، والخراج وصناعة الكتابة 343، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 238، والتبيين في أنساب القرشيين 55 و 56 و 151 و 335 و 354 و 362 و 364 و 366 و 371 و 387، ومعجم البلدان 1/ 203 و 326 و 757 و 2/ 12 و 4/ 24، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام- ج 13) ، وأسد الغابة 3/ 227، وتاريخ العظيمي 94 و 175، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 278- 281 رقم 321، ولباب الآداب (انظر فهرس الأعلام/ 490، 491، ووفيات الأعيان 3/ 28- 31 رقم 321، وتهذيب الكمال 15/ 332- 341 رقم 3441، وتحفة الأشراف 5/ 318- 481 و 6/ 3- 278، وتاريخ دمشق (مصوّرة مجمع اللغة العربية بدمشق عن نسخة لينينغراد) 11- 165 رقم 4، وسير أعلام النبلاء 3/ 203- 239 رقم 45، والعبر 1/ 27 و 37 و 79 و 83 و 84 و 118 و 120 و 124 و 206 و 250، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 3428، وتذكرة الحفاظ 1/ 37، والكاشف 2/ 100 رقم 2904، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 79، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 255 و 259 و 270 و 274 و 296 و 298 و 306 و 307 و 542 و 546 و 568، والبداية والنهاية 9/ 4، ومرآة الجنان 1/ 154، 155، ودول الإسلام 1/ 54، وفوات الوفيات 1/ 201 و 2/ 33 و 174 و 402 و 451 و 4/ 143، والوافي بالوفيات 17/ 362- 364 رقم 297، وطبقات الفقهاء للشيرازي 49، 50، وحلية الأولياء 1/ 292- 314 رقم 44 و 2/ 7، وصفة الصفوة 1/ 228- 237، ورياض النفوس للمالكي 1/ 41، 42 رقم 2، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 79- 84، ونكت الهميان 183، 184، وغاية النهاية 1/ 437، 438 رقم 1827، وجامع الأصول 9/ 64، والإصابة 2/ 347- 350 رقم 4834، وتهذيب التهذيب 5/ 328- 330 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 435 رقم 491، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 80، والمستدرك على الصحيحين 3/ 556- 561، وتلخيص المستدرك 3/ 556- 561، ومجمع الزوائد 9/ 346، والعقد الثمين 5/ 215، والنجوم الزاهرة 1/ 192، وحسن المحاضرة 1/ 214 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 175، وشذرات الذهب 1/ 15 و 20 و 22 و 33 و 42 و 45 و 46 و 62 و 63 و 81، والتذكرة الحمدونية 1/ 49 و 123 و 131 و 145 و 271 و 2/ 174 و 235 و 272، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 69، 70. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 454 بَعْدَهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ شَقِيقُ حَفْصَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أُمُّهُمَا زَيْنَبُ بِنْتُ مَظْعُونٍ. رَوَى عِلْمًا كَثِيرًا عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن أبي بكر، وَعُمَرَ، وَالسَّابِقِينَ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ حَمْزَةُ، وَسَالِمٌ، وَبِلالٌ، وَزَيْدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمَوْلاهُ نَافِعٌ، وَمَوْلاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ، وَعِكْرِمَةُ، وَالشَّعْبيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَزَيْدُ ابن أسلم، وأبوه أَسْلَمَ، وَآدَمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَجَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ [1] ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَثُوَيْرُ [2] بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَرْقِيُّ: كَانَ رَبْعَةً، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَتُوُفِّيَ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ [3] . وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شَهِدَ الْغَزْوَ بِفَارِسٍ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ آدَمَ جَسِيمًا ضَخْمًا لَهُ إِزَارٌ إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ يَطُوفُ [4] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةً [5] . وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بن زيد، عن أنس، وسعيد بن   [1] العلمان في الأصل مهملان. [2] مهمل في الأصل. [3] تاريخ دمشق (مصوّرة المجمع) - ص 18 برواية ابن البرقي: قال: عبد الله بن عمر بن الخطّاب بن نفيل أمّه زينب بنت مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بن جمح، يكنى أبا عبد الرحمن، وكان ربعة يخضب بالصفرة، وتوفي بمكة، وذكر بذي طوى، ويقال دفن بفخ مقبرة المهاجرين. توفي سنة أربع وسبعين، وقيل سنة خمس وكان ابن عمر يوم مات ابن أربع وثمانين. وهو في المستدرك 3/ 557. [4] تاريخ دمشق 26. [5] الطبقات الكبرى 4/ 181، تاريخ دمشق 27. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 455 الْمُسَيِّبِ قَالا: شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ بَدْرًا، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَهَذَا غَلَطٌ بَيِّنٌ [1] . وَقَالَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: عُرِضْتُ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْنِي، وَأَجَازَنِي يَوْمَ الْخَنْدَقِ [2] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: عُرِضْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَاسْتَصْغَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وَرَوَى سَالِمٌ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ غُلامًا، عَزَبًا، شَابًّا، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، لَهَا قُرُونٌ كَقُرُونِ الْبَقَرِ، فَرَأَيْتُ فِيهَا نَاسًا قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ باللَّه مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَنَا مَلَكٌ فَقَالَ: لَنْ تُرَعَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ» . قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يَنَامُ بَعْدُ مِنَ اللَّيْلِ إِلا قَلِيلا [4] . وَفِي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَجُلٌ صَالِحٌ» [5] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ مِنْ أمْلَكِ شَبَابِ قُرَيْشٍ لِنَفْسِهِ عَنِ الدُّنْيَا [6] عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ [7] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَنَا   [1] تاريخ دمشق 28. [2] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 302 باب غزوة الخندق، وابن عساكر في تاريخ دمشق 29، وطبقات ابن سعد 4/ 143. [3] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 226 باب عدّة أصحاب بدر، وتاريخ دمشق 32، والمستدرك 3/ 558. [4] أخرجه البخاري في التهجّد، باب فضل قيام الليل، وباب: من تعارّ من الليل فصلّى، وفي فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب: مناقب عبد الله بن عمر، وفي التعبير، باب الإستبرق ودخول الجنة في المنام، وباب الأمن وذهاب الروع، وباب الأخذ على اليمين في النوم، وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة (1479) باب فضائل عبد الله بن عمر، والترمذي في المناقب (3825) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 34. [5] تاريخ دمشق 37. [6] في طبعة القدسي 3/ 178 «النساء» وهو غلط. [7] طبقات ابن سعد 4/ 144، وحلية الأولياء 1/ 294، وتاريخ دمشق 42، 43. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 456 وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ، وَمَا فِينَا شَابٌّ هُوَ أمْلَكُ لِنَفْسِهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [1] . وَقَالَ أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ: ثنا أَبُو حُصَيْنٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ لَوْ فُتِّشَ إِلا فُتِّشَ عَنْ جَائِفَةٍ أَوْ مُنَقِّلَةٍ [2] ، إِلا عُمَرُ وَابْنُهُ [3] . وَقَالَ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلا وَقَدْ مَالَتْ بِهِ، إِلا ابْنُ عُمَرَ [4] . وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَلْزَمَ لِلأَمْرِ الأَوَّلِ مِنَ ابْنِ عُمَرَ [5] . وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْعَلاءِ أَخُو أَبِي عَمْرٍو، وَعَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لابْنِ عُمَرَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد اسْتَوْلَى عَلَيْكِ وَظَنَنْتُكِ لَنْ تُخَالِفِيهِ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ [6] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَاتَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْفَضْلِ مِثْلُ أَبِيهِ [7] . وَقَالَ قَتَادَةُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَوْ شَهِدْتُ لِأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَشَهِدْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [8] ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ [9] . وَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أورع من ابن عمر [10] .   [1] تاريخ دمشق 44. [2] استعار الجائفة والمنقّلة للدلالة على العيب العظيم، بمعنى ليس منا أحد إلا وفيه عيب عظيم. (النهاية في غريب الحديث) . [3] تاريخ دمشق 44. [4] فضائل الصحابة للإمام أحمد 2/ 894، والاستيعاب 2/ 343، وحلية الأولياء 1/ 294، وتاريخ دمشق 46. [5] تاريخ دمشق 47. [6] وتمام الحديث في تاريخ دمشق 48 «قَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ، قال: وكانت تقول إذا مرّ ابن عمر: أرونيه، فإذا مرّ قيل لها هذا ابن عمر، فلا تزال تنظر إليه» . [7] تاريخ دمشق 50. [8] تاريخ دمشق 51. [9] تاريخ دمشق 51. [10] تاريخ دمشق 54. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 457 وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ، عَنْ نَافِعٍ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ رُبَّمَا لَبِسَ الْمِطْرَفَ الْخَزَّ ثَمَنُهُ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ [1] . أَبُو أُسَامَةَ: ثنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لأَظُنُّ قُسِمَ لِي مِنْهُ مَا لَمْ يُقْسَمْ لِأَحَدٍ إِلا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يَعْنِي الْجِمَاعَ. تَفَرَّدَ بِهِ عُمَرُ، وَهُوَ ثِقَةٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ تَقَلَّدَ سَيْفَ عُمَرَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَكَانَ مُحَلَّى، قُلْتُ: كَمْ كَانَتْ حِلْيَتُهُ؟ قَالَ: أَرْبَعُمِائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ [2] : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ مِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لا يَزِيدُ وَلا يُنْقِصُ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي ذَلِكَ مِثْلَهُ [3] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبِعُ أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآثَارَهُ وَحَالَهُ وَيَهْتَمُّ بِهِ حَتَّى كَانَ قَدْ خِيفَ عَلَى عَقْلِهِ مِنَ اهْتِمَامِهِ بِذَلِكَ [4] . وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَوْ نَظَرْتَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ إِذَا اتَّبَعَ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ لَقُلْتُ هَذَا مَجْنُونٌ [5] . وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَتَّبِعُ آثَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ مَكَانٍ صَلَّى فِيهِ، حَتَّى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَتَعَاهَدُهَا فَيَصُبُّ فِي أَصْلِهَا الماء لكيلا تيبس [6] .   [1] طبقات ابن سعد 4/ 172، تاريخ دمشق 56. [2] مهملة في الأصل. [3] تاريخ دمشق 57. [4] تاريخ دمشق 62. [5] تاريخ دمشق 61، حلية الأولياء 1/ 210. [6] تاريخ دمشق 62، أسد الغابة 3/ 341. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 458 وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ تَرَكْنَا هَذَا الْبَابَ لِلنِّسَاءِ» . قَالَ: فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ [1] . مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ. وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بَكَى. وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مَاهَكَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عِنْدَ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَهُوَ يَقُصُّ، فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَعَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ دَمْعًا [2] . وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ: ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ قَالَ: قِيلَ لِنَافِعٍ: مَا كَانَ يَصْنَعُ ابْنُ عُمَرَ فِي مَنْزِلِهِ؟ قَالَ: لا تُطِيقُونَهُ، الْوُضُوءُ لِكُلِّ صَلاةٍ، وَالْمُصْحَفُ فِيمَا بَيْنَهُمَا [3] . وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كان إذا فاتته العشاء في جماعة أحياء بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِ [4] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي مَا قُدِّرَ (لَهُ) [5] ، ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى الْفِرَاشِ، فَيَغْفَى إِغْفَاءَةَ الطَّائِرِ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَوَضَّأُ وَيُصلِّي، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي اللَّيْلِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ أَوْ خَمْسَةً [6] . وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ لا يَصُومُ فِي السَّفَرِ، وَلا يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الْحَضَرِ [7] .   [1] تاريخ دمشق 62. [2] طبقات ابن سعد 4/ 162، تاريخ دمشق 70. [3] تاريخ دمشق 72، طبقات ابن سعد 4/ 170. [4] حلية الأولياء 1/ 303، تاريخ دمشق 73. [5] «له» : مستدركة على الأصل. [6] تاريخ دمشق 73. [7] وتمامه في تاريخ دمشق 74: «إلا أن يمرض أو أيام يقدم، فإنه كان رجلا كريما يحب أن يؤكل عنده. قال: وكان يقول: ولأن أفطر في السفر وآخذ برخصة الله أحبّ إليّ من أن أصوم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 459 وَقَالَ سَالِمٌ: مَا لَعَنَ ابْنُ عُمَرَ خَادِمًا، لَهُ إِلا مَرَّةً، فَأَعْتَقَهُ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ إلى مكّة فعرّسنا، فانحدر علينا رَاعٍ مِنْ جَبَلٍ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَرَاعٍ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: بِعْنِي شَاةً مِنَ الْغَنَمِ؟ قَالَ: إِنِّي مَمْلُوكٌ. قَالَ: قُلْ لِسَيِّدِكَ أَكَلَهَا الذِّئْبُ. قَالَ: فَأَيْنَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَيْنَ اللَّهُ، ثُمَّ بَكَى، وَاشْتَرَاهُ بَعْدُ فَأَعْتَقَهُ [2] . وَرَوَى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوًا مِنْهُ [3] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا أَعْجَبُ ابْنَ عُمَرَ شَيْءٌ إِلا قَدَّمَهُ [4] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أنبأ مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بْنِ حَمَاسٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَرت هَذِهِ الآيَةُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ 3: 92 [5] ، فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَارِيَتِي رُمَيْثَةَ، فَعَتَقْتُهَا، فَلَوْلا أَنِّي لا أَعُودُ فِي شَيْءٍ جَعَلْتُهُ للَّه لَنَكَحْتُهَا، فَأَنْكَحْتُهَا نَافِعًا، فَهِيَ أَمُّ وَلَدِهِ [6] . وَقَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ رَقِيقُ عَبْدِ اللَّهِ رُبَّمَا شَمَّرَ أَحَدُهُمْ فَيَلْزَمُ الْمَسْجِدَ فيُعْتِقُهُ، فَيَقُولُونَ لَهُ: إِنَّهُمْ يَخْدَعُونَكَ، فيَقُولُ: مَنْ خَدَعَنَا باللَّه انْخَدَعْنَا لَهُ، وَمَا مَاتَ حَتَّى أَعْتَقَ أَلْفَ إِنْسَانٍ أَوْ زَادَ، وَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً [7] . الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ كُتُبٌ يَنْظُرُ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إلى الناس.   [1] تاريخ دمشق 75. [2] تاريخ دمشق 77، 78. [3] انظر تاريخ دمشق 78 وأسد الغابة 3/ 341. [4] تاريخ دمشق 80. [5] سورة آل عمران- الآية 92. [6] تاريخ دمشق 84. [7] تاريخ دمشق 79. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 الصَّائِغُ صَدُوقٌ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أنبأ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَاتَبَ غُلامًا لَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَخَرَجَ إِلَى الْكُوفَةَ، فَكَانَ يَعْمَلُ عَلَى حُمُرٍ لَهُ حَتَّى أَدَّى خَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفًا، فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أنْتَ هَا هُنَا تُعَذِّبُ نَفْسَكَ وَابْنُ عُمَرَ يَشْتَرِي الرَّقِيقَ، وَيُعْتِقُ! ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ قَدْ عَجَزْتُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ عَجَزْتُ وَهَذِهِ صَحِيفَتِي فَامْحُهَا، قَالَ: لا، وَلَكِنْ أَمْحُهَا إِنْ شِئْتَ، فَمَحَاهَا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ، قَالَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، أَحْسَنْتَ، أَحْسِنْ إِلَى ابْنَيَّ هَذَيْنِ. قَالَ: هُمَا حُرَّانِ. قَالَ: أَحْسِنْ إِلَى أُمَّيْهِمَا. قال: هما حرّتان، فَأَعْتَقَ الْخَمْسَةَ [2] . وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَعْطَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ابْنَ عُمَرَ بِنَافِعٍ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ، فَدَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ امْرَأَتِهِ فَأَخْبَرَهَا، قَالَتْ: فَمَا تَنْتَظِرُ! قَالَ: فَهَلا مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ هُوَ حرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ [3] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَلْعَنَ خَادِمًا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ الْعَ، فَلَمْ يُتِمَّهَا، وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ لا أُحِبُّ أَنْ أَقُولَهَا [4] . وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ: أتى ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا، فما قَامَ حَتَّى فَرَّقَهَا وَزَادَ عَلَيْهَا [5] . وَرَوَى بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: إِنْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَيُقَسِّمُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ ثَلاثِينَ أَلْفًا، ثُمَّ يَأْتِي عَلَيْهِ شَهْرٌ مَا يَأْكُلُ مزعة من لحم [6] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 100 رقم 278 وهو إبراهيم بن زياد بن إبراهيم الصائغ. وليس فيه قوله: لا يحتج به، بل قوله: صدوق. [2] تاريخ دمشق 81، 82. [3] تاريخ دمشق 84. [4] أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (19533) و (19534) ، وأبو نعيم في الحلية 1/ 307، وابن عساكر في تاريخ دمشق 85. [5] حلية الأولياء 1/ 296، تاريخ دمشق 86. [6] حلية الأولياء 1/ 295، 296، تاريخ دمشق 88، مجمع الزوائد 9/ 347. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 461 وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بَعَثَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَمَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ [1] . وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اشْتَهَى ابْنُ عُمَرَ الْعِنَبَ فِي مَرَضِهِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ، فَجَاءُوهُ بِسَبْعِ حَبَّاتِ عِنَبٍ بِدِرْهَمٍ فَجَاءَ سَائِلٌ، فَأَمَرَ لَهُ بِهِ وَلَمْ يَذُقْهُ [2] . وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ إِنَّ ابْنَ عُمَرَ أَتِيَ بِجَوَارِشَ فَكَرِهَهُ وَقَالَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا [3] . وقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِالْمَالِ، فَيَقْبَلُهُ وَيَقُولُ: لا أَسْأَلُ أَحَدًا، وَلا أَرُدُّ مَا رَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [4] . قُلْتُ: الْمُخْتَارُ هُوَ أَخُو صَفِيَّةَ زَوْجَةِ ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ قَبِيصَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الوازع، قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ لَهُمْ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ عِرَاقِيًّا، وَمَا يُدْرِيكَ مَا يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ بَابَهُ [5] !. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنِّي لأَخْرُجُ وَمَا لِي حَاجَةٌ إِلا لأُسَلِّمَ عَلَى النَّاسِ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيَّ [6] . قَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِمَامَ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، مَكَثَ سِتِّينَ سَنَةً يُفْتِي الناس [7] .   [1] حلية الأولياء 1/ 296، تاريخ دمشق 89. [2] تاريخ دمشق 91، وفي حلية الأولياء 1/ 297 أنهم اشتروا له عنقودا، وكذا في طبقات ابن سعد 4/ 160. [3] طبقات ابن سعد 4/ 150 تاريخ دمشق 100 والجوارش نوع من الأدوية المهضمة للطعام. [4] تاريخ دمشق 103. [5] تاريخ دمشق 109 وفي رواية «ابن أخيك» . وهو في طبقات ابن سعد 4/ 161. [6] طبقات ابن سعد 4/ 155 و 156 و 170 من عدة طرق، وتاريخ دمشق 109. [7] المعرفة والتاريخ 1/ 491، تاريخ بغداد 1/ 172، تاريخ دمشق 118 وفيه «يفتي الناس في الموسم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 462 وقال أسامة بن زيد، عن عبد الله بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ قَائِمًا يُصَلِّي، فَلَوْ رَأَيْتَهُ رَأَيْتَهُ مُقْلَوْلِيًا [1] ، وَرَأَيْتُهُ يَفُتُّ الْمِسْكَ فِي الدُّهْنِ يَدَّهِنُ بِهِ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لابْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: أَوَ تَعْفِينِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟، قَالَ: فَمَا تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ يَقْضِي؟! قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالْعَدْلِ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَفْلِتَ مِنْهُ كَفَافًا» فَمَا أَرْجُو بَعْدَ ذَلِكَ [3] ؟. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ مَحْبُوبٌ إِلَى النَّاسِ، فَسِرْ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: بِقَرَابَتِي وَصُحْبَتِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالرَّحَمِ الَّتِي بَيْنَنَا، فَلَمْ يُعَاوِدْهُ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعْثَ إِلَيَّ عَلِيٌّ: إِنَّكَ مُطَاعٌ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَسِرْ، فَقَدْ أَمَّرْتُكَ عَلَيْهِمْ، فَقُلْتُ: أُذَكِّرُكَ اللَّهَ وَقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّه وَصُحْبَتِي إِيَّاهُ إِلا مَا أَعْفَيْتَنِي، فَأَبَى عَلِيٌّ، فَاسْتَعَنْتُ عَلَيْهِ بِحَفْصَةَ، فَأَبَى، فَخَرَجْتُ لَيْلا إِلَى مَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَبَعَثَ فِي أَثَرِي، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ حَفْصَةُ: إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ إِلَى الشَّامِ، إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ [5] . وَقَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنَّا وَابْنُ عُمَرَ شَاهِدٌ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ أَحَقُّ مِنْكَ مِنْ ضَرَبَكَ عليه وأباك، فخفت الفساد [6] .   [1] مقلوليا: أي المتجافي المستوفز المتقلّي في فراشه، القلق. [2] تاريخ دمشق 129. [3] أخرجه الترمذي في أول الأحكام (1321) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 138. [4] تاريخ دمشق 139. [5] تاريخ دمشق 139، طبقات ابن سعد 4/ 182. [6] طبقات ابن سعد 4/ 182، تاريخ دمشق 141. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 463 وَرَوَى عِكْرِمَةُ، عَنْ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ الْحَكَمَيْنِ فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَلْيُطُلِعْ إِلَيَّ قَرْنَهُ، فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ، قَالَ: فَحَلَلْتُ حَبْوَتِي وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ بِهِ مَنْ قَاتَلَكَ وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تُفَرِّقُ الْجَمْعَ وَتُسْفِكُ الدِّمَاءَ، فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ [1] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَدِمَ أَبُو مُوسَى، وَعَمْرُو لِلتَّحْكِيمِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: لا أَرَى لِهَذَا الأَمْرِ غَيْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، فقال عمرو لابن عمر: أما تريد أن نبايعك؟ فهل لك أن تعطى مالا عَظِيمًا، عَلَى أَنْ تَدَعَ هَذَا الأَمْرَ لِمَنْ هُوَ أَحْرَصُ عَلَيْهِ مِنْكَ، فَغَضِبَ وَقَامَ، فَأَخَذَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّمَا قَالَ تُعْطَى مَالا عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُعْطِي عَلَيْهَا وَلا أُعْطَى وَلا أَقْبَلُهَا إِلا عَنْ رِضَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ [2] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَّالٍ الأيْلِيِّ [3] ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ لابْنِ عُمَرَ: أَلا تَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ فَيُبَايِعُوكَ؟ قَالَ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِأَهْلِ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: تُقَاتِلُهُمْ بِأَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ يُبَايِعَنِي النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلا أَهْلَ فَدَكَ، وَإِنِّي قَاتِلُهُمْ فَقُتِلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَقَالَ مَرْوَانُ: إِنِّي أَرَى فِتْنَةَ تَغْلِي مَرَاجِلُهَا ... وَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا [4] قُلْتُ: أَبُو لَيْلَى هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يزيد.   [1] أخرجه البخاري في المغازي 7/ 309- 311 باب غزوة الخندق، وعبد الرزاق في المصنف 5/ 465، وابن عساكر في تاريخ دمشق 142. [2] حلية الأولياء 1/ 293، 294، تاريخ دمشق 142، 143. [3] مهملة في الأصل. [4] طبقات ابن سعد 4/ 169، وتاريخ دمشق 144. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 464 وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ فِطْرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُمَرَ: مَا أَحَدٌ شَرٌّ لأُمَّةِ مُحَمَّدِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ، قَالَ: وَلِمَ! قَالَ: إِنَّكَ لَوْ شِئْتَ مَا اخْتَلَفَ فِيكَ اثْنَانِ، قَالَ: مَا أَحَبَّ أَنَّهَا أَتَتْنِي وَرَجُلٌ يَقُولُ: لا، وَآخَرُ يَقُولُ: بَلَى [1] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ [2] قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُسَلِّمُ عَلَى الْخَشَبِيَّةِ وَالْخَوَارِجِ وَهُمْ يَقْتَتِلُونَ، فَقَالَ: مَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى قَتْلِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ وَأَخْذِ مَالِهِ، فَلا [3] . وَقَالَ الزهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ مَا وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ أُقَاتِلَ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةِ كَمَا أَمَرَنِي اللَّهُ، فَقُلْنَا لَهُ: وَمَنْ تَرَى الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ؟ قَالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ بَغَى عَلَى هَؤُلاءِ الْقَوْمِ، فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَنَكَثَ عَهْدَهُمْ [4] . الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلا عَلَى ثَلاثٍ: ظَمَأِ الْهَوَاجِرِ، وَمُكَابَدَةِ اللَّيْلِ، وَأنِّي لَمْ أُقَاتِلْ هَذِهِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ الَّتِي نَزَلَتْ بِنَا، يَعْنِي الْحَجَّاجَ [5] . قُلْتُ: هَذَا ظَنٌّ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ، وَإِلا فَهُوَ قَدْ قَالَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصَابَتِ ابْنَ عُمَرَ عَارِضَةُ الْمَحْمَلِ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَمَرِضَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ، فَلَمَّا رَآهُ ابْنُ عُمَرَ أغمض عينيه، قال: فَكَلَّمَهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّ هَذَا يقول: إنّي   [1] تاريخ دمشق 145. [2] هم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي. [3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 169، 170 من طريق: أحمد بن يونس، عن أبي شهاب، عن يونس، عن نافع. وابن عساكر في تاريخ دمشق 150. [4] أخرجه ابن عساكر 153 بزيادة في أوله. [5] أخرجه ابن سعد 4/ 185 وابن عساكر في تاريخ دمشق 157. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 465 عَلَى الضَّرْبِ الأَوَّلِ [1] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ قَدِمَ حَاجًّا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ وَقَدْ أَصَابَهُ زُجُّ رُمْحٍ، فَقَالَ: مَنْ أَصَابَكَ؟ قَالَ: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرْتُمُوهُ بِحَمْلِ السِّلاحِ فِي مَكَانٍ لا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] . قَالَ الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ: ثنا خَالِدُ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَرَّفَ كِتَابَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ كَذَبْتَ، مَا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ وَلا أَنْتَ مَعَهُ، فَقَالَ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ قَدْ خَرِفْتَ وَذَهَبَ عَقْلُكَ يُوشِكُ شَيْخٌ أن يُضْرَبَ عُنُقَةُ فَيُجَرُّ [3] ، قَدِ انْتَفَخَتْ خُصْيَتَاهُ، يَطُوفُ بِهِ صِبْيَانُ أَهْلِ الْبَقِيعِ [4] . وَقَالَ أَيُّوبُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ نَافِعٍ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ، فَحَلَفَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَيَقْتُلَنَّ ابْنَ عُمَرَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ مَكَّةَ تَلَقَّاهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ: إِيها، جِئْتَنَا لِتَقْتُلَ ابْنَ عُمَرَ! قَالَ: وَمَنْ يَقُولُ هَذَا، وَمَنْ يَقُولُ هَذَا [5] . زَادَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقْتُلُهُ [6] . وَقَالَ مَالِكٌ: بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة [7] .   [1] أخرجه ابن سعد 4/ 186، وابن عساكر 155، 156. [2] في العيدين 2/ 379 باب: ما يكره من حمل السلاح في العيد والحرم، من طريق: أحمد بن يعقوب، حدّثني إسحاق بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عن أبيه، قال: دخل الحجّاج على ابن عمر وأنا عنده، فقال: كيف هو؟ فقال: صالح. قال: من أصابك؟ قال: أصابني من أمر بحمل السلاح في يوم لا يحلّ فيه حمله، يعني الحجّاج. وأخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 186 من طريق: الفضل بن دكين، عن إسحاق بن سعيد، عن سعيد يعني أباه، وابن عساكر في تاريخ دمشق 156. [3] في سير أعلام النبلاء 4/ 230 «فيخر» بالخاء المعجمة. وما أثبتناه عن الأصل، وطبعة القدسي 3/ 183 وطبقات ابن سعد. [4] طبقات ابن سعد 4/ 184. [5] ذكرها ثلاثا كما في طبقات ابن سعد 4/ 183. [6] أخرجه ابن سعد 4/ 183 من طريق: إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. [7] تاريخ دمشق 158. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 466 قُلْتُ: بَلَغَ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً، لِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَالْهَيْثَمُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو مُسْهِرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ [1] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَخَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. قُلْتُ: هَذَا أَصَحُّ، لِأَنَّهُ صَلَّى عَلَى رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. وَعَنْ نَافِعٍ، وَغَيْرِهِ، أن ابْنَ عُمَرَ أَوْصَى عِنْدَ الْمَوْتِ: ادْفِنُونِي خَارِجَ الْحَرَمِ، فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: فَدَفَنَّاهُ بِفَخٍّ [3] فِي مَقْبَرَةِ الْمُهَاجِرِينَ. زَادَ بَعْضُهُمْ: وَصَلَّى عَلَيْهِ الْحَجَّاجُ [4] . 200- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ [5] بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ. قَالَ خَلِيفَةُ: قُتِلَ بِسِجِسْتَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، كَذَا قَالَ فِي تَارِيخِهِ [6] . وَقَالَ فِي «الطَّبَقَاتِ» [7] : إِنَّ الَّذِي قُتِلَ مَعَ عُبَيْدِ اللَّهِ بِسِجِسْتَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمَخْزُومِيُّ الَّذِي ولد بأرض الحبشة.   [1] تاريخ دمشق 159. [2] في الطبقات 22، والتاريخ 271. [3] فخّ: بفتح أوله وتشديد ثانيه. واد بمكة. (معجم البلدان) . [4] طبقات ابن سعد 4/ 187 و 188. [5] انظر عن (عبد الله بن عياش الهاشمي) في: تاريخ خليفة 277 وفيه «ابن عباس» ، والوافي بالوفيات 17/ 392 رقم 323. [6] ص 277. [7] ص 234. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 467 201- عبد الله بن عيّاش [1] ابن أَبِي رَبِيعَةَ عَمْرُو بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم القرشي المخزومي. وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ وَشَرَفٌ، وَكَانَ مِنْ أَقْرَأِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأقْوَمِهِمْ بِهِ. قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَأَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَارِثُ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَزِيَادُ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ مَوْلاهُ أَيْضًا، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ: ثنا مَالِكٌ، قَالَ نَافِعٌ: سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ حَدِيثًا لا أَدْرِي عَمَّنْ حَدَّثَ بِهِ قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ لا تَدَعْ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلا أَمَاتَتْهُ. وَقَدْ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَيَّاشٍ الْقُرْآنَ مَوْلاهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحَدُ الْعَشَرَةِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُمْسِكُ الْمُصْحَفَ على مولاه عبد الله [2] .   [1] انظر عن (عبد الله بن عيّاش المخزومي) في: طبقات ابن سعد 5/ 28، وطبقات خليفة 234، والتاريخ الكبير 5/ 149، 150 رقم 457، والجرح والتعديل 5/ 125 رقم 578، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 861، والثقات لابن حبان 5/ 162، والمعارف 528، وأنساب الأشراف 1/ 7208 209، وتاريخ الطبري 4/ 378، والمعرفة والتاريخ 1/ 247، والاستيعاب 2/ 363، 364، ومعرفة القراء الكبار 1/ 57، 58 رقم 16، ومرآة الجنان 1/ 122، والوافي بالوفيات 17/ 392، 393 رقم 324، وأسد الغابة 3/ 240، 241، والعبر 1/ 55، وغاية النهاية 1/ 439، 440 رقم 1837، والإصابة 2/ 356، 357 رقم 4876، والتحفة اللطيفة 3/ 4، وشذرات الذهب 1/ 55. [2] في غاية النهاية لابن الجزري 1/ 440: روى عنه مولاه أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، وعبد الرحمن بن هرمز، ومسلم بن جندب، ويزيد بن رومان، وهؤلاء الخمسة شيوخ نافع. وكان أقرأ أهل المدينة في زمانه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 وَالَّذِي أَعْتَقِدُ أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ بَقِيَ إِلَى هَذَا الزَّمَانِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ كَمَا غَلَطَ بَعْضُهُمْ وَصَحَّفَ سَبْعِينَ بِأَرْبَعِينَ. 202- عبد الله بن مطيع [1] ابن الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَلَهُ حَدِيثٌ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» . وَقَدْ وَلاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْكُوفَةِ، فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهَا الْمُخْتَارُ هَرَبَ عَبْدُ اللَّهِ وَقَدِمَ مَكَّةَ، فَكَانَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَكَانَ عَلَى قُرَيْشٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ أَيْضًا [2] . الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ: كَيْفَ نَجَوْتَ يَوْمَ الْحَرَّةِ؟. قَالَ: كنا نقول: لو   [1] انظر عن (عبد الله بن مطيع) في: طبقات ابن سعد 5/ 144- 9149 وتاريخ خليفة 237 و 269، وطبقات خليفة 234، وتاريخ أبي زرعة 1/ 636، والثقات 149 لابن حبان 5/ 47، والاستيعاب 2/ 327، 328، والتاريخ الكبير 5/ 199 رقم 626، والتاريخ الصغير 69 و 78، والمعارف 395 و 450، وتاريخ اليعقوبي 2/ 255 و 258، والمحبّر 147 و 148 و 379 و 494، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 16 و 276 و 301 و 302 و 307 و 310 و 319 و 321 و 324 و 328 و 333 و 350 و 352 و 353 و 441، و 5/ (انظر فهرس الأعلام) 406، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 154 و 2/ 397، ومروج الذهب 1925 و 1935 و 1936 و 1957 و 1961، والعقد الفريد 4/ 167 و 169 و 388 و 389 و 393، والبصائر والذخائر 4/ 407، وأسد الغابة 3/ 262، والمعرفة والتاريخ 1/ 553، وتحفة الأشراف 7/ 170، 171 رقم (1158) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 743، والكاشف 2/ 118، والبداية والنهاية 8/ 345، وتهذيب التهذيب 6/ 36 رقم 59، والإصابة 2/ 371 رقم 4963 و 3/ 64، 65 رقم 6191، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 646، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، وشذرات الذهب 1/ 80، والتذكرة الحمدونية 2/ 35، والوافي بالوفيات 17/ 620، 621 رقم 523، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 86، والأخبار الطوال 228 و 246 و 265 و 287 و 290 و 291 و 292، ورجال مسلم لابن منجويه 1/ 390 رقم 862. [2] الاستيعاب 2/ 328 وانظر طبقات ابن سعد 5/ 147. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 469 أَقَامُوا شَهْرًا مَا فَعَلُوا بِنَا شَيْئًا، فَلَمَّا صَنَعَ بِنَا مَا صَنَعَ وَوَلَّى النَّاسُ ذَكَرْتُ قَوْلَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ: وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ أُقَاتِلْ وَاحِدًا أُقْتَلْ وَلا يَضْرُرْ عَدُوِّي مَشْهَدِي فَتَوَارَيْتُ، ثُمَّ لَحِقْتُ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَالَ عِيسَى: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: نَجَا ابْنُ مُطِيعٍ مِنْ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ، ثُمَّ لَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، وَنَجَا وَلَحِقَ بِالْعِرَاقِ، وَكَثُرَ عَلَيْنَا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَلَكِنْ مِنْ رَأْيِي الصَّفْحَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ مِنْ قَوْمِي [1] . وَعَنْ عامر بن عبد الله بن الزبير قال: اسْتَعْمَلَ أَبِي عَلَى الْكُوفَةِ ابْنَ مُطِيعٍ [2] . وَعَنْ عُرْوَةَ قَالَ: فَقَدِمَ الْمُخْتَارُ الْكُوفَةَ، وَحَرَّضَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ مُطِيعٍ، وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ، فَهَرَبَ ابْنُ مُطِيعٍ مِنَ الْكُوفَةِ، وَلَحِقَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَكَانَ مَعَهُ بِمَكَّةَ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ قَبْلَ ابْنِ الزُّبَيْرِ بِيَسِيرٍ فِي الْحِصَارِ [3] ، أَصَابَهُ حَجَرُ الْمَنْجَنِيقِ فَقَتَلَهُ بِمَكَّةَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَهُوَ فِي عَشْرِ السَّبْعِينَ. 203- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ [4] أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلُولِيُّ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْفُصَحَاءِ. مَدَحَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ أَنْ هَجَاهُ لَمَّا استُخْلِفَ بِقَوْلِهِ مِنْ أَبْيَاتٍ: شَرِبْنَا الْغَيْظَ حَتَّى لَوْ سُقِينَا ... دِمَاءَ بَنِي أُمَيَّةَ مَا رَوِينَا وَلَوْ جَاءُوا بِرَمْلَةَ أَوْ بهِنْدِ ... لَبَايَعْنَا أميرة مؤمنينا   [1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 146، 147 وفيه زيادة بآخره «إنما أقتل بهم نفسي» . [2] طبقات ابن سعد 5/ 147. [3] ابن سعد 5/ 149. [4] انظر عن (عبد الله بن همّام) في: أنساب الأشراف 4 ق 1/ 1 و 14 و 64 و 136 و 138 و 156 و 249 و 291 و 293 و 265 و 368 و 382 و 400 و 5/ انظر فهرس الأعلام) 406، والشعر والشعراء 2/ 545، 546 رقم 231، وطبقات الشعراء لابن سلام 2/ 625- 637، والأغاني (طبعة دار الثقافة) 3/ 357 و 16/ 5 و 103، ومروج الذهب 1829 و 1914، والعقد الفريد 6/ 127، والبداية والنهاية 8/ 328، والوافي بالوفيات 17/ 664 رقم 561، وخزانة الأدب 3/ 638، وسمط اللآلي 683، والأخبار الطوال 291. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 204- عبد الرحمن بن أبزى [1]- ع- الخزاعيّ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ. اسْتَنَابَهُ نَافِعٌ [2] عَلَى مَكَّةَ حِينَ انْتَقَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى عُسْفَانَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى، وَقَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ سَكَنَ الْكُوفَةَ وَوَلِيَهَا مِرَّةً [3] . وَلَهُ صُحْبَةٌ ورواية، وروى أيضا عن: أبي بكر، وعمر، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَمَّارٍ. روى عنه: ابناه سعيد، وعبد الله، والشعبي، وعلقمة بن مرثد، وأبو إسحاق السبيعي، وجماعة. وذكر ابن الأثير [4] أن عَلِيًّا اسْتَعْمَلَهُ عَلَى خُرَاسَانَ. وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ قَالَ: ابْنُ أَبْزَى مِمَّنْ رَفَعَهُ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ. 205- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [5]- ع- الهذليّ الكوفيّ.   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبزى) في: طبقات ابن سعد 5/ 462، والمحبّر 379، والأخبار الطوال 298، 299، وأنساب الأشراف 5/ 406، والعقد الفريد 4/ 169، وطبقات خليفة 109 و 137 و 280، وتاريخ خليفة 153، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 985، ومسند أحمد 3/ 406، والثقات لابن حبّان 5/ 98، وتاريخ أبي زرعة 1/ 494، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 167، وتاريخ الطبري 1/ 64 و 2/ 622 و 4/ 379 و 5/ 132، والاستيعاب 2/ 417، 418، وتهذيب الأسماء واللغات ق ج 1/ 293 رقم 341، وتحفة الأشراف 7/ 187- 190 رقم 326، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 772، والكاشف 2/ 137، 138 رقم 3173، وتهذيب التهذيب 6/ 132، 133 رقم 275، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 857، والإصابة 2/ 388، 389 رقم 5075، وخلاصة تذهيب التهذيب 223 وفتوح البلدان 505. وأبزى: بفتح الهمزة وسكون الباء الموحّدة، بعدها زاي مقصورا. (التقريب 1/ 472) . [2] هو نافع بن عبد الحارث الخزاعي، مولاه. [3] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 293، تهذيب الكمال 2/ 772 وانظر طبقات ابن سعد 5/ 462. [4] في أسد الغابة. [5] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود) في: طبقات ابن سعد 6/ 181، والتاريخ لابن معين 2/ 351، والتاريخ الكبير 5/ 299، 300 رقم 979، وتاريخ الثقات للعجلي 295 رقم 963، وتاريخ الطبري 7/ 578، وطبقات خليفة 141، وتاريخ خليفة 279، والجرح والتعديل 5/ 248 رقم 1185، والمعارف 249، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 755، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 800، وتهذيب التهذيب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 471 تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَلَهُ سِتُّ سِنِينَ، وَقَدْ حَفِظَ عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا. وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَسْرُوقٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ الْقَاسِمُ، وَمَعْنٌ- وَهُمَا مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ- وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ لا هُوَ وَلا أَخُوهُ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ أَبِيهِمَا شَيْئًا [1] . قُلْتُ: وحديثه في «الصحيحين» عَنْ مَسْرُوقٍ، وَحَدِيثُهُ فِي السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ، عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وسبعين. 206- عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد القارّيّ [2]- ع- المدني. وَالْقَارَّةُ [3] وَعَضَلٌ أخَوَانِ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُدْرِكَةِ بْنِ إِلْيَاسَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَغِيرٌ. قُلْتُ: رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي طَلْحَةَ زَيْدِ بْنِ سَهْلٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ.   [ () ] 6/ 215، 216 رقم 433، والكاشف 2/ 153 رقم 3286، وتقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1014، وخلاصة تذهيب التهذيب 230، وجمهرة أنساب العرب 197، ورجال البخاري للكلاباذي ح 1/ 446 رقم 660، ورجال مسلم 1/ 414 رقم 927. [1] التاريخ لابن معين 2/ 351. [2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد القارّي) في: طبقات ابن سعد 5/ 57، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 280، وتاريخ الثقات للعجلي 295 رقم 966، والثقات لابن حبّان 5/ 79، والتاريخ الكبير 5/ 302 رقم 9881 و 5/ 318، 319 رقم 1008، والجرح والتعديل 5/ 261 رقم 1233، والاستيعاب 2/ 422، 423، وأسد الغابة 3/ 307، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 803، والعبر 1/ 92، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 213، وسير أعلام النبلاء 4/ 14، 15 رقم 3، والإصابة 3/ 71 رقم 6223، وتهذيب التهذيب 6/ 223 رقم 449، ومرآة الجنان 1/ 162، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، وشذرات الذهب 1/ 88، والكاشف 2/ 155 رقم 3300. والقارّيّ بتشديد الراء المهملة. [3] قال ابن سعد في الطبقات 5/ 57: «وإنما سمّوا القارّة لأنّ يعمر الشّدّاخ بن عوف الليثي أراد أن يفرّقهم في بطون كنانة، فقال رجل منهم: دعونا قارّة لا تنفرونا ... فنجعل مثل إجفال الظليم فسمّوا بذلك القارة. وفيهم يقول القائل: «قد أنصف القارة من راماها» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 472 روى عنه: عروة، وعبيد الله بن عبد اللَّهِ، وَالأَعْرَجُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَعَاشَ ثَمَانِيًا وَسَبْعِينَ سنة، توفّي سنة ثمانين [1] ، وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ الْكِبَارِ. 207- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عثمان [2]- م د ن- بن عبيد الله القرشيّ التّيميّ، ابن أخي طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، أَسْلَمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَقِيلَ يَوْمَ الْفَتْحِ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: عَمِّهِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ، وَعُثْمَانُ، وَمُعَاذُ، وَهِنْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ «شَارِبُ الذَّهَبِ» . وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيِّ. قُتِلَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. 208- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ [3] . أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيُّ الصُّنَابِحِيُّ نَزِيلُ الشام.   [1] ابن سعد 5/ 57. [2] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان) في: تاريخ الطبري 5/ 344، والكامل في التاريخ 2/ 42 و 4/ 364 و 373، والاستيعاب 2/ 404، 405، ومسند أحمد 3/ 453 و 3/ 499، والكاشف 2/ 156 رقم 3305، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 769، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 352، وتهذيب التهذيب 6/ 227 رقم 457، وتقريب التهذيب 1/ 490 رقم 1037، والمعرفة والتاريخ 1/ 276 و 285 و 366 و 728، والإصابة 2/ 410 رقم 5159، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 804، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، وشذرات الذهب 1/ 80، وطبقات خليفة 18، وتحفة الأشراف 7/ 103 رقم 336، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 298 رقم 354، والمستدرك على الصحيحين 3/ 445، ورجال مسلم 1/ 402 رقم 892. [3] انظر عن (عبد الرحمن بن عسيلة) في: طبقات ابن سعد 7/ 509، 510، وطبقات خليفة 293، والتاريخ الكبير 5/ 321، 322 رقم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 473 هَاجَرَ فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ قُدُومِهِ بِخَمْسِ أَوْ سِتِّ لَيَالٍ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَمُعَاذٍ، وَبِلالٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ، وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ، وَمَكْحُولٌ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ، وَمَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ صَالِحًا، عَارِفًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ. قَالَ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ ابنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ [1] قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فبكيت، فقال: مه، لم تبكي، فو الله لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتَ لأَتَّبِعَنَّكَ. ثُمَّ قَالَ: مَا مِنْ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكُمْ فِيهِ خَيْرٌ إِلا حَدَّثْتُكُمُوهُ، إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَسَوْفَ أُحَدِّثُكُمُوهُ فِي الْمَوْتِ وَقَدْ أُحِيطَ بِنَفْسِي، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: مَا فَاتَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا بِخَمْسِ لَيَالٍ، قُبِضَ وَأَنَا بِالْجُحْفَةِ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم   [ () ] 1021، والثقات لابن حبّان 5/ 74، والمعارف 421، وعيون الأخبار 2/ 117، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 850، والجرح والتعديل 5/ 262، 263 رقم 1241، والتاريخ لابن معين 2/ 353، وتاريخ الطبري 1/ 263 و 2/ 356، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 804، 805، والمعرفة والتاريخ 1/ 222 و 305 و 2/ 220- 222 و 306 و 314 و 359 و 361- 363، والاستيعاب 2/ 426، 427، والكاشف 2/ 157 رقم 3309، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 214 (وفيه: غسيلة) بالغين المعجمة، وهو تحريف، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 57، والبداية والنهاية 8/ 323، وتهذيب التهذيب 6/ 229، 230 رقم 465، وتقريب التهذيب 1/ 491 رقم 1045، وخلاصة تذهيب التهذيب 231، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 154 رقم 486، ورجال البخاري ج 1/ 441 رقم 648. ورجال مسلم 1/ 413، 414 رقم 926. [1] الصّنابحيّ: بضم الصاد وفتح النون وبعد الألف باء موحّدة مكسورة. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر.. (اللباب لابن الأثير 2/ 47) . [2] لهذا الحديث طرق كثيرة وألفاظ مختلفة عند مسلم وغيره، انظر عنها في (معجم الألفاظ الحديث 3/ 186) مادّة «شهد» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 474 مُتَوَافِرُونَ، فَسَأَلْتُ بِلالا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَلَمْ تُعْتِمْ [1) .] وَقَالَ: لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ثنا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: كُنَّا عِنْدِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ، فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَعَمِلَ عَلَى مَا رَأَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] : عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ أَدْرَكَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، يَرْوِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: وَعَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ يَرْوِي عَنْهُ الْمَدَنِيُّونَ، يُشْبِهُ أَنْ يكون له صحبة. وقال عليّ بن الْمَدِينِيِّ: الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ فِي الْحَوْضِ هُوَ الصُّنَابِحُ [3] بْنُ الأَعْسَرِ الأَحْمَسِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هَؤُلاءِ الصُّنَابِحِيُّونَ إِنَّمَا هُمُ اثْنَانِ فَقَطْ: الصُّنَابِحُ الْأَحْمَسِيُّ، وَهُوَ: الصُّنَابِحُ بْنُ الأَعْسَرِ، فَمَنْ قَالَ الصُّنَابِحِيُّ فِيهِ فَقَدْ أَخْطَأَ، يَرْوِي عَنْهُ الْكُوفِيُّونَ، قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَغَيْرُهُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيُّ، يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الْحِجَازِ وَأَهْلُ الشَّامِ، دَخَلَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ أَوْ أَرْبَعِ لَيَالٍ [5] . رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَبِلالٍ، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فمن قال: أبو   [1] في طبعة القدسي 3/ 187 «يعتم» والتصحيح من طبقات ابن سعد 7/ 510 وفي الاستيعاب 2/ 426 «لم يفتك» . [2] قوله غير موجود في التاريخ، ولا في: معرفة الرجال. [3] هكذا في الأصل. وقد أثبتها القدسي في طبعته 3/ 188 «الصنابح» قال: التصويب من الإصابة والخلاصة. وأقول: إن ما جاء في الأصل صحيح، حيث يجوز: الصّنابح، والصّنابحيّ. انظر: معرفة الرجال لابن معين 2/ 152 رقم 482 و 485 و 486. [4] في الطبقات 7/ 509. [5] في التاريخ الصغير للبخاريّ 84 «منذ خمس» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 475 عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيُّ فَقَدْ أَخْطَأَ، وَمَنْ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ فَقَدْ أَخْطَأَ، وَجَعَلَ كُنْيَتَهُ اسْمَهُ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ. 209- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ [1] نَزِيلُ فِلَسْطِينَ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ الْحَبَشِيُّ الأَسْوَدُ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمَكْحُولٌ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، بَعَثَهُ عُمَرُ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ. وَكَانَ أَبُوهُ ممّن هاجر مع أبي موسى.   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن غنم الأشعري) في: طبقات ابن سعد 7/ 441، وطبقات خليفة 307، وتاريخ خليفة 277، ومسند أحمد 4/ 226، والتاريخ الصغير 65، وتاريخ الثقات 297 رقم 974، والثقات لابن حبان 5/ 78، والمعرفة والتاريخ 2/ 309، 310، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 498 و 584 و 596 و 597، وفتوح البلدان 173، وتاريخ الطبري 4/ 100 و 352، والجرح والتعديل 5/ 274 رقم 1300، والاستيعاب 2/ 424، 425، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 851، وأسد الغابة 3/ 318، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 302، 303 رقم 358، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 810، 811، وتذكرة الحفاظ 1/ 48، والعبر 1/ 89، والكاشف 2/ 160 رقم 3332، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 215، وسير أعلام النبلاء 4/ 45، 46 رقم 10، والبداية والنهاية 9/ 26 وفيه (عبد الله بن غنم) ، ومرآة الجنان 1/ 158، ودول الإسلام 1/ 56، والإصابة 3/ 97، 98 رقم 6375، وتهذيب التهذيب 6/ 250، 251 رقم 498، وتقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1077، والنجوم الزاهرة 1/ 198، وطبقات الحفاظ 30، وخلاصة تذهيب التهذيب 233، وشذرات الذهب 1/ 84، ورجال البخاري 2/ 878 رقم 1501. [2] في الطبقات 7/ 441. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 476 وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ. قُلْتُ: وَخَرَّجَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] لَهُ أَحَادِيثُ، وَهِيَ مَرَاسِيلُ فِيمَا يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ. وَذَكَرَهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِي الصَّحَابَةِ. وَذُكِرَ عَنِ اللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيعَةَ أَنَّهُمَا قَالا: لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: وَبِفِلَسْطِينَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ، وَهُوَ رَأْسُ التَّابِعِينَ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ، وَخَلِيفَتُهُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ. 210- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ [3] أَبُو حَاتِمٍ الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ، ابْنُ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمِيرُ سجستان.   [1] انظر ج 4/ 226. [2] في تاريخه 277 وطبقاته 307. [3] انظر عن (عبيد الله بن أبي بكرة) في: طبقات ابن سعد 7/ 190، وطبقات خليفة 203، وتاريخ خليفة 210 و 218 و 219 و 277 و 279 و 295 و 296، والمحبّر 150، والتاريخ الكبير 5/ 375 رقم 1192، وتاريخ الثقات 315 رقم 1051، والثقات لابن حبان 7/ 143، والمعارف 2 و 533 و 557، وعيون الأخبار 1/ 337، وأنساب الأشراف 1/ 496- 505، و 4 ق 1/ 42 و 176 و 376 و 387 و 463 و 468 و 470 و 472 و 474، و 5/ 172 و 179، وتاريخ اليعقوبي 2/ 232 و 287، والعقد الفريد 1/ 293 و 300، وأخبار القضاة 1/ 302، والأغاني 18/ 219، وربيع الأبرار 1/ 476، والبصائر 2/ 256 و 3/ 709، والأمالي للقالي 3/ 20، والمستجاد من فعلات الأجواد 96- 98، وسراج الملوك للطرطوشي 159، ولباب الآداب 90- 92 و 101 و 102 و 136، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 141، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 152 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 374 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 138، 139 رقم 44، والعبر 1/ 90، وتاريخ الطبري 5/ 332 و 6/ 153 و 154 و 165 و 320- 323 و 327 و 329 و 332 و 429، وتعجيل المنفعة 214، والنجوم الزاهرة 1/ 202، وشذرات الذهب 1/ 87، ودول الإسلام 2/ 57، وفوات الوفيات 2/ 171، ومرآة الجنان 1/ 161، والتذكرة الحمدونية 2/ 115 و 154 و 268 و 284 و 298، وفتوح البلدان 446- 448 و 489 و 491. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 477 وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْكِرَامِ الأَجْوَادِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَغَيْرُهُمَا. وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ. قَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَفِي سَنَةِ ثَلاثِ وَخَمْسِينَ عُزِلَ عبيد الله بن أبي بكرة عن سجستان، وَكَانَ قَدْ وَلِيَهَا فِي سَنَةِ خَمْسِينَ، ثُمَّ وَلِيَهَا فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ. كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ. قَالَ أَبُو هِلالٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ [2] قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَأَيْنَاهُ يَتَوَضَّأُ بِالْبَصْرَةِ هَذَا الْوُضُوءِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، فَقُلْتُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْحَبَشِيُّ يَلُوطُ إِسْتَهُ، يَعْنِي يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ مُؤَرِّجٍ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ مِنَ الأَجْوَادِ، فَاشْتَرَى جَارِيَةً يَوْمًا بِمَالٍ عَظِيمٍ، فَطَلَبَ دَابَّةً تُحْمَلُ عَلَيْهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، فَحَمَلَهَا عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى مَنْزِلِكَ [5] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ يُنْفِقُ عَلَى جِيرَانِهِ، يُنْفِقُ عَلَى أَرْبَعِينَ دَارًا عَنْ يَمِينِهِ، وَأَرْبَعِينَ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَرْبَعِينَ أَمَامَهُ، وَأَرْبَعِينَ وَرَاءَهُ، سَائِرُ نَفَقَاتِهِمْ، وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بِالتُّحَفِ [6] وَالْكِسْوَةِ وَيُزَوِّجُ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمُ التَّزْوِيجَ، وَيُعْتِقُ فِي كُلِّ عِيدٍ مِائَةَ عَبْدٍ [7] . وَرَوَى قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَجَّهَ إلى   [1] في تاريخه 219 وانظر: 210 و 277. [2] في الأصل «حمرة» بالحاء المهملة، وهو أبو جمرة الضّبعيّ. [3] تاريخ دمشق 10/ 374 أ. [4] في تاريخ الثقات 315 رقم 1051. [5] عيون الأخبار 1/ 337، البصائر 5/ 725، سراج الملوك 159، التذكرة الحمدونية 2/ 268 رقم 708. [6] في التذكرة «بالأضاحي» . [7] سراج الموك 159، ربيع الأبرار 1/ 476، التذكرة الحمدونية 2/ 154 رقم 341. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 478 عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ أَصَابَتْنِي عِلَّةٌ، فَوُصِفَ لِي لَبَنُ الْبَقَرِ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِسَبْعِمِائَةِ بَقَرَةً وَرُعَاتِهَا [1] . وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ- وَذَكَرَهُ الْكَلْبِيُّ- أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيَّ قَدِمَ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ بِسِجِسْتَانَ، فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِينَ أَلْفًا، فَانْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ: يُسَائِلُنِي أَهْلُ الْعِرَاقِ عَنِ النَّدَى ... فَقُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ حِلْفُ الْمَكَارِمِ فَتَى حَاتِمِيٍّ فِي سِجِسْتَانَ دَارُهُ ... وَحَسْبُكَ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ كَحَاتِمِ سَمَا لِبِنَاءِ الْمَكْرُمَاتِ فَنَالَهَا ... بِشِدَّةِ ضِرْغَامٍ وَبَذْلِ الدَّرَاهِمِ [2] وقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ بِسِجِسْتَانَ. 211- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ [4] الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْحِجَازِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْمُجَوِّدِينَ. مَدَحَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي أَيَّامِ عُمَرَ. وَهُوَ الْقَائِلُ: خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الْمَطَايَا كَأَنَّهَا ... نراها على الأدبار بالقوم تنكص   [1] سراج الملوك 159، تاريخ دمشق 10/ 375 ب. [2] المستجاد من فعلات الأجواد 97، الأغاني 18/ 219، ولباب الآداب 137، وانظر: التذكرة الحمدونية 2/ 114 و 115. [3] في التاريخ 279. [4] انظر عن (عبيد الله بن قيس الرقيّات) في: طبقات الشعراء لابن سلام 519 و 561، والمحبّر 138 و 167، والبيان والتّبيين 2/ 278، ونسب قريش 435، والمغازي للواقدي 784، وأنساب الأشراف 5/ 175 و 183 و 270 و 342، والشعر والشعراء 2/ 450- 452 رقم 96، والمثلّث للبطليوسي 2/ 272 و 365 و 378 و 408، ومروج الذهب 2013 و 2014 و 2197، والموشح 187، ومشاهير علماء الأمصار رقم 80، والأغاني 4/ 154، ومجموعة المعاني 82، والأمالي للقالي (الذيل) 53، وأمالي المرتضى 1/ 82 و 326 و 528 و 568، والمنازل والديار 1/ 41 و 47 و 132 و 229، والبداية والنهاية 8/ 328، وفيه (عبد الله) ، وفوات الوفيات 2/ 418 و 4/ 143 و 144، والتذكرة الحمدونية 2/ 267 و 429، وشرح شواهد المغني 47، وخزانة الأدب 3/ 265، وسمط اللآلي 294، ومعجم الشعراء في لسان العرب 339 رقم 871، وديوان عبيد الله بن قيس الرقيّات- نشره رود كناكس في فيينا 1902، ود. محمد يوسف نجم، بيروت 1958، والأخبار الموفقيات 533، والتذكرة الفخرية 469. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 479 الأَبَيْاتُ الْمَشْهُورَةُ. وَقِيلَ لِأَبِيهِ: قَيْسُ الرُّقَيَّاتِ لِأَنَّ لَهُ جَدَّاتٍ عِدَّةً يُسَمَّيْنَ رُقَيَّةَ. 212- عُبَيْدُ بْنِ نضيلة [1]- م 4- أبو معاوية الخزاعيّ الكوفيّ المقرئ، مقريء أَهْلِ الْكُوفَةِ. سَمِعَ: الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَمَسْرُوقًا، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيَّ، وَأَرْسَلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ على علقمة. قرأ عليه: حمران بن أعين، ويحيى بن وثاب، وروى عنه: إبراهيم النخعي، وأشعث بن سليم، والحسن العرني. قيل: إنه توفي في ولاية بشر بن مروان العراق، وكان مقريء أهل الكوفة في زمانه، ويقال: قَرَأَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْكِسَائِيِّ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، قُلْتُ: فَيَحْيَى عَلَى مَنْ قَرَأَ؟ قَالَ: عَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، وَقَرَأَ عُبَيْدٌ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ. 213- عبيد بن عمير [2] ابن قتادة أبو عاصم اللّيثيّ.   [1] انظر عن (عبيد بن نضيلة) في: طبقات ابن سعد 6/ 117 و 211، وتاريخ خليفة 273 وفيه (عبيد بن فضلة) ، وطبقات خليفة 150 وفيه (نضلة) ، والتاريخ الكبير 6/ 5 رقم 498 وفيه (نضلة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 323 رقم 1085، وفيه (نضلة) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 556 وفيه (نضلة) ، والجرح والتعديل 6/ 3 رقم 12 وفيه (نضيلة) ، والثقات لابن حبان 5/ 138 وفيه (نضلة) ، والكاشف 2/ 210 رقم 3687 وفيه (نضيلة) ، وتهذيب التهذيب 7/ 75، 76 رقم 164 وفيه (فضلة) ، وتقريب التهذيب 5451 رقم 1577، وغاية النهاية 1/ 497، 498 رقم 2071 وفيه (نضلة) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، ولم يترجم له المؤلّف- رحمه الله- في معرفة القراء، بل ذكره خلال ترجمة (حمران بن أعين) ج 1/ 70 رقم 26 وسمّاه: عبيد بن نضيلة، وقال: قرأ عبيد على ابن مسعود، وقد اختلف في عبيد بن نضيلة المقرئ، والثبت أنه قرأ على علقمة، عن ابن مسعود. ورجال مسلم 2/ 26 رقم 1060 وفيه (ابن نضيلة) . [2] انظر عن (عبيد بن عمير) في: طبقات ابن سعد 5/ 463، وطبقات خليفة 279، والتاريخ لابن معين 2/ 386، والتاريخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 480 الْجُنْدَعِيُّ [3] الْمَكِّيُّ الْوَاعِظُ الْمُفَسِّرُ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. وروى عن: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِيهِ عُمَيْرٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَحْضُرُ مَجْلِسَهُ، وَكَانَ ثِقَةً إِمَامًا. قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَصَّ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [4] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ لَهُ: خَفِّفْ فَإِنَّ الذِّكْرَ ثَقِيلٌ [5] ، تَعْنِي إِذَا وَعَظْتَ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ، وَلِحْيَتُهُ صفراء [6]   [ () ] الكبير 5/ 455 رقم 1479، وتاريخ الثقات للعجلي 321 رقم 1082، والثقات لابن حبان 5/ 132، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد 163 رقم 949، والمعرفة والتاريخ 2/ 23 و 24 و 155 و 3/ 73 و 147 و 148، وتاريخ أبي زرعة 1/ 515، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 115 و 182 و 261 و 277 و 2/ 300 و 290 و 3/ 286 و 291 و 292، والجرح والتعديل 5/ 409 رقم 1896، وجمهرة أنساب العرب 184، والكاشف 2/ 209 رقم 3679، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 219، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 367، وأنساب الأشراف 5/ 361، ومشاهير علماء الأمصار 592، وثمار القلوب 57، والمعارف 434، وحلية الأولياء 3/ 266- 279 رقم 242، والاستيعاب 2/ 441، وأسد الغابة 3/ 353، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 895، وتذكرة الحفاظ 1/ 47، وسير أعلام النبلاء 4/ 156، 157 رقم 56، والكاشف 2/ 209 رقم 3679، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 219، والبداية والنهاية 9/ 5، 6، والعقد الثمين 5/ 543، وغاية النهاية 1/ 496، 497 رقم 2064، والإصابة 3/ 78 رقم 6242، وتهذيب التهذيب 7/ 71 رقم 148، وتقريب التهذيب 1/ 554 رقم 1561، والنجوم الزاهرة 1/ 197، وطبقات الحفاظ 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 255، ورجال البخاري 2/ 498 رقم 764، ورجال مسلم 2/ 37 رقم 1062. [3] مهملة في الأصل، والتحرير من (اللباب 1/ 240) . [4] أخرجه ابن سعد في الطبقات 5/ 463. [5] طبقات ابن سعد 5/ 464. [6] طبقات ابن سعد 5/ 464. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 481 تُوُفِّيَ قَبْلَ وَفَاةِ ابْنِ عُمَرَ بِيَسِيرٍ، وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. 214- عَبِيدَةُ [1] بْنُ عَمْرٍو السّلمانيّ [2] المراديّ، من سَلْمَانَ بْنِ نَاجِيَةَ بْنِ مُرَادٍ. كَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ الْكِبَارِ بِالْكُوفَةِ. أَسْلَمَ زمَنَ الْفَتْحِ، وَلَمْ يَلْقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعيُّ، وَالشَّعْبيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، وَأَبُو حَسَّانٍ مُسْلِمُ الأَعْرَجُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ عَبيدَةُ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْقَضَاءِ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : كَانَ عَبِيدَةُ أَعْوَرَ، وَكَانَ أَحَدَ أَصْحَابِ ابن مسعود الذين يفتون ويقرئون.   [1] بفتح أوله، وكسر ثانيه. [2] انظر عن (عبيدة بن عمرو السّلماني) في: طبقات ابن سعد 6/ 93- 95 وفيه (عبيدة بن قيس) ، وطبقات خليفة 146، وتاريخ خليفة 268، وفيه (ابن قيس) ، والتاريخ لابن معين 2/ 387، 388، والتاريخ الكبير 6/ 82 رقم 1777، والتاريخ الصغير 75، والتاريخ الثقات للعجلي 325 رقم 1093، والمعارف 425، وتاريخ أبي زرعة 1/ 651 و 655، والجرح والتعديل 6/ 91 رقم 466، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 735، والاستيعاب 2/ 444، وتاريخ بغداد 11/ 117- 120 رقم 5814، وطبقات الفقهاء للشيرازي 80، والثقات لابن حبان 5/ 139، وأسد الغابة 3/ 356، واللباب 1/ 552، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 317 رقم 384، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 900، وتذكرة الحفاظ 1/ 47، والعبر 1/ 79، وسير أعلام النبلاء 4/ 40- 44 رقم 9، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 8/ 328، وغاية النهاية 1/ 498 رقم 2073، والإصابة 3/ 102، 103 رقم 6405، وتهذيب التهذيب 7/ 84، 85 رقم 185، وتقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1598، والنجوم الزاهرة 1/ 189، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، وشذرات الذهب 1/ 78، وتاج العروس (مادّة سلّم) ، ورجال البخاري 2/ 504 رقم 778، ورجال مسلم 2/ 28، 29 رقم 1068. والسلماني: بفتح السين وسكون اللام.. نسبة إلى سلمان بن يشكر.. وأصحاب الحديث يفتحون اللام. (انظر اللباب 1/ 552) وقال يحيى بن معين: «لم يكن عيسى بن يونس يقول: عبيدة السلماني وكان يقول: عبيدة السلماني، مفتوحة» . (التاريخ 2/ 388) . [3] في تاريخ الثقات 325 رقم 1093. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 482 وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَشَدَّ تَوَقِّيًا مِنْ عَبِيدَةَ. وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ مُكْثِرًا عَنْ عَبِيدَةَ [1] . هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: سَمِعْتُ عَبِيدَةَ يَقُولُ: أَسْلَمْتُ قَبْلَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ، وَصَلَّيْتُ وَلَمْ أَلْقَهُ [2] . هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الأَشْرِبَةِ، فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إِلا الْعَسَلُ وَاللَّبَنُ وَالْمَاءُ [3] . هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ: قُلْتُ لِعَبِيدَةَ: إِنَّ عِنْدَنَا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ، فَقَالَ: لأَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْهُ شَعْرةٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ صَفْرَاءَ وَبَيْضَاءَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ [4] . تُوُفِّيَ عَلَى الصَّحِيحِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو مُسْلِمٍ، وَأَبُو عَمْرٍو. 215- الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ [5] أَبُو نَجِيحٍ السُّلَمِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَحَدُ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ الَّتِي   [1] قال العجليّ: كان ابن سيرين من أروى الناس عنه، وكل شيء روى محمد بن سيرين عن عبيدة سوى رأيه، فهو عن عليّ. (تاريخ الثقات 325) . [2] طبقات ابن سعد 6/ 93. [3] طبقات ابن سعد 6/ 95. [4] طبقات ابن سعد 6/ 95. [5] انظر عن (العرباض بن سارية) في: طبقات ابن سعد 4/ 276 و 7/ 412، وطبقات خليفة 52 و 301، والتاريخ لابن معين 2/ 399، ومسند أحمد 4/ 126، والمحبّر 281، والمغازي للواقدي 800 و 994 و 1024 و 1036 و 1037، والتاريخ الكبير 7/ 85 رقم 381، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 92، والمعرفة والتاريخ 2/ 344- 349، وتاريخ أبي زرعة 1/ 606، والجرح والتعديل 7/ 39 رقم 208، وحلية الأولياء 2/ 13، 14 رقم 103، والاستيعاب 3/ 166، 167، وأسد الغابة 3/ 192، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 330 رقم 402، ومعرفة الرجال 2/ 203 رقم 678، والكامل في التاريخ 4/ 392، ومعرفة الرجال 2/ 203 رقم 578، والكامل في التاريخ 4/ 392، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 926، وتحفة الأشراف 7/ 286، والعبر 1/ 85، وسير أعلام النبلاء 3/ 419- 422 رقم 71، والكاشف 2/ 228 رقم 3821، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 89، والبداية والنهاية 9/ 7، ومشاهير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 483 بِمَسْجِدِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ البكّاءين الذين نَزَلَ فِيهِمْ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ 9: 92 الآيَةَ [1] . سَكَنَ حِمْصَ. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ. رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَأَبُو رُهْمٍ السَّمَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَالْمُهَاجِرُ بْنُ حَبِيبٍ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُقْبَضَ، فَكَانَ يَدْعُو: اللَّهمّ كَبِرَتْ سِنِّي وَوَهَنَ عَظْمِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ أُصَلِّي وَأَدْعُو أَنْ أُقْبَضَ إِذَا أَنَا بِفَتًى شَابٍّ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَعَلَيْهِ دُوَّاجٍ [2] أَخْضَرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي تَدْعُو بِهِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: كَيْفَ أَدْعُو يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: قُلْ: اللَّهمّ حَسِّنِ الْعَمَلَ وَبَلِّغِ الأَجَلَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا رَتَبَايِيلُ الَّذِي يَسِلُّ الْحُزْنَ مِنْ صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ وَلَهُ اسْمٌ لا يُحِبُّهُ غَيَّرَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، أَكْبَرُنَا الْعِرْباضُ بْنُ سَارِيَةَ، فَبَايَعْنَاهُ [3] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا أَبُو بَكْر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: لَوْلا أَنْ يُقَالَ: فَعَلَ أَبُو نجيح لألحقت مالي   [ () ] علماء الأمصار، رقم 331، ومرآة الجنان 1/ 156، والإصابة 2/ 473 رقم 5501، وتقريب التهذيب 2/ 17 رقم 146، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، وشذرات الذهب 1/ 82، ودول الإسلام 1/ 55، ومشتبه النسبة، ورقة 21 أ. [1] سورة التوبة، الآية 92. [2] دوّاج: مثل رقّان وغراب: اللحاف الّذي يلبس. أو هو ضرب من الثياب. (لسان العرب) . [3] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 51، 52 وقال: رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 484 سُبُلَهُ، ثُمَّ لَحِقْتُ وَادِيًا مِنْ أَوْدِيَةِ لُبْنَانَ، فَعَبَدْتُ اللَّهَ حَتَّى أَمُوتَ [1] . وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الْفَيْضِ: سَمِعْتُ عُمَرَ أَبَا حَفْصٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ: أَعْطَى مُعَاوِيَةُ الْمِقْدَامَ حِمَارًا مِنَ الْمَغْنَمِ، فَقَالَ لَهُ الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ: مَا كَانَ لَكَ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَمَا كَانَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَكَ، كَأَنِّي بِكَ فِي النَّارِ تَحْمِلُهِ عَلَى عُنُقِكَ، فَرَدَّهُ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. 216- عَطِيَّةُ بْنُ بُسْرٍ [2] الْمَازِنِيُّ [3]- ت- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، وَلَهُمَا صُحْبَةٌ [4] . ذُكِرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِمَا فَقَدَّمَا لَهُ تَمْرًا وَزُبْدًا، وَكَانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ. قَالَهُ صَدَقَةُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِمَا. 217- عَطِيَّةُ السَّعْدِيُّ [5]- د ت ق- ابن عروة، ويقال: ابن سعد، ويقال: ابن   [1] الحديث مختصر في طبقات ابن سعد 4/ 276. [2] في الأصل «بشير» والتصويب من الإصابة حيث قيّده بضمّ الباء وسكون السين المهملة. [3] انظر عن (عطية بن بسر المازني) في: التاريخ الكبير 7/ 10 رقم 45، وتاريخ أبي زرعة 1/ 216، والجرح والتعديل 6/ 381 رقم 2118، والثقات لابن حبّان 3/ 307 و 5/ 263، والاستيعاب 3/ 145، 146، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 939، والكاشف 2/ 235 رقم 3874، وتحفة الأشراف 7/ 297 رقم 375، وتهذيب التهذيب 7/ 223 رقم 410، وتقريب التهذيب 2/ 24 رقم 213، والإصابة 2/ 484 رقم 5568، وخلاصة تذهيب التهذيب 267، والعقد الفريد 3/ 162، والبداية والنهاية 8/ 328، وتعجيل المنفعة 287 رقم 742. ويقال في نسبته: الهلاني. (الاستيعاب 1/ 146) . [4] ذكر ابن حبّان صاحب الترجمة (عطية بن بسر) مرتين، مرّة في الصحابة، ومرة في التابعين، في الأولى: عطية بن بسر المازني، وفي الثانية: عطية بن بسر الشامي. (الثقات 3/ 307 و 5/ 261) قال ابن حجر في ترجمة (عطية بن بسر الشامي) : فرّق ابن حبّان بينه وبين عطية بن بسر المازني، فذكر المازني في الصحابة، وذكر هذا في ثقات التابعين، وقال: «شيخ من أهل الشام حديثه عند أهلها» . (تعجيل المنفعة 287) . [5] انظر عن (عطيّة السعدي) في: طبقات ابن سعد 7/ 430، وطبقات خليفة 55، ومسند أحمد 4/ 226، والتاريخ الكبير 7/ 8 رقم 33، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم 405، والجرح والتعديل 6/ 383 رقم 2127، والثقات لابن حبّان 3/ 307، والاستيعاب 3/ 144، 145، وتهذيب الكمال 2/ 940، وتحفة الأشراف 7/ 297 رقم 376، والكاشف 2/ 235 رقم 3879، وتهذيب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 485 عَمْرِو بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الْقَيْنِ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَنَزَلَ الْبَلْقَاءَ بِالشَّامِ، وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ بِالْبَلْقَاءِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَبُو عُرْوَةَ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ. قَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْيَدُ الْمُعْطِيَةُ خَيْرٌ من اليد السّفلى» [1] . 218- عقبة بن صهبان [2]- خ م د ق- الأزدي البصريّ. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ عَمَّارٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، وَقَتَادَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ وِلايَةِ الْحَجَّاجِ عَلَى الْعِرَاقِ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً. 219- عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ [4]   [ () ] التهذيب 7/ 227، 228 رقم 417، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 221، والإصابة 2/ 485 رقم 5573، وخلاصة تذهيب التهذيب 268. [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 226. [2] انظر عن (عقبة بن صهبان) في: طبقات ابن سعد 7/ 146، وطبقات خليفة 305، وتاريخ خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 309، والتاريخ الكبير 6/ 431 رقم 2889، وتاريخ الثقات لابن حبان 337 رقم 1151، والثقات لابن حبّان 5/ 225، والمعرفة والتاريخ 3/ 24، والجرح والتعديل 6/ 312 رقم 1736، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 944، والكاشف 2/ 237 رقم 3895، وتهذيب التهذيب 7/ 242 رقم 438، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 241، وعيون الأخبار 2/ 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، ورجال البخاري 2/ 564 رقم 888، ومسلم 2/ 108 رقم 1270. [3] في الطبقات 7/ 146. [4] انظر عن (علقمة بن وقّاص) في: رجال البخاري 2/ 575 رقم 907، وطبقات ابن سعد 5/ 60، وطبقات خليفة 236، وتاريخ خليفة 292 و 300، والتاريخ الكبير 7/ 40 رقم 176، وتاريخ الثقات للعجلي 342 رقم 1164، والمعرفة والتاريخ 1/ 393، وتاريخ الطبري 2/ 588 و 611 و 4/ 453 و 476، والجرح والتعديل 6/ 405 رقم 2259، والثقات لابن حبان 5/ 209، والاستيعاب 3/ 126، وأسد الغابة 3/ 126، وأسد الغابة 4/ 15، وتهذيب الكمال (المصوّر) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 486 - ع- الليثي العتواري [5] المدني. جَدُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ. سَمِعَ: عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَمْرٌو، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [6] ، وكان قليل الرواية. 220- عمارة بن رويبة [7]- م د ت ن- الثقفيّ. صَحَابِيٌّ مَعْرُوفٌ، نَزَلَ الْكُوفَةَ، كُنْيَتُهُ أَبُو زُهَيْرَةَ. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَارَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَهُوَ الَّذِي رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ يَخْطُبُ رَافِعًا يديه، فقال: قبّح الله هاتين   [ () ] 2/ 954، والكاشف 2/ 242 رقم 3934، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 222، وتهذيب التهذيب 7/ 280، 281 رقم 488، وتقريب التهذيب 2/ 31 رقم 290، وخلاصة تذهيب التهذيب 271، وتذكرة الحفاظ 1/ 50، وسير أعلام النبلاء 4/ 61، 62 رقم 15، والإصابة 3/ 81 رقم 6260، وطبقات الحفاظ للسيوطي 16، والمشاهير رقم 459، ورجال مسلم 2/ 104 رقم 1260. [5] العتواري: بضم العين وسكون التاء وفتح الواو ... نسبة إلى عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. ووهم السمعاني فقال إنه بطن من الأزد. (انظر: اللباب 2/ 121) . [6] في الطبقات 5/ 60. [7] انظر عن (عمارة بن رويبة) في: طبقات ابن سعد 6/ 40، وطبقات خليفة 55 و 131، ومسند أحمد 4/ 135 و 261، والتاريخ الكبير 6/ 494 رقم 3090، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 200، وتاريخ الثقات للعجلي 353 رقم 1212، والثقات لابن حبّان 5/ 263، والجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2012، والاستيعاب 3/ 20، وأنساب الأشراف 5/ 170، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 312، وأسد الغابة 4/ 49، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1000، وتحفة الأشراف 7/ 486، 487 رقم 391، والكاشف 2/ 262 رقم 4069، والإصابة 2/ 515 رقم 5715، وتهذيب التهذيب 7/ 416 رقم 675، وتقريب التهذيب 2/ 49 رقم 365، والإكمال 4/ 102، والجمع بين رجال الصحيحين 396، والوافي بالوفيات 22/ 404 رقم 278، ورجال مسلم 2/ 91 رقم 1231. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 487 الْيَدَيْنِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ أَوْ أربع وسبعين. 221- عمر بن أبي سلمة [1] ابن عَبْدِ الأَسَدِ بْنِ هِلالٍ، أَبُو حَفْصٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَبِيبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ، عَلَى مَا قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَذَلِكَ لِأَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلُ. وَعَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ. قُلْتُ: لَمَّا تُوُفِّيَ وَالِدُهُ أَبُو سَلَمَةَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ كَانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَوْلادٍ: عُمَرُ، وَهُوَ الأَكْبَرُ فِيمَا أَرَى، وَسَلَمَةُ، وَزَيْنَبُ، وَدُرَّةُ، وَقَدْ تَزَوَّجَ عُمَرُ، وَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ، وَقَدْ تَزَوَّجَ نَبِيُّ اللَّهِ بِأُمِّهِ أُمِّ سَلَمَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَوَرَدَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي زَوَّجَ أُمَّهُ، وأنّه كان صبيّا مميّزا [3] .   [1] انظر عن (عمر بن أبي سلمة) في: المحبّر لابن حبيب 84 و 293، والمغازي للواقدي 343 و 344 و 721، والتاريخ الكبير 9/ 139 رقم 1953، والتاريخ الصغير 83، وتاريخ خليفة 200 و 292 و 300 و 410، والتاريخ لابن معين 2/ 430، ومسند أحمد 4/ 26، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 169، والمعارف 125 و 131 و 238، وأنساب الأشراف 1/ 430 و 432، وتاريخ اليعقوبي 2/ 201، وتاريخ الثقات للعجلي 358 رقم 1235، والثقات لابن حبّان 3/ 263، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 124، والمعرفة والتاريخ 1/ 271، وتاريخ أبي زرعة 1/ 525، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 4/ 445 و 451 و 480 و 5/ 139، والجرح والتعديل 6/ 117 رقم 632 (باسم: عمر بن عبد الله بن عبد الأسد) ، والاستيعاب 2/ 474، 475، وتاريخ بغداد 1/ 194 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 339، وأسد الغابة 4/ 79، والكامل في التاريخ 4/ 106، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 16 رقم 5، وجمهرة أنساب العرب 88، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 116 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1010، وتحفة الأشراف 8/ 128- 132 رقم 396، والكاشف 2/ 271 رقم 4129، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 153، والأسامي والكنى، للحاكم- ج 1 ورقة 120 أ، والبداية والنهاية 8/ 323، والوافي بالوفيات 22/ 501 رقم 351، وسير أعلام النبلاء 3/ 406- 408 رقم 63، والعقد الثمين 6/ 307، والإصابة 2/ 519 رقم 5740، وتهذيب التهذيب 7/ 455، 456 رقم 758، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، ورجال البخاري 2/ 507، 508 رقم 781، ورجال مسلم 2/ 32 رقم 1075. [2] في الاستيعاب 2/ 474. [3] أخرجه النسائي في النكاح 6/ 81 باب إنكاح الابن أمّه، وابن حجر في الإصابة 2/ 519. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 488 وَكَانَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي أُطُمِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ مَعَ النِّسَاءِ، فَكَانَ يَحْمِلُ ابْنَ الزُّبَيْرِ لِيَنْظُرَ، فَهَذِهِ الأَشْيَاءُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ مَوْلِدَهُ قَبْلَ عَامِ الْهِجْرَةِ وَلا بُدَّ. وَكَانَ عِنْدَ أُمِّهِ أمِّ سَلَمَةَ، وَعَلَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا بُنَيَّ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» [1] . وَرَوَى عَنْ أُمِّهِ. رَوَى عَنْهُ: عُرْوَةُ، وَابْنُ الُمُسَيِّبُ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَقُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَأَبُو وَجْزَةَ [2] السَّعْدِيُّ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ مِنَ الرَّضَاعِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ. ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ الْأَثِيرِ [4] قَدْ وَرَّخَ مَوْتَهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، فَيُؤَخَّرُ. 222- عَمْرُو بْنُ أخطب [5]- م 4- أبو زيد الأنصاري الخزرجيّ الأعرج.   [1] أخرجه البخاري في الأطعمة 9/ 458 باب التسمية على الطعام والأكل باليمين، ومسلم في الأشربة (2022) باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما، وأبو داود (3787) ، والترمذي (1858) ، ومالك في الموطّأ 6684 رقم 1694، والحاكم في الأسامي والكنى، ج 1 الورقة 120 أ. [2] في الأصل «وحزه» وهو تحريف. [3] قوله ليس في طبقات ابن سعد حيث لم يترجم له. [4] أرّخ ابن الأثير وفاته في أسد الغابة كما هنا (4/ 79) وفي الكامل في التاريخ أرّخه بسنة 86 هـ. (5/ 525) . [5] انظر عن (عمرو بن أخطب في) : مسند أحمد 5/ 77 و 340، وطبقات ابن سعد 7/ 28، وطبقات خليفة 104 و 187، والتاريخ لابن معين 2/ 440، والتاريخ الكبير 6/ 309 رقم 2488، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 326، والمعرفة والتاريخ 1/ 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 207 و 559، 560، وتاريخ الطبري 3/ 180، والجرح والتعديل 6/ 220 رقم 1215، والاستيعاب 2/ 524، 525، ومعرفة الرجال 2/ 116 رقم 335، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 32، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 202 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 372، وأسد الغابة 4/ 190، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1025، وتحفة الأشراف 8/ 133، 134 رقم 398، والكاشف 2/ 280 رقم 4191، وسير أعلام النبلاء 3/ 473، 474 رقم 100، والبداية والنهاية 8/ 324 (وفيه عمر) ، والإصابة 2/ 522 رقم 5759، و 4/ 78 رقم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 489 غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَقَالَ: «اللَّهمّ جَمِّلْهُ» فَبَلَغَ مِائَةَ سَنَةٍ، وَلَمْ يَبْيَضَّ مِنْ شَعْرِهِ إِلا الْيَسِيرُ [1] . نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَلَهُ بِهَا مَسْجِدٌ. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ بَشِيرٌ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وعلباء بْنُ أَحْمَرَ، وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. 223- عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ [2] وَيُقَالُ عُمَيْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، أَبُو عِيَاضٍ الْعَنْسِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ سَكَنَ دَارَيَّا، وَقِيلَ: كنيته أبو عبد الرحمن، من كبار تابعييّ الشَّامِ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأُمِّ حَرَامِ بِنْتِ ملحان، وغيرهم.   [ () ] 461، وتهذيب التهذيب 418 رقم 4، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم 534، وخلاصة تذهيب التهذيب 243، وفتوح البلدان 92، 93، ورجال مسلم 2/ 64 رقم 1162. [1] أخرجه الترمذي في المناقب (3629) من طريق: محمد بن بشار، عن أبي عاصم النبيل، عن عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، حدّثنا أبو زيد بن أخطب، قَالَ: مسح رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ على وجهي ودعا لي. قال عزرة إنه عاش مائة وعشرين سنة، وليس في رأسه إلّا شعرات بيض. وأخرجه أحمد في المسند 5/ 77 و 341، وانظر طبقات ابن سعد 7/ 28. [2] انظر عن (عمرو بن الأسود) في: طبقات ابن سعد 7/ 442، وطبقات خليفة 280، والتاريخ الكبير 6/ 315 رقم 2504، والتاريخ الصغير 59 و 64، وتاريخ الثقات للعجلي 362 رقم 1248، والثقات لابن حبّان 7/ 171، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 860، والمعرفة والتاريخ 2/ 314 و 348، وتاريخ أبي زرعة 1/ 392، والجرح والتعديل 6/ 220، 221 رقم 1222، وحلية الأولياء 5/ 155- 157 رقم 310، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 134/ 196 أ، وأسد الغابة 4/ 84، 85، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وسير أعلام النبلاء 4/ 79- 81 رقم 26، والكاشف 2/ 280 رقم 4192، والإصابة 3/ 120 رقم 6526، وتهذيب التهذيب 8/ 4- 6 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم 535، وخلاصة تذهيب التهذيب 287، ورجال مسلم 2/ 66 رقم 1168. [3] تحرّفت هذه النسبة في طبقات خليفة 280 إلى «العبسيّ» بالباء الموحّدة، وفي الجرح والتعديل 6/ 220 إلى «القيسي» بالقاف والياء المثنّاة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 490 رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ سَيْفٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ بْنَ سُمَيْعٍ: عَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ هُوَ عُمَيْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، يُكَنَّى أَبَا عِيَاضٍ [1] . قُلْتُ وَحَدِيثُهُ فِي «صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ» في الجهاد [2] : عمير بن الأسود. وقال أحمد في «مسندة» [3] : ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ، وَحَكَى ابْنُ عُمَيْرٍ قَالا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هَدْيِ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ، رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ فَقَطْ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى عُمَرَ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنِي زُرَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الألهاني [4] ، أن عمرو بن الأسود قدم المدينة، فرآه ابن عمر يصلي، فقال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلينظر إلى هَذَا، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ بِقِرًى وَعَلَفٍ وَنَفَقَةٍ. فَقَبِلَ الْقِرَى وَالْعَلَفَ وَرَدَّ النَّفَقَةَ [5] ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ ذَلِكَ.   [1] العبارة في تاريخ أبي زرعة 1/ 392: «وعمرو بن الأسود يكنى أبا عياض» . [2] باب ما قيل في قتال الروم 3/ 232 والحديث رواه البخاري عن: إسحاق بن يزيد الدمشقيّ، حدّثنا يحيى بن حمزة، قال: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، أن عمر بن الأسود العنسيّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ أَتَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَهُوَ نازل في ساحل حمص، وهو في بناء له ومعه أم حرام، قال عمير: فحدّثتنا أمّ حرام أَنَّهَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أوجبوا» قالت أمّ حرام: قلت: يا رسول الله، أنا فيهم! قال: «أنت فيهم» . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مغفور لهم» فقلت: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لَا» . وهو في حلية الأولياء 5/ 156. [3] ج 1/ 18، 19، وانظر حلية الأولياء 5/ 156. [4] الألهاني: بفتح الألف وسكون اللام. نسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك. (اللباب 1/ 66) . [5] حتى هنا في سير أعلام النبلاء 4/ 80. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 491 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الأَبَرْقُوهِيُّ [1] . أنا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنبأ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي قَالُوا: نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ (بْنِ) [2] الْمُسْلِمَةِ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، ثنا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ [3] ، ثنا إبراهيم بن العلاء الحمصي، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ [4] بْنِ سعيد [5] ، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود العنسي أنه كان إذا خرج إلى المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك، فَقَالَ: مَخَافَةُ أَنْ تُنَافِقَ يَدَيْ [6] . قُلْتُ: لِئَلا يَخْطُرَ بِهَا فِي مِشْيَتِهِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ [7] : حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ كَانَ يَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الشَّبَعِ مَخَافَةَ الْأَشَرِ [8] . 224- عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ [9] الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، لَهُ صحبة.   [1] الأبرقوهي: بفتح الألف والباء الموحّدة وسكون الراء وضمّ القاف. نسبة إلى أبرقوه بليدة بنواحي أصبهان. (اللباب 1/ 24) . [2] «بن» ساقطة من الأصل. [3] في الأصل «الفرياني» ، والتصحيح من اللباب 2/ 211. [4] مهمل في الأصل، والتحرير من خلاصة التذهيب حيث قيّده بكسر الحاء المهملة. [5] في سير أعلام النبلاء 4/ 80 «سعد» . [6] حلية الأولياء 2/ 156 وفيه «مخافة الخيلاء» . [7] مهمل في الأصل. [8] حلية الأولياء 5/ 156. [9] انظر عن (عمر بن حريث) في: طبقات ابن سعد 6/ 23، ونسب قريش 233، والمحبّر 156 و 342 و 379، وطبقات خليفة 20 و 126، ومسند أحمد 4/ 306، والتاريخ الكبير 6/ 305 رقم 2479، والتاريخ الصغير 91، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 134، وتاريخ الثقات للعجلي 363 رقم 1254، والثقات لابن حبان 3/ 272، والمعارف 293 و 480 و 576، والاشتقاق لابن دريد 61 و 92، والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وأنساب الأشراف 1/ 228 و 260 و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 657 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 412، والزهد لابن المبارك 356، وفتوح البلدان 276 و 305، والبيان والتبيين 4/ 81، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 286، ومروج الذهب 1896 و 1919، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والجرح والتعديل 6/ 226 رقم 1254، وتاريخ الطبري 5/ 523، وذيل المذيّل 547، والاستيعاب 2/ 515، والجمع بين رجال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 492 قَالَ خَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ بِالْكُوفَةَ. قُلْتُ: وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ. 225- عمرو بن عتبة [2] ابن فَرْقَدٍ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسُبَيْعَةَ الأسلمية. وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَحَوْطُ بْنُ رَافِعٍ الْعَبْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ الْهَمْدَانِيُّ، لَكِنْ لَمْ يُدْرِكْهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يَرْعَى رِكَابَ أَصْحَابِهِ وَغَمَامَةً تُظِلُّهُ، وَكَانَ يُصَلِّي وَالسَّبُعُ يَضْرِبُ بِذَنَبِهِ يَحْمِيهِ [3] . وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبد الله بن ربيعة قال: قال   [ () ] الصحيحين 1/ 363، وأسد الغابة 4/ 213، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وتحفة الأشراف 8/ 143- 146 رقم 402، والعبر 1/ 100، وسير أعلام النبلاء 3/ 417- 419 رقم 70، والكاشف 2/ 282 رقم 4206، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 96، ومرآة الجنان 1/ 176، ومجمع الزوائد 9/ 405، والعقد الثمين 6/ 368، والإصابة 2/ 531 رقم 5808، وتهذيب التهذيب 8/ 17، 18 رقم 26، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 559، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وشذرات الذهب 1/ 95، والأخبار الطوال 223، 224، والخراج وصناعة الكتابة 379، ورجال مسلم 2/ 65 رقم 1165، وسيعيده المؤلّف في الجزء التالي. [1] في الطبقات 20 و 126. [2] انظر عن (عمر بن عقبة) في: طبقات ابن سعد 6/ 206، والأخبار الموفقيات 467، 468، والمغازي للواقدي 994، وطبقات خليفة 142 و 143، والتاريخ الكبير 6/ 360 رقم 2636، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1273، والثقات لابن حبان 5/ 173 و 7/ 227، والمعرفة والتاريخ 2/ 585، 586، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والمعارف 345، وتاريخ الطبري 4/ 305 و 306 و 309، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 140، والجرح والتعديل 6/ 250 رقم 1382، وجمهرة أنساب العرب 263، والكامل في التاريخ 3/ 133 و 134، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1042، وتهذيب التهذيب 8/ 75، 76 رقم 110، وتقريب التهذيب 2/ 74 رقم 631، وحلية الأولياء 4/ 155- 158 و 259، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، وصفة الصفوة 3/ 68 رقم 404. [3] حلية الأولياء 4/ 157، وانظر الزهد لابن المبارك 301 رقم 869. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 493 عُتْبَةُ [1] بْنُ فَرْقدٍ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَلا تُعِينَنِي عَلَى ابْنِي؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا عَمْرُو، أَطِعْ أَبَاكَ. فَقَالَ: يَا أَبَهْ، إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَعْمَلُ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِي فَدَعْنِي، فَبَكَى أَبُوهُ ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبًّا للَّه، وَحُبَّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ، قَالَ: يَا أَبَهْ إِنَّكَ كُنْتَ أتَيْتَنِي بِمَالٍ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَإِنْ أَذِنْتَ لِي أَمْضَيْتُهُ. قَالَ: قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَأَمْضَاهُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ دِرْهَمٌ [2] . وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: قَامَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُصَلِّي، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ 40: 18 الآيَةَ [3] . فَبَكَى حَتَّى انْقَطَعَ، ثُمَّ قَعَدَ، فَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَصْبَحَ [4] . وَيُرْوَى أَنَّ حَنَشًا جَاءَهُ فِي الصَّلاةِ، فَالْتَفَّ عَلَى رِجْلِهِ، فَلَمْ يَتْرُكْ صَلاتَهُ [5] . وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ [6] عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ يَخْرُجُ عَلَى فَرَسِهِ لَيْلا، فيقف على القبور، فيقول: يا أهل الْقُبُورِ قَدْ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَقَدْ رُفِعَتِ الأَعْمَالُ، ثُمَّ يَبْكِي وَيَصُفُّ [7] قَدَمَيْهِ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَرْجعُ فَيَشْهَدُ صَلاةَ الصُّبْحِ [8] . رَوَاهَا النَّسَائِيُّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي «السُّنَنِ» ، وعيسى لم يدرك عمرا.   [1] في الأصل «عقبة» وهو تحريف. [2] حلية الأولياء 4/ 156. [3] سورة غافر- الآية 18. [4] حلية الأولياء 4/ 158. [5] روى أبو نعيم من طريق: بشر بن المفضّل، عن سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين قال: كان عمرو بن عتبة لا يزال رجلا يتشبه به قد صحبه، فبينما هو ليلة في فسطاط يصلّي خارجا من الفسطاط إذ جاءه أسود حتى مرّ في قبلة صاحبه عمرو فلم ينصرف، ثم أتى الفسطاط فجاء حتى انطوى على رجل عمرو فلم ينصرف، فلما أراد أن يسجد جاء حتى انطوى في موضع سجوده فسجد عليه- أو قال فنحّاه- ثم سجد، فلما أصبح عمرو دخل عليه فأخبره بمرّ الأسود بين يديه وأنه لم ينصرف وهو يرى أنه قد صنع شيئا، فأراه عمرو وأثره على رجله وأخبره بما صنع. [6] في الزهد- ص 13 رقم 29. [7] في الزهد: «يصفن» بمعنى يضم. والمثبت يتفق مع ما في حلية الأولياء. [8] الزهد، حلية الأولياء 4/ 158. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 494 وَعَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ يُفطِرُ عَلَى رَغِيفٍ وَيَتَسحَّرُ بِرَغِيفٍ [1] . وَقَالَ فُضَيْلٌ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ: سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَأَنَا أَنْتَظِرُ الثَّالِثَةَ: سَأَلْتُهُ أَنْ يُزَهِّدَنِي فِي الدُّنْيَا فَمَا أُبَالِي مَا أَقْبَلَ وَمَا أَدْبَرَ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقَوِّيَنِي عَلَى الصَّلاةِ فَرَزَقَنِي مِنْهَا، وَسَأَلْتُهُ الشَّهَادَةَ، فَأَنَا أَرْجُوهَا [2] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا مَسْرُوقٌ، وَعَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ، وَمِعْضَدٌ الْعِجْلِيُّ غَازِينَ، فَلَمَّا بَلَغْنَا مَاسَبَذَانَ [3] ، وَأَمِيرُهَا عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ، فَقَالَ لَنَا ابْنُهُ عَمْرُو: إِنَّكُمْ إِنْ نَزَلْتُمْ عَلَيْهِ صَنَعَ لَكُمْ نُزُلا، وَلَعَلَّ أَنْ تَظْلِمُوا فِيهِ أَحَدًا، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتُمْ قُلْنَا فِي ظِلِّ هَذِهِ الشَّجَرَةِ وَأَكَلْنَا مِنْ كَسْرِنَا، ثُمَّ رُحْنَا، فَفَعَلْنَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا الأَرْضَ قَطَعَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ جُبَّةً بَيْضَاءَ فَلَبِسَهَا فَقَالَ: وَاللَّهِ إنْ تَحَدَّرَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ لَحَسَنٌ، فَرَمَى، فَرَأَيْتُ الدَّمَ يَنْحَدِرُ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ [4] . وقَالَ هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى أُخْتِهِ، فَقَالَ: أخبرينا عَنْهُ، فَقَالَتْ: قام ذات ليلة فاستفتح سورة (حم) فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الآيَةَ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ 40: 18 [5] فَمَا جَاوَزَهَا [6] حَتَّى أَصْبَحَ [7] . لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ، وَحِكَايَةٌ عِنْدَ النَّسَائِيِّ، وَهُوَ في طبقة   [1] حلية الأولياء 4/ 157. [2] حلية الأولياء 4/ 155، 156. [3] ماسبذان: بفتح السين المهملة والباء الموحّدة والذال معجمة، وآخره نون. وأصله: ماه سبذان مضاف إلى اسم القمر. وهي مدينة حسنة في الصحراء ببلاد فارس. (معجم البلدان 5/ 41) . [4] حلية الأولياء 4/ 155. [5] سورة غافر، الآية 18. [6] في طبعة القدسي 3/ 197 «جازها» والتصحيح من الحلية. [7] حلية الأولياء 4/ 158. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 495 أَبِي وَائِلٍ، وَشُرَيْحٍ، وَعَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَالْقُدَمَاءِ مِنْ حَيْثُ الْوَفَاةِ. أَمَّا أَبُوهُ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ فَمِنْ أَشْرَافِ بَنِي سُلَيْمٍ، شَهِدَ فَتْحَ خَيْبَرَ فِيمَا قِيلَ، وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلِيَ إِمْرَهَ الْمَوْصِلِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ بِهَا مَسْجِدٌ مَعْرُوفٌ وَدَارٌ، وَلا أَعْلَمُ لِعُتْبَةَ رِوَايَةً. 226- عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [1]- ع- بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الُمَسيِّبِ، وَأَبُو الزِّنَادِ. تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الثَّمَانِينَ، وَكَانَ زَوْجَ رَمْلَةَ بِنْتِ مُعَاوِيَةَ. 227- عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ [2] الأَوْدِيُّ الْمَذْحِجِيُّ أَبُو عَبْدِ الله.   [1] انظر عن (عمرو بن عثمان) في: طبقات ابن سعد 5/ 150، والمحبّر 57 و 382، ونسب قريش 105 و 109 و 110، وطبقات خليفة 240، والتاريخ الكبير 6/ 352، 353 رقم 2612، والتاريخ الصغير 34، والمعارف 196، و 198 و 201 و 214، وأنساب الأشراف 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 357 وج 5 (انظر فهرس الأعلام) 413، وفتوح البلدان 105 و 109 و 110 و 154 و 371، وتاريخ اليعقوبي 2/ 176 و 227، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1274، والثقات لابن حبّان 5/ 168، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 443، وتاريخ الطبري 4/ 420 و 5/ 482 و 485 و 494، والجرح والتعديل 6/ 248 رقم 1368، ومروج الذهب 1776 و 2024، والعقد الفريد 1/ 279، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 5، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 291 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1046، والكامل في التاريخ 3/ 186 و 4/ 113 و 114 و 120، والكاشف 2/ 290 رقم 4262، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 223، وسير أعلام النبلاء 4/ 353 رقم 134، وشرح نهج البلاغة 3/ 297، ومحاضرات الأدباء 2/ 224، وتهذيب التهذيب 8/ 78، 79 رقم 115، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، والتذكرة الحمدونية 2/ 418، ورجال مسلم 2/ 76 رقم 1193. [2] انظر عن (عمرو بن ميمون) في: طبقات ابن سعد 6/ 117، 118، وطبقات خليفة 147، وتاريخ خليفة 275 و 423، والتاريخ لابن معين 2/ 454، 455، والسير والمغازي لابن إسحاق 68 و 211، والتاريخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 496 أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَلَمْ يَلْقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ الشَّامَ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ. وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُونَ. وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ [1] . وَفِي «الْمُسْنَدِ» [2] : ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ: قدم   [ () ] الكبير 6/ 367 رقم 2659، والتاريخ الصغير 95، وتاريخ الثقات للعجلي 371 رقم 1290، والثقات لابن حبان 5/ 166، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 733، والمعارف 426 و 448، 349، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، وأنساب الأشراف 1/ 167 و 189 و 4 ق 1/ 155 و 501 و 502 و 5/ 170 وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 282، والعقد الفريد 1/ 182، والجرح والتعديل 6/ 258 رقم 1422، وربيع الأبرار 4/ 190، وأمالي القالي 3/ 42، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 319، وحلية الأولياء 4/ 148- 154 رقم 258، والاستيعاب 2/ 542- 554، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 322 أ، وأسد الغابة 4/ 134، والكامل في التاريخ 3/ 65 و 70 و 399 و 4/ 373، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 224 رقم 765، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 34، 35 رقم 24، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1054، وتحفة الأشراف 8/ 172 رقم 416، وسير أعلام النبلاء 4/ 158- 161 رقم 58، وتذكرة الحفاظ 1/ 61، والعبر 1/ 85، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 277 و 278 و 342 و 504 و 565 و 571 و 639، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 73 و 461 و 465، والكاشف 2/ 296 رقم 4305، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 224، ومرآة الجنان 1/ 156، والعقد الثمين 6/ 417، وغاية النهاية 1/ 603 رقم 2463، والإصابة 3/ 118 رقم 6515، وتهذيب التهذيب 8/ 109، 110 رقم 180، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 690، والنجوم الزاهرة 1/ 195، وطبقات الحفاظ للسيوطي 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 294، وشذرات الذهب 1/ 82، ورجال البخاري 2/ 551 رقم 867، ورجال مسلم 2/ 79، 80 رقم 202. [1] تاريخ دمشق 13 ورقة 322 أ. [2] مسند أحمد 5/ 231، 232. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 497 عَلَيْنَا مُعَاذٌ الْيَمَنَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشِّحْرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حَثَوْتُ عَلَيْهِ التُّرَابَ، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ: رَأَيْتُ قِرْدَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: حَجَّ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ سِتِّينَ مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [3] . وَقَالَ مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَمَّا كَبِرَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أُوتِدَ لَهُ فِي الْحَائِطِ، وَكَانَ إِذَا سُئِمَ مِنَ الْقِيَامِ أَمْسَكَ بِهِ، أَوْ يَرْبِطُ حَبْلا فَيَتَعَلَّقُ بِهِ [4] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كان عمرو بن ميمون إذا رئي ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى [5] . وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، وَسُوَيْدَ بْنَ غَفَلَةَ الْتَقَيَا، فَاعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ. وَقَالَ الفلّاس: سنة خمس وسبعين.   [1] رواه أحمد من طريق: الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطيّة، عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ميمون الأودي، قال: قدم علينا معاذ بن جبل الْيَمَنَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الشِّحْرِ، رَافِعًا صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ، أَجَشَّ الصَّوْتِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ مَحَبَّتِي، فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى حثوت عليه التراب بالشام ميتا، رحمه الله، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ، فَأَتَيْتُ عبد الله بن مسعود فقال لي: كيف أنت إذا أتت عليكم أمراء يصلّون الصلاة لغير وقتها؟ قال: فقلت: ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: صلّ الصلاة لوقتها واجعل ذلك معهم سبحة. وقد تحرّفت «الشحر» إلى «السحر» ، وهو بكسر أوله وإسكان ثانيه، ساحل اليمن ممتدّ بينها وبين عمان. (معجم ما استعجم 3/ 783) . والحديث أيضا في سنن أبي داود، كتاب الصلاة (432) باب: إذا أخّر الإمام الصلاة عن الوقت. [2] في الأنبياء 7/ 121 باب أيام الجاهلية. [3] حلية الأولياء 4/ 148 وفي التاريخ لابن معين 2/ 455 مائة حجّة وعمرة. [4] حلية الأولياء 4/ 150 وفيه «وتد له وتدا في الحائط» . [5] طبقات ابن سعد 6/ 118. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 498 228- عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ الْمُجَاشِعِيُّ [1] قَاتَلَ حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَتَلَهُ تَقَرُّبًا بِذَلِكَ إِلَى عَلِيٍّ، وَقَالَ لَهُ لَمَّا جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ «بَشِّرْ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ بِالنَّارِ» ، فَنَدِمَ وَسُقِطَ فِي يَدِهِ، وَبَقِيَ كَالْبَعِيرِ الأَجْرَبِ، كُلُّ يَتَجَنَّبَهُ وَيُهَوِّلُ عَلَيْهِ مَا صَنَعَ، وَرَأَى مَنَامَاتٍ مُزْعِجَةً. وَلَمَّا وَلِيَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ إِمْرَةَ الْعِرَاقِ خَافَهُ ابْنُ جُرْمُوزٍ، ثُمَّ جَاءَ بِنَفْسِهِ إِلَى مُصْعَبٍ وَقَالَ: أَقِدْنِي بِالزُّبَيْرِ، فَكَاتَبَ أَخَاهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فِي ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى مُصْعَبٍ: أنا أقتل ابن جرموز بالزبير! ولا بشسع نَعْلِهِ أَقْتُلُ أَعْرَابِيًّا بِالزُّبَيْرِ، خَلِّ سَبِيلَهُ، فَتَرَكَهُ، فَكَرِهَ الْحَيَاةَ لِذَنْبِهِ، وَأَتَى بَعْضَ السَّوَادِ، وَهُنَاكَ قَصْرٌ عَلَيْهِ زُجٌّ فَأَمَرَ إِنْسَانًا أَنْ يَطْرَحَهُ عليه، فطرحه عليه فقتله. 229- عمير بن شابئ الْبُرْجُمِيُّ [2] مِنْ أَعْيَانِ أَهْلِ الْكُوفَةِ. اتَّهَمَهُ الْحَجَّاجُ بِأَنَّهُ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ، فَقَتَلَهُ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَا دَخَلَ أَمِيرًا عَلَى الْكُوفَةِ فِي سَنَةِ خمس [3] .   [1] انظر عن (عمير بن جرموز) في: تاريخ خليفة 181 و 186 و 187، والمعرفة والتاريخ 3/ 312 (وفيه: عمرو) ، وتاريخ الطبري 4/ 499 و 510 و 511 و 534 و 535 و 5/ 228 (وفيه: عمرو وعمير) ، وجمهرة أنساب العرب 221 (وفيه: عمرو) ، والكامل في التاريخ 3/ 244 و 453 (وفيه: عمرو) ، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 506، والعقد الفريد 3/ 277 و 4/ 322 (وفيه: عمرو) ، والأخبار الطوال 148 (وفيه: عمرو) ، وطبقات ابن سعد 3/ 110- 112 (في قتل الزبير ومن قتله وأين قبره وكم عاش) وفيه: عمرو، والمطالب العالية لابن حجر (4466) ، والإصابة 1/ 528، ووفيات الأعيان 3/ 19 (وفيه: عمرو) ، والتذكرة الحمدونية 2/ 475 و 476 و 478 (وفيه: عمرو) . [2] انظر عن (عمير بن ضابيء) في: الأخبار الموفقيات 3 و 98، وطبقات الشعراء لابن سلام 146، والشعر والشعراء لابن قتيبة 311، 312، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 575 و 576 و 5/ 84، ومعجم الشعراء لابن المرزباني 244، والأغاني 14/ 230، ومروج الذهب 1606 و 2059 و 2061، والكامل في الأدب للمبرّد 335 و 340، والبدء والتاريخ 6/ 30 و 32، والعقد الفريد 5/ 18، ونهاية الأرب 21/ 211، 212، والتذكرة الحمدونية 1/ 436 و 438، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 403 و 404 و 414 و 6/ 207- 210، وجمهرة أنساب العرب 223، والكامل في التاريخ 3/ 138 و 179 و 183 و 4/ 378 و 379. [3] انظر تاريخ الطبري 6/ 207- 210. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 499 230- عُمَيْرُ [1] آبِيُّ [2] اللَّحْمِ- م 4- لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ خَيْبَرَ مَعَ مَوْلاهُ، وَحَفِظَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ ابن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن زيد بْنُ الْمُهَاجِرِ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ. 231- عَمِيرَةُ [3] بْنُ سَعْدٍ [4] الشِّبَامِيُّ [5] الْهَمْدَانِيُّ. سَمِعَ عَلِيًّا. وَعَنْهُ: طلحة بن مصرّف، يكنّى أبا السّكن.   [1] انظر عن (عمير مولى آبي اللحم) في: طبقات خليفة 34، ومسند أحمد 5/ 223، والتاريخ الكبير 6/ 530 رقم 3221، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 197، والجرح والتعديل 6/ 379 رقم 2102، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 38، 39 رقم 31، والكاشف 2/ 303 رقم 4360، والاستيعاب 2/ 490، والإصابة 3/ 38 رقم 1064، وتهذيب الكمال (المسوّر) 2/ 1062، وتحفة الأشراف 8/ 208، 209 رقم 422، وتهذيب التهذيب 8/ 151 رقم 268، وتقريب التهذيب 2/ 87 رقم 767، وخلاصة تذهيب التهذيب 297، ورجال مسلم 2/ 88 رقم 1221. [2] في الأصل «أبي» والتصويب من مصادر ترجمته. ولقّب بذلك لأنه كان يأبى أكل اللحم. [3] انظر عن (عميرة بن سعد) في: التاريخ الكبير 7/ 68 رقم 314، والجرح والتعديل 7/ 23، 24 رقم 123، والثقات لابن حبّان 5/ 279، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1062، وتهذيب التهذيب 8/ 152 رقم 273، وتقريب التهذيب 2/ 87 رقم 772، وخلاصة تذهيب التهذيب 297 وقال بعضهم عمير، ولا يصح (البخاري 7/ 68) . وهو بفتح أوله وكسر ثانيه. [4] في الأصل، وخلاصة تذهيب التهذيب «سعيد» وما أثبتناه عن بقية المصادر الأخرى. [5] كذا في الأصل وخلاصة تذهيب التهذيب، وفي بقية المصادر: «الإيامي» (تاريخ البخاري 7/ 23) وهو تصحيف، و «اليامي» في (الثقات لابن حبان 5/ 279) . و «الأيامي» و «اليامي» كلاهما صحيح. قال ابن السمعاني في الأنساب «الأيامي ... هذه النسبة إلى أيام، وقيل لهذا البطن يام أيضا بغير الألف. وقال ابن الأثير في اللباب 3/ 406 «اليامي.. نسبة إلى يام بن أصبى بن رافع.. بطن من همدان» . و «الشبامي» بكسر الشين وفتح الباء وبعد الألف ميم، هذه النسبة إلى شبام وهي مدينة باليمن. قال ابن الأثير: إنما شبام بطن من همدان، وهو شبام بن أسعد بن جشم بن حاشد.. وتلك المدينة سمّيت بهم.. وهمدان من اليمن. (اللباب 2/ 182) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 500 وعرار [6] بن سويد. 232- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ [7] الأَشْجَعِيُّ الْغَطَفَانِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شَهِدَ الْفَتْحَ، وَلَهُ أَحَادِيثُ. وَعَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَالشَّعْبيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ [8] ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَشَدَّادُ أَبُو عَمَّارٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَآخَرُونَ. وَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ. قَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ سَيْفًا مِنَ السَّمَاءِ تُدَلَّى، وَأَنَّ النَّاسَ تَطَاوَلُوا، وَأَنَّ عُمَرَ فَضَّلَهُمْ بِثَلاثَةِ أَذْرُعٍ. قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ، وَلا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، وَأَنَّهُ يُقْتَلُ شَهِيدًا. قَالَ: فَقَصَصْتُهَا عَلَى الصِّدِّيقِ، فَطَلَبَ عُمَرَ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: يَا عوف قصّها عليه،   [6] في طبعة القدسي 3/ 199 «عوادة» ، والتصويب من: التاريخ الكبير 7/ 68 و 94 رقم 422، والإكمال لابن ماكولا 6/ 187، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي 450. [7] انظر عن (عوف بن مالك) في: طبقات ابن سعد 4/ 280، 281 و 7/ 400، ومسند أحمد 6/ 22، وطبقات خليفة 47 و 302، وتاريخ خليفة 269، والتاريخ الكبير 7/ 56 رقم 256، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 50، والمغازي للواقدي 768 و 773 و 801 و 921 و 922، والمعارف 315، والزهد لابن المبارك 446، وأنساب الأشراف 1/ 530، وتاريخ أبي زرعة 1/ 597 و 622، والجرح والتعديل 7/ 13، 14 رقم 61، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 328، وتاريخ الطبري 4/ 194، والمستدرك على الصحيحين 3/ 546، 547، والاستبصار 126، والاستيعاب 3/ 131، وأسد الغابة 4/ 312، 313، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1065، وتحفة الأشراف 8/ 209- 217 رقم 423، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 40، 41 رقم 37، والكامل في التاريخ 2/ 465 و 4/ 364، وسيرة ابن هشام 4/ 271، والعبر 1/ 81، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 488 و 490 و 571 و 572، وسير أعلام النبلاء 2/ 487- 490 رقم 901، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 15، 16، ولباب الآداب 300، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 8/ 346، ومرآة الجنان 1/ 148، والكاشف 2/ 306 رقم 4380، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 100، وتهذيب التهذيب 8/ 168 رقم 303، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 795، والإصابة 3/ 43 رقم 6101، وخلاصة تذهيب التهذيب 298، وشذرات الذهب 1/ 79، ورجال مسلم 2/ 99 رقم 1249. [8] في الأصل «الاسم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 501 فَلَمَّا أبَنْتُ لَهُ أَنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ قَالَ: أَكُلُّ هَذَا يَرَى النَّائِمُ؟. فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ رَآنِي بِالْجَابِيَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَدَعَانِي فَأَجْلَسَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْخُطْبَةِ قال: قُصَّ عَلَيَّ رُؤْيَاكَ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ جَبَهْتَنِي عَنْهَا؟ قَالَ: خَدَعْتُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ. فَلَمَّا قَصَصْتُهَا عَلَيْهِ قَالَ: أَمَّا الْخِلافَةُ فَقَدْ أُوتِيتُ مَا تَرَى، وَأَمَّا أَنْ لا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ عَلِمَ مِنِّي ذَلِكَ، وَأَمَّا أَنْ أُقْتَلَ فَأَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا فِي جِزِيرَةِ الْعَرَبِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَ ذَلِكَ كَأَنَّ دِيكًا يَنْقُرُ سُرَّتِي، وَمَا أَمْتَنِعُ عَنْهُ بِشَيْءٍ. وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أبي مسلم الخولانيّ قال: قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ- أَمَّا هُوَ إِلَيَّ فَحَبِيبٌ، وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي فَأَمِينٌ- عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ تِسْعَةً فَقَالَ: «أَلا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟» فَرَدَّدَهَا ثَلاثًا، فَقَدَّمْنَا أَيْدِيَنَا فَبَايَعْنَاهُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [1] . وقال عمارة بن زاذان: ثنا ثابت عن أَنَسٍ قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ رَايَةُ أَشْجَعَ يوم الفتح مع عوف بن مالك [3] .   [1] الحديث أخرجه مسلم في كتاب الزكاة (1043) باب كراهة المسألة للناس، عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ وسلمة بن شبيب، عن مروان بن محمد الدمشقيّ، عن سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ. أَمَّا هو فحبيب إليّ، وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي، فَأَمِينٌ. عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله» ؟ قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال: «على أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا. والصلوات الخمس، وتطيعوا- وأسرّ كلمة خفيّة- ولا تسألوا الناس شيئا، فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدا يناوله إيّاه. [2] في طبقات ابن سعد 4/ 280 آخى بين أبي الدرداء وبين عوف بن مالك الأشجعي. [3] في طبقات ابن سعد (4/ 281) ، والمستدرك 3/ 546، وتلخيص المستدرك، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 40. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 502 وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: عَرَّسَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَوَسَّدَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ، فَانْتَبَهْتُ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، فَإِذَا أَنَا لا أُرِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ رَاحِلَتِهِ، فَأَفْزَعَنِي ذَلِكَ، فَانْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُهُ، فَإِذَا أَنَا بِمُعَاذٍ وَأَبِي مُوسَى، وَإِذَا هُمَا قَدْ أفزعهما ما أفزعني، فبينا نحن كذلك إذ سَمِعْنَا هَزِيزًا عَلَى أَعْلَى الْوَادِي كَهَزِيزِ الرَّحَى. قَالَ: فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِنَا، فَقَالَ: «أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَخَيَّرَنِي بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ» ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ، اللَّهَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَالصُّحْبَةُ لِمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ، قَالَ: «فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي» ، قَالَ: فَانْتَهَيْنَا إِلَى النَّاسِ، فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا حِينَ فَقَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . وَقَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ [2] ، ثنا ثَابِتُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: شَتَوْنَا فِي حِصْنٍ دُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، وَعَلَيْنَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، فَأَدْرَكَنَا رَمَضَانُ وَنَحْنُ فِي الْحِصْنِ، فَقَالَ عَوْفٌ: قَالَ عُمَرُ: صِيَامُ يَوْمٍ لَيْسَ مِنْ رَمَضَانَ، وَإِطْعَامُ مِسْكِينٍ يَعْدِلُ صِيَامَ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ جَمَعَ بَيْنَ أَصْبُعَيْهِ. قَالَ ثَابِتٌ: هُوَ تَطَوُّعٌ، مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ، يَعْنِي الإِطْعَامَ [3] . وَرَوَى جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: مَا مِنْ ذَنْبٍ إِلا وَأَنَا أَعْرِفُ تَوْبَتَهُ، قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا تَوْبَتُهُ؟ قَالَ: أَنْ تَتْرُكَهُ ثُمَّ لا تَعُودُ إِلَيْهِ. قُلْتُ: وَقِيلَ إِنَّ كُنْيَتَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ أَبُو حَمَّادٍ، وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [4] .   [1] أخرجه أحمد في المسند من طريق: بهز قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا قتادة عن أبي مليح، عن عوف بن مالك الأشجعي.. باختلاف قليل في الألفاظ (6/ 28) وبآخره: فلما أضبّوا عليه قال: «فأنا أشهدكم أن شفاعتي لمن لا يشرك باللَّه شيئا من أمّتي» . (وانظر 6/ 23، 24) واختصره الترمذي (2441) . [2] في الأصل «برقال» وهو تحريف. [3] اختصره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 2/ 490. [4] وقيل: أبو عبد الرحمن. (طبقات خليفة 47 و 302) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 503 قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَخَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، وَتُوُفِّيَ بِالشَّامِ [2] . قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ. 233- عِيَاضُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ [3] سَمِعَ: أَبَا عُبَيْدَةَ، وَخَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَعِيَاضَ بْنَ غَنْمٍ الْفِهْرِيَّ، وَجَمَاعَةً. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَأَحْسِبُهُ نَزَلَ الْكُوفَةَ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَرَّ عِيَاضُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَرِيُّ فِي يَوْمِ عيد فقال: ما لي لا أَرَاهُمْ يُقَلِّسُونَ فَإِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ [4] . قَالَ هُشَيْمٌ: التَّقْلِيسُ الضَّرْبُ بِالدُّفِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] : ثنا غُنْدَرٌ نا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ: سَمِعْتُ عِيَاضًا الأَشْعَرِيَّ قَالَ: شَهِدْتُ الْيَرْمُوكَ وَعَلَيْنَا خمسة أمراء: خالد بن الوليد،   [1] في الطبقات 47 و 302 والتاريخ 269. [2] كانت وفاته بحمص (طبقات ابن سعد 4/ 281) . [3] انظر عن (عياض بن عمرو) في: التاريخ الكبير 7/ 19، 20 رقم 87، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 122 رقم 486، والجرح والتعديل 6/ 407 رقم 2276، وتاريخ اليعقوبي 2/ 278، وأنساب الأشراف 1/ 39 و 226 و 441، والاستيعاب 3/ 129، وتاريخ الطبري 4/ 39، والثقات لابن حبّان 5/ 264، وأسد الغابة 4/ 164، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 42، 43 رقم 43، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1077، وتحفة الأشراف 8/ 252 رقم 431، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 431، وسير أعلام النبلاء 4/ 138، 139 رقم 45، والكاشف 2/ 313 رقم 4428، والإصابة 3/ 49 رقم 6139، وتهذيب التهذيب 8/ 202 رقم 373، وتقريب التهذيب 2/ 96 رقم 861، وخلاصة تذهيب التهذيب 301، ورجال مسلم 2/ 112 رقم 1282. [4] أخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة (1302) باب: ما جاء في التقليس يوم العيد من طريق شريك، عن مغيرة، عن عامر، قال: شهد عياض الأشعريّ عيدا بالأنبار فقال: ما لي لا أراكم تقلّسون كما كان يقلّس عند رسول الله؟. وهو في تاريخ البخاري 7/ 19 و 20 وفي رواية أخرى من طريق شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، عن زياد بن عياض الأشعري قال: كل شيء كان على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مذ كانت إلا أنكم لا تقلسون في العيد. (7/ 20) . [5] ج 1/ 49. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 504 وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ، وَعِيَاضُ هُوَ ابْنُ غَنْمٍ، وَقَالَ عُمَرُ: إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلَيْكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: فَكَتَبْنَا إِلَيْهِ: إِنَّهُ قَدْ جَاشَ إِلَيْنَا الْمَوْتُ، فَاسْتَمْدَدْنَاهُ، فَكَتَبَ إِلَيْنَا، إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمْ تَسْتَمِدُّونِي، وَأَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَعَزُّ نَصْرًا وَأَحْصَنُ جُنْدًا: اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَأَشْهِدُوهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نُصِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي أَقَلِّ مِنْ عِدَّتِكُمْ، قَالَ: فَقَاتَلْنَاهُمْ فَهَزَمْنَاهُمْ وَقَتَلْنَاهُمْ [1] أَرْبعَ فَرَاسِخَ، وَأَصَبْنَا أَمْوَالا، قَالَ: فَتَشَاوَرُوا، فَأَشَارَ عَلَيْنَا عِيَاضُ أَنْ نُعْطَى عَنْ كُلِّ رَأْسٍ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَنْ يُسَابِقْنِي؟ فَقَالَ لَهُ شَابٌّ: أَنَا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ، قَالَ: فَسَبَقَهُ: فَرَأَيْتُ عَقِيصَتَيْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَنْقُزَانِ وهو خلفه على فرس عربيّ.   [1] «وقتلناهم» ساقطة من طبعة القدسي 3/ 201 وهي في مسند أحمد، وفي الأصل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 505 [حرف الغين] 234- غضيف بن الحارث [1] ابن زُنَيْمٍ، أَبُو أَسْمَاءَ السَّكُونِيُّ. مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ. روى عن: عمر، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَبِلالٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الْيَمَانِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمَكْحُولٌ، وَعُبَادَةُ بْنُ نُسَيِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَشُرَحْبِيلُ بن مسلم، وأبو راشد الحبرانيّ، وجماعة. وسكن حمص. فروى العلاء بن يزيد الثماليّ: ثنا عِيسَى بْنُ أَبِي رَزِينٍ الثُّمَالِيُّ: سَمِعْتُ غُضَيْفَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: كُنْتُ صَبِيًّا أَرْمِي نخل الأنصار، فأتوا بي   [1] انظر عن (غضيف بن الحارث) في: طبقات ابن سعد 7/ 429 وفيه (عطيف بن الحارث) و 7/ 443، ومسند أحمد 4/ 347 (غضيف أو غطيف) بالغين المعجمة، والتاريخ لابن معين 2/ 469، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الصغير 95، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 112 رقم 368، وفيه (غطيف) ، وتاريخ الثقات 381 رقم 1342، والثقات لابن حبّان 5/ 291، والمعرفة والتاريخ 1/ 461، وتاريخ أبي زرعة 1/ 388 و 603، 604، والجرح والتعديل 7/ 54 رقم 311، والاستيعاب 3/ 187، والكاشف 2/ 322، 323 رقم 4496 (وقيل: عضيف) بالعين المهملة، وسير أعلام النبلاء 3/ 453- 455 رقم 92، وأسد الغابة 4/ 340، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1089، والإصابة 3/ 186، 187 رقم 6912، وتهذيب التهذيب 8/ 248- 250 رقم 459، وتقريب التهذيب 2/ 105 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 261، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 360. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 506 النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ بِرَأْسِي وَقَالَ: «كُلْ مَا سَقَطَ وَلا تَرْمِ نَخْلَهُمْ» . رَوَاهُ خَيْثَمَةُ الأَطْرَابُلُسِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلاءَ فَذَكَرَهُ، فَإِنْ صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ فَهُوَ صَحَابِيٌّ. وَيُقَوِّيهِ مَا رَوَى مَعْنٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِي الصَّلاةِ [1] . وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ بُرْدٍ [2] أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ. فَلَقِيتُ أَبَا ذَرِّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ أَخِي اسْتَغْفِرْ لِي، قُلْتُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: نِعْمَ الفتى غضيف، قد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» [3] . وَرَوَى نَحْوَهُ مَكْحُولٌ، عَنْ غُضَيْفٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ ثِقَةٌ، فِي الطَّبَقَةِ الأُولَى مِنْ تَابِعِيِّي أَهْلِ الشَّامِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [5] : لَهُ صُحْبَةٌ، وَقِيلَ فِيهِ الْحَارِثُ بْنُ غُضَيْفٍ، وَقَالَ أَبِي، وَأَبُو زُرْعَةَ [6] : الصَّحِيحُ أَنَّهُ غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سُمَيْعٍ: غُضَيْفُ بْنُ الْحَارِثِ الثُّمَالِيُّ مِنَ الأَزْدِ، حِمْصِيٌّ. وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّ غضيف بن الحارث كان   [1] مسند أحمد 4/ 105 و 5/ 290، طبقات ابن سعد 7/ 429. [2] مهمل في الأصل. [3] أخرجه أحمد بهذا الإسناد 5/ 145، 5/ 165 و 177، وأبو داود (2962) وابن ماجة (108) ، والحاكم في المستدرك 3/ 86، 87 ووافقه الذهبي في التلخيص. [4] في الطبقات 4/ 443. [5] في لجرح والتعديل 7/ 54، 55. [6] تاريخ أبي زرعة 1/ 603. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 507 يَتَوَلَّى لَهُمْ صَلاةَ الْجُمُعَةِ بِحِمْصَ إِذَا غَابَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ [1] . وَقَالَ بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ غُضَيْفٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا أَسْمَاءَ، قَدْ جَمَعْنَا النَّاسَ عَلَى أَمْرَيْنِ، رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى الْمَنَابِرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْقَصَصِ بَعْدَ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ، قَالَ غُضَيْفٌ: أَمَّا إِنَّهَا أَمْثَلُ بِدْعَتِكُمْ عِنْدِي، وَلَسْتُ مُجِيبُكَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا، قَالَ: لِمَ؟ قُلْتُ: لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَحْدَثَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلا رُفِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ» . فَتَمَسُّكٌ بِسُّنَّةٍ خَيْرٌ مِنْ إِحْدَاثِ بِدْعَةٍ. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «الْمُسْنَدِ» [2] .   [1] تاريخ أبي زرعة 1/ 603. [2] ج 4/ 105. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 508 [حرف الفاء] 235- فروة بن نوفل [1]- م 4- الأشجعيّ الكوفيّ. لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَلِيًّا، وَعَائِشَةَ. رَوَى عَنْهُ: هِلالُ بْنُ يَسَافٍ [2] ، وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ اللَّيْثِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ أيضا، عن رجل، عنه.   [1] انظر عن (فروة بن نوفل) في: التاريخ الكبير 7/ 127 رقم 570، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 137 رقم 628، والجرح والتعديل 7/ 82، 83 رقم 469، وتاريخ الطبري 5/ 32 و 86 و 166، وتاريخ اليعقوبي 2/ 217، والكامل في التاريخ 3/ 346 و 409- 411، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1094، 1095، وتحفة الأشراف 8/ 257، 258 رقم 438، والكاشف 2/ 327 رقم 4523، وتهذيب التهذيب 8/ 266 رقم 494، وتقريب التهذيب 2/ 109 رقم 24، والإصابة 3/ 217 رقم 7039، وخلاصة تذهيب التهذيب 308، والأخبار الطوال 210، 211، ورجال مسلم 2/ 137 رقم 1343. [2] في الأصل «سياف» وهو تصحيف. و «يساف» بكسر أوله. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 509 [حرف الْقَافِ] 236- قُرْطُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْبَصْرِيُّ [1] عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي مُوسَى. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ مِخْرَاقٍ، وَأَبُو الأَسْوَدِ، وَطَلْقُ بْنُ خشّاف وعرار [2] بن سويد.، وَدَاوُدُ بْنُ نُفَيْعٍ. قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [3] عَنْ أَبِيهِ. 237- قَطَرِيُّ [4] بْنُ الْفُجَاءَةِ [5] وَاسْمُ أَبِيهِ   [1] انظر عن (قرط بن خيثمة) في: التاريخ الكبير 7/ 195 رقم 867، والجرح والتعديل 7/ 146 رقم 811، والثقات لابن حبّان 5/ 325. [2] «خشّاف» بتشديد الشين المعجمة. (المشتبه 1/ 266) . [3] في الجرح والتعديل 7/ 146. [4] قطري: بالتحريك. [5] انظر عن (قطري بن الفجاءة) في: المحبّر 302، والمعارف 411 و 431 و 600، وتاريخ اليعقوبي 2/ 275، 276، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 459 و 466 و 478 و 5/ 332 و 354، والبيان والتبيين 1/ 341، والمثلّث للبطليوسي 2/ 387 و 470، ومروج الذهب 1993 و 2072- 2074 و 2104 و 2142، والعقد الفريد 1/ 117 و 142 و 222 و 2/ 81 و 82، وربيع الأبرار 4/ 327، وزهر الآداب 1027، وأمالي القالي 1/ 265 و 266 و 3/ 70 و 114، وأمالي المرتضى 1/ 636- 638، وبهجة المجالس 1/ 473، وتحفة الأنفس 78، ولباب الآداب 224 و 225، ودول الإسلام 1/ 57، ونهاية الأرب 21/ 159، ومرآة الجنان 1/ 160 و 161، ووفيات الأعيان 4/ 93- 95 رقم 544، والتذكرة السعدية 43 و 51، وصبح الأعشى 1/ 223، ومعجم الشعراء في لسان العرب 311 رقم 154، والتذكرة الحمدونية 2/ 401 و 411 و 447 و 455 الجزء: 5 ¦ الصفحة: 510 جَعُونَةُ [6] بْنُ مَازِنِ بْنِ يَزِيدَ التَّمِيمِيُّ الْمَازِنِيُّ، أَبُو نَعَامَةَ، رَأْسُ الْخَوَارِجِ فِي زَمَانِهِ. كَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَذْكُورِينَ، خَرَجَ فِي خِلافَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَقِيَ يُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ، وَيَسْتَظْهِرُ عَلَيْهُمْ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَسُلِّمَ عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَدْ جهّز إليه الْحَجَّاجُ جَيْشًا بَعْدَ جَيْشٍ، وَهُوَ يَسْتَظْهِرُ عَلَيْهِمْ وَيَكْسِرُهُمْ، وَتَغَلَّبَ عَلَى نَوَاحِي فَارِسٍ وَغَيْرِهَا، وَوَقَائِعُهُ مَشْهُورَةٌ [7] . وَقِيلَ لِأَبِيهِ الْفُجَاءَةُ لِأَنَّهُ قَدِمَ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ سَفَرٍ فَجَاءَةً. وَلِقَطَرِيٍّ، وَكَانَ مِنَ الْبُلَغَاءِ: أَقُولُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعًا ... مِنَ الأَبْطَالِ وَيْحَكَ تُرَاعِي فَإِنَّكِ لَوْ سَأَلْتِ بَقَاءَ يَوْمٍ ... عَلَى الأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعِي فصبرا في مجال الموت صبرا ... بما نَيْلُ الْخُلُودِ بِمُسْتَطَاعِ وَلا ثَوْبُ الْحَيَاةِ [8] بِثَوْبِ عَزٍّ ... فَيَطْوِي عَنْ أَخِي الْخَنْعِ الْيَرَاعِ سَبِيلُ الْمَوْتِ غَايَةُ كُلِّ حَيٍّ ... وَدَاعِيَهِ لِأَهْلِ الأَرْضِ دَاعٍ وَمَنْ لَمْ يُعْتَبَطْ يَسْأَمْ وَيَهْرَمْ ... وَتُسْلِمْهُ الْمَنُونُ إِلَى انْقِطَاعِ وَمَا لِلْمَرْءِ خَيْرٌ فِي حَيَاةٍ ... إِذَا مَا عُدَّ مَنْ سَقَطِ الْمَتَاعِ [9]   [ () ] و 482، ونسب قريش 288، والأخبار الطوال 275 و 277 و 280 و 305، وفتوح البلدان 488، وتاريخ العظيمي 192، ولطف التدبير 224، والمبهج 28. [6] مهمل في الأصل. [7] انظر أخباره في تاريخ الطبري 6/ 126 و 169 و 259 و 301 و 303 و 304 و 308 و 310 و 318 و 7/ 626، والكامل في التاريخ 4/ 282 و 286 و 342 و 345 و 438- 443 وغيره من كتب التواريخ. [8] في التذكرة الحمدونية 2/ 401 «البقاء» . [9] الأبيات في: شرح التبريزي 1/ 96، والعقد الفريد 1/ 105، وأمالي المرتضى 1/ 636، وشرح نهج البلاغة 3/ 2731، ولباب الآداب 224، والتذكرة السعدية 49 و 71، ونهاية الأرب 3/ 227، ووفيات الأعيان 4/ 94، وحماسة الخالديين 1/ 126، والثاني في: حلية المحاضرة 1/ 352، وديوان شعر الخوارج 122، 123، والتذكرة الحمدونية 2/ 401 رقم 1033، وحياة الحيوان للدميري 2/ 391، والبداية والنهاية 9/ 30، والأشباه والنظائر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 511 في سنة تسع وسبعين اندقّت عنقه، إذ عَثَرَتْ بِهِ فَرَسُهُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: بَلْ قتل [1] .   [ () ] 1/ 186، والأول في الحماسة البصرية، والأول والثاني في: حماسة البحتري، وسمط اللآلي 572، وعيون الأخبار 1/ 126. [1] راجع حوادث سنة 79 هـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 512 [حرف الكاف] 238- كثير بن الصّلت [1]- ن- بن معديكرب الكنديّ المدنيّ أَخُو زُبَيْرٍ [2] . قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. رَوَى عَنْهُ: يُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو عَلْقَمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَوْفٍ. رَوَى أَبُو عَوَانَةَ فِي «مُسْنَدِهِ» مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ كَانَ اسْمُهُ قَلِيلا، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا. وَخَالَفَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَجَعَلَ الَّذِي غَيَّرَ اسْمَ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [3] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ لَهُ شَرَفٌ وَحَالٌ جَمِيلَةٌ، وَلَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ كبيرة بالمصلّى.   [1] انظر عن (كثير بن الصلت) في: طبقات ابن سعد 5/ 14، وطبقات خليفة 238، والتاريخ الكبير 7/ 205 رقم 899، وتاريخ الثقات للعجلي 396 رقم 1407، والثقات لابن حبان 5/ 330، والجرح والتعديل 7/ 153 رقم 855، وتاريخ الطبري 3/ 330 و 332 و 338 و 4/ 359 و 382، وجمهرة أنساب العرب 428، والكامل في التاريخ 3/ 175، وأسد الغابة 4/ 232، والاستيعاب 3/ 318، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1143، والكاشف 3/ 5 رقم 4706، وتهذيب التهذيب 9/ 419، 420 رقم 749، وخلاصة تذهيب التهذيب 320، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 525 و 574 و 5/ 37 و 82، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 505، والبداية والنهاية 9/ 21. [2] في طبعة القدسي 3/ 204 «زبية» وهو غلط. [3] طبقات ابن سعد 5/ 14، أسد الغابة 4/ 232، والتاريخ الكبير 7/ 208. [4] في الطبقات 5/ 14. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 513 وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] : تَابِعيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ كَاتِبًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الرَّسَائِلِ. 239- كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ 4 [2] أَبُو شَجَرَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ. سَمِعَ: عُمَرَ، وَرَوَى عَنْ: مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَنُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ، وَعَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، وَتَمِيمِ الدَّارِيِّ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْمِصْرِيَّانِ، وأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ. وَيُقَالُ إِنَّهُ أَدْرَكَ سَبْعِينَ بَدْرِيًّا. قَالَهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ [3] . وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ مَعَ عُمَرَ. رَوَى نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَخِيهِ مَحْفُوظٍ: عَنِ ابْنِ عَائِذٍ قَالَ: قَالَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاذٍ وَنَحْنُ بِالْجَابِيَةِ: مَنِ الْمُؤْمِنُونَ؟ قَالَ مُعَاذٌ [4] : أَمُبَرْسَمٌ! والكعبة   [1] في تاريخ الثقات 396 رقم 1407. [2] انظر عن (كثير بن مرّة) في: طبقات ابن سعد 7/ 448، وطبقات خليفة 309، والتاريخ لابن معين 2/ 495، والتاريخ الكبير 7/ 208 رقم 907، والتاريخ الصغير 95، وتاريخ الثقات للعجلي 397 رقم 1410، والثقات لابن حبّان 5/ 332، والزهد لابن المبارك (الملحق) 70 رقم 240، وأنساب الأشراف 1/ 10، والمعرفة والتاريخ 1/ 513 و 1/ 297 312 و 339 و 348، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 62، و 597، والجرح والتعديل 7/ 157 رقم 872، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 258 أ، وأسد الغابة 4/ 233، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1143، والكاشف 3/ 6 رقم 4719، والمعين في الطبقات المحدّثين 35 رقم 228، وسير أعلام النبلاء 4/ 46، 47 رقم 11، وتذكرة الحفاظ 1/ 49، وتهذيب التهذيب 8/ 428، 429 رقم 766، وتقريب التهذيب 2/ 133 رقم 32، والإصابة 3/ 312 رقم 7485، وطبقات الحفاظ للسيوطي 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 320، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 8، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 277 ب، 278 أ. [3] في سير أعلام النبلاء- الرمز (م 4) . [4] في سير أعلام النبلاء 4/ 46 «أدرك بحمص سبعين بدريا» . وهو في طبقات ابن سعد 7/ 448. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 514 إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّكَ أَفْقَهُ مِمَّا أَنْتَ، هُمُ الَّذِينَ أَسْلَمُوا وَصَامُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ عَبْدَ الْمَلِكِ، يَعْنِي وَفَاةَ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَهُ الْبُخَارِيُّ [1] . قُلْتُ: فَيُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ التَّاسِعَةِ. 240- كُرَيْبُ بن أبرهة [2] ابن مَرْثَدٍ [3] أَبُو رِشْدِينَ الأَصْبَحِيُّ الْمِصْرِيُّ، الأَمِيرُ، أَحَدُ الأَشْرَافِ. رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحُذَيْفَةَ، وَكَعْبِ الأحبار. قال يزيد بن أبي حبيب: إن عبد العزيز بن مروان قَالَ لِكُرَيْبِ بْنِ أبْرَهَةَ: أَشَهِدْتَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ؟ قَالَ: حَضَرْتُهَا وَأَنَا غُلامٌ أَسْمَعُ وَلا أَدْرِي مَا يَقُولُ [4] . وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كُرَيْبُ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَأَدْرَكْتُ قَصْرَهُ بِالْجِيزَةِ، هَدَمَهُ ذَكَاءُ الأَعْوَرُ، وَبَنَى عِوَضَهُ قَيْسَارِيَّةَ ذَكَاءُ يُبَاعُ فِيهَا الْبَزُّ، قَالَ: وَوَلَّى كُرَيْبٌ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِيرِ مِصْرَ [5] ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [6] : هُوَ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.   [1] ليس في تاريخ البخاري هذا القول. [2] انظر عن (كريب بن أبرهة) في: التاريخ الكبير 7/ 231 رقم 993، وتاريخ الثقات للعجلي 397 رقم 1415، والثقات لابن حبان 5/ 339، وأنساب الأشراف 5/ 149 و 300، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 222، والمعرفة والتاريخ 1/ 464 و 2/ 298 و 317 و 318 و 430 و 3/ 322، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56، والجرح والتعديل 7/ 168 رقم 955، وتاريخ الطبري 4/ 98 و 256 و 6/ 142، والاستيعاب 3/ 323، وأسد الغابة 4/ 238، والكامل في التاريخ 4/ 298، وتهذيب التهذيب 8/ 433 رقم 782، والإصابة 3/ 313 رقم 7488، والولاة والقضاة 41 و 42 و 44 و 46 و 310. [3] في طبعة القدسي 3/ 204 «ابن مزيد» ، وما أثبتناه عن الأصل، والإصابة 3/ 313. [4] الإصابة 3/ 314 باختصار عن تاريخ دمشق. [5] الإصابة 3/ 313. [6] في تاريخ الثقات 397. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: ثَوْبَانُ بْنُ شَهْرٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ، وأَبُو سَلِيطٍ شُعْبَةُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ التَّجِيبِيُّ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ. وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ قَالَ: رَأَيْتُ كُريْبَ بْنَ أبْرَهَةَ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَيَمْشِي تَحْتَ رِكَابِهِ خَمْسُمِائَةٍ مِنْ حِمْيَرٍ [1] . 241- كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ النَّخَعِيُّ [2] شَرِيفٌ مُطَاعٌ مِنْ كِبَارِ شِيعَةِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. قتله الحجاج. روى عنه: أبو إسحاق، وعبد الرحمن بن عائش [3] ، والأعمش، وجماعة. وثّقه ابن معين [4] .   [1] الإصابة 3/ 313. [2] انظر عن (كميل بن زياد) في: طبقات ابن سعد 6/ 179، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 288، والتاريخ الكبير 7/ 243 رقم 1036، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم 1423، والثقات لابن حبان 2/ 341، والمعرفة والتاريخ 2/ 481، وأنساب الأشراف 5/ 30 و 41 و 45 و 54، وفتوح البلدان 458، وتاريخ اليعقوبي 2/ 205، 206، والعقد الفريد 2/ 212، 213، ومروج الذهب 1749، والجرح والتعديل 7/ 174، 175 رقم 905، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 323 و 326 و 403 و 404 و 446 و 6/ 350 و 365، وجمهرة أنساب العرب 415، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1150، وتهذيب التهذيب 8/ 447، 448 رقم 811، وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 70، والإصابة 3/ 318 رقم 7501، والتذكرة الحمدونية 1/ 67. [3] مهملة في الأصل. [4] لم يذكره في تاريخه، ولا في معرفة الرجال. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 516 [حرف اللام] 242- ليلى الأخيلية [1] الشاعرة المشهورة. كانت من أشعر النساء، لا يُقَدَّمُ عَلَيْهَا فِي الشِّعْرِ غَيْرَ الْخَنْسَاءِ. وَقِيلَ: إِنَّ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ هَجَاهَا فَقَالَ: وَكَيْفَ أُهَاجِي شَاعِرًا [2] رُمْحُهُ اسْتُهُ ... خضيب البنان لا يزال مكحّلا فأجابته:   [1] انظر عن (ليلى الأخيلية) في: الأخبار الموفقيّات 501، 502 و 511، ومعجم الشعراء للمرزباني 343، والتعليقات والنوادر للهجري 2/ 250، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 27، والمنمّق 9، والشعر والشعراء 1/ 356 و 357 و 359 و 362 و 593، والمثلّث للبطليوسي 2/ 391، والمعارف 90، ومروج الذهب، 1194 و 2082 و 2083 و 2145، والعقد الفريد 6/ 4، وبدائع البدائه لابن ظافر 29، 30، والأغاني 11/ 204، وسمط اللآلي 119، وشرح التبريزي 4/ 76، ورغبة الآمل 5/ 215- 221 و 8/ 177 و 179 و 184، وزهر الآداب للحصري 932، وأمالي المرتضى 1/ 58، وأمالي القالي 1/ 86- 89 و 248 و 2/ 81 والذيل 78 و 91. ولباب الآداب 285، وثمار القلوب 200 و 349، وفوات الوفيات 3/ 226- 228، والنجوم الزاهرة 1/ 193، ومعجم الشعراء في لسان العرب 361، 362 رقم 913، وديوان ليلى الأخيلية- نشره خليل إبراهيم العطية وجليل العطية، طبعة بغداد 1387 هـ.، وفتوح البلدان 382، والتذكرة الفخرية 86، والجليس الصالح 1/ 331، وشرح أدب الكاتب 74 و 145 و 300، وأخبار النساء 44، 45، وربيع الأبرار 3/ 688، 689، والمبهج، لابن جني 78. [2] في الشعر والشعراء: وكيف أهاجي من يكن رمحه استه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 517 أعَيَّرْتَنِي دَاءً بِأُمِّكِ مِثْلُهُ ... وَأَيُّ حِصَانٍ لا يُقَالُ لَهَا هَلا [1] وَدَخَلَتْ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَقَدِ أَسَنَّتْ، فَقَالَ لَهَا: مَا رَأَى تَوْبَةُ [2] مِنْكِ حَتَّى عَشِقَكِ؟ قَالَتْ: مَا رَأَى النَّاسُ مِنْكَ حَتَّى جَعَلُوكَ خَلِيفَةً، فَضَحِكَ وَأَعْجَبَهُ [3] . وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَالَ لَهَا: هَلْ كَانَ بَيْنَكُمَا سُوءٌ قَطُّ؟ قَالَتْ: لا وَالَّذِي ذَهَبَ بِنَفْسِهِ، إِلا أَنَّهُ غَمَزَ يَدِي مَرَّةً. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مَوْلَى لِعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى الْحَجَّاجِ، فَأُدْخِلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَجَلَسَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ أَسَنَّتْ، حَسَنَةُ الْخَلْقِ، وَمَعَهَا جَارِيَتَانِ لَهَا، فَإِذَا هِيَ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةُ، فَقَالَ: يَا لَيْلَى، مَا أَتَى بِكِ؟ قَالَتْ: إِخْلَافُ النُّجُومِ، وَقِلَّةُ الْغُيُومِ، وَكَلَبُ الْبَرْدِ، وَشِدَّةُ الْجَهْدِ، وَكُنْتَ لَنَا بَعْدَ اللَّهِ الرِّفْدَ، وَالنَّاسُ مُسْنَتُونَ، وَرَحَمَةُ اللَّهِ يَرْجُونَ، وَإِنِّي قَدْ قُلْتُ فِي الأَمِيرِ قَوْلا، قَالَ: هَاتِي، فَأَنْشَأَتْ تَقُولُ: أَحَجَّاجُ لا يُفْلَلْ سِلَاحُكَ إِنَّمَا ... الْمَنَايَا بِكَفِّ اللَّهِ حَيْثُ يَرَاهَا إِذَا هَبَطَ الْحَجَّاجُ أَرْضًا مَرِيضَةً ... تَتَبَّعُ أَقْصَى دَائِهَا فَشَفَاهَا شَفَاهَا مِنَ الدَّاءِ الْعُضَالِ الَّذِي بِهَا ... غُلامٌ [4] إِذَا هَزَّ الْقَنَاةَ سَقَاهَا إِذَا سَمِعَ الْحَجَّاجُ رِزْءَ [5] كَتِيبَةٍ ... أَعَدَّ لَهَا قَبْلَ النُّزُولِ قِرَاهَا ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِي الْقَصَّةِ بِطُولِهَا [6] وَأَنَّ الحجّاج وصلها بمائة ناقة، وقال   [1] الشعر والشعراء 1/ 359، 360، سمط اللآلي 282، خزانة الأدب 3/ 33. [2] هو توبة بن الحميّر، فقد مرّت ترجمته في حرف التاء. [3] الأغاني 11/ 240، الشعر والشعراء 1/ 360. [4] في الأغاني 11/ 249 «فلما قالت: غلام إذا هزّ القناة سقاها قال: لا تقولي غلام، قولي همام. [5] الرّزء: بالكسر، الصوت تسمعه من بعيد. وفي طبعة القدسي 3/ 206 «رزء» . [6] القصّة بطولها في الأمالي لأبي علي القالي 1/ 86، 89، وهي باختصار في ربيع الأبرار 3/ 688، 689. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 518 لِجُلَسَائِهِ: هَذِهِ لَيْلَى الأخْيَلِيَّةُ الَّتِي مَاتَ تَوْبَةُ الْخَفَاجِيُّ [1] مِنْ حُبِّهَا، أَنْشِدِينَا بَعْضَ مَا قَالَ فِيكِ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ فِي: وَهَلْ تَبْكِيَنَّ لَيْلَى إِذَا مُتُّ قَبْلَهَا ... وَقَامَ عَلَى قَبْرِي النِّسَاءُ النَّوَائِحُ كَمَا لَوْ أَصَابَ الْمَوْتُ لَيْلَى بَكَيْتُهَا ... وَجَادَ لَهَا دَمْعٌ مِنَ الْعَيْنِ سَافِحُ وَأُغْبَطُ مِنْ لَيْلَى بِمَا لا أَنَالُهُ ... أَلا [2] كُلَّمَا قَرَّتْ بِهِ الْعَيْنُ صَالِحُ [3] وَلَوْ أَنَّ لَيْلَى الأخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ ... عَلَيَّ وَدُونِي جَنْدَلٌ [4] وَصَفَائِحُ لسلّمت تسليم البشاشة أو زقا [5] ... إِلَيْهَا صَدًى مَنْ جَانِبِ الْقَبْرَ صَائِحُ قَالَ الْحَجَّاجُ: فَهَلْ رَابَكِ مِنْهُ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لا وَالَّذِي أَسْأَلُهُ أَنْ يُصْلِحَكَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً، ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ خَضَعَ لِأَمْرٍ، فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ: وَذِي حَاجَةٍ قُلْنَا لَهُ لا تَبُحْ بِهَا ... فَلَيْسَ إِلَيْهَا مَا حَيِيتَ سَبِيلُ لَنَا صَاحِبٌ لا يَنْبَغِي أَنْ نَخُونَهُ ... وَأَنْتَ لأخرى فارغ وخليل [6] 243- لمازة بن زبّار [7]- د ت ق- أبو لبيد الجهضميّ البصريّ.   [1] في الأصل «الخناجي» والتصحيح من المؤتلف والمختلف للآمدي 68. [2] في أمالي القالي «بلى» . [3] في الأمالي «طائح» والمثبت يتفق مع ما في ديوان الحماسة. [4] في الشعر والشعراء «تربة» . [5] في الأصل «رقا» ، والتصحيح من الشعر والشعراء، وأمالي القالي. [6] في بدائع البدائه «صاحب وخليل» ، وفي أمالي القالي «صاحب وحليل» . وللقصّة بقية في: أمالي القالي 1/ 86- 89، وانظر الكامل في الأدب للمبرّد 732- طبعة، لا يبزغ 1864، والأمالي للقالي أيضا 2/ 87 والذيل 91، والشعر والشعراء 1/ 357، وديوان الحماسة 3/ 155، والمحاسن والأضداد 125، والأغاني 11/ 244 و 247- 249، وبدائع البدائه 29، 30 رقم 14، والتذكرة الفخرية 86، وديوان توبة 48، 49، وفوات الوفيات 3/ 226- 228، وأمالي الزجاجي 50، وخزانة الأدب 3/ 31، والجليس الصالح 1/ 331- 8340 [7] انظر عن (لمازة بن زبار) في: طبقات ابن سعد 7/ 213، والتاريخ لابن معين 2/ 500، وفيه (ابن زياد) ، ومعرفة الرجال 1 رقم 790، والتاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1069، وتاريخ أبي زرعة 1/ 484، والجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1033، وتاريخ الطبري 4/ 545 و 5/ 510 و 512 وفيه (ابن زياد الجهنيّ) ، والثقات لابن حبّان 5/ 345، ومروج الذهب 1651، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1152، والكاشف 3/ 12 رقم 4758 وفيه (ابن زنار) ، وتهذيب التهذيب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 519 رَوَى عَنْ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، وَيَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، وَمَطَرُ بْنُ حُمْرَانَ، وَطَالِبُ بْنُ السُّمَيْدِعِ. وَوَفَدَ عَلَى يَزِيدَ. قَالَ ابن سعد [1] : سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ، وَكَانَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: أَبُو لَبِيدٍ صَالِحُ الْحَدِيثِ. سيعاد.   [ () ] 8/ 457، 458 رقم 829، وتقريب التهذيب 2/ 138 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 323. ولمازة: بكسر اللام وفتح الميم المخفّفة والزاي. وزبّار: بفتح الزاي وتشديد الباء الموحّدة، وفي آخره راء. [1] في الطبقات 7/ 213. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 520 [حرف الميم] 244- مالك بن أبي عامر [1]- ع- الأصبحيّ المدنيّ، جَدُّ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَعْبِ الْحَبْرِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ أَنَسٌ، وَأَبُو سَهْلٍ نَافِعٌ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَغَيْرُهُمْ. وكان ثقة فاضلا. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ. 245- مَالِكُ بْنُ مِسْمَعٍ [2]   [1] انظر عن (مالك بن أبي عامر) في: طبقات ابن سعد 5/ 63، 64، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 7/ 305 رقم 1297، والتاريخ الصغير 86، وتاريخ الثقات للعجلي 418 رقم 1525، والثقات لابن حبان 5/ 383، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 589، والجرح والتعديل 8/ 214 رقم 951، وتاريخ الطبري 4/ 414، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1299، والكاشف 3/ 101 رقم 5349، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 231، وتهذيب التهذيب 10/ 19 رقم 25، وتقريب التهذيب 2/ 225 رقم 879، وخلاصة تذهيب التهذيب 367، ومرآة الجنان 1/ 55، والبداية والنهاية 9/ 6، ورجال البخاري 2/ 692، 693 رقم 1136، ورجال مسلم 2/ 223 رقم 1548. [2] انظر عن (مالك بن مسمع) في: الأخبار الموفقيات 158، والمحبّر 261 و 302، والمعارف 419، و 587، والبيان والتبيين 1/ 325، 326، وتاريخ اليعقوبي 2/ 264 و 273، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 406- 408 و 411- 414 و 463- 470، و 5/ 202 و 244 و 24 و 253 و 257 و 260 و 265 و 282، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 521 أَبُو غَسَّانَ الرَّبَعِيُّ [3] الْبَصْرِيُّ. كَانَ سَيِّدُ رَبِيعَةَ فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ رَئِيسًا حَلِيمًا، يُذْكَرُ فِي نُظَرَاءِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ فِي الشَّرَفِ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ. قَالَ خَلِيفَةُ [4] : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وسبعين. 246- محمد بن إياس [5]- د- بن البكير. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وعنه: أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وغيرهم. 247- محمد بن حاطب [6]- ت ن ق- بن الحارث القرشيّ الجمحيّ، أخو   [ () ] ومشاهير علماء الأمصار، رقم 301، والعقد الفريد 2/ 374 و 4/ 305، ومروج الذهب 1958 و 2003، والحيوان 1/ 270، والبداية والنهاية 8/ 347، ومرآة الجنان 1/ 155، والإصابة 3/ 485 رقم 8359، وجمهرة أنساب العرب 320، 321، وتاريخ خليفة 258 و 259 و 326، وتاريخ الطبري 4/ 505 و 536 و 5/ 110 و 357 و 505 و 512 و 514 و 515 و 516 و 6/ 68 و 69 و 95 و 99 و 118 و 128 و 152 و 155 و 580 و 591 و 600، والكامل في التاريخ 3/ 241 و 259 و 361 و 4/ 23 و 137- 139 و 142 و 268 و 279 و 281 و 287 و 307 و 308 و 363 و 5/ 85، والأخبار الطوال 231. [3] في الأصل «الزيعي» . [4] قوله ليس في تاريخه. [5] انظر عن (محمد بن إياس) في: التاريخ الكبير 1/ 20، 21 رقم 14، والمعرفة والتاريخ 1/ 420، والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1134، والثقات لابن حبان 5/ 379، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، وأسد الغابة 4/ 312، والكاشف 3/ 21 رقم 4809، وتهذيب التهذيب 9/ 68 رقم 81، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 68، وخلاصة تذهيب التهذيب 328. [6] انظر عن (محمد بن حاطب) في: طبقات خليفة 25 و 278 والتاريخ لابن معين 2/ 510، ومسند أحمد 3/ 418 و 4/ 259، والمحبّر 153 و 379، والتاريخ الكبير 1/ 17 رقم 8، وأنساب الأشراف 1/ 538 و 4 ق 1/ 491 و 493 و 5/ 8 و 10، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 446، والمعرفة والتاريخ 1/ 306، وتاريخ أبي زرعة 1/ 561 و 577 و 578، والجرح والتعديل 7/ 224، 225 رقم 1243، والاستيعاب 3/ 340 وفيه (محمد بن حطاب) ، وجمهرة أنساب العرب 162، وأسد الغابة 4/ 314، 315، الكامل في التاريخ 4/ 373، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1182، وتحفة الأشراف 8/ 355 رقم 491، والكاشف 3/ 28 رقم 4855، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 522 الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ. لَهُ صُحْبَةٌ، وَحَدِيثَانِ، وَاحِدٌ في الضّرب بالدّفّ في النّكاح [1] . وروى عنه: عَلِيٍّ أَيْضًا. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ الْحَارِثُ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَحَفِيدُهُ عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو بَلْجٍ [2] . يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، وَهُوَ رَضِيعُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الإِسْلامِ مُحَمَّدًا. وُلِدَ بِمَكَّةَ، وَقِيلَ: وُلِدَ بِالْحَبَشَةِ. وَفِي الصَّحَابَةِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمَةَ كَبِيرٌ مَشْهُورٌ لَكِنَّهُ سُمِّيَ مُحَمَّدًا قَبْلَ الإِسْلامِ. تُوُفِّيَ ابْنُ حَاطِبٍ هَذَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ. 248- مَسْرُوحُ بْنُ سَنْدَرٍ [3] الْجُذَامِيُّ [4] ، مَوْلَى رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، كُنْيَتَهُ أَبُو الأَسْوَدِ. قَدِمَ مِصْرَ بَعْدَ فَتْحِهَا بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنِ لَقِيطٍ. وَهُوَ قَلِيلُ الحديث.   [ () ] وسير أعلام النبلاء 3/ 435، 436 رقم 79، والوافي بالوفيات 2/ 317 رقم 766، ومجمع الزوائد 9/ 415، ومرآة الجنان 1/ 155، والعقد الثمين 1/ 450، والإصابة 3/ 372 رقم 7765، وتهذيب التهذيب 9/ 106 رقم 143، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 122، وشذرات الذهب 1/ 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 282. [1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 418 و 4/ 259، والترمذي (1088) ، والنسائي 6/ 127 باب إعلان النكاح بالصوت وضرب الدف، وابن ماجة في النكاح (1896) باب إعلان النكاح. [2] بلج: بفتح أوله وسكون ثانيه. [3] انظر عن (مسروح بن سندر) في: الإصابة 3/ 407، 408 رقم 7931 [4] بضم الجيم، نسبة إلى جذام قبيلة من اليمن ... (اللباب 1 (215) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 523 249- مصعب بْنُ الزُّبَيْرِ [1] ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، أَبُو عِيسَى، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. حَكَى عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُيَيْنَةَ. وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَاسْتَعْمَلَهُ أَخُوهُ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَقَتَلَ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، ثُمَّ عَزَلَهُ أَخُوهُ، وَاسْتَعْمَلَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْعِرَاقِ، فَأَقَامَ بِهَا يُقَاوِمُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ وَيُحَارِبُهُ إِلَى أن قُتِلَ. وأمّه الرّباب بنت أنيف الكلبيّ.   [1] انظر عن (مصعب بن الزبير) في: طبقات ابن سعد 5/ 182، 183، والأخبار الموفقيات 15 و 22 و 68، والمحبّر (انظر فهرس الأعلام) 719، ونسب قريش (انظر فهرس الأعلام) 464، وطبقات خليفة 241، وتاريخ خليفة 264 و 267 و 268 و 269 و 293 و 294 و 296 و 404 و 408، والتاريخ الكبير 7/ 350 رقم 1510، والتاريخ الصغير 75، والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 223 و 627 و 2/ 479 و 758 و 3/ 91 و 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 192 و 235 و 236 و 511 و 512 و 583 و 584، والمعارف 224، وانظر فهرس الأعلام 766، والأخبار الطوال (انظر فهرس الأعلام) 142، 143، وفتوح البلدان 471، 472، وأنساب الأشراف 3/ 60 و 159 و 213 و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 666، و 5 (انظر فهرس الأعلام) 422، وتاريخ اليعقوبي 2/ 263- 266، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 457، وربيع الأبرار 1/ 198 و (انظر فهرس الأعلام) 4/ 550، وثمار القلوب 508، 509، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 151، ومروج الذهب 2003- 2015، وأمالي القالي 1/ 11 و 13 و 3/ 27 و 127 و 189، والأغاني 19/ 122- 133، وتاريخ بغداد 13/ 105- 108 رقم 7093، وجمهرة أنساب العرب 124، 125، والجرح والتعديل 8/ 33 رقم 1401، وسيرة ابن هشام 1/ 112، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 416، و 417، والثقات لابن حبّان 5/ 410، 411، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 263 أ، وتاريخ العظيمي 188، 189، وسير أعلام النبلاء 4/ 140- 145 رقم 48، والعبر 1/ 80، 81، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 86 و 89، وفوات الوفيات 4/ 143، والبداية والنهاية 8/ 317- 323 وتعجيل المنفعة 403، 404 رقم 1042، ولباب الآداب 87 و 88 و 208 و 257 و 347- 349، والتذكرة الحمدونية 1/ 424 وانظر فهرس الأعلام) 2/ 511، ونهاية الأرب 21/ 80، والنجوم الزاهرة 1/ 187، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 345، والفتوح لابن أعثم 6/ 260. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 524 وكان يسمّى آنية النّحل [1] من كرمه وجوده. وفيه يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ: إِنَّمَا مُصْعَبُ شِهَابٌ مِنَ اللَّهِ ... تَجَلَّتْ عَنْ وَجْهِهِ الظَّلْمَاءُ مُلْكُهُ مُلّكُ عِزَّةٍ [2] لَيْسَ فِيهِ ... جَبَرُوتٌ مِنْهُ [3] وَلا كِبْرِيَاءُ يَتَّقِي اللَّهَ فِي الأُمُورِ وَقَدْ أَفْلَحَ ... مَنْ كَانَ هَمُّهُ الاتِّقَاءُ [4] وَفِيهِ يَقُولُ أَيْضًا: لَوْلا الإِلَهُ وَلَوْلا مُصْعَبٌ لَكُمْ ... بِالطَّفِّ قَدْ ضَاعَتِ الأَحَسْابُ وَالذِّمَمُ أَنْتَ الَّذِي جِئْتَنَا وَالدِّينُ مُخْتَلَسٌ ... وَالْحُرُّ مُعْتَبَدٌ وَالْمَالُ مُقْتَسَمُ فَفَرَّجَ اللَّهُ عَمْيَاهَا وَأَنْقَذَنَا ... بِسَيْفٍ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمُ مُقَلَّدٌ بِنَجَادِ السَّيْفِ فَضْلُهُ ... فِعْلُ الْمُلُوكِ وَلا عَيْبَ وَلا قِرْمُ فِي حِكَمِ لُقُمَانَ يَهْدِي مَعَ نَقِيبَتِهِ ... يَرْمِي بِهِ اللَّهُ أَعْدَاءً وَيَنْتَقِمُ وَبَيْتُهُ الشرف الأعلى سوابغها ... في الدّارعين إذا ما سَأَلْتِ الْخَدَمُ قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: وَمُصْعَبُ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ [5] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ مُصْعَبٍ [6] . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ: قَالَ الشَّعْبيُّ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ عَلَى مِنْبَرٍ أَحسَنَ مِنْ مُصْعَبٍ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانَ مُصْعَبٌ يُحْسَدُ عَلَى الْجَمَالِ، فَنَظَرَ يَوْمًا وَهُوَ يَخْطُبُ إِلَى أَبِي خَيْرَانَ الْحِمَّانِيُّ، فَصَرَفَ وَجْهُهُ عَنْهُ، ثمّ دخل ابن جودان   [1] قال بعض الأشراف في قتله: عماد بني العاص الرفيع عماده ... وقرم بني العوّام آنية النّحل (ثمار القلوب 508 رقم 829) وقد وردت في الأصل «ابنه» . [2] في الشعر والشعراء «رحمة» . [3] في الشعر والشعراء «جبروت يخشى» . [4] الأبيات في: الشعر والشعراء 2/ 450 والكامل في الأدب 2/ 269، والأغاني 5/ 79، وديوان مصعب بن الزبير 91، والعقد الفريد 2/ 173. [5] الطبقات لابن سعد 5/ 183. [6] الطبقات. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 525 الْجَهْضَمِيُّ، فَسَكَتَ وَجَلَسَ، وَدَخَلَ الْحَسَنُ فَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اجْتمَعَ فِي الْحِجْرِ عَبْدُ اللَّهِ، وَمُصْعَبٌ، وَعُرْوَةُ بَنُو الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالُوا: تَمَنَّوْا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْخِلافَةَ، وَقَالَ عُرْوَةُ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى أَنْ يُؤْخَذَ عَنِّي الْعِلْمُ، وَقَالَ مُصْعَبٌ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى إِمْرَةَ الْعِرَاقِ، وَالْجَمْعُ بَيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، وَسُكَيْنَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَأَتَمَنَّى الْمَغْفِرَةَ، فَنَالُوا مَا تَمَنَّوْا، وَلَعَلَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ غُفِرَ لَهُ [1] . قَالَ خَلِيفَةُ [2] : فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ جَمَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْعِرَاقَ لِأَخِيهِ مُصْعَبٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْمُلْكَ بِأَحَدٍ قَطُّ أَلْيَطَ مِنْهُ بِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: بَلَغَ مُصْعَبًا عَنْ عَرِّيفِ الأَنْصَارِ شَيْءٌ فَهَمَّ بِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اسْتَوْصُوا بِالأَنَصْارِ خَيْرًا، اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» ، فَأَلْقَى مُصْعَبٌ نَفْسَهُ عَنِ السَّرِيرِ، وَأَلْزَقَ خَدَّهُ بِالْبُسَاطِ، وَقَالَ: أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ، وَتَرَكَهُ. رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ [3] . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أُهْدِيَتْ لِمُصْعَبٍ نَخْلَةٌ مِنْ ذَهَبٍ عَثَاكِلُهَا [4] مِنْ صُنُوفِ الْجَوْهَرِ، فَقُوِّمَتْ بِأَلْفَيْ ألف دِينَارٍ، وَكَانَتْ مِنْ مَتَاعِ الْفُرْسِ، فَدَفَعَهَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ [5] . وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا كَتَبَ لِلرَّجُلِ بِجَائِزَةٍ أَلْفَ دِرْهَمٍ جَعَلَهَا مُصْعَبٌ مائة ألف.   [1] حلية الأولياء 2/ 171، وانظر عيون الأخبار 3/ 258. [2] قوله ليس في تاريخه أو طبقاته. [3] في المسند 3/ 240 و 241. [4] العثاكل: مفردها: عثكول وعثكال، وهو العذق من أعذاق النخل الّذي يكون فيه الرطب. [5] ابن أبي فروة هو كاتب مصعب بن الزبير. والخبر في تاريخ دمشق 16/ 267 أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 526 وَسُئِلَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَيُّ ابْنَيِ الزُّبَيْرِ أَشْجَعُ؟ قَالَ: كِلاهُمَا جَاءَ الْمَوْتُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ. وَعَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمًا لِجُلَسَائِهِ: مَنْ أَشْجَعُ الْعَرَبِ؟ قِيلَ: شَبِيبٌ، قَطَرِيُّ، فلان، فُلانٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَشْجَعَ الْعَرَبِ لَرَجُلٌ وَلِيَ الْعِرَاقَيْنِ خَمْسَ سِنِينَ، فَأَصَابَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَأَلْفَ أَلْفٍ، وَأَلْفَ أَلْفٍ، وَتَزَوَّجَ سُكَيْنَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ، وَأَمَةَ الْحميدِ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَأُمُّهُ رَبَابُ بِنْتُ أُنَيْفٍ الْكَلْبِيُّ، وَأُعْطِيَ الأَمَانَ، فَأَبَى وَمَشَى بِسَيْفِهِ حَتَّى مَاتَ، ذَاكَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ [1] . وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْقَصْرَ بِالْكُوفَةِ، فَإِذَا رَأْسُ الْحُسَيْنِ بَيْنَ يَدَيْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ بِالْكُوفَةِ، فَإِذَا رَأْسُ عُبَيْدِ اللَّهِ بَيْنَ يَدَيِ الْمُخْتَارِ، ثُمَّ دَخَلْتُ الْقَصْرَ، فَإِذَا رَأْسُ الْمُخْتَارِ بَيْنَ يَدَيْ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ دَخَلْتُ بَعْدُ، فَرَأَيْتُ رَأْسَ مُصْعَبٍ بَيْنَ يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَعَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُتِلَ مُصْعَبٌ يَوْمَ الْخَمِيسِ، النِّصْفُ مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ سَنَةً. وَلابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ يَرْثِيهِ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ يَوْمَ مَسْكِنَ ... وَالْمُصِيبَةَ وَالْفَجِيعَهْ بِابْنِ الْحَوَارِيِّ الَّذِي ... لَمْ يَعْدُهُ [2] يَوْمُ الْوَقِيعَهْ غَدَرَتْ بِهِ مُضَرُ الْعِرَاقِ ... وَأَمْكَنَتْ مِنْهُ رَبِيعَهْ فَأَصَبْتِ [3] وِتْرَكِ يَا رَبِيعَ ... وَكُنْتُ سَامِعَةً مُطِيعَهْ يَا لَهْفَ لَوْ كَانَتْ لَهُ ... بِالدَّيْرِ يَوْمَ الدَّيْرِ شِيعَهْ أَوْ لَمْ تَخُونُوا عَهْدَهُ ... أَهْلُ الْعِرَاقِ بَنُو [4] اللَّكِيعَهْ   [1] الأغاني 19/ 131، 132. [2] في طبعة القدسي 3/ 210 «نفده» ، والتصحيح من الكامل للمبرّد. [3] في طبعة القدسي 3/ 210 «فأصيب» ، والتصحيح من الكامل للمبرّد. [4] في طبعة القدسي 3/ 210 «بني» والتصحيح من الكامل للمبرّد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 527 لَوَجَدْتُمُوهُ حِينَ يَحْدِرُ ... لا يُعَرِّسُ بِالْمَضِيعَهْ [1] 251- مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ [2] أَبُو زُرْعَةَ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. كَانَ صَاحِبَ لِوَاءِ جُهَيْنَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَكَانَ أَلْزَمَهُمْ لِلْبَادِيَةِ. أَخَذَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَيْضًا. رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَغَيْرُهُ. وَلا رِوَايَةٌ لَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الكتب السّنّة. وَعَاشَ ثَمَانِينَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. فَأَمَّا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ صَاحِبُ الْقَدْرِ فَسَيَأْتِي. 252- مَعْدَانُ بن أبي طلحة [3]- م 4- اليعمريّ [4] الشاميّ.   [1] الأبيات في الكامل للمبرّد 1/ 59 وفيه البيت الأخير: لوجدتموه حين يغضب ... لا يعرّج بالمضيعة وهي أيضا في: الفتوح لابن أعثم 6/ 269، والأخبار الموفقيات 533، والأغاني 19/ 128، وديوان ابن الرقيات 184، ومعجم البلدان 5/ 127 (مادّة مسكن: وهو موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق، وبه كانت الوقعة بين عبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبير في سنة 72 فقتل مصعب وقبره هناك معروف) . ومنها ثلاثة أبيات في التنبيه والإشراف 271. [2] انظر عن (معبد بن خالد) في: طبقات ابن سعد 4/ 338، وطبقات خليفة 211، والتاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1745، والمعرفة والتاريخ 2/ 280، والجرح والتعديل 8/ 279 رقم 1276، والاستيعاب 3/ 457، 458، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 380، وتهذيب التهذيب 10/ 222 رقم 405، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1251، والإصابة 3/ 439 رقم 8092، وأسد الغابة 4/ 390. [3] انظر عن (معدان بن أبي طلحة) في: طبقات ابن سعد 7/ 444، وطبقات خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 575، 576، والتاريخ الكبير 8/ 38 رقم 2070، وتاريخ الثقات للعجلي 433، 434 رقم 1603، والثقات لابن حبّان 5/ 457، والمعرفة والتاريخ 2/ 328 و 465 و 664، والجرح والتعديل 8/ 404 رقم 1854، وتاريخ الطبري 4/ 204، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1351، وتهذيب التهذيب 10/ 228 رقم 417، وتقريب التهذيب 2/ 263 رقم 1262، وخلاصة تذهيب التهذيب 383، ورجال مسلم 2/ 269 رقم 1665. [4] بفتح الميم، كما في الأنساب 12/ 415. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 528 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : أَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَ: مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَهُمْ أَثْبَتُ فِيهِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] وَغَيْرُهُ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَثَوْبَانَ. رَوَى عَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ [3] وَالسَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ الْكَلاعِيُّ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَيَعِيشُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ. ذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ [4] فِي الطَّبَقَةِ الَّتِي تَلِي الصَّحَابَةَ. 252- الْمُنْذِرُ بْنُ الْجَارُودِ الْعَبْدِيُّ [5] مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. وُلِّيَ إِمْرَةَ إِصْطَخْرَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ وُلِّيَ السِّنْدَ مِنْ قِبَلِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ. يُقَالُ إِنَّهُ قُتِلَ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قَدِمَ الْجَارُودُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنَشٍ الْعَبْدِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ نَصْرَانِيًّا. وَقَالَ غَيْرُهُ: لِلْجَارُودِ صُحْبَةٌ. وَقُتِلَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بِفَارِسٍ. كُنْيَةُ الْمُنْذِرِ أَبُو الأَشْعَثِ، ويقال أبو عتّاب.   [1] في التاريخ 2/ 576. [2] في تاريخ الثقات 433، 434. [3] مهملة في الأصل، والتحرير من الخلاصة. [4] في تاريخ دمشق 1/ 370. [5] انظر عن (المنذر بن الجارود) في: تاريخ خليفة 236، والمعرفة والتاريخ 3/ 313، والأخبار الموفقيات 428، والمعارف 339، والشعر والشعراء 121، وفتوح البلدان 358 و 439، والأخبار الطوال 231، 232 و 305، والتعليقات والنوادر ج 1 رقم 110، وأنساب الأشراف 1/ 500 و 4 ق 1/ 30 و 375 و 376، وتاريخ اليعقوبي 2/ 204 و 264، وتاريخ الطبري 4/ 80 و 505 و 5/ 318 و 319 و 357، والعقد الفريد 3/ 405 و 4/ 39، ومروج الذهب 1631، وربيع الأبرار 4/ 197، وشرح نهج البلاغة 4/ 230، 231، ولباب الآداب 229، والبداية والنهاية 9/ 17، والإصابة 3/ 480 رقم 8334، والكامل في التاريخ 3/ 523 و 4/ 23 و 101 و 342. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 529 [حرف النون] 253- ناعم [1] بن أجيل [2]- م- الهمدانيّ المصريّ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ. سُبِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاشْتَرَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَأَعْتَقَتْهُ [3] فَرَوَى عَنْهَا، وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. رَوَى عَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةَ، وَالأَعْرَجُ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ بمصر. توفّي سنة ثمانين. 254- نافع مولى أمّ سلمة [4]- ن- أَيْضًا مِنَ الْقُدَمَاءِ. رَوَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ فِي صِحَّةِ صَوْمِ الْجُنُبِ حَدِيثًا تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ [5] .   [1] انظر عن (ناعم بن أجيل) في: طبقات ابن سعد 5/ 298، والتاريخ الكبير 8/ 125 رقم 2441، والمعرفة والتاريخ 2/ 520، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431 و 630، والجرح والتعديل 8/ 508 رقم 2323، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1402، 1403، وأسد الغابة 5/ 7، والكاشف 3/ 172 رقم 5878، وتهذيب التهذيب 10/ 403، 404 رقم 724، وتقريب التهذيب 2/ 195 رقم 12، والإصابة 3/ 543 رقم 8649، وخلاصة تذهيب التهذيب 405، والثقات لابن حبّان 5/ 470. [2] كزبير، بضم أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه. [3] التاريخ الكبير 8/ 125. [4] انظر عن (نافع مولى أم سلمة) في: تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1405. [5] أخرج أحمد في المسند 6/ 34 حديثا من طريق: عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 530 255- نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ الأَشْجَعِيُّ [1]- د ن ق- لَهُ صُحْبةٌ وَرِوَايَةٌ. زَوَّجَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُرَيْعَةَ بِنْتَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، وَعَاشَ دَهْرًا [2] . رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سَلَمَةُ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ سَعْدُ بن طارق. 256- النّزال بن سبرة [3]- خ د ن ق- الهلاليّ الكوفيّ.   [ () ] أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام قال: دخلت أنا وأبي على عائشة وأم سلمة فقالتا أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يصبح جنبا ثم يصوم. وأخرج أيضا 6/ 36 من طريق: مالك، عن سميّ، وعبد ربه بن سعيد، عن أبي بكر بن عبد الرحم، عن عائشة وأم سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصوم. وقالت في حديث عبد ربه في رمضان. وأخرج 6/ 38 من طريق: سفيان، عن سميّ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يدركه الصبح وهو جنب فيغتسل ويصوم. [1] انظر عن (نبيط بن شريط) في: طبقات ابن سعد 6/ 29، 30، وطبقات خليفة 47 و 129، ومسند أحمد 4/ 305، والتاريخ الكبير 8/ 137 رقم 2476، والتاريخ الصغير 1/ 2، وتاريخ الثقات للعجلي 448 رقم 1683، والمعرفة والتاريخ 1/ 446 و 455 و 2/ 270، والجرح والتعديل 8/ 505 رقم 2312، والاستيعاب 3/ 564، وأسد الغابة 5/ 14، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1407، وأنساب الأشراف 1/ 272، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 313، وتحفة الأشراف 9/ 7 رقم 548، والنكت الظراف 9/ 548، وتهذيب التهذيب 10/ 417، 418 رقم 752، وتقريب التهذيب 2/ 297 رقم 40، والإصابة 3/ 551 رقم 8673. [2] ذكر الدكتور عبد المعطي قلعجي في تعليقه على كتاب تاريخ الثقات للعجلي 448 حاشية رقم 169 إنه اطّلع على 13 ورقة ضمن مخطوط بدار الكتب المصرية حديث 1588 على حديث نبيط بن شريط منسوب له بخط جد رديء يكاد لا يقرأ. قال فؤاد سزكين 1/ 12: إذا صحّت نسبة الحديث له يعدّ أقدم صحيفة مشهورة وصلت إلينا في أقوال الرسول صلّى الله عليه وسلّم. [3] انظر عن (النزّال بن سبرة) في: طبقات ابن سعد 6/ 84، 85، وطبقات خليفة 143، والتاريخ الكبير 8/ 117 رقم 2410، وتاريخ الثقات للعجلي 448 رقم 1686، والثقات لابن حبّان 5/ 482، والمعرفة والتاريخ 2/ 760، وتاريخ أبي زرعة 1/ 630 و 632 و 633، والجرح والتعديل 8/ 498 رقم 2279، والاستيعاب 3/ 578، 579، وأسد الغابة 5/ 15، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1408، وتهذيب التهذيب 10/ 423، 424 رقم 763، وتقريب التهذيب 2/ 298 رقم 51، والإصابة 3/ 553 رقم 8694 و 3/ 583، 584 رقم 8856، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 510، و 5/ 23، ولباب الآداب 320، ورجال البخاري 2/ 754، 755 رقم 1265. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 531 روى عن: عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] وغيره.   [1] في تاريخ الثقات 448. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 532 [حرف الْهَاءِ] 257- هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ [1] الْعَبْدِيُّ الرَّبَعِيُّ- وَيُقَالُ الأَزْدِيُّ- الْبَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْعُبَّادِ، وُلِّيَ بَعْضَ الْحُرُوبِ فِي أَيَّامِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ بِأَرْضِ فَارِسٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ عَامِلا لِعُمَرَ، وَكَانَ ثِقَةً لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ. وَقِيلَ، سُمِّيَ هَرِمًا لِأَنَّهُ بَقِيَ فِي بَطْنِ أمّه سنتين حتّى طلعت ثنيّتاه.   [1] انظر عن (هرم بن حيّان) في: طبقات ابن سعد 7/ 131- 134، وطبقات خليفة 198، وتاريخ خليفة 141 و 159 و 164، والتاريخ الكبير 8/ 243 رقم 2869، والزهد لأحمد 282- 285، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 122، والمعارف 421 و 430 و 595، والجرح والتعديل 9/ 110 رقم 463، وفتوح البلدان 387 و 478، وجمهرة أنساب العرب 295، وتاريخ الطبري 4/ 74 و 266 و 286 و 352، والثقات لابن حبّان 5/ 513، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1182، والخراج وصناعة الكتابة 388، 389، والعقد الفريد 2/ 472 و 3/ 171، وربيع الأبرار 4/ 198 و 385، وحلية الأولياء 2/ 119- 122 رقم 167، والاستيعاب 3/ 611، 612، وأسد الغابة 5/ 57، والكامل في التاريخ 3/ 101 و 119، وسير أعلام النبلاء 4/ 48- 50 رقم 12، والإصابة 3/ 601 رقم 8946، والنجوم الزاهرة 1/ 132، والتذكرة الحمدونية 1/ 136 و 140، والغدير للأميني 11/ 117، ومشتبه النسبة، ورقة 30 ب، رقم 757 (حسب تحقيقنا لنسخة المتحف البريطاني) . [2] في الطبقات الكبرى 7/ 131 و 132. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 533 قَالَ أَبُو عِمَرانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ: إِيَّاكُمْ وَالْعَالِمَ الْفَاسِقَ، فَبَلَغَ عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَأَشْفَقَ مِنْهَا: مَا الْعَالِمُ الْفَاسِقُ؟ فَكَتَبَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَرَدْتُ إِلا الْخَيْرَ، يَكُونُ إِمَامٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعِلْمِ، وَيَعْمَلُ بِالْفِسْقِ، وَيُشَبَّهُ عَلَى النَّاسِ فَيَضِلُّوا [1] . قُلْتُ: إِنَّمَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ عُمَرُ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعُدُّونَ الْعَالِمَ إِلا مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ. وَرَوَى الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ [2] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ الْعَاصِ وَجَّهَ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ إِلَى قَلْعَةٍ فَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً [3] . وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: خَرَجَ هَرِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ بن كريز، فبينما رواحلهما ترعى إذ قَالَ هَرِمٌ: أيَسُرُّكَ أَنَّكَ كُنْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ، لَقَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ الإِسْلامَ، وَإِنِّي لأَرْجُو مِنْ رَبِّي، فَقَالَ هَرِمٌ: لَكِنِّي وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ، فَأَكَلَتْنِي هَذِهِ النَّاقَةُ، ثُمَّ بَعَرَتْنِي، فَاتُّخِذْتُ جِلَّةً، وَلَمْ أكابد الحساب، ويحك يا ابن عامر إِنِّي أَخَافُ الدَّاهِيَةَ الْكُبْرَى [4] . قَالَ الْحَسَنُ: كَانَ وَاللَّهِ أَفْقَهَهُمَا وَأَعْلَمَهُمَا باللَّه. وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ يَقُولُ: مَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ إِلا أَقَبْلَ اللَّهُ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْهِ حَتَّى يَرْزُقَهُ مَوَدَّتَهُمْ وَرَحْمَتَهُمْ. وَقَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: قَالَ هَرِمٌ: صَاحِبُ الْكَلامِ عَلَى إِحْدَى مَنْزِلَتَيْنِ، إِنْ قَصَّرَ فِيهِ خَصَمَ، وَإِنْ أَغْرَقَ فِيهِ أَثِمَ. وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ هَرِمٌ: مَا رَأَيْتُ كَالنَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، وَلا كَالْجَنَّةِ نام طالبها [5] .   [1] الطبقات لابن سعد 7/ 133. [2] في الأصل «القحدمي» بالدال المهملة، والتحرير من اللباب. [3] تاريخ خليفة 159. [4] رواه أبو نعيم في الحلية 2/ 119، 120، من طريق: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أبي همام الوليد بن شجاع، قال: حدّثنا مخلد- يعني ابن حسين- عن هشام، وعن الحسن. ورواه جرير، عن جابر، عن حميد بن هلال، نحوه. [5] حلية الأولياء 2/ 119، طبقات ابن سعد 7/ 132. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 534 وَقَالَ الْحَسَنُ: مَاتَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَلَمَّا دُفِنَ جَاءَتْ سَحَابَةٌ قَدْرُ قَبْرِهِ فَرَشَّتْهُ ثُمَّ انْصَرَفَتْ [1] . وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَغَيْرُهُ: قِيلَ لِهَرِمٍ: أَلا تُوصِي؟ قَالَ: قَدْ صَدَقَتْنِي نَفْسِي فِي الْحَيَاةِ وَمَا لِي شَيْءٌ أُوصِي، وَلَكِنْ أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ [2] . قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: قَدِمَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ دِمَشْقَ فِي طَلَبِ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيُّ. 258- هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ [3]- ع- يَرْوِي عَنْ، عُمَرَ: وَعَمَّارٍ، وَالْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَحُذَيْفَةَ وَجَمَاعَةٍ، رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَوَبَرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : تُوُفِّيَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ. وَقَالَ حُصَيْنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: إِنَّ هَمَّامَ بْنَ الْحَارِثِ كان يدعو:   [1] طبقات ابن سعد 7/ 133 و 134، وحلية الأولياء 2/ 122. [2] طبقات ابن سعد 7/ 132 وتحرّفت فيه «النحل» إلى «النخل» ، وذكر الآيات: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ 16: 125 إلى آخر السورة إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ 16: 128. [3] انظر عن (همام بن الحارث) في: رجال البخاري 2/ 776 رقم 1300، ورجال مسلم 2/ 320، وطبقات ابن سعد 6/ 118، 119، وطبقات خليفة 340، ورقم 1786 وتاريخ خليفة 257، والتاريخ الكبير 8/ 236 رقم 2848، وتاريخ الثقات 461 رقم 1749، والمعرفة والتاريخ 2/ 576 و 3/ 217 و 221، والجرح والتعديل 9/ 106، 107 رقم 452، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 810، وأخبار القضاة 1/ 39، 40، والثقات لابن حبّان 5/ 510، 511، وصفة الصفوة 3/ 35 رقم 90، والاستيعاب 3/ 623، وأسد الغابة 5/ 70، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1448، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 241، والكاشف 3/ 198 رقم 6089، والإصابة 3/ 609 رقم 8994، وتهذيب التهذيب 11/ 66 رقم 105، وتقريب التهذيب 2/ 321 رقم 109، وخلاصة تذهيب التهذيب 411، وحلية الأولياء 4/ 178، 179 رقم 265، وسير أعلام النبلاء 4/ 283، 284 رقم 104. [4] في الطبقات 6/ 118. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 535 اللَّهمّ اشْفِنِي مِنَ النَّوْمِ بِالسَّيْرِ، وَارْزُقْنِي سَهَرًا فِي طَاعَتِكَ. فَكَانَ لا يَنَامُ إِلا هُنَيْهَةً وَهُوَ قَاعِدٌ [1] . وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيُّ: كَانَ النَّاسُ يَتَعَلَّمُونَ هَدْيَهُ وَسَمْتَهُ، وَكَانَ طَوِيلَ السَّهَرِ، رَحْمَةُ الله عليه.   [1] طبقات ابن سعد 6/ 118، حلية الأولياء 4/ 178. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 536 [حرف الياء] 259- يحيى بن الحكم [1] ابن أبي العاص بن أمية الأُمَوِيُّ. رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ. رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ أُسَامَةَ. وَوَلِيَ الْمَدِينَةَ لابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ وَلِيَ حِمْصَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ فِيهِ حُمْقٌ [2] فَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِلا إِذْنٍ، فَعَزَلَهُ. وَذَكَرَ الْعُتْبِيُّ أن عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ: كَيْفَ لَنَا بِمِثْلِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ: هَيْفَاءُ مُقْبِلةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِرَةٌ ... لَفَّاءُ غَامِضَةُ الْعَيْنَيْنِ مِعْطَارُ خُوذٌ مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ يَرَهَا ... بِسَاحَةِ الدَّارِ لا بَعْلٌ وَلا جَارٌ   [1] انظر عن (يحيى بن الحكم) في: الأخبار الموفقيات 525، ونسب قريش 159 و 179، والمغازي للواقدي 697، والمحبّر 68، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 449 و 5 (انظر فهرس الأعلام) 429، وتاريخ اليعقوبي 2/ 281، وتاريخ الطبري 4/ 535 و 5/ 460 و 465 و 6/ 202 و 209 و 256 و 321 و 355 و 7/ 67، و 109، 110، والكامل في التاريخ 3/ 258 و 4/ 323 و 418، والعقد الفريد 608 و 2/ 12 و 73 و 4/ 21 و 25 و 6/ 99، وفوات الوفيات 3/ 161، ومروج الذهب 1428، ومعجم بني أميّة 196، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 101. [2] قيل إن عبد الملك بن مروان كان يقول: من أراد أمرا فليشاور يحيى، فإذا أشار عليه بأمر فليعمل بخلافه. (الأخبار الموفقيات 525) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 537 وَعَنْ جُنَادَةَ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِمْصَ، فَأَمَرَ بِإِسْحَاقَ بْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ صَبْرًا، فَتَكَلَّمَ أَهْلُ حِمْصَ فَنُودِيَ: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ. وَقَالَ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ذِي الْكَلاعِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَسْنَا بِأَهْلِ الْكُوفَةَ، وَلَكِنَّا الَّذِينَ قَاتَلْنَا مَعَكَ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَنْتَ تَقُولُ يَوْمَئِذٍ: وَاللَّهِ يَا أَهْلَ حِمْصَ لَأُوسِيَنَّكُمْ وَلَوْ بِمَا تَرَكَ مَرْوَانُ، وَعَلَيْكَ يَوْمَئِذٍ قِبَاؤُكَ الأَصْفَرُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: اعْزِلْ عَنَّا سَفِيهَكَ يَحْيَى بْنَ الْحَكَمِ. فَقَالَ: ارْحَلْ عَنْ جِوَارِ الْقَوْمِ. 260- يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ [1] الْجُرَشِيُّ [2] أَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ الشَّامَ، وَسَكَنَ بِقَرْيَةِ زِبْدِينَ فِي الْغُوطَةِ، وَلَهُ دَارٌ بِدَاخِلِ بَابٍ شَرْقِيٍّ [3] . قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ: يَا أَبَا الأَسْوَدِ، كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْعُزَّى تُعْبَدُ فِي قَرْيَةِ قَوْمِي [4] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ- رَجُلٌ تَابِعِيٌّ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: اكْتُبُوا فِي الْغَزْوِ، قَالُوا: قد   [1] انظر عن (يزيد بن الأسود) في: طبقات ابن سعد 7/ 444، وطبقات خليفة 285، والتاريخ الكبير 8/ 318 رقم 3158، والمعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 316 و 380 و 381 و 383 و 384 و 385، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 235 و 602، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 915، واللباب 1/ 272، والجرح والتعديل 9/ 250 رقم 1047، والاستيعاب 3/ 660، وأسد الغابة 5/ 103، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 161 رقم 252، وسير أعلام النبلاء 4/ 136، 137 رقم 43، والبداية والنهاية 8/ 324، والإصابة 3/ 673 رقم 9393، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ج 5/ 209، 210 رقم 1838، وانظر لنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 489. [2] في الأصل «الخرشي» والتصويب من (اللباب) . [3] مشهور بهذا. [4] التاريخ الكبير 8/ 318، تاريخ دمشق 46/ 489. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 538 كَبَّرْتُ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، اكْتُبُونِي فَأَيْنَ سَوَادِي فِي الْمُسْلِمِينَ؟ قَالُوا: أَمَّا إِذَا فَعَلْتَ فَأَفْطِرْ وَتَقَوَّ عَلَى الْعَدُوِّ، قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَانِي أَبْقَى حَتَّى أُعَاتِبَ فِي نَفْسِي. وَاللَّهِ لا أُشْبِعُهَا مِنْ طَعَامٍ، وَلا أُوطِئُهَا مِنْ مَنَامٍ حَتَّى تَلْحَقَ بِالَّذِي خَلَقَهَا [1] . وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: ثنا صَفْوَانُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، إِنَّ السَّمَاءَ قَحَطَتْ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ وَأَهْلُ دِمَشْقَ يَسْتَسْقُونَ، فَلَمَّا قَعَدَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ الْجَرَشِيُّ؟ فَنَادَاهُ النَّاسُ، فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ، فَأَمَرَهُ مُعَاوِيَةُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَعَدَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهمّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِخَيْرِنَا وَأَفْضَلِنَا، اللَّهمّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ، يَا يَزِيدُ ارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللَّهِ، فَرَفَعَ يَزِيدُ يَدَيْهِ، وَرَفَعَ النَّاسُ، فَمَا كَانَ بِأَوْشَكَ أَنْ ثَارَتْ سَحَابةٌ كَأَنَّهَا تُرْسٌ، وَهَبَّتْ لَهَا رِيحٌ فَسُقِينَا حَتَّى كَادَ النَّاسُ أَنْ لا يَبْلُغُوا مَنَازِلَهُمْ [2] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي عُمَرَ السَّيْبَانِيُّ [3] وَغَيْرُهُمَا، إِنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ اسْتَسْقَى بِيَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى سُقُوا [4] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ لَمَّا خَرَجَ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ رَحَلَ مَعَهُ يَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ، فَلَمَّا الْتَقَوْا قَالَ: اللَّهمّ احْجُزْ بَيْنَ هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ، وَوَلِّ الأَمْرَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْكَ، فَظَفِرَ عَبْدُ الْمَلِكِ [5] . رَوَى الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْقُرَشِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ [6] أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ الجرشيّ كان يسير هو   [1] تاريخ دمشق 46/ 490. [2] طبقات ابن سعد 7/ 444. [3] في طبعة القدسي 3/ 214 «الشيبانيّ» بالشين المعجمة، وهو تحريف، والتصويب من الأنساب 7/ 215 إذ قال: بفتح السين المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين.. النسبة إلى سيبان، وهو بطن من حمير. وانظر اللباب 2/ 163. [4] الخبر بأطول من ذلك في المعرفة والتاريخ 2/ 381. [5] تاريخ دمشق 46/ 491. [6] أقول إن لفظ المشيخة برد في المصادر التاريخية على الغالب للحديث عن مشيخة ساحل دمشق. وقد ورد ذلك في تاريخ الطبري 4/ 262 وانظر لنا: دراسات في تاريخ الساحل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 539 وَرَجُلٌ فِي أَرْضِ الرُّومِ، فَسَمِعَ مُنَادِيًا يَقُولُ: يَا يَزِيدَ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَإِنَّ صَاحِبَكَ لَمِنَ الْعَابِدِينَ، وَمَا نَحْنُ بِكَاذِبِينَ [1] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَسَاكِرَ الْحَافِظُ: بَلَغَنِي أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الأَسْوَدِ كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الآخِرَةَ بمسجد دمشق، ويخرج إلى زبدين، فتضيء إِبْهَامُهُ الْيُمْنَى، فَلا يَزَالُ يَمْشِي فِي ضَوْئِهَا حَتَّى يَبْلُغَ زِبْدِينَ [2] . قُلْتُ: وَقَدْ حَضَرَهُ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ عِنْدَ الْمَوْتِ. 261- يَزِيدُ بْنُ شَرِيكٍ [3]- ع- التّيميّ الكوفيّ، مِنْ تَيْمِ الرَّبَابِ لا تَيْمِ قُرَيْشٍ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةَ. روى عنه: ابنه إبراهيم التيمي، وإبراهيم النخعي، والحكم بن عتبة، وغيرهم. وثقه يحيى بن معين. مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي قَمِيصٌ مِنْ قُطْنٍ، فَقُلُتْ: يَا أبَهْ، لَوْ لَبِسْتَ! فَقَالَ: لَقَدْ قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ، فَأَصَبْتَ آلَافًا فَمَا اكْتَرَثْتُ بِهَا فَرَحًا، وَلا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالْكُرْهِ أَيْضًا، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ كُلَّ لُقْمَةٍ طَيِّبَةٍ أَكَلْتُهَا فِي فَمِ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ، إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدّرداء   [ () ] الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) -، ص 14 و 229- طبعة جرّوس برس- طرابلس 1990. [1] تاريخ دمشق 46/ 491. [2] تاريخ دمشق 6/ 492. [3] انظر عن (يزيد بن شريك) في: طبقات ابن سعد 6/ 104، وطبقات خليفة 144، والتاريخ لابن معين 2/ 672، والتاريخ الكبير 8/ 340 رقم 3239، وتاريخ الثقات 479 رقم 1844، والثقات لابن حبّان 5/ 532، والمعرفة والتاريخ 2/ 645، والجرح والتعديل 9/ 271 رقم 1137، وأسد الغابة 5/ 115، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1535، 1536، والكاشف 3/ 245 رقم 6429، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 242، وتهذيب التهذيب 11/ 337 رقم 643، وتقريب التهذيب 2/ 366 رقم 268، والإصابة 3/ 674 رقم 9402، وخلاصة تذهيب التهذيب 433، ورجال البخاري 2/ 808 رقم 1357، ورجال مسلم 2/ 359، 360 رقم 3875. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 540 يَقُولُ: إِنَّ ذَا الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ ذِي الدِّرْهَمِ. سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: لَمَّا قَصَّ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ أَخْرَجَهُ أبوه رحمه الله. 262- يزيد بن عميرة [1]- د ن- الزّبيديّ، ويقال الكنديّ، ويقال السّكسكي الحمصيّ [2] . روى عنه: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [3] : شَاميٌّ ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَكْبَرُ أَصْحَابِ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، وَكَانَ رَأْسَ الْقَوْمِ يَزِيدُ بْنُ عميرة الزّبيديّ.   [1] انظر عن (يزيد بن عميرة) في: طبقات ابن سعد 7/ 440، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الكبير 8/ 350 رقم 3288، وتاريخ الثقات 480 رقم 1852، والمعرفة والتاريخ 1/ 468 و 2/ 321 و 322 و 719، وتاريخ أبي زرعة 1/ 649، والجرح والتعديل 9/ 282 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 5/ 544، 545، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1540، وتهذيب التهذيب 11/ 351، 352 رقم 676، وتقريب التهذيب 2/ 369 رقم 303، والإصابة 3/ 675 رقم 9406، وخلاصة تذهيب التهذيب 433. [2] ويقال: «الكلبي» أيضا، انظر: طبقات خليفة، والجرح والتعديل، وتهذيب الكمال. [3] تاريخ الثقات 480. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 541 [الكنى] 263- أبو إدريس الخولانيّ [1] ع اسمه عائذ اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ، فقيه أَهْل دمشق، وقاضي دمشق. وقيل اسمه عَبْد اللَّهِ بْن إدريس بْن عائذ اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبة. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام حُنَيْن [2] .   [1] انظر عن (أبي إدريس الخولانيّ) في: طبقات ابن سعد 7/ 448، وطبقات خليفة 308، وتاريخ خليفة 280 و 296، والتاريخ الكبير 7/ 83 رقم 375، والزهد لابن المبارك 58 و 141 و 541، والملحق 178، والمعرفة والتاريخ 2/ 319، وأنساب الأشراف 154/ 354، وربيع الأبرار 4/ 361، والجرح والتعديل 7/ 37، 38 رقم 200، وتاريخ الثقات 246 رقم 758، وأخبار القضاة 3/ 202، وتاريخ أبي زرعة 1/ 199، 200 و 329 و 345 و 360 و 365 و 387 و 391 و 544 و 584 و 585 و 597 و 602 و 637، وجمهرة أنساب العرب 418، وحلية الأولياء 5/ 122، والاستيعاب 4/ 16، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 173، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 852، وطبقات الفقهاء 74، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 485- 525 رقم 63، وتاريخ داريا 109، والإكمال 6/ 8، والأنساب 5/ 235، وأسد الغابة 5/ 134، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 646 و 3/ 1578، وسير أعلام النبلاء (4/ 272- 277 رقم 99، وتذكرة الحفاظ 1/ 53، والعبر 1/ 91، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 245، ولباب الآداب 303، ودول الإسلام 1/ 57، ونهاية الأرب 21/ 228، ومرآة الجنان 1/ 96، والبداية والنهاية 9/ 34، والوافي بالوفيات 14/ 142، وقضاة دمشق، وتهذيب التهذيب 5/ 85، وتقريب التهذيب 1/ 390 رقم 75، والإصابة 3/ 57 رقم 6157، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وطبقات الحفّاظ 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وشذرات الذهب 1/ 88، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 206، وتاج العروس (مادة عوذ) ، ورجال مسلم 1/ 381 رقم 1934، ومشتبه النسبة، ورقة 28 ب، رقم 680. [2] طبقات ابن سعد 7/ 448، تاريخ دمشق 504 و 513. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 542 وحدّث عَنْ: أَبِي ذَرّ، وأَبِي الدرداء، وحُذَيْفة، وعُبادة بْن الصّامت، وأَبِي موسى، والمُغِيرَة بْن شُعْبة، وأَبِي هريرة، وعُقْبة بْن عامر، وعَوْف بْن مالك، وشدّاد بْن أوس، وابْن عَبَّاس، وأَبِي مسلم الخَوْلانيّ، وجماعة. رَوَى عَنْهُ: مكحول، وأَبُو سلام الأسود، وأَبُو قلابة الْجَرْميّ، والزُّهْريّ، وربيعة بْن يَزِيد، ويحيى بْن يحيى الغسّاني، وأَبُو حازم الأعرج، ويونس بْن مَيْسَرة، وآخرون كثيرون. قَالَ العَبَّاس بْن سالم الدمشقيّ، وهُوَ ثقة: سَمِعْت أَبَا إدريس الخَوْلانيّ قَالَ: لَمْ أنس عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود قائمًا عَلَى دَرَج كنيسة [1] دمشق يحدّثنا بالأحاديث. قَالَ أَبُو زُرْعة الدمشقيّ: قلت لدُحَيْم: أيُّ الرَّجُلين عندك أعلم: جُبَير بْن نُفَيْر، أو أَبُو إدريس الخَوْلانيّ؟ قَالَ: أَبُو إدريس عندي المقدّم، ورفع من شأن جُبَير لإسناده وأحاديثه [2] . وقَالَ الزُّهْري: حَدَّثَنِي أَبُو إدريس، وكَانَ من فُقهاء أَهْل الشام [3] . وقَالَ مكحول: ما رأيت مثل أَبِي إدريس الخَوْلانيّ [4] . عَنْ سَعِيد بْن عبد العزيز قَالَ: كَانَ أَبُو إدريس عالمَ الشام بَعْد أَبِي الدرداء [5] . وقَالَ مُحَمَّد بْن شُعيب بْن شابور، أخبرني يَزِيد بْن عُبَيدة أنّه رأى أَبَا إدريس فِي زمن عَبْد الْمَلِكِ، وأنّ حلق المسجد بدمشق يقرءون القرآن   [1] في تاريخ دمشق «مسجد دمشق» . وأقول أنا طالب العلم محقق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: إن ما ورد هنا من أنه «كنيسة دمشق» يدعمه ما جاء في تاريخ دمشق، رغم النص على «مسجد دمشق» فالعبارة فيه تدل على أن المراد الكنيسة. وهذا يوضّحه سياق الخبر، حيث روى يحيى بن سعيد والوليد بن سليمان بن أبي السائب أنهما رأيا أبا إدريس الخولانيّ يجلس بالعشيّات على درج مسجد (!) دمشق الّذي يطلع الناس منه إلى مسجد المسلمين ومصلّاهم، مقبل بوجهه على القبلة والناس تحته جلوس يسألونه فيقصّ عليهم ويحدّثهم بالأحاديث. (517) . [2] تاريخ دمشق 513. [3] تاريخ دمشق 514. [4] تاريخ دمشق 415. [5] تاريخ دمشق 516. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 543 يدرسون جميعًا، وأَبُو إدريس جالس إِلَى بعض العُمُد، فكُلَّما مرّت حلقةٌ بآية سَجْدةٍ بعثوا إليه يقرأ بها، فأنصتوا لَهُ وسجد بهم، وسجدوا جميعًا بسجوده، وربّما سجد بهم اثنتي عشرة سجْدة، حتّى إذا فرغوا من قراءتهم قام أَبُو إدريس يقُصّ. ثم قدّم الْقَصَصَ بَعْد ذَلِكَ [1] . وقَالَ خَالِد بْن يَزِيد بْن أَبِي مالك، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنّا نجلس إِلَى أَبِي إدريس الخَوْلاني فيحدّثنا، فحدّث يومًا بغزاةٍ حتّى استوعبها، فقَالَ رجل: أحَضَرْتَ هذه الغَزَاة؟ قَالَ: لا، فقَالَ: قد حضرتُها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولأنْتَ أحْفَظُ لها مني [2] . وقَالَ سعيد بْن عبد العزيز: عزل عَبْد الْمَلِكِ بلالا عَنِ القضاء وولّى أَبَا إدريس [3] . وقَالَ الوليد [4] عَنِ ابْن جابر: إنّ عَبْد الْمَلِكِ عزل أَبَا إدريس عَنِ القَصص وأقرَّه عَلَى القضاء، فقَالَ: عزلتموني عَنْ رغبتي، وتركتموني فِي رهْبتي [5] . وقَالَ أَبُو عُمَر بْن عبد البَرّ [6] : سماع أَبِي إدريس عندنا من مُعاذ صحيح. قَالَ خَلِيفَة [7] : تُوُفِّيَ سنة ثمانين. 264- أبو بحريّة [8] التراغميّ [9] الحمصيّ. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن قَيْس. شهِد خُطبة الجابية.   [1] تاريخ دمشق 516 و 517. [2] تاريخ دمشق 517. [3] تاريخ دمشق 522. [4] هو الوليد بن مسلم الدمشقيّ. [5] تاريخ دمشق 522. [6] في الاستيعاب 4/ 16. [7] في الطبقات 308. [8] مهمل في الأصل. [9] انظر عن (أبي بحريّة التراغمي) في: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 544 وحدّث عَنْ: مُعاذ، وأَبِي هريرة، ومالك بْن يَسَار. روى عنه: خالد بن معدان، وضمرة بن حبيب، ويزيد بن قطب، ويونس بن ميسرة، وأبو بكر بن أبي مريم، وغيرهم. أدرك الجاهلية. ووثقه ابن معين، وغيره، وفي لقي ابن أبي مريم له نظر. قال بقية: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْر بْن أَبِي مريم، عَنْ يحيى بْن جَابِر، عَنْ أَبِي بحرية قَالَ: إذا رأيتموني ألتفت فِي الصّفّ فأوجئوا فِي لحيْي حتّى أسْتوي. وحكى عَبْد اللَّهِ القطربليّ، عَنِ الْوَاقِدِيّ أَنَّ عُثْمَان كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَة: أَنْ أغْزِ الصَّائِفَةَ رَجُلا مَأْمُونًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، رَفِيقًا بِسِيَاسَتِهِمْ، فَعَقَدَ لأَبِي بَحْرِيَّةَ عَبْد اللَّهِ بْن قَيْس الكِنْديّ، وكَانَ فقيهًا ناسكًا يُحمَل عَنْهُ الْحَدِيث، وكَانَ عُثمانيّ الهوى حَتَّى مات فِي زمن الوليد، وكَانَ مُعَاوِيَة وخلفاء بني أُمَيَّةَ تُعَظِّمُه [1] . يُؤخَّر إِلَى الطبقة التاسعة. 265- أبو تميم الجيشانيّ [2] م ت ن ق اسمه عَبْد اللَّهِ بْن مالك بْن أَبِي الأسحم المصريّ أخو سيف.   [ () ] طبقات ابن سعد 7/ 442، والتاريخ الكبير 5/ 171 رقم 543، والمعرفة والتاريخ 2/ 313، والجرح والتعديل 5/ 138 رقم 645، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، وتاريخ الثقات 490 رقم 1900، وتاريخ أبي زرعة 1/ 346 و 391، وتهذيب الكمال 15/ 456- 458 رقم 3493، والتاريخ لابن معين 2/ 327، وعلل أحمد 1/ 54 و 181، والتاريخ الصغير 1/ 176، والثقات لابن حبّان 5/ 25، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 919، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 91 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 594 رقم 332، والكاشف 2/ رقم 2953، وغاية النهاية 1/ 442، وتهذيب التهذيب 5/ 364، وتقريب التهذيب 1/ 441، 442 رقم 553، والإصابة 4/ 23، 24 رقم 148، وخلاصة تذهيب التهذيب 210. وقد قيّده القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 216 «اليزاغمي» بالياء والزاي والغين، معتمدا على الخلاصة للخزرجي. والّذي أثبتناه عن المصادر. [1] تهذيب الكمال 15/ 458. [2] انظر عن (أبي تميم الجيشانيّ) في: طبقات ابن سعد 7/ 510، وطبقات خليفة 293، والعلل لأحمد 261 و 1/ 410، والتاريخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 545 وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقدما المدينة زمن عُمَر. رَوَى أَبُو تميم عَنْ: عُمَر، وعَلِيّ، وأَبِي ذَرّ، وقرأ الْقُرْآن عَلَى مُعاذ بْن جَبَل. رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّهِ بْن هُبَيْرة، وكعب بْن علقْمة، ومَرْثَد بن عبد الله اليزني، وبكر بن سوادة، وغيرهم. قَالَ يَزِيد بْن أَبِي حبيب: كَانَ من أعبد أَهْل مصر [1] . قلت: تُوُفِّيَ فِي سَنَة سبع وسبعين. نقله سَعِيد بْن عفير. وقَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ المقرئ: ثنا ابْن لَهيعة، حَدَّثَنِي ابْن هُبَيرة: سَمِعْت أَبَا تميم الْجَيْشَانيّ يَقُول: أقرأني مُعاذ بْن جَبَل الْقُرْآن حِينَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن. قلت: وتعلّم مُعاذ كثيرًا من الْقُرْآن من ابْن مَسْعُود، قاله الأعمش، عَنْ إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ. قَالَ ابْن مَسْعُود: جاء مُعَاذ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم أقْرِئه، فأقرأتُهُ ما كَانَ معي، ثمّ كنت أنا وهُوَ نختلف إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرئنا.   [ () ] الكبير 5/ 203 رقم 642، والتاريخ الصغير 1/ 176، والمعرفة والتاريخ 1/ 299 و 2/ 487 و 488 و 492 و 493، وتاريخ الثقات 493 رقم 1918، وتاريخ أبي زرعة 1/ 393، والجرح والتعديل 5/ 171 رقم 791، والثقات لابن حبّان 5/ 14 و 49، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 928، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة ج 1/ 93 ب.، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 19 و 65، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 279، 280، والاستيعاب 4/ 26، 27، وأسد الغابة 5/ 152، وتهذيب الكمال 15/ 503- 505 رقم 3514، وسير أعلام النبلاء 4/ 73، 74 رقم 19، والكاشف 2 رقم 2969، والعبر 1/ 88، والإصابة 4/ 27 رقم 161، وتهذيب التهذيب 5/ 379، 380، وتقريب التهذيب 1/ 444، وخلاصة تذهيب التهذيب 211، وشذرات الذهب 1/ 84، ومرآة الجنان 1/ 158، ودول الإسلام 1/ 55، ورجال مسلم 2/ 393 رقم 871. والجيشانيّ: بفتح الجيم وسكون الياء وفتح الشين.. نسبة إلى جيشان بن عبد الله بن حجر بن ذي رعين ... (اللباب 1/ 263) . [1] تهذيب الكمال 15/ 504. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 546 266- أَبُو ثعلبة [1] الخُشنّي [2] ع اسمه عَلَى أشهر ما قيل جرثوم بْن ناشم. لَهُ صُحبة ورواية، ورَوَى أَيْضًا عَنْ: أبي عُبَيدة، ومُعاذ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بْن المسيّب، وجُبَير بْن نُفَير، وأَبُو إدريس الخَوْلاني، وأَبُو رجاء العُطَارديّ، وأبو الزّاهريّة، وعمير بن هانئ. وسكن الشام، وكَانَ يكون بداريّا. وقيل: إنّه سكن قرية البلاط [3] وله ذرية بها [4] . وقَالَ الدارَقُطْنيُّ وغيرُه: بايع بَيْعة الرضوان، وضرب لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسَهْمٍ يوم خيبر، وأرسله إلى قومه، فأسلموا [5] .   [1] انظر عن (أبي ثعلبة الخشنيّ) في: مسند أحمد 4/ 106 و 193، وطبقات ابن سعد 7/ 416، وطبقات خليفة 120 و 305 (الأشق بن جرهم) ، والتاريخ الكبير 2/ 250 رقم 2357 (جرهم، ويقال جرثوم بن ناشم ويقال ناشب ويقال عمرو) ، والمعرفة والتاريخ 1/ 294 و 2/ 148 و 319 و 3/ 72 و 170 و 356 (جرهم بن ناشم) ، وتاريخ أبي زرعة 1/ 387 و 459 و 2/ 690 و 718 (جرثوم) ، وتاريخ الطبري 1/ 16، 17، والجرح والتعديل 2/ 543 رقم 2257 (جرثوم بن عمرو) ، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 337، وجمهرة أنساب العرب 455 (الأشرس بن جرهم) ، والاستيعاب 4/ 27، 28 وفيه: أبو ثعلبة الخشنيّ. اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا فقيل اسمه جرم، وقيل جرثوم، وقيل ابن ناشب، وقيل ابن ناشم، وقيل ابن لاشر، وقيل بل اسمه عمرو بن جرثوم، وقيل اسمه لاشر بن جرهم، وقيل كاشف بن جرهم، وقيل جرثومة، ولم يختلفوا في صحبته. وأسد الغابة 5/ 154، 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، 1591، وتحفة الأشراف 9/ 130- 137 رقم 604، والكاشف 3/ 281 رقم 76، ودول الإسلام 1/ 55، والبداية والنهاية 9/ 7، 8، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 98 أ، والنكت والظراف 9/ 136، ومشتبه النسبة، ورقة 16 ب وفيه «جرثوم بن ناشر» ، والإصابة 4/ 29، 30 رقم 177، وتهذيب التهذيب 12/ 49، 50 رقم 198، وتقريب التهذيب 2/ 404، رقم 3 والاستبصار 339، والعبر 1/ 85، وسير أعلام النبلاء 2/ 567- 571 رقم 120، وكنز العمال 13/ 615، وشذرات الذهب 1/ 82، ورجال البخاري 1/ 152 رقم 190 وفيه جرهم، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 207 (وفيه: لا شومة بن جرثومة) ، والعلل لابن المديني 57 رقم 68. [2] الخشنيّ: بضم الخاء وفتح الشين.. نسبة إلى خشين بن النمر بن وبرة.. (اللباب 1/ 374) . [3] في الأصل «البلاد» ، والبلاط قرية لا تزال إلى الآن في غوطة دمشق الشرقية. [4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 19/ 1 أ. [5] تاريخ دمشق 19/ 1 أ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 547 وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] : ثنا عَبْدُ الرّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قَلابَةَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اكْتُبْ لِي بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا بِالشَّامِ- لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ- فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا تَسْمَعُونَ مَا يَقُولُ هَذَا» ؟ فَقَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَظْهَرَنَّ عَلَيْهَا. قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ بِهَا [2] . وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: بَيْنَا أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، وَكَعْبٌ جَالِسَيْنِ، إذ قَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، مَا مِنْ عَبْدٍ تَفَرَّغَ لِعِبَادَةِ اللَّهِ إِلا كَفَاهُ اللَّهُ مَئُونَةَ الدُّنْيَا، قَالَ: أَيْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ شَيْءٌ تَرَاهُ؟ قَالَ: بَلْ شَيْءٌ أَرَاهُ، قَالَ: فَإِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ مَنْ جَمَعَ هُمُومَهُ هَمًّا وَاحِدًا، فَجَعَلَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ، وَكَانَ رِزْقُهُ عَلَى اللَّهِ، وَعَمَلُهُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ فَرَّقَ هُمُومَهُ، فَجَعَلَ فِي كُلِّ وَادٍ هَمًّا، لَمْ يُبَالِ اللَّهُ فِي أَيِّهَا هَلَكَ، ثُمَّ تَحَدَّثا سَاعَةً، فَمَرَّ رَجُلٌ يَخْتَالُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ، فَقَالَ أَبُو ثعلبة: يا أبا إسحاق بئس الثوب ثوب الْخُيَلَاءُ، فَقَالَ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلْ شَيْءٌ أَرَاهُ، قَالَ: فَإِنَّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ: مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَضَعَهُ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ يُحِبَّهُ [3] . وقَالَ خَالِد بْن مُحَمَّد الوهْبيّ والد أَحْمَد: سَمِعْت أَبَا الزَّاهرية قَالَ: سَمِعْت أَبَا ثعلبة يَقُول: إنّي لأرجو أن لا يخنُقني اللَّهُ عزَّ وجلَّ كما أراكم تُخنقون عند الموت، قَالَ: فبينما هُوَ يصلي فِي جوف الليل قبض وهو ساجد [4] .   [1] ج 4/ 193، 194. [2] والحديث أيضا في: المصنّف لعبد الرزاق 4/ 471 رقم 8503 باب صيد الجارح وهل ترسل كلاب الصيد على الجيف، وفي كتاب الأموال لأبي عبيد بن سلام 349. [3] روى المؤلّف- رحمه الله- نصف هذا الحديث في سير أعلام النبلاء 2/ 570 وهو بكاملة في تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1591. [4] وتمام الخبر في تهذيب الكمال 3/ 1591 «فرأت ابنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة فنادت أمّها: أين أبي؟ قالت: في مصلّاه. فنادته فلم يجبها، فأنبهته فوجدته ساجدا، فحرّكته، فوقع لحينه ميتا» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 548 قَالَ أَبُو حسّان الزّياديّ: تُوُفِّيَ سَنَة خمس وسبعين. 267- أبو جحيفة السّوائيّ [1]- ع- اسمه وهْب بْن عَبْد اللَّهِ، ويقَالَ لَهُ وهب الخير من صغار الصَّحَابَة، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُراهق، وكَانَ صاحب شُرطة عَلِيّ، وكَانَ إذا خطب عَلِيّ يقوم تحت منبره. رَوَى عَنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَنْ عَلِيّ، والبَرَاء. رَوَى عَنْهُ: عَلِيّ بْن الأقمر، وسلمة بْن كهيل، والحَكَم بْن عُتْبة، وابنه عَوْن بْن أَبِي جُحَيْفة، وإسماعيل ابْن أَبِي خَالِد، وغيرهم. تُوُفِّيَ سَنَة إِحْدَى وسبعين، والأصحّ أنّه تُوُفِّيَ سَنَة أربعٍ وسبعين، وقيل: أنّه بقي إِلَى سَنَة نيّفٍ وثمانين. 268- أمّ خالد الأمويّة [2] خ د ن بنت خَالِد بْن سَعِيد بْن العاص بْن أميّة الأمويّة، اسمها أمة.   [1] انظر عن (أبي جحيفة السوائي) في: طبقات ابن سعد 6/ 63، 64، وطبقات خليفة 57 و 132، وتاريخ خليفة 273، والتاريخ لابن معين 2/ 636، والتاريخ الكبير 8/ 162 رقم 2558، والتاريخ الصغير 81، ومعرفة الرجال 2/ 127 رقم 385 ب، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 72، والمعرفة والتاريخ 1/ 219 و 220 و 223 و 2/ 162 و 631 و 639 و 651 و 667 و 668 و 3/ 169 و 221 و 242، وتاريخ أبي زرعة 1/ 587، وتاريخ الطبري 3/ 181، والجرح والتعديل 9/ 22 رقم 99، وجمهرة أنساب العرب 373، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 295، والاستيعاب 4/ 36، 37، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 117 أ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 22، وأسد الغابة 5/ 157، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1479 و 1592، وتحفة الأشراف 9/ 96- 103 رقم 583، والكاشف 3/ 215 رقم 6219، وسير أعلام النبلاء 3/ 202، 203 رقم 44، والمستدرك على الصحيحين 3/ 617، وتاريخ بغداد 1/ 199، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 540، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 201، 202 رقم 307، والعبر 1/ 84، ودول الإسلام 1/ 54، والبداية والنهاية 9/ 6، والإصابة 3/ 642 رقم 9166، والنكت الظراف 9/ 98 و 100- 102، وتهذيب التهذيب 11/ 164 رقم 281، وتقريب التهذيب 2/ 338 رقم 119، وخلاصة تذهيب التهذيب 359، وشذرات الذهب 1/ 82. والسّوائي: بضم السين المهملة. [2] انظر عن (أم خالد بنت خالد) في: طبقات ابن سعد 8/ 234، وطبقات خليفة رقم 3244، والمحبّر 410، والجرح والتعديل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 549 ولدت لأبيها بالحَبَشة. ولها صُحْبة ورواية حديثين. وتزوّجها الزُّبيْر بْن العوَّام فولدت لَهُ عَمْرًا، وخالدًا. رَوَى عنها: سَعِيد بْن عَمْرو بْن سَعِيد بْن الْعَاصِ، وموسى بْن عُقبة. وأظنُّها آخر من مات من النّساء الصَّحابيّات. الْوَاقِدِيّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْن مُحَمَّد بْن خَالِد، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ أَمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ: سَمِعْتُ النَّجَاشِيَّ يَوْمَ خَرَجْنَا يَقُولُ لأَصْحَابِ السَّفِينَتَيْنِ: أَقْرِئُوا جَمِيعًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلامَ، قَالَتْ: فَكُنْتُ فِيمَنْ أَقْرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ النَّجَاشِيِّ السَّلامَ [1] . أَبُو نُعَيْمٍ، وَالطَّيَالِسِيُّ قَالا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَتْنِي أُمُّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ قَالَتْ: أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ أكْسُو هَذِهِ» ؟ فَسَكَتُوا، فَقَالَ: «ائْتُونِي بِأُمِّ خَالِدٍ» ، فَأُتِيَ بِي أُحْمَلُ، فَأَلْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ وَقَالَ: «أَبْلِي وَأَخْلِقِي» يَقُولُهَا مَرَّتَيْنِ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الْخَمِيصَةِ أَحْمَرَ وَأَصْفَرَ، فَقَالَ: «هَذَا سَنَا يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا» وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ إِلَى الْعَلَمِ. وَالسَّنَا بلسان الحبش: الحسن. قال إسحاق: فحدّثتني امرأة من أهلي أنّها رأت الخَميصة عند أمّ خالد [2] . 269- أبو سالم الجيشانيّ [3]- م د ن- اسمه سفيان بن هانئ المصريّ.   [ () ] 9/ 462 رقم 2369، والمعرفة والتاريخ 3/ 367، والاستيعاب 4/ 446، وأسد الغابة 5/ 579، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1702، 1703، وتحفة الأشراف 11/ 268 رقم 863، وسير أعلام النبلاء 3/ 470، 471 رقم 98، والكاشف 3/ 421 رقم 9، والإصابة 4/ 238 رقم 82، وتهذيب التهذيب 12/ 400 رقم 2730، وتقريب التهذيب 2/ 590 رقم 11، وربيع الأبرار 4/ 331، ومعجم بني أمية 211 رقم 445. [1] طبقات ابن سعد 8/ 234. [2] طبقات ابن سعد 8/ 234 وانظر تخريج الحديث للشيخ شعيب الأرنئوط في حاشية سير أعلام النبلاء 3/ 472. [3] انظر عن (أبي سالم الجيشانيّ) في: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 550 شهدِ فتحَ مِصْرَ، وَوَفَدَ عَلَى عَلِيّ رَضِيَ الله عنه. وروى عَنْ: عَلِيّ وأَبِي ذَرّ، وزيد بْن خَالِد الْجُهَنيّ. رَوَى عَنْهُ: ابنه سالم، وابْن ابنه سعيد بْن سالم، وبكر بْن سوادة [1] ، ويَزِيد بْن حبيب، وعَبْد اللَّهِ بْن أَبِي جَعْفَرٍ. 270- أَبُو سَعِيد الخُدْرِيّ [2] ع صَاحِبِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ من فُضَلاء الصَّحَابَة بالمدينة. وهو   [ () ] التاريخ الكبير 4/ 87 رقم 2061، وتاريخ الثقات 499 رقم 1954، والثقات لابن حبّان 5/ 565، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والجرح والتعديل 4/ 219 رقم 954، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، والتاريخ لابن معين 2/ 220، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وأسد الغابة 2/ 322، وتهذيب الكمال 11/ 199، 200 رقم 2417، و (المصوّر) 3/ 1607، وسير أعلام النبلاء 4/ 74 رقم 20، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2376، والكاشف 2/ 302 رقم 2023، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 395، وجامع التحصيل 226 رقم 251، وتهذيب التهذيب 4/ 123 رقم 209، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 322، والإصابة 2/ 113 رقم 3689، وخلاصة تذهيب التهذيب 146، ورجال مسلم 1/ 287 رقم 617. [1] في طبعة القدسي 3/ 219 «سوارة» بالراء، وهو تحريف. [2] انظر عن (أبي سعيد الخدريّ) في: طبقات خليفة 96، وتاريخ خليفة 71 و 198 و 239 و 271، والتاريخ لابن معين 2/ 193، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، ومسند أحمد 3/ 2، والمحبّر 291 و 429، والتاريخ الكبير 4/ 44 رقم 1910، والتاريخ الصغير 1/ 103 و 135 و 139 و 161 و 167، والمعارف 268 و 447، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 262، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 548، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 7، وتاريخ أبي زرعة 1/ 166 و 189 و 309 و 466 و 539 و 553 و 619، وتاريخ الطبري 2/ 505 و 587 و 3/ 92 و 93 و 149 و 180 و 191 و 287 و 4/ 430 و 5/ 425 و 429، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 47 و 53 و 55 و 56 و 170 و 3/ 43 و 89 و 159 و 200 و 4/ 137 و 242 و 248 و 277 و 286، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1176، والسير والمغازي 92 و 93 و 280، والجرح والتعديل 4/ 93 رقم 406، والمنتخب من ذيل المذيل 526، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 26، والثقات 3/ 150، 151، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، وجمهرة أنساب العرب 362، وحلية الأولياء 1/ 369- 371 رقم 75، والمعجم الكبير للطبراني 6/ 40 رقم 534، والاستيعاب 2/ 602 و 4/ 89، والأسامي والكنى للحاكم 216 أ، والمستدرك على الصحيحين 3/ 563، وتاريخ بغداد 1/ 180، 181 رقم 19، وربيع الأبرار 4/ 321 و 409 و 465، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 93، والإكمال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 551 سَعِيد بْن مالك بْن سنان بْن ثعلبة بْن عُبَيد الأَنْصَارِيّ الخزْرجيّ الخُدْرِيّ. رَوَى الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن: أَبِي بَكْرٍ، وعُمر، وأخيه لأمّه قَتَادة بْن النُّعمان. رَوَى عَنْهُ: زيد بْن ثابت، وابْن عَبَّاس، وجَابِر بْن عَبْد اللَّهِ، وسَعِيد بْن المسيّب، وطارق بْن شهاب، وسَعِيد بْن جُبَير، وأَبُو صالح السّمّان، وعطاء بْن يَسَار، والْحَسَن، وأبو الوداك، وعمرو بْن سُلَيْم الزُّرَقيّ، وأَبُو سَلَمَةَ، ونافع مولى ابْن عُمَر، وخلْق. وقُتل أَبُوهُ يوم أُحُد [1] . قَالَ أَبُو هارون العبديّ: كَانَ أَبُو سَعِيد الخُدْرِيّ لا يَخْضب، كَانَت لحيته بيضاء خَضْلاء [2] .   [ () ] 3/ 296، وطبقات الفقهاء 51، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 158، والأنساب 5/ 58، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 110- 115، وتلقيح فهوم أهل الأثر 154، وأسد الغابة 2/ 289 و 5/ 211، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 237 رقم 355، والكامل في التاريخ 2/ 151 و 271 و 3/ 191 و 378 و 4/ 62 و 118 و 363، وتهذيب الكمال 10/ 294- 300 رقم 2224، وتحفة الأشراف 3/ 326- 503 رقم 186، والعبر 1/ 84، وسير أعلام النبلاء 3/ 168- 172 رقم 28، وتذكرة الحفاظ 1/ 41، والكاشف 1/ 279 رقم 1859، والمعين في طبقات 21 رقم 45، وتلخيص المستدرك 3/ 563، 564، ودول الإسلام 1/ 54، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 37 و 192 و 193 و 194 و 260 و 536 و 564 و 604 و 634 وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 718، والوافي بالوفيات 15/ 148 رقم 210، والبداية والنهاية 9/ 3، 4، ومرآة الجنان 1/ 155، والنكت الظراف 3/ 327، وتهذيب التهذيب 3/ 479- 481 رقم 894، وتقريب التهذيب 1/ 289 رقم 101، والإصابة 2/ 35 رقم 3196، والنجوم الزاهرة 1/ 192، وخلاصة تذهيب التهذيب 115، وشذرات الذهب 1/ 81، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) .. ص (ح) ، ورجال مسلم 1/ 232 رقم 498. والخدريّ: بضم الخاء وسكون الذال.. نسبة إلى خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج. (اللباب 1/ 349) . [1] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 89، وطبقات ابن سعد 2/ 43. [2] في طبعة القدسي 3/ 220 «خصلا» بالصاد المهملة، والتحرير من تهذيب تاريخ دمشق 6/ 112. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 552 وقَالَ ابْن سَعْد، وغيره: شهد أَبُو سَعِيد الخنْدق وما بعدها من المشاهد [1] . وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: عُرِضْتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ ثَلاثَ عَشْرَةَ فَجَعَلَ أَبِي يَأْخُذُ بِيَدِي فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ عَبْلُ الْعِظَامِ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَعِّدُ فِي النَّظَرِ وَيُصَوِّبُهُ، ثُمَّ قَالَ: «رُدَّهُ» فَرَدَّنِي [2] . وقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أنا إسماعيل بن عيّاش، حدّثني عقيل بن مُدْرَكٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلا أَتَاهُ فَقَالَ: أَوْصِنِي يَا أَبَا سَعِيدٍ، قَالَ: عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّهَا رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الإِسْلامِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللَّهِ وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَذِكْرُكَ فِي أَهْلِ الأَرْضِ، وَعَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلا فِي حَقٍّ فَإِنَّكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ [3] . وقَالَ حنظلة بْن أَبِي سُفْيَان، عَنْ أشياخه، إنّه لَمْ يكن أحدٌ من أحداث أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعلم من أَبِي سَعِيد الخُدْرِيّ [4] . وقَالَ وهْب بْن جَرِير: ثنا أَبُو عَقِيلٍ الدَّوْرَقِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا بَصْرَةَ يُحَدِّثُ قَالَ: وَدَخَلَ أَبُو سَعِيدٍ يَوْمَ الْحَرَّةِ غَارًا، فَدَخَلَ فِيهِ عَلَيْهِ رَجُلٌ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ: أَدُلُّكَ عَلَى رَجُلٍ تَقْتُلَهُ، فَلَمَّا انْتَهَى الشَّامِيُّ إِلَى بَابِ الْغَارِ، قَالَ لأَبِي سَعِيدٍ، وَفِي عُنُقِ أَبِي سَعِيدٍ السَّيْفُ: اخْرُجْ إِلَيَّ، قَالَ: لا أَخْرُجُ وَإِنْ تَدْخُلْ عَلِيَّ أَقْتُلْكَ، فَدَخَلَ الشَّامِيُّ عَلَيْهِ، فَوَضَعَ أَبُو سَعِيدٍ السَّيْفَ [5] ، وَقَالَ: بُؤْ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ وَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ، قَالَ: أَبُو سعيد   [1] تهذيب تاريخ دمشق 113. [2] مهمل في الأصل، وهو بالتصغير. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 112. [4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114. [5] طبقات ابن سعد 2/ 374، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 553 الْخُدْرِيُّ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمَ. قَالَ: فَاسْتَغْفِرْ لِي غَفَرَ اللَّهُ لَكَ [1] . خَالِد بْن مَخْلَد: ثنا عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، عَنْ وهْب بْن كَيْسان قَالَ: رأيت أَبَا سَعِيد الخُدْرِيّ يلبس الخَزّ. الثَّوريّ، عَنِ ابْن عَجْلان، عَنْ عُثْمَان بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن أَبِي رافع: رأيت أَبَا سَعِيد يحفِي شاربه كأخي الحلق. قَالَ الْوَاقِدِيّ والجماعة: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين. وقَالَ ابْن المَدينيّ قولين لَمْ يُتابع عليهما. وقَالَ إسماعيل القاضي: سمعته يَقُول: تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاث وَسِتِّينَ. وقَالَ البخاريّ: قَالَ عَلِيّ: مات بَعْد الحرّة بسنة. 270 ب- أبو سعيد بن المعلّى [2]- خ د ن ق- الأنصاريّ المدنيّ، قيل اسمه رافع. له صُحْبة ورواية. رَوَى عَنْهُ: حفص بْن عاصم، وعُبَيد بْن حُنَين. تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاث وسبعين. قَالَ الْوَاقِدِيّ: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين، يعني أَبَا سَعِيد بْن المُعَلِيّ. وقَالَ ابْن سَعْد: هُوَ أَبُو سَعِيد بْن أوس بْن المُعَلِيّ بْن لَوْذان من بني جُشَم بْن الخزرج.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 114. [2] انظر عن (أبي سعيد بن المعلّى) في: طبقات ابن سعد 3/ 600، 601، وطبقات خليفة 101، (الحارث بن نفيع) ، وتاريخ خليفة 60، ومسند أحمد 3/ 450 و 4/ 211، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 127 رقم 555، والمعرفة والتاريخ 3/ 55، والجرح والتعديل 3/ 480 رقم 2158، والاستيعاب 4/ 90، 91، وأسد الغابة 5/ 211، 212، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1608، وتحفة الأشراف 9/ 217، 218 رقم 629، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 173، والكاشف 3/ 300 رقم 179، والإصابة 4/ 88 رقم 530، وتهذيب التهذيب 12/ 107، 108 رقم 499، وتقريب التهذيب 2/ 427 رقم 22 (وفيه أبو سعد) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 450، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 34، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 217 أ، ورجال البخاري 2/ 830، 831 رقم 1405. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 554 271- أَبُو الصَّهْباء البكْريّ [1] صُهَيب. عَنْ: عَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وابْن عَبَّاس. وَعَنْهُ: سَعِيد بْن جُبَير، وطاوس، وأَبُو نَضْرة، ويحيى بْن الجزّار. قَالَ أَبُو زُرْعة الرازيّ [2] : مدنيِّ ثقة. وقَالَ البُخاريّ [3] : سمَعَ عليًّا، وابنَ مَسْعُود. 272- أبو عامر [4] الهوزني [5]- د ن ق- عبد الله بن لحيّ [6] الحمصيّ، والد أَبِي اليَمان عامر. من قُدماء التَّابعين، أدرك الإسلام، من أوّله، وسمَعَ: عُمَر، ومعاذ بْن جَبَل، وبلالا، وعَبْد اللَّهِ بْن قُرْط، ومعاوية، وجماعة. وشهد خطبة الجابية.   [1] انظر عن (أبي الصهباء البكري) في: تاريخ الثقات للعجلي 502 رقم 1981، والجرح والتعديل 4/ 444 رقم 1951، والمعرفة والتاريخ 2/ 674، والثقات لابن حبّان 4/ 381، والتاريخ الكبير 4/ 315، 316 رقم 2964، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 288 أ، والكاشف 2/ 29 رقم 2440، والمغني في الضعفاء 1/ 310 رقم 2902، وميزان الاعتدال 2/ 321 رقم 3923، وتهذيب الكمال 13/ 241- 243 رقم 2906، وتهذيب التهذيب 4/ 439 رقم 761، وتقريب التهذيب 1/ 370 رقم 126، وخلاصة تذهيب التهذيب 453، والوافي بالوفيات 16/ 338 رقم 370. [2] في الجرح والتعديل 4/ 444. [3] في التاريخ الكبير 4/ 315 وفيه: سمع ابن عباس وابن مسعود. [4] انظر عن (أبي عامر الهوزني) في: التاريخ الكبير 5/ 182 رقم 573 و 5/ 237 رقم 781، والتاريخ الصغير 97، وتاريخ الثقات 503 رقم 1986 وفيه (الألهاني) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 331 و 3/ 388، وتاريخ أبي زرعة 1/ 391، والجرح والتعديل 5/ 145 رقم 681، والثقات لابن حبّان 5/ 19، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 23، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 189، 190، وتهذيب الكمال 15/ 485- 487 رقم 3512، والكاشف 2/ 109 رقم 2970، والوافي بالوفيات 17/ 414، 415 رقم 353، وتهذيب التهذيب 5/ 373 رقم 647، وتقريب التهذيب 1/ 444 رقم 573، وخلاصة تذهيب التهذيب 211. [5] في الأصل «المرزني» والتصحيح من مصادر الترجمة. [6] لحيّ: بضم اللام وفتح الحاء المهملة وتشديد الياء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 555 رَوَى عَنْهُ: أَبُو سلام الأسود، وراشد بْن سَعْد، وأزهر الحَرَازيّ [1] ، وابنه أَبُو اليَمَان، وحَيْوَة بْن عُمَر. وقَالَ أَبُو زُرْعة الدمشقيّ [2] : كَانَ من أصحاب أَبِي عُبَيْدة. ووثّقه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمّار. 273- أَبُو عَبْد الله الأشعريّ [3]- د ق- الشاميّ الدمشقيّ. رَوَى عَنْ: مُعَاذ، وخَالِد بْن الوليد، وأَبِي الدرداء، ويَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان. روى عنه: أبو صالح الأشعري، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وزيد بن واقد. 274- أبو عبد الرحمن السلمي [4] ع مقريء الْكُوفَة بلا مُدَافَعة. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بن ربيعة.   [1] الحرازي: بفتح الحاء والراء المهملتين. نسبة إلى حراز بن عوف بن عديّ ... (اللباب 1/ 288) . [2] في تاريخه 1/ 391. [3] انظر عن (أبي عبد الله الأشعري) في: 1/ 56، والجرح والتعديل 9/ 400 رقم 1908، والثقات لابن حبّان 5/ 577، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1620، والكاشف 3/ 312 رقم 248، وتهذيب التهذيب 12/ 147 رقم 700، وتقريب التهذيب 2/ 444 رقم 26، وخلاصة تذهيب التهذيب 454. [4] انظر عن (أبي عبد الرحمن السلمي) في: طبقات ابن سعد 6/ 172- 175، وطبقات خليفة 153، وتاريخ خليفة 273، والتاريخ لابن معين 2/ 301، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والعلل لأحمد 1/ 37، والتاريخ الكبير 5/ 72 رقم 188، والتاريخ الصغير 81، وتاريخ الثقات 253 رقم 793 و 503 رقم 1990، والمعارف 528، والمعرفة والتاريخ 1/ 219 و 220 و 2/ 589 و 590 و 775 و 779 و 3/ 134 و 137 و 147 و 149 و 207، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 64، والجرح والتعديل 5/ 37 رقم 164، والمراسيل 106، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 753، والثقات 5/ 9، وتاريخ بغداد 9/ 430، 431 رقم 5048، والسابق واللاحق 157، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 249، والأنساب 7/ 112، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 2/ 420 و 5/ 40، والكامل في التاريخ 5/ 126، وتهذيب الكمال 14/ 408- 410 رقم 3222، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 210، والكاشف 2/ 71 رقم 2708، وتذكرة الحفاظ 1/ 58، ودول الإسلام 1/ 54، وسير أعلام النبلاء 4/ 267- 272 رقم 97، والزهد لابن المبارك 141 رقم 420، والبداية والنهاية 9/ 6، وجامع التحصيل 254 رقم 347، والوافي بالوفيات الجزء: 5 ¦ الصفحة: 556 قرأ الْقُرْآن عَلَى: عُثْمَان، وعَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وسمَعَ مِنْهُمْ ومن عُمَر. رَوَى حسين بْن عَلِيّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُحَمَّد بْن أبان، عَنْ عَلْقَمة بْن مَرْثَد قَالَ: تعلّم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الْقُرْآن من عُثْمَان، وعَرَض عَلَى عَلِيّ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم النَّخَعيّ، وسَعِيد بْن جُبَير، وعَلْقمة بْن مَرْثَد، وعطاء بْن السّائب، وإسماعيل السُّدّيّ [1] ، وغيرهم. وأقرأ بالْكُوفَة من خلافة عُثْمَان إِلَى إمرة الحَجّاج [2] ، قرأ عَلَيْهِ عاصم بْن أَبِي النَّجُود. تُوُفِّيَ سَنَة أربع وسبعين، وقيل سَنَة ثَلاث، وقيل تُوُفِّيَ فِي إمرة بِشْر بْن مَرْوَان، وقيل غير ذَلِكَ. وأمّا قول ابْن قانع إنّه تُوُفِّيَ سَنَة خمس ومائة، فَوَهْم لا يُتابَعُ عَلَيْهِ. وعَلَيْهِ تلقّن عاصمُ الْقُرْآن. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: أقرأ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ فِي المسجد أربعين سَنَة [3] . وقَالَ عطاء بْن السّائب: دخلنا عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ فِي المسجد أربعين سَنَة [4] . وقَالَ عطاء بْن السّائب: دخلنا عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ نَعُودُه، فذهب بعضُهم يُرَجّيه، فقَالَ: أنا أرجو ربّي وقد صمت له ثمانين رمضانا.   [ () ] 16/ 121 رقم 106، وصفة الصفوة 3/ 29، 30، ومعرفة القراء الكبار 1/ 52- 57 رقم 15، والعبر 1/ 96، ونكت الهميان 178، والعقد الثمين 8/ 66، وغاية النهاية 1/ 413، 414 رقم 1755، وتهذيب التهذيب 5/ 183، 184 رقم 317، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 194، وطبقات الحفاظ للسيوطي 19، وحلية الأولياء 4/ 191- 195 رقم 268، ورجال مسلم 2/ 358، 359 رقم 774. [1] السّديّ بضم السين المهملة وتشديد الدال المهملة. نسبة إلى السّدّة، وهي الباب. (اللباب 1/ 537) . [2] المعرفة والتاريخ 2/ 590، تهذيب الكمال 14/ 409. [3] حلية الأولياء 4/ 192، تاريخ بغداد 9/ 431. [4] حلية الأولياء 4/ 192، وطبقات ابن سعد 6/ 175، والمعرفة والتاريخ 2/ 590، وتاريخ بغداد 9/ 431. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 557 وقَالَ حَجّاج، عَنْ شُعبة [1] إنّه لم يسمَعَ من عُثْمَان ولا من ابْن مَسْعُود، وَهَذَا فيه نظر، فإنّ روايته عَنْ عُثْمَان فِي الصّحيح، وفي كَتَبَ القراءات إنّه قرأ عَلَى عُثْمَان، وعَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وزيد بْن ثابت. قَالَ أَبُو بَكْر بْن عيّاش، عَنْ عاصم إنّ أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ قرأ عَلَى عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقَالَ ابْن مجاهد فِي كتاب «السبعة» : أول من أقرأ الناس بالْكُوفَة بالقراءات التي جمَعَ الناس عليها عُثْمَان أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، فجلس فِي مسجدها الأعظم، ونصب نفسه لتعليم الْقُرْآن أربعين سَنَة. قلت: روايته عَنْ عُمَر فِي «سُنَن النَّسَائِيّ» . ويقَالَ إنّه أضرّ بآخره، رحمه اللَّه تعالى. قَالَ الدّانيّ: أَخَذَ القراءة عَرْضًا عَنْ: عُثْمَان، وعَلِيّ، وابْن مَسْعُود، وأَبِي بْن كعب، وزيد بْن ثابت. عرض عَلَيْهِ: عاصم، وعطاء بْن السّائب، ويحيى بْن وثّاب، وأَبُو إِسْحَاق [2] ، وعَبْد اللَّهِ بْن عيسى بْن أَبِي ليلى، ومُحَمَّد بْن أَبِي أَيُّوب، وعامر الشَّعبيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد [3] . وكَانَ من المعمَّرين [4] . شُعبة، عَنْ علْقمة بْن مَرْثَد، عَنْ سَعْد بْن عُبيدة أنّ أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ أقرأ في خلافة عُثْمَان إِلَى أن تُوُفِّيَ فِي إمارة الحَجّاج. 275- أَبُو عطية الوادعيّ الكوفيّ [5] روى عن: ابن مسعود، وعائشة.   [1] قال حجّاج بن محمد، قال شعبة: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولكن سمع من عليّ. (طبقات ابن سعد 6/ 172) . [2] هو السبيعي، كما في طبقات القرّاء لابن الجزري. [3] وفي طبقات القرّاء زيادة: أبو عون محمد بن عبيد الله الثقفي، والحسن، والحسين. [4] قيل إنه صام ثمانين رمضان. (طبقات ابن سعد 6/ 175) . [5] انظر عن (أبي عطية الوادعي) في: طبقات ابن سعد 6/ 121، والتاريخ لابن معين 2/ 716، 717، وفيه اسمه مالك بن عامر، ومالك بن عون، وعمرو بن أبي جندب، وتاريخ الثقات 505 رقم 2001، والتاريخ الكبير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 558 - سوى ق -[6] . وعنه: محمد بن سيرين، وخيثمة بن عبد الرحمن، وعمارة بن عمير، وأبو إسحاق، وغيرهم. وثقه ابن معين [7] . وقد ورد أن الأعمش رَوَى عَنْهُ، فإنْ كَانَ قد سمَعَ منه فيؤخَّر عَنْ هنا. 276- أَبُو غَطفان المُرّيّ الحجازيّ [8]- م د ن [9] ق-. رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن زَيْدِ بْن عَمْرو بْن نُفَيْلٍ، وأَبِي هريرة، وابْن عَبَّاس، وغيرهم. رَوَى عَنْهُ: إسماعيل بْن أُمَيَّةَ، وقانط بْن شيبة الزُّهْريّ، ويعقوب بْن عُتْبة بْن الأخنس، وآخرون. 277- أَبُو قِرْصافة [10] الكناني، جَنْدَرة [11] بْن خَيْشَنَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.   [ () ] 7/ 305 رقم 1298، والمعرفة والتاريخ 3/ 76 و 117 و 207، والجرح والتعديل 8/ 213 رقم 945، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 44، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1627، والكاشف 3/ 317 رقم 283، وتهذيب التهذيب 12/ 169، 170 رقم 801، وتقريب التهذيب 2/ 451 رقم 127، وخلاصة تذهيب التهذيب 455. [6] في الأصل «سوى و» والتصحيح من الخلاصة. [7] في التاريخ 2/ 716. [8] انظر عن (أبي غطفان المرّي) في: طبقات ابن سعد 5/ 176، والجرح والتعديل 9/ 422 رقم 2076، والثقات لابن حبان 5/ 567، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1636، والكاشف 3/ 323 رقم 326، وتهذيب التهذيب 12/ 99 رقم 921، وتقريب التهذيب 2/ 461 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 457، ورجال مسلم 2/ 130 رقم 1329. [9] في الأصل «ت» والتصحيح من الخلاصة. [10] انظر عن (أبي قرصافة) في: مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 134 رقم 589، والمعرفة والتاريخ 2/ 101 و 3/ 28 و 168، والجرح والتعديل 2/ 545 رقم 2267، وجمهرة العرب 189، والتاريخ الكبير 2/ 250 رقم 2358، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 49، والثقات لابن حبان 3/ 64 وفيه (ابن حبشية) ، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 1، والاستيعاب 1/ 274، وتلقيح فهوم أهل الأثر 176 و 379، وأسد الغابة 1/ 307، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 92 رقم 861، وتهذيب الكمال 5/ 149، 150 رقم 976، والمشتبه 1/ 278، وتهذيب التهذيب 2/ 119 رقم 191، وتقريب التهذيب 1/ 135 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 65، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 335. [11] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر ترجمته. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 559 صَحَابيّ معروف، نزل عسقلان ورَوَى أحاديث. رَوَى ضمرة بن ربيعة، عن بلال بن كعب قَالَ: زُرْنا يحيى بْن حسّان أنا وإِبْرَاهِيم بْن أدهم فِي قريته، فقَالَ: أمَّنا فِي هَذَا المسجد أَبُو قِرْصافة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين سَنَة، يصوم يومًا ويُفْطر يومًا، فوُلد لأَبِي غلامٌ، فدعاه فِي اليوم الَّذِي يصومه فأفطر. رواه البخاري في «الأدب» له. 278- أبو مراوح الغفاريّ [1]- خ م ن ق [2]- ويقال اللّيثيّ المدنيّ. قَالَ مسلم: اسمه سَعْد. قلت: رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرّ، وحَمْزَة بْن عَمْرو الأَسْلَمِيّ. وعنه: عروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وزيد بن أسلم، وغيرهم. وكان ثقة نبيلا، يقال: إنه ولد في زمن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 279- أَبُو مُعْرض الأسديّ [3] أَخُو خُزَيْمة.   [1] انظر عن (أبي مراوح الغفاريّ) في: تاريخ الثقات للعجلي 510 رقم 2035، والكاشف 3/ 332 رقم 372، وتهذيب التهذيب 12/ 227 رقم 1035، وتقريب التهذيب 2/ 470 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 459، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1645، 1646، ورجال البخاري 2/ 832 رقم 1409، ورجال مسلم 2/ 399، 400 رقم 2123. [2] في الأصل «خ م د ت» والمثبت عن الخلاصة. [3] انظر عن (أبي معرض الأسدي) في: جمهرة أنساب العرب 191، والشعر والشعراء 2/ 463- 466 رقم 100 وفيه (المغيرة بن الأسود، بن وهب) ، والمؤتلف والمختلف للآمدي 56، ومعجم الشعراء للمرزباني 396، والأغاني 11/ 251- 276، وأسماء المغتالين 249، وسمط اللآلي 261، ومعاهد التنصيص 3/ 243، وخزانة الأدب 2/ 279، وفيه: المغيرة بن عبد الله بن معرض، والبداية والنهاية 9/ 6، وتخليص الشواهد 63، والكتاب 2/ 297، والخصائص 1/ 74 و 3/ 95، والمحتسب 1/ 110، 111، والعمدة 2/ 111، وأمالي ابن الشجري 2/ 37، وهمع الهوامع 1/ 54، والدرر اللوامع 1/ 32، وعيون الأخبار 2/ 259، والمثلّث للبطليوسي 2/ 14 ر ق 9، والمحبر 153، والتذكرة السعدية 222، والأخبار الموفقيات 525، والتذكرة الفخرية 312، وذيل أمالي القالي 37، والتذكرة الحمدونية 1/ 364 رقم 950، وربيع الأبرار 4/ 403، ومعجم الشعراء في لسان العرب 63 رقم 72، والأعلام 8/ 100، وقد جمع شعره الأستاذ الطيب العشاش ونشره في حولية الجامعة التونسية- العدد 9/ 101- سنة 1972 تونس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 560 كوفِي شاعر، اسمه مُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ ويُعرف بالأقَيْشِر [1] . وُلد فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقي إِلَى أن وفد عَلَى عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرْوَان. وهُوَ القائل فِي أمّ الخبائث: تريك القذى من دونها وهي دونه ... لوجهِ أخيها فِي الإناء قطوب كميت إذا شجت وفي الكأس وردةٌ ... لها فِي عظام الشاربين دَبيبُ وقيل لَهُ الأقَيْشر لأنّه كَانَ أحمرَ الوجه أقْشَر. وله شِعْر كثير. 280- أَبُو عمّار الهمذاني [2] اسمه عريب [3] بْن حُمَيد، عداده فِي الكوفيّين. سمَعَ: عمّار بْن ياسر، وقَيْس بْن سَعْد. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق السَّبيعيّ، والقاسم بْن مُخَيْمِرَة. 281- أبو قُرَّةَ الكِنْديّ [4] كوفِي، اسمه سَلَمَةُ [5] بْن مُعَاوِيَة بْن وهْب. عَنْ: ابْن مَسْعُود، وسَلْمان، والمُغِيرَة بْن شُعْبة، وعَلْقمة. وَعَنْهُ: الشّعبيّ، وتميم بْن حذْلَم الضَّبَيّ، وأَبُو إِسْحَاق. 282- أَبُو الكَنُود [6] يقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن عِمران الأزديّ، ويقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن   [1] كان يكره أن يقال له الأقيشر. (الشعر والشعراء) . [2] انظر عن (أبي عمار الهمذاني) في: التاريخ لابن معين 2/ 401، 402، ومعرفة الرجال 2/ 92 رقم 236، والمعرفة والتاريخ 3/ 186، والتاريخ الكبير 7/ 97 رقم 362، والجرح والتعديل 7/ 32 رقم 173، والثقات لابن حبّان 5/ 283، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 931، والكاشف 2/ 230 رقم 3841، وتهذيب التهذيب 7/ 91 رقم 363، وتقريب التهذيب 2/ 20 رقم 169، وخلاصة تذهيب التهذيب 305. [3] عريب: بفتح أوله وكسر الراء. [4] انظر عن (أبي قرّة الكندي) في: طبقات ابن سعد 6/ 148، والتاريخ لابن معين 2/ 227، والثقات لابن حبّان 5/ 587، والمعارف 559 و 593، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 87. [5] في طبقات ابن سعد 6/ 148 اسمه «فلان بن سلامة» . [6] انظر عن (أبي الكنود) في: طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722، وطبقات خليفة 151 (عبد الله بن عامر) ، وتاريخ خليفة 26، والمعرفة والتاريخ 3/ 224، وجمهرة أنساب العرب 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1641، والكاشف 3/ 328 رقم 349، وتهذيب التهذيب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 561 عُوَيْمر، ويقَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن عامر [1] . سمَعَ: ابنَ مَسْعُود، وخبَّاب بنَ الأرتّ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاق السَّبيعيُّ، وأَبُو سَعْد الأزْديٍّ. وهُوَ مُقلّ. 283- أبو كنف العبديّ [2] سمع: ابنَ مَسْعُود، وسَعْد بْن أَبِي وقّاص، وأَبَا هريرة. وعنه: عبد الله بن مرّة الخارفيّ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ. 284- أَبُو نملة الأَنْصَارِيُّ الظَّفَرِيُّ [3] قِيلَ اسْمُهُ عَمَّارُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ زُرَارَةَ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَهُ صُحْبَةٌ. أَدْرَكَ الْحَرَّةَ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ. وَمَاتَ هُوَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي وِلَايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ نَمْلَةُ بْنُ أَبِي نَمْلَةَ شَيْخُ الزُّهْرِيِّ. وَلَهُ حَدِيثٌ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» : «إِذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم» [4] .   [ () ] 12/ 213 رقم 989، وتقريب التهذيب 2/ 466 رقم 23، وخلاصة تذهيب التهذيب 458، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90. [1] في طبقات ابن سعد 6/ 177 اسمه: عبد الله بن عوف، وكذا في تاريخ ابن معين 2/ 722. [2] انظر عن (أبي الكنف العبديّ) في: طبقات ابن سعد 6/ 201، والجرح والتعديل 9/ 431 رقم 2139. [3] انظر عن (أبي نملة الأنصاري) في: طبقات خليفة 81، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 120 رقم 467، والمعرفة والتاريخ 1/ 380، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1654، والكاشف 3/ 340 رقم 426، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 58 و 91، وتهذيب التهذيب 12/ 259 رقم 1197، وتقريب التهذيب 2/ 482 رقم 31، وتلقيح فهوم أهل الأثر 378 وفيه: أسمعه معاذ، والإصابة 2/ 512 رقم 5703، وخلاصة تذهيب التهذيب 461 وفيه (أبو نميلة) . [4] أخرجه البخاري في الإعتصام 8/ 160 باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، من طريق: علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسّرونها بالعربية لأهل الإسلام فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا آمنّا باللَّه وما أنزل إلينا وما الجزء: 5 ¦ الصفحة: 562 285- أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ [1] هُوَ حَكِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْحَنَفِيُّ. عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي مُوسَى. وَعَنْهُ: عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 286- أَبُو تحيى الأعرج [3] المُعَرْقَب [4] مَوْلَى مُعَاذ بْن عَفْراء [5] الأَنْصَارِيّ. اسمه مِصْدع، قاله عَمْرو بْن دينار. وقَالَ ابْن معين [6] : أَبُو يحيى الأعرج اسمه زِيَاد. رَوَى عَنْ: عَلِيّ، وعائشة، وابْن عَبَّاس. وعنه: سعيد بن أبي الحسن، وسعد بن أوس العدوي. 287- أبو مسلم الجليلي [7] من أهل جبل الجليل، أدرك النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكَانَ معلِّمَ كعب الأحبار،   [ () ] أنزل إليكم. الآية. وأخرجه في التوحيد 8/ 213 باب ما يجوز من تفسير لتوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها.. [1] انظر عن (أبي يحيى الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 128، والكاشف 1/ 186 رقم 1219 وفيه (أبو يحيى) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، وتهذيب التهذيب 2/ 453 رقم 787، وتقريب التهذيب 2/ 403 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 465، والمشتبه 1/ 110. وهو بالتاء المكسورة في أوله، وسكون ثانيه. [2] قوله ليس في التاريخ ولا في معرفة الرجال. [3] انظر عن (أبي تحيى الأعرج) في: طبقات ابن سعد 5/ 477، وطبقات خليفة 163، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 107 رقم 314، والمعرفة والتاريخ 2/ 16، وتاريخ أبي زرعة 1/ 485 (واسمه: مصرع- بالراء) ، وتاريخ الثقات للعجلي 429 رقم 1577، والتاريخ لابن معين 2/ 567، والجرح والتعديل 8/ 429 رقم 1962، والتاريخ الكبير 8/ 65 رقم 2176، والتاريخ الصغير 97، والثقات لابن حبان 5/ 584، 585، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1658، والكاشف 3/ 130 رقم 5556، وتهذيب التهذيب 10/ 157، 158 رقم 299، وتقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1147، وخلاصة تذهيب التهذيب 397. [4] المعرقب: بضم الميم وفتح القاف. [5] في الأصل «عفر» ، والتحرير من مصادر الترجمة. [6] قول ابن معين ليس في تاريخه ولا في معرفة الرجال. [7] انظر عن (أبي مسلم الجليلي) في: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 563 أسلم فِي عهد عُمَر، وقيل فِي عهد مُعَاوِيَة. حكى عَنْهُ: أَبُو مسلم الخَوْلانيّ، وأَبُو قلابة، وحزام بْن حكيم، وجُبَير بْن نُفَير، ومسلم بْن مشْكم، وشُرَيْح بْن عقيل [1] ، ولُقمان بْن عامر، وغيرهم. رَوَى قاسم الرحّال، عَنْ أَبِي قلابة أنّ أَبَا مسلم الجليليّ أسلم عَلَى عهد مُعَاوِيَة، فأتاه أَبُو مسلم الخَوْلاني فقَالَ: ما منعك أن تُسْلم عَلَى عهد أَبِي بَكْرٍ وعُمَر؟! فقَالَ: إني وجدت فِي التَّوراة أنّ هذه الأمة ثلاثة أصناف، صنف يدخل الجنة بغير حساب، وصنْف يحاسبون حسابًا يسيرًا، وصنْف يصيبهم شيءً ثم يدخلون الجنة، فأردت أن أكون من الأوّلين، فإنْ لَمْ أكن مِنْهُمْ كنت ممن يُحاسَب حسابًا يسيرًا، فإنْ لَمْ أكن مِنْهُمْ كنت من الآخرين. صالح المُرّيّ، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الشامي، عَنْ مكحول، عَنْ أَبِي مسلم الخَوْلانيّ أنّه لقي أَبَا مسلم الْجَلُوليّ، وكَانَ مترهَّبا، نزل من صَوْمَعَته أيّام عُمَر وأسلم، فقَالَ: تركت الإسلام عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعهد أَبِي بَكْرٍ، وذكر الْحَدِيث. الجريريّ، عَنْ عُقْبة بْن وسّاج: كَانَ لأَبِي مسلم الخَوْلانيّ جارّ يهوديّ يُكَنّى أَبَا مسلم كَانَ يمرّ به فيَقُول: يا أَبَا مسلم أسْلمْ تَسْلَم، فمرّ به يومًأ وهُوَ يصلّي، وذكر شِبْهَ حديث أَبِي قلابة. قَالَ ابْن مَعين [2] : أَبُو مسلم الجليلّيّ، ويقَالَ: الجلوليّ، شاميّ. 288- الأغرّ بن سليك [3]   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 725، وتاريخ الثقات للعجلي 511 رقم 2044 وفيه (أبو مسلمة الخليلي) ، والجرح والتعديل 9/ 436 رقم 2181، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1648، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 113. [1] في الأصل «عقيد» . [2] في التاريخ 2/ 725. [3] انظر عن (الأغر بن سليك) في: طبقات ابن سعد 6/ 243، والتاريخ لابن معين 2/ 42، ومعرفة الرجال 2/ 187 رقم 619، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1631، والجرح والتعديل 2/ 308 رقم 1153، وتاريخ الثقات للعجلي 71 رقم 111، وثقات ابن حبّان 4/ 53، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 564 - ن-[4] ويقال ابن حنظلة الكوفيّ. عَنْ: عَلِيّ، وأَبِي هريرة. وَعَنْهُ: سِمَاك بْن حرب، وعَلِيّ بْن الأقمر، وأَبُو إِسْحَاق السَّبيعيّ. رَوَى لَهُ النَّسَائِيّ. آخر الطبقة الثامنة والحمد للَّه أولا وآخرا. (بعون الله وتوفيقه تم تحقيق هذا الجزء وضبط نصّه وتخريج أحاديثه والإحالة إلى المصادر والمراجع، على يد طالب العلم الفقير إليه تعالى عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي مولدا وموطنا، الأستاذ الدكتور في الجامعة اللبنانية، وذلك من مساء يوم الاثنين في 13 من شعبان 1409 هـ. الموافق 20 من آذار (مارس) 1989 م. بمنزله بساحة النجمة بطرابلس المحروسة، والحمد للَّه وحده) . - يليه الطبقة التاسعة-   [ () ] 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 81 رقم 616، وخلاصة تذهيب التهذيب 39. [4] في الأصل «س» وهو رمز للنسائي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 565 [المجلد السادس (سنة 81- 100) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الطَّبَقَةُ التَّاسِعَةُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: أَبُو الْقَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ. وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ. وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود. وَفِيهَا خَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الطَّاعَةَ، وَتَابَعَهُ النَّاسُ، وَسَارَ يَقْصِدُ الْحَجَّاجَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ سَبَبَ خُرُوجِهِ. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: لَمَّا أَجْمَعَ ابْنُ الأَشْعَثِ الْمَسِيرَ مِنْ سِجِسْتَانَ وَقَصَدَ الْعِرَاقَ، لَقِيَ ذَرًّا [1] الْهَمْدَانِيُّ، فَوَصَلَهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَحُضَّ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُصُّ كلَّ يَوْمٍ، وَيَنَالُ مِنَ الْحَجَّاجِ ثُمَّ سَارَ الْجَيْشُ وَقَدْ خَلَعُوا الْحَجَّاجَ، وَلا يَذْكُرُونَ خَلْعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [2] . وَقَالَ غَيْرُهُ: فَاسْتَصْرَخَ الْحَجَّاجُ بِعَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ سَارَ، وَقَدَّمَ الْحَجَّاجُ طَلِيعَتَهُ، فَالْتَقَى ابْنَ الأَشْعَثِ وَهُمْ عِنْدَ دُجَيْلَ يَوْمَ الأَضْحَى، فَانْكَشَفَ عَسْكَرُ الْحَجَّاجِ وَانْهَزَمَ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَتَبِعَهُ ابْنُ الأَشْعَثِ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأشعث خلق   [1] في طبعة القدسي 3/ 226 «لقي عازرا» ، وما أثبتناه عن تاريخ خليفة: وفيه: «دعا ذرّا أبا عمر بن ذرّ الهمدانيّ» . [2] تاريخ خليفة 280. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 5 مِنَ الْمُطَّوَّعَةِ مِنَ الْبَصْرَةِ، فَدَخَلُوهَا، فَخَرَجَ الْحَجَّاجُ إِلَى طَفِّ الْبَصْرَةِ [1] . قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَرَأَيْتُ ابْنَ الأَشْعَثِ مُتَرَبِّعًا عَلَى الْمِنْبَرِ يَتَوَعَّدُ الَّذِينَ تخلّفوا عنه توعّدا شد [2] ان. قَالَ غَيْرُهُ: فَبَايَعَهُ عَلَى حَرْبِ الْحَجَّاجِ وَعَلَى خَلْعِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَمِيعُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْقُرَّاءِ وَالْعُلَمَاءِ، ثُمَّ خَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى الْبَصْرَةِ وَحَصَّنَهَا [3] . وَفِيهَا غَزَا مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ كَعَادَتِهِ بِالْمَغْرِبِ، فَقَتَلَ وَسَبَى فِي أَهْلِ طُبْنَةَ [4] وَفِيهَا أَصَابَتِ الصَّاعِقَةُ صَخْرَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. وَفِيهَا قُتِلَ بَحِيرُ بْنُ وَرْقَاءَ الصُّرَيْمِيُّ وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْقُوَّادِ بِخُرَاسَانَ، قَاتَلَهُ ابْنُ خَازِمٍ وَظَفَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ قَتَلَ بُكَيْرَ بْنَ وَسَّاجٍ [5] ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ رَهْطُ بُكَيْرٍ فَقَتَلُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ [6]   [1] انظر: الكامل في التاريخ 4/ 465، وتاريخ خليفة 281. [2] تاريخ خليفة 281. [3] الكامل في التاريخ 4/ 465. [4] تاريخ خليفة 281 وطبنة: بضم أوله ثم السكون. بلدة في طرف إفريقية مما يلي المغرب على ضفة الذّاب. (معجم البلدان 4/ 21) . [5] يرد في المصادر «وساج» بالسين المهملة، و «وشاج» بالشين والجيم المعجمتين. [6] انظر: تاريخ الطبري 6/ 331، والكامل في التاريخ 4/ 457، ونهاية الأرب 21/ 229. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 6 وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان [1] ، وحجّت معه أمّ الدّرداء [2] .   [1] تاريخ خليفة 281، وتاريخ اليعقوبي 2/ 281، وتاريخ الطبري 6/ 341، ومروج الذهب (طبعة محيي الدين عبد الحميد) 4/ 399، والكامل في التاريخ 4/ 466، ونهاية الأرب 21/ 259. [2] الكامل في التاريخ 4/ 466. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 7 سنة اثنتين وَثَمَانِينَ فِيهَا: قُتِلَ جَمَاعَةٌ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ. وَمَاتَ: سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ الْخَوْلانِيُّ. وَأَبُو عُمَرَ زَاذَانُ الْكِنْدِيُّ. وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ الزَّاوِيَةِ بِالْبَصْرَةِ بَيْنَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَبَيْنَ جَيْشِ الْحَجَّاجِ [1] . وَلابْنِ الأَشْعَثِ مَعَ الْحَجَّاجِ وَقَعَاتٌ كَثِيرَةٌ: مِنْهَا وَقْعَةُ دُجَيْلَ الْمَذْكُورَةُ يَوْمَ عِيدِ الأَضْحَى، وَهَذِهِ الْوَقْعَةُ، وَوَقْعَةُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ [2] ، وَوَقْعَةُ الأَهْوَازِ. فَيُقَالُ إِنَّهُ خَرَجَ مَعَ ابْنُ الأَشْعَثِ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُونَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَمِائَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ راجل، فِيهِمْ عُلَمَاءُ وَفُقَهَاءُ وَصَالِحُونَ، خَرَجُوا مَعَهُ طَوْعًا عَلَى الْحَجَّاجِ. وَقِيلَ: كَانَ بَيْنَهُمَا أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ وَقْعَةً فِي مِائَةِ يَوْمٍ، فَكَانَتْ مِنْهَا ثَلاثٌ وَثَمَانُونَ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَوَاحِدَةٌ لَهُ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : كَانَتْ وَقْعَةُ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ   [1] انظر عن وقعة الزاوية في: تاريخ خليفة 281، وتاريخ الطبري 6/ 342، وتاريخ اليعقوبي 2/ 278، والكامل في التاريخ 4/ 467، 468، ونهاية الأرب 21/ 237. [2] دير الجماجم: بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ منها على طرف البر للسالك إلى البصرة. (معجم البلدان 2/ 503) . [3] في تاريخه 4/ 346. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 8 اثْنَتَيْنِ، قَالَ ابْنُ جرير: وَفِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ هِيَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. فَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ لُوطِ بْنِ يَحْيَى قال: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَخَرَجَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْتَقْبِلُونَهُ، فَقَالَ لِي: اعْدِلْ عَنِ الطَّرِيقِ لا يَرَى النَّاسُ جِرَاحَتَكُمْ، فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُمُ الْجَرْحَى، فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ مَالُوا إِلَيْهِ كُلُّهُمْ، وَحَفَّتْ بِهِ هَمْدَانُ، إِلا أَنَّ طَائِفَةً مِنْ تَمِيمٍ أَتَوْا مَطَرَ بْنَ نَاجِيَةَ، وَقَدْ كَانَ وَثَبَ عَلَى قَصْرِ الْكُوفَةِ، فَلَمْ يُطِقْ قِتَالَ النَّاسِ، فَنَصَبَ ابْنُ الأَشْعَثِ السَّلالِمَ عَلَى الْقَصْرِ فَأَخَذُوهُ، وَأَتَوْا بِمَطَرِ بْنِ نَاجِيَةَ، فَقَالَ لابن الأشعث: اسْتَبْقِنِي فَإِنِّي أَفْضَلُ فُرْسَانِكَ وَأَعْظَمُهُمْ غِنَاءً عَنْكَ، فَحَبَسَهُ، ثُمَّ عَفَا عَنْهُ، فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ بِالْكُوفَةِ، ثُمَّ أَتَاهُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ، وَتَفَوَّضَتْ إِلَيْهِ الْمَسَالِحُ وَالثُّغُورُ، وَجَاءَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بَعْدَ أَنْ قَاتَلَ الْحَجَّاجُ بِالْبَصْرَةِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ. وَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ مِنَ الْبَصْرَةِ يسير مِنْ بَيْنِ الْقَادِسِيَّةِ وَالْعُذَيْبِ، فَنَزَلَ دَيْرِ قُرَّةَ، وَكَانَ أَرَادَ نُزُولَ الْقَادِسِيَّةِ، فَجَهَّزَ لَهُ ابْنُ الأَشْعَثِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْعَبَّاسِ، فَمَنَعَهُ مِنْ نُزُولِهَا، وَنَزَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيُّ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ، فَكَانَ الْحَجَّاجُ بَعْدُ يَقُولُ: أَمَا كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَزْجُرُ الطَّيْرَ حَيْثُ رَآنِي نَزَلْتُ بِدَيْرِ قُرَّةَ، وَنَزَلَ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ. وَاجْتَمَعَ جُلُّ النَّاسِ عَلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ لِظُلْمِهِ وَسَفْكِهِ الدِّمَاءَ، فَكَانُوا مِائَةَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ فَجَاءَتْهُ أَمْدَادُ الشَّامِ، فَنَزَلَ وَخَنْدَقَ عَلَيْهِ، وَكَذَا خَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ كَانَ الْجَمْعَانِ يَلْتَقُونَ كُلَّ يَوْمٍ، وَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، وَثَبَتَ الْفَرِيقَانِ. وَأَشَارَ بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقَالُوا: إِنْ كَانَ إِنَّمَا يَرْضَى أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ تَنْزِعَ عَنْهُمُ الْحَجَّاجَ فَانْزِعْهُ عَنْهُمْ تَخْلُصُ لَكَ طَاعَتُهُمْ، فَبَعَثَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَتَبَ إِلَى أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْمَوْصِلِ، فَسَارَ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَعْرِضَا عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ نَزْعَ الْحَجَّاجِ عَنْهُمْ، وَأَنْ يُجْرِيَ عَلَيْهُمُ الْعَطَاءَ وَأَنْ يَنْزِلَ ابْنُ الأَشْعَثِ أَيُّ بَلَدٍ شَاءَ مِنَ الْعِرَاقِ، يَكُونُ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 9 عَلَيْهِ وَالِيًا، فَإِنْ قَبِلُوا فَاعْزِلا عَنْهُمُ [1] الْحَجَّاجَ، وَمُحَمَّدٌ أَخِي مَكَانَهُ، وَإِنْ أَبَوْا فَالْحَجّاجُ أَمِيرُكُمْ كُلُّكُمْ وَوَلِيُّ الْقِتَالِ، قَالَ: فَقَدِمُوا عَلَى الْحَجَّاجِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَشُقَّ عَلَيْهِ الْعَزْلُ، فَرَاسَلُوا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَجَمَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ النَّاسَ وَخَطَبَهُمْ، وَأَشَارَ عَلَيْهُمْ بِالْمُصَالَحَةِ، فَوَثَبَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ وَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَهُمْ، وَأَصْبَحُوا فِي الأَزْلِ [2] وَالضَّنْكِ وَالْمَجَاعَةِ وَالْقِلَّةِ فَلا نَقْبَلُ. وَأَعَادُوا خَلْعَ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَانِيَةً، وَتَعَبَّئُوا لِلْقِتَالِ، فَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ حَجَّاجُ بْنُ جَارِيَةِ الْخَثْعَمِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ الْأَبْرَدُ بْنُ قُرَّةَ التَّمِيمِيُّ، وَعَلَى الْخَيْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، وَعَلَى الرَّجَّالَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَلَى الْمُجَنَّبَةِ [3] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِزَامٍ الْحَارِثِيُّ، وَعَلَى المطّوّعة والصّلحاء [4] جبلة بن زحر الْجُعْفِيُّ. وَكَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ الْحَجَّاجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمٍ الْكَلْبِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ اللَّخْمِيُّ، وَعَلَى الْخَيَّالَةِ سُفْيَانُ بْنُ الأَبْرَدِ الْكَلْبِيُّ، فَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ تَأْتِيهِمُ الأَمْدَادُ وَالْخَيْمَاتُ مِنَ الْبَصْرَةِ، وَجَيْشُ الْحَجَّاجِ فِي ضِيقٍ وَغَلَاءِ سِعْرٍ [5] . فَيُقَالُ إِنَّ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ كَانَ فِي رَبِيعِ الأَوَّلِ، وَلا شَكَّ أَنَّ نَوْبَةَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ كَانَتْ أَيَّامًا، بَلْ أَشْهُرًا، اقْتَتَلُوا هُنَاكَ مِائَةَ يَوْمٍ، فَلَعَلَّهَا كَانَتْ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ، وَأَوَائِلِ سَنَةِ ثَلاثٍ. فَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ فِي خَيْلِ جَبَلَةَ بْنِ زَحْرٍ، وَكَانَ عَلَى الْقُرَّاءِ، فَحَمَلَ عَلَيْنَا عَسْكَرُ الْحَجَّاجِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، فَنَادَانَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ، لَيْسَ الْفِرَارُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ بِأَقْبَحِ منكم، وبقي   [1] في طبعة القدسي 3/ 228 «عنهما» ، والتصويب من تاريخ الطبري. [2] الأزل الشدّة والضيق، على ما في النهاية، والقاموس المحيط. [3] في تاريخ الطبري 4/ 349 «وعلى مجفّفته» . [4] في تاريخ الطبري «وجعل على القراء» . [5] تاريخ الطبري 6/ 346- 350. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 10 يُحَرِّضُ عَلَى الْقِتَالِ [1] . وَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَاتِلُوهُمْ عَلَى دِينِكُمْ وَدُنْيَاكُمْ [2] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَا الشَّعْبِيُّ [3] . وَقَالَ بَعْضُهُمْ [4] : قَاتِلُوهُمْ عَلَى جَوْرِهِمْ وَاسْتِذْلالِهِمُ الضُّعَفَاءَ، وَإِمَاتَتِهِمُ الصَّلاةَ. قَالَ: ثُمَّ حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ حَمْلَةً صَادِقَةً، فَبَدَّعْنَا فِيهِمْ، ثُمَّ رَجَعْنَا، فَمَرَرْنَا بِجَبَلَةَ بن زحر صَرِيعًا فَهَدَّنَا ذَلِكَ، فَسَلانَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، فَنَادُونَا: يَا أَعْدَاءَ اللَّهِ هَلَكْتُمْ، قُتِلَ طَاغُوتُكُمْ [5] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: ثنا غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ قَالَ: خَرَجَ الْقُرَّاءُ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَفِيهِمْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَكَانَ شِعَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ «يَا ثَارَاتِ الصَّلاةِ» [6] . وَقِيلَ إِنَّ سُفْيَانَ بْنَ الأَبْرَدِ حَمَلَ على ميسرة ابن الأَشْعَثِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهَا هَرَبَ الْأَبْرَدُ بْنُ قُرَّةَ التَّمِيمِيُّ، وَلَمْ يُقَاتِلْ كَبِيرَ قِتَالٍ، فَأَنْكَرَهَا مِنْهُ النَّاسُ، وَكَانَ شُجَاعًا لا يَفِرُّ، وَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ خَامَرَ، فَلَمَّا انْهَزَمَ تَقَوَّضَتِ الصُّفُوفُ، وَرَكِبَ النَّاسُ وُجُوهَهُمْ [7] . وَكَانَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى مِنْبَرٍ قَدْ نُصِبَ لَهُ يُحَرِّضُ عَلَى الْقِتَالِ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ ذَوُو الرَّأْيِ: انْزِلْ وَإِلا أُسِرْتَ، فَنَزَلَ وَرَكِبَ، وَخَلَّى أَهْلَ الْعِرَاقَ، وَذَهَبَ، فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كُلُّهُمْ، وَمَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ مَعَ ابْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، حَتَّى إِذَا حَاذُوا قَرْيَةَ بَنِي جعدة عبر في مَعْبَرَ الْفُرَاتِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى بَيْتِهِ بِالْكُوفَةِ، وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ، وَعَلَيْهِ السِّلاحُ لَمْ يَنْزِلْ،   [1] تاريخ الطبري 6/ 357 و 367. [2] تاريخ الطبري 6/ 357. [3] انظر قولهما في تاريخ الطبري 6/ 357 و 358. [4] هو قول سعيد بن جبير كما في تاريخ الطبري 6/ 358. [5] تاريخ الطبري 6/ 358. [6] لأن الحجّاج كان يميت الصلاة حتى يخرج وقتها. كما في شذرات الذهب 1/ 92. [7] تاريخ الطبري 6/ 363. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 11 فَخَرَجَتْ إِلَيْهِ بِنْتُهُ، فَالْتَزَمَهَا، وَخَرَجَ أَهْلُهُ يَبْكُونَ، فَوَصَّاهُمْ وَقَالَ: لا تَبْكُوا، أَرَأَيْتُمْ إِنْ لَمْ أَتْرُكْكُمْ، كَمْ عَسَيْتُ أَنْ أَعِيشَ مَعَكُمْ، وَإِنْ أَمُتْ فَإِنَّ الَّذِي يَرْزُقُكُمْ حَيٌّ لا يَمُوتُ، وَوَدَّعَهُمْ وَذَهَبَ [1] . وَقَالَ الْحَجَّاجُ: اتْرُكُوهُمْ فَلْيَتَبَدَّدُوا، وَلا تَتْبَعُوهُمْ، وَنَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ رَجَعَ فَهُوَ آمِنٌ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْكُوفَةِ فَدَخَلَهَا، وَجَعَلَ لا يُبَايِعُ أَحَدًا مِنْهَا إِلا قَالَ لَهُ: اشْهَدْ عَلَى نَفْسِكَ أَنَّكَ كَفَرْتَ، فَإِذَا قَالَ نَعَمْ بَايَعَهُ، وَإِلا قَتَلَهُ، فَقَتَلَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ تَحَرَّجَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْكُفْرِ. وَجِيءَ بِرَجُلٍ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا أَظُنُّ هَذَا يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْكُفْرِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَخَادِعِي عَنْ نَفْسِي، أَنَا أَكْفَرُ أَهْلِ الأَرْضِ، وَأَكْفَرُ مِنْ فِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ، فَضَحِكَ وَخَلاهُ [2] . وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَنَزَلَ بَعْدَ الواقعة بِالْمَدَائِنِ، فَتَجَمَّعَ إِلَيْهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَخَرَجَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ الْعَبْشَمِيُّ فَأَتَى الْبَصْرَةَ وَبِهَا ابْنُ عَمِّ الْحَجَّاجِ أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، فَأَخَذَ الْبَصْرَةَ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ الْخَلْقُ، وَقَالَ ابْنُ سَمُرَةَ لَهُ: إِنَّمَا أَخَذْتُ الْبَصْرَةَ لَكَ، وَلَحِقَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ بِهِمْ، فَسَارَ الْحَجَّاجُ لِحَرْبِهِمْ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ إِلَى مَسْكِنَ عَلَى دُجَيْلَ [3] . وَتَلاوَمَ أَصْحَابُ ابْنِ الأَشْعَثِ عَلَى الْفِرَارِ، وَتَبَايَعُوا عَلَى الْمَوْتِ، فَخَنْدَقَ ابْنُ الأَشْعَثِ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَسَلَّطَ الْمَاءَ فِي الْخَنْدَقِ، وأتته النجدة من خراسان، فاقتتلوا خمس عشرد لَيْلَةً أَشَدَّ الْقِتَالِ، وَقُتِلَ مِنْ أُمَرَاءِ الْحَجَّاجِ زِيَادُ بْنُ غُنَيْمٍ الْقَيْنِيُّ [4] . ثُمَّ عَبَّأَ الْحَجَّاجُ جَيْشَهُ وَصَرَخَ فِيهِمْ وَحَمَلَ بِهِمْ، فَهَزَمَ أَصْحَابَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَكُسِرَ بِسْطَامُ بْنُ مَصْقَلَةَ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ جُفُونَ سُيُوفُهُمْ وَثَبَتُوا، وَقَاتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، كشفوا فيه عسكر   [1] تاريخ الطبري 6/ 364. [2] تاريخ الطبري 6/ 365، الكامل في التاريخ 4/ 482. [3] في طبعة القدسي 3/ 230 «على دخل» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 6/ 366. [4] تاريخ الطبري 6/ 366، الكامل في التاريخ 4/ 482. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 12 الْحَجَّاجِ مِرَارًا، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: عَلَيَّ بِالرُّمَاةِ، قَالَ: فَأَحَاطَ بِهِمُ الرُّمَاةُ، فَقَتَلُوا خَلْقًا مِنْهُمْ بِالنَّبْلِ، وَانْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ فِي طَائِفَةٍ، وَطَلَبَ سِجِسْتَانَ، فَأَتْبَعَهُمْ جَيْشُ الْحَجَّاجِ، عَلَيْهُمْ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ، فَالْتَقَوْا بِالسُّوسِ، فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً، ثُمَّ انْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ، فَأَتَى سَابُورَ، وَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ الأَكْرَادُ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ عُمَارَةُ، فَقُتِلَ عُمَارَةُ وَانْهَزَمَ عَسْكَرَهُ، ثُمَّ مَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ إِلَى بُسْتَ، وَعَلَيْهَا عَامِلُهُ، فَأَنْزَلَهُ وَتَفَرَّقَ أَصْحَابُ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَوَثَبَ عَامِلُ بست عليه فأوثقه، وأراد أن يتّحد بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ يَدًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ [1] . وَقَدْ كَانَ رُتْبِيلُ سَمِعَ بِمَقْدِمِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَسَارَ فِي جُيُوشِهِ حَتَّى أَحَاطَ بِبُسْتَ، فَرَاسَلَ عَامِلَهَا يَقُولُ لَهُ: وَاللَّهِ لَئِنْ آذَيْتَ ابْنَ الأَشْعَثِ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَسْتَنْزِلَكَ، وَأَقْتُلَ جَمِيعَ مَنْ مَعَكَ، فَخَافَهُ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ ابْنَ الأَشْعَثِ، فَأَكْرَمَهُ رُتْبِيلُ، فَقَالَ ابْنُ الأَشْعَثُ: إِنَّ هَذَا كَانَ عَامِلِي فَغَدَرَ بِي وَفَعَلَ مَا رَأَيْتَ، فَأْذَنْ لِي فِي قَتْلِهِ، قَالَ: قَدْ أَمَّنْتُهُ، ثُمَّ مَضَى ابْنُ الأَشْعَثِ مَعَ رُتْبِيلَ إِلَى بِلادِهِ، فَأَكْرَمَهُ وَعَظَّمَهُ. وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عَدَدٌ كَثِيرٌ مِنَ الأَشْرَافِ وَالْكِبَارِ، مِمَّنْ لَمْ يَثِقْ بِأَمَانِ الْحَجَّاجِ، ثُمَّ تَبِعَ أَثَرَ ابْنِ الأَشْعَثِ خَلْقٌ مِنْ هَذِهِ الْبَابَةِ حَتَّى قَدِمُوا سِجِسْتَانَ، وَنَزَلُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْبَعَّارِ [2] ، فَحَصَرُوهُ، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ بِعَدَدِهِمْ وَجَمَاعَتِهِمْ، وَعَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمُ ابْنُ الأَشْعَثِ بِمَنْ مَعَهُ، ثُمَّ غَلَبُوا عَلَى مَدِينَةِ سِجِسْتَانَ، وَعَذَّبُوا ابْنَ عَامِرٍ وَحَبَسُوهُ، ثُمَّ لَمْ يَشْعُرِ ابْنُ الأَشْعَثِ إِلا وَقَدْ فَارَقَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَسَارَ فِي أَلْفَيْنِ، فَغَضِبَ ابْنُ الأَشْعَثِ وَرَجَعَ إِلَى رُتْبِيلَ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ [3] . وَقِيلَ: سَارُوا مَعَ الْهَاشِمِيِّ فَقَاتَلَهُمْ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، فأسر منهم   [1] تاريخ الطبري 6/ 369. [2] في الأصل «النعار» ، والتحرير من تاريخ الطبري 6/ 370. [3] تاريخ الطبري 6/ 370. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 وَهَزَمَهُمْ، وَفِي تَفْصِيلِ ذَلِكَ اخْتِلافٌ [1] وَمِنْ بَقِيَّةِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ: قَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: كَانَ بَيْنَهُمْ إِحْدَى وَثَمَانُونَ وَقْعَةً، كُلُّهَا عَلَى الْحَجَّاجِ، إِلا آخِرَ وَقْعَةٍ كَانَتْ عَلَى ابْنِ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ مِنَ الْقُرَّاءِ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ خَلْقٌ [2] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: أَتَى الْقُرَّاءُ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ [3] الطَّائِيَّ يُؤَمِّرُونَهُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، فَأَمِّرُوا رَجُلا مِنَ الْعَرَبِ، فَأَمَّرُوا جَهْمَ بْنَ زَحْرٍ الْخَثْعَمِيَّ عَلَيْهِمْ [4] . وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: رَأَيْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ، وَشَدَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ بِالرُّمْحِ فَطَعَنَهُ، وَانْكَشَفَ ابْنُ الأَشْعَثِ فَأَتَى الْبَصْرَةَ، وَتَبِعَهُ الْحَجَّاجُ، فَخَرَجَ مِنْهَا إِلَى أَرْضِ دُجَيْلَ [5] الأَهْوَازِ، وَاتَّبَعَهُ الْحَجَّاجُ، فَالْتَقَوْا بِمَسْكِنَ، فَانْهَزَمَ ابْنُ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَغَرِقَ مِنْهُمْ نَاسٌ كَثِيرٌ [6] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: افْتُقِدَ بِمَسْكِنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [7] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ قَالَ: افْتُقِدَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى بِسُورَاءَ [8] ، وَأَسَرَ الْحَجَّاجُ نَاسًا كَثِيرًا مِنْهُمْ: عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْوَانَ، وَأَعْشَى هَمْدَانَ، قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: قتلهم جميعا [9] .   [1] انظر تاريخ الطبري 6/ 371، الكامل في التاريخ 4/ 486، نهاية الأرب 21/ 250. [2] تاريخ خليفة 282 وانظر مروج الذهب 3/ 139. [3] في الأصل «أبا البحتري» والتحرير من تاريخ خليفة والطبري وغيرهما. [4] تاريخ خليفة 282، 283. [5] في الأصل «دحيل» ، والتصويب من معجم البلدان وغيره. [6] تاريخ خليفة 283. [7] تاريخ خليفة 283. [8] رسمها القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 231 «سوبرا» ، والصحيح ما أثبتناه كما في تاريخ خليفة: وسوراء: موضع إلى جنب بغداد، بنتها سوراء بنت أردوان بن باطي فسميت باسمها. (معجم البلدان) . [9] تاريخ خليفة 283. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 14 وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : أَوَّلُ وَقْعَةٍ كَانَتْ فِي يَوْمِ النَّحْرِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَالْوَقْعَةُ الثَّانِيَةُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ بِالزَّاوِيَةِ، وَالْوَقْعَةُ الثَّالِثَةُ بِظَهْرِ الْمِرْبَدِ فِي صَفَرٍ، وَالْوقْعَةُ الرَّابِعَةُ بَدَيْرِ الْجَمَاجِمِ فِي جُمَادَى، وَالْوَقْعَةُ الْخَامِسَةُ لَيْلَةَ دُجَيْلَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ ابْنُ الأَشْعَثِ يُرِيدُ خُرَاسَانَ، وَتَبِعَهُ طَائِفَةٌ قَلِيلَةٌ، فَتَرَكَهُمْ وَصَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، فَقَامَ بِأَمْرِ الْحَرْبِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ الْهَاشِمِيُّ، وَمَعَهُ الْقُرَّاءُ، فَالْتَقَى هُوَ وَمُتَوَلِّي هَرَاةَ مُفَضَّلُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَهَزَمَهُ الْمُفَضَّلُ، ثُمَّ قَتَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَأَسَرَ عِدَّةً مِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَالْهِلْقَامُ [2] بْنُ نُعَيْمٍ [3] . وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ وَلِيَ بِلادَ فَارِسٍ وَغَزَا التُّرْكَ، ثُمَّ خَلَعَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَفَعَلَ الأَفَاعِيلَ، وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ. قَالَ خَلِيفَةُ [4] : تَسْمِيَةُ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ. مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ الْمُزَنِيُّ، وَأَبُو مِرَانَةَ [5] الْعِجْلِيُّ، وقد قتل، وعقبة بن عبد الغافر الْعَوْذِيُّ فَقُتِلَ، وَعُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ الْبُرْسَانِيُّ، وَقُتِلَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ الْجَهْضَمِيُّ، فَقُتِلَ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ الرَّبَعِيُّ، وَقُتِلَ، وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَعِمْرَانُ وَالِدُ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، وَأَبُو المنهال سيار بن سلامة الرِّيَاحِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَمُرَّةُ بْنُ دَبَّابٍ [6] الْهَدَاوِيُّ [7] وَأَبُو نُجَيْدٍ الْجَهْضَمِيُّ، وَأَبُو شَيْخٍ الْهَنَائِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ [8] ، وَأَخُوهُ الْحَسَنُ، وقال: أكرهت على الخروج.   [1] في تاريخه 285. [2] مهمل في الأصل، والتحرير من تاريخ خليفة والطبري. [3] تاريخ خليفة 284. [4] في تاريخه 286، 287. [5] في الأصل «أبو مراية» والتحرير من الكنى والأسماء للدولابي 2/ 109 وهو «أبو مرانة بن عمر العجليّ» ، ولم يذكره خليفة بين القرّاء. [6] في الأصل «دياب» ، والتحرير من: المشتبه للذهبي 1/ 282 وهو مرّة بن دبّاب البصري. [7] في طبعة القدسي 3/ 232 «الهدادي» بالدال، وهو تحريف، والتصحيح عن تاريخ خليفة، فقد جاء في حاشيته: «هو منسوب إلى مراد بن زيد مناة.. بن عمران من الأزد» . [8] سعيد بن أبي الحسن البصري ليس في تاريخ خليفة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 15 وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِّيُّ: قِيلَ لابْنِ الأَشْعَثِ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ الْجَمَلِ مَعَ عَائِشَةَ فَأَخْرِجِ الْحَسَنَ [1] وَمَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وَالْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَزُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ الْيَامَيَانُ [2] ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ [3] . قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: مَا صُرِعَ أَحَدٌ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ إِلا رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ، وَلا نَجَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا حَمَدَ اللَّهَ الَّذِي سَلَّمَهُ [4] . وَقَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: قَتَلَ الْحَجَّاجُ بِمَسْكِنَ خَمْسَةَ آلافِ أَوْ أَرْبَعَةَ آلافِ أَسِيرٍ [5] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] : فِيهَا- يَعْنِي سَنَةَ اثْنَتَيْنِ- قَتَلَ قُتَيبةُ بْنُ مُسْلِمٍ: عُمَرَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ [7] ، وَأَخَاهُ [8] ، وَمُوسَى بْنَ كَثِيرٍ الْحَارِثِيَّ، وَبُكَيْرَ بْنَ هَارُونَ الْبَجَلِيَّ. وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بِأَرْمِينِيَةَ، فَهَزَمَ الْعَدُوَّ، ثُمَّ صَالَحُوهُ، فَوَلَّى عَلَيْهِمْ أَبَا شَيْخِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فغدروا به وقتلوه [9] .   [1] تاريخ خليفة 287. [2] أو الإياميّان، أو الباميان. [3] تاريخ خليفة 287. [4] العبارة في الأصل: «ولا نجا منهم أحد إلّا ندم على ما كان منه» ، وما أثبتناه عن تاريخ خليفة 287. [5] تاريخ خليفة 287. [6] في تاريخه 288. [7] في تاريخ خليفة «عمرو بن أبي الصلب» بالباء الموحّدة، والصحيح ما أثبتناه حيث ورد فيه «الصلت» - ص 285. [8] في تاريخ خليفة «وأبا الصلت، والصلت بن أبي الصلت» . [9] تاريخ خليفة 288. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 16 وَفِيهَا فَتَحَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حِصْنَ سِنَانٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْمِصِّيصَةِ. وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ صِنْهَاجَةَ بِالْمَغْرِبِ [1] . وَأُسِر يَوْمَ الْجَمَاجِمِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ صَبْرًا [2] ، وَقُتِلَ مَاهَانُ الأَعْوَرُ الْقَاصُّ، وَالْفُضَيْلُ بْنُ بَزْوَانَ يَوْمَئِذٍ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ قَالَ (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ) [3] أَبُو قُرَيْشٍ الْجَهْضَمِيُّ: إِنِّي لأَرَى أَمْرًا مَا بِي صَبَرَ، رُوحُوا بِنَا إِلَى الْجَنَّةِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَكَانَ يُوجَدُ مِنْ رِيحِ قَبْرِهِ الْمِسْكُ. وَكَانَ عَابِدًا لَهُ أَوْرَادٌ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ بَنِيَّ مَاتُوا وَلَمْ أَتَمَتَّعْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ. رَوَى ابْنُ غَالِبٍ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَرَوَى عنه: عطاء السّليميّ، وغيره.   [1] تاريخ خليفة 288. [2] تاريخ خليفة 284، 285. [3] ستأتي ترجمته في هذه الطبقة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 17 سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ كَانَتْ فِيهَا غَزْوَةُ عَطَاءِ بْنِ رَافِعٍ صِقِلِّيَةَ، وَخَرَجَ عِمْرَانُ بْنُ شُرَحْبِيلَ عَلَى الْبَحْرِ، وَجَعَلَ عَلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي الْكَنُودِ. وَفِيهَا عُزِلَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوُلِّيَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيُّ [1] . وَفِي سَنَةَ ثَلاثٍ بَنَى الْحَجَّاجُ مَدِينَةَ وَاسِطٍ [2] . وَاسْتَعْمَلَ عَلَى فَارِسٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيَّ وَأَمَرَهُ بِقَتْلِ الْأَكْرَادَ [3] . وَفِيهَا بَعَثَ الْحَجَّاجُ عُمَارَةَ بْنَ تَمِيمٍ الْقَيْنِيَّ إِلَى رُتْبِيلَ فِي أَمْرِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُيِّدَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ فِي الْحَدِيدِ، وَقُرِنَ بِهِ فِي الْقَيْدِ أَبُو الْعَنْزِ، وَسَارُوا بِهِمْ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا كَانُوا بِالرُّخَّجِ [4] طَرَحَ ابْنُ الأَشْعَثِ نَفْسَهُ مِنْ فَوْقَ بُنْيَانٍ فَهَلَكَ هُوَ وَقَرِينُهُ، فقُطِعَ رَأْسُهُ وَحُمِلَ إِلَى الحجّاج، فرأسه مدفون بمصر [5] وجثّته بالرّخّج.   [1] تاريخ الطبري 6/ 384، الكامل في التاريخ 4/ 496. [2] تاريخ الطبري 6/ 383، الكامل في التاريخ 4/ 495، نهاية الأرب 21/ 262. [3] تاريخ خليفة 288. [4] الرّخّج: بتشديد الخاء المفتوحة. كورة ومدينة من نواحي كابل. (معجم البلدان 3/ 38) . [5] بعث الحجّاج رأسه إلى عبد الملك، فبعث به عبد الملك إلى عبد العزيز بن مروان بمصر. (تاريخ خليفة 289) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 وَكَانَ قَدْ أَمَّرَهُ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ عِنْدَ قَتْلِ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ الْكِنْدِيِّ. وَفِي سَنَةَ ثَلاثٍ ضَمَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ إِمْرَةَ أَذْرَبَيْجَانَ وَأَرْمِينِيَةَ مَعَ إِمْرَةِ الْجَزِيرَةِ، وَبَقِيَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ الْوَلِيدِ. وَلَهُ غَزَوَاتٌ وَفُتُوحَاتٌ كَثِيرَةٌ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ [1] السُّلَمِيُّ، صَحَابِيٌّ شَامِيٌّ. وَالأَسْوَدُ بْنُ هًلالٍ الْمُحَارِبِيُّ. وَزَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيُّ. وَعِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ السَّدُوسِيُّ. وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيُّ [2] . وَقِيلَ فِيهَا ظَفَرُوا بِابْنِ الأَشْعَثِ وَطِيفَ بِرَأْسِهِ فِي الأَقَالِيمِ. وَفِيهَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَيُّوبَ بْنَ الْقَرِّيَّةِ، وَكَانَ مِنْ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ وَبُلَغَائِهِمْ، خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَاسْمُهُ أَيُّوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ قَيْسٍ أَبُو سُلَيْمَانَ الْهِلالِيُّ، ثُمَّ نَدِمَ الْحَجَّاجُ على قتله [3] .   [1] بضمّ النون وفتح الدّال المشدّدة. [2] في الأصل «الحذامي» ، والتصحيح مما يستقبلنا في ترجمته ومن (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 215) حيث جاء فيه: الجذامي بضمّ الجيم وفتح الذال المعجمة ... نسبة إلى جذام قبيلة من اليمن ... [3] ستأتي ترجمة ابن القريّة في تراجم هذه الطبقة، وهو بتشديد الراء المكسورة. والخبر في تاريخ الطبري 6/ 385، والكامل في التاريخ 4/ 498، ونهاية الأرب 21/ 263، والأخبار الطوال 323. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 20 وَفِيهَا وَلِيَ إِمْرَةَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ التُّجِيبِيُّ. وَبَعَثَ فِيهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِالشَّعْبِيِّ إِلَى مِصْرَ، إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ سَنَةً. وَفِيهَا فُتِحَتِ الْمِصِّيصَةُ، عَلَى يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] . وَفِيهَا افْتَتَحَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ بَلَدَ أُولِيَةَ [2] مِنَ الْمَغْرِبِ، فَقَتَلَ وَسَبَى، حَتَّى قِيلَ إِنَّ السَّبْيَ بَلَغَ خَمْسِينَ أَلْفًا. وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ أَرْمِينِيَةَ فَهَزَمَهُمْ وَحَرَّقَ كَنَائِسَهُمْ وضياعهم، وتسمّى سنة الحريق.   [1] تاريخ الطبري 6/ 385، الكامل في التاريخ 4/ 500، فتوح البلدان 196، الخراج وصناعة الكتابة 307، تاريخ خليفة 291. [2] في طبعة القدسي 3/ 234 «أوربة» والتصحيح من تاريخ خليفة 292. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 21 سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ. وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ. وَعَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْجَرْمِيُّ. وَوَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ- تُوُفِّيَ فِيهَا أَوْ فِي الَّتِي تَلِيهَا-. وَعَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْهَمْدَانِيُّ. وَيَسَيْرُ [1] بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ. وَفِيهَا، عَلَى مَا صَرَّحَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [2] هَلاكُ ابْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: فَتَتَابَعَتْ كُتُبُ الْحَجَّاجِ إِلَى رُتْبِيلَ أن ابعث إليّ بابن الأشعث، وإلّا فو الله لَأُوطِئَنَّ أَرْضَكَ أَلْفَ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَوَعَدَهُ بِأَنْ يُطْلَقَ لَهُ خَرَاجُ بِلادِهِ سَبْعَ سِنِينَ، فَأَسْلَمَهُ إِلَى أَصْحَابِ الْحَجَّاجِ، فَقِيلَ إِنَّهُ رَمَى بِنَفْسِهِ مِنْ عَلٍ فَهَلَكَ. وَقَالَ أَبُو مِخْنَفٍ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُلَيْكَةَ بِنْتَ يَزِيدَ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلا وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِي عَلَى فَخِذِي،   [1] في الأصل «سير» وما أثبتناه يتفق مع ترجمته في هذه الطبقة. [2] في تاريخه 6/ 389- 391. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 22 يَعْنِي مِنْ جُرْحٍ بِهِ، فَلَمَّا مَاتَ حَزَّ رَأْسَهُ رُتْبِيلُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ [1] . قُلْتُ: هَذَا قَوْلٌ شَاذٌّ، وَأَبُو مِخْنَفٍ كَذَّابٌ. وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ أَرْمِينِيَةَ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً، وَوَلَّى عَلَيْهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ حَاتِمِ بْنِ النُّعْمَانِ الْبَاهِلِيَّ، فَبَنَى مَدِينَةَ دَبِيلَ [2] وَمَدِينَةَ بَرْذَعَةَ [3] . وَفِيهَا قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيُّ: بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْمِصِّيصَةَ يَزِيدَ بْنَ حُنَيْنٍ فِي جَيْشٍ، فَلَقِيَتْهُ الرُّومُ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، فَأُصِيبَ النَّاسُ، وَقُتِلَ مَيْمُونٌ الْجُرْجُمَانِيُّ [4] فِي نَحْوَ أَلْفِ نَفْسٍ مِنْ أَهْلِ أَنْطَاكِيَةَ، وَكَانَ مَيْمُونٌ أَمِيرُ أَنْطَاكِيَةَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ، مَشْهُورٌ بِالْفُرُوسِيَّةِ، وَتَأَلَّمَ غَايَةَ الأَلَمِ لِمُصَابِهِمْ. وَفِيهَا عُزِلَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ عَنْ خُرَاسَانَ، وَوُلِّيَ أخوه   [1] تاريخ الطبري 6/ 390. [2] في طبعة القدسي 3/ 235 «أردبيل» وهو غلط، فأردبيل من أشهر مدن أذربيجان، والصحيح «دبيل» : بفتح أوله وكسر ثانيه، مدينة بأرمينية تتاخم أرّان. (معجم البلدان 3/ 439) . [3] تاريخ خليفة 291 ويضيف: مدينة النّشوى. [4] في طبعة القدسي 3/ 235 «الجرجاني» ، وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه كما في تاريخ خليفة 291 وهو عبد روميّ لبني أم الحكم أخت معاوية. قال البلاذريّ إن عبد الملك بلغه عنه بأس وشجاعة فجعله قائدا على جماعة من الجند يرابطون في أنطاكية. فغزا ميمون مع «مسلمة بن عبد الملك» الطّوّانة، وهو على ألف من أهل أنطاكية فاستشهد بعد بلاء حسن، فاغتمّ عبد الملك بمصابه وأغزى الروم جيشا عظيما طلبا بثأره. (فتوح البلدان 190) وعند الطبري أن غزو الطّوّانة كان سنة 87 هـ. وهذا يعني أنها بعد وفاة عبد الملك. والصحيح أنها سنة 85 كما ذكر المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- نقلا عن تاريخ خليفة. وقد عرف «ميمون» بالجرجماني، لاختلاطه بأهل الجرجومة وهي مدينة على جبل اللّكّام عند معدن الزاج فما بين بيّاس وبوقا، جنوبيّ أنطاكية. انظر: تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية 44/ 316 وكتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 125 و 144- طبعة ثانية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ودار الإيمان، طرابلس 1404 هـ. / 1984 م. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 الْمُفَضَّلُ يَسِيرًا، ثُمَّ عُزِلَ وَوُلِّيَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] . وَفِيهَا قُتِلَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا وَسَيِّدًا مُطَاعًا، غَلَبَ عَلَى تِرْمِذَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ مُدَّةَ سِنِينَ، وَحَارَبَ الْعَرَبَ، مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ، وَالتُّرْكُ مِنْ تِيكَ الْجِهَةِ، وَجَرَتْ لَهُ وَقَعَاتٌ، وَعَظُمَ أَمْرُهُ، وَقَدْ ذَكَرْنَا وَالِدَهُ فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ، وَآخِرُ أَمْرِ مُوسَى أَنَّهُ خَرَجَ لَيْلَةً فِي هَذَا الْعَامِ لِيُغِيرَ عَلَى جَيْشٍ فَعَثَرَ بِهِ فَرَسُهُ، فَابْتَدَرَهُ نَاسٌ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ فَقَتَلُوهُ. وَقَدِ اسْتَوْفَى ابْنُ جَرِيرٍ [2] أَخْبَارَهُ وحروبه. وقيل قُتِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ. وَبَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى مِصْرَ ابْنَهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَعَقَدَ بِالْخِلافَةِ مِنْ بَعْدِهِ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ، ثُمَّ سُلَيْمَانَ، وَفَرِحَ بِمَوْتِ أَخِيهِ، فَإِنَّهُ عَزَمَ عَلَى عَزْلِهِ مِنْ ولاية العهد، فجاءه موته [3] .   [1] تاريخ الطبري 6/ 393، الكامل في التاريخ 4/ 502، نهاية الأرب 21/ 263. [2] في تاريخه 6/ 398 وما بعدها، والكامل في التاريخ 4/ 505، ونهاية الأرب 21/ 265. [3] انظر تاريخ الطبري 6/ 413 وما بعدها، والكامل في التاريخ 4/ 513 وما بعدها، ونهاية الأرب 21/ 275 وما بعدها. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: أَبُو أُمَامَةَ الباهليّ. أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيُّ. وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ. وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ. وَفِيهَا- وَقِيلَ سَنَةَ ثَمَانِ وَهُوَ أَصَحُّ- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى. وَفِيهَا كَانَ طَاعُونُ الْفَتَيَاتِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأنَّهُ بَدَأَ فِي النِّسَاءِ، وَكَانَ بِالشَّامِ وَبِوَاسِطَ وَبِالْبَصْرَةِ [1] . وَفِيهَا سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ مُتَوَجِّهًا إِلَى وِلايَتِهِ، فَدَخَلَ خُرَاسَانَ، وَتَلَقَّاهُ دَهَاقِينُ بَلْخٍ، وَسَارُوا مَعَهُ، وَأَتَاهُ أَهْلُ صَاغَانَ [2] بِهَدَايَا وَمِفْتَاحٍ مِنْ ذهب، وسلّموا بلادهم بالأمان [3] .   [1] الخبر باختصار في تاريخ خليفة 301 (حوادث 87 هـ.) . [2] كذا في الأصل، وهي قرية بمرو. وفي تاريخ خليفة 291 «وأتاه ملك الصغانين» . والصغانيان: بلاد بما وراء النهر. (معجم البلدان 3/ 389) . [3] تاريخ خليفة 291. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 25 وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حِصْنَ بُولَقَ [1] وَحِصْنَ الأَخْرَمِ [2] . وَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى مِصْرَ، فَدَخَلَهَا فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، وَعُمْرُهُ يَوْمَئِذٍ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَقَرَّهُ أَخُوهُ الْوَلِيدُ عَلَيْهَا لَمَّا اسْتُخْلِفَ [3] ، وَأَمَّا ابْنُ يُونُسَ فَذَكَرَ أَنَّ الْوَلِيدَ عَزَلَ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ عَنْ مِصْرَ بِقُرَّةَ بْنِ شَرِيكٍ أَوَّلَ مَا اسْتُخْلِفَ [4] . وَفِيهَا هَلَكَ مَلِكُ الرُّومِ الأَخْرَمُ بُورِي [5] لا رَحِمَهُ اللَّهُ، قَبْلَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِشَهْرٍ. وَفِيهَا تُوُفِّيَ يُونُسُ بْنُ عَطِيَّةَ الْحَضْرَمِيُّ قَاضِي مِصْرَ، فَوُلِّيَ ابْنُ أَخِيهِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةِ الْقَضَاءَ بَعْدَهُ قَلِيلا وَعُزِلَ، وَوُلِّيَ الْقَضَاءَ مُضَافًا إِلَى الشُّرَطِ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ [6] ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ بِعِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ [7] . وَوَلِيَ الْخِلافَةَ الْوَلِيدُ بِعَهْدٍ مِنْ أبيه.   [1] كذا في الأصل، وفي تاريخ خليفة «تولق» بالتاء. ولا ذكر لها في معجم البلدان. والمثبت يتفق مع الطبري 6/ 528. [2] تاريخ خليفة 292. [3] الولاة والقضاة للكندي 58. [4] الولاة والقضاة 61، 62. [5] كذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 236 وهو «يوستنيان» أو «جستنيان» الثاني المعروف بالأخرم أو الأجدع حكم الإمبراطورية البيزنطية بين سنة 685 وسنة 695 م. وقد نشبت في نهاية سنة 695 م. ثورة ضد حكمه جدع فيها أنفه ونفي إلى خرسون في شبه جزيرة القرم. انظر عنه في كتابنا: المنتخب من تاريخ المنبجي- طبعة دار المنصور، طرابلس 1406 هـ. / 1986 م. - ص 78، 79 وكتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) - طبعة جرّوس برس، طرابلس 1989. [6] في الأصل «خديج» ، والتحرير من كتاب الولاة والقضاة. [7] كتاب الولاة والقضاة 53 و 58. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: عُتْبَةُ بْنُ عبْدٍ السُّلَمِيُّ. وَالْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِيكَرِبَ الْكِنْدِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ [1] ، وَالأَصَحُّ وَفَاتَهُ سَنَةَ تِسْعٍ. وَيُقَالُ فِيهَا افْتَتَحَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَمِيرُ خُرَاسَانَ بِيكَنْدَ [2] . وَفِيهَا شَرَعَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي بِنَاءِ جَامِعِ دِمَشْقَ، وَكَتَبَ إِلَى أَمِيرِ الْمَدِينَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِبِنَاءِ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله سلّم [3] .   [1] مهمل في الأصل، وهو بضم الصاد. [2] تاريخ خليفة 300، تاريخ الطبري 6/ 429، الكامل في التاريخ 43/ 528 وبيكند: بكسر أوّله، وفتح الكاف وسكون النون. بلدة بين بخارى وجيحون. (معجم البلدان 1/ 533) . [3] تاريخ خليفة 301، المنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 79، تاريخ دمشق- مجلّد 1 ج 2/ 19، تاريخ اليعقوبي 2/ 284 وقال: ابتدأ بناؤه في سنة 88 هـ.، ومروج الذهب 3/ 166 هـ. (سنة 87 هـ.) ، والعيون والحدائق، لمؤرّخ مجهول 3/ 5، وقال البلاذريّ في فتوح البلدان 1/ 149 «قالوا: ولما ولّي معاوية بن أبي سفيان أراد أن يزيد كنيسة يوحنّا في المسجد بدمشق، فأبى النصارى ذلك، فأمسك، ثم طلبها عبد الملك بن مروان في أيامه للزيادة في المسجد وبذل لهم مالا فأبوا أن يسلّموها إليه. ثم إن الوليد بن عبد الملك الجزء: 6 ¦ الصفحة: 27 وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وُلِّيَ عُمَرُ [1] الْمَدِينَةَ وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَصُرِفَ عَنْهَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأُهِينَ وَوَقَفَ لِلنَّاسِ، فَبَقِيَ عُمَرُ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ عَزَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ [2] . وَفِيهَا قَدِمَ نَيْزَكُ طَرْخَانَ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، فَصَالَحَهُ وَأَطْلَقَ مَنْ فِي يَدِهِ مِنْ أَسَارَى الْمُسْلِمِينَ [3] . وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ نَوَاحِي بُخَارَى، فَكَانَتْ هُنَاكَ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ وَمَلْحَمَةٌ هَائِلَةٌ، هَزَمَ اللَّهُ فِيهَا الْمُشْرِكِينَ، وَاعْتَصَمَ نَاسٌ مِنْهُمْ بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ صَالَحَهُمْ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا رَجُلا مِنْ أَقَارِبِهِ، فَقَتَلُوا عَامَّةَ أَصْحَابِهِ وَغَدَرُوا، فَرَجَعَ قُتَيْبَةُ لِحَرْبِهِمْ وَقَاتَلَهُمْ، ثُمَّ افْتَتَحَهَا عَنْوةً، فَقَتَلَ وسبى وغنم أموالا عظيمة [4] .   [ () ] جمعهم في أيامه وبذل لهم مالا عظيما على أن يعطوه إيّاها فأبوا، فقال: لئن لم تفعلوا لأهدمنّها. فقال بعضهم: يا أمير المؤمنين إنّ من هدم كنيسة جنّ وأصابته عاهة. فأحفظه قوله، ودعا بمعول وجعل يهدم بعض حيطانها بيده، وعليه قباء خزّ أصفر. ثم جمع الفعلة والنّقّاضين فهدموها، وأدخلها في المسجد» . ثم ذكر البلاذري: «وبمسجد دمشق في الرواق القبليّ مما يلي المئذنة كتاب في رخامة بقرب السقف: «مما أمر ببنيانه أمير المؤمنين الوليد سنة ستّ وثمانين» . وقال الفسوي في «المعرفة والتاريخ» 3/ 334، 335: «قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان: قرأت في صفائح في قبلة مسجد دمشق صفائح ذهبية بلازورد: بسم الله الرحمن الرحيم. الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ.. 2: 255 الآية ... أمر ببنيان هذا المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله بن الوليد أمير المؤمنين في ذي القعدة من سنة ستّ وثمانين ... قال أبو يوسف: وقدمت بعد ذلك فرأيت هذا قد محي، وكان هذا قبل المأمون» . وفي مروج الذهب للمسعوديّ 3/ 167: «أمر الوليد أن يكتب بالذهب على اللازورد في حائط المسجد: ربنا الله، لا نعبد إلا الله، أمر ببناء هذا المسجد، وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله بن الوليد أمير المؤمنين في ذي الحجّة سنة سبع وثمانين، وهذا الكلام مكتوب بالذهب في مسجد دمشق إلى وقتنا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. [1] أي عمر بن عبد العزيز [2] تاريخ الطبري 6/ 427، الكامل في التاريخ 4/ 526. [3] تاريخ الطبري 6/ 428، الكامل في التاريخ 4/ 528، نهاية الأرب 21/ 284، المنتخب من تاريخ المنبجي 80، 81. [4] تاريخ الطبري 6/ 430، 431، الكامل في التاريخ 4/ 528، 529، نهاية الأرب 21/ 284، 285. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 28 وَفِيهَا أَغْزَى أَمِيرُ الْمَغْرِبِ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ عند ما وَلاهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِمْرَةَ الْمَغْرِبِ جَمِيعَهُ وَلَدَهُ عَبْدَ اللَّهِ سِرْدَانِيَّةَ، فَافْتَتَحَهَا وَسَبَى وغنم [1] . وفيها أغزى موسى بن نصير ابن أَخِيهِ أَيُّوبَ بْنَ حَبِيبٍ مَمْطُورَةَ، فَغَنِمَ وَبَلَغَ سَبْيُهُمْ ثَلاثِينَ أَلْفًا [2] . وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَافْتَتَحَ قُمْقُمَ [3] وَبُحَيْرَةَ الْفُرْسَانِ، فَقَتَلَ وَسَبَى [4] . وَيَسَّرَ اللَّهُ فِي هَذَا الْعَامِ بِفُتُوحَاتٍ كِبَارٍ عَلَى الإِسْلامِ. وَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْمَوْسِمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [5] ، فَوَقَفَ غَلَطًا يَوْمَ النَّحْرِ، فَتَأَلَّمَ عُمَرُ لِذَلِكَ، فَقِيلَ لَهُ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله سلّم: «يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمُ يُعْرَفُ النَّاسَ» . وَكَانُوا بِمَكَّةَ فِي جَهْدٍ مِنْ قِلَّةِ الْمَاءِ، فَاسْتَسْقَوْا وَمَعَهُمْ عُمَرُ، فَسُقُوا، قَالَ بَعْضُهُمْ: فَرَأَيْتُ عُمَرَ يَطُوفُ والماء إلى أنصاف ساقيه [6] .   [1] تاريخ خليفة 300. [2] تاريخ خليفة 300. [3] في طبعة القدسي 3/ 237 «قميقم» ، وفي تاريخ خليفة 301 «فيعم» ، والمثبت يتفق مع الطبري وابن الأثير. [4] تاريخ خليفة، تاريخ الطبري 6/ 429، الكامل في التاريخ 4/ 528. [5] تاريخ خليفة 301، تاريخ الطبري 6/ 433، تاريخ اليعقوبي 2/ 291، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 530. [6] انظر تاريخ الطبري 6/ 437، 438، والكامل في التاريخ 4/ 534. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 29 سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ. وَأَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، عَلَى الصَّحِيحِ. وَفِيهَا جَمَعَ الرُّومُ جَمْعًا عَظِيمًا وَأَقْبَلُوا فَالْتَقَاهُمْ مُسْلِمَةُ وَمَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيفَةِ الْوَلِيدِ، فَهَزَمَ اللَّهُ الرُّومَ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ، وَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ جُرْثُومَةَ وَطُوَّانَةَ [1] . وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، فَزَحَفَ إِلَيْهِ التُّرْكُ وَمَعَهُمُ الصُّغْدُ وَأَهْلُ فَرْغَانَةَ، وَعَلَيْهِمُ ابْنُ أُخْتِ مَلِكِ الصِّينِ، وَيُقَالُ بَلَغَ جَمْعُهُمْ مِائَتَيْ أَلْفٍ، فَكَسَرَهُمْ قُتَيْبَةُ، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً عَظِيمَةً [2] . وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وابن أخيه العبّاس، وتعبّئوا بقرى   [1] طوانة: بضم أوله. هو بلد بثغور المصّيصة. والخبر في تاريخ خليفة 302. أما «جرثومة» فهي مدينة الجرجومة، كما في تاريخ اليعقوبي 2/ 283، وفتوح البلدان 1/ 190 و 191 وقد سبق التعريف بها. وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ- ج 1/ 150. [2] تاريخ خليفة 300. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 30 أَنْطَاكِيَةَ، ثُمَّ التقوا الرُّومَ [1] وَحَجَّ بِالنَّاسِ عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] . وَيُقَالُ إِنَّ فِيهَا شَرَعَ الْوَلِيدُ بِبِنَاءِ الْجَامِعِ [3] وَكَانَ نِصْفُهُ كَنِيسَةً لِلنَّصَارَى، وَعَلَى ذَلِكَ صَالَحَهُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ لِلنَّصَارَى: إِنَّا قَدْ أَخَذْنَا كَنِيسَةَ تُومَا عَنْوَةً، يَعْنِي كَنِيسَةَ مَرْيَمَ فأنا أهدمها، وكانت أكبر من النِّصْفِ الَّذِي لَهُمْ، فَرَضُوا بِإِبْقَاءِ كَنِيسَةِ مَرْيَمَ، وَأُعْطُوا النِّصْفَ وَكَتَبَ لَهُمْ بِذَلِكَ، وَالْمِحْرَابُ الْكَبِيرُ هو كان باب الكنيسة، ومات الوليد وهم بَعْدُ فِي زَخْرَفَةِ بِنَاءِ الْجَامِعِ، وَجَمَعَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ الْحَجَّارِينَ وَالْمُرَخِّمِينَ مِنَ الأَقْطَارِ، حَتَّى بَلَغُوا فِيمَا قِيلَ اثْنَيْ عَشْرَ أَلْفَ مُرَخِّمٍ، وَغَرِمَ عَلَيْهَا قَنَاطِيرَ عَدِيدَةً مِنَ الذَّهَبِ، فَقِيلَ إِنَّ النَّفَقَةَ عَلَيْهِ بَلَغَتْ سِتَّةَ آلافِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَذَلِكَ مِائَةُ قِنْطَارٍ وَأَرْبَعَةُ وَأَرْبَعُونَ قِنْطَارًا بِالْقِنْطَارِ الدِّمَشْقِيِّ. وَفِيهَا أَمَرَ الْوَلِيدُ عَامِلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ عمر بن عبد العزيز ببناء مسجد النبي صلى الله عليه وآله سلّم، وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ مِنْ جِهَاتِهِ الأَرْبَعِ، وَأَنْ يُعْطِيَ النَّاسَ ثَمَنَ الزِّيَادَاتِ شَاءُوا أَوْ أَبُوا [4] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ مَنَازِلَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ هَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَزَادَهَا فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ بُيُوتًا بِاللَّبِنِ، وَلَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ مَطْرُورٌ بِالطِّينِ، عَدَدْتُ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ بِحُجَرِهَا، وَهِيَ مَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سمع عطاء الخراسانيّ يقول:   [1] انظر تاريخ الطبري 6/ 436 وفيه أن مسلمة فتح حصن قسطنطينة، وغزالة، وحصن الأخرم. وانظر: الكامل في التاريخ 4/ 532. [2] تاريخ خليفة 302، تاريخ الطبري 6/ 438 وفي مروج الذهب: الوليد بن عبد الملك وهو غلط، وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 291 «عمر بن عبد العزيز» . [3] انظر تعليقنا على هذا الموضوع في حوادث السنة الماضية. [4] انظر تاريخ الطبري 6/ 435، والكامل في التاريخ 4/ 532، والعيون والحدائق 4. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 أَدْرَكْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَحَضَرْتُ كِتَابَ الْوَلِيدِ يُقْرَأُ بِإِدْخَالِ الْحُجَرِ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَا رَأَيْتُ بَاكِيًا أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: لَوْ تَرَكُوهَا فَيَقْدَمُ الْقَادِمُ مِنَ الآفَاقِ فَيَرَى مَا اكْتَفَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ. وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: ذَرْعُ السِّتْرِ الشَّعَرِ ذِرَاعٌ فِي طُولِ ثَلاثَةٍ. وَفِيهَا كَتَبَ الْوَلِيدُ، وَكَانَ مُغْرَمًا بِالْبِنَاءِ، إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِحَفْرِ الأَنْهَارِ بِالْمَدِينَةِ، وَبِعَمَلِ الْفَوَّارَةِ بِهَا، فَعَمِلَهَا وَأَجْرَى مَاءَهَا، فَلَمَّا حَجَّ الْوَلِيدُ وَقَفَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا فَأَعْجَبَتْهُ [1] . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ مُهَاجِرٍ- وَكَانَ عَلَى بَيْتِ مَالِ الْوَلِيدِ-: حَسَبُوا مَا أَنْفَقُوا عَلَى الْكَرْمَةِ الَّتِي فِي قِبْلَةِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَكَانَ سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ. وَقَالَ أَبُو قُصَيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُذْرِيُّ: حَسَبُوا مَا أَنْفَقُوا عَلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَكَانَ أَرْبَعَمِائَةِ صُنْدُوقٍ، فِي كُلِّ صُنْدُوقٍ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ دِينَارٍ. قُلْتُ: جُمْلَتُهَا عَلَى هَذَا: أَحَدَ عَشْرَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ وَنَيِّفٍ. قَالَ أَبُو قُصَيٍّ: أَتَاهُ حَرَسِيُّهُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَحَدَّثُوا أَنَّكَ أَنْفَقْتَ الأَمْوَالَ فِي غَيْرِ حَقِّهَا، فَنَادَى: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ، وَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: بَلَغَنِي كَيْت وكَيْت، أَلا يَا عُمَرُ قُمْ فَأَحْضِرِ الأَمْوَالَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ. فَأَتَتِ الْبِغَالُ تَدْخُلُ بِالْمَالِ، وَفَضَّتْ فِي الْقِبْلَةِ عَلَى الأَنْطَاعِ، حَتَّى لَمْ يُبْصِرْ مَنْ فِي الْقِبْلَةِ مَنْ فِي الشَّامِ [2] ، وَوُزِنَتْ بِالْقَبَابِينَ، وَقَالَ لِصَاحِبِ الدِّيوَانِ: أَحْصِ مِنْ قِبَلِكَ مِمَّنْ يَأْخُذُ رِزْقَنَا، فَوَجَدُوا ثَلاثَمِائَةِ أَلْفٍ فِي جَمِيعِ الأَمْصَارِ، وَحَسَبُوا مَا يُصِيبُهُمْ، فَوَجَدُوا عِنْدَهُ رِزْقَ ثَلاثِ سِنِينَ، فَفَرِحَ النَّاسُ، وَحَمِدُوا اللَّهَ، فَقَالَ: إِلَى أَنْ تَذْهَبَ هَذِهِ الثَّلاثُ السِّنِينَ قَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمِثْلِهِ وَمِثْلِهِ، إِلا وَإِنِّي رَأَيْتُكُمْ يَا أَهْلَ دِمَشْقٍ تَفْخَرُونَ عَلَى الناس بأربع: بهوائكم، ومائكم، وفاكهتكم، وحمّاماتكم،   [1] تاريخ الطبري 6/ 437، الكامل في التاريخ 4/ 533. [2] أي من في الشمال. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مَسْجِدَكُمُ الْخَامِسُ، فَانْصَرَفُوا شَاكِرِينَ دَاعِينَ. وَرُوِيَ عَنِ الْجَاحِظِ، عَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: مَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَشَدَّ شَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، لِمَا يَرَوْنَ مِنْ حُسْنِ مَسْجِدِهِمْ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 33 سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ. وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ فِيهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ. وَأَبُو ظَبْيَانَ. وَأَبُو وَائِلٍ، وَالصَّحِيحُ وَفَاتُهُمْ فِي غَيْرِهَا. وَفِيهَا افْتَتَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ جَزِيرَتَيْ مَيُورْقَةَ [1] وَمَنُورْقَةَ [2] ، وَهُمَا جَزِيرَتَانِ فِي الْبَحْرِ، بَيْنَ جَزِيرَةِ صِقِلِّيَّةَ وَجَزِيرَةِ الأَنْدَلُسِ، وَتُسَمَّى غَزْوَةُ الأَشْرَافِ، فَإِنَّهُ كَانَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الأَشْرَافِ وَالْكِبَارِ [3] . وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ وَرْذَانَ [4] خُذَاهْ ملك بخارى، فلم يطقهم، فرجع [5] .   [1] بالفتح ثم الضم، كما في معجم البلدان. [2] بالنون، وبالأصل «متورقة» ، والتصحيح من معجم البلدان. [3] تاريخ خليفة 302. [4] في تاريخ الطبري: «وردان» . [5] تاريخ الطبري 6/ 439، الكامل في التاريخ 4/ 535. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 وَفِيهَا أَغْزَى مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ ابْنَهُ مَرْوَانَ السُّوسَ الأَقْصَى، فَبَلَغَ السَّبْيُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا [1] . وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَمُّورِيَّةَ، فَلَقِيَ جَمْعًا مِنَ الرُّومِ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى [2] . وَفِيهَا وَلِيَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مَكَّةَ، وَذَلِكَ أَوَّلُ مَا وَلِيَ [3] . وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ مِصْرَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِعَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ، وَلَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً [4] . وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [5] أَنَّ الْوَاقِدِيَّ زَعَمَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ صَالِحٍ حَدَّثَهُ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ قَالَ. سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّهُمَا أَعْظَمُ، خَلِيفَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ، أَمْ رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ؟ وَاللَّهِ لَوْ لَمْ تَعْلَمُوا فَضْلَ الْخَلِيفَةِ إِلا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ اسْتَسْقَى فَسَقَاهُ اللَّهُ مِلْحًا أُجَاجًا، وَاسْتَسْقَاهُ الْخَلِيفَةُ فَسُقِيَ عَذْبًا فُرَاتًا، بِئْرًا حَفَرَهَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عِنْدَ ثَنِيَّةِ الْحَجُونِ، وَكَانَ يُنْقَلُ مَاؤُهَا فَيُوضَعُ فِي حَوْضٍ مِنْ أَدَمٍ إِلَى جَنْبِ زَمْزَمَ، لِيُعْرَفَ فَضْلُهُ عَلَى زَمْزَمَ. قَالَ: ثُمَّ غَارَتِ الْبِئْرُ فَذَهَبَتْ، فَلا يُدْرَى أَيْنَ مَوْضِعُهَا. قُلْتُ: مَا أَعْتَقِدُ أَنَّ هَذَا وَقَعَ. وَاللَّهُ أعلم.   [1] تاريخ خليفة 302. [2] تاريخ خليفة 302، وفي تاريخ الطبري 6/ 439 وافتتح هرقلة وقمورية. [3] تاريخ خليفة 302، تاريخ الطبري 6/ 440، الكامل في التاريخ 4/ 536. [4] كتاب الولاة والقضاة 60. [5] في تاريخه 6/ 440. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 35 سَنَةَ تِسْعِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَأَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ الْمِصْرِيُّ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ الزّهريّ. وأبو ظبيان الجنبيّ [1] . ويزيد بْنُ رَبَاحٍ. وَعُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ الْمِصْرِيَّانِ. وَقَالَ أَبُو خَلَدَةَ: تُوُفِّيَ فِيهَا فِي شَوَّالٍ أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ [2] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: تُوُفِّيَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ تِسْعِينَ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: تُوُفِّيَ فِيهَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِيهَا مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ الزُّرَقِيُّ. وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ وَرْذَانَ خداه الْغَزْوَةَ الثَّانِيَةَ، فَاسْتَصْرَخَ عَلَى قُتَيْبَةَ بِالتُّرْكِ، فالتقاهم قتيبة، فهزمهم الله وفضّ جمعهم [3] .   [1] بفتح الجيم وسكون النون ... ، نسبة إلى جنب قبيلة من اليمن ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 239) . [2] في الأصل «الرباحي» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 483) حيث قال: الرياحي بكسر الراء وفتح الياء آخر الحروف ... نسبة إلى رياح بن يربوع بن حنظلة ... [3] تاريخ خليفة 303. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَبَلَغَ الأَرْزَنَ [1] ثُمَّ رَجَعَ [2] . وَفِيهَا أَوْقَعَ قُتَيْبَةُ بِأَهْلِ الطَّالِقَانِ بِخُرَاسَانَ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وَصَلَبَ مِنْهُمْ طُولَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ فِي نِظَامٍ وَاحِدٍ، وَسَبَبَ ذَلِكَ أَنَّ مَلِكَهَا غَدَرَ وَنَكَثَ، وَأَعَانَ نَيْزَكَ طَرْخَانَ عَلَى خَلْعِ قُتَيْبَةَ. قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [3] . وَفِيهَا سَارَ قُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ أَمِيرًا عَلَى مِصْرَ عَلَى الْبَرِيدِ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الأَوَّلِ، عِوَضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَقِيلَ قَبْلَ ذَلِكَ [4] ، والله أعلم.   [1] في طبعة القدسي 3/ 240 «الأزرق» وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه، وهو بفتح الألف والزاي، مدينة مشهورة قرب خلاط. (معجم البلدان 1/ 150) . [2] تاريخ خليفة 303، تاريخ الطبري 6/ 442، الكامل في التاريخ 4/ 547. [3] في تاريخه 6/ 445- 447، والكامل في التاريخ 4/ 544، ونهاية الأرب 21/ 289 [4] كتاب الولاة والقضاة 61- 64. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 37 تَرَاجِمُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ [حَرْفُ الأَلِفِ] 1- أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [1] م 4 ابن أبي العاص الأمويّ، أبو سعيد [2] . سَمِعَ: أَبَاهُ، وَزَيْدَ بْنَ نَابِتٍ. وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو الزّناد، وجماعة. ووفد على عبد الملك.   [1] انظر عن (أبان بن عثمان بن عفان) في: طبقات ابن سعد 5/ 151- 153، والطبقات لخليفة 240، وتاريخ خليفة 185 و 276 و 279 و 280 و 288 و 293 و 296 و 299 و 336، والمحبّر لابن حبيب 25 و 235 و 301 و 303 و 382، ونسب قريش 42، 43 و 110، والتاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 1232، والتاريخ الكبير 1/ 450، 451 رقم 1440، وتاريخ الثقات للعجلي 51 رقم 6/ 1، والمعارف 198 و 201 و 207 و 307 و 578، والمعرفة والتاريخ 1/ 360 و 426 و 643، وتاريخ أبي زرعة 1/ 508، 509، وأخبار القضاة 11/ 129، 130، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والجرح والتعديل 2/ 295 رقم 1084، والمراسيل 16 رقم 19، ومشاهير علماء الأمصار 67 رقم 454، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 134- 135، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 97 رقم 31، وتهذيب الكمال 2/ 16- 19 رقم 141، وتحفة الأشراف 13/ 134 رقم 987، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 42، والكاشف 1/ 31 رقم 108، وسير أعلام النبلاء 4/ 351- 353 رقم 133، والعبر 1/ 129، والبداية والنهاية 9/ 233، والوافي بالوفيات 3075 رقم 2363، وجامع التحصيل 165 رقم 1، وتهذيب التهذيب 1/ 97 رقم 173 وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 163، والنجوم الزاهرة 1/ 253، وشذرات الذهب 1/ 131، وطبقات الفقهاء 47 و 113، ورجال مسلم 1/ 69 رقم 95. وسيعيد المؤلّف- رحمه الله- ترجمته في المتوفين من الطبقة الحادية عشرة، في الجزء التالي (حوادث ووفيات 101- 120 هـ.) . [2] ويقال: أبو سعد (سير أعلام النبلاء) . ويقال: أبو عبد الله. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 38 قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ بِهِ صَمَمٌ وَوَضَحٌ كَثِيرٌ، وَأَصَابَهُ الْفَالِجُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : أَبَان وَعُمَرُ وَأُمُّهُمَا أُمُّ عَمْرٍو بِنْتُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ، وَأَبَانٌ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ وِلَايَةُ أَبَانٍ عَلَى الْمَدِينَةِ سَبْعَ سِنِينَ [3] . وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ: ثنا أَبُو الزِّنَادِ قَالَ: مَاتَ أبان قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ عَشَرَةٌ، فَذَكَرَ مِنْهُمْ أَبَانَ. وَقَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ حَزْمٍ كَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْ أَبَانَ الْقَضَاءَ. وَقَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَرَوِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، عَمَّنْ قَالَ، قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ بِحَدِيثٍ وَلا فِقْهٍ مِنْ أَبَانَ. 2- أَدْهَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيُّ [4] الْحِمْصِيُّ، الأَمِيرُ، أَوَّلُ مَنْ وُلِدَ بِحِمْصَ، شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وكان   [1] في الطبقات 5/ 152 وعبارته: «كان بأبان وضح كثير فكان يخضب موضعه من يده ولا يخضب في وجهه. وكان به صمم شديد» . وذكره ابن حبيب البغدادي في الحولان الأشراف (المحبّر 303) . وقال الجاحظ: «ولذلك قال الشاعر في أبان بن عثمان بن عفان في أول ما ظهر به البياض، قال: له شفة قد حمّم الدهر بطنها وعين يغمّ الناظرين احولالها وكان أحول أبرص أعرج، وبفالج أبان يضرب أهل المدينة المثل» . (انظر البرصان والعرجان للجاحظ 55، 56 وفيه بيتان أيضا عن أبان، والمعارف 578) . [2] في الطبقات 240، وفي التاريخ 336 قال: «وفي ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان» . [3] طبقات ابن سعد 5/ 152. [4] انظر عن (أدهم بن محرز) في: المؤتلف والمختلف للآمدي 31، 32، وتاريخ اليعقوبي 2/ 343 و 358، وأنساب الأشراف 5/ 209 و 210 و 212، والمعمّرين للسجستاني 92، ومروج الذهب 471 و 1979، ورجال الجزء: 6 ¦ الصفحة: 39 نَاصِبِيًّا [1] سَبَّابًا. حَكَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْقَيْنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَفَرْوَةُ بْنُ لَقِيطٍ. قَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي سَاسَانَ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ الصَّيْرَفِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْحَجَّاجَ وَهو يَقُولُ لِرَجُلٍ: أَنْتَ هَمْدَانُ مَوْلَى عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: سُبَّهُ، قَالَ: مَا ذَاكَ جَزَاؤُهُ مِنِّي، رَبَّانِي وَأَعْتَقَنِي، قال: فما كنت تسمعه يقرأ من الْقُرْآنَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُهُ فِي قِيَامِهِ وَقُعُودِهِ وذهابه ومجيئه يتلو: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً 6: 44 الآية [2] . قَالَ: فَابْرَأْ مِنْهُ. قَالَ: أَمَّا هَذِهِ فَلا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: تُعْرَضُونَ عَلَى سَبِّي فَسُبُّونِي، وَتُعْرَضُونَ على البراءة منّي، فلا تبرءوا مِنِّي فَإِنِّي عَلَى الإِسْلامِ، قَالَ: أَمَا لَيَقُومَنَّ إِلَيْكَ رَجُلٌ يَتَبَرَّأُ مِنْكَ وَمِنْ مَوْلاكَ، يَا أَدْهَمُ بْنَ مُحْرِزٍ قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَامَ يَتَدَحْرَجُ كَأَنَّهُ جَعْلٌ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا ثَارَاتِ عُثْمَانَ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَطْيَبَ نَفْسًا بِالْمَوْتِ مِنْهُ، فَضَرَبَهُ فَنَدَرَ رَأْسَهُ [3] . إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ. 3- (الأسود بن هلال) [4]- خ م د ن- المحاربي الكوفي، أبو سلّام. من المخضرمين.   [ () ] الطوسي 35 رقم 14، والحيوان 3/ 327، وتاريخ الطبري 4/ 404 و 5/ 28 و 599 و 602 و 605، والكامل في التاريخ 3/ 303 و 304 و 4/ 180 و 182 و 184، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، 368، والوافي بالوفيات 8/ 330 رقم 3753، والإصابة 1/ 101 رقم 431. [1] مهملة بالأصل، والناصبيّ تعبير أطلقه شيعة عليّ على خصومهم من مؤيّدي الأمويين. [2] سورة الأنعام- الآية 44. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 367، 368. [4] انظر عن (الأسود بن هلال) في: طبقات ابن سعد 6/ 119، وطبقات خليفة 142، وتاريخ الثقات 67 رقم 99، والثقات لابن حبّان 4/ 32، ومشاهير علماء الأمصار 102 رقم 757، والمعرفة والتاريخ 3/ 86، والجرح والتعديل 2/ 292 رقم 1068، وأسد الغابة 1/ 88، والكاشف 1/ 80 رقم 429، وتهذيب الكمال 3/ 231- 233 رقم 508، والتاريخ الكبير 1/ 449 رقم 1436، والوافي بالوفيات 9/ 256 رقم 4169، وتهذيب التهذيب 1/ 342 رقم 624، وتقريب التهذيب 1/ 77 رقم 578، والإصابة 1/ 105، 106 رقم 459، وخلاصة تذهيب التهذيب 37، ورجال البخاري للكلاباذي 1/ 84، 85 رقم 90، ورجال مسلم لابن منجويه 1/ 79 رقم 120. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 40 رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ الأَسْدِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. 4- (الأَعْشَى الْهَمْدَانِيُّ) [1]- الشَّاعِرُ، هُوَ أَبُو الْمُصْبِحِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَحَدُ الْفُصَحَاءِ الْمُفَوَّهِينَ بِالْكُوفَةِ. كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الشِّعْرِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ إِلَى حِمْصَ وَمَدَحَهُ، فَيُقَالُ إِنَّهُ حَصَلَ لَهُ مِنْ جَيْشِ حِمْصَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ إِنَّ الأَعْشَى خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، ثُمَّ ظَفَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ فَقَتَلَهُ، رَحِمَهُ الله. وكان هو والشّعبيّ كلّ منهما زوج أخت الآخر. 5- (الأغرّ بن سليك) [2]- ن- ويقال ابن حنظلة.   [1] انظر عن (الأعشى الهمدانيّ) في: الأخبار الموفقيّات 306، والزاهر للأنباري 1/ 400 و 581 و 2/ 6، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 107، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 341 و 346 و 4/ 49 و 53 و 5/ 234 و 235 و 240 و 242 و 245 و 254 و 260 و 348، والأخبار الطوال 306، والمؤتلف والمختلف 11، والأغاني 6/ 33- 62، وعيون الأخبار 2/ 146 و 3/ 94 و 4/ 146، وتاريخ خليفة 283، والمعرفة والتاريخ 2/ 30، وتاريخ الطبري 5/ 607 و 6/ 58 و 59 و 69 و 83 و 85 و 97 و 101 و 377 و 385 و 392، وجمهرة أنساب العرب 393 و 395، والإكليل 10/ 58، ووفيات الأعيان 1/ 285 و 3/ 74 و 248 و 468 و 5/ 402 و 6/ 334، وسير أعلام النبلاء 4/ 185 رقم 75، وأمالي القالي 1/ 16 و 17 و 25 و 38 و 42 و 55 و 66 و 75 و 76 و 82 و 90 و 101 و 129 و 207 و 209 و 233 و 2/ 7، والصبح المنير 312، والكامل في التاريخ 4/ 97 و 186 و 240 و 259 و 463. [2] انظر عن (الأغر بن سليك) في: طبقات ابن سعد 6/ 243، والتاريخ لابن معين 2/ 42، ومعرفة الرجال 2/ 187 رقم 619، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1631، وتاريخ الثقات للعجلي 71 رقم 111، والجرح والتعديل 2/ 308 رقم 1153، والثقات لابن حبان 4/ 53، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 81 رقم 616، وخلاصة تذهيب التهذيب 39، ورجال مسلم 1/ 84 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 41 كُوفِيٌّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَسِمَاكُ بْنُ حرب. مقلّ. 6- (أميّة بن عبد الله) [1]- ن ق- بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي الْعِيصِ بْنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام، وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. وَوَلِيَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وثمانين.   [ () ] رقم 132. وقد مرّت ترجمته في الطبقة السابقة. [1] انظر عن (أميّة بن عبد الله) في: المحبّر 451 و 455، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 199 و 200 و 279 و 280 و 371 و 450 و 459 و 461 و 473 و 475 و 4/ 75 و 152 و 114 و 162 و 164- 166 و 5/ 346، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 289، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 262، والتاريخ الكبير 2/ 7 رقم 1515، وطبقات ابن سعد 5/ 478، والجرح والتعديل 2/ 301 رقم 1112، وتاريخ خليفة 292 و 295، وتاريخ الثقات 73 رقم 116، والثقات لابن حبّان 4/ 40، والمعرفة والتاريخ 1/ 272، وتاريخ الطبري 5/ 318 و 6/ 174 و 193 و 199- 201 و 256 و 311- 321 و 324 و 331 و 401 و 402 و 509، وجمهرة أنساب العرب 84 و 218، وأسد الغابة 1/ 119، والكامل في التاريخ 4/ 345 و 367 و 368 و 418 و 443- 448 و 457 و 507 و 508 و 530، وتهذيب الكمال 3/ 334- 337 رقم 558، والكاشف 1/ 87 رقم 474، وسير أعلام النبلاء 4/ 272 رقم 98، ووفيات الأعيان 3/ 163، وتهذيب التهذيب 1/ 371، 372 رقم 680، وتقريب التهذيب 1/ 83 رقم 634، والإصابة 1/ 127، 128 رقم 550، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 131- 133، وعيون الأخبار 1/ 166 و 171 و 197 و 288، والعقد الفريد 1/ 142 و 143 و 145 و 4/ 23 و 24 و 47 و 126 و 6/ 101 و 340، والعقد الثمين 3/ 332، وخلاصة تذهيب التهذيب 40، والوافي بالوفيات 9/ 406 رقم 4334، ونسب قريش 190، ومعجم بني أمية 13 رقم 31. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 42 7- أَيُّوبُ بْنُ الْقَرِّيَّةَ [1] وَاسْمُ أَبِيهِ يَزِيدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ زُرَارَةَ بْنِ سَلْمٍ النَّمَرِيُّ الْهِلالِيُّ، وَالْقَرِّيَّةُ أُمُّهُ. كَانَ أَعْرَابِيًّا أُمِّيًّا، صَحِبَ الْحَجَّاجَ وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْفَصَاحَةِ وَالْبَيَانِ. قَدِمَ فِي عَامِ قحط عين التّمر، وعليها عَامِلٌ، فَأَتَاهُ مِنَ الْحَجَّاجِ كِتَابٌ فِيهِ لُغَةٌ وَغَرِيبٌ، فَأَهَمَّ الْعَامِلُ مَا فِيهِ، فَفَسَّرَهُ لَهُ أَيُّوبُ، ثُمَّ أَمْلَى لَهُ جَوَابَهُ غَرِيبًا، فَلَمَّا قَرَأَهُ الْحَجَّاجُ عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْشَاءِ عَامِلِهِ، وَطَلَبَ مِنَ الْعَامِلِ الَّذِي أَمْلَى لَهُ الْجَوَابَ، فَقَالَ: لابْنِ الْقَرِّيَّةَ، فَقَالَ لَهُ: أَقِلْنِي مِنَ الْحَجَّاجِ، قَالَ: لا بَأْسَ عَلَيْكَ، وَجَهَّزَهُ إِلَيْهِ، فَأُعْجِبَ بِهِ، ثُمَّ جَهَّزَهُ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ الأَشْعَثِ كَانَ أَيُّوبُ بْنُ الْقَرِّيَّةَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَجَّاجَ بَعَثَهُ رَسُولا إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ إِلَى سِجِسْتَانَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ خَطِيبًا، وَأَنْ يَخْلَعَ الْحَجَّاجَ وَيَسُبَّهُ أَوْ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، فَقَالَ: أَنَا رَسُولٌ، قَالَ: هُوَ ما أقول لك، ففعل، وأقام مع ابن الأَشْعَثِ، فَلَمَّا انْكَسَرَ ابْنُ الأَشْعَثِ أُتِيَ بِأَيُّوبَ أَسِيرًا إِلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ، قَالَ: سَلْ، قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ. قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَقٍّ وَبَاطِلٍ، قَالَ: فَأَهْلُ الْحِجَازِ، قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى فِتْنَةٍ، وَأَعْجَزُهُمْ فِيهَا، قَالَ: فَأَهْلُ الشَّامِ؟ قَالَ: أَطْوَعُ النَّاسِ لأُمَرَائِهِمْ، قَالَ: فَأَهْلُ مِصْرَ؟ قَالَ: عَبِيدُ مَنْ طَلَبَ، قَالَ: فَأَهْلُ الْمُوصِلَ؟ قَالَ: أَشْجَعُ فُرْسَانٍ، وَأَقْتَلُ لِلْأَقْرَانِ، قَالَ: فَأَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: أَهْلُ سَمْعٍ وَطَاعَةٍ، وَلُزُومِ لِلْجَمَاعَةِ. ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ قبائل   [1] انظر عن (أيّوب بن القرّية) في: المعارف 404، وتاريخ الطبري 6/ 385، 386، وشرح أدب الكاتب 124، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 219- 222، وعيون الأخبار 1/ 102 و 2/ 209 و 3/ 69، والعقد الفريد 1/ 154 و 6/ 107، والكامل في التاريخ 4/ 498، ونهاية الأرب 21/ 263، وسير أعلام النبلاء 4/ 197، والعبر 1/ 97، والبداية والنهاية 9/ 52 و 54، ومرآة الجنان 1/ 171، 172، والنجوم الزاهرة 1/ 207، وشذرات الذهب 1/ 93، ووفيات الأعيان 1/ 250- 255 رقم 106، والوافي بالوفيات 10/ 39- 45 رقم 4483، والأعلام 1/ 381. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 الْعَرَبِ وَعَنِ الْبُلْدَانِ، وَهُوَ يُجِيبُ، فَلَمَّا ضَرَبَ عُنُقَهُ نَدِمَ [1] . وَفِي تَرْجَمَتِهِ طُولٌ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ [2] ، وَابْنُ خَلِّكَانَ [3] . تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ.   [1] الخبر في: تهذيب تاريخ دمشق 3/ 220- 222، ووفيات الأعيان 1/ 251، والوافي بالوفيات 10/ 39- 45، وهو مختصر في شرح أدب الكاتب 124. [2] انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 219- 222. [3] انظر وفيات الأعيان 1/ 250- 255 رقم 106. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 [حرف الْبَاءِ] 8- (بَحِيرُ بْنُ وَرْقَاءَ) [1] الْبَصْرِيُّ الصَّرِيمِيُّ، أَحَدُ الأَشْرَافِ وَالْقُوَّادِ بِخُرَاسَانَ. وَهُوَ الَّذِي حَارَبَ ابن خازم السُّلَمِيِّ وَظَفِرَ بِهِ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى قَتْلَ بُكَيْرِ بْنِ وَسَّاجٍ بِأَمْرِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأُمَوِيِّ، فَعَمِلَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ رَهْطِ بُكَيْرٍ فَقَتَلُوهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. 9- (بَشِيرُ بْنُ كعب بن أبيّ) [2]- خ 4- أبو أيّوب الحميري العدوي البصريّ.   [1] انظر عن (بحير بن ورقاء) في: كتاب الفتوح لابن أعثم 6/ 289، وتاريخ الطبري 5/ 624 و 625، و 6/ 176 و 177 و 199 و 201 و 311 و 312 و 315- 317 و 331- 333، والكامل في التاريخ 4/ 209 و 345 و 346 و 367 و 368 و 444 و 445 و 457- 459، ونهاية الأرب 21/ 229 و 232، والوافي بالوفيات 10/ 84 رقم 4527. [2] انظر عن (بشير بن كعب بن أبيّ) في: طبقات ابن سعد 7/ 223، وطبقات خليفة 207، والتاريخ الصغير 96، والتاريخ الكبير 2/ 132 رقم 1944، والمعرفة والتاريخ 2/ 93، وتاريخ الثقات 83 رقم 159، وتاريخ أبي زرعة 1/ 547، والجرح والتعديل 2/ 395 رقم 1541، وتاريخ الطبري 3/ 404 و 436 و 440، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27 ب، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 102، والثقات لابن حبّان 4/ 73، والكامل في التاريخ 2/ 427، وتهذيب الكمال 4/ 184- 187 رقم 733، وتاريخ واسط 174، والإكمال لابن ماكولا 1/ 298، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 55، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 274، 275، وأسد الغابة 1/ 200، وعيون الأخبار 2/ 328، والكاشف 1/ 106 رقم 621، وسير أعلام النبلاء 4/ 351 رقم 131، والوافي بالوفيات 10/ 169 رقم 4653، وتهذيب التهذيب 1/ 471، 472 رقم 873، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 45 يُقَالُ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْمَصَالِحِ. رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَطَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، وَقَتَادَةُ، وَالْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ أَحَدَ الْقُرَّاءِ الزُّهَّادِ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَأَمَّا: 10- (بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَلَوِيُّ) [1] فَشَاعِرٌ كَانَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ، له ذكر.   [ () ] وتقريب التهذيب 1/ 104 رقم 103، والإصابة 1/ 181 رقم 822، ورجال البخاري 1/ 117 رقم 141، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 33 رقم 4041. [1] الترجمة مكرّرة في سير أعلام النبلاء 4/ 351 رقم 132. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 46 [حرف التَّاءِ] 11- (تَيَاذُوقُ الطَّبِيبُ) [1] كَانَ بَارِعًا فِي الطِّبِّ، ذَكِيًّا عَالِمًا، وَكَانَ عَزِيزًا عِنْدَ الْحَجَّاجِ وَلَهُ أَلْفَاظٌ فِي الْحِكْمَةِ. تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ تِسْعِينَ، وَقَدْ شَاخَ. صَنَّفَ كُنَاشًا كَبِيرًا وكتاب «الأدوية» وغير ذلك. توفّي بواسط.   [1] انظر عن (تياذوق الطبيب) في: أخبار الحكماء للقفطي 105، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 1/ 121، والبداية والنهاية 9/ 81 وفيه «يتاذوق» ، بتقديم الياء على التاء، والوافي بالوفيات 10/ 449، 450 رقم 4939. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 47 [حرف الحاء] 12- الحارث بن أبي ربيعة [1] م ن المخزومي المكّي المعروف بالقباع. وَلِيَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ، وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، وعبد الرحمن بن سابط.   [1] انظر عن (الحارث بن أبي ربيعة) في: طبقات ابن سعد 5/ 28، 29 و 464، وطبقات خليفة 54 و 285، والمحبّر 305، 306، والأخبار الموفقيّات 324، 325، والتاريخ الكبير 2/ 273 رقم 2436، والبيان والتبيين 1/ 110، والمعرفة والتاريخ 1/ 372، 373 و 2/ 227 و 3/ 194، وتاريخ الطبري 5/ 396 و 527 و 612 و 615 و 617 و 619 و 620 و 622 و 6/ 9، 10 و 72 و 81 و 93 و 118 و 119 و 122 و 123 و 125 و 127 و 135، والجرح والتعديل 3/ 77 رقم 362، والفتوح لابن أعثم 6/ 10، والأخبار الطوال 263، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 81 و 214 و 230 و 384 و 400 و 426 و 464 و 473 و 568 و 569 و 583 و 4/ 56 و 100 و 122 و 123 و 157 و 165 و 5/ 151 و 220 و 244 و 252 و 255- 257 و 270 و 274 و 276 و 279 و 281 و 297 و 334 و 336 و 356 و 376، وجمهرة أنساب العرب 147، والثقات لابن حبّان 4/ 129، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 611، والأغاني 1/ 66، والجمع بين رجال الصحيحين 1 رقم 373، ومعجم البلدان 1/ 704 و 4/ 35، والكامل في التاريخ 4/ 143 و 145 و 246 و 349، وأسد الغابة 1/ 328 و 337، وتهذيب الكمال 5/ 239- 244 رقم 1024، وعيون الأخبار 2/ 171 و 3/ 35، والعقد الفريد 1/ 60 و 4/ 403، والكاشف 1/ 138 رقم 867، وسير أعلام النبلاء 4/ 181، 182 رقم 72، والوافي بالوفيات 11/ 254، 255 رقم 374، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 450- 453، والبداية والنهاية 9/ 43، والعقد الثمين 4/ 21- 23، وتهذيب التهذيب 2/ 144، 145 رقم 246، وتقريب التهذيب 1/ 141 رقم 39، والإصابة 1/ 387 رقم 2043، وخلاصة تذهيب التهذيب 68، والأعلام 2/ 158. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 48 قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سُمِّيَ الْقُبَاعَ لِأنَّهُ وَضَعَ لَهُم مِكْيالا سَمَّاهُ الْقُبَاعَ [1] . وَقِيلَ: كَانَتْ أُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ. قَالَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ المؤمنين، يقول سمعتها، نقول: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ لَوْلا حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ، لَنَقَضْتُ الْبَيْتَ حَتَّى أَزِيدَ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرُوا عَنِ الْبِنَاءِ» ، فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: لا تقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنَا سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى بِنَاءِ ابن الزّبير [2] . 13- (حجر بن عنبس) [3]- د ت- الحضرميّ أبو العنبس [4] ، ويقال أبو السّكن. مُخَضْرَمٌ كَبِيرٌ. صَحِبَ عَلِيًّا وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَمُوسَى بْنُ قَيْسٍ [5] . وَذَكَرَهُ الْخَطِيبُ فِي «تاريخ بغداد» [6] ، ووثّقه وقال: قدم المدائن.   [1] انظر مادّة (قبع) في لسان العرب 8/ 259. [2] أخرجه مسلم في الحج، 404/ 1333 باب نقض الكعبة وبنائها. [3] انظر عن (حجر بن عنبس) في: تاريخ خليفة 193، والعلل لأحمد 1/ 85 و 216 و 240، والتاريخ الكبير 3/ 73 رقم 259، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 28، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 196 و 2/ 46، والمراسيل لابن أبي حاتم 30 رقم 53، والجرح والتعديل 3/ 266، 267 رقم 1190، والثقات لابن حبّان 4/ 177، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 40 رقم 341، والاستيعاب 1/ 323، وتاريخ بغداد 8/ 274 رقم 4374، وأسد الغابة 1/ 386، وتهذيب الكمال 5/ 473، 474 رقم 1135، والكاشف 1/ 150 رقم 959، والوافي بالوفيات 11/ 320، 321 رقم 470، وتهذيب التهذيب 2/ 214، 215 رقم 393، وتقريب التهذيب 1/ 155 رقم 171، والإصابة 1/ 374 رقم 1957، وخلاصة تذهيب التهذيب 73. [4] مهمل في الأصل. [5] أضاف في تهذيب الكمال 5/ 474: علقمة بن مرثد والمغيرة بن أبي الحرّ. [6] ج 8/ 274 رقم 4374. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 49 14- (حُجْرُ الْمَدَرِيُّ الْيَمَانِيُّ) [1]- د ت ق- عَنْ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: طاووس، وَشَدَّادُ بْنُ جَابَانَ. وَلَهُ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ الثَّلاثَةِ [2] . 15- حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ [3] أَمِيرُ الْمَغْرِبِ. قِيلَ إِنَّهُ هُوَ حَسَّانُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْغَسَّانِيُّ، ابْنُ زَعِيمِ عَرَبِ الشَّامِ. حَكَى عَنْهُ أبو قبيل المعافريّ. وكان بطلان شُجَاعًا غَزَّاءً، وَلِيَ فُتُوحَاتٍ بِالْمَغْرِبِ وَوَفَدَ عَلَى عبد الملك وغير، وَكَانَتْ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ. وَجَّهَهُ مُعَاوِيَةُ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ، فَصَالَحَ الْبَرْبَرَ، وَقَرَّرَ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ [4] .   [1] انظر عن (حجر المدري) في: طبقات ابن سعد 5/ 536، وطبقات خليفة 287، والعلل لأحمد 1/ 92، والتاريخ الكبير 3/ 73 رقم 260، وتاريخ الثقات للعجلي 110 رقم 259، والثقات لابن حبّان 4/ 177، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد 141 رقم 669، والمعرفة والتاريخ 2/ 146 و 3/ 70 و 214، والجرح والتعديل 3/ 267 رقم 1191، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 40 رقم 341 وقد اختلطت ترجمته مع ترجمة الّذي قبله فقيل: «حجر بن قيس وقد قيل هو حجر بن عنبس الكندي» ، وتهذيب الكمال 5/ 475، 476 رقم 1136، والكاشف 1/ 150 رقم 960، وتهذيب التهذيب 2/ 215 رقم 394، وتقريب التهذيب 1/ 155 رقم 172، وخلاصة تذهيب التهذيب 73. [2] عند أبي داود والنسائي، وابن ماجة، كما في تهذيب الكمال 5/ 476. [3] انظر عن (حسّان بن النعمان) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 277 و 282، وفتوح البلدان 270، والحلّة السيراء 1/ 164، و 2/ 331 و 332، والولاة والقضاة 52، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 149، 150، والعبر 1/ 92، وسير أعلام النبلاء 4/ 140 رقم 47 و 4/ 294 رقم 112، وتاريخ خليفة 224 و 268 و 277 و 297 و 298، والبيان المغرب 1/ 34- 39، والنجوم الزاهرة 1/ 200، وشذرات الذهب 1/ 88. [4] تاريخ خليفة 224. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 50 ثُمَّ وَفَدَ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَكَانَ قَدْ تَمَكَّنَ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَدَانَتْ لَهُ، وَهَذَّبَهَا بَعْدَ قَتْلِ الْكَاهِنَةِ [1] ، فَلَمَّا وُلِّيَ الْوَلِيدُ أَرْسَلَ إِلَى نُوَّابِهِ يُحَرِّضُهُمْ عَلَى الْجِهَادِ وَيُبَالِغُ، وَأَمَرَهُمْ بِعَمَلِ الْمَرَاكِبِ وَالإِكْثَارِ مِنْهَا، وَبِحَرْبِ الرُّومِ وَالْبَرْبَرِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَعَزَلَ حَسَّانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ بِتُحَفٍ عَظِيمَةٍ وَأَمْوَالٍ وَجَوَاهِرٍ، وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إنّما خرجت مجاهدا فِي سبيل اللَّه وليس مثلي من خان اللَّه وأمير المؤمنين، فَقَالَ: أَنَا أَرُدُّكَ إِلَى عَمَلِكَ، فَحَلَفَ أَنَّهُ لا وَلِيَ لِبَنِي أُمَيَّةَ وِلايَةً أَبَدًا [2] . وَكَانَ حَسَّانُ يُسَمَّى الشَّيْخَ الأَمِينَ لِثِقَتِهِ وَأَمَانَتِهِ [3] . وَأَمَّا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ فَقَالَ: إِنَّ موت حسّان سند ثمانين [4] . 16- (حصين بن مالك) [5]- ن ق- بْنِ الْخَشْخَاشِ، وَهُوَ حُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ التميمي العنبري البصريّ، جَدُّ الْقَاضِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ. عَنْ: جَدِّهِ الْخَشْخَاشِ- وَلَهُ صُحْبَةٌ-، وَعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْحَسَنُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عبيد، وقيل يونس، عن رجل، عنه.   [1] انظر تفاصيل ذلك في البيان المغرب 1/ 35 وما بعدها. [2] المؤلّف ينقل الخبر عن البيان المغرب 1/ 39. [3] البيان المغرب 1/ 39. [4] يقول ابن عذاري إن عبد العزيز بن مروان الوالي على مصر هو الّذي عزل حسّانا، إذ كان الوالي على مصر يولّي على إفريقية. (البيان المغرب 1/ 38) . [5] انظر عن (حصين بن مالك) في: طبقات ابن سعد 7/ 125، وطبقات خليفة 202، والتاريخ الكبير 3/ 9 رقم 30، وتاريخ الثقات للعجلي 123 رقم 302، والثقات لابن حبّان 4/ 156، والمعارف 337، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 55، وانظر فهرس الأعلام في المعرفة والتاريخ 3/ 501 حيث أحال إلى حصين بن مالك بن الخشخاش ولم يذكره، وتاريخ الطبري 3/ 372 و 4/ 81 و 265 و 327، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 374، وجمهرة أنساب العرب 209، وتهذيب الكمال 6/ 533- 536 رقم 1368، والكاشف 1/ 175 رقم 1138، والكامل في التاريخ 3/ 264، وميزان الاعتدال 1/ 553 رقم 2090، وتهذيب التهذيب 2/ 388، 389 رقم 675، وتقريب التهذيب 1/ 183 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 86، والوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 85. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 51 مَاتَ فِي حَبْسِ الْحَجَّاجِ. 17- (حَكِيمُ بْنُ جَابِرِ) [1] بْنِ طَارِقٍ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. وعنه: بيان بن بشير، وإسماعيل بن أبي خالد، وطارق بن عبد الرحمن البجلي، وغيرهم. وثقه ابن معين. 18- (حكيم بن سعد) [2] أبو تحيا الكوفي. حدث عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى، وَأُمِّ سَلَمَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَعِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ، وَآخَرُونَ. شَهِدَ وَقْعَةَ النَّهْرَوَانِ مَعَ عَلِيٍّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ. 19- (حُمْرَانُ بْنُ أَبَانٍ) [3]- ع- مَوْلَى عُثْمَانَ، مِنْ سبي عين التّمر، كان.   [1] انظر عن (حكيم بن جابر) في: طبقات ابن سعد 6/ 288، والتاريخ الكبير 3/ 12 رقم 47، وتاريخ الثقات 128 رقم 319، والثقات لابن حبّان 4/ 160، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 824، والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 2/ 668، والجرح والتعديل 3/ 201 رقم 872، وتاريخ الطبري 4/ 405 و 527، وتهذيب الكمال 7/ 162- 165 رقم 1451، والكاشف 1/ 184 رقم 1205، وتهذيب التهذيب 2/ 444، 445 رقم 772، وتقريب التهذيب 1/ 193 رقم 509، وخلاصة تذهيب التهذيب 90. [2] انظر عن (حكيم بن سعد) في: التاريخ لابن معين 2/ 128، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1590، والكاشف 1/ 186 رقم 1219 وفيه أبو يحيى، والمشتبه 1/ 110، وتهذيب التهذيب 2/ 453 رقم 787، وتقريب التهذيب 2/ 403 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 460. وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية. [3] انظر عن (حمران بن أبان) في: طبقات ابن سعد 5/ 283 و 7/ 148، والمحبّر لابن حبيب 258 و 480، والعلل لابن المديني 96، والتاريخ الكبير 3/ 80 رقم 287، والمعارف لابن قتيبة 435، 436 و 439 و 485، وتاريخ الطبري 3/ 377 و 415 و 4/ 327 و 400 و 5/ 167 و 6/ 153 و 154 و 165 و 180، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 للمسيّب بن نجبة، فَابْتَاعَهُ عُثْمَانُ. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ. وَعَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، وَمُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وطائفة. قال صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ: سَبَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ عَيْنِ التَّمْرِ [1] . وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: إِنَّمَا هو حمران بن أبّا، فقال بنوه: ابن أبان [2] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَادَّعَى وَلَدَهُ أَنَّهُمْ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ. وَقَالَ قَتَادَةُ: كَانَ حُمْرَانُ يُصَلِّي مَعَ عُثْمَانَ، فَإِذَا أَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ [4] . وَعَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَأْذَنُ عَلَى عُثْمَانَ [5] . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: كَانَ كَاتِبَ عُثْمَانَ، وَكَانَ مُحْتَرَمًا فِي دَوْلَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَطَالَ عُمْرُهُ، وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الثَّمَانِينَ. 20- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ) [6]- ع- يُقَالُ: توفّي سنة إحدى وثمانين.   [ () ] والجرح والتعديل 3/ 265 رقم 1182، والثقات لابن حبّان 4/ 50، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 258، وجمهرة أنساب العرب 301، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، والعقد الفريد 3/ 414 و 4/ 164، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 438، 439، ومعجم البلدان 1/ 644 و 645 و 3/ 597 و 759 و 4/ 808، والكامل في التاريخ 2/ 395 و 3/ 145 و 414 و 4/ 307 و 336، وتهذيب الكمال 7/ 301- 306 رقم 1496، والعبر 1/ 206، وسير أعلام النبلاء 4/ 182، 183 رقم 73، وميزان الاعتدال 1/ 604 رقم 2291، والمغني في الضعفاء 1/ 191 رقم 1743، والكاشف 1/ 189 رقم 1238، والمغني في طبقات المحدّثين 32 رقم 191، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 395 و 497، والبداية والنهاية 9/ 12، والوافي بالوفيات 13/ 168 رقم 193، والوزراء والكتّاب 21، وتهذيب التهذيب 3/ 24، 25 رقم 31، وتقريب التهذيب 1/ 198 رقم 559، والإصابة 1/ 380 رقم 1998، وخلاصة تذهيب التهذيب 93، ورجال البخاري 1/ 215، 216 رقم 283، ورجال مسلم 1/ 179، 180 رقم 371، والعلل لأحمد 1/ 292 رقم 467. [1] طبقات ابن سعد 7/ 148، تهذيب الكمال 7/ 302، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 438. [2] تهذيب الكمال 7/ 303. [3] في الطبقات الكبرى 5/ 283 و 7/ 148. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 439، تهذيب الكمال 7/ 304. [5] تهذيب الكمال 7/ 304. [6] ستأتي ترجمته في وفيات الطبقة العاشرة من هذا الجزء. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 53 وسيأتي. 21- (حنش بن المعتمر) [1]- د ت- ويقال ابن ربيعة الكنانيّ، ثمّ الكوفيّ. روى عن: عليّ، وأبي ذرّ. ويأتي سند مِائَةٍ حَنَشُ الصَّنْعَانِيُّ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْ ذَا وَأَوْثَقُ. وَأَمَّا هَذَا فَرَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَسِمَاكٌ، وَسَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ [2] ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : يَتَكَلَّمُونَ فِي حَدِيثِهِ. وَقَالَ ابْنُ عدي [4] وغيره: لا بَأْسَ بِهِ.   [1] انظر عن (حنش بن المعتمر) في: طبقات ابن سعد 6/ 225، وطبقات خليفة 152، والتاريخ لابن معين 2/ 129، والتاريخ الصغير 100 (وفيه: حنش بن المعتمر الصنعاني، وقال بعضهم: حنش بن ربيعة الكناني، عداده في الكوفيين) ، والتاريخ الكبير 3/ 99 رقم 342 (وفيه أيضا: حنش بن المعتمر الصنعاني أبو المعتمر الكناني، وقال بعضهم: حنش بن ربيعة، سمع عليّا) ، وتاريخ الثقات للعجلي 136 رقم 347، والمعرفة والتاريخ 1/ 220 و 538 و 3/ 87 و 153، وتاريخ الطبري 5/ 555 و 597، والجرح والتعديل 3/ 291 رقم 1297، والضعفاء الكبير للعقيليّ 288 رقم 352، والمجروحين لابن حبّان 1/ 269، وأنساب الأشراف 5/ 206، وأخبار القضاة 1/ 85 و 86 و 55 و 97، وتهذيب الكمال 7/ 432، 433 رقم 1556، والكاشف 1/ 195 رقم 1283، وميزان الاعتدال 1/ 619، 620 رقم 2368، والمغني في الضعفاء 1/ 197 رقم 1801، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 119، والوافي بالوفيات 13/ 205 رقم 241، والمعارف 252، والتهذيب 3/ 58 رقم 104، وتقريب التهذيب 1/ 205 رقم 632، وخلاصة تذهيب التهذيب 96. ويقول طالب العلم محقّق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: لقد خلط القدسي- رحمه الله- في طبعته 3/ 246 بين حنش بن المعتمر وحنش الصنعاني فذكر حنش الصنعاني مفردا عن الّذي قبله، ولكنه ركّب عليه من روى عن سابقه، وكان من حقّه أن يضع عبارة: «ويأتي سنة مائة حنش الصنعاني وهو أصغر من ذا وأوثق» في سطر منفصل حتى يتّضح اللبس بين الاثنين. أما (حنش الصنعاني) فستأتي ترجمته في المتوفين من الطبقة العاشرة من هذا الجزء. [2] هو: سعيد بن عمرو بن أشوع، على ما في تهذيب الكمال 7/ 432. [3] في التاريخ الصغير 100، والكبير 3/ 99 رقم 342. [4] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 844. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 54 [حرف الْخَاءِ] 22- (خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَصْرِيُّ) [1]- م ن ق- شَهِدَ خُطْبَةَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ. عَنْهُ: أَبُو نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] . 23- خَالِدُ بن يزيد [3] د ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَبُو هَاشمٍ الأموي الدمشقيّ، أخو معاوية، وعبد الرحمن.   [1] انظر عن (خالد بن عمير) في: طبقات خليفة 193، والعلل لأحمد 1/ 79، والتاريخ الكبير 3/ 162 رقم 556، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، والجرح والتعديل 3/ 343 رقم 1549، والثقات لابن حبّان 4/ 204، والاستيعاب 1/ 410 (وفيه: قد أدرك الجاهلية وروى عن حميد بن هلال) وهو وهم، والصحيح: روى عنه حميد بن هلال، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 123، وأسد الغابة 2/ 90، وتهذيب الكمال 8/ 145- 147 رقم 1640، والكاشف 1/ 207 رقم 1355، والوافي بالوفيات 274 رقم 330، والاشتقاق لابن دريد 188، وتهذيب التهذيب 3/ 111 رقم 206، وتقريب التهذيب 1/ 217 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 102، ورجال مسلم 1/ 185 رقم 385، [2] في الثقات 4/ 204. [3] انظر عن (خالد بن يزيد) في: المحبّر 59 و 67 و 445، وتاريخ خليفة 259، والتاريخ الكبير 3/ 181 رقم 613، والبيان والتبيين 1/ 178، وعيون الأخبار 1/ 199 و 2/ 42 و 3/ 130، والمعارف 221 و 251 و 352 و 354 و 455، والأخبار الطوال 285 و 325، والمعرفة والتاريخ 1/ 571 و 572 و 578 و 2/ 8 و 365 و 3/ 205 و 331، وتاريخ أبي زرعة 1/ 355- 358، والبرصان والعرجان 27، والجرح والتعديل 3/ 357 رقم 1615، والولاة والقضاة 42، وأنساب الأشراف 3/ 74 و 85 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 55 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَدِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ. وَعَنْهُ: رجاء بن حيوة، وعلي بن رباح، والزهري، وأبو الأعيس الخولاني. قال الزبير: كان خالد بن يزيد موصوفا بالعلم وقول الشعر [1] . وقال ابن سميع: داره هي دار الحجارة بدمشق [2] . وقال أبو زرعة: كان هو وأخوه من صالحي القوم [3] . وقال عقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ كَانَ يَصُومُ الْأَعْيَادَ كُلَّهَا: الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالأَحَدَ [4] . وَيُرْوَى أَنَّ شَاعِرًا وفد عليه وقال:   [ () ] و 4 ق 1/ 290 و 355 و 356 و 360- 367 و 369 و 442 و 4/ 4 و 61 و 62 و 70 و 71 و 73 و 137 و (انظر فهرس الأعلام) 5/ 393، وتاريخ الطبري 5/ 461، 462 و 500 و 532 و 534- 537 و 541 و 610 و 6/ 148 و 156 و 164 و 339 و 7/ 263 و 283، ومروج الذهب 1957 و 1961 و 1962 و 1970 و 1972 و 2010 و 2165 و 3311، والعقد الفريد 2/ 151 و 232 و 268 و 4/ 24 و 44 و 46 و 394- 398 و 434 و 5/ 19 و 122، والفهرست لابن النديم 354، وجمهرة أنساب العرب 68 و 77 و 112 و 121، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 119- 123، ومعجم البلدان 2/ 336 و 3/ 402، وأسد الغابة 2/ 97، والكامل في التاريخ 4/ 87 و 125 و 146- 148 و 151 و 154 و 191 و 337 و 417 و 464 و 587 و 5/ 408، ووفيات الأعيان 2/ 224- 226، و 3/ 265 و 275 و 7/ 315، وتهذيب الكمال 8/ 201- 208 رقم 1665، والعبر 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 4/ 382، 383 رقم 154، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 1551، والكاشف 1/ 210 رقم 1376، ومعجم الأدباء 11/ 35- 42 رقم 8، والبداية والنهاية 9/ 60، 61 و 80، ومرآة الجنان 1/ 176، 177، و 180، وفوات الوفيات 4/ 126 و 255، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 84 و 88، والوافي بالوفيات 13/ 270- 273 رقم 328، ونسب قريش 128- 130، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 335 و 347- 349، والجمهرة للعسكريّ 2/ 399، ومجمع الأمثال 2/ 114، وتهذيب التهذيب 3/ 128 رقم 234، وتقريب التهذيب 1/ 220 رقم 92، والإصابة 1/ 469 رقم 2362، وشذرات الذهب 1/ 96- 99، والنجوم الزاهرة 1/ 221، وخلاصة تذهيب التهذيب 103، وكشف الظنون 1254، والأعلام 2/ 300، ومعجم المؤلّفين 4/ 98، ومعجم بني أمية 33، 34. [1] في نسب قريش 128. [2] تهذيب الكمال 8/ 202 وفي سير أعلام النبلاء 4/ 382 وقد صارت اليوم قيسارية للذهب الممدود. [3] في تاريخه 1/ 358. [4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 120، تهذيب الكمال 8/ 203. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 56 سالت الندى وَالْجُودَ: حُرَّانِ أَنْتُمَا؟ ... فَقَالا جَمِيعًا: إِنَّنَا لعبيد فَقُلْتُ: فَمَنْ مَوْلاكُمَا؟ فَتَطَاوَلا ... عَلَيَّ وَقَالا: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفَ دِرْهَمٍ [1] . وَقَدْ كَانَ ذُكِرَ خَالِدٌ لِلْخِلافَةِ عِنْدَ مَوْتِ أَخِيهِ مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ بُويِعَ مروان على أَنَّ خَالِدًا وَلِيُّ عَهْدِهِ، فَلَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: تَهَدَّدَ عَبْدُ الْمَلِكِ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بِالْحِرْمَانِ وَالسَّطْوَةِ، فَقَالَ: أَتَهُدِّدْنِي وَيَدُ اللَّهِ فَوْقَكَ مَانِعَةٌ، وَعَطَاؤُهُ دُونَكَ مَبْذُولٌ [2] ؟. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيلَ لِخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ: مَا أَقْرَبُ شَيْءٍ؟ قَالَ: الأَجَلُ، قِيلَ: فَمَا أَبْعَدُ شَيْءٍ؟ قَالَ: الأَمَلُ، قِيلَ: فَمَا أَرْجَى شَيْءٍ؟ قَالَ: الْعَمَلُ [3] . وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا كَانَ الرّجِلُ لَجُوجًا مماريا معجبا برأيه، فقد تمّت خسارته [4] . تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي «تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرَ» [5] . وَنَقَلَ ابْنُ خَلِّكَانَ [6] أَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْكِيمْيَاءَ، وَأَنَّهُ صَنَّفَ فِيهَا ثَلاثَ رَسَائِلَ. وَهَذَا لَمْ يَصِحَّ. وَعَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ يُوصَفُ بِالْحِلْمِ، ويقول الشعر [7] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 121. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 121، تهذيب الكمال 8/ 203. [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 122 وفيه تكملة: «قيل: فما أوحش شيء؟ قال: الميت. قيل: فما آنس شيء؟ قال: الصاحب المؤاتي» . وانظر: تهذيب الكمال 8/ 203. [4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 122، تهذيب الكمال 8/ 204. [5] انظر التهذيب 5/ 119- 123. [6] في وفيات الأعيان 2/ 224. [7] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 120. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 57 وَزَعَمُوا أَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَضَعَ حَدِيثَ السُّفْيَانِيِّ، وَأَرَادَ أَنْ يَكُونَ لِلنَّاسِ فِيهِ طَمَعٌ حِينَ غَلَبَ مَرْوَانُ عَلَى الأَمْرِ [1] . قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: هَذَا وَهْمٌ مِنْ مُصْعَبٍ، أَمْرُ السُّفْيَانِيِّ قَدْ تَتَابَعَتْ فِيهِ رِوَايَاتٌ. 24- (خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [2] بْنِ أَبِي سَبْرَةَ الْجُعْفيِّ الْكُوفِيِّ، أَبُوهُ وَجِدُّهُ صَحَابِيَّانِ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَلَمْ يَلْقَ ابْنَ مَسْعُودٍ. رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَمَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، لَمْ يَنْجُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ بِالْكُوفَةِ   [1] نسب قريش 129. [2] انظر عن (خيثمة بن عبد الرحمن) في: طبقات ابن سعد 6/ 286، 287، والتاريخ لابن معين 2/ 150، والعلل لابن المديني 101، وتاريخ خليفة 303، والطبقات له 156، 157، ومسند أحمد 4/ 178، والعلل له 1/ 80، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 674، والتاريخ الكبير 3/ 215، 216 رقم 732، والتاريخ الصغير 106، وتاريخ الثقات للعجلي 145، 146 رقم 391، والمعرفة والتاريخ 1/ 219- 221 و 2/ 304 و 538 و 583 و 607 و 3/ 141- 143 و 175 و 219، وتاريخ أبى زرعة 1/ 632 و 665، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 597 و 5/ 103 و 172، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 768، والثقات لابن حبّان 4/ 213، 214، وجمهرة أنساب العرب 410، وتاريخ الطبري 1/ 444، 445، والجرح والتعديل 3/ 393، 394 رقم 1808، والمراسيل 54، 55 رقم 76، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 62، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 283، والثقات لابن شاهين، رقم 334، وحلية الأولياء 4/ 113 رقم 253، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 126، وتهذيب الكمال 8/ 370- 372 رقم 1747، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 233 و 399 و 403 و 493 و 645 و 658، والكاشف 1/ 219 رقم 1440، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 194، وسير أعلام النبلاء 4/ 320، 321 رقم 115، والوافي بالوفيات 13/ 443 رقم 537، وجامع التحصيل 209 رقم 176، وتهذيب التهذيب 3/ 178 رقم 338، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 185، وخلاصة تذهيب التهذيب 107، ورجال البخاري 1/ 235 رقم 312، ورجال مسلم 1/ 192، 193 رقم 2406، وصفة الصفوة 3/ 92- 94 رقم 414، والعلل لأحمد 1/ 144 رقم 32 و 2/ 441 رقم 2948. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 58 إِلا هُوَ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ [1] . وَحَدِيثُهُ فِي الْكُتُبِ السّتّة. وكان سخيّا كريما يركب الخيل [2] .   [1] تهذيب الكمال 8/ 372. [2] تهذيب الكمال 8/ 372. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 59 [حرف الذال] 25- (ذرّ بن عبد الله) [1]- ع- الهمدانيّ الكوفيّ. عَنْ: سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَابْنُهُ [2] عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: كَانَ مُرْجِئًا [3] .   [1] انظر عن (ذرّ بن عبد الله) في: طبقات ابن سعد 6/ 293، والعلل لابن المديني 99، والتاريخ الكبير 3/ 267 رقم 913، والضعفاء الصغير 260 رقم 113، والمعرفة والتاريخ 2/ 656 و 688 و 796 و 3/ 163 و 168 و 228، وتاريخ أبي زرعة 2/ 676، والجامع للترمذي 5/ 456، والجرح والتعديل 3/ 453 رقم 2049، والمراسيل 57 رقم 83، وأسماء التابعين، رقم 300، وجمهرة أنساب العرب 396، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 133، وتهذيب الكمال 8/ 511- 513 رقم 1813، والكاشف 1/ 229 رقم 1501، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، وميزان الاعتدال 2/ 32 رقم 2697، والوافي بالوفيات 14/ 38 رقم 34، وتهذيب التهذيب 3/ 218 رقم 416، وتقريب التهذيب 1/ 238 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 112، وجامع التحصيل 209 رقم 179، ورجال البخاري 1/ 244 رقم 326، ورجال مسلم 1/ 200 رقم 422، والعلل لأحمد 1/ 514 رقم 1208. [2] في الأصل «وابن عمر» والتصحيح من تهذيب الكمال وغيره. [3] تهذيب الكمال 8/ 512. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 [حرف الرَّاءِ] 26- (الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمِ) [1] بْنِ عَائِذٍ الثَّوْرِيُّ، أَبُو يَزِيدَ الْكُوفِيُّ. أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ: ابْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ، وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ. وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَآخَرُونَ. وكان عبدا صالحا جليلا ثقة نبيلا، كَبِيرَ الْقَدْرِ. 27- (رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ) [2] التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ. عَنْ: عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ حَوَالَةَ. وَعَنْهُ: ابنه إِسْحَاقَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ. وَلَهُ فِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ» . 28- (رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ) [3] أَبُو زُرْعَةَ الجذاميّ الفلسطينيّ، ويقال أبو زنباع.   [1] مهمل في الأصل. وقد سبقت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق. وسيعيده المؤلّف في الطبقة العاشرة. [2] انظر عن (ربيعة بن لقيط) في: المعرفة والتاريخ 2/ 338، والتاريخ الكبير 3/ 283 رقم 971، وتاريخ الثقات 159 رقم 435، والثقات لابن حبّان 3/ 130 و 4/ 230، والجرح والتعديل 3/ 475 رقم 2133، وكتاب الولاة والقضاة للكندي 15، وأسد الغابة 2/ 172، وسير أعلام النبلاء 4/ 509، 510 رقم 202، والوافي بالوفيات 14/ 87 رقم 104، والإصابة 1/ 531 رقم 2756، وتعجيل المنفعة 128 رقم 312، وحسن المحاضرة 1/ 267. [3] انظر عن (روح بن زنباع) في: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 حدّث عن: أبيه، وتميم الدّاريّ، وعبادة بن الصامت، وكعب الأحبار، وغيرهم. وعنه: ابنه روح بن روح، وشرحبيل بن مسلم، ويحيى الشيباني، وعبادة بن نسي، وجماعة. وكان ذا اختصاص بعبد الملك، لا يَكَادُ يَغِيبُ عَنْهُ، وَهُوَ كَالْوَزِيرِ لَهُ. وَلِأَبِيهِ زِنْبَاعِ بْنِ رَوْحِ بْنِ سَلامَةَ صُحْبَةٌ، وَكَانَ لِرَوْحٍ دَارٌ بِدِمَشْقَ فِي طَرَفِ الْبُزُورِيِّينَ، أَمَّرَهُ يَزِيدُ عَلَى جُنْدِ فِلَسْطِينَ، وَشَهِدَ يَوْمَ رَاهِطَ مَعَ مَرْوَانَ [1] .   [ () ] تاريخ خليفة 440، والتاريخ لابن معين 2/ 168، والتاريخ الكبير 3/ 307 رقم 1042 (دون ترجمة) ، والبيان والتبيين 1/ 358، وتاريخ أبي زرعة 1/ 234 و 316 و 393، وأنساب الأشراف 1/ 36 و 4 ق 1/ 68 و 86 و 147 و 308 و 331 و 337 و 348 و 4/ 20 و 40 و 46 و 55 و 5/ 128 و 132 و 134 و 148 و 149 و 204 و 304 و 356 و 377، والأخبار الطوال 264 و 286، والكامل في الأدب للمبرّد 2/ 125، والأخبار الموفقيّات 209، وعيون الأخبار 1/ 102 و 171 و 225 و 2/ 8، وتاريخ الطبري 5/ 496 و 531 و 536 و 6/ 412، والجرح والتعديل 3/ 494 رقم 2242، وجمهرة أنساب العرب 364 و 421، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 123، والولاة والقضاة للكندي 43، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 206 ب، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 902، والاستيعاب 1/ 525- 530، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 390، وربيع الأبرار 3/ 306 و 3/ 526، وتاريخ اليعقوبي 2/ 251 و 253 و 256 و 257 و 269 و 280، وثمار القلوب للثعالبي 546، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 111، ومروج الذهب 1955 و 1616- 2020 و 2048- 2050 و 2337، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 35، 36، والحيوان 1/ 226، والعقد الفريد 1/ 20 و 151 و 298 و 2/ 156 و 234 و 287 و 4/ 55 و 394 و 5/ 14 و 22 و 26 و 388 و 6/ 114، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 205، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 340- 342، وأسد الغابة 2/ 189، والكامل في التاريخ 4/ 123 و 145 و 148 و 151 و 338 و 513، وأخبار النساء لابن الجوزي 111 و 112 و 115 و 116، والعبر 1/ 98، وسير أعلام النبلاء 4/ 251، 252 رقم 91، والبداية والنهاية 9/ 53، 54، 55، وبلاغات النساء 129، 130، والوافي بالوفيات 14/ 150 رقم 199، والأغاني 9/ 229/ في ترجمة (الحارث بن خالد) ، ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 160، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 27 و 54 و 161 و 241 و 287، والمستطرف للأبشيهي 1/ 122، والإصابة 1/ 524 رقم 2713، وتعجيل المنفعة 131، 134 رقم 322، والنجوم الزاهرة 1/ 205، وشذرات الذهب 1/ 95، والجامع للشمل 1/ 465. [1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 340. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 وَقَالَ مُسْلِمٌ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَلَمْ يُتَابِعْ مُسْلِمًا أَحَدٌ [1] . وَرَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ أَعْتَقَ رَقَبَةً [2] . قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. 29- (رِيَاحُ [3] بن الحارث) [4]- د ن ق- النّخعيّ الكوفيّ. عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ رِيَاحٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو حَمْزَةَ الضُّبَعِيُّ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ في «الثّقات» [5]   [1] قال ابن حجر: وقع في الكنى لمسلم له صحبة، وقال أبو أحمد الحاكم: يقال له صحبة وما أراه يصحّ. وذكره محمد بن أيوب في الصحابة، وما أراه يصح، وكذا قال أبو نعيم وابن مندة، وذكره أبو زرعة الدمشقيّ وابن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام. (انظر: تعجيل المنفعة 131) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 342. [3] رياح: بكسر الراء. [4] انظر عن (رياح بن الحارث) في: طبقات ابن سعد 6/ 153، والتاريخ الكبير 3/ 328 رقم 1110، وتاريخ الثقات للعجلي 162 رقم 449، والثقات لابن حبّان 4/ 238، والجرح والتعديل 3/ 511 رقم 2315، وتصحيفات المحدّثين 2/ 629، وتاريخ بغداد 8/ 419 رقم 4527، والإكمال 4/ 14، وتهذيب الكمال 9/ 256، 257 رقم 1940، والكاشف 1/ 244 رقم 1612، والوافي بالوفيات 14/ 158 رقم 211، وتهذيب التهذيب 3/ 299 رقم 559، وتقريب التهذيب 1/ 254 رقم 124. [5] ج 4/ 238. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 [حرف الزَّاي] 30- زَاذَانُ [1] أَبُو عُمَرَ الْكِنْدِيُّ [2] م 4 مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الْبَزَّازُ الضَّرِيرُ، شَهِدَ خِطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ، وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْبَرَاءِ، وابن عمر. روى عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وعطاء بن السّائب،   [1] تكرر في الأصل «زادان» بالدال المهملة. [2] انظر عن (زاذان الكندي) في: طبقات ابن سعد 6/ 178، 179، ومشيخة ابن طهمان، رقم 155، وطبقات خليفة 158، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 74 و 379، والتاريخ الكبير 3/ 437 رقم 1455، وتاريخ الثقات للعجلي 163 رقم 450، والثقات لابن حبّان 4/ 238، والمعرفة والتاريخ 2/ 106 و 578 و 795 و 3/ 154، وتاريخ أبي زرعة 1/ 647، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 94، 95 رقم 554، والجرح والتعديل 3/ 614 رقم 2781، وتاريخ الطبري 4/ 211، وأخبار القضاة 1/ 21، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 775، والكامل في الضعفاء 3/ 1091، والثقات لابن شاهين، رقم 417، وحلية الأولياء 4/ 199- 204 رقم 270، وتاريخ بغداد 8/ 487 رقم 4603، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 156، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 347، 348، وتهذيب الكمال 9/ 263- 265 رقم 1945، والعبر 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 4/ 280، 281 رقم 102، والكاشف 1/ 246 رقم 1616، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 483 و 511، وميزان الاعتدال 2/ 63 رقم 2817، والوافي بالوفيات 14/ 162 رقم 221، وتهذيب التهذيب 3/ 302، 303 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 256 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 130، والبداية والنهاية 9/ 47، ودول الإسلام 1/ 59، وشذرات الذهب 1/ 90، ورجال مسلم 1/ 230 رقم 496، وصفة الصفوة 3/ 59 رقم 402. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 64 وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ. وَكَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ [1] : لَيْسَ بِالْمَتِينِ عندهم. وعن أبي هاشم الرُّمَّانِيُّ [2] قَالَ: قَالَ زَاذَانُ: كُنْتُ غُلامًا حَسَنَ الصَّوْتِ، جَيِّدَ الضَّرْبِ بِالطُّنْبُورِ، وَكُنْتُ أَنَا وَصَحْبٌ لِي، وَعِنْدَنَا نَبِيذٌ، وَأَنَا أُغَنِّيهِمْ، فَمَرَّ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَدَخَلَ فَضَرَبَ الْبَاطِيَةَ بَدَّدَهَا، وَكَسَرَ الطُّنْبُورَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ مَا أَسْمَعُ مِنْ حُسْنِ صَوْتِكَ هَذَا يَا غُلامُ بِالْقُرْآنِ كُنْتُ، أَنْتَ أَنْتَ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَسْعُودٍ، فَأَلْقَى فِي نَفْسِي التَّوْبَةَ، فَسَعَيْتُ وَأَنَا أَبْكِي، ثُمَّ أَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا صَاحِبُ الطُّنْبُورِ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَاعْتَنَقَنِي وَبَكَى، ثُمّ قَالَ: مَرْحَبًا بِمَنْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، اجْلِسْ مَكَانَكَ، ثُمَّ دَخَلَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ تَمْرًا [3] . وَقَالَ زُبَيْدٌ: رَأَيْتُ زَاذَانَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ جِذْعُ خَشَبَةٍ [4] . وَرَوَى ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ زَاذَانُ يَوْمًا: إِنِّي جَائِعٌ، فَسَقَطَ عَلَيْهِ مِنَ الرَّوْزَنَةِ رَغِيفٌ مِثْلُ الرَّحَى. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ: كَانَ زَاذَانُ إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ يَشْتَرِي الثَّوْبَ نَشَرَ الطَّرَفَيْنِ وَسَامَهُ سَوْمَةً وَاحِدَةً [5] . وَقَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ عَنْ زَاذَانَ فَقَالَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنْ يحيى بن معين: هو ثقة.   [1] في الأسامي والكنى، ورقة 206 ب. [2] في الأصل «الروماني» والتصويب من (اللباب 1/ 475) وهي نسبة إلى قصر الرمّان بواسط، كان ينزله أبو هاشم. [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 347، 348. [4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 348. [5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 348. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. 31- زِرُّ بن حبيش [2] ع ابْنُ حُبَاشَةَ [3] بْنِ أَوْسٍ، أَبُو مَرْيَمَ الأَسَدِيُّ الكوفيّ. ويقال أبو مريم وأبو مطرّف.   [1] في تاريخه 288. [2] انظر عن (زرّ بن حبيش) في: طبقات ابن سعد 6/ 104، 105، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ رقم 15738 و 15739، والتاريخ لابن معين 2/ 172، وطبقات خليفة 140، والتاريخ له 288، ومسند أحمد 5/ 129، والعلل له 1/ 14 و 19 و 76 و 81 و 118 و 133 و 184 و 288 و 295، والتاريخ الكبير 3/ 447 رقم 1495، والتاريخ الصغير 79، وتاريخ الثقات 165 رقم 458، والمعرفة والتاريخ 1/ 232 و 245 و 454 و 462 و 2/ 537 و 539 و 545 و 575 و 576 و 667 و 668 و 684 و 777 و 3/ 88 و 134 و 182 و 187 و 308 و 400، وتاريخ اليعوقبي 2/ 240، وأنساب الأشراف 1/ 164 و 580 و 4 ق 1/ 36 و 130، والمعارف 427 و 449 و 530، وتاريخ الطبري 4/ 196 و 5/ 335 و 394، والجرح والتعديل 3/ 622 رقم 2817، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 740، والبرصان والعرجان 31، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 51، والثقات لابن حبّان 4/ 269، وحلية الأولياء 4/ 181- 191 رقم 267، والاستيعاب 2/ 563، والسابق واللاحق 157، والإكمال 4/ 183، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 154، والأنساب 4/ 37، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 377- 379، والتبيين في أنساب القرشيين 101 و 463، والكامل في التاريخ 4/ 497، وأسد الغابة 2/ 300، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 196، 197 رقم 177، وتهذيب الكمال 9/ 335- 339 رقم 1976، والزيارات للهروي 77، ووفيات الأعيان 3/ 9، وسير أعلام النبلاء 4/ 166- 170 رقم 60، وتذكرة الحفاظ 1/ 57، ودول الإسلام 1/ 59، والكاشف 1/ 250 رقم 1643، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 199، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 189، والعبر 1/ 95، ومرآة الجنان 1/ 166، والوافي بالوفيات 14/ 190، 191 رقم 258، وجامع التحصيل 213 رقم 198 وغاية النهاية 1/ 294 رقم 1290، والإصابة 1/ 577 رقم 2971، وتهذيب التهذيب 3/ 321، 322 رقم 597، وتقريب التهذيب 1/ 259 رقم 33، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 9 و 107 و 111 و 192 و 194 و 202 و 254 و 270 و 263 و 380 و 467 و 493 و 502 و 634 و 661، وخلاصة تذهيب التهذيب 130، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 19، وشذرات الذهب 1/ 91 و 102، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 110، والمشتبه 1/ 337، ورجال البخاري 1/ 274، 275 رقم 375، ورجال مسلم 1/ 228، 229 رقم 492، وصفة الصفوة 3/ 31. [3] قيّده القدسي- رحمه الله- في طبعته «خباشة» بالخاء المعجمة، وقال: في الأصل «حباسة» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بمعجمتين بينهما موحّدة. وفي طبقات القراء الّذي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَالْعَبَّاسِ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ على: علي، وابن مسعود، وأقرأه. وقرأ عليه: عاصم، ويحيى بن وثاب، وأبو إسحاق، والأعمش، وَحَدَّثَ عَنْهُ: عَاصِمٌ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. قَالَ عَاصِمٌ: كَانَ زِرٌّ مِنْ أَعْرَبِ النَّاسِ، كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَرَبِيَّةِ [1] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ هَمَّامٌ: ثنا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ حِرْصِي عَلَى لِقَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَغَزَوْتُ مَعَهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً [3] . وَقَالَ شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: خَرَجْتُ فِي وَفْدٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ حَرَّضَنِي على الوفاة إلّا لقاء أصاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَكَانَا جَلِيسَيَّ وَصَاحِبَيَّ، فَقَالَ أُبَيُّ، يَا زِرُّ مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةً إِلا سَأَلْتَنِي عَنْهَا [4] . شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ يوم عيد، فإذا عمر   [ () ] صحّحه أحد المستشرقين «حباشة» وهو وهم. وأقول: إن الوهم من القدسيّ- رحمه الله، والّذي أثبتناه هو الصحيح. (انظر طبعته 3/ 249 المتن والحاشية) . [1] طبقات ابن سعد 6/ 105، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337. [2] في الطبقات 6/ 105. [3] حلية الأولياء 4/ 182. [4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 209 ب.، تهذيب الكمال 9/ 337. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 67 ضَخْمٌ أَصْلَعُ، كَأَنَّهُ عَلَى دَابَّةٍ مُشْرِفٌ. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَزِمْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَأُبَيًّا. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانُوا يَتَّخِذُونَ هَذَا اللَّيْلَ جَملا، يَلْبَسُونَ الْمُعَصْفَرَ، وَيَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْجَرِّ، لا يَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا، مِنْهُمْ زِرٌّ، وَأَبُو وَائِلٍ [1] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ عُثْمَانِيًّا، وَكَانَ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ عَلَوِيًّا، وَمَا رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُمَا قَطُّ تَكَلَّمَ فِي صَاحِبِهِ حَتَّى مَاتَا، وَكَانَ زرّ أكبر من أبي وائل، فكانا إِذَا جَلَسَا جَمِيعًا لَمْ يُحَدِّثْ أَبُو وَائِلٍ مَعَ زِرٍّ [2] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: رَأَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ وَإِنَّ لَحْيَيْهِ لَيَضْطَرِبَانِ مِنَ الْكِبَرِ، وَقَدْ أَتَى عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ [3] . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ زِرٌّ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَالْفَلَّاسُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَعَنْ عَاصِمٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَقْرَأَ مِنْ زِرٍّ. 32- (زِيَادُ [5] بْنُ جَارِيَةَ [6] التَّميْمِيُّ) [7]- ت- دِمَشْقِيٌّ فَاضِلٌ من قدماء   [1] تاريخ دمشق 6/ 210 أ، وتهذيبه 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337. [2] انظر: طبقات ابن سعد 6/ 105، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 379، وتهذيب الكمال 9/ 337، 338. [3] طبقات ابن سعد 6/ 105، تهذيب الكمال 9/ 338. [4] في الطبقات 140. [5] ويقال: زيد، ويقال: يزيد، والصواب: زياد. وقال ابن حبّان: من قال يزيد بن جارية فقد وهم. (الثقات) . [6] ويقال «حارثة» . [7] انظر عن (زياد بن جارية) في: التاريخ الكبير 3/ 348 رقم 1179، وتاريخ أبي زرعة 1/ 328 و 357، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 139 رقم 652، والجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380، والثقات لابن حبّان 4/ 252، والسابق واللاحق 122، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، 402، وأسد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 68 التَّابِعِينَ [1] ، لا نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً إِلا عَنْ حَبِيبِ بْنِ مُسْلِمَةَ. رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ [2] وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ. وَلَهُ دَارٌ غَرْبِيَّ قَصْرِ الثَّقَفِيِّينَ [3] . قَالَ سَعِيدُ بن عبد العزيز: كان زياد بْنُ جَارِيَةَ إِذَا خَلا بِأَصْحَابِهِ قَالَ أَخْرِجُوا مخبّئاتكم [4] . وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَنْسِيُّ: دَخَلَ زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ مَسْجِدَ دِمَشْقَ وَقَدْ تَأَخَّرَتْ صَلاتُهُمْ بِالْجُمُعَةِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكُمْ بِهَذِهِ الصَّلاةِ. قَالَ: فَأُخِذَ فَأُدْخِلَ الْخَضْرَاءَ، فَقُطِعَ رَأْسُهُ، وَذَلِكَ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [5] . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [6] : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ فَقَالَ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ. 33- (زيد بن عقبة) [7]- د ت ن- الفزاريّ الكوفيّ.   [ () ] الغابة 2/ 312، وتهذيب الكمال 9/ 439- 441 رقم 2028، والكاشف 1/ 257 رقم 1689، وميزان الاعتدال 2/ 87 رقم 2929، والمغني في الضعفاء 1/ 242 رقم 2223، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 194، وتهذيب التهذيب 3/ 356، 357 رقم 657، وتقريب التهذيب 1/ 266 رقم 91، والإصابة 1/ 586 رقم 3012، وخلاصة تذهيب التهذيب 124، والوافي بالوفيات 15/ 13، 14 رقم 11. [1] قيل إن له صحبة. راجع مصادر ترجمته. [2] في الأصل «جلس» ، وهو تصحيف. [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 401. [4] تهذيب الكمال 9/ 440 وفي تهذيب تاريخ دمشق 5/ 402 قال سليمان بن موسى: كان إذا خلص بأصحابه استلقى على قفاه وجعل إحدى رجليه على الأخرى ثم قال: هات الآن فأجرجوا مخبّئاتكم. [5] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 402، تهذيب الكمال 9/ 440. [6] في الجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380. [7] انظر عن (زيد بن عقبة) في: التاريخ الكبير 3/ 402 رقم 1339، وتاريخ الثقات للعجلي 171 رقم 487، والجرح والتعديل 3/ 569 رقم 2583، والثقات لابن حبّان 4/ 247، وتهذيب الكمال 10/ 93- 95 رقم 2119، والكاشف 1/ 267 رقم 1765، وتهذيب التهذيب 3/ 419 رقم 768، وتقريب التهذيب 1/ 276 رقم 198، وخلاصة تذهيب التهذيب 129. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 عَنْ: سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَمَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً. قَالَهُ النَّسَائِيُّ. 34- (زَيْدُ [1] بْنُ وَهْبٍ الجهنيّ) [2]- ع- أبو سليمان، كُوفِيٌّ قَدِيمُ اللِّقَاءِ، رَحَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُبِضَ وَهُوَ فِي الطَّرِيقِ. سَمِعَ: عُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَأَبَا ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ مسعود.   [1] من حقّ هذه الترجمة أن تأتي مع سابقاتها في حرف الزاي، وأبقينا عليها هنا كما أوردها المؤلّف، رحمه الله. [2] انظر عن (زيد بن وهب) في: طبقات ابن سعد 6/ 102، 103، والتاريخ لابن معين 2/ 184، وطبقات خليفة 158، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 74 و 81 و 85 و 97 و 101 و 106 و 214 و 408، والتاريخ الكبير 3/ 407 رقم 1352، وتاريخ الثقات للعجلي 171 رقم 490، والمعرفة والتاريخ 1/ 284 و 323 و 2/ 283 و 543 و 684 و 765 و 768 و 769 و 770 و 771 و 3/ 118، وتاريخ أبي زرعة 2/ 676، 677، وتاريخ الطبري 5/ 13 و 14 و 16 و 18 و 25 و 39 و 45 و 84 و 90، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، وأنساب الأشراف 1/ 165، والجرح والتعديل 3/ 574 رقم 2600، والثقات لابن حبّان 4/ 250، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 752، وحلية الأولياء 4/ 171- 174 رقم 263، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 242 ب، وموضح أوهام الجمع 2/ 103، والسابق واللاحق 86، والاستيعاب 1/ 564، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 143، والأنساب لابن السمعاني 3/ 394، وأسد الغابة 2/ 242، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 205 رقم 193، وتهذيب الكمال 10/ 111- 115 رقم 2131، وسير أعلام النبلاء 4/ 196 رقم 78، والكاشف 1/ 269 رقم 1775، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 200، وميزان الاعتدال 2/ 107 رقم 3031، والمغني في الضعفاء 1/ 248 رقم 2287، وتذكرة الحفّاظ 1/ 66، وعهد الخفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 380 و 387 و 388 و 399 و 407 و 493 و 647، والوافي بالوفيات 15/ 41 رقم 43، وتاريخ بغداد 8/ 440 رقم 4550، وتهذيب التهذيب 3/ 427 رقم 781، وتقريب التهذيب 1/ 277 رقم 210، والإصابة 1/ 583، 584 رقم 3001، وطبقات الحفّاظ 25، وخلاصة تذهيب التهذيب 129، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وغاية النهاية 1/ 299 رقم 1309، ورجال البخاري 1/ 258، 259 رقم 346، ورجال مسلم 1/ 217، 218 رقم 465، وصفة الصفوة 3/ 30 رقم 383. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 70 رَوَى عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ بعد وقعة الجماجم. وكان من الثّقات [1] .   [1] طبقات ابن سعد 6/ 103. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 71 [حرف السين] 35- (سعد بن هشام) [1]- ع- عامر الأنصاريّ، ابْنُ عَمِّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ مُقْرِئًا، صَالِحًا، فَاضِلا، نَبِيلًا. 36- (سعيد بن علاقة) [2]- ت ق- هو أبو فاختة، مولى أمّ هانئ بنت   [1] انظر عن (سعد بن هشام) في: طبقات ابن سعد 7/ 209، والعلل لابن المديني 57، وطبقات خليفة 200، والتاريخ الكبير 4/ 66 رقم 1980، والمعرفة والتاريخ 3/ 155، والجامع للترمذي 2/ 306، والجرح والتعديل 4/ 96 رقم 424، والثقات لابن حبّان 4/ 294، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 159، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 295، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 659، وتهذيب الكمال 10/ 307- 309 رقم 2228، والكاشف 1/ 280 رقم 1862، والوافي بالوفيات 15/ 182 رقم 253، وتهذيب التهذيب 3/ 483 رقم 900، وتقريب التهذيب 1/ 289 رقم 107، وخلاصة تذهيب التهذيب 135، ورجال البخاري 1/ 304، 305، رقم 422، ورجال مسلم 1/ 236 رقم 505. [2] انظر عن (سعيد بن علاقة) في: طبقات ابن سعد 6/ 176 (أبو فاختة) ، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 205، والعلل لأحمد 1/ 93، والتاريخ الكبير 3/ 503 رقم 1673، والتاريخ الصغير 1/ 275، وتاريخ الثقات للعجلي 507 رقم 2015 (في الكنى) ، والجامع للترمذي 3/ 292 و 5/ 431، والمعرفة والتاريخ 2/ 643 و 810، وتاريخ أبي زرعة 1/ 485، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 81، والجرح والتعديل 4/ 51 رقم 221، والثقات لابن حبّان 4/ 288، والضعفاء والمتروكين 71 (في ترجمة ثوير بن أبي فاختة) رقم 140، وتهذيب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 72 أَبِي طَالِبٍ، وَوَالِدُ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ. وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُمِّ هَانِئٍ، وَعَائِشَةَ، وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ. وعنه: ابنه، وعمرو بن دينار، ويزيد بن أبي زياد، وإسحاق بن سويد العدوي. وثقه العجلي [1] . 37- (سفيان بن وهب [2] أبو أيمن الخولاني المصري. صحب النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ، وَعَنْ عُمَرَ، وَالزُّبَيْرِ. وَغَزَا الْمَغْرِبَ، وَسَكَنَ مِصْرَ، وَطَالَ عُمْرُهُ. طَلَبَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن مروان ليحدّثه، فأتي بن شيخ كبير محمول. روى عَنْهُ: أَبُو عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَآخَرُونَ. عَدَّهُ فِي الصَّحَابَةِ أَحْمَدُ بْنُ الْبَرْقِيِّ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [3] ، وَابْنُ يُونُسَ، وَذَكَرَهُ فِي التّابعين ابن سعد [4] ، والبخاريّ [5] .   [ () ] تاريخ دمشق 6/ 168، وتهذيب الكمال 11/ 28، 29 رقم 2338، والكاشف 1/ 293 رقم 1961، والعقد الثمين 4/ 585، وتهذيب التهذيب 4/ 70، 71 رقم 122، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 141. [1] في تاريخ الثقات 507 رقم 2015. [2] انظر عن (سفيان بن وهب) في: طبقات ابن سعد 7/ 440، وتاريخ خليفة 270، ومسند أحمد 4/ 168، والتاريخ الكبير 4/ 87، 88 رقم 2062، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 140 رقم 663، والمعرفة والتاريخ 1/ 464، 465 و 2/ 486، 487 و 511، وفتوح البلدان 251 و 256 والجرح والتعديل 4/ 217 رقم 948، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 922، والثقات لابن حبّان 4/ 319، وأسد الغابة 2/ 323، والاستيعاب 2/ 68، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 227، والوافي بالوفيات 15/ 282 رقم 392. [3] في الجرح والتعديل 4/ 217. [4] في الطبقات 7/ 440 لم يذكر سوى أنه لقي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. [5] قال في تاريخه الكبير 4/ 87، 88: سمع عمر.. يعدّ في الشاميين. عن غياث الحبراني قال: مرّ بنا سفيان بن وهب فكانت له صحبة ونحن غلمان بالقيروان فسلّم علينا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 73 38- (سُلَيْمُ بْنُ أَسْوَدَ) [1] هُوَ أَبُو الشَّعْثَاءِ. 39- (سِنَانُ بن سلمة) [2]- م د ت ق- بن الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ، كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقِيلَ أبو حبتر [3] ، أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ. قِيلَ إِنَّهُ وُلِدَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِنَانًا [4] . وَقَدِ اسْتَعْمَلَهُ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ خَمْسِينَ عَلَى غَزْوِ الْهِنْدِ [5] . وَلَهُ رِوَايَةٌ يَسِيرَةٌ. رَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَهُوَ مُرْسَلٌ. وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَحَدِيثُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ صَحِيحٌ. رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ جُنَادَةَ، وَمُعَاذُ بْنُ سَمُرَةَ، وَخُبَيْبٌ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الأزديّ، وخلد الأشجّ، وقتادة.   [1] ستأتي ترجمته في الكنى. [2] انظر عن (سنان بن سلمة) في: طبقات ابن سعد 7/ 124 و 212، والمصنّف لابن أبي شيبة 13/ 15706، وطبقات خليفة 192، والتاريخ له 209 و 212 و 213 و 236 و 297 و 308، والتاريخ الكبير 4/ 162، رقم 2337، والتاريخ الصغير 106، وتاريخ الثقات 508 رقم 626، والمعرفة والتاريخ 1/ 333 و 3/ 70، وتاريخ اليعقوبي 2/ 234 و 236 و 292، والبرصان والعرجان 307، وفتوح البلدان 531، والجرح والتعديل 4/ 250 رقم 1079، والمراسيل 67 رقم 105، والثقات لابن حبّان 3/ 178، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 249، وجمهرة أنساب العرب 196، والاستيعاب 2/ 82، 83، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 205، ومعجم البلدان 1/ 761 و 4/ 105 و 613، وأسد الغابة 2/ 357، وتهذيب الكمال 12/ 149- 151 رقم 2594، وتحفة الأشراف 4/ 87 رقم 212، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 2522، والعبر 1/ 54، والكاشف 1/ 323 رقم 2176، وربيع الأبرار 1/ 564، والبصائر والذخائر 1/ 283، وجامع التحصيل 233 رقم 267، والوافي بالوفيات 15/ 461 رقم 627 و 15/ 471 رقم 633، والتذكرة الحمدونية 2/ 27، وتهذيب التهذيب 4/ 241، 242 رقم 412، وتقريب التهذيب 1/ 334 رقم 536، والإصابة 2/ 131 رقم 3800، وخلاصة تذهيب التهذيب 156، وشذرات الذهب 1/ 55، ورجال مسلم 1/ 294 رقم 635 (وفيه سنان بن سلامة) . [3] هكذا في أسد الغابة 2/ 357 ويقال: أبو جبير، ويقال أبو بسر، ويقال أبو بشر. [4] تهذيب الكمال 12/ 150. [5] تاريخ خليفة 212. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 74 وَطَالَ عُمْرُهُ وَبَقِيَ إِلَى أَوَاخِرِ أَيَّامِ الْحَجَّاجِ. وَقَدْ وَلِيَ غَزْوَ الْهِنْدِ سَنَةَ خَمْسِينَ [1] . 40- (سَهْمُ بن منجاب) [2]- م د ن ق- بن راشد الضّبيّ الكوفيّ. شَرِيفٌ، لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَقَرْثَعٍ [3] الضَّبِّيِّ، وقزعة بن يحيى، وهو أصغر منه. وعنه: إبراهيم النخعي، وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني، وعطية بن يعلى الضّبّيّ، وآخرون. 41- سويد بن غفلة [4] ع ابْنُ عَوْسَجَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَبُو أُمَيَّةَ الْكُوفِيُّ من كبار المخضرمين، وقيل إنّه   [1] تاريخ خليفة 212. [2] انظر عن (سهم بن منجاب) في: التاريخ الكبير 4/ 194 رقم 2459، وتاريخ الثقات للعجلي 210 رقم 635، وتاريخ الطبري 3/ 268 و 304، والجرح والتعديل 4/ 291 رقم 1260، والثقات لابن حبّان 4/ 321، والإكمال لابن ماكولا 4/ 398، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 210، وتهذيب الكمال 12/ 215، 216 رقم 2625، والكاشف 1/ 327 رقم 2202، وتهذيب التهذيب 4/ 260 رقم 448، وتقريب التهذيب 1/ 338 رقم 575، وخلاصة تذهيب التهذيب 158، ورجال مسلم 1/ 298 رقم 649. [3] قرثع: كجعفر، كما في الخلاصة. [4] انظر عن (سويد بن غفلة) في: طبقات ابن سعد 6/ 68- 70، والتاريخ لابن معين 2/ 244، والعلل لابن المديني 101، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15722، وتاريخ خليفة 288، وطبقاته 146، ومعرفة الرجال 2/ 130 رقم 402، ومسند أحمد 5/ 126، والتاريخ الصغير 79، والتاريخ الكبير 4/ 142 رقم 2255، والعلل لأحمد 1/ 76 و 81 و 266، وتاريخ الثقات للعجلي 212 رقم 643، والمعرفة والتاريخ 1/ 226 و 227 و 232 و 235 و 3/ 76 و 191 و 195 و 402، وتاريخ أبي زرعة 1/ 657 و 659 و 660، وتاريخ واسط 131، والمعارف 427، وأنساب الأشراف 1/ 555 و 3/ 100، وتاريخ اليعقوبي 2/ 191 و 240، وتاريخ الطبري 3/ 589 و 6/ 113، والمنتخب من ذيل المذيّل له 628، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 15، والجرح والتعديل 4/ 234 رقم 1001، وحلية الأولياء 4/ 174- 178 رقم 264، ومروج الذهب 1697، والبدء والتاريخ 6/ 36، والاستيعاب 2/ 116، والجمع بين رجال الصحيحين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 75 صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحِبَهُ، وَلَمْ يَصِحَّ، بَلْ أَسْلَمَ فِي حَيَاتِهِ، وَسَمِعَ كِتَابَهُ إِلَيْهِمْ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ وَأُبَيِّ بن كعب، وبلال، وأبي ذرّ. روى عَنْهُ: أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ، وَالشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُهُمْ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَنَا لِدَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُلِدْتُ عَامَ الْفِيلِ [1] وَرَوَى زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَامِرٍ، يَعْنِي الشَّعْبِيَّ قَالَ: قَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ: أَنَا أَصْغَرُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» : ثنا هُشَيْمٌ، أَنَا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، ثنا مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وسمعت عهده [3] .   [1] / 199، والكامل في التاريخ 4/ 456 و 5/ 340، وأسد الغابة 2/ 379، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 240، 241، رقم 241، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 739، وتهذيب الكمال 12/ 265- 269 رقم 2647، والعبر 1/ 93، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2624، والكاشف 1/ 329 رقم 2218، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 204، وتذكرة الحفّاظ 1/ 53، وسير أعلام النبلاء 4/ 69- 73 رقم 18، ودول الإسلام 1/ 58، والبداية والنهاية 9/ 37، ومرآة الجنان 1/ 165، وفوات الوفيات 4/ 123، والوافي بالوفيات 16/ 46 رقم 60، والمعجم الكبير للطبراني 7/ 108، والتذكرة الحمدونية 1/ 78، وتهذيب التهذيب 4/ 278، 279 رقم 477، وتقريب التهذيب 1/ 341 رقم 603، والإصابة 2/ 100 رقم 3606، والنجوم الزاهرة 1/ 203، وطبقات الحفّاظ 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 159، وشذرات الذهب 1/ 90، والجامع لشمل القبائل 1/ 557، ورجال البخاري 1/ 338، و 339، رقم 475 ورجال مسلم 1/ 289 رقم 622، وصفة الصفوة 3/ 21- 23 رقم 378. [1] المعرفة والتاريخ 1/ 235. [2] رواه البخاري في تاريخه الكبير 4/ 142 رقم 2255، وتاريخه الصغير 79، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/ 174، والمزّي في تهذيب الكمال 12/ 266. [3] أخرجه ابن ماجة في كتاب الزكاة 1/ 576 رقم 1801 باب ما يأخذ المصدّق من الإبل، من طريق: وكيع، عن شريك، عن عثمان الثقفي، عن أبي ليلى الكندي، عن سويد بن غفلة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 76 وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَبَ الشَّعْرِ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، وَاضِحَ الثَّنَايَا، أَحْسَنَ شَعْرٍ وَضَعَهُ اللَّهُ عَلَى رَأْسِ إِنْسَانٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ فِي «مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ» . وَقَالَ مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ، فَقَالَ لَهُ النُّعْمَانُ: أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكَ صَلَّيْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً؟ قَالَ: لا، بَلْ مِرَارًا، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نُودِيَ بِالأَذَانِ، كَأَنَّهُ لا يَعْرِفُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ. قُلْتُ: الْحَدِيثَانِ ضَعِيفَانِ. وَقَدْ قَالَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ الرُّحَيْلِ الْجُعْفِيُّ قَالَ: قَدِمَ الرُّحَيْلُ وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ حِينَ فَرَغُوا مِنْ دَفَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ مِنْ صَحَابَةِ الْحَجَّاجِ عَلَى مُؤَذِّنٍ جُعْفِيٍّ وَهُوَ يُؤَذِّنُ، فَأَتَى الْحَجَّاجَ فَقَالَ: أَلا تَعْجَبُ مِنْ أَنِّي سَمِعْتُ مُؤَذِّنًا جُعْفِيًّا يُؤَذِّنُ بِالْهَجِيرِ؟ قَالَ: فَأَرْسَلَ فَجَاءَ بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: لَيْسَ لِي أَمْرٌ، إِنَّمَا سُوَيْدُ الَّذِي يَأْمُرُنِي بِهَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَى سُوَيْدٍ، فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلاةِ!؟ قَالَ: صَلَّيْتُهَا   [ () ] قال: جاءنا مصدّق النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فأخذت بيده وقرأت في عهده: لا يجمع بين متفرّق، ولا يفرّق بين مجتمع خشية الصدقة، فأتاه رجل بناقة عظيمة ململمة فأبى أن يأخذها. فأتاه بأخرى دونها فأخذها، وقال: أيّ أرض تقلّني، وأيّ سماء تظلّني إذا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أخذت خيار إبل رجل مسلم؟!. وأخرجه النسائي في الزكاة 5/ 29، 30 باب الجمع بين المتفرّق والتفريق بين المجتمع، بإسناد أحمد المذكور، أعلاه، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فأتيته فجلست إليه فسمعته يقول: إن في عهدي أن لا نأخذ راضع لبن ولا نجمع بين متفرّق ولا نفرّق بين مجتمع فأتاه رجل بناقة كوماء، فقال: خذها، فأبى. وأخرجه الدارميّ، في الزكاة، باب رقم 7، وأبو داود في الزكاة (1579) باب في زكاة السائمة، وابن سعد في الطبقات 6/ 68 بالسند واللفظ الّذي عند ابن ماجة. والمصدّق: هو العامل على الصدقات والخراج. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 77 مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَمَّا ذَكَرَ عُثْمَانَ جَلَسَ وَكَانَ مُضْطَجِعًا، فَقَالَ: أَصَلَّيْتَهَا مَعَ عُثْمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لا تُؤَمِّنْ قَوْمُكَ، وَإِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ فَسُبَّ عَلِيًّا. قَالَ: نَعَمْ، سَمْعًا وَطَاعَةً، فَلَمَّا أَدْبَرَ قَالَ الْحَجَّاجُ: لَقَدْ عَهِدَ الشَّيْخُ النَّاسَ وَهُمْ يُصَلُّونَ الصَّلاةَ هَكَذَا [1] . وَقَالَ الْخُرَيْبِيّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: بَلَغَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةً، لَمْ يُرَ مُحْتبِيًا قَطُّ وَلا مُتَسَانِدًا، فَأَصَابَ بِكْرًا، يَعْنِي فِي الْعَامِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ. وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ: تَزَوَّجَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ بِكْرًا، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ إِذَا قِيلَ لَهُ: أُعْطِيَ فُلانُ وَوُلِّيَ فُلانُ، قَالَ: حَسْبِي كِسْرَتِي وَمِلْحِي [2] . وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَنْزِلَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَمَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِمَا وُصِفَ مِنْ بَيْتِ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ مِنْ زُهْدِهِ وَتَوَاضُعِهِ [3] . تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. قَالَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَهَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ، وغيرهم. وقال الفلّاس: سنة اثنتين.   [1] طبقات ابن سعد 6/ 69 وهو باختصار في حلية الأولياء 4/ 175. [2] حلية الأولياء 4/ 176. [3] تهذيب الكمال 12/ 267. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 78 [حرف الشِّينِ] 42- (شَبَثُ بْنُ رِبْعِيِّ) [1] التَّمِيمِيُّ الْيَرْبُوعِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَحُذَيْفَةَ. وَعَنْهُ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ القرظيّ، وسليمان التيميّ.   [1] انظر عن (شبث بن ربعيّ) في: طبقات ابن سعد 6/ 216، والتاريخ لابن معين 2/ 247، وتاريخ خليفة 192 و 195، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 187، والتاريخ الكبير 4/ 266، 267 رقم 2755، والضعفاء الصغير 263 رقم 163، وتاريخ الثقات للعجلي 214 رقم 652، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 34 رقم 3، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، وأنساب الأشراف 5/ 212 و 218، والأخبار الطوال 172 و 210 و 229 و 239 و 254 و 256 301، والمعارف 405، وتاريخ اليعقوبي 2/ 191، وفتوح البلدان 119، والجرح والتعديل 4/ 388 رقم 1695، وتاريخ الطبري 3/ 274 و 464 و 4/ 483 و 569 و 573 و 574، و 5/ 5 و 6 و 63 و 85 و 91 و 179 و 247 و 269 و 353 و 369 و 370 و 381 و 422 و 425 و 436 و 438 و 580 و 6/ 19 و 22- 25 و 27 و 29- 31 و 43- 45 و 47 و 49 و 83 و 92 و 94 و 123 و 124، والثقات لابن حبّان 4/ 371، وجمهرة أنساب العرب 227، ومروج الذهب 1704، والتنبيه والإشراف 248، وتاريخ الردّة 62، ومقاتل الطالبيّين 114، والبدء والتاريخ 5/ 143 و 175 و 227، والعقد الفريد 2/ 390، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والمنتخب من ذيل المذيّل 665، والكامل في التاريخ 2/ 356 و 3/ 228 و 284 و 289 و 326 و 345 و 411 و 424 و 4/ 20 و 31 و 36 و 60 و 62 و 68 و 69 و 172 و 217 و 219 و 220 و 222- 224 و 231- 234 و 267 و 271، وأسد الغابة 3/ 185، وتهذيب الكمال 12/ 351- 353 رقم 2686، والعبر 1/ 44، والكاشف 2/ 3 رقم 2252، وسير أعلام النبلاء 4/ 150 رقم 51، وميزان الاعتدال 2/ 261 رقم 3654، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 541 و 554، والوافي بالوفيات 16/ 102 رقم 115، والإصابة 2/ 163 رقم 3955، وتهذيب التهذيب 4/ 303 رقم 520، وتقريب التهذيب 1/ 345 رقم 8، والعقد الثمين 5/ 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، وشذرات الذهب 1/ 80. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 79 وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْحَرُورِيَّةِ، ثُمَّ تَابَ وَأَنَابَ [1] 43- (شبيب [2] أبو روح) [3]- د ن- الوحاظي [4] الحمصيّ. عَنْ: رَجُلٍ لَهُ صُحْبَةٌ [5] ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ حِمْيَرٍ [6] . وَعَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَسِنَانُ بْنُ قَيْسٍ شَامِيٌّ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ. وقد وثّق. 44- (شتير بن شكل) [7]- خ م 4- بن حميد، أبو عيسى العبسيّ الكوفيّ. عَنْ: أَبِيهِ- وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ-، وَعَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مسعود، وحفصة، وغيرهم.   [1] قال العجليّ في ثقاته 214 رقم 652: «وكان أول من أعان على قتل عثمان، رضي الله عنه، وهو أول من حرّر الحرورية، وأعان على قتل الحسين بن علي» . وفي التاريخ الكبير 4/ 267 أن شبث قال: أَنَا أوّل من حرَّر الْحَرُورِيَّةَ، فقال رَجُل: ما في هذا مدح. [2] هو: شبيب بن نعيم. [3] انظر عن (شبيب أبي روح) في: تاريخ أبي زرعة 1/ 389، والجرح والتعديل 4/ 358 رقم 1565، والثقات لابن حبّان 4/ 359، وتهذيب الكمال 12/ 371- 381- 373 رقم 2695، والكاشف 2/ 4 رقم 2261، والوافي بالوفيات 16/ 102، 103 رقم 116، والإصابة 2/ 170 رقم 3999، وتهذيب التهذيب 4/ 346 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 163. [4] في الأصل «الوحاظي» ، والتحرير من مصادر الترجمة. [5] يقال له: الأغرّ، على ما في تهذيب الكمال 12/ 371. [6] في طبعة القدسي 3/ 254 «خمير» بالخاء المعجمة. [7] انظر عن «شتير بن شكل) في: طبقات ابن سعد 6/ 181، وطبقات خليفة 143، والتاريخ الكبير 4/ 265 رقم 2750، وتاريخ الثقات للعجلي 215 رقم 655، والجرح والتعديل 4/ 387 رقم 1688، والثقات لابن حبّان 4/ 370، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 777، وجمهرة أنساب العرب 397، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، ومعجم البلدان 2/ 533، والكامل في التاريخ 4/ 341، وتهذيب الكمال 12/ 376، 377، رقم 2698، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2657، والكاشف 2/ 5 رقم 2263، والوافي بالوفيات 16/ 112 رقم 123، وأسد الغابة 2/ 386، والإصابة 2/ 162 رقم 3952، وتهذيب التهذيب 4/ 311، 312 رقم 532، وتقريب التهذيب 1/ 347 رقم 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، ورجال مسلم 1/ 310 رقم 671، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ 79 أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 80 وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو الضُّحَى، وَبِلالُ بْنُ يَحْيَى الْعَبْسِيُّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 45- (شَرَاحِيلُ بْنُ آدة) [1]- م 4- عَلَى الصَّحِيحِ، أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، صَنْعَاءُ دِمَشْقَ. فِي الْكُنَى بَعْدَ الْمِائَةِ، فَيُحَوَّلُ إِلَى هُنَا. وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ [2] : تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، فَوَهِمَ، لِأَنَّ هَذَا الرَّجُلَ رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرحمن بن يزيد بْنِ جَابِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ، وَطَبَقَتُهُمَا. 46- (شعيب بن مُحَمَّد) [3]- 4- بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص بن وائل،   [1] انظر عن (شراحيل بن آدة) في: طبقات ابن سعد 5/ 536، والتاريخ لابن معين 2/ 692، وطبقات خليفة 125، والعلل لأحمد 1/ 113، والتاريخ الكبير 4/ 255 رقم 1717، و 9/ 4 رقم 12، والتاريخ الصغير 97، وتاريخ الثقات للعجلي 489 رقم 1894 (في الكنى) ، والجامع للترمذي 2/ 368 رقم 7496 وتاريخ أبي زرعة 1/ 221 و 630، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 109، والجرح والتعديل 4/ 373، 374 رقم 1627، والثقات لابن حبّان 4/ 365، 366، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 46 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 296، 297، ومعجم البلدان 2/ 536 و 763 و 3/ 426، وتهذيب الكمال 12/ 408- 410 رقم 2712، وتحفة الأشراف 4/ 140- 143 (دون ترقيم) ، وسير أعلام النبلاء 4/ 357- 359 رقم 138، والعبر 1/ 123، والكاشف 2/ 6 رقم 2275، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 205، والوافي بالوفيات 16/ 126 رقم 141، والنكت الظراف 4/ 142، وتهذيب التهذيب 4/ 319 رقم 548، وتقريب التهذيب 1/ 348 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 123، ورجال مسلم 1/ 311 رقم 673. وآدة: بالمدّ، وتخفيف الدال، كما في التقريب. [2] في الطبقات 5/ 536. [3] انظر عن (شعيب بن محمد) في: طبقات ابن سعد 5/ 243، وطبقات خليفة 286، والتاريخ الكبير 4/ 218 رقم 2562، والجامع للترمذي 3/ 32 رقم 641، والجرح والتعديل 4/ 351، 352 رقم 1539، وتاريخ الطبري 3/ 419، والمعارف 41 و 42 و 56 و 287، والمراسيل 90 رقم 143، والثقات لابن حبّان 4/ 357، وجمهرة أنساب العرب 163، والسابق واللاحق 125، والتبيين في أنساب القرشيّين 416، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 246، 247 رقم 255، وتهذيب الكمال 12/ 534- 536 رقم 2756، والكاشف 2/ 12 رقم 2316، والوافي بالوفيات 16/ 160 رقم 184، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 326، 327، وجامع التحصيل 238 رقم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 81 أبو عمرو الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ. سَكَنَ الطَّائِفَ، وَحَدَّثَ عَنْ: جَدِّهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سفيان. واختلف في سماعه مِنْ أَبِيهِ مُحَمَّدٍ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ أُولُو الْمَعْرِفَةِ في سماعه مِنْ جَدِّهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَمْرٌو، وَعُمَرَ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَأَمَّا أَبُوهُ مُحَمَّدٌ فَقَلَّ مَنْ ذَكَرَ لَهُ تَرْجَمَةً، بَلْ هُوَ كَالْمَجْهُولِ. 47- شَقِيقٌ أَبُو وائل [1] ع ابن سلمة الأسديّ شيخ إمام معمّر.   [287،) ] وتهذيب التهذيب 4/ 356 رقم 597، وتقريب التهذيب 1/ 353 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 167. [1] انظر عن (شقيق أبي وائل) في: طبقات ابن سعد 6/ 96 و 180، والمحبّر 305، والتاريخ لابن معين 2/ 258، ومعرفة الرجال له 2/ 201 رقم 669، والعلل لابن المديني 49، والمصنّف لابن أبي شيبة 13/ رقم 15740 و 15741 و 15769، و 15782، وطبقات خليفة 155، وتاريخ خليفة 288، والعلل لأحمد 1/ 235، والتاريخ الكبير 4/ 245، 246 رقم 2681، والتاريخ الصغير 119، وتاريخ الثقات للعجلي 221- 223 رقم 673، والمعارف 449، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 296، والمعرفة والتاريخ 1/ 216 و 219 و 224 و 227 و 228 و 234 و 447 و 453 و 462 و 495 و 531 و 2/ 112 و 274 و 466 و 467 و 537 و 544 و 545 و 547 و 548 و 549 و 560 و 565 و 574- 576 و 587 و 645 و 647 و 693 و 761 و 771 و 775 و 777 و 778 و 812 و 3/ 115 و 116 و 134 و 189 و 194 و 314، وتاريخ أبي زرعة 1/ 655 و 656 و 657 و 2/ 676، وتاريخ واسط 41 و 42 و 96 و 111 و 149 و 157 و 194 و 205 و 206 و 243 و 245 و 264 و 271، والزاهر للأنباري 2/ 56 و 325، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 645، والجرح والتعديل 4/ 371 رقم 1613، والمراسيل 88، 89 رقم 140، وتقدمة الجرح والتعديل 1/ 224، والثقات لابن حبّان 4/ 354، وجمهرة أنساب العرب 196، وعيون الأخبار 2/ 356، والزهد لابن المبارك 53 و 65 و 100 و 543، والملحق 7 رقم 28 و 19 رقم 80، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 210 و 218 و 227 و 228، وحلية الأولياء 4/ 101- 112 رقم 252، وتاريخ بغداد 9/ 268- 271 رقم 4834، والسابق واللاحق 226، والاستيعاب 2/ 172، 173 و 4/ 219، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 216، والكامل في التاريخ 4/ 127 و 477 و 497، وتاريخ الطبري 1/ 217، 218 و 3/ 496 و 497 و 525 و 539 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 82 رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ- وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ- وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَمُعَاذٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ [1] ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشُ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. أسلم فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِنَ الْأَذْكِيَاءِ الْحُفَّاظِ، وَالأَوْلِيَاءِ الْعُبَّادِ. قَالَ أَبُو الأَحْوَصِ، ثنا مُسْلِمٌ الأَعْوَرُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بِالشَّامِ، فَمَرَّ [2] دَهْقَانُ [3] فَسَجَدَ لَهُ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْمُلُوكِ. فَقَالَ: اسْجُدْ لِرَبِّكَ الَّذِي خَلَقَكَ [4] . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : سَمِعَ أَبُو وَائِلٍ بِالشَّامِ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الحديث.   [ () ] و 566 و 568 و 4/ 190 و 226، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 247 رقم 257، وأسد الغابة 3/ 3، ووفيات الأعيان 2/ 400 و 476، 477 وتهذيب الكمال 12/ 548- 554 رقم 2767، والكاشف 2/ 13 رقم 2325، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 207، وسير أعلام النبلاء 4/ 161- 166 رقم 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2731، وتذكرة الحفّاظ 1/ 60، والوافي بالوفيات 16/ 172، 173 رقم 205، وجامع التحصيل 239 رقم 290، والإصابة 2/ 167 رقم 3982، وتهذيب التهذيب 4/ 361- 363 رقم 609، وتقريب التهذيب 1/ 354 رقم 96، وغاية النهاية 1/ 328 رقم 1429، وخلاصة تذهيب التهذيب 167، والنجوم الزاهرة 1/ 201، وطبقات الحفّاظ 20، وطبقات الشعراني 1/ 45، ورجال البخاري 1/ 352 رقم 499، ورجال مسلم 1/ 305، 306 رقم 659، وصفة الصفوة 3/ 28 رقم 382. [1] في الأصل «عيينة» . [2] في الأصل «في» بدل «فمر» . [3] الدهقان: بفتح الدال وكسرها، فارسيّ معرّب ده خان أي رئيس القرية ومقدّم أهل الزراعة من العجم. (معجم الألفاظ والتراكيب المولّدة في شفاء الغليل، 253) وانظر مادّة (دهق) في لسان العرب حيث توجد شروحات أخرى. [4] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337 وفيه تتمّة. [5] في الطبقات 6/ 102. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 83 وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: أَدْرَكَتْ سَبْعَ سِنيِنَ مِنْ سِنِّي الْجَاهِلِيَّةُ [1] . وَقَالَ أَبُو الْعَنْبَسِ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ [2] . وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِكَبْشٍ لِي فَقُلْتُ: صَدِّقْ هَذَا، قَالَ: لَيْسَ فِيهِ صَدَقَةٌ [3] . فَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: وَقَعْتُ مِنْ جَمَلِي يَوْمَ الرِّدَّةِ، أَفَرَأَيْتَ لَوْ مِتُّ، أَلَيْسَ كَانَتِ النَّارُ، وَكُنَّا قَدْ هَرَبْنَا مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ بُزَاخَةَ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً [4] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: مَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلا وَفِيهَا مَنْ يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا بِهِ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَبُو وَائِلٍ مِنْهُمْ [5] . وَقَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ، وَهُمْ يَعُدُّونَ أَبَا وَائِلٍ مِنْ خِيَارِهِمْ [6] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: قُلْتُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ: مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ؟ قَالَ: أَبُو وَائِلٍ [7] . وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: كَانَ عَبْدُ الله إذا رأى أبا وائل قال:   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، تهذيب الكمال 12/ 551. [2] طبقات ابن سعد 6/ 96، تاريخ بغداد 9/ 269. [3] طبقات ابن سعد 6/ 96، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، تهذيب الكمال 12/ 551. [4] مصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15740، والطبقات لابن سعد 6/ 96، والمعرفة والتاريخ 1/ 227، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 337، وتهذيب الكمال 12/ 551، 552، وتاريخ بغداد 9/ 269 وهو باختصار في تاريخ الثقات للعجليّ 222. [5] تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 105، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 337. [6] طبقات ابن سعد 6/ 99، وتاريخ بغداد 9/ 270، وتهذيب الكمال 12/ 552، وثقات العجليّ 222. [7] تهذيب الكمال 12/ 552. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 84 الثَّابِتُ، وَإِذَا رَأَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ [1] قَالَ: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ 22: 34 [2] . وقال مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَقِيقٍ أَنَّهُ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي شَهْرَيْنِ [3] وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ [4] ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أمّهم أبو وائل، فرأى من صَوْتَهُ، قَالَ: كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ، فَتَرَكَ الإِمَامَةَ. وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا خَلا يَنْشِجُ، وَلَوْ جُعِلَ لَهُ الدُّنْيَا عَلَى أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وَأَحَدٌ يَرَاهُ لَمْ يَفْعَلْ [5] وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ التّيميّ يقصّ في منازل أبي وائل، فكان أبو وَائِلٍ يَنْتَفِضُ انْتِفَاضَ الطَّائِرِ [6] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ لِأَبِي وَائِلٍ خُصٌّ يَكُونُ فِيهِ هُوَ وَفَرَسُهُ، فَإِذَا غَزَا نَقَضَهُ، وَإِذَا رَجَعَ بَنَاهُ [7] . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ كَانَ عَطَاءُ أَبِي وَائِلٍ أَلْفَيْنِ فَإِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْسَكَ مَا يَكْفِي أَهْلَهُ سَنَةً، وَتَصَدَّقَ بِمَا سِوَاهُ [8] . وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ عِرْفَانَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: ابْنُكَ عَلَى السُّوقِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ جِئْتَنِي بِمَوْتِهِ كَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ، إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتِي مَنْ عَمِلَ عَمَلَهُمْ، فَقَالَ عَاصِمٌ: كَانَ ابْنُهُ على قضاء الكناسة [9] .   [1] مهمل في الأصل، وقد سبقت ترجمته. في هذه الطبقة. [2] سورة الحج، الآية 34. والحديث في حلية الأولياء 4/ 102 من طريق أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أيوب، حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم. [3] غاية النهاية 1/ 328 وفيه: «حفظ القرآن في شهرين» . [4] في الزهد 543 رقم 1555. [5] تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 101. [6] حلية الأولياء 4/ 101، طبقات ابن سعد 6/ 99. [7] طبقات ابن سعد 6/ 101، تاريخ بغداد 9/ 270، حلية الأولياء 4/ 103، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، تاريخ الثقات 222. [8] حلية الأولياء 4/ 101. [9] حلية الأولياء 4/ 103. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 85 وَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي شَقِيقٌ: أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ: دَانِقٌ: قِيرَاطٌ، أَيُّهُمَا أَكْبَرُ، الدَّانِقُ أَوِ الْقِيرَاطُ؟ [1] . وَقَالَ عَاصِمٌ: مَا رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ مُلْتَفِتًا فِي صَلاةٍ وَلا غَيْرِهَا، وَلا سَمِعْتُهُ سَبَّ دَابَّةً، إِلا أَنَّهُ ذَكَرَ الْحَجَّاجَ يَوْمًا، فقال: اللَّهمّ أطعمه من ضريح لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ، ثُمَّ تَدَارَكَهَا فَقَالَ: إِنْ كَانَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ. وَلا رَأَيْتُهُ قَائِلا لِأَحَدٍ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ، وَلا كَيْفَ أَمْسَيْتَ [2] . وَقَالَ عَاصِمٌ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: شَهِدْتَ صِفِّينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَبِئْسَتِ الصُّفُونَ كَانَتْ، فَقِيلَ لَهُ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، عَلِيٌّ أَوْ عُثْمَانُ؟ قَالَ: عَلِيٌّ، ثُمَّ صَارَ عُثْمَانُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيٍّ [3] . وَقَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ لِي أَبُو وَائِلٍ: إِنَّ أُمَرَاءَنَا هَؤُلاءِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ تَقْوَى أَهْلِ الإِسْلامِ، وَلا أَحْلَامُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا عَامِرُ بْنُ شَقِيقٍ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: اسْتَعْمَلَنِي ابْنُ زِيَادٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَأَتَانِي رَجُلٌ بِصَكٍّ: أَعْطِ صَاحِبَ الْمَطْبَخِ ثَمَانِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَكَانَكَ، فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ زِيَادٍ فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى الْقَضَاءِ وَعَلَى بَيْتِ الْمَالِ، وَعُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ عَلَى مَا سَقَى الْفُرَاتُ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ عَلَى الصَّلاةِ وَالْجُنْدِ، وَرَزَقَهُمْ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً، فَجَعَلَ نِصْفَهَا وَسَقَطَهَا لِعَمَّارٍ، لِأَنَّهُ عَلَى الصَّلاةِ، وَالْجُنْدِ، وَجَعَلَ لِعَبْدِ اللَّهِ رُبْعَهَا، وَلِعُثْمَانَ رُبْعَهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ما لا يُؤْكَلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً لَسَرِيعُ الْفَنَاءِ. فَقَالَ ابْنُ زِيَادٍ: ضَعِ الْمَفَاتِيحَ وَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ [5] . وَقَالَ عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْحَجَّاجُ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَا بَعَثَ إِلَيَّ الأَمِيرُ إِلا وَقَدْ عرف اسمي، قال: متى نزلت   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، تاريخ بغداد 9/ 270، 271. [2] طبقات ابن سعد 6/ 99، حلية الأولياء 4/ 102. [3] تاريخ الثقات للعجلي 222. [4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338. [5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 86 هذا البلد؟ قلت: ليالي نزله أهله، إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى السِّلْسِلَةِ، قُلْتُ: إِنَّ السِّلْسِلَةَ لا تَصْلُحُ إِلا بِرِجَالٍ يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا، وَأَمَّا أَنَا فَرَجُلٌ ضَعِيفٌ أَخْرَقُ، أَخَافُ بِطَانَةَ السُّوءِ، فَإِنْ يَعْفِنِي الأَمِيرُ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَإِنْ يُقْحِمْنِي أَقْتَحِمْ، إِنِّي وَاللَّهِ لأَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فأذكر الأمير، فلا أنا حَتَّى أُصْبِحَ، وَلَسْتُ لَهُ عَلَى عَمَلٍ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَهُمْ لَكَ، فَأَطْرَقَ سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ: مَا رَأَيْتُ النَّاسَ هَابُوا أَمِيرًا قَطُّ هَيْبَتَكَ، فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلا أَحْرَى عَلَى ذَمٍّ مِنِّي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: إِنْ يُعْفِنِي الْأَمِيرُ، فَإِنْ وَجَدْنَا غَيْرَكَ أَعْفَيْنَاكَ، ثُمَّ قَالَ: انْصَرِفْ، قَالَ: فَمَضَيْتُ فَغَفِلْتُ عَنِ الْبَابِ كَأَنِّي لا أُبْصِرُ، فَقَالَ: أَرْشِدُوا الشَّيْخَ [1] قَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ أَبُو وَائِلٍ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.   [1] طبقات ابن سعد 6/ 97، 98، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 338، 339. [2] في الطبقات 155 والتاريخ 288. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 87 [حرف الصاد] 48- (صالح بن خوّات) [1]- ع- بن جبير الأنصاريّ المدنيّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِهِ عُمَرَ، وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ [2] . وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَوَّاتٌ، وَالْقَاسِمُ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 49- صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ [3] السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ.   [1] انظر عن (صالح بن خوّات) في: طبقات ابن سعد 5/ 259، وطبقات خليفة 250، والتاريخ الكبير 4/ 276 رقم 2795، والجرح والتعديل 4/ 399 رقم 1746، والثقات لابن حبّان 4/ 372، 373، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 248، 249 رقم 261، وتهذيب الكمال 13/ 35، 36 رقم 2803، والكاشف 2/ 18 رقم 2353، والوافي بالوفيات 16/ 257 رقم 284، وغاية النهاية 1/ 332 رقم 1445، وتهذيب التهذيب 4/ 387 رقم 648، وتقريب التهذيب 1/ 359 رقم 12، وخلاصة تذهيب التهذيب 170، ومجمع الرجال لعناية الله القهبائي 3/ 204، ورجال البخاري 1/ 359 رقم 508، ورجال مسلم 1/ 315 رقم 685. [2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة. وقد تحرّف في تهذيب الكمال 13/ 35 إلى «خثمة» بالخاء المعجمة. [3] انظر عن (صالح بن شريح) في: التاريخ الكبير 4/ 282 رقم 2820، وتاريخ أبي زرعة 1/ 603، والجرح والتعديل 4/ 405 رقم 1775، والثقات لابن حبّان 4/ 376، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 372. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 88 حَدَّثَ عَنْ: أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَغُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ. روى عنه: ابنه محمد، وعيسى بن أبي رزين، ومحمد بن زياد الألهاني، وعمرو بن حريث. وذكر أبو الحسن والد تمام الرازي أَنَّهُ كَانَ كَاتِبًا لِأَبِي عُبَيْدَةَ [1] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَمْسَحُ عَلَى فَرَاهِيجَتَيْنِ. رَوَاهُ جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ عِيسَى أَيْضًا، فَرَوَى عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، أَحَدُ الأَثْبَاتِ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ مَرْوَانَ- وَقَدْ ضُعِّفَ-، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ قُرْطٍ الثُّمَالِيِّ بِحِمْصَ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنْ دِمَشْقَ يُرِيدُ قِنَّسْرِينَ، فَلَمَّا تَغَدَّى قَالَ لَهُ ابْنُ قُرْطٍ: لَوْ نَزَعْتَ فَرَاهِيجَيْكَ وَتَوَضَّأْتَ، قَالَ: مَا نَزَعْتُهُمَا مُنْذُ خَرَجْتُ مِنْ دِمَشْقَ، وَلا أَنْزَعُهُمَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهَا. تَفَرَّدَ بِهِ جُنَادَةُ، عَنْ عِيسَى، عَنْ صَالِحٍ، وَلا تَقُومُ بِهَؤُلاءِ الْحُجَّةُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : صَالِحُ بْنُ شُرَيْحٍ كَاتِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَمِيرًا لِأَبِي عُبَيْدَةَ عَلَى حِمْصَ. سَمِعَ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَالنُّعْمَانَ بْنَ الرَّازِيَّةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [3] : بَقِيَ إِلَى وَسَطِ إِمْرَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ. - (صُدَيُّ بْنُ عَجْلانَ) - ع- أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ. يَأْتِي فِي الْكُنَى مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ. 50- (صَفْوَانُ بْنُ عبد الله بن صفوان) [4]- م ن ق- بن أميّة بن خلف   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 372. [2] في التاريخ الكبير 4/ 282، 283. [3] في تاريخه 1/ 603. [4] انظر عن (صفوان بن عبد الله) في: طبقات ابن سعد 5/ 474، والتاريخ الكبير 4/ 305 رقم 2924، وتاريخ الثقات للعجلي 228 رقم 699، والمعرفة والتاريخ 1/ 337 و 375، والجرح والتعديل 4/ 421 رقم 1850، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 89 الجمحيّ المكّيّ، زوج الدّرداء بنت أبي الدّرداء. روى عَنْ: عَلِيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ. وعنه: الزهري، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير، وغيرهم. وثقه أحمد العجلي [1] . قال عبد الملك بن أبي سليمان، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَلَقِيتُهُ بِالسُّوقِ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَمَتْنِهِ: «دُعَاءُ الرَّجُلِ مُسْتَجَابٌ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الغيب» [2] . 51- صفيّة بنت شيبة [3] ع ابن عثمان الحجبي، القرشيّة العبدريّة. يُقَالَ إِنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهّى ذلك الدارقطنيّ [4] .   [ () ] وجمهرة أنساب العزب 160، والثقات لابن حبّان 4/ 380، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 608، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 224، والتبيين في أنساب القرشيّين 406، وتهذيب الكمال 13/ 197- 200 رقم 2885، والكاشف 2/ 27 رقم 2422، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 437، وتهذيب التهذيب 4/ 427، 428 رقم 737، وتقريب التهذيب 1/ 368 رقم 106، وخلاصة تذهيب التهذيب 174، ورجال مسلم 1/ 318 رقم 694. [1] في تاريخ الثقات 228 رقم 699. [2] رواه البخاري في الأدب المفرد، رقم 625، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 437 وقال رواه البيهقي من طريقين، وأبو يعلى، وابن أبي شيبة، والمزّي في تهذيب الكمال 13/ 199. [3] انظر عن (صفية بنت شيبة) في: طبقات ابن سعد 8/ 469، والمغازي للواقدي 835، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 54، وتاريخ الثقات للعجلي 520 رقم 2099، والثقات لابن حبّان 3/ 197، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 106 رقم 309، وتاريخ أبي زرعة 1/ 228 و 515 و 516 و 637، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 349 رقم 750، والاستيعاب 4/ 349، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1687، والكاشف 3/ 429 رقم 86، وأخبار مكة 1/ 169 و 223 و 326 و 327 و 2/ 14، وتهذيب التهذيب 12/ 320 رقم 2830، وتقريب التهذيب 2/ 603 رقم 4، والإصابة 4/ 348 رقم 653، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 189 و 235، وأسد الغابة 5/ 492، ورجال البخاري 2/ 854، 855 رقم 1441، ورجال مسلم 2/ 423 رقم 2241، والعلل لأحمد رقم 528. [4] قال ابن حجر: مختلف في صحبتها وأبعد من قال: لا رؤية لها، فقد ثبت حديثها في صحيح البحاري تعليقا. (الإصابة 4/ 348) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 90 روت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابَيْ أَبِي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيِّ، فَهُوَ مُرْسَلٌ. وَرَوَتْ عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُمِّ حَبِيبَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِنَّ. رَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ- وَهُوَ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيُّ- وَسَبْطُهَا وَمُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَجَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَقَتَادَةُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْصِنٍ السَّهْمِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا ابن جريج بل أدركها. وفي كِتَابِ ابْنِ مَاجَهْ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَبِهَا عِيدَانٌ فَكَسَرَهَا [1] . 52- (صفيّة بنت أبي عبيد) [2]- م د ن ق- بن مسعود الثقفيّ، أُخْتُ الْمُخْتَارُ الْكَذَّابُ، زَوْجَةُ ابْنِ عُمَرَ. رَوَتْ عَنْ: عُمَرَ، وَحَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهَا: سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَافِعٌ، وَحُمَيْدٌ الأَعْرَجُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وغيرهم.   [1] أخرج ابن ماجة في كتاب المناسك 2/ 982 رقم (2947) باب من استلم الركن (بمحجنه، من طريق محمد بن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ: لَمَّا اطْمَأَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفتح، طاف على بعيره يستلم الركن بمحجن بيده، ثم دخل الكعبة فوجد فيها حمامة عيدان، فكسرها، ثم قام على باب الكعبة فرمى بها، وأنا انظر. وذكر القاضي الفاسي في شفاء الغرام 2/ 189. [2] انظر عن (صفية بنت أبي عبيد) في: طبقات ابن سعد 8/ 472، وتاريخ الثقات للعجلي 520 رقم 2100، والمغازي للواقدي 271، وأنساب الأشراف 1/ 325 و 4 ق 1/ 602 و 5/ 107 و 213 و 215، والمعارف 401، والثقات لابن حبّان 4/ 386، والاستيعاب 4/ 350، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، وأسد الغابة 5/ 493، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1687، والكاشف 3/ 429 رقم 87، والوافي بالوفيات 16/ 327 رقم 359، والإصابة 4/ 351 رقم 668، وتهذيب التهذيب 12/ 430، 431 رقم 2831، وتقريب التهذيب 2/ 603 رقم 5، وأعلام النساء لكحّالة 2/ 347، ورجال مسلم 2/ 423 رقم 2242. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 [حرف الضاد] 53- (ضبّة بن محصن) [1]- م د ت- العنزي البصريّ. عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي مُوسَى، وَأُمِّ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ، وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ وَغَيْرُهُمْ. ذَكَرَهُ ابن حبّان، في «الثقات» [2] .   [1] انظر عن (ضبّة بن محصن) في: طبقات ابن سعد 7/ 103، وطبقات خليفة 198، والتاريخ الكبير 4/ 342 رقم 3011، والجرح والتعديل 4/ 469 رقم 2061، والثقات لابن حبّان 4/ 390، والإكمال لابن ماكولا 5/ 214، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 230، والكامل في التاريخ 3/ 47، وتهذيب الكمال 13/ 255، 256 رقم 2913، والكاشف 2/ 31 رقم 2447، وتهذيب التهذيب 4/ 442، 443 رقم 768، وتقريب التهذيب 1/ 372 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 178، ورجال مسلم 1/ 326 رقم 712. [2] ج 4/ 390. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 92 [حرف الطاء] 54- طارق بن شهاب [1] ع ابن عبد شمس بن مسلمة الأحمسيّ البجليّ. رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَا غَيْرَ مَرَّةٍ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ. وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، وَرَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَبِلالٍ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الكبار.   [1] انظر عن (طارق بن شهاب) في: طبقات ابن سعد 6/ 66، وطبقات خليفة 117 و 138، والتاريخ لابن معين 2/ 275، والتاريخ الكبير 4/ 352، 353 رقم 314، وتاريخ الثقات للعجلي 233 رقم 715، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 144 رقم 709، والمعرفة والتاريخ 1/ 234 و 456 و 2/ 687 و 688 و 740، وأنساب الأشراف 1/ 161، وتاريخ أبي زرعة 1/ 546 و 567 و 640 و 645، وتاريخ الطبري 2/ 434 و 4/ 60 و 203 و 455، والجرح والتعديل 4/ 485 رقم 2128، والمراسيل 98، 99 رقم 153، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والثقات لابن حبّان 3/ 201، وجمهرة أنساب العرب 389، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 319، ورجال الطوسي 46 رقم 1، والاستيعاب 2/ 237، والكامل في التاريخ 2/ 558، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 32 و 105 و 242 و 254 و 266 و 311 و 380 و 467 و 666، والكاشف 2/ 36 رقم 2475، والمعجم الكبير 8/ 384، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 234، وأسد الغابة 3/ 48، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 251 رقم 268، وسير أعلام النبلاء 3/ 486، والبداية والنهاية 9/ 51، وجامع التحصيل 243 رقم 350، والإصابة 2/ 220 رقم 4226، وتهذيب التهذيب 5/ 3، 4 رقم 5، وتقريب التهذيب 1/ 376 رقم 5، وتحفة الأشراف 4/ 207 208 رقم 248، والوافي بالوفيات 16/ 380 رقم 411، وخلاصة تذهيب التهذيب 178، ومجمع الرجال 3/ 227، والجامع لشمل القبائل 618، ومجمع الزوائد 9/ 407، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 274، ورجال البخاري 1/ 375، 376 رقم 534، ورجال مسلم 1/ 330، 331 رقم 722، وعلل أحمد، رقم 4237. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 93 رَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَمُخَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَزَوْتُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ بِضْعًا وَأَرْبَعِينَ، أَوْ قَالَ: بِضْعًا وَثَلاثِينَ مِنْ بَيْنَ غَزْوَةٍ أَوْ سَرِيَّةٍ [1] . تُوُفِّيَ طَارِقٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بن زهير، وعن ابْنِ مَعِينٍ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهَذَا وَهْمٌ فَاحِشٌ. 55- (الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بن كعب) [2] . - ت ق- يكنّى أبا بطن لِعِظَمِ بَطْنِهِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَابْنِ عُمَرَ، وكان صديقا لابن عمر. وعنه: عبد الله بن محمد بن عقيل، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وغيرهما. قال ابن سعد [3] : ثقة قليل الحديث.   [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 314، 315، والطيالسي في مسندة 2/ 146، والطبراني في المعجم الكبير (8204) من طريق: شعبة: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغزوت في خلافة أبي بكر في السرايا وغيرها» ، ورواه من طريق: محمد بن جعفر، عن شعبة، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شهاب (8205) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 407، 408. [2] انظر عن (الطفيل بن أبيّ) في: طبقات ابن سعد 5/ 76، 77، وطبقات خليفة 237، ومسند أحمد 5/ 136، والتاريخ الكبير 4/ 364 رقم 3159، وتاريخ الثقات 234 رقم 722، والجرح والتعديل 4/ 489، 490 رقم 2151، والثقات لابن حبّان 4/ 397، وأسد الغابة 3/ 52، والاستيعاب 2/ 235، وتهذيب الكمال 13/ 387- 389 رقم 2965، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2907، والكاشف 2/ 38 رقم 2490، والوافي بالوفيات 16/ 460 رقم 499، والإصابة 2/ 237 رقم 4303، وتهذيب التهذيب 5/ 14 رقم 24، وتقريب التهذيب 1/ 378 رقم 24، والمعجم الكبير 8/ 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 179، والمعارف 561. [3] في طبقاته 7/ 103 وليس فيه كلمة «ثقة» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 94 [حرف العين] 56- (عابس بن ربيعة النخعي) [1]- ع- عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُمْ. وكان مخضرما. 57- (عاصم بن حميد) [2]- د ن ق- السّكونيّ الحمصيّ.   [1] انظر عن (عابس بن ربيعة) في: طبقات ابن سعد 6/ 122، وطبقات خليفة 148، والتاريخ لابن معين 2/ 282، وتاريخ الثقات 239 رقم 734، والمعرفة والتاريخ 3/ 99 و 187، والجرح والتعديل 7/ 35 رقم 191، والتاريخ الكبير 7/ 80 رقم 367، والثقات لابن حبّان 5/ 285، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 405، ورجال الطوسي 53 رقم 116، وأسد الغابة 3/ 73، وتهذيب الكمال 13/ 472، 473 رقم 3001، وسير أعلام النبلاء 4/ 179، 180 رقم 69، وتجريد أسماء الصحابة رقم 2961، والكاشف 2/ 44 رقم 2518، والوافي بالوفيات 16/ 552 رقم 584، وتهذيب التهذيب 5/ 37، 38 رقم 65، وتقريب التهذيب 1/ 383 رقم 1، والإصابة 2/ 243 رقم 4336، وخلاصة تذهيب التهذيب 304، ومجمع الرجال 3/ 235، ورجال البخاري 2/ 594 رقم 942، ورجال مسلم 2/ 125 رقم 1317، ومشتبه النسبة، ورقة 36 أ، رقم 942. [2] انظر عن (عاصم بن حميد) في: طبقات ابن سعد 7/ 443، والتاريخ الكبير 6/ 481 رقم 3049، والمعرفة والتاريخ 2/ 429، والجرح والتعديل 6/ 342 رقم 1891، والثقات لابن حبّان 5/ 235، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 26- 30 رقم 4، وتهذيب الكمال 13/ 481، 482، رقم 3004، والكاشف 2/ 44 رقم 2521، والوافي بالوفيات 16/ 566 رقم 597، وتهذيب التهذيب 5/ 40، 41 رقم 69، وتقريب التهذيب 1/ 383 رقم 5، والإصابة 3/ 84 رقم 6278، وخلاصة تذهيب التهذيب 154. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 95 عَنْ: عُمَرَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعَائِشَةَ. وَعَنْهُ: أزهر الحرازيّ [1] ، وعمرو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ. وثّقه الدارقطنيّ [2] . 58- (عامر بن سعد) [3]- م د ت ن- البجليّ الكوفيّ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَجَرِيرِ الْبَجَلِيِّ، وأبي هريرة: روى عنه: العيزار بن حريث، وإبراهيم بن عامر الجمحي، وأبو إسحاق السبيعي. 59- (عباد بن زياد) [4]- م د ن- أَخُو عُبَيدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِيهِ، أَبُو حرب.   [1] في الأصل «الحراري» والتحرير من (اللباب 1/ 288) وهي بفتح الحاء والراء المخفّفة وفي آخرها الزاي نسبة إلى حراز بن عوف بن عديّ.. [2] سؤالات البرقاني للدارقطنيّ، رقم 341، تاريخ دمشق 30. [3] انظر عن (عامر بن سعد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 450 رقم 2957، والجرح والتعديل 6/ 321 رقم 1795، والثقات لابن حبّان 5/ 189، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 378، وتهذيب الكمال 14/ 23- 25 رقم 3039، والكاشف 2/ 49 رقم 2554، والوافي بالوفيات 16/ 586 رقم 626، وتهذيب التهذيب 5/ 64، 65 رقم 107، وتقريب التهذيب 1/ 387 رقم 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 184، ورجال مسلم 2/ 83 رقم 1213. [4] انظر عن (عباد بن زياد) في: المخيّر لابن حبيب 58، وأنساب الأشراف 1/ 504 و 3/ 78 و 308 و 4 ق 1/ 49 و 356 و 369 و 370 و 372 و 374 و 376 و 377 و 614 و 4/ 62 و 74 و 76 و 80، والمعارف 347، 348، وتاريخ خليفة 19، والتاريخ الكبير 6/ 32 رقم 1593، وتاريخ الطبري 5/ 168 و 315 و 317- 319 و 321 و 328 و 472 و 6/ 499 و 7/ 239 و 8/ 100، والجرح والتعديل 6/ 80 رقم 409، والثقات لابن حبّان 7/ 158، وتاريخ واسط 56 و 74 و 123، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 334، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 56- 63 رقم 72، وتهذيب الكمال 14/ 119- 122 رقم 3078، وميزان الاعتدال 2/ 366 رقم 4115، والكاشف 2/ 54 رقم 2588، والكامل في التاريخ 3/ 415 و 522- 525 و 4/ 96، والعقد الفريد 1/ 132 و 5/ 8، والوافي بالوفيات 16/ 612 رقم 661، وتهذيب التهذيب 5/ 93، 94 رقم 155، وتقريب التهذيب 1/ 391 رقم 89، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 221، 223، ومعجم بني أميّة 78 رقم 156، ووفيات الأعيان 6/ 344- 348 و 350 و 353، ورجال مسلم 2/ 24 رقم 1053. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 96 وَلِيَ إِمْرَةَ سِجِسْتَانَ لِمُعَاوِيَةَ بَعْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَكَانَ يَوْمَ مَرْجٍ رَاهِطٍ مَعَ مَرْوَانَ. وَلَهُ حَدِيثٌ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ [1] يَرْوِيهِ مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ عَبَّادٍ، عَنْ عُرْوَةَ، وَحَمْزَةَ ابْنَيِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِيهِمَا، لَكِنْ أَخْطَأَ مَالِكٌ فِيهِ، إِذْ نَسَبَ عَبَّادًا أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ [2] ، وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَلَى الصَّوَابِ. وَسَيُعَادُ، فَإِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ. 60- (عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) [3] كَانَ عَظِيمَ الْقَدْرِ عِنْدَ والده،   [1] رواه الإمام مسلم في كتاب الصلاة (105/ 274) باب تقديم الجماعة من يصلّي بهم إذا تأخّر الإمام ولم يخافوا مفسدة بالتقديم، من طريق: ابن شهاب، عن حديث عبّاد بن زيد أنّ عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره، أن المغيرة بن شعبة أخبره، أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوك. قال المغيرة: فتبرّز رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الغائط. فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر. فلما رجع رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرّات، ثم غسل وجهه. ثم ذهب يخرج جبّته عن ذراعيه فضاق كمّا جبّته. فأدخل يديه في الجبّة حتى أخرج ذراعيه من أسفل الجبّة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضّأ على خفّيه، ثم أقبل. قال المغيرة: فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم. فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلّم إحدى الركعتين. فصلّى مع الناس الركعة الآخرة. فلما سلّم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتمّ صلاته. فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح. فلما قضى النبيّ صلى الله عليه وسلّم صلاته أقبل عليهم ثم قال: «أحسنتم» ، أو قال: «قد أصبتم» ، يغبطهم أن صلّوا الصلاة لوقتها. [2] تاريخ دمشق 57. [3] انظر عن (عبّاد بن عبد الله) في: جمهرة نسب قريش 70، وطبقات خليفة 256، والتاريخ الكبير 6/ 32 رقم 1592، وتاريخ الثقات للعجلي 247 رقم 764، والمعرفة والتاريخ 1/ 215 و 365، والجرح والتعديل 6/ 82 رقم 419، والثقات لابن حبّان 5/ 140، وسؤالات البرقاني، رقم 537، والمعارف 225، 226، وأنساب الأشراف 1/ 224 و 507 و 4 ق 1/ 314 و 4/ 26 و 5/ 202 و 379، وتاريخ اليعقوبي 2/ 260، وتاريخ الطبري 1/ 159 و 2/ 257 و 310 و 325 و 463 و 468 و 577 و 3/ 3/ 151 و 199 و 212 و 4/ 369 و 519 و 6/ 174، ومقاتل الطالبيين 12، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 332، والكامل في التاريخ 4/ 203، والتبيين في أنساب القرشيين 227، وتهذيب الكمال 14/ 136- 138 رقم 3086، وسير أعلام النبلاء 4/ 217 رقم 87، والكاشف 2/ 55 رقم 2594، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 500، والوافي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 97 اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْقَضَاءِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَكَانَ صَادِقَ اللَّهْجَةِ. كَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ أَبَاهُ يَعْهَدُ إِلَيْهِ بِالْخِلافَةِ. رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِيهِ، وَجَدَّتِهِ أَسْمَاءَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَابْنُ عَمِّهِ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ، وَابْنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَآخَرُونَ. 61- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى [1] عَلْقَمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ الخزاعيّ، ثمّ الأسلميّ، أبو إبراهيم،   [ () ] بالوفيات 16/ 612 رقم 622، وتهذيب التهذيب 5/ 98 رقم 164، وتقريب التهذيب 1/ 392 رقم 98، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، ورجال البخاري 2/ 500 رقم 769، ورجال مسلم 2/ 24 رقم 1054. [1] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى) فِي: طبقات ابن سعد 4/ 301، 302 و 6/ 21، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15726، والتاريخ لابن معين 2/ 297، وتاريخ خليفة 292، وطبقات خليفة 110 و 137، والعلل لابن المديني 61، ومسند أحمد 4/ 352- 380، والعلل له 1/ 161 و 181 و 220 و 393، والمحبّر لابن حبيب 298، والمغازي للواقدي 487، والتاريخ الكبير 5/ 24 رقم 40، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 250 رقم 779، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 39، والمعرفة والتاريخ 1/ 265 و 2/ 159 و 224 و 225 و 3/ 141 و 146 و 223، وتاريخ أبي زرعة 1/ 241 و 638، وتاريخ واسط 48، 49، وأنساب الأشراف 1/ 248، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 59، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 35، والزاهر للأنباري 1/ 138، والبرصان والعرجان 362، والجرح والتعديل 5/ 120 رقم 552، وتاريخ الطبري 2/ 621 و 3/ 411 و 4/ 352، وسيرة ابن هشام 1/ 275، والثقات لابن حبّان 3/ 222، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 320، وجمهرة أنساب العرب 242، والمعارف 341 و 588، والأخبار الطوال 206 و 328، والاستيعاب 2/ 264، 265، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 24 ب، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 242، والكامل في التاريخ 1/ 21 و 3/ 138 و 144 و 160 و 236 و 328 و 440 و 4/ 456 و 525، وأسد الغابة 3/ 121، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 261 رقم 287، وعيون الأخبار 1/ 123، وتهذيب الكمال 14/ 317- 319 رقم 3171، وتحفة الأشراف 4/ 276- 292 رقم 273، وسير أعلام النبلاء 3/ 428- 430 رقم 76، والعبر 1/ 192، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2159، والكاشف 2/ 65 رقم 2664، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 70، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 393، والوافي بالوفيات 17/ 78، 79 رقم 66، ونكت الهميان 182، والبداية والنهاية 9/ 75، ومرآة الجنان 1/ 177، ووفيات الأعيان 2/ 400 و 5/ 406، والوفيات لابن قنفذ 84 رقم 86، والإصابة 2/ 279، 280 رقم 4555، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 98 وَيُقَالُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ أبو محمد صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحد مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ. قَالَ أَبُو يَعْفُورٍ، عَنْهُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات نَأْكُلُ الْجَرَادَ [1] . وَبَلَغَنَا أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِكِتَابٍ مِنْ عُمَرَ وَهُوَ مُحَاصِرٌ دِمَشْقَ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ السَّكْسَكِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالأَعْمَشُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَآخَرُونَ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَخَلِيفَةُ [2] ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ البخاريّ [3] : سنة سبع أو ثمان وَثَمَانِينَ. قُلْتُ: وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالْكُوفَةِ. وَمِمَّنْ مَاتَ فِي عَشْرِ الْمِائَةِ بِيَقِينٍ أَوْ تَجَاوَزَ الْمِائَةَ: 62- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بسر [4] ع ابن أبي بسر، أبو صفوان المازنيّ، نزيل حمص.   [ () ] وتهذيب التهذيب 5/ 15، 152 رقم 260، وتقريب التهذيب 1/ 402 رقم 193، والنكت الظراف 4/ 277- 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، وشذرات الذهب 1/ 96، والزهد لابن المبارك (الملحق) رقم 426، ورجال البخاري 1/ 393 رقم 555. [1] أخرجه البخاري في الصيد، باب أكل الجراد، ومسلم في الصيد، (1952) باب إباحة الجراد، والترمذي (1822) و (1823) ، وأبو داود (3812) والنسائي 7/ 210، وابن سعد في الطبقات 4/ 301، ورجال مسلم 1/ 343 رقم 735. [2] في الطبقات 110 و 137. [3] في التاريخ الكبير 5/ 24. [4] انظر عن (عبد الله بن بسر) في: طبقات ابن سعد 7/ 413، والتاريخ لابن معين 2/ 298، وطبقات خليفة 52 و 301، ومسند الجزء: 6 ¦ الصفحة: 99 لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيُّ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَسَّانُ بْنُ نُوحٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَغَزَا قُبْرُسَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَهُوَ أَخُو عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ، وَالصَّمَّاءِ بِنْتِ بُسْرٍ، وَلَهُمْ وَلِأَبِيهِمْ صُحْبَةٌ [1] . قَالَ حَرِيزٌ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ لَهُ جُمَّةٌ، لَمْ أَرَ عَلَيْهِ قَمِيصًا وَلا عِمَامَةً [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ البغويّ: ثنا زياد بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مَيْسَرَةُ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ وَثِيَابُهُ مُشَمَّرَةٌ، وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ الْقَمِيصِ، وَشَعْرُهُ مَفْرُوقٌ يغطّي أذنيه، وَشَارِبَهُ مَقْصُوصٌ مَعَ الشَّفَةِ، وَكُنَّا نَقِفُ عَلَيْهِ ونتعجّب له [3] .   [ () ] أحمد 4/ 187، والتاريخ الكبير 5/ 14 رقم 25، والتاريخ الصغير 93، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 65، والمعرفة والتاريخ 1/ 258 و 2/ 330 و 343 و 351 و 353 و 425، وتاريخ أبي زرعة 1/ 70 و 109 و 154 و 209 و 213- 216 و 238 و 240- 242 و 323 و 351 و 352 و 621 و 2/ 693، وتاريخ الطبري 2/ 236 و 3/ 181، والجرح والتعديل 5/ 11 رقم 54، والمعارف 341، وأنساب الأشراف 1/ 248، وفتوح البلدان 182، والاستيعاب 2/ 267، والأسامي والكنى للحاكم 285 أ، والثقات لابن حبّان 3/ 232، 233، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 375، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 243، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 428- 454 رقم 194، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، وأسد الغابة 3/ 125، والكامل في التاريخ 4/ 534، وتهذيب الكمال 14/ 333- 335 رقم 3180، والعبر 1/ 103 و 113 و 224 و 241، والكاشف 2/ 66 رقم 2672، وسير أعلام النبلاء 3/ 430- 433 رقم 77، ومرآة الجنان 1/ 178، والبداية والنهاية 9/ 75، والوافي بالوفيات 17/ 84، 85 رقم 71، ومجمع الزوائد 9/ 404، والإصابة 2/ 281، 282 رقم 4564، وتهذيب التهذيب 5/ 158، 159 رقم 271، وتقريب التهذيب 1/ 404 رقم 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 162، وشذرات الذهب 1/ 98 و 111، والجامع لشمل القبائل 724، ورجال البخاري 1/ 394 رقم 556، ورجال مسلم 1/ 343، 344 رقم 737، والعلل لأحمد، رقم 288 و 1244. [1] تاريخ أبي زرعة 1/ 216. [2] تاريخ دمشق 440. [3] تاريخ دمشق 440، وهو باختصار في طبقات ابن سعد 7/ 413 وفيه تحرّف «حريز» إلى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 100 وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَثَرَ السُّجُودِ [1] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» : ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ [2] الْأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لَهُ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلامُ قَرْنًا» . فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً [3] . وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَنْمَاطِيُّ، ثنا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا حَيْوَةُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلامُ قَرْنًا» فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً. وَكَانَ فِي وَجْهِهِ ثُؤْلُولٌ، فَقَالَ: «لا يَمُوتُ هَذَا الْغُلامُ حَتَّى يَذْهَبُ هَذَا الثُّؤْلُولُ» فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ [4] . وَقَالَ عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعْتُ إِصْبَعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: «لَتَبْلُغَنَّ قَرْنًا» . رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] . وَقَالَ جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحِمْصِيُّ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَنَا حَيْسًا [6] وَدَعَا لَنَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَأَنَا غُلامٌ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ قَالَ: «يَعِيشُ هَذَا الْغُلَامُ قَرْنًا» . قَالَ: فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةً [7] . رَوَى نَحْوَهُ سَلَمَةُ بْنُ جَوَّاسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ فِي قَرْيَتِهِ، وَزَادَ فِيهِ: فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، كم   [ () ] «جرير» . [1] تاريخ دمشق 440، طبقات ابن سعد 7/ 413. [2] في طبعة القدسي 3/ 261 «دينار» بدل «زياد» وهو وهم. [3] تاريخ دمشق 446. [4] الخبر في تاريخ دمشق 446. [5] ج 4/ 188. [6] الحيس: طعام يتّخذ من الأقط، وهو اللبن والتمر والسمن. (لسان العرب) . [7] تاريخ دمشق 447. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 101 الْقَرْنُ؟ قَالَ: «مِائَةُ سَنَةٍ» [1] . وَرَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ: سَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ: كَيْفَ حَالُنَا مِنْ حَالِ مَنْ قَبْلَنَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، لَوْ نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ مَا عَرَفُوكُمْ إِلا أَنْ يَجِدُوكُمْ قِيَامًا تُصَلُّونَ [2] . وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ هَاشِمٍ الطَّائِيَّةُ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَتَوَضَّأُ فَخَرَجَتْ نَفْسُهُ [3] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالشَّامِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ [4] ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَتِسْعُونَ سَنَةً [5] ، وَرَّخَهُ فِيهَا جَمَاعَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [6] : تُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ مِائَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك [7] .   [1] تاريخ دمشق 447. [2] تاريخ دمشق 449. [3] تاريخ دمشق 449، 450. [4] قال اليافعي في حوادث سنة 88 هـ.: «وفيها توفي عبد الله بن بسر المازني، وهو آخر من مات من الصحابة بحمص. قلت: هكذا ينبغي أن يقال. وأما قول الذهبي أنه آخر من مات من الصحابة مقتصرا على هذا فغير صحيح، وكلامه بعد هذا ينقضه: توفي سهل بن سعد الساعدي في سنة إحدى وتسعين. وأنس بن مالك في سنة ثلاث وتسعين على القول الراجح الّذي قطع به هو في مختصره. وذكر أيضا أن عبد الله بن بسر المذكور أرّخه عبد الصمد بن سعيد في سنة تسع وتسعين. قلت: وهذا يمكن أن يقال على هذا القول إنه آخر الصحابة موتا، لكن ينبغي النظر في شيء آخر وهو أن الصحابيّ من هو؟ فعلى أحد الأقوال أنه مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، وكذا في حكم الإسلام متى يصح من الإنسان، فإن محمود بن الربيع عقل في مجّة مجّها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ بئر في دارهم وهو ابن أربع سنين، وموته كان في سنة تسع وتسعين. وأبو الطفيل الكناني نقل العلماء أنه آخِرُ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم في الدنيا، يعنون آخرهم موتا، وموته في سنة مائة، لكن لا أدري هل رآه مسلما أم لم يسلم بعد، فليبحث عن ذلك. وقد علم أيضا أن الصغير يحكم بإسلامه تبعا كما هو معروف في كتب الفقه. (مرآة الجنان 1/ 178، 179) . [5] طبقات ابن سعد 7/ 413، تاريخ دمشق 451. [6] في تاريخه 2/ 693. [7] تاريخ أبي زرعة 1/ 242 و 693. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 102 63- (عبد الله بن ثعلبة) [1]- خ د ن- بن صعير العذريّ [2] أبو محمد المدنيّ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ. أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ، وَوَعَى ذَلِكَ [3] . وَقِيلَ: بَلْ وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ، وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِيهِ ثَعْلَبَةَ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَأَخُو الزُّهْرِيُّ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ. وَكَانَ شَاعِرًا نَسَّابَةً. قَالَ مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: إِنَّهُ كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ، وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْأَنْسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ من الفقه، فقال: إن كنت   [1] انظر عن (عبد الله بن ثعلبة) في: طبقات خليفة 23 و 238، وتاريخ خليفة 302، ومسند أحمد 5/ 431، والعلل له 1/ 78، والتاريخ الصغير 108، والتاريخ الكبير 5/ 35- 37 رقم 64، والمعرفة والتاريخ 1/ 253 و 358 و 359 و 472، وتاريخ أبي زرعة 1/ 416 و 417 و 564، وأنساب الأشراف 1/ 129، وفيه (صعتر) ، و 4/ ق 1/ 547 و 5/ 57، والجرح والتعديل 5/ 19، 20 رقم 88، والمراسيل 103 رقم 161، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 133، 134، والثقات لابن حبّان 3/ 246، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 213، والمستدرك 3/ 279، وجمهرة أنساب العرب 450، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني الأزدي 80، والاستيعاب 2/ 271، 272، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 245، وتاريخ دمشق (عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب) 471- 483 رقم 205، وأسد الغابة 3/ 128، والكامل في التاريخ 4/ 541، وتهذيب الكمال 14/ 353- 355 رقم 3193، وتحفة الأشراف 4/ 297، 298 رقم 275، وسير أعلام النبلاء 3/ 503 رقم 115، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3182، والعبر 1/ 104، والكاشف 2/ 68 رقم 2684، والعقد الفريد 3/ 172 و 220، والوافي بالوفيات 17/ 99 رقم 80، وتهذيب التهذيب 5/ 165، 166 رقم 284، وتقريب التهذيب 1/ 405 رقم 219، والنكت الظراف 4/ 297، والإصابة 2/ 285 رقم 4576، وجامع التحصيل 252 رقم 340، والبداية والنهاية 9/ 77، ومرآة الجنان 1/ 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، وشذرات الذهب 1/ 98، والجامع لشمل القبائل 725، ورجال البخاري 1/ 395، 396 رقم 559. [2] في الأصل «الغدري» . [3] التاريخ الكبير 5/ 36، تاريخ دمشق 471. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 103 تُرِيدُ هَذَا فَعَلَيْكَ بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [1] . قَالَ خَلِيفَةُ [2] ، وَطَائِفَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ. 64- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بن جزء) [3]- د ت ق- أبو الحارث الزّبيديّ. شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ وَسَكَنَهَا، وَهُوَ آخِرُ الصَّحَابَةِ بِهَا مَوْتًا. لَهُ أَحَادِيثُ. رَوَى عَنْهُ الأَئِمَّةُ: عُبَيدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَآخَرُونَ. تُوُفِّيَ بِقَرْيَةِ سَفْطِ الْقُدُورِ [4] مِنْ أَسْفَلِ مِصْرَ، سَنَةَ ستّ وثمانين [5] ، وقد عمي.   [1] التاريخ الكبير 5/ 36، تاريخ دمشق 476. [2] في تاريخه 302. [3] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ) في: طبقات ابن سعد 7/ 497، وطبقات خليفة 74 و 292، ومسند أحمد 4/ 190، والتاريخ الكبير 5/ 23، 24 رقم 39، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 140، والمعرفة والتاريخ 1/ 268 و 2/ 496- 499 و 3/ 147 و 271 و 373، وتاريخ أبي زرعة 1/ 635، والجرح والتعديل 5/ 30 رقم 135، والثقات لابن حبّان 3/ 239، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 397، والإكمال لابن ماكولا 4/ 221، ومعجم البلدان 3/ 432 و 4/ 347، والكامل في التاريخ 4/ 167 و 168 و 194 و 516، وأسد الغابة 3/ 137، وتهذيب الكمال 14/ 392، 393 رقم 3213، وتحفة الأشراف 4/ 306، 307 رقم 279، وتجريد أسماء الصحابة 1/ رقم 3204، ودول الإسلام 1/ 60، والكاشف 2/ 70 رقم 2704، والعبر 1/ 101، وسير أعلام النبلاء 3/ 387، 388 رقم 58، وحلية الأولياء 2/ 6، 7 رقم 92، والمستدرك على الصحيحين 3/ 633، والاستيعاب 2/ 280، 281، والوافي بالوفيات 17/ 116 رقم 101، ومرآة الجنان 1/ 177، وتهذيب التهذيب 5/ 178، 179 رقم 307، والإصابة 2/ 291 رقم 4598، وتقريب التهذيب 1/ 407 رقم 240، وحسن المحاضرة 1/ 212 رقم 149، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 97، والجامع لشمل القبائل 727، والزهد لابن المبارك 47 و 218. [4] بفتح أوله وسكون ثانيه. وهي قرية بأسفل مصر. (معجم البلدان 3/ 224) وقد أثبتها محقق تهذيب الكمال 14/ 393 «سقط» بالقاف. وقد قال ياقوت: ورأيت في تاريخ مصر مضبوطا سقط القدور، بالقاف، وهو تصحيف. [5] المستدرك 3/ 633. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 104 وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ، أَوْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. وَهُوَ ابْنُ أَخِي مَحْمِيَّةَ [1] بْنِ جَزْءٍ. 65- عَبْدُ اللَّهِ بن الحارث بن نوفل [2] ع ابْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ النّوفليّ المدنيّ،   [1] مهمل في الأصل. [2] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ) في: طبقات ابن سعد 5/ 24 و 7/ 100، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 125 و 136 و 316، والمحبّر لابن حبيب 104 و 257، ونسب قريش 30 و 31 و 86، والتاريخ لابن معين 2/ 300، وتاريخ خليفة 258، 259، وطبقات خليفة 191 و 202 و 231 و 239، والعلل لابن المديني 70، والعلل لأحمد 1/ 50 و 79 و 80 و 189 و 190 و 335 و 349، والتاريخ الكبير 5/ 63، 64 رقم 155، وتاريخ الثقات للعجلي 253 رقم 790، والجامع للترمذي 5/ 534 رقم 1514، والمعرفة والتاريخ 1/ 295 و 362 و 436 و 497 و 499 و 579 و 3/ 253، وتاريخ أبي زرعة 1/ 629، وتاريخ اليعقوبي 2/ 188، وأنساب الأشراف 1/ 440 و 577 و 3/ 102 و 296 و 297 و 298 و 4 ق 1/ 401 و 405 و 407 و 417 و 418 و 423 و 424 و 426 و 427 و 4/ 85 و 100 و 102 و 104 و 107 و 115 و 119 و 120 و 121 و 123 و 5/ 77 و 78، و 90 و 201 و 277 و 278، وفتوح البلدان 62، والسير والمغازي لابن إسحاق 145، والأخبار الطوال 283، وعيون الأخبار 2/ 65 و 4/ 69، والمعارف 127 و 376 و 456 و 460 و 596، والزاهر للأنباري 1/ 614 و 2/ 294، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 113- 116 و 296، وتاريخ الطبري 1/ 447 و 2/ 319 و 3/ 214 و 4/ 57 و 5/ 172 و 232 و 359 و 381 و 512- 514 و 517 و 529 و 567 و 615، والمنتخب من ذيل المذيّل 628، 629 (وفيه: عبد الله بن نوفل بن الحارث) وهو وهم، والجرح والتعديل 5/ 30، 31 رقم 136، والمراسيل 111، والثقات لابن حبّان 5/ 9، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 480، ومقاتل الطالبيّين 126، وجمهرة أنساب العرب 20 و 70، ورجال الطوسي 51 رقم 74، وتاريخ بغداد 1/ 211، 212 رقم 50، والاستيعاب 2/ 281، 282، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 248، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 349- 351، والتبيين في أنساب القرشيين 80، وأسد الغابة 3/ 137، والكامل في التاريخ 3/ 420 و 460 و 481، وتهذيب الكمال 14/ 396- 400 رقم 3216، وتحفة الأشراف 4/ 308 رقم 280، وسير أعلام النبلاء 1/ 200، 201 رقم 29 و 3/ 529- 531 رقم 135، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3213، والعبر 1/ 98 و 121، والكاشف 2/ 70 رقم 2702، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 339 و 374 و 442، ومرآة الجنان 1/ 175، والوافي بالوفيات 17/ 114، 115 رقم 99، وجامع التحصيل 253 رقم 344، والعقد الثمين 5/ 128، والإصابة 3/ 58 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. [وَلَقَبُهُ] [1] بَبَّهْ. فَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّ أُمَّهُ، وَهِيَ هِنْدٌ أُخْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ كَانَتْ تُنَقِّزُهُ وَتَقُولُ: يَا ببه يَا ببه: ... لَأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ جَارِيَةً خِدَبَّهْ [2] ... تَسُودُ أَهْلَ الْكَعْبَهْ [3] اصْطَلَحَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عَلَى تَأْمِيرِهِ عَلَيْهِمْ عِنْدَ هُرُوبِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْبَيْعَةِ لَهُ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَيْهِمْ [4] روى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَالْعَبَّاسِ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وَجَمَاعَةٍ. وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ الْجَابِيَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الملك بن عمير، ويزيد بن أبي زياد، وَهُوَ مَوْلاهُ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ. وَذَكَرَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : أَنَّهَ ثِقَةٌ تَابِعِيٌّ، أُتِيَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَفَلَ فِي فِيهِ وَدَعَا لَهُ. قَالَ [6] : وَخَرَجَ هَارِبًا مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى عُمَانَ مِنَ الْحَجَّاجِ عِنْدَ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ فَمَاتَ بِعُمَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: توفّي سنة ثلاث.   [ () ] رقم 6169، وتهذيب التهذيب 5/ 180، 181 رقم 310، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 243، والنكت الظراف 4/ 308، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 94، ورجال البخاري 1/ 399، 400 رقم 565، ورجال مسلم 1/ 354 رقم 763. [1] ما بين الحاصرتين زيادة من سير أعلام النبلاء للتوضيح، وكتاب المتوارين للأزدي 47، والمؤتلف والمختلف له 16. [2] الخدبّة: السمينة العظيمة. (ذخائر العقبي للمحب الطبري 244) . [3] في تهذيب الكمال 14/ 399 بألفاظ مختلفة، وكذلك في ذخائر العقبي 244. [4] طبقات ابن سعد 5/ 25، 26. [5] في الطبقات 5/ 24، وكتاب المتوارين لعبد الغني بن سعيد الأزدي- ص 48. [6] الطبقات 5/ 25، 26. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 106 66- (عبد الله بن الحارث الزّبيديّ) [1]- م 4- الكوفيّ المكتّب. رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَطَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ. وعنه: حميد الأعرج الكوفي لا الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ. قال ابن معين [2] : ثبت. 67- (عبد الله بن خليفة الهمداني الكوفي) [3]- ق- روى عَنْ: عُمَرَ، وَجَابِرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَابْنُهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. وَلَهُ رِوَايَةٌ فِي «تَفْسِيرِ» ابْنِ مَاجَهْ. 68- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْخَلِيلِ) [4]- 4- وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي الْخَلِيلِ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ.   [1] انظر عن (عبد الله بن الحارث الزبيدي) في: التاريخ لابن معين 2/ 300، ومعرفة الرجال له 1/ 83 رقم 267 و 1/ 124، 125 رقم 619، و 1/ 135 رقم 704، والتاريخ الكبير 5/ 64 رقم 156، وتاريخ أبي زرعة 1/ 466، والجرح والتعديل 5/ 31 رقم 137، والثقات لابن حبّان 5/ 24، وسؤالات البرقاني، رقم 97، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 271، وتهذيب الكمال 14/ 402- 404 رقم 3219، والكاشف 2/ 71 رقم 2705، وميزان الاعتدال 2/ 405 رقم 4257، والوافي بالوفيات 17/ 117 رقم 102، وتهذيب التهذيب 5/ 182، 183 رقم 313، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 246، وخلاصة تذهيب التهذيب 194. [2] في التاريخ 2/ 300. [3] انظر عن (عبد الله بن خليفة) في: طبقات ابن سعد 6/ 121، والتاريخ لابن معين 2/ 303، والتاريخ الكبير 5/ 80 رقم 218، والجرح والتعديل 5/ 45 رقم 212، والثقات لابن حبان 5/ 28، وتهذيب الكمال 14/ 456 رقم 3245، وميزان الاعتدال 2/ 414 رقم 4290، وتهذيب التهذيب 5/ 198 رقم 342، وتقريب التهذيب 1/ 412 رقم 276، وخلاصة تذهيب التهذيب 196. [4] انظر عن (عبد الله بن الخليل) في: طبقات ابن سعد 6/ 230، والتاريخ لابن معين 2/ 303، والتاريخ الكبير 5/ 79، 80 رقم 215 و 216، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 244، 245 رقم 798، والجرح والتعديل 5/ 45 رقم 209 و 210، والثقات لابن حبّان 5/ 13 و 29، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1493، وتهذيب الكمال 14/ 457، 458 رقم 3247، والكاشف 2/ 74 رقم 2731، وميزان الاعتدال 2/ 414 رقم 4292، والمغني في الضعفاء 1/ 336 رقم 3153، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 93- 95، وجامع التحصيل 255 رقم 353، وتهذيب التهذيب 5/ 199 (دون الجزء: 6 ¦ الصفحة: 107 عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَالأَعْمَشُ. 69- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُبَيِّعَةَ [1] بْنِ فرقد) [2]- د ن- السّلميّ. يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فَحَدِيثُهُ مُرْسَلٌ. وَلَهُ عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، وابن عباس. روى عنه: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعمرو بن ميمون الأودي، ومنصور بن المعتمر- ابن أخي [3] عتاب بن ربيعة السلمي، وعطاء بن السائب، وعلي بن الأقمر. وقال شعبة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ. تُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ الثَّمَانِينَ تَقْرِيبًا. وَرُبَيِّعَةُ مُشَدَّدٌ. 70- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ سُلَيْمٍ) [4]- وَيُقَالُ ابْنُ الأَسْلَمِ- بْنِ الأَعْشَى أبو كبير، ويقال أبو سعد الأسديّ   [ () ] رقم) ، وتقريب التهذيب 1/ 412 رقم 277، وخلاصة تذهيب التهذيب 196. [1] ربيّعة: تصغير ربيعة، بتشديد الياء. [2] انظر عن (عبد الله بن ربيّعة) في: طبقات ابن سعد 6/ 196، وطبقات خليفة 142، والمسند لأحمد 4/ 336، والتاريخ الكبير 5/ 86 رقم 236، والمعرفة والتاريخ 1/ 259 و 2/ 285، والجرح والتعديل 5/ 54 رقم 252، والمراسيل 404، 105 رقم 164، والثقات لابن حبّان 5/ 61، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 285، والاستيعاب 2/ 297، ورجال الطوسي 48 رقم 26، وأسد الغابة 3/ 155، وتهذيب الكمال 14/ 494، 495 رقم 3261، والكاشف 2/ 76 رقم 2743، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2274، وسير أعلام النبلاء 3/ 504 رقم 116، وجامع التحصيل 256 رقم 357، والإصابة 2/ 305 رقم 4672، وتهذيب التهذيب 5/ 208، 209 رقم 362، وتقريب التهذيب 1/ 414 رقم 295، وتحفة الأشراف 4/ 317، وخلاصة تذهيب التهذيب 167. [3] في الأصل «أخيه» والتصويب من الإصابة 2/ 305 ففيه: «وأخوه عتّاب بن ربيّعة هو عمّ منصور بن المعتمر المحدّث المشهور» . [4] انظر عن (عبد الله بن الزبير بن سليم) في: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 108 الْكُوفِيُّ الشَّاعِرُ. وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدَ فَامَتَدَحَهُمَا. وَضَبَطَ اسْمَ أَبِيهِ عَبْدَ الْغَنِيِّ وَغَيْرَهُ، وَقَالَ: هُوَ الشَّاعِرِ الَّذِي أَتَى ابْنَ الزُّبَيْرِ مُسْتَحْمَلا، فَحَرَمَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ نَاقَةً حَمَلَتْنِي إِلَيْكَ، قَالَ: هي وراكبها [1] . وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيَّ دَخَلَ عَلَى مُصْعَبٍ بِالْعِرَاقِ، فَقَالَ لَهُ مُصْعَبٌ: أَنْتَ الْقَائِلُ: إِلَى [2] رَجَبٍ أَوْ غُرَّةِ الشَّهْرِ بَعْدَهُ ... تُوَافِيكُمْ بِيضُ الْمَنَايَا وَسُودُهَا ثَمَانِينَ [3] أَلْفًا دِينُ عُثْمَانَ دِينُهَا ... مُسَوَّمَةً جِبْرِيلُ فِيهَا يَقُودُهَا [4] فَفَزِعَ وَقَالَ: نَعَمْ أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَعْظَمَ جَائِزَتَهُ. يُقَالُ: مَاتَ فِي أيام الحجّاج.   [ () ] الأخبار الموفقيّات 99 و 100 و 465 و 535 وأنساب الأشراف 5/ 175 و 176 و 176 و 241 و 264 و 286 و 342 و 343 و 363، والإمتاع والمؤانسة 3/ 104، والبدء والتاريخ 6/ 32، ومروج الذهب 1816 و 1898 و 2061، والأغاني 14/ 220، ومختار الأغاني 5/ 225، والزاهر للأنباري 2/ 341، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 126، وأمالي المرتضى 1/ 386، 387، وجمهرة أنساب العرب 195، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 426- 428، ومقاتل الطالبيين 108 و 290، ووفيات الأعيان 2/ 34، والبداية والنهاية 9/ 80، 81، وتخليص الشواهد 444، والتذكرة الحمدونية 1/ 438 و 2/ 135، 136، ومعاهد التنصيص 3/ 310- 317، وخزانة الأدب 1/ 345، والوافي بالوفيات 7/ 180، 181 رقم 162، وذيل أمالي القالي 115، وشرح ديوان الحماسة للمخزومي 2/ 941. وقد وهم محققو سير أعلام النبلاء 3/ 383 فأضافوا إلى مصادر ترجمته: طبقات خليفة، والجرح والتعديل، والتبس عليهم الأمر لوجود محدّث ضعيف يتفق اسمه مع الشاعر، ولكن يميّزه عنه كنيته، فهو أبو أحمد. والله أعلم. [1] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 7/ 427، وفيه: «يعني نعم وراكبها» ، والبداية والنهاية 9/ 80، 81. [2] وفي رواية «ففي» بدل «إلى» . [3] كذا، وفي الروايات «ثمانون» . [4] البيتان في: الأخبار الموفّقيّات 465، والأغاني 14/ 220، ومعاهد التنصيص 3/ 313، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 427، والتذكرة الحمدونية 2/ 135 باختلاف بعض الألفاظ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 71- (عبد الله بن زرير) [1]- د ن ق- الغافقيّ المصريّ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ. روى عنه: عياش القتباني، ومرثد بن عبد الله اليزني، وبكر بن سوادة، وعبد الله بن هبيرة، والحارث بن يزيد، وغيرهم. توفي سنة ثمانين، وقيل سنة إحدى وثمانين. وقد مر اسمه. 72- (عبد الله بن سرجس) [2]- م 4- المزنيّ البصريّ، حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومٍ. لَهُ صُحْبَةٌ، صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ [3] له. وروى أيضا عن عمر.   [1] مرّت ترجمته ومصادرها في الطبقة الثامنة من المتوفّين في الجزء السابق (41- 80 هـ) فليراجع. [2] انظر عن (عبد الله بن سرجس) في: طبقات ابن سعد 7/ 58، وطبقات خليفة 38 و 177، ومسند أحمد 5/ 8، 81، والعلل له 1/ 78 و 261 و 312، والتاريخ الكبير 5/ 17 و 98 رقم 27 و 282، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 139، والمعرفة والتاريخ 1/ 256، والجرح والتعديل 5/ 93 رقم 289، والثقات لابن حبّان 3/ 230 و 5/ 23، والاستيعاب 2/ 384، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 236، وأسد الغابة 3/ 171، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 269 رقم 300، وتهذيب الكمال 15/ 13، 14 رقم 3294، وتحفة الأشراف 4/ 348- 350 رقم 297، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3311، والعبر 1/ 193، وسير أعلام النبلاء 3/ 426، 427 رقم 74، والكاشف 2/ 81 رقم 2773، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 75، وتهذيب التهذيب 5/ 232، 233 رقم 400، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 332، والإصابة 2/ 315، 316 رقم 4705، وخلاصة تذهيب التهذيب 168، والعقد الثمين 5/ 165، ورجال مسلم 1/ 345 رقم 742. [3] أخرجه مسلم في كتاب الفضائل (112/ 2346) باب: إثبات خاتم النبوّة وصفته، ومحلّه من جسده صلى الله عليه وسلّم، من طريق: حامد بن عمر البكراوي- واللفظ له-، حدّثنا عبد الواحد (يعني ابن زياد) ، حدّثنا عاصم، عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت النبيّ صلى الله عليه وسلّم وأكلت معه خبزا ولحما. أو قال: ثريدا. قال: فقلت له: أستغفر لك النبيّ صلى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم. ولك. ثم تلا هذه الآية: وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ 47: 19- الآية 19 من سورة محمد. قال: ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوّة بين كتفيه، عند ناغض كتفه اليسرى. جمعا عليه خيلان، كأمثال التآليل. الناغض: أعلى الكتف، وطرفه الّذي يظهر عند تحرّكه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 رَوَى عَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَقَتَادَةُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : لا يَخْتَلِفُونَ فِي ذِكْرِهِ فِي الصَّحَابَةِ عَلَى مَذْهَبِهِمْ فِي اللِّقَاءِ وَالسَّمَاعِ، وَأَمَّا عَاصِمٌ فَأَحْسَبُهُ أَرَادَ الصُّحْبَةَ الَّتِي يَذْهَبُ إِلَيْهَا الْعُلَمَاءُ، وَأُولَئِكَ قَلِيلٌ كَالْعَشَرَةِ. 73- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ [2] ع اللّيثيّ المدنيّ، أبو الوليد. كَانَ يَأْتِي الْكُوفَةَ، وَكَانَتْ أُمُّهُ سَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ تَزَوَّجَهَا شَدَّادٌ، فَوَلَدَتْ لَهُ هَذَا. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَطَلْحَةَ بْنِ عبيد الله، ومعاذ، وعليّ، وابن مسعود،   [1] في الاستيعاب 2/ 384. [2] انظر عن (عبد الله بن شدّاد) في: طبقات ابن سعد 5/ 61 و 6/ 126، والتاريخ لابن معين 2/ 313، وتاريخ خليفة 283 و 287، وطبقات خليفة 153، والعلل لأحمد 1/ 26 و 28 و 119 و 187 و 303، والتاريخ الكبير 5/ 115 رقم 342، والتاريخ الصغير 1/ 179، وتاريخ الثقات للعجلي 261 رقم 832، والمعرفة والتاريخ 2/ 294 و 550 و 579 و 695، وتاريخ أبي زرعة 1/ 541، وتاريخ واسط 174، 175، وأنساب الأشراف 1/ 447 و 3/ 283 و 5/ 341، والمعارف 66 و 282، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 231 و 3/ 44، 45، والجرح والتعديل 5/ 80 رقم 373، والثقات لابن حبّان 5/ 20، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 772، ورجال الطوسي 47 رقم 18، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 125، 126، وتاريخ بغداد 9/ 473، 474 رقم 5105، والسابق واللاحق 107، والاستيعاب 2/ 388، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 263، والتبيين في أنساب القرشيين 64 و 123، والكامل في التاريخ 4/ 477 و 483، وتاريخ الطبري 1/ 420 و 491 و 2/ 299 و 6/ 382، وعيون الأخبار 1/ 261، والعقد الفريد 2/ 408 و 3/ 186، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 272 رقم 309، وتهذيب الكمال 15/ 81- 85 رقم 3330، والعبر 1/ 94، وسير أعلام النبلاء 3/ 488، 489 رقم 110، والكاشف 2/ 85 رقم 2804، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 57 و 591، والمحبّر 108، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 147، وأسد الغابة 3/ 375، والبداية والنهاية 9/ 37، ومرآة الجنان 1/ 165، وجامع التحصيل 259 رقم 369، والوافي بالوفيات 17/ 210 رقم 196، وتهذيب التهذيب 2575، 252 رقم 441، وتقريب التهذيب 1/ 422 رقم 374، والإصابة 3/ 60 رقم 6176، وخلاصة تذهيب التهذيب 170، وشذرات الذهب 1/ 90، ورجال البخاري 1/ 410، 411 رقم 587، ورجال مسلم 1/ 369 رقم 804. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 111 وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، وَمَنْصُورٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ، وَذَرٌّ الْهَمْدَانِيُّ. وَعَدَّهُ خليفة في تابعييّ أَهْلِ الْكُوفَةِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] فِي الطَّبَقَةِ الأولى من تابعي أهل المدينة: روى عَنْ عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ شِيعيًّا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ يَأْتِي الْكُوفَةَ كَثِيرًا فَيَنْزِلُهَا، وَخَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَقُتِلَ لَيْلَةَ دُجَيْلَ [2] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السائب: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي قُمْتُ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنْ غَدْوَةٍ إِلَى الظُّهْرِ، فَأَذْكُرُ فَضَائِلَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السلام، ثمّ أنزل فتضرب عنقي [3] . رواها خَالِدٌ الطَّحَّانُ، ثنا عَطَاءٌ، فَذَكَرَهَا. 74- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ) [4] لَمْ يَلْحَقِ الرِّوَايَةَ عَنْ أَبِيهِ. وَرَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مِنَ الْمَدِينَةِ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. 75- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضمرة [5] السّلوليّ) [6]- ت ق-   [1] الطبقات الكبرى 5/ 61. [2] الطبقات 5/ 61. [3] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 305 أ. [4] انظر عن (عبد الله بن شرحبيل بن حسنة) في: التاريخ الكبير 5/ 117 رقم 348، والمعرفة والتاريخ 1/ 375، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431 و 629، والجرح والتعديل 5/ 81، 82 رقم 377، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 137 ب، وفيه ترجمة غير مكتملة، وأسد الغابة 3/ 183، والوافي بالوفيات 17/ 208 رقم 194. [5] في طبعة القدسي 3/ 266 «حمزة» وهو تحريف. [6] انظر عن (عبد الله بن ضمرة السلولي) في: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 112 عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ. وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَعَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ أَخُو عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ. 76- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ [1] م ن زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حِزَامٍ، وَالِدُ الْفَقِيهِ إسحاق، وأخو أنس بن مالك لأمه. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الَّذِي حَمَلَتْ بِهِ أُمُّ سُلَيْمٍ لَيْلَةَ مَاتَ ابْنُهَا، فَأَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِي لَيْلَتِكُمْ [2] » .   [ () ] التاريخ الكبير 5/ 122 رقم 361، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 827، والجرح والتعديل 5/ 88 رقم 400، والثقات لابن حبّان 5/ 34، و 51، وتهذيب الكمال 15/ 129، 130 رقم 3345، والكاشف 2/ 88 رقم 2819، وتهذيب التهذيب 5/ 266، 267 رقم 457، وتقريب التهذيب 1/ 424 رقم 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 202. [1] انظر عن (عبد الله بن أبي طلحة) في: طبقات ابن سعد 5/ 74- 76، وطبقات خليفة 337، وتاريخ الثقات للعجلي 262 رقم 829، وتاريخ أبي زرعة 1/ 71 و 562، والجرح والتعديل 5/ 57 رقم 267، والثقات لابن حبّان 3/ 243 و 5/ 13، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 136، والاستيعاب 2/ 313، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 272، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 273 رقم 310، وأسد الغابة 3/ 188، ورجال الطوسي 50 رقم 65، وتهذيب الكمال 15/ 133، 134 رقم 3348، والكاشف 2/ 88 رقم 2822، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 337، والوافي بالوفيات 17/ 184، 185 رقم 167، وجامع التحصيل 256 رقم 373، والبداية والنهاية 9/ 43، وتهذيب التهذيب 5/ 269 رقم 461، وتقريب التهذيب 1/ 424 رقم 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 202، ورجال مسلم 1/ 364 رقم 789. [2] أخرجه البخاري في كتاب العقيقة 6/ 216 باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعقّ عنه وتحنيكه. من طريق: يزيد بن هارون، أخبرنا عبد الله بن عون، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي، فخرج أبو طلحة فقبض الصبيّ، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم: هو أسكن ما كان، فقرّبت إليه العشاء، فتعشّى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: وار الصبيّ، فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأخبره فقال: «أعرستم الليلة» ؟ قال: نعم. قال: «اللَّهمّ بارك لهما في ليلتهما» فولد غلاما. قال لي أبو طلحة: احفظه حتى تأتي به النبيّ صلى الله عليه وسلّم فأتى به النبيّ صلّى الله عليه وسلم وأرسلت معه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 وَقِيلَ إِنَّ الصَّبِيَّ الَّذِي تُوُفِّيَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ هُوَ أَبُو عُمَيْرٍ الَّذِي مَازَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمَّا وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا قَالَ أَنَسٌ: حَمَلْتُهُ وَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْسَلَتْنِي بِهِ أُمِّي وَأَرْسَلَتْ مَعِي تَمْرَاتٍ فَحَنَّكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا بَعْدَ أَنْ مَضَغَهَا، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ. تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بالمدينة زمن الوليد، وقيل: قُتِلَ بِفَارِسٍ، وَكَانَ لَهُ عَشَرَةُ أَوْلادٍ كُلُّهُمْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَرَوَى أَكْثَرُهُمُ الْعِلْمَ، وَاشْتَهَرَ مِنْهُمْ إِسْحَاقُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، رَوَيَا عَنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ، وَسُلَيْمَانُ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ. وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ، وَأَخِيهِ أَنَسٍ. 77- (عَبْدُ الله بن عامر بن ربيعة) [1]- ع- بن محمد العنزيّ، وعنز أخو   [ () ] بتمرات، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «أمعه شيء» ؟ قالوا: نعم تمرات. فأخذها النبيّ صلى الله عليه وسلّم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في الصبيّ وحنّكه به وسمّاه عبد الله. وأخرجه ابن سعد في طبقاته 5/ 75. [1] انظر عَنْ (عبد الله بْن عامر بْن ربيعة) في: طبقات ابن سعد 5/ 9، والتاريخ لابن معين 2/ 314، 315، وتاريخ خليفة 277، وطبقات خليفة 23 و 63 و 235، والعلل لابن المديني 48 و 65، ومسند أحمد 3/ 447، والعلل لأحمد 1/ 78 و 273، والتاريخ الكبير 5/ 11 رقم 18، والمعرفة والتاريخ 1/ 251 و 358، وتاريخ الثقات للعجلي 263 رقم 832، وأنساب الأشراف 1/ 218 و 4 ق 1/ 563 و 5/ 73، وتاريخ الطبري 4/ 58 و 196 و 212 و 401 و 6/ 427، والجرح والتعديل 5/ 122 رقم 559، والمراسيل 102 رقم 159، والثقات لابن حبّان 3/ 219 و 5/ 61، والإكمال لابن ماكولا 7/ 44، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 245، والتبيين في أنساب القرشيين 1/ 371، والكامل في التاريخ 3/ 56 و 4/ 488 و 516 و 526، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 273 رقم 311، وتهذيب الكمال 15/ 140، 141 رقم 3352، وتحفة الأشراف 4/ 362 رقم 301، وسير أعلام النبلاء 3/ 521 رقم 128، وأسد الغابة 3/ 286، والعبر 1/ 100، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3375، والكاشف 2/ 89 رقم 2826، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 269 و 270 و 270 و 286 و 364 و 402 و 415 و 432 و 443 و 454 و 464 و 465، وميزان الاعتدال 2/ 449 رقم 4395، والبداية والنهاية 9/ 10، وجامع التحصيل 259 رقم 374، والوافي بالوفيات 17/ 228، 229 رقم 213، وتهذيب التهذيب 5/ 270، 271 رقم 425، والإصابة 2/ 329، 330 رقم 4778، وتقريب التهذيب 1/ 425 رقم 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 171، ومرآة الجنان 1/ 176، والعقد الثمين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 114 بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ الْمَدَنِيِّ حَلِيفِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ. اسْتَشْهَدَ أَخُوهُ وَسَمِيُّهُ عَبْدُ اللَّهِ يَوْمَ الطَّائِفِ، وَكَانَ أَبُوهُ عَامِرٌ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ. وولد سنة ست من الهجرة، وروى عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ كَوْنِ الْحَدِيثِ فِيهِ إِرْسَالٌ هُوَ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» [1] . رَوَى عَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيدِ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ الْوَقَّاصِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ. 78- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيُّ) [2]- م 4- قِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان   [5] / 185، وشذرات الذهب 1/ 96، ورجال البخاري 1/ 395 رقم 558، ورجال مسلم 1/ 347 رقم 747. [1] أخرجه في كتاب الأدب (4991) باب في التشديد في الكذب، من طريق ابن عجلان، أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي حدّثه، عن عبد الله بن عامر، أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا أردت أن تعطيه» ؟ قالت: أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة» . وأخرجه الإمام أحمد في المسند 3/ 447، وابن سعد في الطبقات 5/ 9. [2] انظر عن (عبد الله بن عكيم الجهنيّ) في: طبقات ابن سعد 6/ 113- 115، ومصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15723، والتاريخ لابن معين 2/ 320، ومعرفة الرجال له 1/ 123 رقم 607، ومسند أحمد 4/ 310، وطبقات خليفة 121 و 139، والتاريخ الكبير 5/ 39 رقم 67، والضعفاء الصغير 265 رقم 180 (وفيه حكيم) بدل «عكيم» وهو تحريف، وتاريخ الثقات للعجلي 268 رقم 850، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 168، والمعرفة والتاريخ 1/ 231 و 2/ 642 و 677 و 678 و 3/ 164، وتاريخ أبي زرعة 1/ 431، وتاريخ الطبري 4/ 252 و 352، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 596، 597 و 5/ 102، 103، والجرح والتعديل 5/ 121 رقم 556، والمراسيل 103، 104 رقم 163، والثقات لابن حبّان 3/ 247، وتاريخ بغداد 10/ 3، 4 رقم 5115، وجمهرة أنساب العرب 445، والاستيعاب 2/ 398، 399، والأنساب 3/ 394، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، وأسد الغابة 3/ 226، وتهذيب الكمال 15/ 317- 320 رقم 3432، وتحفة الأشراف 5/ 316، 317 رقم 308، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3424، وسير أعلام النبلاء 3/ 510- 512 رقم 120، والكاشف 2/ 99 رقم 2896، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 115 وَثَمَانِينَ، وَاخْتَلَفُوا فِي صُحْبَتِهِ، وَهُوَ الْقَائِلُ: أَتَانَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرَيْنِ: «لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ» [1] . رَوَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. قَالَ مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنِ ابْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ أَبِي يُحِبُّ عُثْمَانَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى يُحِبُّ عَلِيًّا وَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَمَا سَمِعْتُهُمَا يَذْكُرَانُهُمَا بِشَيْءٍ قَطُّ، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَوْ أَنَّ صَاحِبَكَ صَبَرَ أَتَاهُ النَّاسُ [2] . وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ قَدْ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، وَأَسْلَمَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 79- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَيْلانَ) [3] بْنِ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ. نَزَلَ دِمَشْقَ، وَوَلاهُ مُعَاوِيَةَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ. وَحَدَّثَ عَنِ. ابْنِ مَسْعُودٍ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وغيرهما. روى عنه: يزيد بن ظبيان الجنبي [4] ، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشيّة،   [ () ] وجامع التحصيل 261 رقم 384، وتهذيب التهذيب 5/ 223، 224 رقم 554، وتقريب التهذيب 1/ 434 رقم 482، والإصابة 2/ 346 رقم 4831 و 3/ 92 رقم 6335، وخلاصة تذهيب التهذيب 175، ورجال مسلم 1/ 347 رقم 749، والغدير للأميني 9/ 143 رقم 28. [1] أخرجه أبو داود في كتاب اللباس (4127) باب من روى أن لا ينتفع بإهاب الميتة و (4128) ، وأخرجه الترمذي في اللباس (1783) باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة 7/ 175 باب ما يدبغ به جلود الميتة، وابن سعد في الطبقات 6/ 113. [2] طبقات ابن سعد 6/ 114. [3] انظر عن (عبد الله بن عمرو بن غيلان) في: تاريخ خليفة 223، والتاريخ الكبير 5/ 153 رقم 463، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 161 و 241 و 283، وتاريخ الطبري 5/ 216 و 295 و 298 و 299، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 296، والجرح والتعديل 5/ 117 رقم 534، والثقات لابن حبّان 5/ 67، والكامل في التاريخ 3/ 498 و 501، والوافي بالوفيات 17/ 383 رقم 314، ولسان الميزان 3/ 322 رقم 1329. [4] مهملة في الأصل، والتحرير من (اللباب 1/ 239) وقيّدها بفتح الجيم وسكون النون، نسبة إلى جنب، قبيلة من اليمن.. وإنما قيل لهم جنب لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 116 وقتادة بن دعامة. ولي البصرة بعد سمرة بن جندب سنة خمس وخمسين. 80- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ) [1] أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ الدمشقي القاري. رأى عثمان، وَرَوَى عَنْ: أَبِي جُمْعَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ، وَكَعْبٍ. روى عنه: الزهري، ورجاء بن أبي سلمة. يحول من هذه الطبقة، فإن عمر بن عبد العزيز استعمله في شيء. 81- عبد الله بن غالب [2] الحداني [3] ت بخ [4] البصريّ، عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقَاصُّهُمْ، يُكَنَّى أَبَا فِرَاسٍ، وَقِيلَ أَبَا قُرَيْشٍ. لَهُ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ. رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ السُّلَمِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَعَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، وَأَبُو مُسْلِمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، وَقَتَادَةُ، وَالْقَاسِمُ بن الفضل الحدّانيّ، وغيرهم.   [1] انظر عن (عبد الله بن عوف) في: التاريخ الكبير 5/ 156 رقم 479، وتاريخ الثقات 270 رقم 858، والمعرفة والتاريخ 1/ 402 و 607 و 2/ 299 و 366 و 373، وتاريخ أبي زرعة 1/ 68، والجرح والتعديل 5/ 125 رقم 577، والوافي بالوفيات 17/ 391 رقم 321. [2] انظر عن (عبد الله بن غالب) : في: طبقات ابن سعد 7/ 225، ومصنف ابن أبي شيبة 13/ 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 326، وتاريخ خليفة 281 و 282 و 286، والتاريخ الكبير 5/ 166، 167 رقم 526، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 862، والجرح والتعديل 5/ 134 رقم 626، والثقات لابن حبان 5/ 20، والإكمال لابن ماكولا 7/ 114، والأنساب 4/ 76، وتهذيب الكمال 15/ 419- 423 رقم 3476، والكاشف 2/ 104 رقم 2938 وفيه (الحدّابي) وهو تحريف، وتهذيب التهذيب 5/ 354، 355 رقم 607، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 533، وخلاصة تذهيب التهذيب 209، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 656، وصفة الصفوة 3/ 334 رقم 540. [3] الحدّاني: بضم الحاء وتشديد الدال المهملة، نسبة إلى حدّان، بطن من الأزد. (اللباب 1/ 283) . [4] «بخ» رمز للبخاريّ في كتاب الأدب المفرد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 117 أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، وَأَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ قَالا: أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَصْلَتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: الْبُخْلُ، وَسُوءُ الْخُلُقِ» [1] . وَأُنْبِئْتُ عَنِ اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يُونُسُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا صَدَقَةُ بِهَذَا، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ الْفَلاسِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ: ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى مِائَةَ رَكْعَةٍ وَيَقُولُ: لِهَذَا خُلِقْنَا وَبِهَذَا أُمِرْنَا، وَيُوشِكُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ أَنْ يكفوا ويحمدوا [2] . قال نصر: وأخبرنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ كَانَ يَقُصُّ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ عَلَيْهِ الْحَسَنُ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: مَا أَرَى أَعْيُنَهُمُ انْفَقَأَتْ، وَلا ظُهُورَهُمُ انْدَقَّتْ، وَاللَّهُ يَأْمُرُنَا يَا حَسَنُ أَنْ نَذْكُرَهُ كَثِيرًا، وَتَأْمُرُنَا أَنْ نَذْكُرَهُ قَلِيلا كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ 96: 19 [3] ، ثُمَّ سَجَدَ. قَالَ الْحَسَنُ: باللَّه مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، مَا أَدْرِي أَسْجُدُ أَمْ لا [4] . - قَالَ غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَجَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ، وَمَضَى رَجُلٌ إِلَى الْجِسْرِ فَاشْتَرَى حَاجَةً وَرَجَعَ، وَهُوَ سَاجِدٌ [5] . جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ غَالِبٍ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهمّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ سَفَهَ أَحْلامِنَا، ونقص علمنا [6] ، واقتراب،   [1] أخرجه الترمذي في كتاب البرّ والصلة (2028) باب ما جاء في البخل، عن أبي حفص عمرو بن علي، حدّثنا أبو داود، حدّثنا صدقة بن موسى، بإسناده. [2] تهذيب الكمال 15/ 419 وفيه «يكافئوا ويحمدوا» . [3] سورة العلق الآية 19. [4] تهذيب الكمال 15/ 420. [5] تهذيب الكمال 15/ 420. [6] في طبعة القدسي 3/ 268 «عملنا» والتصويب من تهذيب الكمال. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 118 آجَالِنَا، وَذَهَابَ الصَّالِحِينَ مِنَّا [1] . الْقَوَارِيرِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو فُلانٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ رَأَيْتُ ابْنَ غَالِبٍ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَكَانَ صَائِمًا فِي الْحَرِّ، وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ، فَكَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: رُوحُوا إِلَى الْجَنَّةِ، فَنَادَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ: أَبَا فِرَاسٍ أَنْتَ آمِنٌ أَنْتَ آمِنٌ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ، وَضَرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا دُفِنَ كَانُوا يَأْخُذُونَ مِنْ تُرَابِ قَبْرِهِ كَأَنَّهُ مِسْكٌ يَصُرُّونَهُ فِي ثِيَابِهِمْ [2] . وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فِي الْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. 82- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرُّوخٍ) [3] . سَمِعَ: أَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، وَزَيْدُ بْنُ سَلامٍ. قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : رَوَى عَنْهُ مُبَارَكٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَهُوَ مَجْهُولٌ. قُلْتُ: مَا هُوَ بِمَجْهُولٍ. 83- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ) [6]- د ن ق- أبو بشر، وقيل أبو   [1] تهذيب الكمال 15/ 421. [2] تهذيب الكمال 15/ 420، 421. [3] انظر عن (عبد الله بن فرّوخ الشامي) في: التاريخ الكبير 5/ 170 رقم 538، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 863، والجرح والتعديل 5/ 137 رقم 638، والعلل لابن أبي حاتم، رقم 1882، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277، وتهذيب الكمال 15/ 424- 427 رقم 3479، والكاشف 2/ 105 رقم 2941، وميزان الاعتدال 2/ 471 رقم 4505، والمغني في الضعفاء 1/ 351 رقم 3304، وتهذيب التهذيب 5/ 355 رقم 610، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 536، وخلاصة تذهيب التهذيب 209، والوافي بالوفيات 17/ 399 رقم 334، ورجال مسلم 1/ 382 رقم 842. [4] في تاريخه 271 رقم 863. [5] في الجرح والتعديل 5/ 137 رقم 638. [6] انظر عن (عبد الله بن فيروز الديلميّ) في: تاريخ الدارميّ، رقم 631، والتاريخ الكبير 5/ 80، 81 رقم 220، والمعرفة والتاريخ 2/ 290 و 293 و 367 و 521 و 3/ 386، وتاريخ أبي زرعة 1/ 336 و 338 و 601، والثقات الجزء: 6 ¦ الصفحة: 119 بسر [1] ، أَخُو الضَّحَّاكِ بْنِ فَيْرُوزَ. عَنْ: أَبِيهِ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: وَهْبُ بْنُ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، ويحيى بن أبي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ يَسْكُنُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] . رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: كُنْتُ ثَالِثَ ثَلاثَةٍ مِمَّنْ يَخْدِمُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ.   [ () ] لابن حبّان 5/ 23، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 79 ب، وتهذيب الكمال 15/ 435- 437 رقم 3484، والكاشف 2/ 105 رقم 2946، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3470، والإصابة 3/ 138، 139 رقم 6626، وتهذيب التهذيب 5/ 358 رقم 615، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 210. [1] قال الحاكم في الأسامي والكنى، ورقة 79 ب، 80 أ: أبو بشر عبد الله بن الديلميّ، واسم الديلميّ فيروز الشامي، عن حنش الصنعاني، روى عنه أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني، كناه لنا محمد بن سليمان، نا محمد يعني ابن إسماعيل قال: وقال ضمرة، عن السيباني، عن عبد الله بن الديلميّ: أتيت الأردن فلقيت حنش الصنعاني فقال لي: يا با بشر. هكذا قاله محمد بن إسماعيل البخاري على حسب ما أخرجته. أبو بشر بالشين. وتابعه عليه مسلم بن الحجّاج القشيري وأخرجه في كتابه الكنى في باب أبي بشر، وكلاهما أخطئا فيه. علمي إنّما هو أبو بسر عبد الله بن الديلميّ الشامي. وساق الحاكم حديثين للتأكيد على كنيته بأبي بسر (بالسين المهملة) ، وقال: أبو بسر بالسين لا أبو بشر، وخليقا أن يكون محمد بن إسماعيل- رحمة الله عليه- مع جلالته ومعرفته بالحديث اشتبه عليه، فلما نقله مسلم بن الحجّاج من كتابه تابعه على زلّته، ومن تأمّل كتاب مسلم بن الحجّاج في الأسامي والكنى علم أنه منقول من كتاب محمد بن إسماعيل حذو القذّة بالقذّة حتى لا يزيد عليه إلّا ما يسهل على العادّ عدده، وتجلّد في نقله حق الجلادة إذ لم ينسبه إلى قائليه ورواته، وحكاه حكاية مجرّدة، وكتاب محمد بن إسماعيل رحمة (وردت: رحمت- بالتاء الممدودة) الله عليه في التاريخ كتاب لم يسبق إليه، ومن ألّف (وفيه: اللف) بعده شيئا من التاريخ أو الأسامي والكنى لم يستغن عنه، فمنهم من نسبه إلى نفسه مثل أبي زرعة وأبي حاتم ومسلم بن الحجّاج، ومنهم من حكاه عن محمد بن إسماعيل. والله يرحم محمد بن إسماعيل فإنّه الّذي أصّل الأصل وما سواه عليه وبال، منه يستفاد وبه يقتدى، وإن كابر العيان مكابر وعاند الحق معاند، فليس تخفى صورة الحق عند ذوي الألباب. [2] لم يذكره في تاريخه، ولا في معرفة الرجال. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 120 84- (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ) [1]- م 4- بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ القرشيّ المطّلبيّ المدنيّ. قِيلَ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عُمَرَ، وزيد بن خالد الجهني. روى عنه: ابنه المطلب، وإسحاق بن يسار أبو محمد، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. ووفد على عبد الملك، وكان قاضي المدينة في أيامه، وولي له بالبصرة أيضا. 85- (عبد الله بن معانق) [2] أبو معانق الأشعري الشامي، وقيل الأزدي روى عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، وَعَبْدِ الله بن سلام. وعنه: شهر بن حوشب، ويحيى بن أبي كثير، وأبو سلام ممطور، وبسر بن عبيد الله. قال البرقاني، عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ: مَجْهُولٌ لا شَيْءٌ [3] ، قَالَ: أَمَّا الجهالة فمعدومة.   [1] انظر عن (عبد الله بن قيس بن مخرمة) في: طبقات ابن سعد 5/ 239، وتاريخ خليفة 293 و 296، والتاريخ الكبير 5/ 172 رقم 547، والمعرفة والتاريخ 1/ 296 و 466 و 467، وأنساب الأشراف 5/ 374، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 124، 125، والثقات لابن حبّان 5/ 10 و 44، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 471، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277، والتبيين في أنساب القرشيين 206، وتاريخ الطبري 6/ 201، والكامل في التاريخ 4/ 373، والكاشف 2/ 107 رقم 2955، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 3495، وتهذيب الكمال 15/ 453- 456 رقم 3492، وجامع التحصيل 262 رقم 391، وتهذيب التهذيب 5/ 363، 364 رقم 626، وتقريب التهذيب 1/ 441 رقم 552، وخلاصة تذهيب التهذيب 210، ورجال مسلم 1/ 383 رقم 845. [2] انظر عن (عبد الله بن معانق) في: التاريخ الكبير 5/ 194 رقم 614، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 889، والجرح والتعديل 5/ 168 رقم 777، والثقات لابن حبّان 5/ 36، وتاريخ دمشق (عبد الله بن مسعود- عبد الحميد بن بكار) 151- 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 744، وميزان الاعتدال 2/ 506 رقم 4616، والكاشف 2/ 118 رقم 3032، وتهذيب التهذيب 6/ 38 رقم 63، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 650، وخلاصة تذهيب التهذيب 215. [3] تاريخ دمشق 155. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 121 86- (عبد الله بن معقل [1] بن مقرّن) [2]- سوى ق- المزنيّ، أبو الوليد الكوفيّ. لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ. روى عنه: أبو إسحاق، وعبد الملك بن عمير، ويزيد بن أبي زياد، وأبو إسحاق الشيباني، وغيرهم. قَالَ أَحْمَد العجلي [3] : ثقة من خيار التابعين، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. 87- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدٍ الزّمّانيّ [4]   [1] في طبعة القدسي 3/ 270 «ابن مغفل» وهو وهم، لأن ابن المغفّل صحابي وكنيته غير أبي الوليد. [2] انظر عن (عبد الله بن معقل) في: طبقات ابن سعد 6/ 175 (وفيه ابن معقل) ، وطبقات خليفة 153 (وفيه ابن معقل) ، وتاريخ خليفة 146، والتاريخ الصغير 94، والتاريخ الكبير 5/ 195 رقم 615 (وفيهما «ابن معقل» ) ، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 891، (وفيه ابن معقل) ، والتاريخ لابن معين 2/ 332، 333 (وفيه: ابن معقل) ، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 248 (وهو على الظنّ) ، والمحبّر 124 و 281، والمعرفة والتاريخ 2/ 582 و 3/ 105 و 135 و 136 و 137 و 190 و 362، وتاريخ أبي زرعة 1/ 529، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 234، والمعارف 297 و 467 و 487، (وكلها: ابن معقل) ، وتاريخ الطبري 3/ 102، والجرح والتعديل 5/ 169 رقم 780 (ابن معقل) ، وتاريخ الثقات لابن حبّان 5/ 35، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 695 و 771 (ابن معقل) ، وجمهرة أنساب العرب 202، والكامل في التاريخ 2/ 278 و 4/ 44، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 745، وتحفة الأشراف 7/ 172- 181 رقم 320، وسير أعلام النبلاء 4/ 206 رقم 83، (وفيه: ابن معقل) ، والكاشف 2/ 119 رقم 3037، والوافي بالوفيات 17/ 628 رقم 532، وجامع التحصيل 264 رقم 397، وطبقات الفقهاء للشيرازي 51، وتهذيب التهذيب 6/ 40، 41 رقم 69، وتقريب التهذيب 1/ 453 رقم 656، والإصابة 3/ 142 رقم 6643 (وفيه: ابن مغفل) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، ورجال البخاري 1/ 428 رقم 623، ورجال مسلم 1/ 388 رقم 859، وعلل أحمد، رقم 53 و 4030. [3] في تاريخ الثقات 280 رقم 891. [4] قيّده عبد الغني بن سعيد في مشتبه النسبة (مخطوطة المتحف البريطاني) 20 أبكسر الزاي المشدّدة. والنسبة إلى زمّان وهو ابن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من ربيعة. وفي الأزد زمّان بن مالك بن جديلة، وفي الأزد أيضا زمّان بن تيم الله بن حقال بن أنمار، وفي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 122 الْبَصْرِيُّ) [1]- م 4- رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. 88- (عَبْدُ اللَّهِ بن نجي الحضرمي الكوفي) [2]- د ن ق- عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَحُذَيْفَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، وَالْحَارِثُ الْعِجْلِيُّ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 89- (عَبْدُ الله بن أبي الهذيل) [3]- م ت ن-   [ () ] قضاعة: زمّان بن حزيمة بن نهد، وفي هوازن: زمّان بن عديّ بن جشم بن معاوية بن بكر. (الأنساب 6/ 296، 297، واللباب 2/ 73، 74) . [1] انظر عن (عبد الله بن معبد الزّمّانيّ) في: طبقات خليفة 209 وقد تحرّفت فيه النسبة إلى «الرّمّاني» وقيّده بالراء المشدّدة، والتاريخ الكبير 5/ 198 رقم 622، وتاريخ الثقات للعجلي 280 رقم 890، وتاريخ الطبري 2/ 293، والجرح والتعديل 5/ 173 رقم 805، والثقات لابن حبّان 5/ 36، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 744، 745، والكاشف 2/ 119 رقم 3036، والوافي بالوفيات 17/ 628 رقم 531، وميزان الاعتدال 2/ 507 رقم 4618، وتهذيب التهذيب 6/ 40 رقم 67، وتقريب التهذيب 1/ 453 رقم 654، وخلاصة تذهيب التهذيب 215، ورجال مسلم 1/ 391 رقم 865. [2] انظر عن (عبد الله بن نجيّ) في: طبقات ابن سعد 6/ 234، وتاريخ الثقات للعجلي 282 رقم 899، والجرح والتعديل 5/ 184 رقم 858، والثقات لابن حبّان 5/ 30، والمراسيل لابن أبي حاتم 110 رقم 175، وتهذيب التهذيب 6/ 55 رقم 103، وتقريب التهذيب 1/ 456 رقم 692، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، وجامع التحصيل 264 رقم 401. [3] انظر عن (عبد الله بن أبي الهذيل) في: طبقات ابن سعد 6/ 115، 116، وطبقات خليفة 156، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 2/ 224 رقم 768، وتاريخ الثقات للعجلي 282 رقم 904، والتاريخ الكبير 5/ 222، 223 رقم 727، والمعرفة والتاريخ 2/ 557 و 816 و 817، وتاريخ أبي زرعة 1/ 626، والجرح والتعديل 5/ 196 رقم 908، والثقات لابن حبّان 5/ 25، وحلية الأولياء 4/ 358- 364 رقم 279، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 750، والكاشف 2/ 124 رقم 3072، وسير أعلام النبلاء 4/ 170، 171 رقم 61، وتهذيب التهذيب 6/ 62 رقم 121، وتقريب التهذيب 1/ 458 رقم 709، وغاية النهاية 1/ 462، 463 رقم 1926، وجامع التحصيل 265 رقم 404، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، ورجال مسلم 1/ 398 رقم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 123 أبو المغيرة العنزيّ [1] الكوفيّ، الْعَابِدُ الْوَرِعُ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْكِبَارِ. رَوَى عَنْهُ: الأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَوَاصِلُ الأَحْدَبُ، وَأَبُو التَّيَّاحِ الضُّبَعِيُّ. وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. قَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: مَا رَأَيْتُهُ إِلا وَكَأَنَّهُ مذعور [2] . وقال العوامّ بن حوشب: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ: إِنِّي لأَتَكَلَّمُ حَتَّى أَخْشَى اللَّهَ، وَأَسْكُتُ حَتَّى أَخْشَى اللَّهَ [3] 90- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ الْبَصْرِيُّ [4] م د صَاحِبُ السِّقَايَةَ، وَهُوَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ، أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُرْثُنٍ، أَوِ ابْنِ بُرْثُمٍ [5] ، وَكَانَتْ أُمُّ بُرْثُنٍ قَدْ تَبَنَّتْهُ، وَهُوَ مَجْهُولُ الأَبِ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ، إِنَّمَا نُسِبَ إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ. قُلْتُ: رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، وجابر.   [881،) ] وصفة الصفوة 3/ 33 رقم 387. [1] العنزي: بفتح العين المهملة، والنون، وكسر الزاي. هذه النسبة إلى عنزة، وهو حيّ من ربيعة، وهو عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. (الأنساب 9/ 76، واللباب 2/ 361، 362) . [2] حلية الأولياء 4/ 358. [3] حلية الأولياء 4/ 358، 359. [4] انظر عن (عبد الله بن آدم البصري) في: طبقات خليفة 204، والتاريخ لابن معين 2/ 343، والتاريخ الكبير 5/ 254 رقم 818، والجرح والتعديل 5/ 209 رقم 989، والثقات لابن حبّان 5/ 83، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 424 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 773، وسير أعلام النبلاء 4/ 252، 253 رقم 92، والكاشف 2/ 138 رقم 3175، وتهذيب التهذيب 6/ 134 رقم 277) ، وتقريب التهذيب 1/ 472 رقم 859، وخلاصة تذهيب التهذيب 223، ورجال مسلم 1/ 404 رقم 898، والعلل لأحمد رقم 1345. [5] بضم الموحّدة والمثلّثة، كما في الخلاصة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 124 وعنه: أبو العالية الرياحي- وهو أكبر منه-، وقتادة، وسليمان التيمي، وعوف الأعرابي. قال المدائني: استعمل عبيد الله بن زياد عبد الرحمن بن أُمِّ بُرْثُنٍ، ثُمَّ غَضِبَ عَلَيْهِ، فَعَزَلَهُ وَأَغْرَمَهُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَخَرَجَ إِلَى يَزِيدَ، قَالَ: فَنَزَلْتُ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ دِمَشْقَ، وَضُرِبَ لِيَ خِبَاءٌ وَحُجْرَةٌ، فإني لجالس إذا كلب سلوقي [1] قد دخل في عنقه طوق من ذهب، فأخذته، وطلع فارس، فلما رأيته هبته، فأدخلته الحجرة، وأمرت بفرسه فجرد، فلم ألبث أَنْ تَوَافَتِ الْخَيْلُ، فَإِذَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لِي بَعْدَ مَا صَلَّى: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ كَتَبْتُ لَكَ مِنْ مَكَانِكَ، وَإِنْ شِئْتَ دَخَلْتَ. قَالَ: فَأَمَرَ فَكَتَبَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ: أَنْ رُدَّ عَلَيْهِ مِائَةَ أَلْفٍ، فَرَجَعْتُ، قَالَ: وَأَعْتَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَوْمَئِذٍ فِي الْمَكَانِ الَّذِي كُتِبَ لَهُ فِيهِ الْكِتَابُ ثَلاثِينَ مَمْلُوكًا، وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ مَعِي فَلْيَرْجِعْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ فَلْيَذْهَبْ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَتَأَلَّهُ [2] . قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَرَمَى غُلامًا لَهُ يَوْمًا بِسَفُّودٍ فَأَخْطَأَهُ، وَأَصَابَ ابْنَهُ، فَنَثَرَ دِمَاغَهُ، فَخَافَ الْغُلامُ، فَدَعَاهُ وَقَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِكَ لِأَنِّي رَمَيْتُكَ مُتَعَمِّدًا، فَلَوْ قَتَلْتُكَ هَلَكْتُ، وَأَصَبْتَ ابْنِي خَطَأً، ثُمَّ عَمِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدُ، وَمَرِضَ، فَدَعَا اللَّهَ أَنْ لا يُصَلِّي عَلَيْهِ الْحَكَمُ، يَعْنِي ابْنَ أَيُّوبَ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ، وَمَاتَ فِي مَرَضِهِ، وَشُغِلَ الْحَكَمُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ [3] . وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: إِنَّ أُمَّ بُرْثُنٍ كَانَتْ تُعَالِجُ الطِّيبَ، وَتُخَالِطُ نِسَاءَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَأَصَابَتْ غُلامًا لَقَطَتْهُ فَرَبَّتْهُ وَتَبَنَّتْهُ، وَسَمَّتْهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَنَشَأَ، فَوَلاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُمِّ بُرْثُنٍ [4] . قُلْتُ: وَكَانَ الْحَكَمُ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ الأَشْعَثِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ   [1] الكلب السّلوقي: كلب الصيد. [2] التألّه: التنسّك والتعبّد، على ما في القاموس المحيط للفيروزآبادي. والخبر في تاريخ دمشق 9/ 24 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 773. [3] تهذيب الكمال 2/ 773. [4] تهذيب الكمال 2/ 773. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 125 وَثَمَانِينَ هَرَبَ الْحَكَمُ وَلَحِقَ بِالْحَجَّاجِ، فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَاتَ قَبْلَ خُرُوجِ ابن الأشعث. 91- (عبد الرحمن بن حجيرة) [1]- م 4- الخولانيّ البصريّ القاضي. رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَنَضْلَةُ بْنُ كُلَيْبٍ. وَكَانَ أَمِيرُ مِصْرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ قَدْ جَمَعَ لَهُ الْقَضَاءَ وَالْقَصَصَ وَبَيْتَ الْمَالِ، وَكَانَ رِزْقُهُ فِي الْعَامِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَلا يَدَّخِرُهَا، رَحِمَهُ اللَّهُ [2] . كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. 92- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ الْهَمْدَانِيُّ) [3]- 4- كَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ يَوْمَ الزَّاوِيَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ [4] . وَقَدْ حدّث عن البراء بن عازب.   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن حجيرة) في: التاريخ الكبير 5/ 276 رقم 894، وتاريخ الثقات للعجلي 291 رقم 946، والمعرفة والتاريخ 2/ 508 و 511، والجرح والتعديل 5/ 227 رقم 1069، والثقات لابن حبّان 5/ 96، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 782، 783، والكاشف 2/ 143 رقم 3214، وتهذيب التهذيب 6/ 160 رقم 326، وتقريب التهذيب 1/ 477 رقم 908، وخلاصة تذهيب التهذيب 226، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 44 و 3/ 225 و 229 و 335، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 925، والبداية والنهاية 9/ 51 وفيه تحرّف إلى (ابن جحيرة) ، ورجال مسلم 1/ 408 رقم 911. [2] تهذيب الكمال 2/ 782، 783. [3] انظر عن (عبد الرحمن بن عوسجة) في: طبقات ابن سعد 6/ 230، وطبقات خليفة 150، وتاريخ خليفة 282 و 286، والتاريخ الكبير 5/ 327 رقم 1037، وتاريخ الثقات للعجلي 297 رقم 971، وتاريخ الطبري 6/ 343، والجرح والتعديل 5/ 270 رقم 1276، والثقات لابن حبّان 5/ 99، ورجال الطوسي 48 رقم 22، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 808، 809، والكاشف 2/ 159 رقم 3325، وتهذيب التهذيب 6/ 244 رقم 489، وتقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1069، وخلاصة تذهيب التهذيب 232. [4] تاريخ خليفة 282 وطبقاته 150. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 126 رَوَى عَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَقَبَّانُ النَّهْمِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقِيلَ: كَانَ يَوْمُ الزَّاوِيَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ، وَغَيْرِهِ. 93- عَبْدُ الرحمن بن أبي ليلى [1] ع أَبُو عِيسَى الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ، وَيُقَالُ أَبُو مُحَمَّدٍ الفقيه المقرئ.   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي ليلى) في: طبقات ابن سعد 6/ 109- 113، وطبقات خليفة 150، وتاريخ خليفة 283 و 287 و 367 و 371 و 408 و 434، والتاريخ لابن معين 2/ 356، 357، ومعرفة الرجال له 2/ 234 رقم 801، والتاريخ الصغير 90، والتاريخ الكبير 5/ 368، 369 رقم 1164، وتاريخ الثقات للعجلي 298 رقم 978، والمعرفة والتاريخ 1/ 224 و 259 و 493 و 2/ 22 و 23 و 90 و 225 و 401 و 579 و 617 و 618 و 642 و 678 و 684، 685 و 711 و 717 و 817 و 3/ 79- 81 و 94 و 129 و 134 و 333، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 541 و 549 و 667 و 2/ 270، 671، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 267 و 595 و 597 و 5/ 101 و 102 و 196، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 244 و 400 و 408، وتاريخ الطبري 4/ 477 و 499 و 500 و 6/ 350 و 357 و 367، والجرح والتعديل 5/ 301 رقم 1424، والثقات لابن حبّان 5/ 100، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 758، والمراسيل 125 رقم 213، ورجال الطوسي 48 رقم 28، وتاريخ بغداد 10/ 199- 202 رقم 5348، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 813، 814، وتهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 303، 304 رقم 361، وجمهرة أنساب العرب 335، ووفيات الأعيان 2/ 359 رقم 83، وسير أعلام النبلاء 4/ 262- 267 رقم 96، والعبر 1/ 96، وتذكرة الحفّاظ 1/ 55، والكاشف 2/ 162 رقم 3344، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 216، والكامل في التاريخ 4/ 472 و 478 و 483، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 114 و 150 و 153 و 202 و 207 و 418 و 490 و 556 و 595 و 598 و 619 و 622 و 626 و 632، ودول الإسلام 1/ 59، وجامع التحصيل 275 رقم 452، والوفيات لابن قنفذ 94 رقم 83، والزهد لابن المبارك 406 و 480 وملحقه 79 رقم 282، والعقد الفريد 2/ 126 و 2/ 175 و 446 و 3/ 5 و 5/ 31 و 32 و 6/ 294، وغاية النهاية 1/ 376، 377 رقم 1602، وتهذيب التهذيب 6/ 260- 262 رقم 515، وتقريب التهذيب 1/ 496 رقم 1094، والإصابة 2/ 420 رقم 5192، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وطبقات الحفّاظ 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 234، وطبقات المفسّرين 1/ 269، وشذرات الذهب 1/ 92، ورجال البخاري 1/ 459، 460 رقم 688، ورجال مسلم 1/ 424، 425 رقم 954، وآثار البلاد 72. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 روى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأُبَيّ بن كعب، وَصُهَيْبٍ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بن عبادة، وأبي أيّوب، وَالْمِقْدَادِ- وَرِوَايَتِهِ عَنْ مُعَاذٍ فِي السُّنَنِ [1] الأَرْبَعَةِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ- وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَلِأَبِيهِ صُحْبةٌ. وُلِدَ فِي وَسَطِ خِلافَةِ عُمَرَ، وَهُوَ يَصْغُرُ عَنِ السَّمَاعِ مِنْهُ، بَلْ رَآهُ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ. رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ [2] ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَعْمَشُ، وَكَانَ قَدْ أَخَذَ عَنْ عَلِيٍّ الْقُرْآنَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ كَأَنَّهُ أَمِيرٌ. وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ لِرَجُلٍ: اقْرَأِ الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَدُلُّنِي عَلَى مَا تُرِيدُونَ، نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي كَذَا، وَهَذِهِ فِي كَذَا [3] . وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى: أَدْرَكْتُ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْصَارِ، إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنْ شَيْءٍ وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ [4] . وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ اسْتَعْمَلَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى عَلَى الْقَضَاءِ، ثُمَّ عَزَلَهُ، ثُمَّ ضُرِبَ لَيَسُبَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ النَّهْرَوَانَ مَعَ عَلِيٍّ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ اجْتَمَعَ بِابْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: مَا شَعَرْتُ أَنَّ النِّسَاءَ وَلَدْنَ مِثْلَ هَذَا [5] . قُلْتُ: وَكَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى قَدْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ، فِيمَنْ خَرَجَ مِنَ   [1] في الأصل «سنن» . [2] في الأصل «عيينة» . [3] التاريخ الكبير 5/ 368. [4] طبقات ابن سعد 6/ 110. [5] تاريخ بغداد 10/ 200. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 128 الْعُلَمَاءِ وَالصُّلَحَاءِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَغَرِقَ لَيْلَةَ دُجَيْلَ، وَقِيلَ قُتِلَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ [1] ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ، وَقِيلَ: ابْنُ بِلالٍ، وَقِيلَ ابْنُ دَاوُدَ بْنِ أُحَيْحَةَ بْنِ الْجُلاحِ بْنِ الْحَرِيشِ بْنِ جَحْجَبَا بْنِ كَلْفَةَ [2] . وَقَالَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفَدَ أَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ شُعْبَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: صَحِبْتُ عَلِيًّا فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَأَكْثَرُ مَا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ بَاطِلٌ [3] . وَقَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَقَدْ ضَرَبَهُ الْحَجَّاجُ، وَكَأَنَّ ظَهْرَهُ مِسْحٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى ابْنِهِ، وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ: الْعَنِ الْكَذَّابِينَ، فَيَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ اللَّهُ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ. قَالَ: وَأَهْلُ الشَّامِ كَأَنَّهُمْ حَمِيرٌ لا يَدْرُونَ مَا يَقُولُ، وَهُوَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ اللَّعْنِ [4] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: افْتُقِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِمَسْكِنَ. وَقَالَ شُعْبَةُ: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَاقْتَحَمَ بِهِمَا فَرَسَاهُمَا الْفُرَاتَ، فَذَهَبَا. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ بِوَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ. 94- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ [5] ابن قيس الكنديّ، أمير سجستان.   [1] تاريخ بغداد 10/ 201. [2] قال ابن الأثير في (المرصّع- ص 63) : «إذا أطلق المحدّثون «ابن أبي ليلى» فإنّما يعنون عبد الرحمن، وإذا أطلق الفقهاء «ابن أبي ليلى» فإنّما يعنون محمدا ابنه، وهو إمام مشهور في الفقه، صاحب مذهب وقول» . [3] انظر نحوه في طبقات ابن سعد 6/ 113. [4] المعرفة والتاريخ 2/ 618، وابن سعد 6/ 112، 113، وحلية الأولياء 4/ 351. [5] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث) في: المعارف 127 و 244 و 334 و 337 و 345 و 404 و 411 و 414 و 445، و 446، و 469 و 484 و 536، وأنساب الأشراف 3/ 289، و 4 ق 1/ 353 و 373 و 4/ 60 و 77 و 153 و 5/ 152 و 229 و 260 و 262 و 263 و 276، والأخبار الموفقيّات 348 و 478، وفتوح البلدان 80 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 129 قَدْ ذَكَرْنَا حُرُوبَهُ لِلْحَجَّاجِ، وَآخِرُ الأَمْرِ أَنَّهُ رَجَعَ إِلَى الْمَلِكِ رُتْبِيلَ، فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ بْنُ عَمْرٍو: لا أَدْخُلُ مَعَكَ لِأَنِّي أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ، وَكَأَنِّي بِكِتَابِ الْحَجَّاجِ قَدْ جَاءَ إِلَى رُتْبِيلَ يُرَغِّبُهُ وَيُرْهِبُهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ بَعَثَ بك سلما أو قتلك، ولكن هاهنا خَمْسَمِائَةٍ قَدْ تَبَايَعْنَا عَلَى أَنْ نَدْخُلَ مَدِينَةً وَنَتَحَصَّنُ فِيهَا، وَنُقَاتِلُ حَتَّى نُعْطَى أَمَانًا أَوْ نَمُوتُ كِرَامًا، فَقَالَ: أَمَّا لَوْ دَخَلْتَ مَعِي لَوَاسَيْتُكَ وَأَكْرَمْتُكَ. فَأَبَى عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى رُتْبِيلَ، وَأَقَامَ الْخَمْسُمِائَةٍ حَتَّى قَدِمَ عُمَارَةُ بْنُ تَمِيمٍ، فَقَاتَلُوا حَتَّى أَمَّنَهُمْ وَوَفَى لَهُمْ. وَتَتَابَعَتْ كُتُبُ الْحَجَّاجِ إِلَى رُتْبِيلَ فِي شَأْنِ ابْنِ الأَشْعَثِ، إِلَى أَنْ بَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ، وَتَرَكَ لَهُ الْحِمْلَ [1] الَّذِي كَانَ يُؤَدِّيهِ سَبْعَ سِنيِنَ [2] . وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَصَابَهُ سُلٌّ وَمَاتَ، فَقَطَعُوا رَأْسَهُ، وَبَعَثُوا بِهِ إِلَى الْحَجَّاجِ. وَيُرْوَى أَنَّ الْحَجَّاجَ بَعَثَ إِلَى رُتْبِيلَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكَ عُمَارَةَ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا يَطْلُبُونَ ابْنَ الأَشْعَثِ، فَأَبَى أَنْ يُسَلِّمَهُ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي سُبَيْعٍ، فَأَرْسَلَهُ مَرَّةً إِلَى رُتْبِيلَ، فَخَفَّ عَلَى رُتْبِيلَ، وَاخْتَصَّ بِهِ، فَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث لأخيه: إِنِّي لا آمَنُ غَدْرَ هَذَا، فَاقْتُلْهُ، فَهَمَّ   [ () ] و 366 و 397 و 426 و 460 و 481 و 504، وتاريخ اليعقوبي 2/ 277 و 279 و 310، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 159 و 161 و 3/ 352، 353، والأخبار الطوال 240 و 316 و 318 و 320، وتاريخ الطبري 6/ 264- 266 و 326- 328 و 337- 341 و 344- 346 و 368- 370 و 380- 382 و 389- 391 وانظر فهرس الأعلام 10/ 321، والمعرفة والتاريخ 3/ 381، وتاريخ خليفة 275 و 295، وجمهرة أنساب العرب 425 وانظر فهرس الأعلام 594، ومقاتل الطالبيّين 103، والخراج وصناعة الكتابة 398، والبدء والتاريخ 6/ 35، ومروج الذهب 2063- 2065 و 2081 و 2095 و 2109 و 2111 و 2317 و 2119 و 2288 و 2428، ولطف التدبير 226، ونشوار المحاضرة 5/ 55، والمرصّع لابن الأثير 68، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 217، والعقد الفريد 1/ 142 و 2/ 464، وعيون الأخبار 1/ 122، وتاريخ حلب للعظيميّ 89 و 104، ونهاية الأرب 21/ 233 وما بعدها، وثمار القلوب 474 و 481، ووفيات الأعيان 7/ 114، والعبر 1/ 90 و 97، وسير أعلام النبلاء 4/ 183، 184 رقم 74، والبداية والنهاية 9/ 53، وفوات الوفيات 2/ 192، والتذكرة الحمدونية 2/ 62 و 454 وتخليص الشواهد 305. [1] كذا في الأصل، ولعله «الجعل» . وفي تاريخ الطبري: «ترك له الصلح» . [2] تاريخ الطبري 6/ 390. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 130 بِهِ، وَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَخَافَ، فَوَشَى بِهِ إِلَى رُتْبِيلَ، وَخَوَّفَهُ الْحَجَّاجَ، وَهَرَبَ سِرًّا إِلَى عُمَارَةَ، فَاسْتَجْعَلَ فِي ابْنِ الأَشْعَثِ أَلْفَ أَلْفٍ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ عُمَارَةُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِ عُبَيْدًا وَرُتْبِيلَ مَا طَلَبَا، فَاشْتَرَطَ أَشْيَاءَ فَأُعْطِيَهَا، وَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ وَإِلَى ثَلاثِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَدْ أَعَدَّ لَهُمُ الْجَوَامِعَ وَالْقُيُودَ فَقَيَّدَهُمْ، وَأَرْسَلَهُمْ جَمِيعًا إِلَى عُمَارَةَ، فَلَمَّا قَرُبَ ابْنُ الأَشْعَثِ أَلْقَى نَفْسَهُ مِنْ قَصْرٍ فَمَاتَ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ [1] . 95- (عَبْدُ الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاريّ) [2]- خ ت- وهو عبد الرحمن بن سهل. سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقِيلَ لَقِيَ عُثْمَانَ. وَعَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ. وَيُقَالُ: قُتِلَ يَوْمَ الْحَرَّةِ، فَيُقَدَّمُ. 96- (عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة) [3]- م- بْنِ نَوْفَلٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الْمِسْوَرِ الْفَقِيهُ.   [1] تاريخ الطبري 6/ 390، 391، الكامل في التاريخ 501، 502. [2] انظر عن (عبد الرحمن بن عمرو بن سهل) في: التاريخ الكبير 5/ 326، 327 رقم 1035، والجرح والتعديل 5/ 266 رقم 1256، والثقات لابن حبّان 5/ 90، 91، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 806، والكاشف 2/ 158 رقم 3318، وتهذيب التهذيب 6/ 235، 236 رقم 481، وتقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1061، وخلاصة تذهيب التهذيب 228، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 233، ورجال البخاري 1/ 450 رقم 669. [3] انظر عن (عبد الرحمن بن المسور) في: طبقات ابن سعد 6/ 114، وطبقات خليفة 243، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ لابن معين 2/ 357، والتاريخ الكبير 5/ 347- 349 رقم 1103، والمعرفة والتاريخ 1/ 369 و 2/ 106، والجرح والتعديل 5/ 283 رقم 1349، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 511، والمعارف 429، والثقات لابن حبّان 5/ 101، ورجال صحيح مسلم 1/ 421 رقم 945، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 299، وتهذيب الكمال 2/ 816، والكاشف 2/ 164 رقم 3356، وتهذيب التهذيب 6/ 269، 270 رقم 533، وتقريب التهذيب 1/ 498 رقم 1110، وخلاصة تذهيب التهذيب 234، ومرآة الجنان 1/ 180. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 131 سَمِع: أَبَاهُ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبَا رَافِعٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جَعْفَرٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالزُّهْرِيُّ. وَكَانَ ثِقَةٌ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ. 97- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ) [1]- ع- أبو بكر الفقيه، أَخُو الأَسْوَدِ وَابْنُ أَخِي عَلْقَمَةَ. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَسَلْمَانَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَتُوُفِّيَ فِي حُدُودِ سَنَةَ اثنتين وثمانين. 98- عبد العزيز بن مروان [3] د أبو الأصبغ الأمويّ، أَمِيرُ مِصْرَ، وَوَلِيُّ عَهْدِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ أَخِيهِ   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن يزيد بن قيس) في: طبقات ابن سعد 6/ 121، 122، وطبقات خليفة 148، والتاريخ لابن معين 2/ 362، والتاريخ الكبير 5/ 363 رقم 1152، وتاريخ الثقات للعجلي 301 رقم 993، والمعرفة والتاريخ 2/ 536 و 617 و 624 و 3/ 74 و 216 و 217 و 221، وتاريخ أبي زرعة 1/ 458 و 638 و 651 و 652، والمعارف 351 و 432، والجرح والتعديل 5/ 299 رقم 1416، والثقات لابن حبّان 5/ 86، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 458 رقم 686، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 425، 426 رقم 956، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 58 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 289، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 826، والكاشف 2/ 168، 169 رقم 3390، وتهذيب التهذيب 6/ 299 رقم 580، وتقريب التهذيب 1/ 402 رقم 1155، والنجوم الزاهرة 1/ 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 236، وسير أعلام النبلاء 4/ 78 رقم 24، والعلل لأحمد، 435. [2] التاريخ 2/ 362. [3] انظر عن (عبد العزيز بن مروان) في: طبقات ابن سعد 5/ 236، والمحبّر لابن حبيب 477، وطبقات خليفة 240، وتاريخ خليفة 230 و 261 و 270 و 271 و 277 و 286 و 297 و 298، والتاريخ لابن معين 2/ 367، ومعرفة التاريخ له 2/ 67 رقم 133، والتاريخ الكبير 6/ 8 رقم 1514، وأنساب الأشراف 3/ 73 و 4 ق 1/ 305 و 442 و 444 و 446- 448 و 450 و 4/ 17 و 137- 139 و 140- 144 وانظر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 132 عَبْدِ الْمَلِكِ بِعَهْدٍ مِنْ مَرْوَانَ، إِنْ صَحَّحْنَا خِلافَةَ مَرْوَانَ، فَإِنَّهُ خَارِجٌ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بَاغٌ، فَلا يَصِحُّ عَهْدُهُ إِلَى وَلَدَيْهِ، إِنَّمَا تَصِحُّ إِمَامَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ يَوْمِ قَتْلِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَلَمَّا مَلَكَ مَرْوَانُ الشَّامَ وَغَلَبَ عليها سار إلى مصر، فاستولى عليها،   [ () ] فهرس الأعلام 408، والمعارف 188 و 354 و 582، والمعرفة والتاريخ 1/ 464 و 465 و 551 و 568 و 569 و 587 و 2/ 485 و 511 و 596 و 597 و 3/ 214 و 334، وتاريخ أبي زرعة 1/ 519، وفتوح البلدان 270 و 272، ولاة مصر وقضاتها 42 و 43 و 46- 58 و 60 و 65 و 121 و 313- 315 و 220- 226، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 79 و 2/ 423 و 3/ 224- 228، والجرح والتعديل 5/ 393 رقم 1827، وتاريخ الطبري 1/ 419 و 5/ 476 و 539 و 610 و 6/ 144- 391 و 412- 416، ورسائل الجاحظ 2/ 40، وعيون الأخبار 1/ 44 و 333 و 2/ 185 و 3/ 146 و 4/ 66، والخراج وصناعة الكتابة 260 و 345 و 346 و 349، والحلّة السيراء 2/ 330 و 332، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 923، والثقات لابن حبّان 5/ 122، وجمهرة أنساب العرب 105، والتنبيه والإشراف 269، ومروج الذهب 823 و 824 و 1969- 1971 و 2001 و 2429، وتاريخ اليعقوبي 2/ 257 و 272 و 277 و 279 و 306، والمحاسن والمساوئ 186، والهفوات النادرة 23، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 194 ب، وتاريخ حلب للعظيميّ 187 و 195، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 306، 307 رقم 367، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 843، والعقد الفريد 1/ 42 و 230 و 2/ 131 و 448 و 3/ 8 و 46 و 286 و 4/ 394 و 397 و 408 و 409 و 435 و 5/ 326 و 6/ 339 و 349، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 110، والكامل في التاريخ 2/ 225 و 4/ 99 و 190- 192 و 300 و 301 و 332 و 342 و 502 و 513- 515 و 540 و 5/ 59 و 62، ونهاية الأرب 21/ 275 و 276، ووفيات الأعيان 1/ 240 و 370 و 2/ 35 و 425 و 3/ 72 و 4/ 310 و 113 و 5/ 298 و 6/ 89 و 302، والعبر 1/ 99، والكاشف 2/ 178 رقم 3456، وسير أعلام النبلاء 4/ 249- 251 رقم 90، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 8. و 90، ومرآة الجنان 1/ 175، والبداية والنهاية 9/ 57- 60، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 209، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 130، والتذكرة الحمدونية 1/ 302، وتهذيب التهذيب 6/ 356 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 512 رقم 1250، والنجوم الزاهرة 1/ 171 وما بعدها، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 26 و 586، وخلاصة تذهيب التهذيب 7241، وشذرات الذهب 1/ 95، وخزانة الأدب للبغدادي 3/ 583، وآثار البلاد وأخبار العباد 146، ونثر الدرّ 3/ 15، ومحاضرات الأدباء 1/ 205، وتاريخ اليعقوبي 2/ 257 و 272 و 277 و 279 و 306، ومروج الذهب 823 و 1969- 1971 و 2001 و 2439، ونشوار المحاضرة 5/ 120، والبصائر والذخائر 2/ 709، وربيع الأبرار 2/ 751، وفوات الوفيات 3/ 133 و 4/ 197، 198، والتذكرة الحمدونية 2/ 195 و 352، والفخري في الآداب السلطانية 64 و 126 و 129، وتخليص الشواهد 201، والمستطرف 1/ 167، ومعجم بني أميّة 105، 106. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 133 وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا عَبْدَ الْعَزِيزِ وَلَدَهُ، فَبَقِيَ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ مَاتَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَشَهِدَ بِقَتْلِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الأَشْدَقِ بِدِمَشْقَ. وَكَانَتْ دَارُهُ الْخَانَقَاهَ السُّمَيْسَاطِيَّةُ [1] ، وَانْتَقَلَتْ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى ابْنِهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ، وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَبَحِيرُ بْنُ ذَاخِرٍ [2] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَعَثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَجِئْتُهُ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكِتَابَ، فَقَالَ: أَيْنَ الْمَالُ؟ فَقُلْتُ: حَتَّى أَصْبَحَ. فَقَالَ: لا والله، لا أبيت الليلة وَلِي أَلْفَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهُ بِهَا فَفَرَّقَهَا [4] . وَقَالَ ابن أبي مليكة: شَهِدْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنُ مروان يَقُولُ عِنْدَ الْمَوْتِ: يَا لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ شَيْئًا، يَا لَيْتَنِي كَهَذَا الْمَاءِ الْجَارِي [5] . وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: لَمَّا حَضَرَتْ عَبْدَ الْعَزِيزِ الْوَفَاةُ قَالَ: ائْتُونِي بِكَفَنِي، فَلَمَّا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلاهُمْ ظَهْرَهُ، فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يَقُولُ: أُفٍّ لَكَ أُفٍّ لك ما أقصر طويلك وأقلّ كثيرك [6] .   [1] السّميساطيّة: بسينين وطاء مهملات. وهي مهملة في الأصل. والخانقاه معروفة مشهورة عند باب الجامع الأموي الشمالي الّذي كان يسمّى بباب الناطفيّين. وتنسب إلى أبي القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي الحبيشي السميساطي الّذي نزل دمشق فكان من أكابر رؤسائها، وقد اشتراها ووقفها على الفقراء الصوفية، ووقف علوّها على الجامع الأموي. وتوفي سنة 423 هـ. وسميساط قلعة على الفرات بين قلعة الروم وملطية. (انظر: الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 151، ومنادمة الأطلال لعبد القادر بدران 276، 277) . [2] مهمل في الأصل. والتحرير من المشتبه للذهبي. [3] في الطبقات الكبرى 5/ 236. [4] تاريخ دمشق 10/ 197 أ. [5] تاريخ دمشق 10/ 198 أ. [6] تاريخ دمشق 10/ 198 أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 134 وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ أَتَاهُ بَشِيرٌ يُبَشِّرُهُ بِمَالِهِ الَّذِي كَانَ بِمِصْرَ حِينَ كَانَ عَامِلا عَلَيْهَا عَامَهُ، فَقَالَ: هَذَا مَالُكَ، هَذِهِ ثَلاثُمِائَةِ مُدِيٍّ [1] مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: ما لي وَلَهُ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ كَانَ بَعْرًا حَائِلا بِنَجْدٍ [2] . قَالَ خَلِيفَةُ [3] : مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. قُلْتُ: وَهُوَ غَلَطٌ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ [4] وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، زَادَ الزِّيَادِيُّ فَقَالَ: فِي جُمَادَى الأُولَى. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : قَبْلَ أَخِيهِ بِسَنَةٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ. قُلْتُ: وَكَأَنَّ هَذَا أَيْضًا وَهْمٌ، وَالصَّحِيحُ قَوْلُ الْجَمَاعَةِ. وَقَدْ كَانَ مَاتَ بِمِصْرَ قَبْلَهُ بِسِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا ابْنُهُ الأَصْبَغُ فَحَزِنَ عَلَيْهِ، وَمَرِضَ، وَمَاتَ بِحُلْوَانَ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ الَّتِي بَنَاهَا عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ مِصْرَ وَحُمِلَ إِلَى مِصْرَ فِي النِّيلِ. وَلَمَّا بَلَغَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ مَوْتُهُ بَايَعَ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لابْنَيْهِ الْوَلِيدِ ثُمَّ سُلَيْمَانَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ هَمَّ بِخَلْعِ أَخِيهِ. 99- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [6] ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مَناف بْن   [1] في طبعة القدسي 3/ 275 «مد» والتصحيح من: تاريخ دمشق. [2] تاريخ دمشق 10/ 198 أ. [3] في طبقاته 240. [4] مهمل في الأصل. [5] قول ابن سعد ليس في ترجمة عبد العزيز بن مروان. [6] انظر عن (عبد الملك بن مروان) في: طبقات ابن سعد 5/ 223- 235، والمحبّر لابن حبيب 23- 25، ونسب قريش 160- 168، والأخبار الموفقيّات (انظر فهرس الأعلام) 673، 674، وطبقات خليفة 240، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 562، والتاريخ لابن معين 2/ 375، والتاريخ الكبير الجزء: 6 ¦ الصفحة: 135   [5] / 429، 430 رقم 1397، والتاريخ الصغير 91، وتاريخ الثقات للعجلي 312 رقم 1039، والمعارف 355 وانظر فهرس الأعلام 745، والمعرفة والتاريخ 1/ 563 وانظر فهرس الأعلام 3/ 660، 661، وتاريخ أبي زرعة 1/ 191- 193 و 235- 237 و 331- 333 و 337- 339 و 408- 410 و 583- 585 و 595- 597 و 602- 604 وانظر فهرس الأعلام 2/ 928، 929، وتاريخ اليعقوبي 2/ 265- 291، وانظر فهرس الأعلام 1/ 313، وأنساب الأشراف 1/ 22 و 318 و 430 و 499 و 500 و 503 و 505 و 3/ 40 و 53 و 74 و 76 و 85 و 104 و 112 و 192 و 283 و 287 و 302 و 4 ق 1/ 38 و 53 و 60 و 82 و 83 و 123 و 124 و 158 و 160 و 285 و 321 و 323 و 324 و 329 و 349 و 355 و 356 و 362 و 364 و 372 و 441 و 453 و 455 و 459- 468 و 470- 472 و 475 و 476 و 478- 480 و 570 و 614 و 618 والجزء الرابع (انظر فهرس الأعلام) ص 18، والجزء الخامس (انظر فهرس الأعلام) - ص 408، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 639، والسير والمغازي لابن إسحاق 251، والفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 204، وأخبار القضاة لوكيع- الجزء الأول- انظر فهرس الأعلام 34، و 2/ 397 و 417 و 418 و 421 و 3/ 126 و 202 و 210 و 227 و 247، والحلّة السيراء 1/ 17 و 25 و 29- 32 و 34 و 2/ 32 و 323 و 331 و 332، والخراج وصناعة الكتابة (انظر فهرس الأعلام) 582، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) - انظر فهرس الأعلام 140، ومروج الذهب 1973- 2112 و 2121- 2124، وانظر فهرس الأعلام 2/ 485، 486، والبدء والتاريخ 6/ 26، والتنبيه والإشراف 273، ونشوار المحاضرة 5/ 98- 100، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 186، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 214- 224 والولاة والقضاة 48 و 49 و 51 و 54 و 58 و 60 و 61 و 222، وثمار القلوب (انظر فهرس الأعلام) 785، وخاصّ الخاص 50 و 87، ومقاتل الطالبيين 235 و 672، وطبقات الفقهاء للشيرازي 62 و 63 و 74 و 75، والجليس الصالح 1/ 588 و 2/ 36، 37 و 306 و 3/ 12، والهفوات النادرة (انظر فهرس الأعلام 421) ، وتاريخ بغداد 10/ 388- 391 رقم 5568، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 128، 129، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 207، 208، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 252 أ، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 457، والفخري في الآداب السلطانية (انظر فهرس الأعلام) 352، والكامل في التاريخ 4/ 517، وما بعدها، والمرصّع 27 و 163 و 177، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 309، 310 رقم 373، وجمهرة أنساب العرب 89، والثقات لابن حبّان 5/ 119، 120، ووفيات الأعيان 2/ 29- 33، وانظر فهرس الأعلام 8/ 155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 862، والعبر 1/ 102، وسير أعلام النبلاء 4/ 246- 249 رقم 89، وميزان الاعتدال 2/ 664 رقم 5248، والبداية والنهاية 9/ 61- 69، ومرآة الجنان 1/ 178، ودول الإسلام 1/ 60، ونهاية الأرب للنويري 21/ 277- 281، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 325، وفوات الوفيات 1/ 402- 404، والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) 1/ 479 و 2/ 506، ومآثر الإنافة 1/ 126، والوفيات لابن قنفذ 95 رقم 86، والعقد الثمين 5/ 512، وتهذيب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 136 قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ الْخَلِيفَةُ، أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ. بُويِعَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيهِ فِي خِلافَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَبَقِيَ عَلَى مِصْرَ وَالشَّامِ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى بَاقِي الْبِلادِ مُدَّةَ سَبْعِ سِنِينَ، ثُمَّ غَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى الْعِرَاقِ، وَمَا وَالاهَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَبَعْدَ سَنَةٍ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَاسْتَوْسَقَ [1] ، الأَمْرُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ. وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : وَكَانَ عَابِدًا نَاسِكًا بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ الْخِلافَةِ، وَشَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ أَبِيهِ، وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَحَفِظَ أَمْرَهُمْ: قَالَ: وَاسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى المدينة وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً [3] . قُلْتُ: هَذَا لا يُتَابِعُ ابْنَ سَعْدٍ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ اسْتِعْمَالِ مُعَاوِيَةَ لَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ [4] . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ وَجِيهٍ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ «صِفَةِ الْخُلَفَاءِ» فِي خِزَانَةِ الْمَأْمُونِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ رَجُلا طَوِيلا، أَبْيَضَ، مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، كَبِيرَ الْعَيْنَيْنِ، مُشْرِفَ الأَنْفِ، رَقِيقَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْجِسْمِ، لَيْسَ بِالْقَضِيفِ [5] وَلا الْبَادِنِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ [6] . قُلْتُ: سَمِعَ عُثْمَانَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَبُرَيْرَةَ مَوْلاةَ عائشة، وابن عمر، ومعاوية. روى عنه: عروة، وخالد بن معدان، وإسماعيل بن عبيد الله،   [ () ] التهذيب 6/ 422، 423، رقم 878، وتقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1347، والنجوم الزاهرة 1/ 212، وخلاصة تذهيب التهذيب 246، وشذرات الذهب 1/ 97، وآثار البلاد (انظر فهرس الأعلام) 636. [1] استوسق: اجتمع الأمر. [2] في الطبقات 5/ 224. [3] وفيه تكملة: «فركب عبد الملك بالناس البحر» . [4] زاد المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 4/ 247: «وإنما استعمل أباه» . [5] القضافة: النحافة، على ما في القاموس المحيط. [6] تاريخ بغداد 10/ 391. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 137 ورجاء بن حيوة، وربيعة بن يزيد، ويونس بن ميسرة، والزهري، وحريز [1] بن عثمان، وطائفة. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لا يَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ يُجَهِّزُ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفُهُ بِخَيْرٍ إِلا أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ الْمَوْتِ» [2] . قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ فِي الإِسْلامِ عَبْد الْمَلِكِ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [3] . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: أُمُّهُ هِيَ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ [4] . وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ يُوشَكُ أَنْ تَنْقَرِضُوا، فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابْنًا فَقِيهًا فَسَلُوهُ [5] . وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ الْيَمَامِيِّ، عَنْ سُحَيْمٍ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ عَلَيْهِمْ وَهُوَ غُلامٌ شَابٌّ، فَقَالَ: هَذَا يَمْلُكُ الْعَرَبَ. مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ مَجْهُولٌ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ وَمَا بِهَا شَابٌّ   [1] في الأصل «حزيز» والتصويب من مصادر الترجمة. [2] أخرجه أبو داود في كتاب الجهاد (2503) باب كراهية ترك الغزو، من طريق ابن المبارك، أخبرنا وهيب- يعني ابن الورد- أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر، عن سميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وابن ماجة في الجهاد (2762) باب التغليظ في ترك الجهاد، والدارميّ 2/ 209. [3] تاريخ بغداد 10/ 389، 390. [4] هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص، (نسب قريش 160) . [5] المعرفة والتاريخ 1/ 563، وتاريخ بغداد 10/ 389. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 138 أَشَدُّ تَشْمِيرًا، وَلا أَفْقَهُ، وَلا أَنْسَكُ، وَلا أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [1] . وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ [2] . وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَلَدَ النَّاسُ أَبْنَاءً، وَوَلَدَ مَرْوَانُ أَبًا. وَعَنْ عَبْدَةَ بْنِ رِيَاحٍ الْغَسَّانِيِّ، أَنَّ أُمَّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- تَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ- مَا زِلْتُ أَتَخَيَّلُ هَذَا الأَمْرَ فِيكَ مُنْذُ رَأَيْتُكَ. قَالَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْكَ مُحَدِّثًا، وَلا أَحْلَمَ مِنْكَ مُسْتَمِعًا. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ: قَالَ مَالِكٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَفِتْيَانٌ مَعَهُ، كَانُوا إِذَا صَلَّى الإِمَامُ الظُّهْرَ قَامُوا فَصَلُّوا إِلَى الْعَصْرِ، فَقِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: لَوْ قُمْنَا فَصَلَّيْنَا كَمَا يُصَلِّي هَؤُلاءِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: لَيْسَتِ الْعِبَادَةُ بِكَثْرَةِ الصَّلاةِ وَلا الصَّوْمِ، إِنَّمَا الْعِبَادَةُ التَّفَكُّرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ، وَالْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ. وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا جَالَسْتُ أَحَدًا إِلا وَجَدْتُ لِي عَلَيْهِ الْفَضْلَ، إِلا عَبْدَ الْمَلِكِ بن مروان، فإنّي ما فَإِنِّي مَا ذَاكَرْتُهُ حَدِيثًا إِلا زَادَنِي فِيهِ، وَلا شِعْرًا إِلا زَادَنِي فِيهِ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: قَالَ لِي أَبُو خَالِدٍ: أَغْزَى مُسْلِمَةُ بْنُ مخلد معاوية بن حديج [3] سَنَةَ خَمْسِينَ، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ، أَنِ ابْعَثْ عَبْدَ الْمَلِكِ عَلَى بَعْثِ الْمَدِينَةِ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَقَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَدَخَلَ إِفْرِيقِيَّةَ مَعَ معاوية بن حديج، فبعثه ابن حديج إِلَى حِصْنٍ، فَحَصَرَ أَهْلَهُ، وَنَصَبَ عَلَيْهِ الْمَنْجَنِيقَ [4] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ حُمَيْدٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، أَنَّ يَهُودِيًّا   [1] طبقات ابن سعد 5/ 234، تاريخ دمشق 10/ 254 أ، تاريخ بغداد 10/ 389. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 563، تاريخ بغداد 10/ 389. [3] في الأصل «خديج» وهو تحريف. [4] تاريخ خليفة 210، 211 وفيه: «فبعثه معاوية بن حديج على خيل إلى جلولاء بأرض المغرب، فحصر أهلها ونصب عليها المجانيق» . وانظر: الحلّة السيراء 1/ 29، 30. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 139 أسلم، وكان اسمه يوسف، قد قرأ الكتب، فَمَرَّ بِدَارِ مَرْوَانَ، فَقَالَ: وَيْلٌ لأُمَّةِ مُحَمَّدٍ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الدَّارِ. فَقُلْتُ لَهُ: إِلَى مَتَى؟ قَالَ: حَتَّى تَجِيءَ رَايَاتٌ سُودٌ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ. وَكَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَضَرَبَ يَوْمًا عَلَى مَنْكِبِهِ وَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، إِذَا مَلَكْتَهُمْ. فَقَالَ: دَعْنِي وَيْحَكَ، وَدَفَعَهُ، مَا شَأْنِي وَشَأْنُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اتَّقِ اللَّهَ فِي أَمْرِهِمْ. قَالَ: وَجَهَّزَ يَزِيدُ جَيْشًا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَعُوذُ باللَّه، أَيَبْعَثُ إِلَى حَرَمِ اللَّهِ! فَضَرَبَ يُوسُفُ بِمَنْكِبِهِ وَقَالَ: جَيْشُكَ إِلَيْهِمْ أَعْظَمُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدِينَةَ دَخَلْتُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ: أَمِنْ هَذَا الْجَيْشِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، أَتَدْرِي إِلَى مَنْ تَسِيرُ؟ إِلَى أَوَّلِ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الإِسْلامِ، وَإِلَى ابْنِ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَى ابْنِ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، وَإِلَى مَنْ حَنَّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ جِئْتَهُ نَهَارًا وَجَدْتَهُ صَائِمًا، وَلَئِنْ جِئْتَهُ لَيْلا لَتَجِدَنَّهُ قَائِمًا، فَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الأَرْضِ أَطْبَقُوا عَلَى قَتْلِهِ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فِي النَّارِ. فَلَمَّا صَارَتِ الْخِلافَةُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَجَّهْنَا مَعَ الْحَجَّاجِ حَتَّى قَتَلْنَاهُ. وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: أَفْضَى الأَمْرُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ، فَأَطْبَقَهُ وَقَالَ: هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ بِكَ [1] . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا عَبَّادُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَكِبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِكْرًا، فَأَنْشَأَ قائده يقول: يا أيّها الْبِكْرُ الَّذِي أَرَاكَا ... عَلَيْكِ سهل الأَرْضِ فِي مَمْشَاكَا وَيْحَكَ هَلْ تَعْلَمُ مَنْ عَلاكَا ... خَلِيفَةُ اللَّهِ الَّذِي امْتَطَاكَا لَمْ يَحْبُ بِكْرًا مِثْلَ مَا حَبَاكَا فَلَمَّا سَمِعَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ: إيها يَا هَنَاهْ، قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِعَشَرَةِ آلاف درهم [2] .   [1] تاريخ بغداد 10/ 390. [2] البداية والنهاية 9/ 64 وهو في الأغاني 16/ 183 باختلاف الألفاظ في الأبيات. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 140 وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قِيلَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَجَّلَ عَلَيْكَ الشَّيْبُ، فَقَالَ: وَكَيْفَ لا، وَأَنَا أَعْرِضُ عَقْلِي عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ [1] . وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أُفُقٍ مِنَ الآفَاقِ قَالَ: اعْفِنِي مِنْ أَرْبَعٍ، وَقُلْ بَعْدَهَا مَا شِئْتَ: لا تَكْذِبْنِي فَإِنَّ الْمَكْذُوبَ لا رَأْيَ لَهُ، وَلا تُجِبْنِي فِيمَا لا أَسْأَلُكَ، فَإِنَّ فِيمَا أسألك عنه شغلا، وَلا تُطْرِنِي فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْكَ، وَلا تحملني عَلَى الرَّعِيَّةِ [2] ، فَإِنِّي إِلَى الرِّفْقِ بِهِمْ أَحْوَجُ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ الدَّنَانِيرَ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَكَتَبَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ [4] . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَلَى الدِّينَارِ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [5] وَفِي الْوَجْهِ الآخَرِ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ» ، وَطَوَّقَهُ بِطَوْقٍ فِضَّةٍ، وَكَتَبَ فِيهِ «ضُرِبَ بِمَدِينَةِ كَذَا» ، وَكَتَبَ فِي خَارِجِ الطَّوْقِ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) [6] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ: لَحَنَ جَلِيسٌ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَقَالَ رَجُلٌ: زِدْ ألف، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَأَنْتَ فَزِدْ أَلْفًا [7] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِذَا قَعَدَ لِلْحُكْمِ قَيِمَ عَلَى رَأْسِهِ بِالسُّيُوفِ [8] . وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حرب الزّياديّ قال: قيل لعبد الملك   [1] البداية والنهاية 9/ 64. [2] كذا في البداية والنهاية، وفي الأصل «الرغبة» . [3] البداية والنهاية 9/ 65. [4] الأوائل، لأبي هلال العسكري- ص 174 طبعة دار الكتب العلمية، بيروت 1407 هـ. / 1987 م. [5] أول سورة الإخلاص. [6] انظر كتاب: النقود القديمة الإسلامية للمقريزي، نشره أنستاس الكرملي في كتاب (النقود العربية وعلم النميّات) - ص 35- طبعة القاهرة 1939. [7] البداية والنهاية 9/ 94. [8] البداية والنهاية 9/ 64. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 141 ابن مَرْوَانَ: مَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ تَوَاضَعَ عَنْ رِفْعَةٍ وَزَهِدَ عَنْ قُدْرَةٍ، وَأَنْصَفَ عَنْ قُوَّةٍ [1] . وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ: لعمري لَقَدْ عُمِّرْتُ فِي الدَّهْرِ [2] بُرْهةً ... وَدَانَتْ لِيَ الدُّنْيَا بِوَقْعِ الْبَوَاتِرِ فَأَضْحَى الَّذِي قَدْ كَانَ مِمَّا يَسُرُّنِي ... كَلَمْحٍ [3] مَضَى فِي الْمُزْمِنَاتِ الْغَوَابِرِ فَيَا لَيْتَنِي لَمْ أَعْنِ بِالْمُلْكِ سَاعَةً [4] ... وَلَمْ أَلْهُ فِي لَذَّاتِ عَيْشٍ نَوَاضِرِ وَكُنْتُ كَذِي [5] طِمْرَيْنِ عَاشَ بِبُلْغَةٍ ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى زَارَ ضَنْكَ الْمَقَابِرِ [6] وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخِّرِ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ، فَقَالَتْ لَهُ مَرَّةً: بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّكَ شَرِبْتَ الطِّلاءَ [7] بَعْدَ النُّسُكِ وَالْعِبَادَةِ، فَقَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، والدماء، قَدْ شَرِبْتُهَا [8] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَانَ أَبْخَرَ، وَأَنَّهُ وُلِدَ لِسَتَّةِ أَشْهُرٍ [9] . وَذَكَرَ ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَانَ فَاسِدَ الْفَمِ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: خَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّ ذنوبي عظام، وإنّها   [1] البداية والنهاية 9/ 65 وفيه: «وترك النّصرة عن قوّة» . [2] في البداية والنهاية «في الملك» . [3] في البداية والنهاية «كحلم» . [4] في البداية والنهاية «ليلة» . [5] في الأصل «لدى» . [6] الأبيات في البداية والنهاية 9/ 67، 68 دون البيت الأخير. [7] الطّلاء: المطبوخ من عصير العنب وذهب ثلثاه. [8] البداية والنهاية 9/ 66. [9] قول العجليّ ليس في تاريخ الثقات 312 والّذي فيه قوله: «وكان يقال إنّ لعبد الملك حلما، دخل عبد الرحمن بن أمّ الحكم- وكان خيارا- فقال له عبد الملك: ما لي أراك كأنّك عاضّ على صوفة؟، يريد عنقفته، فقال له عبد الرحمن: والله يا أمير المؤمنين يقهلن مالي ولا يشممن قفاي. فعرف عبد الملك أنه إنّما عيّره بالبخر، فسكت» . وليس في ترجمته ما يدلّ على تاريخ مولده. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 142 صغار في جنب عفوك، فاغفرها لِيَ يَا كَرِيمُ [1] . قَالُوا: تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَخِلافَتُهُ الْمُجْمَعُ عَلَيْهَا مِنْ وَسَطِ سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا احْتَضَرَ دَخَلَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ ابْنُهُ، فَتَمَثَّلَ: كَمْ عَائِدٍ رَجُلا وَلَيْسَ يَعُودُهُ ... إِلا لِيَعْلَمَ هَلْ تَرَاهُ يَمُوتُ وَتَمَثَّلَ أَيْضًا: وَمُسْتَخْبِرٌ عَنَّا يُرِيدُ بِنَا الرَّدَى ... وَمُسْتَخْبِرَاتٌ وَالْعُيُونُ سَوَاجِمُ فَجَلَسَ الْوَلِيدُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا هَذَا، تَحِنُّ حَنِينَ الأَمَةِ! إِذَا مِتُّ فَشَمِّرْ وَائْتَزِرْ وَالْبَسْ جِلْدَ النَّمِرِ، وَضَعْ سَيْفَكَ عَلَى عَاتِقِكَ، فَمَنْ أَبْدَى ذَاتَ نَفْسِهِ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، وَمَنْ سَكَتَ مَاتَ بِدَائِهِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ: لَمَّا أَيْقَنَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْمَوْتِ دَعَا مَوْلاهُ أَبَا عِلاقَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مُنْذُ وُلِدْتُ إِلَى يَوْمِي هَذَا حَمَّالا. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْبَنَاتِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ فَاطِمَةُ، وَكَانَ قَدْ أَعْطَاهَا قِرْطَيْ مَارِيَّةَ، وَالدُّرَّةَ الْيَتِيمَةَ، وَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لَمْ أُخْلِفْ شَيْئًا أَهَمَّ مِنْهَا إِلَيِّ فَاحْفَظْهَا، فَتَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَوْصَى بَنِيهِ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الْفُرْقَةِ وَالاخْتِلافِ، وَقَالَ: انْظُرُوا مُسْلِمَةَ وَاصْدُرُوا عَنْ رَأْيِهِ- يَعْنِي أَخَاهُمْ- فَإِنَّهُ مَجَنَّكُمُ الَّذِي بِهِ تَجْتَنُّونَ وَنَابَكُمُ الَّذِي عَنْهُ تَفْتَرُّونَ، وَكُونُوا بَنِي أُمٍّ بَرَرَةً، وَكُونُوا فِي الْحَرْبِ أَحْرَارًا، وَلِلْمَعْرُوفِ مَنَارًا، فَإِنَّ الْحَرْبَ لَمْ تُدْنِ مَنِيَّةً قَبْلَ وَقْتِهَا، وَإِنَّ الْمَعْرُوفَ يَبْقَى أَجْرُهُ وَذِكْرُهُ، وَاحْلَوْلَوْا فِي مَرَارَةٍ، وَلِينُوا فِي شِدَّةٍ، وَكُونُوا كَمَا قَالَ ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ: إِنَّ الْقِدَاحَ [2] إِذَا اجْتَمَعْنَ فَرَامَهَا ... بِالْكَسْرِ ذُو حَنَقٍ وَبَطْشٍ أَيِّدِ [3] عَزَّتْ فَلَمْ تُكْسَرْ، وَإِنْ هِيَ بدّدت ... فالكسر والتّوهين للمتبدّد   [1] تاريخ دمشق 10/ 263 أ، والبداية والنهاية 9/ 67. [2] في البداية والنهاية «الأمور» . [3] في البداية والنهاية «مفند» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 143 يَا وَلِيدُ اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا أُخْلِفُكَ فِيهِ، وَاحْفَظْ وَصِيَّتِي، وَخُذْ بِأَمْرِي، وَانْظُرْ إِلَى أَخِي مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّهُ ابْنُ أُمِّي، وَقَدِ ابْتُلِيَ فِي عَقْلِهِ بِمَا عَلِمْتَ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَآثَرْتُهُ بِالْخِلافَةِ، فَصِلْ رَحِمَهُ، وَاحْفَظْنِي فِيهِ، وَانْظُرْ أَخِي مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ، فَأَقِرَّهُ عَلَى الْجَزِيرَةِ، وَلا تعْزِلْهُ، وَانْظُرْ أَخَاكَ عَبْدَ اللَّهِ، فَلا تُؤَاخِذْهُ، وَأَقْرِرْهُ عَلَى عَمَلِهِ بِمِصْرَ، وَانْظُرِ ابْنَ عَمِّنَا هَذَا عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ قَدِ انْقَطَعَ إِلَيْنَا بِمَوَدَّتِهِ وَهَوَاهُ وَنَصِيحَتِهِ، وَلَهُ نَسَبٌ وَحَقُّ، فَصِلْ رَحِمَهُ وَاعْرَفْ حَقَّهُ، وَانْظُرِ الْحَجَّاجَ فَأَكْرِمْهُ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي وَطَّأَ لَكُمُ الْمَنَابِرَ، وَهُوَ سَيْفُكَ يَا وَلِيدُ، وَيَدُكَ عَلَى مَنْ نَاوَأَكَ، فَلا تَسْمَعَنَّ فِيهِ قَوْلَ أَحَدٍ، وَأَنْتَ إِلَيْهِ أَحْوَجُ مِنْهُ إِلَيْكَ. وَادْعُ النَّاسَ إِذَا مِتُّ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَمَنْ قَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا، فَقُلْ بِسَيْفِكَ هَكَذَا، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ: فَهَلْ مِنْ خَالِدٍ إِمَّا هَلَكْنَا ... وَهَلْ بِالْمَوْتِ يَا لِلنَّاسِ عَارُ [1] وَعَاشَ إِحْدَى وَسِتِّينَ سَنَةً، وَكَانَ لَهُ سَبَعَةَ عَشَرَ وَلَدًا. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [2] : فَمِنْ أَوْلادِهِ: الْوَلِيدُ، وَسُلَيْمَانُ، وَمَرْوَانُ الأَكْبَرُ [3] ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّهُمْ وَلادَةُ بِنْتُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنٍ. وَيَزِيدُ، وَمَرْوَانُ الأَصْغَرُ، وَمُعَاوِيَةُ [4] ، وَأُمُّ كُلْثُومَ، وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَهِشَامٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ [5] بِنْتُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ [6] . وَأَبُو بَكْرٍ [7] ، وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ. وَالْحَكَمُ، وَمَاتَ قَدِيمًا، أُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وَفَاطِمَةُ، وَأُمُّهَا أُمُّ الْمُغِيرَةِ بِنْتُ الْمُغِيرَةِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ الْمَخْزُومِيَّةُ.   [1] البداية والنهاية 9/ 67، 68 وفيه «للباقين عار» . [2] في تاريخه 6/ 419، 420. [3] في تاريخ الطبري «ومروان الأكبر- درج-» . أي مات صغيرا. [4] في تاريخ الطبري: «ومعاوية- درج-» . [5] في طبعة القدسي 3/ 281 «هاشم» والتصحيح من تاريخ الطبري. [6] قال المدائني: اسمها عائشة بنت هشام. [7] في تاريخ الطبري «واسمه بكار» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 144 وَمُسْلِمَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالْمُنْذِرُ، وَعَنْبَسَةُ، وَالْحَجَّاجُ [1] ، لأُمَّهَاتِ أَوْلادِ. وَتَزَوَّجَ أَيْضًا بِأُمِّ أَبِيهَا بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَبِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [2] . 100- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ) [3] . رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ. وَقَدِمَ الشَّامَ غَازِيًا صُحْبَةَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ [4] ، ثُمَّ سَكَنَ مِصْرَ مُدَّةً. رَوَى عَنْهُ: أَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ، وَحَنَشٌ الصَّنْعَانِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وآخرون. 101- (عبيد الله بن الأسود) [5]- خ م د [6]- ويقال ابن الأسد الخولانيّ، رَبِيبُ مَيْمُونَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. رَوَى عَنْهَا، وَعَنْ: عثمان، وابن عبّاس، وزيد بن خالد.   [1] في تاريخ الطبري زيادة «محمد وسعيد الخير» . [2] قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ 4/ 519 «وقيل: كان عنده ابنة لعليّ بن أبي طالب، ولا يصحّ» . وزاد الطبري في زوجاته: «شقراء بنت سلمة بن حلبس الطائي» (التاريخ 6/ 420) . [3] انظر عن (عبد الملك بن أبي ذرّ) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) - مجلّد 24/ 378، 379، وكتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ج 3/ 234، 235 رقم 930. [4] قال عبد الملك: أمرني أبي بصحبة سلمان، فصحبته إلى الشام، فرابطنا بها، حتى إذا انقضى رباطنا أقفلنا نريد الكوفة. (تاريخ دمشق 24/ 379) . وأقول: رابط عبد الملك ببيروت لأن سلمان كان مرابطا بها. انظر بحثنا الّذي قدّمناه في «المؤتمر العالمي لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية» الّذي أقامته وزارة التعليم العالي- بجامعة دمشق، ونشر في الكتاب الّذي ضمّ وقائع ومحاضرات المؤتمر- ص 353- 372- طبعة كلية الآداب بجامعة دمشق، 1401 هـ. / 1981 م. وهو بعنوان: «الرباط والمرابطون في ساحل الشام» . [5] انظر عن (عبيد الله بن الأسود) في: المعرفة والتاريخ 2/ 441، والثقات لابن حبّان 5/ 67، 68، ورجال مسلم لابن منجويه 2/ 9، 10 رقم 1018، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 301 رقم 1148، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 873، 874، والكاشف 2/ 196 رقم 3580، وتهذيب التهذيب 7/ 3 رقم 2، وتقريب التهذيب 1/ 530 رقم 1424، وخلاصة تذهيب التهذيب 249. [6] في خلاصة التذهيب زيادة رمز «س» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 145 رَوَى عَنْهُ: بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ. 102- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ) [1]- ن- بن عبد المطّلب الهاشميّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ شَقِيقُ عَبْدِ اللَّهِ. قِيلَ لَهُ رُؤْيَةٌ، وَرِوَايَتُهُ فِي النَّسَائِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطَاءٌ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ. وَكَانَ أَحَدَ الأَجْوَادِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» فِي الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ [2] : كَانَ أَصْغَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ. سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَجُلا تَاجِرًا، مَاتَ بِالْمَدِينَةِ، فَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أنّه بقي إلى زمن يزيد.   [1] انظر عن (عبيد الله بن العبّاس) في: نسب قريش 27، والمحبّر لابن حبيب 17 و 107 و 146 و 292 و 409 و 453 و 455 و 456، وتاريخ خليفة 191 و 198 و 200 و 225، والتاريخ الصغير 48 و 73، وتاريخ الثقات للعجلي 317 رقم 1058، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 80 رقم 5، والمعرفة والتاريخ 3/ 322، وأنساب الأشراف 1/ 447 و 3/ 22- 24 و 36 و 58- 60 و 62 و 66 و 71 و 282، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 198 و 214، وتاريخ الطبري 4/ 442، و 443 و 492 و 5/ 92 و 132 و 136 و 139 و 140 و 143 و 155 و 158 و 163 و 167 و 170، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 289، والمنتخب من ذيل المذيل 536، والمعارف 121 و 122 و 267، ومروج الذهب 1631 و 1812 و 2125 و 2127 و 3494 و 3495، والتنبيه والإشراف 273 (وفيه: عبد الله بن العباس) ، والبدء والتاريخ 5/ 8 و 108 و 217، وجمهرة أنساب العرب 19، ورجال الطوسي 46 رقم 3، والمراسيل 116 رقم 195، والمستجاد من فعلات الأجواد 170 و 173، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، وتهذيب الكمال (المصور) 2/ 879، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 312 رقم 379، والعقد الفريد 1/ 293- 296 و 2/ 103 و 4/ 7، وعيون الأخبار 1/ 334، والكامل في التاريخ 3/ 201 و 202 و 350 و 374 و 377 و 383- 385 و 398 و 408 و 4/ 530، وتحفة الأشراف 7/ 220 رقم 344، والكاشف 2/ 199 رقم 3605، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 607، وجامع التحصيل 282 رقم 484، ووفيات الأعيان 3/ 64 و 427 و 428 و 7/ 60، وفوات الوفيات 2/ 170، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 71، والتذكرة الحمدونية 2/ 282- 284 و 335، وتذريب الراويّ للسيوطي 2/ 217، وتهذيب التهذيب 7/ 19، 20 رقم 41، وتقريب التهذيب 1/ 534 رقم 1460، وخلاصة تذهيب التهذيب 351، وشذرات الذهب 1/ 64، والمستطرف للأبشيهي 1/ 159، 160. [2] هذه الطبقة من نواقص المطبوع من الطبقات الكبرى لابن سعد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 146 قُلْتُ: وَوَلِيَ الْيَمَنَ لِعَلِيٍّ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ. وَقِيلَ إِنَّهُ أَعْطَى رَجُلا مَرَّةً مِائَةَ أَلْفٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَالْفَسَويُّ [2] : مَاتَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] وَغَيْرُهُ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ. - (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ) - خ م د ن- يُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. 103- (عُبَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ) [4] أَبُو جَنْدَلٍ النُّمَيْرِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالرَّاعِي، وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ وَصْفِهِ لِلإِبِلِ فِي شِعْرِهِ وكان من فحول الشعراء في صدر   [1] قال البخاري في تاريخه الصغير 73 إنه مات بالمدينة، ولم يزد على ذلك. ولم يذكره في تاريخه الكبير. [2] في المعرفة والتاريخ 3/ 322. [3] في تاريخه 225. [4] انظر عن (عبيد بن حصين المعروف بالراعي النميري) في: المؤتلف والمختلف للآمدي 122، ومعجم الشعراء للمرزباني 122، وطبقات الشعراء لابن سلام 434، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 327- 230 رقم 68، ونسب قريش 164 و 194- 196، والزاهر للأنباري 1/ 165 و 225 و 235 و 383 و 541 و 563 و 613 و 618 و 630، وأنساب الأشراف 5/ 318، وعيون الأخبار 1/ 319، والبخلاء للجاحظ 374، وأمالي القالي 1/ 53 و 115 و 121 و 2/ 23 و 53 و 61 و 134 و 185 و 200 و 259 و 322، ومروج الذهب 1224 و 2084، وأمالي المرتضى 1/ 4 و 216 و 276 و 319 و 322 و 323 و 2/ 8 و 28 و 30 و 31 و 155 و 167 و 192، والأغاني 24/ 205- 218، والعقد الفريد 3/ 41، وجمهرة أنساب العرب 279، وثمار القلوب 413 و 496، وطبقات فحول الشعراء 502، وسمط اللآلي 50، ولباب الآداب 89 و 90 و 105 و 268، والمنازل والديار 1/ 32، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 6 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 597، 598 رقم 237، وشرح شواهد المغني 336، وخزانة الأدب 1/ 504، وتخليص الشواهد 405 و 406 و 439، وشرح نقائض جرير في مواضع متفرّقة، وجمهرة أشعار العرب 912، وشرح التبريزي للحماسة 1/ 146، والاشتقاق لابن دريد 295، والمثلّث للبطليوسي 1/ 375 و 389 و 397 و 424 و 433 و 2/ 38 و 77 و 140 و 192 و 332 و 335 و 359 و 381، ووفيات الأعيان 3/ 171 و 5/ 240 و 383، والتذكرة الحمدونية 2/ 22، والاقتضاب للبطليوسي 303، والعمدة لابن رشيق 2/ 296، والمزهر 2/ 430، وألقاب الشعراء 314، وشرح أدب الكاتب 144 و 244 و 250 و 355 و 358 و 361 و 375 و 378 و 406، ورغبة الآمل 1/ 146، والبيان والتبيين 4/ 56، والفهرست لابن النديم 62 و 82 و 179، ومجالس العلماء للزجّاجي 48، ومعجم البلدان 4/ 435 و 5/ 434، والزيارات للهروي 20، والأزمنة والأمكنة للمرزوقي 1/ 160 و 2/ 372، ومعجم الشعراء في لسان العرب 167- 170 رقم 368، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 147 الإِسْلامِ، لَهُ ذِكْرٌ. وَقَدْ هَجَاهُ جَرِيرٌ بِقَصِيدَتِهِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا: فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلا كَعْبًا [1] بَلَغْتَ وَلا كِلَابَا 104- (عُبَيْدُ بن السّبّاق) [2]- ع- المدنيّ الثّقفيّ. رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَجُوَيْرِيَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. روى عنه: ابنه سعيد، والزهري، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف. وهو من علماء أهل المدينة. 105- (عبد خير بن يزيد) [3]- 4- ويقال عبد خير بن يحمد [4] بن خوليّ   [ () ] وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 1/ 257، والأعلام للزركلي 4/ 340، والبرهان على ما في شعر الراعي من وهم ونقصان، مجلّة المورد، المجلّد الأول، العدد 3 و 4 سنة 1972، وقد نشر «شعر الراعي النميري وأخباره» للدكتور ناصر الحاني وعز الدين التنوخي- طبعة دمشق 1383 هـ. / 1964 م.، وشعر الراعي النميري للدكتور نوري حمّودي القيسي وهلال الناجي- طبعة المجمع العلمي العراقي 1400 هـ. / 1980 م. [1] في الأصل «سعدا» ، والتصحيح من ديوان جرير 821، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 340 وخزانة الأدب 4/ 595، وسير أعلام النبلاء 4/ 598. [2] انظر عن (عبيد بن السّبّاق) في: طبقات ابن سعد 5/ 252، وطبقات خليفة 242 و 248، والتاريخ الكبير 5/ 448 رقم 1460، وتاريخ الثقات للعجلي 321 رقم 1077، والمعرفة والتاريخ 1/ 410 و 411 و 485، والجرح والتعديل 5/ 407 رقم 1886، والثقات لابن حبّان 5/ 133، ورجال البخاري للكلاباذي 2/ 497، 498 رقم 763، ورجال مسلم لابن منجويه 2/ 27 رقم 1064، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 330، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 893، والكاشف 2/ 208 رقم 3670، وتهذيب التهذيب 7/ 66 رقم 135، وتقريب التهذيب 1/ 543 رقم 1547، وخلاصة تذهيب التهذيب 255. [3] انظر عن (عبد خير بن يزيد) في: طبقات ابن سعد 6/ 221، وطبقات خليفة 150، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 212 رقم 708، وتاريخ الثقات للعجلي 286 رقم 924، والمعرفة والتاريخ 2/ 797، والمنتخب من ذيل المذيّل 586، والثقات لابن حبّان 5/ 130، 131، والتاريخ الكبير 6/ 133، 134 رقم 1939، والجرح والتعديل 6/ 37، 38 رقم 201، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 770، والكاشف 2/ 136 رقم 3164، وتهذيب التهذيب 6/ 124 رقم 258، وتقريب التهذيب 1/ 470 رقم 841، وخلاصة تذهيب التهذيب 305. [4] في طبقات خليفة 150 «محمد» بدل «يحمد» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 الهمداني، أبو عمارة الكوفي. أدرك الجاهلية، وَسَمِعَ: عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَغَيْرَهُمْ. وَقَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] وَغَيْرُهُ. 106- (عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ) [3]- د ق- أبو الوليد، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. له عدّة أحاديث.   [1] قال يحيى بن موسى) حدّثنا مسهر بن عبد الملك، قال: حدّثني أبي قال: قلت لعبد خير: كم أتى عليك؟ قال: عشرون ومائة سنة، قال: هل تذكر من أمر الجاهلية شيئا؟ قال: أذكر أني كنت غلاما ببلادنا باليمن، فجاءنا كتاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فنودي في الناس فخرجوا إلى خير واسع، فكان أبي فيمن خرج، فلما ارتفع النهار جاء أبي، فقالت له أمي: ما حبسك وهذا القدر قد بلغت وهؤلاء عيالك يتضوّرون يريدون الغداة؟ فقال: يا أمّ فلان، أسلمنا فأسلمي واستصبينا فاستصبي. فقلت له: ما قوله: استصبينا؟ قال: هو في كلام العرب أسلمنا. قال: وأمرني بهذا القدر فلتهراق للكلاب، كانت ميتة، فهذا ما أذكر من أمر الجاهلية. (التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 134) . [2] في تاريخ الثقات 286 رقم 924. [3] انظر عن (عتبة بن عبد السّلمي) في: طبقات ابن سعد 7/ 413، وطبقات خليفة 52 و 301، والتاريخ لابن معين 2/ 389، 390، ومسند أحمد 4/ 183، والتاريخ الكبير 6/ 521 رقم 3186، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 99، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، وتاريخ أبي زرعة 1/ 352 و 636، والجرح والتعديل 6/ 371، 372 رقم 2050، والثقات لابن حبّان 3/ 297، وحلية الأولياء 2/ 15 رقم 105، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 351، والزهد لابن المبارك 117، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 28 أ، وأسد الغابة 3/ 563، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 903، وتحفة الأشراف 7/ 231، 232 رقم 354، والعبر 1/ 103، وسير أعلام النبلاء 3/ 416 رقم 68، والكاشف 2/ 215 رقم 3721، ومرآة الجنان 1/ 178، والبداية والنهاية 9/ 73، والإصابة 2/ 454 رقم 5407، والنكت الظراف 7/ 231، وتهذيب التهذيب 7/ 98، 99 رقم 211، وتقريب التهذيب 2/ 5 رقم 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 218، وشذرات الذهب 1/ 97، 98 وفيه (عتبة بن عبيد) ، والعلل لأحمد، رقم 5361. وقد ذكره ابن عبد البرّ في ترجمة (عتبة بن الندر) وقال: هو عتبة بن عبد السلميّ. له صحبة، كان اسمه عتلة فغيّر رسول الله صلى الله عليه وسلّم فسمّاه عتبة. (الاستيعاب 3/ 117، 118) وأقول: هذا وهم من ابن عبد البرّ رحمه الله، فهو يخلط بين (عتبة بن الندر) و (عتبة بن عبد السلمي) ، وهما اثنان، كما سيأتي هنا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 149 رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاسِحٍ [1] الْحَضْرَمِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ [2] وَطَائِفَةٌ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الاسْمَ لا يُحِبُّهُ حَوَّلَهُ، وَلَقَدْ أَتَيْنَاهُ وَإِنَّا لَسَبْعَةٌ من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية، فَبَايَعْنَاهُ جَمِيعًا [3] . وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ قَالَ: كَانَ اسْمِي عَتَلَةَ، فَسَمَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُتْبَةَ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ [5] : عَاشَ أَرْبَعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَوَرَّخَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَطَائِفَةٌ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ. تُوُفِّيَ بِحِمْصَ. 107- (عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ السُّلَمِيُّ) [6]- ق- لَهُ صُحْبَةٌ، وَحَدِيثَانِ [7] ، نَزَلَ الشام.   [1] ناسح: بالسين والحاء المهملتين. انظر المشتبه في أسماء الرجال للذهبي 2/ 627. [2] البكالي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة والكاف المخفّفة.. هذه النسبة إلى بني بكال وهو بطن من حمير. (الأنساب 2/ 269، واللباب 1/ 168) . [3] أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 51، 52 ونسبه للطبراني وقال: رجاله رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. [4] الاستيعاب 3/ 117، تاريخ دمشق 11/ 29 ب، الإصابة 2/ 454. [5] قال الهيثم بن عديّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَقَالَ محمد بن عمر الواقدي: توفّي سنة سبع وثمانين وهو ابن أربع وتسعين سنة. (الطبقات الكبرى 7/ 413) . [6] انظر عن (عتبة بن النّدر) في: طبقات ابن سعد 7/ 413، وطبقات خليفة 52 و 302، والتاريخ الكبير 6/ 521، 522 رقم 3187، والمعرفة والتاريخ 1/ 340، والجرح والتعديل 6/ 374 رقم 2067، والثقات لابن حبّان 3/ 298، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 373، والاستيعاب 3/ 117 و 119، وحلية الأولياء 2/ 15 رقم 106، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 11/ 31 أ، وأسد الغابة 3/ 570، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 904، وتحفة الأشراف 7/ 235 رقم 358، وسير أعلام النبلاء 3/ 417 رقم 69، والعبر 1/ 98، والبداية والنهاية 9/ 52 (وفيه عتبة بن منذر) وهو غلط، والإصابة 2/ 456 رقم 5415، وتهذيب التهذيب 7/ 102، 103 رقم 220، وتقريب التهذيب 2/ 5 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 218، ومشتبه النسبة، ورقة 21 أ. و «الندّر» بضم النون وفتح الدال المهملة المشدّدتين. [7] قال الشيخ شعيب الأرنئوط في تحقيقه لسير أعلام النبلاء 3/ 417 حاشية رقم (1) : ليس الجزء: 6 ¦ الصفحة: 150 رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ. وَذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ: الْبَغَوِيُّ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَابْنُ المنذر، وابن البرقيّ. وتفرّد بحديثه سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ يَنْزِلُ دِمَشْقَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. 108- (عُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ) [4] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، الْمَصْرِيُّ الْفَقِيهُ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ [5] بْنِ عَامِرٍ. روى عنه: بكير بن الأشج، وعبيد الله بن أبي جعفر، وسعيد بن عبد الله بن راشد، وسلام بن غيلان، وعبد العزيز بن صالح. وكان من الفقهاء. يؤخر، فإن ابن يونس قَالَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، عَلَى أَنَّ بَعْضَهُمْ وَرَّخَهُ أَنَّهُ توفّي سنة تسعين. 109- (عروة بن المغيرة) [6]- ع- بن شعبة الثّقفيّ الكوفيّ، أخو حمزة، وعقّار.   [ () ] لعتبة هذا في الكتب الستة سوى حديث واحد، وقد ذكره. [1] هو أبو محمد السلمي مولاهم الدمشقيّ، قاضي بعلبكّ، أصله واسطيّ نزل حمص. ولد سنة 108 وتوفي سنة 194 هـ. فهو يروي عن عتبة بالوساطة أو مرسلا لتقدّم وفاة عتبة. وقيل إنه ولد سنة 90 هـ. وفي آخر خلافة الوليد بن عبد الملك، كما في (طبقات ابن سعد 7/ 470) ومع ذلك فهو لم يلحقه. (انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 331- 336 رقم 669، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1404 هـ. / 1984 م.) . [2] في الطبقات 7/ 413. [3] في طبقاته 52 و 302. [4] انظر عن (عروة بن أبي قيس) في: التاريخ الكبير 7/ 34 رقم 149، والجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2214. [5] في الأصل «عتبة» . [6] انظر عن (عروة بن المغيرة) في: طبقات ابن سعد 6/ 269، والمحبّر 303، وطبقات خليفة 155، وتاريخ خليفة 210 و 294 و 310، والتاريخ الكبير 7/ 32 رقم 139، وتاريخ الثقات للعجلي 331 رقم 1122، والمعرفة والتاريخ 1/ 398 و 2/ 104، وتاريخ أبي زرعة 1/ 663، وأنساب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 151 وَلِيَ إِمْرَةَ الْكُوفَةَ مِنْ قِبَلِ الْحَجَّاجِ. رَوَى عنه: الشّعبيّ، وعبّاد بن زياد ابن أَبِيهِ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا لَبِيبًا، وَكَانَ أَفْضَلَ الإِخْوَةِ، وَكَانَ أحول [1] . تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ. رَوَى الْيَسِيرَ عَنْ والده. 110- و (عقّار [2] أخوه) [3]- ت ن ق- رَوَى عَنْهُ، فَإِنَّهُ رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وعنه: مجاهد، ويعلى بن عطاء العامري، وحسان بن أبي وجزة، وعبد الملك بن عمير، وجماعة. له حديث في الكتب الثلاثة وهو: «لَمْ يَتَوَكَّلْ مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى» ، وَفِي لَفْظِ الْكُتُبِ الثلاثة «فقد بريء من التّوكّل» [4] .   [ () ] الأشراف 4 ق 1/ 197 و 255 و 277، و 4/ 86 و 5/ 344، والمعارف 295 و 584، وتاريخ الطبري 5/ 270 و 6/ 210 و 240 و 270، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 221، والثقات لابن حبّان 5/ 195، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 778، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 582 رقم 921، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 117، 118 رقم 1293، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 394 رقم 1508، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 930، والكامل في التاريخ 3/ 504 و 4/ 326 و 327 و 380 و 406 و 427 و 434، والكاشف 2/ 230 رقم 3837، والبداية والنهاية 9/ 73، وتهذيب التهذيب 7/ 189 رقم 359، وتقريب التهذيب 2/ 19 رقم 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 265. [1] البرصان والعرجان للجاحظ- ص 364. [2] عقّار: بفتح أوله والقاف المشدّدة، كما في الخلاصة. [3] انظر عن (عقّار) في: طبقات ابن سعد 6/ 269، وطبقات خليفة 143، والمعارف 295، والتاريخ الكبير 7/ 94، 95 رقم 423، وتاريخ الثقات للعجلي 336 رقم 1147، والجرح والتعديل 7/ 42 رقم 236، والثقات لابن حبّان 5/ 287، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 943، والكاشف 2/ 236 رقم 3887، وتهذيب التهذيب 7/ 237 رقم 427، وتقريب التهذيب 2/ 26 رقم 231، وخلاصة تذهيب التهذيب 306، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ، ورقة 85 أ. [4] أخرجه الترمذي في كتاب الطبّ (2131) باب ما جاء في كراهية الرّقية، وابن ماجة في الطب (3489) باب الكيّ، وأحمد في المسند 4/ 249 و 253، وكلهم من طريق مجاهد، عن عقّار (بن المغيرة، عن أبيه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 111- (عريب [1] بن حميد) [2]- ن ق- أبو عمّار الدّهنيّ الهمدانيّ الكوفيّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ. روى عنه: طلحة بن مصرف، وأبو إسحاق السبيعي، والأعمش، وغيرهم. وهو بكنيته أشهر. 112- (عقبة بن عبد الغافر) [3]- خ م ن- الأزديّ العوذيّ البصريّ. رَوَى عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. روى عنه: سليمان التيمي، ويحيى بن أبي كثير، وابن عون، وقتادة، وغيرهم. قيل هلك في وقعة الجماجم.   [1] عريب: بفتح أوله وكسر ثانيه. [2] انظر عن (عريب بن حميد) في: التاريخ لابن معين 2/ 401، 402، ومعرفة الرجال 2/ 92 رقم 236، والمعرفة والتاريخ 3/ 186، والتاريخ الكبير 7/ 79 رقم 362، والجرح والتعديل 7/ 32 رقم 173، والثقات لابن حبّان 5/ 283، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 931، والكاشف 2/ 230 رقم 3841، وتهذيب التهذيب 7/ 91 رقم 363، وتقريب التهذيب 2/ 20 رقم 169 وخلاصة تذهيب التهذيب 305، والعلل لأحمد، رقم 531. وقد تقدّمت ترجمته في الجزء السابق من الكتاب. [3] انظر عن (عقبة بن عبد الغافر) في: طبقات ابن سعد 7/ 225، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 281، 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 410، والتاريخ الصغير 91 و 94، والتاريخ الكبير 6/ 432 رقم 2890، وتاريخ الثقات لابن حبّان 5/ 337 رقم 1152، والمعرفة والتاريخ 2/ 96 و 128، وتاريخ الطبري 6/ 341 و 343، والجرح والتعديل 6/ 313 رقم 1742، والمراسيل 151 رقم 277، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 673، والثقات لابن حبّان 5/ 224، ورجال صحيح البخاري 2/ 563، 564 رقم 887، ورجال صحيح مسلم 2/ 109 رقم 1278، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 381 رقم 1454، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 945، والكامل في التاريخ 4/ 467، والكاشف 2/ 238 رقم 3899، وجامع التحصيل 292 رقم 529، وتهذيب التهذيب 7/ 246 رقم 442، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 269، والعلل لأحمد، رقم 151 و 1637 و 5201. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 وثقه أحمد العجلي [1] وغيره. وقال مرة بن دباب [2] : مررت بعقبة بن عبد الغافر وهو جريح في الخندق، فقال لِي: يَا فُلانُ، ذَهَبَتِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ [3] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ أَيُّوبُ ذَكَرَ الْقُرَّاءَ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلا رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ، وَلا نَجَا فَلَمْ يُقْتَلْ إِلا نَدِمَ عَلَى مَا كان منه [4] . 113- عمران بن حطّان [5] خ د ت ابن ظبيان السّدوسيّ البصريّ، أحد رءوس الخوارج.   [1] في تاريخ الثقات 5/ 337 رقم 1152. [2] في الأصل «ذباب» ، والتصويب من المشتبه في أسماء الرجال للذهبي 1/ 282 حيث قال: وكان جدّهم يمشي بسكون فلقّب بالدّبّاب. [3] طبقات ابن سعد 7/ 225. [4] انظر تاريخ خليفة 287 وقد تقدّمت هذه العبارة بلفظ آخر في حوادث سنة 82 هـ. من هذا الجزء. [5] انظر عن (عمران بن حطّان) في: طبقات ابن سعد 7/ 155، وطبقات خليفة 208، وتاريخ خليفة 274، والتاريخ الكبير 6/ 413، 414 رقم 2822، وتاريخ الثقات للعجلي 373 رقم 1300، وأنساب الأشراف 4/ 89 و 95، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 32 و 51، والمعارف 410، والزاهر للأنباري 1/ 119 و 287 و 337 و 498 و 547 و 600 و 2/ 84 و 89 و 126 و 129 و 157 و 331 و 343 و 352، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 297، 298 رقم 1304، والفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 90، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 362 و 2/ 124- 129 و 188، ورجال صحيح البخاري 2/ 574 رقم 904، والجرح والتعديل 6/ 296 رقم 1643، والثقات لابن حبّان 5/ 222، والأغاني 18/ 109- 120، وربيع الأبرار للزمخشري 3/ 318، والحماسة البصرية 1/ 70، والبدء والتاريخ 6/ 34، وأمالي المرتضى 1/ 635، 636، ومروج الذهب 1736 و 1737 و 2119، ونشوار المحاضرة للتنوخي 3/ 289، 290، وخاصّ الخاصّ للثعالبي 29، وديوان شعر الخوارج 172 و 185، وشرح نهج البلاغة 6/ 108، وكنايات الجرجاني 101، ومجموعة المعاني 4، والمنازل والديار 2/ 20- 25، ولباب الآداب 186، 187، والشريشي 2/ 318، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 389 رقم 1484، والعقد الفريد 1/ 218 و 6/ 109، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1056، 1057، والعبر 1/ 98، وسير أعلام النبلاء 4/ 214- 216 رقم 86، وميزان الاعتدال 3/ 235، 236 رقم 6277، والكاشف 2/ 300 رقم 4330، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 654، والبداية الجزء: 6 ¦ الصفحة: 154 رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. روى عنه: محمد بن سيرين، ويحيى بن أبي كثير، وقتادة. قال أبو داود: ليس في أهل الأهواء أصح حديثا من الخوارج، ثم ذكر عمران بن حطان، وأبا حسان الأعرج. وقال الفرزدق: كان عمران بن حطان من أشعر الناس، لأنه لَوْ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ مِثْلَنَا لَقَالَ، وَلَسْنَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ مِثْلَ قَوْلِهِ. وَرَوَى سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: تَزَوَّجَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ امْرَأَةً مِنَ الْخَوَارِجِ، فَكَلَّمُوهُ فِيهَا، أَوْ فَكَلَّمُوهَا فِيهِ، فَقَالَ: سَأَرُدُّهَا إِلَى الْجَمَاعَةِ، يَعْنِي قَالَ: فَصَرَفَتْهُ إِلَى مَذْهَبِهَا [1] . وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّهَا كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ، وَكَانَ دَمِيمًا قَبِيحًا، فَأَعْجَبَتْهُ مَرَّةً، فَقَالَتْ: أَنَا وَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ؟ قَالَتْ: لِأَنَّكَ أُعْطِيتَ مِثْلِي، فَشَكَرْتَ، وَابْتُلِيتَ بِمِثْلِكَ، فَصَبَرْتُ، وَالشَّاكِرُ وَالصَّابِرُ فِي الْجَنَّةِ [2] . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَلَغَنَا أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَ كَانَ ضَيْفًا لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، فَذَكَرَهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ وَقَالَ: اعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَنَا، فَأَعْلَمَهُ رَوْحٌ ذَلِكَ، فَهَرَبَ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى رَوْحٍ: يَا رَوْحُ كَمْ مِنْ كَرِيمٍ [3] قَدْ نَزَلْتُ بِهِ ... قَدْ ظَنَّ ظَنَّكَ مِنْ لَخْمٍ وَغَسَّانِ حَتَّى إِذَا خِفْتُهُ زَايَلْتُ مَنْزِلَهُ ... مِنْ بعد ما قِيلَ عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانِ قَدْ كُنْتُ ضَيْفَكَ [4] حَوْلا مَا تُرَوِّعُنِي ... فِيهِ طَوَارِقُ [5] مِنْ إِنْسٍ ومن جان   [ () ] والنهاية 9/ 52، 53، ومرآة الجنان 1/ 175، والتذكرة الحمدونية 1/ 163 و 255 و 2/ 445 و 449، وزهر الآداب 556، وتخليص الشواهد 121، والإصابة 3/ 178- 180 رقم 6875، وتهذيب التهذيب 8/ 127- 129 رقم 222، وتقريب التهذيب 2/ 82، 83 رقم 722، والنجوم الزاهرة 1/ 216، وهدي الساري 432، وخزانة الأدب 5/ 350، وشذرات الذهب 1/ 95، وجمهرة أنساب العرب 318، والعلل لأحمد، رقم 1299 و 5233. [1] جاء في الأغاني 17/ 110 من طريق الحسن بن عليل العنزيّ، عن منيع بن أحمد السدوسي، عن أبيه، عن جدّه قال: كان عمران بن حطّان من أهل السّنّة والعلم، فتزوّج امرأة من الشّراة من عشيرته، وقال: أردّها عن مذهبها إلى الحقّ، فأضلّته وذهبت به. [2] الأذكياء 210. [3] في الكامل للمبرّد «أخي مثوى» بدل «كريم» ، ومثله في كتاب المتوارين للأزدي 68. [4] في الكامل «جارك» بدل «ضيفك» . [5] في الكامل «روائع» بدل «طوارق» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 155 حَتَّى أَرَدْتَ بِي الْعُظْمَى فَأَوْحَشَنِي [1] ... مَا يُوحِشُ [2] النَّاسَ مِنْ خَوْفِ ابْنِ مَرْوَانِ فَاعْذِرْ أَخَاكَ ابْنَ زِنْبَاعٍ فَإِنَّ لَهُ ... فِي الْحَادِثَاتِ هَنَاتٍ [3] ذَاتَ أَلْوَانِ لَوْ كُنْتُ مُسْتَغْفِرًا يَوْمًا لِطَاغِيَةٍ ... كنت المقدّم في سرّي وإعلاني لكن أبت لي آيَاتٌ مُفَصَّلَةٌ [4] ... عَقْدَ [5] الْوِلايَةِ فِي طَهَ وَعِمْرَانِ [6] وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: لَقِيَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ فَقَالَ: يَا أَخِي احْفَظْ عَنِّي هَذِهِ الأَبْيَاتَ: حَتَّى مَتَى تُسقَى النُّفُوسُ بِكَأْسِهَا ... رَيْبَ الْمَنُونِ وَأَنْتَ لاهٍ تَرْتَعُ أَفَقَدْ رَضِيتَ بِأَنْ تُعَلَّلَ بِالْمُنَى ... وَإِلَى الْمَنِيَّةِ كُلَّ يَوْمٍ تُدْفَعُ [7] أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ ... إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لا يُخْدَعُ فَتَزَوَّدَنَّ لِيَوْمِ فَقْرِكَ دَائِبًا ... وَاجْمَعْ لِنَفْسِكَ لا لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ [8] وَمِنْ شِعْرِهِ فِي قَاتِلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا ضَرْبةً من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره حينا [9] فَأَحْسَبُهُ ... أَوْفَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا أَكْرِمْ بِقَوْمٍ بُطُوِنِ الطَّيْرِ أَقْبُرُهُمْ ... لَمْ يَخْلِطُوا دِينَهُمْ بغيا وعدوانا [10]   [1] في الكامل «فأدركني» بدل «فأوحشني» . [2] في الكامل «ما أدرك» . [3] في الكامل «في النائبات خطوبا» . [4] في الكامل «مطهّرة» . [5] في الكامل «عند» . [6] الأبيات في الكامل في الأدب للمبرّد 2/ 127، والمنازل والديار لابن منقذ 2/ 22، 23، والأغاني 18/ 112، والمتوارين 68، 69، وخزانة الأدب 5/ 356. [7] في طبعة القدسي 3/ 285 «ترفع» بالراء، وهو تحريف. [8] الأبيات في خزانة الأدب 5/ 360، 361. [9] في الكامل للمبرّد «يوما» . [10] البيتان الأولان في: الكامل للمبرّد 2/ 126، ونشوار المحاضرة للتنوخي 3/ 290، والمنازل والديار لأسامة بن منقذ 2/ 21، والبداية والنهاية لابن كثير 9/ 53، والأغاني 18/ 111 وفيه اختلاف ببعض الألفاظ. وكلها في كتاب الأذكياء 210. وقد قلب (الفقيه الطبريّ) شعر ابن حطّان وهو يردّ عليه ويلعن عمران بن حطّان، فقال: يا ضربة من شقيّ ما أراد بها ... إلّا ليهدم من ذي العرش بنيانا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 156 فَبَلَغَ شِعْرُهُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَدْرَكَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَنَذَرَ دَمَهُ، وَوَضَعَ عَلَيْهِ الْعُيُونَ، فَلَمْ تَحْمِلْهُ أَرْضٌ حَتَّى أَتَى رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ، فَأَقَامَ فِي ضِيَافَتِهِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنَ الأَزْدِ، فَبَقِيَ عِنْدَهُ سَنَةً، فَأَعْجَبَهُ إِعْجَابًا شَدِيدًا، فَسَمَرَ روح ليلة عند عبد الملك، فتذاكرا شِعْرَ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ هَذَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَوْحٌ تَحَدَّثَ مَعَ عِمْرَانَ، وَأَخْبَرَهُ بِالشِّعْرِ الَّذِي ذَكَرَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَنْشَدَهُ عِمْرَانُ بَقِيَّتَهُ، فَلَمَّا أَتَى عَبْدَ الْمَلِكِ قَالَ: إِنَّ فِي ضِيَافَتِي رَجُلا مَا سَمِعْتُ مِنْكَ حَدِيثًا قَطُّ إِلا حَدَّثَنِي بِهِ وَبِأَحْسَنَ مِنْهُ، وَلَقَدْ أَنْشَدْتُهُ الْبَارِحَةَ الْبَيْتَيْنِ اللَّذَيْنِ قَالَهُمَا عِمْرَانُ فِي ابْنِ مُلْجِمٍ، فأنشدني القصيدة كلّها، فقال: صفه لِي، فَوَصَفَهُ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَصِفُ صِفَةَ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ، اعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ يَلْقَانِي، قَالَ: نَعَمْ. فَانْصَرَفَ رَوْحٌ إِلَى مَنْزِلِهِ وَقَصَّ عَلَى عِمْرَانَ الأَمْرَ، فَهَرَبَ وَأَتَى الْجَزِيرَةَ، ثُمَّ لَحِقَ بِعُمَانَ، فَأَكْرَمُوهُ، فَأَقَامَ بِهَا حَيَاتَهُ [1] . وَوَرَدَ أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتِ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ هَذِهِ: أَرَى أَشْقِيَاءَ النَّاسِ لا يَسْأَمُونَهَا ... عَلَى أنَّهُمْ فِيهَا عُرَاةٌ وَجُوَّعُ أَرَاهَا وَإِنْ كَانَتْ تُحَبُّ فَإِنَّهَا ... سَحَابَةُ صَيْفٍ عَنْ قَلِيلٍ تَقَشَّعُ كَرَكْبٍ قَضَوْا حاجاتهم وَتَرحَّلُوا ... طَرِيقُهُمْ بَادِي الْعَلامَةِ مَهْيَعُ [2] تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. قاله ابن قانع.   [ () ] إنّي لأذكره يوما فألعنه ... إيها وألعن عمران بن حطّانا وقال (محمد بن أحمد الطبيب) يردّ على عمران بن حطّان أيضا: يا ضربة من غدور صار ضاربها ... أشقى البريّة عند الله إنسانا إذا تفكّرت فيه ظلت ألعنه ... وألعن الكلب عمران بن حطّانا (الكامل في الأدب 2/ 126) . وانظر كتاب الأذكياء 210. [1] الأغاني 18/ 111، 112 وانظر الكامل للمبرّد 2/ 126، 127. [2] الأبيات في: مجموعة المعاني 4، وكنايات الجرجاني 101، وديوان شعر الخوارج 172، والشريشي 2/ 318، والتذكرة الحمدونية 1/ 163، وسير أعلام النبلاء 4/ 216، والبداية والنهاية 9/ 53، وخزانة الأدب، بتحقيق عبد السلام هارون 2/ 440 وفيه (بادي الغيابة مهيع) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 157 114- (عمران بن طلحة) [1]- د ت ق- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ كَعْبٍ التّيميّ المدنيّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُمِّهِ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ، وعليّ بن أبي طالب. روى عَنْهُ: ابْنَا أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَسَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ. وَلَهُ وِفَادَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [2] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : قد انقرض ولده. وقيل: إن النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي سَمَّاهُ. 115- (عِمْرَانُ بْنُ عِصَامٍ) [4] أَبُو عِمَارَةَ الضُّبَعِيُّ، وَالِدُ أَبِي جَمْرَةَ. مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَمِمَّنْ خَرَجَ عَلَى الْحَجَّاجِ مَعَ ابن الأشعث،   [1] انظر عن (عمران بن طلحة) في: طبقات ابن سعد 5/ 166، والمحبّر لابن حبيب 104 و 439، وطبقات خليفة 244، والتاريخ الكبير 6/ 416، 417 رقم 2833، وأنساب الأشراف 1/ 437 و 3/ 26، والمعارف 232، وتاريخ الثقات للعجلي 374 رقم 1303، والجرح والتعديل 6/ 299، 300 رقم 1661، والثقات لابن حبّان 5/ 217، 218، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 12/ 339 أ، وأسد الغابة 4/ 138، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1058، وسير أعلام النبلاء 4/ 370 رقم 148، والكاشف 2/ 300 رقم 4335، أو العقد الثمين 6/ 422، والإصابة 3/ 82 رقم 6271، وتهذيب التهذيب 8/ 133 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 83 رقم 728، وخلاصة تذهيب التهذيب 295. [2] في تاريخ الثقات 374 رقم 1303. [3] في الطبقات 5/ 166. [4] انظر عن (عمران بن عصام) في: طبقات خليفة 204، وتاريخ خليفة 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 428، والتاريخ الكبير 6/ 417، 418 رقم 2835، والجرح والتعديل 6/ 300 رقم 1665، والثقات لابن حبّان 5/ 221، 222، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 665، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1058، والكاشف 2/ 301 رقم 4338، وتهذيب التهذيب 8/ 134، 135 رقم 232، وتقريب التهذيب 2/ 84 رقم 733، وخلاصة تذهيب التهذيب 296، وجامع التحصيل 303 رقم 590. ويخلطه بعضهم بعمران بن عصام العنزي الشاعر، وهو غيره. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 158 وَكَانَ صَالِحًا، عَابِدًا، مُقْرِئًا، يَقُصُّ بِالْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَقِيلَ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِمْرَانَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. قَالَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ: أَدْرَكْتُ عِمْرَانَ بْنَ عِصَامٍ، وَهُوَ إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي ضُبَيْعَةَ، يَؤُمُّهُمْ فِي رَمَضَانَ، وَيَخْتِمُ بِهِمْ فِي كُلِّ ثَلاثٍ، ثُمَّ أَمَّهُمْ قَتَادَةُ، فَكَانَ يَخْتِمُ فِي كُلِّ سَبْعٍ. رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَبُو التَّيَّاحِ، وَابْنُهُ أَبُو جَمْرَةَ. وَظَفَرَ بِهِ الْحَجَّاجُ فَامْتَحَنَهُ، وَقَالَ: أَتَشْهَدُ عَلَى نَفْسِكَ بِالْكُفْرِ؟ قَالَ: مَا كَفَرْتُ باللَّه مُنْذُ آمَنْتُ بِهِ، فَقَتَلَهُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. 116- عُمَر بن أبي سلمة [1] ع عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَرَ بْن مخزوم، أبو   [1] انظر عن (عمر بن أبي سلمة) في: المغازي للواقدي 343 و 344 و 721، والمحبّر لابن حبيب 84 و 393، وتاريخ اليعقوبي 2/ 201، وأنساب الأشراف 3/ 283، والمعارف 125 و 136 و 238، وطبقات خليفة 20 و 190، وتاريخ خليفة 200 و 292 و 300 و 400، والتاريخ لابن معين 2/ 430، والتاريخ الصغير 83، والتاريخ الكبير 6/ 139 رقم 1953، وتاريخ الثقات للعجلي 358 رقم 1235، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 169، والمعرفة والتاريخ 1/ 271، وتاريخ أبي زرعة 1/ 525، وتاريخ الطبري 3/ 164 و 4/ 445 و 451 و 480 و 5/ 139، والجرح والتعديل 6/ 117 رقم 632، والثقات لابن حبّان 3/ 263، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 124، ورجال صحيح البخاري 2/ 507، 508 رقم 781، ورجال صحيح مسلم 2/ 32 رقم 1075، وجمهرة أنساب العرب 88، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 120 أ، والاستيعاب 2/ 474، 475، وتاريخ بغداد 1/ 194 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 339 رقم 1279، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 116 ب، وأسد الغابة 4/ 79، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 16 رقم 5، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1011، وتحفة الأشراف 7/ 128- 132، والكامل في التاريخ 3/ 204 و 4/ 525، والكاشف 2/ 271 رقم 4128، وسير أعلام النبلاء 3/ 406- 408 رقم 63، والعقد الثمين 6/ 307، والإصابة 2/ 519 رقم 5740، وتهذيب التهذيب 7/ 455، 456 رقم 758، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، والعلل لأحمد، رقم 909. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 159 حَفْصٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَبِيبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وَرَوَى عَنْ أُمِّهِ أَيْضًا. وَعَنْهُ: أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَعُرْوَةُ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ عُرْوَةُ: مَوْلِدُهُ بِالْحَبَشَةِ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مَعَ النِّسْوَةِ فِي أُطُمِ [1] حَسَّانٍ، فَكَانَ يُطَأْطِئُ لِي مَرَّةً، فأنظر، وأطأطءئ لَهُ مَرَّةً فَيَنْظُرُ [2] . وَقَالَ ابْنُ عَبْدُ الْبَرِّ [3] : كَانَ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الْجَمَلِ، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى فَارِسٍ وَعَلَى الْبَحْرَيْنِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ بالمدينة. قُلْتُ: وَكَانَ شَابًّا فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَزَوَّجَ إِذْ ذَاكَ، وَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَقْبِيلِ زَوْجَتِهِ وَهُوَ صَائِمٌ [4] . وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتَيْهِ: دُرَّةَ، وَزَيْنَبَ، وَقَدْ مَاتَ أَبُوهُمْ سَنَةَ ثَلاثٍ، فَلَعَلَّ مَوْلِدَ عُمَرَ قَبْلَ عَامِ الْهِجْرَةِ بِعَامٍ أو عامين [5] .   [1] الأطم: الحصن. [2] تهذيب الكمال 2/ 1011. [3] في الاستيعاب 2/ 475. [4] أخرجه مسلم في كتاب الصيام (74/ 1108) باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرّمة على من لم تحرّك شهوته من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد ربّه بن سعيد، عن عبد الله بن كعب الحميريّ، عن عمر بن أبي سلمة، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أيقبّل الصائم؟ فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سل هذه» . (لأمّ سلمة) ، فأخبرته، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنبك وما تأخّر. فقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أما والله إني لأتقاكم للَّه، وأخشاكم له» . [5] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 3/ 407: «ولد قبل الهجرة بسنتين أو أكثر، فإن أباه توفي في سنة ثلاث من الهجرة، وخلّف أربعة أولاد، هذا أكبرهم وهم: عمر، وسلمة، وزينب، ودرّة، ثم كان عمر هو الّذي زوّج أمّه بالنبيّ صلى الله عليه وسلّم وهو صبيّ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 160 وَقَدْ رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ فِي فَارِعِ حَسَّانٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَمَعَهُمْ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَإِنِّي لأَظْلِمُهُ يَوْمَئِذٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ [1] فَأَقُولُ لَهُ: تَحْمِلُنِي حَتَّى أَنْظُرَ، فَإِنِّي أَحْمِلُكَ إِذَا نَزَلْتَ، فَإِذَا حَمَلَنِي ثُمَّ سَأَلَنِي أَنْ يَرْكَبَ، قُلْتُ: هَذِهِ الْمَرَّةُ [2] . قُلْتُ: هُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ. 117- عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ [3] ابْنُ عُثْمَانَ، أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الأَمِيرُ، أَحَدُ وُجُوهِ قُرَيْشٍ   [ () ] ثم إنه فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوّج وقد احتلم، وكبر، فسأل عن القبلة للصائم، فبطل ما نقله أبو عمر في «الاستيعاب» من أنّ مولده بأرض الحبشة سنة اثنتين. ثم إنه كان في سنة اثنتين أبواه- بل وسنة إحدى- بالمدينة، وشهد أبوه بدرا. فأنّى يكون مولده في الحبشة في سنة اثنتين؟ بل ولد قبل ذلك بكثير» . [1] في طبعة القدسي 3/ 287 (بسنين) وهو تصحيف، والتصويب من تهذيب الكمال، وسير أعلام النبلاء. [2] تهذيب الكمال 2/ 1011. [3] انظر عن (عمر بن عبيد الله بن معمر) في: المحبّر لابن حبيب 66 و 151 و 442، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 41، والأخبار الموفقيّات 346 و 546 و 561، ونسب قريش 288، وتاريخ اليعقوبي 2/ 166 و 252 و 273، والكامل في الأدب 1/ 241، وأنساب الأشراف 1/ 399 و 497 و 498 و 503 و 3/ 298 و 299 و 4 ق 1/ 407 و 414 و 415 و 417 و 426 و 427 و 459 و 463- 465 و 467- 470 و 4/ 106 و 112 و 113 و 123 و 153 و 155- 157 و 160- 162، وانظر فهرس الأعلام 5/ 412، والأغاني 15/ 312، والتاريخ الكبير 6/ 175، 176 رقم 2081، والمعارف 234 و 289 و 414 و 576، والجرح والتعديل 6/ 120 رقم 646، وتاريخ الطبري 5/ 318 و 357 و 527 و 528 و 582 و 6/ 95 و 97 و 99 و 119 و 120 و 134 و 158 و 193 و 248، وتاريخ خليفة 297، وجمهرة أنساب العرب 145، والبدء والتاريخ 4/ 85، وشرح أدب الكاتب 293، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 121 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 168 ب، والكامل في التاريخ 4/ 142 و 268- 270 و 281 و 282 و 293 و 332 و 412 و 477، والعقد الفريد 1/ 57 و 4/ 47، وسير أعلام النبلاء 4/ 172، 173 رقم 63، والتذكرة الحمدونية 2/ 298 و 342 و 343 و 407 و 408، 480 و 488، وفوات الوفيات 2/ 171، والبداية والنهاية 9/ 46، وتعجيل المنفعة 299- 302 رقم 773، والمستطرف للأبشيهي 1/ 225. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 161 وَأَشْرَافِهَا وَشُجْعَانِهَا الْمَذْكُورِينَ، وَكَانَ جَوَّادًا مُمَدَّحًا. وَلِيَ فُتُوحَاتٍ عَدِيدَةٌ، وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَأَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ. رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنُ عَوْنٍ. وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَتُوُفِّيَ بِدِمَشْقَ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ فَارِسٍ. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وُلِدَ هُوَ، وَعُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَامَ قَتْلِ عُمَرَ [1] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى الْمُهَلَّبِ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ أَخْبِرْنَا عَنْ شُجْعَانِ الْعَرَبِ. قَالَ: أَحْمَرُ قُرَيْشٍ، وَابْنُ الْكَلْبِيَّةِ، وَصَاحِبُ النَّعْلِ الدَّيْزَجُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا نَعْرِفُ مِنْ هَؤُلاءِ أَحَدًا، قَالَ: بَلَى، أَمَّا أَحْمَرُ قُرَيْشٍ فَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ، وَاللَّهِ مَا جَاءَتْنَا سَرَعَانُ خَيْلٍ قَطُّ إِلا رَدَّهَا، وَأَمَّا ابْنُ الْكَلْبِيَّةِ فَمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أُفْرِدَ فِي سَبْعَةٍ، وَجُعِلَ لَهُ الأَمَانُ، فَأَبَى حَتَّى مَاتَ عَلَى بَصِيرَتِهِ. وَأَمَّا صَاحِبُ النَّعْلِ الدَّيْزَجُ فَعَبَّادُ بْنُ الْحُصَيْنِ الْحَبَطِيُّ [2] ، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِنَا شِدَّةٌ إِلا فَرَّجَهَا، فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ، وَكَانَ حَاضِرًا: إِنَّا للَّه، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيِّ! قَالَ: إِنَّمَا ذَكَرْنَا الإِنْسَ وَلَمْ نَذْكُرِ الْجِنَّ [3] . وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ [4] بْنِ قَتَّةَ قَالَ: بَعَثَ مَعِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِأَلْفِ دِينَارٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فِي مُسْتَحَمِّهِ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ، فَصَبَبْتُهَا فِيهَا، فقال: وصلته رحم لقد   [1] تاريخ دمشق 13/ 169 أ. [2] بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة وفي آخرها الطاء، نسبة إلى الحبطات وهو بطن من تميم ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 275) . [3] الأخبار الموفقيات 560، 561، والكامل للمبرّد 1/ 241، التذكرة الحمدونية 2/ 407، 408، رقم 1052، والمستطرف 1/ 225 وفيها ورد «ابن الكلبية، وأحمر قريش، وراكب البغلة» بدل «صاحب النعل الديزج» . [4] في الأصل «سلمان» والتصويب من تعجيل المنفعة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 162 جَاءَتْنَا عَلَى حَاجَةٍ، فَأَتَيْتُ الْقَاسِمَ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنْ كَانَ الْقَاسِمُ ابْنَ عَمِّهِ فَأَنَا ابْنَةُ عَمَّتِهِ فَأَعْطِنِيهَا، فَأَعْطَيْتُهَا [1] . وَذَكَرَ الْحَرْمَازِيّ أَنَّ إِنْسَانًا مِنَ الأَنْصَارِ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ بِفَارِسٍ، فَوَصَلَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا. وَيُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ اشْتَرَى مَرَّةً جَارِيَةً بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَتَوَجَّعَتْ لفراق سَيِّدِهَا وَقَالَتْ أَبْيَاتًا، وَهِيَ: هَنِيئًا لَكَ الْمَالُ الَّذِي قَدْ أصَبْتَه ... وَلَمْ يَبْقَ فِي كَفَّيَّ إِلا تَفَكُّرِي أَقُولُ لِنَفْسِي وَهِيَ فِي كَرْبٍ غَشْيَةٍ ... أَقِلِّي فَقَدْ بَانَ الْخَلِيطُ أَوْ أَكْثِرِي إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الأَمْرِ عِنْدَكِ حِيلَةٌ ... وَلَمْ تَجِدِي بُدًّا مِنَ الصَّبْرِ فَاصْبِرِي فَقَالَ مَوْلاهَا: وَلَوْلا قُعُودُ الدَّهْرِ بِي عَنْكِ لَمْ يَكُنْ ... يُفَرِّقُنَا شَيْءٌ سِوَى الْمَوْتِ فاعذري أءوب بِحُزْنٍ مِنْ فِرَاقِكِ مُوجِعٌ ... أُنَاجِي بِهِ قَلْبًا طَوِيلَ التَّذَكُّرِ عَلَيْكِ سَلامٌ لا زِيَارَةَ بَيْنَنَا ... وَلا وَصْلَ إِلا أَنْ يَشَاءَ ابْنُ مَعْمَرِ فَقَالَ: خُذْهَا وَثَمَنَهَا [2] . وَقَالَ مُسْلِمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ زَائِرًا لابْنِ أَبِي بَكْرَةَ بِسِجِسْتَانَ، فَأَقَامَ أَشْهُرًا لا يَصِلُهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي اشْتَقْتُ إِلَى الأَهْلِ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: سَوْءَةٌ مِنْ أَبِي حَفْصٍ أَغْفَلْنَاهُ، كَمْ فِي بَيْتِ الْمَالِ، قَالُوا: أَلْفَ أَلْفٍ وَسَبْعَمِائَةِ أَلْفٍ قَالَ: احْمِلُوهَا إليه، فحملت إليه. رواها الْمَدَائِنِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مُسْلِمَةَ. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. 118- عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [3] ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الهاشمي.   [1] تعجيل المنفعة 302 باختصار. [2] البداية والنهاية 9/ 46. [3] انظر عن (عمر بن علي بن أبي طالب) في: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 163 رَوَى عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَوَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ لِيَوَلِّيَهُ صَدَقَةَ أَبِيهِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبِي، فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ: ولدت لأبي بعد ما اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٍ، فَقَالَ: هِبْهُ لِي. قَالَ: هُوَ لَكَ. قَالَ: قَدْ سَمَّيْتُهُ عُمَرَ وَنَحَلْتُهُ غُلامِي مُوَرِّقًا. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: فَلَقِيتُ عِيسَى فَحَدَّثَنِي بِذَلِكَ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ الله [1] . عمر، ورقيّة ابنا عليّ توأم أُمُّهُمَا الصَّهْبَاءُ التَّغْلِبِيَّةُ مِنْ سَبْيِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَيَّامَ الرِّدَّةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وَذَكَرَ مُصْعَبٌ: أَنَّ الْوَلِيدَ لَمْ يُعْطِهِ صَدَقَةَ عَلِيٍّ، وَكَانَ عَلَيْهَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَالَ: لا أُدْخِلُ عَلَى بَنِي فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهُمْ، فَانْصَرَفَ غضبان وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ صِلَةً [3] . وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ قُتِلَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ. قُلْتُ: فَلَعَلَّهُ أَخُوهُ وَسَمِيُّهُ، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوفُ أَنَّ الّذي قتل مع مصعب   [ () ] طبقات ابن سعد 5/ 117، وطبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 264، والتاريخ الكبير 6/ 179 رقم 2096، والمعارف 204 و 210 و 217، وتاريخ الثقات للعجلي 360 رقم 1243، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213، وفتوح البلدان 110، ونسب قريش 80، وتاريخ الطبري 3/ 383 و 5/ 154، 155، والجرح والتعديل 6/ 124 رقم 676، والثقات لابن حبّان 5/ 146، ومروج الذهب 418 و 1908 و 1909، والتنبيه والإشراف 259، والبدء والتاريخ 5/ 76، ومقاتل الطالبيين 84 و 127 و 643 و 679، وجمهرة أنساب العرب 66، وتاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 13/ 172 ب، والكامل في التاريخ 2/ 399 و 408 و 6/ 198، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1020، وسير أعلام النبلاء 4/ 134 رقم 41، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 77، وتهذيب التهذيب 7/ 485 رقم 806، وتقريب التهذيب 2/ 61 رقم 490، وخلاصة تذهيب التهذيب 285. [1] في نسب قريش 42. [2] في تاريخ الثقات 360 رقم 1243. [3] نسب قريش 43. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 164 عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ [1] ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثنتين وسبعين. 119- (عمرو بن حريث) [2]- ع- بن عمرو بن عثمان المخزوميّ، أَخُو سَعِيدٍ. وُلِدَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَكَنَ الْكُوفَةَ. روى عنه: ابنه جعفر، والحسن العرني، ومغيرة بن سبيع، والوليد بن سريع، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل بن أبي خالد.   [1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 4/ 134 «ولا يصح، بل ذاك أخوه عبيد الله بن علي» . [2] انظر عن (عمرو بن حريث) في: نسب قريش 233، وطبقات ابن سعد 6/ 23، والمحبّر لابن حبيب 156 و 342 و 379، وطبقات خليفة 20 و 126 ومسند أحمد 4/ 306، والتاريخ الكبير 6/ 305 رقم 2479، والتاريخ الصغير 91، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 134، وتاريخ الثقات للعجلي 363 رقم 1254، والزهد لابن المبارك 356، والبيان والتبيين 4/ 81، وفتوح البلدان 276 و 305، وأنساب لأشراف 1/ 228 و 260 و 4 ق 1 (انظر فهرس الأعلام) 657 (وفهرس الأعلام) ج 5/ 412، والاشتقاق لابن دريد 61 و 92، والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وتاريخ الطبري 5/ 523، والمنتخب من ذيل المذيّل 547، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71، والجرح والتعديل 6/ 226 رقم 1254، والمعارف 293 و 480 و 576، والثقات لابن حبّان 3/ 272، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 686، ومروج الذهب 1896 و 1919، والأخبار الطوال 223، 224، والخراج وصناعة الكتابة 379، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 65 رقم 1165، والاستيعاب 2/ 515، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 363، وأسد الغابة 4/ 213، والحلّة السيراء 1/ 75، والبدء والتاريخ 6/ 6، وجمهرة رسائل العرب 2/ 63، ورجال صحيح البخاري 2/ 537، 538 رقم 842، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1028، وتحفة الأشراف 8/ 143- 146 رقم 402، والعبر 1/ 100، وسير أعلام النبلاء 3/ 417- 419 رقم 70، والكاشف 2/ 282، رقم 4206، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 96، ومرآة الجنان 1/ 176، وجامع التحصيل 297 رقم 561، والبداية والنهاية 9/ 60، والزيارات 155، 156، والتذكرة الحمدونية 2/ 389 و 373 ودول الإسلام 1/ 60، ومجمع الزوائد 9/ 405، والعقد الثمين 6/ 368، والإصابة 2/ 531 رقم 5808، وتهذيب التهذيب 8/ 17، 18 رقم 26، وتقريب التهذيب 2/ 67 رقم 555، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وشذرات الذهب 1/ 95، والعلل لأحمد، رقم 1139 و 4227. وقد تقدّمت ترجمته باختصار في الجزء السابق. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 165 وآخر من رآه خلف بن خليفة، شيخ الحسن بن عرفة، فابن عرفة من أتباع التابعين. توفي عمرو سنة خمس وثمانين. 120- (عمرو بن سلمة) [1]- خ د ن- أَبُو بُرَيْدٍ [2] الْجَرْمِيُّ [3] الْبَصْرِيُّ. وَقِيلَ: أَبُو يَزِيدَ، الَّذِي كَانَ يُصَلِّي بِقَوْمِهِ وَهُوَ صَبِيٌّ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] وَقَدْ وَفَدَ أَبُوهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُقَالُ: هُوَ لَهُ وِفَادَةٌ مَعَ أَبِيهِ وَصُحْبَةٌ مَا [5] . رَوَى عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِأَيُّوبَ. وَرَّخَ موته أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. 121- (عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ) [6]- بخ- الهمدانيّ الكوفيّ.   [1] انظر عن (عمرو بن سلمة) في: التاريخ لابن معين 2/ 445، والتاريخ الكبير 6/ 313 رقم 2497، والجرح والتعديل 6/ 235 رقم 1301، والثقات لابن حبّان 3/ 278، ورجال صحيح البخاري 2/ 538 رقم 843، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 371 رقم 1410، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 27، 28 رقم 16، والاستيعاب 2/ 544، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1035، وتحفة الأشراف 8/ 152 رقم 407، والكاشف 2/ 285 رقم 4231، ودول الإسلام 1/ 60، والبداية والنهاية 9/ 60، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 126، وتهذيب التهذيب 8/ 42، 43 رقم 69، وتقريب التهذيب 2/ 71 رقم 598، والإصابة 2/ 541 رقم 5857، وخلاصة تذهيب التهذيب 289. وسلمة: بكسر اللام. [2] مهمل في الأصل، والتحرير من تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 27 حيث قال: هو أبو بريد بموحّدة مضمومة وراء. وقيل: أبو يزيد، بمثنّاة وزاي، والصحيح المشهور الأول. [3] الجرمي: بفتح الجيم وسكون الراء. (اللباب 1/ 222) . [4] لأنه كان أقرأهم للقرآن، كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 544. [5] الاستيعاب 2/ 544. [6] انظر عن (عمرو بن سلمة) في: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 166 سَمِعَ: عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَحَضَرَ النَّهْرَوَانَ مَعَ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَدُفِنَ هُوَ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ [1] . قُلْتُ: وَأَبُوهُ بِكَسْرِ اللامِ كَالْجَرْمِيِّ الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ. 122- وَأَمَّا (عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ) - بِالْفَتْحِ- فَشَيْخٌ مَجْهُولٌ لِلْوَاقِدِيِّ. وَلَهُ شَيْخٌ آخَرُ قَزْوِينِيٌّ. يَرْوِي عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ. 123- (عمرو بن عثمان بن عفّان) [2]- ع- الأمويّ، أخو أبان، وسعيد.   [ () ] طبقات ابن سعد 6/ 171، والتاريخ الصغير 95، والتاريخ الكبير 6/ 337 رقم 2569، وتاريخ الثقات للعجلي 364 رقم 1263 وقد قيّده محقّقه بفتح اللام، وهو خطأ، والجرح والتعديل 6/ 235 رقم 1302، والثقات لابن حبّان 5/ 172، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 761، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1035، وتهذيب التهذيب 8/ 42 رقم 68، وتقريب التهذيب 2/ 71 رقم 597، وخلاصة تهذيب التهذيب 289. [1] في التاريخ الكبير 6/ 337. [2] انظر عن (عمرو بن عثمان بن عفان) في: طبقات ابن سعد 5/ 150، 151، والمحبّر لابن حبيب 57 و 382، وطبقات خليفة 240، والتاريخ الصغير 34، والتاريخ الكبير 6/ 352، 353 رقم 2612، وتاريخ الثقات للعجلي 367 رقم 1274، والمعرفة والتاريخ 1/ 472 و 3/ 270 و 289، وأنساب الأشراف 3/ 49 و 4 ق 1/ 6 و 46 و 53 و 58 و 65 و 66 و 108 و 285 و 323 و 329 و 598 و 600 و 602 و 611 و 4/ 34 و 39 و 5/ 103 و 105- 107 و 114، وتاريخ اليعقوبي 2/ 176- 227، ونسب قريش 105 و 109 و 110، والمعارف 186 و 198 و 199 و 200 و 201 و 214، وتاريخ الطبري 4/ 420 و 5/ 482 و 485 و 494، والجرح والتعديل 6/ 248 رقم 1368، والثقات لابن حبّان 5/ 168، وجمهرة أنساب العرب 83، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 443، ورجال صحيح البخاري 2/ 546 رقم 857، ورجال صحيح مسلم 2/ 76 رقم 1193، ومروج الذهب 1776 و 2024، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1044، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 367 رقم 1395، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 291 أ، وسير أعلام النبلاء 4/ 353 رقم 134، والكاشف 2/ 290 رقم 4262، والمعين في طبقات المحدّثين 34 رقم 223، والكامل في التاريخ 3/ 186 و 4/ 113 و 114 و 120، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 467 و 468 و 475، والعقد الفريد 1/ 279، وتهذيب التهذيب 8/ 78، 79 رقم 115، وتقريب التهذيب 2/ 75 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 291، والعلل لأحمد، رقم 467. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 167 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. وعنه: علي بن الحسين، وسعيد بن المسيب، وأبو الزناد، وابنه عبد الله بن عمرو. له حديث: «لا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ» فِي الْكُتُبِ السّتّة [1] . 124- (عنترة بن عبد الرحمن) [2]- ن- أبو وكيع الشّيبانيّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مرّة الشّيبانيّ، وأبو سنان الشيبانيّ.   [1] أخرجه البخاري في الفرائض 8/ 11 باب لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم وإذا أسلم قبل أن يقسم الميراث فلا ميراث له، وأبو داود في الفرائض (2909) باب هل يرث المسلم الكافر، والترمذي في الفرائض (2190) باب ما جاء في إبطال الميراث بين المسلم والكافر، وابن ماجة في الفرائض (2729) باب ميراث أهل الإسلام من أهل الشرك، والدارميّ في الفرائض، باب 29، ومالك في الموطّأ، كتاب الفرائض 351 باب ميراث أهل الملل، وأحمد في المسند 2/ 200 و 208. [2] انظر عن (عنترة بن عبد الرحمن) في: التاريخ الكبير 7/ 84 رقم 377، وتاريخ الثقات للعجلي 376 رقم 1317، والمعرفة والتاريخ 3/ 75 و 83، والجرح والتعديل 7/ 35 رقم 187، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1064، والكاشف 2/ 305 رقم 4374، وتهذيب التهذيب 8/ 162، 163 رقم 295، وتقريب التهذيب 2/ 89 رقم 787، وخلاصة تذهيب التهذيب 306. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 168 [حرف الْفَاءِ] 125- (فَرُّوخُ بْنُ النُّعْمَانِ) [1] أَبُو عَيَّاشٍ الْمَعَافِرِيُّ. عَنْ: عَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَغَيْرِهِمْ. حَدَّثَ بِمِصْرَ. رَوَى عَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَّادٍ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ. ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ.   [1] لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفّرة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 169 [حرف القاف] 126- قبيصة بن ذؤيب [1] ع أبو سعيد الخزاعيّ المدني، الفقيه.   [1] انظر عن (قبيصة بن ذؤيب) في: طبقات ابن سعد 5/ 176 و 7/ 447، والمحبّر لابن حبيب 261 و 302 و 379 و 477، وطبقات خليفة 309، وتاريخ خليفة 292 و 299، والتاريخ لابن معين 2/ 484، والتاريخ الصغير 100، والتاريخ الكبير 7/ 174، 175 رقم 784، وتاريخ الثقات للعجلي 388 رقم 1377، والمعرفة والتاريخ 1/ 236 و 252 و 353 و 354 و 404 و 405 و 426 و 557 و 558 و 627 و 628 و 692 و 692 و 714 و 2/ 439 و 733، وتاريخ أبي زرعة 1/ 62 و 225 و 405 و 408 و 569- 571، وتاريخ الطبري 2/ 239 و 240 و 5/ 239 و 6/ 143 و 180 و 412 و 466، والمعارف 108 و 108 و 447 و 547 و 586، وأنساب الأشراف 1/ 418 و 3/ 213 و 4 ق 1/ 446 و 447 و 4/ 141 و 5/ 356، والبرصان والعرجان 363، والمغازي للواقدي 749، والسير والمغازي لابن إسحاق 222، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 220، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 89 و 204، والجرح والتعديل 7/ 125 رقم 713، والاستيعاب 3/ 255، 256، والثقات لابن حبّان 5/ 317، و 318، وجمهرة أنساب العرب 236، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 433، ورجال صحيح مسلم 2/ 147 رقم 1371، ورجال صحيح البخاري 2/ 620، 621 رقم 985، وتحفة الوزراء للثعالبي 114، وطبقات الفقهاء للشيرازي 47، 48 و 62 و 63، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 197 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 422 رقم 1619، وأسد الغابة 4/ 191، 192، والكامل في التاريخ 3/ 6 و 464 و 4/ 299 و 513 و 520 و 525 و 555، والعقد الفريد 2/ 144 و 230 و 4/ 168 و 169 و 4/ 409، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 56 رقم 64، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1119، وتذكرة الحفّاظ 1/ 57، والعبر 1/ 101، وسير أعلام النبلاء 4/ 282، و 283 رقم 103، والكاشف 2/ 340 رقم 4615، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 226، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 399، ومختصر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 170 يُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ، وَأُتِيَ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت أَبِيهِ لِيَدْعُوَ لَهُ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَبِلالٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ إِسْحَاقَ، وَمَكْحُولٌ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وهارون بن رياب [1] . وَآخَرُونَ. وَكَانَ عَلَى الْخَاتَمِ وَالْبَرِيدِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَسَكَنَ دِمَشْقَ، وَأُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الْحَرَّةِ، وَلَهُ دَارٌ بِبَابِ الْبَرِيدِ [2] . وَكَنَّاهُ ابْنُ سَعْدٍ [3] : أَبَا إِسْحَاقَ، وَقَالَ: شَهِدَ أَبُوهُ ذُؤَيْبُ بْنُ حَلْحَلَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْحَ، وَكَانَ يَسْكُنُ قُدَيْدًا [4] ، وَكَانَ قَبِيصَةُ آثَرَ النَّاسَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ عَلَى الْخَاتَمِ وَالْبَرِيدِ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ إِذَا وَرَدَتْ، ثُمَّ يَدْخُلُ بِهَا عَلَى الْخَلِيفَةِ، وَكَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : سَمِعَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ. وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ في الفقه والنّسك،   [ () ] التاريخ لابن الكازروني 90 و 93، ومرآة الجنان 1/ 177، والبداية والنهاية 9/ 73، وجامع التحصيل 311، 312 رقم 631، وفوات الوفيات 2/ 402، والوفيات لابن قنفذ 99 رقم 86، والعقد الثمين 7/ 37، والإصابة 3/ 266 رقم 7271، وتهذيب التهذيب 8/ 346، 347 رقم 628، وتقريب التهذيب 2/ 122 رقم 74، والنجوم الزاهرة 1/ 214، وطبقات الحفّاظ 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 314، وشذرات الذهب 1/ 97، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1565 و 2460 و 5649 و 3820. [1] بكسر الراء. [2] ذكر ابن عساكر في ترجمته أن دار قبيصة هي في موضع دار الحكم، (ج 14/ 197 ب) وباب البريد أحد أبواب جامع دمشق، وهو من أنزه المواضع. أكثر الشعراء من ذكره ووصفه والتشوّق إليه. (معجم البلدان 1/ 306) . [3] في الطبقات 5/ 176 و 7/ 447. [4] قديد: بضم أوله على لفظ التصغير، قرية جامعة، سمّيت قديدا لتقدّد السيول بها، وهي لخزاعة. (معجم ما استعجم 4/ 1054) وهو بقرب مكة. (معجم البلدان 4/ 313) . [5] في التاريخ الكبير 7/ 174. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 171 هُوَ وَابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ [2] : ثنا حَفْصُ بْنُ نَبِيهٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ كَانَ مُعَلِّمَ كِتَابٍ [3] . وَعَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ كَاتِبَ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَعَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أعلم مِنْ قَبِيصَةَ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [4] . وَرَوَى ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ [5] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدَائِنِيِّ وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ سَنَةَ ثَمَانٍ [6] . 127- (قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [7]- ت ن ق- بن عمّار الكلابيّ. لَهُ صُحْبَةٌ، وَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجِمَارَ، رَوَاهُ عَنْهُ أَيْمَنُ بْنُ نابل المكّيّ أحد صغار التابعين [8] .   [1] التاريخ الكبير 7/ 175. [2] في الأصل «المكحول» . [3] رجال صحيح مسلم 2/ 147، تاريخ دمشق 14/ 198 ب، رجال صحيح البخاري 2/ 621. [4] التاريخ الكبير 7/ 175. [5] تاريخ دمشق 14/ 198 ب. [6] وقال ابن نمير: مات سنة ست وستين. (رجال صحيح البخاري 2/ 621) . [7] انظر عن (قدامة بن عبد الله) في: المغازي للواقدي 1107، وطبقات خليفة 59، والتاريخ لابن معين 2/ 485، 486، والتاريخ الكبير 7/ 178 رقم 795، ومقدّمة مسند يقيّ بن مخلد 126 رقم 532، والجرح والتعديل 7/ 127 رقم 724، والثقات لابن حبّان 3/ 344، وجمهرة أنساب العرب 288، والاستيعاب 3/ 262، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1125، وأسد الغابة 4/ 198، والكاشف 2/ 342 رقم 4629، وتهذيب التهذيب 8/ 364، 365 رقم 647، وتقريب التهذيب 2/ 124 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 315. [8] رواه البخاري في تاريخه الكبير 7/ 178. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 172 128- (قَيْسُ [1] بْنُ عَائِذٍ) [2] أَبُو كَاهِلٍ الأَحْمَسِيُّ، نَزِيلُ الْكُوفَةِ. رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ، وَحَبَشِيٌّ مُمْسِكٌ بِخِطَامِهَا. رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [3] ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْهُ. 129- قيس بن عباد [4] سوى ق أبو عبد الله القيسيّ الضّبعيّ البصريّ، رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وأبي ذر، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو مِجْلَزٍ لاحِقُ بن حميد، وأبو   [1] انظر عن (قيس بن عائذ) في: معرفة الرجال 2/ 95 رقم 249، وطبقات ابن سعد 6/ 62، وطبقات خليفة 35 و 128، والتاريخ الصغير 87، والتاريخ الكبير 7/ 142 رقم 640، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 165 رقم 964، والمعرفة والتاريخ 2/ 225، 226، والجرح والتعديل 7/ 102 رقم 578، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 294، والمعجم الكبير للطبراني 18/ 360- 362، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1639، وأسد الغابة 4/ 221، والاستيعاب 4/ 164، والثقات لابن حبّان 3/ 342، والكاشف 3/ 327 رقم 338، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 22، وتهذيب التهذيب 12/ 208، 209 رقم 970، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 1 (وقد تحرّف فيه إلى «أبو كامل» بالميم) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 458، والإصابة 4/ 164 رقم 956، ومسند أحمد 4/ 78 و 177، وتحفة الأشراف 9/ 272، 273 رقم 651. [2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر ترجمته. [3] ج 2/ 260 و 4/ 78 و 177 و 178 و 306، وأخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها (1284) و (1285) باب ما جاء في الخطبة في العيدين. وهو في تاريخ البخاري 7/ 142. [4] انظر عن (قيس بن عباد) في: طبقات ابن سعد 7/ 131، وطبقات خليفة 198، والتاريخ لابن معين 2/ 491، ومسند أحمد 5/ 140، والتاريخ الكبير 7/ 145 رقم 647 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 394 رقم 1398، والمعرفة والتاريخ 1/ 445، وتاريخ أبي زرعة 1/ 546، والجرح والتعديل 7/ 101 رقم 577، والثقات لابن حبّان 5/ 308، 309، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 10 و 13، ورجال صحيح البخاري 2/ 614 رقم 974، ورجال صحيح مسلم 2/ 145، 146 رقم 1367، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 418 رقم 1599، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1137، والكاشف 2/ 349 رقم 4679، وتهذيب التهذيب 8/ 400 رقم 711، وتقريب التهذيب 2/ 129 رقم 152، وخلاصة تذهيب التهذيب 318، والعلل لأحمد، رقم 4178. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 173 نَضْرَةَ الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ وَالْغَزْوِ، وَلَكِنَّهُ شِيعِيٌّ، وَقَدْ رَحَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَصَلَّى مَعَ عُمَرَ. وَرَوَى الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَبَّادٍ وَفَدَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَسَاهُ رِيطَةً مِنْ رِيَاطِ مِصْرَ، فَرَأَيْتُهَا عَلَيْهِ قَدْ شَقَّ عَلَمَهَا. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ يونس المؤدب: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ النَّضْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ: أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ فَرَسٌ عَرَبِيَّةٌ، كُلَّمَا نَتَجَتْ مُهْرًا حَمَلَ عَلَيْهِ- إِذَا أُدْرِكَ- فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى بِهِمُ الْغَدَاةَ لَمْ يَزَلْ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى يَرَى السَّقَّائِينَ قَدْ مَرُّوا بِالْمَاءِ، مَخَافَةَ أَنْ يَصِيرَ أُجَاجًا أَوْ يَصِيرَ غَوْرًا، أَوْ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَطْلَعِهَا، مَخَافَةَ أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا [2] . وَعَنْ أَبِي مِخْنَفٍ قَالَ: عَاشَ قَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ حَتَّى قَاتَلَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَبَلَغَ الْحَجَّاجَ فَعَائِلُهُ، وَأَنَّهُ يَلْعَنُ عُثْمَانَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَضَرَبَ عُنُقَهُ [3] . قُلْتُ: ابْنُ مِخْنَفٍ وَاهٍ. 130- (قَيْصَرُ [4] الدِّمَشْقِيُّ) [5] . عَنِ ابن عُمَر. وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَيزيْدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ. قال أبو حاتم [6] : ليس به بأس.   [1] في الطبقات 7/ 131. [2] تهذيب الكمال 2/ 1137. [3] تهذيب الكمال 2/ 1137. [4] في طبعة القدسي 3/ 292 «قصير» وهو تصحيف. [5] انظر عن (قيصر الدمشقيّ) في. التاريخ الكبير 7/ 204، 205 رقم 895. والجرح والتعديل 7/ 148 رقم 826، والثقات لابن حبان 5/ 325. [6] الجرح والتعديل 7/ 148 وفيه: إنه من أهل مصر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 174 [حرف الكاف] 131- (كثير بن العبّاس) [1] خ م د ن- بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ الْهَاشِمِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَأَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ. وَقِيلَ إِنَّهُ وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَى عَنْهُ: الأَعْرَجُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الأَصْبَغِ مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] : كَانَ فَقِيهًا فَاضِلا لا عَقِبَ لَهُ، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: كَانَ يَسْكُنُ بِقَرْيَةٍ عَلَى فراسخ من المدينة. وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، رَحِمَهُ اللَّهُ. 132- (كُلَيْبُ بْنُ شِهَابِ) [3]- 4- بْنِ الْمَجْنُونِ الْجَرْمِيُّ الكوفيّ.   [1] انظر عن (كثير بن العباس) في: طبقات خليفة 230، والتاريخ الكبير 7/ 207 رقم 905، والمحبّر لابن حبيب 56، وأنساب الأشراف 1/ 402 و 3/ 22 و 67 و 4 ق 1/ 508 و 5/ 22، والمعارف 121، ونسب قريش 27، والمعرفة والتاريخ 1/ 361، وتاريخ الطبري 3/ 75، والجرح والتعديل 7/ 153، 154 رقم 856، والثقات لابن حبّان 5/ 329، وجمهرة أنساب العرب 18، والاستيعاب 3/ 317، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 427، 428 رقم 1641، وأسد الغابة 4/ 460، ورجال صحيح البخاري 2/ 627 رقم 995، ورجال صحيح مسلم 2/ 155 رقم 1388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1143، وأسد الغابة 3/ 5 رقم 4708، وسير أعلام النبلاء 3/ 443 رقم 84، وجامع التحصيل 317 رقم 648، وتهذيب التهذيب 8/ 420، 421 رقم 750، وتقريب التهذيب 2/ 132 رقم 16، والإصابة 3/ 310، 311 رقم 7480، والعقد الثمين 7/ 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 272. [2] في نسب قريش 27. [3] انظر عن (كليب بن شهاب) في: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 175 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وأبي هريرة، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَاصِمٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ. وَوَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ. 133- كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ [1] ابْنُ نُهَيْكِ بْنِ هَيْثَمٍ النَّخَعِيُّ الصَّهْبَانِيُّ [2] الكوفيّ. حدّث عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هريرة.   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 123، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 717، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 229 رقم 986، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم 1420 و 1421، والمراسيل لأبي داود 42، والجرح والتعديل 7/ 167 رقم 946، والثقات لابن حبّان 3/ 337، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1149، والكاشف 3/ 9 رقم 4740، وتهذيب التهذيب 8/ 445، 446 رقم 809، وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 65، وخلاصة تذهيب التهذيب 322. [1] انظر عن (كميل بن زياد) في: طبقات ابن سعد 6/ 179، وطبقات خليفة 148، وتاريخ خليفة 288، والتاريخ الكبير 7/ 243 رقم 1036، وتاريخ الثقات للعجلي 398 رقم 1423، والمعرفة والتاريخ 2/ 481، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 517 و 529 و 534 و 543 و 5/ 30 و 41 و 45 و 54، وفتوح البلدان 458، والفتوح لابن أعثم 7/ 141، وتاريخ اليعقوبي 2/ 205، 206، وتاريخ الطبري 4/ 318 و 323 و 326 و 403 و 404 و 446 و 6/ 350 و 365، والجرح والتعديل 7/ 174، 175 رقم 905، والثقات لابن حبّان 5/ 341، وجمهرة أنساب العرب 415، ومروج الذهب 1749، والتنبيه والإشراف 275، والإرشاد في معرفة علماء البلاد للخليلي 1/ 221، وعين الأدب 265، وسراج الملوك للطرطوشي 110، والخصال 1/ 186، وأمالي الطوسي 1/ 19، ورجال الطوسي 56 رقم 6، وديوان المعاني 1/ 146، 147، والجليس الصالح 3/ 331، وشرح نهج البلاغة 495- 497، وحلية الأولياء 1/ 79، 80، وصفة الصفوة 1/ 127، والكامل في التاريخ 3/ 138 و 144 و 183 و 205 و 376 و 379 و 4/ 472 و 481، والعقد الفريد 2/ 212 و 213، وعيون الأخبار 2/ 120 و 355، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1150، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 383 و 430، والمغني في الضعفاء 2/ 533 رقم 5109، وميزان الاعتدال 3/ 415 رقم 6978، والمجروحين لابن حبّان 2/ 221، وتهذيب التهذيب 8/ 447، 448 رقم 811، وتقريب التهذيب 2/ 136 رقم 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 323، والبداية والنهاية 9/ 46، 47، والتذكرة الحمدونية 1/ 67، والإصابة 3/ 318 رقم 7501، والغدير للأمين 9/ 46 وفيه أن الحجّاج قتله سنة 42 هـ. وهذا وهم، والصحيح 82 هـ. [2] الصّهبانيّ: مهمل في الأصل، والتحرير من اللباب 2/ 64 حيث قيّده بضم الصاد وسكون الهاء.. نسبة إلى صهبان بن سعد ... الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ ذَرِيحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الصَّهْبَانِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالأَعْمَشُ. وَقَدِمَ دِمَشْقَ زَمَنَ عُثْمَانَ، وَشَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا ثِقَةً عَابِدًا عَلَى تَشَيُّعِهِ، قَلِيلَ الْحَدِيثِ، قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: وَفِي الْكُوفَةِ مِنَ الْعُبَّادِ: أُوَيْسٌ، وَعَمْرُو بْنُ عَنْبَسَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمِعْضَدٌ الشَّيْبَانِيُّ، وَجُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ [2] . وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كُمَيْلٌ رَافِضِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَنَعَ الْحَجَّاجُ النَّخَعَ أَعْطِيَاتِهُمْ حَتَّى يَأْتُوهُ بِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كُمَيْلٌ أَقْبَلَ عَلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: أَبْلِغُونِي الْحَجَّاجَ فَأَبْلَغُوهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، هَذَا كُمَيْلٌ الَّذِي قَالَ لِعُثْمَانَ أَقِدْنِي مِنْ نَفْسِكَ، فَقَالَ كُمَيْلٌ: فَعَرَفَ حَقِّي، فَقُلْتُ: أَمَّا إِذْ أَقَدْتَنِي فَهُوَ لَكَ هِبَةٌ، فَمَنْ كَانَ أَحْسَنَ قَوْلا أَنَا أَوْ هُوَ، فَذَكَرَ الْحَجَّاجُ عَلِيًّا، فَصَلَّى عَلَيْهِ كُمَيْلٌ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: وَاللَّهِ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكَ إِنْسَانًا أَشَدَّ بُغْضًا لِعَلِيٍّ مِنْ حُبِّكَ لَهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ ابْنَ أَدْهَمَ الْحِمْصِيَّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ [3] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ كُمَيْلٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً. أَنْبَأَ رُبَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ، أَنْبَأَ مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَ ابن فادشاه، ثنا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عن أبي هريرة قال: قال   [1] في الطبقات 6/ 179. [2] تهذيب الكمال 3/ 1150. [3] في تاريخ الطبري 6/ 365 قتله أبو الجهم بن كنانة الكلبي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 177 رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، وَلا مَنْجَى مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ» [1] .   [1] أخرجه البخاري في الدعوات 7/ 162 باب: الدعاء إذا علا عقبة، من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عثمان، عن أبي موسى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر فكنّا إذا علونا كبّرنا، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلّم: «أيّها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا ولكن تدعون سميعا بصيرا» ثم أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوّة إلا باللَّه. فقال: «يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوّة إلا باللَّه فإنّها كنز من كنوز الجنة» أو قال: «ألا أدلّك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة، لا حول ولا قوّة إلا باللَّه» . وأخرجه في باب: قول لا حول ولا قوّة إلا باللَّه 7/ 169، وفي القدر 7/ 213 باب لا حول ولا قوّة إلا باللَّه، ومسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2704) باب استحباب خفض الصوت بالذكر، و (45/ 2704) و (46/ 2704) ، وأبو داود في الوتر (1526) باب في الاستغفار، والترمذي في الدعوات (3528) باب ما جاء في فضل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، وابن ماجة في الأدب (3824) ومن طريقين آخرين (3825) و (3826) وأحمد في المسند 2/ 298 و 309 و 335 و 355 و 363 و 403 و 469 و 520 و 525 و 535 و 4/ 400 و 402 و 403 و 407 و 418 و 419 و 5/ 145 و 150 و 152 و 157 و 179 و 265. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 178 [حَرْفُ الْمِيمِ] 134- (مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ) [1]- ت- بن حارثة الكلبيّ، ابْنُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مَدَنِيٌّ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَيَزِيدُ بْنُ قُسَيْطٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. 135- (مُحَمَّدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ البكير) [3] بْنِ عَبْدِ ياليل اللّيثيّ المدنيّ، من أولاد البدريّين.   [1] انظر عن (محمد بن أسامة) في: التاريخ الكبير 1/ 19 رقم 12، وطبقات ابن سعد 5/ 246، وطبقات خليفة 230 و 247، 248، وأنساب الأشراف 1/ 470، 471، والمعارف 145، وتاريخ الطبري 3/ 196، والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1136، والثقات لابن حبّان 5/ 353، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 453، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1166، والكامل في التاريخ 5/ 21 والكاشف 3/ 17 رقم 4784، وتهذيب التهذيب 9/ 35 رقم 43، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 34، والوافي بالوفيات 2/ 187 رقم 546، وخلاصة تذهيب التهذيب 326. [2] في الطبقات 5/ 246. [3] التاريخ الكبير 1/ 20 رقم 13، والمعرفة والتاريخ 1/ 420، والجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1134، والثقات لابن حبّان 5/ 379، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، والكاشف 3/ 21 رقم 4809، وتهذيب التهذيب 9/ 68 رقم 81، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 68، والوافي بالوفيات 2/ 233 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 328. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 179 رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. روى عنه، أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. 136- (محمد بن حاطب) [1] ورخه أبو نعيم في سنة ست وثمانين. وقد مر في الطبقة الماضية. 137- (محمد بن سعد) [2]- سوى د. - بن أبي وقّاص، أبو القاسم الزّهريّ. روى عن: أبيه، وعثمان، وأبي الدرداء.   [1] انظر عن (محمد بن حاطب) في: طبقات خليفة 25 و 278، والتاريخ لابن معين 2/ 510، ومسند أحمد 3/ 418 و 4/ 259، والمحبّر 153 و 379، والتاريخ الكبير 1/ 17 رقم 8، والمعرفة والتاريخ 1/ 306، وتاريخ أبي زرعة 1/ 561 و 577 و 578، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 446، والجرح والتعديل 7/ 224، 225 رقم 1243، والاستيعاب 3/ 340 وفيه (محمد بن حطاب) ، وجمهرة أنساب العرب 162، وأسد الغابة 4/ 314، 315، والكامل في التاريخ 4/ 373، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1182، وتحفة الأشراف 8/ 355 رقم 391، والكاشف 3/ 28 رقم 4855، وسير أعلام النبلاء 3/ 435، 436 رقم 79، والوافي بالوفيات 2/ 317 رقم 766، ومرآة الجنان 1/ 155، ومجمع الزوائد 9/ 415، والعقد الثمين 1/ 450، والإصابة 3/ 372 رقم 7765، وتهذيب التهذيب 9/ 106 رقم 143، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 122، وخلاصة تذهيب التهذيب 282، وشذرات الذهب 1/ 82. وقد ترجم له المؤلّف في الطبقة السابقة. [2] انظر عن (محمد بن سعد بن أبي وقّاص) في: طبقات ابن سعد 5/ 167 و 6/ 221، والمحبّر لابن حبيب 235، وتاريخ الثقات لابن حبّان 404 رقم 1458، والمعرفة والتاريخ 1/ 401، والمعارف 243، 244، والتاريخ الكبير 1/ 88، 89 رقم 246، وتاريخ الطبري 4/ 211 و 5/ 491 و 6/ 349 و 366 و 373 و 374 و 379، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 327 و 4/ 37، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 6 أ، ب، والجرح والتعديل 7/ 261 رقم 1427، والثقات لابن حبّان 5/ 354، ورجال صحيح مسلم 2/ 181، 182 رقم 1447، والكامل في التاريخ 4/ 117 و 472 و 482 و 482 و 487 و 488، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1201، والعبر 1/ 95، وسير أعلام النبلاء 4/ 348، 349 رقم 121، والكاشف 3/ 41 رقم 4944، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 155 و 258 و 434، ومرآة الجنان 9/ 166، والوافي بالوفيات 3/ 88 رقم 1008، وتهذيب التهذيب 9/ 183 رقم 274، وتقريب التهذيب 2/ 163، 164 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 337، وشذرات الذهب 1/ 91. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 180 رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خُلْدٍ، وَجَمَاعَةٌ. لَهُ أَحَادِيثُ عَدِيدَةٌ، وَأُسِرَ يَوْمَ دَيْرِ الْجَمَاجِمِ، فَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ. 138- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن أبي طالب [1] ع أبو القاسم الهاشميّ، ابن الحنفيّة، وَاسْمُهَا خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرٍ مِنْ سَبْيِ الْيَمَامَةِ، وَهِيَ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ. وُلِدَ فِي صَدْرِ خِلافَةِ عُمَرَ، وَرَأَى عُمَرَ. وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمْ.   [1] انظر عن (محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية) في: طبقات ابن سعد 5/ 91- 116، ونسب قريش 41، وطبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة 184 و 262 و 263 و 266، والتاريخ لابن معين 2/ 531، 532، والمحبّر لابن حبيب 454، و 490، وأنساب الأشراف 1/ 572 و 3/ 53 و 54 و 79 و 4/ 15 و 27 و 28 و 59 و 144 وانظر فهرس الأعلام في الجزء 5/ 419، والمعارف 21 و 216، والتاريخ الكبير 1/ 182 رقم 561، وتاريخ الثقات 410 رقم 1487، والمعرفة والتاريخ 1/ 544، وتاريخ اليعقوبي 2/ 213، والفتوح لابن أعثم الكوفي 5/ 30، والبرصان والعرجان 74 و 230، والمنتخب من ذيل المذيّل 628، والأخبار الطوال 147 و 149 و 174 و 221 و 264 و 295، والجرح والتعديل 8/ 26 رقم 116، والبدء والتاريخ 5/ 75، وحلية الأولياء 3/ 174- 180 رقم 234، وطبقات الفقهاء للشيرازي 62، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 5 ب، ومروج الذهب 2031، 2032، والتنبيه والإشراف 573، ورجال صحيح البخاري 2/ 667، 668 رقم 1078، ورجال صحيح مسلم 2/ 174 رقم 1429، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 364 أ، وصفة الصفوة 2/ 77- 79 رقم 158، وجمهرة أنساب العرب 18 و 37 و 42 و 66، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 317، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 396، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 88 رقم 20، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1246، 1247، وتاريخ حلب للعظيميّ 104 و 166 و 183 و 193، والعبر 1/ 93، وسير أعلام النبلاء 4/ 110- 129 رقم 36، والكاشف 3/ 71 رقم 5145، والبداية والنهاية 9/ 38، 39، ومرآة الجنان 1/ 162- 173، وفوات الوفيات 1/ 189 و 190 و 2/ 35 و 171 و 238 و 4/ 123، والعقد الثمين 2/ 157، وغاية النهاية 2/ 204 رقم 3262، والوافي بالوفيات 4/ 99- 105 رقم 1582، وتهذيب التهذيب 9/ 354، 355 رقم 586، وتقريب التهذيب 2/ 192 رقم 549، وخلاصة تذهيب التهذيب 352، وشذرات الذهب 1/ 88، ونزهة الجليس 2/ 254، والكامل في الأدب 2/ 114 و 3/ 266، ومختصر التاريخ 83 و 94، وصفة الصفوة 2/ 77 رقم 158. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 181 رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ الْحَسَنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَعَوْنٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ. وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَعَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: صَرَعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَرْوَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ وَجَلَسَ عَلَى صَدْرِهِ، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى ابْنِهِ ذَكَّرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: عَفْوًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُ ذَلِكَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُكَافِئَكَ بِهِ [1] . قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: سَمَّتْهُ الشِّيعَةُ الْمَهْدِيَّ، فَأَخْبَرَنِي عَمِّي قَالَ: قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: هُوَ الْمَهْدِيُّ أَخْبَرَنَاهُ كَعْبٌ ... أَخُو الأَحْبَارِ فِي الحقب الخوالي [2] فقيل لِكُثَيْرٍ: وَلَقِيتَ كَعْبًا؟ قَالَ: قُلْتُهُ بِالْوَهْمِ. وَقَالَ أَيْضًا: أَلا إِنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ ... وُلاةَ الْحَقِّ أَرْبَعَةٌ سَوَاءُ عَلِيُّ وَالثَّلاثَةُ مِنْ بَنِيهِ ... هُمُ الْأَسْبَاطُ لَيْسَ بِهِمْ خَفَاءُ فَسِبْطٌ سِبْطُ إِيمَانٍ وَبِرٍّ ... وَسِبْطٌ غَيَّبَتْهُ كَرْبَلاءُ وَسِبْطٌ لا تَرَاهُ الْعَيْنُ حَتَّى ... يَقُودَ الْخَيْلَ يَقْدُمُهَا لِوَاءُ تَغَيَّبَ لا يُرَى عَنْهُمْ زَمَانًا ... بِرَضْوَى عِنْدَهُ عَسَلٌ وَمَاءُ [3] قَالَ الزُّبَيْرُ [4] : وَكَانَتْ شِيعَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ. وَفِيهِ يقول السيد الحميريّ:   [1] تاريخ دمشق 15/ 364 أ، وفي سير أعلام النبلاء 4/ 111 زيادة: «لكن أردت أن تعلم أني قد علمت» . [2] مروج الذهب 3/ 87 وفيه «خبّرناه كعب» ، ونسب قريش 41، والأغاني 9/ 16، والديوان 1/ 275. [3] الأبيات في ديوان ابن الحنفية 2/ 186، وعيون الأخبار 2/ 144، ومروج الذهب 3/ 87، 88، والأغاني 9/ 14، 15، والملل والنحل 1/ 200، والوافي بالوفيات 4/ 99، 100، وتهذيب الكمال 3/ 1247، والبداية والنهاية 9/ 38، ومرآة الجنان 1/ 165، ووفيات الأعيان 4/ 172، والشعر والشعراء 1/ 423. [4] في نسب قريش 42. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 182 أَلا قُلْ لِلْوَصِيِّ فَدَتْكَ نَفْسِي ... أَطَلْتَ بِذَلِكَ الْجَبَلِ الْمُقَامَا أَضَرَّ بِمَعْشَرٍ وَالَوْكَ مِنَّا ... وَسَمَّوْكَ الْخَلِيفَةَ وَالإِمَامَا وَعَادَوْا فِيكَ أَهْلَ الأَرْضِ طُرًّا ... مُقَامُكَ عَنْهُمْ سِتِّينَ [1] عَامَا وَمَا ذَاقَ ابْنُ خَوْلةَ طَعْمَ مَوْتٍ ... وَلا وَارَتْ لَهُ أَرْضٌ عِظَامَا لَقَدْ أَمْسَى بِمُورِقِ شِعْبِ رضوى ... تُرَاجِعُهُ الْمَلائِكَةُ الْكَلامَا وَإِنَّ لَهُ بِهِ لَمَقِيلَ صِدْقٍ ... وأندية تحدّثه كراما هدانا الله إذا حُزْتُمْ [2] لِأَمْرٍ ... بِهِ وَعَلَيْهِ نَلْتَمِسُ التَّمَامَا تَمَامَ مَوَدَّةِ الْمَهْدِيِّ حَتَّى ... تَرَوْا رَايَاتِنَا تَتْرَى نِظَامَا [3] وَقَالَ السَّيِّدُ أَيْضًا: يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لِمَنْ بِكَ لا يُرَى ... وَبِنَا إِلَيْهِ مِنَ الصَّبَابَةِ أَوْلَقُ حَتَّى مَتَى؟ وَإِلَى مَتَى؟ وَكَمِ الْمَدَى؟ ... يَا بْنَ الْوَصِيِّ وَأَنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ [4] وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : مَوْلِدُهُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: رَأَيْتُ أُمَّ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ سِنْدِيَّةً سَوْدَاءَ، وَكَانَتْ أَمَةٌ لِبَنِي حُنَيْفَةَ، وَلَمْ تَكُنْ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا صَالَحَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَلَى الرَّقِيقِ، وَلَمْ يُصَالِحْهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ [6] . وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: كَانَتْ رُخْصَةً لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ وُلِدَ لِي بَعْدَكَ وَلَدٌ أُسَمِّيهِ بِاسْمِكَ، وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» [7] .   [1] في نسب قريش، والأغاني «عشرين» . وفي مروج الذهب «مغيبك عنهم سبعين عاما» . [2] كذا في الأصل، وفي الأغاني، ونسب قريش «جرتم» ، وفي سير أعلام النبلاء «خزتم» . [3] الأبيات في: نسب قريش 42، والأغاني 9/ 14، ومروج الذهب 3/ 88، وعيون الأخبار 2/ 144، والوافي بالوفيات 4/ 100، والبداية والنهاية 9/ 39، وتهذيب الكمال 3/ 1247. [4] البيتان في: مروج الذهب 3/ 88 وفيه «يا بن الرسول» ، وتاريخ دمشق 15/ 365 أ، والبيت الثاني فقط في: طبقات الشعراء لابن المعتزّ- ص 33. [5] تاريخ دمشق 15/ 365 أ. [6] طبقات ابن سعد 5/ 91. [7] أخرجه أبو داود في الأدب (4967) باب في الرخصة في الجمع بينهما، والترمذي في الأدب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 183 قُلْتُ: وَكَانَ يُكْنَى أَيْضًا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ: ثنا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ، فَقُلْتُ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [1] . وَذَكَرَ النَّسَائِيُّ الْكُنْيَتَيْنِ. وَعَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ [2] . رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَى ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، لَكِنَّ ابْنَ حُمَيْدٍ ضَعِيفٌ. وَقَدْ قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِع ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَقُولُ: دَخَلَ عُمَرُ وَأَنَا عِنْدَ أُخْتِي أُمِّ كُلْثُومٍ، فَضَمَّنِي وَقَالَ: أَلْطِفِيهِ بِالْحَلْوَاءِ [3] . وَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ: جِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مَكْحُولٌ مَخْضُوبٌ بِحُمْرَةٍ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ [4] . وَقَالَ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: حسن وَحسين خَيْرٌ مِنِّي، وَلَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُ كَانَ يَسْتَخْلِينِي دُونَهُمَا، وَأَنِّي صَاحِبُ الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ رَجُلٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: مَا بَالُ أَبِيكَ كَانَ يَرْمِي بِكَ فِي مَرَامٍ لا يَرْمِي فِيهَا الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمَا كانا خدّيه، وكنت يده، فكان يتوفّى بِيَدِهِ عَنْ خَدَّيْهِ [5] . وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ مُعَاوِيَةَ خَرَجَ الْحُسَيْنُ وَابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى مَكَّةَ، وَأَقَامَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ حَتَّى سَمِعَ بِدُنُوِّ جَيْشِ مُسْرِفٍ أَيَّامَ الْحَرَّةِ، فَرَحَلَ إِلَى مَكَّةَ،   [ () ] (2846) باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلّم وكنيته. وقال: حديث صحيح. وهو في طبقات ابن سعد 5/ 91 وانظر وفيات الأعيان 4/ 170. [1] تاريخ دمشق 15/ 365 ب. [2] تاريخ دمشق 15/ 366 أ. [3] تاريخ دمشق 15/ 367 أ. [4] طبقات ابن سعد 5/ 114. [5] تاريخ دمشق 15/ 368 أ.، وفيات الأعيان 4/ 172. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 184 فَقَعَدَ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا (مَاتَ يَزِيدُ) [1] دَعَاهُمَا ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى بَيْعَتِهِ، فَأَبَيَا حَتَّى تَجْتَمِعَ لَهُ الْبِلادُ، فَكَاشَرَهُمَا، ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَهُمْ شَرٌّ، وَغَلُظَ الأَمْرُ حَتَّى خَافَاهُ، وَمَعَهُمَا النِّسَاءُ وَالذُّرِّيَةُ، فَأَسَاءَ جِوَارَهُمْ وَحَصَرَهُمْ، وَأَظْهَرَ شَتْمَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَأَمَرَهُمْ وَبَنِي هَاشِمٍ أَنْ يَلْزَمُوا شِعْبَهُمْ بِمَكَّةَ، وَجَعَلَ عَلَيْهِمُ الرُّقَبَاءَ، وَقَالَ فِيمَا قَالَ: وَاللَّهِ لَتُبَايِعُنَّ أَوْ لأَحْرِقَنَّكُمْ بِالنَّارِ، فَخَافُوا. قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ [2] : فَرَأَيْتُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَحْبُوسًا بِزَمْزَمَ، فَقُلْتُ: لأَدْخُلَنَّ عَلَيْهِ، فَدَخَلْتُ فَقُلْتُ: مَا لَكَ وَهَذَا الرَّجُلُ؟ قَالَ: دَعَانِي إِلَى الْبَيْعَةِ. فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ، فَأَنَا كَأَحَدِهِمْ. فَلَمْ يَرْضَ بِهَذَا، فَاذْهَبْ، فَأَقْرِئْ ابْنَ عَبَّاسٍ السَّلامَ وَقُلْ: مَا تَرَى؟ فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ ذَاهِبُ الْبَصَرِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ: رُبَّ أَنْصَارِيٍّ هُوَ أَشَدُّ عَلَيْنَا مِنْ عَدُوِّنَا، فَقُلْتُ: لا تَخَفْ، أَنَا مِمَّنْ لَكَ كُلُّهُ، وَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: قُلْ لَهُ لا تُطِعْهُ وَلا نُعْمَةَ عَيْنٍ، إِلا مَا قُلْتَ، وَلا تَزِدْهُ عَلَيْهِ، فَأَبْلَغْتُهُ، فَهَمَّ أَنْ يَقْدَمَ الْكُوفَةَ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمُخْتَارَ بْنَ أَبِي عُبَيْدٍ، فَثَقُلَ عَلَيْهِ قُدُومُهُ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ فِي الْمَهْدِيِّ عَلامَةً يَقْدَمُ بَلَدَكُمْ هَذَا، فَيَضْرِبُهُ رَجُلٌ فِي السُّوقِ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ لا تَضُرُّهُ وَلا تَحِيكُ [3] فِيهِ. فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، فَأَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ بَعَثْتَ إِلَى شِيعَتِكَ بِالْكُوفَةِ فَأَعْلَمْتُهُمْ مَا أَنْتُمْ فِيهِ، فَبَعَثَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ إِلَى شِيعَتِهِمْ بِالْكُوفَةِ، فَقَدِم عَلَيْهِمْ وَقَالَ: إِنَّا لا نَأْمَنُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى هَؤُلاءِ، وَأَخْبَرَهُمْ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْخَوْفِ، فَجَهَّزَ الْمُخْتَارُ بَعْثًا إِلَى مَكَّةَ، فَانْتَدَبَ مِنْهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ، فَعَقَدَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ لَهُ: سِرْ، فَإِنْ وَجَدْتَ بَنِي هَاشِمٍ فِي الْحَيَاةِ فَكُنْ لَهُمْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَضُدًا، وَانْفُذْ لما أمروك به، وإن وجدت ابن   [1] في الأصل، وطبعة القدسي 3/ 296 «فلما بايعوا ابن الزبير دعاهما ابن الزبير» ، وما أثبتناه بين القوسين عن سير أعلام النبلاء 4/ 118. [2] في السير «أبو عامر» . [3] أي لا تؤثّر، على ما في النهاية في غريب الحديث. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 185 الزُّبَيْرِ قَدْ قَتَلَهُمْ، فَاعْتَرِضْ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ لا تَدَعْ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ شَعْرًا وَلا ظُفْرًا. وَقَالَ: يَا شُرْطَةَ اللَّهِ، لَقَدْ أَكْرَمَكُمُ اللَّهُ بِهَذَا الْمَسِيرِ، وَلَكُمْ بِهَذَا الْوَجْهِ عَشْرُ حِجَجٍ وَعَشْرُ عُمَرٍ. فَسَارُوا حَتَّى أَشْرَفُوا عَلَى مَكَّةَ، فَجَاءَ الْمُسْتَغِيثُ: أَعْجِلُوا، فَمَا أَرَاكُمْ تُدْرِكُونَهُمْ، فَانْتَدَبَ مِنْهُمْ ثَمَانِمِائَةٍ، عَلَيْهِمْ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ، فَأَسْرَعُوا حَتَّى دَخَلُوا مَكَّةَ، فَكَبَّرُوا تَكْبِيرَةً سَمِعَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا [1] ، وَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَقَالَ: أَنَا عَائِذُ اللَّهِ. قَالَ عَطِيَّةُ: ثُمَّ مِلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَأَصْحَابِهِمَا فِي دُورٍ وَقَدْ جُمِعَ لَهُمُ الْحَطَبُ، فَأُحِيطَ بِهِمُ الْحَطَبُ حَتَّى بَلَغَ رُءُوسَ الْجُدُرِ، لَوْ أَنَّ نارا تقع فيه ما رئي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَأَخَّرْنَاهُ عَنِ الأَبْوَابِ، فَأَقْبَلَ أَصْحَابُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَكُنَّا صَفَّيْنِ نَحْنُ وَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ نَهَارَنَا، لا نَنْصَرِفُ إِلا إِلَى الصَّلاةِ حَتَّى أَصْبَحْنَا، وَقَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيُّ فِي الْجَيْشِ، فَقُلْنَا لابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: ذَرُونَا نُرِحِ النَّاسَ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالا: هَذَا بَلَدٌ حَرَّمَهُ اللَّهُ مَا أَحَلَّهُ لِأَحَدٍ إِلا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، فامنعونا وأجيرونا، قال: فتحمّلوا، وإنّ مناديا لينادي فِي الْجَبَلِ، مَا غَنِمَتْ سَرِيَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا مَا غَنِمَتْ هَذِهِ السَّرِيَّةُ، إِنَّ السَّرِيَّةَ إِنَّمَا تَغْنَمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَإِنَّمَا غَنِمْتُمْ دِمَاءَنَا، فَخَرَجُوا بِهِمْ حَتَّى أَنْزَلُوهُمْ مِنِّي، ثُمَّ انْتَقَلُوا إِلَى الطَّائِفِ وَأَقَامُوا. وَتُوُفِّيَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَبَقِينَا مَعَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَلَمَّا كَانَ الْحَجُّ وَحَجَّ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَافَى ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي أَصْحَابِهِ إِلَى عَرَفَةَ، فَوَقَفَ وَوَافَى نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ الْحَنَفِيُّ الْحَرُورِيُّ فِي أَصْحَابِهِ، فَوَقَفَ نَاحِيَةً، وَحَجَّتْ بَنُو أُمَيَّةَ عَلَى لِوَاءٍ، فَوَقَفُوا بِعَرَفَةَ [2] . وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَقَامَ الْحَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ، وَحَجَّ ابن   [1] في طبقات ابن سعد «حتى دخل دار الندوة، ويقال: بل تعلّق..» . [2] الخبر بطوله في طبقات ابن سعد 5/ 100- 103، وتاريخ دمشق 15/ 369 أ، ب. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 186 الْحَنَفِيَّةِ فِي الْخَشَبِيَّةِ [1] ، وَهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ، نَزَلُوا فِي الشِّعْبِ الأَيْسَرِ مِنْ مِنًى، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ سَعَى فِي الْهُدْنَةِ وَالْكَفِّ حَتَّى حَجَّتْ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنَ الطَّوَائِفِ الأَرْبَعِ، قَالَ: وَوَقَفْتُ تِلْكَ الْعَشِيَّةِ إِلَى جَنْبِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ ادْفَعْ، وَدَفَعْتُ مَعَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَفَعَ [2] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عروة، عن أبيه: ح، وأخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: كَانَ الْمُخْتَارُ لَمَّا قَدِمَ الْكُوفَةَ أَشَدَّ شَيْءٍ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَجَعَلَ يُلْقِي إِلَى النَّاسِ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يَطْلُبُ هَذَا الأَمْرَ لِأَبِي الْقَاسِمِ- يَعْنِي ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ- ثُمَّ ظَلَمَهُ إِيَّاهُ، وَجَعَلَ يَذْكُرُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَحَالَهُ وَوَرَعَهُ، وَأَنَّهُ يَدْعُو لَهُ، وَأَنَّهُ بَعَثَهُ، وَأَنَّهُ كَتَبَ لَهُ كِتَابًا، وَكَانَ يَقْرَأُه عَلَى مَنْ يَثِقُ بِهِ وَيُبَايِعُونَهُ سِرًّا، فَشَكَّ قَوْمٌ وَقَالُوا: أَعْطَيْنَا هَذَا الرَّجُلَ عُهُودَنَا أَنْ زَعَمَ أَنَّهُ رَسُولُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَابْنُ الْحَنَفِيَّةِ بِمَكَّةَ، لَيْسَ هُوَ مِنَّا بِبَعِيدٍ، فَشَخَصَ مِنْهُمْ قَوْمٌ فَأَعْلَمُوهُ أَمْرَ الْمُخْتَارِ، فَقَالَ: نَحْنُ قَوْمٌ حَيْثُ تَرَوْنَ مَحْبُوسُونَ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا بِقَتْلِ مُؤْمِنٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ انْتَصَرَ لَنَا بِمَنْ شَاءَ، فَاحْذَرُوا الْكَذَّابِينَ، وَانْظُرُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَدِينِكُمْ، فَذَهَبُوا عَلَى هَذَا [3] . وَجَعَلَ أَمْرُ الْمُخْتَارِ يَكْبُرُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَغْلُظُ، وَتَتَبَّعَ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ فَقَتَلَهُمْ، وَبَعَثَ ابْنَ الأَشْتَرِ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَ الْمُخْتَارُ بِرَأْسِهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، فدعت بنو هاشم للمختار، وعظم عندهم.   [1] الخشبيّة: لقب أطلق على بعض الجماعات من الموالي ممن اشتركوا في الحرب بين المختار الثقفي وابن الزبير وسارت إلى مكة لتخليص ابن الحنفية من سجن ابن الزبير. وقيل لهم الخشبية لأنهم كانوا يحملون عصيّا من الخشب بدل السيوف. (القاموس الإسلامي 2/ 244) . [2] طبقات ابن سعد 5/ 103، تاريخ دمشق 15/ 370 أ. [3] طبقات ابن سعد 5/ 99. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 187 وَكَانَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ يَكْرَهُ أَمْرَهُ، وَلا يُحِبُّ كَثِيرًا ممّا يَأْتِي بِهِ. ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ المختار: لمحمد بن عليّ، مِنَ الْمُخْتَارِ الطَّالِبِ بِثَأْرِ آلِ مُحَمَّدٍ [1] . وَقَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لا حَرَجَ إِلا فِي دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ. فَقُلْتُ لابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: تَطْعَنُ عَلَى أَبِيكَ؟ قَالَ: لَسْتُ أَطْعَنُ عَلَى أَبِي، بَايَعَ أَبِي أُولُو الأَمْرِ، فَنَكَثَ نَاكِثٌ فَقَاتَلَهُ، وَمَرَقَ مَارِقٌ فَقَاتَلَهُ، وَإِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَحْسُدُنِي عَلَى مَكَانِي هَذَا، وَدَّ أَنِي أُلْحَدُ فِي الْحَرَمِ كَمَا أُلْحِدَ [2] . وَقَالَ قَبِيصَةُ: ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: رَحِمَ اللَّهُ امْرأً أَغْنَى نَفْسَهُ، وَكَفَّ يَدَهُ، وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ، وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ لَهُ مَا احْتَسَبَ وَهُوَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ أَلا إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي أُمَيَّةَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ سُيُوفِ الْمُسْلِمِينَ، أَلا إِنَّ لِأَهْلِ الَحِّق دَوْلَةً يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِذَا شَاءَ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ وَمِنَّا كَانَ عِنْدَنَا فِي السَّنَامِ الأَعْلَى، وَمَنْ يَمُتْ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى [3] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثنا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ: كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: سَلامٌ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيُّ، فَقَالَ: أَجَلْ، أَنَا رَجُلٌ مَهْدِيٌّ، أَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ وَالْخَيْرِ، اسْمِي مُحَمَّدٌ، فَلْيَقُلْ أَحَدُكُمْ إِذَا سَلَّمَ: سَلامٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ [4] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : قَالُوا: وَقُتِلَ الْمُخْتَارُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، فَلَمَّا دَخَلَتْ سَنَةَ تِسْعٍ أَرْسَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَخَاهُ عُرْوَةَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ   [1] طبقات ابن سعد 5/ 99، 100 وبقيّة الكتاب: «أمّا بعد، فإنّ الله تبارك وتعالى لم ينتقم من قوم حتى يعذر إليهم، وإنّ الله قد أهلك الفسقة وأشياع الفسقة، وقد بقيت بقايا أرجو أن يلحق الله آخرهم بأوّلهم» . [2] تاريخ دمشق 15/ 371 ب. [3] طبقات ابن سعد 5/ 97، تاريخ دمشق 15/ 372 أ. [4] طبقات ابن سعد 5/ 94، تاريخ دمشق 15/ 372 أ. [5] في الطبقات 5/ 105، 106. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 188 يَقُولُ لَكَ: إِنِّي غَيْرُ تَارِكِكَ أَبَدًا حَتَّى تُبَايِعَنِي، أَوْ أُعِيدُكَ فِي الْحَبْسِ، وَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ الْكَذَّابَ الَّذِي كُنْتَ تَدَّعِي نُصْرَتَهُ، وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِرَاقَ عَلَيَّ، فَبَايِعْ، وَإِلا فَهِيَ الْحَرْبُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. فَقَالَ: مَا أَسْرَعُ أَخَاكَ إِلَى قَطْعِ الرَّحِمِ وَالاسْتِخْفَافِ بِالْحَقِّ، وَأَغْفَلَهُ مِنْ تَعْجِيلِ عُقُوبَةِ اللَّهِ، مَا يَشُكُّ أَخُوكَ فِي الْخُلُودِ، وَاللَّهِ مَا بَعَثْتُ الْمُخْتَارَ دَاعِيًا وَلا نَاصِرًا، وَلِلْمُخْتَارُ كَانَ أَشَدَّ انْقِطَاعًا إِلَيْهِ مِنْهُ إِلَيْنَا، فَإِنْ كَانَ كَذَّابًا فَطَالَمَا قَرَّ بِهِ عَلَى كَذِبِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ، وَمَا عِنْدِي خِلَافٌ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي خِلَافٌ مَا أَقَمْتُ فِي جِوَارِهِ، وَلَخَرَجْتُ إِلَى مَنْ يَدْعُونِي، وَلَكِنْ هَاهُنَا، وَاللَّهِ لِأَخِيكَ قَرْنٌ يَطْلُبُ مِثْلَ مَا يَطْلُبُ أَخُوكَ، كِلاهُمَا يُقَاتِلانِ عَلَى الدُّنْيَا: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ بِجُيُوشِهِ قَدْ أَحَاطَتْ بِرَقَبَةِ أَخِيكَ، وَإِنِّي لأَحْسَبُ أَنَّ جِوَارَ عَبْدَ الْمَلِكِ خَيْرٌ لِي مِنْ جِوَارِ أَخِيكَ، وَلَقَدْ كَتَبَ إِلَيَّ يَعْرِضُ عَلَيَّ مَا قِبَلِهِ وَيَدْعُونِي إِلَيْهِ. قَالَ عُرْوَةُ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَسْتَخِيرُ اللَّهَ، وَذَلِكَ أَحَبُّ إِلَى صَاحِبِكَ. فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ: وَاللَّهِ لَوْ أَطَعْتَنَا لَضَرَبْنَا عُنُقَهُ، فَقَالَ: وَعَلَى مَاذَا! جَاءَ بِرِسَالَةٍ مِنْ أَخِيهِ، وَلَيْسَ فِي الْغَدْرِ خَيْرٌ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رأيي لَوِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيَّ كُلُّهُمْ إِلا إِنْسَانٌ وَاحِدٌ لَمَا قَاتَلْتُهُ. فَانْصَرَفَ عُرْوَةُ فَأَخْبَرَ أَخَاهُ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تَعْرِضَ لَهُ، دَعْهُ فَلْيَخْرُجْ عَنْكَ، وَيَغِيِب وَجْهَهُ، فَعَبْدُ الْمَلِكِ أَمَامَهُ لا يَتْرُكُهُ يَحُلُّ بِالشَّامِ حَتَّى يُبَايِعَهُ، وَهُوَ لا يَفْعَلُ أَبَدًا، حَتَّى يَجْتَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَإِمَّا حَبَسَهُ أَوْ قَتَلَهُ. وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ [1] : ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَسِرْنَا مِنَ الطَّائِفِ إِلَى أَيْلَةَ [2] ، بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِزِيَادَةٍ عَلَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ كَتَبَ لِمُحَمَّدٍ عَهْدًا، عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي أَرْضِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَصْطَلِحَ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ، فَلَمَّا قَدِمَ مُحَمَّدٌ الشَّامَ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ: إِمَّا أَنْ تبايعني، وإمّا أن تخرج من أرضي،   [1] بالأصل «التبوزكي» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 169) وهي بفتح التاء وضم الباء وفتح الذال. [2] هي مدينة العقبة الآن برأس خليج العقبة الأردني. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 189 وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ آلافٍ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: عَلَى أَنْ تُؤَمِّنَ أَصْحَابِي. فَفَعَلَ، فَقَامَ فَحَمَدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَلِيُّ الأُمُورِ كُلِّهَا، وَحَاكِمُهَا، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، عَجِلْتُمْ بِالأَمْرِ قَبْلَ نُزُولِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِي أَصْلابِكُمْ لَمَنْ يُقَاتِلُ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ مَا يَخْفَى عَلَى أَهْلَ الشِّرْكِ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ مُسْتَأْخِرٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيَعُودُنَّ فِيهِمْ [1] كَمَا بَدَأَ، الْحَمْدُ للَّه الَّذِي حَقَنَ دِمَاءَكُمْ، وَأَحْرَزَ دِينَكُمْ، مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَأْتِيَ مَأْمَنَهُ إِلَى بَلَدِهِ آمِنًا مَحْفُوظًا فَلْيَفْعَلْ. فَبَقِيَ مَعَهُ تِسْعُمِائَةِ رَجُلٍ، فَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ وَقَلَّدَ هَدْيًا، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَدْخُلَ الْحَرَمَ تَلَقَّتْنَا خَيْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَمَنَعَتْنَا أَنْ نَدْخُلَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ: لَقَدْ خَرَجْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ، وَرَجَعْتُ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَكَ، دَعْنَا نَدْخُلُ، فَلْنَقْضِ نُسُكَنَا، ثُمَّ نَخْرُجُ عَنْكَ. فَأَبَى، وَمَعَنَا الْبُدْنُ قَدْ قَلَّدْنَاهَا، فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا بِهَا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ، وَقَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْعِرَاقَ، فَلَمَّا سَارَ مَضَيْنَا فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ الْقَمْلَ يَتَنَاثَرُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ تُوُفِّيَ [2] . قُلْتُ: هَذَا خَبَرٌ [3] صَحِيحٌ، وَفِيهِ أَنَّهُمْ قَضَوْا نُسُكَهُمْ بَعْدَ عِدَّةَ سِنِينَ. وَقَالَ ابْنُ شَعْبَانَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: لَمْ يُبَايِعْ أَبِي الْحَجَّاجَ لَمَّا قَتَلَ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ. فَقَالَ أَبِي: إِذَا بَايَعَ النَّاسُ بَايَعْتُ. قَالَ: وَاللَّهِ لَأقْتُلَنَّكَ، قَالَ: إِنَّ للَّه فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ لَحْظَةً، فِي كُلِّ لَحْظَةٍ مِنْهَا ثَلاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ قَضْيَةً، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكْفِينَاكَ فِي قَضْيَةٍ. قَالَ: فَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَتَاهُ كِتَابُهُ فَأَعْجَبَهُ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ، وَذَلِكَ أَنَّ مَلِكَ الرُّومِ كَتَبَ إِلَيْهِ يَتَهَدَّدَهُ، أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ لَهُ جُمُوعًا كَثِيرَةً [4] .   [1] في طبقات ابن سعد «فيكم» ، وكذلك في حلية الأولياء. [2] طبقات ابن سعد 5/ 108، 109، تاريخ دمشق 15/ 373 أ، حلية الأولياء 3/ 174، 175. [3] في الأصل «جزء» . وقال المؤلف في سير أعلام النبلاء 4/ 125 «إسنادها ثابت» . [4] حدث في سنة 65 هـ. / 685 م. - وهي السنة التي تولّى فيها عبد الملك بن مروان الخلافة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 190 ثُمَّ كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ: قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ عِنْدَهُ خِلًافٌ، وَهُوَ يَأْتِيكَ وَيُبَايِعُكَ فَارْفِقْ بِهِ. فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ لَهُ: مَا بَقِيَ شَيْءٌ، فَبَايَعَ، فَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَبَايَعَ لَهُ الْحَجَّاجُ [1] . وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ رَأَى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ حِبَرَةً تُجَلِّلُ الإِزَارَ، وَكَانَ لَهُ بُرْنُسٌ خَزٌّ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: أَنَّهُ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ بِعَرَفَةَ وَاقِفًا، عَلَيْهِ مِطْرَفٌ خَزٌّ [2] . وَقَالَ يَعلَى بْنُ عُبَيْدٍ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ وَرَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مَخْضُوبُينَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ [3] . وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى: أَنَّ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ سُئِلَ عَنِ الْخِضَابِ بِالْوَسْمَةِ، فَقَالَ: هُوَ خِضَابُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثنا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الله التّرمذيّ، ثنا محمد بن   [ () ] أن توفّي الإمبراطور «قسطنطين اللحياني» وتولّى العرش ابنه «يوستنيانوس الثاني» المعروف بالأخرم، وكان في السادسة عشرة من عمره، فدفعه طيشه في سنة 69 هـ. / 689 م. إلى نقض اتفاقية الصلح مع العرب بتحريض من بعض رجال دولته، فاتصل بالجراجمة والأنباط وأخذ يستثيرهم ويحرّضهم على مقاومة العرب، ثم كتب إلى عبد الملك يتوعّده بقوله: «إنك أحدثت في القراطيس ما لم يكن، ولئن لم تنته عن ذلك لأشتمنّ نبيّك في كل ما يعمل في مملكتي..» فضاق على عبد الملك الجواب، وكتب إلى الحجّاج: أن ابعث إلى عليّ بن الحسين فتوعّده وتهدّده وأغلظ له، ثم انظر ماذا يجيبك، فاكتب به إليّ، ففعل الحجّاج ذلك، فكان جواب علي بن الحسن ما ذكره ابن سعد هنا، والجواب نجده بألفاظ مختلفة في: تاريخ اليعقوبي 2/ 304، ومروج الذهب 3/ 123، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 721، 722، والعقد الفريد 2/ 203، والكشكول للعاملي البحراني 1/ 46 و 3/ 244، وحلية الأولياء 3/ 176. وقد فصّلنا هذا الموضوع في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- الجزء الأول- 128- 130 (الطبعة الثانية) - 1404 هـ. / 1984 م. [1] طبقات ابن سعد 5/ 111. [2] طبقات ابن سعد 5/ 114. [3] وبنحوه من طريق: الفضل بن دكين، عن إسرائيل، عن ثوير. في طبقات ابن سعد 5/ 114. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 191 الْفُضَيْلِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ يَتَلَوَّى عَلَى فِرَاشِهِ وَيَنْفُخُ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: يَا مَهْدِيُّ مَا يَلْوِيكَ مِنْ أَمْرِ عَدُوِّكَ؟ هَذَا ابْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا بِي هَذَا، وَلَكِنْ بِي مَا يُؤْتَى فِي حَرَمِهِ غَدًا، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَعْلَمُ مِمَّا عَلَّمْتَنِي أَنَّهُ لا يَخْرُجُ مِنْهَا إِلا قَتِيلا يُطَافُ بِهِ فِي الأَسْوَاقِ. عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، ثنا عَبْدُ رَبِّهِ أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ يَتَّخِذُهُمُ النَّاسُ أَنْدَادًا مِنْ دُونِ اللَّهِ، نَحْنُ، وَبَنُو عَمِّنَا هَؤُلاءِ، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ [1] . وَقَالَ أَبُو زُبَيْدٍ عَنْتَرٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ: نَحْنُ أَهْلُ بَيْتَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، نَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا، نَحْنُ، وَبَنُو أُمَيَّةَ [2] . وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْمَدَنِيِّ- وَلَيْسَ بِالأَنْصَارِيِّ- قَالَ: رَأَى مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ لا يَمُوتُ حَتَّى يَمْلُكَ أَمْرَ النَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لا يَمْلُكُ وَلا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ، وَإِنَّ هَذَا الْمَلِكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ لَفِي غَيْرِكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِضَا بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَلَى بَابِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ فِي الشِّعْبِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا غُلامٌ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الشِّيعَةِ، إِنَّ أَبِي يُقْرِئُكُمُ السَّلامَ، وَيَقُولَ لَكُمْ: إِنَّا لا نُحِبُّ اللَّعَّانِينَ وَلا الطَّعَّانِينَ، وَلا نُحِبُّ مُسْتَعْجِلِي الْقَدَرِ. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: إِنَّ الْحَجَّاجَ أَرَادَ أَنْ يَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى الْمَقَامِ، فَزَجَرَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ [3] .   [1] طبقات ابن سعد 5/ 94. [2] المصدر نفسه. [3] طبقات ابن سعد 5/ 113. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 192 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ السَّائِبِ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: أَيْنَ دُفِنَ أَبُوكَ؟ فَقَالَ: بِالْبَقِيعِ، قُلْتُ: أَيُّ سَنَةٍ؟ قَالَ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ [1] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَالْفَلَّاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. وَهَذَا غَلَطٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدَائِنِيِّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَهَذَا أَفْحَشُ مِمَّا قَبْلِهِ. 139- مَاهَانُ الْحَنَفِيُّ [2] أَبُو سَالِمٍ الأَعْوَرُ [3] الْكُوفِيُّ، وَيُقَالُ لَهُ الْمُسَبِّحُ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ. وَعَنْهُ: عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، وَطَلْحَةُ بْنُ الأَعْلَمِ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ: كَانَ لا يَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِيحِ، فَأَخَذَهُ الْحَجَّاجُ وَصَلَبَهُ، وَكَانَ يُسَبِّحُ وَيَعْقِدُ [4] ، قَالَ: فَطُعِنَ، وَقَدْ عَقَدَ تِسْعًا وستّين [5] .   [1] طبقات ابن سعد 5/ 116. [2] انظر عن (ماهان الحنفي) في: طبقات ابن سعد 6/ 227 (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير 110، والتاريخ الكبير 8/ 67 رقم 2183، والمعرفة والتاريخ 2/ 615 و 751 و 799، و 3/ 215 و 224 و 242، وتاريخ أبي زرعة 1/ 479، والمعارف 479، وتاريخ اليعقوبي 2/ 141، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، وتاريخ الطبري 4/ 558، والجرح والتعديل 8/ 434 رقم 1985، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184، والكاشف 3/ 103 رقم 5366، وتهذيب التهذيب 10/ 25، 26 رقم 45، وتقريب التهذيب 2/ 227 رقم 899، وخلاصة تذهيب التهذيب 395، وحلية الأولياء 4/ 364- 367 رقم 280، وصفة الصفوة 3/ 74 رقم 409. [3] وهو أيضا: أبو صالح. وقيل إن اسمه: عبد الرحمن بن قيس أخو طليق، (الحلية 4/ 364) . [4] أي يعقد بيده، كما في الحلية. [5] كذا في الأصل وطبعة القدسي 4/ 364، وفي الحلية «تسعا وعشرين» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 193 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُنَيْفَةَ: رَأَيْتُ مَاهَانَ الْحَنَفِيُّ حَيْثُ صُلِبَ، فَجَعَلَ يُسَبِّحُ حَتَّى عَقَدَ عَلَى تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَطُعِنَ، فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ شَهْرٍ عَاقِدًا عَلَيْهَا، وَكُنَّا نُؤْمَرُ بِالْحَرَسِ عَلَى خَشَبَتِهِ، فَنَرَى عِنْدَهُ الضَّوْءَ [1] . قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: قَطَعَ الْحَجَّاجُ أَرْبَعَتَهُ وَصَلَبَهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : قَتَلَ الْحَجَّاجُ مَاهَانَ أَبَا سَالِمٍ الْحَنَفِيَّ، قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَاهَانُ أَبُو صَالِحٍ، وَهُوَ وَهْمٌ [3] . قَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: قُتِلَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. 140- (مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرِ) [4] بْنِ عُطَارِدِ بْنِ حَاجِبٍ، أَبُو عُمَيْرٍ التَّمِيمِيُّ، الدَّارِمِيُّ، الْكُوفِيُّ. أَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَاهُ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ. وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَأَجْوَدَ مُضَرٍ، وَصَاحِبَ رَبْعِ تَمِيمٍ. وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَخِيهِ عبد العزيز بن   [1] حلية الأولياء 4/ 364. [2] في تاريخه الكبير 8/ 67 والصغير 110. [3] العبارة في التاريخ الصغير. وقال: «قال عليّ: ماهان أبو سالم. نقلت أن أحمد يقول: ماهان أبو صالح. قال أنا أخبرت أحمد وكان عندنا كذلك، حتى وجدناه ماهان أبو سالم ... وقال بعضهم: ما هان أبو صالح، وهو «وهم» . وفي التاريخ الكبير «ولا يصح» . [4] انظر عن (محمد بن عمير) في: تاريخ خليفة 261، والتاريخ الكبير 1/ 194 رقم 597، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 254 و 380 و 383 و 4/ 83 و 85 و 5/ 193 و 257 و 269 و 289 و 344 و 348 و 349 و 354، والمعارف 425، وتاريخ الطبري 5/ 270 و 353 و 6/ 34 و 47 و 70 و 124 و 156 و 164 و 204، والجرح والتعديل 8/ 40 رقم 180، والثقات لابن حبّان 5/ 361، وجمهرة أنساب العرب 232، 233، ومروج الذهب 1854 و 2056 و 2102، وديوان جرير 572، والعقد الفريد 3/ 321 و 5/ 17، وعيون الأخبار 1/ 220، والكامل في التاريخ 4/ 21 و 144 و 227 و 233 و 384 و 385، ولسان الميزان 5/ 330، 331 رقم 1094، والإصابة 3/ 516، 517 رقم 8533. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 194 مَرْوَانَ، وَقَدْ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ. وَقِيلَ فِيهِ: عَلِمَتْ مَعَدُّ وَالْقَبَائِلُ كُلُّهَا ... أَنَّ الْجَوَّادَ مُحَمَّدُ بْنُ عُطَارِدِ [1] 141- (مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [2]- ع- أبو الخير اليزنيّ المصريّ. وَيَزَنُ بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ. رَوَى عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ يَلْزَمُ عقبة. روى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْأَعْلامِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ فِي أَيَّامِهِ، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، يَعْنِي أَمِيرَ مِصْرَ، يُحْضِرُهُ مَجْلِسَهُ لِلْفُتْيَا، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ. 142- (مُرَّةُ الطّيّب) [3]- ع- ويلقّب أيضا مرّة الخير، لعبادته وخيره، وهو   [1] لسان الميزان 5/ 331، الإصابة 3/ 517. [2] انظر عن (مرثد بن عبد الله) في: طبقات ابن سعد 7/ 517، وطبقات خليفة 293، والتاريخ الكبير 7/ 416 رقم 1826، وتاريخ الثقات 423 رقم 1553، والمعرفة والتاريخ 2/ 491 و 499، وتاريخ أبي زرعة 1/ 393، وتاريخ الطبري 1/ 61 و 2/ 356، والجرح والتعديل 8/ 299، رقم 1380، والثقات لابن حبّان 5/ 439، ورجال صحيح البخاري 2/ 733 رقم 1222، ورجال صحيح مسلم 2/ 274، 275 رقم 1680، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 180 ب، وطبقات الفقهاء للشيرازي 78، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517، 518 رقم 2015، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1314 و 1602، والكاشف 3/ 114 رقم 5446، والعبر 1/ 105، وسير أعلام النبلاء 4/ 284، 285 رقم 105، وتذكرة الحفّاظ 1/ 68، ودول الإسلام 1/ 63، وتهذيب التهذيب 10/ 82 رقم 142، وتقريب التهذيب 2/ 992، وطبقات الحفاظ 29، وحسن المحاضرة 1/ 296 و 345، وخلاصة تذهيب التهذيب 372، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 234، والعلل لأحمد رقم 1769. [3] انظر عن (مرّة الطيّب) في: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 195 ابْنُ شَرَاحِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ. مُخَضْرَمٌ كَبِيرُ الْقَدْرِ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ. روى عَنْهُ: أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ، وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وثقه يحيى بن معين. ابن عيينة: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ يَقُولُ: رَأَيْتُ مُصَلَّى مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ [1] . وَقَالَ عَطَاءٌ أَوْ غَيْرُهُ: كَانَ مُرَّةُ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ [2] . وَنُقِلَ عَنْهُ أَنَّهُ سَجَدَ حَتَّى أكل التّراب جبهته [3] .   [ () ] طبقات ابن سعد 6/ 116، 117، وطبقات خليفة 149، وتاريخ خليفة 275، والتاريخ لابن معين 2/ 557، والتاريخ الكبير 8/ 5 رقم 1934، والمعرفة والتاريخ 2/ 106 و 583 و 615 و 3/ 183، وتاريخ أبي زرعة 1/ 542 و 549 و 550 و 650 و 653، والجرح والتعديل 8/ 366 رقم 1668، والثقات لابن حبّان 5/ 446، وحلية الأولياء 4/ 161- 171 رقم 262، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282، ورجال صحيح البخاري 2/ 732 رقم 1219، ورجال صحيح مسلم 2/ 278 رقم 1687، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 754، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1315، والكاشف 3/ 116 رقم 5457، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 235، وتذكرة الحفّاظ 1/ 63، وسير أعلام النبلاء 4/ 74، 75 رقم 21، وجامع التحصيل 340 رقم 749، وتهذيب التهذيب 10/ 88، 89 رقم 158، وتقريب التهذيب 2/ 238 رقم 1007، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517 رقم 2014، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 26، وخلاصة تذهيب التهذيب 372، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 317 رقم 628، أو صفة الصفوة 3/ 34 رقم 388. [1] حلية الأولياء 4/ 162. [2] وعن سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب، قال: كان مرّة يصلّي كل يوم وليلة ألف ركعة، فلما ثقل وبدن صلّى أربعمائة ركعة. (حلية الأولياء 4/ 162) . [3] في الحلية 4/ 162 عن العلاء بن عبد الكريم الإيامي قال: كنا نأتي مرّة الهمدانيّ فيخرج إلينا فنرى أثر السجود في جبهته وكفّيه وركبتيه وقدميه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 196 143- (الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ الأَحْنَفِ الْكُوفِيُّ) [1]- م 4-. عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وصِلة بْنِ زُفَرَ. رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ المدينيّ. 144- (مسعود بن الحكم) [2]- م 4- بْنِ الرَّبِيعِ، أَبُو هَارُونَ الأَنْصَارِيُّ، الزُّرَقِيُّ، الْمَدَنِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عِيسَى، وَإِسْمَاعِيلُ، وَقَيْسٌ، وَيُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْريُّ، وَأَبُو الزِّنَادِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ [3] : كَانَ سَرِيًّا مُثْرِيًا ثقة. وقال خليفة [4] : مات سنة تسعين.   [1] انظر عن (المستورد بن الأحنف) في: طبقات ابن سعد 6/ 195، والتاريخ الكبير 8/ 17 رقم 1987، وتاريخ الثقات للعجلي 425 رقم 1559، والجرح والتعديل 8/ 365 رقم 1662، والثقات لابن حبّان 5/ 451، ورجال صحيح مسلم 2/ 268 رقم 1663، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 514 رقم 2005، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1319، 1320، والكاشف 3/ 119 رقم 5482، وتهذيب التهذيب 10/ 106 رقم 199، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 1049، وخلاصة تذهيب التهذيب 373. [2] انظر عن (مسعود بن الحكم) في: طبقات ابن سعد 5/ 73، 74، وطبقات خليفة 237، والتاريخ لابن معين 2/ 560، والتاريخ الكبير 7/ 424 رقم 1857، والمعرفة والتاريخ 2/ 222 و 224، والثقات لابن حبّان 5/ 440، ورجال صحيح مسلم 2/ 240 رقم 1593، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1322، والكاشف 3/ 121 رقم 5495، وجامع التحصيل 343 رقم 753، وتهذيب التهذيب 10/ 116، 117 رقم 213، وتقريب التهذيب 2/ 243 رقم 1063، وخلاصة تذهيب التهذيب 374. [3] في الطبقات الكبرى 5/ 74. [4] في طبقاته 237. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 197 145- معاذة بنت عبد الله [1] ع أمّ الصّهباء العدويّة، العابدة البصريّة. رَوَتْ عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَهِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ. رَوَى عَنْهَا: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَيُّوبُ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُونَ. وَوَثَّقَهَا ابْنُ مَعِينٍ [2] . وَبَلَغَنا أَنَّهَا كَانَتْ تُحْيِي اللَّيْلَ وَتَقُولُ: عَجِبْتُ لِعَيْنٍ تَنَامُ وَقَدْ عَلِمَتْ طُولَ الرُّقَادِ فِي ظُلَمِ الْقُبُورِ [3] . وَلَمَّا قُتِلَ زَوْجُهَا صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ وَابْنُهَا فِي بَعْضِ الْحُرُوبِ، اجْتَمَعَ النِّسَاءُ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِكُنَّ إِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِتُهَنِّئْنَنِي، وَإِنْ كُنْتُنَّ جِئْتُنَّ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَارْجِعْنَ [4] . وَكَانَتْ تَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ الْبَقَاءَ إِلا لِأَتَقَرَّبَ إِلَى رَبِّي بِالْوَسَائِلِ، لَعَلَّهُ يَجْمَعُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ وَوَلَدِهِ فِي الْجَنَّةِ [5] . وَرَّخَهَا ابن الجوزيّ في سنة ثلاث وثمانين [6] .   [1] انظر عن (معاذة بنت عبد الله) في: طبقات ابن سعد 8/ 483، والتاريخ لابن معين 2/ 739، (معاذة بنت أشيم) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 79 و 3/ 61، وتاريخ الطبري 5/ 473، والثقات لابن حبّان 5/ 466، ورجال صحيح البخاري 2/ 856، 857 رقم 1446، ورجال صحيح مسلم 2/ 425 رقم 2247، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 612، 613 رقم 2388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1698، والكاشف 3/ 435 رقم 138، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 251، والكامل في التاريخ 4/ 97، والعقد الفريد 2/ 372 و 6/ 224، وتهذيب التهذيب 12/ 452 رقم 2896، وتقريب التهذيب 2/ 614 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 496، وصفة الصفوة 4/ 22- 24 رقم 584، والعلل لأحمد، رقم 4265. [2] في التاريخ 2/ 739. [3] صفة الصفوة 4/ 22. [4] صفة الصفوة 4/ 23. [5] صفة الصفوة 4/ 23. [6] لم يؤرّخ ابن الجوزي لوفاتها في صفة الصفوة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 198 146- (مَعْبَدُ بْنُ سِيرِينَ) [1]- خ م د ت- أَخُو مُحَمَّدٍ، وَمَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ أَقْدَمُ إِخْوَتِهِ مَوْلِدًا وَوَفَاةً. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: أَخَوَانِ مُحَمَّدٌ، وَأَنَسٌ. 147- مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] ق أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْقَدَرِ. روى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَحُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَزَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ، وَقَتَادَةُ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَعَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابن معين [3] .   [1] انظر عن (معبد بن سيرين) في: طبقات ابن سعد 7/ 206، وطبقات خليفة 200، وتاريخ الثقات 433 رقم 1600، والجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1283، والثقات لابن حبّان 5/ 432، ورجال صحيح البخاري 2/ 712 رقم 1179، ورجال صحيح مسلم 2/ 246 رقم 1607، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1349، والكاشف 3/ 141 رقم 5638، وتهذيب التهذيب 10/ 223، 224 رقم 408، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1253، وخلاصة تذهيب التهذيب 382، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 498 رقم 1941، وجامع التحصيل 349 رقم 781. [2] انظر عن (معبد الجهنيّ) في: طبقات ابن سعد 4/ 348، ومعرفة الرجال 1/ 166 رقم 924، والتاريخ الصغير 100، والتاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1745، والمعارف 122 و 441 و 484 و 547 و 625، والزاهر للأنباري 1/ 353، والمعرفة والتاريخ 2/ 280، وتاريخ أبي زرعة 1/ 370، والجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1282، والفرق بين الفرق للبغدادي 18، والمجروحين لابن حبّان 3/ 35، 36، وجمهرة أنساب العرب 445، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 339 ب، وتهذيب الكمال المصوّر 31/ 1350، والعبر 1/ 92، وميزان الاعتدال 4/ 141 رقم 8646، وسير أعلام النبلاء 4/ 185- 187 رقم 76، والكاشف 3/ 142 رقم 5644، والكامل في التاريخ 4/ 456، والبداية والنهاية 9/ 34، وجامع التحصيل 349 رقم 784، وتهذيب التهذيب 10/ 225، 226 رقم 414، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1251، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 383، والضعفاء الصغير 359، وأحوال الرجال 182 رقم 329. [3] في معرفة الرجال 1/ 166. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 199 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: هُوَ مَعْبَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُوَيْمِرٍ، وَيُقَالُ: مَعْبَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عكيم [2] ، وَلَدَ الَّذِي رَوَى: «لا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ» [3] . وَقِيلَ: هُوَ مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ. وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْفُقَهَاءِ بِالْبَصْرَةِ. قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَحْمَدَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: اجْتَمَعَتِ الْقُرَّاءُ إِلَى مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ دَوْمَةَ الْجَنْدَلِ مَوْضِعَ الْحَكَمَيْنِ، فَقَالُوا لَهُ: قَدْ طَالَ أَمْرُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَلَوْ لَقِيتَهُمَا فَسَأَلْتَهُمَا عَنْ بَعْضِ أَمْرِهِمَا، فَقَالَ: لا تُعَرِّضُونِي لِأَمْرٍ أَنَا لَهُ كَارِهٌ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، كأنّ قلوبهم أقفلت بأقفال الحديد، وأنا صائر إِلَى مَا سَأَلْتُمْ، قَالَ مَعْبَدٌ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: صحِبْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنت من صَالِحِي أَصْحَابِهِ، وَاسْتَعْمَلَكَ، وَقُبِضَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ، وَقَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الأَمَّةِ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ، فَقَالَ: يَا مَعْبَدُ غَدًا نَدْعُو النَّاسَ إِلَى رَجُلٍ لا يَخْتَلِفُ فِيهِ اثْنَانِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَزَلَ صَاحِبَهُ، فَطَمِعْتُ فِي عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ بَغْلَتَهُ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَأَخَذْتُ بِعَنَانِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ صحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكنت من صالحي أصحابه، قَالَ: بِحَمْدِ اللَّهِ. قُلْتُ: وَاسْتَعْمَلَكَ، وَقُبِضَ رَاضِيًا عَنْكَ. قَالَ: بِمَنِّ اللَّهِ. ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ شَزَرًا، فَقُلْتُ: قَدْ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَانْظُرْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ، فَنَزَعَ عَنَانَهُ مِنْ يَدِي، ثُمَّ قَالَ: إِيهًا تَيْسَ جُهَيْنَةَ، مَا أنت وهذا؟ لست   [1] في الجرح والتعديل 8/ 280. [2] في طبعة القدسي 3/ 304 «حكيم» وهو تحريف، والتصويب من ترجمة أبيه «عبد الله بن عكيم» التي مرّت في هذه الطبقة. [3] أخرجه أبو داود في كتاب اللباس (4127) باب من روى أن لا ينتفع بإهاب، الميتة، و (4128) ، والترمذي في اللباس (1783) باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة 7/ 175 باب ما يدبغ به جلود الميتة، وابن سعد في الطبقات 6/ 113. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 200 مِنْ أَهْلِ السِّرِّ وَلا الْعَلانِيَةِ، وَاللَّهِ مَا يَنْفَعُكَ الْحَقُّ وَلا يَضُرُّكَ الْبَاطِلُ، فَأَنْشَأَ مَعْبَدُ يَقُولُ: إِنِّي لَقِيتُ أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرَنِي ... بِمَا أَرَدْتُ وَعَمْرُو ضَنَّ بِالْخَبَرِ شَتَّانَ بَيْنَ أَبِي مُوسَى وَصَاحِبِهِ ... عَمْرٍو لَعَمْرِكَ عِنْدَ الْفَضْلِ وَالْخَطَرِ هَذَا لَهُ غَفْلَةٌ أَبْدَتْ سَرِيرَتَهُ ... وَذَاكَ ذُو حَذَرٍ كَالْحَيَّةِ الذَّكَرِ [1] قَالَ أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ الْجَوْزَجَانِيُّ: كَانَ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ احْتَمَلَ النَّاسُ حَدِيثَهُمْ لِمَا عُرِفُوا مِنَ اجْتِهَادِهِمْ فِي الدِّينِ وَالصِّدْقِ وَالأَمَانَةِ، لَمْ يُتَوَهَّمْ عَلَيْهِمُ الْكَذِبُ، وَإِنْ بُلُوا بِسُوءِ رَأْيِهِمْ، فَمِنْهُمْ: قَتَادَةُ، وَمَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَهُوَ رَأْسُهُمْ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ فِي الْقَدَرِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يُقَالُ لَهُ سَوْسَنَ [3] ، كَانَ نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَنَصَّرَ، فَأَخَذَ عَنْهُ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، وَأَخَذَ غَيْلانُ عَنْ مَعْبَدٍ [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ قَالَ: كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ مُرَّ بِمَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ الناس: إنّ هذا لهو البلاء، فسمعت خالد بن معدان يقول: إنّ الْبَلاءُ كُلُّ الْبَلاءِ إِذَا كَانَتِ الأَئِمَّةُ مِنْهُمْ [5] . وَقَالَ مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ: حَدَّثَنِي أَبِي وَعَمِّي قَالا: سَمِعْنَا الْحَسَنَ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَمَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ، فَإِنَّهُ ضَالٌّ مُضِلٌّ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَهُوَ يَعِيبُ قَوْلَ مَعْبَدٍ، يَقُولُ: هُوَ ضَالٌّ مُضِلٌّ.، قَالَ: ثُمَّ تَلَطَّفَ لَهُ مَعْبَدٌ، فَأَلْقَى فِي نفسه ما ألقى.   [1] تاريخ دمشق 16/ 400 أ. [2] أحوال الرجال للجوزجانيّ 182 رقم 329 وهو مختصر جدّا ليس فيه سوى: «وهو رأسهم، وقد روي عنه» . [3] في الأصل «سويس» ، وهو غلط. [4] تاريخ دمشق 16/ 401 أ. [5] تاريخ دمشق 16/ 401 أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 201 وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: إِنَّ مَعْبَدًا يَقُولُ بِقَوْلِ النَّصَارَى. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ لَنَا طَاوُسٌ: احْذَرُوا مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ فَإِنَّهُ كَانَ قَدَرِيًّا. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: لَقِيتُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِمَكَّةَ بَعْدَ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ وَهُوَ جَرِيحٌ، وَقَدْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ فِي الْمَوَاطِنِ، فَقَالَ: لَقِيتُ الْفُقَهَاءَ وَالنَّاسَ، لَمْ أَرَ مِثْلَ الْحَسَنِ، يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَاهُ، كَأَنَّهُ نَادِمٌ عَلَى قِتَالِ الْحَجَّاجِ [1] . وَقَالَ حَمْزَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ يُعَذِّبُ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِأَصْنَافِ الْعَذَابِ، وَلا يَجْزَعُ وَلا يَسْتَغِيثُ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا تُرِكَ مِنَ الْعَذَابِ يَرَى الذُّبَابَةَ مُقْبِلَةً تَقَعُ عَلَيْهِ، فَيَصِيحُ وَيَضُجُّ، فَيُقَالُ لَهُ! فَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا مِنْ عَذَابِ بَنِي آدَمَ، فَأَنَا أَصْبِرُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الذُّبَابُ فَمِنْ عَذَابِ اللَّهِ، فَلَسْتُ أَصْبِرُ عَلَيْهِ، فَقَتَلَهُ. قُلْتُ: وَعَذَابُ بَنِي آدَمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ، لِأَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي سَلَّطَ عَلَيْهِ الْحَجَّاجَ، وَأَمَّا الْقَدَرِيَّةُ فَلا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ أَرَادَ ذَلِكَ وَلا قَدَّرَهُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ صَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَعْبَدًا الْجُهَنِيَّ بِدِمَشْقٍ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ قَبْلَ التِّسْعِينَ. 148- (الْمَعْرُورُ بْنُ سويد) [3]- ع- أبو أميّة الأسديّ الكوفيّ.   [1] التاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1745. [2] في تاريخه 302، وفي الطبقات 211 «مات بعد الثمانين» . [3] انظر عن (المعرور بن سويد) في: طبقات ابن سعد 6/ 118، وطبقات خليفة 152، وتاريخ خليفة 287، والتاريخ لابن معين 2/ 576، والتاريخ الصغير 96، والتاريخ الكبير 8/ 39 رقم 2073، وتاريخ الثقات للعجلي 434 رقم 1604، والمعرفة والتاريخ 2/ 109، وتاريخ أبي زرعة 1/ 657، والمعارف 432، وتاريخ الطبري 3/ 539 و 4/ 43، والجرح والتعديل 8/ 415، 416 رقم 1895، والثقات لابن حبّان 5/ 457، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 827، ورجال صحيح البخاري الجزء: 6 ¦ الصفحة: 202 عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: وَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَالأَعْمَشُ، وَمُغِيرَةُ الْيَشْكُرِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : قَالَ الأَعْمَشُ: رَأَيْتُهُ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ، أَسْوَدَ الرَّأْسِ واللّحية. 149- المقدام بن معديكرب [3] خ 4 ابن عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ، أَبُو كَرِيمَةَ [4] على الصّحيح، وقيل: أبو   [2] / 730، 731 رقم 1217، ورجال صحيح مسلم 2/ 283 رقم 1703، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 35 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 517 رقم 2013، وتهذيب الكمال (المصور) 3/ 1352، والكاشف 3/ 143 رقم 5649، والمعين في طبقات المحدّثين 35 رقم 238، وتذكرة الحفّاظ 1/ 63، وسير أعلام النبلاء 4/ 174 رقم 65، وتهذيب التهذيب 10/ 230 رقم 420، وتقريب التهذيب 2/ 263 رقم 1265، وخلاصة تذهيب التهذيب 397، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 25، والعلل لأحمد، رقم 5149، و 6036. [1] في تاريخه 2/ 576. [2] في الجرح والتعديل 8/ 415. [3] انظر عن (المقدام بن معديكرب) في: طبقات ابن سعد 7/ 415، وطبقات خليفة 72 و 304، وتاريخ خليفة 301، والتاريخ لابن معين 2/ 583، ومسند أحمد 4/ 130، والتاريخ الصغير 56، والتاريخ الكبير 7/ 429 رقم 1882، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 86 رقم 68، والمعرفة والتاريخ 2/ 160، 161 و 353 و 359 و 430، وتاريخ أبي زرعة 1/ 237 و 240 و 351 و 352 و 395، والجرح والتعديل 8/ 302 رقم 1393، والثقات لابن حبّان 3/ 395، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 365، ورجال صحيح البخاري 2/ 727 رقم 1210، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 508 رقم 1979، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 77 ب، والاستيعاب 3/ 483، 484 (وفيه: المقداد) ، وأسد الغابة 4/ 411، والكامل في التاريخ 4/ 530، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 112، 113 رقم 164، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1369، وتحفة الأشراف 8/ 505- 513 رقم 540، والعبر 1/ 103، والكاشف 3/ 152 رقم 5716، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 126، وسير أعلام النبلاء 4/ 427، 428 رقم 75، والبداية والنهاية 9/ 73، ومرآة الجنان 1/ 178، والإصابة 3/ 455 رقم 8184، والنكت الظراف 8/ 507- 511، وتهذيب التهذيب 10/ 287 رقم 505، وتقريب التهذيب 2/ 272 رقم 1350، وخلاصة تذهيب التهذيب 331، وشذرات الذهب 1/ 98. [4] مهمل في الأصل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 203 زَيْدٍ، وَقِيلَ: أَبُو صَالِحٍ، وَيُقَالُ: أَبُو بِشْرٍ، وَيُقَالُ أَبُو يَحْيَى، نَزِيلُ حِمْصَ، صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ. رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وَالشَّعْبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَشُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْهَوْزَنِيُّ، وَالْحَسَنُ، وَيَحْيَى ابْنَا جَابِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، وَابْنُهُ يَحْيَى، وَحَفِيدُهُ صَالِحُ بْنُ يَحْيَى. رَوَى أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْكَلاعِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ. وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، وَقَالَ لِعَمِّي: «أتَرَى هَذَا» ، يَذْكُرُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ [2] إِنْ مِتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلا جَابِيًا وَلا عَرِّيفًا [3] . قَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَالْفَلَّاسُ، أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، زَادَ الْفَلاسُ: وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَبْرُهُ بِحِمْصَ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. قُلْتُ: وَحَدِيثُهُ فِي «صحيح البخاريّ» في البيوع [5] .   [1] تاريخ دمشق 17/ 77 ب. الإصابة 3/ 455. [2] بالتصغير مثل: هشيم. [3] مسند أحمد 4/ 133، تاريخ دمشق 17/ 80 أ. [4] في طبقاته 72 و 304 وتاريخه 301. [5] ج 3/ 22 باب ما يستحب من الكيل. وهو من طريق الوليد، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كيلوا طعامكم يبارك لكم» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 150- المهلّب بن أبي صفرة [1] د ت ن ظَالِمُ [2] بْنُ سُرَّاقِ بْنِ صُبْحِ بْنِ كِنْدِيِّ بن عمرو، الأمير أبو سعيد   [1] انظر عن (المهلّب بن أبي صفرة) في: طبقات ابن سعد 7/ 129، 130، وطبقات خليفة 201، وتاريخ خليفة 205، و 206 و 224، و 262 و 268 و 276 و 277 و 279 و 288 و 295 و 308 و 327، والمحبّر لابن حبيب 245 و 261 و 302، والتاريخ الكبير 8/ 25 رقم 2024، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 178، والكامل للمبرّد 1/ 102 و 181 و 2/ 138- 140 و 228- 298، والبرصان والعرجان 26 و 54 و 318، 278، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 10 وما بعدها، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 666، والبيان والتبيين 3/ 205، والمعارف 108 و 399 و 400 و 415 و 417 و 525 و 591 و 622، وتاريخ اليعقوبي 2/ 222 و 252 و 264 و 264 و 272 و 275 و 276، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 232 و 424 و 464- 466 و 478 و 4/ 121 و 157- 159 و 168 وانظر فهرس الأعلام في الجزء 5/ 424، وتاريخ الطبري 6/ 354 وانظر فهرس الأعلام 10/ 428، والجرح والتعديل 8/ 369 رقم 1687، والثقات لابن حبّان 5/ 451، ومروج الذهب 2207 و 2209 و 2472، والمراسيل 197 رقم 358، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 219 أ، والحلّة السيراء 1/ 73 و 76 و 2/ 10، والبدء والتاريخ 6/ 37، وتحفة الوزراء 113، والهفوات النادرة 271، وجمهرة أنساب العرب 367- 370، وربيع الأبرار 1/ 684 و 2/ 319، والمحاسن والمساوئ 97، 98 و 190 و 448، والمحاسن والأضداد 14، ونثر الدرّ 2/ 183، والخراج وصناعة الكتابة 394 و 406 و 414، والإيجاز والإعجاز 17، ولطائف الظرفاء 15، والتمثيل والمحاضرة 134، ومحاضرات الأدباء 1/ 548، والبصائر والذخائر 2/ 690 و 708، وتاريخ حلب للعظيميّ 188 و 194، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 221 ب، والعقد الفريد 1/ 103 و 110 و 122 و 123 و 142 و 222 و 250 و 2/ 82 و 188 و 207 و 210 و 288 و 301 و 431 و 472 و 478 و 3/ 298 و 4/ 46 و 119 و 127 و 428، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، وعيون الأخبار 1/ 230 و 2/ 43 و 44 و 4/ 4، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 117 رقم 174، ووفيات الأعيان 1/ 272 و 2/ 33 و 34 و 36 و 127 و 305 و 323 و 5/ 350- 359، وانظر فهرس الأعلام 8/ 225، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1381، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 363، ونهاية الأرب 21/ 259، 260، وسير أعلام النبلاء 4/ 383- 385 رقم 155، والعبر 1/ 95، والكاشف 3/ 159 رقم 5770، وجامع التحصيل 355 رقم 355 رقم 807، ودول الإسلام 1/ 59، والبداية والنهاية 9/ 42، 43، ومرآة الجنان 1/ 165، 166، والتذكرة الحمدونية 1/ 263 و 432 و 437 و 438 و 2/ 451، وفوات الوفيات 1/ 353 و 396 و 2/ 31، وسرح العيون 194، والمستطرف للأبشيهي 1/ 59، والإصابة 3/ 535، 536 رقم 8633، وتهذيب التهذيب 10/ 329، 330 رقم 577، وتقريب التهذيب 2/ 280 رقم 1424، والنجوم الزاهرة 1/ 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 389، وشذرات الذهب 1/ 90، والعلل لأحمد، رقم 465. [2] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 205 الأزدي العتكيّ، أَحَدُ أَشْرَافِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَوُجُوهِهِمْ، وَفُرْسَانِهِمْ، وَأَبْطَالِهِمْ، وَدُهَاتِهِمْ، وَأَجْوَادِهِمْ. قِيلَ: وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَا فِي خِلافَةِ عُمَرَ. قُلْتُ: أَحْسَبُ هَذَا الْكَلامَ فِي حَقِّ أَبِيهِ. وَرَوَى عَنْ: سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَالْبَرَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ سَيْفٍ، وَآخَرُونَ. الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنْ بَيَّتُّمُ اللَّيْلَةَ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ: حم لا يُنْصَرُونَ» [1] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ أَبُو صُفْرَةَ مِنْ أَزْدَ دَبَاءَ فِيمَا بَيْنَ عُمَانَ وَالْبَحْرَيْنِ، ارْتَدَّ قَوْمُهُ، فَقَاتَلَهُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَظَفَرَ بِهِمْ، فَبَعَثَ بِذَرَارِيهِمْ إِلَى الصِّدِّيقِ، فِيهِمْ أَبُو صُفْرَةَ غُلامٌ لَمْ يَبْلُغْ، ثُمَّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الْمُهَلَّبُ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ رَجُلٌ جَمِيلٌ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ غَزَا الْمُهَلَّبُ أَرْضَ الْهِنْدِ [3] ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ لابْنِ الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ [4] ، وَوَلِيَ حَرْبَ الْخَوَارِجِ كَمَا ذَكَرْنَا، ثُمَّ وَلِيَ خُرَاسَانَ [5] . وَقَدْ وَرَدَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ بَالَغَ فِي إِكْرَامِ الْمُهَلَّبِ لَمَّا رَجَعَ مِنْ حَرْبِ الأَزَارِقَةِ، فَإِنَّهُ بَدَّعَ فِيهِمْ وَأَبَادَهُمْ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ فِي وَقْعَةٍ واحدة أربعة   [1] أخرجه أبو داود في الجهاد (2597) باب في الرجل ينادي بالشعار، بهذا الإسناد، وأحمد في المسند 4/ 65 و 5/ 377. [2] في الطبقات 7/ 101، 102 وهو في وفيات الأعيان 5/ 351. [3] تاريخ خليفة 206. [4] ليس في حوادث سنة 68 من تاريخه هذا الخبر. [5] كان ذلك سنة 78 هـ. كما في تاريخ خليفة 277. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 206 آلافٍ وَثَمَانِينَ [1] . قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَفْضَلَ مِنَ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، وَلا أَسْخَى، وَلا أَشْجَعَ لِقَاءً، وَلا أَبْعَدَ مِمَّا تَكْرَهُ، وَلا أَقْرَبَ مِمَّا تُحِبُّ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ بِالْبَصْرَةِ أَرْبَعَةٌ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي زَمَانِهِ لا نَعْلَمُ فِي الأَنْصَارِ مِثْلَهُ: الأَحْنَفُ فِي حِلْمِهِ وَعَفَافِهِ وَمَنْزِلَتِهِ مِنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَالْحَسَنُ فِي زُهْدِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَسَخَائِهِ وَمَحَلِّهِ مِنَ الْقُلُوبِ، وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ، فَذَكَرَ أَمْرَهُ، وَسَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي فِي عَفَافِهِ وَتَحَرِّيهِ لِلْحَقِّ [3] . وَعَنِ الْمُهَلَّبِ قَالَ: يُعْجِبُنِي فِي الرَّجُلِ خَصْلَتَانِ: أَنْ أَرَى عَقْلَهُ زَائِدًا عَلَى لِسَانِهِ، وَلا أَرَى لِسَانَهُ زَائِدًا عَلَى عَقْلِهِ [4] . وَقَالَ قَتَادَةُ: سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ- وَكَانَ عَاقِلا- يَقُولُ: نِعْمَ الْخِصْلَةُ السَّخَاءُ تَسُدُّ عَوْرَةَ الشَّرِيفِ، وَتَمْحَقُ خَسِيسَةَ الْوَضِيعِ، وَتُحَبِّبُ الْمَزْهُوَّ [5] . وَقَالَ رَوْحُ بْنُ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ الْمُهَلَّبُ: مَا شَيْءٌ أَبْقَى لِلْمُلْكِ مِنَ الْعَفْوِ، وَخَيْرُ مَنَاقِبِ الْمُلْكِ الْعَفْوُ [6] . قَالَ خَلِيفَةُ [7] ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ الْمُهَلَّبُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ آخَرُ: تُوُفِّيَ غازيا بمروالرّوذ فِي ذِي الْحِجَّةِ [8] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ: تُوُفِّيَ الْمُهَلَّبُ في   [1] في سير أعلام النبلاء 4/ 384 «أربعة آلاف وثمان مائة» . [2] تاريخ دمشق 17/ 225 ب. [3] تاريخ دمشق 17/ 225 ب. [4] تاريخ دمشق 17/ 226 ب. [5] تاريخ دمشق 17/ 226 ب. [6] تاريخ دمشق 17/ 227 أ. [7] في تاريخه 288، وفي طبقاته: مات سنة 81 ويقال 82 هـ. (ص 201) . [8] انظر طبقات ابن سعد 7/ 130. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 207 ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ، وَلَهُ سِتٌّ وَسَبْعُونَ سَنَةً، وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ يَزِيدُ خُرَاسَانَ. 151- (مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ الْكُوفِيُّ) [1]- د ن- شَهِدَ قِتَالَ الْحَرُورِيَّةِ مَعَ عَلِيٍّ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ غَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَهِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، وَعَطَاءُ بن السّائب. 152- (ميسرة الطّهويّ) [2]- د ن ق- أبو جميلة الكوفيّ، صاحب راية عَلِيٍّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ. وعنه: ابنه عبد الله، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي، وعطاء بن السائب، وحصين بن عبد الرحمن. 153- (ميمون بن أبي شبيب) [3]- 4- أبو نصر الربعي الكوفي. روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، وعائشة، وغيرهم.   [1] انظر عن (ميسرة الكوفي) في: طبقات ابن سعد 5/ 303 (دون ترجمة) ، و 6/ 223، والتاريخ لابن معين 2/ 598، ومعرفة الرجال 2/ 100 رقم 268، والتاريخ الكبير 7/ 374 رقم 1608، والمعرفة والتاريخ 1/ 227 و 2/ 578 و 799، والجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1144، والثقات لابن حبّان 5/ 426، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1396، والكاشف 3/ 169 رقم 5857، وتهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 694، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1543. [2] انظر عن (مسيرة الطهوي) في: طبقات ابن سعد 6/ 224، وطبقات خليفة 141، والتاريخ لابن معين 2/ 598، والتاريخ الكبير 7/ 374 رقم 7/ 16، والجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1143، والثقات لابن حبّان 5/ 427، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1396، وتهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 693، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1542، والعلل لأحمد 5398. [3] انظر عن (ميمون بن أبي شبيب) في: طبقات خليفة 158، والتاريخ الصغير 90، والتاريخ الكبير 7/ 338 رقم 1454، والجرح والتعديل 8/ 234 رقم 1054، والثقات لابن حبّان 5/ 416، 417، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 813، وأنساب الأشراف 1/ 166، والمراسيل 214 رقم 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1397، وتهذيب التهذيب 10/ 389 رقم 700، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1550. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ [1] . كَانَ تَاجِرًا خيّرا فَاضِلا. وَلَهُ ذِكْرٌ فِي مُقَدِّمَةِ «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [2] . توفّي سنة ثلاث وثمانين.   [1] في الأصل «زادان» . [2] ورد ذكره في أول حديث من صحيح مسلم، في المقدّمة (1) باب وجوب الرواية عن الثقات وترك الكذّابين، والتحذير من الكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 209 [حرف النون] 154- (ناجية بن كعب) [1]- د ت ن- الأسديّ الكوفي. عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو حَسَّانٍ الأَعْرَجُ، وَوَائِلُ بْنُ دَاوُدَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: إِنَّمَا هُوَ نَاجِيَةُ بن خفّاف. 155- (نصر بن عاصم) [3]- م د ن ق- اللّيثيّ البصريّ صاحب العربية.   [1] انظر عن (ناجية بن كعب) في: طبقات ابن سعد 6/ 228، وطبقات خليفة 142، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 150 رقم 477، والتاريخ الكبير 8/ 107 رقم 2364، وتاريخ الثقات 446 رقم 1671، والمعرفة والتاريخ 2/ 257، والجرح والتعديل 8/ 486 رقم 2223، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1401، 1402، والكاشف 3/ 172 رقم 5875، وتهذيب التهذيب 10/ 399، 400 رقم 719، وتقريب التهذيب 2/ 294 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 399. [2] في الجرح والتعديل 8/ 486. [3] انظر عن (نصر بن عاصم) في: طبقات خليفة 204 و 206، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ الكبير 8/ 101 رقم 2333 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات 449 رقم 1689، والمعرفة والتاريخ 1/ 345 و 3/ 275، وتاريخ أبي زرعة 1/ 529 و 533، والجرح والتعديل 8/ 464 رقم 2129، والثقات لابن حبّان 5/ 475، وأنساب الأشراف 5/ 270، والمعارف 532 و 625، ورجال صحيح مسلم 2/ 285، 286 رقم 1706، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1409، وأخبار النحويين البصريين 20، 21، وطبقات النحويين للزبيدي 27، ونزهة الألباء 17، 18، ومعجم الأدباء 7/ 210، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 343، والكاشف 3/ 177 رقم 5914، ومعرفة القراء الجزء: 6 ¦ الصفحة: 210 يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ الْعَرَبِيَّةِ. حَكَاهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَحَدَّثَ عَنْ: مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، وَأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، وَغَيْرِهِمَا. رَوَى عَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَقَتَادَةُ، وَالزُّهْريُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمَلَكُ بْنُ دِينَارٍ الزَّاهِدُ. وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ. وَقَالَ الدَّانِيُّ: قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ. قَرَأَ عَلَيْهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ. 156- (نَوْفَلُ بْنُ فَضَالَةَ) [1] الْبِكَالِيُّ الشَّامِيُّ، ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَكَعْبٍ. وعنه: يحيى بن أبي كثير، ونسير [2] بن ذعلوق [3] ، وآخرون. كان يقصّ. 157- (نوفل [4]   [ () ] الكبار 1/ 71 رقم 27، وتذكرة الحفاظ 1/ 106، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 531 رقم 2068، وغاية النهاية 2/ 336 رقم 3728، وتهذيب التهذيب 10/ 427 رقم 773، وتقريب التهذيب 2/ 299، وخلاصة تذهيب التهذيب 400، وجامع التحصيل 359 رقم 828. [1] انظر عن (نوفل بن فضالة) في: طبقات ابن سعد 7/ 452 (نوف البكالي) ، وطبقات خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 612 (نوف بن فضالة) والتاريخ الصغير 83 (نوف بن فضالة) ، والتاريخ الكبير 8/ 129 رقم 2451 (نوف بن فضالة) ، والمعرفة والتاريخ 3/ 225 (نوف البكالي) ، والجرح والتعديل 8/ 505 رقم 2311 (نوف البكالي) ، والثقات لابن حبّان 5/ 483 (نوف بن فضالة) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1427، وتهذيب التهذيب 10/ 490 رقم 880، وتقريب التهذيب 2/ 309 رقم 174، وخلاصة تذهيب التهذيب 406 (نوف بن فضالة) ، والعلل لأحمد رقم 15 و 353 و 2476 (نوف بن فضالة) . [2] نسير: بالتصغير. [3] في الأصل «دعلوق» والتصحيح من الخلاصة حيث قيّده بضم المعجمة وإسكان المهملة. [4] انظر عن (نوفل بن مساحق) في: طبقات ابن سعد 5/ 242، ونسب قريش 427، وتاريخ خليفة 296، والتاريخ الصغير 79 و 99، والتاريخ الكبير 8/ 108، 109 رقم 2374، والمعرفة والتاريخ 1/ 292، وتاريخ أبي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 211 بن مساحق [1] ) بن عبد الله القرشي العامري الحجازي. روى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ. روى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ عَلَى صَدَقَاتِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ، وَلِيَ الْقَضَاءَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ. وَتُوُفِّيَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ، وَكَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ الأَجْوَادِ.   [ () ] زرعة 1/ 57، وتاريخ الطبري 6/ 29 و 30 و 355، والجرح والتعديل 8/ 488 رقم 2234، والثقات لابن حبّان 5/ 478، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 619 و 5/ 121 و 226 و 227، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 208 و 619، والمعارف 298، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1428، والكاشف 3/ 187 رقم 6000، والكامل في التاريخ 4/ 242 و 476، والعقد الفريد 2/ 270 و 5/ 46، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 64، وعيون الأخبار 2/ 176، وتهذيب التهذيب 10/ 491، 492. (بدون رقم) ، وتقريب التهذيب 2/ 309 رقم 177. [1] في الأصل «مساحف» وهو غلط. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 212 [حرف الهاء] 158- (الهرماس بن زياد) [1]- د ن- أبو حدير الباهليّ. رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِمِنًى عَلَى نَاقَتِهِ [2] . رَوَى عَنْهُ: حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ. 159- (هُزَيْلُ بْنُ شرحبيل) [3]- خ 4- الأوديّ الكوفيّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَعْدِ بْنِ أبي وقّاص، وأبي موسى.   [1] انظر عن (الهرماس بن زياد) في: طبقات ابن سعد 5/ 553، وطبقات خليفة 47 و 289، والتاريخ الكبير 8/ 246 رقم 2883، والجرح والتعديل 9/ 118 رقم 496، والمنتخب من ذيل المذيل- 570، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 413، وجمهرة أنساب العرب 247، والثقات لابن حبّان 3/ 437، والاستيعاب 3/ 623، 624، وأسد الغابة 5/ 57، 58، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 436 أ، وتحفة الأشراف 9/ 68، 69 رقم 567، والكاشف 3/ 194 رقم 6052، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 133، وسير أعلام النبلاء 3/ 450، 451 رقم 89، ومجمع الزوائد 9/ 408، والإصابة 3/ 600، 601 رقم 8944، وتهذيب التهذيب 11/ 28 رقم 62، وتقريب التهذيب 2/ 316 رقم 61، وخلاصة تذهيب التهذيب 351، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 202- 205. [2] أخرجه أبو داود في المناسك (1954) ، وأحمد في المسند 3/ 485 و 5/ 7، وابن سعد 5/ 553. [3] انظر عن (هزيل بن شرحبيل) في: طبقات ابن سعد 6/ 176، وطبقات خليفة 147، وتاريخ خليفة 288، والتاريخ الكبير 8/ 245 رقم 2877، وتاريخ الثقات للعجلي 456 رقم 1727، ورجال صحيح البخاري 2/ 782 رقم 1310، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 556 رقم 2165، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1437، وتهذيب التهذيب 11/ 31 رقم 69، وتقريب التهذيب 2/ 317 رقم 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 414. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 213 رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَأَبُو قَيْسٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ [1] ، وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. 160- هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [2] ابْنُ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَبُو الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، حَمُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَمِيرُهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ الَّذِي ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَمَّا امْتَنَعَ مِنَ الْبَيْعَةِ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ، وَرَأَى أَنَّ ذَلِكَ لا يَجُوزُ، وَقَالَ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، فَضَرَبَهُ هِشَامٌ سِتِّينَ سَوْطًا، وَطَوَّفَ بِهِ وَسَجَنَهُ، فَبَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى هِشَامٍ يُعَنِّفُهُ وَيَلُومُهُ [3] . قَالَ أَبُو الْمِقْدَامِ: مَرُّوا عَلَيْنَا بِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَنَحْنُ فِي الْكُتَّابِ، وَقَدْ ضُرِبَ مِائَةَ سَوْطٍ، وَعَلَيْهِ تُبَّانُ شَعْرٍ، وَأَوْهَمُوهُ أَنَّهُمْ يَسْلُبُونَهُ. وَقَدْ أَرْسَلَ هِشَامٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ، وَقَدِمَ دِمَشْقَ. وَقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ دِرَاسَةَ الْقُرْآنِ فِي جَامِعِ دمشق في السّبع.   [1] في الأصل «تروان» والتصحيح من الخلاصة. [2] انظر عن (هشام بن إسماعيل) في: طبقات ابن سعد 5/ 244، والمحبّر لابن حبيب 25، ونسب قريش 47- 49 و 328 و 329، وتاريخ خليفة 289- 291 و 293 و 296 و 299 و 311 و 360، والتاريخ الكبير 8/ 192، 193 رقم 2270، والمعرفة والتاريخ 1/ 474 و 476 و 478، و 627 و 629 و 2/ 479، وتاريخ أبي زرعة 2/ 713، وتاريخ الطبري 6/ 355 و 384 و 388 و 415 و 417 و 426 و 428، والجرح والتعديل 9/ 52 رقم 220، وتاريخ اليعقوبي 2/ 280 و 281 و 283 و 291، والمعارف 437، وأنساب الأشراف 3/ 302، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 20 و 21، والثقات لابن حبّان 5/ 501، والمراسيل 230 رقم 423، ومروج الذهب 3636، والعقد الفريد 4/ 421 و 452 و 6/ 349، والكامل في التاريخ 4/ 476 و 496 و 500 و 514 و 515 و 524 و 526 و 5/ 124، وجامع التحصيل 362 رقم 846، والبداية والنهاية 9/ 76، ووفيات الأعيان 2/ 377، وتاريخ حلب للعظيميّ 194، 195، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 132 و 138. [3] طبقات ابن سعد 5/ 244. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 214 وَهُوَ جَدُّ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ لأُمِّهِ، وَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ عَزَلَهُ عَنِ الْمَدِينَةِ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَمُرَةَ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ قال: كان هشام بن إسماعيل يؤذي عليّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ، يَخْطُبُ بِذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَيَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ، فَلَمَّا وَلِيَ الْمَدِينَةَ عَزَلَهُ، وَأَمَرَ بِأَنْ يُوقَفَ لِلنَّاسِ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لِوَلَدِهِ مُحَمَّدٍ: لا تُؤْذِهِ فَإِنِّي أدَعُهُ للَّه وَلِلرَّحِمِ، وَمَرَّ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ هِشَامٌ: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالاتِهِ. وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ شَفَعَ فِيهِ إِلَى الْوَلِيدِ حَتَّى خلّاه وعفا عنه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 215 [حرف الواو] 161- واثلة في الأسقع [1] ع ابن كعب بن عامر اللّيثيّ، وَقِيلَ ابْنُ أَبِي الأَسْقَعِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بن   [1] انظر عن (واثلة بن الأسقع) في: طبقات ابن سعد 7/ 407، 408، وطبقات خليفة 123، وتاريخ خليفة 291، والتاريخ لابن معين 2/ 627، ومسند أحمد 3/ 490 و 4/ 106، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ 158 رقم 75، والتاريخ الصغير 92، والتاريخ الكبير 8/ 187 رقم 2646، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 61، والمعرفة والتاريخ 2/ 332 و 334 و 3/ 167 و 362، وتاريخ أبي زرعة 1/ 75 و 239 و 323 و 324 و 327، وأنساب الأشراف 1/ 272، و 4 ق 1/ 75 و 76، وفتوح البلدان 182، والمغازي للواقدي 1028، 1029، والمعارف 341، والجرح والتعديل 9/ 47 رقم 202، ورجال صحيح البخاري 2/ 762 رقم 1277، ورجال صحيح مسلم 2/ 309 رقم 1766، والثقات لابن حبّان 3/ 426، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 329، وجمهرة أنساب العرب 183، وطبقات الفقهاء للشيرازي 52، ورجال الطوسي 31 رقم 2، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544 رقم 2119، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 63، والزهد لابن المبارك 318، والمستدرك على الصحيحين 3/ 569، وحلية الأولياء 2/ 21- 23 رقم 120، والاستيعاب 3/ 643، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 353 أ، وأسد الغابة 5/ 77، والكامل في التاريخ 4/ 496، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 142 رقم 223، وصفة الصفوة 1/ 674- 676 رقم 90، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1457، وتحفة الأشراف 9/ 76- 82 رقم 576، ووفيات الأعيان 5/ 281، والمعجم الكبير للطبراني 22/ 52- 98، ودول الإسلام 1/ 60، والعبر 1/ 99، وسير أعلام النبلاء 3/ 383- 387 رقم 57، والكاشف 3/ 204 رقم 6131، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 136، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 77، والبداية والنهاية 9/ 60، ومرآة الجنان 1/ 175، وغاية النهاية 2/ 358 رقم 3797، والإصابة 3/ 626، 627 رقم 9087، والنكت الظراف 9/ 79، 80، وتهذيب التهذيب 11/ 101، 102 رقم 174، وتقريب التهذيب 2/ 328 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 350، وشذرات الذهب 1/ 95، وخزانة الأدب 3/ 343. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 عَبْدِ يَالِيلَ، أَبُو الْخَطَّابِ، وَيُقَالُ أَبُو الأَسْقَعِ، وَيُقَالُ أَبُو شَدَّادٍ. أَسْلَمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَجَهَّزُ إِلَى تَبُوكَ، فَشَهِدَهَا مَعَهُ، وَكَانَ مِنْ فُقَرَاءِ أَهْلِ الصِّفَةِ [1] . لَهُ أَحَادِيثُ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَامِرٍ، وَبُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ الْبَصْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَآخَرُونَ، آخِرُهُمْ وَفَاةً مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ شَيْخُ دُحَيْمٍ، وَغَيْرُهُ. وَشَهِدَ فَتْحَ دِمَشْقَ، وَسَكَنَهَا، وَمَسْجِدُهُ مَعْرُوفٌ بِدِمَشْقَ إِلَى جَانِبِ حَبْسِ بَابِ الصَّغِيرِ وَدَارُهُ إِلَى جَانِبِ دَارِ ابْنِ الْبَقَّالِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ: ثنا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا أَبِي، ثنا مَعْرُوفٌ أَبُو الْخَطَّابِ الدِّمَشْقِيّ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمْتُ، فَقَالَ: «اغْتَسِلْ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ» [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مَعْرُوفٌ الْخَيَّاطُ قَالَ: رَأَيْتُ وَاثِلَةَ يُمْلِي عَلَى النَّاسِ الأَحَادِيثَ وَهُمْ يَكْتُبُونَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ، وَيَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ يُرْخِي لَهَا مِنْ خَلْفِهِ قَدْرَ شِبْرٍ، وَيَرْكَبُ حِمَارًا. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: ثنا أَبُو عَمَّارٍ، رَجُلٌ مِنَّا، حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ قَالَ: جِئْتُ أُرِيدُ عَلِيًّا فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: انْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ، فَاجْلِسْ، قَالَ: فَجَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلا، وَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَنًا وَحُسَيْنًا، وَأَجْلَسَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى فَخْذِهِ، وَأَدْنَى فَاطِمَةَ مِنْ حِجْرِهِ وَزَوْجَهَا، ثُمَّ لَفَّ عَلَيْهِمْ ثَوْبَهُ فَقَالَ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 [3] اللَّهمّ هؤلاء أهلي، فقلت:   [1] طبقات ابن سعد 7/ 408. [2] رواه الطبراني في معجمه الصغير 2/ 42، 43 ومعجمه الكبير 22/ 82 رقم 199، والحاكم في المستدرك 3/ 570، والهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 283 وفيه سليمان بن منصور بن عمار وهو ضعيف. وتمام الحديث في المستدرك: «وألق عنك شعر الكفر، ومسح رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رأسي» . [3] سورة الأحزاب- الآية 33. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 217 يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا مِنْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِي، قَالَ وَاثِلَةُ: إِنَّهَا لَمِنْ أَرْجَى مَا أَرْجُو [1] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : سَكَنَ وَاثِلَةُ الْبَلاطَ خَارِجًا مِنْ دِمَشْقَ عَلَى ثَلاثَةِ فَرَاسِخَ، الْقَرْيَةُ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُ فِيهَا بُسْرَةُ [3] بْنُ صَفْوَانَ، ثُمَّ تَحَوَّلَ وَنَزَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَبِهَا مَاتَ. قُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ عَلَى فَرْسخٍ وَاحِدٍ مِنْ دِمَشْقَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ مَعِينٍ [4] ، وَالْبُخَارِيُّ [5] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَتِسْعُونَ سَنَةً. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ: كَانَ آخِرَ الصَّحَابَةِ مَوْتًا بِدِمَشْقَ وَاثِلَةُ بْنُ الأسقع. 162- (ورّاد كاتب المغيرة) [6]- ع- بن شعبة وَمَوْلاهُ. رَوَى عَنْهُ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمَرَةَ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، والمسيّب بن رافع.   [1] رواه الطبراني في المعجم الكبير 22/ 66 رقم 160، والطبري في تفسيره 22/ 7. [2] في الجرح والتعديل 9/ 47. [3] في الأصل «يسرة» والتصحيح من الجرح والتعديل. [4] في تاريخه 627. [5] في تاريخه الصغير 92. [6] انظر عن (ورّاد كاتب المغيرة) في: التاريخ الصغير 133، والتاريخ الكبير 8/ 185، 186 رقم 2644، وتاريخ الطبري 5/ 190، والجرح والتعديل 9/ 48 رقم 206، والثقات لابن حبّان 5/ 498، ورجال صحيح البخاري 2/ 763 رقم 1280، ورجال صحيح مسلم 2/ 312، 313 رقم 1772، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 544، 545 رقم 120، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1460، والكاشف 3/ 206 رقم 1653، وتهذيب التهذيب 11/ 112 رقم 198، وتقريب التهذيب 2/ 330 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 419. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 218 163- (وَفَاءُ بْنُ شُرَيْحٍ [1] الْحَضْرَمِيُّ) [2]- د- مِصْرِيٌّ. عَنِ: الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، وَرُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ، وَبَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَغَيْرُهُمَا. 164- (الْوَلِيدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الصّامت) [3]- سوى د- أبو عبادة الأنصاري. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ. رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حبيب، والأعمش، وابنه عبادة بن الوليد.   [1] انظر عن (وفاء بن شريح) في: التاريخ الكبير 8/ 191 رقم 2662، والجرح والتعديل 9/ 49 رقم 210، والثقات لابن حبّان 5/ 497، 498، وفيه (وقاء- بالقاف) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1462، والكاشف 3/ 207 رقم 6160، وتهذيب التهذيب 11/ 121 رقم 207، وتقريب التهذيب 2/ 331 رقم 36، وخلاصة تذهيب التهذيب 420. [2] الرمز «د» ساقط من الأصل، والاستدراك من الكاشف والخلاصة. [3] انظر عن (الوليد بن عبادة بن الصامت) في: طبقات ابن سعد 5/ 80، وطبقات خليفة 238 و 254، والتاريخ الكبير 8/ 148 رقم 2513، وتاريخ الثقات 465 رقم 1772، والمعرفة والتاريخ 3/ 382، والمعارف 255، وتاريخ الطبري 1/ 32 و 2/ 368، والجرح والتعديل 9/ 8 رقم 32، ورجال صحيح البخاري 2/ 757 رقم 1267، والثقات لابن حبّان 5/ 490، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 523، ورجال صحيح مسلم 2/ 299 رقم 1738، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 536 رقم 2060، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1469، وتحفة الأشراف 9/ 94 رقم 579، والكامل في التاريخ 4/ 525، والكاشف 3/ 210 رقم 6178، وتهذيب التهذيب 11/ 137 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 333 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 416، وجامع التحصيل 365 رقم 859. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 [حرف الياء] 165- (يحيى بن جعدة) [1]- د ت ق- بْنِ هُبَيْرَةَ بْنُ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ المخزوميّ. سَمِعَ: جَدَّتَهُ أُمَّ هَانِئِ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ. رَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] . 166- (يحيى بن الجزّار) [3]- م 4- العرنيّ الكوفيّ، من غلاة الشيعة.   [1] انظر عن (يحيى بن جعدة) في: التاريخ لابن معين 2/ 641، ومعرفة الرجال له 1/ 124 رقم 616، والتاريخ الكبير 8/ 265 رقم 2941، والمعرفة والتاريخ 2/ 32 و 210 و 745، وتاريخ الطبري 2/ 291، والجرح والتعديل 9/ 133 رقم 562، والثقات لابن حبّان 5/ 520، 521، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 632، والمراسيل 245 رقم 448، والمحبّر لابن حبيب 492، وطبقات الفقهاء للشيرازي 87، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 151 رقم 239، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1491، والكاشف 3/ 221 رقم 6255، وجامع التحصيل 367 رقم 870، وتهذيب التهذيب 11/ 192، 193 رقم 324، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 32. [2] في الجرح والتعديل 9/ 133. [3] انظر عن (يحيى بن الجزار) في: طبقات ابن سعد 6/ 294، وطبقات خليفة 152، والتاريخ الكبير 8/ 265 رقم 2943، وتاريخ الثقات 470 رقم 1796، والمعرفة والتاريخ 2/ 831 و 3/ 114، وأنساب الأشراف 1/ 514، والجرح والتعديل 9/ 133 رقم 561، والثقات لابن حبّان 5/ 519، والمراسيل 246 رقم 452، ورجال صحيح مسلم 2/ 334 رقم 1816، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3670 و 4094 و 4334، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 570 رقم 2213، وتهذيب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 220 رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَالْحَسَنُ الْعُرَنِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، وَغَيْرُهُ. 167- (يَزِيدُ [2] بْنُ خُمَيْرٍ) [3] الْيَزَنِيّ لا الرَّحْبِيُّ، وَكِلاهُمَا حِمْصِيٌّ، وَهَذَا الْكَبِيرُ، وَذَاكَ مِنْ طَبَقَةِ قَتَادَةَ. رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وكعب الأحبار. روى عنه: بسر بن عبيد الله الحضرمي، وشريح بن عبيد، وشبيب بن نعيم، وفضيل بن فضالة الحمصيّون. 168- (يزيد بن رباح [4]- م ق- أبو فراس الروميّ. كَانَ رَبَاحٌ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص.   [ () ] الكمال (المصوّر) 3/ 1491، والكاشف 3/ 221 رقم 6254، وتهذيب التهذيب 11/ 191، 192 رقم 323، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 422، وجامع التحصيل 367 رقم 869. [1] في الجرح والتعديل 9/ 133. [2] انظر عن (يزيد بن خمير) في: طبقات خليفة 314، وفيه (يزيد بن حمير) ، والتاريخ لابن معين 2/ 669، والتاريخ الكبير 8/ 329 رقم 3199، والمعرفة والتاريخ 2/ 312 و 330 و 425، والجرح والتعديل 9/ 258، 259 رقم 1091، والثقات لابن حبّان 5/ 535، ورجال صحيح مسلم 2/ 357 رقم 1869، والعلل ومعرفة الرجال، رقم 113 و 2636 و 2284 و 3659، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 578 رقم 2254، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، والكاشف 3/ 242 رقم 6410، وتهذيب التهذيب 11/ 324 رقم 623، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 246، وخلاصة تذهيب التهذيب 431. [3] في الأصل «حمير» والتصويب من مصادر الترجمة. [4] انظر عن (يزيد بن رباح) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 5832، وتاريخ الثقات 478 رقم 1840، والمعرفة والتاريخ 2/ 514، 515، والجرح والتعديل 9/ 260، 261 رقم 1199، والثقات لابن حبّان 5/ 537، ورجال صحيح مسلم 2/ 357 رقم 1871، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 578 رقم 2255، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، والكاشف 3/ 242 رقم 6411، وتهذيب التهذيب 11/ 324 رقم 624، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 248، وخلاصة تذهيب التهذيب 431. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 221 رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ. روى عنه أهل مصر: بكر بن سوادة، وَيزيْدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ. توفي سنة تسعين. 169- يسير بن جابر [1] خ م ن هُوَ يُسَيْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، أَبُو الخيار العبديّ البصريّ.   [1] انظر عن (يسير بن جابر) في: طبقات ابن سعد 6/ 146، 147، وفيه (يسير بن عمرو السكونيّ من بني هند) ، وطبقات خليفة 146، والتاريخ لابن معين 2/ 680 (وفيه: يسير بن عمرو، جاهلي، وهو عندي من بني هند من بني شيبان) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3821، و 5784، والتاريخ الصغير 95، 96 وفيه (يسير بن عمرو، وأسير بن عمرو الشيبانيّ، قال بعضهم: هو أسير بن جابر. ولم يصح. وقيل أسير بن جابر المحاربي) ، والتاريخ الكبير 8/ 422 رقم 3565 (وفيه مثل الّذي قبله) ، وتاريخ الثقات 483 رقم 1864 (وفيه: يسير بن عمرو الكلبي) ، والمعرفة والتاريخ: / 228 و 3/ 105 و 244 و 245 (وفيه: يسير بن عمرو الكوفي) ، والجرح والتعديل 9/ 308 رقم 1327، وفيه (يسير بن عمرو، وقال شعبة: أسير بن عمرو الشيبانيّ، كوفي) ، والثقات لابن حبّان 5/ 557 وفيه: (يسير بن عمرو الشيبانيّ: ويقال أسير بن عمرو، وهو الّذي يقال له: أسير بن جابر) ، ورجال صحيح البخاري 2/ 824 رقم 1394، ورجال صحيح مسلم 1/ 76 رقم 112 و 113 وفيه (أسير بن جابر ويقال يسير أيضا، وقال بعضهم إنه يسير بن عمرو وأنهما واحد كنيته أبو الخبّاز) ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 591 رقم 2305 (وفيه: يسير بن عمرو ويقال: أسير بن جابر هو المحاربي) ، والاستيعاب 3/ 669، 670 (وفيه: يسير بن عمرو الكندي، ويقال الشيبانيّ، كوفي له صحبة) ، وأسد الغابة 5/ 126، 127 (وفيه: يسير بن عمرو الكندي الكوفي، وقيل: الدرمكي، وقيل الشيبانيّ، كوفي) ، والكاشف 3/ 253 رقم 6495 (وفيه: يسير بن عمرو، وقيل ابن جابر، أبو الخيار) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1548 (وفيه: يسير بن عمرو، ويقال: ابن جابر، ويقال: أسير أبو الخيار المحاربي، ويقال: العبديّ، ويقال: الكندي، ويقال: القتباني، ويقال: إنهما اثنان) . والمعجم الكبير للطبراني 22/ 287 (وفيه: يسير بن عمرو السكونيّ، مخضرم سكن الكوفة ومات بها) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 82، والإصابة 3/ 667 رقم 9349 و 9352، وتهذيب التهذيب 11/ 378، 379 رقم 738 (وفيه مثل ما في تهذيب الكمال، إلا كنيته فهي «أبو الخبّاز» ) ، وتقريب التهذيب 2/ 374 رقم 366 (يسير: بالتصغير، ابن عمرو أو ابن جابر، الكوفي، وقيل: أصله أسير: فقلبت الهمزة، مختلف في نسبته) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 435 (وفيه كنيته: أبو الخيار) بالياء المثنّاة من تحت. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 222 تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ عَشْرُ سِنِينَ، فَيُقَالُ إِنَّهُ رَآهُ [1] . وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالظَّاهِرُ أَنَّ ذَلِكَ مُرْسَلٌ [2] . وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ [3] وعليّ، وابن مسعود [4] ، وسهل بن حنيف [5] . روى عَنْهُ: زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ، وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ. [6] وَأَبُو نَضْرَةَ يُسَمِّيهِ: أَسِيرَ بْنَ جَابِرٍ. وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ الَّذِي فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [7] . تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَسِنُّهُ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَحَدِيثُهُ عَنْ سَهْلٍ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [8] . 170- (يُونُسُ بْنُ عَطِيَّةَ الْحَضْرَمِيُّ) [9] قَاضِي مِصْرَ وَصَاحِبُ الشُّرْطَةَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وَوَلِيَ بَعْدَهُ الْقَضَاءَ ابْنُ أَخِيهِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةَ، ثُمَّ عُزِلَ [10] .   [1] أكثر المصادر تجمع على ذلك وتقول إنه ولد في السنة التي هاجر فيها النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة. [2] قال الحافظ العلائي في جامع التحصيل 375 رقم 911: «رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين ولم يذكر سماعا، ويقال له رؤية وأنه أدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلّم عشر سنين، قاله غير واحد. ولا يبعد أن تلحق أحاديثه بمراسيل الصحابة رضي الله عنهم إذا لم يكن له سماع» . [3] في الفضائل من صحيح مسلم. [4] في الفتن من صحيح مسلم. [5] في الزكاة من صحيح مسلم. [6] في استتابة المرتدّين. من صحيح البخاري. [7] هو في كتاب فضائل الصحابة (223 و 224 و 225/ 2542) باب من فضائل أويس القرني، رضي الله عنه، وقد تقدّم في ترجمة أويس، في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب، ص 556، 557 وفيه مصادر أخرى. [8] أخرج مسلم في الزكاة حديثين بروايته عن سهل بن حنيف، الأول باسم «يسير بن عمرو» ، والثاني باسم «أسير بن عمرو» (159 و 160/ 1068) باب الخوارج شر الخلق والخليقة. [9] انظر عن (يونس بن عطية) في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 225 و 226 و 325، وكتاب الولاة والقضاة 53 و 322- 324 و 425. [10] انظر كتاب الولاة والقضاة 322- 324. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 [الْكُنَى] 171- (أَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ الشَّامِيُّ) [1]- ن. - حَدَّثَ عَنْ: حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. روى عنه: ربعي بن حراش [2] ، ويمان بن المغيرة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وغيرهم. ويقال اسمه عيسى. قَالَ يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: ثنا أَبُو الأَبْيَضِ قَالَ: قَالَ لِي حُذَيْفَةُ: أَقَرُّ أَيَّامِي لَغَيْرُ يَوْمٍ أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَيَشْكُونَ الْحَاجَةَ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالشَّامِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَجَّاجَ عَلانِيَةً إِلا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ، وَأَبُو الأَبْيَضِ الْعَنْسِيُّ، فَقَالَ الْوَلِيدُ لِأَبِي الأَبْيَضِ: لَتَنتَهِيَنَّ أَوْ لأَبْعَثَنَّ بِكَ إِلَيْهِ [3] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: قُتِلَ فِي غَزْوَةِ طَوَّانَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ جَمَاعَةٌ منهم أبو الأبيض العنسيّ.   [1] انظر عن (أبي الأبيض العنسيّ) في: تاريخ الثقات للعجلي 489 رقم 1887، والمعرفة والتاريخ 2/ 367، والتاريخ الكبير 9/ 8 رقم 46، والجرح والتعديل 9/ 336 رقم 1488، والأسامي والكنى، للحاكم 57 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1573، والكاشف 3/ 269 رقم 3، وتهذيب التهذيب 12/ 3 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 388 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 442، وبيان خطأ البخاري 9/ 150 رقم 705/ 46. [2] في الأصل «خراش» . [3] تهذيب الكمال 1573. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 172- (أبو الأحوص) [1]- م 4- عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ الْجُشَمِيُّ الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَابْنِهِ مَالِكٍ. رَوَى عَنْهُ: مَسْرُوقٌ- مَعَ تَقَدُّمِهِ-، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ. قَتَلَهُ الْخَوَارِجُ [2] . 173- (أَبُو الأَحْوَصِ) [3] . عَنْ: أَبِي ذَرٍّ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ. مَجْهُولٌ.   [1] انظر عن (أبي الأحوص عوف بن مالك) في: طبقات ابن سعد 6/ 181، 182، وطبقات خليفة 143، ومعرفة الرجال 2/ 80 رقم 181 و 2/ 93 رقم 241، والتاريخ الصغير 197، والتاريخ الكبير 7/ 56، 57 رقم 258، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد: رقم 137 و 2346 و 3086 و 4637 و 5076، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 232، والمعرفة والتاريخ 2/ 104 و 319 و 333 و 337 و 541 و 544 و 619 و 643 و 651 و 689 و 742 و 775 و 3/ 27 و 107 و 200 و 206 و 209 و 363 و 385 و 387، وتاريخ الطبري 6/ 87، والجرح والتعديل 7/ 14 رقم 62، والثقات لابن حبّان 5/ 274، 275، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 784، ورجال صحيح مسلم 2/ 98، 99 رقم 1248، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 43 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 398 رقم 1523، والكامل في التاريخ 4/ 591، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1065، 1066، و 3/ 1574، والكاشف 2/ 316 رقم 4381، وتهذيب التهذيب 8/ 169 رقم 305، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 796، وخلاصة تذهيب التهذيب 298، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 244، والزهد لابن المبارك 32 و 327 والملحق به، رقم 247. [2] الثقات 5/ 275. [3] انظر عن (أبي الأحوص) في: التاريخ لابن معين 2/ 690، والتاريخ الكبير 9/ 7 رقم 37، والمعرفة والتاريخ 1/ 415 و 681، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419، والجرح والتعديل 9/ 335 رقم 1481، والثقات لابن حبّان 5/ 564، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1574، والكاشف 3/ 269 رقم 7، وتهذيب التهذيب 12/ 5 رقم 15، وتقريب التهذيب 2/ 389 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 442. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 - (أَبُو إِدْرِيسَ) [1] تَقَدَّمَ. - (أَبُو أَيُّوبَ الْحِمْيَرِيُّ) وَهُوَ بَشِيرُ [2] بْنُ كَعْبٍ. قَدْ ذُكِرَ [3] . 174- (أَبُو أَيُّوبَ الأزديّ) [4]- سوى ت- العتكيّ البصريّ، يُقَالُ: اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ. وَقِيلَ: حَبِيبُ بْنُ مَالِكٍ. رَوَى عَنْ: أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ جُوَيْرِيَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَسَمُرَةَ بن جندب، وابن عبّاس. روى عَنْهُ: أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَيُقَالُ لَهُ الْمَرَاغِيُّ، فَقِيلَ هُوَ نِسْبَةٌ إِلَى قَبِيلَةٍ مِنَ الأَزْدِ، وَقِيلَ هُوَ مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ عُمَانَ. 175- أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ [5] ع صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَزِيلُ حمص، اسمه صديّ بن عجلان بن   [1] هو: أبو إدريس الخولانيّ عائذ الله بن عبد الله. تقدّمت ترجمته في الكنى من الطبقة الثامنة من الجزء السابق، فليراجع هناك مع مصادر الترجمة. [2] بشير: بالتصغير. [3] راجع ترجمته ومصادرها في حرف الباء من هذه الطبقة. [4] انظر عن (أبي أيوب الأزدي) في: طبقات ابن سعد 7/ 226، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 303، والتاريخ لابن معين 2/ 693، والتاريخ الكبير 8/ 303 رقم 3091، والتاريخ الصغير 113، وتاريخ الثقات للعجلي 490 رقم 1899، والمعرفة والتاريخ 3/ 211، والجرح والتعديل 9/ 190 رقم 792، والثقات لابن حبّان 5/ 529، ورجال صحيح مسلم 2/ 350 رقم 1854، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27 ب، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 5254، والجمع من رجال الصحيحين 2/ 564 رقم 2190، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1578، 1579، والكاشف 3/ 272 رقم 28، وتهذيب التهذيب 12/ 16 رقم 85، وتقريب التهذيب 2/ 393 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 443. [5] انظر عن (أبي أمامة الباهليّ) في: طبقات ابن سعد 7/ 411، 412، والمحبّر لابن حبيب 291، وطبقات خليفة 46 و 302، وتاريخ خليفة 292، والتاريخ لابن معين 2/ 269، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، ومسند أحمد 5/ 248، والتاريخ الكبير 4/ 326 رقم 3001، والمعارف 81 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 وَهْبِ بْنِ عَرِيبٍ مِنْ أَعْصَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسٍ عَيْلانُ. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ عُمَرَ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، وَمُعَاذٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَأَبُو غَالِبٍ حَزَوَّرَ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٌ. تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ ثَلاثُونَ سَنَةً [1] . وَرُوِيَ أنّه ممّن بايع تحت الشجرة.   [ () ] و 309، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 17، والمعرفة والتاريخ 2/ 353 و 3/ 169، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 226 رقم 3000، وتاريخ أبي زرعة 1/ 55 و 189 و 238 و 239 و 241 و 309 و 327 و 351 و 352 و 354 و 543 و 564 و 608 و 2/ 692 و 693 و 713، وتاريخ واسط لبحشل 231، والمنتخب من ذيل المذيّل 542، وتاريخ الطبري 1/ 151 و 286 و 315 و 458 و 3/ 124 و 401 و 403 و 406 و 4/ 59 و 352، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 13، والجرح والتعديل 4/ 454 رقم 2004، والثقات لابن حبّان 3/ 195، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 327، والمعجم الكبير للطبراني 8/ 89، ورجال صحيح مسلم 1/ 320 رقم 700، ورجال صحيح البخاري 1/ 366 رقم 521، وجمهرة أنساب العرب 247، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 47 أ، ب، والمستدرك على الصحيحين 3/ 641، ورجال الطوسي 65 رقم 44، وطبقات الفقهاء للشيرازي 52، والاستيعاب 2/ 198، 199 و 4/ 4، 5، والزهد لابن المبارك 50 و 68 و 230 و 284 و 499 والملحق به رقم 196 و 242 و 302 و 314 و 468، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 226 رقم 842، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 8/ 145 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 419، ومعجم البلدان 2/ 276 و 536 و 611 و 4/ 292 و 603 و 604 و 809، وأسد الغابة 3/ 16 و 5/ 138، 139، وجوامع السيرة لابن حزم 277، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 176 رقم 278، وتهذيب الكمال 13/ 158- 164 رقم 2872، وتحفة الأشراف 4/ 161- 184 رقم 236، والعبر 1/ 101، ودول الإسلام 1/ 60، وسير أعلام النبلاء 3/ 359- 363 رقم 52، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2786، وتلخيص المستدرك 3/ 641، 642، والكاشف 2/ 26 رقم 2412، والمعين في طبقات المحدّثين 22 رقم 58، ومرآة الجنان 1/ 177، والبداية والنهاية 9/ 73، ومجمع الزوائد 9/ 386، والإصابة 2/ 182 رقم 4059، والنكت الظراف 4/ 162 و 169 و 169 و 171- 176 و 180- 182، وتهذيب التهذيب 4/ 420 رقم 824، وتقريب التهذيب 1/ 366 رقم 93، والوافي بالوفيات 16/ 305، 306 رقم 334، وحسن المحاضرة 1/ 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 149، وشذرات الذهب 1/ 96. [1] التاريخ الكبير 4/ 326، تاريخ أبي زرعة 1/ 564، تهذيب الكمال 13/ 161. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 227 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ أَبِي أمامة قال: أنشأ رسول الله- يَعْنِي غَزْوًا- فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ لِي بِالشِّهَادَةِ، فَقَالَ: «اللَّهمّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ» فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا، وَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ» فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ لا يُلْفَوْنَ إِلا صِيَامًا [1] . وَقَالَ أَبُو غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَاهِلَةَ، فَأَتَيْتُهُمْ وَهُمْ عَلَى طَعَامٍ لَهُمْ، فَرَحَّبُوا بِي وَأَكْرَمُونِي، وَقَالُوا: كُلْ، فَقُلْتُ: جِئْتُ لِأَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا الطَّعَامِ، وَأَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُؤْمِنُوا بِهِ، فَكَذَّبُونِي وَرَدُّونِي، فَانْطَلَقْتُ مِنْ عِنْدِهِمْ وَأَنَا جَائِعٌ ظَمْآنُ، قَدْ نَزَلَ بِي جَهْدٌ شَدِيدٌ، فَنِمْتُ فَأُتِيتُ فِي مَنَامِي بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبْنٍ، فَشَرِبْتُ فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ فَعَظُمَ بَطْنِي، فَقَالَ الْقَوْمُ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِكُمْ وَخِيَارِكُمْ رَدَدْتُمُوهُ، اذْهَبُوا إِلَيْهِ، فَأَطْعِمُوهُ، فَأَتَوْنِي بِطَعَامِهِمْ وَشَرَابِهِمْ، فَقُلْتُ: لا حَاجَةَ لِي فِي طَعَامِكُمْ وَشَرَابِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، فَنَظَرُوا إِلَى حَالَتِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا، فَآمَنُوا بِي وَبِمَا جِئْتُهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ صَدَقةَ بْنِ هُرْمُزَ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي غَالِبٍ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا أُمَامَةَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ سَاجِدٍ يَبْكِي وَيَدْعُو، فَقَالَ: أَنْتَ أَنْتَ، لَوْ كَانَ هَذَا فِي بَيْتِكَ [3] . وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حبيب   [1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 248، 249، وابن حبّان (929) و (930) وابن خزيمة (1893) ، والنسائي 4/ 165، والطبراني (7463) ، والحاكم 1/ 421 وهو من طرق عدّة. انظر: تحفة الأشراف 4/ 164. [2] المستدرك 3/ 641، 642، مجمع الزوائد 9/ 387 وفيه قال: رواه الطبراني بإسنادين، وإسناد الأولى حسن، فيها أبو غالب وقد وثّق. وهو في الإصابة 2/ 182 ونسبه إلى أبي يعلى، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 421. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422، تهذيب الكمال 13/ 162. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 228 قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي أُمَامَةَ مَعَ مَكْحُولٍ، وَابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، فَنَظَرَ إِلَى أَسْيَافِنَا، فَرَأَى فِيهَا شَيْئًا مِنْ وَضَحٍ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَدَائِنَ وَالأَمْصَارَ فُتِحَتْ بِسُيُوفٍ مَا فِيهَا الذَّهَبُ وَلا الْفِضَّةُ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: هُوَ ذَاكَ، أَمَا إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا أَسْمَحَ مِنْكُمْ، كَانُوا لا يَرْجُونَ عَلَى الْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، وَأَنْتُمْ تَرْجُونَ ذَلِكَ وَلا تَفْعَلُونَهُ [1] ، فَقَالَ مَكْحُولٌ لَمَّا خَرَجْنَا: لَقَدْ دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ مُجْتَمِعِ الْعَقْلِ [2] . وَقَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي أُمَامَةَ، فَيُحَدِّثُنَا حَدِيثًا كَثِيرًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَقُولُ: اعْقِلُوا وَبَلِّغُوا عَنَّا مَا تَسْمَعُونَ [3] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا بْنُ جَابِرٍ، عَنْ مَوْلاةٍ لِأَبِي أُمَامَةَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو أُمَامَةَ يُحِبُّ الصَّدَقَةَ، وَلا يَقِفَ بِهِ سَائِلٌ إِلا أَعْطَاهُ، فَأَصْبَحْنَا يَوْمًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلا ثَلاثَةَ دَنَانِيرَ، فَوَقَفَ بِهِ سَائِلٌ، فَأَعْطَاهُ دِينَارًا، ثُمَّ آخَرُ فَكَذَلِكَ، ثُمَّ آخَرُ فَكَذَلِكَ، قُلْتُ: لَمْ يَبْقَ لَنَا شَيْءٌ، ثُمَّ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِه صَائِمًا، فَرَقَقْتُ لَهُ، وَاقْتَرَضْتُ لَهُ ثَمَنَ عَشَاءٍ، وَأَصْلَحْتُ فِرَاشَهُ، فَإِذَا تَحْتَ الْمِرْفَقَةِ ثَلاثُمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا دَخَلَ وَرَأَى مَا هَيَّأْتُ لَهُ حَمَدَ اللَّهَ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ: هَذَا خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ، ثُمَّ تَعَشَّى، فَقُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ جِئْتَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، ثُمَّ تَرَكْتُهُ بِمَوْضِعِ مَضْيَعَةٍ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: الذَّهَبُ. وَرَفَعْتُ الْمِرْفَقَةَ، فَفَزِعَ لِمَا رَأَى تَحْتَهَا وَقَالَ: مَا هَذَا وَيْحَكِ! قُلْتُ: لا عِلْم لِي. فَكَثُرَ فَزَعُهُ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا أُمَامَةَ عَنْ كِتَابَةِ الْعِلْمِ، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الأَزْدِيِّ، وَرَوَاهُ عُتْبَةُ بْنُ السَّكَنِ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، وَاللَّفْظُ لِإِسْمَاعِيلَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا أمامة وهو في النّزع، فقال لي: يا سعيد إذا أنا مِتُّ فَافْعَلُوا بِي كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ   [1] إلى هنا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422. [2] تهذيب الكمال 13/ 162، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 422. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 423. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 229 لَنَا: «إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَنَثَرْتُمْ عَلَيْهِ التُّرَابَ فَلْيَقُمْ رَجُلٌ مِنْكُمْ عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: يا فلان ابن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْمَعُ، وَلَكِنَّهُ لا يُجِيبُ، ثُمَّ ليقل: يا فلان ابن فُلانَةَ، فَإِنَّهُ يَسْتَوِي جَالِسًا، ثُمَّ لِيَقُلْ: يَا فلان ابن فُلانَةَ، يَقُولُ: أَرْشِدْنَا يَرْحَمُكَ اللَّهُ، ثُمَّ لِيَقُلْ: أُذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ باللَّه رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ أَخَذَ مُنْكَرُ وَنَكِيرُ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ اخْرُجْ بِنَا مِنْ عِنْدَ هَذَا، مَا نَصْنَعُ بِهِ وَقَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ» [1] . قَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَخَلِيفَةُ [2] وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ. وَشَذَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. 176- (أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ) [3]- د ت ن- قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: اسْمُهُ يُحْمِدَ [4] . رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَكَعْبٍ الْخَيِّرِ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ. عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ جَارِيَةَ [5] اللَّخْمِيُّ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ مَكْلَبَةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سفيان الثّقفيّ. أدرك الجاهليّة.   [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 8/ 298، 299 رقم (7979) وتمامه: «فيكون الله حجيجه دونهما» فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف أمّه؟ قال: «فينسبه إلى حواء يا فلان بن حوّاء» . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 45 وقال: وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. وهو في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 424، وزاد المعاد لابن قيّم الجوزية 1/ 145. [2] في الطبقات 46 و 302 والتاريخ 292. [3] انظر عن (أبي أمية الشعبانيّ) في: التاريخ الصغير 89، والمعرفة والتاريخ 2/ 361 و 3/ 198 و 360، والتاريخ الكبير 8/ 426 رقم 3583، وتاريخ أبي زرعة 1/ 387، والجرح والتعديل 9/ 314 رقم 1358، والثقات لابن حسّان 5/ 558، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1578، والكاشف 3/ 272 رقم 26، وتهذيب التهذيب 12/ 15، رقم 70، وتقريب التهذيب 2/ 392 رقم 71، وخلاصة تذهيب التهذيب 443، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 36 أ. [4] مهمل في الأصل، والتحرير من مصادر الترجمة. [5] في الأصل «حارثة» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 177- (أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ) [1]- ع- مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ الْعَابِدُ، اسْمُهُ سَعِيدُ بْن فَيْرُوزَ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَرِوَايَتُهُ عَنْهُمَا مُرْسَلَةٌ، وَسَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَأَبَا بَرَزَةَ الأَسْلَمِيَّ، وَابْنَ عُمَرَ، وَأَبَا سَعِيدٍ. رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَيُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مُقَدَّمَ الْقُرَّاءِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَقُتِلَ فِي وَقْعَةِ الْجَمَاجِمِ [3] ، وَكَانَ نَبِيلًا جَلِيلا. قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: اجتمعت أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ، فكان أبو البختري أعلمنا وأفقهنا رحمه الله.   [1] انظر عن (أبي البختري الطائي) في: طبقات ابن سعد 6/ 292، 293، وطبقات خليفة 154، وتاريخ خليفة 282 و 283 و 287، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 206، ومعرفة الرجال له 2/ 90 رقم 226، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1061 و 3842، والتاريخ الكبير 3/ 506 رقم 1684، والجامع الصحيح للترمذي 3/ 169 و 4/ 120، وتاريخ الثقات 490 رقم 1901، والمعرفة والتاريخ 1/ 500 و 2/ 105- 107 و 540 و 544 و 795 و 3/ 170 و 191 و 208 و 213 و 226 و 228، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 549 و 669، وتاريخ الطبري 4/ 14 و 335 و 522 و 6/ 350 و 357- 359 و 363 و 367، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 105، و 5/ 286 ورجال صحيح مسلم 1/ 253 رقم 545، والجرح والتعديل 4/ 54 رقم 241، والمراسيل 14 رقم 12، والثقات لابن حبّان 4/ 286، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 790، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 85 ب، وحلية الأولياء 4/ 379- 386 رقم 284، وطبقات الفقهاء للشيرازي 43، 44، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 167 رقم 636، وتهذيب الكمال 11/ 32- 35 رقم 2342، والكاشف 1/ 294 رقم 1965، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 202، وسير أعلام النبلاء 4/ 279، 280 رقم 101، والعبر 1/ 96، وجامع التحصيل 379 رقم 931، وتهذيب التهذيب 4/ 72، 73 رقم 127، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 242، وخلاصة تذهيب التهذيب 142، وشذرات الذهب 1/ 92. [2] في التاريخ 2/ 206، ومعرفة الرجال 2/ 90. [3] طبقات ابن سعد 6/ 292. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 231 178- (أبو الجوزاء) [1]- ع- أوس بن عبد الله الرّبعيّ البصريّ. رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. رَوَى عنه: أبو الأشهب العطاردي، وعمرو بن مالك النكري [2] ، وبديل [3] بن ميسرة وجماعة. يقال: قتل في وقعة الجماجم [4] . وكان قويا. روى نوح بن قيس، عَنْ سُلَيْمَانَ الرَّبَعِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْجَوْزَاءِ يُوَاصِلُ فِي الصَّوْمِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَيَقْبِضُ عَلَى ذِرَاعِ الشَّابِّ فيكاد يحطمها [5] ، رحمه الله. 179- (أبو حذيفة) [6]- م د ت ن- واسمه سلمة بن صحيبة، أو صهيب   [1] انظر عن (أبي الجوزاء) في: طبقات ابن سعد 7/ 223، 224، وطبقات خليفة 205، وتاريخ خليفة 281 و 282 و 286، والتاريخ لابن معين 2/ 45، ومعرفة الرجال 2/ 97، 98 رقم 259، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 143 و 2356، والتاريخ الكبير 2/ 16، 17 رقم 1540، وتاريخ الثقات للعجلي 495 رقم 1925، والمعرفة والتاريخ 2/ 101 و 150 و 3/ 72، وتاريخ أبي زرعة 1/ 481 وفيه (أوس بن خالد) والمعارف 469، وأنساب الأشراف 1/ 550، والجرح والتعديل 2/ 304، 305 رقم 1133، والثقات لابن حبّان 4/ 42، 43، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 677، والمراسيل 24 رقم 36، وحلية الأولياء 3/ 78- 82 رقم 211، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 113 أ، ورجال صحيح مسلم 1/ 76 رقم 100، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 124 رقم 148، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 402، وتهذيب الكمال 3/ 392- 393 رقم 580، وسير أعلام النبلاء 4/ 371، 372 رقم 150، والكاشف 1/ 89، 90 رقم 495، والعبر 1/ 96، ومرآة الجنان 1/ 171، وتهذيب التهذيب 1/ 383، 384 رقم 702، وتقريب التهذيب 1/ 86 رقم 656، وخلاصة تذهيب التهذيب 41، وشذرات الذهب 1/ 93، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 46 رقم 171. [2] مهمل في الأصل. [3] مهمل في الأصل. [4] طبقات ابن سعد 7/ 224. [5] حلية الأولياء 3/ 79، 80. [6] انظر عن (أبي حذيفة: سلمة بن صهيبة) في: طبقات ابن سعد 6/ 209، والتاريخ لابن معين 2/ 225، والتاريخ الكبير 4/ 73، 74 رقم 1996، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4261، والمعرفة والتاريخ 3/ 84، والجرح والتعديل 4/ 165 رقم 724، ورجال صحيح مسلم 1/ 278 رقم 602، والثقات لابن حبّان الجزء: 6 ¦ الصفحة: 232 الهمدانيّ الكوفيّ. عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ. وَعَنْهُ: خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وعليّ بن الأقمر. 180- أمّ الدّرداء الصّغرى [1] ع هجيمة، وقيل جهيمة الأوصابيّة الحميريّة. رَوَتْ عَنْ: زَوْجِهَا أَبِي الدَّرْدَاءِ- وَقَرَأَتْ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ-، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَكَعْبِ بْنِ عَاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَكَانَتْ فَاضِلَةً عَالِمَةً زَاهِدَةً، كبيرة القدر. روى عنها: جبير بن نقير، وَأَبُو قِلابَةَ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَمَكْحُولٌ، وَعَطَاءٌ الكيخارانيّ، وإسماعيل بن   [4] / 317، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 157 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 192 رقم 722، والأنساب لابن السمعاني 1/ 176، وتهذيب الكمال 11/ 291- 295 رقم 2458، والكاشف 1/ 307 رقم 2056، وتهذيب التهذيب 4/ 148 رقم 256، وتقريب التهذيب 1/ 317 رقم 369، وخلاصة تذهيب التهذيب 148. [1] انظر عن (أم الدرداء) في: التاريخ الصغير 90، والمحبّر لابن حبيب 397، والتاريخ لابن معين 2/ 741، والمعرفة والتاريخ 2/ 327، وتاريخ أبي زرعة 1/ 76 و 77 و 333 و 334 و 347 و 348 و 382 و 387 و 388 و 392، والبيان والتبيين 3/ 59، والجرح والتعديل 9/ 463 رقم 2372، وجمهرة أنساب العرب 437، والثقات لابن حبّان 5/ 517، والاستيعاب 4/ 428، ورجال صحيح مسلم 2/ 422، 423 رقم 2240، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 614 رقم 2392، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 418- 435 رقم 122، واللباب 1/ 76، وأسد الغابة 5/ 448 (في ترجمة خيّرة بنت أبي حدرد) ، والإكمال 2/ 30، والحدائق الغناء 45، والأنساب 1/ 387، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1702، 1703، وتذكرة الحفّاظ 1/ 50، والعبر 1/ 93، وسير أعلام النبلاء 4/ 277- 279 رقم 100، والمعين في طبقات المحدّثين 36 رقم 252، والكاشف 3/ 440 رقم 175، وتهذيب التهذيب 12/ 465، 466 رقم 2943، وتقريب التهذيب 2/ 621 رقم 35، والإصابة 4/ 295 رقم 386، والبداية والنهاية 9/ 47، وجامع التحصيل 394، 395 رقم 1035، والتذكرة الحمدونية 1/ 136 رقم 287، وغاية النهاية 2/ 354 رقم 3783، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 498. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 233 عُبَيْدِ اللَّهِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وعثمان بن حبّان الدِّمَشْقِيُّ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أُمُّ الدَّرْدَاءِ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الْوَصَّابِيَّةُ [1] ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ الْكُبْرَى خَيِّرَةُ بِنْتُ أَبِي حَدْرَدٍ صَحَابِيَّةٌ. وَجَاءَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هُجَيْمَةُ، وَجُهَيْمَةُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: اسْمُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ الْفَقِيهَةِ الَّتِي مَاتَ عَنْهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ وَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الأَوْصَابِيَّةُ. وَقالت أمّ جابر، وابن أبي العاتكة [2] : كانت أُمُّ الدَّرْدَاءِ يَتِيمَةً فِي حُجْرِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، تَخْتَلِفُ مَعَهُ فِي بُرْنُسٍ تُصَلِّي فِي صُفُوفِ الرِّجَالِ، وَتَجْلِسُ فِي حِلَقِ الْقُرَّاءِ تُعَلِّمُ الْقُرْآنَ، حَتَّى قَالَ لَهَا أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمًا: الْحَقِي بِصُفُوفِ النِّسَاءِ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا مُعَاوِيَةُ بْن صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، أَنَّهَا قَالَتْ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ عِنْدَ الْمَوْتِ: إِنَّكَ خَطَبْتَنِي إِلَى أَبَوَيَّ فِي الدُّنْيَا فَأَنْكَحُوكَ، وَأَنَا أَخْطُبُكَ إِلَى نَفْسِكَ فِي الآخِرَةِ، قَالَ: فَلا تُنْكَحِينَ بَعْدِي، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ، فَأَخْبَرَتْهُ بِالَّذِي كَانَ، فَقَالَ: عَلَيْكِ بِالصِّيَامِ [4] . رَوَاهُ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَزَادَ فِيهِ: وَكَانَ لَهَا جَمَالٌ وَحُسْنٌ [5] . وَقَالَ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أمّ الدرداء قالت: قال لي أَبُو الدَّرْدَاءِ: لا تَسْأَلِي أَحَدًا شَيْئًا، فَقُلْتُ: إِنِ احْتَجْتُ؟، قَالَ: تَتَبَّعِي الْحَصَّادِينَ فَانْظُرِي مَا يَسْقُطُ مِنْهِمْ، فَخُذِيهِ فَاخْلُطِيهِ، ثُمَّ اطْحَنِيهِ وَكُلِيهِ [6] .   [1] بالتشديد، نسبة إلى «وصّاب» بطن من حمير. (الأنساب، اللباب) . [2] بالأصل «قال ابن جابر بن أبي العالية ... » والتصويب من تهذيب التهذيب. [3] تاريخ دمشق 422. [4] تاريخ دمشق 423. [5] تاريخ دمشق 423. [6] تاريخ دمشق 426. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 234 قَالَ مَكْحُولٌ: كَانَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ فَقِيهَةً [1] . وَرَوَى الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أُمَّ الدَّرْدَاءِ، فَنَذْكُرُ اللَّهَ عِنْدَهَا [2] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ: كَانَ النِّسَاءُ يَتَعَبَّدْنَ مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا ضَعُفْنَ عَنِ الْقِيَامِ فِي صَلاتِهِنَّ تَعَلَّقْنَ بِالْحِبَالِ [3] . وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: إِنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ: اللَّهمّ ارْزُقْنِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ لا يُمْطِرَ عَلَيْهِ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا يُرْزَقُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ أُعْطِيَ شَيْئًا فَلْيَقْبَلْ، فَإِنْ كَانَ عَنْهُ غَنِيًّا فَلْيَضَعْهُ فِي ذِي الْحَاجَةِ، وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ [4] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ جَالِسًا فِي صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقِدِس، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ مَعَهُ جَالِسَةٌ، حَتَّى إِذَا نُودِيَ لِلْمَغْرِبِ قَامَ، وَقَامَتْ تَتَوَكَّأُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ حَتَّى يَدْخُلَ بِهَا الْمَسْجِدَ فَتَجْلِسَ مَعَ النِّسَاءِ، وَمَضَى عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْمَقَامِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ [5] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخِّرِ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ. وَعَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَجَّتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ [6] . كَانَتْ لأُمِّ الدَّرْدَاءِ حرمة وجلالة عجيبة.   [1] تاريخ دمشق 427. [2] المصدر نفسه. [3] نفسه 429. [4] نفسه 430. [5] المصدر نفسه 435. [6] نفسه 435. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 235 181- (أَبُو سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ) [1]- م د ن- حَلِيفٌ لَهُمْ، اسْمُهُ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمَصْرِيُّ. شهدِ فتحَ مِصْرَ، وَوَفَدَ عَلَى عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِصْرِيًّا عَلَوِيًّا، وَهَذَا نَادِرٌ، فَإِنَّ أَكْثَرَهُمْ عُثْمَانِيُّونَ. رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَعَلِيٍّ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنيِّ، وغيرهم. وعنه: ابنه سالم، وبكر بن سوادة، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن أبي جعفر، وحفيده سعيد بن سالم بن أبي سالم، وآخرون. وتوفي بالإسكندرية في خلافة عبد الملك. 182- (أبو راشد الحبرانيّ) [2]- د ت ق- الحمصي، قيل اسمه أخصر، وقيل النعمان.   [1] انظر عن (أبي سالم الجيشانيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 220، والتاريخ الكبير 4/ 87 رقم 2061، وتاريخ الثقات 499 رقم 1954، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 184، والجرح والتعديل 4/ 219 رقم 954، والثقات لابن حبّان 5/ 565، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 263 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وأسد الغابة 2/ 322، وتهذيب الكمال 11/ 199، 200 رقم 2417، و (المصوّر) 3/ 1607، وسير أعلام النبلاء 4/ 74 رقم 20، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2376، والكاشف 2/ 302 رقم 2023، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 395، وجامع التحصيل 226 رقم 251: وتهذيب التهذيب 4/ 123 رقم 209، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 322، والإصابة 2/ 113 رقم 89- 36، وخلاصة تذهيب التهذيب 146، ورجال صحيح مسلم 1/ 287 رقم 617 وقد سبق أن ترجم له المؤلف في الطبقة السابقة. [2] انظر عن (أبي راشد الحبراني) في: طبقات ابن سعد 7/ 457، وطبقات خليفة 310، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 108 رقم 499، و 2/ 127 رقم 386، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 2336، والتاريخ الكبير 3/ 292 رقم 994، وتاريخ الثقات للعجلي 497 رقم 1944، والمعرفة والتاريخ 2/ 332، وتاريخ أبي زرعة 1/ 601، والجرح والتعديل 3/ 483 رقم 2187، وحلية الأولياء 6/ 117 رقم 349، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 198 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 88 أ، وتهذيب الكمال 9/ 8- 11 رقم 1826، والمراسيل 59، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 868، والسابق واللاحق 138، والإكمال لابن ماكولا 7/ 319، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 292، ومعجم البلدان 4/ 603، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 610، والكاشف 1/ 231 رقم 1511، وميزان الاعتدال 2/ 35 رقم 7206، وسير أعلام النبلاء الجزء: 6 ¦ الصفحة: 236 رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ. وَغَزَا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَشَهِدَ غَزْوَةَ قُبْرُسَ. رَوَى عَنْهُ: شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، لَمْ يَكُنْ فِي دِمَشْقَ فِي زَمَانِهِ أَفْضَلَ مِنْهُ. وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ أَبَا رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيَّ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [2] . قُلْتُ: وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ بَقِيَ بَعْدَ هَذِهِ الطَّبَقَةِ. 183- (أَبُو الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ) [3]- ع- سليم بن أسود. رَوَى عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي أيوب الأنصاري، وَأَبِي موسى، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هريرة، وَابْنِ عُمَرَ، وجماعة. روى عنه: ابنه الأشعث، وأبو صخرة جامع بن شدّاد، وإبراهيم بن   [4] / 490، 491 رقم 189، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 265، والمغني في الضعفاء 1/ 226 رقم 2067، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 172، 173 و 402، وجامع التحصيل، رقم 210، والبداية 9/ 257، وتهذيب التهذيب 3/ 225، 226 رقم 432، وتقريب التهذيب 1/ 240 رقم 3، وعمدة القاري 14/ 153، والوافي بالوفيات 14/ 62 رقم 57، وخلاصة تذهيب التهذيب 113. [1] في تاريخ الثقات 497. [2] طبقات ابن سعد 7/ 457. [3] انظر عن (أبي الشعثاء المحاربي) في: طبقات ابن سعد 6/ 195، وطبقات خليفة 153، ومصنف ابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والتاريخ لابن معين 2/ 238، والتاريخ الكبير 4/ 120 رقم 2176، والتاريخ الصغير 90، وتاريخ الثقات للعجلي 500 رقم 1963، والمعرفة والتاريخ 2/ 212 و 643 و 796 و 3/ 117، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 398 رقم 910، والجرح والتعديل 4/ 211 رقم 910، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 5، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 832، والثقات لابن حبّان 4/ 328، ورجال صحيح مسلم 1/ 279، 280 رقم 106، ورجال صحيح البخاري 1/ 344 رقم 485، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 201 رقم 750، وتهذيب الكمال 11/ 340- 342 رقم 2484، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 274 ب، والكاشف 1/ 310 رقم 2082، وسير أعلام النبلاء 4/ 179 رقم 68، والعبر 1/ 95، وتهذيب التهذيب 4/ 165 رقم 287، وتقريب التهذيب 1/ 320 رقم 399، والنجوم الزاهرة 1/ 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 149، وشذرات الذهب 1/ 91. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 237 مهاجر، وحبيب بن أبي ثابت. قال أبو حاتم الرازي [1] : لا يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ يَوْمَ الزَّاوِيَةِ [2] مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ كُلَّ شَيْءٍ [3] . 184- (أَبُو صَادِقٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ) [4]- ق- عَنْ: أَخِيهِ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ [5] وَغَيْرِهِ. وَأَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِدٍ. 185- (أَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ الكوفي) [6]- م د ن- اسمه عبد الرحمن بن قيس. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وغيرهم.   [1] في الجرح والتعديل 4/ 211 وعبارته فيه: «هو من التابعين لا يسأل عنه» . [2] مهملة في الأصل. والتحرير من تاريخ الطبري 6/ 342. [3] تهذيب الكمال 11/ 342. [4] انظر عن (أبي صادق الأزدي) في: طبقات ابن سعد 6/ 295، 296، والمحبّر لابن حبيب 343، والتاريخ لابن معين 2/ 710، والمعرفة والتاريخ 2/ 305، والأسامي والكنى للحاكم 291 أ، ب وفيه اسمه: مسلم بن يزيد الأزدي من أزدشنوءة، ويقال: عبد الله بن ناجد الكوفي، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1614، والكاشف 3/ 307 رقم 220، وتهذيب التهذيب 12/ 130 رقم 606، وتقريب التهذيب 2/ 436 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 452. [5] في الأصل «ناجزة» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. [6] انظر عن (أبي صالح الحنفي) في: طبقات ابن سعد 6/ 227، والتاريخ الكبير 5/ 338 رقم 1081، والجرح والتعديل 5/ 276، 277 رقم 1314، والتاريخ لابن معين 2/ 356، وتاريخ الثقات 501 رقم 1969، والمعرفة والتاريخ 2/ 615 و 751 و 799 و 3/ 215 و 224 و 242، والثّقات لابن حبّان 5/ 103، ورجال صحيح مسلم 1/ 418 رقم 940، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 281 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 299 رقم 1141، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 812 و 3/ 1615، والكاشف 2/ 161 رقم 3339، وتهذيب التهذيب 6/ 256، 257 رقم 508، وتقريب التهذيب 1/ 495 رقم 1087، وخلاصة تذهيب التهذيب 233. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 238 رَوَى عَنْهُ: بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَأَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. وَثَّقَهُ يحيى بن معين [1] . روى أحاديث يسيرة. 186- (أبو ظبيان) [2]- ع- هو حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرٍو الْجَنْبِيُّ [3] الْكُوفِيُّ، وَالِدُ قَابُوسَ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ- إن صحت روايته عَنْ هَؤُلاءِ-، وَرَوَى عَنْ: أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. وَرَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ قَابُوسُ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، والأعمش، وآخرون.   [1] في تاريخه 2/ 356. [2] انظر عن (أبي ظبيان: حصين) في: طبقات ابن سعد 6/ 224، وتاريخ خليفة 303، وطبقات خليفة 158، والتاريخ لابن معين 2/ 119، ومعرفة الرجال له 2/ 94 رقم 243، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4739، والتاريخ الصغير 208، والتاريخ الكبير 3/ 3 رقم 6، و 9/ 85 رقم 850، وتاريخ الثقات للعجلي 502 رقم 1983، والجامع الصحيح للترمذي 3/ 360 رقم 1053، و 4/ 33 رقم 1423 و 5/ 723 رقم 3927، والمعرفة والتاريخ 3/ 218، وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309، وتاريخ الطبري 1/ 33 و 36 و 50 و 51 و 260 و 2/ 297، والمراسيل 101 رقم 158، والجرح والتعديل 3/ 190 رقم 824، والثقات لابن حبّان 4/ 156، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 802، وأسماء التابعين فمن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 221، ورجال صحيح مسلم 1/ 138 رقم 267، ورجال صحيح البخاري 1/ 204، 205 رقم 265، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 300 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 108 رقم 419، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 373، وأسد الغابة 2/ 23، والكامل في التاريخ 44، وتهذيب الكمال 6/ 514- 517 رقم 1355، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 19، وسير أعلام النبلاء 4/ 362، 363 رقم 140، والعبر 1/ 105، والكاشف 1/ 174 رقم 1131، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 131، ومرآة الجنان 1/ 180 وفيه (جبير بن جندب) ، وجامع التحصيل 200 رقم 138، والوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 84، وتهذيب التهذيب 2/ 379 رقم 654، وتقريب التهذيب 1/ 182 رقم 407، والإصابة 1/ 336 رقم 1730، وخلاصة تذهيب التهذيب 85، وشذرات الذهب 1/ 99. [3] مهمل في الأصل. وهو بسكون النون. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 239 تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ تِسْعِينَ [1] . ورد أَنَّهُ غَزَا قُسْطَنْطِينِيَّةَ مَعَ يَزِيدَ. 187- (أَبُو ظَبْيَةَ) [2]- د ق- السّلفيّ [3] ثم الكلاعيّ الحمصيّ. قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: يُقَالُ فِيهِ أَبُو طَبْيَةَ- بِطَاءٍ مُهْمَلَةٍ- وَهَذَا وَهْمٌ، فَعَلَى الأَوَّلِ مُسْلِمٌ، وَالْحُسَيْنُ الْقَبَّانِيُّ، وَابْنُ مَاكُولا [4] ، وَآخَرُونَ. شَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ. وَرَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَعَمْرِو بْنِ عبسة، والمقداد بن الأسود، وعمرو بن العاص. روى عنه: شهر بن حوشب، وثابت البناني، وشريح بن عبيد، ومحمد بن سعد الأنصاري. قال عمر بن عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا أَبُو أُمَامَةَ جَالِسٌ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَجَاءَ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو ظَبْيَةَ، مِنْ أَفْضَلِ رَجُلٍ بِالشَّامِ، إِلا رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَعْرِفُ أَحَدًا سميّه. ووثّقه ابن معين [5] .   [1] هو قول خليفة في تاريخه 303، والطبقات 158 وفيه يقال مات سنة 85 هـ. وقال ابن سعد 6/ 224 سنة تسعين. [2] انظر عن (أبي ظبية) في: التاريخ لابن معين 2/ 711 (وفيه: أبو طيبة) ، و 4/ 483 رقم 5397، ومعرفة الرجال 1/ 130 رقم 655، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والتاريخ الكبير 9/ 47 رقم 409، والجرح والتعديل 9/ 399 رقم 1905، والثقات لابن حبّان 5/ 573، والإكمال لابن ماكولا 5/ 250، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1618، والكاشف 3/ 310 رقم 237، وتهذيب التهذيب 12/ 140، 141 رقم 173، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 453، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 300 ب. [3] مهملة في الأصل، وهو بضم السين وفتح السين.. نسبة إلى سلف بطن من الكلاع.. (اللباب 1/ 551) . [4] الإكمال 5/ 250. [5] في التاريخ 2/ 711، ومعرفة الرجال 1/ 130. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 188- (أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ) [1]- ع- قَالَ أَبُو قَطَنٍ، عَنْ أَبِي خَلَدَةَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعِينَ. وَسَيُعَادُ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. 189- (أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ) [2]- ع- الهذلي، أخو عبد   [1] انظر عن (أبي العالية الرياحي) في: طبقات ابن سعد 7/ 112- 117، وطبقات خليفة 202، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 54 و 55 رقم 97 و 98، والتاريخ لابن معين 2/ 166، ومسند أحمد 5/ 133، والزهد له 367- 370، والعلل ومعرفة الرجال له، رقم 361، و 1101 و 2454 و 2984 و 3441 و 5820 و 5875، والتاريخ الصغير 109، والتاريخ الكبير 3/ 326 رقم 1103، وتاريخ الثقات للعجلي 503 رقم 1984، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 263 و 5/ 452 و 685، والمعرفة والتاريخ 1/ 137، و 256 و 441 و 494 و 2/ 35 و 36 و 44 و 46 و 52 و 146 و 148 و 153 و 3/ 23- 26 و 221، وتاريخ أبي زرعة 1/ 292 و 612، وتاريخ الطبري 1/ 110 و 118 و 121 و 126، وأنساب الأشراف 1/ 516، والجرح والتعديل 3/ 510 رقم 2312، والمراسيل 58، والثقات لابن حبّان 4/ 239، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 697، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ورجال صحيح مسلم 1/ 209 رقم 446، وحلية الأولياء 2/ 217- 224 رقم 180، وذكر أخبار أصبهان 1/ 314، والسابق واللاحق 135، والإكمال لابن ماكولا 4/ 86، وطبقات الفقهاء للشيرازي 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 253 رقم 340، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 326، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 6/ 131 أ، وأسد الغابة 2/ 186، والكامل في التاريخ 4/ 548 و 578، والزهد لابن المبارك 253، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 140 رقم 549، وسير أعلام النبلاء 4/ 207- 213 رقم 85، وتذكرة الحفّاظ 1/ 58، والعبر 1/ 108، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 196، والكاشف 1/ 242 رقم 1598، ومعرفة القراء الكبار 1/ 60، 61 رقم 19، وميزان الاعتدال 2/ 54 رقم 2790، و 4/ 543 رقم 10344، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 185، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 251 رقم 376، وتهذيب الكمال 9/ 214- 218 رقم 1922، وجامع التحصيل 212 رقم 190، والوفيات لابن قنفذ 99، واللباب لابن الأثير 1/ 483، وغاية النهاية 1/ 284، 285 رقم 1272، والمعارف 454، وتهذيب التهذيب 3/ 284 رقم 539، وتقريب التهذيب 1/ 252 رقم 105، والإصابة 1/ 528 رقم 2740 و 4/ 144 رقم 838، ومقدّمة فتح الباري 400، ولسان الميزان 7/ 472 رقم 5558، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 119، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 172، 173، وشذرات الذهب 1/ 102، والوافي بالوفيات 14/ 138، 139 رقم 183. [2] انظر عن (أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود) في: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 241 الرَّحْمَنِ، يُقَالُ: اسْمُهُ عَامِرٌ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا، وَعَنْ: أَبِي مُوسَى، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَسَالِمٌ الأَفْطَسُ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَآخَرُونَ. تُوُفِّيَ سنة إحدى وثمانين. 190- (أبو عطيّة الوادعيّ) [1]- سوى ق- الهمدانيّ الكوفيّ، مالك بن عامر، وَقِيلَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ، وَقِيلَ: ابْنُ حُمْرَةَ [2] ، وقيل: اسمه عمرو بن   [ () ] طبقات ابن سعد 6/ 210، وطبقات خليفة 153، وتاريخ خليفة 283، و 287، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 456، والتاريخ الكبير 9/ 51، 52 رقم 447، وتاريخ الثقات للعجلي 504 رقم 1993، والمعرفة والتاريخ 1/ 237 و 2/ 149 و 188 و 189 و 270 و 543 و 545 و 551 و 3/ 186 و 399، والمعارف 249 و 400، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 28 و 338 و 2/ 202 (الطبعة العامرية) ، والجرح والتعديل 9/ 403 رقم 1335، والثقات لابن حبّان 5/ 561، ورجال صحيح مسلم 2/ 68 رقم 1216، ورجال صحيح البخاري 2/ 831، 832 رقم 1408، وحلية الأولياء 4/ 204- 210 رقم 271، والتاريخ لابن معين 2/ 288، والمراسيل 256، 257، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 260 رقم 387، وتهذيب الكمال 14/ 61- 63 رقم 3051، و (المصوّر) 3/ 1624، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 598 رقم 2337 (وفيه: اسمه ذكرناه في عامر عندهما) وأقول: لقد نسي أن يذكره فيمن اسمه عامر، فهو ليس فيهم، وسير أعلام النبلاء 4/ 363 رقم 141، والكاشف 2/ 51 رقم 2564، وتهذيب التهذيب 5/ 75، 76 رقم 121، وتقريب التهذيب 1/ 388 رقم 56 و 2/ 448 رقم 86، وخلاصة تذهيب التهذيب 185، وشذرات الذهب 1/ 90، وجامع التحصيل 249 رقم 324. [1] انظر عن (أبي عطيّة الوادعي) في: طبقات ابن سعد 6/ 121، وطبقات خليفة 149، والتاريخ لابن معين 2/ 716، والتاريخ الصغير 86، والتاريخ الكبير 7/ 305، 306 رقم 1298، وتاريخ الثقات للعجلي 505 رقم 2001، والمعرفة والتاريخ 3/ 76 و 117 و 207، والمراسيل 251، 252 رقم 466، والجرح والتعديل 8/ 213 رقم 945، ورجال صحيح مسلم 2/ 221، 222 رقم 1545، والثقات لابن حبّان 4/ 384، ورجال صحيح البخاري 2/ 693 رقم 1137، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 480 رقم 1861، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1627، والكاشف 3/ 317 رقم 283، وتهذيب التهذيب 12/ 169، 170 رقم 801، وتقريب التهذيب 2/ 451 رقم 127، وخلاصة تذهيب التهذيب 455، والاستيعاب 4/ 140. [2] في تهذيب التهذيب «حمزة» ، بالزاي. وما أثبتناه يتفق مع طبقات ابن سعد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 جُنْدُبٍ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَمَسْرُوقِ. وَعَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنٌ، وَالأَعْمَشُ، وَآخَرُونَ. 191- أَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلانِيُّ [1] ق لَهُ صُحْبَةٌ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ، وَصَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَسَكَنَ حِمْصَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ الأَلْهَانِيُّ، وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةَ حُدَيْرٌ، وَبَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ، وَطَلْقُ بْنُ سُمَيْرٍ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَاجَهْ: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، ثنا بَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلانِيُّ، وَكَانَ مِمَّنْ صَلَّى إِلَى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ لِطَاعَتِهِ» [2] . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : قَالَ أَهْلُ حِمْصَ إِنَّهُ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وَأَنْكَرُوا أَنْ تكون هل صحبة.   [1] انظر عن (أبي عنبة الخولانيّ) في: طبقات ابن سعد 7/ 436، وطبقات خليفة 71، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 359 و 5515 و 5816، والتاريخ الكبير 9/ 61 رقم 537، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 116 رقم 418، والمعرفة والتاريخ 2/ 353 و 445، وتاريخ أبي زرعة 1/ 351، 352، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 46، والمراسيل 251، 252 رقم 466، والجرح والتعديل 9/ 418، 419 رقم 2046، والثقات لابن حبّان 3/ 453، والاستيعاب 4/ 133، 134، وأسد الغابة 5/ 265، والزهد لابن المبارك 184، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1633، 1634، وتحفة الأشراف 9/ 236، 237 رقم 646، وسير أعلام النبلاء 3/ 433- 435 رقم 78، والكاشف 3/ 320 رقم 310، وجامع التحصيل 388، 389 رقم 997، والإصابة 4/ 141، 142 رقم 820، وتهذيب التهذيب 12/ 189، 190 رقم 876، وتقريب التهذيب 2/ 457 رقم 201، وخلاصة تذهيب التهذيب 393. [2] سنن ابن ماجة 1/ 5 رقم 8 في المقدّمة، باب اتباع سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو في مسند أحمد 4/ 200، وصحيح ابن حبّان، رقم 88. [3] قول ابن معين ليس في تاريخه، ولا في معرفة الرجال. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 243 وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «مُسنَدِهِ» [1] : ثنا سُرَيْجُ [2] بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عِنَبَةَ- قَالَ سُرَيْجٌ وَلَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَه» قِيلَ: وَمَا عَسَلَهُ [3] ؟ قَالَ «يَفْتَحُ لَهُ عَمَلا صَالِحًا ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» [4] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [6] : أَسْلَمَ أَبُو عِنَبَةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَصَحِبَ مُعَاذًا. أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ حَيْوَةُ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَكَانَ هُوَ وَأَبُو فَالِجٍ [7] الْأَنْمَارِيُّ قَدْ أَكَلا الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [8] . - (أَبُو فَاخِتَةَ) هُوَ سَعِيدُ بْنُ عِلاقَةَ. ذُكِرَ [9] . 192- (أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ) [10]- م د ن- يُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ، اسْمُهُ   [1] ج 4/ 200. [2] في طبعة القدسي 3/ 320 «شريح» والتصويب من مسند أحمد، وسير أعلام النبلاء 3/ 434. [3] قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث: «يريد طيب الثناء، مأخوذ من العسل، يقال عسل الطعام إذا جعل فيه العسل، شبّه ما رزقه الله من العمل الصالح الّذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الّذي يجعل في الطعام فيحلو به ويطيب» . [4] انظر الحديث بلفظ مختلف وطريق آخر في مسند أحمد 5/ 224، والجامع الصحيح للترمذي (2142) . [5] قوله ليس في طبقاته. [6] في تاريخه 1/ 351. [7] هكذا في الأصل، وسير أعلام النبلاء 3/ 435 وقد قيّده القدسي في طبعته 3/ 321 «فألح» بالحاء المهملة معتمدا على ما في الإصابة. والمثبت يتفق مع ثقات ابن حبان 5/ 571. [8] تاريخ أبي زرعة 1/ 351، 352. [9] في تراجم حرف السين من هذه الطبقة. [10] انظر عن (أبي قتادة العدوي) في: طبقات ابن سعد 7/ 130، وطبقات خليفة 193، وتاريخ خليفة 206، والتاريخ لابن معين 2/ 720، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 743 و 1329، والتاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2018، وتاريخ الثقات للعجلي 507 رقم 2018، والمعرفة والتاريخ 3/ 69 و 200، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 تَمِيمُ بْنُ نَذِيرٍ [1] وَيُقَالُ: نَذِيرُ بْنُ قُنْفُذٍ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] . 193- أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [3] خ د ت ن رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَسَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ. رَوَى عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَأَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [4] : هُوَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ. قال الوليد بن مزيد [5] البيروتيّ: ثنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: قَدِمَ أَبُو كَبْشَةَ دِمَشْقَ فِي وِلايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ: لَعَلَّكَ قَدِمْتَ تَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: وَأَنَا أَسْأَلُ أَحَدًا بَعْدَ الَّذِي حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ، قَالَ: قدِم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَقْرَعُ وَعُيَيْنَةُ فَسَأَلاهُ،   [ () ] والجرح والتعديل 2/ 441 رقم 1759، والمراسيل 20 رقم 30، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 13، ورجال صحيح مسلم 1/ 108 رقم 192، والثقات لابن حبّان 4/ 85، وطبقات الفقهاء للشيرازي 87، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65 رقم 248، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1638، والكاشف 3/ 325 رقم 335، وتهذيب التهذيب 12/ 205 رقم 948، وتقريب التهذيب 2/ 463 رقم 7، وجامع التحصيل 389 رقم 1001، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 636. [1] في الأصل «ندير» بالدال المهملة. [2] في تاريخه 2/ 720. [3] انظر عن (أبي كبشة السلولي) في: التاريخ الكبير 9/ 65 رقم 591 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 508 رقم 2021، والمعرفة والتاريخ 1/ 338 و 2/ 522، والجرح والتعديل 9/ 430 رقم 2133، والثقات لابن حبّان 5/ 563، والمعارف 148، ورجال صحيح البخاري 2/ 833 رقم 1411، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 599 رقم 2345، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1640، والكاشف 3/ 327 رقم 342، وتهذيب التهذيب 12/ 210 رقم 974، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 458. [4] في تاريخ الثقات 508. [5] مزيد: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الياء المثناة من تحت، انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 176- 180 رقم 1795. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 245 فَدَعَا مُعَاوِيَةَ فَأَمَرَهُ بِشَيْءٍ، فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِصَحْفَتَيْنِ، فَأَلْقَى إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ وَاحِدَةً، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعْتُهُ فَقَالَ: «إِنَّهُ مَنْ يَسْأَلُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ» . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا ظَهْرُ الْغِنَى؟ قَالَ: «أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ عِنْدَ أَهْلِكَ مَا يُغَدِّيهِمْ أَوْ يُعَشِّيهِمْ» فَأَنَا أَسْأَلُ أَحَدًا بَعْدَ هَذَا شَيْئًا؟ [1] . 194- (أَبُو كَبْشَةَ السَّكُونِيُّ) [2] . عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. وَعَنْهُ: إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، وَغَيْرُهُ. اسْمُهُ الْبَرَاءُ السَّكُونِيُّ، مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ صَحَّفَ، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ [3] وَمُسْلِمٌ، وَغَيْرُهُمَا فَقَالُوا: أَبُو كَبْشَةَ. وَأَمَّا عَبْدُ الْغَنِيِّ الْمَصْرِيُّ فَقَالَ [4] : أَبُو كَيِّسَةَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ. 195- (أَبُو كثير الزّبيديّ الكوفيّ) [5]- د ت ن- زهير بن الأقمر، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ، وَقِيلَ: جُمْهَانُ، وقيل: هما رجلان.   [1] أخرجه أحمد في مسندة 1/ 147 بلفظ مختلف، من طريق: محمد بن يحيى بن أبي سمينة، حدّثنا عبد الصمد، حدّثني أبي، حدّثنا حسن بن ذكوان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنم» قالوا: ما ظهر غنى؟ قالوا: عشاء ليلة. [2] انظر عن (أبي كبشة السكونيّ) في: التاريخ الكبير 2/ 117، 118 رقم 1889، والجرح والتعديل 2/ 399 رقم 1569، والمؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى لعبد الغني بن سعيد 109 وفيه: (أبو كيّسة) وقيّد ثانيه بياء مشدّدة مكسورة. وثالثه سين مهملة، والثقات لابن حبّان 4/ 77، وتهذيب التهذيب 12/ 210 رقم 974 (في ترجمة أبي كبشة السلولي) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1640 وهو في ترجمة (أبي كبشة السلولي) أيضا، وخلاصة تذهيب التهذيب 458. [3] في تاريخه الكبير 2/ 117، 118. [4] في المؤتلف والمختلف 109. [5] انظر عن (أبي كثير الزبيدي) في: التاريخ الكبير 3/ 428 رقم 1421، والتاريخ لابن معين 2/ 721، وتاريخ الثقات 508 رقم 2122، والجرح والتعديل 3/ 586 رقم 2668، والثقات لابن حبّان 4/ 264، والكاشف 3/ 327 رقم 343، وتهذيب التهذيب 12/ 210، 211 رقم 975، وتقريب التهذيب 2/ 465 رقم 9، وخلاصة تذهيب التهذيب 458. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 246 روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعبد الله بن عمرو. وعنه: عبد الله بن الحارث الزبيدي المؤدب. وثقه النسائي. 196- (أبو الكنود الأزديّ الكوفيّ) [1]- ق- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، أَوِ ابْنِ عُوَيْمِرٍ- وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ حَبَشِيٍّ، وَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ [2] . عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَخَبَّابٍ. وَعَنْهُ: أَبُو سَعْدٍ الأَزْدِيُّ الْقَارِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. لَهُ حَدِيثٌ في «سنن ابن ماجة» . 197- (أبو مريم) [3]- د- الثّقفيّ المدائنيّ، ويقال الحنفيّ الكوفيّ، وكأنّهما اثنان. روى عن: عليّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي مُوسَى. وَعَنْهُ: نُعَيْمٌ، وعبد الملك ابنا حكيم المدائنيّ. قال أبو حاتم [4] : اسمه قيس.   [1] انظر عن (أبي الكنود) في: طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722، وطبقات خليفة 151 (عبد الله بن عامر) وتاريخ خليفة 264، والمعرفة والتاريخ 3/ 224، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، وجمهرة أنساب العرب 383، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 641، والكاشف 3/ 328 رقم 349، وتهذيب التهذيب 12/ 213 رقم 989، وتقريب التهذيب 2/ 466 رقم 23، وخلاصة تذهيب التهذيب 458. وقد مرّت ترجمته في الطبقة الماضية. [2] في طبقات ابن سعد 6/ 177، والتاريخ لابن معين 2/ 722 اسمه: عبد الله بن عوف. [3] انظر عن (أبي مريم الثقفي) في: المعرفة والتاريخ 2/ 243، وتاريخ الطبري 4/ 487 و 5/ 91، 92، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1647، والثقات لابن حبّان 5/ 314، والتاريخ الكبير 7/ 151 رقم 670، والجرح والتعديل 7/ 106 رقم 610، ورجال الطوسي 64 رقم 25، والكاشف 3/ 333 رقم 379، وتهذيب التهذيب 12/ 232، 233 رقم 1051، وتقريب التهذيب 2/ 471 رقم 52، وخلاصة تذهيب التهذيب 459. [4] في الجرح والتعديل 7/ 106. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 247 198- (أَبُو مَرْيَمَ) [1] الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ، إِيَاسُ بْنُ صُبَيْحٍ [2] ، قاله ابن المدينيّ.   [ () ] وقد خلطوا بين هذا وبين الثاني الآتي بعده. قال أبو حاتم: أبو مريم الثقفي المدائني اسمه قيس. وقال النسائي: قيس أبو مريم الحنفي ثقة. وقال: ابن حبّان في الثقات: قيس أبو مريم الثقفي المدائني. وقال ابن المديني: أبو مريم الحنفي اسمه إياس بن صبيح، وكذا قال أبو أحمد الحاكم في الكنى: الحنفي، وقال: ولي القضاء بالبصرة، استعمله أبو موسى الأشتريّ، وهو أول من وليها.. وكذا قال فيه ابن ماكولا، ولكن قال: ولي القضاء لعمر، وقال ابن ماكولا أيضا: أبو مريم الكوفي اسمه عبد الله بن سنان، روى عن: عليّ، وابن مسعود، وضرار بن الأزور، وعنه: أخوه حصين بن سنان، والأعمش، وشمر بن عطية. قال ابن حجر: الّذي يظهر لي أن النسائيّ وهم في قوله إن أبا مريم الحنفي يسمّى قيسا، والصواب أن الّذي يسمّي قيسا هو أبو مريم الثقفي صاحب الترجمة كما قال أبو حاتم وابن حبّان. على أن النسخة التي وقفت عليها من كتاب الكنى للنسائي إنما فيها أبو مريم قيس الثقفي. نعم ذكره في المميز كما نقل المؤلّف. وأما أبو مريم الحنفي فاسمه اياس كما قال ابن المديني وأبو أحمد وابن ماكولا وابن حبّان في الثقات، ولم يذكره النسائي لأنه لم يذكر إلا من عرف اسمه، وأما أبو مريم الكوفي فهذا ثالث لا تعلّق له بهما إلّا لكونه يروي عن عليّ أيضا.. (تهذيب التهذيب 12/ 232، 233) . [1] انظر عن (أبي مريم الحنفي: إياس) في: طبقات ابن سعد 7/ 91، وطبقات خليفة 200، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 88 رقم 220، والتاريخ لابن معين 2/ 46، وتاريخ خليفة 108 و 140 و 154، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3395، والتاريخ الكبير 1/ 436، 437 رقم 1402 (اياس الحنفي) ، والمعرفة والتاريخ 3/ 68 و 171، وتاريخ الطبري 4/ 95، والمعارف 180، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 190، والجرح والتعديل 2/ 280 رقم 1007، والثقات لابن حبّان 4/ 34، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 82، والإكمال لابن ماكولا 5/ 171 و 173، وتهذيب التهذيب 12/ 232، 233 رقم 1051، وتقريب التهذيب 2/ 472 رقم 53، وجمهرة أنساب العرب 311، وانظر الحاشية السابقة. [2] هكذا في الأصل وفي أكثر المصادر، ولكنه في: طبقات ابن سعد، والتاريخ لابن معين، والتاريخ الكبير، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني. وإكمال ابن ماكولا: «ضبيح» بالضاد المعجمة. قال عبد الغني في المؤتلف: «قاله لي علي بن عمر» يعني الدارقطنيّ. وقال ابن الكلبي: وأبو مريم واسمه ضبيح بن المحرّش بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المعبر، وهو الّذي يقال قتل زيد بن الخطاب ... وهذا يبيّن أن ابن الكلبي يقول (ضبيح) بالضاد المعجمة كما يقوله غيره، وإنما زعم أن ضبيحا هو أبو مريم، والصحيح أن أبا مريم هو ابنه اياس بن ضبيح، وفي جمهرة ابن حزم: وهؤلاء بنو عبد الله بن الدول بن حنيفة، منهم أبو مريم صبيح (كذا) بن المحرش (كذا) بن عبد عمرو بن عبيد بن مالك بن المغيرة (كذا) بن عبد الله بن الدول. كأنه تبع ابن الكلبي وتصرّف النسّاخ في الأسماء. وفي طبقات ابن سعد: أبو مريم الحنفي اسمه اياس بن ضبيح بن المحرّش بن عبد عمرو بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 248 رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ. وعنه: ابنه عبد الله، ومحمد بن سيرين، والأعمش، وآخرون. قال أبو أحمد الحاكم: هو أول من قضى [1] بالبصرة [2] ، استعمله أبو موسى. 199- (أبو معمر الأزدي) [3]- ع- عبد الله بن سخبرة.   [ () ] عبيد بن مالك بن المعبر (شكّل بفتح العين وتشديد الباء) بن عبد الله بن الدول بن حنيفة بن لجيم. وفي كتاب أخبار القضاة لوكيع: أول من قضى بالبصرة اياس بن صبيح (كذا) أبو مريم الحنفي. قال الأصمعيّ: وهو اياس بن صبيح (كذا) بن محرش بن عبد عمرو بن أبي عبيد (كذا) بن مالك بن عبد الله بن الدول بن حنيفة بن لجيم. فتبيّن أن اسم أبي مريم اياس بن ضبيح، وأن اسم أبيه ضبيح بضم الضاد المعجمة، وأن اسم جدّه (المحرّش) بميم مضمومة فحاء مهملة مفتوحة فراء مشدّدة مكسورة فشين معجمة. وفي كتاب القضاة لأبي المختار في قصيدته التي كتب بها الى عمر رضي الله عنه: وشبل هناك المال وابن محرش ... وذاك الّذي في السوق مولى بني بدر وقال: قال المدائني: ابن محرّش هو إياس بن صبيح (كذا) بن محرّش بن أبي مريم (كذا) الحنفي، وكان على رامهرمز وسرّق. وقال الفرزدق في أبيه (الصواب: ابنه) أبي شمر بن اياس: أبا شمر ما من فتى أنت فاخر ... على قومه إلّا تعيّت مصادره بما لإياس والمحرّش وابنه ... صبيح إلى عال علا الناس قاهره في النسخة «بمال اياس» خطأ وأبو المختار سمّاه الحافظ ابن حجر في الإصابة: يزيد بن قيس بن يزيد بن الصعق. ذكره في القسم الثالث من باب الياء، وذكر قصيدته وفيها: وشبلا فسله المال وابن محرّش ... فقد كان في أهل الرساتيق ذا ذكر ثم قال: وابن محرّش أبو مريم الحنفي. هكذا في الإصابة مخطوطة مكتبة الحرم المكيّ.. (الإكمال 5/ 171، 172) الحاشية رقم (4) . [1] في الأصل «حصن» . [2] استقضاه الخليفة عمر، كما في أخبار القضاة لوكيع. [3] انظر عن (أبي معمر الأزدي) في: طبقات ابن سعد 6/ 103، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15782، وطبقات خليفة 150، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 6001، والتاريخ الكبير 5/ 97، 98 رقم 280 و 9/ 85 رقم 847 وفيه: اسمه عبد الله بن سنحبرة. وهو تحريف، وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 810، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 52 رقم 265 و 4/ 600 رقم 2393، والمعرفة والتاريخ 2/ 553 و 554 و 695 و 3/ 119 و 207، وتاريخ أبي زرعة 485 و 616، والجرح والتعديل 5/ 68 رقم 321، والثقات لابن حبّان 5/ 25، والثقات لابن شاهين، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 249 كَانَ أَحَدَ الْعَشَرَةِ الْمَعْدُودِينَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِالْكُوفَةِ [1] . رَوَى عَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمُجَاهِدٌ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْمُعَلِّمُ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. 200- (أَبُو النَّجِيبِ الْعَامِرِيُّ) [3]- بخ د ن- مَوْلَى عبد الله بن سعد ابن أَبِي سَرْحٍ الْمِصْرِيِّ، وَيُقَالُ أَبُو تُجِيبَ- بِالتَّاءِ- اسْمُهُ ظُلَيْمٌ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ. قَالَ عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ: تُوُفِّيَ بِإِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وثمانين، وكان فقيها. (آخر الطبقة التاسعة وللَّه الحمد والمنّة)   [ () ] رقم 683، ورجال صحيح مسلم 1/ 365، 366 رقم 794، وموضح أوهام الجمع للخطيب 2/ 183، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 253 رقم 923، والأنساب للسمعاني 1/ 197، وتهذيب الكمال 15/ 6- 8 رقم 3291، وسير أعلام النبلاء 4/ 133، 134 رقم 40، والكاشف 2/ 81 رقم 2771، وميزان الاعتدال 2/ 427 رقم 4345، والمغني في الضعفاء 1/ 339 رقم 3185 (وقال: لا يعرف) !، والوافي بالوفيات 17/ 188 رقم 172، وتهذيب التهذيب 5/ 230، 231 رقم 397، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 328، وخلاصة تذهيب التهذيب 199. [1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 469 رقم 6001. [2] قوله ليس في تاريخه ولا معرفة الرجال. [3] انظر عن (أبي النجيب) في: الثقات لابن حبّان 5/ 575، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1652، والكاشف 3/ 339 رقم 419، وتهذيب التهذيب 12/ 254 رقم 1170، وتقريب التهذيب 2/ 480 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 461. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 الطَّبَقَةُ الْعَاشِرَةُ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: سهل بن سعد. والسائب بن يزيد. والسّائب بن خلّاد الأنصاريّ. وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فِي قَوْلِ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَغَيْرِهِ. وَكَذَا فِي سَهْلٍ، وَالَّذِي بَعْدَهُ خِلَافٌ. وَفِيهَا: مُحَمَّدُ ابْنُ أَمِيرِ الْيَمَنِ أَخُو الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ. وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ خَالِدٍ الْفَهْمِيُّ الْمَصْرِيُّ نَائِبُ قُرَّةَ بْنِ شَرِيكٍ عَلَى مِصْرَ. وَفِيهَا سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي جَمْعٍ عظيم إلى مروالرّوذ، فَهَرَبَ مَرْزُبَانُهَا، فَصَلَبَ قُتَيْبَةُ وَلَدَيْهِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الطَّالِقَانِ، فَلَمْ يُحَارِبْهُ صَاحِبُهَا، فَكَفَّ قُتَيْبَةُ عَنْهُ، وَقَتَلَ لُصُوصًا كَثِيرَةً بِهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَمْرَو بْنَ مُسْلِمٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى أَنْ وَصَلَ الْفَارِيَابَ [1] ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ مَلِكُهَا سَامِعًا مُطِيعًا، فاستعمل   [1] الفارياب: بكسر الراء ثم ياء مثنّاة من تحت. مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان الجزء: 6 ¦ الصفحة: 251 عَلَيْهَا عَامِرَ بْنَ مَالِكٍ، ثُمَّ دَخَلَ بَلْخَ، وَأَقَامَ بِهَا يَوْمًا، فَأَقْبَلَ نِيزَكُ، فَعَسْكَرَ بِبَغْلانَ [1] ، فَاقْتَتَلَ هُوَ وَقُتَيْبَةُ أَيَّامًا، ثُمَّ أَعْمَلَ قُتَيْبَةَ الْحِيَلَ عَلَى نِيزَكَ، وَوَجَّهَ إِلَيْهِ مِنْ خَدَعَهُ، حَتَّى جَاءَ بِرِجْلَيْهِ إِلَى قُتَيْبَةَ مِنْ غَيْرِ أَمَانٍ، فَجَاءَ مُعْتَذِرًا إِلَيْهِ مِنْ خَلْعِهِ، فَتَرَكَهُ أَيَّامًا ثُمَّ قَتَلَهُ، وَقَتَلَ سَبْعَمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ [2] . وَفِيهَا عَزَلَ الْوَلِيدُ عَمَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ عَنِ الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَوَلاهَا أَخَاهُ مُسْلِمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَغَزَا مُسْلِمَةُ فِي هَذَا الْعَامِ إِلَى أَنْ بَلَغَ الْبَابَ [3] مِنْ بَحْرِ [4] أَذْرَبَيْجَانَ، فافتتح مدائن وحصونا، ودان له من وراء الْبَابِ [5] . وَفِيهَا افْتَتَحَ قُتَيْبَةُ أَمِيرَ خُرَاسَانَ شُومَانَ [6] ، وكسّ [7] ، ونسف، وامتنع عليه   [ () ] قرب بلخ غربيّ جيحون. (معجم البلدان 4/ 229) . [1] مهملة في الأصل. وبغلان: بفتح أوله وسكون ثانيه. بلدة بنواحي بلخ. قال ياقوت: وظنّي أنها من طخارستان، وهي العليا والسفلى، وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل لكثرة الأنهار والتفاف الأشجار. (معجم البلدان 1/ 468) . [2] انظر تفاصيل هذا الخبر في تاريخ الطبري 6/ 454- 458، والكامل في التاريخ 4/ 549- 552، ونهاية الأرب 21/ 289- 293. [3] الباب: باب الأبواب: هو الدّربند دربند شروان. مدينة ربّما أصاب ماء البحر حائطها وفي وسطها مرسى السفن.. وهي على بحر طبرستان، وهو بحر الخزر.. وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حفّوا بها من أمم شتّى وألسنة مختلفة وعدد كثير، وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب، يجمع في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار إن احتاجوا إليه، ينذرون أهل أذربيجان وأرّان، وأرمينية بالعدوّ إن دهمهم. (معجم البلدان 2/ 203. [4] في تاريخ خليفة «من نحو» . [5] تاريخ خليفة 303. [6] في الأصل «سومان» ، والتصحيح من معجم البلدان 3/ 373 حيث قال: شومان، بالضم والسكون وآخره نون. بلد بالصغانيان من وراء نهر جيحون وهو من الثغور الإسلامية وفي أهله قوّة وامتناع عن السلطان. وهي مدينة أصغر من ترمذ. [7] في الأصل «كش» بالشين المعجمة، وما أثبتناه هو الأصح. قال ياقوت: كسّ: بكسر أوله وتشديد ثانيه. مدينة تقارب سمرقند. قال البلاذري: كسّ هي الصّغد.. وقال ابن ماكولا: كسره العراقيون، وغيرهم يقوله بفتح الكاف، وربّما صحّفه بعضهم فقاله بالشين المعجمة وهو خطأ، ولما عبرت نهر جيحون وحضرت بخارى وسمرقند وجدت جميعهم يقولون كسّ، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 252 أَهْلُ فِرْيَابَ [1] ، فَأَحْرَقَهَا، وَجَهَّزَ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُسْلِمٍ إِلَى السُّغْدِ إِلَى طَرَخُونَ مَلِكِ تِلْكَ الدِّيَارِ، فَجَرَتْ لَهُ حُرُوبٌ وَمَوَاقِفُ، وَصَالَحَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَعْطَاهُ طَرَخُونَ أَمْوَالا، وَتَقَهْقَرَ إِلَى أَخِيهِ إِلَى بُخَارَى، فَانْصَرَفُوا حَتَّى قَدِمُوا مَرْوَ، فَقَالَتِ السُّغْدُ لِطَرَخُونَ: إِنَّكَ قَدْ رَضِيتَ بِالذُّلِّ وَأَدَّيْتَ الْجِزْيَةَ، وَأَنْتَ شَيْخُ كَبِيرٌ، فَلا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ، ثُمَّ عَزَلُوهُ وَوَلَّوْا عَلَيْهِمْ غَوْزَكَ، فَقَتَلَ طَرَخُونُ نَفْسَهُ، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَصَوْا وَنَقَضُوا الْعَهْدَ [2] . وَفِيهَا حَجَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدُ [3] . ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوْ بَعْدَهَا إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ أَنْ يَهْدِمَ بُيُوتَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُوَسِّعُ بِهَا الْمَسْجِدَ [4] . فَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنَ الشَّعْرِ، ذَرَعْتُ السَّتْرَ فَوَجَدْتُهُ ثَلاثَةَ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتَنِي فِي مَجْلِسٍ فِيهِ جَمَاعَةٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ حِينَ قُرِئَ الْكِتَابُ بِهَدْمِهَا، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ: لَيْتَهَا تُرِكَتْ حَتَّى يَقْصُرَ الْمُسْلِمُونَ عَنِ الْبِنَاءِ، وَيَرَوْنَ مَا رَضِيَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم ومفاتيح خزائن الدنيا بيده.   [ () ] بكسر الكاف والسين المهملة. (معجم البلدان 4/ 460) . [1] فرياب: بكسر أوله، وسكون ثانيه.. بلدة من نواحي بلخ، وهي مخفّفة من فارياب. (معجم البلدان 4/ 259) . [2] انظر تفاصيل هذا الخبر في: تاريخ الطبري 6/ 461- 464، والكامل في التاريخ 4/ 553، 554، ونهاية الأرب 21/ 294. [3] تاريخ خليفة 303، وتاريخ الطبري 6/ 465، وعيون الحدائق لمؤرّخ مجهول (من خلافة الوليد بن عبد الملك إلى المعتصم العباسي) - ص 7، ومروج الذهب 4/ 399، والكامل في التاريخ 4/ 554، ونهاية الأرب 21/ 319، وشفاء الغرام لقاضي مكة (بتحقيقنا) ج 2/ 340. [4] العيون والحدائق- ص 4. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 253 سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ. وَخَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَطُوَيْسُ الْمُغَنِّي صَاحِبُ الأَلْحَانِ. وَفِيهَا وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ عِيَاضُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَاجِذٍ [1] . وَفِيهَا افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ مَدِينَةَ أَرْمَائِيلَ [2] صُلْحًا وَمَدِينَةَ قَنَّزْبُورَ [3] . وَسَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى رُتْبِيلَ فَصَالَحَهُ [4] . وَحَجَّ بالناس عمر بن   [1] كتاب الولاة والقضاة للكندي- ص 332. [2] أرمائيل: أرمئيل: بالفتح ثم السكون وفتح الميم، وهمزة مكسورة.. مدينة كبيرة بين مكران والدّيبل من أرض السند. (معجم البلدان 1/ 159) . وهي في تاريخ خليفة «أرمايل» . [3] في طبعة القدسي 3/ 324 «قريون» والتصحيح من: تاريخ خليفة 304 وفتوح البلدان 534، ونهاية الأرب 21/ 304. [4] تاريخ خليفة 304، تاريخ الطبري 6/ 468، الكامل في التاريخ 4/ 569. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 254 عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] . وَافْتَتَحَ إِقْلِيمَ الأَنْدَلُسِ، وَهِيَ جَزِيرَةٌ عَظِيمَةٌ مُتَّصِلَةٌ بِبَرِّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ مِنْ جِهَةِ الشَّمَالِ، وَالْبَحْرِ الْكَبِيرِ مِنْ غَرْبِيِّهَا وَقَدْ خَرَجَ مِنْهُ بَحْرُ الرُّومِ مِنْ جَنُوبِيِّهَا، ثُمَّ دَارَ إِلَى شَرْقِيِّهَا، ثُمَّ اسْتَدَارَ إِلَى شَمَالِيِّهَا قَلِيلا. وَهِيَ جَزِيرَةٌ مُثَلَّثَةُ الشَّكْلِ، افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ أَكْثَرَهَا فِي رَمَضَانَ مِنْهَا عَلَى يَدِ طَارِقٍ أَمِيرِ طَنْجَةَ، مِنْ قِبَلِ مَوْلَاهُ أَمِيرِ الْمَغْرِبِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ [2] . وَطَنْجَةُ هِيَ أَقْصَى الْمَغْرِبِ، فَرَكِبَ طَارِقٌ الْبَحْرَ وَعَدَّى مِنَ الزُّقَاقِ لِكَوْنِ الْفِرَنْجِ اقْتَتَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَاشْتَغَلُوا، فَانْتَهَزَ الْفُرْصَةَ. وَقِيلَ: بَلْ عَبَرَ بِمُكَاتَبَةِ صَاحِبِ الْجَزِيرَةِ الْخَضْرَاءِ لِيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى عَدُوِّهِ، فَدَخَلَ طَارِقٌ وَاسْتَظْهَرَ عَلَى الْعَدُوِّ، وَأَمْعَنَ فِي بِلادِ الأَنْدَلُسِ، وَافْتَتَحَ قُرْطُبَةَ، وَقَتَلَ مَلِكَهَا لُذَرِيقَ [3] ، وَكَتَبَ إِلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ بِالْفَتْحِ، فَحَسَدَهُ مُوسَى عَلَى الانْفِرَادِ بِهَذَا الْفَتْحِ الْعَظِيمِ، وَكَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ يُبَشِّرُهُ بِالْفَتْحِ وَيَنْسِبُهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَكَتَبَ إِلَى طَارِقٍ يَتَوَعَّدُهُ لِكَوْنِهِ دَخَلَ بِغَيْرِ أَمْرِهِ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ لا يَتَجَاوَزَ مَكَانَهُ حَتَّى يَلْحَقَهُ، وَسَارَ مُسْرِعًا بِجُيُوشِهِ، وَدَخَلَ الأَنْدَلُسَ وَمَعَهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيُّ، فَتَلَقَّاهُ طَارِقٌ وَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا مَوْلاكَ، وَهَذَا الْفَتْحُ لَكَ [4] . وَأَقَامَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ غَازِيًا وَجَامِعًا لِلأَمْوَالِ نَحْوَ سَنَتَيْنِ، وَقَبَضَ عَلَى طَارِقٍ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ عَلَى الأَنْدَلُسِ وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ [5] بن موسى، ورجع   [1] تاريخ الطبري 6/ 468، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 569. [2] تاريخ خليفة 304، تاريخ الطبري 6/ 468، الكامل في التاريخ 4/ 556، البيان المغرب 1/ 43. [3] في الكامل لابن الأثير «رذريق» ، وفي موضع آخر «اذرينوق» (4/ 556) وفي تاريخ الطبري 6/ 468 «الأدرينوق» ، وفي البيان المغرب 2/ 9 مثل الكامل لابن الأثير. [4] انظر: الكامل في التاريخ 4/ 564 و 566، والبيان المغرب 2/ 13. [5] في تاريخ الطبري 6/ 481 «عبد الله بن موسى» ، والمثبت يتفق مع الكامل لابن الأثير 4/ 566، والبيان المغرب 2/ 23 و 24. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 255 بِأَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ، وَسَارَ بِتُحَفِ الْغَنَائِمِ إِلَى الْوَلِيدِ. وَمِمَّا وَجَدَ بِطُلَيْطِلَةَ لَمَّا افْتَتَحَهَا: مَائِدَةُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهِيَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٌ بِالْجَوَاهِرِ [1] ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى طَبَرِيَّةَ بَلَغَهُ مَوْتُ الْوَلِيدِ وَقَدِ اسْتَخْلَفَ سُلَيْمَانَ أَخَاهُ، فَقَدَّمَ لِسُلَيْمَانَ مَا مَعَهُ. وَقِيلَ: بَلْ لَحِقَ الْوَلِيدَ وَقَدَّمَ مَا مَعَهُ إِلَيْهِ [2] . وَقِيلَ إِنَّ هَذِهِ الْمَائِدَةَ كَانَتْ حِمْلَ جَمَلٍ. وَتَتَابَعَ فَتْحُ مَدَائِنِ الأَنْدَلُسِ. وَفِي هَذَا الْحِينِ فَتَحَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِلادَ التُّرْكِ وَغَيْرَهَا، فَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ. وَكَانَ أَكْثَرَ جُنْدِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ الْبَرْبَرُ، وَهُمْ قَوْمٌ مَوْصُوفُونَ بِالشَّهَامَةِ وَالشَّجَاعَةِ، وَفِيهِمْ صِدْقٌ وَوَفَاءٌ، وَلَهُمْ هِمَمٌ عَالِيَةٌ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَبِهِمْ مَلِكُ الْبِلادِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشِّيعِيُّ، وَبَنُو عُبَيْدٍ [3] ، وَتاشَفِينُ، وَابْنُهُ يُوسُفَ، وَابْنُ تُومَرْتَ، وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ، وَالْمُلْكُ فِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ [4] . وَفِيهَا تَوَجَّهَ طَائِفَةٌ مِنْ عَسْكَرِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ فِي الْبَحْرِ إِلَى جَزِيرَةِ سَرْدَانِيَةَ [5] ، فَأَخَذُوهَا وَغَنِمُوا، وَلَكِنَّهُمْ غَلُّوا فَلَمَّا عَادُوا سَمِعُوا قَائِلا يَقُولُ: اللَّهمّ غَرِّقْ بِهِمْ، فَغَرِقُوا عَنْ آخِرِهِمْ، ثُمَّ اسْتَوْلَى عَلَيْهَا الْفِرَنْجُ [6] . وَقَدْ غَزَاهَا مُجَاهِدٌ الْعَامِرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثُمَّ اسْتَرَدَّهَا الْفِرَنْجُ فِي الْعَامِ [7] كَمَا سَيَجِيءُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَبِهِ الْعَوْنُ.   [1] تاريخ الطبري 6/ 481. [2] الكامل في التاريخ 4/ 566. [3] هم الذين عرفوا بالفاطميّين. [4] أي إلى تاريخ تأليف هذا الكتاب في النصف الأول من القرن الثامن الهجريّ. [5] قال ابن الأثير: هي من أكبر الجزائر ما عدا جزيرة صقلّيّة وأقريطش، وهي كثيرة الفواكه. [6] الكامل في التاريخ 4/ 567، 568. [7] الكامل 4/ 568. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 256 سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَلَى الْأَصَحِّ. وَأَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ. وَأَبُو الْعَالِيَةَ الرِّيَاحِيُّ، عَلَى الْأَصَحِّ. وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى الْبَصْرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ. وَبِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيُّ. وَفِيهَا افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ الدَّيْبُلَ [1] وَغَيْرَهَا، وَلاهُ الْحَجَّاجُ ابْنُ عَمِّهِ، وَهُوَ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَفِيهِ يَقُولُ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ: إِنَّ الشَّجَاعَةَ وَالسَّمَاحَةَ وَالنَّدَى لِمُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَادَ الْجُيُوشَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً يَا قُرْبَ ذَلِكَ سُؤْدُدًا مِنْ مَوْلِدِ قَالَ كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ: كُنْتُ مَعَهُ، فَجَاءَنَا الْمَلِكُ داهِرٌ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ وَمَعَهُ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ فِيلا، فَعَبَرْنَا إِلَيْهِمْ، فَهَزَمَهُمُ الله، وهرب داهر، فلمّا كان   [1] الدّيبل: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وباء موحّدة مضمومة، ولام، مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند. (معجم البلدان 2/ 495. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 257 فِي اللَّيْلِ أَقْبَلَ دَاهِرٌ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ مُصْلِتِينَ [1] ، فَقُتِلَ دَاهِرٌ وَعَامَّةُ أُولَئِكَ، وَتَبِعْنَا مَنِ انْهَزَمَ، ثُمَّ سَارَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ فَافْتَتَحَ الْكَيْرَجَ [2] وَبَرَّهُمَا [3] . قَالَ عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ: وَفِي أَوَّلِهَا غَزَا مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ، فَأَتَى طَنْجَةَ، ثُمَّ سَارَ لا يَأْتِي عَلَى مَدِينَةٍ فَيَبْرَحُ حَتَّى يَفْتَحَهَا، أَوْ يَنْزِلُوا عَلَى حُكْمِهِ، ثُمَّ ساروا إِلَى قُرْطُبَةَ، ثُمَّ غَرَّبَ وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ بَاجَةَ وَمَدِينَةَ الْبَيْضَاءِ، وَجَهَّزَ الْبُعُوثَ، فَجَعَلُوا يَفْتَتِحُونَ وَيَغْنِمُونَ [4] . قَالَ خَلِيفَةُ [5] : وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ خُوَارَزْمَ، فَصَالَحُوهُ عَلَى عَشَرَةِ آلافِ رَأْسٍ، ثُمَّ سَارَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ، فَقَاتَلُوهُ قِتَالا شَدِيدًا، وَحَاصَرَهُمْ حَتَّى صَالَحُوهُ عَلَى أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمِائَتَيْ أَلْفٍ، وَعَلَى أَنْ يُعْطُوهُ تِلْكَ السَّنَةَ ثَلاثِينَ أَلْفِ رَأْسٍ. قَالَ [6] : وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَرْضَ الرُّومِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ حِصْنًا. وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَافْتَتَحَ مَا بَيْنَ الْحِصْنِ الْجَدِيدِ مِنْ نَاحِيَةِ مَلَطْيَةَ [7] . وَغَزَا مَرْوَانُ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدَ فَبَلَغَ خَنْجَرَةَ [8] . وَحَجَّ بِالنَّاسِ ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عبد العزيز بن الوليد [9] .   [1] في طبعة القدسي 3/ 326 «مصلين» وهو غلط. [2] لم يذكرها ياقوت في معجمه. وهي في فتوح البلدان 539 و 541. [3] الخبر في تاريخ خليفة 304، 305. [4] تاريخ خليفة 305. [5] في تاريخه 305. [6] في تاريخه 305. [7] تاريخ خليفة 305، تاريخ الطبري 6/ 469، الكامل في التاريخ 4/ 578. [8] في الأصل «حنجرة» . والتصحيح من: تاريخ خليفة 305، وتاريخ الطبري 6/ 469، والكامل في التاريخ 4/ 578، ونهاية الأرب 21/ 313. [9] تاريخ خليفة 305، تاريخ الطبري 6/ 482، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 4/ 578، نهاية الأرب 21/ 321. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 258 وَقَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [1] : سَارَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى سَمَرْقَنْدَ بَغْتَةً فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ، فَنَازَلَهَا، فَاسْتَنْجَدَ أَهْلُهَا بِمَلِكِ الشَّاشِ وَفَرْغَانَةَ، فَأَنْجَدُوهُمْ، فَنَهَضُوا لِيُبَيِّتُوا الْمُسْلِمِينَ، فَعَلِمَ قُتَيْبَةُ، فَانْتَخَبَ فُرْسَانًا مَعَ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ وَأَكْمَنَهُمْ عَلَى جَنْبَتَيْ طَرِيقِ التُّرْكِ، فَأَتَوْا نِصْفَ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ الْكَمِينُ عَلَيْهِمْ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَفْلِتْ مِنَ التُّرْكِ إِلا الْيَسِيرُ. قَالَ بَعْضُهُمْ: أَسَرْنَا طَائِفَةً فَسَأَلْنَاهُمْ، فَقَالُوا: مَا قَتَلْتُمْ مِنَّا إِلا ابْنَ مَلِكٍ، أَوْ بَطَلًا، أَوْ عَظِيمًا، فَاحْتَزَزْنَا الرُّءُوسَ، وَحَوَيْنَا السَّلَبَ، وَالأَمْتِعَةَ الْعَظِيمَةَ، وَأَصْبَحْنَا إِلَى قُتَيْبَةَ، فَنَفَّلْنَا ذَلِكَ كُلَّهُ، ثُمَّ نَصَبْنَا الْمَجَانِيقَ عَلَى أَهْلِ السُّغْدِ، وَجَدَّ فِي قِتَالِهِمْ حَتَّى قَارَبَ الْفَتْحَ، ثُمَّ صَالَحَهُمْ، وَبَنَى بِهَا الْجَامِعَ وَالْمِنْبَرَ [2] . قَالَ: وَأَمَّا الْبَاهِلِيُّونَ فَيَقُولُونَ: صَالَحَهُمْ عَلَى مِائَةِ أَلْفِ رَأْسٍ، وَبُيُوتِ النِّيرَانِ، وَحِلْيَةِ الأَصْنَامِ، فَسُلِبَتْ ثُمَّ أُحْضِرَتْ إِلَى بَيْنَ يَدَيْهِ، فَكَانَتْ كَالْقَصْرِ الْعَظِيمِ- يَعْنِي الأَصْنَامَ- فَأَمَرَ بِتَحْرِيقِهَا، فَقَالُوا: مَنْ حَرَّقَهَا هَلَكَ. قَالَ قُتَيْبَةُ: أَنَا أَحْرِقُهَا بِيَدَيَّ، فَجَاءَ الْمَلِكُ غَوْزَكُ فَقَالَ: إِنَّ شُكْرَكَ عَلَيَّ وَاجِبٌ، لا تَعْرِضَنَّ لِهَذِهِ الأَصْنَامِ، فَدَعَا قُتَيْبَةُ بِالنَّارِ وَكَبَّرَ، وَأَشْعَلَ فِيهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ أُضْرِمَتْ، فَوَجَدُوا بَعْدَ الْحَرِيقِ مِنْ بَقَايَا مَا كَانَ فِيهَا مِنْ مَسَامِيرِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَمْسِينَ أَلْفِ مِثْقَالٍ [3] . ثُمَّ اسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ أَخَاهُ، وَخَلَّفَ عِنْدَهُ جَيْشًا كَثِيفًا، وَقَالَ: لا تَدَعْنَ مُشْرِكًا يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَدِينَةِ إِلا وَيَدُهُ مَخْتُومَةٌ، وَمَنْ وَجَدْتَ مَعَهُ حَدِيدَةً أَوْ سِكِّينًا فَاقْتُلْهُ، وَلا تَدَعَنَّ أَحَدًا مِنْهُمْ يَبِيتُ فِيهَا، وَانْصَرَفَ قُتَيْبَةُ إِلَى مَرْوَ.   [1] في تاريخه 6/ 469- 473. [2] تاريخ الطبري 6/ 474، 475. [3] تاريخ الطبري 6/ 475، 476، الكامل في التاريخ 4/ 573. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 259 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ. وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ. وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَمَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ. وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَرَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَدِيرِ. وَتَمِيمُ بْنُ طُرْفَةَ. وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ. وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ بَلَدَ كَابُلَ وَحَصَرَهَا حَتَّى افْتَتَحَهَا، ثُمَّ غَزَا فَرْغَانَةَ، فَحَصَرَهَا وَافْتَتَحَهَا عُنْوَةً، وَبَعَثَ جَيْشًا فَافْتَتَحُوا الشَّاشَ [1] وَفِيهَا قَتَلَ مُحَمَّدُ بن القاسم الثقفيّ صصّة بن داهر [2] .   [1] تاريخ خليفة 306، تاريخ الطبري 6/ 483، الكامل في التاريخ 4/ 581. [2] تاريخ خليفة 306. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 260 وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ سَنْدَرَةً [1] مِنْ أَرْضِ الرُّومِ [2] . وَغَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ فَافْتَتَحَ مَدِينَتَيْنِ مِنَ السَّاحِلِ [3] . وَغَزَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَ غَزَالَةَ [4] . وَحَجَّ بِالنَّاسِ الأَمِيرُ مُسْلِمَةُ [5] . وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَى الإِسْلامِ فُتُوحًا عَظِيمَةً فِي دَوْلَةِ الْوَلِيدِ، وَعَادَ الْجِهَادُ شَبِيهًا بِأَيَّامِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَفِي شَعْبَانَ عُزِلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوَلِيَهَا عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْمُرِّيُّ بَعْدَهُ سَنَتَيْنِ وَشَهْرًا حَتَّى عَزَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [6] . قَالَ مَالِكٌ: وَعَظَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ نَفَرًا فِي شَيْءٍ، وَكَانَ فِيهِمْ مَوْلَى لابْنِ حَيَّانَ، فَبَعَثَ لابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابَهُ فَضَرَبَهُمْ لِكَلامِهِمْ فِي النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ: تَتَكَلَّمُونَ فِي مِثْلِ هَذَا!. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [7] : أَظْلَمُ مِنِّي مَنْ وَلَّى عُثْمَانَ بْنَ حَيَّانَ الْحِجَازَ، يَنْطِقُ بِالأَشْعَارِ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَلَّى قُرَّةَ بْنَ شَرِيكٍ مِصْرَ، وَهُوَ أَعْرَابِيٌّ، جَافٍ أَظْهَرَ فِيهَا المعازف، والله المستعان.   [1] لم يذكرها ياقوت في معجمه. [2] تاريخ خليفة 306. [3] هما: أنطالية (باللام) وقارطة، وقد وردت (أنطاكية) - بالكاف- في تاريخ خليفة 306، وتاريخ الطبري 4/ 483، والكامل في التاريخ 4/ 582. والصحيح ما أثبتناه- على الأرجح- فأنطالية (باللام) هي على الساحل، أما أنطاكية (بالكاف) فهي في الداخل، وكانت مفتوحة من عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [4] لم يذكرها ياقوت في معجمه. والخبر في تاريخ خليفة 306 وتاريخ الطبري 6/ 483، والكامل لابن الأثير 4/ 578 وقال: غزالة من ناحية ملطية. [5] تاريخ خليفة 306، تاريخ الطبري 6/ 491، مروج الذهب 4/ 399. [6] تاريخ الطبري 6/ 485. [7] انظر نحو قوله في تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 208 ب. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 261 سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ شَهِيدًا. وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ. وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَأَخُوهُ حُمَيْدٌ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ [1] قَاضِي مِصْرَ. وَفِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ سِتٍّ جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ. وَفِيهَا الْحَجَّاجُ. وَفِيهَا قَالَ خَلِيفَةُ [2] : افْتَتَحَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُولْتَانَ [3] . وَقَفَلَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْوَلِيدِ، وَحَمَلَ الأَمْوَالَ على   [1] في الأصل «خديج» وهو تحريف. [2] في تاريخه 307. [3] بضم أوله وسكون ثانيه واللام، يلتقي فيه ساكنان، وأكثر ما يسمع فيه «ملتان» بغير واو، من بلاد الهند، كما في معجم البلدان 5/ 227. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 262 الْعَجَلِ، وَمَعَهُ ثَلاثُونَ أَلْفَ رَأْسٍ [1] . وَفِيهَا افْتَتَحَ مُسْلِمَةُ مَدِينَةَ الْبَابِ مِنْ أَرْمِينِيَةَ وَخَرَّبَهَا، ثُمَّ بَنَاهَا مُسْلِمَةُ بَعْدَ ذَلِكَ بِتِسْعِ سِنِينَ. وَحَدَّثَنِي أَبُو مَرْوَانَ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بِاهِلَةَ حَضَرَ مُسْلِمَةَ قَالَ: نَزَلَ مُسْلِمَةُ عَلَى مَدِينَةِ الْبَابِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ أَنْ يُؤَمِّنَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، وَيَدُلُّهُ عَلَى عَوْرَةِ الْمَدِينَةِ، فَأَعْطَاهُ ذَلِكَ، فَدَخَلَ الْمُسْلِمُونَ، وَبَدَرَ بِهِمُ الْعَدُوُّ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ كَبَّرَ شَيْخٌ وَقَالَ: الظَّفْرُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ مُسْلِمَةَ [2] . وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ الشَّاشَ ثَانِيًا، فَأَتَتْهُ وَفَاةُ الْحَجَّاجِ، فَرَجَعَ إِلَى مَرْوَ [3] . وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ صِلَةُ بْنُ أُشَيْمٍ. وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ. وَزُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى. وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ. وَأَبُو تَمِيمَةَ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ الْهُجَيْمِيُّ. وَالْفَضْلُ بْنُ زَيْدٍ الرَّقَاشِيُّ أبو سنان، أحد العابدين.   [1] تاريخ خليفة 307. [2] تاريخ خليفة 307. [3] تاريخ خليفة 307 وفيه «فرجع إلى مروان» وهو وهم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 263 سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَقُتِلَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَفِيهَا تُوُفِّيَ: مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ. وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ- فِي قَوْلٍ-. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ. وَقُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ الْقَيْسِيُّ. وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ. وَآخَرُونَ بِخِلَافٍ فِيهِمْ. وَفِيهَا اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ، فَأَغْزَى الصَّائِفَةَ أَخَاهُ مُسْلِمَةَ [1] . وَغَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَافْتَتَحَ طُوبَسَ [2] وَالْمَرْزُبَانِينَ [3] ، وَأُصِيبَ جِدَارُ الْعُذْرِيِّ الشَّامِيِّ وَمَنْ مَعَهُ بِأَرْضِ الرُّومِ [4] ، وَهُوَ جَدُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ لأُمِّهِ، وَقَدْ روى عنه.   [1] تاريخ خليفة 313. [2] هكذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 329، وفي تاريخ خليفة «طبرس» وفي تاريخ الطبري «طولس» ، ولم يذكر أيّا منها ياقوت في معجمه. والله أعلم بالصواب. [3] في طبعة القدسي 3/ 329 «المزرباس» والتصحيح عن تاريخ خليفة 313 والطبري 6/ 493. [4] تاريخ خليفة 313. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 264 سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ- أَوْ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ-. وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ. وَسَعِيدُ بْنُ مُرْجَانَةَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ الْمَصْرِيُّ. وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ- فِي قَوْلٍ-. وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. وَالسَّائِبُ بْنُ خَبَّابٍ [1] . وَفِي بَعْضِهِمْ خُلْفٌ يَأْتِي فِي تَرَاجِمِهِمْ-. وَمُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ. وَفِيهَا غَزَا يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ جُرْجَانَ. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: غَزَاهَا وَلَمْ تَكُنْ يَوْمَئِذٍ مَدِينَةً، إِنَّمَا هِيَ جِبَالٌ مُحِيطَةٌ بِهَا، وَتَحَوَّلَ صَوْلُ الْمَلِكِ إِلَى الْبُحَيْرَةِ [2] جَزِيرَةً فِي الْبَحْرِ، وَكَانَ يَزِيدُ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا، فَدَخَلَهَا يَزِيدُ، فَأَصَابَ أَمْوَالا، ثُمَّ خرج إلى البحيرة، فحاصره، فكان   [1] في الأصل «حباب» وهو تحريف. [2] في الأصل «النجيرة» والتصحيح من تاريخ خليفة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 265 يَخْرُجُ فَيُقَاتِلُ، فَمَكَثُوا كَذَلِكَ أَشْهُرًا، ثُمَّ انْصَرَفَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ [1] . وَذَكَرَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ: أَنَّ يَزِيدَ صَالَحَهُمْ عَلَى خَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فِي الْعَامِ [2] . وَرَوَى حَاتِمُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ شَهِدَ ذَلِكَ مَعَ يَزِيدَ، قَالَ: صَالَحَهُمْ عَلَى خَمْسِمِائَةِ أَلْفٍ، وَبَعَثُوا إِلَيْهِ بثِيَابٍ وَطَيَالِسَةٍ وَأَلْفِ رَأْسٍ [3] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] : وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بَرْجَمَةَ [5] ، وَحِصْنَ ابْنِ عَوْفٍ، وَافْتَتَحَ أَيْضًا حِصْنَ الْحَدِيدِ، سَرْدَوْسَلَ [6] ، وَشَتَّى بِنَوَاحِي الرُّومِ [7] . وَأَقَامَ الْحَجَّ الْخَلِيفَةُ سُلَيْمَانُ [8] . وَفِيهَا بَعَثَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى الْمَغْرِبِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ مَوْلَى قُرَيْشٍ، فَوَلِيَ سَنَتَيْنِ فَعَدَلَ، وَلَكِنَّهُ عَسَفَ بِآلِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ، وَقَبَضَ عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى وَسَجَنَهُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْبَرِيدُ بأن يقتله، فولي قتل عبد الله:   [1] تاريخ خليفة 314، وانظر كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي 7/ 286- 289. [2] تاريخ خليفة 314 وفي كتاب الفتوح لابن أعثم «على ثلاثمائة ألف درهم ومائتي رأس رقيق» . [3] تاريخ خليفة 314. [4] في تاريخه. [5] قال ياقوت في معجمه 1/ 374: «حصن للروم في شعر جرير» . [6] في طبعة القدسي 3/ 329 «سردانية» والتصحيح من تاريخ خليفة وقال: بضواحي الروم. ولم أجده في معجم ياقوت. وقد قال ياقوت: «وفي أخبار بلاد الروم أسماء عجزت عن تحقيقها وضبطها فليعذر الناظر في كتابي هذا. ومن كان عنده أهلية ومعرفة وقتل شيئا منها علما فقد أذنت له في إصلاحه مأجورا» . وقوله: قتل أرضا: أي خبرها وعلمها. [7] الخبر عند خليفة 314: «وشتّى عمر بن هبيرة في البحر» . [8] تاريخ خليفة 314، تاريخ الطبري 6/ 529، مروج الذهب 4/ 399، والكامل في التاريخ 5/ 26. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 266 خَالِدُ بْنُ خَبَّابٍ [1] ، وَكَانَ أَخُوهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُوسَى عَلَى الأَنْدَلُسِ، ثُمَّ ثَارُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، لِكَوْنِهِ خَلَعَ طَاعَةَ سُلَيْمَانَ، قَتَلَهُ وَهُوَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نافع الفهريّ [2] .   [1] في البيان المغرب 1/ 47 (خالد بن أبي حبيب القرشيّ) . [2] انظر الكامل في التاريخ 5/ 22. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 267 سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: كُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ. وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ. وَسَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ أَبُو عُبَيْدٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ النَّخَعِيُّ. وَعَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ الْفَقِيهُ. وَآخَرُونَ مُخْتَلَفٌ فِيهِمْ. وَفِيهَا غَزَا يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ طَبَرِسْتَانَ، فَسَأَلَهُ الأَصْبَهْبَذُ [1] الصُّلْحَ، فَأَبَى، فَاسْتَعَانَ بِأَهْلِ الْجِبَالِ وَالدَّيْلَمِ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ مَصَافٌّ كَبِيرٌ، وَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، ثُمَّ هَزَمَ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ صُولِحَ الأَصْبَهْبَذُ عَلَى سَبْعِمِائَةِ أَلْفٍ، وَقِيلَ خَمْسِمِائَةٍ فِي السَّنَةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْمَتَاعِ وَالرَّقِيقِ [2] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: غَدَرَ أَهْلُ جُرْجَانَ بِمَنْ خَلَّفَ يزيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ عَلَيْهِمْ   [1] في الأصل «الاصفهيد» ، والتصحيح من تاريخ خليفة، والفتوح لابن أعثم 7/ 289، وتاريخ الطبري، وغيره، وقد تقدّم التعريف بالأصبهبذ في الكتاب، فليراجع. [2] انظر: تاريخ خليفة 315، وتاريخ الطبري 6/ 532- 535. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 268 مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَتَلُوهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صُلْحِ طَبَرِسْتَانَ سَارَ إِلَيْهِمْ، فَتَحَصَّنُوا، فَقَاتَلَهُمْ يَزِيدُ أَشْهُرًا، ثُمَّ أَعْطُوا بِأَيْدِيهِمْ، وَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَقَاتَلَ الْمُقَاتِلَةَ، وَصَلَبَ مِنْهُمْ فَرْسَخَيْنِ، وَقَادَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشْرَ أَلْفَ نَفْسٍ إِلَى وَادِي جُرْجَانَ فَقَتَلَهُمْ، وَأَجْرَى الْمَاءَ فِي الْوَادِي عَلَى الدَّمِ، وَعَلَيْهِ أَرْحَاءُ تَطْحَنُ بِدِمَائِهِمْ، فَطَحَنَ وَاخْتَبَزَ وَأَكَلَ، وَكَانَ قَدْ حَلَفَ عَلَى ذَلِكَ [1] . قَالَ خَلِيفَةُ [2] : وَفِيهَا شَتَّى مُسْلِمَةُ بِضَوَاحِي الرُّومِ، وَشَتَّى عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ فِي الْبَحْرِ، فَسَارَ مُسْلِمَةُ مِنْ مَشْتَاهُ حَتَّى صَارَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، إِلَى أَنْ جَاوَزَ الْخَلِيجَ، وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ الصَّقَالِبَةِ، وَأَغَارَتْ خَيْلُ بُرْجَانَ عَلَى مُسْلِمَةَ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، وخرّب مسلمة ما بين الخليج وقسطنطينية. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ نَزَلَ بِدَابِقٍ [3] ، وَكَانَ مُسْلِمَةُ عَلَى حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُفتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ وَلَنِعْمَ الأَمِيرُ أَمِيرُهَا» فَدَعَانِي مُسْلِمَةُ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَغَزَاهُمْ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: رَاوِيهِ مَجْهُولٌ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَخْبَرَنِي مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ هَمَّ بِالإِقَامَةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَجَمَعَ النَّاسَ وَالأَمْوَالَ بِهَا، وَقَدِمَ عَلَيْهِ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَهُ الْخَبَرُ أَنَّ الرُّومَ خَرَجَتْ عَلَى سَاحِلِ حِمْصَ فَسَبَتْ جَمَاعَةً فِيهِمُ امْرَأَةٌ لَهَا ذِكْرٌ، فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا هُوَ إِلا هَذَا، نَغْزُوهُمْ وَيَغْزُونَا، وَاللَّهِ لأَغْزُوَنَّهُمْ غَزْوَةً أَفْتَحُ فِيهَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ أَوْ أَمُوتَ دُونَ ذَلِكَ. ثُمَّ الْتَفَتَ إلى مسلمة وموسى بن   [1] تاريخ خليفة 315، وانظر التفاصيل عند الطبري 6/ 541 وما بعدها، وكتاب الفتوح لابن أعثم 7/ 296. [2] في تاريخه 315، 316. [3] مرج بنواحي حلب، تجتمع فيه جيوش المسلمين حين تريد غزو بلاد الروم، وبه قرية، فيها مات سليمان بن عبد الملك. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 269 نُصَيْرٍ فَقَالَ: أَشِيرُوا عَلَيَّ. فَقَالَ مُوسَى: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ أَرَدْتَ ذَلِكَ فَسِرْ سِيرَةَ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا فَتَحُوهُ مِنَ الشَّامِ وَمِصْرَ إِلَى إفريقية، ومن العراق إلى خراسان، كُلَّمَا فَتَحُوا مَدِينَةً اتَّخَذُوهَا دَارًا وَحَازَوْهَا لِلإِسْلامِ، فَابْدَأْ بِالدُّرُوبِ فَافْتَحْ مَا فِيهَا مِنَ الْحُصُونِ وَالْمَطَامِيرِ وَالْمَسَالِحِ، حَتَّى تَبْلُغَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَقَدْ هُدِّمَتْ حُصُونُهَا وَأُوهِيَتْ قُوَّتُهَا، فَإِنَّهُمْ سَيُعْطُونَ بِأَيْدِيهِمْ. فَالْتَفَتَ إِلَى مُسْلِمَةَ فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: هَذَا الرَّأْيُ إِنْ طَالَ عُمْرٌ إِلَيْهِ، أَوْ كَانَ الَّذِي يَبْنِي [1] عَلَى رَأْيِكَ، وَلا تَنْقُضُهُ، رَأَيْتُ أَنْ تَعْمَلَ مِنْهُ مَا عَمِلْتَ وَلا يَأْتِي عَلَى مَا قَالَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً [2] ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تغزي جَمَاعَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيُحَاصِرُونَهَا، فَإِنَّهُمْ مَا دَامَ عَلَيْهِمُ الْبَلاءُ أَعْطُوا الْجِزْيَةَ أَوْ فَتَحُوهَا عُنْوَةً، وَمَتَى مَا يَكُونُ ذَلِكَ، فَإِنَّ مَا دُونَهَا مِنَ الْحُصُونِ بِيَدِكَ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا الرَّأْيُ. فَأَغْزَى جَمَاعَةَ أَهْلِ الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ فِي الْبَرِّ فِي نَحْوِ عِشْرِينَ وَمِائَةِ أَلْفٍ، وَأَغْزَى أَهْلَ مِصْرَ وَإِفْرِيقِيَّةَ فِي الْبَحْرِ فِي أَلْفِ مَرْكَبٍ، عَلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيُّ، وَعَلَى الْكُلِّ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فَأَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ سُلَيْمَانَ أَخْرَجَ لَهُمُ الأَعْطِيَةَ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ عَزَمَ عَلَى غَزْوِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَالإِقَامَةِ عَلَيْهَا، فَاقْدِرُوا لِذَلِكَ قَدْرَهُ، ثُمَّ قَدِمَ دِمَشْقَ فَصَلَّى بِنَا الْجُمُعَةَ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَكَلَّمَ النَّاسَ، وَأَخْبَرَهُمْ بِيَمِينِهِ الَّتِي حَلَفَ عَلَيْهَا مِنْ حِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، فَانْفِرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ ثُمَّ الصَّبْرِ، وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ دَابِقًا، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَرَحَلَ مُسْلِمَةُ [3] . وَفِيهَا ثَارَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ النَّابِغَةِ التَّمِيمِيُّ   [1] في سير أعلام النبلاء «يأتي» . [2] العبارة في السير: «أو كان الّذي يأتي على رأيك، وبريد ذلك، خمس عشرة سنة، ولكني أرى..» . [3] الخبر في سير أعلام النبلاء 4/ 501، 502. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 270 بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ مُتَوَلِّي الأَنْدَلُسِ فَقَتَلُوهُ [1] وَأَمَّرُوا عَلَى الأَنْدَلُسِ أَيُّوبَ ابْنَ أُخْتِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ [2] . ثُمَّ الأُمُورُ مَا زَالَتْ مُخْتَلِفَةٌ بِالأَنْدَلُسِ زَمَانًا لا يَجْمَعُهُمْ وَالٍ، إِلَى أَنْ وَلِيَ السَّمْحُ بْنُ مَالِكٍ الْخَوْلانِيُّ فِي حُدُودِ الْمِائَةِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ [3] . وَأَمَّا مُسْلِمَةُ فَسَارَ بِالْجُيُوشِ، وَأَخَذَ مَعَهُ إِلْيُونَ الرُّومِيَّ الْمَرْعَشِيَّ لِيَدُلَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ وَالْعَوَارِ، وَأَخَذَ عُهُودَهُ وَمَوَاثِيقَهُ عَلَى الْمُنَاصَحَةِ وَالْوَفَاءِ، إِلَى أَنْ عَبَرُوا الْخَلِيجَ وَحَاصَرُوا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، إِلَى أَنْ بَرَحَ بِهِمُ الْحِصَارُ، وَعَرَضَ أَهْلُهَا الْفِدْيَةَ عَلَى مُسْلِمَةَ، فَأَبَى أَنْ يَفْتَحَهَا إِلا عُنْوَةً، قَالُوا: فَابْعَثْ إِلَيْنَا إِلْيُونَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مِنَّا وَيَفْهَمُ كَلامَنَا مُشَافَهَةً، فَبَعَثَهُ إِلَيْهِمْ، فَسَأَلُوهُ عَنْ وَجْهِ الْحِيلَةِ، فَقَالَ: إِنْ مَلَّكْتُمُونِي عَلَيْكُمْ لَمْ أَفْتَحَهَا لِمُسْلِمَةَ، فَمَلَّكُوهُ، فَخَرَجَ وَقَالَ لِمُسْلِمَةَ: قَدْ أَجَابُونِي أَنَّهُمْ يَفْتَحُونَهَا، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَفْتَحُونَهَا مَا لَمْ تُنَحِّ عنهم، قال: أخشى غدرك، فحلف لَهُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدِيبَاجٍ وَسَبْيٍ، وَانْتَقَلَ عَنْهَا مُسْلِمَةُ، فَدَخَلَ إِلْيُونُ فَلَبِسَ التَّاجَ، وَقَعَدَ عَلَى السَّرِيرِ، وَأَمَرَ بِنَقْلِ الطَّعَامِ وَالْعُلُوفَاتِ مِنْ خَارِجٍ، فملئوا الأَهْرَاءَ [4] وَشَحَنُوا الْمَطَامِيرَ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ مُسْلِمَةَ، فَكَرَّ رَاجِعًا، فَأَدْرَكَ شَيْئًا مِنَ الطَّعَامِ، فَغَلَّقُوا الأَبْوَابَ دُونَهُ، وَبَعَثَ إِلَى إِلْيُونَ يُنَاشِدُهُ وَفَاءَ الْعَهْدِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ إِلْيُونُ يَقُولُ: مَلِكُ الرُّومِ لا يُبَايِعُ بِالْوَفَاءِ، وَنَزَلَ مُسْلِمَةُ بِفَنَائِهِمْ ثَلاثِينَ شَهْرًا، حَتَّى أَكَلَ النَّاسُ فِي الْعَسْكَرِ الْمَيْتَةَ، وَقُتِلَ خلق، ثم ترحّل [5] .   [1] البيان المغرب 2/ 24. [2] البيان المغرب 2/ 25. [3] البيان المغرب 2/ 26. [4] قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: الهري بالضم. بيت كبير يجمع فيه طعام السلطان، جمعه أهراء. [5] انظر تاريخ الطبري 6/ 530، 531، الكامل في التاريخ 5/ 27، 28. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 271 سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ فِيهَا تُوُفِّيَ: الْخَلِيفَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ. وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. وَأَبُو سَاسَانَ حضين بْنُ الْمُنْذِرِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيَّ. وَمَحْمُودُ بْنُ الربيع، على الصحيح. وآخرون بخلاف. وفيها أَغَارَتِ الْخَزَرُ عَلَى أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَأَمِيرُ تِلْكَ الْبِلادِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ الْبَاهِلِيُّ، فَكَانَتْ وَقْعَةً قَتَلَ اللَّهُ فِيهَا عَامَّةَ الْخَزَرِ، وَكَتَبَ بِالنَّصْرِ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْبَاهِلِيُّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَوَّلُ مَا وَلِيَ الْخِلافَةَ [1] . وَكَانَتْ وَفَاةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَابِقَ غَازِيًا يوم الجمعة، عاشر صفر [2] .   [1] تاريخ خليفة 316. [2] في تاريخ الطبري 6/ 546 «لعشر ليال بقين من صفر» ، والمثبت يتفق مع تاريخ خليفة 316. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 272 وَأَمَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِحَمْلِ الطَّعَامِ وَالدَّوَابِّ إِلَى مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَمَرَ مَنْ كَانَ لَهُ حَمِيمٌ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ، فَأَغَاثَ النَّاسَ، وَأَذِنَ لَهُمْ فِي الْقُفُولِ مِنْ غَزْوِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ [1] . وَفِيهَا قَدِمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ مِنْ خُرَاسَانَ، فَمَا قَطَعَ الْجِسْرَ إِلا وَهُوَ مَعْزُولٌ، وَقَدِمَ عَدِيُّ بْنُ أَرْطَاةَ وَالِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَتَى يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَدِيٌّ وَقَيَّدَهُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَبَسَهُ حَتَّى مَاتَ [2] . وَبَعَثَ عُمَرُ الجَّراحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ [3] عَلَى إِمْرَةِ خُرَاسَانَ، وَقَالَ لَهُ: لا تَغْزُوا، وَتَمَسَّكُوا بِمَا فِي أَيْدِيكُمْ [4] . وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ [5] . وَعَزَلَ عُمَرُ عَنْ إِمْرَةِ مِصْرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ رِفَاعَةَ بِأَيُّوبَ بْنِ شُرَحْبِيلَ [6] . وَاسْتَقْضَى عَلَى الْكُوفَةِ الشَّعْبِيَّ [7] . وَجَعَلَ الْفُتْيَا بِمِصْرَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، ويزيد بن أبي حبيب،   [1] تاريخ خليفة 320. [2] تاريخ خليفة 320. [3] في الأصل «الحلمي» والتصحيح من تاريخ خليفة. [4] تاريخ خليفة 320. [5] تاريخ خليفة 320، تاريخ الطبري 6/ 554، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 5/ 43، وفي شفاء الغرام 2/ 340 ان الّذي حجّ هذا العام بالناس هو سليمان بن عبد الملك. وأقول هذا وهم، لأن سليمان كان قد توفي قبل موسم الحج. [6] كتاب الولاة والقضاة للكندي 67. [7] تاريخ الطبري 6/ 554. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 273 وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ. وَقَالَ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ثنا بَقِيَّةُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ قَالَ: غَزَوْنَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَجُعْنَا حَتَّى هَلَكَ نَاسٌ كَثِيرٌ، فَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَخْرُجُ إِلَى قَضَاءِ الْحَاجَةِ وَالآخَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغَ أَقْبَلَ ذَاكَ إِلَى رَجِيعِهِ فَأَكَلَهُ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَخْرُجُ إِلَى الْمَخْرَجِ فَيُؤْخَذُ فَيُذْبَحُ وَيُؤْكَلُ، وَإِنَّ الأَهْرَاءَ مِنَ الطَّعَامِ كَالتِّلالِ لا نَصِلُ إِلَيْهَا، يُكَايِدُ بِهَا أَهْلُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ خَلِيفَةُ [1] : فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ أَذِنَ لَهُمْ فِي الْقُدُومِ [2] . وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ مَوْلاهُمْ، فَوَصَلَ إِلَيْهَا سَنَةَ مِائَةٍ، وَكَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ، فأسلم خلق من البربر في ولايته [3] .   [1] في تاريخه 320. [2] في تاريخ خليفة «القفول» بدل «القدوم» . [3] مشاهير علماء الأمصار 179، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 25- 27، معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان، لعبد الرحمن الدبّاغ ومحمد بن عبد الله الأنصاري- ج 1/ 154- طبعة تونس 1320 هـ-، ورياض النفوس لأبي عبد الله بن عبد الله المالكي- ج 1/ 75- تحقيق د حسين مؤنس- طبعة القاهرة 1951، وانظر كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ج 1/ 474- 476 رقم 314. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 274 سَنَةَ مِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ. وَأَبُو الزَّاهِرِيَّةِ. وَتَمِيمُ بْنُ مُسْلِمَةَ. وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. وَدُخَيْنُ [1] بْنُ عَامِرٍ. وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ. وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ. وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ الزَّاهِدُ الْمَدَنِيُّ. وَفِي بَعْضِهِمْ خِلَافٌ. وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو عُثْمَانُ النَّهْدِيُّ. وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ. وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ. وَأَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ. وَفِيهَا وُلِدَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ: حنش الصَّنْعَانِيُّ، وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.   [1] مصغّرا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 وَأَبُو الطُّفَيْلِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ [1] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيُّ [2] . وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ لِلنَّاسِ أبو بكر بن حزم [3] .   [1] في الأصل «الجبليّ» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب لابن الأثير ج 1 ص 275) . [2] تاريخ الطبري 6/ 556، الكامل في التاريخ 5/ 55. [3] تاريخ خليفة 321، تاريخ الطبري 6/ 563، مروج الذهب 4/ 399، الكامل في التاريخ 5/ 55، نهاية الأرب 21/ 359. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 276 تَرَاجِمُ رِجَالِ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ [حَرْفُ الأَلِفِ] 201- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ سويد النّخعي) [1]- م 4- الأعور. عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. 202- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن قارظ) [2]- م د ت ن- وَيُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ الكنانيّ المدنيّ. رَأَى عُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَرَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، والسائب بن يزيد، وغيرهم.   [1] انظر عن (إبراهيم بن سويد النخعي) في: التاريخ الكبير 1/ 290، 291 رقم 932، وتاريخ الثقات لابن حبّان 52 رقم 26، والمعرفة والتاريخ 2/ 536 و 3/ 217، والجرح والتعديل 2/ 103 رقم 291، والثقات لابن حبّان 6/ 6، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1290، ورجال صحيح مسلم 1/ 39 رقم 28، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 21 رقم 74، وتهذيب الكمال 2/ 104 رقم 181، والكاشف 1/ 38 رقم 144، وتهذيب التهذيب 1/ 126، 127 رقم 224، وتقريب التهذيب 1/ 36 رقم 209، وجامع التحصيل 1/ 54، وخلاصة تذهيب التهذيب 18. [2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن قارظ) في: طبقات ابن سعد 5/ 58، والتاريخ الكبير 1/ 312، 313 رقم 991، وفي المصدرين: (إبراهيم بن قارظ) وفي أثناء الترجمة عند البخاري (إبراهيم بن عبد الله بن قارظ) ، والمعرفة والتاريخ 1/ 551 و 2/ 473 و 754، والجرح والتعديل 2/ 109 رقم 316، والثقات لابن حبّان، و 6/ 7، ورجال صحيح مسلم 1/ 41 رقم 35، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 22 رقم 78، والكاشف 1/ 40 رقم 155، وتهذيب الكمال 2/ 126 رقم 194، وتهذيب التهذيب 1/ 134، 135 رقم 239، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 223، وخلاصة تذهيب التهذيب 19. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 روى عنه: ابن أخيه سعيد بن خالد، وسلمان الأغر، وعمر بن عبد العزيز، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن أبي كثير، وآخرون. 203- (إبراهيم بن عبد الله بن معبد) [1]- د م ن ق- بن عباس. عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَمَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ. وَعَنْهُ: أَخُوهُ عَبَّاسٌ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ. 204- (إِبْرَاهِيمُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ) [2]- خ د ن- بن أبي ربيعة المخزوميّ المدنيّ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْتُ الصِّدِّيقِ. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَخَالَتِهِ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّهِ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وعنه: ابناه إسماعيل، وموسى، والزهري، وأبو حازم سلمة، والضحاك بن عثمان. 205- (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) [3]- سوى ت- أبو إسحاق،   [1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن معبد) في: التاريخ الكبير 1/ 302، 303 رقم 958، والجرح والتعديل 2/ 108 رقم 311، والثقات لابن حبّان 6/ 6، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 1124، ورجال صحيح مسلم 1/ 40 رقم 32، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 22 رقم 76، وتهذيب الكمال 2/ 130 رقم 198، والكاشف 1/ 41 رقم 159، وتهذيب التهذيب 1/ 137 رقم 243، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 227، وخلاصة تذهيب التهذيب 19. [2] انظر عن (إِبْرَاهِيمُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَبْدِ اللَّهِ) في: المحبّر لابن حبيب 101، وطبقات خليفة 245، والتاريخ الكبير 1/ 296، 297 رقم 950، والمعرفة والتاريخ 1/ 373، وتاريخ الطبري 1/ 180، والجرح والتعديل 2/ 111 رقم 330، والثقات لابن حبّان 6/ 6، وتهذيب الكمال 2/ 133، 134 رقم 202، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 20 رقم 66، والكاشف 1/ 41 رقم 163، وتهذيب التهذيب 1/ 138، 139 رقم 247، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 231، وخلاصة تذهيب التهذيب 19. [3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) في: طبقات ابن سعد 5/ 55، 56، والمحبّر لابن حبيب 439، وتاريخ خليفة 313، وطبقات خليفة 242، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 464، والتاريخ الكبير 1/ 295 رقم 947، وتاريخ الثقات 53 رقم 29، والمعرفة والتاريخ 1/ 367، وتاريخ أبي زرعة 1/ 418 و 444، والجرح والتعديل 2/ 111 رقم 328، وأنساب الأشراف 5/ 76، ورجال صحيح الجزء: 6 ¦ الصفحة: 278 ويقال أبو محمد الزّهريّ المدنيّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَسَعْدٍ، وَعَمَّارٍ، وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ. روى عنه: ابناه: سعد، وصالح، والزهري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن عمرو، وغيرهم. وأمه هي أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط، وَأَخَوَاهُ أَبُو سَلَمَةَ، وَحُمَيْدٌ. وَرَدَ أَنَّهُ شَهِدَ الدَّارَ مَعَ عُثْمَانَ. تُوُفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. وَوَثَّقَهُ النّسائيّ، وغيره. 206- إبراهيم النّخعيّ [1] ع ابن يزيد   [ () ] مسلم 1/ 42، 43 رقم 36، ورجال صحيح البخاري 1/ 55 رقم 43، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 11 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 17 رقم 55، وتهذيب الكمال 2/ 134- 136 رقم 203، والكاشف 1/ 41 رقم 164، والوافي بالوفيات 6/ 41 رقم 2476، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 272 و 310 و 396 و 505، ومرآة الجنان 1/ 198، وجامع التحصيل 166 رقم 6، والإصابة 1/ 95، 96 رقم 404، وتهذيب التهذيب 1/ 139، 140 رقم 248، وتقريب التهذيب 1/ 38 رقم 232، وخلاصة تذهيب التهذيب 19، وأسد الغابة 1/ 42، والمعارف 237، والعبر 1/ 112، وشذرات الذهب 1/ 111، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 228، والثقات لابن حبّان 4/ 4. [1] انظر عن (إبراهيم النّخعيّ) في: طبقات ابن سعد 6/ 270- 284، والمحبّر لابن حبيب 303، وطبقات خليفة 157، وتاريخ خليفة 313، والعلل لابن المديني 43 و 46 و 60 و 61 و 74 و 90 و 92 و 93، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 120 رقم 588 و 1/ 164 رقم 914 و 2/ 26 رقم 21 و 2/ 52 رقم 88 و 2/ 54 رقم 95 و 2/ 71 رقم 144 و 2/ 78 رقم 173 و 2/ 135 رقم 419 و 2/ 136 رقم 423، والتاريخ له 2/ 15- 18، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 16 و 35 و 131 و 132 و 183 و 200 و 217 و 237 و 248 و 355 و 479 و 573 و 593 و 648 و 649 و 949 و 952 و 953 و 1607 و 1253 و 1971 و 1972 و 2132 و 2148 و 2176 و 2244 و 2254 و 2726 و 2746 و 2334 و 2335 و 2587 وانظر فهرس الأعلام 70- 72، والتاريخ الصغير 102، والتاريخ الكبير 1/ 333، 334، رقم 1052، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 160، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 279 [1] بْنِ قَيْسِ بْنِ الأَسْوَدِ، أَبُو عِمْرَانَ النَّخَعِيُّ الكوفيّ، فَقِيهُ الْعِرَاقِ. رَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وَخَالِهِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي، وَصِلَةَ بْنِ زُفَرَ، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، وَعَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَهَمَّامِ بْنِ الحارث، وهنيّ بن نويرة، وخلق.   [ () ] وتاريخ الثقات 56، 57 رقم 45، والزاهر للأنباري 1/ 493 و 557 و 2/ 62 و 316 و 222، والمعرفة والتاريخ 2/ 100 و 604 وانظر فهرس الأعلام 3/ 434، وتاريخ أبي زرعة 1/ 122 و 293 و 439 و 470 و 616 و 629 و 645 و 650- 652 و 655 و 656 و 664- 666 و 2/ 675 و 683، وأنساب الأشراف 3/ 95 و 4 ق 1/ 216 و 235 و 236 و 380 و 382 و 484 و 518 و 4/ 120 و 5/ 3 و 31 و 172 و 270، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282، والمعارف 134، والبرصان والعرجان 340 و 364، والبيان والتبيين 1/ 192، وتاريخ الطبري 1/ 114- 116 و 343 و 443 و 444 و 2/ 310 و 315 و 419 و 3/ 197 و 201 و 589 و 615 و 4/ 32 و 33 و 226 و 227 و 520 و 7/ 359، والجرح والتعديل 2/ 144، 145 رقم 473، والمراسيل 8- 10 رقم 1، ورجال صحيح مسلم 1/ 47 رقم 49، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 748، والثقات لابن حبّان 4/ 8، 9، وحلية الأولياء 4/ 219- 240 رقم 273، والزهد لابن المبارك 45 و 99 و 124 و 142 و 147 و 259 و 388 و 389 و 423 و 444 و 450 و 463 و 468 و 485 و 503 و 534 والملحق به رقم 47 و 297، والعقد الفريد 2/ 217 و 233 و 236 و 237 و 239 و 372 و 429 و 432 و 434 و 437 و 3/ 184 و 198 و 201 و 209 و 210 و 234 و 416 و 4/ 41، وعيون الأخبار 1/ 230 و 267 و 3/ 15 و 101 و 4/ 56، وجمهرة أنساب العرب 415، ورجال صحيح البخاري 1/ 60، 61 رقم 51، ومروج الذهب 2149 و 2527، وطبقات الفقهاء للشيرازي 58 و 64 و 72 و 79 و 82 و 84 و 86 و 88، ورجال الطوسي 35 رقم 9، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 204 و 243 و 277- 285 و 3/ 42 و 50 و 55 و 56 و 57 و 63 و 65 و 67 و 72 و 73 و 182، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 18، 19 رقم 61، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 104، 105 رقم 36، ووفيات الأعيان 1/ 25، 26 و 441 و 2/ 39 و 400، 401 و 464، وصفة الصفوة 3/ 86- 90 رقم 412، وتهذيب الكمال 2/ 233- 240 رقم 265، والكامل في التاريخ 2/ 59 و 5/ 21، ودول الإسلام 1/ 65، وتذكرة الحفّاظ 1/ 69، 70، والعبر 1/ 113، والكاشف 1/ 51 رقم 220، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 256، وميزان الاعتدال 1/ 74، 75 رقم 252، والمغني في الضعفاء 1/ 30 رقم 209، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 373 و 351، وسير أعلام النبلاء 4/ 520- 529 رقم 213، وجامع التحصيل 168 رقم 13، ومرآة الجنان 1/ 180 و 198، والبداية والنهاية 9/ 140، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 39، والوافي بالوفيات 6/ 169 رقم 2622، وغاية النهاية 29، 30 رقم 125، وتهذيب التهذيب 1/ 177- 179 رقم 325، وتقريب التهذيب 1/ 46 رقم 301، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 23، وشذرات الذهب 1/ 111، وربيع الأبرار 4/ 61 و 99، وكتاب الشكر لابن أبي الدنيا 113. [1] في الأصل «زيد» والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 280 وَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهُوَ صَبِيٌّ. رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ معتّب، والعلاء بن المسيّب، وعبد الله بن شُبْرُمَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَطَائِفَةٌ. وَتَفَقَّهَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ. قِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا احْتَضَرَ جَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: وَأَيُّ خَطَرٍ أَعْظَمُ مِمَّا أَنَا فِيهِ، أَتَوَقَّعُ رَسُولا يرد عَلَيَّ من ربّي، إمّا بِالْجَنَّةِ وَإِمَّا بِالنَّارِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّها تَلَجْلَجُ فِي حَلْقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [1] . تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ تِسْعٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً عَلَى الصَّحِيحِ. وَقِيلَ ثَمَانٍ وَخَمْسُونَ سَنَةً. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: تُوُفِّيَ بَعْدَ الْحَجَّاجِ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ أَوْ خَمْسَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ الْحَجَّاجُ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] : دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، وَسَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ، وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. روى عنه: الشعبي، ومنصور، ومغيرة بن مقسم، وغيرهم من التابعين. وقال عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ [3] . وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْنَا نَنْتَظِرُ إِبْرَاهِيمَ، فَيَخْرُجُ وَالثِّيَابُ عَلَيْهِ مُعَصْفَرَةٌ، وَنَحْنُ نَرَى أَنَّ الْمَيْتَةَ قَدْ حَلَّتْ لَهُ [4] . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: جَهِدْنَا عَلَى إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَنْ نُجْلِسَهُ إِلَى سَارِيَةً، وَأَرَدْنَاهُ عَلَى ذَلِكَ فَأَبَى، وَكَانَ يَأْتِي الْمَسْجِدَ وَعَلَيْهِ قِبَاءٌ وريطة معصفرة [5] .   [1] حلية الأولياء 4/ 224، والزهد لابن المبارك 147 رقم 437، وفيات الأعيان 1/ 25. [2] ليس في الطبقات هذا القول المنسوب لابن سعد. [3] طبقات ابن سعد 9/ 271 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر، عن إبراهيم. [4] حلية الأولياء 4/ 221، 222. [5] انظر حلية الأولياء 4/ 221. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 281 قَالَ: وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَ الشُّرَطِ [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ ذَكِيًّا حَافِظًا، صَاحِبَ سُنَّةٍ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ إِنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ: مَا تُرِكَ بَعْدَهُ خَلَفٌ [2] . وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: تَبِعْتُ الشَّعْبِيَّ، فَمَرَرْنَا بِإِبْرَاهِيمَ، فَقَامَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: أَنَا أَفْقَهُ مِنْكَ حَيًّا، وَأَنْتَ أَفْقَهُ مِنِّي مَيِّتًا، وذاك أَنَّ لَكَ أَصْحَابًا يَلْزَمُونَكَ، فُيُحْيُونَ عِلْمَكَ [3] . وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَعْوَرُ [4] . قَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُظْهِرَ الرَّجُلُ مَا خَفِيَ مِنْ عَمَلِهِ الصَّالِحِ [5] . وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ رَجُلا عَالِمًا، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ أَقْدَمَ وَأَكْثَرَ حَدِيثًا. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ [6] الْحَبْحَابِ، عَنْ أَبِيهِ: كُنْتُ فِيمَنْ دَفَنَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَيْلا سَابِعَ سَبْعَةٍ، أَوْ تَاسِعَ تِسْعَةٍ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَدَفَنْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مَا تَرَكَ أَحَدًا أَعْلَمَ أَوْ أَفْقَهَ مِنْهُ، قُلْتُ: وَلا الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ؟ قَالَ: ولا الحسن وَابْنَ سِيرِينَ، ولا من أهل البصرة، ولا من أهل الكوفة، ولا من أهل الحجاز [7] . وقال أحمد بن عبد الله العجلي [8] : مات مختفيا من الحجاج. وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ إِذَا طَلَبَهُ إِنْسَانٌ لا   [1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 560 رقم 3646، طبقات ابن سعد 6/ 273. [2] انظر حلية الأولياء 4/ 221. [3] انظر طبقات ابن سعد 6/ 284. [4] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 383 رقم 5681، البرصان 364. [5] انظر حلية الأولياء 4/ 231. [6] «بن» ساقطة من الأصل. [7] طبقات ابن سعد 6/ 284، حلية الأولياء 4/ 220. [8] في تاريخ الثقات 56. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 يُحِبُّ أَنْ يَلْقَاهُ، خَرَجَتِ الْجارية فَقَالَتْ: اطلبوه فِي الْمَسْجِدِ [1] . وَقَالَ قَيْسٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي ذَكَرْتُ رَجُلا بِشَيْءٍ، فَبَلَغَهُ عَنِّي، فَكَيْفَ أَعْتَذِرُ، قَالَ: تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ مَا قُلْتُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ أَوْحَشَ رَدًّا لِلآثَارِ مِنْ إِبْرَاهِيمَ لِقِلَّةِ مَا سَمِعَ [2] ، فَذُكِرَ لِحَمَّادٍ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ: فِي الْفَأْرَةِ جَزَاءٌ إِذَا قَتَلَهَا الْمُحْرِمُ. قَالَ الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ. قرأ عليه: الأعمش، وطلحة بن مصرف. وقال وكيع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مغيرة، عن إبراهيم قال: الجهر بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِدْعَةٌ [3] . 207- إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ [4] ع- تَيْمُ الرَّبَابِ، أَبُو سَمَاءَ الْكُوفِيُّ الفقيه العابد.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 17. [2] يستبعد أن يكون كلام حمّاد في إبراهيم النخعي لأنه اشتهر عنه إدراكه ستين شيخا من أصحاب ابن مسعود، وشهد بعلمه الشعبيّ وأحمد بن حنبل وغيرهما. وقال الذهبي في ميزانه: استقرّ الأمر على أنه حجّة. [3] مسند أحمد 4/ 85، الجامع للترمذي (244) ، سنن النسائي 2/ 135. [4] انظر عن (إبراهيم بن يزيد التيمي) في: طبقات ابن سعد 6/ 285، 286، وتاريخ خليفة 306، وطبقات خليفة 155، والتاريخ لابن معين 2/ 15، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 16 و 17، والتاريخ الصغير 107، والتاريخ الكبير 1/ 334، 335 رقم 1053، والمعرفة والتاريخ 2/ 548 و 549 و 563 و 573 و 576 و 709 و 3/ 76 و 146 و 234، وتاريخ أبي زرعة 1/ 625، والجرح والتعديل 2/ 145 رقم 474، والثقات لابن حبّان 4/ 7، 8، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 749، ومروج الذهب 2148، وحلية الأولياء 4/ 210- 219 رقم 272، والزهد لابن المبارك 194، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 105، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 42 أ، ورجال صحيح مسلم 1/ رقم 50، ورجال صحيح البخاري 1/ رقم 52، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 19 رقم 62، وصفة الصفوة 3/ 49، وتهذيب الكمال 2/ 232، 233 رقم 264، واللباب 1/ 190، والعبر 1/ 106، وسير أعلام النبلاء 5/ 60- 62 رقم 19، وتذكرة الحفاظ 1/ 73، والكاشف 1/ 50 رقم 219، والمغني في الضعفاء 1/ 30 رقم 210، وميزان الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَالأَعْمَشُ، وَآخَرُونَ. قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَقِيلَ: مَاتَ فِي حَبْسِهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ شَابٌّ لَمْ يَبْلُغْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: رُبَّمَا أَتَى عَلَيَّ شَهْرٌ لا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا، لا يَسْمَعَنَّ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ [1] . وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَانَ إِذَا سَجَدَ كَأَنَّهُ جَذْمُ [2] حَائِطٍ تَنْزِلُ عَلَى ظَهْرِهِ الْعَصَافِيرُ [3] . 208- الأَخْطَلُ النَّصْرَانِيُّ الشَّاعِرُ [4] اسْمُهُ غِيَاثُ بْنُ غَوْثٍ التَّغْلِبِيُّ، شَاعِرُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَهُوَ مِنْ نُظَرَاءِ جَرِيرٍ   [ () ] الاعتدال 1/ 74 رقم 251، وجامع التحصيل 167 رقم 11، والوافي بالوفيات 6/ 168 رقم 2621، ومرآة الجنان 1/ 180، وغاية النهاية 1/ 29 رقم 124، والنجوم الزاهرة 1/ 225، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 23. [1] انظر حلية الأولياء 4/ 214. [2] في طبعة القدسي 3/ 337 «جذع» ، والتصويب من حلية الأولياء، والجذم: الأصل من الحائط أو القطعة منه. [3] حلية الأولياء 4/ 212. [4] انظر عن (الأخطل النصراني الشاعر) في: طبقات الشعراء لابن سلام 1/ 451، والشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 393- 404 رقم 87، والأغاني 8/ 280- 320، ومروج الذهب 2288، وشرح شواهد المغني 46، وسمط اللآلي 44، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 73 أ، وأنساب الأشراف 1/ 70، و 4 ق 1/ 284 و 354 و 372 و 452 و 453 و 474، والأخبار الموفقيات 227- 229 و 524، ونسب قريش 179، وثمار القلوب 186 و 275 و 473، وبدائع البدائه 20 و 24 و 25 و 26 و 64 و 65 و 88 و 220 و 260، وشرح أدب الكاتب 356 و 386، وأمالي المرتضى 1/ 218 و 267 و 343 و 455 و 466 و 553 و 611 و 637 و 2/ 16 و 18 و 24 و 25 و 52 و 63 و 110 و 115 و 175 و 285، وأمالي القالي 1/ 9 و 64 و 145 و 2/ 179 و 231 و 3/ 43 و 77 و 18 و 188 والذيل 118 و 119، ومعاهد التنصيص 1/ 272- 278، والتذكرة الفخرية 145 و 342، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 338، 339، وعيون الأخبار 1/ 319 و 2/ 214 و 4/ 34، وتخليص الشواهد 65 و 176 و 177 و 247، وخاص الخاص 105، والمثلّث لابن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 وَالْفَرَزْدَقِ، لَكِنْ تَقَدَّمَ مَوْتُهُ عَلَيْهِمَا. وَقَدْ قِيلَ لِلْفَرَزْدَقِ: مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ؟ قَالَ: كَفَاكَ بِي إِذَا افْتَخَرْتُ، وَبِجَرِيرٍ إِذَا هَجَا، وَبِابْنِ النَّصْرَانِيَّةِ إِذَا امْتَدَحَ. وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُجْزِلُ عَطَاءَ الأَخْطَلِ وَيُفَضِّلُهُ فِي الشِّعْرِ عَلَى غَيْرِهِ. وَلَهُ: وَالنَّاسُ هَمُّهُمُ الْحَيَاةُ وَلا أَرَى ... طُولَ الْحَيَاةِ يَزِيدُ غَيْرَ خَبَالِ وَإِذَا افْتَقَرْتَ [1] إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْرًا يَكُونُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ [2] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [3] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَائِشَةَ قَالَ: قَالَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى دِمَشْقٍ، فَإِذَا كَنِيسَةٌ، وَإِذَا الأَخْطَلُ فِي نَاحِيَتِهَا، فَسَأَلَ عَنِّي فَأُخْبِرَ، فَقَالَ، يَا فَتَى إِنَّ لَكَ شَرَفًا وَمَوْضِعًا، وَإِنَّ الْأُسْقُفَ قَدْ حَبَسَنِي، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَهُ وَتُكَلِّمَهُ فِي إِطْلاقِي، قُلْتُ: نَعَمْ، فَذَهَبْتُ إِلَى الأُسْقُفِّ، فَقَالَ لِي: مَهْلا، أُعِيذُكَ باللَّه أَنْ تَكَلَّمَ فِي مِثْلِ هَذَا، فَإِنَّهُ ظَالِمٌ يَشْتِمُ النَّاسَ وَيَهْجُوهُمْ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَامَ مَعِي، فدخل   [ () ] البطليوسي 1/ 315 و 355 و 361 و 371 و 496 و 2/ 25 و 59 و 87 و 121 و 228 و 265 و 295 و 340 و 365 و 426 و 427، والمنازل والديار 1/ 140 و 167 و 325 و 336، ووفيات الأعيان 1/ 321 و 324 و 325 و 432 و 2/ 248 و 4/ 436 و 6/ 279 و 309، والتذكرة الحمدونية 1/ 202 و 361 و 2/ 115 و 425 و 437 و 443 و 479، ومعجم الشعراء في لسان العرب 40- 42 رقم 19، والمعرفة والتاريخ 2/ 596، وتاريخ الطبري 7/ 290، وجمهرة أنساب العرب 305، والكامل في التاريخ 4/ 310 و 311 و 317 و 319 و 321 و 5/ 306، والعقد الفريد 3/ 132 و 5/ 296 و 297 و 322 و 386 و 6/ 339 و 349، والحماسة البصرية 2/ 419، والبرصان والعرجان 153 و 301، وخزانة الأدب 1/ 459، وقد نشر ديوانه الأب أنطون صالحاني مع تكملة له. [1] في الأصل «افتخرت» والتصويب من طبقات الشعراء وغيره. [2] البيتان في ديوان الأخطل 248، والحماسة البصرية 2/ 419، وتاريخ الطبري 6/ 186 ونسبهما لابن مقبل، والتذكرة الحمدونية 1/ 202 رقم 482، والثاني منهما في: طبقات الشعراء لابن سلام 1/ 493، والأغاني 8/ 310، وتاريخ دمشق 14/ 73 ب و 77 أ، والكامل في الأدب للمبرّد 2/ 14 وقد نسبه للخليل بن أحمد الفراهيدي. [3] في طبقات الشعراء 1/ 490، والخبر أيضا في الأغاني 8/ 309، 310. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 285 الْكَنِيسَةَ فَجَعَلَ يَتَوَعَّدُهُ وَيَرْفَعُ عَلَيْهِ الْعَصَا، وَيَقُولُ: تَعُودُ، وَهُوَ يَتَضَرَّعُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: لا، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا مَالِكٍ، تَهَابُكَ الْمُلُوكُ وَتُكْرِمُكَ الْخُلَفَاءُ، وَذِكْرُكَ فِي النَّاسِ [1] ، فَقَالَ: إِنَّهُ الدِّينُ، إنّه الدّين. وعن أبي عبيدة قَالَ: لَمَّا أَنْشَدَ الأَخْطَلُ كَلِمَتَهُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ الَّتِي يَقُولُ فِيهَا: شُمْسُ الْعَدَاوَةِ حَتَّى يُسْتَقَادَ لَهُمْ ... وَأَعْظَمُ النَّاسِ أَحْلامًا إِذَا قَدَرُوا [2] قَالَ: خُذْ بِيَدِهِ يَا غُلامُ فَأَخْرِجْهُ ثُمَّ أَلْقِ عَلَيْهِ مِنَ الْخِلَعِ مَا يَغْمُرُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ شَاعِرًا، وَإِنَّ شَاعِرَ بَنِي أُمَيَّةَ الأَخْطَلُ، فَمَرَّ بِهِ جَرِيرٌ فَقَالَ: كَيْفَ تَرَكْتَ خَنَازِيرَ أُمِّكَ؟ قَالَ: كَثِيرَةٌ، وَإِنْ أَتَيْتَنَا قريناك منها، قال: فكيف تَرَكْتَ أَعْيَارَ أُمِّكَ؟ قَالَ: كَثِيرَةٌ، وَإِنْ أَتَيْتَنَا حَمَلْنَاكَ عَلَى بَعْضِهَا [3] . وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: دَخَلَ الأَخْطَلُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: ويحك، صِفْ لِيَ السُّكْرَ، قَالَ: أَوَّلُهُ لَذَّةٌ، وَآخِرُهُ صُدَاعٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ سَاعَةٌ لا أَصِفُ لَكَ مَبْلَغَهَا، فقال: ما مبلغها؟ قال: لملك يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَهْوَنُ [عَلَيَّ] [4] مِنْ شِسْعِ نَعْلِي، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: إِذَا مَا نَدِيمِي عَلَّنِي ثُمَّ عَلَّنِي ... ثَلاثَ زُجَاجَاتٍ لَهُنَّ هَدِيرُ خَرَجْتُ أَجُرُّ الذَّيْلَ حَتَّى كَأَنِّي ... عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أمير 209- (أرقم بن شرحبيل) [5]- ق- الأوديّ الكوفيّ.   [1] في طبقات الشعراء لابن سلام: «وذكرك في الناس عظيم أمره» . [2] الأغاني 8/ 301 و 305. [3] الأغاني 8/ 306. [4] ما بين الحاصرتين إضافة من نسخة حيدرآباد. [5] انظر عن (أرقم بن شرحبيل) في: طبقات ابن سعد 6/ 177، وطبقات خليفة 147، والتاريخ الكبير 2/ 46 رقم 1637، والمعرفة والتاريخ 1/ 451 و 452 و 509، وتاريخ الطبري 3/ 196، والجرح والتعديل 2/ 310 رقم 1161، والثقات لابن حبّان 4/ 54، والكامل في ضعفاء الرجال 1/ 409، وتهذيب الكمال 2/ 314، 315 رقم 299، والكاشف 1/ 55 رقم 248، والمغني في الضعفاء 1/ 65 رقم 509، وميزان الاعتدال 1/ 171 رقم 691، وتهذيب التهذيب 1/ 198، 199 رقم 374، وتقريب التهذيب 1/ 51 رقم 340، وخلاصة تذهيب التهذيب 45. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 286 أَخَذَ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَصَحِبَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَى الشَّامِ. رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ هُزَيْلُ [1] بْنُ شُرَحْبِيلَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعيُّ، وَأَبُو قَيْسٍ الأَوْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ أَبِي السَّفَرِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. وقال أبو زرعة: كوفيّ ثقة. 210- (أسلم بن يزيد) [4]- د ت ق [5]- أبو عمران التّجيبيّ المصريّ، مَوْلَى عُمَيْرِ [6] بْنِ تَمِيمٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَصَفِيَّةَ أُمَّيِ المؤمنين، وجماعة. وعنه: سعيد بن أبي هلال، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن عياض. وكان وجيها في مصر، وكانت الأمراء يسألونه. وثقه النسائي. - (أسير بن جابر) [7]- خ م- وَيُقَالُ يُسَيْرُ. سَيَأْتِي، وَقَدْ تقدّم.   [1] في طبعة القدسي 3/ 338 «هذيل» بالذال، وهو تحريف. [2] في طبعة القدسي 3/ 338 «عبيد» وهو تصحيف. [3] في طبقاته 6/ 177. [4] انظر عن (أسلم بن يزيد) في: التاريخ الكبير 2/ 24 رقم 1568، وتاريخ الثقات للعجلي 63 رقم 79، والمعرفة والتاريخ 2/ 494، والجرح والتعديل 2/ 307 رقم 1146، والثقات لابن حبّان 4/ 46، ومشاهير علماء الأمصار له 122 رقم 954، وتهذيب الكمال 2/ 528، 529 رقم 405، والكاشف 1/ 608 رقم 341، وتهذيب التهذيب 1/ 265 رقم 499، وتقريب التهذيب 1/ 64 رقم 463، وخلاصة تذهيب التهذيب 31. [5] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 338 «ق» والتصحيح من نسخة حيدرآباد. [6] في الأصل وطبعة القدسي 3/ 338 «عمر» والتصحيح من نسخة حيدرآباد. [7] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية من هذا الجزء، باسم «يسير بن جابر» وقد حشدنا مصادرها هناك. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 287 211- (الأَغَرُّ أَبُو مُسْلِمٍ الْمَدَنِيُّ) [1]- م تم- نَزِيلُ الْكُوفَةِ. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ وَكَانَا اشْتَرَكَا فِي عِتْقِهِ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وأبو إسحاق، وطلحة بن مصرّف، وعطاء ابن السَّائِبِ، وَجَمَاعَةٌ. وَأَمَّا (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرُّ) ففي الكنى. 212- أنس بن مالك [2] ع ابْنُ النَّضْرِ بْنِ ضَمْضَمَ بْنِ زَيْدِ بْن حَرَامِ بْن جُنْدُب بْن عَامِرِ بْن غَنْمِ بن   [1] انظر عن (الأغرّ المدني) في: التاريخ لابن معين 2/ 420، والتاريخ الكبير 2/ 44 رقم 1630، وتاريخ الثقات 71 رقم 111، والجرح والتعديل 2/ 308 رقم 1152، والثقات لابن حبّان 4/ 53، ورجال صحيح مسلم 2/ 240 رقم 1592، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 48 رقم 181، وتهذيب الكمال 3/ 317، 318 رقم 544، والكاشف 1/ 85 رقم 462، وتهذيب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 82 رقم 620، وخلاصة تذهيب التهذيب 39. [2] انظر عن (أنس بن مالك) في: طبقات ابن سعد 7/ 17- 26، وطبقات خليفة 91 و 186، وتاريخ خليفة 99 و 107 و 123 و 259 و 265 و 306، ومعرفة الرجال 1/ 167، 168 رقم 933، والتاريخ لابن معين 2/ 43- 45، ومسند أحمد 3/ 98، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 215 و 1748 و 2088 و 2717 و 5301 و 5528 و 5924، والتاريخ الصغير 91 و 102، والتاريخ الكبير 2/ 27، 28 رقم 1579، وتاريخ الثقات للعجلي 73 رقم 119، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 79 رقم 3، والمحبّر لابن حبيب 301 و 344 و 379، والمعارف 372 و 610، والعلل لابن المديني 47 و 51 و 53 و 60 و 63 و 73 و 80 والسير والمغازي لابن إسحاق 94 و 96 و 265 و 272 و 296 و 330، والمغازي للواقدي 280 و 310 و 350 و 569 و 570 و 707 و 897 و 903 و 1026 و 1058، والمعرفة والتاريخ 1/ 506- 508 وانظر فهرس الأعلام 3/ 455، 456، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام) 2/ 816، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 1/ 619 و 4/ ق 1/ 407 و 486 و 487 و 4/ 106 و 5/ 188 و 279، والأخبار الطوال 118 و 130 و 323 و 328، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 3 و 21 و 24 و 25 و 42 و 55 و 157 و 3/ 243 و 244، وتاريخ اليعقوبي 2/ 272، والزاهر للأنباري 2/ 239 و 274، والأخبار الموفقيّات 328، 329، والبرصان والعرجان (انظر فهرس الأعلام) 399، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 308، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 187، والجرح والتعديل 2/ 286 رقم 1036، ورجال صحيح مسلم 1/ 65، 66 رقم 89، ورجال صحيح البخاري 1/ 86، 87 رقم 93، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 288 عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، أَبُو حَمْزَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ الخزرجيّ، خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآخِرُ أَصْحَابِهِ مَوْتًا. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا كَثِيرًا، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَأُسَيْدِ بْنِ الْحُضَيْرِ، وَأَبِي طَلْحَةَ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأُمِّهِ أُمِّ سُلَيْمٍ، وَخَالَتِهِ أَمِّ حَرَامٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَابْنُ سِيرِينَ، والشّعبيّ، ومكحول، وعمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبُو قِلابَةَ، وَطَائِفَةٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ   [ () ] والثقات لابن حبّان 3/ 4، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 215، وجمهرة أنساب العرب 351، 352 و 360، والزهد لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) - ص (هـ) ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 100، ومروج الذهب 1756 و 2214، والبدء والتاريخ 5/ 117، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 149 أ، والمستدرك على الصحيحين له 3/ 573، والولاة والقضاة للكندي 516 و 576، والاستيعاب 1/ 108، وطبقات الفقهاء للشيرازي 44 و 46 و 51 و 52 و 53 و 65 و 86 و 87 و 88 و 139، وعيون الأخبار 1/ 246 و 2/ 316، ونشوار المحاضرة 6/ 96- 100، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35، 36 رقم 135، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 76 أوما بعدها، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 142- 153، والمرصّع لابن الأثير 77، وأسد الغابة 1/ 127- 129، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 41، وجامع الأصول 9/ 88، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 127، 128 رقم 71، ونهاية الأرب 21/ 319، وتهذيب الكمال 3/ 353- 378 رقم 568، وتحفة الأشراف 1/ 80- 450 رقم 20، والعبر 1/ 107، وتذكرة الحفّاظ 1/ 42، وسير أعلام النبلاء 3/ 395- 406 رقم 62، والكاشف 1/ 88 رقم 483، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 14، ومرآة الجنان 1/ 182، والبداية والنهاية 9/ 88- 92، ودول الإسلام 1/ 64، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 414، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 57، ووفيات الأعيان 1/ 250 و 366 و 2/ 194 و 195 و 392 و 400 و 4/ 181 و 182 و 310 و 5/ 281 و 406 و 6/ 80 و 279، وفوات الوفيات 2/ 29 و 3/ 133 و 134، والتذكرة الحمدونية 1/ 41 و 54 و 208 و 2/ 94 و 174 و 175 و 230 و 273 و 470، وغاية النهاية 1/ 172 رقم 803، ومجمع الزوائد 9/ 325، والوافي بالوفيات 9/ 411- 416 رقم 4342، والفصل لابن حزم 4/ 152، وتدريب الراويّ 2/ 217، وتهذيب التهذيب 1/ 376- 379 رقم 690، وتقريب التهذيب 1/ 84 رقم 644، والنجوم الزاهرة 1/ 224، وخلاصة تذهيب التهذيب 35، وشذرات الذهب 1/ 100، 101. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 289 الأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ، وَعُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ، وَكَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَنَاسٌ قَلِيلٌ مِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ الَّتِي انْقَرَضَتْ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهَا مَنْ يُحتَجُّ بِهِ. وَرَوَى عَنْهُ بَعْدَهُمْ نَاسٌ مُتَّهَمُونَ بِالْكَذِبِ كَخِرَاشٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ هُدْبَةَ، وَدِينَارٍ أَبُو مُكَيَّسٍ، حَدَّثُوا فِي حُدُودِ الْمِائَتَيْنِ. فَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَنَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَقْلَةٍ أَجْتَنِيهَا [1] ، يَعْنِي حَمْزَةَ. وَفِي «الصَّحِيحِ» ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ، وَكَانَ أُمَّهَاتِي يَحْثُثْنَنِي عَلَى خِدْمَتِهِ [2] . وَقَالَ عَلِيّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ- وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ-، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَأَخَذَتْ أُمِّي بِيَدِي، فَانْطَلَقَتْ بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ، وَإِنِّي لا أَقْدِرُ عَلَى مَا أُتْحِفُكَ بِهِ، إِلا ابْنِي هَذَا، فَخُذْهُ فَلْيَخْدُمْكَ مَا بَدَا لَكَ، فَخَدَمْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرُ سِنيِنَ، فَمَا ضَرَبَنِي وَلا سَبَّنِي سَبَّةً، وَلا عَبَسَ فِي وَجْهِي. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [3] بِأَطْوَلِ مِنْ هَذَا. وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ قَالَ: جَاءَتْ بِي أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَزَّرَتْنِي بِنِصْفِ خِمَارِهَا وَرَدَّتْنِي بِبَعْضِهِ، فَقَالَتْ: هَذَا أُنَيْسٌ ابْنِي أَتَيْتُكَ بِهِ يَخْدُمُكَ، فَادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ» . قال أنس: فو الله إِنَّ مَالِي لَكَثِيرٌ وَإِنَّ وَلَدِي وَوَلَدَ وَلَدِي يتعادّون على نحو من مائة اليوم [4] .   [1] أخرجه الترمذي (3918) والطبراني في المعجم الكبير 1/ 239 رقم (656) ، والنووي في تهذيب الأسماء 1/ 127. [2] أخرجه مسلم (2029) وأحمد في المسند 3/ 110، وابن سعد في الطبقات 7/ 19. [3] انظر نصوصه متفرّقة في سننه (589) و (2678) و (2698) ، وما ذكره المؤلّف هنا هو لأبي يعلى، انظر: مجمع الزوائد الهيثمي 1/ 271، 272، وتاريخ دمشق 3/ 78 ب. [4] أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (143/ 2481) باب من فضائل أنس بن مالك. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 290 وَرَوَى نَحْوَهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَسٌ خَادِمُكَ، ادْعُ اللَّهَ لَهُ، فَقَالَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ» ، فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ وَلَدِي أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ وَلَدِي وَوَلَدِ وَلَدِي أَكْثَرُ مِنْ مِائَةٍ [1] . وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَطِلْ حَيَاتَهُ» فاللَّه أَكْثَرَ مَالِي حَتَّى أَنَّ كَرْمًا لِي لَيَحْمِلُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وَوُلِدَ لِصُلْبِي مِائَةٌ وَسِتَّةٌ [2] . أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ، وَمُحَمَّدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ السُّوذَرْجَانِيُّ [3] ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَضِيُّ، ثنا أَبُو عَمْرٍو حَكِيمٌ، ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، فَقَالَ: «أَعِيدُوا تَمْرَكُمْ فِي وِعَائِكُمْ وَسَمْنَكُمْ فِي سِقَائِكُمْ فَإِنِّي صَائِمٌ» ، ثُمَّ قَامَ فِي نَاحِيَة الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِنَا صَلاةً غَيْرَ مَكْتُوبَةٍ، فَدَعَا لأُمِّ سُلَيْمٍ وَلِأَهْلِ بَيْتِهَا، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يا رسول الله إِنَّ لِي خُوَيْصَةٌ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ، فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلا دُنْيَا إِلا دَعَا لِي بِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهمّ ارْزُقْهُ مَالا وَوَلَدًا وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ» ، فَإِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ الأَنْصَارِ مَالا. وَحَدَّثَتْنِي ابْنَتِي أَمِينَةُ أَنَّهُ دُفِنَ مِنْ صُلْبِي إِلَى مَقْدَمِ الحجّاج البصرة تسعة وعشرون ومائة [4]   [1] أخرجه البخاري في الدعوات 11/ 122 و 154، ومسلم في فضائل الصحابة (2480) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 3/ 80 أ. [2] أخرجه البخاري في: الأدب المفرد 222، 223 رقم (653) باب من دعا بطول العمر، من طريق: عارم، عن سعيد بن زيد، عن سنان. وابن سعد في الطبقات 7/ 19، وابن عساكر 3/ 80 ب. [3] في الأصل «السودزجاني» ، والتصحيح من اللباب 1/ 575 وقيّدها بضمّ السين وفتح الذال المعجمة وسكون الراء وفتح الجيم.. نسبة إلى سوذرجان من قرى أصبهان. [4] أخرجه البخاري في الصوم 4/ 198، 199 باب: من زار قوما فلم يفطر عندهم، وهو في تهذيب الأسماء 1/ 127. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ [1] : ثنا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي خَلَدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: سَمِعَ أَنَسٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: خَدَمَهُ عَشْرَ سِنِينَ، وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الْفاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَ فِيهَا رَيْحَانُ يَجِيءُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ. أَبُو خَلَدَةَ احْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيُّ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثنا الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَوْلَى لِأَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: شَهِدْتَ بَدْرًا؟ فَقَالَ: لا أُمَّ لَكَ، وَأَيْنَ غِبْتُ عَنْ بَدْرٍ؟! قَالَ الأَنْصَارِيُّ: خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غُلامٌ يَخْدُمُهُ. وَقَدْ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: قِيلَ لِأَنَسٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. قُلْتُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ الْمَغَازِي قَالَ هَذَا [2] . وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ قَالَ: غَزَا أَنَسٌ ثَمَانِ غَزَوَاتٍ [3] . وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِصَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ ابْنِ أُمِّ سُلَيْمٍ، يَعْنِي أَنَسًا [4] . وَقَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ: كَانَ أَنَسٌ أَحْسَنَ النَّاسِ صَلاةً فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ [5] . وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ: كَانَ أَنَسٌ يُصَلِّي حَتَّى تَقْطُرُ قَدَمَاهُ دَمًا مِمَّا يُطِيلُ الْقِيَامَ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا ثَابِتٌ قَالَ: جَاءَ قَيِّمُ أَرْضِ أَنَسٍ فَقَالَ: عَطِشَتْ أَرَضُوكَ، فَتَرَدَّى [6] أَنَسٌ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْبَرِيَّةِ، ثُمَّ صَلَّى وَدَعَا، فَثَارَتْ   [1] في جامعه الصحيح (3833) وهو في تهذيب الأسماء 1/ 128. [2] وأقول: قول ابن سعد ليس في طبقاته، وهو في تاريخ دمشق 3/ 83 ب. [3] تاريخ دمشق 3/ 84 ب. [4] طبقات ابن سعد 7/ 20، 21. [5] تاريخ دمشق 3/ 84 ب. [6] أي لبس رداءه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 سَحَابَةٌ وَغَشَتْ أَرْضَهُ وَمَطَرَتْ حَتَّى مَلأَتْ صِهْرِيَةً [1] لَهُ، وَذَلِكَ فِي الصَّيْفِ، فَأَرْسَلَ بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ: انْظُرْ أَيْنَ بَلَغَتْ، فَإِذَا هِيَ لَمْ تَعْدُ أَرْضَهُ إِلا يَسِيرًا [2] . رَوَى نَحْوَهُ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ثُمَامَةَ [3] . وَقَالَ هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي مَنْ صَحِبَ أَنَسًا قَالَ: لَمَّا أَحْرَمَ لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُكَلِّمَهُ حَتَّى حَلَّ من شدّة إبقائه عَلَى إِحْرَامِهِ [4] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ إِلَى أنس بن مالك ليوجّهه على البحرين ساعيا، فدخل عليه عمر فقال: إنّي أردت أن أبعث هذا عَلَى الْبَحْرَيْنِ، وَهُوَ فَتًى شَابٌّ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ابْعَثْهُ، فَإِنَّهُ لَبِيبٌ كَاتِبٌ، فَبَعَثَهُ، فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: هَاتِ مَا جِئْتَ بِهِ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْبَيْعَةُ أَوَّلا، فَبَسَطَ يَدَهُ [5] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَدِمْتُ وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَنَسٌ، أَجِئْتَنَا بِظَهْرٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: جِئْتَنَا بِالظَّهْرِ، وَالْمَالُ لَكَ. قُلْتُ: هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: وَإِنْ كَانَ، فَهُوَ لَكَ. وَكَانَ أَرْبَعَةَ آلافٍ [6] . وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَحِبْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي، وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الأَنْصَارَ يَفْرَحُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ، فَلا أَرَى أَحَدًا مِنْهُمْ إِلا خَدَمْتُهُ [7] . قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [8] : كَتَبَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بعد موت يزيد بن معاوية إلى   [1] كذا في الأصل وطبعة القدسي 3/ 341 بمعنى الصهريج، كما في القاموس المحيط. وفي سير أعلام النبلاء 3/ 400 «صهريجه» . [2] تاريخ دمشق 3/ 85 أوهو بأطول مما هنا. [3] طبقات ابن سعد 7/ 21. [4] طبقات ابن سعد 7/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 149. [5] تاريخ دمشق 3/ 86 ب، التهذيب 3/ 150. [6] تاريخ دمشق 3/ 86 ب، تهذيبه 3/ 150، 151. [7] تاريخ دمشق 3/ 87 أ، تهذيبه 3/ 151. [8] قال ابن عساكر في تاريخه 3/ 86 ب إن قول خليفة في الطبقات، وقد وهم في ذلك، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 293 أَنَسٍ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْبَصْرَةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا. وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَتَبَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، يَعْنِي لَمَّا آذَاهُ الْحَجَّاجُ: إِنِّي خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ النَّصَارَى أَدْرَكُوا رَجُلا خَدَمَ نَبِيَّهُمْ لأَكْرَمُوهُ [1] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ بِالْقَصْرِ، وَالْحَجَّاجُ يُعَرِّضُ النَّاسَ لَيَالِيَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَجَاءَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ [الْحَجَّاجُ] : يَا خَبِيثُ جَوَّالٌ فِي الْفِتَنِ، مَرَّةً مَعَ عَلِيٍّ، وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَمَرَّةً مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَسْتَأْصِلَنَّكَ كَمَا تُسْتَأْصَلُ الصَّمْغَةُ، وَلَأُجَرِّدَنَّكَ كَمَا يُجَرَّدُ الضَّبُّ. قَالَ: يَقُولُ أَنَسٌ: مَنْ يَعْنِي الأَمِيرُ؟ قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، أَصَمَّ اللَّهُ سَمْعَكَ، فَاسْتَرْجَعَ أَنَسٌ، وَشُغِلَ الْحَجَّاجُ، وَخَرَجَ أَنَسٌ، فَتَبِعْنَاهُ إِلَى الرَّحْبَةِ، فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي ذَكَرْتُ وَلَدِي وَخَشِيتُهُ [2] عَلَيْهِمْ بَعْدِي لَكَلَّمْتُهُ بِكَلامٍ لا يَسْتَحْيِينِي بَعْدَهُ أَبَدًا [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّذِينَ بَيَّتُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَ فِيمَنْ يُؤَلِّبُ عَلَى الْحَجَّاجِ، وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَشْعَثِ، فَأَتَوْا بِهِ الْحَجَّاجَ، فَوَسَمَ فِي يَدِهِ: «عَتِيقُ الْحَجَّاجِ» [4] . وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَتَبَ أَنَسٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع   [ () ] والصحيح في تاريخه- ص 259 وهو باختصار: «ثم كتب (ابن الزبير) إلى أنس بن مالك يصلّي بالناس» . [1] تاريخ دمشق 3/ 87 أ، وتهذيبه 3/ 151. [2] في سير أعلام النبلاء 3/ 402 «خشيت» ، والمثبت يتفق مع تاريخ دمشق، وفيه «خشيته بعدي» ، وقد تحرّفت في معجم الطبراني من أغلاط الطباعة. [3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 247 رقم (704) وفيه «لا يستجيبني» وهو تحريف. وهو في تاريخ دمشق 3/ 87 أ، وتهذيبه 3/ 151، ومجمع الزوائد 7/ 274، وعلي بن زيد ضعيف. [4] تاريخ دمشق 3/ 87 ب، تهذيبه 3/ 151 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 294 سِنِينَ، وَإِنَّ الْحَجَّاجَ يُعَرِّضُنِي لِحَوَكَةِ [1] الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: يَا غُلامُ، أُكْتُبْ إِلَيْهِ: وَيْلَكَ قَدْ خَشِيتُ أَنْ لا يُصْلَحَ عَلَى يَدِكَ [2] أَحَدٌ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا. فَقُمْ إِلَى أَنَسٍ حَتَّى تَعْتَذِرَ إِلَيْهِ، قَالَ الرَّسُولُ: فَلَمَّا جِئْتُهُ قَرَأَ الْكِتَابَ ثُمَّ قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ بِمَا هُنَا؟ قُلْتُ: إِيْ وَاللَّهِ، وَمَا كَانَ فِي وَجْهِهِ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، قَالَ: سَمْعٌ وَطَاعَةٌ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَعْلَمْتُهُ، فَأَتَيْتُ أَنَسًا، فَقُلْتُ: أَلا تَرَى قَدْ خَافَكَ، وَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ إِلَيْكَ، فَقُمْ إِلَيْهِ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى دَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ غَضِبْتَ؟ قَالَ: [كَيْفَ لا] [3] أَغْضَبُ؟ تُعَرِّضُنِي لِحَوَكَةِ الْبَصْرَةِ قَالَ: إِنَّمَا مِثْلِي وَمِثْلُكَ كَقَوْلِ الَّذِي قَالَ: «إِيَّاكَ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةُ» ، أَرَدْتُ أَنْ لا يَكُونَ لِأَحَدٍ عَلَيَّ مَنْطِقٌ [4] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَبْرَصَ، وَبِهِ وَضَحٌ شَدِيدٌ، وَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ، فَيَلْقَمُ لُقَمًا كِبَارًا [5] . وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: يَقُولُونَ: لا يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ، وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ حُبَّهُمَا فِي قُلُوبِنَا. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا رَأَتْ أَنَسًا مُتَخَلِّقًا بِالْخَلُوقِ، وَكَانَ بِهِ بَرَصٌ، فَسَمِعَنِي وَأَنَا أَقُولُ لِأَهْلِهِ: لَهَذَا أَجْلَدُ مِنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ سَهْلٍ. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لِي [6] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : قَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: مَاتَ لِأَنَسٍ فِي طَاعُونِ الْجَارِفِ ثَمَانُونَ ابْنًا، وَيُقَالُ سَبْعُونَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.   [1] حوكة: جمع حائك. [2] في تاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء «يدي» . [3] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل ومن نسخة حيدرآباد، والإستدراك من تاريخ دمشق. وفي سير أعلام النبلاء محذوفة كلها، وبدلها «نعم» . [4] ذكره الحاكم في المستدرك 3/ 574 مختصرا، وهو بطوله في تاريخ دمشق 3/ 87 ب، وتهذيبه 3/ 151، 152. [5] تاريخ دمشق 3/ 78 أ، تهذيبه 3/ 153. [6] تاريخ دمشق 3/ 88 ب. [7] في تاريخه 265، وهو في النجوم الزاهرة 1/ 182. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: ثنا عِمْرَانُ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: ضَعُفَ أَنَسٌ عَنِ الصَّوْمِ، فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ، وَدَعَا ثَلاثِينَ مِسْكِينًا فَأَطْعَمَهُمْ [1] . قُلْتُ: أَنَسٌ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مِمَّنِ اسْتَكْمَلَ مِائَةَ سَنَةٍ بِيَقِينٍ، فَإِنَّهُ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرٍ. وَقَدْ قَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا مُعْتَمِرٌ عَنْ حُمَيْدٍ: أَنَّ أَنَسًا مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَكَذَا قَالَ قَتَادَةُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ. وَقَالَ الواقديّ: سنة اثنتين وتسعين، تَابَعَهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنٍ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْمَدَائِنِيُّ، وَالْفَلَّاسُ، وَخَلِيفَةُ، وَقَعْنَبُ، وَغَيْرُهُمْ سَنَةَ ثَلاثٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: اخْتَلَفَ عَلَيْنَا مَشْيَخَتُنَا فِي سِنِّ أَنَسٍ، فَقَالَ بَعْضُهْم: بَلَغَ مِائَةً وَثَلاثَ سِنِينَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلَغَ مِائَةً وَسَبْعَ سِنِينَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ أَنَسٌ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَسَنَةٍ. قُلْتُ: وَفِي الصَّحَابَةِ. 213- (أَنَسُ بن مالك الكعبيّ) [3]- 4- القشيريّ أبو أميّة.   [1] تاريخ دمشق 3/ 88 ب. وانظر المعجم الكبير للطبراني 1/ 244 رقم (675) . [2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 250 رقم (718) من طريق: أحمد بن إبراهيم الموصلي، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. [3] انظر عن (أنس بن مالك الكعبي) في: طبقات ابن سعد 7/ 45، وطبقات خليفة 58 و 184، والتاريخ الكبير 2/ 29 رقم 1581، والجرح والتعديل 2/ 286 رقم 1037، والثقات لابن حبّان 3/ 5، وجمهرة أنساب العرب 454، والاستيعاب 1/ 73، والمعجم الكبير للطبراني 1/ 262- 264 رقم 42، وتهذيب الكمال 3/ 378- 380 رقم 569، وتحفة الأشراف 1/ 450- 452 رقم 21، وأسد الغابة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ لَفْظُهُ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ شَطْرَ الصَّلاةِ [1] . رَوَى عَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ. حديثه في السّنن. 214- (أوس بن ضمعج) [2]- م 4- الحضرميّ، ويقال النّخعيّ الكوفيّ.   [1] / 126، 127، والكاشف 1/ 88 رقم 484، والوافي بالوفيات 9/ 420 رقم 4350، والنكت الظراف 1/ 450- 452، والإصابة 1/ 72 رقم 278، وتهذيب التهذيب 1/ 379 رقم 691، وتقريب التهذيب 1/ 85 رقم 645، وخلاصة تذهيب التهذيب 41. [1] الحديث أخرجه الأربعة: أبو داود في الصيام (2408) باب اختيار الفطر، والترمذي في الصيام (711) باب ما جاء في الرخصة في الإفطار للحبلى والمرضع، وابن ماجة (1667) وبعضه في الأطعمة (3299) ، والنسائي 2/ 180- 182 من طرق كثيرة. وقد حسّنه الترمذيّ، ورواه أيضا: عبد الرزاق في المصنّف (14478، وابن خزيمة في صحيحه (2042) و (2043) و (2044) ، والفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 471، والبخاري في تاريخه 2/ 29، وابن سعد في طبقاته 7/ 45 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 231، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 262- 264 رقم (762) و (763) و (764) و (765) و (766) و (767) ، ورواه النسائي أيضا في المجتبى 2/ 180- 182 و 8/ 308، وأحمد في المسند 4/ 347 و 5/ 29، وعبد بن حميد، والطحاوي، والبغوي في المصابيح، باب صوم المسافر، والماوردي، وابن قانع، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، والمزّي في تهذيب الكمال، وابن عبد البرّ في الاستيعاب، وغيره. وهو بأطول مما هنا وبألفاظ مختلفة، منها ما رواه الطبراني (766) قال: حدّثنا عمرو بن الطاهر بن السرح المصري، حدّثنا يوسف بن عديّ، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أشعث، عن ابن سوادة القشيري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: أغارت علينا خيل لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو يأكل فقال: «اجلس فأصب من طعامنا» فقلت: إني صائم. فقال: «اجلس أحدّثك عن الصلاة وعن الصيام، إنّ الله وضع شطر الصلاة عن المسافر ووضع الصيام عن المسافر وعن المرضع» . فلمت نفسي ألا أكون أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلّم. [2] انظر عن (أوس بن ضمعج) في: طبقات ابن سعد 6/ 213، وتاريخ خليفة 273، وطبقات خليفة 146، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 210، 211 رقم 703، والتاريخ الكبير 2/ 17، 18 رقم 1543، وتاريخ الثقات للعجلي 74 رقم 121، والمعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، وأنساب الأشراف 1/ 10، ورجال صحيح مسلم 1/ 71 رقم 99، والجرح والتعديل 2/ 304 رقم 1130، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 797، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 46 رقم 172، وتهذيب الكمال 3/ 390- 392 رقم 579، والكاشف 1/ 89 رقم 494، وتهذيب التهذيب 1/ 383 رقم 701، وتقريب التهذيب 1/ 85، 86 رقم 655، وخلاصة تذهيب التهذيب 41، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 297 عن: سلمان، وَأَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعَائِشَةَ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعيُّ، وَابْنُهُ عِمْرَانُ بْنُ أَوْسٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: كَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ الأُوَلِ، وَذُكِرَ لَهُ فَضْلا، وَأَثْنَى عَلَيْهِ شُعْبَةُ. رَوَى لَهُ الْخَمْسَةُ حَدِيثًا وَاحِدًا فِي الإِمَامَةِ [1] . 215- (أَوْسَطُ البجليّ الحمصيّ) [2]- ق بخ- ابن إسماعيل، وَقِيلَ: ابْنُ عَامِرٍ، وَقِيلَ: ابْنُ عَمْرٍو. نَزَلَ دمشق، وروى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ. وعنه: سليم بن عامر الخبائريّ، ولقمان بن عامر، وحبيب بن عبيد. له حديث واحد في سؤال العافية، عَنِ الصِّدِّيقِ [3] .   [ () ] والوافي بالوفيات 9/ 448 رقم 4397. وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق. [1] رواه مسلم (673) ، وأبو داود (582) و (583) و (584) ، والترمذي (235) ، والنسائي 2/ 76، وابن ماجة (980) ، ولم يروه البخاري. والحديث من طريق: المسعودي، عن إسماعيل بن رجاء، عن أوس بن ضمعج، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «ليؤمّكم أقرؤكم لكتاب الله، وأقدمكم قراءة للقرآن. فإن كانت قراءتكم سواء، فأقدمكم هجرة، فإن كانت هجرتكم سواء، فأقدمكم سنّا، ولا يؤمّنّ رجل رجلا في سلطانه، ولا في أهله، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه» . وتكرمته: فراشه. [2] انظر عن (أوسط البجلي) في: طبقات ابن سعد 7/ 441، وطبقات خليفة 308، والتاريخ الكبير 2/ 64 رقم 1697، وتاريخ الثقات للعجلي 74 رقم 123، والجرح والتعديل 2/ 346 رقم 1315، وتهذيب الكمال 3/ 394، 395 رقم 581، والكاشف 1/ 90 رقم 496، والاستيعاب 1/ 123، وأسد الغابة 1/ 151، وتهذيب التهذيب 1/ 384، 385 رقم 704، وتقريب التهذيب 1/ 86 رقم 658، وخلاصة تذهيب التهذيب 45. [3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 7، والبخاري في الأدب المفرد 244 رقم 725 باب من سأل الله العافية، من طريق: سويد بن حجير قال: سمعت سليم بن عامر، عن أوسط بن إسماعيل، قال: سمعت أبا بكر الصدّيق رضي الله عنه بعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: قام النبيّ صلى الله عليه وسلّم عام أول مقامي هذا- ثم بكى أبو بكر- ثم قال: «عليكم بالصدق، فإنّه مع البرّ، وهما في الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 216- (أَيْمَنُ الْحَبَشِيُّ) [1]- خ- مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ أَبِي لهب الهاشميّ، وعتيق ابن مَخْزُومٍ، وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ. رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَسَعْدٍ، وَجَابِرٍ. لم يرو عنه إلا ابنه. قال أبو زرعة [2] : ثقة. قلت: لم يخرج له إلا البخاري [3] . 217- (أيوب بن بشير) [4]- د ت- بْنِ سَعْدِ بْنِ النُّعْمَانِ الأَنْصَارِيُّ الْمُعَاوِيُّ الْمَدَنِيُّ أبو سليمان. وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْسَلَ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ. وَتُوُهِّمَ أَنَّهُ أَخُو النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيُّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، شَهِدَ الْحَرَّةَ وَجُرِحَ بِهَا جِرَاحَاتٍ كَثِيرَةً، وَمَاتَ بَعْدَ ذلك.   [ () ] الجنة. وإيّاكم والكذب، فإنّه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله المعافاة، فإنه لم يؤت بعد اليقين خير من المعافاة. ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا» [1] انظر عن (أيمن الحبشي) في: التاريخ الكبير 2/ 25، 26 رقم 1573، والجرح والتعديل 2/ 318 رقم 1207، ورجال صحيح البخاري 1/ 93 رقم 104، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 41 رقم 154، وتهذيب الكمال 3/ 451 رقم 600، والكاشف 1/ 92 رقم 513، والعقد الثمين 3/ 343، وميزان الاعتدال 1/ 284 رقم 1059، وتهذيب التهذيب 1/ 394 رقم 726، وتقريب التهذيب 1/ 88 رقم 681، وخلاصة تذهيب التهذيب 42. [2] قوله في الجرح والتعديل 2/ 318. [3] خرّج له في تاريخه حديث: «يقطع السارق في ثمن المجنّ فما فوقه، وثمنه يومئذ دينار» . [4] انظر عن (أيوب بن بشير) في: طبقات ابن سعد 5/ 79، وطبقات خليفة 248 و 254، والتاريخ الكبير 1/ 407، 408 رقم 1304، والمعرفة والتاريخ 1/ 381 و 3/ 3327، وأنساب الأشراف 1/ 546، والجرح والتعديل 2/ 242 رقم 858، والثقات لابن حبّان 6/ 56، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 482، وفي الإكمال لابن ماكولا: قال بعضهم «بشر» ، وتهذيب الكمال 3/ 453- 445 رقم 603، والكاشف 1/ 92 رقم 515، وتهذيب التهذيب 1/ 396 رقم 729، وتقريب التهذيب 1/ 88 رقم 684، وخلاصة تذهيب التهذيب 42. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 299 218- (أيّوب بن خالد) [1]- م ت ن- بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ، نَزِيلُ بَرْقَةَ. عَنْ: أَبِيهِ، وَجَابِرٍ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ: عُمَرُ مَوْلَى عَفْرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ. وَهُوَ رَاوِي حَدِيثِ: «خَلَقَ اللَّهُ التُّرْبَةَ [2] يَوْمَ السَّبْتِ» الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ [3] . 219- (أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) [4] بْنِ مَرْوَانَ. وَلِيَ غَزْوَ الصَّائِفَةَ، وَرَشَّحَهُ أَبُوهُ لِوِلايَةِ الْعَهْدِ، فَمَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ بِأَيَّامٍ. وَفِيهِ يَقُولُ جَرِيرٌ [5] : إِنَّ الإِمَامَ الَّذِي تُرْجَى نَوَافِلُهُ ... بَعْدَ الإِمَامِ وليّ العهد أيّوب   [1] انظر عن (أيوب بن خالد) في: التاريخ الكبير 2/ 412 رقم 1314، والجرح والتعديل 2/ 245 رقم 874، ورجال صحيح مسلم 1/ 64، 65 رقم 88، والثقات لابن حبّان 6/ 54، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35 رقم 134، وتهذيب الكمال 3/ 468- 470 رقم 612، والكاشف 1/ 93 رقم 521، وتهذيب التهذيب 1/ 401 رقم 739، وتقريب التهذيب 1/ 89 رقم 694، وخلاصة تذهيب التهذيب 43، وتعجيل المنفعة 64. [2] في الأصل «التوبة» والتصحيح من صحيح مسلم. [3] في صفات المنافقين وأحكامهم (2789) وفي صفة القيامة والجنة والنار، باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام. ورواه أحمد في المسند 2/ 327، والنسائي في السنن، كتاب التفسير، والبيهقي في الأسماء والصفات 1/ 58، 59، واختصره البخاريّ في تاريخه 1/ 413 وقال: قال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصحّ. [4] انظر عن (أيّوب بن سليمان بن عبد الملك) في: المحبّر لابن حبيب 477، والبيان والتبيين 4/ 58، ونسب قريش 165، والمعارف 361، وتاريخ خليفة 319، والمعرفة والتاريخ 1/ 572، 573، وتاريخ الطبري 6/ 451 و 351 و 532 و 545، وجمهرة أنساب العرب 85 و 110، والعقد الفريد 2/ 330 و 3/ 257 و 303 و 309 و 311، ومروج الذهب 2167، والبدء والتاريخ 6/ 46، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 206، والكامل في التاريخ 4/ 546 و 5/ 28 و 36، ونهاية الأرب 21/ 353، ووفيات الأعيان 1/ 223، والوافي بالوفيات 10/ 45- 47 رقم 4486، والكامل في الأدب للمبرّد 4/ 53، ومعجم بني أميّة 15. [5] في ديوانه 34. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 [حرف الباء] 220- (بجالة بن عبدة) [1]- خ د ت ن- التميميّ العنبريّ البصريّ، كَاتِبُ جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعَنْ كِتَابِ عُمَرَ فِي الْمَجُوسِ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَقُشَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، وَقَتَادَةُ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] ، وَذَكَرَهُ الحافظ [3] في نسّاك أهل البصرة.   [1] انظر عن (بجالة بن عبدة) في: طبقات ابن سعد 7/ 130، وطبقات خليفة 194، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 171، والتاريخ الكبير 2/ 146 رقم 1997 (وفيه بجالة بن عبد.. أو عبد بن بجالة) ، وتاريخ أبي زرعة 1/ 511، والجرح والتعديل 2/ 437 رقم 1737 (وفيه بجالة بن عبد) ، والثقات لابن حبان 4/ 83 وفيه (بجالة بن عبد) ، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 122، 123 رقم 150، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63 رقم 237، وتهذيب الكمال 4/ 8، 9 رقم 637، والكاشف 1/ 96 رقم 542، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 434، وتهذيب التهذيب 1/ 417، 418 رقم 771، وتقريب التهذيب 1/ 93 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 54، والوافي بالوفيات 10/ 77 رقم 4513، والإصابة 1/ 170 رقم 761. وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة الثامنة من الجزء السابق. [2] في تاريخه 1/ 511، وفي الجرح والتعديل 2/ 437. [3] في تهذيب الكمال 4/ 9 «الجاحظ» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 221- بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ [1] مَوْلَى بَنِي الْحَضْرَمِيِّ السَّيِّدُ الْعَابِدُ الْفَقِيهُ. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: بُكَيْرٌ، وَيَعْقُوبُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَبْلَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُنْقَطِعِينَ وَالزُّهَّادِ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَوَرَدَ أَنَّ الْوَلِيدَ سَأَلَ عُمَرَ بن عبد العزيز: من أفضل أهل المدينة؟ قَالَ: مَوْلَى لِبَنِي الْحَضْرَمِيِّ يُقَالُ لَهُ بُسْرٌ. وَقِيلَ: إِنَّ رَجُلا وَشَى عَلَى بُسْرٍ عِنْدَ الْوَلِيدِ بِأَنَّهُ يَعِيبُكُمْ، فَأَحْضَرَهُ وَسَأَلَهُ، فَقَالَ: لِمَ أَقُلْهُ، واللَّهمّ إِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَأرِنِي بِهِ آيَةً، فَاضْطَرَبَ الرَّجُلُ حَتَّى مَاتَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ مائة.   [1] انظر عن (بسر بن سعيد) في: طبقات ابن سعد 5/ 281 و 282، وتاريخ خليفة 321، وطبقات خليفة 255، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 4255، والتاريخ الصغير 107، والتاريخ الكبير 2/ 123، 124 رقم 1914، وتاريخ الثقات للعجلي 79 رقم 145، والمعرفة والتاريخ 1/ 422 و 581 و 2/ 441 و 800 و 3/ 392، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419 و 420 و 479 و 644 و 645 و 2/ 727، والعلل لابن المديني 49 رقم 45، وتاريخ الطبري 4/ 378، والجرح والتعديل 2/ 423 رقم 1680، والثقات لابن حبّان 4/ 78، 79، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 545، ورجال صحيح مسلم 1/ 96 رقم 163، ورجال صحيح البخاري 1/ 118 رقم 143، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 56 رقم 216، والمراسيل 19 رقم 28، وتهذيب الكمال 4/ 72- 75 رقم 668، والكامل في التاريخ 5/ 55، والكاشف 1/ 99 رقم 568، وسير أعلام النبلاء 4/ 594، 595 رقم 233، والعبر 1/ 119، وتهذيب التهذيب 1/ 437، 438 رقم 800، وتقريب التهذيب 1/ 97 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 47، ودول الإسلام 1/ 69، ومرآة الجنان 1/ 208، والبداية والنهاية 9/ 93 وفيه (بشر) . [2] في الطبقات 5/ 282. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 302 وَقَالَ مَالِكٌ: مَاتَ بُسْرٌ وَمَا خَلَّفَ كَفَنًا [1] . 222- (بسر بن محجن) [2]- ن- الدّيليّ المدنيّ. روى عن: أبيه في صلاة الجماعة. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، حَدِيثَهُ فِي «الْمُوَطَّأِ» . وَالأَصَحّ أَنَّهُ بِشْرٌ بِالْكَسْرِ، وَشِينٍ مُعْجَمَةٍ [3] . وَقَالَ مَالِكٌ وَغَيْرُهُ: بِالضَّمِّ وَالإِهْمَالِ. 223- (بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ) [4]- ع- أبو الشّعثاء البصريّ. عَنْ: بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَّةِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَهُ عنه صحيفة [5] .   [1] الثقات لابن حبّان 4/ 79. [2] انظر عن (يسر بن محجن) في: التاريخ الكبير 2/ 124 رقم 1915، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 151 رقم 792، والجرح والتعديل 2/ 423، 424 رقم 682 أ، والثقات لابن حبّان 4/ 79، وتهذيب الكمال 4/ 77، 78 رقم 670، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 49، والكاشف 1/ 100 رقم 570، وميزان الاعتدال 1/ 309 رقم 1167، وتهذيب التهذيب 1/ 438، 439 رقم 806، وتقريب التهذيب 1/ 97 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 47. [3] قال ابن حبّان في الثقات 1/ 79: «ومن قال: بشر فقد وهم» . [4] انظر عن (بشير بن نهيك) في: طبقات ابن سعد 7/ 223، والتاريخ لابن معين 2/ 61، وطبقات خليفة 199 و 204، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 238 و 4269، والتاريخ الكبير 2/ 105 رقم 1848، وتاريخ الثقات للعجلي 82 رقم 158، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 205، والمعرفة والتاريخ 2/ 826، والبرصان، والعرجان 284، والجرح والتعديل 2/ 379، 380 رقم 1477، والثقات لابن حبّان 4/ 70، 71، ورجال صحيح مسلم 1/ 88 رقم 142، ورجال صحيح البخاري 1/ 116 رقم 140، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 274 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 55 رقم 210، وتهذيب الكمال 4/ 181، 182، 183 رقم 730، والكشاف 1/ 106 رقم 620، وسير أعلام النبلاء 4/ 480، 481 رقم 82 أ، وميزان الاعتدال 1/ 1331/ 106 رقم 1246، والوافي بالوفيات 10/ 167 رقم 4647، وجامع التحصيل 178 رقم 63، وتهذيب التهذيب 1/ 470 رقم 870، وتقريب التهذيب 1/ 104 رقم 100، ومقدّمة فتح الباري 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 40. [5] حكى الترمذي في العلل عن البخاري أنه قال: بشير بن نهيك لا أرى له سماعا من أبي هريرة، وقد احتج هو ومسلم في كتابيهما بروايته عن أبي هريرة، والجمع بين ذلك أن وكيعا روى عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك قال: أتيت أبا هريرة بكتاب وقلت له: هذا حديث أرويه عنك. قال: نعم. والإجازة أحد أنواع التحمّل، فاحتجّ به الجزء: 6 ¦ الصفحة: 303 وَعَنْهُ: أَبُو الْوَلِيدِ بَرَكَةُ الْمُجَاشِعِيُّ، وَأَبُو مِجْلَزٍ لاحِقٌ، وَالنَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، وَخَالِدُ بْنُ سُمَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ. وَكَانَ صَالِحًا مِنَ الثِّقَاتِ. وَشَذَّ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. - (بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَلَوِيُّ) تَقَدَّمَ. 224- (بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ) [2] الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَامْرَأَةَ أَبِيهِ أُمِّ الدَّرْدَاءِ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ ابن جُدْعَانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ أَسَنُّ مِنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] : بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَمِيرُ الشَّامِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَلِيَ الْقَضَاءَ، ثُمَّ فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثُمَّ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، ثُمَّ بِلالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ   [1] الشيخان لذلك. وما ذكره الترمذي ليس فيه إلا نفي السماع، فلا تناقض. (جامع التحصيل 178) . (1) في الجرح والتعديل 2/ 380. [2] انظر عن (بلال بن أبي الدرداء) في: طبقات خليفة 309، وتاريخ البخاري الكبير 2/ 107 رقم 1853، والمعرفة والتاريخ 2/ 328، وتاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 199 و 200، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 201، والجرح والتعديل 2/ 397 رقم 1551، والثقات لابن حبّان 4/ 64، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 879، وجمهرة أنساب العرب 363، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 3/ 249 ب، وتهذيبه 3/ 325، والكامل في التاريخ 4/ 578، وتهذيب الكمال 4/ 285- 288 رقم 781، والعبر 1/ 108، وسير أعلام النبلاء 4/ 285 رقم 106، والكاشف 1/ 111 رقم 663، ومرآة الجنان 1/ 182، والبداية والنهاية 9/ 93، والوافي بالوفيات 10/ 280 رقم 4780، وتهذيب التهذيب 1/ 502 رقم 930، وتقريب التهذيب 1/ 109 رقم 156، والنجوم الزاهرة 1/ 225، وخلاصة تذهيب التهذيب 53، وشذرات الذهب 1/ 101. [3] ج 2/ 107. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 304 عَبْدُ الْمَلِكِ عَزَلَهُ بِأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ [1] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. 225- (بِلالُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيُّ) [2] . رَوَى عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ، وَغَيْرُهُمَا. شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَبَقِيَ إِلَى خِلافَةِ سُلَيْمَانَ. قَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَإِلَى جَانِبِهِ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ عَلَى السّرير.   [1] الثقات لابن حبّان 4/ 64. [2] انظر عن (بلال بن أبي هريرة الدّوسي) في: تاريخ خليفة 196، والثقات لابن حبّان 4/ 65. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 305 [حرف التَّاءِ] 226- (تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ الْكُوفِيُّ) [1] م د ت ق-. عَنْ: شُرَيْحٍ الْقَاضِي، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْسِيُّ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَلا تُعْلَمُ لَهُ رِوَايَةٌ عَنِ الصَّحَابَةِ. رَوَى عَنْهُ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَمَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ. وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ. 227- (تَمِيمُ بْنُ طرفة) [2]- م د ن ق- الطائيّ الكوفي.   [1] انظر عن (تميم بن سلمة الكوفي) في: طبقات ابن سعد 6/ 287، وتاريخ خليفة 321، وطبقات خليفة 158، والتاريخ الكبير 2/ 153، 154 رقم 2025، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 225 و 3/ 218 و 399، والجرح والتعديل 2/ 441 رقم 1760، والثقات لابن حبّان 4/ 86، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 805، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 296، ورجال صحيح مسلم 1/ 108 رقم 193، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 10، 11، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 65 رقم 249، وتهذيب الكمال 4/ 330، 331 رقم 803، والكاشف 1/ 114 رقم 680، وتهذيب التهذيب 1/ 512، 513 رقم 954، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 55، والوافي بالوفيات 10/ 417 رقم 414 4924. [2] انظر عن (تميم بن طرفة) في: طبقات ابن سعد 6/ 288، وتاريخ خليفة 306، وطبقات خليفة 158، والعلل لأحمد 1/ 47 و 61، والتاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2019، وتاريخ الثقات للعجلي 88 رقم 178، والمعرفة والتاريخ 3/ 62، والجرح والتعديل 2/ 442 رقم 1765، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 774، ورجال صحيح مسلم 1/ 107، 108 رقم 191، والثقات لابن حبّان 4/ 85، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 يَرْوِي عَنْ: جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ. روى عنه: سماك بن حرب، وعبد العزيز بن رفيع، والمسيب بن رافع. وثقه النّسائيّ. توفّي سنة أربع وتسعين.   [804،) ] والكاشف 1/ 114 رقم 681، وتهذيب التهذيب 1/ 513 رقم 955، وتقريب التهذيب 1/ 113 رقم 12، والوافي بالوفيات 10/ 409 رقم 4913، وخلاصة تذهيب التهذيب 55. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 307 [حرف الثاء] 228- ثابت بن عبد الله بن الزبير [1] ابن العوام، أبو مصعب، ويقال: أبو حكمة الأسدي الزبيري. روى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ. وعنه: نافع، وإسحاق والد عباد بن إسحاق. ووفد على عبد الملك بعد مقتل والده، ثم على سليمان بن عبد الملك. قال الزبير بن بكار: كان لسان آل الزبير جلدا وفصاحة وبيانا. وَحَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبٌ قَالَ: لَمْ يَزَلْ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ خَبِيبٌ [2] ، وَحَمْزَةُ، وَثَابِتٌ، عِنْدَ جَدِّهِمْ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانٍ بِالْبَادِيَةِ، حَتَّى تَحَرَّكَ ثَابِتٌ فَقَالَ: الْحَقُوا بِنَا بِأَبِينَا، فَزَعَمُوا أَنَّ ثَابِتًا جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ، فَزَوَّجَهُ أَبُوهُ، وَكَانَ يَشْهَدُ الْقِتَالَ مَعَ أَبِيهِ وَيُبَارِزُ، وَكَانَ قَدْ أَشَارَ عَلَى أَبِيهِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ، فَلَمْ يُطِعْهُ، وَقَيَّدَهُ خَوْفًا مِنْ هربه. له أخبار في «تاريخ دمشق» [3] .   [1] انظر عن (ثابت بن عبد الله بن الزبير) في: طبقات خليفة 259، والتاريخ الكبير 2/ 165، 166 رقم 2076، والجرح والتعديل 2/ 454 رقم 1828، والثقات لابن حبّان 4/ 90، وأنساب الأشراف 5/ 195 و 373 و 379، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 369- 371. [2] في الأصل «حبيب» . [3] انظر تهذيبه 3/ 369- 371. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 308 229- (ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ) [1]- خ د ق- حَلِيفُ الأَنْصَارِ، إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي قُرَيْظَةَ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سِنَّهُ سِنُّ عَطِيَّةَ الْقُرَظِيِّ، وَقِصَّتُهُ كَقِصَّتِهِ. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَعَمُّهُ مَوْلَى عَفْرَةَ، وَيَحْيَى بن سعيد، وجماعة.   [1] انظر عن (ثعلبة بن أبي مالك) في: طبقات ابن سعد 5/ 79، والتاريخ لابن معين 2/ 71، وطبقات خليفة 255، والعلل لأحمد 1/ 28 و 78، والتاريخ الكبير 2/ 174 رقم 2102، وتاريخ الثقات للعجلي 90 رقم 187، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 151 رقم 793، والتاريخ الصغير 108، والمعرفة والتاريخ 1/ 408، والجرح والتعديل 2/ 463 رقم 875 أ، ورجال صحيح البخاري 1/ 134 رقم 166، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 86 رقم 161، والاستيعاب 1/ 212، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، وأسد الغابة 1/ 245، وتهذيب الكمال 4/ 397، 398 رقم 846، والكاشف 1/ 118 رقم 818، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 69، وتهذيب التهذيب 2/ 25 رقم 39، وتقريب التهذيب 1/ 119 رقم 37، والإصابة 1/ 201 رقم 952، وجامع التحصيل 182 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 57. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 309 [حرف الْجِيمِ] - (جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ) - ع- أَبُو الشّعثاء. في الكنى. 230- (جعفر بن عمرو) [1]- سوى د- بن أميّة الضّمريّ المدنيّ، أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِنَ الرِّضَاعَةِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَوَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. روى عنه: سليمان بن يسار، وأبو قلابة، والزهري، وغيرهم. وثقه أحمد العجلي [2] . توفّي سنة خمس أو ستّ وتسعين.   [1] انظر عن (جعفر بن عمرو) في: طبقات ابن سعد 5/ 247، والمحبّر لابن حبيب 477، وتاريخ خليفة 76 و 109، وطبقات خليفة 248، والعلل لأحمد 1/ 407، والتاريخ الكبير 2/ 193 رقم 2167، وتاريخ الثقات للعجلي 98 رقم 214، والمعرفة والتاريخ 1/ 325 و 396 و 2/ 733، وتاريخ أبي زرعة 1/ 614، 615، والجرح والتعديل 2/ 484 رقم 1974، وتاريخ الطبري 2/ 541، والثقات لابن حبّان 4/ 104، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 531، ورجال صحيح مسلم 1/ 124 رقم 230، ورجال صحيح البخاري 1/ 137، 138 رقم 69 أ، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 164، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، 69 رقم 266، والكامل في التاريخ 4/ 591، وتهذيب الكمال 5/ 67- 69 رقم 946، والكاشف 1/ 129 رقم 803، والوافي بالوفيات 11/ 118 رقم 199، وتهذيب التهذيب 2/ 100 رقم 50 أوتقريب التهذيب 1/ 131 رقم 87، والنجوم الزاهرة 1/ 230، وخلاصة تذهيب التهذيب 63. [2] في تاريخ الثقات 98. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 231- جميل بن عبد الله [1] ابن معمر، أبو عمرو العذري، الشاعر المشهور، صَاحِبُ بُثَيْنَةَ. رَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَهُوَ الْقَائِلُ: أَلا لَيْتَ رَيْعَانَ الشَّبَابِ جَدِيدُ [2] ... وَدَهْرًا تَوَلَّى يَا بُثَيْنُ يَعُودُ [3] فَكُنَّا [4] كَمَا كُنَّا نَكُونُ وَأَنْتُمْ ... صَدِيقٌ وَإِذْ مَا تَبْذُلِينَ زَهِيدُ لِكُلِّ حَدِيثٍ عِنْدَهُنَّ بشاشة ... وكلّ قتيل عندهنّ شهيد [5]   [1] انظر (جميل بن عبد الله الشاعر) في: الأخبار الموفّقيات 360، والزاهر للأنباري 1/ 165 و 266 و 267 و 321 و 546 و 2/ 11 و 46 و 53 و 94 و 291 و 377، وأنساب الأشراف 1/ 17 و 4 ق 1/ 606 و 5/ 110، والبرصان والعرجان 349، والشعر والشعراء 1/ 434، وأمالي القالي 1/ 7 و 124 و 168 و 183 و 202 و 203 و 216 و 224 و 245 و 272 و 2/ 49 و 74 و 75 و 82 و 206 و 298- 301 و 3/ 66 و 102 و 104 و 121 و 166 و 180 و 181 و 220، وذيل الأمالي 24 و 66، وخاص الخاص 107، والأغاني 8/ 90، ومختار الأغاني 2/ 233- 285، والفرج بعد الشدّة 4/ 423- 425، وأمالي المرتضى 1/ 568 و 2/ 157، ومروج الذهب 2581، والجليس الصالح 1/ 514، 515، والمنازل والديار 1/ 70 و 76 و 213 و 270 و 327 و 347 و 2/ 91 و 129 و 158 و 254، وأخبار النساء 24- 26 و 41 و 65 و 66 و 100 و 136، وبدائع البدائه 160، ووفيات الأعيان 1/ 366- 371 و 433 و 436- 439 و 480- 482 و 2/ 334 و 336، وفوات الوفيات 2/ 218 و 4/ 297، وطبقات فحول الشعراء 543، والمؤتلف والمختلف للآمدي 72، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي 1/ 169، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 5 أ، وتهذيبه 3/ 398، وسير أعلام النبلاء 4/ 181 رقم 71 و 4/ 385، 386 رقم 156، والوافي بالوفيات 11/ 182- 186 رقم 271، والموشح 198- 200، واللباب 2/ 129، ومرآة الجنان 1/ 166- 170 (وفيه وفاته سنة 82) ، والبداية والنهاية 9/ 44، 45 (وفيه وفاته سنة 82 هـ.) ، والتذكرة السعدية 316 و 317 و 327 و 333 و 344 و 346 و 352- 354 و 357 و 362، والتذكرة الفخرية 307، والجامع لشمل القبائل 1/ 297، وشرح شواهد المغني 1/ 99، وتاريخ ابن خلدون 2/ 21، وحسن المحاضرة 1/ 558، وشذرات الذهب 1/ 397، وخزانة الأدب 1/ 397، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 194، والأعلام 2/ 134، ومعجّم المؤلّفين 3/ 160. [2] الشطر في أمالي القالي: ألا ليت أيام الصفاء تعود [3] في الأمالي: «جديد» بدل «يعود» . [4] في الأمالي «فنغني» . [5] الأبيات في أمالي القالي 1/ 272 و 2/ 299 وفيه زيادة بيت بعد البيت الثاني، والبيتان الأولان الجزء: 6 ¦ الصفحة: 311 وَلَهُ يَرْوِيهِ ثَعْلَبٌ: خَلِيلَيَّ فِيمَا عِشْتُمَا هَلْ رَأَيْتُمَا ... قَتِيلا بَكَى مِنْ حُبِّ قَاتِلِهِ قَبْلِي؟ [1] أَفِي أُمِّ عَمْرٍو تَعْذِلانِي هُدِيتُمَا ... وَقَدْ تَيَّمَتْ قَلْبِي وَهَامَ بِهَا عَقْلِي وَلَهُ يَرْوِيهِ الصَّنْدَلِيُّ: أَرَيْتُكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ الْوِدّ عَنْ قِلًى ... وَلَمْ يَكُ عِنْدِي إِنْ أَبَيْتَ إِبَاءُ أَتَارِكَتِي لِلْمَوْتِ أَنْتِ فَمَيِّتٌ ... وَعِنْدَكِ لِي لَوْ تَعْلَمِينَ شِفَاءُ فوا كبدي مِنْ حُبِّ مَنْ لا تُجِيبُنِي ... وَمِنْ عَبَرَاتٍ مَا لَهُنَّ فَنَاءُ وَأَنْشَدَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ لِجَمِيلٍ: خَلِيلِيَّ عُوجَا الْيَوْمَ عنّي فَسَلِّما [2] ... عَلَى عَذْبَةِ الأَنْيَابِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ فَإِنَّكُمَا إِنْ عِجْتُمَا بِي ساعة ... شكرتكما حتّى أغيّب في قبري وما لي لا أَبْكِي وَفِي الأَيْكِ نائح ... وقد فارقتني شختة الكشح والخصر أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ... وأصبر! ما لي عَنْ بُثَيْنَةَ مِنْ صَبْرِ يَقُولُونَ: مَسْحُورٌ يُجَنُّ بِذِكْرِهَا ... فَأُقْسِمُ مَا بِي مِنْ جُنُونٍ وَلا سِحْرِ وَأُقْسِمُ لا أَنْسَاكِ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ... وَمَا أَوْرَقَ الأَغْصَانُ فِي وَرَقِ السِّدْرِ ذَكَرْتُ مَقَامِي لَيْلَةَ الْبَابِ قَابِضًا ... عَلَى كَفِّ حَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ كَالْبَدْرِ فَكِدْتُ- وَلَمْ أَمْلِكُ إِلَيْهَا صَبَابَةً- ... أَهِيمُ، وَفَاضَ الدَّمْعُ مِنِّي عَلَى النَّحْرِ أَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... كليلتنا حَتَّى يرى ساطع الفجر فليت إلهي قَدْ قضى ذاك مرة ... فَيَعْلَمُ رَبِّي عِنْدَ ذَلِكَ مَا شُكْرِي وَلَوْ سَأَلَتْ مِنِّي حَيَاتِي بَذَلْتُهَا ... وَجُدْتُ بِهَا إِنْ كَانَ ذَلِكَ عَنْ أَمْرِي وَلِجَمِيلٍ: أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... بِوَادِي الْقُرَى إِنِّي إِذًا لَسَعِيدُ إِذَا قُلْتُ مَا بِي يَا بُثَيْنَةُ قَاتِلِي ... مِنَ الْحُبِّ قَالَتْ ثابت ويزيد   [ () ] في الأغاني 8/ 103. [1] البيت في: خاصّ الخاص للثعالبي 107، والأغاني 8/ 95، والشعر والشعراء 1/ 355. [2] الشطر في الأغاني 8/ 111 و 105: خليليّ عوجا اليوم حتى تسلّما الجزء: 6 ¦ الصفحة: 312 وَإِنْ قُلْتُ رُدِّي بَعْضَ عَقْلِي أَعِشْ بِهِ ... مَعَ النَّاسِ قَالَتْ ذَاكَ مِنْكَ بَعِيدُ فَلا أَنَا مَرْدُودٌ بِمَا جِئْتُ طَالِبًا ... وَلا حُبُّهَا فِيمَا يَبِيدُ يَبِيدُ [1] وَلَهُ: لَمَّا دَنَا الْبَيْنُ بَيْنَ الْحَيِّ وَاقْتَسَمُوا ... حَبْلَ النَّوَى فَهُوَ فِي أَيْدِيهِمْ قُطَعُ جَادَتْ بِأَدْمُعِهَا لَيْلَى فَأَعْجَبَنِي [2] ... وَشْكُ الْفِرَاقِ فَمَا أَبْكِي وَلا [3] أَدَعُ يَا قَلْبُ وَيْحَكَ لا عَيْشَ [4] بِذِي سَلَمٍ ... وَلا الزَّمَانَ الَّذِي قَدْ مَرَّ يَرْتَجِعُ [5] أَكُلَّمَا مَرَّ حَيٌّ لا يُلايِمُهُمْ ... وَلا يُبَالُونَ أَنْ يَشْتَاقَ مَنْ فَجَعُوا عَلَّقَتْنِي بِهَوًى مِنْهُمْ فَقَدْ كَرَبْتُ [6] ... مِنَ الْفِرَاقِ حَصَاةُ الْقَلْبِ تَنْصَدِعُ [7] وَلَهُ مَطْلَعُ قَصِيدَةٍ: أَلا أَيُّهَا النُّوَّامُ وَيْحَكُمُ هُبُّوا ... أُسَائِلُكُمْ هَلْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ الْحُبُّ؟ [8] قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ: بَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ، إِذْ لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي جَمِيلٍ نَعُودُهُ، فَإِنَّهُ ثَقِيلٌ؟ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، وَمَا يُخَيَّلُ إِلَيّ أَنَّ الْمَوْتَ بَكَّرَ بِهِ، فَقَالَ: يَا بْنَ سَهْلٍ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ لَمْ يَشْرَبِ الْخَمْرَ قَطُّ، وَلَمْ يَزْنِ، وَلَمْ يَقْتُلْ نَفْسًا يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ؟ قُلْتُ: أَظُنُّهُ قَدْ نَجَا، فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: أَنَا. فَقُلْتُ: مَا أَحْسَبُكَ سَلِمْتَ، أَنْتَ تُشَبِّبُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً بِبُثَيْنَةَ. فَقَالَ: لا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كُنْتُ وَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهَا لِرِيبَةٍ. فَمَا بَرِحْنا حَتَّى مات [9] ، رحمه الله تعالى.   [1] الأمالي للقالي 2/ 299، وديوان جميل 64، 65، والزاهر للأنباري 1/ 266، والتذكرة السعدية 333، والوافي بالوفيات 11/ 186، والأغاني 8/ 103 و 104، والشعر والشعراء 1/ 354. [2] في أمالي القالي: «وأعجلني» . [3] في الأمالي: «فما أبقي وما» . [4] في الأمالي: «ما عيشي» . [5] في الأمالي: «مرتجع» . [6] في الأمالي: «جعلت» . [7] الأبيات في أمالي القالي 1/ 124. [8] البيت في الأغاني 8/ 108 و 118 وفي لفظ «نسائكم» . وفي ديوانه 25 وانظر تخريجه: والشعر والشعراء 1/ 355. [9] الشعر والشعراء 1/ 352 و 353. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 313 [حرف الحاء] 232- (حبيب بن صهبان) [1]- بخ- الأسديّ الكاهليّ الكوفيّ. عَنْ: عُمَرَ، وَعَمَّارٍ. وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ رَافِعٍ. 233- الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ [2] ابْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلِ بْنِ مَسْعُودٍ الثّقفيّ، أمير العراق، أبو محمد.   [1] انظر عن (حبيب بن صهبان) في: طبقات ابن سعد 6/ 166، وتاريخ خليفة 263، وطبقات خليفة 143 و 155، والتاريخ لابن معين 2/ 98، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 485 و 3501 و 4410، والتاريخ الكبير 2/ 311 رقم 2616، وتاريخ الثقات للعجلي 106 رقم 248، والمعرفة والتاريخ 3/ 73 و 227، وتاريخ الطبري 4/ 8 و 13 و 14 و 17، والجرح والتعديل 3/ 103 رقم 480، والثقات لابن حبّان 4/ 138، وتاريخ بغداد 8/ 247، 248 رقم 4351، وتهذيب الكمال 5/ 382، 383 رقم 1092، وتهذيب التهذيب 2/ 187 رقم 341، وتقريب التهذيب 1/ 150 رقم 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 71. [2] انظر عن (الحجّاج بن يوسف) في: العلل لابن المديني 74، والمحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام) ص 595، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 533، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 16 و 19 و 217 و 1162 و 5823، والتاريخ الصغير 103، والتاريخ الكبير 2/ 373 رقم 2816 (دون ترجمة) ، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 492، وتاريخ أبي زرعة 1/ 192 و 480 و 527 و 583 و 660 و 2/ 700، والتعليقات والنوادر 1 رقم 289، والفتوح لابن أعثم الكوفي 6/ 271 وما بعدها، وتاريخ اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام) 1/ 292، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 93 و 130 و 158 و 159 و 178- 180 و 212 و 224- 228 و 330 و 355، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 314 ولد سنة أربعين، أو إحدى وأربعين.   [ () ] و 3/ 352 و 353 و 399 و 403، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 218، 219، والجرح والتعديل 3/ 168 رقم 717، والولاة والقضاة للكندي 221، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 210 و 214 و 253 و 258 و 264 و 289 و 355 و 356 و 367 و 377 و 386 و 2/ 70 و 210 و 224 و 247 و 280 و 281 و 282، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني (انظر فهرس الأعلام) 631، وأنساب الأشراف 1/ 25 و 26 و 249 و 503 و 506 و 3/ 192 و 218 و 298 و 4 ق 1/ 209 و 216 و 285 و 349 و 361 و 372 و 427 و 453 و 454 و 457 و 460 و 461 و 467 و 472 و 475 و 576 و 605 و 618 و 4/ 56 و 66 و 67 و 76 و 123 و 147 و 148 و 151 و 153 و 154 و 159 و 164- 166 و 5/ 389، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 225 و 307، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 63، وخاص الخاصّ للثعالبي 87، والجليس الصالح للجريري 1/ 210- 212 و 239 و 280 و 333 و 530 و 2/ 90 و 92 و 159 و 259، ولطف التدبير للإسكافي 226، وثمار القلوب للثعالبي (انظر فهرس الأعلام) 772، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار (انظر فهرس الأعلام) 661، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 133، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 274، 275، ومروج الذهب له 2022- 2029 و 2053- 2112 و 2141- 2150 وانظر فهرس الأعلام 1/ 264، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة (انظر فهرس الأعلام) 572، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 27 وما بعدها، مقاتل الطالبيين للأصفهاني 265، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 267 وانظر فهرس الأعلام 551، والزاهر للأنباري 1/ 118 و 567 و 2/ 251 و 252، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 105 و 106، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 195، والأجوبة المسكتة، رقم 93، والهفوات النادرة للصابي، (انظر فهرس الأعلام) 416، والأذكياء 121، 122، وأخبار النساء 28 و 9 النساء و 53، وبدائع البدائه لابن ظافر 29 و 30 و 63 و 64 و 329 و 330، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 122، والمرصّع لابن الأثير 68 و 91 و 278 و 308، وسرح العيون 172، 173، وزهر الآداب للحصري 786، 787، والشريشي 2/ 52، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 89، ووفيات الأعيان 2/ 29- 54 و 72- 75 و 6/ 293- 297 و 309- 311 وانظر فهرس الأعلام 8/ 90، وفوات الوفيات (انظر فهرس الأعلام) 5/ 26، ونهاية الأرب للنويري 21/ 331- 335، وتاريخ حلب للعظيميّ (انظر فهرس الأعلام) 427، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام) 354، وسير أعلام النبلاء 4/ 343 رقم 117، والمغني في الضعفاء 1/ 151 رقم 1331، والوافي بالوفيات 11/ 315 رقم 457، ومرآة الجنان 1/ 192- 198، والبداية والنهاية 9/ 117- 139، والتذكرة الحمدونية (انظر فهرس الأعلام) 1/ 473 و 2/ 501، والعقد الثمين 4/ 56، ومآثر الإنافة 1/ 92 و 130 و 132 و 135 و 137 و 138 و 149 و 156، وميزان الاعتدال 1/ 466 رقم 1754 (وفيه كنيته: أبو أحمد) ، وتهذيب التهذيب 2/ 210- 213 رقم 388، وتقريب التهذيب 1/ 154 رقم 167، ولسان الميزان 2/ 180 رقم 808، وتعجيل المنفعة 87- 89 رقم 287، والنجوم الزاهرة 1/ 230، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 105، وتهذيبه 4/ 51- 85، وخلاصة تذهيب التهذيب 73. وهو من المشاهير، وأخباره متفرّقة في كتب التواريخ والأدب وغيرها ولا تقع تحت الحصر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 وَرَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ، وَابْنِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. وَكَانَ لَهُ بِدِمَشْقَ آدُرُ [1] . وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ، ثُمَّ وَلِيَ الْعِرَاقَ عِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ. وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْصَحَ مِنَ الْحَسَنِ وَالْحَجَّاجِ، وَالْحَسَنُ أَفْصَحُهُمَا [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا بَالُ الْحَجَّاجِ لا يُهَيِّجُكَ كَمَا يُهَيِّجُ النَّاسَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ مَعَ أَبِيهِ، فَصَلَّى، فَأَسَاءَ الصَّلاةِ، فَحَصَبْتُهُ، فَقَالَ: لا أَزَالُ أُحْسِنُ صَلاتِي مَا حَصَبَنِي سَعِيدٌ [3] . وَفِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» [4] أَنَّ أَسْمَاءَ، بِنْتَ أبي بكر قالت للحجّاج: أما إنّ   [1] آدر: بمعنى دور: جمع دار، قال ابن عساكر: وكانت له دور بدمشق، منها دار الزاوية التي بقرب قصر ابن أبي الحديد. (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 51) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 52 وفيه يعزو القول إلى: «أبي العلاء» . [3] انظر الخبر مفصّلا في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 52، 53. [4] في كتاب فضائل الصحابة (229/ 2545) باب ذكر كذّاب ثقيف ومبيرها. وهو: حدّثنا عقبة بن مكرم العمّيّ، حدّثنا يعقوب- يعني ابن إسحاق الحضرميّ- أخبر الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل. رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة. قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس. حتى مرّ عليه عبد الله بن عمر. فوقف عليه. فقال: السلام عليك أبا خبيب، السلام عليك أبا خبيب! السلام عليك أبا خبيب! أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله! لقد كنت أنهاك عن هذا. أما والله! إن كنت ما علمت، صوّاما، قوّاما، وصولا للرحم، أما والله! لأمّة أنت أشرّها لأمّة خير. ثم نفذ عبد الله بن عمر. فبلغ الحجّاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه. فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود. ثم أرسل إلى أمّه أسماء بنت أبي بكر، فأبت أن تأتيه. فأعاد عليها الرسول: لتأتينّي أو لأبعثنّ إليك من يسحبك بقرونك. قال: فأبت وقالت: والله، لا آتيك حتى تبعث إليّ من يسحبني بقروني. قال: فقال: أروني سبتيّ. فأخذ نعليه. نم انطلق الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَقَدْ رَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ [1] الْحَوْضِيُّ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ: أَنَّ الْحَجَّاجَ كَانَ يَخْطُبُ وَابْنُ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ، فَخَطَبَ النَّاسَ حَتَّى أَمْسَى، فَنَادَاهُ ابْنُ عُمَرَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ الصَّلاةُ، فَأُقْعِدَ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّانِيَةَ، فَأُقْعِدَ، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّالِثَةَ، فَأُقْعِدَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ نَهَضْتُ أَتَنْهَضُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَنَهَضَ فَقَالَ: الصَّلاةُ فَلا أَرَى لَكَ فِيهَا حَاجَةً، فَنَزَلَ الْحَجَّاجُ فَصَلَّى، ثُمَّ دَعَا بِهِ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: إِنَّمَا نَجِيءُ لِلصَّلاةِ فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَصَلِّ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ نَقْنِقْ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شِئْتَ مِنْ نَقْنَقَةٍ [2] . وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَدِمَ مَرْوَانُ مِصْرَ وَمَعَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ وَأَبُوهُ، فَبَيْنَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ مَرَّ بِهِمْ سُلَيْمُ بْنُ عِتْرٍ، وَكَانَ قَاصَّ الْجُنْدِ، وَكَانَ خِيَارًا، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَوْ أَجِدُ هَذَا خَلْفَ حَائِطِ الْمَسْجِدِ وَلِي عَلَيْهِ سُلْطَانٌ لَضَرَبْتُ عُنُقَهُ، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يُثَبِّطُونَ عَنْ طَاعَةِ الْوُلاةِ، فَشَتَمَهُ وَالِدُهُ وَلَعَنَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعِ الْقَوْمَ يَذْكُرُونَ عَنْهُ خَيْرًا، ثُمَّ تَقُولُ هَذَا؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ رَأْيِي فِيكَ أَنَّكَ لا تَمُوتُ إِلا جَبَّارًا شَقِيًّا. وَكَانَ أَبُو الْحَجَّاجِ فَاضِلا. وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيِّ قال: كان الحجّاج على مكّة، فكتب   [ () ] يتوذّف. حتى دخل عليها. فقال: كيف رأيتني صنعت بعدوّ اللَّهِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عليك آخرتك: بلغني أنّك تقول له: يا ابن ذات النطاقين! أنا، والله، ذات النطاقين، أمّا أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وطعام أبي بكر من الدّوابّ. وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه. أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا «أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا» فأمّا الكذّاب، فرأيناه. وأما المبير فلا إخالك إلّا إيّاه. فقام عنها ولم يراجعها. وانظر الجامع الصحيح للترمذي، كتاب الفتن (2317) باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير، ومسند أحمد 2/ 26. [1] في الأصل «أبو عمرو» والتصحيح من (اللباب 1/ 329) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 54 وفيه تحرّفت العبارة الأخيرة إلى «ثم تعتق بعد ذلك ما شئت ممن تعتقه» !. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 317 إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بِوِلايَتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ، فَخَرَجَ فِي نَفَرٍ ثَمَانِيَةٍ أَوْ تِسْعَةٍ عَلَى النَّجَائِبِ [1] . قال عبد الله بن شوذب: ما رئي مِثْلُ الْحَجَّاجِ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَلا مِثْلُهُ لِمَنْ عَصَاهُ. وَرَوَى ابْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعَ الْحَجَّاجُ تَكْبِيرًا فِي السُّوقِ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ [2] ، فَلَمَّا انْصَرَفَ صَعَدَ الْمِنْبَرَ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، وَأَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ، وَمَسَاوِئِ الأَخْلاقِ، قَدْ سَمِعْتُ تَكْبِيرًا لَيْسَ بِالتَّكْبِيرِ الَّذِي يُرَادُ بِهِ اللَّه فِي التَّرْهِيبِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُرَادُ بِهِ التَّرْغِيبُ، إِنَّهَا عَجَاجَةٌ تَحْتَهَا قَصْفٌ، أَيْ بَنِي اللَّكِيعَةِ، وَعَبِيدِ الْعَصَا، وَأَوْلَادِ الإِمَاءِ، أَلا يَرْقَأُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظَلْعِهِ [3] ، وَيُحْسِنُ حَمْلَ رَأْسِهِ، وَحَقْنَ دَمِهِ، وَيُبْصِرُ مَوْضِعَ قَدَمِهِ، وَاللَّهِ مَا أَرَى الأُمُورَ تَثْقُلُ بِي وَبِكُمْ حَتَّى أُوقِعَ بِكُمْ وَقْعَةً تَكُونُ نِكَالا لِمَا قَبْلَهَا، وَتَأْدِيبًا لِمَا بَعْدَهَا [4] . وَقَالَ سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ، رَجُلٌ خَطَمَ نَفْسَهُ وَزَمَّهَا، فَقَادَهَا بِخِطَامِهَا إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَعَنَجَها [5] بِزِمَامِهَا عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ فَقَالَ: امْرُؤٌ رَدَّ [6] نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الْحِسَابُ إِلَى غَيْرِهِ، امْرُؤٌ نَظَرَ إِلَى مِيزَانِهِ، فَمَا زَالَ يَقُولُ امْرُؤٌ حَتَّى أَبْكَانِي. وَعَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: امْرُؤٌ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ، امْرُؤٌ أَفَاقَ واستفاق وأبغض   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 55. [2] العبارة في تهذيب تاريخ دمشق محرّفة عمّا هنا. قال عوانة بن الحكم: سمعت الحجاج يكبّر وأنا في السوق صلاة الظهر، فلما انصرف صعد المنبر..» ! [3] في الأصل «ضلعه» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق: «صلعة» ، والمثبت عن شرح القاموس للزبيدي. [4] الخبر مختصر في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 62، 63. [5] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63 «كبحها» . [6] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63 «زوّد» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 318 الْمَعَاصِي وَالنِّفَاقَ، وَكَانَ إِلَى مَا عِنْدَ اللَّهِ بِالأَشْوَاقِ [1] . وَعَنِ الْحَجَّاجِ أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ الصَّبْرُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ أَيْسَرُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللَّهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: ويحك مَا أَصْفَقَ وَجْهَكَ، وَأَقَلَّ حَيَاءَكَ، تَفْعَلُ مَا تَفْعَلُ، ثُمَّ تَقُولُ مِثْلَ هَذَا؟ فَأَخَذُوهُ، فَلَمَّا نَزَلَ دَعَا بِهِ فَقَالَ: لَقَدِ اجْتَرَأْتَ، فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَنْتَ تَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ فَلا تُنْكِرُهُ عَلَى نَفْسِكَ، وَأَجْتَرِئُ أَنَا عَلَيْكَ فَتُنْكِرُهُ عَلَيَّ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ [2] . وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا: مَنْ كَانَ لَهُ بَلاءٌ فَلْيَقُمْ فَلْنُعْطِهِ عَلَى بَلائِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي عَلَى بَلائِي. قَالَ: وَمَا بَلاؤُكَ؟ قَالَ: قَتَلْتُ الْحُسَيْنَ. قَالَ: وَكَيْفَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: دَسَرْتُهُ بِالرُّمْحِ دَسْرًا، وَهَبَرْتُهُ بِالسَّيْفِ هَبْرًا، وَمَا أَشْرَكْتُ مَعِي فِي قَتْلِهِ أَحَدًا، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ وَإِيَّاهُ لَنْ تَجْتَمِعَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. فَقَالَ لَهُ اخْرُجْ [3] . وَرَوَى شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمير. ورواه صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن بَهْدَلَةَ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا الْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ ذُرِّيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ: كَذِبْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ، فَقَالَ: لَتَأْتِيَنِّي عَلَى مَا قُلْتُ بِبَيِّنَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، أَوْ لأَقْتُلَنَّكَ. فَقَالَ قَوْلَهُ تَعَالَى وَمن ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ 6: 84 [4] إِلَى قَوْلِهِ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى 6: 85 [4] فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ بِأُمِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَا حَمَلَكَ عَلَى تَكْذِيبِي فِي مَجْلِسِي؟ قَالَ: مَا أَخَذَ اللَّهُ على الأنبياء لتبيّننّه للنّاس ولا تكتمونه. قَالَ: فَنَفَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ [5] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ، وَذَكَرَ هذه   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63، وفيات الأعيان 2/ 31. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 63، 64. [4] سورة الأنعام- الآيتان 84/ 85. [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 68 وفي طبعة القدسي 3/ 351 «اتقوا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 319 الآيَةَ: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا 64: 16 [1] ، فَقَالَ: هَذِهِ لِعَبْدِ اللَّهِ، لِأَمِينِ اللَّهِ وَخَلِيفَتِهِ، لَيْسَ فِيهَا مَثُوبَةٌ، وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتُ رَجُلا يَخْرُجُ مِنْ بَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ مِنْ غَيْرِهِ لَحَلَّ لِي دَمُهُ وَمَالُهُ، وَاللَّهِ لَوْ أَخَذْتُ رَبِيعَةَ بِمُضَرَ لَكَانَ لِي حَلالا، يَا عَجَبًا مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ [2] يَزْعُمُ أَنَّهُ يَقْرَأُ قُرْآنًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، مَا هُوَ إِلا رَجْزٌ مِنْ رَجِزِ الأَعْرَابِ، وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُ عبد هذيل لضربت عنقه [3] . رواها وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى شَيْخٌ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ. قَاتَلَ اللَّهُ الْحَجَّاجُ مَا أَجْرَأَهُ عَلَى اللَّهِ، كَيْفَ يَقُولُ هَذَا فِي الْعَبْدِ الصَّالِحِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ! قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: ذَكَرْتُ قَوْلَهُ هَذَا لِلأَعْمَشِ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ [4] . وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، فَزَادَ: وَلا أَجِدُ أَحَدًا يَقْرَأُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ [5] إِلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَلأَحُكَّنَّهَا مِنَ الْمُصْحَفِ وَلَوْ بِضِلْعِ خِنْزِيرٍ [6] . وَرَوَاهَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ. وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: ابْنُ مَسْعُودٍ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ، لَوْ أَدْرَكْتُهُ لأَسْقَيْتُ الأَرْضَ مِنْ دَمِهِ [7] . وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: رُبَّمَا دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى دَابَّتِهِ حَتَّى يَقِفَ عَلَى حَلَقَةِ الْحَسَنِ [8] ، فَيَسْتَمِعَ إِلَى كَلامِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ يَقُولُ: يَا حَسَنُ لا تُمِلَّ النَّاسَ. قَالَ: فَيَقُولُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، إِنَّهُ لَمْ يبق إلّا من لا حاجة له [9] .   [1] سورة التغابن- الآية 16. [2] يقصد: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 72. [4] المصدر نفسه. [5] في الأصل «ابن معبد» وهو تحريف. [6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 72. [7] المصدر نفسه. [8] هو الحسن البصريّ. [9] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 74. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 320 وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَجَّاجِ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ يَعْرِفُ عَيْبَهُ، فَعِبْ نَفْسَكَ. قَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَنَا لَجُوجٌ حَقُودٌ حَسُودٌ، فَقَالَ: مَا فِي الشَّيْطَانِ شَرٌّ مِمَّا ذَكَرْتَ [1] . وَقَالَ عبد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صَالِحٍ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: أُخْبِرَ عُمَرُ بِأَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ حَصَبُوا أَمِيرَهُمْ، فَخَرَجَ غَضْبَانُ، فَصَلَّى فَسَهَا فِي صَلاتِهِ، حَتَّى جَعَلُوا يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: من هاهنا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ، ثُمَّ آخَرُ، ثُمَّ قُمْتُ أَنَا، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ اسْتَعِدُّوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَالْبِسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ عَلَيْهِمْ بِالْغُلامِ الثَّقَفِيِّ، يَحْكُمُ فِيهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ، لا يَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ [2] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ: لا مِتَّ حَتَّى تُدْرِكَ فَتَى ثَقِيفَ، قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا فَتَى ثَقِيفَ؟ قَالَ: لَيُقَالَنَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اكْفِنَا زَاوِيَةً مِنْ زَوَايَا جَهَنَّمَ، رَجُلٌ يَمْلِكُ عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، لا يَدَعُ للَّه مَعْصِيَةً إِلا ارْتَكَبَهَا [3] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَلِيًّا كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي ائْتَمَنْتُهُمْ. فَخَافُونِي، وَنَصَحْتُهُمْ فَغَشُّونِي، اللَّهمّ فَسَلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلامَ ثَقِيفَ يَحْكُمُ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ [4] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ: قَالَ رأيت أنسا   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75 وروى الشافعيّ هذه الحكاية وقال في آخرها: قال له عبد الملك: إن بينك وبين إبليس نسبا، فقال: يا أمير المؤمنين، إن الشيطان إذا رآني سالمني. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 75. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 321 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَخْتُومًا فِي عُنُقِهِ خَتْمَةَ الْحَجَّاجِ، أَرَادَ أَنْ يُذِلَّهُ بِذَلِكَ [1] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: قَدْ فَعَلَ ذَلِكَ بِغَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، يُرِيدُ أَنْ يُذِلَّهُمْ بِذَلِكَ، وَقَدْ مَضَتْ لَهُمُ الْعِزَّةُ بصُحبة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ مُوسَى الضَّبِّيِّ قَالَ: أَمَرَ الْحَجَّاجُ أَنْ تُوجَأَ عُنُقُ أَنَسٍ، وَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلْتُهُ بِهِ لِأَنَّهُ سَيِّئُ الْبِلاءِ فِي الْفِتْنَةِ الأُولَى، غَاشُّ الصَّدْرِ فِي الْفِتْنَةِ الآخِرَةِ [3] . وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ الشَّعْبِيُّ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُصَلُّونَ فِيهِ عَلَى الْحَجَّاجِ [4] . وَعَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ قَالَ: أَرَادَ الْحَجَّاجُ قَتْلَ الْحَسَنِ [5] مِرَارًا، فَعَصَمَهُ اللَّهُ مِنْهُ، وَاخْتَفَى مَرَّةً فِي بَيْتِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ سَنَتَيْنِ [6] . قُلْتُ: لِأَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَذُمُّ الأُمَرَاءَ الظَّلَمَةَ مُجْمَلا، فَأَغْضَبَ ذَلِكَ الْحَجَّاجَ. وَعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ عُقُوبَةٌ سَلَّطَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، فَلا تَسْتَقْبِلُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، وَلَكِنِ اسْتَقْبِلُوهَا بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ [7] . وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: حَدَّثَنِي جَلِيسٌ لِهِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِعَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ: أَخْبِرْنِي بِبَعْضِ مَا رَأَيْتَ مِنْ عَجَائِبِ الْحَجَّاجِ. قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَهُ لَيْلَةً، فَأُتِيَ بِرَجُلٍ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ   [1] تقدّم في ترجمة «أنس بن مالك» أنه وسم في يده «عتيق الحجّاج» ، والخبر في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76. [2] ، (3) تهذيب تاريخ دمشق 4/ 76. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 78. [5] هو الحسن البصري، كما في تهذيب تاريخ دمشق. [6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 78، 79 وفيه «علي بن جدعان» وهما واحد، فهو: علي بن «زيد بن عبد الله بن أبي مليكة.. بن جدعان. [7] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 80. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 السَّاعَةَ! وَقَدْ قُلْتُ: لا أَجِدُ فِيهَا أَحَدًا إِلا فَعَلْتُ بِهِ! قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لا أَكْذِبُ الأَمِيرَ، أُغْمِيَ عَلَى أُمِّي مُنْذُ ثَلاثٍ، فَكُنْتُ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَفَاقَتِ السَّاعَةَ قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلا رَجَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِنَّهُمْ مَغْمُومُونَ لِتَخَلُّفِكَ عَنْهُمْ، فَخَرَجْتُ، فَأَخَذَنِي الطَّائِفَ، فَقَالَ: نَنْهَاكُمْ وَتَعْصُونَا! اضْرِبْ عُنُقَهُ. ثُمَّ أُتِيَ بِرَجُلٍ آخَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! قَالَ: وَاللَّهِ لا أَكْذِبُكَ، لَزِمَنِي غَرِيمٌ فَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ أَغْلَقَ الْبَابَ وَتَرَكَنِي عَلَى بَابِهِ، فَجَاءَنِي طَائِفُكَ فَأَخَذَنِي، فَقَالَ: اضْرِبُوا عُنُقَهُ. ثُمَّ أُتِيَ بِآخَرَ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟! قَالَ: كُنْتُ مَعَ شَرَبَةٍ أَشْرَبُ، فَلَمَّا سَكِرْتُ خَرَجْتُ، فَأَخَذُونِي، فَذَهَبَ عَنِّي السُّكْرُ فَزَعًا، فَقَالَ: يَا عَنْبَسَةُ مَا أَرَاهُ إِلا صَادِقًا، خَلُّوا سَبِيلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَنْبَسَةَ، فَمَا قُلْتَ لَهُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ عُمَرُ لِآذِنِهِ: لا تَأْذَنَ لِعَنْبَسَةَ عَلَيْنَا، إِلا أَنْ يَكُونَ فِي حَاجَةٍ [1] . وَقَالَ بِسْطَامُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: خَرَجْتَ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ عَلَيْهِ حَتَّى كَفَرَ [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ: أَحْصُوا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا، فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا [3] . وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ قَحْذَمٍ قَالَ: أَطْلَقَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ وَاحِدًا وَثَمَانِينَ أَلْفَ أَسِيرٍ، وَعُرِضَتِ السُّجُونُ بَعْدَ مَوْتِ الْحَجَّاجِ، فَوَجَدُوا فِيهَا ثَلاثَةَ وَثَلاثِينَ أَلْفًا، لَمْ يَجِبْ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ قَطْعٌ وَلا صَلْبٌ [4] . وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، وَفِي سِجْنِهِ ثَمَانُونَ أَلْفًا، مِنْهُمْ ثَلاثُونَ أَلْفَ امْرَأَةٍ [5] . وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ تَخَابَثَتِ الأُمَمُ، وَجِئْنَا بالحجّاج   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 80. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 82. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 83. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 83. [5] المصدر نفسه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 323 لَغَلَبْنَاهُمْ، مَا كَانَ يَصْلُحُ لِدُنْيَا وَلا لِآخِرَةٍ، وَلِيَ الْعِرَاقَ، وَهُوَ أَوْفَرُ مَا يَكُونُ مِنَ الْعِمَارَةِ، فَأَخَسَّ بِهِ حَتَّى صَيَّرَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَلَقَدْ أُدِّيَ إِلَيَّ فِي عَامِي هَذَا ثَمَانُونَ أَلْفَ أَلْفٍ وَزِيَادَةً [1] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ الْحَجَّاجِ، فَإِنَّمَا نَلْتَفِتُ إِلَى مَا عَلَيْنَا مِنَ الشَّمْسِ، فَقَالَ: إِلَى مَا تَلْتَفِتُونَ، أَعْمَى اللَّهُ أَبْصَارَكُمْ، إِنَّا لا نَسْجُدُ لِشَمْسٍ وَلا لِقَمَرٍ، وَلا لِحَجَرٍ، وَلا لِوَبَرٍ. وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: مَا بَقِيَتْ للَّه حُرْمَةٌ إِلا وَقَدِ انْتَهَكَهَا. الْحَجَّاجُ [2] وَقَالَ طَاوُسٌ: إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، يُسَمُّونَ الْحَجَّاجَ مُؤْمِنًا [3] ، وَقَالَ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ لَعْنَ الْحَجَّاجِ أَوْ بَعْضِ الْجَبَابِرَةِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ اللَّهُ يَقُولُ: أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 11: 18 [4] وَكَفَى بِالرَّجُلِ عَمًى. أَنْ يَعْمَى عَنْ أَمْرِ الْحَجَّاجِ. وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قِيلَ لِأَبِي وَائِلٍ: تَشْهَدُ عَلَى الْحَجَّاجِ أَنَّهُ فِي النَّارِ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَحْكُمُ عَلَى اللَّهِ [5] !. وَقَالَ عَوْفٌ: ذُكِرَ الْحَجَّاجُ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ: مِسْكِينٌ أَبُو مُحَمَّدٍ، إِنْ يُعَذِّبْهُ اللَّهُ فَبِذَنْبِهِ، وَإِنْ يَغْفِرْ لَهُ فَهَنِيئًا [6] . وَقَالَ رَجُلٌ لِلثَّوْرِيِّ: اشْهَدْ عَلَى الْحَجَّاجِ وَأَبِي مُسْلِمٍ [7] أَنَّهُمَا فِي النَّارِ.   [1] نفسه. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84. [3] المصدر نفسه. [4] سورة هود، الآية 18 والحديث في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84. [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84. [6] المصدر نفسه. [7] قال القدسي- رحمه الله- في حاشية طبعته 3/ 354 رقم (1) : «يعني الخراساني» . ويقول محقّق هذا الكتاب، طالب العلم عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي: إن المقصود هو «يزيد بن أبي مسلم» الّذي يكنّى أبا مسلم، وهو كاتب الحجّاج وسيّافه، وكان ظالما عسوفا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 فَقَالَ: لا، إِذَا أَقَرَّا بِالتَّوْحِيدِ [1] . وَقَالَ الْعَبَّاسُ الأَزْرَقُ، عَنِ السَّرِيِّ [2] بْنِ يَحْيَى قَالَ: مَرَّ الْحَجَّاجُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَسَمِعَ اسْتِغَاثَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قِيلَ: أَهْلُ السُّجُونِ يَقُولُونَ: قَتَلَنَا الحرّ، فقال: قولوا لهم: اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ 23: 108 [3] ، قَالَ: فَمَا عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلا أَقَلَّ مِنْ جُمُعَةٍ [4] . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: بَنَى الْحَجَّاجُ وَاسِطًا فِي سَنَتَيْنِ وَفَرَغَ مِنْهُ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: مَرِضَ الْحَجَّاجُ، فَأَرْجَفَ بِهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَلَمَّا عُوفِيَ صَعَدَ الْمِنْبَرَ وَهُوَ يَتَثَنَّى عَلَى أَعْوَادِهِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ وَالْمِرَاقِ، نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي مَنَاخِرِكُمْ، فَقُلْتُمْ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، فَمَهْ، وَاللَّهِ مَا أَرْجُو الْخَيْرَ إِلا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَمَا رَضِيَ اللَّهُ الْخُلُودَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلا لِأَهْوَنِهِمْ عَلَيْهِ إِبْلِيسَ، وَقَدْ قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ سُلَيْمَانُ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي 38: 35 [5] فَكَانَ ذَلِكَ، ثُمَّ اضْمَحَلَّ وَكَأَنْ لَمْ يَكُنْ، يا أيّها الرَّجُلُ، وَكُلُّكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ، كَأَنِّي بِكُلِّ حَيٍّ مَيِّتٌ، وَبُكِلِّ رَطْبٍ يَابِسٌ، وَبِكُلِّ امْرِئٍ فِي ثِيَابٍ طَهُورٍ إِلَى بَيْتِ حُفْرَتِهِ، فَخُدَّ لَهُ فِي الأَرْضِ خَمْسَةَ أَذْرُعٍ طُولا فِي ذِرَاعَيْنِ عَرْضًا، فَأَكَلَتِ الأَرْضُ مِنْ لَحْمِهِ، وَمَصَّتْ مِنْ صَدِيدِهِ وَدَمِهِ [6] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَبْغَضُ الْحَجَّاجَ، فَنَفَّسَ عَلَيْهِ بِكَلِمَةٍ قَالَهَا عِنْدَ الْمَوْتِ: اللَّهمّ اغْفِرْ لي فإنّهم يزعمون أنّك لا تفعل [7] .   [ () ] وقد ذكرت بعض أخباره وظلمه في كتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي- «لبنان» من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية، إذ كان موجودا بطرابلس الشام في خلافة سليمان بن عبد الملك وأول أيام عمر بن عبد العزيز- انظر: ص 215- 217. [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84. [2] في الأصل «السّدّي» ، وهو تحريف. [3] سورة المؤمنون، الآية 108. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 84، 85. [5] سورة ص، الآية 35. [6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85. [7] المصدر نفسه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا حَسَدْتُ الْحَجَّاجَ عَدُوَّ اللَّهِ عَلَى شَيْءٍ حَسَدِي إِيَّاهُ عَلَى حُبِّهِ الْقُرْآنَ وَإِعْطَائِهِ أَهْلَهُ، وَقَوْلِهِ حِينَ احْتُضِرَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِي فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لا تَفْعَلُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ الْحَجَّاجُ لَمَّا احْتَضَرَ: يَا رَبِّ قَدْ حَلِفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا ... بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ وَيْحَهُمُ ... مَا عِلْمُهُمْ بِكَثِيرِ الْعَفْوِ سَتَّارِ [1] فَأُخْبِرَ الْحَسَنُ فَقَالَ: إِنْ نَجَا فَبِهِمَا. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْمَخْزُومِيُّ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَأُخْبِرَ بِمَوْتِ الْحَجَّاجِ، فَسَجَدَ [2] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ: مَاتَ الْحَجَّاجُ، فَبَكَى مِنَ الْفَرَحِ [3] . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. قُلْتُ: عَاشَ خَمْسًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ أَشْعَثَ الْحُدَّانِيِّ [4] قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ فِي مَنَامِي بِحَالٍ سَيِّئَةٍ، قُلْتُ: مَا فَعَلَ بِكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: مَا قَتَلْتُ أَحَدًا قَتْلَةً، إِلا قَتَلَنِي بِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِي إِلَى النَّارِ، قُلْتُ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ أَرْجُو مَا يَرْجُو أَهْلُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: إِنِّي لأَرْجُو لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْحَسَنَ، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّه لَيُخْلِفَنَّ اللَّهُ رَجَاءَهُ فِيهِ [5] . ذَكَرَ ابْنُ خَلِّكَانَ [6] أَنَّهُ مَاتَ بِوَاسِطَ، وَعُفِيَ قَبْرُهُ وَأَجْرَوْا عَلَيْهِ الماء.   [1] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85 «العفو غفّار» . [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85. [3] المصدر نفسه. [4] في الأصل «الحذاني» بالذال المعجمة، والتصحيح من: (اللباب 1/ 283) . [5] انظر نحوه باختصار، عن الأصمعي، عن أبيه. في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 85. [6] في وفيات الأعيان 2/ 53. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 326 وَعِنْدِي مُجَلَّدٌ فِي أَخْبَارِ الْحَجَّاجِ فِيهِ عَجَائِبُ، لَكِنْ لا أَعْرِفُ صِحَّتَهَا. 234- (حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ) [1]- خ- بن زيد. عَنْ: مَوْلَاهُ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ- وَلَزِمَهُ مُدَّةً حَتَّى نُسِبَ إِلَيْهِ-، وَعَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَأَبُو جعفر الباقر، والزّهريّ. (حسّان بن بلال) [2]- ت ن ق- المزنيّ البصريّ. عَنْ: عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ. 235- (حَسَّانُ بْنُ أَبِي وَجْزَةَ) [3]- ن- مَوْلَى قريش.   [1] انظر عن (حرملة مولى أسامة) في: طبقات ابن سعد 5/ 304، التاريخ الكبير 3/ 67 رقم 239، والمعرفة والتاريخ 1/ 221 و 420 وتاريخ أبي زرعة 1/ 614، والجرح والتعديل 3/ 273 رقم 1219، والثقات لابن حبّان 4/ 173، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 264، ورجال صحيح البخاري 1/ 216 رقم 284، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 112 رقم 432، وتهذيب الكمال 5/ 552، 553 رقم 1167، وتهذيب التهذيب 2/ 231، 232 رقم 427، وتقريب التهذيب 1/ 158 رقم 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 75. [2] انظر عن (حسّان بن بلال) في: العلل لأحمد 1/ 152، والتاريخ الكبير 3/ 31 رقم 128، والمعارف 298، والمعرفة والتاريخ 2/ 296، 297، والجرح والتعديل 3/ 234 رقم 1030، والثقات لابن حبّان 4/ 164، وتهذيب الكمال 6/ 13- 16 رقم 1187، والكاشف 1/ 157 رقم 1005، وميزان الاعتدال 1/ 478 رقم 1802، والوافي بالوفيات 11/ 360 رقم 522، وتهذيب التهذيب 2/ 246، 247 رقم 449، وتقريب التهذيب 1/ 161 رقم 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 75. [3] انظر عن (حسّان بن أبي وجزة) في: التاريخ الكبير 3/ 32 رقم 132، والجرح والتعديل 3/ 234، 235 رقم 1037، والثقات لابن حبّان 4/ 164، وتهذيب الكمال 6/ 44 رقم 1197، والكاشف 1/ 158 رقم 1013، وتهذيب التهذيب 2/ 253 رقم 465، وتقريب التهذيب 1/ 162 رقم 240، وخلاصة تذهيب التهذيب 76. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَقَّارِ بْنِ الْمُغِيرَةِ. وَعَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ. لَهُ فِي السُّنَنِ، عَنْ عَقَّارٍ، عَنْ أَبِيهِ حَدِيثٌ: «مَا تَوَكَّلَ مَنِ اكْتَوَى وَاسْتَرْقَى» [1] . 236- الحسن بن الحسن بن عليّ [2] ن ابْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم، أبو محمد المدنيّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. وعنه: ابنه عبد الله، وابن عمه الحسن بن محمد بن الحنفية، وسهيل بن أبي صالح، وإسحاق بن يسار، والوليد بن كثير، وفضيل بن مرزوق. قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَجْلانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ [3] ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ رَأَى رَجُلا وَقَفَ على   [1] أخرجه الترمذي في الطب (2055) . [2] انظر عن (الحسن بن الحسن بن علي) في: طبقات ابن سعد 5/ 319، 320، والمحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام) 597، وطبقات خليفة 240، ونسب قريش 51- 56، والتاريخ الكبير 2/ 289 رقم 2502، والتاريخ الصغير 1/ 190، وتاريخ اليعقوبي 2/ 228، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 506 و 606 و 620 و 5/ 109 و 110 و 112، وتاريخ الطبري 2/ 388 و 3/ 213، والجرح والتعديل 3/ 5 رقم 17، والثقات لابن حبّان 4/ 121، 122، وجمهرة أنساب العرب 41، 42، والمعارف 212، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 194- 196، وتاريخ بغداد 7/ 293، 294 رقم 3799، والتبيين في أنساب القرشيين 106 و 196 و 289، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 217 أ، وتهذيب الكمال 6/ 89- 95 رقم 1215، والكاشف 1/ 160 رقم 1028، وسير أعلام النبلاء 4/ 483- 487 رقم 185، والكامل في التاريخ 4/ 93 و 5/ 539 و 572، والعقد الفريد 6/ 35 و 36 و 91 و 91، والعبر 1/ 196، والبداية والنهاية 9/ 170، 171، والوافي بالوفيات 11/ 416- 418 رقم 598، وطبقات المعتزلة 17، وتهذيب التهذيب 2/ 263 رقم 487، وتقريب التهذيب 1/ 165 رقم 262، وخلاصة تذهيب التهذيب 77، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 165- 169. [3] في طبعة القدسي 3/ 356 «المهدي» بالدال وهو تحريف. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 328 الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لَهُ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا، وَلا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي» [1] . هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ [2] قَالَ الزُّبَيْرُ: أُمُّ الْحَسَنِ هَذَا هِيَ خَوْلَةُ بِنْتُ مَنْظُورٍ الْفَزَارِيِّ، وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ، وَدَاوُدَ، وَأُمُّ الْقَاسِمَ، بَنُو مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بْن عُبَيْد اللَّهِ التَّيْميّ، قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ وَصِيُّ أَبِيهِ، وَوَلِيُّ صَدَقَةِ عَلِيٍّ، قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ يَوْمًا وَهُوَ يُسَايِرُهُ فِي مَوْكِبِهِ بِالْمَدِينَةِ، إِذْ كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ: أَدْخِلْ عَمَّكَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ مَعَكَ فِي صَدَقَةِ عَلِيٍّ، فَإِنَّهُ عَمُّكَ وَبَقِيَّةُ أَهْلِكَ، قَالَ: لا أُغَيِّرُ شَرْطَ عَلِيٍّ. قَالَ: إِذًا أَدْخِلْهُ مَعَكَ. فَسَافَرَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَرَحَّبَ بِهِ وَوَصَلَهُ، وَكَتَبَ لَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ كِتَابًا لا يُجَاوِزُهُ [3] . وَقَالَ زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: حَدَّثَنِي أَبُو مُصْعَبٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَامِلِ الْمَدِينَةِ: بلغني أنّ الحسن بن   [1] أخرجه عبد الرزاق في المصنّف (6726) من طريق: سهيل بن أبي سهيل. وأورده السيوطي في الجامع الكبير، ثم رمز إلى أنه رواه أبو داود والبيهقي عن أبي هريرة، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 165. [2] علّق المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- على هذا الحديث في سير أعلام النبلاء 4/ 484، 485 فقال: «وما استدلّ حسن في فتواه بطائل من الدلالة، فمن وقف عند الحجرة المقدّسة ذليلا مسلّما، مصلّيا على نبيّه، فيا طوبى له، فقد أحسن الزيارة، وأجمل في التذلّل والحبّ، وقد أتى بعبادة زائدة على من صلّى عليه في أرضه أو في صلاته، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلّي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط، فمن صلّى عليه واحدة صلّى الله عليه عشرا، ولكنّ من زاره- صلوات الله عليه- وأساء أدب الزيارة أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع، فهذا فعل حسنا وسيّئا فيعلم برفق، والله غفور رحيم، فو الله ما يحصل الانزعاج لمسلم، والصياح وتقبيل الجدران، وكثرة البكاء، إلّا وهو محبّ للَّه ولرسوله، فحبّه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار، فزيارة قبره من أفضل القرب وشدّ الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلّمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: «لا تشدّوا الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد» ، فشدّ الرحال إلى نبيّنا صلى الله عليه وسلّم مستلزم لشدّ الرّحل إلى مسجده، وذلك مشروع بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلّا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحيّة المسجد، ثم بتحيّة صاحب المسجد، رزقنا الله وإيّاكم ذلك، آمين» . [3] نسب قريش 51، 52. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 الْحَسَنِ يُكَاتِبُ أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَاسْتَحْضِرْهُ، قَالَ: فَجِيءَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: يَا بْنَ عَمِّ، قُلْ كَلِمَاتِ الْفَرَجِ «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ» قَالَ: فَخُلِّيَ [1] . ورويتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ: لَكِنْ قَالَ: كَتَبَ الْوَلِيدُ إِلَى عُثْمَانَ الْمُرِّيِّ: انْظُرِ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ فَاجْلِدْهُ مِائَةَ ضَرْبَةٍ، وَقِفْهُ لِلنَّاسِ يَوْمًا، وَلا أُرَانِي إِلا قَاتِلَهُ، قَالَ: فَعَلَّمَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ كَلِمَاتٍ لِلْكَرْبِ. وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَةِ: إِنَّ قَتْلَكَ قُرْبةٌ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ تَمْزَحُ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا هُوَ مِنِّي بِمُزَاحٍ [2] . وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الرَّافِضَةِ: وَيْحَكُمْ أَحِبُّونَا، فَإِنْ عَصَيْنَا اللَّهَ فَأَبْغِضُونَا، فَلَوْ كَانَ اللَّهُ نَافِعًا أَحَدًا بِقَرَابَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِغَيْرِ طَاعَةٍ لَنَفَعَ أَبَاهُ وَأُمَّهُ [3] . تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ. 237- (الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُرَنِيُّ [4] الكوفيّ) - سوى ت-   [1] في تاريخ دمشق 4/ 218 ب «فخلّي عنه» . والحديث أخرجه البخاري في الدعاء عند الكرب 11/ 123 كتاب الدعوات، ومسلم في الذكر والدعاء (2730) باب دعاء الكرب من حديث ابن عباس. [2] تاريخ دمشق 4/ 219 أ. [3] طبقات ابن سعد 5/ 319، 320 من طريق: شبابة بن سوار الفزاري، عن الفضيل بن مرزوق. وهو في تاريخ دمشق 4/ 219 أ، وتهذيبه 4/ 168. [4] انظر عن (الحسن بن عبد الله العرني) في: طبقات ابن سعد 6/ 295، والتاريخ لابن معين 2/ 115، والمعرفة والتاريخ 3/ 310، والجرح والتعديل 3/ 45 رقم 194، والمراسيل 46 رقم 55، والثقات لابن حبّان 4/ 125، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 192، ورجال صحيح البخاري 2/ 870 رقم 1479، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 82 رقم 309، وتهذيب الكمال 6/ 195، 196 رقم 1240، والمغني في الضعفاء 1/ 169 رقم 1499، والكاشف 1/ 162 رقم 1046 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 330 عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ [1] ، وَعُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَيَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ [2] . وَعَنْهُ: عَزْرَةُ [3] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَأَبُو الْمُعَلَّى يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [4] ، وغيره. 238- الحسن بن محمّد بن الحنفيّة [5] ع أبو محمد، وَأَخُو أَبِي هَاشِمٍ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ الْحَسَنُ هو المقدّم في الهيئة والفضل.   [ () ] (وقد تحرّف في المتن إلى «العربيّ» ) ، مع كون محقّقه عرّف بنسبه في الحاشية، وجامع التحصيل 199 رقم 136، والوافي بالوفيات 12/ 86 رقم 70، وتهذيب التهذيب 2/ 290، 291 رقم 519، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 286، وخلاصة تذهيب التهذيب 79. [1] مهمل في الأصل. [2] مهمل في الأصل «الجرار» . [3] في الأصل «غورة» . [4] في الجرح والتعديل 3/ 45. [5] انظر عن (الحسن بن محمد بن الحنفيّة) في: طبقات ابن سعد 5/ 328، وطبقات خليفة 239، والتاريخ الكبير 2/ 305 رقم 2560، وتاريخ الثقات للعجلي 117، 118 رقم 286، والمعارف 216، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 254 رقم 1794، والمعرفة والتاريخ 1/ 543 و 544 و 549 و 2/ 13 و 207 و 208 و 737 و 744، وتاريخ أبي زرعة 1/ 415، وأخبار مكة للأزرقي 1/ 197، وتاريخ الطبري 2/ 260 و 279، والجرح والتعديل 3/ 35 رقم 144، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 421، والثقات لابن حبّان 4/ 122، وطبقات الفقهاء للشيرازي 60 و 63، ومروج الذهب 1941 و 2031، ورجال صحيح مسلم 1/ 133، 134 رقم 254، ورجال صحيح البخاري 1/ 161، 162 رقم 204، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 206، وجمهرة أنساب العرب 66، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 81، 82 رقم 307، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 4/ 296 ب، وتهذيبه 4/ 248- 250، والتبيين في أنساب القرشيين 114، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 160 رقم 119، ووفيات الأعيان 2/ 399 و 6/ 150، والعبر 1/ 122، وسير أعلام النبلاء 4/ 130، 131 رقم 38، والكاشف 1/ 166 رقم 1072، والبداية والنهاية 9/ 140 و 185، والوافي بالوفيات 12/ 213، 214 رقم 189، وتهذيب التهذيب 2/ 320، 321 رقم 555، وتقريب التهذيب 1/ 171 رقم 318، والنجوم الزاهرة 1/ 227، وخلاصة تذهيب التهذيب 81، وشذرات الذهب 1/ 121. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 331 رَوَى عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ، وَآخَرُونَ. قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ، بِمَا اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، مَا كَانَ زُهْرِيُّكُمْ إِلا غُلامًا مِنْ غِلْمَانِهِ [1] . وَقَالَ مِسْعَرٌ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُفَسِّرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيْسَ مِنَّا» لَيْسَ مِثْلَنَا. وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ: قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْمُرْجِئَةِ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ رَجُلٌ مِنْ بني هَاشِمٍ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] . وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، وَمَيْسَرَةَ، أَنَّهُمَا دَخَلا عَلَى الْحَسَنِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلامَاهُ عَلَى الْكِتَابِ الَّذِي وَضَعَهُ فِي الإِرْجَاءِ، فَقَالَ: لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ وَلَمْ أَكْتُبْهُ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَاطِبٍ: أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، كُنْتُ حَاضِرًا يَوْمَ تَكَلَّمَ، وَكُنْتُ فِي حَلَقَتِهِ مَعَ عَمِّي، وَكَانَ فِي الْحَلَقَةِ جُنْدُبٌ وَقَوْمٌ مَعَهُ، فَتَكَلَّمُوا فِي عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَآلِ الزُّبَيْرِ، فَأَكْثَرُوا، فَقَالَ الْحَسَنُ: سَمِعْتُ مَقَالَتَكُمْ هَذِهِ، وَلَمْ أَرَ مِثْلَ أَنْ يُرْجَأَ [4] عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَلا يَتَوَلَّوْا وَلا يُتَبَرَّأُ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ، فَقُمْنَا، وَبَلَغَ أَبَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ مَا قَالَ، فَضَرَبَهُ بِعَصًا فَشَجَّهُ، وَقَالَ: لا تُوَلِّي أَبَاكَ عَلِيًّا! قَال: وَكَتَبَ الرِّسَالَةَ الَّتِي ثَبَّتَ فِيهَا الْإِرْجَاءَ بَعْدَ ذلك [5] .   [1] تهذيب الكمال 6/ 319. [2] انظر طبقات ابن سعد 5/ 328 وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 249، وتهذيب الكمال 6/ 321. [3] طبقات ابن سعد 5/ 328. [4] في الأصل «يرجى» . [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 249، 250، تهذيب الكمال 6/ 321، 322. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 332 قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : هُوَ أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الإِرْجَاءِ، وَكَانَ مِنْ ظُرَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ وَعُقَلائِهِمْ، وَلا عَقِبَ لَهُ. وَأُمُّه جَمَالُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ. قُلْتُ: الْإِرْجَاءُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ يُرْجِئُ أَمْرَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ إِلَى اللَّهِ، فَيَفْعَلُ فِيهِمْ مَا يَشَاءُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ أَخْبَارَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي «مُسْنَدِ عَلِيٍّ» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ، فَأَوْرَدَ فِي ذَلِكَ كِتَابَهُ فِي الإِرْجَاءِ، وَهُوَ نَحْوَ وَرَقَتَيْنِ، فِيهَا أَشْيَاءُ حَسَنَةٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْخَوَارِجَ تَوَلَّتِ الشَّيْخَيْنِ، وَبَرِئَتْ مِنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، فَعَارَضَتْهُمُ السَّبَائِيَّةُ، فَبَرِئَتْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَتَوَلَّتْ عَلِيًّا وَأَفْرَطَتْ فِيهِ، وَقَالَتِ الْمُرْجِئَةُ الأُولَى: نَتَوَلَّى الشَّيْخَيْنِ وَنُرْجِئُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا فَلا نَتَوَلاهُمَا وَلا نَتَبَرَّأُ مِنْهُمَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ الْيَامِيُّ: قَالَ: اجْتَمَعَ قُرَّاءُ الْكُوفَةِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ فَأجْمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنَّ الشَّهَادَاتِ وَالْبَرَاءَاتِ بِدْعَةٌ، مِنْهُمْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِذَا قَدِمَ مَكَّةَ نَزَلَ عَلَى أَبِي، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ إِخْوَانُهُ، فَيَقُولُ لِي: اقْرَأْ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ، فَكُنْتُ أَقْرَأُهَا: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا نُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَنَحُثُّكُمْ عَلَى أَمْرِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَنُضِيفُ وِلايَتَنَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَنَرْضَى مِنْ أَئِمَّتِنَا بِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ أَنْ يُطَاعَا، وَنَسْخَطُ أَنْ يعصيا، وَنُرْجِئُ أَهْلَ الْفِرْقَةِ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، لَمْ تَقْتَتِلْ فِيهِمَا الأُمَّةُ، وَلَمْ تَخْتَلِفْ فِيهِمَا الدَّعْوَةُ، وَلَمْ يُشَكَّ فِي أَمْرِهِمَا، وَإِنَّمَا الْإِرْجَاءُ فِيمَا غَابَ عَنِ الرِّجَالِ وَلَمْ يَشْهَدُوهُ، فَمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْنَا الْإِرْجَاءَ وَقَالَ: مَتَى كَانَ الْإِرْجَاءُ؟ قُلْنَا: كَانَ عَلَى عَهْدِ مُوسَى، إِذْ قَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ: فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى قَالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي في كِتابٍ 20: 51- 52 [2] ، إِلَى أَنْ قَالَ: مِنْهُمْ شِيعَةٌ مُتَمَنِّيَةٌ يَنْقِمُونَ الْمَعْصِيَةَ عَلَى أَهْلِهَا وَيَعْمَلُونَ بِهَا، اتَّخَذُوا أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ إِمَامًا، وَقَلَّدُوهُمْ دِينَهُمْ، يُوَالُونَ على حبّهم، ويعادون   [1] في الطبقات 6/ 328. [2] سورة طه- الآية 51/ 52. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 333 عَلَى بُغْضِهِمْ، جُفَاةٌ لِلْقُرْآنِ، أَتْبَاعٌ لِلْكُهَّانِ، يَرْجُونَ الدَّوْلَةَ فِي بَعْثٍ يَكُونُ قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ، حَرَّفُوا كِتَابَ اللَّهِ وَارْتشوا فِي الْحُكْمِ، وَسَعَوْا فِي الأَرْضِ فَسَادًا، وَذَكَرَ الرِّسَالَةَ بِطُولِهَا. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَرَأْتُ رِسَالَةَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى أَبِي الشَّعْثَاءِ، فَقَالَ لِي: مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ، وَلا كَرِهْتُ شَيْئًا أَحَبَّهُ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ قَالَ: قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفَةَ بَعْدَ قَتْلِ الْمُخْتَارِ، فَمَضَى إِلَى نَصِيبِينَ، وَبِهَا نَفَرٌ مِنَ الْخَشَبِيَّةِ، فَرَأَّسُوهُ عَلَيْهِمْ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ مُسْلِمُ بْنُ الأَسِيرِ مِنَ الْمَوْصِلِ، وَهُوَ مِنْ شِيعَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَهَزَمَهُمْ وَأَسَرَ الْحَسَنَ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَسَجَنَهُ بِمَكَّةَ فَقِيلَ: إِنَّهُ هَرَبَ مِنَ الْحَبْسِ، وَأَتَى أَبَاهُ إِلَى مِنًى. قَالَ الْعِجْلِيُّ [1] : هُوَ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. 239- (حصين بن قبيصة) [3]- د ن ق- الفزاريّ الكوفيّ. عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَالْمُغِيرَةِ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَالرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [4] . - حصين أبو ساسان في الكنى.   [1] في تاريخ الثقات 117. [2] في تاريخه 325 أما في الطبقات 239 فقال: توفي سنة مائة أو تسع وتسعين. [3] انظر عن (حصين بن قبيصة) في: طبقات ابن سعد 6/ 180، والتاريخ الكبير 3/ 5 رقم 13، وتاريخ الثقات للعجلي 122 رقم 299، والجرح والتعديل 3/ 195 رقم 845، والثقات لابن حبّان 4/ 157، وتهذيب الكمال 6/ 530 رقم 1365، والكاشف 1/ 175 رقم 1136، وتهذيب التهذيب 2/ 387 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 183 رقم 416، وخلاصة تذهيب التهذيب 86. [4] ج 4/ 157. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 334 240- (حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ [1] بْنِ الْخَطَّابِ) - ع- القرشيّ العدويّ المدنيّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى. رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ، وَعِيسَى، وَرَبَاحٌ بَنُوهُ، وَابْنُ عَمِّهِ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَسِيبُهُ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّانِ، وَخُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ بَنِي عَدِيٍّ، مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. 241- (الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ) [2] بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ، ابْنُ عَمِّ الْحَجَّاجِ. روى عن: أبي هريرة.   [1] انظر عن (حفص بن عاصم بن عمر) في: طبقات ابن سعد 7/ 117- 119، والعلل لابن المديني 48، وطبقات خليفة 246، والتاريخ الكبير 2/ 359 رقم 2747، وتاريخ الثقات للعجلي 124 رقم 306، والمعارف 188، والمعرفة والتاريخ 1/ 349 و 375 و 2/ 213 و 821، والجرح والتعديل 3/ 184 رقم 796، والثقات لابن حبّان 4/ 152، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 506، ورجال صحيح مسلم 1/ 143 رقم 281، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 237، ورجال صحيح البخاري 1/ 180 رقم 230، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 92 رقم 353، والتبيين في أنساب القرشيين 372، ومعجم البلدان 3/ 163، وتهذيب الكمال 6/ 17، 18 رقم 1392، وسير أعلام النبلاء 4/ 196، 97، رقم 79، والكاشف 1/ 178 رقم 1156، والوافي بالوفيات 13/ 97 رقم 95، وتهذيب التهذيب 2/ 402 رقم 702، والبداية والنهاية 9/ 93، وتقريب التهذيب 1/ 186 رقم 444، وخلاصة تذهيب التهذيب 87. [2] انظر عن (الحكم بن أيوب) في: تاريخ خليفة 272 و 293 و 294 و 310، والتاريخ الكبير 2/ 336 رقم 2660، والمعرفة والتاريخ 2/ 14، وتاريخ أبي زرعة 2/ 672، وتاريخ الطبري 6/ 209 و 279 و 340 و 341. وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 73 و 5/ 179، والجرح والتعديل 3/ 114 رقم 527، والثقات لابن حبّان 4/ 145، والكامل في التاريخ 4/ 379 و 431 و 468، والعقد الفريد 3/ 417، والوافي بالوفيات 13/ 110 رقم 116، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 389، والمغني في الضعفاء 1/ 183 رقم 1648، وميزان الاعتدال 1/ 570 رقم 2170، ولسان الميزان 2/ 331 رقم 1359، والكامل في الأدب 2/ 121، وثمار القلوب 475 رقم 770. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 335 وعنه: الجريريّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَجْهُولٌ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : وَلِيَ الْبَصْرَةَ لَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْعِرَاقَ، فلما وثب ابن الأشعث على البصرة لحق بالحجاج. 242- (حمزة بن أبي أسيد) [3]- خ د ق- مالك بن ربيعة الأنصاريّ السّاعديّ المدنيّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ الأَنْصَارِيِّ. روى عنه: ابناه مالك، ويحيى، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل. وقال ابن الغسيل [4] : توفي زمن الوليد. 243- (حمزة بن المغيرة بن شعبة الثقفي) [5]- م ن ق- عَنْ أَبِيهِ فِي الْمَسْحِ.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 114. [2] في تاريخه 293 و 294. [3] انظر عن (حمزة بن أبي أسيد) في: طبقات ابن سعد 5/ 271، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 3/ 46، 47 رقم 175، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 141 رقم 672، والمعرفة والتاريخ 1/ 387، وتاريخ أبي زرعة 1/ 491، والجرح والتعديل 3/ 214 رقم 940، والثقات لابن حبّان 4/ 168، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 547، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 248، ورجال صحيح البخاري 1/ 209 رقم 271، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 106 رقم 409، وتهذيب الكمال 7/ 311- 313 رقم 1499، والكاشف 1/ 190 رقم 1240، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 139، والوافي بالوفيات 13/ 176 رقم 201، والإصابة 1/ 352 رقم 1823، وتهذيب التهذيب 3/ 26 رقم 35، وتقريب التهذيب 1/ 199 رقم 562، وخلاصة تذهيب التهذيب 93. [4] في طبقات ابن سعد 5/ 271، 272. [5] انظر عن (حمزة بن المغيرة بن شعبة) في: طبقات ابن سعد 6/ 270، وطبقات خليفة 155، والتاريخ الكبير 3/ 47 رقم 176، وتاريخ الثقات للعجلي 133 رقم 336، والمعرفة والتاريخ 1/ 369 و 398 و 459 و 2/ 188، وتاريخ الطبري 4/ 122، 123 و 5/ 409 و 6/ 284 و 292 و 294، والجرح والتعديل 3/ 214 رقم 941، والثقات لابن حبّان 4/ 168، ورجال صحيح مسلم 1/ 146 رقم 289، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 411، والكامل في التاريخ 4/ 52 و 434، 435، وتهذيب الكمال 7/ 339، 340 رقم 1514، والكاشف 1/ 191 رقم 1251، وتهذيب التهذيب 3/ 33 رقم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 336 وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرُهُمَا. 244- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) [1]- ع- الزّهريّ المدنيّ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومَ بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ، وَهِيَ أُخْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لأُمِّهِ. رَوَى عَنْ: أَبَوَيْهِ، وَعُثْمَانَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ، ابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ، وَقَتَادَةُ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وغيرهم. وقيل: إنّه أدرك عمر، والصّحيح أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ. وَكَانَ فَقِيهًا نَبِيلًا شَرِيفًا. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] وَغَيْرُهُ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وتسعين، وأمّا سنة خمس ومائة فغلط [3] .   [52،) ] وتقريب التهذيب 1/ 200 رقم 577، وخلاصة تذهيب التهذيب 93. [1] انظر عَنْ (حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ) في: طبقات ابن سعد 5/ 153، والمحبّر لابن حبيب 378 و 408، وتاريخ خليفة 336، وطبقات خليفة 242، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 464، والتاريخ الكبير 2/ 345 رقم 2696، والمعارف 238، وتاريخ الثقات للعجلي 134 رقم 339، والمعرفة والتاريخ 1/ 367 و 381 و 536 و 724 و 725، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419 و 545 و 584 و 589، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 416، والجرح والتعديل 3/ 225 رقم 989، والمراسيل 49 رقم 62، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 464، والثقات لابن حبّان 4/ 146، وسنن الدارقطنيّ 2/ 210، وأسماء التابعين له، رقم 180، ورجال صحيح مسلم 1/ 160، 161 رقم 320، وجمهرة أنساب العرب 115، والتبيين في أنساب القرشيين 184 و 262، والسابق واللاحق 87، ورجال صحيح البخاري 1/ 175، 176 رقم 223، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 88، 89 رقم 342، والكامل في التاريخ 5/ 126، والعقد الفريد 4/ 164 و 168 و 169، وتهذيب الكمال 7/ 378- 381 رقم 1532 والعبر 1/ 113، وسير أعلام النبلاء 4/ 293، 294 رقم 111، والكاشف 1/ 192 رقم 262 أوالمعين في طبقات المحدثين 32، وجامع التحصيل 202 رقم 145، والبداية والنهاية 9/ 140، ومرآة الجنان 1/ 199، ووفيات الأعيان 4/ 284، والوافي بالوفيات 13/ 195 رقم 223، وتهذيب التهذيب 3/ 45 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 603، وأسد الغابة 2/ 54، وميزان الاعتدال 1/ 616 رقم 2345، وخلاصة تذهيب التهذيب 94، وشذرات الذهب 1/ 111. [2] في الجرح والتعديل 3/ 225. [3] هذا قول ابن سعد في طبقاته 5/ 155 وتمامه: «ليس يمكن أن يكون ذلك كذلك لا في الجزء: 6 ¦ الصفحة: 337 245- (حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [1]- ع- عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بَكْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَثَلاثَةٍ مِنْ وَلَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَابْنُ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ، وَقَتَادَةُ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الْعِجْلِيُّ [2] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: هُوَ أَفْقَهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قُلْتُ: رَوَاهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ [3] وَقَالَ هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَعْلَمَ أَهْلِ الْمِصْرَيْنِ يَعْنِي الكوفة والبصرة.   [ () ] سنّة ولا في روايته، وخمس وتسعون أشبه وأقرب إلى الصواب» . [1] انظر عن (حميد بن عبد الرحمن الحميريّ) في: طبقات ابن سعد 7/ 147، والتاريخ لابن معين 2/ 137، وطبقات خليفة 204، وتاريخ خليفة 302، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3837 و 4989، والتاريخ الكبير 2/ 346 رقم 2697، وتاريخ الثقات للعجلي 134 رقم 340، والمعرفة والتاريخ 1/ 68 و 284 و 293 و 2/ 67 و 3/ 161، وتاريخ الطبري 3/ 202، والجرح والتعديل 3/ 225 رقم 990، والثقات لابن حبّان 4/ 147، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 667، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 187، وذكر أخبار أصبهان 1/ 290، ورجال صحيح مسلم 1/ 162 رقم 322، وطبقات الفقهاء للشيرازي 88، ورجال صحيح البخاري 1/ 176 رقم 224، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 89 رقم 343، وتهذيب الكمال 7/ 381- 383 رقم 1533، وسير أعلام النبلاء 4/ 393، 294 رقم 111، والكاشف 1/ 192، 193 رقم 1263، والوافي بالوفيات 13/ 194، 195 رقم 222، تهذيب التهذيب 3/ 46 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 605، وخلاصة تذهيب التهذيب 94، والمعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 193. [2] في تاريخ الثقات 134. [3] انظر: التاريخ الكبير 2/ 346، والمعرفة والتاريخ 2/ 68، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 3837. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 338 246- حنش بن عبد الله [1] م 4 ابن عمرو بن حنظلة، أبو رشدين [2] السّبائيّ [3] الصّنعانيّ، صَنْعَاءُ دِمَشْقَ لا صَنْعَاءُ الْيَمَنِ. رَوَى عَنْ: فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَرُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَارِثُ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، وَعَامِرُ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، وَالْجُلاحُ [4] أَبُو كَثِيرٍ، وَرَبِيعَةُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَغَزَا الْمَغْرِبَ، وَسَكَنَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَلِهَذَا عَامَّةُ أَصْحَابِهِ مِصْرِيُّونَ. وَتُوُفِّيَ غَازِيًا بِإِفْرِيقِيَّةَ سنة مائة.   [1] انظر عن (حنش بن عبد الله الصنعاني) في: طبقات ابن سعد 5/ 536، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 139 رقم 738، والعلل لأحمد 1/ 305، والتاريخ الكبير 3/ 99 رقم 343، وتاريخ الثقات للعجلي 136 رقم 348، والمعرفة والتاريخ 2/ 530 و 3/ 251، وفتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم 277- 279، والولاة والقضاة للكندي 6 و 313 و 317، وتاريخ الطبري 3/ 217 و 4/ 291، والجرح والتعديل 3/ 291 رقم 1298، والثقات لابن حبّان 4/ 184، ورجال صحيح مسلم 1/ 179 رقم 370، وطبقات فقهاء اليمن 57، 58، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ، ورقة 60 أ، والحلّة السيراء 2/ 331، ورياض النفوس 78 رقم 41، وطبقات علماء إفريقية 18، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 148 رقم 391، وجذوة المقتبس 201- 203 رقم 403، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب 37، وطبقات الفقهاء للشيرازي 74، وجمهرة أنساب العرب 332 و 740، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117 رقم 460، ومعجم البلدان 2/ 47 و 3/ 427، والكامل في التاريخ 5/ 56، وتهذيب الكمال 7/ 429- 431 رقم 1555، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 4/ 492 رقم 192، والكاشف 1/ 195 رقم 1282، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 10- 12، والروض الأنف 2/ 241، والوافي بالوفيات 13/ 206 رقم 242، والبداية والنهاية 9/ 187، وميزان الاعتدال 1/ 620 رقم 2369، والمغني في الضعفاء 1/ 197 رقم 802، وتهذيب التهذيب 3/ 57 رقم 102، وتقريب التهذيب 1/ 205 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 95، وشذرات الذهب 1/ 119. [2] تحرّف في تهذيب تاريخ دمشق «رشيد» . [3] في سير أعلام النبلاء 4/ 492 «النسائي» وهو تحريف لم يتنبّه إليه المحقّق. [4] الجلاح: بضم الجيم المعجمة، وبآخره حاء مهملة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [1] وَأَبُو زُرْعَةَ [2] . وَأَمَّا أَبُو سَعِيدِ بن يونس فقال: حنش الصّنعانيّ كان مع عَلِيٍّ بِالْكُوفَةِ، وَقَدِمَ مِصْرَ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ، وَغَزَا الْمَغْرِبَ مَعَ رُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ فِيمَنْ ثَارَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَأُتِيَ بِهِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فِي وَثَاقٍ، فَعَفَا عَنْهُ، وَلَهُ عَقِبٌ بِمِصْرَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَلِيَ عُشُورَ إِفْرِيقِيَّةَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ [3] . وَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي وَفَاةِ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ. قُلْتُ: وَهِمَ ابْنُ يُونُسَ وَابْنُ عَسَاكِرَ [4] فِي أَنَّهُ صَاحِبُ عَلِيٍّ، لِأَنَّ صَاحِبَ عَلِيٍّ اسْمُهُ كَمَا ذَكَرْنَا حَنَشُ بْنُ رَبِيعَةَ أَوِ ابْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَهُوَ كِنَانِيٌّ كُوفِيٌّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، كَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، الَّذِينَ لَمْ يَرَوْا مِصْرَ وَلا إِفْرِيقِيَّةَ، فَتَبَيَّنَ أَنَّهُمَا رَجُلانِ. وَلِحَنَشٍ صَاحِبِ عَلِيٍّ تَرْجَمَةٌ فِي «الْكَامِلِ» لابْنِ عَدِيٍّ [5] ، وَقَالَ: مَا أَظُنُّ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ غَيْرِهِمَا. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَتْ تَرْجَمَتُهُ. 247- (حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ) [6]- م د ن ق-. يَرْوِي عَنْ: حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَخَفَّافِ بْنِ إِيمَاءٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَعِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، وَالزُّهْرِيُّ،   [1] في تاريخ الثقات 136. [2] في الجرح والتعديل 3/ 291. [3] جذوة المقتبس 201. [4] في تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 179 ب، وتهذيبه 5/ 11. [5] ج 2/ 844. [6] انظر عن (حنظلة بن علي الأسلمي) في: طبقات ابن سعد 5/ 251، والتاريخ الكبير 3/ 38 رقم 154، وتاريخ الثقات للعجلي 137 رقم 349، والمعرفة والتاريخ 1/ 405، وتاريخ الطبري 5/ 176، والجرح والتعديل 3/ 239 رقم 1063، والثقات لابن حبّان 4/ 165، ورجال صحيح مسلم 1/ 148 رقم 296، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 110 رقم 426، وأسد الغابة 2/ 60، وتهذيب الكمال 7/ 451، 452 رقم 1563، والكاشف 1/ 196 رقم 1287، وتهذيب التهذيب 3/ 62 رقم 113، وتقريب التهذيب 1/ 206 رقم 640، والإصابة 1/ 360 رقم 1864، وخلاصة تذهيب التهذيب 96. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 340 وَأَبُو الزِّنَادِ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ [1] . 248- (حَنْظَلَةُ بْنُ قيس) [2]- سوى ت- الأنصاريّ الزّرقيّ المدنيّ. يَرْوِي عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ- إِنْ صَحَّ-، وَعَنْ أَبِي الْيَسَرِ السُّلَمِيِّ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَغَيْرِهِمَا. وَكَانَ عَاقِلا ذَا رَأْيٍ وَنُبْلٍ وَفَضْلٍ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ [3] ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ. 249- (حَوْشَبُ بْنُ سَيْفٍ) [4] أَبُو هُرَيْرَةَ السَّكْسَكِيُّ، وَيُقَالُ الْمَعَافِرِيُّ الْحِمْصِيُّ. عَنْ: فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَمَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ. وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَشَدَّادُ بْنُ أَفْلَحَ الْمَغْرَانِيُّ. وثّقه أحمد العجليّ [5] .   [1] ووثّقه: العجليّ، وابن حبّان، وابن حجر، وغيرهم. [2] انظر عن (حنظلة بن قيس) في: طبقات ابن سعد 5/ 73، وطبقات خليفة 253، والتاريخ الكبير 3/ 38 رقم 155، والجرح والتعديل 3/ 240 رقم 1064، والثقات لابن حبّان 4/ 166، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 254، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 513، ورجال صحيح مسلم 1/ 148 رقم 295، وجمهرة أنساب العرب 306، والاستيعاب 1/ 383، ورجال صحيح البخاري 11/ 211 رقم 275، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 109، 110، رقم 423، وأسد الغابة 2/ 61، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 171 رقم 137، وتهذيب الكمال 7/ 453، 454 رقم 1565، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 143، والكاشف 1/ 196 رقم 1288، وجامع التحصيل 203 رقم 151، والوافي بالوفيات 13/ 210 رقم 249، وتهذيب التهذيب 3/ 63 رقم 115، وتقريب التهذيب 1/ 206 رقم 642، والإصابة 1/ 368 رقم 1914، وخلاصة تذهيب التهذيب 96. [3] في الأصل «الرازيّ» وهو تحريف. [4] انظر عن (حوشب بن سيف) في: التاريخ الكبير 3/ 100 رقم 346، وتاريخ الثقات للعجلي 137 رقم 353، وتاريخ أبي زرعة 1/ 392، والجرح والتعديل 3/ 280 رقم 1252، والثقات لابن حبّان 4/ 184، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 16، 17. [5] في تاريخ الثقات 137. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 341 [حرف الْخَاءِ] 250- خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ [1] ابْنُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ لُوذَانَ، أَبُو زيد الأنصاريّ الخزرجيّ   [1] انظر عن (خارجة بن زيد) في: طبقات ابن سعد 5/ 262، 263، والمحبّر لابن حبيب 377، والعلل لابن المديني 45، 46، وطبقات خليفة 251، وتاريخ خليفة 321، والعلل لأحمد 1/ 305، والتاريخ الكبير 3/ 204 رقم 696، وتاريخ الثقات للعجلي 140 رقم 361، والتاريخ الصغير 24، والمعارف 260، والمعرفة والتاريخ 1/ 300 و 352 و 353 و 376 و 426 و 471 و 559 و 567 و 714، وتاريخ أبي زرعة 1/ 406، وأنساب الأشراف 1/ 244 و 252 و 271 و 326 و 327 و 330 و 4 ق 1/ 42 أوتاريخ اليعقوبي 2/ 282 و 288 و 308، والأخبار الموفقيّات 485، 486، والزاهر للأنباري 2/ 360، ونسب قريش 273، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 108، وتاريخ الطبري 6/ 427 و 435، والجرح والتعديل 3/ 374 رقم 1707، وحلية الأولياء 2/ 189، 190 رقم 175، والعقد الفريد 4/ 168، 169، والثقات لابن حبان 4/ 211، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 431، ورجال صحيح مسلم 1/ 193 رقم 409، وطبقات الفقهاء للشيرازي 47 و 60 و 61، ورجال الطوسي 40، والهفوات النادرة 373، ورجال صحيح البخاري 1/ 234 رقم 311، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 203 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 126 رقم 497، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 200 ب، والتبيين في أنساب القرشيين 354، والكامل في التاريخ 2/ 106 و 4/ 526، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 172 رقم 140، ولباب الآداب 103، وربيع الأبرار 4/ 366، ووفيات الأعيان 2/ 233، وتهذيب الكمال 8/ 8- 13 رقم 1589، وصفة الصفوة 2/ 189 رقم 157، ودول الإسلام 1/ 70، وتذكرة الحفّاظ 1/ 85، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 4/ 437- 441 رقم 169، والكاشف 1/ 200 رقم 1309، ومرآة الجنان 1/ 208، والبداية والنهاية 9/ 183، والتذكرة الفخرية 114، والتذكرة الحمدونية 2/ 108، والوافي بالوفيات 13/ 241 رقم 293، والوفيات لابن قنفذ 90 رقم 100، وتهذيب التهذيب 3/ 74، 75 رقم 143، وتقريب التهذيب 1/ 210 رقم 3، وانظر عنه في الإصابة في ترجمة زيد بن خارجة، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 النَّجَّارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، وَأُمُّهُ أُمُّ سَعْدِ بِنْتُ أَحَدِ النُّقَبَاءِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ يَزِيدَ، وَأُمِّ الْعَلاءِ الأَنْصَارِيَّةِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سُلَيْمَانُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ يُفْتِي بِالْمَدِينَةِ مَعَ عُرْوَةَ وَطَبَقَتِهِ، عَدُّوهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ. وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [1] وَغَيْرُهُ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] : كَانَ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ فِي زَمَانِهِمَا يُسْتَفْتَيَانِ وَيَنْتَهِي النَّاسُ إِلَى قَوْلِهِمَا، وَيُقَسِّمَانِ الْمَوَارِيثَ مِنَ الدُّورِ وَالنَّخْلِ وَالأَمْوَالِ بَيْنَ أَهْلِهَا، وَيَكْتُبَانِ الْوَثَائِقَ لِلنَّاسِ. وَقَالَ مَعْنٌ الْقَزَّازُ: ثنا زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَجَازَ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ بِمَالٍ فَقَسَّمَهُ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ ابن زَيْدٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ غِلْمَانٌ شَبَابٌ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ [4] فَدُفِنَ فِي مُؤَخَّرِ الْبَقِيعِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدِمَ قَادِمٌ السَّاعَةَ فَأَخْبَرَنَا أَنَّ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ   [ () ] والنجوم الزاهرة 1/ 242، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 99، وشذرات الذهب 1/ 118، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 27- 29. [1] في تاريخ الثقات 140. [2] في نسب قريش 273. [3] تاريخ دمشق 5/ 202 أ، تهذيب الكمال 8/ 11. [4] حتى هنا في تهذيب الكمال 8/ 12 وتمام الحديث: «وإنّ أشدّنا وثبة الّذي يثب قبر عثمان بن مظعون حتى يجاوزه» . وقال البخاري في تاريخه الصغير 24: «فإن صحّ قول موسى بن عقبة أنّ يزيد بن ثابت قتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر فإنّ خارجة لم يدرك يزيد» . وانظر المعرفة والتاريخ 1/ 567. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 343 مَاتَ، فاسترجع عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَصَفَّقَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الأُخْرَى وَقَالَ: ثُلْمَةٌ وَاللَّهِ فِي الإِسْلامِ [1] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْجَمَاعَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، وَقِيلَ عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً [2] . 251- (خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ الكوفي) [3]- خ ت ق- مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيُّ. عَنْ: مَوْلاهُ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. 252- (خَالِدُ بن المهاجر بن خالد بن الوليد) [4]- م بن المغيرة المخزوميّ.   [1] تاريخ دمشق 5/ 202 ب، والتهذيب 5/ 29، وتهذيب الكمال 8/ 12. [2] طبقات ابن سعد 5/ 263. [3] انظر عن (خالد بن سعد الكوفي) في: التاريخ الكبير 3/ 153 رقم 525، والمعرفة والتاريخ 2/ 111، والجرح والتعديل 3/ 334 رقم 1503، ورجال صحيح البخاري 1/ 225 رقم 298، والثقات لابن حبّان 4/ 197، والتاريخ الصغير 2/ 54، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 899، 900، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 270، ورجال صحيح البخاري 1/ رقم 298، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 122 رقم 474، وتهذيب الكمال 8/ 79- 81 رقم 1616، والكاشف 1/ 204 رقم 1333، والمغني في الضعفاء رقم 1/ 202 رقم 1844، وميزان الاعتدال 1/ 630 رقم 2424، والوافي بالوفيات 13/ 255 رقم 313، وتهذيب التهذيب 3/ 94 رقم 178، وتقريب التهذيب 1/ 214 رقم 37، ومقدّمة فتح الباري 398، وخلاصة تذهيب التهذيب 101. [4] انظر عن (خالد بن المهاجر) في: نسب قريش 327، 328، والتاريخ الكبير 3/ 170 رقم 579، والمعرفة والتاريخ 1/ 373، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 109 و 5/ 202 203، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 134، والجرح والتعديل 3/ 351 رقم 1585، والثقات لابن حبّان 4/ 197، والأغاني 16، 139، 140، ورجال صحيح مسلم 1/ 186 رقم 389، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 123 رقم 485، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 94، 95، والتبيين في أنساب القرشيين 309، وتهذيب الكمال 8/ 174- 177، رقم 1654، وسير أعلام النبلاء 4/ 415 رقم 164، والكاشف 1/ 208 رقم 1365، والوافي بالوفيات 13/ 269 رقم 326، وجمهرة أنساب العرب 147، وتاريخ الطبري 5/ 227، وعيون الأنباء 172، 173، والتذكرة الحمدونية 2/ 448، 449، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 344 عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ. وَكَانَ شَاعِرًا شَرِيفًا، اتَّهَمَ مُعَاوِيَةَ بِأَنْ يَكُونَ سَقَى عَمَّهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَالِدٍ سُمًّا، فَنَابَذَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ. رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: اتَّهَمَ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَكُونَ دَسَّ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ طَبِيبًا يُقَالُ لَهُ ابْنُ أُثَالٍ، فَسَقَاهُ فِي شَرْبَةٍ سُمًّا، فَاعْتَرَضَ ابْنُ أُثَالٍ فَقَتَلَهُ [1] . قُلْتُ: وَقِيلَ إِنَّ الَّذِي قَتَلَ ابْنَ أُثَالٍ هُوَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ. 253- خُبَيْبُ بْنُ عبد الله بن الزّبير [2] ن ابن العوّام الأسديّ.   [ () ] وتهذيب التهذيب 3/ 120 رقم 223، وتقريب التهذيب 1/ 219 رقم 81، وخلاصة تذهيب التهذيب 103، وخزانة الأدب 2/ 234- 236، وقاموس الرجال في تحقيق رواة الشيعة ومحدّثيهم للشيخ محمد تقي التستري 3/ 287، طبعة طهران 1379 هـ. [1] الأغاني 16/ 139، 140، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 5/ 264 أ، وتهذيبه 5/ 94، التذكرة الحمدونية 2/ 448، 449. [2] انظر عن (خبيب بن عبد الله بن الزبير) في: الأخبار الموفقيات 314، والتاريخ لابن معين 2/ 146، وطبقات خليفة 242 و 259، وتاريخ خليفة 306، والتاريخ الكبير 3/ 208، 209 رقم 714، والتاريخ الصغير 1/ 216، 217، وجمهرة نسب قريش 1/ 36- 38، وله ذكر في ترجمة أبيه عبد الله في طبقات ابن سعد 3/ 108، وأنساب الأشراف 4 ق 1/ 311 و 4/ 24 و 5/ 377 و 379، وتاريخ اليعقوبي 2/ 248، والمعارف 116، والمعرفة والتاريخ 2/ 657، وتاريخ الطبري 5/ 344 و 6/ 188 و 482، والجرح والتعديل 3/ 387 رقم 1774، ومشاهير علماء الأمصار 77 رقم 550، والثقات لابن حبّان 211، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) 69 ب، وموضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 114، وإكمال ابن ماكولا 2/ 301، وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي 34، والكامل في التاريخ 4/ 145 و 578، وتهذيب الكمال 8/ 223- 227 رقم 1677، والكاشف 1/ 211 رقم 1387، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 215، والوافي بالوفيات 13/ 291 رقم 354، والبداية والنهاية 9/ 93، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 204، وتهذيب التهذيب 3/ 135 رقم 257، وتقريب التهذيب 1/ 222 رقم 109، وخلاصة تذهيب التهذيب 104. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: ضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ كَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ الْوَلِيدِ خَمْسِينَ سَوْطًا، وَصَبَّ عَلَى رَأْسِهِ قِرْبَةً فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَوْمًا، فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ. قُلْتُ: رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ. وعنه: ابنه الزبير، ويحيى بن عبد الله بن مالك، والزهري، وغيرهم. وقيل: إنه أدرك كعب الأحبار، وكان من النساك [1] . قال الزبير بن بكار [2] : أدركت أصحابنا يذكرون أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ عِلْمًا كَثِيرًا لا يَعْرِفُونَ وَجْهَهُ وَلا مَذْهَبَهُ فِيهِ، يُشْبِهُ مَا يَدَّعِي النَّاسُ مِنْ عِلْمِ النُّجُومِ. وَلَمَّا مَاتَ نَدِمَ عُمَرُ وَسُقِطَ فِي يَدِهِ وَاسْتَعْفَى مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَانُوا إِذَا ذَكَرُوا لَهُ أَفْعَالَهُ الْحَسَنَةَ وَبَشَّرُوهُ يَقُولُ: فَكَيْفَ بِخُبَيْبٍ. وَقِيلَ: أَعْطَى أَهْلَهُ دِيَتَهُ، قَسَّمَهَا فِيهِمْ [3] . وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ أَنَّهُمْ نَقَلُوا خُبَيْبًا إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَاجْتَمَعُوا عِنْدَهُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ: فَبَيْنَا هُمْ جُلُوسٌ إِذْ جَاءَهُمُ الْمَاجِشُونَ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مُسَجًّى، وَكَانَ الْمَاجِشُونَ يَكُونُ مَعَ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ: كَأَنَّ صَاحِبَكَ فِي مِرْيَةٍ مِنْ مَوْتِهِ، اكْشِفُوا عَنْهُ، فَلَمَّا رَآهُ رَجَعَ، قَالَ الْمَاجِشُونَ: فَأَتَيْتُ عُمَرَ فَوَجَدْتُهُ كَالْمَرْأَةِ الْمَاخِضِ قَائِمًا وَقَاعِدًا، فَقَالَ لِي: مَا وَرَاءَكَ؟ فَقُلْتُ: مَاتَ الرَّجُلُ، فَسَقَطَ إِلَى الأَرْضِ فَزَعًا، وَاسْتَرْجَعَ، فَلَمْ يَزَلْ يُعْرَفُ فِيهِ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ، وَاسْتَعْفَى مِنَ الْمَدِينَةِ وَامْتَنَعَ مِنَ الْوِلايَةِ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: إِنَّكَ فَعَلْتَ فَأَبْشِرْ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ بِخُبَيْبٍ [4] . قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَحُدِّثْتُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي   [1] تهذيب الكمال 8/ 224. [2] جمهرة نسب قريش 1/ 36. [3] جمهرة نسب قريش 1/ 38. [4] المصدر نفسه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 346 مَعَ خُبَيْبُ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، إِذْ وَقَفَ ثُمَّ قَالَ: سَأَلَ قَلِيلا، فَأُعْطِيَ كَثِيرًا، وَسَأَلَ كَثِيرًا فَأُعْطِيَ قَلِيلا، فَطَعَنَهُ فَأَذْرَاهُ [1] فَقَتَلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: قُتِلَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ السَّاعَةَ، ثُمَّ ذَهَبَ فَوَجَدَ أَنَّ عَمْرًا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَلَهُ أَشْبَاهُ هَذَا فِيمَا يُذْكَرُ [2] . 254- (خَلادُ بْنُ السَّائِبِ) [3]- 4- بْنِ خَلادٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ. وَعَنْهُ: حَيَّانُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَالْمُطَّلِبُ بن عبد الله بن حنطب، والزّهريّ، وقتادة. 255- (خلاس بن عمرو) [4]- ع- الهجريّ البصريّ.   [1] في طبعة القدسي 3/ 364 «فأدراه» والتصحيح من تهذيب الكمال 8/ 225. [2] جمهرة نسب قريش 1/ 36، 37، تهذيب الكمال 8/ 225. [3] انظر عن (خلّاد بن السائب) في: طبقات ابن سعد 5/ 270، وطبقات خليفة 254، والتاريخ الكبير 3/ 186 رقم 629، وتاريخ الثقات للعجلي 144 رقم 385، والمعرفة والتاريخ 1/ 388، والجرح والتعديل 3/ 364 رقم 1656، والثقات لابن حبّان 4/ 208، وتهذيب الكمال 8/ 354 رقم 1738، وتهذيب التهذيب 3/ 172 رقم 226، وتقريب التهذيب 1/ 229 رقم 173. [4] انظر عن (خلاس بن عمرو) في: طبقات ابن سعد 7/ 149، والتاريخ لابن معين 2/ 149، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد رقم 466 و 695 و 954 و 2524، والتاريخ الكبير 3/ 227، 228 رقم 764، وتاريخ الثقات للعجلي 145 رقم 389، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 116 رقم 188، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 345 و 346، والمعرفة والتاريخ 2/ 273، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 203 و 244 و 383 و 374 و 387 و 388، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 28، 29 رقم 449، والجرح والتعديل 3/ 402 رقم 1844، والمراسيل 55 رقم 77، والمجروحين لابن حبّان 1/ 285، والكامل في ضعفاء الرجال 3/ 937، 938، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 48 ب، وسنن الدارقطنيّ 3/ 200، والثقات لابن شاهين، رقم 330، ورجال صحيح مسلم 1/ 194 رقم 411، ورجال صحيح البخاري 1/ 235، 236 رقم 313 و 2/ 871، 872 رقم 1484، والإكمال لابن ماكولا 3/ 169، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 128 رقم 502، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 177 رقم 148، وتهذيب الكمال 8/ 364- 367 رقم 1744، والكاشف 1/ 218 رقم 1437، وسير أعلام النبلاء 4/ 491 رقم 190، وميزان الاعتدال 1/ 658 رقم 2532، والمغني في الضعفاء 1/ 210 رقم 1923، وجامع التحصيل 308 رقم 175، والوافي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 347 رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، وعوف الأعرابيّ. وثّقه أحمد [1] ، وغيره. ويروي عَنْ عَلِيٍّ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ كِتَابٌ وَقَعَ لَهُ فَرَوَاهُ [2] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعْ خِلَاسٌ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا. 256- (خُلَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [3]- م د- قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: زَيْدِ بن صوحان، وروى عن أبي الدَّرْدَاءِ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وعلي، والأحنف. روى عنه: قتادة، وأبان بن أبي عياش، وأبو الأشهب العطارديّ بن جعفر، وغيرهم. وهو ثقة.   [ () ] بالوفيات 13/ 376 رقم 474، والمعارف 452، وتهذيب التهذيب 3/ 176- 178 رقم 335، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 182، وخلاصة تذهيب التهذيب 108. [1] في العلل ومعرفة الرجال، رقم 2524 [2] أحوال الرجال 116، والعلل، رقم 954، والجرح والتعديل 3/ 402. [3] انظر عن (خليد بن عبد الله العصريّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 149، وطبقات خليفة 209، والعلل لأحمد 1/ 304 و 358، والتاريخ الكبير 3/ 198 رقم 673، والجرح والتعديل 3/ 383 رقم 1754، والمراسيل 55، والثقات لابن حبّان 4/ 210، ورجال صحيح مسلم 1/ 191 رقم 403، وحلية الأولياء 2/ 232- 234 رقم 182، وتاريخ بغداد 8/ 340 رقم 4447، والأنساب لابن السمعاني 8/ 466، واللباب لابن الأثير 2/ 343، وتهذيب الكمال 8/ 309- 312 رقم 1717، والكاشف 1/ 216 رقم 1418، وجامع التحصيل 307 رقم 173، وتهذيب التهذيب 3/ 159 رقم 302، وتقريب التهذيب 1/ 227 رقم 150، وخلاصة تذهيب التهذيب 106، ومشتبه النسبة (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 28 أ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 348 [حرف الدال] 257- (دخين بن عامر الحجريّ) [1]- د ن ق- أبو ليلى، كَاتِبُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. رَوَى عَنْ: عُقْبَةَ. وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ نَهِيكٍ، وَأَبُو الْهَيْثَمِ الْمَصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بن أنعم. قال ابن يونس: قتلته الرُّومُ بِتِنِّيسَ، سَنَةَ مِائَةٍ [2] رَحِمَهُ اللَّهُ. 258- (دِرْبَاسٌ) [3] مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. مَكِّيٌّ. قَرَأَ عَلَى مَوْلاهُ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ مُحَيْصِنٍ، وَزَمْعَةُ بْنُ صالح. قاله أبو عمرو الدّانيّ.   [1] انظر عن (دخين بن عامر الحجري) في: التاريخ الكبير 3/ 256 رقم 883، والمعرفة والتاريخ 2/ 503، والجرح والتعديل 3/ 442 رقم 2009، والمراسيل 56، رقم 81، والثقات لابن حبّان 230، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 65 أ، والإكمال لابن ماكولا 3/ 313، وتهذيب الكمال 8/ 476 رقم 1796، والكاشف 1/ 225، 226 رقم 1485، وتهذيب التهذيب 3/ 207 رقم 396، وتقريب التهذيب 1/ 235 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 112، والوافي بالوفيات 14/ 6 رقم 3. [2] تهذيب الكمال 8/ 476. [3] لم أجد ترجمته في المصادر المتوفرة لديّ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 [حرف الرَّاءِ] 259- (رَبِيعَةُ بْنُ عِبَادٍ الدِّيلِيُّ الْحِجَازِيُّ) [1] رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَأَبُوهُ بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ، قَيَّدَهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ [3] . وَقَيَّدَهُ بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ ابْنُ مَنْدَهْ، وَهُوَ قَوْلٌ مُنْكَرٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: عُبَادٌ بِالضَّمِّ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: عبّاد مُشَدَّدٌ. قَالَ خَلِيفَةُ [4] ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَقَدْ شهِدَ الْيَرْمُوكَ. قُلْتُ: لا شَكَّ فِي سَمَاعِهِ مِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ، وَإِنَّمَا أسلم بعد   [1] انظر عن (ربيعة بن عباد الديليّ) في: طبقات خليفة 34، وتاريخ خليفة 308، والتاريخ لابن معين 2/ 163 والتاريخ الكبير 3/ 280 رقم 960، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 285، وتاريخ أبي زرعة 1/ 647، وتاريخ الطبري 2/ 348، والجرح والتعديل 3/ 472 رقم 2113، والثقات لابن حبّان 4/ 230، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 552، والاستيعاب 1/ 509، وأسد الغابة 2/ 169، 170، والإصابة 1/ 509 رقم 2610، والوافي بالوفيات 14/ 89 رقم 109. [2] في تاريخه الكبير 3/ 280. [3] قال في مشتبه النسبة، ورقة 30 أ «والعباد بطن من تجيب» . [4] في طبقاته 34، وتاريخه 308. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 350 ذَلِكَ، وَلَمْ يَرِدْ نَصٌّ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسْلِمٌ. 260- (رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ) [1]- خ د- تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْ: طَلْحَةَ، وَعُمَرَ بن الخطاب. وعنه: ابن أَخِيهِ مُحَمَّدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا الْمُنْكَدِرِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَغَيْرُهُمْ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «كِتَابِ الثِّقَاتِ» [2] . 261- رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ [3] ابْن حَارِثَةَ التُّجِيبِيُّ الْمَصْرِيُّ. حَدَّثَ عَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن حوالة. وشهد صفّين مع الشاميّين.   [1] انظر عن (ربيعة بن عبد الله بن الهدير) في: طبقات ابن سعد 5/ 27، وطبقات خليفة 233، والتاريخ الكبير 3/ 281 رقم 965، وتاريخ الثقات للعجلي 158 رقم 430، والجرح والتعديل 3/ 473، والثقات لابن حبّان 3/ 129 و 4/ 228، 229، وأنساب الأشراف 1/ 46، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 484، والإستيعاب 2/ 492، ورجال صحيح البخاري 1/ 247 رقم 330، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 136 رقم 532، والتبيين في أنساب القرشيين 305، وأسد الغابة 2/ 170، وتهذيب الكمال 9/ 120، 121 رقم 1879، والعبر 1/ 121 رقم 1879، والعبر 1/ 81، وسير أعلام النبلاء 3/ 516، والكاشف 1/ 237 رقم 1561، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 180، والوافي بالوفيات 14/ 95 رقم 119، والعقد الثمين 4/ 397، والإصابة 1/ 523 رقم 2711، وتهذيب التهذيب 3/ 257 رقم 489، وخلاصة تذهيب التهذيب 116، وشذرات الذهب 1/ 79. [2] في الصحابة 3/ 129، وفي التابعين 4/ 228، 229. [3] انظر عن (ربيعة بن لقيط) في: التاريخ الكبير 3/ 283 رقم 971، وتاريخ الثقات للعجلي 159 رقم 435، والمعرفة والتاريخ 2/ 338، والجرح والتعديل 3/ 475 رقم 2133، والثقات لابن حبّان 4/ 230، وكتاب الولاة والقضاة للكندي 15، وأسد الغابة 2/ 172، وسير أعلام النبلاء 4/ 509، 51 رقم 202، والوافي بالوفيات 14/ 87 رقم 104، والإصابة 1/ 531 رقم 2756، وتعجيل المنفعة 128، وحسن المحاضرة 1/ 267. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 روى عنه: ابنه إِسْحَاقَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ. وَثَّقَهُ أحمد العجلي [1] . قال يزيد بن أبي حبيب: أَخْبَرَنِي رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَامَ الْجَمَاعَةِ، وَهُمْ رَاجِعُونَ مِنْ مَسْكِنَ، وَمُطِرُوا دَمًا عَبِيطًا [2] . قَالَ رَبِيعَةُ: فَلَقَدْ رَأَيْتَنِي أَنْصُبُ الإِنَاءَ فَيَمْتَلِئُ دَمًا عَبِيطًا، فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّمَا هِيَ، يَعْنِي السَّاعَةَ، وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ، فَقَامَ عَمْرٌو فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَصْلِحُوا مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ، وَلا يَضُرُّكُمْ لَوِ اصْطَدَمَ هَذَانِ الْجَبَلانِ. رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «الزُّهْدِ» [3] . وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ عَنْ رَبِيعَةَ، وَلَفْظُهُ: إِنَّهُمْ كَانُوا مَعَ مُعَاوِيَةَ حِينَ قَفَلُوا مِنَ الْعِرَاقِ، فَأَمْطَرَتِ السَّمَاءُ بِدِجْلَةَ دَمًا عَبِيطًا، وَظَنُّوا الظُّنُونَ وَقَالُوا الْقِيَامَةُ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. 262- الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [4] ابْنُ عَائِذٍ، أَبُو يَزِيدَ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ، الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأعلام.   [1] في تاريخ الثقات 159. [2] أي طريّا. [3] ص 197 رقم 561. [4] انظر عن (الربيع بن خثيم) في: الزهد لابن المبارك 145 و 301 و 394 و 471 و 495 و 543 و 544، والملحق رقم 21- 29 و 31- 33 و 55 و 59 و 99 و 100 و 101 و 151 وطبقات ابن سعد 6/ 182- 193 وطبقات خليفة 141، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 1928 و 2318 و 2994 و 3719 و 3720، والتاريخ الكبير 3/ 269 رقم 917، وتاريخ الثقات للعجلي 154- 156 رقم 419، والبيان والتبيين 1/ 363 و 2/ 105 و 3/ 146 و 158 و 160 و 174 و 193 و 4/ 39، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والمعارف 497، والمعرفة والتاريخ 2/ 563، 577، وتاريخ أبي زرعة 1/ 655- 657 و 663 و 2/ 682، وأنساب الأشراف 1/ 6، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 162، والجرح والتعديل 3/ 459 رقم 2068، والعقد الفريد 1/ 275 و 2/ 424 و 3/ 150 و 171 و 179، والثقات لابن حبّان 4/ 224، 225، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 737، والثقات لابن شاهين، رقم 352، ورجال صحيح مسلم 1/ 203 رقم 429، والخراج الجزء: 6 ¦ الصفحة: 352 أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وَرَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ. وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ. وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَمُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ خُزيْمَةَ، وَآخَرُونَ. قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِنَادٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا دَخَلَ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِذْنٌ لأَحَدٍ حَتَّى يَفْرُغَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَا أَبَا يَزِيدَ، لَوْ رَآكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّكَ، وَمَا رَأَيْتُكَ إِلا ذَكَرْتُ الْمُخْبِتِينَ [1] . أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ: أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ فَذَكَرَهُ، بِالإِسْنَادِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، ثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ صِلَةٍ، ثنا السَّرَّاجُ، ثنا هَنَّادٌ، ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ قَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ وَمَا اسْتُؤْثِرَ بِهِ عَلَيْكَ، فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ، لأَنَا عَلَيْكُمْ فِي العمد أخوف منّي   [ () ] وصناعة الكتابة لقدامة 377، وحلية الأولياء 2/ 105 رقم 166، وجمهرة أنساب العرب 201، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 772، ورجال صحيح البخاري 1/ 245 رقم 327، وشرح نهج البلاغة 7/ 93، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 134 رقم 134 رقم 524، وصفة الصفوة 3/ 52، 68 رقم 404، وهو مذكور أيضا في ترجمة عابدة من المجهولات الكوفيّات 3/ 191 رقم 471، والبصائر والذخائر 2/ 508، وتذكرة الحفّاظ 1/ 57، وسير أعلام النبلاء 4/ 258- 262 رقم 95، والكاشف 1/ 235 رقم 1452، وتهذيب الكمال 9/ 70- 76 رقم 1859، والتذكرة الحمدونية 1/ 208، والبداية والنهاية 8/ 217، وغاية النهاية 1/ 283 رقم 1263، والوافي بالوفيات 14/ 80 رقم 92، وتذكرة الحفّاظ 3/ 242 رقم 467، وتقريب التهذيب 1/ 244 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 115 وقد تقدّمت ترجمته مرتين قبل هذه الترجمة. [1] طبقات ابن سعد 6/ 182، 183، وحلية الأولياء 2/ 106 و 107، وتاريخ الثقات 154. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 353 عَلَيْكُمْ فِي الْخَطَأِ، وَمَا خَيْرُكُمُ [1] الْيَوْمَ بِخَيِّرٍ، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ آخَرَ شَرٍّ مِنْهُ، وَمَا تَتَّبِعُونَ الْخَيْرَ حَقَّ اتِّبَاعِهِ، وَمَا تَفِرُّونَ مِنَ الشَّرِّ حَقَّ فِرَارِهِ، وَلا كُلُّ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكْتُمْ، وَلا كُلُّ مَا تَقْرَءُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ، ثُمَّ يَقُولُ: السَّرَائِرَ السَّرَائِرَ اللاتِي تُخْفُونَ [2] مِنَ النَّاسِ، وَهِيَ للَّه بِوَادٍ، الْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ، وَمَا دَوَاؤُهُنَّ إِلا أَنْ تَتُوبَ ثُمَّ لا تَعُودَ [3] . الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ فُلانٌ: مَا أَرَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ تَكَلَّمَ بِكَلامٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلا بِكَلِمَةٍ تُصْعِدُهُ [4] . الثَّوْرِيُّ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ [5] ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ صَحِبَ ابْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ عَامًا مَا سَمِعَ مِنْهُ كَلِمَةً تُعَابُ [6] . الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَالَسْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ سِنِينَ، فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً: أُمُّكَ حَيَّةٌ [7] ؟ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: ضُعَفَاءَ مُذْنِبِينَ نَأْكُلُ أَرْزَاقَنَا وَنَنْتَظِرُ آجَالَنَا [8] . خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَسْجِدِهِ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَرَدَّ وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قُلْنَا: جِئْنَا لِنَذْكُرَ الله معك ونحمده، فرفع يديه وقال:   [1] في طبقات ابن سعد «خياركم» ، وفي تهذيب الكمال «خيرتكم» ، وكذا في الحلية. [2] في الطبقات، والتهذيب (يخفين» . [3] طبقات ابن سعد 6/ 185، وتهذيب الكمال 9/ 72، 73، وفي طبعة القدسي «نتوب ثم لا نعود» ، والحديث أيضا في الحلية 2/ 108. [4] طبقات ابن سعد 6/ 185 وفيه «تصعد» ، وكذلك في الحلية 2/ 109 و 110، والزهد (الملحق) 6 رقم 23. [5] نسير وذعلوق: مهملان في الأصل. [6] طبقات ابن سعد 6/ 187، تاريخ الثقات للعجلي 156، والزهد (الملحق) 6 رقم 24. [7] حلية الأولياء 2/ 110، وملحق الزهد 6/ 24، وفيه زيادة: «وقال مرة: كم لكم مسجدا» ، وهو في طبقات ابن سعد أيضا 6/ 191،. [8] طبقات ابن سعد 6/ 185، حلية الأولياء 2/ 109، وملحق الزهد لابن المبارك 38 رقم 151. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 354 الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ تَقُولا جِئْنَاكَ لِتَشْرَبَ ونشرب معك، ولا لنزني معك [1] ، رواها آخَرُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كُلُّ مَا لا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ يضمحل [2] . الأعمش، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ: أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ لِأَهْلِهِ: اصْنَعُوا لِي خَبِيصًا- وَكَانَ لا يَكَادُ يَتَشَهَّى عَلَيْهِمْ شَيْئًا- قَال فَصَنَعُوهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ مُصَابٌ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ، قَالَ أَهْلُهُ: مَا يَدْرِي مَا أَكَلَ. قَالَ الرَّبِيعُ: لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي [3] . سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَرِيَّةَ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ الرَّبِيعُ يَدْخُلُ عَلَيْهِ الدَّاخِلُ وَفِي حجره الْمُصْحَفُ يَقْرَأُ فِيهِ فَيُغَطِّيهِ [4] . وعن بنت الربيع بن خثيم قالت: كنت أَقُولُ: يَا أَبَتَاهُ أَلا تَنَامُ؟ فَيَقُولُ: يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ يَنَامُ مَنْ يَخَافُ الْبَيَاتَ [5] ؟ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُقَادُ إِلَى الصَّلاةِ وَبِهِ الْفَالِجُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، قَدْ رُخِّصَ لَكَ، قَالَ: إِنِّي أَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا [6] . الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ: كَانَ فِي وَجْهِ الرَّبِيعِ بن خثيم شيء، فكان فمه يسيل، فرأى في وجهي المساءة، فقال: يا أبا بكر، ما يسرني أَنَّ هَذَا الَّذِي بِي بأعتى [7] الدّيلم على الله [8] .   [1] طبقات ابن سعد 6/ 184، 185 حلية الأولياء 2/ 111. [2] طبقات ابن سعد 6/ 186 حلية الأولياء 2/ 107. [3] طبقات ابن سعد 6/ 188، 189، حلية الأولياء 2/ 107. [4] حلية الأولياء 2/ 107، المعرفة والتاريخ 2/ 570، الزهد لابن المبارك 543 رقم 1554. [5] حلية الأولياء 2/ 114، 115 وفيه: «يا أبت لم لا تنام والناس ينامون» ؟ فقال: إن البيات النار لا تدع أباك أن ينام» . [6] طبقات ابن سعد 6/ 189، 190، حلية الأولياء 2/ 113، تاريخ الثقات 155، وملحق الزهد 25 رقم 101. [7] مهملة في الأصل، وتحرّفت في تاريخ الثقات 155 «غنى» ، وفي ملحق الزهد لابن المبارك 24 رقم 99 وفيه «باعتي» . [8] طبقات ابن سعد 6/ 190، المعرفة والتاريخ 2/ 571. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: لَوْ تَدَاوَيْتَ، فَقَالَ: ذَكَرْتُ عَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا، كَانَتْ فِيهِمْ أَوْجَاعٌ، وَكَانَتْ لَهُمْ أطباء، فَمَا بَقِيَ الْمُدَاوَى وَلا الْمُدَاوِي، إِلا وَقَدْ فَنِيَ [1] . ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعٌ فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ اتَّزَرَ بِإِزَارٍ، يَقُولُ: أَخَافُ أَنْ أَرَى حَامِلا، أَخَافُ أَنْ لا أَرُدَّ السَّلامَ، أَخَافُ أَنْ لا أُغْمِضَ بَصَرِي [2] . الثَّوْرِيُّ، عَنْ نُسَيْرِ [3] بْنِ ذُعْلُوقٍ قَالَ: ما رئي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِ الْحَيِّ قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ [4] . مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ، وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ [5] . وَعَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: كَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ قَسَّمَهُ، وَتَرَكَ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ [6] . وَعَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ قَالَ: جَاءَ بْنُ الْكَوَّاءِ إِلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ: نَعَمْ، مَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ ذِكْرًا، وَصَمْتُهُ تَفَكُّرًا، ومسيره تدبّرا، فهو خير منّي [7] .   [1] طبقات ابن سعد 6/ 192 وفيه «الواصف ولا الموصوف» بدل «المداوي ولا المداوي» ، والحديث في الحلية 2/ 106، 107، والمعرفة والتاريخ 2/ 571، وملحق الزهد 25 رقم 100. [2] حلية الأولياء 2/ 116 ونصّ الحديث فيه: عن الشعبيّ قال: ما جلس الربيع في مجلس منذ تأزّر، وقال: أخاف أن يظلم رجلا فلا أنصره، أو يعتدي رجل على رجل فأكلّف عليه الشهادة، ولا أغضّ البصر، ولا أهدي السبيل، أو يقع الحامل فلا أحمل عليه» . والحديث في الطبقات 6/ 183، والملحق في الزهد لابن المبارك 5 رقم 20، والمعرفة والتاريخ 2/ 569، وتاريخ الثقات 155. [3] محرّف في الأصل. [4] طبقات ابن سعد 6/ 187، المعرفة والتاريخ 2/ 572. [5] المعرفة والتاريخ 2/ 573. [6] المعرفة والتاريخ 2/ 573. [7] حلية الأولياء 2/ 106 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 356 وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ أَشَدَّ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَرَعًا [1] . زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ لَيْلَةً بِثُلُثِ الْقُرْآنِ» ؟ فَأَشْفَقْنَا أَنْ يَأْمُرَنَا بِأَمْرٍ نَعْجَزُ عَنْهُ، فَسَكَتْنَا، قَالَ: «إِنَّهُ مَنْ قَرَأَ: اللَّهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، فَقَدْ قَرَأَ لَيْلَتَئِذٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» . أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، إِجَازَةً عَنْ أَبِي الْمَكَارِمِ الْمُعَدِّلِ، أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خلاد، ثنا محمد بْنُ غَالِبٍ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا زَائِدَةُ فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ خَمْسَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ، بَعْضُهُمْ عَنْ بعض [2] . 263- (الربيع بن عميلة) [3]- م 4- الفزاريّ الكوفيّ. عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَأَخِيهِ يُسَيْرِ بْنِ عُمَيْلَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ الرُّكَيْنُ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، والحكم بن عتيبة. وثّقه ابن معين.   [1] حلية الأولياء 2/ 107. [2] أخرجه أحمد في المسند 5/ 418، 419 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن زائدة بن قدامة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الربيع بن خثيم..، وهو في حلية الأولياء 2/ 117، والجامع الصحيح للترمذي (2896) ، وسنن النسائي 2/ 171، 172. [3] انظر عن (الربيع بن عميلة) في: طبقات ابن سعد 6/ 176، وطبقات خليفة 154، والعلل لأحمد 1/ 334، والتاريخ الكبير 3/ 270 رقم 922، وتاريخ الثقات للعجلي 156 رقم 422، وتاريخ أبي زرعة 1/ 608، والجرح والتعديل 3/ 467 رقم 2090، والثقات لابن حبّان 4/ 226، ورجال مسلم 1/ 203، 204 رقم 430، وجمهرة أنساب العرب 359، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 135 رقم 528، وتهذيب الكمال 9/ 96- 98 رقم 1867، والكاشف 1/ 236 رقم 1549، وتهذيب التهذيب 3/ 249، 250 رقم 476، وخلاصة تذهيب التهذيب 115. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 357 [حرف الزاي] 264- (زرارة بن أوفى) [1]- ع- أبو حاجب العامريّ، قَاضِي الْبَصْرَةِ. كَانَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ وَصُلَحَائِهَا. سَمِعَ: عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: أَيُّوبُ، وَقَتَادَةُ، وَدَاوُدُ بْن أبي هند، وبهز بْن حكيم   [1] انظر عن (زرارة بن أوفى) في: طبقات ابن سعد 7/ 150، والعلل لابن المديني 69، وتاريخ خليفة 227 و 300 و 302، وطبقات خليفة 197، والعلل لأحمد 1/ 283، والتاريخ الكبير 3/ 438، 439 رقم 1461، والتاريخ الصغير 76 و 116، وتاريخ الثقات للعجلي 165 رقم 459، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 292، والجرح والتعديل 3/ 603 رقم 2727، والمراسيل 63 رقم 96، والبيان والتبيين 3/ 210، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 307، والمعرفة والتاريخ 1/ 217 و 264 و 342 و 2/ 244 و 282 و 684، وتاريخ الطبري 5/ 224 و 300 و 6/ 210 و 256، والثقات لابن حبّان 4/ 266، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 701، ورجال صحيح مسلم 1/ 229 رقم 494، وحلية الأولياء 2/ 258- 260 رقم 191، ورجال صحيح البخاري 1/ 275 رقم 356، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 172، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 164 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155 رقم 603، والعقد الفريد 6/ 97، والأنساب للسمعاني 4/ 108، والكامل في التاريخ 3/ 451 و 4/ 404 و 418، وتهذيب الكمال 9/ 339- 341 رقم 1977، والكاشف 1/ 250 رقم 1644، وسير أعلام النبلاء 4/ 516 رقم 209 (وقد سقط من المطبوع معظم الترجمة، ولم يتنبّه إلى ذلك المحقّق) ، والعبر 1/ 109، والمعين في طبقات المحدّثين 33 رقم 199، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 611، ودول الإسلام 1/ 68، والبداية والنهاية 9/ 93، ومرآة الجنان 1/ 185، وجامع التحصيل 213 رقم 196، والوافي بالوفيات 14/ 192 رقم 260، وتهذيب التهذيب 3/ 322، 323 رقم 598، وتقريب التهذيب 1/ 259 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 121، وشذرات الذهب 1/ 102. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 358 الْقُشَيْريُّ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. وَثَبَتَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا تلا فَإِذا نُقِرَ في النَّاقُورِ 74: 8 [1] خَرَّ مَيِّتًا [2] ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. 265- (زهدم بن مضرّب) [3]- خ م ت ق- الأزديّ الجرميّ البصريّ، أبو مسلم. عَنْ: أَبِي مُوسَى، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. وَعَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ، وَأَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَاصِمٍ الْوَرَّاقُ، وَقَتَادَةُ. 266- (زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ الدِّمَشْقِيُّ) [4]- د- لَهُ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ، وَقِيلَ لَهُ صُحْبَةٌ. وَلَهُ عَنْ: حَبِيبِ بْنِ مُسْلِمَةَ فِي النَّفْلِ.   [1] سورة المدّثّر- الآية 8. [2] الثقات لابن حبّان 4/ 266، طبقات ابن سعد 7/ 150، حلية الأولياء 2/ 258، تهذيب الكمال 9/ 341. [3] انظر عن (زهدم بن مضرّب) في: طبقات خليفة 201، والعلل لأحمد 1/ 173، والتاريخ الكبير 3/ 448 رقم 1497، وتاريخ الثقات للعجلي 166 رقم 462، والمعرفة والتاريخ 2/ 151، والجرح والتعديل 3/ 2794، والثقات لابن حبّان 4/ 269، ورجال صحيح مسلم 1/ 227، 228 رقم 490، ورجال صحيح البخاري 1/ 275 رقم 377، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155 رقم 604، وتهذيب الكمال 9/ 396- 399 رقم 2007، والكاشف 1/ 254 رقم 1673، وتهذيب التهذيب 3/ 341 رقم 633، وتقريب التهذيب 1/ 263 رقم 69 (وفيه: زهدم بن مضرّس) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 130. [4] انظر عن (زياد بن جارية) في: التاريخ الكبير 3/ 348 رقم 1179، وتاريخ أبي زرعة 1/ 328 و 357، والجرح والتعديل 3/ 527 رقم 2380، والثقات لابن حبّان 4/ 252، والسابق واللاحق 122، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، وأسد الغابة 2/ 312، وتهذيب الكمال 9/ 439- 441 رقم 2028، والكاشف 1/ 257 رقم 1689، وميزان الاعتدال 2/ 87 رقم 2929، والمغني في الضعفاء 1/ 242 رقم 2223، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 194، والبداية والنهاية 9/ 166 (وقد تحرّف فيه إلى: زياد بن حارثة) ، والوافي بالوفيات 15/ 13، 14 رقم 11، وتهذيب التهذيب 3/ 356، 357 رقم 657، وتقريب التهذيب 1/ 266 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 124، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 139 رقم 652، والإصابة 1/ 586 رقم 3012. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 359 رَوَى عَنْهُ: مَكْحُولٌ، ويُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، وَأَنْكَرَ زَمَنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ تَأْخِيرَ الْجُمُعَةِ، فَأَخَذُوهُ وَقَتَلُوهُ [1] . 267- (زِيَادُ بْنُ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْمَصْرِيُّ) [2]- د ت ق- وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، فَيُقَالُ: زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ. رَوَى عَنْ: زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. 268- (زياد بن صبيح الحنفيّ المكّي) [3]- د ن- ويقال البصريّ. عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ، وَالأَعْمَشُ، وَمَنْصُورٌ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ. 269- (زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ) - ع- مُخَضْرَمٌ، وَقَدْ ذُكِرَ [4] . قَالَ ابْنُ مَنْدَوَيْهِ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وتسعين.   [1] انظر الخبر مفصّلا في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 401، 402، وتهذيب الكمال 9/ 440. [2] انظر عن (زياد بن ربيعة الحضرميّ) في: التاريخ الكبير 3/ 376 رقم 1262، والمعرفة والتاريخ 2/ 495، والجرح والتعديل 3/ 548 رقم 2470، والثقات لابن حبّان 4/ 257، 258، وتاريخ الثقات للعجلي 169 رقم 477، وتهذيب الكمال 9/ 460- 462 رقم 2041، والكاشف 1/ 258 رقم 1702، وتهذيب التهذيب 3/ 365، 366 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 267 رقم 105، وخلاصة تذهيب التهذيب 124. [3] انظر عن (زياد بن صبيح) في: التاريخ الكبير 3/ 358، 359 رقم 1211، وتاريخ الثقات للعجلي 168 رقم 471، والجرح والتعديل 3/ 535 رقم 2414، والثقات لابن حبّان 4/ 255، والثقات لابن شاهين، رقم 402، وتهذيب الكمال 9/ 483، 484 رقم 2051، والكاشف 1/ 260 رقم 1710، والعقد الثمين 4/ 453، وتهذيب التهذيب 3/ 374 رقم 681، وتقريب التهذيب 1/ 268 رقم 115، وخلاصة تذهيب التهذيب 125. [4] تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة من هذا الجزء. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 [حرف السين] 270- (سالم البرّاد) [1]- د ن- أبو عبد الله، كُوفِيٌّ. عَنْ: أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين. 271- (سالم بن أبي الجعد) [2]- ع- الأشجعيّ مولاهم الكوفيّ الفقيه،   [1] انظر عن (سالم البرّاد) في: طبقات ابن سعد 5/ 300، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 5782، والعلل لابن المديني 76، والتاريخ الكبير 2/ 108، 109 رقم 2135، وتاريخ الثقات للعجلي 173 رقم 495، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3 رقم 104، والمعرفة والتاريخ 2/ 578، والجرح والتعديل 4/ 190 رقم 819، والثقات لابن حبّان 4/ 307، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 318 أ، وتهذيب الكمال 10/ 175- 177 رقم 2159، والكاشف 1/ 272 رقم 1801، وتهذيب التهذيب 3/ 444 رقم 819، وخلاصة تذهيب التهذيب 132. [2] انظر عن (سالم بن أبي الجعد) في: طبقات ابن سعد 6/ 291، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15781، والتاريخ لابن معين 2/ 186، ومعرفة الرجال له 1/ 125 رقم 622 و 2/ 25، 26 رقم 21 و 2/ 59 رقم 111 و 2/ 209 رقم 695، والعلل لابن المديني 63 و 72، وتاريخ خليفة 320، وطبقات خليفة 156، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 405 و 1531 و 3899، والتاريخ الكبير 4/ 107 رقم 2132، والتاريخ الصغير 103، وتاريخ الثقات للعجلي 173 رقم 496، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 278 رقم 3094، وأنساب الأشراف 1/ 161 و 169 و 4 ق 1/ 128 و 500 و 5/ 15، والمعارف 452، والمعرفة والتاريخ 1/ 490 و 2/ 102 و 141 و 664 و 3/ 152 و 154 و 228 و 229 و 233 و 236، وتاريخ أبي زرعة 1/ 293، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 48 و 125، والمراسيل 79، 80 رقم 126، والجرح والتعديل 4/ 181 رقم 785، وتاريخ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 361 أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدٍ، وَزِيَادٍ، وَعِمْرَانَ، وَمُسْلِمٍ، وَأَشْهَرُهُمْ سَالِمٌ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَثَوْبَانَ، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عَمْرٍو، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وَأَنَسٍ، وَأَبِيهِ رَافِعٍ أبي الجعد، وجماعة. روى عنه: قتادة، ومنصور، والأعمش، والحكم، وحصين بن عبد الرحمن، وآخرون. كان ثقة نبيلا. توفي سنة مائة، وقيل قبلها، ويقال بعدها بسنة. وقد روى أيضا عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ في «سنن النسائي» وذلك مرسل. 272- (سالم أبو الغيث) [1]- ع- مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ الْعَدَوِيُّ المدنيّ.   [ () ] الطبري 2/ 316 و 4/ 204 و 427 و 429، والثقات لابن حبّان 4/ 305، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 809، ورجال صحيح مسلم 1/ 259، 260 رقم 563، ورجال صحيح البخاري 1/ 316، 317 رقم 441، وتاريخ اليعقوبي 2/ 282 و 292 و 309، وثمار القلوب 469، والمحاسن والمساوئ 49، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 188 رقم 706، ومعجم البلدان 4/ 755 و 757، وتهذيب الكمال 10/ 130- 133 رقم 2142، والكامل في التاريخ 4/ 591 و 5/ 26، والعبر 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 5/ 108- 110 رقم 44، وميزان الاعتدال 2/ 109 رقم 3045، والمغني في الضعفاء 1/ 250 رقم 2297، والكاشف 1/ 270 رقم 1784، والمعين في طبقات المحدّثين 37 رقم 268، وعهد الخلفاء الراشدين (تاريخ الإسلام) 389 و 401 و 432 و 503 و 571 و 572 و 575 و 580 و 646، وجامع التحصيل 217 رقم 218، والبداية والنهاية 9/ 189، 190، وتهذيب التهذيب 3/ 432، 433 رقم 799، وتقريب التهذيب 1/ 279 رقم 3، والوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 130، وخلاصة تذهيب التهذيب 131، وشذرات الذهب 1/ 118. [1] انظر عن (سالم أبي الغيث) في: طبقات ابن سعد 5/ 301، والتاريخ لابن معين 2/ 720، والتاريخ الكبير 4/ 108 رقم 2134، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 346 و 5/ 414 و 726، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 78، والجرح والتعديل 4/ 189، 190 رقم 818، والثقات لابن حبّان 4/ 306، ورجال صحيح مسلم 1/ 260 رقم 564، ورجال صحيح البخاري 1/ 307 رقم 442، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 189 رقم 708، وتهذيب الكمال 10/ 179، 180 رقم 2163، والكاشف 1/ 273 رقم 1804، والوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 129، وتهذيب التهذيب 3/ 445 رقم 826، وتقريب التهذيب 1/ 281 رقم 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 132 (وفيه: سالم أبو الغيب) وهو تحريف، والمعين في طبقات المحدّثين 38 رقم 270. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَطْ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ الْمَقْبُرِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. 273- (السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ) [1]- 4- وَقِيلَ ابْنُ يَزِيدَ، أَوْ زَيْدٍ الثَّقَفِيِّ، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ. عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. وَثَّقَهُ العجليّ [2] . 274- السّائب بن يزيد [3] ع ابْنُ سَعِيدِ بْنِ ثُمَامَةَ، أَبُو يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ المدنيّ، ابن أخت نمر، يعرفون   [1] انظر عن (السائب بن مالك) في: طبقات ابن سعد 5/ 252، والعلل لأحمد 1/ 363، والتاريخ الكبير 4/ 154 رقم 1299، وتاريخ الثقات للعجلي 176 رقم 507، والمعرفة والتاريخ 2/ 154، والجرح والتعديل 4/ 242 رقم 1039، والمراسيل 67 رقم 106، والثقات لابن حبّان 4/ 326، وتهذيب الكمال 10/ 192، 193 رقم 2173، والكاشفة 1/ 273 رقم 1812، وتهذيب التهذيب 3/ 450 رقم 838، وتقريب التهذيب 1/ 283 رقم 44، وجامع التحصيل 218 رقم 222، وخلاصة تذهيب التهذيب 132. [2] في تاريخ الثقات 176. [3] انظر عن (السائب بن يزيد) في: تاريخ خليفة 280، ومسند أحمد 3/ 449، والعلل ومعرفة الرجال له، رقم 464 و 2067 و 5276، و 5277، والتاريخ لابن معين 2/ 189، والتاريخ الكبير 4/ 150، 151 رقم 2286، والتاريخ الصغير 103، وتاريخ الثقات للعجلي 176 رقم 508، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 462، 463، والمعرفة والتاريخ 1/ 357 و 358 و 361 و 2/ 473 و 475 و 693، وتاريخ أبي زرعة 1/ 418 و 419 و 547 و 544 و 647، والزهد لابن المبارك 426، وأنساب الأشراف 3/ 7 و 4 ق 1/ 528 و 5/ 152، وتاريخ الطبري 2/ 492 و 3/ 377 و 4/ 211 و 401، والجرح والتعديل 4/ 241 رقم 1031، والمعجم الكبير للطبراني 7/ 172، ورجال صحيح مسلم 1/ 294 رقم 636، وجمهرة أنساب العرب 428، ورجال صحيح البخاري 1/ 340، 341 رقم 478، والاستيعاب 2/ 576، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 202 رقم 756، والثقات لابن حبّان 4/ 327، ومشاهير علماء الأمصار، رقم 141، وتهذيب تاريخ دمشق الجزء: 6 ¦ الصفحة: 363 بِذَلِكَ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ ثُمَامَةَ حَلِيفَ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. قَالَ السَّائِبُ: حَجَّ بِي أَبِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ [1] . وَقَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ إلى ثنيّة الوداع نتلقّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ [2] . وَقَالَ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي، وَرَأَيْتُ بين كتفيه خاتم النّبوّة [3] .   [6] / 63، والكامل في التاريخ 2/ 145 و 4/ 456، وأسد الغابة 2/ 257، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 208 رقم 197، وتهذيب الكمال 10/ 193- 196 رقم 2174، وتحفة الأشراف 3/ 257- 264 رقم 175، والكاشف 1/ 273، 274 رقم 1813، وسير أعلام النبلاء 3/ 437- 439 رقم 80، والعبر 1/ 106 و 239، ودول الإسلام 1/ 63، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 236 و 523 و 616، وطبقات الفقهاء للشيرازي 65، والبداية والنهاية 9/ 83، ومرآة الجنان 1/ 180، وجامع التحصيل 1/ 491، والوافي بالوفيات 15/ 104 رقم 150، والنكت الظراف 3/ 257- 263، والإصابة 2/ 12 رقم 3077، وتهذيب التهذيب 3/ 450، 451 رقم 839، وتقريب التهذيب 1/ 283 رقم 45، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، وشذرات الذهب 1/ 99. [1] أخرجه البخاري في الحج 4/ 61 باب حجّ الصبيان، والطبراني في المعجم الكبير- ج 7 رقم (6678) ، وأحمد في المسند 3/ 449، والعجليّ في تاريخ الثقات 176، والترمذي (925) وزاد «في حجّة الوداع» وقال: هذا حديث حسن صحيح. [2] رواه البخاري في الجهاد 4/ 390 باب استقبال الغزاة، عن مالك بن إسماعيل، حدّثنا ابن عيينة، عن الزهري، قال: قال السائب بن يزيد، وفي المغازي، عن علي بن عبد الله، وعن عبد الله بن محمد، وأبو داود في الجهاد (2779) باب في التلقّي، عن ابن السرح، عن سفيان، عن الزهري، عن السائب، والترمذي في الجهاد (1772) باب ما جاء في تلقّي الغائب إذا قدم، من طريق سفيان، عن الزهري، عن السائب، ولفظه: «لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم من تبوك خرج الناس يتلقّونه إلى ثنيّة الوداع. قال السائب: فخرجت مع الناس وأنا غلام» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. [3] رواه البخاري في الوضوء 1/ 55، 56، عن عبد الرحمن بن يونس، قال: حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن الجعد، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله إنّ ابن أختي وقع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضّأ، فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زرّ الحجلة. وفي المناقب 4/ 163 باب خاتم النبوّة، عن محمد بن عبيد الله، عن حاتم، عن الجعيد بن عبد الرحمن. قال ابن عبيد الله: الحجلة من حجل الفرس الّذي بين عينيه، وفي المرضى والطب 7/ 9، 10 باب من ذهب بالصبيّ المريض ليدعى له، وفي الدعاء 7/ 156 باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رءوسهم، وأخرجه مسلم في الفضائل (111/ 2345) باب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 364 وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَخَالَهُ الْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَطَلْحَةَ، وَحُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَالْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَطَلٍ يَوْمَ الْفَتْحِ، اسْتَخْرَجُوهُ مِنْ تَحْتَ الْأَسْتَارِ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ بَيْنَ زَمْزَمَ وَالْمَقَامِ، ثُمَّ قَالَ: «لا يُقْتَلُ قُرَشِيُّ بَعْدَ هَذَا صَبْرًا [1] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا عَطَاءٌ مَوْلَى السَّائِبِ قَالَ: كَانَ السَّائِبُ رَأْسُهُ أَسْوَدَ مِنْ هَامَتِهِ إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ، وَسَائِرُ رَأْسِهِ وَمُؤَخِّرُهُ وَعَارِضُهُ وَلِحْيَتُهُ أَبْيَضَ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ شَعْرًا مِنْكَ! فَقَالَ لِي: أَوَ تَدْرِي مِمَّ ذَاكَ يَا بُنَيَّ؟ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِي وَأَنَا أَلْعَبُ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، وَقَالَ: «بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» فَهُوَ لا يَشِيبُ أَبَدًا [2] . يَعْنِي: مَوْضِعَ كَفِّهِ. وَقَالَ يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا اتَّخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا، وَلا أَبُو بَكْرٍ، وَلا عُمَرُ، حَتَّى قَالَ عُمَرُ لِلسَّائِبِ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ: لَوْ رَوَّحْتَ عَنِّي بَعْضَ الأَمْرِ حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ [3] . وَقَالَ عَبْدُ الأَعْلَى الْفَرْوِيُّ: رَأَيْتُ عَلَى السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ مِطْرَفَ خَزٍّ، وَجُبَّةَ خَزٍّ، وعمامة خزّ [4] .   [ () ] إثبات خاتم النبوّة وصفته، ومحلّه من جسده صلى الله عليه وسلّم، والترمذي في المناقب (3723) باب ما جاء في خاتم النّبوّة، وفي الشمائل، عن قتيبة، وقال حسن غريب من هذا الوجه. [1] مسند أحمد 4/ 213، سنن الدارميّ 2/ 198، تاريخ دمشق 7/ 28 ب. [2] أخرجه العجليّ في تاريخ الثقات 176، والطبراني في المعجم الكبير 7/ رقم (6693) ، وفي المعجم الصغير 1/ 249، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 409 وقال: رجال الكبير رجال الصحيح. [3] تاريخ دمشق 7/ 29 ب. [4] تاريخ دمشق 7/ 29 ب. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 365 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَيُرْوَى عَنِ الْجَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ وَفَاتَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. - (سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ) - ع- أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ. فِي الْكُنَى. - (سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ) - ع- هُوَ أَبُو عُبَيْدٍ. فِي الكنى. 275- سعيد بن جبير [1] ع ابن هشام الأسدي الوالبي مولاهم أبو   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 256- 267، الزهد لأحمد بن حنبل 370، الطبقات لخليفة 280، التاريخ لخليفة 307، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 461 رقم 1533، المعارف لابن قتيبة 445، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 712، 713، أخبار القضاة لوكيع 2/ 411- 412، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 9، 10 رقم 29، مشاهير علماء الأمصار لابن حبان 82 رقم 591، التاريخ لابن معين 2/ 196- 198، حلية الأولياء لأبي نعيم 4/ 272- 309 رقم 275، تاريخ أبي زرعة 1/ 515 و 671، المراسيل لابن أبي حاتم 74 رقم 118، طبقات الفقهاء للشيرازي 82، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 216، 217 رقم 208، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 143، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 371- 374 رقم 261، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 201- 203 رقم 1085، سير أعلام النبلاء 4/ 322- 343 رقم 116، تذكرة الحفاظ 1/ 76، 77 رقم 73، العبر 1/ 112، الكاشف للذهبي 1/ 282 رقم 1879، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 11/ 13، مرآة الجنان لليافعي 1/ 196- 198، البداية والنهاية لابن كثير 9/ 96 و 98، الوافي بالوفيات للصفدي 15/ 206- 208 رقم 287، رقم 287، الوفيات لابن قنفذ 101 رقم 95، البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 38، 39، نهاية الأرب للنويري 21/ 322، 323، الزيارات للهروي 79 و 80، العقد الثمين للفاسي 4/ 549، غاية النهاية لابن الجزري- الترجمة 1340، تهذيب التهذيب لابن حجر 4/ 11- 14 رقم 14، تقريب التهذيب لابن حجر 1/ 292 رقم 133، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1/ 228، طبقات الحفاظ للسيوطي 31، تاريخ الخلفاء للسيوطي 225، خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 136، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 181، 182 رقم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 366 عَبْدِ اللَّهِ [1] الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْأَعْلَامِ. سَمِعَ: ابْنَ عَبَّاسٍ، وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وعبد الله بن مغفّل، وغيرهم. وروى عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ عِنْدَ النَّسَائِيِّ، وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَفِيهِ نَظَرٌ. قَرَأَ عَلَيْهِ: الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ. وَرَوَى عَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وابنه الآخر عبد الملك، والقاسم ابن أَبِي بَزَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ- وَقَدْ أَتَاهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَسْأَلُونَهُ- فَقَالَ: أليس فيكم سعيد ابن جُبَيْرٍ [2] . وَعَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: جِهْبِذُ الْعُلَمَاءِ [3] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: مَا خَلَّفَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ أَسْوَدَ اللَّوْنِ. خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ عَلَى الْحَجَّاجِ، ثُمَّ إِنَّهُ اخْتَفَى وَتَنَقَّلَ فِي النَّوَاحِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ وَقَعُوا بِهِ، فَأَحْضَرُوهُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: يَا شَقِيَّ بْنَ كُسَيْرٍ- يَعْنِي مَا أَنْتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ- أَمَا قَدِمْتَ الْكُوفَةَ وَلَيْسَ يَؤُمُّ بِهَا إِلا عَرَبِيٌّ فَجَعَلْتُكَ إِمَامًا؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: أَمَا وَلَّيْتُكَ الْقَضَاءَ، فَضَجَّ أَهْلُ الْكُوفَةِ وَقَالُوا: لا يَصْلُحُ لِلْقَضَاءِ إِلا عَرَبِيٌّ، فَاسْتَقْضَيْتُ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى وَأَمَرْتُهُ أَنْ لا يَقْطَعَ أَمْرًا دُونَكَ؟! قَالَ: بلى، قال: أما جعلتك في سمّاري   [181،) ] شذرات الذهب لابن العماد 1/ 108، القاموس الإسلامي لعطيّة الله 3/ 361، 362، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 324، تاريخ الخميس 2/ 350، وانظر عن أخباره مع الحجّاج في كتب التاريخ للطبري واليعقوبي والمسعودي وابن الأثير وغيرهم. [1] وفي مصادر ترجمته: أبو محمد ويقال أبو عبد الله. [2] تذكرة الحفاظ 1/ 76، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 181، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 216. [3] التذكرة، وسير أعلام النبلاء 4/ 333 و 341، الجرح والتعديل 4/ 10، حلية الأولياء 4/ 273 والجهبذ: معرّب، بمعنى: النقّاد، الخبير بغوامض الأمور، البارع العارف بطرق النقد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 367 وَكُلُّهُمْ رُءُوسُ الْعَرَبِ؟! قَالَ: بَلَى، قَالَ: أَمَا أَعْطَيْتُكَ مِائَةَ أَلْفٍ تُفَرِّقُهَا عَلَى أَهْلِ الْحَاجَةِ؟! قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَمَا أَخْرَجَكَ عَلَيَّ؟! قَالَ: بَيْعَةٌ كَانَتْ فِي عُنُقِي لابْنِ الأَشْعَثِ. فَغَضِبَ الْحَجَّاجُ وَقَالَ: أَمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي عُنُقِكَ مِنْ قَبْلُ! يَا حَرَسِيُّ اضْرِبْ عُنُقَهُ. فَضَرَبَ عُنُقَهُ، رَحِمَهُ اللَّهُ، وَذَلِكَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ بِوَاسِطٍ، وَقَبْرُهُ ظَاهِرٌ يُزَارُ [1] . وَقَالَ مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لا يَرَى التَّقِيَّةَ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ إِذَا أُتِيَ بِالرَّجُلِ قَالَ لَهُ: أَكَفَرْتَ إِذْ خَرَجْتَ عَلَيَّ؟ فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، تَرَكَهُ، وَإِنْ قَالَ: لا، قَتَلَهُ، فَأُتِيَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فقال لَهُ: أَكَفَرْتَ إِذْ خَرَجْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: مَا كَفَرْتُ مُنْذُ آمَنْتُ. قَالَ: اخْتَرْ أَيَّ قِتْلَةٍ أَقْتُلُكَ؟ فَقَالَ: اختَرْ أَنْتَ فَإِنَّ الْقِصَاصَ أَمَامَكَ [2] . وَقَالَ رَبِيعَةُ الرَّأْيِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ مِنَ الْعُبَّادِ الْعُلَمَاءِ، فَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَجَدَهُ فِي الْكَعْبَةِ وَنَاسًا فِيهِمْ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ، فَسَارُوا بِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقَتَلَهُمْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ تَعَلَّقَ بِهِ عَلَيْهِمْ، إِلا بِالْعِبَادَةِ، فَلَمَّا قتل سَعِيدًا خَرَجَ مِنْهُ دَمٌ كَثِيرٌ، حَتَّى رَاعَ الْحَجَّاجَ، فَدَعَا طَبِيبًا، فَقَالَ: مَا بَالُ دَمِهِ كَثِيرًا؟! قَالَ: قَتَلْتَهُ وَنَفْسُهُ مَعَهُ [3] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِيهِ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ محتاج إلى علمه [4] .   [1] انظر: البدء والتاريخ 6/ 39، وفيات الأعيان 2/ 373، الوافي بالوفيات 15/ 207، سير أعلام النبلاء 4/ 328، البداية والنهاية 9/ 96 [2] السير 4/ 338، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 217. [3] وفيات الأعيان 2/ 374، السير 4/ 341، مرآة الجنان 1/ 198. وفي الوافي بالوفيات: قالوا هذه قتلته ونفسه معه والدم يتبع النفس، ومن كنت تقتله غيره كانت نفسه تذهب من الخوف فلذلك قلّ دمهم (15/ 207) وفي شذرات الذهب 1/ 108 «يعني لم يرعه القتل» . [4] المعرفة والتاريخ 1/ 712، 713 الطبقات الكبرى 6/ 266، حلية الأولياء 4/ 273، السير 4/ 325، التذكرة 1/ 77، وفيات الأعيان 2/ 374، مرآة الجنان 1/ 197. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 368 وَعَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: دَخَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْكَعْبَةَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ: عَنْ سَعِيدٍ إِنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. وَلَهُ تَرْجَمَةٌ جَلِيلَةٌ فِي «الْحِلْيَةِ» [2] . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ قَالَ: لَدَغَتْ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَقْرَبٌ، فَأَقْسَمَتْ أُمُّهُ عَلَيْهِ لَيَسْتَرْقِيَنَّ، فَنَاوَلَ الرَّقَّاءَ يَدَهُ الَّتِي لَمْ تُلْدَغْ [3] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَؤُمُّنَا فِي رَمَضَانَ، فَيَقْرَأُ لَيْلَةً بِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْلَةً بِقِرَاءَةِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [4] . وَقَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خَصِيفٍ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ بِالطَّلاقِ سَعِيدُ بْنُ المسيب، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَجِّ عَطَاءٌ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ طَاوُسٌ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالتَّفْسِيرِ مُجَاهِدٌ، وَأَجْمَعُهُمْ لِذَلِكَ كُلِّهِ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ [5] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا الضَّبِّيُّ قَالَ: كُنْتُ فِي حِجْرِ الْحَجَّاجِ فَقَدَّمُوا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَأَنَا شَاهِدٌ، فَأَخَذَ الْحَجَّاجُ يُعَاتِبُهُ كَمَا يُعَاتِبُ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، فَانْفَلَتَتْ مِنْ سَعِيدٍ كَلِمَةً فَقَالَ إِنَّهُ عَزَمَ عَلَيَّ، يَعْنِي ابْنَ الأَشْعَثِ. وَيُرْوَى أنّ الحجّاج رئي فِي النَّوْمِ، فَقِيلَ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ فقال: قتلني بكل قتيل قتلته، قتلة، وَقَتَلَنِي بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَبْعِينَ قَتْلَةً [6] . رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا احْتُضِرَ كَانَ يَغُوصُ ثُمَّ يُفِيقُ ويقول: ما لي وما لك يَا سَعِيدُ بْنَ جُبَيْرٍ. قُلْتُ: صَحَّ أَنَّهُ قَالَ لابْنِهِ: مَا يُبْكِيكَ، مَا بَقَاءُ أَبِيكَ بَعْدَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً [7] ، وَذَلِكَ حِينَ دُعِيَ لِيُقْتَلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. رَوَاهَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بن   [1] الزهد 370، التذكرة 1/ 76، السير 4/ 324. [2] الحلية لأبي نعيم الأصبهاني 4/ 272- 309 رقم 275. [3] الحلية 4/ 275. [4] وفيات الأعيان 2/ 371. [5] طبقات الفقهاء 82، وفيات الأعيان 2/ 372، السير 4/ 341، مرآة الجنان 1/ 197. [6] وفيات الأعيان 2/ 374. [7] حلية الأولياء 4/ 282، تذكرة الحفاظ 1/ 76، سير أعلام النبلاء 4/ 333، وفي تاريخ وفاته خلاف. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 369 سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ. 276- (سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] بْنِ أَبْزَى [2] الْكُوفِيُّ) - ع- عَنْ: أَبِيهِ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ. وَعَنْهُ: ذر الْهَمْدَانِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ. 277- (سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابِ) [3] بْنِ أُسيد بْنِ أَبِي الْفَيْضِ بْنِ أُمَيَّةَ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَحَدُ الأَشْرَافِ بِالْبَصْرَةِ. كَانَ نَبِيلًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا، لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ أَعْطَى شَاعِرًا ثَلاثَةَ آلافِ دِينَارٍ [4] . 278- (سَعِيدُ بن مرجانة) [5]- خ م ت ن- أبو عثمان مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَمَرْجَانَةُ هِيَ أُمُّهُ. كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، مَعَ جَلالَتِهِ وَقِدَمِهِ، وَابْنَاهُ: أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ، وَعُمَرُ، وَوَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سبع وتسعين.   [1] الجرح والتعديل 4/ 39 رقم 171، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 73 رقم 116 التاريخ الكبير 3/ 494 رقم 1649، الكاشف للذهبي 1/ 289 رقم 1935، تهذيب التهذيب 4/ 54، تقريب التهذيب 1/ 300 رقم 206، خلاصة تذهيب التهذيب 140، سير أعلام النبلاء 44/ 481 رقم 183. [2] أبزى: بمفتوحة فساكنة وبفتح زاي وبقصر ياء. (المغني في ضبط أسماء الرجال للهندي- ص 16) . [3] نسب قريش لمصعب الزبيري- ص 193، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 152، 153، تهذيب الألفاظ لابن السّكّيت- ص 399 (طبعة بيروت 1895) ، لسان العرب لابن منظور 6/ 164، الوافي بالوفيات 15/ 236 رقم 330. [4] نسب قريش 196. [5] الطبقات لخليفة 248 تاريخ خليفة 314، الكاشف للذهبي 1/ 295 رقم 1972، تذكرة الحفاظ 1/ 103، الوافي بالوفيات 15/ 257 رقم 363، تهذيب التهذيب 4/ 78، 79 رقم 136، تقريب التهذيب 1/ 304 رقم 251. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 370 279- سعيد [1] بن المسيّب [2] ع ابن حَزْنِ [3] بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ القرشي المخزومي المدني عَالِمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِلا مُدَافَعَةٍ. وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْهَا، وَقِيلَ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْهَا. وَرَأَى عُمَرَ، وَسَمِعَ: عُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَجُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَطَائِفَةً مِنَ الصَّحَابَةِ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَيَحْيَى بْنُ سعيد، وبكير   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 119- 143، الطبقات لخليفة 244، تاريخ خليفة 134 و 265 و 289 و 290 و 306، المعارف لابن قتيبة 437، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 468، الجرح والتعديل 4/ 59- 61 رقم 262، المراسيل لابن أبي حاتم 71 رقم 114، التاريخ لابن معين 2/ 207- 208، مشاهير علماء الأمصار 63 رقم 426، حلية الأولياء 2/ 161- 175 رقم 170، طبقات الفقهاء للشيرازي 57- 58، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 510- 511 رقم 1698، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 219- 221 رقم 212، صفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 79- 82 رقم 159، كتاب الزيارات للهروي 94، وفيات الأعيان 2/ 375- 378 رقم 262، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 5 و 7 و 8، تذكرة الحفاظ 1/ 54- 56 رقم 38، سير أعلام النبلاء 4/ 217- 246، رقم 88، العبر 1/ 110، الكاشف للذهبي 1/ 296 رقم 1979، البداية والنهاية 9/ 99- 101، الوافي بالوفيات 15/ 262 رقم 368، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 205- 217 رقم 1090، الوفيات لابن قنفذ 88 رقم 91، غاية النهاية لابن الجزري، رقم 1354، تهذيب التهذيب 4/ 84- 88 رقم 145، تقريب التهذيب 1/ 305- 306 رقم 260، النجوم الزاهرة 1/ 228، طبقات الحفاظ للسيوطي 17، تاريخ الخلفاء 225، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 349، خلاصة تذهيب التهذيب 143، شذرات الذهب 1/ 102- 103، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 96- 97، الكامل في التاريخ 4/ 582، دول الإسلام 1/ 65، جامع التحصيل لابن كيكلدي 223- 224 رقم 244. [2] نقل عن سعيد أنه كان يكسر الياء ويقول: سيّب الله من سيّب أبي. انظر: وفيات الأعيان 2/ 378 وفيه: المسيّب: بفتح الياء المشدّدة المثنّاة من تحتها. والفتح هو المشهور، كما عند النووي 219. [3] حزن: بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وبعدها نون. (وفيات الأعيان) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 371 ابن الأَشَجِّ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ هُوَ وَاللَّهِ أَحَدُ الْمُفْتِينَ [1] . وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [2] . وَكَذَا قَالَ مَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: غَضِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَلَى الزُّهْرِيِّ وَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ حَدَّثْتَ بَنِي مَرْوَانَ حَدِيثِي! فَمَا زَالَ غَضْبَانَ عَلَيْهِ حَتَّى أَرْضَاهُ بَعْدُ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثنا مَالِكٌ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: أَسَأَلْتَ أَحَدًا غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ عُرْوَةَ، وَفُلانًا وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: أَطِعِ ابْنَ الْمُسَيِّبِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُنَا وَعَالِمُنَا. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، سَمِعَ مَكْحُولا يَقُولُ: طُفْتُ الأَرْضَ كُلَّهَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَمَا لَقِيتُ أَحَدًا أعلم مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ: إِنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ كَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ. وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا شَيْءٌ عِنْدِي الْيَوْمَ أَخْوَفَ مِنَ النِّسَاءِ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ يُقَالُ لابْنِ الْمُسَيِّبِ «رَاوِيَةُ عُمَرَ» ، فَإِنَّهُ كَانَ يَتْبَعُ أَقْضِيَةَ عُمَرَ يَتَعَلَّمُهَا، وَإِنْ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَيُرسِلُ إِلَيْهِ يَسْأَلَهُ [3] . مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَنْ أَكَلَ الْفُجْلَ وَسَرَّهُ أَنْ لا يُوجَدَ مِنْهُ رِيحُهُ فَلْيَذْكُرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَوَّلِ قَضْمَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: مَا فَاتَتْنِي التَّكْبِيرَةُ الأُولَى مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً. وَعَنْهُ قَالَ: حَجَجْتُ أَرْبَعِينَ حجّة [4] .   [1] سير أعلام النبلاء 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 54، وفي تهذيب التهذيب 4/ 84 «المتقنين» . [2] السير 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 54. [3] انظر الطبقات لابن سعد 5/ 122، سير أعلام النبلاء 4/ 225، طبقات الفقهاء 58. [4] سير أعلام النبلاء 4/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 55، حلية الأولياء 2/ 164. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 372 وَعَنْهُ قَالَ: مَا نَظَرْتُ إِلَى قَفَا رَجُلٍ فِي الصَّلاةِ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً [1] ، يَعْنِي لِمُحَافَظَتِهِ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ. وَكَانَ سَعِيدُ مُلازِمًا لِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا لا يَأْخُذُ الْعَطَاءَ، وَلَهُ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ- يَتَّجِرُ بِهَا فِي الزَّيْتِ [3] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أَعْلَمُ فِي التَّابِعِينَ أَوْسَعَ عِلْمًا مِنْهُ، هُوَ عِنْدِي أَجَلُّ التَّابِعِينَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: مُرْسَلاتُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ صِحَاحٌ [4] . قُلْتُ: قَدْ مَرَّ فِي تَرْجَمَةِ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ ضَرَبَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ سِتِّينَ سَوْطًا. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : ضَرَبَ سَعِيدًا حِينَ دَعَاهُ إِلَى بَيْعَةِ الْوَلِيدِ، إِذْ عَقَدَ لَهُ أَبُوهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْخِلافَةِ، فَأَبَى سَعِيدٌ وَقَالَ: أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُ النَّاسُ، فَضَرَبَهُ هِشَامٌ وَطَوَّفَ بِهِ وَحَبَسَهُ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَلَمْ يرضه، فَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَغَيْرُهُ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ تُوُفِّيَ، فَعَقَدَ عَبْدُ الْمَلِكِ لابْنَيْهِ الْعَهْدَ، وَكَتَبَ بِالْبَيْعَةِ لَهُمَا إِلَى الْبُلْدَانِ، وَأَنَّ عَامِلَهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ هِشَامٌ الْمَخْزُومِيُّ، فَدَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَبَايَعُوا، وَأَبَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا، وَقَالَ: حَتَّى أَنْظُرَ، فَضَرَبَهُ سِتِّينَ سَوْطًا، وَطَافَ بِهِ فِي تُبَّانٍ مِنْ شَعْرٍ حَتَّى بَلَغَ بِهِ رأس الثَّنِيَّةِ، فَلَمَّا كَرُّوا بِهِ قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالُوا: السِّجْنِ. قَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهُ الصَّلْبُ مَا لَبِسْتُ هَذَا التُّبَّانَ أَبَدًا، فَرَدُّوهُ إِلَى السجن.   [1] جاء في الحلية: «ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة من عشرين سنة» وجاء: «لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس» . (2/ 163) وانظر: وفيات الأعيان 2/ 375. [2] وفيات الأعيان 2/ 375. [3] تذكرة الحفاظ 1/ 54. [4] وقال النووي في تهذيب الأسماء 1/ 221: «وأما قول أصحابنا المتأخّرين مراسيل سعيد بن المسيب حجّة عند الشافعيّ فليس على إطلاقه على المختار، وإنما قال الشافعيّ إرسال ابن المسيّب عندنا حسن» . [5] الطبقات 5/ 126- 127. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 373 وَكَتَبَ هِشَامٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِخِلافِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَلُومُهُ فِيمَا صَنَعَ بِهِ، وَيَقُولُ: سَعِيدٌ كَانَ وَاللَّهِ أَحْوَجَ إِلَى أَنْ تَصِلَ رَحِمَهُ مِنْ أَنْ تَضْرِبَهُ، وَإِنَّا لَنَعْلَمُ مَا عِنْدَ سَعِيدٍ شِقَاقٌ وَلا خِلَافٌ [1] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ السِّجْنَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ، فَجَعَلَ الْإِهَابَ عَلَى ظَهْرِهِ، ثُمَّ جَعَلُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَصَبًا رَطْبًا، وَكَانَ كُلَّمَا نَظَرَ إِلَى عَضُدَيْهِ قَالَ: اللَّهمّ انْصُرْنِي مِنْ هِشَامٍ [2] . وَرُوِيَ أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَخَلَ عَلَى سَعِيدٍ السِّجْنَ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُهُ وَيَقُولُ: إِنَّكَ خَرَقْتَ بِهِ وَلَمْ تَرْفُقْ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ اتَّقِ اللَّهَ وَآثِرْهُ عَلَى مَا سِوَاهُ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ: إِنَّكَ خَرَقْتَ بِهِ، فَقَالَ: إِنَّكَ وَاللَّهِ أَعْمَى الْبَصَرِ وَالْقَلْبِ، ثُمَّ نَدِمَ هِشَامٌ بَعْدُ وَخَلَّى سَبِيلَهُ [3] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: كُنْتُ: جَالِسًا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بِالسُّوقِ، فَمَرَّ بَرِيدٌ لِبَنِي مَرْوَانَ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: مِنْ رُسُلِ بَنِي مَرْوَانَ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ تَرَكْتَهُمْ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ. قَالَ: تَرَكْتَهُمْ يُجِيعُونَ النَّاسَ وَيُشْبِعُونَ الْكِلابَ؟ قَالَ: فَاشْرَأَبَّ الرَّسُولُ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَلَمْ أَزَلْ أُرَجِّيهِ [4] حَتَّى انْطَلَقَ، ثُمَّ قُلْتُ لِسَعِيدٍ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، تُشِيطُ بِدَمِكَ بِالْكَلِمَةِ هكذا تلقيها، قال: اسكت يا أحيمق، فو الله لا يُسْلِمُنِي اللَّهُ مَا أَخَذْتُ بِحُقُوقِهِ [5] . وَقَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: ثنا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الله قال: أرى نفس سعيد ابن الْمُسَيِّبِ كَانَتْ أهون عَلَيْهِ فِي اللَّهِ مِنْ نَفْسِ ذُبَابٍ [6] . وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بما   [1] الطبقات 5/ 125- 126، سير أعلام النبلاء 4/ 230. [2] الطبقات 5/ 126 [3] الطبقات 5/ 127. [4] في تذكرة الحفاظ 1/ 55 «أزجّيه» . [5] التذكرة 1/ 55. [6] حلية الأولياء 2/ 164. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 374 تَقَدَّمَ مِنَ الآثَارِ وَأَفْقَهُهُمْ فِي رَأْيِهِ. وَقَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأَسِيرُ الأَيَّامَ وَاللَّيَالِيَ فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ [1] . وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ الْفَوِّيُّ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ جَالِسٌ وَحْدَهُ، فقلت: ما له؟ قَالُوا: نَهَى أَنْ يُجَالِسَهُ أَحَدٌ [2] . وَكَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ إِمَامًا أَيْضًا فِي تَعْبِيرِ الرُّؤْيَا. قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ حُجَّةٌ؟ قَالَ: هُوَ عِنْدَنَا حُجَّةٌ، قَدْ رَأَى عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ، إِذَا لَمْ يُقْبَلْ سَعِيدُ عَنْ عُمَرَ [3] فَمَنْ يُقْبَلُ؟ قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ: ثنا لُوَيْنٌ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنِي لَيَالِيَ الْحَرَّةِ، وَمَا فِي الْمَسْجِدِ غَيْرِي، مَا يَأْتِي وَقْتُ صَلاةٍ إِلا سَمِعْتُ الأَذَانَ مِنَ الْقَبْرِ، ثُمَّ أُقِيمُ فَأُصَلِّي، وَإِنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَيَدْخُلُونَ الْمَسْجِدَ زُمَرًا فَيَقُولُونَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ الْمَجْنُونِ. قُلْتُ: عَبْدُ الْحَمِيدِ لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ وَكِيعٌ: ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ أعلم بِقَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أَبُو بَكْرٍ وَلا عُمَرَ مِنِّي [4] . وَمِنْ مُفْرَدَاتِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ الْمُطَلَّقَةَ ثَلاثًا تَحِلُّ لِلأَوَّلِ بِمُجَرَّدِ عَقْدِ الثَّانِي مِنْ غَيْرِ وَطْءٍ [5] . تُوُفِّيَ سَعِيدٌ فِي قَوْلِ الْهَيْثَمِ، وَسَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ، ومحمد بن عبد الله ابن نُمَيْرٍ، وَغَيْرِهِمْ: فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إحدى أو اثنتين وتسعين.   [1] تذكرة الحفاظ 1/ 55- 56. [2] التذكرة 1/ 56. [3] «عن عمر» مستدركة من (غاية المرام في رجال البخاري إلى سيّد الأنام) وتهذيب الأسماء للنووي 1/ 220. [4] طبقات الفقهاء للشيرازي- ص 57. [5] تهذيب الأسماء واللغات- ق 1 ج 1/ 221. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ: ثنا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: فَأَمَّا أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ فَأَكْثَرُهُمْ عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. ثنا الأَصَمُّ، ثنا حَنْبَلٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. 280- (سَعِيدُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ) [1]- م ن-. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. وَالصَّوَابُ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ [3] كَمَا قَدَّمْنَاهُ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ، وَرَوَى الْيَسِيرَ. 281- (سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٌ [4] أخو الحسن البصري) - ع-. رَوَى عَنْ: أُمِّهِ خَيِّرَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بكر الثقفي، وابن عباس. روى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعَوْفٌ الأعرابيّ، وجماعة. وثّقه النسائيّ.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 170، الطبقات لخليفة 149، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 517، 518 رقم 1731، مشاهير علماء الأمصار 103 رقم 770، الجرح والتعديل 4/ 69- 70 رقم 294، أسد الغابة لابن الأثير 2/ 316، الكاشف 1/ 297 رقم 1990، سير أعلام النبلاء 4/ 180 رقم 70، الوافي بالوفيات 15/ 272 رقم 379، الإصابة لابن حجر 2/ 113 رقم 3685، تهذيب التهذيب 4/ 95- 96 رقم 160، تقريب التهذيب 1/ 307 رقم 275، خلاصة تذهيب التهذيب 143. [2] لم يرد ذكر ابن وهب في كتاب التاريخ لابن معين. [3] وفي الطبقات لابن سعد 6/ 170 «مات سنة ستّ وثمانين» . [4] الطبقات الكبرى 7/ 178- 179، الطبقات لخليفة 255، الزهد لأحمد 287، التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 462- 463 رقم 1538، الجرح والتعديل 4/ 72- 73 رقم 306، سير أعلام النبلاء 4/ 588- 589 رقم 224، الوافي بالوفيات 15/ 274 رقم 385، تهذيب التهذيب 4/ 16- 17 رقم 21، خلاصة تذهيب التهذيب 137. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 376 تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ، وَيُقَالُ إِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ الْحَسَنِ بِسَنَةٍ، وَالأَوَّلُ أَثْبَتُ. وَآخِرُ مَنْ رَوَى عنه عليّ بن عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ. 282- (سُلَيْمَانُ بْنُ سِنَانٍ) [1] الْمُزَنِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ. قَالَهُ ابْنُ يُونُسَ. 283- سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو أَيُّوبَ. وَكَانَ مِنْ خِيَارِ مُلُوكِ بَنِي أُمَيَّةَ، وَلِيَ الْخِلافَةَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ بَعْدَ الْوَلِيدِ بِالْعَهْدِ الْمَذْكُورِ مِنْ أَبِيهِ. وَرَوَى قَلِيلا عَنْ: أبيه، وعبد الرحمن بن هنيدة.   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 17 رقم 1809، الجرح والتعديل 4/ 118 رقم 513، الكاشف 1/ 315 رقم 2118، تهذيب التهذيب 4/ 198- 199 رقم 336، تقريب التهذيب 1/ 326 رقم 449. [2] المحبّر لابن حبيب 26- 27، الأخبار الطوال للدينوري 329، تاريخ اليعقوبي 2/ 293- 300، أنساب الأشراف للبلاذري ق 3/ 308- 309، فتوح البلدان للبلاذري ق 3/ 539، 540، كتاب العنوان للمنبجي 2/ 357، نسب قريش 162، تاريخ خليفة 316- 319، البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 41- 45، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 25، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 223، تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 546- 549، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4/ 130، مروج الذهب للمسعوديّ 3/ 183- 191، العيون والحدائق لمؤرّخ مجهول 3/ 16- 37، الفخري لابن طباطبا 128، الكامل في التاريخ لابن الأثير 5/ 37- 38، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 420- 427، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 114، العبر للذهبي 1/ 115 و 118، سير أعلام النبلاء 5/ 111- 113، دول الإسلام للذهبي 1/ 69، فوات الوفيات لابن شاكر 2/ 68- 70، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 13- 18، نهاية الأرب للنويري 21/ 353- 355، تاريخ ابن خلدون 3/ 74، مرآة الجنان لليافعي 1/ 207، الوافي بالوفيات للصفدي 15/ 400- 404، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 138- 141، تاريخ الخلفاء للسيوطي 225- 228، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 350- 352، أخبار الدول للقرماني 137- 138، معجم بني أميّة للمنجّد 67- 68 رقم 142، القاموس الإسلامي لعطيّة الله 3/ 478- 479. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 377 رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ، وَالزُّهْرِيُّ. وَكَانَتْ دَارُهُ مَوْضِعَ سِقَايَةِ جَيْرُونَ [1] ، وَلَهُ دَارٌ بَنَاهَا بِدَرْبِ مُحْرِزٍ بِدِمَشْقَ، فَجَعَلَهَا دَارَ الْخِلافَةِ، وَجَعَلَ لَهَا قُبَّةً صَفْرَاءَ كَالْقُبَّةِ الْخَضْرَاءَ الَّتِي بِدَارِ الْخِلافَةِ، وَكَانَ فَصِيحًا مُفَوَّهًا مُؤْثِرًا لِلْعَدْلِ، مُحِبًّا لِلْغَزْوِ، وَجَهَّزَ الْجُيُوشَ مَعَ أَخِيهِ مُسْلِمَةَ لِحِصَارِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَحَاصَرَهَا مُدَّةً حَتَّى صَالَحُوا عَلَى بِنَاءِ جامع بالقسطنطينية. وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتِّينَ. وَقَالَتِ امْرَأَةٌ: رَأَيْتُهُ أَبْيَضَ عَظِيمَ الْوَجْهِ مَقْرُونَ الْحَاجِبَيْنِ، يَضْرِبُ شَعْرُهُ مِنْكِبَيْهِ، مَا رَأَيْتُ أَجْمَلَ مِنْهُ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ الْبَيْعَةَ أَتَتْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ يُشَارِفُ الْبَلْقَاءَ، فَأَتَى، بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَأَتَتْهُ الْوُفُودُ فَلَمْ يَرَوْا وِفَادَةً كَانَتْ أَهْيَأُ مِنَ الْوِفَادَةِ إِلَيْهِ، كَانَ يَجْلِسُ فِي قُبَّةٍ فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي الصخرة، وَيَجْلِسُ النَّاسُ عَلَى الْكَرَاسِيِّ، وَتُقَسَّمُ الأَمْوَالُ وَتُقْضَى الْأَشْغَالُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: وَلِيَ سُلَيْمَانُ وَهُوَ إِلَى الشَّبَابِ وَالتَّرَفُّهِ مَا هُوَ، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَبَا حَفْصٍ، إِنَّا وَقَدْ وُلِّينَا مَا قَدْ تَرَى، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا بِتَدْبِيرِهِ عِلْمٌ، فَمَا رَأَيْتَ مِنْ مَصْلَحَةِ الْعَامَّةِ فَمُرْ بِهِ، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ عَزَلَ عُمَّالَ الْحَجَّاجِ، وَأَخْرَجَ مَنْ كَانَ فِي سِجْنِ الْعِرَاقِ، وَمِنْ ذَلِكَ كِتَابُهُ: أَنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ قَدْ أُمِيتَتْ فَأَحْيُوهَا وَرُدُّوهَا إِلَى وَقْتِهَا، مَعَ أُمُورٍ حَسَنَةٍ كَانَ يَسْمَعُ مِنْ عُمَرَ فِيهَا، فَأَخْبَرَنِي مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنَّ سُلَيْمَانَ هَمَّ بِالإِقَامَةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَاتَّخَذَهَا مَنْزِلا، ثُمَّ ذَكَرَ مَا قَدَّمْنَا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، مِنْ نُزُولِهِ بِقِنَّسْرِينَ مُرَابِطًا. وَحَجَّ سُلَيْمَانُ في خلافته سنة سبع وتسعين.   [1] جيرون: بالفتح، أحد أبواب الجامع الأموي بدمشق وهو الباب الشرقي. (معجم البلدان 2/ 199) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَجَّ سُلَيْمَانُ، فَرَأَى النَّاسَ بِالْمَوْسِمِ، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَا تَرَى هَذَا الْخَلْقَ الَّذِي لا يُحْصِي عَددَهُمْ إِلا اللَّهُ وَلا يَسَعُ رِزْقَهُمْ غَيْرُهُ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَؤُلاءِ الْيَوْمَ رَعِيَّتُكَ، وَهُمْ غَدًا خُصَمَاؤُكَ فَبَكَى سُلَيْمَانَ بُكَاءً شَدِيدًا ثُمَّ قَالَ: باللَّه أَسْتَعِينُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَخْطُبُنَا كُلَّ جُمُعَةٍ، لا يَدَعُ أَنْ يَقُولَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلُ الدُّنْيَا عَلَى رَحِيلٍ لَمْ تَمْضِ بِهِمْ نِيَّةٌ وَلَمْ تَطْمَئِنَّ لَهُمْ دَارٌ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ. لا يَدُومُ نَعِيمُهَا وَلا تُؤْمَنُ فجائعها، وَلا يُتَّقَى مِنْ شَرِّ أَهْلِهَا، ثُمَّ يَقْرَأُ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ مَا كانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ 26: 205- 207 [1] . وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، افْتَتَحَ خِلَافَتَهُ بِإِحْيَائِهِ الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا، وَاخْتَتَمَهَا بِاسْتِخْلافِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَكَانَ سُلَيْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْغِنَاءِ، وَقِيلَ كَانَ مِنَ الأَكَلَةِ الْمَذْكُورِينَ، فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغِلابِيُّ- وَلَيْسَ بِثِقَةٍ- ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقُرَشِيُّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَكَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْبَعِينَ دَجَاجَةً تُشْوَى لَهُ عَلَى النَّارِ عَلَى صِفَةِ الْكَبَابِ، وَأَكَلَ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ كُلْوَةً بِشُحُومِهَا وَثَمَانِينَ جَرْدَقَةً [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: أَنَّ سُلَيْمَانَ حَجَّ فَأَتَى الطَّائِفَ، فَأَكَلَ سَبْعِينَ رُمَّانَةً وَخَرُوفًا وَسِتَّ دَجَاجَاتٍ، وَأُتِيَ بِمَكُّوكِ [3] زَبِيبٍ طَائِفِيٍّ، فَأَكَلَهُ أَجْمَعَ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بن عبد الملك أكولا.   [1] سورة الشعراء، الآيات 205، 206، 207. [2] جردقة: جمعها جرادق. وهو: الرغيف. (فارسي) [3] مكّوك: مكيال يسع صاعا ونصف الصاع. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 379 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى: ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَلَسَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي بَيْتٍ أَخْضَرَ عَلَى وِطَاءٍ أَخْضَرَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ، ثُمَّ نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ فَأَعْجَبَهُ شَبَابُهُ وَجَمَالُهُ فَقَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ صِدِّيقًا، وَكَانَ عُمَرُ فَارُوقًا، وَكَانَ عُثْمَانُ حَيِيًّا، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ حَلِيمًا، وَكَانَ يَزِيدُ صَبُورًا، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ سَائِسًا، وَكَانَ الْوَلِيدُ جَبَّارًا، وَأَنَا الْمَلِكُ الشَّابُّ. فَمَا دَارَ عَلَيْهِ الشَّهْرُ حَتَّى مَاتَ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ مِنْ فَرْقِهِ إِلَى قَدَمِهِ وَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ الشَّابُّ، فَلَمَّا نَزَلَ بِمَرْجِ دَابِقٍ حُمَّ وَفَشَتِ الْحُمَّى فِي عَسْكَرِهِ، فَنَادَى بعض خَدَمِهِ، فَجَاءَتْ بِطِسْتٍ، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: مَحْمُومَةٌ. قَالَ فَأَيْنَ فُلانَةُ؟ قَالَتْ: مَحْمُومَةٌ، فَمَا ذَكَرَ أَحَدًا إِلا قَالَتْ: مَحْمُومَةٌ، فَالْتَفَتَ إِلَى خَالِهِ الْوَلِيدِ بْنِ الْقَعْقَاعِ الْعَبْسِيِّ وَقَالَ: قَرِّبْ وَضُوءَكَ يَا وَلِيدُ فَإِنَّمَا ... هَذِي الْحَيَاةُ تَعِلَّةٌ وَمَتَاعُ فَقَالَ الْوَلِيدُ: فَاعْمَلْ لِنَفْسِكِ فِي حَيَاتِكَ صَالِحًا ... فَالدَّهْرُ فِيهِ فُرْقَةٌ وَجَمَاعُ وَمَاتَ فِي مَرَضِهِ. وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ قَالَ: عَرَضَتْ لِسُلَيْمَانَ سَعْلَةٌ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَنَزَلَ وَهُوَ مَحْمُومٌ، فَمَا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ الأُخْرَى حَتَّى دُفِنَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حسان الكناني قال: لما مرض سليمان بدابق قال لرجاء بْنِ حَيَوَةَ: مَنْ لِهَذَا الأَمْرِ بَعْدِي، أَسْتَخْلِفُ ابْنِي؟ قَالَ: ابْنُكَ غَائِبٌ، قَالَ: فَابْنِي الآخَرُ، قَالَ: صَغِيرٌ، قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَسْتَخْلِفَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَتَخَوَّفُ إِخْوَتِي لا يَرْضَوْنَ، قَالَ: فَوَلِّ عُمَرَ، وَمِنْ بَعْدِهِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَتَكْتُبُ كِتَابًا وَتَخْتِمُ عَلَيْهِ وَتَدْعُوهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِ مَخْتُومًا، قال: لقد رأيت، ائتني بقرطاس، فدعا بقرطاس، فَكَتَبَ فِيهِ الْعَهْدَ، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 380 وَدَفَعَهُ إِلَى رَجَاءٍ، وَقَالَ: اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَلْيُبَايِعُوا عَلَى مَا فِيهِ مَخْتُومًا، فَخَرَجَ، فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُبَايِعُوا لِمَنْ فِي هَذَا الْكِتَابِ، قَالُوا: وَمَنْ فِيهِ؟ قَالَ: هُوَ مَخْتُومٌ لا تُخْبَرُونَ بِمَنْ فِيهِ حَتَّى يَمُوتَ. قَالُوا: لا نُبَايِعُ. فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ وَالْحَرَسِ، فَاجْمَعِ الناس ومرهم بالبيعة، فمن أبى فاضرب عنقه، قَالَ: فَبَايَعُوهُ عَلَى مَا فِيهِ. قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيَوَةَ: فَبَيْنَا أَنَا رَاجِعٌ إِذْ سَمِعْتُ جَلَبَةَ مَوْكِبٍ، فَإِذَا هِشَامٌ، فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ قَدْ عَلِمْتُ مَوْقِعَكَ مِنَّا، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَنَعَ شَيْئًا مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَزَالَهَا عَنِّي، فَإِنْ يَكُنْ قَدْ عَدَلَهَا عَنِّي فَأَعْلِمْنِي مَا دَامَ فِي الأَمْرِ نَفْسٌ حَتَّى يَنْظُرَ، فَقُلْتُ: سبحان الله، يستكتمني أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه، لا يكون ذا أبدا، قال: فأدارني وَلاحَانِي، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، فَانْصَرَفَ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ إِذْ سَمِعْتُ جَلَبَةً خَلْفِي، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَمْرٌ كَبِيرٌ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ، أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ قَدْ جَعَلَهَا إلي ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفس لعلي أتخلص منه مَا دَامَ حَيًّا، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَسْتَكْتِمُنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَمْرًا أُطْلِعَكَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَثَقُلَ سُلَيْمَانُ، فَلَمَّا مَاتَ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسَهُ وَأَسْنَدْتُهُ وَهَيَّأْتُهُ وخرجت إلى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير الْمُؤْمِنِينَ؟ قُلْتُ: أَصْبَحَ سَاكِنًا، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تُسَلِّمُوا عَلَيْهِ وَتُبَايِعُوا بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى مَا فِي الْكِتَابِ، فَدَخَلُوا وَأَنَا قَائِمٌ عِنْدَهُ، فَلَمَّا دَنَوْا قُلْتُ: إِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِالْوُقُوفِ، ثُمَّ أَخَذْتُ الكتاب من عنده وتقدّمت إليهم وَقُلْتُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُبَايِعُوا عَلَى مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَبَايَعُوا وَبَسَطُوا أيديهم. فلما بَايَعْتُهُمْ وَفَرَغْتُ قُلْتُ: آجَرَكُمُ اللَّهُ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالُوا: فَمَنْ؟ فَفَتَحْتُ الْكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ الْعَهْدُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا سَمِعُوا: «وَبَعْدَهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ» كَأَنَّهُمْ تَرَاجَعُوا فَقَالُوا: أَيْنَ عُمَرُ، فَطَلَبُوهُ فَإِذَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَوْهُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، فَعُقِرَ بِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعِ النُّهُوضَ حَتَّى أَخَذُوا بِضَبْعَيْهِ، فَدَنَوْا بِهِ إِلَى الْمِنْبَرِ وَأَصْعَدُوهُ، فَجَلَسَ طَوِيلا لا يَتَكَلَّمُ، فَقَالَ رَجَاءٌ: أَلا تَقُومُونَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتُبَايِعُونَهُ، فنهض القوم إليه فبايعوه رجل رجل وَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِمْ، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 381 قَالَ فَصَعَدَ إِلَيْهِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ قَالَ: يَقُولُ هِشَامٌ إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَقَال عُمَرُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156، حِينَ صَارَ يَلِي هَذَا الأَمْرَ أَنَا وَأَنْتَ. ثُمَّ قَالَ: فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَسْتُ بِفَارِضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، وَإِنَّ مَنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَمْصَارِ وَالْمُدُنِ إِنْ هُمْ أَطَاعُوا كَمَا أَطَعْتُمْ فَأَنَا وَالِيكُمْ، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَلَسْتُ لَكُمْ بِوَالٍ. ثُمَّ نَزَلَ فَأَتَاهُ صَاحِبُ الْمَرَاكِبِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: مَرْكَبُ الْخَلِيفَةِ. قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، ائْتُونِي بِدَابَّتِي، فَأَتَوْهُ بِدَابَّتِهِ فَانْطَلَقَ إِلَى مَنْزِلِهِ، ثُمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ فَكَتَبَ بِيَدِهِ إِلَى عُمَّالِ الأَمْصَارِ. قَالَ رَجَاءٌ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَضْعُفُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ صُنْعَهُ فِي الْكِتَابِ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَقْوَى. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ: صَلَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي عَاشِرِ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ. قَالَ الْهَيْثَمُ وَجَمَاعَةٌ: عَاشَ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقَالَ آخَرُونَ عَاشَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقِيلَ تِسْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَخِلافَتُهُ سَنَتَانِ وَتِسْعَةُ أَشْهُرٍ وَعِشْرُونَ يَوْمًا. 284- (سميط بن عمير) [1]- ن م ق- أَوِ ابْنُ عَمْرٍو أَوِ ابْنِ سُمَيْرٍ [2] أَبُو عبد الله السّدوسي البصري. يُقَالُ إِنَّهُ سَارَ إِلَى عُمَرَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي مُوسَى، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَنَسٍ، وَقِيلَ الَّذِي روى عَنْ أَنَسٍ آخَرُ. وَعَنْهُ: عَاصِمٌ الأحول، وعمران بن حدير، وسليمان التّيمي.   [1] الطبقات لخليفة 199 و 208، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 203- 204 رقم 2501، الجرح والتعديل 4/ 317 رقم 1376، التاريخ لابن معين 2/ 240، المشتبه 401، الكاشف للذهبي 1/ 323 رقم 2174، تهذيب التهذيب 4/ 240 رقم 409، تقريب التهذيب 1/ 334 رقم 533. [2] في التاريخ لابن معين 2/ 240 «شمير» بالشين المعجمة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 382 فَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَبُو حَاتِمٍ، وَخَالَفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. 285- سَهْلُ بن سعد [1] ع ابن مالك أبو العبّاس الساعديّ الأنصاري صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِأَبِيهِ أَيْضًا صُحْبة. رَوَى عَن: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ. وَهُوَ: آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالْمَدِينَةِ وَقَدْ قَارَبَ الْمِائَةَ سَنَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ اسْمُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (حَزَنًا) فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (سَهْلا) [2] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: تَزَوَّجَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً. وَرُوِيَ أَنَّهُ حَضَرَ وَلِيمَةً فِيهَا تِسْعَةٌ مِنْ مُطَلَّقَاتِهِ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفْنَ لَهُ وَقُلْنَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ؟. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بِمِصْرَ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن رفاعة، أنبأ أبو الحسن   [1] الطبقات لخليفة 98، تاريخ خليفة 303، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 97- 98 رقم 2092، التاريخ لابن معين 2/ 241، الجرح والتعديل 4/ 198 رقم 853، مشاهير علماء الأمصار 25 رقم 114، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 82، المستدرك على الصحيحين للحاكم 3/ 571، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 366، الإستيعاب لابن عبد البر 2/ 95، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 186، أسد الغابة لابن الأثير 2/ 472، الكامل في التاريخ 4/ 534، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 238، الكاشف 1/ 325 رقم 2192، سير أعلام النبلاء 3/ 422- 424 رقم 72، الوفيات لابن قنفذ 85، الوافي بالوفيات 16/ 11- 12، الطبقات لابن سعد 5/ 50- 151، المعرفة والتاريخ 1/ 338، المعارف 341، المعجم الكبير للطبراني 6/ 129، العبر للذهبي 1/ 106، مرآة الجنان 1/ 180، البداية والنهاية 9/ 83، الإصابة 2/ 88 رقم 3533، تهذيب التهذيب 4/ 252- 253 رقم 430، تقريب التهذيب 1/ 336 رقم 555، حسن المحاضرة 1/ 98، شذرات الذهب 1/ 99، تاريخ الخميس 2/ 349، مجمع الرجال 3/ 180. [2] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6/ 149 رقم 5705 وفي إسناده: عبد المهيمن، ضعيف. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 383 الْخِلَعِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْبَزَّازُ، أَنْبَأَ أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدٍ الأَعْلَى، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، سَمِعَهُ يَقُولُ: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى [1] يَحُكُّ بِهِ رَأْسِهِ، فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أنَّكَ تَنْظُرُنِي لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ [2] . اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، إِلا مَا ذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَالْبُخَارِيُّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. 286- (سَوَاءٌ الْخُزَاعِيُّ) [3]- د ن-. عَنْ: حَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ: مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ رافع، وعاصم بن أبي النّجود.   [1] مدرى: أي مشط. (النهاية في غريب الحديث، والقاموس المحيط للفيروزآبادي) . [2] متّفق عليه: أخرجه البخاري 10/ 309- 310 في اللباس، باب الامتشاط، و 11/ 20- 21 في الاستئذان: باب الاستئذان من أجل البصر، و 12/ 215 في الديات: باب من اطلع في بيت قوم ففقئوا عينه فلا دية له. [3] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 202 رقم 2496، الكاشف 1/ 327 رقم 2206، تهذيب التهذيب 4/ 265 رقم 456، تقريب التهذيب 1/ 338 رقم 583. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 384 [حرف الشين] 287- (شبيل بن عوف) [1]- ع- أبو الطّفيل الأحمسي البجلي الكوفي. مُخَضْرَمٌ سَمِعَ عُمَرَ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. وَهُوَ وَالِدُ الْحَارِثِ، وَمُغِيرَةَ. 288- شَهْرُ بْنُ حوشب [2] م مقرون 4 الأشعريّ الشاميّ، مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 258 رقم 2828، التاريخ لابن معين 2/ 248، الطبقات لخليفة 152، الجرح والتعديل 4/ 381 رقم 1662، المشتبه للذهبي 1/ 391، تهذيب التهذيب 4/ 311 رقم 531، تقريب التهذيب 1/ 346 رقم 19. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 449، الطبقات لخليفة 310، تاريخ خليفة 321، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 258- 259 رقم 2730، التاريخ لابن معين 2/ 260، المعارف لابن قتيبة 448، المعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 97، الجرح والتعديل 4/ 382- 383 رقم 1668، المراسيل لابن أبي حاتم 89- 90 رقم 141، ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 343، حلية الأولياء 6/ 59- 96 رقم 328، ثمار القلوب للثعالبي 169، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6/ 345- 346، الكاشف 2/ 14- 15 رقم 2336، ميزان الاعتدال 2/ 283- 285 رقم 3756، المغني في الضعفاء 1/ 301 رقم 2803، سير أعلام النبلاء 4/ 372- 378 رقم 151، العبر 1/ 119، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 233 رقم 1110، البداية والنهاية 9/ 304، مرآة الجنان 1/ 208، الوافي بالوفيات 16/ 192- 193 رقم 225، جامع التحصيل لابن كيكلدي 239- 240 رقم 291، غاية النهاية 1/ 329 رقم 1434، تهذيب التهذيب 4/ 369- 372 رقم 625، تقريب التهذيب 1/ 355 رقم 112، النجوم الزاهرة 1/ 271، خلاصة تذهيب التهذيب 169، شذرات الذهب 1/ 119، تاج العروس: في مادّتي (حشب) و (شهر) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 385 رَوَى عَنْ: مَوْلاتِهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عمرو، وخلق. وقرأ القرآن على ابن عباس، وأرسل عَنْ سَلْمَانَ، وَبِلالٍ، وَأَبِي ذَرٍّ. رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُدَّانِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ، وَمُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن أبي زياد الْمَكِّيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ. قَالَ أَبَانُ بْنُ سَمْعَةَ: قُلْتُ لِشَهْرٍ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، وَبِهَا كَنَّاهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ. وَعَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ شَهْرٍ قَالَ: عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَعَنْ أَبِي نَهِيكٍ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَمَاعَةٍ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَةِ شَهْرٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وقال علي بن عباس: ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ قَالَ: أَتَى عَلَى شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَرَأَيْتُهُ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَعِمَامَةٍ أُخْرَى، قَدْ أَوْثَقَ بِهَا وَسَطَهُ سَوْدَاءَ، وَرَأَيْتُهُ مَخْضُوبًا خِضَابَةً سَوْدَاءَ فِي حُمْرَةٍ، وَوَفَدَ عَلَى بِلالِ بْنِ مِرْدَاسَ الْفَزَارِيِّ بِحَوْلايَا [1] ، فَأَجَازَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ فَأَخَذَهَا. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ نُوَيْرَةَ قَالَ: دعي شهر بن   [1] حولايا: قرية كانت بنواحي النهروان. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 386 حَوْشَبٍ إِلَى وَلِيمَةٍ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَصَبْنَا مِنْ طعامهم، فلما سمع شهر المزمار وَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَخَرَجَ. قَالَ حَرْبٌ الْكِرْمَانِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، فَوَثَّقَهُ وَقَالَ: مَا أَحْسَنَ حَدِيثَهُ. وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: شَهْرٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ التِّرْمِذِيّ: قَالَ مُحَمَّدٌ- يَعْنِي الْبُخَارِيَّ-: شَهْرٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ، وَقَوَّى أَمْرَهُ وَقَالَ: إِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ ابْنُ عَوْنٍ، ثُمَّ رَوَى عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: شَهْرٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بالقوي. وقال ابن عدي: شَهْرٌ مِمَّنْ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ وَلا يُتَدَيَّنُ بِهِ. وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَعْيَنُ الإِسْكَافُ قَالَ: آجَرْتُ نَفْسِي مِنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ لَهُ غُلامٌ دَيْلَمِيٌّ مُغَنٍّ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلا قَالَ لَهُ: تَنَحَّ فَاخْلِ، فَاسْتَذْكِرْ غِنَاءَكَ، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَيْنَا فَيَقُولُ: إِنَّ هَذَا يَنْفُقُ بِالْمَدِينَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ، فَأَخَذَ خَرِيطَةً فِيهَا دَرَاهِمُ، فَقِيلَ فِيهِ: لَقَدْ بَاعَ شَهْرٌ دِينَهُ بِخَرِيطَةٍ ... فَمَنْ يَأْمَنُ الْقُرَّاءَ بَعْدَكَ يَا شَهْرُ أَخَذْتَ بِهَا شَيْئًا طَفِيفًا وَبِعْتَهُ ... مِنَ ابْنِ جَرِيرٍ إِنَّ هَذَا هُوَ الْغَدْرُ [1] وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ شهر بن حوشب فسرق عيبتي.   [1] ورد البيتان في تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 538- 539 وفيه عزا البيتين للقطامي الكلبي، وقيل لسنان بن مكمل النمري. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 387 وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: إِنَّ شَهْرًا تَرَكُوهُ، قَالَ النَّضْرُ: يَعْنِي طَعَنُوا فِيهِ. وَقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: مَنْ رَكِبَ مَشْهُورًا مِنَ الدَّوَابِّ أَوْ لَبِسَ مَشْهُورًا مِنَ الثِّيَابِ أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ عَلَى اللَّهِ كَرِيمًا. قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ، تَابَعَهُ الْمَدَائِنِيُّ، وَخَلِيفَةُ، وَالْهَيْثَمُ، وَآخَرُونَ. وَيُرْوَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَلا يَصِحُّ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. 289- (شُوَيْسُ بْنُ جَيَّاشٍ) [1]- بِالْجِيمِ أَوْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ اخْتَلَفُوا فِيهِ- عَنْ: عُمَرَ، وَعُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ. وَعَنْهُ: عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَأَبُو نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ الْعَدَوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثقات» [2] . له حديث في الشمائل.   [1] الطبقات لخليفة 193 وفيه «جبّاش» بالباء الموحّدة، التاريخ الكبير لخليفة 4/ 265 رقم 2752، الجرح والتعديل 4/ 389 رقم 1701، المشتبه للذهبي 1/ 207، تهذيب التهذيب 4/ 372 رقم 626، تقريب التهذيب 1/ 356 رقم 113. [2] ج 4/ 370. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 388 [حرف الصاد] 290- (صالح بن أبي مريم) [1]- ع- أبو الخليل الضّبعيّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: سَفينَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَأَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي مُوسَى، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ. وَعَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَعَطَاءٌ- وَهُمَا أَسَنُّ مِنْهُ- وَقَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ، وَقَدْ أرسل عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. 291- صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ [2] الْمَازِنِيُّ البصري، أحد الأئمّة العابدين.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 265، التاريخ الكبير 4/ 289 رقم 2855، الجرح والتعديل 4/ 415 رقم 1826، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 165، الكاشف 2/ 22 رقم 2383، تحفة الأشراف 13/ 233 رقم 1114، جامع التحصيل لابن كيكلدي 240 رقم 295، تهذيب التهذيب 4/ 402، 403 رقم 685، تقريب التهذيب 1/ 362- 363 رقم 51. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 147- 148، الطبقات لخليفة 193، تاريخ خليفة 279، المشاهير 90. رقم 652، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 305- 306 رقم 2926، المعرفة والتاريخ 2/ 84، الجرح والتعديل 4/ 423 رقم 1853، المعارف 458، حلية الأولياء 2/ 213- 217 رقم 179، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 223، صفة الصفوة 3/ 149، الزيارات للهروي 82، الكاشف 2/ 28 رقم 2428، تذكرة الحفاظ 1/ 60- 61 رقم 48، سير أعلام النبلاء 4/ 286 رقم 107، الوافي بالوفيات 16/ 319- 320 رقم 352، الإصابة 2/ 203 رقم 4150، تهذيب التهذيب 4/ 430- 431 رقم 744، تقريب التهذيب 1/ 368 رقم 111، طبقات الحفاظ 21، خلاصة تذهيب التهذيب 174. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 389 روى عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعمران بن حصين، وحكيم بن حزام. رَوَى عَنْهُ: جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَقَتَادَةُ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَآخَرُونَ. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ قَدِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ سَرَبًا يَبْكِي فِيهِ، وَكَانَ وَاعِظًا عَابِدًا. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَقِيتُ أَقْوَامًا كَانُوا فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ أَزْهَدُ مِنْكُمْ فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَصَحِبْتُ أَقْوَامًا كَانَ أَحَدُهُمْ يَأْكُلُ عَلَى الأَرْضِ وَيَنَامُ عَلَى الأَرْضِ، مِنْهُمْ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ كَانَ يَقُولُ: إِذَا أَوَيْتُ إِلَى أَهْلِي وَأَصَبْتُ رَغِيفًا فَجَزَى اللَّهُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا شَرًّا، وَاللَّهِ مَا زَادَ عَلَى رَغِيفٍ حَتَّى مَاتَ، [كَانَ] [1] يَظَلُّ صَائِمًا، وَيُفْطِرُ عَلَى رَغِيفٍ، وَيُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فَيَتْلُو حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ، ثُمَّ يُصَلِّي، ثُمَّ يَنَامُ إِلَى الظُّهْرِ، فَكَانَتْ تِلْكَ نَوْمَتُهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، وَيُصَلِّي مِنَ الظُّهْرِ إِلَى الْعَصْرِ، وَيَتْلُو فِي الْمُصْحَفِ إِلَى أَنْ تَصْفَرَّ الشمس. 292- (صفوان بن أبي زيد) [2]- بخ ن- وقيل ابن يزيد المدني. عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَابْنِ اللَّجْلاجِ- وَاسْمُهُ حُصَيْنُ بْنُ اللَّجْلاجِ، وَقِيلَ خَالِدٌ، وَقِيلَ الْقَعْقَاعُ، وَقِيلَ أَبُو الْعَلاءِ- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: سهيل بن أبي صالح، وعبيد الله بن أبي جعفر المصري، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وصفوان بن سليم. له أحاديث يسيرة، وثّقه ابن حبّان.   [1] إضافة عن سير أعلام النبلاء 4/ 286. [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 307 رقم 2928، الكاشف للذهبي 2/ 28 رقم 2431، تهذيب التهذيب 4/ 431- 432 رقم 747، تقريب التهذيب 1/ 369 رقم 114. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 390 293- (صفوان بن يعلى) [1]- سوى ق- بن أميّة التميميّ حَلِيفُ قُرَيْشٍ. عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ أبي رباح، وعمرو بن الحسن، والزّهريّ.   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 308 رقم 2932، الجرح والتعديل 4/ 423 رقم 1854، مشاهير علماء الأمصار 87 رقم 635، الكاشف 2/ 28 رقم 2432، تهذيب التهذيب 4/ 432 رقم 748، تقريب التهذيب 1/ 269 رقم 115. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 391 [حرف الضاد] 294- (الضّحّاك بن فيروز) [1]- د ت ق- الدّيلميّ الأنباري اليماني، نَزِيلُ الشَّامِ. عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: أَبُو وَهْبٍ الْجَيْشَانِيُّ، وَكَثِيرٌ الصَّنْعَانِيُّ. لَهُ عَنْ أَبِيهِ: أَسْلَمْتُ وتحتي أختان يا رسول الله.   [1] الطبقات لخليفة 287، التاريخ الكبير 4/ 333 رقم 3023، الجرح والتعديل 4/ 461 رقم 2034، مشاهير علماء الأمصار 120 رقم 927، الكاشف 2/ 33 رقم 2457، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 7، الوافي بالوفيات 16/ 355 رقم 388، تاريخ ثغر عدن 99 (لابن أبي مخرمة- تحقيق لوفجرن- طبعة بريل بليدن 1936) ، تهذيب التهذيب 4/ 448 رقم 780، تقريب التهذيب 1/ 373 رقم 14، طبقات فقهاء اليمن 22- 23 (لابن أبي سمرة الجعديّ- تحقيق فؤاد سيد- طبعة السّنّة المحمدية بالقاهرة 1957) ، شذرات الذهب 1/ 151. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 392 [حرف الطَّاءِ] 295- طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الْمَغْرِبِيُّ الْبَرْبَرِيُّ [1] . مَوْلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ الأَمِيرِ. وَيُقَالُ هُوَ مَوْلَى الصَّدِفِ. عَدَّى الْبَحْرَ مِنَ الزُّقَاقِ السَّبْتِيِّ [2] إِلَى الأَنْدَلُسِ، فَنَزَلَ بِالْجَبَلِ الْمَنْسُوبِ إِلَيْهِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا إِلا اثْنَيْ عَشَرَ نَفْسًا، سَائِرُهُمْ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَفِيهِمْ قَلِيلٌ مِنَ الْعَرَبِ. وَذَكَرَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ أَنَّ طَارِقًا لَمَّا رَكِبَ الْبَحْرَ غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَرَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَوْلَهُ الصَّحَابَةُ وَقَدْ تقلَّدُوا السُّيُوفَ وَتَنَكَّبُوا الْقِسِيَّ فَدَخَلُوا قُدَّامَهُ، وَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَقَدَّمْ يَا طَارِقُ لِشَأْنِكَ، فَانْتَبَهَ مُسْتَبْشِرًا وَبَشَّرَ أَصْحَابَهُ وَلَمْ يَشُكَّ فِي الظَّفْرِ، قَالَ: فَشَنَّ الْغَارَةَ وَافْتَتَحَ سَائِرَ الْمَدَائِنِ، وَوُلِّيَ سَنَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ دَخَلَ مَوْلاهُ مُوسَى، فَأَتَمَّ مَا بَقِيَ مِنَ الْفَتْحِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وتسعين. 296- (طريف بن مجالد) [3]- خ 4- أبو تميمة الهجيمي البصري، وهو بكنيته أشهر.   [1] المعارف 570، جمهرة أنساب العرب 502، تاريخ الرسل والملوك 6/ 468، جذوة المقتبس 230، بغية الملتمس 11 و 315، تهذيب تاريخ ابن عساكر 7/ 41، الكامل في التاريخ 4/ 556، المعجب 9، سير أعلام النبلاء 4/ 500- 502 رقم 196، البيان المغرب 1/ 43، نفح الطيب للمقري 1/ 229، الوافي بالوفيات 16/ 382 رقم 417. [2] نسبة إلى: سبتة، بلدة مشهورة من قواعد بلاد المغرب على برّ البربر تقابل جزيرة الأندلس على طرف الزقاق (المضيق) الّذي هو أقرب ما بين البر والجزيرة. (معجم البلدان 3/ 182) [3] الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 4/ 355- 356، رقم 3125، الجرح والتعديل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 393 عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وَأَبِي جَرِيرٍ الْهُجَيْمِيِّ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَحَكِيمٌ الأَثْرَمُ، وَالْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، قَالَهُ الْفَلاسُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ. 297- (طلحة بن عبد الله بن عوف) [1]- خ 4- القرشيّ الزّهري، قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي أَيَّامِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. يَرْوِي عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. وَكَانَ فَقِيهًا نَبِيلًا عَالِمًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا، وَهُوَ طَلْحَةُ النَّدَى أَحَدُ الطّلحات   [4] / 492 رقم 2164، التاريخ لابن معين 2/ 277، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 20، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/ 236، الإستيعاب لابن عبد البرّ، رقم 1616، الكاشف 2/ 38 رقم 2488، الوافي بالوفيات 16/ 434 رقم 470، تهذيب التهذيب 5/ 12- 13 رقم 20، تقريب التهذيب 1/ 378 رقم 20، جامع التحصيل 244 رقم 309، تحفة الأشراف 13/ 239. [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 160، الطبقات لخليفة 242 و 249، تاريخ خليفة 268 و 314، المحبّر لابن حبيب 150 و 356، نسب قريش 273، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 458، المعارف 235، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 345 رقم 3074، المعرفة والتاريخ 1/ 368، أخبار القضاة لوكيع 1/ 120، الجرح والتعديل 4/ 472- 473 رقم 2078، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 232، تهذيب تاريخ ابن عساكر 7- 72- 74، الكاشف 2/ 39 رقم 2497، سير أعلام النبلاء 4/ 174- 175 رقم 66، تذكرة الحفاظ 1/ 63، الوافي بالوفيات 16/ 482، 483 رقم 525، جامع التحصيل 245 رقم 311، تهذيب التهذيب 5/ 19- 20 رقم 33، تقريب التهذيب 1/ 379 رقم 32، طبقات الحفاظ 25، خلاصة تذهيب التهذيب 397، شذرات الذهب 1/ 112. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 394 الْمَوْصُوفِينَ بِالْكَرَمِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ. وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. 298- (طُوَيْسٌ صَاحِبُ الْغِنَاءِ) [1] اسْمُهُ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْمَدَنِيُّ الْمُغَنِّي. كَانَ مِمَّنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْحِذْقِ بِالْغِنَاءِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ: تَغَنَّى طُوَيْسٌ وَالسُّرَيْجيُّ بَعْدَهُ ... وَمَا قَصَبَاتُ السَّبْقِ إِلا لِمَعْبَدِ وَكَانَ أَحْوَلَ، مُفْرِطًا فِي الطُّولِ. وَيُقَالُ فِي الْمَثَلِ: «أَشْأَمَ مِنْ طُوَيْسٍ» لِأَنَّهُ وُلِدَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قِيلَ، وَفُطِمَ فِي يَوْمِ وَفَاةِ الصِّدِّيقِ، وَبَلَغَ يَوْمَ مَقْتَلِ عُمَرَ، وَتَزَوَّجَ يَوْمَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، وَوُلِدَ لَهُ يَوْمَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ. تُوُفِّيَ بِالسُّوَيْدَاءِ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ، فِي دَرْبِ الشَّامِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ. وَأَصْلُ اسْمُهُ طاوس.   [1] المعارف 322، الأغاني 3/ 27- 44. وفيات الأعيان 3/ 506- 507 رقم 519، نهاية الأرب للنويري 4/ 246- 249، سير أعلام النبلاء 4/ 364 رقم 142، فوات الوفيات لابن شاكر 2/ 137- 138 رقم 206، سرح العيون 380، مرآة الجنان 1/ 181، البداية والنهاية 9/ 84، الوافي بالوفيات 16/ 501- 502 رقم 551، النجوم الزاهرة 1/ 225، شذرات الذهب 1/ 100. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 395 [حرف الْعَيْنِ] 299- (عَامِرُ بْنُ لُدَيْنٍ) [1] أَبُو سَهْلٍ الأَشْعَرِيُّ، وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو، وَقِيلَ أَبُو بِشْرٍ، شَامِيٌّ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِّ. وُلِّيَ الْقَضَاءُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَحَدَّثَ عَنْ: بِلالٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي لَيْلَى الأَشْعَرِيِّ. وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ الْعِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شيئا. 300- (عبّاد بن تميم) [2]- ع- المازني الأنصاري المدني. عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي بَشِيرٍ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَوُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ ابْنَا أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم،   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 453- 454 رقم 2967، الجرح والتعديل 6/ 327 رقم 1822، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، الإكمال لابن ماكولا 7/ 193، تاريخ دمشق (عاصم- عامر) 429- 433 رقم 52، أسد الغابة 3/ 93، تعجيل المنفعة 206، تبصير المنتبه 3/ 1228. [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 35 رقم 1604، الجرح والتعديل 6/ 77 رقم 398، الكاشف 2/ 53 رقم 2584، تهذيب التهذيب 5/ 90- 91 رقم 150، تقريب التهذيب 1/ 391 رقم 85 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بن حبّان [1] . 301- (عبّاد بن حمزة) [2]- م ن- بن عبد الله بن الزّبير. عَنْ: جِدَّةِ أَبِيهِ أَسْمَاءَ، وَعَائِشَةَ ابْنَتَيِ الصِّدِّيقِ، وَجَابِرٍ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَالسَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ. قَالَ الزُّبَيْرُ فِي «النَّسَبِ» [3] : كَانَ سَرِيًّا سَخِيًّا حُلْوًا، يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِحُسْنِهِ. قَالَ الأَحْوَصُ يَصِفُ امْرَأَةً: لَهَا حُسْنُ عَبَّادٍ وَجِسّمُ ابْنِ وَاقِدٍ ... وَرِيحُ أَبِي حَفْصٍ وَدِينُ ابْنِ نَوْفَلِ ابْنُ وَاقِدٍ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبُو حفص هو عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ نَوْفَلٍ إِنْسَانٌ كَانَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَهُ حَدِيثٌ فِي الثَّانِي مِنْ حَدِيثِ زُغْبَةَ، أَخْرَجَهُ خ فِي كِتَابِ الأَدَبِ، وَآخَرُ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. 302- (عَبَّادُ بْنُ زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ) [4]- م د ن- أَخُو عُبَيْدِ للَّه بْنِ زِيَادٍ. عَنْ: حَمْزَةَ، وَعُرْوَةَ ابْنَيِ الْمُغِيرَةِ فِي الْوُضُوءِ. وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْطَأَ فِيهِ مَالِكٌ خَطَأً قَبِيحًا حَيْثُ يقول عن   [1] في الأصل: «حسّان» ، والتصحيح من الخلاصة. [2] المعارف 187، نسب قريش 240- 242، التاريخ الكبير 6/ 31- 32 رقم 1591، الجرح والتعديل 6/ 78 رقم 402، الكاشف 2/ 54 رقم 2586، تهذيب التهذيب 5/ 91- 92 رقم 153، تقريب التهذيب 1/ 391 رقم 87. [3] نسب قريش 240- 241. [4] المعارف 348، التاريخ الكبير 6/ 32 رقم 1593، الجرح والتعديل 6/ 10 رقم 409، تاريخ خليفة 219 و 258، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله بن ثوب) 56- 63 رقم 72، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 221- 222، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 334، الوافي بالوفيات 16/ 612 رقم 661، ميزان الاعتدال 2/ 366 رقم 4115، الكاشف 2/ 54 رقم 2588، تهذيب التهذيب 5/ 93- 94 رقم 155، تقريب التهذيب 1/ 391 رقم 89. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ: مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ، وَالصَّوَابُ: عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ [1] . وقال خليفة [2] : عزل معاوية عبيد اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ سِجِسْتَانَ، وَوَلاهَا عَبَّادَ بْنَ زِيَادٍ، فَغَزَا حَتَّى بَلَغَ بَيْتِ الذَّهَبِ [3] ، وَجَمَعَ لَهُ الْهِنْدَ فَهَزَمَ اللَّهُ الْهِنْدَ، وَبَقِيَ عَبَّادٌ عَلَى سِجِسْتَانَ سَبْعَ سِنِينَ [4] . وَقَالَ أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ: مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ. قَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ بِجَيْرُودَ [5] مِنْ عَمَلِ دِمَشْقَ. 303- (عَبَّاسُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ) [6] قِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقِيلَ قَبْلَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، كَمَا يَأْتِي. 304- (عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ) [7]- ع- الأنصاري الزّرقيّ المدني.   [1] راجع: تاريخ دمشق 62. [2] التاريخ 219. [3] في مدينة قندهار من بلاد السند أو الهند. [4] راجع: تاريخ خليفة 219، فتوح البلدان 3/ 532، تاريخ الرسل والملوك للطبري 5/ 317، تاريخ دمشق 62 وفيه: «فغزا عبّاد القندهار حتى بلغ بيت الذهب» ، معجم البلدان (مادّة: قندهار) ج 4/ 402- 403، الكامل في التاريخ 3/ 44، البداية والنهاية 8/ 94، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 372. [5] كذا في الأصل. وفي معجم البلدان 2/ 130: جرود: بالفتح، من إقليم معلولا من أعمال غوطة دمشق. وأثبتها في تاريخ دمشق 63 «جرود» ، وفي الحاشية رقم (2) : «لعلّها التي تعرف اليوم باسم جيرود» . [6] الطبقات لابن سعد 5/ 271، الطبقات لخليفة 249 و 254، تاريخ خليفة 308، التاريخ الكبير 7/ 3 رقم 3، التاريخ الصغير 1/ 253، الجرح والتعديل 6/ 210 رقم 1153، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 460، المعرفة والتاريخ 1/ 567، أنساب الأشراف 5/ 155- 156، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 361، أخبار الأذكياء 135، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله بن ثوب) 83- 93 رقم 94، سير أعلام النبلاء 5/ 261- 262 رقم 120، الكاشف 2/ 59 رقم 2621، تهذيب التهذيب 5/ 118- 119 رقم 205، تقريب التهذيب 1/ 397 رقم 140، خلاصة تذهيب الكمال 188. [7] الطبقات لخليفة 258، التاريخ الكبير 7/ 73 رقم 335، التاريخ لابن معين 2/ 295، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 398 عَنْ: جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأَبِي عَبْسِ بْنِ جَبْرٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو حَيَّانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. 305- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ المازني [1] الصّحابي) - ع- قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [2] : مَاتَ قَبْلَ سَنَةِ مِائَةٍ. قَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُرْجُسِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. 306- (عَبْدُ اللَّهِ بن الحارث) [3]- ع- أبو الوليد، البصري، زوج أخت محمد بن سيرين.   [ () ] المراسيل 151 رقم 280 الكاشف 2/ 62 رقم 2642، جامع التحصيل 251 رقم 336، تهذيب التهذيب 5/ 136 رقم 235، تقريب التهذيب 1/ 400 رقم 168. [1] الطبقات لابن سعد 7/ 413، الطبقات لخليفة 52 و 301، تاريخ خليفة 302، التاريخ الكبير 5/ 14 رقم 25، التاريخ الصغير 2/ 76، المعرفة والتاريخ 1/ 258، الجرح والتعديل 5/ 11 رقم 54، مشاهير علماء الأمصار 54 رقم 375، تاريخ ابن معين 2/ 298، الضعفاء والمتروكين للنسائي 345، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 114 رقم 317، المعارف 341، الإستيعاب 4/ 874، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 65، أنساب الأشراف 1/ 248، تاريخ الرسل للطبري 2/ 236 و 3/ 181، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 243، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله بن ثوب) 428- 456 رقم 194، أسد الغابة 3/ 186، سير أعلام النبلاء 3/ 430- 433 رقم 77، العبر 1/ 103 و 113، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 307- 309، مرآة الجنان 1/ 178، البداية والنهاية 9/ 75، مجمع الزوائد 9/ 404، الإصابة 2/ 281- 282 رقم 4564، تهذيب التهذيب 5/ 158- 159 رقم 271، تقريب التهذيب 1/ 404 رقم 204، الكاشف 2/ 66 رقم 2672، الوافي بالوفيات 17/ 84- 85 رقم 71، شذرات الذهب 1/ 98 و 111، خلاصة تذهيب التهذيب 162. [2] تاريخ أبي زرعة 1/ 213- 216. [3] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 64- 65 رقم 158، التاريخ لابن معين 2/ 301 رقم 3537، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 143، الكاشف 2/ 70 رقم 2703، ميزان الاعتدال 2/ 405 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 399 رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وعنه: أيوب، وخالد الحذاء، وعاصم الأحول، وابنه يوسف بن عبد الله، وجماعة. وثقه أبو زرعة، وليس هو بالمشهور. 307- (عبد الله بن رباح) [1]- م 4- أبو خالد الأنصاري المدني، نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ: أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ. روى عنه: ثابت البناني، وأبو عمران الجوني، وقتادة، وخالد الحذاء. وهو ثقة. جليل القدر. قال شعبة، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ: وَقَفْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ وَنَحْنُ نُقَاتِلُ الأَزَارِقَةَ مَعَ الْمُهَلَّبِ، فَبَكَى، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ فِي قِتَالِ أَهْلِ الشّرك غنى عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ. 308- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زياد) [2]- خ ت- أبو مريم الأسدي الكوفي. عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارٍ. وَعَنْهُ: شَمِرُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَأَبُو حصين عثمان ابن عاصم، وغيرهم.   [ () ] رقم 4258، الوافي بالوفيات 17/ 117 رقم 103، جامع التحصيل 253 رقم 345، تهذيب التهذيب 5/ 181- 182 رقم 311، تقريب التهذيب 1/ 408 رقم 244، تحفة الأشراف 13/ 251 رقم 1135. [1] التاريخ لابن معين 2/ 306 رقم 3991، التاريخ الكبير 5/ 84 رقم 231، الطبقات لخليفة 200، تاريخ خليفة 112، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 384- 386، الكاشف 2/ 76 رقم 2739، الوافي بالوفيات 17/ 163 رقم 150، تهذيب التهذيب 5/ 206- 207 رقم 357، تقريب التهذيب 1/ 414 رقم 291. [2] الجرح والتعديل 5/ 60 رقم 276، التاريخ لابن معين 2/ 308 رقم 1969، الكنى والأسماء 2/ 110، الكاشف 2/ 79 رقم 2756، تهذيب التهذيب 5/ 221 رقم 379، تقريب التهذيب 1/ 416 رقم 312. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 400 309- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَاعِدَةَ) [1] أَبُو مُحَمَّدٍ الْهُذَلِيُّ الْمَدَنِيُّ. يَرْوِي عَنْ عُمَرَ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ [2] . 310- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ) [3]- م 4- ابن أَخِي أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ. عَنْ: عَمِّهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ، وَحُذَيْفَةَ، وَالْحَكَمِ، وَرَافِعٍ ابْنَيْ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَأَبُو الْعَالِيَةِ الْبَرَاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو نَعَامَةَ السَّعْدِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. 311- (عَبْدُ الله بن عبد الله بن الحارث) [4]- خ م د ن- بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطَّلب أبو يحيى الهاشمي المدني أَخُو إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدٍ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ. رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ عَوْنٌ الزُّهْرِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. وَكَانَ مِنْ صَحَابَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 60، الطبقات لخليفة 236. [2] ليس في النسخة المطبوعة من طبقات ابن سعد ما يشير إلى تاريخ وفاة ابن ساعدة. [3] المعارف 253، التاريخ لابن معين 2/ 313 رقم 3334، الطبقات لخليفة 191، التاريخ الكبير 5/ 118 رقم 352، الجرح والتعديل 5/ 84 رقم 388، الكاشف 2/ 87 رقم 2813، ميزان الاعتدال 2/ 447 رقم 4386، تهذيب التهذيب 5/ 264 رقم 451، تقريب التهذيب 1/ 423 رقم 384. [4] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 317، التاريخ الكبير 5/ 126 رقم 372، الكاشف 2/ 90 رقم 2837، الوافي بالوفيات 17/ 295 رقم 247، تهذيب التهذيب 5/ 284 رقم 479، تقريب التهذيب 1/ 426 رقم 409. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 401 قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ [1] ، قَتَلَتْهُ السَّمُومُ بِالأَبْوَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَهُوَ مَعَ سُلَيْمَانَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ. 312- (عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبْزى) [2]- د ن- الخزاعي مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: أَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، وَأَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٌ. 313- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ) [3] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. وَلِيَ الْغَزْوَ فِي أَيَّامِ أَبِيهِ، وَبَنَى الْمِصِّيصَةَ، وَكَانَتْ دَارُهُ بِمَحَلَّةِ الْقِبَابِ عِنْدَ بَابِ الْجَامِعِ. وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ بَعْدَ عَمِّهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى أَنْ عُزِلَ سَنَةَ تِسْعِينَ بُقُرَّةَ بْنِ شَرِيكٍ. وَعَنْ مَعْنٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: مَاتَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَلَمْ يَدَعْ كَفَنًا، وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَتَرَكَ ثَمَانِينَ مُدًى [4] ذَهَبٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ. 314- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ الأَنْصَارِيُّ) [5]- خ م ق- مَوْلَى أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ. عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ- وَكَأَنَّهُ مُرْسَلٌ- وَجَابِرٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَثَابِتٌ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وحميد الطويل. وثّقه ابن حبّان.   [1] حتى هنا العبارة في الطبقات لابن سعد، وما بعدها ليس في النسخة المطبوعة منه. [2] كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 112 رقم 180، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 132 رقم 390، الجرح والتعديل 5/ 94 رقم 433، الكاشف 2/ 92 رقم 2846، جامع التحصيل 260 رقم 376، تهذيب التهذيب 5/ 290 رقم 490، تقريب التهذيب 1/ 427 رقم 420. [3] نسب قريش 164، الولاة والقضاة للكندي 58- 63، تاريخ أبي زرعة 1/ 419- 420 رقم 1007، تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية رقم 3387) 157 ب- 159 ب، الوافي بالوفيات 17/ 300 رقم 254، معجم بني أميّة 83- 85 رقم 169. [4] المدى: مكيال يساوي جريبا أو 15 مكّوكا (لسان العرب- مادة: مدى) . [5] التاريخ الكبير 5/ 158 رقم 487، الجرح والتعديل 5/ 124 رقم 571، الكاشف 2/ 96 رقم 2877، تهذيب التهذيب 5/ 312 رقم 532، تقريب التهذيب 1/ 432 رقم 461. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 402 315- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عفّان) [1]- م د ت ن- أبو محمد الأموي، سِبْطُ ابْنِ عُمَرَ. مَدَنِيٌّ، كَانَ يُقَالُ لَهُ الْمِطْرَفُ [2] مِنْ حُسْنِهِ وَمَلاحَتِهِ، وَهُوَ وَالِدُ مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجُ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ. وَكَانَ شَرِيفًا كَبِيرَ الْقَدْرِ جَوَّادًا، مَدَحَهُ الْفَرَزْدَقُ، وَمُوسَى شَهَوَاتٌ. تُوُفِّيَ بِمِصْرَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. وَعَنْ جَمِيلٍ أَنَّهُ قَالَ لِبُثَيْنَةَ: مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يَخْطُرُ عَلَى الْبَلاطِ إِلا أَخَذَتْنِي الْغِيرَةُ عَلَيْكِ وَأَنْتِ بِخِبَائِكِ. 316- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ) [3]- ع- الحارث بن ربعيّ الأنصاريّ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَارِسُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. مَاتَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَثِقَاتِهِمْ. قَالَ ابْنُ حبّان [4] : توفّي سنة خمس وتسعين.   [1] المعارف 199 و 287 و 592، التاريخ الكبير 5/ 153- 154 رقم 466، الأغاني 1/ 383- 417، الجرح والتعديل 5/ 117- 118 رقم 537، الشعر والشعراء 2/ 478- 480، نسب قريش 118، سمط اللآلئ لأبي عبيد البكري 422. الكاشف 2/ 101 رقم 2914، الوافي بالوفيات 17/ 384- 388 رقم 316، تهذيب التهذيب 5/ 338- 339 رقم 577، تقريب التهذيب 1/ 437 رقم 504 النجوم الزاهرة 1/ 233- 234، نزهة الأبصار 1/ 526- 529. [2] المطرف: بكسر الميم. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 274، الطبقات لخليفة 253، تاريخ خليفة 309، مشاهير علماء الأمصار 68 رقم 465، الجرح والتعديل 5/ 32 رقم 139، التاريخ الكبير 5/ 175- 176 رقم 555، تهذيب الأسماء للنووي ق 1 ج 1/ 283 رقم 326، الكاشف 2/ 106 رقم 2950، الوافي بالوفيات 17/ 407 رقم 343، تهذيب التهذيب 5/ 360 رقم 619، تقريب التهذيب 1/ 441 رقم 546، جامع التحصيل 262 رقم 390. [4] في الثقات 5/ 20. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 403 317- (عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَيْسٍ) [1]- م 4- وَيُقَالُ ابْنُ قَيْسٍ، أَبُو الأَسْوَدِ، وَيُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُوسَى مَوْلَى عَطِيَّةَ، شَامِيٌّ حِمْصِيٌّ. رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ، وابن الزّبير. روى عَنْهُ: عِيسَى بْنُ رَاشِدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. - (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ) أَبُو بَحَرِيَّةَ. فِي الْكُنَى. 318- (عَبْدُ [2] اللَّهِ بْنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ) [3] الْمَدَنِيُّ المشهور الّذي يَقُولُ فِي كَثِيرَةَ زَوْجَةِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ: عَادَ لَهُ مِنْ كَثِيرَةَ الطَّرَبُ ... فَعَيْنُهُ بِالدُّمُوعِ تَنْسَكِبُ كُوفِيَّةٌ نَازِحٌ مَحَلَّتُهَا ... لا أَمَمٌ دَارُهَا وَلا صَقَبُ وَاللَّهِ مَا إِنْ صَبَتْ إِلَيَّ وَلا ... يُعْرَفُ بَيْنِي وَبَيْنَهَا نَسَبُ [4] إِلا الَّذِي أَوْرَثَتْ كَثِيرَةُ فِي ... الْقَلْبِ وَلِلْحُبِّ سَوْرَةٌ عَجَبُ 319- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ) [5]- خ م ن ق- تُوُفِّيَ سنة سبع أو ثمان وتسعين.   [1] الكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، الجرح والتعديل 5/ 140 رقم 653، التاريخ الكبير 5/ 172- 173 رقم 549، الكاشف 2/ 107 رقم 2958، الوافي بالوفيات 17/ 408 رقم 345، تهذيب التهذيب 5/ 365- 366 رقم 231، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 557. [2] ويقال: «عبيد» . [3] الأغاني 5/ 73- 100 ديوان ابن قيس الرقيّات، طبعة قيينا 1902، خزانة الأدب للبغدادي 3/ 267 طبعة بولاق، وفيات الأعيان 3/ 88 و 196، نسب قريش (انظر فهرس أسماء الشعراء) ، الكامل في الأدب للمبرّد 1/ 399. [4] في الديوان ورد الشطر الثاني: «يعلم بيني وبينها سبب» وورد في الأغاني 79: «إن كان بيني وبينها سبب» [5] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 272، التاريخ الكبير 5/ 178- 180 رقم 562، الثقات لابن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 404 وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ فَيُحَوَّلُ. 320- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ الْحِمْيَرِيُّ) [1] مَوْلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عنه. عن: عمر ابن أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ: عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمَا. يُؤَخَّرُ. 321- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحنفيّة [2] ع أبو هاشم الهاشميّ العلويّ المدني. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ صِهْرٍ لَهُ صَحَابِيٍّ مِنَ الأَنْصَارِ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، وَابْنُهُ عِيسَى أَبُو مُحَمَّدٍ. وَهُوَ نَزْرُ الْحَدِيثِ. وَفَدَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ بِالْبَلْقَاءِ في رجوعه. قال مصعب الزّبيري: كان أبو هاشم صاحب الشّيعة، فأوصى   [ () ] حبّان 126، الجرح والتعديل 5/ 142 رقم 664، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 481، الكاشف 2/ 108 رقم 2962، الوافي بالوفيات 17/ 411- 412 رقم 349، البداية والنهاية 9/ 43، تهذيب التهذيب 5/ 369 رقم 632، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 562. [1] التاريخ الكبير 5/ 180 رقم 563، الجرح والتعديل 5/ 142 رقم 665، الكاشف 2/ 108 رقم 2963، تهذيب التهذيب 5/ 369 رقم 637، تقريب التهذيب 1/ 443 رقم 563. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 327- 328، مشاهير علماء الأمصار 127 رقم 994، الملل والنّحل للشهرستاني 290- 294، التاريخ الكبير 5/ 187 رقم 582، مقالات الإسلاميين للأشعري (تحقيق ريتر- طبعة المعهد الألماني) 20، الجرح والتعديل 5/ 155 رقم 711، التاريخ الكبير 5/ 187 رقم 582، الطبقات لخليفة 239، تاريخ خليفة 316- 320، التاريخ لابن معين 2/ 329 رقم 364، مقاتل الطالبيين 159، المعارف 216- 217، سير أعلام النبلاء 4/ 129 رقم 37، ميزان الاعتدال 2/ 483 رقم 4533، العبر 1/ 116، الوافي بالوفيات 17/ 424- 425 رقم 363، الكاشف 2/ 113 رقم 3000، تهذيب التهذيب 5/ 166 رقم 20، تقريب التهذيب 1/ 448 رقم 608، شذرات الذهب 1/ 113، خلاصة تذهيب التهذيب 313. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَالِدِ السَّفَّاحِ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ وَصَرَفَ الشِّيعَةَ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَكَانَ الشِّيعَةُ يُلْقُونَهُ وَيَنْتَحِلُونَهُ، فَلَمَّا احْتَضَرَ أَوْصَى إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَالَ: أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الأَمْرِ، وَهُوَ فِي وَلَدِكِ، وَصَرَفَ الشِّيعَةَ إِلَيْهِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ كُتُبَهُ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ مَرَّةً أُخْرَى: ثنا الْحَسَنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابنا محمد بن علي. وكان عبد الله يجمع أحاديث السبائية [1] . وقال أبو أسامة: أحدهما مرجئ- يعني الحسن- والآخر شيعي. قال يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ وَذَكَرَ أَبَا هَاشِمٍ فَقَالَ: كَانَ قَبِيحَ الْخُلُقِ، قَبِيحَ الْهَيْئَةِ، قَبِيحَ الدَّابَّةِ، فَمَا تَرَكَ شَيْئًا مِنَ الْقُبْحِ إِلا نَسَبَهُ إِلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ لا يُذْكَرُ أَبِي عِنْدَهُ- أَبُوهُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- إِلا عَابَهُ، فَبَعَثَ إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى بَابِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَتَى أَبَا هَاشِمٍ، فَكَتَبَ عَنْهُ الْعِلْمَ، وَكَانَ يَأْخُذُ بِرِكَابِهِ، فَكَفَّهُ ذَلِكَ عَنْ أَبِينَا، وَكَانَ أَبِي يُلَطِّفُ مُحَمَّدًا بِالشَّيْءِ يَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ مِنْ دِمَشْقَ، فَيَبْعَثُ بِهِ مُحَمَّدُ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ. وَأَعْطَاهُ مَرَّةً بَغْلَةً فكَبُرَتْ عِنْدَهُ، قَالَ: وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ يَخْتَلِفُونَ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ، فَمَرِضَ وَاحْتَضَرَ، فَقَالَ لَهُ الْخُرَاسَانِيَّةُ: مَنْ تَأْمُرُنَا نَأْتِي بَعْدَكَ؟ قَالَ: هَذَا، قَالُوا: وَمَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالُوا: وَمَا لَنَا وَلِهَذَا؟ قَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْهُ وَلا خيرا منه، فاختلفوا إليه. قال عيسى: فذاك سَبَبُنَا بِخُرَاسَانَ. وَرُوِيَ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، وَعَنْ غَيْرِهِ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَسَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ مَنْ سَمَّهُ لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ، فَهَيَّأَ أُنَاسًا، وَجَعَلَ عِنْدَهُمْ لبنا   [1] هم أصحاب عبد الله بن سبإ رأس الطائفة السبئيّة التي تقول بألوهيّة عليّ ورجعته، وتقول بتناسخ الجزء الإلهيّ في الأئمّة بعد عليّ. (راجع: الملل والنّحل للشهرستاني 1/ 174، لسان الميزان لابن حجر 3/ 289) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 مَسْمُومًا، فَتَعَرَّضُوا لَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَاشْتَهَى اللَّبَنَ وَطَلَبَهُ مِنْهُمْ، فَشَرِبَهُ، فَهَلَكَ، وَذَلِكَ بِالْحُمَيْمَةِ [1] فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَقِيلَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ. حَدِيثُهُ بُعُلّوٍ فِي جزء البانياسي. 322- عَبْدُ الله بن محيريز [2] ع ابْنِ جُنَادَةَ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ الْمَكِّيُّ أبو محيريز، نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. لا أَعْلَمُ أَحَدًا ذَكَرَ أَبَاهُ فِي الصَّحَابَةِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ مُسْلِمَةَ الْفَتْحِ. رَوَى عَنْ: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي مَحْذُورَةَ الْمُؤَذِّنُ الْجُمَحِيُّ، وَكَانَ زَوْجَ أُمِّهِ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَالصُّنَابِحِيُّ [3] وَغَيْرِهِمْ. وَاسْمُ أَبِي مَحْذُورَةَ سَلَمَةُ بْنُ مِعْيَرٍ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَمَكْحُولٌ، وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى الشَّيْبَانِيُّ أَبُو زُرْعَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وإبراهيم بن أبي عبلة، وجماعة.   [1] بلفظ تصغير الحمّة. بلد من أرض الشراة من أعمال عمّان في أطراف الشام. (معجم البلدان 2/ 307) . [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 447، الطبقات لخليفة 294، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 107، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 193- 194 رقم 613، المعرفة والتاريخ 2/ 335 و 364، الجرح والتعديل 5/ 168 رقم 776، مشاهير علماء الأمصار 117 رقم 904، الثقات لابن حبّان 126، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، حلية الأولياء 5/ 138- 149 رقم 306، أسد الغابة 3/ 252، صفة الصفوة 4/ 206- 207، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 287- 288 رقم 332، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 264 رقم 1149، سير أعلام النبلاء 4/ 494- 496 رقم 194، الكاشف 2/ 115 رقم 3010، تذكرة الحفاظ 1/ 64، العبر 1/ 117- 118، البداية والنهاية 9/ 185- 186، العقد الثمين للفاسي 5/ 246، تهذيب التهذيب 6/ 22- 23 رقم 31، الإصابة، رقم 6633، تقريب التهذيب 1/ 449 رقم 620، الوافي بالوفيات 17/ 599- 600 رقم 508، طبقات الحفاظ للسيوطي 27، خلاصة تذهيب التهذيب 214، شذرات الذهب 1/ 116. [3] بضم الصاد وفتح النون. نسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر بن عوثبان.. (اللباب 2/ 247) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 407 وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ عَالِمًا عَابِدًا قَانِتًا للَّه. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا يَقْدَمُ فِلَسْطِينَ فَيَلْقَى ابْنَ مُحَيْرِيزٍ فَتَتَقَاصَرُ إِلَيْهِ نَفْسُهُ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ. وَقَالَ عَمْرو بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محيريز: كَانَ جدي يختم فِي كلّ جمعة، وربما فرشنا لَهُ فراشا، فيصبح عَلَى حاله لَمْ ينم عَلَيْهِ. وَقَالَ مروان الطاطري: ثنا رباح بْن الوليد- قلتُ: وقد وثقه أَبُو زُرْعة- النصري، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة قَالَ: قَالَ رجاء بْن حيوة: إنَّ يفخر عَلَيْنَا أَهْل المَدِينَةِ بعابدهم عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فإنا نفخر عَلَيْهِمْ بعابدنا عَبْد اللَّه بْن محيريز. وَقَالَ مُحَمَّد بْن حمير، عَنْ ابن أَبِي عبلة، عَنْ رجاء قَالَ: إنَّ كَانَ أَهْل المدينة يرون ابن عُمَر فيهم إماما فإنا نرى ابن محيريز فينا إماما، وكان صموتا معتزلا فِي بيته. روى رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ خَالِد بْن دريك قَالَ: كَانَتْ فِي ابن محيريز خصلتان مَا كانتا فِي أحد ممن أدركت، كَانَ أبعد النّاس أن يسكت عَنْ حق فِي اللَّه من غضب ورضا، وكان من أحرص النّاس أن يكتم من نفسه أحسن مَا عِنْدَهُ. وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مقبل بْن عَبْد اللَّه الكِنَانيّ قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا أحرى أن يستر خيرا من نفسه، ولا أقول لحق إذا رآه من ابن محيريز. ولقد رَأَى عَلَى خَالِد بْن يزيد بْن معاوية جبة خز، فَقَالَ: أتلبس الخز؟ فَقَالَ: إنّما ألبسها لهؤلاء- وأشار إلى عَبْد الملك- فغضب ابن محيريز وَقَالَ لَهُ: مَا ينبغي أن تعدل خوفك من اللَّه بأحد من النّاس. وعن الأوزاعي قَالَ: من كَانَ مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز، فإن اللَّه لَمْ يكن ليضل أمة فيها ابن محيريز. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 408 وقال يحيى بن أبي عَمْرو السيباني: قَالَ لَنَا ابن محيريز إني أحدثكم فَلا تقولوا حَدَّثَنَا ابن محيريز، فإني أخشى أن يصرعني ذَلِكَ يَوْم الْقِيَامَةِ مصرعا يسوؤني. وَقَالَ عَبْد الواحد بْن مُوسَى: سَمِعتُ ابن محيريز يَقُولُ: اللَّهمّ إني أسألك ذكرا خاملا. وقال رجاء بن أبي سلمة: كَانَ ابن محيريز يجيء إلى عَبْد الملك بالصحيفة فِيهَا النصيحة فيقرئه إياها، فإذا فرغ منها أخذ الصحيفة. وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيَوَةَ قَالَ: بَقَاءُ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أَمَانٌ لِلنَّاسِ. وَقَالَ ضَمْرَةُ: مَاتَ فِي وِلايَةِ الْوَلِيدِ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. 323- و (عبد اللَّهِ بْنُ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ) [1] . يَرْوِي عَنِ: الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَابْنِ عُمَرَ، ومسروق. روى عنه: منصور، والأعمش. وثقه ابن معين [2] . توفي سنة مائة. 324- (عبد الله بن مسافع) [3]- د ن- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَكْبَرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عثمان بن أبي طلحة الحجبي [4] المكّي.   [1] الطبقات لخليفة 157، تاريخ خليفة 325، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 290، التاريخ الكبير 5/ 192 رقم 609، الجرح والتعديل 5/ 165- 166 رقم 763، الكاشف 2/ 115 رقم 3013، الوافي بالوفيات 17/ 603 رقم 513، تهذيب التهذيب 6/ 24- 25 رقم 35، تقريب التهذيب 1/ 449 رقم 624. [2] التاريخ لابن معين 2/ 330. [3] تاريخ أبي زرعة 1/ 515، الجرح والتعديل 5/ 176 رقم 827، التاريخ الكبير 5/ 210- 211. رقم 674، الكاشف 2/ 116 رقم 3016، تهذيب التهذيب 6/ 26- 27 رقم 40 تقريب التهذيب 1/ 450 رقم 628. [4] في الأصل «الحجيبي» والتصحيح من (اللباب 1/ 342) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 409 سمع من: عمّته صفيّة، وابن عَمَّتِهِ مُصْعَبِ بْنِ عُثْمَانَ. وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ. وَمَاتَ مُرَابِطًا مَعَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك. لَهُ حديث فِي سجود السَّهْوِ فِي السُّنَنِ. 325- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ) [1]- ت ق- بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ الأَسَدِيُّ الزَّمْعِيُّ الْمَدَنِيُّ الأصغر، لِأَنَّ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ الأَكْبَرَ قُتِلَ يَوْمَ الدَّارِ. عَنْ: أُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ. وَعَنْهُ: هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ [2] ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَحَفِيدُهُ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ [3] . 326- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحُبُلِيُّ) أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. يُذْكَرُ فِي الْكُنَى. 327- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ [4] . أَبُو بَحْرٍ، ويقال أبو حاتم. سمع: أباه، وعليّا.   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 218 رقم 709، الطبقات لخليفة 241، الطبقات الكبرى 189، المعارف 288- 289، الجرح والتعديل 5/ 188- 189 رقم 877، أسد الغابة 3/ 273، تاريخ دمشق (مخطوط الأزهرية 10170) 150 أ- 151 أ، الوافي بالوفيات 17/ 664- 665 رقم 562، تهذيب التهذيب 6/ 70- 71 رقم 139، تقريب التهذيب 1/ 459 رقم 727، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 723، تهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 295. [2] مهمل في الأصل. [3] ج 5/ 48. [4] التاريخ لابن معين 2/ 345، تاريخ خليفة 129 و 165 و 303، الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 260 رقم 738، الكاشف 2/ 140 رقم 3195، تهذيب التهذيب 6/ 148- 149 رقم 300، تقريب التهذيب 1/ 474 رقم 882، المعرفة والتاريخ 3/ 355. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 410 رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِالْبَصْرَةِ، وَكَانَ ثِقَةً جَلِيلَ الْقَدْرِ، قَدْ وَفَدَ مَعَ أَبِيهِ عَلَى مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَقْرَأُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ يَقُولُ: أَنَا أَنْعَمُ النَّاسِ، أَنَا أَبُو أَرْبَعِينَ، وَعَمُّ أَرْبَعِينَ، وَخَالُ أَرْبَعِينَ، وَأَبِي أَبُو بَكْرَةَ [1] وَعَمِّي زِيَادٌ، وَأَنَا أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ بِالْبَصْرَةِ، فَنُحِرَتْ عَلَيَّ جَزُورٌ. وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: اشْتَكَى رَجُلٌ فَوُصِفَ لَهُ لَبَنُ الْجَوَامِيسِ، فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ: ابْعَثْ إِلَيْنَا بِجَامُوسَةٍ، قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى قَيِّمِهِ: كَمْ حَلُوبٌ لَنَا؟ قَالَ: تِسْعُمِائَةٍ. قَالَ: ابْعَثْ بِهَا إِلَيْهِ. وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، وَهِيَ بِهِ أَشْبَهُ. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ، وَابْنُ مَعِينٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. 328- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُذَيْنَةَ الْعَبْدِيُّ) [2]- ق- قَاضِي الْبَصْرَةِ. يَرْوِي عَنْ: أَبِيهِ أُذَيْنَةَ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. وَوَلاهُ الْحَجَّاجُ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمَاتَ.   [1] اسمه: نفيع. (الكنى والأسماء للدولابي 1/ 18) . [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 255 رقم 822، الطبقات لخليفة 198، تاريخ خليفة 227 و 256 و 296 و 300 و 302، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 706، التاريخ لابن معين 2/ 344 رقم 1972، الجرح والتعديل 5/ 210 رقم 992، الكاشف 2/ 138 رقم 3176، تهذيب التهذيب 6/ 134- 135 رقم 278، تقريب التهذيب 1/ 472 رقم 861، المعرفة والتاريخ 3/ 114- 115. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 411 329- عبد الرحمن بن الأسود [1] ع ابْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ أَبُو حَفْصٍ النَّخَعِيُّ الكوفي. يَرْوِي عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عَلْقَمَةَ بن قيس، وعائشة، وابن الزبير. وأدرك عمر. روى عنه: الأعمش، وإسماعيل بن خالد، ومحمد بن إسحاق، وحجاج بن أرطأة، ومالك بن مغول، وزبيد [2] اليامي [3] ، وأبو إسرائيل الملائي، وعبد الرحمن المسعودي، وأبو بكر النهشلي، وآخرون. وكان فقيها عابدا ثقة فاضلا. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثنا الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ أَبِي يَبْعَثُنِي إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَلَمَّا احْتَلَمْتُ أَتَيْتُهَا، فَنَادَيْتُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَتْ: أَفَعَلْتَهَا يَا لُكَعُ؟ إِذَا الْتَقَتِ الْمَوَاسِي [4] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْأَلَ كَمَا سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُقَالُ: جَرِّدُوا الْقُرْآنَ. وَقَالَ زُبَيْدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ إِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِقَوْمِهِ فِي رَمَضَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ تَرْوِيحَةً، وَيُصَلِّي لِنَفْسِهِ بَيْنَ كُلِّ تَرْوِيحَتَيْنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَيَقْرَأُ بِهِمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ، وَكَانَ يقوم بهم ليلة الفطر.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 289، الطبقات لخليفة 157، تاريخ خليفة 320، التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 252- 253 رقم 815، الجرح والتعديل 5/ 209 رقم 986، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 129 رقم 222، مشاهير علماء الأمصار 102 رقم 751، المعارف لابن قتيبة 431- 432 و 464، سير أعلام النبلاء 5/ 11- 12 رقم 8، الكاشف 2/ 139 رقم 3180، تهذيب التهذيب 6/ 140- 141 رقم 286، تقريب التهذيب 1/ 473 رقم 868، جامع التحصيل 269 رقم 422. [2] مهمل في الأصل. [3] في اللباب 1/ 96 «الإيامي» بكسر الهمزة. [4] الخبر في الطبقات لابن سعد، والمواسي، تعني العانات لأنّ المواسي تجري عليها. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 412 وَرَوَى مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَإِذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَعَدَدْتُ لَهُ سِتًّا وَخَمْسِينَ رَكْعَةً، ثُمَّ صَلَّى الْجُمُعَةَ، ثُمَّ قَامَ، فَعَدَدْتُ لَهُ مِثْلَهَا حَتَّى سَهَوْتُ أَوْ تَرَكَ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ حَاجًّا فَاعْتُلَّتْ رِجْلُهُ، فَقَامَ يُصَلِّي عَلَى قَدَمٍ حَتَّى أَصْبَحَ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: ثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ، وَعُقْبَةُ مَوْلَى رُوَيْمٍ، وَسَعْدٌ أَبُو هِشَامٍ، يُحْرِمُونَ مِنَ الْكُوفَةِ، وَيَصُومُونَ يَوْمًا وَيُفْطِرُونَ يَوْمًا حَتَّى يَرْجِعُوا. وَيُرْوَى أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ صَامَ حَتَّى أَحْرَقَ الصَّوْمُ لِسَانَهُ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَهْلُ بَيْتٍ خُلِقُوا لِلْجَنَّةِ: عَلْقَمَةُ، وَالأَسْوَدُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ. وَعَنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ بَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَسَفًا عَلَى الصَّلاة وَالصَّوْمِ، وَلَمْ يَزَلْ يَقْرَأُ القرآن حتى مات. ورئي لَهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ. وَذَكَرَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عبد العزيز. 330- (عبد الرحمن بن بشر) [1]- م د ن- بن مسعود الأنصاري المدني الأزرق. عَنْ: أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، وَخَبَّابٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَأَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بن إياس، وآخرون.   [1] الجرح والتعديل 5/ 215 رقم 1012 وفيه: «عبد الرحمن بن بشير بن أبي مسعود» ، التاريخ الكبير 5/ 261- 262 رقم 844، التاريخ لابن معين 2/ 345، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 269- 270 رقم 1162، الكاشف 2/ 140 رقم 3190، تهذيب التهذيب 6/ 145 رقم 295، تقريب التهذيب 1/ 473 رقم 877. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 413 331- (عبد الرحمن بن البيلمانيّ الشاعر) [1]- ع-. رَوَى عَنْ: سَعِيد بْن زَيْدِ بْن عَمْرو بْنِ نُفَيْلٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ [2] ، وابن عمر، وغيرهم. روى عنه: حبيب بن أبي ثابت، وزيد بن أسلم، وربيعة الرأي، ومحمد ابنه. لينه أبو حاتم. توفي في خلافة الوليد، وقيل كان أشعر شعراء اليمن. 332- (عبد الرحمن بن جبير) [3]- م د ت ق- المصري المؤذّن. يَرْوِي عَنْ: عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمَا. رَوَى عَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْمِصْرِيُّونَ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو مُعْجَبًا بِهِ يَقُولُ إِنَّهُ لَمِنَ الْمُخْبِتِينَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: هُوَ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ الْعَامِرِيِّ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ.   [1] الجرح والتعديل 5/ 216 رقم 1018 و 236 رقم 1118 وانظر الحاشية، التاريخ الكبير 5/ 263- 264 رقم 848 و 285 رقم 923 وانظر الحاشية، الطبقات لخليفة 249 و 287، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 270 رقم 1163، الكاشف للذهبي 2/ 141 رقم 3198، تهذيب التهذيب 6/ 149- 150 رقم 303 و 180 رقم 360، تقريب التهذيب 1/ 474 رقم 885. والبيلماني: بفتح فسكون ففتح، نسبة إلى موضع باليمن يدعى بيلمان. [2] في الأصل «عنبسة» وهو تحريف. [3] الجرح والتعديل 5/ 221 رقم 1039، التاريخ الكبير 5/ 267 رقم 863، الكاشف 2/ 142 رقم 3206، تهذيب التهذيب 6/ 154- 155 رقم 313، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 895، المعرفة والتاريخ 2/ 515، حسن المحاضرة 1/ 106. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 414 333- عبد الرحمن بن عائذ الأزدي [1] ع الثّمالي الحمصي، أبو عبد الله، يُقَالُ لَهُ صُحْبَةٌ وَلا يَصِحُّ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَلِيٍّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَالْعِرْبَاضِ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: مَحْفُوظُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ جَابِرٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ: كَانَ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَيَتَطَلَّبُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَغَيْرِهِمْ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا مَاتَ خَلَّفَ كُتُبًا وَصُحُفًا مِنْ عِلْمِهِ، وَخَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَأُسِرَ يَوْمَ الْجَمَاجِمِ [2] وَأُدْخِلَ عَلَى الْحَجَّاجِ فَعَفَا عَنْهُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. قَالَ بَقِيَّةُ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ حِمْصَ يَأْخُذُونَ كُتُبَ ابْنِ عَائِذٍ، فَمَا وَجَدُوا فِيهَا مِنَ الأَحْكَامِ، عَمَدُوا بِهَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ قَنَاعَةً بِهَا وَرِضًا بِحَدِيثِهِ. وَحَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: اقْتَسَمَ رِجَالٌ مِنَ الْجُنْدِ كُتُبَ ابْنِ عائذ بينهم بالميزان لقناعته فيهم [3] .   [1] الطبقات لخليفة 310 و 313، التاريخ الكبير 5/ 324- 325 رقم 1029، الجرح والتعديل 5/ 270 رقم 1278، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، تاريخ أبي زرعة 1/ 69، المعرفة والتاريخ 2/ 382- 383، كتاب المراسيل 124 رقم 212، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 861، أسد الغابة 3/ 303، سير أعلام النبلاء 4/ 487- 489 رقم 187، ميزان الاعتدال 2/ 571 رقم 4898، الكاشف 2/ 151 رقم 3274، الإصابة رقم 5147 و 6694، تهذيب التهذيب 6/ 203- 204 رقم 413، تقريب التهذيب 1/ 486 رقم 993، خلاصة تذهيب التهذيب 229، جامع التحصيل 271 رقم 434. [2] وقعة بين الحجّاج وابن الأشعث بظاهر الكوفة، تمّت فيها كسرة ابن الأشعث ووقع القتل في القرّاء. (انظر: تاريخ الرسل للطبري 6/ 357) . [3] المعرفة والتاريخ 2/ 383. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 415 رَوَى جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أُتِيَ الْحَجَّاجُ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ يَوْمَ الْجَمَاجِمِ، وَكَانَ بِهِ عَارِفًا، قَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: كَمَا لا يُرِيدُ اللَّهُ، وَلا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ، وَلا أُرِيدُ، قَالَ: وَيْحَكَ مَا تَقُولُ! قَالَ: نَعَمْ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ أَكُونَ عَابِدًا زَاهِدًا، وَمَا أَنَا كَذَلِكَ، وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ أَكُونَ فَاسِقًا مَارِقًا، وَمَا أَنَا كَذَلِكَ، وَأُرِيدُ أَنْ أَكُونَ مُخَلًّى فِي سَرَبِي آمِنًا فِي أَهْلِي، وَمَا أَنَا كَذَلِكَ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَدَبٌ عِرَاقِيٌّ وَمَوْلِدٌ شَامِيٌّ وَجِيرَانُنَا إِذْ كُنَّا بِالطَّائِفِ، خَلُّوا عَنْهُ. 334- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ) [1]- ع- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ الْجُمَحِيُّ الشَّامِيُّ، وَهُوَ الصَّغِيرُ. وَرَوَى عَنْ: فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، وَمَكْحُولٌ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ [2] . صَدُوقٌ. 335- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ) [3] الْكِنْدِيُّ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ. قَاضِي مِصْرَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ وَصَاحِبُ شُرْطَتِهِ وَنَائِبِهِ عَلَى مصر إذا غاب، ولهذا قَالَ شُعْبَةُ بْنُ عُفَيْرٍ: جُمِعَ لَهُ الْقَضَاءُ وَخِلافَةُ السُّلْطَانِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَصْرَةَ الغفاريّ، وعبد الله بن عمر. وروى عنه: يزيد بن أبي حبيب، وعقبة بن مسلم، وواهب المعافري، وسويد بن قيس. ووفد على الوليد بن عبد الملك ببيعة أهل مصر له. توفي سنة خمس وتسعين. كنيته أبو معاوية، ولم يخرّجوا له شيئا.   [1] الطبقات لخليفة 307، الكاشف 2/ 163 رقم 3352، تهذيب التهذيب 6/ 268 رقم 528، تقريب التهذيب 1/ 497 رقم 1106، جامع التحصيل 276 رقم 455. [2] هو عبد الله بن زيد الجرمي، بفتح الجيم وسكون الراء، نسبة إلى جرم، وهي قبيلة جرم بن ريان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. (اللباب 1/ 273- 274) . [3] الجرح والتعديل 5/ 284 رقم 1353، التاريخ الكبير 5/ 350 رقم 1106، كتاب الولاة والقضاة للكندي 53 و 58 و 64 و 324- 326، تهذيب التهذيب 6/ 271- 272 رقم 538، تقريب التهذيب 1/ 498 رقم 1115، حسن المحاضرة 1/ 91. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 416 336- (عبد الرحمن بن يزيد بن جارية [1] الأنصاري) - خ 4- المدني، أَخُو مُجَمِّعٍ، وَابْنُ أَخِي مُجَمِّعٍ. وُلِدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ، وَأَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، وَخَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ [2] . رَوَى عَنْهُ: الْقَاسِمُ بْنُ محمد، والزّهري، وعبد اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ. وَرُوِيَ عَنِ الأَعْرَجِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أَفْضَلَ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً، وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. 337- (عبد الرحمن بن وعلة) [4]- م 4- ويقال ابن أسميفع [5]- السّبائي [6] المصري. عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: أَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدٌ الْيَزَنِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَجَعْفَرُ بن ربيعة، وآخرون.   [1] الطبقات لخليفة 82، تاريخ خليفة 312 و 316، تاريخ أبي زرعة 1/ 563- 564، المعرفة والتاريخ 1/ 386- 388، مشاهير علماء الأمصار 73 رقم 512، التاريخ الكبير 5/ 363 رقم 1151، الجرح والتعديل 5/ 299 رقم 1417، الكاشف 2/ 168 رقم 3389، جامع التحصيل 277 رقم 458 تهذيب التهذيب 6/ 298- 299 رقم 579، تقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1154. [2] مهمل في الأصل. [3] الطبقات الكبرى 5/ 84. [4] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 359 رقم 1141، الجرح والتعديل 5/ 296 رقم 1402، التاريخ لابن معين 2/ 361، مشاهير علماء الأمصار 120 رقم 937، المعرفة والتاريخ 2/ 298 و 484 و 530، ميزان الاعتدال 2/ 596 رقم 4998، الكاشف 2/ 168 رقم 3385، تهذيب التهذيب 6/ 293- 294 رقم 574، تقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1150، حسن المحاضرة 1/ 106. [5] في الأصل «السميفع» ، والتصحيح من اللباب 2/ 98 ومن الخلاصة حيث ضبطه بضمّ أوّله. [6] بفتح السين المهملة والباء الموحّدة. بعدها همزة مكسورة، نسبة إلى سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وإلى عبد الله بن سبإ رأس الغلاة من الرافضة. (اللباب 2/ 98) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 417 وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ بِمِصْرَ. 338- عَبْدُ الْمَلِكِ الشَّابُّ النَّاسِكُ الْعَابِدُ [1] وَلَدُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا أَبَهْ أَقِمِ الْحَقَّ وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. وَكَانَ يُفَضَّلُ عَلَى عُمَرَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ: ثنا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ قَالَ: كُنَّا نَرَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنَّمَا أَدْخَلَهُ فِي الْعِبَادَةِ مَا رَأَى مِنَ ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] . وَقَالَ أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إلق عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لِغُلامِهِ: اسْتَأْذِنْ لِي، فَسَمِعْتُ صَوْتَهُ: أدخل، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا خِوَانٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، عَلَيْهِ ثَلاثَةُ أَقْرِصَةٍ وَقَصْعَةٌ فِيهَا ثَرِيدٌ، فَقَالَ: كُلْ فَمَا مَنَعَنِي مِنَ الأَكْلِ إِلا الإِبْقَاءُ عَلَيْهِ، فَاعْتَلَلْتُ بِشَيْءٍ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا غُلامَهُ وَأَعْطَاهُ فُلُوسًا، فَقَالَ: جِئْنَا بِعِنَبٍ، فَجَاءَ بِشَيْءٍ صَالِحٍ، وَكَانَ عُمَرُ مُنِعَ مِنَ الْعَصِيرِ، فَرُخِّصَ الْعِنَبُ، فَقَالَ: اللَّهُ كَانَ مَنَعَكَ الإِبْقَاءُ عَلَيْنَا فَكُلْ مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ رَخِيصٌ، قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ مَعَاشُكَ؟ قَالَ: أَرْضٌ لِي أَسْتَدِينُ عَلَيْهَا، قُلْتُ: فَلَعَلَّكَ تَسْتَدِينُ مِنْ رَجُلٍ يَشُقُّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ لِمَكَانِكَ؟ قَالَ: لا إِنَّمَا هِيَ دَرَاهِمُ لِصَاحِبَتِي اسْتَقْرَضْتُهَا، قُلْتُ: أَفَلا أُكَلِّمُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُجْرِي عَلَيْكَ رِزْقًا، فَأَبَى ذَلِكَ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرَى عَلَيَّ شَيْئًا مِنْ صُلْبِ مَالِهِ دُونَ إِخْوَتِي الصِّغَارِ، فَكَيْفَ يُجْرِي عَلَيَّ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ. وَقَالَ فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: إِنَّ ابْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ آثَرُ وَلَدِي عِنْدِي، وَقَدْ زُيِّنَ عَلَيَّ علمي بفضله،   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 573- 574، صفة الصفوة 2/ 127- 130 رقم 173، حلية الأولياء 5/ 353- 364 رقم 324، الكامل في التاريخ 5/ 64- 65، الأخبار الموفقيات 623. [2] صفة الصفوة 2/ 127، حلية الأولياء 5/ 353- 354. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 418 فَاسْتَثِرْهُ لِي ثُمَّ ائْتِنِي بِعِلْمِهِ وَعَقْلِهِ، فَأَتَيْتُهُ، فَجَاءَ غُلامُهُ فَقَالَ: قَدْ أَخْلَيْنَا الْحَمَّامَ، فَقُلْتُ: الْحَمَّامُ لَكَ؟ قَالَ: لا، قُلْتُ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَطْرُدَ عَنْهُ غَاشِيَتَهُ وَتَدْخُلَ وَحْدَكَ فَتَكْسِرَ عَلَى الْحَمَّامِيِّ غُلَّتَهُ، وَيَرْجِعُ مَنْ جَاءَهُ مُتَعَنِّيًا! قَالَ: أَمَّا صَاحِبُ الْحَمَّامِ فَإِنِّي أَرْضَيْتُهُ، قُلْتُ: هَذِهِ نَفَقَةُ سَرِفٍ يُخَالِطُهَا كِبْرٌ. قَالَ: يَمْنَعُنِي أَنَّ الرِّعَاعَ يَدْخُلُونَ بِغَيْرِ إِزَارٍ وَكَرِهْتُ أَدَبَهُمْ عَلَى الإِزَارِ فَقَدْ وَعَظْتَنِي مَوْعِظَةً انْتَفَعْتُ بِهَا فَاجْعَلْ لِي مِنْ هَذَا فَرَجًا، فَقُلْتُ: ادْخُلْ لَيْلا، فَقَالَ: لا جَرَمَ لا أَدْخُلُهُ نَهَارًا وَلَوْلا شِدَّةُ بَرْدِ بِلادِنَا مَا دَخَلْتُهُ، فَأَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتَكْتُمَنَّ هَذِهِ عَنْ أَبِي فَإِنِّي مُعْتِبُكَ، قُلْتُ: فَإِنْ سَأَلَنِي: هَلْ رَأَيْتَ مِنْهُ شَيْئًا، أَتَأْمُرُنِي أَنْ أَكْذِبَ وَإِنَّمَا أَبْغِي عَقْلَهُ مع ورعه؟ فقال: معاذ الله، ولكن قُلْ: رَأَيْتُ عَيْبًا فَفَطَّنْتُهُ، لَهُ، فَأَسْرَعَ إِلَى مَا أَحْبَبْتُ، فَإِنَّهُ لَنْ يَسْأَلَكَ عَنِ التَّفْسِيرِ، لِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَاذَهُ مِنْ بَحْثِ مَا سَتَرَ اللَّهُ. وَقَالَ يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيّ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: جَلَسْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقُلْتُ: هَلْ خَصَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ جَعَلَ لَكَ مَطْبَخًا أَوْ كَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي فِي كِفَايَةٍ، وَيْحَكَ يَا سُلَيْمَانُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَتَوَلاهُ فَأَحْسَنَ مَعُونَتَهُ مُنْذُ وَلاهُ، وَاللَّهِ لِأَنْ تَخْرُجَ نَفْسُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسُ هَذَا الذُّبَابِ، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَقَالَ: هُوَ فِي نِعَمِ اللَّهِ فِي عِنَايَتِهِ بِالْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَلَسْتُ آمَنُ عَلَيْهِ أَنْ يَجِيئَهُ بَعْضُ مَا يَصْرِفُهُ عَنْ دِينِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْلا أَنْ أَكُونَ زُيِّنَ لِي مِنْ أَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَا يُزَيَّنُ فِي عَيْنِ الْوَالِدِ لَرَأَيْتُهُ أَهْلا لِلْخِلافَةِ. وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ: ثنا نَافِعٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ لِأَبِيهِ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَمْضِيَ لِلَّذِي تُرِيدُ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُبَالِي لَوْ غَلَتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ لِي مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يُعِينُنِي عَلَى هَذَا الأَمْرِ، يَا بُنَيَّ لَوْ تَأَهَّبَ النَّاسُ بِالَّذِي تَقُولُ لَمْ آمَنُ أَنْ يُنْكِرُوهَا فَإِذَا أَنْكَرُوهَا لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 419 السَّيْفِ، وَلا خَيْرَ فِي خَيْرٍ لا يَجِيءُ إِلا بِالسَّيْفِ، إِنِّي أَرُوضُ النَّاسَ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ، فَإِنْ يَطُلْ بِي عُمْرٌ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُنْفِذَ اللَّهُ مَشِيئَتِي، وَإِنْ تَغْدُو عَلَيَّ مَنِيَّةٌ فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ الَّذِي أُرِيدُ [1] . وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أبان قَالَ: جَمَعَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قُرَّاءَ أَهْلِ الشَّامِ، فِيهِمُ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيُّ فَقَالَ: إِنِّي جَمَعْتُكُمْ لِأَمْرٍ قَدْ أَهَمَّنِي، هَذِهِ الْمَظَالِمُ الَّتِي فِي أَيْدِي أَهْلِ بَيْتِي مَا تَرَوْنَ فِيهَا؟ فَقَالُوا: مَا نَرَى وِزْرَهَا إِلا عَلَى مَنِ اغْتَصَبَهَا، فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَا تَرَى؟ قَالَ: مَا أَرَى مَنْ قَدِرَ عَلَى رَدِّهَا فَلَمْ يَرُدَّهَا وَالَّذِي اغْتَصَبَهَا إِلا سَوَاءً، فَقَالَ: صَدَقْتَ أَيْ بُنَيَّ الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِي. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لابْنِهِ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: فِي الْمَوْتِ. قَالَ: لِأَنْ تَكُونَ فِي مِيزَانِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِيزَانِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أَبَهْ، لِأَنْ يَكُونَ مَا تُحِبُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَا أُحِبُّ [2] . قِيلَ إِنَّهُ عَاشَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ نَحْوِهَا، وَلَهُ حِكَايَاتٌ فِي زُهْدِهِ وَخَوْفِهِ. 339- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَعْلَى اللَّيْثِيُّ) [3] قَاضِي البصر. عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ رَجُلٍ صَحَابِيٍّ مِنْ قَوْمِهِ، وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وحميد الطّويل، وجماعة آخرهم   [1] انظر: سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي 70- 71، المعرفة والتاريخ 1/ 573- 574، و 617، حلية الأولياء 5/ 354. [2] قارن بالحلية 5/ 354، الكامل في التاريخ 5/ 65، التذكرة الحمدونية 1/ 149. [3] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 437 رقم 1425، الجرح والتعديل 5/ 375 رقم 1753، تاريخ خليفة 334، الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 217، الكاشف 2/ 190 رقم 3540، تهذيب التهذيب 6/ 429- 430 رقم 895، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1366. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 420 مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ [1] . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ، كَذَا قَالَ وَلا أَرَاهُ إِلا بَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّ قُرَّةَ بْنَ خَالِدٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ رَوَيَا عَنْهُ وَأَدْرَكَاهُ. لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ 340- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ) [3]- ع- مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَمِع: أَبَاهُ، وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ كَاتِبَهُ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَابْنُ ابْنِهِ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. 341- عُبَيْدُ الله بن عبد الله [4] ع ابْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الهذلي المدني الضّرير، أَحَدُ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ، وَأَخُو عَوْنٍ. رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وجماعة.   [1] قال ابن حجر: «وإنّما سمّي الضّالّ لأنه ضلّ في طريق مكة» (تهذيب التهذيب 10/ 214) . [2] في الثقات 5/ 122. [3] الطبقات لخليفة 231 و 239، تاريخ خليفة 200، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 2238، الجرح والتعديل 5/ 307 رقم 1460، التاريخ الكبير 5/ 381 رقم 1217، المعارف 145. [4] الطبقات الكبرى 5/ 250، الطبقات لخليفة 243، تاريخ خليفة 320، التاريخ الكبير 5/ 385- 386 رقم 1239، المعارف 250 و 251 و 588، المعرفة والتاريخ 1/ 560- 563، الجرح والتعديل 5/ 319- 320 رقم 1517، حلية الأولياء 2/ 188- 189 رقم 174، الأخبار الموفقيات 344 و 391، طبقات الفقهاء 60، مشاهير علماء الأمصار 64 رقم 429، تهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 312 رقم 380، وفيات الأعيان 3/ 115- 116 رقم 356، الأغاني 9/ 135، صفة الصفوة 2/ 102- 103 رقم 166، سمط اللآلئ للبكري 781، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 281 رقم 1183، تذكرة الحفاظ 1/ 74، العبر 1/ 116، سير أعلام النبلاء 4/ 475- 479 رقم 179، الكاشف 2/ 200 رقم 3611، نكت الهميان للصفدي 197، تهذيب التهذيب 7/ 23- 24 رقم 50، تقريب التهذيب 1/ 535 رقم 1469، طبقات الحفاظ 32، خلاصة تذهيب التهذيب 251، شذرات الذهب 1/ 114، تاريخ أبي زرعة 1/ 165. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 421 رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ. وَكَانَ إماما حجّة حافظا مجتهدا. قال: مَا سَمِعْتُ حَدِيثًا قَطُّ فَأَشَاءُ أَنْ أَعِيَهُ إِلا وَعَيْتُهُ [1] . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: ما رويت عن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ أَكْثَرَ مِمَّا رَوَيْتُ عَنْ جَمِيعِ النَّاسِ، وَلَوْ كَانَ حَيًّا مَا صَدَرْتُ إِلا عَنْ رَأْيِهِ [2] . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإسكندراني، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُبَيْدَ اللَّهِ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ حَدِيثًا قَطُّ فَأَشَاءُ أَنْ أَعِيَهُ إِلا وَعَيْتُهُ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَثِيرَ الْعِلْمِ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَخْدُمُهُ وَيَصْحَبُهُ، حَتَّى أَنْ كَانَ لَيَنْزَحُ [3] لَهُ الْمَاءَ. وَسُئِلَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَغْزَرُهُمْ فِي الْحَدِيثِ عُرْوَةُ، وَلا تَشَاءُ أَنْ تَفْجُرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلا فَجَرْتَهُ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَدْرَكْتُ أَرْبَعَةَ بُحُورٍ، فَذَكَرَ مِنْهُمْ عُبَيْدَ اللَّهِ [4] . قَالَ: وَسَمِعْتُ شَيْئًا كثيرا مِنَ الْعِلْمِ، فَظَنَنْتُ أَنِّي اكْتَفَيْتُ، حَتَّى لَقِيتَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لِأَنْ يَكُونَ لِي مَجْلِسٌ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 560. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 560. [3] في المعرفة والتاريخ 1/ 560 «لينزغ» . [4] صفة الصفوة 2/ 102، حلية الأولياء 2/ 188، وفيات الأعيان 3/ 115. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 422 وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ أَيْضًا مِنَ الشُّعَرَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ مُؤَدِّبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ يَحْمِلُ جِنَازَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ. 342- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ [1] بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ النَّوْفَلِيُّ) . - خ م د ت- تُوُفِّيَ فِي آخِرِ خِلافَةِ الْوَلِيدِ. فَيُحَوَّلُ مِنَ الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ إِلَى هُنَا 343- (عُبَيْدُ بْنُ فَيْرُوزَ) [2]- 4- أَبُو الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيُّ، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنِ: الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. رَوَى عَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَغَيْرُهُمَا. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. 344- (الْعَجَّاجُ أَبُو رُؤْبَةَ) [3] صَاحِبُ الرَّجَزِ، هُوَ أَبُو الشَّعْثَاءِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رؤية بْنِ صَخْرٍ التَّمِيمِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ. وعنه: ابنه رؤبة. وفد على الوليد، ومات في خلافته بعد أَنْ كَبُرَ وَأُقْعِدَ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَفَعَ الرَّجَزَ وَشَبَّهَهُ بِالْقَصِيدِ وَجَعَلَ لَهُ أَوَائِلَ. وَلُقِّبَ بالعجّاج ببيت قاله.   [1] تاريخ خليفة 309، الطبقات لخليفة 231، التاريخ الكبير 5/ 391 رقم 1258، الجرح والتعديل 5/ 329 رقم 1554، المعرفة والتاريخ 1/ 262 و 411، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 598، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 313 رقم 381، الكاشف للذهبي 2/ 202 رقم 3623، جامع التحصيل 283 رقم 488، تهذيب التهذيب 6/ 36- 37 رقم 67. [2] الكنى والأسماء للدولابي 2/ 15، المعرفة والتاريخ 2/ 484 و 3/ 198، الجرح والتعديل 5/ 411، 412 رقم 1910، التاريخ الكبير 6/ 1، 2 رقم 1483، الكاشف 2/ 209 رقم 3681، تهذيب التهذيب 7/ 72 رقم 151، تقريب التهذيب 1/ 544 رقم 1564. [3] تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 7/ 397- 399، الشعر والشعراء، 493- 494، شرح شواهد المغني 18، الموشّح 215، ديوان العجّاج- نشره آلورد- برلين 1903. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 423 345- عروة بن الزّبير [1] ع ابْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ، الإِمَامُ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ الزُّبَيْرِ، وَعَلِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَطَائِفَةٍ. وَكَانَ ثَبْتًا حَافِظًا فَقِيهًا عَالِمًا بِالسِّيرَةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْمَغَازِي. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ هِشَامٌ، وَهُوَ أَجَلُّهُمْ، وَيَحْيَى، وَعُثْمَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ وَمُحَمَّدٌ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَفِيدُهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيمُهُ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَخَلْقٌ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وعشرين: قاله مصعب [2] .   [1] الطبقات الكبرى 5/ 178- 182، الزهد لأحمد 371، الطبقات لخليفة 241، تاريخ خليفة 156 و 306، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 58، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 31- 32 رقم 138، التاريخ لابن معين 2/ 399- 400، جمهرة نسب قريش لابن بكار 262 و 283، المعارف 222، المعرفة والتاريخ 1/ 364 و 550، الأخبار الموفقيات 214، نسب قريش 245 و 380، مشاهير علماء الأمصار 64 رقم 428، تاريخ أبي زرعة (راجع فهرس الأعلام) الجرح والتعديل 6/ 395، 396 رقم 2207، طبقات الفقهاء 58- 59، المراسيل 149 رقم 273، تهذيب الأسماء ق 1 ج 1/ 331- 332 رقم 405، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 288- 297 رقم 1198، وفيات الأعيان 3/ 255- 258 رقم 416، سير أعلام النبلاء 4/ 421- 437 رقم 168، تذكرة الحفاظ 1/ 62- 63 رقم 51، العبر 1/ 110، الكاشف 2/ 229 رقم 3830، البداية والنهاية 9/ 101- 103، جامع التحصيل 289 رقم 515، مرآة الجنان 1/ 187- 189، الكامل في التاريخ 4/ 582، حلية الأولياء 2/ 176- 182، الوفيات لابن قنفذ 89، النكت الظراف لابن حجر 13/ 288، تهذيب التهذيب 7/ 180- 185 رقم 351، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 157، غاية النهاية رقم 2114، طبقات الحفاظ للسيوطي 23، خلاصة تذهيب التهذيب 265، شذرات الذهب 1/ 103. [2] سير أعلام النبلاء 4/ 422. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 424 وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : وُلِدَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ. وَمُصْعَبٌ أَخْبَرَ بِنَسَبِهِ، وَيُقَوِّيهِ قَوْلُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذْكُرُ أَنَّ أَبِي الزُّبَيْرِ كَانَ يَنْقُزُنِي وَيَقُولُ: مُبَارَكٌ مِنْ وَلَدِ الصِّدِّيقِ ... أَبْيَضٌ مِنْ آلِ أَبِي عَتِيقِ أَلَذُّهُ كَمَا أَلَذُّ رِيقِي [2] وَيُقَوِّي قَوْلَ خَلِيفَةَ مَا رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيِّ قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ: وَقَفْتُ وَأَنَا غُلامٌ وَقَدْ حَصَرُوا عُثْمَانَ. رَوَى الْفَسَوِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] عِنْدَ ذِكْرِ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ هِلالٍ السُّلَيْحِيُّ، ثنا أَبُو حَيَوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: كُنْتُ غُلامًا لِي ذُؤَابَتَانِ، فَقُمْتُ أَرْكَعُ، فَبَصُرَ بِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمَعَهُ الدِّرَّةُ؟ فَفَرَرْتُ مِنْهُ، فَأَحْضَرَ [4] فِي طَلَبِي حَتَّى تَعَلَّقَ بِذُؤَابَتِي، فَنَهَانِي، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا أَعُودُ. قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ مَعَ نَظَافَةِ رِجَالِهِ. وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُدِدْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَاسْتُصْغِرْنَا. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ عُمْرُهُ يَوْمَئِذٍ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ: مَا مَاتَتْ عَائِشَةُ حَتَّى تَرَكْتُهَا [5] قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاثِ سِنِينَ. وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَنِي قَبْلَ مَوْتِ عَائِشَةَ بِأَرْبَعِ حِجَجٍ وَأَنَا أَقُولُ: لَوْ مَاتَتِ الْيَوْمَ مَا نَدِمْتُ عَلَى حديث عندها إلّا   [1] تاريخ خليفة 156، تذكرة الحفاظ 1/ 63، سير أعلام النبلاء 4/ 422، تهذيب التهذيب 7/ 183. [2] سير أعلام النبلاء 4/ 422. [3] المعرفة والتاريخ 1/ 364- 365. [4] في الأصل «فأحصر» بالصاد المهملة. [5] مهملة في الأصل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 425 وَقَدْ وَعَيْتُهُ. وَلَقَدْ كَانَ يَبْلُغُنِي عَنِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْحَدِيثُ فَآتِيهِ فَأَجِدُهُ قَدْ قَالَ، فَأَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ فَأَسْأَلُهُ عَنْهُ [1] ، يَعْنِي إِذَا خَرَجَ. وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاحِقٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْ عُرْوَةَ وَمَا أَعْلَمُهُ يَعْلَمُ شَيْئًا أَجْهَلُهُ. وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةٌ: ابْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَقَبِيصَةُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [2] . وَقَالَ أَبُو عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عُرْوَةَ بَحْرًا لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ [3] . وَكَانَ يَتَأَلَّفُ النَّاسَ عَلَى حَدِيثِهِ [4] . وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُمْ لَيَسْأَلُونَ عُرْوَةَ [5] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: إِنَّ أَبَاهُ حَرَقَ كُتُبًا لَهُ، فِيهَا فِقْهٌ، ثُمَّ قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ فَدَيْتُهَا بِأَهْلِي وَمَالِي [6] . وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى لِلشِّعْرِ مِنْ عُرْوَةَ [7] . وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: الْعِلْمُ لِوَاحِدٍ مِنْ ثَلاثَةٍ، لِذِي حَسَبٍ يُزَيِّنُهُ، أَوْ ذِي دِينٍ يَسُوسُ بِهِ دِينَهُ، أَوْ مُخْتَلِطٌ [8] بِسُلْطَانٍ يُتْحِفُهُ بِعِلْمِهِ. وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا أَشْرَطَ لِهَذِهِ الْخِلَالِ مِنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وعمر بن عبد العزيز.   [1] قارن بالمعرفة والتاريخ 1/ 551، حلية الأولياء 2/ 177، سير أعلام النبلاء 4/ 424. [2] سير أعلام النبلاء 4/ 425. [3] المعرفة والتاريخ 1/ 552. [4] حلية الأولياء 2/ 176. [5] قارن مع سير أعلام النبلاء 4/ 425. [6] الطبقات لابن سعد 5/ 179. [7] السير 4/ 426. [8] في السير 4/ 426 «مختبط» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 426 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: كَانَ عُرْوَةَ يَقْرَأُ رُبْعَ الْقُرْآنِ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْمُصْحَفِ نَظَرًا، وَيَقُومُ بِهِ اللَّيْلَ، فَمَا تَرَكَهُ إِلا لَيْلَةَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ، وَكَانَ وَقَعَ فِيهَا الأَكَلَةُ فَنَشَرَهَا، وَكَانَ إِذَا كَانَ أَيَّامُ الرُّطَبِ يَثْلِمُ حَائِطَهُ، ثُمَّ يَأْذَنُ لِلنَّاسِ فَيَدْخُلُونَ فَيَأْكُلُونَ وَيَحْمِلُونَ [1] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَقَعَتْ فِي رِجْلِ عُرْوَةَ الآكِلَةُ فَصَعِدَتْ فِي سَاقِهِ، فَدَعَا بِهِ الْوَلِيدُ، ثُمَّ أَحْضَرَ الأَطِبَّاءَ وَقَالُوا: لا بُدَّ مِنْ قَطْعِ رِجْلِهِ، فَقُطِعَتْ، فَمَا تَضَوَّرَ وَجْهُهُ [2] . وَقَالَ عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: إِنَّ أَبَاهُ خَرَجَ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى، وَجَدَ فِي رِجْلِهِ شَيْئًا فَظَهَرَتْ بِهِ قُرْحَةٌ، ثُمَّ تَرَقَّى بِهِ الْوَجَعُ فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى الْوَلِيدِ قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اقْطَعْهَا. قَالَ: دُونَكَ، فَدَعَا لَهُ الطَّبِيبَ وَقَالَ لَهُ: اشْرِبِ الْمُرْقِدَ [3] . فَلَمْ يَفْعَلْ، فَقَطَعَهَا مِنْ نِصْفِ السَّاقِ، فَمَا زَادَ عَلَى أَنْ يَقُولَ: حَسِّ حَسِّ. فَقَالَ الْوَلِيدُ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا قَطُّ أَصْبَرَ مِنْ هَذَا. وَأُصِيبَ عُرْوَةُ فِي هَذَا السَّفَرِ بِابْنِهِ مُحَمَّدٍ، رَكَضَتْهُ بَغْلَةٌ فِي إِصْطَبْلٍ، فَلَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ كَلِمَةً فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ بِوَادِي الْقُرَى قَالَ: لَقَدْ لَقِينا من سَفَرِنا هذا نَصَباً 18: 62 [4] اللَّهمّ كَانَ لِي بَنُونَ سَبْعَةٌ فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وَأَبْقَيْتَ لِي سِتَّةً، وَكَانَ لِي أَطْرَافٌ أَرْبَعَةٌ فَأَخَذْتَ طَرَفًا وَأَبْقَيْتَ ثَلاثَةً، فَإِنِ ابْتَلَيْتَ لَقَدْ عَافَيْتَ، وَلَئِنْ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ [5] . وَلِهَذِهِ الْحِكَايَةِ طُرُقٌ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّ أَبَاهُ نَظَرَ إِلَى رِجْلِهِ فِي الطَّسْتِ فقال: الله   [1] حلية الأولياء 2/ 178. [2] حلية الأولياء 2/ 179. [3] هو دواء يجعل من يشربه يرقد. [4] سورة الكهف- الآية 62. [5] انظر جمهرة نسب قريش 283، المعرفة والتاريخ 1/ 553، حلية الأولياء 2/ 179، سير أعلام النبلاء 4/ 430- 431. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 427 يَعْلَمُ أَنِّي مَا مَشَيْتُ بِهَا إِلَى مَعْصِيَةٍ قَطُّ، وَأَنَا أَعْلَمُ [1] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: كَانَ أَبِي يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَمَاتَ وَهُوَ صَائِمٌ، جَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: افْطِرْ، فَلَمْ يُفْطِرْ [2] ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ ابْنُ الزُّبَيْرِ تِسْعَ سِنِينَ وَأَبِي مَعَهُ. وَعَنْ أَبِي الأَسْوَدِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ زَوَّجَ بِنْتَهُ سَوْدَةَ مِنْ عُرْوَةَ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ، فَسَارَ عُرْوَةُ مِنْ مَكَّةَ بِالأَمْوَالِ، فَأَوْدَعَهَا بِالْمَدِينَةِ، وَأَسْرَعَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَبْلَ وُصُولِ الْخَبَرِ، فَقَالَ لِلْبَوَّابِ: قُلْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَابِ، فَقَالَ: مَنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: قُلْ لَهُ كذا، فدخل، فقال: هاهنا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، قَالَ: كَيْتَ وَكَيْتَ. قَالَ: ذَاكَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأْذَنْ لَهُ، فَلَمَّا رَآهُ زَالَ عَنْ مَوْضِعِهِ، وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ: كَيْفَ أَبُو بَكْرٍ، يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: فَنَزَلَ عَنِ السَّرِيرِ فَسَجَدَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ: إِنَّ عُرْوَةَ قَدْ خَرَجَ وَالْأَمْوَالُ عِنْدَهُ، قَالَ: فَكَلَّمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا تَدَعُونَ الشَّخْصَ حَتَّى يَأْخُذَ بِسَيْفِهِ فَيَمُوتَ كَرِيمًا! فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ أَعْرِضْ عَنْ ذَلِكَ [3] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ يَذْكُرُ أَبِي بِشَرٍّ [4] . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: مَا بَرَّ وَالِدَهُ مَنْ شَدَّ طَرْفَهُ إِلَيْهِ [5] . وَقَالَ نَوْفَلُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ أَبِي مِنْ بِنَاءِ قَصْرِهِ بالعقيق [6] ، وحفر بئاره، دعا جماعة فأطعمهم.   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 553، السير 4/ 431. [2] سير أعلام النبلاء 4/ 431. [3] المعرفة والتاريخ 1/ 554، سير أعلام النبلاء 4/ 432- 433. [4] السير 4/ 433. [5] السير 4/ 433. [6] العقيق: موضع بناحية المدينة وفيه عيون ونخيل. وقيل هما عقيقان: الأكبر وهو مما يلي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 428 وَقَالَ أَبُو ضَمْرَهَ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا اتَّخَذَ قَصْرَهُ بِالْعَقِيقِ قَالُوا: جَفَوْتَ مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ مَسَاجِدَهُمْ لَاهِيَةً، وَأَسْوَاقَهُمْ لاغِيَةً، وَالْفَاحِشَةَ فِي فِجَاجِهِمْ عَالِيَةً، فَكَانَ فِيمَا هُنَالِكَ عَمَّا هُمْ فِيهِ عَافِيَةً [1] . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَخَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْفَلَّاسُ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ خَمْسٍ. 346- (عُرْوَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بن شعبة) [2]- ع- أبو يعفور [3] ، أَخُو عَقَّارٍ [4] ، وَحَمْزَةَ. وَلِيَ بِالْكُوفَةِ الصَّلاةَ زَمَنَ الْوَلِيدِ، وَكَانَ سَيِّدَ ثَقِيفٍ فِي وَقْتِهِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ. وعنه: الحسن البصري، وبكر بن عبد الله المزني، ونافع بن جبير بن مطعم، وآخرون. 347- (عطاء بن فروخ الحجازي) [5] ن ق-. عَنْ: عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بن جدعا، ويونس بن عبيد. وثّقه ابن حبّان [6] .   [ () ] الحرّة، ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل.. والعقيق الأصغر ما سفل عن قصر المراجل. (معجم البلدان 4/ 139) . [1] سير أعلام النبلاء 4/ 427. [2] تاريخ خليفة 210 و 294 و 310، الطبقات لخليفة 155، الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 269، الأخبار الموفقيات 545، المعارف 295 و 584، التاريخ الكبير 7/ 32 رقم 139، مشاهير علماء الأمصار 104 رقم 778، المعرفة والتاريخ 1/ 398 و 2/ 104، الكاشف 2/ 230 رقم 3837، تهذيب التهذيب 7/ 189 رقم 359، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 165. [3] المشتبه في أسماء الرجال 2/ 669. [4] المشتبه 2/ 465. [5] المعارف 487، التاريخ الكبير 6/ 467 رقم 3008، الكاشف 2/ 232 رقم 3856، تهذيب التهذيب 7/ 210 رقم 389، تقريب التهذيب 2/ 22 رقم 195. [6] في كتاب الثقات 5/ 204. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 429 348- (عطاء بن مينا المدنيّ) [1]- ع- وقيل البصريّ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ. وَكَانَ مِنْ صُلَحَاءِ النّاس وفضلائهم. روى عنه: سعيد المقبريّ [2] ، وأيّوب بن موسى، وعمرو بن دينار، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ. 349- (عطاء بن يسار) [3] قيل توفّي سنة أربع وتسعين، وقيل سنة سبع وتسعين، وقيل: سنة ثلاثة ومائة، كما يأتي إن شاء الله تعالى. 350- (عقبة بن وساج الأزدي البصري) [4]- خ- روى عن: عمران بن حصين، وعبد الله بن عَمْرٍو، وَأَنَسٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَيَحْيَى السَّيْبَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ حاجب سليمان. ونزل الشام.   [1] التاريخ الكبير 6/ 462- 463 رقم 2996، الطبقات الكبرى 5/ 477، تاريخ أبي زرعة 1/ 524، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 488، الكاشف 2/ 233 رقم 3862، تهذيب التهذيب 7/ 216 رقم 396، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 201. [2] المقبري: بفتح الميم وسكون القاف وضمّ الباء. (اللباب 3/ 245) . [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 173- 174، الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 329 و 340، التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 461 رقم 2992، المعارف 459، المعرفة والتاريخ 1/ 564، الجرح والتعديل 6/ 338 رقم 1867، كتاب المراسيل 156 رقم 293، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 474، تاريخ أبي زرعة 2/ 726، 727، التاريخ لابن معين 2/ 406 رقم 329، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 335 رقم 411، تذكرة الحفاظ 1/ 90- 91 رقم 80، العبر 1/ 125، الكاشف 2/ 233 رقم 3865، ميزان الاعتدال 3/ 77 رقم 5654، الوفيات لابن قنفذ 104 رقم 103، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 306- 307 رقم 1203، سير أعلام النبلاء 4/ 448- 449 رقم 174، جامع التحصيل 291 رقم 524، تهذيب التهذيب 7/ 217، 218 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 204، غاية النهاية، رقم 2122، النجوم الزاهرة 1/ 229، طبقات الحفاظ للسيوطي 34، خلاصة تذهيب التهذيب 267، شذرات الذهب 1/ 125. [4] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 432 رقم 2892، الجرح والتعديل 6/ 318 رقم 1772 مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 676، تاريخ أبي زرعة 1/ 501، المعرفة والتاريخ 2/ 128 و 370 و 472، الكاشف 2/ 239 رقم 3907، جامع التحصيل 292 رقم 530، تهذيب التهذيب 7/ 251- 252 رقم 454، تقريب التهذيب 2/ 28 رقم 256. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 430 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. 351- (عَلْقَمَةُ بْنُ وَائِلِ بن حجر) [1]- م 4- الحضرميّ الكنديّ أَخُو عَبْدِ الْجَبَّارِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. روى عنه: سماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير، وعمرو بن مرة، وعوف الأعرابي، وآخرون. 352- علي بن الحسين بن الإمام عليّ [2] ع ابْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم الهاشميّ المدني زين   [1] التاريخ الكبير 7/ 41 رقم 178، الجرح والتعديل 6/ 405 رقم 2260، تاريخ أبي زرعة 2/ 719، المعرفة والتاريخ 3/ 121، الطبقات الكبرى 6/ 316، الكاشف 2/ 242 رقم 3933، جامع التحصيل 293 رقم 537، تهذيب التهذيب 7/ 280 رقم 487، تقريب التهذيب 2/ 31 رقم 289. [2] أخبار مكة للأزرقي 1/ 33، نسب قريش لمصعب الزبيري 58- 59، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 211- 222، تاريخ خليفة 234 و 304، الطبقات لخليفة 238، مشاهير علماء الأمصار 63 رقم 423، المعرفة والتاريخ 1/ 544- 545، التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 266- 267 رقم 2364، الجرح والتعديل 6/ 178- 179 رقم 977، تاريخ أبي زرعة 1/ 406، التاريخ لابن معين 2/ 416 رقم 422 و 2551، كتاب المراسيل 139 رقم 251، تاريخ اليعقوبي 2/ 303- 305. ذيل المذيّل للطبري 630- 632، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، حلية الأولياء 3/ 133- 145 رقم 229، طبقات الفقهاء للشيرازي 63، المحبّر لابن حبيب 450، تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 491، المعارف 214، مروج الذهب للمسعوديّ 3/ 169، رجال الطوسي 81، أمالي المرتضى 1/ 67- 69، العيون والحدائق المؤرّخ مجهول 3/ 8، ثمار القلوب للثعالبي 291 رقم 439 و 625 رقم 1038، الزيارات للهروي 93، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 107- 109، صفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 93- 102 رقم 165، الكامل في التاريخ 4/ 82- 83- 86- 87، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 343 رقم 427، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 266- 269 رقم 422، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 314- 316 رقم 1211، الكاشف للذهبي 2/ 246 رقم 3958، تذكرة الحفاظ 1/ 74، 75 رقم 71، العبر 1/ 111، دول الإسلام 1/ 65، سير أعلام النبلاء 4/ 386- 401 رقم 157، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 8- 9، نهاية الأرب للنويري 21/ 324- 331، البداية الجزء: 6 ¦ الصفحة: 431 العابدين، أبو الحسن ويقال أبو الحسين، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ الْحَسَنِ، وابن عباس، وعائشة، وأبي هريرة، وجابر، ومسور بن مخرمة، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَصَفِيَّةَ أُمَّيِ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَمَرْوَانَ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ، وَزَيْدٌ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ، وَالزُّهْرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ. وَحَضَرَ مَصْرعَ وَالِدِهِ الشَّهِيدِ بِكَرْبَلاءَ، وَقَدِمَ إِلَى دِمَشْقَ، وَمَسْجِدُهُ بِهَا مَعْرُوفٌ بِالْجَامِعِ. قَالَ الْفَسَوِيُّ: وُلِدَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أُمُّهُ غَزَالَةُ، وَأَخُوهُ عَلِيٌّ الأَكْبَرُ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ. وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلالٍ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ يَرْخِيهَا مِنْ وَرَائِهِ [1] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَكَانَ مَعَ أَبِيهِ يَوْمَ قُتِلَ، وَلَهُ ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: لا تَعَرَّضُوا لِهَذَا الْمَرِيضِ [2] . قَالَ: وَكَانَ عَلِيٌّ مِنْ أَحْسَنِ أَهْلِ بَيْتِهِ طَاعَةً وَأَحَبَّهُمْ إِلَى مَرْوَانَ وَإِلَى عبد الملك.   [ () ] والنهاية لابن كثير 9/ 103- 115، جامع التحصيل لابن كيكلدي 294 رقم 539، فوات الوفيات 4/ 332 (في ترجمة يزيد بن معاوية) ، مرآة الجنان لليافعي 1/ 189- 192، الوفيات لابن قنفذ 100 رقم 92 و 94، غاية النهاية لابن الجزري رقم 2206، فتح الباري 14/ 412، تهذيب التهذيب 7/ 304- 307 رقم 521، تقريب التهذيب 2/ 35 رقم 321، النجوم الزاهرة 1/ 229، طبقات الحفاظ للسيوطي 30، الأئمة الاثنا عشر لابن طولون 75- 78، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 349- 350، خلاصة تذهيب التهذيب 272، شذرات الذهب 1/ 104. [1] الطبقات الكبرى 5/ 218. [2] نسب قريش 58. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 432 وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ مِثْلَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَطُّ [1] . وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ: مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: اللَّهمّ لا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فأعجز عَنْهَا، وَلا تَكِلْنِي إِلَى الْمَخْلُوقِينَ فَيُضَيِّعُونِي. وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُذْنِبَ التَّوَّابَ [2] . وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ [3] الثُّمَالِيُّ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ كَانَ يَحْمِلُ الْخُبْزَ عَلَى ظَهْرِهِ بِاللَّيْلِ يَتَتَبَّعُ بِهِ الْمَسَاكِينَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَيَقُولُ: إِنَّ الصَّدَقَةَ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ [4] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ شَيْبَةَ [5] بْنِ نَعَامَةَ: قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَبْخُلُ، فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوهُ يَعُولُ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ [6] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: أَعْتَقَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ غُلامًا أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ [7] . وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا مِنَ الطَّفِّ كَانَ أَتَى بِهِ يَزِيدُ أسيرا في رهط هو رابعهم.   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 544، وانظر التاريخ الكبير 6/ 267. [2] حلية الأولياء 3/ 140. [3] في المطبوع 4/ 35 «جمرة» والتصحيح من تهذيب التهذيب 2/ 7 وهو ثابت بن أبي صفيّة دينار. [4] حلية الأولياء 3/ 135- 136، صفة الصفوة 2/ 96. [5] في المطبوع 4/ 35 «شبة» والتصحيح من حلية الأولياء 3/ 136. [6] الطبقات الكبرى 5/ 222، حلية الأولياء 3/ 136، صفة الصفوة 2/ 96، التذكرة الحمدونية 109. [7] الحلية 3/ 136. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 433 وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَوْرَعَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ [1] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: بَعَثَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَكَرِهَ أَنْ يَقْبَلَهَا، وَخَافَ أَنْ يَرُدَّهَا، فَأَخَذَهَا فَاحْتَبَسَهَا عِنْدَهُ، فَلَمَّا قُتِلَ الْمُخْتَارُ، كَتَبَ فِي أَمْرِهَا إلى عبد الملك، فكتب إليه: يا بن عَمِّ خُذْهَا فَقَدْ طَيَّبْتُهَا لَكَ [2] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا مَشَى لا يَخطِرُ بِيَدِهِ، وَكَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ أَخَذَتْهُ رَعْدَةٌ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: تَدْرُونَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ أَقُومُ وَمَنْ أُنَاجِي؟ [3] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فِي مَرَضِهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: عَلَيَّ دَيْنٌ. قَالَ: كَمْ؟ قَالَ: بِضْعَةُ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: فَهِيَ عَلَيَّ [4] وَعَنْ عليّ بن الحسين قال: إنّي لأستحيي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَسْأَلَ لِلأَخِ مِنْ إِخْوَانِي الْجَنَّةَ وَأَبْخَلُ عَلَيْهِ بِالدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قِيلَ لِي: لَوْ كَانَتِ الْجَنَّةُ بِيَدِكَ لَكُنْتَ بِهَا أَبْخَلُ وَأَبْخَلُ [5] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: سألت عليّ ابن الْحُسَيْنِ عَنِ الْقُرْآنِ فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ وَكَلامُهُ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: سأل رجل عليّ بن الحسين:   [1] الحلية 3/ 141. [2] الطبقات الكبرى 5/ 213. [3] الطبقات الكبرى 5/ 216، حلية الأولياء 3/ 133، صفة الصفوة 2/ 93. [4] حلية الأولياء 3/ 141 وفيه «خمسة عشر ألف دينار» ، صفة الصفوة 2/ 101. [5] سير أعلام النبلاء 4/ 394 وفيه: «فإذا كان غدا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 434 مَا كَانَ مَنْزِلَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: كَمَنْزِلَتِهِمَا السَّاعَةَ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْقَبْرِ [1] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: جِئْتُكَ فِي حَاجَةٍ وَمَا جِئْتُكَ حَاجًّا وَلا مُعْتَمِرًا، قُلْتُ: وَمَا حَاجَتُكَ؟ قَالَ: جِئْتُ لِأَسْأَلَكَ مَتَى يُبْعَثُ عَلِيٌّ، فَقُلْتُ لَهُ: يُبْعَثُ وَاللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُهِمُّهُ نَفْسُهُ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَجْرَأَكُمْ وَأَكْذَبَكُمْ عَلَى اللَّهِ، نَحْنُ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا فَحَسْبُنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ صَالِحِيهِمْ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ- وَكَانَ أَفْضَلَ هَاشِمِيٍّ أَدْرَكْتُهُ- يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَحِبُّونَا حُبَّ الإِسْلامِ. فَمَا بَرِحَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا عَارًا [4] . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ يَكُنْ لِلْحُسَيْنِ عَقِبٌ إِلا مِنَ ابْنِهِ عَلِيٍّ، وَلَمْ يَكُنْ لِعَلِيٍّ وَلَدٌ إِلا مِنْ بِنْتِ عَمِّهِ [5] أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ الْحَسَنِ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: لَوِ اتَّخَذْتُ السَّرَارِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَكَ مِنْهُنَّ. فَقَالَ: مَا عِنْدِي مَا أَشْرِي بِهِ. قَالَ: فَأَنَا أُقْرِضُكَ، فَأَقْرَضَهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَاتَّخَذَ السَّرَارِي، فَوُلِدَ لَهُ جَمَاعَةٌ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ مَرْوَانُ ذَلِكَ الْمَالَ [6] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فلمّا أحرم اصفرّ لونه وانتفض،   [1] في الأصل: «الخبر» وفي طبعة القدسي 4/ 36 «الحجرة» ، والتصويب من سير أعلام النبلاء 4/ 395 وتهذيب التهذيب 7/ 306. [2] في سير أعلام النبلاء 4/ 396 «ابن إسحاق» وهو خطأ، انظر: تهذيب التهذيب 4/ 197 فهو: سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق. [3] قارن بالطبقات الكبرى 5/ 214. [4] الطبقات الكبرى 5/ 214، حلية الأولياء 3/ 136، نسب قريش 58. [5] في الأصل «عمّته» . [6] سير أعلام النبلاء 4/ 390. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 435 وَوَقَعَ عَلَيْهِ الرَّعْدَةُ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُلَبِّي، فَقِيلَ لَهُ: مَالَكَ لا تُلَبِّي؟ قَالَ: أَخْشَى أَنْ أَقُولَ لَبَّيْكَ، فَيُقَالُ لِي: لا لَبَّيْكَ، فَلَمَّا لَبَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، وَسَقَطَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، وَلَمْ يَزَلْ يَعْتَرِيهِ ذَلِكَ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ [1] . وَقَالَ مَالِكٌ: أَحْرَمَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: لَبَّيْكَ، أُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى سَقَطَ مِنْ نَاقَتِهِ، فَهُشِّمَ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ. قال: وكان يسمّى بالمدينة: زَيْنُ الْعَابِدِينَ لِعِبَادَتِهِ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الشَّيْبَانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ قَالَ: كَانَ بَيْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ وَبَيْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ شَيْءٌ، فَجَاءَ حَسَنٌ فَمَا تَرَكَ شَيْئًا إِلا قَالَهُ وَعَلِيٌّ سَاكِتٌ، فَذَهَبَ حَسَنٌ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أَتَاهُ عَلِيٌّ، فَقَرَعَ بَابَهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا بْنَ عَمِّ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَغَفَرَ اللَّهُ لِي، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَغَفَرَ اللَّهُ لَكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ. فَالْتَزَمَهُ حَسَنٌ وَبَكَى حَتَّى رَثَى لَهُ [3] . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ- ثِقَةٌ- قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنِ الْمُخْتَارِ فَقَالَ: قَامَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ فَلَعَنَ الْمُخْتَارَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، تَلْعَنُهُ وَإِنَّمَا ذُبِحَ فِيكُمْ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ [4] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّا لَنُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ، وَأَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ [5] . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ- شَيْخٌ لِلْمَدَائِنِيِّ- عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد قال: قال   [1] السير 4/ 392، تهذيب التهذيب 7/ 306. [2] السير 4/ 392. [3] سير أعلام النبلاء 4/ 397. [4] الطبقات الكبرى 5/ 213. [5] الطبقات الكبرى 5/ 213 وفيه: «أشهد على عليّ بن الحسين أنه كان يصلّي..» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 436 عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَاللَّهِ مَا قُتِلَ عُثْمَانُ عَلَى وَجْهِ الْحَقِّ [1] . قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ، وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ لَهُ كِسَاءٌ أَصْفَرُ يَلْبَسُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ [2] . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ: رَأَيْتُ عَلَى عليّ بن الحسين كساء خزّ وجبّة خز [3] . وَرَوَى مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّ عَلِيَّ ابن الْحُسَيْنِ كَانَ يَشْتَرِي كِسَاءَ الْخَزِّ بِخَمْسِينَ دِينَارًا يَشْتُو فِيهِ، ثُمَّ يَبِيعُهُ وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ [4] . وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى بْنَ الْحُسَيْنِ يَعْتَمُّ وَيُرْخِي خَلْفَ ظَهْرِهِ [5] . وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: ثنا عَمِّي وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ وَمَنْ لا أُحْصِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ قَالَ: مَا أَوَدُّ أَنَّ لِي بِنَصِيبِي مِنَ الذُّلِّ حُمُرَ النَّعَمِ [6] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ كَانَ يَلْبَسُ كِسَاءَ خَزٍّ بِخَمْسِينَ دِينَارًا، يَلْبَسُهُ فِي الشِّتَاءِ، فَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ تَصَدَّقَ بِثَمَنِهِ، وَيَلْبَسُ فِي الصَّيْفِ ثَوْبَيْنِ مُمَشَّقَيْنِ مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ [7] ، وَيَقْرَأُ: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ من الرِّزْقِ 7: 32 [8] . وَعَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ كان إذا سار على بغلته في   [1] الطبقات الكبرى 5/ 216. [2] الطبقات الكبرى 5/ 217 وفيه «كساء خزّ أصفر» . [3] الطبقات الكبرى 5/ 398. [4] الطبقات الكبرى 5/ 217. [5] الطبقات الكبرى 5/ 218 وقد مرّ مثله. [6] حلية الأولياء 3/ 137. [7] الطبقات الكبرى 5/ 218. [8] سورة الأعراف، الآية 31. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 437 سِكَكِ الْمَدِينَةِ، لَمْ يَقُلْ لِأَحَدٍ: الطريق، وَكَانَ يَقُولُ: الطَّرِيقُ مُشْتَرَكٌ لَيْسَ لِي أَنْ أُنَحِّيَ عَنْهُ أَحَدًا. وَرُوِيَ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ حَجَّ قَبْلَ الْخِلافَةِ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ اسْتِلامَ الْحَجَرَ زُوحِمَ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا دَنَا مِنَ الْحَجَرِ تَفَرَّقُوا عَنْهُ إِجْلالا لَهُ، فَوَجَمَ لِذَلِكَ هِشَامٌ وَقَالَ: مَنَ هَذَا فَمَا أعرفه؟ وَكَانَ الْفَرَزْدَقُ وَاقِفًا فَقَالَ: هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ ... وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ ... هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلِمُ إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا ... إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانُ رَاحَتِهِ ... رُكْنَ الْحَطِيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضِي مِنْ مَهَابَتِهِ ... فَلا يُكَلَّمُ إِلا حِينَ يَبْتَسِمُ هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ ... بِجَدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا [1] وَهِيَ طَوِيلَةٌ مَشْهُورَةٌ، فَأَمَرَ هِشَامٌ بِحَبْسِ الْفَرَزْدَقِ، فَحُبِسَ بِعُسْفَانَ [2] . وَبَعَثَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَقَالَ: اعْذُرْ أَبَا فِرَاسٍ، فَرَدَّهَا وَقَالَ: مَا قُلْتُ ذَلِكَ إِلا غَضَبًا للَّه وَلِرَسُولِهِ، فَرَدَّهَا عَلَيٌّ وَقَالَ: بِحَقِّي عليك لَمَا قَبِلْتَهَا فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ نِيَّتَكَ وَرَأَى مَكَانَكَ، وَقَبِلَهَا. وَهَجَا هِشَامًا بِقَوْلِهِ: أَيَحْبِسُنِي بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالَّتِي ... إِلَيْهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِي مُنِيبُهَا يُقَلِّبُ رَأْسًا لَمْ يَكُنْ رَأْسَ سَيِّدٍ ... وَعَيْنَيْنِ حَوْلاوَيْنِ باد عيوبها [3]   [1] الخبر والأبيات في الأغاني 21/ 376- 377 مع تقديم وتأخير في الأبيات، وكذلك في حلية الأولياء 3/ 139، وصفة الصفوة 2/ 98- 99، والبداية والنهاية 9/ 108- 109، وديوان الفرزدق 2/ 848- 849، وأمالي المرتضى 1/ 67- 68. [2] عسفان: بضم أوّله وسكون ثانيه. منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة. (راجع معجم البلدان 4/ 121، 122) . [3] البيتان في الأغاني 21/ 378 وفيه «وعينا له حولاء ... » ، وأمالي المرتضى 1/ 69، وفي ديوان الفرزدق 1/ 51 ولفظهما: يرددني بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالَّتِي ... إِلَيْهَا قُلُوبُ النَّاسِ يَهْوِي منيبها الجزء: 6 ¦ الصفحة: 438 قُلْتُ: وَلَيْسَ لِلْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَقِبٌ إِلا مِنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَأُمُّهُ أَمَةٌ، وَهِيَ سُلافَةُ بِنْتُ يَزْدَجِرْدَ آخِرِ مُلُوكِ فَارِسٍ. وَقِيلَ: غَزَالَةَ كَمَا تَقَدَّمَ، خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَ الْحُسَيْنِ مولاه زييد فولدت له عبد الله بن زييد [1] ، قاله محمد ابن سَعْدٍ. وَهِيَ عَمَّةُ أُمِّ الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ: عَاشَ أَبِي ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَكَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو عبيد، والفلّاس، وروى عن جعفر ابن مُحَمَّدٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْهَاشِمِيِّ الْحَسَنِيُّ: مَاتَ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَبِيعَ الأَوَّلِ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَخَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ [2] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَنَة ثَلاثٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْر: سَنَة خَمْسٍ. وَالأَوَّلُ الصَّحِيحُ. 353- (عَلِيُّ بْنُ ربيعة الوالبي) [3]- ع- الأسدي الكوفي أبو المغيرة. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ، وابن عمر. روى عنه: سعد بن عبيد الطائي، وسلمة بن كهيل، وعثمان بن المغيرة، وعاصم بن بهدلة، وأبو إسحاق، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصّفيراء. وثّقه ابن معين [4] .   [ () ] يقلب عينا لم تكن لخليفة ... مشوّهة حولاء باد عيوبها [1] في الأصل، وطبعة القدسي 4/ 38، والمعارف 214 و 215 «زبيد» بالباء الموحّدة، والتصحيح عن الطبقات الكبرى 5/ 211، وسير أعلام النبلاء 4/ 399 حيث قال: «زييد بياءين» . [2] التاريخ الكبير 6/ 266. [3] الطبقات الكبرى 6/ 226، الطبقات لخليفة 155، مشاهير علماء الأمصار 104 رقم 773، التاريخ الكبير 6/ 273- 274 رقم 2385، الجرح والتعديل 6/ 185 رقم 1017، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 124، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 316 رقم 1212، الكاشف 2/ 248 رقم 3973، سير أعلام النبلاء 4/ 489 رقم 188، تهذيب التهذيب 7/ 320 رقم 541، تقريب التهذيب 2/ 37 رقم 340، خلاصة التذهيب 274. [4] التاريخ لابن معين 2/ 417. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 439 354- (عليّ بن عبد الله الأزديّ) [1]- م 4- الْكُوفِيُّ الْبَارِقِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي الوليد. سَمِع: أَبَا هُرَيْرَةَ، وَابْنَ عُمَرَ. وَعَنْهُ: يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَآخَرُونَ. 355- (عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ) [2]- ع- أبو سليمان الكوفي. رَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ وَالأَسْوَدِ، وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي، والحارث بن سويد، وأبي عطية الوادعي. روى عنه: الحكم بن عتيبة [3] وزبيد اليامي [4] ، ومنصور الأعمش. قال ابن المديني: له ثمانين حديثا. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ، وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلًا. 356- (عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ) [5]- خ م د ن-. عَنْ: سُبَيْعَةَ الأسلميّة. 357- (عمرو بن أوس) [6] ع- بن أبي أوس الثقفي المكّي.   [1] التاريخ الكبير 6/ 283 رقم 2410، الجرح والتعديل 6/ 193 رقم 1059، المغني في الضعفاء و 2/ 451 رقم 4294، ميزان الاعتدال 3/ 142 رقم 5878، الكاشف للذهبي 2/ 252 رقم 3998، تهذيب التهذيب 7/ 358- 359 رقم 577، تقريب التهذيب 2/ 40 رقم 370. [2] الطبقات الكبرى 6/ 288، الطبقات لخليفة 156، التاريخ الكبير 6/ 499 رقم 3105، الجرح والتعديل 6/ 366- 367 رقم 2022، مشاهير علماء الأمصار 105 رقم 785، الجمع بين رجال الصحيحين 396، تحفة الأشراف 13/ 317- 318 رقم 1216، الكاشف 2/ 264 رقم 4078، الوافي بالوفيات 22/ 405 رقم 281، تهذيب التهذيب 7/ 421- 422 رقم 686، تقريب التهذيب 2/ 50 رقم 377. [3] في الأصل «عيينة» والتصحيح من تهذيب التهذيب 2/ 434. [4] اليامي: بفتح الياء. نسبة إلى يام بن أصبى بن رافع.. بطن من همدان. (اللباب 3/ 406) . [5] الكاشف 2/ 273 رقم 4142، تهذيب التهذيب 7/ 467- 468 رقم 776، تقريب التهذيب 2/ 58 رقم 462. [6] الطبقات لخليفة 286، التاريخ الكبير 6/ 314- 315 رقم 2500، الجرح والتعديل 6/ 220 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 440 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْبَيْلَمَانِيُّ. وَكَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ الثِّقَاتِ. 358- (عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ) [1] أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَامِرِيُّ مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ. كَانَ عَلَى خَاتَمِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. عَنْ: عَائِشَةَ، وَمَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَأَبِي بَحَرِيَّةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ. 359- (عَمْرُو [2] بْنُ سَلَمَةَ [3] الْجَرْمِيُّ) [4] أَحْسَبُهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ التسعين. وقد تقدّم. 360- (عمرو بن الشّريد) [5]- سوى ت- بن سويد الثّقفيّ الطّائفي.   [ () ] رقم 1219، تحفة الأشراف 13/ 323 رقم 1224، الكاشف 2/ 280 رقم 4194، تهذيب لتهذيب 8/ 6- 7 رقم 7، تقريب التهذيب 2/ 66 رقم 538. [1] الجرح والتعديل 6/ 225 رقم 1251 وفيه كان «كاتب عبد الملك بن مروان» وقال: «وأدخل بعضهم بينه وبين أبي بحرية عبد الملك بن مروان» التاريخ الكبير 6/ 320 رقم 2520. [2] الطبقات الكبرى 7/ 89، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 126، الجرح والتعديل 6/ 235 رقم 1301، جمهرة أنساب العرب 452، التاريخ لابن معين 2/ 445، الإستيعاب رقم 1179، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 371، أسد الغابة 4/ 234، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 27- 28 رقم 16، الكاشف 2/ 285 رقم 4231، سير أعلام النبلاء 3/ 523 رقم 130، العبر 1/ 100، جامع التحصيل 299 رقم 570، الإصابة 2/ 541، تهذيب التهذيب 8/ 42، 43 رقم 69، تقريب التهذيب 2/ 71 رقم 598، خلاصة تذهيب التهذيب 245، شذرات الذهب 1/ 95. [3] بكسر اللام. [4] بفتح الجيم وسكون الراء، نسبة إلى جرم وهي قبيلة. (اللباب 1/ 273) . [5] الطبقات الكبرى 5/ 518، الطبقات لخليفة 286، التاريخ الكبير 6/ 343 رقم 2579، الجرح والتعديل 6/ 238 رقم 1322، المعرفة والتاريخ 1/ 399، الكاشف 2/ 286 رقم 4238، تحفة الأشراف 13/ 325 رقم 1228، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 28 رقم 17، تهذيب التهذيب 8/ 47- 48 رقم 79، تقريب التهذيب 2/ 72 رقم 606. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 441 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] . 361- (عمرو بن سليم) [2]- ع- بن خلدة الزّرقيّ المدني. رَوَى عَنْ: أَبِي حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي قَتَادَةَ الْحَارِثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَالزُّهْرِيُّ، ومحمد بن يحيى بن حبّان، وجماعة. 362- (عمرو بن مالك [3] الجنبي [4] المصري) - 4-. روى عن: فضالة بن عبيد، وأبي سعيد الخدوري. رَوَى عَنْهُ: أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُمَيْرٍ الرُّعَيْنِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. 363- (عمران بن الحارث) [5]- م ن- أبو الحكم السّلميّ الكوفي. سمع: ابن عبّاس، وابن عمر.   [1] تاريخ الثقات 365 رقم 1265. [2] التاريخ الكبير 6/ 333 رقم 2559، الجرح والتعديل 6/ 236 رقم 1305، ميزان الاعتدال 2/ 263 رقم 6380، الكاشف 2/ 286 رقم 4233، تهذيب التهذيب 8/ 44، 45 رقم 71، تقريب التهذيب 2/ 71 رقم 600. [3] التاريخ لابن معين 2/ 452 رقم 2544، الكنى والأسماء 2/ 35، التاريخ الكبير 6/ 370- 371 رقم 2670، الجرح والتعديل 6/ 259 رقم 1426، المغني في الضعفاء 2/ 489 رقم 4701، ميزان الاعتدال 3/ 286 رقم 6437، الكاشف 2/ 294 رقم 4289، تهذيب التهذيب 8/ 95- 96 رقم 153، تقريب التهذيب 2/ 77 رقم 668، حسن المحاضرة 1/ 106. [4] بفتح الجيم وسكون النون. نسبة إلى جنب، قبيلة من اليمن. (اللباب 1/ 294) . [5] الجرح والتعديل 6/ 296 رقم 1646، الكاشف 2/ 299 رقم 4326، تهذيب التهذيب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 442 رَوَى عَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَقَتَادَةُ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. 364- عَمْرَةُ بنت عبد الرحمن [1] ع ابْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الأَنْصَارِيَّةُ الْمَدَنِيَّةُ الْفَقِيهَةُ. كَانَتْ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ فَأَكْثَرَتْ عَنْهَا، وَرَوَتْ أَيْضًا عَنْ: أُمِّ سَلَمَةَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَأُخْتِهَا لأُمِّهَا أُمِّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ. رَوَى عَنْهَا: ابْنُهَا أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنَاهُ حَارِثَةُ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ أُخْتِهَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَابْنَاهُ مُحَمَّدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَتْ ثِقَةً حُجَّةً خَيِّرَةً كَثِيرَةَ الْعِلْمِ. رَوَى الزُّهْرِيُّ- وَفِي الإِسْنَادِ إِلَيْهِ ابْنُ لَهِيعَةَ- أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرَةَ فَإِنَّهَا مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِهَا، وَكَانَتْ تَحْتَ حِجْرِهَا. تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. رَوَى أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ لِي: يَا غُلامٌ أَرَاكَ تَحْرِصُ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، أَفَلا أَدُلُّكَ على وعائه؟ قلت: بلى. قال: عليك بعمرة فَإِنَّهَا كَانَتْ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ، فَأَتَيْتُهَا فَوَجَدْتُهَا بحرا لا ينزف.   [8] / 124 رقم 216، تقريب التهذيب 2/ 82 رقم 717. [1] الطبقات الكبرى 8/ 484، الكاشف 3/ 431 رقم 105، العبر 1/ 123، سير أعلام النبلاء 4/ 507- 508 رقم 199، تهذيب التهذيب 12/ 438- 439 رقم 851، تقريب التهذيب 2/ 607 رقم 12، النجوم الزاهرة 1/ 275، خلاصة تذهيب التهذيب 490، شذرات الذهب 1/ 122. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 443 365- (عنبسة بن سعيد بن العاص) [1]- خ م د- بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ أَبُو خالد، ويقال أبو أيّوب، أَخُو عَمْرٍو الأَشْدَقِ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. روى عنه: أبو قلابة، والزهري، وأسماء بن عبيد، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وثقه ابن معين. وقال الدارقطني: كان جليسا للحجاج. 366- (عوف بن الحارث الأزدي) [2]- خ د ن ق- المدنيّ رَضِيعُ عَائِشَةَ وَابْنُ أُخْتِهَا لأُمِّهَا. رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُخْتِهِ رُمَيْثَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وهشام بن عروة. 367- العلاء بن زياد [3] ق ابْنِ مَطَرِ بْنِ شُرَيْحٍ، أَبُو نَصْرٍ الْعَدَوِيُّ البصري.   [1] التاريخ الكبير 7/ 35 رقم 155، الجرح والتعديل 6/ 398 رقم 2229، الكاشف 2/ 304 رقم 4367، نسب قريش 180- 181، المعرفة والتاريخ 3/ 375، تهذيب التهذيب 8/ 155- 156 رقم 279، تقريب التهذيب 2/ 88 رقم 778، جمهرة أنساب قريش 81 الأخبار الموفقيات 98. [2] الطبقات لخليفة 265، التاريخ الكبير 7/ 57 رقم 261، الجرح والتعديل 7/ 14 رقم 66، المعرفة والتاريخ 1/ 402، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 520، الكاشف 2/ 306 رقم 4379، تهذيب التهذيب 8/ 168 رقم 302، تقريب التهذيب 2/ 89 رقم 794. [3] الطبقات لابن سعد 7/ 217- 218. الزهد لأحمد 252، الطبقات لخليفة 202، وفيه «ابن مطرّف» وهو خطأ، التاريخ الكبير 6/ 507 رقم 3133، المعرفة والتاريخ 2/ 93، الجرح والتعديل 6/ 355 رقم 1961، تاريخ خليفة 308، مشاهير علماء الأمصار 90 رقم 653، حلية الأولياء 2/ 242- 249 رقم 185، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 342 رقم 423، الكاشف 2/ 309 رقم 4399، سير أعلام النبلاء 4/ 202- 206 رقم 82، البداية والنهاية الجزء: 6 ¦ الصفحة: 444 أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا [1] . وَحَدَّثَ عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ [2] الْمُجَاشِعِيِّ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ، وَأَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ كَانَ زَاهِدًا خَاشِعًا قَانِتًا للَّه بَكَّاءً. لَهُ تَرْجَمَةٌ فِي «حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ» [3] . ذَكَرَ ابْنُ حِبَّانَ [4] أَنَّهُ تُوُفِّيَ بِالشَّامِ فِي آخِرِ وِلايَةِ الْحَجَّاجِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. قَالَ قَتَادَةُ: كَانَ الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ قَدْ بَكَى حَتَّى غَشِيَ بَصَرُهُ، وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَوْ يَقْرَأَ جَهَشَهُ الْبُكَاءُ، وَكَانَ أَبُوهُ زِيَادُ بْنُ مَطَرٍ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِيَ. وَعَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ الْعَلاءَ بْنَ زِيَادٍ فَقَالَ: أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي وَقَالَ: ائْتِ الْعَلاءَ بْنَ زِيَادٍ فَقُلْ لَهُ: لِمَ تَبْكِ، قَدْ غُفِرَ لَكَ. فَبَكَى، وَقَالَ: الآنَ حِينَ لا أَهْدَأُ. وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ: رَأَى الْعَلاءُ بْنُ زِيَادٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمَكَثَ ثَلاثًا لا تَرْقَأُ لَهُ دَمْعَةٌ وَلا يَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، وَلا يَذُوقُ طَعَامًا، فَأَتَاهُ الْحَسَنُ فَقَالَ: أَيْ أَخِي، أَتَقْتُلُ نَفْسَكَ أَنْ بُشِّرْتَ بِالْجَنَّةِ، فَازْدَادَ بُكَاءً على بكائه، فلم يفارقه   [9] / 26، تحفة الأشراف 13/ 329- 330 رقم 1236، جامع التحصيل 305 رقم 601، تهذيب التهذيب 8/ 181- 182 رقم 326، تقريب التهذيب 2/ 92 رقم 817، النجوم الزاهرة 1/ 202، خلاصة تذهيب التهذيب 299. [1] الحديث هو: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اغتسل فرأى لمعة على منكبه لم يصبها الماء فأخذ خصلة من شعر رأسه فعصرها على منكبه ثم مسح يده على ذلك المكان. رواه أبو داود في المراسيل المجرّدة ص 3، وانظر: تحفة الأشراف 13- 330 رقم 19187، وجامع التحصيل 305 رقم 601. [2] في الأصل «حمار» بالراء، وهو تصحيف. [3] ج 2/ 6242- 249، رقم 185. [4] في الثقات 5/ 246. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 445 الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى أَمْسَى، وَكَانَ صائما فطعم شيئا. رواها مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَسْأَلُ هِشَامَ بْنَ زِيَادٍ الْعَدَوِيَّ- قُلْتُ هُوَ أَخُو صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ- عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَنَا بِهِ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: تَجَهَّزَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لِلْحَجِّ، فَأَتَاهُ آتٍ فِي مَنَامِهِ: ائْتِ الْبَصْرَةَ، فَائْتِ بِهَا الْحَسَنَ بْنَ زِيَادٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَقْصَمُ الثَّنِيَّةِ بَسَّامٌ فَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، فَقَالَ: رُؤْيَا لَيْسَتْ بِشَيْءٍ. فَأَتَانِي فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، وَجَاءَهُ بِوَعِيدٍ، فَأَصْبَحَ وَتَجَهَّزَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ الْبُيُوتِ، إِذَا الَّذِي أَتَاهُ فِي مَنَامِهِ يَسِيرُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا نَزَلَ فَقَدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى دَخَلَ الْبَصْرَةَ، قَالَ هِشَامٌ: فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْعَلاءِ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ الْعَلاءُ؟ فَقُلْتُ: لا، وَقُلْتُ: أَنْزِلْ رَحِمَكَ اللَّهُ فضع رحلك، فقال: لا، أَيْنَ الْعَلاءُ؟ فَقُلْتُ: فِي الْمَسْجِدِ، وَأَتَيْتُ الْعَلاءَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَجَاءَ، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلَ تَبَسَّمَ فَبَدَتْ ثَنِيَّتُهُ فَقَالَ: هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبِي، فَقَالَ الْعَلاءُ: هَلا حَطَطْتَ رَحْلَ الرَّجُلِ، أَلا أَنْزَلْتَهُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ فَأَبَى، فَقَالَ الْعَلاءُ: أنزل رحمك الله، فقال: أخلني، فَدَخَلَ الْعَلاءُ مَنْزِلَهُ وَقَالَ: يَا أَسْمَاءُ تَحَوَّلِي إِلَى الْمَنْزِلِ الآخَرِ، وَدَخَلَ الرَّجُلُ وَبَشَّرَهُ بِرُؤْيَاهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَرَكِبَ، قَالَ: وَقَامَ الْعَلاءُ فَأَغْلَقَ بَابَهُ وَبَكَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ قَالَ: سَبْعَةَ أَيَّامٍ، لا يَذُوقُ فِيهَا طَعَامًا وَلا شَرَابًا وَلا يَفْتَحُ بَابَهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي حَالِ بُكَائِهِ: أَنَا أَنَا، وَكُنَّا نَهَابُهُ أَنْ نَفْتَحَ بَابَهُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَجَاءَ فَدَقَّ عَلَيْهِ، فَفَتَحَ وَبِهِ مِنَ الضُّرِّ شَيْءٌ اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ، وَكَلَّمَهُ الحسن، ثم قال: رحمك الله وَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَفَقَاتِلٌ نفسك أنت! قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثَنَا الْعَلاءُ [1] لِي وَلِلْحَسَنِ بِالرُّؤْيَا، وَقَالَ: لا تُحَدِّثُوا بِهَا مَا كُنْتُ حَيًّا. [2]   [1] في طبعة القدسي 4/ 42 «العلائي» والتصحيح من حلية الأولياء. [2] حلية الأولياء 2/ 245- 246. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 446 وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: مَا يَضُرُّكَ شَهِدْتَ عَلَى مُسْلِمٍ بِكُفْرٍ أَوْ قَتَلْتَهُ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ: كَانَ قُوتُ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ رَغِيفًا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: وَكَانَ يَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ، وَيُصَلِّي حَتَّى يَسْقُطَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ فَقَالا [1] : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَأْمُرْكَ بِهَذَا كُلِّهِ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ لا أَدَعُ مِنَ الاسْتِكَانَةِ شَيْئًا إِلا جِئْتُهُ [2] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ قَالَ: كَانَ لِلْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ مَالٌ وَرَقِيقٌ، فَأَعْتَقَ بَعْضَهُمْ وَبَاعَ بَعْضَهُمْ، وَتَعَبَّدَ، وَبَالَغَ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَتَذَلَّلُ للَّه لَعَلَّهُ يَرْحَمُنِي [3] . قُلْتُ: عَلَّقَ الْبُخَارِيُّ فِي تَفْسِيرِ حم «الْمُؤْمِنِ» قَوْلا فِي: لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله 39: 53 [4] . وَرَوَى حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ الدُّنْيَا عَجُوزًا شَوْهَاءَ هَتْمَاءَ، عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ وَحِلْيَةٍ، وَالنَّاسُ يَتْبَعُونَهَا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتِ؟! قَالَتِ: الدُّنْيَا، قُلْتُ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُبَغِّضَكِ إِلَيَّ. قَالَتْ: نَعَمْ إِنْ أَبْغَضْتَ الدَّرَاهِمَ [5] . 368- (الْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ) [6]- م د ن ت- العبديّ الكوفي.   [1] الحلية 2/ 346. [2] حلية الأولياء 2/ 243 وفيه «إلا جئته به» . [3] حلية الأولياء 2/ 243 والخبر أطول من هنا. [4] سورة الزمر، الآية 53. وجاء في صحيح البخاري 8/ 426 في تفسير سورة المؤمن: «وكان العلاء بن زياد يذكر النار، فقال رجل: لم تقنّط الناس؟ قال: وأنا أقدر أن أقنّط الناس! والله عزّ وجلّ يقول: يَا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا من رَحْمَةِ الله 39: 53، ويقول: وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ 40: 43، ولكنّكم تحبّون أن تبشّروا بالجنة على مساوئ أعمالكم، وإنّما بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبشّرا بالجنّة لمن أطاعه ومنذرا بالنار لمن عصاه» . [5] حلية الأولياء 2/ 243- 244. [6] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 307، الطبقات لخليفة 156، تاريخ خليفة 351، التاريخ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 447 رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ [1] . روى عنه: ابنه الوليد، وأبو إسحاق السبيعي، ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، وجرير بن أيوب البجلي. وثقه ابن معين، وكأنه تأخر. 369- (عيسى بن طلحة) [2]- ع- بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي المدني، أَبُو محمد. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةَ. روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، وطلحة بن يحيى، والزهري، وغيرهم. وكان من حلماء قريش وأشرافهم، وفد على معاوية. وثقه ابن معين. روى أيوب بن عباية، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِرْبَاعٍ قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ إِلَى عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ فَأَنْشَدَ عِيسَى: يَقُولُونَ: لَوْ عَزَّيْتَ [3] قَلْبَكَ لارْعَوَى ... فَقُلْتُ: وَهَلْ لِلْعَاشِقِينَ قُلُوبُ عَدِمْتُ فُؤَادِي كَيْفَ عَذَّبَهُ الْهَوَى ... أما لفؤادي من هواه طبيب   [ () ] الكبير للبخاريّ 7/ 79 رقم 360، الجرح والتعديل 7/ 36- 37 رقم 196، المعرفة والتاريخ 2/ 641 و 650، تاريخ أبي زرعة 1/ 639، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 818، الكاشف 2/ 313 رقم 4432، تهذيب التهذيب 8/ 203- 204 رقم 378، تقريب التهذيب 2/ 96 رقم 866. [1] بكسر الراء نسبة إلى بارق، وهو جبل نزله الأزد ببلاد اليمن. (اللباب 1/ 107) . [2] الطبقات الكبرى 5/ 164، الطبقات لخليفة 154 و 244، تاريخ البخاري 325، نسب قريش 282- 283، التاريخ الكبير 6/ 385 رقم 2719، الجرح والتعديل 6/ 279 رقم 1550، المعرفة والتاريخ 1/ 366، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 489، تحفة الأشراف 13/ 330 رقم 1238، الكاشف 2/ 315 رقم 4446، سير أعلام النبلاء 4/ 367- 368 رقم 144 العبر 1/ 120، تهذيب التهذيب 8/ 215 رقم 397، تقريب التهذيب 2/ 98 رقم 886، خلاصة تذهيب التهذيب 302، شذرات الذهب 1/ 119. [3] كذا في الأصل وطبعة القدسي 43، وفي سير أعلام النبلاء «عذّبت» 4/ 367. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 448 فَقَامَ الرَّجُلُ فَأَسْبَلَ إِزَارَهُ وَمَضَى إِلَى بَابِ الْحُجْرَةِ يَتَبَخْتَرُ ثُمَّ يرجع، حَتَّى عَادَ لِمَجْلِسِهِ طَرَبًا، وَقَالَ: أَحْسَنْتَ، فَضَحِكَ عِيسَى وَجُلَسَاؤُهُ لِطَرَبِهِ. مَاتَ عِيسَى فِي حُدُودِ سَنَةَ مِائَةٍ. 370- (عِيسَى بن هلال) [1]- د ت- الصّدفي المصري. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. رَوَى عَنْهُ: دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَيَزِيدُ بن أبيّ، وعيّاش بن عبّاس المصريّون.   [1] الجرح والتعديل 6/ 385- 386 رقم 2722، المعرفة والتاريخ 2/ 515، الجرح والتعديل 6/ 290 رقم 1611، الكاشف 2/ 319 رقم 4474، تهذيب التهذيب 8/ 236 (في الحاشية) ، تقريب التهذيب 2/ 103 رقم 929، حسن المحاضرة 1/ 107. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 449 [حرف الْغَيْنِ] 371- (غَزْوَانُ أَبُو مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ) [1]- د ت ن- كُوفِيٌّ. يَرْوِي عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْبَرَاءِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى. وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَحُصَيْنٌ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ. 372- (غَزْوَانُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ) [2] الْبَصْرِيُّ أَحَدُ الْخَائِفِينَ، أَصَابَ ذِرَاعَهُ شَرَارَةٌ فلمّا آلمته حلف أَنْ لا يَرَاهُ اللَّهُ ضَاحِكًا حَتَّى يَعْلَمَ أَفِي الْجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ، فَلَبِثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يُرَ ضَاحِكًا مُكَشِّرًا. رَوَاهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَجْلانَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ أَنَّ غَزْوَانَ أَصَابَ ذِرَاعَهُ، فَقِيلَ أَنَّهُ بَلَغَ الْحَسَنَ فَقَالَ: عَزَمَ غَزْوانُ فَفَعَلَ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ شَيْخٍ لَهُ أَنَّ غَزْوَانَ كَانَ إِذَا سَافَرَ هَدَمَ خَصَّهُ فَإِذَا رَجَعَ أَعَادَهُ.   [1] الكنى والأسماء 2/ 103، التاريخ لابن معين 2/ 468 رقم 459، التاريخ الكبير 7/ 108 رقم 483، المعرفة والتاريخ 2/ 190، الجرح والتعديل 7/ 55 رقم 318، تحفة الأشراف 13/ 330، 331 رقم 1239، الكاشف 2/ 322 رقم 4490، تهذيب التهذيب 8/ 245- 246 رقم 452، تقريب التهذيب 2/ 105 رقم 11. [2] لم أجد له ترجمة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 450 373- (غنيم بن قيس) [1]- م 4- أبو العنبر المازني الكعبيّ البصري. أَدْرَكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَغَزَا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ. وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعْدَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَذَّاءِ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ [2] . وَكَانَ من جلّة البصريّين.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 123- 124، الطبقات لخليفة 193، التاريخ لخليفة 292، التاريخ الكبير 7/ 110 رقم 492، التاريخ لابن معين 2/ 469، الجرح والتعديل 7/ 58 رقم 333، الكنى والأسماء 2/ 46، كتاب المراسيل 165 رقم 314، الكاشف 2/ 323 رقم 4499، تهذيب التهذيب 8/ 251 رقم 463، تقريب التهذيب 2/ 106 رقم 22، جامع التحصيل 308 رقم 614. [2] بضم الجيم وفتح الراء وسكون الياء.، نسبة إلى جرير بن عبّاد.. (اللباب 1/ 276) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 451 [حرف الْفَاءِ] 374- فَرْوَةُ بْنُ مُجَاهِدٍ اللَّخْمِيُّ [1] الْفِلَسْطِينِيُّ. أَرْسَلَ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الرَّمْلِيُّ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] : كَانُوا لا يَشُكُّونَ أَنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَخْبَرَنِي مُغِيرَةُ بْنُ مُغِيرَةَ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ طَاغِيَةَ الرُّومِ لَمَّا دَعَاهُ وَأَصْحَابَهُ إِلَى قِتَالِ بُرْجَانَ وَوَعَدَهُمْ تَخْلِيَةَ سَبِيلِهِمْ إِنْ نُصِرْتُمْ عَلَيْهِمْ، فَأَجَبْنَاهُ إِلَى ذَلِكَ، فَقَالَ لِي أَصْحَابِي: كَيْفَ نُقَاتِلُهُمْ بِلا دَعْوَةٍ إِلَى الإِسْلامِ؟ فَقُلْتُ: لا يُجِيبُنَا الطَّاغِيَةُ، وَلَكِنِّي سَأَرْفِقُ، فَقُلْتُ لِلطَّاغِيَةِ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْذَنَ لَنَا فِي إِقَامَةِ الصَّلاةِ، وَنَجْمَعُهَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، ثُمَّ قُولُوا أَنْتُمْ: جَاءَنَا مَدَدٌ مِنَ الْعَرَبِ، فَتَكُونُ صَلاتُنَا مُصَدِّقًا لِمَا قُلْتُمْ مِنْ ذَلِكَ فَأَجَابَنَا إِلَى ذَلِكَ، وَأَقَمْنَا الصَّلاةَ، فَصَلَّيْنَا، ثُمَّ قاتلناهم، فنصرنا الله عليهم، وخلّى سبيلنا.   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 127، 128 رقم 572، الجرح والتعليل 7/ 82 رقم 468، الكاشف 2/ 326 رقم 4520، جامع التحصيل 308 رقم 618، تهذيب التهذيب 8/ 264- 265 رقم 490، تقريب التهذيب 2/ 108 رقم 20. ويقال له: «فروة بن مجالد» باللام بدل الهاء. [2] في الجرح والتعديل 7/ 82. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 452 375- (الْفُضَيْلُ بْنُ زَيْدٍ) [1] أَبُو سِنَانٍ الرَّقَاشِيُّ. أَحَدُ زُهَّادِ الْبَصْرَةِ وَعُبَّادِهَا، لَهُ ذِكرٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس وتسعين.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 129، الطبقات لخليفة 200 وفيه «يزيد» بدل «زيد» الجرح والتعديل 7/ 72 رقم 412، التاريخ الكبير 7/ 119 رقم 533، التاريخ لابن معين 2/ 476، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 729، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 51 رقم 55 وفيه «يزيد» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 453 [حرف الْقَافِ] 376- قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَبُو حَفْصٍ الْبَاهِلِيُّ. أَمِيرُ خُرَاسَانَ كُلِّهَا بَعْدَ إِمْرَةِ الرَّيِّ، وَكَانَ مِنَ الشَّجَاعَةِ وَالْحَزْمِ وَالرَّأْيِ بِمَكَانٍ، وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ خُوَارَزْمَ وَبُخَارَى وَسَمَرْقَنْدَ، وَقَدْ كَانُوا كَفَرُوا وَنَقَضُوا، ثُمَّ افْتَتَحَ فَرْغَانَةَ وَالتُّرْكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. وَوَلِيَ خُرَاسَانَ عَشْرَ سِنِينَ. وَقَدْ سَمِعَ، مِنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَلَمَّا مَاتَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ نَزَعَ الطَّاعَةَ، فَلَمْ يُوَافِقْهُ عَلَى ذَلِكَ أَكْثَرُ النّاس.   [1] البيان والتبيين للجاحظ 2/ 132، المعارف 406، الكامل في الأدب للمبرّد 3/ 13، تاريخ خليفة 318، تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 506 وما بعدها، العيون والحدائق لمجهول 3/ 2 و 11 و 17- 19، الخراج وصناعة الكتابة 407 و 408 و 409، فتوح البلدان للبلاذري (انظر فهرس الأعلام) ، معجم المرزباني 212، الكامل في التاريخ لابن الأثير 5/ 12، معجم البلدان 1/ 355، وفيات الأعيان 4/ 86- 91 رقم 542، العبر 1/ 114، سرح العيون 186، البداية والنهاية 9/ 167- 168، تاريخ ابن خلدون 3/ 59- 66، سير أعلام النبلاء 4/ 410- 411 رقم 160، دول الإسلام 1/ 66، نهاية الأرب 21/ 338- 343، النجوم الزاهرة 1/ 233، شذرات الذهب 1/ 112، خزانة الأدب للبغدادي 3/ 657، رغبة الآمل 3/ 6 و 6/ 118. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 454 وَكَانَ قُتَيْبَةُ قَدْ عَزَلَ وَكِيعَ بْنَ حَسَّانِ بْنِ قَيْسٍ الْغُدَانِيَّ [1] عَنْ رِيَاسَةِ تَمِيمٍ، فَحَقَدَ عَلَيْهِ، وَسَعَى فِي تَأْلِيبِ الْجُنْدِ، ثُمَّ وَثَبَ عَلَى قُتَيْبَةَ فِي أَحَدَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً. وَقُتِلَ أَبُو صَالِحٍ، أَبُوهُ، مَعَ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَبَاهِلَةُ قَبِيلَةٌ مُنْحَطَّةٌ بَيْنَ الْعَرَبِ، كَمَا قِيلَ: وَمَا يَنْفَعُ الأَصْلُ مِنْ هَاشِمٍ ... إِذَا كَانَتِ النَّفْسُ مِنْ بَاهِلَهْ [2] وَقَالَ آخَرُ: وَلَوْ قِيلَ لِلْكَلْبِ يَا بَاهِلِيُّ ... عَوَى الْكَلْبُ مِنْ لُؤْمِ هَذَا النَّسَبِ [3] وَعَنْ قُتَيْبَةَ أَنَّهُ قَالَ لِهُرَيْرَةَ بْنِ مَسْرُوحٍ: أَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ، لَوْ كَانَ أَخْوَالُكَ مِنْ غَيْرِ سَلُولَ [4] فَلَوْ بَادَلْتَ بِهِمْ. قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، بَادِلْ بِهِمْ مَنْ شِئْتَ وَجَنِّبْنِي بَاهِلَةَ [5] . وَقِيلَ: لِبَعْضِهِمْ: أَيَسُرُّكَ أَنَّكَ بَاهِلِيُّ وَأَنَّكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ بِشَرْطِ أَنْ لا يَعْلَمَ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَنِّي بَاهِلِيٌّ [6] . وَيُرْوَى أَنَّ أَعْرَابِيًّا لَقِيَ آخَرَ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَاهِلَةَ، فَرَثَى لَهُ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: وَأَزِيدُكَ، إِنِّي لَسْتُ مِنْ صَمِيمِهِمْ بَلْ مِنْ مَوَالِيهِمْ، فَأَخَذَ الأَعْرَابِيُّ يُقَبِّلُ يَدَيْهِ وَيَقُولُ: مَا ابْتَلاكَ اللَّهُ بِهَذِهِ الرَّزِيَّةِ فِي الدُّنْيَا إِلا وأنت من أهل الجنة [7] .   [1] في طبعة القدسي 4/ 45 «العداني» بالعين المهملة، والتصحيح من اللباب 1/ 375 حيث قال: «بضم الغين وفتح الدال المخفّفة.. نسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة ... » . [2] البيت في: ثمار القلوب 119، والتمثيل والمحاضرة 456 ولم يذكر اسم قائله. [3] البيت في: الكامل للمبرّد 3/ 11، وثمار القلوب للثعالبي 119، ووفيات الأعيان لابن خلكان 4/ 90، وقد نسبه الثعالبي لأبي هفّان. [4] اللفظ في سير أعلام النبلاء 4/ 411 «لولا أنّ أخوالك من سلول» . [5] وفيات الأعيان 4/ 90. [6] ثمار القلوب 119، وفيات الأعيان 4/ 90- 91. [7] وفيات الأعيان 4/ 90. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 455 قُلْتُ: قُتَيْبَةُ لَمْ يَنَلْ مَا نَالَهُ بِالنَّسَبِ، بَلْ بِالشَّجَاعَةِ وَالرَّأْيِ وَالدَّهَاءِ وَالسَّعْدِ وَكَثْرَةِ الْفُتُوحَاتِ. 377- (قُرَّةُ بْنُ شَرِيكِ) [1] بْنِ مَرْثَدِ بْنِ حَرَامٍ الْعَبْسِيُّ [2] الْقِنَّسْرِينِيُّ، أَمِيرُ مِصْرَ مِنْ قِبَلِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ ظَالِمًا فَاسِقًا جَبَّارًا. قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ خَلِيعًا، مَاتَ عَلَى إِمْرَةِ مِصْرَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، بَعْدَ أَنْ وَلِيَهَا سَبْعَ سِنِينَ، أَمَرَهُ الْوَلِيدُ بِبِنَاءِ جَامِعِ الْفُسْطَاطِ وَالزِّيَادَةِ فِيهِ، قَالَ: وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ الصُّنَّاعُ مِنْ بِنَاءِ الْجَامِعِ دَخَلَهُ فَدَعَا بِالْخَمْرِ وَالطَّبْلِ وَالْمِزْمَارِ وَيَقُولُ: لَنَا لَيْلٌ وَلَهُمْ نَهَارٌ، وَكَانَ مِنْ أَظْلَمِ خَلْقِ اللَّهِ. هَمَّتِ الإِبَاضِيَّةُ بِاغْتِيَالِهِ، وَتَبَايَعُوا عَلَى ذَلِكَ، فَعَلِمَ بِهِمْ، فَقَتَلَهُمْ. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ وَغَيْرُهُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الْوَلِيدُ بِالشَّامِ، وَالْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الْمُرِّيُّ بِالْحِجَازِ، وَقُرَّةُ بِمِصْرَ، امْتَلأَتِ الأَرْضُ وَاللَّهِ جُورًا. وَيُرْوَى أَنَّ نعي الحجّاج وَقُرَّةَ وَرَدا عَلَى الْوَلِيدِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ، فَإِنَّ قُرَّةَ عَاشَ بَعْدَ الْحَجَّاجِ ستّة أشهر. 378- (قزعة [3] بن يحيى) [4]- ع- أبو الغادية البصريّ، مَوْلَى زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ، وَقِيلَ مَوْلَى غَيْرِهِ.   [1] تاريخ خليفة 311، المعرفة والتاريخ 1/ 609، العيون والحدائق لمجهول 3/ 140، تاريخ الرسل والملوك 6/ 522، الولاة والقضاة للكندي 63- 66 و 330- 332، الكامل في التاريخ 5/ 20، العبر 1/ 113، دول الإسلام 1/ 66- 67، سير أعلام النبلاء 4/ 409- 410 رقم 159، البداية والنهاية 9/ 169، النجوم الزاهرة 1/ 217، شذرات الذهب 1/ 111. [2] في طبعة القدسي 4/ 46 «العنسيّ» وهو تصحيف، والتصحيح من مصادر ترجمته. [3] بفتح القاف والزاي. [4] التاريخ لابن معين 2/ 488، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 191- 192 رقم 852، المعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 294- 295، تاريخ أبي زرعة 1/ 166، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 139 رقم 779، المشتبه للذهبي 2/ 529 الكاشف للذهبي 2/ 344 رقم 4648، تهذيب التهذيب 8/ 377 رقم 667، تقريب التهذيب 2/ 126 رقم 111. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 456 حَدَّثَ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْهُ: مُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصِيرُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَجِّ، وَيَسْبِقُ الْحَجَّاجَ إِلَى مَكَّةَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ. وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ. 379- (قَسَامَةُ بْنُ زُهَيْرٍ المازنيّ) [1]- ت ن- البصريّ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: وَتُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ الْحَجَّاجِ.. قُلْتُ: وَقَعَ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي الْقَطِيعِيَّاتِ. 380- قَيْسُ بْنُ أَبِي حازم [2] ع عَبْدُ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، وَيُقَالُ عَوْفُ بْنُ عبد الحارث الأحمسيّ   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 152، الطبقات لخليفة 193، تاريخ خليفة 303، الجرح والتعديل 7/ 147 رقم 817، الكاشف 2/ 345 رقم 4650، تهذيب التهذيب 8/ 378 رقم 670، تقريب التهذيب 2/ 126 رقم 114. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 67، التاريخ لابن معين 2/ 489- 490، الطبقات لخليفة 151، تاريخ خليفة 316، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 145 رقم 648، المعرفة والتاريخ للبسوي 3/ 70، تاريخ أبي زرعة 1/ 656، الجرح والتعديل 7/ 102 رقم 579، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 168 رقم 320، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 102 رقم 756، الإستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 247- 248، تاريخ بغداد 12/ 452- 455 رقم 6936، أسد الغابة لابن الأثير 4/ 211، تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 2/ 61 رقم 74، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 342 رقم 81، دول الإسلام للذهبي 1/ 68، سير أعلام النبلاء 4/ 198- 202 رقم 81، تذكرة الحفاظ 1/ 61 رقم 49، المغني في الضعفاء 2/ 526 رقم 5059، الكاشف للذهبي 2/ 347 رقم 4666، العبر 1/ 115، ميزان الاعتدال 3/ 392، 393 رقم 6908، جامع التحصيل لابن كيكلدي 315- 316 رقم 640، الإصابة 3/ 271- 272 رقم 7295، تهذيب التهذيب 8/ 386- 389 رقم 689، تقريب التهذيب 2/ 127 رقم 132، النجوم الزاهرة 1/ 241، طبقات الحفاظ للسيوطي 22، خلاصة التذهيب 317، شذرات الذهب 1/ 112. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 457 البجلي [1] ، مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ. تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَيْسٌ فِي الطَّرِيقِ قَدْ قَدِمَ لِيُبَايِعَهُ، وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَالزُّبَيْرِ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَخَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَطَائِفَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ. رَوَى عَنْهُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَطَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَالأَعْمَشُ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعِيسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ كُوفِيًّا عُثْمَانِيًّا، وَذَلِكَ نَادِرٌ. رَوَى حَفْصُ بْنُ سَلْمٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ- وَهُوَ مُتَّهَمٌ وَاهٍ- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ مَعَ أَبِي، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَأَنَا ابْنُ سبع أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ. وَقَالَ جَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ لأُبَايِعَهُ، فَجِئْتُ وَقَدْ قُبِضَ، وَأَبُو بَكْرٍ قَائِمٌ فِي مَقَامِهِ [2] . كَانَ قَيْسٌ مَعَ خَالِدٍ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ مِنَ السَّمَاوَةِ. وَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: أَمَّنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالْيَرْمُوكِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ [3] . وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ تُرَوِّحُهُ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَشْمٍ فِي ذِرَاعِهَا، فَقَالَ لِأَبِي: يَا أَبَا حازم قد أجزت لك فرسك.   [1] في سير أعلام النبلاء 4/ 198 أثبته المحقّق «البخلي» بالخاء، وهو تحريف واضح. [2] أسد الغابة 4/ 211، الإصابة 3/ 272. [3] سير أعلام النبلاء 4/ 202. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 458 وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قَيْسٌ سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَسَعْدٍ، وَالزُّبَيْرِ، وَطَلْحَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي مَسْعُودٍ، وَجَرِيرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَكَانَ عُثْمَانِيًّا. وَرَوَى عَنْ بِلالٍ وَلَمْ يَلْقَهُ. قال ابن عيينة: ما كان بالكوفة أروى من الصّحابة منه. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَى عَنْ تِسْعَةٍ مِنَ الْعَشَرَةِ، لَمْ يَرْوِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ أَوْثَقُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: ثنا قيس بن أبي حازم هذه الأصطوانة [1] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ حَدِيثَ كِلابِ الْحَوْأَبِ [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: أَمَّنَا قَيْسٌ كَذَا وَكَذَا، فَمَا رَأَيْتُهُ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِنَا، وَكَانَ عُثْمَانِيًّا. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي غَنِيَّةَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: كَبُرَ قَيْسٌ حَتَّى جَاوَزَ الْمِائَةَ بِسِنِينَ كَثِيرَةٍ حَتَّى خَرِفَ وَذَهَبَ، فَاشْتَرَوْا لَهُ جَارِيَةً سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةً فِي عُنُقِهَا قَلَائِدُ مِنْ عِهْنٍ وَوَدَعٍ وَأَجْرَاسٍ، فَجُعِلَتْ عِنْدَهُ، وَأُغْلِقَ عَلَيْهِمَا، فَكُنَّا نَطَّلِعُ عَلَيْهِ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ، فَيَأْخُذُ تِلْكَ الْقَلائِدَ فَيُحَرِّكُهَا بِيَدِهِ   [1] الجرح والتعديل 7/ 102، تاريخ بغداد 12/ 454. [2] الحوأب: بالفتح ثم السكون، وهمزة مفتوحة. موضع بئر في طريق البصرة، نبحت كلابه على السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، عند ما أرادت المضيّ إلى البصرة في وقعة الجمل. (معجم البلدان 2/ 314) . رواه الإمام أحمد في مسندة 6/ 52 و 97 من طريق إسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَنْ قيس بْن أبي حازم، قال: لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب، قالت: أيّ ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنّني إلّا أنّي راجعة، وقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عزّ وجلّ ذات بينهم، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها ذات يوم: «كيف بإحداكنّ تنبح عليها كلاب الحوأب؟» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 459 وَيَضْحَكُ فِي وَجْهِهَا [1] . قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ. قَالُوا: كَانَ يَحْمِلُ عَلَى عَلِيٍّ، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ عُثْمَانَ، وَلِذَلِكَ تَجَنَّبَ كَثِيرٌ مِنْ قُدَمَاءِ الْكُوفِيِّينَ الرِّوَايَةَ عَنْهُ. قَالَ الْهَيْثَمُ: مَاتَ فِي آخِرِ خِلافَةِ سُلَيْمَانَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَخَلِيفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ. وَغَلَطَ الْفَلاسُ وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وثمانين. 381- (قيس بن حبتر) [2]- د- النّهشليّ الكوفي. حَدَّثَ بِالْجَزِيرَةِ عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَزَرِيُّ، وَغَالِبُ بْنُ عُبَادَةَ. وَثَّقَهُ ن [3] . 382- (قَيْسُ بْنُ رَافِعٍ الأَشْجَعِيُّ) [4] الْقَيْسِيُّ الْمِصْرِيُّ، أَحَدُ الْعُلَمَاءِ. روى عن: أبي هريرة، وابن عمر. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وعبد الكريم بن الحارث، والحسن بن ثوبان، وإبراهيم بن نشيط، وعياش بن عقبة. قال عبد الكريم بن الحارث عَنْ قَيْسٍ: وَيْلٌ لِمَنْ كَانَ دِينُهُ دنياه وهمّه بطنه.   [1] تاريخ بغداد 12/ 455. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 207، الطبقات لخليفة 320، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 148 رقم 657، المعرفة والتاريخ 3/ 194، الجرح والتعديل 7/ 95 رقم 542، المشتبه للذهبي 1/ 134، الكاشف للذهبي 2/ 347 رقم 4667، تهذيب التهذيب 8/ 389 رقم 690، تقريب التهذيب 2/ 128 رقم 133. [3] أي النسائي. [4] التاريخ الكبير 7/ 152 رقم 677، الجرح والتعديل 7/ 96 رقم 549، تحفة الأشراف 13/ 342 رقم 1252، جامع التحصيل 316 رقم 641، تهذيب التهذيب 8/ 391 رقم 694، تقريب التهذيب 2/ 128 رقم 137، حسن المحاضرة 1/ 109. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 460 383- (قَيْسُ بْنُ كُلَيْبٍ الْحَضْرَمِيُّ) [1] حَاجِبُ الأُمَرَاءِ بِمِصْرَ. حَجَبَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعُتْبَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بَعْدَهُ، ثُمَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، وَمُسْلِمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ، وَسَعِيدَ بْنَ مَخْلَدٍ، وَسَعِيدَ بْنَ يَزِيدَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَحْدَمٍ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، وَعُمَرَ بْنَ مَرْوَانَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو قَبِيلٍ [2] الْمَعَافِرِيُّ [3] . وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ التِّسْعِينَ.   [1] كتاب الولاة والقضاة للكندي 54. [2] مهمل في الأصل، والتصويب من تهذيب التهذيب. [3] في الأصل «المغافري» ، والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 72 (لم يرقّم) واسمه: حييّ بن هانئ، بضم أوله وياءين من تحت، الأولى مفتوحة. وأبو قبيل: بفتح القاف وكسر الباء الموحّدة بعدها تحتانيّة ساكنة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 461 [حرف الْكَافِ] 384- كُرَيْبُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ [1] ع مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو رِشْدِينَ. أَدْرَكَ عُثْمَانَ، وَرَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَأُمِّ هَانِئٍ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ رِشْدِينُ، وَمُحَمَّدٌ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَمُحَمَّدٌ، وَمُوسَى بَنُو عُقْبَةَ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمَخْرَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَفْوَانُ بن سليم، وطائفة. وبعثته أُمُّ الْفَضْلِ وَالِدَةُ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَسُولا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: وَضَعَ عِنْدَنَا كُرَيْبٌ حِمْلَ بَعِيرٍ- أَوْ عَدْلَ بَعِيرٍ- مِنْ كُتُبِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ إِذَا أَرَادَ الْكِتَابَ كَتَبَ إِلَيْهِ: ابْعَثْ إِلَيَّ بصحيفة كذا وكذا، قال: فننسخها ونبعث إليه إحداهما [2] ، رواها   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 293، التاريخ لابن معين 2/ 496، الطبقات لخليفة 280، تاريخ خليفة 316، التاريخ الكبير 7/ 231 رقم 994، المعرفة والتاريخ 1/ 417، الجرح والتعديل 7/ 168 رقم 956، مشاهير علماء الأمصار 72 رقم 498، تحفة الأشراف 13/ 343 رقم 1254، الكاشف 3/ 7 رقم 4724، سير أعلام النبلاء 4/ 479- 480 رقم 181، العبر 1/ 117، البداية والنهاية 9/ 186، تهذيب التهذيب 8/ 433 رقم 783، تقريب التهذيب 2/ 134 رقم 43، خلاصة التذهيب 322، شذرات الذهب 1/ 114. [2] كذا في الأصل، وفي الطبقات لابن سعد 5/ 293: «فينسخها فيبعث إليه بإحداهما» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 462 أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْهُ. وَعَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَغَيْرِهِ: أَنَّ كُرَيْبًا تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ [1] . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ رَأَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. 385- (كنانة بن نعيم العدويّ) [2]- م د- البصريّ. رَوَى عَنْ: قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ، وَأَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ. رَوَى عَنْهُ: عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَهَارُونُ بْنُ رِيَابٍ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صهيب. وكان ثقة قليل الرواية.   [1] ابن سعد 5/ 293. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 227، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 236 رقم 1016، الجرح والتعديل 7/ 169 رقم 964، الكاشف للذهبي 3/ 10 رقم 4747، تهذيب التهذيب 8/ 449 رقم 814، تقريب التهذيب 2/ 137 رقم 73. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 463 [حرف الْمِيمِ] 386- (مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ) [1]- ع- أبو سعيد النّصري المدنيّ. أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ. وَرَأَى أَبَا بَكْرٍ، وَقِيلَ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ يَصِحَّ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالْعَبَّاسِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَابْنُ مُطْعِمٍ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ [2] حَلْحَلَةَ، وَآخَرُونَ. وَحَضَرَ الْجَابِيَةَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ مَعَ عُمَرَ، وَكَانَ عَرِّيفًا عَلَى قَوْمِهِ فِي زَمَنِ عُمَرَ، وَكَانَ من أفصح العرب.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 56- 57، التاريخ لابن معين 2/ 546 رقم 211، الطبقات لخليفة 236، تاريخ خليفة 113، التاريخ الكبير 7/ 305 رقم 1296، المعارف 427، المعرفة والتاريخ 1/ 397، تاريخ أبي زرعة 1/ 414، الجرح والتعديل 8/ 203 رقم 896، كتاب المراسيل 399 رقم 221، الاستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 382- 383، أسد الغابة 4/ 372، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 79، تذكرة الحفاظ 1/ 68 رقم 61، سير أعلام النبلاء 4/ 171، 172 رقم 62، العبر 1/ 106، الكاشف 3/ 99 رقم 5334، جامع التحصيل 333- 334 رقم 722، تهذيب التهذيب 10/ 10- 11 رقم 5، تقريب التهذيب 2/ 223 رقم 860، الإصابة 3/ 339 رقم 7595، النجوم الزاهرة 1/ 190، طبقات الحفاظ 26، خلاصة تذهيب التهذيب 366، شذرات الذهب 1/ 99. [2] ساقطة من الأصل، واستدراكها من المصادر السابقة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 464 وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَابْنُ خُزَيْمَةَ. قَالَ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ. وَنَقَلَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ ركب الْخَيْلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. 387- (مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ السُّلَمِيُّ) [1]- م د ن- الرّقّيّ ويقال: الكوفي. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بن ربيعة، وعلقمة، وعبد الرحمن بن يزيد النّخغيّين. روى عنه: منصور، والأعمش. ووثقه ابن معين. وتوفي سنة أربع وتسعين. 388- (مالك بن مسمع) [2] أبو غسان الربعي من أشراف أهل البصرة وسادتهم. ذكره ابن عساكر وَقَالَ: وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ. قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. 389- (مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ) [3]- ت- بن حارثة الكلبيّ، ابْنُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 294، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 307 رقم 1307، الجرح والتعديل 8/ 207 رقم 909، مشاهير علماء الأمصار 105 رقم 786، الكاشف 3/ 100 رقم 5338، ميزان الاعتدال 3/ 425 رقم 7011، جامع التحصيل 334 رقم 724، تهذيب التهذيب 10/ 12- 13 رقم 9، تقريب التهذيب 2/ 224 رقم 865. [2] تاريخ خليفة 258- 259، و 326. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 246، الطبقات لخليفة 230 و 247- 248 التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 19- 20 رقم 12، الجرح والتعديل 7/ 205 رقم 1137، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 453، المعارف 145، الكاشف 3/ 17 رقم 4784، ميزان الاعتدال 3/ 468 رقم 7196، تهذيب التهذيب 9/ 35 رقم 43، تقريب التهذيب 2/ 143 رقم 34. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 465 مَدَنِيٌّ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ قُسَيْطٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. 390- (مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ) [1] ، أَبُو مُصْعَبٍ الْعَبْدَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وعقبة بن عامر، وابن عمر. وعنه: ابناه: مصعب، وإبراهيم، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويزيد بن عبد الله بن قسيط، وآخرون. له حديث في كتاب «الأدب» للبخاري. 391- محمد بن جُبَير بن مُطْعم [2] ع ابْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، أبو سعيد القرشي النوفلي المدني، أخو نافع. روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ. وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ. رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ: جُبَيْرٌ، وَعُمَرُ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَسَعِيدٌ، وَابْنُ شِهَابٍ،   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 50 رقم 102، الجرح والتعديل 7/ 215، 216 رقم 1197، الكاشف 3/ 24 رقم 4829، المغني في الضعفاء 2/ 561 رقم 5347، تهذيب التهذيب 9/ 83- 84 رقم 106، تقريب التهذيب 2/ 149 رقم 87. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 205، الطبقات لخليفة 241، تاريخ خليفة 246 و 325، التاريخ الكبير 1/ 52 رقم 109، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 363، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، الجرح والتعديل 7/ 218 رقم 1212، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 72 رقم 500، الكاشف للذهبي 3/ 25 رقم 4836، سير أعلام النبلاء 4/ 543- 544 رقم 218، الوافي بالوفيات للصفدي 2/ 284 رقم 718، البداية والنهاية لابن كثير 9/ 186، تهذيب التهذيب 9/ 91- 92 رقم 119، تقريب التهذيب 2/ 150 رقم 99، خلاصة تذهيب التهذيب 330 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 466 وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيَّانِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافِهَا. رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق، عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ احْتَسَبَ بِعِلْمِهِ وَجَعَلَهُ فِي بَيْتٍ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابًا، وَدَفَعَ المفتاح إِلَى مَوْلاةٍ لَهُ، وَقَالَ لَهَا: مَنْ جَاءَكِ يَطْلُبُ مِنْكِ مِمَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ شَيْئًا فَادْفَعِي إِلَيْهِ الْمُفْتَاحَ، وَلا تُذْهِبِينَ مِنَ الْكُتُبِ شَيْئًا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقِيلَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] . 392- (مُحَمَّدُ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ) [3] بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو بَكْرٍ، وَيُقَالُ أَبُو عَامِرٍ. رَوَى عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ أَنَّهَا رَأَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَّى فِي ثَوْبٍ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ وَفِيهِ: كَانَ مَا كَانَ [4] ، رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، أَخْبَرَنِي محمد بن أبي سُفْيَانَ، فَذَكَرَهُ [5] . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يرد   [1] الطبقات الكبرى 5/ 205. [2] المصدر نفسه. [3] التاريخ الكبير 1/ 103 رقم 288، المعرفة والتاريخ للبسوي 1/ 401، الجرح والتعديل 7/ 275 رقم 1491، الكاشف للذهبي 3/ 43 رقم 4955، تهذيب التهذيب 9/ 192، 193 رقم 294، تقريب التهذيب 2/ 165 رقم 263. [4] العبارة غامضة، والمراد: صلّى في ثوب كان عليّ وعليه، وكان فيه ما كان من أثر الجماع. [5] هو بمعنى حديث معاوية بن أبي سفيان أنه سأل أخته أم حبيبة زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلّي في الثوب الّذي يجامعها فيه؟ فقالت: نعم، إذا لم ير فيه أذى. (رواه أبو داود في باب الصلاة في الثوب الّذي يصيب أهله فيه- ج 1/ 100 رقم 336) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 467 هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللَّهُ» [1] . وَرَوَى الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعَ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ، عَنْ بِلالٍ فِي الأَذَانِ. 393- (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثوبان) [2]- م- القرشيّ العامريّ مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَجَابِرٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدٍ مَوْلَى الأَسْوَدِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ. 394- (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن) [3]- م ن- بن الحارث بن هشام المخزوميّ أَخُو الْفَقِيهِ أَبِي بَكْرٍ. رَوَى: عَنْ عَائِشَةَ.   [1] الجامع الصحيح للترمذي 5/ 373 رقم 3996 وهو حديث غريب، مسند أحمد بن حنبل 1/ 64 و 171 و 183. [2] الطبقات لخليفة 248، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 145 رقم 434، المعرفة والتاريخ 1/ 420- 421، الجرح والتعديل 7/ 312 رقم 1697، كتاب المراسيل لابن أبي حاتم 184 رقم 337، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 78 رقم 561، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 359- 360 رقم 1271، الكاشف للذهبي 3/ 59 رقم 5065، المغني في الضعفاء 2/ 606 رقم 5745، (انظر الحاشية) ، الوافي بالوفيات للصفدي 3/ 221 رقم 1214، جامع التحصيل لابن كيكلدي 326 رقم 691، تهذيب التهذيب 9/ 294- 295 رقم 488، تقريب التهذيب 2/ 182 رقم 443. [3] تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 145- 146 رقم 436، المعرفة والتاريخ 1/ 202، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، الجرح والتعديل 7/ 313 رقم 1699، الكاشف للذهبي 3/ 60 رقم 5066، ميزان الاعتدال 3/ 625 رقم 7855، المغني في الضعفاء 2/ 607 رقم 5753 و 608 رقم 5762، الوافي بالوفيات للصفدي 3/ 225 رقم 1222، تهذيب التهذيب 9/ 295 رقم 489، تقريب التهذيب 2/ 183 رقم 444. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 468 وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ. وَهُوَ مُقِلّ لا يَكَادُ يُعْرَفُ. 395- (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ) [1]- 4- بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ الأَسْوَدِ، وعم أبيه علقمة. روى عنه: الحسن بن عمرو الفقيمي، وزبيد اليامي، والحكم، ومنصور الأعمش، والأكابر. قال أبو زرعة: كان رفيع القدر من الجلة. وقال ابن معين: ثقة. 396- (محمد بن عروة بن الزّبير) [2]- ت- بن العوّام، الَّذِي ضَرَبَهُ فَرَسٌ فَمَاتَ [3] . قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ بَارِعَ الْجَمَالِ يُضْرَبُ بِحُسْنِهِ الْمَثَلُ [4] .   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 298، التاريخ لابن معين 2/ 528 رقم 2755 و 2756، الطبقات لخليفة 157، التاريخ الكبير 1/ 153 رقم 456، المعرفة والتاريخ 3/ 98، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 134 الجرح والتعديل 7/ 321، 322 رقم 1737، المعارف 432، الكاشف 3/ 62 رقم 5083، سير أعلام النبلاء 4/ 78 رقم 25، تهذيب التهذيب 9/ 308- 309 رقم 508، تقريب التهذيب 2/ 185 رقم 466، خلاصة التذهيب 394. [2] الطبقات لخليفة 267، نسب قريش 247- 248، الأخبار الموفقيات 348- 349، جمهرة نسب قريش 277- 283، التاريخ الكبير 1/ 201 رقم 619، المعارف 222- 223، الجرح والتعديل 8/ 47 رقم 217، الأغاني 1/ 146- 147، الكاشف 3/ 69 رقم 5129، الوافي بالوفيات 4/ 94 رقم 1569، تهذيب التهذيب 9/ 343- 344 رقم 566، تقريب التهذيب 2/ 191 رقم 527. [3] حكى الزبير بن بكار حادثة موته فقال إن عروة بن الزبير تخلّف يوما عن الدخول على الوليد بن عبد الملك فأمر ابنه محمدا بالدخول عليه، وكان حسن الوجه، فدخل عليه، وله غديرتان في ثياب وشيء، وهو يتبختر يضرب بيديه، فقال الوليد: هكذا والله التغطرف، وهكذا تكون فتيان قريش، فعانه، فقام من الليل متوسّنا، فوقع في إصطبل الدوابّ، فلم تزل تطؤه حتى مات. (جمهرة نسب قريش 277) . [4] وكان يسمّى زين المواكب لجماله. (الأغاني 1/ 146) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 469 رَوَى عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ هِشَامٌ، وَالزُّهْرِيُّ. 397- (محمد بن عمرو بن الحسن) [1]- خ م د ن- بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ المدني. رَوَى عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. روى عنه: سعد بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، وأبو الجحاف [2] داود بن أبي عوف. وثقه أبو زرعة الرازي، والنسائي. 398- محمد بن يوسف الثقفي [3] أخو الحجاج. كان أمير اليمن. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خُشْكٍ، عَنْ حُجْرٍ الْمَدَرِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: كَيْفَ بِكَ إِذَا أُمِرْتَ أَنْ تَلْعَنَنِي؟ قُلْتُ: وَكَائِنٌ ذَلِكَ! قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: الْعَنِّي وَلا تَبْرَأْ مِنِّي. قَالَ: فَأَمَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنْ يَلْعَنَ عَلِيًّا، فَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ أَمَرَنِي أَنِ ألْعَنَ عَلِيًّا فَالْعَنُوهُ. لَعَنَهُ اللَّهُ، فَمَا فَطِنَ لها إلّا رجل [4] .   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 189- 190 رقم 578، الجرح والتعديل 8/ 29 رقم 133، الكاشف 3/ 74 رقم 5164، تهذيب التهذيب 9/ 371 رقم 611، تقريب التهذيب 2/ 195 رقم 576. [2] مهمل في الأصل والتصويب من تهذيب التهذيب 3/ 196. [3] العقد الفريد لابن عبد ربه 3/ 474 و 4/ 122 و 5/ 47- 48، ثمار القلوب للثعالبي 649، المعارف 396، المعرفة والتاريخ 1/ 609 و 708- 709، تاريخ خليفة 293 و 311 و 355 تاريخ الرسل والملوك للطبري 2/ 156 و 498 و 564، الكامل في التاريخ 1/ 458 و 5/ 57 و 67، التذكرة الحمدونية 1/ 180، الوافي بالوفيات 5/ 242 رقم 2308. [4] الوافي بالوفيات 5/ 242. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 470 قُلْتُ: حُجْرٌ الْمَدَرِيُّ وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ. وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: صَلَّيْتُ أَنَا وَطَاوُسٌ الْمَغْرِبَ خَلْفَ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ طَاوُسٌ فَشَفَعَ بِرَكْعَةٍ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ. وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا غَشُومًا. وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: الْوَلِيدُ بِالشَّامِ وَالْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بِالْيَمَنِ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ بِالْحِجَازِ، وَقُرَّةُ بْنُ شَرِيكٍ بِمِصْرَ، امْتَلأَتْ وَاللَّهِ الأَرْضُ جُورًا [1] . قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: مَاتَ بِالْيَمَنِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ. 399- (مُحَرَّرُ بن أبي هريرة) [2]- ن ق- الدّوسي اليماني. روى عن: أبيه، وابن عمر. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، والزهري، والمثنى بن الصباح. توفي في أيام عمر بن عبد العزيز. 400- (محمود بن الربيع) [3]- ع- أبو سراقة بن عمرو الأنصاري   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 609. [2] الطبقات لخليفة 249 و 255 التاريخ الكبير 8/ 22 رقم 2010، الطبقات الكبرى 5/ 188، المعرفة والتاريخ 1/ 385، الجرح والتعديل 8/ 408 رقم 1868، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 353 رقم 1263، الكاشف 3/ 109 رقم 5406، تهذيب التهذيب 10/ 55- 56 رقم 90، تقريب التهذيب 2/ 231 رقم 942. وفي طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 52 «محرز» بالزاي، وهو تحريف. [3] التاريخ لابن معين 2/ 553، تاريخ خليفة 313، الطبقات لخليفة 105، و 238، التاريخ الكبير 7/ 402 رقم 1761، المعرفة والتاريخ 1/ 355، تاريخ أبي زرعة 1/ 415، المراسيل 199 رقم 364، الجرح والتعديل 8/ 289 رقم 1328، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 137، الإستيعاب 3/ 421- 422، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 504، أسد الغابة 5/ 116، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 84 رقم 117، العبر 1/ 117، سير أعلام النبلاء 3/ 519- 520 رقم 126، الكاشف 3/ 110 رقم 5417، مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 1/ 206، جامع التحصيل لابن كيكلدي 338 رقم 740، تهذيب التهذيب 10/ 63 رقم 103، تقريب التهذيب 2/ 233 رقم 956، الإصابة 3/ 386 رقم 7818، خلاصة تذهيب التهذيب 317، شذرات الذهب 1/ 116. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 471 الخزرجي، أبو محمد، ويقال أبو نعيم، وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ أَبِي صَعْصَعَةَ بْنِ زَيْدٍ النَّجَّارِيَّةُ الأَنْصَارِيَّةُ الْمَدَنِيَّةُ. عَقَلَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّهَا فِي وَجْهِهِ مِنْ بِئْرٍ فِي دَارِهِمْ وَلَهُ أَرْبَعُ سِنِينَ [1] . وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعُتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. رَوَى عَنْهُ: رَجَاءُ بْنُ حَيَوَةَ، وَمَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ. قَالَ ابْنُ سميع وغيره: هو ختن عبادة ابن الصَّامِتِ، نَزَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ أَمَدٌ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: اجْتَازَ بِدِمَشْقَ غَازِيًا إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً، وكذا ورّخه عليّ بن عبد الله التميميّ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. 401- (مَحْمُودُ بْنُ عمرو) [2]- د ن- بن يزيد بن السّكن الأنصاريّ المدنيّ. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ يَزِيدَ، وَعَمَّتِهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَحُصَيْنُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بن معاذ الأشهلي.   [1] أخرجه البخاري 1/ 157 في العلم، باب متى يصلح سماع الصغير، ومسلم 265 في المساجد، باب الرخصة في التخلّف عن الجماعة لعذر. [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 403 رقم 1765، الجرح والتعديل 8/ 290 رقم 1330، ميزان الاعتدال 4/ 78 رقم 8369، المغني في الضعفاء 2/ 647 رقم 6121، الكاشف 3/ 111 رقم 5419، تهذيب التهذيب 10/ 64 رقم 107، تقريب التهذيب 2/ 233 رقم 959. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 472 402- (محمود بن لبيد) [1]- م 4- بْنِ عُقْبَةَ، أَبُو نُعَيْمٍ الأَنْصَارِيُّ الأَشْهَلِيُّ الْمَدَنِيُّ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ، لَكِنَّ حُكْمَهَا الْإِرْسَالُ عَلَى الصَّحِيحِ. وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَقَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. رَوَى عَنْهُ: بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَانْقَرَضَ عقبه، وَفِي أَبِيهِ نَزَلَتِ الرُّخْصَةُ فِيمَنْ لا يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: هُوَ أَسَنُّ مِنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ. تُوُفِّيَ ابْنُ لَبِيدٍ سَنَةَ سَبْعِ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ وتسعين. 403- (مرقّع بن صيفيّ) [2]- د ن ق- التميمي الأسيّدي [3] الكوفي. رَوَى عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي الرَّبِيعِ الْكَاتِبِ، وَجَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَأَبِي ذَرٍّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عمر، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وغيرهم.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 77، تاريخ خليفة 306، الطبقات لخليفة 238، التاريخ الكبير 7/ 402 رقم 1762، المعرفة والتاريخ 1/ 356، المراسيل 200 رقم 365، الجرح والتعديل 8/ 289 رقم 1329، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 138، الإستيعاب 3/ 423- 424، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 505، أسد الغابة 5/ 117، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 84، الكاشف 3/ 111 رقم 5421، العبر 1/ 115، سير أعلام النبلاء 3/ 485- 486 رقم 107، جامع التحصيل 338 رقم 741، مرآة الجنان 1/ 200، البداية والنهاية 9/ 189، الإصابة 3/ 387 رقم 7821، تهذيب التهذيب 10/ 65- 66 رقم 110، تقريب التهذيب 2/ 233 رقم 962، خلاصة تذهيب التهذيب 317، شذرات الذهب 1/ 112. [2] الجرح والتعديل 8/ 418 رقم 1903، الكاشف 3/ 5456، تهذيب التهذيب 10/ 88 رقم 157، تقريب التهذيب 2/ 238 رقم 1006 ومرقّع: بكسر القاف المشدّدة. [3] بضم الألف وفتح السين وكسر الياء المشدّدة (اللباب 1/ 61) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 473 404- (مَرْوَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ) [1] يُرْوَى أَنَّهُ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ فِي خِلافَتِهِ كَلامٌ، فَقَالَ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ، فَفَتَحَ مَرْوَانُ فَاهُ لِيُجِيبَهُ، فَأَمْسَكَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِفِيهِ، وَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، إِمَامُكَ وَأَخُوكَ وَلَهُ السِّنُّ، فَسَكَتَ، وَقَالَ: قَتَلْتَنِي وَاللَّهِ، قَالَ: كَلا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: هُوَ مَا أَقُولُ لَكَ، لَقَدْ رَدَدْتُ فِي جَوْفِي أَحَرَّ مِنَ النَّارِ، قال: فو الله مَا أَمْسَى حَتَّى مَاتَ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ وَجْدًا شَدِيدًا. 405- مزاحم مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] كَانَ أنْجَبَ مَوَالِيهِ، وَكَانَ بَرْبَرِيَّ الْجِنْسِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعُيَيْنَةُ أَبُو سُفْيَانَ الْهِلالِيُّ. وَكَانَ ذَا فَضْلٍ وَعِبَادَةٍ. وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَيْقَظَنِي لِشَأْنِي مُزَاحِمٌ، حَبَسْتُ رَجُلا فَكَلَّمَنِي فِي إِطْلاقِهِ، فَقُلْتُ: لا أُخْرِجُهُ، فَقَالَ: يا عُمَرُ، أُحَذِّرُكَ لَيْلَةَ تُمَخَّضُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهِ لَقَدْ كِدْتُ أَنْ أَنْسَى اسْمَكَ مِمَّا أسمع «قال الأمير، وأمر الأمير» فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ قَالَ ذَاكَ، فَكَأَنَّمَا كُشِفَ عَنِّي غِطَاءٌ، فَذَكِّرُوا أَنْفُسَكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ. قلت: قال له هذا هو أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ الْخِلافَةِ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمُزَاحِمٍ مَوْلاهُ: قَدْ جَعَلْتُكَ عَيْنًا عَلَيَّ إِنْ رَأَيْتَ مِنِّي شَيْئًا فَعِظْنِي وَنَبِّهْنِي عَلَيْهِ. تُوُفّيَ مُزَاحِمٌ سَنَةَ مائة.   [1] تاريخ أبي زرعة 1/ 347، تاريخ مدينة دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 189 أ، ب، معجم بني أميّة 160 رقم 334. [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 23 رقم 2015، المعرفة والتاريخ 1/ 419- 420، الجرح والتعديل 8/ 405 رقم 1859، الكاشف 3/ 118 رقم 1173 رقم 5473، الأخبار الموفقيات 346، التذكرة الحمدونية 149 رقم 333، تهذيب التهذيب 10/ 101 رقم 185 تقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1034. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 474 406- مسلم بن يسار [1] د ن ق أبو عبد الله البصريّ الفقيه الزّاهد، مولى بني أميّة، وقيل مولى طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ. رَوَى عَنْ: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَلَمْ يَلْقَهُ، وَعَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَأَبِيهِ يَسَارٍ. وَيُقَالُ: لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَأَيُّوبُ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَآخَرُونَ. قال ابن عون: كان لا يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي زَمَانِهِ [2] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً فَاضِلا عَابِدًا وَرِعًا. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ دِمَشْقَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْكَ لأَتَانَا بِهِ، فَقَالَ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ أَبَا قِلابَةَ الْجَرْمِيَّ [4] . رواها ضمرة عن عليّ.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 186- 188، التاريخ لابن معين 2/ 564 رقم 3758، تاريخ أبي زرعة 1/ 501، الزهد لابن حنبل 248، تاريخ خليفة 286 و 321، الطبقات لخليفة 206، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 275 رقم 1166، المعارف 234، المعرفة والتاريخ 2/ 85، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 61، المراسيل 210 رقم 381، الجرح والتعديل 8/ 198 رقم 868، مشاهير علماء الأمصار 88 رقم 644، حلية الأولياء 2/ 290- 298 رقم 193، طبقات الفقهاء للشيرازي 88، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 93- 94 رقم 133، ميزان الاعتدال 4/ 107 رقم 8510، الكاشف 3/ 126 رقم 5531، العبر 1/ 120، سير أعلام النبلاء 4/ 510- 514 رقم 203، البداية والنهاية 9/ 186، العقد الثمين للفارسي 7/ 192، تهذيب التهذيب 10/ 140- 141 رقم 260، تقريب التهذيب 2/ 247 رقم 1110 خلاصة تذهيب التهذيب 376، شذرات الذهب 1/ 119. [2] الطبقات لابن سعد 7/ 186. [3] الطبقات 7/ 188. [4] المعرفة والتاريخ 2/ 87 وفيه إضافة: «فما ذهبت الأيام والليالي حتى أتانا الله بأبي قلابة» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 475 وَقَالَ هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ يُعَدُّ خَامِسَ خَمْسَةٍ مِنْ فُقَهَاءِ الْبَصْرَةِ [1] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ كُنْتَ مُتَمَنِّيًا لَتَمَنَّيْتُ فِقْهَ الْحَسَنِ، وَوَرَعَ ابْنِ سِيرِينَ، وَصَوَابَ مطرّف، وصلاة مسلم ابن يَسَارٍ [2] . وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ وَمَا فِيهِ حَلَقَةٌ تُنْسَبُ إِلَى الْفِقْهِ إِلا حَلَقَةَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ إِذَا صَلَّى كَأَنَّهُ وَتَدٌ لا يَمِيلُ هَكَذَا وَلا هَكَذَا [4] . وَقَالَ غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ إِذَا صَلَّى كَأَنَّهُ ثَوْبٌ مُلْقَى [5] . وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ يَقُولُ لِأَهْلِهِ إِذَا دَخَلَ فِي صَلاتِهِ: تَحَدَّثُوا فَلَسْتُ أَسْمَعُ حَدِيثَكُمْ [6] . وَجَاءَ أَنَّهُ وقع حريق في داره وأطفئوه، فَلَمَّا ذُكِرَ بِهِ بَعْدُ قَالَ: مَا شَعَرْتُ [7] . رَوَاهَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، عَنْ مَعْدِيِّ بن سليمان. وقال هشام ابن عَمَّارٍ، وَغَيْرُهُ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يسار يحجّ   [1] المعرفة والتاريخ 2/ 88. [2] سير أعلام النبلاء 4/ 511. [3] المعرفة والتاريخ 2/ 86 وفيه إضافة: «قال: إنّ في الحلقة من هو أسنّ منه، غير أنها كانت تنسب إليه» . [4] انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 186، والمعرفة والتاريخ للبسوي 2/ 85 وحلية الأولياء لأبي نعيم 2/ 291. وفي رواية، كأنه «ودّ» بمعنى الوتد. [5] حلية الأولياء 2/ 291، وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 85. [6] الحلية 2/ 290، وانظر: الطبقات الكبرى 7/ 186. [7] انظر الطبقات الكبرى 7/ 186. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 476 كُلَّ سَنَةٍ، وَيَحُجُّ مَعَهُ رِجَالٌ [1] مِنْ إِخْوَانِهِ تَعَوَّدُوا ذَلِكَ، فَأَبْطَأَ عَامًا حَتَّى فَاتَتْ أَيَّامُ الْحَجِّ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اخْرُجُوا، فَقَالُوا: كَيْفَ؟ قَالَ: لا بدّ أَنْ تَخْرُجُوا، فَفَعَلُوا اسْتِحْيَاءً مِنْهُ، فَأَصَابَهُمْ حِينَ جَنَّ عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ إِعْصَارٌ شَدِيدٌ حَتَّى كَادَ لا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَأَصْبَحُوا وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى جِبَالِ تِهَامَةَ، فَحَمِدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا فِي قُدْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى [2] !. وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ فِي الْكَلامِ فِي الْقَدَرِ: هُمَا وَادِيَانِ عَمِيقَانِ، يَسْلُكُ فِيهِمَا النَّاسُ، لَنْ يُدْرِكَ غَوْرَهُمَا، فَاعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ تَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُنْجِيكَ إِلا عَمَلُكَ، وَتَوَكَّلْ تَوَكُّلَ رَجُلٍ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَكَ إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكَ [3] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: لَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ يَعْنِي نَوْبَةَ ابْنِ الأَشْعَثِ، خَفَّ مُسْلِمٌ فِيهَا، وَأَبْطَأَ الْحَسَنُ، وَارْتَفَعَ الْحَسَنُ وَاتَّضَعَ مُسْلِمٌ [4] . وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِّيُّ [5] : قِيلَ لابْنِ الأَشْعَثِ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ، فَأَخْرِجْ مَعَكَ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ، فَأَخْرَجَهُ مُكْرَهًا [6] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ: قَالَ لِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ أَنِّي لَمْ أَضْرِبْ فِيهَا بِسَيْفٍ [7] . قُلْتُ: فَكَيْفَ بمن رآك بين الصّفّين؟ فقال:   [1] في سير أعلام النبلاء 4/ 512: «ويحجّج معه رجالا» . [2] سير أعلام النبلاء 4/ 512. [3] السير 4/ 512. [4] أضاف الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/ 513: «قلت: إنّما يعتبر ذلك في الآخرة، فقد يرتفعان معا» . [5] في الأصل «السجستاني» والتصويب من اللباب لابن الأثير 2/ 108 وقيّده بفتح السين المهملة، وهو نسبة إلى عمل السختيان وبيعه. [6] المعرفة والتاريخ 2/ 86 وفي سير أعلام النبلاء 4/ 513 «كما قتلوا يوم الجمل حول جمل عائشة» . [7] في المعرفة والتاريخ 2/ 86- 87 «أني لم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف، ولم أرم فيهم بسهم» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 477 هَذَا لا يُقَاتِلُ إِلا عَلَى حَقٍّ [1] فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَبَكَى وَاللَّهِ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنَّ الأَرْضَ انْشَقَّتْ فَدَخَلْتُ فِيهَا [2] . قَالَ أَيُّوبُ فِي الْقُرَّاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلا رُغِبَ لَهُ عَنْ مَصْرَعِهِ أَوْ نَجَا إِلا نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ [3] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ الحسن، لما مات مسلم بن يسار: وا معلّماه [4] . قال خليفة والفلاس. مات سنة مائة. وقال الْهَيْثَمُ: سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ. قُلْتُ: لَهُ تَرْجَمَةٌ حَافِلَةٌ فِي تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرَ. وَمِنْ طَبَقَتِهِ: 407- (مسلم بن يسار المصريّ) [5]- د ت ق- أبو عثمان الطّنبذي [6] رَضِيعُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَطُنْبُذُ [7] مِنْ قُرَى مِصْرَ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ الله بن عمر.   [1] في المعرفة 2/ 87: «فقال هذا أبو عبد الله والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق فتقدّم فقاتل حتى قتل» . [2] انظر: الطبقات لابن سعد 7/ 188، المعرفة والتاريخ 2/ 86- 87. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 188. [4] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 249 أ. [5] الطبقات لخليفة 296، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 275- 276 رقم 1167، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 27، الجرح والتعديل 8/ 199 رقم 872، مشاهير علماء الأمصار 121 رقم 947، اللباب لابن الأثير 2/ 285 وفيه «مسلم بن سيار» وهو تصحيف، الكاشف للذهبي 3/ 126 رقم 5532، ميزان الاعتدال 4/ 107 رقم 8509، المغني في الضعفاء 2/ 657 رقم 6225، سير أعلام النبلاء 4/ 514 رقم 204، تهذيب التهذيب 10/ 141- 142 رقم 261، تقريب التهذيب 2/ 247 رقم 1111، حسن المحاضرة 1/ 262، خلاصة تذهيب التهذيب 376، تاج العروس (مادّة: طنبذ) . [6] بضم الطاء المهملة، وسكون النون، وضمّ الباء المنقوطة بواحدة (اللباب 2/ 285، الأنساب 8/ 254) وضبط ياقوت في معجم البلدان الباء بالفتح، ولم يصرّح بضبط الطاء فكأنها مضمومة كالتي قبلها عنده، أما الخزرجي فضبط الطاء في الخلاصة 376 بكسرها وكسر الباء الموحدّة، بينهما نون ساكنة. [7] وكذا في اللباب، وفي الأنساب 8/ 254 «طنبذى» وهي من البهنسا، وفي معجم البلدان: «طنبذة» بالتاء المربوطة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 478 روى عنه: بكر بن عمرو المعافري، وأبو هانئ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وجماعة. وهو صدوق. 408- (مصدع أبو يحيى الأعرج) [1]- م 4-. عن: عليّ بن أبي طالب- إن صَحَّ- وَعَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَدَوِيُّ، وَهِلالُ بْنُ يَسَافٍ، وَعَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ [2] ، وَشِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ السَّائِبِ، وَغَيْرُهُمْ. يُقَالُ لَهُ الْمُعَرْقَبُ. 409- مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ [3] ع ابْنِ عَوْفِ بْنِ كَعْبٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحرشيّ العامريّ البصريّ، أحد الأعلام.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 567 التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 65 رقم 2176، المعرفة والتاريخ 2/ 16، الكنى والأسماء 2/ 165، الجرح والتعديل 8/ 429 رقم 1962، الكاشف 3/ 130 رقم 5556، ميزان الاعتدال 4/ 118 رقم 8556، المغني في الضعفاء 2/ 659 رقم 6259، تهذيب التهذيب 10/ 157- 158 رقم 299، تقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1147. [2] في الأصل «الذهبي» والتصويب من اللباب 1/ 520 بضم الدال المهملة وسكون الهاء وفي آخرها نون، نسبة إلى دهن بن معاوية.. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 141- 146، الزهد لابن حنبل 238، التاريخ لابن معين 2/ 569- 570، الطبقات لخليفة 197، تاريخ خليفة 292، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 396- 397 رقم 1730، المعارف 436، المعرفة والتاريخ 2/ 80 و 90، تاريخ أبي زرعة 1/ 638، الجرح والتعديل 8/ 312 رقم 1446، مشاهير علماء الأمصار 88 رقم 645، حلية الأولياء 2/ 198- 212 رقم 178، التذكرة الحمدونية 181 و 220 و 223، تحفة الأشراف 13/ 389 رقم 1292، تذكرة الحفاظ 1/ 64- 65 رقم 54 الكاشف 3/ 132 رقم 5576، سير أعلام النبلاء 4/ 187- 195 رقم 77، العبر 1/ 113، البداية والنهاية 9/ 69 و 140، الإصابة 3/ 478- 479 رقم 8324، تهذيب التهذيب 10/ 173- 174 رقم 324، تقريب التهذيب 2/ 253 رقم 1171، النجوم الزاهرة 1/ 214، طبقات الحفاظ 24، خلاصة تذهيب التهذيب 378، شذرات الذهب 1/ 110. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 479 حَدَّثَ عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِيهِ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَائِشَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. رَوَى عَنْهُ: أَخُوهُ يَزِيدُ أَبُو الْعَلاءِ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَثَابِتٌ، وَالْجُرَيْرِيُّ [1] ، وَغَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبُو التَّيَّاحِ، وَآخَرُونَ، وَلَقِيَ أَبَا ذَرٍّ بِالشَّامِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : رَوَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَكَانَ ثِقَةً لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ وَعَقْلٌ وَأَدَبٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ أَسَنَّ مِنَ الْحَسَنِ بِعِشْرِينَ سَنَةً [3] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: لَقِيتُ عَلِيًّا فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بطَّأ بِكَ أَحُبُّ عثمانَ؟ ثمّ قَالَ: لئن قلت ذاك لَقَدْ كَانَ أَوْصَلَنَا لِلرَّحِمِ وَأَتْقَانَا لِلرَّبِّ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَقَدْ كَانَ خَوْفُ النَّارِ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ [4] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي كَذِبْتُ كَذْبَةً وَاحِدَةً وَأَنَّ لي الدنيا وَمَا فِيهَا. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ مِطْرَفَ خَزٍّ أَخَذَهُ بِأَرْبَعَةِ آلافِ دِرْهَمٍ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غيلان بْنِ جَرِيرٍ: إِنَّ مُطَرِّفًا كَانَ يَلْبَسُ الْمَطَارِفَ وَالْبَرَانِسَ وَالْمُوَشَّى، وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ، وَيَغْشَى السَّلَاطِينَ، وَلَكِنَّهُ إِذَا   [1] في طبعة القدسي 4/ 56 «الجوبري» والتصويب من (اللباب 1/ 276) بضم الجيم وفتح الراء الأولى وسكون الياء، وهو: سعيد الجريريّ كما في (سير أعلام النبلاء 4/ 188) . [2] الطبقات الكبرى 7/ 141- 142. [3] التاريخ لابن معين 2/ 569 [4] الزهد لابن حنبل 239، وانظر حلية الأولياء 2/ 202. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 480 أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ أَفْضَيْتَ إِلَى قرة عَيْنٍ [1] . وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ: أَتَى مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرُورِيَّةُ يَدْعُونَهُ إِلَى رَأْيِهِمْ فَقَالَ: يَا هَؤُلاءِ إِنَّهُ لَوْ كَانَ لِي نَفْسَانِ بَايَعْتُكُمْ بِإِحْدَاهِمَا وَأَمْسَكْتُ الأُخْرَى، فَإِنْ كَانَ الَّذِي تَقُولُونَ هُدًى أَتْبَعْتُهَا الأُخْرَى، وَإِنْ كَانَ ضَلالَةً هَلَكَتْ نَفْسٌ وَبَقِيَتْ لِي نَفْسٌ، وَلَكِنْ هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَلا أَغُرِّرُ بِهَا [2] . وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لِأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ [3] . وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثنا عُقَيْلٌ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا يَزِيدُ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَبْدُو [4] ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ جَاءَ لِيَشْهَدَ الْجُمُعَةَ، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ سَطَعَ مِنْ رَأْسِ سَوْطِهِ نُورٌ لَهُ شُعْبَتَانِ، فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ خَلْفَهُ: أَتُرَانِي لَوْ أَصْبَحْتُ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِهَذَا كَانُوا يُصَدِّقُونِي؟ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَهَبَ [5] . وَرُوِيَ نَحْوُهَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ غُلامِ مُطَرِّفٍ، عَنْهُ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلانَ، قَالَ: أَقْبَلَ مُطَرِّفٌ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ سَمِعَ فِي طَرَفِ سَوْطِهِ كَالتَّسْبِيحِ [6] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَسِيرُ مَعَ صَاحِبٍ لَهُ، فَإِذَا طَرَفُ سَوْطِ أَحَدِهِمَا عِنْدَهُ ضَوْءٌ [7] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: كَانَ مُطَرِّفٌ إِذَا دَخَلَ بَيْتِهِ سَبَّحَتْ مَعَهُ آنِيَةُ بَيْتِهِ [8] .   [1] الطبقات الكبرى 7/ 144، الزهد لابن حنبل 239. [2] الطبقات الكبرى 7/ 143. [3] حلية الأولياء 2/ 200. [4] أي يريد الخروج إلى البادية. [5] انظر مثله في حلية الأولياء 2/ 205. [6] الحلية 2/ 205. [7] الحلية 2/ 205. [8] الحلية 2/ 205- 206. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 481 وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، قَالَ: كَانَ بَيْنَ مُطَرِّفٍ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ شَيْءٌ، فَكَذِبَ عَلَى مُطَرِّفٍ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَعَجَّلَ اللَّهُ حَتْفَكَ، فَمَاتَ الرَّجُلُ مَكَانَهُ، وَاسْتَعْدَى أَهْلُهُ زِيَادًا عَلَى مُطَرِّفٍ، فَقَالَ: هَلْ ضَرَبَهُ؟ هَلْ مَسَّهُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: دَعْوَةُ رَجُلٍ صَالِحٍ وَافَقَتْ قَدَرًا [1] . وَرُوِيَ نَحْوُهَا عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: كَانَ مُطَرِّفٌ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، قَالَ لِرَجُلٍ: إِنْ كُنْتَ كَذِبْتَ فَأَرِنَا بِهِ، فَمَاتَ مَكَانَهُ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ غَيْلانَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَخِي مُطَرِّفٍ حَبَسَهُ السُّلْطَانُ فَلَبِسَ مُطَرِّفٌ خُلْقَانَ ثِيَابِهِ، وَأَخَذَ عُكَّازًا وَقَالَ: أَسْتَكِينُ لِرَبِّي لَعَلَّهُ أَنْ يُشَفِّعَنِي فِي ابْنِ أَخِي. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ لِإِخْوَانِهِ: إِذَا كَانَتْ لَكُمْ حَاجَةٌ فَاكْتُبُوهَا فِي رُقْعَةٍ لِأَقْضِيَهَا لَكُمْ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَرَى ذُلَّ السُّؤَالِ فِي الْوَجْهِ [2] . قَالَ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ. قَالَ الْعِجْلِيُّ: لَمْ يَنْجُ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ بِالْبَصْرَةِ إِلا مُطَرِّفٌ، وَابْنُ سِيرِينَ. 410- (معاذ بن عبد الرحمن) [3]- خ م ن- بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ أَخُو عُثْمَانَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَحُمْرَانَ بْنِ أبان، ويقال إنّه أدرك زمان عمر.   [1] الحلية 2/ 206. [2] انظر الحلية 2/ 210. [3] الطبقات لخليفة 18، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 363- 364 رقم 1564، المعرفة والتاريخ 1/ 366- 367، الجرح والتعديل 8/ 247 رقم 1121، الكاشف 3/ 136 رقم 5602، تهذيب التهذيب 10/ 192 رقم 360، تقريب التهذيب 2/ 256- 257 رقم 1204. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 482 روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، والزهري، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الماجشون، وجماعة. 411- (معاوية بن سبرة السّوائيّ) [1]- ع- العامريّ أبو العبيدين الكوفي الأعمى. عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ. وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَهُوَ مُقِلٌّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَلَهُ في بخ [2] . 412- (معاوية بن سويد) [3]- ع- بن مقرّن المزنيّ الكوفي. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. روى عنه: سلمة بن كهيل، وأشعث بن أبي الشعثاء، وأبو السفر، وعمرو بن مرة. واسم أبي السفر سعيد بن محمد. 413- (معاوية بن عبد الله بن جعفر) [4]- ن ق- بن أبي طالب الهاشميّ المدني. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَالسَّائِبِ بن يزيد.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 572 رقم 1857، الطبقات لخليفة 143، التاريخ الكبير 7/ 329 رقم 1411، المعارف 588، المعرفة والتاريخ 2/ 69، تاريخ أبي زرعة 1/ 480، الجرح والتعديل 8/ 378 رقم 1731، تهذيب التهذيب 10/ 206 رقم 383، تقريب التهذيب 2/ 259 رقم 1226. [2] اختصار البخاري في كتاب «الأدب المفرد» . [3] التاريخ الكبير 7/ 330 رقم 1412، الجرح والتعديل 8/ 378 رقم 1732، الكاشف 3/ 139 رقم 5623، تهذيب التهذيب 10/ 208 رقم 387، تقريب التهذيب 2/ 259 رقم 1230 [4] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 329، التاريخ الكبير 7/ 331 رقم 1416، المعارف 207، المعرفة والتاريخ 1/ 360- 361، الجرح والتعديل 8/ 377 رقم 1726، الكاشف 3/ 139 رقم 5627، تهذيب التهذيب 10/ 212- 213 رقم 391، تقريب التهذيب 2/ 260 رقم 1234. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 483 روى عنه: ابنه عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والزهري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وآخرون. وهو قليل الحديث نبيل فاضل، وفد على يزيد بن معاوية وبقي إلى أَنْ وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ خَاصًّا بِهِ. وَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَنَّ معاوية وفى عن أبيه عبد الله بن جَعْفَرٍ مِنَ الدُّيُونِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. 414- (الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ) [1]- 4- سَارَ فِي هَذَا الزَّمَانِ، بَلْ فِي سَنَةِ مِائَةٍ إِلَى غَزْوِ الْبَحْرِ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقِيلَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْبَحْرِ «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ» . رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَغَيْرُهُ. 415- (الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي شِهَابٍ الْمَخْزُومِيُّ) [2] . قَرَأَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وَعَلَيْهِ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الدِّمَشْقِيُّ. نَقَلَ الْقَصَّاعُ [3] أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَلَهُ تِسْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً. 416- (الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ الْكُوفِيُّ) [4]- م د ن-. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ الْيَشْكُرِيِّ، والمغيرة بن شعبة، والمعرور بن سويد.   [1] تاريخ خليفة 288 و 292، التاريخ الكبير 7/ 323 رقم 1389، المعرفة والتاريخ 3/ 338، الجرح والتعديل 8/ 219 رقم 983، الكاشف 3/ 147 رقم 5682، ميزان الاعتدال 4/ 159 رقم 8703، تهذيب التهذيب 10/ 257 رقم 461، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1306. [2] غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 2/ 305- 306، معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 48 رقم 11. [3] مهمل في الأصل، والتصويب من المصدرين السابقين. [4] التاريخ الكبير 7/ 319 رقم 1366، تاريخ أبي زرعة 1/ 624- 625، الجرح والتعديل 8/ 224- 225 رقم 1009، الكاشف 3/ 149 رقم 5693، تهذيب التهذيب 10/ 263 رقم 473، تقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1391. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 484 رَوَى عَنْهُ: أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ [1] ، وَجَمَاعَةٌ. 417- مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ [2] أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اللَّخْمِيُّ أَمِيرُ الْمَغْرِبِ، كَانَ مَوْلَى امْرَأَةٍ مِنْ لَخْمٍ، وَقِيلَ هُوَ مَوْلَى لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ أَعْرَجَ. رَوَى عَنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ، وَيَزِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْيَحْصُبِيُّ. وَشَهِدَ مَرْجَ رَاهِطٍ، وَوَلَّى غَزْوَ الْبَحْرِ لِمُعَاوِيَةَ، فَغَزَا جَزِيرَةَ قُبْرُسَ وَبَنَى هُنَاكَ حُصُونًا كالماغوصةَ [3] وَحِصْنِ يَانِسَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ. وَقَدْ ذَكَرْنَا افْتِتَاحَهُ الأَنْدَلُسَ، وَجَرَتْ لَهُ عَجَائِبُ وَأُمُورٌ طَوِيلَةٌ هَائِلَةٌ. وَقِيلَ انْتَهَى إِلَى آخِرِ حِصْنٍ مِنْ حُصُونِ الأَنْدَلُسِ، فَاجْتَمَعَ الرُّومُ لِحَرْبِهِ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مَهُولَةٌ، وَطَالَ الْقِتَالُ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً وَهَمُّوا بِالْهَزِيمَةِ، فَأَمَرَ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ بِسُرَادِقِهِ فَكَشَفَ عَنْ ثِيَابِهِ وَحُرَمِهِ حَتَّى يُرَوْنَ، وَبَرَزَ بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالْبُكَاءِ، فَأَطَالَ، فَلَقَدْ كُسِرَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ أَغْمَادُ السُّيُوفِ، ثُمَّ فَتَحَ اللَّهُ وَنَزَلَ النَّصْرُ.   [1] في الأصل «حجادة» والتصويب من تهذيب التهذيب. [2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 146 رقم 1456، جذوة المقتبس 338، رقم 793، بغية الملتمس 8 و 457 رقم 1334، الحلّة السّيراء 2/ 332- 334 رقم 178، فتوح مصر لابن عبد الحكم 84- 92، وفيات الأعيان 5/ 318- 329 رقم 748، أخبار مجموعة لمجهول 3، البيان المغرب 1/ 39- 46، سير أعلام النبلاء 4/ 496- 500 رقم 195، العبر 1/ 116، دول الإسلام 1/ 68، المعرفة والتاريخ 1/ 601 و 3/ 332، البداية والنهاية 9/ 171، مرآة الجنان 1/ 200- 201، النجوم الزاهرة 1/ 235. نفح الطيب 1/ 229 و 283، شذرات الذهب 1/ 112. وأخباره كثيرة في كتب الفتوح والتاريخ، مثل فتوح البلدان للبلاذري، وتواريخ خليفة واليعقوبي والطبري والمسعودي وابن الأثير وغيرهم. [3] تعرف الآن ب «فماغوستا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 485 قَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَأَلَ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ عَنْ أَعْجَبِ شَيْءٍ رَآهُ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى جَزِيرَةٍ فِيهَا سِتَّ عَشْرَةَ جَرَّةً خَضْرَاءَ، مَخْتُومَةً بِخَاتَمِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَمَرْتُ بِأَرْبَعَةٍ مِنْهَا، فأخرجت، وَأَمَرْتُ بِوَاحِدَةٍ فَنُقِبَتْ، فَإِذَا شيطان يَقُولُ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ بِالنُّبُوَّةِ لا أَعُودُ بَعْدَهَا أُفسِدُ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ نَظَرَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَى بِهَا سُلَيْمَانَ وَلا مُلْكَهُ، فَانْسَاخَ فِي الأَرْضِ، فَذَهَبَ، فَأَمَرْتُ بِالْبَوَاقِي فَرُدَّتْ إِلَى مَكَانِهَا [1] . وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: إِنَّ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ بَعَثَ ابْنَهُ مَرْوَانَ عَلَى جَيْشٍ، فَأَصَابَ مِنَ السَّبْيِ مِائَةَ أَلْفٍ، وَبَعَثَ ابْنَ أَخِيهِ فِي جَيْشٍ فَأَصَابَ مِنَ السَّبْيِ مِائَةَ أَلْفٍ أُخْرَى [2] ، فَقِيلَ لِلَّيْثِ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الْبَرْبَرُ، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُهُ بِذَلِكَ، قَالَ النَّاسُ: إِنَّ ابْنَ نُصَيْرٍ وَاللَّهِ أَحْمَقُ، مِنْ أَيْنَ لَهُ أَرْبَعُونَ [3] أَلْفًا يَبْعَثُ بِهِمْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْخُمْسِ؟ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: لِيَبْعَثُوا مَنْ يَقْبِضُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا فَتَحُوا الأَنْدَلُسَ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: ابْعَثْ مَعِي أَدُلُّكَ عَلَى كنز، فبعث معه فقال لهم: انزحوا هاهنا، فَنَزَحُوا فَسَالَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ مَا أَبْهَتَهُمْ فَقَالُوا: لا يُصَدِّقُنَا مُوسَى، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ، فَجَاءَ وَنَظَرَ، قَالَ اللَّيْثُ: إِنْ كَانَتِ الطِّنْفَسَةُ لَتُوجَدُ مَنْسُوجَةً بِقُضْبَانِ الذَّهَبِ، تُنْظَمُ السِّلْسِلَةُ الذَّهَبِ بِاللُّؤْلُؤِ وَالْيَاقُوتِ، فَكَانَ الْبَرْبَرِيَّانِ رُبَّمَا وَجَدَاهَا فَلا يَسْتَطِيعَانِ حَمْلَهَا حَتَّى يَأْتِيَا بِالْفَأْسِ فَيُقَسِّمَانَهَا [4] . وَلَقَدْ سُمِعَ يَوْمَئِذٍ مُنَادٍ يُنَادِي وَلا يَرَوْنَهُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ فُتِحَ عَلَيْكُمْ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ. وَقِيلَ: لَمَّا دَخَلَ مُوسَى إِفْرِيقِيَّةَ وَجَدَ أَكْثَرَ مُدُنِهَا خَالِيَةً لاخْتِلافِ أَيْدِي الْبَرْبَرِ عَلَيْهَا، وَكَانَتِ الْبِلادُ فِي قَحْطٍ، فَأَمَرَ النَّاسَ بالصّوم والصلاة وإصلاح   [1] قارن بعبارته في سير أعلام النبلاء 4/ 497، والحلة السيراء 2/ 334. [2] وفيات الأعيان 5/ 319. [3] في الأصل «عشرون» . [4] قارن بسير أعلام النبلاء 4/ 497- 498. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 486 ذَاتِ الْبَيْنِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الصَّحْرَاءِ وَمَعَهُ سَائِرُ الْحَيَوَانَاتِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَوْلادِهَا، فَوَقَعَ الْبُكَاءُ وَالضَّجِيجُ، وَأَقَامَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ صَلَّى وَخَطَبَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوَلِيدَ، فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَدْعُو لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: هَذَا مَقَامٌ لا يُذْكَرُ فِيهِ إِلا اللَّهُ، فَسُقُوا حَتَّى رُوُوا وَأُغِيثُوا [1] . قَالَ أَبُو شَبِيبٍ الصَّدَفِيُّ: لَمْ نَسْمَعْ فِي الإِسْلامِ بِمِثْلِ سَبَايَا مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ [2] . وَقِيلَ: إِنَّ مُوسَى تَمَادَى فِي سَيْرِهِ بِأَرْضِ الأَنْدَلُسِ مُجَاهِدًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَرْضٍ تَمِيدُ بِأَهْلِهَا، فَقَالَ لَهُ جُنْدُهُ: إِلَى أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ تَذْهَبَ بِنَا، حَسْبُنَا مَا بِأَيْدِينَا! فَرَجَعَ وَقَالَ: لَوْ أَطَعْتُمُونِي لَوَصَلْتُ إِلَى [3] الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ. وَلَمَّا افْتَتَحَ مُوسَى أَكْثَرَ الأَنْدَلُسِ رَجَعَ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ وَلَهُ نَيِّفٌ وَسِتُّونَ سَنَةً، وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى بَغْلٍ اسْمُهُ «كَوْكَبٌ» وَهُوَ يَجُرُّ الدُّنْيَا بَيْنَ يَدَيْهِ جَرًّا، أَمَرَ بِالْعِجْلِ تَجُرُّ أَوْقَارَ الذَّهَبِ وَالْجَوَاهِرِ وَالتِّيجَانِ وَالثِّيَابِ الْفَاخِرَةِ وَمَائِدَةِ سُلَيْمَانَ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ وَلَدَهُ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَأَخَذَ مَعَهُ مِائَةً مِنْ رُؤَسَاءِ الْبَرْبَرِ، وَمِائَةً وَعِشْرِينَ مِنَ الْمُلُوكِ وَأَوْلادِهِمْ، وَقَدِمَ مِصْرَ فِي أُبَّهَةٍ عَظِيمَةٍ، فَفَرَّقَ الأَمْوَالَ، وَوَصَلَ الأَشْرَافَ وَالْعُلَمَاءَ، ثُمَّ سَارَ يَطْلُبُ فِلَسْطِينَ، فَتَلَقَّاهُ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ، فَوَصَلَهُ بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ، وَتَرَكَ عِنْدَهُ بَعْضَ أَهْلِهِ وَخَدَمِهِ، فَأَتَاهُ كِتَابُ الْوَلِيدِ بِأَنَّهُ مَرِيضٌ، وَيَأْمُرُهُ بِشِدَّةِ السَّيْرِ لِيُدْرِكَهُ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يُبَطِّئُهُ فِي سَيْرِهِ فَإِنَّ الْوَلِيدَ فِي آخِرِ نَفَسٍ، فَجَدَّ فِي السَّيْرِ، فَآلَى سُلَيْمَانُ إِنْ ظَفِرَ بِهِ لَيَصْلُبَنَّهُ، وَأَرَادَ سُلَيْمَانُ أن يبطّئ ليسلّم مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى، فَقَدِمَ قَبْلَ مَوْتِ الوليد بأيام، فأتاه بالدّرّ والجوهر وَالنَّفَائِسِ وَمِلاحِ الْوَصَائِفِ وَالتِّيجَانِ وَالْمَائِدَةِ، فَقَبَضَ ذَلِكَ كلّه، وأمر بباقي الذهب وَالتَّقَادُمِ فَوُضِعَ بِبَيْتِ الْمَالِ، وَقُوِّمَتِ الْمَائِدَةُ بِمِائَةِ ألف   [1] وفيات الأعيان 5/ 319- 320. [2] وفيات الأعيان 5/ 319. [3] «إلى» ساقطة من الأصل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 487 دِينَارٍ، وَلَمْ يَحْصُلْ لِمُوسَى رِضَا الْوَلِيدِ، وَاسْتَخْلَفَ سليمان فأحضره وعنّفه وَأَمَرَ بِهِ فَوَقَفَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرَّ- وَكَانَ سَمِينًا بَدِينًا- فَوَقَفَ حَتَّى سَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ [1] وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَاقِفٌ يَتَأَلَّمُ لَهُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَا أَبَا حَفْصٍ مَا أَظُنُّ إِلا أَنَّنِي خَرَجْتُ مِنْ يَمِينِي، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَضَمَّهُ؟ فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ: أَنَا أَضَمُّهُ. قَالَ: فَضُمَّهُ إِلَيْكَ وَلا تضيق عَلَيْهِ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ أَيَّامًا، وَتَوَسَّطَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُلَيْمَانَ وَافْتُدِيَ مِنْهُ بِأَلْفِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَيُقَالُ: إنّ يزيد قَالَ لَهُ: كَمْ تَعُدُّ مِنْ مَوَالِيكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ؟ قَالَ: كَثِيرٌ. قَالَ يَزِيدُ: يَكُونُونَ أَلْفًا؟ قَالَ: وألف أَلْفٍ، وَقَالَ يَزِيدُ: وَأَنْتَ عَلَى هَذَا وَتُلْقِي بِيَدِكَ إِلَى التَّهْلُكَةِ، أَفَلا أَقَمْتَ فِي قَرَارِ عِزِّكَ وَسُلْطَانِكَ وَبَعَثْتَ بِالتَّقَادُمِ، فَإِنْ أُعْطِيتَ الرِّضَا، وَإِلا فَأَنْتَ عَلَى عِزِّكَ! قَالَ: لَوْ أردت ذَلِكَ لَصَارَ، وَلَكِنِّي آثَرْتُ اللَّهَ وَلَمْ أَرَ الْخُرُوجَ، قَالَ يَزِيدُ: كُلُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَرَادَ بِذَلِكَ قُدُومَهُ هُوَ عَلَى الْحَجَّاجِ. وقال سُلَيْمَانُ يَوْمًا لِمُوسَى: مَا كنت تَفْزَعُ إِلَيْهِ [2] عِنْدَ حَرْبِكَ؟ قَالَ: الدُّعَاءُ وَالصَّبْرُ، قَالَ: فَأَيُّ الْخَيْلِ رأيتها أصبر؟ قَالَ: الشُّقْرُ، قَالَ: فَأَيُّ الأُمَمِ أَشَدُّ قِتَالا؟ قَالَ: هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ أَصِفَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الرُّومِ، قَالَ: أُسْدٌ فِي حُصُونِهِمْ، عُقْبَانٌ عَلَى خُيُولِهِمْ، نِسَاءٌ فِي مَرَاكِبِهِمْ، إِنْ رَأَوْا فُرْصَةً افْتَرَصُوهَا، وَإِنْ رَأَوْا غَلَبَةً فَأَوْعَالٌ تَذْهَبُ فِي الْجِبَالِ، لا يرون الهزيمة عارا، قال: فأخبرني عن البربر، قال: هم أشبه العجم بالعرب لقاء ونجدة وصبرا وفروسيّة وشجاعة، غير أنّهم أغدر النّاس، ولا وفاء لهم ولا عهد، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ الأَنْدَلُسِ، قَالَ: مُلُوكٌ مُتْرَفُونَ وَفُرْسَانٌ لا يَجْبُنُونَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الفرنج، قال: هناك العدد والجلد والشدّة والبأس والنّجدة، قَالَ: فَكَيْفَ كَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ؟ قَالَ: أمّا هذا فو الله مَا هُزِمَتْ لِي رَايَةٌ قَطُّ، وَلا بُدِّدَ جَمْعِي، وَلا نُكِبَ الْمُسْلِمُونَ مَعِي مُنْذُ اقْتَحَمْتُ الأربعين إلى أن   [1] وفيات الأعيان 5/ 329. [2] في الأصل «إليك» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 488 بَلَغْتُ الثَّمَانِينَ، ثُمّ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ بَعَثْتُ لِأَخِيكَ الْوَلِيدِ بِتَوْرٍ [1] مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ كَانَ يُجْعَلُ فِيهِ اللَّبَنُ حَتَّى يُرَى فِيهِ الشَّعْرَةُ الْبَيْضَاءُ، ثُمَّ جَعَلَ يُعَدِّدُ مَا أَصَابَ مِنَ الْجَوْهَرِ وَالزَّبَرْجَدِ حَتَّى بُهِتَ سُلَيْمَانُ وَتَعَجَّبَ [2] . وَبَلَغَنَا أَنَّ النُّصَيْرِيَّ مِنْ وَلَدِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ قَالَ: دَخَلَ مُوسَى مَعَ مَرْوَانَ مِصْرَ، فَتَرَكَهُ مَعَ ابْنِهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، ثُمَّ كَانَ مَعَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ وَزِيرًا بِالْعِرَاقِ. وَقَالَ الْفَسَوِيُّ [3] : وَلِيَ مُوسَى إِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ، فَافْتَتَحَ بِلادًا كَثِيرَةً، وَكَانَ ذَا حَزْمٍ وَتَدْبِيرٍ. وَذَكَرَ النُّصَيْرِيُّ أَنَّ مُوسَى بْنَ نُصَيْرٍ قَالَ يَوْمًا: أَمَا وَاللَّهِ لَوِ انْقَادَ النَّاسُ إِلَيَّ لَقُدْتُهُمْ حَتَّى أُوقِفَهُمْ عَلَى رُومِيَّةَ ثُمَّ لَيَفْتَحَنَّهَا اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَلَمَّا قَدِمَ مِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ تَوَجَّهَ إِلَى الْوَلِيدِ، فَلَمَّا جَلَسَ الْوَلِيدُ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ أَتَى مُوسَى وَقَدْ أَلْبَسَ ثَلاثِينَ رَجُلا التِّيجَانَ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ تَاجُ الْمَلِكِ وَثِيَابُهُ، وَدَخَلَ بِهِمُ الْمَسْجِدَ فِي هَيْئَةِ الْمُلُوكِ، فَلَمَّا رَآهُمُ الْوَلِيدُ، بُهِتَ ثُمَّ حمد اللَّهَ وَشَكَرَ [4] ، وَهُمْ وُقُوفٌ تَحْتَ الْمِنْبَرِ، وَأَجَازَ مُوسَى بِجَائِزَةٍ عَظِيمَةٍ، وَأَقَامَ مُوسَى بِدِمَشْقَ حَتَّى مَاتَ الْوَلِيدُ وَاسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ، وَكَانَ عَاتِبًا عَلَى مُوسَى، وَحَبَسَهُ وَطَالَبَهُ بِأَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ، ثُمَّ حَجَّ سُلَيْمَانُ وَمَعَهُ مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ، فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ. وَقِيلَ: مَاتَ بِوَادِي الْقُرَى. وَقِيلَ: لَمْ يُسْمَعْ فِي الإِسْلامِ بِمِثْلِ سَبَايَا مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ وَكَثْرَتِهِمْ. وَرُوِيَ أَنَّ مُوسَى قَالَ لِسُلَيْمَانَ يَوْمًا: يَا أمير المؤمنين لقد كانت الشّياه   [1] في القاموس المحيط للفيروزآبادي: إناء يشرب فيه: وفي النهاية لابن الأثير: إناء كالإجّانة قد يتوضّأ منه. [2] قارن بسير أعلام النبلاء 4/ 499، والحلة السيراء 2/ 334. [3] المعرفة والتاريخ 3/ 332. [4] قارن بسير أعلام النبلاء 4/ 500. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 489 الأَلْفُ تُبَاعُ بِمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَيَمُرُّ النَّاسُ بِالْبَقَرَةِ لا يلتفتون إليها، وتباع النّاقة بعشرة دَرَاهِمَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْعِلْجَ الْفَارِهَ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلادَهُ يُبَاعُونَ بِخَمْسِينَ دِرْهَمًا [1] . 418- (مَيْسَرَةُ أَبُو صَالِحٍ الْكُوفِيُّ) [2]- د ن- مَوْلَى كِنْدَةَ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، وَشَهِدَ قِتَالَ الْخَوَارِجِ مَعَ عَلِيٍّ. وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَهِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ. وَثَّقَهُ ابْنُ حبّان.   [1] السير 4/ 500. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 223، التاريخ لابن معين 2/ 598، التاريخ الكبير 7/ 374 رقم 1608، المعرفة والتاريخ 2/ 799، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 9، الجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1144، الكاشف 3/ 169 رقم 5857، تهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 694، تقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1543. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 490 [حرف النُّونِ] 419- (نَاعِمُ [1] بْنُ أُجَيْلٍ) [2]- م ن [3]- مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. هَمْدَانِيُّ النَّسَبِ، أَصَابَهُ سِبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَدِيٍّ. وَعَنْهُ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَانِئٍ الأَعْرَجُ، وَيَزِيدُ بْنُ أبي حبيب، وعبيد الله ابن الْمُغِيرَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، وَغَيْرُهُمْ. 420- نَافِعُ بْنُ جبير [4] ابن مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِيُّ الْنَّوْفَلِيُّ المدني، أبو محمد،   [1] التاريخ الكبير 8/ 125 رقم 2441، المعرفة والتاريخ 2/ 520، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 62، الجرح والتعديل 8/ 508 رقم 2323، الكاشف 3/ 172 رقم 5878، تهذيب التهذيب 10/ 403- 404 رقم 724، تقريب التهذيب 2/ 295 رقم 12. [2] في الأصل «الحبل» والتصحيح من (أسد الغابة 5/ 7) وقال أجيل: بضم الهمزة وفتح الجيم وسكون الياء. وانظر: المشتبه للذهبي 1/ 16. [3] الرمز من خلاصة التذهيب. [4] الطبقات الكبرى 5/ 205، الطبقات لخليفة 241، التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 82- 83 رقم 2257، المعارف 285، المعرفة والتاريخ 1/ 364 و 565، تاريخ أبي زرعة 1/ 160، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 102، الجرح والتعديل 8/ 451- 452 رقم 2069، مشاهير علماء الأمصار 78 رقم 562 و 83 رقم 604، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 121- 122، رقم 182، تحفة الأشراف 13/ 404 رقم 1307، الكاشف 3/ 173 رقم 5880، سير أعلام النبلاء 4/ 541- 543 رقم 217، العبر 1/ 117، جامع التحصيل 358 رقم 820، البداية والنهاية 9/ 186، تهذيب التهذيب 10/ 404- 405 رقم 727، تقريب التهذيب 2/ 295 رقم 15، خلاصة تذهيب التهذيب 399، شذرات الذهب 1/ 116. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 491 وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ. روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَالْعَبَّاسِ، وَالزُّبَيْرِ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَعَائِشَةَ، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: حَكِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: أَصْحَابُ زَيْدٍ الَّذِينَ كَانُوا يَأْخُذُونَ عَنْهُ وَيُفْتُونَ بِفَتْوَاهُ مِنْهُمْ مَنْ لَقِيَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَلْقَهُ، وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا، فَذَكَرَ مِنْهُمْ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: كَانَ ثِقَةً أَحَدَ الأَئِمَّةِ، وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَحُجُّ مَاشِيًا وَرَاحِلَتُهُ تُقَادُ مَعَهُ [2] ، وَكَانَ مِنَ الْفُصَحَاءِ الأَلْبَاءِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ: إِنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَذَكَرَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: أَهُوَ الَّذِي قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا، لَيْتَنِي ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، قَالَ: أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرًا مِمَّا أَرَدْتَ بِنَفْسِكَ، قَالَ: صَدَقْتَ، ثُمَّ قَالَ الْحَجَّاجُ: عُمَرُ الَّذِي يَقُولُ: سَيَكُونُ لِلنَّاسِ نَفْرَةٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ، أَعُوذُ باللَّه أَنْ يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ ذَلِكَ أَهْوَاءٌ مُتَّبَعَةٌ، وَمَا كَانَ عَلَى عُمَرَ لَوْ أَدْرَكَ ذَلِكَ، فَقَالَ بِالسَّيْفِ هَكَذَا وَهَكَذا، وَقَالَ نَافِعٌ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِ الأُمَرَاءِ؟ قَالَ: صَدَقْتَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ [3] . وَرَوَى مَعْنٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ مربوطة   [1] الطبقات الكبرى 5/ 207. [2] الطبقات الكبرى 5/ 206. [3] الطبقات الكبرى 5/ 506. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 492 أَسْنَانُهُ بِخِرْصَانِ الذَّهَبِ [1] . وَقِيلَ: غَزَا الدَّيْلَمَ زَمَنَ الْحَجَّاجِ. تُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ، قَالَهُ غير واحد. 421- (نافع بن عباس) [2]- ع- أبو عياش مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ. رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ. وَهُوَ قليل الحديث. 422- (نافع بن عجير) [3]- د- بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ المطّلبي. عَنْ: عَمِّهِ رُكَانَةَ، وَأَبِيهِ عَلِيٍّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُطَّلِبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ [4] . 423- (النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ) [5]- سوى د- أبو سلمة الأنصاريّ الزّرقيّ المدنيّ، فَاضِلٌ نَبِيلٌ. رَوَى عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَجَابِرٍ، وَخَوْلَةَ بِنْتِ عَامِرٍ. رَوَى عَنْهُ: سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَسُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْمَاجِشُونُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَابْنِ عَجْلانَ.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 506. [2] الطبقات الكبرى 5/ 304، التاريخ الكبير 8/ 83 رقم 2259، الكنى والأسماء 2/ 102، الجرح والتعديل 8/ 453 رقم 2073، الكاشف 3/ 173 رقم 5882، تهذيب التهذيب 10/ 405- 406 (دون ترقيم، بين رقمي 729 و 730) ، تقريب التهذيب 2/ 295 رقم 18. [3] التاريخ الكبير 8/ 84 رقم 2264، الجرح والتعديل 8/ 454 رقم 2080، الكاشف 3/ 173 رقم 5886، تهذيب التهذيب 10/ 408 رقم 734 وفيه «عجيرة» ، تقريب التهذيب 2/ 296 رقم 23. [4] ج 5/ 469. [5] التاريخ الكبير 8/ 77 رقم 2229، المعرفة والتاريخ 1/ 550، الجرح والتعديل 8/ 445 رقم 2039، الكاشف 3/ 182 رقم 5954، تهذيب التهذيب 10/ 455، رقم 824، تقريب التهذيب 2/ 304 رقم 117. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 493 [حرف الْهَاءِ] 424- (هَانِئُ بْنُ كُلْثُومَ) [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنَانِيُّ، وَيُقَالُ الْكِنْدِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ. أَرَادَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى إِمْرَةِ فِلَسْطِينَ فَأَبَى عَلَيْهِ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَمَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ دَهْقَانَ [2] ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ [3] وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ شَرِيفًا جَلِيلا عَابِدًا مُجَاهِدًا غَازِيًا. تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. 425- (هلال بن يساف) [4]- م 4- أبو الحسن الأشجعيّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ، مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ. رَوَى: عَنْ أبي الدرداء، وسعيد بن زيد مرسلا، وعن: عائشة، وعمران بن   [1] التاريخ الكبير 8/ 230 رقم 2823، تاريخ أبي زرعة 1/ 242، الجرح والتعديل 9/ 101 رقم 424، مشاهير علماء الأمصار 118 رقم 917، الكاشف 3/ 192 رقم 6041، جامع التحصيل 362 رقم 842، تهذيب التهذيب 11/ 22 رقم 46، تقريب التهذيب 2/ 315 رقم 46. [2] في الأصل «هققان» . [3] في طبعة القدسي 4/ 64 «الشيبانيّ» وهو تحريف. [4] التاريخ لابن معين 2/ 624، الطبقات لخليفة 158، التاريخ الكبير 8/ 202 رقم 2712، المعرفة والتاريخ 3/ 128- 129، تاريخ أبي زرعة 1/ 608، الكنى والأسماء 1/ 148، المراسيل 229 رقم 422، الجرح والتعديل 9/ 72 رقم 278، مشاهير علماء الأمصار 109 رقم 831، الكاشف 3/ 202 رقم 6117، جامع التحصيل 364 رقم 853، تهذيب التهذيب 11/ 86- 87 رقم 144، تقريب التهذيب 2/ 325 رقم 152. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 494 حصين، وسويد بن مقرن، وسمرة بن جندب، والبراء بن عازب، وعن طائفة من التابعين. وروى عنه: حصين بن عبد الرحمن، وعبدة بن أبي لبابة، ومنصور، والأعمش، وسعيد بن مسروق الثّوري، وآخرون. وثّقه ابن معين وغيره. 426- (هنيدة بن خالد الخزاعيّ) [1]- د ن- ويقال النّخعيّ. كَانَتْ أُمُّهُ تَحْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَحَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالْحُرُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] . 427- (الْهَيْثَمُ بْنُ شَفِيٍّ) [3]- د ن ق- أبو الحصين الرّعيني الحجري المصري. يَرْوِي عَنْ: أَبِي عَامِرٍ الْحُجَرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي رَيْحَانَةَ. رَوَى عَنْهُ: عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، وَأَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدٌ الْيَزَنِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ. قَالَ: الدَّارَقُطْنِيُّ: وَشَفِيٌّ بالفتح والتخفيف، وغلط من ضمّه.   [1] التاريخ الكبير 8/ 248 رقم 2890، المعرفة والتاريخ 2/ 91، الجرح والتعديل 9/ 120 رقم 506، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 141 رقم 220، الكاشف 3/ 199 رقم 6094، جامع التحصيل 364 رقم 852، تهذيب التهذيب 11/ 73 رقم 112، تقريب التهذيب 2/ 322 رقم 116. [2] ج 5/ 515. [3] شفي: بفتح الشين وتخفيف الياء. التاريخ الكبير 8/ 212- 213 رقم 2756، المعرفة والتاريخ 1/ 253 و 516، الكنى والأسماء 1/ 151، الجرح والتعديل 9/ 79، 80 رقم 322، مشاهير علماء الأمصار 121 رقم 945، ميزان الاعتدال 4/ 323 رقم 9307، الكاشف 3/ 203 رقم 6128، تهذيب التهذيب 11/ 98 رقم 166، تقريب التهذيب 2/ 327 رقم 177. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 495 [حرف الواو] 428- (واسع بن حبّان) [1]- ع- بن منقذ بن عمرو الأنصاري المدني. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيِّ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ حِبَّانُ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ. 429- الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أميّة، أبو العبّاس الأمويّ،   [1] حبان: بفتح الحاء. الطبقات لخليفة 237 و 252 وفيه «حيّان» بالياء المثنّاة وهو تحريف، التاريخ الكبير 8/ 190 رقم 2655، المعرفة والتاريخ 1/ 298، الجرح والتعديل 9/ 48 رقم 204، مشاهير علماء الأمصار 78 رقم 564، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 143 رقم 224، تحفة الأشراف 13/ 410 رقم 1320، الكاشف 3/ 204 رقم 6132، جامع التحصيل 364 رقم 854، تهذيب التهذيب 11/ 102 رقم 175، تقريب التهذيب 2/ 328 رقم 3. [2] مصادر ترجمته كثيرة في كتب التواريخ العامة كتاريخ خليفة واليعقوبي والطبري والمسعودي وابن الأثير وابن كثير واليافعي وغيرها من كتب التراجم والطبقات، ومنها: المعارف 359، العبر 1/ 114، فوات الوفيات 4/ 254- 255 رقم 565، البداية والنهاية 9/ 70 و 161، العقد الثمين 7/ 389، مرآة الجنان 1/ 199، خلاصة الذهب المسبوك للإربلي 13، نهاية الأرب للنويري 21/ 335- 338، العيون والحدائق لمجهول 3/ 11- 12، البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 41، النجوم الزاهرة 1/ 220 و 234، تاريخ الخلفاء للسيوطي 223، تاريخ الخميس للدياربكري 2/ 311- 314، شذرات الذهب 1/ 111، أخبار الدول للقرماني الجزء: 6 ¦ الصفحة: 496 اسْتُخْلِفَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيهِ بَعْدَهُ. قَالَ الْعُتْبِيُّ عَنْ أَبِيهِ: كَانَ دَمِيمًا، إِذَا مَشَى تَبَخْتَرَ فِي مِشْيَتِهِ [1] ، وَكَانَ أَبَوَاهُ يُتْرِفَانَهُ، فَشَبَّ بِلا أَدَبٍ، وَكَانَ سَائِلَ الأَنْفِ [2] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ الْوَلِيدُ طَوِيلا أَسْمَرَ، بِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ، وَبِمُقَدَّمِ لِحْيَتِهِ شَمَطٌ لَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلا لِحْيَتِهِ غَيْرُهُ، أَفْطَسُ [3] . وَرَوَى ابْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيّ أَنَّ رَوْحَ بْنَ زِنْبَاعٍ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ مَهْمُومٌ، فَقَالَ: فَكَّرْتُ فِيمَنْ أُوَلِّيهِ أَمْرَ الْعَرَبِ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقُلْتُ: أَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْوَلِيدِ؟ قَالَ: إِنَّهُ لا يُحْسِنُ النَّحْوَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: رُحْ إِلَيَّ الْعَشِيَّةَ فَإِنِّي سَأُظْهِرُ كَآبَةً، فَسَلْنِي، قَالَ: فَرُحْتُ إِلَيْهِ، وَالْوَلِيدُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لا يسوءك اللَّهُ مَا هَذِهِ الْكَآبَةِ؟ قَالَ: فَكَّرْتُ فِيمَنْ أُوَلِّيهِ أَمْرَ الْعَرَبِ، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقُلْتُ: وَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ رَيْحَانَةِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهَا الْوَلِيدِ! فقال لِي: يَا أَبَا زِنْبَاعٍ إِنَّهُ لا يَلِي الْعَرَبَ إِلا مَنْ تَكَلَّمَ بِكَلامِهِمْ. قَالَ: فَسَمِعَهَا الْوَلِيدُ، فَقَامَ مِنْ سَاعَتِهِ، وَجَمَعَ أَصْحَابَ النَّحْوِ، وَجَلَسَ مَعَهُمْ فِي بَيْتٍ وَطَيَّنَ عَلَيْهِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ خرج وَهُوَ أَجْهَلُ مِمَّا كَانَ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ أُعْذِرَ [4] . وَقَدْ غَزَا الْوَلِيدُ أَرْضَ الرُّومِ فِي خِلافَةِ أَبِيهِ غَيْرَ مَرَّةٍ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ. وَرَوَى الْعُتْبِيّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ الْمَوْتِ بِأُمُورٍ، ثُمّ قَالَ لِلْوَلِيدِ: لا أُلْفِيَنَّكَ إِذَا مِتُّ تَعْصُرُ عَيْنَيْكَ وتحنّ حنين الأمة، ولكن شمّر وائتزر   [136،) ] مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 132، نسب قريش 165، معجم بني أمية 189- 191 رقم 390، الفخري لابن طباطبا 115. [1] فوات الوفيات 4/ 254. [2] تاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوط الظاهرية) 17/ 420 آ. [3] انظر تاريخ دمشق وفوات الوفيات ونهاية الأرب 21/ 336 [4] قارن بفوات الوفيات 4/ 254. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 497 وَالْبَسْ جِلْدَ نَمِرٍ وَدَلِّنِي فِي حُفْرَتِي وَخَلِّنِي وَشَأْنِي، ثُمَّ ادْعُ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ، فَمَنْ قَالَ هَكَذَا، فَقُلْ بِالسَّيْفِ هَكَذَا. وَبُويِعَ الْوَلِيدُ فِي شَوَّالٍ. وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيّ عَنْ كَثِيرٍ أَبِي الْفَضْلِ الطُّفَاوِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ صَلَّى الْجُمُعَةَ وَالشَّمْسُ عَلَى الشُّرَفِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ. قُلْتُ: كَثِيرٌ هُوَ ابْنُ يَسَارٍ، بَصْرِيٌّ. رَوَى عَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَجَمَاعَةٌ. لَمْ يضعف، وَبَنُو أُمَيَّةَ مَعْرُوفُونَ بِتَأْخِيرِ الصَّلاةِ عَنْ وَقْتِهَا. وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ قَالَ: قَالَ لِي الْوَلِيدُ: كَيْفَ أَنْتَ وَالْقُرْآنُ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْتِمُهُ فِي كُلِّ جُمَعَةٍ، قُلْتُ: فَأَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: وَكَيْفَ مَعَ الأَشْغَالِ، قُلْتُ: عَلَى ذَاكَ، قَالَ: فِي كُلِّ ثَلاثٍ. قَالَ عَلِيٌّ: فذكرت ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ فَقَالَ: كَانَ يَخْتِمُ فِي رَمَضَانَ سَبْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً. وَقَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي عَبْلَةَ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ الْوَلِيدَ وَأَيْنَ مِثْلُ الْوَلِيدِ، افْتَتَحَ الْهِنْدَ والأندلس وَبَنَى مَسْجِدَ دِمَشْقَ، وَكَانَ يُعْطِينِي قِصَاعَ الْفِضَّةِ أُقَسِّمُهَا عَلَى قُرَّاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنَ الْبَابِ الأَصْغَرِ، فَوَجَدَ رَجُلا عِنْدَ الْحَائِطِ عِنْدَ الْمِئْذَنَةِ الشَّرْقِيَّةِ يَأْكُلُ وَحْدَهُ، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ، فَإِذَا هُوَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَتُرَابًا، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ انْفَرَدْتَ مِنَ النَّاسِ! قَالَ: أَحْبَبْتُ الْوِحْدَةَ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَكْلِ التُّرَابِ، أَمَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مَا يُجْرَى عَلَيْكَ! قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ رَأَيْتُ الْقُنُوعَ، قَالَ: فَرَدَّ الْوَلِيدُ إِلَى مَجْلِسِهِ ثُمَّ أَحْضَرَهُ، فَقَالَ: إِنَّ لَكَ لَخَبَرًا لَتُخْبِرْنِي بِهِ وَإِلا ضَرَبْتُ مَا فِيهِ عَيْنَاكَ، قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ جَمَّالًا وَمَعِي ثَلاثَةُ أَجْمَالٍ مُوقَرَةٌ طَعَامًا حَتَّى أَتَيْتُ مَرْجَ الصُّفَّرِ فَقَعَدْتُ فِي خَرِبَةٍ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 498 أَبُولُ فَرَأَيْتُ الْبَوْلَ يَنْصَبُّ فِي شِقٍّ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى كَشَفْتُهُ، فَإِذَا غطاء عَلَى حَفِيرٍ، فَنَزَلْتُ، فَإِذَا مَالٌ صَبِيبٌ، فَأَنَخْتُ رَوَاحِلِي وَأَفْرَغْتُ أَعْكَامِي، ثُمَّ أَوْقَرْتُهَا ذَهَبًا وَغَطَّيْتُ الْمَوْضِعَ، فَلَمَّا سِرْتُ غَيْرَ يَسِيرٍ وَجَدْتُ مَعِي مِخْلاةً فِيهَا طَعَامٌ، فَقُلْتُ: أَنَا أَنْزِلُ الْكُسْوَةَ فَفَرَّغْتُهَا وَرَجَعْتُ لِأَمْلأَهَا فَخَفِيَ عَنِّي الْمَوْضِعُ، وَأَتْعَبَنِي الطَّلَبُ، فَرَجَعْتُ إِلَى الْجِمَالِ فَلَمْ أَجِدْهَا، وَلَمْ أَجِدِ الطَّعَامَ، فَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَلا آكُلَ شَيْئًا إِلا الْخُبْزَ بِالتُّرَابِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: كَمْ لَكَ مِنَ الْعِيَالِ؟ فَذَكَرَ عِيَالا. قَالَ: يُجْرَى عَلَيْكَ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، وَلا تُسْتَعْمَلْ فِي شَيْءٍ، فَإِنَّ هَذَا هُوَ الْمَحْرُومُ. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَذُكِرَ لَنَا أَنَّ الإِبِلَ جَاءَتْ إِلَى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ فَأَنَاخَتْ عِنْدَهُ، فَأَخَذَهَا أَمِينُ الْوَلِيدِ فَطَرَحَهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، قَالَهُ الْكِنَانِيُّ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ الْغِلابِيُّ: ثنا نُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: لَوْلا أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ آلَ لُوطٍ فِي الْقُرْآنِ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا. وَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: ثنا أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَرَأَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ 69: 27 [1] ، وَتَحْتَ الْمِنْبَرِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: وَدِدْتُهَا وَاللَّهِ. وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ الْوَلِيدُ لَحَّانًا كَأَنِّي أَسْمَعُهُ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا أهل الْمَدِينَةِ. قُلْتُ: وَكَانَ الْوَلِيدُ جَبَّارًا ظَالِمًا، لَكِنَّهُ أَقَامَ الْجِهَادَ فِي أَيَّامِهِ، وَفُتِحَتْ فِي خِلافَتِهِ فُتُوحَاتٌ عَظِيمَةٌ كَمَا ذَكَرْنَا. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ المهلّب قال: لما ولّاني سليمان بن   [1] سورة الحاقّة، الآية 27. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 499 عَبْدِ الْمَلِكِ خُرَاسَانَ وَدَّعَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لِي: يَا يَزِيدَ اتَّقِ اللَّهَ، إِنِّي حِينَ وَضَعْتُ الْوَلِيدَ فِي لَحْدِهِ إِذَا هُوَ يَرْكُضُ فِي أَكْفَانِهِ، يَعْنِي ضَرَبَ الأَرْضَ برجله. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هَلَكَ الْوَلِيدُ بِدَيْرِ مُرَّانَ [1] فَحُمِلَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ فَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيرِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: عَاشَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً. قُلْتُ: كَانَتْ خِلافَتُهُ تِسْعَ سِنِينَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّ الْبَشِيرَ لَمَّا جَاءَ الْوَلِيدَ بِفَتْحِ الأَنْدَلُسِ جَاءَهُ أَيْضًا بَشِيرٌ بِفَتْحِ مَدِينَةٍ مِنْ خُرَاسَانَ، قَالَ الْخَادِمُ: فَأَعْلَمْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَسَجَدَ للَّه طَوِيلًا وَحَمِدَهُ وَبَكَى. وَقِيلَ: كَانَ يَخْتِنُ الْأَيْتَامَ وَيُرَتِّبُ لَهُمُ الْمُؤَدِّبِينَ وَيُرَتِّبُ لِلزَّمْنَى مَنْ يَخْدُمُهُمْ وَلِلأَضِرَّاءِ مَنْ يَقُودُهُمْ مِنْ رَقِيقِ الْمُسْلِمِينَ [2] ، وَعَمَّرَ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَسَّعَهُ، وَرَزَقَ الْفُقَهَاءَ وَالْفُقَرَاءَ وَالضُّعَفَاءَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهُمْ سُؤَالَ النَّاسِ، وَفَرَضَ لَهُمْ مَا يكفيهم وضبط الأمور أتمّ ضبط.   [1] دير مرّان: بضمّ الميم وتشديد الراء، بالقرب من دمشق على تلّ مشرف على مزارع.. (معجم البلدان 2/ 533) . [2] فوات الوفيات 4/ 254. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 500 [حرف الْيَاءِ] 430- (يُحَنَّسُ [1] بْنُ أَبِي مُوسَى الْمَدَنِيُّ) [2]- م ن- مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ، وَالزُّبَيْرِ. روى عنه: قطن بن وهب، ومحمد بن إبراهيم التيمي، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وغيرهم. وثقه النسائي. 431- (يحيى بن سعيد بن العاص) [3]- م- الأموي المدني أَخُو عُمَرَ، والأشدق، وعنبسة، وعبد اللَّه. لَمَّا قَتَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ أَخَاهُمْ عَمْرًا سَيَّرَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ. رَوَى هَذَا عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ. روى عنه: الربيع بن سبرة، والزهري.   [1] في الأصل «يحفس» بالفاء، والتصويب من مصادر ترجمته التالية. وهو بضمّ أوله وفتح المهملة وتشديد النون المفتوحة. (التقريب) . [2] التاريخ لابن معين 2/ 639، الطبقات لخليفة 242، التاريخ الكبير 8/ 427 رقم 3588، الجرح والتعديل 9/ 313 رقم 1354، الكاشف 3/ 218 رقم 6233، تهذيب التهذيب 11/ 174 رقم 297، تقريب التهذيب 2/ 341 رقم 4. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 238، التاريخ لابن معين 2/ 644، الطبقات لخليفة 241، التاريخ الكبير 8/ 275 رقم 2979، الجرح والتعديل 9/ 149 رقم 621، الكاشف 3/ 225 رقم 6284، ميزان الاعتدال 4/ 380 رقم 9523، تهذيب التهذيب 11/ 215- 216 رقم 357، تقريب التهذيب 2/ 348 رقم 71. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 501 432- (يحيى بن عمارة) [1]- ع- بن أبي حسن الأنصاري المازني المدني. عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، وَالزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَأَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 433- يَحْيَى بْنُ يعمر العدوانيّ البصريّ [2] ع أبو سليمان، ويقال: أبو عديّ، قَاضِي مَرْوَ أَيَّامَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي الأسود الدّؤلي، وقرأ عليه القرآن وغيرهم.   [1] التاريخ الكبير 8/ 295 رقم 3058، المعرفة والتاريخ 1/ 388، الجرح والتعديل 9/ 175 رقم 725، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 155- 156 رقم 245، الكاشف 3/ 231 رقم 6330، تهذيب التهذيب 11/ 259 رقم 520، تقريب التهذيب 2/ 354 رقم 138. [2] الطبقات الكبرى 7/ 368، التاريخ لابن معين 2/ 666- 667، الطبقات لخليفة 203 و 322، تاريخ خليفة 303، التاريخ الكبير 8/ 311- 312 رقم 3140، المعارف 434 و 532، المعرفة والتاريخ 2/ 141، تاريخ أبي زرعة 1/ 207، الجرح والتعديل 9/ 196 رقم 817، مشاهير علماء الأمصار 126 رقم 990، معجم الشعراء للمرزباني 485 وفيه: يحيى بن نعيم، طبقات النحويين واللغويين 27، الفهرست لابن النديم 47، إنباه الرواة للوزير القفطي 4/ 18- 21 رقم 815، الكامل في التاريخ 4/ 308- 309، تلخيص ابن مكتوم 271، الوزراء والكتّاب للجهشياريّ 41- 42، طبقات الشعراء لابن سلام 13، مراتب النحويين 25- 26، المقتبس 21- 22، مرآة الجنان 1/ 271، المزهر 2/ 398- 400 و 403، أخبار القضاة لوكيع 3/ 305- 306، معجم الأدباء 20/ 42- 43 رقم 23، نزهة الألباء لابن الأنباري 24- 26، أخبار النحويين للسيرافي 21، وفيات الأعيان 6/ 173- 176 رقم 797، تحفة الأشراف 13/ 418 رقم 1336، الكاشف 3/ 239 رقم 6385، ميزان الاعتدال 4/ 415- 416 رقم 9660، تذكرة الحفاظ 1/ 75- 76 رقم 72، سير أعلام النبلاء 4/ 441- 443 رقم 170، معرفة القراء الكبار 1/ 67 رقم 24، البداية والنهاية 9/ 73، غاية النهاية 2/ 381 رقم 3871، جامع التحصيل 370 رقم 882 تهذيب التهذيب 11/ 305- 306 رقم 588، تقريب التهذيب 2/ 361 رقم 209، النجوم الزاهرة 1/ 217، بغية الوعاة 2/ 345 رقم 2150، طبقات الحفاظ للسيوطي 30، خلاصة التذهيب 429، شذرات الذهب 1/ 175، روضات الجنات 272. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 502 رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، وَقَتَادَةُ، وَيَحْيَى بْنُ عُقَيْلٍ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَائِشَةَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ نَقَطَ الْمُصْحَفَ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُصَحَاءِ أَخَذَ الْعَرَبِيَّةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ [1] ، وَكَانَ الْحَجَّاجُ قد نفاه، فقبله قتيبة، وولاه القضاء بخراسان، فكان إذا انتقل من بلد إلى بلد استخلف على القضاء بها. ثم إن قتيبة عزله لما بلغه عنه شرب المنصف [2] . وقال الداني: روى عنه القراءة عرضا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو عَمْرِو ابن العلاء. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَنْبَأَ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فُطَيْمَةَ [3] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِي الْقُرْآنِ لَحْنٌ سَتُقِيمُهُ الْعَرَبُ بِأَلْسِنَتِهَا. قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ قَبْلَ التِّسْعِينَ [4] . 434- (يَحْيَى بْنُ وثّاب) [5] سنة 153.   [1] وفيات الأعيان 6/ 173. [2] المنصّف: نوع معروف من النبيذ. قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: المنصف كمعظّم، الشراب طبخ حتى ذهب نصفه، وانظر: معجم الأدباء 20/ 43. [3] في الأصل «فطمة» . [4] ذكره خليفة في وفيات سنة 89 هـ. (ص 303) . [5] تاريخ خليفة 329، التاريخ الكبير 8/ 308 رقم 3121، المعارف 526، الطبقات الكبرى 6/ 299، المعرفة والتاريخ 2/ 174، تاريخ أبي زرعة 1/ 652، الجرح والتعديل 9/ 193 رقم 806، ذكر أخبار أصبهان 2/ 356، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 159 رقم 247، العبر 1/ 126، الكاشف 3/ 237 رقم 6373، سير أعلام النبلاء 4/ 379- 382 رقم 153، جامع التحصيل 370 رقم 881، غاية النهاية رقم 3871، تهذيب التهذيب 11/ 294- 295 رقم 574، تقريب التهذيب 2/ 359 رقم 194، النجوم الزاهرة 1/ 252، خلاصة التذهيب 429، شذرات الذهب 1/ 125. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 503 435- يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ [1] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ بِشْرٍ الثَّقَفِيِّ الْبَصْرِيِّ الشَّاعِرِ. حَدَّثَ عَنْ: عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ. رَوَى عَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ. وَفِي «الْأَغَانِي» [2] بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ دَعَا يَزِيدَ بْنَ الْحَكَمِ الثَّقَفِيَّ فَوَلاهُ كُوَرَ فَارِسٍ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ عَهْدَهُ بِهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ لِيُوَدِّعَهُ اسْتَنْشَدَهُ، فَأَنْشَدَهُ قَوْلَهُ يَفْتَخِرُ: وَأَبِي الَّذِي صَلَبَ ابْنَ كِسْرَى رَايَةً ... بَيْضَاءَ تَخْفِقُ كَالْعُقَابِ الطَّائِرِ فَغَضِبَ الحجاج وَعَزَلَهُ، فَقَالَ فِي الْحَجَّاجِ: فَوَرِثْتُ جَدِّي مَجْدَهُ وَنَوَالَهُ [3] ... وَوَرِثْتَ جَدَّكَ أَعْنُزًا بِالطَّائِفِ ثُمَّ لَحِقَ بِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَامْتَدَحَهُ فَوَصَلَهُ وَجَعَلَ لَهُ فِي السَّنَةِ عِشْرِينَ أَلْفًا. وَمِنْ شِعْرِهِ: شَرَيْتُ الصِّبَا وَالْجَهْلَ بِالْحِلْمِ والتقى ... وراجعت عقلي والحليم يراجع أبى الشيب والإسلام أن أتبع الهوى ... وفي الشيب والإسلام لِلْمَرْءِ وَازِعُ [4] 436- (يَزِيدُ بْنُ طَرِيفٍ الْبَجَلِيُّ) [5] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ طَرِيفٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَخِي عُثْمَانُ بْنُ طَرِيفٍ أَيَّامَ الْجَمَاجِمِ، فَلَمَّا دُفِنَ وَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى قَبْرِهِ، إِذْ سَمِعْتُ صَوْتَ أَخِي أعرفه ضَعِيفًا يَقُولُ: اللَّهُ رَبِّي، قَالَ الآخَرُ: فَمَا دِينُكَ؟ قَالَ: الإِسْلامُ ديني.   [1] تاريخ خليفة 403، الجرح والتعديل 8/ 257 رقم 1080، الأغاني 12/ 286- 296، سمط اللآلي 238، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 21/ 134 ب، سير أعلام النبلاء 4/ 519- 520 رقم 212، المعرفة والتاريخ 1/ 273، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 113، رغبة الأمل 8/ 40- 48. [2] ج 12/ 287. [3] في الأغاني «وفعاله» . [4] البيت الأخير في حماسة ابن الشجري 139. [5] لم أجد له ترجمة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 504 437- (يزيد بن عبد الرحمن الأودي) [1]- ن ق- الكوفي، جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِدْرِيسُ، وَدَاوُدُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ [2] . 438- (يَزِيدُ مولى المنبعث المدنيّ) [3]- ع-. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. 439- (يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ الْمَدَنِيُّ) [4]- م د ت ن- كَانَ رَأْسَ الْمَوَالِي يَوْمَ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. روى عنه: قيس بن سعد المكي، والزهري، والحارث بن عبد الرحمن ابن أبي ذباب، وآخرون. وثّق.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 234، التاريخ لابن معين 2/ 674، التاريخ الكبير 8/ 347 رقم 3271، الجرح والتعديل 9/ 277 رقم 1166، الكاشف 3/ 247 رقم 6446، تهذيب التهذيب 11/ 345 رقم 661، تقريب التهذيب 2/ 368 رقم 287. [2] في الأصل «الغطار» . [3] التاريخ الكبير 8/ 362- 363 رقم 3340، المعرفة والتاريخ 2/ 271، الجرح والتعديل 9/ 299 رقم 1275، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 163 رقم 259، الكاشف 3/ 252 رقم 6487، تهذيب التهذيب 11/ 375 رقم 725، تقريب التهذيب 2/ 373 رقم 354. [4] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 284، التاريخ لابن معين 2/ 678، الطبقات لخليفة 249 و 255، التاريخ الكبير 8/ 367- 368 رقم 3353، المعرفة والتاريخ 1/ 416 و 672 و 3/ 61، الجرح والتعديل 9/ 293- 294 رقم 1255، مشاهير علماء الأمصار 76 رقم 542، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 164 رقم 261، ميزان الاعتدال 4/ 440 رقم 9760، المغني في الضعفاء 2/ 754 رقم 7150، الكاشف 3/ 251 رقم 6480، تهذيب التهذيب 11/ 369- 370 رقم 712، تقريب التهذيب 2/ 372 رقم 341. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 505 440- (يسير [1] بن عمرو) [2]- خ م ن- وَيُقَالُ: يُسَيْرُ بْنُ جَابِرٍ، وَيُقَالُ: أُسَيْرٌ، يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَقِيلَ: رُؤْيَةٌ، وَهُوَ أَشْبَهُ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، وَسَلْمَانَ. وعنه: زرارة بن أوفى، وأبو قتادة العدوي، وأبو نضرة العبدي، وأبو إسحاق السيباني. يقال: ولد في حدود عام بدر. قال العوام بن حوشب: مات سنة خمس وثمانين. 441- (يعقوب بن عاصم) [3]- م د ن- بن عروة بن مسعود الثّقفي الطّائفي. عَنِ: الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: النُّعْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَيْكَةَ، وَغَيْرُهُمْ. 442- يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامِ [4] 4 ابْنِ الْحَارِثِ، أَبُو يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ حَلِيفُ الأنصار.   [1] يسير: بضم الياء وفتح السين المهملة وسكون الياء الثانية. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 146- 147، التاريخ لابن معين 2/ 680، الطبقات لخليفة 146، التاريخ الكبير 8/ 422 رقم 3565، المعرفة والتاريخ 1/ 228 و 3/ 244 و 245، الجرح والتعديل 9/ 307- 308 رقم 1326، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 814، الإستيعاب 3/ 669- 670، أسد الغابة 5/ 126- 127. المشتبه في الرجال 1/ 82، ميزان الاعتدال 4/ 447 رقم 9791، المغني في الضعفاء 2/ 756 رقم 7174، الكاشف 3/ 253 رقم 6495، جامع التحصيل 375 رقم 911، تهذيب التهذيب 11/ 378- 379 رقم 738، تقريب التهذيب 2/ 374 رقم 366، الإصابة 1/ 50 رقم 195. [3] التاريخ الكبير 8/ 388- 389 رقم 3432، الجرح والتعديل 9/ 211 رقم 881، الكاشف 3/ 255 رقم 6506، تهذيب التهذيب 11/ 389- 390 رقم 750، تقريب التهذيب 2/ 375 رقم 380. [4] تاريخ خليفة 325، الطبقات لخليفة 140، التاريخ الكبير 8/ 371 رقم 3367، تاريخ أبي زرعة 1/ 213، المراسيل 234 رقم 428، الجرح والتعديل 9/ 225 رقم 942، الإستيعاب 3/ 679- 682، أسد الغابة 3/ 264 و 5/ 529، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 165 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 506 سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوسُفَ وَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ [1] ، وَلَهُ رُؤْيَةٌ وَرِوَايَةُ حَدِيثَيْنِ حُكْمُهُمَا الْإِرْسَالُ. وَرَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعِيسَى بْنُ مَعْقِلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الأَعْوَرُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وعون بن عبد الله، ويحيى ابن أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، وَغَيْرُهُمْ. وَشَهِدَ مَوْتَ أَبِي الدَّرْدَاءِ بِدِمَشْقَ. قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ الأَعْوَرِ، عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ كِسْرَةً فَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: «هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ» . فَأَكَلَهَا [2] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ: يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ وَلَدِ يُوسُفَ نَبِيِّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَكَانَ ثِقَةً وَلَهُ أَحَادِيثُ صَالِحَةٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: لَهُ رُؤْيَةٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: إِنَّ لَهُ صُحْبَةً، وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.   [166] رقم 265، سير أعلام النبلاء 3/ 509- 510 رقم 119، الكاشف 3/ 261 رقم 6556، جامع التحصيل 376 رقم 917، الإصابة 3/ 671 رقم 9375، تهذيب التهذيب 11/ 416 رقم 810، تقريب التهذيب 2/ 381 رقم 439، خلاصة تذهيب التهذيب 377. [1] أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» 838، وابن حنبل في مسندة 4/ 35 و 6/ 6، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 11/ 476 إسناده صحيح. [2] أخرجه أبو داود في سننه، رقم 3830 في الأطعمة، باب في التمر. ورجاله ثقات. إلّا يزيد بن أبي أميّة الأعور، فهو مجهول. [3] لم أقف على هذا القول في طبقات ابن سعد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 507 443- (يونس بن جبير) [1]- ع- أبو غلّاب الباهليّ البصريّ. حَكَى صَلاةَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ بِأَصْبَهَانَ، وَرَوَى عَنْ: جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَحَطَّانَ الرَّقَاشِيِّ. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ. وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. روى أَنَّهُ أَوْصَى أَنَّ يُصَلِّيَ عليه أنس بن مالك.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 687، تاريخ خليفة 303، الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 8/ 401- 402 رقم 3486، المعرفة والتاريخ 3/ 211، الكنى والأسماء 2/ 77، ذكر أخبار أصبهان 2/ 345، الجرح والتعديل 9/ 236- 237 رقم 996، الكاشف 3/ 265 رقم 6582، تهذيب التهذيب 11/ 436 رقم 845، تقريب التهذيب 2/ 384 رقم 473. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 508 [الكنى] 444- (أبو الأشعث الصنعاني الدمشقي) [1]- م 4- أصح مَا قِيلَ: إِنَّ اسْمَهُ شَرَاحِيلُ [2] بْنُ آدَةَ. رَوَى عَنْ: عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَثَوْبَانَ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، وَأَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ. وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَأَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذماري [3] ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ يَمَانِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ. وَقَالَ ابْنُ عساكر: لعلّه من صنعاء دمشق.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 692، الطبقات الكبرى 5/ 536، الطبقات لخليفة 42 وفيه «أبو الأشهب» وهو خطأ، التاريخ الكبير 4/ 255 رقم 2717، تاريخ أبي زرعة 1/ 221 وفيه «شراحيل بن كليب بن آده» ، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 109، الجرح والتعديل 4/ 373- 374 رقم 1627، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 866، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 8/ 8 آ، الكاشف 2/ 6 رقم 2275، العبر 1/ 123، سير أعلام النبلاء 4/ 357- 358 رقم 138، تهذيب التهذيب 4/ 319- 320 رقم 548، تقريب التهذيب 2/ 348 رقم 35، خلاصة تذهيب التهذيب 164، شذرات الذهب 1/ 123، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 296. [2] في التاريخ لابن معين 2/ 692 «شرحبيل بن شرحبيل» انفرد به. [3] في الأصل «الدماري» والتصويب من (اللباب 1/ 531) حيث قيّدها بكسر الذال المعجمة وفتح الميم.. نسبة إلى قرية باليمن قريب صنعاء. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 509 445- (أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ [1] الدِّمَشْقِيُّ) [2]- م 4- قَالَ ابْنُ زَبْرٍ: وَالرَّحْبَةُ قَرْيَةٌ رَأَيْتُهَا عَامِرَةً بَيْنَهَا وَبَيْنَ دِمَشْقَ مِيلٌ. اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مَرْثَدٍ، وَقِيلَ: عَمْرُو بْنُ أَسْمَاءَ. رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» ، وَعَنْ ثَوْبَانَ، وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ، وَشَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ، وَأَبُو قِلابَةَ، وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ. 446- أَبُو أمامة بن سهل بن حنيف [3] ع الأنصاري الأوسي المدني، واسمه أسعد، وإنّما يعرف بالكنية، وسمّي   [1] الرّحبي: بفتح الراء والحاء.. نسبة إلى بني رحبة، بطن من حمير. (اللباب 2/ 19) . [2] الطبقات لخليفة 106، التاريخ الكبير 9/ 5 رقم 23، المعرفة والتاريخ 2/ 143، الجرح والتعديل 6/ 259 رقم 1429، تاريخ دمشق 13/ 302 آ، الكاشف 2/ 295 رقم 4295، سير أعلام النبلاء 4/ 491، 492 رقم 191، المشتبه في الرجال 1/ 311، الأنساب 249 ب، لسان العرب مادّة «رحب» ، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، الوافي بالوفيات 16/ 126 رقم 141، تهذيب التهذيب 8/ 99 رقم 159، تقريب التهذيب 2/ 78 رقم 673، خلاصة تذهيب التهذيب 293، تاج العروس، مادّة «رحب» . [3] الطبقات الكبرى 5/ 72، التاريخ لابن معين 2/ 29، الطبقات لخليفة 106، و 250، تاريخ خليفة 56، التاريخ الكبير 2/ 63 رقم 1693، المعارف 291، المعرفة والتاريخ 1/ 375، تاريخ أبي زرعة 1/ 567، الكنى والأسماء 1/ 14، الجرح والتعديل 2/ 344 رقم 1306، المراسيل 16 رقم 18 و 285 رقم 479، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 139، الإستيعاب 1/ 84- 85، تاريخ دمشق 2/ 403 آ، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 7- 9، أسد الغابة 3/ 470، الكاشف 1/ 67 رقم 339، سير أعلام النبلاء 3/ 517- 519 رقم 126، جامع التحصيل 171 رقم 30، الوافي بالوفيات 9/ 27- 28 رقم 3937، العبر 1/ 118، مرآة الزمان 1/ 207، البداية والنهاية 9/ 190، الإصابة 4/ 9 رقم 52، تهذيب التهذيب 1/ 263- 264 رقم 497، تقريب التهذيب 1/ 64 رقم 461، خلاصة تذهيب التهذيب 38، شذرات الذهب 1/ 118. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 510 بِجَدِّهِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ النَّقِيبِ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَآهُ، وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ الأَشَجِّ، وَابْنَاهُ: مُحَمَّدٌ، وَسَهْلٌ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: رَأَيْتُهُ وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو أُمَامَةَ وَكَانَ مِنْ عِلِّيَّةِ الأَنْصَارِ وَعُلَمَائِهِمْ وَمِنْ أَبْنَاءِ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا. وَحَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: كَتَبَ مَعِي عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لا مَوْلَى لَهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ» [1] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: آخِرُ خَرْجَةٍ خَرَجَهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ حَصَبَهُ النَّاسُ، فَحِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ، فَصَلَّى لِلنَّاسِ يَوْمَئِذٍ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ. قَالُوا: تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ. 447- (أَبُو بَحْرِيَّةَ) [2]- 4- هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الكندي التّراغميّ   [1] أخرجه الترمذي في الفرائض، رقم 2103 وسنده حسن، وابن حنبل في المسند 1/ 28 و 46، وابن ماجة، رقم 2737، وصحيح ابن حبّان 1227. [2] الطبقات الكبرى 7/ 442، التاريخ لابن معين 2/ 327، الكنى والأسماء 1/ 125، التاريخ الكبير 5/ 171 رقم 543، المعرفة والتاريخ 2/ 313، الجرح والتعديل 5/ 138 رقم 645، مشاهير علماء الأمصار 119 رقم 919، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، تاريخ خليفة 225، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، فتوح البلدان 1/ 278 رقم 589، تاريخ الرسل والملوك للطبري 4/ 64 و 67 و 5/ 231 و 299 و 308، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) . 6/ 302، الكامل في الجزء: 6 ¦ الصفحة: 511 الْحِمْصِيُّ. شَهِدَ خُطْبَةَ عُمَرَ بِالْجَابِيَةِ، وَرَوَى عَنْ: معاذ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ قُطَيْبٍ، وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَابْنُهُ بَحْرِيَّةُ، وَأَبُو ظَبْيَةَ الْكَلاعِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ. وكان فاضلا ناسكا مجاهدا. روى عَنِ الْوَاقِدِيّ أَنَّ عُثْمَان كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَة أَنْ أغْزِ الصَّائِفَةَ رَجُلا مَأْمُونًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، رَفِيقًا بِسِيَاسَتِهِمْ، فَعَقَدَ لأَبِي بَحْرِيَّةَ عَبْد اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ- وَكَانَ نَاسِكًا فَقِيهًا يُحْمَلُ عَنْهُ الْحَدِيثُ- حَتَّى مَاتَ فِي زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَخُلَفَاءُ بَنِي أُمَيَّةَ تُعَظِّمُهُ. 448- (أَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ) [1] بْنِ أَبِي حَثْمَةَ [2] الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَجَدَّتِهِ الشِّفَاءِ، وأبي هريرة، وابن عمر. روى عنه: محمد بن إبراهيم التيمي، والزهري، وصالح بن كيسان، ويزيد بن عبد الله بن قسيط. وقد روى له البخاري مقرونا بآخر. 449- أبو بكر بن عبد الرحمن [3] ع ابن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي الفقيه.   [ () ] التاريخ 3/ 457 و 501 و 514، سير أعلام النبلاء 4/ 594 رقم 332، الكاشف 2/ 107 رقم 2956، غاية النهاية رقم 1850، الإصابة 4/ 23، 24 رقم 148، تهذيب التهذيب 5/ 364- 365 رقم 627، تقريب التهذيب 1/ 441- 442 رقم 553، خلاصة تذهيب التهذيب 210. [1] الطبقات الكبرى 5/ 223، الطبقات لخليفة 247 و 249، التاريخ الكبير 9/ 13 رقم 85، تاريخ أبي زرعة 1/ 414، المعرفة والتاريخ 1/ 375، الجرح والتعديل 9/ 341 رقم 1518، الكاشف 3/ 275 رقم 43، تهذيب التهذيب 12/ 25 رقم 130، تقريب التهذيب 2/ 397 رقم 43 واسمه «عثمان بن سليمان» . [2] في الأصل مهملة، والتصويب من مصادر ترجمته. [3] الطبقات الكبرى 5/ 207، التاريخ لابن معين 2/ 695، نسب قريش 303- 304، الطبقات الجزء: 6 ¦ الصفحة: 512 أحد الفقهاء السّبعة بالمدينة. الأصح أَنَّ اسْمَهُ كُنْيَتُهُ، وَيُقَالُ: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ هُوَ أَجَلُّهُمْ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَعَائِشَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطِيعٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَسُمَيٌّ مَوْلاهُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ أَخِيهِ، مُحَمَّدٍ، وَخَلْقٌ مِنْهُمْ أَيْضًا ابْنَاهُ عُمَرُ، وَسَلَمَةُ، وَأَشْهَرُ أَوْلادِهِ عَبْدُ اللَّهِ شَيْخُ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي الْمَغَازِي، وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ. قَالَ الزُّبَيْرُ [1] : وَكَانَ يُسَمَّى الرَّاهِبُ، وَكَانَ مِنْ سَادَةِ قُرَيْشٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ رَاهِبُ قُرَيْشٍ لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ، وَكَانَ مَكْفُوفًا. وَقَالَ سُلَيْمٌ وَغَيْرُهُ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ فقيها ثقة كثير الحديث عاقلا سخيّا.   [ () ] لخليفة 245، تاريخ خليفة 306- 393، التاريخ الكبير 9/ 9 رقم 51، المعرفة والتاريخ 1/ 233 و 352 و 353 و 401 و 426 و 472 و 714 و 3/ 335- 336، تاريخ أبي زرعة 1/ 314 و 406 و 591، المعارف 82، الكنى والأسماء 1/ 125، الجرح والتعديل 9/ 336 رقم 1490، حلية الأولياء 2/ 187- 188 رقم 173، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 145، طبقات الفقهاء للشيرازي 59، صفة الصفوة 2/ 92 رقم 164، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 194- 195 رقم 296، تحفة الأشراف 13/ 426 رقم 1352، الكاشف 3/ 276 رقم 50، تذكرة الحفاظ 1/ 63- 64 رقم 53، دول الإسلام 1/ 65،. سير أعلام النبلاء 4/ 416- 419 رقم 165، العبر 1/ 111، البداية والنهاية 9/ 115، مرآة الجنان 1/ 198، وفيات الأعيان 1/ 282- 283 رقم 117، نكت الهميان 131، تهذيب التهذيب 12/ 30- 32 رقم 141، تقريب التهذيب 2/ 398 رقم 54، طبقات الحفاظ 24، خلاصة تذهيب التهذيب 444، شذرات الذهب 1/ 104. [1] نسب قريش 303. [2] الطبقات الكبرى 5/ 207- 208. [3] الطبقات الكبرى 5/ 208. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 513 وقال هشام ابن عُرْوَةَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ كِسَاءَ خَزٍّ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ مُكْرِمًا لِأَبِي بَكْرٍ مُجِلا لَهُ، يَقُولُ: إِنِّي لأهم بِالشَّيْءِ أَفْعَلُهُ بِأَهْلِ الْمَدِينَةِ لِسُوءِ أَثَرِهِمْ عِنْدَنَا، فَأَذْكُرُ أبا بكر بن عبد الرحمن، فأستحيي مِنْهُ، وأدع ذَلِكَ الأَمْرَ لَهُ [2] . قَالَ خَلِيفَةُ [3] : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَالْبُخَارِيُّ: سَنَةَ أَرْبَعٍ. 450- (أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ) [4] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. كَانَ أَسَنَّ مِنْ عُمَرَ أَخِيهِ لِأَبَوَيْهِ، وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلا، لَهُ ابْنَانِ: الْحَكَمُ وَمَرْوَانُ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. 451- (أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ) [5] اسْمُهُ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ. مِنْ فُضَلاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. تَقَدَّمَ. قَالَ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ [6] . 452- (أَبُو جَمِيلَةَ الطُّهَوِيُّ [7] الْكُوفِيُّ) [8]- د ن ق- صَاحِبُ رَايَةِ عَلِيٍّ   [1] الطبقات الكبرى 5/ 208. [2] الطبقات الكبرى 5/ 208- 209. [3] تاريخ خليفة 306 وفي طبقاته ص 245 يقول: «توفي سنة أربع وتسعين» . [4] تاريخ الرسل والملوك 6/ 414. [5] الطبقات الكبرى 7/ 152، التاريخ لابن معين 2/ 277، الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 4/ 355- 356 رقم 3125، المعرفة والتاريخ 2/ 151 و 3/ 72 و 200، مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 670، الكنى والأسماء 1/ 20، الجرح والتعديل 4/ 492 رقم 2164، تحفة الأشراف 13/ 239 رقم 1120، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 236، الإستيعاب 4/ 26، الكاشف 2/ 38 رقم 2488، جامع التحصيل 244 رقم 309، الإصابة 4/ 27 رقم 163، تهذيب التهذيب 5/ 12- 13 رقم 20، تقريب التهذيب 1/ 378 رقم 20، الوافي بالوفيات 16/ 434 رقم 470. [6] وقال ابن سعد 5/ 152: توفي سنة 97 في خلافة سليمان بن عبد الملك. [7] الطهوي: بضم الطاء وفتح الهاء، وقيل بضم الطاء وسكون الهاء، وقيل بفتح الطاء وسكون الهاء ... نسبة إلى طهيّة، وهو بطن من تميم، وهي: طهيّة بنت عبد شمس بن سعد ... (الأنساب 8/ 278، اللباب 2/ 292) . [8] الطبقات لخليفة 141، الكنى والأسماء 1/ 138، التاريخ الكبير 7/ 374 رقم 1607، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 514 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ. وعنه: ابنه عبد الله، وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي [1] ، وعطاء بن السائب، وجماعة. اسمه ميسرة بن يعقوب. وثقه ابن حبان. 453- (أبو حازم الأشجعيّ الكوفي) [2]- ع- اسمه سلمان مَوْلَى عَزَّةَ الأَشْجَعِيَّةِ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَأَكْثَرَ، وَعَنِ: ابْنِ عُمَرَ، وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَفُرَاتُ الْقَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ [3] ، وَفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، وَنُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ. وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ جَالَسَ أَبَا هريرة خمس سنين. 454- (أبو خالد الوالبي [4] الكوفي) [5]- د ت ق- اسمه هرمز، ويقال هرم.   [ () ] الجرح والتعديل 8/ 252 رقم 1143، الكاشف 3/ 169 رقم 5856، تهذيب التهذيب 10/ 387 رقم 693، تقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1542. [1] في طبعة القدسي 4/ 73 «الثعلي» وهو خطأ. [2] الطبقات الكبرى 6/ 294، التاريخ لابن معين 2/ 223، التاريخ الكبير 4/ 137 رقم 2240، المعرفة والتاريخ 3/ 121 و 212، تاريخ أبي زرعة 1/ 588، الكنى والأسماء 1/ 141، الجرح والتعديل 4/ 297- 298 رقم 1293، تحفة الأشراف 13/ 223 رقم 1095، الكاشف 1/ 304 رقم 2040، سير أعلام النبلاء 5/ 7- 8 رقم 2، تهذيب التهذيب 4/ 140 رقم 235، تقريب التهذيب 1/ 315 رقم 348، خلاصة تذهيب التهذيب 147. [3] مهمل في الأصل، والتصويب من المصادر السابقة. [4] الوالبي: بفتح الواو وسكون الألف وكسر اللام والباء الموحّدة. نسبة إلى والب بن الحارث بن ثعلبة.. وهو بطن من بني أسد. (اللباب 3/ 350) . [5] التاريخ لابن معين 2/ 702، الطبقات لخليفة 158، المعرفة والتاريخ 2/ 147 و 3/ 94، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 515 رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وعنه: منصور، والأعمش، وفطر بن خليفة. 455- (أبو رافع الصائغ) [1]- ع- المدني ثم البصري مَوْلَى آلِ عُمَرَ، اسْمُهُ نُفَيْعٌ، يُقَالُ إِنَّهُ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ. وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وأبي موسى، وأبي هريرة، وَكَعْبِ الأَحْبَارِ، وجماعة سواهم. روى عنه: الحسن البصري، وبكر المزني، وقتادة، وعلي بن زيد جدعان، وعطاء بن أبي ميمونة، وآخرون. وثقه أحمد العجلي وغيره. وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وقال ثابت البناني: لما أعتق بكى، وَقَالَ: كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا [2] . 456- (أَبُو رَزِينَ) [3]- م 4- اسمه مسعود بن مالك الأسديّ الكوفي.   [ () ] تاريخ أبي زرعة 1/ 294، الكنى والأسماء 1/ 192، مشاهير علماء الأمصار 110 رقم 835، المراسيل 229 رقم 421، الكاشف 3/ 290 رقم 133، تهذيب التهذيب 12/ 83 رقم 360، تقريب التهذيب 2/ 416 رقم 5. [1] الطبقات الكبرى 7/ 122، التاريخ لابن معين 2/ 610، الطبقات لخليفة 235، المعرفة والتاريخ 1/ 230 و 3/ 78، الكنى والأسماء 1/ 175، الجرح والتعديل 8/ 489 رقم 2239، الإستيعاب 4/ 69، أسد الغابة 5/ 191، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 230 رقم 343، سير أعلام النبلاء 4/ 414- 415 رقم 163، تذكرة الحفّاظ 1/ 69 رقم 64، الكاشف 3/ 184 رقم 5974، الإصابة 4/ 74 رقم 432، تهذيب التهذيب 10/ 472 رقم 848، تقريب التهذيب 2/ 306 رقم 141. [2] زاد في سير أعلام النبلاء 4/ 415: «قلت: كان من أئمّة التابعين الأولين، ومن نظراء أبي العالية وبابته. توفي سنة نيّف وتسعين» . [3] التاريخ لابن معين 2/ 561، الطبقات لخليفة 155، التاريخ الكبير 7/ 423 رقم 1853، المعرفة والتاريخ 2/ 639 و 797 و 798 و 3/ 68 و 151، الكنى والأسماء 1/ 176، المراسيل 202 رقم 372، الجرح والتعديل 8/ 284 رقم 1300، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 231 رقم 345، تحفة الأشراف 13/ 388 رقم 1290، الكاشف 3/ 121 رقم 5497، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 516 رَوَى عَنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَمْرِو بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ فَقِيهًا مُسِنًّا. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: ضُرِبَتْ رَقَبَتُهُ عَلَى مَنَارَةِ جامع البصرة، ورمي برأسه. 457- (أبو الزّاهرية) [1]- م د ن ق- حدير بن كريب الحمصيّ. سَمِع: أَبَا أُمَامَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ، وَجُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحُذَيْفَةَ، وَجَمَاعَةٌ مُرْسَلا. رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، وَالأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى فِي «تاريخه» : زعموا أَنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ، وَكَانَ أُمِّيًّا لا يَكْتُبُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ [2] ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ أبي الزّاهريّة، عن أبيه   [ () ] جامع التحصيل 343 رقم 757، تهذيب التهذيب 10/ 118، 119 رقم 215، تقريب التهذيب 2/ 243 رقم 1066. [1] التاريخ لابن معين 2/ 104، الطبقات لخليفة 311، التاريخ الكبير 3/ 98 رقم 340، التاريخ الصغير 301، المعرفة والتاريخ 2/ 448 و 3/ 203، تاريخ أبي زرعة 1/ 214، الكنى والأسماء 1/ 183، المراسيل 49 رقم 64، الجرح والتعديل 3/ 295 رقم 1313، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 874 وص 179 رقم 1416، حلية الأولياء 6/ 100- 101 رقم 338، الكاشف 1/ 151 رقم 967، سير أعلام النبلاء 5/ 193 رقم 71، البداية والنهاية 9/ 190، جامع التحصيل 193 رقم 126، تحفة الأشراف 13/ 160 رقم 1030، تهذيب التهذيب 2/ 218- 219 رقم 402، تقريب التهذيب 1/ 156 رقم 180، خلاصة تذهيب التهذيب 97، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 93- 95. [2] في الأصل «حراش» والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 355. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 517 قَالَ: أَغْفَيْتُ فِي صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَجَاءَتِ السَّدَنَةُ فَأَغْلَقُوا عَلَيَّ الْبَابَ، فَمَا انْتَبَهْتُ إِلا بِتَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ، فَوَثَبْتُ مَذْعُورًا، فَإِذَا الْمَكَانُ مَصْفُوفٌ [1] . فَدَخَلْتُ مَعَهُمْ فِي الصَّفِّ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: فِي إِمْرَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ فَقَالا: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. 458- (أبو زرعة بن عمرو) [2]- ع- بْن جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ. اسْمُهُ فيما قيل: هرم، وَقِيلَ: اسْمُهُ بِاسْمِ أَبِيهِ، فَإِنَّ أَبَاهُ مَاتَ فِي حَيَاةِ جَدِّهِ وَكَفَلَهُ جَدُّهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ رَأَى عَلِيًّا. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَخَرَشَةَ [3] بْنِ الْحُرِّ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: عَمُّهُ إِبْرَاهِيمُ، وَحَفِيدَاهُ [4] جَرِيرٌ، وَيَحْيَى ابْنَا [5] أَيُّوبَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيُّ، وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، وَعُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَمُوسَى الْجُهَنِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ ثِقَةً نبيلا شريفا كثير العلم، وفد مع جدّه على معاوية.   [1] في سير أعلام النبلاء 5/ 193 «صفوف» . [2] الطبقات الكبرى 6/ 297، التاريخ لابن معين 2/ 705، الطبقات لخليفة 158، التاريخ الكبير 8/ 243- 244 رقم 2871، المعارف 292، المعرفة والتاريخ 3/ 96، الكنى والأسماء 1/ 182، الكاشف 3/ 297 رقم 163، سير أعلام النبلاء 5/ 8 رقم 3، تهذيب التهذيب 12/ 99- 100 رقم 452، تقريب التهذيب 2/ 424 رقم 6، خلاصة تذهيب التهذيب 450. [3] خرشة: بفتحات. [4] في الأصل: «حفيده» والتصويب من مصادر ترجمته. [5] في الأصل: «أنا» والتصويب من السياق والمصادر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 518 459- أبو ساسان [1] م د ت ق اسْمُهُ حُضَيْنُ [2] بْنُ الْمُنْذِرِ الرَّقَاشِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَيُكَنَّى أيضا بأبي محمد. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَالْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ [3] . رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ [4] ، وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ حُضَيْنٍ. وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ قَدْ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ ثُمَّ نَزَلَ مرو في آخر   [1] الطبقات الكبرى 7/ 155 (وذكر اسمه دون ترجمة) ، الطبقات لخليفة 200 و 204، تاريخ خليفة 194 و 313 و 320، التاريخ الكبير 3/ 128 رقم 431، المعرفة والتاريخ 3/ 213 و 315، الكنى والأسماء 1/ 185، الأخبار الطوال 171 و 189، تاريخ الرسل والملوك 5/ 34 و 110 و 105 و 6/ 395- 396 و 476 و 511 و 517 و 518، وقعة صفّين لابن مزاحم 336 وما بعدها، الإشتقاق لابن دريد 349، الكامل في الأدب للمبرّد 3/ 13، العقد الفريد لابن عبد، ربّه 1/ 177 و 3/ 279 و 4/ 106- 107 و 5/ 82، ذيل المذيّل 662، الجرح والتعديل 3/ 311- 312 رقم 1385، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 725، المحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 162، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 317، الحيوان للجاحظ 1/ 19، أمالي المرتضى 1/ 287 باسم «الحصين» بالصاد المهملة، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117 رقم 455 وفيه وفاته سنة تسع وتسعين، الكامل في التاريخ لابن الأثير 3/ 127 و 299 و 307 و 361 و 4/ 503 و 505 و 5/ 14 و 18، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 377- 380، سمط اللآلي 816، الآمدي 120 و 202، اللباب 1/ 472، المشتبه 1/ 240، الكاشف 1/ 177 رقم 1149، خزانة الأدب للبغدادي 2/ 90، تهذيب التهذيب 2/ 395 رقم 690، تقريب التهذيب 1/ 185 رقم 434، الوافي بالوفيات 13/ 94 رقم 91، أعيان الشيعة 27/ 377- 396 رقم 5603. [2] حضين: بضم الحاء وفتح الضاد المعجمة وسكون الياء، وآخره نون. (الكامل في التاريخ لابن الأثير 4/ 505) . وقد حرّف اسمه في أمالي المرتضى حيث ذكره المحقّق الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم «حصين» بالصاد المهملة (1/ 287 و 288) ، وكذلك الأستاذ إحسان عبّاس في تحقيقه لوفيات الأعيان لابن خلّكان 6/ 290. وقال ابن عساكر: قال العسكري: «ولا أعرف من يسمّى حضينا بالضاد المعجمة والنون غيره، وغير من ينسب إليه من ولده» . (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 378. [3] مهمل في الأصل، والتصويب من الكاشف 3/ 157. [4] هو عبد الله بن فيروز. (تهذيب التهذيب 5/ 395) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 519 عُمْرِهِ، وَكَانَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ يَسْتَشِيرُهُ فِي أُمُورِهِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ حَامِلَ رَايَةِ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ. وَرَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ صَاحِبَ شُرْطَةِ عَلِيٍّ. وَعَنِ الْمَازِنِيِّ قَالَ: قِيلَ لِحُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ: بِمَ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: بِحَسَبٍ لا يُطْعَنُ فِيهِ، ورأي لا يُسْتَغنَى عَنْهُ، وَمِنْ تَمَامِ السُّؤْدُدِ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ ثَقِيلَ السَّمْعِ، عَظِيمَ الرَّأْسِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ رَبِيعَةَ، وَكَانَ يَبْخَلُ، وَفِيهِ يَقُولُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لِمَنْ رَايَةٌ سَوْدَاءُ يَخْفِقُ ظِلُّهَا ... إِذَا قِيلَ قَدِّمْهَا حُضَيْنُ تَقَدَّما [1] قَالَ: ثُمَّ وَلاهُ إِصْطَخْرَ. وَفِيهِ يَقُولُ زِيَادٌ الْأَعْجَمُ: يَسُدُّ حُضَيْنُ بَابَهُ خَشْيَةَ الْقِرَى ... بِإِصْطَخْرَ وَالشَّاةُ السَّمِينُ بِدِرْهَمٍ [2] وَعَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَذُكِرَ الْحُضَيْنُ فَقَالَ: هُوَ بَاقِعَةُ الْعَرَبِ وَدَاهِيَةُ النَّاسِ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: أَدْرَكَ خِلافَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] . وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ. 460- (أَبُو سخيلة) [4] عن: عليّ، وأبي ذرّ. وسلمان.   [1] تاريخ الرسل والملوك 5/ 37، وقعة صفين 325، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 378، الكامل في التاريخ 3/ 299، العقد الفريد 5/ 82، الوافي بالوفيات 13/ 94. [2] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 379 وفيه الشطر الثاني برواية: «بإصطخر والكبش العظيم بدرهم» [3] قال خليفة في تاريخه (ص 320) : «ومات قبل المائة ... حضين بن المنذر أبو ساسان أول خلافة سليمان بن عبد الملك» . [4] الكنى والأسماء 1/ 185، الجرح والتعديل 9/ 388 رقم 1826، المغني في الضعفاء 2/ 786 رقم 7480، تهذيب التهذيب 12/ 105 رقم 484، تقريب التهذيب 2/ 426 رقم 7، أعيان الشيعة 7/ 409. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 520 وَعَنْهُ: الْخِضْرُ بْنُ الْقَوَّاسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ [1] ، وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ. وَلَهُ فِي مسند عليّ. 461- (أبو سعيد المقبريّ) [2]- ع- كيسان [3] مَوْلَى الْجُنْدَعِيِّينَ، كَانَ يَنْزِلُ الْمَقَابِرَ بِالْمَدِينَةِ، وَيُقَالُ لَهُ صَاحِبُ الْعَبَاءِ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ: وَعَلِيٍّ، وعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بن عامر، وعبد الله بن وديعة، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ. تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ التابعين وثقاتهم [4] . 462- (أبو سعيد [5] مولى المهري) [6]- م د ت ن- مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ. رَوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ، إِنْ صَحَّ، وَعَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ سَعِيدٌ، وَيَزِيدُ، وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَيَحْيَى بن أبي كثير،   [1] في الأصل «العراقي» والتصويب من (اللباب 2/ 334) حيث قال: هذه النسبة إلى عرزم، ويظنّ أنه بطن من فزارة. [2] المقبري: بفتح الميم وسكون القاف وضمّ الباء، نسبة إلى المقبرة، كان يسكن بالقرب منها فنسب إليها. (اللباب 3/ 245- 246) . [3] الطبقات الكبرى 5/ 85- 86، التاريخ لابن معين 2/ 497، الطبقات لخليفة 248، تاريخ خليفة 309، التاريخ الكبير 7/ 234- 235 رقم 1007، المعارف 443 و 596، تاريخ أبي زرعة 1/ 478، الكنى والأسماء 1/ 187- 188، الجرح والتعديل 7/ 166 رقم 940، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 496، الكاشف 3/ 11 رقم 4754، جامع التحصيل 384 رقم 967، تهذيب التهذيب 8/ 453- 454 رقم 823، تقريب التهذيب 2/ 137 رقم 81. [4] الطبقات الكبرى 5/ 86. [5] التاريخ الكبير 9/ 35 رقم 305، الجرح والتعديل 9/ 377 رقم 1748، الكاشف 3/ 301 رقم 189، تهذيب التهذيب 12/ 111- 112 رقم 516، تقريب التهذيب 2/ 429 رقم 42. [6] في طبعة القدسي 4/ 76 «المهدي» بالدال، وهو غلط، والتصحيح من مصادر ترجمته السابقة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 521 ويحيى بن أبي إسحاق الحضرميّ. 463- (أَبُو سُفْيَانَ) - ع- مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ [1] بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ. وَعَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَخَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ، وَغَيْرُهُمَا. اسْمُهُ: قَزْمَانُ، وَقِيلَ: وَهْبٌ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، ثِقَةٌ [2] . 464- أبو سلمة بن عبد الرحمن [3] ع ابن عوف الزّهري المدني الفقيه. قَالَ مَالِكٌ: اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، وَقِيلَ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ إِسْمَاعِيلُ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي أسيد الساعدي، وَأَبِي هريرة، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ، وَطَائِفَةٍ من الصّحابة والتّابعين.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 307- 308، التاريخ الكبير 9/ 39 رقم 333، الجرح والتعديل 9/ 381 رقم 1777، الكاشف 3/ 301 رقم 192، تهذيب التهذيب 12/ 113 رقم 528، تقريب التهذيب 2/ 429 رقم 54. [2] طبقات ابن سعد 5/ 307. [3] طبقات ابن سعد 5/ 155- 157، التاريخ لابن معين 2/ 708، الطبقات لخليفة 242، تاريخ خليفة 228 و 306، التاريخ الكبير 5/ 130 رقم 385، الجرح والتعديل 5/ 93- 94 رقم 429، المعارف 237- 238، المعرفة والتاريخ 1/ 558، تاريخ أبي زرعة 1/ 148، الكنى والأسماء 1/ 191، مشاهير علماء الأمصار 64 رقم 430، أخبار القضاة 1/ 116- 118، طبقات الفقهاء 61، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 240- 241 رقم 361، المراسيل 255 رقم 475، تحفة الأشراف 13/ 431 رقم 1357، تذكرة الحفاظ 1/ 63 رقم 52، الكاشف 3/ 302 رقم 196، العبر 1/ 112، سير أعلام النبلاء 4/ 287- 292 رقم 108، جامع التحصيل 260 رقم 378، البداية والنهاية 9/ 116، تهذيب التهذيب 12/ 115- 118 رقم 537، تقريب التهذيب 2/ 430 رقم 63، النكت الظراف لابن حجر 13/ 431، طبقات الحفّاظ للسيوطي 23، خلاصة تذهيب التهذيب 451. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 522 وَكَانَ يُنَاظِرُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَيُمَارِيهِ، فَحُرِمَ بِذَلِكَ كَثِيرًا مِنْ عِلْمِهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ: سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَابْنُ أَخِيهِ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَابْنُهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ: زَمَنَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: أَنَا أَفْقَهُ مَنْ بَالَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي الْمَبَارِكِ. رَوَاهَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْهُ [1] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ مَعَ قَوْمٍ، فَرَأَوْا قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِكَ أَنْ أَكُونَ خَلِيفَةً فَاسْقِنَا مِنْ لَبَنِهَا، فَانْتَهَى إِلَيْهَا، فَإِذَا هِيَ تُيُوسٌ كُلُّهَا [2] . وَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ مَرَّةً، وَهُوَ حَدَثٌ: إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْفَرُّوجِ يَسْمَعُ الدِّيَكَةَ تَصِيحُ فَيَصِيحُ. وَكَانَ إِمَامًا حُجَّةً، وَاسِعَ الْعِلْمَ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَدْرَكْتُ أَرْبَعَةً بُحُورًا: عُرْوَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ. وَعَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَ أَبُو سَلَمَةَ الْكُوفَةَ، فَكَانَ يَمْشِي بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ، فَسُئِلَ عَنْ أَعْلَمِ مَنْ بَقِيَ، فَتَمَنَّعَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: رَجُلٌ بَيْنَكُمَا [3] . وَقَالَ ابْنُ مَهِينٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: سَنَةَ ثَلاثٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ أَرْبَعٍ ومائة.   [1] انظر: أخبار القضاة 1/ 116. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 560. [3] انظر: الطبقات الكبرى 5/ 156. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 523 465- أبو الشّعثاء [1] ع جابر بن زيد الأزدي اليحمديّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الْخَوْفِيُّ [2] . وَالْخَوْفُ [3] نَاحِيَةٌ مِنْ عُمَانَ. كَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَقَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ. قَالَ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ لأَوْسَعَهُمْ عِلْمًا عَمَّا فِي كِتَابِ اللَّهِ [4] . وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ وَفِيكُمْ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ. وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ من أبي الشّعثاء [5] .   [1] الطبقات الكبرى 7/ 179- 182، التاريخ لابن معين 2/ 73، تاريخ خليفة 306، الطبقات لخليفة 210، التاريخ الكبير 2/ 204 رقم 2202، المعارف 453 و 587، المعرفة والتاريخ 2/ 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 511 و 672، الكنى والأسماء 2/ 5، مشاهير علماء الأمصار 89 رقم 646، الجرح والتعديل 2/ 494- 495، رقم 2032، حلية الأولياء 3/ 85- 92 رقم 213، طبقات الفقهاء 88، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 141- 142 رقم 98 وق 1 ج 2/ 244 رقم 365، العلل لابن حنبل 1/ 48 و 82 و 163 و 231 و 242 و 283 و 321 و 352 و 353 و 387، التاريخ الصغير 80، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 73، تهذيب الكمال 4/ 434- 436 رقم 866، تحفة الأشراف 13/ 435 رقم 1017، تذكرة الحفّاظ 1/ 72- 73 رقم 67، الكاشف 1/ 121 رقم 735، سير أعلام النبلاء 4/ 481- 483 رقم 184، تهذيب ابن حجر 2/ 38- 39 رقم 61، تقريب التهذيب 1/ 122 رقم 3، البداية والنهاية 9/ 93، غاية النهاية لابن الجزري رقم 868، أسماء التابعين للدارقطنيّ 437 رقم 174، النجوم الزاهرة 1/ 252، طبقات الحفاظ 28، خلاصة تذهيب التهذيب 59، شذرات الذهب 1/ 101، دول الإسلام 1/ 64، اللباب 1/ 312، ربيع الأبرار 4/ 141 و 285. [2] هكذا في الأصل، وقد أثبته القدسي في نسخته 4/ 77 «الجوفي» بالجيم. هذا، وقد نصّ الحافظ الذهبي على أنه بالخاء المعجمة وقال: الخوف ناحية من بلاد عمان. (المشتبه 1/ 259) وتابعه ابن حجر في «تبصير المنتبه» وقيّده ابن الأثير بالجوفي، بالجيم، وقال إنه نسبة إلى درب الجوف، وهي محلّة بالبصرة. (اللباب 1/ 311- 312) وكذلك فعل ابن السمعاني في «الأنساب» وياقوت في «معجم البلدان 2/ 187» والفيروزآبادي في «القاموس المحيط 1/ 125» والزبيدي في «تاج العروس» . [3] أثبتها القدسي 4/ 77 «الجوف» بالجيم. [4] طبقات ابن سعد 7/ 197- 180، المعرفة والتاريخ 2/ 12، حلية الأولياء 3/ 85 وفي تاريخ أبي زرعة 1/ 672 «بما في كتاب الله» . [5] المعرفة والتاريخ 2/ 13، حلية الأولياء 3/ 86. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 524 وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: كَانَتْ لِأَبِي الشَّعْثَاءِ حَلْقَةٌ فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ يُفْتِي فِيهَا قَبْلَ الْحَسَنِ، وَكَانَ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ. وَكَانُوا يُفَضِّلُونَ الْحَسَنَ عَلَيْهِ، حَتَّى خَفَّ الْحَسَنُ فِي أَمْرِ ابْنِ الأَشْعَثِ. وَقَالَ أَيُّوبُ: رَأَيْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ وَكَانَ لَبِيبًا [1] . وَقَالَ قَتَادَةُ يَوْمَ مَوْتِهِ: الْيَوْمَ دُفِنَ عِلْمُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَوْ قَالَ: عَالِمُ الْعِرَاقِ [2] . وَعَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ وَمُفْتِيهِمْ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ [3] . وَقَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ: لَوِ ابتليت بِالْقَضَاءِ لَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي وَهَرَبْتُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْفَلَّاسُ، وَالْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سنة ثلاث ومائة. 466- (أبو صالح الحنفي) [4]- م د ن- الكوفي، اسمه عبد الرحمن بن قيس عَلَى الصَّحِيحِ. وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: اسْمُهُ مَاهَانُ. عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الصَّقَفِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وثقه ابن معين.   [1] الطبقات لابن سعد 7/ 180، المعرفة والتاريخ 2/ 12. [2] حلية الأولياء 3/ 86. [3] طبقات ابن سعد 7/ 180، حلية الأولياء 3/ 86. [4] الطبقات الكبرى 2/ 615، التاريخ لابن معين 2/ 356، التاريخ الكبير 5/ 338 رقم 1081، المعارف 479، المعرفة والتاريخ 2/ 615 و 799 و 3/ 215، تاريخ أبي زرعة (ماهان) 1/ 479، الكنى والأسماء 2/ 9، الجرح والتعديل 5/ 276- 277 رقم 1314، سير أعلام النبلاء 5/ 38 رقم 12، الكاشف 2/ 161 رقم 3339، تهذيب التهذيب 6/ 256- 257 رقم 508، تقريب التهذيب 1/ 495 رقم 1087، خلاصة تذهيب الكمال 233. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 525 467- (أبو الضّحى) [1]- ع- مسلم بن صبيح الكوفي العطّار، مَوْلَى هَمْدَانَ. رَوَى عَنِ: ابْنِ عَبَّاس، وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَعَلْقَمَةَ، وَمَسْرُوقٍ. رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَأَبُو يَعْفُورٍ عبد الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. 468- أبو الطّفيل [2] ع عامر بن   [1] الطبقات الكبرى 6/ 288، التاريخ لابن معين 2/ 562، الطبقات لخليفة 157، تاريخ خليفة 325، التاريخ الكبير 7/ 264 رقم 1116، المعرفة والتاريخ 3/ 191 و 219، تاريخ أبي زرعة 1/ 654 و 662، الكنى والأسماء 2/ 15، المراسيل 218 رقم 394، الجرح والتعديل 8/ 186 رقم 815، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 821، الكاشف 3/ 124 رقم 5515، سير أعلام النبلاء 5/ 71 رقم 27، جامع التحصيل 344 رقم 760، تهذيب التهذيب 10/ 132- 133 رقم 235، تقريب التهذيب 2/ 245 رقم 1087، خلاصة تذهيب التهذيب 375. [2] الطبقات الكبرى 5/ 457، التاريخ لابن معين 2/ 289- 290، الطبقات لخليفة 30 و 127 و 279، تاريخ خليفة 262 و 325، المعارف 341- 342، المعرفة والتاريخ 1/ 233 و 234 و 235 و 295 و 359 و 3/ 169 و 277، تاريخ أبي زرعة 1/ 565- 566 مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 199، الكنى والأسماء 1/ 40، التاريخ الكبير 6/ 446- 447 رقم 2947، الجرح والتعديل 6/ 328 رقم 1829، المراسيل 159 رقم 299، مشاهير علماء الأمصار 36 رقم 214، الأغاني 15/ 147- 156، جمهرة أنساب العرب 183، المستدرك على الصحيحين 3/ 618، الإستيعاب 3/ 14- 15، تاريخ 1/ 198- 200 رقم 37، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 378، وقعة صفّين 349، التاريخ الصغير 121، الإستبصار 33- 34، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 457- 481 رقم 60، أسد الغابة 3/ 96، الكاشف 2/ 52 رقم 2573، سير أعلام النبلاء 467- 470 رقم 97، العبر 1/ 118 و 136، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب 270، مرآة الجنان 11/ 207، البداية والنهاية 9/ 190، أنساب الأشراف ق 1 ج 4/ 93، الأخبار الموفقيات 154، طبقات العلماء النحويين 171، الزيارات الجزء: 6 ¦ الصفحة: 526 وَاثِلَةَ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ الكنانيّ. آخِرُ مِنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا بِالإِجْمَاعِ، وَكَانَ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ. رَوَى عَنِ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتِلامَهُ الرُّكْنَ، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَمَعْرُوفُ بْنُ خَرْبُوذَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ. قَالَ مَعْرُوفٌ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ، يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: دَخَلَ أَبُو الطُّفَيْلِ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ: مَا أَبْقَى لَكَ الدَّهْرُ مِنْ ثُكْلِكَ عَلِيًّا! قَالَ: ثُكْلُ الْعَجُوزُ الْمِقْلاتُ وَالشَّيْخُ الرَّقُوبُ، قَالَ: فَكَيْفَ حُبُّكَ لَهُ؟ قَالَ: حُبُّ أُمِّ مُوسَى لِمُوسَى، وَإِلَى اللَّهِ أَشْكُو التَّقْصِيرَ [3] . كَانَ أَبُو الطُّفَيْلِ مِنْ أَعْوَانِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه، وحضر معه حروبه.   [ () ] للهروي 74، رجال الكشي 34 و 149 و 195، الوافي بالوفيات 16/ 584- 585 رقم 623، خزانة الأدب للبغدادي 2/ 91، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 203، جامع التحصيل 249- 250 رقم 327، العقد الثمين 5/ 87، مجمع الرجال 3/ 24، الإصابة 4/ 113 رقم 676، تهذيب التهذيب 5/ 82- 84 رقم 135، تقريب التهذيب 1/ 389 رقم 69، النجوم الزاهرة 1/ 243، الجواهر المضيّة 2/ 426، خلاصة تذهيب التهذيب 157، شذرات الذهب 1/ 118، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1/ 317، أعيان الشيعة 7/ 408- 409 (الطبعة 1403 هـ. / 1983 م.) . [1] مهمل في الأصل، والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة. [2] أخرجه مسلم في الحج، رقم 1275 باب جواز الطواف على بعير وغيره، وأبو داود في المناسك 1879 باب الطواف الواجب، وابن ماجة، رقم 2949، وابن حنبل في المسند 5/ 454، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 460. والمحجن: العصا المعوجّة» (لسان العرب) . [3] تاريخ دمشق 461 وقال في تفسير الخبر: المقلات: التي لا يعيش لها ولد. والرّقوب: الرجل الّذي قد يئس أن يولد له. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 527 قَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ أَوْ نَحْوَهَا [2] . قَالَ: وَيُقَالُ: سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ [3] . وَجَاءَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِ سِنِينَ [4] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : ثنا مُوسَى، ثنا مُبَارَكٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَعْيَنَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، فَرَأَيْتُ جِنَازَةً فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقَالُوا: هَذَا أَبُو الطُّفَيْلِ [6] . هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لِثُبُوتِ إِسْنَادِهِ وَهُوَ مُطَابِقٌ لِمَا قَبْلَهُ. 469- (أبو ظبيان) [7]- ع- الْجَنْبِيُّ [8] الْكُوفِيُّ، حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبِ بْنِ عَمْرِو بن الحارث. رَوَى عَنْ: حُذَيْفَةَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَسَلْمَانَ الفارسيّ، وعليّ، وعمر،   [1] الطبقات 30. [2] وفي موضع آخر يقول خليفة، في طبقاته ص 127 إنه مات بالمدينة.. [3] طبقات خليفة 279. [4] طبقات ابن سعد 6/ 64، التاريخ الكبير 6/ 446، وجاء في معجم الطبراني الكبير روايته عن زيد بن حارثة وهو مرسل لم يدركه. وقال الترمذي في جامعه 1/ 152: «لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . (انظر: الإصابة 4/ 113- 114) . [5] التاريخ الصغير 1/ 250. [6] تاريخ دمشق 481. [7] الطبقات الكبرى 6/ 224 و 241، التاريخ لابن معين 2/ 119، الطبقات لخليفة 158، تاريخ خليفة 303، التاريخ الكبير 3/ 2- 3 رقم 5، المعرفة والتاريخ 3/ 218، تاريخ أبي زرعة 1/ 189، الكنى والأسماء 2/ 19، الجرح والتعديل 3/ 190 رقم 824، المراسيل 50- 51 رقم 67، مشاهير علماء الأمصار 106 رقم 802، تاريخ دمشق 5/ 73 ب، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 373، أسماء التابعين 445 رقم 221، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 108، اللباب 1/ 295، العبر 1/ 105، سير أعلام النبلاء 4/ 362- 363 رقم 140، الكاشف 1/ 174 رقم 1131، جامع التحصيل 200 رقم 138، تهذيب التهذيب 2/ 379- 380 رقم 654، تقريب التهذيب 1/ 182 رقم 407، خلاصة تذهيب التهذيب 85، شذرات الذهب 1/ 99، الوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 84. [8] الجنبي: بفتح الجيم وسكون النون. نسبة إلى جنب، قبيلة من اليمن، (اللباب 1/ 294) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 528 وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَرِيرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ قَابُوسُ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَعْمَشُ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ، وَقِيلَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. 470- أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ [1] ع مَوْلَى امرأة مِنْ بَنِي رِيَاحِ بْنِ يَرْبُوعَ، حَيَّ مِنْ تَمِيمٍ. أَحَدَ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ وَأَئِمَّتِهَا، اسْمُهُ رَفِيعُ بْنُ مِهْرَانَ. أَسْلَمَ فِي إمْرَةِ الصِّدِّيقِ وَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَصَلَّى خَلْفَ عُمَرَ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي موسى، وأبي أيّوب الأنصاريّ، وابن عبّاس.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 112- 117، التاريخ لابن معين 2/ 166، الطبقات لخليفة 202، التاريخ الكبير 3/ 326 رقم 1103، الزهد لابن حنبل 302، المعرفة والتاريخ 1/ 237 و 2/ 46 و 52 و 832 و 3/ 24 و 26، تاريخ أبي زرعة 1/ 402، المعارف 453، الكنى والأسماء 2/ 20، الجرح والتعديل 3/ 510 رقم 2312، المراسيل 58 رقم 84، مشاهير علماء الأمصار 95 رقم 697، حلية الأولياء 2/ 217- 224 رقم 180، ذكر أخبار أصبهان 1/ 314، طبقات الفقهاء 88، تاريخ دمشق 6/ 131 أ، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 326، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 251 رقم 376، تحفة الأشراف 13/ 192- 194 رقم 1069، أمالي القالي 2/ 159، أمالي المرتضى 1/ 299 و 476، الكامل في التاريخ 4/ 548، الكاشف 1/ 242 رقم 1598، تذكرة الحفّاظ 1/ 61- 62 رقم 50، سير أعلام النبلاء 4/ 207- 213 رقم 85، العبر 1/ 108، معرفة القراء الكبار 1/ 60- 61 رقم 19، ميزان الاعتدال 2/ 54 و 4/ 543، غاية النهاية 1/ 284. 285 رقم 1272، اللباب 1/ 483، الثقات لابن حبّان 4/ 239، الوفيات لابن قنفذ 99، الوافي بالوفيات 14/ 138- 139 رقم 183، جامع التحصيل 212 رقم 190 دول الإسلام 1/ 64، الإصابة 1/ 528 رقم 2740، و 4/ 144 رقم 838 تهذيب التهذيب 3/ 284- 286 رقم 539، تقريب التهذيب 1/ 252 رقم 105، لسان الميزان 7/ 471 رقم 5558، طبقات الحفاظ للسيوطي 22، خلاصة تذهيب التهذيب 119، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 172- 173 رقم 170، شذرات الذهب 1/ 102. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 529 قال الدّاني: أخذ القراءة عَرْضَا عَنْ أُبَيِّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَيُقَالُ: قَرَأَ عَلَى عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: الْقِرَاءَةَ عَرْضًا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، وَالأَعْمَشُ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ. قُلْتُ: وَجَمَاعَةٌ. وَيُقَالُ: قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَ عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَبُو خَلْدَةَ خُلْدُ بْنُ دِينَارٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَثَابِتٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ. قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ بِعَشْرِ سِنِينَ [1] . وَقَالَ خَالِدٌ أَبُو الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنْتُ بِالشَّامِ مَعَ أَبِي ذَرٍّ. وَقَالَ مُعْتمِرٌ وَغَيْرُهُ: ثنا هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو الْعَالِيَةِ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى عُمَرَ ثلاثَ مِرَارٍ [2] . وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: كُنَّا عَبِيدًا مَمْلُوكِينَ، مِنَّا مَنْ يُؤَدِّي الضَّرَائِبَ، وَمِنَّا مَنْ يَخْدُمُ أَهْلَهُ، فَكُنَّا نختم كُلَّ لَيْلَةٍ، فَشُقَّ عَلَيْنَا، حَتَّى شَكَا بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَلَقِيَنَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمُونَا أَنْ نَخْتِمَ كلَّ جُمُعَةٍ، فَصَلَّيْنَا وَنِمْنَا وَلَمْ يشق عَلَيْنَا [3] . وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: ذُكِرَ الْحَسَنُ لِأَبِي الْعَالِيَةَ فَقَالَ: رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَدْرَكَنَا الْخَيْرُ، وَتَعَلَّمْنَا قَبْلَ أَنْ يُولَدَ الْحَسَنُ، وَكُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، فُيُجْلِسُنِي عَلَى السَّرِيرِ، وَقُرَيْشٌ أَسْفَلُ، فَتَغَامَزَتْ قُرَيْشٌ بِي، فَقَالَتْ: يُرْفَعُ هَذَا الْعَبْدُ عَلَى السّرير! ففطن بهم، فقال: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ يَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا، وَيُجْلِسُ المملوك على الأسرّة.   [1] الطبقات لابن سعد 7/ 113. [2] جامع التحصيل 212. [3] الطبقات لابن سعد 7/ 113. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 530 وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ أَشْبَهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عِلْمًا بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ أَبُو الْعَالِيَةِ. وقال أبو جعفر الرازي، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنْتُ أَرْحَلُ إِلَى الرَّجُلِ مَسِيرَةَ أَيَّامٍ لِأَسْمَعَ مِنْهُ، فَأَتَفَقَّدُ صَلاتَهُ، فَإِنْ وجدته يُحْسِنُهَا أَقَمْتُ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَجِدْهُ يُضَيِّعُهَا رَحَلْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ، وَقُلْتُ: هُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ [1] . وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: حَابَيْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ فِي ثَوْبٍ فَأَبَى أَنْ يَشْتَرِيَهُ مِنِّي. وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: لَمَّا كَانَ زَمَانُ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ وإنّي لشابّ القتال أحبّ إليّ مِنَ الْطَّعَامِ الطَّيِّبِ، فَتَجَهَّزْتُ بِجَهَازِ حَسَنٍ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ، فَإِذَا صَفَّانِ مَا يُرَى طَرَفَاهُمَا، إِذَا كَبَّرَ هَؤُلاءِ كَبَّرَ هَؤُلاءِ، وَإِذَا هَلَّلَ هَؤُلاءِ هَلَّلَ هَؤُلاءِ، فَرَاجَعْتُ نَفْسِي فَقُلْتُ: أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أُنْزِلُهُ كَافِرًا، وَمَنْ أَكْرَهَنِي عَلَى هَذَا، فَمَا أَمْسَيْتُ حَتَّى رَجَعْتُ وَتَرَكْتُهُمْ [2] . وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ إِذَا جَلَسَ إِلَيْهِ أَكْثَرُ من أربعة قام تركتهم [3] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: أَنْتُمْ أَكْثَرَ صَلاةً وَصِيَامًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَلَكِنَّ الْكَذِبَ قَدْ جَرَى عَلَى أَلْسِنَتِكُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثنا حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: حَدِيثُ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ رِيَاحٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَعْنِي الَّذِي يَرْوِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضَّحِكِ فِي الصّلاة أنّ على الضّاحك الوضوء [4] .   [1] حلية الأولياء 2/ 220. [2] الطبقات لابن سعد 7/ 114. [3] حلية الأولياء 2/ 218. [4] نصّ الحديث: «جاء رجل في بصره ضرّ فدخل المسجد- ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بأصحابه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 531 وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَيْسَ أَحَدٌ بَعْدَ الصَّحَابَةِ أعلم بِالْقُرْآنِ مِنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، وَبَعْدَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ. قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ فِي شَوَّالٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. 471- (أَبُو الْعَبَّاسِ الشَّاعِرُ الْمَكِّيُّ) [1]- ع- الأعمى، اسمه السّائب بن فرّوخ، وَهُوَ وَالِدُ الْعَلاءِ. سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَابْنَ عُمَرَ. وَعَنْهُ: عَطَاءٌ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ. وَهُوَ قَدِيمُ الْوَفَاةِ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَلَهُ حَدِيثَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ. 472- (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرُّ الْمَدَنِيُّ) [2]- ع- مَوْلَى جُهَيْنَةَ، اسْمُهُ سَلْمَانُ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. روى عنه: ابناه عبد الله، وعبيد الله، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والزهري، وصفوان بن سليم، وزيد بن رباح، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وأما (أبو مسلم الأغر الكوفي) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَرَجُلٌ آخَرُ، وَقَدْ   [ () ] فتردّى في حفرة كانت في المسجد، فضحك طوائف منهم، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم الصلاة أمر من كان ضحك منهم أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة» . رواه أبو داود في المراسيل من طرق. (انظر: تحفة الأشراف 13/ 193 رقم 18642) . [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 477، التاريخ لابن معين 2/ 189، التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 154 رقم 2298، المعرفة والتاريخ 2/ 702- 703، الكنى والأسماء 2/ 24، الجرح والتعديل 4/ 243 رقم 1045، تهذيب الكمال 1/ 464، الكاشف 1/ 273 رقم 1811، تهذيب التهذيب 3/ 449- 450 رقم 836، تقريب التهذيب 1/ 282 رقم 42. [2] الطبقات الكبرى 5/ 284، الطبقات لخليفة 265، تاريخ الثقات للعجلي 198 رقم 593، التاريخ لابن معين 2/ 223، التاريخ الكبير 4/ 137 رقم 2238، المعرفة والتاريخ 1/ 414، الجرح والتعديل 4/ 297 رقم 1292، الثقات لابن حبّان 4/ 333، الكاشف 1/ 304 رقم 2039، تهذيب التهذيب 4/ 139- 140 رقم 234، تقريب التهذيب 1/ 315 رقم 347، مشاهير علماء مصار 73 رقم 514. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 532 جَعَلَهُمَا وَاحِدًا الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ الْمَصْرِيُّ، وَقَبْلَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فَوَهِمَا. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ الأَغَرُّ قَاصًّا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ رَضِيًّا. 473- (أَبُو عَبْدِ الله الجدلي) [1]- د ت- الْكُوفِيُّ عَبْدُ [2] بْنُ عَبْدٍ، وَقِيلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عبد. عَنْ: سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَشِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَمُسْلِمٌ الْبَطِينُ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين، وغيره [3] . 474- (أبو عبد الله الأشعريّ) [4]- د ق- الدمشقيّ. رَوَى عَنْ: مُعَاذٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ الأَشْعَرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْمَاعِيلُ بن عبيد الله بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ. 475- (أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ) [5]- م ع- عبد الله بن يزيد المعافريّ   [1] الطبقات الكبرى 6/ 228، الطبقات لخليفة 143، التاريخ لابن معين 2/ 712 رقم 1646 و 2428، التاريخ الكبير 5/ 319 رقم 1010، المعرفة والتاريخ 2/ 775 و 3/ 409، الكنى والأسماء 2/ 254، تاريخ خليفة 262، اللباب 1/ 263، الكاشف 3/ 312 رقم 249، جامع التحصيل 282 رقم 482، تهذيب الكمال 3/ 1620، تهذيب التهذيب 12/ 148- 149 رقم 706، تقريب التهذيب 2/ 445 رقم 32. [2] في الطبقات لابن سعد 6/ 228 «عبدة» وهو خطأ. [3] قال الذهبي: شيعيّ بغيض. قال الجوزجاني: كان صاحب راية المختار، وقد وثّقه أحمد. (ميزان الاعتدال 4/ 544 رقم 10357) . [4] التاريخ الكبير 9/ 48 رقم 412، الكاشف 3/ 312 رقم 248، تهذيب التهذيب 12/ 147 رقم 700، تقريب التهذيب 2/ 444 رقم 26، الجرح والتعديل 9/ 400 رقم 1908، تهذيب الكمال 3/ 1620. [5] الطبقات الكبرى 7/ 511 وفيه «الجبليّ» وهو تحريف، الطبقات لخليفة 293، التاريخ الكبير 5/ 226 رقم 739، تاريخ الثقات للعجلي 283 رقم 909، التاريخ لابن معين 2/ 338 رقم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 533 المصري، نَزِيلُ إِفْرِيقِيَّةَ، وَأَحَدُ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ. رَوَى: عَنْ أَبِي ذَرٍّ- وَذَلِكَ فِي جَامِع التِّرْمِذِيِّ- وَعَنْ: أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَأَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ الإِفْرِيقِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ. قَالَ الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ فِيمَا قَالَهُ عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ: قُلْتُ لِحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: كانُوا قَلِيلًا من اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ 51: 17 [1] قَالَ: هَذِهِ وَاللَّهِ صِفَةُ سُلَيْمِ بْنِ عِتْرٍ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ مِائَةٍ بِإِفْرِيقِيَّةَ وَكَانَ رَجُلا صالحا فاضلا. 476- (أبو عبيد مولى ابن أزهر) [2]- ع- اسْمُهُ سَعْدُ [3] بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ الزُّهْرِيُّ مَوْلاهُمْ.   [ () ] 5065، المعرفة والتاريخ 2/ 513- 514،. الكنى والأسماء 2/ 64 وفيه «الجيلي» وهو تحريف، اللباب 1/ 337، الكاشف 2/ 128 رقم 3100، تهذيب التهذيب 6/ 81- 82 رقم 162، تقريب التهذيب 1/ 462 رقم 749، حسن المحاضرة 1/ 106، وفيه: «المغافري ... الجيلي» وكنّاه: أبا عبد الله، تهذيب الكمال 3/ 1622. والحبلي: بضم الحاء المهملة والباء. (انظر اللباب) . [1] سورة الذاريات، الآية 17. [2] الطبقات الكبرى 5/ 86، الطبقات لخليفة 244، التاريخ لابن معين 2/ 192 رقم 545، التاريخ الكبير 4/ 60 رقم 1960، المعرفة والتاريخ 1/ 487، الجرح والتعديل 4/ 90 رقم 390، الكنى والأسماء 2/ 75، تهذيب الكمال 3/ 1623، الكاشف 1/ 279 رقم 1854، الوافي بالوفيات 15/ 181 رقم 250، تهذيب التهذيب 3/ 477- 478 رقم 888، تقريب التهذيب 1/ 288 رقم 95. [3] في طبعة القدسي 4/ 82 «سعيد» وهو تصحيف. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 534 رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ. روى عنه: الزهري، وسعيد بن خالد القارظي. وكان فقيها مقرئا ثقة نبيلا، توفي سنة ثمان وتسعين. وابن أزهر هو عبد الرحمن بن أزهر الزهري. له صحبة. 477- أبو عثمان النهدي البصري [1] عبد الرحمن بن مل [2] . أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَبِلالٍ، وَسَلْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى، وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَطَائِفَةٍ. رَوَى عَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ. وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ، وَحَجَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَسْلَمَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدَّى الصَّدَقَةَ إِلَى عُمَّالِهِ، وَصَحِبَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ صَوَّامًا قَوَّامًا قَانِتًا للَّه حَنِيفًا. وَرَدَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ، وَكَانَ ثِقَةً إماما ثبتا، هاجر إلى   [1] الطبقات الكبرى 7/ 97- 98، تاريخ خليفة 321، الطبقات لخليفة 205، التاريخ لابن معين 2/ 359، التاريخ الكبير 9/ 83 رقم 816 (ذكره في الكنى دون ترجمة وأحال إلى اسمه وهو غير موجود في الأسماء) ،. تاريخ الثقات للعجلي 505 رقم 1999، المعارف 426، المعرفة والتاريخ 3/ 210، الكنى والأسماء 2/ 26، الجرح والتعديل 5/ 283 رقم 1350، مشاهير علماء الأمصار 99 رقم 734، الإستيعاب 2/ 427- 429، تاريخ بغداد 10/ 202، أسد الغابة 3/ 324، تهذيب الكمال 2/ 819 و 3/ 1632، تحفة الأشراف للمزّي 13/ 277 رقم 1172، الكاشف 2/ 165 رقم 3367، العبر 1/ 119، سير أعلام النبلاء 4/ 175- 178 رقم 67، تذكرة الحفاظ 1/ 65- 66 رقم 56، البداية والنهاية 5/ 15 و 190، الإصابة 3/ 98- 99 رقم 6379، تهذيب التهذيب 6/ 277- 278 رقم 546، تقريب التهذيب 1/ 499 رقم 1123، جامع التحصيل 277 رقم 456، طبقات الحفاظ للسيوطي 25، خلاصة تذهيب التهذيب 235، شذرات الذهب 1/ 118. [2] ملّ: بلام ثقيلة والميم مثلّثة، يجوز فيها: الفتح والضمّ والكسر. (انظر تقريب التهذيب 1/ 499) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 535 الْمَدِينَةِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ عُمَرَ. رَوَى حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: بَلَغْتُ مِائَةً وَثَلاثِينَ سَنَةً [1] . وَرَوَى عَنْهُ عَاصِمٌ قَالَ: رَأَيْتُ يَغُوثَ صَنَمًا مِنْ رَصَاصٍ يُحْمَلُ عَلَى جَمَلٍ أَجْرَدَ فَإِذَا بَلَغَ وَادِيًا بَرَكَ فِيهِ، وَقَالُوا: قَدْ رَضِيَ لَكُمْ رَبُّكُمْ هَذَا الْوَادِي. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلُ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عُثْمَانَ وَأَنَا أَسْمَعُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نِعْمَ أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِهِ وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ثَلاثَ صَدَقَاتٍ وَلَمْ أَلْقَهُ، وَغَزَوْتُ الْيَرْمُوكَ وَالْقَادِسِيَّةَ وجَلُولاءَ وَنَهَاوَنْدَ وَتُسْتَرَ وَأَذْرَبِيجَانَ وَرُسْتُمَ [2] . وَرُوِيَ أَنَّهُ سَكَنَ الْكُوفَةَ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ تَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَحَجَّ سِتِّينَ حَجَّةً مَا بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ [3] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْهُ: أَتَيْتُ عُمَرَ بِالْبِشَارَةِ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ. وَقَالَ مُعْتَمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبُو عُثْمَانَ يُصَلِّي حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ عِبَادَةَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَخَذَهَا مِنْ أَبِي عُثْمَانَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: إِنِّي لأَحْسَبُ أَنَّ أَبَا عُثْمَانَ كَانَ لا يُصِيبُ ذَنْبًا، كَانَ لَيْلَهُ قَائِمًا وَنَهَارَهُ صَائِمًا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [4] : كَانَ عَرِّيفَ قَوْمِهِ وَكَانَ. ثِقَةً. وَقَالَ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ المدائني، وجماعة: توفّي سنة مائة.   [1] ويقال: عاش مائة وخمسين عاما. (انظر: أهل المائة فصاعدا للذهبي- نشره الدكتور بشّار عوّاد معروف في مجلّة المورد- مجلّد 3/ 116- بغداد 1973) . [2] تاريخ بغداد 10/ 204. [3] الطبقات الكبرى 7/ 98، تاريخ بغداد 10/ 204. [4] الجرح والتعديل 5/ 283- 284. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 536 478- (أبو عمرو الشّيبانيّ) [1]- ع- سعد بن إياس الكوفي مِنْ بَنِي شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ. روى عَنْ: عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَغَيْرِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ، وَآخَرُونَ. وَعُمِّرَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرْعَى إِبِلا بِكَاظِمَةَ [2] . وَقَالَ: كُنْتُ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [3] . وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ: كَانَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ سَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ فَاتَّهَمَنِي بِهَوًى. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. 479- (أبو الغيث) [4]- ع- هو سالم المدني مولى عبد الله بن مطيع العدوي.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 104، طبقات خليفة 156، التاريخ لابن معين 2/ 191 رقم 1409، التاريخ الكبير 4/ 47- 48 رقم 1920، تاريخ الثقات للعجلي 178 رقم 518، المعارف 426، تاريخ أبي زرعة 1/ 541، المعرفة والتاريخ 3/ 83 و 153 و 207 و 217، الكنى والأسماء 2/ 43، الجرح والتعديل 4/ 78- 79 رقم 340، مشاهير علماء الأمصار 100 رقم 738، تحفة الأشراف 13/ 200 رقم 1083، تهذيب الكمال 1/ 470 و 3/ 1632، الإستيعاب 2/ 56، أسد الغابة 2/ 270، سير أعلام النبلاء 4/ 173- 174 رقم 64، العبر 1/ 116، الكاشف 1/ 277 رقم 1842، الوافي بالوفيات 15/ 182 رقم 251، غاية النهاية رقم 1327، الإصابة 2/ 111 رقم 3669، تهذيب التهذيب 3/ 468 رقم 872، تقريب التهذيب 1/ 286 رقم 79، النجوم الزاهرة 1/ 208، طبقات الحفاظ 26، خلاصة تذهيب التهذيب 134، شذرات الذهب 1/ 113. [2] كاظمة: على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة. (معجم البلدان 4/ 431) . [3] الطبقات لابن سعد 6/ 104. [4] الطبقات الكبرى 5/ 301، التاريخ لابن معين 2/ 720 رقم 920، التاريخ الكبير 4/ 118 رقم 2162، الكنى والأسماء 2/ 78، الجرح والتعديل 4/ 189- 190 رقم 818، تهذيب الكمال 1/ 463 و 3/ 1636- 1637، الكاشف 1/ 273 رقم 1804، الوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 129، تهذيب التهذيب 3/ 445 رقم 826، تقريب التهذيب 1/ 281 رقم 31. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 537 رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَطْ. رَوَى عَنْهُ: ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، وصفوان بن سليم، وجماعة. وثقه ابن معين. 480- (أبو لبيد الجهضمي) [1] بصري أسمه لمازه بن زبار [2] . روى عن: عمر، وعلي، وأبي موسى، وجماعة. رَوَى عَنْهُ: الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ [3] ، وَيَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، وَطَالِبُ بْنُ السَّمَيْدَعِ، وَالرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَوَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: قَدْ رَأَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَبَا لَبِيدٍ، وَأَبُو لَبِيدٍ رَأَى عَلِيًّا. وَقَالَ ابن سعد [4] : سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ وَكَانَ ثِقَةً. وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا لَبِيدٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَكَانَتْ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ، وَقَدْ قَاتَلَ عَلِيًّا يَوْمَ الْجَمَلِ، وَقِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ عَلِيًّا؟ قَالَ: كَيْفَ أُحِبُّ رَجُلا قَتَلَ مِنْ قَوْمِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسَمِائَةٍ فِي يَوْمٍ [5] !. وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي لبيد: وكان شتّاما.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 213، تاريخ خليفة 186، التاريخ لابن معين 2/ 500 رقم 4402 و 4545، التاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1069، الكنى والأسماء 2/ 92، الجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1033، الإكمال 4/ 174، تهذيب الكمال 3/ 1152، الكاشف 3/ 12 رقم 4758، تهذيب التهذيب 8/ 457- 458 رقم 829، تقريب التهذيب 2/ 138 رقم 5. والجهضميّ: بفتح الجيم والضاد المعجمة وبينهما هاء ساكنة، نسبة إلى الجهاضمة وهو بطن من الأزد، ينسبون إلى جهضم بن عوف بن مالك بن فهم. وقيل غير ذلك. وقد خطّأ ابن الأثير ابن السمعاني في هذه النسبة (اللباب 1/ 316- 317) . [2] لمازة بن زبّار: ضبطه في «تبصير المنتبه» بالضمّ وتخفيف الميم وزاي، ومثله في: فتح المغيث 422، أما في تقريب التهذيب فقال: بكسر اللّام. أمّا زبّار: فوقع فيه: «زياد» بالدال في آخره (التاريخ لابن معين 2/ 500، تاريخ خليفة 186 بالحاشية) وفي الكاشف 3/ 12 «زنار» وهو تحريف. [3] مهمل في الأصل، والتصويب من: تقريب التهذيب 1/ 258 وقال: بكسر المعجمة وتشديد الراء. [4] الطبقات الكبرى 7/ 213. [5] تاريخ خليفة 186. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 538 وَقِيلَ لابْنِ مَعِينٍ [1] : مَنْ كَانَ يَشْتُمُ؟ قَالَ: نَرَى أَنَّهُ كَانَ يَشْتُمُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. يُؤَخَّرُ إِلَى طَبَقَةِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مِنْ أَجْلِ رِوَايَةِ جَرِيرٍ عَنْهُ. 481- (أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ) [2]- د ق- مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وخباب بن الأرت، وغيرهم. وروى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ، وَعُثْمَانُ بْنُ أبي زرة الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. 482- (أَبُو مَدِينَةَ السَّدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ) [3] اسمه عبد الله بن حصين [4] . فيل لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَمْ يَصِحَّ. سَمِعَ: أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَغَيْرَهُمَا. رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. أَخْبَرَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ: أَنْبَأَ الْحَدَّادُ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُسْتَمْلِي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ- وَكَانَتْ لَهُ- صُحْبَةٌ- قَالَ: كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يقرأ أحدهما على الآخر وَالْعَصْرِ 103: 1 [5] إِلَى آخِرِهَا، ثُمَّ يُسَلِّمُ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 500. [2] تاريخ الثقات للعجلي 509 رقم 2027، المعرفة والتاريخ 1/ 226 و 2/ 269، الكنى والأسماء 2/ 93، الكاشف 3/ 329 رقم 353، تهذيب التهذيب 12/ 216 رقم 996، تقريب التهذيب 2/ 467 رقم 7، تهذيب الكمال 3/ 1642. [3] الطبقات الكبرى 7/ 189، الطبقات لخليفة 209 وفيه: عبد الله بن حصن يكنى أبا مزينة، التاريخ الكبير 5/ 71 رقم 179، الكنى والأسماء 2/ 109، الجرح والتعديل 5/ 39 رقم 175. [4] في طبعة القدسي 4/ 84 «مضر» وهو غلط، وما أثبتناه عن: طبقات ابن سعد، والتاريخ الكبير، وهو «حصن» في: الجرح والتعديل، والكنى والأسماء. [5] سورة العصر الآية: 1. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 539 قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا وَرُوَاتُهُ مَشْهُورُونَ. 483- (أَبُو مُرَّةَ) [1]- ع- مَوْلَى عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَاسْمُهُ يَزِيدُ. رَوَى عَنْ: عَقِيلٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ. وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلا. 484- (أَبُو الْمُهَلَّبِ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ) [2]- م 4- عَمُّ أَبِي قِلابَةَ. رَوَى عَنْ: عُثْمَانَ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وأبي مسعود البدري، وعمران بن حصين، وجماعة. روى عنه: أبو قلابة، ومحمد بن سيرين، وعوف الأعرابي. 485- (أبو نجيح) [3] يسار مولى الأخنس بن شريق الثقفيّ المكّي.   [1] تاريخ الثقات للعجلي 510 رقم 2037، الكنى والأسماء 2/ 111، الجرح والتعديل 9/ 299 رقم 1277، و 442 رقم 2230، تهذيب الكمال 3/ 1547 و 1646، الكاشف 3/ 252 رقم 6486، تهذيب التهذيب 11/ 374- 375 رقم 274، تقريب التهذيب 2/ 373 رقم 353. [2] الطبقات الكبرى 7/ 126، الطبقات لخليفة 201 وفيه «معاوية بن عمرو» ، التاريخ لابن معين 2/ 726، تاريخ الثقات 512 رقم 2053، المعرفة والتاريخ 2/ 467 و 3/ 209، الجرح والتعديل 6/ 260 رقم 1434 واسمه الصحيح عمرو بن معاوية، كما في ثقات ابن حبّان، المراسيل 263 رقم 491، الكنى والأسماء 2/ 135، تهذيب الكمال 3/ 1651، الكاشف 3/ 337 رقم 411، تهذيب التهذيب 12/ 250 رقم 1144، تقريب التهذيب 2/ 478 رقم 151، جامع التحصيل 392 رقم 1020. [3] الطبقات الكبرى 5/ 473، تاريخ خليفة 339، التاريخ لابن معين 2/ 680 رقم 38 و 464، التاريخ الكبير 8/ 420 رقم 3559، تاريخ الثقات للعجلي 483 رقم 1863، الكنى والأسماء 2/ 143، الجرح والتعديل 9/ 306 رقم 9319، المراسيل 248 رقم 460، الثقات لابن حبّان 5/ 557، تحفة الأشراف 422 رقم 1344، تهذيب الكمال 3/ 1547 و 1652، الكاشف 3/ 253 رقم 6493، جامع التحصيل 375 رقم 909، تهذيب التهذيب 11/ 377 الجزء: 6 ¦ الصفحة: 540 أرسل عَنْ: عُمَرَ وَسَعْدٍ، وَقَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ، وَرَوَى عَنْ: مُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وعبيد بن عمير الليثي وطائفة. وعنه: ابنه عبد الله بن أبي نجيح، وعمرو بن دينار، وميمون أبو مغلس، وآخرون. وثقه وكيع، وجماعة. 486- (أبو الهيثم) [1]- 4- كان تحت حجر أبي سعيد الخدري فأكثر عنه، كان أبوه أوصى به إليه، واسمه سليمان بن عمرو العتواري [2] . سكن مصر وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي بَصْرَةَ [3] الْغِفَارِيِّ. رَوَى عَنْهُ: دَارِجٌ [4] أَبُو السَّمْحِ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [5] مِنْ رِوَايَةِ أَحْمَدَ بن أبي خيثمة، عنه. 487- (أبو الودّاك) [6]- م د ت ق- اسمه جبر بن نوف الهمدانيّ   [ () ] رقم 735، تقريب التهذيب 2/ 374 رقم 363. [1] التاريخ لابن معين 2/ 233، التاريخ الكبير 4/ 27 رقم 1850، تاريخ الثقات 203 رقم 614، المعرفة والتاريخ 3/ 203 و 214، الكنى والأسماء 2/ 156، الجرح والتعديل 4/ 131 رقم 574، المراسيل 56 رقم 81 (في ترجمة: دخين الحجري) مشاهير علماء الأمصار 120 رقم 935، اللباب 2/ 322، تهذيب الكمال 1/ 544 و 3/ 1657، الكاشف 1/ 318 رقم 2142، تهذيب التهذيب 4/ 212- 213 رقم 364، تقريب التهذيب 1/ 329 رقم 478 حسن المحاضرة 1/ 106. [2] العتواري: بضم العين وسكون التاء وفتح الواو. نسبة إلى عتوارة. (اللباب 2/ 322) . [3] مهمل في الأصل، والتصويب من: الكنى والأسماء 1/ 18. [4] مهمل في الأصل، والتصويب من: الكنى والأسماء 1/ 201. [5] التاريخ 2/ 233. [6] الطبقات لخليفة 158 (وفيه: أبو الود) ، التاريخ لابن معين 2/ 77 رقم 3176، التاريخ الكبير 2/ 243 رقم 2332، المعرفة والتاريخ 3/ 208، الكنى والأسماء 2/ 147، الجرح والتعديل 2/ 532- 533 رقم 2212، مشاهير علماء الأمصار 93 رقم 683، اللباب 1/ 168، تهذيب الكمال 1/ 184 و 3/ 1657، الكاشف 1/ 124 رقم 761، تهذيب التهذيب 2/ 60 رقم 92، تقريب التهذيب 1/ 125 رقم 33. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 541 البكالي [1] الكوفي. عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ. وَعَنْهُ: مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي، خَالِدٍ، وَقَيْسُ بْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو التَّيَّاحِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. 488- (أبو يونس مولى عائشة) [2]- م د ت ن-. رَوَى عَنْ: عائشة. روى عنه: زيد بن أسلم، والقعقاع بن حكيم، وأبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن. عداده في أهل المدينة. آخر الطبقة العاشرة، والحمد للَّه. (بعون الله وتوفيقه، تمّ تحقيق هذا الجزء من تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي، وتخريج أحاديثه، وضبط نصّه، والإحالة إلى مصادره ومراجعة، على يد طالب العلم وخادمه، الفقير إليه تعالى: عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي، الأستاذ، الدكتور في الجامعة اللبنانية، وذلك في نهار الأحد 11 من شهر رمضان المبارك 1409 هـ. الموافق 16 من نيسان 1989، بمنزله بساحة النجمة، بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله، والحمد له وحده) .   [1] البكالي: بكسر الباء الموحّدة وفتح الكاف المخفّفة. نسبة إلى بني بكال، وهو بطن من حمير. ويقال: البكيلي. (اللباب 1/ 168) . [2] الطبقات الكبرى 5/ 296، الكاشف 3/ 347 رقم 459، تهذيب التهذيب 12/ 283- 284 رقم 1310، تقريب التهذيب 2/ 492 رقم 48. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 542 [المجلد السابع (سنة 101- 120) ] الطَّبَقَةُ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ [حَوَادِثُ] سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: ذَكْوَانُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ. رِبْعِيُّ [1] بْنُ حِرَاشٍ [2] الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ. عُمَارَةُ بْنُ أُكَيْمَةَ [3] اللَّيْثِيُّ شَيْخُ الزُّهْرِيِّ. عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأُمَوِيُّ. الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمَرَةَ فِيهَا فِي قَوْلٍ. مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ وَالِدُ مَرْوَانَ الْحَمَّارُ. مِقْسَمٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. وَفِيهَا استُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عبد الملك بن مروان في رجب.   [1] ربعي: بكسر أوله وسكون الباء الموحّدة. [2] في الأصل «خراش» ، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 243. [3] بهمزة مضمومة، وفتح الكاف، بالتصغير. (تقريب التهذيب 2/ 49) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 7 [حَوَادِثُ] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ. عَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ. مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِ جَمَاعَةٍ. يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَمِيرُ. يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ كَاتِبُ الْحَجَّاجِ. أَبُو الْمُتَوَكِّلِ التَّاجِيُّ. عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ. وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ الْعَقْرِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِقُرْبِ كَرْبَلاءَ مِنَ العراق بين يزيد ابن الْمُهَلَّبِ وَبَيْنَ مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، قُتِلَ فِيهَا يَزِيدُ وَكُسِرَ جَيْشُهُ وَانْهَزَمَ آلُ الْمُهَلَّبِ، ثُمَّ ظَفَرَ بِهِمْ مُسْلِمَةُ فَقَتَلَ فِيهِمْ وَبَدَّعَ، وَقَلَّ مَنْ نَجَا مِنْهُمْ، وَكَانَ يَزِيدُ قَدْ خَرَجَ عَلَى الْخِلافَةِ لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ الْكَلْبِيُّ: نَشَأْتُ وَهُمْ يَقُولُونَ ضَحَّى بَنُو أُمَيَّةَ يَوْمَ كَرْبَلاءَ بِالدِّينِ وَيَوْمَ الْعَقْرِ بِالْكَرَمِ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 8 قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : ثُمَّ بَعَثَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ هِلالَ بْنَ أَحْوَزَ الْمَازِنِيَّ إِلَى قَنْدَابِيلَ [2] فِي طَلَبِ آلِ الْمُهَلَّبِ فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ الْمُفَضَّلُ بْنُ الْمُهَلَّبِ وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ وَخَدَمُهُ، وَقَتَلَ هِلالُ بْنُ أَحْوَزَ جَمَاعَةً مِنَ آلِ الْمُهَلَّبِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِلنِّسَاءِ وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَحَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا قَدِمَ بِآلِ الْمُهَلَّبِ عَلَيْهِ قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ قِبَلَ آلِ الْمُهَلَّبِ دَمٌ فَلْيَقُمْ، فَقَامَ نَاسٌ، فَدَفَعَهُمْ إِلَيْهِمْ حَتَّى قُتِلَ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ نَفْسًا. وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ عَزَلَ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ عَنْ خُرَاسَانَ، وَكَتَبَ بِوِلايَتِهَا إِلَى الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، فَوَلِيَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، فَافْتَتَحَ بَاذَغِيسَ [3] وَغَيْرَهَا، وَقَسَّمَ الْغَنِيمَةَ بَيْنَ النَّاسِ، فَأَصَابَ الرَّجُلُ ثَمَانِمِائَةَ درهم. قلت: وثق المفضّل، وله حديث عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِهِ حَاجِبِ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ حازم، وكان جوادا ممدّحا.   [1] في التاريخ 326. [2] قندابيل: بالفتح ثم السكون والدال المهملة. مدينة بالسند. (معجم البلدان 4/ 402) . [3] باذغيس: بفتح الذال وكسر الغين المعجمة وياء ساكنة. ناحية تشمل على قرى من أعمال هراة ومروالروذ. (معجم البلدان 1/ 318) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 9 [حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ فِي قَوْلٍ. عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ. عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ، مِصْرِيٌّ مُقِلٌّ. مُجَاهِدٌ، فِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ. مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله. يحيى بن وثّاب مقريء الْكُوفَةَ. يَزِيدُ [1] بْنُ الأَصَمِّ نَزِيلُ الرِّقَّةِ. يَزِيدُ [2] بْنُ حُصَيْنٍ السَّكُونِيُّ. وَفِيهَا قُتِلَ أَمِيرُ الأَنْدَلُسِ السَّمْحُ بْنُ مَالِكٍ الْخَوْلانِيُّ، قَتَلَتْهُ الرُّومُ يَوْمَ التّروية.   [1] مهمل بالأصل، والتصويب من ترجمته الآتية. [2] بالأصل «مزيد» ، والتصحيح من ترجمته المقبلة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 10 [حَوَادِثُ] سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ الْكُلاعِيُّ الْحِمْصِيُّ. عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، فِيهَا، قِيلَ قَبْلَ الْمِائَةِ. عَامِرُ الشَّعْبِيُّ عَالِمُ الْعِرَاقِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرُ. عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَدِيٍّ الْبَهْرَانِيُّ [1] . عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ هِلالٍ السَّلَمِيُّ أَبُو النَّضْرِ. عُمَيْرٌ مَوْلَى آلِ الْعَبَّاسِ. مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِ الْقَطَّانِ. وَابْنُ الْمَدِينِيِّ. يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ اللَّخْمِيُّ. أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ. أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فِيهَا في قول.   [1] بفتح الباء وسكون الهاء ... نسبة إلى قبيلة من قضاعة ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير) ج 1 ص 156. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 11 وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ نَهْرِ الرَّانِ، فَالْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ، وَعَلَى أُولَئِكَ ابْنُ الْخَاقَانِ، وَذَلِكَ بِقُرْبِ بَابِ الأَبْوَابِ، وَنَصَرَ اللَّهُ الإِسْلامَ وَرَكَبَ الْمُسْلِمُونَ أقفية التّرك قتلا وأسرا وسبيا [1] .   [1] انظر: تاريخ خليفة 329. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 12 [حَوَادِثُ] سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي قَوْلٍ. رُزَيْقُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ الْفَزَارِيِّ مَوْلاهُمْ. سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. فِي قَوْلِ الْمَدَائِنِيِّ، وَالصَّحِيحُ سَنَةَ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ كَمَا تَقَدَّمَ. سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيُّ. سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ الْمَدَنِيُّ. عِمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ. وَالْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ. يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَفِيهَا زَحَفَ الْخَاقَانُ [1] وَخَرَجَ مِنَ الْبَابِ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ مِنَ التُّرْكِ وَقَصَدَ [2] أَرْمِينِيَّةَ، فَسَارَ إِلَيْهِ الْجَرَّاحُ الْحَكَمِيُّ فَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا، ثُمَّ كَانَتِ الْهَزِيمَةُ على الكفّار، وذلك في شهر رمضان.   [1] في تاريخ خليفة 331 «جابان» . [2] في الأصل «قصر» وهو تصحيف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 13 [حَوَادِثُ] سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ فِي قَوْلٍ. سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعَدَوِيُّ الْفَقِيهُ. طَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَمَانِيُّ. أَبُو مِجْلَزٍ لاحِقُ بْنُ حُمَيْدٍ السَّدُوسِيُّ. وَفِيهَا عُزِلَ مُتَوَلِّي الْعِرَاقِ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ بِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ فَدَخَلَ خَالِدٌ وَاسِطَ بَغْتَةَ وَأَبُو الْمُثَنَّى عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ يَتَهَيَّأُ لِصَلاةِ الْجُمْعَةِ وَيُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: هَكَذَا تَقُومُ السَّاعَةُ بَغْتَةً، فَقَيَّدَهُ خَالِدٌ وَأَلْبَسَهُ مِدْرَعَةَ صُوفٍ وَحَبَسَهُ، ثُمَّ إِنَّ غِلْمَانَ ابْنِ هُبَيْرَةَ اكْتَرَوْا دَارًا إِلَى جَانِبِ السِّجْنِ فَنَقَّبُوا سَرَبًا إِلَى السِّجْنِ وَأَخْرَجُوهُ مِنْهُ، فَهَرَبَ إِلَى الشَّامِ، وَاسْتَجَارَ بِالأَمِيرِ مَسْلَمَةَ أَخِي الْخَلِيفَةِ، فَأَجَارَهُ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ، وَقَدْ وُلِّيَ الْعِرَاقَ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ. وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَسْلَمَ فَرْغَانَةَ، فَلَقِيَهُ ابْنُ خَاقَانَ فِي جَمْعٍ كبير من تركستان، فَقُتِلَ ابْنُ [أَخِي] [1] خَاقَانَ فِي طَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ.   [1] إضافة من تاريخ خليفة 336. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 14 وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ عَلَى إِقْلِيمِ خُرَاسَانَ أَخَاهُ أَسَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ نِيَابَةً عَنْهُ. وَفِيهَا دَخَلَ الْجَرَّاحُ الْحَكَمِيُّ وَغَوَّرَ فِي أَرْضِ الْخَزَرِ، فَصَالَحَتْهُ اللانُ، وَأَعْطُوهُ الْجِزْيَةَ وَخَرَاجَ أَرْضِهِمْ. وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ خَلِيفَةُ الْوَقْتِ هِشَامٌ، وَاللَّهُ أعلم. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 15 [حَوَادِثُ] سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ. وعِكْرِمَةُ الْبَرْبَرِيُّ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ بخُلْفٍ فِيهِ. وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ الْخُزَاعِيُّ. وَفِيهَا عُزِلَ الْجَرَّاحُ الْحَكَمِيّ عَنْ إِمْرَةِ أَذْرَبَيْجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ بِمُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَنَهَضَ مُسْلِمَةُ فَغَزَا قَيْصَرِيَّةَ الرُّومِ وَافْتَتَحَهَا بِالسَّيْفِ [1] . وَفِيهَا غَزَا أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مُتَوَلِّي خُرَاسَانَ بِلادِ غَرْشِسْتَانَ [2] ، فَانْكَسَرَ الْمُسْلِمُونَ وَاسْتُشْهِدَ طَائِفَةٌ، وَرَجَعَ الْجَيْشُ مجهودين جائعين [3] .   [1] تاريخ خليفة 337. [2] غرشستان: بالفتح ثم السكون، وشين معجمة مكسورة وسين مهملة. ولاية، تقع هراة في غربيّها، والغور في شرقيّها، ومروالروذ عن شماليّها، وغزنة عن جنوبيها، (معجم البلدان 4/ 193) . [3] تاريخ خليفة 336. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 16 [حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ فِي قَوْلٍ. مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقَرَظِيُّ الْمَدَنِيُّ. يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشِّخِّيرُ أَبُو الْعَلاءِ. أَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ الْمُنْذِرُ [1] . وَفِيهَا غَزَا أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ بِلادَ الْغُورِ، فَالْتَقُوهُ فِي جَيْشٍ لَجْبٍ، فَهَزَمَهُمْ أَسَدٌ [2] . وَفِيهَا زَحَفَ ابْنُ الْخَاقَانِ إِلَى أذربيجان ونازل مدينة ورثان [3] ، ورماها بِالْمَجَانِيقِ، فَسَارَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي تِلْكَ النَّاحِيَةِ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو، فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ ابْنُ الْخَاقَانِ، وقُتِلَ خَلْقٌ مِنْ جَيْشِهِ، وَاسْتُشْهِدَ أَيْضًا الْحَارِثُ بْنُ عمرو [4] .   [1] في الأصل: «أبو نضرة العبد بن المنذر» والتصويب من: تقريب التهذيب 2/ 275. [2] تاريخ خليفة 338. [3] ورثان: بالفتح ثم السكون. بلد في آخر حدود أذربيجان. (ياقوت 5/ 370) . [4] تاريخ خليفة 338. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 17 وَفِيهَا غَزَا وَلَدُ الْخَلِيفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ أَرْضَ الرُّومِ، فَجَهَّزَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْبِطَّالَ إِلَى خنجرة [1] فافتتحها [2] .   [1] خنجرة: ناحية من بلاد الروم. (ياقوت 2/ 392) . [2] تاريخ خليفة 338. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 18 [حَوَادِثُ] سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: بِشْرُ بْنُ صَفْوَانَ الْكَلْبِيُّ أَمِيرُ الْمَغْرِبِ. سَعْدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ. أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ. أَبُو نَجِيحٍ يَسَارٌ الْمَكِّيُّ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ. وَفِيهَا غَزَا فِي الصَّيْفِ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَافْتَتَحَ حِصْنًا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، وَغَزَا أَيْضًا مُسْلِمَةُ فَجَهَّزَ جيشا شتّوا بأذربيجان [1] .   [1] تاريخ خليفة 339. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 19 [حَوَادِثُ] سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ الأَعْرَجُ. جَرِيرٌ التّيمي الشَّاعِرُ. الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَيِّدُ زَمَانِهِ. أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ فِي قَوْلٍ. عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْمَذْبُوحُ فِي قَوْلِ. الْفَرَزْدَقِ وَهُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ. مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ الْبَصْرِيُّ. وَنُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ. وَفِيهَا غَزَا مُسْلَمَةُ بِلادَ الْخَزَرِ، وَتُسَمَّى غَزْوَةُ الطِّينِ [1] ، الْتَقَى هو وملك الخزر وَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مَشْهُورَةً هَزَمَ اللَّهُ فيها الكفّار في سابع جمادى الآخرة [2] .   [1] سمّيت بذلك لأنّهم سلكوا مواضع غرق فيها دوابّ كثيرة، وتوحّل فيها خلق كثير، فما نجوا حتى قاسوا شدائد، كما في البداية والنهاية لابن كثير 9/ 259. [2] تاريخ خليفة 339- 340. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 20 وَفِيهَا افْتَتَحَ مُعَاوِيَةُ وَلَدُ هِشَامٍ حِصْنَيْنِ كَبِيرَيْنِ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ [1] . وَفِيهَا قَدِمَ إِلَى إِفْرِيقِيَةَ عُبَيْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيُّ أَمِيرًا عَلَيْهَا، فَجَهَّزَ وَلَدَهُ وَأَخَاهُ، فَالْتَقَوْا الْمُشْرِكِينَ، فَنَصَرَ اللَّهُ تعالى وأسر طاغية القوم وولّوا مدبرين. [2] .   [1] تاريخ خليفة 340. [2] تاريخ خليفة 340. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 21 تَرَاجِمُ أَعْيَانِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ [حَرْفُ الأَلِفِ] 1- (أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ) [1] م 4- بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُميَّةَ، أَبُو سَعِيدٍ [2] القرشيّ الأموي المدني، وَإِنَّمَا أَعَدْتُهُ لِلْخُلْفِ فِي مَوْتِهِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَنَبِيهُ بْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ أَحَدُ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ الثِّقَاتُ.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 151- 153، الطبقات لخليفة 240، تاريخ خليفة 185 و 276 و 279 و 280 و 288 و 293 و 296 و 299 و 336، المحبّر لابن حبيب 25 و 235 و 301 و 303 و 382، نسب قريش 42- 43 و 110، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 1232، التاريخ الكبير 1/ 450- 451 رقم 1440، تاريخ الثّقات للعجلي 51 رقم 16، المعارف 198 و 201 و 207 و 307 و 578، المعرفة والتاريخ 1/ 360 و 426 و 643، تاريخ أبي زرعة 1/ 508- 509، أخبار القضاة 15/ 129- 130، الكنى والأسماء 1/ 188، الجرح والتعديل 2/ 295 رقم 1084، المراسيل 16 رقم 19، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 454، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 134- 135، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 97 رقم 31، تهذيب الكمال 2/ 16- 19 رقم 141 (طبعة د. بشار) ، تحفة الأشراف 13/ 134 رقم 987، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 42، الكاشف 1/ 31 رقم 108، سير أعلام النبلاء 4/ 351- 353 رقم 133، العبر 1/ 129، البداية والنهاية 9/ 233، الوافي بالوفيات 5/ 301 رقم 2363، جامع التحصيل 165 رقم 1، تهذيب التهذيب 1/ 97 رقم 173، تقريب التهذيب 1/ 31 رقم 163، النجوم الزاهرة 1/ 253، شذرات الذهب 1/ 131. [2] ويقال: أبو سعد (سير أعلام النبلاء) ويقال: أبو عبد الله. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 22 قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ بِهِ وَضَحٌ كَثِيرٌ وَصَمَمٌ وَأَصَابَهُ الْفَالِجُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ. تُوُفِّيَ أَبَانٌ بِالْمَدِينَةِ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ [2] سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: مَاتَ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فاللَّه أَعْلَمُ. 2- (إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن حنين) [3] ع- أبو إسحاق المدني مَوْلَى آلِ الْعَبَّاسِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَعَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَاللَّيْثِيُّ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ ثِقَةً. 3- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله) [4] م د ن- بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ   [1] الطبقات الكبرى 5/ 152 والعبارة عنده: «كان بأبان وضح كثير فكان يخضب مواضعه من يده ولا يخضبه في وجهه. وكان به صمم شديد..» . وذكره ابن حبيب البغدادي في الحولان الأشراف (المحبّر 303) . وقال الجاحظ: «ولذلك قال الشاعر في أبان بن عثمان بن عفّان في أول ما ظهر به البياض، قال: له شفة قد حمّم الدهر بطنها ... وعين يغمّ الناظرين احولاؤها وكان أحول أبرص أعرج، وبفالج أبان يضرب أهل المدينة المثل. (انظر: البرصان والعرجان والعميان والحولان للجاحظ- تحقيق د. محمد مرسي الخولي- طبعة مؤسسة الرسالة 1981- ص 55 و 56، وفيه بيتان أيضا عن أبان، والمعارف لابن قتيبة 578) . [2] الطبقات لخليفة 240 وفي تاريخه 336 قال: «وفي ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان» . [3] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 299- 300 رقم 953، المعارف 590، المعرفة والتاريخ 1/ 415- 416، الكنى والأسماء 1/ 99، الجرح والتعديل 2/ 108 رقم 312، مشاهير علماء الأمصار 129 رقم 1013، تهذيب الكمال 2/ 124 رقم 192، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 16، الكاشف 1/ 39- 40 رقم 153، سير أعلام النبلاء 4/ 604- 605 رقم 243، العبر 1/ 122، الوافي بالوفيات 6/ 30 رقم 2462، تهذيب التهذيب 1/ 133- 134 رقم 237، تقريب التهذيب 1/ 37 رقم 221 خلاصة تذهيب التهذيب 18، شذرات الذهب 1/ 122. [4] التاريخ الكبير 1/ 302- 303 رقم 958، الجرح والتعديل 2/ 108 رقم 311، مشاهير علماء الأمصار 143 رقم 1124، تهذيب الكمال 2/ 130 رقم 198، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 22، الكاشف 1/ 41 رقم 159، الوافي بالوفيات 6/ 30 رقم 2461، تهذيب التهذيب 1/ 137 رقم 243، تقريب التهذيب 1/ 38 رقم 227. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 23 الهاشميّ المدني. سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمَيْمُونَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ. وَكَانَ ثِقَةً. 4- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن طلحة) [1] بخ م 4- بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي المدني أَبُو إسحاق. رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وأبي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعِدَّةٍ، وَكَانَ مِنْ سَادَةِ التَّابِعِينَ قَوَّالا بِالْحَقِّ بَلِيغًا وَقُورًا كَبِيرَ الْقَدْرِ. رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، وَطَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى أَحَدُ بَنِي عَمِّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّلْحِيُّ، وَآخَرُونَ. وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَجْلَسَهُ عَلَى فَرْشِهِ فَنَصَحَهُ وَوَعَظَهُ. قَالَ الْعِجْلِيُّ [2] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ يُسَمَّى أَسَدُ قُرَيْشٍ، كَانَ شَرِيفًا صَبَّارًا [4] أَعْرَجَ [5] وُلِّيَ خَرَاجُ الْعِرَاقِ لابن الزّبير. توفّي سنة عشر ومائة.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 52 (في ترجمة محمد بن طلحة) ، نسب قريش 283- 286، تاريخ خليفة 259 و 340، الطبقات لخليفة 255، المحبّر 378، التاريخ الكبير 1/ 315- 316 رقم 993، تاريخ الثقات 54 رقم 35، المعارف 112 و 232 و 573، الجرح والتعديل 2/ 124 رقم 385، الثقات لابن حبّان 4/ 5، مشاهير علماء الأمصار 66 رقم 448، تهذيب الكمال 2/ 172- 174 رقم 229، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 260- 266، الكاشف 1/ 45 رقم 189، سير أعلام النبلاء 4/ 562- 563 رقم 222، العبر 1/ 135، تهذيب التهذيب 1/ 153- 154 رقم 275، تقريب التهذيب 1/ 41 رقم 260، خلاصة تذهيب التهذيب 21، شذرات الذهب 1/ 136. [2] تاريخ الثقات 54. [3] الطبقات الكبرى 5/ 52. [4] في (الطبقات) «صارما» بدل «صبارا» . [5] انظر: البرصان والعرجان والعميان والحولان- ص 137 و 199. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 24 5- الأَحْوَصُ الشَّاعِرُ [1] أَبُو عَاصِمٍ، وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ الأَنْصَارِيَّ. نَفَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دَهْلَكَ [2] لِكَثْرَةِ هِجَائِهِ. قَالَ عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَلَطَمَ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ الْغِفَارِيَّ وَجَرَّ بِرِجْلِهِ، وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى مَرْكَبٍ فِي الْبَحْرِ، فَنَفَاهُ إِلَى دَهْلَكَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا الأَحْوَصَ، فَكَانَ أَهْلُهَا يَقُولُونَ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ خَيْرًا، أَخَذَ عَنَّا رَجُلا عَلَّمَ أَوْلادَنَا الْبَاطِلَ وَأَقْدَمَ عَلَيْنَا رَجُلًا علَّمَنَا الْخَيْرَ [3] . وَالْحَوْصُ هُوَ ضِيقٌ فِي آخِرِ الْعَيْنِ. وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي نَفَاهُ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ يُشَبِّبُ بِعَاتِكَةَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ إِذْ يَقُولُ.   [1] طبقات ابن سلّام 655، الشعر والشعراء 1/ 424- 426 رقم 93، البرصان والعرجان 127، أنساب الأشراف ق 3/ 47 و 211 و 309 وق 4 ج 1/ 158 رقم 442 (وقد أورد قصيدة لم ترد في ديوانه) ، الكامل في الأدب 1/ 394- 395، تاريخ الرسل والملوك 8/ 85، العقد الفريد 2/ 86 و 91 و 4/ 48 و 455- 456 و 5/ 110- 111 و 372 و 6/ 24- 25، الأغاني 4/ 224- 268 و 21/ 95- 112، الموشح 231، ثمار القلوب 64 و 302 و 316 و 317 و 587 و 588، المبهج 23، أمالي المرتضى 1/ 135 و 2/ 60- 61 و 65- 66، سمط اللآلئ 1/ 259، وفيات الأعيان 1/ 429- 430 (في ترجمة جرير) و 2/ 297، سير أعلام النبلاء 4/ 593 رقم 230، المؤتلف 48، فوات الوفيات 2/ 217- 219 رقم 230، الوافي بالوفيات 17/ 436- 438 رقم 375، خزانة الأدب 2/ 16، ذيل زهر الآداب للحصري 59- 60، الحماسة البصرية 1/ 128، معجم الشعراء في لسان العرب 38 رقم 13، بروكلمن 1/ 196، شرح شواهد المغني 260، مختار الأغاني 521- 542. وقد جمع شعر الأحوص مرّتين، مرّة بعناية الدكتور إبراهيم السامرائي (طبعة النجف 1969) وثانية بعناية عادل سليمان جمال (طبعة القاهرة 1970) . [2] في الأصل «أدهلك» والتصحيح من: المؤتلف والمختلف للآمدي 48، فوات الوفيات 2/ 218، أمالي المرتضى 2/ 65. ودهلك: جزيرة في بحر اليمن، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة، (معجم البلدان 2/ 492) . [3] انظر: الأغاني 4/ 246 و 255. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 25 يَا بَيْتَ عَاتِكَةَ الَّتِي أَتَغَزَّلُ [1] ... حَذَرَ الْعِدَى وَبِهِ الْفُؤَادُ مُوَكَّلُ إنِّي لأَمْنَحُكَ الصُّدُودَ وَإِنَّنِي ... قَسَمًا إِلَيْكَ مَعَ الصُّدُودِ لأَمْيَلُ وَلَقَدْ نَزَلْتَ مِنَ الْفُؤَادِ بِمَنْزِلٍ ... مَا كَانَ غَيْرُكَ وَالأَمَانَةُ يُنْزَلُ وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْكَ بَعْضَ صَبَابَتِي ... وَلِمَا كَتَمْتُ مِنَ الصَّبَابَةِ أَطْوَلُ هَلْ عَيْشُنَا بِكَ فِي زَمَانِكَ رَاجِعٌ ... فَلَقَدْ تَفَحَّشَ [2] بُعْدُكَ الْمُتَعَلِّلُ أَعْرَضْتُ عَنْكَ وَلَيْسَ ذَاكَ لِبُغْضَةٍ [3] ... أَخْشَى مَقَالَةَ كَاشِحٍ لا يَعْقِلُ [4] 6- (إِسْحَاقُ [5] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [6] د- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَبُو يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيُّ البصري. عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٌ الّطَوِيلُ، وَعَوْفٌ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [7] . 7- (إِسْحَاقُ بن قبيصة) [8] ق- بن ذؤيب الخزاعيّ الدمشقيّ.   [1] وفي رواية: «أتعزّل» بالعين المهملة. وهو الأكثر. [2] في الأغاني 21/ 98 «تفاحش» . [3] ورد هذا الشطر في الأغاني 21/ 98: «فصددت عنك وما صددت لبغضه» [4] راجع بعضها في: الأغاني 21/ 95 و 98- 101، أنساب الأشراف 3/ 211، أمالي المرتضى 1/ 135، خزانة الأدب 1/ 248، ثمار القلوب 316 رقم 475، وص 317، وفيات الأعيان 2/ 297، سير أعلام النبلاء 4/ 593. [5] الطبقات لخليفة 211، التاريخ لابن معين 2/ 26، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 394- 395 رقم 1258، تاريخ الثقات للعجلي 61 رقم 66، الجرح والتعديل 2/ 227 رقم 790، الثقات لابن حبّان 6/ 46، تحفة الأشراف 13/ 143 رقم 994، تهذيب الكمال 2/ 442- 443 رقم 365، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 233، الكاشف 1/ 63 رقم 305، تهذيب التهذيب 1/ 239 رقم 447، تقريب التهذيب 1/ 58 رقم 412، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 446. [6] في طبعة القدسي 4/ 92 «الملك» وهو غلط واضح، والتصويب من مصادر ترجمته. [7] تاريخ الثقات 61 رقم 66. [8] التاريخ الكبير 1/ 400 رقم 1274، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، الجرح والتعديل 2/ 231- الجزء: 7 ¦ الصفحة: 26 عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ نَاظِرَ دِيوَانِ الزَّمْنَى [1] بِدِمَشْقَ، لَهُ حديث واحد عند ابن ماجة. 8- (إسحاق مولى زائدة) [2] م د ن- رَوَى عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْه: ابْنُهُ عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيُّ، وأسامة بن زيد اللّيثي، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَالْعَلاءُ بن عبد الرحمن، وآخرون. وثّقه ابن معين [3] . 9- (أسلم العجلي) [4] د ت ن [5]- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَبِشْرِ بْنِ شَغَافٍ [6] ، وَأَبِي مُرَايَةَ [7] العجليّ.   [232] رقم 812، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 542- 543، تهذيب الكمال 2/ 468- 469 رقم 738، الكاشف 1/ 64 رقم 316، تهذيب التهذيب 1/ 427 رقم 414، تقريب التهذيب 1/ 60 رقم 429. [1] الزّمنى: أي المرضى. [2] الطبقات الكبرى 5/ 306، التاريخ الكبير 1/ 396- 397 رقم 1162، تاريخ الثقات 62 رقم 74، الكنى والأسماء 2/ 53، الجرح والتعديل 2/ 238- 239 رقم 843، الثقات لابن حبّان 4/ 23، تهذيب الكمال 2/ 500- 501 رقم 396، الكاشف 1/ 66 رقم 334، تهذيب التهذيب 1/ 258 رقم 487، تقريب التهذيب 1/ 63 رقم 451. [3] لم يذكره في تاريخه. [4] التاريخ الكبير 2/ 24 رقم 2567، تاريخ الثقات للعجلي 63 رقم 80، الجرح والتعديل 2/ 306- 307 رقم 1144 وص 307 رقم 1147، الثقات لابن حبّان 6/ 46، تهذيب الكمال 2/ 529 رقم 406، الكاشف 1/ 68 رقم 342 (ذكر اسمه دون أن ينسبه) ، تهذيب التهذيب 1/ 265- 266 رقم 500، تقريب التهذيب 1/ 64 رقم 464. [5] في الأصل «ق» بدل «ن» والتصويب من مصادر ترجمته. [6] شغاف: بفتح الشين والغين المعجمتين. (تقريب التهذيب 1/ 99) . [7] مراية: بضمّ الميم وفتح الراء. (المشتبه للذهبي 2/ 582) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 27 وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَشْعَثُ، وَشُمَيْطُ [1] بْنُ عَجْلانَ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] . 10- (الأَسْوَدُ بْنُ سَعِيدٍ الهمذاني) [3] د- الكوفي، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، وَمَعْنُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ. لَهُ حَدِيثٌ فِي الْمَلاحِمِ. 11- أَصْبَغُ بن نباتة) [4] ق- الدّارميّ ثم المجاشعيّ الكوفي، أبو القاسم، عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُمَرَ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ. وَعَنْهُ: ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَالأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ.   [1] شميط: بضمّ الشين المعجمة وفتح الميم وسكون الياء. وقد وهم القدسي في طبعته 4/ 92 أنّ الصحيح هو «سميط» بالسين المهملة واعتمد على نسخة خلاصة التذهيب للخزرجي، والصحيح هو ما أثبتناه كما في الأصل، وقد أكّد ذلك الأمير ابن ماكولا في الإكمال 4/ 361 وقال: «ذكره البخاري في باب الشين المعجمة، وهو الصحيح، وأخرجه في باب السين المهملة، وهما واحد» ، وقال الذهبي في المشتبه 2/ 401 «شميط بن عجلان» معروف. غير أن ابن حجر شك فيه فقال: شميط أو سميط بالشكّ. (تهذيب التهذيب 4/ 366 رقم 618) ولم يترجم له. [2] لم يذكره في تاريخه. [3] التاريخ الكبير 1/ 446 رقم 1426، الجرح والتعديل 2/ 292- 293 رقم 1070، تهذيب الكمال 3/ 223- 224 رقم 501، الكاشف 1/ 79 رقم 423، تهذيب التهذيب 1/ 339 رقم 617، تقريب التهذيب 1/ 76 رقم 571. [4] تاريخ خليفة 200، التاريخ لابن معين 1/ 41- 42، التاريخ الكبير 2/ 35 رقم 1495، تاريخ الثقات 71 رقم 109، المعارف 624، المعرفة والتاريخ 3/ 39 و 66 و 190، الكنى والأسماء 2/ 84، الجرح والتعديل 2/ 319، 320 رقم 1213، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 398، المجروحين لابن حبّان 1/ 173، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 129، رجال الطوسي 34 رقم 2، الفهرست للطوسي 66 رقم 119، تهذيب الكمال 3/ 308- 311 رقم 537، الكاشف 1/ 84 رقم 456، ميزان الاعتدال 1/ 271 رقم 1014، المغني في الضعفاء 1/ 93 رقم 771، الكشف الحثيث للحلبي 106- 107 رقم 159، تهذيب التهذيب 1/ 362- 363 رقم 658، تقريب التهذيب 1/ 81 رقم 613، أعيان الشيعة 3/ 464- 466. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 28 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : متروك. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [3] : منُكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [4] : كَانَ يَقُولُ بِالرَّجْعَةِ. 12- (أَيْفَعُ بْنُ عَبْدِ الْكَلاعِيِّ) [5] شَامِيٌّ أَظُنُّهُ خَطَبَ بِحِمْصَ. رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَرْسَلَ حَدِيثَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ: أُمِّرَ عَلَيْنَا مَرَّةً فِي الْغَزْوِ، وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ حِمْصٍ، قَدْ غَلَطَ غَيْرَ وَاحِدٍ وَعَدَّهُ فِي الصَّحَابَةِ، مِنْهُمْ عَبْدَانُ الْمَرْوَزِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، وَأَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ، وَاغْتَرُّوا بِمَا أَرْسَلَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: تُوُفِّيَ سَنَةَ ستّ. 13- (أيّوب بن بشير) [6] د- بن كعب العدوي البصري. له وفادة على سليمان بن عبد الملك. روى عن رجل تابعيّ.   [1] التاريخ 1/ 42. [2] في الضعفاء والمتروكين 286 رقم 64. [3] في الضعفاء والمتروكين 67 رقم 118. [4] في الضعفاء الكبير 1/ 129، 130 رقم 160. [5] التاريخ الكبير 2/ 63- 64 رقم 1696، تاريخ أبي زرعة 1/ 353، الجرح والتعديل 2/ 341 رقم 1290، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 410، تهذيب الكمال 3/ 442 رقم 596 (وفيه قال: غير منسوب) ، الكاشف 1/ 91 رقم 509، ميزان الاعتدال 1/ 283 رقم 1056، المغني في الضعفاء 1/ 95 رقم 798، تهذيب التهذيب 1/ 391- 392 رقم 722، تقريب التهذيب 1/ 88 رقم 677. [6] التاريخ الكبير 1/ 409 رقم 1306، الجرح والتعديل 2/ 242 رقم 859، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 204- 205، تهذيب الكمال 3/ 456- 457 رقم 606، الكاشف 1/ 92 رقم 516، ميزان الاعتدال 1/ 285 رقم 1066، المغني في الضعفاء 1/ 95 رقم 803، تهذيب التهذيب 1/ 397 رقم 732، تقريب التهذيب 1/ 88 رقم 687. وبشير: بضم الباء وفتح الشين المعجمة. (الإكمال لابن ماكولا 1/ 298) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 29 وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، وَقَتَادَةُ، وَسِمَاكٌ الْمِرْبَدِيُّ [1] . وَهُوَ مُقِلّ لا يَكَادُ يُعْرَفُ. 14- (أَيُّوبُ بْنُ شُرَحْبِيلِ) [2] بْنِ أكْسُومِ [3] بْنِ أَبْرَهَةَ بْنِ الصَّبَّاحِ الأَصْبَحِيُّ الْحِمْيَرِيُّ، وَأُمُّهُ أُمُّ أيُّوبَ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ. وُلِّيَ مِصْرُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْه أَبُو قَبِيلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِهْرَانَ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي رمضان سنة إحدى ومائة.   [1] المربدي: بكسر الميم وسكون الراء وفتح الياء الموحّدة، نسبة إلى المربد، وهو موضع بالبصرة. (اللباب 3/ 192) وهي مهملة بالأصل. [2] كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي 67- 69، النجوم الزاهرة 1/ 237. [3] في النجوم (أكشوم) بالشين المعجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 30 [حرف الباء] 15- (بسر بن عبيد الله) [1] ع- الحضرميّ الشامي. عَنْ: وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَرُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ ثِقَةً جَلِيلَ الْقَدْرِ. قَالَ أَبُو مِسْهَرٍ: هُوَ أَحْفَظُ أَصْحَابِ أَبِي إِدْرِيسَ رَحِمَهُ اللَّهُ. 16- (بِشْرُ بْنُ صَفْوَانَ الْكَلْبِيُّ) [2] أَمِيرُ إِفْرِيقِيَةَ. وُلِّيَ الْمَغْرِبَ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ، وَلَمَّا احْتَضَرَ وُلِّيَ عَلَى النَّاسِ قعاس بن قرط الكلبي.   [1] التاريخ الكبير 2/ 124 رقم 1916، تاريخ الثقات 79 رقم 146 (وفيه: ابن عبد الله) ، المعرفة والتاريخ 2/ 386، تاريخ أبي زرعة 1/ 344- 345. الجرح والتعديل 2/ 423 رقم 1681، مشاهير علماء الأمصار 179 رقم 1414 (وفيه: بشر بن عبد الله الحضرميّ) وهو تحريف، الثقات لابن حبّان 6/ 109، أسماء التابعين 1/ 432 رقم 139، تهذيب الكمال 4/ 75- 77 رقم 669، تاريخ واسط لبحشل 106 و 224، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 56، المشتبه 1/ 79، الكاشف 1/ 100 رقم 569، الوافي بالوفيات 10/ 133 رقم 4593، تهذيب التهذيب 1/ 438 رقم 805، تقريب التهذيب 1/ 97 رقم 36، سير أعلام النبلاء 4/ 592 رقم 229، خلاصة تذهيب الكمال 47. [2] كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي 69- 71، النجوم الزاهرة 1/ ج 244- 245. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 31 تُوُفِّي بِشْرُ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ. 17- (بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ) [1] ع- مَوْلَى الأَنْصَارِ. عَنْ: رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ [2] ، وَسُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَمُحَيَّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ فَقِيهًا أَدْرَكَ عَامَّةَ الصَّحَابَةِ. قلت: وليس هُوَ أخا لسليمان بْن يسار [5] . 18- (بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [6] خ م ت ن ق- بن بدر الجهنيّ، مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ. عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 303، التاريخ لابن معين 2/ 61 رقم 663، الطبقات لخليفة 249 و 254، التاريخ الكبير 2/ 132 رقم 1945، المعرفة والتاريخ 2/ 772- 774، الجرح والتعديل 2/ 394- 395 رقم 1540، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 1/ 432 رقم 143، تهذيب الكمال 4/ 187- 188 رقم 734، تحفة الأشراف 13/ 149 رقم 1007، موضح أوهام الجمع للخطيب 2/ 6- 7، الإكمال لابن ماكولا 1/ 298، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 55، الكاشف 1/ 106 رقم 622، سير أعلام النبلاء 4/ 591- 592 رقم 228، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 134- 135 رقم 84، العبر 1/ 123، تهذيب التهذيب 1/ 472 رقم 874، تقريب التهذيب 1/ 104 رقم 104، خلاصة تذهيب التهذيب 51. [2] في المطبوع من تاريخ الإسلام 4/ 93 «خيثمة» . [3] التاريخ 2/ 61. [4] الطبقات الكبرى 5/ 303. [5] قال ذلك يحيى بن معين في تاريخه 2/ 61. [6] التاريخ الكبير 2/ 149 رقم 2010، الجرح والتعديل 2/ 437 رقم 1734، مشاهير علماء الأمصار 79 رقم 573، تهذيب الكمال 4/ 190- 191 رقم 737، التاريخ الصغير 115، الإكمال لابن ماكولا 1/ 336، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 62، أسد الغابة 1/ 202، تحفة الأشراف 13/ 149 رقم 1008، الكاشف 1/ 106 رقم 625، تهذيب التهذيب 1/ 473 رقم 877، تقريب التهذيب 1/ 105 رقم 107، الإصابة 1/ 182 رقم 824. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 32 وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبُو حَازِمٍ الْمَدِينِيُّ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 19- بَكْرُ بْنُ عبد الله [1] ع ابْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، أَحَدُ الأَعْلامِ. عَنْ: الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَابْنِ عبّاس، وابن عمر، وأنس، وَابْنِ رَافِعٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَحَبِيبٌ الْعَجَمِيُّ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، وَغَالِبٌ الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً فَقِيهًا. قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: الْحَسَنُ شَيْخُ الْبَصْرَةِ، وَبَكْرٌ الْمُزَنِيُّ فَتَاهَا [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ الْمُزَنِيُّ: حَدَّثَتْنِي أُخْتِي أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَانَا يَقُولُ: عَزَمْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لا أَسْمَعَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ الْقَدَرَ إلّا قمت فصلّيت ركعتين [4] .   [1] الطبقات الكبرى 7/ 209- 211، التاريخ لابن معين 2/ 62 رقم 4570، تاريخ خليفة 339، الطبقات لخليفة 207، التاريخ الكبير 2/ 90- 91 رقم 1795، تاريخ الثقات 84 رقم 162، المعارف 457، الجرح والتعديل 2/ 388 رقم 1507، المراسيل 18/ رقم 27، مشاهير علماء الأمصار 90 رقم 655، الثقات لابن حبّان 4/ 74، أسماء التابعين للدارقطنيّ 1/ 431 رقم 133، حلية الأولياء 2/ 224- 232 رقم 181، التاريخ الصغير 120، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 57، تهذيب الكمال 4/ 216- 218 رقم 747، تحفة الأشراف 13/ 150 رقم 1009، الكاشف 1/ 108 رقم 635، سير أعلام النبلاء 4/ 532- 536 رقم 215، العبر 1/ 133، البداية والنهاية 9/ 256، الوافي بالوفيات 10/ 207 رقم 4693، جامع التحصيل لابن كيكلدي 179 رقم 65، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 53، تهذيب التهذيب 1/ 484 رقم 889، تقريب التهذيب 1/ 106 رقم 117، خلاصة تذهيب التهذيب 51، شذرات الذهب 1/ 135. [2] الطبقات الكبرى 7/ 209. [3] الطبقات 7/ 209. [4] الطبقات 7، 209، حلية الأولياء 2/ 225. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 33 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ أَيْضًا: سَمِعْتُ فُلانًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَةَ فَرَقَّ فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي فِيهِمْ لَقُلْتُ: قَدْ غُفِرَ لَهُمْ [1] . أَبُو هِلالٍ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ بَكْرٍ أَنَّهُ لَمَّا ذُهِبَ بِهِ لِلْقَضَاءِ قَالَ: إِنِّي سَأُخْبِرُكَ عَنِّي أَنِّي لا عِلْمَ لِي وَاللَّهِ بِالْقَضَاءِ، فَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي، وَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَ كَاذِبًا [2] . حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَعِيشَ عَيْشَ الأَغْنِيَاءِ وَأَمُوتَ مَوْتَ الْفُقَرَاءِ، فَكَانَ لِذَلِكَ يَلْبَسُ كِسْوَتَهُ ثُمَّ يَجِيءُ إِلَى الْمَسَاكِينَ فَيَجْلِسُ مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ وَيَقُولُ: إِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِذَلِكَ [3] . مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ قِيمَةُ كِسْوَتِهِ أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَكَانَتْ أُمُّهُ ذَاتَ مَيْسَرَةٍ، وكَانَ لَهَا زَوْجٌ كَثِيرُ الْمَالِ [4] . عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو التَّقِيُّ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ: اشْتَرَى بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ طَيْلَسَانًا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَأَرَادَ الْخَيَّاطُ أَنْ يَقْطَعَهُ، فَذَهَبَ لِيَذُرَّ [5] عَلَيْهِ تُرَابًا، فَقَالَ لَهُ بَكْرٌ: كَمَا أَنْتَ، فَأَمَرَ بِكَافُورٍ فَسُحِقَ، ثُمَّ ذَرَّهُ [6] عَلَيْهِ [7] . عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ: ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ: سَمِعْتُ بَكْرًا الْمُزَنِيَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: أَصْبَحْتُ لا أَمْلِكُ مَا أَرْجُو وَلا أَدْفَعُ عَنْ نَفْسِي مَا أَكْرَهُ، أَمْرِي بِيَدِ غيري، ولا فقير أفقر مني [8] .   [1] الطبقات 7/ 209. [2] الطبقات 7/ 210. [3] الطبقات 7/ 210، حلية الأولياء 2/ 227. [4] الطبقات 7/ 210 وفيه زيادة: «وكان يكره أن يردّ عليها شيئا» . [5] في الأصل «ليدر» . [6] في الأصل «دره» . [7] الطبقات 7/ 210. [8] الطبقات 7/ 210- 211 وأضاف: «يا ابن آدم أرجو رجاء لا يؤمنك مكر الله وأشفق شفقة لا تؤيسك من رحمة الله» . 9 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 34 أَبُو الأَشْهَبِ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: اللَّهمّ ارْزُقْنَا رِزْقًا يَزِيدُ لَكَ شُكْرًا، وَإِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْرًا، وبك عَمَّنْ سِوَاكَ غِنًى [1] مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَضَرَ الْحَسَنُ جَنَازَةَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى حِمَارٍ، فَرَأَى النَّاسَ يَزْدَحِمُونَ فَقَالَ: مَا يُؤْزِرُونَ أَكْثَرُ مِمَّا يُؤْجَرُونَ، كَانَ الْقَوْمُ يَنْظُرُونَ، فَإِنْ قَدِرُوا عَلَى عَمَلِ الْجَنَازَةِ أَعْقَبُوا إِخْوَانَهُمْ [2] . قَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: تُوُفِّيَ بَكْرٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَأَظُنُّهُ أَصَحُّ [3] . 20- (بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ) [4] أَبُو حَمْزَةَ الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ. وَعَنْهُ: يونس بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَنُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الكوفي، وغيرهم. وثّقه يحيى بن معين [5] .   [1] الطبقات الكبرى 7/ 211، حلية الأولياء 2/ 225. [2] الطبقات 7/ 211. [3] وقال ابن سعد: «وهو أثبت عندنا» (7/ 211) . [4] الطبقات الكبرى 6/ 310، التاريخ الكبير 2/ 94 رقم 1809، تاريخ الثقات للعجلي 85 رقم 164، المعرفة والتاريخ 2/ 566- 570، الجرح والتعديل 2/ 392 رقم 1527، الثقات لابن حبّان 6/ 102، تهذيب الكمال 4/ 226- 227 رقم 754، الكاشف 1/ 108 رقم 641، تهذيب التهذيب 1/ 486- 487 رقم 897، تقريب التهذيب 1/ 106 رقم 125. [5] لم يذكره في تاريخه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 35 [حرف التَّاءِ] 21- (تُبَيْعُ بْنُ عَامِرٍ الْحِمْيَرِيّ) [1] ن- ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبٍ الأَحْبَارِ. نَزَلَ الشَّامَ. يُقَالُ إِنَّهُ أَسْلَمَ زَمَنَ الصِّدِّيقِ. رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَكَعْبٍ. وعنه: مجاهد، وعطاء، وأبو قبيل المصري، وحكيم بن عمير الحمصي، وحيان أبو النضر، وغيرهم. وكان يقال له تبيع صَاحِبُ الْمَلاحِمِ، قَرَأَ الْكُتُبَ وَنَظَرَ فِي سِيَرِ الأَوَّلِينَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ. يُكْنَى أَبَا غُطَيْفٍ، قَالَهُ ابْنُ يُونُسَ وَإِنَّهُ كَلَاعِيٌّ مِنْ أُلْهَانَ [2] . وكنّاه البخاريّ أبا عبيد.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 452، الطبقات لخليفة 308 (وفيه: تبيع أو عتبة بن زيد السلمي ابن امرأة كعب) ، التاريخ الكبير 2/ 159 رقم 2051، المعرفة والتاريخ 3/ 323- 324، الجرح والتعديل 2/ 447 رقم 1796، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 323- 324، تهذيب الكمال 4/ 312- 318 رقم 796، الكاشف 1/ 113 رقم 675، الإصابة 1/ 187 رقم 860، تهذيب التهذيب 1/ 508- 509 رقم 945، تقريب التهذيب 1/ 112 رقم 3، سير أعلام النبلاء 4/ 413- 414 رقم 162، خلاصة تذهيب الكمال 55، تاريخ دمشق (تحقيق دهمان 10/ 431- 432) . [2] ألهان: هو ابن مالك أخو همدان بن مالك. بفتح الألف وسكون اللام. (اللباب 1/ 83) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 وكنّاه صَاحِبُ تَارِيخِ حِمْصٍ: أَبَا عُبَيْدَةَ، مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ. 22- (تَمِيمُ بْنُ نُذَيْرٍ) [1] أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. وَعَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وإسحاق بن سويد. وثّقه ابن معين [2] .   [1] التاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2018، المعرفة والتاريخ 3/ 69 و 200، الكنى والأسماء 2/ 88، الجرح والتعديل 2/ 441 رقم 1759، المراسيل 20 رقم 30، الوافي بالوفيات 10/ 409 رقم 4914، الإصابة 1/ 188 رقم 863 (وفيه: تميم بن بدير العدوي) . [2] لم يذكره في تاريخه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 37 [حرف الثاء] 23- (ثمامة [1] بن حزن) [2] م ت س [3]- القشيري البصري. مُخَضْرَمٌ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ وَلَهُ خَمْسٌ وَثَلاثُونَ سنة. وثّقه ابن مَعِينٍ. وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَائِشَةَ، وَغَلَطَ مَنْ قَالَ لَهُ صُحْبَةٌ. رَوَى عَنْهُ: الْجُرَيْرِيُّ، وَالأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الفضل الحرّاني. وثّقه ابن مَعِينٍ، وَحَدِيثُهُ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ فِي «صَحِيحِ مسلم» .   [1] الطبقات لخليفة 197، التاريخ الكبير 2/ 176- 177 رقم 2114، الجرح والتعديل 2/ 465 رقم 1891، مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 675، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 379- 380، تهذيب الكمال 4/ 401- 403 رقم 851، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، أسد الغابة 1/ 248، الكاشف 1/ 118 رقم 720، تهذيب التهذيب 2/ 27 رقم 45، تقريب التهذيب 1/ 119 رقم 43. [2] في طبعة القدسي 4/ 95 «حزين» وهو غلط. وقد قيّده ابن حجر: بفتح المهملة وسكون الزاي ثم نون. (التقريب 1/ 119) . [3] في طبعة القدسي 4/ 95 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر ترجمته. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 38 [حرف الْجِيمِ] 24- (جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ) [1] أَبُو الشَّعْثَاءِ، فَقِيهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَدْ مَرَّ. وَقَالَ ابْنُ سعد [2] : توفّي سنة ثلاث ومائة.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 179- 182، الطبقات لخليفة 210، تاريخ خليفة 306، التاريخ الكبير 2/ 204 رقم 2202، التاريخ لابن معين 2/ 73، تاريخ الثقات للعجلي 93 رقم 194، المعارف 453، المعرفة والتاريخ 2/ 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 511، الكنى والأسماء 2/ 5، الجرح والتعديل 2/ 494- 495 رقم 2032، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 1/ 437 رقم 174، حلية الأولياء 3/ 85- 91 رقم 213، طبقات الفقهاء للشيرازي 88، أخبار القضاة 1/ 22- 23، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 141- 142 رقم 98، وج 2/ 244 رقم 365، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 73، الكامل في التاريخ 4/ 578، تحفة الأشراف 13/ 154 رقم 1017 وص 435 رقم 1017، تهذيب الكمال 4/ 434- 436 رقم 866، العلل لأحمد 1/ 48 و 82 و 163 و 231 و 242 و 283 و 321 و 352 و 353 و 387، التاريخ الصغير 80، الأنساب واللباب (مادة الجوفي) ، الكاشف 1/ 121 رقم 735، العبر 1/ 108، سير أعلام النبلاء 4/ 481- 483 رقم 184، تذكرة الحفاظ 1/ 72- 73 رقم 67، البداية والنهاية 9/ 93، غاية النهاية رقم 868، تهذيب التهذيب 2/ 38- 39 رقم 61، تقريب التهذيب 1/ 122 رقم 3، النجوم الزاهرة 1/ 252، طبقات الحفاظ للسيوطي 28، خلاصة تذهيب التهذيب 59، شذرات الذهب 1/ 101، مروج الذهب 3/ 214. [2] الطبقات الكبرى 7/ 182 وقال: «مجمع عليه» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 39 25- جَرِيرُ بْنُ الْخَطَفَى [1] وَهُوَ جَرِيرُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرِ بْنِ سَلَمَةَ، أَبُو حَزْرَةَ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ. مَدَحَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الأُمَوِيِّينَ، وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهَى وَإِلَى الْفَرَزْدَقِ فِي حُسْنِ النَّظْمِ. فَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرًا وَمَا يَضُمُّ شَفَتَيْهِ مِنَ التَّسْبِيحِ، فَقُلْتُ: مَا يَنْفَعُكَ هَذَا وَأَنْتَ تَقْذِفُ الْمُحْصَنَاتِ! فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّه وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ 11: 114 [2] وعد من الله حقّ. وعن بشّار قَالَ: كَانَ جَرِيرٌ يُحْسِنُ ضُرُوبًا مِنَ الشِّعْرِ لا يُحْسِنُهَا الْفَرَزْدَقُ. رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ عَنْ يُونُسَ قَالَ: كَانَ الْفَرَزْدَقُ يَتَضَوَّرُ   [1] طبقات ابن سلام 1/ 75 تحقيق الأستاذ محمود شاكر، المحبّر لابن حبيب 146 و 340، الشعر والشعراء 1/ 374- 380 رقم 85، عيون الأخبار (راجع فهرس أسماء الشعراء 4/ 172) ، الأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 209 و 360 و 537، الكامل في الأدب للمبرّد (راجع الفهرس) ، الزاهر للأنباري (راجع فهرس الأعلام 2/ 635) ، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 90 و 122، ثمار القلوب للثعالبي (راجع فهرس الأعلام) ، العقد الفريد لابن عبد ربه (راجع فهرس الأعلام 7/ 103) ، الأغاني 8/ 1- 89، تاريخ الرسل والملوك للطبري (راجع فهرس الأعلام 10/ 207) ، الكامل في التاريخ 5/ 155، الفرج بعد الشدّة للتنوخي 5/ 8، أمالي المرتضى (راجع فهرس الأعلام 2/ 569) ، لباب الآداب لأسامة بن منقذ 37، سمط اللآلئ 292، بدائع البدائه لابن ظافر 18- 25 وانظر فهرس الأعلام ص 419، شرح المقامات الحريرية 2/ 349، وفيات الأعيان 1/ 321- 327 رقم 130، سير أعلام النبلاء 4/ 590- 591 رقم 227، مرآة الجنان 1/ 234- 238، البداية والنهاية 9/ 260- 265، الوافي بالوفيات 11/ 79- 81 رقم 132، النجوم الزاهرة 1/ 211، شرح شواهد المغني 1/ 45 و 2/ 762، معاهد التنصيص 2/ 262- 269، شذرات الذهب 1/ 140، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 75، بروكلمان 1/ 215، الأعلام 2/ 11، الجليس الصالح 2/ 90- 92. [2] سورة هود، الآية 115. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 40 وَيَجْزَعُ إِذَا أَنْشَدَ لِجَرِيرٍ، وَكَانَ جَرِيرٌ أَصْبَرَهُمَا. قَالَ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ: أَجْمَعَ أَهْلُ الشَّامِ عَلَى جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ وَالأَخْطَلِ، وَالأَخْطَلُ دُونَهُمَا، وَمِمَّنْ فَضَّلَ جَرِيرًا عَلَى الْفَرَزْدَقِ: ابْنُ هَرِمَةَ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ هِلالٍ. قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: قَالَ الْفَرَزْدَقُ لامْرَأَتِهِ النَّوَّارِ: أَنَا أَشْعَرُ أَمِ ابْنُ الْمَرَاغَةِ [1] ؟ قَالَتْ: غَلَبَكَ عَلَى حُلْوِهِ وَشَرِكَكَ فِي مُرِّهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ: ذَاكَرْتُ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ فَقَالَ: ذَهَبَ الْفَرَزْدَقُ بِالْفَخَارِ وَإِنَّمَا ... حُلْوُ الْقرِيضِ وَمُرُّهُ لِجَرِيرٍ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنِ أَبِيهِ، أَنَّ أَعْرَابيًّا مَدَحَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فَأَحْسَنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: تَعْرِفُ أَهْجَى بَيْتٍ فِي الإِسْلامِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْلُ جَرِيرٍ: فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلا كِلَابَا [2] قَالَ: أَصَبْتَ، فَهَلْ تَعْرِفُ أَرَقَّ بَيْتٍ قِيلَ فِي الإِسْلامِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْلُ جَرِيرٍ: إِنَّ الْعُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا مَرَضٌ [3] ... قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلانَا يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّى لا حَرَاكَ بِهِ ... وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللَّهِ أَرْكَانَا قَالَ: أَحْسَنْتَ، فَهَلْ تَعِرفُ جَرِيرًا؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ وَإِنِّي إِلَى رُؤْيَتِهِ لَمُشْتَاقٌ، قَالَ: فَهَذَا جَرِيرٌ، وَهَذَا الأَخْطَلُ، وَهَذَا الْفَرَزْدَقُ، فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يقول:   [1] المراغة: بفتح الميم وبعدها راء وبعد الألف غين معجمة وهاء. وهو لقب لأم جرير هجاه به الأخطل. (وفيات الأعيان 1/ 325) . [2] انظر مناسبة البيت في الأغاني 8/ 20 و 30- 32. [3] المشهور «حور» بدل «مرض» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 41 فَحَيَّا الإِلَهُ أَبَا حَزْرَةٍ ... وَأَرْغَمَ أَنْفَكَ يَا أخْطَلُ فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقَ يَقُولُ: بَلْ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفًا أَنْتَ حَامِلُهُ ... يَا ذَا الْخَنَا وَمَقَالِ الزُّورِ والْخَطَلِ مَا أَنْتَ بِالْحَكَمِ لِتَرْضَى حُكُومَتَهُ ... وَلا الأَصِيلُ وَلا ذِي الرَّأْيِ وَالْجَدَلِ فَغَضِبَ جَرِيرٌ وَقَالَ أَبْيَاتًا، ثُمَّ وَثَبَ فَقَبَّلَ رَأْسَ الأَعْرَابِيِّ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَائِزَتِي لَهُ- وَكَانَتْ كُلَّ سَنَةٍ خَمْسَةُ عَشْرَ أَلْفًا- فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلَهُ مِثْلُهَا مِنِّي. قَالَ نَفْطَوَيْهِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَنِيُّ أَنَّ جَارِيَةً قَالَتْ لِلْحَجَّاجِ: يَدْخُلُ عَلَيْكَ جَرِيرٌ فَيُشَبِّبُ بِالْحُرُمِ، قَالَ: مَا عَلِمْتُهُ إِلا عَفِيفًا، قَالَتْ: فَأَخْلِنِي وَإِيَّاهُ، فأخلاهما، فقالت: يا جرير، فنكس رأسه، وقال: ها أنا ذا، قالت: باللَّه أنشدني قولك: أو انس أَمَّا مَنْ أَرَدْنَ عَنَاءَهُ [2] ... فَعَانٍ وَمَنْ أَطْلَقْنَ فَهُوَ طَلِيقُ دَعَوْنَ الْهَوَى ثُمَّ ارْتَمَيْنَ قُلُوبَنَا ... بِأَسْهُمِ أَعْدَاءٍ وَهُنَّ صَدِيقُ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ هَذَا وَلَكِنِّي الْقَائِلُ: وَمَنْ يَأْمَنُ الْحَجَّاجَ أَمَّا نَكَالُهُ ... فَصَعْبٌ وَأَمَّا عَهْدُهُ [3] فَوَثِيقُ يُسِرُّ لَكَ الْبَغْضَاءَ كُلُّ مُنافِقٍ ... كَمَا كُلُّ ذِي دِينٍ عليك شفيق [4] ولجرير:   [1] في: الجليس الصالح 2/ 90 «عبيد» . [2] في: الجليس الصالح 2/ 90 «عفاء» بالفاء. [3] في: الجليس الصالح 2/ 90 «عقده» . [4] البيتان في ديوان جرير- ص 315، وكرّرهما الجريريّ في: الجليس الصالح بألفاظ مختلفة (2/ 92) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 42 يَا أُمَّ نَاجِيَةَ السَّلامُ عَلَيْكُمُ ... قَبْلَ الرَّحِيلِ وَقَبْلَ يَوْمِ الْمَعْدَلِ لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ عَهْدِكُمْ ... يَوْمَ الرَّحِيلِ فَعَلْتُ مَا لَمْ أَفْعَلِ تُوُفِّيَ جَرِيرٌ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ بَعْدَ الْفَرَزْدَقِ بِشَهْرٍ. 26- (جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ) [1] م د ن ق- أبو عون المخزومي الكوفي. عَنْ: أَبِيهِ وَعَنْ جَدِّهِ لِأُمِّهِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ. وَعَنْهُ: مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَمَعْنٌ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَسْعُودِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ جَدُّ الْمُحَدِّثِ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ الْعُمَرِيِّ. 27- (جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ) [2] 4- أَبُو الأَسْوَدِ التَّيْمِيُّ تَيْمُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، كُوفِيٌّ جَلِيلٌ. عَنْ: عَائِشَةَ: وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَكَثِيرٌ النَّوَّاءُ، وَحَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو الْجَحَّافِ دَاودُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، وَالصَّلْتُ بْنُ بِهْرَامَ، وَآخَرُونَ. [قَالَ] أَبُو حَاتِمٍ [3] : كُوفِيٌّ مِنْ عُتَقِ الشِّيعَةِ مَحَلُّهُ الصَدْقُ.   [1] التاريخ الكبير 2/ 193 رقم 2166، الجرح والتعديل 2/ 4584 رقم 1975، تهذيب الكمال 1/ 198 (المصوّرة) الكاشف 1/ 130 رقم 804، تهذيب التهذيب 2/ 101 رقم 151، تقريب التهذيب 1/ 131 رقم 88، خلاصة تذهيب التهذيب 63. [2] التاريخ الكبير 2/ 242 رقم 2328، الجرح والتعديل 2/ 532 رقم 2208، الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 588، المجروحين لابن حبّان 1/ 218، تهذيب الكمال 1/ 204، الكاشف 1/ 131 رقم 819، المغني في الضعفاء 1/ 136 رقم 1178، ميزان الاعتدال 1/ 421- 422 رقم 1552، الكشف الحثيث 128 رقم 201، تهذيب التهذيب 2/ 111- 112 رقم 177 تقريب التهذيب 1/ 133 رقم 111، خلاصة تذهيب التهذيب 64، أعيان الشيعة 4/ 220. [3] الجرح والتعديل 2/ 532. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 43 وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: هُوَ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ، كَانَ يَقُولُ الْكَرَاكِيُّ تَفْرِخُ فِي السَّمَاءِ وَلا تَقَعُ فِرَاخُهَا [2] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : رَافِضِيٌّ يَضَعُ الْحَدِيثَ.   [1] الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 588. [2] المجروحين لابن حبّان 1/ 218. [3] المجروحين 1/ 218. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 44 [حرف الْحَاءِ] 28- (الْحَارِثُ بْنُ مِخْمَرٍ) [1] أَبُو حَبِيبٍ الظَّهْرَانِيُّ الْحِمْصِيُّ، وُلِّيَ قَضَاءُ حِمْصَ وَقَضَاءُ دِمَشْقَ زَمَنَ الْوَلِيدِ. وَرِوَايَتُهُ عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ مُنْقَطِعَةٌ، وَسَمِعَ مِنَ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ. وَعَنْهُ: الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِخْمَرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قال: الإيمان ينقص ويزداد.   [1] التاريخ الكبير 2/ 281 رقم 2466، الجرح والتعديل 3/ 89- 90 رقم 415، الإكمال 7/ 227، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 460. وفي ضبط اسم أبيه مخمر أقوال: قال ابن ماكولا: أما مخمر بكسر الميم الأولى وسكون الخاء المعجمة وفتح الميم الثانية. وابن يونس يقول: مخمر بضم الميم الأولى وكسر الميم الثانية. وقال العسكري: وأما مخمر فقد رأيت من أصحاب الحديث الحفاظ من يقول بكسر الميم، وفيهم من يقوله بفتح الميم الأولى وكسر الثانية والخاء ساكنة. (انظر: الإكمال وتهذيب تاريخ دمشق) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 460. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 45 29- (حِبَّانُ [1] بْنُ رُفَيْدَةَ الْكُوفِيُّ) [2] عَنِ الْحَسَنِ، وَمَسْرُوقٍ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، ابْنُهُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى الْجَابِرُ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] ثِقَةٌ. 30- (حِبَّانُ بْنُ جَزِيءٍ [4] السَّلَمِيُّ) [5] ت ق- عَنْ أَخِيهِ خُزَيْمَةَ وَأَبِيهِ- وَلَهُمَا صُحْبَةٌ- وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي طَلِيقٍ، وَآخَرُونَ. لَهُ حديث عِنْدَ الترمذي، وابن ماجه. 31- (حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ) [6] م 4- كَاتِبُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَمَوْلاهُ. رَوَى عَنْ: أَبِي هريرة، والنّعمان بن بشير.   [1] في طبعة القدسي 4/ 98 «حيان» وهو غلط. والتصويب من مصادر ترجمته. [2] التاريخ الكبير 3/ 132- 133 رقم 448، تاريخ الثقات للعجلي 104 رقم 240، الثقات لابن حبان 4/ 193، المشتبه في الرجال 1/ 208، ميزان الاعتدال 1/ 448 رقم 1678، لسان الميزان 2/ 165 رقم 735. [3] لم يذكره في تاريخه. [4] في طبعة القدسي 4/ 98 «جزء» ، والصواب جزيء بفتح فكسر فياء ساكنة فهمزة، وقد تسهّل الهمزة فتصير الياء مشدّدة مثل بريء وبريء. (انظر التعليق في التاريخ الكبير) . [5] التاريخ الكبير 3/ 89- 90 رقم 311، الجرح والتعديل 3/ 268 رقم 1198، تهذيب الكمال 1/ 224، الكاشف 1/ 143 رقم 904 وفيه «جزء» المشتبه 1/ 153، تهذيب التهذيب 2/ 171 رقم 310، تقريب التهذيب 1/ 147 رقم 94، خلاصة تذهيب التهذيب 70. [6] التاريخ لابن معين 2/ 98، التاريخ الكبير 2/ 318 رقم 2606، المعرفة والتاريخ 3/ 10، الجرح والتعديل 3/ 102 رقم 471، تهذيب الكمال 1/ 227، ميزان الاعتدال 1/ 455 رقم 1705، الكاشف 1/ 145 رقم 918، تهذيب التهذيب 2/ 184 رقم 332، تقريب التهذيب 1/ 149 رقم 115، خلاصة تذهيب التهذيب 71، الوافي بالوفيات 11/ 291 رقم 433. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 46 وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ عَرْفَطَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ، وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ ثِقَةٌ. 32- (حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ) [1] أَبُو مَرْزُوقٍ التُّجِيبِيُّ، شَيْخٌ مِصْرِيٌّ وَلَيْسَ بِالْبَصْريِّ. وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] ، وَهُوَ مَشْهُورٌ بِالْكُنِّيَةِ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِطَرَابُلُسَ الْمَغْرِبِ، وَكَانَ فَقِيهًا. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ. 33- (حَبِيبُ بْنُ يَسَارٍ) [3] ت ن- الكندي الكوفي. عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِنْدِيُّ، وَأَبُو الْجَارُودِ زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَيُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [4] وغيره، وحديثه قليل.   [1] التاريخ الكبير 9/ 72 رقم 676، تاريخ الثقات للعجلي 510 رقم 2036، الكنى والأسماء 1/ 111، الجرح والتعديل 9/ 442 رقم 2232، تهذيب الكمال 3/ 1646، ميزان الاعتدال 3/ 572 رقم 10592، الكاشف 3/ 332 رقم 373، تهذيب التهذيب 12/ 228- 229 رقم 1040، تقريب التهذيب 2/ 270- 271 رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 459. [2] تاريخ الثقات 510. [3] التاريخ الكبير 2/ 327 رقم 2641، المعرفة والتاريخ 3/ 233، الجرح والتعديل 3/ 110- 111 رقم 508، تهذيب الكمال 1/ 230- 231، الكاشف 1/ 146 رقم 930، تهذيب التهذيب 2/ 192 رقم 354، تقريب التهذيب 1/ 151 رقم 135. [4] لم يذكره في تاريخه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 47 34- الحسن البصريّ [1] ع ابن أبي الحسن يسار، أبو سعيد مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَيُقَالُ: مَوْلَى جَمِيلِ بْنِ قُطْبَةَ، إِمَامُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ بَلْ إِمَامُ أَهْلِ الْعَصْرِ، وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَكَانَتْ أُمُّهُ خَيِّرَةُ مَوْلاةً لأُمِّ سَلَمَةَ، فَكَانَتْ تَذْهَبُ لأُمِّ سَلَمَةَ فِي الْحَاجَةِ وَتُشَاغِلُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بَثْدَيِهَا، فَرُبَّمَا دَرَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَشَأَ بِوَادِي الْقُرَى [2] .   [1] الطبقات الكبرى 7/ 156- 178، الطبقات لخليفة 210، تاريخ خليفة 149 و 205 و 287 و 324 و 340، الزهد لأحمد 258، الزهد لابن المبارك (راجع فهرس الأعلام- ط) التاريخ الكبير 2/ 289- 290 رقم 1503، التاريخ لابن معين 2/ 108- 113، المحبّر 235 و 378، تاريخ الثقات 113 رقم 275، المعارف 440، المعرفة والتاريخ 2/ 32 و 338، أخبار القضاة لوكيع 2/ 3- 15، ذيل المذيل للطبري 636، تاريخ أبي زرعة 1/ 151، الكنى والأسماء 1/ 187- 189، كتاب المراسيل 31- 46 رقم 54، الجرح والتعديل 3/ 40- 42 رقم 177، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 1/ 440 رقم 188، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 515 (فهرس الأعلام) ، الأخبار الموفقيات لابن بكار 104 و 106 و 192 و 311 و 479 و 574، البرصان والعرجان 40، الكامل في الأدب للمبرّد 1/ 59 و 338، ثمار القلوب 32 و 35 و 90 و 186 و 506، 507، البيان والتبيين 3/ 114 و 118- 125 و 128- 130 و 134 و 141 و 142، مروج الذهب 3/ 214، تاريخ الرسل والملوك (راجع فهرس الأعلام 10/ 221) ، الكامل في التاريخ 5/ 44، أمالي المرتضى 1/ 157- 162 و 165- 167، ذكر أخبار أصبهان 1/ 254، حلية الأولياء 2/ 131- 161 رقم 169، فهرست ابن النديم 202، طبقات الفقهاء 87، الحسن البصري لابن الجوزي، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 161- 162 رقم 122، وفيات الأعيان 2/ 69- 73 رقم 156، صفة الصفوة 3/ 233- 237 رقم 500، تهذيب الكمال 1/ 255- 259، تحفة الأشراف 13/ 161- 176 رقم 1033، خلاصة الذهب المسبوك 35، سير أعلام النبلاء 4/ 563- 588 رقم 223، تذكرة الحفاظ 1/ 71- 72 رقم 66، الكاشف 1/ 160 رقم 1029، ميزان الاعتدال 1/ 527 رقم 1968، دول الإسلام 1/ 77، البداية والنهاية 9/ 266- 267 و 269- 274، مرآة الجنان 1/ 229- 232، الوافي بالوفيات 12/ 306- 308 رقم 278، غاية النهاية 1/ 235 رقم 1074، الوفيات لابن قنفذ 109 رقم 110، جامع التحصيل 194- 199 رقم 135، تهذيب التهذيب 2/ 263- 270 رقم 488، تقريب التهذيب 1/ 165 رقم 263، النجوم الزاهرة 1/ 267، طبقات الحفاظ 28، خلاصة تذهيب التهذيب 77، طبقات المفسّرين 1/ 147 رقم 144، شذرات الذهب 1/ 136- 138، تاريخ الخميس 2/ 356، روضات الجنات 207. [2] المعارف 440. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 48 وَقَدْ سَمِعَ عَنْ عُثْمَانَ وَهُوَ يَخْطُبُ، وَشَهَد يَوْمَ الدَّارِ، وَرَأَى طَلْحَةَ وَعَلِيًّا. وَرَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَأَبِي بَكْرَةَ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَعَمْرِو بْنِ ثَعْلَبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَالأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ كَالأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، وَحِطَّانَ الرَّقَاشِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَصَارَ كَاتِبًا فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ لِلرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ مُتَوَلِّي خُرَاسَانَ. رَوَى عَنْهُ: أَيُّوبُ، وَثَابِتٌ، وَيُونُسُ بْنُ عَوْنٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، وَالرَّبِيعُ [1] بْنُ صَبِيحٍ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ جَابِرٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَشَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَحَزْمٌ الْقُطَعِيُّ [2] ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَشُمَيْطُ [3] بْنُ عَجْلانَ، وَأُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْكِبَارِ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَلا مِنْ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبٍ وَلا مِنَ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وَلا مِنْ عِمْرَانَ وَلا مِنْ أَبِي بَكْرَةَ. قُلْتُ: وَكَانَ يُدَلِّسُ وَيُرْسِلُ وَيُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي. وَمَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ وَمَحَاسِنُهُ غَزِيرَةٌ، كَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ، إِمَامًا مجتهدا كثير الاطّلاع، رأسا في   [1] مصحّف في الأصل والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 245. [2] القطعي: بضم القاف وفتح الطاء وبعدها عين مهملة. نسبة إلى قطيعة، وهو بطن من زبيد، وزبيد من مذحج. (اللباب 3/ 45- 46) . [3] في نسخة القدسي 4/ 99 «سميط» بالسين المهملة، وقد مرّ تصويب الاسم وضبطه في ترجمة «أسلم العجليّ» في وفيات هذه الطبقة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 49 الْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِهِ، رَأْسًا فِي الْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ، رَأْسًا فِي الْحِلْمِ وَالْعِبَادَةِ، رَأْسًا فِي الزُّهْدِ وَالصِّدْقِ، رَأْسًا فِي الْفَصَاحَةِ وَالْبَلاغَةِ، رَأْسًا فِي الأَيْدِ وَالشَّجَاعَةِ. رَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ زَنْدًا أَعْرَضَ مِنْ زَنْدِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، كَانَ عَرْضُهُ شِبْرًا [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: أَصْلُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مِنْ مَيْسَانَ [2] . وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ، يَعْنِي الْحَسَنَ [3] . وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ: الْزَمُوا هَذَا الشَّيْخَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُ، يَعْنِي الْحَسَنَ [4] . وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَلُوا الْحَسَنَ فَإِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِينَا. وَقَالَ [5] مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: لَمَّا ظَهَرَ الْحَسَنُ جَاءَ كَأَنَّمَا كَانَ فِي الآخِرَةِ، فَهُوَ يُخْبِرُ عَمَّا عَايَنَ [6] . وَرَوَى ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: مَا أُشَبِّهُ الْحَسَنَ إِلا بِنَبِيٍّ أَقَامَ فِي قَوْمِهِ سِتِّينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى. وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الفضيل أبي محمد: سمعت الحسن   [1] المعارف 441. [2] ميسان: بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان. (معجم البلدان 5/ 242) . [3] الطبقات الكبرى 7/ 162، أخبار القضاة 2/ 7. [4] الطبقات الكبرى 7/ 161، وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 47- 48. أخبار القضاة 25/ 13. [5] في طبعة القدسي 4/ 99 «وكان» والتصويب من: المعرفة والتاريخ 2/ 48. وسير أعلام النبلاء 4/ 573. [6] التذكرة الحمدونية 1/ 160 رقم 354. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 50 يَقُولُ: أَنَا يَوْمَ الدَّارِ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةٍ جَمَعْتُ الْقُرْآنَ، فَأَنْظُرُ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ قِصَّةً. وَقَالَ غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَفْقَهِ مَنْ رَأَيْنَا فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحَسَنِ. مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِي كَانَ أَسْوَدَ مِنَ الْحَسَنِ. قَالَ الْحَسَنُ: احتملت سَنَةَ صِفِّينَ [1] . وَعَنْ أَمَةَ الْحَكَمِ قَالَتْ: كَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ إِلَى حَطَّانَ الرِّقَاشِيِّ، فَمَا رَأَيْتُ شَابًا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُ. غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَعَلَيْهِ عُمَامَةً سَوْدَاءَ [2] . وَقَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ طَيْلَسَانًا كَأَنَّمَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ. وَخَمِيصَةً كَأَنَّهَا خَزٌّ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [4] : ذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبَوَايَ لِرَجُلٍ مِنَ التُّجَّارِ، فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَاقَهُمَا إِلَى الْمَرْأَةِ مِنْ مَهْرِهَا فَأَعْتَقَتْهُمَا، وَيُقَالُ بَلْ كَانَتْ أُمُّهُ مَوْلاةً لأُمِّ سلمة، فولد الْحَسَنِ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ، قَالَ: فَيَذْكُرُونَ أَنَّ أُمَّهُ رُبَّمَا غَابَتْ فَيَبْكِي، فَتُعْطِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ ثَدْيَهَا تُعلِّلُهُ بِهِ إِلَى أَنْ تَجِيءَ أُمُّهُ، فَدَرَّ عَلَيْهِ ثَدْيُهَا فَشَرِبَهُ، فَيَرَوْنَ أَنَّ تِلْكَ الْحِكْمَةَ وَالْفَصَاحَةَ مِنْ بَرَكَةِ ذَلِكَ. أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُكَيْرٍ، ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً قَائِمًا وَقَاعِدًا [5] . مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ   [1] في الطبقات لابن سعد 7/ 157 «بعد صفّين عاما» . [2] انظر الطبقات 7/ 160. [3] قارن بالطبقات 7/ 160. [4] الطبقات الكبرى 7/ 156- 157. [5] الطبقات الكبرى 7/ 157. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 51 أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، قَالَ الْحَسَنُ: فَلا أَدَعُهُ أَبَدًا [1] . مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثَنَا هِلالٌ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَانَ مُوسَى لا يَغْتَسِلُ إِلا مُسْتَتِرًا، فَقِيلَ لَهُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [2] . مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: ثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا: الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، وَالْوِتْرُ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامُ ثَلاثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ [3] . وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ مِثْلَهُ حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بن زيد [4] . حمّاد بن سلمة، عن حميد قال: كان علم الحسن في صحيفة مثل هذه، وعقد عفّان [5] بالإبهامين والسّبّابتين. حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ عَلَى الْقَضَاءِ [6] . عُمَرُ بْنُ [أَبِي] [7] زَائِدَةَ قَالَ: جِئْتُ بِكِتَابٍ مِنْ قَاضِي الْكُوفَةِ إِلَى إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَجِئْتُ وَقَدْ عُزِلَ وَاسْتُقْضِيَ الْحَسَنُ [8] . قَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصفِّرُ لِحْيَتَهُ [9] . وَقَالَ جُرْثُومَةُ مَوْلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ في كلّ جمعة.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 158. [2] الطبقات الكبرى 7/ 158. [3] رواه ابن سعد في طبقاته 7/ 158 ورجاله ثقات، وأخرجه أحمد في مسندة 2/ 254 من طريق: أسود بن عامر، عن جرير بن حازم قال: سمعت الحسن قال: قال أبو هريرة. [4] الطبقات الكرى 7/ 158. [5] هو عفان بن مسلم. ذكره ابن سعد 7/ 159. [6] الطبقات الكبرى 7/ 159. [7] في طبعة القدسي 4/ 100 «عمر بن زائدة» بإسقاط «أبي» والتصويب من التاريخ لابن معين 2/ 429، والطبقات لابن سعد 7/ 159، وتقريب التهذيب 2/ 55 وغيره. [8] في الطبقات 7/ 159 تكملة: «فدفعت كتابي إليه فقبله ولم يسألني عليه بيّنة» . [9] الطبقات الكبرى 7/ 160. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 52 وَقَالَ أَبُو خُلْدَةَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [1] . وَقَالَ عَفَّانُ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ ثَوْبًا سَعِيدِيًا مُصَلَّبًا وَعُمَامَةً سَوْدَاءَ [2] . أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، ثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ مَرْخِيَّةً مِنْ وَرَائِهِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ وَبُرْدٌ صَغِيرٌ مُرْتَدِيًا بِهِ [3] . حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالا: قَدْ رَأَيْنَا الْفُقَهَاءَ، فَمَا رَأَيْنَا أَجْمَعَ من الحسن [4] . حمّاد بن زيد، عَنْ أيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لابْنِ الأَشْعَثِ: إِنَّ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ عَائِشَةَ فأَخْرِجِ الْحَسَنَ فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فأَكْرِهْهُ [5] . عَفَّانُ: ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ: ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالُوا لابْنِ الأَشْعَثِ: أَخْرِجْ هَذَا الشَّيْخَ، يَعْنِي الْحَسَنَ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الْجِسْرَيْنِ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَغَفِلُوا عَنْه، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَنْهَارِ حَتَّى نجا منهم، وكاد يهلك يومئذ [6] . سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبْعِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ، إِذْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ، انْطَلَقَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فِي طَائِفَةٍ فَدَخَلُوا عَلَى الْحَسَنِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا تَقُولُ فِي قِتَالِ هَذَا الطَّاغِيَةِ الَّذِي سَفَكَ الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأَخَذَ الْمَالَ الحرام، وترك   [1] الطبقات الكبرى 7/ 160. [2] الطبقات 7/ 160. [3] الطبقات 1/ 161 وفيه: «برد صغير مجفر» . [4] الطبقات 7/ 162. [5] الطبقات 7/ 163. [6] الطبقات 7/ 163. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 53 الصَّلاةَ وَفَعَلَ وَفَعَلَ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ لا تُقَاتِلُوهُ فَإِنَّهَا إِنْ تَكُنْ عُقُوبَةً مِنَ اللَّهِ، فَمَا أَنْتُمْ بِرَادِّي عُقُوبَةَ اللَّهِ بِأَسْيَافِكُمْ، وَإِنْ يَكُنْ بَلاءً فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ، فَخَرَجُوا وَهُمَ يَقُولُونَ: نَطْرَحُ هَذَا الْعلْجَ. قَالَ: وَهُمْ قَوْمٌ عَرَبٌ، وَخَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَقُتِلُوا [1] . حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا سُلِّطَ الْحَجَّاجُ إِلا عُقُوبَةَ فَلا تَعْتَرِضُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالتَّضَرُّعِ [2] . رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: ثَنَا حجاج الأسود قال: تمنى رجل فقال، ليتني بزهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه سعيد بن المسيب، وذكر مطرفا بشيء، فنظروا فوجدوا ذلك كاملا كُلَّهُ فِي الْحَسَنِ [3] . روح بن عبادة: ثنا حجاج الأسود قال: تمنى رجل فقال: ليتني بزهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه سعيد بن المسيب، وذكر مطرفا بشيء، فنظروا فوجدوا ذلك كاملا كله في الحسن [4] . رَوْحٌ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْريِّ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ لِلْحَسَنِ: أَرَأَيْتَ مَا تُفْتِي النَّاسَ، أَشَيْئًا سَمِعتَهُ أَمْ بِرَأْيِكَ؟ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ مَا كُلُّ مَا نُفْتِي بِهِ سَمِعْنَاهُ، وَلَكِنَّ رُأْيَنَا لَهُمْ خَيْرٌ مِنْ رُأْيِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ [5] . قَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي قَصَصِهِ فِي الدُّعَاءِ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ [6] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ: كَانَ الْحَسَنُ يَشْتَرِي كُلَّ يَوْمٍ لَحْمًا بِنِصْفِ درهم [7] .   [1] الطبقات 7/ 163، 164. [2] الطبقات 7/ 164. [3] الطبقات 7/ 165. [4] قارن بثمار القلوب للثعالبي- ص 90 رقم 132. [5] الطبقات 7/ 165. [6] الطبقات الكبرى 7/ 167. [7] الطبقات 7/ 167. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 54 وَقَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أهينوا هذه الدنيا، فو الله لأَهْنَأُ مَا تَكُونُ إِذَا أَهَنْتُمُوهَا [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، أَنَّ عَطَاءً سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لا أَدْرِي فَقِيلَ: إِنَّ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ جَنْبَيَّ مِثْلُ قَلْبِ الْحَسَنِ [2] . وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ابْنَ آدَمَ لَمْ تَكُنْ فَكُوِّنْتَ، وَسَأَلْتَ فَأُعْطِيتَ، وَسُئِلْتَ فَمَنَعْتَ، فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ [3] . قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: ثَنَا يُونُسُ أَنَّ الْحَسَنَ أَخَذَ عَطَاءَهُ فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُ، فَذَكَرَ أَهْلُهُ حَاجَةً، فَقَالَ: دُونَكُمْ بَقِيَّةَ الْعَطَاءِ، أَمَا إِنَّهُ لا خَيْرَ فِيهِ إِنْ لَمْ يُصْنَعْ بِهِ هَكَذَا [4] . وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَثْرَةُ الضَّحِكِ مِمَّا يُمِيتُ الْقَلْبَ [5] . قَالَ أَبُو حُرَّةَ: وَكَانَ الْحَسَنُ لا يَأْخُذُ عَلَى قَضَائِهِ [6] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: ثَنَا عُقْبَة بْنُ خَالِدٍ الْعَبْدِيُّ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: ذَهَبَ النَّاسُ وَالنَّسْنَاسُ، نَسْمَعُ صَوْتًا وَلا نَرَى أَنِيسًا [7] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ هِشَامٌ قَالَ: بَعَثَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَسَنِ بُجبَّةٍ وَخَمِيصَةٍ فَقَبِلَهُمَا، فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ وَقَدْ سَدَلَ الْخَمِيصَةَ عَلَى الْجُبَّةِ [8] . وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: ثَنَا أَبِي: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يصلّي وعليه خميصة   [1] الطبقات 7/ 167. [2] الطبقات 3/ 168. [3] الطبقات 7/ 170. [4] الطبقات 7/ 171. [5] الطبقات 7/ 171. [6] الطبقات 7/ 173، حلية الأولياء 2/ 152. [7] الطبقات 7/ 172. [8] الطبقات 7/ 173. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 55 كَثِيرَةُ الْأَعْلَامِ، فَلا يُخْرِجُ يَدَهُ مِنْهَا إِذَا سَجَدَ [1] . وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: لَمْ يَحُجَّ الْحَسَنُ إِلا حَجَّتَيْنِ [2] . وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ الْحَسَنِ عَلَى الْبَوَادِي، وَكَانَ الْحَسَنُ يَحْلِقُ رَأْسَهُ كُلَّ عَامٍ يَوْمَ النَّحْرِ [3] . وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ: ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا فَرْقَدٌ وَهُوَ يَأْكُلُ خَبِيصًا فَقَالَ: تَعَالَ فَكُلْ، فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ لا أُؤَدِّي شُكْرَهُ، قَالَ الْحَسَنُ: وَيْحَكَ وَتُؤَدِّي شُكْرَ الْمَاءِ الْبَارِدِ [4] . قَالَ حَجَّاجٌ، وَثَنَا عُمَارَةُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْأَصْوَاتَ بِالْقُرْآنِ هَذَا التَّطْرِيبَ [5] . وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَ الْحَسَنَ لَقُلْتَ إِنَّكَ لَمْ تُجَالِسْ فَقِيهًا قَطُّ [6] . وَعَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: مَا زَالَ الْحَسَنُ يَعِي الْحِكْمَةَ حَتَّى نَطَقَ بِهَا وَقِيلَ: كَانَ الْحَسَنُ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ قَالَ: ذَاكَ الَّذِي يُشْبِهُ كَلامُهُ كَلامَ الأَنْبِيَاءِ [7] . وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ابْنُ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ [8] . وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: فَضَحَ الْمَوْتُ الدُّنْيَا فَلَمْ يترك فيها لذي لبّ فرحا [9] .   [1] الطبقات 7/ 173. [2] الطبقات 7/ 175. [3] الطبقات 7/ 176. [4] الطبقات 7/ 176. [5] الطبقات 7/ 177. [6] حلية الأولياء 2/ 147. [7] حلية الأولياء 2/ 147 وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 45. [8] حلية الأولياء 2/ 148. [9] الزهد لأحمد 258، حلية الأولياء 2/ 149. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 56 قَالَ قَتَادَةُ: مَا جَمَعْتُ عِلْمَ الْحَسَنِ إِلَى عِلْمِ أَحَدٍ إِلا وَجَدْتُ لَهُ عَلَيْهِ فَضْلا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَتَبَ فِيهِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ يَسْأَلُهُ [1] . وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْلِسُ إِلَى الْحَسَنِ ثَلاثَ حِجَجٍ مَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَيْبَةً لَهُ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: قُلْتُ لِأَشْعَثَ: قَدْ لَقِيتَ عَطَاءً وَعِنْدَكَ مَسَائِلُ، أَفَلا سَأَلْتَهُ؟ قَالَ: مَا لَقِيتُ أَحَدًا، يَعْنِي بَعْدَ الْحَسَنِ، إِلا صَغُرَ فِي عَيْنِي [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُقَالُ: مَا خَلَتِ الأَرْضُ قَطُّ مِنْ سَبْعَةِ رَهْطٍ بِهِمْ يُسْقَوْنَ وَبِهِمْ يُدْفَعُ عَنْهُمْ، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ الْحَسَنُ أَحَدَ السَّبْعَةِ [3] . وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْمَلَ مُرُوءَةً مِنَ الْحَسَنِ [4] . وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: لَمْ أَرَ أَقْرَبَ قَوْلًا مِنْ فِعْلٍ مِنَ الْحَسَنِ [5] . وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أَنَسٍ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ يَوْمٍ إِلا أَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَمْ أَسْمَعْ قَبْلَ ذَلِكَ [6] . رَوَى حَوْشبٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ وَاللَّهِ إِنْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ثُمَّ آمَنْتَ بِهِ لَيَطُولَنَّ فِي الدُّنْيَا حُزْنُكَ وَلَيَشْتَدَّنَّ خَوْفُكَ وَلَيَكْثُرَنَّ بُكَاؤُكَ [7] . قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى الْيَشْكُرِيُّ: مَا رَأَيْتَ أَحَدًا أَطْوَلَ حُزْنًا مِنَ الْحَسَنِ، وَمَا رَأَيْتُهُ إِلا حسبته حديث عهد بمصيبة [8] .   [1] سير أعلام النبلاء 4/ 573. [2] سير أعلام النبلاء 4/ 573. [3] السير 4/ 574. [4] السير 4/ 574. [5] انظر الطبقات الكبرى 7/ 176. [6] سير أعلام النبلاء 4/ 574- 575. [7] الزهد لأحمد 259، حلية الأولياء 2/ 133- 134. [8] الزهد لأحمد 259، حلية الأولياء 2/ 133. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 57 وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ شَيْءٍ فَقُلْتُ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهًا بِعَيْنِكَ، إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الْبَصِيرُ بِدِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: لَقِيتُ مُسْلِمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَسَنِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِعِلْمٍ أَنَا جَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ وَجَلِيسُهُ فِي مَجْلِسِهِ، أَشْبَهُ النَّاسِ سَرِيرَةً بِعَلانِيَةٍ وَأَشْبَهُ قَوْلا بفِعْلٍ، إِنْ قَعَدَ عَلَى أَمْرٍ قَامَ بِهِ، وَإِنْ قَامَ عَلَى أَمْرٍ قَعَدَ بِهِ، وَإِنْ أَمَرَ بِأَمْرٍ كَانَ أَعْمَلَ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ نَهَى عَنْ شَيْءٍ كَانَ أتْرَكَ النَّاسِ لَهُ، رَأَيْتُهُ مُسْتَغْنِيًا عَنِ النَّاسِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ مُحْتَاجِينَ إِلَيْهِ، قَالَ: حَسْبُكَ يَا خَالِدُ، كَيْفَ يُضِلُّ قَوْمٌ هَذَا فِيهِمْ [2] . قَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَحْلِفُ باللَّه مَا أَعَزَّ أَحَدٌ الدِّرْهَمَ إِلا ذَلَّ [3] . وَقَالَ حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: بِئْسَ الرَّفِيقَانِ: الدِّرْهَمُ وَالدِّينَارُ لا يَنْفَعَانَكَ حَتَّى يُفَارِقَانَكَ [4] . قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِ «سُؤَالاتِ الْآجُرِيِّ» لَهُ: كَانَ الْحَسَنُ يَكُونُ بِخُرَاسَانَ، وَكَانَ يُرَافِقُ مِثْلَ قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ [5] ، وَالْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، كَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ. قَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: كَانَ الْحَسَنُ أَشْجَعَ أَهْلِ زَمَانِهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ: مَا رَأَيْتُ أَفْصَحَ مِنَ الْحَسَنِ.   [1] الزهد لأحمد 267 و 279 وفيه «البصير بذنبه» حلية الأولياء 2/ 147. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 51- 52، حلية الأولياء 2/ 147- 148. [3] انظر حلية الأولياء 2/ 152. [4] حلية الأولياء 2/ 155. [5] هو: أبو نعامة، خرج زمن مصعب بن الزبير لما ولي العراق فبقي عشرين سنة يقاتل ويسلّم عليه بالخلافة، وكان الحجّاج بن يوسف الثقفي يسيّر إليه جيشا بعد جيش وهو يستظهر عليهم. قتل في سنة 78 هـ. (وفيات الأعيان 4/ 93 وانظر في الحاشية مصادر ترجمته) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 58 وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، وَكَانَ الْمُهَلَّبُ إِذَا قَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ يُقَدِّمُهُ [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا وُلِّيَ الْحَسَنُ الْقَضَاءَ كَلَّمَنِي رَجُلٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي مَالِ يَتِيمٍ يُدْفَعُ إِلَيْهِ وَيَضُمُّهُ قَالَ: فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ [2] . قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: كَلَّمْتُ مَطَرًا الْوَرَّاقَ فِي بَيْعِ الْمَصَاحِفِ، فَقَالَ: خُذْ: كَانَ حَبْرَا الأُمَّةِ- أَوْ قَالَ فَقِيهَا الأُمَّةِ- لا يَرَيَانِ بِهِ بَأْسًا: الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ فَمَا كَانَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ لا فِرَاشٌ وَلا بِسَاطٌ وَلا حَصِيرٌ إِلا سَرِيرٌ مَرْمُولٌ هُوَ عَلَيْهِ [4] . ذِكْرُ غَلَطِ مَنْ نَسَبَهُ إِلَى الْقَدَرِ قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَسَنَ إِلا بِهِ- يَعْنِي الْقَدَرَ- أَنَا نَازَلْتُهُ فِي الْقَدَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى خَوَّفْتُهُ السُّلْطَانَ فَقَالَ: لا أَعُودُ فِيهِ بَعْدَ الْيَوْمِ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَاللَّهِ مَا يَقُولُهُ [5] . وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ: ثَنَا أَبُو هِلالٍ، سَمِعْتُ حُمَيْدًا وَأَيُّوبَ يَقُولانِ، فَسَمِعْتُ حُمَيْدًا يَقُولُ لِأَيُّوبَ: لَوَدِدْتُ أَنَّهُ قُسِّمَ عَلَيْنَا غُرْمٌ، وَأَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يتكلّم بالذي تكلّم به [6] .   [1] انظر: المعرفة والتاريخ 2/ 49 ففيه خبر مطوّل. [2] راجع أخبار القضاة 2/ 7. [3] المعرفة والتاريخ 2/ 48. [4] في طبعة القدسي 4/ 104 «مرموك» بالكاف، والتصويب من المعرفة والتاريخ 2/ 48 فالسرير المرمول: الّذي نسج وجهه بالسّعف ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير. (لسان العرب- مادة: رمل) . [5] الطبقات الكبرى 7/ 167. [6] الطبقات 7/ 167 وفيه زيادة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 59 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَيْضًا، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَذَبَ عَلَى الْحَسَنِ ضَرْبَانِ مِنَ النَّاسِ: قَوْمٌ الْقَدَرُ رَأْيُهُمْ ليُنْفِقُوهُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَسَنِ، وَقَوْمٌ فِي صُدُورِهِمْ شَنَآنٌ وَبُغْضٌ لِلْحَسَنِ، وَأَنَا نَازَلْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي الْقَدَرِ حَتَّى خَوَّفْتُهُ بِالسُّلْطَانِ، فَقَالَ: لا أَعُودُ [1) .] وَقَالَ حَمَّادُ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: اللَّهُ خَلَقَ الشَّيْطَانَ وَخَلَقَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ [2] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ 34: 54 [3] . قال حيل بينهم وبين الإيمان [4] . قال حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى الْحَسَنِ، فَفَسَّرَهُ لِي أَجْمَعَ عَلَى الإِثْبَاتِ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 26: 200 [5] . قَالَ: الشِّرْكُ سَلَكَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ [6] . وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ 23: 63 [7] . قَالَ: أَعْمَالٌ سَيَعْمَلُونَهَا لَمْ يَعْمَلُوهَا. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ فَقَالَ: وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ 11: 118- 119 [8] . قَالَ: أَهْلُ رَحْمَتِهِ لا يَخْتَلِفُونَ: وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ 11: 119 [9] . فَخَلَقَ هَؤُلاءِ لِجَنَّتِهِ وَهَؤُلاءِ لِنَارِهِ. قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ خُلِقَ لِلسَّمَاءِ أَمْ لِلأَرْضِ؟ قَالَ: لِلأَرْضِ خُلِقَ. قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ منها،   [1] قارن بالطبقات 7/ 167 والرواية في: المعرفة والتاريخ 2/ 34. [2] راجع: سير أعلام النبلاء 4/ 580. [3] سورة سبإ، الآية 54. [4] المعرفة والتاريخ 2/ 40 وراجع ص 39 منه. [5] سورة الشعراء، الآية 200. [6] المعرفة والتاريخ 2/ 40. [7] سورة المؤمنون، الآية 63. [8] سورة هود، الآيتان 118 و 119. [9] سورة هود، الآية 119. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 60 فَقُلْتُ: مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ. إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ 37: 162- 163 [1] . قَالَ: نَعَمْ، الشَّيَاطِينُ لا يُضِلُّونَ إِلا مَنْ أَحَبَّ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ [2] . قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَلَمْ يَكُنْ جَمَّعَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَمَا جَمَّعْتَ؟ قَالَ: أَرَدْتُ ذَاكَ وَلَكِنْ مَنَعَنِي قَضَاءُ اللَّهِ [3] . قَالَ سُلَيْمَانُ، وَثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَمَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، قَالا: سَأَلْنَا الْحَسَنَ عَنْ مَا بَيْنَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 1: 2 [4] ، إلى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 114: 1 [5] . فَفَسَّرَهُ عَلَى الإِثْبَاتِ. قُلْتُ: عَلَى إِثْبَاتِ أَنَّ الْأَقْدَارَ للَّه. وَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ [6] . قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فِي الْحَسَنِ وَمَا كَانَ يَنْحَلُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْقَدَرِ فَقَالَ: كَانُوا يَأْتُونَ الشَّيْخَ بِكَلامٍ مُجْمَلٍ لَوْ فَسَّرَهُ لَهُمْ لَسَاءَهُمْ [7] . قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ [8] فِي كِتَابِ «طَبَقَاتِ النُّسَّاكِ» : كَانَ يَجْلِسُ إِلَى الْحَسَنِ طَائِفَةٌ مِنْ هَؤُلاءِ، وَكَانَ هُوَ يَتَكَلَّمُ فِي الْخُصُوصِ حَتَّى نَسَبَتْهُ الْقَدَرِيَّةُ إِلَى الْجَبْرِ، وَتَكَلَّمَ فِي الاكْتِسَابِ حَتَّى نَسَبَتْهُ السُّنَّةُ إِلَى الْقَدَرِ، كُلُّ ذَلِكَ لِافْتِنَانِهِ وَتَفَاوُتِ النَّاسِ عِنْدَهُ، وَتَفَاوتِهِمْ فِي الأَخْذِ عَنْهُ، وَهُوَ بَرِيءٌ من   [1] سورة الصافات، الآيتان 162 و 163. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 41 وراجع- ص 38 و 39 منه. [3] المعرفة والتاريخ 2/ 36. [4] فاتحة الكتاب. [5] سورة الناس آخر سورة في القرآن. [6] الزهد لأحمد 185، المعرفة والتاريخ 2/ 44. [7] المعرفة والتاريخ 2/ 47. [8] هو: أحمد بن محمد بن زياد أبو سعيد بن الأعرابي البصري الصوفي المتوفى سنة 340 هـ. (سير أعلام النبلاء 15/ 407 وفيه مصادر ترجمته) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 61 الْقَدَرِ، وَمِنْ كُلِّ بِدْعَةٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ تَكَشَّفَتْ أَصْحَابُهُ وَبَانَتْ سَرَائِرُهُمْ وَمَا كَانُوا يَتَوَهَّمُونَهُ مِنْ قَوْلِهِ بِدَلائِلَ يُلْزِمُونَهُ بِهَا لا نَصًّا مِنْ قَوْلِهِ، فَأَمَّا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَأَظْهَرَ الْقَدَرَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: الْخَيْرُ بِقَدَرٍ وَالشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارِ في تاريخه، قال: ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قُلْتُ: هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا الْحَسَنُ ثُمَّ أَفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ وَرَجَعَ عَنْهَا وَتَابَ مِنْهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ أَيْضًا: كَانَ عَامَّةُ نُسَّاكِ الْبَصْرَةِ يَأْتُونَهُ وَيَسْمَعُونَ كَلامَهُ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ مِنَ الْمُلازِمِينَ لَهُ، وَكَانَ لِلْحَسَنِ مَجْلِسٌ خَاصٌّ فِي مَنْزِلِهِ، لا يَكَادُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ إِلا فِي مَعَانِي الزُّهْدِ وَالنُّسُكِ وَعُلُومِ الْبَاطِنِ، فَإِنْ سَأَلَهُ إِنْسَانٌ غَيْرَهَا تَبَرَّمَ [1] بِهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا خَلَوْنَا مَعَ إِخْوَانِنَا نَتَذَاكَرُ، فَأَمَّا حَلَقَتُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَكَانَ يَمُرُّ فِيهَا الْحَدِيثُ، وَالْفِقْهُ، وَعُلُومُ الْقُرْآنِ، وَاللُّغَةِ، وَسَائِرُ الْعُلُومِ، وَكَانَ رُبَّمَا يُسْأَلُ عَنِ التَّصَوُّفِ فَيُجِيبُ، وَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْحَدِيثِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْقُرْآنِ وَالْبَيَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْبَلاغَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْإِخْلَاصِ وَعِلْمِ الْخُصُوصِ [2] . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِي: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ الْحَسَنُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدْتُ لَهُ أَصْلا ثَابِتًا مَا خَلا أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ الْحَسَنُ جَامِعًا عَالِمًا رَفِيعًا حُجَّةً ثِقَةً عَابِدًا كَثِيرَ الْعِلْمِ فَصِيحًا جَمِيلا وَسِيمًا، وَمَا أَرْسَلَهُ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ. قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: تُوُفِّيَ الْحَسَنُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ عَارِمٌ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ الْحَسَنُ لَيْلَةَ الجمعة، وغسّله   [1] في طبعة القدسي 4/ 106 «يبرم» . [2] انظر سير أعلام النبلاء 4/ 579 وفيه زيادة. [3] الطبقات الكبرى 7/ 157- 158. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 62 أَيُّوبُ، وَحُمَيْدٌ، وَأُخْرِجَ حِينَ انْصَرَفَ النَّاسُ، وَذَهَبَ بِي أَبِي مَعَهُ [1] . وَقِيلَ: تُوُفِّي فِي أَوَّلِ رَجَبٍ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ عَقِيبَ الْجُمْعَةِ وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، حَتَّى أَنَّ صَلاةَ الْعَصْرِ لَمْ تُقَمْ فِي جامع البصرة. 35- (الحسن بن مسلم) [2] سوى ت- بن ينّاق [3] المكّي، كَهْلٌ ثِقَةٌ، تُوُفِّيَ فِي حَيَاةِ وَالِدِهِ. حَدَّثَ عَنْ: صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، وَطَاوُوسٍ، وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، وَعَمْرَةُ بْنُ مُرَّةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ مِنْ أَعْلَى أَصْحَابِ طَاوُسَ، وَمَاتَ قَبْلَ طَاوُسَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ طاوس بحضرته، وقد بقي أَبُوهُ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ. 36- (الْحُصَيْنُ بْنُ مَالِكِ) [4] بْنِ الْخَشْخَاشِ [5] ، أَبُو الْقَلُوصِ [6] الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ، جَدُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَجَدِّهِ- وَلَهُمَا صُحْبَةٌ- وَعِمْرَانَ بن حصين، وسمرة.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 177- 178. [2] الطبقات الكبرى 5/ 479، التاريخ لابن معين 2/ 116، المعرفة والتاريخ 1/ 436 و 2/ 20، التاريخ الكبير 2/ 306 رقم 2565، الجرح والتعديل 3/ 36 رقم 155، مشاهير الأمصار 143 رقم 1126، الكاشف 1/ 167 رقم 1074، تهذيب التهذيب 2/ 322 رقم 558، تقريب التهذيب 1/ 171 رقم 321، خلاصة تذهيب التهذيب 81. [3] مهمل بالأصل، والتصحيح من مصادر ترجمته. [4] الطبقات الكبرى 7/ 125 وفيه (حصين بن أبي الحر بن مالك) ، الطبقات لخليفة 202 (وفيه يكنى أبو القموص) ، التاريخ الكبير 3/ 9 رقم 30، تاريخ الثقات 123 رقم 302، المعارف 337، الجرح والتعديل 3/ 195 رقم 848 (وفيه) : حصين بن مالك العنبري) ، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 374، الكاشف 1/ 75 رقم 1138، جمهرة أنساب العرب 209 (وفيه:: الحصين بن الحرّ بن مالك) ، تهذيب الكمال 1/ 297- 199 (وفيه: حصين بن أبي الحر التميمي العنبري) ، الوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 85، تهذيب التهذيب 2/ 388 رقم 675، تقريب التهذيب 1/ 183 رقم 418، خلاصة تذهيب التهذيب 86، الثقات لابن حبان 4/ 156. [5] في طبعة القدسي 4/ 106 (الحسحاس) بالمهملات، والتصحيح من مصادر ترجمته. [6] في الطبقات لخليفة 202 «القموص» بالميم بدل اللام. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 63 وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْحَسَنُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ. وَهُوَ الْحُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ، وَقِيلَ إِنَّهُ كَبِيرُ السِّنِّ، وُلِّيَ عِمَالَةَ مَيْسَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَامْتَدَّتْ حَيَاتُهُ، وَيُقَالُ: مَاتَ فِي سِجْنِ الْحَجَّاجِ. 37- (حِطَّانُ [1] بْنُ خُفَافٍ [2] الجرميّ) [3] أبو الجويرية، وهو بكنيته أشهر. روى عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. 38- (حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ) [4] ع- أمّ الهذيل البصريّة. رَوَتْ عَنْ: أُمِّ عَطِيَّةَ، وَأُمِّ الرَّائِحِ الرَّبَابِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَوْلاهَا مِنْ أَعْلَى، وَأَبِي الْعَالِيَةِ. وَعَنْهَا: أَخُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَغَيْرُهُمْ. وَعَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: مَا أدركت أحدا أفضّله على حفصة بنت   [1] حطان: بكسر الحاء المهملة وتشديد الطاء المهملة أيضا. [2] خفاف: بضم الخاء المعجمة، وفتح الفاء المخفّفة. [3] الطبقات الكبرى 6/ 322، التاريخ الكبير 3/ 118 رقم 395، المعرفة والتاريخ 2/ 260 و 815 و 3/ 67 و 104 و 210 و 376، الكنى والأسماء 1/ 139، الجرح والتعديل 3/ 304 رقم 1355، تهذيب الكمال 1/ 301، الكاشف 1/ 177 رقم 1151، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 112 رقم 435، الوافي بالوفيات 13/ 96 رقم 94، تهذيب التهذيب 2/ 396 رقم 691، تقريب التهذيب 1/ 185 رقم 435، خلاصة تذهيب التهذيب 87. [4] الطبقات الكبرى 8/ 484، تاريخ الثقات 518 رقم 2089، المعارف 442، المعرفة والتاريخ 2/ 58 و 115 و 284 و 3/ 21 و 27 و 405، تهذيب الكمال 3/ 1679، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 604 رقم 2358، سير أعلام النبلاء 4/ 507 رقم 198، العبر 1/ 123، الكاشف 3/ 423 رقم 32، مرآة الجنان 1/ 211، الوافي بالوفيات 13/ 106 رقم 112، تهذيب التهذيب 12/ 409 رقم 2762، تقريب التهذيب 2/ 594 رقم 7، النجوم الزاهرة 1/ 275، خلاصة تذهيب التهذيب 490، شذرات الذهب 1/ 122، أعلام النساء لكحّالة 1/ 272. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 64 سِيرِينَ، قَرَأَتِ الْقُرْآنَ وَلَهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً، وَعَاشَتْ سَبْعِينَ سَنَةً، فَذَكَرُوا لَهُ الْحَسَنَ وَابْنَ سيرين فقال: أمّا أَنَا فَلا أُفَضِّلُ عَلَيْهَا أَحَدًا. وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: مَكَثَتْ حَفْصَةُ ثَلاثِينَ سَنَةً لا تَخْرُجُ مِنْ مُصَلاهَا إِلا قَائِلَةً أَوْ لِأَجْلِ حَاجَةٍ. قُلْتُ: كَانَتْ عَدِيمَةَ النَّظِيرِ فِي نِسَاءِ وَقْتِهَا، فَقِيهَةً صَادِقَةً فَاضِلَةً كَبِيرَةَ الْقَدْرِ، تُوُفِّيَتْ بَعْدَ الْمِائَةِ. 39- (الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ) [1] م د ت ن- الأعرج. رَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ، أَبُو خُشَيْنَةَ [2] حَاجِبُ بْنُ عَمْرٍو، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. 40- (الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَلٍ الأَسَدِيُّ) [3] الشَّاعِرُ، شَاعِرٌ مُفْلِقٌ خَبِيثُ الْهِجَاءِ، مَدَحَ الْكِبَارَ، وَوَفَدَ مِنَ الْكُوفَةِ عَلَى عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ بِوَاسِطٍ. وَشِعْرُهُ سَائِرٌ مَذْكُورٌ فِي كِتَابِ «الْأَغَانِي» لِأَبِي الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِيِّ، مَا عِنْدِي الآنَ من شعره ما أورده.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 213، التاريخ الكبير 2/ 332 رقم 2653، تاريخ الثقات 126 رقم 313، المعرفة والتاريخ 3/ 106 و 114، الجرح والتعديل 3/ 120 رقم 557، الثقات لابن حبّان 6/ 186، ميزان الاعتدال 1/ 576 رقم 2185، الكاشف 1/ 182 رقم 1187، تهذيب التهذيب 2/ 428- 429 رقم 748، تقريب التهذيب 1/ 191 رقم 486، خلاصة تذهيب التهذيب 89. [2] مصحّف في الأصل، والتصويب من تهذيب التهذيب 2/ 429. [3] الأغاني 2/ 404- 427، الأمالي للقالي 2/ 260 و 3/ 46، ديوان الحماسة، شرح التبريزي 517، أمالي المرتضى 1/ 633- 634، الحيوان 1/ 247 وراجع الفهرس، المؤتلف والمختلف للآمدي 242، ثمار القلوب للثعالبي 418، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 399- 402، اللباب 2/ 372، معجم الأدباء 10/ 228- 239 رقم 27، سمط اللآلئ 899، الوافي بالوفيات 13/ 114- 117 رقم 126، فوات الوفيات 1/ 390- 392، وفيات الأعيان 2/ 201- 204 رقم 203، دائرة المعارف الإسلامية 3/ 72- 73، دائرة معارف البستاني 3/ 344، الأعلام 2/ 267. معجم الشعراء في لسان العرب 128 رقم 273. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 65 41- (الْحَكَمُ بْنُ مِينَا الأَنْصَارِيُّ) [1]- م ن ق- رَأَى بِلالا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَوَضَّأُ بِدِمَشْقَ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وعنه: سعد بن إبراهيم، والضحاك بن عثمان الحزامي، وأبو سلام ممطور، وحجاج بن أرطأة، وابنه شبيب بن الحكم. وثقه أبو زرعة. 42- (حكيم بن أبي حرّة) [2]- خ ق- الأسلمي المدني. عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسِنَانِ بْنِ سَنَّةَ [3] . وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَابْنُ حِبَّانَ. 43- (حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ) [4]- 4- بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ: ابْنِ عَمِّهِمْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، وَمَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الزُّرَقِيِّ [5] ،   [1] التاريخ لابن معين 2/ 126، التاريخ الكبير 2/ 343 رقم 2686، الجرح والتعديل 3/ 127- 128 رقم 578، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 412، الكاشف 1/ 184 رقم 1201، تهذيب التهذيب 2/ 440 رقم 767، تقريب التهذيب 1/ 193 رقم 504، خلاصة تذهيب التهذيب 90، تهذيب الكمال 1/ 314- 315. [2] التاريخ الكبير 3/ 14 رقم 54، الجرح والتعديل 3/ 203 رقم 879، الكاشف 1/ 185 رقم 1207، تهذيب التهذيب 2/ 446 رقم 774، تقريب التهذيب 1/ 194، تهذيب الكمال 1/ 317، خلاصة تذهيب التهذيب 90، أسماء التابعين 1/ 445 رقم 226 وحرّة: بضم الحاء المهملة. [3] سنّة: بفتح السين المهملة، وتشديد النون المفتوحة. (تقريب التهذيب 1/ 334) . [4] التاريخ الكبير 3/ 17 رقم 69، تاريخ الثقات 129 رقم 321، الجرح والتعديل 3/ 202 رقم 877، الثقات لابن حبّان 6/ 214، مشاهير علماء الأمصار 129 رقم 1015، ميزان الاعتدال 1/ 584 رقم 2216، الكاشف 1/ 185 رقم 1209، تهذيب التهذيب 2/ 448 رقم 776، تقريب التهذيب 1/ 194 رقم 513، تهذيب الكمال 1/ 320، المغني في الضعفاء 1/ 186 رقم 1686. [5] مهملة في الأصل، وهو بضمّ الزاي المشدّدة وفتح الراء. (تقريب التهذيب 2/ 243) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 66 وَنَافِعِ [1] بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ: أَخُوهُ عُثْمَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] . 44- (حَكِيمُ بْنُ عُمَيْرِ) [3] د ق- بن الأحوص الحمصيّ. عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ وَغَيْرِهِ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَأَبُو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَتِهِ أَثَرَ السُّجُودِ رَحِمَهُ اللَّهُ. 45- (حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ) [5] 4- بْنِ حَيْدَةَ [6] الْقُشَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو بَهْزٍ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَعَنْهُ: بَنُوهُ بَهْزٌ، وَسَعِيدٌ، وَمِهْرَانُ، وَسَعِيدٌ وَالْجُرَيْرِيُّ، وَأَبُو قُزْعَةَ سويد بن حجير.   [1] في طبعة القدسي 4/ 108 «يافع» وهو تحريف. والتصحيح من التقريب 2/ 295. [2] الثقات 6/ 214. [3] التاريخ الكبير 3/ 16 رقم 64 (وفيه: حكيم بن عمر أبو الأحوص، وانظر التعليق في الحاشية) ، الجرح والتعديل 3/ 206 رقم 895، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 873، تهذيب الكمال 1/ 320، الكاشف 1/ 185 رقم 1213، تهذيب التهذيب 2/ 450 رقم 781، تقريب التهذيب 1/ 194 رقم 518، الكنى والأسماء 1/ 111، خلاصة تذهيب التهذيب 91. [4] الجرح والتعديل 3/ 206. [5] التاريخ الكبير 3/ 12 رقم 45، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 703، تهذيب الكمال 1/ 321، الكاشف 1/ 186 رقم 1215، تهذيب التهذيب 2/ 451 رقم 783، تقريب التهذيب 1/ 194 رقم 520، خلاصة تذهيب التهذيب 91. [6] حيدة: بفتح الحاء المهملة وسكون الياء وفتح الدال. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 67 قَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، خَرَّجَ لَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ، وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ. 46- [حَمَّادٌ [1] الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ] عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: أَبُو الْعُمَيْسِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، وَهُوَ مُقِلٌّ. 47- (حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [2] بْنِ الْخَطَّابِ) ع- العدوي المدني. عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمَّتِهِ حَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ أُمَّيِ الْمُؤْمِنِينَ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ وَفُقَهَائِهِمْ، وَسَالِمٌ أَجَلُّ مِنْهُ. 48- (حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ) [3] مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيُّ المدني. روى عن: أبيه، والحارث الصّدائيّ.   [1] في طبعة القدسي 4/ 108 «حمار» وهو تصحيف، ولم أقف على مصادره. [2] الطبقات الكبرى 5/ 203، الطبقات لخليفة 246، التاريخ لابن معين 2/ 135، التاريخ الكبير 3/ 47- 48 رقم 178، تاريخ الثقات 133 رقم 334، المعرفة والتاريخ 1/ 370، الجرح والتعديل 3/ 212 رقم 930، الثقات لابن حبّان 4/ 6، مشاهير علماء الأمصار 83/ 507، تهذيب الكمال 1/ 333، الكاشف 1/ 190 رقم 1246، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 105 رقم 408، تعجيل المنفعة 104 رقم 229، تهذيب التهذيب 3/ 30 رقم 43، تقريب التهذيب 1/ 199 رقم 570، خلاصة تذهيب التهذيب 93، الوافي بالوفيات 13/ 174 رقم 197. [3] أسيد: بضم الهمزة، وترجمة حمزة في: الطبقات الكبرى 5/ 271- 272، الطبقات لخليفة 254، التاريخ الكبير 3/ 46- 47 رقم 175، المعرفة والتاريخ 1/ 344 و 387، الجرح والتعديل 3/ 214 رقم 940، مشاهير علماء الأمصار 76 رقم 547 (وفيه كنيته أبو مالك الساعدي ومات في ولاية الوليد بن عبد الملك) ، تهذيب الكمال 1/ 331، الكاشف 1/ 190 رقم 1240، الوافي بالوفيات 13/ 176 رقم 201، الإصابة 1/ 352 رقم 1823، تهذيب التهذيب 3/ 26 رقم 35، تقريب التهذيب 1/ 199 رقم 562، خلاصة تذهيب التهذيب 93. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 68 وعنه: ابنه مالك، والزهري، ومحمد بن عمرو، وعبد الرحمن بن الغسيل، وغيرهم. قال الهيثم: توفي في أيام الوليد، وقيل: تأخر. 49- (حميد بن عقبة) [1] أبو سنان الدمشقي. روى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ [2] ، وَالْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ. عِدَادُهُ فِي أَهْلِ فِلَسْطِينَ، وَلَهُ حَدِيثَانِ. 50- (حُمَيْدُ بْنُ مَالِكِ) [3] بْنِ خُثَمَّ [4] ، مَدَنِيٌّ. عَنْ: سَعْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ. لَهُ فِي «الْمُوَطَّأِ» وَفِي أَدَبِ الْبُخَارِيِّ حَدِيثٌ، وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 51- (حَوْطُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [5] بْنِ رَافِعٍ الْعَبْدِيُّ) عَنْ: ابْنِ مَسْعُودٍ- وَأَرَاهُ مُنْقَطِعًا- وَعَنْ: تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَبِي الشَّعْثَاءِ. وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمِسْعَرٌ، وَالصَّلْتُ بن بهرام.   [1] التاريخ الكبير 2/ 349- 350 رقم 2709، الجرح والتعديل 3/ 226 رقم 995، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 464- 465. [2] في طبعة القدسي 4/ 109 «الشيبانيّ» بالشين المعجمة، وهو تحريف، والتصويب من تقريب التهذيب 2/ 355. [3] التاريخ الكبير 2/ 347- 348 رقم 2703، تاريخ الثقات 135 رقم 343، الجرح والتعديل 3/ 228 رقم 1002، الثقات لابن حبان 4/ 148، تهذيب التهذيب 3/ 47- 48 رقم 81، تقريب التهذيب 1/ 203 رقم 609، تهذيب الكمال 1/ 338. [4] هكذا ضبطه في: الجرح والتعديل 3/ 228 وانظر التعليق في: التاريخ الكبير، بالحاشية 2/ 347- 348، وفي بقيّة المصادر «خثيم» . [5] التاريخ الكبير 3/ 91- 92 رقم 317، المعرفة والتاريخ 2/ 585 (وفيه: دحوط بن رافع) ، الجرح والتعديل 3/ 288 رقم 1286. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 69 وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] وَلَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ. 52- (حَيَّانُ بن عمير) [2] م د ن- الجريريّ البصري. عَنْ: سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وسليمان التّيمي، وعوف بن أبي جميلة. له حديث واحد في الكتب، حديث الكسوف.   [1] لم يذكره في تاريخه. [2] التاريخ لابن معين 2/ 141، التاريخ الكبير 3/ 54 رقم 205، الجرح والتعديل 3/ 244 رقم 1085، تهذيب الكمال 1/ 346، الكاشف 1/ 197 رقم 1297، تهذيب التهذيب 3/ 67- 68 رقم 130، تقريب التهذيب 1/ 208 رقم 310. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 70 [حرف الخاء] 53- خالد بن معدان [1] ع ابْنِ أَبِي كَرْبٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيُّ الحمصيّ. عَنْ: ثَوْبَانَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَجُبَيْرِ بْنِ نفير، وكثير بن مرّة، والمقدام بن معديكرب، وطائفة.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 455، الطبقات لخليفة 310، تاريخ خليفة 339، التاريخ لابن معين 2/ 145، التاريخ الكبير 3/ 176 رقم 601، تاريخ الثقات للعجلي 142 رقم 370، المعارف 625، المعرفة والتاريخ 1/ 152 و 700 و 701 و 2/ 332 و 385 و 399، تاريخ أبي زرعة 1/ 243، الكنى والأسماء 2/ 55، الجرح والتعديل 3/ 351 رقم 1584، كتاب المراسيل 52- 53 رقم 71، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 865، أسماء التابعين 1/ 452 رقم 274، ذيل المذيل 632، فتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم 39 و 304، حلية الأولياء 5/ 210- 221 رقم 318، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 120 رقم 467، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 89- 91، تحفة الأشراف 13/ 184- 185 رقم 1052، تهذيب الكمال 1/ 363، الكاشف 1/ 208 رقم 1364، دول الإسلام 1/ 73، سير أعلام النبلاء 4/ 536- 541 رقم 216، تذكرة الحفاظ 1/ 93 رقم 84، جامع التحصيل 206 رقم 167، الوافي بالوفيات 13/ 263 رقم 323، البداية والنهاية 9/ 230، مرآة الجنان 1/ 219، الكامل في التاريخ 5/ 27 و 217، تهذيب التهذيب 3/ 118 رقم 222، تقريب التهذيب 1/ 218 رقم 80، طبقات الحفاظ 1/ 36 رقم 82 (وفيه: ابن أبي كريب) ، النجوم الزاهرة 1/ 252، خلاصة تذهيب التهذيب 103، شذرات الذهب 1/ 126. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 71 وَعَنْهُ: بَحِيرُ [1] بْنُ سَعْدٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَجَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَبِنْتُهُ عَبْدَةُ ابْنَةُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ صَفْوَانُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَقِيتُ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَمَّا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَمْ يَصِحَّ سَمَاعُهُ مِنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَّصِلٌ قَدْ أَدْرَكَهُ. وَقَالَ بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ: مَا رَأَيْتُ أحدا ألزم للعلم منه، وكان علمه في مصحف له أزرار وعرى [3] . وعن حبيب بن صالح قَالَ: مَا خِفْنَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مَا خِفْنَا خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ [4] . وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ إِذَا عَظُمَتْ حَلَقَتُهُ قَامَ كَرَاهِيَةَ الشُّهْرَةِ. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا أُقَدِّمُ عَلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَحَدًا. وَعَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ- وَكَانَ مِنْ سَادَةِ التَّابِعِينَ- قَالَ: لَوْ كَانَ لِلْمَوْتِ غَايَةٌ تُعْرَفُ مَا سَبَقَنِي أَحَدٌ إِلَيْهِ، إِلا بِفَضْلِ قُوَّةٍ [5] . وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يُسَبِّحُ فِي الْيَوْمِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ [6] . وَبَلَغَنَا أَنَّهُ مَاتَ صَائِمًا [7] ، رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ خالد بن معدان سنة ثلاث ومائة [8] .   [1] مهمل في الأصل، والتصويب من: تقريب التهذيب 1/ 93. [2] ما قاله أبو حاتم غير موجود في الجرح والتعديل. [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 90. [4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 90. [5] قارن عبارته بحلية الأولياء 5/ 210، الطبقات الكبرى 7/ 455. [6] حلية الأولياء 5/ 210 وفيه زيادة «سوى ما يقرأ من القرآن» ، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 91. [7] حلية الأولياء 5/ 210، الطبقات الكبرى 7/ 455، تهذيب تاريخ دمشق 975. [8] الطبقات الكبرى 7/ 255. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 72 وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحِمْصِيِّينَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَكَانَ كَثِيرَ الْجِهَادِ. 54- (خُلَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] الْعَصَرِيُّ) [2] أَبُو سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ [3] . وَكَأَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ، فَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: كَانَ خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ يَصُومُ الدَّهْرَ [4] . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شِهَابٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ قَالَ: أَلا إِنَّ كُلَّ حَبِيبٍ يُحِبُّ أَنْ يَلْقَى حَبِيبَهُ فَأَحِبُّوا اللَّهَ وسيروا إليه [5] .   [1] الطبقات لخليفة 209، التاريخ لابن معين 2/ 149، التاريخ الكبير 3/ 198 رقم 673، الكنى والأسماء 1/ 193، الجرح والتعديل 3/ 383 رقم 1754، المراسيل 55 رقم 78، تهذيب الكمال 1/ 377، الكاشف 1/ 216 رقم 1418، جامع التحصيل 207- 208 رقم 173، تهذيب التهذيب 3/ 159 رقم 302، تقريب التهذيب 1/ 227 رقم 150، خلاصة تذهيب التهذيب 106، حلية الأولياء 2/ 232- 234 رقم 182. [2] العصري: بفتح العين والصاد المهملتين. نسبة إلى عصر، وهو بطن من عبد القيس. (اللباب 2/ 343) . [3] العطاردي: بضم العين وفتح الطاء المهملتين وبعد الألف راء ودال مهملتان مكسورتان. نسبة إلى عطارد، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (اللباب 2/ 345) . [4] حلية الأولياء 2/ 233. [5] حلية الأولياء 2/ 232. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 73 [حرف الدَّالِ] 55- (دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمِ) [1] بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ ثُمَّ الْمَكِّيُّ. رَوَى عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ قَتَادَةُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ. عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ. 56- (دِينَارُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ) [2] م ن- مَدَنِيٌّ جَلِيلٌ. رَوَى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: عُمَرُ بْنُ نُبَيْهٍ الْكَعْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُوسَى بْنُ عبيدة، وأسامة بن زيد اللّيثي، وآخرون.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 488، الطبقات لخليفة 286، التاريخ الكبير 3/ 230 رقم 776، المعرفة والتاريخ 1/ 401- 402، الجرح والتعديل 3/ 421 رقم 1921، المراسيل 56 رقم 80، تهذيب الكمال 1/ 386، الكاشف 1/ 222 رقم 1458، جامع التحصيل 209 رقم 177، تهذيب التهذيب 3/ 189 رقم 361، تقريب التهذيب 1/ 232 رقم 20، خلاصة تذهيب التهذيب 110. [2] التاريخ لابن معين 2/ 157، التاريخ الكبير 3/ 244 رقم 839، الكنى والأسماء 2/ 55، الجرح والتعديل 3/ 430 رقم 1954، تهذيب الكمال 1/ 395، الكاشف 1/ 227 رقم 1498، تهذيب التهذيب 3/ 217 رقم 411، تقريب التهذيب 1/ 237 رقم 68، خلاصة تذهيب التهذيب 111. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 74 وكان ذال صَلاحٍ وَوَقَارٍ وَفَضْلٍ. 57- (دِينَارُ عقيصا) [1] أَبُو سَعِيدٍ. عَنْ: عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جِحَادَةَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَغَيْرُهُمْ. قال ابن معين [2] : ليس بشيء.   [1] التاريخ الكبير 3/ 247 رقم 854، الكنى والأسماء 1/ 188، الجرح والتعديل 3/ 430- 431 رقم 1958، ميزان الاعتدال 2/ 30 رقم 2689. [2] لم ترد هذه العبارة في التاريخ لابن معين. (انظر 2/ 707) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 75 [حرف الذَّالِ] 58- (ذَفِيفٌ [1] مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ) . عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ الْمَكِّيُّ وَحْدُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ، وَلَهُ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ. - (ذكوان) هُوَ أَبُو صالح السمان، يأتي فِي الكني. 59- (ذَيَّالُ بْنُ حَرْمَلَةَ الأَسَدِيُّ) [2] عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ. وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وحصين بن عبد الرحمن وآخرون.   [1] في طبعة القدسي 4/ 110 «دفيف» بالدال المهملة، وكذا ورد في الجرح والتعديل 3/ 443 رقم 2011، وجاء في الحاشية: المعروف أن هذا «ذفيف» أوّله ذال معجمة مفتوحة، وفي باب الذال المعجمة، ذكره البخاري في التاريخ (3/ 267 رقم 912) وابن حبّان في الثقات، وابن حجر في التعجيل، ووقع في التعجيل أنه مات سنة تسع ومائة. (انظر تعجيل المنفعة 121 وقال: وهو بوزن عظيم) ، والّذي في الثقات سنة سبع ومائة، وهكذا نقله شارح القاموس عن الثقات. وجاء في حاشية التاريخ الكبير 3/ 267: «زاد ابن حبّان في الثقات: (مولى ابن عباس) وأثره في الموطّأ في الأبواب التي تلي الطلاق باب العزل» . وذكره ابن خياط في طبقاته- ص 280. [2] التاريخ الكبير 3/ 261 رقم 897، الجرح والتعديل 3/ 451 رقم 2041. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 76 [حرف الرَّاءِ] 60- (رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ الْحِمْصِيُّ) [1] 4- يُقَالُ فِيهَا وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ. 61- الرَّاعِي الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ [2] هُوَ أَبُو جَنْدَلٍ عُبَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ النّميريّ الّذي هجاه جرير، حيث يقول:   [1] الطبقات الكبرى 7/ 456، الطبقات لخليفة 310، التاريخ الكبير 3/ 292 رقم 994، تاريخ الثقات 151 رقم 408، المعرفة والتاريخ 2/ 332 و 385 و 429، تاريخ أبي زرعة 1/ 601، الجرح والتعديل 3/ 483 رقم 2178، المراسيل 59 رقم 86، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 868، الثقات لابن حبّان 4/ 233، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 292- 293، تهذيب الكمال 1/ 398، تحفة الأشراف 13/ 189 رقم 1062، ميزان الاعتدال 2/ 35 رقم 7206، الكاشف 1/ 231 رقم 1511، جامع التحصيل 210 رقم 181، الوافي بالوفيات 14/ 62 رقم 57، تهذيب التهذيب 3/ 225- 226 رقم 432، تقريب التهذيب 1/ 240 رقم 3، خلاصة تذهيب التهذيب 113. [2] طبقات فحول الشعراء 693، الشعر والشعراء 1/ 327- 330 رقم 68 (وفيه اسمه: حصين بن معاوية) ، نسب قريش 194- 196، الكامل في الأدب 1/ 165 و 377 و 2/ 97، عيون الأخبار 1/ 319، المؤتلف والمختلف للآمدي 122، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 279، ثمار القلوب للثعالبي 413 و 496، الحيوان 5/ 309 و 7/ 210، الأغاني 24/ 205- 217، أمالي المرتضى (راجع فهرس الأعلام- مادة الراعي النميري 2/ 577، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 11/ 6 آ، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 152- 153 (في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب) ، تهذيب الألفاظ لابن السكيت 399 (طبعة بيروت 1895) ، لسان العرب 6/ 164 ومواضع أخرى كثيرة، انظر: معجم الشعراء في لسان العرب للدكتور ياسين الأيوبي 167 رقم 368 وقد أشار إلى بعض مصادر ترجمته، وله قصيدة طويلة في جمهرة أشعار العرب الجزء: 7 ¦ الصفحة: 77 فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلا كَعْبًا [1] بَلَغْتَ وَلا كِلَابَا وَلُقِّبَ بِالرَّاعِي لِكَثْرَةِ وَصْفِهِ لِلْإِبِلِ فِي نَظْمِهِ، وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَللرَّاعِي تَرْجَمَةٌ فِي «تَارِيخِ دِمَشْقَ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: وَلَقَدْ هَجَا الرّاعي فأوجع، وهو القائل في ابن الرِّقَاعِ الْعَامِلِيِّ الشَّاعِرِ: لَوْ كُنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُمْ ... يَا بْنَ الرِّقَاعِ وَلَكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدٍ تَأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ يُعْزَى لَكُمْ نَسَبًا ... وَابْنَا نِزَارٍ فَأَنْتُمْ بَيْضَةُ الْبَلَدِ [2] وَأَوَّلُ قَصِيدَةِ جَرِيرٍ الَّتِي هَجَاهُ بِهَا: أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلٌ وَالْعَتَابَا ... وَقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَا إِذَا غَضِبَتْ عَلَيَّ بَنُو تَمِيمٍ ... حَسِبْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ غِضَابَا أَلَمْ تَرَ أَنَّ كَلْبَ بَنِي كليب ... أراد حياض [3] دجلة ثم هابا [4]   [ () ] لابن دريد 337، وشعر في حماسة الشجري، وسمط اللآلئ 50، معجم البلدان 3/ 251، وفيات الأعيان 3/ 171 و 5/ 240 و 383، لباب الأدب لابن منقذ 89- 90 و 105 و 268، سير أعلام النبلاء 4/ 597- 598 رقم 237، شرح شواهد المغني 336، شرح النقائض (في أماكن متفرقة) ، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 504، وتراجع ترجمة جرير فحيثما وردت ترجمته يرد ذكر الراعي النميري، وقد أصدر الدكتور ناصر الحاني بدمشق 1964 «شعر الراعي النميري وأخباره» ، كما جمع الدكتور نوري حمودي القيسي والأستاذ هلال ناجي شعر الراعي النميري في كتاب صدر ببغداد، وانظر: البرصان والعرجان للجاحظ (فهرس الأعلام- ص 404) . [1] في الأصل «سعدا» ، وما أثبتناه هو المشهور. وقد ورد البيت في ديوان جرير 821، الكامل في الأدب 1/ 340، الأغاني 8/ 20 و 30- 32، خزانة الأدب للبغدادي 4/ 595، وغيره. [2] ورد البيتان في ديوانه 64 وفيه «أن ترضى لكم نسبا» ، وفي سير أعلام النبلاء 4/ 598 «أن تعرف لكم نسبا» ، وانظر: طبقات ابن سلام 503- 504، الأغاني 24/ 215 وفيه «لم تعرف لكم نسبا» ، لسان العرب، مادّة بيض. [3] في طبعة القدسي 4/ 111 «خياض» بالخاء المعجمة، وهو تحريف. [4] وورد هذا البيت في شعر الراعي: رأيت الجحش جحش بني كليب ... تيمّم حوض دجلة ثم هابا (الأغاني 24/ 210) وانظر ديوان جرير 72. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 78 62- ربعيّ بن حراش [1] ع ابْنِ جَحْشِ بْنِ عَمْرٍو الْغَطَفَانِيُّ ثُمَّ الْعَبْسِيُّ الكوفي، أَحَدُ كِبَارِ التَّابِعِينَ الْمُعَمَّرِينَ، وَهُوَ أَخُو الرَّجُلِ الصَّالِحِ مَسْعُودِ بْنُ حِرَاشٍ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ الْمَوْتِ. سَمِعَ: عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ، وَعَلِيًّا، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبَا مُوسَى، وَأَبَا مَسْعُودٍ الْبَدْرِيَّ، وَأَبَا بَكْرَةَ الثَّقَفِيَّ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُونَ. قَالَ عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ: خَطبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ [2] . وَعَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: وَكَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حِرَاشِ بْنِ جَحْشٍ فَمَزَّقَ كِتَابَهُ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ: رَأَيْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ وَمَرَّ بِعَشَّارٍ وَمَعَهُ مَالٌ، فَوَضَعَهُ عَلَى قَرَبُوسِ سرجه ثم غطّاه ومرّ [4] .   [1] الطبقات الكبرى 6/ 127، الطبقات لخليفة 154، تاريخ خليفة 288، التاريخ لابن معين 2/ 159- 160، التاريخ الكبير 3/ 327 رقم 1106، تاريخ الثقات 152 رقم 415، المعرفة والتاريخ 3/ 107 و 338، الجرح والتعديل 3/ 509 رقم 2307، المراسيل 59 رقم 87، تاريخ أبي زرعة 1/ 294، مشاهير علماء الأمصار 102 رقم 760، تاريخ بغداد 8/ 433- 434 رقم 4540، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 300- 301، تحفة الأشراف 13/ 189 رقم 1063، تهذيب الكمال 1/ 401، حلية الأولياء 4/ 367- 371 رقم 281 (وفيه: «خراش» بالخاء المعجمة، وهو تحريف) ، صفة الصفوة 3/ 36 رقم 391، الكاشف 1/ 234 رقم 1534، سير أعلام النبلاء 4/ 359- 362 رقم 139، تذكرة الحفاظ 1/ 69 رقم 65، العبر 1/ 121، أسد الغابة 2/ 162 (وفيه: «خراش» بالخاء المعجمة، وهو تحريف) ، وفيات الأعيان 2/ 300- 301 رقم 236، الوافي بالوفيات 14/ 78 رقم 89، الإصابة 1/ 525 رقم 2721، تهذيب التهذيب 3/ 236- 237 رقم 458، تقريب التهذيب 1/ 243 رقم 28، جامع التحصيل 210 رقم 182، النجوم الزاهرة 1/ 253، طبقات الحفاظ 27، خلاصة تذهيب التهذيب 114، شذرات الذهب 1/ 121، مرآة الجنان 1/ 211. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 300. [3] الطبقات لابن سعد 6/ 127 وفيه «خرّق» بدل «مزّق» . [4] تاريخ دمشق (المخطوط) 6/ 101 ب، والقربوس: حنو السّرج. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 79 وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَتَى رَجُلٌ الْحَجَّاجَ فَقَالَ: إِنَّ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ زَعَمُوا لا يَكْذِبُ، وَقَدْ قَدِمَ ابْنَاهُ عَاصِيَيْنِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنَاكَ؟ قَالَ: هُمَا فِي الْبَيْتِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: هُمَا لَكَ. وَأَعْجَبَهُ صِدْقَهُ [1] . رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، فَزَادَ: قَالُوا مَنْ ذَكَرْتَ يَا أَبَا سُفْيَانَ قَالَ: ذَكَرْتُ رِبْعِيًّا وَتَدْرُونَ مَنْ رِبْعِيٍّ! كَانَ رِبْعِيٌّ مِنْ أَشْجَعَ [2] ، زَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ قَطُّ [3] . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حِرَاشٍ: رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ صَدُوقٌ. وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: [4] : ثِقَةٌ. وَقَالَ الْبُرْجُلَانِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ، عَنِ الْحَارِثِ الْغَنَوِيِّ قَالَ: آلَى رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ أَلا تَفْتَرَّ أَسْنَانُهُ ضَاحِكًا حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ مَصِيرُهُ، قَالَ الْحَارِثُ فَأَخْبَرَ غَاسِلُهُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُبْتَسِمًا عَلَى سَرِيرِهِ وَنَحْنُ نُغَسِّلُهُ، حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهُ [5] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: بَنُو حِرَاشٍ ثَلاثَةٌ: رِبْعِيٌّ، وَرَبِيعٌ، وَمَسْعُودٌ. قَالَ هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ: ثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رِبْعِيًّا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] : تُوُفِّيَ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُمَا: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ سَنَةَ مِائَةٍ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَنَةَ أربع ومائة.   [1] انظر تاريخ الثقات للعجلي 153. [2] يريد: أشجع بن ريث بن غطفان.. قبيلة مشهورة. (اللباب 1/ 64) . [3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 301. [4] تاريخ الثقات 152. [5] تاريخ دمشق (المخطوط) 6/ 102 أ. [6] تاريخ خليفة 288، الطبقات 154. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 80 63- (رزيق بن حبّان) [1] م- أبو المقدام الفزاريّ، مَوْلاهُمْ كَاتِبُ دِيوَانِ الْعُشْرِ بِدِمَشْقَ. رَوَى عَنْ: مُسْلِمِ بْنِ قُرْظَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأخوه [2] يزيد بن يزيد، ويحيى بن حمزة، فتحرر وفاة هذا الشيخ، ورواية يحيى عنه. قال يحيى: إنما كتب العلم في أول دولة بني العباس. وورد أَنَّهُ وُلِّيَ دِيوَانَ الْعُشْرِ بِمِصْرَ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: تُوُفِّيَ فِي إِمَارَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِأَرْضِ الرُّومِ مِنْ سَهْمٍ أَصَابَهُ فِي الْغَزَاةِ [4] . وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْن مَنْدَه: تُوُفّي سنة خمس ومائة.   [1] التاريخ الكبير 3/ 318 رقم 1082، الكنى والأسماء 2/ 127، الجرح والتعديل 3/ 505 رقم 2286، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 324، تهذيب الكمال 1/ 413، الكاشف 1/ 240 رقم 1583، تهذيب التهذيب 3/ 273- 274 رقم 516، تقريب التهذيب 1/ 250 رقم 85، خلاصة تذهيب التهذيب 117. وذكره أبو زرعة في تاريخه 1/ 243 و 2/ 694 باسم «زريق» بتقديم الزاي. وقال: كان اسمه سعيد بن حيّان: فلقّبه عبد الملك (بن مروان) : زريق. [2] في طبعة القدسي 4/ 112 «أخره» وهو تصحيف. [3] تهذيب الكمال 1/ 413 وفي تهذيب تاريخ دمشق 5/ 324 ولّاه الوليد بن سليمان. [4] تاريخ أبي زرعة 1/ 243 و 2/ 694، تهذيب الكمال 1/ 413. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 81 [حرف الزاي] 64- (زهير بن سالم) [1] د ق- العنسيّ- بِالنُّونِ- أَبُو الْمُخَارِقِ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَغَيْرِهِ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ. وَعَنْهُ: أَبُو وَهْبٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْكَلاعِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وهو مقلّ.   [1] التاريخ الكبير 3/ 427 رقم 1417، المعرفة والتاريخ 3/ 224- 225، الكنى والأسماء 2/ 108، الجرح والتعديل 3/ 587- 588 رقم 2673، تهذيب الكمال 1/ 434، الكاشف 1/ 255 رقم 1677، ميزان الاعتدال 2/ 83 رقم 2913، المغني في الضعفاء 1/ 241 رقم 2214، تهذيب التهذيب 3/ 344 رقم 638، تقريب التهذيب 1/ 264 رقم 74، خلاصة تذهيب التهذيب 123، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 82 65- زياد الأعجم [1] د ن ق وهو زياد بن سليم [2] ، أبو أمامة مولى عبد القيس، كانت فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ، وَقَدْ شَهِدَ فَتْحَ إِصْطَخْرَ مَعَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَطَالَ عُمْرُهُ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُوسَى وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: طَاوُسُ، وَهِشَامُ بْنُ قَحْذَمٍ، وَأَخُوهُ الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. امْتَدَحَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرَهُ، وَلَهُ فِي الْمُغِيرَةِ مَدَائِحُ، وَهُوَ الْقَائِلُ يُرْثِي الْمُهَلَّبَ [3] بْنَ أَبِي صُفْرَةَ بِأَبْيَاتٍ سَائِرَةٍ، مِنْهَا: مَاتَ الْمُهَلَّبُ [4] بَعْدَ طُولِ تَعَرُّضٍ ... لِلْمَوْتِ بَيْنَ أَسِنَّةٍ وَصَفَائِحِ فَإِذَا مَرَرْتَ بِقَبْرِهِ فَاعْقِرْ بِهِ ... كُومَ الْهِجَانِ [5] وَكُلَّ طَرْفٍ سَابِحِ   [1] طبقات فحول الشعراء 693، الشعر والشعراء 1/ 343- 345 رقم 76، ذيل الأمالي والنوادر 3/ 6- 11، العقد الفريد 2/ 478، عيون الأخبار 3/ 6- 7 و 146 و 152 و 242 و 4/ 66، الأغاني 15/ 380- 394 (وفيه زياد بن سليمان، وكذلك في: المؤتلف والمختلف للآمدي 122، الأخبار الموفقيات 475، ربيع الأبرار 4/ 228 و 277، ثمار القلوب، 237، 238 و 258، أمالي المرتضى 1/ 72 و 2/ 199 و 301، لباب الآداب 264، بدائع البدائه 31، البرصان والعرجان 26، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 404- 406، وفيات الأعيان 2/ 235 و 486 و 5/ 354- 356 و 6/ 279- 280، معجم الأدباء 11/ 168- 171 رقم 46، سير أعلام النبلاء 4/ 597 رقم 236، الكاشف 1/ 259 رقم 1708، تهذيب الكمال 1/ 441- 442، فوات الوفيات 2/ 29- 31 رقم 157، الوافي بالوفيات 14/ 244- 245 رقم 321، أمالي اليزيدي 1- 7، سمط اللآلئ 50، شرح شواهد المغني 336، تهذيب التهذيب 3/ 370- 373 رقم 679، تقريب التهذيب 1/ 268 رقم 113، معاهد التنصيص 2/ 173 أ، مرآة الجنان 1/ 212، خزانة الأدب 1/ 504، معجم الشعراء في لسان العرب 195 رقم 435، نقد الشعر 104. [2] وقيل: «ابن سلمى» ، وقيل «ابن سليمان» . [3] وقيل: يرثي المغيرة بن المهلّب. (انظر المصادر) . [4] وفي أمالي المرتضى 2/ 301 وذيل أمالي القالي 3/ 9، وفوات الوفيات 2/ 30 ومعجم الأدباء 11/ 170، ووفيات الأعيان 5/ 355، 6/ 235 وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 405 وغيره: «المغيرة» . [5] وفي: أمالي المرتضى 2/ 199 وذيل أمالي القالي 3/ 9: «كوم الجلاد» ، وقيل: «كوم المطيّ» . (أمالي المرتضى 2/ 301) . والكوم: جمع كوماء، وهي الناقة العظيمة السنام. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 83 وَانْضِحْ جَوَانِبَ قَبْرِهِ بِدِمَائِهَا ... فَلَقَدْ يَكُونُ أَخَا دم وذبائح [1] 66- (زياد بن جبير) [2] ع- بن حيّة [3] الثقفيّ البصريّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَالْمُغِيرةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: ابْنَا أَخِيهِ سَعِيدٌ، وَمُغِيرَةُ ابْنَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. 67- (زِيَادُ بن الحصين) [4] م ن ق- بن قيس الحنظليّ [5] البصري. عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ. وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ. وَقِيلَ: لَمْ يَلْقَ ابْنَ عبّاس، كناه بعضهم أبا جهمة.   [1] الأبيات من أصل قصيدة في 57 بيتا، وردت في: ذيل أمالي القالي 3/ 8- 10، وأمالي المرتضى 2/ 199 و 301 والأغاني 15/ 381 وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 405- 406 ووفيات الأعيان 2/ 235 و 5/ 354- 355 ومعجم الأدباء 11/ 170، وفوات الوفيات 2/ 30، والوافي بالوفيات 14/ 245 وغيره. [2] الطبقات لخليفة 208، التاريخ الكبير 3/ 347 رقم 1175، تاريخ الثقات 167 رقم 466، المراسيل 61 رقم 92، الجرح والتعديل 3/ 526- 527 رقم 2379، تهذيب الكمال 1/ 441، سير أعلام النبلاء 4/ 516 رقم 207، وص 605 رقم 245، الكاشف 1/ 257 رقم 1690، جامع التحصيل 214 رقم 204، تهذيب التهذيب 3/ 357- 358 رقم 658، تقريب التهذيب 1/ 266 رقم 92، خلاصة تذهيب التهذيب 124. [3] في الكاشف للذهبي 1/ 257 «دحية» وهو خطأ. [4] التاريخ الكبير 3/ 349 رقم 1181، تاريخ الثقات 167 رقم 467، المعرفة والتاريخ 1/ 494 و 3/ 221، الكنى والأسماء 1/ 137، الجرح والتعديل 3/ 529 رقم 2378، الثقات لابن حبّان 6/ 319، تهذيب الكمال 1/ 439- 440، الكاشف 1/ 258 رقم 1699، تهذيب التهذيب 3/ 363- 364 رقم 667، تقريب التهذيب 1/ 267 رقم 101، خلاصة تذهيب التهذيب 124. [5] وهو: اليربوعي، وهو: الرياحي، ويكنى: أبو جهمة، وأبو خزيمة. (انظر مصادر ترجمته) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 84 قال أبو حاتم [1] : أبو جهمة، عن ابن عَبَّاسٍ مُرْسَلٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] : ثِقَةٌ. 68- زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ [3] ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيِّ، وَالِدُ أَمِيرِ الْمَدِينَةِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَابْنَ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ حَسَنٌ- وَالِدُ السَّيِّدَةِ [4] نَفِيسَةَ- وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، وَأَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [5] . وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي حَقِّهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ زَيْدَ بْنَ الْحَسَنِ شَرِيفُ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَدُّوا إِلَيْهِ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعِنْهُ يَا هَذَا عَلَى مَا اسْتَعَانَكَ عَلَيْهِ. وَلِزَيْدٍ وِفَادَةٌ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: رَأَيْتُهُ أَتَى الْجُمْعَةَ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَقِيلَ: كَانَ النَّاسُ يعجبون من عظم خلقته [6] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 529. [2] تاريخ الثقات 167. [3] الطبقات الكبرى 5/ 318- 319، التاريخ الكبير 3/ 392 رقم 1305، المعارف 212، المعرفة والتاريخ 1/ 554- 555، الجرح والتعديل 3/ 560 رقم 2532، مشاهير علماء الأمصار 63 رقم 424، مقاتل الطالبيين 119، رجال الطوسي 89 رقم 2، تهذيب الكمال 1/ 451- 452، سير أعلام النبلاء 4/ 487 رقم 186، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 462- 467، الوافي بالوفيات 15/ 30- 31 رقم 33، تهذيب التهذيب 3/ 406 رقم 742، تقريب التهذيب 1/ 274 رقم 172، خلاصة تذهيب التهذيب 127، أعيان الشيعة 7/ 95- 96. [4] في الأصل «الست» بدل «السيدة» . [5] ج 4/ 245. [6] الطبقات الكبرى 5/ 318، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 465. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 85 وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَزَلَهُ عَنْ صَدَقَاتِ آلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ. مَاتَ بِالْبَطْحَاءِ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ [1] وَشَيَّعَهُ الْخَلْقُ، وَكَانَ جَوَّادًا مُمَدَّحًا، عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً، وَقَلَّمَا رَوَى. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْوَلِيدَ كَتَبَ إِلَى زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ يَسْأَلُهُ أَنْ يُبَايِعَ لابْنِهِ، وَيَخْلَعَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ، فَفَرَّقَ زَيْدٌ، وَأَجَابَ الْوَلِيدَ [2] ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ، وَجَدَ كِتَابَ زَيْدٍ بِذَلِكَ إِلَى الْوَلِيدِ، فَكَتَبَ سُلَيْمَانُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ: ادْعُ زَيْدًا فَأَقْرِئْهُ هَذَا الْكِتَابَ، فَإِنْ عَرَفَهُ فَاكْتُبْ إِلَيَّ، وَإِنْ هُوَ نَكَلَ فَحَلِّفْهُ، قَالَ: فَخَافَ اللَّهَ وَاعْتَرَفَ، وَبِذَلِكَ أَشَارَ عَلَيْهِ الْقَاسِمُ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ ابْنُ حَزْمٍ، فَكَانَ جَوَابُ سُلَيْمَانَ أَنِ اضْرِبْهُ مِائَةَ سَوْطٍ وَدَرِّعْهُ عَبَاءَةً وَمَشِّهِ حَافِيًا، قَالَ: فَحَبَسَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّسُولَ فِي [3] عَسْكَرِ سُلَيْمَانَ، وَقَالَ: حَتَّى أُكَلِّمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا كَتَبَ بِهِ، وَمَرِضَ سُلَيْمَانُ، ثُمَّ مَاتَ، فَحَرَّقَ عُمَرُ الْكِتَابَ [4] . وَلِلشُّعَرَاءِ فِي زَيْدٍ مَدَائِحُ. 69- (زَيْدُ بن علي [5] أبو القموص) [6] العبديّ البصري.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 318- 319، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 465. [2] في المعرفة والتاريخ وتهذيب تاريخ دمشق: «ففرّق زيد من الوليد» . [3] في المعرفة والتاريخ «من» . [4] المعرفة والتاريخ 1/ 554- 555، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 465، سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم 119- 120، تهذيب الكمال 1/ 452. [5] الطبقات لخليفة 204 و 322، التاريخ الكبير 3/ 403 رقم 1340، المعرفة والتاريخ 1/ 297، الجرح والتعديل 3/ 568 رقم 2577، التاريخ لابن معين 2/ 184، الكنى والأسماء 2/ 85، تهذيب الكمال 1/ 456، الكاشف 1/ 268 رقم 1768، تهذيب التهذيب 3/ 420- 423 رقم 772، تقريب التهذيب 1/ 276 رقم 202، خلاصة تذهيب التهذيب 129. [6] القموص: بفتح القاف وضمّ الميم، وفي طبعة القدسي 4/ 114 «القمرص» بالراء بدل الواو، وهو خطأ، وفي الخلاصة «القلوص» باللام بدل الميم. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 86 رَوَى عَنْ: طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْجَارُودِ بْنِ الْمُعَلَّى الْعَبْدِيِّ. وعنه: قتادة، وعوف الأعرابي، وغيرهما. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 87 [حرف السين] 70- (سالم [1] بن أبي سالم الجيشاني) [2] م د ن- واسم سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وعنه: ابنه عبد الله بن سالم، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أبي جعفر، وغيرهم. له حديث واحد في الكتب. 71- سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [3] ع الْعَدَوِيُّ، أَبُو عُمَرَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، أَحَدُ الأَعْلامِ.   [1] التاريخ الكبير 4/ 111 رقم 2138، المعرفة والتاريخ 2/ 463، الجرح والتعديل 4/ 182 رقم 790، تهذيب الكمال 1/ 460، الكاشف 1/ 271 رقم 1788، تهذيب التهذيب 3/ 435 رقم 804، تقريب التهذيب 1/ 279 رقم 8، خلاصة تذهيب التهذيب 131. [2] الجيشانيّ: بفتح الجيم وسكون الياء المثنّاة من تحتها وفتح الشين المعجمة، نسبة إلى جيشان بن عيدان بن حجر.. (اللباب 1/ 323) . [3] الطبقات الكبرى 5/ 195- 201، نسب قريش 351، تاريخ خليفة 338، الطبقات لخليفة 246، التاريخ لابن معين 2/ 187، التاريخ الكبير 4/ 115 رقم 2155، التاريخ الصغير 115، تاريخ الثقات 174 رقم 499، المعارف 186- 187، المعرفة والتاريخ 1/ 353 و 389 و 469 و 471 و 554- 556 و 2/ 226 و 667 و 772 و 821، الكنى والأسماء 2/ 40، المراسيل 81 رقم 127، الجرح والتعديل 4/ 184 رقم 797، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 438، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52- 57، تهذيب الكمال 1/ 460، تحفة الأشراف الجزء: 7 ¦ الصفحة: 88 سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَائِشَةَ، وَرَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَفِينَةَ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرَهُمْ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَقَدِمَ الشَّامَ وَافِدًا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِبَيْعَةِ وَالِدِهِ لَهُ، ثُمَّ عَلَى الْوَلِيدِ، وَعَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] . عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يُرْسِلْهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ [2] . تَفَرَّدَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَهُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ لَيِّنٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: تَدْرِي لِمَ سَمَّيْتُهُ سَالِمًا؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: بِاسْمِ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ [3] . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ سَالِمُ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، عَالِيًا مِنَ الرِّجَالِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُشْبِهُ أَبَاهُ، وَكَانَ سالم بن عبد الله يشبه أباه [5] .   [13] / 199 رقم 1080، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 207- 208، الكاشف 1/ 271 رقم 1791، دول الإسلام 1/ 75، سير أعلام النبلاء 4/ 457- 467 رقم 176، جمهرة أنساب العرب 152 و 154، طبقات الفقهاء 62، وفيات الأعيان 2/ 349- 350 رقم 252، تذكرة الحفاظ 1/ 88 رقم 77، العبر 1/ 130، البداية والنهاية 9/ 234، غاية النهاية 1/ 301 رقم 1315، حلية الأولياء 2/ 193- 198 رقم 177، صفة الصفوة 2/ 163 رقم 90، جامع التحصيل 218 رقم 219، الوافي بالوفيات 5/ 83- 85 رقم 110، تهذيب التهذيب 3/ 436- 438 رقم 807، تقريب التهذيب 1/ 280 رقم 11، الوفيات لابن قنفذ 107، النجوم الزاهرة 1/ 256، مرآة الجنان 1/ 227، طبقات الحفاظ 33، خلاصة تذهيب التهذيب 131، شذرات الذهب 1/ 133، خلاصة الذهب المسبوك 33- 34. [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52. [2] أخرجه الترمذي (3383) من طريق حمّاد بن عيسى، وله شاهد عند أبي داود (1485) في حديث ابن عباس، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52. [3] تهذيب تاريخ دمشق. [4] الطبقات الكبرى 5/ 200. [5] قارن بطبقات ابن سعد 5/ 195- 196. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 89 وَقَالَ أَشْهَبُ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَانِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَشْبَهَ بِمَنْ مَضَى مِنَ الصَّالِحِينَ فِي الزُّهْدِ وَالْقَصْدِ وَالْعَيْشِ مِنْهُ، كَانَ يَلْبِسُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمَيْنِ، وَيَشْتَرِي الشِّمَالَ [1] يَحْمِلُهَا. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِسَالِمٍ، وَرَآهُ خَشِنَ السِّحْنَةِ: أَيُّ شَيْءٍ تَأْكُلُ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ، وَإِذَا وَجَدْتُ اللَّحْمَ أَكَلْتُهُ [2] . وَرَوَى زَيْدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَلْقَى وَلَدَهُ سَالِمًا، فَيُقَبِّلُهُ وَيَقُولُ: شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخًا [3] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُلامُ فِي حُبِّ سَالِمٍ، فَيَقُولُ: يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ ... وَجِلْدَةُ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ [4] مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمٍ: أَسَمِعْتَ كَذَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَ: مَرَّةً وَاحِدَةً! أَكْثَر مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ [5] . وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَكْرَهُونَ اتِّخَاذَ الإِمَاءِ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَالْقَاسِمُ، وَسَالِمٌ فُقَهَاءٌ، فَفَاقُوا أَهْلَ الْمَدِينَةِ عِلْمًا وَتُقًى وَعِبَادَةً، فَرَغِبُوا حِينَئِذٍ فِي السَّرَارِيِّ [6] . وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ يُصْدِرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةٌ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْقَاسِمُ، وَعُرْوَةُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، لا يَقْضِي الْقَاضِي حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْهِمْ. رَوَاهَا يعقوب الفسوي [7] عن عليّ بن الحسن العسقلاني،   [1] الشّمال: مفردها شملة، وهي كساء دون القطيفة يشتمل به. وقد أثبتها القدسي في طبعته 4/ 115 «السمال» اعتمادا على تهذيب تاريخ دمشق، وقال: لعلّ الصواب «الأسمال» . [2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52- 53، وفيه تكملة، وانظر طبقات ابن سعد 5/ 200. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53. [4] الطبقات الكبرى 5/ 196، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53، تهذيب الكمال 1/ 461، الوافي بالوفيات 15/ 84. [5] المعرفة والتاريخ 1/ 554. [6] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53، تهذيب الكمال 1/ 461. [7] المعرفة والتاريخ 1/ 477، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53، تهذيب الكمال 1/ 461. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 90 عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: فُقَهَاءُ أَهْلِ المدينة هؤلاء- فسمّى المذكورين- وعليّ ابن الْحُسَيْنِ، وَأَبَا سَلَمَةَ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ [1] . وَقَالَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ كُلِّهَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ [2] . هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَفَعَ الْحَجَّاجُ إِلَى سَالِمِ بن عبد الله رجلا ليقتله، فقال للرجل: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَصَلَّيْتَ الْيَوْمَ الصُّبْحَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَرَدَّهُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَرَمَى بِالسَّيْفِ وَقَالَ: ذَكَرَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، وَأَنَّهُ صَلَّى الصُّبْحَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ» [3] ، فَقَالَ: لَسْنَا نَقْتُلُهُ عَلَى صَلاةٍ، وَلَكِنَّهُ مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: هاهنا مَنْ هُوَ أَوْلَى بِعُثْمَانَ مِنِّي، قَالَ: فَبَلَغَ ذلك ابن عمر، فقال: مكيس مِكْيَسٌ [4] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمٍ، وَكَانَ لا يَأْكُلُ إِلا وَمَعَهُ مِسْكِينٌ [5] . وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ لِسَالِمٍ حِمَارٌ هَرِمٌ، فَنَهَاهُ بَنُوهُ عَنْ رُكُوبِهِ، فَأَبَى، فَجَدَعُوا أُذُنَهُ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَ رُكُوبَهُ، فَقَطَعُوا ذَنَبَهُ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ، وَرَكِبَهُ أَجْدَعَ الأُذُنَيْنِ مَقْطُوعَ الذَّنَبِ [6] . وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ قَضَاهُ، ثُمَّ يَصِلُ منه ويتصدّق [7] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53. [2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 54. [3] أخرجه مسلم (657) من حديث جندب بن عبد الله، وبقيّته: «فلا يطلبنّكم الله من ذمّته بشيء، فيدركه فيكبّه في نار جهنم» ، والترمذي (2164) من حديث أبي هريرة. [4] الطبقات الكبرى 5/ 196، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 54 وفيه (ملبس، ملبس) . [5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 54. [6] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 55. [7] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 55 وفيه تكملة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 91 سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدُ اللَّهِ يَلْبِسُ الصُّوفَ، وَكَانَ عَلِجَ الْخَلْقُ [1] يُعَالِجُ بِيَدَيْهِ وَيَعْمَلُ [2] . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا هُوَ بِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: سَلْنِي حَاجَةً، قَالَ: إِنِّي أَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَسْأَلَ فِي بَيْتِهِ غَيْرَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ: الآنَ قَدْ خَرَجْتَ فَسَلْنِي حَاجَةً، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا، فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لا يَمْلِكُهَا؟ [3] . وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ إِذَا خَلا حَدَّثَنَا حَدِيثَ الْفِتْيَانِ [4] . وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ غَلِيظًا، كَأَنَّهُ جَمَّالٌ، سُئِلَ: مَا أُدَامُكَ؟ قَالَ: الْخَلُّ وَالزَّيْتُ، قِيلَ: فَإِنْ لَمْ تَشْتَهْهُ؟ قَالَ: أَدَعُهُ حَتَّى أَشْتَهِيَهُ [5] . وَعَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ عَلَى سَمْتِ وَالِدِهِ عَبْدِ اللَّهِ فِي عَدَمِ الرَّفَاهِيَةِ. الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ سَالِمًا دَخَلَ فِي هَيْئَةٍ رَثَّةٍ وَثِيَابٍ غَلِيظَةٍ، فَرَحَّبَ بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ [6] . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [7] : سَالِمٌ ثِقَةٌ وَرِعٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ. رَوَى لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَابْنُ شَوْذَبٍ، وَطَائِفَةٌ أَنَّ سَالِمًا تُوُفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ، زَادَ ابْنُ سَعْدٍ [8] : وَهِشَامُ يومئذ بالمدينة، وكان حجّ تلك السَّنَةَ، فَوَافَقَ مَوْتَ سَالِمٍ. وَعَنْ أَفْلَحَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ هِشَامًا صَلَّى عَلَى سَالِمٍ بِالْبَقِيعِ، لِكَثْرَةِ النّاس،   [1] علج الخلق: شديد معالج للأمور، (التاريخ لابن معين 2/ 187) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 55، تهذيب الكمال 1/ 461. [3] راجع تهذيب تاريخ دمشق 6/ 56. [4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 56. [5] راجع تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52- 53، الطبقات الكبرى 5/ 200- 201. [6] راجع تهذيب تاريخ دمشق 6/ 55 ففيه زيادة. [7] الطبقات الكبرى 5/ 200. [8] الطبقات الكبرى 5/ 201. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 92 فَلَمَّا رَأَى هِشَامُ كَثْرَتَهُمْ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ هشام المخزوميّ: اضرب على أهل الْمَدِينَةِ بَعَثَ أَرْبَعَةَ آلافٍ، فَكَانَ النَّاسُ إِذَا دَخَلُوا الصَّائِفَةَ، خَرَجَ أَرْبَعَةُ آلافٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّوَاحِلِ، فَكَانُوا هُنَاكَ إِلَى قُفُولِ النَّاسِ وَمَجِيئِهِمْ مِنَ الصَّائِفَةَ [1] . قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ: حَجَّ هِشَامٌ، فَأَعْجَبَتْهُ سِحْنَةَ سَالِمٍ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَأْكُلْ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ، قَالَ: فَإِذَا لَمْ تَشْتَهِهُ؟ قَالَ: أَدَعُهُ حَتَّى أَشْتَهِيهِ، فَعَانَهُ هِشَامٌ- أَيْ أَصَابَهُ بِالْعَيْنِ- فَمَرِضَ وَمَاتَ، فَشَهِدَهُ هِشَامٌ، وَازْدَحَمَ النَّاسُ فِي جِنَازَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَكَثيِرٌ، فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ بَعْثًا خرج فيه جَمَاعَةٌ لَمْ يَرْجِعُوا، فَتَشَاءَمَ بِهِشَامٍ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا عَانَ فَقِيهَنَا، وَعَانَ بَلَدَنَا وَأَهْلَهُ [2] . وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: حَدَّثَنِي أَشْعَبُ [3] قَالَ: قَالَ لِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: لا تَسْأَلْ أَحَدًا غَيْرَ اللَّهِ. وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ سَالِمٌ فِي أَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. 72- (سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله [4] النّصري) [5] م د ن ق- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ سَالِمٌ سَبَلانُ، وَهُوَ سَالِمٌ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ [6] وَهُوَ سَالِمٌ السَّدُوسِيُّ مَوْلاهُمْ، وَهُوَ سالم   [1] الطبقات الكبرى 5/ 201. [2] راجع الطبقات الكبرى 5/ 201. [3] هو أشعب الطّمع، كما في: سير أعلام النبلاء 4/ 463. [4] الطبقات الكبرى 5/ 310، التاريخ الكبير 4/ 109- 110 رقم 2136، تاريخ الثقات للعجلي 174 رقم 498، الجرح والتعديل 4/ 184 رقم 798، الطبقات لخليفة 249، الثقات لابن حبّان 4/ 307- 308، تهذيب الكمال 1/ 464، سير أعلام النبلاء 4/ 595- 596، رقم 234، الكاشف 1/ 271 رقم 1892، المشتبه 351، تهذيب التهذيب 3/ 438- 439 رقم 808، تقريب التهذيب 1/ 280 رقم 12، خلاصة تذهيب التهذيب 131. [5] في طبعة القدسي 4/ 117 «النضري» بالضاد المعجمة، اعتمادا على الخلاصة، والصحيح ما أثبتناه عن أكثر مصادر ترجمته. [6] في طبعة القدسي 4/ 117 «المهدي» وهو تصحيف، والتصحيح من تهذيب التهذيب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 93 مَوْلَى أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيِّ. وَهُوَ سَالِمٌ مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ. عُمِّرَ دَهْرًا، وَرَوَى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ. لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ، وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ. 73- (سَالِمُ أَبُو الزُّعَيْزَعَةِ [1] الدِّمَشْقِيُّ) مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَكَاتِبُهُ، وَكَاتِبُ ابْنِهِ عَبْدِ الملك، وصاحب حرسه. روى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْه: عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، والنضر بن محرز، وعمرو بن عبيد. وهو مقل. 74- (سعد بن عبيدة) [2] ع- أبو حمزة السّلمي الكوفي، زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَالْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الأَحْنَفِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَمَنْصُورُ بن المعتمر، وزبيد اليامي،   [1] مهمل في الأصل، والتصحيح من تهذيب تاريخ دمشق 6/ 59، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 183 وفيه: أبو الزعبرة، أو زعيزعة، أو زعزعة» . [2] الطبقات الكبرى 6/ 298، الطبقات لخليفة 155، تاريخ خليفة 335، التاريخ لابن معين 2/ 192، التاريخ الكبير 4/ 60 رقم 1962، تاريخ الثقات 180 رقم 525، المعرفة والتاريخ 2/ 229 و 775 و 146- 147 وفيه كنيته «أبو ضمرة» وهو تصحيف، تاريخ أبي زرعة 1/ 626- 627، الكنى والأسماء 1/ 157، الجرح والتعديل 4/ 89 رقم 388، تهذيب الكمال 1/ 474، الكاشف 1/ 279 رقم 1855، سير أعلام النبلاء 5/ 9 رقم 5 (وفيه: «سعد بن عبيد» ) بحذف التاء المربوطة في آخره، وهو تصحيف، تهذيب التهذيب 4/ 478 رقم 889 (وفيه: أبو ضمرة) ، تقريب التهذيب 1/ 288 رقم 96، خلاصة تذهيب الكمال 135. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 94 وَالأَعْمَشُ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. 75- (سَعْدٌ أَبُو هَاشِمٍ السِّنْجَارِيُّ) [1] حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وعنه: علي بن بذيمة، وخصيف، وعبد الكريم الجزري، وهلال بن خباب، وإسماعيل بن سالم. وثقه ابن معين، وقيل: هو بصري نزل سنجار. 76- سعيد بن سليمان [2] ابن زيد بن ثابت الأنصاري، قاضي المدينة، قال مَالِكٌ: كَانَ فَاضِلا عَابِدًا، أُرِيدَ عَلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ، فَكَلَّمَهُ إِخْوَانُهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ، وَقَالُوا: الْقَضِيَّةُ تَقْضِيهَا بِحَقٍّ أَفْضَلُ مِنْ كَذَا وَكَذَا مِنَ التَّطَوُّعِ، فَلَمْ يُجِبْ، فَأُكْرِهَ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ قَضَى بِهِ عَلَى الأَمِيرِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّصْرِيِّ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ، أَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ مَالا عَظِيمًا لِلْفُقَرَاءِ فَقَسَّمَهُ، وَبِذَلِكَ السَّبَبِ عُزِلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ [3] . قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عَبْدُ الْوَاحِدِ صَالِحًا بَارِزًا لِلأُمَرَاءِ، لا يَسْتُرُ شَيْئًا، وَكَانَ إِذَا أَتَى بِرِزْقِهِ فِي الشَّهْرِ، وَهُوَ ثَلاثُمِائَةَ دِينَارٍ يَقُولُ: إِنَّ الَّذِي يَخُونُ بَعْدَكَ لخائن.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 193، التاريخ الكبير 4/ 66- 67 رقم 1981، تاريخ الثقات 180 رقم 529، المعرفة والتاريخ 2/ 460، الكنى والأسماء 2/ 149، الجرح والتعديل 4/ 98 رقم 436، الثقات لابن حبان 4/ 296. والسّنجاري: بكسر السين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وبعد الألف راء. نسبة إلى مدينة سنجار من بلاد الجزيرة. (اللباب 2/ 145) . [2] التاريخ الكبير 3/ 481 رقم 1607، تاريخ خليفة 334 و 405، الطبقات لخليفة 265 و 327، المعرفة والتاريخ 1/ 377، أخبار القضاة 1/ 151 و 164 و 167- 168، الجرح والتعديل 4/ 25 رقم 103، مشاهير علماء الأمصار 129 رقم 1008، تهذيب الكمال 1/ 492، تهذيب التهذيب 4/ 42- 43 رقم 68، تقريب التهذيب 1/ 298 رقم 186، خلاصة تذهيب التهذيب 139، الكامل في التاريخ 5/ 446. [3] انظر: أخبار القضاة لوكيع 1/ 167- 168. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 95 وَرُوِيَ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ تَوَجَّعَ لِعَزْلِ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَجَزَعَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لَمْ يُقْدِمْ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالٍ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّصْرِيِّ، كَانَ لا يُوصِلُ أَمْرًا إِلا اسْتَشَارَ الْقَاسِمَ وَسَالِمًا. 77- (سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ) ع- تَقَدَّمَ [1] ، وَقَدْ قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، وَمَالَ إِلَى هَذَا الْحَاكِمِ. 78- (سَعِيدُ بْنُ أَبِي هند) [2] ع- مَوْلَى سَمُرَةَ. رَوَى عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير. وعنه: ابنه عبد الله بن سعيد، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن أبي إسحاق، ونافع بن عمر الجمحي، وآخرون. كان ثقة فاضلا، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ هِشَامٍ. 79- سعيد بن أبي الحسن [3] خ م يسار، أخو الحسن البصري.   [1] في الطبقة الماضية. [2] الطبقات لخليفة 264، التاريخ الكبير 3/ 518- 519 رقم 1735، المعرفة والتاريخ 1/ 347 و 647 و 3/ 402، تاريخ أبي زرعة 1/ 424، الجرح والتعديل 4/ 71 رقم 302، المراسيل 75 رقم 120، تهذيب الكمال 1/ 509، الكاشف 1/ 297 رقم 1988، سير أعلام النبلاء 5/ 9- 10 رقم 6، العبر 1/ 116، جامع التحصيل 224 رقم 246، تهذيب التهذيب 4/ 93- 94 رقم 158، تقريب التهذيب 1/ 307 رقم 273، خلاصة تذهيب التهذيب 143، شذرات الذهب 1/ 123. [3] الطبقات الكبرى 7/ 178- 179، الطبقات لخليفة 210، تاريخ خليفة 339، التاريخ الكبير 3/ 462- 463 رقم 1538، الزهد لأحمد 287، تاريخ الثقات 182 رقم 536، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الجرح والتعديل 4/ 72- 73 رقم 306، مشاهير علماء الأمصار 90 رقم 657، تهذيب الكمال 1/ 486، تحفة الأشراف 13/ 203 رقم 1086، الكاشف 1/ 283 رقم 1885، سير أعلام النبلاء 4/ 588 رقم 224، الوافي بالوفيات 15/ 274 رقم 385، تهذيب التهذيب 4/ 16 رقم 21، تقريب التهذيب 1/ 293 رقم 140، خلاصة تذهيب التهذيب 137. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 96 رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وعنه: قتادة، وعوف الأعرابي، ويحيى بن أبي إسحاق، وعلي بن علي الرفاعي، وآخرون. وثقه أبو زرعة وغيره. قال ابن حبان: مات بفارس سنة ثمان، وقيل: سنة تسع ومائة، وقيل: سنة مائة. ابن علية، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ طَالَ حُزْنُ الْحَسَنِ عَلَيْهِ وَبَكَى، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّكَ إِمَامٌ يُقْتَدَى بِكَ! فَقَالَ: دَعُونِي، فَمَا رَأَيْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَابَ عَلَى يَعْقُوبَ طُولَ الْحُزْنِ. قَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: دَخَلَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ يَبْكِي عَلَى أَخِيهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا سعيد، إنّك تعلّم النّاس ويحتجّون ببكائك عند الْمُصِيبَةِ! فَحَمَدَ اللَّهَ، وَقَدْ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّمَا الْجَزَعُ مَا كَانَ بِاللِّسَانِ أَوِ الْيَدِ، فَرَحِمَ اللَّهُ سَعِيدًا مَا عَلِمْتُ فِي الأَرْضِ مِنْ شِدَّةٍ كَانَتْ تَنْزِلُ بِي إِلا يَوَدُّ أَنَّهُ وَقَى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ. 80- (سُلَيْمَانُ بْنُ بريدة) [1] م 4- بن الحصيب [2] الأسلميّ، وُلِدَ هُوَ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ في بطن في خِلافَةِ عُمَرَ، وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُفَضِّلُهُ عَلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعِمْرَانَ بن حصين، وعائشة.   [1] الطبقات لخليفة 322، التاريخ الكبير 4/ 4 رقم 1761، تاريخ الثقات 200 رقم 604، المعرفة والتاريخ 2/ 175- 176، الجرح والتعديل 4/ 102 رقم 458، مشاهير علماء الأمصار 125 رقم 986، تحفة الأشراف 13/ 224 رقم 1097، تهذيب الكمال 1/ 532، ميزان الاعتدال 2/ 197 رقم 3430، الكاشف 1/ 311 رقم 2092، تهذيب التهذيب 4/ 174 رقم 303، تقريب التهذيب 1/ 321 رقم 415، خلاصة تذهيب التهذيب 150. [2] في طبعة القدسي 4/ 119 «الخصيب» بالخاء المعجمة، وما أثبتناه عن مصادر ترجمته، بضم الحاء المهملة وفتح الصاد المهملة وسكون الياء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 97 وعنه: علقمة بن مرثد، ومحارب بْنُ دَثَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةِ [1] ، وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. 81- (سُلَيْمَانُ بْنُ سَعْدٍ [2] الْخُشَنِيُّ) [3] مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ، قِيلَ: إِنَّ هَذَا هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَلَ حِسَابَ الدِّيوَانِ مِنَ الرُّومِيَّةِ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ [4] . وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ، وَكَانَ كَاتِبَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَالْوَلِيدِ، وَسُلَيْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. حَكَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَلا رِوَايَةَ لَهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِسُلَيْمَانَ بْنِ سَعْدٍ: بَلَغَنِي أَنَّ فُلانًا عَامِلَنَا زِنْدِيقٌ، قَالَ: وَمَا يَضُرُّكَ؟ كَانَ أَبُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَافِرًا، فَمَا ضَرَّهُ ذَلِكَ، فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ: مَا وَجَدْتَ مَثَلا إِلا ذَا، فَعَزَلَهُ [5] . 82- (سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [6] مَوْلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَقَائِدُهَا، وَيُقَالُ لَهُ: سُلَيْمٌ، يُكْنَى أَبَا عِمْرَانَ. حَدَّثَ عَنْهَا، وَعَنْ ذِي الأَصَابِعِ الصَّحَابِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ. وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيَوَةَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث [7] .   [1] في الأصل «حجارة» والتصحيح من المصادر المذكورة. [2] تاريخ خليفة 299 و 312 و 319، تاريخ الرسل والملوك 6/ 180- 181، الوزراء والكتّاب للجهشياريّ 40، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 278، الوافي بالوفيات 15/ 390 رقم 534. [3] الخشنيّ: بضم الخاء وفتح الشين. نسبة إلى قبيلة من قضاعة. (اللباب 1/ 446) . [4] تاريخ خليفة 299، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 278، الوزراء والكتّاب 40. [5] انظر: تهذيب تاريخ دمشق، والوافي بالوفيات. [6] التاريخ الكبير 4/ 22 رقم 1830، تاريخ أبي زرعة 1/ 392، الجرح والتعديل 4/ 125 رقم 540 وص 151 رقم 650. [7] الجرح والتعديل 4/ 125. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 98 83- (سليمان بن عتيق المكي) [1] م د س ق [2]- عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَطَلَقِ بْنِ حَبِيبٍ. وَعَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الأَعْرَجُ، وَزِيَادُ بْنُ سَعدٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صِرْمَا، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، قَالا: أَنْبَأَ أبو الفضل الأرمويّ [3] ، أنبأ أبو الحسن بن النّقور، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرَمِيّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ معين، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُتَيْقٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِوَضْعِ الْجَوَائِحِ، وَنَهَى عَنْ بيع السّنين» [4] .   [1] التاريخ الكبير 4/ 29 رقم 1857، المعرفة والتاريخ 2/ 205، الجرح والتعديل 4/ 133 رقم 581، تهذيب الكمال 1/ 543- 544، الكاشف 1/ 318 رقم 2137، ميزان الاعتدال 2/ 214 رقم 3490، المغني في الضعفاء 1/ 281 رقم 2606، تهذيب التهذيب 4/ 210 رقم 359، تقريب التهذيب 1/ 328 رقم 472 وفيه «المدني» بدل «المكيّ» وهو سبق قلم، وكذا في خلاصة تذهيب التهذيب 153. [2] في طبعة القدسي 4/ 120 «ن» بدل «س» ، وما أثبتناه هو الصحيح نقلا عن المغني والتهذيب والتقريب وغيره. [3] الأرموي: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو. نسبة إلى أرمية، وهي من بلاد آذربيجان. (اللباب 1/ 44) . [4] رواه مسلم «1554» في باب وضع الجوائح، كتاب المساقاة، دون النهي عن بيع السنين، وبالسند نفسه، وأبو داود «3374» باب في بيع السنين، والنسائي 7/ 264- 265 في: وضع الجوائح، وهو يفسّر ما قبله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن بعت من أخيك ثمرا فأصابته جائحة فلا يحلّ لك أن تأخذ منه شيئا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟» ، وأخرجه الإمام مالك في الموطأ «1306» قال: إنّ عمر بن عبد العزيز قضى بوضع الجائحة. قال مالك: وعلى ذلك الأمر عندنا، ورواه أحمد في مسندة 3/ 309 بتقديم النهي عن بيع السنين على وضع الجوائح. وبيع السنين: هو أن يبيع الإنسان ما تحمله هذه الشجرة سنة أو أكثر، وهو بيع المعاومة أيضا، والمعاومة مأخوذة من العام الّذي هو السنة. والجوائح: جمع جائحة، وهي الآفة التي تصيب الثمار فتهلكها. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 99 84- (سُلَيْمَانُ بْنُ قَتَّةَ [1] الْبَصْرِيُّ) [2] مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَرَضًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ مُعَاوِيَةُ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. قَرَأَ عَلَيْهِ: عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ [3] ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَأَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ شُعَرَاءِ وَقْتِهِ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَقَتَّةُ هِيَ أُمُّهُ. وَمِنْ شِعْرِهِ: وَقَدْ يَحْرِمُ اللَّهُ الْفَتَى وَهُوَ عَاقِلٌ ... وَيُعْطِي الْفَتَى مَالا وَلَيْسَ لَهُ عَقْلُ [4] 85- سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ [5] ع أَخُو عَطَاءِ بن يسار، وعبد الله، وعبد الملك.   [1] قتة: مهمل في الأصل، والتصويب من مصادر ترجمته الآتية، وهو مصحف في تعجيل المنفعة إلى «قنة» بالنون بدل التاء، وكذا صحّف في: المعرفة والتاريخ. [2] التاريخ لابن معين 2/ 233، التاريخ الكبير 4/ 32 رقم 1870، المعارف 487 و 598، المعرفة والتاريخ 2/ 692، العلل لابن المديني 76، الجرح والتعديل 4/ 136 رقم 595، المبهج لابن جني 57، غاية النهاية لابن الجزري 1/ 314 رقم 1385، سير أعلام النبلاء 4/ 596 رقم 235، تعجيل المنفعة لابن حجر 167، تبصير المنتبه 1122، القاموس المحيط، مادة (ق ت ت) ، لسان العرب، مادّة (قتت) . [3] الجحدري: بفتح الجيم وسكون الحاء وفتح الدال المهملتين. نسبة إلى جحدر، وهو اسم رجل. (اللباب 1/ 260) . [4] البيت في: المعارف 487. [5] الطبقات الكبرى 5/ 174- 175، الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 330 و 340، التاريخ لابن معين 2/ 237 رقم 253 و 505 و 662، التاريخ الكبير 4/ 41- 42 رقم 1901، تاريخ الثقات 207 رقم 620، المعارف 456، المعرفة والتاريخ 1/ 141 و 353 و 426 و 477 و 549 و 550 و 559 و 572 و 714 و 2/ 372 و 668، تاريخ أبي زرعة 1/ 381، الكنى والأسماء 1/ 102، الجرح والتعديل 4/ 149 رقم 643، المراسيل 81- 82 رقم 129، مشاهير علماء الأمصار 64 رقم 432، الثقات لابن حبّان 6/ 394، مروج الذهب 3/ 214، ثمار القلوب 87 رقم 124، طبقات الفقهاء للشيرازي 60، الكامل في التاريخ 5/ 138، حلية الأولياء 2/ 190- 193 رقم 176، صفة الصفوة 2/ 82- 85 رقم 160، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 234- 235 رقم 233، وفيات الأعيان 2/ 399 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 100 كَاتَبَ سُلَيْمَانُ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَرَوَى عَنْهَا، وَعَنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَيْمُونَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي رَافِعٍ، وَالْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَسَالِمُ أَبُو النَّضْرِ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ وَآخَرُونَ. وَكَانَ فَقِيهًا إِمَامًا مُجْتَهِدًا، رَفِيقَ الذِّكْرِ. قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: سُلَيْمَانُ عِنْدَنَا أَفْهَمُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [1] . وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ فَرَاوَدَتْهُ، فَامْتَنَعَ، فَقَالَتْ: إِذًا أَفْضَحُكَ، فَتَرَكَهَا فِي مَنْزِلِهِ وَهَرَبَ، فَحُكِيَ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ يُوسُفَ الصِّدِّيقَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: أَنَا يُوسُفُ الَّذِي هَمَمْتُ، وَأَنْتَ سُلَيْمَانُ الَّذِي لَمْ تَهِمَّ [2] . وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: رَأَيْتُ السَّائِلَ يَأْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ [3] . وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ من علماء النّاس بعد ابن المسيّب [4] .   [ () ] رقم 270، تهذيب الكمال 1/ 548، تحفة الأشراف 13/ 227 رقم 1102، الكاشف 1/ 321 رقم 2157، العبر 1/ 131، تذكرة الحفاظ 1/ 91 رقم 81، دول الإسلام 1/ 75، سير أعلام النبلاء 4/ 444- 448 رقم 173، البداية والنهاية 9/ 244، غاية النهاية لابن الجزري رقم 1396، مرآة الجنان 1/ 228، جامع التحصيل 231- 232 رقم 263، الوافي بالوفيات 15/ 443- 444 رقم 593، الوفيات لابن قنفذ 91 رقم 107، تهذيب التهذيب 4/ 228- 230 رقم 381، تقريب التهذيب 1/ 331 رقم 505، النجوم الزاهرة 1/ 252، طبقات الحفاظ 35، تاريخ الخلفاء 248، تاريخ الخميس 2/ 356، خلاصة تذهيب التهذيب 155، شذرات الذهب 1/ 134. [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 174، المعرفة والتاريخ 1/ 549، تاريخ الثقات 207. [2] حلية الأولياء 2/ 190- 191، صفة الصفوة 2/ 82، تهذيب الكمال 1/ 548. [3] تهذيب الكمال 1/ 548. [4] المعرفة والتاريخ 1/ 549. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 101 وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً عَالِمًا [2] فَقِيهًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَ ابْنُ خليل، أنا أبو المكارم اللّبّان، أنبأ أو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ [3] أَخُو أَهْلِ الشَّامِ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ من رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ اللَّهُ نِعْمَةً فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِي سَبِيلٍ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ، وَقَدْ قِيلَ، فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ. وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ [4] . فَأَمَرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى النَّارِ. وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نعمة، فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ قال: مَا تَرَكْتُ مِنْ شَيْءٍ يَجِبُ أَنْ يُنْفَقَ فِيهِ إِلا أَنْفَقْتُ فِيهِ لَكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلانٌ جَوَّادٌ، فَقَدْ قِيلَ، فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى ألقي في النّار» . هذا حديث صحيح [5] .   [1] الطبقات الكبرى 5/ 175. [2] اللفظ في الطبقات «عاليا» . [3] هو ناتل بن قيس الخرامي الشامي من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابيا، وكان ناتل كبير قومه. (انظر التاريخ لابن معين 2/ 601 وتهذيب الكمال 3/ 1401) . [4] الجملة المحصورة بين حاصرتين ساقطة من الأصل. والاستدراك من صحيح مسلم. [5] أخرجه مسلم في صحيحه (1905) في الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، وأحمد في مسندة 2/ 322 من طريق ابن جريج، عن يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ. وانظر: حلية الأولياء 2/ 192. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 102 قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] ، وَابْنُ مَعِينٍ [2] : ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ دِمَشْقَ، فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْحَمَّامِ، وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَصْرِيُّ: كَانَ أَبُوهُ يَسَارٌ فَارِسِيًّا. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: يُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ. وَقَدْ وُلِّيَ سُوقَ الْمَدِينَةِ لِأَمِيرِهَا عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [4] . وقال ابن الْمَدِينِيِّ، وَالْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَآخَرُونَ: كُنْيَتُهُ أَبُو أَيُّوبَ [5] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقَدِّمِيُّ: يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمَ أَهْلِهَا بِالطَّلاقِ، فَقِيلَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ [6] . وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَكَانَ أَخُوهُ عَطَاءٌ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا [7] . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَابْنُ سَعْدٍ [8] ، وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْفَلَّاسُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، وَالْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَقَالَ خَلِيفَةُ [9] : سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ غَلَطٌ، تُوُفِّيَ فِي عُشْرِ الثَّمَانِينَ. 86- (سَلامَانُ بْنُ عَامِرٍ الشَّعْبَانِيُّ الْمَصْرِيُّ) [10] عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عبيد،   [1] الطبقات الكبرى 5/ 175. [2] التاريخ 2/ 237. [3] التاريخ الكبير 4/ 41- 42، تاريخ أبي زرعة 1/ 381 رقم 837. [4] الطبقات الكبرى 5/ 175. [5] انظر الكنى والأسماء للدولابي. [6] سير أعلام النبلاء 4/ 448. [7] صفة الصفوة 2/ 84. [8] الطبقات الكبرى 5/ 175. [9] الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 330. [10] التاريخ الكبير 4/ 213 رقم 2542، الجرح والتعديل 4/ 322 رقم 1407. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 103 وَأَبِي عُثْمَانَ صَاحِبٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا، تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. 87- (سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ) [1] خ م ت ن- الدّيلي المدني. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، وَجَابِرٍ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ. وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] . 88- (سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ) [3] 4- أَبُو حَاجِبٍ الْعنَزَيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ الأَقْرَعِ الْغِفَارِيِّ- وَاسْمُ أَبِيهِ عَمْرٌو-، وَعَائِذِ بْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ. وَعَنْهُ: عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ. وَهُوَ ثِقَةٌ. 89- (سَيَّارٌ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ) [4] نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَرَوَى عن أبي   [1] الطبقات الكبرى 5/ 249، الطبقات لخليفة 248، تاريخ خليفة 336، تاريخ الثقات 208 رقم 627، المعرفة والتاريخ 1/ 390، التاريخ الكبير 4/ 162- 163 رقم 2338، المعارف 274، الجرح والتعديل 4/ 250- 251 رقم 1080، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 487، الكاشف 1/ 323 رقم 2177، الوافي بالوفيات 15/ 459 رقم 619، تهذيب التهذيب 4/ 242 رقم 413، تقريب التهذيب 21/ 334 رقم 537، الثقات 4/ 336، خلاصة تذهيب التهذيب 156. [2] تاريخ الثقات 208. [3] التاريخ لابن معين 2/ 243، الطبقات لخليفة 211، التاريخ الكبير 4/ 184- 185 رقم 2419، المعرفة والتاريخ 3/ 200، تاريخ أبي زرعة 1/ 480، الكنى والأسماء 1/ 142، الجرح والتعديل 4/ 292 رقم 1266، تهذيب الكمال 1/ 559، الكاشف 1/ 328 رقم 2210، تهذيب التهذيب 4/ 267 رقم 460، تقريب التهذيب 1/ 339 رقم 587، خلاصة تذهيب التهذيب 158. [4] التاريخ الكبير 4/ 160 رقم 2328، الجرح والتعديل 4/ 254 رقم 1102، تهذيب الكمال الجزء: 7 ¦ الصفحة: 104 أُمَامَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْرٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ. وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا تَكَلَّمَ فيه.   [1] / 565، الكاشف 1/ 332 رقم 2241، تهذيب التهذيب 4/ 293 رقم 503، تقريب التهذيب 1/ 344، رقم 629، خلاصة تذهيب الكمال 161. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 105 [حرف الشين] 90- (شرحبيل بن شفعة [1] ت- أبو يزيد الشامي. عَنْ: شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وُعُتْبَةَ بْنِ الْعَاصِ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَأَبِي عُتْبَةَ الْخَوْلانِيِّ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، وَحَرِيزُ [2] بْنُ عُثْمَانَ. قَالَ أَبُو دَاوُدُ: شُيُوخُ حَرِيزٍ [2] كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. 91- (شُعْبَةُ بْنُ دِينَارٍ) [3] د- مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَدَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : لَيْسَ بِهِ بأس، وضعّفه غيره.   [1] الطبقات لخليفة 311، التاريخ الكبير 4/ 250 رقم 2695، المعرفة والتاريخ 2/ 343 و 430، تاريخ أبي زرعة 1/ 595، الكنى والأسماء 2/ 162، الجرح والتعديل 4/ 339 رقم 1487 وفيه «سفعة» بالسين المهملة، تهذيب الكمال 2/ 576 وفيه «سعفه» مهملة، الكاشف 2/ 7 رقم 2281، تهذيب التهذيب 4/ 324 رقم 557، تقريب التهذيب وشفعة: بالضم ثم سكون الفاء وفتح العين. [2] في طبعة القدسي 4/ 123 «جرير» وهو تحريف، والتصويب عن الجرح والتعديل وتهذيب التهذيب. [3] التاريخ لابن معين 2/ 256- 257، الطبقات لخليفة 281، التاريخ الكبير 4/ 244 رقم 2676، تاريخ الثقات 220 رقم 666، الضعفاء والمتروكين للنسائي 293، المعرفة والتاريخ 2/ 706، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1339- 1345، الجرح والتعديل 4/ 368 رقم 1606، المجروحين لابن حبّان 1/ 361، تهذيب الكمال 2/ 583- 584، الكاشف 2/ 10 رقم 2302، تهذيب التهذيب 4/ 346- 347 رقم 582، تقريب التهذيب 1/ 351 رقم 68، خلاصة تذهيب التهذيب 166. [4] التاريخ 2/ 257 رقم 1114. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 106 قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ به. 92- شفيّ بن ماتع [2] د ت ن الأصبحي [3] المصري. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: ابْنُهُ حُسَيْنٌ، وَأَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ، وَأَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، وَعَنْهُ ابْنُ مُسْلِمٍ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَرَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ شُفَيُّ عَالِمًا حَكِيمًا، ثُمَّ سَاقَ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ شُفَيٍّ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَأَقْبَلَ شَفَيٌّ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: جَاءَكُمْ أَعْلَمُ مَنْ عَلَيْهَا، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبِرْنَا يَا أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ، مَا الْخَيْرَاتُ الثَّلاثُ، وَمَا الشَّرَّاتُ الثَّلاثُ؟ قَالَ: الْخَيْرَاتُ الثَّلاث: لِسَانٌ صَدُوقٌ، وَقَلْبٌ تَقِيٌّ، وامرأة صالحة. والشّرّات الثَّلاثُ: لِسَانٌ كَاذِبٌ، وَقَلْبٌ كَافِرٌ، وَامْرَأَةُ سُوءٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. وَرَوَى أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ شُفَيٍّ قَالَ: مَنْ كثر كلامه كثرت خطاياه [4] .   [1] الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1339. [2] الطبقات لخليفة 294 و 311، التاريخ الكبير 4/ 266 رقم 2753، تاريخ الثقات 221 رقم 671 و 672، المعرفة والتاريخ 2/ 531، تاريخ أبي زرعة 1/ 386، الجرح والتعديل 4/ 389- 390 رقم 1704، مشاهير علماء الأمصار 121 رقم 940، الثقات لابن حبّان 4/ 371، المعجم الكبير للطبراني 7/ 372 رقم 700، حلية الأولياء 5/ 166- 169 رقم 314، أسد الغابة 2/ 399، تهذيب الكمال 2/ 587، المشتبه في الرجال 2/ 399، الكاشف 2/ 13 رقم 2322، جامع التحصيل 238 رقم 288، الوافي بالوفيات 16/ 170 رقم 201، الإصابة 2/ 173 رقم 4017، تهذيب التهذيب 4/ 360 رقم 606، تقريب التهذيب 1/ 353 رقم 93، حسن المحاضرة 1/ 99. [3] الأصبحي: بفتح الألف وسكون الصاد المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة. نسبة إلى ذي أصبح وهو الحارث بن عوف بن مالك ... من يعرب بن قحطان.. وأصبح صارت قبيلة. (اللباب 1/ 69) . [4] حلية الأولياء 5/ 167. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 107 قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. 93- (شَقِيقُ بْنُ عُقْبَةَ الْكُوفِيُّ) [1] م- عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ. 94- (شُيَيْمُ [2] بْنُ بَيْتَانَ [3] الْقِتْبَانِيُّ [4] الْمَصْرِيُّ) [5] د ت ن- عن أبيه، وجنادة ابن أَبِي أُمَيَّةَ، ورويفع بن ثابت، وأبي سالم الجيشاني، وغيرهم. وعنه: خير بن نعيم، وعياش بن عباس القتباني [6] . وثقه يحيى بن معين [7] .   [1] التاريخ الكبير 4/ 247 رقم 2686، الجرح والتعديل 4/ 371 رقم 1614، تهذيب الكمال 2/ 588، الكاشف 2/ 14 رقم 2326، تهذيب التهذيب 4/ 363 رقم 611، تقريب التهذيب 1/ 354 رقم 98، خلاصة تذهيب التهذيب 167. [2] شييم: في القاموس المحيط، بالضم ويكسر. [3] بيتان: بلفظ تثنية بيت. [4] القتباني: بكسر القاف وسكون المثناة. (تقريب التهذيب) ، في الأصل: الفتياني، بالفاء. [5] الطبقات لخليفة 294، التاريخ الكبير 4/ 260 رقم 2735، الجرح والتعديل 4/ 384 رقم 1676، مشاهير علماء الأمصار 121 رقم 941، تهذيب الكمال 2/ 593، المشتبه 2/ 392، الكاشف 2/ 16 رقم 2344، تهذيب التهذيب 4/ 379 رقم 637، تقريب التهذيب 1/ 357، حسن المحاضرة 1/ 106، خلاصة تذهيب التهذيب 169. [6] في الأصل «الفتياني» . [7] لم يذكره في تاريخه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 108 [حرف الصاد] 95- (صالح بن أبي حسان الدني) [1] ت ن- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ الْيَاسَ، وَبَكِيرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَثَّقَهُ الْبُخَارِيُّ وَقَالَ: صَالِحُ بْنُ حَسَّانَ [2] مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: يَجِيءُ [3] هَذَا بَعْدَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. 96- (صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ذكوان) [4] م ن- السّمّان المدني، أبو عبد الرحمن، موته قريب من موت والده.   [1] التاريخ الكبير 4/ 275 رقم 2792، الجرح والتعديل 4/ 399 رقم 1744، تاريخ بغداد 9/ 301 (في ترجمة صالح بن حسان) ، تهذيب الكمال 2/ 595، الكاشف 2/ 18 رقم 2352، ميزان الاعتدال 2/ 292 رقم 3781، تهذيب التهذيب 4/ 385- 386 رقم 646، تقريب التهذيب 1/ 358 رقم 9، خلاصة تذهيب التهذيب 170، تحفة الأشراف 13/ 232 رقم 1111. [2] هو غير صاحب الترجمة صالح بن أبي حسان. [3] في طبعة القدسي 4/ 124 «يحيى» وهو غلط بيّن. والمراد أن صالح بن حسان تأتي ترجمته بعد سنة 150 هـ. وهو غير ابن أبي حسّان. [4] التاريخ الكبير 4/ 279 رقم 2802، الجرح والتعديل 4/ 400- 401 رقم 1756، مشاهير علماء الأمصار 134 رقم 1059، تحفة الأشراف 13/ 233 رقم 1113، تهذيب الكمال 2/ 597، الكاشف 2/ 20 رقم 2365، تهذيب التهذيب 4/ 394 رقم 664، تقريب التهذيب 1/ 360 رقم 28، خلاصة تذهيب التهذيب 171. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 109 سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَهُوَ مُقِلٌّ. 97- (صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [2] أَبُو الْوَلِيدِ الْكَاتِبُ. كَانَ فَصِيحًا جَمِيلا مِنْ سَبْيِ سِجِسْتَانَ، سَرِيعَ الْحِفْظِ، عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَلَ الدِّيوَانَ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ. وَيُقَالُ: بَذَلَ لَهُ كُتَّابُ الْفُرْسِ ثَلاثَمِائَةَ أَلْفٍ عَلَى أَنْ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ فَأَبَى، وَبِهِ تَخَرَّجَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فِي كِتَابَةِ الدِّيوَانِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ وَلاهُ خَرَاجَ الْعِرَاقِ، ثُمَّ وَلاهُ يَزِيدُ، فَتَعَقَّبَهُ أَمِيرُ الْعِرَاقِ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيُّ فَقَتَلَهُ [3] . 98- (صَخْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَزَارِيُّ) [4] أَعْرَابِيٌّ. رَوَى عَنْ: ابْنِ ضَلِيعٍ وَجَزِيِّ [5] بْنِ بُكَيْرٍ. رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حصيرة، وإسماعيل بن خالد، وغيرهم.   [1] لم يذكره في تاريخه. [2] تاريخ خليفة 313 و 318 و 319، تاريخ الرسل والملوك 6/ 506 و 508 و 522 و 523 و 525، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 373، الكامل في التاريخ 5/ 11 و 20 و 23. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 373. [4] التاريخ الكبير 4/ 311- 312 رقم 2946، الجرح والتعديل 4/ 426 رقم 1872، تهذيب التهذيب 4/ 413- 414 رقم 713. [5] في طبعة القدسي 4/ 124 «جري» بالراء، وهو تحريف، والتصويب من المشتبه للذهبي 1/ 153. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 110 [حرف الضاد] 99- (الضّحّاك بن عبد الرحمن) [1] ت ق- بْنِ عَرْزَبٍ [2] ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْعَرِيُّ الشَّامِيُّ الطبراني، وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ [3] الأَشْعَرِيِّ، ووالده عبد الرحمن. وعنه: مكحول، ومحمد بن زياد الألهاني، وأبو طلحة [4] الخولاني، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وآخرون. وثقه أحمد العجلي [5] وغيره. قال أبو مسهر: كان من خير الولاة [6] .   [1] التاريخ الكبير 4/ 333 رقم 3021، تاريخ الثقات 231 رقم 708، تاريخ أبي زرعة 1/ 57 و 2/ 720، الجرح والتعديل 4/ 459 رقم 2027، مشاهير علماء الأمصار 115 رقم 886، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 6- 7، تهذيب الكمال 2/ 616، سير أعلام النبلاء 4/ 603- 604 رقم 240، ميزان الاعتدال 2/ 324 رقم 3935، الكاشف 2/ 32 رقم 2455، الإصابة 2/ 217 رقم 4215، تهذيب التهذيب 4/ 446 رقم 776، تقريب التهذيب 1/ 372- 373 رقم 10، الوافي بالوفيات 16/ 355 رقم 387، أمراء دمشق في الإسلام 44، خلاصة تذهيب التهذيب 176. [2] ويقال: عرزم، بالميم. [3] غنم: بفتح الغين المعجمة، وسكون النون، (تقريب التهذيب 1/ 494) . [4] في طبعة القدسي 4/ 124 «أبو طلى» وهو خطأ واضح، والتصحيح من تهذيب التهذيب 12/ 139. [5] تاريخ الثقات 231. [6] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 7. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 111 وقال عبد الله بن العلاء: سمعته يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ: أَلَمْ أُصِحَّ جِسْمَكَ وَأُرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ» [1] . وَعَرْزَبُ بِالْبَاءِ أَصَحُّ. 100- الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلالِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ [2] 4 أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ: أَبُو الْقَاسِمِ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ، وَلَهُ أَخَوَانِ: مُحَمَّدٌ، وَمُسْلِمٌ، كَانَ يكون بسمرقند وببلخ. حدّث عن: ابن عباس، وابن عمر، وأبي سعيد الْخُدْرِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالأَسْوَدِ، وَعَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ البقّال سعيد   [1] أخرجه النسائي 1/ 223 باب المحاسبة على الصلاة، وابن ماجة (1425) باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأحمد في مسندة 3/ 290 و 425 و 4/ 65 و 103 و 5/ 72 و 377. [2] الطبقات الكبرى 6/ 300- 302 و 7/ 369، التاريخ لابن معين 2/ 272، الطبقات لخليفة 311 و 322، تاريخ خليفة 336، التاريخ الكبير 4/ 332- 333، التاريخ الصغير 116، المعارف 457- 458 و 547 و 594، المعرفة والتاريخ 2/ 108 و 143 و 148 و 174 و 198 و 684 و 3/ 19 و 111 و 121 و 209 و 226 و 345، الكنى والأسماء 2/ 98، المحبّر 475، تاريخ أبي زرعة 1/ 306- 307، الجرح والتعديل 4/ 458 رقم 2024، المراسيل 94- 97 رقم 152، مشاهير علماء الأمصار 194 رقم 1562، تاريخ بغداد 13/ 165 (في ترجمة: مقاتل بن سليمان البلخي) ، موضح أوهام الجمع للخطيب 1/ 226، تهذيب الكمال 2/ 618، تحفة الأشراف 13/ 235- 236 رقم 1118، الكامل في التاريخ 5/ 126- 127، ربيع الأبرار 4/ 57، دول الإسلام 1/ 72، الكاشف 2/ 33 رقم 2460، سير أعلام النبلاء 4/ 598- 600 رقم 238، ميزان الاعتدال 2/ 325- 326 رقم 3942، المغني في الضعفاء 1/ 312 رقم 2912، العبر 1/ 124، مرآة الجنان 1/ 213، البداية والنهاية 9/ 223، جامع التحصيل 242 رقم 304، الوافي بالوفيات 16/ 359 رقم 390، معجم الأدباء 12/ 15- 16 رقم 6، غاية النهاية 1/ 337 رقم 1467، تهذيب التهذيب 4/ 453- 454 رقم 784، تقريب التهذيب 1/ 373 رقم 17، النجوم الزاهرة 1/ 248، خلاصة تذهيب التهذيب 177، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 216 رقم 211، شذرات الذهب 1/ 124، تاريخ الخميس 2/ 318، البيان والتبيين 1/ 251، العقد الفريد 6/ 234، تحسين القبيح للثعالبي 117- 118، معرفة الرجال لابن معين 2/ 70. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 112 بْنُ الْمَرْزُبَانِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ، وَنَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُقَاتِلٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، وَأَبُو رَوْقٍ عَطِيَّةُ، وَأَبُو جَنَابِ [1] يَحْيَى بْنُ أَبِي حِيَّةَ الْكَلْبِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَضَعَّفَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مُدَلِّسًا، وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ فَقِيهَ مَكْتَبٍ فِيهِ ثَلاثَةُ آلافِ صَبِيٍّ، وَكَانَ يَرْكَبُ حِمَارًا وَيَدُورُ عَلَيْهِمْ [2] وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي التَّفْسِيرِ وَالْقَصَصِ. قَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ الضَّحَّاكُ يُعَلِّمُ وَلا يَأْخُذُ أَجْرًا [3] . وَرَوَى شُعْبَةُ، عَنْ مُشَاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ: هَلْ لَقِيتَ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لا [4] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: لَمْ يَلْقَ الضّحّاك ابن عبّاس، إنّما لقي سعيد ابن جُبَيْرٍ بِالرَّيِّ فَأَخَذ عَنْهُ التَّفْسِيرَ [5] . قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: كَانَ شُعْبَةُ يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ الضَّحَّاكُ لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَطُّ [6] ، ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَالضَّحَّاكُ عِنْدَنَا ضَعِيفٌ. وَرَوَى أَبُو جَنَابٍ [7] الْكَلْبِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: جَاوَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ سَبْعَ سِنِينَ [8] . وَقَالَ قَبِيصَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ: كَانَ الضَّحَّاكُ إِذَا أَمْسَى [9] بَكَى، فَيُقَالُ لَهُ! فَيَقُولُ: لا أَدْرِي مَا صَعَدَ الْيَوْمَ مِنْ عَمَلِي. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ: أَدْرَكْتُهُمْ وَمَا يَتَعَلَّمُونَ إلّا الورع [10] .   [1] في طبعة القدسي 4/ 125 «خباب» وهو تحريف، والتصويب من تهذيب التهذيب. [2] انظر: تهذيب الكمال 2/ 618. [3] المعارف 547، مشاهير علماء الأمصار 194. [4] انظر: المعرفة والتاريخ 2/ 108، الطبقات الكبرى 6/ 301. [5] الطبقات الكبرى 6/ 301، المعرفة والتاريخ 3/ 209- 210، مشاهير علماء الأمصار، معرفة الرجال لابن معين 2/ 70. [6] انظر: المعرفة والتاريخ 2/ 143 و 148. [7] في طبعة القدسي 4/ 125 «خباب» وقد سبق الإشارة إلى الصواب. [8] تهذيب الكمال 2/ 618. [9] في تهذيب الكمال 2/ 618 «مشى» . [10] الطبقات الكبرى 6/ 301، تهذيب الكمال 2/ 618. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 113 وَقَالَ قُرَّةُ: كَانَ هِجِّيرُ [1] الضَّحَّاكِ إِذَا سَكَتَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه [2] وَرَوَى مَيْمُونٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، أَنْ يَكُونَ فَقِيهًا، وَتَلا قَوْلَهُ تَعَالَى: كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ 3: 79 [3] . وَرَوَى زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الضَّحَّاكِ: كُنْتُ ابْنَ ثَمَانِينَ جَلْدًا غَزَّاءً [4] . قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: تُوُفِّيَ الضَّحَّاكُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْكُوفِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ: سنة ستّ ومائة. 101- (الضّحّاك [5] المشرقي) [6] خ م- أبو سعيد الكوفي، وَمِشْرَقٌ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، والزهري، والأعمش، وآخرون. قيل: اسم أبيه: شراحيل، وقيل: شرحبيل. 102- (ضمضم [7] بن جوس [8]   [1] هجّير: بكسر الهاء والجيم المشدّدة، أي: دأبه وعادته وديدنه. [2] تهذيب الكمال 2/ 618. [3] سورة آل عمران، الآية 79، والقول في: تهذيب الكمال. [4] تهذيب الكمال 2/ 618. [5] التاريخ الكبير 4/ 335 رقم 3033، الجرح والتعديل 4/ 461 رقم 2032، تهذيب الكمال 2/ 615، ميزان الاعتدال 2/ 324 رقم 3934، مشتبه النسبة 592، الكاشف 2/ 32 رقم 2452، سير أعلام النبلاء 4/ 604 رقم 241، اللباب 3/ 216، تهذيب التهذيب 4/ 444- 445 رقم 773، تقريب التهذيب 2/ 372 رقم 7، خلاصة تذهيب التهذيب 176. [6] المشرقي: بكسر الميم وسكون الشين وفتح الراء، وفي آخرها قاف (وليس: فاء كما في اللباب 3/ 216) انظر مادة: مشرفي. وقد ذكره ثانية في «المشرقي» بفتح الميم وكسر الراء. (3/ 216) . [7] الطبقات لخليفة 290، التاريخ الكبير 4/ 337- 338 رقم 3046، تاريخ الثقات 232 رقم 714، الجرح والتعديل 4/ 467- 468 رقم 2053، الثقات لابن حبّان 4/ 389، الإكمال 2/ 164، تهذيب الكمال 2/ 620- 621، الكاشف 2/ 35 رقم 2469، تهذيب التهذيب 4/ 462 رقم 797، تقريب التهذيب 1/ 375 رقم 30، خلاصة تذهيب التهذيب 177. [8] في الأصل «جرس» وفي طبعة القدسي 4/ 126 «جوش» بالشين المعجمة نقلا عن خلاصة التذهيب، وما أثبتناه عن مصادر ترجمته الأخرى، وعن الإكمال لابن ماكولا 2/ 164 حيث الجزء: 7 ¦ الصفحة: 114 الهفاني [1] اليمامي) 4- عن أبى هريرة، وعبد الله بن حنظلة الغسيل. وعَنْه: يحيى بْن أَبِي كثير [2] ، وعِكْرِمة بْن عمّار [3] . وثّقه يحيى بن معين [4] وغيره.   [ () ] قال: جوس، بجيم مفتوحة بعدها سين مهملة. [1] الهفّاني: بكسر الهاء وفتح الهاء المشدّدة. نسبة إلى هفّان، وهو في حنيفة، وهو هفّان بن الحارث بن ذهل بن الدؤل بن حنيفة، (اللباب 3/ 389) . [2] في الأصل «كبير» والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 356 وهو أبو نصر الطائي اليمامي. [3] في الأصل «عمان» والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 30. [4] لم يذكره في تاريخه وهو في معرفة الرجال لابن معين 2/ 70. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 115 [حرف الطاء] 103- طاوس بن كيسان [1] ع أبو عبد الرحمن اليماني الجندي [2] أحد الأعلام، كان من أبناء الفرس الذين سَيَّرهُمْ كِسْرَى إِلَى الْيَمَنِ، مِنْ مَوَالِي بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ [3] الْحِمْيَرِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْلَى لِهَمْدَانَ [4]   [1] الطبقات الكبرى 5/ 537- 542، تاريخ خليفة 336، الطبقات لخليفة 287، التاريخ لابن معين 2/ 275- 276، الأخبار الموفقيات 82، التاريخ الكبير 4/ 365 رقم 3165، التاريخ الصغير 115، تاريخ الثقات 234 رقم 720، المعارف 455 و 478 و 507 و 550 و 624، المعرفة والتاريخ 1/ 425 و 524 و 525 و 527 و 702 و 705 و 711 و 714 و 2/ 7 و 8 و 11 و 250 و 672 و 700 و 713 و 757 و 3/ 119 و 214 و 370، تاريخ أبي زرعة 1/ 515، 516 و 547، ذيل المذيل للطبري 636، الكنى والأسماء 2/ 67، الجرح والتعديل 4/ 500- 501 رقم 2203، المراسيل 99- 100 رقم 154، مشاهير علماء الأمصار 122 رقم 955، ربيع الأبرار 1/ 126 و 4/ 8 و 210 و 222 و 283 و 332، حلية الأولياء 4/ 3- 23 رقم 249، صفة الصفوة 2/ 284- 290 رقم 243، طبقات الفقهاء للشيرازي 73، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 235، الزيارات للهروي 88، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 251 رقم 269، وفيات الأعيان 2/ 509- 511 رقم 306، تهذيب الكمال 2/ 623، اللباب 1/ 241، تحفة الأشراف 13/ 236- 239 رقم 1119، تذكرة الحفاظ 1/ 90 رقم 79، سير أعلام النبلاء 5/ 38- 49 رقم 13، دول الإسلام 1/ 75، الكاشف 2/ 37 رقم 2484، خلاصة الذهب المسبوك 34، العبر 1/ 130، مرآة الجنان 1/ 227- 228، البداية والنهاية 9/ 235- 244، غاية النهاية لابن الجزري 1/ 339، جامع التحصيل 244 رقم 307، الوفيات لابن قنفذ 107 رقم 106، تهذيب التهذيب 5/ 8- 10 رقم 14، تقريب التهذيب 1/ 377 رقم 14، الوافي بالوفيات 16/ 412 رقم 451، النجوم الزاهرة 1/ 260، طبقات الشعراني 1/ 43، طبقات الحفاظ 34، خلاصة تذهيب الكمال 181، العقد الثمين 5/ 58، مجمع الرجال 3/ 227، شذرات الذهب 1/ 133. [2] الجندي: بفتح الجيم والنون. نسبة إلى الجند، وهي بلدة مشهورة باليمن. (اللباب 1/ 297) . [3] في الأصل «بحير أبي رساه» بإهمال الاسمين. [4] الطبقات الكبرى 5/ 537. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 سَمِعَ: زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وطائفة. وعنه: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نُجَيْحٍ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ عَمْرُو بْنُ دينار: ما رأيت أحدا مثل طاوس. وَرَوَى عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنِّي لأَظُنُّ طَاوُسًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ طَاوُسٌ فِينَا مِثْلَ ابْنِ سِيرِينَ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ [1] . وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن ابن أَبِي نُجَيْحٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ لِطَاوُسٍ: رَأَيْتُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُصَلِّي فِي الْكَعْبَةِ وَالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَابِهَا يَقُولُ لَكَ: «اكْشِفْ قِنَاعَكَ وَبَيِّنْ قِرَاءَتَكَ» ، قَالَ: أَسْكُتْ لا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ، ثُمَّ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ انْبَسَطَ فِي الْكَلامِ، يَعْنِي فَرَحًا بِالْمَنَامِ [2] . رَوَى هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: لا يَتِمُّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ [3] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّ الأَسَدَ حَبَسَ لَيْلَةً النَّاسَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَدَقَّ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ ذَهَبَ عَنْهُمْ، فَنَزَلُوا وَنَامُوا [4] وَقَامَ طَاوُسُ يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَلا تَنَامُ؟ قَالَ: وَهَلْ يَنَامُ أَحَدٌ السَّحَرَ! [5] . قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ الزُّبَيْرِ الصَّنْعَانِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ أَمِيرَ الْيَمَنِ بَعَثَ إِلَى طَاوُسٍ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمْ يَقْبَلْهَا [6] . وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِطَاوُسٍ: ارْفَعْ حَاجَتَكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ حَاجَةٍ [6] ، فكأنّه عجب من   [1] الطبقات الكبرى 5/ 541. [2] حلية الأولياء 4/ 5. [3] حلية الأولياء 4/ 6. [4] في الأصل «قاموا» وما أثبتناه يتّفق مع السياق. [5] حلية الأولياء 4/ 6، صفة الصفوة 2/ 285. [6] انظر: حلية الأولياء 4/ 3، صفة الصفوة 2/ 287. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 117 ذَلِكَ، قَالَ: ابْنُ عُيَيْنَةُ: فَحَلِفَ لَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا، الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةٍ إِلا طَاوُسًا [1] . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَجَاءَ وَلَدُ سُلَيْمَانَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ طَاوُسٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ، ثُمّ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ للَّه عِبَادًا يَزْهَدُونَ فِيمَا فِي يَدَيْهِ [2] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: كُنْتُ لا أَزَالُ أَقُولُ لِأَبِي: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُخْرَجَ عَلَى هَذَا السُّلْطَانِ وَأَنْ يُفْعَلَ بِهِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا حُجَّاجًا فَنَزَلْنَا فِي بَعْضِ الْقُرَى وَفِيهَا عَامِلٌ لِنَائِبِ الْيَمَنِ، يُقَالُ لَهُ أَبُو [3] نُجَيْحٍ، وَكَانَ مِنْ أَخْبَثَ عُمَّالِهِمْ، فَشَهِدْنَا الصُّبْحَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا أَبُو نُجَيْحٍ قَدْ عَلِمَ بِطَاوُسٍ، فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ كَلَّمَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَدَلَ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا بِهِ قُمْتُ إِلَيْهِ، فَمَدَدْتُ بِيَدِهِ، وَجَعَلْتُ أُسَائِلُهُ، وَقلُتُ: إِنَّ أَبَا عبد الرحمن لم يعرفك، فَقَالَ: بَلَى مَعْرِفَتُهُ بِي فَعَلَتْ بِي مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَمَضَى وَهُوَ سَاكِتٌ، فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَنْزِلَ قَالَ لِي: يَا لُكَعُ، بَيْنَمَا أَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ عَلَيْهِمْ بِسَيْفِكَ، لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَحْبِسَ عَنْهُمْ لِسَانَكَ [4] . حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ إِذَا تَشَدَّدَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ رَخَّصَ فِيهِ، وَإِذَا رَخَّصَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ شَدَّدَ فِيهِ، قَالَ لَيْثٌ: وَذَلِكَ الْعِلْمُ. عنبسة بن عبد الواحد، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَالِمًا قَطُّ يَقُولُ لا أَدْرِي أَكْثَرَ مِنْ طَاوُسٍ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ طَاوُسُ يَتَشَيَّعُ [5] . وَقَالَ مَعْمَرٌ: أَقَامَ طَاوُسٌ عَلَى رَقِيقٍ لَهُ حَتَّى فَاتَهُ الْحَجُّ. قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: رَأَيْتُ   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 705، حلية الأولياء 4/ 14 و 16. [2] حلية الأولياء 4/ 16. [3] في الحلية «ابن» . [4] الحلية 4/ 16. [5] ذيل المذيل 636. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 118 طَاوُسًا يَخْضِبُ بِحِنَّاءٍ شَدِيدِ الْحُمْرَةِ [1] . وَقَالَ فِطْرٌ: كَانَ طَاوُسُ يَتَقَنَّعُ وَيَصْبِغُ بِالْحِنَّاءِ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ: رَأَيْتُ طَاوُسًا وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ أثَرُ السُّجُودِ [3] . وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ طَاوُسٍ: اللَّهمّ احْرِمْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ، وَارْزُقْنِي الإِيمَانَ وَالْعَمَلَ [4] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَجِبْتُ لِإِخَوَتِنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يُسَمُّونَ الْحَجَّاجَ مُؤْمِنًا [5] . وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ اسْتَعْمَلَ طَاوُسًا عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ، فَسَأَلْتُ طَاوُسًا: كَيْفَ صَنَعْتَ؟ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِلرَّجُلِ: تَزَكَّى رَحِمَكَ اللَّهُ بِمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، فَإِنْ أَعْطَانَا أَخَذْنَا، وَإِنْ تَوَلَّى لَمْ نَقُلْ تَعَالَ [6] . وَرَوَى عَبْدُ السَّلامِ بْنُ هِشَامٍ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ أَبِي الْحُصَيْنِ الْعَنْبَرِيِّ، أَنَّ طَاوُسًا مَرَّ بِرَآسٍ [7] قَدْ أَخْرَجَ رَأْسًا فَغُشِيَ عَلَيْهِ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ إِذَا رَآى تِلْكَ الرُّءُوسَ الْمَشْوِيَّةَ لَمْ يَتَعَشَّ [8] تِلْكَ اللَّيْلَةَ. عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ رَجُلا كَانَ يَسِيرُ مَعَ طَاوُسٍ، فَسَمِعَ غُرَابًا فَقَالَ: خَيْرٌ، فَقَالَ طَاوُسٌ: أَيُّ خَيْرٍ عِنْدَ هَذَا، أَوْ شَرٌّ، لا تَصْحَبْنِي [9] . ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ: إِنَّ طَاوُسًا قَالَ لِأَبِي: مَنْ قَالَ وَاتَّقَى اللَّهَ خَيْرٌ مِمَّنْ صَمَتَ وَاتَّقى اللَّهَ [10] . عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ خمسين [11] من   [1] الطبقات الكبرى 5/ 538. [2] الطبقات 5/ 538. [3] الطبقات 5/ 539. [4] الطبقات 5/ 540. [5] الطبقات 5/ 540. [6] الطبقات 5/ 541. [7] الرءّاس: كشدّاد: بائع الرءوس. (القاموس المحيط) . [8] في حلية الأولياء 4/ 4 «ينعس» ، وانظر: صفة الصفوة 2/ 284 و 285 ففيه الروايتان. [9] حلية الأولياء 4/ 4، 5. [10] حلية الأولياء 4/ 5. [11] حلية الأولياء 4/ 10 وفي ذيل المذيل للطبري: سبعين من الصحابة (636) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 119 أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أُنْبِئْتُ عَنِ اللَّبَانِ، أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الزُّبَيْرِ الصَّنْعَانِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، أَوْ أَيُّوبَ بْنَ يَحْيَى بَعَثَ إِلَى طَاوُسٍ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ، وَقِيلَ لِلرَّسُولِ: إِنْ أَخَذَهَا مِنْكَ فَإِنَّ الأَمِيرَ سَيُحْسِنُ إِلَيْكَ، فَقَدِمَ بِهَا عَلَى طَاوُسٍ الْجَنَدِ [1] ، فَأَرَادَهُ عَلَى أَخْذِهَا فَأَبَى، فَغَفِلَ طَاوُسٌ، فَرَمَى بِهَا الرَّجُلُ فِي كَوَّةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ ذَهَبَ، وَقَالَ: أَخَذَهَا، ثُمَّ بَلَغَهُمْ عَنْ طاوس شيء يَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ: ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بِمَالِنَا، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ الأَمِيرُ، قَالَ: مَا قَبَضْتَ مِنْهُ شَيْئًا، فَرَجَعَ الرَّسُولُ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ صَادِقٌ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الرَّجُلَ الأَوَّلَ، فَقَالَ لَهُ: الْمَالُ الَّذِي جِئْتُكَ بِهِ، قَالَ: هَلْ قَبَضْتُ مِنْكَ شَيْئًا؟! قَالَ: لا. قَالَ: فَانْظُرْ حَيْثُ وَضَعْتَهُ، فَمَدَّ يَدَهُ، فَإِذَا بِالصُّرَّةِ قَدْ نَبَتَ [2] عَلَيْهَا الْعَنْكَبُوتُ، فَأَخَذَهَا [3] . رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ، تُوُفِّيَ طَاوُسٌ بِمُزْدَلِفَةَ، أَوْ بِمِنًى، فَلَمَّا حُمِلَ أَخَذَ عَبْدُ الله ابن الْحَسَنِ [4] بِقَائِمَةِ السَّرِيرِ، فَمَا زَايَلَهُ حَتَّى بَلَغَ الْقَبْرَ [5] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ طَاوُسٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ، وَهُوَ غَلَطٌ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْخَلِيفَةُ هِشَامٌ، ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ صَلَّى هِشَامٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَخْبَارُهُ مُسْتَوْفَاةٌ فِي «التهذيب» [6] .   [1] الجند: بلد طاوس في اليمن (اللباب 1/ 241) . [2] هكذا في الأصل وفي المعرفة والتاريخ، وفي حلية الأولياء وصفة الصفوة «بنت» بتقديم الباء، وفي سير أعلام النبلاء «بنى» . [3] المعرفة والتاريخ 1/ 709، حلية الأولياء 4/ 14- 15، صفة الصفوة 286، تهذيب الكمال 2/ 625. [4] في الأصل «عبد الله بن حسين بن حسن» ، والتصويب من حلية الأولياء. [5] حلية الأولياء 4/ 3، البداية والنهاية 9/ 235، ذخائر العقبي للمحب الطبري 143. [6] تهذيب الكمال للمزّي 2/ 623- 625. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 120 104- طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَنَزِيُّ الْبَصْرِيُّ [1] م 4 عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَالأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ: مَنْصُورٌ، والأعمش، وسليمان التّيمي، وعوف الأعرابيّ، ومصعب ابن شَيْبَةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ صَالِحًا عَابِدًا شَدِيدَ الْبِرِّ بِأُمِّهِ طَيِّبَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ. فَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ، وَكَانَ مِمَّنْ يَخْشَى اللَّهَ. وَرَوَى عَاصِمٌ الأَحْوَلٌ، عَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ: اتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى، فَقِيلَ لَهُ صِفْ لَنَا التَّقْوَى، قَالَ: الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ، رَجَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ، وَتَرْكُ مَعَاصِي اللَّهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ، مَخَافَةَ عَذَابِ اللَّهِ [2] . وَرَوَى سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ طَلْقٍ قَالَ: إِنَّ حُقُوقَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ، وَإِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَلَكِنْ أَصْبِحُوا تَائِبِينَ وَأَمْسُوا تَائِبِينَ [3] . وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: كَانَ يُقَالُ: فِقْهُ الْحَسَنِ، وَوَرَعُ ابْنِ سِيرِينَ، وَحِلْمُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، وَعُبَادَةُ طَلْقٌ [4] . وَكَانَ طَلْقٌ يَتَكَلَّمُ عَلَى النَّاسِ وَيَعِظُ.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 227- 228، الطبقات لخليفة 210، التاريخ الكبير 4/ 359 رقم 3138، الضعفاء الصغير 265، تاريخ الثقات 237 رقم 729، المعارف 468 و 625، المعرفة والتاريخ 2/ 24- 25 و 793، الجرح والتعديل 4/ 490- 491، المراسيل 101 رقم 158، الثقات لابن حبّان 4/ 396، حلية الأولياء 3/ 63- 66 رقم 209، تهذيب الكمال 2/ 632، ميزان الاعتدال 2/ 345 رقم 4024، تحفة الأشراف 13/ 241 رقم 1124، المغني في الضعفاء 1/ 318 رقم 2968، الكاشف 2/ 41 رقم 2509، سير أعلام النبلاء 4/ 601- 603 رقم 239، البداية والنهاية 9/ 101، جامع التحصيل 346 رقم 315، تهذيب التهذيب 5/ 31- 32، رقم 49، تقريب التهذيب 1/ 380 رقم 47، خلاصة تذهيب التهذيب 181. [2] حلية الأولياء 3/ 64. [3] حلية الأولياء 3/ 65. [4] انظر حلية الأولياء 3/ 64. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 121 قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْبَدَ مِنْ طَلْقِ بْنِ حبيب. قيل إنّ الحجّاج قتل طلب بْنَ حَبِيبٍ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَهَذَا لَمْ يَصِحَّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [1] : طَلْقٌ صَدُوقٌ، كَانَ يَرَى الإِرْجَاءَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ يَقُولُ: كَانَ طَلْقٌ لا يَرْكَعُ إِذَا افْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، حَتَّى يَبْلُغَ الْعَنْكَبُوتَ، وَكَانَ يَقُولُ: كَانَ طَلْقٌ لا يَرْكَعُ إِذَا افْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، حَتَّى يَبْلُغَ الْعَنْكَبُوتَ، وَكَانَ يَقُولُ: أَشْتَهِي أَنْ أَقُومَ حَتَّى يَشْتَكِي صُلْبِي [2] . قَالَ غُنْدَرٌ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمَ الْخَائِفِينَ لَكَ، وَخَوْفَ الْعَالِمِينَ بِكَ، وَيَقِينَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ، وَتَوَكُّلَ الْمُوقِنِينَ بِكَ، وَإِنَابَةَ الْمُخْبَتِينَ إِلَيْكَ، وَإِخْبَاتَ الْمُنِيبِينَ إِلَيْكَ، وَشُكْرَ الصَّابِرِينَ لَكَ، وَصَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ، وَلِحَاقًا بِالأَحْيَاءِ الْمَرْزُوقِينَ عندك [3] .   [1] الجرح والتعديل 4/ 491. [2] حلية الأولياء 4/ 64 وفي صفة الصفوة 3/ 258 «حتى أشتكي ظهري» . [3] حلية الأولياء 3/ 63- 64 وفيه «نجاة الأحباء المرزوقين عندك» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 122 [حرف الْعَيْنِ] 105- (عَامِرُ بْنُ سَعْد بْنِ أَبِي وقّاص) [1] ع- الزّهري المدني، وَلَهُ ثَمَانِيَةُ إِخْوَةٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ دَاوُدُ، وَابْنَا أَخَوَيْهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَآخَرُونَ. وَكَانَ ثقة شريفا، كثير الحديث. توفّي سنة أربع ومائة.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 167، الطبقات لخليفة 243، التاريخ الكبير 6/ 449 رقم 2956، تاريخ الثقات 243 رقم 750، المعارف 44 و 343، المعرفة والتاريخ 1/ 368- 369 و 419 و 657، تاريخ أبي زرعة 1/ 649، الجرح والتعديل 6/ 321 رقم 1794، مشاهير علماء الأمصار 66 رقم 449، الثقات 5/ 186، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 256 رقم 278، تهذيب الكمال 2/ 641، تحفة الأشراف 13/ 242 رقم 1126، العبر 1/ 127، سير أعلام النبلاء 4/ 349 رقم 122، الكاشف 2/ 49 رقم 2553، الوافي بالوفيات 16/ 586- 587 رقم 627، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 376، البداية والنهاية 9/ 230، تهذيب التهذيب 5/ 63- 64 رقم 106، تقريب التهذيب 1/ 387 رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 184، شذرات الذهب 1/ 126. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 123 106- عامر بن شراحيل [1] ع الشّعبي، شَعْبُ هَمْدَانَ، أَبُو عَمْرٍو، عَلامَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زِمَانَةَ، وُلِدَ فِي وَسَطِ خِلافَةِ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ يَسِيرًا، وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَرِيرِ الْبَجَلِيِّ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَسْرُوقٍ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ. قَرَأَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَرَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالأَعْمَشُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَمُجَالِدٌ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورُ بْنُ عبد الرحمن، وخالق كثير.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 246- 256، تاريخ خليفة 330، الطبقات لخليفة 156، التاريخ لابن معين 2/ 285- 287، التاريخ الكبير 6/ 450- 451 رقم 2961، التاريخ الصغير 115- 116، تاريخ الثقات 243 رقم 751، المعارف 152 و 395 و 398 و 449 و 451 و 473 و 479 و 486 و 537 و 583 و 595، المعرفة والتاريخ 1/ 440 و 457 و 483 و 2/ 30 و 31 و 32 و 48 و 108 و 152 و 156 و 176 و 189 و 255 و 277 و 362 و 368 و 577 و 581 و 592 و 604، المنتخب من ذيل المذيل 635، أخبار القضاة 2/ 413- 428، الكنى والأسماء 2/ 43، الجرح والتعديل 6/ 322- 323، المراسيل 159- 160 رقم 300، الكامل في التاريخ 5/ 44، حلية الأولياء 4/ 310- 238 رقم 276، الإكليل 8/ 145، طبقات الشافعية للعبادي 58، تاريخ بغداد 12/ 227- 233 رقم 6680، طبقات الفقهاء 81، سمط اللآلئ 751، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 377، نور القبس 237، جمهرة أنساب العرب 433، صفة الصفوة 3/ 75- 77 رقم 410، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 138- 247 رقم 42، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 141- 158، الزيارات 79، قلائد العقيان 40، طبقات فقهاء اليمن 70، شرح الشريشي 2/ 245، معجم البلدان 3/ 348 (مادّة شعب) ، اللباب 2/ 198 (الشّعبي) ، وفيات الأعيان 3/ 12- 16 رقم 317، ربيع الأبرار 1/ 219- 220 و 4/ 100 و 184 و 260 و 266 و 269 و 334، تهذيب الكمال 2/ 643- 644، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 203) ، تحفة الأشراف 13/ 242- 247 رقم 1127، العبر 1/ 127، سير أعلام النبلاء 4/ 294- 319 رقم 113، تذكرة الحفاظ 1/ 79- 88 رقم 76، الكاشف 2/ 49 رقم 2556، غاية النهاية 1/ 350، طبقات المعتزلة 130 و 139، البداية والنهاية 9/ 230- 231، مرآة الجنان 1/ 215- 219، مروج الذهب 4/ 212، دول الإسلام 1/ 73، جامع التحصيل 248 رقم 322، الوفيات لابن قنفذ 105 رقم 105، الوافي بالوفيات 16/ 587- 589 رقم 629، تهذيب التهذيب 5/ 65- 69 رقم 110، تقريب الجزء: 7 ¦ الصفحة: 124 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [1] : مُرْسَلُ الشَّعْبِيِّ صَحِيحٌ، لا يَكَادُ يُرْسِلُ إِلا صَحِيحًا [2] . قَالَ الشَّعْبِيُّ: وُلِدْتُ عَامَ جَلُولَاءِ [3] ، قَالَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، وَجَلُولَاءُ كَانَتْ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ [4] . وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلِ: كَانَ الشَّعْبِيُّ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنَ الْحَسَنِ، وَأَكْبَرَ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ [5] ، وُلِدَ لِأَرْبَعٍ بَقَيْنَ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ [6] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وعشرين، وقيل غَيْرُ ذَلِكَ. شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغُدَانِيِّ [8] ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ خَمْسَمِائَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَكْثَرَ [9] . وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَلا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ قَطُّ إِلا حَفِظْتُهُ، وَلا أَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ عَنْهُ [10] ، وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ، سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يقول: ما   [ () ] التهذيب 1/ 387 رقم 46، طبقات الشعراني 1/ 47، النجوم الزاهرة 1/ 239 و 246 و 253، خلاصة تذهيب التهذيب 184، طبقات الحفاظ 32، شذرات الذهب 1/ 126- 128، مجمع الرجال 3/ 238، خلاصة الذهب المسبوك 29- 30، تاريخ الخميس 2/ 355، إيضاح المكنون 2/ 373، هدية العارفين 1/ 435. [1] تاريخ الثقات 244. [2] في تاريخ الثقات تكرّرت كلمة «صحيحا» . [3] الطبقات الكبرى 6/ 248، تاريخ دمشق 141 وجلولاء: قرية بناحية فارس كانت بها الوقعة المشهورة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس، وهي في العراق اليوم تسمّى «السعدية» وانظر: أخبار القضاة 2/ 425. [4] تاريخ خليفة 137. [5] الطبقات الكبرى 6/ 238. [6] تاريخ دمشق 142. [7] تاريخ خليفة 149. [8] الغداني: بضم الغين وفتح الدال المخفّفة. نسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة.. (اللباب 2/ 167) . [9] قال ابن الجوزي في (صفة الصفوة 3/ 76) : وإنّما أشار بهذا إلى معاصرتهم لا إلى الأخذ عنهم. وانظر الخبر في: أخبار القضاة 25/ 426 و 428 وتاريخ دمشق 156، التاريخ الكبير 6/ 451، حلية الأولياء 4/ 323. [10] تاريخ دمشق 157، حلية الأولياء 4/ 321 وفيهما «ابن فضيل» ، صفة الصفوة 3/ 75. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 125 سَمِعْتُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً رَجُلا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلا وَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ نَسِيتُ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَوْ حَفِظَهُ رَجُلٌ لَكَانَ بِهِ عَالِمًا [1] . وَقَالَ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الطَّامِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ وَادِعٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَرْوِي شَيْئًا أَقَلَّ مِنَ الشِّعْرِ، وَلَوْ شِئْتُ لأَنْشَدْتُكُمَ شَهْرًا لا أُعِيدُ [2] . رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، عَنْ نُوحٍ أيضا، لكنّه قَالَ: عَنْ يُونُسَ، وَوَادِعٍ، كِلاهُمَا عَنِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كَانَ عُمَرُ فِي زَمَانِهِ، وكان بعده ابن عبّاس، وكان بعده الشّعبيّ، وكان بعده الثّوريّ في زمانه [3] . قال محمود ابن غِيلانَ: وَكَانَ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى بْنِ آدَمَ. وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِالشَّعْبِيِّ وَهُوَ يَقْرَأُ الْمَغَازِي، فَقَالَ: كَأَنَّهُ كَانَ شَاهِدًا مَعَنَا، وَلَهُوَ أَحْفَظُ لَهَا مِنِّي وَأَعْلَمُ [4] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ [5] ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [6] . قُلْتُ: وَلا شُرَيْحَ، قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تُكَذِّبَنِي [7] . وَقَالَ أَشْعَثُ بْنُ سوار، عن ابن سيرين، قال: قدمت الكوفة وَلِلشَّعْبِيِّ حَلَقَةٌ عَظِيمَةٌ، وَالصَّحَابَةُ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ [8] . وَرَوَى سليمان التّيمي، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [9] . وَقَالَ مَكْحُولٌ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ بِسُنَّةِ مَاضِيَةٍ مِنَ الشَّعْبِيِّ [10] . وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [11] . وقال داود بن أبي هند:   [1] المعرفة والتاريخ 3/ 372، تاريخ بغداد 12/ 229، تاريخ دمشق 158. [2] أخبار القضاة 2/ 420، تاريخ بغداد 12/ 229، تاريخ دمشق 160. [3] التاريخ الكبير 6/ 451، تاريخ بغداد 9/ 154، تاريخ دمشق 160 و 161. [4] تاريخ بغداد 12/ 232، تاريخ دمشق 164. [5] مهمل في الأصل. [6] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 165. [7] تاريخ دمشق 170. [8] أخبار القضاة 2/ 421. [9] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 167. [10] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 167. [11] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 168. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 126 مَا جَالَسْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [1] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الأَعْوَرِ، يَأْتِينِي بِاللَّيْلِ فَيَسْأَلُنِي، وَيُفْتِي بِالنَّهَارِ، يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ [2] . وَرَوَى أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بِهْرَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ مِنْهُ، يَقُولُ: لا أَدْرِي [3] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا جَاءَهُ شَيْءٌ اتَّقَاهُ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ وَيَقُولُ، وَكَانَ مُنْقَبِضًا، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ مُنْبَسِطًا، إِلا فِي الْفَتْوَى [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: كَانَ الشَّعْبِيّ صَاحِبُ آثَارٍ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ صَاحِبُ قِيَاسٍ [5] . وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: مَا اجْتَمَعَ الشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ إِلا سَكَتَ إِبْرَاهِيمُ [6] . وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: سُئِلَ الشَّعْبِيّ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: أَبُو عَمْرٍو يَقُولُ فِيهِ كَذَا، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هَذَا فِي الْمَحْيَا، فَأَنْتَ فِي الْمَمَاتِ أَكْذَبُ عَلَيَّ! [7] . قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: وَجَّهَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِالشَّعْبِيِّ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: تَدْرِي يَا شَعْبِيُّ مَا كَتَبَ بِهِ مَلِكُ الرُّومِ؟ قُلْتُ: وَمَا كَتَبَ؟ قَالَ كَتَبَ: الْعَجَبُ لِأَهْلِ دِينِكَ كَيْفَ لَمْ يَسْتَخْلِفُوا رَسُولَكَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِأَنَّهُ رَآنِي وَلَمْ يَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. رَوَاهَا الأَصْمَعِيُّ، وَفِيهَا: يَا شَعْبِيُّ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُغْرِينِي بِقَتْلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَ الرُّومِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلا ذَلِكَ [8] . جَابِرُ بْنُ نُوحٍ الْحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، عن الشّعبيّ قال: لما قدم   [1] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 169. [2] تاريخ دمشق 174، المعرفة والتاريخ 2/ 603. [3] الطبقات الكبرى 6/ 250، تاريخ دمشق 175. [4] تاريخ دمشق 177. [5] تاريخ دمشق 177. [6] تاريخ دمشق 177. [7] تاريخ دمشق 179، وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 594. [8] تاريخ بغداد 12/ 231، تاريخ دمشق 199، الكامل في الأدب 1/ 307. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 127 الْحَجَّاجُ الْعِرَاقَ سَأَلَنِي عَنْ أَشْيَاءٍ مِنَ الْعِلْمِ فَوَجَدَنِي بِهَا عَارِفًا، فَجَعَلَنِي عَرِّيفًا عَلَى الشَّعْبِيِّينَ وَمُنْكَبًا [1] عَلَى جَمِيعِ هَمْدَانَ، وَفَرَضَ لِي، فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَهُ بِأَشْرَفِ مَنْزِلَةٍ، حَتَّى كَانَ ابْنُ الأَشْعَثِ، فَأَتَانِي قُرَّاءُ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّكَ زَعِيمُ الْقُرَّاءِ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى خَرَجْتُ مَعَهُمْ، فَقُمْتُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ أَذْكُرُ الْحَجَّاجَ وَأَعِيبُهُ بِأَشْيَاءَ، فَبَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ: أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّعْبِيِّ الْخَبِيثِ، أَمَا لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ لأَجْعَلَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْهِ أَضْيَقَ مِنْ مَسْكِ [2] حَمَلٍ [3] ، قَالَ: فَمَا لَبِثْنَا أَنْ هُزِمْنَا، فَجِئْتُ إِلَى بَيْتِي وَأَغْلَقْتُ عَلَيَّ فَمَكَثْتُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَنُدِبَ النَّاسُ لِخُرَاسَانَ، فَقَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَنَا لَهَا، فَوَلاهُ خُرَاسَانَ، وَنَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ لَحِقَ بِقُتَيْبَةَ فَهُوَ آمِنٌ، فَاشْتَرَى مَوْلَى لِي حِمَارًا وَزَوَّدَنِي، فخرجت، فكنت في العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة [4] ، فجلس ذات يوم وقد سر [5] ، فنظرت إليه فقلت: أيها الأمير، عندي علم، قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أُعِيذُكَ، لا تَسْأَلْ عَنْ ذَلِكَ، فَعَرِفَ أَنِّي مِمَّنْ يَخْتَفِي [6] ، فَدَعَا بِكِتَابٍ وَقَالَ: اكْتُبْ نُسْخَةً، قُلْتُ: لَسْتَ تَحْتَاجُ إِلَى ذلك، فجعلت أملّ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَنْظُرُ، حتى فرغ من كتاب الفتح، قَالَ: فَحَمَلَنِي عَلَى بَغْلَةٍ، وَبَعَثَ إِلَيَّ بِسَرَقٍ [7] مِنْ حَرِيرٍ، وَكُنْتُ عِنْدَهُ فِي أَحْسَنِ منزلة، فإنّي ليلة أتعشّى معه، إذا أَنَا بِرَسُولِ الْحَجَّاجِ بِكِتَابٍ فِيهِ: إِذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا، فَإِنّ صَاحِبَ كِتَابِكَ الشَّعْبِيُّ، فإن فَاتَكَ قَطَعْتُ يَدَكَ عَلَى رِجْلِكَ وَعَزَلْتُكَ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِليَّ وَقَالَ: مَا عَرَفْتُكَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فاذهب حيث شئت   [1] قال الزبيدي في تاج العروس: ومن المجاز: المنكب عريف القوم أو عونهم. وقال الليث: رأس العرفاء. [2] المسك: الجلد. [3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ دمشق، وهي «جمل» في سير أعلام النبلاء 4/ 304. [4] بالفتح ثم السكون وغين معجمة. مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان.. على يمين القاصد لبلاد الترك. (معجم البلدان 4/ 253) . [5] في تاريخ دمشق 209 وسير أعلام 4/ 305 «برق» . [6] في تاريخ دمشق والسير «يخفي نفسه» . [7] سرق: جمع سرقة، وهي القطعة من جيّد الحرير (لسان العرب- مادة: سرق) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 128 من الأرض، فو الله لأَحْلِفَنَّ لَهُ بِكُلِّ مُمْكِنٍ [1] يَمِينٍ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ، إِنَّ مِثْلِي لا يَخْفَى، قَالَ: فَأَنْتَ أَعْلَمُ، وَبَعَثَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: إِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى خَضْرَاءِ وَاسِطٍ فَقَيِّدُوهُ، ثُمَّ أَدْخِلُوهُ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْ وَاسِطَ اسْتَقْبَلَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَرَ إِنِّي أَضِنُّ بِكَ عَلَى الْقَتْلِ، إِذَا دَخَلْتَ، فَقُلْ: كذا وكذا، فلما دخلت قَالَ: لا مَرْحَبًا وَلا أَهْلا، فَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْتَ عَلَيَّ! وَأَنَا سَاكِتٌ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ. قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، كُلُّ مَا قُلْتَهُ حَقٌّ، وَلَكِنَّا قَدِ اكْتَحَلْنَا بَعْدَكَ السَّهَرَ وَتَحَلَّسْنَا [2] الْخَوْفَ، وَلَمْ نَكُنْ مَعَ ذَلِكَ بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ، وَهَذَا أَوَانُ حَقَنْتَ لِي دَمِي، وَاسْتَقْبَلْتَ بِي التَّوْبَةَ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ [3] . وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا أُدْخِلَ الشَّعْبِيُّ عَلَى الْحَجَّاجِ قَالَ: هِيهْ يَا شَعْبِيُّ، فَقَالَ: أَحْزَنَ بِنَا الْمَبْرَكَ [4] وَاكْتَحَلْنَا السَّهَرَ، وَاسْتَحْلَسْنَا الْخَوْفَ، فَلَمْ نَكُنْ فِيمَا فَعَلْنَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ، قَالَ: للَّه دَرُّكَ [5] . وَقَالَ جَهْمُ بْنُ وَاقِدٍ: رَأَيْتُ الشَّعْبيَّ يَقْضِي فِي أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [6] . مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا بَكَيْتُ مِنْ زَمَانٍ إِلا بَكَيْتُ عَلَيْهِ [7] . مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلا لَقِيَهُ وَامْرَأَةٌ، فقال: أيكما الشعبي، فقلت: هذه [8] . وقيل: كان الشعبي ضئيلا نحيفا، فقيل له في ذلك، فقال: زوحمت في الرحم، وكان توأما [9] . مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: فَاخَرْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَغَلَبْتُهُمْ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ، وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ غَلَبْتُهُمْ، أَرْسَلَ غُلامًا لَهُ، فجاءه بكتاب فقال   [1] ممكن: غير موجودة في تاريخ دمشق والسير. [2] تحلّس، واستحلس الخوف بفلان، إذا لم يفارقه الخوف. [3] راجع الخبر في تاريخ دمشق 208- 210، وبعضه في: المعرفة والتاريخ 2/ 598. [4] في تاريخ دمشق والسير 4/ 306 «المنزل» . [5] انظر حلية الأولياء 4/ 325، تاريخ دمشق 210 و 211، لسان العرب (مادة: حلس) . [6] أخبار القضاة 2/ 413، تاريخ دمشق 218. [7] حلية الأولياء 4/ 323، تاريخ دمشق 225. [8] تاريخ دمشق 233 وهي من دعابات الشعبي. [9] الطبقات الكبرى 6/ 247، أخبار القضاة 2/ 424. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 129 لِي: هَاكَ اقْرَأْ، فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ مِنَ الْمُخْتَارِ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقَالَ الأَحْنَفُ: أَفِيهَا مِثْلُ هَذَا؟ رَوَاهَا الْفَسَوِيُّ [1] عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ. وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَذُمُّ الرأي ويفتي بالنّصّ، قال مجالد: سمعت الشّعبيّ يقول: لعن الله رأيت [2] . وروى الثّوريّ، عمّن سمع الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: لَيْتَنِي أَنْفَلِتُ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي [3] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٍ، فَقِيلَ لَهُ: قُلْ فِيهِ بِرَأْيِكَ، فَقَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِرَأْيِي، بَلْ عَلَى رَأْيِي [4] . رَوَى سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ، وَمَا أَتْرُكُ عَالِمًا [5] . قَالَ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبِسُ الْخَزَّ، وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ مُسْلِمَةَ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتَهَا، يَعْنِي الْمَوَالِيَ [6] . وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ، قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا [7] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَقُولُ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي مِلْحَفَتَهُ أَشَدَّ حُمْرَةً أَوْ لِحْيَتَهُ [8] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ [9] . وَقَالَ رَوْحٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قُلُنْسُوَةَ خَزٍّ خَضْرَاءَ [10] . وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ: كَانَ يَلْبِسُ المعصفر [11] . وقال عبيد بن عبد   [1] المعرفة والتاريخ 2/ 31 و 32 و 255. [2] هكذا في الأصل، وفي حلية، الأولياء 4/ 320 «أرأيت» . [3] الطبقات الكبرى 6/ 250، تاريخ دمشق 175، المعرفة والتاريخ 2/ 602. [4] الطبقات الكبرى 6/ 250. [5] الطبقات الكبرى 6/ 250 وله تكملة، المعرفة والتاريخ 2/ 592. [6] الطبقات الكبرى 6/ 251. [7] الطبقات 6/ 252. [8] الطبقات 6/ 252. [9] الطبقات 6/ 253. [10] الطبقات 6/ 253. [11] الطبقات 6/ 253. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 130 الْمَلَكِ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جَالِسًا عَلَى جِلْدِ أَسَدٍ [1] . وَرَوَى قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قِبَاءَ سِنَّوْرٍ [2] . جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلا ظَهَرَ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا [3] . قُتَيْبَةُ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُسَلِّمُ عَلَى مُوسَى النَّصْرَانِيِّ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ، لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي رَحْمَتِهِ هَلَكَ [4] . الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ قُتِلَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، وَقُتِلَ طِفْلٌ، أَكَانَتْ دِيَتُهُمَا سَوَاءً، أَمْ يُفَضَّلُ الأَحْنَفُ لِعَقْلِهِ وَحِلْمِهِ؟ قُلْتُ: بَلْ سَوَاءً، قَالَ: فَلَيْسَ الْقِيَاسُ بِشَيْءٍ [5] . أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي: ثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: نِعْمَ الشيء الغوغاء يسدّون السّبل، ويطفئون الْحَرِيقَ، وَيَشْغَبُونَ عَلَى وُلاةِ السَّوْءِ [6] . ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: وَلَّى ابْنُ هُبَيْرَةَ الشَّعْبِيَّ الْقَضَاءَ، وَكَلَّفَهُ أَنْ يُسَامِرَهُ فَقَالَ: لا أَسْتَطِيعُ، فَأَفْرِدْنِي بِأَحَدِهِمَا [7] . إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الأَعْمَشِ: سَأَلَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيسَ؟ قَالَ: ذَاكَ عُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ [8] . سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَغَيْرُهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَدَ شِرَاحَةَ يَوْمِ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا مِنَ الْغَدِ، وَقَالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.   [1] الطبقات 6/ 253. [2] في طبقات ابن سعد 6/ 254 «سمّور» . [3] حلية الأولياء 4/ 313. [4] هذا يخالف حديث مسلم في صحيحه (2167) عن أبي هريرة مرفوعا: «لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام» . [5] حلية الأولياء 4/ 320. [6] حلية الأولياء 4/ 324. [7] المعرفة والتاريخ 2/ 593، أخبار القضاة 2/ 414. [8] تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 232. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 131 قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. (عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ) أَبُو الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيُّ. 107- (عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ) [1] وَيُقَالُ ابْنُ عَوْفٍ. هُوَ أَحَدُ مَنْ قَدِمَ مَعَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ إِلَى عَذْرَاءَ فَسَلِمَ وَأُطْلِقَ. رَوَى عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَفَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ [2] ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صدوق. 108- (عبادة بن الوليد) [4] سوى ت- بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الصّامت، وَهُوَ أَخُو يَحْيَى. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَأَبِيهِ، وَالرُّبَيْعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ. وعنه: أبو حزرة يعقوب بن مجاهد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعبيد   [1] التاريخ لابن معين 2/ 284، تاريخ خليفة 358، التاريخ الكبير 6/ 483- 484 رقم 3055، تاريخ الرسل والملوك 5/ 271، الجرح والتعديل 6/ 348 رقم 1921، المراسيل 153 رقم 287، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 75- 84 رقم 15، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 131- 132، تهذيب الكمال 2/ 639، ميزان الاعتدال 2/ 356 رقم 4063، الكاشف 2/ 47 رقم 2538، جامع التحصيل 347 رقم 319، لسان الميزان 7/ 253 رقم 3416، تهذيب التهذيب 5/ 54- 55 رقم 87، تقريب التهذيب 1/ 385 رقم 23، خلاصة تذهيب التهذيب 183. [2] في الأصل «السبخي» والتصويب من اللباب 2/ 99 بفتح السين والباء. [3] الجرح والتعديل 6/ 348. [4] التاريخ الكبير 6/ 94 رقم 1812، المعرفة والتاريخ 1/ 316، الكنى والأسماء 2/ 11، الجرح والتعديل 6/ 96 رقم 496، تهذيب الكمال 2/ 655، الكاشف 2/ 58 رقم 2613، سير أعلام النبلاء 5/ 107 رقم 42، تهذيب التهذيب 5/ 114 رقم 194، تقريب التهذيب 1/ 396 رقم 129، خلاصة تذهيب التهذيب 188. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 132 الله بن عمر، وابن إسحاق، وآخرون. وثقه أبو زرعة. 109- عائشة بنت طلحة [1] ع ابن عبيد الله التّيمي، وأمها أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ الصَّدِّيقِ، تَزَوَّجَتْ بِابْنِ خَالِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَبَعْدَهُ بِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَصْدَقَهَا مُصْعَبٌ مِائَةَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَكَانَتْ أَجْمَلَ أَهْلِ زَمَانِهَا وَأَحْسَنَهُنَّ وَأَرْأَسَهُنَّ، فَلَمَّا قُتِلَ مُصْعَبٌ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَصْدَقَهَا أَيْضًا أَلْفَ أَلْفٍ، حَتَّى قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ: بُضْعُ الْفَتَاةِ بِأَلْفِ أَلْفٍ كَامِلٍ ... وَتَبِيتُ سَادَاتُ الْجُيُوشِ جِيَاعُ [2] حَدَّثَتْ عَنْ خَالَتِهَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا. وَعَنْهَا: حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، وَابْنُ أَخِيهَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، وَابْنُ أَخِيهَا الآخَرُ مُعَاوِيَةُ بن إسحاق، وابن ابن أَخِيهَا مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ،   [1] الطبقات الكبرى 8/ 467، نسب قريش 314، حذف من نسب قريش 70، أنساب الأشراف 1/ 244 و 421، المحبّر 442 وغيرها، تاريخ الثقات 521 رقم 2102، المعارف 174 و 233، الأغاني 11/ 176- 194، جمهرة أنساب العرب 137، ربيع الأبرار 4/ 50، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 207- 220 رقم 61، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 352 رقم 754، تهذيب الكمال 3/ 1690، سير أعلام النبلاء 4/ 369- 370 رقم 147، الكاشف 3/ 430 رقم 99، العبر 1/ 123، الوافي بالوفيات 16/ 599- 603 رقم 646، البداية والنهاية 9/ 302، تهذيب التهذيب 12/ 436- 437 رقم 2844، تقريب التهذيب 2/ 606 رقم 5، النجوم الزاهرة 1/ 290، خلاصة تذهيب التهذيب 493، شذرات الذهب 1/ 122، الحدائق الغناء 54، تاريخ أبي زرعة 1/ 476 و 639، مصارع العشاق 260، عيون الأخبار 4/ 21، الأمالي 3/ 189، العقد الفريد 4/ 12، نهاية الأرب 4/ 272. [2] البيت لأنس بن زنيم الديليّ. انظر: المعارف 233، الأغاني 3/ 361 (طبعة دار الكتب المصرية) والبيت الّذي قبله: أبلغ أمير المؤمنين رسالة من ناصح لك لا يريد خداعا والبضع: بضم الباء، المهر. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 133 وَفُضَيْلٌ الْفُقَيْمِيُّ [1] وَغَيْرُهُمْ. وَفَدَتْ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَكْرَمَهَا وَاحْتَرَمَهَا. وَثَّقَهَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَمِنْ أَعْجَبِ مَا تَمَّ لَهَا، مَا روى هشيم قال: أنا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ قَالَتْ: إِنْ تَزَوَّجَتْ مُصْعَبًا فَهُوَ عَلَيْهَا كَظَهْرِ أُمِّهَا، فَتَزَوَّجَتْهُ، فَسَأَلَتْ عَنْ ذَلِكَ، فَأُمِرَتْ أَنْ تُكَفِّرَ، فَأَعْتَقَتْ غُلامًا لَهَا، ثَمَنُهُ أَلْفَانِ. رَوَاهُ سَعِيدٌ [2] فِي سُنَنِهِ. 110- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أمامة) [3] د ق- بن ثعلبة الأنصاريّ البلوي المدني. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ. وَعَنْهُ: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُهَاجِرٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. 111- (عَبْدُ الله بن باباه) [4] م 4 [5]- ويقال ابن بابيه المكيّ. لَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَيَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وعنه: حبيب بن أبي ثابت.   [1] الفقيمي: مهملة في الأصل، والتصحيح من (اللباب 2/ 437) بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء. نسبة إلى فقيم بن دارم بن مالك. [2] هو: سعيد بن منصور المروزي المتوفى سنة 227 هـ. وسننه يغلب عليها المعضل والمنقطع والمرسل. (الرسالة المستطرفة 34) . [3] التاريخ الكبير 5/ 45 رقم 92، الجرح والتعديل 5/ 10 رقم 47، تهذيب الكمال 2/ 666، الكاشف 2/ 65 رقم 2659، تهذيب التهذيب 5/ 149 رقم 255، تقريب التهذيب 1/ 402 رقم 188، خلاصة تذهيب التهذيب 191. [4] التاريخ لابن معين 2/ 297، التاريخ الكبير 5/ 48 رقم 101، تاريخ الثقات 250 رقم 780، المعرفة والتاريخ 2/ 27 و 205- 207، الجرح والتعديل 5/ 12 رقم 58، مشاهير علماء الأمصار 86 رقم 630، موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 306- 312، الإكمال 1/ 162، تهذيب الكمال 2/ 667، المشتبه 1/ 38، الكاشف 2/ 65 رقم 2665، تهذيب التهذيب 5/ 152- 153 رقم 261، تقريب التهذيب 1/ 403 رقم 194، خلاصة تذهيب التهذيب 191. [5] الرمز في الأصل خطأ، والتصحيح من الكاشف والخلاصة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 134 112- (عبد الله بن حنين) [1] ع- المدني، مولى العبّاس، ويقال: مولى عليّ ابن أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ الْمَذْكُورِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ. وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنكدر، وشريك بن أبي نمر، وأسامة بن زيد، وآخرون. حديثه في الأصول الستة. 113- (عبد الله بن رافع) [2] م 4- أبو رافع المدني، مولى أُمِّ سَلَمَةَ. عَنْ: أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَأَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. 114- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ [3] أَبُو سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْمَصْرِيُّ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَمْرِو بْنِ معديكرب، وَابْنِ جُزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ. وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وعيّاش [4] ابن عبّاس، وسعيد بن أبي هلال،   [1] الطبقات الكبرى 5/ 286، التاريخ الكبير 5/ 69- 70 رقم 173، تاريخ الثقات 253 رقم 795، المعرفة والتاريخ 3/ 180، الجرح والتعديل 5/ 40 رقم 177، تهذيب الكمال 2/ 676، سير أعلام النبلاء 4/ 604 رقم 242، الكاشف 2/ 73 رقم 2723، تهذيب التهذيب 5/ 193- 194 رقم 333، تقريب التهذيب 1/ 411 رقم 267، خلاصة تذهيب التهذيب 195. [2] الطبقات الكبرى 5/ 297، التاريخ لابن معين 2/ 305، الطبقات لخليفة 246، التاريخ الكبير 5/ 90 رقم 244، تاريخ الثقات 255 رقم 802، تاريخ أبي زرعة 1/ 430، الكنى والأسماء 1/ 175، الجرح والتعديل 5/ 53 رقم 247، الثقات لابن حبّان 5/ 30، تهذيب الكمال 2/ 680، الكاشف 2/ 76 رقم 2738، تهذيب التهذيب 5/ 206 رقم 355، تقريب التهذيب 1/ 413 رقم 289، خلاصة تذهيب التهذيب 196. [3] التاريخ الكبير 5/ 90 رقم 245، تاريخ الثقات 255 رقم 803، الجرح والتعديل 5/ 53- 54 رقم 249، تهذيب الكمال 2/ 680، تهذيب التهذيب 5/ 206 رقم 356، تقريب التهذيب 1/ 414 رقم 290، حسن المحاضرة 1/ 106، خلاصة تذهيب التهذيب 196. [4] مهمل في الأصل. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 135 وَسُلَيْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، وَعَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ. 115- (عبد الله بن زيد) [1] ت ق [2]- أو ابن يزيد الدمشقيّ الأزرق القاصّ، كَانَ يَقُصُّ فِي غَزْوِ الرُّومِ مَعَ مُسْلِمَةَ. رَوَى عَنْ: عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. وَعَنْهُ: بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَأَخُوهُ يَعْقُوبُ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ، وَزَيْدُ بْنُ سَلامٍ، وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَآخَرُونَ. 116- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الْكُوفِيّ) [3] خ م ت ن- أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ. سَمِعَ أَبَاهُ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ السَّبِيعِيُّ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ [4] . قَالَ السِّخْتِيَانِيُّ: كَانُوا يَعُدُّونَهُ أَفْضَلَ مِنْ أَبِيهِ، يعني فِي الْعِبَادَةِ. 117- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ) [5] م د ن- مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ.   [1] التاريخ الكبير 5/ 93 رقم 256 و 257، الجرح والتعديل 5/ 58 رقم 269 و 270، تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 569- 574 رقم 297، تهذيب الكمال 2/ 685، ميزان الاعتدال 2/ 426 رقم 4335، الكاشف 2/ 80 رقم 2763، تهذيب التهذيب 5/ 226- 227 رقم 388، تقريب التهذيب 1/ 417 رقم 320، خلاصة تذهيب التهذيب 198. [2] الرمز من مصادر الترجمة. [3] التاريخ لابن معين 2/ 311، التاريخ الكبير 5/ 103 رقم 299، الجرح والتعديل 5/ 70 رقم 333، مشاهير علماء الأمصار 145 رقم 1141، تهذيب الكمال 2/ 688، الكاشف 2/ 82 رقم 2779، تهذيب التهذيب 5/ 236 رقم 409، تقريب التهذيب 1/ 419 رقم 341، خلاصة تذهيب التهذيب 199. [4] الطبقات لخليفة 268، التاريخ لابن معين 2/ 312، التاريخ الكبير 5/ 100 رقم 287، المعرفة والتاريخ 1/ 429 و 573 و 578، المراسيل 112 رقم 182، الجرح والتعديل 5/ 70 رقم 331، مشاهير علماء الأمصار 137 رقم 1087، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 271 رقم 305، تهذيب الكمال 2/ 690، الكاشف 2/ 83 رقم 2790، جامع التحصيل 258 رقم 365، تهذيب التهذيب 5/ 343 رقم 421، تقريب التهذيب 1/ 420 رقم 354، خلاصة تذهيب التهذيب 200. [5] الماجشون: بفتح الجيم وضم الشين، كما في المغني، وهو معرّب: ماه كون أي: شبه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 136 رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ- فقيل لم يلقهم-، وعن عبد الله بن عبد الله بن عمر، والنعمان بن أبي عياش، وعمرو بن قيس الزرقيين، وجماعة. وعنه: ابنه عبد العزيز، وحكيم بن عبد الله بن قيس، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن إسحاق، وآخرون. وثقه النسائي. وَقَالَ حَفِيدُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تُوُفِّيَ جَدِّي سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. 118- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ) [1] م 4- رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ وَعَائِشَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ. وَعَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَعُمِّرَ دَهْرًا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ثقة. وكان سليمان التّيميّ سيّئ الرَّأْيِ فِيهِ [2] لِكَوْنِهِ كَانَ يَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ بَعْضَ الشَّيْءِ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. 119- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) [3] سوى ق- العدوي   [ () ] القمر، وقيل: شبه الورد، سمّي به لحمرة وجنتيه، وحكي فيه تثليث الجيم. [1] الطبقات الكبرى 7/ 126، التاريخ الكبير 116 رقم 345، الطبقات لخليفة 197 و 208، تاريخ الثقات 261 رقم 824، تاريخ خليفة 339، المعرفة والتاريخ 2/ 88 و 128، الجرح والتعديل 5/ 81 رقم 376، مشاهير علماء الأمصار 94 رقم 691، الثقات 5/ 10، تهذيب الكمال 2/ 693، ميزان الاعتدال 2/ 439 رقم 4380، الكاشف 2/ 86 رقم 2807، تهذيب التهذيب 5/ 253- 254 رقم 444، تقريب التهذيب 1/ 423 رقم 378، خلاصة تذهيب التهذيب 201. [2] الجرح والتعديل 5/ 81. [3] الطبقات الكبرى 5/ 201- 202، الطبقات لخليفة 246، تاريخ خليفة 214، التاريخ الكبير 5/ 125 رقم 368 (وفيه: عبد الله بن عمر بن الخطاب) ، تاريخ الثقات 266 رقم 840، المعارف 186، المعرفة والتاريخ 1/ 374 و 2/ 737، الجرح والتعديل 5/ 90 رقم 411، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 439، الثقات 5/ 6، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 المدني، وَصِيُّ أَبِيهِ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَغَيْرُهُمْ. وثقه وكيع. تُوُفِّيَ سنة خمس، قبل أخيه سالم بعام. 120- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزّبير) [1] سوى د- بن العوّام، أبو بكر الأسديّ المدني، لَهُ جَمَاعَةٌ إِخْوَةٌ، وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ، وَأَبُوهُ أَكْبَرُ مِنْهُ بِخَمْسِ عَشْرَةَ سَنَةً. رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَدَّتِهِ أَسْمَاءَ. وَعَنْهُ: أَخُوهُ هِشَامٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ [2] ، وَنَافِعٌ الْقَارِئُ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ الَّذِي خَرَجَ رَسُولا مِنْ عَمِّهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ إِلَى حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ السَّكُونِيِّ. وَكَانَ سَيِّدًا نَبِيلا فَصِيحًا، يُشَبَّهُ بِعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ فِي بَيَانِهِ، وَبَنُو عُرْوَةَ، هُوَ، وَيَحْيَى، وَمُحَمَّدٌ، وَعُثْمَانُ، وَهِشَامٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ. 121- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ) [3] أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ الشَّامِيُّ. رَأَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي جُمْعَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَبَشِيرِ بْنِ عقربة، وكعب الأحبار.   [276- 277] رقم 314، تهذيب الكمال 2/ 701، الكاشف 2/ 91 رقم 2840، الوافي بالوفيات 17/ 296 رقم 249، العبر 1/ 129، تهذيب التهذيب 5/ 285- 286 رقم 483، تقريب التهذيب 426 رقم 413، أسد الغابة 3/ 199، خلاصة تذهيب التهذيب 203. [1] الطبقات الكبرى 167، التاريخ الكبير 5/ 163 رقم 513، المعارف 222، المعرفة والتاريخ 1/ 550، - 551، الجرح والتعديل 5/ 133 رقم 618، تاريخ أبي زرعة 1/ 496- 497، تهذيب الكمال 711، الكاشف 2/ 98 رقم 2888، جامع التحصيل 261 رقم 383، تهذيب التهذيب 5/ 319- 320 رقم 546، تقريب التهذيب 1/ 433 رقم 475، خلاصة تذهيب التهذيب 206- 207. [2] في طبعة القدسي 4/ 138 «الحرامي» والتصويب من: تقريب التهذيب. [3] التاريخ الكبير 5/ 156 رقم 479، تاريخ الثقات 270 رقم 858، المعارف 235، المعرفة والتاريخ 1/ 402 و 607 و 2/ 299 و 366 و 373، تاريخ أبي زرعة 1/ 68، الجرح والتعديل 5/ 125 رقم 577، الثقات لابن معين 5/ 42، الوافي بالوفيات 17/ 391 رقم 321، تعجيل المنفعة لابن حجر 231. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 138 وعنه: الزهري، وحجر بن الحارث، ورجاء بن أبي سلمة. وقد ولي خراج فلسطين، لعمر بن عبد العزيز. 122- (عبد الله بن غابر) [1] ن ق- أبو عامر الألهاني الحمصيّ. أَدْرَكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَحدَّثَ عَنْ: ثَوْبَانَ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ. وعنه: أرطأة بن المنذر، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، ومعاوية بن صالح. 123- (عبد الله بن أبي قيس النّصريّ) [2] م 4- أبو الأسود الحمصي. روى عن: عمر، وأبي ذرّ، وأبي الدرداء- وَأَرَى ذَلِكَ مُنْقَطِعًا- وَرَوَى عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ. وعنه: محمد بن زياد الألهاني، ويزيد بن خمير، ومعاوية بن صالح. وثقه النسائي. 124- (عبد الله بن قدامة) [3] أبو سوار العنقري، قاضي البصرة، وأبو قاضيها. روى عَنْ: أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ. وَعَنْهُ: تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ. ذَكَرَهُ أَبُو حاتم الرازيّ ولم يضعفه.   [1] التاريخ الكبير 5/ 167 رقم 529، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، الجرح والتعديل 5/ 135 رقم 629، تهذيب الكمال 2/ 721، الكاشف 2/ 104 رقم 2937، تهذيب التهذيب 5/ 354 رقم 606، تقريب التهذيب 1/ 440 رقم 532، خلاصة تذهيب التهذيب 209 (وفيه «عبد الله بن غالب» ) . [2] التاريخ الكبير 5/ 172- 173 رقم 549، تاريخ الثقات 273 رقم 869، المعرفة والتاريخ 2/ 311، الكنى والأسماء 1/ 107، الجرح والتعديل 5/ 140 رقم 653، تهذيب الكمال 2/ 725، الكاشف 2/ 107 رقم 2958، الوافي بالوفيات 17/ 408 رقم 345، تهذيب التهذيب 5/ 365- 366 رقم 231، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 557، الثقات لابن حبّان 5/ 44، خلاصة تذهيب التهذيب 210. [3] الطبقات لخليفة 212، التاريخ الكبير 5/ 176 رقم 556، أخبار القضاة 2/ 57، الكنى والأسماء 1/ 201، الجرح والتعديل 5/ 141 رقم 661، تهذيب الكمال 2/ 723، الكاشف 2/ 106 رقم 2951، تهذيب التهذيب 5/ 361 رقم 621، تقريب التهذيب 1/ 441 رقم 547، خلاصة تذهيب التهذيب 210. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 139 125- عبد الله بن أبي عتيق [1] خ م ن ق مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ الصّدّيق التّيمي، وَالِدُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ. عَنْ: أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، وَخَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ أَمْرَأً صَالِحًا، وَفِيهِ دُعَابَةٌ. مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مَعَهُ كَلْبٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: وَثَّابٌ. قَالَ: فَمَا اسْمُ كلبك؟ قال عمرو: فقال: وا خلافاه. وَحَكَى مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: لَقِيَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ إِنْسَانًا هَجَانِي، فَقَالَ: أَذْهَبْتَ مَالَكَ غَيْرَ مُتْرَكٍ ... فِي كُلِّ مُومِسَةٍ وَفِي الْخَمْرِ ذَهَبَ الإِلَهُ بِمَا تَعِيشُ بِهِ ... فَبَقِيتَ وَحْدَكَ غَيْرَ ذِي وَفْرِ فَقَالَ لَهُ: أَرَى أَنْ تَصْفَحَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَفْعَلَنَّ بِهِ- لا يُكَنَّى- فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سُبْحَانَ اللَّهِ لا تَتْرُكِ الْهَزْلَ، وَافْتَرَقَا، ثُمَّ لَقِيَهُ فَقَالَ: قَدْ أَوْلَجْتُ فِيهِ. فَأَعْظَمَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَتَأَلَّمَ! فَقَالَ: امْرَأَتِي وَاللَّهِ الَّتِي قَالَتِ الْبَيْتَيْنِ. قَالَ مُصْعَبٌ: وَامْرَأَتُهُ هِيَ أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَتْ قَدْ غَارَتْ عَلَيْهِ، وَلَهُ مُزَاحٌ وَنَوَادِرُ. 126- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهِبٍ الشَّامِيُّ) [2] 4- وُلِّيَ قَضَاءَ فلسطين لعمر بن عبد   [1] الطبقات الكبرى 5/ 194، الطبقات لخليفة 269، تاريخ خليفة 242، التاريخ الكبير 5/ 184- 185 رقم 577، المحبّر 66 و 442، تاريخ الثقات 277 رقم 879، المعارف 233، الجرح والتعديل 5- 154 رقم 707، الثقات 5/ 7، تهذيب الكمال 2/ 735- 736، الكاشف 2/ 113 رقم 2997، الوافي بالوفيات 17/ 425- 426 رقم 364، تهذيب التهذيب 6/ 11 رقم 15، تقريب التهذيب 1/ 447 رقم 603، خلاصة تذهيب التهذيب 212. [2] التاريخ الكبير 5/ 198- 199 رقم 625، تاريخ الثقات 281 رقم 895، المعرفة والتاريخ 2/ 369 و 373 و 439، تاريخ أبي زرعة 1/ 569- 570، الجرح والتعديل 5/ 174 رقم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 140 الْعَزِيزِ. وَحَدَّثَ عَنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَزِيدُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، وَعَبْدُ العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ، وَآخَرُونَ. وَالأَصَحُّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ تَمِيمًا، وَإِنَّمَا هُوَ: ابْنُ مَوْهِبٍ عَنْ قَبِيصَةَ عَنْ تَمِيمٍ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَبِي غِيلانَ الْفِلَسْطِينِيُّ، قَالَ: ثَلاثٌ إِذَا لَمْ تَكُنْ فِي الْقَاضِي فَلَيْسَ بِقَاضٍ: يَسْأَلُ وَإِنْ كَانَ عَالِمًا، وَلا يَسْمَعُ مِنْ أَحَدٍ دَعْوَى إِلا مَعَ خَصْمِهِ، وَلا يَقْضِي إِلا بَعْدَ أَنْ يَفْهَمَ. 127- (عبد الله بن واقد) [1] م د ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. عن: جده، وعائشة. وعنه: الزهري، وفضيل بن غَزْوَانَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَرَآهُ مَالِكٌ. ثُمّ وَجَدْتُ وَفَاتَهُ سَنَةَ سبع عشرة وَمِائَةٍ، وَرَّخَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَيُؤَخَّرُ. 128- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ) [2] د ن- شَيْخُ مُعَمَّرٍ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ صرد، وغيرهم.   [812،) ] تهذيب الكمال 2/ 746- 747، الكاشف 2/ 121 رقم 3049، جامع التحصيل 264 رقم 399، تهذيب التهذيب 6/ 47 رقم 87، تقريب التهذيب 1/ 455 رقم 675، خلاصة تذهيب التهذيب 216، أخبار القضاة 15/ 23 و 3/ 213- 214 و 324. [1] الطبقات لخليفة 256، تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير 5/ 219 رقم 712، المعارف 187، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 2/ 459، الجرح والتعديل 5/ 190 رقم 881، تهذيب الكمال 2/ 751، الكاشف 2/ 124 رقم 3077، تهذيب التهذيب 6/ 65 رقم 129، تقريب التهذيب 1/ 459 رقم 717، خلاصة تذهيب التهذيب 218، تحفة الأشراف 13/ 266 رقم 1153. [2] التاريخ الكبير 5/ 234 رقم 771، المعرفة والتاريخ 3/ 223، الجرح والتعديل 5/ 202 رقم 943، المراسيل 105- 106 رقم 166، تهذيب الكمال 2/ 758، الكاشف 2/ 128 رقم 3104، تهذيب التهذيب 6/ 84- 85 رقم 368، تقريب التهذيب 1/ 462 رقم 755، خلاصة تذهيب التهذيب 219. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 141 وَعَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 129- (عَبْدُ اللَّهِ الهيّ) [1] م 4- مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعروة بن الزبير. وعنه: أبو إسحاق السبيعي، وإسماعيل السدي، وإسماعيل بن أبي خالد، والعباس بن ذريح، والصلت بن بهرام، وآخرون. وهو من تابعي أهل الكوفة وثقاتهم. 130- (عبد الأعلى بن عدي) [2] ن ق- البهراني الحمصي القاضي. عَنْ ثَوْبَانَ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْهُ: أَحْوَصُ بْنُ حُكَيْمٍ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَرِيزُ [3] بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبَّهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. 131- (عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ هِلالٍ) [4] أَبُو النَّضْرِ السَّلَمِيُّ الحمصي. روى عن:   [1] التاريخ لابن معين 2/ 339، التاريخ الكبير 5/ 56 رقم 124، المعارف 226، المراسيل 115 رقم 193، تهذيب الكمال 759، تحفة الأشراف 13/ 267 رقم 1155، الكاشف 2/ 130 رقم 3112، تهذيب التهذيب 6/ 89- 90 رقم 171، تقريب التهذيب 1/ 463 رقم 764، جامع التحصيل 266 رقم 408. [2] التاريخ الكبير 6/ 72- 73 رقم 1747، تاريخ أبي زرعة 1/ 243 و 2/ 694، الجرح والتعديل 6/ 25 رقم 131، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 894، تهذيب الكمال 2/ 761، تحفة الأشراف 13/ 267 رقم 1156، الكاشف 2/ 130 رقم 3119، تهذيب التهذيب 6/ 97 رقم 200، تقريب التهذيب 1/ 465 رقم 785، خلاصة تذهيب التهذيب 220، التاريخ الصغير 118. [3] محرّف في الأصل، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 159. [4] التاريخ الكبير 6/ 68- 69 رقم 1736، المعرفة والتاريخ 2/ 345، تاريخ أبي زرعة 1/ 68، الكنى والأسماء 2/ 137، الجرح والتعديل 6/ 25 رقم 129. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَأَبِي أُمَامَةَ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَيْهَمِ [1] . وَرِوَايَتُهُ فِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا. 132- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانٍ) [2] 4- بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الأُمَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَحَدُ سَادَاتِ بَنِي أُمَيَّةَ وَكُبَرَائِهِمْ. سَمِعَ أَبَاهُ. رَوَى عَنْه: عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعُمَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ ابْنَا أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْمَدَ لِلدِّينِ وَالْحِكْمَةِ وَالشَّرَفِ مِنْهُ. وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ [3] : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانٍ يَشْتَرِي أَهْلَ الْبَيْتِ، ثُمَّ يَكْسُوهُمْ، ثُمَّ يَعْرِضُهُمْ عَلَيْهِ وَيُعْتِقَهُمْ، وَيَقُولُ: أَنْتُمْ أَحْرَارٌ أَسْتَعِينُ بِكُمْ عَلَى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ، فَمَاتَ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِهِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ [4] : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، كَانَ كَثِيرَ الصَّلاةِ، فَرَآهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَعْجَبَهُ هَدْيُهُ وَنُسْكُهُ وَقَالَ: أَنَا أَقْرَبُ رَحِمًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَأَوْلَى بِهَذِهِ [5] الْحَالِ، فَمَا زَالَ مُجْتَهِدًا حَتَّى مَاتَ. 133- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ [6] الثقفي) [7] ع- أول مولود ولد بالبصرة.   [1] مهمل في الأصل، والتصويب من: تقريب التهذيب 2/ 362 حيث قال: بتحتانية، وزن أحمر.. [2] الطبقات لخليفة 259، نسب قريش 120، التاريخ الكبير 5/ 254 رقم 820، المعارف 201، الجرح والتعديل 5/ 210 رقم 991، تهذيب الكمال 2/ 771، سير أعلام النبلاء 5/ 10- 11 رقم 7، الكاشف 2/ 137 رقم 3171، تهذيب التهذيب 6/ 130- 131 رقم 273، تقريب التهذيب 1/ 471 رقم 855، خلاصة تذهيب التهذيب 223، وانظر: جمهرة أنساب العرب 78. [3] نسب قريش 120. [4] نسب قريش 120. [5] في الأصل «بهذا» ، وفي القاموس للفيروزآبادي: «ويذكر» . [6] في طبعة القدسي 4/ 141 «بكر» ، والتصويب من مصادر ترجمته. [7] الطبقات الكبرى 7/ 190، الطبقات لخليفة 203، تاريخ خليفة 129 و 165 و 212 و 303، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 143 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَعَنْ عَلِيٍّ إِنْ صَحَّ. وَعَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سويد، آخرون. وَكَانَ ثِقَةً كَبِيرَ الْقَدْرِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : نَحَرُوا جَزُورًا يَوْمَ مَوْلِدِهِ وَهُمْ بِالْخُرَيْبَةَ، فَكَفَتَهُمْ، وَكَانُوا قَدْرَ ثَلاثِمِائَةِ رَجُلٍ. قُلْتُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا ضَبَطَ وَفَاتَهُ، وَهِيَ بَعْدَ الْمِائَةِ بِقَلِيلٍ [2] . 134- (عبد الرحمن بن جابر) [3] ع- بن عبد الله الأنصاري. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ [4] . وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَمُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَحِزَامُ بْنُ عُثْمَانَ، وَآخَرُونَ. وكان ثقة، قاله الْعِجْلِيُّ وَالنَّسَائِيُّ. وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : لا يُحْتَجُّ به.   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 345، التاريخ الكبير 5/ 260 رقم 738، تاريخ الثقات 289 رقم 935، المعارف 288- 289، المعرفة والتاريخ 3/ 355، الثقات لابن حبّان 5/ 77، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 723، تهذيب الكمال 2/ 779، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 195 رقم 345، الكاشف 2/ 140 رقم 3195، سير أعلام النبلاء 4/ 319- 320 رقم 114، وص 411- 413 رقم 161، العبر 1/ 123، الإصابة 3/ 147 رقم 6678، تهذيب التهذيب 6/ 148- 149 رقم 300، تقريب التهذيب 1/ 474 رقم 882، خلاصة تذهيب التهذيب 224، شذرات الذهب 1/ 122. [1] الطبقات الكبرى 7/ 190. [2] وقيل توفي سنة 96 هـ. (انظر تهذيب التهذيب) ، وقال خليفة: مات بعد الثمانين (الطبقات 203) . [3] الطبقات الكبرى 5/ 275، الطبقات لخليفة 249، التاريخ الكبير 5/ 266 رقم 861، تاريخ الثقات 290 رقم 939، المعارف 307، الجرح والتعديل 5/ 220 رقم 1036، المحبّر لابن حبيب 413 و 415، الثقات لابن حبّان 5/ 77، تهذيب الكمال 2/ 779، المغني في الضعفاء 2/ 377 رقم 3541، ميزان الاعتدال 2/ 553 رقم 4835، الكاشف 2/ 141 رقم 3203، تهذيب التهذيب 6/ 153 رقم 309، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 891، خلاصة تذهيب التهذيب 225. [4] نيار: بكسر النون، وياء مخفّفة. [5] الطبقات الكبرى 5/ 275. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 135- عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت [1] ق الأنصاريّ المدنيّ، الشَّاعِرُ ابْنُ الشَّاعِرِ، الْمُؤَيَّدُ بُرُوحِ الْقُدُسِ، وَهُوَ ابن خالة إبراهيم ابن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْ: أُمِّهِ سِيرِينَ الْقِبْطِيَّةِ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُهْمَانَ. لَهُ حَدِيثٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَحِبَ عُمَرَ. وَفِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» [2] مِنْ حَدِيثِ بهمان، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ، وَلَكِنَّ ابْنَ بُهْمَانَ لا يُعْرَفُ. رَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، لَقِيَهُ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: تَلَقَّانِي النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَنَا دَوَابٌّ، قَالَ: فَأَيْنَ النَّوَاضِحُ؟ قَالَ: عَقَرْنَاهَا فِي طَلَبِكَ وَطَلَبِ أَبِيكَ يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   [1] الطبقات الكبرى 5/ 266، الأخبار الموفقيات (انظر فهرس الأعلام- ص 671) . الطبقات لخليفة 251، الكامل في الأدب 1/ 154 و 174 و 300، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام- ج 7/ 123) ، التاريخ الكبير 5/ 270 رقم 871، المعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 462، المحبّر لابن حبيب 76 و 98 و 110، المعارف 143 و 312، البرصان والعرجان 69 و 156 و 276 و 350، أنساب الأشراف 1/ 45 و 151 و 452، الروض الأنف للسهيلي 1/ 72، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 17 و 59 و 299، الأمالي 2/ 221 و 3/ 188 و 216، عيون الأخبار 1/ 321 و 2/ 198 و 3/ 172، تاريخ الرسل والملوك 2/ 619 و 3/ 22 و 172، جمهرة أنساب العرب 347، الأغاني 15/ 110- 121 و 157- 173 و 21/ 269، الجرح والتعديل 5/ 222 رقم 1047، الكامل في التاريخ 5/ 117، وفيات الأعيان 5/ 193 (في ترجمة مروان بن أبي حفصة) ، معجم الشعراء في لسان العرب 258 رقم 634، تهذيب الكمال 2/ 783- 784، الكاشف 2/ 144 رقم 3218، سير أعلام النبلاء 5- 64- 65 رقم 22، تهذيب التهذيب 6/ 162- 163 رقم 329، تقريب التهذيب 1/ 477 رقم 912، الإصابة 3/ 67 رقم 6203، خلاصة تذهيب التهذيب 226. [2] 2/ 337 (مكرّر) قال: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهو أيضا في 2/ 356، أما رواية عبد الرحمن بن بهمان فهي في 3/ 442- 443. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 145 قَالَ لَنَا: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً» [1] قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا بِأَنْ نَصْبِرُ، قَالَ: فَاصْبِرُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالَ: أَلا أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ ... أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَثَا كَلامِي فَإِنَّا صَابِرُونَ وَمُنْظِرُوكُمْ ... إِلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ وَالْخِصَامِ أَبُو عُبَيْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، أَنَّ يَزِيدَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: أَلا تَرَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ يُشَبِّبُ بِابْنَتِكَ وَيَقُولُ: هِيَ زَهْرَاءُ مِثْلَ لُؤْلُؤَةِ ... الْغَوَّاصِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولَ: فإذا مَا نسبتها لَمْ تجدها ... فِي سناء من المكارم دون فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولَ: ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلَى القبّة الخضراء ... نَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ [2] فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَذَبَ. قَوْلُهُ خَاصَرْتُهَا: أَخَذْتُ بِيَدِهَا. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. 136- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ) [3] م د ق- رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. وَرَوَى عن: أبي هريرة، وأبي سعيد.   [1] أخرجه البخاري في كتاب الفتن 8/ 87 و 3/ 80 في كتاب المساقاة، باب كتابة القطائع، و 4/ 225 كتاب مناقب الأنصار، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض، ومسلم (1845) في الإمارة، باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة، والترمذي (2190) في الفتن، باب ما جاء في الأثرة، والنسائي 8/ 224 و 225 في القضاة، باب ترك استعمال من يحرّض على القضاء. [2] راجع الأبيات مع أبيات أخرى في: الكامل في الأدب 1/ 174 و 175، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 18، ذيل الأمالي 3/ 188، الأغاني 15/ 110، سير أعلام النبلاء 5/ 65. [3] التاريخ الكبير 5/ 287 رقم 930، الجرح والتعديل 5/ 237 رقم 1121، تاريخ الثقات 292 رقم 955، تهذيب الكمال 2/ 790، الكاشف 2/ 147 رقم 3246، تهذيب التهذيب 6/ 184 رقم 370، تقريب التهذيب 1/ 481 رقم 952، خلاصة تذهيب التهذيب 227. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 146 وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُو مَوْلَى الأَسْوَدِ بْنِ نُفَيْلٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 137- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْكُوفِيُّ) [1] مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. 138- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ) [2] أَبُو مُحَمَّدٍ، عَاشَ ثمانين سنة. روى عَنْ: أَبِيهِ حَدِيثًا، وَعَنْ عُثْمَانَ. وَعَنْهُ: أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَحَفِيدَاهُ: عَمْرٌو، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا [3] عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَهُوَ مُقِلٌّ. 139- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ [4] الْمَهْرِيُّ [5] الْمَصْرِيّ) [6] م 4- عن:   [1] التاريخ الكبير 5/ 287 رقم 931، الجرح والتعديل 5/ 237 رقم 1122، تهذيب التهذيب 6/ 186 رقم 373، تقريب التهذيب 1/ 481 رقم 955، خلاصة تذهيب التهذيب 228. [2] الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 339 و 350، التاريخ الكبير 5/ 288- 289 رقم 948، الجرح والتعديل 5/ 239 رقم 1131، مشاهير علماء الأمصار 86 رقم 629، تهذيب الكمال 2/ 791، الكاشف 2/ 148 رقم 3249، تهذيب التهذيب 6/ 187 رقم 376، تقريب التهذيب 1/ 482 رقم 958، خلاصة تذهيب التهذيب 228. [3] في الأصل «ابن» والتصحيح من السياق. [4] شماسة: بكسر الشين المعجمة. [5] في طبعة القدسي 4/ 142 «المهدي» بالدال، وهو تصحيف، والتصويب من: تقريب التهذيب وقال: بفتح الميم وسكون الهاء (1/ 484) . [6] التاريخ الكبير 5/ 295- 296 رقم 964، تاريخ الثقات 293 رقم 958، المعرفة والتاريخ 1/ 148 و 2/ 301 و 500 و 3/ 358، الجرح والتعديل 5/ 243 رقم 1158، مشاهير علماء الأمصار 119 رقم 924، تهذيب الكمال 2/ 794، الكاشف 2/ 149- 150 رقم 3261، تهذيب التهذيب 6/ 195 رقم 393، تقريب التهذيب 1/ 484 رقم 974، خلاصة تذهيب التهذيب 228. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 147 زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَرَوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ، فَلَعَلَّهُ مُرْسَلٌ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، وَآخَرُونَ. تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ. 140- (عبد الرحمن بن الضّحّاك) [1] بن قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ، أَحَدُ أَشْرَافِ الْعَرَبِ، وُلِّيَ إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ، فَأَحْسَنَ إِلَى أَهْلِهَا. رَوَى الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ خَطَبَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَبَتْ، فَأَلَحَّ عَلَيْهَا، فَشَكَتْهُ إِلَى الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَغَضِبَ لَهَا وَعَزَلَهُ، وَغَرَّمَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَطَوَّفَ بِهِ في جبّة صوف [2] ، وأبوه المقتول يوم مرج راهط [3] . 141- (عبد الرحمن لن عبد الله بن كعب) [4] خ م د ن- بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ. وَرَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَعَمِّهِ عُبَيْدِ الله بن كعب، وأبي هريرة، وجابر. وعنه: الزهري، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وكان أحد الفقهاء بالمدينة. 142- (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عمّار) [5] م 4- القرشيّ المكّي،   [1] تاريخ خليفة 325 و 327 و 328 و 332 و 334 و 335، نسب قريش 447، المحبّر لابن حبيب 28، المعارف 412، المعرفة والتاريخ 2/ 820- 821، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 607، تاريخ الرسل والملوك 5/ 535 و 6/ 574 و 575 و 589 و 617 و 618 و 620 و 7/ 12- 14، الكامل في التاريخ 5/ 67 و 77 و 101 و 105 و 113 و 114. [2] انظر تفصيل ذلك عند الطبري في تاريخ الرسل والملوك 7/ 12- 14. [3] نسب قريش، المعارف. [4] الطبقات لخليفة 257، التاريخ الكبير 5/ 303- 304 رقم 991، المعرفة والتاريخ 1/ 318 و 378 و 3/ 257- 258، تاريخ أبي زرعة 1/ 618، الجرح والتعديل 5/ 249 رقم 1187، تهذيب الكمال 2/ 800، الكاشف 2/ 153 رقم 3285، تهذيب التهذيب 6/ 214- 215 رقم 432، تقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1013، خلاصة تذهيب التهذيب 230. [5] التاريخ الكبير 5/ 301 رقم 982، عيون الأخبار 4/ 134- 135، الجرح والتعديل 5/ 249 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 148 الملقّب بالقسّ، لِعِبَادَتِهِ وَدِينِهِ، وَهُوَ صَاحِبُ سَلامَةَ وَلَهُ مَعَهَا أَخْبَارٌ، وَكَانَ قَدْ هَوِيَهَا. روى عَن: أبي هُرَيْرَةَ، وجابر، وشداد بْن الهاد، وعبد الله بْن بابيه، وجماعة. وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ. 143- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عبسة) [1] د ت ق- السّلميّ الشّامي. عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد. وَعَنْهُ: ابْنُهُ جَابِرٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ صَدُوقٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. 144- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الأنصاريّ) [2] ع- المدني القاصّ، فِي اسْمِ أَبِيهِ أَقْوَالٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَعَنْ عُثْمَانَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ عُثْمَانَ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» . رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَهِلالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي الموال. وثّقه محمد بن سعد.   [ () ] رقم 1186، الكاشف 2/ 152 رقم 3283، تهذيب التهذيب 6/ 213 رقم 430، تقريب التهذيب 1/ 487 رقم 1011، خلاصة تذهيب التهذيب 230. [1] التاريخ الكبير 5/ 325 رقم 1032، تاريخ أبي زرعة 1/ 606، تهذيب الكمال 2/ 807، الكاشف 2/ 158 رقم 3320، تهذيب التهذيب 6/ 237- 238 رقم 483، تقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1063، خلاصة تذهيب التهذيب 232. [2] الطبقات لخليفة 39 و 251، التاريخ الكبير 5/ 327 رقم 1036، الجرح والتعديل 5/ 273 رقم 1297، تهذيب الكمال 2/ 808، الكاشف 2/ 159 رقم 3323، الإصابة 3/ 72 رقم 6227، تهذيب التهذيب 6/ 243 رقم 487، تقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1067، خلاصة تذهيب التهذيب 232، جامع التحصيل 274 رقم 447، المراسيل 121 رقم 205، تحفة الأشراف 13/ 274 رقم 1169. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 149 145- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرْشِيّ) [1] د ن- قاي حمص. روى عن: مرو بْنِ الْعَاصِ، وَأَبِي هِنْدٍ الْبَجَلِيِّ، وَالْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب. وَعَنْهُ: ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو. 146- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كعب) [2] ع- بن مالك الأنصاري السّلميّ المدني. عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَأَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رستم الخزّاز [3] ، وَابْنَاهُ: كَعْبٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ. 147- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مطعم) [4] ع- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو الْمِنْهَالِ الْبُنَانِيُّ [5] الْبَصْرِيُّ، وقيل الكوفي، نَزِيلُ مَكَّةَ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. وعنه: حبيب بن أبي ثابت- م ن- وَسُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ- خ- وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ- ع- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ- ع.   [1] التاريخ الكبير 5/ 336 رقم 1071، تاريخ الثقات 297 رقم 973، المعرفة والتاريخ 2/ 343 و 349 و 427 و 430 و 3/ 400، تاريخ أبي زرعة 1/ 601، الجرح والتعديل 5/ 274 رقم 1299، الثقات لابن حبّان 5/ 104، تهذيب الكمال 2/ 809، الكاشف 2/ 159 رقم 3327، تهذيب التهذيب 6/ 246 رقم 491، تقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1071، خلاصة تذهيب التهذيب 233. [2] الطبقات الكبرى 5/ 274، تاريخ خليفة 316، الطبقات لخليفة 252، التاريخ الكبير 5/ 432 رقم 1091، تاريخ الثقات 298 رقم. 976، المعرفة والتاريخ 3/ 336 و 380، تاريخ أبي زرعة 1/ 568 و 618، الجرح والتعديل 5/ 280 رقم 1329، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 481، تهذيب الكمال 2/ 813، الكاشف 2/ 162 رقم 3342، تهذيب التهذيب 6/ 259 رقم 512، تقريب التهذيب 1/ 496 رقم 1091، خلاصة تذهيب التهذيب 234، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 303 رقم 360. [3] في الأصل «الحزازة» ، والتصحيح من: تقريب التهذيب 1/ 360 حيث قيّده بمعجمات. [4] التاريخ لابن معين 2/ 357- 358، التاريخ الكبير 5/ 352 رقم 1118، المعرفة والتاريخ 3/ 200، الكنى والأسماء 2/ 129، الجرح والتعديل 5/ 284 رقم 1354، تهذيب الكمال 2/ 817، الكاشف 2/ 164 رقم 3358، تهذيب التهذيب 6/ 270 رقم 535، تقريب التهذيب 1/ 498 رقم 1112، خلاصة تذهيب التهذيب 234. [5] البناني: بضم الباء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 150 148- عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي [1] ع أبو الحكم الكوفي. عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ. عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَكَمُ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، وَصَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَعِمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَفَضْلُ بْنُ غَزْوَانَ، وَفُضَيلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مِرْدَانُبَةَ [2] . وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الْعَابِدِينَ. قَالَ بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ: كَانَ لَوْ قِيلَ لَهُ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ مَلَكُ الْمَوْتِ، مَا كَانَ عِنْدَهُ زِيَادَةٌ. وَكَانَ يَمْكُثُ نِصْفَ شَهْرٍ لا يَأْكُلُ [3] . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ يُحْرِمُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ، وَيَقُولُ: لَبَّيْكَ، لَوْ كَانَ رِيَاءً لاضْمَحَلَّ [4] . وَقِيلَ: إِنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى الْحَجَّاجِ كَثْرَةَ سَفْكِهِ لِلدِّمَاءِ، فَهَمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ فِي بَطْنِهَا أَكْثَرُ مِمَّنْ عَلَى ظَهْرِهَا، رَوَاهَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ [5] . وَرَوَى حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: كُنَّا نَجْمَعُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، وَهُوَ يُلَبِّي بِصَوْتٍ حَزِينٍ، ثُمَّ يَأْتِي خُرَاسَانَ وَأَطْرَافَ الأَرْضِ، ثُمَّ يُوَافِي مَكَّةَ وَهُوَ محرّم، وكان يفطر في الشّهر مرّتين [6] .   [1] الطبقات الكبرى 6/ 298، التاريخ لابن معين 2/ 360، التاريخ الكبير 5/ 356 رقم 1130، الكنى والأسماء 1/ 154، الجرح والتعديل 5/ 295 رقم 1400، مشاهير علماء الأمصار 102 رقم 759، حلية الأولياء 5/ 69- 73 رقم 290، تهذيب الكمال 2/ 822، سير أعلام النبلاء 5/ 62- 63 رقم 20، ميزان الاعتدال 2/ 595 رقم 4992، الكاشف 2/ 166 رقم 3375، تهذيب التهذيب 6/ 286 رقم 560، تقريب التهذيب 1/ 500 رقم 1136، خلاصة تذهيب التهذيب 235. [2] مردانبة: بضم النون وفتح الباء الموحّدة. (انظر تقريب التهذيب 2/ 370) . [3] حلية الأولياء 5/ 69. [4] حلية الأولياء 5/ 70. [5] حلية الأولياء 5/ 70. [6] حلية الأولياء 5/ 69. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 151 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانُبَةَ، وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» [1] . 149- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هِلالٍ [2] الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ) م د س ق [3]- عَنْ: جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [4] . وَعَنْهُ تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 150- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ [5] ابْنُ أَبِي سفيان الأموي الدمشقيّ، كان مِنْ خِيَارِ بَنِي أُمَيَّةَ وَصُلَحَائِهِمْ. سَمِعَ ثَوْبَانَ. وَعَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِر، وغيرهم.   [1] أخرجه الترمذي رقم 3778 في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذيّ: هذا حديث صحيح حسن. [2] ويقال: ابن أبي هلال، انظر: المعرفة والتاريخ 3/ 218، ترتيب الثقات 300 رقم 989، الجرح والتعديل 5/ 297 رقم 1411، تهذيب الكمال 2/ 824، الكاشف 2/ 167 رقم 3382، تهذيب التهذيب 6/ 292 رقم 570، تقريب التهذيب 1/ 501 رقم 1145، خلاصة تذهيب التهذيب 236. [3] في طبعة القدسي 4/ 145 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة. [4] في طبعة القدسي «عبد الحميد» والتصويب من الجرح والتعديل وتهذيب الكمال. [5] نسب قريش 130، التاريخ الكبير 5/ 364 رقم 1154، المعارف 351، تاريخ أبي زرعة 1/ 358، المعرفة والتاريخ 1/ 576، الجرح والتعديل 5/ 299 رقم 1419، الكامل في التاريخ 5/ 372، تهذيب الكمال 2/ 826، الكاشف 2/ 169 رقم 3391، سير أعلام النبلاء 4/ 49 رقم 14، تهذيب التهذيب 6/ 300 رقم 581، تقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1156، خلاصة تذهيب التهذيب 237، معجم بني أمية 98- 99 رقم 188. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 152 رَوَى رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرِقُّ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ النُّسُكِ [1] ، فَرَفَعَ دَيْنًا عَلَيْهِ إِلَى عُمَرَ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ آلافٍ، فَوَعَدَهُ أَنْ يَقْضِيَ عَنْهُ وَقَالَ: وَكِّلْ أَخَاكَ الْوَلِيدَ، فَوَكَّلَهُ، وَقَالَ عُمَرُ لِلْوَلِيدِ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَقْضِيَ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ، وَإِنْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَنْفَقَهَا فِي حَقٍّ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يُقَالُ: مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُنْجِزَ مَا وَعَدَ، قَالَ: وَيْحُكَ، وَضَعْتَنِي هَذَا الْمَوْضِعَ، فَلَمْ يَقْضِ عَنْهُ شَيْئًا. قَالَ الْمُفَضَّلُ الْغَلابِيُّ: كَانَ يُقَالُ: جَمَاعَةٌ كلُّهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَكُلُّهُمْ عَابِدٌ قُرَشِيٌّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زياد بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: اجْتَهَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى صَارَ كالشّنّ [2] . قلت لعلّ هذا الرجل أفضل عند اللَّهِ مِنْ آبَائِهِ. 151- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُهَنِيُّ) [3] م 4- مَوْلَى الْحَرَقَةَ [4] . أَكْثَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، وابن عجلان، وسالم أبو النّضر، ومحمد بن عمرو بن علقمة. قال أبو عبد الرحمن النّسائيّ: ليس به بأس.   [1] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 127 ب. [2] في سير أعلام النبلاء 4/ 50 «كالشّنّ البالي» . [3] التاريخ الكبير 5/ 366 رقم 1158، الطبقات لخليفة 249، ترتيب الثقات للعجلي 301 رقم 994، الجرح والتعديل 5/ 301 رقم 1428، الثقات لابن حبّان 5/ 108، تهذيب الكمال 826، الكاشف 2/ 169 رقم 3393، تهذيب التهذيب 6/ 301 رقم 584، تقريب التهذيب 1/ 503 رقم 1159، خلاصة تذهيب التهذيب 237. [4] الحرقة: بفتح الحاء المهملة، وفتح الراء والقاف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 153 152- (عبد العزيز بن أبي بكرة) [1] د ت ق- الثقفي البصري. رَوَى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ، وَأَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ [2] ، وَاسْمُهُ عَبْدُ رَبِّهِ، وَبَحْرُ [3] بْنُ كَنِيزٍ السَّقَّاءُ. 153- (عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جُرَيْجٍ الْمَكِّيُّ) [4] مَوْلَى قُرَيْشٍ. عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ أبي مليكة، وسعيد بن كثير، وروى عَنْ أُمِّ حُمَيْدٍ أيضا، عن عَائِشَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ شَيْخُ مَكَّةَ، وخصيف الجزري. قال البخاري [5] : لا يتابع في حديثه. وذكره ابن حبّان في «الثقات» . وفي رواية أحمد في مسندة [6] : ثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن عبد العزيز بن جريج: سألت عائشة عن الوتر. حسّنه التّرمذيّ [7] . 154- (عبد العزيز بن عبد الله) [8] د ت ن- بن خالد بن أسيد بن   [1] الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 6/ 9 رقم 1515، المعارف 288، الجرح والتعديل 5/ 398 رقم 1842، ترتيب الثقات للعجلي 304 رقم 1006، الثقات لابن حبّان 5/ 122، تهذيب الكمال 2/ 835، الكاشف 2/ 173 رقم 3426، تهذيب التهذيب 6/ 332 رقم 638، تقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1209، خلاصة تذهيب التهذيب 239. [2] مهمل في الأصل. والتصحيح من خلاصة التذهيب 223. [3] مهمل في الأصل، والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 93. [4] التاريخ لابن معين 2/ 365، التاريخ الكبير 6/ 23 رقم 1564، ترتيب الثقات 304 رقم 1007، الجرح والتعديل 5/ 379 رقم 1772، مشاهير علماء 145 رقم 1145، تهذيب الكمال 2/ 835، المغني في الضعفاء 2/ 397 رقم 3730، ميزان الاعتدال 2/ 624 رقم 5091، الكاشف 2/ 174 رقم 3427، تهذيب التهذيب 6/ 333 رقم 640، تقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1211، خلاصة تذهيب التهذيب 239. [5] التاريخ الكبير 6/ 23. [6] مسند أحمد 1/ 300 و 305 و 316 و 372. [7] الترمذي 1/ 286- 287 رقم 458 في باب: ما جاء في الوتر بثلاث. [8] نسب قريش 191 و 202، المحبّر 26، التاريخ الكبير 6/ 11- 12 رقم 1524 وفيه: عبد العزيز بن خالد بن عبد الله بن أسيد، المعارف 462 و 488، تاريخ الرسل والملوك 6/ 168- 170 وما بعدها، الجرح والتعديل 5/ 386 رقم 1799 و 1800، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 181 ب، الكامل في التاريخ 5/ 20 و 26 و 36 و 43 و 77 و 102 و 105 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 154 أبي العيص ابن أميّة الأموي المكّي [1] أَمِيرُ مَكَّةَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ مُحَرِّشٍ [2] الْكَعْبِيِّ. وَعَنْهُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَمُزَاحِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَدْ حَجَّ فَأَقَامَ الْمَوْسِمَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ. وَحَكَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا حَجَّ فِي خِلافَتِهِ قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ مَكَّةَ؟ قَالُوا لَهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ يَتَنَازَعَانِ الشَّرَفَ، فَقَالَ: مَا سُوِّيَ عَمْرُو بِعَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سُلْطَانِنَا وَهُوَ ابْنُ عَمِّنَا [3] ، أَلا وَهُوَ أَشْرَفُ مِنْهُ، ثُمَّ خَطَبَ ابْنَةَ عَمْروٍ وَتَزَوَّجَ بِهَا، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ جَوَّادًا مُمَدَّحًا. تُوُفِّيَ بِرُصَافَةَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ زَائِرًا لَهُ، فَرَثَاهُ أَبُو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ بِأَبْيَاتٍ [4] . 155- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ [5] ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأَمِيرُ أَبُو الأَصْبَغِ الأُمَوِيُّ. وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، سَعَى أَبُوهُ الْوَلِيدُ فِي خَلْعِ سليمان من العهد وتولية عبد   [ () ] تهذيب الكمال 2/ 838 الكاشف 2/ 176 رقم 3442، تهذيب التهذيب 6/ 342- 343 رقم 659، تقريب التهذيب 1/ 510 رقم 1230، خلاصة تذهيب التهذيب 240، معجم بني أميّة 101- 102 رقم 197. [1] في طبعة القدسي 4/ 146 «عبد العيص» والتصحيح من: نسب قريش 187 وتهذيب التهذيب، وتاريخ دمشق. [2] محرّش: بكسر الراء المشدّدة مثل معلّم. [3] تاريخ دمشق 10/ 181 ب. [4] الأبيات في نسب قريش 191. [5] نسب قريش 165، تاريخ خليفة 305 و 306 و 311 و 312 المحبّر 26 و 445 و 448 و 449 و 477، الأخبار الموفقيات 353، المعرفة والتاريخ 1/ 554، تاريخ أبي زرعة 1/ 519، جمهرة أنساب العرب 89 و 92، تاريخ الرسل والملوك 6/ 454، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 200 أ- 201 ب، الكامل في التاريخ 4/ 555 و 578 و 582 و 5/ 41 و 91 و 6/ 438، سير أعلام النبلاء 5/ 148- 149 رقم 50، معجم بني أمية 106- 107 رقم 204. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 155 الْعَزِيزِ هَذَا فَلَمْ يَتِمَّ لَهُ مَا رَامَهُ، وَقَدْ وُلِّيَ نِيَابَةَ دِمَشْقَ لِأَبِيهِ، وَدَارُهُ بِنَاحِيَةِ الْكُشْكِ قِبْلِيِّ دَارِ الْبِطِّيخِ الْعَتِيقَةِ، وَلَهُ ذُرَّيَّةٌ بِالْمَرْجِ بِقَرْيَةِ الْجَامِعِ. وَرُوِيَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَرَادَ الْوَلِيدُ أَنْ يُبَايِعَ لابْنِهِ، فَأَرَادَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: لِسُلَيْمَانَ بَيْعَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، فَأَخَذَهُ الْوَلِيدُ وَطَيَّنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَنْهُ بَعْدَ ثَلاثٍ فَأَدْرَكُوهُ وَقَدْ مَالَتْ عُنُقُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: فَكَانَ ذَلِكَ الْمَيْلُ فِيهِ حَتَّى مَاتَ. وَحَكَى نَحْوَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ لَكِنَّهُ قَالَ: خُنِقَ بِمِنْدِيلٍ حَتَّى صَاحَتْ أُخْتُهُ أُمُّ الْبَنِينِ، فَشَكَرَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ ذَلِكَ وَعَهِدَ إِلَيْهِ بِالْخِلافَةِ. وَقَدْ حَجَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَغَزَا الرُّومَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ [1] ، وَكَانَ مِنْ أَلِبَّاءِ بَنِي أُمَيَّةَ وَعُقَلائِهِمْ. رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شِبْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: يا بن أُخْتِي، بَلَغَنِي أَنَّكَ سِرْتَ إِلَى دِمَشْقَ تَدْعُو إِلَى نَفْسِكَ، وَلَوْ فَعَلْتَ مَا نَازَعْتُكَ. قَالَ عَامِرُ بْنُ شِبْلٍ: أَنَا مِمَّنْ سَارَ مَعَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دِمَشْقَ، فَجَاءَنَا الْخَبَرُ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ بُوِيعَ وَنَحْنُ بِدِيرِ الْجُلْجُلِ، فَانْصَرَفْنَا. 156- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بكر) [2] ع- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ بن المغيرة المخزومي المدني، أَخُو الْحَارِثِ وَعُمَرَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَلادِ بْنِ السَّائِبِ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، وقيل: إنه روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَآخَرُونَ. وَكَانَ   [1] تاريخ خليفة 306. [2] التاريخ الكبير 5/ 407- 408 رقم 1318، ترتيب الثقات للعجلي 308 رقم 1028، الثقات لابن حبّان 7/ 93، التاريخ لابن معين 2/ 370، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، الجرح والتعديل 5/ 344 رقم 1626، مشاهير علماء الأمصار 132 رقم 1037، تهذيب الكمال 2/ 851، الكاشف 2/ 183 رقم 3489، تهذيب التهذيب 6/ 387 رقم 729، تقريب التهذيب 1/ 517 رقم 1297، خلاصة تذهيب التهذيب 243. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 156 جَوَّادًا سَخِيًّا سَرِيًّا. قَرَنَهُ الْبُخَارِيُّ بِغَيْرِهِ. 157- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رِفَاعَةَ) [1] بْنِ خَالِدٍ الْفَهْمِيُّ الْمَصْرِيُّ الأَمِيرُ. وُلِّيَ مِصْرَ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَزَلَهُ بِأَيُّوبَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، ثُمَّ إِنَّهُ وُلِّيَ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ، فَمَاتَ بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَوُلِّيَ مِصْرَ بَعْدَهُ أَخُوهُ الْوَلِيدُ بْنُ رِفَاعَةَ. 158- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيُّ) [2] رَوَى عَنْ: عَبَّاسٍ، وَأَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ. وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَعُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ، وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السّتّة. 159- (عبد الملك بن المغيرة) [3] ق- بْن نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم أبو محمد الهاشمي المدنيّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وما أحسبه أدرك عليا. روى عنه: ابنه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والزهري، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وثّقه يحيى بْن معين. 160- (عَبْد الملك بْن نافع الشيباني الكوفي) [4] قيل هو عبد الملك بن أبي   [1] الولاة وكتاب القضاة للكندي 64- 67، النجوم الزاهرة 1/ 265- 266، حسن المحاضرة 2/ 7. [2] التاريخ الكبير 5/ 433 رقم 1411، الجرح والتعديل 5/ 365 رقم 1715، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3532، تهذيب التهذيب 6/ 426 رقم 884، تقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1355، خلاصة تذهيب التهذيب 246. [3] الطبقات الكبرى 5/ 222، الطبقات لخليفة 239 و 255، التاريخ الكبير 5/ 433 رقم 1410، المعارف 127، المعرفة والتاريخ 1/ 363، الجرح والتعديل 5/ 365 رقم 1716، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3531، تهذيب التهذيب 6/ 425- 426 رقم 883، تقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1354، خلاصة تذهيب التهذيب 246. [4] التاريخ الكبير 5/ 433- 434 رقم 1413، الجرح والتعديل 5/ 371- 372 رقم 1739، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 157 القعقاع [1] . روى عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: أُبو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَالْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ يُسْتَغْرَبُ. 161- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ) [2] [س [3]-] مَوْلَى مَيْمُونَةَ، أَخُو عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، مَدَنِيُّونَ. رَوَى عَنْهُ أَخُوهُ سُلَيْمَانُ. 162- (عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [4] خ 4- بن بسر، أبو بسر [5] النّصري [6] الشامي. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأسقع.   [ () ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 36 رقم 991، المجروحين لابن حبّان 2/ 132، الكامل في الضعفاء 5/ 1944، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3534، ميزان الاعتدال 2/ 665- 666 رقم 5257، المغني في الضعفاء 2/ 408 رقم 3849 تهذيب التهذيب 9/ 427 رقم 889، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1360، خلاصة تذهيب التهذيب 246. [1] في طبعة القدسي 4/ 147 «أبي» والتصويب من مصادر الترجمة. [2] الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 340، التاريخ الكبير 5/ 437- 438 رقم 1426، المعارف 226، الجرح والتعديل 5/ 375، رقم 1751، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 475، تهذيب الكمال 2/ 864، ميزان الاعتدال 2/ 668 رقم 5264، الكاشف 2/ 190 رقم 3539، تهذيب التهذيب 6/ 429 رقم 894، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1365، خلاصة تذهيب التهذيب 246. [3] ما بين الحاصرتين إضافة من مصادر الترجمة. [4] في الأصل «عبيد الله» والتصويب من مصادر الترجمة وهي: تاريخ خليفة 330 و 334 و 335، الطبقات لخليفة 314 المحبّر 263، التاريخ الكبير 6/ 55 رقم 1690، ترتيب الثقات للعجلي 313 رقم 1043، المعرفة والتاريخ 2/ 336، تاريخ أبي زرعة 1/ 19- 21، تاريخ الرسل والملوك 7/ 12- 14 و 20 و 28، الجرح والتعديل 6/ 22 رقم 115، الكامل في التاريخ 5/ 105 و 114 و 116 و 126 و 133، الثقات لابن حبّان 5/ 127، المغني في الضعفاء 2/ 411 رقم 3873، الكاشف 2/ 191 رقم 3552، تهذيب التهذيب 6/ 436- 437 رقم 916، تقريب التهذيب 1/ 526 رقم 1388، خلاصة تذهيب التهذيب 247. [5] بسر: بضم الباء وسكون السين المهملة. وقيل: بشر: بالشين المعجمة. (خلاصة التذهيب) . [6] وحرّفت إلى «النضري» بالضاد المعجمة في: الطبقات لخليفة، وتاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 158 وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. قَالَ أَبُو زرعة الدمشقي [1] : هُوَ جدنا، وَلِيَ إمرة حمص وإمرة المدينة، وكان محمود السيرة. 163- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ) [2] بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ. وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَخَرَجَ إِلَى الْغَزْوِ، فَاسْتُشْهِدَ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. لا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً. 164- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) [3] ع- العدويّ المدنيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَصُمَيْتَةَ [4] اللَّيْثِيَّةَ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَآخَرُونَ. يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. 165- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِقْسَمٍ الْقُرَشِيُّ) [5] سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ: أَبُو حَازِمٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَآخَرُونَ.   [1] تاريخ أبي زرعة 1/ 19. [2] لم أجد له ترجمة. [3] نسب قريش 357، الطبقات لخليفة 246، التاريخ الكبير 5/ 387 رقم 1241، المعرفة والتاريخ 1/ 263 و 374، ترتيب الثقات للعجلي 317 رقم 1060، الجرح والتعديل 320 رقم 1520، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 440، تهذيب الكمال 2/ 880، تحفة الأشراف 13/ 282 رقم 1184، الكاشف 2/ 200 رقم 3613، تهذيب التهذيب 7/ 25 رقم 52، تقريب التهذيب 1/ 535 رقم 1471، خلاصة تذهيب التهذيب 251. [4] في الأصل «الصميتة» ، والتصويب من مصادر الترجمة. [5] التاريخ الكبير 5/ 397 رقم 1282، المعرفة والتاريخ 2/ 472، الجرح والتعديل 5/ 333 رقم 1574، تهذيب الكمال 2/ 889، الكاشف 2/ 205 رقم 3642، تهذيب التهذيب 7/ 50 رقم 96، تقريب التهذيب 1/ 539 رقم 1511، خلاصة تذهيب التهذيب 253. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 159 وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. 166- (عُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ التَّيْمِيُّ) [1] سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. 167- (عُبَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيُّ) [2] الشَّاعِرُ، هُوَ الْمَشْهُورُ بِالرَّاعِي. قَدْ ذُكِرَ وَمِنْ شِعْرِهِ: إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي تَرْجُو هَوَادِيَهُ [3] ... يَأْتِي عَلَى الْحَجَرِ الْقَاسِي فَيَنْفَلِقُ مَا الدَّهْرُ وَالنَّاسُ إِلا مِثْلُ وَارِدِهِ [4] ... إِذَا مَضَى [5] عُنُقٌ مِنْهَا بَدَا [6] عُنُقُ [7] 168- (عُبَيْدُ بن حنين المدني) [8] ع- أبو عبد الله، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عبّاس، وجماعة. وعنه سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَأَبُو طَوَالَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُونَ. وَلَهُ أَخَوَانِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.   [1] التاريخ الكبير 5/ 444 رقم 1446، ترتيب الثقات للعجلي 320 رقم 1075، الجرح والتعديل 5/ 403 رقم 1868، الثقات لابن حبّان 5/ 133، الكاشف 2/ 207 رقم 3662، تهذيب التهذيب 7/ 62 رقم 125، تقريب التهذيب 1/ 542 رقم 538، خلاصة تذهيب التهذيب 254. [2] ترجم له المؤلّف قبل الآن، وقد ذكرت مصادر ترجمته في موضعها. [3] في طبعة القدسي 4/ 148 «هوادته» والتصويب من ديوانه 226. [4] في طبعة القدسي 4/ 149 «دائرة» والتصويب من الديوان. [5] الديوان «قضى» . [6] في الديوان «أتى» وكذا عند الثعالبي. [7] البيتان في خاصّ الخاصّ للثعالبي 106- 107، والإيجاز والإعجاز له 43، وديوان النميري الّذي نشره د. نوري حمّودي القيسي والأستاذ هلال ناجي ص 226 رقم 135 طبعة المجمع العلمي العراقي 1400 هـ. / 1980 م. [8] الطبقات لخليفة 267، التاريخ الكبير 5/ 446 رقم 1451، الجرح و الجزء: 7 ¦ الصفحة: 160 169- (عبيدة بن سفيان) [1] م 4- بن الحارث الحضرميّ المدنيّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ. وعنه: بسر بن سعيد، وإسماعيل بن أبي حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة وكان ثقة قليل الحديث. 170- (عبيدة بن أبي المهاجر) [2] سمع من: معاوية، وأرسل عَنْ حُذَيْفَةَ، وَكَعْبٍ الأَحْبَارِ. وعنه: ابنه يزيد بن عبيدة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. 171- (عثمان بن حيّان) [3] م ن- بن معبد المزني مَوْلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ أَوْ مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. غَزَا الرُّومَ فِي سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ [4] ، وَحَدَّثَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. وَهُوَ الَّذِي كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ ظَلُومًا عَسَّافًا جَائِرًا، كَانَ يَرْوِي فِي خُطَبِهِ الشِّعْرَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الْوَلِيدُ بِالشَّامِ، وَالْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بِالْيَمَنِ، وعثمان بن حيّان بالحجاز، وقرّة بن   [ () ] التعديل 5/ 404 رقم 1872، مشاهير علماء الأمصار 73 رقم 515، تهذيب الكمال 2/ 892، الكاشف 2/ 207 رقم 3664، تهذيب التهذيب 7/ 63 رقم 129، تقريب التهذيب 1/ 542 رقم 1541، خلاصة تذهيب التهذيب 254. [1] التاريخ الكبير 6/ 82 رقم 1778، ترتيب الثقات للعجلي 325 رقم 1092، تهذيب الكمال 2/ 898، الكاشف 2/ 211 رقم 3699، تهذيب التهذيب 7/ 83- 84 رقم 184، تقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1597، خلاصة تذهيب التهذيب 256. [2] التاريخ الكبير 6/ 83 رقم 1781، الجرح والتعديل 6/ 91 رقم 468. [3] «حيان» مهملة في الأصل، والتصحيح من مصادر ترجمته وهي: تاريخ خليفة 311 و 312 و 317 و 328 و 330، التاريخ الكبير 6/ 217 رقم 2210، المعارف 622، المعرفة والتاريخ 1/ 575 و 590 و 609 و 660، الجرح والتعديل 6/ ج 148 رقم 805، تهذيب الكمال 2/ 907، الكاشف 2/ 217 رقم 3744، تهذيب التهذيب 7/ 113- 114 رقم 242، تقريب التهذيب 2/ 8 رقم 50، خلاصة تذهيب التهذيب 259. [4] تاريخ خليفة 330. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 161 شريك بمصر، امتلأت والله الأرض جورا. قال ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَنَّ ابْنَ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ إِذْ كَانَ أَمِيرًا) عَلَى الْمَدِينَةِ: وَعَظَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ نَفَرًا فِي شَيْءٍ، وَكَانَ فِيهِمْ مَوْلًى لابْنِ حَيَّانَ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ حَيَّانَ فَضَرَبَ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابَهُ لِإِنْكَارِهِمْ وَقَالَ: تَتَكَلَّمُونَ فِي مِثْلِ هَذَا!. 172- (عَجْلَانُ الْمَدَنِيُّ) [1] م ن- رَوَى عَنْ مَوْلاتِهِ فَاطِمَةَ بنت عتبة بن ربيعة، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ. 173- عَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ الْفَزَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [2] أَخُو زَيْدٍ، وُلِّيَ الْبَصْرَةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَبُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعُرْوَةُ بْنُ قُبَيْصَةَ. قَالَ عبّاد بن منصور: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَأَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْمَدَائِنِ، فَوَعَظَ حَتَّى بَكَى وَأَبْكَانَا، ثُمَّ قَالَ: كُونُوا كَرَجُلٍ قَالَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لا تُصَلِّ صَلاةً إِلا ظَنَنْتَ أَنَّكَ لا تُصَلِّي بعدها غيرها.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 397، التاريخ الكبير 7/ 61 رقم 277، الجرح والتعديل 7/ 18 رقم 90، تهذيب الكمال 2/ 922، الكاشف 2/ 226 رقم 3809، تهذيب التهذيب 7/ 162 رقم 324، تقريب التهذيب 2/ 16 رقم 130، خلاصة تذهيب التهذيب 263. [2] الطبقات لخليفة 312، تاريخ خليفة 322 و 325، التاريخ الكبير 7/ 44 رقم 194، المعارف 83 و 363 و 364 و 400 و 408 و 417 و 601، تاريخ أبي زرعة 1/ 58، تاريخ الرسل والملوك 6/ 554 و 556 و 578 و 584 و 600، الجرح والتعديل 7/ 3 رقم 8 الكامل في التاريخ 5/ 43 و 44 و 49 و 71 و 85 و 99، تهذيب الكمال 2/ 923، المغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4083، ميزان الاعتدال 3/ 61 رقم 5590، سير أعلام النبلاء 5/ 53 رقم 17، العبر 1/ 124، تهذيب التهذيب 7/ 164 رقم 164 رقم 328، تقريب التهذيب 2/ 16 رقم 134، خلاصة تذهيب التهذيب 263، شذرات الذهب 1/ 124، رغبة الآمل 2/ 76 و 7/ 159، التذكرة الحمدونية 425. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 162 وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَنْبَأَ مَعْمَرٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ: «أَمَّا بَعْدَ، فَإِنَّكَ غَرَرْتَنِي بِعِمَامَتِكَ السَّوْدَاءِ، وَمُجَالَسَتِكَ الْقُرَّاءِ، وَإِرْسَالِكَ الْعِمَامَةِ مِنْ وَرَائِكَ، وَأَظْهَرْتَ لِي الْخَيْرَ، وَقَدْ أَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا تَكْتُمُونَ» . زَادَ غَيْرُهُ: قَاتَلَكُمُ اللَّهُ، أَمَا تَمْشُونَ بَيْنَ الْقُبُورِ» . قَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ قَدِمَ عَدِيٌّ وَالِيًا مِنْ قِبَلِ عُمَرَ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَأَتَى يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَيَّدَهُ عَدِيٌّ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَبَسَهُ. قُلْتُ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ انْفَلَتَ يَزِيدُ مِنَ الْحَبْسِ، وَقَصَدَ الْبَصْرَةَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَتَسَمَّى بِالْقَحْطَانِيِّ، وَنَصَبَ رَايَاتٍ سَوْدَاءَ، وَقَالَ: أَدْعُو إِلَى سِيرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَامَ الْحَسَنُ البصريُّ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَذَمَّ يَزِيدَ وَخُرُوجَهُ، فَأَرْسَلَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَاهُ مُسْلِمَةَ فِي جَيْشٍ، فَحَارَبَ ابْنَ الْمُهَلَّبِ، فَظَفَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، فَوَثَبَ ابْنُه مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ، فَقَتَلَ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَأَةَ وجماعة صبرا. قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: عَدِيٌّ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. قُلْتُ: قُتِلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ. 174- عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَامِلِيُّ الشَّاعِرُ [2] الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرِّقَاعِ، مَدَحَ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الملك وغيره، وهاجى   [1] تاريخ خليفة 320. [2] طبقات الشعراء لابن سلّام 31، تاريخ خليفة 482- 483، الشعر والشعراء 1/ 515- 518 رقم 114، البرصان والعرجان للجاحظ 263، الأغاني 9/ 307- 317، المؤتلف والمختلف للآمدي 116، سمط اللآلئ 309، معجم الشعراء للمرزباني 253، تاريخ الرسل والملوك 6/ 151، ثمار القلوب 299 و 408 و 409، الكامل 2/ 109، الأمالي 1/ 100 و 228 و 2/ 61، أمالي المرتضى 1/ 103 و 277 و 511 و 567 و 2/ 11 و 12 و 32 و 124 و 303، ربيع الأبرار 4/ 288 و 291، جمهرة أنساب العرب 300، بدائع البدائه 18- 19، وفيات الأعيان 2/ 426 و 6/ 312، نهاية الأرب للنويري 4/ 236، الاشتقاق لابن دريد 225، الزاهر للأنباري 2/ 255، سير أعلام النبلاء 5/ 110 رقم 45، شرح الشواهد 168، خزانة الأدب الجزء: 7 ¦ الصفحة: 163 جَرِيرًا، وَكَانَ أَبْرَصَ. وَفِيهِ يَقُولُ الرَّاعِي [1] : لَوْ كُنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُمْ ... يَا بْنَ الرِّقَاعِ وَلَكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدٍ تَأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَعْرِفَ لَكُمْ نَسَبًا [2] ... وَابْنَا نِزَارٍ فَأَنْتُمْ بِيضَةُ الْبَلَدِ [3] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [4] : ثَنَا أَبُو الْغَرَّافِ قَالَ: دَخَلَ جَرِيرٌ عَلَى الْوَلِيدِ وَعِنْدَهُ ابْنُ الرِّقَاعِ، فَقَالَ لِجَرِيرٍ: أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: لا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: هَذَا رَجُلُ مِنْ عَامِلَةَ، قَالَ: الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تعالى: عامِلَةٌ ناصِبَةٌ. تَصْلى ناراً حامِيَةً 88: 3- 4 [5] ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: يَقْصُرُ بَاعُ الْعَامِلِيِّ عَنِ الْعُلا ... وَلَكِنَّ أَيْرَ الْعَامِلِيَّ طَوِيلُ فَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ: أَأُمُّكَ [6] يَا ذَا خَبَّرَتْكَ [7] بِطُولِهِ ... أَمْ أَنْتَ امْرِؤٌ لَمْ تَدْرِ كَيْفَ تَقُولُ فَقَالَ: لا، بَلْ لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَقُولُ، فَوَثَبَ ابْنُ الرِّقَاعِ إِلَى الْوَلِيدِ فَقَبَّلَ رِجْلَهُ وَقَالَ أَجِرْنِي مِنْهُ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: لَئِنْ سَمَّيْتَهُ لَأُسْرِجَنَّكَ ولألجمنّك وليركبنّك فتعيّرك الشعراء بذلك [8] .   [4] / 470، الطرائف الأدبية 81- 97، ونشر الأستاذ خليل مردم بك شعره في مجلّة المجمع العلمي العربيّ 15/ 340- 350، معجم الشعراء في لسان العرب 279 رقم 692، وقد ورد في مواضع كثيرة من العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 132) . [1] أي الراعي النّميري الّذي مرّ ذكره قبل قليل. [2] في ديوان الراعي: تأبى قضاعة أن ترضى دعاوتكم [3] البيتان من جملة أبيات في ديوان النميري 202- 203 رقم 54. [4] طبقات الشعراء 31. [5] سورة الغاشية، الآيتان 3 و 4. [6] في الأصل «أآمل» والتصحيح من طبقات الشعراء لابن سلّام، والأغاني 9/ 308. [7] في الطبقات والأغاني «أأمّك كانت أخبرتك» . [8] طبقات الشعراء 31، الأغاني 9/ 307، 308. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 164 175- عَدِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَمَّارِ [1] الْعَبَّادِيُّ التَّمِيمِيُّ الشَّاعِرُ: جَاهِلِيٌّ نَصْرَانِيٌّ مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، ذَكَرْتُهُ هُنَا تَمْيِيزًا لَهُ مِنَ ابْنِ الرِّقَاعِ الْعَامِلِيِّ، وَأَظُنُّهُ مَاتَ قَبْلَ الإِسْلامِ أَوْ فِي زَمَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [2] فِي الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ مِنْ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ: هُمْ أَرْبَعَةُ فُحُولٍ: طُرْفَةُ بْنُ الْعَبْدِ، وَعُبَيْدُ بْنُ الأَبْرَصِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ، وَعَدِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحِمَارِ. وَأَمَّا أَبُو الْفَرَجِ صَاحِبُ «الْأَغَانِي» فَقَالَ: ابْنُ الْخُمَارِ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَضْمُومَةٍ [3] . رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ خَالِد بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: أَوْفَدَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ فِي وَفْدِ الْعِرَاقِ إِلَى هِشَامِ بن عبد الملك فقال: هات يا بن صَفْوَانَ، قُلْتُ: إِنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ خَرَجَ مُتَنَزِّهًا فِي عَامٍ مِثْلَ عَامِنَا هَذَا إِلَى الْخَوَرْنَقِ، وَكَانَ ذَا عِلْمٍ مَعَ الْكَثْرَةِ وَالْغَلَبَةِ، فَنَظَرَ وَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِلْمَلِكِ، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ؟ قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَقَايَا حَمَلَةِ الْحُجَّةِ، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ أَفَتَأْذَنُ [4] لِي بِالْجَوَابِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَرَأَيْتَ مَا أَنْتَ فِيهِ، أَشَيْءٌ لَمْ تَزَلْ   [1] تاريخ خليفة 482، 483، المحبّر 304، الشعر والشعراء 1/ 150- 156 رقم 15، طبقات الشعراء لابن سلام 117، طبقات الشعراء للمرزباني 242، المعارف 76 و 649، تاريخ الرسل والملوك 1/ 623 و 625 و 2/ 50 و 67 و 193- 200 و 206، الأغاني 2/ 95- 154، الأمالي للقالي 1/ 60 و 171 و 3/ 5، العقد الفريد 2/ 269، الزاهر للأنباري 1/ 153 و 156 و 219 و 250 و 344 و 500 و 539 و 572 و 576 و 625 و 2/ 7 و 21 و 45 و 87 و 97 و 111 و 238 و 267 و 275 و 299 و 379 و 411، ثمار القلوب 611، أمالي المرتضى 1/ 33 و 39 و 56، لباب الآداب 392، التذكرة الحمدونية 1/ 155 و 280 و 2/ 217 و 334، الموشح 72، معاهد التنصيص 1/ 315، خزانة الأدب 1/ 184، معجم الشعراء في لسان العرب 280 رقم 693. [2] طبقات الشعراء 117. [3] هذه العبارة من المؤلّف الذهبي، إذ ليس في الأغاني هذا الضبط، حيث قيّده «حمّاد» بالدال، وجاء في حاشية الأغاني 2/ 97 أنه كذا في أغلب النسخ، ويروى: خمار وحماد وحماز. [4] في الأصل «فتأذن» والإضافة من الأغاني. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 165 فِيهِ، أَمْ شَيْءٌ صَارَ إِلَيْكَ مِيرَاثًا، وَهُوَ زَائِلٌ عَنْكَ إِلَى غَيْرِكَ، كَمَا صَارَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَذَا هُوَ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ لا تَكُونُ فِيهِ إِلا قَلِيلا وَتُنْقَلُ عَنْهُ طَوِيلا، فَيَكُونُ عَلَيْكَ حِسَابًا [1] ، قَالَ: وَيْحُكَ، فَأَيْنَ الْمَهْرَبُ، وَأَيْنَ الْمَطْلَبُ؟ وَأَخَذَتْهُ قَشْعَرِيرَةٌ. قَالَ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ فِي مُلْكِكَ فَتَعْمَلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى مَا سَاءَكَ وَسَرَّكَ، وَإِمَّا أَنْ تَنْخَلِعَ مِنْ مُلْكِكَ وَتَضَعَ تَاجَكَ وَتُلْقِي عَلَيْكَ أَطْمَارَكَ وَتَعْبُدَ رَبَّكَ، قَالَ: إِنِّي مُفَكِّرٌ اللَّيْلَةَ وَأُوَافِيكَ السَّحَرَ، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ قَرَعَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَقَالَ: إِنِّي اخْتَرْتُ هَذَا الْجَبَلَ وَفَلَوَاتِ الأَرْضِ، وَقَدْ لَبِسْتُ عَلَيَّ أَمْسَاحِي [2] فَإِنْ كُنْتَ لِي رَفِيقًا لا تُخَالِفْ، فَلَزِمَا وَاللَّهِ الْجَبَلَ حَتَّى مَاتَا. وَفِيهِ يَقُولُ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعِبَادِيُّ: أَيُّهَا الشَّامِتُ الْمُعَيِّرُ بِالدَّهْرِ ... أَأَنْتَ الْمُبَرَّأُ الْمَوْفُورُ أَمْ لَدَيْكَ الْعَهْدُ الْوَثِيقُ مِنَ الأَيَّامِ ... بَلْ أَنْتَ جَاهِلٌ مَغْرُورُ مَنْ رَأَيْتَ الْمَنُونَ خَلَّدْنَ أَمْ مَنْ ... ذَا عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ أَيْنَ كِسْرَى كِسْرَى الْمُلُوكِ أَبُو سَاسَانَ ... [3] أَمْ أَيْنَ قَبْلَهُ سَابُورُ وَبَنُو الأَصْفَرِ الْكِرَامُ مُلُوكُ ... الرُّومِ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ وَأَخُو الْحَضْرِ [4] إِذْ بَنَاهُ وَإِذْ دِجْلَةُ ... تُجْبَى إِلَيْهِ وَالْخَابُورُ شَادَ مَرْمَرًا وَجلَّلَه كِلْسًا ... فَلِلطَّيْرِ فِي ذُرَاهُ وَكُورُ لَمْ يَهَبْهُ رَيْبَ الْمَنُونِ فَبَادَ ... الْمُلْكُ عَنْهُ فَبَابُهُ مَهْجُورُ وَتَذَكَّرْ رَبَّ الخورنق إذ أشرف ... يوما وللهدى تذكير [5]   [1] العبارة في الأغاني: «فلا أراك إلّا عجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا وتغيب عنه طويلا، وتكون غدا بحسابه مرتهنا» . [2] في الأصل «أمساجي» ، والتصحيح من الأغاني حيث قال: ولبس أمساحه» . [3] ويقال: «أنوشروان» ، انظر الشعر والشعراء، والأغاني. [4] قال الزبيدي في تاج العروس 11/ 40 الحضر: بفتح فسكون، قديم مذكور في شعر القدماء بإزاء مسكن. قال محمد بن جرير الطبري: بحيال تكريت بين دجلة والفرات. [5] في الأغاني «تفكير» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 166 سرّه حاله [1] وكثرة ما يم ... لك وَالْبَحْرُ مُعْرِضٌ [2] وَالسَّدِيرُ فَارْعَوَى قَلْبُهُ وَقَالَ: وَمَا غِبْطَةُ ... حَيٍّ إِلَى الْمَمَاتِ يَصِيرُ وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ: ثُمَّ بَعْدُ الْفَلاحِ وَالْمُلْكِ وَالإِمَّةِ ... [3] وَارَتْهُمُ هُنَاكَ الْقُبُورُ ثُمَّ صَارُوا [4] كَأَنَّهُمْ وَرَقٌ ... جَفَّ فَأَلْوَتْ بِهِ الصِّبَا وَالدَّبُورُ [5] وَزِدْتُ أَنَا [6] : فَافْعَلِ الْخَيْرَ مَا اسْتَطَعْتَ وَلا تَبْغِ ... فَكُلٌّ بِبَغْيهِ مَأْسُورُ وَاتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ وأتبع ... سيّئ الْفِعْلَ صَالِحًا فَهُوَ نُورُ قَالَ: فَبَكَى هِشَامٌ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَأَمَرَ بِنَزْعِ [7] أَبْنِيَتِهُ، وَطَيِّ فَرْشِهِ، وَلَزِمَ قَصْرَهُ، فَأَقْبَلَتِ الْمَوَالِي وَالْحَشَمُ عَلَى خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَهْتَمِ وَقَالُوا: مَاذَا أَرَدْتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ لَذَّتَهُ؟! فَقَالَ: إِلَيْكُمْ عَنِّي فَإِنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لا أَخْلُو بِمَلِكٍ إِلا ذَكَّرْتُهُ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ: فَبَعَثَ هِشَامٌ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْوَفْدِ بِجَائِزَةٍ، وَكَانُوا عَشَرَةَ أَنْفُسٍ، وَبَعَثَ إِلَى خَالِدٍ بِمِثْلِ جَمِيعِ مَا وَجَّهَ إِلَيْهِمْ. رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ بُهْلُولِ بْنِ حَسَّانَ الأَنْبَارِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ بِنَحْوِهِ. وَمِنْ شِعْرِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ هَذِهِ الْكَلِمَةُ السَّائِرَةُ، رَوَاهَا أبو بكر الهذلي وخلف الأحمر:   [1] في الأغاني «ماله» . [2] في الأغاني «معرضا» ، بمعنى متّسع، ومنه أعرض الثوب أي اتسع وعرض. [3] الإمّة: بالكسر النعمة. [4] في معجم الشعراء للمرزباني 249، ومعاهد التنصيص «ثم أضحوا» . [5] الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني، ومعاهد التنصيص، والأغاني 2/ 138- 139، والشعر والشعراء، وأمالي الشجري 1/ 91 وحماسة البحتري 86، والشريشي 2/ 86، وسلوان المطاع 91، وشرح شواهد المغني 160 وبعضها في الغفران 518 والحور العين 311. [6] أي المؤلّف الذهبي. [7] كلمة «نزع» ساقطة من الأصل، استدركتها من الأغاني 2/ 140. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 167 أَيْنَ أَهْلُ الدِّيَارِ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ ... ثُمَّ عَادٍ مِنْ بَعْدِهِمْ وَثَمُودُ أَيْنَ آبَاؤُنَا وَأَيْنَ بَنُوهُمْ ... أَيْنَ آبَاؤُهُمْ وَأَيْنَ الْجُدُودُ سَلَكُوا مَنْهَجَ الْمَنَايَا فَبَادُوا ... وَأَرَانَا قَدْ حَانَ مِنَّا وُرُودُ بَيْنَمَا هُمْ عَلَى الأَسِرَّةِ وَالأَنْمَاطِ ... أَفْضَتْ إِلَى التُّرَابِ الْخُدُودُ ثُمَّ لَمْ يَنْقَضِ الْحَدِيثُ وَلَكِنَّ ... بَعْدَ ذَاكَ الْوَعِيدُ وَالْمَوْعُودُ وَأَطِبَّاءُ بَعْدَهُمْ لَحِقُوهُمْ ... ضَلَّ عَنْهُمْ سُعُوطُهُمْ وَاللَّدُودُ وَصَحِيحٌ أَضْحَى يَعُودُ مَرِيضًا ... هُوَ أَدْنَى لِلْمَوْتِ مِمَّنْ يَعُودُ 176- الْعُرْيَانُ بن الهيثم) [1] س [2]- بن الأسود النّخعي الكوفي. رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ قَدْ وَفَدَ مَعَ وَالِدِهِ الْهَيْثَمِ عَلَى يَزِيدَ. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، وَقُبَيْصَةَ بْنِ جَابِرٍ. وعنه: عبد الملك بن عمير، وعلي بن زيد بن جدعان. وولي شرطة الكوفة في أيام خالد القسري، وكان شريفا مطاعا في قومه. خرج له النسائي. 177- عراك بن مالك الغفاري المدني) [3] ع- الْفَقِيهُ الصَّالِحُ مِنْ جلّة   [1] تاريخ خليفة 328 و 351، الطبقات لخليفة 148، المحبّر 305 و 444، التاريخ الكبير 7/ 85 رقم 379، تاريخ الرسل والملوك 6/ 60 و 61 و 599 و 7/ 152، الجرح والتعديل 7/ 38 رقم 202،. الكامل في التاريخ 4/ 241 و 5/ 84 و 220، تهذيب الكمال 2/ 931، الكاشف 2/ 230 رقم 3840، تهذيب التهذيب 7/ 19- 191 رقم 362، تقريب التهذيب 2/ 20 رقم 168، خلاصة تذهيب التهذيب 305. [2] في طبعة القدسي 4/ 153 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. [3] الطبقات لخليفة 248، التاريخ الصغير 1/ 248، ترتيب الثقات للعجلي 330 رقم 1118، المعرفة والتاريخ 1/ 396، تاريخ أبي زرعة 1/ 420- 421 و 713- 714، الجرح والتعديل 7/ 38 رقم 204، المراسيل 162- 163 رقم 310، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 891، تهذيب الكمال 2/ 927، تحفة الأشراف 13/ 287 رقم 1196، ميزان الاعتدال 3/ 63 رقم 5598، المغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4088، العبر 1/ 122، سير أعلام النبلاء 5/ 63- 64 رقم 21، الكاشف 2/ 227 رقم 3820، جامع التحصيل 288 رقم 511، تهذيب التهذيب 7/ 172- 174 رقم 339، تقريب التهذيب 2/ 17 رقم 145، خلاصة تذهيب التهذيب 264، شذرات الذهب 1/ 122. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 168 التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وجعفر بن ربيعة، وآخروه. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] وَغَيْرُهُ، وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَكْثَرَ صَلاةً مِنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ. وَكَانَ عِرَاكٌ يُحَرِّضُ عُمَرَ عَلَى انْتِزَاعِ مَا بِأَيْدِي بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْمَظَالِمِ، فَوَجَدُوا عَلَيْهِ، فَلَمَّا استُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ نَفَاهُ إِلَى دَهْلَكَ [2] ، فَلَمْ يَطُلْ مَقَامُهُ بِهَا، وَانْتَقَلَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَيَّامِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. 178- (عُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ) [3] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقِيهٌ فَاضِلٌ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. وعنه: بكير بن الأشج، وعبيد الله بن أبي جعفر، وسعيد بن راشد، وعبد العزيز بن صالح، وآخرون. قال أبو سعيد بن يونس: توفي قريبا من سنة عشر ومائة. 179- (عروة بن عياض القرشي القاري) [4] م س [5]- أَمِيرُ مَكَّةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وعنه: عمرو بن دينار، وسعيد بن حسان، وابن جريج. وهو ثقة غزير الحديث.   [1] الجرح والتعديل 7/ 38. [2] دهلك: جزيرة في بحر اليمن، ضيّقة حرجة حارّة، كان بنو أميّة إذا سخطوا على أحد نفوه إليها. (معجم البلدان) . [3] التاريخ الكبير 7/ 43 رقم 149، الجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2214. [4] التاريخ الكبير 7/ 32- 33 رقم 140، الجرح والتعديل 6/ 396 رقم 2208، تهذيب الكمال 2/ 929، الكاشف 2/ 229 رقم 3834، تهذيب التهذيب 7/ 186- 187 رقم 356، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 162، خلاصة تذهيب التهذيب 265. [5] في طبعة القدسي 4/ 154 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 169 180- عروة بن محمد بن عطيّة السّعديّ) [1] د- الأمير. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. وَعَنْهُ: رَجَاءُ بن أبي سلمة، وحنظلة بن أبي سُفْيَانَ، وَأَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ. وَوُلِّيَ إِمْرَةَ الْيَمَنِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز وقبله. وكان ذَا زُهْدٍ وَصَلاحٍ. وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ عَزَلَهُ، فَخَرَجَ عَنِ الْيَمَنِ بِسَيْفِهِ وَرُمْحِهِ وَمُصْحَفِهِ فَقَطْ رَاكِبًا رَاحِلَتَهُ. وَرَوَى حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْيَمَنِ، قَالَ لِي أَبِي: إِذَا غَضِبْتَ فَانْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ فوقك والأرض تحتك، ثم أعظم خالقهما. 181- (عزرة بن عبد الرحمن) [2] م د ت س [3]- بن زرارة الخزاعيّ الكوفيّ الأعور. عَنْ عَائِشَةَ مُرَسَّلا، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَالْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ المديني، ويحيى. 182- (عطاء بن يزيد اللّيثي) [4] ع- أبو محمد الجندعي المدني. نزل   [1] تاريخ خليفة 318 و 323 و 332، التاريخ الكبير 7/ 34 رقم 147، المعرفة والتاريخ 1/ 593 و 2/ 30 و 370 و 3/ 345، الجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2217، تهذيب الكمال 2/ 929، الكاشف 2/ 229 رقم 3834، تهذيب التهذيب 7/ 187- 188 رقم 357، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 163، خلاصة تذهيب التهذيب 265. [2] التاريخ الكبير 7/ 65 رقم 302، ترتيب الثقات للعجلي 331 رقم 1124 (ذكر اسمه فقط) ، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الجرح والتعديل 7/ 21 رقم 112، الثقات لابن حبّان 7/ 300، تهذيب الكمال 2/ 931، الكاشف 2/ 231 رقم 3844، تهذيب التهذيب 7/ 192- 193 رقم 368، تقريب التهذيب 2/ 20 رقم 173، خلاصة تذهيب التهذيب 265. [3] في طبعة القدسي 4/ 154 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. [4] تاريخ خليفة 338، الطبقات لخليفة 248، التاريخ الكبير 6/ 459- 461 رقم 2990، ترتيب الثقات للعجلي 334 رقم 1134، المعارف 443، المعرفة والتاريخ 2/ 725- 726، تاريخ أبي زرعة 1/ 347 و 524، الجرح والتعديل 6/ 338 رقم 1866، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 858، الثقات لابن حبّان 5/ 200، تهذيب الكمال 2/ 938، ميزان الاعتدال 3/ 77 رقم 5653، الكاشف 2/ 233 رقم 3864، تهذيب التهذيب 7/ 217 رقم 398، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 203، خلاصة تذهيب التهذيب 267. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 170 الشَّامَ، وَحَدَّثَ عَنْ تَمِيمِيٍّ الدَّارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَابْنُهُ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ الْحَاجِبُ، وَآخَرُونَ. وَعُمِّرَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ وَثِقَاتِهِمْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. 183- عَطَاءُ بْنُ يسار [1] ع أبو محمد المدني الفقيه، مَوْلَى مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ أَخُو سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ قَاصًّا وَاعِظًا ثقة جليل القدر. أرسل عن أبيّ ابن كَعْبٍ وَغَيْرِهِ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَهِلالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ- عَلَى الأَرْجَحِ- وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ. قَالَ ابْنُ وهب: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَلْزَمَ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ أَبِي: كان عطاء يحدّثنا حتى يبكينا أنا   [1] الطبقات الكبرى 5/ 173، طبقات خليفة 247، تاريخ خليفة 329 و 340، التاريخ لابن معين 2/ 406، التاريخ الكبير 6/ 461 رقم 2992، المعارف 459، ترتيب الثقات 334 رقم 1135، المعرفة والتاريخ 1/ 564، تاريخ أبي زرعة 1/ 631 و 726- 727، الجرح والتعديل 6/ 338 رقم 1867، المراسيل 156 رقم 293، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 474، الثقات لابن حبّان 5/ 199، طبقات الفقهاء 60، الكنى والأسماء 2/ 100، الكامل في التاريخ 5/ 26 و 106، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 335 رقم 411، تهذيب الكمال 2/ 938، تحفة الأشراف 13/ 306 رقم 1203، تذكرة الحفاظ 1/ 90 رقم 80، سير أعلام النبلاء 4/ 448- 449، ميزان الاعتدال 3/ 77 رقم 5654، الكاشف 2/ 233 رقم 3865، العبر 1/ 125، جامع التحصيل 291 رقم 524، غاية النهاية رقم 2122، تهذيب التهذيب 7/ 217- 218 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 204، النجوم الزاهرة 1/ 229، طبقات الحفاظ للسيوطي 34، خلاصة تذهيب التهذيب 267، خلاصة الذهب المسبوك 28، الوفيات لابن قنفذ 104 رقم 103، شذرات الذهب 1/ 125. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 171 وَأَبُو حَازِمٍ، ثُمَّ يُحَدِّثُنَا حَتَّى يُضْحِكُنَا، وَيَقُولُ: مَرَّةً هَكَذَا، وَمَرَّةً هَكَذَا. ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرٍ. وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ قَبْلُ الْمِائَةِ. رَوَى ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أزين لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ. 184- عَطِيَّةُ بْنُ قيس [1] م 4 أبو يحيى الكلبي مَوْلاهُمُ الْحِمْصِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْمُقْرِئُ، وَيُعْرَفُ بِالْمَذْبُوحِ [2] . قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَأَرْسَلَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي حملة- وقرءوا عَلَيْهِ [3]- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآخَرُونَ. وَسَأُعِيدُهُ لاخْتِلافِهِمْ فِي مَوْتِهِ. رَوَى سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْهُ قَالَ: غَزَوْتُ فَارِسًا زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، فَبَلَغَ نَفْلِي مِائَتَيْ دِينَارٍ، فَتَحْنَا شَمَّاسَةَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ذَكَرْتُ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قِدَمَ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ غَزَا القُسْطَنْطِينِيَّةَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ هُوَ وإسماعيل بْنُ عُبَيْدِ [4] اللَّهِ قَارِئَ الْجُنْدِ. وَقَالَ عَبْدُ   [1] الطبقات الكبرى 7/ 460، طبقات خليفة 311، التاريخ لابن معين 2/ 407، التاريخ الكبير 7/ 9 رقم 37، التاريخ الصغير 1/ 307، المعرفة والتاريخ 2/ 332 و 397، تاريخ أبي زرعة 1/ 166 و 234 و 345- 348، الجرح والتعديل 6/ 383- 384 رقم 2131، مشاهير علماء الأمصار 115 رقم 877، الكنى والأسماء 2/ 165، تهذيب الكمال 2/ 942، تحفة الأشراف 13/ 307 رقم 1205، الكاشف 2/ 235 رقم 3881، سير أعلام النبلاء 5/ 324- 325 رقم 158، جامع التحصيل 292 رقم 527، تهذيب التهذيب 7/ 228 رقم 418، تقريب التهذيب 2/ 25 رقم 222، خلاصة تذهيب التهذيب 268. [2] قال ابن حجر في «نزهة الألقاب» : شهد اليرموك فأصابه سهم فنحره ولم يقطع الأوداج فعاش دهرا. [3] في غاية النهاية: «وفيه نظر» . [4] في طبعة القدسي 4/ 156 «عبد» والتصحيح من سير أعلام النبلاء 5/ 325، وهو المعروف الجزء: 7 ¦ الصفحة: 172 الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ: كَانَ النَّاسُ يُصْلِحُونَ مَصَاحِفَهُمْ عَلَى قِرَاءَةِ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى دَرَجِ الْكَنِيسَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ أَحَدٌ يَطْمَعُ أَنْ يَفْتَحَ فِي مَجْلِسِهِ ذِكْرَ الدُّنْيَا. قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: كَانَ مَوْلِدُ عَطِيَّةَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَمَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ [1] فَقَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: أَنْبَأَ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَطِيَّةَ أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَأَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ مُسْهِرٍ. 185- (عَطِيَّةُ مَوْلَى سَلَمِ بْنِ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ) [2] عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَانِقٍ الأَشْعَرِيِّ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ، وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [3] : ثِقَةٌ. 186- (عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرحمن) [4] خ م د س [5]- بن الحرث بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المخزومي، أَخُو أَبِي بَكْرٍ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو. وعنه: ابناه عبد الله، ومحمد، والزهري، ويحيى بن محمد بن صيفي.   [ () ] بابن أبي المهاجر. [1] التاريخ الكبير 7/ 9. [2] التاريخ الكبير 7/ 12 رقم 53 وفيه «مولى السلام» ، الجرح والتعديل 6/ 384 رقم 2136، ترتيب الثقات للعجلي 336 رقم 1144، الثقات لابن حبّان 7/ 277. [3] ترتيب الثقات 336. [4] الطبقات لخليفة 245، تاريخ خليفة 330، التاريخ الكبير 7/ 50 رقم 225، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، المعرفة والتاريخ 1/ 372 و 633، الجرح والتعديل 7/ 10 رقم 37، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 601، تهذيب الكمال 2/ 949، الكاشف 2/ 240 رقم 3922، تهذيب التهذيب 7/ 260- 261 رقم 473، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 275، خلاصة تذهيب التهذيب 270. [5] في طبعة القدسي 4/ 156 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 قال ابن سعد [1] : ثقة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : توفّي سنة ثلاث ومائة. 187- عكرمة البربريّ [3] ع ثم المدني، أبو عبد الله مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِييِّنَ. رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- وَذَلِكَ فِي «سُنَنِ النَّسَائِيِّ» - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ الدِّيلِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَأَفْتَى فِي حَيَاةِ مَوْلاهُ، وَقَالَ: طَلَبْتُ الْعِلْمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. مَلَكَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، إِذْ وُلِّيَ الْبَصْرَةَ، لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلا يَبْعُدُ سَمَاعُهُ مِنْ عَلِيٍّ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: كَانَ عِكْرِمَةُ بَرْبَرِيًّا لِلْحُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ الْعَنْبَرِيِّ، فوهبه لابن   [1] الطبقات الكبرى 5/ 209. [2] مشاهير علماء الأمصار 83. [3] الطبقات الكبرى 5/ 287، تاريخ خليفة 336، الطبقات لخليفة 280، التاريخ الكبير 7/ 49 رقم 219، التاريخ الصغير 1/ 257- 258، و 2/ 119، التاريخ لابن معين 2/ 412- 413، ترتيب الثقات للعجلي 339 رقم 1160، المعارف 438 و 455 و 457، مقدّمة فتح الباري 2/ 5- 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 167، المراسيل 158 رقم 297، الجرح والتعديل 7/ 7- 9 رقم 32، طبقات الفقهاء 49 و 70، المنتخب من ذيل المذيل 633، مشاهير علماء الأمصار 82 رقم 593، حلية الأولياء 3/ 326- 347، صفة الصفوة 2/ 103- 105 رقم 168، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 340- 341 رقم 421، وفيات الأعيان 3/ 265، تهذيب الكمال 2/ 950- 952، تحفة الأشراف 13/ 308 رقم 1209، خلاصة الذهب المسبوك 31، تذكرة الحفاظ 1/ 95- 96 رقم 87، المغني في الضعفاء 2/ 438- 439 رقم 4169، سير أعلام النبلاء 5/ 12- 36 رقم 9، ميزان الاعتدال 3/ 93- 97 رقم 5716، العبر 1/ 131، دول الإسلام 1/ 75، العقد الثمين 6/ 123- 125، جامع التحصيل 292- 293 رقم 532، الكاشف 2/ 241 رقم 3924، مرآة الجنان 1/ 226، البداية والنهاية 9/ 244- 250، الوفيات لابن قنفذ 106، تهذيب التهذيب 7/ 263- 273 رقم 475، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 277، النكت الظراف 13/ 309، النجوم الزاهرة 1/ 163، طبقات الحفّاظ 37، خلاصة تذهيب التهذيب 270، طبقات المفسّرين 1/ 380، شذرات الذهب 1/ 130، شرح العلل 1/ 325- 326. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 عَبَّاسٍ حِينَ وُلِّيَ الْبَصْرَةَ. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُولُ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ [1] . ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: وَفَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَانَا يَسْمُرَانِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ أَوْ أَكْثَرَ، فَرَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ. قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَدْ أَدَارَهَا تَحْتَ حَنَكِهِ، وَقَمِيصُهُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَرِدَاؤُهُ أَبْيَضٌ، قَدِمَ عَلَى بِلالِ بْنِ مِرْدَاسٍ الْفَزَارِيِّ وَالِي الْمَدَائِنِ فَأَجَازَهُ بِثَلاثَةِ آلافٍ. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، [عَنِ الزُّبَيْرِ] [2] بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلِي الْكَبْلَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ وَالسُّنَنِ [3] . حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً الله مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ 7: 164 [4] . فَقَالَ: لَمْ أَدْرِ، أَنَجُوا أَمْ هَلَكُوا، فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أَبَصِّرُهُ حَتَّى عَرِفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا، فَكَسَانِي حُلَّةً [5] . أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: انْطَلِقْ فَأَفْتِ، فَمَنْ جَاءَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا يَعْنِيهِ فَأَفْتِهِ [6] . ابْنُ سَعْدٍ [7] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: بَاعَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ معاوية بأربعة آلاف   [1] حلية الأولياء 3/ 327. [2] ما بين القوسين ساقط من طبعة القدسي 4/ 157 والتصويب من طبقات ابن سعد 5/ 287. [3] الطبقات الكبرى 5/ 287، حلية الأولياء 3/ 326 وفيه: الزبير بن الحارث. [4] سورة الأعراف، الآية 164. [5] في حلية الأولياء 3/ 331 «فكساني ابن عباس ثوبين» ، وراجع الموضوع فيه مفصّلا، وانظر: الطبقات الكبرى 5/ 287- 288. [6] حلية الأولياء 3/ 327، الجرح والتعديل 7/ 8. [7] الطبقات الكبرى 5/ 287. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 175 دِينَارٍ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَا خِيرَ لَكَ، بِعْتَ عِلْمَ أَبِيكَ [1] ! فَاسْتَقَالَ خَالِدًا، فَأَقَالَهُ وَأَعْتَقَ عِكْرِمةَ. رَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ مِثْلَهُ. وَعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: عِكْرِمَةُ حَبْرُ الأُمَّةِ. وَقَالَ مُغِيرَةُ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، عِكْرِمَةُ [2] . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ عِكْرِمَةَ [3] . وَقَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ عِكْرِمَةُ [4] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَيْهِمْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ [5] . قَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: قَالَ عِكْرِمَةُ: إِنِّي لأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَأَسْمَعُ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُونَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ [6] . وَقَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ مَرَّةً: أَيُحْسِنُ حَسَنُكُمْ مِثْلَ هَذَا [7] ؟ قُلْتُ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ كَثِيرَ التَّطواف، كَثِيرَ الْعِلْمِ وَيَأْخُذُ جَوَائِزَ الأُمَرَاءِ. قَالَ شَبَابَةُ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ قَادِمًا مِنْ سَمَرْقَنْدَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ تَحْتَهُ جوالقان حَرِيرٌ، أَجَازَهُ بِذَلِكَ عَامِلُ سَمَرْقَنْدَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا؟ قَالَ: الْحَاجَةُ [8] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ الْجَنَدَ، فَحَمَلَهُ طَاوُسُ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي ابْتَعْتُ عِلْمَهُ بِهَذَا الْجَمَلِ [9] . قَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إنّي لفي سوق البصرة إذا رجل   [1] في الطبقات: «بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار» وانظر: صفة الصفوة 2/ 103، والتاريخ لابن معين 2/ 412. [2] حلية الأولياء 3/ 326. [3] حلية الأولياء 3/ 326. [4] حلية الأولياء 3/ 326. [5] العبارة في حلية الأولياء 3/ 327- 328: «كنت إذا سمعت من عكرمة يحدّث عن المغازي، كأنّه مشرف عليهم ينظر كيف كانوا يصنعون ويقتتلون» . [6] الطبقات الكبرى 5/ 288. [7] الطبقات الكبرى 5/ 289، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1909. [8] الطبقات الكبرى 5/ 291. [9] العبارة في الطبقات الكبرى 5/ 279 «فحمله على نجيب ثمن ستين دينارا وقال: ألا نشتري علم هذا العبد بستّين دينارا» . وفي حلية الأولياء 3/ 327 بلفظ «هذا العالم» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 176 عَلَى حِمَارٍ فَقِيلَ لِي: هَذَا عِكْرِمَةُ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَمَا قَدِرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ وَأَنَا أَحْفَظُ [1] . قِيلَ لِأَيُّوبَ: كَانُوا يَتَّهِمُونَهُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَّا فَلَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ [2] . ابْنُ لَهِيعَةَ: قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: هَيَّجْتُ عِكْرِمَةَ عَلَى السَّيْرِ إِلَى إِفْرِيقِيَةَ، فَلَمَّا قَدِمَهَا اتَّهَمُوهُ، قَالَ: وَكَانَ قَلِيلَ الْعَقْلِ خَفِيفًا، كَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ ذَا وَمِنْ ذَا، فَيُحَدِّثُ بِهِ مَرَّةً عَنْ هَذَا وَمَرَّةً عَنْ هَذَا، فَيَقُولُونَ: مَا أَكْذَبَهُ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ بِرَأْيِ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ، أَتَاهُ فَأَقَامَ عِنْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ جَاءَ الْخَبِيثُ. الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَدَّانِيُّ: ثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ قَالَ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيِّ: سَلْ عِكْرِمَةَ عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَمِنَ الدُّنْيَا هُوَ أَوْ مِنَ الآخِرَةِ. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ رَجُلا قَالَ لِعِكْرِمَةَ: فُلانٌ سَبَّنِي فِي النَّوْمِ، قَالَ: اضْرِبْ ظِلَّهُ ثَمَانِينَ. أَيُّوبُ: بَلَغَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَوْ كَفَّ عِكْرِمَةُ عَنْ بَعْضِ حَدِيثِهِ لشدّت إليه المطايا [3] . وقال طاوس: لو ترك مِنْ حَدِيثِهِ وَاتَّقَى اللَّهَ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الرِّحَالُ. وَمِنْ كَلامِهِمْ فِي عِكْرِمَةَ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [4] وَغَيْرُهُ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَالْجُمْهُورُ يَحْتَجُّونَ [5] بِهِ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [6] : يحتجّ به   [1] الطبقات الكبرى 5/ 289، حلية الأولياء 3/ 328. [2] الطبقات الكبرى 5/ 289. [3] الكامل في الضعفاء 5/ 1905. [4] قال يحيى بن معين في تاريخه 2/ 412: «وبلغنا عن عكرمة أنّه كان لا يقول هذا (أي قول الخوارج) وهذا باطل» . [5] قال ابن الجزري في غاية النهاية: «قد تكلّم فيه لرأيه لا لروايته فإنّه اتهم بأنّه كان يرى رأي الخوارج» . وقال الذهبي في تذكرة الحفّاظ: «قد تكلّم فيه بأنّه على رأي الخوارج، ومن ثمّ أعرض عنه مالك الإمام ومسلم» . [6] الجرح والتعديل 7/ 8. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 177 إِذَا كَانَ عَنْ ثِقَةٍ، أَصْحَابُ ابْنُ عَبَّاسٍ عِيَالٌ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى عِكْرِمَةَ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ فَهُوَ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، وَلا بَأْسَ بِهِ. رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُرَّةَ: قُلْتُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: كَيْفَ تَرَى فِي هَذِهِ الأَوْعِيَةِ، فَإِنَّ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ النَّقِيرَ [3] وَالدُّبَّاءَ وَالْحَنْتَمَ [4] ، فَقَالَ: عِكْرِمَةُ كَذَّابٌ. ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِنَافِعٍ: لا تَكْذِبْ [عَلَيَّ] [5] كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. هَذَا ضَعِيفُ السَّنَدِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُهُ. أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ لِغُلامِهِ بُرْدٍ: لا تكذب عليّ كما كذب عبد ابن عبّاس. رواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ [6] عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ المسيّب أنّه قال لبرد: لا تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَمَّنْ مَشَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ فِي رَجُلٍ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَقَالَ سَعِيد يُوفِي بِهِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لا يُوفِي بِهِ، فَأَخْبَرَ الرَّجُلُ سَعِيدًا بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ سَعِيدٌ: لا يَنْتَهِي عِكْرِمَةُ حَتَّى يُلْقَى فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ وَيُطَافُ بِهِ، فَجَاءَ الرَّجُلُ إلى عكرمة فأبلغه، فقال: أنت   [1] الجرح والتعديل 7/ 9. [2] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1910. [3] في طبعة القدسي 4/ 159 «المقير» وهو تصحيف. [4] رواه أبو جمرة نصر بن عمران عن ابن عباس، انظر صحيح البخاري 1/ 120 و 125 و 166 و 6/ 146 و 8/ 67، ومسلم (17) وأبو داود (3692) ومسند أحمد 1/ 228 و 274. والنّقير: أصل خشبة تنقر، وقيل: أصل نخلة. والدّباء: القرع، واحدها: دبّاءة. والحنتم: جرار خضر كانوا يخزنون فيها الخمر. [5] ما بين الحاصرتين إضافة من سير أعلام النبلاء 5/ 23. [6] في طبعة القدسي 4/ 159 والتصحيح من سير أعلام النبلاء 5/ 22. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 178 رَجُلُ سُوءٍ كَمَا أَبْلَغْتَنِي عَنْهُ، فَأَبْلِغْهُ عَنِّي، قُلْ لَهُ: هَذَا النَّذْرُ للَّه أَمْ لِلشيَّطَانِ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَالَ: للَّه لَيَكْذِبَنَّ، وَإِنْ قَالَ: لِلشَّيْطَانِ، لَيَكْفُرَنَّ، وَلَئِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَا فِيهِ وَفَاءٌ. هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا فِطْرُ [1] بْنُ خَلِيفَةَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: إِنَّ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَ الْكِتَابَ الْمَسْحَ [2] ، فَقَالَ: كَذِبَ عِكْرِمَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لا بَأْسَ بِالْمَسْحِ، ثُمَّ قَالَ عَطَاءٌ: وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ لَيَرَى أَنَّ الْمَسْحَ عَلَى الْقَدَمَيْنِ يُجزِئُ [3] . رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ فِطْرٍ مِثْلَهُ. جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ مُقَيَّدٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا! قَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى أَبِي. مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثَنَا الصَّلْتُ أَبُو شُعَيْبَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: مَا يَسُوؤُنِي أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلَكِنَّهُ كَذَّابٌ [4] . قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيّ [5] : ثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، ثَنَا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ عِكْرِمَةُ مِنْ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُ يَرَى رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَوْضِعًا إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ: خُرَاسَانَ، وَالشَّامِ، وَالْيَمَنِ، وَمِصْرَ، وَإِفْرِيقِيَةَ، كَانَ يَأْتِي الأُمَرَاءَ فَيَطْلُبُ جَوَائِزَهُمْ. وَيُقَالُ: إِنَّمَا أَخَذَ أَهْلُ إِفْرِيقِيَةَ رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ [6] مِنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ وُهَيْبٌ: شَهِدْتُ يَحْيَى بن   [1] في سير أعلام النبلاء 5/ 24 «مطر» وهو تصحيف.. [2] في سير أعلام النبلاء: «سبق الكتاب المسح على الخفّين» . [3] الكامل في الضعفاء 5/ 1905. [4] الكامل في الضعفاء 5/ 1905. [5] الكامل في الضعفاء 5/ 1905- 1906. [6] في طبعة القدسي 4/ 159 «عن» والتصحيح عن الكامل لابن عديّ، والصّفرية: فرقة من الخوارج. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 179 سَعِيدٍ الأَنْصَارِيَّ وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ فَذَكَرَا عِكْرِمَةَ، فَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كَذَّابًا، وَقَالَ أَيُّوبُ: لا. إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَكْرَهُ أَنْ يَذْكُرَ عِكْرِمَةَ وَلا يَرَى أَنْ يُرْوَى عَنْهُ [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَ فَسَمَّى عِكْرِمَةَ إِلا فِي حَدِيثٍ [1] ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: لا أَرَى لِأَحَدٍ أَنْ يَقْبَلَ حَدِيثَ عِكْرِمَةَ. يَحْيَى الْقَطَّانُ: حَدَّثُونِي وَاللَّهِ عَنْ أَيُّوبَ أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ عِكْرِمَةُ، وَأَنَّهُ لا يُحْسِنُ الصَّلاةَ، فَقَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ يُصَلِّي. الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ رِشْدِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ قَدْ أُقِيمَ فِي لَعِبِ النَّرْدِ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ، فَأَتَاهُ أَيُّوبُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَيُونُسُ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ، إِذْ سَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ فَقَالَ: اسْكُتُوا، ثُمَّ قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَجَادَ، فَأَمَّا سُلَيْمَانُ وَيُونُسُ فَمَا عَادَا إِلَيْهِ. عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ: ثَنَا خَلادُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: كُنَّا بِالْمَغْرِبِ وَعِنْدَنَا عِكْرِمَةُ فِي وَقْتِ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَدِدْتُ أَنَّ بِيَدِي حَرْبَةٌ أَعْتَرِضُ بِهَا مَنْ شَهِدَ الْمَوْسِمَ، قَالَ: فَرَفَضَهُ أَهْلُ إِفْرِيقِيَةَ. عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ، وَقَفَ عِكْرِمَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا فِيهِ إِلا كَافِرٌ، قَالَ: وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الإِبَاضِيَّةِ [2] ، قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَرَى رَأْيَ نَجْدَةَ [3] . وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كان يرى   [1] الكامل في الضعفاء 5/ 1908. [2] انظر عنهم: الملل والنّحل للشهرستاني 1/ 134. [3] هو نجدة بن عامر الحروري الحنفي رأس الفرقة النجدية، انفرد عن سائر الخوارج بآراء. (لسان الميزان 6/ 148، شذرات الذهب 1/ 76) . والحروراء: موضع على ميلين من الكوفة، كان أول اجتماع الخوارج به. وقد برّأ العجليّ في ثقاته 339 عكرمة من التّهم التي الصقت به فقال إنّه: ثقة، وهو بريء مما يرميه الناس به من الحرورية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 180 رأي الخوارج، وادّعى على ابن عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ. نَقَلَهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُصْعَبٍ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّ عِكْرِمَةَ كَانَ إِبَاضِيًّا. إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ بِجِنَازَةِ عِكْرِمَةَ وَكُثَيْرِ عَزَّةَ بَعْدَ الْعَصْرِ [1] ، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ حَلَّ حَبْوَتَهُ إِلَيْهِمَا. قَالَ الدَّرَاوَرْدِيُّ: مَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَمَا شَهِدَهُمَا إِلا سُودَانُ الْمَدِينَةِ [2] . قَالَ جَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ سبع، وقال يحيى بن معين والمدائني: سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَأَظُنُّ هَذَا الْقَوْلَ غَلَطًا، لَمْ يَبْقَ إِلَى هَذَا التَّارِيخِ قَطُّ. 188- (عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [3] م ت ن ق- رَوَى عَنْ: أَبِي زَيْدٍ عَمْرِو بْنِ أَحْطَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَعَنْ عِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ: عُزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، وَحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَحُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحْبِيُّ. [2] وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. 189- (عَمَّارُ بن سعد القرظ) [4] ق- بن عائذ المؤذّن. عن أبيه، وأبي هريرة.   [1] في سير أعلام النبلاء 5/ 33 «بعد الظهر» . [2] قال ابن سعد في طبقاته 5/ 262: «أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني خالد بن القاسم البياضي قال: مات عكرمة وكثيّر عزّة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة فرأيتهما جميعا صلّي عليهما في موضع واحد بعد الظهر في موضع الجنائز فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس. قال: وقال غير خالد بن القاسم: وعجب الناس من اجتماعهما في الموت واختلاف رأيهما، عكرمة يظنّ أنه يرى رأي الخوارج، يكفّر بالنظرة، وكثيّر شيعيّ يؤمن بالرجعة» . [3] المعرفة والتاريخ 1/ 331، الجرح والتعديل 7/ 28 رقم 151، مشاهير علماء الأمصار 125 رقم 985، تهذيب الكمال 2/ 953، الكاشف 2/ 241 رقم 3925، تهذيب التهذيب 7/ 273- 274، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 278، خلاصة تذهيب التهذيب 270. [4] التاريخ الكبير 7/ 26 رقم 110، المعرفة والتاريخ 1/ 281، الجرح والتعديل 6/ 390 رقم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 181 وَعَنْهُ ابْنُهُ سَعْدٍ، وَابْنُ أَخِيهِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ. 190- (عَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ التُّجِيبِيُّ) [1] أَحَدُ مَنْ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وعنه: الضحاك بن شرحبيل، وعطاء بن دينار. توفي سنة خمس ومائة. 191- (عمارة [2] بن أكيمة) [3] الليثي ثم الجندعي [4] ، حجازي. روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غير الزّهري. حديثه في السّنن. 192- (عمارة بن خزيمة) [5] 4- بن ثابت الأنصاري. روى عَنْ: أَبِيهِ ذِي الشَّهَادَتَيْنِ، وَعَمِّهِ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَعَمْرُو بْنُ خُزَيْمَةَ الْمُزَنِيُّ، وَأَبُو جعفر   [2172،) ] تهذيب الكمال 2/ 996، المغني في الضعفاء 2/ 459 رقم 4376، ميزان الاعتدال 3/ 165 رقم 5988، الكاشف 2/ 260 رقم 4051، جامع التحصيل 295 رقم 548، تهذيب التهذيب 7/ 401 رقم 649، تقريب التهذيب 2/ 47 رقم 440، خلاصة تذهيب التهذيب 279. [1] التاريخ الكبير 7/ 27 رقم 112 (وفيه: ابن سعيد) ، الجرح والتعديل 6/ 390 رقم 2170، تهذيب الكمال 2/ 996، تهذيب التهذيب 7/ 401- 402 رقم 450، تقريب التهذيب 2/ 47 رقم 442، خلاصة تذهيب التهذيب 279. [2] التاريخ الكبير 498 رقم 3101، المعرفة والتاريخ 1/ 393 و 680 و 2/ 216 و 3/ 169 و 379، الجرح والتعديل 6/ 362 رقم 2002، تهذيب الكمال 2/ 999، الكاشف 2/ 262 رقم 4062، ميزان الاعتدال 3/ 173 رقم 6014، تهذيب التهذيب 7/ 410- 411 رقم 667، تقريب التهذيب 2/ 49 رقم 457، خلاصة تذهيب التهذيب 280. [3] بضم الألف وفتح الكاف وسكون الياء وفتح الميم. [4] الجندعي: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر العين المهملة نسبة إلى جندع، وهو بطن من ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. (اللباب 1/ 295) . [5] تاريخ خليفة 336، التاريخ الكبير 6/ 498 رقم 3103، تاريخ الثقات 353 رقم 1211، المعرفة والتاريخ 1/ 380 و 3/ 371، الجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2011، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 478، تهذيب الكمال 2/ 1000، الكاشف 2/ 262 رقم 4068، تهذيب التهذيب 7/ 416 رقم 674، تقريب التهذيب 2/ 49 رقم 364، خلاصة تذهيب التهذيب 280. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 182 الْخَطْمِيُّ [1] عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. 193- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ [2] عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ بِالْحِجَازِ. وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَامْتَدَحَهُ، فَوَصَلَهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ لِشَرَفِهِ وَبَلاغَةِ نَظْمِهِ، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَحدث عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رَوَى عَنْهُ: مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَخْشَى أَنْ تَكُونَ رِوَايَةُ عَطَّافٍ عَنْهُ مُنْقَطِعَةٌ، فَمَا أَرَاهُ بَقِيَ إِلَى حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِنَّهُ مِنْ طَبَقَةِ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ. حَكَى الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ، وَإِلَى جَمِيلِ بْنِ مَعْمَرٍ الْعُذْرِيِّ، وَإِلَى كُثَيِّرِ عَزَّةَ، وَأَوْقَرَ نَاقَةً   [1] الخطميّ: بفتح الخاء وسكون الطاء المهملة. نسبة إلى بطن من الأنصار، هم بنو خطمة بن جشم بن مالك. (اللباب 1/ 453) . [2] الشعر والشعراء 2/ 457- 462 رقم 99، عيون الأخبار 4/ 109، الكامل في الأدب 1/ 172 و 378 و 2/ 168، نسب قريش 319، المعارف 73، الأخبار الموفقيات 283، أنساب الأشراف 1/ 421 و 433 وق 3/ 47 وق 4 ج 1/ 578 و 608، الأمالي، انظر فهرس الأعلام 4/ 170) ، الزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام 2/ 647) ، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 136) ، ثمار القلوب 223 و 508 و 617، الأغاني 1/ 61- 248، الفرج بعد الشدة 3/ 10 و 147 و 4/ 402 و 407 و 408 و 410، ربيع الأبرار 1/ 156 و 4/ 54 و 259 و 265 و 273 و 291 و 334 و 405 و 422 و 460، أمالي المرتضى (راجع فهرس الشعراء 2/ 592) ، وفيات الأعيان 3/ 436- 439 رقم 490، الموشح 201، سرح العيون 198، زهر الآداب 246- 257، شرح شواهد المغني 11، معاهد التنصيص 3/ 172، خزانة الأدب 1/ 240، شذرات الذهب 1/ 101، معجم الشعراء في لسان العرب 295 رقم 743، الجرح والتعديل 6/ 119، العقد الثمين 6/ 311- 329، النجوم الزاهرة 1/ 247، البداية والنهاية 9/ 92، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 15، الوافي بالوفيات 22/ 492- 501 رقم 350، حذف من نسب قريش 70، الجرح والتعديل 6/ 119، بدائع البدائه 26 و 62 المقاصد النحويّة 1/ 314، حاشية على شرح بانت سعاد 1/ 369. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 183 ذَهَبًا وَفِضَّةً، ثُمّ قَالَ: لَيُنْشِدَنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ، فَأَيُّكُمْ كَانَ أَغْزَلَ شِعْرًا، فَلَهُ النَّاقَةُ وَمَا عَلَيْهَا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: فَيَا لَيْتَ أَنِّي حَيْثُ تَدْنُو مَنِيَّتِي ... شَمَمْتُ الَّذِي مَا بَيْنَ عَيْنَيْكِ وَالْفَمِ وَلَيْتَ طَهُورِي كَانَ رِيقُكِ كُلَّهُ ... وَلَيْتَ حَنُوطِي مِنْ مُشَاشِكِ وَالدَّمِ وَلَيْتَ سُلَيْمَى فِي الْمَنَامِ ضَجِيعَتِي ... لَدَى الْجَنَّةِ الْخَضْرَاءِ أَوْ فِي جَهَنَّمَ [1] وَقَالَ جَمِيلٌ: حَلَفْتُ يَمِينًا يَا بُثَيْنَةُ صَادِقًا ... فَإِنْ كُنْتُ فِيهَا كَاذِبًا فَعَمِيتُ حَلَفْتُ لَهَا بِالْبُدْنِ تُدْمِي نُحُورَهَا ... لَقَدْ شَقِيَتْ نَفْسِي بِكُمْ وَعَيِيتُ وَلَوْ أَنَّ رَاقِي الْمَوْتِ يَرْقِي جَنَازَتِي ... بِمَنْطِقِهَا فِي النَّاطِقِينَ حَيِيتُ [2] فَقَالَ كُثَيِّرٌ: بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتِ مِنْ مَعْشُوقَةٍ [3] ... ظَفِرَ الْعَدُوُّ بِهَا [4] فَغَيَّرَ حَالَهَا وَمَشَى إِلَيَّ بِبَيْنِ [5] عَزَّةَ نِسْوَةٌ ... جَعَلَ الْمَلِيكُ خُدُودَهُنَّ نِعَالَهَا لَوْ أَنَّ عَزَّةَ خَاصَمَتْ شَمْسَ الضُّحَى ... فِي الْحُسْنِ عِنْدَ مُوَفَّقٍ لَقَضَى لَهَا [6] فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: خُذِ النَّاقَةَ يَا صَاحِبَ جَهَنَّمَ. وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ أَرَادَ رِقَّةَ الْغَزَلِ وَالنَّسِيبِ فَعَلَيْهِ بِشِعْرِ عُمَرَ بْنِ أبي ربيعة. ومن شعره رَوَاهُ الأَنْبَارِيُّ: لَبِثُوا ثَلاثَ مِنًى بِمَنْزِلِ قَلْعَةٍ [7] ... وَهُمُ عَلَى عَرَضٍ [8] لَعَمْرُكَ مَا هُمُ مُتَجَاوِرِينَ بِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ ... لَوْ قَدْ أَجَدَّ رَحِيلُهُمْ [9] لم يندموا   [1] راجع الاختلاف في الأبيات، في الأمالي 3/ 67. [2] راجع الأمالي 3/ 66 ففيه البيت الثاني غير المذكور هنا. [3] في الأمالي وديوان ابن أبي ربيعة «مظلومة» . [4] في الأمالي والديوان: «طبن العدوّ لها» . [5] في الأمالي والديوان: «سعى إليّ بصرم. [6] في الأمالي قدّم الثالث على الثاني. [7] في الأغاني 1/ 277 «غيطة» . [8] في الأغاني 1/ «سفر» . [9] في الأصل «أجرر حبلهم» ، وفي الأغاني «أجدّ تفرّق» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 184 وَلَهُنَّ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ لُبَانَةٌ ... وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُنّ لَوْ يتكلم لو كان حيا قبلهن ظعائنا ... حيا الْحَطِيمُ وُجُوهَهُنَّ وَزَمْزَمُ [1] لَكِنَّهُ مِمَّا يَطِيفُ بِرُكْنِهِ ... مِنْهُنَّ صَمَّاءُ الصَّدَا مُسْتَعْجَمُ وَكَأَنَّهُنَّ وَقَدْ صَدَرْنَ عَشِيَّةً ... بِيضٌ بِأَكْنَافِ الْخِيَامِ مُنَظَّمُ [2] وَفِي كِتَابِ النَّسَبِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ: نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالْمُحَصِّبِ مِنْ مِنَى ... وَلِي نَظَرٌ لَوْلا التَّحَرُّجُ عَارِمُ فَقُلْتُ: أَشُمُسٌ أَمْ مَصَابِيحُ بَيْعَةٍ ... بَدَتْ لَكَ تَحْتَ [3] السِّجْفِ أَمْ أَنْتَ حَالِمُ بَعِيدَةُ مَهْوَى الْقُرْطِ إِمَّا لَنَوْفَلٌ ... أَبُوهَا وَإِمَّا عَبْدُ شَمْسٍ وَهَاشِمٌ فَلَمْ أَسْتَطِعْهَا غَيْرَ أَنْ قَدْ بَدَا لَنَا ... عَشِيَّةَ رَاحَتْ وَجْهُهَا وَالْمَعَاصِمُ [4] قَالَ الزُّبَيْرُ: وَثَنَا سَلَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَنْشَدَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَوْلَ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ: أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُجِدُّ ابْتِكَارَا ... قَدْ قَضَى مِنْ تِهَامَةَ الأَوْطَارَا إِنْ يَكُنْ قَلْبُكَ الْغَدَاةَ جَلِيدَا ... فَفُؤَادِي بِالْحُبِّ أَمْسَى مُعَارَا [5] لَيْتَ ذَا الدَّهْرِ كَانَ حَتْمًا عَلَيْنَا ... كُلَّ يَوْمَيْنِ حِجَّةً وَاعْتِمَارَا فَقَالَ سَعِيدٌ: لَقْد كَلَّفَ الْمُسْلِمِينَ شَطَطًا. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: إِنِّي قَدْ أَنْشَدْتُ مِنَ الشِّعْرِ مَا بَلَغَكَ، وَرَبُّ هَذِهِ الْبُنَيَّةِ مَا حَلَلْتُ إِزَارِي عَلَى فَرْجٍ حَرَامٍ قَطُّ. وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ غَزَا الْبَحْرَ، فَاحْتَرَقَتْ سَفِينَتُهُ وَاحْتَرَقَ، رَحِمَهُ الله.   [1] الأبيات الأربعة في الأغاني بتقديم وتأخير (1/ 277) وانظر 1/ 281- 282، والبيتان 3 و 4 في سير أعلام النبلاء 5/ 150. [2] البيت في الأغاني 1/ 281. وكأنّهنّ وقد حسرن لواغبا ... بيض بأكناف الحطيم مركّم [3] في الأغاني 1/ 127 «خلف» . [4] الأبيات مع غيرها في الأغاني 1/ 127. [5] البيت في الأغاني 1/ 167. من يكن قلبه صحيحا سليما ... ففؤادي بالخيف أمسى معارا الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 194- (عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ) [1] قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، لِهِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ أَمِيرِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ رَجُلا مَهِيبًا عَفِيفًا، لَمْ يَرْتَزِقْ عَلَى الْقَضَاءِ شَيْئًا [2] . قَالَ رَبِيعَةُ الرَّأْيُ: كَانَ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ [3] . وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ خَلْدَةَ قَاضِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُه يَقْضُونَ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ ابْنُ خَلْدَةَ يَجْلِسُ مَعَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَمَعَ رَبِيعَةَ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: آذَيْتَنَا وَأَبْرَمْتَنَا، فَيَقُولُ: لا تُقِيمُونِي مِنْ عِنْدِكُمْ دَعُونِي أَتَحَدَّثُ مَعَكُمْ، فَإِذَا جَاءَ الْخَصْمَانِ تَحَوَّلْتُ إِلَيْهِمَا ثُمَّ عُدْتُ [4] . وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابن أبي ذِئْبٍ قَالَ: حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ خَلْدَةَ يَقُولُ لِخَصْمٍ: اذْهَبْ يَا خَبِيثُ فَاسْجُنْ نَفْسَكَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ حَرَسِيٌّ، وَتَبِعْنَاهُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ حَتَّى أَتَى السَّجَّانَ فَحَبَسَ نَفْسَهُ [5] . 195- (عُمَرُ بْنُ عبد الله بن عروة) [6] خ م ن- بن الزّبير، تُوُفِّيَ شَابًّا. رَوَى الْقَلِيلَ عَنْ جَدِّهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ. وكان ثقة خيارا.   [1] الطبقات لخليفة 257، التاريخ الكبير 6/ 152 رقم 1999، المعرفة والتاريخ 1/ 556 و 671، تاريخ أبي زرعة 1/ 427، الجرح والتعديل 6/ 106 رقم 559، تهذيب الكمال 2/ 1008، ميزان الاعتدال 3/ 192 رقم 6094، الكاشف 2/ 268 رقم 4110، تهذيب التهذيب 7/ 442- 443 رقم 728، تقريب التهذيب 2/ 54 رقم 417، خلاصة تذهيب التهذيب 282، الطبقات الكبرى 5/ 279، الفقيه والمتفقه 2/ 269. [2] الطبقات الكبرى 5/ 279. [3] الطبقات. [4] انظر: المعرفة والتاريخ 1/ 671. [5] الطبقات الكبرى 5/ 279. [6] الطبقات لخليفة 267، التاريخ الكبير 6/ 167 رقم 2056، المعرفة والتاريخ 1/ 436، الجرح والتعديل 6/ 117 رقم 634، تهذيب الكمال 2/ 1015، الكاشف 2/ 273 رقم 4145، تهذيب التهذيب 7/ 469 رقم 780، تقريب التهذيب 2/ 58 رقم 466، خلاصة تذهيب التهذيب 284، جمهرة نسب قريش 273- 274. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 186 196- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد مَناف بْن قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتِّينَ، عام تُوُفِّيَ مُعَاويَة أو بعده بسنة، وَأُمُّهُ هِيَ أُمُّ عَاصِمِ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأنس،   [1] سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم، الطبقات الكبرى 5/ 330- 408، نسب قريش (انظر فهرس الأعلام 461) ، تاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام 569) ، التاريخ الكبير 6/ 174- 175 رقم 2079، المعارف (انظر فهرس الأعلام 751) ، المعرفة والتاريخ 1/ 568- 620، تاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام 2/ 949- 950) ، التاريخ لابن معين 2/ 432، المحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام 678) ، التاريخ الصغير 117، الكنى والأسماء 1/ 151، تاريخ اليعقوبي 2/ 301- 302، أنساب الأشراف 1/ 16 و 561 و 576، جمهرة أنساب العرب 105- 106، العيون والحدائق 3/ 37- 64، الكامل في الأدب 1/ 87- 91 و 123 و 139- 141 و 214 و 268 و 305 و 375 و 401- 404 و 2/ 380، الأخبار الموفقيات (انظر فهرس الأعلام 676) ، تاريخ الرسل والملوك 6/ 565- 573، الجرح والتعديل 6/ 122 رقم 663، المراسيل 136- 137 رقم 242، مشاهير علماء الأمصار 178 رقم 1411، الأغاني 9/ 254- 268، ثمار القلوب 74 و 96 و 494، ربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام 4/ 538) ، الفخري في الآداب السلطانية 129- 130، أمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام 2/ 592) ، مروج الذهب 4/ 192- 205، البدء والتاريخ 6/ 45- 47، العنوان للمنبجي 2/ 357- 358، حلية الأولياء 5/ 253- 353 رقم 323، التذكرة الحمدونية 1/ 145- 152، الكامل في التاريخ 5/ 54- 67، طبقات الفقهاء 64، سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، تهذيب الكمال 2/ 1016- 1018، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 17- 24 رقم 8، تحفة الأشراف 13/ 319- 321 رقم 1220، صفة الصفوة 2/ 113- 127 رقم 172، خلاصة الذهب المسبوك 18- 25، نهاية الأرب 21/ 355- 365، دول الإسلام 1/ 69- 71، الكاشف 2/ 275 رقم 4154، تذكرة الحفّاظ 1/ 118- 121 رقم 104، سير أعلام النبلاء 5/ 114- 148 رقم 48، العبر 1/ 120، فوات الوفيات 3/ 133- 135 رقم 375، جامع التحصيل 297 رقم 559، البداية والنهاية 9/ 192- 219، مرآة الجنان 1/ 208- 211، الوفيات لابن قنفذ 103 رقم 101، سيرة عمر بن عبد العزيز للآجري، العقد الثمين 6/ 331، غاية النهاية 1/ 593، تهذيب التهذيب 7/ 475- 478 رقم 790، تقريب التهذيب 2/ 59- 60 رقم 476، النجوم الزاهرة 1/ 246، تاريخ الخلفاء 228- 246، خلاصة تذهيب التهذيب 284، شذرات الذهب 1/ 119- 121، شفاء الغرام 2/ 420، تاريخ الخميس 2/ 354- 355، أخبار الدول 138- 140. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 187 وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، وابن قارظ، وأرسل عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَخَوْلَةَ بِنْتِ حُكَيْمٍ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَيُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحَدُ شُيُوخِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَوَلَدَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَتْ خِلافَتُهُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ شَهْرًا، كَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: وُلِدَ عَامَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ: رَأَيْتُ صِفَتَهُ فِي كِتَابٍ: أَبْيَضَ، رَقِيقَ الْوَجْهِ، جَمِيلا، نَحِيفَ الْجِسْمِ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ، غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ، بِجَبْهَتِهِ أَثَرٌ حَافِرِ دَابَّةٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَشَجُّ بَنِي أُمَيَّةَ، وَقَدْ وَخَطَّهُ الشَّيْبُ. قَالَ ثَرْوَانُ مَوْلَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ دَخَلَ إِلَى إِصْطَبْلِ أَبِيهِ وَهُوَ غُلامٌ، فَضَرَبَهُ فَرَسُهُ فَشَجَّهُ، فَجَعَلَ أَبُوهُ يَمْسَحُ عَنْهُ الدَّمَ وَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ أَشَجَّ بَنِي أُمَيَّةَ إِنَّكَ لَسَعِيدٌ [1] . رَوَاهُ ضَمْرَةُ عَنْهُ. نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَكَى وَهُوَ غُلامٌ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ذِكْرُ الْمَوْتِ- وَكَانَ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَهُوَ غُلامٌ صَغِيرٌ- فَبَكَتْ أُمُّهُ. سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ أَمِيرَ مِصْرَ بَعَثَ ابْنَهُ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَتَأَدَّبُ بِهَا، وَكَتَبَ إِلَى صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ أَنْ يَتَعَاهَدَهُ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَسْمَعُ مِنْهُ الْعِلْمَ، فَبَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ يَنْتَقِصُ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ: مَتَى بَلَغَكَ أَنَّ اللَّهَ سَخَطَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ بَعْدَ أَنْ رَضِيَ عَنْهُمْ! فَفَهِمَ، وَقَالَ: مَعْذِرَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ لا أَعُودُ [2] .   [1] الطبقات الكبرى 5/ 331. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 568. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 188 وَقَالَ غَيْرَهُ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، طَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دِمَشْقَ، فَزَوَّجُوهُ بِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، وَكَانَ الَّذِينَ يَعِيبُونَ عُمَرَ مِنْ حُسَّادِهِ لا يَعِيبُونَهُ إِلا بِالإِفْرَاطِ فِي التَّنَعُّمِ وَالاخْتِيَالِ فِي الْمِشْيَةِ، هَذَا قَبْلَ الإِمَرَةِ، فَلَمَّا وُلِّيَ الْوَلِيدُ الْخِلافَةَ، أَمَّرَ عُمَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَوُلِيَهَا مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، إِلَى سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَعُزِلَ، فَقَدِمَ الشَّامَ، ثُمَّ إِنَّ الْوَلِيدَ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَعْزِلَ أَخَاهُ سُلَيْمَانَ مِنَ الْعَهْدِ وَأَنْ يَجْعَلَ وَلِيَّ عَهْدِهِ وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْوَلِيدِ، فَأَطَاعَهُ كَثِيرٌ مِنَ الأَشْرَافِ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَصَمَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَامْتَنَعَ، فَطَيَّنَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الأَحَدِ بْنُ اللَّيْثِ الْفِتْيَانِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَتَى فَتَيَانِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالُوا: إِنَّ أَبَانَا تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالا عِنْدَ عَمِّنَا حُمَيْدٍ الأَمَجِيِّ [1] ، فَأَحْضَرَهُ عُمَرُ، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الْقَائِلُ: حُمَيْدٌ الَّذِي أَمَجٌ دَارُهُ ... أَخُو الْخَمْرِ ذُو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ [2] أَتَاهُ الْمَشِيبُ عَلَى شُرْبِهَا ... فَكَانَ كَرِيمًا فَلَمْ يَنْزَعُ [3] قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَرَانِي إِلا حَادُّكَ، أَقْرَرْتُ بِشُرْبِهَا، وَأَنَّكَ لَنْ تَنْزَعَ عَنْهَا، قَالَ: أَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ، أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ 26: 224- 226 [4] قَالَ: أَوْلَى لَكَ يَا حُمَيْدُ مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ أُفْلِتَّ، وَيْحَكَ يَا حُمَيْدُ، كَانَ أَبُوكَ رَجُلا صَالِحًا وَأَنْتَ رَجُلُ سَوْءٍ، قَالَ: أصلحك الله وأيّنا يشبه أباه، كان أبوك   [1] الأمجي: بفتح الألف والميم. والأمج في اللغة: العطش. وهو بلد من أعراض المدينة بينها وبين مكة على أميال من قديد. (معجم ما استعجم 1/ 190، معجم البلدان 1/ 249، الروض المعطار 30) . [2] أورد المبرّد هذا البيت في الكامل في الأدب بضم العين في آخره (1/ 148) . [3] البيتان في معجم ما استعجم للبكري 1/ 191 بالضمّ في الآخر، وأوردهما ياقوت مع بيت ثالث بكسر الآخر (معجم البلدان 1/ 250) ، والبيتان أيضا في الروض المعطار 30 (انظر في المصادر مادّة «أمج» ) وفيها «علاه» بدل «أتاه» . [4] سورة الشعراء، الآية 224- 226. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 189 رجل سوء، وأنت رجل صالح، قَالَ: إِنَّ هَؤُلاءِ زَعَمُوا أَنَّ أَبَاهُمْ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالا عِنْدَكَ، قَالَ: صَدَقُوا، وَأَحْضَرَهُ بِخَتْمِ أَبِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَبَاهُمْ مَاتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَكُنْتُ أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِي، وَهَذَا مَالُهُمْ، قَالَ: مَا أَحَدٌ أَحَقُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنْكَ، فَامْتَنَعَ [1] . وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ مِنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ عُمَرَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: فَكَانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، وَيُخَفِّفُ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ. رَوَاهُ الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ [2] . قَالَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: هُوَ نَجِيبُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ [3] . قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتِ الْعُلَمَاءُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَلامِذَةً [4] . أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، الْتَفَتَ إِلَيْهَا وَبَكَى، ثُمّ قَالَ: يَا مُزَاحِمُ أَتَخْشَى أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ نَفَتْهُ الْمَدِينَةُ؟ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمَرْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً فَقَالَ: كُلُّ مَا حُدِّثْتُ اللَّيْلَةَ قَدْ سَمِعْتُهُ، وَلَكِنَّكَ حَفِظْتَ وَنَسِيتُ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن   [1] راجع الخبر في: معجم ما استعجم 1/ 190- 191، معجم البلدان 1/ 250، الروض المعطار 30- 31. [2] أخرجه النسائي 2/ 166 في الافتتاح، باب تخفيف القيام والقراءة من طريق قتيبة، عن الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قال: دخلنا على أنس بن مالك، فقال: صلّيتم؟ قلنا: نعم، قال: يا جارية هلمّي إليّ وضوءا، ما صلّيت وراء إمام أشبه صلاته بِرَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إمامكم هذا، قال زيد: وكان عمر بن عبد العزيز يتم الركوع والسجود، ويخفف القيام والقعود. إسناده حسن. [3] انظر: حلية الأولياء 5/ 254. [4] المعرفة والتاريخ 1/ 607، سيرة عمر لابن الجوزي 27. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 190 الْمَاجِشُونِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: يَا آلِ عُمَرَ، كُنَّا نَتَحَدَّثُ- وَفِي لَفْظٍ: يَزْعَمُ النَّاسُ- أَنَّ الدُّنْيَا لا تَنْقَضِي حَتَّى يَلِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، يَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِ عُمَرَ، قَالَ: فَكَانَ بِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِوَجْهِهِ شَامَةٌ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ هُوَ، حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أُمُّهُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي تَارِيخِهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ عُثْمَانُ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ مِنْ وَلَدِي رَجُلا بِوَجْهِهِ شَيْنٌ، يَلِي فَيَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلا، قَالَ نَافِعٌ: فَلا أَحْسِبُهُ إِلا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هَذَا الَّذِي مِنْ وَلَدِ عُمَرَ فِي وَجْهِهِ عَلامَةٌ، يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلا [1] !. أيّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالا: ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الصَّلاةِ، وَشَيْخٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى يَدِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا لَشَيْخٌ جَافٍ، فَلَمَّا صَلَّى وَدَخَلَ لَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، مِنَ الشَّيْخِ الّذي كان يتّكئ عَلَى يَدِكَ؟ قَالَ: يَا رِيَاحُ رَأَيْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحْسِبُكَ إِلا رَجُلا صَالِحًا، ذاك أخي الخضر، أتاني فأعلمني أنّي سَأَلِي أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَنِّي سَأَعْدِلُ فِيهَا [2] . رواته ثقات [3] .   [1] حلية الأولياء 5/ 254. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 577، حلية الأولياء 5/ 254، سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 32- 33، وفيه أن المتحدّث هو «مزاحم» وليس «رياح بن عبيدة» ، والخبر أيضا في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي- ص 43، والبداية والنهاية 1/ 333- 334، الإصابة 1/ 446 وسيرة عمر للآجريّ- ورقة 3 ب. [3] إلّا أن «محمد بن عبد العزيز» المعروف بالرملي، فمجروح عند العلماء كما يقول ابن الجوزي، فهو يروي عن القاسم بن غصن الّذي يروي أيضا المناكير عن المشاهير ويقلب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 191 جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ هَزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ: حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَا ثَقُلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، رَآنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الدَّارِ فَقَالَ: يَا رَجَاءُ، أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُذَكِّرَنِي أَوْ تُشِيرَ بِي، فو الله مَا أَقْدَرُ عَلَى هَذَا الأَمْرِ، فَانْتَهَرْتُهُ وَقُلْتُ: إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْخِلافَةِ، أَتَطْمَعُ أَنْ أُشِيرَ عَلَيْهِ بِكَ، فَاسْتَحْيَا، وَدَخَلْتُ، فَقَالَ لِي سُلَيْمَانُ: يَا رَجَاءُ، مَنْ تَرَى لِهَذَا الأَمْرِ؟ قُلْتُ: اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّكَ قَادِمٌ عَلَى رَبِّكَ وَسَائِلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ، وَمَا صَنَعْتَ فِيهِ، قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ قُلْتُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِعَهْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَيَّ، وَإِلَى الْوَلِيدِ فِي ابْنَيْ عَاتِكَةٌ، أَيُّهُمَا بَقِيَ؟ قُلْتُ تَجْعَلُهُ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: أَصَبْتَ، هَاتِ صَحِيفَةً، فَكَتَبَ عَهْدَ عُمَرَ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ دَعَوْتُ رِجَالا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: عَهْدِي فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ مَعَ رَجَاءٍ، اشْهَدُوا وَاخْتُمُوا الصَّحِيفَةَ، فَمَا لَبَثَ أَنْ مَاتَ، فَكَفَفْتُ النِّسَاءَ عَنِ الصِّيَاحِ، وَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ، فَقَالُوا: كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ السَّاعَةَ، قَالُوا: للَّه الْحَمْدُ. الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حسان الكناني قال: لما مرض سليمان بدابق، قال لرجاء بن حيوة: من لِلأَمْرِ أَسْتَخْلِفُ ابْنَيْ؟ قَالَ: ابْنُكَ غَائِبٌ، قَالَ: فَالآخَرُ، قَالَ: صَغِيرٌ، قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَسْتَخْلِفَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَتَخَوَّفُ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ! قَالَ: وَلِّ عُمَرَ، وَمِنْ بَعْدِهِ يَزِيدَ، وَاخْتُمِ الْكِتَابَ، وَتَدْعُوهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِ مَخْتُومًا، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَ، ائْتِنِي بِقِرْطَاسٍ، فَدَعَا بِقِرْطَاسٍ، وَكَتَبَ الْعَهْدَ، وَدَفَعَهُ إِلَى رجاء، وقال: اخرج إلى الناس فليبايعوا على مَا فِيهِ مَخْتُومًا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَامْتَنَعُوا، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ الْحَرَسِ وَالشُّرَطِ فَاجْمَعِ النَّاسَ وَمُرْهُمْ بِالْبَيْعَةِ، فَمَنْ أَبَى فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَفَعَلَ، فَبَايَعُوا عَلَى مَا فِي الْكِتَابِ، قَالَ رَجَاءٌ: فَبَيْنَا أَنَا رَاجِعٌ إِذَا بِمَوْكِبِ هِشَامٍ، فَقَالَ: تَعْلَمُ مَوْقِعَكَ مِنَّا، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ صنع شيئا   [ () ] الأسانيد. (المجروحين لابن حبان 2/ 213) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 192 مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَزَالَهَا عَنِّي، فَإِنْ يَكُنْ عَدَلَهَا عني فأعلمني ما دام في الأمر نفس، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، يَسْتَكْتِمُنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَمْرًا أطلعك عليه، لا يكون ذا أبدا! قال: فَأَدَارَنِي وَأَلاحَنِي، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، وَانْصَرَفَ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ، إِذْ سَمِعْتُ جَلَبَةً خَلْفِي، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَمْرٌ كَبِيرٌ أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ جَعَلَهَا إلي، ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفس، لعلي أتخلص منه مَا دَامَ حَيًّا، قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ، يَسْتَكْتِمُنِي أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه! فأدارني وَأَلاحَنِي، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، وَثَقُلَ سُلَيْمَانُ، وَحُجِبَ النَّاسُ، فَلَمَّا مَاتَ أَجْلَسْتُهُ وَسَنَّدْتُهُ وَهَيَّأْتُهُ، وَخَرَجْتُ إِلَى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين؟ قلت: أَصْبَحَ سَاكِنًا، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تُسَلِّمُوا عَلَيْهِ وَتُبَايِعُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَذِنْتُ لِلنَّاسِ، فَدَخَلُوا، وَقُمْتُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ بِالْوُقُوفِ، ثم أخذت الكتاب من عنده، وتقدّمت إليهم، وَقُلْتُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُبَايِعُوا عَلَى مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَبَايَعُوا وَبَسَطُوا أَيْدِيهِمْ، فَلَمَّا بَايَعْتُهُمْ وَفَرَغْتُ، قُلْتُ لَهُمْ: آجَرَكُمُ اللَّهُ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالُوا: فَمَنْ؟ فَفَتَحْتُ الْكِتَابَ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَتَغَيَّرَتْ وجوه بني عبد الملك، فلما قرءوا: «بَعْدَهُ يَزِيدُ» فَكَأَنَّهُمْ تَرَاجَعُوا، فَقَالُوا: أَيْنَ عُمَرُ؟ فَطَلَبُوهُ، فَإِذَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَوْا فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، فَعُقِرَ بِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعِ النُّهُوضَ، حَتَّى أَخَذُوا بِضَبْعَيْهِ فَأَصْعَدُوهُ الْمِنْبَرَ، فَجَلَسَ طَوِيلا لا يَتَكَلَّمُ، فَلَمَّا رَآهُمْ رَجَاءُ جَالِسِينَ، قَالَ: أَلا تَقُومُونَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتُبَايِعُونَهُ، فَنَهَضُوا إليه فبايعوه رجلا رجلا، ومد يده إليهم، فَصَعَدَ إِلَيْهِ هِشَامٌ، فَلَمَّا مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ قَالَ: يَقُولُ هِشَامٌ إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون، فقال: عمر إنّا للَّه حِينَ صَارَ يَلِي هَذَا الأَمْرَ أَنَا وَأَنْتَ، ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، وَإِنَّ مَنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَمْصَارِ إِنْ أَطَاعُوا كَمَا أَطَعْتُمْ فَأَنَا وَالِيكُمْ، وَإِنْ أَبَوْا فَلَسْتُ لَكُمْ بِوَالٍ، ثُمَّ نَزَلَ يَمْشِي، فَأَتَاهُ صَاحِبُ الْمَرَاكِبِ، فَقَالَ: مَا هَذَا! قَالَ: مَرْكَبُ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 193 الْخِلافَةِ، قَالَ: لا، ائْتُونِي بِدَابَّتِي، ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَى الْعُمَّالِ فِي الأَمْصَارِ، قَالَ رَجَاءٌ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَضْعُفُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ صُنْعَهُ فِي الْكِتَابِ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَقْوَى [1] . قَالَ عُمَرُ بْنُ مُهَاجِرٍ: صَلَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ: وَذَلِكَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ عَاشِرُ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ. قُلْتُ: وَكَانَ عُمَرُ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ كَالْوَزِيرِ لَهُ. أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ دَابِقَ، وَكَانَ مُجْتَمَعَ غَزْوِ النَّاسِ، فَمَاتَ سُلَيْمَانُ، وَكَانَ رَجَاءٌ صَاحِبَ مَشُورَتِهِ وَأَمْرِهِ، فَأَعْلَمَ النَّاسَ بِمَوْتِهِ، وَصَعَدَ الْمِنْبَرَ، وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ كِتَابًا وَعَهِدَ عَهْدًا وَمَاتَ، أَفَسَامِعُونَ أَنْتُمْ مُطِيعُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: نَسْمَعُ وَنُطِيعُ إِنْ كَانَ فِيهِ اسْتِخْلافُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: فَجَذَبَهُ النَّاسُ حَتَّى سَقَطَ وَقَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، فَقَالَ رَجَاءٌ: قُمْ يَا عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إنّ هذا لأمر مَا سَأَلْتُهُ اللَّهَ قَطُّ. وَعَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ عُمَرُ عَنْ قَبْرِ سُلَيْمَانَ، قَدَّمُوا لَهُ مَرَاكِبَ سُلَيْمَانَ، فَقَالَ: فَلَوْلا التُّقَى ثُمَّ النُّهَى خشْيَةَ الرَّدَى ... لَعَاصَيْتُ فِي حُبِّ الصِّبَى كُلَّ زَاجِرِ قَضَى مَا قَضَى فيما مضى ثُمَّ لا تُرَى ... لَهُ صَبْوَةٌ أُخْرَى اللَّيَالِي الْغَوَابِرِ لا قُوَّةَ إِلا باللَّه، قَدِّمُوا بَغْلَتِي [2] خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ جَاءَهُ أَصْحَابُ الْمَرَاكِبِ يَسْأَلُونَهُ الْعُلُوفَةَ وَرِزْقَ خَدَمِها، قال: ابعث بها   [1] راجع تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 550- 553، وانظر بعض خطبة عمر في حلية الأولياء 5/ 295- 296، والطبقات الكبرى 250- 251، المعرفة والتاريخ 1/ 574- 575، سيرة عمر لابن الجوزي- ص 56، وسيرة عمر للآجرّي- ورقة 8 ب. [2] صفة الصفوة 2/ 113، والبيتان في الطبقات لابن سعد 5/ 340. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 194 إِلَى أَمْصَارِ الشَّامِ يَبِيعُونَهَا فِيمَنْ يَزِيدُ، وَاجْعَلْ أَثْمَانَهَا فِي مَالِ اللَّهِ، تَكْفِينِي بَغْلَتِي هَذِهِ الشَّهْبَاءُ. سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عمرو بن زاذان مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ، إذا رجع من جنازة سليمان: ما لي أَرَاكَ مُغْتَمًّا؟ قَالَ: لَمِثْلُ مَا أَنَا فِيهِ فَلْيُغْتَمُّ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الأُمَّةِ إِلا وَأَنَا أُرِيدَ أَنْ أُوصِلَ إِلَيْهِ حَقَّهُ غَيْرَ كَاتِبٍ إِلَيَّ فِيهِ، وَلا طَالِبَهُ مِنِّي. إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، أَنَّ عُمَرَ بن عبد العزيز لما استخلف قام في النَّاسِ، فَحَمَدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لا كِتَابَ بَعْدَ الْقُرْآنِ، ولا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلا وَإِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ، وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، إِنَّ الرَّجُلَ الْهَارِبَ مِنَ الإِمَامِ الظَّالِمِ لَيْسَ بِظَالِمٍ، أَلا لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. رَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَزَادَ فِيهِ: لَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ، وَلَكِنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلا. أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ: ثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِسِيرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الصَّدَقَاتِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالَّذِي سَأَلَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ إِنْ عَمِلْتَ بِمِثْلِ عَمَلِ عُمَرَ فِي زَمَانِهِ، وَرِجَالِهِ فِي مِثْلِ زَمَانِكَ وَرِجَالِكَ، كُنْتَ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا مِنْ عُمَرَ. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَإِذَا رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ، وَأَنْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ جَالِسٌ، فَقَالَ لَكَ: يَا عُمَرُ إِذَا عَمِلْتَ فَاعْمَلْ بِعَمَلِ هَذَيْنِ- لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ- فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ باللَّه لَرَأَيْتَ هَذَا؟ فَحَلَفَ لَهُ، فَبَكَى. وَرُوِيَتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَأَنَّ الرَّائِيَ عُمَرَ نَفْسَهُ. قال ميمون ابن مِهْرَانَ: إِنَّ اللَّهَ يَتَعَاهَدُ النَّاسَ بِنَبِيٍّ بَعْدَ نَبِيٍّ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَاهَدَ النَّاسَ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 195 بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَكَى، فَقَالَ: يَا أَبَا فُلانُ أَتَخْشَى عَلَيَّ؟ قَالَ: كَيْفَ حُبُّكَ لِلدِّرْهَمِ؟ قَالَ: لا أُحِبُّهُ، قَالَ: لا تَخَفْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُعِينُكَ [1] . جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: جَمَعَ عُمَرُ بن عبد العزيز بني مَرْوَانَ حِينَ اسْتُخْلِفَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ فَدَكٌ [2] يُنْفِقُ مِنْهَا، وَيَعُودُ مِنْهَا عَلَى صَغِيرِ بَنِيهِمْ، وَيُزَوِّجُ مِنْهَا أَيِّمَهُمْ، وَإِنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَأَلَتْهُ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهَا، فَأَبَى، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَيَاةُ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ، قَالَ: ثُمَّ أَقْطَعَهَا مَرْوَانُ، ثُمَّ صَارَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَرَأَيْتُ أَمْرًا مَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ، لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ إِنِّي قَدْ رَدَدْتُهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ، لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، وإنّي أشهدكم أنّي رَدَدْتُهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَدَأَ بِلُحْمَتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَأَخَذَ مَا بِأَيْدِيهِمْ، وَسَمَّى أَمْوَالَهُمْ مَظَالِمَ، فَفَزَعَتْ بَنُو أُمَيَّةَ إِلَى عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مَرْوَانَ، فَأَتَتْهُ لَيْلا، فَأَنْزَلَهَا عَنْ دَابَّتِهَا، فلما أخذت مجلسها قالت: يَا عَمَّةُ أَنْتِ أَوْلَى بِالْكَلامِ فَتَكَلَّمِي، قَالَتْ: تَكَلَّمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ نَبِيَّهُ رَحْمَةً، ثُمَّ اخْتَارَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، فَقَبَضَهُ اللَّهُ، وَتَرَكَ لَهُمْ نَهْرًا شُرْبُهُمْ سَوَاءٌ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَتَرَكَ النَّهْرَ عَلَى حَالِهِ، ثُمَّ وُلِّيَ عُمَرُ، فَعَمِلَ عَمَلَ صَاحبِهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلِ النَّهْرُ يَشُقُّ مِنْهُ يَزِيدُ، وَمَرْوَانُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَالْوَلِيدُ، وَسُلَيْمَانُ، حَتَّى أَفْضَى الأَمْرُ إِلَيَّ، وَقَدْ يَبِسَ النَّهْرُ الأَعْظَمُ، وَلَنْ يُرْوَى أَصْحَابُ النَّهْرِ الأَعْظَمِ حَتَّى يَعُودَ النّهر إلى ما كان عليه،   [1] في سيرة عمر لابن الجوزي 180 «سيغيثك» . [2] فدك: بالتحريك. قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة، في عصر ياقوت. (معجم البلدان 4/ 238) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 196 فَقَالَتْ: حَسْبُكَ قَدْ أَرَدْتُ كَلامَكَ وَمُذَاكَرَتَكَ، فَأَمَّا إِذَا كَانَتْ مَقَالَتُكَ هَذِهِ، فَلَسْتُ بِذَاكِرَةٍ لَكَ شَيْئًا، فَرَجَعْت إِلَيْهِمْ فَأَبْلَغَتْهُمْ كَلامَهُ. هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ فُرَاتِ بن سليمان، عن ميمون ابن مِهْرَانَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ أَقَمْتُ فِيكُمْ خَمْسِينَ عَامًا مَا اسْتَكْمَلْتُ فِيكُمُ الْعَدْلَ، إِنِّي لَأُرِيدُ الأَمْرَ فَأَخَافُ أَنْ لا تَحْمِلَهُ قُلُوبُكُمْ، فَأُخْرِجُ مِنْهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَإِنْ أَنْكَرَتْ قُلُوبُكُمْ هَذَا سَكَنَتْ إِلَى هَذَا. ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قُلْتُ لِطَاوُسٍ: هُوَ الْمَهْدِيُّ؟ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: هُوَ مَهْدِيٌّ وَلَيْسَ بِهِ، إِنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ كُلَّهُ. ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الطَّلَاءِ قَالَ: نَهَى عَنْه إِمَامُ هُدًى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الْخُلَفَاءُ خَمْسَةً: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ نَحْوُهُ. ابن وهب: حدّثني ابن زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلَ يَجِيءُ بِالْمَالِ الْعَظِيمِ فَيَقُولُ: اجْعَلُوا هَذَا حَيْثُ تَرَوْنَ، فَمَا يَبْرَحُ حَتَّى يَرْجِعَ بِمَالِهِ كُلِّهِ، قَدْ أَغْنَى عُمَرُ النَّاسَ. سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: ثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى فَاطِمَةَ ابْنَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَثْنَتْ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَتْ: لَوْ كَانَ بَقِيَ لَنَا مَا احْتَجْنَا بَعْدُ إِلَى أَحَدٍ. إِبْرَاهِيمُ الْجَوْزَجَانِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي مُصَلاهُ تَسِيلُ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِه، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلِشَيءٍ حَدَثَ؟ قَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي تَقَلَّدْتُ مِنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْوَدَهَا وَأَحْمَرَهَا، فَتَفَكَّرْتُ فِي الْفَقِيرِ الْجَائِعِ، وَالْمَرِيضِ الضَّائِعِ، وَالْعَارِي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 197 الْمَجْهُودِ [1] ، وَالْمَظْلُومِ الْمَقْهُورِ، وَالْغَرِيبِ الأَسِيرِ، وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَذِي الْعِيَالِ الْكَثِيرِ، وَالْمَالِ الْقَلِيلِ، وَأَشْبَاهِهِمْ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ وَأَطْرَافِ الْبِلادِ، فَعَلِمْتُ أَنَّ رَبِّي سَائِلِي عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ لا تَثْبُتُ لِي حُجَّةً، فَبَكَيْتُ.. الْفِرْيَابِيُّ: ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ، وَعِنْدَهُ أَشْرَافُ بَنِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ: تُحِبُّونَ أَنْ أُوَلِّيَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ جُنْدًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: لِمَ تَعْرِضْ عَلَيْنَا مَا لا تَفْعَلُهُ! قَالَ: تَرَوْنَ بِسَاطِي هَذَا، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّهُ يَصِيرُ إِلَى بِلًى وَفَنَاءٍ، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُدَنِّسُوهُ بِأَرْجُلِكُمْ، فَكَيْفَ أُوَلِّيكُمْ دَيْنِي، أُوَلِّيكُمْ أَعْرَاضَ الْمُسْلِمِينَ وَأَبْشَارَهُمْ، هَيْهَاتَ لَكُمْ هَيْهَاتَ! فَقَالُوا لَهُ: لِمَ، أَمَا لَنَا حَقٌّ؟ قَالَ: مَا أَنْتُمْ وَأَقْصَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عِنْدِي فِي هَذَا الأَمْرِ إِلا سَوَاءَ، إِلا رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَبَسَهُ عَنِّي طُولُ شُقَّتِهِ [2] . حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ حُمَيْدٌ قَالَ: أَمَلَّ عَلَيْنَا الْحَسَنُ رِسَالَةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ شَكَا الْحَاجَةَ وَالْعِيَالَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ لا تُهَجِّنْ هَذَا الْكِتَابَ بِالْمَسْأَلَةِ، اكْتُبْ هَذَا فِي غَيْرِ ذَا، قَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَأَمَرَ بِعَطَائِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ اكْتُبْ إِلَيْهِ فِي الْمَشُورَةِ فَإِنَّ أَبَا قِلابَةَ قَالَ: كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَحْيِ، فَمَا مَنَعَهُ ذَلِكَ أَنْ أَمَرَهُ اللَّهُ بِالْمَشُورَةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَكَتَبَ بِالْمَشُورَةِ، فَأَبْلَغَ فِيهَا أَيْضًا. أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاقِبَ رَجُلا حَبَسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَاقَبَهُ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَعْجَلَ فِي أَوَّلِ غَضَبِهِ. مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَلَّى بِهُمُ الْجُمْعَةَ، ثُمَّ جَلَسَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعُ الْجَيْبِ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ، فَلَوْ لبست،   [1] في البداية والنهاية زيادة: «واليتيم المكسور والأرملة الوحيدة» . [2] راجع حلية الأولياء 5/ 270- 271. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 198 فَنَكَّسَ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: أُفَضِّلُ الْقَصْدَ عِنْدَ الْجِدَّةِ، وَأُفَضِّلُ الْعَفْوَ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ [1] . سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّ نَفْسِي نَفْسٌ تَوَّاقَةٌ، لَمْ تُعْطَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا إِلا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ. قَالَ سَعِيدٌ: يُرِيدُ الْجَنَّةَ [2] . حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: النَّاسُ يَقُولُونَ: إِنِّي زَاهِدٌ، إِنَّمَا الزَّاهِدُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي أَتَتْهُ الدُّنْيَا فَتَرَكَهَا. الَفِسَوِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَعَانِي الْمَنْصُورُ قَالَ: كَمْ كَانَتْ غَلَّةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلافَةُ؟ قُلْتُ: خَمْسُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: كَمْ كَانَتْ غَلَّتُهُ يَوْمَ مَاتَ؟ قُلْتُ: مَا زَالَ يَرُدُّهَا حَتَّى كَانَتْ مِائَتَيْ دِينَارٍ [3] . وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَسِخٌ فَقُلْتُ لامْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ، وَهِيَ أُخْتُ مُسْلِمَةَ، اغْسِلُوا قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَتْ: نَفْعَلُ [4] ، ثُمَّ عُدْتُ فَإِذَا الْقَمِيصُ عَلَى حَالِهِ، فَقُلْتُ لَهَا! فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لَهُ قَمِيصٌ غَيْرُهُ [5] . إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: كَانَتْ نَفَقَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَيْنِ. سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ   [1] الطبقات الكبرى 5/ 402. [2] قال في سير أعلام النبلاء 5/ 134: «فلما أعطيت مالا أفضل منه في الدنيا، تاقت إلى ما هو أفضل منه، يعني الجنّة» . [3] قارن الخبر بما في حلية الأولياء 5/ 257، ففيه أن غلّة عمر كانت أربعين ألف دينار، ثم قلّت إلى أربعمائة دينار. وانظر ج 5/ 258، وفي المعرفة والتاريخ 1/ 605 رواية- أخرى. [4] في الأصل «نقعد» وهو تصحيف. [5] الطبقات الكبرى 5/ 297، سيرة عمر لابن عبد الحكم 50، المعرفة والتاريخ 1/ 600، سيرة عمر لابن الجوزي 153، صفة الصفوة 2/ 120. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 199 عَلَى زَوْجَتِهِ فَقَالَ: عِنْدَكِ دِرْهَمٌ نَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟ قَالَتْ: لا، أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لا تَقْدِرُ عَلَى دِرْهَمٍ! قَالَ: هَذَا أَهْوَنُ مِنْ مُعَالَجَةِ الْأَغْلَالِ فِي جَهَنَّمَ [1] . يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكَاهِلِيُّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَلْبِسُ الْفَرْوَةَ الْكُبُلَ [2] ، وَكَانَ سِرَاجُ بَيْتَهُ عَلَى ثَلاثِ قَصَبَاتٍ، فَوْقَهُنَّ طِينٌ. وَعَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ غُلامَهَ أَنْ يُسَخِّنَ لَهُ مَاءً، فَانْطَلَقَ فَسَخَّنَ قُمْقُمًا فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ، فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَأْخُذَ بِدِرْهَمٍ حَطَبًا يَضَعَهُ فِي الْمَطْبَخِ [3] . ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «الزُّهْدِ» [4] : أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ: ثنا سليمان بن حميد، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهَا: أَخْبِرِينِي عَنْ عُمَرَ، قَالَتْ: مَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ مُنْذُ اسْتُخْلِفَ [5] . يَحْيَى بْنُ حمزة: ثنا عمرو بن مهاجر أن عمر بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يُسْرِجُ عَلَيْهِ الشَّمْعَةَ مَا كَانَ فِي حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَوَائِجِهِمْ أَطْفَأَهَا، ثُمَّ أَسْرَجَ عَلَيْهِ سِرَاجَهُ [6] . خالد بن مرداس: ثَنَا الْحَكَمُ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلاثُمِائَةُ حَرَسِيٍّ، وَثَلاثُمِائَةُ شُرَطِيٍّ، فَشَهِدْتُهُ يَقُولُ لِحَرَسِهِ: إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ بِالْقَدَرِ حَاجِزًا، وَبِالأَجَلِ حَارِسًا، مَنْ أَقَامَ مِنْكُمْ فَلَهُ عَشَرَةُ دَنَانِيرَ، ومن شاء فليلحق بأهله.   [1] حلية الأولياء 5/ 259. [2] في: النهاية في غريب الحديث: الكبل: فرو كبير. وفي البداية والنهاية: كان يلبس الفروة الغليظة. [3] انظر الخبر مطوّلا في: المعرفة والتاريخ 1/ 579. [4] ص 311 رقم 890. [5] والخبر في حلية الأولياء 5/ 259، وسيرة عمر لابن عبد الحكم 52، ولابن الجوزي 58. [6] المعرفة والتاريخ 1/ 579. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 200 إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: اشْتَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ تُفَّاحًا، فَأَهْدَى لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ تُفَّاحًا، فَقَالَ: مَا أَطْيَبَ رِيحَهُ وَأَحْسَنَهُ، ارْفَعْهُ يَا غُلامُ لِلَّذِي أَتَى بِهِ، وَأَقْرِئْ فُلانًا السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّ هَدِيَّتَكَ وَقَعَتْ عِنْدَنَا بِحَيْثُ نُحِبُّ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ابْنُ عَمِّكَ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، وَقَدْ بَلَغَكَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ الْهَدِيَّةَ كَانَتِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، وَهِيَ الْيَوْمِ لَنَا رِشْوَةٌ. ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ أَبِيكَ، سَمُرْتُ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَشِي السِّرَاجُ، فَقَالَ لِي: مَا تَرَى السِّرَاجَ قَدْ عَشِيَ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: وَإِلَى جَانِبِه وَصِيفٌ رَاقِدٌ، قُلْتُ: أَلا أُنَبِّهُهُ؟ قَالَ: لا، قُلْتُ: أَفَلا أَقُومُ؟ قَالَ: لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُهُ ضَيْفَهُ، فَقَامَ إِلَى بَطَّةِ الزَّيْتِ وَأَصْلَحَ السِّرَاجَ، ثُمَّ رَجَعَ، وَقَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] . حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ رَجَاءٍ أَبِي الْمِقْدَامِ الرَّمْلِيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ كَاتِبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْكَلامِ مَخَافَةُ الْمُبَاهَاةِ [2] . سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حُكَيْمٍ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنَّهُ يَكُونُ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ صَلاةً وَصِيَامًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَشَدَّ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ مِنْ عُمَرَ، كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ قَعَدَ فِي مَسْجِدِهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ، ثُمَّ يَنْتَبِهُ، فَلا يَزَالُ يَدْعُو رَافِعًا يَدَيْهِ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ [3] . رَوَى مثله   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 577- 578. [2] الزهد لابن المبارك 44 رقم 137. [3] حلية الأولياء 5/ 260، المعرفة والتاريخ 1/ 571 وفيه «حتى تغلبه عينه» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 201 ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَزَادَ: يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ لَيْلَةِ أَجْمَعَ [1] . هِشَامُ بْنُ الْغَازِ [2] ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: لَوْ حَلَفْتُ لَصَدَقْتُ، مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ وَلا أَخْوَفَ للَّه مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. أَبُو جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٌّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَانَ لا يَكَادُ يَبْكِي، إِنَّمَا هُوَ يَنْتَفِضُ أَبَدًا، كَأَنَّ عَلَيْهِ حُزْنُ الْخَلْقِ. الْفَسَوِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدِّثْنِي، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثًا بَكَى مِنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ عَلِمْتُ لَحَدَّثْتُكَ حَدِيثًا أَلْيَنَ مِنْهُ. قَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّا نَأْكُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ الْعَدَسَ، وَهِيَ مَا عَلِمْتَ، مُرِقَّةٌ لِلْقَلْبِ مُعْزِرَةٌ لِلدَّمْعَةِ، مُذِلَّةٌ لِلْجَسَدِ. عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْمَعُ كُلَّ لَيْلَةٍ الْفُقَهَاءَ، فَيَتَذَاكَرُونَ الْمَوْتَ وَالْقِيَامَةَ، ثُمَّ يَبْكُونَ، حَتَّى كَأَنَّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَنَازَةً. وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ اضْطَرَبَتْ أَوْصَالُهُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى [3] : حَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ جَعَلْتَ عَلَى طَعَامِكَ أَمِينًا لا تُغْتَالُ، وَحَرَسًا إِذَا صَلَّيْتَ، وَتَنَحَّ عَنِ الطَّاعُونَ، قَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنِّي أَخَافُ يَوْمًا دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فلا تؤمّن خوفي.   [1] العبارة في: الزهد لابن المبارك 308 رقم 884: «فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع» ، وانظر حلية الأولياء 5/ 260. [2] في الأصل «الغار» ، وهو: هشام بن الغاز بن ربيعة. أبو العباس الصيداوي المتوفى سنة 153 هـ. وكان على بيت مال أبي جعفر المنصور. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا: «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ق 1 ج 5/ 146- 148 رقم 1771 طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء ببيروت 1984) . [3] هو: أبو مطيع الأطرابلسي، من أهل طرابلس الشام المتوفى بعد سنة 170 هـ. (انظر عن ترجمته ومصادرها في موسوعة علماء المسلمين ... ق 1 ج 5/ 77- 85 رقم 1692) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 202 رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: لَقِيَنِي يَهُودِيٌّ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَيَلِي، ثُمَّ لَقِيَنِي آخِرَ وِلايَةِ عُمَرَ، فَقَالَ: صَاحِبُكَ قَدْ سُقِيَ فَمُرْهُ فَلْيَتَدَارَكْ، فَأَعْلَمْتُ عُمَرَ، فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، مَا أَعْلَمَهُ؟ لَقَدْ عَلِمْتُ السَّاعَةَ الَّتِي سُقِيتُ فِيهَا، وَلَوْ كَانَ شِفَائِي أَنْ أَمْسَحَ شَحْمَةَ أُذُنِي وَأُوتَى بِطِيبٍ فَارْفَعْهُ إِلَى أَنْفِي مَا فَعَلْتُ. رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْهُ، وَلَكِنَّ بَعْضُهُمْ قَالَ: عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ، بَدَلَ الْوَلِيدِ [1] . مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ مُشْكَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيَّ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ مَسْحُورٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِمَسْحُورٍ، ثُمَّ دَعَا غُلامًا لَهُ فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُسْقِينِي السُّمَّ؟ قَالَ: أَلْفُ دِينَارٍ أُعْطِيتُهَا، عَلَى أَنْ أُعْتَقَ، قَالَ: هَاتِهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَأَلْقَاهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ، وَقَالَ: اذْهَبْ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ. قُلْتُ: كَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ قَدْ تَبَرَّمَتْ بِعُمَرَ، لِكَوْنِهِ شَدَّدَ عَلَيْهِمْ، وَانْتَزَعَ كَثِيرًا مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ مِمَّا قَدْ غَصَبُوهُ، وَكَانَ قَدْ أَهْمَلَ التَّحَرُّزَ، فَسَقَوْهُ السُّمَّ. سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَبُوكَ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ فَقَالَ: كَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ أَنَا، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَكُنَّا أُغَيْلِمَةً، فَجِئْنَا كَالْمُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ وَالْمُوَدِّعِينَ لَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَرَكْتَ وَلَدَكَ لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ، وَلَمْ تُؤْوِهِمْ إِلَى أَحَدٍ! فَقَالَ: مَا كُنْتُ لَأُعْطِيَهُمْ مَا لَيْسَ لَهُمْ، وَمَا كُنْتُ لِآخُذَ مِنْهُمْ حَقًّا هُوَ لَهُمْ، وَإِنَّ وَلِيِّي فِيهِمُ اللَّهُ الَّذِي يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وَإِنَّمَا هُمْ أَحَدُ رَجُلَيْنِ، رَجُلٌ صَالِحٌ أَوْ فَاسِقٌ، وَقِيلَ إِنَّ الَّذِي كَلَّمَهُ فِيهِ خَالُهُمْ مُسْلِمَةُ [2] . حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عبد العزيز: يا أمير المؤمنين،   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 605. [2] صفة الصفوة 2/ 125 وفيه العبارة مختلفة، وانظر سيرة عمر لابن الجوزي 319، والمعرفة والتاريخ 1/ 620. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 203 لَوْ أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ، فَإِنْ مُتَّ دُفِنْتَ فِي مَوْضِعِ الْقَبْرِ الرَّابِعِ، مَوْضِعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لِأَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلا النَّارَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنِّي أَنِّي أَرَانِي لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَهْلا [1] . رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ مِثْلَهُ. جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ حُكَيْمٍ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ فِي مَرَضِهِ يَقُولُ: اللَّهمّ أَخْفِ عَلَيْهِمْ أَمْرِي وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: أَلا أَخْرُجُ عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تَنَمْ، فَخَرَجْتُ عَنْهُ، فَجَعَلْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 28: 83 [2] . مِرَارًا، ثُمَّ أَطْرَقَ فَلَبِثَ طَوِيلا لا يُسْمَعُ لَهُ حِسٌّ، فَقُلْتُ لِوَصِيفٍ: وَيْحَكَ انْظُرْ، فَلَمَّا دَخَلَ صَاحَ، فَدَخَلْتُ فَوَجَدْتُهُ مَيِّتًا، قَدْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقِبْلَةِ، وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى فِيهِ، وَالأُخْرَى عَلَى عَيْنَيْهِ [3] . هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ الرَّقِّيُّ: ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: اخْرُجُوا عَنِّي، فَقَعَدَ مُسْلِمَةُ، وَفَاطِمَةُ عَلَى الْبَابِ، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ: مَرْحَبًا بِهَذِهِ الْوُجُوهِ، لَيْسَتْ بِوُجُوهِ إِنْسٍ وَلا جَانٍّ، ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ 28: 83 الآيَةَ، ثُمَّ هَدَأَ الصَّوْتُ، فَقَالَ مُسْلِمَةُ لِفَاطِمَةَ: قَدْ قُبِضَ صَاحِبُكِ، فَدَخَلُوا فَوَجَدُوهُ قَدْ قُبِضَ [4] . رَوَى هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ خَالِدٍ الرَّبَعِيِّ قال: إنّا نجد في التّوراة أنّ   [1] سيرة عمر لابن الجوزي 323، الطبقات الكبرى 5/ 404، المعرفة والتاريخ 1/ 608. [2] سورة القصص، الآية 83. [3] حلية الأولياء 5/ 335، سيرة عمر لابن الجوزي 325- 326، وسيرته للآجري 83، الطبقات الكبرى 5/ 407. [4] راجع المصادر السابقة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 204 السّماوات وَالأَرْضَ تَبْكِي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أربعين صَبَاحًا [1] . جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَاتَ خَيْرُ النَّاسِ [2] . سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الأَقْطَعِ: ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْخَصِيُّ غُلامُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدِينَارَيْنِ إِلَى أَهْلِ الدَّيْرِ، فَقَالَ: إِنْ بِعْتُمُونِي مَوْضِعَ قَبْرِي، وَإِلا تَحَوَّلْتُ عَنْكُمْ [3] . ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ سَأَلَ عَنْ قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُهُ، حَتَّى دُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَقَالَ: قَبْرُ الصِّدِّيقِ تُرِيدُونَ، هُوَ فِي تِلْكَ الْمَزْرَعَةِ [4] . مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» [5] وَغَيْرُهُ: أَنَا عَبَّادُ بْنُ عَمْرٍو الْوَاشِجِيُّ: ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ- لَقِيتُهُ مِنْ نَحْوِ خَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ فَاضِلا خَيِّرًا- عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُسَوِّي التُّرَابَ عَلَى قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِذْ سَقَطَ عَلَيْنَا كِتَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَانٌ مِنَ اللَّهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ النَّارِ [6] . الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ [7] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُمَرَ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، بِدَيْرِ سَمْعَانَ، مِنْ أَعْمَالِ حِمْصٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ يَزِيدُ [8] بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وهو ابن تسع وثلاثين سنة وستّة   [1] وفي سيرة عمر لابن الجوزي 329 رواية فيها «أربعين سنة» . [2] وفي السيرة لابن الجوزي 329 قال: «إنا للَّه وإنا إليه راجعون، يا صاحب كل خير» . [3] السير 323، الطبقات الكبرى 5/ 404- 405. [4] السيرة 331. [5] ج 5/ 407. [6] السيرة 328، وفي سير أعلام النبلاء للمؤلّف 5/ 144 قوله: «قلت» مثل هذه الآية لو تمّت لنقلها أهل ذاك الجمع، ولما انفرد بنقلها مجهول، مع أن قلبي منشرح للشهادة للعمر أنه من أهل الجنة» . [7] القحذمي: بفتح القاف وسكون الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة. نسبة إلى جدّ أبي عبد الرحمن الوليد بن هشام بن قحذم القحذمي البصري. (اللباب 3/ 16) . [8] ويقال: مسلمة بن عبد الملك. (انظر سيرة عمر لابن الجوزي 328، سير أعلام النبلاء الجزء: 7 ¦ الصفحة: 205 أَشْهُرٍ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ: تُوُفِّيَ بِدَيْرِ سَمْعَانَ، لِعَشْر بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ، وَآخَرُونَ قَالُوا: فِي رَجَبٍ، وَلَمْ يُؤَرِّخُوا الْيَوْمَ. وَمَنَاقِبُهُ طَوِيلَةٌ اكْتَفَيْنَا بِهَذَا. 197- (عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ) [1] خ م- مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ. عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسَفِينَةَ، وَابْنِ سَفِينَةَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَخُوهُ سَعْدِ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. 198- عُمَرُ بْنُ عُبَيْرَةَ [2] ابْنِ مُعَيَّةَ [3] بْنِ سُكَيْنٍ، أَبُو الْمُثَنَّى الْفَزَارِيُّ أَمِيرُ الْعِرَاقَيْنِ، وليهما ليزيد ابن عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ هِشَامٌ عَزَلَهُ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ غَزَا مُسْلِمَةُ الْقُسْطَنْطِينِيَةَ، وَكَانَ عَلَى أَهْلِ الْبَحْرِ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: وَجُمِعَتْ إِمْرَةُ الْعِرَاقِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ لابْنِ هُبَيْرَةَ، فرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ جَمَعَ فُقَهَاءَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَكْتُبُ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ أَعْمَلُ بها؟   [5] / 144) . [1] الطبقات لخليفة 265، التاريخ الكبير 6/ 188 رقم 2126، تاريخ الثقات 360 رقم 1245، الجرح والتعديل 6/ 130 رقم 706، مشاهير علماء الأمصار 133 رقم 1043، تهذيب الكمال 2/ 1022، الكاشف 2/ 277 رقم 4169، تهذيب التهذيب 7/ 493 رقم 816، تقريب التهذيب 2/ 62 رقم 499، خلاصة تذهيب التهذيب 285- 286. [2] تاريخ اليعقوبي 2/ 299، تاريخ خليفة 314- 315، المعارف 408، مروج الذهب 4/ 37، تاريخ الرسل والملوك 6/ 523 و 530، العيون والحدائق 3/ 31 و 75 و 81- 87، تاريخ دمشق 36/ 195- 198 (مخطوطة التيمورية) ، الكامل في التاريخ 5/ 97- 98 و 103، وفيات الأعيان 2/ 71 و 72 و 203 و 204 و 229 و 3/ 203 و 204 و 229 و 3/ 15 و 488 و 6/ 243 و 280- 282 و 313، خزانة الأدب 3/ 144، سير أعلام النبلاء 4/ 562 رقم 221. [3] في الأصل، وفي سير أعلام النبلاء 4/ 562 «معاوية» ، وما أثبتناه عن وفيات الأعيان 6/ 313 في ترجمة ابنه يزيد. وهو تصغير معاوية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 206 فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَنْتَ مَأْمُورٌ، وَالتَّبِعَةُ عَلَى مَنْ أَمَرَكَ، فَأَقْبَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قَدْ قَالَ هَذَا، قَالَ: فَقُلْ أَنْتَ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَكَأَنَّكَ بِمَلَكِ الْمَوْتِ قَدْ أَتَاكَ فَاسْتَنْزَلَكَ عَنْ سَرِيرِكَ هَذَا، وَأَخْرَجَكَ مِنْ سَعَةِ قَصْرِكَ إِلَى ضِيقِ قَبْرِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ يُنَجِّيكَ مِنْ يَزِيدَ، وَلا يُنَجِّيكَ يَزِيدُ مِنَ اللَّهِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تعرض للَّه بِالْمَعَاصِي، فَإِنَّهُ لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَطَاؤُهُمْ وَفَضَلَ الْحَسَنُ [1] . قال ابن عون: أرسل عمر بن هبيرة إلى ابن سيرين، فأتاه فقال: كيف تركت أهل مصر؟ قَالَ: تَرَكْتُهُمْ وَالظُّلْمُ فِيهِمْ فَاشٍ، فَغَضِبَ، وَأَبُو الزِّنَادِ حَاضِرٌ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنَّهُ شَيْخٌ، إِنَّهُ شَيْخٌ. وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: لَمَّا استُخْلِفَ هِشَامٌ بَعَثَ عَلَى الْعِرَاقِ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ، فَدَخَلَ وَاسِطَ، وَقَدْ تَهَيَّأَ ابْنُ هُبَيْرَةَ لِلْجُمُعَةِ، وَالْمِرْآةُ فِي يَدِهِ يُسَوِّي عِمَّتَهُ، إِذْ قِيلَ: هَذَا خَالِدُ قَدْ دَخَلَ، فَقَالَ: هَكَذَا تَقُومُ السَّاعَةُ بَغْتَةً، فَأَخَذَهُ خَالِدٌ فَقَيَّدَهُ وَأَلْبَسَهُ عَبَاءَةً، فَقَالَ: بِئْسَ مَا سَنَنْتَ عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ، أَمَا تَخَافُ أَنْ تُؤْخَذَ بِمِثْلِ هَذَا! قَالَ: فَاكْتَرَى مَوَالِي ابْنِ هُبَيْرَةَ دَارًا نَقَّبُوا مِنْهَا سَرَبًا إِلَى السِّجْنِ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي الْحَوَادِثِ. وَقَدْ تَوَلَّى الْعِرَاقَيْنِ أَيْضًا وَلَدُهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ. 199- (عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) [2] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ. كَانَ لَعَّابًا مُتَنَعِّمًا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ فَحْلُ بَنِي مَرْوَانَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَرْكَبُ مَعَهُ سِتُّونَ ابْنًا لِصُلْبِهِ [3] .   [1] انظر: حلية الأولياء 2/ 149- 150، عيون الأخبار 2/ 141، الإمامة والسياسية 343- 344، التذكرة الحمدونية 1/ 158- 159 رقم 352، محاضرات الأبرار 1/ 117، شرح النهج 16/ 158. [2] تاريخ خليفة 302 و 311 و 312، المحبّر 25- 26، المعرفة والتاريخ 1/ 575، تاريخ الرسل والملوك 6/ 468 و 496 و 498 و 7/ 169 و 232، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية 13/ 184) معجم بني أميّة 135- 136 رقم 266. [3] انظر الخبر في: المعارف 359. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 207 200- (عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَدَةَ الْمَصْرِيُّ) [1] ق- مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ فَقَطْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ مائة. 201- (عَمْرُو بْنُ هَرِمٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيّ) [2] م ت ن ق- عَنْ: أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْجَرْمِيُّ، وَسَالِمٌ الْمُرَادِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ. 202- (عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [3] ابْنِ الأَمِيرِ شُرَحْبِيل بْن حَسَنة الكِندي الْمَصْريّ القاضي، أَبُو شُرَحبِيلٍ. رَوَى عَنْ أَبِي خِرَاشٍ، صَحَابِيٌّ. وَعَنْهُ: عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ قَاضِي مِصْرَ وَصَاحِبَ شُرَطِهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَقَبْلَهَا، ثُمَّ وُلِّيَ مِصْرَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ. (عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ) ع- هُوَ أَبُو رَجَاءٍ. سَيَأْتِي.   [1] التاريخ الكبير 6/ 378 رقم 2694، المعرفة والتاريخ 2/ 473 و 519، الجرح والتعديل 6/ 266 رقم 1471، تهذيب الكمال 2/ 1054، ميزان الاعتدال 3/ 292 رقم 6467، الكاشف 2/ 298 رقم 4315، المغني في الضعفاء 2/ 491 رقم 4724، تهذيب التهذيب 8/ 116- 117 رقم 192، تقريب التهذيب 2/ 81 رقم 701، خلاصة تذهيب التهذيب 294، حسن المحاضرة 1/ 106. [2] التاريخ الكبير 6/ 380 رقم 2700، تاريخ الثقات 372 رقم 1292، الجرح والتعديل 6/ 267 رقم 1476، ميزان الاعتدال 3/ 291 رقم 6464، المغني في الضعفاء 2/ 491 رقم 4721، الكاشف 2/ 297 رقم 4310، تهذيب الكمال 2/ 1053، تهذيب التهذيب 8/ 113 رقم 186، تقريب التهذيب 2/ 80 رقم 696، خلاصة تذهيب التهذيب 294. [3] التاريخ الكبير 6/ 420 رقم 2848، الجرح والتعديل 6/ 301 رقم 1673، الولاة وكتاب القضاة 326- 329. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 208 203- (عمير مولى أمّ الفضل) [1] خ م د ن- وَقِيلَ مَوْلَى ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. عن: ابن عبّاس، وأسامة بن زيد، وأبو جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةَ، وَأُمِّ الْفَضْلِ ابْنَةِ الْحَارِثِ. وَعَنْهُ سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَالأَعْرَجُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. 204- (عَنْبَسَةُ بْنُ سُحَيْمٍ الْكَلْبِيُّ) [2] الأَمِيرُ، مُتَوَلِّي بِلادِ الأَنْدَلُسِ مِنْ قِبَلِ بَنِي أميّة. قال ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. 205- (عِيَاضُ بن عبد الله) [3] ع- بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيُّ الْحِجَازِيُّ، وَلَدُ أَمِيرِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِعُثْمَانَ، نَشَأَ بِمِصْرَ، الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ. حَدَّثَ بِمِصْرَ وَالْحِجَازِ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وعنه: بكير بن الأشج، وزيد بن أسلم، وسعيد المقبري- وهو من أقرانه- وابن عجلان، وإسماعيل بن أمية، وداود بن قيس، وعبيد الله بن عمر، وآخرون. ثقة حجة. 206- (عيسى بن عاصم الكوفي) [4] د ن ق- عَنِ: الْقَاضِي شُرَيْحٍ،   [1] الطبقات لخليفة 248، التاريخ الكبير 6/ 532 رقم 3227، الجرح والتعديل 6/ 380 رقم 2105، تهذيب الكمال 2/ 1062. [2] الكامل في التاريخ 5/ 136 و 490، البيان المغرب 1/ 49. [3] الطبقات الكبرى 5/ 242، التاريخ الكبير 8/ 21 رقم 94، تاريخ الثقات 378، رقم 1328، الجرح والتعديل 6/ 408 رقم 2284، الثقات لابن حبّان 5/ 264. تهذيب الكمال 2/ 1076، الكاشف 2/ 312- 313 رقم 4425، سير أعلام النبلاء 4/ 516 رقم 208، تهذيب التهذيب 8/ 200- 201 رقم 369، تقريب التهذيب 2/ 96 رقم 857، خلاصة تذهيب التهذيب 301. [4] التاريخ الكبير 6/ 395 رقم 2756، التاريخ لابن معين 2/ 463، المعرفة والتاريخ 2/ 666، الجرح والتعديل 6/ 283 رقم 1568، تهذيب الكمال 2/ 1080، الكاشف 2/ 315 رقم 4448، تهذيب التهذيب 8/ 216- 217 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 99 رقم 888، خلاصة تذهيب التهذيب 302. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 209 وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَعَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ. وَعَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَغَيْرُهُمْ وَكَانَ صَدُوقًا نَزَلَ أَرْمِينِيَّةَ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 210 [حرف الْفَاءِ] 207- الْفَرَزْدَقُ [1] مُقدَّمُ شُعَرَاءِ الْعَصْرِ: أَبُو فِرَاسٍ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ ناجية   [1] طبقات ابن سلام 1/ 299، الشعر والشعراء 1/ 381- 392 رقم 86، عيون الأخبار 1/ 69 و 124 و 226 و 316 و 318 و 3/ 198 و 4/ 107 و 108 و 110 و 126، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 142) ، الكامل في الأدب 1/ 51 و 70- 72 و 83 و 106 و 129 و 131 و 137 و 216 و 283 و 299 و 262 و 394 و 2/ 49 و 72 و 73 و 77 و 321، معجم الشعراء للمرزباني 465، الأغاني 9/ 324، إلى آخر الجزء، 20/ 109 و 205 و 207 و 211 و 295، و 296 و 365 و 396 و 397 و 21/ 275- 403 و 22/ 16- 17، 19- 21 و 340 و 343، المبهج 64، سمط اللآلئ 44، الموشح 99، معجم الأدباء 19/ 297- 303 رقم 117، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 280 رقم 481، وفيات الأعيان 6/ 86- 100 رقم 784، المعارف 37 و 197 و 337 و 408 و 447 و 536 و 540 و 541 و 557، المعرفة والتاريخ 1/ 596 و 2/ 673، ثمار القلوب 70 و 71 و 73 و 108 و 134 و 136 و 142 و 216 و 217 و 220- 222 و 295 و 279 و 379 و 389 و 411 و 432 و 442 و 452 و 466 و 476 و 495 و 514 و 637 و 665، نزهة الألباء 23 و 27 و 28 و 31 و 65 و 97 و 135 و 265، بدائع البدائه 19- 21 و 24، 25، 63- 65، 89، 288، 328، 330، 353، الفرج بعد الشدة 2/ 166 و 3/ 10 و 283 و 5/ 12، أمالي المرتضى 1/ 58- 69 وانظر فهرس الأعلام 2/ 595، معاهد التنصيص 1/ 45- 56، الأخبار الموفقيات 70 و 227 و 561 و 626، ربيع الأبرار 4/ 110 و 163 و 260 و 348، لباب الآداب 95 و 108 و 267 و 364، الشريشي 1/ 142، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 217، الجمهرة لابن دريد 162، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 274) ، الزاهر (انظر فهرس الأعلام) 2/ 649، سير أعلام النبلاء 4/ 590 رقم 226، العبر 1/ 236، خلاصة الذهب المسبوك 37- 40، البداية والنهاية 9/ 265- 266، مرآة الجنان 1/ 238- 242، معجم الشعراء في لسان العرب 319 رقم 822، النجوم الزاهرة 1/ 268، شذرات الذهب 1/ 141، أمالي القالي 2/ 141 و 235، 236 و 307 و 3/ 40 و 76- 77 و 119، الذيل 101 و 120 و 121 و 123. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 211 بْنِ عِقَالٍ التَّمِيمِيُّ [1] الْبَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: عَليّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- وَكَأَنَّهُ مُرْسَلٌ- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحُسَيْنِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَالطِّرِمَّاحِ الشَّاعِرِ. وَعَنْهُ الْكُمَيْتُ الشَّاعِرُ، وَمَرْوَانُ الأَصْغَرُ، وَخَالِدٌ الحذّاء، وأشعث بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَالصَّعْقُ بْنُ ثَابِتٍ، وَآخَرُونَ، وَابْنُ لَبَطَةَ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، وَحَفِيدُهُ أَعْيَنُ بْنُ لَبَطَةَ. وَوَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ، وَسُلَيْمَانَ، وَمَدَحَهُمَا، وَلَمْ أَرَ لَهُ وِفَادَةً عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. وَذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ يَصِحَّ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ [2] : كَانَ غَلِيظَ الْوَجْهِ جَهْمًا، لُقِّبَ بِالْفَرَزْدَقِ، وَهُوَ الرَّغِيفُ الضَّخْمُ، شُبِّهَ وَجْهُهُ بِذَلِكَ. قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعَ الْجَارُودُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي رِيَاحٍ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ وَثِيلٍ [2] الْفَرَزْدَقُ بِمَاءٍ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ، عَلَى أَنْ يَعْقِرَ هَذَا مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَهَذَا مِائَةً مِنَ الإِبِلِ إِذَا وَرَدْتُ الْمَاءَ، فَلَمَّا وَرَدَتْ قَامَا إِلَيْهَا بِالسُّيُوف يَكْسَعَانِ عَرَاقِيبَهَا، فَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى الْحَمِيرِ وَالْبِغَالِ يُرِيدُونَ اللَّحْمَ، وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ، فَخَرَجَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُنَادِي: لا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِهَا فَإِنَّهُ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ [3] . قَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ بِالْبَادِيَةِ أَحْسَنَ دِينًا مِنْ صَعْصَعَةَ جَدِّ الْفَرَزْدَقِ، وَلَمْ يُهَاجِرْ، وَهُوَ الَّذِي أَحْيَا الْوَئِيدَةَ، وَبِهِ يَفْتَخِرُ الْفَرَزْدَقُ حَيْثُ يَقُولُ: وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ ... فَأَحْيَا الْوَئِيدَ فَلَمْ يُوأَدْ فَقِيلَ: إِنَّهُ أَحْيَا أَلْفَ مَوْءُودَةٍ، وحمل على ألف فرس [4] . وقد روى   [1] الجمهرة 162. [2] في الأصل: أثال، والتصويب من: معجم ما استعجم 3/ 845، ومعجم البلدان 3/ 431 (في مادّة صوأر) ، ووفيات الأعيان 6/ 86، والأصمعيّات 73 (طبعة ليبزغ 1902) ، وأمالي القالي 2/ 120 و 3/ 52- 54، وذيل الأمالي 103. واسمه: سحيم بن وثيل الرياحي. والوثيل: الرشاء الضعيف. [3] الحكاية في النقائض 414 (طبعة ليدن 1070) ، أمالي القالي 3/ 52- 54، معجم البلدان 3/ 431، خزانة الأدب 1/ 461. [4] وفيات الأعيان 6/ 89، الأغاني 21/ 280. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 212 الرُّويَانِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» حَدِيثَ وِفَادَةِ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ الْمُجَاشِعِيِّ، وَأَنَّهُ جَدُّ الْفَرَزْدَقِ. رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْفَرَزْدَقِ، فَتَحَرَّكَ، فَإِذَا فِي رِجْلَيْهِ قَيْدٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا أَبَا فِرَاسٍ؟ قَالَ: حَلَفْتُ أَنْ لا أُخْرِجُهُ مِنْ رِجْلِي حَتَّى أَحْفَظَ الْقُرْآنَ [1] . وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ: لَمْ أَرَ بَدَوِيًّا أَقَامَ بِالْحَضَرِ إِلا فَسَدَ لِسَانُهُ غَيْرُ رُؤْبَةَ وَالْفَرَزْدَقِ. وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: كَانَ الْفَرَزْدَقُ أَشْعَرَ النَّاسِ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ النَّحْوِيُّ: مَا شَهِدْتُ مَشْهَدًا قَطُّ، وَذُكِرَ فِيهِ جَرِيرٌ وَالْفَرَزْدَقُ فَأَجْمَعَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ وَأَهْلُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَكَانَ يُونُسُ يُقَدِّمُ الْفَرَزْدَقَ بِغَيْرِ إِفْرَاطٍ. وَقَالَ ابْنُ دَابٍ: الْفَرَزْدَقُ أَشْعَرُ عَامَّةً، وَجَرِيرُ أَشْعَرُ خَاصَّةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَتَى الْفَرَزْدَقُ الْحَسَنَ فَقَالَ: إِنِّي هَجَوْتُ إبليس، فاسمع. قال: لا حاجة لنا بما تَقُولُ، قَالَ: لَتَسْمَعَنَّ أَوْ لأَخْرُجَنَّ فَلأَقُولَنَّ لِلنَّاسِ: إِنَّ الْحَسَنَ يَنْهَى عَنْ هِجَاءِ إِبْلِيسَ، قَالَ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ عَنْ لِسَانِهِ تَنْطِقُ. وَقِيلَ لابْنِ هُبَيْرَةَ: مَن سَيِّدُ أَهْلِ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: الْفَرَزْدَقُ هَجَانِي مَلِكًا، وَمَدَحَنِي سُوقَةً [2] . رَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: دَخَلَ الْفَرَزْدَقُ عَلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَقَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلْيَمَنِ إِلا أَبُو مُوسَى حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَمَ بِلالُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: تَرَى أَنَّهُ ذَهَبَ عَلَى هَذَا، أَوَلَيْسَ كَثِيرٌ لِأَبِي مُوسَى أَنْ يَحْجِمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا فَعَلَ هَذَا قَبْلَ ذَلِكَ وَلا بَعْدَهُ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَبُو مُوسَى كَانَ أَعْلَمَ باللَّه مِنْ أَنْ يُجَرِّبَ الْحِجَامَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.   [1] جاء في معجم الشعراء للمرزباني 486: «وفد غالب على علي بن أبي طالب ومعه ابنه الفرزدق.. ثم قال له: من هذا الفتى؟ قال: ابني الفرزدق، وهو شاعر، قال: علّمه القرآن فإنه خير له من الشعر، فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيّد نفسه..» . [2] ربيع الأبرار 4/ 163- 164، الأغاني 20/ 397 وفيه: «هجاني أميرا، ومدحني أسيرا» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 213 وَكَانَ الْفَرَزْدَقُ زِيرَ نِسَاءٍ وَصَاحِبَ زِيٍّ عَلَى مَا ذَكَرَ الْجَاحِظُ، وَقَالَ: وَكَانَ لا يُحْسِنُ بَيْتًا وَاحِدًا فِي صِفَاتِهِنَّ وَاسْتِمَالَةِ أَهْوَائِهِنَّ، وَلا فِي صِفَّةِ عِشْقٍ وَتَبَارِيحِ حُبٍّ، وَجَرِيرٌ ضِدَّهُ فِي إِرَادَتِهِنَّ، وَخِلافَهُ فِي وَصْفِهِنَّ، أَحْسَنُ خَلْقِ اللَّهِ تَشْبِيبًا، وَأَجْوَدُهُمْ نَسِيبًا، وَهَذَا ظَاهِرٌ مَعْرُوفٌ. الأصمعيّ: ثنا أبو مودود، ثنا شفقل راوية الْفَرَزْدَقِ قَالَ: طَلَّقَ الْفَرَزْدَقُ امْرَأَتَهُ النَّوَّارَ ثَلاثًا، وَقَالَ لِي: يَا شَفْقَلُ، امْضِ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ [1] حَتَّى نُشْهِدَهُ عَلَى طَلاقِ نَوَّارٍ، قُلْتُ: أَخْشَى أَنْ يَبْدُو لَكَ فِيهَا، فَيَشْهَدُ عَلَيْكَ الْحَسَنُ فَتُجْلَدُ وَيُفَرِّقُ بَيْنَكُمَا، فَقَالَ: لا بدَ مِنْهُ، فَمَضَيْنَا إِلَى الْحَسَنِ فِي حَلَقَتِهِ، فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، عَلِمْتَ أَنِّي قَدْ طَلَّقْتُ النَّوَّارَ ثَلاثًا، فَقَالَ: قَدْ شَهِدْنَا عَلَيْكَ، ثُمَّ بَدَا لَهُ بَعْدَ فَأَعَادَهَا، فَشَهِدَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ: نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكُسَعِيِّ لَمَّا ... مَضَتْ [2] مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَّارُ وَكَانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ مِنْهَا ... كَآدَمَ حِينَ أَخْرَجَهُ الضِّرَارُ فَلَوْ أَنِّي مَلَكْتُ يَدِي وَقَلْبِي [3] ... لَكَانَ عَلَيَّ لِلْقَدَرِ الْخِيَارُ [4] وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ النَّوَّارَ مَاتَتْ، فَخَرَجَ الْحَسَنُ فِي جَنَازَتِهَا، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، يَقُولُ النَّاسُ حَضَرَ هَذِهِ الْجَنَازَةَ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ، فقال الحسن: لست بخير الناس ولست بشرهم، مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ يَا أَبَا فِرَاسٍ؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَفِي رِوَايَةٍ: مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً، قَالَ الْحَسَنُ: نَعَمِ الْعُدَّةُ، ثُمَّ أَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ: أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إِنْ لَمْ يُعَافِنِي ... أَشَدَّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا إِذَا جَاءَنِي يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَائِدٌ ... عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ [5] الفرزدقا   [1] أي الحسن البصري المشهور. [2] في طبقات الشعراء لابن سلّام ووفيات الأعيان: «غدت» . [3] في طبقات الشعراء ولو ضنّت يداي بها ونفسي. [4] والأبيات الثلاثة في الأغاني 21/ 290 بتقديم وتأخير. [5] في الأغاني 21/ 392 «يقود» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 214 لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلادِ آدَمَ [1] مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مَشْدُودَ الْقِلادَةِ أَزْرَقَا [2] وَفِي رِوَايَةٍ: يُسَاقُ إِلَى نَارٍ الْجَحِيمِ مُسَرْبَلا ... سَرَابِيلَ قَطِرَانٍ لِبَاسًا مُحْرِقَا إِذَا شَرِبُوا فِيهَا الْحَمِيمَ [3] رَأَيْتَهُمْ ... يَذُوبُونَ مِنْ حَرِّ الصَّدِيدِ تُمَزَّقَا قَالَ: فَأَبْكَى الناس. وللفرزدق مما رَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ قُتَيْبَةَ: إِنَّ الْمَهَالِبَةَ الْكِرَامَ تَحَمَّلُوا ... دَفْعَ الْمَكَارِهِ عَنْ ذَوِي الْمَكْرُوهِ زَانُوا قَدِيمَهُمْ بِحُسْنِ حَدِيثِهِمْ ... وَكَرِيمَ أَخْلاقٍ بِحُسْنِ وُجُوهِ أَبُو الْعَيْنَاءِ: ثَنَا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، عن أبي عمرو بن العلاء قال: حضرت الفرزدق وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ ثِقَةً باللَّه منه، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَمَا أَنْشَدَهُمْ وَلا وَجَدُوهُ كَمَا عَهِدُوهُ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَطْفَأَ وَاللَّهِ الْفَرَزْدَقُ جَمْرَتِي، وَأَسَالَ عَبْرَتِي، وَقَرَّبَ مَنِيَّتِي، ثُمَّ رَدَّ إِلَى الْيَمَامَةِ، فَنُعِيَ لَنَا فِي رَمَضَانَ مِنَ السَّنَةِ. قُلْتُ: وَكِتَابُ مُنَاقَضَاتِ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ مَشْهُورٌ، وَفِيهِ كَثِيرٌ مِنْ شِعْرِهِمَا. 208- (فُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو [4] الْفُقَيْمِيُّ) [5] م ت ن ق- أحد علماء الكوفة. روى   [1] هكذا في الأصل وفي الأغاني، أما في معجم الشعراء للمرزباني والبداية والنهاية لابن كثير وطبعة القدسي 4/ 181 نقلا عنهما «دارم» . [2] الأبيات في الأغاني 21/ 391- 392 بتقديم وتأخير. [3] في البداية والنهاية 9/ 266 «الصديد» . [4] الطبقات الكبرى 6/ 334، التاريخ الكبير 7/ 120 رقم 537، تاريخ الثقات 384 رقم 1356، المعرفة والتاريخ 3/ 12 و 109، تاريخ أبي زرعة 1/ 629، الجرح والتعديل 7/ 73 رقم 415، الثقات لابن حبّان 7/ 314، مشاهير علماء الأمصار 165 رقم 1313، تهذيب الكمال 2/ 1102- 1103، الكاشف 2/ 331 رقم 4557، جامع التحصيل 309 رقم 622 (وفيه: الفضل- وهو تصحيف) تهذيب التهذيب 8/ 293 رقم 537، تقريب التهذيب 2/ 113 رقم 66، خلاصة تذهيب التهذيب 310. [5] الفقيمي: بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء. نسبة إلى فقيم بن جرير بن دارم، بطن من الجزء: 7 ¦ الصفحة: 215 عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَمَاتَ شَابًا قَبْلَ أَنْ يَتَكَهَّلَ. رَوَى عَنْهُ أَخُوهُ الْحَسَنُ، وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ الْمُلائِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ [1] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. 209- (فُضَيْلُ بْنُ فَضَالَةَ الْهَوْزَنِيُّ الشَّامِيُّ) [2] ن- أَرْسَلَ عَنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وكان ثقة.   [ () ] تميم. (اللباب 2/ 437- 438) . [1] لم يذكره ابن معين في تاريخه. [2] التاريخ الكبير 7/ 120 رقم 538، الجرح والتعديل 7/ 74 رقم 420، تهذيب الكمال 2/ 1105، تحفة الأشراف 13/ 331 رقم 1240، الكاشف 2/ 332 رقم 4560، جامع التحصيل 309 رقم 623، تهذيب التهذيب 8/ 298 رقم 543، تقريب التهذيب 2/ 113 رقم 71، خلاصة تذهيب التهذيب 310. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 216 [حرف الْقَافِ] 210- الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدّيق [1] ع عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْن عَامِرِ بْن عمرو بْن كعب بن سعد بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَحَدُ الْأَعْلَامِ. وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، وَكَانَ خَيْرًا مِنْ أَبِيهِ بِكَثِيرٍ، نَشَأَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ فِي حِجْرِ عَمَّتِهِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَسَمِعَ مِنْهَا، وَمِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَصَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، وَفَاطِمَةَ بنت قيس، وطائفة.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 187- 194، تاريخ خليفة 338، الطبقات لخليفة 244، التاريخ الكبير 7/ 157 رقم 705، التاريخ الصغير 1/ 241 و 253، التاريخ لابن معين 2/ 482، تاريخ الثقات 387 رقم 1370، المعارف 175 و 178 و 588، المعرفة والتاريخ 1/ 545- 548، تاريخ أبي زرعة 1/ 229، الكنى والأسماء 2/ 101، الجرح والتعديل 7/ 118 رقم 675، المراسيل 176 رقم 323، مشاهير علماء الأمصار 63- 64 رقم 427، حلية الأولياء 2/ 183- 187 رقم 172، طبقات الفقهاء للشيرازي 59، صفة الصفوة 2/ 88- 90 رقم 162، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 55 رقم 62، تهذيب الكمال 2/ 115، تحفة الأشراف 13/ 335 رقم 1245، وفيات الأعيان 4/ 59- 60 رقم 533، سير أعلام النبلاء 5/ 53- 60 رقم 18، تذكرة الحفاظ 1/ 96 رقم 88، الكاشف 2/ 338 رقم 4598، دول الإسلام 1/ 75- 76، العبر 1/ 132، جامع التحصيل 310 رقم 626، نكت الهميان 230، البداية والنهاية 9/ 250، مرآة الجنان 1/ 228- 229، تهذيب التهذيب 8/ 333- 335 رقم 601، تقريب التهذيب 2/ 120 رقم 48، الوفيات لابن قنفذ 90 رقم 101، طبقات الحفاظ 38، خلاصة تذهيب التهذيب 313، شذرات الذهب 1/ 135. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 217 رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَرَبِيعَةُ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَأَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَآخَرُونَ. وَحَدِيثُهُ أَعْلَى شَيْءٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ، فَإِنَّهُ رَوَى فِي صَحِيحِهِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ أَفْلَحَ عَنْهُ أَحَادِيثَ، وَكَانَ فَقِيهًا إِمَامًا مُجْتَهِدًا وَرِعًا عَابِدًا ثِقَةً حُجَّةً. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا بِالْمَدِينَةِ نُفَضِّلُهُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [1] . وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَفْضَلَ مِنَ الْقَاسِمِ، لَقَدْ تَرَكَ مِائَةَ أَلْفٍ هِيَ لَهُ حَلالٌ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةَ خَزٍّ. رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، سَمِعَ أَيُّوبَ يَقُولُ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ ثَلاثَةٌ: الْقَاسِمُ، وَعُرْوَةُ، وعمرة. وقال عليّ بن الْمَدِينِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ- وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ- أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ- وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ- فَذَكَرَ حَدِيثًا. وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَعْلَمَ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أبيه قال: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالسُّنَةِ مِنَ الْقَاسِمِ بن محمد [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ تَرْجَمَةً مُشَبَّكَةً بِالذَّهَبِ. ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قال: سَبْعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ نُظَرَاءُ، إِذَا اخْتَلَفُوا أُخِذَ بِقَوْلِ أَحَدِهِمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَالْقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: صَارَت الفتوى إلى أبي   [1] حلية الأولياء 2/ 184. [2] حلية الأولياء 2/ 184 وفيه «أفضل من..» . [3] صفة الصفوة 2/ 89. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 سَلَمَةَ، وَالْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ عَشَرَةٌ، فَذَكَرَ مِنْهُمُ الْقَاسِمَ. يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ: ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ أَمْ سَالِمٌ؟ قَالَ: ذَاكَ مَنْزِلُ [1] سَالِمٍ، لَمْ يَزِدْهُ عَلَى ذَا. ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحَدَّ ذِهْنًا مِنَ الْقَاسِمِ، إِنْ كَانَ لَيَضْحَكُ مِنْ أَصْحَابِ الشُّبَهِ كَمَا يَضْحَكُ الْفَتَى. خَالِدُ بْنُ خِرَاشٍ: ثَنَا مَالِكٌ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ رَجُلا عَاقِلا، وَكَانَ ابْنُهُ يُحَدِّثُ عَنْهُ أَنَّ الذُّنُوبَ لاحِقَةٌ بِأَهْلِهَا. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَسْأَلُ الْقَاسِمَ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، لا أَعْلَمُ. فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ: وَاللَّهِ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا تَسْأَلُونَا عَنْهُ [2] . حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: لِأَنْ يَعِيشُ الرَّجُلُ جَاهِلا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ حَقَّ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لا يَعْلَمُ [3] . قَالَ مَالِكٌ: مَا حَدَّثَ الْقَاسِمُ مِائَةَ حَدِيثٍ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ كَانَ لِي فِي الأَمْرِ شَيْءٌ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْخِلافَةِ [4] . قُلْتُ: إِنَّمَا بَايَعُوا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْخِلافَةِ مَشْرُوطًا بِأَنَّ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ لِيَزِيدَ، فَلِهَذَا قَالَ: لَوْ كَانَ لِي مِنَ الأَمْرِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ أَنْ أَعْهَدَ مَا عَدَوْتُ أَحَدَ رَجُلَيْنِ: صَاحِبُ الأَحْوَصِ، يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَّيَةَ، وَكَانَ خيارا، أو أعيمش بني تيم، يعني   [1] في الأصل «متروك» ، والتصويب من: صفة الصفوة 89، حلية الأولياء 2/ 184. [2] حلية الأولياء 2/ 184، صفة الصفوة 2/ 89. [3] حلية الأولياء 2/ 184، صفة الصفوة 2/ 89. [4] صفة الصفوة 2/ 88. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 219 الْقَاسِمَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: فَبَلَغَتِ الْقَاسِمَ فَقَالَ: إِنَّ الْقَاسِمَ لَيَضْعُفُ عَنْ أَهْلِيهِ فَكَيْفَ بِأَمْرِ الأُمَّةِ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الْقَاسِمُ مِمَّنْ يَأْتِي بِالْحَدِيثِ بِحُرُوفِهِ [1] . ابْنُ وَهْبٍ: ثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ لا يَكَادُ يَرُدُّ عَلَى أَحَدٍ وَلا يَعِيبُ عَلَيْهِ، فَتَكَلَّمَ رَبِيعَةُ يوما فأكثر، فلما قام القاسم وهو متّكئ عَلَيَّ قَالَ لِي: لا أَبًا لِغَيْرِكَ، أَتَرَى النَّاسَ كَانُوا غَافِلِينَ عَمَّا يَقُولُ صَاحِبُنَا؟. حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ [2] قَالَ: أَرْسَلَنِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ إِلَى الْقَاسِمِ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ لا يُفَسِّرُ، يَعْنِي الْقُرْآنَ [3] . وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: مَا كَانَ الْقَاسِمُ يُجِيبُ إِلا فِي الشَّيْءِ الظَّاهِرِ [4] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: إِنَّ الْقَاسِمَ قَالَ فِي شَيْءٍ: أَرَى وَلا أَقُولُ إِنَّهُ الْحَقُّ [5] . وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، وَسَالِمًا يَلْعَنَانِ الْقَدَرِيَّةُ [6] . قَالَ زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ يُمْلِي عَلَيَّ أَحَادِيثَ، فَقَالَ: إِنَّ الأَحَادِيثَ كَثُرَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَنْشَدَ النَّاسَ أَنْ يَأْتُوهُ بِهَا، فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهَا أَمَرَ بِتَحْرِيقِهَا، ثم قال: مثناة   [1] الطبقات الكبرى 5/ 187. [2] في طبعة القدسي 4/ 184 «قنة» بالنون، والتصحيح من: تبصير المنتبه 1122. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 187. [4] الطبقات الكبرى 5/ 187. [5] المصدر نفسه. [6] الطبقات الكبرى 5/ 188. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 220 كَمَثْنَاةِ [1] أَهْلِ الْكِتَابِ! قَالَ: فَمَنَعَنِي الْقَاسِمُ يَوْمَئِذٍ أَنْ أَكْتُبَ حَدِيثًا [2] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ مَجْلِسُ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ فِي الْمَسْجِدِ وَاحِدًا، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا مَالِكٌ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ [3] . أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: اخْتِلافُ الصُّحْبَةِ رَحْمَةٌ [4] . مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ، ابْنُ أَبِي الْمَوَّالِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ يَأْتِي الْمَسْجِدَ أَوَّلَ النَّهَارِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَجْلِسُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَسْأَلُونَهُ [5] . سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ قَدْ ضَعُفَ جِدًّا، فَكَانَ يَرْكَبُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَأْتِيَ مَسْجِدَ مِنًى، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَسْجِدِ، فَيَمْشِي مِنْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ إِلَى الْجِمَارِ وَيَرْمِيهَا [6] . قَالَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ حَلَقَةً فِيهَا اسْمُهُ، فِي خِنْصَرِه الْيُسْرَى [7] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هلال: رأيت القاسم لا يخفي شَارِبَهُ جِدًّا [8] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا خَالِدُ بن إلياس قال: رأيت على القاسم جُبَّةَ خَزٍّ، وَكِسَاءَ خَزٍّ، وَعِمَامَةَ خَزٍّ [9] . وَقَالَ أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ: كَانَ الْقَاسِمُ يَلْبِسُ جُبَّةَ خَزٍّ [10] . وَقَالَ الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ وعليه جبّة خزّ صفراء، ورداء مقبّب [11] .   [1] المثناة: كتاب وضعه أحبار بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام. [2] الطبقات الكبرى 5/ 188. [3] الطبقات الكبرى 5/ 188. [4] الطبقات الكبرى 5/ 189. [5] المصدر نفسه. [6] المصدر 5/ 190. [7] المصدر 5/ 190. [8] المصدر 5/ 190. [9] المصدر 5/ 191. [10] المصدر نفسه. [11] وفي الطبقات 5/ 191 «مبتّت» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 221 وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَرَأَيْتُ عَلَى رَحْلِهِ قَطِيفَةً مِنْ خَزٍّ، غَبْرَاءَ، وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ مُعَصْفَرٌ [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ: دَخَلْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ فِي قَبَّوَةٍ [2] مُعَصْفَرةٍ، وَتَحْتَهُ فِرَاشٌ مُعَصْفَرٌ. وَقَالَ مَعْنٌ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ، عِمَامَةً بَيْضَاءَ، قَدْ سَدَلَ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ [3] . وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ الْقَاسِمُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ [4] . وَقَالَ آخَرُ: لَمْ أَرَهُ يَخْضِبُ [5] . وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [6] . وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ [7] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ الْقَاسِمُ بِقُدَيْدٍ، فَقَالَ: كَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا، قَمِيصِي وَإِزَارِي وَرِدَائِي، هَكَذَا كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ، وَالْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ [8] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَوْصَى الْقَاسِمُ أَنْ لا يُبْنَى [9] عَلَى قَبْرِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ: مَاتَ بِقُدَيْدٍ [10] وَدُفِنَ بِالْمُشَلَّلِ [11] ، وَبَيْنَهُمَا ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ [12] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، وَكَانَ قَدْ ذهب بصره [13] . وقال خليفة [14] :   [1] الطبقات 5/ 191. [2] في الطبقات 5/ 192 «قبّة» . [3] الطبقات الكبرى 5/ 192. [4] الطبقات 5/ 193. [5] الطبقات 5/ 192. [6] الطبقات 5/ 193. [7] القعنبيّ: بفتح القاف وسكون العين وفتح النون. نسبة إلى جدّ أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي من أهل المدينة. (اللباب 3/ 50) . [8] الطبقات لابن سعد 5/ 193 وفيه تكملة: «والحيّ أحوج إلى الجديد من الميت» . [9] في الطبقات 5/ 193 «يثني» . [10] قديد: اسم موضع قرب مكة. (معجم البلدان 4/ 313) . [11] المشلّل: بالضم ثم الفتح. جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. (معجم البلدان 5/ 136) . [12] الطبقات الكبرى 5/ 193- 194. [13] الطبقات 5/ 194. [14] الطبقات لخليفة 244. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 222 مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ، أَوْ أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ، وَابْنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ سَبْعٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ ثَمَانٍ. وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ قَوْلٌ شَاذٌّ. 211- (الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ الشَّامِيُّ) [1] عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. وَعَنْهُ: قَيْسُ بْنُ الأَحْنَفِ، وَعُثْمَانُ بْنُ الأَحْنَفِ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ. وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي رَوَى عَنْ مُعَاوِيَةَ هُوَ الْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرحمن. (القاسم بن مخيمرة) في الطبقة الآتية. 212- الْقُطَامِيُّ [2] الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ [3] عَمْرُو [4] بْنُ شُيَيْمٍ، وَيُقَالُ شييم بن عمرو التّغلبي [5] . كان نصرانيا   [1] التاريخ الكبير 7/ 157- 158 رقم 706، المعارف 570، الجرح والتعديل 7/ 118 رقم 676. [2] القطامي: بضم القاف وفتح الطاء. (اللباب 3/ 44) وقيل: بفتح القاف وضمّها. (معاهد التنصيص 1/ 180) المبهج 28. [3] الشعر والشعراء 2/ 609- 612 رقم 167، الكامل في الأدب 1/ 37، أمالي القالي 1/ 29 و 176 و 2/ 201 و 211 و 259 و 264 و 295، ذيل الأمالي 128، الأغاني 24/ 16- 50، المؤتلف والمختلف للآمدي 166، معجم الشعراء للمرزباني 244، طبقات الشعراء لابن سلام 452- 457، ثمار القلوب 582، الحيوان للجاحظ 4/ 487، الفرج بعد الشدّة 4/ 73 رقم 388، ربيع الأبرار 4/ 408، جمهرة أنساب العرب 305، أمالي المرتضى 1/ 203 و 361 و 418 و 2/ 18، جمهرة الأشعار 316، لباب الآداب 426، المبهج 28، تهذيب الأغاني 4/ 41- 55، معاهد التنصيص 1/ 180- 184، خزانة الأدب 2/ 370، معجم الشعراء في لسان العرب 329 رقم 850، بروكلمن 1/ 236- 237، ديوان القطامي- نشره د. إبراهيم السامرائي وأحمد مطلوب دار الثقافة، بيروت، ونشر الديوان أيضا بارت- طبعة ليدان 1902. [4] هكذا في الأصل، وفي جمهرة أنساب العرب 305، أما في بقية مصادر ترجمته فهو «عمير» بالتصغير. [5] في الأصل «الثعلبي» ، والتصويب من مصادر ترجمته. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 223 فَأَسْلَمَ، وَمَدَحَ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَغَيْرَهُ، وَهُوَ صَاحِبُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ السَّائِرَةِ الَّتِي أَوَّلِهَا: إِنَّا مُحَيُّوكَ فَاسْلَمْ أَيُّهَا الطُّلَلُ ... وَإِنْ بَلِيتَ وَإِنْ طَالَتْ بِكَ الطِّيَلُ وَمَا هَدَانِي لِتَسْلِيمٍ عَلَى دِمَنٍ ... بِالْعُمْرِ غَيْرُهُنَّ الأَعْصَرُ الأَوَّلُ وَالنَّاسُ مَنْ يَلْقَ خَيْرًا قَائِلُونَ لَهُ ... مَا يَشْتَهِي وَلأُمِّ الْمُخْطِئِ الْهَبَلُ قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ وَرُبَّمَا فَاتَ قَوْمًا بَعْضَ أَمْرِهِمْ ... مِنَ التَّأَنِّي وَكَانَ الْحَزْمُ لَوْ عَجَلُوا وَالْعَيْشُ لا عَيْشَ إِلا مَا تَقَرُّ بِهِ ... عَيْنٌ وَلا حَالَ إِلا سَوْفَ تَنْتَقِلُ أَمَّا قُرَيْشٌ فَلَنْ تَلْقَاهُمُ أَبَدًا ... إِلا وَهُمْ خَيْرُ مَنْ يَحْفَى وَيَنْتَعِلُ قَوْمٌ هُمْ أُمَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَهُمْ ... رَهْطُ الرَّسُولِ فَمَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلُ [1] (الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَنِيُّ) [2] م 4- عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سُمَيٌّ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَابْنُ عَجْلانَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ. 214- (قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ) [3] د- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الخدريّ، وغيرهما.   [1] الأبيات من أول قصائد ديوان القطاميّ، وهي 42 بيتا، وفي جمهرة أشعار العرب 151، وبعضها في الأغاني 24/ 45- 46، والشعر والشعراء 2/ 612، ومعاهد التنصيص 1/ 183. [2] الطبقات لخليفة 249، التاريخ الكبير 7/ 188 رقم 835، المعارف 66، المعرفة والتاريخ 2/ 706، الجرح والتعديل 7/ 136 رقم 764، مشاهير علماء الأمصار 77 رقم 548، تهذيب الكمال 2/ 1131، الكاشف 2/ 346 رقم 4659، جامع التحصيل 315 رقم 637، تهذيب التهذيب 8/ 383 رقم 679، تقريب التهذيب 2/ 127 رقم 123، خلاصة تذهيب التهذيب 319. [3] التاريخ الكبير 7/ 151- 152 رقم 676، تاريخ الثقات 392 رقم 1390، المعرفة والتاريخ 2/ 220 و 222 و 359 و 360، تاريخ أبي زرعة 1/ 62، الجرح والتعديل 7/ 95 رقم 541، تهذيب الكمال 2/ 1132، الكاشف 2/ 346 رقم 4665، تهذيب التهذيب 8/ 386 رقم 687، تقريب التهذيب 2/ 127 رقم 131، خلاصة تذهيب التهذيب 317. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 224 وَعَنْهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَيَحْيَى بْنُ يحيى الغسّاني، وإسماعيل ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ. 215- (قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ) [1] 4- أَبُو نَعَامَةَ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ، وَثَّقَهُ غَيْرُ واحد.   [1] مهمل بالأصل، والتصحيح من مصادر ترجمته حيث قيّدته بفتح أوّله والموحّدة. وهي: الطبقات لخليفة 214، التاريخ لابن معين 2/ 491، التاريخ الكبير 7/ 156 رقم 700، المعرفة والتاريخ 2/ 110 و 3/ 68 و 204، تاريخ أبي زرعة 1/ 483، الكنى والأسماء 2/ 136، الجرح والتعديل 7/ 102 رقم 580، تهذيب الكمال 2/ 1137، ميزان الاعتدال 3/ 397 رقم 6917، الكاشف 2/ 349 رقم 4680، تهذيب التهذيب 8/ 400- 401 رقم 712، تقريب التهذيب 2/ 129 رقم 153، خلاصة تذهيب التهذيب 318. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 [حرف الْكَافِ] 216- (كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ) [1] د- مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. عَنْ عَائِشَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَحَفِيدُهُ عَنْبَسَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، ومجالد بن سعيد.   [1] التاريخ الكبير 7/ 206 رقم 901، الجرح والتعديل 7/ 155 رقم 863، تهذيب الكمال 3/ 1144، الكاشف 3/ 5 رقم 4710، تهذيب التهذيب 8/ 423- 424 رقم 751، تقريب التهذيب 132 رقم 19، خلاصة تذهيب التهذيب 320. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 226 217- كثيّر عزّة الشاعرة المشهور [1] هو كثير [2] بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، أبو صخر المدني، قدم الشام، ومدح عبد الملك بن مروان وغيره. قال الزبير بن بكار: كان شيعيا يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، وَيَقْرَأُ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شاءَ رَكَّبَكَ 82: 8 [3] ، قَالَ: وَكَانَ خَشَبِيًّا [4] يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، يَعْنِي رَجْعَةَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الدُّنْيَا [5] . قَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ جَعُونَةَ قَالَ: كَانَ لا يَقُومُ خَلِيفَةٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ إِلا سَبَّ عَلِيًّا، فَلَمْ يَسُبُّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ استخلف، فقال كثيّر:   [1] طبقات الشعراء لابن سلام 457، الشعر والشعراء 1/ 410- 423 رقم 91، الكامل في الأدب 1/ 333 و 2/ 151، الأغاني 9/ 3- 39 و 12/ 174- 191، معجم المرزباني 250، المؤتلف والمختلف 169، الموشّح 143، ثمار القلوب 295 و 414 و 464، تاريخ أبي زرعة 1/ 661، أمالي القالي 1/ 13 و 19 و 30 و 38 و 46 و 60 و 177 و 178 و 2/ 5 و 56 و 62 و 107 و 110 و 129 و 205 و 227 و 291 و 3/ 67 و 119 و 130 و 220، ذيل الأمالي 118، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 144) ، عيون الأخبار (انظر فهرس أسماء الشعراء 4/ 177) ، الفرج بعد الشدّة 5/ 10، المعارف 355 و 456، ربيع الأبرار 1/ 37 و 4/ 90 و 207 و 258، سمط اللآلئ 61، شرح ديوان الحماسة 3/ 140، شرح شواهد المغني 24، مروج الذهب 3/ 401، وفيات الأعيان 4/ 106- 113 رقم 546، أمالي المرتضى 1/ 414 و 2/ 33 و 178، جمهرة أنساب العرب 12 و 186 و 238 و 239 و 276، الأخبار الموفقيات 546، المعرفة والتاريخ 2/ 6، التذكرة الحمدونية 1/ 401، لباب الآداب 372- 373 و 388 و 419، زهر الآداب 4/ 92، سير أعلام النبلاء 5/ 152- 153 رقم 54، معاهد التنصيص 2/ 36، تزيين الأسواق 1/ 43، شذرات الذهب 1/ 131، خزانة الأدب 2/ 381، معجم الشعراء في لسان العرب 344 رقم 883، بروكلمن 1/ 194، خلاصة الذهب المسبوك 31- 33، مرآة الجنان 1/ 220- 224. [2] لقّب بذلك لشدّة قصره. (شذرات الذهب 1/ 131) . [3] سورة الانفطار، الآية 8. [4] انظر عن الخشبيّة: مقالات الإسلاميين 1/ 92- 93، الفرق بين الفرق للبغدادي 28- 29، الملل والنحل للشهرستاني 2/ 150، شرح القاموس 1/ 234، وقال أبو الفرج في الأغاني 12/ 177 أن خندقا الأسدي هو الّذي أدخل كثيّرا في الخشبية. [5] قال ابن كثير في البداية والنهاية 9/ 250: «وكان يحتجّ على ذلك من جهله وقلّة عقله إن صحّ النقل عنه» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 227 وُلِّيتَ فَلَمْ تَشْتُمْ عَلِيًّا وَلَمْ تُخِفْ ... بَنِيهِ وَلَمْ تَتْبَعْ سَجِيَّةَ مُجْرِمِ وَقُلْتَ فَصَدَّقْتَ الَّذِي قُلْتَ بِالَّذِي ... فَعَلْتَ فَأَضْحَى رَاضِيًا كُلُّ مُسْلِمِ [1] وَكَانَ قَدْ أَحَبَّ عَزَّةَ وَشَبَّبَ بِهَا، فَمِنْ ذَلِكَ: وَإِنِّي وَتَهْيَامِي [2] بِعَزَّةَ بَعْدَ مَا ... تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنَا وَتَخَلَّتِ لَكَالْمُرْتَجِي ظِلَّ الْغَمَامَةِ كُلَّمَا ... تَبَوَّأَ مِنْهَا لِلْمَقِيلِ اضْمَحَلَّتِ وَقُلْتُ لَهَا: يَا عَزُّ كلُّ مُصِيبَةٍ ... إِذَا ذُلِّلَتْ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ ذَلَّتِ [3] قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ النَّحْوِيُّ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: كُثَيِّرٌ أَشْعَرُ أَهْلِ الإِسْلامِ، وَرَأَيْتُ ابْنَ أَبِي حَفْصَةَ يُعْجِبُهُ مَذْهَبُهُ فِي الْمَدِيحِ جِدًّا، يَقُولُ: كَانَ يَسْتَقْصِي الْمَدِيحَ، وَكَانَ فِيهِ خَطَلٌ وَعُجْبٌ [4] ، وَكَانَتْ لَهُ عِنْدَ قُرَيْشٍ مَنْزِلَةٌ وَقَدْرٌ. وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيَتِ امْرَأَةٌ كُثَيِّرَ عَزَّةَ- وَكَانَ قَلِيلا دَمِيمًا- فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: كُثَيِّرُ عَزَّة، فَقَالَتْ: تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ، قَالَ: مَهٍ أَنَا الَّذِي أَقُولُ: فَإِنْ أَكُ مَعْرُوقَ الْعِظَامِ [5] فَإِنَّنِي ... إِذَا مَا وَزَنْتُ الْقَوْمَ بِالْقَوْمِ وَازِنُ قَالَتْ: وَكَيْفَ تَكُونُ بِالْقَوْمِ وَازِنًا وَأَنْتَ لا تُعْرَفُ إِلا بِعَزَّةَ! قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتُ ذَاكَ لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ بِهَا قَدْرِي، وَزَيَّنَ بِهَا شِعْرِي، وَإِنَّهَا لَكُمَا قُلْتُ: وَمَا رَوْضَةٌ بِالْحُزْنِ طَاهِرَةُ الثَّرَى ... يَمُجُّ النَّدَى جَثْجَاثُهَا وَعَرَارُهَا بِأَطْيَبَ مِنْ أَرْدَانِ عَزَّةَ مَوْهِنًا ... وَقَدْ أُوقِدَتْ بالمندل الرّطب نارها   [1] البيتان من جملة قصيدة، انظر: الشعر والشعراء 1/ 413- 414، والبداية والنهاية 9/ 252- 253، والعقد الفريد 2/ 88 وغيره، مع اختلاف في الألفاظ وتقديم وتأخير. [2] في الأصل «إنّي لتهيامي» والتصحيح من: الشعر والشعراء ووفيات الأعيان. [3] الأبيات من جملة قصيدة، ومناسبتها في: الأغاني 9/ 29- 30، الشعر والشعراء 1/ 421- 422، وفيات الأعيان 4/ 111، البداية والنهاية 9/ 255. [4] الأغاني 9/ 6. [5] في الأصل «معروف الفطام» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 228 مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ تَلْقَ شِقْوَةً ... وَبِالْحَسَبِ الْمَكْنُونِ صَافٍ نَجَارُهَا فَإِنْ بَرَزَتْ كَانَتْ لِعَيْنِكَ قرّة ... وإنّ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ يَعْمَمْكَ عَارُهَا [1] قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي لأَعْرِفُ صَلاحَ بَنِي هَاشِمٍ وَفَسَادَهُمْ بِحُبِّ كُثَيِّرٍ، فَمَنْ أَحَبَّهُ مِنْهُمْ فَهُوَ فَاسِدٌ، وَمَنْ أَبْغَضَهُ فَهُوَ صَالِحٌ، لِأَنَّهُ كَانَ خَشَبِيًّا يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. قَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: مَاتَ كُثَيِّرٌ وَعِكْرِمَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَاحْتَفَلَتْ قُرَيْشٌ فِي جَنَازَةِ كُثَيِّرٍ، وَلَمْ يُوجَدْ لِعِكْرِمَةَ مَنْ يَحْمِلُهُ. قَالَ الْغَلابِيُّ: مَاتَا فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ: سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. 218- (كُرْدُوسٌ الثَّعْلَبِيُّ) [2] د ن- الكوفي القاصّ. رَوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَعَائِشَةَ. وعنه: عبد الملك بن عمير، وابن عون، ومنصور بن المعتمر، وآخرون.   [1] الشعر والشعراء 1/ 415، وفيات الأعيان 4/ 110. [2] ويقال: «التغلبي» ، التاريخ الكبير 7/ 242- 243 رقم 1035، المعرفة والتاريخ 2/ 112 و 583، الجرح والتعديل 7/ 175 رقم 996، تهذيب الكمال 3/ 1146، الكاشف 3/ 7 رقم 4723، تهذيب التهذيب 8/ 431- 432 رقم 779، تقريب التهذيب 2/ 134 رقم 40، خلاصة تذهيب التهذيب 322، تعجيل المنفعة 351 رقم 907. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 229 [حرف اللام] 219- (لِمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ) [1] أَبو لَبِيدٍ الْجَهْضَمِيَّ الْبَصْرِيَّ. روى عَنْ عُمَرَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ. وَعَنْهُ: الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، وَيَعْلَى بْنُ حُكَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ. حَضَرَ وَقْعَةَ الْجَمَلِ مَعَ عَائِشَةَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ أَبَا لَبِيدٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَكَانَتْ تَبْلُغُ سرّته [3] . وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي لبيد، وكان شتّاما، قال ابن   [1] التاريخ لابن معين 2/ 500 وفيه «لمازة بن زياد» بضم اللام، وفي آخره دال بدل الزاي، التاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1069 بضم اللام، تاريخ أبي زرعة 1/ 484، الكنى والأسماء 2/ 92 وفيه «زياد» بالدال، والجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1033، الإكمال 7/ 192، تهذيب الكمال 3/ 1172، الكاشف 3/ 12 رقم 4758 وفيه «زنار» ، ميزان الاعتدال 3/ 419 رقم 6989، تبصير المنتبه، وفيه بضم اللام، لسان الميزان 4/ 492 رقم 1566، تهذيب التهذيب 8/ 457- 458 رقم 829، تقريب التهذيب 2/ 138 رقم 5 وقيّده: بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي، ابن زبّار: بفتح الزاي وتثقيل الموحّدة، وآخره راء، فتح المغيث 422 وفيه بضم اللام، خلاصة تذهيب التهذيب 323. [2] الطبقات الكبرى 7/ 213. [3] تهذيب الكمال 3/ 1152. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 230 معين [1] : نَرَى [2] أَنَّهُ كَانَ يَشْتُمُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى يَزِيدَ فَقَالُوا: هُوَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، فَهَاجَتْ رِيحٌ فَأَلْقَتْ خَيْمَتَهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ نَشَرَ الْمُصْحَفَ وَهُوَ يَقْرَأُ. قُلْتُ: مَا يُلامُ الشِّيعِيُّ عَلَى بُغْضِ هَذَا النَّاصِبِيِّ اليزيديّ الّذي ينال من عليّ ويروي مناقب يزيد.   [1] التاريخ 2/ 500. [2] في طبعة القدسي 4/ 188 «يرى» والتصويب من تاريخ ابن معين. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 231 [حرف الْمِيمِ] 220- مَالِكُ بْنُ أَسْمَاءَ [1] ابْنِ خَارِجَةَ الْفَزَارِيُّ الشَّاعِرُ، وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَحَكَى الْعُتْبِيُّ، أَنَّهُ كَانَ عَامِلا لِلْحَجَّاجِ عَلَى الْحِيرَةِ، وَكَانَ صِهْرًا لَهُ، فَبلَغَهُ عَنْهُ شَيْءٌ فَعَزَلَهُ، فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ قَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ: حَبَّذَا لَيْلَتِي بِحَيْثُ نُسَقَّى ... قَهْوَةً مِنْ شَرَابِنَا وَنُغَنَّى [2] حَيْثُ دَارَتْ بِنَا الزُّجَاجَةُ حَتَّى ... حَسِبَ الْجَاهِلُونَ أَنَّا جُنِنَّا وَنَزَلْنَا [3] بِنِسْوَةٍ عَطِرَاتٍ ... وسماع وقرقف [4] فنزلنا [5]   [1] الشعر والشعراء 2/ 666- 667 رقم 189، الأغاني 17/ 229- 239، معجم الشعراء للمرزباني 266، أمالي المرتضى 1/ 14 و 435، ثمار القلوب 393، الأخبار الموفقيات 522، الزاهر 1/ 408، العقد الفريد 3/ 49 و 4/ 41، عيون الأخبار 1/ 337، و 2/ 161، الأمالي للقالي 1/ 221 و 2/ 195 و 3/ 90 ز 111، الذيل 110- 111، سمط اللآلئ 15، سير أعلام النبلاء 4/ 357 رقم 137، لسان الميزان 5/ 2. [2] البيت في: الشعر والشعراء 2/ 666، والأغاني 17/ 229 و 235 و 237، ومعجم البلدان 2/ 40 وهو مختلف عمّا هنا: حبّذا ليلتي بتلّ بونا ... حيث نسقي شرابنا ونغنّى وتلّ بونّا: من قرى الكوفة. [3] في الشعر والشعراء 2/ 666، ومعجم البلدان 2/ 40 «مررنا» . [4] القرقف: الخمر. [5] راجع: الشعر والشعراء، والأغاني، ومعجم البلدان، ففيها اختلاف في الألفاظ، وتقديم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 232 فَقَالَ: بَلْ أَنَا الْقَائِلُ: رُبَّمَا قَدْ لُقِيتُ أَمْسِ كَئِيبًا ... أَقْطَعُ اللَّيْلَ عَبْرَةً وَنَحِيبَا أَيُّهَا الْمُشْفِقُ الْمُلِحُّ حِذَارًا ... إِنَّ لِلْمَوْتِ طَالِبًا وَرَقِيبَا فَصْلُ مَا بَيْنَ ذِي الْغِنَى وَأَخِيهِ ... أَنْ يُعَارَ الْغَنِيُّ ثَوْبًا قَشِيبَا [1] فَرَقَّ الْحَجَّاجُ وَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، ثُمَّ حَبَسَهُ، وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ عَمَلِهِ يَكْشِفُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا بَيْنَهُمْ: هَذَا صِهْرُ الأَمِيرِ، يَغْضَبُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، وَيَرْضَى عَنْهُ غَدًا، فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ كَبِيرُهُمْ: مَا وَلِيَنَا أَحَدٌ قَطُّ أَعَفَّ مِنْهُ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ الْكَبِيرِ ثَلاثَمِائَةَ سَوْطٍ، ثُمَّ سَأَلَ أَصْحَابَهُ، فَرَفَعُوا كلَّ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: مَا تَقُولُ يَا مَالِكُ؟ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، مِثْلِي وَمِثْلُكَ وَمِثْلُ هَؤُلاءِ، وَالْمَضْرُوبُ مِثْلُ أَسَدٍ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّيْدِ فَيَصْحَبَهُ ذِئْبٌ وثَعْلَبٌ، فَاصْطَادُوا حِمَارَ وَحْشٍ وَتَيْسًا وَأَرْنَبًا، فَقَالَ الأَسَدُ لِلذِّئْبِ: مَنْ يَكُونُ الْقَاضِي؟ فَقَالَ: وَمَا الْحَاجَةُ إِلَيْهِ! الْحِمَارُ لَكَ، وَالتَّيْسُ لِي، وَالأَرْنَبُ لِلثَّعْلَبِ، فَضَرَبَهُ الأَسَدُ ضَرْبَةً وَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِلثَّعْلَبِ: مَنْ يُقَسِّمُ هَذَا؟ قَالَ: أَنْتَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: بَلْ أَنْتَ، أَنَا الأَمِيرُ، وَأَنْتَ الْقَاضِي، قَالَ: فَالْحِمَارُ لِغَدَائِكَ، وَالتَّيْسُ لِعَشَائِكَ، وَالأَرْنَبُ تَتَفَكَّهُ بِهِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا أَبَا الْحُصَيْنِ، مَا أَعْدَلَكَ مَنْ عَلَّمَكَ الْقَضَاءَ؟ قَالَ: عَلَّمَنِيهِ رَأْسُ الذِّئْبِ، فَالشَّيْخُ الْمَضْرُوبُ هُوَ الَّذِي عَلَّمَ هَؤُلاءِ. فَضَحِكَ الْحَجَّاجُ، وَوَصَلَ الْمَضْرُوبَ، وَخَلَّى سَبِيلَ مَالِكٍ. رَوَاهَا أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَمَّنْ شَهِدَ الْحَجَّاجَ. وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ بِإِسْنَادٍ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ يُنْشِدُ قَوْلَ مالك بن أسماء:   [ () ] وتأخير. [1] البيتان الأوّلان في: سير أعلام النبلاء 4/ 357. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 233 يا منزل الغيث بعد ما قَنِطُوا ... وَيَا وَلِيَّ النَّعْمَاءِ وَالْمِنَنِ يَكُونُ مَا شَئْتَ أَنْ يَكُونَ وَمَا ... قَدَّرْتَ أَنْ لا يَكُونَ لَمْ يَكُنِ لَوْ شِئْتَ إِذْ كَانَ حُبُّهَا عَرَضًا [1] ... لَمْ تَرَنِي وَجْهَهَا وَلَمْ تَرَنِي يَا جَارَةَ الْحَيِّ كُنْتِ لِي سَكَنًا ... وَلَيْسَ [2] بَعْضُ الْجِيرَانِ بِالسَّكَنِ أَذْكُرُ مِنْ جَارَتِي وَمَجْلِسِهَا ... طَرَائِفًا مِنْ حَدِيثِهَا الْحَسَنِ وَمِنْ حَدِيثِ يَزِيدُنِي مِقَةً ... مَا لِحَدِيثِ الْمَحْبُوبِ مِنْ ثَمَنِ ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَّاجُ: فَضَّ اللَّهُ فَاهُ مَا أَشْعَرَهُ [3] . قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ وَغَيْرُهُ: رَأَى ابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ رَجُلا فِي الطَّوَافِ قَدْ بَهَرَ النَّاسَ بِحُسْنِهِ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ: هُوَ مَالِكُ بْنُ أَسْمَاءَ الْفَزَارِيُّ، فَجَاءَهُ وَعَانَقَهُ وَقَالَ: أَنْتَ أَخِي، قَالَ: فَمَنْ أَنَا وَمَنْ أَنْتَ. رَوَى عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ [4] عَنْ رَجُلٍ، لِمَالِكِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ: أَمُغَطَّى مِنِّي عَلَى بَصَرِي بِالْحُبِّ ... أَمْ أَنْتِ أَكْمَلُ النَّاسِ حُسْنَا وَحَدِيثٍ أَلَذَّهُ هُوَ مِمَّا ... تَشْتَهِيهِ النُّفُوسُ يُوزَنُ وَزْنَا [5] مَنْطِقٌ صائب وتلحن أحيانا ... وخير [6] الحديث ما كان لحنا [7]   [1] في المطبوع من تاريخ الإسلام 4/ 190 «غرضا» بالغين المعجمة. [2] في الأمالي 3/ 90 «إذ ليس» . [3] الأمالي للقالي 3/ 90. [4] في الأصل «شيبة» والتصحيح: من تقريب التهذيب 2/ 57 رقم 452. [5] وهكذا في: الزاهر لابن الأنباري 1/ 408، والتنبيه على حدوث التصحيف 92 والتصحيف والتحريف 91. أما في: الشعر والشعراء 2/ 666، وعيون الأخبار 2/ 162: يشتهي الناعتون يوزن وزنا وفي الأغاني 17/ 236، وأمالي المرتضى 1/ 14، والبيان والتبيين 1/ 82 و 127. ينعت الناعتون يوزن وزنا [6] في الشعر والشعراء، والأغاني، والأمالي «وأحلى» . [7] قال ابن دريد: استثقل منها الإعراب. (عيون الأخبار 2/ 162) ، وقال ابن الأعرابيّ: يقال: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 234 221- مجاهد بن جبر [1] ع أبو الحجّاج المكّي الْمُقرِئُ الْمُفَسِّرُ، أَحَدُ الأَعْلامِ، مَوْلَى السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ، وَوُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ. وَسَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأُمَّ هَانِئٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُسَيْدَ بْنَ ظُهَيْرٍ، وَابْنَ عَبَّاسٍ- وَلَزِمَهُ مُدَّةً طَوِيلَةً- وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَرَافِعَ بْنَ خُديْجٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وَخَلْقًا سواهم.   [ () ] قد لحن الرجل يلحن لحنا إذا أخطأ، وقد يلحن لحنا إذا أصاب وفطن. ثم ذكر البيت، وقال: معناه: يصيب أحيانا. (الزاهر 1/ 408) وقال الشريف المرتضى: لم يرد اللحن في الإعراب الّذي هو ضدّ الصواب، وإنّما أراد الكناية عن الشيء والتعريض بذكره والعدول عن الإفصاح عنه، على معنى قوله تعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ الْقَوْلِ 47: 30 [سورة محمد: 30] (الأمالي 1/ 14) . وانظر تعليق الجاحظ حول اللحن في: البيان والتبيين 1/ 82، والأغاني 17/ 236. [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 466- 467، الطبقات لخليفة 280، تاريخ خليفة 330، التاريخ الكبير 7/ 411- 412 رقم 1805، تاريخ الثقات 420- 421 رقم 1538، التاريخ لابن معين 2/ 549- 551، المعارف 444، المعرفة والتاريخ 1/ 711، الكنى والأسماء 1/ 144، الجرح والتعديل 8/ 319 رقم 1469، المراسيل 203- 206 رقم 373، الثقات لابن حبّان 5/ 419، مشاهير علماء الأمصار 82 رقم 590، حلية الأولياء 3/ 279- 310 رقم 243، فتوح البلدان 1/ 279، أنساب الأشراف 1/ (فهرس الأعلام- ص 683) ، التاريخ الصغير 115، تاريخ الرسل والملوك (انظر فهرس الأعلام 10/ 389) ، مروج الذهب 3/ 214، الكامل في التاريخ 5/ 78، طبقات الفقهاء 69، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 83 رقم 114، خلاصة الذهب المسبوك 30، تهذيب الكمال 3/ 1305، دول الإسلام 1/ 72- 73، الكاشف 3/ 106 رقم 5387، ميزان الاعتدال 3/ 439- 440 رقم 7072، العبر 1/ 125، سير أعلام النبلاء 4/ 449- 457 رقم 175، تذكرة الحفّاظ 92- 93 رقم 83، معرفة القراء الكبار 1/ 66- 67 رقم 23 (تحقيق د. بشّار عوّاد معروف وغيره) ، غاية النهاية 2/ 41- 42، الجمع بين رجال الصحيحين 510، معجم الأدباء 18/ 77- 80 رقم 26، تحفة الأشراف 13/ 349- 353 رقم 1261، جامع التحصيل 336- 337 رقم 736، وفيات الأعيان (انظر فهرس الأعلام 8/ 195) ، البداية والنهاية 9/ 224، الوفيات لابن قنفذ 102 رقم 100، العقد الثمين 7/ 132 الإصابة 3/ 485- 486 رقم 8363، النكت الظراف 13/ 349، تهذيب التهذيب 10/ 42- 44 رقم 68، تقريب التهذيب 2/ 229 رقم 922، طبقات الحفّاظ للسيوطي 35، تاريخ الخميس 2/ 355، خلاصة تذهيب التهذيب 369، شذرات الذهب 1/ 125، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 305- 308 رقم 617، صفة الصفوة 2/ 208- 211 رقم 208. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 235 وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ، وَطَاوُسُ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَقَتَادَةُ، وَمْنَصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَمَعْرُوفُ بْنُ مِشْكَانَ، وَخَلْقٌ. رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ: عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاثِينَ مَرَّةً [1] . مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاثَ عَرْضَاتٍ، أَقِفُ [2] عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ، أَسْأَلُهُ فِيمَ نَزَلَتْ وَكَيْفَ كَانَتْ [3] . مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ثَنَا الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ، وَقَرَأَ عَلَى ابْنِ كَثِيرٍ، وَأَخْبَرَهُ ابْنُ كَثِيرٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ، وَقَرَأَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيرَ، عَنْ أَرْبَعَةٍ: مُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةُ، وَالضَّحَّاكُ. وَقَالَ خُصَيْفٌ: كَانَ مُجَاهِدٌ أَعْلَمَهُمْ بِالتَّفْسِيرِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيرِ مُجَاهِدٌ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: مَا لَهُمْ يَتَّقُونَ تَفْسِيرَ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَسْأَلُ أَهْلَ الْكِتَابِ [4] . قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعَ مُجَاهِدٌ عَائِشَةَ، وَقَالَ الْقَطَّانُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا [5] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: لِأَنْ أَكُونَ سَمِعْتُ مِنْ مُجَاهِدٍ فَأَقُولُ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَا لِي. قال ابن   [1] الطبقات الكبرى 5/ 266، حلية الأولياء 3/ 280، معجم الأدباء 17/ 78 واللفظ: «ثلاثين عرضة» . [2] كذا في الأصل، وفي صفة الصفوة وغاية النهاية ومعرفة القراء وسير أعلام النبلاء: «أقفه» . وفي الحلية «أفقه» وهو تصحيف. [3] حلية الأولياء 3/ 279- 280، صفة الصفوة 2/ 209، غاية النهاية 1/ 609. [4] الطبقات الكبرى 5/ 467. [5] انظر: التاريخ لابن معين 2/ 550. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 236 مَعِينٍ [1] وَجَمَاعَةٌ: مُجَاهِدٌ ثِقَةٌ. وَقِيلَ: سَكَنَ الْكُوفَةَ بِأَخَرَةَ. قَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللَّهِ إِلا هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ: عَطَاءٌ، وَمُجَاهًد، وَطَاوُسٌ. بَقِيَّةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: اسْتَفْرَغَ عِلْمِي الْقُرْآنَ [2] . شُعْبَةُ، عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْدِمَهُ، فَكَانَ يَخْدِمُنِي [3] . وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رُبَّمَا أَخَذَ لِي ابْنُ عُمَرَ بِالرِّكَابِ [4] . وَقَالَ الأَعْمَشُ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا ازْدَرَيْتُهُ مُبْتَذِلا، كَأَنَّهُ خَرْبَنْدَجٌ [5] ضَلَّ حِمَارُهُ وَهُوَ مُهْتَمٌّ [6] . الأَجْلَحُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: طَلَبْنَا هَذَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ النِّيَّةَ بَعْدَ [7] . وَقَالَ مَنْصُورٌ: قَالَ مُجَاهِدٌ: لا تُنَوِّهُوا بِي فِي الْخَلْقِ. وَقَالَ حُصَيْنٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي، إِذْ قَامَ مِثْلُ الْغُلامِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ لِآخُذَهُ، فَوَثَبَ، فَوَقَعَ خَلْفَ الْحَائِطِ، حَتَّى سَمِعْتُ وَقْعَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُمْ يَهَابُونَكُمْ كَمَا تَهَابُونَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُلْكِ سُلَيْمَانَ. وَعَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَى مُجَاهِدٍ كَأَنَّهُ جَمَّالٌ [8] فإذا نطق خرج من فيه اللؤلؤ.   [1] التاريخ 2/ 550. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 712 وفي غاية النهاية 1/ 609 «استفرغ علمي التفسير» . [3] حلية الأولياء 3/ 285- 286. [4] انظر: معجم الأدباء 17/ 78. [5] في حلية الأولياء «خربنده» وهو حارس الحمار أو مؤجّره، واللفظة فارسية. [6] قارن بالطبقات الكبرى 5/ 466- 467، حلية الأولياء 3/ 279، المعرفة والتاريخ 1/ 711- 712. [7] المعرفة والتاريخ 1/ 712. [8] في سير أعلام النبلاء 4/ 453 «حمّال» بالحاء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 237 قَالَ حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ: كَانَ مُجَاهِدٌ يُكَبِّرُ مِنْ: (وَالضُّحَى) [1] . وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَ مُجَاهِدٌ ثَلاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً [2] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، سَمِعْتُ شُيُوخَنَا يَقُولُونَ: تُوُفِّيَ مُجَاهِدٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ، وَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَتَبِعَهُ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَآخَرُونَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ [3] ، زَادَ بَعْضُهُمْ: تُوُفِّيَ وَهُوَ سَاجِدٌ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْقَطَّانِ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. 222- (مُحَمَّدُ بْنُ أَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ) [4] عن أبي هريرة. وعنه: الحارث ابن يَزِيدَ، وَأَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَغَزَا مَعَ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ، وَكَانَ عَلَى بَحْرِ تُونُسَ، وَلِيَهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ، وَلَمَّا قُتِلَ أَمِيرُ إِفْرِيقِيَةَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ اجْتَمَعَ أَهْلُهَا فَأَمَّرُوا عَلَيْهِمْ مُحَمَّدَ بْنَ أَوْسٍ، رحمه الله. 223- (محمد بن زيد) [5] ع- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي. رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَدِّهِ. وعنه بنوه الخمسة: عاصم، وعمر، وواقد، وزيد، وأبو بكر، والأعمش، وغيرهم. وله وفادة على هشام بن عبد الملك. وثقه أبو حازم وغيره. 224- (محمد بن سويد) [6]- ن- بن كلثوم القرشيّ الفهريّ. ولّي إمرة   [1] أي يكبّر عند كل سورة ابتداء من سورة الضحى حتى يختم القرآن. [2] الطبقات الكبرى 5/ 467. [3] الطبقات الكبرى 5/ 467. [4] تاريخ خليفة 326: الكامل في التاريخ 4/ 108. [5] الطبقات لخليفة 262، التاريخ الكبير 1/ 84 رقم 230، الجرح والتعديل 7/ 256 رقم 1402، تحفة الأشراف 13/ 355 رقم 1265، تهذيب الكمال 3/ 1199، الكاشف 3/ 39 رقم 4932، الوافي بالوفيات 3/ 81 رقم 996، تهذيب التهذيب 9/ 172- 173 رقم 255، تقريب التهذيب 2/ 162 رقم 230، خلاصة تذهيب التهذيب 337. [6] التاريخ الكبير 1/ 107 رقم 304، تاريخ الثقات للعجلي 405 رقم 1463، المعرفة والتاريخ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 238 دِمَشْقَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ إِمْرَةَ الطَّائِفِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْ عَمِّ أَبِيهِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] . 225- مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ [2] أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ، الإِمَامُ الرَّبَّانِيُّ، صَاحِبُ التَّعْبِيرِ، مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. كَانَ سِيرِينُ مِنْ سَبْيِ جَرْجَرَايَا، فَكَاتَبَ أَنَسًا عَلَى مَالٍ جَلِيلٍ فَوَفَّاهُ. قَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ: وُلِدَ أخي محمد لسنتين بقيتا في خِلافَةِ عُثْمَانَ [3] ، وَوُلِدْتُ بَعْدَهُ بِسَنَةٍ. سَمِعَ: أَبَا هريرة، وعمران بن حصين، وابن   [1] / 375، الجرح والتعديل 7/ 278- 279 رقم 1512، تهذيب الكمال 3/ 1208، الكاشف 3/ 45 رقم 4972، تهذيب التهذيب 9/ 210- 211 رقم 331، تقريب التهذيب 2/ 168 رقم 291، خلاصة تذهيب التهذيب 340. [1] تاريخ الثقات 405. [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 193- 206، الزهد لأحمد 372- 410، الطبقات لخليفة 210، تاريخ خليفة 118 و 340، التاريخ لابن معين 2/ 520- 521، التاريخ الكبير 1/ 90- 92، رقم 251، تاريخ الثقات للعجلي 405 رقم 1464، المعارف 309 و 425 و 440 و 443 و 550 و 576 و 584 و 614، المعرفة والتاريخ 2/ 54- 64، تاريخ أبي زرعة 1/ 155، ذيل المذيّل 640، التاريخ الصغير 116، المحبّر 379، مروج الذهب 3/ 214- 215، الكامل في التاريخ 5/ 155، الجرح والتعديل 7/ 280- 281 رقم 1518، المراسيل 186- 188 رقم 343، مشاهير علماء الأمصار 88 رقم 643، حلية الأولياء 2/ ج 263- 282 رقم 193، تاريخ بغداد 5/ 331- 338 رقم 2857، السابق واللاحق 141، طبقات الفقهاء 88، تاريخ دمشق 15/ 210، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 82- 84 رقم 11، صفة الصفوة 3/ 241- 248 رقم 504، وفيات الأعيان 4/ 181- 183 رقم 565، تهذيب الكمال 3/ 1208- 1209، تحفة الأشراف 13/ 355- 358 رقم 1267، خلاصة الذهب المسبوك 35، التذكرة الحمدونية 1/ 160 رقم 356، سير أعلام النبلاء 4/ 606- 623 رقم 246، العبر 1/ 135، الكاشف 3/ 46 رقم 4975، دول الإسلام 1/ 77، تذكرة الحفّاظ 1/ 77- 78 رقم 74، الكنى والأسماء 1/ 122، مرآة الجنان 1/ 232- 234، البداية والنهاية 9/ 267 و 274- 276، جامع التحصيل 324- 325 رقم 683، الوافي بالوفيات 3/ 146 رقم 1095، غاية النهاية رقم 3057، الوفيات لابن قنفذ 108 رقم 110، تهذيب التهذيب 9/ 214- 217 رقم 336، تقريب التهذيب 2/ 169 رقم 295، النجوم الزاهرة 1/ 268، طبقات الحفّاظ للسيوطي 31، تاريخ الخميس 2/ 356، خلاصة تذهيب التهذيب 340، شذرات الذهب 1/ 138. [3] في الأصل «عمر» وما أثبتناه عن الحاشية، وهو الأصحّ لأنّ ابن سيرين ولد سنة 33 وقتل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 239 عَبَّاسٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَأَنَسًا، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيَّ، وَشُرَيْحًا، وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعَوْفٌ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعُقْبَةُ الأَصَمُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَجَّ بِنَا وَنَحْنُ سَبْعَةُ وَلَدُ سِيرِينَ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قِيلَ لَهُ: هَؤُلاءِ بَنُو سِيرِينَ، فَقَالَ: هَذَانِ لأُمٍّ، وَهَذَانِ لأُمٍّ [وَهَذَانِ لأُمٍّ] [1] . وَهَذَا لأُمٍّ، فَمَا أَخْطَأَ وَاحِدًا، وَكَانَ مَعْبَدٌ أَخَا مُحَمَّدٍ لِأَبَوَيْهِ [2] . قَالَ هِشَامٌ: أَدْرَكَ مُحَمَّدُ بن سيرين ثلاثين صحابيّا. قال عمر بن شبّة: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، وَكَانَ قَصِيرًا، عَظِيمَ الْبَطْنِ، لَهُ وَفْرَةٌ، يَفْرُقُ شَعْرَهُ، كَثِيرَ الْمِزَاحِ وَالضَّحِكِ، يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ [3] . قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَأْتِي بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ [4] ، وَكَانَ الْحَسَنُ صَاحِبُ مَعْنًى. وَقَالَ عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَصْدَقُ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنَ الْبَشَرِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيريِنَ [5] . وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ: كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ طَاوُسٍ قَطُّ، فَقَالَ أَيُّوبُ- وَكَانَ جَالِسًا-: وَاللَّهِ لَوْ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ لَمْ يَقُلْهُ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: سمعت   [ () ] عثمان رضي الله عنه سنة 35 هـ. [1] إضافة على الأصل استدركتها من: المعرفة والتاريخ 2/ 58 وتاريخ بغداد 5/ 232- 233، وسير أعلام النبلاء 4/ 607، وانظر: الطبقات الكبرى 193. [2] في: المعرفة والتاريخ، وتاريخ بغداد، وسير أعلام النبلاء «لأمّه» . [3] زاد ابن عساكر في تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 15/ 213 أ «وافر اللحية» . [4] الطبقات الكبرى 7/ 194. [5] المعرفة والتاريخ 2/ 59، تاريخ بغداد 5/ 334. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 240 ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. وَعَنْ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ نَسِيجَ وَحَدَهُ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: كَانَ الشَّعْبِيّ يَقُولُ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ الأَصَمِّ، يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ [1] . وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ أَفْطَنَ مِنَ الْحَسَنِ فِي أَشْيَاءٍ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَوْفٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ حَسُنَ الْعِلْمِ بِالْفَرَائِضِ وَالْقَضَاءِ وَالْحِسَابِ [2] ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَدْرَكَ عَلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ مِنَ الْحَسَنِ. وَقَالَ أَشْعَثُ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ حَتَّى يَكُونَ كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ [3] . وَقَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ وَلا أَوْرَعَ فِي فِقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ [4] . وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ: مَنْ يَسْتَطِيعُ مَا يَطِيقُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السِّنَانِ [5] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ مَرَّ فِي السُّوقِ، فَمَا رَآهُ أَحَدٌ إِلا ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى [6] . وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ زُهَيْرٍ الأَقْطَعِ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ مَاتَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَلَى حِدَتِهِ [7] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَعْظَمَ رَجَاءً لِأَهْلِ الإِسْلامِ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَلا رَأَيْتُ أَسْخَى مِنْهُ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَتَكَلَّمُ بِأَحَادِيثَ النَّاسِ وَيُنْشِدُ الشِّعْرَ وَيَضْحَكُ حَتَّى يَمِيلَ، فَإِذَا جاء الحديث من السّنّة كلح وتقبّض [8] .   [1] الطبقات الكبرى 7/ 195، تاريخ دمشق 15/ 217 ب، 218 أ، الجرح والتعديل 7/ 280، التاريخ الكبير 1/ 91. [2] الطبقات الكبرى 1/ 91، الجرح والتعديل 7/ 280. [3] الطبقات الكبرى 7/ 195. [4] الطبقات الكبرى 7/ 196، تاريخ بغداد 5/ 334، حلية الأولياء 2/ 266. [5] تاريخ بغداد 5/ 377، الحلية 2/ 267. [6] تاريخ بغداد 5/ 337. [7] الزهد لابن حنبل 374، المعرفة والتاريخ 2/ 59، حلية الأولياء 2/ 272. [8] حلية الأولياء 2/ 274. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 241 وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: قَالَ لِي مُحَمَّدٌ: لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلا خَوْفَ الشُّهْرَةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِي الْبَلاءُ حَتَّى أَخَذَ بِلِحْيَتِي، فَأَقَمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ، فَقِيلَ: هَذَا ابْنُ سِيرِينَ أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ، قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ كَثِيرٌ [1] . وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّهُ اشْتَرَى زَيْتًا بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَوَجَدَ فِيهِ فَأْرَةً فَبَدَرَهُ [2] . قُلْتُ: شَكٌّ، لِأَنَّهُ وَجَدَ الْفَأْرَةَ فِي زِقٍّ وَقَالَ: الْفَأْرَةُ كَانَتْ فِي الْمَعْصَرَةِ. قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ صَاحِبُ ضَحِكٍ وَمِزَاحٍ [3] . وَقَالَ هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَضْحَكُ حَتَّى تَدْمَعَ عَيْنَاهُ، وَكَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُنَا وَيَبْكِي. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةِ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، فَوُضِعَتِ الْجَنَازَةُ وَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ صِهْرِيجًا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْنَ هُوَ؟ قَالُوا: يَتَوَضَّأُ، قَالَ: صَبًّا صَبًّا، دَلْكًا دلْكًا، عَذَابٌ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى أَهْلِهِ [4] . قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أَنْبَأَ ابْنُ عَوْنٍ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَنْهَى عَنِ الْجِدَالِ إِلا رَجَاءً إِنْ كَلَّمْتَهُ أَنْ يَرْجِعَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: كَاتَبَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَبِي أَبَا عَمْرَةَ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأَدَّاهَا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ: هَذِهِ مُكَاتَبَةُ سِيرِينَ عِنْدَنَا، وَكَانَ قِنًّا [5] . قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِوَاسِطٍ، فَلَمْ أَرَ أَجْبَنَ عَنْ فُتْيَا وَلا أَجْرَأَ عَلَى رُؤْيَا مِنْهُ [6] . قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: لَمْ يَكُنْ يعرض   [1] حلية الأولياء 2/ 271، المعرفة والتاريخ 2/ 61، الطبقات الكبرى 199، تاريخ بغداد 5/ 335. [2] انظر حلية الأولياء 2/ 266. [3] حلية الأولياء 2/ 274 من رواية أبي سهيل يوسف بن عطية. وانظر الزهد لابن حنبل 373. [4] المعرفة والتاريخ 2/ 58. [5] المعرفة والتاريخ 2/ 57، تاريخ بغداد 5/ 332- 333، تاريخ دمشق 15/ 212 ب. [6] تاريخ دمشق 15/ 218 أ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 242 لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَمْرَانِ فِي دِينِهِ إِلا أَخَذَ بِأَوْثَقِهِمَا [1] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَتَّجِرُ، فَإِذَا ارْتَابَ فِي شَيْءٍ تَرَكَهُ [2] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ مُحَمَّدٌ مِنْ أَشَدَّ النَّاسِ إِزْرَاءً عَلَى نَفْسِهِ [3] . وَقَالَ غَالِبٌ الْقَطَّانُ: خُذُوا بِحِلْمِ ابْنِ سِيرِينَ، وَلا تَأْخُذُوا بِغَضَبِ الْحَسَنِ [4] . حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا [5] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ يَصُومُ مُحَمَّدٌ عَاشُورَاءَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ يُفْطِرُ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَيْنِ [6] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ فَذَكَرَ رَجُلا فَقَالَ: ذَاكَ الأَسْوَدُ، ثُمَّ قَالَ: إنّا للَّه، أَرَانِي قَدِ اغْتَبْتُهُ [7] . وَقَالَ مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ إِلَى الْحَسَنِ فَقَبِلَ، وَبَعَثَ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَلَمْ يَقْبَلْ [8] . وَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ إِلَى السُّلْطَانِ وَيَعِيبُهُمْ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ لا يَجِيءُ إِلَيْهِمْ وَلا يَعِيبُهُمْ [9] . وَقَالَ هِشَامٌ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا عِنْدَ سُلْطَانٍ أَصْلَبَ مِنَ ابْنِ سِيرِينَ [10] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي الْمَنَامِ مُقَيَّدًا، وَرَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ فِي النَّوْمِ مُقَيَّدًا [11] . أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ هِشَامٍ: أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ اشْتَرَى طَعَامًا بَيْعًا منونيّا [12]   [1] حلية الأولياء 2/ 268، تاريخ دمشق 15/ 219 أ. [2] انظر الطبقات الكبرى 7/ 197. [3] تاريخ بغداد 5/ 335، تاريخ دمشق 15/ 220 أ. [4] الطبقات الكبرى 7/ 195. [5] الطبقات الكبرى 7/ 200، الزهد لابن حنبل 373، تاريخ دمشق 15/ 221 أ. [6] تاريخ دمشق 15/ 221 أ. [7] الطبقات الكبرى 7/ 196. [8] الطبقات الكبرى 7/ 202، تاريخ دمشق 15/ 224 أ. [9] المعرفة والتاريخ 2/ 64، تاريخ دمشق 15/ 224 أ. [10] تاريخ دمشق 15/ 224 أ. [11] الطبقات الكبرى 7/ 197، تاريخ بغداد 5/ 336، تاريخ دمشق 15/ 224 ب. [12] في الأصل «اشترى بيعا من منونيا» والتصحيح من الطبقات الكبرى 7/ 199. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 243 فَأَشْرَفَ فِيهِ عَلَى رِبْحِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، فَعَرَضَ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ فَتَرَكَهُ، قَالَ هِشَامٌ وَاللَّهِ مَا هُوَ بِرِبًا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : سَأَلْتُ مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيّ عَنْ سَبَبِ الدَّيْنِ الَّذِي رَكِبَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ حَتَّى حُبِسَ، قَالَ: اشتري طعامًا بأربعين ألف درهم، فأخبر عَن أصل الطعام بشيءٍ فكرهه فتركه، أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ، فَحُبِسَ عَلَى الْمَالِ، حَبَسَهُ مَالِكُ بْنُ الْمُنْذِرِ. قَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: تَرَكَ مُحَمَّدٌ أَرْبَعِينَ أَلْفًا فِي شَيْءٍ مَا تَرَوْنَ بِهِ الْيَوْمَ بَأْسًا [2] . وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنِّي لأَعْرِفُ الَّذِي حَمَلَ عَلَيَّ الدَّيْنَ، قُلْتُ لِرَجُلٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً: يَا مُفْلِسُ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ وَقَدْ بَلَغَهُ هَذَا: قَلَّتْ ذُنُوبُهُمْ فَعَرَفُوا مِنْ أَيْنَ أَتَوْا، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى [3] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ عَيَّرَ مَرَّةً رَجُلا بِالْفَقْرِ، فَابْتُلِيَ بِهِ [4] . وَقَالَ قُرَيْشُ [5] بْنُ أَنَسٍ: ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، بْنِ [6] مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ السَّجَّانَ قَالَ لابْنِ سِيرِينَ: إِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَاذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَتَعَالَ، قَالَ: لا وَاللَّهِ لا أُعِينُكَ عَلَى خِيَانَةِ السُّلْطَانِ [7] . وَقَالَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى: تَرَكَ مُحَمَّدٌ رِبْحَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، قَالَ لِي التَّيْمِيُّ: وَاللَّهِ لَقَدْ تَرَكَهَا فِي شَيْءٍ مَا يَخْتَلِفُ فِيهِ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. قَالَ مَعْمَرٌ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ حَمَامَةً الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً فَخَرَجَتْ مِنْهَا أَعْظَمَ مِمَّا كَانَتْ، وَرَأَيْتُ حَمَامَةً أُخْرَى الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً، فَخَرَجَتْ أَصْغَرَ مِمَّا دَخَلَتْ، وَرَأَيْتُ حَمَامَةً أُخْرَى الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً، فَخَرَجَتْ مِنْهَا كَمَا دَخَلَتْ سَوَاءُ، فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: أمّا التي خرجت أعظم ممّا دخلت،   [1] الطبقات الكبرى 7/ 198. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 64. [3] حلية الأولياء 2/ 271. [4] نحوه في تاريخ بغداد 5/ 335. [5] مهمل في الأصل، والتصحيح من تاريخ بغداد. [6] في طبعة القدسي 4/ 195 «عن» والتصحيح من تاريخ بغداد. [7] تاريخ بغداد 5/ 334. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 244 فَذَاكَ الْحَسَنُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيُجَوِّدُهُ بِمَنْطِقِهِ، وَيَصِلُ فِيهِ مِنْ مَوَاعِظِهِ، وَأَمَّا الَّتِي خَرَجَتْ أَصْغَرَ مِمَّا دَخَلَتْ، فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيُنْقِصُ مِنْهُ، وَأَمَّا الَّتِي خَرَجَتْ كَمَا دَخَلَتْ، فَهُوَ قَتَادَةُ، فَهُوَ أَحْفَظُ النَّاسِ. ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَرْوَزِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ سِيرِينَ فَتَرَكْتُهُ وَجَالَسْتُ الإِبَاضِيَّةَ، فَرَأَيْتُ كَأَنِّي مَعَ قَوْمٍ يَحْمِلُونَ جَنَازَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ فَذَكَرْتُهُ لَهُ فَقَالَ: مَالَكَ جَالَسْتَ أَقْوَامًا يُرِيدُونَ أَنْ يَدْفِنُوا مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: قَصَّ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ بِيَدِي قَدَحًا مِنْ زُجَاجٍ فيه ماء، فانكسر القدح وَبَقِيَ الْمَاءُ، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّكَ لَمْ تَرَ شَيْئًا، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَمَنْ كَذِبَ فَمَا عَلَيَّ سَتَلِدُ امرأتك وتموت ويبقى ولدها، فلما خرج الرجل قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا، فَمَا لَبِثَ أَنْ وُلِدَ لَهُ وَمَاتَتِ امْرَأَتُهُ. قَالَ: وَدَخَلَ آخَرُ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي وَجَارِيَةً سَوْدَاءُ، نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ سَمَكَةً، قَالَ: أَتُهَيِّئُ لِي طَعَامًا وَتَدْعُونِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْمَائِدَةُ، إِذَا جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ سِيرِينَ: هَلْ أَصَبْتَ هَذِهِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَادْخُلْ بِهَا الْمَخْدَعَ، فَدَخَلَ بِهَا، فَصَاحَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، رَجُلٌ وَاللَّهِ! قَالَ: هَذَا الَّذِي شَارَكَكَ فِي أَهْلِكَ. أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ سِيرِينَ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الْجَوْزَاءَ تَقَدَّمَتِ الثُّرَيَّا، فَقَالَ: هَذَا الْحَسَنُ يَمُوتُ قَبْلِي ثُمَّ أَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَرْفَعُ مِنِّي [1] . وَقَدْ جَاءَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ فِي التَّفْسِيرِ عَجَائِبُ يَطُولُ الْكِتَابُ بِذِكْرِهَا، وَكَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ تَأْيِيدٌ إِلَهِيٌّ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ لِمُحَمَّدٍ سَبْعَةُ أَوْرَادٍ، فَإِذَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ اللَّيْلِ قَرَأَهُ بِالنَّهَارِ. وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يوم.   [1] حلية الأولياء 2/ 277. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 245 قلت: كَانَ عنده وسواس، وقد ذكرنا تطويله فِي الوضوء يوم وفاة أخته. قَالَ مهدي بْن ميمون: رأيت مُحَمَّدًا إذا توضأ فغسل رجليه بلغ عضلة ساقيه [1] . وقَالَ قرة بْن خَالِد وغيره: كَانَ نقش خاتم ابن سيرين كنيته أَبُو بَكْر. قَالَ مهدي: رأيته يتختم في الشّمال [2] . وقال مُحَمَّدً بْن عَمْرو: سَمِعْتُ ابن سيرين يَقُولُ: عققت عَن نفسي بختية [3] . وقَالَ مهدي بْن ميمون: رأيت ابن سيرين يلبس طيلسانا ويلبس كساء أبيض فِي الشتاء وعمامة بيضاء وفروة [4] . وقَالَ سُلَيْمَان بْن المغيرة: رأيت ابن سيرين يلبس الثياب الثمينة والطيالس [5] والعمائم. وقَالَ يَحْيَى بْن خليف: ثَنَا أَبُو خلدة قَالَ: رأيت ابن سيرين يتعمم بعمامة بيضاء لاطية، قد أرخى ذوائبها من خلفه، ورأيته يخضب بالصّفرة [6] . وقال أَبُو الأشهب: رأيت عَلَيْهِ ثياب كتان [7] . وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو: رأيت ابن سيرين خضب بحناء وكتم، ورأيته لا يحفي شاربه [8] . وقَالَ حميد الطويل: أمر ابن سيرين سويدا أن يجعل لَهُ حلة حبرة يكفن فيها [9] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: حدّثتني حفصة بنت سيرين قالت: كانت أم   [1] الطبقات الكبرى 7/ 203. [2] الطبقات الكبرى 7/ 203. [3] الطبقات الكبرى 7/ 204. والعقيقة: هي الشاة التي تذبح يوم أسبوع الابن. والبختيّة: الأنثى من الجمال البخت طوال الأعناق. [4] الطبقات الكبرى 7/ 204. [5] في الطبقات الكبرى 7/ 204 «الثياب اليمنة والطيالسة» . [6] الطبقات الكبرى 7/ 204. [7] الطبقات الكبرى 7/ 204. [8] الطبقات الكبرى 7/ 204- 205. [9] الطبقات الكبرى 7/ 205. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 246 مُحَمَّدٍ حِجَازِيَّةٌ، وَكَانَ يُعْجِبُهَا الصَّبْغَ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا اشْتَرَى لَهَا ثَوْبًا اشْتَرَى أَلْيَنَ مَا يَجِدُ، فَإِذَا كَانَ عِيدٌ صَبَغَ لَهَا ثِيَابًا، وَمَا رَأَيْتُهُ رَافِعًا صَوْتَهُ عَلَيْهَا، كَانَ إِذَا كَلَّمَهَا كَالْمُصْغِي إِلَيْهَا [1] . قَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ إِنَّ مُحَمَّدًا كَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّهِ لَوْ رَآهُ رَجُلٌ لا يَعْرِفُهُ، ظَنَّ أَنَّ بِهِ مَرَضًا مِنْ خَفْضِ كَلامِهِ عِنْدَهَا [2] . أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا عِنْدَ مُحَمَّدٍ رَجُلا بِسَيِّئَةٍ ذَكَرَهُ هُوَ بِأَحْسَنَ مَا يَعْلَمُ، وَجَاءَهُ نَاسٌ فَقَالُوا: إِنَّا نِلْنَا مِنْكَ، فَاجْعَلْنَا فِي حِلٍّ، فَقَالَ: لا أُحِلُّ لَكُمْ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ [3] . قَالَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: ثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ الْبَزَّ، فَأَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ بِالْكُوفَةِ، فَسَاوَمْتُهُ، فَجَعَلَ إِذَا بَاعَنِي صِنْفًا مِنْ أَصْنَافِ الْبَزِّ قَالَ: هَلْ رَضِيتَ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيُعِيدُ ذَلِكَ عَلَيَّ ثَلاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلَيْنِ فَيُشْهِدُهُمَا، وَكَانَ لا يَشْتَرِي وَلا يَبِيعُ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمِ الْحَجَّاجِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ وَرَعَهُ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ حَاجَتِي أَجِدُهُ عِنْدَهُ إِلا اشْتَرَيْتُهُ، حَتَّى لَفَائِفِ الْبَزِّ [4] . أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا وَقَعَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ زَيْفٌ أَوْ سَتُّوقٌ لَمْ يَشْتَرِ بِهِ، فَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَعِنْدَهُ خَمْسُمِائَةُ سَتُّوقَةٍ وَزُيُوفٍ [5] . عَارِمٌ [6] : ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ غَالِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا [7]- وَذُكِرَ مِزَاحُهُ- فَسَأَلْتُهُ عَنْ هِشَامٍ فَقَالَ: توفّي البارحة، أما شعرت؟ فقلت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون [8] .   [1] الطبقات الكبرى 7/ 198 وفيه «كالمصغي إليها بالشيء» . [2] الطبقات الكبرى 7/ 198. [3] الطبقات الكبرى 7/ 200. [4] الطبقات الكبرى 7/ 202. [5] الطبقات الكبرى 7/ 201- 202. [6] هو عارم بن الفضل. [7] في الطبقات «رأيت» . [8] الطبقات الكبرى 7/ 202- 203 وفي آخر العبارة: «فضحك» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 247 (ذِكْرُ وَفَاتِهِ) قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ: أَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ وَصِيَّةُ ابْنِ سِيرِينَ: «ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ، أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ، وَأُوصِيهُمْ [1] بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 2: 132 [2] وَأُوصِيهُمْ [3] أَنْ لا يَدَّعُوا أَنْ يَكُونُوا إِخْوَانَ الأَنْصَارِ وَمَوالِيَهُمْ فِي الدِّينِ، فَإِنَّ الْعَفَافَ وَالصِّدْقَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأَكَرْمُ مِنَ الزِّنَا وَالْكَذِبِ، وَأُوصِي فِيمَا أَتْرُكُ [4] إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ قَبْلَ أن أغيّر وصيّتي» [5] . قال ابن سَعْدٍ [6] : أَنْبَأَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا ضَمَنْتُ عَنْ أَبِي دَيْنَهُ قَالَ: بِالْوَفَاءِ، قُلْتُ: بِالْوَفَاءِ، فَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، فَقَضَى عَبْدُ اللَّهِ عَنْهُ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَمَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى قَوَّمْنَا مَالَهُ ثَلاثَمِائَةَ أَلْفَ دِرْهَمٍ أَوْ نَحْوَهَا [7] . وَقَالَ أَيُّوبُ: أَنَا زَرَرْتُ [8] عَلَى مُحَمَّدٍ، يَعْنِي الْقَمِيصَ لَمَّا كَفَّنَهُ. وَرَوَى أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَنْ يُجْعَلَ لِقَمِيصِ الْمَيِّتِ أَزْرَارٌ وَيُكَفُّ [9] . قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ ابْنُ سِيرِينَ بَعْدَ الْحَسَنِ بِمِائَةِ يَوْمٍ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، وَعَاشَ بِضْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً [10] ، وَقَدْ مَرَّ مولده أنّه في خلافة عمر.   [1] في الطبقات «وأوصاهم» . [2] سورة البقرة، الآية 132. [3] في الطبقات «أوصاهم» . [4] في الطبقات «وأوصى فيما ترك» . [5] الطبقات الكبرى 7/ 205. [6] الطبقات الكبرى 7/ 205. [7] الطبقات الكبرى 7/ 205. [8] في طبعة القدسي 4/ 198 «ندرت» ، والتصويب من طبقات ابن سعد 7/ 206. [9] الطبقات الكبرى 7/ 205. [10] الطبقات الكبرى 7/ 206. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 248 قَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ ابْنُ سِيرِينَ لِتِسْعٍ مَضَيْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: حَدَّثَنِي يحيى بْنُ أَيُّوبَ أَنَّ رَجُلَيْنِ تَوَاخَيَا فَتَعَاهَدَا إِنْ مَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ أَنْ يُخْبِرَهُ بِمَا وَجَدَ، فَمَاتَ أَحَدُهُمَا فَرَآهُ صَاحِبُهُ فِي النَّوْمِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: ذَاكَ مَلَكٌ فِي الْجَنَّةِ لا يَعْصِي، قَالَ: فَابْنُ سِيرِينَ قَالَ: ذَاكَ فِيمَا شَاءَ وَاشْتَهَى، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ أَدْرَكَ الْحَسَنُ؟ قَالَ: بِشِدَّةِ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ [1] . وَقَالَ الْمُحَارِبِيُّ: ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ بْنُ جَحْلٍ [2] صَدِيقًا لابْنِ سِيرِينَ، فَحَزَنَ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ حَتَّى كَانَ يُعَادُ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ: رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فِي حَالِ كَذَا وَكَذَا، فَسَأَلْتُهُ لَمَّا سَرَّنِي: فَمَا صَنَعَ الْحَسَنُ؟ قَالَ: رُفِعَ فَوْقِي بِسَبْعِينَ دَرَجَةً، قُلْتُ: بِمَ، فَقَدْ كُنَّا نَرَى أَنَّكَ فَوْقَهُ؟ قَالَ: بِطُولِ الْحُزْنِ. رَوَاهُمَا جَمَاعَةٌ عَنِ المحاربيّ [3] . 223- (محمد بن طلحة) [4] د ق [5]- بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ الْقُرَشِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ الْمَكِّيُّ، ثم المدني. عَنْ: إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وعكرمة، وسالم ابن عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَجَمَاعَةٌ. قِيلَ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ هِشَامٍ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَتُوُفِّيَ أَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ طَلْحَةَ بَعْدَهُ بيسير.   [1] تاريخ دمشق 15/ 230 ب. [2] في الأصل «حجل» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 4/ 622. [3] تاريخ دمشق 15/ 230 ب. [4] الطبقات لخليفة 240، تاريخ خليفة 338، التاريخ الكبير 1/ 120 رقم 353، الجرح والتعديل 7/ 291 رقم 1578، تهذيب الكمال 3/ 1214- 1215، تحفة الأشراف 13/ 358 رقم 1268، الكاشف 3/ 50 رقم 5003، جامع التحصيل 325 رقم 687، تهذيب التهذيب 9/ 239- 240 رقم 381، تقريب التهذيب 2/ 173 رقم 338، خلاصة تهذيب التهذيب 343. [5] في الأصل تحريف في الرمز، وما أثبتناه عن الكاشف، وفي المصادر الأخرى «د ص ق» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 249 227- (محمد بن عبّاد) [1] ع- بن جعفر القرشي المخزومي المكّي. عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلا. 228- مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ [2] ع أَبُو حَمْزَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ حَيَّانَ [3] بْنِ سُلَيْمٍ. كَانَ أَبُوهُ مِنْ سَبْيِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَنَزَلَ الْكُوفَةَ، وَوُلِدَ بِهَا مُحَمَّدٌ فِيمَا قِيلَ. وَقَدْ أخبرنا محمد بن قايماز وغيره قالوا: أَنْبَأَ ابْنُ اللُّتِّيِّ [4] ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَنْبَأَ ابْنُ مَحْبُوبٍ، ثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] . وَقِيلَ: نَشَأَ مُحَمَّدٌ بِالْكُوفَةِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ بِهِ أَبُوهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، واشترى بها   [1] الطبقات لخليفة 245 و 281، التاريخ الكبير 1/ 175 رقم 528، المعرفة والتاريخ 1/ 270 و 374 و 3/ 236، تاريخ أبي زرعة 2/ 720، الجرح والتعديل 8/ 13- 14 رقم 56، تهذيب الكمال 3/ 1215- 1216، الكاشف 3/ 51 رقم 5009، تهذيب التهذيب 9/ 243 رقم 391، تقريب التهذيب 2/ 174 رقم 347، خلاصة تذهيب التهذيب 343. [2] تاريخ خليفة 348، الطبقات لخليفة 264، التاريخ لابن معين 2/ 536، التاريخ الكبير 1/ 216 رقم 679، التاريخ الصغير 243 و 255، ترتيب الثقات للعجلي 411 رقم 1495، المعارف 458- 459 و 486، المعرفة والتاريخ 1/ 563- 565، تاريخ أبي زرعة 1/ 245، الجرح والتعديل 8/ 67 رقم 303، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 436، الثقات لابن حبّان 5/ 351، حلية الأولياء 3/ 212- 221 رقم 238، الكنى والأسماء 1/ 156، التذكرة الحمدونية 1/ 184، تهذيب الكمال 3/ 1262- 1263، تحفة الأشراف 13/ 366 رقم 1279، الكاشف 3/ 81 رقم 5214، سير أعلام النبلاء 5/ 65- 68 رقم 23، جامع التحصيل 329، رقم 707، تهذيب التهذيب 9/ 420- 422 رقم 689، تقريب التهذيب 2/ 203 رقم 659، البداية والنهاية 9/ 257، خلاصة تذهيب التهذيب 357، شذرات الذهب 1/ 136، الكامل في التاريخ 5/ 141، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 90. [3] في طبعة القدسي 4/ 199 «حبان» بالباء الموحّدة، والتصحيح من مصادر الترجمة. [4] في طبعة القدسي 4/ 199 «الليثي» وهو تصحيف. [5] قال المؤلّف في سير أعلام النبلاء 5/ 65 «ولم يصحّ ذلك» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 250 أَمْلاكًا. رَوَى عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ، وَشَبْثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَغَيْرِهِمْ، وَأَحْسِبُ رِوَايَتَهُ عَنْ عَلِيٍّ وَذَوِيهِ مُرْسَلَةٌ. وَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زيد اللّيثي، وعاصم بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، وَآخَرُونَ. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْمِقْدَامِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ [1] وَكَانَ عَهْدِي بِهِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ حَسَنُ الْجِسْمِ وَالشَّعْرِ، وَقَدْ حَالَ لَوْنُهُ وَنَحُلَ جِسْمُهُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَرَعًا مِنْ حُلَفَاءِ الأَوْسِ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ [2] أَنَّ أَبَاهُ كَعْبًا كَانَ مِمَّنْ لَمْ يُنْبِتْ يَوْمَ قُرَيْظَةَ فَتُرِكَ. وَثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ [3] ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ» [4] . الْفَسَوِيُّ [5] : ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا أبو صخر،   [1] خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قنّسرين نحو البادية. (معجم البلدان 2/ 390) . [2] التاريخ الكبير 1/ 216. [3] في طبعة القدسي 4/ 199 «يسار» والتصحيح من التاريخ الكبير. [4] أخرجه الترمذي 2912 في ثواب القرآن من طريق ابن بشار، عن أبي بكر الحنفي، عن الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ مسعود.. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: التاريخ الكبير 1/ 216 ورجاله ثقات. [5] المعرفة والتاريخ 1/ 563- 564. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 251 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَخْرُجُ مِنْ أَحَدِ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ دِرَاسَةً لا يَدْرُسُهَا أَحَدٌ بَعْدَهُ» [1] . قَالَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ: قَالَ رَبِيعَةُ: فَكُنَّا نَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ. وَالْكَاهِنَانِ: قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ. رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ بِنَحْوِهِ. يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ مِنَ الْقُرَظِيِّ [2] . زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: يَا بُنَيَّ لَوْلا أَنِّي أَعْرِفُكَ صَغِيرًا طَيِّبًا وَكَبِيرًا طَيِّبًا لَظَنَنْتُ أَنَّكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا مُوبِقًا لِمَا أَرَاكَ تَصْنَعُ بِنَفْسِكَ! قَالَ: يَا أَمَتَاهُ، وَمَا يُؤَمِّنُنِي [3] أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى قَدِ اطَّلَعَ عَلَيَّ وَأَنَا فِي بَعْضِ ذُنُوبِي فَمَقَتَنِي فَقَالَ: اذْهَبْ فَلا أَغْفِرُ لَكَ، مَعَ أَنَّ عَجَائِبَ الْقُرْآنِ تُورِدُنِي عَلَى أُمُورٍ حَتَّى إِنَّهُ لَيَنْقَضِي اللَّيْلُ وَلَمْ أَفْرُغْ مِنْ حَاجَتِي [4] . ابْنُ الْمُبَارَكِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: لأَنْ أَقْرَأُ فِي لَيْلَتِي حَتَّى أُصْبِحَ بِإِذَا زُلْزِلَتْ، وَالْقَارِعَةُ، وَأَتَرَدَّدُ وَأَتَفَكَّرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَهَذَّ [5] الْقُرْآنَ لَيْلَتِي هذّا، أو قال: أنثره نثرا [6] .   [1] الحديث ضعيف رواه الإمام أحمد في مسندة 6/ 11 من طريق ابن وهب، وقد تحرّف فيه «معتب» إلى «معقب» ، ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 563- 564 وفيه: «عبد الله بن معتب بن مغيث بن أبي برده ... سيخرج من أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن لا يدرسه أحد بعده» . ورواه ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي بردة الظفري، ونسبه للإمام أحمد والبغوي. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 564. [3] محرّفة في الأصل، والتصحيح من: صفة الصفوة 2/ 132 وسير أعلام النبلاء 5/ 5 د. [4] صفة الصفوة 2/ 133، حلية الأولياء 3/ 14 و 52. [5] أهذّ، من هذّ، والهذ: سرعة القطع وسرعة القراءة. وهذّ القرآن هذّا إذا أسرع فيه وتابعه وهو مجاز، وكذا هذّ الحديث إذا سرده. (تاج العروس 9/ 498) . [6] حلية الأولياء 3/ 214- 215 وفيه «أهدر القرآن هدرا» ، صفة الصفوة 2/ 133. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 252 بسرة بن صَفْوَانَ: ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: رَجَعَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنَ الْجُمْعَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ جَلَسَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا تَتَمَنَّوْنَ أَنْ تُفْطِرُوا عَلَيْهِ؟ قَالُوا كُلُّهُمْ: طَبِيخٌ، قَالَ: تَعَالَوْا نَدْعُوا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا طَبِيخًا، فَدَعُوا اللَّهَ، فَإِذَا خَلْفَهُمْ مِثْلُ رَأْسِ الْجَزُورِ يَفُورُ، فَأَكَلُوا. مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ وَبَصَّرَهُ بِعُيُوبِهِ [1] . نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَصَابَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ مَالا، فَقِيلَ لَهُ: ادَّخِرْ لِوَلَدِكَ، قَالَ: لا، وَلَكِنْ أَدَّخِرُهُ لِنَفْسِي عِنْدَ رَبِّي، وَأَدَّخِرُ رَبِّي لِوَلَدِي. أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عَلامَةِ الْخُذْلانَ، قَالَ: أَنْ يَسْتَقْبِحَ الرَّجُلُ مَا كَانَ يَسْتَحْسِنُ، وَيَسْتَحْسِنُ مَا كَانَ قَبِيحًا [2] . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ قَالَ: كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ جُلَسَاءُ كَانُوا مِنْ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ، وَكَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِي مَسْجِدِ الرَّبَذَةِ [3] ، فَجَاءَتْ زَلْزَلَةٌ، فَسَقَطَ عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدُ، فَمَاتُوا جَمِيعًا تَحْتَهُ [4] . قَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَعْنَبٌ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ، وَالْفَلاسُ، وَخَلِيفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ: سَنَةَ سَبْعٍ عشرة ومائة. وَرَوَى هَذَا ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ فَقَالَ أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن مَعِينٍ: سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ قَوْلٌ عَنِ الهيثم   [1] انظر: حلية الأولياء 3/ 213. [2] حلية الأولياء 3/ 214. [3] الرّبذة: بفتح أوله وثانيه. من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة. (معجم البلدان 3/ 24) . [4] المعرفة والتاريخ 1/ 564. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 253 أَيْضًا. وَغَلَطَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ فَقَالَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَسَأُعِيدُهُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ مُخْتَصَرًا. 229- مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ [1] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ الأُمَوِيُّ الأمير. سَمِعَ أَبَاهُ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُ. وُلِّيَ الْجَزِيرَةَ لِأَخِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ. رَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَوِيًّا فِي بَدَنِهِ، شَدِيدَ الْبَأْسِ، فَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَحْسِدُهُ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ يَفْعَلُ أَشْيَاءَ لا يَزَالُ يَرَاهَا مِنْهُ، فَلَمَّا اسْتَوْثَقَ الأَمْرُ بَعْدَ الْمُلْكِ جَعَلَ يُبْدِي لَهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ مِمَّا فِي نَفْسِهِ، وَيُقَابِلُهُ بِمَا يَكْرَهُ، فَلَمَّا رَأَى مُحَمَّدٌ ذَلِكَ تَهَيَّأَ لِلرَّحِيلِ إِلَى أَرْمِينِيَّةَ، وَأَصْلَحَ جِهَازَهُ، وَرَحَلَتْ إِبِلُهُ، وَدَخَلَ يُوَدِّعُ أَخَاهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا بَعَثَكَ عَلَى ذَلِكَ! فَأَنْشَأَ يَقُولُ: وَإِنَّكَ لا تَرَى طَرْدًا لِحُرٍّ ... كَالصَّاقِ بِهِ بَعْضَ الْهَوَانِ فَلَوْ كُنَّا بِمَنْزِلَةٍ جَمِيعًا ... جَرَيْتَ وَأَنْتَ مُضْطَرِبُ الْعَنَانِ فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عليك إلّا ما أقمت، فو الله لا رَأَيْتَ مَكْرُوهًا بَعْدَهَا، فَأَقَامَ. وَلِمُحَمَّدٍ عِدَّةُ وَقَعَاتٍ وَمُصَافَّاتٍ مَعَ الرُّومِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ، ذَكَرَهَا ابْنُ عَائِذٍ وَغَيْرُهُ. وَهُوَ وَالِدُ مَرْوَانَ الْخَلِيفَةِ. قال خليفة [2] : توفّي سنة إحدى ومائة.   [1] تاريخ خليفة 270 و 271 و 274 و 275 و 288 و 289 و 290 و 291 و 298 و 302 و 303 و 311 و 326 و 328 و 380، المعارف 224 و 354- 355، المعرفة والتاريخ 3/ 241، تاريخ الرسل والملوك 5/ 622 و 6/ 156 و 157 و 159 و 194 و 202 و 220 و 221 و 348 و 349 و 364 و 7/ 298 و 300 و 442، جمهرة أنساب العرب 107- 110، العيون والحدائق 3/ 155، تاريخ دمشق 15/ 473 ب- 475 أ، الكامل في التاريخ 4/ 323- 327 و 391- 395 و 5/ 66 و 70 و 310 و 428، معجم بني أميّة 154- 155 رقم 321. [2] تاريخ خليفة 325. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 254 230- (محمد بن المنتشر) [1] ع- بن الأجذع الهمدانيّ الكوفي. عَنْ: أَبِيهِ وَعَمِّهِ مَسْرُوقٍ، وَأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَآخَرُونَ. 231- (مُحَمَّدُ بْنُ نَشْرٍ [2] الْهَمَدَانِيُّ) مُؤَذِّنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ. رَوَى عَنْ: ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمَسْرُوقٍ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ [3] ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَكَثِيرُ النَّوَا، وَمُجَالِدٌ. خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ خَارِجَ الصَّحِيحِ. 232- (مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى الأَنْصَارِ) [4] مِنْ صَحَابَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. وَلَمَّا قَتَلَ أَهْلُ إِفْرِيقِيَةِ مُتَوَلِّيهِمْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ لِعَسَفِهِ أَخْرَجُوا مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ مِنْ سِجْنِهِ وَأَمَّرُوهُ عَلَيْهِمْ، فَأَقَرَّهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ قَدْ كَتَبَ الرَّسَائِلَ لعبد الملك بن مروان، وقلّما روى.   [1] التاريخ الكبير 1/ 219 رقم 690، ترتيب الثقات 414 رقم 1505، الجرح والتعديل 8/ 425، الثقات لابن حبّان 7/ 399، تهذيب الكمال 3/ 1275- 1276، الكاشف 3/ 87 رقم 5253، تهذيب التهذيب 9/ 471 رقم 764، تقريب التهذيب 2/ 210 رقم 733، خلاصة تذهيب التهذيب 360. [2] نشر: بفتح النون وسكون الشين. وترجمته في: 1/ 253 رقم 803، الجرح والتعديل 8/ 108- 109 رقم 472، المغني في الضعفاء 2/ 639 رقم 6038، المشتبه في الرجال 1/ 80، ميزان الاعتدال 4/ 55 رقم 8257، تهذيب التهذيب 9/ 488 رقم 796، تقريب التهذيب 2/ 213 رقم 765، خلاصة تذهيب التهذيب 361، تهذيب الكمال 3/ 1280. [3] في الأصل «الجزور» ، والتصحيح من الخلاصة 272 حيث ضبطه بفتح الحاء والزاي والواو الثقيلة. [4] في البيان المغرب 1/ 49 إن أهل إفريقية تراضوا بالمغيرة بن أبي بردة، وكان شجاعا كبيرا. فقال له ابنه عبد الله: «إنّ يزيد بن أبي مسلم قتل بحضرتك، فإن قمت بهذا الأمر اتّهمت بقتله، ولكن الرأي أن نتراضى ل «محمد بن أوس الأنصاري» ، وكان غازيا بصقلّية، فلم يلبث إلّا يسيرا حتى قدم بغنائم قد أصابها. فقلّدوه أمر إفريقية. فكتب إلى يزيد بن عبد الملك يخبره بما حدث من الأمر. فاستعمل على إفريقية بشر بن صفوان. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 255 233- (محمد بن يوسف) [1] ت- بن عبد الله بن سلّام المدني. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وعنه: عثمان بن الضحاك، وعبد الملك بن عمير، ومحمد بن عجلان. 234- (مسافع بن عبد الله) [2] م د ت- بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ الْحَجَبِيُّ المكّي، أبو سليمان. عَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ الأَكْبَرِ، وَعَمَّتِهِ صَفِيَّةَ، والحسين ابن عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَدِّهِ شَيْبَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَمِّهِ مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَابْنُ عَمَّتِهِ مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَجُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ. وثقه العجلي [3] وغيره. 235- مسلم بن جندب الهذلي [4] ت أبو عبد الله قَاصُّ [5] أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَقَارِئُهُمْ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقَارِئِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَابْنِ عُمَرَ. قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ نَافِعٌ، وَهُوَ أَحَدُ شُيُوخِهِ الْخَمْسَةِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ   [1] التاريخ الكبير 1/ 262- 263 رقم 839، الجرح والتعديل 8/ 118 رقم 528، تهذيب الكمال 3/ 1294، الكاشف 3/ 97 رقم 5321، تهذيب التهذيب 9/ 534 رقم 876، تقريب التهذيب 2/ 221 رقم 842، خلاصة تذهيب التهذيب 365. [2] التاريخ الكبير 8/ 70 رقم 2196، الجرح والتعديل 8/ 432 رقم 1975، تهذيب الكمال 3/ 1318، الكاشف 3/ 118 رقم 5475، تهذيب التهذيب 10/ 102 رقم 189، تقريب التهذيب 2/ 241 رقم 1039، الثقات لابن حبّان 5/ 464. [3] ترتيب الثقات 424 رقم 1557. [4] تاريخ خليفة 337- 338، طبقات خليفة 256، التاريخ الكبير 7/ 258 رقم 1088، ترتيب الثقات للعجلي 428 رقم 1569، تاريخ أبي زرعة 1/ 568 و 620، الجرح والتعديل 8/ 182 رقم 793، مشاهير علماء الأمصار 75 رقم 538، الكامل في التاريخ 6/ 90، تهذيب الكمال 3/ 1324، معرفة القراء الكبار 1/ 80- 82 رقم 32، الكاشف 3/ 123 رقم 5506، إنباه الرواة 3/ 261، غاية النهاية 2/ 297، تهذيب التهذيب 10/ 124 رقم 223، تقريب التهذيب 2/ 244 رقم 1074، خلاصة تذهيب التهذيب 375. [5] في الأصل «قاضي» والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 256 اللَّهِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَآخَرُونَ. رَزَقَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ دِينَارَيْنِ فِي الشَّهْرِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَقُصُّ بِلا رِزْقٍ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ جُنْدَبٍ مِنْ فُصَحَاءِ النَّاسِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْمَعْ قِرَاءَةَ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدَبٍ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحُلْوَانِيُّ، عَنْ قَالُونَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لا يَهْمِزُونَ، حَتَّى هَمَزَ ابْنُ جُنْدَبٍ فهمزوا قوله (مستهزون) و (يستهزي) . قُلْتُ: ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى غَيْرِ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ «الثِّقَاتِ» [2] : تُوُفِّيَ مُسْلِمُ بْنُ جُنْدَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ هِشَامٍ. 236- (مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ الْخُزَاعِيُّ) [3] د س ق- أبو عبيد الله الدمشقيّ كَاتِبُ أَبِي الدَّرْدَاءِ. رَوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وعمرو بن غيلان الثقفي. وقيل: إنه قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ. رَوَى عَنْهُ: زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَبْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ طويل العمر.   [1] في غاية النهاية 2/ 297 لابن الجزري: من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا فليقرأه على قراءة مسلم بن جندب. [2] ج 5/ 393. [3] الطبقات لخليفة 311، التاريخ لابن معين 2/ 563، التاريخ الكبير 7/ 272 رقم 1150، تاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 388 و 2/ 700، المعرفة والتاريخ 2/ 454- 455، الكنى والأسماء 2/ 64، تهذيب الكمال 3/ 1328، الكاشف 3/ 126 رقم 5528، تهذيب التهذيب 10/ 138- 139 رقم 254، تقريب التهذيب 2/ 247 رقم 1104، خلاصة تذهيب التهذيب 376. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 257 237- (مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ) [1] عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَعَالِمُهُمْ مَعَ الْحَسَنِ، وَمَنْ كَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي صَلاتِهِ وَخُشُوعِهِ، وَمَنْ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لما توفّي: وا معلّماه. قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. قَالَ خَلِيفَةُ والفلاس: مات سنة مائة. وقال الهيثم: سنة إِحْدَى وَمِائَةٍ. 238- (مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ) رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: عُمَرُ بْنُ دِينَارٍ. هَذَا حِجَازِيٌّ. 239- (مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ) [2] أَبُو عُثْمَانَ الطِّنْبِذِيُّ [3] . رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: عمرو بن أبي نعيمة، وغيره. وكان رضيع عبد الملك بن مروان. 240- (المسيّب بن رافع) [4] ع- أبو العلاء الأسدي الكاهلي الكوفي. رَوَى عَنْ: جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، وأبو إسحاق السّبيعي، ومنصور، والأعمش، وآخرون. قال ابن معين: لم يسمع أحدا من   [1] مرّت ترجمته ومصادرها في الطبقة الماضية. [2] الطبقات لخليفة 296، التاريخ لابن معين 2/ 564، الكنى والأسماء 2/ 27، الجرح والتعديل 8/ 199 رقم 872، تهذيب الكمال 3/ 1328، الكاشف 3/ 126 رقم 5532، تهذيب التهذيب 10/ 141- 142 رقم 261، تقريب التهذيب 2/ 247 رقم 1111، خلاصة تذهيب التهذيب 376. [3] الطنبذي: بكسر المهملة والموحّدة بينهما نون ساكنة آخره معجمة. (الخلاصة 376) نسبة إلى طنبذة بلدة في مصر. [4] الطبقات الكبرى 6/ 293، الطبقات لخليفة 155، تاريخ خليفة 336، التاريخ لابن معين 2/ 566، التاريخ الكبير 7/ 407- 408 رقم 1787، المعرفة والتاريخ 2/ 765 و 3/ 122، ترتيب الثقات 429 رقم 1575، الكنى والأسماء 2/ 49، المراسيل 207- 208 رقم 376، الجرح والتعديل 8/ 293 رقم 1348، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 820، تهذيب الكمال 3/ 1330- 1331، الكاشف 3/ 129 رقم 5549، سير أعلام النبلاء 5/ 102- 103، تهذيب التهذيب 10/ 153 رقم 291، تقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1139، خلاصة تذهيب التهذيب 377، شذرات الذهب 1/ 131. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 258 الصَّحَابَةِ إِلا الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، وَأَبَا إياس عَامِرِ بْنَ عَبْدَةَ. قَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ: حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ دَعَا الْمُسَيِّبَ بْنَ رَافِعٍ لِيُوَلِّيهِ الْقَضَاءَ، فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي وُلِّيتُ الْقَضَاءَ وَأَنَّ لِي سَوَارِيَّ مَسْجِدِكُمْ هَذَا ذَهَبًا. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] فَقَالَ: قَالُوا: توفِّي الْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. 241- (مُصْعَبُ بن سعد) [2] ع- بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَبُو زُرَارَةَ الزُّهري الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَصُهَيْبٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَآخَرِينَ. وَعَنْهُ: سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدّي، وَمُوسَى الْجُهَنِيُّ، والزُّبير بْنُ عَدِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ. ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ [3] وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، توفِّي رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ. 242- (مُضَارِبُ بْنُ حزن) [4] ق- التيمي المجاشعي البصري. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ قتادة، والجريريّ، وغيرهما. وثّقه العجليّ [5] .   [1] الطبقات الكبرى 6/ 293. [2] الطبقات الكبرى 7/ 350- 351 رقم 1514، ترتيب الثقات 429 رقم 1578، المعارف 243- 244، المعرفة والتاريخ 2/ 159 و 188، الكنى والأسماء 1/ 182، المراسيل 206 رقم 374، الجرح والتعديل 8/ 303 رقم 1403، مشاهير علماء الأمصار 68 رقم 463، تهذيب الكمال 3/ 3132، الكاشف 3/ 130 رقم 5559، تهذيب التهذيب 10/ 160 رقم 304، تقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1152، خلاصة تذهيب التهذيب 377. [3] الطبقات الكبرى 5/ 169. [4] الطبقات لخليفة 195، التاريخ الكبير 8/ 19 رقم 1995، ترتيب الثقات 430 رقم 1583، الجرح والتعديل 8/ 393 رقم 1801، تهذيب الكمال 3/ 1334، الكاشف 3/ 131 رقم 5567، تهذيب التهذيب 10/ 166- 167 رقم 314، تقريب التهذيب 2/ 252 رقم 1162، خلاصة تذهيب التهذيب 397. [5] ترتيب الثقات 430. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 259 243- (معاذ بن رفاعة) [1] خ د ت س [2]- بن رافع الزُّرقي المدني أَخُو عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وجابر بن عبد الله. وعنه: ابن ابن أخيه رفاعة بن يحيى، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَمُحَمَّدُ بن إسحاق، وآخرون. ثقة. 244- (معاوية بن عبد الله) [3] س ق [4]- بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطّلب الهاشمي المدني. وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاويَة، وطالت حياته إلى أن وفد على يزيد بن عبد الْمَلِكِ، فيحوَّل مِنَ الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ إِلَى هُنَا. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَالسَّائِبِ بن يزد. روى عنه: ابنه عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والزُّهري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وآخرون. وهو قليل الحديث، نبيل فاضل، وفد على يزيد بن معاوية، وبقي إلى أَنْ وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ خَاصًّا بِهِ. وَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَنَّ معاوية وفَّى عن أبيه عبد الله بن جَعْفَرٍ مِنَ الدُّيُونِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. 245- (مَعْبَدُ بن كعب) [5] خ م س ق [6]- بن مالك الأنصاري السَّلميّ   [1] التاريخ لابن معين 2/ 571، التاريخ الكبير 7/ 361 رقم 1559، الجرح والتعديل 8/ 247 رقم 1119، تهذيب الكمال 3/ 1339، الكاشف 3/ 135 رقم 5598، تهذيب التهذيب 10/ 190 رقم 353، تقريب التهذيب 2/ 256 رقم 1197، خلاصة تذهيب التهذيب 380. [2] في طبعة القدسي 4/ 204 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. [3] الطبقات الكبرى 5/ 329، التاريخ الكبير 7/ 331 رقم 1416، ترتيب الثقات 432 رقم 1595، المعارف 207، المعرفة والتاريخ 1/ 360- 361، الجرح والتعديل 8/ 377 رقم 1726، الثقات لابن حبّان 5/ 412، تهذيب الكمال 3/ 1346، الكاشف 3/ 139 رقم 5627، تهذيب التهذيب 10/ 212- 213 رقم 391، تقريب التهذيب 2/ 260 رقم 1234، خلاصة تذهيب التهذيب 381. [4] في طبعة القدسي 4/ 204 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. [5] الطبقات لخليفة 25، ترتيب الثقات 433 رقم 1601، تاريخ أبي زرعة 1/ 618، الجرح والتعديل 8/ 279 رقم 1279، الثقات لابن حبّان 5/ 432، تهذيب الكمال 3/ 1349، الكاشف 3/ 141 رقم 5640، تهذيب التهذيب 10/ 224 رقم 410، تقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1255، خلاصة تذهيب التهذيب 382. [6] في طبعة القدسي 4/ 204 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 260 المدني. عَنْ: أَبِي قَتَادَةَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْ أَبِيهِ بَلْ عَنْ أَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِمَا. وَعَنْهُ الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي الدَّارَمِيِّ وهُوَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْه، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ حَدِيثَ «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ» . 246- (مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ الأَوْزَاعِيُّ الشَّامِيُّ) [1] ق- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَمْرٍو، وَابْنِ الزُّبير، وَابْنِ عُمَرَ، وَكَعْبٍ الأَحْبَارِ. وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجود، وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَيُقَالُ إِنَّهُ أَدْرَكَ أَلْفًا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ إِخْبَارِيًّا صَاحِبَ كُتُبٍ كَوَهْبٍ، وَأَبِي الْجَلَدِ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. 247- (الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ) [2] 4- وَيُقَالُ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ. حِجَازِيٌّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، وَمُوسَى بن أشعث البلوي. 248- (المغيرة بن سبيع العجليّ) [3] ت س ق [4]- عن عمرو بن   [1] التاريخ لابن معين 2/ 579، التاريخ الكبير 8/ 24 رقم 2020، المعرفة والتاريخ 2/ 523- 524، تاريخ أبي زرعة 1/ 319، الجرح والتعديل 8/ 391 رقم 1792، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 869، تهذيب الكمال 3/ 1359، الكاشف 3/ 147 رقم 5681، تهذيب التهذيب 10/ 255 رقم 458، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1304. خلاصة تذهيب التهذيب 384. [2] تاريخ خليفة 288 و 292، التاريخ الكبير 7/ 323 رقم 1389، المعرفة والتاريخ 1/ 563 و 3/ 338، الجرح والتعديل 8/ 219 رقم 983، تهذيب الكمال 3/ 1359، ميزان الاعتدال 4/ 159 رقم 8703، الكاشف 3/ 147 رقم 5682، تهذيب التهذيب 10/ 256- 257 رقم 460، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1306، خلاصة تذهيب التهذيب 384. [3] التاريخ الكبير 7/ 319 رقم 1362، ترتيب الثقات للعجلي 437 رقم 1617، الجرح والتعديل 8/ 222 رقم 999، تهذيب الكمال 3/ 1360، الكاشف 3/ 148 رقم 5686، تهذيب التهذيب 10/ 260 رقم 466، تقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1312، خلاصة تذهيب التهذيب 385. [4] في طبعة القدسي 4/ 205 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 261 حُرَيْثٍ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ. لَهُ حَدِيثَانِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو فَرْوَةَ الْهَمَدَانِيُّ، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ [1] الْكَبِيرُ. 249- (الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ [2] الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ) [3] 4- عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَطَارِقِ بْن شِهَابٍ، وَقَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ. وَعَنْهُ: جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. وَكَانَ ثِقَةً. 250- مَمْطُورٌ أَبُو سلّام الدمشقيّ [4] م 4 الأعرج الأسود الحبشي، وَهَذِهِ نِسْبَتُهُ إِلَى حَيٍّ مِنْ حِمْيَرٍ لا إِلَى الْحَبَشَةِ. مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ وَعُلَمَائِهِمُ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَثَوْبَانَ، وَعَمْرِو بْنِ عبسة، والنُّعمان ابن بَشِيرٍ، وأبي أمامة، وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ غَنْمٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ حَفِيدَاهُ: زَيْدٌ، وَمُعَاوِيَةُ ابْنَا سَلامِ بْنِ أَبِي سَلامٍ، وَمَكْحُولٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَابْنُ زَبْرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَآخَرُونَ. رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ جَمَاعَةَ أَحَادِيثَ. وَقَدِ اسْتَقْدَمَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى خُنَاصِرَةَ لِيُشَافِهَهُ بِمَا سَمِعَ فِي ذكر الحوض من   [1] في طبعة القدسي «السابى» والتصحيح من تهذيب التهذيب 2 پ/ 121 واسمه ضرار. [2] ويقال «شبل» . [3] التاريخ الكبير 7/ 317 رقم 1350، ترتيب الثقات للعجلي 437 رقم 1619، المعرفة والتاريخ 1/ 297، الجرح والتعديل 8/ 224 رقم 1006، مشاهير علماء الأمصار 107 رقم 806، تهذيب الكمال 3/ 1361، الكاشف 3/ 148 رقم 5690، تهذيب التهذيب 10/ 261- 262 رقم 470، تقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1316، خلاصة تذهيب التهذيب 385 وفيه «الأخنسي» . [4] التاريخ لابن معين 2/ 585، التاريخ الكبير 8/ 57- 58 رقم 2133، المعرفة والتاريخ 2/ 340- 341 و 501- 502، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، الكنى والأسماء 1/ 193، المراسيل 215- 216 رقم 388، الجرح والتعديل 8/ 431 رقم 1972، تهذيب الكمال 1371 و 1617، الكاشف 3/ 153 رقم 5723، سير أعلام النبلاء 4/ 355- 357، تهذيب التهذيب 10/ 296 رقم 514، تقريب التهذيب 2/ 273 رقم 1359، خلاصة تذهيب التهذيب 398، شذرات الذهب 1/ 124. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 262 ثَوْبَانَ، فَقَالَ لِعُمَرَ: شَقَقْتَ عَلَيَّ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [1] . وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعَ أَبُو سَلامٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. قُلْتُ: وَهُوَ بكنيته أشهر. 251- (منذر بن يعلى) [2] ع- أبو يعلى النّوري الكوفي. لازَمَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ، وَحَفِظَ عَنْهُ، وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين. 252- (مهاجر بن عكرمة) [3] د ت س [4]- بن عبد الرحمن المخزومي المدني. عن: جابر بن عبد الله، وعن ابن عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ. 253- (مُهَاجِرُ بْنُ عَمْرٍو النَّيَّالُ) [5] د ت ق- عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الثَّقَفِيُّ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَصَفْوَانُ بن عمرو الحمصي.   [1] ترتيب الثقات 499 رقم 1959. [2] التاريخ الكبير 7/ 357 رقم 1540، ترتيب الثقات للعجلي 440 رقم 1634، المعرفة والتاريخ 3/ 219- 220، الكنى والأسماء 2/ 169، الجرح والتعديل 8/ 242 رقم 1093، الثقات لابن حبّان 5/ 518، تهذيب الكمال 3/ 1374، الكاشف 3/ 154 رقم 5734، تهذيب التهذيب 10/ 304- 305 رقم 531، تقريب التهذيب 2/ 275 رقم 1376، خلاصة تذهيب التهذيب 387. [3] التاريخ الكبير 7/ 380 رقم 1639، المعرفة والتاريخ 2/ 117، الجرح والتعديل 8/ 260 رقم 1179، تهذيب الكمال 3/ 1379، الكاشف 3/ 157 رقم 5755، تهذيب التهذيب 10/ 322 رقم 560، تقريب التهذيب 2/ 278 رقم 1407، خلاصة تذهيب التهذيب 388. [4] في طبعة القدسي 4/ 206 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. [5] التاريخ الكبير 7/ 380 رقم 1640، الجرح والتعديل 8/ 261 رقم 1184، تهذيب الكمال 3/ 157 رقم 5756، تهذيب التهذيب 1/ 322 رقم 561، تقريب التهذيب 2/ 278 رقم 1408، خلاصة تذهيب التهذيب 388. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 263 لَهُ فِيمَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ. 254- مورِّق الْعِجْلِيُّ [1] ع أبو المعتمر، بَصْرِيٌّ كَبِيرُ الْقَدْرِ، وَأَظُنُّهُ تُوُفِّيَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. رَوَى عَنْ عُمَرَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ذرّ، وَابْنِ عُمَرَ، وجندب، وعبد الله بن جعفر، وجماعة. وعنه: توبة العنبري، وقتادة، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وإسماعيل بن أبي خالد. قال ابن سعيد: كان ثقة عابدا، توفي في ولاية عمر بن هبيرة على العراق. قال يوسف بن عطية: ثَنَا مُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: مَا مِنْ أَمْرٍ يَبْلُغُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَوْتِ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ، وَقَالَ: تَعَلَّمْتُ الصَّمْتَ فِي عَشْرِ سِنِينَ وَمَا قُلْتُ شَيْئًا قَطُّ إِذَا غَضِبْتُ أَنْدَمُ عَلَيْهِ إِذَا زَالَ غَضَبِي [2] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَجِيئُنَا فَيَقُولُ: أَمْسِكُوا لَنَا هَذِهِ الصُّرَّةَ فَإِنِ احْتَجْتُمْ فَأَنْفِقُوهَا، فَيَكُونُ آخِرَ عَهْدِهِ بِهَا [3] . قَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَتَّجِرُ فَيُصِيبُ الْمَالَ، فَلا تَأْتِي عَلَيْهِ جُمُعَةُ وَعِنْدَهُ منه شيء [4] .   [1] الطبقات الكبرى 7/ 213- 216، الزهد لابن حنبل 371، الطبقات لخليفة 209، تاريخ خليفة 335، التاريخ الكبير 8/ 51 رقم 2117، ترتيب الثقات للعجلي 443 رقم 1650، المعارف 47، المعرفة والتاريخ 2/ 51 و 56 و 252، الكنى والأسماء 2/ 119، الجرح والتعديل 8/ 403- 404 رقم 1851، المراسيل 216 رقم 390، مشاهير علماء الأمصار 90 رقم 654. الثقات لابن حبّان 5/ 446، حلية الأولياء 2/ 234- 237 رقم 183، الكامل في التاريخ 5/ 126، تهذيب الكمال 3/ 1382، سير أعلام النبلاء 4/ 353- 355 رقم 135، العبر 1/ 122، الكاشف 3/ 159 رقم 5773، تهذيب التهذيب 10/ 331- 332 رقم 581، تقريب التهذيب 2/ 280 رقم 1428، خلاصة تذهيب التهذيب 398. [2] الطبقات الكبرى 7/ 213- 214. [3] الطبقات الكبرى 7/ 215. [4] الطبقات الكبرى 7/ 215. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 264 255- موسى بن طلحة [1] ع ابن عبيد الله، أبو عيسى القرشي التّيمي المدني نَزِيلُ الْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عِمْرَانُ، وَحَفِيدُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى، وَبَنُو إِخْوَتِهِ مُعَاوِيَةُ، وَمُوسَى ابْنَا إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، وَطَلْحَةُ، وَإِسْحَاقُ ابْنَا يَحْيَى، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَبَيَانُ بْنُ [2] بِشْرٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ، وولداه محمد، وعمرو ابنا عثمان، وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم الرازي [3] : هُوَ أفضل ولد طلحة بعد مُحَمَّدً. قلت: ولد لطلحة جماعة أولاد، فأجلهم مُحَمَّدً، وقد قتل مَعَ أَبِيهِ يوم الجمل، ثُمَّ أفضلهم مُوسَى، ثُمَّ عيسى، وقد مر سنة مائة، وأخوتهم يَحْيَى وله عدة بنين، وَيَعْقُوب كَانَ أحد الأجواد قتل يوم الحرة، وزكريا وهو ابن أم كلثوم بِنْت الصديق، وإسحاق وله عدة أولاد بالكوفة، وعمران وكان لَهُ أولاد انقرضوا. ذكر ذَلِكَ ابن سعد [4] بعد ترجمة مُوسَى بْن طلحة. ويقال: كَانَ يسمَّى المهدي. وثقه أَحْمَد العجلي [5] وغيره.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 161 و 6/ 211، نسب قريش 281، الطبقات لخليفة 154 و 244، تاريخ خليفة 275 و 330، التاريخ الكبير 7/ 286 رقم 1221، ترتيب الثقات 444 رقم 1660، المعارف 230 و 233 و 410، المعرفة والتاريخ 1/ 301 و 483 و 3/ 89، تاريخ أبي زرعة 1/ 163، الكنى والأسماء 2/ 51، الجرح والتعديل 8/ 147- 148 رقم 667، المراسيل 209 رقم 379، مشاهير علماء الأمصار 75- 76 رقم 539، حلية الأولياء 4/ 371- 375، رقم 282، الكامل في التاريخ 5/ 117، تاريخ دمشق 17/ 137 ب، تهذيب الكمال 3/ 1387- 1388، تحفة الأشراف 13/ 403 رقم 1306، العبر 1/ 126، سير أعلام النبلاء 4/ 364- 367 رقم 143، الكاشف 3/ 163 رقم 5805، غاية النهاية رقم 3683، تهذيب التهذيب 10/ 350- 351، رقم 625، تقريب التهذيب 2/ 284 رقم 1472، جامع التحصيل 356 رقم 811، خلاصة تذهيب التهذيب 391. [2] (بن) ساقطة من الأصل. [3] الجرح والتعديل 8/ 147. [4] الطبقات الكبرى 5/ 162. [5] ترتيب الثقات 444. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 265 وقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ [1] قَالَ: لَمَّا ظهر المختار الكذاب بالكوفة هرب منه ناس، فقدموا علينا البصرة، فكان منهم مُوسَى بْن طلحة، وكان فِي زمانه يرون أَنَّهُ المهدي فغشيناه، فإذا هُوَ رَجُل طويل السُّكوت شديد الكآبة والحزن إلى أن رفع رأسه فَقَالَ: والله لأن اعلم أنَّها فتنة لَهَا انقضاء أحب إليَّ من كذا وكذا وأعظم الخطر! فَقَالَ لَهُ رَجُل: يا أبا مُحَمَّدً، وما الَّذِي ترهب أن يكون أعظم من الفتنة؟ قَالَ: الهرج، قَالُوا: وما الهرج؟ قَالَ: الَّذِي كَانَ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّم يحدثونا القتل القتل حتى تقوم الساعة وهم عَلَى ذَلِكَ [2] . وروى صالح بْن مُوسَى الطلحي، عَن عَاصِم بْن أبي النَّجود قَالَ: فصحاء النَّاس ثلاثة: مُوسَى بْن طلحة التَّيمي، وقبيصة بْن جَابِر الأسدي، ويحيى بْن يعمر، وقَالَ مثل ذَلِكَ عَبْد الملك بْن عمير [3] . وعن مُوسَى بْن طلحة قَالَ: صحبت عثمان رضي الله عَنْهُ ثنتي عشرة سنة. وقَالَ ابن موهب: رأيت مُوسَى بْن طلحة يخضب بالسّواد [4] . وقال عيسى بن عَبْد الرَّحْمَن: رأيت عَلَى مُوسَى بْن طلحة برنس خز [5] . تُوُفِّيَ آخِرَ سَنَةِ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ على الصَّحيح.   [1] في الأصل «سحر» ، والتقييد من الإكمال لابن ماكولا وتبصير المنتبه لابن حجر، وورد مصحّفا بالشين المعجمة في خلاصة تذهيب التهذيب 101 وتهذيب التهذيب لابن حجر. [2] الطبقات الكبرى 5/ 162- 163، حلية الأولياء 4/ 371- 372. [3] حلية الأولياء 4/ 371. [4] الطبقات الكبرى 6/ 212. [5] الطبقات الكبرى 5/ 163، حلية الأولياء 4/ 371. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 266 [حرف النُّونِ] 256- (نَافِعٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الأقرع) [1] روى عن أبي قتادة الحارث ابن رِبْعِيٍّ مَوْلاهُ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: الزُّهري، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضر، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَعُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي سَالِمٍ الْبَرَّادُ. وَقِيلَ: وَلاؤُهُ لِعُقَيْلَةَ الغفاريّة. 257- (النَّضر بن أنس بن مالك) [2] ع- بن النَّضر الأنصاري البصري. عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَبَشِيرِ بْنِ نُهَيْكٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وسعيد بن أبي عروبة، وحرب [3] بن   [1] الطبقات الكبرى 253، التاريخ الكبير 8/ 83 رقم 2259، ترتيب الثقات للعجلي 447 رقم 1680، المعرفة والتاريخ 1/ 414، الجرح والتعديل 8/ 453 رقم 2073، الكاشف 3/ 173. رقم 5882، تهذيب التهذيب 10/ 405- 406 دون رقم، تقريب التهذيب 2/ 295 رقم 18، خلاصة تذهيب التهذيب 399. [2] تاريخ خليفة 284 و 286 و 334، الطبقات لخليفة 210، التاريخ الكبير 8/ 87 رقم 1284، ترتيب الثقات للعجلي 449 رقم 1691، المعارف 309، المعرفة والتاريخ 1/ 222 و 3/ 255، الجرح والتعديل 8/ 473 رقم 2172، تهذيب الكمال 3/ 1411، الكاشف 3/ 179 رقم 5931، تهذيب التهذيب 10/ 435- 436 رقم 792، تقريب التهذيب 2/ 301 رقم 83، خلاصة تذهيب التهذيب 401. [3] مهمل في الأصل، والتحرير من خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 74. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 267 مَيْمُونٍ. وثَّقه النَّسَائِيُّ. 258- (نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيّ) [1] م ت س ق [2]- وَاسْمُ أَبِيهِ النُّعمان بْنُ أَشْيَمَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَابْنُ عَمِّ أَبِي مالك الأشجعي. وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ وَنُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، وَآخَرِينَ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَمِّهِ أَبُو مَالِكٍ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وشعبة، وشيبان النّحوي، وهما آخر من حَدَّثَ عَنْهُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سنة عشر ومائة.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 306، تاريخ خليفة 351، الطبقات لخليفة 155، التاريخ لابن معين 2/ 610، التاريخ الكبير 8/ 96 رقم 2313، ترتيب الثقات 452 رقم 1702، المعرفة والتاريخ 1/ 446- 447 و 453- 454، تاريخ أبي زرعة 1/ 560، الجرح والتعديل 8/ 460 رقم 2109، الثقات لابن حبّان 7/ 536، مشاهير علماء الأمصار 166 رقم 1319، تهذيب الكمال 3/ 1423، تحفة الأشراف 13/ 406 رقم 1311، ميزان الاعتدال 4/ 271 رقم 9112، الكاشف 3/ 184 رقم 5971، تهذيب التهذيب 10/ 468 رقم 844، تقريب التهذيب 2/ 306 رقم 137، خلاصة تذهيب التهذيب 403. [2] في طبعة القدسي 4/ 208 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 268 [حرف الْهَاءِ] 259- (هِلالُ بْنُ سِرَاجٍ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ) [1] رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَالدَّخِيلُ [2] بْنُ إِيَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَطَرٍ، وَغَيْرُهُمْ. 260- (هِلالُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمَصْرِيُّ) [3] مولى قريش. عن: عبد الله بن عمرو، وَمُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ. وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُلَيْلٍ. وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَذَا ابْنُ سِرَاجٍ لَهُ وفادة.   [1] الطبقات لخليفة 290، التاريخ الكبير 8/ 208 رقم 2734، الجرح والتعديل 9/ 73 رقم 285، تهذيب الكمال 3/ 1452، الكاشف 3/ 201 رقم 5. 61، تهذيب التهذيب 11/ 80- 81 رقم 128، تقريب التهذيب 2/ 323 رقم 134، خلاصة تذهيب التهذيب 411. [2] مهمل في الأصل، والتحرير من الخلاصة 411 فقال: كعظيم. [3] التاريخ الكبير 8/ 211 رقم 2751. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 269 261- الْهَيْثَمُ بْنُ الأَسْوَدِ [1] أَبُو الْعُرْيَانِ الْمَذْحِجِيُّ الْكُوفِيُّ أَحَدُ الْمُعَمَّرِينَ الشُّعَرَاءِ، وَلَهُ شَرَفٌ وَبَلاغَةٌ وَفَصَاحَةٌ. أَدْرَكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وسمع عَبْد الله بْن عَمْرو، وغزا القسطنطينية سنة ثمان وتسعين مع مسلمة. روى عنه: ابنه العريان، والأعمش، وغيرهما. وهو صاحب الأبيات المشهورة الرجز فِي الكبر [2] . قَالَ أَحْمَد العجلي [3] : ثقة من خيار التابعين. قَالَ مُحَمَّدً بْن زياد بْن الأعرابي: قَالَ عَبْد الملك بْن مروان للهيثم بْن الأسود: ما مالك؟ قَالَ: الغني عَن النَّاس والبلغة الجميلة، فقيل له: لِمَ لَمْ تخبره؟ قَالَ: إني إن أخبرته أنني غني حسدني، وإن أخبرته أنني فقير حقَّرني. حبان بْن عَليّ العنزي، عَن عَبْد الملك بْن عمير، عَن عَمْرو بْن حريث قَالَ: دخل رَجُل عَلَى الهيثم بْن الأسود فَقَالَ: كيف تجدك يا أَبَا العريان؟ فقال: أجدني والله قد اسود مني ما أحب أن يبيض، وابيض مني ما أحب أن يسودَّ، واشتد مني ما أحب أن يلين، ولان مني ما أحب أن يشتد، وسأنبئك عَن آيات الكبر: تقارب الخطو وضعف فِي البصر ... وقلة الطَّعم إذا الزاد حضر وقلة النوم إذا الليل اعتكر ... وكثرة النسيان فِي ما يدَّكر   [1] الأخبار الموفقيّات 550، التاريخ الكبير 8/ 211- 212 رقم 2753، ترتيب الثقات 461 رقم 1753، الكنى والأسماء 2/ 30، الأمالي 1/ 181 و 221، الثقات لابن حبّان 5/ 507، أمالي المرتضى 1/ 291، تاريخ الرسل والملوك 5/ 270 و 289 و 526 و 6/ 60، الكامل في التاريخ 4/ 241، تهذيب التهذيب 11/ 89- 90 رقم 149، تقريب التهذيب 2/ 325 رقم 159. [2] مهمل في الأصل. [3] ترتيب الثقات 461. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 270 وتركي الحسناء من قبل الطَّهر ... والناس يبلون كَمَا تبلى الشَّجر 262- (الْهَيْثَمُ بْنُ مَالِكٍ الطَّائِيُّ الشَّامِيُّ) [1] الأَعْمَى. عَنْ: النُّعمان بْنِ بَشِيرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَيْهَمَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّونَ. لَهُ فِي الأَدَبِ للبخاريّ.   [1] التاريخ الكبير 8/ 314 رقم 2761، المعرفة والتاريخ 2/ 446 و 3/ 174، الجرح والتعديل 9/ 80 رقم 323، تهذيب الكمال 3/ 1456، تهذيب التهذيب 11/ 98- 99 رقم 167، تقريب التهذيب 2/ 327 رقم 178، خلاصة تذهيب التهذيب 413. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 271 [حرف الْوَاوِ] 263- (وَضَّاحٌ الْيَمَنِ) [1] لقِّب بِالْوَضَّاحِ لِحُسْنِهِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ كَلالٍ. قِيلَ: إِنَّهُ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَحْسَنَ صِلَتَهُ. لَهُ حِكَايَةٌ فِي اعْتِلالِ الْقُلُوبِ لِلْخَرَائِطِيِّ فِي مَحَبَّتِهِ لأُمِّ الْبَنِينِ، وله أشعار مليحة.   [1] الأخبار الموفقيات 209، ثمار القلوب 96 و 109 و 110، ذيل الأمالي 3/ 100، الأغاني 6/ 209- 241، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 298- 301، وفيات الأعيان 2/ 45- 46 و 7/ 69، فوات الوفيات 2/ 272- 275 رقم 252، النجوم الزاهرة 1/ 226، معجم شعراء لسان العرب 443 رقم 1146، الزاهر 1/ 541. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 272 [حرف الياء] 264- (يحيى بن عبد الرحمن) [1] م 4- بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخمي، أَبُو محمد المدني، حَلِيفُ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى. رَوَى عَنْ: أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وعثمان بن عبد الرحمن التَّيمي. وعنه: أسامة بن زيد اللَّيثي، وبكير بن الأشج، ومحمد بن عمرو، وهشام بن عروة. وثقه النسائي وغيره. ولد في إمرة عثمان، وتوفي سنة أربع ومائة. 265- (يحيى بن أبي المطاع الأردنيّ) [2] ق- هو ابن أخت بلال بن رباح. رَوَى عَنْ: الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وعنه: عطاء الخراساني، وعبيد الله بن العلاء بن زبر، والوليد بن سليمان بن أبي السّائب. وثّقه دحيم.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 250، الطبقات لخليفة 242، التاريخ لابن معين 2/ 650، التاريخ الكبير 8/ 289 رقم 3031، تاريخ الثقات 474 رقم 1815، تاريخ أبي زرعة 1/ 576، الجرح والتعديل 9/ 165- 166 رقم 685، المراسيل 246 رقم 450، الثقات لابن حبّان 5/ 523، مشاهير علماء الأمصار 85 رقم 625، تهذيب الكمال 3/ 1509، الكاشف 3/ 229 رقم 6312، تهذيب التهذيب 11/ 249- 250 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 352 رقم 117، خلاصة تذهيب التهذيب 425. [2] التاريخ الكبير 8/ 306 رقم 3111، تاريخ أبي زرعة 1/ 605- 606، الجرح والتعديل 9/ 192 رقم 802، تهذيب الكمال 3/ 1518، الكاشف 3/ 235 رقم 6360، تهذيب التهذيب 11/ 279- 280 رقم 559، تقريب التهذيب 2/ 358 رقم 179، خلاصة تذهيب التهذيب 428. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 273 266- يحيى بن وثاب الأسدي [1] خ م ت س ق [2] مولاهم قارئ أهل الكوفة. أخذ القراءة عرضا عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ، وَعُبَيْدَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وزرّ، وأبي عمرو الشَّيباني، وأبي عبد الرحمن السُّلمي. روى عنه القراءة عرضا: طلحة بن مصرِّف، والأعمش، وأبو حصين، وحمران بن أعين. قاله أبو عمرو الداني. وقال محمد بن جرير الطبري: كان مقريء أهل الكوفة في زمانه. قَالَ الأعمش: كَانَ يَحْيَى بْن وثاب لا يقرأ: بسم الله الرَّحْمَن الرحيم، فِي عرض ولا فِي غيره. وقال أبو بكر بن عياش: كنت إذا قرأت عَلَى عَاصِم قَالَ: اقرأ قراءة يَحْيَى بْن وثاب، فإنه قرأ عَلَى عُبَيْد بْن نضيلة كل يوم آية [3] . وروى يَحْيَى بْن عيسى، عَن الأعمش قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن وثاب من أحسن [4] النَّاس قراءة، وكان إذا قرأ لم تحس فِي المسجد حركة، كأن لَيْسَ فِي المسجد أحد. وقَالَ عُبَيْد الله بْن مُوسَى: كَانَ الأعمش يَقُولُ: يَحْيَى بْن وثاب أقرأ من بال عَلَى التراب. وعن غير واحد قَالُوا: قرأ يَحْيَى بْن وثاب عَلَى عُبَيْد بْن نضيلة. وقَالَ أَحْمَد بْن جُبَيْر الأنطاكي: ثَنَا الكسائي ثَنَا زائدة قَالَ: قلت للأعمش: عَلَى من قرأ يَحْيَى؟ قَالَ: على علقمة، والأسود، ومسروق.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 299، تاريخ خليفة 329، التاريخ الكبير 8/ 308 رقم 3121، تاريخ الثقات 476 رقم 1828، الجرح والتعديل 9/ 193 رقم 806، تاريخ أبي زرعة 1/ 652، الثقات لابن حبان 5/ 520، المعارف 529، ذكر أخبار أصبهان 2/ 356، المعرفة والتاريخ 2/ 174، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 159 رقم 247، تهذيب الكمال 3/ 1524، سير أعلام النبلاء 4/ 379- 381 رقم 153، دول الإسلام 1/ 73، معرفة القراء الكبار 1/ 62- 65 رقم 20، الكاشف 3/ 327 رقم 6373، العبر 1/ 126، تذكرة الحفاظ 1/ 106، غاية النهاية 2/ 380 رقم 3871، مرآة الجنان 1/ 214، تهذيب التهذيب 12/ 294- 295 رقم 574، تقريب التهذيب 2/ 359 رقم 194، النجوم الزاهرة 1/ 252، خلاصة تذهيب التهذيب 429، شذرات الذهب 1/ 125. [2] في طبعة القدسي 4/ 209 «ن» بدل «س» . والتصحيح من مصادر ترجمته. [3] الطبقات الكبرى 6/ 299. [4] «أحسن» ساقطة من الأصل. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 274 وقال يحيى بن آدم: حدَّثَنِي حسن بْن صالح قَالَ: قرأ يَحْيَى عَلَى علقمة، وقرأ علقمة عَلَى ابن مَسْعُود. قلت: وحدث عَن ابن عَبَّاس، وابن عُمَر، ومسروق، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السُّلمي. وعنه: الأعمش، وَعَاصِم بْن أبي النَّجود، وأبو العميس، وأبو حصين عثمان بْن عَاصِم، وآخرون. وكان من جلَّة العلماء، لَهُ قدر وفضل وعبادة. قَالَ الأعمش: كنت إذا رأيت يَحْيَى بْن وثاب قلت: هذا قد وقف للحساب، وإذا كَانَ فِي الصلاة كأنما يخاطب رجلا [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ، صَاحِبَ قُرْآنٍ. توفِّي بِالْكُوفَةِ سنة ثلاث ومائة. 267- يزيد بن الأصمّ [3] م 4 أبو عوف العامري البكّائي الكوفي، نَزِيلُ الرِّقَّةِ. رَوَى عَنْ: خَالَتِهِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ، وَعَنِ ابْنِ خَالَتِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ. وَعَنْهُ: ابْنَا أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، والزُّهري، وَجَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ. وَكَانَ ثِقَةً إِمَامًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَأُمُّهُ هي برزة بنت الحارث الهلالية [4] .   [1] الطبقات الكبرى 6/ 299. [2] الطبقات 6/ 299. [3] الطبقات الكبرى 7/ 479، تاريخ خليفة 330، التاريخ الكبير 8/ 318 رقم 3157، تاريخ الثقات 477 رقم 1832، المعرفة والتاريخ 1/ 396، الكنى والأسماء 2/ 47، الجرح والتعديل 9/ 252 رقم 1055، الثقات لابن حبّان 5/ 531، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 524، حلية الأولياء 4/ 97- 100 رقم 252، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 18/ 124 أ، أسد الغابة 5/ 104، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 161 رقم 253، تهذيب الكمال 3/ 1532، العبر 1/ 126، الكاشف 3/ 240 رقم 6392، سير أعلام النبلاء 4/ 517- 519 رقم 211، العقد الثمين 7/ 460، الإصابة 3/ 672 رقم 9381، تهذيب التهذيب 11/ 313- 314 رقم 600، تقريب التهذيب 2/ 362 رقم 222، العقد الثمين 7/ 460، خلاصة تذهيب التهذيب 430. [4] في الأصل «الهدالية» ، والتصحيح من أسد الغابة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 275 عَن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأَصَمِّ، عَن عمه قَالَ: دخلت عَلَى خالتي ميمونة، فوقفت فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلى [1] فبينا أَنَا كذلك، إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فاستحيت خالتي، لوقوفي فِي مسجده، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هذا الغلام وريائه، فَقَالَ: دعيه، فلأن يرائي بالخير، خير من أن يرائي بالشر. هذا حديث منكر لا يصح بوجه. وقد أخرج ابن منده يزيد فِي الصحابة معتمدا عَلَى هذا الخبر الساقط، وقَالَ: اسم الأصم عَمْرو، وقيل يزيد بْن عَبْد [2] عُمَرو. توفِّي يَزِيد بْنُ الأَصَمِّ سنة ثلاث ومائة. قاله الْوَاقِدِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : سَنَةَ أَرْبَعٍ. 268- (يزيد بن حصين) [4] بن نُمَيْرٍ السَّكوني الْحِمْصِيُّ، مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَرَوَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَبَنِيهِ. حَكَى عَنْهُ عَلاءُ بْنُ رَبَاحٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. توفِّي سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ. 269- يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ [5] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ الشَّاعِرُ، لَهُ نَظْمٌ فَائِقٌ وَشِعْرٌ سَائِرٌ. مَدَحَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغَيْرَهُ، وَرَوَى عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ. وَعَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَعَبْدُ الرحمن بن إسحاق القرشي. وقد ولّاه   [1] «أصلي» مستدركة من أسد الغابة. [2] «عبد» مستدركة من أسد الغابة. [3] تاريخ خليفة 330. [4] تاريخ خليفة 323، الجرح والتعديل 9/ 255 رقم 1073 وفيه «المصري» بدل الحمصي. [5] أمالي القالي 1/ 68، المعرفة والتاريخ 1/ 273، الجرح والتعديل 9/ 257 رقم 1080، الأغاني 12/ 286- 296، سمط اللآلئ 238، تاريخ ابن عساكر 21/ 234 ب، لباب الآداب 396- 399، سير أعلام النبلاء 4/ 519- 520 رقم 212. خزانة الأدب 1/ 113، رغبة الآمل 8/ 40- 48، معجم الشعراء في لسان العرب 447 رقم 1158. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 276 الْحَجَّاجُ [1] لِشَرَفِهِ وَقَرَابَتِهِ مِنْهُ مَمْلَكَةَ فَارِسٍ، فَلَمَّا دَخَلَ ليودِّعه أَنْشَدَ أَبْيَاتًا يَفْتَخِرُ فِيهَا، مِنْهَا: وأبي الَّذِي سلب ابن كسرى راية ... بيضاء تخفق كالعقاب الطائر فغضب الحجاج من فخره وعزله، فهجاه، ولحق بسليمان بْن عَبْد الملك، فقال له سُلَيْمَان: كم كَانَ الحجاج جعل لك عَلَى ولاية فارس؟ قَالَ: عشرين ألفا، قَالَ: هي لك ما عشت [2] . ومن شعره: شريت الصِّبا والجهل بالحلم والتُّقى ... وراجعت عقلي والحليم [3] يراجع أبى الشَّيب والإسلام أن أتبع الهوى ... وفي الشَّيب والإسلام للمرء وازع [4] 270- (يزيد بْن حبان التَّيمي الْكُوفيّ) [5] م د ت ن- عَن زيد بْن أرقم وغيره. وعنه: ابن أخيه أَبُو حيان يَحْيَى بْن سَعِيد التَّيمي، وسعيد بْن مسروق، وفطر بْن خليفة. وثقه النَّسائيّ. 271- (يَزِيدُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ) [6] د ت ق- عن عائشة، وثوبان ويبي أُمَامَةَ وَكَعْبٍ، وَأَبِي حَيٍّ الْمُؤَذِّنِ شَدَّادِ بْنِ حَيٍّ. وَعَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الوليد الزبيدي، وآخرون.   [1] في الأصل «الحجاز» وهو تصحيف. [2] الأغاني 12/ 287. [3] في طبعة القدسي 4/ 212 «الحكيم» بالكاف، والتصويب من سير أعلام النبلاء 4/ 419. [4] البيت الثاني في حماسة ابن الشجري 139. [5] التاريخ الكبير 8/ 324- 325 رقم 3182، المعرفة والتاريخ 1/ 103 و 189 و 536، الجرح والتعديل 9/ 256 رقم 1075، تهذيب الكمال 3/ 1532، الكاشف 3/ 242 رقم 6406، تهذيب التهذيب 11/ 331- 332 رقم 619، تقريب التهذيب 2/ 363 رقم 242 وفيه «حبّان» بالباء الموحَّدة، خلاصة تذهيب التهذيب 431. [6] التاريخ الكبير 8/ 341 رقم 3245، المعرفة والتاريخ 2/ 355، الجرح والتعديل 9/ 271 رقم 1138، المراسيل 238 رقم 437، تحفة الأشراف 13/ 419 رقم 1339، تهذيب الكمال 3/ 1535، الكاشف 3/ 244 رقم 6428، تهذيب التهذيب 11/ 336- 337 رقم 642، تقريب التهذيب 2/ 366 رقم 267، خلاصة تذهيب التهذيب 432. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 277 قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ. 272- (يَزِيدُ بْنُ صُهَيْبٍ الفقير) [1] سوى ت- أبو عثمان الكوفي. رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَمِسْعَرٌ، وَآخَرُونَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: صَدُوقٌ. 273- (يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّير) [2] ع- أبو العلاء العامري البصري، أَحَدُ الأَئِمَةِ. عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ مطرِّف، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَائِشَةَ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَالْحَذَّاءُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيمي، وَكَهْمَسٌ، وقرَّة بْنُ خَالِدٍ. وَكَانَ يَقُولُ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ. وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلا، وَرَدَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. توفِّي سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ إحدى عشرة.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 305، التاريخ لابن معين 2/ 673، التاريخ الكبير 8/ 432- 343 رقم 3251، المعرفة والتاريخ 2/ 209 و 659، الجرح والتعديل 9/ 272 رقم 1144، تهذيب الكمال 3/ 1536، الكاشف 3/ 245 رقم 4633، تهذيب التهذيب 11/ 338 رقم 648، تقريب التهذيب 2/ 366 رقم 272، خلاصة تذهيب التهذيب 432. [2] الطبقات الكبرى 7/ 155، 156، الطبقات لخليفة 208، تاريخ خليفة 338، التاريخ لابن معين 2/ 674، التاريخ الكبير 8/ 345 رقم 3264، تاريخ الثقات 479 رقم 1847، المعرفة والتاريخ 2/ 83- 84 و 469، 470، المعارف 436، الجرح والتعديل 9/ 274 رقم 1154، المراسيل 239 رقم 440، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 663، حلية الأولياء 2/ 212، 213 رقم 178، صفة الصفوة 3/ 232 رقم 499، أسد الغابة 5/ 116، تهذيب الكمال 3/ 1537، تحفة الأشراف 13/ 420 رقم 1340، دول الإسلام 1/ 76، الكاشف 3/ 246 رقم 6440، العبر 1/ 133، سير أعلام النبلاء 4/ 493- 494 رقم 193، الإصابة 3/ 682 رقم 9445، تهذيب التهذيب 11/ 341- 342 رقم 654، تقريب التهذيب 2/ 367 رقم 280، خلاصة تذهيب التهذيب 432، النجوم الزاهرة 1/ 270، شذرات الذهب 1/ 135، جامع التحصيل 373 رقم 898. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 278 274- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَبُو خَالِدٍ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. وَلِيَ الْخِلافَةَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ، مَعْقُودٌ فِي تَوْلِيَةِ عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ كَمَا ذَكَرْنَا، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. قَالَ سَعِيد بْن عفير: كَانَ جسيما أبيض مدوَّر الوجه أفقم [2] لم يشب. قَالَ عَبْد العزيز، عَن ابن جَابِر: بيَّنَّا نَحْنُ عِنْدَ مكحول: إذ أقبل يزيد بْن عَبْد الملك، فهممنا أن نوسع لَهُ، فَقَالَ مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس، يتعلم التواضع. أَبُو ضمرة، عَن مُحَمَّدً بْن مُوسَى بْن عَبْد الله بْن بشار قَالَ: إني لجالس فِي مسجد النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حج يزيد بْن عَبْد الملك قبل أن يكون خليفة، فجلس مَعَ المقبري، وابن أبي الغياث، إذ جاء أَبُو عَبْد الله القراظ [3] ، فوقف عَلَيْهِ فَقَالَ: أنت يزيد بْن عَبْد الملك؟ فالتفت يزيد إلى الشيخين فَقَالَ: أمجنون هذا! فذكروا لَهُ فضله وصلاحه وقالوا: هذا أَبُو عَبْد الله القراظ صاحب أَبِي هُرَيْرَةَ، حتى رق لَهُ ولان، فَقَالَ: نعم أَنَا يزيد، فَقَالَ لَهُ: ما أجملك، إنك تشبه أباك إن ولِّيت من أمر النَّاس شيئا، فاستوص بأهل المدينة خيرا، فأشهد عَلَى أبي هُرَيْرَةَ لحدَّثني عَن حبّه وحبّه صاحب هذا البيت- وأشار إلى الحجرة- أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خرج إلى ناحية من المدينة، يقال لها بيوت السُّقيا، وخرجت معه، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: «إنّ إبراهيم   [1] تاريخ خليفة 331، المعارف 364- 365 و 408، 409، تاريخ اليعقوبي 2/ 310 وما بعدها، الفخري 131، تاريخ الرسل والملوك 7/ 21، مروج الذهب 3/ 207 وما بعدها، الكامل في التاريخ 5/ 120، تاريخ دمشق 18/ 169 ب- 173 ب، العبر 1/ 128، سير أعلام النبلاء 5/ 150- 152 رقم 53، فوات الوفيات 4/ 322- 323 رقم 577، البداية والنهاية 9/ 231، شذرات الذهب 1/ 128، خلاصة الذهب المسبوك 30- 31، معجم بني أميّة 201 رقم 419. [2] الفقم: محرّكة، تقدُّم الثنايا العليا فلا تقع على السفلى. (القاموس المحيط) . [3] بالأصل «القراط» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب) ج 2 ص 250. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 279 خليلك دعاك لأهل مكة، وأنا نبيُّك ورسولك أدعوك لأهل المدينة، اللَّهمَّ بارك لهم فِي مدِّهم وصاعهم وقليلهم وكثيرهم، ضعفي ما باركت لأهل مكة، اللَّهمَّ ارزقهم من هاهنا وهاهنا- وأشار إلى نواحي الأرض كلّها- اللَّهمَّ من أرادهم بسوء فأذبه كَمَا يذوب الملح فِي الماء» [1] . ثُمَّ التفت إلى الشيخين فَقَالَ: ما تقولان؟ قالا: حديث معروف مروي، وقد سمعنا أيضًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين هذين [2] . وأشار كلُّ واحد منهما إلى قلبه. رَوَاهُ ابن أَبِي خيثمة فِي تاريخه عَن الحزامي عَنْهُ. قَالَ ابن وهب: ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن زيد بْن أسلم قَالَ: لَمَّا توفِّي عُمَر ابن عَبْد العزيز وولى يزيد قَالَ: سيروا بسيرة عُمَر بْن عَبْد العزيز، قَالَ: فأتى بأربعين شيخا فشهدوا لَهُ: ما عَلَى الخلفاء حساب ولا عذاب. وقَالَ روح بْن عبادة: ثَنَا حجَّاج بْن حسان التَّيمي، ثَنَا سليم بْن بشير قَالَ: كتب عُمَر بْن عَبْد العزيز إلى يزيد بْن عَبْد الملك حين احتضر: سلام عليك، أما بعد فإنّي لا أرى إلّا ملما بي، فاللَّه، الله، فِي أمة مُحَمَّدً فإنك تدع الدُّنْيَا لمن لا يحمدك، وتفضي إلى من لا يعذرك، والسلام. قَالَ الزُّبير بْن بكار: ثَنَا هَارُونَ الفروي، حدَّثَنِي مُوسَى بن جعفر بن أبي كثير، وابن الماجشون قالا: لَمَّا مات عُمَر بْن عَبْد العزيز قَالَ يزيد: والله ما عُمَر بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يوما يسير بسيرة عُمَر، فَقَالَت حبابة لخصي لَهُ- كَانَ صاحب أمره: ويحك قرِّبني منه حَيْثُ يسمع كلامي، ولك عشرة آلاف درهم، ففعل، فلما مر يزيد بِهَا قَالَتْ: بكيت الصبا جهدا فمن شاء لامني ... ومن شاء آسى في البكاء وأسعدا   [1] أخرجه البخاري 4/ 290 في البيوع، باب: بركة صاع النبيّ صلى الله عليه وسلم ومدّه. وفي: الأيمان والنذور باب: صاع المدينة، ومدّ النبي صلى الله عليه وسلم وبركته، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحضّ على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم 1368 في الحج، باب فضل المدينة، والموطأ 2/ 884 و 885 في الجامع، باب الدعاء للمدينة وأهلها. [2] له شاهد في مسند أحمد 4/ 55 و 56، المعجم الكبير للطبراني 7/ 169 رقم 6631. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 280 ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا [1] ... فقد منع المحزون أن يتجلدا والشعر للأحوص، فلما سمعها قَالَ: ويحك قل لصاحب الشُّرط يصلي بالناس. وقَالَ يوما: والله إني لأشتهي أن أخلو بِهَا فلا أرى غيرها، فأمر ببستان لَهُ فهيئ، وأمر حاجبه أن لا يعلمه بأحد، قَالَ: فبينما هُوَ معها أسر شيء بِهَا، إذ حذفها بحبة رمان أو بعنبة، وهي تضحك، فوقعت فِي فيها، فشرقت فماتت، فأقامت عنده فِي البيت حتى جيفت أو كادت، واغتمّ لَهَا، وأقام أياما، ثُمَّ إنَّه خرج إلى قبرها فَقَالَ: فإن تسل عنك النفس أو تدع البكا ... فباليأس أسلو [2] عنك لا بالتجلّد وكلّ خليل زارني فهو قائل ... من أجلك هذا هامة [3] اليوم أو غد ثُمَّ رجع، فما خرج من منزله إلا عَلَى النَّعش. قَالَ الهيثم بْن عِمْرَانَ العبسي: مات يزيد بْن عَبْد الملك بسواد الأردنّ، مرض بطرف من السُّلّ. وقَالَ أَبُو مسهر: مات يزيد بأربد. وقَالَ غير واحد: مات لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة، وكانت خلافته أربع سنين وشهرا. (يَزِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ [4] الْهَمْدَانِيُّ) [5] الصَّنعاني الدِّمَشْقِيُّ. أرسل عَنْ: مُعَاذٍ وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَدْرَكَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامت، وَشَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ [6] . وعنه خالد بن   [1] في البداية والنهاية 9/ 233 «الصبا» . [2] في البداية والنهاية «تسلو» . [3] قال الزمخشريّ في: أساس البلاغة: هو هامة اليوم أو غد: مشف على الموت. [4] في الأصل «مرية» والتصحيح من مصادر ترجمته. وهو بفتح الميم والثاء، وسكون الراء بينهما. [5] التاريخ الكبير 8/ 357- 358 رقم 3322، المعرفة والتاريخ 2/ 357 و 378، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، الجرح والتعديل 9/ 288 رقم 1225، مشاهير علماء الأمصار 183 رقم 1457، تهذيب الكمال 3/ 1542، تحفة الأشراف 13/ 420 رقم 1341، جامع التحصيل 374 رقم 903، تهذيب التهذيب 11/ 358- 359 رقم 693، تقريب التهذيب 2/ 370 رقم 321، خلاصة تذهيب التهذيب 434. [6] أوس: ساقطة من الأصل، والاستدراك من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 281 مَعْدَانَ، وَالْوَضِينُ [1] بْنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. وَكَانَ خَاشِعًا بَكَّاءً عَابِدًا عَالِمًا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ أَنْ تُوَاعِدَنِي إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ أَنْ يَسْجِنَنِي فِي الحمَّام لَكَانَ حَرِيًّا أَنْ لا تَنْقَطِعَ دُمُوعُ عَيْنِي. وَقِيلَ: إِنَّهُ طُلِبَ لِلْقَضَاءِ، فَقَعَدَ يَأْكُلُ فِي الطَّرِيقِ، فَتَخَلَّصَ بِذَلِكَ، وَرَغِبُوا عَنْهُ. وَقَدْ أرسل عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْعَنْكَبُوتُ شَيْطَانٌ فَاقْتُلُوهُ [2] . 276- (يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ) [3] أَبُو الْعَلاءِ الثَّقَفِيُّ، مَوْلاهُمُ الأَمِيرُ، كَاتِبُ الحجَّاج وَوَزِيرُهُ وَخَلِيفَتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ. أقرَّه الوليد عَلَى إمرة العراق أربعة أشهر، ومات الوليد، فعزله سُلَيْمَان، وكان رأسا فِي الكتابة، فهمَّ سُلَيْمَان أن يجعله كاتبه، فَقَالَ عُمَر: نشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تحيي ذكر الحجَّاج، قَالَ: إني قد كشفت عَلَيْهِ فلم أجد عَلَيْهِ خيانة، فَقَالَ عُمَر بْن عَبْد العزيز: إبليس أعفُّ منه عَن الدينار والدِّرهم، وقد أهلك الخلق، فترك ذَلِكَ، ثُمَّ ولاه إفريقية، فبقي عَلَى المغرب سنة، وفتكوا بِهِ، لأنه أساء السيرة وظلم- وفي المغاربة زعارة ويبس- فقتلوه وأراح الله منه فِي سنة اثنتين ومائة. وكان قصيرا قبيح الوجه، ذا بطن، ثُمَّ ولُّوا عليهم مُحَمَّدً بْن يزيد مولى الأنصار، وقد ذكرناه. 277- (يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ) [4] بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الأَمِيرُ. قتل في صفر سنة   [1] في الأصل «الرضين» والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 331. [2] أخرجه أبو داود 3/ 89 في المراسيل، وهو عن ابن المصفّى، عن بقية، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد. وانظر: تحفة الأشراف 19550. [3] تاريخ خليفة 308 و 326 و 334، المعرفة والتاريخ 1/ 607 و 609 و 614 و 2/ 482 و 598، حلية الأولياء 5/ 315، عيون الأخبار 3/ 130، مروج الذهب 3/ 186، تاريخ الرسل والملوك 8/ 96، الحلّة السيراء 2/ 336، الكامل في التاريخ 4/ 584 و 5/ 77 و 88، سيرة عمر بن عبد العزيز 88، بغية الطلب في تاريخ حلب (مصوّر بدار الكتب المصرية) 8/ 174، البيان المغرب 1/ 48- 49، تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- للمحقّق د. عمر عبد السلام تدمري- طبعة ثانية 1/ 157- 158. [4] تاريخ خليفة 215 و 284 و 295 و 313 و 322، الأخبار الموفقيات 373 و 497- 500، المعارف 400، المعرفة والتاريخ 2/ 265 و 390 و 482، فتوح البلدان 1/ 198 و 283 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 282 اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ كَمَا مَرَّ فِي تَرْجَمَةِ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ. وَكَانَ شَرِيفًا جَوَّادًا بَطَلا شُجَاعًا، مِنْ جِلَّةِ أُمَرَاءِ زَمَانِهِ، وَلَكِنَّهُ تَحَرَّكَ بِحَرَكَةٍ نَاقِصَةٍ أَفْضَتْ إِلَى اسْتِئْصَالِ شَأْفَةِ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَعْضُ ذَلِكَ فِي الْحَوَادِثِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 278- (يَزِيدُ بْنُ نِمْرَانَ الدِّمَشْقِيُّ) [1] وَيُقَالُ يَزِيدُ بْنُ غَزْوَانَ الْمَذْحِجِيُّ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ: مَوْلاهُ سَعِيدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. وقد شهد مرج راهط مع مروان.   [ () ] و 2/ 412- 414، تاريخ الرسل والملوك 6/ 523 وما بعدها، التنبيه والإشراف 277، ثمار القلوب 113 و 119، معجم ما استعجم 3/ 950، الكامل في التاريخ 5/ 23 وما بعدها، وفيات الأعيان 6/ 278- 309، العبر 1/ 125، سير أعلام النبلاء 4/ 503- 506 رقم 197، شذرات الذهب 1/ 124، خزانة الأدب 1/ 105، رغبة الآمل 4/ 189. [1] التاريخ الكبير 8/ 365- 366 رقم 3349، المعرفة والتاريخ 1/ 222 و 2/ 384، تاريخ أبي زرعة 1/ 235، تهذيب الكمال 3/ 1544، الكاشف 3/ 251 رقم 6478، تهذيب التهذيب 11/ 365 رقم 709، تقريب التهذيب 2/ 372، خلاصة تذهيب التهذيب 434- 435. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 283 [الكنى] - (أبو الأشعث الصَّنعاني الدمشقي) م 4- أصح ما قيل إنّ اسمه شراحيل ابن آذة. تَقَدَّمَ. 279- أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ [1] ع الفقيه، قَاضِي الْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، والزُّبير بْنِ الْعَوَّامِ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَبْدِ الله بن سلّام، وأبي هريرة، وغيرهم.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 268- 269، الطبقات لخليفة 158، تاريخ خليفة 296 و 330، التاريخ الكبير 447- 448 رقم 2949، التاريخ لابن معين 2/ 694، المعارف 445- 446 و 544 و 589، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 158 رقم 883، التاريخ الصغير 119، المعرفة والتاريخ 1/ 262 و 267 و 270 و 440 و 451 و 2/ 555 و 624 و 695 و 706 و 3/ 690، تاريخ أبي زرعة 1/ 294 و 555، أخبار القضاة 2/ 408- 413، الكنى والأسماء 1/ 126، الجرح والتعديل 6/ 325 رقم 1809، المراسيل 161 رقم 302، مشاهير علماء الأمصار 104 رقم 776، الإكليل 10/ 46، مروج الذهب 3/ 214، تاريخ الثقات 491 رقم 1903، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 371- 392 رقم 48، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ 2/ 178- 179 رقم 284، وفيات الأعيان 3/ 10- 12 رقم 316، تهذيب الكمال 3/ 1578 تحفة الأشراف 13/ 425 رقم 1349، العبر 1/ 28، تجريد التمهيد 2/ 151، دول الإسلام 1/ 73، سير أعلام النبلاء 4/ 343- 346 رقم 118، تذكرة الحفاظ 1/ 95 رقم 86، الكاشف 3/ 273 رقم 31، البداية والنهاية 9/ 231، جامع التحصيل 248- 249 رقم 323، تهذيب التهذيب 12/ 18، 19 رقم 95، تقريب التهذيب 2/ 294، خلاصة تذهيب التهذيب 443، النجوم الزاهرة 1/ 199 و 252، شذرات الذهب 1/ 126. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 284 وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَابْنُهُ بِلالٌ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَخَلْقٌ كثَيِرٌ. وَكَانَ إِمَامًا ثِقَةً وَاسِعَ الْعِلْمِ، قِيلَ اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِضَارٍ. وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بَعْدَ شُرَيْحٍ مُدَّةً [1] ، ثُمَّ عَزَلَهُ الْحَجَّاجُ وولّى أخاه أبا بكر. قال الرُّويانيّ: ثنا أحمد ابن أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، ثَنَا عَمِّي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ ولِّي خُرَاسَانَ فَقَالَ: دلُّوني عَلَى رَجُلٍ كَامِلٍ بِخِصَالِ الْخَيْرِ، فدلَّ عَلَى أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، فَلَمَّا رَآهُ رَأَى رَجُلا فَائِقًا، فَلَمَّا كلَّمه رَأَى مِنْ مَخْبَرَتِهِ أَفْضَلَ مِنْ مَرْآتِهِ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي ولَّيتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه، فأبى، فقال: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَوَلَّى عَمَلا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2] . وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. وقَالَ الواقدي: توفِّي سنة ثلاث ومائة. 280- (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ) [3] م- سَمِعَ أَبَاهُ، وَعُتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، وَمَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، ويونس ابن عُبَيْدٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ. 281- (أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي موسى الأشعريّ) [4] ع- الكوفي. عن: يبي   [1] الطبقات الكبرى 6/ 268. [2] تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 387. [3] التاريخ الكبير 9/ 12 رقم 73، تاريخ الثقات 492 رقم 1907، الجرح والتعديل 9/ 340 رقم 1510، الثقات لابن حبّان 5/ 574، تهذيب الكمال 3/ 1581، الكاشف 3/ 274 رقم 40، تهذيب التهذيب 12/ 23 رقم 118، تقريب التهذيب 2/ 396 رقم 30، خلاصة تذهيب التهذيب 444. [4] التاريخ لابن معين 2/ 696، الطبقات لخليفة 158، تاريخ خليفة 296، التاريخ الكبير الجزء: 7 ¦ الصفحة: 285 هُرَيْرَةَ، وَأَبِيهِ أَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ الضُّبعي، وحجَّاج بْنُ أَرْطَأَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ، وَكَانَ كُوفِيًّا عُثْمَانِيًّا وُلِّيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ فِي زَمَنِ الحجَّاج [1] . 282- (أَبُو بَكْرِ بن عمارة) [2] م د ت- بن رويبة [3] الثقفي البصري. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمِسْعَرُ بْنُ كدام. 283- (أبو بكر أخو عبد الله) [4] خ- بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ التَّيمي الْمَكِّيُّ. عَنْ: عَائِشَةَ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيمي، وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَغَيْرُهُمْ. خرَّج لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وما علمت بِهِ بَأْسًا. - (أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ) فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. 284- (أَبُو حَاجِبٍ) [5] هُوَ سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَنَزِيُّ، مِنْ رِجَالِ السُّنن. 285- (أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلي) [6] م د ت ق- عَنْ أَبِيهِ،   [9] / 12 رقم 75، تاريخ الثقات 492 رقم 1914، المعارف 266 و 584 و 599، الجرح والتعديل 9/ 340 رقم 1512، الثقات لابن حبّان 5/ 592، تهذيب الكمال 3/ 1588، الكاشف 3/ 277 رقم 62، تهذيب التهذيب 12/ 40- 41 رقم 159، تقريب التهذيب 2/ 400 رقم 74، خلاصة تذهيب التهذيب 445. [1] أخبار القضاة 2/ 412- 413. [2] الكنى والأسماء 1/ 124، تهذيب الكمال 3/ 1585، الكاشف 3/ 276 رقم 56، تقريب التهذيب 2/ 399 رقم 63، خلاصة تذهيب التهذيب 445. [3] مهمل في الأصل، والتقييد من مصادر الترجمة. [4] الطبقات الكبرى 5/ 573، تهذيب الكمال 3/ 1585، الكاشف 3/ 276 رقم 53، تهذيب التهذيب 12/ 32 رقم 146، تقريب التهذيب 2/ 398 رقم 59، خلاصة تذهيب التهذيب 444. [5] التاريخ لابن معين 2/ 243، التاريخ الكبير 4/ 184- 185 رقم 2419، الكنى والأسماء 1/ 142، الجرح والتعديل 4/ 292 رقم 1266، تهذيب الكمال 3/ 1595، الكاشف 3/ 328 رقم 2210، تهذيب التهذيب 4/ 267 رقم 360، تقريب التهذيب 1/ 339 رقم 587، خلاصة تذهيب التهذيب 158. [6] الطبقات الكبرى 7/ 226، الطبقات لخليفة 206، تاريخ خليفة 339، التاريخ الكبير 9/ 23 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 286 وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَزَاذَانَ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَبُو الْيَقْظَانِ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ. وَهُوَ بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ صَدُوقٌ، لَهُ أَحَادِيثُ. وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى وَالِدِهِ. قَرَأَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ بْنُ أعين، وغيره. 286- أبو رجاء العطاري [1] ع هُوَ عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ، وَقِيلَ ابْنُ تَيْمٍ. مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، أَسْلَمَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْرَجَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي كِتَابِ الصَّحَابَةِ [2] . وَقِيلَ: إِنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيق. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمُرَةَ، وَتَلَقَّنَ الْقُرْآنَ مِنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَرَضَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَ تَلاءً لِكِتَابِ اللَّهِ. قَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ وَغَيْرُهُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَسَلَمُ بْنُ زرير، وصخر ابن جُوَيْرِيَةَ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. سَمِعَهُ جرير بن حازم يقول:   [ () ] رقم 181، المعارف 434- 435، المعرفة والتاريخ 1/ 277 و 341 و 2/ 149 و 621 و 633 و 3/ 69 و 222، الكنى والأسماء 1/ 142، الجرح والتعديل 9/ 358- 359 رقم 1626، تهذيب الكمال 3/ 1597، الكاشف 3/ 286 رقم 102، تهذيب التهذيب 12/ 69- 70 رقم 275، تقريب التهذيب 2/ 410 رقم 22، خلاصة تذهيب التهذيب 447. [1] الطبقات الكبرى 7/ 138- 140، الطبقات لخليفة 196، تاريخ خليفة 190 و 336، التاريخ لابن معين 704، التاريخ الكبير 6/ 410 رقم 2811، تاريخ الثقات 498 رقم 1949، المعارف 427، المعرفة والتاريخ 1/ 238 و 3/ 214، تاريخ أبي زرعة 1/ 658، الجرح والتعديل 6/ 303- 304 رقم 1687، الكنى والأسماء 1/ 70 و 173، مشاهير علماء الأمصار 87 رقم 640، حلية الأولياء 2/ 304- 309 رقم 195، الاستيعاب 3/ 23، أسد الغابة 4/ 136 و 5/ 191، تهذيب الكمال 3/ 1604، الكاشف 2/ 301 رقم 4343، سير أعلام النبلاء 4/ 253- 257 رقم 92، العبر 1/ 129، تذكرة الحفّاظ 1/ 66 رقم 57، جامع التحصيل 303 رقم 591، تهذيب التهذيب 8/ 140- 141 رقم 243، تقريب التهذيب 2/ 85 رقم 743، خلاصة تذهيب التهذيب 296، الإصابة 4/ 74 رقم 433، النجوم الزاهرة 1/ 243، طبقات الحفاظ 25، الشذرات 1/ 130. [2] الاستيعاب 3/ 23 رقم 1971. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 287 بَلَغَنَا أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عَلَى مَاءٍ لَنَا، فَانْطَلَقْنَا نَحْوَ الشَّجَرَةِ هَارِبِينَ بِعِيَالِنَا، فَبَيْنَا أَنَا أَسُوقُ بِالْقَوْمِ، إِذْ وَجَدْتُ كُرَاعَ ظَبْيٍ طَرِيٍّ فَأَخَذْتُهُ فَأَتَيْتُ الْمَرْأَةَ فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَعِيرٌ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ فِي وِعَاءٍ لَنَا عَامَ أَوَّلِ شَيْءٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَمَا أَدْرِي بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لا، فَأَخَذَتْهُ فَنَفَضَتْهُ، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهُ مِلْءَ كفّ من شَعِيرٍ، فَرَضَخْتُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ أَلْقَيْتُهُ وَالْكُرَاعَ فِي بُرْمَةٍ، ثُمَّ قُمْتُ إِلَى بَعِيرٍ فَفَصَدْتُهُ إِنَاءً مِنْ دَمٍ، ثُمَّ أَوْقَدْتُ تَحْتَهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ عُودًا، فَلَبَكْتُهُ بِهِ لَبْكًا شَدِيدًا حَتَّى أَنْضَجْتُهُ، ثُمَّ أَكَلْنَا [1] . فَقُلْتُ لَهُ: مَا طَعْمَ الدَّمِ؟ قَالَ: حُلْوٌ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثَنَا أَبُو عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ: مَا تَذْكُرُ؟ قَالَ: أَذْكُرُ قَتْلَ بَسْطَامٍ، ثُمَّ أَنْشَدَ: وخزَّ عَلَى الأَلاءَةِ [2] لَمْ يوسَّد كَأَنَّ جَبِينَهُ سَيْفٌ صَقِيلُ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَتْلُ بَسْطَامٍ قَبْلَ الإِسْلامِ بِقَلِيلٍ. أَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ: ثَنَا أَبُو الْحَارِثِ الْكَرْمَانِيُّ- ثِقَةٌ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا شَابٌّ أَمْرَدُ [3] وَلَمْ أَرَ نَاسًا كَانُوا أضلَّ مِنَ الْعَرَبِ، كَانُوا يَجِيئُونَ بِالشَّاةِ الْبَيْضَاءِ فَيُقَيِّدُونَهَا، فَيَخْتَلِسُهَا الذِّئْبُ، فَيَأْخُذُونَ أُخْرَى مَكَانَها فَيُقَيِّدُونَهَا، وَإِذَا رَأَوْا صَخْرَةً حَسَنَةً جَاءُوا بِهَا وصلُّوا إِلَيْهَا، فَإِذَا رَأَوْا أَحْسَنَ مِنْهَا رَمَوْهَا، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرْعَى الإِبِلَ عَلَى أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْنَا بِخُرُوجِهِ لَحِقْنَا بِمُسَيْلِمَةَ [4] . وَقِيلَ اسْمُ أَبِي رَجَاءٍ: عُثْمَانُ بْنُ تَيْمٍ، وَبَنُو عُطَارِدٍ بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا رَجَاءٍ كَانَ يَخْضِبُ رَأْسَهُ دُونَ لِحْيَتِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: كَانَ أَبُو رَجَاءٍ عَابِدًا، كَثِيرَ الصَّلاةِ وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، كَانَ يَقُولُ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلا أَنْ أُعَفِّرَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ   [1] العبارة ما بين الحاصرتين كلّها إضافة من حلية الأولياء 2/ 305. [2] بالأصل «الآلاة» ، والتصحيح من طبقات ابن سعد 7/ 138. [3] الطبقات الكبرى 7/ 138. [4] قارن بالطبقات. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 288 الْبَرِّ [1] : كَانَ أَبُو رَجَاءٍ رَجُلا فِيهِ غَفْلَةٌ وَلَهُ عِبَادَةٌ، عمِّر طَوِيلا أَزْيَدَ مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] : ذَكَرَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: اجْتَمَعَ فِي جَنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَالْفَرَزْدَقُ، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، يَقُولُ النَّاسُ: اجْتَمَعَ فِي هَذِهِ الْجَنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وشرُّهم، فَقَالَ الْحَسَنُ: لَسْتَ بِخَيْرِ النَّاسِ وَلَسْتُ بشرِّهم، لَكِنَّ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ يَا أَبَا فِرَاسٍ؟ قَالَ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ مَاتَ كَبِيرُهُمْ ... وَقَدْ كَانَ قَبْلُ الْبَعْثِ بَعْثُ مُحَمَّدِ وَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ الْيَوْمَ سَبْعُونَ حجَّة ... وستُّون لَمَّا بَاتَ غَيْرَ موسَّد إِلَى حُفْرَةٍ غَبْرَاءَ يَكْرَهُ وِرْدَهَا ... سِوَى أَنَّهَا مَثْوَى وَضِيعٍ وَسَيِّدِ وَلَوْ كَانَ طُولُ الْعُمْرِ يُخَلِّدُ وَاحِدًا ... وَيَدْفَعُ عَنْهُ عَيْبَ عُمْرِ مُمَرِّدِ [3] لَكَانَ الَّذِي رَاحُوا بِهِ يَحْمِلُونَهُ ... مُقِيمًا وَلَكِنْ لَيْسَ حَيٌّ بِمُخَلَّدِ نَرُوحُ وَنَغْدُو وَالْحُتُوفُ أَمَامَنَا ... يَضَعْنَ لَنَا حَتْفَ الرَّدى كُلُّ مرصَّد 287- (أَبُو السَّلِيلِ) [4] م 4- ضريب بن نقير- وقيل ابن نفير بِالْفَاءِ- الْجُرَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وأبى هريرة- ولم   [1] الاستيعاب 3/ 23، أهل المائة فصاعدا 116. [2] الاستيعاب 3/ 23- 24. [3] في المطبوع من التاريخ للقدسي 4/ 219 «عمرو» وهو تصحيف، والتصحيح من الاستيعاب. [4] الطبقات الكبرى 7/ 222، التاريخ لابن معين 2/ 274، الطبقات لخليفة 213، تاريخ خليفة 335، التاريخ الكبير 4/ 342 رقم 3063، المعرفة والتاريخ 2/ 211، تاريخ أبي زرعة 1/ 482، الكنى والأسماء 1/ 193، الجرح والتعديل 4/ 470 رقم 2066، مشاهير علماء الأمصار 97 رقم 718، تهذيب الكمال 3/ 1612، الكاشف 2/ 34 رقم 2464، تهذيب التهذيب 4/ 457- 458 رقم 790، تقريب التهذيب 1/ 374 رقم 23، خلاصة تذهيب التهذيب 178. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 289 يَلْقَهُمَا- وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، وَزَهْدَمِ الْجَرْمِيِّ. وعنه سليمان التّميم، وَسَعِيدٌ وَالْجُرَيْرِيُّ، وَكَهْمَسٌ، وَآخَرُونَ. وَثَّقُوهُ. - (أَبُو سَلامٍ الْحَبَشِيُّ، مَمْطُورٌ) قَدْ ذُكِرَ. - (أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ) قَدْ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ كَمَا أَوْرَدْنَاهُ. 288- (أَبُو السَّوَّارِ) الْعَدَوِيُّ) [1] خ م ن- بَصْرِيٌ نَبِيلٌ، اسْمُهُ حَسَّانُ بْنُ حُرَيْثٍ. رَوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَجُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ. وَثَّقُوهُ. 289- أبو صالح السّمّان [2] ع ذكوان مَوْلَى جُوَيْرِيَة الْغَطَفَانِيَّةِ. مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، كَانَ يَجْلِبُ السَّمْنَ وَالزَّيْتَ إِلَى الْكُوفَةِ. قِيلَ إِنَّهُ شَهِدَ حِصَارَ يَوْمِ الدَّارِ. وَسَمِعَ: سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وابن عبّاس، وأبا سعيد، وابن   [1] الطبقات الكبرى 7/ 151، التاريخ لابن معين 2/ 709، الطبقات لخليفة 202 و 207، تاريخ خليفة 303، التاريخ الكبير 3/ 30 رقم 124، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الكنى والأسماء 1/ 201، الجرح والتعديل 3/ 233 رقم 1029، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 705، تهذيب الكمال 3/ 1612 و 1613، الكاشف 3/ 303 رقم 205، تهذيب التهذيب 12/ 123 رقم 569، تقريب التهذيب 2/ 432 رقم 95، خلاصة تذهيب التهذيب 451 (وفيه: أبو السواد، بالدال) . وهو تصحيف. [2] الطبقات الكبرى 5/ 301- 301، الطبقات لخليفة 248، تاريخ خليفة 325، التاريخ الكبير 3/ 260- 261 رقم 895، تاريخ الثقات 150 رقم 404، المعارف 478، المعرفة والتاريخ 1/ 415 و 3/ 248، 249، التاريخ لابن معين 2/ 158، تاريخ أبي زرعة 1/ 479، الكنى والأسماء 2/ 9، الجرح والتعديل 3/ 450- 451 رقم 2039، المراسيل 57 رقم 82، مشاهير علماء الأمصار 75 رقم 530، تهذيب الكمال 1/ 400، سير أعلام النبلاء 5/ 36- 37 رقم 10، الكاشف 1/ 229 رقم 1502، العبر 1/ 121، تذكرة الحفّاظ 1/ 89 رقم 78، تحفة الأشراف 13/ 188 رقم 1061، جامع التحصيل 209 رقم 180، تهذيب التهذيب 3/ 219- 220 رقم 917، تقريب التهذيب 1/ 238 رقم 2، خلاصة تذهيب التهذيب 112. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 290 عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: ابْنُهُ سُهَيْلٌ، والأَعْمَش، وَسُمَيٌّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَخَلْقٌ. ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَجَلَّ النَّاسِ وَأَوْثَقَهُمْ. وَقِيلَ: كَانَ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَتْ لِأَبِي صَالِحٍ لِحْيَةٌ طَوِيلَةٌ، فَإِذَا ذُكِرَ عُثْمَانُ بَكَى، فَارْتَجَّتْ لِحْيَتُهُ وَقَالَ: هَاهْ هَاهْ، وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ فَضْلِهِ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ مُؤَذِّنًا فَأَبْطَأَ الإِمَامُ، فَأَمَّنَا، فَكَانَ لا يَكَادُ يُجِيزُهَا مِنَ الرِّقَّةِ وَالْبُكَاءِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : ثِقَةٌ، صَالِحُ الْحَدِيثِ، يُحتَجُّ بِحَدِيثِهِ. وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ إِذَا رَآهُ قَالَ: مَا عَلَى هَذَا أَلا يَكُونُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ. وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ أَلْفَ حَدِيثٍ. قلت: تُوُفِّيَ سنة إحدى ومائة، رحمه الله. 290- (أَبُو السَّائِبِ) [2] م 4- مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، مَدَنِيٌّ مَشْهُورٌ لَمْ يُسَمَّ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَالْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ مُكْثِرٌ. 291- (أبو سبرة النّخعي الكوفي) [3] د ت ق- قيل اسمه عبد الله بن عابس. رَوَى عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، وَغَيْرِهِ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، والأعمش، وغيرهما.   [1] الجرح والتعديل 3/ 451. [2] الطبقات الكبرى 5/ 307، التاريخ الكبير 9/ 38 رقم 331، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 497، تهذيب الكمال 3/ 1607. [3] التاريخ الكبير 9/ 40 رقم 349، المعرفة والتاريخ 3/ 224، الجرح والتعديل 9/ 385 رقم 1802، تهذيب الكمال 3/ 1607، الكاشف 3/ 299 رقم 172، تهذيب التهذيب 12/ 105 رقم 483، تقريب التهذيب 2/ 426 رقم 6، خلاصة تذهيب التهذيب 450. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 291 (أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر) [1] م ت ق- بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيِّ الْمَدَنِيِّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. 293- (أَبُو شَيْخٍ الْهُنَائِيّ) [2] د ن- حَيْوَانُ، وَقِيلَ خَيْوَانُ الْمُقْرِئُ. قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ، وَقَرَأَ عَلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَيُونُسُ بْنُ مِهْرَانَ. قَالَ شَبَابٌ: هُوَ بَصْرِيٌّ، مَاتَ بَعْدَ الْمِائَةِ. 294- (أبو صادق الأزدي الكوفي) [3] ق- مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ، وَقِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ناجذ أَخُو رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ. عَنْ: رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، وَعَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلا، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ: الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، وَالْحَكَمُ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حاتم [4] : هو بابة أبي البختريّ.   [1] التاريخ الكبير 9/ 34 رقم 297، الجرح والتعديل 9/ 376 رقم 1740، تهذيب الكمال 3/ 1609، الكاشف 3/ 301 رقم 188، تهذيب التهذيب 12/ 111 رقم 515، تقريب التهذيب 2/ 428 رقم 41، خلاصة تذهيب التهذيب 451. [2] الطبقات لخليفة 206 و 211، تاريخ خليفة 287 و 339، التاريخ لابن معين 2/ 710، المعرفة والتاريخ 3/ 67 (باسم: خيوان، بالمعجمة) التاريخ الكبير 3/ 130 رقم 436 (باسم: حيوان، بالمهملة) ، الكنى والأسماء 2/ 6، الجرح والتعديل 3/ 401 رقم 1842 (باسم: خيوان، بالمعجمة) ، تهذيب الكمال 3/ 1614، الكاشف 3/ 306 رقم 219، تهذيب التهذيب 12/ 129 رقم 605، تقريب التهذيب 2/ 435 رقم 27، خلاصة تذهيب التهذيب 452. [3] التاريخ لابن معين 2/ 710، التاريخ الكبير 7/ 277 رقم 1172، المعرفة والتاريخ 2/ 305، الكنى والأسماء 2/ 14، الجرح والتعديل 8/ 199 رقم 875، تهذيب الكمال 3/ 1614، الكاشف 3/ 307 رقم 220، تهذيب التهذيب 12/ 130 رقم 606، تقريب التهذيب 2/ 436 رقم 1، خلاصة تذهيب التهذيب 452. [4] الجرح والتعديل 8/ 200. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 292 295- (أبو الصّدّيق النّاجي البصري) [1] ع- بكر بن عمرو، وقيل ابن قيس. سَمِعَ: عَائِشَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ، وَابْنَ عُمَرَ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَزَيْدٌ الْعَمِّيُّ، وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ، وَآخَرُونَ. مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. - (أَبُو الطّفيل: قد ذكر. 296- (أبو العالية البصري) [2] خ م- البرّاء، قِيلَ اسْمُهُ زِيَادُ، وَقِيلَ: كُلْثُومٌ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيَّ، وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ. - (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ) دِينَارٌ. قد تَقَدَّمَ. 297- أَبُو الْعَلاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ [3] ع هُوَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ العامري البصري، أخو مطرّف. روى   [1] الطبقات لخليفة 206، تاريخ خليفة 339، المعرفة والتاريخ 3/ 67 و 79 و 203، تاريخ أبي زرعة 1/ 669، الكنى والأسماء 2/ 14، الجرح والتعديل 3/ 390 رقم 1518، مشاهير علماء الأمصار 93 رقم 680، تهذيب الكمال 3/ 1616، تهذيب التهذيب 1/ 486 رقم 894، تقريب التهذيب 1/ 106 رقم 122، خلاصة تذهيب التهذيب 51. [2] الكنى والأسماء 2/ 21، تهذيب الكمال 3/ 1619، الكاشف 3/ 311 رقم 242، تهذيب التهذيب 12/ 143- 144 رقم 685، تقريب التهذيب 2/ 443 رقم 10، خلاصة تذهيب التهذيب 453. [3] الطبقات الكبرى 7/ 155- 156، الطبقات لخليفة 208، تاريخ خليفة 338، التاريخ لابن معين 2/ 674، التاريخ الكبير 8/ 345 رقم 3264، المعارف 436، تاريخ الثقات 479 رقم 1847، المعرفة والتاريخ 2/ 530، الكنى والأسماء 2/ 49، الجرح والتعديل 9/ 274 رقم 1154، المراسيل 239 رقم 440، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 663، تهذيب الكمال 3/ 1540، حلية الأولياء 2/ 212- 213 رقم 178، أسد الغابة 5/ 116، صفة الصفوة 232 رقم 499، العبر 1/ 133، سير أعلام النبلاء 4/ 493- 494 رقم 193، الكاشف 3/ 246 رقم 6440، تحفة الأشراف 13/ 420 رقم 1340، جامع التحصيل 373 رقم 898، تهذيب التهذيب 11/ 341 رقم 654، الإصابة 3/ 682 رقم 9445، تقريب التهذيب 2/ 367 رقم 280، النجوم الزاهرة 1/ 270، خلاصة تذهيب التهذيب 432، شذرات الذهب 1/ 135. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 293 عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ، وَأَحْنَفَ بْنِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ أَحَدَ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ، ذُكِرَ أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ [1] ، فَلَعَلَّهُ وُلِدَ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ. قَالَ أَبُو هِلالٍ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ: رَأَيْتُ أَبَا الْعَلاءِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [3] . وَعَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ فِي مَجْلِسٍ، فَقِيلَ لِأَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ: تَكَلَّمْ، فَقَالَ: أَوْ هُنَاكَ أَنَا، ثُمَّ ذَكَرَ الْكَلامَ وَمُؤْنَتَهُ وَتَبِعَتَهُ [4] . تُوُفِّيَ أَبُو الْعَلاءِ يَزِيدُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ. (أَبُو عَلْقَمَةَ) [5] م 4- مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. سَكَنَ مِصْرَ. وَحَدَّثَ عَنْ: عُثْمَانَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: أَبُو الْخَلِيلِ صَالِحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الإِفْرِيقِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَحَادِيثُهُ صِحَاحٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَارِسِيُّ مَوْلَى لابْنِ عَبَّاسٍ، وُلِّيَ قَضَاءَ إِفْرِيقِيَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ. (أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ) اسْمُهُ تَمِيمٌ. قَدْ ذُكِرَ.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 155. [2] الطبقات 7/ 155. [3] الطبقات 7/ 156. [4] حلية الأولياء 2/ 213. [5] التاريخ الكبير 9/ 59 رقم 513، تاريخ الثقات 506 رقم 2005، الجرح والتعديل 9/ 419 رقم 2048، تهذيب الكمال 3/ 1628، الكاشف 3/ 317 رقم 288، تهذيب التهذيب 12/ 173 رقم 817، تقريب التهذيب 2/ 452 رقم 144، خلاصة تذهيب التهذيب 455. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 294 299- أبو قلابة [1] ع هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَحَدُ أَعْلامِ التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، وَعَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَزَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، وَخَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ، وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ- رَضِيعُ عَائِشَةَ- وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَقُبَيْصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، وَقُبَيْصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، وَأَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَآخَرُونَ. وَرِوَايَتُهُ عَنْ عَائِشَةَ مُرْسَلَةٌ [2] ، وَقَدْ أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ. وَرَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ أَبُو دَاوُدَ، وَهُوَ مُرْسَلٌ أَيْضًا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَغَيْرُهُ: قيل لعبد الملك بن مروان:   [1] الطبقات الكبرى 7/ 183- 185، الطبقات لخليفة 211، التاريخ الكبير 5/ 92 رقم 255، تاريخ الثقات 257 رقم 813، التاريخ لابن معين 2/ 309، تاريخ أبي زرعة 1/ 501 و 502، المعارف 446، المعرفة والتاريخ 2/ 65، الكنى والأسماء 2/ 84، الجرح والتعديل 5/ 57- 58 رقم 268، المراسيل 109- 110 رقم 173، تاريخ داريّا 60، مشاهير علماء الأمصار 89 رقم 649، حلية الأولياء 2/ 282- 289 رقم 192، طبقات الفقهاء 89، تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 535- 568 رقم 296، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 251، الأنساب (مادّة الجرمي) ، تهذيب الكمال 2/ 685 و 3/ 1645، اللباب 1/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 94 رقم 85، سير أعلام النبلاء 4/ 468- 475 رقم 178، العبر 1/ 127، ميزان الاعتدال 2/ 425- 429، الكاشف 2/ 79 رقم 2762، البداية والنهاية 9/ 231، الوافي بالوفيات 17/ 185- 186 رقم 168، الثقات لابن حبّان 126، صفة الصفوة 3/ 159، 160، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 426، 427، تهذيب التهذيب 5/ 224- 226 رقم 387، تقريب التهذيب 1/ 417 رقم 319، النجوم الزاهرة 1/ 254، طبقات الحفاظ 36، خلاصة تذهيب التهذيب 198، شذرات الذهب 1/ 126. [2] تاريخ دمشق 543. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 295 هذا أبو قلابة قدم، قَالَ: مَا أَقْدَمَهُ؟ قَالَ: مُتَعَوِّذًا مِنَ الْحَجَّاجِ، أَرَادَهُ عَلَى الْقَضَاءِ، فَكَتَبَ لَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ بِالْوِصَاةِ، فَقَالَ أَبُو قِلابَةَ: لَنْ أَخْرُجَ مِنَ الشَّامِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ، دِيوَانُهُ بِالشَّامِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ: قُلْتُ لِأَبِي قِلابَةَ مَا هَذِهِ الصَّلاةِ الَّتِي يُصَلِّيهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَشَرَةٌ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا صَلاةُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِرَاءَتُهُ وَرُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ [2] . قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: مَاتَ أَبُو قِلابَةَ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ تَرَكَ حِمْلَ بَغْلٍ كُتُبًا [3] . وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلابَةَ، إِنَّ عَنْبَسَةَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ لِأَبِي قِلابَةَ: لا يَزَالُ هَذَا الْجُنْدُ بِخَيْرِ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ [4] . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ذَكَرَ أَيُّوبُ أَبَا قِلابَةَ فَقَالَ: كَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الأَلْبَابِ [5] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [6] : لا يُعْرَفُ لِأَبِي قِلابَةَ تَدْلِيسٌ. وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا قِلابَةَ خَرَجَ حَاجًّا، فَتَقَدَّمَ أَصْحَابَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَصَابَهُ عَطَشٌ شَدِيدٌ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ تُذْهِبَ عَطَشِي مِنْ غَيْرِ فِطْرٍ، فَأَظَلَّتْهُ سَحَابَةٌ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِ، حَتَّى بَلَّتْ ثَوْبَيْهِ، وَذَهَبَ عَنْهُ الْعَطَشُ [7] . وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا قِلابَةَ، فَإِذَا حَدَّثَنَا بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ قَالَ: قَدْ أَكْثَرْتُ [8] . قَالَ أيّوب السّختياني: لم يكن هاهنا أعلم بالقضاء من أبي قِلابَةَ، لا أَدْرِي مَا مُحَمَّدٌ [9] . وَقَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُذَيْنَةَ الْقَاضِي ذُكِرَ أبو قلابة   [1] الطبقات الكبرى 7/ 183. [2] تاريخ دمشق 546. [3] المعرفة والتاريخ 1/ 478. [4] حلية الأولياء 2/ 284. [5] الطبقات الكبرى 7/ 183. [6] الجرح والتعديل 5/ 58. [7] تاريخ دمشق 556. [8] حلية الأولياء 2/ 287، تاريخ دمشق 557. [9] في طبقات ابن سعد 7/ 183: «ما أدري ما محمد لو خبر» ، وفي أخبار القضاة لوكيع 1/ 23: «ما أدري ما محمد لو أكره عليه» ، وفي تاريخ دمشق 558: «ما أدري ما محمد لو الجزء: 7 ¦ الصفحة: 296 للقضاء، فهرب حتى يأتى الْيَمَامَةَ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ! فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ مِثْلَ الْقَاضِي الْعَالِمِ إِلا مِثْلَ رَجُلٍ وقع فِي بَحْرٍ فَمَا عَسَى أَنْ يَسْبَحَ حَتَّى يَغْرَقَ [1] . قَالَ أَيُّوبُ: كَانَ يُرَادُ عَلَى الْقَضَاءِ، فَيَفِرُّ، مَرَّةً إِلَى الشَّامِ، وَمَرَّةً إِلَى الْيَمَامَةِ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ الْبَصْرَةَ كَانَ يَخْتَفِي [2] . عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: لا تُجَالِسُوا أَهْلَ الأَهْوَاءِ، فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ أَوْ يُلْبِسُوا عَلَيْكُمْ بَعْضَ مَا تَعْرِفُونَ. وَقَالَ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ: قَالَ أَبُو قِلابَةَ لِأَيُّوبَ: يَا أَيُّوبُ، إِذَا أَحْدَثَ اللَّهُ لَكَ عِلْمًا فَأَحْدِثْ لَهُ عِبَادَةُ، وَلا يَكُنْ هَمُّكَ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ النّاسَ [3] . أَيُّوبُ قَالَ: مَرِضَ أَبُو قِلابَةَ، فَعَادَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَالَ: تَشَدَّدْ يَا أَبَا قِلابَةَ، لا يَشْمَتُ بِنَا الْمُنَافِقُونَ [4] . قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَرِضَ أبو قِلابَةَ بِالشَّامِ، فَأَوْصَى بِكُتُبِهِ لِأَيُّوبَ وَقَالَ: إِنْ كَانَ حَيًّا وَإِلا فَأَحْرِقُوهَا [5] فَأَرْسَلَ أَيُّوبُ فَجِيءَ بِهَا عَدْلَ رَاحِلَةٍ. شَبَابَةُ: ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ [6] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ دِمَشْقَ، فَقُلْنَا لَهُ: لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْكَ لَجَاءَنَا بِهِ، فَقَالَ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ أَبَا قِلابَةَ! فَمَا لَبِثْنَا أَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو قِلابَةَ. وَقَالَ أَيُّوبُ: رَآنِي أبو قلابة وقد   [ () ] جبر عليه» . والمراد هو محمد بن سيرين. [1] انظر: الطبقات لابن سعد 7/ 183، تاريخ دمشق 558. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 67، تاريخ دمشق 559. [3] تاريخ دمشق 562. [4] طبقات ابن سعد 7/ 185، المعرفة والتاريخ 2/ 67. [5] الطبقات الكبرى 7/ 158. [6] الطبقات 7/ 185. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 اشْتَرَيْتُ تَمْرًا رَدِيئًا، فَقَالَ: مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَزَعَ مِنْ كُلِّ رَدِيءٍ بَرَكَتَهُ! وَعَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ أَطْيَبَ مِنَ الرَّوْحِ، مَا انْتُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا أَنْتَنَ. وَعَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّة فَقَالَ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَهَاتِ كِتَابَ اللَّهِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ [1] . قُلْتُ: وَإِذَا رَأَيْتَ الْمُتَكَلِّمَ يَقُولُ: دَعْنَا مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَهَاتِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ أَبُو جَهْلٍ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْعَارِفَ يَقُولُ: دَعْنَا مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْعَقْلِ، وَهَاتِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الذَّوْقُ وَالْوَجْدُ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ شَرٌّ مِنْ إِبْلِيسَ، وَأَنَّهُ ذُو اتِّحَادٍ وَتَلْبِيسٍ [2] . قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: يُقَالُ: رَجُلُ قِلابَةَ، إِذَا كَانَ أَحْمَرَ الْوَجْهِ [3] . وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا قِلابَةَ كَانَ يَسْكُنُ دَارِيَا. قَالَ خَلِيفَةُ [4] : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، رحمه الله [5] . 300- (أبو المتوكّل النّاجي البصريّ) [6] ع- اسمه علي بن دؤاد. حَدَّثَ عَنْ: عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله.   [1] الطبقات 7/ 184. [2] انظر العبارة مختلفة في سير أعلام النبلاء 4/ 472. [3] تاريخ دمشق 546. [4] تاريخ 211. [5] قال ابن الأثير في: اللباب 1/ 222: توفي بعريش مصر وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره، وهو مع ذلك يحمد الله ويشكره. [6] الطبقات الكبرى 7/ 225. تاريخ خليفة 339، الطبقات لخليفة 206، التاريخ لابن معين 2/ 417، تاريخ الثقات 346 رقم 1183، المعرفة والتاريخ 3/ 69 و 210، تاريخ أبي زرعة 1/ 482، التاريخ الكبير 6/ 273 رقم 2384، الكنى والأسماء 2/ 105، الجرح والتعديل 6/ 184 رقم 1014، المراسيل 139 رقم 249، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 666، تهذيب الكمال 2/ 966، الكاشف 2/ 247 رقم 3971، تهذيب التهذيب 7/ 318 رقم 539، تقريب التهذيب 2/ 36 رقم 338، خلاصة تذهيب التهذيب 273، سير أعلام النبلاء 5/ 8- 9 رقم 4. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 298 وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٌ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، وَأَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ. وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلا مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِينَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ. 301- أبو مجلز [1] ع هُوَ لاحِقُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ السَّدُوسِيُّ البصري الأعور. سمع: جندب ابن عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيَّ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَسَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ، وَحُذَيْفَةَ، وَالْكِبَارِ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرَّمَانِيُّ يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ، وَآخَرُونَ. وَقَدْ دَخَلَ خُرَاسَانَ صُحْبَةَ أَمِيرِهَا قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ. وَكَانَ أَحَدَ عُلَمَاءِ زَمَانِهِ. قَالَ شُعْبَةُ: لم يسمع أبو مجلز من حذيفة. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: كَانَ أَبُو مِجْلَزٍ قَصِيرًا قَلِيلا، فَإِذَا تَكَلَّمَ كَانَ مِنَ الرِّجَالِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: هَذَا أَبُو مِجْلَزٍ تَجِيئُنَا عَنْهُ أَحَادِيثُ كَأَنَّهُ شِيعِيٌّ، وَتَجِيئُنَا عَنْهُ أَحَادِيثُ كَأَنَّهُ عُثْمَانِيٌّ. وَرَوَى عمْران بْنُ حُدَير [2] ، عَن أَبِي مِجْلَز قَالَ: شهدت بشهادة عند زرارة   [1] الطبقات الكبرى 7/ 216، تاريخ خليفة 335، الطبقات لخليفة 209 و 322، التاريخ لابن معين 2/ 499، التاريخ الكبير 8/ 258- 259 رقم 2911، تاريخ الثقات 399 رقم 1427، المعارف 466، المعرفة والتاريخ 1/ 445 و 2/ 128 و 145 و 812 و 826 و 3/ 211 و 315، تاريخ أبي زرعة 1/ 546، الكنى والأسماء 2/ 106، الجرح والتعديل 9/ 124 رقم 526، المراسيل 233 رقم 427، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 661، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 266 رقم 416، الكاشف 3/ 217 رقم 6230، تحفة الأشراف 13/ 413 رقم 1328، تهذيب الكمال 3/ 1484، جامع التحصيل 366 رقم 864، تهذيب التهذيب 11/ 171- 172 رقم 293، تقريب التهذيب 2/ 340 رقم 1، خلاصة تذهيب التهذيب 420. [2] في الأصل «حذير» بالذال المعجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 299 ابن أَوْفَى وَحْدِي، فَقَضَى بِهَا وَبِئْسَ مَا صَنَعَ. 302- (أبو مصبح [1] المقرئيّ) [2] د- الأوزاعيّ الحمصي. عن: ثوبان، وشدّاد ابن أَوْسٍ، وَجَابِرٍ، وَكَعْبٍ الأَحْبَارِ، وَوَاثِلَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ صُبَيْحُ بْنُ مُحْرِزٍ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ. (أَبُو مَرْزُوقٍ التُّجِيبِيُّ) [3] د ق- مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ، حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ. عَنْ: حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، وَمُغِيرَةَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ. وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ، نَزَلَ إِفْرِيقِيَةَ فَانْتَفَعُوا بِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ. - (أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذْلِيُّ) ع- وَرَّخَهُ خَلِيفَةُ سَنَةَ ثَمَانٍ ومائة، وسيأتي. أبو المنيب الحرشيّ [4] الدمشقيّ) [5] د- الأحدب. أَرْسَلَ عَنْ مُعَاذٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ، وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.   [1] مصبح: بضم الميم وسكون الصاد المهملة، بعدها باء مكسورة. [2] المقرئي: بفتح الميم وسكون القاف وفتح الراء. وترجمته في: التاريخ الكبير 9/ 74 رقم 700، الجرح والتعديل 9/ 445 رقم 2252، تهذيب الكمال 3/ 1648، الكاشف 3/ 334 رقم 388، تهذيب التهذيب 12/ 237 رقم 1073، تقريب التهذيب 2/ 473 رقم 76، خلاصة تذهيب التهذيب 460. [3] التاريخ الكبير 9/ 72 رقم 676، تاريخ الثقات. 51 رقم 2036، الكنى والأسماء 1/ 112، الجرح والتعديل 9/ 442 رقم 2232، تهذيب الكمال 3/ 1646، الكاشف 3/ 332 رقم 373، تهذيب التهذيب 12/ 228، 229 رقم 1040، تقريب التهذيب 2/ 470، 471، رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 459. [4] في طبعة القدسي 4/ 224 «الخرشي» بالخاء. [5] التاريخ الكبير 9/ 70 رقم 657 و 658، تاريخ الثقات 512 رقم 2052، تاريخ أبي زرعة 2/ 712، الجرح والتعديل 9/ 440 رقم 2213 و 2214، تهذيب الكمال 3/ 1651، الكاشف 3/ 337 رقم 408، تهذيب التهذيب 12/ 248 رقم 1138، تقريب التهذيب 2/ 477 رقم 143، خلاصة تذهيب التهذيب 461. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 300 305- (أبو نضرة العبديّ) [1] م 4- المنذر بن مالك بن قطعة [2] العوقي، وَالْعُوقَةُ بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. بَصْرِيٌّ كَبِيرٌ أَدْرَكَ طَلْحَةَ أَحَدَ الْعَشْرَةِ. وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، وَابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَدَّانِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : ثِقَةٌ، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان ومائة. 306- (أبو نهيك الأزدي) [4] د- الفراهيدي البصري، صَاحِبُ الْقِرَاءَاتِ. يُقَالُ اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وعنه: قتادة، وزيادة بن سعد، وحسين بن واقد، وآخرون. وحدّث بمرو.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 208، الطبقات لخليفة 209، التاريخ الكبير 7/ 355- 356 رقم 1535، تاريخ الثقات 439 رقم 1633، المعارف 449، المعرفة والتاريخ 3/ 11، 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 539، الكنى والأسماء 2/ 137، الجرح والتعديل 8/ 241 رقم 1088، الثقات لابن حبّان 5/ 420، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 709، حلية الأولياء 3/ 97- 101 رقم 215، تهذيب الكمال 3/ 1375، تحفة الأشراف 13/ 402 رقم 1304، الكاشف 3/ 154 رقم 5731، العبر 1/ 133، سير أعلام النبلاء 4/ 529- 532 رقم 214، جامع التحصيل 354 رقم 800، البداية والنهاية 9/ 259، تهذيب التهذيب 10/ 302- 303 رقم 527، تقريب التهذيب 2/ 275 رقم 1372، خلاصة تذهيب التهذيب 387، شذرات الذهب 1/ 135. [2] مهمل بالأصل، والتصويب من: اللباب 2/ 158. [3] الطبقات الكبرى 7/ 208. [4] تاريخ خليفة 436، التاريخ لابن معين 2/ 728، التاريخ الكبير 9/ 76 رقم 721، المعرفة والتاريخ 1/ 331، تاريخ أبي زرعة 1/ 559، تهذيب الكمال 3/ 1654، الكاشف 3/ 340 رقم 427، تهذيب التهذيب 12/ 259 رقم 1199، تقريب التهذيب 2/ 482 رقم 32، خلاصة تذهيب التهذيب 462. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 301 307- (أبو يزيد المديني) [1] خ ن- حَدَّثَ بِالْبَصْرَةِ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأُمِّ أَيْمَنَ مُرْسَلا، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَرَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ، وَهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ. تَمَّتِ الطَّبَقَةُ الْحَادِيَةُ عَشْرَةُ، وَالْحَمْدُ للَّه.   [1] التاريخ لابن معين 2/ 732، التاريخ الكبير 9/ 81 رقم 784، المعرفة والتاريخ 2/ 129، الكنى والأسماء 2/ 164، تهذيب الكمال 3/ 1659، الكاشف 3/ 347 رقم 454، تهذيب التهذيب 12/ 280 رقم 1283، تقريب التهذيب 2/ 490 رقم 20، خلاصة تذهيب التهذيب 463. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 302 الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ عَشْرَةُ ذِكْرُ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: عَطِيَةُ الْعَوْفِيُّ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مُخيْمَرَةَ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ الشِّخِّيرِ فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا قَالَ خَلِيفَةُ [1] : عُزِلَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَأُعِيدَ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ فَسَارَ إِلَى تَفْلِيسَ [2] ، وَأَغَارَ عَلَى مَدِينَةِ الْبَيْضَاءِ الَّتِي لِلخَزَرِ فَافْتَتَحَهَا وَرَجَعَ، فَجَمَعَتِ الْخَزَرُ جُمُوعًا عَظِيمَةً كَثِيرَةً مَعَ ابْنِ خَاقَانَ، فَدَخَلُوا أَرْمِينِيَّةَ وَحَاصَرُوا أَرْدَبِيلَ [3] . وَفِيهَا أَغْزَى الأَمِيرُ عُبَيْدَةُ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ إِفْرِيقِيَةَ مُسْتَنِيرَ بْنَ الْحَارِثِ فِي الْبَحْرِ، فِي مِائَةٍ وَثَمَانِينَ مَرْكِبًا، وَهَجَمَ الشِّتَاءُ، فَقَفَلَ، وَجَاءَتْ رِيحٌ مُزْعِجَةٌ، فَغَرَّقَتْ عَامَّةَ تِلْكَ الْمَرَاكِبِ وَمَنْ فِيهَا، فَلَمْ يَسْلَمْ مِنْهَا إلا سَبْعَةَ عَشَرَ مَرْكِبًا [4] ، فَمَا شاء الله كان.   [1] تاريخ خليفة 341. [2] بفتح أوله وكسره أيضا. بلد بأرمينية الأولى، وقصبة ناحية جرزان قرب باب الأبواب (معجم البلدان 2/ 35) . [3] أردبيل: بالفتح ثم السكون، وفتح الدال، أشهر مدن أذربيجان. (معجم البلدان 1/ 5) . [4] تاريخ خليفة 341. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 303 [حَوَادِثُ] سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ، وَابْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَقَدْ مَرَّ سَنَةَ مِائَةٍ. وَقَدْ قَالَ شُعْبَةُ: لَقِيتُ شَهْرًا، فَلَمْ أعتدّ به. وفيها تُوُفِّيَ: طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ رَبِّ الدِّمَشْقِيُّ الزَّاهِدُ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيُّ، وَأَبُو الْمَلِيحِ الْهُذَلِيُّ. وَفِيهَا زَحَفَ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ بِالْمُسْلِمِينَ مِنْ بَرْذَعَةَ [1] إِلَى ابْنِ خَاقَانَ لِيَدْفَعَهُ عَنْ أَرْدَبِيلَ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَعَظُمَ الْقِتَالُ، وَاشْتَدَّ الْبَلاءُ، وَانْكَسَرَ الْمُسْلِمُونَ، وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنْهُمُ الْجَرَّاحُ وَكَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَغَلَبَتِ الْخَزَرُ، لَعَنَهُمُ اللَّهُ، عَلَى أَذرَبَيْجَانَ، وَبَلَغَتْ خُيُولُهُمْ إِلَى الْمَوْصِلِ [2] ، وَحَصَلَ وَهْنٌ عَظِيمٌ عَلَى الإِسْلامِ لَمْ يُعْهَدْ. وَفِيهَا غَزَا الْمُسْلِمُونَ مَدِينَةَ فَرْغَانَةَ، وَعَلَيْهِمْ أَشْرَسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ، فَالْتَقَاهُمُ التُّرْكُ وَأَحَاطُوا بِالْمُسْلِمِينَ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ هِشَامَ بن عبد   [1] برذعة: ويروى بالدال المهملة، بلد في أقصى أذربيجان. (معجم البلدان 1/ 379) . [2] تاريخ خليفة 342، الطبري 7/ 70. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 304 الْمَلِكِ، فَبَادَرَ بِتَوْلِيَةِ جُنَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُرِّيِّ عَلَى بِلادِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، لِيَحْفَظَ ذَلِكَ الثَّغْرَ. وَفِيهَا أَخَذَتِ الْخَزَرُ أَرْدَبِيلَ بِالسَّيْفِ، وَاسْتَبَاحُوهَا، فَإِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. ثُمَّ وَجَّهَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى أَذرَبَيْجَانَ سَعِيدَ بْنَ عُمَيْرٍ الْحَرَشِيَّ فَسَاقَ وَبَيَّتَ الْخَزَرَ، وَاسْتَنْقَذَ مِنْهُمْ بَعْضَ السَّبْيِ، ثُمَّ رَكِبَ فِي الْبَحْرِ وَكَسَرَ طَاغِيَةَ الْخَزَرِ، وَقَتَلَ خَلْقٌ مِنَ الْخَزَرِ وَنَزَلَ النَّصْرُ [1] . وَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: خَرَجَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي طَلَبِ التُّرْكِ، وَذَلِكَ فِي الْبَرَدِ وَالثَّلْجِ، فَسَارَ حَتَّى جَاوَزَ الْبَابَ، وَخَلَّفَ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو الطَّائِيَّ فِي بُنْيَانِ الْبَابِ وَتَحْصِينِهِ وَإِحْكَامِهِ، وَبَثَّ سَرَايَاهُ، وَافْتَتَحَ حُصُونًا، فَحَرَّقَ الْمَلاعِينُ أَنْفُسَهُمْ فِي حُصُونِهِمْ عِنْدَ الْغَلَبَةِ [2] . وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ صِقَلِيَّةَ، فَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ وَسَبُوا [3] . وَفِيهَا سَارَ مُعَاوِيَةُ وَلَدُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَافْتَتَحَ خَرْشَنَةَ [4] مِنْ نَاحِيَةِ مَلَطْيَةَ، والله أعلم.   [1] تاريخ خليفة 343، الطبري 7/ 70. [2] تاريخ خليفة 343، الطبري 7/ 71. [3] تاريخ خليفة 345 حوادث سنة 113 هـ. [4] في الأصل «حرسنة» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 7/ 70. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 305 [حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: حَرَامُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مُحَيْصَةَ الْمَدَنِيُّ. وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ الْحِمْصِيُّ، فِي قَوْلِ ابْنِ سَعْدٍ. وَأَبُو السِّفْرِ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ، أَوْ فِي آخِرِ الْمَاضِيَةِ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ الْمَكِّيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَطَّالُ. وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ أبو إياس المزني البصري. ومكحول الدمشقيّ الفقيه. ويوسف بن ماهك. وفيها غزال الْجُنَيْدُ الْمُرِّيُّ نَاحِيَةَ طَخَارَسْتَانَ، فَجَاشَتِ التُّرْكُ بِسَمَرْقَنْدَ، فَالْتَقَاهُمُ الْجُنَيْدُ بِقُرْبِ سَمَرْقَنْدَ، فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ، ثُمَّ تَحَاجَزُوا، فَكَتَبَ الجنيد إِلَى سَوْرَةَ بْنِ أبجر الدَّارَمِيِّ نَائِبِهِ عَلَى سَمَرْقَنْدَ بِالإِسْرَاعِ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ فَلَقِيَهُ التُّرْكُ عَلَى غَرَّةٍ، فَقَتَلَتْهُ فِي طَائِفَةٍ مِنْ جُنْدِهِ، ثُمَّ إِنَّ الْجُنَيْدَ الْتَقَاهُمْ ثَانِيَةً، فهزمهم ودخل سمرقند [1] .   [1] تاريخ خليفة 344. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 307 وَفِيهَا أُعِيدَ مُسْلِمَةُ إِلَى إِمْرَةِ أَذْرَبَيْجَانَ، فَأَخَذَ مُتَوَلِّيهَا سَعِيدَ بْنَ عَمْرٍو فَسَجَنَهُ، فَجَاءَ أَمْرُ هِشَامٍ بِأَنْ يُطْلِقَهُ. وَسَأَلَ مُسْلِمَةُ أَهْلَ حَيْزَانَ [1] الصُّلْحَ فَأَبُوا عَلَيْهِ، فَقَاتَلَهُمْ وَجَدَّ فِي قِتَالِهِمْ، فَطَلَبُوا الصُّلْحَ وَالأَمَانَ، فَحَلَفَ لَهُمْ أَلا يَقْتُلُ مِنْهُمْ رَجُلا وَلا كَلْبًا، فَنَزَلُوا، فَقَتَلَ الْجَمِيعَ إِلا رَجُلا وَاحِدًا وَكَلْبًا [2] وَرَأَى أَنَّ هَذَا سَائِغًا لَهُ، وَأَنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ. ثُمَّ إِنَّهُ سَارَ إِلَى أَرْضِ شَرْوَانَ [3] ، فَسَأَلَهُ مَلِكُهَا الصُّلْحَ، فَصَالَحَهُمْ وَغَوَّرَ فِي بِلادِهِمْ، فَقَصَدَهُ خَاقَانُ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ، وَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ، وَكَادَ الْعَدُوُّ أَنْ يَظْفَرُوا، فَتَحَيَّزَ مُسْلِمَةُ بِالنَّاسِ، ثُمَّ الْتَقَاهُمْ ثَانِيًا انْهَزَمَ فِيهَا خَاقَانُ [4] . وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ هَائِلَةٌ بِأَرْضِ الرُّومِ، انْكَسَرَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ وَتَمَزَّقُوا، وَكَانُوا ثَمَانِيَةَ آلافٍ، عَلَيْهِمْ مَالِكُ بْنُ شَبِيبٍ الْبَاهِلِيُّ، وَكَانَ قَدْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فِي بِلادِ الروم، فحشدوا له، فاستشهد في هذه الوقعة مَالِكٌ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ، وَالْبَطَّالُ الّذي تضرب الأمثال بشجاعته [5] .   [1] حيزان: بفتح الحاء، وهي من مدن أرمينية قريبة من شروان. (معجم البلدان) . [2] تاريخ خليفة 344. [3] شروان: مدينة من نواحي باب الأبواب. (معجم البلدان 3/ 339) . [4] تاريخ خليفة 344. [5] انظر تاريخ الطبري 7/ 88. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 308 [حَوَادِثُ] سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، فِي قَوْلِ شُعْبَةَ. وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَلَى الصَّحِيحِ. وَعَلاءُ بْنُ رَبَاحٍ عَلَى الصَّحِيحِ. وَأَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ عَلَى الصَّحِيحِ. وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ. وَيَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيُّ قَاضِي مِصْرَ. وَفِي أَوَّلِ السَّنَةِ عَزَلَ هِشَامٌ أَخَاهُ مُسْلِمَةَ عَنْ أَذْرَبَيْجَانَ وَالْجَزِيرَةِ بِابْنِ عَمِّهِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَسَارَ مَرْوَانُ بِجَيْشِهِ حَتَّى جَاوَزَ نَهْرَ الزَّمِّ، فَقَتَلَ وَسَبَى، وَأَغَارَ عَلَى الصَّقَالِبَةِ [1] . وَفِيهَا غَزَا الْجُنَيْدُ الْمُرِّيُّ بِلادَ الصَّغَانِيَانِ مِنَ التُّرْكِ، فَرَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْدًا [2] . قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [3] : وَفِيهَا غَزَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ بِلادَ الرُّومِ وأسر المسلمون قسطنطين.   [1] تاريخ خليفة 345. [2] تاريخ خليفة. [3] التاريخ 345. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 309 وَقَالَ غَيْرُهُ [1] : فِيهَا وُلِّيَ إِمْرَةَ الْمَغْرِبِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ السَّلُولِيُّ، فَبَقِيَ عَلَيْهَا تِسْعَ سِنِينَ، وَكَانَ خَبِيرًا حَازِمًا وَشَاعِرًا كَاتِبًا، وَهُوَ الَّذِي بَنَى جَامِعَ تُونُسَ، وَقَدْ وُلِّيَ إِمْرَةَ دِيَارِ مِصْرَ قُبَيْلَ هَذَا، وَمِنْهَا سَارَ إِلَى إِفْرِيقِيَةَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى مِصْرَ وَلَدَهُ الْقَاسِمَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَمْلَكَةِ الأَنْدَلُسِ عُقْبَةَ بْنَ حَجَّاجٍ، وَصَرَفَ عَنْبَسَةَ. وَافْتَتَحَ فِي أَيَّامِهِ عِدَّةَ فُتُوحَاتٍ، وَأَوْطَأَ الْبَرْبَرُ، خَوْفًا وَهَوَانًا وَذُلا، وَكَانَ مُقَدَّمَ جُيُوشِهِ حبيب بن أبي عبيدة الفهري.   [1] انظر: البيان المغرب لابن عذاري المراكشي 1/ 51. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 310 [حوادث] سنة خمس عشرة وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَلَى الأَشْهَرِ. وَالْجُنَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُرِّيُّ أَمِيرُ خُرَاسَانَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ بْنِ الْحَصِيبِ. وَعُمَرُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ. وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. وَفِيهَا خَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ [1] وَتَغَلَّبَ عَلَى مَرْوَ وَالْجَوْزَجَانِ [2] ، فَحَارَبَهُ عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ إِنَّ الْحَارِثَ قَطَعَ بِهِمْ نَهْرَ بَلْخٍ، فَسَارَ فِي طَلَبِهِ أَمِيرُ خُرَاسَانَ أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ، فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ الْحَارِثُ وَنَجَا، وَأَسَرَ أَسَدٌ عِدَّةً من أصحابه وبدع فيهم [3] .   [1] مهمل في الأصل، وما أثبتناه عن تاريخ الطبري 7/ 96 أما في تاريخ خليفة 346 فأثبته «شريح» . [2] اسم كورة واسعة من كور بلخ بخراسان، (معجم البلدان 2/ 182) . [3] تاريخ خليفة 346. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 311 [حَوَادِثُ] سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو الْحُبَابِ سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ. وَعَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْوَفِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْمُرَادِيُّ الْجَمَلِيُّ. وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَعَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ. وَالْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ. وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فِي قَوْلٍ. وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ الْقَاضِي. وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَزَرِيُّ فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا كَتَبَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى ابْنِ الْحَبْحَابِ السَّلُولِيِّ تَقْلِيدًا بِوِلايَةِ إِفْرِيقِيَةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ جُرَيْجٍ بِطَنْجَةَ، وَكَانَ صُفْرِيًّا، فَالْتَقَى عَسْكَرَ ابْنِ الْحَبْحَابِ فَهَزَمَهُمْ [1] . وَفِيَها بَعَثَ ابْنُ الْحَبْحَابِ جَيْشًا إِلَى بِلادِ السُّودَانِ، فَغَنِمُوا وَسَبُوا [2] . وَفِيهَا غَزَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْبَحْرِ مِمَّا يَلِي صِقِلِّيَةَ، فأصيبوا فلله الأمر [3] .   [1] تاريخ خليفة 347. [2] تاريخ خليفة 347. [3] تاريخ خليفة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 312 [حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، وَقَدْ ذُكِرَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيُّ. وَسُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ. وَشُرَيْحُ بْنُ صَفْوَانَ بِمِصْرَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزٍ الأَعْرَجُ. وَعَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ. وَعُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ. وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ الْمُفَسِّرُ، وَقِيلَ بَعْدَهَا. وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ. وَمُوسَى بْنُ وَرْدَانَ الْقَاصُّ بِمِصْرَ. وَمَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، أَوْ فِي عَامِ أَوَّلِ. وَأَبُو الْبَدَّاحِ [1] بْنُ عَاصِمٍ الْمَدَنِيُّ. وَنَافِعٌ مَوْلَى عبد الله بن عمر العدوي.   [1] في الأصل «البراح» والتصحيح من ترجمته المقبلة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 313 وَفِيهَا جَاشَتِ التُّرْكُ بِخُرَاسَانَ وَمَعَهُمُ الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ الْخَارِجِيُّ، وَعَلَيْهِمُ الْخَاقَانُ الْكَبِيرُ، فَعَاثُوا وَأَفْسَدُوا، ووصلوا إلى بلد مروالرّوذ، فَسَارَ أَسَدٌ الْقَسْرِيُّ فَالْتَقَاهُمْ فَهَزَمَهُمْ، وَكَانَتْ وَقْعَةً هَائِلَةً قُتِلَ فِيهَا مِنَ التُّرْكِ خَلائِقُ [1] . وَفِيهَا افْتَتَحَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُتَوَلِّي أَذْرَبَيْجَانَ ثَلاثَةَ حصون، وأسر تومان شاه، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْخَلِيفَةِ هِشَامٍ، فَمَنَّ عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى مَمْلَكَتِهِ [2] . وَفِيهَا غَزَا ابْنُ الْحَبْحَابِ أمير المغرب فغنم وسلم.   [1] قارن بتاريخ خليفة 347- 348. [2] تاريخ خليفة 348. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 314 [حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ. وَحُكَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ. وَأَبُو عُشَانَةَ حَيُّ بْنُ يُومِنٍ الْمَعَافِرِيُّ. وَعُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ الْكِنْدِيُّ. وعبد الله بن عامر مقريء الشَّامِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ الْجُمَحِيُّ. وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ الْمَدَنِيُّ. وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبَ السَّهْمِيُّ. وَمُعَاذُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ. وَمَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَدَلِيُّ الْكُوفِيُّ. وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ، فِي قَوْلِ ابْنِ مَعِينٍ. وَفِيهَا غَزَا مَرْوَانُ الْحِمَارُ نَاحِيَةَ وَرْتَنِيسَ [1] ، وَظَفَرَ بِمَلِكِهِمْ فَقَتَلَ وَسَبَى [2] . وَغَزَا مُعَاوِيَةُ بن هشام بأرض الروم [3] .   [1] ورتنيس: بالفتح ثم السكون. حصن في بلاد سميساط، وقيل إنه من قرى حرّان، (معجم البلدان 3/ 370) . [2] تاريخ خليفة 348. [3] تاريخ خليفة 349. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 315 [حَوَادِثُ] سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ فِي قَوْلٍ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ فِي قَوْلٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الْفَقِيهُ بِدِمَشْقَ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْفَقِيهُ بِمَكَّةَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ الأَمِيرُ بِأَرْضِ الرُّومِ. وَفِيهَا غَزَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ غَزْوَةَ السَّائِحَةِ، فَدَخَلَ بِجَيْشِهِ فِي بَابِ اللانِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى خَرَجَ إِلَى بِلادِ الْخَزَرِ، وَمَرَّ بِبَلَنْجَرَ [1] وَسَمَنْدَرَ [2] ، وَانْتَهَى إِلَى الْبَيْضَاءِ مَدِينَةِ الْخَاقَانِ، فَهَرَبَ الْخَاقَانُ [3] . وَفِيهَا جَهَّزَ أَمِيرُ إِفْرِيقِيَةَ الْمَغْرِبِ جَيْشًا، عَلَيْهِمْ قُثَمُ بْنُ عَوَانَةَ، فَأَخَذُوا قَلْعَةَ سَرْدَانِيَةَ [4] مِنْ بِلادِ الْمَغْرِبِ، وَرَجَعُوا فَغَرِقَ قُثَمُ بْنُ عَوَانَةَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ [5] . وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ مُسْلِمَةُ بْنُ هِشَامِ بن عبد الملك [6] .   [1] بلنجر: بفتحتين وسكون النون، وجيم مفتوحة. مدينة ببلاد الخرز خلف باب الأبواب. (معجم البلدان 1/ 489) . [2] سمندر: بفتح أوله وثانيه ثم نون ساكنة، مدينة خلف باب الأبواب بأرض الخزر. (معجم البلدان 3/ 253) . [3] تاريخ خليفة 349. [4] سردانية: بفتح أوله وسكون ثانيه. جزيرة في بحر المغرب. (معجم البلدان 3/ 209) . [5] تاريخ خليفة 349. [6] تاريخ خليفة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 316 [حَوَادِثُ] سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ عَلَى الصَّحِيحِ. وَأَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ الأَمِيرُ. وَالْجَلاحُ أَبُو كَثِيرٍ الْقَاصُّ. وَالْجَارُودُ الْهُذَلِيُّ. وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ فِي قَوْلٍ. وَأَبُو مَعْشَرٍ زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ الْكُوفِيُّ. وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الصَّفَرِيُّ. وعبد الله بن كثير مقريء أَهْلِ مَكَّةَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْوَانَ الأَوْدِيُّ. وَعَدِيُّ بْنُ عَدِيِّ بْنِ عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيُّ. وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ الْكُوفِيُّ. وَعَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ. وَقَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيُّ الْكُوفِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ فِي قَوْلٍ. وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَوَاصِلٌ الأَحْدَبُ. وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ عَلَى الصّحيح. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 317 وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَلَى الصَّحِيحِ. وَفِيهَا عُزِلَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ عَنْ إِمْرَةِ الْعِرَاقِ بِيُوسُفَ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، وَكَانَتْ مُدَّةُ وِلايَةِ خَالِدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بَعَثَ بِهِ إِلَى يُوسُفَ فَقَتَلَهُ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 318 ذِكْرُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ [حَرْفُ الأَلِفِ] 308- (أَبَانُ بْنُ صَالِ بْنِ عُمَيْرٍ) [1] 4- حِجَازِيٌّ ثِقَةٌ وَرِعٌ كَبِيرُ الْقَدْرِ. رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجَنَدِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ. 309- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) أَبُو إِسْمَاعِيلَ، قَيْسٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ. سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ، وَنَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. مَاتَ شَابًّا. 310- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ) [2] الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ: عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ. صَدَّقَهُ أَبُو حاتم.   [1] التاريخ الكبير 1/ 451- 452 رقم 1443، تاريخ الثقات 50 رقم 13، المعرفة والتاريخ 1/ 329، الجرح والتعديل 2/ 297 رقم 109، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 133- 134، تهذيب الكمال 1/ 47، الكاشف 1/ 31 رقم 104، تهذيب التهذيب 1/ 94- 95 رقم 168، تقريب التهذيب 1/ 30 رقم 159، خلاصة تذهيب التهذيب 15، أسماء التابعين للدارقطنيّ 1/ 425 رقم 96. [2] التاريخ لابن معين 2/ 10، التاريخ الكبير 1/ 307 رقم 972، المعرفة والتاريخ 3/ 128 و 152، الجرح والتعديل 2/ 118 رقم 359، تهذيب الكمال 1/ 58، الكاشف 1/ 38 رقم 148 وفيه: إبراهيم بن عامر الجمحيّ، تهذيب التهذيب 1/ 131 رقم 32، تقريب التهذيب 1/ 36 رقم 216 رقم 216 وفيه: إبراهيم بن ماهر بْنِ مَسْعُودِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ، خلاصة تذهيب التهذيب 18. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 319 311- (إبراهيم بن عبد الرحمن السّكسكي) [1] خ د ن- أبو إسماعيل الكوفي. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، وَأَبِي وَائِلٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ. وَعَنْهُ الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمِسْعَرٌ، وَالْمَسْعُودِيُّ. قَالَ النِّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. 312- (إِبْرَاهِيمُ بن عبيد) [3] م- بن رفاعة الزّرقيّ المدني. عَنْ أَبِيهِ، وَعَائِشَةَ، وَجَابِرٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. 313- (الأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَارِثِيّ) [4] خ د ق- ثِقَةٌ كُوفِيٌّ. عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي رِيمَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَالْمِنْهَالُ بْنُ خَلِيفَةَ. 314- (إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ) [5] مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرمَةَ الْمُطَّلِبِيِّ. رَأَى مُعَاوِيَةَ وَرَوَى عَنْ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله. وعنه ابنه صَاحِبُ السِّيرَةِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ. وثقه ابن معين وغيره. له في كتاب مراسيل أبي داود.   [1] التاريخ الكبير 1/ 295، 296 رقم 948، الكنى والأسماء 1/ 96، الجرح والتعديل 2/ 111 رقم 331، تهذيب الكمال 1/ 58، الكاشف 1/ 41 رقم 162، تهذيب التهذيب 1/ 138 رقم 246، تقريب التهذيب 1/ 38 رقم 230، خلاصة تذهيب التهذيب 19، أسماء التابعين 1/ 417 رقم 34. [2] الضعفاء والمتروكين 154 رقم 18، وانظر: المغني في الضعفاء 1/ 18- 19 رقم 117، ميزان الاعتدال 1/ 45 رقم 135. [3] التاريخ الكبير 1/ 304 رقم 965، المعرفة والتاريخ 1/ 584، الجرح والتعديل 2/ 113، 114 رقم 341، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 231، 232، تهذيب الكمال 1/ 59، الكاشف 1/ 43 رقم 172، تهذيب التهذيب 1/ 143، 144 رقم 256، تقريب التهذيب 1/ 39 رقم 240، خلاصة تذهيب التهذيب 20. [4] الطبقات لخليفة 214، تاريخ خليفة 351، التاريخ لابن معين 2/ 21، 22، التاريخ الكبير 2/ 69 رقم 1716، تاريخ أبي زرعة 1/ 644، الجرح والتعديل 2/ 339 رقم 1283، مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 668، تهذيب الكمال 1/ 74، الكاشف 1/ 55 رقم 250، تهذيب التهذيب 1/ 200 رقم 377، تقريب التهذيب 1/ 51 رقم 343، خلاصة تذهيب التهذيب 25، أسماء التابعين 1/ 428 رقم 112. [5] التاريخ الكبير 1/ 405 رقم 1295، الجرح والتعديل 2/ 237، 238 رقم 838، تهذيب الكمال 1/ 90، ميزان الاعتدال 1/ 205 رقم 807، تهذيب التهذيب 1/ 257 رقم 484، تقريب التهذيب 1/ 62 رقم 448، خلاصة تذهيب التهذيب 30. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 320 315- (أسد بن عبد الله) [1] بن يزيد، الأمير أبو عبد الله القسري متولي خراسان، وأخو أمير العراقين خالد بن عبد الله. كان شجاعا مقداما سائسا جوادا ممدحا. روى عَنْ أبيه، والحجّاج. وعنه سالم [2] بن قتيبة، وسعيد بن خثيم، وغيرهما. وله دار بِدِمَشْقَ بِالزَّقَّاقَيْنِ عِنْدَ دَارِ الْبِطِّيخِ. وَفِيهِ يَقُولُ سليمان ابن قَتَةَ: سَقَى اللَّهُ بَلْخًا حَزْنَ بَلْخٍ وَسَهْلَهَا ... وَمَرْوَيْ خُرَاسَانَ السَّحَابَ الْمُجَمَّمَا وَمَا بِي لِسُقْيَاهُ [3] وَلَكِنْ لِحُفْرَةٍ [4] ... بِهَا غَيِّبُوا شِلْوًا كَرِيمًا وَأَعْظُمَا مُرَاجِمَ [5] أَقْوَامٍ وَمُرْدِي [6] عَظِيمَةً ... وَطَلابَ أَوْتَارٍ عِفَرْنِي [7] عثمثما [8]   [1] تاريخ خليفة 336- 338 و 346 و 348 و 350 و 358 و 359، التاريخ الكبير 2/ 50 رقم 1648، الأخبار الموفقيات 127 و 129، 130، المعرفة والتاريخ 3/ 232، فتوح البلدان 2/ 525، 526، تاريخ الرسل والملوك 7/ 37- 41 و 43- 52 و 104- 107 و 109- 128 و 134- 141 وما بعدها، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 390، ثمار القلوب 71، ديوان الفرزدق 875. العيون والحدائق لمجهول 3/ 82 و 89- 91 و 186، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 461- 466، الكامل في التاريخ 5/ 139- 143 و 186- 189 و 197- 207 و 213- 217 و 226 و 227 و 250 و 279 و 305، تهذيب الكمال (تحقيق د. بشّار عوّاد معروف) 2/ 504- 511 رقم 399، ميزان الاعتدال 1/ 206 رقم 812، الكاشف 1/ 67 رقم 336، المغني في الضعفاء 1/ 76 رقم 607، الوافي بالوفيات 9/ 6 رقم 3914، تهذيب التهذيب 1/ 259- 260 رقم 493، تقريب التهذيب 1/ 63 رقم 457، خلاصة تذهيب التهذيب 31. [2] في طبعة القدسي 4/ 232 «مسلم» والتصحيح من: تهذيب الكمال 2/ 505. [3] في تهذيب الكمال 2/ 511 «لتسقاه» وما هنا يؤيّده تهذيب تاريخ دمشق 2/ 464. [4] في تهذيب تاريخ دمشق وتهذيب الكمال «ولكنّ حفرة» . [5] في طبعة القدسي 4/ 232 «مزاحم» ، والتصويب من تهذيب تاريخ دمشق وتهذيب الكمال. [6] في الأصل «مرضي» وما أثبتناه عن المصدرين السابقين. [7] في الأصل «عويا» ، والتصويب من تهذيب الكمال 2/ 511 والعفرن: كهزبر: الأسد. (القاموس المحيط) . [8] في الأصل «عنمنما» ، والتصويب من المصدرين السابقين. والعثمثم: الأسد. (القاموس المحيط) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 321 لَقَدْ كَانَ يُعْطِي السَّيْفَ فِي الْبَذَعِ [1] حَقَّهُ ... وَيَرْوِي السِّنَانُ الزَّاعِبِيُّ [2] الْمُقَوَّمَا قَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَأَمَّا أَخُوهُ فَتَأَخَّرَ بَعْدَهُ مُدَّةً. 316- (إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَوْسَطَ الْبَجَلِيُّ) [4] أَمِيرُ الْكُوفَةِ. يُرْسِلُ عَنِ الصَّحَابَةِ، وَلَهُ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ. وَهُوَ الَّذِي قَدَّمَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ لِلْقَتْلِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [5] . رَوَى عَنْهُ الْمَسْعُودِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. 317- (إِسْمَاعِيلُ بْنُ رجاء) [6] م 4- بن ربيعة الزّبيدي الكوفي، أبو إسحاق. عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ. وَعَنْهُ الأَعْمَشُ، وَشُعْبَةُ، والمسعوديّ، وغيرهم. وثّقه غير واحد.   [1] في الأصل «البدع» بالدال المهملة، والبذع: الفزع (القاموس المحيط) ، وفي تهذيب تاريخ دمشق وتهذيب الكمال «الروع» . [2] في الأصل «الراعبي» بالراء المهملة، والتصويب من تهذيب تاريخ دمشق 2/ 465 وجاء في تاج العروس 3/ 16 مادّة «زعب» : وزاعب: رجل من الخزرج كان يعمل الأسنّة، قاله المبرّد، ومثله في الأساس. ومنه سنان زاعبيّ. ويقال: الرماح الزاعبيّة، الرماح كلها. قال الطّرمّاح: وأجوبة كالزّاعبيّة وخزها ... يبادهها شيخ العراقين أمردا ويقال: ونصل كنصل الزّاعبيّ فتيق أي كنصل الرمح الزاعبيّ. ويقال: الزاعبيّ من الرماح: الّذي إذا هزّ تدافع كلّه، كأنّ آخره يجري في مقدّمه. هذا، وقد أثبته الدكتور بشّار في تحقيقه لتهذيب الكمال 2/ 511 «الزاغبيّ» بالغين المعجمة وهو تحريف، والله أعلم. [3] التاريخ 359. [4] تاريخ خليفة 358 الطبقات لخليفة 158 و 311، مشاهير علماء الأمصار 163 رقم 1289، المغني في الضعفاء 1/ 79 رقم 637، ميزان الاعتدال 1/ 222 رقم 853. [5] لم يذكره في تاريخه. [6] التاريخ لابن معين 2/ 34، التاريخ الكبير 1/ 353 رقم 1113، تاريخ الثقات 65 رقم 86، المعرفة والتاريخ 1/ 449، 450 و 2/ 109 و 610 و 657 و 763 و 3/ 220، الكنى والأسماء 1/ 100، الجرح والتعديل 2/ 168 رقم 565، الثقات لابن حبّان 6/ 26، مشاهير علماء الأمصار 164 رقم 1298، تهذيب الكمال 3/ 90- 92 رقم 443، ميزان الاعتدال 1/ 227 رقم 873، الكاشف 1/ 73 رقم 376، تهذيب التهذيب 1/ 296 رقم 548، تقريب التهذيب 1/ 69 رقم 508، خلاصة تذهيب التهذيب 34. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 322 318- (إسماعيل بن عبد الرحمن) [1] ن- بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، وَيُقَالُ ابْنُ ذُؤَيْبٍ الأَسَدِيُّ المدني. عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَارِظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ. لَهُ حَدِيثَانِ، وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. 319- (أُكَيْلٌ [2] مُؤَذِّنُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ) عَنْهُ، وَعَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ أُكَيْلٌ ضَرِيرًا، واسمه معبد. 320- (أنس بن سيرين) [3] ع- الأنصاريّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ، آخِرُ بَنِي سِيرِينَ مَوْتًا. وُلِدَ فِي آخِرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ، وَدَخَلَ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عُمَرَ، ومسروق، وجماعة. وعنه: ابن عون، وخالد الحذاء، وشعبة، والحمادان، وهمام، وأبان، وخلق. وثقه ابن معين وغيره. توفي سنة عشرين ومائة على الصحيح. ويقال: توفّي سنة ثماني عشرة.   [1] الطبقات لخليفة 257، التاريخ الكبير 1/ 362، 363 رقم 1149، الجرح والتعديل 2/ 183 رقم 624، مشاهير علماء الأمصار 111 رقم 846، تهذيب الكمال 3/ 130- 131 رقم 460، الكاشف 1/ 75 رقم 392، تهذيب التهذيب 1/ 312، 313 رقم 570، تقريب التهذيب 1/ 71 رقم 529، خلاصة تذهيب التهذيب 35. [2] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 233 «أكتل» بالتاء بدل الياء. وهو تصحيف، والتصحيح من الجرح والتعديل 2/ 348، والتاريخ الكبير 2/ 65 رقم 1703. [3] الطبقات الكبرى 7/ 207، التاريخ لابن معين 2/ 42- 42، الطبقات لخليفة 214، تاريخ خليفة 351، التاريخ الكبير 2/ 32 رقم 1587، تاريخ الثقات 73 رقم 118، المعارف 442، المعرفة والتاريخ 2/ 55 و 560، تاريخ أبي زرعة 2/ 684، أخبار القضاة 2/ 382، 383، الجرح والتعديل 2/ 287، 288 رقم 1046، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 660، الثقات لابن حبّان 4/ 48، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 138- 140، تحفة الأشراف 13/ 145 رقم 1001، تهذيب الكمال 3/ 346- 349 رقم 569، الكاشف 1/ 88 رقم 481، سير أعلام النبلاء 4/ 622، 663 رقم 247، العبر 1/ 151، الوافي بالوفيات 9/ 416، 417 رقم 4344، مرآة الجنان 1/ 256، تهذيب التهذيب 1/ 374، 375 رقم 688، تقريب التهذيب 1/ 84 رقم 642، خلاصة تذهيب التهذيب 40، شذرات الذهب 1/ 157. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 323 321- (إياد بن لقيط) [1] م د ت س [2]- السّدوسي الكوفي. عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَبِي رِمْثَةَ الْبَلَوِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَامِرِيِّ، وَالْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ صَحَابِيٍّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَمِسْعَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحديث. 322- (إياس بن سلمة) [3] ع- بن الأكوع الأسلميّ المدني. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَأَبُو الْعُمَيْسِ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. مَاتَ سَنَةَ تسع عشرة ومائة.   [1] الطبقات لخليفة 156 و 199، التاريخ الكبير 2/ 69 رقم 1718، المعرفة والتاريخ 3/ 103 و 145 و 180 و 281، الجرح والتعديل 2/ 345 رقم 1313، تهذيب الكمال 3/ 398، 399 رقم 584، الكاشف 1/ 90 رقم 499، تهذيب التهذيب 1/ 386 رقم 708، تقريب التهذيب 1/ 86 رقم 662، سير أعلام النبلاء 5/ 244 رقم 106. [2] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 233: «د ت ن» وما أثبتناه عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء، وفي الكاشف: م د ت. [3] الطبقات الكبرى 5/ 248، الطبقات لخليفة 249 و 267، تاريخ خليفة 349، التاريخ الكبير 1/ 439 رقم 1408، تاريخ الثقات 74، 75 رقم 125، المعارف 334، المعرفة والتاريخ 1/ 538، الجرح والتعديل 2/ 279، 280 رقم 1006، الثقات لابن حبّان 4/ 35، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 483، أسماء التابعين 1/ 429 رقم 117، تهذيب الكمال 3/ 403، 404 رقم 590، الكاشف 1/ 91 رقم 504، سير أعلام النبلاء 5/ 244 رقم 107، الوافي بالوفيات 9/ 462 رقم 4419، تهذيب التهذيب 1/ 388، 389 رقم 716، تقريب التهذيب 1/ 87 رقم 671، خلاصة تذهيب التهذيب 42. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 324 [حرف الْبَاءِ] 323- (بَاذَامُ أَبُو صَالِحٍ) [1] 4- وَيُقَالُ: بَاذَانُ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ. عَن مَوْلاتِهِ وَأَخِيهَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَالأَعْمَشُ، وَالسُّدِّيُّ، ومحمد بن السّائب الكلبي، ومحد بْنُ سُوقَةَ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَإِذَا حَدَّثَ عَنْهُ الْكَلْبِيُّ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا تَرَكَهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ تَفْسِيرُ مَا أَقَلَّ مَا لَهُ مِنَ الْمُسْنَدِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بثقة [4] .   [1] التاريخ لابن معين 2/ 53 رقم 1838، التاريخ الكبير 2/ 144 رقم 1988، تاريخ الثقات 77 رقم 133، الضعفاء والمتروكين 286 رقم 72، المعارف 479، المعرفة والتاريخ 2/ 685، 686، تاريخ أبي زرعة 1/ 478، الكنى والأسماء 2/ 9، المجروحين 185، تهذيب الكمال 4/ 6- 8 رقم 636، العلل لأحمد 177 و 203 و 323 و 399، الطبقات الكبرى 5/ 302، التاريخ الصغير 113، الجرح والتعديل 2/ 431، 432 رقم 1716، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 501- 504، ميزان الاعتدال 1/ 296 رقم 1121، الكاشف 1/ 96 رقم 541، المغني في الضعفاء 1/ 100 رقم 846، جامع التحصيل 177 رقم 55، تهذيب التهذيب 1/ 416- 417 رقم 770، تقريب التهذيب 1/ 93 رقم 2، خلاصة تذهيب التهذيب 54. [2] ليس في تاريخه العبارة المذكورة. [3] الكامل 2/ 504. [4] العبارة في الضعفاء: «ضعيف» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 325 324- (بحير بن ذاخر) [1] بن عامر، يبو عَلِيٍّ الْمَعَافَرِيُّ النَّاشِرِيُّ الْمَصْرِيُّ، سَيَّافٌ الأَمِيرُ سَلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ. رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَمُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْروٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ بَحِيرٍ، وَالأَسْوَدُ بْنُ مَالِكٍ الْحِمْيَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ أَيْضًا مِنْ حَرَسِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ. جَوَّدَهُ ابْنُ مَاكُولا [2] ، وَرَدَّ عَلَى مَنْ جَعَلَهُ رَجُلَيْنِ، بَلْ هُمَا وَاحِدٌ. 325- (بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ) [3] 4- السَّلُولِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَنْ أَنَسٍ، وَأَبِي الْجَوْزَاءِ السَّعْدِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، وَوَلَدُهُ يُونُسُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَشُعْبَةُ، وَمَعْمَرٌ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. 326- (بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو) [4] الْخَوْلانِيُّ الْمَصْرِيُّ. عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْه سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. 327- (بُكَيْرُ بْنُ الأَخْنَسِ الْكُوفِيُّ) [5] م د ن ق- عَنْ أَنَسٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ،   [1] التاريخ الكبير 2/ 138 رقم 1965، الجرح والتعديل 2/ 411 رقم 1622 و 1623، الإكمال لابن ماكولا 3/ 373، 374. [2] الإكمال 3/ 374. [3] التاريخ لابن معين 2/ 56، التاريخ الكبير 2/ 140 رقم 1975، تاريخ الثقات 78 رقم 141، الجرح والتعديل 2/ 426 رقم 1693، الثقات لابن حبّان 4/ 82، تهذيب الكمال 4/ 52، 53 رقم 660، الإكمال 1/ 227، الكاشف 1/ 98 رقم 560، ميزان الاعتدال 1/ 306 رقم 1155، جامع التحصيل 177 رقم 56، تهذيب التهذيب 1/ 432 رقم 796، تقريب التهذيب 1/ 96 رقم 27. [4] التاريخ الكبير 2/ 100 رقم 1835، الجرح والتعديل 2/ 377 رقم 1467، الإكمال 1/ 286، تهذيب الكمال 4/ 171، 172 رقم 722، تهذيب التهذيب 1/ 466 رقم 862، تقريب التهذيب 2/ 103 رقم 92، حسن المحاضرة 1/ 110، خلاصة تذهيب التهذيب 50. [5] الطبقات الكبرى 6/ 311، التاريخ الكبير 2/ 112 رقم 1874، تاريخ الثقات للعجلي 85 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 326 وَجَمَاعَةٍ، وَقِيلَ إِنَّهُ رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَمِسْعَرٌ، وأَبُو عَوَانَةَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. 328- (بُكَيْرُ بْنُ فَيْرُوزٍ الرُّهَاوِيُّ) [1] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْه: زَيْدٌ، وَيَحْيَى ابْنَا أَبِي أُنَيْسَةَ، وَقَتَادَةُ بْنُ الْفَضْلِ الرُّهَاوِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ ذَكْوَانَ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الرُّهَا. قَالَهُ أبو حاتم. 329- بلال بن سعد [2] ت ابن تميم، أبو عمرو الدمشقيّ، الْمُذَكِّرُ، وَاعِظُ أَهْلِ الشَّامِ وَعَالِمُهُمْ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وطائفة.   [ () ] رقم 167، الجرح والتعديل 2/ 401 رقم 1579، الثقات لابن حبّان 4/ 76 و 6/ 105، تهذيب الكمال 4/ 235، 236 رقم 760، العلل لأحمد 1/ 160، تاريخ واسط لبحشل 151 و 223، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 59، الكاشف 1/ 109 رقم 647، تهذيب التهذيب 1/ 489، 490 رقم 903، تقريب التهذيب 1/ 107 رقم 131، خلاصة تذهيب التهذيب 52. [1] التاريخ الكبير 2/ 111، 112 رقم 1873، الجرح والتعديل 2/ 402 رقم 1581، تهذيب الكمال 4/ 250، 251 رقم 769، الكاشف 1/ 110 رقم 654، تهذيب التهذيب 1/ 494 رقم 912، تقريب التهذيب 1/ 108 رقم 141، خلاصة تذهيب التهذيب 52. [2] الطبقات الكبرى 7/ 461، التاريخ الكبير 2/ 108 رقم 1957، تاريخ الثقات للعجلي 86 رقم 172، المعرفة والتاريخ 2/ 72، 73 و 330 و 405 و 407، تاريخ أبي زرعة 1/ 250 وفيه «ابن سعيد» ، الكنى والأسماء 2/ 43، الجرح والتعديل 2/ 398 رقم 1560، الثقات لابن حبّان 4/ 66، مشاهير علماء الأمصار 115 رقم 880، حلية الأولياء 5/ 221- 234 رقم 419، تاريخ دمشق 10/ 356، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 318- 321 وفيه «ابن سعيد» ، تهذيب الكمال 4/ 291- 296 رقم 783، تحفة الأشراف 13/ 151 رقم 1012، الكاشف 1/ 111 رقم 665، سير أعلام النبلاء 5/ 90- 93 رقم 31، البداية والنهاية 9/ 348، جامع التحصيل 179 رقم 67، الوافي بالوفيات 10/ 277 رقم 4777، تهذيب التهذيب 1/ 503 رقم 932، تقريب التهذيب 1/ 110 رقم 158، خلاصة تذهيب التهذيب 53. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 327 وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ النَّفَّاعِينَ بِحُسْنِ مَوَاعِظِهِ، وَبَلِيغِ قَصَصِهِ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: كَانَ مِنَ الْعِبَادَةِ عَلَى شَيْءٍ لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا قَوِيَ عَلَيْهِ، كان لَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفُ رَكْعَةٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] وَغَيْرُهُ، وَشَبَّهَهُ بَعْضُهُمْ بِالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [2] : كَانَ لِأَهْلِ الشَّامِ مِثْلُ الْحَسَنِ بِالْعِرَاقِ، وَكَانَ قَارِئَ الشَّامِ، وَكَانَ جَهِيرَ الصَّوْتِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِهِ أَنَّهُ مَاتَ فِي إِمْرَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ: ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ وَاعِظًا قَطُّ أَبْلَغَ مِنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ [3] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ: سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْخُلُودِ، يَا أَهْلَ الْبَقَاءِ، إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ، وَإِنَّمَا تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ، كَمَا نُقِلْتُمْ مِنَ الأَصْلابِ إِلَى الأَرْحَامِ، وَمِنَ الأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا، وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ، وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ، وَمِنَ الْمَوْقِفِ إِلَى الْخُلُودِ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ [4] . قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي الأَبْرقُوهِيِّ: أَخْبَرَكُمُ الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَا ابْنُ النَّقُّورِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ الْجَرَّاحِ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ نَحِيرُوزٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ، سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: لا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ، وَلَكِنَّ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ [5] . وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [6] : كَانَ بِلالُ بن سعد إمام الجامع بدمشق. وقال   [1] تاريخ الثقات 86. [2] التاريخ 1/ 250. [3] حلية الأولياء 5/ 222. [4] قارن بحلية الأولياء 5/ 229. [5] الحلية 5/ 223. [6] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 318، تاريخ دمشق 10/ 356. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 328 خَيْثَمَةُ: ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَيْرُوتِيُّ: أَنْبَأَ أبي، ثنا الأوزاعيّ قال: كان لبلال ابن سَعْدٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَلْفُ رَكْعَةٍ [1] . وَعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ بِلالُ ابن سَعْدٍ إِمَامَ الْجَامِعِ، وَكَانَ إِذَا كَبَّرَ سُمِعَ صَوْتُهُ مِنَ الأَوْزَاعِ [2] ، وَتَبِينُ قِرَاءَتُه مِنَ الْعَقَبَةِ الَّتِي فِيهَا دَارُ الضِّيَافَةِ [3] ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْعُمْرَانُ. وَقَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ: رَأَيْتُ بِلالَ بْنَ سَعْدٍ يَعِظُ النَّاسَ فِي غَدَاةِ الْعِيدِ فِي الْمُصَلَّى إِلَى جَانِبِ الْمِنْبَرِ، حَتَّى يَخْرُجَ الْخَلِيفَةُ، فَإِذَا خَرَجَ، جَلَسَ بِلالٌ. وَمِنْ كَلامِهِ مِمَّا سَمِعَهُ مِنْهُ الأَوْزَاعِيُّ: وَاللَّهِ لَكَفَى بِهِ ذَنْبًا، أَنَّ اللَّهَ يُزَهِّدُنَا فِي الدُّنْيَا، وَنَحْنُ نَرْغَبُ فِيهَا [4] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ الشَّعْبَانِيُّ، ثَنَا الضَّحَّاكُ، عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: عِبَادَ اللَّهِ أَنْتُمُ الْيَوْمَ تَتَكَلَّمُونَ، وَاللَّهُ سَاكِتٌ، وَيُوشِكُ اللَّهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَتَسْكُتُونَ، ثُمَّ يَثُورُ مِنْ أَعْمَالِكُمْ دُخَّانٌ تَسْوَدُّ مِنْهُ الْوُجُوهُ [5] . وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: خَرَجُوا يَسْتَقُونَ بِدِمَشْقَ وَفِيهِمْ بِلالُ بْنُ سَعْدٍ، فَقَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَ، أَلَسْتُمْ مُقِرُّونَ بِالإِسَاءَةِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ قُلْتُ: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ من سَبِيلٍ 9: 91 [6] وقد أقررنا بالإساءة فاعف عنّا واسقنا، فسقينا يَوْمَنَا ذَلِكَ [7] . تُوُفِّي بِلالٌ فِي إِمْرَةِ هِشَامٍ، وَتَرْجَمَتُهُ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ فِي نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ ورقة [8] .   [1] تاريخ دمشق 10/ 356، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 318. [2] في الأصل «الأفراغ» ، والتصحيح عن سير أعلام النبلاء 5/ 92، والأوزاع قرية من قرى دمشق. [3] قال ابن عساكر: «كان بلال إذا كبّر سمع صوته من عقبة الشياحين وهي العقبة التي فيها دار الضيافة» . [4] تاريخ دمشق 10/ 356، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 318. [5] حلية الأولياء 5/ 224. [6] حلية الأولياء 5/ 231. [7] سورة التوبة، الآية 91. [8] حلية الأولياء 5/ 226. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 329 330- (بَيَانُ بْنُ سَمْعَانَ) [1] التَّيْمِيُّ النَّهْدِيُّ، لَعَنَهُ اللَّهُ. ظَهَرَ بِالْعِرَاقِ، وَقَالَ بِآلُهِيَّةِ عَليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَنَّ فِيهِ جُزْءًا مِنَ الآلُهِيَّةِ، مُتَّحِدًا بِنَاسُوتَهْ، ثُمَّ تَحَوَّلَ مِنْ بَعْدِهِ فِي ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، ثُمَّ فِي وَلَدِهِ أَبِي هَاشِمٍ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ فِي بَيَانٍ، يَعْنِي نَفْسَهُ، ثُمَّ أَنَّهُ كَتَبَ كِتَابًا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ يَدْعُوهُ إِلَى نَفْسِهِ وَأَنَّهُ نَبِيٌّ. قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ أَمِيرُ العراق.   [1] تاريخ الرسل والملوك 7/ 128، 129، الكامل في التاريخ 5/ 207- 209، العيون والحدائق 3/ 2300، 231، المعرفة والتاريخ 2/ 776. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 330 [حرف التَّاءِ] 331- (تَوْبَةُ بْنُ نَمِرِ) [1] بْنِ حَرْمَلِ بْنِ تَغْلِبَ الْحَضْرَمِيُّ الْبُسْتِيُّ، أَبُو مِحْجَنٍ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي مِصْرَ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: جُمِعَ لَهُ الْقَضَاءُ وَالقَصَصُ بِمِصْرَ. قُلْتُ: رَوَى يَسِيرًا عَنِ التَّابِعِينَ. حَدَّثَ عَنْهُ زِيَادُ بْنُ عَجْلانَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ: لَمَّا وُلِّيَ تَوْبَةُ بْنُ نَمِرٍ الْقَضَاءَ، قَالَ لامْرَأَتِهِ: أَنْتِ الطَّلاقُ، فَصَاحَتْ، فَقَالَ لَهَا: إِنْ كَلَّمْتِنِي فِي خَصْمٍ وَذَكَّرْتِنِي بِهِ، فَإِنْ كَانَتْ لَتَرَى دَوَاتَهُ قَدِ احْتَاجَتْ إِلَى أَنْ تُلاقَ، فَلا تُصْلِحُهَا خَوْفًا أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ فِي يَمِينِهِ شَيْءٌ [2] . قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ عشرين ومائة.   [1] أخبار القضاة 3/ 230- 231، الولاة والقضاة للكندي 334 و 342- 347 و 435 و 484 و 504، حسن المحاضرة 2/ 87. [2] أخبار القضاة لوكيع 3/: 23 والولاة والقضاة 342- 343. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 [حرف الثَّاءِ] 332- (ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ) [1] م 4- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَالْبَرَاءِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، وَآخَرُونَ. وَأَظُنُّ رِوَايَتَهُ عَنْ مَوْلاهُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مُنْقَطِعَةٌ. 332- (ثَابِتُ بْنُ عِيَاضٍ الْعَدَوِيُّ) [2] خ م د ن- مَوْلاهُمُ الأَعْرَجُ الأَحْنَفُ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكٌ، وَفُلَيْحٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [3] : لا بَأْسَ به. 334- (ثماية بْنُ شُفَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ الْمَصْرِيُّ) [4] م د ن ق- نزيل الإسكندرية.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 294، التاريخ لابن معين 2/ 69، التاريخ الكبير 2/ 166 رقم 2077، المعرفة والتاريخ 1/ 225 و 483 و 2/ 148 و 660، الجرح والتعديل 2/ 454 رقم 1831 و 1832، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 67، تهذيب الكمال 4/ 362، 363 رقم 822، الكاشف 1/ 116 رقم 12، خلاصة تذهيب التهذيب 56. [2] التاريخ لابن معين 2/ 69، التاريخ الكبير 2/ 160- 161 رقم 2054، المعرفة والتاريخ 2/ 277 و 809، الجرح والتعديل 2/ 454، 455 رقم 1833، تهذيب الكمال 4/ 367- 368 رقم 825، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 66، 67، الكاشف 1/ 116 رقم 699، الوافي بالوفيات 10/ 462 رقم 4964، تهذيب التهذيب 2/ 11 رقم 16، تقريب التهذيب 1/ 116 رقم 15، خلاصة تذهيب التهذيب 56. [3] الجرح والتعديل 2/ 454. [4] التاريخ الكبير 2/ 177 رقم 2117، التاريخ الصغير 123، المعرفة والتاريخ 2/ 501، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 332 عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَإِسْحَاقُ، وَغَيْرُهُمْ. وثقه النسائي. مات قبل العشرين. 335- (ثمامة بن عبد الله) [1] ع- بن أنس بن مالك الأنصاريّ، عن جدّه، والبراء بن عازب. وعنه ابن عَوْنٍ، وَمَعْمَرٌ، وَعَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَآخَرُونَ. وَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يَقُولُ صَحِبْتُ جَدِّي ثَلاثِينَ سنة.   [ () ] الجرح والتعديل 2/ 466 رقم 1895، مشاهير علماء الأمصار 120 رقم 930، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، اللباب 31، تهذيب الكمال 4/ 404، 405 رقم 853، الكاشف 1/ 119 رقم 722، تهذيب التهذيب 2/ 28 رقم 48، خلاصة تذهيب التهذيب 58. [1] الطبقات الكبرى 7/ 239، تاريخ خليفة 361 وفيه: ثمامة بن أنس بن مالك، العلل لأحمد 1/ 291، التاريخ الكبير 2/ 177 رقم 2116، تاريخ الثقات للعجلي 91 رقم 188، المعرفة والتاريخ 1/ 504 و 2/ 244، أخبار القضاة لوكيع 2/ 20- 22، الجرح والتعديل 2/ 466 رقم 1893، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 1/ 434 رقم 153، الثقات لابن حبّان 4/ 96، مشاهير علماء الأمصار 93 رقم 676، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 535- 536، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 67، تهذيب الكمال 4/ 405- 408 رقم 854، ميزان الاعتدال 1/ 372 رقم 1396، الكاشف 1/ 119 رقم 723، سير أعلام النبلاء 5/ 204- 205 رقم 78، تهذيب التهذيب 2/ 28- 29 رقم 49، تقريب التهذيب 1/ 120 رقم 45، مقدّمة فتح الباري 394، خلاصة تذهيب التهذيب 58. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 333 [حرف الْجِيمِ] 336- (الْجَارُودُ بْنُ سَبْرَةَ الْهُذَلِيُّ) [1] أَحَدُ الأَشْرَافِ بِالْبَصْرَةِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشَرَةٍ وَمِائَةٍ. 337- (جَامِعُ بن شدّاد) [2] ع- أبو صخرة المحاربيّ الكوفي، أَحَدُ الْعُلَمَاءِ. عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ، وَصَفْوَانَ [3] ، بْنِ مُحْرِزٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحْرِزٍ. وَعَنْهُ الأَعْمَشُ، وَشُعْبَةُ، وَمِسْرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ،   [1] الطبقات لخليفة 212، تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير 2/ 237 رقم 2307، الجرح والتعديل 2/ 525 رقم 2183، تهذيب الكمال 4/ 475، 476 رقم 882، الكاشف 1/ 123 رقم 750، الوافي بالوفيات 11/ 35 رقم 64، تهذيب التهذيب 2/ 52، 53 رقم 79، تقريب التهذيب 1/ 124 رقم 20، النجوم الزاهرة 1/ 285، خلاصة تذهيب التهذيب 59، 60. [2] الطبقات الكبرى 6/ 318، تاريخ خليفة 378، الطبقات لخليفة 160، التاريخ لابن معين 2/ 77، التاريخ الكبير 2/ 240، 241 رقم 2322، تاريخ الثقات 94 رقم 199، المعرفة والتاريخ 3/ 95 و 195 و 208 و 223 و 231، العلل لأحمد 1/ 90 و 100 و 212 و 295، التاريخ الصغير 130، تاريخ أبي زرعة 1/ 638 و 640 و 666 و 675، الكنى والأسماء 2/ 11، الجرح والتعديل 2/ 529، 530 رقم 2201، الثقات لابن حبّان 4/ 107، مشاهير علماء الأمصار 103 رقم 762، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 1/ 436 رقم 162، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 78، تهذيب الكمال 4/ 486- 488 رقم 889، الكاشف 1/ 123 رقم 755، سير أعلام النبلاء 5/ 205، 206 رقم 80، الوافي بالوفيات 11/ 40 رقم 74، تهذيب التهذيب 2/ 56، 57 رقم 86، تقريب التهذيب 1/ 124 رقم 27، النجوم الزاهرة 1/ 280، خلاصة تذهيب التهذيب 60. [3] في الأصل «صفول» والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 334 وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. 338- (جَبْرُ بْنُ حَبِيبٍ) [2] ق- عَنْ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ، عَنْ عَائِشَةَ. وَعَنْهُ، الْجُرَيْرِيُّ، وَأَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بن سلمة. وثّقه ابن مَعِينٍ. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ. 339- (جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ) [3] د- بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ النَّوْفَلِيُّ. عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حَدِيثَ الأَطِيطِ [4] . رَوَى عَنْهُ يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرحمن السّلمي. 340- الجرّاح بن عبد الله بن الْحَكَمِيُّ [5] الأَمِيرُ أَبُو عُقْبَةَ، لَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرٍ. وُلِّيَ الْبَصْرَةَ فِي   [1] الجرح والتعديل 2/ 530. [2] العلل لأحمد 1/ 162 و 264، التاريخ الكبير 2/ 243 رقم 2334، الجرح والتعديل 2/ 533 رقم 2214، الإكمال 2/ 15، تهذيب الكمال 4/ 493- 494 رقم 892، الكاشف 1/ 124 رقم 758، تهذيب التهذيب 2/ 59 رقم 89، تقريب التهذيب 1/ 125 رقم 30، خلاصة تذهيب التهذيب 60. [3] التاريخ الكبير 2/ 224 رقم 2277، الجرح والتعديل 2/ 513 رقم 2120، تهذيب الكمال 4/ 504- 506 رقم 903، الكاشف 1/ 125 رقم 768، تهذيب التهذيب 2/ 63 رقم 101، تقريب التهذيب 1/ 126 رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 60. [4] انظر الحديث في سنن أبي داود (4726) في السّنّة، باب في الجهميّة. وتهذيب الكمال 4/ 504- 506 رقم 903، الكاشف 1/ 125 رقم 768، تهذيب التهذيب 2/ 63 رقم 101، تقريب التهذيب 1/ 126 رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 60. [5] تاريخ خليفة 310 و 317 و 318 و 320 و 322 و 329 و 330 و 331 و 333 و 336 و 337 و 341 و 342 و 343 و 361، الطبقات لخليفة 156، التاريخ الكبير 2/ 226- 227 رقم 2283 و 2284، المعرفة والتاريخ 1/ 593، تاريخ أبي زرعة 1/ 245، 246، فتوح البلدان 1/ 238 و 2/ 343، تاريخ الرسل والملوك 6/ 350 و 361 و 433 و 447 و 491 و 526 و 554 و 557 و 562 و 585 و 602 و 7/ 14 و 21 و 67 و 70 و 71 و 75 و 80 و 114، الجرح والتعديل 2/ 522- 523 رقم 2113، العيون والحدائق لمجهول 3/ 21 و 50 و 62 و 75، الكامل في التاريخ 4/ 472 و 480 و 530 و 548 و 5/ 25 و 44 و 48- 53 و 86 و 111 و 113 و 125 و 134 و 137 و 158، 161 و 168 و 177، سير أعلام النبلاء 5/ 189- 190 رقم 69، العبر 1/ 137- 138، البداية والنهاية 9/ 303، الوافي بالوفيات 11/ 64 رقم 113، شذرات الذهب 1/ 144. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 335 دَوْلَةِ الْوَلِيدِ، مِنْ تَحْتِ يَدِ الْحَجَّاجِ، ثُمَّ وُلِّيَ خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَكَانَ مِنْ صُلَحَاءِ الأُمَرَاءِ وَمُجَاهِدِيهِمْ. رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ عَطِيَّةَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَرَبِيعَةُ بْنُ فَضَالَةَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ حَكَمٍ قَالَ: قَالَ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ وَكَانَ فَارِسَ أَهْلِ الشَّامِ: تَرَكْتُ الذُّنُوبَ حَيَاءً أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَدْرَكَنِي الْوَرَعُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: وَلِيَ الْجَرَّاحُ خُرَاسَانَ لِيَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، وَهُوَ مِنْ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ، فَرَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ الْجَرَّاحَ كَانَ إِذَا مَشَى فِي جَامِعِ دِمَشْقَ يُمِيلُ رَأْسَهُ عَنِ الْقَنَادِيلِ مِنْ طُولِهِ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الزُّرَقِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَامِلَ خُرَاسَانَ كُلِّهَا، حَرْبِهَا وَصَلاتِهَا، وَمَالِهَا. وَقَالَ الْوَلِيدُ: ثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ غَزَا الْجَرَّاحُ أَرْضَ التُّرْكِ، فَدَخَلَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَأَدْرَكَتْهُ التُّرْكُ، فَقُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ. وَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ: كَانَ الْجَرَّاحُ عَلَى أَرْمِينِيَةَ، وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، فَقَتَلَهُ الْخَزَرُ، فَفُزِعَ النَّاسُ لِقَتْلِهِ فِي الْبُلْدَانِ. وَرَوَى صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْجَرَّاحِ، وَعِنْدَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ، فَإِذَا بِهِ قَدْ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَرَفَعُوا، فَمَكَثَ طَوِيلا، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا يَحْيَى، تَدْرِي مَا كُنَّا فِيهِ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: سَأَلْنَا الله الشهادة، فو الله مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِي تِلْكَ الْغَزَاةِ إِلا اسْتُشْهِدَ، قَالَ: فَبَعَثَ الْجَرَّاحُ إِلَى الأُمَرَاءِ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَيْهِ حِينَ دُهِمُوا فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : زَحَفَ الْجَرَّاحُ مِنْ بَرْذَعَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ إِلَى ابْنِ خَاقَانَ، وَهُوَ مُحَاصِرٌ أَرْدبِيلَ، فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ الْجَرَّاحُ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ رَمَضَانَ، وَغَلَبَتِ الْخَزَرُ عَلَى أَذْرَبَيْجَانَ، وَبَلَغَتْ خُيُولُهُمْ إِلَى الْمَوْصِلِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ الْبَلاءُ بِمَقْتَلِ الْجَرَّاحِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عَظِيمًا، فَبُكِيَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جُنْدٍ مِنْ أَجْنَادِ الْعَرَبِ وفي الأمصار، رحمه الله تعالى.   [1] التاريخ- ص 342. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 336 341- (جريد بن زيد) [1] خ م ن- أبو سلمة الأزدي البصري. عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أُبَيٍّ، وَتُبَيْعٍ الْحِمْيَرِيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنَا أَخِيهِ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ. 342- (جُعْثُلُ [2] بْنُ هَاعَانَ) [3] 4- أَبُو سَعِيدٍ الرُّعَيْنِيُّ الفتباني [4] المصري، قاضي إفريقية. عن أبي تميم الجيشاني. وَعَنْهُ بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ: قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. 343- الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ مُؤَدِّبُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحِمَارِ [5] ، وَلِهَذَا يُقَالُ لَهُ: مَرْوَانُ الْجَعْدِيُّ. كَانَ الْجَعْدُ أَوَّلُ مِنْ تَفَوَّهَ بِأَنَّ اللَّهَ لا يَتَكَلَّمُ، وَقَدْ هَرَبَ مِنَ الشَّامِ. وَيُقَالُ: إِنَّ الْجَهْمَ بْنَ صَفْوَانَ أَخَذَ عَنْهُ مَقَالَةَ خَلْقِ الْقُرْآنِ [6] ، وَأَصْلُهُ مِنْ حرّان. فبلغنا عَنْ عُقَيْلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: وَقَفَ الْجَعْدُ عَلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، فَجَعَلَ يسأله   [1] التاريخ الكبير 2/ 212 رقم 2228، المعرفة والتاريخ 3/ 25، الجرح والتعديل 2/ 503 رقم 2071، أسماء التابعين 1/ 437 رقم 171، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 75، تهذيب الكمال 4/ 532 رقم 915، الكاشف 1/ 126 رقم 778، تهذيب التهذيب 2/ 72- 73 رقم 113 تقريب التهذيب 1/ 127 رقم 53، خلاصة تذهيب التهذيب 61. [2] جعثل: بضم الجيم، وسكون العين وضمّ الثاء المثلثة، وقيل بفتح الجيم. [3] التاريخ لابن معين 2/ 83 وفيه «عاهان» بتقديم العين، وهو تصحيف، المعرفة والتاريخ 2/ 505، الكنى والأسماء 1/ 188، الجرح والتعديل 2/ 542 رقم 2225 وفيه «جعيل» بالياء المعجمة من تحت بدل الثاء المثلّثة من فوق، الإكمال لابن ماكولا 2/ 107، تهذيب الكمال 4/ 558- 560 رقم 925، الكاشف 1/ 127 رقم 786، المشتبه 1/ 166، تهذيب التهذيب 2/ 79 رقم 122، تقريب التهذيب 1/ 128 رقم 63، خلاصة تذهيب التهذيب 65. [4] في الأصل «الفتياني» والتصحيح من (اللباب 2/ 242) . [5] تاريخ الرسل والملوك 6/ 591، العيون والحدائق لمجهول 155، الكامل في التاريخ 5/ 263 و 429، اللباب 1/ 230، سير أعلام النبلاء 5/ 433 رقم 192، ميزان الاعتدال 1/ 399 رقم 1482، المغني في الضعفاء 1/ 131 رقم 1128، البداية والنهاية 9/ 350 و 360، الوافي بالوفيات 11/ 86- 87 رقم 144، سرح العيون 293، لسان الميزان 2/ 105 رقم 427، النجوم الزاهرة 1/ 322 تاريخ الخميس 2/ 322، تاج العروس 7/ 506. [6] في (الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة) ص 56- 57 كلام في ذلك. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 337 عَنِ الصُّفَّهِ، فَقَالَ: يَا جَعْدُ، وَيْلَكَ، أَنْقِصْ مِنَ الْمَسْأَلَةِ، إِنِّي لأَظُنُّكَ مِنَ الْهَالِكِينَ، لَوْ لَمْ يُخْبِرْنَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ أَنَّ لَهُ يَدًا، مَا قُلْنَا ذَلِكَ، وَأَنَّ لَهُ عَيْنًا، مَا قُلْنَا ذَلِكَ، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ الْجَعْدُ أَنْ صُلِبَ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ: كَانَ الْجَعْدُ زِنْدِيقًا. وَيُرْوَى أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الأَضْحَى بِوَاسِطٍ، وَقَالَ: ضَحُّوا يَقْبَلُ اللَّهُ ضَحَايَاكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا، وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمًا، ثُمَّ نَزَلَ فَذَبَحَهُ. وَهَذِهِ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ رَوَاهَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الصَّبَاحِ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيِّ. وَأَمَّا الْجَهْمُ فَسَيَأْتِي فِيمَا بَعْدَ. 344- (جعفر بن عبد الله بن الحكم) [1] م 4- بن رافع بن سنان الأوسي الأنصاري، مِنْ نُبَلاءِ التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، وَعَلْبَاءَ السَّلَمِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، وَعَمِّهِ الْحَكَمِ، وَرَافِعِ بْنِ أَسِيدِ بْنِ ظَهِيرٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ اللَّيْثِ وَثِقَاتِهِمْ. 345- (الْجُنَيْدُ بْنُ عبد الرحمن) [2] المرّي الدمشقيّ الأمير. ولّي   [1] التاريخ الكبير 2/ 195 رقم 2171، الجرح والتعديل 2/ 482 رقم 1961، تهذيب الكمال (المصوّر) 1/ 198، الكاشف 1/ 129 رقم 802، جامع التحصيل 186 رقم 98، تهذيب التهذيب 2/ 99 رقم 147، تقريب التهذيب 1/ 131 رقم 85، خلاصة تذهيب التهذيب 63. [2] تاريخ خليفة 342 و 344 و 345 و 358 و 359، فتوح البلدان 2/ 527 و 541 و 542، تاريخ الرسل والملوك 6/ 610 و 7/ 25 و 67- 73 و 75 و 76 و 78- 88 و 92- 95 و 104 و 193 و 205 و 8/ 343، العيون والحدائق لمجهول 3/ 108، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 415- 417، الكامل في التاريخ 4/ 589 و 590 و 5/ 125 و 135 و 156- 158 و 162 و 163 و 165- 170 و 176 و 181 و 182 و 188، الوافي بالوفيات 11/ 204- 205 رقم 301، دول الإسلام 1/ 59، شذرات الذهب 1/ 151. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 338 خُرَاسَانَ وَالسِّنْدِ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ مِنَ الأَجْوَادِ، وَلَكِنْ لَمْ يُحْمَدْ فِي الْحُرُوبِ. 346- (الْجَهْمُ بْنُ دِيَنارٍ) [1] وَيُقَالُ، هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ. رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ الرُّمَّانِيُّ، وَأَشْعَثُ بْنُ سِوَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ الْغَنَوِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : صَدُوقٌ. 347- (جَوَّابُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ) عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ التَّيْمِيِّ، وَمَعْرُوفِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ التَّيْمِيِّ [3] . وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَجُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ قَاصًّا وَاعِظًا، سَكَنَ جُرْجَانَ مُدَّةً، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ، مَعَ أَنَّ ابْنَ مَعِينٍ قَدْ وَثَّقَهُ [4] . 348- (الْجَلاحُ [5] أَبُو كَثِيرٍ الرُّومِيُّ) [6] م د ت ن- مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ. كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَمِعْرِفَةٌ، جَعَلَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَاصَّ الإِسْكَنْدَرِيةَ. يَرْوِي عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، واللّيث بن سعد. مات سنة عشرين ومائة.   [1] التاريخ الكبير 2/ 230- 231 رقم 2294، التاريخ لابن معين 2/ 89، الجرح والتعديل 2/ 522 رقم 2167. [2] الجرح والتعديل 2/ 522. [3] التاريخ لابن معين 2/ 89، التاريخ الكبير 2/ 246 رقم 2347، المعرفة والتاريخ 2/ 581 و 645 و 660 و 779، الجرح والتعديل 2/ 535- 536 رقم 2226، مشاهير علماء الأمصار 199 رقم 1597، تاريخ جرجان 173 رقم 221 المغني في الضعفاء 1/ 138 رقم 1205 وفيه «عبد الله» تهذيب التهذيب 2/ 121 رقم 197، تقريب التهذيب 1/ 135 رقم 128، خلاصة تذهيب التهذيب 66، تهذيب الكمال 1/ 207. [4] انظر تاريخه 2/ 89. [5] الجلاح: بضم الجيم، ولام خفيفة. [6] التاريخ الكبير 2/ 254 رقم 2373، الجرح والتعديل 2/ 551 رقم 2288، تهذيب الكمال 1/ 209، الكاشف 1/ 134 رقم 838، الوافي بالوفيات 11/ 177- 178 رقم 261، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 80، تهذيب التهذيب 2/ 126 رقم 204، تقريب التهذيب 1/ 136 رقم 135، خلاصة تذهيب التهذيب 66. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 339 [حرف الحاء] 349- (الحارث بن يزيد) [1] خ م ن ق- العكلي [2] التّيمي الكوفي الفقيه. عَنْ: إِبْرَاهِيمَ، وَالشَّعْبِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَجِيٍّ الْحَضْرَمِيِّ، وَأَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيِّ. وَعَنْهُ: مُغِيرَةُ بْنُ مُقْسِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ، وَصَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ فَقِيهًا مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ مِنْ عَلِيَّتِهِمْ، وَكَانَ ثِقَةً قَدِيمَ الْمَوْتِ. 350- (حِبَّانُ بْنُ واسع بن حبّان) [3] م د ت ق [4]- بن منقذ [5] الأنصاريّ المازني   [1] الطبقات لخليفة 159، التاريخ الكبير 2/ 285 رقم 2488، تاريخ الثقات 104 رقم 239، المعرفة والتاريخ 2/ 614، 615 و 780 و 3/ 196، الجرح والتعديل 3/ 93 رقم 431، أسماء التابعين للدارقطنيّ 1/ 446 رقم 235، الثقات لابن حبّان 6/ 170، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 95، تهذيب الكمال 1/ 222، الكاشف 1/ 142 رقم 892، جامع التحصيل 189 رقم 113، تهذيب التهذيب 2/ 163- 164 رقم 287، تقريب التهذيب 1/ 145 رقم 77، خلاصة تذهيب التهذيب 69. [2] العكلي: بضم العين وسكون الكاف وكسر اللام. نسبة إلى عكل، وهو بطن من تميم. (اللباب 2/ 351) . [3] التاريخ الكبير 3/ 112 رقم 380، المعرفة والتاريخ 1/ 298، الجرح والتعديل 3/ 296- 297 رقم 1321، مشاهير علماء الأمصار 133 رقم 1051، تهذيب الكمال 1/ 223- 224، خلاصة تذهيب التهذيب 70. وهو: حبّان: بفتح الحاء المهملة. [4] ق: مضافة من الخلاصة. [5] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 240 «منفذ» بالفاء، والتصويب من تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 152 رقم 111. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 340 المديني، ابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَخَلادَ بْنَ السَّائِبِ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ. 351- حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثابت [1] ع قَيْسُ بْنُ دِينَارٍ، وَقِيلَ قَيْسُ بْنُ هِنْدٍ، الكوفيّ أَحَدُ الأَعْلامِ. عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَأَبِي وَائِلٍ، وسعيد ابن جُبَيْرٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: مِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَآخَرُونَ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنَ الْكِبَارِ: عَطَاءُ ابن أَبِي رَبَاحٍ، وَكَانَ هُوَ وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ فَقِيهَيِّ الْكُوفِيَّةِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَةَ. وَقَالَ أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ [2] : قَدِمْتُ مَعَ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ الطَّائِفَ، فَكَأَنَّمَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ نَبِيٌّ [3] . وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: حَبِيبٌ ثِقَةٌ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَالْبُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَرَوَى زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ   [1] الطبقات الكبرى 6/ 320، الطبقات لخليفة 159، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 96، التاريخ الكبير 2/ 313- 314 رقم 2592، تاريخ الثقات 105 رقم 244، المعارف 587 و 624، المعرفة والتاريخ 2/ 204، تاريخ أبي زرعة 1/ 295، الجرح والتعديل 3/ 107- 108 رقم 495، مشاهير علماء الأمصار 108- 109 رقم 823، الثقات لابن حبّان 4/ 137، طبقات الفقهاء للشيرازي 83، تهذيب الكمال 1/ 226، الكاشف 1/ 144 رقم 912، سير أعلام النبلاء 5/ 288- 291 رقم 137، تذكرة الحفاظ 1/ 116 رقم 100، العبر 1/ 150، جامع التحصيل 190 رقم 117، الوافي بالوفيات 11/ 290- 291 رقم 431، حلية الأولياء 5/ 60- 69 رقم 289، صفة الصفوة 3/ 107 رقم 422، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 42- 43 وفيه اسمه «حبيب الأعور» ، ميزان الاعتدال 1/ 451 رقم 1690، المراسيل 28- 29 رقم 47، دول الإسلام 1/ 82، الكنى والأسماء 2/ 165، مرآة الجنان 1/ 256، تهذيب التهذيب 2/ 178- 180 رقم 323، تقريب التهذيب 1/ 148 رقم 106، النجوم الزاهرة 1/ 283، طبقات الحفاظ للسيوطي 44، خلاصة تذهيب التهذيب 70، شذرات الذهب 1/ 156. [2] في الأصل «الفتات» والتصحيح من (اللباب 2/ 242) . [3] حلية الأولياء 5/ 60. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 341 أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: وَضَعَ جَبِينَهُ للَّه فَقَدْ بَرِيءَ مِنَ الْكِبْرِ [1] . وَعَنْ كَامِلٍ أَبِي الْعَلاءِ قَالَ: انْفَقَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَلَى الْقُرَّاءِ مِائَةَ أَلْفٍ [2] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: رَأَيْتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ سَاجِدًا، فَلَوْ رَأَيْتَهُ قُلْتَ مَيِّتٌ، يَعْنِي مِنْ طُولِ السُّجُودِ [3] ، رَحِمَهُ اللَّهُ. 352- (حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيُّ الحمصي) [4] م 4- أبو حفص. عن العرباض ابن سَارِيَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَأُمَامَةَ، وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَعِصْمَةُ بن راشد، وحريز ابن عُثْمَانَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ سَبْعِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَيُرْوَى أَنَّهُ أَدْرَكَ خِلافَةَ عُمَرَ، وَفِيهِ بُعْدٌ. 353- (حَرَامُ بْنُ حُكَيْمِ بْنِ خَالِدٍ الأَنْصَارِيُّ) [5] 4- وَيُقَالُ الْعَنْسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ- وَلَهُ صُحْبَةٌ-، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ، أَرْسَلَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ الْعَلاءُ بْنُ الْحَارِثِ، وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَعَبْدُ الله ابن العلاء بن زبر، ومحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ، وَغَيْرُهُ. وَيُقَالُ كَانَ لَهُ بِدِمَشْقَ دَارٌ فِي سوق القمح.   [1] حلية الأولياء 5/ 61. [2] حلية الأولياء 5/ 61. [3] حلية الأولياء 5/ 61. [4] الطبقات لخليفة 311، التاريخ الكبير 2/ 321- 322 رقم 2618، تاريخ الثقات 106 رقم 249، المعرفة والتاريخ 2/ 312 و 427 و 339 و 348 و 3/ 175، تاريخ أبي زرعة 1/ 543، الجرح والتعديل 3/ 105 رقم 488، المراسيل 28- 29 رقم 47. مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 864، الثقات لابن حبّان 4/ 138- 139، تحفة الأشراف 13/ 159 رقم 1027، تهذيب الكمال 1/ 228، الكاشف 1/ 145- 146، رقم 923، جامع التحصيل 191 رقم 121، تهذيب التهذيب 2/ 187- 188 رقم 344، تقريب التهذيب 1/ 150 رقم 125، خلاصة تذهيب التهذيب 71. [5] التاريخ الكبير 3/ 101 رقم 351، تاريخ الثقات 111 رقم 265، تاريخ أبي زرعة 1/ 609، الجرح والتعديل 3/ 282 رقم 1260، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 107، تهذيب الكمال 1/ 246، ميزان الاعتدال 1/ 467 رقم 1765، الكاشف 1/ 153 رقم 976، المغني في الضعفاء 1/ 157 رقم 1341، تهذيب التهذيب 2/ 222- 223 رقم 411، تقريب التهذيب 1/ 157 رقم 189، خلاصة تذهيب التهذيب 74، الثقات لابن حبّان 4/ 185. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 342 354- (حَرَامُ بْنُ سَعْدِ [1] بْنِ مُحَيَّصَةَ) [2] 4- بْنِ مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ فَقَطْ. وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ. 355- (الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ [3] النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ) [4] عَنِ ابْنِ عُمَر، وَأَنَسٍ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. 356- (حَزْنُ بْنُ بَشِيرٍ الْخَثْعَمِيُّ الْكُوفِيُّ) [5] عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَشَرِيكٌ، وَعَنْبَسَةُ قَاضِي الرَّيِّ. وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا. 357- (الْحَسَنُ بْنُ جَابِرٍ الْحِمْصِيُّ) [6] ت ق- عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَالْمِقْدَامِ بن معديكرب، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيُّ. 358- (الْحَسَنُ بْنُ سَعْدِ بْنِ مَعْبَدٍ الْكُوفِيُّ) [7] م د ن ق- مولى الحسن بن   [1] الطبقات الكبرى 5/ 258 الطبقات لخليفة 250، تاريخ خليفة 345، التاريخ الكبير 3/ 101 رقم 350، المعرفة والتاريخ 1/ 383، الجرح والتعديل 3/ 281 رقم 1258، مشاهير علماء الأمصار 77 رقم 549، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 155، تهذيب الكمال 1/ 241، الكاشف 1/ ج 153 رقم 977، الوافي بالوفيات 11/ 329- 330 رقم 487، تهذيب التهذيب 2/ 223 رقم 412، تقريب التهذيب 1/ 157 رقم 190، النجوم الزاهرة 1/ 273، خلاصة تذهيب التهذيب 74. [2] محيّصة: بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المفتوحة وفتح الصاد. [3] في المعرفة والتاريخ 2/ 657، وتهذيب التهذيب 2/ 221 «الصباح» بالباء الموحّدة. [4] التاريخ الكبير 3/ 81- 82 رقم 296، المعرفة والتاريخ 2/ 657، الجرح والتعديل 3/ 377 رقم 1236، المؤتلف لعبد الغني بن سعيد 79، تهذيب الكمال 1/ 240، الكاشف 1/ 152 رقم 973، تهذيب التهذيب 2/ 221 رقم 408، تقريب التهذيب 1/ 156 رقم 186، خلاصة تذهيب التهذيب 74. [5] التاريخ الكبير 3/ 111 رقم 377، الجرح والتعديل 294 رقم 1311. [6] الطبقات لخليفة 314، التاريخ الكبير 2/ 288 رقم 2499، تاريخ أبي زرعة 1/ 608، الجرح والتعديل 3/ 4 رقم 14، تهذيب الكمال 1/ 253، الكاشف 1/ 159 رقم 1023، تهذيب التهذيب 2/ 259 رقم 480، تقريب التهذيب 1/ 164 رقم 255، خلاصة تذهيب التهذيب 76- 77. [7] التاريخ الكبير 2/ 295 رقم 2519، تاريخ الثقات 114 رقم 279، المعارف 218 و 517، الجرح والتعديل 3/ 16 رقم 56، تهذيب الكمال 1/ 262- 263، الكاشف 1/ 161 رقم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 343 عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وغيرهم. وعنه: أبو إسحاق الشّيبانيّ، وحجّاج ابن أَرْطَأَةَ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَأَخُوهُ أَبُو الْعُمَيْسِ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. 359- (الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ الجدلي) [1] د ن- أبو القاسم الكوفي. عن: ابن عمر، والنعمان بن بشير، والحارث بْنِ حَاطِبٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. وَعَنْهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَشُعْبَةُ، وغيرهما. 360- (الحضرميّ بن لاحق) [2] د ن- اليمانيّ الأعرج. عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُ مُرْسَلا، وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي صَالِح السَّانِيِّ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 361- (حفص بن عبيد الله) [4] سوى د- بن أنس بن مالك الأنصاريّ البصري. عَنْ: جَدِّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : لا يَثْبُتُ لَهُ السَّمَاعُ إِلا مِنْ جَدِّهِ. قُلْتُ: حَدِيثُهُ عن جابر في صحيح البخاري.   [1038،) ] تهذيب التهذيب 2/ 279- 280 رقم 507، تقريب التهذيب 1/ 166 رقم 276، خلاصة تذهيب التهذيب 78. [1] التاريخ الكبير 2/ 382 رقم 2850، الجرح والتعديل 3/ 50 رقم 222، تهذيب الكمال 1/ 282، الكاشف 1/ 168 رقم 1089، تهذيب التهذيب 2/ 333 رقم 591، تقريب التهذيب 1/ 174 رقم 351، خلاصة تذهيب التهذيب 82. [2] التاريخ لابن معين 2/ 121، التاريخ الكبير 3/ 125 رقم 419، الجرح والتعديل 3/ 302 رقم 1347، تهذيب الكمال 1/ 301، ميزان الاعتدال 1/ 555 رقم 2107، المغني في الضعفاء 1/ 179 رقم 1606، الكاشف 1/ 177 رقم 1148، تهذيب التهذيب 2/ 394- 395 رقم 689، تقريب التهذيب 1/ 185 رقم 433، خلاصة تذهيب التهذيب 86. [3] التاريخ 2/ 121. [4] التاريخ الكبير 2/ 360 رقم 2750، الجرح والتعديل 3/ 176 رقم 754، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 704، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 384، تهذيب الكمال 1/ 303، الكاشف 1/ 178 رقم 1160، تهذيب التهذيب 405 رقم 707، تقريب التهذيب 1/ 186 رقم 449، خلاصة تذهيب التهذيب 87. [5] الجرح والتعديل 3/ 302. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 344 362- (حفص ابن أخي أنس بن مالك) [1] د ن- قيل هو: حفص بن عبد الله ابن أبي طلحة، وقيل هُوَ: حَفْصُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. عَنْ عَمِّهِ. وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ. وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. 363- (الْحَكَمُ بْنُ جَحْلٍ [2] الْبَصْرِيُّ) [3] ن- عَنْ حُجْرٍ الْعَدَوِيِّ، وَعَطاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ حَجَّاجُ بْنُ دِيَنارٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ. وثّقه ابن معين [4] . 364- الحكم بن عتيبة [5] ع أبو محمد الكندي، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ، الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَعْلامِ. عَنْ: أَبِي   [1] التاريخ الكبير 2/ 360- 361 رقم 2751، الجرح والتعديل 3/ 176 رقم 754، تهذيب الكمال 1/ 309، الكاشف 1/ 181 رقم 1179، تهذيب التهذيب 2/ 421- 422 رقم. 731، تقريب التهذيب 1/ 189 رقم 471، خلاصة تذهيب التهذيب 88. [2] في الأصل «حجل» وكذلك في تهذيب الكمال 1/ 310، والتصويب من مصادر ترجمته الآتية. [3] التاريخ الكبير 2/ 336 رقم 2661، الجرح والتعديل 3/ 114- 115 رقم 531، الإكمال 2/ 50، تهذيب الكمال 1/ 310، المشتبه 1/ 142، الكاشف 1/ 182 رقم 1183، تهذيب التهذيب 2/ 424- 425 رقم 741، تقريب التهذيب 1/ 190 رقم 479، خلاصة تذهيب التهذيب 89. [4] لم يذكره في تاريخه. [5] الطبقات الكبرى 6/ 331- 332، الطبقات لخليفة 162، تاريخ خليفة 346 و 361، التاريخ لابن معين 2/ 125، التاريخ الكبير 2/ 332- 333 رقم 2654، التاريخ الصغير 128، تاريخ الثقات للعجلي 126- 127 رقم 315، المعارف 464 و 624، المعرفة والتاريخ 2/ 794- 796 وانظر فهرس الأعلام 3/ 504، تاريخ أبي زرعة 1/ 296 و 608، المنتخب من ذيل المذيّل 642- 643، الجرح والتعديل 3/ 123- 125 رقم 567، المراسيل 48 رقم 60، الثقات لابن حبّان 4/ 144، طبقات الفقهاء 82، تهذيب الكمال 1/ 312، تحفة الأشراف 13/ 177- 178 رقم 1038، دول الإسلام 1/ 80، الكاشف 1/ 183 رقم 1194، سير أعلام النبلاء 5/ 208- 213 رقم 83، العبر 1/ 143، تذكرة الحفاظ 1/ 117 رقم 102، جامع التحصيل 121 رقم 13 في المدلّسين، وهو فيه «ابن عتبة» ، و 200- 201 رقم 141، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 100 رقم 391، مروج الذهب 3/ 215، الوافي بالوفيات 13/ 111 رقم 118، وفيه «ابن عتبة» وقد خلط المحقّق في الحواشي بين صاحب الترجمة وغيره، تهذيب التهذيب 2/ 432- 434 رقم 756، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 345 جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي، وَأَبِي وَائِلٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُجَاهِدٍ، وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَسَعِيدِ ابن جُبَيْرٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وأبان بن تغلب، ومسعر، ومالك ابن مِغْوَلٍ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَأَبُو عَوَانَةَ، وَخَلْقٌ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: حَجَجْتُ، فَلَقِيتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ، فَقَالَ لِي: هَلْ لَقِيتَ الْحَكَمَ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: فَالْقَهُ، فَمَا بَيْنَ لابَتَيْهَا أفقه منه. وقال أحمد ابن حَنْبَلٍ: هُوَ أَفْقَهُ النَّاسَ فِي إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَا كَانَ بِالْكُوفَةِ مِثْلُ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ. وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: كَانَ الْحَكَمُ صَاحِبَ عِبَادَةٍ وَفَضْلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] : كَانَ الْحَكَمُ ثِقَةً، ثَبْتًا، فَقِيهًا، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ [2] ، وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ. وَقَالَ مُغِيرةُ بْنُ مُقْسِمٍ: كَانَ الْحَكَمُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ أَخْلُوا لَهُ سَارِيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَيْهَا. وَقَالَ الشَّاذَكُونِيُّ: أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كَانَ الْحَكَمُ يُفَضِّلُ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. الشَّاذَكُونِيُّ ضَعِيفٌ. وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ كالحكم في أصحابه. وقال أبو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ رُومِيٍّ قَالَ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ فَضْلَ الْحَكَمِ إِلا إِذَا اجْتَمَعَ عُلَمَاءُ النَّاسِ فِي مَسْجِدِ مِنًى، نَظَرْتُ إِلَيْهِمْ [فَإِذَا هُمْ] [3] عِيَالٌ عَلَيْهِ. قَالَ شُعْبَةُ: مَاتَ الْحَكَمُ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَقَالَ آخَرُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ.   [ () ] تقريب التهذيب 1/ 192 رقم 494، طبقات الحفّاظ 44، خلاصة تذهيب التهذيب 9.، شذرات الذهب 1/ 151، وذكره الحافظ الذهبي في ميزانه 1/ 577 رقم 2189 في ترجمة سميّه الحكم بن عتيبة بن نهّاس، فقال إن البخاري قد جعل من ابن النهاس والإمام المشهور واحدا، فعدّ من أوهام البخاري. [1] تاريخ الثقات 126- 127. [2] المقصود إبراهيم النخعي. [3] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل لتسقيم العبارة. واللفظ في تهذيب الكمال 1/ 312: «مَا كُنْتُ أَعْرِفُ فَضْلَ الْحَكَمِ إِلا إِذَا اجتمع الناس في مسجد منى حتى رأيت علماء الناس عيالا عليه» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 346 365- (حكيم بن عبد الله) [1] م 4- بن قيس بن مخرمة القرشي المطلبي. عَنْ: نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، وَرَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ الحارث، واللّيث، وابن لهيعة، وآخرون. وثّقه ابن حِبَّانَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. 366- حَمَّادُ بن أبي سليمان [2] م 4 الفقيه الكوفي، أبو إسماعيل بن مسلم، مَوْلَى الأَشْعَرِيِّينِ [3] ، أَحَدُ الأَعْلامِ، أَصْلُهُ مِنْ أَصْبَهَانَ. روى عن: أنس، وابن الْمُسَيِّبِ، وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَتَفَقَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو حَنِيفَةَ، وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ سَخِيًّا جَوَّادًا. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِيَاسٍ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ: مِنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ! قَالَ: حَمَّادٌ. وَقَالَ مُغِيرَةُ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: إنّ حمّادا قد قعد يفتي [4] ! قال:   [1] التاريخ الكبير 3/ 94 رقم 329، الجرح والتعديل 3/ 286- 287 رقم 1280، تهذيب الكمال 1/ 321، تقريب التهذيب 1/ 195 رقم 526. [2] الطبقات الكبرى 6/ 332- 333، الطبقات لخليفة 162، تاريخ خليفة 162 و 350، التاريخ لابن معين 2/ 131- 132، التاريخ الكبير 3/ 18- 19 رقم 75، تاريخ الثقات 131- 132 رقم 331، المعارف 374 و 625، المعرفة والتاريخ 1/ 282، 283 و 285 و 791- 793 و 795 و 3/ 347- 348، تاريخ أبي زرعة 1/ 624 و 675، المنتخب من ذيل المذيّل 643، السيرة لابن هشام 1/ 345 بالحاشية (1) ، الفهرست 285، الجرح والتعديل 3/ 146- 147 رقم 642، الكنى والأسماء 1/ 96، ذكر أخبار أصبهان 1/ 288، الضعفاء الكبير للعقيليّ 107- 110، مشاهير علماء الأمصار 111 رقم 843، الثقات لابن حبّان 4/ 159، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 104 رقم 404، تهذيب الكمال 1/ 327- 328، تحفة الأشراف 13/ 180 رقم 1042، سير أعلام النبلاء 5/ 231- 239 رقم 99، العبر 1/ 151، الكاشف 1/ 188 رقم 1230، دول الإسلام 1/ 82، ميزان الاعتدال 1/ 595- 596 رقم 2253، الوافي بالوفيات 13/ 136- 137 رقم 150، تهذيب التهذيب 3/ 16- 18 رقم 15، تقريب التهذيب 1/ 197 رقم 543، طبقات الحفّاظ 48 رقم 105، خلاصة تذهيب التهذيب 92، شذرات الذهب 1/ 157. [3] الطبقات الكبرى 6/ 333، الجرح والتعديل 3/ 146. [4] الجرح والتعديل 3/ 146. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 347 وَمَا يَمْنَعُهُ، وَقَدْ سَأَلَنِي عَمَّا لَمْ تَسْأَلُونِي عَنْ عُشْرِهِ [1] . وَقَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُ الْحَكَمَ يَقُولُ: وَمَنْ فِيهِمْ مِثْلُ حَمَّادٍ! يَعْنِي أَهْلَ الْكُوفَةِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ حَمَّادٍ، قِيلَ: وَلا الشَّعْبِيُّ؟ قَالَ: وَلا الشَّعْبِيُّ. وَقَالَ مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ حَمَّادٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الأَشْعَرِيُّ مِنَ الأَجْوَادِ، كَانَ يُفْطِرُ كُلَّ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ كُلَّ لَيْلَةٍ خَمْسَمِائَةِ إِنْسَانٍ، وَيُعْطِيهِمْ لَيْلَةَ الْعِيدِ مِائَةً مِائَةً. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى، كَانَ يُفْطِرُ خَمْسِينَ إِنْسَانًا. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادٌ صَدُوقُ اللِّسَانِ [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، إِلا أَنَّهُ مُرْجِئٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: حَمَّادٌ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ، مَا رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَالْقُدَمَاءُ، وَلَكِنَّ حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمَةُ عِنْدَهُ عَنْهُ تَخْلِيطٌ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ: أَبُو مَعْشَرٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَمْ حَمَّادٌ فِي إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: مَا أَقْرَبَهُمَا، وَحَمَّادٌ كَانَ يُرْمَى بِالإِرْجَاءِ. وَرَوَى وَرْقَاءُ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ جَلَسَ الْحَكَمُ وَأَصْحَابُهُ إِلَى حَمَّادٍ، حَتَّى أَحْدَثَ مَا أَحْدَثَ، يَعْنِي الإِرْجَاءَ [3] . ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ لا يَحْفَظُ، يَعْنِي أَنَّ الْغَالِبَ عَلَيْهِ كَانَ الْفِقْهُ [4] . حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ حَمَّادٌ وَمُغِيرَةُ أَحْفَظَ مِنَ الْحَكَمِ، يَعْنِي مَعَ سُوءِ حِفْظِ حَمَّادٍ الآثَارِ، كَانَ أَحْفَظَ مِنَ الْحَكَمِ [5] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : حَمَّادٌ صَدُوقٌ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ، وَهُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي الْفِقْهِ، فَإِذَا جَاءَ الآثَارَ شَوَّشَ. وَقَالَ الْعِجْلِيُّ [7] : كَانَ حَمَّادٌ أَفْقَهَ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ، وكانت به موتة،   [1] الجرح 3/ 146. [2] الجرح 3/ 147. [3] الجرح 3/ 146. [4] الجرح 3/ 147. [5] الجرح 3/ 147. [6] الجرح 3/ 147. [7] تاريخ الثقات 131- 132. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 348 كَانَ رُبَّمَا حَدَّثَ فَتَعْتَرِيهِ، فَإِذَا أَفَاقَ أَخَذَ مِنْ حَيْثُ انْتَهَى. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : يَقَعُ فِي حَدِيثِهِ أَفْرَادٌ وَغَرَائِبُ، وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ فِي الْحَدِيثِ لا بَأْسَ بِهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : قَالُوا: وَكَانَ حَمَّادٌ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ، وَاخْتَلَطَ فِي آخِرِ أَمْرِهِ وَكَانَ مُرْجِئًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ. تُوُفِّيَ حَمَّادٌ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَيُقَالُ: سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ. خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِرَجُلٍ آخَرَ، وَأَهْلُ السُّنَنِ الأَرْبَعَةِ. 367- (حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ الكوفي) [3] ق- المقرئ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى الْكِبَارِ، أَبِي الأَسْوَدِ ظَالِمِ بْنِ عَمْرٍو، وَقِيلَ بَلْ قَرَأَ عَلَى وَلَدِهِ أَبِي حَرْبِ [4] بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، وَعَلَى عُبَيْدِ بْنِ نُضَيْلَةَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ. وَعَنْهُ: أَبُو خَالِدٍ الْقَمَّاطُ، وَحَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ- وَقَرَأَ عَلَيْهِ-، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ رَافِضِيًّا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : شَيْخٌ. قُلْتُ لَهُ فِي سُنَنِ ق [6] حَدِيثَانِ. 368- (حَمْزَةُ بْنُ بيضٍ الْحَنَفِيُّ) [7] أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. كُوفِيٌّ شَاعِرٌ مُجَوِّدٌ، سَائِرُ القَوْلِ، كَثِيرُ الْمُجُونِ، وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَى الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صفرة   [1] الكامل في الضعفاء 2/ 656. [2] الطبقات الكبرى 6/ 333. [3] التاريخ لابن معين 2/ 133، التاريخ الكبير 3/ 80 رقم 289، الجرح والتعديل 3/ 265 رقم 1185، الثقات لابن حبّان 4/ 179، إنباه الرواة للقفطي 1/ 339- 340، تهذيب الكمال 1/ 331، الكاشف 1/ 189 رقم 1239، المغني في الضعفاء 1/ 191 رقم 1744، ميزان الاعتدال 1/ 604 رقم 2292، معرفة القراء الكبار 1/ 70 رقم 26، غاية النهاية 1/ 261، تهذيب التهذيب 3/ 25 رقم 32، تقريب التهذيب 1/ 198 رقم 560، خلاصة تذهيب التهذيب 93. [4] مهمل في الأصل، والتصويب من غاية النهاية، ومعرفة القراء. [5] الجرح والتعديل 3/ 265. [6] اختصار للبيهقي. [7] المعارف 591، الحيوان 5/ 454، العيون والحدائق 3/ 133، المؤتلف والمختلف 141، الأغاني 16/ 202- 225، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 443- 445، معجم الأدباء 10/ 280 رقم 36، أخبار الحمقى والمغفّلين 43، نهاية الأرب 4/ 79- 82، سير أعلام النبلاء 5/ 267- 268 رقم 129، فوات الوفيات 1/ 395 رقم 143، تاج العروس 5- 14- 15، الوافي بالوفيات 13/ 185- 189 رقم 215. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 349 وولده، ثم إلى بلال بن أي بردة. حصل له أموال كَثِيرَةً إِلَى الْغَايَةِ مِنْ ذَهَبٍ وَخَيْلٍ وَرَقِيقٍ. وَقِيلَ إِنَّهُ حَصَّلَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَبِيضٌ: بِكَسْرِ أَوَّلِهِ. وَرَّخَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَأَخْبَارُهُ مُسْتَوْفَاةٌ فِي كِتَابِ «الأَغَانِي» . 369- (حمزة بن عمرو الضّبّي) [1] م د ن- العائذي البصري، عائذ الله بن ضبّة. رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ. وعنه: ابنه عمر، وعوف، وشعبة. وثقه النسائي. 370- (حميد بن نافع الأنصاري) [2] ع- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ: زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَشُعْبَةُ، وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: هُوَ مَوْلَى صَفْوَانَ بْنِ خَالِدٍ. وَيُقَالُ: مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، حَجَّ مَعَ أَبِي أَيُّوبَ، وَرَوَى عَنْهُ، وَقَدْ رَوَى الثَّوْرِيُّ، وَمَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: سَأَلْتُ عَاصِمًا عَنِ الْمَرْأَةِ تَحُدُّ، فَقَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ: كَتَبَ حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ إِلَى حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ زَيْنَبَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَكَانَ عَاصِمٌ يَرَى أَنَّهُ مَاتَ من مائة سنة.   [1] الطبقات لخليفة 111، التاريخ الكبير 3/ 49 رقم 183، الجرح والتعديل 3/ 212 رقم 929، تهذيب الكمال 1/ 334، الكاشف 1/ 191 رقم 1248، تهذيب التهذيب 3/ 32 رقم 47، تقريب التهذيب 1/ 200 رقم 574، خلاصة تذهيب التهذيب 93. [2] التاريخ لابن معين 2/ 128، التاريخ الكبير 2/ 347 رقم 2701 و 2702، المعرفة والتاريخ 2/ 284، الجرح والتعديل 3/ 229- 230 رقم 1008، أسماء التابعين 1/ 439 رقم 182، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 485، تهذيب الكمال 1/ 340، الكاشف 1/ 193 رقم 1268، تهذيب التهذيب 3/ 50 رقم 85، تقريب التهذيب 1/ 204 رقم 613، خلاصة تذهيب التهذيب 95. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 350 371- (حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ الْعَدَوِيُّ) [1] ع- عَدِيُّ تَمِيمٌ، بَصْرِيٌّ نَبِيلٌ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ أَيُّوبُ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَشُعْبَةُ، وجرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وآخرون. قَالَ أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ: مَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ أَجَلُّ مِنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَلْقَ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ عِنْدِي أَبَا رِفَاعَةَ الْعَدَوِيَّ. وَقَالَ أَبُو هِلالٍ: ثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: مَا كَانُوا يُفَضِّلُونَ أَحَدًا عَلَى حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ فِي الْعِلْمِ بِالْبَصْرَةِ، يَعْنِي بَعْدَ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: رَأَيْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ يَلْبِسُ الثِّيَابَ الثَّمِينَةَ [2] وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ. تُوُفِّيَ حُمَيْدٌ فِي إِمْرَةِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ، وَمَوْتُهُ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ قَتَادَةَ. 372- (حُمَيْدٌ الشَّامِيُّ) [3] عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، وَسُلَيْمَانَ المُنَبِّهِيِّ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَغَيْلانُ بْنُ جَامِعٍ، وَسَالِمٌ الْمُرَادِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: لا نَعْرِفُهُ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ فِي مَنَاقِبِ فَاطِمَةَ. 373- (حَيَّانُ أَبُو النَّضْرِ [4] الأَسَدِيُّ) عَنْ واثلة بن الأسقع، وجنادة بن   [1] الطبقات الكبرى 7/ 231، الطبقات لخليفة 212، تاريخ خليفة 351، التاريخ لابن معين 2/ 128، التاريخ الكبير 2/ 346- 347 رقم 2700، تاريخ الثقات للعجلي 135 رقم 344، المعارف 238، المعرفة والتاريخ 2/ 249- 251 و 3/ 155- 157، تاريخ أبي زرعة 1/ 555، الكنى والأسماء 2/ 140، الجرح والتعديل 3/ 230- 231 رقم 1011، المراسيل 49 رقم 63، الثقات لابن حبّان 4/ 147، مشاهير علماء الأمصار 93 رقم 682، حلية الأولياء 2/ 251 رقم 187، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 90 رقم 346، تهذيب الكمال 1/ 340، ميزان الاعتدال 1/ 616 رقم 2345، الكاشف 1/ 194 رقم 1270، جامع التحصيل 202 رقم 147، الوافي بالوفيات 13/ 195- 196 رقم 224، تهذيب التهذيب 3/ 51- 52 رقم 87، تقريب التهذيب 1/ 204 رقم 615، خلاصة تذهيب التهذيب 95. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 231 «اليمنة» . [3] الجرح والتعديل 3/ 232 رقم 1018، تهذيب الكمال 1/ 341، ميزان الاعتدال 1/ 617 رقم 2351، المغني في الضعفاء 1/ 196 رقم 1789، الكاشف 1/ 194 رقم 1274، تهذيب التهذيب 3/ 53- 54 رقم 92، تقريب التهذيب 1/ 204 رقم 620، خلاصة تذهيب التهذيب 95. [4] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 246 «النصر» بالصاد المهملة، والتصويب من: التاريخ الكبير 3/ 55 رقم 207، الجرح والتعديل 3/ 244- 245 رقم 1088 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 351 أَبِي أُمَيَّةَ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، وَمُدْرِكٌ الْفَزَارِيُّ، وَالْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ. وثّقه ابن مَعِينٍ، وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] فَقَالَ: صَالِحٌ. - (حَيُّ بْنُ يُومِنٍ) أَبُو عُشَانَةَ الْمَصْرِيُّ، فِي الْكُنَى، يَأْتِي. 374- (حَيَّانُ الأَعْرَجُ) [2] شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ- مع تَقَدَّمَهُ-، وَمَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.   [1] الجرح والتعديل 3/ 245. [2] التاريخ لابن معين 2/ 141، المعرفة والتاريخ 3/ 251، الجرح والتعديل 3/ 246- 247 رقم 1095، تهذيب الكمال 1/ 346، الكاشف 1/ 198 رقم 1299، تهذيب التهذيب 3/ 68 رقم 132، خلاصة التذهيب 96. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 352 [حرف الْخَاءِ] 375- (خَالِدُ بْنُ بَابٍ الرِّبْعِيُّ الْبَصْرِيُّ) [1] عَنْ عَمِّهِ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وَعَنْهُ عَوْفٌ، وَجَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ، وَسَلَمُ بْنُ زُرَيْرٍ، وَغَيْرُهُمْ. تَرَكَهُ أَبُو زُرْعَةَ. 376- (خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ الْعَسْقَلانِيُّ) [2] 4- وَقِيلَ: الدِّمَشْقِيُّ، وَقِيلَ: الرَّمْلِيُّ. عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَقُبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَأَرْسَلَ عَنْ عَائِشَةَ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ، وَأَبُو بِشْرٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 377- (خَالِد بْنُ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيُّ) [3] عَنِ ابْنِ عمر، وعن عقّار [4] بن   [1] الطبقات لخليفة 213، التاريخ لابن معين 2/ 142، التاريخ الكبير 3/ 141- 142 رقم 479، الجرح والتعديل 3/ 322 رقم 1446، ميزان الاعتدال 1/ 628 رقم 2410، المغني في الضعفاء 1/ 201 رقم 1833، لسان الميزان 2/ 374 رقم 1546. [2] التاريخ لابن معين 2/ 143، التاريخ الكبير 3/ 146 رقم 499، المعرفة والتاريخ 2/ 365، تاريخ أبي زرعة 1/ 501- 502، الجرح والتعديل 3/ 328 رقم 1473، المراسيل 52 رقم 70، تهذيب الكمال 1/ 352، ميزان الاعتدال 1/ 630 رقم 2419، الكاشف 1/ 202 رقم 1322، جامع التحصيل 205 رقم 160، تهذيب التهذيب 3/ 86- 87 رقم 164، تقريب التهذيب 1/ 212 رقم 24، خلاصة تذهيب التهذيب 100. [3] التاريخ الكبير 3/ 149 رقم 512، الجرح والتعديل 3/ 331 رقم 1486. [4] عقّار: بفتح العين المهملة، والقاف المشدّدة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 353 الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. وَعَنْهُ: عَنْبَسَةُ قَاضِي الرَّيِّ، وَشَرِيكٌ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ. قَالَ أَبُو حاتم [1] : ما به بأس. 378- (خالد بن يبي الصَّلْتِ الْمَدَنِيّ) [2] ق- نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. عَنْ: رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ [3] وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: خَالِدٌ الحذّاء، وسفيان بن حسين، ومبارك ابن فَضَالَةَ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. 379- (خَالِدُ بْنُ اللّجلاج العامري) [4] د ت ن- أبو إبراهيم الدمشقيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ- وَلَهُ صُحْبَةٌ-، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَايِشٍ، وَقُبَيْصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ، وَقَدْ أَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وعنه: أبو قلابة، ومكحول، وعبد العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وزيد بن واقد، والأوزاعي، وجماعة. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَن مكحول: كَانَ ذا سن وصلاح، وله جرأة عَلَى الملوك وغلظة عليهم. وَقِيلَ: كَانَ عَلَى بِنَاءِ جَامِعِ دِمَشْقَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ يُفْتِي مَعَ مَكْحُولٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : سَمِعَ مِنْ عُمَرَ، وَالْبُخَارِيُّ لَيْسَ بِالْخَبِيرِ بِرِجَالِ الشام، وهذه من أوهامه.   [1] الجرح والتعديل 3/ 331. [2] التاريخ الكبير 3/ 155- 156 رقم 535، الجرح والتعديل 3/ 336- 337 رقم 1517، مشاهير علماء الأمصار 131 رقم 1032، تهذيب الكمال 1/ 356- 357، ميزان الاعتدال 1/ 632 رقم 2432، الكاشف 1/ 204 رقم 1338، تهذيب التهذيب 3/ 97- 98 رقم 183، تقريب التهذيب 1/ 214 رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 101. [3] في الأصل «خراش» بالخاء المعجمة وهو تحريف. [4] الطبقات لخليفة 309، التاريخ الكبير 3/ 170 رقم 578، المعرفة والتاريخ 2/ 401، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 124 رقم 514، تاريخ أبي زرعة 1/ 333- 334، الكنى والأسماء 1/ 95، الجرح والتعديل 3/ 349 رقم 1576، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 887، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 88، تهذيب الكمال 1/ 363، الكاشف 1/ 208 رقم 1361، جامع التحصيل 206 رقم 166، تهذيب التهذيب 3/ 115 رقم 215، تقريب التهذيب 1/ 218 رقم 72، خلاصة تذهيب التهذيب 102. [5] التاريخ الكبير 3/ 170. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 354 380- (خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ) [1] عَنْ بِلالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ: الزُّبَيْدِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَهْلُ حِمْصَ. وَثَّقَهُ أبو حاتم [2] . وهو مقلّ.   [1] الطبقات لخليفة 309، التاريخ الكبير 3/ 172 رقم 585، المعرفة والتاريخ 2/ 328، الجرح والتعديل 3/ 350 رقم 1580، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 89، تهذيب الكمال 1/ 363، الكاشف 1/ 208 رقم 1362، تهذيب التهذيب 3/ 116 رقم 219، تقريب التهذيب 1/ 218 رقم 77، خلاصة تذهيب التهذيب 102. [2] في الجرح والتعديل 3/ 350. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 355 [حرف الذَّالِ] 381- ذُو الرُّمَّةِ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ [1] هُوَ غَيْلانُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ بُهَيْشٍ [2] ، مُضَرِيُّ النَّسَبِ، وَكَانَ كَثِيرَ التَّشْبِيبِ بِمَيَّةَ بِنْتِ مُقَاتِلٍ الْمِنْقَرِيَّةِ، ثُمَّ شَبَّبَ بِالْخَرْقَاءِ، وَلَهُ مَدَائِحُ فِي بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ. قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ: فُتِحَ الشِّعْرِ [3] بِامْرِئِ الْقَيْسِ، وَخُتِمَ بِذِي   [1] الكامل في الأدب 1/ 32 و 85 و 2/ 89، طبقات فحول الشعراء 121- 125، الشعر والشعراء 2/ 437- 447 رقم 94، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 263 و 451 و 476، العقد الفريد 1/ 320 و 3/ 325، الأغاني 18/ 1- 52، سمط اللآلئ 81- 82، ثمار القلوب 263 و 269 و 319 و 329 و 371 و 509 و 648، أمالي المرتضى 1/ 13، 19، 20، 50، 56، 101، 111، 259، 278، 279، 330، 332، 444، 461، 471، 487، 513، 522، 548، 559، 605، و 2/ 12 و 28 و 33 و 51 و 96 و 125 و 140 و 141 و 175 و 255 و 266، لباب الآداب 415- 416 و 419 و 420، وفيات الأعيان 4/ 11- 17 رقم 523، طبقات الشعراء لابن سلام 465، الموشح 170، الشريشي 2/ 53، سير أعلام النبلاء 5/ 267 رقم 128، الاشتقاق لابن دريد 116، العيني 1/ 412، شرح شواهد المغني 52، معاهد التنصيص 3/ 260- 264، البداية والنهاية 9/ 319، خزانة الأدب 1/ 50- 53، معجم الشعراء في لسان العرب 157 رقم 361. [2] مهمل في الأصل، والتصحيح من مصادر الترجمة. وفي القاموس المحيط: بهيش كزبير، بضم الباء وفتح الهاء وسكون الياء. وانظر المشتبه للذهبي 1/ 96، والإكمال، لابن ماكولا 1/ 376، وفي الحاشية رقم (2) منه: في التوضيح ان هذا هو المعروف، وان ابن السيد ذكره بنون وسين مهملة. [3] في الأصل «الشعراء» والتصحيح من وفيات الأعيان. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 356 الرُّمَّةِ [1] . وَقِيلَ: إِنَّ الْفَرَزْدَقَ وَقَفَ عَلَى ذِي الرُّمَّةِ وَهُوَ يُنْشِدُ، فَاسْتَحْسَنَ شِعْرَهُ، وَكَانَ ذُو الرُّمَّةِ يَنْزِلُ بِبَادِيَةِ الْعِرَاقِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَدَحَهُ. وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ. وَيُقَالُ: إِنَّ الْوَلِيدَ سَأَلَ الْفَرَزْدَقَ: مَنْ أَشْعَرَ النَّاسِ؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: فَتَعْلَمُ أَحَدًا أَشْعَرَ مِنْكَ؟ قَالَ: لا، إِلا غُلامًا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ يَرْكَبُ أَعْجَازَ الإِبِلِ، يَعْنِي ذَا الرُّمَّةِ، وَلَهُ: وَعَيْنَانِ قَالَ اللَّهُ: كُونَا، فَكَانَتَا ... فَعُولانِ بِالأَلْبَابِ مَا تَفْعَلُ الْخَمْرُ [2] وَلَهُ: إِذَا هَبَّتِ الأَرْوَاحُ مِنْ نَحْوِ [3] جَانِبٍ بِهِ أَهْلُ مَيٍّ هَاجَ قَلْبِي هُبُوبُهَا هَوًى تَذْرِفُ الْعَيْنَانِ مِنْهُ وَإِنَّمَا هَوَى كُلِّ نَفْسٍ حَيْثُ حَلَّ [4] حَبِيبُهَا تُوُفِّيَ ذُو الرُّمَّةِ بِأَصْبَهَانَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، عَنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً، رحمه الله تعالى.   [1] الرّمّة: بضم الراء وكسرها، لقوله في الوتر بيتين من الشعر، عجز ثانيهما: «أشعث باقي رمّة التقليد» ، وقيل: سمّته بذلك ميّة الخرقاء، التي أحبّها فيما بعد، لحبل خلق كان يشدّ به دلوه. [2] الأغاني 18/ 34. [3] في الأغاني 18/ 52 «من أيّ» . [4] في الأغاني 18/ 52 «حيث كان» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 357 [حرف الراء] 382- (راشد بن سعد المقرئي) [1] 4- ويقال الحبراني [2] الحمصي. عن: سعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ، وَثَوْبَانَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح الْحِمْصيُّونَ. وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هو أحبّ إليّ من   [1] المقرئي: بضم الميم، وقيل بفتحها وسكون القاف وفتح الراء وبعدها همزة نسبة إلى مقراء قرية بدمشق. (اللباب 3/ 247) . وترجمته في: الطبقات الكبرى 7/ 456، الطبقات لخليفة 310، التاريخ الكبير 3/ 292، تاريخ الثقات للعجلي 151 رقم 408، المعرفة والتاريخ 1/ 308 و 328 و 2/ 313 و 232، و 356 و 385 و 429 و 3/ 387، تاريخ أبي زرعة 1/ 601، المراسيل 59 رقم 86، الجرح والتعديل 3/ 483 رقم 2178، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 868، الثقات لابن حبّان 4/ 233، حلية الأولياء 6/ 117- 118 رقم 349، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 292- 293، تهذيب الكمال 1/ 398، سير أعلام النبلاء 4/ 490- 491 رقم 189، المغني في الضعفاء 1/ 226 رقم 2067، الكاشف 1/ 231 رقم 1151، ميزان الاعتدال 2/ 35 رقم 7206، البداية والنهاية 9/ 257، الوافي بالوفيات 14/ 62 رقم 57، تهذيب التهذيب 3/ 225- 226 رقم 432، تقريب التهذيب 1/ 240 رقم 3، خلاصة تذهيب التهذيب 113، جامع التحصيل 210 رقم 181. [2] الحبراني: بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة. نسبة إلى حبران بن عمرو بن قيس. (اللباب 1/ 336) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 358 مَكْحُولٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَخَلِيفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: توفي سنة ثلاث عشرة ومائة. وقيل: سنة ثمان. 383- (راشد بن أبي سكنة) [1] أبو عبد الملك العبدري [2] مولاهم الشامي. أرسل عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ. وَوَلِيَ خَرَاجَ مِصْرَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ، وَإِبْرَاهِيمُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. 384- (الرَّبِيعُ بْنُ سبرة) [4] م 4- بن معبد الجهنيّ المدني. عَنْ أَبِيهِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَعِمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عُمَر بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَاللَّيْثُ، وَابْنُ   [1] التاريخ الكبير 3/ 292 رقم 995، الجرح والتعديل 3/ 484 رقم 2184، المؤتلف لعبد الغني بن سعيد 72، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 293 وسكنة: بفتح السين المهملة، وسكون الكاف. [2] في المطبوع من تاريخ الإسلام 4/ 248 للقدسي «العبديّ» والتصويب من تهذيب تاريخ دمشق. [3] تاريخ الثقات 151 رقم 409 ونصّ العجليّ: «راشد، مصري، تابعيّ، ثقة» . واعتبره المحقّق للكتاب: راشد بن عبد الله المعافري، وقال: ذكره البخاري في «التاريخ الكبير 2- 1- 295 وقال: يعدّ في المصريين، وذكره ابن حبّان في ثقات أتباع التابعين (6- 302) وقال: «يعتبر بحديثه من غير حديث الإفريقي» وذكره ابن حجر في تعجيل المنفعة (123) .. إلخ. وأقول، أنا خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي» : إن العجليّ لم يذكر اسم والد صاحب الترجمة، واكتفى باسمه «راشد» فقط، ولو كان هو «راشد بن عبد الله المعافري» لصرّح به، ولما كان لا يعرف اسم والد صاحب الترجمة فقد اكتفى بذكر اسمه هو، أما نسبته إلى مصر فجائزة لأنّ صاحب الترجمة ولي خراج مصر، وبما أنّ الحافظ استشهد بالعجلي في ترجمة ابن أبي سكنة، فإنّ هذا يؤكّد رأينا، بأنّ المقصود غير راشد بن عبد الله المعافري، والله أعلم. [4] التاريخ الكبير 3/ 273 رقم 930، تاريخ الثقات للعجلي 156 رقم 421، المعرفة والتاريخ 1/ 610، الجرح والتعديل 3/ 462 رقم 2075، الثقات لابن حبّان 4/ 227، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 187 رقم 163، تهذيب الكمال 1/ 404، الكاشف 1/ 235 رقم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 359 لَهِيعَةَ، وَخَلْقٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ الزّهري، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد ابن أَبِي حَبِيبٍ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ، وَثَّقَهُ العجليّ والنّسائي. 385- (ربيعة بن سيف) [1] د ت ن- بن ماتع المعافري الإسكندراني. عَنْ: شُفَيٍّ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ. وَعَنْهُ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، وَاللَّيْثُ، وَصَمْصَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: لَعَلَّهُ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ مُدَّةً. 386- (رَبِيعَةُ بْنُ عطاء) [2] م ن- بن يعقوب المدني، مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ. صَدُوقٌ. رَوَى عَنْ عُرْوَةَ، وَالْقَاسِمِ، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ. 387- رجاء بن حيوة [3] م 4 أبو نصر الكندي، وأبو المقدام الشامي. عن عبد الله بن عمرو،   [1545،) ] تهذيب التهذيب 3/ 244- 245 رقم 471، تقريب التهذيب 1/ 245 رقم 41، خلاصة تذهيب التهذيب 115، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 308. [1] التاريخ الكبير 3/ 290 رقم 987، تاريخ الثقات للعجلي 157 رقم 428، الجرح والتعديل 3/ 477 رقم 2143، الثقات لابن حبّان 6/ 301، تهذيب الكمال 1/ 407، المغني في الضعفاء 1/ 230 رقم 2103، الكاشف 1/ 237 رقم 1558، تهذيب التهذيب 3/ 255- 256 رقم 486، تقريب التهذيب 1/ 246 رقم 55، خلاصة تذهيب التهذيب 116. [2] التاريخ لابن معين 2/ 163- 164، التاريخ الكبير 3/ 289 رقم 984، الجرح والتعديل 3/ 477 رقم 2141، تهذيب الكمال 1/ 409، الكاشف 1/ 238 رقم 1566، تهذيب التهذيب 3/ 260 رقم 494، تقريب التهذيب 1/ 247 رقم 63، خلاصة تذهيب التهذيب 116. [3] الطبقات الكبرى 7/ 454- 455، تاريخ خليفة 343، الطبقات لخليفة 310، التاريخ لابن معين 2/ 164، التاريخ الكبير 3/ 312- 313 رقم 1062، تاريخ الثقات 160 رقم 439، المعارف 472، المعرفة والتاريخ 2/ 329 و 368، تاريخ أبي زرعة 1/ 335- 337 الجزء: 7 ¦ الصفحة: 360 ومعاوية بن أبي سُفْيَانَ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَقُبَيْصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، وَخَلْقٌ. وَكَانَ أَحَدَ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: مَا زِلْتُ مُضَطَّلِعًا عَلَى مَنْ نَاوَأَنِي حَتَّى عَاوَنَهُمْ عَلَيَّ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الشَّامِ فِي أَنْفُسِهِمْ [1] . وَقَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: مَا رَأَيْتُ شَامِيًّا أَفْضَلَ مِنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ [2] . وَرَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ مِنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ [3] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: رَأَيْتُ ثَلاثَةً مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُمْ: ابْنَ سِيرِينَ بِالْعِرَاقِ، والقاسم بالحجاز، ورجاء بن حيوة بالشام، قال: وَكَانَ هَؤُلاءِ يَأْتُونَ بِالْحَدِيثِ بِحُرُوفِهِ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ، والشّعبيّ، والحسن، يأتون بالمعاني [4] .   [ () ] و 2/ 711، الجرح والتعديل 3/ 501 رقم 2266، الثقات لابن حبّان 4/ 237، مشاهير علماء الأمصار 117 رقم 901، حلية الأولياء 5/ 170- 177 رقم 315، طبقات الفقهاء 75، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 6/ 116 أ، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 315- 318، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 190 رقم 167، الكامل في التاريخ 5/ 39- 41 و 172، وفيات الأعيان 2/ 301- 303 رقم 237، تهذيب الكمال 1/ 410- 411، تحفة الأشراف 13/ 192 رقم 1068، تذكرة الحفاظ 1/ 118 رقم 103، العبر 1/ 138، الكاشف 1/ 239 رقم 1572، سير أعلام النبلاء 4/ 557- 561 رقم 220، البداية والنهاية 9/ 304، الوافي بالوفيات 14/ 103 رقم 124، صفة الصفوة 4/ 186، تهذيب التهذيب 3/ 265- 266 رقم 500، تقريب التهذيب 1/ 248 رقم 69، النجوم الزاهرة 1/ 271، طبقات الحفاظ للسيوطي 45، خلاصة تذهيب التهذيب 117، شذرات الذهب 1/ 145، مرآة الجنان 1/ 242- 243. [1] المعرفة والتاريخ 2/ 368، تاريخ دمشق 6/ 118 أ. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 371 وفيه «أفقه» بدل «أفضل» ، حلية الأولياء 5/ 170، طبقات الفقهاء 75، تاريخ دمشق 6/ 118 أ. [3] المعرفة والتاريخ 2/ 371- 372، تاريخ دمشق 9/ 118 أ. [4] الطبقات الكبرى 7/ 454، المعرفة والتاريخ 1/ 548 و 2/ 368، حلية الأولياء 5/ 170، تاريخ دمشق 6/ 118 ب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 361 وَقَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ: كَانَ يَزِيدُ بن عبد الملك يجري على رجاء ابن حَيْوَةَ ثَلاثِينَ دِينَارًا فِي كُلِّ شَهْرٍ، فَلَمَّا وُلِّيَ هِشَامٌ الْخِلافَةَ قَطَعَهَا، فَرَأَى أَبَاهُ فِي النَّوْمِ يُعَاتِبُهُ فِي ذَلِكَ، فَأَجْرَاهَا [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ الأَزْدِيُّ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا عَلَى بَابِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ لَمْ أَرَهُ قَبْلَ وَلا بَعْدَ، فَقَالَ: يَا رَجَاءُ، إِنَّكَ قَدِ ابْتُلِيتَ بِهَذَا وَابْتُلِيَ بِكَ، فَعَلَيْكَ بِالْمَعْرُوفِ وَعَوْنِ الضَّعِيفِ، يَا رَجَاءُ أَنَّهُ مَنْ كَانَ لَهُ مَنْزِلَةٌ مِنْ سُلْطَانٍ، فَرَفَعَ حَاجَةَ ضَعِيفٍ لا يَسْتَطِيعُ رَفْعَهَا، لَقِيَ اللَّهَ، وَقَدْ شَدَّ قَدَمَيْهِ لِلْحِسَابِ بَيْنَ يَدَيْهِ [2] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: بِإِسْنَادٍ فِيهِ الْكُدَيْمِيُّ قَالَ: قِيلَ لِرَجَاءٍ: إِنَّكَ كُنْتَ تَأْتِي السُّلْطَانَ فَتَرَكْتَهُمْ! قَالَ: يَكْفِينِي الَّذِي أَدَعُهُمْ لَهُ [3] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، فَكَانَ يَدْعُو بَعْدَ الصُّبْحِ بِدَعَوَاتٍ، قَالَ: فَغَابَ، فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ، فَقَالَ رَجَاءٌ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا يَا أَبَا الْمِقْدَامِ، فَقَالَ: اسْكُتْ، فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنْ نَسْمَعَ الْخَيْرَ إِلا مِنْ أَهْلِهِ [4] . وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ الْقَارِئُ الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، فَتَذَاكَرْنَا شُكْرَ النِّعَمِ، فَقَالَ: مَا أَحَدٌ يَقُومُ بِشُكْرِ نِعْمَةٍ وَخَلْفُنَا رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ كِسَاءٌ، فَقَالَ: وَلا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقُلْنَا: وَمَا ذِكْرُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هُنَا! وَإِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ، فَغَفَلْنَا عَنْهُ، فَالْتَفَتَ رَجَاءٌ فَلَمْ يَرَهُ، فَقَالَ: أَتَيْتُمْ مِنْ صَاحِبِ الْكِسَاءِ، وَلَكِنْ إِنْ دُعِيتُمْ فَاسْتُحْلِفْتُمْ فَاحْلِفُوا، فَمَا عَلِمْنَا إِلا بِحَرَسِيٍّ قَدْ أَقْبَلَ، فَقَالَ: أَجِيبُوا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَتَيْنَا بَابَ هِشَامٍ، فَأَذِنَ لِرَجَاءٍ وَحْدَهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: هَيْهَ يَا رَجَاءُ، يُذْكَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَلا تَحْتَجَّ لَهُ! قَالَ: فَقُلْتُ: وما ذاك يا   [1] المعرفة والتاريخ 2/ 370، تاريخ دمشق 6/ 119 أ. [2] حلية الأولياء 5/ 171، تاريخ دمشق 6/ 119 ب. [3] حلية الأولياء 5/ 172، تاريخ دمشق 6/ 120 أ. [4] المصدران السابقان. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 362 أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُمْ شُكْرَ النِّعَمِ، فَقُلْتُمْ: مَا أَحَدٌ يَقُومُ بِشُكْرِهَا، قِيلَ لَكُمْ: وَلا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! فَقُلْتَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ، فَقُلْتُ: لَمْ يَكُنْ ذَاكَ، قَالَ: آللَّه، قُلْتُ: آللَّه، فَأَمَرَ بِذَلِكَ السَّاعِي، فَضُرِبَ سَبْعِينَ سَوْطًا، وَخَرَجَ وَهُوَ مُتَلَوِّثٌ فِي دَمِهِ، فَقَالَ: هَذَا وَأَنْتَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ! فَقُلْتُ: سَبْعُونَ سَوْطًا فِي ظَهْرِكَ، خَيْرٌ مِنْ دَمٍ مُؤْمِنٍ، قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَكَانَ رَجَاءٌ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا جَلَسَ الْتَفَتَ وَقَالَ: احْذَرُوا صَاحِبَ الْكِسَاءِ [1] . قَالَ خَلِيفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ رَجَاءٌ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: وَرَجَاءٌ هُوَ الَّذِي نَهَضَ بِأَخْذِ الْخِلافَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ كَالْوَزِيرِ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَمَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ. 388- (رُدَيْنِيُّ بْنُ أَبِي مِجْلَزٍ) [2] لاحِقُ بْنُ حُمَيْدٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ. وعنه زياد بن حدير، والمنذر بن ثعلبة، وقرة بن خالد. وما أعلم به بأسا. 389- (رياح بن عبيدة السّلميّ) [3] د ت ق- الكوفي، لا الباهلي البصري، ذاك فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وغيرهما. وعنه: ابنه إسماعيل، وحجاج بن أرطأة، وعمرو بن عثمان بن موهب. له حديث، وفيه اضطراب كثير.   [1] تاريخ دمشق 2/ 120 أ، ب. [2] الطبقات لخليفة 214، التاريخ الكبير 3/ 330 رقم 1118، الجرح والتعديل 3/ 515- 516 رقم 2329. [3] الطبقات لخليفة 216، التاريخ الكبير 3/ 329 رقم 1112، الجرح والتعديل 3/ 511 رقم 2316، تهذيب الكمال 1/ 420، الكاشف 1/ 245 رقم 1613، تهذيب التهذيب 3/ 300 رقم 562، تقريب التهذيب 1/ 254 رقم 126، خلاصة تذهيب التهذيب 119. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 363 [حرف الزاي] 390- (زائدة بن عمير الطائي الكوفي) [1] عن ابن عباس. وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وشعبة. وثقه يحيى بن معين. 391- (الزبرقان بن عمرو) [2] د ن ق- بن أميّة الضّمري. أَرْسَلَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وروى عَنْ عُرْوَةَ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي حُكَيْمٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وغيرهم. وثّقه النّسائيّ. 392- (زرارة بن مصعب) [3] ت- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ، جَدُّ أَبِي مُصْعَبٍ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادَةَ. رَوَى عَنْ عَمِّهِ أبي   [1] التاريخ الكبير 3/ 431 رقم 1436، الجرح والتعديل 3/ 612 رقم 2771. [2] التاريخ الكبير 3/ 433- 434 رقم 1446، الجرح والتعديل 3/ 611 رقم 2766، تهذيب الكمال 1/ 423، الكاشف 1/ 247 رقم 1625، تهذيب التهذيب 3/ 309- 310 رقم 576، تقريب التهذيب 1/ 257 رقم 12، خلاصة تذهيب التهذيب 120، جامع التحصيل 212 رقم 194. [3] التاريخ الكبير 3/ 439 رقم 1463، المعرفة والتاريخ 1/ 368، تاريخ أبي زرعة 1/ 583، الجرح والتعديل 3/ 604 رقم 2730، تهذيب الكمال 1/ 428، الكاشف 1/ 250 رقم 1646، تهذيب التهذيب 3/ 323- 324 رقم 600، تقريب التهذيب 1/ 260 رقم 36، خلاصة التذهيب 121. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 364 سَلَمَةَ، وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ- إِنْ صَحَّ- وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ. وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النّسائيّ. 393- (زياد الأعلم) [1] خ د ن- وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ بْنِ قُرَّةَ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَهَمَّامٌ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ، لَهُ أَحَادِيثُ قَلِيلَةٌ. 394- (زِيَادُ بْنُ أَبِي سَوْدَةَ الْمَقْدِسِيُّ) [2] رَوَى عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَيْمُونَةَ خَادِمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا. وَعَنْهُ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَصَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ. 395- (زِيَادُ بن كليب) [3] م د ت ن- أبو معشر التميمي الحنظليّ الْكُوفِيُّ. عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَشُعْبَةُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. مَاتَ سنة تسع عشرة،   [1] التاريخ الكبير 3/ 345 رقم 1166، المعرفة والتاريخ 1/ 488 و 2/ 53 و 257، الجرح والتعديل 3/ 552 رقم 2496، الكمال 1/ 439، ميزان الاعتدال 2/ 88 رقم 2934، تهذيب التهذيب 3/ 362 رقم 664، تقريب التهذيب 1/ 266 رقم 98، خلاصة تذهيب التهذيب 124. [2] التاريخ الكبير 3/ 357 رقم 1202، تاريخ أبي زرعة 1/ 336- 338، المراسيل 61 رقم 93، الجرح والتعديل 3/ 534 رقم 2412، مشاهير علماء الأمصار 117 رقم 903، تهذيب الكمال 1/ 442 وفيه «سوادة» ، الكاشف 1/ 259 رقم 1709، ميزان الاعتدال 2/ 90 رقم 2943، تهذيب التهذيب 3/ 373- 374 رقم 680، تقريب التهذيب 1/ 268 رقم 114، خلاصة تذهيب التهذيب 125. [3] الطبقات لخليفة 161، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 180، الثقات للعجلي 168 رقم 474، المعارف 504، التاريخ الكبير 3/ 367 رقم 1246، المعرفة والتاريخ 1/ 320 و 2/ 272 و 285 و 3/ 15 و 82 و 206، تاريخ أبي زرعة 1/ 481، الجرح والتعديل 3/ 542 رقم 2449، الثقات لابن حبّان 6/ 327، تهذيب الكمال 1/ 444، تحفة الأشراف 13/ 196 رقم 1075، الكاشف 1/ 261 رقم 1722، ميزان الاعتدال 2/ 92 رقم 2959، تهذيب التهذيب 3/ 382 رقم 698، تقريب التهذيب 1/ 270 رقم 130، الكنى والأسماء 2/ 120، خلاصة تذهيب التهذيب 125. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 365 وَقِيلَ: سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. 396- (زِيَادُ بْنُ النَّضْرِ) [1] أَبُو النَّضْرِ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ الشَّعْبِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ. وَهُوَ صَدُوقٌ. 397- (زَيْدُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْفَزَارِيُّ) [2] د ت ن- أَخُو الأَمِيرِ عَدِيٍّ. أَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَغَيْرِهِ، وَرَوَى عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ. وَعَنْهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جابر. وثّقه العجليّ [3] .   [1] التاريخ الكبير 3/ 376 رقم 1265، الجرح والتعديل 3/ 547 رقم 2468. [2] الطبقات لخليفة 311، التاريخ الكبير 3/ 387- 388 رقم 1289، الثقات للعجلي 170 رقم 481، المعرفة والتاريخ 2/ 290، الجرح والتعديل 3/ 556 رقم 2514، الثقات لابن حبّان 6/ 313، تهذيب الكمال 1/ 447، الكاشف 1/ 263 رقم 1737، جامع التحصيل 215 رقم 210، تهذيب التهذيب 3/ 394 رقم 726، تقريب التهذيب 1/ 272 رقم 155. [3] الثقات 170. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 366 [حرف السين] 398- (سعيد بن أبي بردة) [1] ع- بن أبي موسى الأشعري الكوفي. عَنْ أَبِيهِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي وَائِلٍ. وَعَنْهُ قَتَادَةُ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَمِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ أَبُو عَوَانَةَ. وَكَانَ ثِقَةً. 399- (سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيّ) [2] د ت ن- مَوْلَى الأَنْصَارِ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ سَابِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقِّيُّ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. يَقَعُ غَالِبًا حَدِيثُهُ فِي مُسْنَدِ الطَّيَالِسِيِّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 400- (سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيُّ) [3] عَنِ العرباض بن سارية، وعمير بن   [1] التاريخ الكبير 3/ 460 رقم 1527، المعرفة والتاريخ 2/ 580 و 657، المراسيل 75 رقم 122، تهذيب الكمال 1/ 478، الكاشف 1/ 281 رقم 1876، جامع التحصيل 220 رقم 231، تهذيب التهذيب 4/ 8 رقم 10، تقريب التهذيب 1/ 292 رقم 129، خلاصة تذهيب التهذيب 136. [2] التاريخ الكبير 3/ 479- 480 رقم 1602، الجرح والتعديل 4/ 30 رقم 124، ميزان الاعتدال 2/ 143 رقم 3206، المغني في الضعفاء 1/ 261 رقم 9: 420، الكاشف 1/ 288 رقم 1922، تهذيب الكمال 1/ 493، تهذيب التهذيب 4/ 45 رقم 72، تقريب التهذيب 1/ 298 رقم 190، خلاصة تذهيب التهذيب 139. [3] التاريخ الكبير 3/ 477 رقم 1594، المعرفة والتاريخ 2/ 345 و 3/ 318، الجرح والتعديل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 367 سَعْدٍ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُبَيْدَةَ الأَمْلُوكِيِّ، وَعَبْدِ الأَعْلَى بْنِ هِلالٍ. وَعَنْهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ. وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْجَةَ. وَكَأَنَّهُ حِمْصيٌّ. 401- (سعيد بن عبيد بن السّبّاق) [1] د ت ق- الثقفي المدني. عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ زَيْدٍ، وأرسل عن أبي هريرة. وعنه الزّهري، ومحمد بن إسحاق، وفليح بن سليمان، وآخرون. وثّقه النّسائي. 402- (سعيد بن عمرو بن أشوع [2] الهمداني) [3] خ م ت- قَاضِي الْكُوفَةِ. عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَشُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ الصَّايِدِيِّ. وَعَنْهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ [4] : سَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ قَاضِي الْكُوفَةِ، غَالٍ زَائِغٍ. 403- (سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ) [5] بْنِ هُبَيْرَةَ المخزومي الكوفي. عن أبيه. وأبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود. وعنه يونس بن أبي إسحاق،   [4] / 29 رقم 119، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1243، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 131، ميزان الاعتدال 2/ 145 رقم 3209، لسان الميزان 3/ 33 رقم 113. [1] التاريخ الكبير 3/ 496 رقم 1655، المعرفة والتاريخ 1/ 411، الجرح والتعديل 4/ 46 رقم 194، مشاهير علماء الأمصار 75 رقم 536، تهذيب الكمال 1/ 498، الكاشف 1/ 291 رقم 1947، تهذيب التهذيب 4/ 61 رقم 105، تقريب التهذيب 1/ 301 رقم 221، خلاصة تذهيب التهذيب 141. [2] أشوع: بفتح الهمزة، وسكون الشين المعجمة، وفتح الواو. [3] التاريخ لابن معين 2/ 205، التاريخ الكبير 3/ 500 رقم 1666، المعرفة والتاريخ 1/ 386 و 3/ 367، الجرح والتعديل 4/ 50 رقم 215، تهذيب الكمال 1/ 499- 500، الكاشف 1/ 293 رقم 1955، جامع التحصيل 222 رقم 240، تهذيب التهذيب 4/ 67 رقم 113، تقريب التهذيب 1/ 302 رقم 229، خلاصة تذهيب التهذيب 141، الثقات للعجلي 187 رقم 559، الطبقات لخليفة 162. [4] أحوال الرجال 66 رقم 71. [5] تاريخ خليفة 370، التاريخ لابن معين 2/ 206، التاريخ الكبير 3/ 500 رقم 1667، الجرح والتعديل 4/ 49، 50 رقم 212. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 368 والقاسم بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، وَالْمَسْعُودِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ. - (سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ) فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. 404- (سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ) [1] بْنِ مُطْعِمٍ الْقُرَشِيُّ. عَنْ جَدِّهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَوَالِدِهِ. وَعَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهِبٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرَّمِيُّ [2] . مَا أَعْلَمُ بِهِ بأسا. 405- (سعيد بن مينا) [3] سوى ن- الوليد، حِجَازِيٌّ نَبِيلٌ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَابِرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ أَيُّوبُ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَسُلَيْمُ بْنُ حِبَّانَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. 406- (سَعِيدُ بْنُ يُحْمَدَ) [4] ع- أبو السّفر الهمدانيّ الكوفي. عن عبد الله بن   [1] التاريخ الكبير 3/ 514 رقم 1712، المعرفة والتاريخ 1/ 267، الجرح والتعديل 4/ 57- 58 رقم 255، تهذيب الكمال 1/ 502، ميزان الاعتدال 2/ 157 رقم 3266، الكاشف 1/ 295 رقم 1969، تهذيب التهذيب 4/ 76 رقم 133، تقريب التهذيب 1/ 304 رقم 248، خلاصة تذهيب التهذيب 142. [2] المخرمي: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الراء، نسبة إلى المسور بن مخرمة. (اللباب 3/ 178) . [3] الطبقات الكبرى 5/ 311، التاريخ لابن معين 2/ 209، التاريخ الكبير 3/ 512 رقم 1701، المعرفة والتاريخ 1/ 435، الجرح والتعديل 4/ 61 رقم 263، مشاهير علماء الأمصار 85 رقم 622، تهذيب الكمال 1/ 506، الكاشف 1/ 297 رقم 1984، تهذيب التهذيب 4/ 91 رقم 152، تقريب التهذيب 1/ 306 رقم 267، خلاصة تذهيب التهذيب 143، سير أعلام النبلاء 5/ 245 رقم 108. [4] في طبعة القدسي لتاريخ الإسلام 4/ 252 «محمد» وهو خطأ، والتصحيح من مصادر ترجمته. وهو بضم أوله، وسكون الحاء وكسر الميم. وترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 299، الطبقات لخليفة 162، التاريخ الكبير 3/ 519- 520 رقم 1737، المعرفة والتاريخ 2/ 657 و 818 و 3/ 78 و 91 و 201، تاريخ أبي زرعة 1/ 149، الجرح والتعديل 4/ 73 رقم 307، تهذيب الكمال 1/ 507، تحفة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 369 عَمْرٍو، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَنَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشُ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَيُونُسُ بْن أَبِي إِسْحَاق. وثّقه ابن مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. 407- (سعيد بن يسار) [1] ع- أبو الحباب المدني، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ، وَقِيلَ: مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عبّاس، وابن عمر، وزيد بن خالد الجهني. وعنه ابن أخيه معاوية بن أبي مزرد، وسعيد المقبري، وأبو طوالة سهيل [2] بن أبي صالح، وابن عجلان، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن إسحاق، وآخرون. وكان من العلماء الأثبات، مات سنة ست عشرة، أو سبع عشرة ومائة. 408- (سعيد بن هاني الخولاني) [3] ن ق- شَامِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ معاوية،   [ () ] الأشراف 13/ 218 رقم 1091، الكاشف 1/ 297 رقم 1991، الوافي بالوفيات 15/ 273 رقم 381، تهذيب التهذيب 4/ 96- 97 رقم 162، تقريب التهذيب 1/ 307- 308 رقم 277، خلاصة تذهيب التهذيب 143، سير أعلام النبلاء 5/ 70 رقم 26. [1] الطبقات الكبرى 5/ 284، الطبقات لخليفة 255، تاريخ خليفة 348، التاريخ لابن معين 2/ 210، التاريخ الكبير 3/ 520 رقم 1738، الثقات للعجلي 189 رقم 569، المعرفة والتاريخ 1/ 348 و 3/ 208 و 405، الكنى والأسماء 1/ 143، الجرح والتعديل 4/ 72 رقم 305، تهذيب الكمال 1/ 509، الكاشف 1/ 299 رقم 2001، سير أعلام النبلاء 5/ 93- 94 رقم 32، البداية والنهاية 9/ 314، الوافي بالوفيات 15/ 274 رقم 384، تهذيب التهذيب 4/ 102 رقم 172، تقريب التهذيب 1/ 309 رقم 287، خلاصة تذهيب التهذيب 144، ذيل المذيل 643. [2] في الأصل «سميل» وفي طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 253 «سهل» ، والتصحيح من تهذيب التهذيب 4/ 263. [3] الطبقات لخليفة 311، التاريخ الكبير 3/ 518 رقم 1734، الثقات للعجلي 188 رقم 565، المعرفة والتاريخ 2/ 346، تاريخ أبي زرعة 1/ 227، الجرح والتعديل 4/ 70 رقم 297، الثقات لابن حبّان 4/ 282، تهذيب الكمال 1/ 501، الكاشف 1/ 297 رقم 1987، تهذيب التهذيب 4/ 92- 93 رقم 158، تقريب التهذيب 1/ 307 رقم 272، خلاصة تذهيب التهذيب 143. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 370 وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ [1] ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ زُبَيْدٍ الخولانيان، ومعاوية بن صالح، وغيرهم. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ. توفي سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، كَذَا قَالَ ابْنُ سعد، فيؤخّر. 409- سكينة بنت الحسين [3] ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيَّةُ، يُرْوَى عَنْهَا حَدِيثٌ عَنْ أَبِيهَا، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ، فَتَزَوَّجَهَا مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: اسْمُهَا أَمِينَةُ [4] . وَكَانَ قَدْ تَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ الأَكْبَرُ، فَقُتِلَ يوم كربلاء قبل أن يدخل بِهَا، ثُمَّ تزوجها مصعب، فقتل عَنْهَا، وَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَرْقِيِّ: كَانَتْ مِنْ أَجْلَدِ النِّسَاءِ، دَخَلَتْ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلَكِ فِي قَوَاعِدِ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، فَسَلَبَتْهُ مِنْطَقَتَهُ وَعِمَامَتَهُ وَمِطْرَفَهُ، فَقَالَ لَهَا، لِمَا طَلَبَتْ ذَلِكَ مِنْهُ: أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ: مَا أُرِيدُ غَيْرَهُ، وَكَانَ هِشَامٌ يَعْتَمُّ فَأَعْطَاهَا ذَلِكَ، وَدَعَا لَهَا بِثِيَابٍ، وَكَانَتْ إِذَا لَعَنَ مَرْوَانُ عَلِيًّا لَعَنَتْهُ وَأَبَاهُ. [5]   [1] في الأصل «ابن أبي سارية» ، والتصويب من تقريب التهذيب 2/ 17. [2] الطبقات الكبرى 7/ 450. [3] الطبقات الكبرى 8/ 475، نسب قريش 59، المحبّر 438، جمهرة أنساب العرب 86 و 105 و 121، تاريخ خليفة 348، المعارف 213- 214، الإكمال 4/ 316، الموشح 245 و 259 و 263 و 265 و 296، مقاتل الطالبيين 90 و 127 و 180، الأغاني 16/ 138- 173 (في ترجمة الحسين بن علي) و 17/ 42- 54، مصارع العشاق 215، الكامل في التاريخ 4/ 86 و 88 و 333 و 5/ 195، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 155- 171 رقم 43، وفيات الأعيان 2/ 394- 397 رقم 268، تهذيب الكمال 3/ 1428، سير أعلام النبلاء 5/ 262- 263 رقم 122، الدر المنثور 244، الحدائق الغنّاء 142، شذرات الذهب 1/ 154 وأنساب الأشراف ج 5 في صفحات متفرقة، خلاصة الذهب المسبوك 41- 43. [4] روي أن رجلا سأل عبد الله بن الحسن عن اسم سكينة، فقال: أمينة، فقال له: إنّ ابن الكلبي يقول أميمة. فقال: سل ابن الكلبي عن أمّه؟ وسلني عن أمّي. وقال المدائني: حدّثني أبو إسحاق المالكي قال: سكينة لقب واسمها آمنة. وهذا هو الصحيح، (الأغاني 16/ 139) . [5] تاريخ دمشق (تراجم النساء) 157. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 371 وَيُرْوَى فِي بَعْضِ الآثَارِ، أَنَّ مُصْعَبًا سَارَ عَنِ الْكُوفَةِ أَيَّامًا، فَكَتَبَ إِلَى سُكَيْنَةَ. وَكَانَ عَزِيزًا أَنْ أَبِيتَ وَبَيْنَنَا ... شِعَارٌ، فَقَدْ أَصْبَحْتُ مِنْكِ عَلَى عَشْرِ وَأَبْكَاهُمَا، وَاللَّهِ، لِلْعَيْنِ فَاعْلَمِي ... إِذَا ازْدَدْتُ مِثْلَيْهَا فَصِرْتُ عَلَى شَهْر وَأَبْكَى لِعَيْنِي مِنْهُمَا الْيَوْمَ أَنَّنِي ... أَخَافُ بِأَنْ لا نَلْتَقِي آخِرَ الدَّهْرِ فَلَمَّا قُتِلَ، قَالَتْ: فَإِنْ تَقْتُلُوهُ تَقْتُلُوا الْمَاجِدَ الَّذِي ... يَرَى الْمَوْتَ إِلا بِالسِّيُوفِ حَرَامَا وَقَبْلَكَ مَا خَاضَ الْحُسَيْنُ مَنِيَّةً ... إِلَى السَّيْفِ حَتَّى أَوْرَدُوهُ حِمَامَا [1] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: زَوَّجَتْ سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ نَفْسَهَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِلا وَلِيٍّ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنْ فَرِّقْ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ كَانَ دَخَلَ بِهَا، فَلَهَا صَدَاقُهَا بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا [2] . وَرَوَى عَنْ رَجُلٍ قَالَ: حَجَجْتُ فَأَتَيْتُ مَنْزِلَ سُكَيْنَةَ، فَإِذَا بِبَابِهَا جَرِيرُ، وَالْفَرَزْدَقُ، وَجَمِيلٌ، وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ، فَخَرَجَتْ جَارِيَةٌ مَلِيحَةٌ فَقَالَتْ: سَيِّدَتِي تَقُولُ لِلْفَرَزْدَقِ: أَنْتَ الْقَائِلُ: هُمَا دَلَّيَانِي [3] مِنْ ثَمَانِينَ قَامَةً ... كَمَا انْقَضَّ بَازٍ أقتم الرِّيشِ [4] كَاسِرُهْ فَلَمَّا اسْتَوَتْ رِجْلايَ فِي الأَرْضِ نَادَتَا ... أَحَيٌّ يُرَجَّى أَمْ قَتِيلٌ نُحَاذِرُهْ فَأَصْبَحَتْ فِي الْقَوْمِ الْقُعُودِ وَأَصْبَحَتْ ... مُغْلَقَةً دُونِي عَلَيْهَا دساكره   [1] تاريخ دمشق 158. [2] تاريخ دمشق، وعبارته في آخره: وإن لم يكن دخل بها خطبها مع الخطّاب. [3] في تاريخ دمشق 161 «دلّتاني» . [4] في تاريخ دمشق «الرأس» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 372 فَقَالَ: سَوْأَةٌ لَكِ قُضِيَتْ حَاجَتُكِ ثُمَّ هَتَكْتَ سِتْرَهَا! ثُمَّ سَاقَ قِصَّةً طَوِيلَةٌ، وَأَمَرَتْ لِلشُّعَرَاءِ بِأَلْفِ أَلْفٍ [1] . وَقِيلَ: أَنَّهَا لَمَّا تُوُفِّيَتْ بِالْمَدِينَةِ أَخَذُوا لَهَا كَافُورًا بِثَلاثِينَ دِينَارًا، وَصَلَّى عَلَيْهَا شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ [2] . قَالَ الْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُ: مَاتَتْ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. 410- (سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ) [3] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَمَكْحُولٌ، وَعُقَيْلٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [4] : لا بَأْسَ بِهِ. 411- سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [5] 4 الْفَقِيهُ، أَحَدُ الأَعْلامِ، أَبُو أَيُّوبَ، وَيُقَالُ: أَبُو الرَّبِيعِ مَوْلَى آلِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَيُعْرَفُ بِالأَشْدَقِ. رَوَى عَنْ وَاثِلَةَ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَمَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ، وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَحَفْصُ بْنُ غِيلانَ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وابن جريج، والأوزاعي، وسعيد بن عبيد   [1] انظر الخبر بطوله في تاريخ دمشق 160- 169 والأغاني 16/ 161- 165. [2] تاريخ دمشق 170. [3] الطبقات لخليفة 262، التاريخ الكبير 4/ 80- 81 رقم 2027، الثقات للعجلي 197 رقم 588، الجرح والتعديل 4/ 164 رقم 718، الثقات لابن حبّان 6/ 396. [4] الجرح والتعديل 4/ 164. [5] الطبقات لخليفة 312، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 236، التاريخ الكبير 4/ 38- 39 رقم 1888، التاريخ الصغير 137، المعرفة والتاريخ 2/ 393- 397 و 404، 405 و 410- 411، تاريخ أبي زرعة 1/ 249- 250 و 315- 319 و 382- 383 و 394- 395- 396، الكنى والأسماء 1/ 102، الجرح والتعديل 4/ 141- 142 رقم 615، مشاهير علماء الأمصار 179 رقم 1415، حلية الأولياء 6/ 87- 88 رقم 333، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 286- 287، تهذيب الكمال 1/ 550، تحفة الأشراف 13/ 226- 227 رقم 1101، سير أعلام النبلاء 5/ 433- 437 رقم 193، ميزان الاعتدال 2/ 225- 226 رقم 3518، الكاشف 1/ 320 رقم 2154، جامع التحصيل 230- 231 رقم 259، تهذيب التهذيب 4/ 226- 227 رقم 377، تقريب التهذيب 1/ 331 رقم 501، خلاصة تذهيب التهذيب 155، شذرات الذهب 1/ 156. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 373 الْعَزِيزِ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، وَآخَرُونَ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بعد مكحول [1] . وقال ابن لهيعة: ما لقيت مثله [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ [3] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [5] : لا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَفْقَهَ مِنْهُ، وَلا أَثْبَتَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يُدْرِكْ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى كَثيرَ بْنَ مُرَّةَ، وَلا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ غَنْمٍ [6] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [7] : تَفَرَّدَ بِأَحَادِيثَ، وَهُوَ عِنْدِي ثَبْتٌ صَدُوقٌ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ: قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: إِنَّ مَكْحُولا يَأْتِينَا وَسُلَيْمَانَ بْنَ مُوسَى، وَايْمُ اللَّهِ إِنَّ سُلَيْمَانَ لأَحْفَظَ الرَّجُلَيْنِ [8] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: قَدِمَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى عَلَى هِشَامٍ الرُّصَافَةَ، فَسَقَاهُ طَبِيبٌ لِهِشَامٍ شَرْبَةً فَقَتَلَهُ، فَسَقَى هِشَامُ طَبِيبَهُ مِنْ ذَلِكَ الدَّوَاءِ فَقَتَلَهُ [9] . وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: أَرْفَعُ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، ثُمَّ الْعَلاءُ بْنُ الْحَارِثِ. وَقَالَ ابْنُ جَابِرٍ: كُنْتُ أَدْخُلُ الْمَسْجِدَ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَقَدْ صَلُّوا، فَيُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ، وَأَتَقَدَّمُ فَأُصَلِّي بِهِ، وَكُنْتُ أَدْخُلُ مَعَ مَكْحُولٍ، وَقَدْ صَلُّوا فَيُؤَذِّنُ مَكْحُولٌ، وَيُقِيمُ، وَيَتَقَدَّمُ فَيُصَلِّي بِي. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: وَفَاتُهُ سَنَةَ تِسْعَ عشرة ومائة.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 287. [2] تاريخ دمشق. [3] تاريخ دمشق. [4] التاريخ الكبير 4/ 39. [5] الجرح والتعديل 4/ 142. [6] الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1113. [7] الكامل 3/ 1119. [8] الجرح والتعديل 4/ 141، الحلية 6/ 87. [9] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 287. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 374 412- (سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ) [1] مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، وَخَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَزْرَجُ [2] بْنُ عُثْمَانَ بَيَّاعُ السَّابِرِيِّ. لَهُ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ. 413- (سُلَيْمَانُ) [3] وَيُقَالُ: سُلَيْمٌ أَبُو عِمْرَانَ الأَنْصَارِيُّ، مولى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَقَائِدِهَا. رَوَى عَنْهَا، وَعَنْ ذِي الأَصَابِعِ أَحَدِ الصَّحَابَةِ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ. وَعَنْهُ فَرْوَةُ بْنُ مُجَاهِدٍ، وَثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ. 414- سليم بن عامر الكلاعي [4] م 4 الخبائري الحمصي. عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَالْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يزيد بن جابر، والزّبيدي، وَحُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَعُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَآخَرُونَ. وَعُمِّرَ دَهْرًا طَوِيلا، وَكَانَ يَقُولُ: اسْتَقْبَلْتُ الإِسلامَ مِنْ أَوَّلِهِ. وَأَدْرَكَ النَّبِيَّ وَلَمْ يَرَهُ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [5] . وَقَالَ أَبُو حاتم [6] : لا بأس به.   [1] التاريخ الكبير 4/ 1- 2 رقم 1755، الجرح والتعديل 4/ 151 رقم 649. [2] في الأصل «خزرج» ، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 223. [3] الجرح والتعديل 4/ 151، رقم 650، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 281، التاريخ الكبير 4/ 125- 126 رقم 2192. [4] الطبقات الكبرى 7/ 464، الطبقات لخليفة 313، التاريخ الكبير 4/ 125 رقم 2190، الثقات للعجلي 199 رقم 600، المعرفة والتاريخ 2/ 331، تاريخ أبي زرعة 1/ 220، الجرح والتعديل 4/ 211 رقم 909، المراسيل 85 رقم 133، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 896، اللباب 1/ 418، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 232 رقم 229، تهذيب الكمال 2/ 532، جامع التحصيل 232 رقم 264، سير أعلام النبلاء 5/ 185- 186 رقم 65، الوافي بالوفيات 15/ 335 رقم 476، تهذيب التهذيب 4/ 166- 167 رقم 291، تقريب التهذيب 1/ 320 رقم 403، خلاصة التذهيب 150، شذرات الذهب 1/ 140. [5] الثقات 199. [6] الجرح والتعديل 4/ 211. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 375 وَرَوَى شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ الْحِمْصِيَّ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الكَلاعِيُّ زَعَمَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ كِتَابَ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: شَهِدَ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْحِمْصِيُّ: عَاشَ سُلَيْمٌ بَعْدَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، وَخَلِيفَةُ [3] : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: أَحْسِبُ هَذَا وَهْمًا، وَلَوْ كَانَ سُلَيْمٌ بَقِيَ إِلَى هَذَا التَّارِيخِ لَسَمِعَ مِنْهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ، والله أعلم. 415- (سماك بن الوليد الحنفي) [4] م 4- أبو زميل اليمامي، نزل الكوفة. وروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، ومالك بن مرثد. وعنه عكرمة بن عمار، والأوزاعي، ومسعر، وشعبة، وغيرهم. وثقه أحمد وغيره. 416- (سهل بن معاذ) [5] د ت ق- بن أنس الجهنيّ، مِنْ أَوْلادِ الصَّحَابَةِ بِمِصْرَ. عَنْ أَبِيهِ نُسْخَةً. رَوَى عَنْهُ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَزَبَّانُ بْنُ فَايِدٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ لَهِيعَةَ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، ومشّاه غيره. 417- (سهل بن أمامة) [6] م 4- بن سهل بن حنيف الأنصاريّ الأوسي.   [1] لم يذكره في تاريخه. [2] الطبقات الكبرى 7/ 464. [3] الطبقات 313. [4] الطبقات لخليفة 290، التاريخ الكبير 4/ 173 رقم 2384، الثقات للعجلي 207 رقم 622، المعرفة والتاريخ 1/ 522 و 2/ 658 و 3/ 68، تاريخ أبي زرعة 1/ 180، الكنى والأسماء 1/ 183، الجرح والتعديل 4/ 280 رقم 1204، الثقات لابن حبّان 4/ 340، مشاهير علماء الأمصار 123 رقم 962، تهذيب الكمال 1/ 550، الكاشف 1/ 322 رقم 2165، تهذيب التهذيب 4/ 235- 236 رقم 399، تقريب التهذيب 1/ 332 رقم 523، خلاصة تذهيب التهذيب 156. [5] الطبقات لخليفة 293 و 309، التاريخ الكبير 4/ 98 رقم 2094، الثقات للعجلي 209 رقم 634، المعرفة والتاريخ 1/ 339 و 2/ 456 و 511، الجرح والتعديل 4/ 203- 204 رقم 879، الثقات لابن حبّان 4/ 321، تهذيب الكمال 1/ 557، الكاشف 1/ 326 رقم 2198، تهذيب التهذيب 4/ 358 رقم 442، تقريب التهذيب 1/ 337 رقم 568، خلاصة تذهيب التهذيب 158. [6] لم أجد له ترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 376 عَنْ أَبِيهِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرحمن بن شريح الإسكندرانيّ، وسعيد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ، وَخَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَهْدِيُّ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ الْقَارِي. وَثَّقَهُ ابن مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ فِي حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. 418- (سَوَادَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْقُشَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [1] م د ت ن- رَأَى عَلِيًّا، وَرَوَى عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وشعبة، وهمّام، وأبو هلال محمد ابن سُلَيْمٍ. 419- (سُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ) [2] م 4- وَالِدُ فَرْعَةَ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَحَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جُنْدَةَ، وَآخَرِينَ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَشُعْبَةُ، وَمَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. وُثِّقَ. 420- (سيّار بن سلامة) [3] ع- أبو المنهال الرّياحي البصري. عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَعَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَالْبَرَاءِ السُّلَيْطِيِّ. وَعَنْهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعَوْفٌ الأعرابيّ، وَشُعْبَةُ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وغيره.   [1] التاريخ الكبير 4/ 185 رقم 2420، الجرح والتعديل 292 رقم 1265، تهذيب الكمال 1/ 558- 559، الكاشف 1/ 328 رقم 2209، تهذيب التهذيب 4/ 266 رقم 459، تقريب التهذيب 1/ 339 رقم 586، خلاصة تذهيب التهذيب 158. [2] الطبقات لخليفة 213، التاريخ لابن معين 2/ 243، التاريخ الكبير 4/ 147 رقم 2274، الثقات للعجلي 211 رقم 639، المعرفة والتاريخ 1/ 121 و 129 و 2/ 105، الجرح والتعديل 4/ 235- 236 رقم 1009، تهذيب الكمال 1/ 559، الكاشف 1/ 328 رقم 2213، تهذيب التهذيب 4/ 271 رقم 468، تقريب التهذيب 1/ 340 رقم 593، خلاصة تذهيب التهذيب 159. [3] تاريخ خليفة 286 و 389، الطبقات لخليفة 212، التاريخ لابن معين 2/ 244، التاريخ الكبير 4/ 160 رقم 2327، الثقات للعجلي 212 رقم 646، الجرح والتعديل 4/ 254 رقم 1101، الكنى والأسماء 2/ 129، الثقات لابن حبّان 4/ 335، تهذيب الكمال 1/ 565، الكاشف 1/ 332 رقم 2236، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 201، الوافي بالوفيات 16/ 61 رقم 80، تهذيب التهذيب 4/ 290- 291 رقم 498، تقريب التهذيب 1/ 343 رقم 624، خلاصة تذهيب التهذيب 160 وفيه «ابن سلمة» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 377 421- (سَيَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ الْكُوفِيّ) [1] د ت- أَكْبَرُ مِنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ الْوَاسِطِيِّ. رَوَى عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ أبجر، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ بَشِيرُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ. وثّقه أبو حبّان.   [1] التاريخ الكبير 4/ 160 رقم 2330، المعرفة والتاريخ 3/ 146، الجرح والتعديل 4/ 255 رقم 1104، تهذيب الكمال 1/ 565، تهذيب التهذيب 4/ 293 رقم 502، تقريب التهذيب 1/ 343 رقم 628، خلاصة تذهيب التهذيب 161. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 378 [حرف الشِّينِ] 422- شَدَّادٌ أَبُو عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ) [1] م 4- مَوْلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَشَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، وَوَاثِلَةَ، وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ. وَعَنْهُ عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ [2] ، وَعِكْرِمَةُ بن عمّار، والأوزاعي، وجماعة. وقال صلح جَزْرَةُ: صَدُوقٌ، لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. 423- شريح بن عبيد المقرئي) [3] د ن ق- أبو الصّلت الحمصي. عَنْ ثوبان، وفَضَالة بْن عُبَيْد، ومعاوية بْن مالك بن يخامر السّكسكي، وطائفة   [1] الطبقات لخليفة 310، التاريخ لابن معين 2/ 249، التاريخ الكبير 4/ 226 رقم 2598، الثقات للعجلي 215 رقم 656، المعرفة والتاريخ 2/ 472، الجرح والتعديل 4/ 329 رقم 1442، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 890، الثقات لابن حبّان 4/ 357، الكاشف 2/ 6 رقم 2271، جامع التحصيل 236 رقم 279، تهذيب التهذيب 4/ 317 رقم 543، تقريب التهذيب 1/ 347 رقم 30، خلاصة تذهيب التهذيب 164، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 293- 294. [2] مهمل في الأصل، والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 89. [3] التاريخ الكبير 4/ 230 رقم 2618، الثقات للعجلي 217 رقم 661، المعرفة والتاريخ 1/ 291 و 2/ 318 و 330 و 428 و 447 و 529 و 754، تاريخ أبي زرعة 1/ 389، الكنى والأسماء 2/ 11، المراسيل 90 رقم 142، الجرح والتعديل 4/ 334 رقم 1446، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 889، الثقات لابن حبّان 4/ 353، تهذيب الكمال 2/ 578- 579، الكاشف 2/ 8 رقم 2288، جامع التحصيل 237 رقم 283، تهذيب التهذيب 4/ 328- 329 رقم 565، تقريب التهذيب 1/ 349 رقم 52، خلاصة تذهيب التهذيب 165، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 318، المجروحين 1/ 361. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 379 كبيرة، وأرسل عَنْ أَبِي ذَرّ، وأَبِي الدِّرْداء. رَوَى عَنْه ثور بْن يزيد، وصَفْوان بْن عَمْرو، وضمضم بْن زُرْعَة، ومعاوية بْن صالح، وآخرون. وثّقه النّسائيّ. 424- (شعلة مولى ابن عبّاس) [1] د- أَبُو يحيى الْمَدَنِيّ. عَنِ ابن عَبَّاس. وعَنْه جَابِر الْجُعْفي، وحفص بْن عُمَر المؤذّن، وابن أَبِي ذئب. ضعّفه مالك. وقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وقَالَ ابْنُ عَدِيّ [3] : أرجو أَنَّهُ لا بأس به. 425- (شمر بن عطيّة) [4] ت- الكاهلي الكوفي. عَنْ أَبِي وائل، وزِر بْن حبيش، وشهر بْن حَوْشَب. وعَنْه الأعمش، وفِطْر بْن خليفة، وقَيْس بْن الربيع، وجماعة. وكان عثمانيًا. وثَّقه النّسائي. 426- (شَيْبَة بْن مُسَاور الواسطي) [5] ويقال المكّي. عَنِ ابن عَبَّاس، وعَنْ عُمَر ابن عَبْد العزيز. وعَنْه عَبْد الكريم أَبُو أُمَّية، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر الْعُمَرِيُّ، وسُفْيان بْن حسين. وما أعلم أحدا تكلّم فيه.   [1] الطبقات لخليفة 281، التاريخ لابن معين 2/ 256- 257، التاريخ الكبير 4/ 243 رقم 2671، الثقات للعجلي 220 رقم 666، الجرح والتعديل 4/ 367- 368 رقم 1604، الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1339- 1345، تهذيب الكمال 2/ 583، المغني في الضعفاء 1/ 298 رقم 2766، الكاشف 2/ 10 رقم 2301، تهذيب التهذيب 4/ 346- 347 رقم 582، تقريب التهذيب 1/ 351 رقم 69، خلاصة تذهيب التهذيب 166. [2] الضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 291. [3] الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1345. [4] تاريخ خليفة 351، التاريخ الكبير 4/ 256 رقم 2722، الثقات للعجلي 223 رقم 674، المعرفة والتاريخ 2/ 228 و 533، الجرح والتعديل 4/ 375- 376 رقم 1637، مشاهير علماء الأمصار 165 رقم 1309، تهذيب الكمال 2/ 588، المغني في الضعفاء 1/ 300 رقم 2792، الكاشف 2/ 14 رقم 2330، تهذيب التهذيب 4/ 364- 365 رقم 615، تقريب التهذيب 1/ 354 رقم 102، خلاصة تذهيب التهذيب 169. [5] التاريخ لابن معين 2/ 260، التاريخ الكبير 4/ 242 رقم 2665، المعرفة والتاريخ 1/ 574، الجرح والتعديل 4/ 336 رقم 1478. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 380 [حرف الصاد] 427- (صالح بْن جُبَيْر الصُّدائي الطَّبَراني) [1] ويُقال الفلسطيني. عَنْ أَبِي جُمعة. الأنصَارِيّ. وأَبِي أسماء الرَّحبي، ورجاء بْن حَيْوَة. وعَنْه أَسِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخثعميّ، ورجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، ومعاوية بْن صالح، وغيرهم. ويقال: إنَّ هشام بْن سعد لَقِيَه، وثَّقه يحيى بْن مَعِين. وقَالَ أَبُو حاتم [2] : مجهول. قَالَ رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ: قَالَ عُمَر بْن عَبْد العزيز: وَلَّيْنَا صالحَ بْن جُبَيْر، فوجدناه كاسمه. قُلْتُ: ولي ديوانَ الخراج والْجُنْد لعُمَر. وذكره خليفة [3] بْن خيّاط فِي عُمّال يزيد بْن عَبْد الملك عَلَى الخَراج والرسائل، ثم عزله بأسامة بن زيد. 428- (صالح بن درهم) [4] د- أبو الأزهر الباهلي البصري. خرّج له أبو   [1] التاريخ الكبير 4/ 274 رقم 2784، تاريخ أبي زرعة 1/ 392، الجرح والتعديل 4/ 396- 397 رقم 1733، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 368، تهذيب الكمال 2/ 595، ميزان الاعتدال 2/ 291 رقم 3777، المغني في الضعفاء 1/ 303 رقم 2819، الوافي بالوفيات 16/ 253 رقم 278، تهذيب التهذيب 4/ 383- 384 رقم 642، تقريب التهذيب 1/ 358 رقم 5، خلاصة تذهيب التهذيب 170. [2] الجرح والتعديل 4/ 396. [3] تاريخ خليفة 324. [4] التاريخ لابن معين 2/ 263، التاريخ الكبير 4/ 278 رقم 2801، المعرفة والتاريخ 2/ 112، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 381 دَاوُد حديثًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ورَوَى أيضًا عَنْ سَمُرَة، وأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، وابن عُمَر. وعنه ابنه إبراهيم، ومسلمة بن سالم الجهني، وشعبة. وقد ذكر ابن أبي حاتم [1] أنّ يحيى القطّان رَوَى عَنْه حديثًا. وذكر ابن حَبّان فِي «الثقات» أنّ مروان بْن معاوية رَوَى عَنْه، فإنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فقد عاش إلى بعد الأربعين ومائة. 429- (صالح بْن رُسْتُم) [2] أَبُو عَبْد السّلام الدمشقي، مولى بني هاشم. عَنْ ثَوْبَان وعَبْد اللَّه بْن حوالة. وعَنْه سَعِيد بْن أيّوب، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يَزِيدَ [3] بْن جَابِر، ووالده عَبْد الرَّحْمَن. قَالَ أَبُو حاتم [4] : مجهول. كذا قَالَ. 430- (صالح بْن سُعَيْد) [5] حجازيٌّ صَدُوق. عَنْ نافع بْن جُبَيْر بْن مُطْعِم، وسُلَيْمَان بْن يَسار، وعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ. وعنه سَعِيد بْن السّائب الطّائفي، وابن جُرَيْج، وعُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهب [6] . لَهُ حديث فِي اليوم والليلة للنّسائيّ.   [ () ] الجرح والتعديل 4/ 400 رقم 1755، تهذيب الكمال 2/ 596، الكاشف 2/ 18 رقم 2355، تهذيب التهذيب 4/ 388- 389 رقم 651، تقريب التهذيب 1/ 359 رقم 15، خلاصة تذهيب التهذيب 170، الكنى والأسماء 1/ 110 و 183. [1] الجرح والتعديل 4/ 400. [2] ج 4/ 376. [3] التاريخ الكبير 4/ 279 رقم 2805، الجرح والتعديل 4/ 403 رقم 1765، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 370- 371، تهذيب الكمال 2/ 596، المغني في الضعفاء 1/ 303 رقم 2826، ميزان الاعتدال 2/ 295 رقم 3792، الكاشف 2/ 19 رقم 2361، تهذيب التهذيب 4/ 390 رقم 657، تقريب التهذيب 1/ 359 رقم 21، خلاصة تذهيب التهذيب 170، الكنى والأسماء 2/ 72. [4] مهمل في الأصل، وهو معروف. [5] الجرح والتعديل 4/ 403. [6] التاريخ الكبير 4/ 281 رقم 2814، الجرح والتعديل 4/ 404 رقم 1769، تهذيب الكمال 2/ 597، تهذيب التهذيب 4/ 392- 393 رقم 661، تقريب التهذيب 1/ 360 رقم 25، خلاصة تذهيب التهذيب 170. وسعيد: بضم السين وفتح العين المهملتين. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 382 431- (صالح [1] بْن أَبِي عَرِيب) [2] د س [3] ق [4]- واسم أَبِيهِ قُلَيْب [5] بْن حرمل الحضْرَمِيّ. رَوَى عَنْ كثير بْن مُرَّة، وخلاد بْن السّائب. وعَنْه عَبْد الحميد بْن جَعْفَر، وحَيْوَة بْن شُرَيْح، واللَّيْث، وابن لَهِيعَة. وثَّقه ابن حِبّان. 432- (الصّلت بن عبد الله) [6] د ت- بْن نوفل بْن الحارث بْن عَبْد المطَّلب الهاشمي، ابن عمّ عَبْد اللَّه بْن الحارث بَبَّه [7] . رَوَى عَنِ ابن عَبَّاس. وعَنْه الزُّهْرِيّ، وابن إسحاق، ويوسف بْن يعقوب بْن حاطب. وثَّقه ابن حِبّان. وقَالَ الزُّبَيْر: كَانَ فقيهًا عابدًا، وقد ولي أَبُوهُ قضاءَ المدينة زمن معاوية. 433- (صَيْفي بْن زياد الأنصَارِيّ) [8] م د ن ت- مولاهم الْمَدَنِيّ. عَنْ أَبِي اليُسْر كعب بْن عَمْرو، وأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، وأَبِي السّائب مولى هشام بْن زُهْرة. وعَنْه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، وابن عَجْلان، وابن أَبِي ذئب، ومالك، وآخرون. وأما النّسائي فَعَدَّهُما رجُلَين [9] فَقَالَ: صَيْفي يروي عَنْه بْن عجلان، ثقة.   [1] التاريخ الكبير 4/ 287 رقم 2843، المعرفة والتاريخ 2/ 312، الجرح والتعديل 4/ 410 رقم 1804، تهذيب الكمال 2/ 599، تهذيب التهذيب 4/ 398 رقم 678، تقريب التهذيب 1/ 362 رقم 44، خلاصة تذهيب التهذيب 171. [2] عريب: بفتح العين وكسر الراء. [3] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 258 «ن» بدل «س» . [4] «ق» من تقريب التهذيب والخلاصة. [5] قليب: بضم القاف. [6] التاريخ الكبير 4/ 299 رقم 1: 29، المعرفة والتاريخ 3/ 382، تهذيب الكمال 2/ 612، الجرح والتعديل 4/ 436 رقم 1915، الكاشف 2/ 29 رقم 2434، تهذيب التهذيب 4/ 435 رقم 753، تقريب التهذيب 1/ 369 رقم 118، خلاصة تذهيب التهذيب 175. [7] ببّه: بفتح الباء الأولى والثانية المشدّدة. [8] التاريخ الكبير 4/ 323 رقم 2993، الجرح والتعديل 4/ 448 رقم 1971، مشاهير علماء الأمصار 77 رقم 556، تهذيب الكمال 2/ 614، الكاشف 2/ 30 رقم 2444، تهذيب التهذيب 4/ 441 رقم 765، تقريب التهذيب 1/ 371 رقم 30، خلاصة تذهيب التهذيب 175. [9] أي صاحب الترجمة هذا، وصيفي مولى أفلح، الّذي بعده. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 383 434- (صَيْفي مولى أفلح) [1] رَوَى عَنْه ابن أَبِي ذئب. ليس به بأس.   [1] هو والّذي قبله واحد عند البخاري وابن أبي حاتم الرازيّ. وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب 4/ 441: «صوّب الحافظ أبو عبد الله الذهبي فيما قرأت بخطّه تفرقة النسائي بينهما، وأنهما كبير وصغير، الكبير روى عن أبي اليسر كعب بن عمرو، وروى عنه محمد بن عجلان، والصغير روى عن أبي السائب، روى عنه مالك، والله أعلم» . وفرّق بينهما أيضا الخزرجي في الخلاصة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 384 [حرف الضاد] 435- (الضَّحَّاك بْن شُرَحْبِيل الغافقيّ) [1] د ق- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، وغيرهما. وعنه حيوة بن شريح، وسعيد بن أبي هلال، ورِشْدين بْن سعد، وابن لَهِيعَة، وعَبْد اللَّه بْن المسيّب. قَالَ أَبُو زُرْعَة: صَدُوق. 436- (ضَمْرَةُ بْن حبيب الزُّبَيْدِيُّ الحمصي) [2] 4- عَنْ شدّاد بْن أوس، وعَوْف ابن مالك الأشجعي، وأَبِي أُمَامة، وجماعة. وعَنْه ابنهُ عتْبَة، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي مريم، ومعاوية بْن صالح، وعَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ.   [1] التاريخ الكبير 4/ 335 رقم 3032، الثقات للعجلي 231 رقم 707، المعرفة والتاريخ 3/ 381، الجرح والتعديل 4/ 459 رقم 2026، الثقات لابن حبّان 4/ 388، تهذيب الكمال 2/ 615- 616، المغني في الضعفاء 1/ 311 رقم 2909، ميزان الاعتدال 2/ 324 رقم 3933، الكاشف 2/ 32 رقم 2453، تهذيب التهذيب 4/ 445 رقم 774. تقريب التهذيب 1/ 372 رقم 8، حسن المحاضرة 1/ 111، خلاصة تذهيب التهذيب 176. [2] الطبقات لخليفة 313، التاريخ لابن معين 2/ 274، التاريخ الكبير 4/ 337 رقم 3043، المعرفة والتاريخ 1/ 266 و 2/ 314 و 431، الثقات للعجلي 232 رقم 713، الجرح والتعديل 4/ 467 رقم 2051، الثقات لابن حبّان 4/ 338، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 897، تهذيب الكمال 2/ 620، ميزان الاعتدال 2/ 330 رقم 3957، الكاشف 2/ 34 رقم 2465، تهذيب التهذيب 4/ 459- 460 رقم 792، تقريب التهذيب 1/ 374 رقم 25، خلاصة تذهيب التهذيب 177. [3] الجرح والتعديل 4/ 467. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 385 [حرف الطاء] 437- (طلحة بن عبد الله) [1] نق- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ الصِّدِيقِ التّيمي المدني، وأمّه عَائِشَةُ بنت طلْحة. رَوَى عَنْ أبَوَيْه، وعائشة، وأسماء، ومعاوية بْن جاهمة السلمي، وعفير بن أبي عفير، ولهما صحبة. روى عنه ولداه مُحَمَّد، وشُعَيْب، وعثمان بْن أَبِي سُلَيْمَان، وعطاف بْن خَالِد. لَهُ فِي الكتابين حديث واحد، وكان مِنْ أَشْرَاف أهل المدينة. 438- طلحة بن مصرّف [2] ع أَبُو عَمْرو بْن كعب، أَبُو مُحَمَّد اليامي الهمدانيّ الكوفي، أحد الأئمّة   [1] التاريخ الكبير 4/ 345- 346 رقم 3076، المعارف 174، المعرفة والتاريخ 1/ 241، الجرح والتعديل 4/ 475 رقم 2087، المراسيل 101 رقم 157، تهذيب الكمال 2/ 618، ميزان الاعتدال 2/ 340 رقم 4005، الكاشف 2/ 39 رقم 2495، جامع التحصيل 245 رقم 310، تهذيب التهذيب 4/ 17- 18 رقم 31، تقريب التهذيب 1/ 378 رقم 30، خلاصة تذهيب التهذيب 179. [2] الطبقات الكبرى 6/ 308- 309، تاريخ خليفة 287 و 345، الطبقات لخليفة 162، التاريخ لابن معين 2/ 278- 279، التاريخ الكبير 4/ 346- 347 رقم 3080، التاريخ الصغير 126، الثقات للعجلي 235- 236 رقم 726، المعارف 529، المعرفة والتاريخ 2/ 102 و 904 و 558 و 583- 584 و 3/ 177- 178 و 360- 361، تاريخ أبي زرعة 1/ 548 و 550 و 665 و 667 و 679، الجرح والتعديل 4/ 473- 474 رقم 2082، المراسيل 101 رقم 156، مشاهير علماء الأمصار 110 رقم 841، حلية الأولياء 5/ 14- 29 رقم 285، جمهرة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 386 الأعلام، ومقريء الكوفة فِي زمانه. قرأ عَلَى يحيى بْن وثّاب وغيره، وحدّث عَنْ أنس بْن مالك، وابن أَبِي أَوْفَى، وزيد بْن وهب، ومُرّه الطّيّب، ومجاهد، وخَيْثَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن، وذَرّ الهَمْداني، وأَبِي صالح السّمّان، وغيرهم. وعَنْه ابنه مُحَمَّد، ومنصور، والأعمش، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وشُعْبَة، وخلْق كثير. قَالَ أَبُو خَالِد الأحمر: أُخْبِرْتُ أن طلحة بْن مُصَرِّف شُهِر بالقراءة، فقرأ عَلَى الأعمش لينسلخ ذَلِكَ عَنْه [1] ، فسمعت الأعمش يَقُولُ: كَانَ يأتي فيجلس عَلَى الباب حتى أخرج، فيقرأ، فما ظنُّكم برجلٍ لا يُخْطئ ولا يلحن. وقَالَ مُوسَى الْجُهَنِيُّ: سَمِعْتُ طلحة بْن مُصَرِّف يَقُولُ: قد أكثرتُم فِي عثمان، ويأبى قلبي إلا أن يحبَّه [2] . وعَنْ عَبْد الملك بْن أبجر قَالَ: ما رأيت طلحة بْن مُصَرِّف فِي مَلأ، إلا رأيت لَهُ الفضْلَ عليهم [3] . وقَالَ الحَسَن بْن عَمْرو: قَالَ لي طلحة بْن مُصَرِّف: لولا أنّي عَلَى وضوءٍ لأخبرتُك بما تَقُولُ الرافضة [3] . وقَالَ فُضَيْل بْن غَزْوان: قِيلَ لطلحة ابن مُصَرِّف: لو ابتعتَ طعامًا ربِحْتَ فيه، قَالَ: إنّي اكره أن يعلم اللَّه من   [ () ] أنساب العرب 394، العيون والحدائق لمجهول 3/ 371، الكامل في التاريخ 5/ 175، صفة الصفوة 3/ 96- 98 رقم 417، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 253- 254 رقم 272، الاشتقاق 424، نقط العروس (في رسائل ابن حزم- تحقيق د. إحسان عباس) 2/ 113، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 230، تهذيب الكمال 2/ 631، تحفة الأشراف 13/ 241 رقم 1123، سير أعلام النبلاء 5/ 191- 193 رقم 70، العبر 1/ 139، الكاشف 2/ 40 رقم 2503، مرآة الجنان 1/ 243، جامع التحصيل 245 رقم 312، الوافي بالوفيات 16/ 483- 484 رقم 526، غاية النهاية 1/ 343، تهذيب التهذيب 5/ 25- 26 رقم 43، تقريب التهذيب 1/ 379- 380 رقم 41، خلاصة تذهيب التهذيب 180، شذرات الذهب 1/ 145. [1] في سير أعلام النبلاء 5/ 191 «لينسلخ ذلك الاسم عنه» وقال في شذرات الذهب 1/ 145: «كان يسمّى سيّد القرّاء، ولما علم إجماع أهل الكوفة على أنه أقرأ من بها ذهب ليقرأ على الأعمش رفيقه لتنزل رتبته في أعينهم، ويأبى الله إلّا رفعته» . زاد ابن الجوزي في صفة الصفوة 3/ 96 «فمال الناس إلى الأعمش وتركوا طلحة» ، وانظر: المعارف وثقات العجليّ والطبقات الكبرى، وغيره. [2] حلية الأولياء 5/ 19، الثقات للعجلي 326. [3] حلية الأولياء 5/ 20. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 387 قلبي غلّا على المسلمين [1] . وقال فضيل بْن عِياض: بلغني عَنْ طلحة أَنَّهُ ضحك يومًا، فوثب عَلَى نفسه وقال: فيم الضِّحْك، إنّما يضحك مِنْ قطع الأهوالَ، وجاز الصرّاط، ثم قَالَ: آلَيْتُ ألا أَفْتَرَّ ضاحكًا حتى أعلم بم تقع الواقعة، فما رئي ضاحكًا حتى صار إلى اللَّه [2] . وقَالَ ابن عُيَيْنَة، عَنْ أَبِي خبَّاب قَالَ: سَمِعْتُ طلحة بْن مُصَرِّف يَقُولُ: شهدْتُ الجماجمَ، فما رميتُ ولا طعنتُ ولا ضربتُ، وَلَوَدِدْتُ أنّ هذه سقطت من هاهنا ولم أكنْ شهدتُها [3] . وقَالَ لَيْثُ بْن أَبِي سُلَيْم: حَدَّثتُ [4] طلحة بْن مُصَرّف فِي مرضه، أنّ طاوسًا كره الأنين، فما سُمع طلحةُ يئنّ حتى مات [5] . وقَالَ شُعْبَة: كنّا فِي جنازة طلحة بْن مُصَرّف، فأثنى عَلَيْهِ أَبُو مَعْشَر وقَالَ: ما خلَّف مثْلَه. وقَالَ أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْعِجْليُّ [6] : كَانَ طلحة يحرّم النبيذ. قُلْتُ: وكان يفضِّل عثمانَ عَلَى عليّ، وهاتان عزيزتان فِي أهل الكوفة. تُوُفِّي فِي آخر سنة اثنتي عشرة. 439- (طُلَيْق بْن عِمران) [7] ق- بْن حُصَيْن، وقيل: بل طُلَيْق بْن مُحَمَّد بن عمران بن حصين [8] . روى عَنْ عِمران، وأَبِي بُردَة بْن أَبِي مُوسَى. وعَنْه إبْرَاهِيم ابن إِسْمَاعِيل بْن مجمع، وابنه خَالِد بْن طُلَيْق [9] ، وسُلَيْمَان التَّيْمي، وصالح بْن كيسان. ذكره ابن حبّان في الثّقات.   [1] حلية الأولياء 5/ 15. [2] حلية الأولياء 5/ 15. [3] حلية الأولياء 5/ 15، صفة الصفوة 3/ 97. [4] راجع الحلية 5/ 17. [5] في الأصل «حديث» ، وهو خطأ، والتصويب من صفة الصفوة 3/ 98. [6] حلية الأولياء 5/ 18. [7] الثقات 236. [8] التاريخ الكبير 4/ 359 رقم 3141 باسم «طلق بن محمد بن عمران بن حسين» ، وص 365 رقم 3164 باسم «طُلَيْق بْن مُحَمَّد بْن عِمران بْن حُصَيْن» ، الجرح والتعديل 4/ 499 رقم 2196، تهذيب الكمال 2/ 933، الكاشف 2/ 41 رقم 2513، تهذيب التهذيب 5/ 34 رقم 55، تقريب التهذيب 1/ 381 رقم 53، خلاصة تذهيب التهذيب 181. [9] ج 4/ 397. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 388 [حرف العين] 440- (عاصم بْن عُمَر بْن قتادة) [1] ع- بْن النُّعْمان الظَّفَري، أبو عُمَر، وقيل: أَبُو عمرو المدني. عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه، ومحمود بْن لَبِيد، وجدّته رُمَيْثَة- ولها صُحبة-، وأنس بْن مالك. وعَنْه بُكَيْر بْن الأشجّ، ومُحَمَّد بْن عَجْلان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن الْغَسِيلِ، وجماعة. وكان ثقة عارفا بالمغازي، واسع العلم، وثَّقه أَبُو زُرْعة والنّسائي. تُوُفِّي سنة تسع عشرة، وقيل سنة عشرين، وهو أصح. وقيل: سنة ستٍّ أو سبعٍ وعشرين.   [1] الطبقات الكبرى 3/ 452 و 5/ 349، الطبقات لخليفة 258، تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير 6/ 478 رقم 3040، المعارف 466، المعرفة والتاريخ 1/ 422 و 3/ 259، الجرح والتعديل 6/ 346 رقم 1913، أنساب الأشراف 242، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 479، جمهرة أنساب العرب 343، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 64- 73 رقم 13، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 129- 130، الكامل في التاريخ 5/ 84، الاستبصار 256، في ترجمة جدّه قتادة، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 383، تهذيب الكمال 2/ 638- 639، سير أعلام النبلاء 5/ 240- 241 رقم 102، الكاشف 2/ 46- 47 رقم 2536، ميزان الاعتدال 2/ 355 رقم 4059، مرآة الجنان 1/ 256- 257، الوافي بالوفيات 16/ 571 رقم 605، تهذيب التهذيب 5/ 53- 54 رقم 85 تقريب التهذيب 1/ 385 رقم 21، لسان الميزان 7/ 253 رقم 3423، النجوم الزاهرة 1/ 258، خلاصة تذهيب التهذيب 183، شذرات الذهب 1/ 157. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 389 441- (عامر بن جشيب [1] الحمصي) [2] ن- أبو خالد. عَنْ أَبِي أُمَامة الباهلي، وعَنْ خَالِد بْن مَعْدان، وغير واحد. وعَنْه لُقمان بْن عامر، والزّبيدي، ومعاوية ابن صالح. وثّقه ابن حبّان. 432- (عامر بن يحيى) [3] م ت ن- بن حبيب، أبو خنيس المعافري المصري، عن حنش الصنعاني، وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، وابن لَهِيعَة، وآخرون. وثَّقه أَبُو دَاوُد، وهو راوي حديث البطاقة، قَالَ ابن يونس: تُوُفِّي قبل سنة عشرين ومائة. 443- عُبَادة بْن نُسَيّ الْكِنْدِيُّ [4] 4 أَبُو عُمَر الأَزْدِيّ قاضي طَبَرَيَّة. رَوَى عن أبيّ بن عمارة، وشدّاد بن   [1] أثبته القدسي في طبعة تاريخ الإسلام 4/ 261 «جشب» وذلك نقلا عن الخزرجي في الخلاصة. وما أثبتناه عن المصادر الآتية، وهو بفتح الجيم. [2] التاريخ الكبير 6/ 457 رقم 2980، تاريخ أبي زرعة 1/ 390، الجرح والتعديل 6/ 319- 320 رقم 1784، تهذيب الكمال 2/ 641، الكاشف 1/ 390 رقم 2551، جامع التحصيل 247 رقم 321، تهذيب التهذيب 5/ 62 رقم 104، تقريب التهذيب 1/ 386- 387 رقم 40، خلاصة تذهيب التهذيب 184. [3] التاريخ الكبير 6/ 457 رقم 2981، الجرح والتعديل 6/ 329 رقم 1832، تهذيب الكمال 2/ 647. الكاشف 2/ 52 رقم 2574، وفيه: عامر بن يحيى بن جشيب، بدل حبيب، وهو تصحيف، تهذيب التهذيب 5/ 84 رقم 136، تقريب التهذيب 1/ 390 رقم 70، خلاصة تذهيب التهذيب 185. [4] الطبقات الكبرى 7/ 456، الطبقات لخليفة 310، تاريخ خليفة 323 و 349، التاريخ الكبير 6/ 95 رقم 1816، التاريخ الصغير 132، المعرفة والتاريخ 2/ 339 و 404، الاشتقاق لابن دريد 372، تاريخ أبي زرعة 1/ 228 و 249، الثقات للعجلي 247 رقم 768، الجرح والتعديل 6/ 96 رقم 498، المراسيل 151- 152 رقم 280، الثقات لابن حبّان 7/ 162، مشاهير علماء الأمصار 180 رقم 1428، جمهرة أنساب العرب 429، الإكمال 1/ 138، طبقات الفقهاء 75، الأنساب 1/ 161، معجم البلدان 1/ 149، اللباب 1/ 32، مشتبه النسبة 5، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله) 40- 52 رقم 69، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 217- 218، الكامل في التاريخ 5/ 199، تهذيب الكمال 2/ 656، الكاشف 2/ 57- 58 رقم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 390 أوس، وأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، ومعاوية، وغيرهم. وعَنْه بُرْد بْن سِنان، وعَبْد الرَّحْمَن بْن زياد الإفريقي، وعليّ بْن أَبِي حَمَلة، وهشام بْن الغاز، وخلق كثير. وكان شريفًا نبيلا، موصوفًا بالصّلاح والفضل والجلالة. وثّقه ابن مَعِين [1] . ولي قضاءَ الأردنّ لعبد الملك بْن مروان، وولي جُنْدَ الأردنَّ لعُمَر بْن عَبْد العزيز. قال أبو مسهر: سَمِعْتُ كاملَ بْن مَسْلَمةُ بْن رجاء بْن حَيْوَة يَقُولُ: قَالَ هشام بْن عَبْد الملك: مَن سيّد أهل فلسطين؟ قالوا: رجاء بْن حَيْوَة، قَالَ: فمن سيّد أهل الأردنّ؟ قالوا: عُبَادَةُ بْن نُسيّ، قَالَ: فمن: سيّد أهل دمشق؟ قالوا: يَحْيَى بْن يَحْيَى الغسّاني، قَالَ: فمن سيّد أهل حمص؟ قالوا: عَمْرو بْن قَيْس، قَالَ: فمن سيّد الجزيرة؟ قالوا: عَدِيّ بْن عَدِيّ الْكِنْدِيُّ. وقَالَ مُغِيرة بْن مُغِيرة الرَّمْلِيُّ: قَالَ مَسْلَمةُ بْن عَبْد الملك: إنّ فِي كِنْدَة لثلاثة، إنّ اللَّه بهم يُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وينصرُ بهم عَلَى الأعداء: رجاء بْن حَيْوَة، وعُبَادةُ بْن نُسَيّ، وعَدِيّ بْن عَدِيّ [2] . وَرَوَى ضَمْرَةُ بْن ربيعة، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عثمان الأَزْدِيّ، قَالَ: كَانَ عُبَادَةُ بْن نُسَيّ عَلَى القضاء، فأهدى لَهُ رجلٌ قُلَّةَ عَسَلٍ، فقبلها وهو يخاصم إِلَيْهِ، فقضي عَلَيْهِ، ثم قَالَ: يا فلان، ذهبت القُلَّة [3] . قَالَ غير واحد: تُوُفِّي عُبَادَةُ بْن نُسَيّ سنة ثماني عشرة ومائة.   [2612،) ] سير أعلام النبلاء 5/ 323- 324 رقم 157، العبر 1/ 148، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب 336، جامع التحصيل 251 رقم 334، البداية والنهاية 9/ 321، تهذيب التهذيب 5/ 113- 114 رقم 193، تقريب التهذيب 1/ 395 رقم 128، النجوم الزاهرة 1/ 280، خلاصة تذهيب التهذيب 188، الدارس في تاريخ المدارس 2/ 381، شذرات الذهب 1/ 155، أخبار القضاة لوكيع 2/ 264. [1] لم يذكره في تاريخه. [2] تاريخ دمشق 45. [3] تاريخ دمشق 46. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 391 444- (عائشة بنت سعد بن أبي وقّاص) [1] خ د ت ن- الزّهريّة المدينة. رأت سِتًّا مِنْ أُمَّهات المؤمنين، وروت عَنْ أبيها وعيره. وَعَنْهَا أيّوب السّخْتياني، والْجُعَيْد [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعبيدة بن نابل، وصخر بْن جُوَيْرية، وعدد مِنَ العلماء، آخرهم وفاةً مالك بْن أنس. وَهِيَ مِنَ الثّقات، تُوُفِّيت باتّفاقٍ سنة سبع عشرة، ولها أربعٌ وثمانون سنة. 445- (العبّاس بن ذريح الكلبي الكوفي) [3] د ن ق- عَنْ شُرَيْح القاضي، وشُرَيْح بْن هانئ، وكميل بْن زياد، والشَّعْبي، وجماعة. وعَنْه زكريّا بْن أَبِي زائدة، ومِسْعَر، وشَرِيك وجماعة. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صالح. 446- (الْعَبَّاس بْن سالم الدمشقي) [4] عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَولاني، وأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ. وعَنْه ابن أخيه الصَّقْر بْن فَضَالَةَ، ومُحَمَّد بْن مهاجر. وثّقه العجليّ [5] .   [1] الطبقات الكبرى 8/ 342، المعارف 243، المعرفة والتاريخ 1/ 213 و 699 و 3/ 19، تاريخ أبي زرعة 1/ 223، تهذيب الكمال 3/ 1690، الكاشف 3/ 430 رقم 98، الوافي بالوفيات 16/ 606- 607 رقم 653، العبر 1/ 147، الكامل في التاريخ 5/ 195، الإصابة 4/ 361 رقم 706، تهذيب التهذيب 12/ 436 رقم 2743، تقريب التهذيب 2/ 606 رقم 3، خلاصة تذهيب التهذيب 493، شذرات الذهب 1/ 154. [2] تصغير «الجعد» كما في الخلاصة. [3] التاريخ الكبير 7/ 7 رقم 28، الجرح والتعديل 6/ 214 رقم 1174، الثقات للعجلي 248 رقم 770، الثقات لابن حبّان 7/ 275، تهذيب الكمال 2/ 657، الكاشف 2/ 58 رقم 2618، تهذيب التهذيب 5/ 117 رقم 202، تقريب التهذيب 1/ 396 رقم 137، خلاصة تذهيب التهذيب 188. [4] التاريخ الكبير 7/ 7 رقم 26، الثقات للعجلي 248 رقم 771، المعرفة والتاريخ 2/ 291 و 523، تاريخ أبي زرعة 1/ 72 و 375، الجرح والتعديل 6/ 214 رقم 1173، الثقات لابن حبّان 7/ 276، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله) 79- 81 رقم 90، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 225، تهذيب الكمال 2/ 657، الكاشف 2/ 59 رقم 2620. [5] الثقات 248. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 392 447- (العبّاس بن سهل) [1] سوى ن- بن سعد الأنصاري السّاعدي المدني. عَنْ أَبِيهِ، وسَعِيد بْن زيد، وأَبِي حُمَيْد السّاعدي، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وجماعة. مولده فِي أول خلافة عثمان. وعَنْه ابناه أُبَيّ، وعَبْد المهيمن، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَن، وابن إسحاق، وفُلَيْح بن سليمان، وابن الغسيل. وثّقه ابن مَعِين وغيره. وقد آذاه الحَجَّاج وضربه، لأنّه كَانَ مِنْ أصحاب ابن الزُّبَيْر، فأتى أَبُوهُ سهل فَقَالَ: ألا تحفظ فينا وصيَّة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ: «اقبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهم وتجاوزوا عَنْ مُسِيئهم» [2] فأطلَقَه. يقال: تُوُفِّي قريبًا مِنْ سنة عشرين ومائة. 448- (عَبْد اللَّه بن بريدة [3] ع ابن الحصيب، أبو سهل الأسلمي، قاضي مَرْو بعد أخيه سُلَيْمَان، وهما تَوْأَمَان. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي مُوسَى، وعَائِشَة، وعِمران بْن حُصَيْن، وسَمُرَة، وابن مسعود، والمغِيرة بْن شُعْبَة، وعَبْد اللَّه بْن مُغَفَّلٍ، وعَنْ أَبِي الأسود الدّؤلي، ويحيى بن يعمر، وطائفة.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 271، الطبقات لخليفة 249- 254، تاريخ خليفة 308، التاريخ الكبير 7/ 3 رقم 3، المعرفة والتاريخ 1/ 280 و 567 و 3/ 380، تاريخ أبي زرعة 8/ 618، الجرح والتعديل 6/ 210 رقم 1153، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 460، أنساب الأشراف 1/ 510، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله) 83- 85 رقم 94، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 226- 227، الكامل في التاريخ 5/ 21، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 361، الأذكياء لابن الجوزي 125، تهذيب الكمال 2/ 657، الكاشف 2/ 59 رقم 2621، سير أعلام النبلاء 5/ 261- 262 رقم 120، تهذيب التهذيب 5/ 118 رقم 205، تقريب التهذيب 1/ 397 رقم 140، خلاصة تذهيب التهذيب 188. [2] أخرجه البخاري 7/ 93 في المناقب، باب: قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ: «اقبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهم وتجاوزوا عن مسيئهم» ، ومسلم (2510) في فضائل الصحابة، باب من فضائل الأنصار، من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إنّ الأنصار كرشي وعيبتي، وإنّ الناس سيكثرون ويقلّون، فاقبلوا من محسنهم وأعفوا عن مسيئهم» . [3] الطبقات الكبرى 7/ 221، الطبقات لخليفة 211 ز 322، تاريخ خليفة 361، التاريخ لابن معين 2/ 298، التاريخ الكبير 5/ 51 رقم 110، الثقات للعجلي 250 رقم 782، المعرفة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 393 وعَنْه حُسَين المعلِّم، والْجُرَيْري، ومالك بْن مِغْوَلٍ، ومقاتل بن حيّان، وأجلح الْكِنْدِيُّ، وَكَهْمَسُ بْن الحَسَن، والحُسَين بْن واقد قاضي مَرْو، وخلق آخرُهُم معاوية بْن عَبْد الكريم الضّالّ. قال أبو تميلة: ثنا عَبْد المؤمن بْن خَالِد، عَنِ ابن بُرَيْدَةَ قَالَ: ينبغي للرجل أن يتعاهد مِنْ نفسه ثلاثةَ أشياء: أَلا يدع المشي فإنّه إن احتاج إِلَيْهِ لم يقدْر عَلَيْهِ، وَأَلا يدعَ الأكلَ فإنّ أمعاءه تَضيق، وَأَلا يدعَ الجماع فإنّ البئر إذا لم تنزح ذهب ماؤها [1] . وقَالَ أَحْمَد فِي «مُسْنَدِه» [2] : ثنا زيد بْن الحُبَاب، حدّثني حُسَين، حدّثني ابن بُرَيْدَةَ قَالَ: دخلت أَنَا وأَبِي عَلَى معاوية، فأجلَسَنَا عَلَى الفرش، ثم أكلنا، ثم شرب معاوية، فناول أَبِي، ثم قَالَ: ما شرِبته منذ حَرَّمَه رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، ثم قَالَ معاوية: كنتُ أجملَ شبابِ قريشٍ وأجوَدَهم ثغرًا، وما شيء كنت أجد لَهُ لذَّةً وأنا شابّ، يجده اليوم، غير اللّبن، أو إنسان حسن الحديث يحدّثني [3] .   [ () ] والتاريخ 1/ 526 و 2/ 175 و 3/ 29 و 123 و 396، تاريخ أبي زرعة 1/ 554، الكنى والأسماء 1/ 197، الجرح والتعديل 5/ 13 رقم 61، المراسيل 111 رقم 176، أخبار القضاة 1/ 14- 16 و 81 و 273 و 3/ 305- 306 و 322، مشاهير علماء الأمصار 125 رقم 983، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله) 416- 428 رقم 193، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 309- 310، الكامل في التاريخ 5/ 180، تهذيب الكمال 2/ 667- 668، تحفة الأشراف 13/ 249 رقم 1133، العبر 1/ 143، تذكرة الحفاظ 1/ 102 رقم 95، ميزان الاعتدال 2/ 496 رقم 4223، الكاشف 2/ 66 رقم 2671، سير أعلام النبلاء 5/ 50- 52 رقم 15، جامع التحصيل 252 رقم 338، مرآة الجنان 1/ 250، الوافي بالوفيات 17/ 84 رقم 70، تهذيب التهذيب 5/ 157- 158 رقم 270، تقريب التهذيب 1/ 403- 404 رقم 203، النكت الظراف 13/ 249، طبقات الحفاظ 40، خلاصة تذهيب التهذيب 192، شذرات الذهب 1/ 151. [1] أضاف المؤلّف في سير أعلام النبلاء 5/ 52: «يفعل هذه الأشياء باقتصاد، ولا سيّما الجماع إذا شاخ، فتركه أولى» . (تاريخ دمشق 427- 428) . [2] 5/ 347 وسنده حسن. [3] رواه ابن عساكر أيضا 417. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 394 وَعَنِ ابن بُرَيْدَةَ قَالَ: وُلدتُ أَنَا وأخي لثلاثٍ خَلَوْن مِنْ خلافة عُمَر. قُلْتُ: أراهُ وُلد بعد ذَلِكَ بمُدَيْدَة، فإنّ الفضل السّيناني روى عن حسين ابن واقد، عَنْه قَالَ: جئتُ إلى أمّي فقلت: يا أُمّاه، قُتِل عثمان، فقالت: يا بُنَيّ اذهب فالعب مَعَ الغِلْمان، وكان يزيد بْن المهلْب استقضى عَبْد اللَّه عَلَى مَرْو [1] . وقَالَ ابن خِراش: صَدُوق. وقَالَ ابن حِبّان: ولي قضاء مَرْو بعد أخيه سُلَيْمَان سنة خمسٍ، إلى أن مات سنة خمسَ عشرةَ ومائة. وقَالَ وكيع: كانوا بعد موت سُلَيْمَان بْن بُرَيْدَةَ عَلَى أخيه عَبْد اللَّه. 449- (عَبْد اللَّه بْن حَنشَ الأَوْدِيُّ الكوفي) [2] عَنِ البَرَاء، وابن عُمَر، وشُرَيْح القاضي، والأسود، وغيرهم. وعَنْه: مُحَمَّد بْن جُحَادة، وشُعْبَة، وسُفْيان، وأَبُو عَوَانَة، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بأس به.   [1] أخبار القضاة 15/ 15. [2] التاريخ الكبير 5/ 68 رقم 169، المعرفة والتاريخ 3/ 100، الجرح والتعديل 5/ 39 رقم 174، تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 198- 199 رقم 261، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 373. [3] الجرح والتعديل 5/ 39. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 395 450- عَبْد اللَّه بْن أَبِي زكريّا الخُزَاعي [1] أَبُو يحيى فقيه دمشق، وأحد الأعلام. عَنْ أَبِي الدِّرْداء، وسلمان [2] ، وعُبَادةُ بْن الصّامت، وأكثر ذَلِكَ مراسيل، ورَوى عَنْ أم الدِّرْداء، وغيرها. وعَنْه: عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وصَفْوان بْن عَمْرو، وعليّ بْن أَبِي جملة، والأَوزاعيّ، وخَالِد بْن دهقان، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز، وخلق. وقَالَ أَبُو مُسْهر: كَانَ سيّد أهل المسجد، قيل: بم سادهم؟ قَالَ: بحُسْن الخُلُق [3] . وقَالَ الواقدي: كَانَ يُعْدَلُ بعُمَر بْن عَبْد العزيز [4] . وَرَوَى عليّ بْن عيّاش، عَنِ اليَمَان بْن عَدِيّ قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّه بْن أَبِي زكريّا عابدَ أهلِ الشّام، وكان يَقُولُ: ما عالجتُ مِنَ العبادة شيئًا أشدَّ مِنَ السكُوت [5] . وقَالَ الأَوزاعيّ: لم يكن بالشام رَجُل يُفَضَّلُ عَلَى ابن أَبِي زكريّا [6] . وَرَوَى بقّية، عَنْ مُسْلِم بْن زياد، قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّه بْن أَبِي زكريّا لا يكاد يتكلّم إلا أن يُسأل، وكان مِنْ أكثر النَّاسَ تبسُّمًا [7] ، قَالَ: ما مَسَسْتُ دينارا، ولا درهما قطّ،   [1] الطبقات الكبرى 7/ 456- 457، الطبقات لخليفة 312، التاريخ لابن معين 2/ 308، التاريخ الكبير 5/ 96 رقم 272، المعرفة والتاريخ 2/ 330 و 378، تاريخ أبي زرعة 1/ 327 و 341- 342، الكنى والأسماء 2/ 165، المراسيل 113 رقم 182، الجرح والتعديل 5/ 62 رقم 285، مشاهير علماء الأمصار 115 رقم 881، حلية الأولياء 5/ 149- 153 رقم 307، تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله) 403- 416 رقم 190، تهذيب تاريخ دمشق 309، صفة الصفوة 4/ 188- 189، تهذيب الكمال 2/ 683، سير أعلام النبلاء 5/ 286 رقم 135، العبر 1/ 145، الكاشف 2/ 78 رقم 2753، الوافي بالوفيات 17/ 181 رقم 163، جامع التحصيل 256- 257 رقم 360، تهذيب التهذيب 5/ 218 رقم 376، تقريب التهذيب 1/ 416 رقم 309، خلاصة تذهيب التهذيب 198، شذرات الذهب 1/ 153، البداية والنهاية 9/ 314. [2] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 264 «سليمان» وهو تصحيف. [3] تاريخ دمشق (عبادة- عبد الله) 413. [4] تاريخ دمشق 403. [5] تاريخ دمشق 407. [6] وزاد في حلية الأولياء 5/ 149 قال: عالجت لساني عشرين سنة قبل أن يستقيم لي. وانظر صفة الصفوة 4/ 188. [7] تاريخ دمشق 412. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 396 ولا اشتريت شيئًا قطّ، ولا بعتُه إلا مرّة [1] ، وكان لَهُ إخوة يَكْفُونَهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ، صاحب غزو، كَانَ عُمَر بْن عَبْد العزيز يُجْلِسُه معه عَلَى السّرير [3] ، تُوُفِّي عَبْد الله سنة سبْعَ عشرةَ ومائة. 451- عَبْد اللَّه بْن أَبِي إسحاق [4] زيد بْن الحارث بْن عَبْد اللَّه الحضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ، مولى لهم، أحد الأئمّة فِي القراءة والنَّحْو، هُوَ أخو يحيى بْن أَبِي إسحاق، وجدّ مقريء البصرة يعقوب بْن إسحاق الحضْرَمِيّ. أخذ القرآن عَنْ يحيى بْن يَعْمَر، ونصر [5] بْن عاصم، وروى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جدّه، عَنْ عليّ، وَرَوَى أيضًا عَنْ أنس. رَوَى عَنْه حفيده يعقوب بن زيد الحضرميّ، وهارون بْن مُوسَى النَّحْوِيُّ الأعور. ذكره ابن حِبّان فِي «الثقات» [6] . قَالَ أَبُو عُبَيْدة: اختلف النَّاسَ إلى أَبِي الأسود يتعلّمون منه العربية، فكان أبرعَ أصحابه عَنْبَسَةُ بْن مَعْدان، ثم اختلف النَّاسَ إلى عَنْبَسَةَ بْن مَعْدان، فكان أبرعَ أصحابه ميمون الأقرع، فتخرّج بِهِ عَبْد اللَّه بْن أَبِي إسحاق. وعَنْ أَبِي عُبَيْدة قَال: أول مِنْ وضع العربيةَ أبو الأسود، ثم ميمون،   [1] العبارة في الحلية 5/ 150- 151 بعد قوله: «ولا بعته» : ولا ساومت به إلّا مرّة، فإنّه أصابني الحصر، فرأيت جوربين معلّقين عند باب جيرون عند صيرفيّ، فقلت: بكم هذا؟ ثم ذكرت فسكتّ، وكان من أبشّ الناس وأكثرهم تبسّما. قال بقية: قلت لمسلم: كيف هذا؟ قال: كان له إخوة يكفونه» . [2] الطبقات الكبرى 7/ 456. [3] تاريخ دمشق 405. [4] الطبقات لخليفة 215، تاريخ خليفة 151 و 389، التاريخ الكبير 5/ 43، 44 رقم 82، المعارف 532، تاريخ الموصل للأزدي 107، الجرح والتعديل 5/ 4، 5 رقم 22، نور القبس للمرزباني 24 رقم 6، طبقات النحويين للزبيدي 31- 33 رقم 8، إنباه الرواة للقفطي 2/ 104- 108 رقم 316، غاية النهاية 1/ 410 رقم 1744، الوافي بالوفيات 17/ 66 رقم 58، تهذيب التهذيب 5/ 148 رقم 252، تقريب التهذيب 1/ 402 رقم 185، خلاصة تذهيب التهذيب 191. [5] في الأصل «نضر» ، والتصحيح من «بغية الوعاة» للسيوطي 2/ 313 رقم 2060. [6] ج 5/ 61. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 397 ثم عنبسة الفيل، ثم عبد الله بن أبي إسحاق، كذا قَالَ هنا أَبُو عُبَيْدة: ميمون قبل عَنْبَسَةَ. وقَالَ غيره: كَانَ مَعَ عَبْد اللَّه بْن أبي إسحاق أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ الثقفي، فمات قبلهما، وكان أَبُو عَمْرو أوسَعَ فِي معرفة كلام العرب، وكان عَبْد اللَّه بْن أَبِي إسحاق أشدّ تجريدًا للقياس، فجمع بينهما بلال بْن أَبِي بُردَة، فتناظرا، فكان أَبُو عَمْرو يَقُولُ: غلبني عَبْد اللَّه يومئذ بالهَمْز، فنظرت فيه بعدُ وبالغتُ فيه. وقَالَ مُحَمَّد بْن سلام الْجُمَحِي: سَمِعْتُ يونس يسأل عَنِ ابن أَبِي إسحاق، فَقَالَ: هُوَ والنَّحْو سواء، أي هو الغاية [1] ، قَالَ: وكان ابن أَبِي إسحاق يُكْثِر الردَّ عَلَى الفَرَزْدَق ويتعنّتُه، فَقَالَ الفَرَزْدَق: فلو كَانَ عَبْد اللَّه مَوْلى هَجَوْتُهُ ... ولكنّ عَبْد اللَّه مولَى الْمَوَالِيَا [2] وكان مولَى لآل الحضْرَمِيّ حليف بني عَبْد شمسٍ، والحليفُ عند العرب كالمولَى، وكان ابن أَبِي إسحاق أول مِنْ بَعَجَ النَّحْو، ومدّ القياس، وَشَرَحَ الْعِلَلَ [3] . ومات عَبْد اللَّه وقَتَادة فِي يومٍ واحد بالبصرة، سنة سبع عشرةَ ومائة. وقيل: إنّه عاش ثمانيًا وثمانين سنة، ولم يصحّ. ونقل ابن حِبّان: إنّه تُوُفِّي سنة تسعٍ وعشرين ومائة. 452- (عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَلَمَةَ الماجَشُون الْمَدَنِيُّ) [4] م د ن- والد عَبْد العزيز، وأخو يعقوب. أرسل عَنْ عَائِشَةَ، وأمّ سَلَمَةَ، ولعلّه أدركهما،   [1] في «بغية الوعاة» للسيوطي: «هو الغاية فيه» (2/ 42 رقم 1383) . [2] في طبعة القدسي 4/ 265 «مواليا» ، والتصويب من بغية الوعاة 2/ 42. [3] بغية الوعاة 2/ 42. [4] تاريخ خليفة 188، الطبقات لخليفة 268، التاريخ لابن معين 2/ 312، التاريخ الكبير 5/ 100 رقم 287، المعرفة والتاريخ 1/ 429 و 573 و 587، المراسيل 112 رقم 182، الجرح والتعديل 5/ 70 رقم 331، مشاهير علماء الأمصار 137 رقم 1087، تهذيب الكمال 2/ 690، الكاشف 2/ 83 رقم 2790، جامع التحصيل 258 رقم 365، تهذيب التهذيب 5/ 243 رقم 421، تقريب التهذيب 1/ 420 رقم 354، خلاصة تذهيب التهذيب 200. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 398 وَرَوَى عَنِ ابن عُمَر، والنُّعْمان بْن أَبِي عيّاش، وعُرْوَة. وعَنْه ابنه، وبكير بْن الأشجّ، وعَمْرو ابن الحارث، وابن إسحاق، وآخرون. 453- (عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُلَيْمَان) [1] د- مَوْلَى أمير المؤمنين عثمان. سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وجُبَيْر بْن مُطْعِم. وعَنْه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن المكّي، وإسحاق بْن إبْرَاهِيم الثقفي، وخَلَف بْن إِسْمَاعِيل الخُزاعي، وحمّاد بْن سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو حاتم [2] : شَيْخ. 454- (عَبْد اللَّه بْن سهل أَبُو ليلى الأنصَارِيّ الحارث) [3] عَنْ عَائِشَةَ، وسهل بْن أَبِي حَثَمَة، وجابر بْن عَبْد اللَّه. وعَنْه ابن إسحاق، ومالك. كنّاه الحاكم. 455- عَبْد اللَّه بْن عامر [4] م ت ابن يزيد بْن تميم، أَبُو عمران اليَحْصَبي، مقريء أهل الشام. قرأ   [1] التاريخ الكبير 5/ 108- 109 رقم 322، الجرح والتعديل 5/ 75- 76، رقم 353، تهذيب الكمال 2/ 691، الكاشف 2/ 84 رقم 2797، تهذيب التهذيب 5/ 246 رقم 429، تقريب التهذيب 1/ 421 رقم 362، خلاصة تذهيب التهذيب 200. [2] الجرح والتعديل 5/ 75. [3] تاريخ خليفة 127، التاريخ الكبير 5/ 98- 99 رقم 284، المعرفة والتاريخ 2/ 772- 773، الكنى والأسماء 2/ 92، الجرح والتعديل 5/ 75- 76 رقم 353، تهذيب الكمال 3/ 1642، الكاشف 3/ 329 رقم 352، تهذيب التهذيب 12/ 215 رقم 994، تقريب التهذيب 2/ 467 رقم 5، خلاصة تذهيب التهذيب 458. [4] الطبقات الكبرى 7/ 449، الطبقات لخليفة 311، التاريخ الكبير 5/ 156 رقم 481، الثقات للعجلي 262 رقم 831، المعرفة والتاريخ 2/ 402 و 483، تاريخ أبي زرعة 1/ 201 و 343- 344 و 346- 347، الجرح والتعديل 5/ 122- 123 رقم 561، الثقات لابن حبّان 5/ 31، أخبار القضاة لوكيع 3/ 203، الفهرست 29، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية 3387) 46 أ- 47 ب، تهذيب الكمال 2/ 697، العبر 1/ 149، معرفة القراء (تحقيق د. بشّار عوّاد) 1/ 82- 86 رقم 33، سير أعلام النبلاء 5/ 292- 293 رقم 138، الكاشف 2/ 89 رقم 2825، دول الإسلام 1/ 81، ميزان الاعتدال 2/ 449 رقم 4396، تذكرة الحفاظ 1/ 103، غاية النهاية 1/ 423- 425 رقم 1790، الوافي بالوفيات 17/ 227- 228 رقم 212، الوفيات لابن قنفذ 116 (انظر الحاشية رقم 2) ، القضاة الشافعية للنعيمي 5- 6، تهذيب التهذيب 5/ 274- 275 رقم 470، تقريب التهذيب 1/ 425 رقم 400، خلاصة تذهيب التهذيب 202، شذرات الذهب 1/ 156. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 399 القرآن عَلَى المُغيرة بْن أَبِي شهاب المخزومي، عن عثمان. ويقال: إنّ ابن عامر سَمِعَ قراءةَ عثمان فِي الصَّلاة. ويقال: إنّه قرأ عَلَيْهِ نصفَ القرآن، ولم يصحّ. وروينا بإسنادٍ قويّ أَنَّهُ قرأ القرآنَ عَلَى أَبِي الدِّرْداء، وفي النّفس مِنْ هذا شيءٌ، مَعَ أنّ ذَلِكَ محتَمَل عَلَى بُعدٍ، بناءً عَلَى ما رَوَى عَنْ خَالِد بْن يزيد المُرّي، أَنَّهُ أعني ابن عامر، وُلِد سنة ثمانٍ مِنَ الهجرة، وأمّا صاحبُه يحيى الذماريّ فَقَالَ: ولُد ابن عامر سنة إحدى وعشرين مِنَ الهجرة، وورد أيضًا أَنَّهُ قرأ عَلَى فَضَالَةَ بْن عُبَيْد. وحدّث عَنْه، وعَنْ معاوية، والنُّعْمان بْن بشير، وواثلة بْن الأسقع، وطائفة. وعَنْه: ربيعة بْن يزيد، وعَبْد اللَّه بْن العلاء بْن يزيد، وَالزُّبَيْدِيُّ، ويحيى ابن الحارث الذماري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وآخرون. وثّقه النّسائيّ وغيره، وخلفه فِي القراءة صاحبُهُ الذماريّ. قَالَ الْهَيْثَمُ بْن عِمران: كَانَ ابن عامر رئيس أهلِ المسجد زمنَ الوليد وبَعْده. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: ضرب ابن عامر عطيَّة بْن قيس حين رفع يديه فِي الصَّلاة، فرَوى عَمْرو بْن مهاجر أنّ ابن عامر استأذن عَلَى عُمَر بْن عبد العزيز، فلم يأذن لَهُ، وقَالَ: ضرب أخاه عطيّةَ أنْ رَفَعَ يديه، إنْ كنّا لَنُؤَدّب عليها بالمدينة. قُلْتُ: فِي كنية ابن عامر تسعةُ أقوال، أصحّها أَبُو عِمران، وقد ولي قضاءَ دمشق بعد أَبِي إدريس الخَوْلاني. وقَالَ هشام بْن عمّار: ثنا الْهَيْثَمُ بْن عِمران قَالَ: كَانَ فِي رأس المسجد بدمشق فِي زمان عَبْد الملك، وبعده ابن عامر، وكان يُغْمَز فِي نَسَبه، فجاء رمضان، فقالوا: مَن يَؤُمُّنا؟ فذكروا المهاجرَ ابن أَبِي المهاجر، فقيل: ذا مولى، ولسنا نريد أن يَؤُمَّنا مولى، فَبَلَغتْ سُلَيْمَان، فلما استُخْلِف بعث إلى المهاجر، فَقَالَ: إذا كَانَ أول لَيْلَةٍ فِي رمضان قفْ خلفَ الإِمَام، فإذا تقدّم ابن عامر، فخُذْ بثيابه واجْذُبْه، وقل: تأخَّرْ، فلن يتقدَّمَنا دَعِيٌّ وَصَلِّ أنتَ بالنَّاسَ، ففعل ذَلِكَ. وكان ابن عامر يزعم أنه مِنْ حِمْيَر. قُلْتُ: الأصحّ أَنَّهُ ثابت النَّسَب. وقَالَ يحيى بْن الحارث: وكان ابن عامر قاضي الْجُنْد، وكان عَلَى بناء مسجد دمشق، وكان رئيس المسجد لا يرى فيه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 400 بِدْعَةً إلا غَيَّرها. قَالَ: ومات يومَ عاشوراء، سنة ثماني عشرة ومائة، وله سبعٌ وتسعون سنة، رحمه اللَّه تعالى. 456- (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِر) [1] ع- بن عتيك الأنصاري المدني. عَنِ ابن عُمَر، وأنس بْن مالك، وجدّه لأُمّه عَتِيك بْن الحارث. وعَنْه مِسْعَر، وشُعْبَة، ومالك، وغيرهم. 457- عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه [2] ع ابْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مُلَيْكة زهير بْن عَبْد اللَّه بْن جُدْعان، الإِمَام أَبُو محمد، وأبو بكر التّيمي المكّي الأحول، مؤذّن الحَرمَ، ثم قاضى مكة لابن الزُّبَيْر [3] . رَوَى عَنْ جدّه أَبِي مُلَيْكة، وله صُحْبة، وعَنْ عَائِشَةَ، وأم سَلَمَةَ، وابن عَبَّاس، وعبد الله بن عمرو، وابن عمر، وطائفة وعنه عمرو بن دينار،   [1] التاريخ الكبير 5/ 126 رقم 374، التاريخ لابن معين 2/ 318، الجرح والتعديل 5/ 90 رقم 415، مشاهير علماء الأمصار 72 رقم 503، تهذيب الكمال 2/ 700، الكاشف 2/ 90 رقم 2836، الوافي بالوفيات 17/ 296 رقم 248، تهذيب التهذيب 5/ 282- 284 رقم 478، تقريب التهذيب 1/ 426 رقم 408، خلاصة تذهيب التهذيب 203. [2] الطبقات الكبرى 5/ 473، الطبقات لخليفة 257 و 281، التاريخ لابن معين 2/ 318، التاريخ الكبير 5/ 137 رقم 412، الثقات للعجلي 268 رقم 848، المعارف 475، المعرفة والتاريخ 1/ 166 و 222 و 224 و 238 و 307 و 494 و 534 و 2/ 115 و 3/ 233 و 360 و 398، تاريخ أبي زرعة 1/ 476 و 515، الكنى والأسماء 2/ 98، المراسيل 113 رقم 186، الجرح والتعديل 5/ 99- 100 رقم 461، التاريخ الصغير 129، أخبار القضاة لوكيع 1/ 261- 262، الكامل في التاريخ 5/ 195، تهذيب الكمال 2/ 707، تحفة الأشراف 13/ 257 رقم 1145، سير أعلام النبلاء 5/ 88- 90 رقم 30، تذكرة الحفاظ 1/ 101- 102 رقم 94، دول الإسلام 1/ 81، العبر 1/ 145، الكاشف 2/ 95 رقم 2870، جامع التحصيل 260- 261 رقم 380، مرآة الجنان 1/ 250، البداية والنهاية 9/ 314، الوافي بالوفيات 17/ 304 رقم 261، طبقات الفقهاء 69- 70، غاية النهاية 1/ 430 رقم 1806، العقد الثمين 5/ 204، تهذيب التهذيب 5/ 306- 307 رقم 523، تقريب التهذيب 1/ 431 رقم 452، النجوم الزاهرة 1/ 276، طبقات الحفاظ 41، خلاصة تذهيب التهذيب 205، شذرات الذهب 1/ 153. [3] انظر: أخبار القضاة لوكيع 1/ 262. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 401 وأيوب، وحاتم بن أبي صغيرة، وابن جريج، ونافع بن عمر الجمحيّ، وعبد الواحد بن أيمن، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وجرير بن حازم، وأبو عامر الخزاز، وعبد الجبار بن الورد، وابن لهيعة، والليث بن سعد، وخلق كثير. روى أيوب، عَنِ ابن أَبِي مُلَيْكة قَالَ: بعثني ابن الزُّبَيْر عَلَى قضاء الطائف، فكنت أسأل ابن عَبَّاس. قُلْتُ: وثَّقه غير واحد، ومات سنة سبع عشرة ومائة. قَالَ خَالِد بْن أَبِي يزيد الهدّادي: رأيت ابن أَبِي مُلَيْكة يَخْضِب بالحِنّاء. وقَالَ جَعْفَر بْن سُلَيْمَان، عَنِ الصَّلْت بْن دينار، عَنْ أَبِي مليكة قال: أدركت أكثر من خمسمائة مِنَ الصّحابة، كلّهم خاف النّفاق عَلَى نفسه. كذا رواه الصَّلْت، والصّحيح رواية ابن جُرَيْج عَنْه أَنَّهُ قَالَ: أدركتُ ثَلاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 458- (عَبْد اللَّه بنت عبد الله قاضي الرّيّ) [1] د ت ق- كوفيٌّ مِنْ موالي بني هاشم. سَمِعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وسعيد بْن جبير، وجماعة. وعَنْه الحَكَم بْن عُتَيْبَةَ، والأعمش، وحَجَّاج بْن أرطأة، وفِطْر بْن خليفة، وابن أَبِي ليلى. وثَّقه أَحْمَد وغيره، وهو ابن سريّة عليّ رَضِيَ اللَّه عَنْه. 459- (عَبْد اللَّه بْن زين العابدين على بْن الحُسَين الهاشمي) [2] ت ن- رَوَى عَنْ جدّه رَضِيَ اللَّه عَنْه مُرْسلا، وعَنْ جدّه لأُمّه الحَسَن بْن عليّ، وعَنْ أَبِيهِ. وعَنْه عمارة بْن غَزِيّة [3] ، وموسى بْن عُقّبَة، ويزيد بْن أَبِي زياد، وغيرهم، كعبد العزيز بْن عُمَر العُمَري. ذكره ابن حبّان في «كتاب الثّقات» .   [1] التاريخ لابن معين 2/ 317 التاريخ الكبير 5/ 127 رقم 375، المعرفة والتاريخ 2/ 650 و 3/ 220، الجرح والتعديل 5/ 92 رقم 421، تهذيب الكمال 2/ 701، الكاشف 2/ 91 رقم 2841، تهذيب التهذيب 5/ 286- 287 رقم 484، تقريب التهذيب 1/ 426- 427 رقم 414، خلاصة تذهيب التهذيب 203. [2] الطبقات لخليفة 258، التاريخ الكبير 5/ 148 رقم 452، الجرح والتعديل 5/ 114 رقم 521، الكاشف 2/ 99 رقم 2898، تهذيب التهذيب 5/ 324- 325 رقم 557، تقريب التهذيب 1/ 434، خلاصة تذهيب التهذيب 207. [3] في الأصل «عزية» ، والتصحيح من خلاصة التذهيب حيث قيّده بفتح أوله وكسر الزاي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 402 460- (عبد الله بن عبيد) [1] م 4- بْن عُمَيْر بْن قَتَادةُ اللَّيْثي الْجُنْدُعي، أَبُو هاشم المكّي. عَنْ أَبِيهِ، وعَائِشَة، وابن عَبَّاس، وابن عُمَر، وجماعة. وعنه ابن جريج، والأوزاعي، وعكرمة لن عمّار، وجرير بْن حازم، وابنه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه المُحْرِم [2] . قَالَ دَاوُد العطّار: كَانَ عَبْد اللَّه مِنْ أفصح أهل مكّة. وقَالَ أَبُو حاتم [3] ثقة. تُوُفِّي سنة ثلاث عشرةَ ومائة. 461- عبد الله بن كثير [4] مقريء أهل مكة، أَبُو [5] مَعْبَد، مولى عَمْرو بْن علقمة الكنانيّ. أصله   [1] الطبقات لخليفة 281، تاريخ خليفة 345، التاريخ الكبير 5/ 143 رقم 430، الثقات للعجلي 267 رقم 847، المعارف 434، المعرفة والتاريخ 2/ 155 و 708، الكنى والأسماء 2/ 148، الجرح والتعديل 5/ 101 رقم 467، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 605، الثقات لابن حبّان 5/ 10، الكامل في التاريخ 4/ 526، حلية الأولياء 3/ 354- 359 رقم 247، صفة الصفوة 2/ 207- 208 رقم 207، تهذيب الكمال 2/ 707- 708، الكاشف 2/ 95 رقم 2871، غاية النهاية 1/ 430- 431 رقم 1808، الوافي بالوفيات 17/ 304- 305 رقم 262، تهذيب التهذيب 5/ 307 رقم 534، تقريب التهذيب 1/ 431 ورقم 453، خلاصة تذهيب التهذيب 205. [2] انظر: التاريخ لابن معين 2/ 523، الضعفاء الصغير للبخاريّ 275 رقم 328، الضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 522، التاريخ الكبير 1/ 142 رقم 424، الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 94 رقم 1648، الجرح والتعديل 7/ 300 رقم 1627، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 147 رقم 450، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2225- 2227، ميزان الاعتدال 3/ 590- 591 رقم 7734، المغني في الضعفاء 2/ 596 رقم 5660، لسان الميزان 5/ 216- 217 رقم 756. [3] الجرح والتعديل 5/ 101. [4] الطبقات الكبرى 5/ 484، الطبقات لخليفة 282، التاريخ الكبير 5/ 181 رقم 567، الجرح والتعديل 5/ 144 رقم 673، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 283 رقم 327، وفيات الأعيان 3/ 41- 42 رقم 327، تهذيب الكمال 2/ 726، دول الإسلام 2/ 82، سير أعلام النبلاء 5/ 318- 322 رقم 155، الكاشف 2/ 108 رقم 2961، معرفة القراء الكبار 1/ 86- 88 رقم 34، الوفيات لابن قنفذ 118 رقم 120، مرآة الجنان 1/ 257، الوافي بالوفيات 17/ 409- 410 رقم 346، الفهرست 28، العبر 1/ 152، العقد الثمين 5/ 236، غاية النهاية 1/ 443- 444، تهذيب التهذيب 5/ 367- 368 رقم 634، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 560، خلاصة تذهيب التهذيب 210، شذرات الذهب 1/ 157. [5] «أبو» ساقطة من الأصل، والاستدراك من مصادر ترجمته. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 403 فارسيّ، ويقال لَهُ، الدّاريّ العطّار نسبةً إلى عِطْر دارين [1] . أما البخاريّ [2] فَقَالَ: هُوَ قُرَشِيّ مِنْ بني عَبْد الدار. وقَالَ أَبُو بَكْر بْن أَبِي دَاوُد: الدار بطن مِنْ لخم، منهم تميم الدّاريّ. وَعَنِ الأصمعيّ قَالَ: الداريّ الَّذِي لا يبرح فِي داره، ولا يطلب مَعَاشًا. وكان عَبْد اللَّه بْن كثير عطّارًا مِنْ أبناء فارس الَّذِي بعثهم كِسْرَى إلى صَنْعاء، فطردوا عَنْهَا الحَبَشَة. قَالَ ابن المَديني: قد رَوَى عَنِ ابن كثير الداريّ أيّوب، وابن جريج، وكان ثقة. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً لَهُ أَحَادِيثُ صالحة. حَجَّاج، عَنْ حمّاد بْن سَلَمَةَ قَالَ: رأيت أَبَا عَمْرو يقرأ عَلَى عَبْد اللَّه بْن كثير. وقَالَ ابن عُيَيْنَة: لم يكن بمكة أحدٌ أقرأ مِنْ حُمَيْد، وعَبْد اللَّه بْن كثير. وقَالَ جرير بْن حازم: رأيت ابنَ كثير فصيحًا بالقرآن. وذكر الدّاني أَنَّهُ أخذ القراءة عَنْ عَبْد اللَّه بْن السّائب. وقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا أَبَا بَكْر فِي جنازة عَبْد اللَّه بْن كثير وأنا غلام، فِي سنة عشرين ومائة [4] ، قَالَ: سَمِعْتُ الحَسَن. وقَالَ بشْرُ بْن مُوسَى: ثنا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيان، ثنا قاسم الرحّال فِي جنازة عبد الله بْن كثير. وقَالَ عليّ بْن المَدِيني: قِيلَ لابن عُيَيْنَة: رأيت عَبْد اللَّه بْن كثير؟ قَالَ: رأيتُهُ سنة ثنتين وعشرين ومائة أسمع قَصَصَه وأنا غلام، وكان قاصَّ الجماعة [5] . قُلْتُ: فأمّا 462- (عَبْد اللَّه بْن كثير) [6] بْن المطّلب بن أبي وداعة السّهميّ   [1] قال ابن الأثير في اللباب 1/ 484: «إن العطار يقال له بمكة: الداريّ، ينسب هذه النسبة عبد الله بن كثير المقرئ الداريّ، كان له أصحاب يضاربون فيه ويجلبونه، وإنّما قيل داريّ لأنّ العطر يجلب من دارين، وقيل إنّما قيل له داريّ لأنه كان عالما بهذه الصناعة، واشتقاقه من دري يدري فهو دار» . [2] التاريخ الكبير 5/ 181. [3] الطبقات الكبرى 5/ 484. [4] النص في التاريخ الكبير 5/ 181 «سنة عشر ومائة» وهذا وهم. [5] اللفظ عند البخاري في التاريخ الكبير «ذامر» . [6] مشاهير علماء الأمصار 147 رقم 1159، تهذيب الكمال 2/ 725- 726، الكاشف 2/ 107 رقم 2960، ميزان الاعتدال 2/ 473- 474 رقم 4521، تهذيب التهذيب 5/ 366- 367 رقم 633، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 559، خلاصة تذهيب التهذيب 210. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 404 الْمَكِّيّ، فلِجَدَّه صُحْبة، وهو فلا يكاد يُعْرَف إلا فِي حديثٍ واحد، سَنَدُهُ مضطَّرب، وهو حديث عَائِشَةَ فِي استغفاره لأهل البَقيع. رواه ابن وهب، عَنْ جُرَيْج، عَنْه، عَنْ مُحَمَّد بْن قيس بْن مَخْرَمَة، عَنْ عَائِشَةَ، رواه مُسْلِم، ورواه حَجَّاج عَنِ ابن جُرَيْج فَقَالَ: عَنْ عَبْد اللَّه رَجُل مِنْ قُرَيْش. قُلْتُ: قرأ القرآن عَلَى مجاهد باتّفاق، وورد أَنَّهُ قرأ القرآن أيضًا عَلَى عَبْد اللَّه بْن السّائب المخزوميّ صاحب أَبِي بْن كعب. قرأ عليه طائفة منهم شبل بن عبّاد، وأبو عَمْرو بْن العلاء، ومعروف بْن مِشْكَان، وإِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه القُسْط [1] . وقد حدّث عَنِ ابن الزُّبَيْر، وأَبِي المِنْهال عَبْد الرَّحْمَن بْن مُطْعِم، وعِكْرِمة. وعَنْه أيّوب، وابن جُرَيْج، وجرير ابن حازم، وحُسَين بْن واقد، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي نَجِيح، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وآخرون. وثَّقه عليّ بْن المَدِيني وغيره. وكان أبيض اللّحْية طويلا جسيمًا، أسمر أشْهَلَ العينين، عَلَيْهِ سَكِينة ووقار، وكان فصيحًا مُفَوَّهًا واعظًا. ويقال: إنّ ابن عُيَيْنَة سَمِعَ منه، وهو بعيد، إنّما شهِد جنازَتَه. تُوُفِّي سنة عشرين ومائة، وله خمسٌ وسبعون سنة، رحمه اللَّه. وثَّقه النّسائيّ. 463- (عبد الله بن كيسان) [2] ع- أبو عمر التّيمي المدني، مولى أسماء بنت أَبِي بَكْر. عَنْ أسماء وابن عُمَر. وعَنْه عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان، وحَجَّاج ابن أرطأة، وجُرَيْج، وَالْمُعَلَّى بْن زياد، وغيرهم. وثَّقُوه. 464- (عَبْد اللَّه بْن أَبِي المجالد) [3] خ د س [4] ق- روى عن مولاه عبد الله بن   [1] بضم القاف. [2] التاريخ الكبير 5/ 178 رقم 560، المعرفة والتاريخ 2/ 808، الكنى والأسماء 2/ 40، الجرح والتعديل 5/ 143 رقم 668، مشاهير علماء الأمصار 87 رقم 636، تهذيب الكمال 2/ 727، الكاشف 2/ 108 رقم 2966، ميزان الاعتدال 2/ 475 رقم 4528، تهذيب التهذيب 5/ 371 رقم 844، المعرفة والتاريخ 1/ 443 رقم 568، خلاصة تذهيب التهذيب 211. [3] الجرح والتعديل 5/ 182 رقم 844، المعرفة والتاريخ 1/ 657 و 3/ 121، تهذيب الكمال 2/ 732، الكاشف 2/ 110 رقم 2980، تهذيب التهذيب 5/ 388- 389 رقم 660، تقريب التهذيب 1/ 445 رقم 585، خلاصة تذهيب التهذيب 212. [4] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 270 «ن» بدل «س» والتصحيح من التقريب والخلاصة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 405 أَبِي أوفى، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبْزَى، ووَرَّاد كاتب المغيرة، وعَبْد اللَّه بْن شدّاد. وعَنْه إسماعيل السّدّي، والحسن بْن عمارة، وأَبُو إسحاق الشّيباني، وشُعْبَة، لكنّ شُعْبَة سمّاه مُحَمَّدًا فَوَهِمَ. وثَّقه أَبُو زرعة وغيره. 465- (عَبْد اللَّه بْن نِيَار) [1] رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وعُرْوَة، وعَمْرو بْن شاس. وعَنْه أَبُو الزِّناد، وعَبْد الرَّحْمَن بْن حَوْله، وجماعة. 466- (عَبْد الله بن واقد) [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. عَنْ جدّه، وعَائِشَة. وعَنْه الزهري، وفضيل بن غزوان، وعمر بن محمد، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَرَآهُ مَالِكٌ. ثُمّ وَجَدْتُ وفاته سنة سبعَ عشرةَ ومائة. 467- عَبْد اللَّه أَبُو مُحَمَّد البطّال [3] ويقال: أَبُو يحيى، أحد الموصوفين بالشجاعة والإقدام، ومَن سارت بذِكْره الرُّكْبان. كَانَ أحد أمراء بني أُمّية، وكان عَلَى طلائع مَسْلَمةُ بْن عَبْد الملك، وكان ينزل بأنطاكية. شهد عدّةَ حُرُوب، وأوطأ الرومَ خوفًا وذُلا، ولكنْ ما يحدّ ولا يوصف، ما كذبوا عليه من الخرافات المستحيلات. وعَنْ عَبْد الملك [4] ، أَنَّهُ أوصى مَسْلَمةُ، فَقَالَ: صيّر على طلائعك البطّال، ومره   [1] نيار: بكسر النون. [2] التاريخ لابن معين 2/ 235، التاريخ الكبير 5/ 214 رقم 692، المعرفة والتاريخ 1/ 329، الجرح والتعديل 5/ 185 رقم 860، المراسيل 114 رقم 188، تهذيب الكمال 2/ 749، الكاشف 2/ 123 رقم 3064، جامع التحصيل 264 رقم 402، تهذيب التهذيب 6/ 58- 59 رقم 112، تقريب التهذيب 1/ 457 رقم 701، خلاصة تذهيب التهذيب 217. [3] الطبقات لخليفة 256، تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير 5/ 219 رقم 712، المعارف 187، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 2/ 209، الجرح والتعديل 5/ 190 رقم 881، تهذيب الكمال 2/ 751، تحفة الأشراف 13/ 266 رقم 1153، الكاشف 2/ 124 رقم 3077، تهذيب التهذيب 5/ 65 رقم 129، تقريب التهذيب 1/ 459 رقم 717، خلاصة تذهيب التهذيب 218. [4] العيون والحدائق لمجهول 3/ 28 و 30 و 90 و 100، الكامل في التاريخ 5/ 248، دول الإسلام 1/ 79، البداية والنهاية 9/ 331- 334، الوافي بالوفيات 17/ 696 رقم 587، النجوم الزاهرة 1/ 286. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 406 فلْيَعسّ باللّيل، فإنّه أمينٌ شجاع مِقْدام. وقَالَ الوليد بْن مُسْلِم: حدّثني بعضُ شيوخنا أنّ مَسْلَمةُ عقد للبطّال عَلَى عشرة آلاف، فجعلهم يعني يزكا [1] . وحدّثني أبو مروان الأنطاكي قَالَ: كنت أغازي [مَعَ] [2] البطّال، وقد أَوْطأَ الرومَ ذُلا، قَالَ البطّال: فسألني بعض وُلاةِ بني أُميَّة عَنْ أعجب ما كَانَ مِنْ أمري، فقلت: خرجتُ فِي سَريّةٍ ليلا، فأتينا قرية، وقلت لأصحابي: ارفعوا لجم خيولكم، ولا تُهَيِّجوا، ففعلوا واخترقوا فِي أزِقَّتِها، ودفعتُ فِي ناس مِنْ أصحابي إلى بيتٍ فيه سراجٌ وامرأة تُسْكِتُ ولَدَها مِنْ بُكائه وتقول: اسكُتْ أو لأَدّفَعَنَّك إلى البطّال، ثم انتَشَلَتْه مِنْ سريره وقالت: خذه يا بطّال، قَالَ: فأخذْتُه. وخرجت يومًا وحدي على فرسي لأصيب غفلةً، ومعي شواء وغيره، فأكلت، ودخلت بستانًا، وأسهلني بطني، فاختلفتُ مرارًا، وخفتُ مِنَ الضَّعف، فركبتُ وأسهلتُ عَلَى سرجي، كرهت أن أنزل فأضعفَ عَنِ الركوب، ولزِمتُ عُنُقَ الفَرَس، وذهب بي لا أدري إلى أَيْنَ، فسمِعت وَقْعَ حوافره عَلَى بلاطٍ، فأفتح عينيَّ فإذا دَيْر، وإذا نِسْوةٌ يتطلَّعن مِنْ أبواب الدَّير، فلما رأين حالي وضَعْفي، ووقوفَ فرسي، رَطَنَتْ واحدةٌ منهنّ، فنزعن عنّي ثيابي، وغسَّلْن ما بي وألبسنني ثيابي، وسَقْيَنني تِرْياقًا أو دواءً، ووُضعتُ على سرير، فأقمت يوما وليلة مسبوتا، وذهب عنّي ذَلِكَ ثاني يوم، وأنا ضعيف عَنِ الركوب، فجاءها فِي اليوم الثالث بَطْريقٌ أقبل فِي مركبه، فأمَرَتْ بفَرَسي فغُيِّبَ، وأغلقتْ عليَّ بيتًا، ودخل البَطْريقُ، فسَمعْتُ بعضَ النّسوَة تُخبر أنّه خاطب لها، فبلغه شأني، فَهَمَّ أن يهجم عَلَيَّ، فأَقسَمَتْ [3] إنْ فَعَلَ لا نال حاجَتَه، فأمسك، ثم تزوّج، وخرجتُ فدعوتُ بِفَرَسي، فقالت: لا آمن أن يَكْمُن لك، دعه يذهب، فأبيتُ وركبتُ وقَفَوْتُ الأثر حتى لحقته، وشددت   [1] يزكا: أي حرسا وفي البداية والنهاية لابن كثير (9/ 331) : ترسا من الروم أن يصلوا إلى جيش المسلمين. [2] إضافة من البداية والنهاية 9/ 331. [3] أي المخطوبة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 407 عَلَيْهِ، فانفرج عَنْه أصحابُه، فقتلته، وطلبت أصحابَه فهربوا، فأخذت فَرسَه وسمطْتُ رأسه، ورددت إلى الدَّير، فألقيت الرأس، ودعوتُها ومَن معها مِنَ النّساء والخَدَم، فوقفن بين يديّ، وأمرتها بالرحلة ومن معها عَلَى الدّوابّ، وسرت بها وبهنّ إلى العسكر، فنفلت المرأة بعينها وسلَّمتُ سائرَ الغنيمة، واتّخذتُها، فهي أمّ بَنِيَّ [1] . قَالَ الوليد بْن مُسْلِم: سَمِعْتُ عَبْد اللَّه بْن راشد الخُزاعي يُخبر عمّن سَمِعَ مِنَ البطَّال، أَنَّهُ ولي المصِّيصة وما يليها، فبعث سَرِيَّةً، فأبطأ عَلَيْهِ خبرُها، فأشفق مِنْ مصيبة، قَالَ: فخرجتُ مُفْرَدًا، فلم أجد لهم خبرًا، ثم أُعْطِيتُ خَبَرَهم، فخفت عليهم مِنَ العدوّ، ولم أجد أحدًا يخبرني بشيء، فسرتُ حتى أقف بباب عمورِيّة، فضربتُ بابها وقلت للبوّاب: افتح لفلانٍ وسيّافِ الملِك ورسولِه، وكنت أشبه بِهِ، فأعلمه، فأمره، ففتح لي، فصرت إلى بلاطها، وأمرت مِنْ يشتدّ بين يديّ إلى باب بَطْرِيقها، ففعل، ووافَيْتُه وقد جلس لي، فنزلت عَنْ فرسي وأنا متلثّم، فأذِن لي ورحَّب بي، فقلت: أَخْرِجْ هَؤُلاءِ فإنّي قد حملتُ إليك أمرًا، فأخرجهم، وشدَّدْتُ عَلَيْهِ حتى أغلق بابَ الكنيسة وأتى إليّ، فاخترطْتُ سيفي وقلت: قد وقعتُ بهذا الموضع، فأعطني عهدًا حتى أكلّمك بما أردت حتى أرجع مِنْ حيث جئت، ففعل، فقلت: أَنَا البطّال، فاصْدُقْني وانصحني، وإلا قتلتك، قَالَ: سل. فقلت: السّرِيّة. قَالَ: نعم، وافت البلاد غارةٌ لا يدفع أهلها يد لامس، فوغلوا في البلاد وملئوا أيديهم غنائم، وهذا آخر خبر جاءني بأنّهم بوادي كذا وكذا، قد صَدَقْتُك. فغمدت سيفي، وقلت: ادعُ لي بطعامٍ، فدعا بِهِ، ثم قمت وقَالَ: سيروا بين يدي رسول الملك حتى يخرج، ففعلوا، وقصدت السّريّة وخرجت بهم وبما غنموا [2] .   [1] البداية والنهاية 9/ 332. [2] البداية والنهاية 9/ 332- 333. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 408 وعَنْ أَبِي بَكْر بْن عيّاش قَالَ: قِيلَ للبطّال: ما الشجاعة؟ قَالَ: صبرُ ساعة. وقَالَ الوليد: أخبرني ابن جَابِر، حدّثني مَن سَمِعَ البطّال يخبر مالك بْن شبيب أميرُ مُقَدِّمة الجيش الَّذِي قُتِل فيه، عَنْ خبر بَطْرِيق أقرن صهْر البطّال، أنّ ليُون طاغيةَ الروم قد أقبل نحوه فِي مائة ألف، فذكر قصّة، فيها إشارةُ البطّال عَلَيْهِ باللّحاق ببعض مدن الروم والتحصُّن بِهِ، حتى يلحقهم الأمير سُلَيْمَان بْن هشام، وذكر عصيان مالك فِي رأيه، قَالَ: ولقينا ليون، فقاتل مالك يومئذٍ ومن معه حتى قتل فِي جماعة، والبطّال عصمة لمن بقي، وَوَالٍ لهم قد أمرهم ألا يذكروا لَهُ اسمًا، فتجمَّعوا عَلَيْهِ، فحمل البطّال، فصاح بعضُ مَن معه باسمه وفداه، فشدّتْ عَلَيْهِ فرسانُ الروم حتى شالتْهُ برماحها عَنْ سَرْجه وألقتْه إلى الأرض، وأقبلت تشدّ عَلَى بقية النَّاسَ مَعَ اصفرار الشمس [1] . قَالَ الوليد: قَالَ غير ابن جَابِر: وليون طاغيتُهم قد نزل، ورفعوا أيديهم يستنصرون على المسلمين، ورأوا من قلّة المسلمين وقلّة مِنْ بقي، فَقَالَ: نادِ يا غلام برفْع السيف، وترك بقيّة القوم للَّه وانصرفوا، قَالَ ابن جَابِر: فأمر البطّال مناديًا، فنادى: أيّها النَّاسَ، عليكم بسنادة، فتحصّنوا فيها، وأمر رجلا عَلَى مقدِّمتهم، وآخر عَلَى ساقتِهم يحمل الجريح والضعيف، وَثَبَتَ البطّال مكانه، ومعه قَرابةٌ لَهُ فِي مواليه، وأمر مِنْ يسير فِي أوائلهم يَقُولُ: أيّها النَّاسَ الحقوا فإنّ البطّال يسير بأُخراكم، وأمر مِنْ ينادي في أُخراهم: الحقوا فإنّ البطّال في أولاكم، فلم يصبحوا إلا وقد دخلوها، يعني سنادة، وأصبح البطّال فِي المعركة وبه رمق، فلما كَانَ مِنَ الغد، ركب ليون بجيشه، فأتى المعركة، فوجد البطّال وأصحابه، فأخبر بِهِ، فأتى حتى وقف عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَبَا يحيى كيف رأيت؟ قَالَ: وما رأيت، كذلك الأبطال تقتُل وَتُقْتَلُ! فَقَالَ ليون: عليّ بالأطبّاء، فأتي بهم، فنظروا فِي جراحة، فوجدوه قد أنفذت مقاتله،   [1] البداية والنهاية 9/ 8333. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 409 فَقَالَ: هَلْ مِنْ حاجة؟ قَالَ: نعم، فأمُرْ مَن ثبت معي بولايتي وكَفني والصلاةِ عليّ، ثم تُخلي سبيلَهم، ففعل [1] . قَالَ أَبُو عُبَيْدة: قُتِل البطّال سنة اثنتي عشرة ومائة. وقَالَ أَبُو حسّان الزيادي: سنة ثلاث عشرة. وقَالَ خليفة [2] : سنة إحدى وعشرين. 468- (عَبْد الجبّار بْن وائل بْن حُجْر الحضْرَمِيّ الكوفي) [3] م 4- عَنْ أَبِيهِ، وأخيه عَلْقَمَة، وغيرهما. وعَنْه ابنه سَعِيد، وزيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وأَبُو إسحاق السّبيعي، ومُحَمَّد بْن جُحَادة، ومِسْعَر بْن كدام، وفِطْر بْن خليفة، والمسعودي، وغيرهم. قَالَ ابن مَعِين [4] : ثبت، ولم يسمع مِنْ أَبِيهِ شيئًا. قُلْتُ: روايته عن أبيه في السّنن الأربعة. 469- (عبد الحميد بن عبد الرحمن) [5] ع- بْن زيد بْن الْخَطَّاب، أَبُو عُمَر العدوي المدني الأعرج، أخو أَسِيد، وعَبْد العزيز. ولي إمرةَ الكوفة لعُمَر بْن عَبْد العزيز. سأل ابن عَبَّاس، وَرَوَى عَنْ مُسْلِم بْن يَسار، ومُقْسِم، ومُحَمَّد بْن سعد بْن أَبِي وقّاص. وعَنْه ابناه عُمَر، وزيد، والزُّهْرِيّ، وزيد بْن أَبِي أنيسة،   [1] البداية والنهاية 9/ 333. [2] تاريخ خليفة 352. [3] التاريخ لابن معين 2/ 340، التاريخ الكبير 6/ 106- 107 رقم 1855، المعرفة والتاريخ 2/ 276 و 3/ 271 و 377، الجرح والتعديل 6/ 30 رقم 160، مشاهير علماء الأمصار 163 رقم 1293، المغني في الضعفاء 1/ 367 رقم 3467، الكاشف 2/ 132 رقم 3128، جامع التحصيل 267 رقم 413، تهذيب التهذيب 6/ 105 رقم 211، تقريب التهذيب 1/ 466 رقم 795. [4] التاريخ 2/ 340. [5] التاريخ لابن معين 2/ 342، التاريخ الكبير 6/ 45 رقم 1650، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 2/ 584، الجرح والتعديل 6/ 15- 16 رقم 77، مشاهير علماء الأمصار 130 رقم 1020، تهذيب الكمال 2/ 768، سير أعلام النبلاء 5/ 149 رقم 51، الكاشف 2/ 135 رقم 3153، العقد الفريد 4/ 436- 437، جامع التحصيل 267 رقم 416، تهذيب التهذيب 6/ 119 رقم 240، تقريب التهذيب 1/ 468 رقم 823، خلاصة تذهيب التهذيب 222، رغبة الآمل 4/ 437. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 410 وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وغيرهم. وثقه ابن خراش وغيره. روى المدائنيّ، عَنْ يعقوب بْن زيد، أنّ عُمَر بْن عَبْد العزيز أجاز عاملَه عَلَى الكوفة عَبْد الحميد بعشرة آلافٍ. تُوُفِّي عَبْد الحميد بحِرَّان سنة نيّف عشرة ومائة. 470- (عَبْد الحميد بْن محمود [1] الْمِعْولِيُّ [2] الْبَصْرِيّ) [3] د ت س [4]- عَنِ ابن عَبَّاس وأنس. وعَنْه ابنه حمزة، ويحيى بْن هانئ المُرَادي، وعَمْرو بْن هَرِم، قَالَ أَبُو حاتم [5] : شيْخ. 471- (عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيُّ الْمَدَنِيّ) [6] م 4- عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي حُمَيْد السّاعدِي. وعَنْه ابناه ربيح، وسَعِيد، وَزَيْدِ بْن أَسْلَمَ، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صَالِحٍ، وجماعة. وثَّقه النّسائي. مات سنة ثنتي عشرة [7] ومائة.   [1] الجرح والتعديل 6/ 18 رقم 92، تهذيب الكمال 2/ 769، الكاشف 2/ 136 رقم 3157، تهذيب التهذيب 6/ 122 رقم 248، تقريب التهذيب 1/ 469 رقم 831، خلاصة تذهيب التهذيب 222. [2] المعولي: بكسر الميم وفتحها وسكون العين المهملة وفتح الواو. نسبة إلى معولة بن شمس، وهو بطن من الأزد. قال ابن الأثير: الصواب بكسر الميم. (اللباب 3/ 238، المغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 249) . [3] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 274 «النصري» وهو غلط، والتصويب من مصادر ترجمته. [4] في طبعة القدسي «ن» بدل «س» وهو خطأ، والتصحيح من التقريب والخلاصة. [5] الجرح والتعديل 6/ 18. [6] الطبقات الكبرى 5/ 267- 268، تاريخ خليفة 343، الطبقات لخليفة 253، المعارف 268، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 490، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 296 رقم 349، ميزان الاعتدال 2/ 567 رقم 4876، الكاشف 2/ 147 رقم 3245. [7] في طبعة القدسي 4/ 274 «سنة اثنتين وعشرين ومائة» وهذا خطأ، والتصويب من مصادر الترجمة. ولأن المتوفين في سنة 122 هـ. في الطبقة التالية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 411 472- (عبد الرحمن بن ثروان) [1] خ 4- أبو قيس الأودي [2] الكوفي. عَنْ عَلْقَمَة، والقاضي شُرَيْح، وهُزَيْل بْن شُرَحْبيل، وسُوَيْد بْن غَفْلَة. وعَنْه الأعمش، وَالثَّوْرِيُّ، وشُعْبَة، وحمّاد بن سلمة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين، وليَّنَه أَبُو حاتم، وغيره. مات سنة عشرين ومائة. 473- (عَبْد الرَّحْمَن بْن جُبَيْر بْن نُفَيْر الحضْرَمِيّ الحمصي) [3] م 4- عَنْ أَبِيهِ، وخَالِد بْن مَعْدان، وكثير بْن مُرَّة، وغيرهم. وعَنْه الزُّبَيْدِيّ، وثور بْن يزيد، ويحيى بْن جَابِر، وصَفْوان بْن عَمْرو، وطائفة، آخرُهم موتًا إِسْمَاعِيل بْن عيّاش. وثَّقه النّسائي وغيره. تُوُفِّي سنة ثماني عشرة ومائة. 474- (عَبْد الرَّحْمَن بْن رافع التنوخي الْمَصْريّ) [4] د ت ن- قاضي إفريقية، يُكنَّى أَبَا الْجَهْمُ، وقيل أَبَا الحجر. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بن الحارث. وعنه ابنه إبراهيم، وشراحيل بن يزيد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم   [1] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 274 «شروان» بالشين، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر الترجمة، وهي: تاريخ خليفة 283، التاريخ الكبير 5/ 265 رقم 855، الثقات للعجلي 289 رقم 938، الكنى والأسماء 2/ 88، الجرح والتعديل 5/ 218 رقم 1028، الثقات لابن حبّان 5/ 96 في ثقات التابعين، و 7/ 65 في ثقات أتباع التابعين، الإكمال 1/ 262 بالحاشية، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 122، الكاشف 2/ 141 رقم 3201، ميزان الاعتدال 2/ 553 رقم 4832، تهذيب الكمال 2/ 779، تهذيب التهذيب 6/ 152- 153 رقم 307، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 889، خلاصة تذهيب التهذيب 225. [2] الأودي: بفتح الألف وسكون الواو. نسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج (اللباب 1/ 92) . [3] التاريخ الكبير 5/ 267- 268 رقم 864، المعرفة والتاريخ 1/ 269 و 513 و 2/ 289 و 3/ 291 و 414، تاريخ أبي زرعة 1/ 172 و 500، الجرح والتعديل 5/ 221 رقم 1041، الكاشف 2/ 142 رقم 3205، ميزان الاعتدال 2/ 553 رقم 4836، تهذيب التهذيب 6/ 154 رقم 312، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 894، خلاصة تذهيب التهذيب 225. [4] التاريخ الكبير 5/ 280 رقم 912، المعرفة والتاريخ 2/ 528، الجرح والتعديل 5/ 232 رقم 1100، تهذيب الكمال 2/ 780، الكاشف 2/ 145 رقم 3230، ميزان الاعتدال 2/ 560 رقم 4860، تهذيب التهذيب 6/ 168 رقم 345، تقريب التهذيب 1/ 479 رقم 928، خلاصة تذهيب التهذيب 226. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 412 الإفريقي، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال البخاري [1] : في حديثه مناكير. وقَالَ أَبُو حاتم [2] : شيْخ مغربيّ إنْ صحّت الروايةُ عَنْه، عن عبد الله ابن عَمْرو. قُلْتُ: يشير إلى حديثه الَّذِي رواه عَنْه ابن أنعم الأفريقي وحده: «إذا رفع الرجل رأسه مِنْ آخر سجدة ثم أحدث فقد تمّت صلاته» [3] . قُلْتُ: مات سنة ثلاث عشرةَ ومائة. 475- (عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط الْجُمَحِي المكيّ) [4] م د ت ق- وهو عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن سابط. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وله صُحبة، وعَنْ عَائِشَةَ، وجابر، وأَبِي أُمَامة، وأرسل عَنْ مُعاذ، وغيره. وعَنْه حسّان بْن عطيّة، وابن جُرَيْج، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان، واللَّيْث بْن سعد، وجماعة. وكان أحد الفقهاء، وثَّقوه، لكن كَانَ ابن مَعِين يعدّ أنّ أكثر رواياته مُرْسَلَة. مات سنة ثماني عشرة ومائة. 476- (عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن وهْب الهَمْداني الكوفي) [5] عَنْ أَبِيهِ، وأرسل عَنْ عَائِشَةَ. وعَنْه خَالِد الحذّاء، وابن عجلان، ومالك بن مغول، وشعبة. وثّقه   [1] التاريخ الكبير 5/ 280. [2] الجرح والتعديل 5/ 232. [3] رواه أحمد في مسندة 3/ 162 و 203 و 226 و 436. [4] تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 348، التاريخ الكبير 5/ 294- 295 رقم 960، تاريخ أبي زرعة 1/ 648، الثقات للعجلي 292 رقم 954، الجرح والتعديل 5/ 240 رقم 1137، المراسيل 127- 128 رقم 217، الثقات لابن حبّان 5/ 92، تهذيب الكمال 2/ 789، تحفة الأشراف 13/ 271 رقم 1165، الكاشف 146- 147 رقم 3239، جامع التحصيل 270 رقم 428، تهذيب التهذيب 6/ 180- 181 رقم 361، تقريب التهذيب 1/ 480 رقم 943، النكت الظراف 13/ 371، خلاصة تذهيب التهذيب 227. [5] التاريخ لابن معين 2/ 349، التاريخ الكبير 5/ 288 رقم 936، المعرفة والتاريخ 3/ 227، الجرح والتعديل 5/ 239 رقم 1130، المراسيل 127 رقم 215، تهذيب الكمال 1/ 791، الكاشف 2/ 147- 148 رقم 3248، جامع التحصيل 270 رقم 429، تهذيب التهذيب 6/ 186- 187 رقم 375، تقريب التهذيب 1/ 482 رقم 957، خلاصة تذهيب التهذيب 228. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 413 أَبُو حاتم [1] . 477- (عَبْد الرَّحْمَن بْن سَلَمَةَ الْقُرَشِيّ) [2] عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو. وعَنْه خَالِد ابن محمد الثقفي، وإسماعيل بْن أَبِي المهاجر، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز. 478- (عَبْد الرَّحْمَن بْن عابس بْن ربيعة النَّخْعي الكوفي) [3] خ م د ن ق- عَنْ أَبِيهِ، وابن عَبَّاس، وأم يعقوب الأسَدِيّة. وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى. وعنه حجاج بْن أرطأة، وشعبة، والثوري، وقيس بْن الربيع. وثَّقه ابن مَعِين. تُوُفِّي سنة تسعَ عشرة. 479- (عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الغافقي) [4] أمير الأندلس وعاملها لهشام بْن عَبْد الملك. رَوَى عَنِ ابن عُمَر. وعَنْه عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وعَبْد اللَّه بْن عِياض. استُشْهد سنة خمسَ عشرة ومائة فِي حرب بينه وبين النَّصَارَى. 480- (عَبْد الرَّحْمَن بْن هُرْمُز الأعرج) [5] ع- أبو داود المدني، مولى   [1] الجرح والتعديل 5/ 239. [2] التاريخ الكبير 5/ 290 رقم 944، المعرفة والتاريخ 2/ 523، تاريخ أبي زرعة 1/ 58، الجرح والتعديل 5/ 240- 241 رقم 1139. [3] التاريخ لابن معين 2/ 349- 350، التاريخ الكبير 5/ 327 رقم 1038، المعرفة والتاريخ 3/ 99 و 187، الثقات للعجلي 294 رقم 961، الجرح والتعديل 5/ 269- 270 رقم 1274، تهذيب الكمال 2/ 796، الكاشف 2/ 151 رقم 3271، الثقات لابن حبّان 5/ 98- 99، تهذيب التهذيب 6/ 201- 202 رقم 409، تقريب التهذيب 1/ 485 رقم 990، خلاصة تذهيب التهذيب 229. [4] الجرح والتعديل 5/ 256 رقم 1211، الكامل في التاريخ 5/ 172 و 174 و 490، البيان المغرب 1/ 51، ميزان الاعتدال 2/ 576 رقم 4909، الكاشف 2/ 154 رقم 3289، تهذيب التهذيب 6/ 217- 218 رقم 437، تقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1018، خلاصة تذهيب التهذيب 230. [5] الطبقات الكبرى 5/ 283- 284، الطبقات لخليفة 239، تاريخ خليفة 348، التاريخ لابن معين 2/ 361، التاريخ الكبير 5/ 360 رقم 1144، المعارف 465، الثقات للعجلي 300 رقم 988، المعرفة والتاريخ 2/ 737، تاريخ أبي زرعة 1/ 314 و 553، الكنى والأسماء 1/ 169، الجرح والتعديل 5/ 297 رقم 1408، مشاهير علماء الأمصار 77 رقم 559، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 414 رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ. سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وأبا سَعِيد، وعَبْد اللَّه ابن مالك بن بحينة، وطائفة، وسمع أيضًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، وعُمَيْر مولى ابن عَبَّاس، وعدّة. وكان يكتب المصاحف ويُقرِئُ القرآن. رَوَى عَنِ الزُّهْرِيّ، وأَبُو الزّناد، وصالح بْن كَيْسَان، ويحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، وعبد الله بن لهيعة، وخلق. وكان ثقة ثبتا، عالما بأبي هريرة، انتقل في آخر أيامه إلى مصر، وتوفّي غريبا بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة على الصّحيح. 481- (عبد الرحمن بن يزيد الصّنعاني) [1] ت- القاصّ الأبناوي [2] . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر. وعَنْه عَبْد اللَّه بْن بَحير [3] بْن رَيْسان القَصَّاص، وهمام أَبُو عَبْد الرزّاق، والمنذر بْن النُّعْمان، وغيرهم. قَالَ عَبْد اللَّه بْن بَحِير: كَانَ أعلم بالحلال والحرام مِنْ وهب بْن منّبه. وذكره ابن حِبّان فِي الثقات. لَهُ فِي الجامع حديث واحد.   [ () ] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 305- 306 رقم 363، اللباب 1/ 75، تهذيب الكمال 2/ 823، تحفة الأشراف 13/ 278 رقم 1174، الكاشف 2/ 167 رقم 3381، تذكرة الحفاظ 1/ 97 رقم 89، معرفة القراء الكبار 1/ 77- 78 رقم 30 (نشرة د. بشار عواد) ، سير أعلام النبلاء 5/ 69- 70 رقم 25، دول الإسلام 1/ 80، أخبار النحويين البصريين 21- 22، طبقات النحويين للزبيدي 26، الفهرست 39، الأنساب 1/ 44، نزهة الألبّاء 24، الكامل في التاريخ 4/ 224، إنباه الرواة للقفطي 2/ 172- 173، البداية والنهاية 9/ 314، مرآة الجنان 1/ 350، تلخيص ابن مكتوم 107، غاية النهاية 1/ 381، البلغة في أئمّة اللغة 126، تهذيب التهذيب 6/ 290- 291 رقم 566، تقريب التهذيب 1/ 501 رقم 1142، النجوم الزاهرة 1/ 276، بغية الوعاة 2/ 91 رقم 1515، حسن المحاضرة 1/ 485، طبقات الحفاظ للسيوطي 38، التحفة اللطيفة 3/ 195- 196، خلاصة تذهيب التهذيب 236، شذرات الذهب 1/ 153. [1] تهذيب الكمال 2/ 926، الكاشف 2/ 169 رقم 3392، تهذيب التهذيب 6/ 300 رقم 582، تقريب التهذيب 1/ 503 رقم 1157، خلاصة تذهيب التهذيب 237. [2] نسبة من الأبناء. (اللباب 1/ 26) . [3] بكسر الحاء المهملة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 415 482- (عبد الملك بن ميسرة الهلالي العامري) [1] ع- أبو زيد الكوفي الزرّاد. عَنِ ابن عُمَر، وأَبِي الطُّفَيْلِ، وزيد بْن وهب، وغيرهم. وعَنْه زيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ ومِسْعَر، وشُعْبَة، وجماعة. وكان ثقة نبيلا. 483- أما (عَبْد الملك بْن مَيْسرة المكّي) [2] فشيخ. رَوَى عَنْه أَبُو دَاوُد الطيالسي، وعَبْد الملك بْن مُحَمَّد الصَّنَعانيّ مِنْ أهل طبقة شُعْبَة. 484- (عَبْد المُلْك بْن أَبِي مَحْذَورة الْجُمَحِي الْمَكَّيّ) [3] د ت ن- عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّه عَنْه، وعن ابن محيريز. وعَنَه إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك، ووالده، وعمّاه مُحَمَّد وإسماعيل، وابن عمّه إبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل، والنُّعْمان بْن راشد، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحِي. 485- (عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَرْوَة العَبْدِي الْبَصْرِيّ) [4] الأحمر، واسم أبيه رزيق. روى عن عائشة، وعقبة بن صهبان، وعمته. وعنه جابر بن صبح، وهشام الدستوائي، والقاسم بن المفضل الحداني، وشعبة، وغيرهم. لا بأس به.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 319، الطبقات لخليفة 159، تاريخ خليفة 351، التاريخ الكبير 5/ 430- 431 رقم 1400، التاريخ لابن معين 2/ 376، الثقات للعجلي 313 رقم 1041، المعرفة والتاريخ 2/ 108 و 112 و 198 و 657 و 760 و 3/ 121 و 129 و 209، تاريخ أبي زرعة 1/ 306، الكنى والأسماء 1/ 180. المراسيل 132 رقم 230، الجرح والتعديل 5/ 365- 366 رقم 1717، الثقات لابن حبّان 5/ 118، مشاهير علماء الأمصار 109 رقم 826، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3533، تهذيب التهذيب 6/ 426 رقم 886، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1357، خلاصة تذهيب التهذيب 246. [2] التاريخ الكبير 5/ 431 رقم 1401، الجرح والتعديل 5/ 366 رقم 1718، تهذيب الكمال 2/ 863، تهذيب التهذيب 6/ 426 رقم 887 وفيه البصري، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1358 وفيه بصري بدل المكيّ، خلاصة تذهيب التهذيب 246. [3] التاريخ الكبير 5/ 430 رقم 1399، تهذيب التهذيب 6/ 418 رقم 872، تقريب التهذيب 1/ 522 رقم 1341، تهذيب الكمال 2/ 861، خلاصة تذهيب التهذيب 245. [4] التاريخ لابن معين 2/ 381، التاريخ الكبير 5/ 376 رقم 1198، الجرح والتعديل 5/ 314 رقم 1493. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 416 486- (عبيد الله بن عبد الله بن حصين الخطمي المدني) [1] عن جابر بن عبد الله وعبد الملك بن عمرو. وعنه ابن الهاد، والوليد بن كثير، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن النعمان، وجماعة. وثقه أبو زرعة. 487- (عبيد الله بن القبطية) [2] عن أمّ سَلَمَةَ، وجابر بْن سَمُرَة، وابن أَبِي ربيعة. وعنه عبد العزيز بن رفيع، ومسعر بن كدام. وثّقه ابن معين. له حديثان. 488- (عثمان بن حاضر) [3] د ق- سَمِعَ ابن عَبَّاس، وجابرًا، وابن عُمَر، وَأَنَسًا، وغيرهم. وعَنْه إِسْمَاعِيل بْن أميّة، وعَمْرو بْن ميمون بْن مهران، والخليل بْن أَحْمَد العَرُوضي، وزَمْعَة بْن صالح، وابن إسحاق، وجماعة. قَالَ أَبُو زُرْعة: حِمْيَرِيّ ثِقة. 489- (عثمان بْن أَبِي سَوْدَة المقِدسي) [4] ت ق- أخو زياد. يروي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وأمّ الدِّرْداء، وميمونة مولاة رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ. وعَنْه زيد بْن واقد، وشبيب بْن شَيْبة، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والأوزاعيّ. وكان كثير   [1] التاريخ الكبير 5/ 388 رقم 1246، الجرح والتعديل 5/ 321 رقم 1525، تهذيب الكمال 2/ 880، الكاشف 2/ 200 رقم 3610، تهذيب التهذيب 7/ 22 رقم 48، تقريب التهذيب 1/ 535 رقم 1467، خلاصة تذهيب التهذيب 251. [2] التاريخ الكبير 5/ 396- 397 رقم 1279، المعرفة والتاريخ 2/ 659، الجرح والتعديل 5/ 331 رقم 1566، تهذيب الكمال 2/ 887، الكاشف 2/ 204 رقم 3633، تهذيب التهذيب 7/ 44 رقم 79، تقريب التهذيب 1/ 538 رقم 1495، خلاصة تذهيب التهذيب 253. [3] التاريخ الكبير 6/ 217- 218 رقم 2212، الجرح والتعديل 6/ 147- 148 رقم 804، مشاهير علماء الأمصار 124 رقم 976، تهذيب الكمال 2/ 906. الكاشف 2/ 217 رقم 3738، تهذيب التهذيب 7/ 109- 110 رقم 235، تقريب التهذيب 2/ 7 رقم 43، خلاصة تذهيب التهذيب 258. [4] التاريخ الكبير 6/ 226 رقم 2241، المعرفة والتاريخ 2/ 374- 375، تاريخ أبي زرعة 1/ 336- 338- 339، الجرح والتعديل 6/ 153- 154 رقم 841، تهذيب الكمال 2/ 909، الكاشف 2/ 219 رقم 3756، تهذيب التهذيب 7/ 120- 121 رقم 260، تقريب التهذيب 2/ 9 رقم 69، خلاصة تذهيب التهذيب 260. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 417 الجهاد، لَهُ فضل وعِبادة، وأبوه مِنْ موالي عَبْد اللَّه بْن عَمْرو. 490- (عثمان بْن عَبْد الله بن سراقة) [1] خ ق- بْن المُعْتمر بْن أنس الْقُرَشِيّ العدوي الْمَدَنِيّ، وأمه زينب بنت عُمَر بْن الْخَطَّاب. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وجابر، وخاله ابن عُمَر. ورأى أَبَا قَتَادةُ الأنصَارِيّ، وولي إمرةَ مكة. وعَنْه الزُّهْرِيّ، والوليد بْن أَبِي الوليد، وابن أَبِي ذئب، وأَبُو المنيب عُبَيْد اللَّه المَرْوزي، وعدّة. وثَّقه أَبُو زُرْعة والنّسائي. وسُراقة جدّه الأعلى، فإنه عثمان ابن عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن سُراقة. مات سنة ثماني عشرة ومائة. أرّخه الواقدي. وروايته عَنْ جدّه عُمَر مُرْسَلَة. 491- (عَدِيّ بْن ثابت الكوفي) [2] ع- وهو عَدِيّ بْن أبان بْن ثابت بْن قيس بن الخطيم الأنصاري الظّفري. وقَالَ يحيى بْن مَعِين: هُوَ عَدِيّ بْن ثابت بْن دينار. وقيل: عَدِيّ بْن ثابت بْن عُبَيْد بْن عازب، فالبراء بْن عازب أخو جدّه عَلَى هذا. رَوى عَنْ جدّه لأمّه عَبْد اللَّه بْن يزيد الخطمي، وعَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه، وسُلَيْمَان بْن صرد، والبَرَاء بْن عازب، وابن أَبِي أوفى، وأبي حازم الأشجعي، وطائفة. وعنه زيد بن أبي أنيسة، والأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري   [1] الطبقات لخليفة 256، التاريخ الكبير 6/ 230- 231 رقم 2255، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 422، الجرح والتعديل 6/ 155 رقم 853، تهذيب الكمال 2/ 912، الكاشف 2/ 220 رقم 3767، جامع التحصيل 287 رقم 508، تهذيب التهذيب 7/ 129- 130 رقم 274، تقريب التهذيب 2/ 11 رقم 82، خلاصة تذهيب التهذيب 260. [2] الطبقات لخليفة 161، تاريخ خليفة 561، التاريخ لابن معين 2/ 397، التاريخ الكبير 7/ 44 رقم 196، الثقات للعجلي 330 رقم 1115، المعرفة والتاريخ 1/ 348 و 2/ 657 و 3/ 132 و 228، الجرح والتعديل 7/ 2 رقم 5، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 815، الثقات لابن حبّان 5/ 270، تهذيب الكمال 2/ 923، تحفة الأشراف 13/ 287 رقم 1194، ميزان الاعتدال 3/ 61- 62 رقم 5591، المغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4084، الكاشف 2/ 226 رقم 3813، العبر 1/ 144، دول الإسلام 1/ 80، سير أعلام النبلاء 5/ 188- 189 رقم 68، مرآة الجنان 1/ 250، تهذيب التهذيب 7/ 168- 169 رقم 333، تقريب التهذيب 2/ 16 رقم 135، خلاصة تذهيب التهذيب 263. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 418 ومسعر، وشعبة، وخلق. قال أبو حاتم [1] : كان إمام مسجد الشيعة وقاصهم، وهو صدوق. وقَالَ غيره: ثقة ثبت. مات سنة ستّ عشرةَ ومائة. 492- (عَدِيّ بْن عَدِيّ بْن عَمِيرة [2] بن فروة الكندي) [3] د ن ق- أبو فروة سيّد اهل الجزيرة. رَوَى عَنْ أَبِيهِ- وله صُحبة- وعمّه العُرْس، ورجاء بْن حَيْوَة، وجماعة. وعَنْه أيّوب، وشُعْبَة، وجرير بْن حازم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وآخرون. وكان فقيهًا ناسكًا كبيرَ القدر، إمرة الجزيرة وأذربيجان. وثّقه ابن مَعِين وغيره. مات سنة عشرين ومائة. 493- (العَرجّي الشاعر) [4] هُوَ أَبُو عُمَر عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَمْرو بْن عثمان بْن عفّان الأموي. وكان ينزل بعَرْج الطّائف [5] فنُسِب إِلَيْهِ. وكان أحد   [1] الجرح والتعديل 7/ 2. [2] عميرة: بفتح العين المهملة، كما في التقريب والخلاصة. [3] تاريخ خليفة 274 و 316 و 323 و 350، الطبقات لخليفة 319، التاريخ لابن معين 2/ 398، التاريخ الكبير 7/ 44 رقم 193، الثقات للعجلي 330 رقم 1116، المعرفة والتاريخ 2/ 329 و 372 و 390 و 404، تاريخ أبي زرعة 2/ 711، الكنى والأسماء 2/ 82، المراسيل 152- 153 رقم 286، الجرح والتعديل 7/ 3 رقم 6، مشاهير علماء الأمصار 118 رقم 909، تهذيب الكمال 2/ 924، تحفة الأشراف 13/ 287 رقم 1195، دول الإسلام 1/ 82، الكاشف 2/ 227 رقم 3817، جامع التحصيل 288 رقم 510، تهذيب التهذيب 7/ 168 رقم 333، تقريب التهذيب 2/ 17 رقم 139، خلاصة تذهيب التهذيب 264، النجوم الزاهرة 1/ 285. [4] التاريخ الكبير 5/ 153- 154 رقم 466، عيون الأخبار 3/ 7 و 4/ 102، الشعر والشعراء 2/ 478- 480 رقم 102، نسب قريش 118، سمط اللآلئ 422، الأغاني 1/ 382- 417، الزاهر 1/ 298 و 2/ 274 و 340، الأمالي 1/ 161، وذيل الأمالي 131، شرح المقامات للشريشي 2/ 167، لباب الآداب 250 و 287، الجرح والتعديل 5/ 117- 118 رقم 537، الكامل في التاريخ 5/ 274- 275، سير أعلام النبلاء 5/ 268 رقم 130، معجم البلدان 4/ 98- 99، الوافي بالوفيات 17/ 384- 388 رقم 316، الروض المعطار 409، شرح شواهد المغني 52، معاهد التنصيص 3/ 172- 180، تهذيب التهذيب 5/ 338- 339 رقم 577، خزانة الأدب 1/ 50، تاج العروس 6/ 96، معجم الشعراء في لسان العرب 283 رقم 701، بروكلمن 1/ 198، تاريخ آداب اللغة العربية 1/ 283، الأعلام 4/ 246، وانظر ديوان العرجي برواية أبي الفتح عثمان بن جني، تحقيق خضر الطائي ورشيد العبيدي 1956 بغداد، ثمار القلوب 58. [5] العرج: بفتح أوله وسكون ثانيه. هي قرية جامعة في واد من نواحي الطائف. وهي أول تهامة. (معجم البلدان 4/ 98- 99) ، وانظر: الروض المعطار 409 وتاج العروس 6/ 96. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 419 الأبطال المذكورين غزا القسطنطينية فِي البحر، ثم وقع منه أمرٌ، واتُّهِم بدمٍ، فسُجن بمكة إلى أن مات فِي خلافة هشام. وهو القائل: أضاعوني وأيَّ فتى أضَاعُوا ... ليوم كَريهةٍ وسَدَادِ ثَغْر وخَلُّوني [1] لِمُعْتَرَكِ الْمَنَايَا ... وقد شُرِعَتْ أسِنَّتُها لِنَحْرِي [2] كأنّي لم أكنْ فيهم وَسِيطًا ... ولم تَكُ نِسْبَتي فِي آلِ عَمْرو 494- (عُرْوة بْن عَبْد اللَّه بْن قُشَيْر الْجُعْفي الكوفي) [3] د ت ق- عَنِ ابن الزُّبَيْر، وابن سِيرِين، ومعاوية بْن قُرَّةَ، وعَنْ عَنْبَسَةَ بْن أَبِي سُفْيان ولم يدركه. وعَنْه زهير بْن معاوية، وسُفْيان الثَّورِي. 495- عطاء بْن أَبِي رَبَاح المكّي [4] ع أبو محمد بن أسلم مولى قريش، أحد أعلام التّابعين. وُلد فِي خلافة   [1] في الأغاني 1/ 413 «وصبر عند معترك» . [2] في الأغاني «بنحري» . [3] الطبقات لابن معين 2/ 401 الجرح والتعديل 7/ 34 رقم 152، المعرفة والتاريخ 3/ 153 و 186، الكنى والأسماء 2/ 135، الجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2221، تهذيب الكمال 2/ 929، الكاشف 2/ 229 رقم 3833، تهذيب التهذيب 7/ 186 رقم 355، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 161، خلاصة تذهيب التهذيب 265. [4] الطبقات الكبرى 5/ 467- 470، تاريخ خليفة 346، الطبقات لخليفة 280، التاريخ الكبير 6/ 463- 464 رقم 2999، الثقات للعجلي 332 رقم 1127، المعارف 444 و 547 و 578، التاريخ الصغير 128، المعرفة والتاريخ 1/ 701- 703، الجرح والتعديل 6/ 330 رقم 1839، الثقات لابن حبّان 5/ 198، مشاهير علماء الأمصار 81 رقم 589، طبقات الفقهاء 69، وفيات الأعيان 3/ 261- 263 رقم 419، حلية الأولياء 3/ 310- 325 رقم 244، الكامل في التاريخ 5/ 179، صفة الصفوة 2/ 211- 214 رقم 209، مروج الذهب 3/ 215، ربيع الأبرار 4/ 110، تهذيب الكمال 2/ 933، تحفة الأشراف 13/ 298 رقم 1200، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 333- 334 رقم 409، دول الإسلام 1/ 79، تذكرة الحفاظ 1/ 98 رقم 90، ميزان الاعتدال 3/ 70 رقم 5640، الكاشف 2/ 231 رقم 3852، العبر 1/ 141، سير أعلام النبلاء 5/ 78- 88 رقم 29، نكت الهميان 199، جامع التحصيل 290 رقم 520، مرآة الجنان 1/ 244، البداية والنهاية 9/ 306، العقد الثمين 6/ 84، غاية النهاية 1/ 513، النكت الظراف 13/ 298، تهذيب التهذيب 7/ 199- 203 رقم 384، تقريب التهذيب 2/ 22 رقم 190، النجوم الزاهرة 1/ 273، طبقات الحفاظ 309، خلاصة تذهيب التهذيب 266، شذرات الذهب 1/ 147، تاريخ الخميس 2/ 356. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 420 عثمان. وسمع: عَائِشَةَ، وأبا هُرَيْرَةَ، وأسامة بْن زيد، وأمّ سَلَمَةَ، وابن عَبَّاس، وابن عُمَر، وأبا سَعِيد الْخُدْرِيَّ، وخلقًا كثيرًا، منهم جَابِر، وصَفْوان بْن يَعْلَى، وعُبَيْد بْن عُمَيْر، وأَبُو الْعَبَّاس الشاعر. وعَنْه: أيّوب، والحَكَم، وحسين المعلّم، وابن إسحاق، وجرير بْن حازم، وأَبُو حنيفة، والأَوزاعيّ، وهمام بْن يحيى، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، وإبْرَاهِيم الصّائغ، وأيّوب بْن مُوسَى، وحبيب بْن أَبِي ثابت، وحبيب بْن الشهيد، وحَجَّاج بْن أرطاة، وزيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وسلمة بْن كُهَيْلٍ، وطلحة بْن عَمْرو، وعُبَادة بْن منصور الباجي، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي نَجِيح، وعَبْد اللَّه بْن المؤمّل المخزوميّ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب بن أردك، وعبد المجيد بن سهيل، وعثمان بن الأسود، وعقبة بن عبد الله الأصمّ، وعِكْرِمة بْن عمّار، وعليّ بْن الحَكَم البَنَاني، وعَمْرو بْن دينار، وعَمْران القصّار، وقيس بْن سعد، وكثير [1] ابن شنظير [2] ، وابن أَبِي ليلى، وأَبُو شهاب مُوسَى بن نافع، وأَبُو المليح الرَّقّي، ومَعْقِلُ بْن عُبَيْد اللَّه، واللَّيْث بْن سعد، وابن جُرَيْج، ويزيد بْن إبْرَاهِيم التُّسْتَرِيُّ، وخلق كثير. وكان إمامًا سيّدًا أسود مُفَلْفَلَ الشَّعْر، مِنْ مُوَلَّدِي الْجَنَد، فصيحًا، عَلامة، انتهت إِلَيْهِ الفتوى بمكة مَعَ مجاهد، وكان يَخْضِب بالحِنّاء [3] . قَالَ أَبُو حنيفة: ما رأيت أحدًا أفضل مِنْ عطاء. وقَالَ ابن جُرَيْج: كَانَ المسجد فراش عطاء عشرين سنة [4] ، وكان مِنَ أحَسَن النَّاسَ صلاةً. وقَالَ الأَوزاعيّ: مات عطاء يوم مات، وهو أرضى أهلِ الأرض [5] عند النَّاسَ. وقَالَ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عثمان: ما رأيت فتِيًّا خيرًا مِنْ عطاء، إنّما كَانَ مجلسه ذكر   [1] مهمل في الأصل. [2] في الأصل «شنطير» والتصويب من تقريب التهذيب 2/ 132 وقيّده بكسر المعجمتين وسكون النون. [3] الطبقات الكبرى 5/ 469. [4] حلية الأولياء 3/ 310. [5] الحلية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 421 اللَّه لا يفتر، وهم يخوضون، فإن سُئل أحسن الجواب [1] . وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن أُمَّية: كَانَ عطاء يُطِيلُ الصَّمْت، فإذا تكلّم خُيِّلَ إلينا أنّه مؤيّد [2] . وقال عثمان بن عطاء الخراساني: كَانَ عطاء أسودَ شديدًا فصيحًا، إذا تكلّم، فما قَالَ بالحجاز قُبِلَ منه. وقَالَ ابن عَبَّاس: يا أهلَ مكة، تجتمعون عليّ وعندكم عطاء [3] . وَرَوَى سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادةُ قَالَ: هَؤُلاءِ أئمّة الأمصار: الحَسَن، وإبْرَاهِيم بالعراق، وسَعِيد بْن المسيّب، وعطاء بالحجاز. وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن عيّاش: سَأَلت عَبْد اللَّه بْن عثمان بْن خُثَيْم: ما كَانَ عيش عطاء؟ قَالَ: نَيْلُ السلطان وصِلة الإخوان. وقَالَ الأصمعيّ: دخل عطاء عَلَى عَبْد الملك بْن مروان، وهو عَلَى السرير، فقام إِلَيْهِ وأجلسه معه، وقعد بين يديه، فوعظه عطاء. ورَوى عُمَر بْن قيس الْمَكِّيّ، عَنْ عطاء قَالَ: أَعْقِلْ مقتلَ عثمان [4] ووُلدت لعامين من خلافته. وقَالَ أَبُو المليح الرَّقّي: لما بلغ ميمونَ بْن مهران موتُ عطاء قَالَ: ما خلَّف بعده مثْلَه [5] . وعَنْ ربيعة الرأي قَالَ: فاق عطاءُ أهلَ مكة فِي الفتوى. وقَالَ ابن مَعِين: كَانَ عطاء معلَّم كُتّابٍ دهرًا. وقَالَ جرير بْن حازم: رأيت يدَ عطاء شلاء، ضُرِبتْ أيام ابن الزُّبَيْر. قَالَ ابن سعد [6] : وكان عطاء أعور. وقَالَ أَبُو عاصم الثقفي: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَر الباقر يَقُولُ للناس، وقد أكثروا عَلَيْهِ: عليكم بعطاء، فهو والله خيرٌ لكم منّي. وقَالَ أَبُو جَعْفَر أيضًا: ما أجد أحدًا أعلم بالمناسك مِنْ عطاء [7] . وقَالَ رَجُل لابن جريج: لولا هذان   [1] الطبقات الكبرى 5/ 469. [2] الطبقات الكبرى 5/ 469، حلية الأولياء 3/ 313. [3] الحلية 5/ 311. [4] الطبقات الكبرى 5/ 468. [5] الطبقات 5/ 470. [6] الطبقات 5/ 470. [7] الطبقات 5/ 468. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 422 الأسودان ما كَانَ لنا فِقْهٌ: مجاهد، وعطاء، فَقَالَ: فَضَّ اللَّه فاكَ، تَقُولُ لهما الأسودان! وقَالَ عَمْرو بْن ذَرّ: ما رأيت عَلَى عطاء ثوبًا يسوى خمسةَ دراهم [1] وَرَوَى ليث عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن سابط قَالَ: والله ما أرى إيمان أهل الأرض يَعْدِلُ إيمان أَبِي بَكْر، ولا أرى إيمانَ أهلِ مكة يَعْدِلُ إيمانَ عطاء. وقَالَ عمران بْن حدير رأيت عَمامةَ عطاء مُخرَّقةً، فقلت: أُعطيك عمامتي؟ فَقَالَ: إنّا لا نقبل إلا مِنَ الأمراء. قُلْتُ: يريد بيتَ المال. قَالَ ابن سعد [2] : عطاء مِنْ مُوَلَّدِي الْجَنَد، نشأ بمكة، وهو مولى لبني فِهْر، أو لِجُمَح، إِلَيْهِ انتهت فتوى أهل مكة، وإلى مجاهد، وأكثر ذَلِكَ إلى عطاء، فسمعت بعضَ العلماء يَقُولُ: كَانَ عطاء أسودَ، أعورَ، أفْطَسَ، أشَلَّ أعرجَ، ثم عُمِي، وكان ثقةً فقيهًا. قَالَ أَبُو دَاوُد: كَانَ والد عطاء نُوبِيًّا يعمل المكاتل. وقيل: حجّ عطاء نيّفًا عَلَى سبعين حِجّة، وكان يشرب الماء فِي رمضان ويقول: إنّي أُطعِم أكثر مِنْ مسكين. وقَالَ يحيى القطّان: مُرسَلات مجاهد أحبّ إليّ مِنْ مُرسَلات عطاء بكثير، فإنّ عطاء كَانَ يأخذ عَنْ كل أحدٍ. وقَالَ أَحْمَد وابن مَعِين: ليست مُرسَلات عطاء بذاك. وقَالَ عليّ بْن المَديني: كَانَ عطاء اختلط باخْرة، فتركه ابن جُرَيْج، وقيس بْن سعد. وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن دَاوُد: سَمِعْتُ مالكًا يَقُولُ: كَانَ عطاء أسودَ، ضعيف العقل. قُلْتُ: عطاء حُجَّة بالإجماع إذا أسند. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: لَيْسَ فِي المُرسَلات شيء أضعف مِنْ مُرسَلات الحَسَن، وعطاء، كانا يأخذان عَنْ كلّ أحد. قَالَ أَبُو المليح، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأَحْمَد، وجماعة: تُوُفِّي عطاء سنة أربعَ عشرةَ ومائة. وقَالَ ابن جُرَيْج والواقديّ: سنة خمس عشرة. وقيل: غير   [1] الحلية 5/ 311. [2] الطبقات الكبرى 5/ 467. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 423 ذلك، والأول أصحّ، وعاش تسعين سنة، وكان موته فِي رمضان. ومن قَالَ: عاش مائة سنة فقد وَهِم، والله أعلم. 496- (عطاء بن أبي مروان الأسلمي) [1] ن- أبو مصعب، مدنّي نزل الكوفة. رَوى عَنْ أَبِيهِ. وعَنْه موسى بن عقبة، ومِسْعَر، وشُعْبَة، وشَريك. 497- (عطيّة بْن سعد بْن جنادة) [2] د ت ق- العوفيّ، أبو الحسن الكوفي. عَنِ ابن عَبَّاس، وأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، وابن عُمَر، وغيرهم. وعَنْه ابنه الحَسَن، وأبان بْن تَغْلِب، وحَجَّاج بْن أرطأة، وقُرّة بْن خَالِد، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، ومُحَمَّد بْن جُحَادة، ومِسْعَر بْن كِدام، وفُضَيْل بْن مرزوق، وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم [3] : ضعيف يُكتب حديثُه، وكذا ضعّفه غير واحد. وَيُرْوَى أنّ الحَجَّاج ضربه اربعمائَة سَوْطٍ، عَلَى أن يلعن عليًّا، فلم يفعل، وكان شيعيًّا رحمَه اللَّه، ولا رحِم الحَجَّاج. قَالَ مُطَيِّن: تُوُفِّي سنة إحدى عشرة ومائة. وقَالَ خليفة [4] : مات سنة سبعٍ وعشرين ومائة، وهذا القول غَلَط. 498- (عُقْبة بْن حُرَيْث التَّغلِبيّ الكوفي) [5] م ن- سَمِعَ ابنَ عُمَر، وسَعِيد بن   [1] الطبقات لخليفة 266، التاريخ لابن معين 2/ 405، التاريخ الكبير 6/ 471- 472 رقم 3020، المعرفة والتاريخ 2/ 642، الثقات للعجلي 333 رقم 1130، تاريخ أبي زرعة 1/ 526، الكنى والأسماء 2/ 115، الجرح والتعديل 6/ 337 رقم 1861، الثقات لابن حبّان 7/ 253، تهذيب الكمال 2/ 936، الكاشف 2/ 232 رقم 3858، تهذيب التهذيب 7/ 211 رقم 391، تقريب التهذيب 2/ 22 رقم 197، خلاصة تذهيب التهذيب 267. [2] الطبقات لخليفة 160، تاريخ خليفة 351، التاريخ لابن معين 2/ 406- 407، التاريخ الكبير 7/ 8- 9 رقم 35، المعارف 518 و 624، المعرفة والتاريخ 1/ 537 2/ 659، الجرح والتعديل 6/ 382- 383 رقم 2125، تهذيب الكمال 2/ 940، المغني في الضعفاء 2/ 436 رقم 4139، الكاشف 2/ 235 رقم 3876، تهذيب التهذيب 7/ 224- 226 رقم 413، تقريب التهذيب 2/ 24 رقم 216، خلاصة تذهيب التهذيب 267. [3] الجرح والتعديل 6/ 382. [4] تاريخ خليفة 351. [5] التاريخ الكبير 6/ 433 رقم 2893، المعرفة والتاريخ 2/ 657، الجرح والتعديل 6/ 309 رقم 1723، تهذيب الكمال 2/ 944، الكاشف 2/ 237 رقم 3892، تهذيب التهذيب 7/ 239 رقم 432، تقريب التهذيب 2/ 26 رقم 236 د خلاصة تذهيب التهذيب 268. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 424 المسيّب. وعَنْه شُعْبَة، وفُرات بْن الأحنف. 499- (عُقْبة بْن مُسْلِم التُّجَيْبي الْمَصْريّ) [1] 4- أَبُو مُحَمَّد، إمام جامع مصر وقاصُّها. رَوى عَنْ شُفَيّ بْن ماتع، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وعن عقبة بن عامر، وعبيد الله بن عمرو أيضا. وأراه مرسلا. وعنه حيوة بن شريح، والوليد ابن أبي الوليد المدني، وابن لهيعة. وثقه أحمد العجلي [2] وغيره. 500- (عكرمة بن خالد بن العاص) [3] خ م د ت ن- بْن هشام بْن المُغِيرَة بْن عبد الله المخزومي المكّي، أبو خالد المقرئ. قرأ القرآن عَلَى ابن عَبَّاس عَرْضًا، وسَمِعَ منه، ومن أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، وأَبِي الطُّفَيْلِ، وسَعِيد بْن جُبَيْر، وغيرهم. رَوى القراءة عَنْه عَرْضًا أَبُو عَمْرو بْن العلاء، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان، فيما قاله أَبُو عَمْرو الداني، ورَوى عَنْه قَتَادةُ، وعَبْد اللَّه بْن طاوس، وابن جُرَيْج، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وَمَعْقِلُ بْن عُبَيْد اللَّه الْجَزَرِيُّ، وجماعة. تُوُفِّي بعد عطاء بْن أَبِي رباح بيسير. وثَّقه جماعة. وكان أحدَ العلماءِ الأشراف، ولجدّه العاص صحبة ورواية في المسند.   [1] تاريخ خليفة 439، الطبقات لخليفة 121 و 292، التاريخ الكبير 6/ 437 رقم 2909، الثقات للعجلي 338 رقم 1153، المعارف 108، المعرفة والتاريخ 2/ 496- 497، الجرح والتعديل 6/ 316 رقم 1757، الثقات لابن حبّان 5/ 228، تهذيب الكمال 2/ 946، الكاشف 2/ 238 رقم 3905، تهذيب التهذيب 7/ 249- 250 رقم 450، تقريب التهذيب 2/ 28 رقم 252، حسن المحاضرة 1/ 109، خلاصة تذهيب التهذيب 269. [2] الثقات 338. [3] الطبقات الكبرى 5/ 475، الطبقات لخليفة 281، التاريخ الكبير 7/ 49 رقم 221، تاريخ أبي زرعة 1/ 445 و 590، الجرح والتعديل 7/ 9 رقم 34، المراسيل 158 رقم 298، مشاهير علماء الأمصار 82 رقم 594، تهذيب الكمال 948- 949، المغني في الضعفاء 2/ 438 رقم 4166، ميزان الاعتدال 3/ 90 رقم 5711، الكاشف 2/ 240 رقم 3920، جامع التحصيل 292 رقم 531، تهذيب التهذيب 7/ 258- 259 رقم 470، تقريب التهذيب 2/ 29 رقم 272، خلاصة تذهيب التهذيب 270، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 340 رقم 420. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 425 501- أما (عِكْرِمة بْن خَالِد) [1] بْن سَلَمَةَ بْن العاص بْن هشام بْن المُغِيرَة بْن عبد اللَّه المخزومي، فهو ولد ابن عمّ عِكْرِمة بْن خَالِد. وهو ضعيف مُقِلّ. أدركه مُسْلِم بن إبراهيم. 502- (علقمة بن مرثد الحضرميّ) [2] ع- أبو الحارث الكوفي، أحد الأئمة. رَوى عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السّلمي، وطارق بْن شهاب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، وسعد بْن عُبَيْدة، وجماعة. وعَنْه غيلان بْن جامع، وأَبُو حنيفة، والأَوزاعيّ، وشُعْبَة، ومِسْعَر، وسُفْيان، والمسعودي. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ: هُوَ ثَبْتٌ فِي الحديث. قُلْتُ: تُوُفِّي سنة عشرين ومائة. 503- (عليّ بن الأقمر) [3] ع- بْن عَمْرو بْن الحارث الهَمْداني الوادعي، أَبُو الوازع الكوفي. عَنْ أَبِي جُحَيْفَة، وأسامة بْن شَرِيك، وَعَنِ الأغرّ أَبِي مُسْلِم، وأَبِي حُذَيْفَةَ سَلَمَةَ بْن صُهَيْبَة، وأَبِي الأحوص الحَبَشي، وغيرهم. وعَنْه الأَعْمَشِ، وشُعْبَة، وسُفْيان، والحَسَن بْن صالح، وشَرِيك، وآخرون. وثّقه جماعة.   [1] الضعفاء الصغير للبخاريّ 272 رقم 288، الضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 382، التاريخ الكبير 7/ 49 رقم 222، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 372- 373 رقم 1412، الجرح والتعديل 7/ 9 رقم 35، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1915، تهذيب الكمال 2/ 949، المغني في الضعفاء 2/ 438 رقم 4165، ميزان الاعتدال 3/ 90 رقم 5710، لسان الميزان 3/ 90، تهذيب التهذيب 7/ 259- 260 رقم 471، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 273، خلاصة تذهيب التهذيب 270. [2] الطبقات الكبرى 6/ 331 (مذكور دون ترجمة) ، الطبقات لخليفة 163، تاريخ خليفة 351، التاريخ الكبير 7/ 41 رقم 180، الثقات للعجلي 341 رقم 1162، المعرفة والتاريخ 1/ 221 و 2/ 590 و 3/ 198، تاريخ أبي زرعة 1/ 460، الجرح والتعديل 6/ 406 رقم 2269، تهذيب الكمال 7/ 278- 279 رقم 485، تقريب التهذيب 2/ 31 رقم 287، خلاصة تذهيب التهذيب 271، شذرات الذهب 1/ 157، سير أعلام النبلاء 5/ 206 رقم 81. [3] الطبقات الكبرى 6/ 311، الطبقات لخليفة 162، التاريخ الكبير 6/ 561 رقم 2345، الثقات للعجلي 344 رقم 1175، المعرفة والتاريخ 2/ 651- 652، الجرح والتعديل 6/ 174 رقم 954، الثقات لابن حبّان 5/ 162، تهذيب الكمال 2/ 955، الكاشف 2/ 243 رقم 3938، سير أعلام النبلاء 5/ 313 رقم 149، تهذيب التهذيب 7/ 283- 284 رقم 493، تقريب التهذيب 2/ 32 رقم 295، خلاصة تذهيب التهذيب 271. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 426 504- (عليّ بْن ثابت) [1] بْن أَبِي زيد، عَمْرو بْن أحطب الأنصَارِيّ، أخو عَزْرَة بْن ثابت. رَوى عَنْ نافع، ومُحَمَّد بْن زياد الْقُرَشِيّ، وغيرهما. ومات شابا. روى عنه سعيد بن أبي عروبة، والحمادان، وعمران القطان، وسعيد بن إبراهيم. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بأس بِهِ. 505- عُلَيُّ بْن رَبَاح [3] م 4 ابن قَصِير بْن قَشِيب بْن يَيْنَع اللَّخْمِيّ المصري، واسمه عليّ لكنَّه صُغِّر. قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ [4] : بنو أُمَّية إذا سمعوا بمولودٍ اسمه عليّ قتلوه، فبلغ ذَلِكَ رباحًا، فَقَالَ: هُوَ عُلَيّ. قُلْتُ: قوله مولود لا يستقيم، لأنّ عَلِيًّا هذا وُلد فِي أول خلافة عثمان، أو قبل ذلك بقليل، وكان في خلافة بن أمية رجلا لا مولودًا. سَمِعَ مِنْ عمرو بن العاص، وعقبة بْن عامر، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي قَتَادةُ، وفَضَالة بْن عُبَيْد، وغيره مِنَ الصّحابة. وعُمِّر مائة سنةٍ إلا قليلا. وعَنْه: ابنه مُوسَى، فأكثر عَنْه، ويزيد بْن أَبِي حبيب، وحُمَيْد بْن هانئ، ومعروف بْن سُوَيْد، وآخرون. وكان ثقة عالمًا إمامًا، وفد عَلَى معاوية. وقد قَالَ: كنت خلف مؤدّبي، فسمعته يبكي، فقلت: مالَكَ؟ قَالَ: قُتِل أمير المؤمنين عثمان، وكنتُ بالشّام.   [1] التاريخ الكبير 6/ 264 رقم 2356، الجرح والتعديل 6/ 177 رقم 968. [2] الجرح والتعديل 6/ 177. [3] عليّ: بضمّ العين المهملة وفتح اللام. [4] الطبقات الكبرى 7/ 512، الطبقات لخليفة 293، التاريخ الكبير 6/ 274 رقم 2387، الثقات للعجلي 346 رقم 1184، المعرفة والتاريخ 1/ 323 و 463 و 481 و 2/ 490، الجرح والتعديل 6/ 186 رقم 1020، المراسيل 140 رقم 253، الثقات لابن حبّان 5/ 161، مشاهير علماء الأمصار 121- 122 رقم 948، تاريخ علماء الأندلس 310، رياض النفوس 1/ 77، تهذيب الكمال 2/ 967، الكاشف 2/ 247- 248 رقم 3972، سير أعلام النبلاء 5/ 101- 102 رقم 35، العبر 1/ 142، جامع التحصيل 294 رقم 541، تهذيب التهذيب 7/ 318- 319 رقم 540، تقريب التهذيب 2/ 36- 37 رقم 339، خلاصة تذهيب التهذيب 273، نفح الطيب 3/ 8، شذرات الذهب 1/ 149. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 427 وأمّا ابن يونس فذكر، أَنّه وُلِد عامَ اليرموك قَالَ: وذَهَبتْ عينُه يوم ذات الصَّواري فِي البحر مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ سنة أربعٍ وثلاثين، وكانت له منزلة من عبد العزيز بْن مروان، وهو الَّذِي زَفَّ بنتَه أمّ البنين بنت عَبْد العزيز إلى الشّام، فدخل بها زوجُها الوليد بْن عَبْد الملك، ثُمَّ تغيّر عَلَيْهِ عَبْد العزيز، فأغزاه إفريقية، فلم يزل مرابطا بها إلى أن تُوُفِّي بها. سُئل عَنْه أَحْمَد بْن حنبل فَقَالَ: ما علِمتُ إلا خيرًا. يقال: تُوُفِّي سنة أربع عشرة ومائة. فقال الحَسَن بْن عليّ العدّاس: تُوُفِّي سنة سبع عشرة ومائة. 506- عَليّ بْن عَبْد الله بن عبّاس م [1] 4 ابن عَبْد المطّلب الهاشمي الْمَدَنِيّ، أَبُو مُحَمَّد السّجَّاد، والد مُحَمَّد، وعيسى، ودَاوُد، وسُلَيْمَان، وإِسْمَاعِيل، وعَبْد الصّمد، وصالح، وعَبْد اللَّه. وُلد أيام قُتِل عليّ رَضِيَ اللَّه عَنْه، فسُمِّي باسمه. رَوى عن أبيه، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدريّ، وابن عُمَر، وجماعة. وعنه بنوه عيسى، وداود، وسليمان، وعبد الصّمد، والزّهري، وسعد بن إبراهيم، ومنصور بن المعتمر، وعلي بن أبي جملة وآخرون. وأمه هي زرعة بنت الملك مشرح بن عدي الكندي أحد الملوك الأربعة، وكان جسيما وسيما طويلا إلى الغاية، جميلا مهيبا، ذا لحية مليحة، يخصب بالوسمة. ذكر الأوزاعي وغيره، أَنَّهُ كَانَ يسجد كلّ يوم ألف   [1] الطبقات الكبرى 5/ 312- 314، الطبقات لخليفة 239 و 255، تاريخ خليفة 199 و 349، التاريخ الكبير 6/ 282 رقم 2407، الثقات للعجلي 349 رقم 1192، المعارف 123 و 207 و 374 و 455 و 456 و 563، تاريخ أبي زرعة 2/ 713- 714، الكنى والأسماء 2/ 100، الجرح والتعديل 6/ 192 رقم 1056، الثقات لابن حبّان 5/ 160، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 437، تهذيب الكمال 2/ 982، الكاشف 2/ 252 رقم 3997، سير أعلام النبلاء 5/ 252- 253 رقم 116 وص 284- 285 رقم 134، تهذيب التهذيب 7/ 357- 358 رقم 576، تقريب التهذيب 2/ 40 رقم 369، خلاصة تذهيب التهذيب 275، شذرات الذهب 1/ 148، حلية الأولياء 3/ 207- 212 رقم 237، صفة الصفوة 2/ 107 رقم 170. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 428 سجدة [1] . قَالَ ابن سعد [2] : ثقة، قليل الحديث، وقَالَ: قَالَ لَهُ عَبْد الملك بْن مروان: لا أحتمل لك الاسم، والكُنْيَة جميعًا فغَّيره، وكنّاه أَبَا مُحَمَّد [3] . وقَالَ عِكْرِمة: قَالَ لي ابن عَبَّاس، ولابنه عليًّا: انطلِقا إلى أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ فاسمعا مِنْ حديثه، فأتيناه فِي حائطٍ لَهُ. وقَالَ ميمون بْن زياد: ثنا أَبُو سِنان قَالَ: كَانَ عليّ بْن عَبْد اللَّه معنا بالشّام، وكانت لَهُ لِحْيَةٌ طويلة يَخْضِبهَا بالوَسمَة، وكان يصلّي كلّ يومٍ ألفَ رَكْعَةٍ. وكان عليّ بْن أَبِي جَمْلَة يَقُولُ: دخلت عَلَى عليّ بْن عَبْد اللَّه، وكان آدم جسيمًا، ورأيت لَهُ مسجدًا كبيرًا فِي وجهه، يعني أثرَ السّجود. وقَالَ ابن المبارك: كَانَ له خمسمائة شجرة، يصلّي عند كلّ شجرة رَكعتين، وَذَلِكَ كلّ يوم. وعَنْ أَبِي المُغِيرة قَالَ: إنْ كنّ لَنَطْلب لعليّ بْن عَبْد اللَّه الخُفَّ والنَّعْلَ، فما نجده حتى يستعمله لِكَبرِ رِجْلِه. قُلْتُ: وكان عليّ بْن عَبْد اللَّه السّجّاد قد أُسْكِن الشَّرَاةَ بالحُمَيْمَة [4] مِنَ البَلْقاء، وهو جدّ الخلفاء، تُوُفِّي سنة ثماني عشرة ومائة. 507- (عليّ بْن مُدْرِك النَّخْعي الكوفي) [5] ع- عَنْ أبي زرعة البجلي،   [1] حلية الأولياء 3/ 207، صفة الصفوة 2/ 107 وزاد أبو نعيم قوله: «يريد خمسمائة ركعة» . [2] الطبقات الكبرى 5/ 314. [3] الطبقات الكبرى 5/ 312 وقال أبو نعيم في حلية الأولياء 3/ 207: «وكان علي بن عبد الله بن العباس يكنّى أبا الحسن، فلما قدم على عبد الملك، قال له: غيّر اسمك وكنيتك فلا صبر لي على اسمك وكنيتك، فقال: أما الإسلام فلا، وأما الكنية فاكتني بأبي محمد، فغيّر كنيته» . [4] الحميمة: بلفظ تصغير الحمّة، بلد من أرض الشّراة من أعمال عمّان في أطراف الشام كان منزل بني العباس. (معجم البلدان 2/ 307) . [5] الطبقات لخليفة 163، التاريخ الكبير 6/ 294 رقم 2446، الثقات للعجلي 349 رقم 1197، المعرفة والتاريخ 2/ 583 و 559 و 657، الجرح والتعديل 6/ 203 رقم 1116، الثقات لابن حبّان 5/ 165، الطبقات الكبرى 6/ 311، مشاهير علماء الأمصار 103 رقم 766، الجمع بين رجال الصحيحين 354، الكامل في التاريخ 4/ 239، تهذيب الكمال 2/ 990- 991، الكاشف 2/ 256 رقم 4026، الوافي بالوفيات 22/ 190 رقم 138، تهذيب التهذيب 7/ 381 رقم 620، تقريب التهذيب 2/ 44 رقم 409، النجوم الزاهرة 1/ 285، خلاصة تذهيب التهذيب 235. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 429 وإِبْرَاهِيم النخعي، وهلال بْن يساف. وعنه الأعمش، والمسعوديّ، وشعبة، وغيرهم. تُوُفِّيَ سنة عشرين ومائة. وثقه غير واحد. 508- (عمارة بْن راشد الليثي) [1] مولاهم الدمشقي. أرسل عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، وغيره، وروى عَن جُبَيْر بْن نفير، وأبي إدريس الخولاني، وعمر بْن عَبْد العزيز. وعنه عتبة بْن أَبِي حكيم، وعبد الرَّحْمَن بْن زياد بْن أنعم، وعبد الله ابن عيسى بْن أَبِي ليلى. وما أظنّ به بأسا، لكن قَالَ أَبُو حاتم [2] : مجهول. 509- عِمْرَانَ بْن أَبِي أنس الْقُرَشِيّ العامري الْمَصْرِيّ) [3] م د ت س [4]- عَن عَبْد الله بْن جَعْفَر، وحنظلة بْن عَليّ الأسلمي، وسهل بْن سعد، وسُلَيْمَان بْن يسار، وطائفة. وعنه أسامة بْن زيد الليثي، والضحاك بْن عثمان، وعبد الحميد بْن جَعْفَر، ويونس الأيلي [5] ، والليث بْن سعد، وآخرون. وثقه أَبُو حاتم [6] وغيره. تُوُفِّيَ سنة سبع عشرة ومائة. 510- (عُمَر بْن ثابت الخزرجي الْمَدَنِيّ) م 4- عن أبي أيوب الأنْصَارِيّ فِي صوم ست من شوال. وعنه: الزُّهْرِيّ، وصفوان بْن سليم، وسعد بْن سَعِيد الأنْصَارِيّ، ومالك، وآخرون. وثقه النسائي، وله حديث آخر في ذكر آخر في ذكر الدّجّال.   [1] التاريخ الكبير 6/ 499- 500 رقم 3108، الجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2013، ميزان الاعتدال 3/ 176 رقم 6023، المغني في الضعفاء 2/ 460 رقم 4399. [2] الجرح والتعديل 6/ 365. [3] التاريخ الكبير 6/ 423 رقم 2858، الثقات للعجلي 373 رقم 1297، المعرفة والتاريخ 1/ 166 و 2/ 142 و 202 و 443، الجرح والتعديل 6/ 294 رقم 1628، مشاهير علماء الأمصار 73 رقم 516، تهذيب الكمال 2/ 1055- 1056، ميزان الاعتدال 3/ 234 رقم 6269، الكاشف 2/ 299 رقم 4324، تهذيب التهذيب 8/ 123 رقم 214، تقريب التهذيب 2/ 82 رقم 715، حسن المحاضرة 1/ 109، خلاصة تذهيب التهذيب 295. [4] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 284 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر ترجمته. [5] الأيلي: مهملة في الأصل، والتصحيح من اللباب 1/ 98 قال: بفتح الألف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مصر. [6] الجرح والتعديل 6/ 294. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 430 511- (عُمَر بْن الحكم بْن رافع بْن سنان) [1] م د ن ق- أبو حفص. عَن أَبِي الخير كعب بْن عَمْرو، وأبي هُرَيْرَةَ، وعبد الله بْن عَمْرو، وجابر. وعنه: سَعِيد بْن أَبِي هلال، وعمران بْن أَبِي أنس، وابن ابن أخيه عَبْد الحميد بْن جَعْفَر بْن عَبْد الله، وغيرهم. وثقه أَبُو زرعة. 512- (عمر بن الحكم بن ثوبان) [2] م د ن ق- أبو حفص المدني. قَالَ ابن معين [3] : هُوَ والآخر واحد. عَن سعد بْن أَبِي وقاص، وأبي هُرَيْرَةَ، وأبي سَعِيد، وعبد الله بْن عَمْرو، وجماعة. وعنه يحيى بن أبي كثير، ويحيى بن سعيد الأنْصَارِيّ، وَمُحَمَّد بْن عَمْرو، وموسى بْن عبيدة، وآخرون. تُوُفِّيَ سنة سبع عشرة، عَن ثمانين سنة. 513- (عُمَر بْن سالم الْمَدَنِيّ) [4] أَبُو عثمان، قاضي مرو [5] . رأى ابن   [1] الطبقات الكبرى 5/ 280، التاريخ لابن معين 2/ 425، التاريخ الكبير 6/ 145 رقم 1974، الثقات للعجلي 355 رقم 1220، المعرفة والتاريخ 1/ 383، الجرح والتعديل 6/ 101 رقم 526، الثقات لابن حبّان 5/ 149، تهذيب الكمال 2/ 1003، الكاشف 2/ 265 رقم 4091، تهذيب التهذيب 8/ 430 رقم 702، تقريب التهذيب 2/ 52 رقم 392، خلاصة تذهيب التهذيب 281. [2] التاريخ الكبير 6/ 147 رقم 1979، الجرح والتعديل 6/ 101- 102 رقم 531، تهذيب الكمال 2/ 1006، الكاشف 2/ 267 رقم 4103، تهذيب التهذيب 8/ 436- 437 رقم 716، تقريب التهذيب 2/ 53 رقم 407، خلاصة تذهيب التهذيب 282 وفيه «ابن نافع» بالنون، وقد صحّح في الحاشية. [3] الطبقات الكبرى 5/ 281، التاريخ لابن معين 2/ 426- 427، التاريخ الكبير 6/ 146- 147 رقم 1978، الثقات للعجلي 356 رقم 1224، الكنى والأسماء 1/ 151 و 152، الجرح والتعديل 6/ 101 رقم 530، المراسيل 138 رقم 246، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 603، تهذيب الكمال 2/ 1006، ميزان الاعتدال 3/ 191 رقم 6084، المغني في الضعفاء 2/ 465 رقم 4444، الكاشف 2/ 267 رقم 4102، الوافي بالوفيات 22/ 457 رقم 331، الطبقات الكبرى 5/ 281، الجمع بين رجال الصحيحين 342، تهذيب التهذيب 8/ 436 رقم 715، تقريب التهذيب 2/ 53 رقم 406، خلاصة تذهيب التهذيب 281. [4] قال ابن معين في تاريخه: «هو عمّ عبد الحميد بن جعفر، ليس هو ابن ثوبان صاحب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو ابن ثوبان آخر» . [5] التاريخ الكبير 6/ 161- 162 رقم 2034، ويقال فيه «عمرو بن سالم» الكنى والأسماء 2/ 26، الجرح والتعديل 6/ 113 رقم 607، مشاهير علماء الأمصار 196 رقم 1576، تهذيب الكمال 3/ 1625، الكاشف 3/ 315 رقم 273، تهذيب التهذيب 12/ 162- الجزء: 7 ¦ الصفحة: 431 عَبَّاس، وسَمِعَ مِنَ القاسم بْن مُحَمَّد، وغيره. وعَنْه مُطَرِّف بْن طَرِيفٍ، وَلَيْثِ بْن أَبِي سُلَيْمٍ، ومهديّ بْن ميمون، والربيع بْن مُسْلِم، وغيرهم. 514- (عُمَر بن عليّ بن الحسين) [1] م ت س [2]- بن عليّ الهاشميّ المدني الأصغر. أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورَوى عَنْ أبيه، وسَعِيد بْن مُرْجَانة. وعنه ابناه مُحَمَّدً. وعلي ابن أخيه حسين بْن زيد، ويزيد بن الهاد، وابن إِسْحَاق، وفُضَيْل بْن مرزوق. وكان سيّدًا، كثير العبادة والاجتهاد، لَهُ فضل وعِلم. 515- (عُمَر بْن مروان بْن الحَكَم الأموي) [3] ويقال عَمْرو. قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: لم يكن بمصر رَجُل من بني أمية أفضل منه، وكان أولاد أخيه يستشيرونه. رَوى عَنْه يزيد بْن أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جعفر. تُوُفِّي سنة خمس عشرة ومائة. قَالَ: وولده بالأندلس إلى اليوم. 516- (عَمْرو بْن سعد الفَدَكي) [4] ن ق- ويقال اليمامي. عَنْ مُحَمَّد بْن كعب القرظي، ونافع، وعَمْرو بْن شُعَيْب. ومات شابًّا. رَوى عَنْه: يحيى بْن أَبِي كثير- مَعَ تقدُّمه- وعِكْرِمة بْن عمّار، والأَوزاعيّ، وغيرهم. وثَّقه دُحَيْم. 517- (عَمْرو [5] بْن سَعِيد الثقفي الْبَصْرِيّ) [6] م 4- عَنْ أنس بْن مالك،   [163] رقم 778، تقريب التهذيب 2/ 449 رقم 103، خلاصة تذهيب التهذيب 455. [1] الطبقات لخليفة 258، التاريخ الكبير 6/ 179 رقم 2097، المعارف 215، المعرفة والتاريخ 2/ 20، الجرح والتعديل 6/ 124 رقم 677، تهذيب الكمال 2/ 1020، تحفة الأشراف 13/ 322 رقم 1221، الكاشف 2/ 276 رقم 4162، تهذيب التهذيب 7/ 485 رقم 805، تقريب التهذيب 2/ 61 رقم 490، خلاصة تذهيب التهذيب 285. [2] في طبعة القدسي 4/ 284 «ن» بدل «س» والتصويب من المصادر. [3] كتاب الولاة والقضاة للكندي 325. [4] التاريخ الكبير 6/ 340- 341 رقم 2573 (المتن والحاشية) ، المعارف 106، المعرفة والتاريخ 3/ 677، الجرح والتعديل 6/ 236- 237 رقم 1314، تهذيب الكمال 2/ 1034، الكاشف 2/ 285 رقم 4225، تهذيب التهذيب 8/ 36- 37 رقم 58، تقريب التهذيب 2/ 70 رقم 587، خلاصة تذهيب التهذيب 289. [5] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 285 «عمر» وهو تصحيف، والتصحيح من مصادر ترجمته. [6] الطبقات لخليفة 213، التاريخ لابن معين 2/ 444، التاريخ الكبير 6/ 338- 339 رقم 2571، الجرح والتعديل 6/ 236 رقم 1309، المغني في الضعفاء 2/ 484 رقم 4660، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 432 وسَعِيد بْن جُبَيْر، ووَرَّاد كاتب المُغِيرة، وأَبِي زُرْعة البَجَلي. وعَنْه أيّوب، وابن عون، ويونس، وجرير بْن حازم، وآخرون. وثَّقه النّسائي. 518- عَمْرو بْن شُعَيْب [1] 4 ابن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص، أَبُو إبْرَاهِيم السَّهْمِيّ الطائفي، وكناه بعضُهم أَبَا عَبْد اللَّه. سَمِعَ مِنْ زينب بنت أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، ومن أَبِيهِ، وسَعِيد بْن المسيّب، وعطاء بْن أَبِي رباح، وطاوس، وعَمْرو ابن الشَّرِيد، وسُلَيْمَان بْن يَسار، وغيرهم. وعَنْه عطاء، وقَتَادة، ومكحول، والزُّهْرِيّ، وأيّوب، وحسين المعلّم، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، ودَاوُد بْن أَبِي هند، وابن لَهِيعَة، وابن إسحاق، وخلق كثير. وكان ثقةً صدوقًا، كثيرَ العِلم، حَسَنَ الحديث. قَالَ يحيى بْن مَعِين [2] : عَمْرو بْن شُعَيْب عندنا واهٍ [3] . وقَالَ معتمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِي عَمْرو بن   [ () ] ميزان الاعتدال 3/ 262 رقم 6377، الكاشف 2/ 285 رقم 4227، تهذيب التهذيب 8/ 39 رقم 61، تقريب التهذيب 2/ 70 رقم 588، خلاصة تذهيب التهذيب 289. [1] الطبقات لخليفة 286، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 445- 446، التاريخ الكبير 6/ 342- 343 رقم 2578، الثقات للعجلي 365 رقم 1266، الضعفاء الصغير 270 رقم 261، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 273- 274 رقم 1280، المعارف 287، المعرفة والتاريخ 1/ 375، تاريخ أبي زرعة 1/ 265- 266، الجرح والتعديل 6/ 238- 239 رقم 1323، المراسيل 148 رقم 271، المجروحين لابن حبّان 2/ 71- 74، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1766- 1768، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 28- 30 رقم 18، تهذيب الكمال 2/ 1036- 1037، تحفة الأشراف 13/ 325 رقم 1229، المغني في الضعفاء 2/ 484- 485 رقم 4662، دول الإسلام 1/ 81، ميزان الاعتدال 3/ 263- 268 رقم 6383، الكاشف 2/ 286- 287 رقم 4239، سير أعلام النبلاء 5/ 165- 180 رقم 61، العبر 1/ 148، جامع التحصيل 299 رقم 572، البداية والنهاية 9/ 321، مرآة الجنان 1/ 256، العقد الثمين 6/ 396، تهذيب التهذيب 8/ 48- 55 رقم 80، تقريب التهذيب 2/ 72 رقم 607، لسان الميزان 7/ 325 رقم 4264، الكنى والأسماء 1/ 95، خلاصة تذهيب التهذيب 290، شذرات الذهب 1/ 155. [2] عبارة ابن معين في تاريخه 2/ 446: «إذا حدّث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، فهو كتاب» . [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 275، الكامل لابن عدي 5/ 1766. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 433 العلاء قال: كان قتادة، وعمرو بْن شُعَيْب،. لا يغيب [1] عليهما شيء، يأخذان عَنْ كلّ أحد، وكان ينزل الطّائفَ. قَالَ الأَوزاعيّ: ما رأيت قُرَشِيًّا أكملَ من عَمْرو بْن شُعَيْب [2] . ووثّقه يحيى بْن مَعِين [3] ، وابن رَاهَوَيْه، وصالح جَزْرة. وقَالَ التِّرْمِذِيّ قَالَ البُخاري: رأيت أحمدَ وابن المَدِيني، وإسحاق، يحتجُّون بحديث عَمْرو ابن شُعَيْب، فَمَنِ النَّاسَ بَعْدَهم. وقَالَ إسحاق بْن راهويه: إذا كَانَ الراوي عَنْ عَمْرو ثِقة، فهو كأيوب، عَنْ نافع، عَنِ ابن عُمَر. قَالَ الدارَقُطْنيُّ وغيره: قد ثُبت سماعُ عَمْرو مِنْ أَبِيهِ، وسماعُ أَبِيهِ مِنْ جدّه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو. وقَالَ أَبُو زكريّا النَّوَوِيُّ [4] : الصّحيح المختار الاحتجاج بِهِ. وقَالَ صالح بْن مُحَمَّد: حديث عَمْرو بْن شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ صحيفة ورثوها. وقَالَ بعض العلماء: ينبغي أن تكون تِلْكَ الصّحيفة أصحّ من كلّ شيءٍ، لأنّها ممّا كتبه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، والكتابة أضبط مِنْ حِفْظ الرجال. وقَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أهل الحديث إذا شاءوا احتجُّوا بعَمْرو بْن شُعَيْب، وإذا شاءوا تركوه [5] . قُلْتُ: يعني يقولون: حديثه مِنْ صحيفة موروثة، فقد يُخْرِجون هذا القول فِي معرض التضعيف. وقَالَ أَبُو عُبَيْد الآجُرِي: سُئل أَبُو دَاوُد عَنْ عَمْرو ابن شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه أحُجَّة؟ قَالَ: لا، ولا نصف حُجَّة. قُلْتُ: لا أعلم لمن ضَعَّفَهُ مُستَنَدًا طائلا أكثر مِنْ أنّ قوله عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدّه يحتمِل أن يكون الضميرُ فِي قوله: عَنْ جدّه، عائدًا إلى جدّه الأقرب، وهو مُحَمَّد، فيكون الخبر مُرسِلا [6] ، ويحتمِل أن يكون جدّه الأعلى، وهذا لا شيء، لأنّ   [1] عند العقيلي في الضعفاء 3/ 274 «لا يعاب» وكذلك في سير أعلام النبلاء للمؤلف 5/ 166. [2] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1767. [3] التاريخ 2/ 446. [4] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 29- 30. [5] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1766، تهذيب الأسماء ق 1 ج 2/ 29. [6] أشار إلى ذلك ابن حبّان أيضا في المجروحين 2/ 72. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 434 فِي بعض الأوقات يأتي مبيَّنًا، فيقول عَنْ جدّه عَبْد اللَّه بْن عَمْرو، ثم إنّا لا نعرف لأبيه شعيب، عن جدّه مُحَمَّد رواية صريحة أصلا، وأحسب مُحَمَّدًا مات فِي حياة عَبْد اللَّه بْن عَمْرو والده، وخلَّف ولَدَه شُعَيْبًا، فنشأ فِي حجْر جدّه، وأخذ عَنْه العلم، فأما أخْذُه عَنْ جدّه عَبْد اللَّه، فمتَيقَّنٌ، وكذا أخْذُ ولدِه عَمْرو عَنْه فثابت. تُوُفِّي بالطّائف سنة ثماني عشرة ومائة. 519- عمرو بن مرّة [1] ع [2] ابن عَبْد اللَّه بْن طارق المرادي الْجَمَلي [3] ، أبو عبد الله الكوفي، أحد الأعلام، الحفاظ وكان ضريرًا. سَمِعَ ابن أَبِي أوَفى، وسَعِيد بْن المسيّب، ومُرَّة الطّيّب، وأَبَا وائل، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أبي ليلى، وأَبَا عُمَر زاذان، وطائفة. وعَنْه زيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، والأعمش، وسُفْيان، وشُعْبَة، ومِسْعَر، وقيس بْن الربيع، وخلق. لَهُ نحو مائتي حديث. قال مسعر، مع جلالته: ما أدركت أحدا أفضل مِنْ عَمْرو بْن مُرَّة. وعَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: هُوَ مِنْ حُفَّاظ الكوفة. وقَالَ قراد: ثنا شُعْبَة قَالَ: ما رأيت عَمْرو بْن مُرَّة يصلّي صلاةً قطّ، فظننت أنه ينصرف حتى يغفر له [4] .   [1] الطبقات الكبرى 6/ 315، الطبقات لخليفة 163، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 452، التاريخ الكبير 6/ 368- 369 رقم 2662، الثقات للعجلي 370 رقم 1286، تاريخ أبي زرعة 1/ 663، الثقات لابن حبّان 5/ 183، مشاهير علماء الأمصار 103 رقم 764، الجرح والتعديل 6/ 257- 258 رقم 1421، المراسيل 147 رقم 266، الكنى والأسماء 2/ 57، المعرفة والتاريخ 2/ 615، جمهرة أنساب العرب 445، تهذيب الكمال 2/ 1050، نهاية الأرب 21/ 300، سير أعلام النبلاء 5/ 196- 200 رقم 74، الكاشف 2/ 295 رقم 4297، العبر 1/ 234، دول الإسلام 1/ 80، ميزان الاعتدال 3/ 288 رقم 6447، جامع التحصيل 302 رقم 584، تهذيب التهذيب 8/ 102- 103 رقم 163، تقريب التهذيب 2/ 78 رقم 677، خلاصة تذهيب التهذيب 293، شذرات الذهب 1/ 152. [2] في الأصل «عن» . [3] الجملي: بفتح الجيم والميم. نسبة إلى جمل بن كنانة. بطن من مراد. (اللباب 1/ 292) . [4] التاريخ لابن معين 2/ 452 وانظر الطبقات الكبرى 6/ 315. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 435 وقَالَ مِسْعَر: سَمِعْتُ عَبْد الملك بْن مَيْسرة، ونحن في جنازة عَمْرو بْن مُرَّة يَقُولُ: إنّي لأحسبه خيرَ أهلِ الأرض [1] . ويقال: إنّ عُمَرًا دخل فِي شيءٍ مِنَ الإرجاء، وهو مُجْمَعٌ عَلَى ثِقته وإمامته. تُوُفِّي سنة ستّ عشرة ومائة. وعَنْ عَمْرو قَالَ: أكره أن أمرّ بمَثَل فِي القرآن لا أعرفه، لأنّ اللَّه تعالى يَقُولُ: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ 29: 43 [2] . ورَوى أَبُو سِنان، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة قَالَ: نظرت إلى امرأةٍ فأعجبتني، فكُفَّ بَصَرِي، فأنا أرجو. أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الحافظ، أَنَا ابنُ اللَّتي، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو منصور بْن عفيف، أَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد، أَنَا أَبُو القاسم الْبَغَوِيُّ، ثنا مُحَمَّد بْن حُمَيْد الرازي، ثنا جرير، عَنْ مُغِيرة قَالَ: لم يزل فِي النَّاسَ بقيّة حتى دخل عَمْرو بْن مُرَّة فِي الإرجاء، فتهافت النَّاسَ فيه. 520- (عُمَيْر بْن سَعِيد النَّخْعي الكوفي) [3] خ م د ق- عَنْ عليّ، وابن مسعود، وعمّار، وأَبِي مسعود، وسعد بْن وقّاص. وهو مِنْ أقران مَسْروق والكبار، لكنّه عُمِّر إلى هذا الوقت، وحديثه عَنْ عليّ فِي الصَّحِيحَين. رَوى عَنْه أَبُو حُصَيْن الأسدي، والأعمش، وأشعث بْن سِوار، وفِطْر بْن خليفة، وحَجَّاج بْن أرطأة، ومِسْعَر، وجماعة. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [4] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّي سنة خمس ومائة.   [1] الطبقات الكبرى 6/ 315 وفيه «خير البشر» . [2] سورة العنكبوت، الآية 43. [3] الطبقات لخليفة 157، التاريخ الكبير 6/ 532- 533 رقم 3228، الثقات للعجلي 375 رقم 1309، المعرفة والتاريخ 2/ 146 و 658 و 3/ 74 و 243، الكنى والأسماء 2/ 165، الجرح والتعديل 6/ 376 رقم 2080، الثقات لابن حبّان 5/ 292، مشاهير علماء الأمصار 106 رقم 796، تهذيب الكمال 2/ 1060، الكاشف 2/ 303 رقم 4353، تهذيب التهذيب 8/ 146 رقم 259، تقريب التهذيب 2/ 86 رقم 758، خلاصة تذهيب التهذيب 296. [4] لم يذكره في تاريخه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 436 521- عَوْن بْن عَبْد الملك بْن عُتْبَة بْن مسعود [1] م 4 أبو عبد الله الهذلي الكوفي الزّاهد، أحد الأئمة. رَوى عَنْ أَبِيهِ، وأخيه أَبِي عَبْد اللَّه الفقيه، وعَائِشَة، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وسَعِيد بْن المسيّب. وقيل: إنّ روايته عَنْ عَائِشَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلَة، وقد أرسل عَنِ ابن مسعود، وغيره. وعَنْه إسحاق بنو يزيد الْهُذَلِيُّ، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وصالح بْن حيّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، والمسعوديّ، وابن عَجْلان، وأَبُو حنيفة، ومِسْعَر، وآخرون. وثَّقه أَحْمَد، وغيره. وقَالَ ابن المديني: صلّى خلف أبي هريرة. وقَالَ ابن سعد [2] : لما ولي عُمَر بْن عَبْد العزيز الخلافة، رحل إِلَيْهِ عَوْن بْن عَبْد اللَّه، وموسى بْن أَبِي كثير، وعُمَر بْن ذَرّ [3] ، فكلّموه فِي الإرجاء وناظروه، فزعموا أَنَّهُ لم يخالفهم فِي شيءٍ منه، قَالَ: وكان عَوْن ثقةً يُرْسِل كثيرًا. وقَالَ البُخَاري [4] : عَوْن سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ. وقَالَ الأصمعيّ: كَانَ عون من آدب أهل المدينة وأفقههم، وكان مُرْجِئًا، ثم تركه، وقَالَ أبياتًا فِي مفارقة الإرجاء [5] . ورَوى جرير، عَنْ مُغِيرة قَالَ: بلغ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه أنّ أخاه عَوْنًا حدث، فَقَالَ: قد قامت القيامة. وقيل: إنّ عَوْنًا خرج مَعَ ابن الأشعث، ثم إنّه هرب إلى نصيبين، فأمّنه   [1] الطبقات الكبرى 6/ 313، التاريخ الكبير 7/ 13- 14 رقم 60، الثقات للعجلي 377 رقم 1323، المعارف 250- 251 و 520، المعرفة والتاريخ 1/ 550 و 564 و 2/ 157 و 616 و 714 و 3/ 398، تاريخ أبي زرعة 1/ 245، الجرح والتعديل 6/ 384 رقم 2138، حلية الأولياء 4/ 240- 272 رقم 274، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 41 رقم 38، تحفة الأشراف 13/ 329 رقم 1235، تهذيب الكمال 2/ 1066- 1067، الكاشف 2/ 307 رقم 4386، سير أعلام النبلاء 5/ 103- 105 رقم 37، تهذيب التهذيب 8/ 171- 173 رقم 310، تقريب التهذيب 2/ 90 رقم 801، خلاصة تذهيب التهذيب 298، شذرات الذهب 1/ 140، جامع التحصيل 305 رقم 598. [2] الطبقات الكبرى 6/ 313. [3] عند ابن سعد «عمر بن حمزة» . [4] التاريخ الكبير 7/ 14. [5] الأبيات في المعارف لابن قتيبة 250- 251. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 437 مُحَمَّد بْن مروان، وألزمه ابنه مروان الَّذِي استُخْلِف، ثم قَالَ لَهُ مُحَمَّد: كيف رأيتَ ابنَ أخيك؟ قَالَ: ألزمتني رجلا إنْ قَعْدت عَنْه عَتَب، وإنْ جئتُه حَجَب، وإن عاتبته صخب، وإن صاحبته غضب، فتركه ولزم عُمَر بْن عَبْد العزيز، فكانت لَهُ منه مكانةٌ، وطال مقام جريرٍ بباب عُمَر، فكتب إلى عون: يَا أَيُّهَا الْقَارِئُ الْمُرْخِي عِمَامَتَهُ ... هَذَا زَمَانُكَ إنّي قد مضى زمني أَبْلِغْ خليفتَنا إنْ كنتَ لاقِيه ... أنِّي لدى الباب كالمصْفودِ فِي قَرَنِ [1] ورَوى جرير، عَنْ مُغِيرة قَالَ: كَانَ عَوْن بْن عَبْد اللَّه يقُصّ، فإذَا فرغ أمر جاريةً لَهُ أنّ تغنّي وتُطْرِب، فأردتُ أن أرسل إليه: إنّك مِنَ أهل بيتِ صِدْقٍ، وإنّ اللَّه لم يبعث نبيَّه بالحُمْق، وصنيعك هذا حُمْق. زيد بْن عَوْف، نا سَعِيد ابن زرْبى [2] ، عَنْ ثابت البُنَانيّ قَالَ: كَانَ لِعَوْن جاريةٌ يقال لها بُسْرَة، تقرأ بألحانٍ، فَقَالَ لها يومًا: اقرئي عَلَى إخواني، فكانت تقرأ بصوْت وجيع، فرأيتهُم يُلْقُون العمائم، ويبكون، فَقَالَ لها يومًا: يا بُسْرَة، قد أعطيتُ لك ألفَ دينارٍ لحُسنِ صَوتِك، اذهبي فأنت حرَّةٌ لوجه اللَّه. مات سنة بِضْعَ عشرةَ ومائة. 522- (عَوْن بْن أَبِي جحيفة) [3] ع- وهب السّوائي [4] الكوفي. عَنْ أَبِيهِ، والمنذر بْن جرير البَجَلي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن سمير. وعَنْه حَجَّاج بْن أرطأة، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وعُمَر بْن أَبِي زائدة، وشعبة، وسفيان، وقيس بن الربيع. وثّقه ابن معين.   [1] ديوان جرير 2/ 738. [2] زربى: بفتح الزاي ثم مهملة ساكنة ثم موحّدة. (الخلاصة 138) . [3] الطبقات الكبرى 6/ 319 (مذكور دون ترجمة) ، الطبقات لخليفة 159، التاريخ لابن معين 2/ 461، تاريخ خليفة 351، التاريخ الكبير 7/ 15 رقم 63، الجرح والتعديل 6/ 385 رقم 2139، المعرفة والتاريخ 1/ 288 و 3/ 239، مشاهير علماء الأمصار 105 رقم 791، تهذيب الكمال 2/ 1066، الكاشف 2/ 307 رقم 4382، سير أعلام النبلاء 5/ 105 رقم 38، تهذيب التهذيب 8/ 170 رقم 306، تقريب التهذيب 2/ 90 رقم 797، خلاصة تذهيب التهذيب 298. [4] السّوائي: بضم السين وفتح الواو. نسبة إلى سواءة بن عامر بن صعصعة. (اللباب 2/ 152) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 438 523- (عيّاش بْن عَمْرو الكوفي) [1] م ن- عَنِ ابن أَبِي أوفى، وإبْرَاهِيم التَّيْمي، وسَعِيد بْن جُبَيْر، وزاذان أَبِي عَمْرو. وعَنْه ابنه عَبْد اللَّه، وشُعْبَة، وسُفْيان، وشَرِيك، وغيرهم. وثَّقه النّسائي. 524- (عيسى بْن جارية المَدَني) [2] ق- عَنْ جرير بْن عَبْد اللَّه، وجابر بْن عَبْد اللَّه، وشَرِيك- صَحَابيٌّ لا اعرفه- سَعِيد بْن المسيّب. وعنه زيد بن أبي أنيسة، وعنبسة بْن سَعِيد الرازي، ويعقوب القُمّي، وأَبُو صخْر حُمَيْد بْن زياد. وهو مُقِلّ، اختلفوا فِي توثيقه. قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بذاك، عنده مناكير. وقَالَ أَبُو زُرْعة: لَا بَأْسَ بِهِ. وقَالَ أَبُو دَاوُد: مُنْكَر الحديث. 525- (عيسى بْن سِيلان المُزَني الْمَكِّيّ) [3] حدّث بمصر عَنْ أَبِي   [1] التاريخ الكبير 7/ 48 رقم 214، الثقات للعجلي 378 رقم 1327، المعرفة والتاريخ 2/ 550 و 3/ 90 و 198 و 230 و 238، الجرح والتعديل 7/ 6 رقم 27، الثقات لابن حبّان 5/ 264، تهذيب الكمال 2/ 1075، الكاشف 2/ 312 رقم 4422، تهذيب التهذيب 8/ 198- 199 رقم 363، تقريب التهذيب 2/ 95 رقم 851، خلاصة تذهيب التهذيب 301. [2] التاريخ لابن معين 2/ 462، التاريخ الكبير 6/ 385 رقم 2721، الجرح والتعديل 6/ 273 رقم 1513، تهذيب الكمال 2/ 1077- 1078، ميزان الاعتدال 3/ 310- 311 المغني في الضعفاء 496 رقم 4788، الكاشف 2/ 314 رقم 4437، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1888- 1889، الضعفاء للعقيليّ 383 رقم 1421، الضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 323، لسان الميزان 3/ 310، تهذيب التهذيب 8/ 207 رقم 383، تقريب التهذيب 2/ 97 رقم 783، خلاصة تذهيب التهذيب 301. [3] وقع التباس حول اسم صاحب الترجمة، فقيل هو جابر بن سيلان، وقيل عبد ربه بن سيلان، وقد أوضح الحافظ ابن حجر هذا الالتباس في ترجمة «جابر بن سيلان» (تهذيب التهذيب 2/ 40 رقم 64) فقال: عيسى بن سيلان شيخ آخر يروي عنه المصريون، وهو متأخّر عن هذا (أي عن جابر) ، أما أبو حاتم فسمّى الراويّ عن ابن مسعود جابرا، وذكر عيسى بن سيلان فقال: يروي عن أبي هريرة وعنه محمد بن زيد بن المهاجر. (الجرح والتعديل 6/ 276- 277 رقم 1535) ، وذكر عبد ربّه بن سيلان على حدة فقال: يروي عن أبي هريرة وعنه محمد بن زيد بن المهاجر، وكذا ذكره البخاري، وابن حبّان في «الثقات» ، وقال الدارقطنيّ في ابن سيلان: قيل اسمه عيسى، وقيل عبد ربه، حديثه يعتبر به. وقال ابن يونس: عيسى بن سيلان مكّيّ سكن مصر. روى عن أبي هريرة. روى عنه زيد بن أسلم، وحيوة بن شريح، والليث، وابن لهيعة، فهذه شبهة عبد الغني، وظهر من هذا أن ابن سيلان ثلاثة: جابر بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 439 هريرة. وعنه زيد بن أسلم، واللّيث بن سعد، وابن لهيعة.   [ () ] سيلان وهو الراويّ عن ابن مسعود، وعبد ربّه بن سيلان وهو الّذي يروي عن أبي هريرة فلم يذكروا أن ابن قنفذ روى عنه، فتعيّن أنّ الّذي أخرج له أبو داود هو عبد ربه، وأما عيسى فجاءت له رواية من طريق زيد بن أسلم عن ابن سيلان عن أبي هريرة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 440 [حرف الغين] - غيلان بن عقبة) هو ذو الرمة الشاعر. تقدم في الذال. 526- غيلان القدري [1] أبو مروان، صاحب مَعْبَد الْجُهَني. ناظَرَه الأَوزاعيّ بحضرة هشام بْن عَبْد الملك، فانقطع غَيْلان، ولم يتُب. وكان قد أظهر الْقَدَرَ فِي خلافة عُمَر بْن عَبْد العزيز، فاستتابه عُمَر، فقال: لقد كنت ضالا فهدَيْتني، وقَالَ عُمَر: اللَّهمّ إن كان صادقا، وإلّا فاصلبه واقطع يدَيه ورِجْلَيه، ثم قَالَ: أَمِّنْ يا غَيْلان، فَأمَّن عَلَى دُعائه. وروينا عَنْ حسان بْن عطية أنّه قَالَ: يا غَيْلان، والله لئن كنتَ أُعطِيتَ لسانًا لم نُعْطَه، إنّا لَنَعْرِفْ باطلَ ما جئتَ بِهِ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سالم، عن الأحوص بن حكيم، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصامت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ غَيْلان، أضَرّ عَلَى أمّتي مِنْ إبليس» . مروان واهي الحديث. وقد حجّ بالنَّاسَ هشام بْن عَبْد الملك سنة ستٍّ ومائة، فِي أول خلافته، وكان معه غَيْلان يُفتي النَّاسَ ويحدّثهم [2] وكان ذا عبادة وتألُّه وفصاحة وبلاغة، ثم نفذتْ فيه دعوةُ الإِمَام الراشد عُمَر بْن عَبْد العزيز، فأُخِذ وقُطِّعَتْ أربَعَتُهُ وصُلِب بدمشق فِي القَدَر، نسأل اللَّه السلامةَ، وذلك فِي حياة عُبَادَةَ بْن نَسِيّ، فإنّه أحد من فرح بصلبه.   [1] التاريخ الكبير 7/ 102- 104 رقم 457، الضعفاء الصغير للبخاريّ 273 رقم 393، المعارف 625، الضعفاء الكبير للعقيليّ 436- 438 رقم 1481، المجروحين لابن حبّان 2/ 200، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2037- 2038، العقد الفريد 2/ 379- 380، الفرق بين الفرق للبغدادي 19، ميزان الاعتدال 3/ 338 رقم 6678، المغني في الضعفاء 2/ 507 رقم 4884، لسان الميزان 4/ 424 رقم 1303، الأخبار الموفقيات 208. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 436. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 441 [حرف الفاء] 527- فاطمة بنت الحسين [1] د ت ق ابنة عليّ بن أبي طالب، أخت سُكَيْنَة [2] . روت عَنْ أبيها، وعَنْ عَائِشَةَ، وابن عَبَّاس، وعَنْ جدّتها فاطمة الزَّهراء مُرسِلا. وَعَنْهَا بنوها حسن، وإِبْرَاهِيم، وعَبْد اللَّه، وأمّ جَعْفَر، أولاد الحَسَن بْن الحَسَن بْن عليّ، ورَوى عَنْهَا أيضًا ابنُها مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عثمان الديباج [3] ، وأَبُو المقدام هشام بْن زياد، وشَيْبة بْن نَعَامة، وآخرون. قَالَ يحيى بْن بُكَيْر: ثنا اللَّيْث قَالَ: أَبَى الحُسَين أن يُستَأمر، فقاتلوه وقتلوه، وقتلوا ابنه وأصحابه، وَانْطَلَقَ بِبَنِيهِ عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَسُكَيْنَةَ، إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى يَزِيدَ، فَجَعَلَ سُكَيْنَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ لِئَلَّا تَرَى رَأْسَ أبيها. وقَالَ الزُّبَيْر وغيره: مات الحسن بن الحسن عَنْ فاطمة، فتزوجّها عَبْد اللَّه المُطَرِّف، ويقال: أصْدَقَها ألفَ ألفِ دِرهم. قَالَ ابن عُيَيْنَة: بقيت فاطمة إلى سنة نيِّف عشرة ومائة، وَيُرْوَى أنّها وَفَدت عَلَى هشام بْن عَبْد الملك. 528- (فاطمة بنت عَبْد الملك بْن مروان) [4] تزوّجها ابن عمّها عمر بن عبد   [1] الطبقات الكبرى 8/ 473- 474، نسب قريش 51، المعارف 199- 200 و 213 و 333، التاريخ لابن معين 2/ 739، الثقات لابن حبّان 3/ 216، المعرفة والتاريخ 3/ 265، الكامل في التاريخ 5/ 518 و 522 و 6/ 216، تهذيب الكمال 3/ 1192، الكاشف 3/ 432 رقم 110، جامع التحصيل 394 رقم 1032، تهذيب التهذيب 12/ 442- 443 رقم 2863، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 5، خلاصة تذهيب التهذيب 494، التذكرة الحمدونية 1/ 482، جمهرة أنساب العرب 41 و 83. [2] في الأصل «مسكينة» وهو خطأ. [3] سمّي بذلك لجماله (الطبقات الكبرى 8/ 473) . [4] الأخبار الموفّقيات 209، جمهرة أنساب العرب 88، المعرفة والتاريخ 1/ 569- 571 و 600- 601، الكامل في التاريخ 4/ 517- 519 و 5/ 41 و 61 و 64 و 65. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 442 العزيز، ثم خَلَف عليها سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن مروان بْن الحَكَم، وكان أعْوَر، فقيل: هذا الْخَلَفَ الأعور، فَوَلَدتْ لَهُ عَبْد الملك، وهشامًا. وحكى عَنْهَا عطاء بْن أَبِي رَبَاح، والمُغيرة بْن حكيم. تُوُفِّيت فِي خلافة أخيها هشام فيما أرى. 529- (فاطمة الصُّغْرَى ابنة الإِمَام عليّ) [1] ن- بن أبي طالب. روت عن يبيها مُرسِلا، وعَنْ أسماء بنت عُمَيْس. وَعَنْهَا الحَكَم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نعم، وموسى الْجُهَني، ونافع بْن أَبِي نُعَيم، وآخرون. تزوّجت بغير واحد مِنْ أشراف قُرَيش، منهم ابن عمّها أَبُو سَعِيد بْن عَقِيل. وفي سُنَن النّسائيّ أنّ موسى الجهنيّ قال: دخلت عليها، فقيل لها: كم لك؟ فقالت: ستٌّ وثمانون سنة، قُلْتُ: ما سَمِعْتُ شيئًا؟ قالت: لا، ولكن أخبرَتْني أسماءُ بنتُ عُمَيْس أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يا عليّ أنتَ منّي بمنزلة هارون مِنْ مُوسَى» [2] . تُوُفِّيت سنة سبعَ عشرةَ ومائة. 530- (فاطمة بنت المنذر بن الزّبير بن العوّام) [3] ع- الأسديّة المدينة.   [1] المعارف 211، جمهرة أنساب العرب 125، تهذيب الكمال 3/ 1693، الكاشف 3/ 432 رقم 111، جامع التحصيل 394 رقم 1034، تهذيب التهذيب 12/ 443 رقم 2865، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 7، خلاصة تذهيب التهذيب 494. [2] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ، باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وفي المغازي، باب غزوة تبوك، ومسلم رقم (2404) في فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب من فضائل عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، والترمذي رقم (3731) في المناقب، باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، والإمام أحمد في المسند 1/ 170 و 177 و 179 و 182 و 184 و 185 و 3/ 32، والطبراني في المعجم الكبير 11/ 74 و 11087، ورواه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (انظر كتابنا من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي- ص 199 طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980) ، وموضّح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 88، ومناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن المغازلي- ص 276 رقم 29 و 30 من كتاب المسند لأبي الحسين عبد الوهاب الكلابي، الملحق به في آخره، وتاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق لابن عساكر- تحقيق محمد باقر المحمودي 1/ 321 وما بعدها) ، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- ص 240 رقم 196. [3] المعارف 492، الطبقات الكبرى 8/ 477، المعرفة والتاريخ 3/ 13، الثقات للعجلي 523 رقم 2109، تاريخ أبي زرعة 1/ 621، جمهرة أنساب العرب 123، تهذيب الكمال الجزء: 7 ¦ الصفحة: 443 رَوَتْ عَنْ جدّتها أسماء بنت أَبِي بَكْر، وأمّ سَلَمَةَ. رَوى عَنْهَا زوجها هشام بْن عُرْوَة، ومُحَمَّد بْن سُوقة، وإسحاق. وثّقها أَحْمَد الْعِجْلِيُّ [1] . وكانت أسنّ مِنْ زوجها بثلاث عشرة سنة. 531- (الفضل بْن الحَسَن بْن عَمْرو بْن أُمَّية الضَّمْريّ) [2] حدث بمصر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، وابن أمّ الحَكَم. رَوى عَنْه ابنه حسن، وعُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر، ويزيد بن أبي حبيب، وعيّاش بن عقبة، وابن إسحاق، وآخرون. ما أعلم بِهِ بأسًا. 532- الفضل [3] بْن قُدَامة [4] أَبُو النَّجْم الْعِجْلِيُّ الراجز، مِنْ طبقة العَجَّاج فِي الرَّجْز، وربّما قدَّمه بعضُهم عَلَى العَجَّاج. لَهُ مدائح فِي هشام بن عبد الملك وغيره. ومن رَجْزِه: أوْصَيْتُ مِنْ بَرَّةَ قلبًا حُرَّا ... بالكلب خيرا والحماة شرّا   [2] / 6693، الكاشف 3/ 432 رقم 114، تهذيب التهذيب 12/ 444 رقم 2869، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 11، خلاصة تذهيب التهذيب 494. [1] الثقات 523. [2] التاريخ الكبير 7/ 114- 115 رقم 505، الثقات للعجلي 383 رقم 1350، الجرح والتعديل 7/ 60 رقم 346، تهذيب الكمال 2/ 1095، الكاشف 2/ 328 رقم 4531، تهذيب التهذيب 8/ 269- 270 رقم 502، تقريب التهذيب 2/ 110 رقم 32، الثقات لابن حبّان 5/ 296، خلاصة تذهيب التهذيب 308. [3] قال أبو عمرو الشيبانيّ: اسمه المفضّل، وقال ابن الأعرابي: اسمه الفضل، هكذا نقل أبو الفرج في الأغاني 10/ 150 وساق نسبه إلى ربيعة بن نزار. وذكره ابن حزم بالفضل أيضا في الجمهرة. [4] الشعر والشعراء 2/ 502- 507 رقم 110، المعارف 97، عيون الأخبار 2/ 86 و 4/ 51 و 58، العقد الفريد 1/ 175 و 318- 319 و 3/ 7- 12، الأمالي 1/ 57 (بالهامش) و 108 و 2/ 134 و 145 و 233، ذيل الأمالي 70، الأغاني 10/ 150- 161، طبقات الشعراء لابن سلّام 576، معجم الشعراء للمرزباني 310، الموشّح 213، سمط اللآلئ 327، أمالي المرتضى 1/ 40 و 216 و 350 و 2/ 147 و 266، ثمار القلوب 71، جمهرة أنساب العرب 314، معجم الشعراء في لسان العرب 423 رقم 1087، معاهد التنصيص 1/ 19- 26 و 77 و 78، خزانة الأدب 1/ 103، الكامل في الأدب للمبرّد 2/ 70، ديوان المعاني 1/ 113، محاضرات الأدباء للراغب 1/ 280، وانظر مقالة بعنوان: أمّ الأراجيز لأبي النجم العجليّ- لمحمد بهجة الأثري- نشرتها مجلة المجمع العلمي بدمشق- تموز وآب 1968- مجلّد 8- ج 7 و 8. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 444 لا تَسْأمي خنقًا [1] لها وجَرًا ... حتى تَرَى حلَو الحياةَ مُرَّا ومن شعره: لقد عَلِمَتْ عُرْسِي فلانةٌ أنّني ... طويل سنى ناري بعيدٌ خُمُودُها إذا حلَّ ضَيْفي بالفلاةِ فلم أجدْ ... سوى مَنْبِتِ الأطنابِ شَبَّ وَقُودُها وله: والمرءُ كالحالم فِي المنام ... يَقُولُ إنّي مُدْرِكُ أمامي فِي قابلٍ ما فاتَني فِي العام ... والمرءُ يُدْنيه مِنَ الحِمامِ مَرُّ اللّيالي السُّودِ والأيامِ ... إنّ الفَتَى يصحّ للأسقامِ كالغرض المنصوبِ للسِّهامِ ... أخطأ رامٍ وأصابَ رامِ حكى الزُّبَيْر بْن بكّار قال: قَالَ هشام للشعراء: صِفُوا لي إِبلا، قَالَ أَبُو النَّجم: فذهب بي الرَّوِيُّ إلى أنْ قلت: وصارت الشّمس كعين الأحول [2]   [1] في الأغاني 10/ 156 «ضربا» بدل «خنقا» . وفي الشعر والشعراء 2/ 506 اختلف الشطر الثاني من البيت فهو: والحيّ عمّيهم بشرّ طرّا [2] قال ابن قتيبة في «عيون الأخبار 4/ 58» : «أنشد أبو النجم هشام بن عبد الملك أرجوزته التي أوّلها: الحمد للَّه الوهوب المجزل فلم يزل هشام يصفّق بيديه استحسانا لها، حتى إذا بلغ قوله في صفة الشمس: فهي في الأفق كعين الأحول ... صغواء قد كادت ولمّا تفعل أمر بوجء رقبته وإخراجه، وكان هشام أحول» . وقال ابن عبد ربّه الأندلسيّ في العقد الفريد 1/ 318: «وذكروا عن أبي النجم العجليّ أنه أنشد هشاما شعره الّذي يقول فيه: الحمد للَّه الوهوب المجزل وهو من أجود شعره، حتى انتهى إلى قوله: والشمس في الجوّ كعين الأحول وكان هشام أحول، فأغضبه ذلك، فأمر به فطرد، فأمّل أبو النجم رجعته، فكان يأوي إلى المسجد، فأرق هشام ذات ليلة فقال لحاجبه: ابغني رجلا عربيا فصيحا يحدّثني وينشدني، فطلب له ما سأل، فوجد أبا النجم، فأتى به، فلما دخل عليه قال: أين تكون منذ أقصيناك؟ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 445 فغضب هشام- وكان أحْوَل- فَقَالَ: أَخْرِجوا هذا، ثم بعد مدّة أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَلَك أهْلٌ؟ قُلْتُ: نعم، وابنتان، قَالَ: هَلْ زوَّجْتَهُما؟ قُلْتُ: إحداهما، قَالَ: فما أوصَيْتَها؟ قُلْتُ: أوصيت مِنْ بَرَّةَ قلبًا حُرَّا ... بالكلب خيرًا والحَماةِ شَرَّا لا تسأمي خَنْقًا لها وجَرًّا ... والحيُّ عُمِّيهم بشَرّ طُرَّا وإنْ حَبَوُكِ ذَهَبًا ودُرًّا ... حتى يَرَوْا حُلْوَ الحياةِ مُرّا فضحك هشام حتى استلقى وقَالَ: ما هذه، وصيَّةُ يعقوب بَنِيه! قُلْتُ: يا أمير المؤمنين، ولا أَنَا مثل يعقوب عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: فما زِدْتَها؟ قُلْتُ: سبي الحماة وابْهَتِي عليها ... وإنْ دَنَتْ فازدلفي إليها واقرعي بالفهر مرفقيها ... وظاهري اليد بِهِ عَلَيْهَا لا تُخْبِري الدَّهْرَ بِهِ ابنَتَيْها   [ () ] قال: حيث ألقاني رسولك. قال: فمن كان أبا النجم أبا مثواك؟ قال: رجلين، أتغدّى عند أحدهما، وأتعشّى عند الآخر. قال: فما لك من الولد؟ قال: ابنتان قال: أزوّجتهما؟ قال: زوّجت إحداهما. قال: فبم أوصيتها ليلة أهديتها؟ قال: قلت لها: سبّي الحماة وابهتي عليها ... وإن أبت فازدلقي إليها ثم اقرعي بالعود مرفقيها ... وجدّدي الخلف به عليها قال: فهل أوصيتها بعد هذا؟ قال: نعم: أوصيت من برّة قلبا برّا ... بالكلب خيرا والحماة شرا لا تسأمي خنقا لها وجَرًّا ... والحيُّ عُمِّيهم بشَرّ طُرَّا وإنْ كسوك ذهبا ودرّا ... حتى يروا خلو الحياة مرّا قال هشام: ما هكذا أوصى يعقوب ولده، قال أبو النجم: ولا أنا كيعقوب ولا ولدي كولده. قال: فما حال الأخرى؟ قال: هي ظلّامة التي أقول فيها: كأن ظلّامة أخت شيبان ... يتيمة ووالداها حيّان الرأس قمل كلّه وصئبان ... وليس في الرّجل إلا خيطان فهي التي يذعر منها الشيطان قال هشام لحاجبه: ما فعلت بالدنانير التي أمرتك بقبضها؟ قال: هي عندي، وهي خمسمائة دينار. قال له: ادفعها لأبي النجم ليجعلها في رجلي ظلّامة مكان الخيطين» . وراجع في ذلك الأغاني 10/ 155- 157، والشعر والشعراء 2/ 503، ومعاهد التنصيص 1/ 21- 23 وغيره. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 446 وقال: فما فعلت أختها؟ قُلْتُ: دَرَجَت بين أبيات الحيّ ونَفَعَتْنا، قَالَ: فما قُلْتُ فيها؟ قُلْتُ: كأنّ ظَلامَةَ أختَ شَيْبانْ ... يتيمةٌ ووالداها حَيَّانْ الرأسُ قَمْلٌ كُلُّهُ وصِئْبَانْ ... وليس فِي الرِّجْلَيْن إلا خَيْطانْ فهي التي يَذْعر منها الشَّيْطَانْ فَوَصَلني هشامُ بدنانير، وقَالَ: اجْعَلْها فِي رِجْلَيْ ظَلامَة. وهو القائل: أنا أبو النّجم وشعري شعري [1]   [1] وبعده: للَّه درّي ما يجنّ صدري (أمالي المرتضى 1/ 350) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 447 [حرف القاف] 533- القاسم بن عبد الرحمن [2] خ 4 ابن عَبْد اللَّه بْن مسعود الْهُذَلَيُّ، أَبُو عبد الرحمن الفقيه، قاضي الكوفة، وكان ممّن لم يأخذ عَلَى القضاء رِزْقًا [3] ، وهو أخو مَعَن. رَوى عَنْ أبيه، وابن عمر، وجابر بن سمرة، ومسروق، وغيرهم. وعنه الأعمش، وابن أبي ليلى، ومسعر، والمسعودي، وآخرون. وثّقه ابن معين وغيره. قال محارب بن دثار: صحبناه إلى بيت المقدس، ففضلنا بكثرة الصلاة وطول الصمت وبالسخاء [4] . وقال ابن عيينة: قُلْتُ لمِسْعَر: مَن أشدّ مِنْ رأيتَ تَوَقّيًا للحديث؟ قَالَ:   [2] الطبقات الكبرى 6/ 303، الطبقات لخليفة 159، تاريخ خليفة 324 و 334 و 351، التاريخ لابن معين 2/ 481- 159 رقم 710، الثقات للعجلي 386 رقم 1367، المعارف 349، المعرفة والتاريخ 2/ 549- 550 و 584 و 585، الكنى والأسماء 2/ 68، الجرح والتعديل 7/ 112 رقم 647، المراسيل 175- 176 رقم 322، مشاهير علماء الأمصار 106 رقم 803، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 54 رقم 60، تهذيب الكمال 2/ 1111، تحفة الأشراف 13/ 332 رقم 1242، ميزان الاعتدال 3/ 374 رقم 6818، الكاشف 2/ 337 رقم 4586، سير أعلام النبلاء 5/ 195- 196 رقم 73، جامع التحصيل 309- 310 رقم 624، تهذيب التهذيب 8/ 321- 322 رقم 579، خلاصة تذهيب التهذيب 312، أخبار القضاة لوكيع 3/ 91. [3] الثقات للعجلي 386. [4] التاريخ الكبير 7/ 158. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 448 القاسم بن عبد الرحمن. وقال ابن المديني: لم يلق ابن عُمَر. وقَالَ خليفة ابن خيّاط [1] : عزله ابن هُبَيْرَة عَنِ القضاء سنةَ ثلاثٍ ومائة بالحُسَين بْن الحَسَن الْكِنْدِيِّ. قَالَ الأعمش: كنت أجلس إلى القاسم وهو قاضٍ. قَالَ ابن قانع: مات سنة ستّ عشرة ومائة. وقيل: مات سنة اثنتي عشرة. 534- القاسم أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الدمشقي [2] 4 مولى عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن يزيد بْن معاوية، أحد الأعلام، وهو القاسم بْن أَبِي القاسم. رَوى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وفَضَالة بْن عُبَيْد، وأَبِي أُمَامة، ومعاوية بْن أَبِي سُفْيان، وأرسل عَنْ عليّ، وابن مسعود، وتميم الدّاري، وغيره. وعنه يحيى بن الحارث الذماري [3] ، وثور بن يزيد، وعبد الله ابن العلاء بن زبر، ومعاوية بن صالح، وابن جابر، وآخرون. قال ابن سعد [4] : هو مولى أمّ المؤمنين أمّ حبيبة بنت أَبِي سُفْيان، وقيل مولى معاوية، وله حديث كثير، وفي بعض حديث الشاميّين أنه أدرك بدريا.   [1] تاريخ خليفة 334. [2] الطبقات الكبرى 7/ 449- 450، الطبقات لخليفة 311، التاريخ لابن معين 2/ 481، التاريخ الكبير 7/ 159 رقم 712، الثقات للعجلي 388 رقم 1375، المعرفة والتاريخ 2/ 330 و 3/ 389، تاريخ أبي زرعة 1/ 222 و 320 و 500، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 476 رقم 1533، الجرح والتعديل 7/ 113 رقم 649، المراسيل 176 رقم 323، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 54- 55 رقم 61، تهذيب الكمال 2/ 1112، تحفة الأشراف 13/ 333 رقم 1243، ميزان الاعتدال 3/ 373- 374 رقم 6817، المغني في الضعفاء 2/ 519 رقم 4996، دول الإسلام 1/ 78، العبر 1/ 139، سير أعلام النبلاء 5/ 194- 195 رقم 72، الكاشف 2/ 337 رقم 4587، جامع التحصيل 310 رقم 625، تهذيب التهذيب 8/ 322- 324 رقم 581، تقريب التهذيب 2/ 118 رقم 29، خلاصة تذهيب التهذيب 312، شذرات الذهب 1/ 145. [3] في الأصل «الدماري» والتصويب من اللباب 1/ 531 حيث قال: بكسر الذال المعجمة وفتح الميم. [4] الطبقات الكبرى 7/ 449 وانظر التاريخ الكبير 7/ 159. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 449 وذكر البُخَاري فِي تاريخه [1] : أَنَّهُ سَمِعَ عليًّا وابن مسعود، فَوَهِم. وقَالَ ابن مَعِين [2] : ثقة. وقَالَ ابن شابور [3] ، عَنْ يحيى الذِّماري: سَمِعْتُ القاسم أَبَا عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: لقيت مائةً مِنَ الصّحابة. وقَالَ يحيى بْن حمزة، عَنْ عُرْوَة بْن رُوَيْم، عَنِ القاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن قَالَ: قدِم علينا سَلْمان الفارسيّ دمشقَ. [قُلْتُ] [4] : أنكر أَحْمَد بْن حنبل هذا وقَالَ: كيف يكون لَهُ هذا الّلقاء، وهو مولى لخَالِد بْن يزيد بْن معاوية! وقَالَ عَبْد الله بن صالح: ثنا معاوية بن صالح، عَنْ سُلَيْمَان أَبِي الربيع، عَنِ القاسم قَالَ: رأيت النَّاسَ مجتمعين عَلَى شيْخ، فقلت: مَن هذا؟ فقالوا: سهل بْن الحنظليّة. وقَالَ دُحَيْم: كَانَ القاسم مولى جُوَيْرية بنت أَبِي سُفْيان فوُرِثَتْ. وقَالَ صَدَقَةَ بْن خَالِد: ثنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: ما رأيت أحدا أفضل من القاسم أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، كنّا بالقُسْطنطينية، وكان النَّاسَ يُرْزَقون رغيفين رغيفين، فكان يتصدّق برغيف، ويصوم ويُفْطِر عَلَى رغيف [5] . قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: فِي حديث القاسم مناكير ممّا يرويه الثِّقات. وقَالَ يعقوب بْن شَيْبَة: القاسم أَبُو عَبْد الرَّحْمَن منهم مِنْ يُضَعِفُه. وقَالَ أَحْمَد ابن حنبل: حديث القاسم عَنْ أَبِي أُمَامة: «الدِّباغ طَهُور» مُنْكر [6] . قَالَ أَبُو عُبَيْد: تُوُفِّي سنة اثنتي عشرة ومائة.   [1] لم يذكر في تاريخه الكبير أنه سمع عليّا وابن مسعود، بل ذكر فقط أنه سمع أبا أمامة، وروايته التي ينقلها الحافظ الذهبي عن التاريخ الصغير 1/ 220. [2] التاريخ 2/ 481. [3] أي محمد بن شعيب بن شابور الدمشقيّ البيروتي المتوفى سنة 200 هـ. [4] إضافة عن سير أعلام النبلاء 5/ 194 ويقتضيه السياق. [5] التاريخ الكبير 7/ 159. [6] لكن هناك أحاديث صحيحة تقوّي هذا الحديث وتفيد طهارة الجلد المدبوغ، يراجع: نصب الراية 1/ 115- 120. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 450 535- (القاسم بْن عَوْف الشَّيْباني الكوفي) [1] م ق- عَنْ أَبِي بَرزة الأسلمي، وزيد بْن أرقم، وعَبْد اللَّه بْن أوفى. وعَنْه قَتَادةُ، وأيوب السّختياني، وزيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وغيرهم. قَالَ أَبُو حاتم [2] : محلّه الصّدق. قلت: حديثه عن زيد ابن أرقم مضطرّب، توقّف فيه عليّ بْن المَدِيني. 536- القاسم بن مخيمرة [3] م 4 أبو عروة الهمدانيّ الكوفي نزيل دمشق. رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرو، وشُرَيْح بْن هانئ، وعلقمة، وعَبْد اللَّه بْن حُكَيْم [4] . وعَنْه حسّان بْن عطيّة، والحَكَم، وَسَلَمَةُ بْن كُهَيْلٍ، وأَبُو إسحاق السّبيعي، وعُمَر بْن أَبِي زائدة، والأَوزاعيّ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن   [1] الطبقات لخليفة 213، التاريخ الكبير 7/ 166 رقم 739، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 477 رقم 1534، الجرح والتعديل 7/ 114- 115 رقم 659، الثقات لابن حبّان 5/ 305، الكامل في الضعفاء 6/ 2061، تهذيب الكمال 2/ 1113، الكاشف 2/ 337 رقم 4590، المغني في الضعفاء 2/ 520 رقم 5003، ميزان الاعتدال 3/ 376- 377 رقم 6828، تهذيب التهذيب 8/ 326- 327 رقم 587، تقريب التهذيب 2/ 118 رقم 34، خلاصة تذهيب التهذيب 313. [2] الجرح والتعديل 7/ 115. [3] الطبقات الكبرى 6/ 303، الطبقات لخليفة 157 و 311، تاريخ خليفة 325، التاريخ لابن معين 2/ 483، التاريخ الكبير 7/ 167 رقم 743، الثقات للعجلي 387 رقم 1371، المعارف 547، المعرفة والتاريخ 2/ 407، تاريخ أبي زرعة 1/ 355 و 2/ 720- 721، الكنى والأسماء 2/ 30، الجرح والتعديل 7/ 120 رقم 684، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 893، وص 182 رقم 1447، الثقات لابن حبّان 7/ 332، تهذيب الكمال 2/ 1116- 1117، تحفة الأشراف 13/ 336 رقم 1246. العبر 1/ 227، الكاشف 2/ 339 رقم 4602، سير أعلام النبلاء 5/ 201- 204 رقم 77، تهذيب التهذيب 8/ 337- 338 رقم 608، تقريب التهذيب 2/ 120 رقم 55، خلاصة تذهيب التهذيب 314، شذرات الذهب 1/ 144، حلية الأولياء 6/ 79- 85 رقم 331، صفة الصفوة 3/ 95 رقم 416، الكامل في التاريخ 5/ 55، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- من تأليف المحقق- ج 4/ 25- 27 رقم 1217، مسند أبي داود الطيالسي 15 و 168، تذكرة الحفاظ 1/ 122. [4] في طبعة القدسي 4/ 294 «حكم» وهو تصحيف، والتصحيح من تاريخ البخاري وغيره. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 451 عبد العزيز، وآخرون. وثّقه ابن معين [1] وغيره، وكان يؤدّب بالكوفة، وكان من العلماء العاملين. قال يزيد بن أبي مريم: كان القاسم بْن مُخَيْمِرة يتوضّأ مِنَ النهر الَّذِي يخرج من باب الصّغير. قُلْتُ: لعلّه توضّأ منه، وقد أبعد عَنِ البلد وصفًا. قَالَ مُحَمَّد بْن كثير، عَنِ الأَوزاعيّ قَالَ: جلست إلى القاسم بْن مُخَيْمِرة حين احتلمت [2] . وقَالَ ابن أَبِي خَالِد: كنّا فِي كُتّاب القاسم، وكان لا يأخذ منّا. وعَنْ منصور بْن نافع قَالَ: كَانَ القاسم يأمرنا بجهازه للغزو ويقول: لا تُماكِسُوا فِي جهازنا فإنّ النّفقة فِي سبيل اللَّه مضاعَفَة. وَعَنِ القاسم، أَنَّهُ كَانَ لا ينصرف حتى يستأذن الوالي، ويقرأ: وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا 24: 62 [3] الآية [4] . أَبُو مُسْهِرٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ القاسم بْن مُخَيْمِرة قَالَ: دخلت عَلَى عُمَر بْن عَبْد العزيز، فقضى عنّي سبعين دينارًا، وحملني عَلَى بغلةٍ، وفرض لي فِي خمسين، فقلت: أغنيتَني عَنِ التجارة. فسألني عَنْ حديثٍ، فقلت: هنّيني [5] يا أمير المؤمنين، قَالَ سَعِيد: كأنّه كرِه أن يحدّثه عَلَى هذا الوجه [6] . قَالَ: وقَالَ القاسم: ما اجتمع على مائدتي لونان من طعام واحد، ولا أغلقت بابي ولي خلفه هَمٌّ [7] . وعنه قال: كنت أدعو بالموت، فلما   [1] قاله الرازيّ في: الجرح والتعديل 7/ 120. [2] التاريخ الكبير 7/ 197. [3] سورة النور، الآية 62. [4] رواه الأوزاعي قال: كان القاسم يقدم علينا مرابطا متطوّعا (أي في بيروت) فلا ينصرف حتى يستأذن، فكان يتأوّل هذه الآية: وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ 24: 62 (وانظر: حلية الأولياء 6/ 80) . [5] في طبعة القدسي من تاريخ الإسلام 4/ 295 «هبني» وهو خطأ، والتصويب من: حلية الأولياء. [6] حلية الأولياء 6/ 83 وانظر أيضا ص 82 وفيها: هنّيني عطيّتك» . [7] المعرفة والتاريخ 3/ 212، حلية الأولياء 6/ 80. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 452 نزل بي كرِهْتُه [1] قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّي سنة إحدى عشرة ومائة. وقَالَ غير واحد: مات سنة إحدى ومائة، والأوّل هُوَ الصّحيح، والله أعلم. 537- قتادة بن دعامة [2] ع ابن قتادة بن عزيز [3] ، وقيل غير ذَلِكَ فِي نَسَبه، أَبُو الْخَطَّاب السَّدُوسي الْبَصْرِيّ الأعمى الحافظ، أحد الأئمّة الأعلام. رَوى عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَرْجِس، وَأَنَسٍ بْن مالك، وأَبِي الطُّفَيْلِ، وأَبِي رافِع، وأَبِي أيّوب المراغي [4]   [1] حلية الأولياء 6/ 81. [2] دعامة: بكسر الدال المهملة. وترجمته في: الطبقات الكبرى 7/ 229- 231، الطبقات لخليفة 213، تاريخ خليفة 332 و 348، التاريخ لابن معين 2/ 484- 485، التاريخ الكبير 7/ 185- 186 رقم 827، التاريخ الصغير 129، المعارف 462، الثقات للعجلي 389 رقم 1380، المعرفة والتاريخ 2/ 20- 21 و 80- 89 و 140- 141 و 144- 145 و 150- 151 و 257- 258 و 277- 282 و 285- 286 و 633- 634 و 660- 661 و 663- 664 و 3/ 61- 63، البرصان والعرجان للجاحظ 135- 136 و 138 و 284، البيان والتبيين 1/ 242، المحبّر 298 و 475، أحوال الرجال للجوزجانيّ 182 رقم 328، تاريخ أبي زرعة 1/ 151، الكنى والأسماء 1/ 166، المنتخب من ذيل المذيّل 643، الجرح والتعديل 7/ 133- 135 رقم 756، المراسيل 168- 175 رقم 321، ثمار القلوب 90، جمهرة أنساب العرب 318، أخبار القضاة 1/ 3 و 43 و 297 و 330 و 2/ 25 و 28- 29 و 39 و 3/ 128- 129، العيون والحدائق لمجهول 3/ 66، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 702، ربيع الأبرار 4/ 364، طبقات الفقهاء 89، الكامل في التاريخ 5/ 195، اللباب 2/ 109، معجم الأدباء 17/ 9- 10 رقم 4، التذكرة الحمدونية 1/ 180، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 57- 58 رقم 66، وفيات الأعيان 4/ 85- 86 رقم 541، تهذيب الكمال 2/ 1121- 1122، تحفة الأشراف 13/ 338 رقم 1248، المغني في الضعفاء 2/ 522 رقم 5028، ميزان الاعتدال 3/ 385 رقم 6864، دول الإسلام 1/ 81، الكاشف 2/ 341 رقم 4621، سير أعلام النبلاء 5/ 269- 283 رقم 132، تذكرة الحفّاظ 1/ 122- 124 رقم 107، العبر 1/ 146، مرآة الجنان 1/ 251، جامع التحصيل 312- 314 رقم 633، الوفيات لابن قنفذ 115، نكت الهميان 230، البداية والنهاية 9/ 313- 314، غاية النهاية 2/ 25، تهذيب التهذيب 8/ 351- 356 رقم 635، تقريب التهذيب 2/ 123 رقم 81، النجوم الزاهرة 1/ 276، تاريخ الخميس 2/ 356، طبقات الحفّاظ 47، خلاصة تذهيب التهذيب 315، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 43- 44 رقم 415، شذرات الذهب 1/ 153، تاريخ الدارميّ 703. [3] في طبعة القدسي 4/ 295 «عزيز» وهو تحريف. والتصحيح من مصادر ترجمته. [4] في الأصل «الراعي» ، والتصحيح من اللباب 3/ 189 بفتح الميم والراء نسبة إلى قبيلة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 453 وأَبِي الشَّعْثاء، وزُرَارة بْن أَوْفَى، والشَّعْبي، وعَبْد اللَّه بْن شقيق، ومُطَرِّف بْن الشِّخَّير، وسَعِيد بْن المسيّب، وأَبِي العالية، وصَفْوان بْن مُحْرِز، وَمُعَاذَةَ العدوية، وأَبِي عثمان النَّهْدِيِّ، والحَسَن، وخَلْق. وعَنْه سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبة، ومَعْمَر، ومِسْعَر، وشُعْبَة، والأَوزاعيّ، وعَمْرو بْن الحارث الْمَصْريّ، وأبان ابن يزيد، وهمّام، وجرير بْن حازم، وشَيْبَان النَّحْوِيُّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسَعِيد بْن بشير، وأبو عوانة، وخلق كثير. وكان أحَدَ مَنْ يُضْرَب الْمَثَلُ بحِفْظه. قَالَ مَعْمَر: أقام قَتَادةُ عند سَعِيد بْن المسيّب ثمانيةَ أيام، فَقَالَ لَهُ فِي اليوم الثامن [1] : ارتحل يا أعمى، فقد أنزفتني [2] . وقَالَ قَتَادةُ: ما قُلْتُ لمحدِّثٍ قطّ أعِدْ عليّ [3] ، وما سَمِعْتُ أُذُناي شيئًا قطّ إلا وعاه قلبي [4] . وقال محمد ابن سِيرِين: قَتَادةُ أحفظ النَّاسَ [5] . وقَالَ مَعْمَر: سَمِعْتُ قَتَادةُ يَقُولُ: ما فِي القرآن آيةٌ إلا وقد سَمِعْتُ فيها شيئًا. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: قَتَادةُ عالم بالتفسير وباختلاف العلماء، ثم وصفه أَحْمَد بالفِقْه والحِفْظ، وأطنب فِي ذِكْره وقَالَ قلَّما تجد مِنْ يتقدّمه، تُوُفِّي سنة سبع عشرة. وقَالَ همّام: سَمِعْتُ قَتَادةُ يَقُولُ: ما أفتيتُ بشيءٍ مِنْ رأيي منذ عشرين سنة [6] . وقد ذكر سُفْيان الثَّورِي قَتَادةُ مَرَّة فَقَالَ: وكان فِي الدنيا مثل قَتَادةُ [7] . وقَالَ مَعْمَر: قُلْتُ للزُّهْرِيّ: قَتَادةُ أعلم أو مكحول؟ قَالَ: لا، بل قَتَادةُ. وقَالَ أَحْمَد بْن حنبل: كَانَ قَتَادةُ أحفظَ هَل البصرة، لا يسمع شيئا إلّا حفظه،   [ () ] المراغ من الأزد. [1] في طبعة القدسي 4/ 296 «الثالث» وما أثبتناه عن طبقات ابن سعد 7/ 230 وهو يتفق مع السياق. وفي التاريخ الكبير 7/ 186 «كنت عند ابن المسيّب ثلاثة أيام» ... [2] في طبقات ابن سعد «نزفتني» بالفاء. وانظر التاريخ الكبير 7/ 186 ففيه «أنزفتني» . [3] التاريخ الكبير 7/ 186. [4] الجرح والتعديل 7/ 134. [5] الجرح والتعديل 7/ 134. [6] الجرح والتعديل. [7] الجرح والتعديل. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 454 قُرِئت عَلَيْهِ صحيفةُ جَابِر مرَّة واحدةً فحفِظَها [1] . وقَالَ شُعْبَة: نَصَصْتُ عَلَى قَتَادةُ سبعين حديثًا، كلّها يَقُولُ: سَمِعْتُ أنس بْن مالك إلا أربعة. قُلْتُ: قد دلّس قَتَادةُ عَنْ جماعة. وقَالَ شُعْبَة: لا يُعرف لقَتَادةُ سماعُ مِنْ أَبِي رافع. وقَالَ يحيى بْن مَعِين [2] : لم يسمع قَتَادةُ مِنْ سَعِيد بْن جُبَيْر، ولا مِنْ مجاهد. وقَالَ القطّان: لم يسمع مِنْ سُلَيْمَان بْن يَسار. وقَالَ أَحْمَد: لم يسمع مِنْ مُعَاذَة. قُلْتُ: وقد تفّوه قَتَادةُ بشيءٍ مِنَ القَدَر. وقَالَ وَكيع: كَانَ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبة، وهشام الدّسْتوائي وغيرهما يقولون: قَالَ قَتَادةُ: كلُّ شيءٍ بِقَدَرٍ إلا المعاصي. وقَالَ ابن شَوْذَب: ما كَانَ قَتَادةُ يرضى حتى يصيح بِهِ صياحًا، يعني القَدَر. قُلْتُ: وكان قَتَادةُ أيضًا رأسًا فِي العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها. قَالَ أَبُو عَمْرو بْن العلاء: كَانَ قَتَادةُ مِنْ أنسب النَّاسَ [3] . ونقل القِفْطيُّ فِي «تاريخ النُّحاة» قَالَ: كَانَ الرجلان مِنْ بني أُمَّية يختلفان فِي البيت مِنَ الشِّعر، فيُبْرِدان بريدًا إلى العراق، يسأل قَتَادةُ عَنْه [4] . وثَّقه غير واحد. ومات سنة سبع عشرة ومائة، وقيل سنة ثماني عشرة بواسط، وله سبعٌ وخمسون سنة، رحِمه اللَّه. 538- (قيس بْن سعد الْمَكِّيّ الحبشي) [5] م د ن ق- مولى نافع بن   [1] الجرح والتعديل 7/ 135، وانظر الطبقات الكبرى 7/ 229. [2] التاريخ 2/ 484. [3] معجم الأدباء 17/ 10، وفيات الأعيان 4/ 86. [4] انظر معجم الأدباء 17/ 10. [5] الطبقات الكبرى 5/ 483، الطبقات لخليفة 281، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 491، التاريخ الكبير 7/ 154 رقم 689، الثقات للعجلي 393 رقم 1394، المعرفة والتاريخ 1/ 709- 710 و 3/ 368- 369، تاريخ أبي زرعة 1/ 253، الكنى والأسماء 2/ 59، الجرح والتعديل 7/ 99 رقم 562، الثقات لابن حبّان 7/ 328، مشاهير علماء الأمصار 146 رقم 1151، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 62 رقم 76، تهذيب الكمال الجزء: 7 ¦ الصفحة: 455 عَلْقَمَة، أحد الفقهاء. رَوى عَنْ طاوس، ومجاهد، وعطاء، ويزيد بن هرمز. وعنه يزيد بن إبراهيم التّستري، وجرير بن حازم، والحمادان، والربيع بن صبيح، ومعاوية بن عبد الكريم الضال، وآخرون. وكان قد خلف عطاء بمكة في الفتوى وفي مجلسه. ولم تطل أيامه، ولا عمر [1] وثقه أحمد، ومات سنة تسع عشرة. 539- (قيس بن مسلم) [2]- بن عمرو الجدلي الكوفي، أحد الأئمة. روى عَنْ طارق بْن شهاب، وعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى، ومجاهد، وغيرهم. وعنه أيوب بن عائذ [3] ، ومسعر بن كدام، وأبو العميس عتبة بن عبد الله، وأبو حنيفة، وسفيان، وشعبة، وآخرون. وثقه أحمد، وغيره. وقال أبو داود: كان مرجئا [4] . وروى أحمد بن حنبل، عَنْ سُفْيان بْن عُيَيْنَة قَالَ: كانوا يقولون: ما رفع قيس بْن مُسْلِم رأسَه إلى السماء منذ كذا وكذا، تعظيمًا للَّه. 4 قلت: تُوُفِّي عشرين ومائة.   [2] / 1135، ميزان الاعتدال 3/ 397 رقم 6915، الكاشف 2/ 348 رقم 4673، جامع التحصيل 316 رقم 643، تهذيب التهذيب 8/ 397 رقم 701، تقريب التهذيب 2/ 128 رقم 143، خلاصة تذهيب التهذيب 317. [1] الطبقات الكبرى 5/ 483. [2] الطبقات الكبرى 6/ 317، الطبقات لخليفة 160، التاريخ الكبير 7/ 154 رقم 691، التاريخ الصغير 130، المعرفة والتاريخ 1/ 709- 710 و 3/ 368- 369، تاريخ أبي زرعة 1/ 253، الثقات للعجلي 394 رقم 1400، الجرح والتعديل 7/ 103 رقم 588، مشاهير علماء الأمصار 104 رقم 781 وص 166 رقم 1318، تهذيب الكمال 2/ 1138، الكاشف 350 رقم 4687، سير أعلام النبلاء 5/ 164 رقم 59، تهذيب التهذيب 8/ 403- 404 رقم 721، تقريب التهذيب 2/ 130 رقم 162، خلاصة تذهيب التهذيب 318. [3] في الأصل «عائد» بالدال المهملة، والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 90 حيث قال: بتحتانيّة ومعجمة. [4] الثقات للعجلي 394. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 456 [حرف اللام] 540- (لقمان بن عامر الوصّابي) [1] د ن- أبو عامر الحمصي، ويقال فيه الأوصابي. رَوى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وعُتْبَة بْن عَبْد، وأَبِي أُمَامة، وعَبْد اللَّه بْن بُسْر، وكثير بْن مُرّة، وجماعة. رَوى عَنْه عقيل بْن مدرِك، ومُحَمَّد بْن الوليد الزُّبَيْدِيُّ، وعيسى بْن أبي رزين، وفرج بْن فَضَالَةَ، وجماعة. قَالَ أَبُو حاتم [2] : يُكْتَبُ حديثه.   [1] الطبقات لخليفة 313، التاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1068، الثقات للعجلي 399 رقم 1429، المعرفة والتاريخ 2/ 350 و 432، تاريخ أبي زرعة 1/ 392، الجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1034، الثقات لابن حبّان 5/ 345، تهذيب الكمال 2/ 1152، ميزان الاعتدال 3/ 419 رقم 6986، الكاشف 3/ 12 رقم 4756،. المغني في الضعفاء 2/ 535 رقم 5117، تهذيب التهذيب 8/ 455- 456 رقم 827، تقريب التهذيب 2/ 138 رقم 3، خلاصة تذهيب التهذيب 323، والوصابي: بفتح الواو والصّاد المشدّدة. نسبة إلى وصّاب بن سهل.. من حمير. كما في اللباب 3/ 368، وقيل بتخفيف الصاد المهملة، كما في تقريب التهذيب. [2] الجرح والتعديل 7/ 182. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 457 [حرف الميم] 541- محارب بن دثار [1] ع ابن كُرْدوس بْن قِرْواش السَّدُوسي الكوفي الفقيه. ولي قضاءَ الكوفة لخَالِد بْن عَبْد اللَّه القسري. وحدّث عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وعَبْد اللَّه بْن يزيد الخطْمي، والأسود بن يزيد، وغيرهم. وعنه زبيد اليامي، ومسعر، وسفيان، وشعبة، وقيس بن الربيع، وخلق. وكان ثقة ثبتا. وقال سفيان الثوري: ما يخيل إلي أني رأيت أحدا أفضله على محارب بن دثار. وقال ابن سعد [2] : كان من المرجئة الأولى الذين يرجئون عليّا وعثمان   [1] الطبقات الكبرى 6/ 307، الطبقات لخليفة 160- 161، تاريخ خليفة 351 و 361، التاريخ الكبير 8/ 28- 29 رقم 2040، الثقات للعجلي 421 رقم 1539، المعارف 490، المعرفة والتاريخ 674- 675، تاريخ أبي زرعة 2/ 677، الجرح والتعديل 8/ 416- 417 رقم 1899، أخبار القضاة 3/ 10 و 22 و 23 و 35 و 36، مشاهير علماء الأمصار 110 رقم 837، ربيع الأبرار 2/ 132 و 4/ 17، الكامل في التاريخ 5/ 141، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 84 رقم 116، تهذيب الكمال 3/ 1306- 1307، تحفة الأشراف 13/ 353 رقم 1262، ميزان الاعتدال 3/ 441 رقم 7078، الكاشف 3/ 108 رقم 5398، سير أعلام النبلاء 5/ 217- 219 رقم 89، المغني في الضعفاء 2/ 542 رقم 5187، تهذيب التهذيب 10/ 49- 51 رقم 80، تقريب التهذيب 2/ 230 رقم 932، خلاصة تذهيب التهذيب 395. [2] الطبقات الكبرى 6/ 307. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 458 إلى أمر الله، ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا بكفر. وقَالَ ابن مَعِين وأحمد وغيرُهما: ثقه. وقَالَ سُفْيان بْن عُيَيْنَة: رأيت مُحَاربًا يقضي فِي المسجد. ورَوى عَبْد اللَّه بْن إدريس عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رأيت الحَكَم، وحمّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان فِي مجلس حُكْم مُحَارب بْن دِثار، أحدهما عَنْ يمينه والآخر عَنْ شماله. وقَالَ الثَّورِي: استُعْمِل مُحَاربُ عَلَى القضاء، فبكى أهلُه، وعُزل عَنِ القضاء فبكى أهلُه. وقَالَ سعد بْن الصَّلْت: ثنا هارون بْن الْجَهْمُ، ثنا عَبْد الملك بْن عُمَيْر قَالَ: كنت فِي مجلس قضاء مُحَارب، فادّعى رَجُل عَلَى رَجُل فأنكر، فَقَالَ: ألك بَيِّنَة؟ قَالَ: نعم، فلان. قَالَ خصْمه: إنّا للَّه، لئن شهِد عليّ ليشهدنّ بزُورٍ، ولئن سألتَني عَنْه لأُزَكِيَّنه، فلما جاء الشاهد، قَالَ مُحَارب: حدّثنا ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنّ الطَّير لَتَضْرِب بمناقيرها وتقذف ما فِي حواصلها مِنْ هَوْلِ يوم القيامة، وإنّ شاهد الزُّور لا تقارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الأرض حتى يُقْذَفَ بِهِ فِي النار [1] . ثم قَالَ: بِمَ تشهد؟ قَالَ: قد نِسيتُ، أرجعُ فأتذكَّر. تُوُفِّي مُحَارب بْن دِثار سنة ستّ عشرة ومائة.   [1] قال الذهبي في ميزان الاعتدال 4/ 282: هارون بن الجهم بن ثوير. حدّث عنه سعد بن الصّلت بحديث منكر، عن عبد الملك بن عمير. عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.. وذكر بعضه. قال العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 363: هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة، عن عبد الملك بن عمير، يخالف في حديثه، وليس بمشهور بالنقل. ثم ساق الحديث باختلاف ألفاظه عمّا هنا. ثم قال: ليس له من حديث عبد الملك بن عمير أصل، وإنما هذا حديث محمد بن الفرات الكوفي، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، حدّثناه الصائغ، عن شبابة، عن محمد بن الفرات. وقد أخرج ابن ماجة هذا الحديث مختصرا في سننه، رقم 2373 عن ابن عمر مرفوعا، وفي سنده محمد بن الفرات أبو علي الكوفي التميمي الجرمي، وهو ممّن رمي بالكذب والضعف. وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» 4/ 200 ونسبه للطبراني في «المعجم الأوسط» وقال: وفيه من لا أعرفه. وذكره الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» 4/ 98، والقاضي وكيع في «أخبار القضاة» 3/ 34، والحافظ الصوري في «الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيين» المنتخبة على أبي عبد الله العلويّ، مخطوط الظاهرية ضمن مجموع، ورقة 128 ب، وهو بتحقيقنا يصدر قريبا إن شاء الله. والمستغرب أن الحاكم صحّح الحديث في مستدركه، ووافقه الحافظ الذهبي في مختصره الجزء: 7 ¦ الصفحة: 459 542- (محفوظ بْن عَلْقَمَة الحضْرَمِيّ الحمصي [1] ، أَبُو جُنادة) د ق- رَوى عَنْ أَبِيهِ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ، وغيرهما، وأرسل عَنْ سَلْمان الفارسيّ، وغيره. رَوى عَنْه أخوه نصر بْن عَلْقَمَة، والوضين بْن عطاء، وثور بْن يزيد، ومُحَمَّد بْن راشد. وثَّقه دُحَيْم، وابن مَعِين. 543- (مُحِلُّ بْن خليفة الطّائي الكوفي) [2] خ د ن ق- عَنْ جدّه عَدِيّ بْن حاتم، وأَبِي السَّمح خادم النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ. وعَنْه سعد أَبُو مجاهد الطّائي، وأَبُو الزَّعْراء يحيى بْن الوليد الطّائي، وشُعْبَة، وسُفْيان، وغيرهم. وثّقه ابن مَعِين. 544- (مُحَمَّد بْن إبْرَاهِيم بْن الحارث التَّيْمي القرشيّ) [3] ع- أبو عبد الله المدني، وكان جدُّه الحارث بْن صَخْر مِنَ المهاجرين، وهو ابن عمّ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق. رَوى عَنْ أسامة بْن زيد، وأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، وجابر بن عبد الله،   [ () ] للمستدرك المذكور، مع أنه أنكر الحديث في ميزانه، ونقل تضعيف الإمام أحمد وأبي داود لمحمد بن الفرات. وانظر الضعفاء الصغير للبخاريّ 276 رقم 339 والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 533 (مكرر) ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 153 رقم 476، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2148- 2150 وفيه نصّ على إنكار الحديث. [1] التاريخ الكبير 8/ 58 رقم 2137، تاريخ أبي زرعة 2/ 712- 713، الجرح والتعديل 8/ 422 رقم 1921، مشاهير علماء الأمصار 182 رقم 1441، تهذيب الكمال 3/ 1309، الكاشف 3/ 110 رقم 5413، تهذيب التهذيب 10/ 59 رقم 97، تقريب التهذيب 2/ 232 رقم 950، خلاصة تذهيب التهذيب 395. [2] التاريخ الكبير 8/ 20 رقم 2003، المعرفة والتاريخ 2/ 657، الجرح والتعديل 8/ 413 رقم 1884، تهذيب الكمال 3/ 1309، ميزان الاعتدال 3/ 445 رقم 7095، الكاشف 3/ 110 رقم 5414، تهذيب التهذيب 10/ 60 رقم 98، تقريب التهذيب 2/ 232 رقم 951، خلاصة تذهيب التهذيب 370. [3] الطبقات لخليفة 256، تاريخ خليفة 352، التاريخ الكبير 1/ 22- 23 رقم 17، الثقات للعجلي 400 رقم 1432، المعرفة والتاريخ 2/ 466- 467 و 476- 477، تاريخ أبي زرعة 2/ 720، الجرح والتعديل 7/ 184 رقم 1042، المراسيل 188 رقم 344، الضعفاء الكبير 4/ 20- 21 رقم 1574، الثقات لابن حبّان 5/ 381، مشاهير علماء الأمصار 78 رقم 560، الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2143، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 76- 77 رقم 4، تهذيب الكمال 3/ 1156- 1157، المغني في الضعفاء 2/ 544 رقم 5203، ميزان الاعتدال 3/ 445 رقم 7097، سير أعلام النبلاء 5/ 294- 296 رقم 140، الكاشف 3/ 14 رقم 4764، جامع التحصيل 320- 321 رقم 664، تهذيب التهذيب 9/ 5- 7 رقم 8، تقريب التهذيب 2/ 140 رقم 4، خلاصة تذهيب التهذيب 324، شذرات الذهب 1/ 157. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 460 وعلقمة بْن وقّاص، وعيسى بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه، وطائفة مِنْ قُدَماء التّابعين، ورأى سعد بْن أَبِي وقّاص، وغيره. وكان أحدَ الفقهاء الثّقات. ورَوى عَنْه يحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، وهشام بْن عُرْوَة، وابنه مُوسَى بْن مُحَمَّد، ويزيد بْن عَبْد اللَّه بْن الهاد، ويحيى بْن أبي كثير، وأبو عمرو الأَوزاعيّ، وابن إسحاق، وآخرون. وكان عريف بني تميم، تُوُفِّي سنة عشرين ومائة، وقيل سنة تسع عشرة ومائة. 545- (مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزُّبَيْر بْن العوَّام) [1] الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيّ. عَنْ عمّه عُرْوَة، وابن عمّه عبّاد بْن بد اللَّه. وعَنْه عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر، وابن جريج، والوليد بن كثير، وابن إسحاق، وغيرهم. وهو معدود فِي الفقهاء، وثَّقه النّسائي، وَتُوُفِّيَ شابًا، وكان أَبُوهُ ممّن طال عمره، وبقى إلى خلافة سُلَيْمَان ابن عَبْد الملك. 546- (مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن المسيّب) [2] المخزومي الْمَدَنِيّ. عَنْ أَبِيهِ. وعَنْه ابناه عمران، وطلحة، ويحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، وابن إِسْحَاق. 547- (مُحَمَّد بْن سهل بْن أَبِي حَثْمَة الأَوْسي الأنصَارِيّ) [3] رَوى عَنْ أَبِيهِ ورافع بْن خُدَيْج، ومُحيّصَة بْن مسعود. وعنه بريد بن أبي حبيب، وحجاج بن أرطأة. 548- (محمد بن عبيد الله بن سعيد) [4] خ م د ت س [5]- أبو عون الثقفي   [1] الطبقات لخليفة 260، التاريخ الكبير 1/ 54- 56 رقم 114، الجرح والتعديل 7/ 221 رقم 1221، تهذيب الكمال 3/ 1182، الكاشف 3/ 25 رقم 4838، تهذيب التهذيب 9/ 93 رقم 124، تقريب التهذيب 2/ 150 رقم 103، خلاصة تذهيب التهذيب 330. [2] التاريخ الكبير 1/ 92 رقم 254، الجرح والتعديل 7/ 262 رقم 1434، تهذيب الكمال 3/ 1203، تهذيب التهذيب 9/ 189- 190 رقم 284، تقريب التهذيب 2/ 165 رقم 254، خلاصة تذهيب التهذيب 338. [3] التاريخ الكبير 1/ 107- 108 رقم 306، الجرح والتعديل 7/ 277 رقم 1501. [4] التاريخ الكبير 1/ 170- 171 رقم 511، الثقات للعجلي 409 رقم 1481، المعرفة والتاريخ 2/ 274 و 751 و 3/ 100 و 255، تاريخ أبي زرعة 1/ 647، الجرح والتعديل 8/ 1 رقم 2، تهذيب الكمال 3/ 1237، الكاشف 3/ 65 رقم 5102، تهذيب التهذيب 9/ 322 رقم 532، تقريب التهذيب 2/ 187 رقم 492. [5] في طبعة القدسي 4/ 299 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 461 الكوفي الأعور. روى عن جابر بن سمرة، وابن الزبير، والقاضي شُرَيْح، ووَرَّاد كاتب المُغيرة، وأَبِي صالح الحنفي عَبْد الرَّحْمَن. وعَنْه الْعَبَّاس بْن ذَرِيح [1] وابن سوقة، ومسعر، وسفيان، وشُعْبَة. قَالَ أَبُو أسامة، عَنْ أبي جناب قَالَ: حدّثني أَبُو عَوْن الثقفي قَالَ: كنت أقرأ عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السَّلَميّ. قَالَ خليفة [2] : مات أَبُو عَوْن سنة عشرين ومائة. وثّقه ابن مَعِين [3] وأَبُو زُرْعة. 549- مُحَمَّدُ بْن عَليّ بْن الحسين [4] ع ابن عَلَى بْن أَبِي طَالِب الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ، أَبُو جعفر الباقر سيّد بني   [1] في الأصل «ذريج» وهو تحريف، والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 396 حيث قال: بفتح المعجمة وكسر الراء وآخره مهملة. [2] تاريخ خليفة 358. [3] التاريخ 2/ 529. [4] الطبقات الكبرى 5/ 320- 324، نسب قريش 59- 60، الطبقات لخليفة 255، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 531، التاريخ الكبير 1/ 183 رقم 564، التاريخ الصغير 127، الثقات للعجلي 410 رقم 1486، المعارف 175، المعرفة والتاريخ 1/ 360 و 2/ 9- 10، تاريخ اليعقوبي 2/ 320- 321، تاريخ أبي زرعة 1/ 294- 295، الكنى والأسماء 1/ 134، المنتخب من ذيل المذيّل 641، تاريخ الرسل والملوك 7/ 181 و 208 و 569، حلية الأولياء 3/ 180- 192 رقم 235، الجرح والتعديل 8/ 26 رقم 117، المراسيل 185- 186 رقم 340، مشاهير علماء الأمصار 62 رقم 420، العيون والحدائق 3/ 97 و 230، طبقات الفقهاء 64، ثمار القلوب 283، ربيع الأبرار 4/ 328، جمهرة أنساب العرب 59- 61، رجال الطوسي 102، الكامل في التاريخ 5/ 62 و 180، صفة الصفوة 2/ 108- 112 رقم 171، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 87- 88 رقم 18، تهذيب الكمال 3/ 1245- 1245، تحفة الأشراف 13/ 361 رقم 1275، تذكرة الحفّاظ 1/ 124- 125 رقم 109، الكاشف 3/ 71 رقم 5142، العبر 1/ 142 و 148، سير أعلام النبلاء 4/ 401- 409 رقم 158، دول الإسلام 1/ 79، التذكرة الحمدونية 1/ 109 و 115 و 268 و 387 و 2/ 176 و 273، خلاصة الذهب المسبوك 40، البداية والنهاية 9/ 309- 312، مرآة الجنان 1/ 247- 248، الوافي بالوفيات 4/ 102- 103 رقم 1583، جامع التحصيل 327- 328 رقم 700، جامع الترمذي 1/ 287، الوفيات لابن قنفذ 110- 111 رقم 114، وفيات الأعيان 3/ 314، تهذيب التهذيب 9/ 350- 352 رقم 580، تقريب التهذيب 2/ 192 رقم 542، النكت الظراف 13/ 362، طبقات الحفّاظ للسيوطي 49، خلاصة تذهيب التهذيب 352، تاريخ الخميس 2/ 356، مروج الذهب 3/ 232، الأئمة الاثنا عشر 81، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 198- 199 رقم 537، شذرات الذهب 1/ 149، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1/ 315. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 462 هاشم فِي زمانه. رَوى عَنْ جدَّيْه الحَسَن، والحُسَين، وعَائِشَة، وأمّ سَلَمَةَ، وابن عَبَّاس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن جعفر، وأبيه، وسعيد بن المسيب، وطائفة. وعنه ابنه جعفر الصادق، وعمرو بن دينار، والأعمش، وربيعة الرأي، وابن جريج، والأوزاعي، ومرة بن خالد، ومخول [1] بن راشد، وحرب بن سريج، والقاسم ابن الفضل. الحراني، وآخرون. قال أحمد بن البرقي: مولده سنة ست وخمسين. قُلْتُ: فَعَلِيٌّ هذا لم يسمع مِنْ عَائِشَةَ، ولا مِنْ جَدَّيْه، مَعَ أنّ روايته عَنْ جدّه الحَسَن بخطّه، وعَنْ عَائِشَةَ، فِي سُنَن النّسائي، فهي مُنقطعه، وروايته عَنْ سَمُرَة عند أَبِي دَاوُد. وكان أحد مِنْ جمع العلم، والفِقْه، والشَرَف، والديانة، والثّقة، والسُّؤْدُد، وكان يَصْلُح للخلافة، وهو أحد الاثَنْي عشر الذين تعتقد الرّافضةُ عِصْمَتَهُم، ولا عصمة إلا لنبيّ، لأنّ النّبيّ إذا أخطأ لا يُقَرّ عَلَى الزَّلَّة، بل يعاتب بالوحي عَلَى هفوةٍ إنْ ندر وُقُوعُها منه، ويتوب إلى اللَّه تعالى، كما جاء فِي سجدة (ص) [2] أنّها توبة نبيُّ [3] ، وأما قولهم الباقر، فهو مِنْ بقر الْعِلْمَ أي شَقَّة فعرف أصله وخَفِيِّه. قَالَ ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة: سَأَلت أَبَا جَعْفَر وابنه جَعْفَر الصّادق، عَنْ أَبِي بَكْر، وعُمَر، فقالا لي: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هُدًى [4] . هذه حكاية مليحة، لأنّ راوِيَيْها سالمُ وابنُ فُضَيْل، من أعيان الشّيعة، لكنّ شيعةَ زمانِنا عثَّرَهُم اللَّهُ ينالون مِنَ الشّيخَيْن، يحملون هذا القول مِنَ الباقر والصّادق رحِمَهُما اللَّه عَلَى التَّقِيَّةِ. قَالَ إسحاق الأزرق، عَنْ بسّام الصَّيْرَفي: سَأَلت أَبَا جَعْفَر، عَنْ أَبِي بَكْر، وعمر، فقال: والله إنّي   [1] مهمل في الأصل، والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 236 وقال: بوزن محمد. [2] هي السورة رقم 38. [3] يشير إلى الآية رقم 24. [4] الطبقات الكبرى 5/ 321. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 463 لأتَوَلاهما وأستغفر لهما، وما أدركتُ أحدًا مِنْ أهل بيتي إلا وهو يتولاهما [1] . وعَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل قَالَ: كنت أَنَا وأَبُو جَعْفَر نختلف إلى جَابِر، نكتب عَنْه فِي ألواح. ورَوى أن أَبَا جَعْفَر كَانَ يصلّي فِي اليوم والليلة مائة وخمسين ركعةً، وقد عدّه النّسائي وغيره فِي فُقَهاء التّابعين بالمدينة. قَالَ لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم: دخلت عَلَى أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن عليّ وهو يبكي ويذكر ذنوبَه. تُوُفِّي أَبُو جَعْفَر سنة أربع عشرة ومائة، قاله أَبُو نُعَيم، ومُصْعَب الزُّبَيْرِيّ [2] ، وسَعِيد بْن عُفَيْر. وقيل: سنة سبع عشرة ومائة. وله إخوة أشراف: زَيْد الَّذِي صُلِب، وعُمَر، وحُسَين، وعَبْد اللَّه بنو زَيْن العابدين، رحمه اللَّه عليهم. 550- (مُحَمَّد بْن عمرو بن عطاء القرشيّ) [3] ع- العامري، أبو عبد الله. عَنْ أَبِي حُمَيْد السّاعدِي، فِي عشرة مِنَ الصّحابة، فِي وصف صلاة النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عَبَّاس، وأَبِي قَتَادةُ، وعَنْ سَعِيد بْن المسيّب، وغيرهم. وعَنْه مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حلحلة، وعمرو بن يحيى المازني، والوليد بْن كثير، وابن عَجْلان، وعَبْد الحميد بْن جَعْفَر، وابن إسحاق، وابن أَبِي ذئب، وآخرون. قَالَ ابن سعد: كانت لَهُ هيئة ومروءة، كانوا يتحدّثون أَنَّهُ تُفْضي الخلافَة أليه لهيبته وعقله وكماله، لقي ابن عَبَّاس وغيره، وكان ثقةً لَهُ أحاديث. تُوُفِّي فِي آخر خلافة هشام بْن عَبْد الملك.   [1] الطبقات الكبرى 5/ 321. [2] نسب قريش 59. [3] الطبقات لخليفة 263، تاريخ خليفة 362، التاريخ لابن معين 2/ 533، التاريخ الكبير 1/ 189 رقم 577، المعرفة والتاريخ 2/ 477، تاريخ أبي زرعة 1/ 524 و 636، الجرح والتعديل 8/ 29 رقم 131، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 527، تهذيب الكمال 3/ 1252، الكاشف 3/ 74- 75 رقم 5168، تهذيب التهذيب 9/ 373- 375 رقم 616، تقريب التهذيب 2/ 196 رقم 582، خلاصة تذهيب التهذيب 345. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 464 551- (محمد بن قيس بن مخرمة) [1] م ت س [2]- بْن المطَّلب بْن عَبْد مَنَاف المُطَّلبي الحجازي. عَنْ عَائِشَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ. وعَنْه ابنه حُكَيْم، وعُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَيْصن، وابن عَجْلان، وابن إسحاق، وغيرهم. وثَّقه أَبُو دَاوُد. 552- (مُحَمَّد بْن كعب القُرَظي) [3] ع- مُخْتَلَفٌ فِي وفاته، وقد مرّ فِي الطبقة الماضية. وقد قَالَ الواقديّ، وخليفة، والفلاس: إنه توفي سنة سبع عشرة. قَالَ الواقدي: عاش ثمانيًا وسبعين سنة، وكان ممّن جمع بين العِلْم والعمل. 553- (مُحَمَّد بْن أَبِي المجالد) [4] خ- د س [5] ق- روى عن مولاه   [1] تاريخ خليفة 323، التاريخ لابن معين 2/ 535، التاريخ الكبير 1/ 211- 212 رقم 665، الثقات للعجلي 411 رقم 1492، المعرفة والتاريخ 3/ 75، الجرح والتعديل 8/ 63 رقم 280، تهذيب الكمال 3/ 1261، تحفة الأشراف 13/ 365 رقم 1278، ميزان الاعتدال 4/ 16 رقم 8093، الكاشف 3/ 81 رقم 5207، جامع التحصيل 329 رقم 705، تهذيب التهذيب 9/ 412 رقم 674، تقريب التهذيب 2/ 202 رقم 644، خلاصة تذهيب التهذيب 356. [2] في الأصل «ق» بدل «س» ، وفي طبعة القدسي «ن» بدل «س» وقال: التصويب من خلاصة التذهيب. والصحيح «س» كما في الخلاصة والميزان والكاشف والتهذيب والتقريب. [3] الطبقات لخليفة 263، التاريخ لابن معين 2/ 536، تاريخ خليفة 348، التاريخ الكبير 1/ 216- 217 رقم 679، الثقات للعجلي 411 رقم 1495، المعارف 458- 459 و 486، المعرفة والتاريخ 1/ 563- 565، تاريخ أبي زرعة 1/ 245 الجرح والتعديل 8/ 67 رقم 303، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 436، الثقات لابن حبّان 5/ 351، حلية الأولياء 3/ 212- 221 رقم 238، صفة الصفوة 2/ 132- 133 رقم 176، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 90 رقم 23، تهذيب الكمال 3/ 1262- 1263، تحفة الأشراف 13/ 366 رقم 1279، الكاشف 3/ 81 رقم 5214، سير أعلام النبلاء 5/ 65- 68 رقم 23، البداية والنهاية 9/ 257، جامع التحصيل 329 رقم 707، تهذيب التهذيب 9/ 420- 422 رقم 689، تقريب التهذيب 2/ 203 رقم 659، خلاصة تذهيب التهذيب 357، شذرات الذهب 1/ 136. [4] قيل في اسمه «عبد الله» أيضا، فالذي ترجم له باسم محمد: البخاري في التاريخ 1/ 231 رقم 725، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/ 106- 107 رقم 458 والمزّي في تهذيب الكمال 3/ 1265 وترجم له الذهبي باسم «عبد الله» في الكاشف 2/ 110 رقم 2980 وابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 388- 389 رقم 660، وتقريب التهذيب 1/ 445 رقم 585، والخزرجي في خلاصة تذهيب التهذيب 212. [5] في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 465 عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ. وعَنْه أَبُو إسحاق السّبيعي، وشُعْبَة، والحَسَن بْن عمارة، وغيرهم. وكان ثقة. 554- (مروان الأصغر) [1] خ م د ت- أبو خلف البصري. عن ابن عمر، وأنس ابن مالك، ومسروق، وأَبِي وائل، وغيرهم. وعَنْه خَالِد الحذّاء، وعَوْف، وشُعْبَة. وجماعة. 555- (مروان أَبُو لُبابة الورّاق) [2] ت س [3]- بَصْرِيّ، ثقة. سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ. وعَنْه هشام بْن حسّان، وحمّاد بْن زيد. يقع حديثه عالية فِي الصّيام لأبي يوسف القاضي. 556- (مُسْلِم بْن مخراق) [4] م د ن- أبو الأسود والد سوادة العبدي الْبَصْرِيّ القطان. عَن ابن عَبَّاس، ومعقل بْن يسار، وأبي بكرة الثقفي، وأسماء بِنْت أَبِي بَكْر. وعنه ابن عون، وشعبة، وابنه سوادة، والقاسم بْن الفضل الحداني. وثّقه النّسائيّ.   [1] ورد الأصغر، بالغين المعجمة، والأصفر، بالفاء. انظر: الطبقات لخليفة 213، والتاريخ الكبير 7/ 369 رقم 1581، والجرح والتعديل 8/ 271 رقم 1239، تهذيب الكمال 3/ 1317- 1318، الكاشف 3/ 117 رقم 5468، تهذيب التهذيب 10/ 98- 99 رقم 178، تقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1027، خلاصة تذهيب التهذيب 373. [2] التاريخ الكبير 7/ 372 رقم 1593، الجرح والتعديل 8/ 272 رقم 1242، تهذيب الكمال 3/ 1318، الكاشف 3/ 117 رقم 5469، تهذيب التهذيب 10/ 98- 99 رقم 178، تقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1028، خلاصة تذهيب التهذيب 373. [3] في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة. [4] وهو الّذي يقال له «القرّي» أيضا، ويقال غير ذلك انظر: التاريخ لابن معين 2/ 563، التاريخ الكبير 7/ 271 رقم 1146 و 1147، الجرح والتعديل 8/ 194 رقم 848، الثقات للعجلي 428 رقم 1571 و 1572، الثقات لابن حبّان 7/ 447، تهذيب الكمال 3/ 1327، الكاشف 3/ 125 رقم 5525، تهذيب التهذيب 10/ 136- 137 رقم 249، تقريب التهذيب 2/ 246 رقم 1099، خلاصة تذهيب التهذيب 376. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 466 557- (مسلم بن ينّاق الخزاعي مولاهم الكوفي) [1] م س [2]- عَن ابن عَبَّاس، وابن عُمَر. وعنه إِبْرَاهِيم بْن نَافِع الْمَكِّيّ، وحاتم بْن أَبِي صغيرة وشعبة. وثق وهو والد الْحَسَن. 558- (مُسْلِم البطين) [3] ع- أبو عبد الله الكوفي. عَن إِبْرَاهِيم التيمي، وعلي ابن الْحُسَيْن، وسعيد بْن جُبَيْر، ومجاهد، وغيرهم. وعنه مخول بْن راشد، وابن عون، والأعمش، وعبد الرَّحْمَن المسعودي، وآخرون. وثقه أَحْمَد وغيره. 559- (مَسْلَمةُ بْن عَبْد الله بن ربعي) [4] د س [5] ق- الجهنيّ الدمشقيّ الدّاراني. رَوى عن عمّه أَبِي مشجعة، خَالِد بْن اللَّجلاج [6] ، وعُمَر بْن عَبْد العزيز، وغيرهم. وعَنْه مُحَمَّد بْن عَبْد الشّيعي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة [7] الْعُقَيْليُّ، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز، وغيرهم. وما علمت فيه جرحا.   [1] الطبقات لخليفة 281، التاريخ لابن معين 2/ 564- 565، التاريخ الكبير 7/ 277 رقم 1171، المعرفة والتاريخ 1/ 436 و 2/ 103، الجرح والتعديل 8/ 198 رقم 867، تهذيب الكمال 3/ 1329، الكاشف 3/ 127 رقم 5534، تهذيب التهذيب 10/ 142 رقم 263، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1113، خلاصة تذهيب التهذيب 371. [2] في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر ترجمته. [3] هو: مسلم بن عمران، ويقال ابن أبي عمران. وترجمته في: التاريخ الكبير 7/ 268- 269 رقم 1135، المعرفة والتاريخ 2/ 547- 548، الكنى والأسماء 2/ 6، الجرح والتعديل 8/ 191 رقم 840، تهذيب الكمال 3/ 1326- 1327، الكاشف 3/ 125 رقم 5520، تهذيب التهذيب 10/ 134 رقم 244، تقريب التهذيب 2/ 246 رقم 1094، خلاصة تذهيب التهذيب 376، أنساب الأشراف 1/ 286. [4] التاريخ الكبير 7/ 388 رقم 1686، تاريخ أبي زرعة 1/ 57 و 360، الجرح والتعديل 8/ 269 رقم 1226، تهذيب الكمال 3/ 1329، الكاشف 3/ 127 رقم 5536، تهذيب التهذيب 10/ 143- 144 رقم 275، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1122، خلاصة تذهيب التهذيب 377. [5] في طبعة القدسي 4/ 302 «ن» بدل «س» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. [6] مهمل في الأصل، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 218. [7] علاثة: بضمّ أوله، كما في المشتبه 1/ 478. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 467 560- مسلمة بن عبد الملك [1] د ابن مروان بْن الحَكَم الأمير أَبُو سَعِيد، وأبو الأصبغ الأموي. ويسمّى الجرادة الصّفراء. سَمِعَ عُمَر بْن عَبْد العزيز. رَوى عَنْه معاوية بْن صالح، ويحيى بْن يحيى الغسّاني، وجماعة. وله دار بدمشق. ولي غزْوَ القسطنطينية لأخيه سُلَيْمَان، وغزا الرومَ مرّات، وكان بطلا شجاعًا مهيبًا، لَهُ آثار حميدة فِي الحروب، وقد ولي لأخيه يزيد بْن عَبْد الملك إمرةَ العراقَيْن، ثم عُزِل، وولي أرمينية حِفْظًا لذلك الثغر. وأول ما ولي غزوَ الروم فِي آخر دولة أَبِيهِ، فافتتح ثلاثةَ حصون. وفي سنة تسعٍ وثمانين غزا عَمُّورِية، والتقى المشركين فهزمهم. وفي   [1] تاريخ خليفة 301- 303 و 305- 307 و 312- 316 و 319- 320 و 325- 328 و 332- 334 و 337- 341 و 343- 345 و 350- 352 و 361، التاريخ الكبير 7/ 387 رقم 1683 دون ترجمة، المحبّر 26 و 445 و 482، الأخبار الطوال 325 و 332 و 334، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 219) ، المعارف 359- 360 و 364- 365 و 556 و 571، نسب قريش 165 و 202 و 305، المعرفة والتاريخ 1/ 579 و 585 و 600 و 2/ 51 و 101 و 226، الأخبار الموفقيّات 49 و 50 و 199 و 121، تاريخ أبي زرعة 1/ 337 و 623، فتوح البلدان 176 و 178 و 190 و 198 و 243 و 244، أنساب الأشراف ق 3 (د. الدوري) 104 و 169 و 183، ق 4/ (د. عباس) 608، ج 5/ 112 و 161 و 162 و 181 و 182 و 307، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 151) ، الأمالي للقالي 1/ 14 و 3/ 220، ذيل الأمالي 27، الجرح والتعديل 8/ 266 رقم 1214، تاريخ الرسل والملوك (انظر فهرس الأعلام) 10/ 415، تاريخ اليعقوبي 2/ 317- 318، الفرج بعد الشدّة 1/ 245 و 339 و 350 و 353 و 2/ 29- 30 و 164 و 165 و 167، ربيع الأبرار 4/ 206 و 290 و 326 و 371، العيون والحدائق 3 (انظر فهرس الأعلام) ص 605، جمهرة أنساب العرب 89 و 103- 105 و 109 و 116 و 145 و 444، ثمار القلوب 15، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 343- 344، التذكرة الحمدونية 1/ 147- 149 و 253 و 2/ 72 و 101 و 102 و 133 و 188 و 273 و 418 و 419 و 480، تهذيب الكمال 3/ 1329، وفيات الأعيان 6/ 303- 307، نهاية الأرب للنويري 21/ 421، الكاشف 3/ 127 رقم 5537، دول الإسلام 1/ 83، سير أعلام النبلاء 5/ 241- 242 رقم 103، مرآة الجنان 1/ 257، البداية والنهاية 9/ 328- 329، تهذيب التهذيب 10/ 144 رقم 276، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1123، النجوم الزاهرة 1/ 285، معجم بني أميّة 164- 165 رقم 344، وهو في تاريخ دمشق (مخطوط الظاهريّة) 16/ 222 ب- 226 ب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 468 سنة تسعين، افتتح خمسة حصون. وفي سنة إحدى عُزِل مُحَمَّد بْن مروان عَنْ أرمينية، وأَذْرَبَيْجان بمَسْلَمةُ، فغزا عامئِذٍ التُّرْكُ حتى بلغ البابَ، مِنْ قِبَل بحر أَذْرَبَيْجان، فافتتح مدائنَ وحصونًا، ودان لَهُ مِنْ وراء الباب، ثم افتتح سندرة، ثمّ حجّ بالنّاس، ثم افتتح بعد ذَلِكَ فتحًا كبيرًا، وشهد غير مَصَافّ. قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: أَنْبَأَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ [1] اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَتُفْتَحَنَّ القُسْطَنْطِينيَّةُ، ولَنِعْم الأميرُ أميرُها» [2] قَالَ: فَدَعَانِي مُسْلِمَةُ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَغَزَاهُمْ. رَوَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ زَيْدٍ، وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَآخِرُ عَنْ زَيْدٍ فَقَالَ: الْخَثْعَمِيُّ، بَدَلَ الْغَنَوِيِّ. قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَسَارَ مُسْلِمَةُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي طَلَبِ التُّرْكِ، وَذَلِكَ فِي شِدَّةِ الثَّلْجِ وَالْمَطَرِ، حَتَّى جَاوَزَ الْبَابَ، وَخَلَّفَ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو الطَّائِيَّ فِي بُنْيَانِ الْبَابِ وَتَحْصِينِهِ، فَافْتَتَحَ عِدَّةَ حُصُونٍ، فَحَرَقَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنفُسَهُمْ فِي مَدَائِنِهِمْ عِنْدَ الْغَلَبَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَمِائَةٍ غَزَا مَسْلَمةُ التُّرْكَ وَالسِّنْدَ. وقَالَ ابن عُيَيْنَة: ثنا أَبِي: سَمِعْتُ مَسْلَمةُ بْن عَبْد الملك يَقُولُ: لو رأيتَني أَنَا وعُمَر بْن عَبْد العزيز ننتهي إلى الزَّرْعَ فيُقْحِمُ عُمَر فَرَسَه، وأكُفُّ فَرَسِي. وسمعت مَسْلَمةُ يَقُولُ: إن أقلّ النَّاسَ همًّا فِي الدنيا، أقلّهم همّا فِي الآخرة. قَالَ أَبُو الحَسَن المدائني: قَالَ مَسْلَمةُ لنَصِيب: سلْني! قَالَ: لا: فإنّ كفَّكَ بالجزيل أكثر مِنْ مسألتي باللّسان. فأعطاه ألفَ دينار. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: أوصى مَسْلَمةُ بثُلُثِ ماله لطّلاب الأدب، وقَالَ: إنّها صناعة مَجْفُوُّ أهلُها. قَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار للوليد بن يزيد، يرثي عمّه مسلمة:   [1] في طبعة القدسي 4/ 302 «عبيد» ، والتصحيح من مسند أحمد، وتقريب التهذيب 1/ 404. [2] مسند أحمد 4/ 335 وله بقية: «لنعم الجيش ذلك الجيش» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 469 أقول وما الْبُعْدُ إلا الردَّى ... أَمَسْلَمُ لا تَبْعَدَنْ مَسْلَمة فقد كنتَ نُورًا لنا فِي البلادِ ... مُضِيئًا فقد أصْبَحَتْ مُظْلِمَة [1] ونَكْتُمُ موتَكَ نخشَى اليقين ... فأبدى اليقينُ عَنِ الْجُمْجُمَهْ تُوُفِّي مَسْلَمةُ سنة عشرين ومائة. قاله خليفة [2] . وقَالَ ابن عائذ: سنة إحدى. 561- (مِشْرَح [3] بْن هاعان) [4] د ت ق- أبو المصعب المعافري [5] المصري. عَنْ عُقبة بْن عامر، وغيره. وعَنْه بَكْر بْن عُمَر، وعَبْد اللَّه بْن المغيرة، واللَّيْث ابن سعد، وابن لهيعة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين. وقد ليَّنَه ابن حِبّان فَقَالَ: لَهُ مناكير. وقَالَ ابن يونس: تُوُفِّي قريبًا مِنْ عشرين، وكان على المنجيق الَّذِي رمى بِهِ الكعبة. 562- (مُصْعَب بْن شَيْبة) [6] م 4- بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي المكّي القرشي العبدري. عَن صفيّة بنت شَيْبة عمّه أَبِيهِ، وطَلْق بْن حبيب. وعَنْه ابنه زُرَارة وزكريّا بْن أَبِي زائدة، وابن جُرَيْج، ومِسْعَر، وآخرون. قَالَ أبو   [1] البيتان الأوّلان في نسب قريش 165. [2] تاريخ خليفة 350. [3] مشرح: بكسر أوّله وسكون ثانيه. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 591) . [4] الطبقات لخليفة 293، التاريخ الكبير 8/ 45 رقم 2095، الثقات للعجلي 429 رقم 1576، المعرفة والتاريخ 1/ 462 و 2/ 500، الكنى والأسماء 2/ 115، الجرح والتعديل 8/ 431- 432 رقم 1973، الثقات لابن حبّان 5/ 452، تهذيب الكمال 3/ 1331، ميزان الاعتدال 4/ 117 رقم 8549، الكاشف 3/ 129 رقم 5553، تهذيب التهذيب 10/ 155 رقم 295، تقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1143، حسن المحاضرة 1/ 110، خلاصة تذهيب التهذيب 396. [5] المعافري: بفتح الميم والعين وبعد الألف فاء مكسورة، نسبة إلى المعافر بن يعفر بن مالك.. بن قحطان. (اللباب 3/ 229) . [6] التاريخ الكبير 7/ 352 رقم 1520، الثقات للعجلي 430 رقم 1580، الجرح والتعديل 8/ 305 رقم 1409، تهذيب الكمال 3/ 1332، المغني في الضعفاء 2/ 660 رقم 6264، ميزان الاعتدال 4/ 120- 121 رقم 8563، الكاشف 3/ 130- 131 رقم 5562، تهذيب التهذيب 10/ 162 رقم 307، تقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1155، خلاصة تذهيب التهذيب 378. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 470 حاتم [1] . لا يحمدونه. وقَالَ الدارَقُطْنيُّ: لَيْسَ بالقويّ،. احتجّ بِهِ مُسْلِم وغيره. 563- (المطَّلِب بْن عَبْد اللَّه بْن حَنْطَب القرشيّ المخزومي) [2] 4- عن عمر، وغيره مرسلا، وعن أبي هُرَيْرَةَ، وابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وجابر بن عبد الله، وجماعة، وعنه ابناه حكم، وعبد العزيز، وعبد الله بن طاوس، ومولاه عمرو بن أبي عمرو، وابن جريج، والأوزاعي، وزهير بن محمد التميمي، وآخرون. وثقه أبو زرعة والدارقطني. وكان مروان بن الحكم خاله، ويروى عَنْ خاله الآخر أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو حاتم [3] : لم يدرك عَائِشَةَ، وعامّة حديثه مَرَاسيل. وقَالَ أَبُو زُرْعة: أرجو أن يكون سَمِعَ منها. وقَالَ ابن سعد: لَيْسَ يُحْتَجّ بحديثه لأنّه ممن يُرْسِل كثيرًا. قُلْتُ: وفد عَلَى هشام بْن عَبْد الملك، فوصله لقَرابته بسبعة عشر ألف دينار. بقي إلى حدود العشرين ومائة، ولعلّه عاش بعد ذَلِكَ، فاللَّه أعلم. 564- (مُعَاذ بْن عَبْد اللَّه بْن خبيب [4] المدني) [5] 4- عن أبيه، وعقبة بْن عامر، وابن عَبَّاس، وجابر بْن عَبْد الله، وعن سعيد بن المسيّب، وجماعة.   [1] الجرح والتعديل 8/ 305. [2] الطبقات لخليفة 245 و 256، التاريخ لابن معين 2/ 570- 571، التاريخ الكبير 8/ 7 رقم 1942، المعرفة والتاريخ 1/ 223 و 246 و 282 و 374 و 459 و 472 و 3/ 162، تاريخ أبي زرعة 2/ 720، المراسيل 209- 210 رقم 280، الجرح والتعديل 8/ 359 رقم 1643، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 421، تهذيب الكمال 3/ 1336، تحفة الأشراف 13/ 390 رقم 1293، ميزان الاعتدال 4/ 129 رقم 8593، الكاشف 3/ 133 رقم 5581، جامع التحصيل 347 رقم 774، تهذيب التهذيب 10/ 178- 179 رقم 332. تقريب التهذيب 2/ 254 رقم 1176، خلاصة تذهيب التهذيب 379، سير أعلام النبلاء 5/ 317 رقم 154. [3] الجرح والتعديل 8/ 359. [4] في طبعة القدسي 4/ 304 «حبيب» بالحاء المهملة، وهو تحريف، والتصويب من مصادر ترجمته. [5] التاريخ الكبير 7/ 362 رقم 1561، تاريخ أبي زرعة 1/ 633، الجرح والتعديل 8/ 426- 247 رقم 1118، المؤتلف لعبد الغني بن سعيد 47، تهذيب الكمال 3/ 1339، تحفة الأشراف 13/ 392 رقم 1296، الكاشف 3/ 136 رقم 5601، تهذيب التهذيب 10/ 191- 192 رقم 359، تقريب التهذيب 2/ 256 رقم 1203، خلاصة تذهيب التهذيب 380. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 471 وعَنْه زيد ابن أسلم، وبُكَيْر بْن الأشجّ. وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، وهشام بْن سعد. وثّقه ابن مَعِين. مات سنة ثماني عشرة ومائة. 565- معاوية بن قرّة [1] ع ابن إياس بْن هلال، أَبُو إياس المُزَني البصريّ. عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي أيّوب الأنصَارِيّ، وابن عَبَّاس، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، ومَعْقِلِ بْن يَسار، وعبد الله ابن مُغَفَّلٍ، وعائذ بْن عَمْرو المُزَنّيين، وعدّة. وعَنْه ابنه إياس القاضي، وثابت البُنَانيّ، وخَالِد بْن مَيْسرة، وقَتَادة، وقُرّة بْن خَالِد، وشُعْبَة، والقاسم الحُدّاني، وشبيب بْن شَيْبة، وخلق آخرهم أَبُو عَوَانَة. سَمِعَ منه أَبُو عَوَانَة فَرْدَ حديثٍ، وهو أكبر شيْخ لَهُ. وثَّقه أَبُو حاتم [2] وغيره. ويقال إنّه وُلد يوم الجمل، وكان يومُ الجمل فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين مِنَ الهجرة. قَالَ معاوية بْن قُرّة: لقيت ثلاثين صحابيًّا [3] . وقَالَ ابن المبارك فِي كتاب «الزُّهد» [4] : أَنْبَأَ سُفْيان الثَّورِي قَالَ: وفد الحَجَّاج عَلَى عَبْد الملك بْن مروان، وممّن معه معاوية بْن قُرّة، فسأله عَنِ الحَجَّاج، فَقَالَ: إنْ صدقناكم   [1] الطبقات الكبرى 7/ 221، الطبقات لخليفة 207، تاريخ خليفة 257، التاريخ لابن معين 2/ 574، التاريخ الكبير 7/ 330 رقم 1413، الثقات للعجلي 432 رقم 1596، المعرفة والتاريخ 2/ 295- 296، و 3/ 46- 47، تاريخ أبي زرعة 1/ 636، الكنى والأسماء 1/ 115، الجرح والتعديل 8/ 378- 379 رقم 1734، المراسيل 201 رقم 368، الثقات لابن حبّان 5/ 413، مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 674، تهذيب الكمال 3/ 382، تحفة الأشراف 13/ 392 رقم 1297، الكاشف 3/ 5632، سير أعلام النبلاء 5/ 153- 155 رقم 55، جامع التحصيل 348 رقم 778، تقريب التهذيب 2/ 261 رقم 1242، تهذيب التهذيب 10/ 216- 217 رقم 399، خلاصة تذهيب التهذيب 382. [2] الجرح والتعديل 8/ 379. [3] وقال: رأيت عدّة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرة منهم خمسة وعشرون من مزينة. (التاريخ الكبير 7/ 330) . [4] ص 477 رقم 1354. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 472 قتلتمونا، وإنْ كَذَبْناكم خِفْنا اللَّه تَعالى، فنظر إِلَيْهِ الحَجَّاج، فَقَالَ عَبْد الملك: لا تعرِضْ لَهُ، فنفاه الحَجَّاج إلى السَّنْد. وقَالَ حمّاد بْن سَلَمَةَ: ثنا حَجَّاج الأسود، أنّ معاويةَ بْن قُرّة قَالَ: مِنْ يدلّني عَلَى رَجُل بكّاءٍ باللّيل بسّام بالنّهار. وقَالَ أسد بْن مُوسَى: ثنا عَوْن بْن مُوسَى، سَمِعَ معاوية بْن قُرّة يَقُولُ: لأنْ يكون فِي نَفاق أحبّ إليّ مِنْ كذا، أعُمَرُ بْن الْخَطَّاب يخشاه، وآمنُه أَنَا؟ قُلْتُ: كَانَ معاوية بْن قُرّة مِنْ جِلَّة علماء التَّابعين بالبصرة: تُوُفِّي بها سنة ثلاث عشرة ومائة، رحمة اللَّه تعالى. قَالَ أَبُو عُبَيْد القاسم بْن سلام: قُرّة بْن إياس مِنْ مُزَيْنَة، ومُزَيْنَة امْرَأَة، وهي بنت كلب بْن وَبْرة. وقَالَ ضَمْرَةُ، عن ابن شَوْذب، قَالَ: لقي الْحَسَنُ معاويةَ، فاعتنقه وضمّه إِلَيْهِ فما انشرح لذلك مُعَاويَة. وقَالَ عَوْن بْن مُوسَى: سَمِعْتُ معاويةَ بْن قُرّة يَقُولُ: عوِّدوا نساءكم: «لا» . وقَالَ حَجَّاج بْن مُحَمَّد: ثنا شُعْبَة: قُلْتُ لمعاوية: أكان أبوك مِنَ الصّحابة؟ قَالَ: لا، ولكنْ كَانَ عَلَى عهد النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ قد حلب وصرّ. وقَالَ أَبُو دَاوُد: ثنا شُعْبَة، عَنْ معاوية بْن قُرّة، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد حلب وَصَرَّ. 566- (معاوية بْن هشام) [1] بْن عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو شاكر الأموي، الدمشقي، وهو والد صقر بني أُمَّية عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية الدّاخل إلى الأندلس، عند غَلَبة بني الْعَبَّاس عَلَى الأمر. وكان مُعَاويَة هذا جوادًا ممدَّحًا، ولي غزْوَ الصّائفة فِي خلافة أَبِيهِ غير مرّة، وكان البطّال عَلَى طلائعه، وقد افتتح عدَّة حُصون. مات سنة تسع عشرة ومائة.   [1] نسب قريش 167، المحبّر 441، المعارف 365، تاريخ خليفة 337- 341 و 343 و 345، 346 و 348- 349 و 353 و 360، تاريخ أبي زرعة 1/ 203، المعرفة والتاريخ 2/ 394، جمهرة أنساب العرب 93- 94، تاريخ اليعقوبي 2/ 328- 329، تاريخ الرسل والملوك (انظر فهرس الأعلام) 10/ 420، العيون والحدائق 3/ 90- 91 و 107 و 121، الكامل في التاريخ 5/ 179- 182، النجوم الزاهرة 2/ 284، معجم بني أمية 177 رقم 361، وانظر: تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 391 ب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 473 567- (مَعْبَد بْن خَالِد الْجَدَلي الكوفي القاصّ العابد) [1] ع- أبو القاسم. رَوى عَنْ جَابِر بْن سَمُرَة، والمستورد بْن شدّاد، وحارثة بْن وهب، وعَنْ مسروق، وعَبْد اللَّه بْن شدّاد بْن الهاد، وطائفة. وعَنْه حَجَّاج بْن أرطأة، ومِسْعَر، وسُفْيان، وشُعْبَة. وثّقوه، ومات سنة ثماني عشرة ومائة. 568- (المغيرة بْن حكيم الصنعاني) [2] من أبناء فارس. روى عَنْ أَبِيهِ، وابن عُمَر، وصفية بنت شيبة، وأم كُلْثُوم بنت وطاوس، وغيرهم. وعَنْه، ابن جُرَيْج، وجرير بْن حازم، وعَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، وعقيل بْن خَالِد، وآخرون. وثَّقه ابن مَعِين [3] وغيره. 569- (المغيرة بْن سَعِيد البَجَلي الكوفي) [4] ، لعنه اللَّه. قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْمٍ [5] فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ: كان يقول إن معبوده على   [1] الطبقات لخليفة 160، التاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1744، الثقات للعجلي 433 رقم 1599، المعرفة والتاريخ 3/ 89 و 226، الجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1284، الثقات لابن حبّان 7/ 494، مشاهير علماء الأمصار 166 رقم 1314، تهذيب الكمال 3/ 1348- 1349، الكاشف 3/ 141 رقم 5637، تهذيب التهذيب 10/ 221- 222 رقم 404، تقريب التهذيب 2/ 261 رقم 1248، خلاصة تذهيب التهذيب 382. [2] انظر ترجمته في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 317، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان 124، وتهذيب التهذيب لابن حجر 10/ 258 وله ذكر عند ابن سعد في الطبقات الكبرى 5/ 367 وتقريب التهذيب لابن حجر 2/ 268، والتاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 4420، وتاريخ أبي زرعة 1/ 609 رقم 1732. [3] هو يحيى بن معين بن عون أبو زكريا المرّي، ولد في خلافة أبي جعفر المنصور سنة 158 في آخرها، ومات بالمدينة سنة 233 هـ. قيل إنه خلّف مائة قمطر من الكتب وأربعة عشر قمطرا. [4] ترجمته في ميزان الاعتدال 4/ 160- 162، الجرح والتعديل 8/ 223، التاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 2527. [5] المتوفى 456 هـ. له: «الفصل في الملل والأهواء والنحل» . أما «الملل والنحل» فهو عنوان كتاب للشهرستاني المتوفى 548 هـ. وهو المقصود هنا. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 474 صورة رَجُل عَلَى رأسه تاج وإن أعضاءه عَلَى عدد حروف الهجاء [1] . وإنه لما أراد أن يخلق الخلق تكلم باسمه [2] أفطار فوقع عَلَى تاجه ثم كتب بإصبعه أعمال العباد مِنَ المعاصي والطاعات، فلما رأى المعاصي ارفضّ عرقًا، فاجتمع مِنْ عَرَقِهِ بحران أحدهما ملح مظلم والثاني عذب، فاطّلع فِي البحر فرأى ظلّه فأخذه فقلع عيني ظلّه فخلق مِنْ عيني ظلّه الشمس والقمر، وخلق الكُفّار مِنَ البحر الملح [3] . وقَالَ أَبُو بَكْر بْن عيّاش [4] : رأيت خَالِد بْن عَبْد اللَّه [5] حين أتى بالمغيرة بْن سَعِيد وأصحابه فقتل منهم رجلا ثم قَالَ للمغيرة أخيه- وكان يريهم أَنَّهُ يحيى الموتى- فقَالَ: والله ما أحيي الموتى: فأمر الأمير خَالِد بطن [6] قصب فأضرم نارًا ثُمَّ قَالَ للمغيرة: اعتنقه، فتمنّع، فعدا رَجُل مِنْ أصحابه فاعتنقه فأكلته النار، فَقَالَ خَالِد: هذا والله كَانَ أحق بالرياسة منك! ثم قتله [7] وقتل أصحابه. قَالَ ابن عَوْن: سَمِعْتُ إبْرَاهِيم النَّخْعي يَقُولُ: إياكم والمغيرة بْن سَعِيد وأبا عَبْد الرَّحْمَن فإنهما كذّابان. ورَوى الفضل بْن مُوسَى السيناني، عمّن أخبره، عَنِ الشَّعْبي أَنَّهُ قَالَ للمغيرة بْن سَعِيد: ما فعل حبّ عليٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْه؟ قَالَ فِي العَظْم واللَّحم [8] والعُرُوق، فَقَالَ الشَّعْبي: اجمعه قبل أن يغلي.   [1] في: التبصير في الدين: «على صورة حروف الهجاء» . [2] أي الأعظم، كما في «الملل والنحل» للشهرستاني. [3] في «الملل والنحل» : «ثم خلق الخلق كله من البحرين فخلق المؤمنين من البحر النيّر والكفّار من البحر المظلم» . [4] هو شعبة بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي المتوفى سنة 194 هـ. بالكوفة. عالم بالقراءات. وقد اختلفوا في اسمه. (انظر: تقريب التهذيب 2/ 399) . [5] ستأتي ترجمته في الطبقة التالية. وهو القسري. [6] الطن: بضم الطاء، حزمة القصب. (القاموس المحيط للفيروزآبادي) . [7] كان قتله في سنة 119 هـ. (انظر: الطبري 7/ 128 و 129) . [8] في ميزان الاعتدال 4/ 160 «العظم والعصب والعروق» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 475 وقَالَ شبابة: ثنا عَبْد الأعلى بْن أَبِي المساور [1] : سَمِعْتُ المغيرة الكذّاب يَقُولُ: إن اللَّه يأمر بالعدل (عَليّ) والإحسان (فاطمة) وإيتاء ذي القربى (الحَسَن، والحُسَين) وينهى عَنِ الفحشاء (أَبِي بَكْر) والمنكر (عُمَر) والبغي (عثمان) . ورَوى أَبُو معاوية، عن الأعمش قال: أدركت الناس يسمّونهم الكذّابين ولا عليكم أن لا تذكروا ذَلِكَ عني فإني لا آمنهم أن يقولوا وجدنا الأعمش عَلَى امْرَأَة، وقد آتاني المغيرة بْن سَعِيد فوثب وثبة صار فِي قبلة البيت فقلت: ما شأنك؟ قال: إن حيطانكم نجسة. فقلت: أكان عليّ يحيى الموتى؟ قَالَ: إي والذي نفسي بيده لو شاء لأحيا عادًا وثمود. قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ علمت؟ قَالَ: إني أتيت رجلا مِنْ أهل البيت فتفل فِي فيّ فما بقي شيء إلا وأنا أعلمه، ثم تنفس الصعداء. فقلت: ما شأنك؟ قَالَ: طوبى لمن رَوى مِنْ ماء الفرات. قُلْتُ: وهل لنا شراب غيره؟ قَالَ: أترى أشرب منه: قُلْتُ: فمن أَيْنَ تشرب؟ قَال: مِنْ بئر لبعض هَؤُلاءِ المرجئة [2] . وعَنْ أَبِي يوسف القاضي، أن الأعمش قَالَ: لما وقع المغيرة [3] فيما وقع مِنَ الخزي أتيته فَقَالَ: يا أَبَا مُحَمَّد طوبى لمن شرب شربة مِنْ ماء الفرات، قُلْتُ: أو لست عَلَى أفنية الفرات؟ قَالَ: يختلسه عنا أصحاب ابن هبيرة. وقَالَ الجوزجاني: قتل المغيرة بْن سَعِيد عَلَى ادّعاء النُّبُّوة [3] . وقَالَ أَبُو عَوَانَة، عَنِ الأعمش قَالَ: أتاني المغيرة بْن شُعْبَة فذكر عليًّا وذكر   [1] في الأصل «المسافر» والتصويب من ميزان الاعتدال والخلاصة. [2] المرجئة: فرقة ظهرت أثناء الخلاف بين معاوية وعليّ، تكلمت في الإيمان والعمل، ووافقت الخوارج في بعض المسائل التي تتعلق بالإمامة. والمرجئة: الإرجاء على معنيين. أحدهما التأخير، والثاني إعطاء الرجاء. وإطلاق اسم المرجئة على الفرقة بالمعنى الأول هو الصحيح لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النيّة والقصد. (انظر: الملل والنحل للشهرستاني- 2/ 23 و 58) . [3] أحوال الرجال- ص 50 رقم 21. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 476 الأنبياء ففضّل عليًّا عليهم ثم قَالَ: كَانَ عليّ بالبصرة فأتى أعمى فمسح يده عَلَى عينيه فأبصر ثم قَالَ للأعمى: أتحب أن ترى الكوفة؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فأمر بالكوفة فحملت إِلَيْهِ حتى نظر إليها ثم قَالَ لها: ارجعي، فرجعت، فقلت: سبحان اللَّه سبحان اللَّه، فلما رأى إنكاري عَلَيْهِ تركني وقام. وقد ذكره ابن عَدِيّ فِي الضعفاء [1] فقال: لم يكن بالكوفة ألعن مِنَ المغيرة بْن سَعِيد فيما يُرْوَى عَنْه مِنَ التزوير عَلَى عليّ رَضِيَ اللَّه عَنْه وعلى أهل البيت وهو دائم الكذب عليهم [2] ولا أعرف لَهُ حديثًا مسندًا. 570- (الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [3] ، بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام بْن المغيرة المخزومي أخو أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن. رَوى عَنْ أَبِيهِ. وعَنْه: ابنه يحيى، وابن إسحاق، ومالك بْن أنس. وكان سيدًا جوادًا سخيًا غازيًا مجاهدًا، ولا أعلم بِهِ بأسًا إن شاء اللَّه، وهو مقلّ. أرسل عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، وعَنْ خَالِد بْن الوليد. قَالَ الواقدي: خرج المغيرة إلى الشّام غير مرة غازيًا وكان فِي جيش مَسْلَمةُ الذين احتبسوا بالروم- يعني بقسطنطينية- حتى أقفلهم عُمَر بْن عَبْد العزيز، وذهبت عنيه. وكان ثقة قليل الحديث. وقَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث. قُلْتُ: الأخبار فِي جودة وبذله كثيرة. 571- (المغيرة بْن فروة الدمشقي) [4]- د- عَنْ معاوية بْن أبي سفيان، ومالك بن هبيرة.   [1] الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2352. [2] كان أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب يقول: «اللَّهمّ إني أبرأ إليك من المغيرة بن سعيد وبيّان» . (طبقات ابن سعد 5/ 321) . [3] مات في ولاية يزيد بن عبد الملك (التاريخ الكبير 7/ 320، المشاهير 74، ميزان الاعتدال 4/ 164، الجرح والتعديل 8/ 325، التاريخ لابن معين 2/ 581 رقم 939) . [4] التاريخ الكبير 7/ 320، تهذيب التهذيب 10/ 267، الخلاصة 385، الجرح 8/ 227، تاريخ أبي زرعة 2/ 695 رقم 2150- 2153 وفيه كنيته «أبو الأزهر» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 477 وعَنْه: عَبْد الله بْن العلاء بْن زيد، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز. 572- (المغيرة بْن النُّعْمان النَّخْعي الكوفي) [1] سوى ت- عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وغيره. وعَنْه: مِسْعَر، وسُفْيان، وشُعْبَة، وشَرِيك. وثَّقه أَبُو دَاوُد. تُوُفِّي فِي حدود العشرين ومائة. وهو قليل الرواية. 573- (مكحول بْن أَبِي مسلم) [2]- م 4- أبو عبد الله. فقيه الشام وشيخ أهل دمشق. أرسل عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ، وعَنْ أَبِي بْن كعب، وعُبَادَةُ بْن الصامت، وعَائِشَة، وطائفة. ورَوى عَنْ: أَبِي أُمَامة، وواثلة بْن الأسقع، وأنس بْن مالك، وعَبْد الرَّحْمَن بْن غنم، وابن محيريز، ومحمود بْن الربيع، وأَبِي سلام الأسود، وأَبِي إدريس الخَوْلاني، وشرحبيل بْن السمط، وخلق كثير. وعَنْه: أيّوب بْن مُوسَى، وثور بْن يزيد، والعلاء بْن الحارث، وعامر الأحول، وحجّاج بن أرطأة، وحفص بْن غيلان، وزيد بْن واقد، وابن زَبْر، والأَوزاعيّ، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز، وابن إِسْحَاق، وعلى بْن أَبِي حملة، ومُحَمَّد بن راشد، وحميد الطويل، وخلق كثير. وداره بدمشق فِي طرف سوق الأحد.   [1] التاريخ الكبير 7/ 325، ابن سعد 6/ 329، الجرح 8/ 231، الخلاصة 385. [2] مشاهير علماء الأمصار 114، البداية والنهاية 9/ 305، التاريخ الكبير 8/ 21، النجوم الزاهرة 1/ 272، مرآة الجنان 1/ 243، الإكمال 5/ 1، ابن سعد 7/ 453، حلية الأولياء 5/ 177، الجرح والتعديل 8/ 407، تذكرة الحفاظ 107، المعارف 452، طبقات الشيرازي 75، ميزان الاعتدال 4/ 177، تهذيب التهذيب 10/ 289، حسن المحاضرة 1/ 119، شذرات الذهب 1/ 146، وفيات الأعيان 5/ 280، الخلاصة 386، التاريخ لابن معين 2/ 584 رقم 5167. سير أعلام النبلاء 5/ 155 رقم 57 طبقات خليفة 310، تاريخ خليفة 345، التاريخ الصغير 2/ 272، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 113 و 114، العبر 1/ 140، طبقات الحفاظ 42، تاريخ أبي زرعة 1/ 245 رقم 291- 295. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 478 وكان أَبُوهُ مولى امْرَأَة مِنْ هُذَيْلٍ [1] ويقال هُوَ مِنْ أولاد كسرى [2] واسمه زبر. وقيل: هُوَ زبر بْن شاذل بْن سند بْن شروان بن كسرى من سبي كابل [3] . روى سَعِيد بْن عَبْد العزيز، عَن مكحول أَنَّهُ كَانَ يرمي ويقول: أَنَا الغلام الهذلي. وأما عبد الله بن العلاء بْن زَبْر [4] فَقَالَ: سَمِعْتُ مكحولا يَقُولُ: كنت عبدًا لسعيد بْن العاص فوهبني لامرأة مِنْ هذيل فأنعم اللَّه عليّ- يعني بمصر- فما خرجت منها حتى ظننت أَنَّهُ لَيْسَ بها علم إلا وقد سمعته، ثم قدمت المدينة فما خرجت منها حتى ظننت أَنَّهُ لَيْسَ بها علم إلا وقد سَمِعْتُهُ، ثم لقيت الشَّعْبي فلم أر مثْلَه. رواها الوليد بْن مُسْلِم، عَنْه. وقَالَ يحيى بْن حمزة، عَنْ أَبِي وهب الكلاعي- عَبْد الله بن عبيد-، عن مكحول قَالَ: أعتقت بمصر فلم أدع بها علمًا إلا حَوَيْته فيما أرى، ثم أتيت العراق فلم أدع بها علمًا إلا حويت عَلَيْهِ فيما أرى، ثم أتيت المدينة فكذلك ثم أتيت الشّام فغربلتها، كل ذَلِكَ أسأل عَنِ النقل، وذكر الحديث فِي النقل. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ مكحولا يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم. وقَالَ الزُّهري: العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولا. وقَالَ أَبُو حاتم الرازي: ما أعلم بالشام أفقه مِنْ مكحول. وقَالَ ابن زيد: سَمِعْتُ الزهري يقول: العلماء أربعة: سعيد بالمدينة   [1] هذيل بن مدركة. كانت ديارهم حوالي مكة ولهم بها عدد وعدّة ومنعة. وفيهم نيّف وسبعون شاعرا مشاهير. (انظر: جمهرة أنساب العرب- ابن حزم 198) . [2] في البداية والنهاية: وكان نوبيا. وفي شذرات الذهب: كان مولى لامرأة من قيس. [3] بضم الباء واللام. أرض بين الهند ونواحي سجستان، ومدينتها العظمى «أو هند» . قال ابن الفقيه: كابل من ثغور طخارستان. (ياقوت 4/ 426) . [4] بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 479 والشعبي بالكوفة، والحَسَن بالبصرة، ومكحول بالشّام. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: قَالَ مكحول: ما سَمِعْتُ شيئًا فاستودعته صدري إلا وجدته حين أريد. ثم قَالَ سَعِيد: كَانَ مكحول أفقه مِنَ الزُّهْرِيّ وكان بريئًا مِنَ القَدَر [1] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: صحبت مكحولا فِي أسفار كثيرة يحمل فيها ديكًا لا يفارقه. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: أعطى مكحول مرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين دينارًا ثمن الفرس. وقَالَ عثمان بْن عطاء الخراساني: كَانَ مكحول يَقُولُ: كل من لا يستطيع أن يَقُولُ «قل» كَانَ أعجميًا [2] . وقَالَ أَحْمَد الْعِجْلِيُّ: مكحول ثقة دمشقي. وقَالَ ابن خراش: صَدُوق يرى القَدَر. وقَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ قَدَرِيًّا ثم رجع عَنْه. وقَالَ الأَوزاعيّ: لم يبلغنا أن أحدًا مِنَ التابعين تكلم فِي القدر إلا الحَسَن، ومكحول، فكشفنا عَنْ ذَلِكَ فإذا هُوَ باطل. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: جلس مكحول وعطاء بْن أَبِي رباح يفتيان النَّاسَ يعني فِي الموسم، فكان لمكحول الفضل عَلَيْهِ حتى بلغا جزاء الصيد فكأن عطاء كَانَ أنفذ فِي ذَلِكَ منه. قَالَ سَعِيد: وسئل مكحول عَنِ الرجل يدرك مِنَ الجمعة ركعة فقال: ما أفتيت فيها منذ ثلاثين سنة. قَالَ أَبُو زُرْعة: دلّنا قوله عَلَى أَنَّهُ أفتى فِي أيام عَبْد الملك. قَالَ سَعِيد: وكان إذا سئل يَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب.   [1] فرقة من المرجئة الخوارج. (انظر: الشهرستاني 2/ 58 و 59) . [2] في البداية والنهاية لابن كثير: كان مكحول لا يستطيع أن يقول «قل» وإنما يقول «كل» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 480 وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، عَنْ تميم بْن عطية قَالَ: كثيرًا ما كنت أسمع مكحولا يسأل فيقول: «ندانم» يعني: لا أدري. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: لم يكن عندنا أحد أحسن سمتًا فِي العبادة مِنْ مكحول، وربيعة بْن يزيد. ورَوى غير واحد، عَنْ مكحول قَالَ: لأن أقْدَمَ فتُضْربَ عُنُقي أحب إليّ مِنْ أنْ ألي القضاء، ولأن أليَ القضاء أحبّ إليّ مِنْ أن أَلِيَ بيت المال. وقَالَ: إن يكن فِي مخالطة النَّاسَ خير فالعزلة أسلم. وقَالَ ابن جَابِر: أقبل يزيد بْن عَبْد الملك إلى مكحول فِي أصحابه فهممنا بالتوسعة فَقَالَ مكحول: مكانكم، دعوه يجلس حيث أدرك يتعلّم التواضع. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: كانوا يؤخّرون الصَّلاة فِي أيام الوليد بْن عَبْد الملك ويستحلفون النَّاسَ أنهم ما صلّوا، فأتى عَبْد اللَّه بْن أَبِي زكريّا فاستحلف ما صلّى فحلف، وأتى مكحول فاستحلف، فَقَالَ: فلِمَ جئنا إذًا؟ فترك. ورَوى نُعَيم بْن حمّاد قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كتب عمر بْن عَبْد العزيز أن انظروا إلى الأحاديث التي رواها مكحول فِي الدِّيات أحرقوها. قَالَ: فأُحرقت. وقَالَ رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْد مولى سُلَيْمَان قَالَ: ما سَمِعْتُ رجاء بْن حَيْوَة يلعن أحدًا إلا يزيد بْن المهلّب، ومكحولا. قُلْتُ: لعنه لكلامه فِي القدر. قَالَ عليّ بْن أَبِي حمله: كُنَّا عَلَى ساقية بأرض الروم والناس يمرُّون وذلك فِي الغَلَس وأَبُو شَيْبة يقصّ فدعا فَقَالَ: اللَّهمّ ارزقنا طيبًا واستعملنا صالحًا. وقَالَ مكحول وهو في القوم: إن اللَّه لا يرزق إلا طيبا، ورجاء بن حيوة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 481 وعديّ بْن عَدِيّ ناحية. فَقَالَ أحدهما لصاحبه: أتسمع؟ قَالَ: نعم فقيل لمكحول: إنهما سمعا قولك: فشُق عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّه بْن زيد: أَنَا أكفيك رحمًا قَالَ: فأتاه فأجرى ذكر مكحول وقَالَ: دعه أليس هُوَ صاحب الكلمة؟ قَالَ: فما تَقُولُ فِي رَجُل قتل يهوديًّا فأخذ منه ألف دينار فكان ينفق منها أرِزْقٌ رزقه اللَّه؟! قَالَ، كلٌّ مِنْ عند اللَّه. قَالَ ابن أَبِي حملة: أَنَا شهدتهما حين تكلّما. وقَالَ عاصم بْن رجاء بْن حَيْوَة: جاء مكحول إلى أَبِي فَقَالَ: يا أَبَا المقدام إنهم يريدون دمي! قَالَ: قد حذَّرتك القرشيين ومُجالستَهم ولكن أدنَوْك وقرّبوك فحدّثتهم بأحاديث فلما أفشوها عنك كرهتها. وقَالَ رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ: قَالَ مكحول: ما زلت مستقلا بمريعاتي حتى أعانهم عليّ رجاء، وذلك أَنَّهُ رَجُل أهل الشّام فِي أنفسهم. ورَوى إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن نُعَيم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سألني مكحول خَلاء فأخليته فتشهّد ثم ذكر أَنَّهُ رفع إلى الضَّحَّاك بْن عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ رأس القدرية فأمر الضَّحَّاك الحاجب أن لا يدخله كما يدخلني فِي الخاصة، فتّبرأ مكحول مِنْ ذَلِكَ وسأل أَبِي أن يعلم الضَّحَّاك ذَلِكَ ففعل حتى رددته إلى منزلته. وقَالَ أَبُو مسهر: كَانَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يبرّئ مكحولا ويرفعه عَنِ القدر. قَالَ أَبُو مسهر وطائفة: تُوُفِّي مكحول سنة ثلاث عشرة. وقَالَ أَبُو نُعَيم، ودُحَيم: سنة اثنتي عشرة ومائة. ويقال: سنة ثماني عشرة. وهو وَهْم. 574- (مكحول أَبُو عَبْد اللَّه الأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ) [1]- ب خ- عَنِ ابن عُمَر، وأنس بْن مالك. وعنه: عمارة بن زاذان، وهارون بن موسى، والربيع بن صبيح.   [1] التاريخ الكبير 8/ 22، تهذيب التهذيب 10/ 293، تقريب التهذيب 2/ 273، خلاصة التذهيب 387، الجرح 8/ 407، التاريخ لابن معين 2/ 584 رقم 3802، سير أعلام النبلاء 5/ 160 رقم 58. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 482 قال أبو حاتم الرّازيّ: لا بأس به، ما أقرب أحاديثه عَنِ ابن عُمَر، وهو بصري. وقال عباس، عن ابن مَعِين: ثقة. 575- (المنهال بْن عَمْرو الأسدي) [1]- خ 4- مولاهم الكوفي. عَنْ: أنس بْن مالك، وعَبْد الرَّحْمَن [2] وزِرّ بْن حبيش، وأَبِي عُمَر زاذان، وسَعِيد بْن جُبَيْر. وعَنْه: حَجَّاج بْن أرطأة، وزيدُ بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة، والمسعودي، وسوار بْن مُصْعَب، وآخرون. ثم إن شُعْبَة ترك الرواية عَنْه لكونه سَمِعَ مِنْ داره آله طرب [3] . ووثقه ابن مَعِين وغيره. وقَالَ الدارَقُطْنيُّ: صَدُوق. وقَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حزم: لَيْسَ بالقوي. قُلْتُ: تفرّد بحديث منكر ونكير عَنْ زاذان عَنِ البَرَاء. وقد قرأ القرآن عَلَى سَعِيد بْن جُبَيْر. قرأ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى القاضي. وقَالَ الأَعْمَشُ [4] عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَزَلَ [5] الْقُرْآنُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً فَدُفِعَ إِلَى جِبْرِيلَ فَكَانَ يُنَزِّلُهُ. 576- (مُوسَى بْن أنس بن مالك) [6]- ع- عن أبيه.   [1] التاريخ الكبير 8/ 12، تهذيب التهذيب 10/ 319- 321، التقريب 2/ 278، ميزان الاعتدال 4/ 192. الخلاصة 388، الجرح 8/ 356، التاريخ لابن معين 2/ 590 رقم 1987، طبقات خليفة 160، معرفة القراء 2/ 315، سير أعلام النبلاء 5/ 184 رقم 64. [2] هو: ابن أبي ليلى. [3] قال الذهبي في الميزان: وهذا لا يوجب غمز الشيخ. [4] تفرّد الأعمش عن المنهال بالخبر المذكور. (الميزان 4/ 192) . [5] في الميزان: «أنزل» . [6] طبقات ابن سعد 7/ 192، الجرح 8/ 133، تهذيب التهذيب 10/ 335، التقريب الجزء: 7 ¦ الصفحة: 483 وعَنْه: ابن عَوْن، وعُبَيْد اللَّه بْن مُحْرِز، وشُعْبَة، وغيرهم. وولي قضاء البصرة. وكان مِنْ ثقات البصريين. 577- (مُوسَى بْن أَبِي تميم) [1] ، عَنْ سعيد بن يسار. وعنه مالك وسليمان بن بلال. 578- (مُوسَى بْن أَبِي عثمان التُّبّان) [2]- د ن ق-. عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي يحيى الْمَكِّيّ، وسعيد بن جبير، وجماعة. وعنه: أَبُو الزناد، وشُعْبَة، وسُفْيان. وثَّقه ابن حِبّان. 579- (موسى بن وردان) [3]- د ت ق- القرشي العامري المصري القاصّ أبو عمر مولى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ. رَوى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وكعب بْن عجرة، وأَبِي سَعِيد، وجابر، وأنس بْن مالك، وسَعِيد بْن المسيّب. وأرسل عَنْ أَبِي الدِّرْداء، وجماعة. وعَنْه: الحَسَن بْن ثَوْبَان، ومُحَمَّد بْن أبي حميد، وعياش بن عباس القتباني، واللَّيْث بْن سعد وابن لَهِيعَة، وضمام بْن إسماعيل، وآخرون. وكان صاحب مال وتجارة. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ به بأس. وقال أبو داود: ثقة. قال ابن يونس: توفي سنة سبع عشرة ومائة.   [2] / 281. [1] تهذيب التهذيب 10/ 338، التقريب 2/ 281، الخلاصة، 30. [2] التاريخ الكبير 7/ 290، تهذيب التهذيب 10/ 360، التقريب 2/ 386، الخلاصة 391. [3] التاريخ الكبير 7/ 297، تهذيب التهذيب 10/ 376، التقريب 2/ 289، ميزان الاعتدال 4/ 226، المجروحين والضعفاء 2/ 239، البداية والنهاية 9/ 314، الخلاصة 393، الجرح 8/ 165، التاريخ لابن معين 2/ 597 رقم 864 و 5179 و 5196، المعرفة والتاريخ 2/ 492، سير أعلام النبلاء 5/ 107 رقم 43، شذرات الذهب 1/ 154. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 484 580- (موسى بن يسار المدني) [1]- م د ن ق- مولى قيس بْن مَخْرَمَة [2] . سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ. وعَنْه: ابن أخيه مُحَمَّد بْن إسحاق، ودَاوُد بْن قيس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن الغسيل. وثّقه ابن مَعِين. 581- (ميمون بْن سُياه أَبُو بحر الْبَصْرِيّ) [3]- خ ن-. كَانَ أسنّ مِنَ الحَسَن الْبَصْرِيّ. قاله كهمس. رَوى عَنْ: جُنْدُب البجلي، وأنس بْن مالك، وشهر بْن حوشب، وغيرهم. وعَنْه: حُمَيْد الطويل، وسلام بْن مسكين، ومنصور بْن سعد، وصالح المرّي، وحزم القُطَعي [4] . وكان يقال لَهُ سيد القراء لعبادته وفضله رحمه اللَّه. وثَّقه أَبُو حاتم. وقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بذاك. وضعّفه ابن مَعِين. وحديثه بعُلُوٌّ فِي جزء الحفار [5] . 582- (ميمون بن مهران الجزري) [6]- م 4-.   [1] الجرح 8/ 167، ميزان الاعتدال 4/ 226، تهذيب التهذيب 10/ 372، التقريب 2/ 289، التاريخ لابن معين 2/ 597 رقم 660، الخلاصة 393، التاريخ الكبير 7/ 398، سير أعلام النبلاء 5/ 106 رقم 41، العقد الثمين 7/ 310، تاريخ أبي زرعة 1/ 384 رقم 856. [2] هي في التاريخ الكبير 7/ 298 «ابن محرمة القرشي» . والأصح «مخرمة» بالخاء المعجمة. [3] الجرح 8/ 233، التاريخ الكبير 7/ 339، تهذيب التهذيب 10/ 388، التقريب 2/ 291، ميزان الاعتدال 2/ 233، الخلاصة 394، التاريخ لابن معين 2/ 598 رقم 3380. [4] في الأصل «القطيعي» ، والصواب «القطعي» بضم القاف وفتح الطاء، كما في: اللباب 2/ 271 وميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب. [5] كذا في الأصل وفي طبعة القدسي 5/ 8 ولعلّه الصّفّار» . [6] الجرح 8/ 233، التاريخ الكبير 7/ 338، تهذيب التهذيب 10/ 290، الخلاصة 394 وله أخبار في طبقات ابن سعد 4/ 165 و 5/ 371 و 380، و 394 و 395 و 7/ 477، التاريخ لابن معين 2/ 599 رقم 5396، طبقات خليفة 319، المعرفة والتاريخ 2/ 389، حلية الأولياء 4/ 82، طبقات الفقهاء 77، العبر 1/ 147، سير أعلام النبلاء 5/ 71 رقم 28، تذكرة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 485 الفقيه أبو أيوب عالم الجزيرة وسيّدها. أعتقته امْرَأَة مِنْ بني نصر بْن معاوية بالكوفة فنشأ بها ثم سكن الرقة. ورَوى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وعَائِشَة، وابن عباس، وابن عمر، وأم الدِّرْداء، وطائفة. وأرسل عَنْ عُمَر، والزُّبَيْر بن العوّام. وعنه: ابنه عمر، وأبو بشر جعفر بن إياس، وحجاج بن أرطأة، وخصيف، وسالم بن أبي المهاجر، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، ومعقل بن عبد الله، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقيان [1] ، وخلق كثير. قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة وقيل مولده عام توفي علي رضي الله عنه [2] . وقد وثقه النسائي وغيره. وروى سعيد بن عبد العزيز، عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى قَالَ: هَؤُلاءِ الأربعة علماء النَّاسَ فِي زمن هشام بْن عَبْد الملك: مكحول، والحَسَن، والزهري، وميمون بْن مهران. ورَوى إِسْمَاعِيل بْن عُبَيْد اللَّه، عَنْ ميمون بْن مهران قَالَ: كنت أفضِّل عليَا عَلَى عثمان، فَقَالَ لي عُمَر بْن عَبْد العزيز: أيهما أحب إليك، رَجُل أسرع فِي الدماء أو رَجُل أسرع فِي المال؟ فرجعت وقلت: لا أعود. وقَالَ: كنت عند عُمَر بْن عَبْد العزيز فلما قمت قَالَ: إذا ذهب هذا وضُربَاؤه صار النَّاسَ بعده رجراجة [3] .   [ () ] الحفاظ 1/ 98، البداية والنهاية 9/ 314، طبقات الحفاظ 39، شذرات الذهب 1/ 154، تاريخ أبي زرعة 1/ 249. [1] في الأصل «الرقبان» والصحيح «الرّقيان» نسبة إلى مدينة الرّقّة. [2] أي سنة 40 هـ. [3] في تارج العروس: الرجرجة من الناس: من لا عقل له ومن لا خير فيه.. يقال رجراجة من الناس ورجرجة. وفي النهاية لابن الأثير: الناس رجاج بعد هذا الشيخ- يعني ميمون بن مهران- هم رعاع الناس وجهّالهم. والعبارة عند أبي زرعة 1/ 49 رقم 304: «قال عمر بن عبد العزيز: إذا ذهب هذا وضرباؤه فلم يبق من الناس إلّا رجاجة، يعني ميمون» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 486 قَالَ أَبُو المليح الرَّقّي: ما رأيت رجلا أفضل مِنْ ميمون بْن مهران. وقَالَ عَمْرو بْن ميمون بْن مهران: قَالَ أَبِي: وددت أن إصبعي قطعت من هاهنا وأني لم ألِ لعُمَر بْن عَبْد العزيز ولا لغيره. قُلْتُ: كَانَ قد ولي لَهُ خراج الجزيرة وقضاءها. وروي أن ميمون بْن مهران صلّى فِي سبعة عشر يومًا سبعة عشر ألف ركعة، فلما كَانَ فِي اليوم الثامن عشر انقطع فِي جوفه شيءٍ فمات. وعَنْ ميمون بْن مهران قَالَ: لا يكون الرجل تقيًا حتى يكون أشد محاسبة لنفسه مِنَ الشريك لشريكه، وحتى يعلم مِنْ أَيْنَ ملبسه ومشربه. وقَالَ أَبُو المليح الرَّقّي: جاء رَجُل يخطب بنت ميمون بْن مهران، فَقَالَ: لا أرضاها لك لأنها تحب الحليّ وَالْحُلَلَ! قَالَ: فعندي هذا. قَالَ: الآن لا أرضاك لها. وقَالَ مَعْمَر بْن سُلَيْمَان، عَنْ فرات بْن السائب، عَنْ ميمون بْن مهران قَالَ: ثلاث لا تبلونّ نفسك بهن: لا تدخل عَلَى السلطان وإن قُلْتُ: آمرُهُ بطاعة اللَّه، ولا تُصغينَّ سمعك الَّذِي هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه. ولا تدخل عَلَى امرأة وإن قُلْتَ: أُعلّمها كتاب اللَّه. وقَالَ أَبُو المليح، عَنْ حبيب بْن أَبِي مرزوق قَالَ: قَالَ ميمون: وددت أن عيني ذهبت وبقيت الأخرى أتمتع بها وأني لم أعمل عملا قط. وقَالَ أَبُو المليح عَنْ ميمون قَالَ: لا تضرب المملوك فِي كل ذنب ولكن احفظ لَهُ، فإذا عصى اللَّه فعاقبه عَلَى المعصية وذكَّره الذنوب التي بينك وبينه. وقَالَ أَبُو الحَسَن الميموني: قَالَ لي أَحْمَد بْن حنبل: إني لأُشَبِّه ورع جدِّك بورع ابن سيرين. وقَالَ أَبُو المليح: قَالَ ميمون: إذا أتى أحد باب السلطان فاحتجب عَنْه فليأت بيتَ الرَّحْمَن فإنه مفتوح فليصلّ ركعتين وليسأل حاجته. توفي ميمون سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح [1] .   [1] في التاريخ الكبير 7/ 338 مات سنة 118 أو 117 هـ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 487 [حرف النون] 583- (نافع مولى ابن عمر) [1] ع- أَبُو عَبْد اللَّه. أحد الأئمة الكبار بالمدينة، بربري الأصل وقيل نيسابوري وقيل كابلي وقيل ديلمي [2] وقيل طالقاني. رَوى عَنْ: مولاه، وعَائِشَة، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وأم سَلَمَةَ، ورافع بْن خُدَيْج [3] ، وأَبِي لبابة بْن عَبْد المنذر، وصفية بنت أبي عبيد، وطائفة. وعنه: أيوب، والزهري، وبكير بْن الأشجّ، وابن عَوْن، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وابن جُرَيْج، وعقيل، والأَوزاعيّ، ويزيد بْن الهاد. ويونس بْن يزيد، ويونس بْن عُبَيْد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، والعمري، وإِسْمَاعِيل بْن أُمَّية، وأيوب بْن مُوسَى، وجرير بْن حازم، وجويرية بن أسماء، وحجاج بن أرطاة،   [1] التاريخ الكبير 8/ 84 و 85، التاريخ الصغير 2/ 59، مشاهير علماء الأمصار 80، تهذيب التهذيب 10/ 412، مرآة الجنان 1/ 251، النجوم الزاهرة 1/ 275، البداية والنهاية 9/ 319، المعارف لابن قتيبة 460، التاريخ لابن معين 2/ 602 رقم 699، وفيات الأعيان لابن خلكان 5/ 367، تذكرة الحفاظ 99، العبر في خبر من غبر للذهبي 1/ 147. سير أعلام النبلاء 5/ 95 رقم 34، المعرفة والتاريخ 1/ 645 و 647، تهذيب الأسماء 2/ 123، طبقات الحفاظ 40، تاريخ أبي زرعة 1/ 424 رقم 1025. [2] في: تجريد التمهيد لابن عبد البر (ص 170) : قال يحيى بن معين: كان ديلميا. وقال غيره: كان من أهل أبرشهر أصابه عبد الله بن عمر في غزاته. [3] بفتح الخاء وكسر الدال. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 488 وحميد بن زياد، ورقبة [1] بن مصقلة، والضّحّاك بْن عثمان، وزيد، وعاصم، وعُمَر أَبُو مُحَمَّد بْن زيد، ومالك بْن مِغْوَلٍ، ومالك بْن أنس، وفُلَيْح بْن سُلَيْمَان، واللَّيْث، ونافع بْن أَبِي نُعَيم، وخلق كثير. وقَالَ الْبُخَارِيّ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَر. وقَالَ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر: بعث عُمَر بْن عَبْد العزيز نافعًا إلى أهل مصر يعلّمهم السُّنَن. وقَالَ الأصمعي: ثنا العمري، عَنْ نافع قَالَ: دخلت مَعَ مولاي عَلَى عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر فأعطاه فيّ اثني عشر ألفًا، فأبى وأعتقني أعتقه اللَّه. وقَالَ زيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ نافع: سافرت مَعَ ابن عُمَر بضعًا وثلاثين حجَّة وعُمرة. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: إذا اختلف نافع وسالم ما أقدم عليهما. وقَالَ ابن وهب: قَالَ مالك: كنت آتي نافعًا وأنا حديث السنّ ومعي غلام لي فيقعد ويحدّثني، وكان صغير النفس، وكان فِي حياة سالم لا يفتي شيئًا. ورَوى مُطَرِّف بْن عَبْد اللَّه، عَنْ مالك قَالَ: كَانَ فِي نافع حِدَّة ثم حكى أَنَّهُ كَانَ يلاطفه ويداريه. وقيل: كَانَ فِي نافع لكْنَه. وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن أُمَّية: كُنَّا نرد عَلَى نافع اللحن فيأبى. ورَوى الواقدي، عَنْ جماعة قالوا: كَانَ كتاب نافع الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ ابن عُمَر صحيفة، فكنا نقرأها. وقَالَ عَبْد العزيز بْن أَبِي دَاوُد: احتضر نافع فبكى، فقيل: ما يبكيك؟ قَالَ: ذكرت سعد بْن مُعَاذ وضَغْطَةَ القبر. قَالَ النّسائي: نافع ثقة، أثبت أصحابه مالك، ثم أيوب، ثم عبيد الله،   [1] في الأصل: «رقية» والتصحيح من خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال للخزرجي، ضبطها موحّدة وفتحات. (ص 119) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 489 ثم يحيى بْن سَعِيد، ثم ابن عَوْن، ثم صالح بْن كيسان، ثم مُوسَى بْن عقبة، ثم ابن جُرَيْج، ثم كثير بْن فرقد، ثم الليث. واختلف سالم، ونافع، على ابن عُمَر فِي ثلاثة أحاديث. وسالم أجلّ منه، لكن أحاديث نافع الثلاثة أولى بالصواب. وقَالَ يونس بْن يزيد: قَالَ نافع: مَنْ يعذرني مِنْ بربريكم يأتيني فأحدّثه عَنِ ابن عُمَر. ثم يذهب إلى سالم فيقول: هَلْ سَمِعْتُ هذا مِنْ أبيك؟ فيقول: نعم. فيحدّث عَنْ سالم ويدعني. والسياق مِنْ عندي. ابن وهب، عَنْ مالك قَالَ: كنت آتي نافعًا وأنا غلام حديث السنّ معي غلام فينزل ويحدّثني، وكان يجلس بعد الصبح فِي المسجد لا يكاد يأتيه أحد، فإذا طلعت الشمس خرج، وكان يلبس كساء وربما يضعه عَلَى فمه لا يكلّم أحدًا، وكنت أراه بعد صلاة الصبح يلتفّ بكساء لَهُ أسود. وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أويس، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نختلف إلى نافع، وكان سيّئ الخلق فقلت: ما أصنع بهذا العبد؟ فتركته ولزمه غيري فانتفع بِهِ. قَالَ حمّاد بْن زيد، وابن سعد، وعدّة: تُوُفِّي نافع سنة سبع عشرة ومائة. وأعلى ما يقع حديثه اليوم فِي جزء أَبِي الْجَهْمُ وجزء بهي. وقَالَ ابن عُيَيْنَة وأحمد: مات سنة تسع عشرة. قَالَ الْهَيْثَمُ وأَبُو عُمَر الضرير: سنة عشرين ومائة. 584- (نُصَيْب بْن رَبَاح الأسود) [1] ، أَبُو مِحْجَن مولى عَبْد العزيز بْن مروان [2] . شاعر مشهور مدح عَبْد الملك بْن مروان وأولاده. وكان مِنْ فحول الشعراء. يُعدّ مَعَ جرير وكُثير عَزَّة. تنسّك فِي أواخر عمره. وقد قَالَ لَهُ عُمَر: تنسّك فِي أواخر عمره. وقد قَالَ لَهُ عُمَر: أنت الّذي تقول في النساء؟   [1] ابن خلكان 6/ 89، الأغاني- طبعة دار الكتب 1/ 324، مختار الأغاني 7/ 303، طبقات فحول الشعراء 141، الشعر والشعراء 410، 412، سمط اللآلي 291 و 292، معجم الأدباء 19/ 228 و 243، سير أعلام النبلاء 5/ 266 رقم 127. [2] في الأصل «مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان» . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 490 قَالَ: قد تركت ذَلِكَ، وأثنى عَلَيْهِ الحاضرون، فكتب بناته فِي الديوان. ومن شعره: بزينبَ أَلْمِمْ قبل أن يرحلَ الرَّكْبُ ... وَقُلْ: إنْ تملّينا فما ملك القلب وقل في تجنّيها لك الذنب إنما ... عتابك أن عَاتبتِ فيما لَهُ عُتْبُ خليليَّ مِنْ كعْبٍ أَلَمَّا هُدِيتُما ... بزيْنَبَ لا تَفْقُدكُما أبدًا كَعْبُ وقولا لَهَا: ما فِي البعاد لِذِي الْهَوَى ... بعاد وما فيه لصدع الهوى شعب مساكين أهل العشق ما كنت أشتري ... حياة جميع العاشقين بدِرْهمِ وذلك أن النَّاسَ فازوا من الهوى ... بسهمٍ وفي كفّايَ تِسعةَ أَسْهُمِ وَعَنِ الضَّحَّاك بْن [1] عثمان الحزامي قَالَ: نزلت خيمة بالأبواء عَلَى امْرَأَة اعجبني حسنها فتمثّلت بقول نُصَيْب: فقالت المرأة لي: تعرف زينب صاحبة نصيب؟ قُلْتُ: لا! قالت: أَنَا هِيَ واليوم وعدني أن يأتيني. فلم أرم حتى جاء نصيب فنزل وسلّم ثم ناجاها ثم أنشدها شعرًا. وأخبار نصيب مستوفاة فِي تاريخ ابن عساكر. 585- (النُّعْمان بْن سالم الطائفي) [2]- م 4-. عَنْ: ابن عُمَر، وعَمْرو بْن أوس الثقفي. وعَنْه: دَاوُد بْن أَبِي هند، وحاتم بْن أَبِي صغيرة [3] ، وشُعْبَة. وثَّقه النّسائي. 586- (نُعَيم بْن عَبْد اللَّه المجْمِر) [4] ، مولى آل عُمَر رَضِيَ الله عنه.   [1] في الأصل: «عن» . والتصحيح من «شذرات الذهب» وغيره. [2] الجرح 8/ 445، تهذيب التهذيب 10/ 453، التقريب 2/ 304، الخلاصة 403. [3] بمهملة ومعجمة مكسورة كما في الخلاصة. [4] قيل بإسكان الجيم وكسر الميم، ويقال: المجمّر، بفتح الجيم وتشديد الميم الثانية المكسورة. وقيل له: المجمّر، لأنه كان يجمّر مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أي يبخّره كما هو أعلاه. والمجمر صفة لعبد الله ويطلق على ابنه نعيم مجازا. ترجمته في: التاريخ الكبير 8/ 96، المشاهير 78 و 88، تهذيب التهذيب 10/ 465، التقريب 2/ 305، الخلاصة 404، الجرح 8/ 460، سير أعلام النبلاء 5/ 27، رقم 94. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 491 كَانَ يبخّر مسجد النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ. جالس أَبَا هُرَيْرَةَ مدة، وسَمِعَ أيضًا مِنَ ابن عُمَر، وجابر، وطائفة. وعَنْه: سَعِيد بْن أَبِي هلال، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومالك بْن أنس، وفُلَيْح ابن سُلَيْمَان، وهشام بْن سعد، ومُسْلِم بْن خَالِد الزنجي، وآخرون. وثقة أَبُو حاتم وغيره. وبقي إلى حدود العشرين ومائة. قَالَ سَعِيد بْن أَبِي مريم، عَنْ مالك: سَمِعَ نعيمًا المجمر يَقُولُ: جالست أَبَا هُرَيْرَةَ عشرين سنة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 492 [حرف الهاء] 587- (هشام بْن أَبِي رقية اللخمي الْمَصْريّ) [1] . عُمِّر دهرًا طويلا. ورَوى عَنْ: عُمَر بْنِ الْعَاصِ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَمُسْلِمَةَ بْنِ مخلد. وعنه: يزيد بن أبي حبيب، وخالد بن أبي عمران، ويزيد بن أبي مريم، وغيرهم. قال ابن يونس: توفي سنة خمس عشرة ومائة. 588- (هشام بن زيد بن أنس بن مالك) [2]- ع- عَنْ جدّه. وعَنْه: ابن عَوْف، وشُعْبَة، وحمّاد بْن سلمة. قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث. 589- (هلال بْن عَبْد اللَّه) [3] ، أَبُو طعمة مولى عُمَر بْن عَبْد العزيز. رَوى عَنْ مولاه، وَعَنِ ابن عُمَر. وعَنْه: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ويزيد بْن يزيد بْن جَابِر وابن لَهِيعَة. وهو قليل الحديث.   [1] التاريخ الكبير 8/ 192، الجرح 9/ 57. [2] التاريخ الكبير 8/ 194، الجرح 9/ 58، المشاهير 99، تهذيب التهذيب 11/ 39، التقريب 2/ 318، الخلاصة 409. [3] الجرح 9/ 77. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 493 [حرف الواو] 590- (واصل بْن حيّان الأسدي الكوفي الأحدب) [1]- ع- بيّاع السابَري [2] . رَوى عَنْ: زر، وأَبِي وائل، والمعرور [3] بْن سُوَيْد، وإِبْرَاهِيم. وعنه: شعبة، وسفيان، ومهدي بن ميمون، وقيس بن الربيع، وآخرون. وثقه ابن معين [4] . قال أبو نعيم: مات سنة عشرين ومائة [5] . 591- (واقد بن عمرو) [6]- م د ت ق- ابن سعد بْن مُعَاذ بْن النُّعْمان الأشهلي أبو عبد الله المدني. رَوى عن: جَابِر بْن عَبْد اللَّه، وأنس، ونافع بن جبير.   [1] التاريخ الكبير 8/ 171، المشاهير 166، تهذيب التهذيب 11/ 103، وكان أبو بكر بن عياش مولى له. (طبقات ابن سعد 6/ 386) ، الجرح 9/ 29. [2] السابري: مهملة في الأصل، وهو نوع من الثياب يقال له السابري. (انظر: اللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير 2/ 89) وهو بفتح الباء. [3] بحروف مهملة، والتحريك مثل: مكحول. [4] في الأصل: «وثّقه أبو نعيم» والتصحيح من التهذيب والخلاصة، وغيرهما. [5] في مشاهير علماء الأمصار: مات سنة 129 هـ. [6] التاريخ الكبير 8/ 174، الجرح 9/ 32، تهذيب التهذيب 11/ 107، التقريب 2/ 329، ميزان الاعتدال 4/ 330، الخلاصة 415. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 494 وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو بن علقمة وآخرون. وثقه ابن سعد [1] . توفي سنة عشرين ومائة. 592- (وبرة بن عبد الرحمن المسلي الكوفي) [2]- خ م د ت-. عَنْ: ابن عُمَر، وابن عَبَّاس، وهمام بْن الحارث، وطائفة. وعَنْه: بيان بْن بشر، وإِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد، ومجالد، ومِسْعَر. وثَّقه أَبُو زُرْعة. 593- (الوليد بْن رفاعة الفهمي) [3] ، الأمير. ولي إقليم مصر لهشام. وحدثّ. رَوى عَنْه اللَّيْث بْن سعد. تُوُفِّي سنة ثماني عشرة ومائة. 594- (الوليد بْن سَريع) [4]- م ن-. عَنْ: مولاه عَمْرو بْن حريث المخزومي، وابن أَبِي أوفي. وعَنْه: أَبُو حنيفة [5] ، ومِسْعَر، والمسعودي، وخلف بْن خليفة [6] . وكان صدوقًا. 595- (الوليد بْن عَبْد الرَّحْمَن الجرشي الحمصي) [7] .   [1] انظر: الطبقات الكبرى 3/ 435. [2] ضبطه السمعاني في الأنساب: «المسلي» بميم واحدة في أوله فقط (ص 350) وهكذا في سائر كتب التراجم، المشاهير 109، التاريخ الكبير 8/ 182، تهذيب التهذيب 11/ 111، التقريب 2/ 330، وفهرس الإكمال 7/ 462، الجرح 9/ 42. وهو في المطبوع: «المسلمي» . [3] : التاريخ الكبير 8/ 143، كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي- ص 75، الجرح 9/ 4. [4] بفتح السين المهملة. التاريخ الكبير 8/ 144، الخلاصة 416، الجرح 9/ 6. [5] هكذا في الأصل، وفي التهذيب: «أبو خليفة» . [6] هكذا في الأصل، وفي التهذيب: «خلف بن حنيفة» . [7] التاريخ الكبير 8/ 147، المشاهير 184، تهذيب التهذيب 11/ 140، التقريب 2/ 334، الخلاصة 416، الجرح 9/ 9، التاريخ لابن معين 2/ 633 رقم 4144، تاريخ أبي زرعة 1/ 354 رقم 736 و 2/ 713 رقم 2266. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 495 عَنْ: ابن عُمَر، وأَبِي أُمَامة الباهلي، وجُبَيْر [1] بْن نفير. وعَنْه دَاوُد بْن أَبِي هند، وإبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة، وعَبْد اللَّه بْن العلاء بْن زبر. وثَّقه أَبُو حاتم. 596- (الوليد بْن العَيْزار بْن حريث [2] الكوفي) [3]- خ م ت ن-. عَنْ: أَبِي عَمْرو السيباني، وأبيه العيزار، وعِكْرِمة، ورأى أنسًا. وعَنْه: شُعْبَة، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وإسرائيل، وآخرون. وثَّقه أَبُو حاتم. 597- (الوليد بْن مُسْلِم أَبُو بِشْر العنبري الْبَصْرِيّ) [4]- م د ن-. عَنْ: جُنْدُب بْن عَبْد اللَّه، وعَنْ حمران بْن أبان، وأَبِي الصِّدِّيق الناجي. وعَنْه: خَالِد الحذّاء، ومنصور بْن زاذان، وسَعِيد بْن أَبِي عروبة، وجماعة. وثَّقه أَبُو حاتم الرازي وغيره. 598- (الوليد بْن قيس أَبُو همام السَّكوني) [5]- ن-. عَنْ: عَمْرو بْن ميمون الأودي، وسويد بْن غفلة، والقاسم بْن حسان. وعَنْه: الثَّورِي، وزهير بْن معاوية، ومُحَمَّد بْن طلحة. وثّقه ابن مَعِين. ولم يدركه ولده أَبُو بدر شجاع.   [1] في الأصل: «حبيب» والتصحيح من التهذيب. [2] في الأصل «حرب» وهكذا في نسخة القدسي 5/ 14 والتصويب من مصادر ترجمته. [3] الجرح 9/ 10، التاريخ الكبير. / 148، تهذيب التهذيب 11/ 145، التقريب 2/ 334، الخلاصة 417. [4] التاريخ الكبير 8/ 152، الجرح 9/ 16، التاريخ لابن معين 2/ 634 رقم 3425، ميزان الاعتدال 4/ 348، تهذيب التهذيب 11/ 151، تقريب التهذيب 2/ 336، الخلاصة 417. [5] التاريخ الكبير 8/ 151، الجرح 9/ 13، تهذيب التهذيب 11/ 146، التقريب 2/ 335، الخلاصة 417. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 496 599- (وهب بن منبّه) [1]- خ د ت ن- ابن كامل بْن سيج [2] ابن الأسوار [3] الأبناوي [4] أبو عبد الله الصنعاني [5] العالم الحبر. عَنْ: ابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وجابر، وأَبِي سَعِيد، وأخيه همّام بْن منّبه. وعاش همّام بعده. وعَنْه: ابن أخيه عَبْد الصمد بْن مُغَفَّلٍ، وإسرائيل بْن مُوسَى، وسماك بْن الفضل، وعَمْرو بْن دينار، وعَوْف الأعرابي، وصالح بْن عُبَيْد، وخلق سواهم. وثَّقه أَبُو زُرْعة، والعجلي، والنّسائي [6] . وكان صدوقا عالما قد قرأ كتب الأولين وعرف قصص الأنبياء عليهم السلام وكان يُشبَّه بكعب الأحبار فِي زمانه وكلاهما تابعيّ لكن مات قبله بنحوٍ مِنْ ثمانين سنة. فمولد وهب قريب مِنْ وفاة كعب. وفي الصحيحين حديث عمرو بن دينار، عَنْ وهب بْن منبّه، عَنْ أخيه همام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ العِجْلي: وهب تابعي ثقة كَانَ عَلَى قضاء صنعاء. وقَالَ غيره: كان أبوه منبّه من أهل هراة فأرسل إلى اليمن زمن كسرى   [1] في نسخة القدسي خطأ «وهبه» والتصحيح من: مشاهير علماء الأمصار 122 و 123، مرآة الجنان 1/ 248، البداية والنهاية 9/ 276- 302، طبقات ابن سعد 6/ 395 (طبعة ليدن) . التاريخ لابن معين 2/ 636 رقم 257 تهذيب التهذيب 11/ 166، وفيات الأعيان 6/ 35، معجم الأدباء 19/ 259، حلية الأولياء 4/ 23. الزهد لأحمد 371، طبقات خليفة رقم 2652، تاريخ أبي زرعة 1/ 295، حلية الأولياء 4/ 23. الزهد لأحمد 371، طبقات خليفة رقم 2652، تاريخ أبي زرعة 1/ 295 رقم 510 التاريخ الكبير 8/ 164، المعارف 459، الجرح والتعديل ق 2 مجلد 4/ 24، ذيل المذيل للطبري 640، طبقات الفقهاء 74، تهذيب الأسماء ق 1 الجزء 2/ 149، سير أعلام النبلاء 4/ 544، العبر 1/ 143، طبقات الحفاظ للسيوطي 41، ميزان الاعتدال 4/ 352، تذكرة الحفاظ 100، خلاصة تذهيب التهذيب 419، شذرات الذهب 1/ 150. [2] في الأصل «سيح» والتصحيح من تاج العروس للزبيدي. [3] في المشاهير «سحسار» وهو تصحيف. [4] نسبة إلى الأبناء ممن ولد باليمن من أبناء الفرس- (اللباب 1/ 19) . [5] في الأصل «الصيغاني» وهو تصحيف. [6] قال الذهبي في الميزان 4/ 352: ضعّفه أبو حفص الفلّاس. وانظر: شذرات الذهب 1/ 150. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 497 فأسلم فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحسُن إسلامه. وعَنْ وهب قَالَ: كانوا يقولون كَانَ عَبْد اللَّه بْن سلام أعلم أهل زمانه وكان كعب أعلم أهل زمانه أفرأيت من جمعهما. يعني نفسه. وقَالَ مثَّنى بْن الصباح: لبث وهب أربعين سنة لم يسبّ شيئًا فيه روح، ولبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءًا. ثم قَالَ وهب: قرأت ثلاثين كتابًا نزلت عَلَى ثلاثين نبيًا. وقَالَ عَبْد الصمد بْن مُغَفَّلٍ: صحبت عمّي وَهَبًا أشهرا يصلّي الغداة بوضوء العشاء. وقيل: لبث أربعين سنة لم يرقد عَلَى فراش. وَرَوَى عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ وهب يحفظ كلامه فإن سلم يومه أفطر وإلا طوى. ورَوى عَبْد الصمد، عَنِ الْجَعْد بْن درهم قَالَ: ما كلَّمت عالمًا قط إلا حلّ حَبْوَتَه أو غضب إلا وهب بْن منبّه. مَعْمَر، عَنْ سماك بْن الفضل قَالَ: كنّا عند عُرْوَة أمير اليمن وإلى جنبه وهب فِي قوم، فشكوا عاملهم وذكروا منه شيئًا قبيحًا، فتناول وهُب عصا فضرب بها رأس العامل حتى سال دمه، فضحك عُرْوَة بْن مُحَمَّد وقَالَ: يعيب علينا أَبُو عَبْد اللَّه الغضب وهو يغضب فَقَالَ: ما لي لا أغضب وقد غضب الَّذِي خلق الأحلام فَقَالَ: فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ 43: 55 [1] . وَيُرْوَى أنهم قالوا لوهب: إنك تحدّثنا بالرؤيا فتقع حقًّا. فَقَالَ: هيهات ذهب ذَلِكَ عنّي مذ وليت القضاء. ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا حَسَّانُ بن إبراهيم، ثنا يحيى بن ريان، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَوْلَى لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يكون في أمتي رجلان أحدهما   [1] قرآن كريم- سورة الزخرف- الآية 55. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 498 يُقَالُ لَهُ وَهْبٌ يَهَبُ اللَّهُ لَهُ الْحِكْمَةَ، وَالآخَرُ يُقَالُ لَهُ غَيْلَانُ، هُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ» . قَالَ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَيَّانٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُمَا. وَقَدْ رَوَى مِثْلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمِ، عن الأحوص بن حكيم، عن خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عُبَادَةَ، لَكِنَّ مَرْوَانَ وَاهٍ. قَالَ العِجْلي: وكان وهب ثقة عَلَى قضاء صنعاء. وقَالَ أَحْمَد بْن حنبل، كَانَ يُتَّهم بشيء مِنَ القَدَر، ورجع. وقَالَ عَمْرو بْن دينار: دخلت عَلَى وهب بصنعاء فأطعمني من جوزة في داره فقلت له: وددت أنك لم تكن كتبت فِي القدر كتابًا. فَقَالَ: وأنا والله وَدِدْتُ ذَلِكَ. وقَالَ حمّاد بْن سَلَمَةُ: ثنا أَبُو سنان، سَمِعْتُ وهب بْن منِّبه يَقُولُ: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعًا [1] وسبعين كتابًا مِنْ كتب الأنبياء [2] مِنْ جعل شيئًا مِنَ المشيئة إلى نفسه فقد كفر. فتركت قولي. وقَالَ عَبْد الرزاق: سَمِعْتُ أَبِي همّامًا يَقُولُ: حجّ عامّة الفقهاء سنة مائة فحجّ وهب، فلما صلّوا العشاء أتاه نفر فيهم عطاء والحَسَن وهم يريدون أن يكلّموه فِي القدر قَالَ: فأخذ فِي باب مِنَ الحمد فما زال حتى طلع الفجر فافترقوا ولم يسألوه. وعَنْ وهب قَالَ: لا بُدَّ لك مِنَ النَّاسَ فكن فيهم أصمَّ سميعًا أعمى بصيرًا أخْرَسَ نَطُوقًا. ورَوى أَبُو سلام- رَجُل لا أعرفه- عَنْ وهب قَالَ: العِلْم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمته، والصبر أمير جنوده، والرّفق أبوه، واللّين أخوه.   [1] في المصباح: بضع يستوي فيه المذكر والمؤنث فيقال: بضع رجال وبضع نسوة. وفي تهذيب التهذيب «بضعة» . (ج 11/ 168) . [2] في الميزان وتهذيب التهذيب، في كلها من جعل.. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 499 وعَنْ وهب قَالَ: احتمال الذُّلّ خير مِنَ انتصارٍ يزيد صاحبَهُ قماءة [1] . وقد حُبس وهب وامتُحِن. قَالَ حِبّان بْن زهير العدوي: حَدَّثَني أَبُو الصيد صالح بْن طريف قَالَ: لما قدم يوسف بْن عُمَر العراق بكيت وقلت: هذا الَّذِي ضرب وهب بْن منّبه حتى قتله. وقَالَ عَبْد الصمد بْن معقِل [2] : مات وهب فِي المحرَّم سنة أربع عشرة ومائة. وقال الواقدي: سنة عشر ومائة.   [1] أي ذلا، وفي الأصل «قماة» والتحرير من القاموس للفيروزآبادي. [2] في الأصل «مغفل» والتصحيح من الخلاصة حيث قال: بكسر القاف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 500 [حرف الياء] 600- (يحيى بن عبد الله) [1]- ع- بن محمد بن صيفي المخزومي المكيّ. عَنْ: أَبِي معبد مولى ابن عَبَّاس، وسَعِيد بْن جُبَيْر، وغيرهما. وعَنْه: ابن أَبِي نجيح، وزكريّا بْن إسحاق، والسائب بْن عُمَر، وابن جريج المكّيّون. وثّقه ابن مَعِين وغيره. 601- (يحيى بْن الحصين الأحمسي) [2]- م د ن ق- صَدُوق. رَوى عَنْ: جدّته أم الحصين، ولها صُحْبه. وعَنْه: يزيد [3] بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة. وثَّقه ابْن مَعِين. 602- (يحيى بْن عبّاد أَبُو هُبَيرة الأنصَارِيّ الكوفي) [4]- م 4-.   [1] التاريخ الكبير 8/ 184، تهذيب التهذيب 11/ 242، التقريب 2/ 351، الخلاصة 425، الجرح 9/ 162، التاريخ لابن معين 2/ 651 وفيه «يحيى بن عبيد» . [2] التاريخ الكبير 8/ 266، الجرح 9/ 135، تهذيب التهذيب 11/ 198، التقريب 2/ 345، الخلاصة 422. [3] في التهذيب: «زيد» . [4] التاريخ الكبير 8/ 291، تهذيب التهذيب 11/ 234، التقريب 2/ 350، طبقات ابن سعد 6/ 311، ميزان الاعتدال 4/ 388، الجرح 9/ 172، التاريخ لابن معين 2/ 649 رقم 2511. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 501 عن: أنس، وأرسل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وخبّاب بْن الأرتّ. وعنه: سليمان التيمي، وأشعث بن سوار، ومسعر. وكان فاضلا عابدا صدوقا. 603- يحيى بن عروة بن الزبير [1]- خ م د-. عَنْ أَبِيهِ. وعَنْه: أخوه هشام، وابنه مُحَمَّد، والزُّهْرِيّ، وابن إسحاق، وغيرهم. وثَّقه النّسائي وقَالَ: كَانَ أعلم مِنْ أخيه هشام. 604- (يحيى بْن عُقَيْل الخزاعي) [2]- م د ن ق- بَصْرِيّ نزل مرو. عَنْ: عمران بْن حُصَيْن، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي أوفى، وأنس، ويحيى بْن يعمر. وعَنْه: واصل مولى أَبِي [3] عُيَيْنَة، وسُلَيْمَان التَّيْمي، وعزرة بْن ثابت، والحُسَين بْن واقد، وآخرون. وهو ثقة. 605- (يحيى بْن عُمَر البَهْراني [4] الكوفي) - م د ن ق- عَنِ ابن عَبَّاس. وعَنْه: أَبُو إسحاق، وزيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة. قَالَ أَبُو حاتم: صَدُوق. 606- (يحيى بْن ميمون الحضْرَمِيّ) [5]- د ن- قاضي مصر. عَنْ: سهل بْن سعد الساعدي، وربيعة الجرشي، وأَبِي سالم الجيشاني.   [1] التاريخ الكبير 8/ 296، تهذيب التهذيب 11/ 258، التقريب 2/ 354، الخلاصة 426، الجرح 9/ 175، تاريخ أبي زرعة 1/ 522 رقم 1397. [2] التاريخ الكبير 8/ 292، الجرح 9/ 176، تهذيب التهذيب 11/ 259، التقريب 2/ 354، الخلاصة 426. [3] في التهذيب «ابن عيينة» . [4] نسبة إلى بهراء، قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص. (اللباب 1/ 192) . [5] التاريخ الكبير 8/ 303، الجرح 9/ 188، تهذيب التهذيب 11/ 291، التقريب 2/ 359، ميزان الاعتدال 4/ 411، الخلاصة 428. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 502 وعنه: عمرو بن الحارث، وعياش بن عقبة، وابن لَهِيعَة. قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث. 607- (يزيد بن خمير الرحبيّ الهمدانيّ) [1]- م ع- أبو عمر. عَنْ: أَبِي أُمَامة، وعَبْد اللَّه بْن بسر، وخَالِد بْن معدان. وعَنْه: صَفْوان بْن عَمْرو، وشُعْبَة وأَبُو عَوَانَة، وجماعة. وثَّقه شُعْبَة. 608- أما (يزيد بْن خمير اليزني) [2] فحمصي مِنْ قدماء التابعين. 609- (يزيد بْن أَبِي سُلَيْمَان الكوفي) [3] . عَنْ أَبِي وائل، وزِر [4] بْن حبيش. وعَنْه: العلاء بْن المسيّب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وحبيب بْن خَالِد، وجابر بْن يزيد العِجْلي- لا الجعفي-، وغيرهم. 610- (يزيد بْن شُرَيْح الحضْرَمِيّ الحمصي) [5] . عن: عائشة، وثوبان، وكعب مرسلا، وسمع أبا حيّ المؤذّن. وعَنْه: الزُّبَيْدِيُّ، وثور بْن يزيد. قَالَ الدارقطنيّ: يعتبر به. 611- (يزيد بن رومان) [6]- ع- أبو روح المدني المقرئ مولى آل الزبير.   [1] التاريخ الكبير 8/ 329، الجرح 258، التاريخ لابن معين 2/ 669 رقم 3762، الخلاصة 431. [2] اليزني: بفتح الياء والزاي، نسبة إلى ذي يزن. التاريخ الكبير 8/ 329، الخلاصة 431، الجرح 9/ 258، التاريخ لابن معين 2/ 669 رقم 5015. [3] الجرح 9/ 269، الخلاصة 432. [4] زر: بكسر الزاي. [5] التاريخ الكبير 8/ 341، تهذيب التهذيب 11/ 336، التقريب 2/ 366، ميزان الاعتدال 4/ 429، الخلاصة 432، الجرح 9/ 271. [6] التاريخ الكبير 8/ 331، الجرح 9/ 260، تهذيب التهذيب 11/ 325، التقريب 2/ 364، غاية النهاية 2/ 381، وفيات الأعيان 6/ 377، الخلاصة 431. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 503 رَوى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ- وما أحسبه لقيه- وَعَنِ ابن الزُّبَيْر، وعُرْوَة، وصالح ابن خوّات، وغيرهم، وقرأ القرآن عَلَى عَبْد اللَّه بْن عيّاش المخزومي باتفاق، وقيل إنّه قرأ عَلَى زيد بْن ثابت ولا يصح ذَلِكَ. وهُوَ أحد شيوخ نافع الخمسة الذين أسند عَنْهُمُ القراءة. رَوى عَنْه: أَبُو حازم الأعرج، وابن إسحاق، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وجرير بْن حازم، ومالك، وآخرون. قَالَ ابن سعد: كَانَ ثقة عالمًا كثير الحديث، قِيلَ تُوُفِّي سنة عشرين ومائة وهُوَ أشبه، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين. قَالَ النّسائي: ثقة. 612- (يزيد بْن قُطَيْب السَّكوني الشامي المقرئ) [1] . سَمِعَ أَبَا بحرية عَبْد اللَّه بْن قيس. وعَنْه: أَبُو إبْرَاهِيم الكلبي، والوليد بْن سُفْيان الغسّاني، وصَفْوان بْن عَمْرو، وغيرهم. 613- (يزيد بْن أَبِي منصور الأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ) [2]- ت-. رَوى بمصر وبأفريقية عَنْ عَائِشَةَ- إنْ صحّ- وعَنْ ذي اللحية الكلابي وأنس بْن مالك. وعَنْه: سهل العدوي، وعَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن أنعم، وموسى بْن عليّ، وعَبْد العزيز. ورجع فِي آخر عمره إلى البصرة قَالَ أَبُو حاتم: ليس به بأس.   [1] التاريخ الكبير 8/ 353، الجرح 9/ 385، تهذيب التهذيب 11/ 354، التقريب 2/ 369 وقطيب: بضم القاف وفتح الطاء، الخلاصة 434. [2] التاريخ الكبير 8/ 363، الجرح 9/ 291، التاريخ لابن معين 2/ 677 رقم 5303، تهذيب التهذيب 11/ 363، التقريب 2/ 371، الخلاصة 434. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 504 614- (يزيد بْن مَيْسرة بْن حلبس الدمشقي [1] . رَوى عَنْ: أم الدِّرْداء، وأَبِي إدريس الخَوْلاني. وعَنْه: أخوه يونس، وصَفْوان بْن عَمْرو، ومعاوية بْن صالح، وآخرون. سكن حمص، وكان واعظًا زاهدًا عارفًا. ومن كلامه قَالَ: إن ظللت تدعو عَلَى مِنْ ظلمك فإن اللَّه يَقُولُ: إن آخر يدعو عليك إن شئت لك وله وإن شئت آخّرتكما إلى يوم القيامة ووسعكما عفوي. ورَوى الوليد بْن مُسْلِم عَنِ الأَوزاعيّ قَالَ: قدم عطاء الخراساني عَلَى هشام بْن عَبْد الملك فنزل على مكحول فقال له: هاهنا أحد يحرّكنا؟ قَالَ: نعم يزيد بْن مَيْسرة، فأتوه فَقَالَ عطاء: حرّكنا رحمك اللَّه. قَالَ: كَانَ العلماء إذا علموا عملوا، فإذا عملوا شغلوا، فإذا شغلوا فقدوا، فإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا، ثم استعاده فأعاد عَلَيْهِ، فرجع عطاء ولم يلق هشامًا وتركه. 615- (يزيد بْن نُعَيم بْن هَزَّالٍ [2] الأسلمي) [3]- م د ن-. عَنْ: جدّه وجَابِر بْن عَبْد اللَّهِ، وسَعِيد بْن المسيّب. وعَنْه: يحيى بْن أَبِي كثير [4] ، وعِكْرِمة بْن عمار، وهشام بْن سعد [5] . 616- (يعقوب بن أبي سلمة الماجشون) [6]- م د ت ن- أبو يوسف   [1] في التاريخ الكبير 8/ 355 «حلبس» بالباء الموحدة وكذلك في الجرح 9/ 288، وتاريخ أبي زرعة 1/ 621 رقم 1783. [2] بفتح الهاء والزاي المشددة. [3] التاريخ الكبير 8/ 364، الجرح 9/ 292، تهذيب التهذيب 11/ 365، التقريب 2/ 372، الخلاصة 434. [4] في الأصل مهملة والتصحيح من التهذيب وغيره. [5] التاريخ الكبير 8/ 392، المشاهير 80، طبقات ابن سعد 5/ 415 (في ترجمة ابنه يوسف) . الجرح والتعديل 9/ 207، سير أعلام النبلاء 5/ 370، تهذيب التهذيب 11/ 388، التقريب 2/ 375، رجال ابن حبان 80، طبقات الشيرازي 67، وفيات الأعيان 6/ 376، الخلاصة 436. [6] الماجشون: بكسر الجيم وضم الشين. وهو معرب «فيكون» بمعنى خمريّ اللون في الجزء: 7 ¦ الصفحة: 505 المدني مولى آل المنكدر التَّيْمي. سَمِعَ ابن عُمَر، وأبا سَعِيد، والأعرج. وعَنْه: ابناه يوسف، وعَبْد العزيز، وابن أخيه عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه الماجشون. وكان يعلم الغناء ويتّخد القِيان وأمره فِي ذَلِكَ ظاهر مَعَ صدقه فِي الرواية، وكان يجالس عُرْوَة، ويجالس عُمَر بْن عَبْد العزيز أيام ولايته عَلَى المدينة فلما استُخلف وَفَد يعقوب عَلَيْهِ فَقَالَ: إنا تركناك حين تركنا لبس الخزّ. قَالَ مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ: وكان الماجشون أول مِنْ علم الغناء مِنْ أهل المروءة بالمدينة. وقَالَ سوار بْن عَبْد اللَّه: ثَنَا أَبِي، ثنا إسحاق بْن عيسى بْن مُوسَى، عَنِ ابن الماجشون قَالَ: عُرِّج برُوح أَبِي الماجشون فوضعناه عَلَى مغتَسِلِه وأعلَمْنا النَّاسَ فدخل غاسل فرأى عِرْقًا يتحرك من أسفل قدمه فَقَالَ لنا: أرى عِرْقًا يتحرك مِنْ أسفل قدمه، فاعتللنا عَلَى النَّاسَ وقلنا: لم يتهيأ، فأصبحنا وأتى الغاسل والناس فرأى العِرق يتحرك. قَالَ: فاعتذرنا إلى النَّاسَ بالأمر الَّذِي رأيناه فمكث ثلاثًا، ثم إنّه نشغ [1] فاستوى جالسًا فَقَالَ ائتوني بسويق فأتيَ بِهِ فشربه فقلنا: خبّرنا قَالَ: نعم إنّه عُرج بروحي إلى السماء فصعد بي المَلَك حتى انتهى إلى السماء السابعة فقيل لَهُ: مِنْ معك؟ قَالَ: الماجشون. فقيل لَهُ: لم يأن لَهُ بقي مِنْ عمره كذا وكذا سنة، ثم هبط فرأيت النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْر عَنْ يمينه وعُمَر عَنْ يساره وعُمَر بْن عَبْد العزيز بين يديه، فقلت للذي معي: مَن هذا؟ وأحببت أن أستثبته قَالَ: أَوَ تعرفه! هذا عُمَر بْن عَبْد العزيز، قُلْتُ: إنّه لقريب المقعد مِنَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ: قَالَ: إنّه عمل بالحق فِي زمن الجور وإنهما عملا بالحق فِي زمن الحق.   [ () ] الفارسية. لقّب به لحرمة خدّيه. (انظر: اللباب 3/ 141) ويقال: ماه كون: أي شبه القمر، كما في التهذيب. [1] أي شهق. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 506 توفي في خلافة هشام وولد فِي زمن عثمان سنة أربع وثلاثين. 617- (يعقوب بن خالد بن المسيّب المخزومي) [1] . عَنْ: أَبِي صالح السمان، وإِسْمَاعِيل بْن إبْرَاهِيم الشيباني. وعَنْه: يحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، ويزيد بْن الهاد، وعمرو بن أَبِي عُمَر. ومات شابًا. 618- (يعقوب بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي طلحة الأنصَارِيّ) [2]- م- عَنْ عمه أنس. وعَنْه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي. وثَّقه أَبُو زُرْعة. 619- (يعلى بْن عطاء العامري الطائفي) [3]- م 4- نزيل واسط. رَوى عَنْ: أَبِيهِ، ووكيع بْن عدس، وعمارة بْن حديد [4] ، وعمرو بن الشريد، وجماعة كثيرة. وعنه: شعبة، وحماد بن سلمة، وشريك، وأبو عوانة، وهشيم. وثقه أحمد. وقَالَ غير واحد: تُوُفِّي سنة عشرين ومائة. 620- (يعلي بْن مُسْلِم بْن هُرْمُز) [5]- م د ن-. بَصْرِيّ نزل مكة. وحدّث عَنْ: أَبِي الشعثاء، وسَعِيد بْن جُبَيْر، ومجاهد. وعنه: ابن جريج، وسفيان بن حسين، وشعبة. وثقه ابن معين.   [1] الجرح 9/ 207. [2] التاريخ الكبير 8/ 389، تهذيب التهذيب 11/ 396، الجرح 9/ 208، تاريخ أبي زرعة 1/ 562 رقم 1539 و 1542. [3] التاريخ الكبير 8/ 415، طبقات ابن سعد 5/ 520، الخلاصة 438، الجرح 9/ 302، سير أعلام النبلاء 5/ 452 رقم 201، التاريخ لابن معين 2/ 682 رقم 4233 و 4914 و 4915. [4] مهمل بالأصل. [5] التاريخ الكبير 8/ 417، الجرح 9/ 302، التاريخ لابن معين 2/ 683 رقم 354 و 355، تهذيب التهذيب 11/ 405، التقريب 2/ 378، الخلاصة 438. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 507 621- (يوسف بن سعد الجمحي) [1]- ت ن- مَولاهم البصري. عَنْ: الحَسَن بْن عليّ، والحارث بْن حاطب. وعَنْه: القاسم بْن الفضل الحُدّاني [2] ، والربيع بْن مُسْلِم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وآخرون. أثنوا عَلَيْهِ. 622- (يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن الحارث الأنصَارِيّ) [3]- م ت ن ق- مولاهم الْبَصْرِيّ. عَنْ: أَبِيهِ، وخاله مُحَمَّد بْن سيرين، وأنس بْن مالك، وأَبِي العالية. وعَنْه: خَالِد الحذّاء، ومهدي بْن ميمون، وسُلَيْمَان بْن المغيرة، وحمّاد بْن سلمة. وثّقه ابن مَعِين. 623- (يوسف بْن ماهك [4] الفارسي) [5]- ع- مولى المكيين. رَوى عَنْ: حكيم- 4- بن حزم، وابن عباس- د ق-، وأبي هريرة- د ق-، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وعَبْد اللَّه بْن صَفْوان بْن أُمَّية، وعُبَيْد بْن عُمَيْر، وغيرهم. وعنه: أيوب، وعطاء، وأبو بشر، وحميد الطويل، وابن جريج، وجماعة.   [1] التاريخ الكبير 8/ 373، الجرح 9/ 223، ميزان الاعتدال 4/ 466، تهذيب التهذيب 11/ 413، التقريب 2/ 380، التاريخ لابن معين 2/ 685 رقم 3930 الخلاصة 439. [2] بضم الحاء المهملة وتشديد الدال. والنسبة إلى محلّة بالبصرة. (انظر: اللباب 1/ 347) . [3] التاريخ الكبير 8/ 372، تهذيب التهذيب 11/ 416، التقريب 2/ 381، الجرح 9/ 225، التاريخ لابن معين 2/ 685 رقم 4163 وفيه: «يوسف بن عبده» . [4] ضبطه بكسر الهاء في تقريب التهذيب 2/ 382 وفي الخلاصة بفتحها. [5] التاريخ الكبير 8/ 375، تهذيب التهذيب 11/ 421، المشاهير 86، الجرح 9/ 229 د طبقات ابن سعد 5/ 470، طبقات خليفة 281، تاريخ خليفة 245، المعرفة والتاريخ 1/ 223 سير أعلام النبلاء 5/ 68 رقم 24، العقد الثمين 7/ 497، شذرات الذهب 1/ 147، خلاصة التذهيب 439. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 508 وثّقه ابن مَعِين. قَالَ الواقدي ويحيى بْن بُكَيْر والفلاس: تُوُفِّي سنة ثلاث عشرة ومائة. وقَالَ الْهَيْثَمُ بْن عَدِيّ [1] سنة عشر، وقيل سنة أربع عشرة، والأول أصح. 624- (يونس بْن سيف الكلاعي الحمصي) [2]- د ق-. عَنْ: الحارث بْن زياد، وأَبِي إدريس الخَوْلاني. وعَنْه: الزُّبَيْدِيُّ، ومعاوية بْن صالح، وغيرهما. توفي سنة عشرين ومائة   [1] في الأصل «الهيثم بن علي» . وما أثبتناه هو المشهور. [2] التاريخ الكبير 8/ 405، الجرح 9/ 239، تاريخ أبي زرعة 1/ 354، تهذيب التهذيب 1/ 440 وفي التقريب 2/ 385 «سونش بن يوسف» وهذا وهم. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 509 [الكنى] 625- (أبو البدّاع بن عاصم) [1]- ع- بن عدي البلوي أبو عمرو الْمَدَنِيّ. عَنْ: أَبِيهِ. وعَنْه: أَبُو بَكْر بْن حزم، وعبد الملك بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحارث، وابنه عاصم. توفي سنة سبع عشرة وقيل سنة عشر ومائة. 626- (أبو بكر بن حفص) [2]- ع- بْن عُمَر بْن سَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيّ الْمَدَنِيّ، واسمه عبد الله. رَوى عَنْ: ابن عُمَر، وأنس، وعُرْوَة بْن الزّبير. وعنه: زيد بن أَبِي أُنَيْسَةَ، ومُحَمَّد بْن سوقة، وشُعْبَة. وكان ثقة. 627- (أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الجهم) [3]- م ت ن ق- بن حذيفة العدوي. عن: ابن عمر، وفاطمة بنت قيس، وغيرهما. وعنه: أبو بكر النّهشلي، وشعبة، وشريك.   [1] الجرح 9/ 348، تهذيب التهذيب 12/ 17، التقريب 2/ 394، الخلاصة 443. [2] التاريخ الكبير 9/ 10، الجرح 9/ 238، التاريخ لأبي زرعة 1/ 646 رقم 1911، تهذيب التهذيب 12/ 24، التقريب 2/ 396. [3] الجرح 9/ 338، تهذيب التهذيب 12/ 26، التقريب 2/ 397، الخلاصة 444. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 510 628- (أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ) [1]- ع- الأنصاري النّجّاري المدني. قاضي المدينة وأميرها وكان أعلم زمانة بالقضاء فيما قَالَ. رَوى عَنْ عبّاد بْن تميم وسلمان الأغرّ وعَبْد اللَّه بْن قيس بْن مَخْرَمَة وعَمْرو بْن سُلَيْم الزُّرقي وأَبِي حَبّة [2] البدري وخالته عمرة. وعَنْه ابناه عَبْد اللَّه ومُحَمَّد وأفلح بْن حُمَيْد والأَوزاعيّ والمسعودي وآخرون. وثّقه ابن مَعِين [3] . وقَالَ مالك: لم يل عَلَى المدينة أمير أنصَارِيّ غيره. وقيل: كَانَ كثير العبادة والتهجُّد. وقَالَ الواقدي: هُوَ الَّذِي كَانَ يصلّي بالناس ويتولَّى أمرهم واستقضى ابن عمّه أَبَا طوالة. وقَالَ أَبُو الغصن الْمَدَنِيّ: رأيت فِي يد أَبِي بَكْر بْن حزم خاتم ذهب فَصّه ياقوتة حمراء. ورَوى عطاف بْن خَالِد، عَنْ أُمّه، عَنْ زَوْجَة ابن حزم أَنَّهُ ما اضطَّجع عَلَى فراشة بالليل منذ أربعين سنة. وقيل: كان له في الشهر ثلاثمائة دينار. وقَالَ مالك: ما رأيت مثل ابن حزم أعظم مروءة وأتم حالا ولا رأيت من أوتي مثل ما أوتي: ولاية المدينة والقضاء والموسم. قِيلَ: تُوُفِّي سنة عشرين ومائة، وقيل سنة سبع عشرة.   [1] التاريخ الكبير 9/ 10، تاريخ خليفة بن خياط 350، دول الإسلام 1/ 82، تهذيب التهذيب 12/ 38، التقريب 2/ 399 وله خبر في طبقات ابن سعد 8/ 480 و 481، الجرح 9/ 337، تاريخ أبي زرعة 1/ 444 رقم 1097، الخلاصة 445. [2] بموحدة، وفي التهذيب «حية» بالياء المثناة. والصواب كما أثبتناه. [3] «ابن معين» ساقطة من الأصل، وأثبتناها من الخلاصة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 511 629- (أَبُو بَكْر بْن المنكدر التَّيْمي) [1]- سوى ق- أسنّ الأخوة. رَوى عَنْ: جَابِر، وأَبِي أُمَامة بْن سهل. وعَنْه: بُكَيْر بْن الأشجّ، وعُمَر بْن مُحَمَّد العمري، وشُعْبَة. وثقوه. 630- (أَبُو ذبيان) [2]- خ م ن- عَن ابن الزبير. وعَنْه: حفصة بنت سيرين- مَعَ تقدّمها-، وجعفر بْن ميمون، وشُعْبَة. وثَّقه النّسائي. واسمه خليفة بْن كعب التميمي. 631- (أَبُو رافع مولى أم سَلَمَةَ) [3] ، واسمه عَبْد اللَّه بْن رافع. عَنْ: أم سَلَمَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ. وعَنْه: سَعِيد المَقْبُري، وأيوب بْن خَالِد، ومُحَمَّد بْن إسحاق. وثَّقه أَبُو زُرْعة. مِنْ سادات التابعين وزُهّادهم، وكان ابن جزء الزُّبَيْدِيُّ إذا رآه قَالَ: ما لأحد عَلَى أَبِي زُرْعة فضل إلا بالصَّحْبَة. 632- (أَبُو زُرْعة التجيبي، مولى بني سَوْم) [4] الْمَصْريّ. وقَالَ عَبْد الملك بْن مروان: هُوَ والله خير بنى سوم. وقَالَ غيره: قتل وهيب فخرج القُرّاء يطلبون بدمه وممن كَانَ معهم أَبُو زُرْعة، فقُتل فيمن قُتِل سنة سبع عشرة ومائة، وكان من الصالحين الكبار. 633- (أبو رجاء مولى أبي قلابة) [5]- خ م د ن- اسمه سلمان. عَنْ: مولاه، وعَنْ عَنْبَسَةَ بْن سَعِيد بْن العاص وعُمَر بْن عَبْد العزيز، وأبي المهلّب.   [1] التاريخ الكبير 9/ 13، الجرح 9/ 342، تهذيب التهذيب 12/ 40، التقريب 2/ 400. [2] تهذيب التهذيب 3/ 162، التقريب 2/ 420 وفي الخلاصة «ذئبان» مثنى ذئب. [3] الجرح 5/ 53، تاريخ أبي زرعة 1/ 40 رقم 1040، تهذيب التهذيب 5/ 206، التقريب. [4] بفتح السين وتسكين الواو. (انظر: اللباب 2/ 155) . [5] الجرح 4/ 299، تهذيب التهذيب 4/ 140، التقريب 1/ 315. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 512 وعنه: أيوب السختياني، وحميد الطويل، وابن عَوْن، وحَجَّاج الصواف. وهُوَ مُقِلّ. 634- (أَبُو السائب) [1]- م ع- مولى هشام بْن زهرة. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وأَبِي سَعِيد. وعَنْه: بُكَيْر بْن الأشجّ، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَن، والزُّهْرِيّ، وشَرِيك بْن أَبِي نَمِر، وغيرهم. ويحتمل أَنَّهُ مات فِي الطبقة الماضية. 635- (أَبُو سَعِيد الرعيني) [2]- 4- القتباني المصري قاضي إفريقية. عن: أبي تميم الْجَيْشَانِي، وعَبْد اللَّه بْن مالك اليَحْصُبي. وَعَنْهُ: بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زحر. مات فِي حدود سنة خمس عشرة ومائة. اسمه جُعْثُل [3] بْن هَاعَان. 636- (أَبُو سُفْيان طلحة بْن نافع الإسكاف) [4]- خ م ت د-. عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه وأنس بْن مالك وابن عَبَّاس وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَيْر. وعَنْه: حُصَيْن، والأعمش، وحَجَّاج بْن أرطأة، وابن إسحاق، وشُعْبَة. قَالَ أَبُو حاتم: أَبُو الزّبير أحبّ إليّ منه. وقال ابن عُيَيْنَة: إنما أَبُو سُفْيَان عَن جَابِر صحيفة. وقَالَ أَحْمَد بْن حنبل وغيره: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شيء.   [1] تهذيب التهذيب 12/ 104، التقريب 2/ 426، الخلاصة 450. [2] التاريخ لابن معين 2/ 83 رقم 5315، تهذيب التهذيب 2/ 79، التقريب 1/ 128. [3] بضم الجيم وتسكين العين وضم الثاء المثلثة كما في التقريب. وفي التاريخ لابن معين «جعثل بن عاهان» بتقديم العين على الهاء وهذا تصحيف، فقد نص في التقريب على أن أوله «ها» . [4] طبقات خليفة 155، التاريخ لابن معين 2/ 279 رقم 658 و 1995 و 2397 و 4458 و 2646 و 2865، التاريخ الكبير 4/ 346، الجرح والتعديل 4/ 475، سير أعلام النبلاء 5/ 293 رقم 139، ميزان الاعتدال 2/ 342، العقد الثمين 5/ 71، تهذيب التهذيب 5/ 26، التقريب 1/ 380، خلاصة التذهيب 180. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 513 قُلْتُ: قرنه الْبُخَارِيّ بآخر. 637- (أَبُو عَبْد رب الزّاهد [1] الدمشقي) [2]- ق- مولى روميّ اسمه قسطْنطين. رَوى عن: فَضَالَةَ بْن عُبَيْد، ومعاوية، وأُوَيْس القُرَني. وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وسعيد بن عبد العزيز، وغيرهما. وقد خرج عَنْ عشرة آلاف دينار للَّه، وكان يختار الفقر عَلَى الْغِنَى، ولم يخلّف إلا ثمن كفنٍ، وكان كبير الشأن. رَوى سَعِيد بْن عَبْد العزيز، عَنْ أَبِي عَبْد ربّ قَالَ: لو سَالَتْ بَرَدِي [3] ذهبًا أو فضّةً ما قمت إليها، ولو قِيلَ لي: من احتضن هذا العمود مات لَقُمْتُ إِلَيْهِ [4] ! قَالَ سَعِيد: ونَحْنُ نعلم أَنَّهُ صادق. مات سنة اثنتي عشرة ومائة. 638- (أَبُو عُبَيْد الحاجب) [5]- م د- مولى سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك وحاجبه. عَنْ: عَمْرو بْن عَبْسَةَ، وأنس بْن مالك، وعدّة. وعَنْه: ابن عَجْلان، والأَوزاعيّ، ومالك، وآخرون. وثَّقه أَبُو زُرْعة. وكان بعد الحجابة مِنَ العلماء العاملين رحمه اللَّه تعالى. قَالَ بِشْر بْن عَبْد اللَّه: لم أر أحدًا أعلم بالعلم من أبي عبيد. ورَوى الوليد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حسّان الكناني أنّ أبا عبيد كَانَ يحجب سُلَيْمَان، فلمّا ولي عُمَر بْن عَبْد العزيز قَالَ: أَيْنَ أَبُو عُبَيْد؟ فدنا منه فَقَالَ: هذه الطريق إلى فلسطين وأنت من أهلها فالحق بها، فقالوا: بعد   [1] تاريخ أبي زرعة 1/ 247 رقم 296- 298، تهذيب التهذيب 12/ 152، التقريب 2/ 446، الخلاصة 454. [2] في الأصل «الزاهر» ، وهو وهم. [3] نهر يعبر دمشق. [4] زاد في «حلية الأولياء» : «شوقا إلى الله وإلى رسوله» . [5] تهذيب التهذيب 12/ 158، التقريب 2/ 448. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 514 يا أمير المؤمنين لو رأيت أَبَا عُبَيْد [1] وتشميره للخير والعبادة، قَالَ: ذاك أحقّ أن لا نفتنه، كانت فيه أُبهَّةٌ عَنِ العامّة، وفي لفظ: للعامّة. 639- (أَبُو عُبَيْدة بْن عَبْد اللَّهِ) [2]- م د ت ق- بن زمعة بن الأسود القرشيّ الأسديّ. عَنْ: أَبِيهِ، وأمّه زينب بنت أَبِي سَلَمَةَ، وجدَّته أمّ سَلَمَةَ. وعَنْه: الزُّهْرِيّ، وابن إسحاق، وجماعة. 640- (أَبُو عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ) [3]- 4- بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ العنسيّ [4] . عَنْ: أَبِيهِ، وجابر، والرّبيع بنت معوّذ. وعَنْه: سعد بْن إبْرَاهِيم، وابن إسحاق، وجماعة. وَيُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ. 641- (أَبُو عُشّانة المعافريّ) [5]- د ت ق- حيّ بن يؤمن المصري. عن: رويفع بن ثابت، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وعَنْه: حرملة بْن عمران، وعمرو بن الحارث، واللّيث، وعدّة. وكان من أجناد اليمن. مات سنة ثمان عشرة ومائة. 642- (أَبُو الفيض) [6]- د ت ن- واسمه موسى بن أيوب، حمصيّ. عن: معاوية، وأبي قرصافة جندرة [7] .   [1] في الأصل «أبا عبيدة» ، وهو خطأ. [2] الجرح 9/ 404، تهذيب التهذيب 12/ 159، التقريب 2/ 448، الخلاصة 454. [3] التاريخ الكبير 9/ 52، تهذيب التهذيب 12/ 160، التقريب 2/ 448، له رواية في تاريخ أبي زرعة 1/ 444 رقم 1098. [4] في نسخة «القدسي» : العنبسي، والصحيح ما أثبتناه. [5] التاريخ الكبير 3/ 119، الجرح 3/ 276، تاريخ أبي زرعة 1/ 393 رقم 889، التاريخ لابن معين 2/ 141 رقم 5141، الإكمال 2/ 67، التاريخ الكبير 3/ 119. [6] الجرح 8/ 134، التاريخ لابن معين 2/ 592 رقم 5132، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية 11/ 428 أ) ، تهذيب التهذيب 10/ 337، التقريب 2/ 281. [7] بفتح الجيم وتسكين النون وفتح الدال والراء المهملتين، وهو جندرة بن خيشنة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 515 وعَنْه: زيد بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة. وثَّقه ابن معين. 643- (أبو كثير السحيمي) [1]- م 4- اليمامي الأعمى يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن وقيل ابن عَبْد الله. روى عن أبي هريرة. وعنه: يحيى بن أبي كثير، وعقبة بْن التوأم، وعِكْرِمة بْن عمّار، والأَوزاعيّ، وأيوب بْن عُتْبَة، وجماعة. وثَّقه أَبُو حاتم وغيره. 644- (أبو لبابة التّيمي الورّاق) [2]- ت ن- واسمه مروان. عَنْ: عَائِشَةَ، وأنس. وعَنْه: هشام بْن حسّان، وحمّاد بن زيد. وثّقه ابن مَعِين يقال: إنّه مولى لعائشة رَضِيَ اللَّه عنها. 645- (أبو مريم الأنصاري) [3]- د ت-. ويقال الحضرميّ الشاميّ صاحب القناديل وقيّم مسجد حمص وقيل إنّه قرّره خالد بن الوليد لذلك. روى عن: أبي هريرة، وجابر. وعنه: يحيى بن أبي عمرو السيباني [4] ، ومعاوية بن صالح، وحريز [5] بن   [1] الجرح 9/ 276، التاريخ لابن معين 2/ 722 رقم 3674، تهذيب التهذيب 12/ 211، التقريب 2/ 465، الخلاصة 458. [2] الجرح 8/ 272، التاريخ لابن معين 2/ 557 رقم 367 و 3898، تهذيب التهذيب 10/ 99، التقريب 2/ 240، وقال الذهبي في الميزان 4/ 565: «لا يدرى من هو» . [3] التاريخ الكبير 9/ 68، الجرح 9/ 436 و 437، تهذيب التهذيب 2 پ/ 231، التقريب 2/ 471، ميزان الاعتدال 4/ 572، الخلاصة 459. [4] في الأصل «الشيبانيّ» ، وكذلك في تهذيب وميزان الاعتدال، والصحيح ما أثبتناه بالسين المهملة، وسيبان من حمير. (انظر: التاريخ الكبير 8/ 293 المشاهير 180 الجرح والتعديل 5/ 266) . [5] في الأصل «جرير» ، والتصحيح من الميزان والجرح 9/ 437. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 516 عثمان، وصفوان بن عمرو، وقيل إن فرج بن فضالة لحقه. قال أحمد بن حنبل: رأيتهم بحمص يثنون عليه. وقال العجلي: أبو مريم مولى أبي هريرة تابعي ثقة. وفرق البخاري بين هذا وبين خادم مسجد حمص، وجمعهما أبو حاتم. 646- (أبو المليح بن أسامة الهذلي) [1]- ع- اسمه عامر وقيل زيد، بَصْرِيّ ثقة. رَوى عَنْ: أَبِيهِ، وعَائِشَة، وبريدة بْن الحصيب، وعَوْف بْن مالك، وابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وجماعة. وعَنْه: أيّوب السختياني، وأَبُو بِشرْ، وخَالِد الحذّاء، وحَجَّاج بْن أرطأة، وقَتَادة، وأَبُو بَكْر الْهُذَلِيُّ. وكان عاملا عَلَى الأُبّلة [2] . قَالَ ابن سعد [3] وابن أَبِي عاصم: توفي سنة اثنتي عشرة ومائة. 647- (أبو المهزم) [4] التيمي) - د ت ق-. بَصْرِيّ اسمه يزيد بْن سُفْيان وقيل عَبْد الرَّحْمَن بْن سفيان. عن أبي هريرة.   [1] الجرح 6/ 319، التاريخ لابن معين 2/ 726 رقم 32 و 4271، طبقات ابن سعد 7/ 219، طبقات خليفة 207، التاريخ الكبير 6/ 449، التاريخ الصغير 1/ 237، المعرفة والتاريخ 2/ 151 و 3/ 72، سير أعلام النبلاء 5/ 94 رقم 33. [2] بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها. بلدة على شاطئ دجلة في زاوية الخليج الّذي يدخل إلى مدينة البصرة. (ياقوت 1/ 77) . [3] لم أجد في طبقات ابن سعد تأريخا لوفاته، بل ذكر ما يفيد أنه كان حيا سنة 111 هـ. حيث نقل أن أبا حفص العقيلي قال: «مرّ بي أبو المليح الهذلي وأنا أخيط كفن يزيد بن عبد الله بن الشخير أبي العلاء فقال: اجعل له أزرارا مثل أزرار الأحياء» ، ثم أرخ وفاة أبي العلاء بسنة 111 هـ. (، / 156) بينما أرّخ ابن حجر في التقريب وفاة أبي المليح في سنة 98 وقيل 108 هـ. وقيل بعد ذلك. [4] بتشديد وكسر الزاي المعجمة. تهذيب التهذيب 12/ 249، التقريب 2/ 478، الخلاصة 461، كتاب المجروحين 3/ 99، الجرح 9/ 269، التاريخ لابن معين 2/ 671 رقم 1640 و 3816 و 3857 و 4308. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 517 وعَنْه: حُسَين المعلّم، وحبيب المعلّم، وشُعْبَة- ثم تركه-، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وعَبْد الوارث بْن سَعِيد. وهُوَ أقدم شيْخ لعبد الوارث. وأحسبه عاش بعد العشرين ومائة. ضعّفه ابن مَعِين. وقَالَ النّسائي: متروك. 648- (أَبُو نوفل بن أبي عقرب) [1]- د ن-. رَوى عَنْ: أَبِيهِ، وعَائِشَة، وأسماء، وعبد الله بن عمر. روى: عنه ابن جريج، والأسود بن شيبان، وشعبة. وثّقه ابن معين. 649- (أبو وهب الجيشاني [2] المصري) [3]- د ت ق-. عن: الضحاك بن فيروز الديلمي، وعبد الله بن عمرو بن العاص. وعنه: عمرو بن الحارث، والليث، وابن لهيعة [4] . اسمه على الأصح: عبيد بن شرحبيل. وقال البخاري: ديلم بن هوشع [5] . والله أعلم. آخر الطبقة الثانية عشرة (بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء من «تاريخ للإسلام» للحافظ الذهبيّ، على يد الفقير إليه تعالى، خادم العلم «عمر بن عبد السلام التدمريّ الطرابلسيّ» ، الأستاذ الدكتور، ووافق ذلك يوم الجمعة الثالث من شهر شعبان سنة 1407 هـ. الموافق للثالث من نيسان 1987، بمنزله بساحة النجمة، بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله. والحمد للَّه ربّ العالمين) .   [1] التاريخ لابن معين 2/ 574 رقم 3549 و 3672 و 4310 واسمه «معاوية بن مسلم» . [2] الجيشانيّ: بفتح الجيم وسكون التحتانية بعدها معجمة. (التقريب) . [3] التاريخ لابن معين 2/ 731 رقم 72، التاريخ الكبير 3/ 349، الجرح والتعديل 3/ 434 رقم 1973، ميزان الاعتدال 4/ 585، تهذيب التهذيب 2/ 487 و 12/ 275، التقريب 2/ 487 رقم 26. [4] في الأصل «والليث بن لهيعة» والتصحيح من ميزان الاعتدال. [5] وفي الجرح: «الهوسع ويقال: الهويسع» بالسين المهملة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 518 [المجلد الثامن (سنة 121- 140) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الطَّبَقَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَحَوَادِثُهَا تُوُفِّيَ فِيهَا إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ [1] أَوْ فِي الَّتِي تَلِيهَا، وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ قُتِلَ فِيهَا بِخُلْفٍ. وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ [2] فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْهَا. وَعَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْمَذْبُوحُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ الأَنْصَارِيُّ. ومُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيهَا بِخُلْفٍ. وَنُمَيْرُ [3] بْنُ أَوْسٍ الأَشْعَرِيُّ. وَفِيهَا غَزَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَسَارَ مِنْ أَرْمِينِيَّةَ إِلَى قَلْعَةِ بَيْتِ السَّرِيرِ [4] مِنْ بِلادِ الرُّومِ فَقَتَلَ وَسَبَى وَغَنِمَ، ثُمَّ أَتَى قَلْعَةً ثَانِيَةً فَقَتَلَ وَأَسَرَ. ثُمَّ دَخَلَ حِصْنَ عَوْمِيكَ [5] وَفِيهِ سَرِيرُ الْمَلِكِ [6] ، فَهَرَبَ الْمَلِكُ. ثُمَّ إِنَّهُمْ صَالَحُوا مَرْوَانَ فِي السَّنَةِ عَلَى أَلْفِ رَأْسٍ وَمِائَةِ أَلْفِ مُدْيٍ [7] . ثُمَّ سَارَ مَرْوَانُ فدخل   [1] المزني قاضي البصرة. ذكر وفاته في دول الإسلام (1/ 84) سنة 122 هـ [2] محدّث الكوفة. (دول الإسلام 1/ 83) وذكر ابن خياط وفاته في سنة 122 هـ. (ص 254) . [3] ورد في نسخة القدسي 5/ 26 «غير» . وفي البداية والنهاية 9/ 329 «نمير بن قيس» والتصحيح من: التاريخ الكبير 8/ 117. المشاهير 118. دول الإسلام 1/ 83. [4] تسمى سرير الذهب. مملكة واسعة بين اللان وباب الأبواب. وهي حاليا في جنوب الاتحاد السوفييتي. (دول الإسلام 1/ 83) . [5] في الأصل غومشك «وكذلك في دول الإسلام» وفي «الكامل في التاريخ» لابن الأثير 2405 «غوميك» ، وفي «تاريخ خليفة بن خياط» 351 «غومسك» . [6] سرير الذهب. (الطبري 7/ 160) . [7] مدي. بضم الميم. مكيال للشام ومصر. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 5 أَرْضَ أَزَرَ [1] وَبِلادَ بَطْرَانَ [2] فَصَالَحُوهُ، وَصَالَحَهُ أَهْلُ بِلادِ تَوْمَانَ [3] . ثُمَّ أَتَى جِمْرِينَ [4] فَقَاتَلَهُمْ وَلازَمَ الْحِصَارَ عَلَيْهِمْ شَهْرَيْنِ ثُمَّ صَالَحُوهُ، ثُمَّ افْتَتَحَ مِسْدَارَةَ [5] وَغَيْرَهَا. وَذَكَرَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [6] أَنَّ الْبَطَّالَ [7] قُتِلَ فِيهَا. وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ مُسْلِمَةُ ابن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هِشَامٍ فَسَارَ حَتَّى أَتَى مَلَطْيَةَ [8] . وَقَدْ مَاتَ مُسْلِمَةُ هَذَا فِي دَوْلَةِ أَبِيهِ.   [1] أزر: بالفتح ثم سكون الراء المهملة. بليدة من أول جبال طبرستان من ناحية الديلم وبها قلعة حصينة. (ياقوت 1/ 149) . [2] في العبر للذهبي «نطران» 1/ 153. [3] مهملة في الأصل. وهو «تومان شاه» كما في دول الإسلام 1/ 83. [4] أثبتها القدسي في نسخته «حمزين» والتصحيح من دول الإسلام 1/ 83. [5] عند ابن الأثير 5/ 240 «مسداز» وفي دول الإسلام «مسدار» . [6] تاريخ خليفة 352. [7] هو: ابو يحيى عبد الله المعروف بالبطال. كان من المجاهدين في بلاد الروم. وسيرته مشهورة في كتب التاريخ. اختلف في سنة وفاته. [8] تاريخ خليفة 352. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 6 سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ بُكَيْرُ بْنُ عبد اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَلَى قَوْلِ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ بِوَاسِطَ. وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قسيط. ويعقوب بن عبد الله ابن الأَشَجِّ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ يَحْيَى. وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْكُوفِيُّ. وَوُلِدَ فِيهَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ [1] . وَفِيهَا خَرَجَ بِأَرْضِ الْمَغْرِبِ مَيْسَرَةُ الْحَقِيرُ [2] وَعَبْدُ الأَعْلَى مَوْلَى مُوسَى ابن نُصَيْرٍ مُتَعَاضِدَيْنِ وَمَعَهُمَا خَلائِقُ مِنَ الصُّفْرِيَّةِ [3] فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَعَسْكَرَ لِمُلَتَقَاهُمْ مُتَوَلِّي أَفْرِيقِيَّةَ فَكَانَ الْمَصَافُّ بَيْنَهُمْ فَاسْتَظْهَرَ وَالِي أَفْرِيقِيَّةَ لَكِنْ قُتِلَ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَبْحَابِ. ثُمَّ إِنَّهُ جَهَّزَ جَيْشًا عَلَيْهِمْ أَبُو الأَصَمِّ خَالِدٌ فَالْتَقَوْا فَقُتِلَ أَبُو الأَصَمِّ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَشْرَافِ فِي آخِرِ السَّنَةِ. وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُ الصُّفْرِيَّةِ وَبَايَعُوا بِالْخِلافَةِ الشَّيْخَ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ الْهَوَّارِيَّ فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ قُتِلَ وَجَرَتْ حُرُوبٌ مُهَوِّلَةٌ وَقُتِلَ الْمُسْلِمُونَ وَعَظُمَ الْخَطْبُ وَكَانَتْ سنة وأيّ سنة.   [1] ذكر خليفة بن خياط ان ولادته في سنة 121 هـ. (ص 352) . [2] انظر: تاريخ خليفة 353، دول الإسلام 1/ 84. [3] الصفرية الزيادية أصحاب زياد بن الأصفر، خالفوا الأزارقة والنجدات والإباضية في أمور. (الملل والنّحل- الشهرستاني 2/ 56) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 7 وَكَانَ الأَمِيرُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ قَدْ جَهَّزَ حَبِيبَ بْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ الْفِهْرِيَّ غَازِيًا إِلَى جَزِيرَةِ صَقَلِّيَّةَ فَقَدِمَ مَعَهُ وَلَدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى طَلائِعِهِ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَدَ الأَبْطَالِ فَلَمْ يَثْبُتْ لَهُ أَحَدٌ وَظَفَرَ ظَفَرًا مَا سَمِعَ بِمِثْلِهِ قَطُّ وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى أَكْبَرِ مَدَائِنَ صَقَلِّيَّةَ وَهِيَ مَدِينَةُ سَرْقُوسَةُ [1] فَقَابَلُوهُ فَهَزَمَهُمْ وَهَابَتْهُ النَّصَارَى وَذَلُّوا لِأَدَاءِ الْجِزْيَةِ. وَكَانَ وَالِدُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَلَى طَنْجَةَ وَمَا يَلِيهَا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيَّ فَظَلَمَ وَعَسَفَ وَأَسَاءَ السِّيرَةَ فِي الْبَرْبَرِ فَثَارُوا وَاغْتَنَمُوا غَيْبَةَ الْعَسَاكِرِ وَتَدَاعَتْ عَلَى عُمَرَ الْقَبَائِلُ وَعَظُمَ الشَّرُّ. وَهَذِهِ أَوَّلُ فِتْنَةٍ كَانَتْ بِالْمَغْرِبِ بَعْدَ تَمْهِيدِ الْبِلادِ فَأَمَّرَتِ الْبَرْبَرُ عَلَيْهِمْ مَيْسَرَةَ الْحَقِيرَ فَأَسْرَعَ حَبِيبُ الْفِهْرِيُّ الْكَرَّةَ مِنْ صَقَلِّيَّةَ فَالْتَقَى هُوَ وَمَيْسَرَةُ فَكَانَتْ مَلْحَمَةٌ هَائِلَةٌ فَاسْتَظْهَرَ مَيْسَرَةُ. ثُمَّ إِنَّ الْبَرْبَرِ أَنْكَرَتْ سُوءَ سِيرَةِ مَيْسَرَةَ وَتَغَيَّرُوا عليه فقتلوه وأمّروا عليهم خالد ابن حُمَيْدَةَ الزَّنَاتِيَّ فَأَقْبَلَ بِهِمْ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَسْكَرِ الإِسْلامِ مَلْحَمَةٌ مَشْهُورَةٌ قُتِلَ فِيهَا خَالِدُ الزَّنَاتِيُّ وَسَائِرُ مَنْ مَعَهُ وَذَهَبَ فِيهَا خَلْقٌ مِنْ فِرْسَانِ الْعَرَبِ وَلِهَذَا سُمِّيَتْ غَزْوَةَ الأَشْرَافِ. وَمَرَجَ أَمْرُ النَّاسِ وَقَوِيَتِ الْخَوَارِجُ. وَعَمَدَ النَّاسُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَبْحَابِ فَعَزَلُوهُ فَغَضِبَ الْخَلِيفَةُ هِشَامُ لَمَّا بَلَغَهُ وَتَنَمَّرَ، وَبَعَثَ عَلَى الْمَغْرِبِ كُلْثُومُ بْنُ عِيَاضٍ القشيري.   [1] سرقوسة: بفتح أوله وثانيه. أكبر مدينة بجزيرة صقلّيّة وكان بها سرير ملك الروم قديما. (ياقوت 3/ 214) . وفي نسخة القدسي «سرياقوسة» وهو خطأ واضح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 8 سَنَةَ ثَلاثَ وَعِشرِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ ثَابِتُ الْبُنَانِيُّ. وَرَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الْقَصِيرُ بِدِمَشْقَ. وَأَبُو يُونُسَ سُلَيْمٌ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ. وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ الذُّهْلِيُّ. وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ. وَشُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ. وَأَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ عبد الملك بن حبيب. وابن محيصن مقريء مَكَّةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَابِدُ الْبَصْرَةِ. وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ بِخُلْفٍ. وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ بَيْنَ الْبَرْبَرِ وَبَيْنَ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضٍ فَقُتِلَ كُلْثُومُ فِي الْمَصَافِّ وَاسْتُبِيحَ عَسْكَرُهُ وَقُتِلَ عِدَّةٌ مِنْ أُمَرَائِهِ كَسَرَهُمْ أَبُو يُوسُفَ الأَزْدِيُّ رَأَسُ الصُّفْرِيَّةِ ثُمَّ اتَّبَعَ الْمُسْلِمِينَ يَقْتُلُ وَيَأْسِرُ. وَقَتَلَ حَبِيبَ بْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيَّ وَسُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي الْمُهَاجِرِ. ثُمَّ قَامَ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ بَلْجُ ابْنُ عَمِّ كُلْثُومٍ فَانْتَصَرَ عَلَى الْخَوَارِجِ وَهَزَمَهُمْ وَقُتِلَ أَبُو يُوسُفَ فِي خَلْقٍ مِنَ الصُّفْرِيَّةِ [1] . وَكَانَ كُلْثُومُ الْمَذْكُورُ مِنْ جِلَّةِ الأُمَرَاءِ وَلِيَ دِمَشْقَ مُدَّةً لِهِشَامٍ ثُمَّ وَلاهُ الْمَغْرِبَ فَسَارَ إِلَيْهَا فِي خَلْقٍ مِنْ عَرَبِ الشَّامِ فَلَمَّا قُتِلَ دَخَلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ إِلَى الأَنْدَلُسِ وَعَلَيْهَا عبد الرحمن ابن حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَطَنٍ فَجَرَتْ بينهم وَقَعَاتٌ عَلَى الْمُنَافَسَةِ عَلَى الدُّنْيَا فَقُتِلَ بَلْجُ القشيري ووجوه أصحابه.   [1] دول الإسلام 1/ 84. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 9 وفيها حج بالناس يزيد ابن الْخَلِيفَةِ هِشَامٍ وَفِي صُحْبَتِهِ الزُّهْرِيُّ وَفِيهَا لَقِيَهُ مالك وابن عيينة [1] .   [1] زاد في (شذرات الذهب) : وأهل الحجاز. (1/ 161) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 10 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْجُهَنِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ الزرقيّ أبو طلحة. والقاسم ابن أَبِي بَزَّةَ [1] الْمَكِّيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ [2] بْنِ زُرَارَةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِخُلْفٍ. وَأَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ [3] بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ [4] . وَعَاثَتِ الصُّفْرِيَّةُ بِالْمَغْرِبِ وَحَاصَرُوا قَابِسَ [5] وَنَصَبُوا عَلَيْهَا الْمَجَانِيقَ، وَافْتَرَقَتِ الصُّفْرِيَّةُ بَعْدَ مَقْتَلِ مَيْسَرَةَ فِرْقَتَيْنِ، وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ فِي صِبَاهُ يَسْقِي الْمَاءَ وَلَمَّا بَلَغَ الْخَلِيفَةَ هشام قَتْلُ كُلْثُومٍ بَعَثَ عَلَى الْمَغْرِبِ حَنْظَلَةَ بْنَ صفوان الكلبي [6] .   [1] مهملة في الأصل. والتصحيح من تاريخ خليفة 356. [2] في تاريخ خليفة: «من ولد سعد بن زرارة» . [3] في الأصل «نضر» . [4] بضم الضاد وفتح الباء. (اللباب 2/ 260) . [5] مدينة بين طرابلس وسفاقس ثم المهدية على ساحل البحر. كان فتحها مع فتح القيروان سنة 27 هـ. وهي مدينة جليلة مسوّرة بالصخر. (ياقوت 4/ 289) . [6] انظر تاريخ خليفة 354- 356. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 11 سِنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ سُلَيْمٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ العقيلي، وجبلة ابن سُحَيْمٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ. وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بن إياس. وزياد بن علافة الثَّعْلَبِيُّ [1] وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الرُّهَاوِيُّ، وَسَعْدُ بن إبراهيم الزهري في قول، وسليمان ابن حميد بمصر. وصالح مولى التوأمة بِالْمَدِينَةِ. وَعَلِيُّ بْنُ نُفَيْلٍ [2] الْحَرَّانِيُّ بِهَا. وَمُحَمَّدُ بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس على الأصح. ومرثد بن سميّ والوليد ابن عبد الملك بْنِ أَبِي مَالِكٍ. وَهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَلِيفَةُ، وَيَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قُتِلَ كَأَبِيهِ. وَفِيهَا استُخْلِفَ الْوَليِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَتَبَ إِلَى يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى أَمِيرِ الْعِرَاقِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ [3] الثَّقَفِيِّ بِالأَخَوَيْنِ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ ابْنَيْ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ. فَلَمَّا قَدِمَا عَلَيْهِ عَذَّبَهُمَا حَتَّى هَلَكَا. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ هَذَا قَدْ وَلِيَ الْحَرَمَيْنِ لِهِشَامٍ مُدَّةً وَأَقَامَ الْحَجَّ مُدَّةً. وَكَانَتِ الْفِتَنُ شَدِيدَةً بِالْمَغْرِبِ وَنِيرَانُ الْحَرْبِ تَسْتَعِرُ وعليها الأمير حنظلة ابن صَفْوَانَ فَزَحَفَ إِلَيْهِ عُكَاشَةُ الْخَارِجِيُّ فِي جَمْعٍ فالتقوا فكانت بينهم وقعة   [1] محرفة في الأصل. (اللباب 1/ 237) . [2] في الأصل «نقيل» والتصحيح من اللباب 3/ 320. [3] في الأصل «يوسف بن محمد بن عمر» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 12 لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا وَانْهَزَمَ عُكَاشَةُ وَقُتِلَ مِنَ الْبَرْبَرِ مَنْ لا يُحْصَى ثُمَّ تَنَاخُوا وَسَارَ رَأْسُهُمْ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْهَوَّارِيُّ بِنَفْسِهِ فَجَهَّزَ حَنْظَلَةُ لِمُلْتَقَاهُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا فَانْكَسَرُوا وَوَلَّوِا الأَدْبَارَ وَقُتِلَ مِنْهُمْ عِشْرُونَ أَلْفًا، وَنَزَلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بِجُيوُشِهِ عَلَى فَرْسَخٍ مِنَ الْقَيْرَوَانِ، وَكَانَ فِيمَا قِيلَ فِي ثَلاثِمِائَةِ أَلْفٍ، فَبَذَلَ حَنْظَلَةُ الأَمْوَالَ وَالسِّلاحَ وَعَبَّأَ عَشْرَةَ آلافٍ فَخَرَجُوا وَمَعَهُمُ الْقُرَّاءُ وَالْوُعَّاظُ وَكَثُرَ الدُّعَاءُ وَالاسْتِغَاثَةُ باللَّه وَضَجَّ النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَكَانَتْ سَاعَةً مَشْهُودَةً، وَسَارَ حَنْظَلَةُ بَيْنَ الصُّفُوفِ يُحَرِّضُ عَلَى الْجِهَادِ، وَاسْتَسْلَمَتِ النِّسَاءُ لِلْمَوْتِ لِمَا يَعْلَمْنَ مِنْ رَأَيِ هَؤُلاءِ الصُّفْرِيَّةِ، ثُمَّ كَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ وَصَدَقُوا الْحَمْلَةَ وَكَسَرُوا أَغْمَادَ سُيُوفِهِمْ، وَالْتَحَمَ الْحَرْبُ [1] وَثَبَتَ الْجَمْعَانِ ثُمَّ انْكَسَرَتْ مَيْسَرَةُ الإِسْلامِ ثُمَّ تَرَاجَعُوا وَحَمَلُوا فَهَزَمُوا الْعَدُوَّ وَقُتِلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْهَوَّارِيُّ وَأُتِيَ بِرَأْسِهِ، وَقُتِلَ الْبَرْبَرُ مَقْتَلَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، وَأُسِرَ عُكَاشَةُ وَأُتِيَ بِهِ فَقَتَلَهُ حَنْظَلَةُ وَأَمَرَ بِإِحْصَاءِ الْقَتْلَى بِالْقَصَبِ بِأَنْ طَرَحَ عَلَى كُلِّ قَتِيلٍ قَصَبَةٌ ثُمَّ جَمَعَ الْقَصَبَ فَبَلَغَتْ مِائَةُ أَلْفٍ وَثَمَانِينَ أَلْفًا. وَهَذِهِ مَلْحَمَةٌ مَشْهُودَةٌ مَا سَمِعْنَا بِمِثْلِهَا قَطُّ، وَهَؤُلاءِ الْكِلابُ يَسْتَبِيحُونَ سَبْيَ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَذُرِّيَتِهِمْ وَدِمَاءِهِمْ وَيُكَفِّرَونَ أَهْلَ الْقِبْلَةِ، وَتُعْرَفُ بِغْزَوَةِ الأَصْنَامِ بِاسْمِ قَرْيَةٍ هُنَاكَ. وَعَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا غَزْوَةٌ كَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَشْهَدَهَا بَعْدَ غَزْوَةِ بَدْرٍ مِنْ غَزْوَةِ الْغَرْبِ بِالأَصْنَامِ [2] .   [1] في كتاب (المذكر والمؤنث للفرّاء) : الحرب مؤنثة، قال أبو عبد الله قال الفرّاء في موضع آخر: الحرب مذكر. [2] انظر: البيان المغرب 1/ 58 و 59. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 13 سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ الْكُوفِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مَقْتُولا، وَدَرَّاجُ أَبُو السَّمْحِ الْمِصْرِيُّ الْقَاصُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْمَكِّيُّ، وَعَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ الْمِصْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْمَكِّيُّ. وَالْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الأَسَدِيُّ الشَّاعِرُ. ونَبِيهُ بْنُ وَهْبٍ الْعَبْدَرِيُّ. وَالْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ خُلِعَ وَقُتِلَ. وَيَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ بِحِمْصٍ. وَيَزِيدُ بْنُ الْوَليِدِ النَّاقِصُ فِي آخِرِ الْعَامِ. وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان بن عَلَى ابْنِ عَمِّهِ الْخَلِيفَةِ الْوَلِيدِ لِمَا انْتَهَكَ مِنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَاسْتَهْتَرَ بِالدِّينِ فَبُويِعَ يَزِيدُ بِالْمِزَّةِ وَتَوَثَّبَ عَلَى دِمَشْقَ فَأَخَذَهَا ثُمَّ جَهَّزَ عَسْكَرًا إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ بِنَوَاحِي تَدْمُرَ عَاكِفًا عَلَى الْمَعَاصِي فَقُتِلَ بِحِصْنِ الْبَخْرَاءِ مِنْ نَاحِيَةِ تَدْمُرَ فِي شَهْرِ جُمَادَى الآخِرَةِ [1] . فَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ: قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فِي الْوَلِيدِ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامِ وَيُعِيبُهُ وَيَذْكُرُ عَنْهُ الْعَظَائِمَ مِنَ الْمُرْدِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَأَنَّهُ يَخْضِبُهُمْ بِالْحِنَّاءِ وَيَقُولُ: مَا يَحِلُّ لَكَ يَا أَمِيرَ المؤمنين إلا أن تخلعه من   [1] يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 14 الْعَهْدِ. وَكَانَ الْوَليِدُ قَدْ جَعَلَهُ أَبُوهُ وَلِيَّ عَهْدٍ بَعْدَ هِشَامٍ فَكَانَ هِشَامٌ لا يَسْتَطِيعُ خَلْعَهُ وَيُعْجِبُهُ قَوْلَ الزُّهْرِيِّ رَجَاءَ أَنْ يُؤَلِّبَ الناس عليه. ثم إن يزيدا استُخْلِفَ فَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ وَلا مُتِّعَ فَعُهِدَ بِالأَمِرِ إِلَى أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَليِدِ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَقِيلَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بَلْ بَايَعَهُ الْمَلَأُ فَتَوَثَّبَ عَلَيْهِ بَعْدَ أَيَّامٍ مَرْوَانُ الْحِمَارُ كَمَا يَأْتِي. وَفِيهَا خَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ بِالْمَغْرِبِ وَعَلَيْهَا حَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ وَكَانَ فِيهِ دِينٌ وَوَرَعٌ عَنِ الدِّمَاءِ فَنَزَحَ عَنِ الْقَيْرَوَانِ وَتَأَسَّفَ عَلَيْهِ النَّاسُ لجهاده وعدله [1] .   [1] البيان المغرب 1/ 60- 62. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 15 سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ. وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ عَلَى الأَصَحِّ. وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ الْفَهْمِيُّ. وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مَالِكٍ الْجَنَدِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ الْمَدَنِيُّ. وَعَمْرُو ابن عَبْدِ اللَّهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَعُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ الزَّاهِدُ فِي قَوْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ. وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ الْمُؤَدَّبُ. وَفِيهَا كَانَتْ فِتَنٌ عَظِيمَةٌ وَبَلاءٌ: فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ مُتَوَلِّي أَذْرَبَيْجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ وَتِلْكَ الْمَمَالِكِ، لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ النَّاقِصِ، أَنْفَقَ الأَمْوَالَ وَجَمَعَ الأَبْطَالَ وَسَارَ بِالْعَسَاكِرِ فَدَخَلَ الشَّامَ، فَجَهَّزَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَليِدِ لِحَرْبِهِ أَخَوَيْهِ بِشْرًا وَمَسْرُورًا، فَالْتَقَوْا، فَانْتَصَرَ مَرْوَانُ وَأَسَرَهُمَا وَسَجَنَهُمَا، ثُمَّ زَحَفَ حَتَّى نَزَلَ بِعَذْرَاءَ [1] فَالْتَقَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمَا وَقْعَةٌ مَشْهُودَةٌ، ثُمَّ انْهَزَمَ سُلَيْمَانُ وَبَلَغَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَليِدِ فَعَسْكَرَ بِظَاهِرِ دِمَشْقَ وَأَنْفَقَ الأَمْوَالَ فِي الْعَسْكَرِ فَخَذَلُوهُ وَتَفَلَّلُوا عَنْهُ، وَوَثَبَ الْكِبَارُ بِدِمَشْقَ فَقَتَلُوا عبد العزيز بن [2] الحجاج بن عبد الملك بْنِ مَرْوَانَ وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الَّذِي كَانَ نائب العراق في الحبس.   [1] قرية بغوطة دمشق. (ياقوت 4/ 91) . [2] «بن» ساقطة من الأصل، والاستدراك من «شذرات الذهب» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 وَقُتِلَ الْحَكَمُ وَعُثْمَانُ ابْنَا الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وكانا يلقّبان بالجملين وكانا شابّين أمر دين قَتَلُوهُمَا بِالدَّبَابِيسِ وَثَبَ عَلَيْهِمَا غِلْمَانُ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ لِأَنَّ أُمَرَاءَ دِمَشْقَ خَافُوا مِنْ أَنْ يُخْرِجَهُمَا مَرْوَانُ الْحِمَارُ فَيُبَايِعُ أَحَدَهُمَا أَوْ يَجْعَلُهُ وَلِيَّ عَهْدٍ فَلا يَسْتَبْقِي أَحَدًا قَامَ عَلَى أَبِيهِ. ثُمَّ هَرَبَ الْخَلِيفَةُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ فَسَارَ يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَبَنُو عَمِّهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ إِلَى عَذْرَاءَ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ وَبَايَعُوهُ بِالْخِلافَهِ وَدَخَلَ الْبَلَدَ فَأمَرَ بِنَبْشِ يَزِيدَ بْنِ الْوَليِدِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَصَلَبَهُ لِأَجْلِ قِيَامِهِ عَلَى الْوَلِيدِ الْفَاسِقِ، ثُمَّ إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِبْرَاهِيمَ ذَلَّ وَجَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِ مَرْوَانَ ابْنَ مُحَمَّدٍ وَخَلَعَ نَفْسَهُ مِنَ الأَمْرِ وَسَلَّمَهُ إِلَى مَرْوَانَ وَبَايَعَ طَائِعًا. وَجَرَتْ هَوَشَاتٌ وَفِتَنٌ، وَوَثَبَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ بِالْغُوطَةِ فقتل يزيد ابن خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ وَتَمَّ الأَمْرُ لِمَرْوَانَ، ثُمَّ سَارَ عَنْ دِمَشْقَ فَخَلَعَهُ أَهْلُهَا وَأَهْلُ حِمْصٍ فَنَزَلَ عَلَى حِمْصٍ بِجَيْشِهِ وَحَاصَرَهَا وَأَخَذَهَا وَقَتَلَ عِدَّةُ أُمَرَاءَ وَهَدَمَ نَاحِيَةً مِنْ سُورِهَا. وَخَرَجَ عَلَيْهِ مِنْ طَبَرِيَّةَ ثَابِتُ بْنُ نَعِيمٍ الْجُذَامِيُّ فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِ عَسْكَرًا فَانْهَزَمَ ثَابِتٌ بَعْدَ أَنْ قُتِلَ جَمَاعَةٌ مِنْ جُنْدِهِ ثُمَّ أُسِرَ وَأُتِيَ بِهِ مَرْوَانُ فَقَطَعَ أَرْبَعَتَهُ [1] بِدِمَشْقَ وَكَانَ سَيِّدَ الْيَمَانِيَّةِ فِي زَمَانِهِ. وَأَمَّا أَهْلُ الْكُوفَةِ فَبَايَعُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيَّ وَكَانَ مَعَهُ أَخَوَاهُ الْحَسَنُ وَيَزِيدُ وَكَانُوا قَدْ وَفَدُوا عَلَى نائب الكوفة عبد الله ابن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَكْرَمَهُمْ وَبَالَغَ فِي الإِحْسَانِ، فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدُ النَّاقِصُ هَاجَتْ شِيعَةُ الْكُوفَةِ وَجَيَّشُوا وَغَلَبُوا عَلَى الْقَصْرِ وَبَايَعُوا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا، فَحَشَدَ مَعَهُ خَلائِقَ فَالْتَقَاهُمْ عَسْكَرُ الْكُوفَةِ وَتَمَّتْ لَهُمْ وَقْعَةٌ انْهَزَمَ فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ الْقَصْرَ وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنْ شِيعَتِهِ ثُمَّ إِنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ الْقَصْرِ وأمّنوه وأخرجوه   [1] قال ابن خياط: فقطع يديه ورجليه. (ص 374) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 17 مِنَ الْكُوفَةِ فَتَلاحَقَ بِهِ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَرَجَعَ عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز إِلَى قَصْرِ الإِمَارَةِ. وَفِي هَذِهِ الْمُدَّةِ كَانَ ظُهُورُ سَعِيدِ بْنِ بَحْدَلٍ الْخَارِجِيِّ بِنَوَاحِي الْمَوْصِلِ وَتَبِعَهُ خَلْقٌ فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ وَاسْتُخْلِفَ عَلَى أَصْحَابِهِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْمَحْكَمِيُّ [1] فَغَلَبَ عَلَى تِكْرِيتَ ثُمَّ سَارَ مِنْهَا إِلَى الْكُوفَةِ فَعَسْكَرَ بِدِيرِ الثَّعَالِبِ [2] فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلاثَةِ آلافٍ فَالْتَقَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَكَانَ بَيْنَهُمَا وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ ثُمَّ انْكَسَرَ عَبْدُ اللَّهِ وَتَحَيَّزَ إِلَى وَاسِطَ، وَمَلَكَ الضَّحَّاكُ الْكُوفَةَ وَقَوِيَ أَمْرُهُ ثُمَّ عَبَّأَ جُيُوشَهُ فِي رَمَضَانَ، وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى وَاسِطَ فَحَارَبَهُ عَبْدُ اللَّهُ بن عمر، وكان منصور ابن جُمْهُورٍ أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَذْكُورِينَ وَالشُّجْعَانِ الْمَعْدُودِينَ مَعَ ابْنِ عُمَرَ، فَدَامَ الْقِتَالُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ شَهْرَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ وَقُتِلَ خَلْقٌ، ثُمَّ أَرْسَلَ الضَّحَّاكُ الْمَحْكَمِيُّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلاطَفَهُ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ فِي طَاعَتِهِ وَيُقِرَّهُ عَلَى عَمَلِهِ، فَأَعْطَاهُ عَبْدُ اللَّهِ ذلك ولابنه، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ شُبَيْلُ بْنُ عَزْرَةَ الضُّبَعِيِّ وَكَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ ... وَصَلَّتْ قُرَيْشٌ خَلْفَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ [3] ثُمَّ سَارَ الضَّحَّاكُ إِلَى الْمَوْصِلِ فَخَرَجَ لِحَرْبِهِ مُتَوَلِّيهَا [4] فَقُتِلَ، ثُمَّ اسْتَوْلَى الضَّحَّاكُ عَلَى الْمَوْصِلِ وَاتَّسَعَ سُلْطَانُهُ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُ الْخَوَارِجِ، فَكَتَبَ مروان ابن مُحَمَّدٍ الْخَلِيفَةُ- إِلَى وَلَدِهِ عَبْدُ اللَّهِ وَالِي الجزيرة فأمره أن يعسكر بنصيبين [5]   [1] في الأصل «المحلمي» ، والتصحيح من «اللباب 3/ 174» . [2] دير مشهور بينه وبين بغداد ميلان أو أقل في كورة نهر عيسى على طريق صر صر. (ياقوت 2/ 502) . [3] البيت في تاريخ خليفة 378 وتاريخ الموصل للأزدي 2/ 59. [4] في الأصل «متوليا» . [5] بالفتح ثم الكسر. مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادّة القوافل من الموصل الى الشام. (ياقوت 5/ 288) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 18 فسار إليه الضحاك فحصره نَحْوًا مِنْ شَهْرَيْنِ وَبَثَّ خَيْلَهُ يُغِيرُونَ عَلَى بِلادِ الْجِزِيرَةِ وَكَثُرَتْ جُمُوعُ الضَّحَّاكِ وَانْضَافَ إِلَيْهِ مَنْ هَرِبَ مِنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَظُمَ الْخَطْبُ فَسَارَ مَرْوَانُ بِنَفْسِهِ لِيَكْشِفَ عَنِ ابْنِهِ، فَالْتَقَاهُ الضَّحَّاكُ فَأَشَارَ عَلَى الضَّحَّاكِ أُمَرَاؤُهُ أَنْ يتأخر ويقدّم فرسانه فقال: إني والله ما لي فِي دُنْيَاكُمْ هَذِهِ مِنْ حَاجَةٍ وَإِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا الطَّاغِيَةَ وَقَدْ جَعَلْتُ للَّه عَلَيَّ إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ [1] ، وَعَلَيَّ دَيْنٌ سَبْعَةُ دَرَاهِمَ فِي كُمِّي مِنْهَا ثَلاثَةٌ [2] ، وَالْتَحَمَ الْقِتَالُ إِلَى الْمَسَاءِ فَقُتِلَ الضَّحَّاكُ فِي الْمَعْرَكَةِ وَلَمْ يَدْرِ بِهِ أَحَدٌ وَدَخَلَ اللَّيْلُ وَقُتِلَ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ نَحْوٌ مِنْ سِتَّةِ آلافٍ ثُمَّ أَصْبَحُوا عَلَى الْقِتَالِ، وَرَكَبَ النَّاس يَوْمَئِذٍ ضَبَابٌ بِحَيْثُ أَنَّ الْفَارِسَ لا يَرَى عَرْفَ فَرَسِهِ، وَمَضَى مَرْوَانُ فِي كُلِّ وَجْهٍ وَثَبَتَ جُنْدُهُ وَجَاءَ الْخَيْبَرِيُّ [3] أَحَدُ رُءُوسِ الْخَوَارِجِ فَدَخَلَ فِي مُعَسْكَرِ مَرْوَانَ وَقَطَعَ أَطْنَابَ خِيَامِهِ وَجَلَسَ عَلَى سَرِيرِهِ فَكَرَّ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثَةِ آلافٍ عَلَى الْخَيْبَرِيِّ فَقَتَلُوهُ، فَقَامَ بِأَمْرِ الْخَوَارِجِ شَيْبَانُ فَتَحَيَّزَ بِهِمْ [4] وَنَزَلَ بِالزَّابَيْنِ [5] وَخَنْدَقُوا عَلَى نُفُوسِهِمْ فَقَاتَلَهُمْ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَشْرَةَ أَشْهُرٍ كُلُّ يَوْمٍ رَايَةُ مَرْوَانَ مَهْزُومَةٌ، ثم نزل شيبان الخنادق وطلب شهرزور [6] ثم انحدر على ماه [7] ثم على   [1] في تاريخ خليفة 379 «بيني وبينهم» . [2] في تاريخ خليفة 379 «ثلاثة دراهم» . [3] في الأصل «الخبيري» . [4] في الأصل «تحيّزهم» . [5] الزاب الأعلى بين الموصل وإربل، والزاب الأسفل مخرجه من جبال السّلق ما بين شهرزور وأذربيجان. (ياقوت 3/ 124) . [6] بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة وواو ساكنة. كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان. (ياقوت 3/ 375) . [7] بلدة بأرض فارس. (ياقوت 5/ 49) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 19 الصَّيْمَرَةِ [1] فَأَتَى بِلادَ كَرْمَانَ [2] وَعَاثَ وَأَفْسَدَ ثُمَّ رجع إلى عُمَانَ فَقَاتَلُوهُ فَقُتِلَ فِي الوقعة [3] . وَفِيهَا كَانَ قَدْ خَرَجَ بِأَذْرَبَيْجَانَ بِسْطَامُ بْنُ اللَّيْثِ التَّغْلَبِيُّ فَسَارَ فِي نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ فَارِسًا حَتَّى قَدِمَ بَلَدَ [4] فَسَارَ إِلَيْهِ عَسْكَرٌ مِنَ الْمَوْصِلِ فَبَيَّتَهُمْ وَأَصَابَ مِنْهُمْ ثُمَّ قَدِمَ نَصِيبِينَ فَعَاثَ وَشَغَبَ فِي حَيَاةِ الضَّحَّاكِ فَجَهَّزَ لَهُ الضَّحَّاكُ عَسْكَرًا فَقُتِلَ هُوَ وَغَالِبُ أَصْحَابِهِ ثُمَّ سَكَنَ وَذُلَّتِ الْخَوَارِجُ [5] . وَتَوَطَّدَتِ الْمَمْلَكَةُ لِمَرْوَانَ فَبَعَثَ عَلَى الْعِرَاقِ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيُّ وَعَزَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَكَانَتْ إِمْرَةُ عَبْدِ اللَّهِ عَامَيْنِ فَسَارَ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ حَتَّى نَزَلَ هِيتَ [6] وَحَارَبَ الْخَوَارِجَ مَرَّاتٍ وَظَهَرَ عَلَيْهِمْ وَانْهَزَمَ مِنْهُ مَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ إِلَى السِّنْدِ. وَفِيهَا خَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ حُرَيْثٍ الْكَرْمَانِيُّ وَمَعَهُ الأَزْدُ فَالْتَقَاهُ أَمِيرُ خُرَاسَانَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ فَانْهَزَمَ نَصْرُ وَقَوِيَ أَمْرُ الْحَارِثِ وَالْتَفَّتْ عَلَيْهُ مُضَرُ وَبَايَعُوهُ وَغَلَبَ عَلَى مَرْوَ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ.   [1] بلد بين ديار الجبل وديار خوزستان. (ياقوت 3/ 439) . [2] بفتح الكاف أو كسرها وتسكين الراء. ولاية واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. (ياقوت 4/ 454) . [3] انظر: دول الإسلام 1/ 88 وتاريخ خليفة 380. [4] بفتح أوله وثانيه. اسمها بالفارسية شهراباذ. وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل (ياقوت 1/ 481) . [5] انظر: تاريخ خليفة 382. [6] بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار. (ياقوت 5/ 421) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 20 وَفِيهَا خَرَجَ بِمِصْرَ وُجُوهُ أَهْلِهَا عَلَى مَرْوَانَ وَكَثُرَتْ عَلَيْهِ الْفُتُوقُ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ إِلَى بلاد الترك. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 21 سَنَةُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا بَكْرُ بْنُ سُوَادَةَ الْفَقِيةُ بِمِصْرَ، وَجَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعَفِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَأَبُو قَبِيلٍ حُيَيُّ بْنُ هَانِئٍ الْمَعَافِرِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ الْقَارِئُ، وَعَاصِمُ ابن الصباح الجحدري البصري، وأبو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ عَلَى الأَصَحِّ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بن مسلم المكيّ، وَمَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ قَالَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ، وَأَبُو خَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ فِي أَوَّلِهَا، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبيِبٍ الْفَقِيهُ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ [1] الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ حَفْصُ بْنُ الْوَلِيدِ أَمِيرُ مِصْرَ. وَفِيهَا كَانَ اسْتِيلاءُ الضَّحَّاكِ الْخَارِجِيِّ كَمَا ذَكَرْنَاهُ آنِفًا. وَفِيهَا أُسِرَ ثَابِتُ بْنُ نُعَيْمٍ الْمَذْكوِرُ فَقُتِلَ صَبْرًا. وَفِيهَا قَتْلُ حَوْثَرَةِ بْنِ سُهَيْلٍ الْبَاهِلِيِّ لِمُتَوَلِّي مِصْرَ حَفْصِ بْنِ الْوَلِيدِ الْحَضْرَمِيِّ [2] ،   [1] في الأصل «عتيد» بدل «عتبة» والتصحيح مما يستقبلنا في ترجمته. [2] يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال (كتاب الولاة وكتاب القضاة 91) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 22 كَانَ حَفْصُ شَرِيفًا مُطَاعًا وَلِيَ مِصْرَ مُكْرَهًا لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ لِمَرْوَانَ عِنْدَ قيام أهل مصر على أمير هم حَسَّانِ بْنِ عَتَاهِيَةَ، ثُمَّ اسْتَوْلَى حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ عَلَى دِيَارِ مِصْرَ وَقَتَلَ رَجَاءَ بْنَ أَشْيَمَ الْحِمْيَرِيَّ مِنْ كِبَارِ الْمِصْرِيِّينَ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 23 سَنَةُ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَرَازِيُّ بِحِمْصٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْمَدِينَةِ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ قَاضِي أَفْرِيقِيَّةَ، وَسَالِمُ أَبُو النَّضْرِ الْمَدَنِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ الحجاج السلفي، وَمَطَرُ بْنُ طَهْمَانَ الْوَرَّاقُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ حَرْبٍ النَّدَبِيُّ وَآخَرُونَ. وَفِيهَا خَرَجَ بِحَضْرَمَوْتَ طَالِبُ الْحَقِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْكِنْدِيُّ الأَعْوَرُ فَغَلَبَ عَلَى حَضْرَمَوْتَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الأَبَاضِيَّةُ [1] ثُمَّ سَارَ إِلَى صَنْعَاءَ وَبِهَا الْقَاسِمُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ ثُمَّ انْهَزَمَ الْقَاسِمُ بْنُ عُمَرَ وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي جُنْدِهِ وَتَبِعَهُ طَالِبُ الْحَقِّ فَبَيَّتَهُ فَهَرَبَ الْقَاسِمُ وَقُتِلَ أَخُوهُ الصَّلْتُ وَاسْتَوْلَى طَالِبُ الْحَقِّ عَلَى صَنْعَاءَ فَجَبَى الأَمْوَالَ وَجَهَّزَ إِلَى مَكَّةَ عَشْرَةَ آلافٍ، وَكَانَ عَلَى مَكَّةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَكَرِهَ قِتَالَهُمْ وَفَشِلَ فَوَقَفُوا بِعَرَفَةَ وَوَقَفَ مَعَهُمُ الْحَجِيجُ ثُمَّ غَلَبُوا عَلَى مَكَّةَ فنزح عنها عبد الواحد إلى المدينة [2] .   [1] أصحاب عبد الله بن اباض الّذي خرج في أيام مروان بن محمد وهم فرقة من الخوارج. (الملل والنّحل للشهرستاني 2/ 52) . [2] انظر: خليفة بن خياط 384 و 385. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 24 وَفِيهَا كَتَبَ ابْنُ هُبَيْرَةَ أَمِيرُ الْعِرَاقَيْنِ إِلَى عَامِرِ بْنِ ضُبَارَةَ فَسَارَ حَتَّى أَتَى خُرَاسَانَ وَقَدْ ظَهَرَ بِهَا أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ فِي رَمَضَانَ، وَكَانَ قَدْ ظَهَرَ هُنَاكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيُّ فَقَبَضَ عَلَيْهِ أَبُو مُسْلِمٍ وَسَجَنَهُ وَسَجَنَ خَلْقًا مِنْ شِيعَتِهِ [1] . وفيها سار الكرماني إلى مروالروذ فَسَارَ إِلَى قِتَالِهِ مُتَوَلِّيهَا سَالِمُ [2] بْنُ أَحْوَزَ الْمَازِنِيُّ فَاقْتَتَلُوا فَانْهَزَمَ الْكَرْمَانِيُّ ثُمَّ كَرَّ عَلَيْهِمْ وَبَيَّتَهُمْ فَاقْتَتَلُوا ثُمَّ تَهَادَنُوا ثُمَّ سَارَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ فَحَاصَرَ الْكَرْمَانِيَّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَغَلَتِ الْمَرَاجِلُ بِالْفِتَنِ إِلَى أَنْ قَتَلَ الْكَرْمَانِيَّ وَلَحِقَ عَسْكَرُهُ بِشَيْبَانَ بْنِ مُسْلِمَةَ [3] السَّدُوسِيِّ الْحَرُورِيِّ الَّذِي تَغَلَّبَ عَلَى سَرَخْسَ وَطُوسَ، وَعَظُمَتْ جُيُوشُ شَيْبَانَ هَذَا وَقَاتَلَهُمْ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ بِضْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَاشْتَغَلَ بِهِمْ إِلَى أَنْ قَوِيَ أَمْرُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ [4] . فَأَمَّا الْمَغْرِبُ فَوَثَبَ بِهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبٍ الْفِهْرِيُّ عَلَى رَأْسِ الإِبَاضِيَّةِ فَقَتَلَهُ وَصَلَبَ جُثَّتَهُ فَثَارَ أَصْحَابُهُ وَجَيَّشُوا وَجَرَتْ لَهُمْ حُرُوبٌ عَدِيدَةٌ قُتِلَ فِيهَا أَمِيرُ هؤلاء وأمير هؤلاء [5] .   [1] خليفة 387. [2] في الأصل «مسلم بن أحوز» . [3] هكذا عند خليفة 388 وعند الطبري وابن الأثير «سلمة» . [4] انظر: خليفة 388 و 389. [5] انظر: خليفة 389. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 25 سَنَةُ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ تُوَفِّيَ فِيهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ بِالْمَدِينَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ بِبَرْقَةَ، وَالْحَرِثُ بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو عَمْرٍو بِمِصْرَ، وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيُّ [1] ، وَشُعَيْبُ بْنُ الْحِجَابِ الْبَصْرِيِّ، وَشَيْبَةُ بْنُ نِصَاحٍ [2] الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى، وَأَبُو الْحُوَيْرِثِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ [3] بِالْكُوفَةِ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بن صهيب بالبصرة، وكعب ابن عَلْقَمَةَ الْمِصْرِيُّ التَّنُوخِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، ومخرمة بْنُ سُلَيْمَانَ قُتِلَ بِقُدَيْدَ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ بِخُلْفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَأَبُو وَجَزَةَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ [4] ، وَيَزِيدُ الرِّشْكُ، وَخَلْقٌ فِيهِمُ اخْتِلافٌ. وَفِيهَا قَالَ خَلِيفَةُ: اصْطَلَحَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ وَجَدْيَعُ [5] بْنُ عَلِيٍّ الْكَرْمَانِيُّ عَلَى أَنْ يُقَاتِلُوا أَبَا مُسْلِمٍ صَاحِبَ الدَّعْوَةِ فَإِذَا فَرَغُوا مِنْ حَرْبِهِ نَظَرُوا فِي أمرهم، فدسّ أبو مسلم بمكره إلى ابن الْكَرْمَانِيِّ يَخْدَعُهُ وَيَقُولُ أَنَا مَعَكَ وَانْخَدَعَ لَهُ   [1] في الأصل «الجبايري» . [2] بكسر النون. وفي الأصل مهملة. [3] بضم الراء وفتح الفاء. وفي الأصل «زفيع» . [4] زاد في تاريخ خليفة «السعدي» 395. [5] في تاريخ خليفة 390 «جديع» بالدال المهملة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 26 ابن الْكَرْمَانِيُّ وَالْتَفَّ مَعَهُ فَقَاتَلُوا نَصْرَ بْنَ سَيَّارٍ، ثُمَّ كَتَبَ نَصْرُ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ إِنِّي أبايعك وأنا أحق بك من ابن الْكَرْمَانِيِّ فَقَوِيَ شَأْنُ أَبِي مُسْلِمٍ وَكَثُرَ جَيْشُهُ وَخَافَهُ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ وَتَقَهْقَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنَزَحَ عَنْ مَرْوَ فَأَخَذَ أَبُو مُسْلِمٍ أَثْقَالَهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ بَعَثَ عَسْكَرًا إِلَى سَرَخْسَ فَقَاتَلَهُمْ شَيْبَانُ الْحَرُورِيُّ فَقُتِلَ شَيْبَانُ. وَأَقْبَلَتْ سَعَادَةُ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. ثُمَّ كَانَتْ وَقْعَةٌ هَائِلَةٌ مُزْعِجَةٌ بَيْنَ جَيْشِ أَبِي مُسْلِمٍ وَبَيْنَ جَيْشِ نَصْرٍ فَانْهَزَمَ أَيْضًا جَيْشُ نَصْرٍ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا، وَتَأَخَّرَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ إِلَى قُومِسَ [1] وَظَفَرَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ بِسَالِمِ بْنِ أَحْوَزَ فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى أَكْثَرِ مُدُنِ خُرَاسَانَ ثُمَّ ظَفَرَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيِّ فَقَتَلَهُ وَجَهَّزَ قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ فِي جَيْشٍ فَالْتَقَى هُوَ وَنُبَاتَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْكِلابِيُّ عَلَى جُرْجَانَ فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ نُبَاتَةُ وَابْنُهُ حَيَّةُ، ثُمَّ هَرَبَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ وَخَارَتْ قُوَاهُ وَكَتَبَ إِلَى نَائِبِ الْعِرَاقِ ابْنِ هُبَيْرَةَ يَسْتَصْرِخُ بِهِ وَإِلَى مَرْوَانِ الْحِمَارِ يَسْتَمِدَّهُ حِينَ لا يَنْفَعُ الْمَدَدُ. وَفِيهَا قُتِلَ فِي وَقْعَةِ قُدَيْدَ بِقُرْبِ مَكَّةَ خَلْقٌ مِنْ عَسْكَرِ الْمَدِينَةِ، وَذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ الْوَاحِدِ الْمَذْكُورَ لَمَّا تَقَهْقَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَاسْتَوْلَى جَيْشُ طَالِبِ الْحَقِّ عَلَى مَكَّةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِخُذْلانِ أَهْلِ مَكَّةَ فَعَزَلَهُ وَجَهَّزَ جَيْشًا مِنَ الْمَدِينَةِ فَبَرَزَ لِحَرْبِهِمُ الَّذِينَ اسْتَوْلُوا عَلَى مَكَّةَ وَعَلَيْهِمْ أبو حمزة واستخلف على مكة إبراهيم ابن صَبَّاحٍ الْحِمْيَرِيَّ، ثُمَّ الْتَقَى الْجَمْعَانِ بِقُدَيْدَ فِي صَفَرٍ مِنَ السَّنَةِ فَانْهَزَمَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَاسْتَحَرَّ بِهِمُ الْقَتْلُ، وَسَاقَ أَبُو حَمْزَةَ فَاسْتَوْلَى عَلَى الْمَدِينَةِ فَأُصِيبَ يَوْمَ قُدَيْدَ ثَلاثِمِائَةِ نَفْسٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْهُمْ حَمْزَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنُهُ عُمَارَةُ وَابْنُ أَخِيهِ مُصْعَبُ بْنُ عُكَاشَةَ وَعَتِيقُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير وابنه عمرو   [1] بضم القاف وكسر الميم. كورة كبيرة بين الري ونيسابور. (ياقوت 4/ 414) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 27 وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَابْنُ عَمِّهِمُ الْحَكَمُ بْنُ يَحْيَى وَالْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ الله ابن الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنٌ لِمُوسَى بْنِ خَالِدٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَابْنُ عَمِّهِمْ مُهَنَّدٌ، حَتَّى قَالَ خَلِيفَةُ: قُتِلَ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلا مِن بَنِي أَسَدٍ وَقُتِلَ أُمَيّة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَقَالَتْ نَائِحَةٌ: ما للزمان وما ليه ... أَفْنى قُدَيْدُ رِجالِيَهْ [1] قَالَ: فَحَّدَثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: بَعَثَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ فَارِسٍ عَلَيْهِمْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ [2] فَسَارَ ابْنُ عَطِيَّةَ فَلَقِيَ بَلْجًا عَلَى مُقَدِّمَةِ أَبِي حَمْزَةَ بِوَادِي الْقُرَى [3] فَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَ بَلْجٌ وَعَامَّةُ جُنْدِهِ، ثُمَّ سَارَ ابْنُ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ طَالِبًا أَبَا حَمْزَةَ فَلَحِقَهُ بِمَكَّةَ بِالأَبْطَحِ [4] وَمَعَ أَبِي حَمْزَةَ خَمْسَةُ عَشَرَ أَلْفًا فَفَرَّقَ عَلَيْهِ ابْنُ عَطِيَّةَ الْخَيْلَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ وَمِنْ أَعْلاهَا وَمِنْ نَاحِيَةِ مِنًى فَاقْتَتَلُوا إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ فَقُتِلَ أَبْرَهَةُ بْنُ الصَّبَّاحِ عِنْدَ بِئْرِ مَيْمُونٍ وَقُتِلَ أَبُو حَمْزَةَ وَقُتِلَ خَلْقٌ مِنْ جَيْشِهِ، فَبَلَغَ طَالِبُ الْحَقِّ ذَلِكَ فَأْقَبَلَ مِنَ الْيَمَنِ فِي ثَلاثِينَ أَلْفًا فَسَارَ لِمُلْتَقَاهُ ابْنُ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ فَنَزَلَ بَتَبَالَةَ [5] وَنَزَلَ الآخَرُ صَعْدَةَ [6] ثُمَّ كَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ فَانْهَزَمَ طَالِبُ الْحَقِّ فَسَارَ إِلَى جُرَشَ [7] ثُمَّ تَبِعَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ فَالْتَقَوْا ثَانِيًا وَدَامَ الْحَرْبُ حَتَّى دَخَلَ اللَّيْلُ ثُمَّ أَصْبَحُوا فَنَزَلَ طَالِبُ الحق في   [1] انظر البقية في تاريخ خليفة 393، والطبري 7/ 397، والأغاني 20/ 102. فلأبكينّ سريرة ... ولأبكينّ علانية ولأبكينّ إذا شجيت ... مع الكلاب العاويه [2] سعد هوازن كما في الكامل لابن الأثير. [3] بين المدينة والشام من أعمال المدينة. [4] بين مكة ومنى. [5] بفتح التاء والباء. موضع ببلاد اليمن. (ياقوت) . [6] بفتح الصاد. [7] في الأصل «حرش» . والتصحيح من (معجم البلدان 2/ 126) بضم الجيم وفتح الراء، من مخاليف اليمن من جهة مكة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 28 نَحْوٍ مِنْ أَلْفِ حَضْرَمِيٍّ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ وَبَعَثُوا بِرَأْسِهِ إِلَى مَرْوَانَ بِالشَّامِ، وَقَدِمَ ابْنُ عَطِيَّةَ حَتَّى نَزَلَ صَنْعَاءَ فَثَارَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ فَبَعَثَ ابْنُ عَطِيَّةَ جَيْشًا فَهَزَمُوهُ وَلَحِقَ بِعَدَنَ فَجَمَعَ نَحْوًا مِنْ أَلْفَيْنِ فَالْتَقَاهُ ابْنُ عَطِيَّةَ وَاقْتَتَلُوا فَقُتِلَ الْحِمْيَرِيُّ وَعَامَّةُ عَسْكَرِهِ وَرَجَعَ ابْنُ عَطِيَّةَ إِلَى صَنْعَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْهِ حِمْيَرِيٌّ أَيْضًا فَظَفِرَ بِهِ عَسْكَرُ ابْنُ عَطِيَّةَ، ثُمَّ أَسْرَعَ ابْنُ عَطِيَّةَ السَّيْرَ فِي تِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلا مِنَ الأَشْرَافِ لِإِقَامَةِ الْمَوْسِمِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْيَمَنِ ابْنَ أَخِيهِ، ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ وَادِي شِبَامَ فَبَاتَ بِهِ فَشَدَّ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ الْعَرَبِ فَبَيَّتُوهُ وَقَتَلُوهُ وَقَتَلُوا سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِهِ وَنَجَا مِنْهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَفِيهَا كَانَتِ الزَّلْزَلَةُ الْعَظِيمَةُ بِالشَّامِ: قَالَ ابْنُ جَوْصا [1] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْوَهاب بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ ثنا أَبِي عَنْ أَبِيهِ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا، مِنْهُ: لَمَّا كَانَتِ الرَّجْفَةُ الَّتِي بِالشَّامِ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَانَ أَكْثَرُهَا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَهَلَكَ كَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الأَنْصَارِ وَغَيْرِهِمْ وَوَقَعَ مَنْزِلُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ وَسَلِمَ مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ وَذَهَبَ مَتَاعُهُ تَحْتَ الرَّدْمِ. وَكَانَتِ النَّعْلُ زَوْجًا خَلَّفَهَا شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ عِنْدَ وَلَدِهِ فَصَارَتْ إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهُ مَا نَزَلَ بِهِ وَبِأَهْلِهِ جَاءَتْ وَأَخَذَتْ فَرْدَ النَّعْلَيْنِ وَقَالَتْ: يَا أَخِي لَيْسَ لَكَ نَسْلٌ وَقَدْ رُزِقْتَ وَلَدًا وَهَذِهِ مَكْرُمَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُحِبُّ أَنْ يُشْرِكَكَ فِيهَا وَلَدِي فَأَخَذَتْهَا مِنْهُ وَكَانَ ذَلِكَ فِي وَقْتِ الرَّجْفَةِ فَمَكَثْتُ   [1] هو: أحمد بْن عُمَيْر بْن يوسف بْن موسى بن جوصاء. أبو الحسن الدمشقيّ محدّث الشام. الحافظ المصنّف. تكلم على العلل والرجال. توفي سنة 320 هـ. (تهذيب ابن عساكر 1/ 420، المنتظم لابن الجوزي 6/ 242، لسان الميزان 1/ 239، تذكرة الحفاظ 3/ 795- 798، المغني 1/ 51، شذرات الذهب 2/ 185، النجوم 3/ 234، البداية والنهاية 11/ 171، سير أعلام النبلاء ج 9 ق 1/ 53 ب، العبر 2/ 180، تاريخ مدينة دمشق (مخطوط التيمورية) 4/ 151، تاريخ التراث العربيّ 1/ 283 وغيره) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 29 عِنْدَهَا حَتَّى كَبُرَ أَوْلادُهَا فَلَمَّا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ إلى بيت الْمَقْدِسِ أَتَوْهُ بِهَا وَعَرَّفُوهُ نَسَبَهَا مِنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ فَعَرَفَ ذَلِكَ وَقَبِلَهَا وَأَجَازَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِأَلْفِ دِينَارٍ وَقَرَّبَهُ ثُمَّ بَعَثَ إِلَى مُحَمَّدٍ فَأَتَى بِهِ مَحْمُولا لِزَمَانَتِهِ فَسَأَلَهُ عَنْ خَبَرِ النَّعْلِ فَصَدَّقَ مَقَالَةَ الأَخَوَيْنِ فَقَالَ ائْتِنِي بِالأُخْرَى فَبَكَى وَنَاشَدَهُ اللَّهُ فَرَقَّ لَهُ وأقرّها عنده. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 30 تَرَاجِمُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ [حَرْفُ الأَلِفِ] آدَمُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ [1]- خ-. رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو الأَحْوَصِ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. إبراهيم بن جرير [2]- د ن ق- بن عبد الله البجلي. مَاتَ بِالْكُوفَةِ وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ يَحْيَى: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ، وَرَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وعنه أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَشَرِيكُ الْقَاضِي. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وُلِدَ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ وَعَمَّرَ حتى لقيه شريك.   [1] التاريخ الكبير 2/ 37 وفيه: آدم بن علي العجليّ، يعدّ في الكوفيين. التقريب 1/ 30، الجرح 2/ 266، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 2197. [2] التاريخ الكبير 1/ 278، تهذيب التهذيب 1/ 112، الخلاصة 16، الميزان 25، التقريب 1/ 33، الجرح 2/ 90، التاريخ لابن معين 2/ 7 رقم 3188 وله خبر في تاريخ أبي زرعة 1/ 668. تهذيب الكمال 2/ 63 رقم 157. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 31 إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الْحَرَّانِيُّ [1] . رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ. وَرَوَى عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ [2] ، بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيُّ. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ أَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ وَغَيْرُهُمَا. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَرِيفٍ الْمَدَنِيُّ [3] . رَوَى عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَشُعْبَةُ وابن عيينة.   [1] التاريخ الكبير 1/ 281 قال: من أهل نصيبين. تهذيب ابن عساكر 2/ 207، ميزان الاعتدال 1/ 26، الجرح 2/ 96. [2] التاريخ الكبير 1/ 279، المشاهير 127، تاريخ بغداد 6/ 54 وفي (الوافي بالوفيات 5/ 342) : توفي بعد العشرين والمائة. وجاء في حاشية الترجمة ان الصواب في وفاته سنة 145 هـ. (وأقول) : هذا وهم والصحيح الأول. الجرح 2/ 92. [3] التاريخ الكبير 1/ 294 وفيه: الحنفي من ولد قتادة بن مسلم، تهذيب التهذيب 1/ 128، التقريب 1/ 36. الخلاصة 18. الجرح 2/ 108. التاريخ لابن معين 2/ 10 رقم 978. تهذيب الكمال 2/ 108 رقم 185. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 32 إبراهيم بن عامر بن مسعود [1] ، ابن أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الْكُوفِيُّ [2]- م د ن ق- عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ وَمُصَرِّفٌ وَآخَرُونَ. وثّقه أحمد بن النسائي. إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [3] ، بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ. سَمِعَ أَبَاهُ وَالزُّهْرِيَّ. وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ بِشْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ [4] ، أَبُو إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَطَارِقِ بن شهاب وصفية بنت شيبة.   [1] التاريخ الكبير 1/ 307، تهذيب التهذيب 1/ 131، التقريب 1/ 36 وفيه «إبراهيم بن ماهر» وهو خطأ بيّن. الخلاصة 18. الجرح 2/ 118. التاريخ لابن معين 2/ 10 رقم 1895. تهذيب الكمال 2/ 115 رقم 187. المعرفة والتاريخ 3/ 128. [2] التاريخ الكبير 1/ 304، تهذيب التهذيب 1/ 137، التقريب 1/ 38، الخلاصة 19، الجرح 2/ 112. تهذيب الكمال 2/ 131 رقم 200. المعرفة والتاريخ 3/ 88. [3] التاريخ الكبير 1/ 308، تهذيب ابن عساكر 2/ 246، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 2/ 243 أ، معجم بني أمية 9. المعرفة والتاريخ 1/ 572 و 619. [4] التاريخ الكبير 1/ 328، تهذيب التهذيب 1/ 167، التقريب 1/ 44، الخلاصة 22، ميزان الاعتدال 1/ 67. الجرح 2/ 132. التاريخ لابن معين 2/ 14 رقم 1668 و 2074. تهذيب الكمال 2/ 211 رقم 250. المعرفة والتاريخ 1/ 292 و 506 و 3/ 93 و 394. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَزَائِدَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ المُسْلِيُّ [1] . قَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَبُو إِسْحَاقَ الأُمَوِيُّ الْخَلِيفَةُ. بُويِعَ بِالْخِلافَةِ بِدِمَشْقَ عِنْدَ مَوْتِ أَخِيهِ يَزِيدَ النَّاقِصِ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ طَوِيلا أَبْيَضَ جَمِيلا مُسْمِنًا [3] . قَالَ مَعْمَرُ: رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟ وَقَدْ حَكَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَلَدُهُ يَعْقُوبُ. وَقَالَ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ: حَضَرْتُ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَقَدِ احْتَضَرَ فَأَتَاهُ قَطَنٌ [4] فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله لما وليت أمرهم أخاك إبراهيم ابن الْوَلِيدِ، فَغَضِبَ وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: أَنَا أُوَلِّي إِبْرَاهِيمَ! ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا الْعَلاءِ إِلَى مَنْ تَرَى أَعْهَدُ؟ قُلْتُ: أَمْرٌ نَهَيْتُكَ عَنِ الدُّخُولِ فِيهِ فَلا أُشِيرُ عَلَيْكَ فِي آخِرِهِ، قَالَ: وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى حَسِبْتُهُ قَدْ مَاتَ فَقَعَدَ قَطَنٌ فَافْتَعَلَ كِتَابًا بِالْعَهْدِ عَلَى لِسَانِ يَزِيدَ وَدَعَا نَاسًا فَاسْتَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ ولا والله ما عهد [5]   [1] في الأصل «المسلمي» ، والتصحيح من ميزان الاعتدال، والخلاصة، واللباب حيث قيّده بضم الميم وسكون السين، نسبة الى مسلية ... قبيلة من مذحج.. (3/ 211) . [2] الخليفة الأموي الثالث عشر. انظر ترجمته في: تهذيب ابن عساكر 2/ 306، تاريخ مدينة دمشق (الظاهرية) 2/ 279 ب- 280 آ، ب، تاريخ الخلفاء 253، الوافي 6/ 163، معجم بني أمية 9. سير أعلام النبلاء 5/ 376 رقم 171. البداية والنهاية 10/ 21 المعرفة والتاريخ 2/ 828 وانظر سيرته في تاريخ اليعقوبي. والطبري والمسعودي وابن الأثير وغيره من كتب التاريخ العامة [3] المسمن كمحسن: السمين خلقة. وامرأة مسمنة كمعظمة بالأدوية. (القاموس المحيط) . [4] مولى يزيد بن الوليد. [5] في الأصل «جهد» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 34 يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ شَيْئًا. وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: مَكَثَ إِبْرَاهِيمُ سَبْعِينَ لَيْلَةً [1] فِي الْخِلافَةِ ثُمَّ خُلِعَ وَوَلِيَهَا مَرْوَانُ. وَذَكَر غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ بَقِيَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. أَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ [2] ، أَبُو الْوَليِدِ الْهَوْزَنِيُّ الشَّامِيُّ. عَنْ عِصْمَةَ بْنِ قَيْسٍ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مُرْسَلا وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ. وعنه حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. فَأَمَّا أَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْكَاهِلِيُّ فَآخَرُ مِنْ طَبَقَةِ شُعْبَةَ. يَأْتِي. أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَرَازِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيُّ. وَعَنْهُ الزُّبَيْدِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَزْهَرُ بْنُ يَزِيدَ الثَّلاثَةُ وَاحِدٌ، نُسِبَ مَرَّةً مُرَادِيٌّ وَمَرَّةً هَوْزَنِيُّ وَمَرَّةً حَرَازِيُّ. كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ فاللَّه أَعْلَمُ.   [1] الطبري 7/ 299، الإنباء للعمراني 52. [2] التاريخ الكبير 1/ 456، تهذيب التهذيب 1/ 201، التقريب 1/ 51، الخلاصة 25، ميزان الاعتدال 1/ 172. الجرح 2/ 313. تهذيب الكمال 2/ 323 رقم 306. [3] بفتح الحاء والراء المخففة. اللباب 1/ 352، التاريخ الكبير 1/ 456، تهذيب التهذيب 1/ 203 وفيه «أزهر بن سعيد» . وكذلك في التقريب 1/ 51 والخلاصة 25. وتهذيب الكمال 2/ 325 رقم 308. [4] التاريخ 1/ 456، الجرح 2/ 312. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 35 فَأَمَّا ابْنُ عبد اللَّهِ فَهُوَ يَرْوِي عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو [1] وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَعُمَرُ بْنُ جَعْثُمٍ [2] الْقُرَشِيُّ. تُوَفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَفِيهِ نَصَبٌ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْمَدَنِيُّ [3]- د ن ق- أَخُو إِسْحَاقَ مَوْلَى قُرَيْشٍ. عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَعِيدِ بْنِ مُرْجَانَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ مَالِكُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ كَاتِبُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلَهُ بِهِ اخْتِصَاصٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الله بن جعفر [4]- ق- بن أبي طالب الهاشمي المدني أَخُو إِسْحَاقَ وَمُعَاوِيَةَ وَعَلِيٍّ. سَمِعَ أَبَاهُ. وَعَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَابْنُ أَخِيهِ صالح بن معاوية وعبد الرحمن   [1] التاريخ الكبير 1/ 459. الجرح 2/ 312. تاريخ أبي زرعة 1/ 215 رقم 183. تهذيب التهذيب 1/ 204. تهذيب الكمال 2/ 327 رقم 310. [2] بضم الجيم والثاء. [3] التاريخ الكبير 1/ 350 مولى عثمان بن عفان، المشاهير 131، تهذيب ابن عساكر 3/ 19، تهذيب التهذيب 1/ 289، التقريب 1/ 68، الخلاصة 33، الجرح 2/ 164، المعرفة والتاريخ 1/ 614- 618. [4] التاريخ الكبير 1/ 363، تهذيب التهذيب 1/ 306، التقريب 1/ 70، الخلاصة 34، الجرح 2/ 179. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 36 ابن أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ وَالِدُ مُصْعَبٍ الزبيدي وآخرون. وثّقه الدار الدّارقطنيّ. إسماعيل بن عبد الرحمن [1]- م 4- بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ السُّدِّيُّ [2] الكبير الحجازي ثم الكوفي الأعور المفسّر، مَوْلَى قُرَيْشٍ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ خَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ وَمُصْعَبِ بْنِ أَسْعَدَ وَأَبِي صَالِحٍ بَاذَانَ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ومُرَةَ الطَّيْبِ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَزَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَآخَرُونَ! وَقَدْ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ. قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ وَقَالَ مَرَّةً: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.   [1] التاريخ الكبير 1/ 361، التاريخ الصغير 1/ 312 و 313، تهذيب التهذيب 1/ 313، التقريب 1/ 71، الخلاصة 35، ميزان الاعتدال 1/ 236، الجرح 2/ 184، طبقات ابن سعد 6/ 323، طبقات خليفة 163، اللباب 1/ 537، سير أعلام النبلاء 5/ 264 رقم 124، النجوم الزاهرة 1/ 308، طبقات المفسرين 1/ 109، التاريخ لابن معين 2/ 35 رقم 1637، معجم الأدباء 2/ 346، أخبار أصبهان 1/ 204، الوافي بالوفيات 9/ 142 رقم 4044، المعرفة والتاريخ 3/ 186 و 192 و 193. [2] لقّب بالسدّي لأنه كان يجلس بالمدينة في مكان يقال له السد. وقيل انه كان يبيع الخمر والمقانع بسدة الجامع، يعني باب الجامع. (اللباب 2/ 110) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 37 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ. وَيُرْوَى أَنَّ السُّدِّيَّ كَانَ عَظِيمُ اللِّحْيَةِ جِدًّا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ وَقِيلَ لَهُ إِنَّ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ قَدْ أُعْطِيَ حَظًّا مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ قَالَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ قَدْ أُعْطِيَ حَظًّا مِنْ جَهْلٍ بِالْقُرْآنِ. قُلْتُ: مَا أَحَدٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِلا وَمَا جَهِلَ مِنَ الْعِلْمِ أَكْثَرَ مِمَّا عَلِمَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: كَانَ السُّدِّيُّ أَعْلَمَ بِالْقُرْآنِ مِنَ الشَّعْبِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ. وَقَالَ سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَيْخُ شَرِيكٍ: مَرَّ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ بِالسُّدِّيِّ وَهُوَ يُفَسِّرُ فَقَالَ: إِنَّهُ لَيُفَسِّرُ تَفْسِيرَ الْقَوْمِ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ السُّدِّيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: فَأَمَّا السُّدِّيُّ الصَّغِيرُ فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ [2] أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ مُعَاصِرٌ لِوَكِيعٍ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو هَاشِمٍ الْمَكِّيُّ [3]- 4-. عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ [4] وَسَعِيدِ بْنِ جبير ومجاهد.   [1] تاريخ خليفة 378. [2] التاريخ الكبير 1/ 232، الضعفاء الصغير 105، ميزان الاعتدال 4/ 32، كتاب المجروحين لابن حبان 2/ 286. [3] التاريخ الكبير 1/ 370 و 371، تهذيب التهذيب 1/ 326، التقريب 1/ 73، الخلاصة 36، الجرح 2/ 194. التاريخ لابن معين 2/ 36 رقم 283. المعرفة والتاريخ 1/ 435. [4] بفتح الصاد وكسر الراء. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 38 وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمِسْعَرٌ وَدَاوُدُ الْعَصَّارُ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ. وَثَّقَه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالنَّسَائِيُّ. لَهُ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ. أَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشعثاء [1]- ع- سليم بن أسود المحاربي الكوفي. عَنْ أَبِيهِ وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَأَسْوَدَ بْنِ هِلالٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقُوهُ. وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. الأَغَرُّ بْنُ الصَّبَّاحِ الْمِنْقَرِيُّ [2] الْكُوفِيُّ- د ت ن- وَالِدُ أَبْيَضَ [3] . رَوَى عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [4] الْعَبْدِيِّ وَخَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ [5] الْمِنْقَرِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ وَقَيْسُ بْنُ الربيع.   [1] التاريخ الكبير 1/ 430، المشاهير 164، الوافي 9/ 275، تهذيب التهذيب 1/ 355، التقريب 1/ 79. الخلاصة 38. الجرح 2/ 270. وله حديث في تاريخ أبي زرعة 1/ 545 رقم 1480. المعرفة والتاريخ 1/ 222. [2] بكسر الميم وفتح القاف. من منقر، بطن من بني تميم. (الإكمال 7/ 300) . [3] التاريخ الكبير 2/ 44، تهذيب التهذيب 1/ 364، التقريب 1/ 82، الخلاصة 39، الجرح 2/ 308. التاريخ لابن معين 2/ 42 رقم 1651. المعرفة والتاريخ 1/ 296 و 3/ 99 و 187. [4] في الأصل «ابو نصرة» بالصاد المهملة. [5] في التاريخ الكبير 2/ 44 «حصين» ، وكذلك في بقية المصادر. وفي نسخة القدسي 5/ 44 «حصن» . وهو خطأ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 39 وثّقه النسائي. أمية بن صفوان [1]- م ن ق- ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خلف الجمحيّ المكيّ. رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ. وَعَنْهُ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. صدوق. أُمَيّة بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [2] ، الأُمَوِيُّ. عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عِكْرِمَةَ، وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ. وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاق وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ. وَذَكَرَ خَلِيفَةُ [3] أَنَّهُ قُتِلَ يَوْمَ قُدَيْدَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. أَوْسُ بْنُ بِشْرٍ الْمَعَافِرِيُّ [4] . عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ وغيره.   [1] التاريخ الكبير 2/ 8، المشاهير 82، تهذيب التهذيب 1/ 371، التقريب 1/ 83، الخلاصة 40، الجرح 2/ 301. [2] التاريخ الكبير 2/ 8، تهذيب ابن عساكر 3/ 133، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 3/ 66 أ، الجرح 2/ 301. [3] تاريخ خليفة 392. [4] التاريخ الكبير 2/ 19 وقال: يعدّ في المصريين صحب أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم. تهذيب ابن عساكر 3/ 158، الجرح 2/ 305. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 40 قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ يَقْرَأُ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَكَانَ يُوَازِي عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فِي الْعِلْمِ. روى عنه عَامِرُ بْنُ يَحْيَى وَأَبُو قَبِيلٍ وَوَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّونَ وَالْجَلاحُ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: قَدِمَ دِمَشْقَ بِمُبَايَعَةِ الْمِصْرِيِّينَ لِيَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ. أَوْفَى بْنُ دَلْهَمٍ الْبَصْرِيُّ [1]- ت- عَنْ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيُّ وَسُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ. وَثَّقَهُ النسائي. إياس بن معاوية [2]- مق- بن قرة أبو واثلة المزني البصري. قَاضِي الْبَصْرَةِ وَأَحَدُ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ خَالِدُ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضالّ وآخرون.   [1] تهذيب التهذيب 1/ 385. التقريب 1/ 86. ميزان الاعتدال 278. الجرح 2/ 349. المعرفة والتاريخ 2/ 78. [2] التاريخ الكبير 1/ 442، المشاهير 153، المعارف 467، حلية الأولياء 3/ 123، البداية والنهاية 9/ 334، ميزان الاعتدال 1/ 283، وفيات الأعيان 1/ 247، الوافي 9/ 465، تهذيب ابن عساكر 3/ 175، البيان والتبيين 1/ 71، تهذيب التهذيب 1/ 390، التقريب 1/ 87، الخلاصة 42. الجرح 2/ 282. التاريخ لابن معين 2/ 46 رقم 3867 و 4694 و 4726. تاريخ أبي زرعة 1/ 427 رقم 1028. طبقات خليفة 212. ثمار القلوب 72. الشريشي 1/ 113. سير أعلام النبلاء 5/ 155 رقم 56، شذرات الذهب 1/ 160. المعرفة والتاريخ 1/ 93- 96 و 311 و 3/ 222 الجزء: 8 ¦ الصفحة: 41 وَكَانَ أَحَدَ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الذَّكَاءِ وَالرَّأْيِ وَالسُّؤْدُدِ وَالْعَقْلِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَلَكِنْ قَلَّمَا رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ شَيْئًا فِي مُقَدِّمَتِهِ [1] وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ شَيْئًا. وَأَخْبَارُهُ مُسْتَوْعَبَةٌ فِي تَهْذِيبِ الْكَمَالِ [2] لِشَيْخِنَا، مَادَّتُهَا مِنْ تَارِيخِ دِمَشْقٍ [3] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: كَانَ يُقَالُ يُولَدُ فِي كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ رَجُلٌ تَامُّ الْعَقْلِ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ مِنْهُمْ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ إِيَاسُ: مَنْ عَدَمِ فَضِيلَةَ الْعَقْلِ فَقَدْ فُجِعَ بِأَكْرَمَ أَخْلاقِهِ. وقال ربيعة الرائي: قَالَ لِي إياس بْن معاوية: يا ربيعة كُلّ ديانة أسست عَلَى غير ورع فهي هباء. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ: قُلْتُ لإِيَاسٍ: مَا الْمُرُوءَةُ؟ قَالَ: حَيْثُ تَعْرِفُ التَّقْوَى وَحَيْثُ لا تَعْرِفُ اللُّبَاسَ الْجَيِّدَ. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ فِي بَيْتِ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ رَجُلا أَحْمَرَ طَوِيلَ الذُّرَاعِ غَلِيظَ الثِّيَابِ يَلُوثُ عِمَامَتِهِ لَوْثًا وَرَأَيْتُهُ قَدْ غَلَبَ عَلَى الْكَلامِ فَلا يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ مَعَهُ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ حَتَّى قَالَ قَائِلٌ لَهُ: يَا أَبَا وَاثِلَةَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ إِيَاسٌ. وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ: سَمِعْتُ إِيَاسًا يَقُولُ: لَسْتُ بِخَبٍّ [4] وَلا يَخْدَعُنِي الْخَبُّ وَلا يَخْدَعُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ وَلَكِنَّهُ يَخْدَعُ أَبِي وَيَخْدَعُ الْحَسَنَ ويخدع عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ حَبِيبٌ: وَأَتَى رَجُلٌ إِيَاسًا يشاوره في خصومة فقال:   [1] قال في ميزان الاعتدال 1/ 283: «ساق له مسلم في مقدمة صحيحه» . [2] تهذيب الكمال في معرفة الرجال لأبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى 742 هـ. ومنه نسخة في دار الكتب المصرية- مخطوط رقم (25) مصطلح الحديث. [3] تهذيب ابن عساكر 3/ 175. [4] الخبّ: الخدّاع. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 42 إِنْ أَرَدْتَ الْقَضَاءَ فَعَلَيْكَ بِعَبِد الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى فَهُوَ الْقَاضِي، وَإِنْ أَرَدْتَ الْفُتْيَا فَعَلَيْكَ بِالْحَسَنِ فَهُوَ مُعَلِّمِي، وَإِنْ أَرَدْتَ الصُّلْحَ فَعَلَيْكَ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ وَتَدْرِي مَا يَقُولُ لَكَ، يَقُولُ لَكَ: دَعْ شَيْئًا مِنْ حَقِّكَ، وَإِنْ أَرَدْتَ الْخُصُومَةَ فَعَلَيْكَ بِصَالِحِ السَّدُوسِيِّ وَتَدْرِي مَا يَقُولُ لَكَ؟ يَقُولُ: اجْحَدْ مَا عَلَيْكَ وَاسْتَشْهِدِ الْغُيَّبَ يَعْنِي الْمُسَافِرِينَ إِلَى أَنْ يقدموا. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كان إياس قاضيا قائفا [1] ذَكِيًّا اسْتَقْضَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثُمَّ هَرَبَ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: وَلَّى عَدِيُّ بْنُ أَرْطَاةَ الأَمِيرُ إِيَاسًا قَضَاءَ الْبَصْرَةَ فَأَبَى وَقَالَ: بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ خَيْرٌ مِنِّي. وَقَالَ سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ: قَالَ لِي إِيَاسٌ: إِنَّ هَذَا قَدْ بَعَثَ إِلَيَّ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ حَرَسِيٌّ فَقَالَ: أَبِي أَنْ يُعْفِيَنِي فَصَلَّى رَكْعَتْيِنِ ثُمَّ قَالَ لِلْحَرَسِيِّ: قَدِّمْ يَعْنِي خَصْمًا فَمَا قَامَ حَتَّى قَضَى سَبْعِينَ قَضِيَّةً. ثُمَّ خَرَجَ إِيَاسُ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي قَضِيَّةٍ كَانَتْ فَاسْتَعْمَلَ عَدِيُّ عَلَى الْقَضَاءِ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ. وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: لَمَّا وَلِيَ إِيَاسٌ دَخَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ وَإِيَاسٌ يَبْكِي فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَذَكَرَ حَدِيثَ: الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِي النَّارِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: إِنَّ فِيمَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ مَا يَرُدُّ قَوْلَ هَؤُلاءِ النَّاسِ وَقَرَأَ (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً) 21: 79 [2] فَحَمِدَ اللَّهُ سُلَيْمَانَ وَلَمْ يَذُمَّ دَاوُدَ. وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: قَضَى إِيَاسٌ بِشَاهِدٍ وَيَمِينِ الْمُدَّعِي.   [1] الّذي يتتبّع الآثار ويعرفها. [2] قرآن كريم- سورة الأنبياء- الآية 79. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 43 وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْزُوقٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ إِيَاسٍ قَبْلَ أَنْ يَسْتَقْضَى وَكُنَّا نَكْتُبُ عَنْهُ الْفَرَاسَةَ كَمَا نَكْتُبُ مِنْ صَاحِبِ الْحَدِيثِ الْحَدِيثَ. وَقَالَ حُمَيْدٌ: شَكَّ أَنَسٌ فِي وَلَدٌ لَهُ فَدَعَا إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ فَنَظَرَ لَهُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَى إِيَاسٌ رَجُلا فَقَالَ: تَعَالَ يَا يمامي قال: لست بيمامي فقال: فتعال يَا أُضَاخِيُّ، قَالَ: لَسْتُ بِأُضَاخِيٍّ قَالَ: فَتَعَالَ يَا ضَرَوِيُّ، فَجَاءَ فَسَأَلَهُ عَنْ نَفْسِهِ، فَأَقَرَّ أَنَّهُ وَلَدٌ بِالْيَمَامَةِ وَنَشَأَ بِأُضَاخَةَ [1] ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى ضَرِيَّةَ [2] . وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: شَهِدْتُ إِيَاسًا يَقُولُ: مَا بَعُدَ عَهْدُ قَوْمٍ بِنَبِيِّهِمْ إِلا كَانَ أحَسْنَ لِقَوْلِهِمْ وَأَسْوَأَ لِفِعْلِهِمْ. وَقَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: قَالُوا لإِيَاسٍ: إِنَّكَ مُعْجَبٌ بِرَأْيِكَ! قَالَ: لَوْ لَمْ أُعْجَبْ بِهِ لَمْ أَقْضِ بِهِ [3] . وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْعَرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِيَاسٍ: عَلِّمْنِي الْقَضَاءَ، قَالَ: إِنَّ الْقَضَاءَ لا يُتَعَلَّمُ إِنَّمَا الْقَضَاءُ فَهْمٌ. وَقِيلَ إِنَّهُمْ قَالُوا لِإِيَاسٍ: إِنَّكَ تُكْثِرُ الْكَلامَ! قَالَ أَفَبِصَوابٍ أَتَكَلَّمُ أَمْ بِخَطَأٍ؟ قَالُوا: بصواب. قَالَ: فَالإِكْثَارُ مِنَ الصَّوَابِ أَفْضَلُ. وَعَنْ إِيَاسٍ وَقِيلَ لَهُ: مَا عَيْبُكَ؟ قَالَ: الإِكْثَارُ. وَقَالَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ: لَمَّا مَاتَتْ أُمُّ إِيَاسٍ بَكَى فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قال:   [1] بالضم. من قرى اليمامة. (ياقوت 1/ 213) . [2] أرض بنجد. (ياقوت 3/ 457) . [3] في الأصل (لو أعجب به لم أقض به) . والتصحيح من «البداية والنهاية» 9/ 337 حيث جاء فيه: «إنك لتعجب برأيك، فقال: لولا ذلك لم أقض به» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 44 كَانَ لِي بَابَانِ مَفْتُوحَانِ مِنَ الْجَنَّةِ فَأُغْلِقَ أَحَدُهُمَا. وَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي هُرُوبِ إِيَاسٍ مِنَ الْقَضَاءِ عَلَى أَقْوَالٍ: أَحَدِهَا أَنَّهُ رَدَّ شَهَادَةَ شَرِيفٍ مُطَاعٍ فَآلَى أَنْ يَقْتُلَهُ فَهَرَبَ لِذَلِكَ. وَكَانَتْ مُدَّةُ وِلايَتِهِ سَنَةً وَأَكُرِهَ بَعْدَهُ الْحَسَنُ عَلَى الْقَضَاءِ. وَتُوُفِّيَ إِيَاسٌ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَمَحَاسِنُهُ كَثِيرَةٌ رَحِمَهُ اللَّهُ. أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْمَدَنِيُّ [1]- د ت ق- عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ وَأَيُّوبَ بْنِ بِشْرٍ الْمَعَافِرِيِّ. وَعَنْهُ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَآخَرُونَ. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي السُّنَنِ. أَيُّوبُ بْنُ مَيْسَرَةَ، بْنِ حُلَيْسٍ [2] الدِّمَشْقِيُّ أَخُو يُونُسَ. رَوَى عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ وَبُسْرِ بْنِ أَبِي أَرْطَاةَ. وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ أَفْقَهَ مِنْ أَخِيهِ وَأَسَنَّ، وَكَانَ مُفْتِيًا. مَاتَ قَبْلَ يُونُسَ بِقَلِيلٍ. قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.   [1] التاريخ الكبير 1/ 420، تهذيب التهذيب 1/ 408، التقريب 1/ 90، الخلاصة 43، وله ذكر في طبقات ابن سعد 2/ 223، الجرح 2/ 251. [2] في التاريخ الكبير 1/ 421 «حلبس» بالباء الموحدة. وفي تهذيب ابن عساكر 3/ 216 «مسيرة بن حبس» وهو تصحيف واضح. الجرح 2/ 257. تاريخ أبي زرعة 1/ 376 رقم 818. الإكمال 2/ 498. المعرفة والتاريخ 2/ 302. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 45 [حرف الْبَاءِ] بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- م 4-. عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الْجَوْزَاءِ الرَّبَعِيِّ أَوْسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَأَبَانُ الْعَطَّارُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ عَلَى الصَّحِيحِ. وَيُقَالُ سَنَةَ ثَلاثِينَ [2] . بُرَيْدة بْن سُفْيَان بْن فَروة الأَسْلَمِيُّ [3] . عَنْ أَبِيهِ وَمَسْعُودِ بْنِ هُبَيْرَةَ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ وَسَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.   [1] التاريخ الكبير 2/ 142. تهذيب التهذيب 1/ 424. التقريب 1/ 94. الجرح 2/ 428. الوافي بالوفيات 10/ 101 رقم 4555. المعرفة والتاريخ 2/ 457 و 735. [2] قال ابن حبان في المشاهير 152: مات سنة 130 هـ. [3] لا توجد لفظة «أبي» في التاريخ الكبير 2/ 141 وكذلك في تهذيب التهذيب 1/ 433، التقريب 1/ 96، الخلاصة 47، ميزان الاعتدال 1/ 306 وقد أثبتت في نسخة القدسي 5/ 47 وهو خطأ. الجرح 2/ 424، التاريخ لابن معين 2/ 56 رقم 38 و 149 و 150. المعرفة والتاريخ 3/ 362. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 46 وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك. بشر بن حرب [1]- ن ق- أبو عمرو الأزدي الندبي [2] البصري. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَشُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ عِنْدِي وَلا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. بِشْرُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ [3]- د ت ق-. عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَعَنْهُ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَهَ وَجَمَاعَةٌ. وَتُوُفِّيَ بَعْدَ الزهري [4] بيسير. وثّقه يحيى بن معين.   [1] التاريخ الكبير 2/ 71، تهذيب التهذيب 1/ 446، التقريب 1/ 98، الخلاصة 48، ميزان الاعتدال 1/ 314. الجرح 2/ 353. التاريخ لابن معين 2/ 58 رقم 3870 و 3846 و 3894. المعرفة والتاريخ 2/ 174. [2] بفتح النون والدال، نسبة الى الندب، بطن من الأزد. (اللباب 3/ 305) . [3] الجرح 2/ 360. [4] توفي الزهري ابو بكر محمد بن مسلم سنة 124 هـ. وستأتي ترجمته في هذه الطبقة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 بكر بن سوادة [1]- م 4- أبو ثمامة الجذامي الْمَصْرِيُّ الْفَقِيهُ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَطَائِفَةٍ. وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأشج [2]- ع- المدني الفقيه مَوْلَى الأَسْوَدِ بْنِ مَخْرَمَةَ [3] نَزَلَ مِصْرَ وَهُوَ أَخُو يَعْقُوبَ وَعُمَرَ. رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَحُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ وَكُرَيْبٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ. روى عنه ابْنُهُ مَخْرَمَةُ وَعَيَّاشُ بْنُ عباس القتباني وعمرو بن الحارث والليث ابن سعد وابن لهيعة.   [1] التاريخ الكبير 2/ 89، المشاهير 120، تهذيب التهذيب 1/ 483، التقريب 1/ 106، الخلاصة 51. الجرح 2/ 386. المعرفة والتاريخ 2/ 514. طبقات خليفة 295. سير أعلام النبلاء 5/ 250 رقم 113. البداية والنهاية 10/ 29. شذرات الذهب 1/ 175. معالم الإيمان 1/ 160. الوافي بالوفيات 10/ 205 رقم 4691. [2] تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 135، تهذيب التهذيب 1/ 491، التقريب 1/ 108، الخلاصة 52، تاريخ خليفة 354، دول الإسلام 1/ 84، طبقات الشيرازي 78، تهذيب ابن عساكر 3/ 321. الجرح 2/ 403. تاريخ أبي زرعة 1/ 405 رقم 937. الوافي بالوفيات 10/ 272 رقم 4767. [3] وقيل مولى أشجع. (التاريخ الكبير 2/ 113) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 48 وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ وَجَلالَتِهِ. ذَكَرَهُ مَالِكٌ فَقَالَ: كَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ. وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَفُوقَ بُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ فِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ. [1] فَأَمَّا بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي روى عنه سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ، الْحَدِيثَ، فَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَحْدَهُ: هَذَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الطَّوِيلُ يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ. وَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّازُ الْحَافِظُ فَقَالَ: بَلْ هُوَ بُكَيْرُ بْن الأَشَجِّ وَيُقَوِّي هَذَا أَنَّ مُسْلِمًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ بِسَنَدِهِ عن عمرو بن الحارث بن بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ قَالَ: حَدَثَّنِي كُرَيْبٌ فَذَكَرَهُ والله أعلم. بلال بن أبي بردة [2]- ت- عَامِرِ بْنِ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ أَبُو عُمَرَ وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ الله أَمِيرُ الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ أَبِي بَكْرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ قَتَادَةُ وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ وَسَهْلُ بْنُ عَطِيَّةَ وَآخَرُونَ. وَكَانَ ذَا رَأْيٍ وَدَهَاءَ، وَقَدْ وَلِيَ أَيْضًا قَضَاءَ الْبَصْرَةِ مدة.   [1] ذكر ابن حبان في المشاهير 188 وفاته سنة 122 هـ. [2] التاريخ الكبير 2/ 109، المشاهير 153، تهذيب التهذيب 1/ 500، التقريب 1/ 109، الخلاصة 53. الجرح 2/ 397. الوافي بالوفيات 10/ 278 رقم 4779. المعرفة والتاريخ 2/ 63. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 49 وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَرَآهُ لا يَنْفَقُ عِنْدَهُ إِلا التَّقْوَى وَالدِّيَانَةُ فَلَزِمَ الْمَسْجِدَ وَالصَّلاةَ لِيَخْدَعَ عُمَرَ فَدَسَّ إِلَيْهِ عُمَرُ مَنْ سَارَةَ فَقَالَ: إنْ كَلَّمْتُ لَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُوَلِّيَكَ الْبَصْرَةَ مَا تُعْطِينِي؟ فَوَعَدَهُ بمائة ألف، فأبلغ ذلك عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ فَنَفَاهُ عَنْهُ وَأَبْعَدَهُ. وَقَدْ وَلاهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ فَدَامَ عَلَى الْقَضَاءِ إِلَى سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَوَلِيَ فِي غُضُونِ ذَلِكَ الصَّلاةَ وَالأَحْدَاثَ. وَعَنْ جُوَيْرِيَّةَ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: اسْتُخِلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَوَفَدَ بِلالٌ فَهَنَّأَهُ وَقَالَ: مَنْ كَانَتِ الْخِلافَةُ يَا أَمِيرُ شَرَّفَتْهُ فَقَدْ شَرَّفْتَهَا وَمَنْ كَانَتْ زَانَتْهُ فَقَدْ زِنْتَهَا وَأَنْتَ كَمَا قَالَ مَالِكُ بْنُ أَسْمَاءَ [1] : وَتَزِيدِينَ طِيبَ الطِّيبِ طِيبًا ... إِنْ تَمَسِّيهِ أَيْنَ مِثْلُكِ أيْنَا وَإِذَا الدُّرُّ زَانَ حُسْنَ وُجُوهٍ ... كَانَ لِلدُّرِّ حُسْنُ وَجهِكَ زَيْنًا فَجَزَاهُ عُمَرُ خَيْرًا وَلَزِمَ بِلالُ الْمَسْجِدَ يُصَلِّي وَيَقْرَأُ وَيَتَهَجَّدُ فَهَمَّ عُمَرُ بِهِ أَنْ يُوَلِّيَهُ الْعِرَاقَ ثُمَّ دَسَّ ثِقَةً لَهُ فَقَالَ لِبِلالٍ وَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ: فَنَفَاهُ عُمَرُ وَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ إِنَّ صَاحِبَكُمْ أَعْطَى مَقُولا وَلَمْ يُعْطِ مَعْقُولا زَادَتْ بَلاغَتُهُ وَنَقَصَتْ زَهَادَتُهُ. وَقِيلَ: إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ أَخَذَ حَظَّ بِلالٍ بِالْمَالِ ثُمَّ حَمَلَ ذَلِكَ الْحَظُّ إِلَى عُمَرَ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ: كَانَ بِلالُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ ظَلُومًا جَائِرًا لا يُبَالِي مَا صَنَعَ فِي الْحُكْمِ ولا في غيره.   [1] انظر عنه: الأغاني 16/ 41، مختار الأغاني 7/ 156. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 50 وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانَ بِلالِ قُد خَافَ الْجُذَامَ فَوُصِفَ لَهُ سَمْنٌ يَقْعُدُ فِيهِ فَكَانَ يَقْعُدُ ثُمَّ يَأْمُرُ بِالسَّمْنِ فَيُبَاعُ فَتُحِبُّ السُّوقَةُ شِرَاءَ السَّمْنِ. وَفِيهِ يَقُولُ يَحْيَى بْنُ نَوْفَلٍ الْحِمْيَرِيُّ: وَكُلُّ زَمَانِ الفَتَى قَدْ لَبِسْتُ ... خَيْرًا وَشَرًّا وَعُدْمًا وَمَالا فَلا الفَقْرُ كُنْتُ لَهُ ضَارِعًا ... وَلا الْمَالُ أَظْهَرَ مِنِّي اخْتِيَالا وَقَدْ طُفْتُ لِلْمالِ شَرْقَ الْبِلادِ ... وَغَرْبِيَّهَا وَبَلَوْتُ الرِّجَالا فَلَوْ كُنْتُ مُمْتَدِحًا للنَّوَالِ ... فَتًى لَمَدَحْتُ عَلَيْهِ بِلالا وَلَكِنَّنِي لَسْتُ مِمَّنْ يُرِيدُ ... بِمَدْحِ الْمُلُوكِ عَلَيْهِ النَّوَالا سَيَكْفِي الْكَرِيمَ إخَاءُ الْكَرِيمِ ... وَيَقْنَعُ بِالْوَدَّ مِنْهُ سُؤَالا ثُمَّ إِنَّهُ هَجَا بِلالا بِأَبْيَاتٍ، وَكَانَ بِلالُ مِنَ الأَكَلَةِ الْمَعْدُودِينَ. ذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أن بلال أَرْسَلَ إِلَى قَصَّابٍ سَحَرًا قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَانُونٌ وَعِنْدَهُ تَيْسٌ ضَخْمٌ فَقَالَ: اذْبَحْهُ وَاسْلُخْهُ وَكَبُّبْ لَحْمَهُ. فَفَعَلْتُ وَدَعَا بِخِوَانٍ فَوُضِعَ وَجَعَلْتُ أُكَبِّبُ اللَّحْمَ فَإِذَا اسْتَوَى مِنْهُ شَيْءٌ وَضَعْتُهُ بُيْنَ يَدَيْهِ فَأَكَلَهُ حَتَّى تَعَرَّقَتْ لَهُ لَحْمُ التَّيْسِ وَلَمْ يَبْقَ إِلا بَطْنُهُ وَعِظَامُهُ وَبَقِيَتْ بُضْعَةٌ عَلَى الْكَانُونِ فَقَالَ لِي: كُلْها فَأَكَلْتُهَا. وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ بِقِدْرٍ فِيهَا دَجَاجَتَانِ وَفَرْخَانِ وَصَحْفَةٌ مُغَطَّاةٌ فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا فِي بَطْنِي مَوْضِعٌ فَضَعِيهَا عَلَى رَأْسِي فَضَحِكْنَا، وَدَعَا بِشَرَابٍ فَشَرِبَ مِنْهُ خَمْسَةَ أَقْدَاحٍ وَسَقَانِي قَدَحًا. وَعَنِ الْحَكَمِ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: قَتَلَ بِلالا دَهَاؤُهُ فَإِنَّهُ لَمَّا حُبِسَ قَالَ لِلسَّجَّانِ: خُذْ مِنِّي مِائَةِ أَلْفٍ وَأَعْلِمْ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ أَنِّي قَدْ مُتُّ- وَكَانَ فِي حَبْسِهِ- فَقَالَ لَهُ السَّجَّانُ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا سِرْتَ إِلَى أَهْلِكَ؟ قَالَ: لا يَسْمَعُ لِي يُوسُفَ بِخَبْرٍ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 51 ما دام حَيًّا عَلَى الْعِرَاقِ، فَأَتَى السَّجَّانُ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: مَاتَ بِلالٌ قَالَ: أَرِنِيهِ مَيِّتًا فإنّي أحب ذلك، فحار السجان فجاء فَأَلْقَى عَلَى بِلالٍ شَيْئًا غَمَّهُ حَتَّى مَاتَ ثُمَّ أَرَاهُ يُوسُفَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ نَيِّفٍ وعشرين ومائة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 52 [حرف التَّاءِ] تَمِيمُ بْنُ حُوَيْصٍ [1] ، أَبُو الْمُنْذِرِ الأَزْدِيُّ الأَهْوَازِيُّ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ وَلَمْ يُدْرِكْهُ. وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ. سُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: صالح.   [1] التاريخ الكبير 2/ 154، الجرح 2/ 441، تاريخ أبي زرعة 1/ 559. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 53 [حرف الثَّاءِ] ثَابِتُ بْنُ أَسْلَمَ البُنَانِيُّ [1] ، أَبُو مُحَمَّدٍ. أَحَدُ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ بِالْبَصْرَةِ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَعُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ وَأَبِي الْعَالِيَةَ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغْيِرةِ وَمَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَهَمَّامٌ وَالْحَمَّادَانِ وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ وَأَبُو عَوَانَةَ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَخَلائِقُ، وَمِنَ الْكِبَارِ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ. وَكَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ ثِقَةٌ ثَبْتًا رَفِيعًا، وَلَمْ يُحْسِنِ ابْنِ عَدِيٍّ بِإِيرَادِهِ فِي كَامِلِهِ [2] وَلَكِنَّهُ اعْتَذَرَ وَقَالَ: مَا وَقَعَ فِي حَدِيثِهِ مِنَ النكرة فإنما هو من جهة   [1] بضم الباء وفتح النون. من ولد بنانة بن سعد بن لؤيّ بن غالب. (المشاهير 89) التاريخ الكبير 2/ 159 الكامل لابن الأثير 5/ 253. وقيل: مات سنة 127 هـ. وله 86 سنة (دول الإسلام 1/ 84) ، تهذيب التهذيب 2/ 2، التقريب 1/ 115، ميزان الاعتدال 1/ 362، الخلاصة 56، الجرح 2/ 449. التاريخ لابن معين 2/ 68 رقم 1178 و 3390 و 4300، تذكرة الحفاظ 1/ 125. [2] للكوثري في مقدمة نصب الراية كلمة عن كتب الجرح والتعديل، ذكر فيها هوى ابن عديّ وعصبيته. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 54 الرَّاوِي عَنْهُ لِأَنَّهُ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ ضُعَفَاءُ. رَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: إِنَّ لِلْخَيْرِ أَهْلا وَإِنَّ ثَابِتًا هَذَا مِنْ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: كَانَ ثَابِتٌ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا أَنْ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِي الصَّلاةَ فِي قَبْرِي. وَعَنْ بَعْضِهِمْ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَعْبَدَ مِنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَابِتٌ يَتَثَبَّتُ فِي الْحَدِيثِ وَكَانَ يَقُصُّ وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُصُّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ: ذَهَبْتُ أُلَقِّنُ أَبِي عِنْدَ الْمَوْتِ فَقَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي فِي وِرْدِي السَّابِعِ، كَانَ يَقْرَأُ وَنَفْسُهُ تَخْرُجُ. وَرَوَى حَمَّادُ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: دَعُوةٌ فِي السِّرِّ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ فِي الْعَلانِيَةِ. وَرَوَى أَبُو هِلالٍ عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، فَمَا أَدْرَكْنَا الَّذِي هُوَ أَعْبَدُ مِنْهُ. وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ ثَابِتٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَيَصُومُ الدَّهْرَ. وَعَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: مَا تَرَكْتُ فِي الْجَامِعِ سَارِيَةً إِلا وَقَدْ خَتَمْتُ الْقُرْآنَ عِنْدَهَا [1] وَبَكَيْتُ عِنْدَهَا. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يبكي حتى تختلف أضلاعه.   [1] في الأصل «اجتمعت عندها» والتصحيح من صفة الصفوة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 55 وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ: بَكَى ثَابِتٌ حَتَّى كَادَتْ عَيْنُهُ تَذْهَبُ فَقِيلَ لَهُ عِلاجَهَا بِأَنْ لا تبكي، قال: وما خير هما إِذَا لَمْ تَبْكِيَا؟ وَأَبَى أَنْ تُعَالَجَ. وَقَال سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ: رَأَيْتُ ثَابِتًا يَلْبَسُ الثِّيَابَ الثَّمِينَةَ وَالطَّيَالِسَةَ وَالْعَمَائِمَ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لِثَابِتٍ نَحْوَ مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ حَدِيثًا. قُلْتُ: وَرِوَايَتُهُ عَنِ ابن عُمَرَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَرِوَايَتُهُ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ فِي سُنُنِ النَّسَائِيِّ. قَالَ سَعْدُوَيْهِ: ثنا مُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ثَابِتٍ فِي مَرَضِهِ وَهُوَ فِي عُلُوٍّ وَكَانَ لا يَزَالُ يَذْكُرُ أَصْحَابَهُ فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُصَلِّيَ الْبَارِحَةَ كَمَا كُنْتُ أُصَلِّي وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَصُومَ كَمَا كُنْتُ أَصُومُ وَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أَنْزِلَ إِلَى أَصْحَابِي فَأَذْكُرُ اللَّهَ كَمَا كُنْتُ أَذْكُرُهُ مَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِذْ حَبَسْتَنِي عَنْ ثَلاثٍ فَلا تَدَعْنِي فِي الدُّنْيَا سَاعَةً. وَعَنْهُ قَالَ: كَابَدْتُ الصَّلاةَ عِشْرِينَ سَنَةً وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِينَ سَنَةً. مَاتَ ثَابِتٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٌ وَقِيلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ [1] وَمَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ. ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ الدِّمَشْقِيُّ [2]- د ت ق- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وغيرهما. وكان وصيّ مكحول.   [1] ذكر الذهبي في الميزان 1/ 362: «قال ابن علية: مات سنة سبع وعشرين ومائة، وكذا قال يحيى القطان، وزاد: وله ست وثمانون سنة. [2] التاريخ الكبير 2/ 161، تهذيب ابن عساكر 3/ 367، تهذيب التهذيب 2/ 4، التقريب 1/ 115، الخلاصة 56، الجرح 2/ 449. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 56 روى عنه ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. ثَابِتٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، فِي الْكُنَى. ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د- عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْعِجْلِيِّ وَسَعُودِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيِّ وَأَبِي عِمْرَانَ مَوْلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ أَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَشَنِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَةُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ. ثَعْلَبَةُ أَبُو بَحْرٍ الْكُوفِيُّ [2] . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَمِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ الدِّيلِيُّ [3] الْمَدِينِيُّ [4]- ع-. عَنْ أَبِي الْغَيْثِ سَالِمٍ وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٍ.   [1] التاريخ الكبير 2/ 175، تهذيب التهذيب 2/ 25، التقريب 1/ 119، ميزان الاعتدال 1/ 371، الخلاصة 58، الجرح 2/ 464. [2] التاريخ الكبير 2/ 174، الجرح 2/ 463. [3] وفي المشاهير لابن حبان 131 «الدولي» من متقني أهل المدينة. مات سنة 153 هـ. الجرح 2/ 468. [4] التاريخ الكبير 2/ 181، تهذيب التهذيب 2/ 31، ميزان الاعتدال 1/ 373، الخلاصة 58، التاريخ لابن معين 2/ 71 رقم 875 و 919. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 57 وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَمَالِكٌ والدراوَرْديّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 58 [حرف الْجِيمِ] جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- د ت ق- أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ عَلَى ضَعْفِهِ وَرَفْضِهِ. رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَالشَّعْبِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَأَبِي الضُّحَى وَعِكْرَمَةَ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَشَيْبَانُ وَخَلْقٌ. رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ جَابِرُ الْجُعَفِيُّ وَرِعًا فِي الْحَدِيثِ مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ فِي الْحَدِيثِ مِنْهُ. وَقَالَ شُعْبَةُ: هُوَ صَدُوقٌ، وَرَوَى يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ جَابِرٌ إِذَا قَالَ: ثنا وَسَمِعْتُ فَهُوَ مِنْ أَوْثَقِ النَّاسِ. وَقَالَ وَكِيعٌ: مَا شَكَكْتُمْ فِي شَيْءٍ فَلا تَشُكُّوا أَنَّ جَابِرًا ثِقَةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قَالَ سُفْيَانُ لِشُعْبَةَ: لَئِنْ تَكَلَّمْتَ فِي جَابِرٍ الْجُعَفِيِّ لأَتَكَلَّمَنَّ فِيكَ. وَرَوَى عَبَّاسُ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُ جابر الجعفي ولا كرامة.   [1] التاريخ الكبير 2/ 210، تهذيب التهذيب 2/ 46 و 47، التقريب 1/ 123، ميزان الاعتدال 1/ 379. الخلاصة 59. طبقات ابن سعد 6/ 346، الجرح 2/ 497، تاريخ أبي زرعة 1/ 296. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 59 وَقَالَ زَائِدَةُ: كَانَ جَابِرُ الْجُعَفِيُّ كَذَّابًا يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. وَرَوَى أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: مَا لَقِيتُ أَكْذَبَ مِنْ جَابِرٍ الْجُعَفِيِّ مَا أَتَيْتُهُ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيٍ إِلا جَاءَنِي فِيهِ بِأَثَرٍ وَزَعَمَ أَنَّ عِنْدَهُ ثَلاثِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ لَمْ يُظْهِرْهَا. وَقَالَ أَحْمَدُ: تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيثٌ صَالِحٌ وَقَدِ احْتَمَلَهُ النَّاسُ وَرَوَوْا عَنْهُ وَعَامَّةُ مَا قَذَفُوهُ بِهِ أَنَّهُ كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ يَعْنِي رَجْعَةَ عَلِيٍّ إِلَى الدُّنْيَا. وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعَفِيِّ وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ فَقَالَ: جَابِرٌ أَقْوَاهُمَا حَدِيثًا وَلَيْثٌ أَحْسَنُهُمَا رَأْيًا إِنَّمَا تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَ جَابِرٍ لِسُوءِ رَأْيِهِ. فَسُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ جَابِرٍ وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ فَأَطْرَقَ سَاعَةً وَقَالَ: لا أَدْرِي ثُمَّ قَالَ: قَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ جَابِرٍ الْجُعَفِيِّ نَحْوَ سَبْعِينَ حَدِيثًا، وَقَالَ شُعْبَةُ: هُوَ صَدُوقٌ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: لا نَعْلَمُ أَحَدًا تَرَكَ جَابِرًا الْجُعْفِيَّ إِلا زَائِدَةَ وَهُوَ رَجُلٌ فِي حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي حَدِيثِ سُجُودِ السَّهْوِ: لَيْسَ فِي كِتَابِي عَنْ جَابِرٍ سِوَاهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٌ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ الْكَاهِلِيُّ الكوفي الصيرفي [1]- ع-   [1] التاريخ الكبير 2/ 241، تهذيب التهذيب 2/ 56، التقريب 1/ 124، الخلاصة 60، الجرح 2/ 530، المعرفة والتاريخ 2/ 714 و 3/ 376. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 60 أَخُو الرَّبِيعِ وَرَبِيحٍ. عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَمُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى الثَّوْرِيِّ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَشَريِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ وآخرون. وقال أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ صَالِحٌ. جَبَلَةُ بْنُ سحيم التيمي [1]- ع- ويقال الشيبانيّ الكوفي. عَنْ مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَحَنْظَلَةَ أَحَدِ الصَّحَابَةِ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَقَيْسُ بْنُ الربيع وجماعة. وثّقه يحيى القطان. قال خليفة [2] : مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ الْيَشْكُرِيُّ الصَّيْرَفِيُّ [3]- خ م د ت ن- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وأبي رجاء العطاردي وَالْحَسَنِ. وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وابن علية وعبد الوارث وآخرون. وثقه ابن معين.   [1] التاريخ الكبير 2/ 219، مشاهير 105، تهذيب التهذيب 2/ 61، التقريب 1/ 125، الخلاصة 60، الجرح 2/ 508. التاريخ لابن معين 2/ 77 رقم 1539 و 2198. [2] تاريخ خليفة 363. [3] ابن دينار. التاريخ الكبير 2/ 239، تهذيب التهذيب 2/ 80، التقريب 1/ 128، الخلاصة 62، الجرح 2/ 528. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 61 وَيُعْرَفُ بِصَاحِبِ الْحُلَى [1] . جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ [2]- ع- إِيَاسٍ الْيَشْكُرِيِّ، أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ ثُمَّ الْوَاسِطِيُّ. أَحَدُ الأَئِمَّةِ الْكِبَارُ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَعِكْرَمَةَ وَنَافِعٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وطائفة كثيرة وعن عباد ابن شُرَحْبِيلٍ الْيَشْكُرِيِّ أَحَدِ الصَّحَابَةِ. روى عنه الأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو بِشْرٍ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الْمِنَهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَأَوْثَقُ. وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ يُضَعِّفُ حَدِيثَ أَبِي بِشْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا. وَقَالَ شُعْبَةُ أَيْضًا: أَحَادِيثُ أَبِي بِشْرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ ضَعِيفَةٌ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ومائة.   [1] بضم الحاء المهملة. والّذي في التاريخ لابن معين 2/ 83 رقم 1375 «الجعد بن ذكوان» كوفي. وكذا في المعرفة والتاريخ 3/ 100. [2] التاريخ الكبير 2/ 186 التاريخ الصغير 1/ 320، تهذيب التهذيب 2/ 83. التقريب 1/ 129. الخلاصة 62. ميزان الاعتدال 1/ 402، الجرح 2/ 473. المعرفة والتاريخ 1/ 2411. طبقات خليفة 325. سير أعلام النبلاء 5/ 465 رقم 211. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 62 وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَهُوَ أَصَحُّ. وَقَالَ نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ: كَانَ أَبُو بِشْرٍ سَاجِدًا خَلْفَ الْمَقَامِ حِينَ مَاتَ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشرِينَ وَمِائَةٍ. جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْخُزَاعِيُّ الْقُمِّيُّ [1]- ت د ن- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَعِكْرَمَةَ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وَكَانَ مُخْتَصًّا بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَدَخَلَ مَعَهُ مَكَّةَ فِي أَيَّامِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَأَى عَبْدَ اللَّهِ بن عمر. روى عنه ابن خَطَّابٌ وَيَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ وَأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُمِّيُّ وَمِنْدَلُ ابْنُ عَلِيٍّ وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ صَدُوقًا. جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيُّ [2]- ق- بَصْرِيٌّ، مُقِلُّ. عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ عَبَّادِ بْنِ نُسَيْبٍ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَالْحَمَّادَانِ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وآخرون.   [1] مهملة في الأصل، والتصحيح من: التاريخ الكبير 2/ 200، تهذيب التهذيب 2/ 108، التقريب 1/ 133، ميزان الاعتدال 1/ 417، الخلاصة 64. اللباب 3/ 55، الجرح 2/ 490. تاريخ أبي زرعة 2/ 619 رقم 1771، التاريخ لابن معين 2/ 87 رقم 4811. [2] التاريخ الكبير 2/ 215، التهذيب 2/ 115، التقريب 1/ 134، ميزان الاعتدال 1/ 424، الخلاصة 64، الجرح 2/ 55. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 63 وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. جَمِيلٌ الْحَذَّاءُ الأَسْلَمِيُّ [1] . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ. سَكَنَ مِصْرَ. وَهُوَ أَبُو عُرْوَةَ جَمِيلُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى أَسْلَمَ ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ. جَمِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْمُؤَذِّنُ [2] . عَنْ أَنَسٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَغَيْرُهُمْ. مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا. الْجَلِدُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَصْرِيُّ [3] . صَاحِبُ الْقَصَصِ وَالْمَوَاعِظِ. عن معاوية بْنِ قُرَّةَ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِ وَاحِدٍ. وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. ضَعَّفَهُ إِسْحَاقُ بن راهويه.   [1] التاريخ 2/ 217، الجرح 2/ 517. [2] الجرح 2/ 518. [3] الجرح 2/ 548، تاريخ أبي زرعة 2/ 684 رقم 2094. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 64 وقال الدار الدّارقطنيّ: مَتْرُوكٌ. جَوَّابُ [1] بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، الأَعْوَزُ نَزِيلُ جُرْجَانَ. رَوَى عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ مُرْسلا وعن الحارث بن سويد التيمي ويزيد ابن شَرِيكٍ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَجُوَيْبِرٌ وَمِسْعَرٌ وَقَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَرَآهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِجُرْجَانَ قَالَ: فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ ثُمَّ كَتَبْتُ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ: كَانَ مُرْجِئًا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ضَعِيفٌ. جُوثَةُ [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّيلِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَابْنُ عَجْلانَ وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ. وَقِيلَ فِيهِ: حُوثَةُ بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ وَهُوَ تَصْحِيفٌ. الْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ، أَبُو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي.   [1] بتشديد الواو، المشاهير 199، الإكمال 2/ 168، تهذيب التهذيب 2/ 121، التقريب 1/ 135، ميزان الاعتدال 1/ 426. الخلاصة 66. الجرح 2/ 535. المعرفة والتاريخ 2/ 581. التاريخ لابن معين 2/ 89 رقم 1512. [2] بضم الجيم وفتح الثاء المعجمة بثلاث. الإكمال 2/ 169، الجرح 2/ 549. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 65 الْمُتَكَلِّمُ الضَّالُّ رَأْسُ الْجَهْمِيَّةِ وَأَسَاسُ الْبِدْعَةِ [1] . كَانَ ذَا أَدَبٍ وَنَظَرٍ وَذَكَاءٍ وَفَكْرٍ وَجِدَالٍ وَمِرَاءٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِلأَمِيرِ الْحَارِثِ بْنِ سُرَيْجٍ التَّمِيمِيِّ الَّذِي تَوَثَّبَ عَلَى عَامِلِ خُرَاسَانَ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، وَكَانَ الْجَهْمُ يُنْكِرُ صِفَاتِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ وَيُنَزِّهُهُ بِزَعْمِهِ عَنِ الصِّفَاتِ كُلَّهَا وَيَقُولُ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، وَيَزْعُمْ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَقِيلَ كَانَ يُبْطِنُ الزَّنْدَقَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِحَقِيقَتِهِ. وَكَانَ هُوَ وَمُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُفَسِّرُ بِخُرَاسَانَ طَرَفَيْ نَقِيضٍ هَذَا يُبَالِغُ فِي النَّفْيِ وَالتَّعْطِيلِ وَمُقَاتِلٌ يُسْرِفُ فِي الإِثْبَاتِ وَالتَّجْسِيمِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: كَانَ جَهْمُ مَعَ مُقَاتِلٍ بِخُرَاسَانَ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ وَكَانَ يُخَالِفُ مُقَاتِلا فِي التَّجْسِيمِ كَانَ جَهْمُ يَقُولُ: لَيْسَ اللَّهُ شَيْئًا وَلا غَيْرَ شَيْءٍ لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَى (اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) 13: 16 فَلا شَيْءٌ إلا وَهُوَ مَخْلُوقٌ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ الإِيمَانَ عُقِدَ بِالْقَلْبِ وَإِنْ كَفَرَ بِلِسَانِهِ مِنْ تُقْيَةٍ أَوْ إِكْرَاهٍ، وَإِنْ عَبَدَ الصَّلِيبَ وَالأَوْثَانَ فِي الظَّاهِرِ وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلِيٌّ للَّه مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَكَانَ مُقَاتِلٌ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ جِسْمٌ لَحْمٌ وَدَمٌ عَلَى صُورَةِ الإِنْسَانِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَهْدِيِّ بْنِ يَزِيدَ الْقَافِلانِيَّ قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَؤُلاءِ اللَّفْظِيَّةُ [2] فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: ذَهَبْتُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ فَقَالَ: هَا هُنَا رَجُلٌ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ فَمَرَرْتُ مَعَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا جَهْمُ مَا هَذَا، بَلَغَنِي أَنَّكَ لا تُصَلِّي! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مُذْ كَمْ؟ قَالَ: مُذْ تِسْعَةٍ وثلاثين يوما واليوم   [1] ظهرت بدعته بترمذ. (الشهرستاني 2/ 127) . [2] في الأصل «اللقيطة» . والمراد باللفظية الذين كانوا يقولون (لفظي بالقرآن مخلوق) . وبسط ذلك في (شروط الائمة الخمسة للحازمي ص 22) و (الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 66 أَرْبَعِينَ. قَالَ: فَلِمَ لا تُصَلِّي؟ قَالَ: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لِي لِمَنْ أُصَلِّي، قَالَ: فَجَهَدَ بِهِ ابْنُ سُوقَةَ أَنْ يَرْجِعَ أَوْ أَنْ يَتُوبَ أَوْ يُقْلِعَ، فَلَمْ يَفْعَلْ فَذَهَبَ إِلَى الْوَالِي فَأَخَذَهُ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَصَلَبَهُ، ثُمَّ قَالَ لَنَا أحمد بن حنبل: الا يترك اللَّهُ مَنْ يُصَلِّي وَيَصُومُ لَهُ يَدَعِ الصَّلاةَ عَامِدًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِلا وَيَضْرِبُهُ بِقَارِعَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُنِيبٍ ثنا مُوسَى بْنُ حِزَامٍ التِّرْمِذِيُّ ثنا الأَصْمَعِيُّ عَنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ خَلادِ الطَّفَاوِيِّ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ [1] بْنُ أَحْوَزَ عَلَى شُرْطَةِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ فَقَتَلَ جَهْمَ ابْنَ صَفْوَانَ لِأَنَّه أَنْكَرَ أَنَّ اللَّهَ كَلَّمَ مُوسَى. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ الْقَاصُّ: سَمِعْتُ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: ظَهَرَ عِنْدَنَا جَهْمُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فَرَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَلْخٍ يَقُولُ بِتَعْطِيلِ الله عن عرشه وأن الْعَرْشَ مِنْهُ خَالٍ. قُلْتُ: سَلَمُ بْنُ أَحْوَزَ الَّذِي قَتَلَ الْجَهْمَ قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ فِي حُدُودِ الثَّلاثِينَ وَمِائَةٍ أَيْضًا [2] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ الرَّمْلِيُّ ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: تَرَكَ جَهْمُ الصَّلاةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ مَعَ الْحَارِثِ بْنِ سُرَيْجٍ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ شُبَيْلٍ أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَعَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ إِذْ جَاءَ شَابٌّ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) 28: 88 قَالَ مُقَاتِلٌ: هَذَا جَهْمِيُّ وَيْحَكَ إِنَّ جَهْمًا وَاللَّهِ مَا حَجَّ الْبَيْتَ وَلا جَالَسَ الْعُلَمَاءَ إنما كان رجلا قد أعطي لسانا.   [1] عند الشهرستاني 2/ 127 «سالم» . [2] في مرو. (الشهرستاني) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 67 قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ: وَمِنْ فَضَائِحِ الْجَهْمِيَّةِ قَوْلُهُمْ بِأَنَّ عِلْمَ اللَّهِ مُحْدَثٌ مَخْلُوقٌ وَأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ شَيْئًا حَتَّى أَحْدَثَ لِنَفْسِهِ عِلْمًا وَكَذَا قَوْلُهُمْ فِي الْقُدْرَةِ. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ قَالَ: جَهْمُ كَافِرٌ باللَّه، وَقِيلَ إِنَّ الْجَهْمَ تَابَ عَنْ مَقَالَتِهِ وَرَجَعَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: حَدَّثَنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ جَهْمًا رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ وَنَزَعَ عَنْهُ وَتَابَ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي أَفْعَالِ الْعِبَادِ: قَالَ ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: تَرَكَ جَهْمُ الصَّلاةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى وَجْهِ الشَّكِّ فَخَاصَمَهُ بَعْضُ السَّمْنِيَّةِ [1] فشك وأقام أربعين يوما لا يصلي. قال ضمرة: قد رأى ابن شوذب جهما. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ: كَلامُ جَهْمٍ صِفَةٌ بِلا مَعْنًى وَبِنَاءٌ بِلا أَسَاسٍ. قُلْتُ: فَكَانَ النّاسُ فِي عَافِيَةٍ وَسَلامَةِ فِطْرَةٍ حَتَّى نَبَغَ جَهْمُ فَتَكَلَّمَ فِي الْبَارِي تَعَالَى وَفِي صِفَاتِهِ بِخِلافِ مَا أَتَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَأُنْزِلَتْ بِهِ الْكُتُبُ نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ فِي الدِّينِ.   [1] قوم بالهند دهريون قائلون بالتناسخ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 68 [حرف الْحَاءِ] الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- 4- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ خَالُ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. رَوَى عَنْ حَمْزَةَ وَسَالِمٍ ابني عبد الله وأبي سلمة بن عبد الرحمن. وعنه ابن أخته فقط وقيل إن ابن إسحاق روى عنه. قال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تسع وعشرين ومائة. الحارث بن فضيل الأنصاري الخطمي المدني [2]- م د ن ق- عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ وَمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ وَسُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَأَبُو جَعْفَرٍ الخطميّ عمير وفليح والدراوَرْديّ وجماعة.   [1] التاريخ الكبير 2/ 272، ميزان الاعتدال 1/ 437، تهذيب التهذيب 2/ 148، التقريب 1/ 142، الخلاصة 68، تهذيب الأسماء 1/ 151، الجرح 3/ 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 160، المعرفة والتاريخ 1/ 255. [2] التاريخ الكبير 2/ 279، المشاهير 131، تهذيب التهذيب 2/ 154، التقريب 1/ 143، الخلاصة 68، الجرح 3/ 86. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 69 وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ [1]- م د ن ق- نَزِيلُ بَرْقَةَ. ذُكِرَ أَنَّهُ عَقِلَ مَقْتَلَ عُثْمَانَ. وَرَوَى عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ وَطَائِفَةٍ، وَعَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ وَالأَوْزَاعِيِّ وَاللَّيْثِ وَابْنِ لَهِيعَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ اللَّيْثُ: كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتِّمِائَةِ رَكْعَةٍ. قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. الْحَارِثُ بْنُ يزيد العكلي [2]- خ م ن ق- أبو علي التيمي الكوفي الفقيه تِلْمِيذُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ. روى عنه مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ وَخَالِدُ بْنُ دِينَارٍ النِّيلِيُّ وَابْنُ عَجْلانَ والقاسم ابن الْوَليِدِ وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ قَدِيمُ الْمَوْتِ قَلِيلُ الْحَدِيثِ جِدًّا. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. الْحَارِثُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَنْصَارِيُّ [3]- م ت ن- مَوْلَى قَيْسِ بن سعد بن عبادة.   [1] التاريخ الكبير 2/ 286، تهذيب التهذيب 2/ 163، التقريب 1/ 145، الخلاصة 69، الجرح 3/ 93، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام، التاريخ لابن معين 2/ 95 رقم 5367. تاريخ أبي زرعة 1/ 185. [2] التاريخ الكبير 2/ 285، تهذيب التهذيب 2/ 163، التقريب 1/ 145، الخلاصة 69، الجرح 3/ 93، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . [3] التاريخ الكبير 2/ 285، المشاهير 122، تهذيب التهذيب 2/ 164، التقريب 1/ 145، الخلاصة 69. الجرح 3/ 93، تاريخ أبي زرعة 1/ 4402 رقم 1094. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 70 مِصْرِيٍّ نَبِيلٌ صَالِحٌ كَانَ يُعَدُّ أَفْضَلُ مِنِ ابْنِهِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ. رَوَى عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ وَقِيلَ إِنَّهُ رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَاللَّيْثُ بن سعد وبكر ابن مُضَرَ وَآخَرُونَ. رَوَى يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ يَعْقُوبَ مِنَ الْعُبَّادِ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ عِشَاءِ الآخِرَةِ دَخَلَ بَيْتَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَيُجَاءُ بِعَشَائِهِ فَيُقولُ: أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَلا يَزَالُ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَكُونَ عَشَاؤُهُ وَسُجُودُهُ وَاحِدًا. وَكَانَ أَبُوهُ يَعْقُوبُ مِنَ الْعُبَّادِ أَيْضًا. تُوُفِّيَ الْحَارِثُ فِي سَنَةِ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. حِبَّانُ بْنُ أبي جبلة القرشي [1]- ع- مولاهم عن عمرو بن العاص وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَكَانَ يَكُونُ بِأَفْرِيقِيَّةَ. روى عنه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ وَأَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.   [1] تهذيب التهذيب 2/ 171، التقريب 1/ 147، الخلاصة 70، الجرح 3/ 269. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 71 حبيب بن الزبير بن مشكان [1] الهلالي [2]- ت- ويقال الحنفي، الأصبهاني. مِنْ نَاقِلَةِ الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ صَاحِبِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَعَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أُبَيٍّ. وَعَنْهُ عُمَرُ بن فروخ العبديّ وشبعة. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ صَدُوقٌ. قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: حَدَّثَ مِنْ أَوْلادِهِ عِدَّةٌ بِأَصْبَهَانَ. حَبِيبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ خَلادٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [3]- 4- عن ليلى مولاة حدّته أُمِّ عُمَارَةَ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَشُعْبَةُ وَشَرِيكٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. حَبِيبُ بن أبي عبيدة الفهري المصري الأمير [4] .   [1] بضم الميم وسكون الشين المعجمة. [2] التاريخ الكبير 2/ 318، تهذيب التهذيب 2/ 183، التقريب 1/ 149، ميزان الاعتدال 1/ 454، الخلاصة 71، الجرح 3/ 100، أخبار أصبهان 1/ 294. [3] التاريخ الكبير 2/ 318، تهذيب التهذيب 2/ 183، التقريب 1/ 149، الخلاصة 71، الجرح 3/ 101. [4] بغية الملتمس 274، تهذيب ابن عساكر 4/ 31، البيان المغرب 1/ 51 وفيه «ابن أبي عبدة» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 72 كَانَ عَلَى وِلايَاتٍ جَلِيلَةٍ بِالأَنْدَلُسِ وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. حَبِيبُ بْنُ أَبِي مَرْزُوقٍ [1]- ت ن- عَنْ عُرْوَةَ وَعَطَاءٍ وَنَافِعٍ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَأَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيُّ. عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْجَزِيرَةِ. حَبِيبٌ الأَعْوَرُ الْمَدَنِيُّ [2]- م د ن- عَنْ مَوْلاةِ عُرْوَةَ وَأُمِّ عُرْوَةَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَنَدْبَةَ مَوْلاةِ مَيْمُونَةَ. وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ. وَهُوَ صَدُوقٌ. مَاتَ فِي آخِرِ دَوْلَةِ بَنِي أُمَيَّةَ. حَرْبُ بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. يُلَقَّبُ بِأَبِي جَهْلٍ. كَانَ أَحَدُ مَنْ سَارَ فِي جُنْدِ حِمْصَ لِلطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ فَقُتِلَ بِنَوَاحِي دِمَشْقَ في الوقعة [3] .   [1] التاريخ الكبير 2/ 325، تهذيب التهذيب 2/ 190، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، الجرح 3/ 109، المعرفة والتاريخ 2/ 323. [2] الخلاصة 72، الجرح 3/ 113. [3] الطبري 7/ 265 (حوادث سنة 126 هـ.) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 73 حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الْبَصْرِيُّ [1] ، الزَّاهِدُ أَحَدُ الْعُبَّادِ الْمَذْكُورِينَ صَحِبَ الْحَسَنَ. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ شَوْذَبٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ. وَكَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَهْوَنَ مِنَ الْوَرَعِ «دَعْ مَا يريبك إلى ما لا يُرِيبُكَ» . قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ يَفْتَحُ بَابَ حَانُوتِهِ فَيَضَعُ الدَّوَاةَ وَالدَّفْتَرَ وَيُرْخِي سِتْرَهُ وَيُصَلِّي فَإِذَا أَحَسَّ بِإِنْسَانٍ قَدْ جَاءَ يُقْبِلُ عَلَى حِسَابِهِ يُوهِمُ أَنَّهُ كَانَ فِي الْحِسَابِ. وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ يَقُولُ: لَوْلا الْمَسَاكِينُ مَا اتَّجَرْتُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كنت إذا رأيت حسان كَأَنَّهُ أَبَدًا مَرِيضٌ. وَرَوَى الْبُرْجُلانِيُّ عَنْ عَبْدِ الجبار بن النضر أن حسان مَرَّ بِغُرْفَةٍ فَقَالَ: مُذْ كَمْ بُنِيَتْ هَذِهِ؟ ثُمَّ قَالَ: يَا نَفْسُ وَمَا عَلَيْكِ تَسْأَلِينَ عَنْ هَذَا! فَعَاقَبَهَا بِصَوْمِ سَنَةٍ. وَقَالَ الشَّاذَكُونِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا بِالْعِرَاقِ مِنَ الأَبْدَالِ أَحَدٌ؟ قَالَ: بَلَى، مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَحَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ وَمَالِكُ بن دينار. حسان بن عطية الدمشقيّ [2]- ع- أبو بكر المحاربي مولاهم.   [1] قال ابن حبان: كنيته ابو عبد الله، كان يشبّه بأبي ذر الغفاريّ في زهده وتقشّفه. المشاهير 152، التاريخ الكبير 3/ 35. تهذيب التهذيب 2/ 249. التقريب 1/ 161، الخلاصة 76، المعرفة والتاريخ 2/ 68 و 69. [2] التاريخ الكبير 3/ 33، المشاهير 180، تهذيب ابن عساكر 4/ 143 و 144، حلية الأولياء 6/ 70، تهذيب التهذيب 2/ 251، التقريب 1/ 162، ميزان الاعتدال 1/ 479، الخلاصة 76، الجرح 3/ 236، تاريخ أبي زرعة 2/ 712، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . سير أعلام النبلاء 5/ 466 رقم 212. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 74 أَحَدُ أَئِمَّةِ الشَّامِيِّينَ. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو مُعَيْدٍ [1] حَفْصُ بْنُ غَيْلانَ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ: رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ لَمْ يُدْرِكْهُ. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ عَمَلا فِي الْخَيْرِ مِنْ حَسَّانِ بْنِ عَطَيَّةَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ مِنْ أَهْلِ بَيْرُوتَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ فَرَوَى مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَلِكَ فَبَلَغَ الأَوْزَاعِيَّ كَلامُ سَعِيدٍ فِيهِ فَقَالَ: مَا أَغَرَّ سعيدًا باللَّه مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا أَشَدَّ اجْتِهَادًا وَلا أَعْمَلَ مِنْ حَسَّانٍ. وَرَوَى ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سَيْفٍ يَقُولُ: مَا بَقِيَ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ إِلا كَبْشَانِ أَحَدُهُمَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ. وَرَوَى عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ فَذَكَرَ شَيْئًا مِنْ مَنَاقِبِ حَسَّانٍ. وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ [2] : سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كَانَ لِحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ غَنَمٌ فَسَمِعَ مَا جَاءَ فِي الْمَنَائِحِ [3] فَتَرَكَهَا. وَقُلْتُ: كَيْفَ الَّذِي سَمِعَ؟ قَالَ: يوم له ويوم لجاره.   [1] بضم الميم وفتح العين المهملة وسكون الياء التحتانية، مصغرا. [2] بفتح الميم وسكون الزاي المعجمة وفتح الياء التحتانية. وهو البيروتي من أصحاب الإمام الأوزاعي. (انظر ترجمته في «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» من تأليف المحقق) . [3] جمع منحة اللبن، وهي أن يعطيه شاة فينتفع بلبنها ويعيدها. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 75 وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسِ، وَمِنْ دُعَائِهِ: اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَعَزَّزُ بِشَيْءٍ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلنَّاسِ بِشَيْءٍ يَشِينُنِي عِنْدَكَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ قَوْلا أَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ غَيْرِكَ. بَقِيَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو الْقَاسِمِ الجدلي [1] الكوفي [2]- د ن-. عن ابن عمرو النعمان بْنِ بَشِيرٍ وَالْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ وَعَبْدِ الرحمن ابن زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ. وَعَنْهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَشُعْبَةُ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ وَجَمَاعَةٌ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. الْحُسَيْنُ بْنُ شُفَيِّ [3] بْنِ مَاتِعٍ الأَصْبَحِيُّ الْمِصْرِيُّ [4]- د- عَنْ أَبِيهِ وَتُبَيْعَ ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبٍ، وَقِيلَ إِنَّهُ أَدْرَكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَسَمِعَ مِنْهُ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مات في سنة تسع وعشرين ومائة.   [1] نسبة الى جديلة قيس بن مر بن اد، قبيلة معروفة، بفتح الجيم المعجمة. وقيل «الجديلي» . [2] التاريخ الكبير 2/ 382، تهذيب التهذيب 2/ 333، التقريب 1/ 174، الخلاصة 82، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 163، الجرح 3/ 50، تاريخ أبي زرعة 1/ 577. [3] بضم الشين المعجمة وتشديد الفاء المكسورة. [4] التاريخ الكبير 2/ 383، الجرح والتعديل 3/ 54، المعرفة والتاريخ 2/ 513 و 3/ 106، تهذيب التهذيب 2/ 340، تقريب التهذيب 1/ 176، خلاصة تذهيب التهذيب 83. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 76 حصين بن عبد الرحمن بن عمرو [1]- د ن- بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الأشهلي المدني. أَرْسَلَ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الأَزْرَقُ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هُوَ حُصَيْنُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. حِطَّانُ بْنُ خفاف [2]- خ د ن- أبو الجويرية الجرمي [3] الكوفي. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَعَنْ مَعْنِ بْنِ يَزِيدَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِنْقَرِيُّ [4] ، بَصْرِيٌّ. عَنِ الحسن. وعنه معمر وحماد بن زيد.   [1] التاريخ الكبير 3/ 8، تهذيب التهذيب 2/ 380 و 381، التقريب 1/ 182، ميزان الاعتدال 1/ 552 و 553. الخلاصة 85، الجرح 3/ 194. تاريخ أبي زرعة 1/ 496. سير أعلام النبلاء 5/ 424 رقم 187. [2] تهذيب التهذيب 2/ 396، التقريب 1/ 185، الخلاصة 87 (حطان) بكسر الحاء المهملة وتشديد الطاء المهملة) (خفاف) بضم الخاء وفتح الفاء المخففة. الجرح 3/ 304. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 121 رقم 4259. [3] قال البخاري: جرم من اليمن. (التاريخ الكبير 3/ 118) . [4] التاريخ الكبير 2/ 363، المشاهير 154، تهذيب التهذيب 2/ 402، التقريب 1/ 186، ميزان الاعتدال 1/ 559، الخلاصة 87، طبقات ابن سعد 7/ 276، الجرح 3/ 173. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 ثِقَةٌ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. حَفْصُ بْنُ الوليد بن سيف [1]- ن- أبو بكر الحضرميّ. أَمِيرُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ مِنْ جِهَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. وَهُوَ مُقِلٌّ. قَتَلَهُ حَوْثَرَةُ الْبَاهِلِيِّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ [2] ، وَكَانَ مِمَّنْ خَلَعَ مَرْوَانَ الْحِمَارَ فَلَمْ يَتِمَّ. الْحَكَمُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ [3] ، بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ الأَشْرَافِ. نَزَلَ مَنْبَجَ. وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ. وَعَنْهُ أَخُوهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ. قُلْتُ: كَانَ أَحَدُ الأَجْوَادِ الممدّحين قصدته الشعراء وامتدحوه.   [1] التاريخ الكبير 2/ 369، تهذيب ابن عساكر 4/ 389، ولاة مصر 96 وفي كتاب الولاة والقضاة للكندي 74 «حفص بن الوليد بن يوسف بن عبد الله» . تهذيب التهذيب 2/ 421، التقريب 1/ 189، الخلاصة 88، الجرح 3/ 188. [2] يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال. وقيل في مقتله شعر ذكره الكندي وابن عساكر. [3] تهذيب ابن عساكر 4/ 401 وفيه أشعار مادحيه. ميزان الاعتدال 1/ 580، الجرح 3/ 128 الجزء: 8 ¦ الصفحة: 78 حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- 4- عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَعَلْقَمَةَ وَعَبْدِ خَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ غُلاةِ الشِّيعَةِ تَرَكَهُ شُعْبَةُ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَمْرُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَأَمَّا النَّسَائِيُّ فَمَشَّاهُ وَقَالَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. حَكِيمُ بْنُ الدَّيْلَمِ [2] . عن شُرَيْحٍ وَأَبِي بُرْدَةَ وَزَاذَانَ وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ لا يُحْتَجُّ بِهِ. حنظلة بن صفوان [3] ، أبو حفص الكلبي.   [1] التاريخ الكبير 3/ 16، تهذيب التهذيب 2/ 445، التقريب 1/ 193، ميزان الاعتدال 1/ 583، الخلاصة 90. الجرح 3/ 201. تاريخ أبي زرعة 1/ 625. المعرفة والتاريخ 3/ 98. التاريخ لابن معين 2/ 127 رقم 1363. [2] التاريخ الكبير 3/ 16، تهذيب التهذيب 2/ 449، التقريب 1/ 194، ميزان الاعتدال 1/ 585، الخلاصة 90. الجرح 3/ 204، المعرفة والتاريخ 2/ 639. [3] تهذيب ابن عساكر 5/ 15، أنساب الأشراف 5/ 142، كتاب الولاة والقضاة 71 وأخباره في (البيان المغرب 1/ 58 وبعدها) ، المعرفة والتاريخ 3/ 345. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 الأَمِيرُ مِنْ أَشْرَافِ الشَّامِيِّينَ وَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ مَرَّتَيْنِ وَإِمْرَةَ الْمَغْرِبِ. حُنَيْنُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْمِصْرِيُّ [1]- د ت- مَوْلَى سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ. عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَعَطَاءٍ وَمَكْحُولٍ وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَاللَّيْثُ. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي السُّنَنِ. حُيَيُّ بْنُ هَانِئٍ، هُوَ أبو قبيل [2] .   [1] التاريخ الكبير 3/ 105، تهذيب التهذيب 3/ 64، التقريب 1/ 207، ميزان الاعتدال 1/ 621، الخلاصة 96، الجرح 3/ 286. [2] التاريخ الكبير 3/ 75 التاريخ الصغير 1/ 262. تهذيب التهذيب 3/ 72، التقريب 1/ 209. ميزان الاعتدال 1/ 624، طبقات ابن سعد 7/ 512. تاريخ أبي زرعة 1/ 393، التاريخ لابن معين 2/ 141 رقم 5171. المعرفة والتاريخ 2/ 507. طبقات خليفة 294، سير أعلام النبلاء 5/ 214 رقم 86. خلاصة التذهيب 97. شذرات الذهب 1/ 175. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 80 [حرف الْخَاءِ] خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ الْمَدَنِيُّ [1]- ع- عن الرَّبِيعِ بِنْتِ مُعَوِّذَ وَأَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. وَانْتَقَلَ إِلَى الْبَصْرَةِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ، أَبُو صَفْوَانَ بْنُ الأَهْتَمِ التَّمِيمِيُّ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ. أَحَدُ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ وَمِنْ مَشَاهِيرِ الأَخْبَارِيِّينَ وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الْبَخْلِ، وَفَدَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. حَكَى عَنْهُ شَبِيبُ بْنُ شَيَّبَةَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ. وَمِنْ كَلامِهِ وَسُئِلَ: أَيُّ إِخْوَانِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي يَغْفِرُ زَلَلِي وَيَقْبَلُ عِلَلِي وَيَسِدُّ خَلَلِي. قُلْتُ: إِنَّمَا ذَاكَ هُوَ الله أجود الأجودين.   [1] في مشاهير علماء الأمصار 98 «ابو الحسن وقد قيل ابو حصين» ، التاريخ الكبير 3/ 147، ميزان الاعتدال 1/ 630، تهذيب التهذيب 3/ 89، التقريب 1/ 213، الخلاصة 100، الجرح 3/ 329. التاريخ لابن معين 2/ 143 رقم 980 و 3395. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 81 خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحْرِزٍ الْبَصْرِيُّ [1]- م ن- الأحدب الأثبج [2] . رَوَى عن عَمِّهِ صَفْوَانَ بْنُ مُحْرِزٍ وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ وَأَبُو بِشْرٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَآخَرُونُ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه بْن يزيد بْن أسد [3]- د- الأمير أبو القاسم القسري البجلي الدمشقيّ. أَحَدُ الأَشْرَافِ. وَلِيَ إِمْرَةَ مَكَّةَ لِلْوَلِيدِ ثُمَّ إِمْرَةَ الْعِرَاقَيْنِ وَغَيْرَهَا لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَلَهُ أَخَوَانِ أَسَدٌ وَإِسْمَاعِيلُ، وَلِجِدِّهِمْ صُحْبَةٌ. رَوَى خَالِدُ عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَإِسْمَاعِيلُ بن أبي خالد وسيار أبو الحكم.   [1] التاريخ الكبير 3/ 160، تهذيب التهذيب 3/ 101، التقريب 1/ 215، الخلاصة 101، الجرح 3/ 339. [2] محرفة في الأصل، والتصحيح من (نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر) إذ قال: بمثلثة ثم موحدة ثم جيم. وفي القاموس المحيط: الأثبج: العريض الثبج، والثبج: ما بين الكاهل الى الظهر. [3] التاريخ الكبير 3/ 158، الجرح 3/ 340، سير أعلام النبلاء 5/ 425 رقم 191، البداية والنهاية 10/ 17، شذرات الذهب 1/ 169، المعرفة والتاريخ 2/ 688، تهذيب ابن عساكر 5/ 67، ميزان الاعتدال 1/ 633، تهذيب التهذيب 3/ 101، التقريب 1/ 215، الخلاصة 101 طبقات ابن سعد 6/ 265 و 311، وفيات الأعيان 2/ 226، الأغاني (بولاق 19/ 52) ، مختار الأغاني 3/ 450، وترجمته مبثوثة في كتب التاريخ عند الطبري والمسعودي واليعقوبي وابن الأثير وابن خياط وابن خلدون وابن كثير، وغيرهم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 82 وَكَانَ خَطِيبًا بَلِيغًا جَوَّادًا مُمَدَّحًا عَظِيمُ الْقَدْرِ لَكِنَّهُ نَاصِبِيٌّ [1] . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رَجُلُ سُوءٍ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: قِيلَ لِسَيَّارٍ: تَرْوِي عَنْ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ أَشْرَفُ مِنْ أَنْ يَكْذِبَ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ بِهِ سُؤْدُدُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ مَرَّ فِي سُوقِ دِمَشْقَ وَهُوَ غُلامٌ فَوَطِئَ فَرَسُهُ صَبِيًّا فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ لا يَتَحَرَّكَ أَمَرَ غُلامَهُ فَحَمَلَهُ ثُمَّ أَتَى بِهِ مَجْلِسَ قَوْمٍ فَقَالَ: إِنْ حَدَثَ بِهَذَا الْغُلامِ حَدَثٌ فَأَنَا صَاحِبُهُ وَطَأَتْهُ فَرَسِي وَلَمْ أَعْلَمْ. قَالَ خَلِيفَةُ: وَلِيَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مَكَّةَ لِلْوَلِيدِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ [2] فَبَقِيَ حَتَّى عَزَلَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] ثُمَّ وَلِيَ خَالِدٌ الْعِرَاقَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ إِلَى سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَصُرِفَ بِيُوسُفَ بْنِ عُمَرَ [4] . قَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ نُوحٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنِّي لَأُطْعِمُ كُلَّ يَوْمٍ سِتَّةً وَثَلاثِينَ أَلْفًا مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ تَمْرٍ وَسَوِيقٍ. وَقَالَ أَبُو تَمَّامٍ حَبِيبُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ الشَّاعِرُ: حَدَّثَنِي بَعْضُ الْقَسْرِيِّينَ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَدْعُو بِالْبَدْرِ وَيَقُولُ: إِنَّمَا هَذِهِ الأَمْوَالُ وَدَائِعُ لا بُدَّ مِنْ تَفْرِيقِهَا وَيَقُولُ: إِذَا أَتَانَا الْمُمْلِقُ فأغنيناه والظمآن فأرويناه فقد أدّينا الأمانة.   [1] في الأصل: «ناجي» والتصحيح من ميزان الاعتدال. [2] تاريخ خليفة 301. [3] خليفة 310. [4] خليفة 336 و 350. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 83 وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: دَخَلَ عَلَى خَالِدٍ أَعْرَابِيُّ فَقَالَ: أَيُّهَا الأَمِيرُ قَدِ امْتَدَحْتُكَ بِبَيْتَيْنِ فَلا أُنْشِدُكُهُمَا إِلا بِعَشَرَةِ آلافٍ وَخَادِمٍ، قَالَ: قُلْ، فَقَالَ: لَزِمْتَ «نَعَمْ» حَتَّى كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ ... سَمِعْتَ مِنَ الأَشْيَاءِ شَيْئًا سَوَّى «نَعَمِ» وَأَنْكَرْتَ «لا» حَتَّى كَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ ... سَمِعْتَ بِهَا فِي سَالِفِ الدَّهْرِ وَالأُمَمِ فَأَمَرَ لَهُ بُعَشَرَةِ آلافٍ [1] وَخَادِمٍ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: أخَالِدٌ إِنِّي لَمْ أَزُرْكَ لِحَاجَةٍ ... سِوَى أَنَّنِي عَافٍ وَأَنْتَ جَوَّادُ أَخَالِدٌ إِنَّ الْحَمْدَ وَالأَجْرَ حَاجَتِي ... فَأَيُّهُمَا تَأْتِي فَأَنْتَ عِمادُ فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: سَلْ يَا أَعْرَابِيُّ، قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ [2] مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، قَالَ: أَكْثَرْتَ، قَالَ: قَدْ حَطَطْتُ الأَمِيرَ تِسْعِينَ أَلْفًا، قَالَ: مَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ أَمْرَيْكَ أَعْجَبُ! قَالَ: إِنَّكَ لَمَّا جَعَلْتَ الْمَسْأَلَةَ إِلَيَّ سَأَلْتُ عَلَى قَدْرِكَ فَلَمَّا سَأَلْتَنِي أَنْ أَحُطَّ حَطَطْتُ عَلَى قَدْرِي، قَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ لا تَغْلِبْنِي، يَا غُلامُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ. وَرَوَى زَكَرِيَّا الْمِنْقَريُّ عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى خَالِدٍ فِي يَوْمٍ مَجْلِسَ الشُّعَرَاءِ فَأَنْشَدَهُ: تَعَرَّضْتَ لِي بِالْجُودِ حَتَّى نَعَّشْتَنِي ... وَأَعْطَيْتَنِي حَتَّى ظَنَنْتُكَ تَلْعَبُ فَأَنْتَ النَّدَى وَابْنُ النَّدَى وَأَخُو النَّدَى ... حَلِيفُ النَّدَى مَا لِلنَّدَى عَنْكَ مَذْهَبُ فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ. وَعَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ الله القسري قال: لا يحتجب الوالي   [1] في (البداية والنهاية 10/ 20) «بعشرة آلاف درهم وخادم يحملها» . [2] في الأصل: «الأمة» بدل «الأمير» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 84 إِلا لِثَلاثٍ: إِمَّا عَيِيٌّ فَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَطَّلِعَ النَّاسُ عَلَى عِيَّهِ، وَإِمَّا صَاحِبُ سُوءٍ فَهُوَ يَتَسَتَّرُ، وَإِمَّا بَخِيلٌ يَكْرَهُ أَنْ يُسْأَلَ. وَلِخَالِدٍ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ. قَالَ خليفة بن خياط [1] : قتل خالد سنة ست وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ ابْنُ نَحْوِ سِتِّينَ سَنَةٍ. قُلْتُ: لَهُ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّهُ أَضْعَفَ صَاعَ الْعِرَاقِ فَجَعَلَهُ سِتَّةَ عَشَرَ رَطْلا. خَالِدُ بْنُ عَرْفَطَةَ [2]- د ن- عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَأَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ. وَعَنْهُ قَتَادَةُ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَأَبُو بِشْرٍ وَوَاصِلُ مَوْلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. مَاتَ كَهْلا. خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو حَيَّةَ الْوَادِعِيُّ [3] الْكُوفِيُّ [4]- د ن ق- عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ فِي الْوُضُوءِ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو عَوَانَةَ وَزَائِدَةُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. وَسَمَّاهُ شُعْبَةُ وَأَبُو عوانة: مالك بن عرفط.   [1] تاريخ خليفة 351. [2] الجرح 3/ 337. [3] الوادعي: بكسر الدال. ينسب الى: وادعة بن عمرو من همدان. (اللباب 3/ 344) . [4] التاريخ الكبير 3/ 163، تهذيب التهذيب 3/ 108، التقريب 1/ 216، الخلاصة 102. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 85 خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ [1] التُّجِيبِيّ [2]- م د ت ن- التونسي أبو عمر قَاضِي أَفْرِيقِيَّةَ. عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسُلَيْمَانَ بْن يَسَارٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَطَلْحَةُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ وَعُبَيَدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَعِدَّةٌ. وَكَانَ عَالِمَ أَهْلِ الْمَغْرِبِ وَفَقِيهِهِمْ. ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَيُقَالُ: كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ [3] . قَالَ زُوَيْنُ بْنُ خَالِدٍ الصَّدَفِيُّ: خَرَجَتِ الصُّفْرِيَّةُ [4] بِأَفْرِيقِيَّةَ يَوْمَ الْقَرْنِ [5] فَبَرَزَ خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ لِلْقِتَالِ فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَئِيسُ الْقَوْمِ مِنْ زِنَاتَةَ فَقَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ. تُوُفِّيَ خَالِدٌ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى.   [1] التاريخ الكبير 3/ 163، المشاهير 188، تهذيب التهذيب 3/ 110، التقريب 1/ 217، الخلاصة 102، الجرح 3/ 345. [2] بضم التاء وكسر الجيم المعجمة، ويجوز فتح التاء. نسبة الى تجيب: قبيلة من كندة، وفي (اللباب 1/ 207) : تجيب: اسم أم عديّ وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون. وتجيب: محلّة بمصر. [3] في الأصل «محاريب الدعوة» . [4] هم الزيادية أصحاب زياد بن الأصفر، خالفوا الأزارقة والنجدات والإباضية في أمور. (انظر: الملل والنحل للشهرستاني 2/ 56) . [5] قال ياقوت: جبل بإفريقية له ذكر في الفتوح. (4/ 333) . وهو قرب القيروان بتونس، وكانت الموقعة سنة 124 هـ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 86 خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [1]- د- نَزِيلُ حِمْصَ. عَنْ بِلالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَبِلالِ بن سعد وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ. خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2]- ع- بْنِ خُبَيْبِ بْنِ يَسَافَ أَبُو الْحَارِثِ [3] الأَنْصَارِيُّ الخزرجي المدني. عَنْ أَبِيهِ وَعَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ. وَعَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ زَمَنَ مَرْوَانَ [4] . خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ الْكُوفِيُّ [5] . الْعَابِدُ الأَعْوَرُ وَهُوَ أخو كليب بن حوشب.   [1] التاريخ الكبير 3/ 171، تهذيب ابن عساكر 5/ 89، تهذيب التهذيب 3/ 116، التقريب 1/ 218، الخلاصة 102. الجرح 3/ 350، المعرفة والتاريخ 2/ 328. [2] التاريخ الكبير 3/ 209، الإكمال 2/ 301، تهذيب التهذيب 3/ 136، التقريب 1/ 222، الخلاصة 104، طبقات ابن سعد 3/ 535، الجرح 3/ 387. [3] في الأصل: «ابو الحرب» ، والتصحيح من (تجريد التمهيد- ص 31) . [4] في (المشاهير ص 130) : مات سنة 132 هـ. [5] التاريخ الكبير 3/ 193، تهذيب التهذيب 3/ 66، التقريب 1/ 225، الخلاصة 105، الجرح 3/ 369. المعرفة والتاريخ 2/ 581. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 87 عن مجاهد وأبي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَعَطَاءٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَشَرِيكٌ وَمَرْوَانُ وَأَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَعَلَى هَذَا كَأَنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَلَهُ أَخْبَارٌ وَمَوَاعِظُ وَجَلالَةٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. خَلادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ [1] الصَّنْعَانِيُّ [2]- د ن-. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ الْقَاسِمُ بْنُ فَيَّاضٍ وَمَعْمَرٌ وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامِيُّ. وَثَّقَهُ أبو زرعة ووصفه معمر بالحفظ.   [1] في (مشاهير علماء الأمصار) : «جندب» . [2] التاريخ الكبير 3/ 185، المشاهير 193، تهذيب التهذيب 3/ 173، التقريب 1/ 229، الجرح 3/ 365، المعرفة والتاريخ 2/ 28. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 88 [حرف الدال] داود بن شابور [1]- ت ن- أبو سليمان المكيّ. عن طاووس وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ الْمَدَنِيُّ [2] . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَشُعْبَةُ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ. ضَعَّفَهُ شُعْبَةَ وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: صالح الحديث.   [1] داود بن عبد الرحمن بن شابور. نسب الى جده. كان من المتقنين وأهل الفضل في الدين. (المشاهير 147) ، تهذيب التهذيب 3/ 187، التقريب 1/ 232، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 182، الخلاصة 109، الجرح 3/ 415، المعرفة والتاريخ 1/ 707. [2] التاريخ الكبير 3/ 230، المشاهير 77، تهذيب ابن عساكر 5/ 216، ميزان الاعتدال 2/ 19، الجرح 3/ 422، التاريخ لابن معين 2/ 153 رقم 804، المعرفة والتاريخ 3/ 33. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 89 وَقَالَ ابْنُ مَعيِنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَدْ بَقِيَ إِلَى أَيَّامِ مَقْتَلِ الْوَلِيدِ [1] فَإِنَّهُ قَدِمَ الشَّامَ إِذْ ذَاكَ. قَالَ شُعْبَةُ: كَبُرَ وَافْتَقَرَ. أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمَ أَخْبَرَهُمْ أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ أنا أَبُو محمد بن هزارمرد أنا ابْنُ حُبَابَةَ ثنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثنا عَلِيٌّ ثنا شُعْبَةُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ يَقُولُ: الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ. دَرَّاجُ بْنُ سَمْعَانَ [2] ، - 4- أَبُو السمح المصري القاصّ، مولى عبد الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ وَعَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ- وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيُّ- وَأَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْقِتْبَانِيُّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ يَسِيرًا فَإِنَّهُ قَالَ: فِيهِ ضَعْفٌ. وَيُقَالُ كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ مِنَ الْخَاشِعِينَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ. وَقَالَ مُنْذِرُ بْنُ يُونُسَ: سَمِعْتُ دَرَّاجًا مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ فَذَكَرَ حِكَايَةً. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: ثنا دَرَّاجُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بن الحارث بن جزء   [1] الخليفة الأموي الوليد بن يزيد بن عبد الملك الّذي قتل سنة 126 هـ. وستأتي ترجمته في هذه الطبقة. [2] تهذيب التهذيب 3/ 208، التقريب 1/ 235، ميزان الاعتدال 2/ 24، تهذيب ابن عساكر 5/ 224، الجرح 3/ 441، التاريخ لابن معين 2/ 155 رقم 5039. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 90 يَقُولُ: إِنَّ فِي النَّارِ لَحَيَّاتٍ كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ [1] . تُوُفِّيَ دَرَّاجٌ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. دُوَيْدُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو عِيسَى الْحِمْصِيُّ [2]- د ن ق- مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. نَزَلَ مِصْرَ، وَحَدَّثَ عَنْ عُرْوَةَ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَعَطَاءٍ وَابْنِ شِهَابٍ. وَعَنْهُ جُبَارَةُ [3] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُوَيْدٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ [4] . دِينَارُ أَبُو عُمَرَ الْبَزَّارُ [5] الْكُوفِيُّ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي غَالِبٍ الأَسَدِيِّ. عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ [6] . وَثَّقَهُ وَكِيعٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بالمشهور.   [1] الجمال. [2] التاريخ الكبير 3/ 251، الإكمال 3/ 386، تهذيب ابن عساكر 5/ 252، تهذيب التهذيب 3/ 214، التقريب 1/ 236، الجرح 3/ 438. [3] في الأصل: خبارة. [4] هذا وشبهه يدل على عدم الضعف المطلق. فأعلى العبارات في الرواة المقبولين: «ثبت حجة، وثبت حافظ، وثقة متقن، وثقة ثقة، ثم ثقة صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، ثم محلّه الصدق، وجيد الحديث، وصالح الحديث، وشيخ وسط، وشيخ حسن الحديث، وصدوق إن شاء الله، وصويلح، ونحو ذلك» . (انظر: مقدمة ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 4) . [5] البزار: آخرها راء مهملة. انظر: التاريخ الكبير 3/ 246، مشتبه النسبة (المخطوط) - ص 8، تهذيب التهذيب 3/ 216، التقريب 1/ 237، ميزان الاعتدال 2/ 30 وأثبتها في نسخة القدسي 5/ 68 «البزاز» بالزاي المعجمة في آخرها، وهو خطأ، الجرح 3/ 430. [6] بفتح الحاء المهملة والزاي، وتشديد الواو. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 91 [حرف الرَّاءِ] رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ [1] . مَرَّ. ربيعة بن يزيد القصير [2] ، ع أبو شعيب الإيادي الدمشقيّ. أَحَدُ الأَعْلامِ فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ. عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَقِيلَ إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ مُعَاوِيَةَ. وَعَنْهُ حَيْوةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ فَرَجٌ: كَانَ رَبِيعَةُ يُفَضَّلُ عَلَى مَكْحُولٍ يَعْنِي فِي الْعِبَادَةِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحْسَنُ سَمْتًا في العبادة منه ومن مكحول.   [1] هو «المعافري» وليس «العامري» كما في نسخة القدسي 5/ 68، والتصويب من: ميزان الاعتدال 2/ 43، تهذيب التهذيب 3/ 255، التقريب 1/ 246، المشاهير 189، الخلاصة 116، الجرح 3/ 477. [2] التاريخ الكبير 3/ 288، دول الإسلام 1/ 84، تهذيب التهذيب 3/ 264، التقريب 1/ 248، الخلاصة 116، الجرح 3/ 474. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 92 وَقِيلَ كَانَتْ دَارُهُ بِنَاحِيَةِ دَارِ الْفَرَادِيسِ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: مَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ لِصَلاةِ الظُّهْرِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ [1] إِلا أَنْ أَكُونَ مَرِيضًا أو مسافرا. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ يُعْرَفُ بِالْقَصِيرِ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ: خَرَجَ رَبِيعَةُ مَعَ كُلْثُومِ بْنِ عِيَاضٍ فَقَتَلَهُ الْبَرْبَرُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: اسْتُشْهِدَ بِأَفْرِيقِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ. رَبِيعُ بْنُ لُوطٍ [2]- ن-. عَنْ عَمِّهِ الْبَرَّاءِ بْنِ عَازِبٍ وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونُ. رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ الْمَدَنِيُّ [3]- د ق-. عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَكَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ والدراوَرْديّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ.   [1] المشاهير 114. [2] تهذيب التهذيب 3/ 250، التقريب 1/ 245، الخلاصة 115، الجرح 3/ 468. [3] قال البخاري (3/ 331) : «أراه أخو سعيد» . تهذيب التهذيب 3/ 238، التقريب 1/ 243، ميزان الاعتدال 2/ 38، الجرح 3/ 518. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 93 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ. قُلْتُ: لَهُ خَبَرٌ فِي وُجُوبِ التَّسْمِيَةِ عَلَى الْوُضُوءِ. رزيق بن حكيم الأيلي [1]- ن- أبو حكيم. مُتَوَلِّي أَيْلَةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَبْدٌ صَالِحٌ خَيِّرٌ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَمْرَةَ. وَعَنْهُ يُونُسُ وَعُقَيْلٌ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. رُزَيْقُ بْنُ حَيَّانَ [2] ، أَبُو الْمِقْدَامِ الْفَزَارِيُّ. عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُسْلِمِ بْنِ قُرْطٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَغَيْرُهُمَا. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ زُرَيْقٌ بِتَقْدِيمِ الْمُعْجَمَةِ. رُزَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ [3]- ن-. أَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك وغيره.   [1] التاريخ الكبير 3/ 318، تهذيب التهذيب 3/ 273، التقريب 1/ 250، الخلاصة 117، الجرح 3/ 504. [2] التاريخ الكبير 3/ 318، تهذيب ابن عساكر 5/ 324، تهذيب التهذيب 3/ 273، التقريب 1/ 250، الخلاصة 117. [3] التاريخ الكبير 3/ 318، تهذيب التهذيب 3/ 275، التقريب 1/ 250، ميزان الاعتدال 2/ 48، الخلاصة 117، الجرح 3/ 505. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 94 وَعَنْهُ أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو الْخَطَّابِ الدِّمْشِقِيُّ وَمُسْلِمَةُ الْخَشَنِيُّ. وَقَدْ وُثِّقَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحتَجُّ بِهِ. رِيَاحُ بْنُ عُبَيْدَةَ [1] الْبَاهِلِيُّ [2] . عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَمَاعَةٍ، وَعَنْهُ ابْنُ شَوْذَبٍ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَمُحْرِزُ بْنُ قَعْنَبٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.   [1] عبيدة: بفتح العين المهملة. كما في التقريب والخلاصة. [2] التاريخ الكبير 3/ 329، تهذيب ابن عساكر 5/ 343، تهذيب التهذيب 3/ 299، التقريب 1/ 255، طبقات ابن سعد 5/ 395، الخلاصة 119، الجرح 3/ 511. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 95 [حرف الزاي] زبيد بن الحارث [1] الياميّ [2]- ع- الكوفي أَحَدُ الأَعْلامِ. عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ النَّخْعِيَّيْنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي وَائِلٍ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ. قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا خَيْرًا مِنْ زُبَيْدٍ. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ زُبَيْدٌ: أَلْفُ بَعْرَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَلْفِ دِينَارٍ. وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: كَانَ زُبَيْدٌ يُجَزِّئُ اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ: جُزْءًا عَلَيْهِ، وَجُزْءًا عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجُزْءًا عَلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ زُبَيْدُ يُصَلِّي ثُمَّ   [1] ابو عبد الرحمن. المشاهير 166، الإكمال 7/ 442، دول الإسلام 1/ 84، تاريخ خليفة 354، تهذيب التهذيب 3/ 310 و 311، التقريب 1/ 257، ميزان الاعتدال 2/ 66، وفي (الكامل في التاريخ 5/ 249) : «زيد» وهو خطأ. حلية الأولياء 5/ 29. الجرح 3/ 623، التاريخ لابن معين 2/ 171 رقم 1959 و 2040 و 3923. طبقات خليفة 162، التاريخ الكبير 3/ 450، التاريخ الصغير 1/ 315، سير أعلام النبلاء 5/ 296 رقم 141، خلاصة التذهيب 130، شذرات الذهب 1/ 160. [2] اليامي: نسبة الى يام بطن من حمدان. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 96 يَقُولُ لِأَحَدِهِمَا: قُمْ، فَإِنْ تَكاسَلَ، صَلَّى جُزْءَهُ ثُمَّ يَقُولُ لِلآخَرِ: قُمْ، فَإِنْ تَكَاسَلَ أَيْضًا صَلَّى جُزْءَهُ فَيُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ. قَالَ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: لَوْ خُيِّرْتُ مَنْ أَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى فِي مِسْلاخِهِ [1] لاخْتَرْتُ زُبَيْدًا الإِيَامِيَّ [2] . وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مَنُصورٌ يَأْتِي زُبَيْدَ بْنَ الْحَارِثِ فَكَانَ يَذْكُرُ لَهُ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيَعْصِرُ عَيْنَيْهِ يُرِيدُهُ عَلَى الْخُرُوجِ أَيَّامَ زَيْدِ بْنِ ابْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ زُبَيْدٌ: ما أَنَا بِخَارِجٍ إِلا مَعَ نَبِيٍّ وَمَا أَنَا بِوَاجِدِهِ. وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي كُنْيَةِ زُبَيْدٍ فَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَرَوَى لَيْثٌ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَعْجَبُ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلَيَّ أَرْبَعَةٌ فَذَكَرَ مِنْهُمْ زُبَيْدًا. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ زُبَيْدَ بْنَ الْحَارِثِ مُقْبِلا مِنَ السُّوقِ رَجَفَ قَلْبِي. وَرَوَى شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ عَمِّي زُبَيْدٌ حَاجًّا فَاحْتَاجَ إِلَى الْوُضُوءِ فَقَامَ فَتَنَجَّى فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ فَإِذَا هُوَ بِمَاءٍ فِي مَوْضِعٍ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ فِيهِ مَاءٌ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ جَاءَهُمْ يُعَلِّمُهُمْ فَأَتَوْهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ. وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدَّبُ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ قَالَ: كَانَ زُبَيْدٌ مؤذن مسجده فكان   [1] كأنه تمنى أن يكون في مثل هدية وطريقته. (النهاية) . [2] بكسر الألف، يقال له الإيامي واليامي. كما في (اللباب 1/ 96) و (3/ 406) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 97 يَقُولُ لِلصِّبْيَانِ: تَعَالَوْا فَصَلُّوا أَهَبُ لَكُمُ الْجُوزَ، فَكَانُوا يُصَلُّونَ ثُمَّ يُحِوطُونَ بِهِ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ! فَقَالَ: وَمَا عَلَيَّ، أَشْتَرِي لَهُمْ جُوزًا بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَيَتَعَوَّدُونَ الصَّلاةَ. وَرُوِيَ عَنْ زُبَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةً مَطِيرَةً طَافَ عَلَى عَجَائِزِ الْحَيِّ وَيَقُولُ: أَلَكُمْ فِي السُّوقِ حَاجَةٌ؟ قُلْتُ: زُبَيْدٌ مَعْدُودٌ فِي صِغَارِ التَّابِعِينَ وَلا أَعْلَمُ لَهُ شَيْئًا عَنِ الصَّحَابَةِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. الزُّبَيْرُ [1] بْنُ الْخِرِّيتِ [2]- م د ت ق-. مِنْ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ. عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي لَبِيدٍ لِمَازَةَ [3] بن زباد [4] وعكرمة. وعنه هارون النَّحْوِيُّ الأَعْوَرُ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ وَابْنُ مَعِينٍ. الزُّبَيْرُ بْنُ عَرَبِيِّ أبو سلمة النمري البصري [5]- ن-.   [1] التاريخ الكبير 3/ 413، تهذيب التهذيب 3/ 314، التقريب 1/ 258، الخلاصة 120، الجرح 3/ 581، المعرفة والتاريخ 1/ 495. [2] الخرّيت: بكسر الخاء المعجمة وتشديد الراء المكسورة. [3] بكسر اللام. [4] بفتح الزاي والباء الموحدة. [5] التاريخ الكبير 3/ 410، تهذيب التهذيب 3/ 318، التقريب 1/ 259، الخلاصة 121، الجرح 3/ 580. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 98 عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْه مَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. الزَّبَيْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ مِينَا الْمَكِّيُّ [1] . عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَجَمَاعَةٍ، وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. زُجْلَةُ [2] مَوْلاةُ عَاتِكَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. أَدْرَكَتْ كُوَيْسَةَ [3] . الصَّحَابِيَّةَ، وَرَوَتْ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبَقِيَتْ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ، روى عنها كُلَيْبُ بْنُ عِيسَى الثَّقَفِيُّ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ. فَقَالَ صَدَقَةُ: حَدَّثَتْنَا زُجْلَةُ مَوْلاةُ مُعَاوِيَةَ قَالَتْ: كُنَّا مَعَ أُمِّ الدَّرْدَاءِ فَأَتَاهَا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَمِيرُ فَقَالَ: مَا أَوْثَقُ عَمَلِكِ فِي نَفْسِكِ؟ قَالَتْ: الْحُبُّ فِي اللَّهِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَتْ زُجْلَةُ لِعَاتِكَةَ امْرَأَةِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَكَانَتْ تَرَى مِنْهَا مَا لا تُحِبُّ فَقَالَتْ: ما أرضاك للَّه، فغضبت منها   [1] التاريخ الكبير 3/ 412، تهذيب التهذيب 3/ 320، التقريب 1/ 259، الخلاصة 121، الجرح 3/ 581. المعرفة والتاريخ 2/ 558. [2] زجلة: بضم الزاي وسكون الجيم المعجمة. [3] يتيمة كانت فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 99 وَزَوَّجَتْهَا لِعَبْدٍ أَسْوَدٍ فَأَرَاهَا دَعَتِ اللَّهِ فَكَفَّ عَنْهَا الأَسْوَدَ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَرَكِبَ إِلَى بِنْتِ عَمِّهِ فِي أَمْرِهَا فَأَعْتَقَتْهَا. زُهَيْرُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الْعَنْسِيُّ [1] ، وَيُقَالُ الْعَمِّيُّ [2] وَيُقَالُ الأَسَدِيُّ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَقَدْ وُثِّقَ. زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّمَيْرِيُّ [3] الْبَصْرِيُّ [4]- ت-. عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ حَبِيبٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدَّبُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَزَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ [5] وَعُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: يُخْطِئُ وَكانَ مِنَ الْعُبَّادِ. وَضَعَّفَهُ أبو داود.   [1] التاريخ الكبير 3/ 427 وفيه «العبسيّ» بالباء التحتانية المعجمة. [2] في (التاريخ الكبير) «الأعمى» . الجرح 3/ 587. المعرفة والتاريخ 3/ 100. التاريخ لابن معين 2/ 175 رقم 1406. [3] بضم النون وفتح الميم، (اللباب 3/ 327) . [4] التاريخ الكبير 3/ 359، تهذيب التهذيب 3/ 378، التقريب 1/ 269، الخلاصة 125، الجرح 3/ 536. المعرفة والتاريخ 2/ 124. التاريخ لابن معين 2/ 179 رقم 3325. [5] بضم الراء المهملة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 100 زياد بن علاقة [1] بن مالك الثعلبي [2]- ع- أبو مالك الكوفي. أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمُعَمَّرِينَ. رَوَى عَنْ عَمِّهِ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَجَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَأُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ وَعَمْرِو بن ميمون الأَوْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَشَيْبَانُ وَزَائِدَةُ وَزُهَيْرٌ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ: أَدْرَكَ ابْنَ مَسْعُودٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ ثِقَةٌ. قِيلَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَوْ بَعْدَهَا بِيَسِيرٍ وَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. زِيَادُ بْنُ فَيَّاضٍ أَبُو الْحَسَنِ الْخُزَاعِيُّ الْكُوفِيُّ [3]- م د ن-. عَنْ خَيْثَمَةَ [4] بْنِ عَبْدِ الرحمن وسعيد بن جبير وأبي عياض عمرو بْنِ الأَسْوَدِ وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ ومسعر.   [1] بكسر العين المهملة (التقريب) . [2] التاريخ الكبير 3/ 364، المشاهير 108، تهذيب التهذيب 3/ 380، التقريب 1/ 269، الخلاصة 125. طبقات ابن سعيد 6/ 36 و 316، الجرح 3/ 540. طبقات خليفة 159. المعرفة والتاريخ 1/ 304، التاريخ لابن معين 2/ 179 رقم. 33. سير أعلام النبلاء 5/ 215 رقم 87. الوافي بالوفيات 15/ 15 رقم 15. [3] التاريخ الكبير 3/ 361، المشاهير 165، تهذيب التهذيب 3/ 381، التقريب 1/ 269، الخلاصة 125، الجرح 3/ 542، المعرفة والتاريخ 3/ 86. [4] في الأصل «حيثمة» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 101 وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ الثَّوْرِيُّ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ كَأَنَّهُ نُشِرَ مِنْ قَبْرٍ. قُلْتُ: لَهُ فِي الْكُتُبِ حَدِيثَانِ فِي صَوْمِ يَوْمٍ وَيَوْمٍ وَفِي الْمُسْكِرِ. قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدِينِيُّ [1]- م ت ق-. وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ. لَهُ دَارٌ وَذُرِّيَةٌ بِدِمَشْقَ. رَوَى عَنْ مَوْلاهُ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَحْرِيَّةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ [2] وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أُبَيٍّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَآخَرُونُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا زَاهِدًا كَبِيرَ الْقَدْرِ. قَالَ مَالِكٌ: كَانَ مَمْلُوكًا فَدَخَلَ يَوْمًا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ يَكْرِمُهُ. وَإِيَّاهُ عَنِّي الْفَرَزْدَقَ بِقَوْلِهِ:   [1] التاريخ الكبير 3/ 354، المشاهير 75، تهذيب ابن عساكر 5/ 473، تهذيب التهذيب 3/ 367، التقريب 1/ 267. الخلاصة 124. طبقات ابن سعد 5/ 305. المعرفة والتاريخ 1/ 667. الجرح والتعديل 3/ 532. سير أعلام النبلاء 5/ 456 رقم 204. تاريخ أبي زرعة 1/ 424. [2] مهملة في الأصل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 102 يَا أَيُّهَا الْقَارِئُ الْمُرْخِي عِمَامَتَهُ ... هَذَا زَمَانُكَ إِنِّي قَدْ (مَضَى) [1] زَمَنِي قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ عَابِدًا مُعْتَزِلا يَكُونُ وَحْدَهُ يَدْعُو اللَّهَ، وَكَانَتْ فِيهِ لَكْنَةٌ، وَكَانَ يَلْبِسُ الصُّوفَ وَلا يَأْكُلُ اللَّحْمَ، وَكَانَتْ لَهُ دُرَيْهِمَاتٌ يُعَالِجُ لَهُ فِيهَا. وَرَوَى يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ [2] عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَتَغَدَّى إِذْ بَصُرَ بِزِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ فَأَمَرَ حَرَسَيًّا أَنْ يَكُونَ مَعَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ وَبَقِيَ زِيَادُ قَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ حَتَّى جَلَسَ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا فَاطِمَةُ هَذَا زِيَادٌ فَاخْرُجِي فَسَلِّمِي عَلَيْهِ هَذَا زِيَادٌ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَعُمَرَ قَدْ وَلِيَ أَمْرَ الأُمَّةِ، فَجَاشَتْ نَفْسُهُ حَتَّى قَامَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَضَى عَبْرَتَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَغَسَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا زِيَادُ هَذَا أَمْرُنَا وَأَمْرُهُ مَا فَرِحْنَا بِهِ وَلا قَرَّتْ أَعْيُنُنَا مُنْذُ وَلِيَ. رَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ زِيَادُ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ يَمُرُّ بِي وَأَنَا جَالِسٌ فَرُبَّمَا أَفْزَعَنِي حِسَّهُ مِنْ خَلْفِي فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفِي فَيَقُولُ لِي: عَلَيْكَ بِالْجَدِّ فَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ أَصْحَابُكَ هَؤُلاءِ مِنَ الرُّخَصِ حَقًّا لَمْ يَضُرَّكَ، وَإِنْ كَانَ الأَمْرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ بِالْحَذَرِ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ زِيَادُ قَدْ أَعَانَهُ النَّاسُ عَلَى فِكَاكِ رَقَبَتِهِ وَأُسْرِعَ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ، فَفَضُلَ بَعْدَ الَّذِي قُوطِعَ عَلَيْهِ مَالٌ كَثِيرٌ فَرَدَّهُ زِيَادٌ إِلَى مَنْ أَعَانَهُ بِالْحِصَصِ وَكَتَبَهُمْ زِيَادُ عِنْدَهُ فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو لَهُمْ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ. لَهُ فِي الْكُتُبِ ثَلاثةُ أحاديث. زياد بن مخراق [3] .   [1] في «تهذيب ابن عساكر 5/ 433» «خلا» . [2] بضم الواو وفتح الحاء. (اللباب 3/ 354) . [3] التاريخ الكبير 3/ 371، تهذيب التهذيب 3/ 383، التقريب 1/ 270، الخلاصة 126، الجرح 3/ 545. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 103 مَرَّ فَيُحَوَّلُ إِلَى هُنَا. زَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ع- عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَخِشْفِ [2] بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي يَزِيدَ الضَّبِّيِّ. وَعَنْهُ حَجَّاجُ بْنَ أَرْطَاةَ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَزُهَيْرٌ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: لَهُ سَبْعَةُ أَحَادِيثَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَدْ وَهِمَ الْعِجْلِيُّ حَيْثُ يَقُولُ: لَيْسَ بِتَابِعِيٍّ. زيد بن سلّام [3]- م 4- بن أبي سلام مطور الحبشي الدمشقيّ نَزِيلُ الْيَمَامَةِ. عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَزْرَقِ وَعَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ. وَعَنْهُ أَخُوهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ وَيَحْيَى بن أبي كثير. وثّقه الدار الدّارقطنيّ وغيره.   [1] تهذيب التهذيب 3/ 400. التقريب 1/ 273. الخلاصة 127. الجرح 3/ 558. طبقات ابن سعد 6/ 329. التاريخ الكبير 3/ 390. سير أعلام النبلاء 5/ 369 رقم 166. المعرفة والتاريخ 3/ 90. التاريخ لابن معين 2/ 182 رقم 1312 و 1887. [2] بكسر الخاء المعجمة. [3] التاريخ الكبير 3/ 395، تهذيب ابن عساكر 6/ 12 وفيه «ابن أبي الأسود» ، تهذيب التهذيب 3/ 415. التقريب 1/ 275. الخلاصة 128. التاريخ لابن معين 2/ 183 رقم 27. تاريخ أبي زرعة 1/ 374. المعرفة والتاريخ 2/ 340. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 104 زَيْدُ بْنُ طَلْحَةَ أَبُو يَعْقُوبَ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنِ الْمَقْبُرِيُّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسين [2]- د ت ق- ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَبُو الْحُسَيْنِ الهاشمي العلويّ المدني أَخُو أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ وَعَلِيٍّ وَالْحُسَيْنِ وَهُوَ ابْنُ أَمَةٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَعُرْوَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَشُعْبَةُ وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٌ وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ وَسَعِيدُ بْنُ خَثْيَمٍ [3] الْهِلالِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَآخَرُونَ سِوَاهُمْ. وَكَانَ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الصُّلَحَاءِ بَدَتْ مِنْهُ هَفْوَةٌ فَاسْتُشْهِدَ فَكَانَتْ سَبَبًا لِرَفْعِ دَرَجَتِهِ فِي آخِرَتِهِ. رَوَى أَبُو الْيَقْظَانِ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ زَيْدَ بْنَ علي وفد من   [1] التاريخ الكبير 3/ 398. [2] التاريخ الكبير 3/ 403، تهذيب ابن عساكر 6/ 17، رجال الطوسي 89، تهذيب التهذيب 3/ 419، التقريب 1/ 276. الخلاصة 129، طبقات ابن سعد 5/ 325 و 6/ 316. الجرح 3/ 568. التاريخ لابن معين 2/ 183 رقم 1813 و 1484. طبقات خليفة 258 مقاتل الطالبين 127. وفيات الأعيان 5/ 122 و 6/ 110. فوات الوفيات 2/ 35 و 38. الوافي بالوفيات 15/ 33 رقم 36. المعرفة والتاريخ راجع فهرس الأعلام) . سير أعلام النبلاء 5/ 389 رقم 178. تاريخ ابن خلدون 3/ 98 شذرات الذهب 1/ 158. [3] في الأصل «حيثم» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 105 الْمَدِينَةِ عَلَى يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ أَمِيرِ الْعِرَاقَيْنِ الْحِيرَةَ فَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَقَالُوا: ارْجَعْ فَلَيْسَ يُوسُفُ بِشَيْءٍ فَنَحْنُ نَأْخُذُ لَكَ الْكُوفَةَ، فَرَجَعَ فَبَايَعَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ وَخَرَجُوا مَعَهُ فَعَسْكَرَ فَالْتَقَاهُ الْعَسْكَرُ الْعِرَاقِيُّ فَقُتِلَ زَيْدٌ فِي الْمَعْرَكَةِ ثُمَّ صُلِبَ فَبَقِيَ مُعَلَّقًا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ [1] ثُمَّ أُنْزِلَ فَأُحْرِقَ فَإِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] : كَانَ قَدِمَ الْكُوفَةَ وَخَرَجَ بِهَا لِكَوْنِهِ كَلَّمَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي دِينِ مُعَاوِيَةَ فَأَبَى عَلَيْهِ وَأَغْلَظَ لَهُ. وَقَدْ سُئِلَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الرَّافِضَةِ وَالزَّيْدِيَّةِ فَقَالَ: أَمَّا الرَّافِضَةُ فَإِنَّهُمْ جَاءُوا إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ خَرَجَ فَقَالُوا: تَبَرَّأْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ حَتَّى نَكُونَ مَعَكَ، فَقَالَ: لا بَلْ أَتَوَلاهُمَا وَأَبْرَأُ مِمَّنْ يَبْرَأُ مِنْهُمَا، قَالُوا إِذًا نَرْفُضُكَ فَسُمِّيَتِ الرَّافَضَةُ. وأما الزيدية فقالوا بِقَوْلِهِ وَحَارَبُوا مَعَهُ فنُسِبُوا إِلَيْهِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: الرَّافِضَةُ حِزْبِي وَحِزْبُ أَبِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَرَقُوا عَلَيْنَا كَمَا مَرَقَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَتَكِيُّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ مُتَسَانِدٌ إِلَى خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ يَقُولُ: هَكَذَا تَفْعَلُونَ بِوَلَدِي. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ وَهُوَ رَافِضِيٌّ ضَالٌّ لَكِنَّهُ صَادِقٌ- وَهَذَا نَادِرٌ- أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعِنْدَهُ أُنَاسٌ مِنَ الرَّافِضَةِ فَقُلْتُ: إِنَّ هَؤُلاءِ يَبْرَءُونَ من عمك زيد، فقال بريء اللَّهُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْهُ، كَانَ وَاللَّهِ أَقْرَأَنَا لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَفْقَهَنَا فِي دِينِ اللَّهِ وَأَوْصَلَنَا للرّحم ما ترك فينا مثله.   [1] في الأصل «أربعة أعوام» . [2] المعرفة والتاريخ 3/ 348. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 106 وَقَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ زَيْدٌ: أَفَيُعْصَى عُنْوةً؟ وَرَوَى هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ [1] عَنْ زَيْدِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِمَامُ الشَّاكِرِينَ ثُمَّ تَلا (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) 3: 144 وَرَوَى كَثِيرُ النَّوَا [2] قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: تَوَلَّهُمَا وَأَبْرَأُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْهُمَا. وَرَوَى هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: الْبَرَاءَةُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الْبَرَاءَةُ مِنْ عَلِيٍّ. وَرَوَى مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: أَقَرَّ وَلَدٌ لِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ عَلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَمَاعَةٍ أَنَّهُمْ عَزَمُوا عَلَى خَلْعِ هِشَامِ، فَقَالَ هِشَامٌ لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: قَدْ بَلَغَنِي كَذَا؟ قَالَ: لَيْسَ بِصَحِيحٍ، قَالَ: قَدْ صَحَّ عِنْدِي، قَالَ: أَحْلِفُ لَكَ، قَالَ: لا أُصَدِّقُكَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْفَعْ مِنْ قَدْرِ أَحَدٍ حَلَفَ لَهُ باللَّه فَلَمْ يَصْدُقْ، قَالَ: اخْرُجْ عَنِّي، قَالَ: إِذًا لا تَرَانِي إِلا حَيْثُ تَكْرَهُ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ الْحَيَاةَ ذَلَّ، ثُمَّ تَمثَّلَ: إِنَّ الْمُحَكَّمَ مَا لَمْ يَرْتَقِبْ حَسَدًا ... أَوْ مُرْهَفَ السَّيْفِ أَوْ وَخْزِ الْقَنَا هَتَفَا [3] مَنْ عَاذَ بِالسَّيْفِ لاقَى فُرْجَةً عَجَبًا ... مَوْتًا عَلَى عَجَلٍ أَوْ عَاشَ فَانْتَصَفَا وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَارِيخِ مَصْرَعِهِ عَلَى أَقْوَالٍ: فَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: قُتِلَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُتِلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةَ. رَوَاهُ ابْنُ سعد عنه.   [1] بكسر الراء المهملة. [2] بفتح النون والواو المشدّدة، نسبة الى بيع النوا (اللباب 3/ 327) . [3] انظر: تهذيب ابن عساكر 6/ 22. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 107 وَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُمْ: قُتِلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: قُتِلَ زَيْدٌ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ ثَانِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَكَذَا رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ. زَيْدُ [1] بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ [2] ، أَبُو أُسَامَةَ الْجَزَرِيُّ الرُّهَاوِيُّ الْغَنَوِيُّ مَوْلَى آلِ غَنِيِّ بْنِ أَعْصَرَ. كَانَ أَحَدَ الأَعْلامِ. رَوَى عَنِ الْحَكَمِ وَشَهْرِ بْنِ حَوَشْبٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَنُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ [3] وَالْمَقْبُريِّ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَعَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَمَعْقِلُ بْن عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً فَقِيهًا رَاوِيَةً لِلْعِلْمِ كَثِيرَ الْحَدِيثِ.   [1] التاريخ الكبير 3/ 388، المشاهير 185، تهذيب التهذيب 3/ 397، التقريب 1/ 272، ميزان الاعتدال 2/ 98. الخلاصة 127. طبقات ابن سعد 7/ 484. الجرح 3/ 556. الوافي بالوفيات 15/ 42 رقم 44. تاريخ أبي زرعة 1/ 251 و 252. [2] أنيسة: بالتصغير. بضم الهمزة وفتح النون وسكون الياء. [3] بكسر الميم المخففة. قيل له ذلك لأنه كان يجمر المسجد أي يبخّره بالطيب. (اللباب 3/ 168) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 108 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، وَمَاتَ شَابًّا قِيلَ إِنَّهُ عَاشَ بِضْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً [1] . وَكَانَ يسكن مدينة الرها.   [1] في المشاهير: وهو ابن 36 سنة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 109 [حرف السِّينِ] سَالِمُ أَبُو النَّضْرِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الْمَدَنِيُّ [1]- ع-. مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ التَّيْمِيِّ وَكَاتِبُهُ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَعُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ [2] وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُمَيْرٍ مَوْلَى ابن عباس وعامر بن سعد. وروى بالإجازة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى فِي كِتَابِهِ وَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَروى عنه مَالِكٌ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَالسُّفْيَانَانِ وَفُلَيْحٌ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوُ خَمْسِينَ حَدِيثًا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ ثِقَةٌ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سنة ثلاث وثلاثين.   [1] التاريخ الكبير 4/ 111، تهذيب ابن عساكر 6/ 48، تهذيب التهذيب 3/ 431، التقريب 1/ 279، الخلاصة 131. الجرح 4/ 179. التاريخ لابن معين 2/ 186 رقم 473 و 780 و 1101. تاريخ أبي زرعة 1/ 423. الوافي بالوفيات 15/ 94 رقم 127. [2] في الأصل «حنس» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 110 سَالِمُ بْنُ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الأَسَدِيُّ [1] . أَمِيرُ الرَّقَّةِ وَلِيَهَا ثَلاثِينَ سنَةً وَعَاشَ إِلَى آخِرِ دَوْلَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ صَخْرُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَفُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ خَطِيبًا مُفَوَّهًا شَاعِرًا فَاضِلا. سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [2]- ع- قَاضِي الْمَدِينَةِ أَبُو إِسْحَاقَ [3] الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَخَالَيْهِ إِبْرَاهِيمَ وَعَامِرٍ ابْنَيْ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَسِ ابن مَالِكٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ وَعَمَّيْهِ حُمَيْدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَشُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عَجْلانَ وَطَائِفَةٌ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يلق أحدا من الصحابة.   [1] الجرح 4/ 188. تاريخ أبي زرعة 2/ 686 رقم 2105. تهذيب ابن عساكر 6/ 56. الوافي بالوفيات 15/ 93 رقم 126. [2] التاريخ الكبير 4/ 51 التاريخ الصغير 1/ 324. المشاهير 136. تهذيب ابن عساكر 6/ 82. تهذيب التهذيب 3/ 463. التقريب 1/ 286. الخلاصة 133. الجرح 4/ 79. الوافي بالوفيات 15/ 148 رقم 201. المعرفة والتاريخ راجع الفهرس) تاريخ أبي زرعة 1/ 253. التاريخ لابن معين 2/ 190 رقم 842 و 951. تاريخ الطبري 7/ 227. سير أعلام النبلاء 5/ 418 رقم 184. شذرات الذهب 1/ 173. [3] في التاريخ الكبير والمشاهير: «ابو إبراهيم» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 111 قُلْتُ: بَلَى حَدِيثُهُ عَنِ ابْنِ جَعْفَرٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ. قَالَ: وَكَانَ لا يُحَدِّثُ فِي الْمَدِينَةِ فمالك لم يكتب لذا عنه، وَسَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بِوَاسِطَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ بِمَكَّةَ. وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ مَكَّةَ إِنَّكُمْ تُحِلُّونَ الزِّنَا يَعْنِي عَارِيَةَ الْفَرْجِ وَالْمُتْعَةَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أَدْرَكْتُ أَبِي وَلَهُ عَمَائِمُ لا أَحْفَظُ عَدَدَهَا كَانَ يَعْتَمُّ وَيُعَمِّمُنِي وَأَنَا صَغِيرٌ، قَالَ: وَسَرَدَ أَبِي الصَّوْمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَصُومُ الدَّهْرَ وَيَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ وَكَانَ مِنْ قُضَاةِ الْعَدْلِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَجَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: وَسُئِلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي صَافًّا قَدَمَيْهِ وَأَنَا غُلامٌ. وَرَوَى مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا الثِّقَاتُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَتَبَ عَنِّي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدِيثِي كُلَّهُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانِكَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقْضِي فِي المسجد. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 112 وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: تُوُفِّيَ جَدِّي وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى سَنَةَ سِتٍّ. قُلْتُ: كَانَ طَلابَةً لِلْعِلْمِ وَسَمِعَ وَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. سَعْدُ أَبُو مُجَاهِدٍ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- خ د ت ق- ثِقَةٌ مُقِلٌّ. رَوَى عَنْ أَبِي مُدَلِّهٍ [2] مَوْلَى عَائِشَةَ وَمَحَلِّ بْنِ خَلِيفَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ. وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَإِسْرَائِيلُ وَزُهَيْرُ [3] بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. سَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى الأَنْصَارِيُّ [4]- ع-. قَاضِي الْمَدِينَةِ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَآخَرُونَ. مات فِي حدود عشرين ومائة. سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ [5] ، أبو عبد الرحمن الأنصاري المدني.   [1] تهذيب التهذيب 3/ 484، التقريب 1/ 290، الجرح 4/ 99. [2] بضم الميم وفتح الدال وتشديد اللام المكسورة. التاريخ الكبير 4/ 65. [3] في الأصل «زهر» . والتصحيح من التاريخ الكبير. [4] التاريخ الكبير 3/ 463 و 464، تهذيب التهذيب 4/ 15، التقريب 1/ 292، الخلاصة 136، الجرح 4/ 12. التاريخ لابن معين 2/ 198 رقم 974 و 1185. سير أعلام النبلاء 5/ 164 رقم 60. المعرفة والتاريخ 3/ 55. [5] الجرح 4/ 39. الوافي بالوفيات 15/ 234 رقم 329. المعرفة والتاريخ 1/ 235. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 113 الشَّاعِرُ هُوَ وَأَبُوهُ وَجِدُّهُ. رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَوَالِدِهِ. وَعَنْهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلانِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمُعَاذُ بْنُ فُلانٍ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. وَمِنْ شِعْرِهِ: وَإِنِ امْرَأً لا حَي الرِّجَالَ عَلَى الِغنَى ... وَلَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ الْغِنَى لِحَسُودٍ [1] سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ الْبَصْرِيُّ [2]- د ت-. عُنْ أَبِي بَرْزَةَ [3] وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَحَوْشَبُ بْنُ عُقَيْلٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَالزِّمَامُ وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ مَجْهُولُ الْعَدَالَةِ لَمْ يُضَعَّفْ. سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [4] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ الأَمِيرُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَيُلَقَّبُ بِسَعِيدِ الْخَيْرِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وعمر بن عبد العزيز.   [1] هذا البيت في تهذيب ابن عساكر 6/ 152 مع أبيات أخرى في ترجمته، وانظر: الأغاني 8/ 269، ومختار الأغاني 4/ 199، والوافي بالوفيات 15/ 234. [2] التاريخ الكبير 3/ 487، تهذيب التهذيب 4/ 51، التقريب 1/ 299، ميزان الاعتدال 2/ 146، الجرح 4/ 36. [3] في نسخة القدسي 5/ 79 «برده» بالدال، وهو خطأ. انظر المصادر بالسابقة. [4] التاريخ الكبير 3/ 497، تهذيب ابن عساكر 6/ 155، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 7/ 153 و 154. الجرح 4/ 44. الوافي بالوفيات 15/ 240 رقم 338. المعرفة والتاريخ 1/ 611. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 114 وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ دَيِّنًا مُتَأَلِّهًا، وَلِيَ الْغَزْوَ زَمَنَ أَخِيهِ هِشَامٍ، وَلَهُ بِالْمَوْصِلِ مَسْجِدٌ وَدَارٌ. مَاتَ فِي حُدُودِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ الْحَرَشِيُّ [1] . قِيلَ كَانَ صُعْلُوكًا يَسْأَلُ عَلَى الأَبْوَابِ، ثُمَّ صَارَ سَقَّاءً ثُمَّ صَارَ جُنْدِيًّا، إِلَى أَنْ وَلِيَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ مِنْ قِبَلِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ ثُمَّ عَزَلَهُ وَسَجَنَهُ، فَلَمَّا وَلِيَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ الْعِرَاقَ أَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ وَأَكْرَمَهُ، فَلَمَّا هَرَبَ ابْنُ هُبَيْرَةَ مِنْ سِجْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ نَفَّذ سَعِيدًا هَذَا فِي طَلَبِهِ فَلَمْ يُدْرِكْهُ فَقَدِمَ سَعِيدٌ عَلَى هِشَامِ ابْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَمَّرَهُ عَلَى حَرْبِ الْخَزَرِ فَسَارَ وَبَيَّتَهُمْ فَقَتَلَ مِنْهُمْ عَدَدًا لا يُحْصَرُ. لَمْ يُؤَرِّخُوا وَفَاتَهُ [2] . سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ [3]- خ م د ت ق- الأموي المدني. نَزِيلُ الْكُوفَةِ، كَانَ مَعَ أَبِيهِ إِذْ غَلَبَ عَلَى دِمَشْقَ وَذَبَحَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ سَارَ وَهُوَ كَبِيرٌ مَعَ أَهْلِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ عَمُّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَأُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ وَأَبِيهِ عمرو بن سعيد الأشدق.   [1] تهذيب ابن عساكر 6/ 164 الوافي بالوفيات 15/ 248 رقم 350. وانظر عنه في: تاريخ الطبري، وابن الأثير. واليعقوبي. وابن خياط. [2] أرّخ خليفة بن خياط وفاته بسنة 163 هـ. (ص 437) . [3] التاريخ الكبير 3/ 499. التاريخ الصغير 1/ 306 تاريخ دمشق (الظاهرية) 7/ 164 و 165 ب. معجم بني أمية 62، تهذيب التهذيب 4/ 68، التقريب 1/ 302، الخلاصة 141، لجرح 4/ 49، الوافي بالوفيات 15/ 249 رقم 351. طبقات خليفة 286. سير أعلام النبلاء 5/ 200 رقم 75. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 115 وَعَنْهُ بَنُوهُ خَالِدٌ وَإِسْحَاقُ وَعَمْرٌو وَحَفِيدُهُ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. وَطَالَ عَمْرُهُ حَتَّى وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ فِي خِلافَتِهِ. وَكَانَ ثِقَةٌ نَبِيلا مِنْ كِبَارِ الأَشْرَافِ. سَعِيدُ بْنُ أَبِي سعيد كيسان [1]- ع- الإمام أبو سعد الليثي مولاهم المدني المقبري. وكان يَنْزِلُ [2] بِمَقْبَرَةِ الْبَقِيعِ، وَكَانَ أَسْنَدَ مَنْ بَقِيَ فِي زَمَانِهِ بِالْمَدِينَةِ. حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ وَسَعْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَأَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ وَابْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَوَالِدِهِ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ أَوْلادُهُ وَشُعْبَةُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طهمان وعبيد الله بن عمرو آخرون. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ خِرَاشٍ: ثِقَةٌ جَلِيلٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِيهِ الليث.   [1] التاريخ الكبير 3/ 474. التاريخ الصغير 1/ 282. المشاهير 81. تهذيب ابن عساكر 6/ 171. تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 1. تهذيب التهذيب 4/ 38. التقريب 1/ 297. رجال الطوسي 92. ميزان الاعتدال 2/ 139. تهذيب الأسماء 1/ 219. الخلاصة 179. طبقات ابن سعد 5/ 424. طبقات الصوفية 213 وفيه انه قدم الشام مرابطا وحدّث ببيروت من ساحل دمشق. الجرح 4/ 57. التاريخ لابن معين 2/ 200 رقم 1041. اللباب 3/ 246. سير أعلام النبلاء 5/ 216 رقم 88. وتذكرة الحفاظ 1/ 116. شذرات الذهب 1/ 163. المعرفة والتاريخ 2/ 294. تاريخ أبي زرعة 1/ 524. [2] في الأصل «يقول بمقبرة» ، والتصحيح من (نزهة الألباب في الألقاب لابن حجر) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 116 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ لَكِنَّهُ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ. قُلْتُ: مَا أَظُنُّهُ رَوَى شَيْئًا فِي الاخْتِلاطِ وَلِذَلِكَ احْتَجَّ بِهِ مُطْلَقًا أَرْبَابُ الصِّحَاحِ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ومائة وقيل سنة ثلاث وَقِيلَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ. وَقَعَ لِي حَدِيثُهُ عَالِيًا وَسَهَوْتُ عَنْهُ ثُمَّ أَلْحَقْتُهُ هُنَا. سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ع-. وَالِدُ الإِمَامِ سُفْيَانَ وَمُبَارَكٍ وَعُمَرَ. يَرْوِي عَنْ عُبَابَةَ بْنِ رِفَاعَةَ وَخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَأَبِي الضُّحَى وَالشَّعْبِيِّ وَطَائِفَةٍ وَأَدْرَكَ مِنَ الصَّحَابَةِ. وَعَنْهُ بَنُوهُ وَشُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو الأَحْوَصِ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَيُقَالُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ [2] . سَعِيدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ [3]- ت ق-. شَامِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ مُعَاوِيَةَ وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَأَبِي مسلم الخولانيّ وغيرهم.   [1] التاريخ الكبير 3/ 513، المشاهير 167، تهذيب التهذيب 4/ 82، التقريب 1/ 305، الخلاصة 142. الجرح 4/ 66. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . طبقات ابن سعد 6/ 228. الوافي بالوفيات 15/ 258 رقم 365. [2] وهذا قول احمد بن حنبل (التاريخ الكبير 3/ 513) . [3] التاريخ الكبير 3/ 518، تهذيب التذهيب 4/ 92، التقريب 1/ 307، الخلاصة 143، الجرح 4/ 70، المعرفة والتاريخ 2/ 346، تاريخ أبي زرعة 1/ 227. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 117 وَعَنْهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَلِيُّ بْنُ زُبَيْدٍ الخولانيان ومعاوية بن صالح وغيرهم. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ توفي سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ كَذَا قَالَ ابْنُ سَعْدٍ. سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] ، م 4- أَخُو حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ. عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي وَأَبِي عُمَر زَاذَانَ وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو وَوَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. سَلْمُ بْنُ عطية الفقيمي [2] ، ن- الكوفي. عَنْ طَاوُسٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. سلم بن قيس العلويّ [3] ، د- البصري. وبنو علي قبيلة تسكن ببادية العراق.   [1] التاريخ الكبير 4/ 156، تهذيب التهذيب 4/ 131، التقريب 1/ 314، ميزان الاعتدال 2/ 185 و 186، الخلاصة 146، الجرح 4/ 263، المعرفة والتاريخ 3/ 96. التاريخ لابن معين 2/ 223 رقم 3136. [2] التاريخ الكبير 4/ 157. تهذيب التهذيب 4/ 132، التقريب 1/ 314، ميزان الاعتدال 2/ 186، الخلاصة 146، الجرح 4/ 265، التاريخ لابن معين 2/ 223 رقم 1719. [3] ميزان الاعتدال 2/ 187، تهذيب التهذيب 4/ 135، التقريب 1/ 314، الخلاصة 147، الجرح 4/ 263. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 118 رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بن حازم وهمام بن يحيى وحماد بْنِ يَزِيدَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ لِأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ رَوَى حَدِيثَيْنِ ثَلاثَةً [1] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ذَكَرْتُ لِشُعْبَةَ سَلْمًا الْعَلَوِيُّ فَقَالَ: ذَاكَ الَّذِي يَرَى الْهِلالِ قَبْلَ النَّاسِ بِيَوْمَيْنِ. وَقَالَ الإِبَّارُ: ثنا عبد الله بن عون قال: قَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: كَانَ سَلْمُ الْعَلَوِيُّ لا يُخْفَى عَلَيْهِ مَطْلَعُ الْهِلالِ فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةَ الشَّكِّ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ تَجُوزُ شَهَادَتَهُ فَأَرَاهُ الْهِلالَ فَإِذَا ثَبَتَ مَعَهُ عَلَى رُؤْيَةِ الْهِلالِ جَاءَا فَشَهِدَا وَلَمْ يَشْهَدْ وَحْدُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ حِدَّةِ بَصَرِهِ رَأَى رَجُلا يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ مِنْ مَسِيرَةِ مِيلَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ فَغَطَّى وَجْهَهُ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ. سَلَمَةُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ سَلَمَةَ الزُّرَقِيُّ [2] . رَوَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَزِيدَ بْنِ طَلْحَةَ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَفُلَيْحُ بن سليمان.   [1] في (ميزان الاعتدال) : قال ابن عديّ: سلم مقلّ. له نحو الخمسة. وبهذا القدر لا يعتبر أنه صدوق أو ضعيف. [2] التاريخ الكبير 4/ 79، تهذيب التهذيب 4/ 147، التقريب 1/ 317، الخلاصة 148، الجرح 4/ 165. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 119 سلمة بن كهيل أبو يحيى [1] ، ع- الحضرميّ التنعي [2] . وتنعة بطن من حضرموت، وقيل: بَلْ هِيَ قَرْيَةٌ. كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ الأَثْبَاتِ عَلَى تَشَيُّعٍ فِيهِ. دَخَل عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَعَلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَرَوَى عَنْ جُنْدَبٍ الْبَجَلِيِّ وَأَبِي جُحَيْفَةَ [3] السُّوَائِيِّ وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: لَمْ يَكُنْ بِالْكُوفَةِ أَثْبَتُ مِنْ أَرْبَعَةٍ، فَذَكَرَ مُنْهُمْ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ. وَلَهُ مِائَتَانِ وَخَمْسُونَ حَدِيثًا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ مُتْقِنٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَكَانَ رُكْنًا مِنَ الأَرْكَانِ. وَقَالَ يَحْيَى: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمَاتَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ: توفي سنة اثنتين وعشرين.   [1] التاريخ الكبير 4/ 74 التاريخ الصغير 1/ 311، المشاهير 110، تهذيب ابن عساكر 6/ 235، تهذيب التهذيب 4/ 155، التاريخ لابن معين 2/ 226 رقم 1415، و 1525 و 2464 التقريب 1/ 318 الخلاصة 149. الجرح 4/ 170، المعرفة والتاريخ 1/ 702 وراجع فهرس الأعلام. طبقات ابن سعد 6/ 316. سير أعلام النبلاء 5/ 298 رقم 142. شذرات الذهب 1/ 159. [2] بكسر التاء وسكون النون، نسبة الى بني تنع بطن من همدان. (اللباب 1/ 224) . [3] في الأصل «حجيفة» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 وَقَالَ آخَرُ: بَلْ تُوُفِّيَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. سَلَمَةُ بْنُ وَهْرَامٍ [1] الْيَمَانِيُّ [2]- ت ق-. عَنْ عِكْرِمَةَ وَطَاوُسٍ وَشُعَيْبِ بْنِ الأَسْوَدِ الجَبَئيّ [3] بِوَزْنِ السَّبَئِيِّ. وَعَنْهُ الْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ وَزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ وَمَعْمَرُ بن حبيبة وغيرهم. وثّقه أبو زرعة وغيره، وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ، وَتَوَقَّفَ فِي أَمْرِهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل. سليمان بن حبيب المحاربي [4] ، خ د ق الدارانيّ الدمشقيّ. قَاضِي دِمَشْقَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ، كُنْيَتُهُ أَبُو أَيُّوبَ وَقِيلَ أَبُو ثَابِتٍ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمُعَاوِيَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَأَسْوَدَ بْنِ أَصْرَمَ الْمُحَارِبِيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْهُ أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى الْبَلْقَاوِيُّ وَعَبْدُ العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز وعبد الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَآخَرُونُ. وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيز.   [1] بفتح الواو وسكون الهاء. [2] التاريخ الكبير 4/ 81، تهذيب التهذيب 4/ 161، التقريب 1/ 319، الخلاصة 149، ميزان الاعتدال 2/ 193، الجرح 4/ 175، المعرفة والتاريخ 1/ 259. التاريخ لابن معين 2/ 227 رقم 554 [3] جبأ كجبل، وهو جبل، وقيل: بلدة باليمن. قال الصغاني: وهذا هو الصحيح. (التاج، واللباب 1/ 255.) . [4] التاريخ الكبير 4/ 6 التاريخ الصغير 1/ 304، المشاهير 116. تهذيب التهذيب 4/ 177 و 178. وفيه: «قال أبو داود: قضى بدمشق أربعين سنة» . تهذيب ابن عساكر 6/ 248. التقريب. 1/ 322، الخلاصة 150، الجرح 4/ 105، الوافي بالوفيات 15/ 359 رقم 506. المعرفة والتاريخ 2/ 291، طبقات ابن سعد 7/ 456. طبقات خليفة 312. تاريخ الطبري 6/ 491. سير أعلام النبلاء 5/ 309 رقم 146. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 121 وَكَانَ كَبِيرَ الشَّأْنِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَضَى سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ بِدِمَشْقَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَكَمَ ثَلاثِينَ سَنَةً. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَطَائِفَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ كُلْثُومُ بْنُ زِيَادٍ: أَدْرَكْتُ سُلْيَمَانَ بْنَ حَبِيبٍ وَالزُّهْرِيَّ يَقْضِيَانِ بِشَاهِدِ يَمِينٍ، وَأَقَامَ سُلَيْمَانُ يَقْضِي ثَلاثِينَ سَنَةً. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَقَلَّتِ السُّفَهَاءُ مِنْ أَيْمَانِهِمْ فَلا تُقِلُّهُمُ الْعِتَاقُ وَالطَّلاقُ. سُلَيْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ [1] . عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَعَامِرِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2]- 4-.   [1] التاريخ الكبير 4/ 8، تهذيب ابن عساكر 6/ 249. المعرفة والتاريخ 1/ 590. الجرح 2/ 1061 رقم 473، الوافي بالوفيات 15/ 372 رقم 518. [2] تهذيب التهذيب 4/ 208، التقريب 1/ 327، ميزان الاعتدال 2/ 212، الخلاصة 153، الجرح 4/ 138. التاريخ لابن معين 2/ 237 رقم 253 و 505 و 662. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 122 وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الدِّمَشْقِيُّ الْكَبِيرُ. وَأَمَّا الصَّغِيرُ فَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيلٍ. رَوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ وَالْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] وَعُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزٍ، وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَسَنَ النَّحْوِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ الأَحْوَلُ [2]- ع-. عَنْ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٍ. وَعَنْهُ حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةَ [3]- ق-. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأُخْتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ أحمد وابن معين.   [1] العبارة مضطربة في الأصل، وفيها تقديم وتأخير، والتصحيح من الخلاصة 153. [2] التاريخ الكبير 4/ 37، تهذيب التهذيب 4/ 218، التقريب 1/ 330، الخلاصة 145، الجرح 4/ 143، المعرفة والتاريخ 2/ 22. التاريخ لابن معين 2/ 233 رقم 443 و 481. [3] التاريخ الكبير 4/ 37، تهذيب التهذيب 4/ 221، التقريب 1/ 330، الخلاصة 154، الجرح 4/ 145. المعرفة والتاريخ 2/ 193. التاريخ لابن معين 234 رقم 1587 و 3363. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 123 سليم بن جبير [1]- م د ت- أبو يونس مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ. سَكَنَ مِصْرَ. وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرْيَرَةَ وَأَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِث وحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الخبائريّ [2]- م 4- فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. سِمَاكُ بْنُ حَرْبِ [3]- م 4 خت- بْنِ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ أَبُو الْمُغِيرَةِ الذُّهَلِيُّ البكري الكوفي. أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ. وَهُوَ أَخُو مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ.   [1] التاريخ الكبير 4/ 122، تهذيب التهذيب 4/ 166، التقريب 1/ 320، الخلاصة 150، الجرح 4/ 213. [2] التاريخ الكبير 4/ 125، تهذيب التهذيب 4/ 166، التقريب 1/ 320، الخلاصة 150، الجرح 4/ 211. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . الوافي بالوفيات 15/ 335 رقم 476. طبقات ابن سعد 7/ 2/ 168. [3] التاريخ الكبير 4/ 173، المشاهير 110، دول الإسلام 1/ 84، ميزان الاعتدال 2/ 232، شرح علل الترمذي 106 و 444. الثقات 3/ 103. تهذيب التهذيب 4/ 232 و 333. التقريب 1/ 332. الخلاصة 155. طبقات ابن سعد 6/ 316 و 323. طبقات خليفة 161. تاريخ خليفة 363. الجرح 4/ 279، التاريخ لابن معين 2/ 239 رقم 2632 و 2714. المجروحين والضعفاء 2/ 249. سير أعلام النبلاء 5/ 245 رقم 109. شذرات الذهب 1/ 161. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، الوافي بالوفيات 15/ 447 رقم 600. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 124 رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَرَأَى الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ وَغَيْرَهُ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَثَعْلَبَةَ اللَّيْثِيِّ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَالشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَعُمَرُ ابْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَآخَرُونَ. وَذَكَرَ أَنَّهُ أَدْرَكَ ثَمَانِينَ نَفْسًا مِنَ الصَّحَابَةِ. قَالَ: وَكَانَ بَصَرِي قَدْ ذَهَبَ فَدَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى فَرَدَّهُ عَلَيَّ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ذَهَبَ بَصَرِي فَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: ذَهَبَ بَصَرِي، فَقَالَ: انْزِلْ فِي الْفُرَاتِ فَاغْمِسْ رَأْسَكَ وَافْتَحْ عَيْنَيْكَ فِيهِ فَإِنَّ اللَّهَ يَرُدُّ بَصَركَ. فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَبْصَرْتُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِينَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ أَنَّ رَجُلا رَكِبَ الْبَحْرَ فَنَفَخَ زِقًّا وَأَوْكَاهُ فَجَعَلَ يَسْتَرْخِي حَتَّى غَرِقَ قَالَ: يَقُولُ لَهُ الزِّقُّ يَدَاكَ أَوْكَتَا وَفُوكَ نَفَخَ. قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: جَائِزُ الْحَدِيثِ، وَكَانَ عَالِمًا بِالشِّعْرِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ، فَصِيحًا. وَقَدَّمَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ أَسْنَدَ أَحَادِيثَ لَمْ يُسْنِدْهَا غَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: فِي حَدِيثِهِ لِينٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: ضَعِيفُ الحديث. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 125 وَقَالَ ابْنُ نَافِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ. سِمَاكُ بْنُ الْفَضْلِ الصَّنْعَانِيُّ الْيَمَانِيُّ [1]- د ت ن-. عَنْ مُجَاهِدٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. سِنَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكِنْدِيُّ الْمِصْرِيُّ [2] ، وَيُقَالُ سَعْدُ بْنُ سِنَانٍ وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. لَهُ فِي كِتَابِ الأَدَبِ لِلْبُخَارِيِّ. سَيَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّدَفِيُّ الْمِصْرِيُّ [3]- د ق-. عن عكرمة ويزيد بن قوذر.   [1] التاريخ الكبير 4/ 174 التاريخ الصغير 1/ 268. تهذيب التهذيب 4/ 235. التقريب 1/ 332. الخلاصة 156. الجرح 4/ 280. المعرفة والتاريخ 1/ 707 و 2/ 223. 224. سير أعلام النبلاء 5/ 249 رقم 111. [2] التاريخ الكبير 4/ 163، المشاهير 122، ميزان الاعتدال 2/ 235، تهذيب التهذيب 3/ 471، التقريب 1/ 287، الخلاصة 134. الجرح 4/ 251. والموجود في تاريخ ابن معين 2/ 201: سعيد بن سنان الصغير وسعيد بن سنان أبو المهدي. وليس فيه سنان بن سعد. [3] التاريخ الكبير 4/ 160، تهذيب التهذيب 4/ 291، التقريب 1/ 343، الخلاصة 160، الجرح 4/ 256. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 126 وَعَنْهُ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حاتم: شيخ. سيار أبو الحكم الواسطي [1]- ع- العنزي. مَوْلاهُمُ الْعَبْدُ الصَّالِحِ. رَوَى عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَهُشَيْمٌ وَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَيُقَالُ إِنَّ اسْمَ أَبِيهِ وِرْدَانُ. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وعشرين ومائة.   [1] هو سيار بن أبي سيار وردان. التاريخ الكبير 4/ 161 التاريخ الصغير 2/ 288. تهذيب التهذيب 4/ 85. التقريب 1/ 343، التاريخ لابن معين 2/ 244 رقم 1421 و 2736. الخلاصة 160 و 161. دول الإسلام 1/ 84، الجرح 4/ 254. طبقات خليفة 161، المعرفة والتاريخ 1/ 307. سير أعلام النبلاء 5/ 191 رقم 179. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 201. تاريخ واسط 139، الوافي بالوفيات 16/ 62 رقم 83. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 127 [حرف الشِّينِ] شَبِيبُ بْنُ غَرْقَدَةَ [1] الْكُوفِيُّ [2]- ع-. عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَسُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. شَرَاحِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [3]- د-. عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ [4] وَمُحَمَّدِ بْنِ هَدِيَّةَ الصَّدَفِيِّ وَمُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي عَلْقَمَةَ الْهَاشِمِيِّ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَجَمَاعَةٌ. تُوُفِّيَ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ ابن يونس.   [1] التاريخ الكبير 4/ 231، تهذيب التهذيب 4/ 309، التقريب 1/ 346، الخلاصة 163، الجرح 4/ 357. المعرفة والتاريخ 2/ 707. [2] بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح القاف. [3] التاريخ الكبير 4/ 255، تهذيب التهذيب 4/ 320، التقريب 1/ 348، الخلاصة 164، الجرح 4/ 374. المعرفة والتاريخ 2/ 528. [4] بضم الحاء المهملة وسكون الباء. (اللباب 1/ 338) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 128 شُرَحْبِيلُ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ [1]- د ت ن- مَوْلَى الأَنْصَارِ [2] . عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ومالك وعبد الرحمن ابن الْغَسِيلِ: وَقِيلَ إِنَّ مَالِكًا لَمْ يَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا. وَقِيلَ كُنِّيَ عَنِ اسْمِهِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ يُفْتِي وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالْمَغَازِي مِنْهُ ثُمَّ احْتَاجَ فَكَأَنَّهُمُ اتَّهَمُوهُ وَكَانُوا يَخَافُونَ إِذَا جَاءَ إِلَى الرَّجُلِ يَطْلُبُ مِنْهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَنْ يَقُولَ: لَمْ يَشْهَدْ أَبُوكَ بَدْرًا. رَوَاهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ. قَالَ أبو حاتم: هو ضعيف الحديث. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ. وَقَالَ الْفَلاسُ: قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: كَانَ مُتَّهَمًا. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَمَعَ تَعَنُّتِ ابْنِ حِبَّانَ فَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إلى الضَّعْف أقرب.   [1] أبو سعد الخطميّ. التاريخ الكبير 4/ 251، المشاهير 77، ميزان الاعتدال 2/ 266، تهذيب التهذيب 4/ 320 و 321. التقريب 1/ 348. الخلاصة 164. الجرح 4/ 338. طبقات ابن سعد 5/ 228. الوافي بالوفيات 16/ 130 رقم 152. التاريخ لابن معين 2/ 249 رقم 1026 و 1034 و 1046. [2] في الأصل «الأنصاري» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 129 شرحبيل بن عمرو بن شريك- م ت ن- المعافري المصري. عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَجَمَاعَةٌ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د ت ق-. عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ وَالْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] . شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ [3] ، سوى ق- أبو صالح الأزدي مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي العالية وإبراهيم النخعي. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَوَلَدَاهُ عَبْدُ السَّلامِ وَأَبُو بَكْرٍ ابْنَا شُعَيْبٍ. وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي العالية. وثّقه أحمد وغيره.   [1] التاريخ الكبير 4/ 252، المشاهير 116، ميزان الاعتدال 2/ 267، تهذيب التهذيب 4/ 325، التقريب 1/ 349. الخلاصة 165. الجرح 4/ 340. المعرفة والتاريخ 2/ 456. [2] في التاريخ لابن معين: «شرحبيل بن مسلم: ثقة» . [3] التاريخ الكبير 4/ 216، المشاهير 97، تهذيب التهذيب 4/ 350، التقريب 1/ 352، الخلاصة 166. طبقات ابن سعد 8/ 497. الجرح 4/ 342. المعرفة والتاريخ 1/ 222. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 130 وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. شُعَيْبُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ [1] ، أَبُو يُونُسَ مَوْلَى قُرَيْشٍ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. شَيْبَةُ بْنُ نِصَاحِ [2] بْنِ سَرْجِسَ [3] ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَمِّ سَلَمَةَ وَأَحَدُ مَشْيَخَةِ نَافِعٍ فِي الْقِرَاءَةِ. ذَكَرَ بَعْضُ الْقُرَّاءِ أَنَّهُ تَلا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَنَا أَسْتَبْعِدُ ذَلِكَ. وَقَدْ مَسَحَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بِرَأْسِهِ وَدَعَتْ لَهُ. وَرَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ مُغِيثٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَلا نَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةَ حَدِيثٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَوْ أُخِذَ الْقُرْآنُ عَنْهُمَا لَكَانَ بِالأَوْلَى أَنْ يُسْمَعَ مِنْهُمَا. وَلُه حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنِ النَّسَائِيِّ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وَأَدْرَكَ عَائِشَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ. قُلْتُ: روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ويحيى بن   [1] التاريخ الكبير 4/ 218، معرفة القراء الكبار 1/ 64، الجرح 4/ 347. [2] بكسر النون. كما في المصادر. [3] التاريخ الكبير 4/ 241، المشاهير 130، تهذيب التهذيب 4/ 377، التقريب 1/ 357، الخلاصة 168، الجرح 4/ 335، طبقات خليفة 654، المعارف 528، غاية النهاية 1/ 329، الوافي بالوافيات 16/ 203 رقم 237 الجزء: 8 ¦ الصفحة: 131 مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ قَالُونُ: كَانَ نَافِعُ أَكْثَرَ اتِّبَاعًا لِشَيْبَةَ بْنَ نِصَاحٍ [1] مِنْهُ لِأَبِي جَعْفَرٍ. وَقِيلَ: إِنَّ شَيْبَةَ وَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فاللَّه أَعْلَمُ. وَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: مات سنة ثلاثين ومائة.   [1] في الأصل «مصباح» والتصحيح من السياق. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 132 [حرف الصَّادِ] صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [1]- خ م-. عَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ سَعْدٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ وَالأَعْرَجِ. وَعَنْهُ ابْنُهُ سَالِمٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَالزُّهْرِيُّ- وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ- وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ. لَهُ حَدِيثٌ فِي مَقْتَلِ أَبِي جَهْلٍ. صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُوحٍ الدَّهَّانُ [2] . عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ وَسَلْمُ بْنُ أَبِي الذَّيَّالِ [3] وَأَبَانٌ الْعَطَّارُ وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ: ليس به بأس.   [1] التاريخ الكبير 4/ 272، تهذيب التهذيب 4/ 379، التقريب 1/ 358، الخلاصة 169، الجرح 4/ 393. المعرفة والتاريخ 3/ 276. [2] الجرح 4/ 393. [3] بفتح الذال المعجمة والياء التحتانية المشددة، وهي مهملة في الأصل، الجرح 4/ 393. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 133 صالح مولى التوأمة [1]- د ت ق- وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ نَبْهَانَ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ مِنْهُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ مِنَ الْكِبَرِ، وَلَقَدْ لَقِيَهُ الثَّوْرِيُّ بَعْدِي. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَنْ سَمِعَ منه قبل أنه يُخَرِّفَ كَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَهُوَ ثَبْتٌ. وَقَالَ مَالِكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَكَذَا مَشَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. الصَّلْتُ بْنُ رَاشِدٍ [2] . عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بن حازم وأبان العطار وحماد بن زياد. وثّقه ابن معين.   [1] ميزان الاعتدال 2/ 302، تهذيب التهذيب 4/ 405، التقريب 1/ 363، الخلاصة 172، الجرح 4/ 416، التاريخ لابن معين 2/ 226 رقم 783 و 921 و 1201، المعرفة والتاريخ 3/ 33، التاريخ لكبير 4/ 291، الوافي بالوفيات 16/ 273 رقم 306، وانظر مادة (تأم) في تاج العروس. [2] التاريخ الكبير 4/ 301، الجرح 4/ 437. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 134 [حرف الضاد] ضمرة بن سعيد [1]- م 4- بن أبي حسنة [2] الأنصاري المازني المدني. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ عَمِّهِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وَعَنْهُ مَالِكٌ وَفُلَيْحٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ. وثّقه أبو حاتم.   [1] التاريخ الكبير 4/ 337، تهذيب التهذيب 4/ 461، التقريب 1/ 374، الخلاصة 177، الجرح 4/ 466. [2] في الأصل مهمل. وما أثبتناه عن التاريخ الكبير والخلاصة، وهو في تهذيب التهذيب، والتقريب «حنة» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 135 [حرف الطَّاءِ] طَلْحَةُ بْنُ خِرَاش [1] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خِرَاشِ بْنِ الصِّمَّةِ الأَنْصَارِيُّ. عَنْ جابر بن عبد الله وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ وَمُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِزَامِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ، قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يوسف والفتح ابن عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ أَنَا عَلِيُّ ابن عُمَرَ الْحَرْبِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ خِرَاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلا قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَقَرَأَ في الركعة الأولى (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) 109: 1 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ، وَقَرَأَ فِي الآخِرَةِ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) 112: 1 فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا عَبْدٌ آمَنَ بِرَبِّهِ. قَالَ طَلْحَةُ: فَأَنَا أَسْتَحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ هَاتَيْن السُّورَتَيْنِ فِي هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ. تُوُفِّيَ طَلْحَةُ بْنُ خراش في حدود الثلاثين ومائة.   [1] التاريخ الكبير 4/ 347، المشاهير 77، ميزان الاعتدال 2/ 338، تهذيب التهذيب 5/ 15، التقريب 1/ 378. الخلاصة 179. الجرح 4/ 474. التاريخ لابن معين 2/ 277 رقم 653. الإصابة 3/ 527. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 136 طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ [1] عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَأَرْسَلَ عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَوْقَةَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. وَثَّقَهُ أحمد والنسائي. وكريز بالفتح من الأفراد.   [1] التاريخ الكبير 4/ 347، تهذيب ابن عساكر 7/ 90. تهذيب الأسماء 1/ 253. الجرح 4/ 474. طبقات ابن سعد 7/ 166. الاشتقاق 470. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 233. الوافي بالوفيات 16/ 480 رقم 521. تهذيب التهذيب 5/ 22. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 137 [حرف الْعَيْنِ] عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ [1] بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. كَانَ لَهَا قَصْرٌ بِظَاهِرِ بَابِ الْجَابِيَةِ، وَإِلَيْهَا تُنْسَبُ أَرْضُ عَاتِكَةَ وَهُنَاكَ قَبْرُهَا. وَهِيَ أُمُّ الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. كَانَ لَهَا مِنَ الْمَحَارِمِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً. وَبَقِيَتْ إِلَى أَنْ قُتِلَ ابْنُ ابْنَهَا الوليد ابن يَزِيدَ. عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ [2] بَهْدَلَةَ [3] ، 4 خ م مقرونا الإمام أبو بكر الاسدي   [1] المحبّر 404 و 492. نقط العروس (في رسائل ابن حزم) 66 و 68. جمهرة أنساب العرب 91. الوافي بالوفيات 16/ 552 رقم 586. تاريخ الخلفاء 331. [2] قال ابن الجزري: «النّجود بفتح النون وضم الجيم، وقد غلط من ضم النون» . وذكر ابو الحسين بن فارس النحويّ في كتاب الإشتقاق» ان علي بن إبراهيم القطان قال: من قال النجود بفتح النون، فهي الأتان، ومن قال النجود، بضم النون، فجمع نجد وهو الطريق. (تاريخ مدينة دمشق- تحقيق د. شكري فيصل- ص 11) . [3] التاريخ الكبير 6/ 487. المشاهير 165. تهذيب التهذيب 5/ 38. التقريب 1/ 386. تهذيب ابن عساكر 7/ 119. ميزان الاعتدال 2/ 357. غاية النهاية 1/ 346. معرفة القراء الكبار 1/ 73. وفيات الأعيان 3/ 9. تاريخ مدينة دمشق- نشره د. شكري فيصل (تراجم حرف العين) 3- 26. طبقات خليفة 378. الجرح 3 ق 1/ 340. التاريخ الصغير 1/ 194. العبر 1/ 167. المغني في الضعفاء 1/ 322. ابن سعد 6/ 224 العبر 1/ 167. سير أعلام النبلاء 5/ 256 رقم 119. الخلاصة 182. مراتب النحويين 24. المعارف 530. ذيل المذيّل 647. تاريخ العلماء النحويين 231. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 384. مرآة الجنان 1/ 271. الوافي بالوفيات 16/ 572 رقم 608. شذرات الذهب 1/ 175. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 138 الْقَارِئُ الْكُوفِيُّ. أَحَدُ الأَعْلامِ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيِّ وَزِرِّ بْنِ حُبيْشٍ، وَرَوَى عَنْهُمَا، وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ بِالْكُوفَةِ بَعْدَ شَيْخِهِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَالْمُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَآخَرُونَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ والسفيانان وشيبان وَالْحَمَّادَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ لِي عَاصِمٌ: مَا أَقْرَأَنِي أَحَدٌ حَرْفًا إِلا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيُّ كَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكُنْتُ أَرْجِعُ مِنْ عِنْدِهِ فَأَعْرِضُ عَلَى زِرٍّ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ: زَعَمَ مَنْ لا يَعْلَمُ أَنَّ بَهْدَلَةَ أُمُّهُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: لا أُحْصِي مَا سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السبيعي يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقْرَأَ مِنْ عَاصِمٍ مَا أَسْتَثْنِي أَحَدًا مِنَ أَصْحَابِهِ. وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ أَحَدَ الْفُصَحَاءِ. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: مَا رَأْيُت أَحَدًا قَطُّ أَفْصَحَ مِنْ عَاصِمٍ إِذَا تَكَلَّمَ يَكَادُ تَدْخُلُهُ خُيَلاءُ. وَقَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ لِي رَجُلٌ: هَلْ لَكَ فِي رَجُلٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ؟ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَأَدْخَلَنِي عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ حَوْلَهُ جَمَاعَةٌ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرُ فَجَلَسْتُ فَقَالَ: «أَشْهَدُ أن ألي بن أبي تالب والهسن الجزء: 8 ¦ الصفحة: 139 والهسين [1] وَالْمُخْتَارَ يُبْعَثُونَ قَبْلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَمْلَآنِ الأَرْضِ عَدْلا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا. قِيلَ: كَمْ يَمْكُثُونَ فِي الْعَدْلِ سَنَةً؟ قَالَ: أَيْشِ سَنَةٍ وَأيْشُ مِائَةِ سَنَةٍ وَأَيْشِ أَلْفِ سَنَةٍ. قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا وَائِلٍ فَحَدَّثْتُهُ. وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَاصِمٍ: كَانَ عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ ذَا نُسُكٍ وَأَدَبٍ، وَكَانَ لَهُ فَصَاحَةٌ وَصَوْتٌ حَسَنٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَاصِمٌ رَجُلا صَالِحًا وَبَهْدَلَةُ أَبُوهُ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَجَمَاعَةٌ. وقال أبو حاتم: محلّه الصدق. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: فِي حِفْظِهِ شَيْءٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِحَافِظٍ. قُلْتُ: رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ مُسْلِمٌ وَيُصَحِّحُ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ. فَأَمَّا فِي الْقِرَاءَةِ فَثَبْتٌ إِمَامٌ، وَأَمَّا فِي الْحَدِيثِ فَحَسَنُ الْحَدِيثِ. عَاصِمُ بْنُ أَبِي الصَّبَّاحِ [2] الْجَحْدَرِيُّ البصري. المقرئ المفسر.   [1] يريد: «أَشْهَدُ أَنَّ عليّ بْن أَبِي طَالِب والحَسَن والحسين ... » . [2] التاريخ الكبير 6/ 486، التاريخ لابن معين 2/ 282 رقم 3732 و 4006. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 140 قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ وَنَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَقَدْ قَرَأَ سُلَيْمَانُ شَيْخَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمِعَ عَاصِمٌ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، قَرَأَ عَلَيْهِ هَارُونُ بْنُ مُوسَى وَالْمُعَلَّى بْنُ عِيسَى وَسَلامُ أَبُو الْمُنْذِرِ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِي قِلابَةَ الْجَرْمِيِّ، قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. نَعَمْ وَهُوَ عَاصِمُ بْنُ الْعَجَّاجِ أَبُو مِحْشَرٍ الْجَحْدَرِيُّ. قَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ عُقْبَةَ بْنِ ظَبْيَانَ، روى عنه يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ هُوَ صَاحِبُ الْقِرَاءَةِ ثِقَةٌ. قُلْتُ: قِرَاءَتُهُ شَاذَّةٌ لَمْ تَثْبُتْ [1] . عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] بْنِ مَرْوَانَ. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ. قُتِلَ فِي بَعْضِ حُرُوبِ الضحاك الخارجي [3] .   [1] في الأصل: «ثم ثبتت» . [2] التاريخ الكبير 6/ 478، تهذيب ابن عساكر 7/ 129، تاريخ مدينة دمشق- تحقيق د. شكري فيصل 60- 63، الجرح 6/ 346، المعرفة والتاريخ 1/ 619. [3] كان ذلك سنة 127 هـ. وأخباره في تاريخ الطبري 7/ 318، والكامل لابن الأثير 5/ 335، والبداية والنهاية 10/ 25، وخليفة 377. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 141 عاصم بن عمرو البجلي [1] ، ق- وقيل عاصم بن عوف. يُقَالُ إِنَّهُ قُدِمَ بِهِ مَعَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ وَأَصْحَابِهِ فَأُطْلِقَ هَذَا بِشَفَاعَةِ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ الْقَسْرِيِّ وَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ دَهْرًا طَوِيلا. وَرَوَى عَنْ عُمَرَ مُرْسلا وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍ. وَعَنْهُ الشَّعْبِيُّ وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ [2] وَالْمَسْعُودِيُّ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى وَشُعْبَةُ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ [3] وآخرون. وأخشى أن يكونا اثنين وما ذاك بِبَعِيدٍ، فَإِنَّ ابْنَ مَعِينٍ ذَكَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو الْبَجَلِيَّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ كُوفِيًّا قَدِمَ مِنَ الشَّامِ زَمَنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. عامر بن شقيق [4]- د ت ق- بن جمرة [5] بِالْجِيمِ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ معين،   [1] التاريخ الكبير 6/ 483، ميزان الاعتدال 2/ 356، تهذيب التهذيب 5/ 54، التقريب 1/ 385، تهذيب ابن عساكر 7/ 131، تاريخ مدينة دمشق- د. شكري فيصل 75. الجرح والتعديل 3/ 348، لسان الميزان 7/ 253، الخلاصة 183، التاريخ لابن معين 2/ 284 رقم 1962. المعرفة والتاريخ 2/ 103. [2] بفتح السين وكسر الباء. نسبة الى السبيع، محلّة بالكوفة. (اللباب 2/ 102) . [3] بكسر الميم. [4] التاريخ الكبير 6/ 458، ميزان الاعتدال 2/ 359، تهذيب التهذيب 5/ 69، التقريب 1/ 387، الخلاصة 184. الجرح 6/ 322. التاريخ لابن معين 2/ 287 رقم 2546. [5] قال في: التقريب والخلاصة: بالجيم والزاي. وبالراء في التهذيب والميزان والتاريخ الكبير. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 142 وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. عَامِرُ بْنُ عبد الله بن الزبير [1] ، ع ابن العوام أبو الحارث الأسدي المدني الْقَانِتُ الْعَابِدُ. سَمِعَ أَبَاهُ وَعَمْرَو بْنَ سُلَيْمٍ. وعنه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ وَأَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ وَابْنُ عَجْلانَ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى سِتَّ مَرَّاتٍ، يَعْنِي يَتَصَدَّقُ كُلَّ مَرَّةٍ بِدِيَتِهِ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ أَبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ لِمَا يُرَى مِنْ تَبَتُّلِهِ: قَدْ رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَلَمْ يَكُونَا هَكَذَا. وَقَالَ مَالِكٌ: عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يُوَاصِلُ الصِّيَامَ ثَلاثًا. وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سُمِعَ عَامِرٌ الْمُؤَذِّنُ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: خُذُوا بِيَدِي إلى الْمَسْجِدِ، فَقِيلَ: إِنَّكَ عَلِيلٌ! فَقَالَ: أَسْمَعُ دَاعِيَ اللَّهِ فَلا أُجِيبُهُ! فَأَخَذُوا بِيَدِهِ فَدَخَلَ مَعَ الإِمَامِ فِي صَلاةِ الْمَغْرِبِ فَرَكَعَ مَعَ الإِمَامِ رَكْعَةً ثُمَّ مَاتَ. قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ الأَسَدِيِّ: أَخْبَرَكُمُ ابْنُ خَلِيلٍ أنا أَبُو الْمَكَارِمِ الْعَدْلِ أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ ثنا محمد بن غالب ثنا القعنبي سمعت   [1] التاريخ الكبير 6/ 448، المشاهير 66، تهذيب التهذيب 5/ 74، التقريب 1/ 388، تهذيب الأسماء 1/ 256، الخلاصة 184، طبقات ابن سعد 5/ 183، الجرح 6/ 325، طبقات خليفة 648، حذف من نسب قريش 58، نسب قريش 243، جمهرة نسب قريش 220، المعرفة والتاريخ 1/ 665، حلية الأولياء 3/ 166، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 377، سير أعلام النبلاء 5/ 219، الوافي بالوفيات 16/ 589 رقم 631. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 143 مَالِكًا يَقُولُ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَقِفُ عِنْدَ مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ يَدْعُو وَعَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَرُبَّمَا سَقَطَتْ عَنْهُ الْقَطِيفَةُ وَمَا يَشْعُرُ بِهَا. وَرَوَى مَعْنٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: رُبَّمَا خَرَجَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُنْصَرِفًا مِنَ الْعَتْمَةِ مِنْ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَعْرِضُ لَهُ الدُّعَاءُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَرْفَعُ يَدَيْهِ فَمَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُنَادَى بِالصُّبْحِ فَيَرْجِعُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّي الصُّبْحَ بِوُضُوءِ الْعَتْمَةِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: اشْتَرَى عَامِرٌ نَفْسَهُ بِسَبْعِ دِيَاتٍ. وَلِعَامِرٍ عِدَّةُ إِخْوَةٍ مِنْهُمْ خَبِيبٌ وَمُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَهَاشِمٌ وَعَبَّادٌ وَثَابِتٌ وَحَمْزَةُ بَنُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. قُلْتُ: أَجْمَعُوا عَلَى ثِقَةِ عَامِرٍ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ قُبَيْلُ مَوْتِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ. عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَصْرِيُّ الأَحْوَلُ [1]- م 4-. عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهَمَّامٌ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس به بأس.   [1] التاريخ الكبير 6/ 456، تهذيب التهذيب 5/ 77، التقريب 1/ 389، الخلاصة 185، الجرح 6/ 326. المعرفة والتاريخ 2/ 218 و 666. التاريخ لابن معين 2/ 288 رقم 4696. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 144 عباس بن عبد الله بن معبد [1]- د- بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني. عَنْ أَخِيهِ وَأَبِيهِ وَعِكْرَمَةَ، وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ والدراوَرْديّ. وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عَبَّاسُ بْنُ فَرُّوخٍ [2] الْجُرَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ [3]- ع-. عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْه شُعْبَةُ وَهَمَّامٌ وَالْحَمَّادَانِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَلَيْسَ هُوَ بِأَخٍ لِسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيُّ. الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [4] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَبُو الحارث الأموي.   [1] التاريخ الكبير 7/ 8، المشاهير 139، تهذيب التهذيب 5/ 120، التقريب 1/ 397، الخلاصة 189. الجرح 6/ 212. المعرفة والتاريخ 1/ 116. [2] بفتح الفاء وضم الراء المشدّدة وفي الأصل «فرّوح» بالحاء المهملة. [3] التاريخ الكبير 7/ 4، تهذيب التهذيب 5/ 125، التقريب 1/ 398، الخلاصة 189، الجرح 6/ 211. التاريخ لابن معين 2/ 294 رقم 3735. المعرفة والتاريخ 2/ 125. [4] تهذيب ابن عساكر 7/ 273. تاريخ دمشق (المخطوط) 8/ 495 أ. معجم بني أمية 79. المعرفة والتاريخ 1/ 606 و 2/ 410، المحبّر 30، العقد الفريد 4/ 422، معجم المرزباني 104، جمهرة أنساب العرب 88- 90، أخبار العباس وولده 394 أنساب الأشراف (الدوري) 3/ 161، الوافي بالوفيات 16/ 637 رقم 682. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 145 كَانَ مِنَ الأَبْطَالِ الْمَذْكُورِينَ وَالأَسْخِيَاءِ الْمَوْصُوفِينَ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ فَارِسُ بَنِي مَرْوَانَ. اسْتَعْمَلَهُ أَبُوهُ عَلَى حِمْصٍ، وَوَلِيَ الْمَغَازِي، وَافْتَتَحَ عِدَّةَ حُصُونٍ، ولكنه كَانَ يَنَالُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِجَهْلٍ. وَقَدْ مَاتَ فِي سِجْنِ مَرْوَانَ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ عُمَيْرَةَ السُّحَيْمِيُّ الْيَمَامِيُّ [1]- 4-. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ سِبْطُهُ مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو الْيَمَامِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ الْيَمَامِيُّونَ وَيَاسِينُ الزَّيَّاتُ الْكُوفِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ سَحِيمِيٌّ حَنِيفِيٌّ [2] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ [3] . عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَبُكَيْرُ [4] بْنُ الأَشَجِّ وعقيل الأيلي.   [1] التاريخ الكبير 5/ 50، المشاهير 125، تهذيب التهذيب 5/ 154، التقريب 1/ 403، الخلاصة 192، الجرح 5/ 11. المعرفة والتاريخ 1/ 275. [2] في الأصل «ضيفي» ، والتصحيح من (اللباب 2/ 107) ، وسحيم: بطن من بني حنيفة. [3] الجرح 5/ 45. المعرفة والتاريخ 1/ 376. [4] في الأصل «الزهري بكير» بحذف واو العطف، وهو خطأ واضح، الجرح 5/ 45. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 146 عبد الله بن دينار [1]- ع- أبو عبد الرحمن العمري [2] مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ الثِّقَاتِ. سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ وَأَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَوَرْقَاءُ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَقَدِ انْفَرَدَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بِحَدِيثِ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَهِبَتِهِ [3] . وَأَسَاءَ العقيلي بإيراده فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ فَقَالَ: فِي رِوَايَةِ الْمَشَايِخِ عن عبد الله ابن دِينَارٌ اضْطِرَابٌ، ثُمَّ أَوْرَدَ لَهُ حَدِيثَيْنِ مُضْطَرِبَيِ الإسناد وإنما الاضْطِرَابُ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ [4] . أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْكِنَانِيِّ مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. وَاسْمُ أَبِيهِ يَسَارٌ. روى عن عبد الرحمن بن وعلة.   [1] التاريخ الكبير 5/ 79. ميزان الاعتدال 2/ 417. تهذيب التهذيب 5/ 201. التقريب 1/ 413. الثقات 127. تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 264. الخلاصة 196. طبقات ابن سعد 5/ 301 و 6/ 226. الجرح 5/ 46. تذكرة الحفاظ 1/ 125. العبر 1/ 164. الوافي بالوفيات 17/ 162 رقم 148. شذرات الذهب 1/ 173. طبقات خليفة 263. التاريخ الصغير 2/ 31. سير أعلام النبلاء 5/ 253 رقم 117. طبقات الحفاظ 50. المعرفة والتاريخ 1/ 425 تاريخ أبي زرعة 1/ 459. تاريخ ابن معين 2/ 304 رقم 565 و 567. [2] في المصادر السابقة «العدوي» بدلا من العمري. [3] في الأصل «الولاة هبته» والتصحيح من (تجريد التمهيد لابن عبد البر- ص 77) . [4] التاريخ الكبير 5/ 62. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 147 وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ الْعَابِدِينَ. كَانَ عَلَى صِنَاعَةِ مَرَاكِبِ الْغَزْوِ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ [1]- د ت- أَبُو مُحَمَّدٍ. حَلِيفُ قُرَيْشٍ. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنْ أَبِيهِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ ابْنِ أُخْتِ نَمِرٍ. وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهِ جَهَالَةٌ. عَبْدُ اللَّهِ بن السائب الشيبانيّ [2]- م ن- ويقال الكندي الكوفي. عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَتَادَةَ الْمُحَارِبِيُّ. وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ وَفُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ الثَّوْرِيُّ الكوفي [3]- سوى ت-.   [1] التاريخ الكبير 5/ 103، ميزان الاعتدال 2/ 426، تهذيب التهذيب 5/ 229، التقريب 1/ 418، طبقات ابن سعد 5/ 473، الخلاصة 198، الجرح 5/ 65. [2] التاريخ الكبير، ميزان الاعتدال، التقريب، الخلاصة، تهذيب التهذيب 5/ 230، الجرح 5/ 65. [3] التاريخ الكبير 5/ 105، المشاهير 164، تهذيب التهذيب 5/ 240، التقريب 1/ 420، الخلاصة 199 وفيه: السفر بفتح السين والفاء. ويروى بإسكان الفاء. التاريخ لابن معين 2/ 311 رقم 1471. المعرفة والتاريخ 1/ 452. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 148 عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقُوهُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الطويل [1]- د ت- أبو حمزة المصري. أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ الأَبْدَالِ. عَنْ نَافِعٍ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلُ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ [2] . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عَمْرٍو جُنْدَبٍ الأَزْدِيِّ- قَاتِلِ السَّاحِرِ- وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُقَيْمٍ [3] الطَّائِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ فِطْرُ بْنُ خليفة السفيانان وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي رِوَايَةِ أَبِي طَالِبٍ عَنْهُ، وَابْنُ مَعِينٍ فِي رِوَايَةِ الْكَوْسَجِ عَنْهُ، وَأَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ النسائي: ليس به بأس.   [1] التاريخ الكبير 5/ 108، المشاهير 190، تهذيب التهذيب 5/ 245، الجرح 5/ 75. [2] التاريخ الكبير 5/ 115، ميزان الاعتدال 2/ 439، تهذيب التهذيب 5/ 252 و 253، التقريب 1/ 422. الخلاصة 201. الجرح 5/ 80. المعرفة والتاريخ 2/ 219. [3] بضم الراء المهملة وفتح القاف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 149 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ الْجَوْزَجَانِيُّ فَعَقَرَهُ [1] وَقَالَ: مُخْتَارِيٌّ كَذَّابٌ. وَتَرَكَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لِسُوءِ مَذْهَبِهِ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: كَانَ مِمَّنْ يَغْلُو يَعْنِي فِي التَّشَيُّعِ. قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: جَالَسْنَاهُ وَكَانَ ابْنُ مِائَةِ سَنَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانُ [2]- م د ت ق-. أَخُو سُهَيْلٍ وَصَالِحٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَهُوَ مُقِلٌّ. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حسين النوفلي [3]- ع- القرشي المكيّ. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَنَافِعِ بْنِ جبير.   [1] العقر: الجرح. (القاموس المحيط) . [2] تهذيب التهذيب 5/ 263. الخلاصة 201. التاريخ لابن معين 2/ 291 رقم 924 وهو: عباد بن أبي صالح. التقريب 1/ 423. [3] التاريخ الكبير 5/ 133، المشاهير 148، تهذيب التهذيب 5/ 293، التقريب 1/ 428، الخلاصة 204، الجرح 5/ 97. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 150 وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذيّ [1]- خ-. عن سهل بْنِ سَعْدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَرْسَلَ عَنْ جَابِرٍ أَوْ لَقِيَهُ. وَعَنْهُ أَخُوهُ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ. وَثَّقَهُ الدار الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ عَلَى حَدِيثِهِ بَيِّنٌ. قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بِوَقْعَةِ قُدَيْدَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز [2] بْنِ مَرْوَانَ. عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ [3] . وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةِ العراقين ليزيد الناقص.   [1] التاريخ الكبير 5/ 143، تهذيب التهذيب 5/ 309، التقريب 1/ 431، الخلاصة 206، تهذيب الأسماء 1/ 277، الجرح 5/ 101. [2] التاريخ الكبير 5/ 145، تاريخ مدينة دمشق (نسخة موسكو المصورة- ص 180) ، الجرح 5/ 107. المعرفة والتاريخ 1/ 580. تاريخ أبي زرعة 1/ 570. [3] هو: عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 151 قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانَ أَكُولا يَأْكُلُ فِي الْيَوْمِ تِسْعَ مَرَّاتٍ وَيَنْتَبِهُ فِي السَّحَرِ فَيَدْعُو بِالطَّعَامِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا قَدِمَ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْعِرَاقِ أَمْسَكَ عَبْدَ اللَّهِ فَقَيَّدَهُ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى مَرْوَانِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَسَجَنَهُ فِي مَضِيقٍ مُظْلِمٍ وَاخْتَفَى خَبَرُهُ. عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ عُصْمٍ [2] أَبُو عُلْوَانَ الْعِجْلِيُّ الْحَنَفِيُّ- د ت ق-. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وابن عمرو أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَأَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. لَكِنَّ سَمَّاهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ عُصْمَةَ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عيِسَى بن عبد الرحمن بن أبي ليلي [3]- ع- الكوفي. كَانَ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ الْقَاضِي مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَزْهَدَ. رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ خِرَاشٍ [4] : هو أوثق ولد ابن أبي ليلى.   [1] التاريخ الكبير 5/ 159، ميزان الاعتدال 2/ 460، تهذيب التهذيب 5/ 321، التقريب 1/ 433، الخلاصة 207، الجرح 5/ 126. [2] وقيل: «عصمة» ، بضم العين وسكون الصاد المهملة. وفي (التقريب) عصيم. [3] التاريخ الكبير 5/ 164، تاريخ دمشق (نسخة موسكو) 397، تهذيب التهذيب 5/ 352، التقريب 1/ 439، ميزان الاعتدال 2/ 470، الخلاصة 209، الجرح 5/ 126. المعرفة والتاريخ 2/ 620. طبقات القراء 1/ 440 رقم 1838، الوافي بالوفيات 17/ 395 رقم 327. [4] في الأصل «حراس» مهملة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 152 قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بن الفضل بن العباس [1]- ع- بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الهاشمي المدني. قتل أبوه يوم الحرّة وهذا صَبِيٌّ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَمَالِكٌ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ «الْبِكْرُ تُستَأْمَرُ» . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ [2] . يَأْتِي فِي طَبَقَةِ الأَعْمَشِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ الْمُقْرِئُ. مر في الطبقة الماضية.   [1] التاريخ الكبير 5/ 168، تهذيب التهذيب 5/ 357، التقريب 1/ 440، الخلاصة 210، الجرح 5/ 136، الوافي بالوفيات 17/ 402 رقم 338. المعرفة والتاريخ 1/ 309. تاريخ أبي زرعة 1/ 445. [2] التاريخ الكبير 5/ 183، تهذيب التهذيب 6/ 13، التقريب 1/ 447، ميزان الاعتدال 2/ 484، الخلاصة 213. الجرح 5/ 153. تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 287 رقم 330، الوافي بالوفيات 17/ 426 رقم 365. تاريخ أبي زرعة 1/ 490 التاريخ لابن معين 2/ 329، رقم 3165. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 153 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُخْتَارِ الْبَصْرِيُّ [1]- م د ن ق-. عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَمُوسَى بْنِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعِدَّةٌ. تُوُفِّيَ شَابًا طَرِيًّا، وَكَانَ ثِقَةً. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ أَصْغَرَ مِنِّي سِنًّا. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلم [2]- م د ت ن- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شهاب الزهري أبو محمد المدني. وَهُوَ أَسَنُّ مِنْ أَخِيهِ الإِمَامُ أَبِي بَكْرٍ. رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ [3] وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ أَخُوهُ وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ وَمَعْمَرٌ وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمِسْوَرِ [4] ، بْنِ عَوْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ أبو جعفر. نزيل المدائن.   [1] التاريخ الكبير 5/ 207، تهذيب التهذيب 6/ 23 و 24، التقريب 1/ 449، الخلاصة 214، الجرح 5/ 170. [2] التاريخ الكبير 5/ 190، تهذيب التهذيب 6/ 29، التقريب 1/ 450. الجرح 5/ 164. المعرفة والتاريخ 1/ 370. [3] بضم الصاد المهملة. [4] ميزان الاعتدال 2/ 504، طبقات ابن سعد 7/ 319، الجرح 5/ 169. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 154 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَخَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ. وَلَمْ يَكُنْ بِثَقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ. رَوَى جَرِيرٌ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْهَاشِمِيَّ الْمَدَائِنِيَّ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مِسْوَرٍ يَفْتَعِلُ الْحَدِيثَ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يَكْذِبُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَدَّثَ بِمَرَاسِيلَ لا يُوجَدُ لَهَا أَصْلٌ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشمي [1] . عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ أَخُوهُ صَالِحٌ وَجُوَيْرِيَّةُ بْنُ أَسْمَاءَ. وَكَانَ جَوَّادًا مُمَدَّحًا شَاعِرًا مِنْ رِجَالِ الْعَالَمِ وَأَبْنَاءِ الدُّنْيَا. خَرَجَ بِالكُوفَةِ وَجَمَعَ خَلْقًا وعسكر وَنَزَعَ الطَّاعَةَ، وَجَرَتْ لَهُ أُمُورٌ يَطُولُ شَرْحُهَا. ثُمَّ لَحِقَ بِأَصْبَهَانَ وَغَلَبَ عَلَى تِلْكَ الدِّيَارِ، ثُمَّ ظَفَرَ بِهِ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ فَقَتَلَهُ، وَقِيلَ: بَلْ سَجَنَهُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي حُدُودِ الثَّلاثِينَ. وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ الْفَامِيُّ: قَتَلَهُ شبل بْنُ طَهْمَانَ مُتَوَلِّي هُرَاةَ بِأَمْرِ أَبِي مُسْلِمٍ سنة أربع وثلاثين.   [1] أسماء المغتالين لابن حبيب 189. المعارف 207. مقالات الإسلاميين للأشعري 6 و 85. الأغاني 12/ 215. تاريخ دمشق (مخطوطة الأزهر رقم 10170) ق 132 ب- 136 أ. الوافي بالوفيات 17/ 629 رقم 534، لسان الميزان 3/ 363- 365. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 155 وَكَانَ فَصِيحًا مُفَوَّهًا شُجَاعًا جَرِيئًا. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ [1] فَقَالَ: كَانَ رَدِيءَ الدِّينِ مُعَطِّلا مُسْتَصْحِبًا لِلدَّهْرِيَّةِ. ذَهَبَ بَعْضُ الْكَيْسَانِيَّةِ [2] إِلَى أَنُّه حَيٌّ لَمْ يَمُتْ وَأَنَّهُ بِجَبَلِ أَصْبَهَانَ وَلا بُدَّ لَهُ أَنْ يَظْهَرَ، فَصَارَ هَؤُلاءِ وَأَمْثَالُهُمْ فِي سَبِيلِ اليهود بأن ملكيصيدق بْنَ عَابِدٍ وَفَنْحَاصَ بْنَ الْعَازِرِ أَحْيَاءٌ إِلَى الْيَوْمِ، وَسَلَكَ هَذَا السَّبِيلَ بَعْضُ نَوْكِي [3] الصُّوفِيَّةِ وَزَعَمُوا أَنَّ الْخَضِرَ وَإِلْيَاسَ حَيَّانِ إِلَى الْيَوْمِ. وادّعى بعضهم أنه يلقى إِلْيَاسُ فِي الْفَلَوَاتِ وَالْخَضِرُ فِي الْمُرُوجِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّامِ الْقَيْنِيُّ الأَزْدِيُّ [4] . عَنْ مَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالضَّحَّاكِ بْنِ عَرْزَبٍ وَعُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَاصِمٌ وَعَبْدُ الْغَنِيِّ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَزْدِيُّ. وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. سُئِلَ عَنْهُ ابْنُ مَعِينٍ فقال: مظلم [5] . عبد الله بن هبيرة [6]- م 4- بْنِ أَسْعَدَ السَّبَائِيُّ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ أَبُو هُبَيَرَةَ.   [1] انظر: ج 2/ 69. [2] المصدر نفسه. [3] بفتح النون وسكون الواو. بمعنى: كسالى. [4] التاريخ الكبير 5/ 215، تهذيب التهذيب 6/ 56، التقريب 1/ 457، الخلاصة 217، ميزان الاعتدال 2/ 515، الجرح 5/ 185. [5] زاد الذهبي: «وقال غيره: صالح الحديث» . (ميزان الاعتدال 2/ 515) . [6] التاريخ الكبير 5/ 222، المشاهير 120، تهذيب التهذيب 6/ 61، التقريب 1/ 458، الجرح 5/ 194. المعرفة والتاريخ 1/ 299. طبقات ابن سعد 7/ 201، العبر 1/ 163. حسن المحاضرة 1/ 269 رقم 103، الوافي بالوفيات ع 1/ 662 رقم 558. شذرات الذهب 1/ 171. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 156 عَنْ مَسْلَمَة بْنِ مَخْلَدٍ وَأَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرَةَ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ. وَعَنْهُ بَكْرُ بْنُ عُمَرَ وَخَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ [1] ، الْفَقِيهُ أَبُو بَكْرٍ الأَصَمُّ. أَحَدُ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ. وَقِيلَ: بَلِ اسْمُهُ يَزِيدُ بن عبد الله بن هرمز. وَقِيلَ: بَلِ اسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزٍ. تَفَقَّهَ عَلَيْهِ مَالِكٌ وَصَحِبَهُ مُدَّةٌ وَحَكَى عَنْهُ فَوَائِدَ. قَالَ مَالِكٌ: كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ، وَكَانَ قَلِيلُ الْكَلامِ قَلِيلُ الْفُتْيَا شَدِيدُ التَّحَفُّظِ، كَثِيرًا مَا يُفْتِي الرَّجُلَ ثُمَّ يَبْعَثُ مَنْ يَرُدُّهُ ثُمَّ يُخْبِرُهُ بِغَيْرِ مَا أَفْتَاهُ، قَالَ: وَكَانَ بَصِيرًا بِالْكَلامِ يَرُدُّ عَلَى أُصُولِ الأَهْوَاءُ كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ أَنَّ ابْنَ عَجْلانَ سَأَلَ ابْنَ هُرْمُزٍ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ فَلَمْ يَزَلِ ابْنُ هُرْمُزٍ يُخْبِرُهُ حَتَّى فَهِمَ فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ عَجْلانَ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ. قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ لابْنِ هُرْمُزٍ: نَشَدْتُكَ باللَّه مَا عَلِمْتُ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُصلُّونَ فِيمَا مَضَى وَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ؟ فَصَمَتَ ابْنُ هُرْمُزَ. قُلْتُ لِمَالِكٍ: لِمَ صَمَتَ عَنْهُ؟ قَالَ: لَمْ يُحِبُّ أَنْ يَقُولَ نَعَمْ وَهُوَ أَمْرٌ قد ترك.   [1] التاريخ الكبير 5/ 224، المشاهير 137، طبقات الشيرازي 66، المعارف 584، الجرح 5/ 199 المعرفة والتاريخ 1/ 651، تاريخ أبي زرعة 1/ 421 و 422، طبقات الفقهاء 66، الوافي بالوفيات 17/ 679 رقم 576. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 157 قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ: مَا تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ إِلا لِنَفْسِي. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ كَانَ يَقوُلُ: إِنِّي لَأُحِبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ لا يَحُوطَ رَأْيَ نَفْسِهِ كَمَا يَحُوطَ السُّنَّةَ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ هُرْمُزٍ رَجُلا كُنْتُ أُحِبّ أَنْ أَقْتَدِي بِهِ. وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّهُ دَخَلَ يَوْمًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزٍ فَوَجَدَهُ جَالِسًا عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَهُوَ وَحْدَهُ فَذَكَرَ شَرَائِعَ الإِسْلامِ وَمَا انْتَقَصَ مِنْهُ وَمَا يَخَافُ مِنْ ضَيْعَتِهِ وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَنْسَكِبُ، قَالَ: وَقُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَ الْحَرَّةِ. وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ فَيَقُولُ: إِنَّ لِهَذَا نَظَرًا وَتَفَكُّرًا فَيُقَالُ: أَجَلْ فَافْعَلْ، فَيَقُولُ: مَا أُحِبُّ أَنْ أَشْغَلَ نَفْسِي فِي ذَلِكَ مَتَى أُصَلِّي مَتَى أَذْكُرُ. وَقَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَقَايَا الْعَالِمِ بَعْدَهُ «لا أَدْرِي» لِيَأْخُذَ بِذَلِكَ مَنْ بَعْدَهُ. قَالَ مَالِكٌ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالْمَدِينَةِ لَهُ شَرَفٌ إِلا إِذَا حَزَبَهُ الأَمْرُ رَجَعَ إِلَى أَمْرِ ابْنِ هُرْمُزٍ وَقَوْلِهِ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ غَنَمُ الصَّدَقَةِ وَإِبِلُهَا تَرَكَ اللَّحْمَ وَلَمْ يَأْكُلْهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُقَدِّمُونَ بِهَا إِلَى الأُمَرَاءِ وَلا يَضَعُونَهَا. فِي حَقِّهَا، وَرَوَى مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ قَالَ: إِنِّي لأَعْجَبُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يُرْزَقَ الرِّزْقَ الْحَلالَ فَيَرْغَبُ فِي الرِّبْحِ فَيُدْخَلُ فِي الشَّيْءِ الْيَسِيرَ مِنَ الْحَرَامِ فَيُفْسِدُ الْمَالَ كُلَّهُ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ أَنَّهُ قَالَ: حِينَ كَفَّ عَنِ الْكَلامِ: مَا كُنَّا إِلا قُضَاةً وَلَكِنْ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ مَا نَحْنُ فِيهِ، فَكَانَتِ الْفُرُوجُ تُسْتَحَلُّ بِكَلامِنَا وَتُؤْخَذُ الأَمْوَالُ بِكَلامِنَا، أَدْرَكْنَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا إِذَا سُئِلُوا عَنِ الشَّيْءِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا فِيمَا يَقُولُ صَاحِبُكُمْ فَيَقُولُونَ: كُلُّنَا نُشَبِّهُ هَذَا الأَمْرَ بالأمر الَّذِي كَانَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ الَّذِي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 158 كَانَ فِي زَمَانِ أَبِي بَكْرٍ فِي فُلانٍ وَفِي زَمَانِ عُمَرَ فِي فُلانٍ شَكٌّ ذَلِكَ فَقَالُوا: هُوَ مِثْلُهُ، وَقَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ غَيْرُ هَذَا، ثُمَّ اجْتَرَأْنَا أَنَا وَرَبِيعَةُ وَأَبُو الزِّنَادِ فَقُلْنَا: أَيُّ شَيْءٍ يُلْبِسُ عَلَى النَّاسِ كَأَنَّهُ وَشِبْهَهُ! قَالَ: فَاجْتَرَأْنَا وَأَبَى الْقَوْمُ فَقُلْنَا نَحْنُ: هُوَ مِثْلُهُ، وَسُئِلْنَا عَنْ أَشْيَاءَ فَقُلْنَا نَكْرَهُهَا، فَجَاءَ آخَرُونَ كَانُوا تَحْتَنَا فَقَالُوا: لِأَيِّ شيء نكرهها ما هو الإحلال وحرام [1] فاجترءوا عَلَى الَّتِي هِبْنَاهَا كَمَا اجْتَرَأْنَا عَلَى الَّتِي هَابَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا. مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزٍ قَالَ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُوَرَّثُ جُلَسَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ «لا أَدْرِي» . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ لِي ابْنُ هُرْمُزٍ: يَا مَالِكٌ لا نُمْسِكُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الرَّأْيِ أَخَذْتَ عَنِّي فَإِنِّي وَاللَّهِ فَجَّرْتُ ذَلِكَ وَرَبِيعَةُ. وَرَوَى مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ [2] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ هُرْمُزٍ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكُنْتُ قَدِ اتَّخَذْتُ فِي الشِّتَاءِ سَرَاوِيلَ مَحْشُوًّا، كُنَّا نَجْلِسُ مَعَهُ فِي الصَّحْنِ فِي الشِّتَاءِ فَاسْتَحْلَفَنِي أَنْ لا أَذْكُرَ اسْمَهُ فِي الْحَدِيثِ. وَرَوَى الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: رُحْتُ إِلَى الصَّلاةِ الظُّهْرَ مِنْ بَيْتِ ابْنِ هُرْمُزٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هرمز: الرجل   [1] في الموافقات للشاطبي: قال مالك: ما شيء أشد عليّ من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام، لأن هذا هو القطع في حكم الله ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا وان أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زمننا هذا يشتهون الكلام فيه والفتيا. ولو وقفوا على ما يصيرون عليه غدا لقلّلوا من هذا، قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضى من سلفنا الذين يفتدى بهم ويعوّل الإسلام عليهم أن يقولوا هذا حلال وهذا حرام. ولكن يقولوا أنا أكره كذا وأرى كذا، وأما حلال وحرام فهذا الافتراء على الله لأن الحلال ما حلّله الله ورسوله والحرام ما حرّماه. [2] بفتح الطاءين، يقال لمن يبيع الثياب البيض بدمشق ومصر طاطري. (اللباب) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 159 يَسْتَفْتِينِي فَأفُتْيِهِ بِرَأْيِي يَسَعْنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ حَتَّى تَعْلَمَ، لَوْ جَازَ ذَلِكَ لَجَازَ لِلسَّقَّائِينَ. مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي ابْنَ هُرْمُزٍ فَيَلْقَى، بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ وَنَتَكَلَّمُ وَمَعَنَا رَبِيعَةُ وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ فَكَثُرَ كَلامُنَا يَوْمًا وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ صَامِتٌ لا يَتَكَلَّمُ فَقُلْنَا لابْنِ هُرْمُزٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى دَاوُدَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزٍ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ، يَكْتُبُ حَدِيثُهُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يزيد مولى المنبعث [1]- ذ ن ق-. مَدَنِيٌّ صَالِحُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهْنِيِّ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ رَبُيعَةُ الرَّائِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ مَالِكٍ وَجُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الليثي. عبد الله بن يزيد مولى الأسود المدني [2] ، ع-. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. وَقَدْ وُثِّقَ. وَكَانَ مُقْرِئًا مِنْ مَوَالِي بَنِي مخزوم.   [1] التاريخ الكبير 5/ 228، ميزان الاعتدال 2/ 526، تهذيب التهذيب 6/ 81، الجرح 5/ 200. [2] التاريخ الكبير 5/ 235، المشاهير 117، تهذيب التهذيب 6/ 82، التقريب 1/ 462، الخلاصة 219. الجرح 5/ 198. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 160 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الصُّهْبَانِيُّ [1] الْكُوفِيُّ [2] . عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَحْمَرِ وَكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ الْكُوفِيُّ [3] ، 4- عَنْ أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُحَمَّدِ بْن الْحَنَفِيَّةِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَوَرْقَاءُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ. عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْحُجْبِيُّ الْعَبْدَرِيُّ [4] ، ع- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَمَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ وسفيان بن عيينة. وكان ثقة ثبتا.   [1] بضم الصاد المهملة وسكون الهاء وفتح الباء. وصهبان من النخع. التاريخ الكبير 5/ 225. اللباب 2/ 252. [2] تهذيب التهذيب 6/ 80، ميزان الاعتدال 2/ 526، الخلاصة 219، الجرح 5/ 199. [3] التاريخ الكبير 6/ 71، تهذيب التهذيب 6/ 94، ميزان الاعتدال 2/ 530، التقريب 1/ 464، الخلاصة 220، الجرح 6/ 25، المعرفة والتاريخ 1/ 499، التاريخ لابن معين 2/ 339 رقم 1656 [4] التاريخ الكبير 6/ 46، تهذيب التهذيب 6/ 111، التقريب 1/ 467، الخلاصة 221، الجرح 6/ 9، تاريخ أبي زرعة 1/ 516. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 161 عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ رَافِعٍ [1] . حِجَازِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ سَعْدِ بْنِ كَعْبٍ وَالْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ وَأَبِي مَرَارَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَمُسْلِمٍ الزَّنْجِيِّ وَغَيْرُهُمْ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ الْفَهْمِيُّ [2] . خ ت ن-. أَمِيرُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. لَهُ نُسْخَةٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوَ مِائَتَيْ حَدِيثٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. وَاللَّيْثُ فَمَوْلاهُ وَبِسَبَبِهِ نَالَ اللَّيْثُ دُنْيَا عَرِيضَةً. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ، وَلِيَ إمْرَةَ مِصْرَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَعُزِلَ بَعْدَ سَنَةٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ السَّرَّاجُ [3] ، م ن- عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَنَافِعٍ وَعَطَاءٍ. وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بُنْ زيد. وثّقه أبو حاتم.   [1] التاريخ الكبير 6/ 44، الجرح 5/ 12، المعرفة والتاريخ 3/ 113. [2] التاريخ الكبير 5/ 277، المشاهير 189، تهذيب التهذيب 6/ 165، التقريب 1/ 478، الخلاصة 226، الجرح 5/ 229، تاريخ أبي زرعة 1/ 252. [3] التقريب 1/ 488، التاريخ لابن معين 2/ 351 رقم 4628، المعرفة والتاريخ 2/ 182. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 162 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، ع- وَكَانَ يَتَّجِرُ إِلَى أَصْبَهَانَ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي بكر الصديق [2] ، ع- أبو محمد التيمي المدني. الفقيه أَحَدُ الأَعْلامِ. سَمِعَ أَبَاهُ وَأَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَمَالِكٌ وَالأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ عيينة وآخرون. وكان إماما ورعا حجّة. قال ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَهُوَ خَالُ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وُلِدَ فِي حَيَاةِ عَمَّةِ أَبِيهِ عَائِشَةَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْقَاسِمِ وَمَا بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَقَالَ مَعْنٌ عَنْ مَالِكٍ: إِنَّهُ رُئِيَ عَلَى ابْنِ الْقَاسِمِ قَمِيصٌ هَرَوِيٌّ أَصْفَرُ وَرِدَاءٌ مُوَرَّدٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: اسْتَوْفَدَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَقَدِمَ فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِحَوْرَانَ فَمَاتَ بِهَا سَنَةَ سِتٍّ وعشرين.   [1] تهذيب التهذيب 6/ 217، التقريب 1/ 488، الخلاصة 230، الجرح 5/ 255. [2] التاريخ الكبير 5/ 339، المشاهير 128، تهذيب التهذيب 6/ 254، التقريب 1/ 495، الخلاصة 233، الجرح 5/ 278، المعرفة والتاريخ 1/ 238. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 163 عبد الرحمن بن معاوية [1] ، د ق- أبو الحويرث الزرقيّ المدني. شهد جنازة جابر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَرَوَى عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَأَخِيهِ نَافِعٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو غَسَّانَ ومحمد بْنُ مُطَرِّفٍ. قَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَيِّنٌ. وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ أَبِي مِعْشَرٍ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيةَ قَالَ: مكث موسى عليه السلام بعد ما كَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لا يَرَاهُ أَحَدٌ إِلا مَاتَ. تُوُفِّيَ أَبُو الْحُوَيْرِثِ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٌ. عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ الأَمِيرُ أَبُو الإِصْبَغِ. قَامَ مَعَ يَزِيدَ النَّاقِصِ وَحَارَبَ الْوَلِيدَ فجعله يزيد ولي عهده بن بَعْدِ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ فِيمَا قِيلَ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ هَذَا أَخُو السَّفَّاحِ لأُمِّهِ رِيطَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيَّةَ. وَلَمَّا غَلَبَ مَرْوَانُ الْحِمَارُ عَلَى الأَمْرِ وَثَبَ أَعْوَانَهُ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَتَلُوهُ بداره   [1] التاريخ الكبير 5/ 350، تهذيب التهذيب 6/ 272، التقريب 1/ 498، الجرح 5/ 284. المعرفة والتاريخ 1/ 320، التاريخ لابن معين 2/ 358 رقم 806 و 824 و 1050 و 2597. تاريخ أبي زرعة 1/ 482. [2] تاريخ مدينة دمشق (الظاهرية) 176 أ، ب، معجم بني أمية 99 و 100. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 164 فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ قَدَرِيًّا. عبد العزيز بن رفيع [1]- ع- أبو عبد الله الأسدي الطائفي. نَزِيلُ الْكُوفَةَ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وشريح القاضي وأنس بن مالك وعبيد ابن عُمَيْرٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٌ [2] وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ. وَحَدِيثُهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا. وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمُسْنِدِينَ. وَقَدْ روى عنه رَفِيقُهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، بَلَغَنَا عَنْهُ أَنَّهُ قَلَّمَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً إِلا وَطَلَبَتْ فِرَاقَهُ مِنْ كَثْرَةِ جِمَاعِهِ. وَقَدْ مَاتَ فِي عَشْرِ الْمِائَةِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ الْبُنَانِيُّ [3]- ع- مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الأَعْمَى. عَنْ أنس وشهر وأبي نضرة العبديّ.   [1] التاريخ الكبير 6/ 11، المشاهير 84، تهذيب التهذيب 6/ 337، التقريب 1/ 509، الخلاصة 239، الجرح 5/ 381، التاريخ لابن معين 2/ 365 رقم 1469 و 2296. المعرفة والتاريخ 2/ 699، طبقات خليفة 165. سير أعلام النبلاء 5/ 228 رقم 96، شذرات الذهب 1/ 177. [2] في الأصل «عباس» . [3] التاريخ الكبير 6/ 14، المشاهير 97، تهذيب التهذيب 6/ 341، التقريب 1/ 510، الخلاصة 240، طبقات ابن سعد 8/ 124، الجرح 5/ 384. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 165 وَعَنْهُ شُعْبَةُ [1] وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَالْمُبَارَكُ بْنُ سُحَيْمٍ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ فَيْرُوزٍ [2] ، أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ الصَّفَّارُ. عَنْ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ وَأَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ. وَعَنْهُ حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَزْدِيُّ وَحَرَمِيُّ [3] بْنُ عُمَارَةَ. عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي [4] المخارق [5] ، ت ن ق، وم متابعة- أبو أمية. المعلم البصري نَزِيلُ مَكَّةَ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَحَسَّانِ بْنِ بِلالٍ الْمُزَنِيِّ وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَطَائِفَةٌ. رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ مُجَاهِدٌ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رباح. وكان أحد الفقهاء العلماء إِلا أَنَّهُ يَقُولُ بِالإِرْجَاءِ، وَفِي حَدِيثِهِ ضعف.   [1] مهملة في الأصل. [2] التاريخ الكبير 6/ 90، الجرح 6/ 61. [3] بفتح الحاء والراء. (اللباب 1/ 359) . [4] ساقطة من الأصل، والإضافة من المصادر السابقة. [5] تهذيب التهذيب 6/ 376، التقريب 1/ 516، ميزان الاعتدال 2/ 646، الخلاصة 242، الجرح 6/ 59، المعرفة والتاريخ 1/ 333، التاريخ لابن معين 2/ 369 رقم 789، تاريخ أبي زرعة 1/ 551. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 166 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ ضَعِيفٌ، وَكَذَا ضَعَّفَهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ. وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً. وَوَفَاتُهُ قَرِيبَةٌ مِنْ وَفَاةِ سَمِيِّهِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ. عَبْدُ الكريم بن مالك الجزري [1] ، ع- أبو سعيد الحرّانيّ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّهَ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَكَانَ أَحَدُ الأَثْبَاتِ وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَوَصَفَهُ بِالْحِفْظِ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ [2]- 4 خ م- أَخُو حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ الشَّيْبَانِيِّ مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ. وَلَهُ أَيْضًا أَخَوَانِ: بِلالٌ وَعَبْدُ الأَعْلَى. رَوَى هُوَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ وَأَبِي وَائِلٍ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَالسُّفْيَانَانِ. وَهُوَ صَادِقٌ فِي الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ مِنْ غُلاةِ الرَّافِضَةِ. رَوَى لَهُ (خ م) مقرونا بغيره.   [1] التاريخ الكبير 6/ 88، تهذيب التهذيب 6/ 373، التقريب 1/ 516، ميزان الاعتدال 2/ 645، الخلاصة 242، المعرفة والتاريخ 1/ 533. [2] التاريخ الكبير 5/ 405، تهذيب التهذيب 6/ 385، التقريب 1/ 517، ميزان الاعتدال 2/ 651، الخلاصة 243، التاريخ لابن معين 2/ 370 رقم 2366، المعرفة والتاريخ 2/ 672. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 167 عبد الملك بن حبيب [1]- ع- أبو عمران الجوني [2] البصري رَأَى عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ. وَرَوَى عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامَتِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَأَبَانٌ الْعَطَّارُ وَالْحَمَّادَانِ وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ الْغَالِبُ عليه الكلام في الحكمة، وكان يَقُولُ أَمَا وَاللَّهِ إِنَّ للَّه عِبَادًا آثَرُوا طَاعَةَ اللَّهِ عَلَى شَهَوَاتِهِمْ. وَكَانَ يَقُولُ: أَجْرَى اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ مَحَبَّتَهُ وَجَعَلَ قُلُوبَنَا أَوْطَانًا تَحِنُّ إِلَيْهِ. تُوُفِّيَ أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قَطَنٍ الْفِهْرِيُّ [3] ، أَمِيرُ الأَنْدَلُسِ مِنْ قِبَلِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قُتِلَ بها سنة خمس وعشرين ومائة.   [1] التاريخ الكبير 5/ 410، الإكمال 2/ 225، تهذيب التهذيب 6/ 389، التقريب 1/ 518، طبقات خليفة 215. التاريخ الصغير 1/ 318. الخلاصة 243. التاريخ لابن معين 2/ 371 رقم 3665. المعرفة والتاريخ 2/ 264، الجرح والتعديل 5/ 346. حلية الأولياء 2/ 309. سير أعلام النبلاء 5/ 255 رقم 118. شذرات الذهب 1/ 175. [2] بفتح الجيم وسكون النون. نسبة الى الجون بن عوف بن خزيمة بن مالك بن الأزد. (اللباب 1/ 312) . [3] ولي الأندلس سنة 115 هـ. (تاريخ علماء الأندلس 1/ 269، جذوة المقتبس 287، بغية، الملتمس 382) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 168 عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ، الأَمِيرُ. مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ كَيْفَ قُتِلَ فِي سَنَةِ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِنَاحِيَةِ الْيَمَنِ. عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ السَّلْمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [1] ق- وَالِدُ عُمَرَ. رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَنَافِعٍ. وعنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز. ولم يدركه ولده. قال النسائي: ليس بالقوي وَقَالَ مُرَّةً: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. قَالَ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ: ثنا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ الأَفْطَسِ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَ عَالِمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالنَّحْوِ وَكَانَ مُعَلِّمَ أَوْلادِ الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ: إِنِّي لَسْتُ آخِذٌ مِنْكُمْ شَيْئًا عَلَى التَّعْلِيمِ لِلْقُرْآنِ إِنَّمَا آخُذُ مِنْكُمْ عَلَى أَدَبِي. عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير [2]- ت- الأسدي الزبيري. عَنْ جَدِّهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَجُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وهو مقلّ صويلح.   [1] التاريخ الكبير 6/ 56، ميزان الاعتدال 2/ 675، تهذيب التهذيب 6/ 439، التقريب 1/ 526. [2] التاريخ الكبير 6/ 96. تهذيب التهذيب 6/ 454. التقريب 1/ 529. الخلاصة 248. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 169 عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ الْبَصْرِيُّ [1] . سَمِعَ أَبَاهُ وَالشَّعْبِيَّ. وَعَنْهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ وَهِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْمَكِّيُّ [2] ، ع مولى بني كنانة حلفاء الزُّهْرِيِّينَ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَالْحُسَيْنِ بن علي وسباع ابن ثَابِتٍ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وعنه ابن جريرج وشعبة وورقاء وحماد بن زياد وسفيان وعيينة وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ. وَهُوَ مِنْ أَكْبَرِ شُيُوخِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُحَدِّثُنَا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ وَيَقُولُ: هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ يُوهَمُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَبَيْنَا أَنَا يَوْمًا عَلَى بَابِ دَارٍ إِذْ سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ: ادْخُلْ بِنَا عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ فَقُلْتُ: مَنْ ذَا؟ قَالَ: شَيْخٌ لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ، قُلْتُ: أَدْخُلُ مَعَكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَسَمِعْتُ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ أَحَادِيثَ ثُمَّ أَتَيْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ فَحَدَّثَ عَنْهُ فَقُلْتُ: قَدْ سَمِعْتُ مِنْهُ، قَالَ: وَقَدْ وَقَعْتَ عَلَيْهِ! فَلَمْ أَزَلْ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ ثِقَةٌ: قَالَ: وَعَاشَ سِتًّا وَثَمَانِينَ سنة.   [1] التاريخ الكبير 5/ 377. تهذيب التهذيب 7/ 9، التقريب 1/ 532، الخلاصة 250. [2] التاريخ الكبير 5/ 403. تهذيب التهذيب 7/ 56، التقريب 1/ 540. الخلاصة 254. التاريخ لابن معين 2/ 384 رقم 523. تاريخ أبي زرعة 1/ 430. طبقات ابن سعد 5/ 481. طبقات خليفة 282. التاريخ الصغير 1/ 327. الجرح والتعديل 5/ 337. سير أعلام النبلاء 5/ 242 رقم 104. شذرات الذهب 1/ 171. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 170 قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مَنْ عَالِي رِوَايَتِهِ. عُبَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُزَنِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، م د ق- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ مَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ. وَثَّقُوهُ. عَبْدَةُ بن أبي لبابة الاسدي [2] ، سوى د ثم الغاضري مَوْلاهُمْ أَبُو الْقَاسِمِ. الْكُوفِيُّ التَّاجِرُ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ. سَكَنَ دِمَشْقَ، وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ وَعَلْقَمَةَ وَأَبِي وَائِلٍ وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَآخَرُونَ. وَكَانَ شَرِيكًا لِلْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ فَقَدِمَا بِتِجَارَةٍ إِلَى مَكَّةَ وَكَانَتْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَقِيَ عَبْدَةُ ابْنَ عُمَرَ بِالشَّامِ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: لَمْ يُقْدِمْ عَلَيْنَا مِنَ الْعِرَاقِ أَحَدٌ أفضل منه ومن الحسن بن الحر.   [1] التاريخ الكبير 5/ 446، تهذيب التهذيب 7/ 62، التقريب 1/ 542، الخلاصة 254، الجرح 5/ 405 المعرفة والتاريخ 3/ 135. [2] التاريخ الكبير 6/ 114، المشاهير 116، تهذيب التهذيب 6/ 461 و 462، التقريب 1/ 530، الخلاصة 249. الجرح 6/ 89، تاريخ أبي زرعة 1/ 71. التاريخ لابن معين 2/ 380 رقم 3092. طبقات ابن سعد 6/ 328. طبقات خليفة. 160. المجروحين والضعفاء 3/ 133. سير أعلام النبلاء 5/ 229 رقم 97. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 171 وَرَوَى ابْنَ ثَوْبَانَ عَنْ عَبْدَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُ الرّجِلُ لَجُوجًا مُمَارِيًا مُعْجَبًا بِرَأْيِهِ فَقَدَ تَمَّتْ خَسَارَتُهُ. وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ: قَدِمَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ وَكَانَا شَرِيكَيْنِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا تِجَارَةً فَوَافَيَا مَكَّةَ وَبِأَهْلِهَا فَاقَةٌ وَحَاجَةٌ فَقَالَ الْحَسَنُ لِعَبْدَةَ: هَلْ لَكَ أَنْ نُقْرِضَ رَبَّنَا عَشْرَةَ آلافٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَدْخَلُوا مَسَاكِينَ أَهْلِ مَكَّةَ دَارًا وَبَقُوا يُخْرِجُونَ وَاحِدًا وَاحِدًا ثُمَّ يُعْطُونَهُ، فَقَسَّمُوا العشرة الآلاف [1] ، وَفَضُلَ خَلْقٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ نُقْرِضَ رَبَّنَا عَشْرَةَ آلافٍ أُخْرَى؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَسَّمُوا فَلَمْ يَزَالا إِلَى أَنْ قَسَّمَا الْمَالَ كُلَّهُ وَتَعَلَّقَ بِهِمَا الْمَسَاكِينُ وَقَالُوا: لُصُوصٌ بَعَثَ مَعَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِمَالٍ فَخَانُوا. قَالَ: فَاسْتَقْرَضُوا عَشْرَةَ آلافٍ حَتَّى أَرْضُوا بِهَا مَنْ بَقِيَ، وَطَلَبَهُمُ السُّلْطَانُ فَاخْتَفَوْا حَتَّى ذَهَبَ أَشْرَافُ مَكَّةَ فَأَخْبَرُوا لوالي عَنْهُمَا بِفَضْلٍ وَصَلاحٍ. قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ بِاللَّيْلِ وَرَجَعُوا إِلَى الشَّامِ. وَرُوِيَ عَنْ عَبْدَةَ قَالَ: ذُقْتُ مَاءَ الْبَحْرِ الْمَلِحَ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فَوَجَدْتُهُ عَذْبًا. وَقَالَ أَبُو الْمُغِيرَةَ: ثنا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدَةَ قَالَ: أَقْرَبُ النَّاسِ مِنَ الرِّيَاءِ آمَنُهُمْ مِنْهُ. وَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَةَ يَقُولُ: لَوَدَدْتُ أَنَّ حَظِّي مِنْ أَهْلِ هَذَا الزَّمَانِ أَنَّهُمْ لا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ وَلا أسألهم يتكاثرون بالمسائل كما يتكاثر أهل الدراهم بالدراهم.   [1] في الأصل «العشرة آلاف» . والصواب: العشرة الآلاف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 172 تُوُفِّيَ عَبْدَةُ فِي حُدُودِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ النَّوْفَلِيُّ الْمَكِّيُّ [1] ، م د ن ق- عَنِ ابْنِ عَمِّهِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو حُصَيْنٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [2] ، ع أَحَدُ الأَشْرَافِ وَالأَئِمَّةَ. رَوَى عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْقَاضِي شُرَيْحٍ وَأَبِي وَائِلٍ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَعُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ أَرْكَانِ الْمُحَدِّثِينَ وَثِقَاتِهِمْ، عُثْمَانِيًّا صَالِحًا خَيِّرًا، وَكَانَ سَيِّدَ بَنِي أَسَدٍ بِالْكُوفَةِ. قَالَ وَكِيعٌ: كَانَ أَبُو حُصَيْنٍ يَقُولُ: أَنَا أَقْرَأُ مِنَ الأَعْمَشِ، فَقَالَ الأَعْمَشُ لِرَجُلٍ يَقْرَأُ عَلَيْه: اهْمِزِ الْحُوتَ فَهَمَزَهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَرَأَ أَبُو حُصَيْنٍ فِي الصُّبْحِ فَهَمَزَ الْحُوتَ فَقَالَ لَهُ الأَعْمَشُ لَمَّا سَلَّمَ: كَسَرْتَ ظَهْرَ الْحُوتِ يَا أَبَا حُصَيْنٍ فَكَانَ مَا بَلَغَكُمْ، يَعْنِي وَقَعَ بَيْنَهُمَا. رَوَاهَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ عَنْ وكيع.   [1] المشاهير 146، التاريخ الكبير 6/ 223، تهذيب التهذيب 7/ 120، التقريب 2/ 9، الجرح 6/ 152. المعرفة والتاريخ 1/ 267. [2] التاريخ الكبير 6/ 240، تهذيب التهذيب 7/ 126، التقريب 2/ 10، الخلاصة 260، الجرح 6/ 160، التاريخ لابن معين 2/ 393 رقم 1544 و 2816. المعرفة والتاريخ 1/ 219. تاريخ أبي زرعة 1/ 660. طبقات خليفة 159. سير أعلام النبلاء 5/ 412 رقم 182. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 173 قَالَ: وَالَّذِي بَلَغَنَا أَنَّهُ قَذَفَ الأَعْمَشَ فَحَلَفَ الأَعْمَشُ لَيُحَدِّثَنَّهُ، فَكَلَّمَهُ بَنُو أَسَدٍ فَأَبَى فَقَالَ خَمْسُونَ مِنْهُمْ: وَاللَّهِ لَنَشْهَدُ أَنَّ أُمَّهُ كَمَا قَالَ أَبُو حُصَيْنٍ، فَحَلَفَ الأَعْمَشُ لا يُسَاكِنَهُمْ، وتحوّل. قال الدار الدارقطني: أَبُو حُصَيْنٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَزَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَابْنَ الزُّبَيْرِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: لا تَرَى حَافِظًا يَخْتَلِفُ عَلَى أَبِي حُصَيْنٍ. وَقَالَ مِسْعَرٌ: أُتِيَ أَبُو حُصَيْنٍ بِجَائِزَةٍ مِنَ السُّلْطَانِ فَلَمْ يَقْبَلْهَا فَقِيلَ لَهُ: مَالَكَ لَمْ تَقْبَلْهَا! قَالَ: الْحَيَاءُ وَالتَّكَرُّمُ. وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ: سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ يَقُولُ: إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُفْتِي فِي الْمَسْأَلَةِ وَلَوْ وَرَدَتْ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَجَمَعَ لَهَا أَهْلَ بَدْرٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ أنا أَبُو حُصَيْنٍ وَكَانَ فِي خُلُقِهِ زَعَارَةٌ. وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ عَنْهُ الْقِرَاءَةَ الأَعْمَشُ، كَذَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو. وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي حُصَيْنٍ وَهُوَ مُخْتَفٍ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: إِنَّهُمْ يُرَاوِدُونِي عَنْ دِينِي وَاللَّهِ لا أُعْطِيهِمْ إِيَّاهُ أَبَدًا. تُوُفِّيَ أَبُو حُصَيْنٍ عَلَى الصَّحِيحِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عُثْمَانُ بْنُ عبد الله بن موهب [1] ، سوى د- أبو عبد الله التيمي المدني الأعرج نزيل العراق.   [1] التاريخ الكبير 6/ 231، تهذيب التهذيب 7/ 132، التقريب 2/ 11، الخلاصة 261، الجرح 6/ 155. المعرفة والتاريخ 3/ 89. طبقات خليفة 273. سير أعلام النبلاء 5/ 187 رقم 67. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 174 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَشَيْبَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَفِي الطَّبَقَاتِ لابْنِ سَعْدٍ وَهَمٌ وَهُوَ أَنَّهُ قَالَ: مَاتَ فِي خِلافَةِ الْمَهْدِيِّ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَإِنَّمَا مَاتَ فِي حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ [1] ، خ د ت- لِأَبِيهِ صُحْبَةٌ وَجَدُّهُ عُثْمَانُ أَخُو طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَحَدِ الْعَشَرَةِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَرَبُيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ [2] . وَعَنْهُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَآخَرُونَ. وُثِّقَ. عُثْمَانُ بْنُ عمير أبو اليقظان البجلي الكوفي الأعمى [3] ، د ت ق- ويقال عثمان بن قيس فَلَعَلَّهُ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ، وَيُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَإِبْرَاهِيمَ النخعي وعديّ بن ثابت وعدة.   [1] التاريخ الكبير 6/ 237، تهذيب التهذيب 7/ 133، التقريب 2/ 11، الخلاصة 261، الجرح 6/ 156. [2] بضم الهاء. [3] التاريخ الكبير 6/ 245 في باب «عثمان بن قيس» ، تهذيب التهذيب 7/ 145، التقريب 2/ 13، ميزان الاعتدال 3/ 50. الخلاصة 262. الجرح 6/ 161. التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 1835 و 2252. المعرفة والتاريخ 2/ 781. تاريخ أبي زرعة 1/ 146. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 175 وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَسُفْيَانُ الثّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ. وَهُوَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ وَكَانَ يَغْلُو فِي تَشَيُّعِهِ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: خَرَجَ أَبُو الْيَقْظَانِ فِي الفتنة مع إبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ يَعْنِي سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: فَعَلَى هَذَا يَتَعَيَّنُ أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى طَبَقَةِ الأَعْمَشِ. عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَسِ [1] ، 4- بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيُّ الْحِجَازِيُّ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجِ. وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ [2] وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ [3] ، خ 4- ابو المغيرة الكوفي الأعشى. عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيِّ وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ سفيان وشعبة وإسرائيل وشريك وابو عوانة.   [1] الجرح 6/ 166، تهذيب التهذيب 7/ 152، الخلاصة 262، الميزان 3/ 52، التقريب 2/ 14، التاريخ الكبير 6/ 249. [2] في الأصل «المحزمي» ، والصواب ما أثبتناه بفتح الميم وسكون الخاء. انظر: اللباب 3/ 178. [3] التاريخ الكبير 6/ 248، الجرح 6/ 167، تهذيب التهذيب 7/ 155، التقريب 2/ 14، الخلاصة 263. ميزان الاعتدال 3/ 56. المعرفة والتاريخ 1/ 226. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 176 وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ، وَقَالَ: هُوَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ. قُلْتُ: وَهُوَ أَعْشَى ثَقِيفٍ. عُرْوَةُ بْنُ أُذَيْنَةَ [1] ، أَبُو عَامِرٍ اللَّيْثِيُّ الْحِجَازِيُّ. الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ. سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ. وَعَنْهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْن عُمَر وغيرهما. ولَهُ وفادة عَلَى هشام بْن عَبْد الملك. وَكَانَ مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا أَعْلَمُ لَهُ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا. وَمِنْ قَوْلِهِ السَّائِرِ: وَلَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى الدِّيَارِ لَعَلَّهَا ... بِجَوَابِ رَجْعِ تَحِيَّةٍ تَتَكَلَّمُ وَالْعِيسُ تَسْجَعُ بِالْحَنِينِ كَأَنَّهَا ... بين المنازل حين تسجع مأتم نزلوا ثلاث مِنِّي بِمَنْزِلِ غِبْطَةٍ ... وَهُمْ عَلَى عَجَلٍ لَعَمْرِك مَا هُمُ مُتَجَاوِرَيْنِ بِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ ... لَوْ قَدْ أَجَدَّ رَحِيلُهُمْ لَمْ يَنْدَمُوا وَلَهُنَّ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ لِبانَةٌ ... وَالْحَجَرُ يَعْرِفُهُنَّ لَوْ يَتَكَلَّمُ لَوْ كان حيا [2] قبلهن ظعائنا ... حيا الحطيم وجوههن وزمزم   [1] في الأصل «أدينة» ، والتصحيح من: الأغاني 18/ 240، سمط اللآلي 236، الشعر والشعراء لابن قتيبة 483، أمالي المرتضى 1/ 408، المؤتلف 54، وفيات الأعيان 2/ 395، مختار الأغاني 5/ 295، المعرفة والتاريخ 3/ 115، الجرح والتعديل 3/ 1/ 396، التاريخ لابن معين 2/ 399 رقم 898 و 1974. [2] في الأصل «حبي» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 177 عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ الْهُذَلِيُّ [1] ، د ت- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ، يُكَنَّى أَبَا طَلْحَةَ. رَوَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ التُّجِيبِيِّ وَحَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ الْهُذَلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عَطَاءُ بْنُ صُهَيْبٍ الأَنْصَارِيُّ [2] خ م ت ق- عَنْ مَوْلاهُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَالأَوْزَاعِيُّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ [3] م 4 قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ مُخْتَصَرًا. وَهُوَ أبو يحيى الكلبي الدمشقيّ المذبوح. مقريء أَهْلِ دِمَشْقٍ مَعَ ابْنِ عَامِرٍ وَلَكِنْ لَمْ يشتهر حرفه.   [1] التاريخ الكبير 6/ 473، الجرح 6/ 332، تهذيب التهذيب 7/ 198، ميزان الاعتدال 3/ 69، التقريب 2/ 21. الخلاصة 266. المعرفة والتاريخ 2/ 221. [2] الجرح 6/ 334. تهذيب التهذيب 7/ 208. التقريب 2/ 22. الخلاصة 266. المعرفة والتاريخ 2/ 466. تاريخ أبي زرعة 1/ 385. [3] التاريخ الكبير 7/ 9، المشاهير 115، الجرح 6/ 383، تهذيب التهذيب 7/ 228، التقريب 2/ 25، الخلاصة 268. التاريخ لابن معين 2/ 407 رقم 2832. المعرفة والتاريخ 2/ 332. تاريخ أبي زرعة 1/ 166. طبقات ابن سعد 7/ 460. طبقات خليفة 311. التاريخ الصغير 1/ 307. سير أعلام النبلاء 5/ 324 رقم 158. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 178 قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ قِرَاءَتِهَا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَرَوَى عَنْهُ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَلِيُّ بْنُ أبي حملة وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ. قلت: وَحَدَّثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ وَمُعَاوِيَةَ وَابْنِ عمرو النعمان بْنِ بَشِيرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرِو بْن الْعَاصِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ. وَغَزَا فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَغَيْرِهِ. روى عنه ابنه سعد وعبد الله بن العلاء بن زبر وأبو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن يزيد بْن جَابِر وغيرهم. قَالَ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَكُنْ أحد يطمع أَنْ يَفْتَحَ شَيْئًا مِنْ ذِكْرِ الدُّنْيَا فِي مَجْلِسِ عَطِيَّةَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: دَارُهُ قَبَلِيُّ كَنِيسَةِ الْيَهُودِ. وَكَانَ قَارِئُ الْجُنْدِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ [1] . عُقَيْلُ بْنُ طَلْحَةَ السَّلْمِيُّ [2]- ن ق- مِنْ أَبْنَاءِ الصَّحَابَةِ. رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَمُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ وَأَبِي جُرَيٍّ [3] الهجيمي.   [1] وهو ابن مائة وأربع سنين. [2] التاريخ الكبير 7/ 51، تهذيب التهذيب 7/ 254، الجرح 6/ 219، التقريب 2/ 29، الخلاصة 270. [3] مصغرا بضم الجيم وفتح الراء. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 179 وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. الْعَلاءُ بْنُ عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ [1] . عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ. عَلُيُّ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] . عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَنْهُ المفَضَّل بْنُ لاحِقٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَكَان يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحتَجُّ بِهِ. عَلِيُّ بن زيد بن جدعان [3] [4] 4 م تبعا-   [1] التاريخ الكبير 6/ 512، تهذيب التهذيب 8/ 188، الجرح 6/ 358، التقريب 2/ 93، الخلاصة 300. [2] التاريخ الكبير 6/ 267، ميزان الاعتدال 3/ 124، الجرح 6/ 181. [3] في الأصل «جذعان» والتصحيح من المصادر التالية. [4] التاريخ الكبير 6/ 275، الجرح 6/ 186، تهذيب التهذيب 7/ 322، التقريب 2/ 37، الخلاصة 274، ميزان الاعتدال 3/ 127، المعرفة والتاريخ 1/ 230، التاريخ لابن معين 2/ 417 رقم 352 و 3906، تاريخ أبي زرعة 1/ 407، طبقات خليفة 215، التاريخ الصغير 1/ 318، سير أعلام النبلاء 5/ 206 رقم 82، تذكرة الحفاظ 1/ 640، العقد الثمين 6/ 174، طبقات الحفاظ 58. شذرات الذهب 1/ 176. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 180 مُخَتَلَفٌ فِي تَارِيخِ مَوْتِهِ. وَهُوَ فِي الطَّبَقَةِ الآتية. علي بن نفيل بن زراع [1]- د ق- أبو النهدي الحراني جَدُّ أَبِي جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ الْحَافِظُ. رَوَى عَنْ سعيد بن المسيب. وعنه أبو المليح الرَّقِّيُّ وَالنَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ الْبَاهِلِيُّ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَا بَأْسَ بِهِ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بن خلاد [2] ، خ د ن ق- بن رافع الزرق المدني. عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَمِّ أَبِيهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، وَعَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ وَنُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاق وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي هِلالٍ [3] ، ت ق- أبو عبد الملك الألهاني الشامي.   [1] التاريخ الكبير 6/ 299، الجرح 6/ 206، تهذيب التهذيب 7/ 391، التقريب 2/ 45، ميزان الاعتدال 3/ 160، الخلاصة 278. [2] التاريخ الكبير 6/ 300، تهذيب التهذيب 7/ 394، الجرح 6/ 208، التقريب 2/ 46، الخلاصة 278، المعرفة والتاريخ 1/ 317. [3] الجرح 6/ 208، التاريخ الكبير 6/ 301، تهذيب التهذيب 7/ 396، ميزان الاعتدال 3/ 161، التقريب 2/ 46. الخلاصة 278. المعرفة والتاريخ 1/ 217. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 181 عَنْ مَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلُه عَنْهُ نُسْخَةٌ مَشْهُورَةٌ. وَعَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ وَمُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ وَآخَرُونَ. وَلُه مَنَاكِيرُ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارِ الْمَكِّيُّ [1]- م 4- مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ وَقِيلَ: مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ. عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَالْكِبَارِ. وَعَنْهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. عُمَارَةُ بن عبد الله بن صياد الأنصاري [2]- ت ق- المدني. وَأَبُوهُ هُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ أَنَّهُ دَجَّالٌ. رَوَى عن جَابِر بن عَبْد اللَّهِ وسَعِيد بْن الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، قَالَ: وَكَانَ مَالِكٌ لا يُقَدِّمُ عَلَيْهِ فِي الفضل أحدا.   [1] التاريخ الكبير 7/ 26، المشاهير 86، الجرح 6/ 389، تهذيب التهذيب 7/ 404، التقريب 2/ 48، الخلاصة 279، التاريخ لابن معين 2/ 423 رقم 4334، المعرفة والتاريخ 1/ 214، تاريخ أبي زرعة 1/ 644. [2] التاريخ الكبير 6/ 502، تهذيب التهذيب 7/ 418، الجرح 6/ 367، التقريب 2/ 50، الخلاصة 280. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 182 مَاتَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ. عُمَارَةُ بن عبد الله بن طعمة المداني [1]- د- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَيْضًا. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاق. عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ [2] بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ. عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ. وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ ضَعْفًا. عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُعَفِيُّ الْكُوفِيُّ [3] ، الضَّرِيرُ. عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَخَيْثَمَةُ [4] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهَ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ صَدُوقٌ.   [1] التاريخ الكبير 6/ 502، تهذيب التهذيب 7/ 420، الجرح 6/ 368، التقريب 2/ 50، الخلاصة 280. [2] التاريخ الكبير 6/ 423، تهذيب التهذيب 8/ 134، ميزان الاعتدال 3/ 238، الجرح 6/ 301، التقريب 2/ 83، الخلاصة 296. [3] التاريخ الكبير 6/ 418، تهذيب التهذيب 8/ 139، الجرح 6/ 304، ميزان الاعتدال 3/ 243، التقريب 2/ 84، الخلاصة 296، المعرفة والتاريخ 3/ 76، التاريخ لابن معين 2/ 439 رقم 1729. [4] في الأصل «حيثمة» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 183 عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رِيَاحٍ [1] الثَّقَفِيُّ [2] . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ وَعَلِيِّ بْنِ عُمَارَةَ. وَعَنْه سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَزَكَرِيَّا بْنُ سِيَاهٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. عُمَرُ بْنُ حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ [3]- م- عُن نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونَ وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محيصن [4]- م ت ن- قيل. اسمه محمد. يأتي. عمر بن قيس الماصر [5]- د- أبو الصباح الكوفي. مَوْلَى ثَقِيفٍ وَقِيلَ مَوْلَى الأَشْعَثِ الْكِنْدِيِّ، وَقِيلَ هو عجلي وهو جد يونس   [1] في الأصل «رباح» وهكذا في نسخة القدسي 5/ 112، والصواب: رياح بالياء كما في المصادر التالية. [2] التاريخ الكبير 6/ 419، تهذيب التهذيب 8/ 137، الجرح 6/ 304، التقريب 2/ 84، الخلاصة 296، المعرفة والتاريخ 3/ 30، التاريخ لابن معين 2/ 439 رقم 1728. [3] التاريخ الكبير 6/ 148، تهذيب التهذيب 7/ 433، الجرح 6/ 104، الخلاصة 281، التقريب 2/ 53. [4] المشاهير 144، الجرح 6/ 121، تهذيب التهذيب 7/ 474، ميزان الاعتدال 3/ 212، التقريب 2/ 59، الخلاصة 284. [5] التاريخ الكبير 6/ 186، الجرح 6/ 129، ميزان الاعتدال 3/ 220، تهذيب التهذيب 7/ 489، التقريب 2/ 62، الخلاصة 275. التاريخ لابن معين 2/ 433 رقم 341، المعرفة والتاريخ 2/ 26. تاريخ أبي زرعة 1/ 513. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 184 ابن حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الْمَاصِرِ [1] الْعِجْلِيِّ. أَصْلُهُ مِنْ سَبْيِ الدَّيْلَمِ. رَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي وَعُمَرَ بْنِ أَبِي قُرَّةَ وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ عَوْنٍ وَزَائِدَةُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ. لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ وَهُوَ «أيُّمَا رَجُلٍ سَبَبْتَهُ أَوْ لَعَنْتَهُ فَاجْعَلْهَا عَلَيْهِ صَلاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . عُمَرُ بْنُ الْمُنْكَدِر التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] . الْعَابِدُ الْخَاشِعُ، لَهُ طَبَقَةٌ وَأَخْبَارٌ فِي الْكُتُبِ. قَالَ نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ: قَالَتْ وَالِدَةُ عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ لَهُ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَنَامَ، قَالَ: يَا أُمَه إِنِّي لأَسْتَقْبِلُ اللَّيْلَ فَيَهُولُنِي فَيُدْرِكُنِي الصُّبْحُ وَمَا قَضَيْتُ حَاجَتِي. وَقَدْ حَزِنَ عُمَرُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عِنْدَ الْمَوْتِ فَعَادَهُ أَبُو حَازِمٍ وَكَلَّمَهُ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَبْدُو لِي مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ أَكُنْ أَحْتَسِبُ. وَقِيلَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ خَالَفَ أُمَّهُ فِي شَيْءٍ- وَكَانَ الْحَقُّ مَعَهُ- فَقَالَ: يَا أُمَّه أُحِبُّ أَنْ تَضَعِي قَدَمَكِ عَلَى خَدِّي، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ وَمَا الَّذِي قُلْتُ! فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى وَضَعَتْ قَدَمَهَا على خده.   [1] هو أول من مصرّ الفرات ودجلة فسمّي «قيس الماصر» . انظر: اللباب 3/ 149. [2] التاريخ الكبير 6/ 191، المشاهير 138، الجرح 6/ 132، تهذيب التهذيب 7/ 497، التقريب 2/ 63، الخلاصة 286، المعرفة والتاريخ 1/ 659. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 185 عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ أَبُو زُرْعَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ [1]- ت ق- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ. وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَضَعَّفَهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَقُولُ إِنَّ عَلِيًّا فِي السَّحَابِ. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ شَيْخًا أحَمْقَ كَانَ يَجْلِسُ مَعَنَا فَيُبْصِرُ سَحَابَةً فَيَقُولُ: هَذَا عَلِيٌّ [2] . عَمْرُو بْنُ أَبِي حكيم الواسطي [3]- د ن- المعروف بابن الكردي. عَنِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ. وَثَّقَهُ د. عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ [4] ، ع مَوْلاهُمُ المكيّ الأثرم. أحد أئمة الدين.   [1] التاريخ الكبير 6/ 319، الجرح 6/ 223، تهذيب التهذيب 8/ 11، التقريب 2/ 66، ميزان الاعتدال 3/ 250، الخلاصة 287، المعرفة والتاريخ 2/ 497، تاريخ أبي زرعة 1/ 393. [2] وفي ميزان الاعتدال 3/ 250 «قال ابن لهيعة: عمرو بن جابر كان ضعيف العقل» . [3] التاريخ الكبير 6/ 326. تهذيب التهذيب 8/ 22. التقريب 2/ 68. الخلاصة 288. التاريخ لابن معين 2/ 442 رقم 3340. المعرفة والتاريخ 2/ 125. [4] التاريخ الكبير 6/ 328، المشاهير 84، الجرح 6/ 231، ميزان الاعتدال 3/ 260، تهذيب التهذيب 8/ 28 و 29، التقريب 2/ 69، الخلاصة 288، تهذيب الأسماء 2/ 27، ابن سعد الجزء: 8 ¦ الصفحة: 186 سمع ابن عباس وابن عمرو جابرا وَبَجَالَةَ [1] بْنَ عَبْدَةَ وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعُبَيْدَ ابن عُمَيْرٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُطْعَمٍ وَأَبا الشَّعْثَاءِ وَأَبَا سَلَمَةَ وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَطَاوُسًا وَخَلْقًا سِوَاهُمْ. وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي كِتَابِ ابْنِ مَاجَهْ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَوَرْقَاءُ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَخَلْقٌ. قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ أَثْبَتَ فِي الْحَدِيثِ مِنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عُيْيَنَة: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ لا يَدَعُ إِتْيَانَ الْمَسْجِدِ كَانَ يُحْمَلُ عَلَى حِمَارٍ مَا رَكِبَهُ إِلا وَهُوَ مُقْعَدٌ، وَكَانَ يَقُولُ: أُحَرِّجُ عَلَى مَنْ يَكْتُبُ عَنِّي فَمَا كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا، كُنْتُ أَتَحَفَّظُ، قَالَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي وَكَانَ فَقِيهًا رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَفْقَهَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ لا عَطَاءَ وَلا مُجَاهِدًا وَلا طَاوُسًا. وَقَال ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. قُلْتُ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مِنَ الأَبْنَاءِ وَالأَبْنَاءُ بِمَكَّةَ وَبِالْيَمَنِ مِنْ أَوْلادِ الْفُرْسِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَهْلُ الْمَدِينَةِ لا يَرْضَوْنَهُ يَرْمُونَهُ بِالتَّشَيُّعِ وَالتَّحَامُلِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ وَلا بَأْسَ به هو بريء مما يقولون.   [7] / 286. التاريخ لابن معين 2/ 44 و 443 رقم 311 و 312 و 314 و 325. المعرفة والتاريخ 1/ 221. تاريخ أبي زرعة 1/ 145. طبقات خليفة 281، تاريخ خليفة 368. التاريخ الصغير 169. المعارف 468. طبقات الفقهاء 70. سير أعلام النبلاء 5/ 300 رقم 144. العقد الثمين 6/ 374. طبقات القراء 1/ 600. طبقات الحفاظ 43. شذرات الذهب 1/ 171. [1] مهمل في الأصل. والتصويب من المصادر السابقة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 187 وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ، وَإِذَا جَاءَ إِلَيْهِ فَمَازَحَهُ وَحَدَّثَهُ وَأَلْقَى إِلَيْهِ الشَّيْءَ انْبَسَطَ إِلَيْهِ وَحَدَّثَهُ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ عَمْرٌو قَدْ جَزَّأَ اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ: ثُلُثًا يَنَامُ وَثُلُثًا يَدْرُسُ حَدِيثَهُ وَثُلُثًا يُصَلِّي، مَا كَانَ أَثْبَتَهُ. وَرَوَى نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا كَانَ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَفْقَهَ وَلا أَعْلَمَ وَلا أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ عَنِ ابْنِ عُيَيَّنَةَ قَالَ: قِيلَ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: أَيُّ أَهْلِ مَكَّةَ رَأَيْتَ أَفْقَهَ؟ قَالَ: أَسْوَأَهُمْ خُلُقًا عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ الَّذِي كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ كَأَنَّمَا تُقْلَعُ عَيْنُهُ. وَقَدْ ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ فِي كِتَابِ «مُزَكِّي الأَخْبَارِ» وَأَنَّهُ سَمِعَ أَيْضًا مِنْ أَبِي سَعِيدٍ وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ ق وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَفِي النَّفْسِ مِنْ هَذَا وَمَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ أَتَى الْحَاكِمُ بِهَؤُلاءِ. ثُمَّ رَوَى مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِنَا أَعْلَمُ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَلا فِي جَمِيعِ الأَرْضِ. وَقَال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ شُعْبَةُ يُقَدِّمُ أَحَدًا عَلَى عَمْرِو بْنِ ديِنَارٍ فِي الثَّبْتِ لا الْحَكَمَ وَلا غَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أَدْرَكْنَا عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَقَدْ سَقَطَتْ أَسْنَانُهُ مَا بَقِيَ لَهُ إِلا نَابٌ فَلَوْلا أَنَّا أَطَلْنَا مُجَالَسَتَهُ لَمْ نَفْهَمْ كَلامَهُ. وَقَالَ إِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ: ثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: إِنَّهُ لَيَزِيدُنِي فِي الْحَجِّ رَغْبَةً لِقَاءَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّنَا وَيُفِيدُنَا. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ثَمَانِينَ سَنَةً. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 188 وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّسَائِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَرِضَ عَمْرُو بْنَ دِينَارٍ فَعَادَهُ الزُّهْرِيُّ فَلَمَّا قَامَ الزُّهْرِيُّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا أَنَصَّ لِلْحَدِيثِ الْجَيِّدِ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ قَتَادَةَ. قَالَ أَحْمَدُ: وَهُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي عَطَاءٍ. قُلْتُ: يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَبَاحٍ فَإِنَّهُ رَوَى أَيْضًا عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ فِي مُسْلِمٍ. عَمْرُو بْنُ سَعْدٍ الْفَدَكِيُّ [1]- ت ق- مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ع- سمع أنسا.   [1] التاريخ الكبير 6/ 340، الجرح 6/ 236، تهذيب التهذيب 8/ 36، التقريب 2/ 70، الخلاصة 289. المعرفة والتاريخ 2/ 677. [2] التاريخ الكبير 6/ 356، الجرح 6/ 249، تهذيب التهذيب 8/ 60، التقريب 2/ 73، الخلاصة 290. التاريخ لابن معين 2/ 447 رقم 2141. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 189 وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. فَأَمَّا عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ [1] . وَالِدُ أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو وَالْفَقِيهُ فَيَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَأَبُو عُتَيْبَةَ. وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. صَدُوقٌ. عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ [2]- ع- الهمدانيّ الكوفي. أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ الْكُوفَةِ. رَأى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ. وَرَوَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالْبَرَاءِ بْنِ عازب وعديّ ابن حَاتِمٍ وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَعَنْ خَلائِقَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ وَيَنْفَرِدُ بِالأَخْذِ عَنْ كَثِيرٍ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ كَانَ إِمَامًا طَلابَةً لِلْعِلْمِ. روى عنه الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو الأَحْوَصِ وإبراهيم ابن طَهْمَانَ وَالأَجْلَحُ وَإِسْرَائِيلُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ وَالْجَرَّاحُ أَبُو وَكِيعٍ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَجَّاجٌ، وَحُدَيْجٌ وَزُهَيْرٌ ابْنَا مُعَاوِيَةَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَالْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ وَحَمَّادُ الأَبُحُّ وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَرَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ وَزَائِدَةُ   [1] التاريخ الكبير 6/ 357، الجرح 6/ 250، تهذيب التهذيب 8/ 60، التقريب 2/ 73، الخلاصة 290، المعرفة والتاريخ 2/ 89. [2] التاريخ الكبير 6/ 347، الجرح 6/ 242، تهذيب التهذيب 8/ 63، التقريب 2/ 73، الخلاصة 291. ميزان الاعتدال 3/ 270. ابن سعد 6/ 313. طبقات خليفة 162. التاريخ الصغير 1/ 326. المعرفة والتاريخ 2/ 621. سير أعلام النبلاء 5/ 392 رقم 180. تذكرة الحفاظ 1/ 114. شرح علل الترمذي 373 و 376. طبقات الحفاظ 43 و 44، العير 1/ 165، شذرات الذهب 1/ 174. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 190 وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَشُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ وَشُعَيْبُ بْنُ صَفْوَانَ وَالْمَسْعُودِيُّ وَعَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ وَمِسْعَرٌ وَوَرْقَاءُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَحَفِيدُهُ يُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ وابنه يونس والمطلب ابن زِيَادٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ. وَقَدْ غَزَا الرُّومُ فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ: سَأَلَنِي مُعَاوِيَةُ كَمْ عَطَاءُ أَبِيكَ؟ قُلْتُ: ثَلاثِمِائَةٍ يَعْنِي فِي الشَّهْرِ، قَالَ: فَفَرَضَهَا لِي. وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: وُلِدْتُ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ لِسَنَتَيْنِ بقيتا منها. وقال ابن المديني: رَوَى عَنْ سَبْعِينَ رَجُلا أَوْ ثَمَانِينَ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ، وَأَحْصَيْتُ مَشْيَخَتَهُ نَحْوًا مِنْ ثَلاثِمِائَةِ شَيْخٍ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: أَرْبَعُمِائَةِ شَيْخٍ. وَقَالَ آخَرُ: سَمِعَ مِنْ ثَمَانِيَةٍ وَثَلاثِينَ صَحَابِيًّا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُشْبِهُ الزُّهْرِيُّ فِي الْكَثْرَةِ. وَقَالَ الأَعْمَشُ: كَانَ أَصْحَابُ ابْنِ مَسْعُودٍ إِذَا رَأَوْا أَبَا إِسْحَاقَ قَالُوا: هَذَا عَمْرٌو الْقَارِئُ هَذَا الَّذِي لا يَلْتَفِتُ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلاثِ لَيَالٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ذِي يَحْمَدَ بْنِ السَّبِيعِ قَالَ وَأَكْثَرُ مَنْ سَمَّاهُ لَمْ يَتَجَاوَزْ أَبَاهُ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 191 وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. وَرَوى يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: قُمْ يَا عَمْرُو فَانْظُرْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: غَزَوْتُ فِي زَمَنِ زِيَادٍ سِتَّ غَزَوَاتٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ الْحَارِثِ الأَعْوَرِ فَوَقَعَتْ إِلَيْهِ كُتُبُهُ. وَرَوَى شَبَابَةُ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ الْحَارِثِ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: مَا أَقَلْتُ عَيْنَيَّ غُمْضًا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقَالَ وَكِيعٌ: ثنا الأَعْمَشُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا خَلَوْتُ بِأَبِي إِسْحَاق حَدَّثَنِي بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ غَضًّا. وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: شَهِدْتُ عِنْدَ شُرَيْحٍ فِي وَصِيَّةٍ فَأَجَازَ شَهَادَتِي وَحْدِي. وَقِيلَ لِشُعْبَةَ: أَسَمِعَ أَبُو إِسْحَاق مِنْ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: وَمَا كَانَ يَصْنَعُ بِهِ هُوَ أَحْسَنُ حَدِيثًا مِنْ مُجَاهِدٍ وَمِنَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمَسْلَمِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا إِسْحَاقَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْمَى يَسُوقُهُ إِسْرَائِيلُ يَعْنِي ابْنَ ابْنِهِ وَيَقُودُهُ ابْنُهُ يُوسُفُ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَوْنٌ لِأَبِي إِسْحَاقَ: مَا بَقِيَ مِنْكَ؟ قَالَ: أَقْرَأُ الْبَقَرَةَ فِي رَكْعَةٍ. قَالَ ذَهَبَ شَرُّكَ وَبَقِيَ خَيْرُكَ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 192 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ يُحَرِّضُ الشَّبَابَ يَقُولُ: مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسْتَوِيَ قَائِمًا حَتَّى أَعْتَمِدَ عَلَى رَجُلَيْنِ فَإِذَا اعْتَدَلْتُ قَائِمًا قَرَأْتُ بِأَلْفِ آيَةٍ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: قَدْ كَبُرْتُ وَضَعُفْتُ مَا أَصُومُ إِلا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ وَالاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ وَشُهُورَ الْحُرُمِ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَصِ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: حَفِظَ الْعِلْمَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةُ رِجَالٍ: فَلِأَهْلِ مَكَّةَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنُ شِهَابٍ وَلِأَهْلِ الْكُوفَةِ أَبُو إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشُ وَلِأَهْلِ الْبَصْرَةِ قَتَادَةُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ نَاقِلَةً. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: مَا سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَغْتَابُ أَحَدًا قَطُّ إِذَا ذُكِرَ رَجُلا مِنَ الصَّحَابَةِ فَكَأَنَّهُ أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ. وَقَالَ فَضْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: وَدَدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْ عِلْمِي كَفَافًا. وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: أَبُو إِسْحَاقُ ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ عَنْ عُبَيْدِ الله بن عمرو قال: جئت بمحمد [1] ابن سَوْقَةَ مَعِي شَفِيعًا عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ فَقُلْتُ لِإِسْرَائِيلَ: اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى الشَّيْخِ، فَقَالَ: صَلَّى بِنَا الشَّيْخُ الْبَارِحَةَ فَاخْتَلَطَ، فَدَخَلْنَا فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَخَرَجْنَا. وَقِيلَ: إِنَّمَا سَمِعَ ابْنُ عُيَيْنَةَ مِنْهُ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَإِسْرَائِيلُ حَدِيثُهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَرِيبٌ مِنَ السُّوءِ وَإِنَّمَا أصحاب أبي إسحاق شعبة والثوري.   [1] في الأصل «لمحمد» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 193 وَقَالَ أَحْمَدُ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ فَإِذَا هُوَ فِي قُبَّةٍ تَرْكِيَّةٍ وَمَسْجِدٍ عَلَى بَابِهَا وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَنْتَ؟ قَالَ: مِثْلُ الَّذِي أَصَابَهُ الْفَالِجُ لا تَنْفَعُنِي يَدٌ وَلا رِجْلٌ. وَقَالَ جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ: مَا أَفْسَدَ حَدِيثِ أَهْلِ الْكُوفَةِ غَيْرُ أَبِي إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشُ. قُلْتُ: لا يُسْمَعُ هَذا مِنْ مُغِيرَةَ وَلا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: تُوُفِّيَ أَبُو إِسْحَاقَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ دَخَلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ غَالِبًا عَلَى الْكُوفَةِ. وَفِيهَا أَرَّخَهُ الْهَيْثَمُ وَالْوَاقِدِيُّ وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَخَلِيفَةُ وَأَحْمَدُ وَالْفَلاسُ وَغَيْرُهُمْ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ. وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ رُبَّمَا دَلَّسَ. عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ [1] ، أَبُو يَحْيَى وَقِيلَ أَبُو مَالِكٍ. بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ. رَوَى عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسِ الرَّبَعِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحَدّانِيُّ وَآخَرُونَ وَابْنُهُ يَحْيَى. عَمْرُو بْنُ مُسْلِمِ بن عمارة [2]- م 4- بن أكيمة الليثي المدني.   [1] المشاهير 155، التاريخ الكبير 6/ 371، الجرح 6/ 259، الميزان 3/ 286، التهذيب 8/ 96، التقريب 2/ 77، المعرفة والتاريخ 3/ 199. [2] التاريخ الكبير 6/ 369، الجرح 6/ 259، تهذيب التهذيب 8/ 104، التقريب 2/ 79، الخلاصة 293. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 194 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِحَدِيثِ «مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ فَأَهَلَّ ذُو الْحِجَّةِ فَلا يَأْخُذُ مِنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ» . رَوَاهُ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَمَالِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عَمْرُو بْنُ مُسْلِمٍ [1] الْجَنَدِيُّ [2] الْيَمَنِيُّ- م د ت ن-. عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ النَّسَائِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ العنسيّ الدارانيّ [3]- ع- أبو الوليد. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- وَمُعَاوِيَةَ خ م- وَابْنِ عُمَرَ د. وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَقَتَادَةُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ جَابِرٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَسَعِيدُ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَآخَرُونَ.   [1] التاريخ الكبير 6/ 370، الجرح 6/ 259، ميزان الاعتدال 3/ 289، تهذيب التهذيب 8/ 104، التقريب 2/ 79، الخلاصة 293، اللباب 1/ 297. التاريخ لابن معين 2/ 453 رقم 391. [2] بفتح الجيم والنون كما في المصادر السابقة. [3] التاريخ الكبير 6/ 535 التاريخ الصغير 1/ 265، الكامل في التاريخ 5/ 123، سير أعلام النبلاء 5/ 421 رقم 185، شذرات الذهب 1/ 172 المشاهير 112 التاريخ لابن معين 2/ 457 رقم 2086. المعرفة والتاريخ 2/ 297، تاريخ أبي زرعة 1/ 231، تهذيب التهذيب 8/ 149، التقريب 2/ 87. الجرح 6/ 378، الخلاصة 297 وجاء في (الإصابة 2/ 68) انه شيخ نزل بيروت مع عمرو بن شراحيل العنسيّ، فأدركا أبا عثمان حيان بن وبرة المرّي في مسجد بيروت. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 195 وَعُمِّرَ دَهْرًا، اسْتَنَابَهُ الْحَجَّاجُ عَلَى الْكُوفَةِ ثُمَّ وَلِيَ خَرَاجَ دِمَشْقَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ ثَلاثِينَ صَحَابِيًّا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: كَانَ عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ يَضْحَكُ فَأَقُولُ: مَا هَذَا؟ فَيَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لأَسْتَجِمُّ لِيَكُونَ أَنْشَطَ لِي فِي الْحَقِّ فَقُلْتُ لَهُ: أَرَاكَ لا تَفْتُرْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى فَكَمْ تُسَبِّحُ؟ قَالَ: مِائَةَ أَلْفٍ إلَّا أنْ تُخْطئ الأَصَابِعُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: وَجَّهَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بِكُتُبٍ إِلَى الْحَجَّاجِ وَهُوَ مُحَاصِرُ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَقَدْ نَصَبَ الْمَنْجَنِيقَ يَرْمِي عَلَى الْبَيْتِ فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ صَلَّى مَعَ الْحَجَّاجِ وَإِذَا حَضَرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ صَلَّى مَعَهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُصَلِّي مَعَ هَؤُلاءِ! فَقَالَ: يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ صَلِّ مَعَهُمْ مَا صَلُّوا وَلا تُطِعْ مَخْلُوقًا فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، فَقُلْتُ: مَا قَوْلُكَ فِي أَهْلِ مَكَّةَ؟ قَالَ: مَا أَنَا لَهُمْ بِعَاذِرٍ، قُلْتُ: فَمَا تَقُولُ فِي أَهْلِ الشَّامِ؟ قَالَ: مَا أَنَا لَهُمْ بِحَامِدٍ كِلاهُمَا يَقْتَتِلُونَ عَلَى الدُّنْيَا يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ تَهَافُتَ الذُّبَابِ فِي الْمَرَقِ، قُلْتُ: فَمَا قَوْلُكَ فِي هَذِهِ الْبَيْعَةِ الَّتِي أَخَذَهَا عَلَيْنَا ابنُ مَرْوَانَ؟ فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نُبَايِعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فَكَانَ يُلَقِّنُنَا فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ. قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ الْفَسَوِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ [1] . وَقَالَ أَيُّوبُ بْنُ حَسَّانٍ: ثنا ابْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: وَلانِي الْحَجَّاجُ الْكُوفَةَ فَمَا بَعَثَ إِلَيَّ فِي إِنْسَانٍ أَحُدُّهُ إِلا حددته ولا في إنسان أقتله إلا   [1] المعرفة والتاريخ 2/ 465. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 196 أَرْسَلْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى ذَلِكَ إِذْ بَعَثَ إِلَى الْجَيْشِ أُسَيِّرُهُمْ إِلَى أُنَاسٍ أُقَاتِلُهُمْ، فَقُلْتُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عُمَيْرٌ كَيْفَ بِكَ، فَلَمْ أَزَلْ أُكَاتِبُهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيَّ انْصَرِفْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَجْتَمِعُ أَنَا وَأَنْتَ فِي بَلَدٍ، فَجِئْتُ وَتَرَكْتُهُ. وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبَيْحٍ: قلت لمروان الطاطري: لا أرى سعيد ابن عَبْدَ الْعَزِيزِ رَوَى عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ. قَالَ: كَانَ أَبْغَضَ إِلَى سَعِيدٍ مِنَ النَّارِ، قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: أَوَ لَيْسَ هُوَ الْقَائِلُ عَلَى الْمِنْبَرِ حِينَ بُويِعَ لِيَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ: سَارِعُوا إِلَى هَذِهِ الْبَيْعَةِ إِنَّمَا هُمَا هِجْرَتَانِ هِجْرَةٌ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَهِجْرَةٌ إِلَى يَزِيدَ. فَسَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدًا يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ مُرَّةَ وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ وَقَدْ سَمَطَ خَلْفَهُ رأسَ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَهُوَ دَاخِلٌ بِهِ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَيُّ رَأْسٍ يَحْمِلُ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: قُتِلَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُتِلَ عُمَيْرُ صَبْرًا بِدَارَيَا أَيَّامَ فِتْنَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ لِأَنَّهُ كَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قَتْلِهِ فَقَتَلَهُ ابْنُ مُرَّةَ وَسَمَطَ رَأَسَهُ خَلْفَهُ وَدَخَلَ به دمشق إلى مروان ابن مُحَمَّدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. وقَالَ أحمد بْن أبي الحواري: إني لأبغضه. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ قَدَرِيًّا. عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ الْعُقَيْلِيُّ [1]- ق- ويقال العبديّ البصري أبو معمر، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهَرِمِ بْنِ حِبَّانَ وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ.   [1] تهذيب التهذيب 8/ 171، ميزان 3/ 306، التقريب 2/ 90. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 197 وَعَنْهُ عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ وَهِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ وَخَلَفُ بْنُ خَليِفَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. عِيسَى بْنُ أُبَيٍّ الْكُوفِيُّ [1]- ت ن-. عَنْ شُرَيْحٍ الْقَاضِي وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَضَعَّفَهُ يَحْيَى القطان.   [1] الجرح 6/ 283، تهذيب التهذيب 8/ 220، التقريب 2/ 106، الخلاصة 302، ميزان الاعتدال 3/ 318، المعرفة والتاريخ 3/ 90. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 198 [حرف الْغَيْنِ] غَيْلانُ بْنُ أَنَسٍ الْكَلْبِيُّ [1]- د ق- مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعِكْرِمَةَ وَعُمَرُ بْنَ عَبْدَ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَعِيسَى بْنُ مُوسَى الْقُرَشِيُّ. غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ [2] أَبُو يَزِيدَ الْمَعْوَلِيُّ [3] الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ- ع-. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الله بن معبد الزماني وزياد بن رياح وَأَبِي بُرْدَةَ وَابْنِ أَبِي مُوسَى. وَعَنْهُ أَيُّوبُ وَشُعْبَةُ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَأَبُو هِلالٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ. وَكَانَ ثِقَةٌ. قيل: توفي سنة تسع وعشرين ومائة.   [1] الجرح 7/ 54. تهذيب التهذيب 8/ 252، التقريب 2/ 106، الخلاصة 307، تاريخ أبي زرعة 1/ 57 و 331، المعرفة والتاريخ 2/ 478. [2] الجرح 7/ 52، تهذيب التهذيب 8/ 253، التقريب 2/ 106، الخلاصة 307، المعرفة والتاريخ 2/ 80- 82 و 90 و 91، تاريخ أبي زرعة 2/ 682، طبقات ابن سعد 7/ 465، طبقات خليفة 313، التاريخ الكبير 2/ 288، سير أعلام النبلاء 5/ 239 رقم 100، شذرات الذهب 1/ 161. [3] بفتح الميم وسكون العين، كما في اللباب 3/ 238. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 199 [حرف الْفَاءِ] فُرَاتُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ التميمي [1]- ع- البصري القزاز. نَزِيلُ الْكُوفَةِ. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ الْحَسَنُ وَالسُّفْيَانَانِ وَشُعْبَةُ وَشَرِيكٌ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو الأَحْوَصِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. فِرَاسُ بن يحيى الهمدانيّ الكوفي [2]- ع- أبو يحيى المؤدّب. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَشَيْبَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.   [1] المشاهير 167، الجرح 7/ 79، تهذيب التهذيب 8/ 258، التقريب 2/ 107، الخلاصة 308، ميزان الاعتدال 3/ 343، المعرفة والتاريخ 2/ 107، التاريخ لابن معين 2/ 472 رقم 3453. [2] المشاهير 167، الجرح 7/ 91، تهذيب التهذيب 8/ 259، التقريب 2/ 108، الخلاصة 311، ميزان الاعتدال 3/ 343، المعرفة والتاريخ 3/ 92 و 127. التاريخ لابن معين 2/ 472 رقم 1541. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 200 فرقد بن يعقوب السّبخي [1]- ت ق- أبو يعقوب البصري الحائك. أَحَدُ الْعُبَّادِ الأَعْلامُ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ [2] وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ وَأَبِي الشَّعْثَاءِ. وَقِيلَ إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهَمَّامُ وَصَدَقَةُ بْنُ مُوسَى وحماد ابن زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْن حنبل: ليس بقوي. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ. قُلْتُ: لَهُ قَصَصٌ وَمَوَاعِظُ. رَوَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ فَرْقَدٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: أُمَّهَاتُ الْخَطَايَا ثَلاثٌ أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ: الْكِبْرُ وَالْحَسَدُ وَالْحِرْصُ. وَرَوَى عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دُعِيَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ إلى طعام فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فقال: يا فرقد لو شهدت الْمَوْقِفَ لَخَرَقْتَ ثِيَابَكَ مِمَّا تَرَى مِنْ عَفْوِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا سَيَّارُ ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ فَرْقَدَ السَّبَخِيَّ يَقُولُ: قَرَأْتُ فِي التوراة «من أصبح   [1] تهذيب التهذيب 8/ 262، التقريب 2/ 108، الجرح 7/ 81، الخلاصة 311، ميزان الاعتدال 3/ 345. ابن سعد 6/ 278، المعرفة والتاريخ 2/ 257، التاريخ لابن معين 2/ 473 رقم 2503 [2] في الأصل «حراس» والتصويب من المصادر السابقة، بكسر الحاء. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 201 حَزِينًا عَلَى الدُّنْيَا أَصْبَحَ سَاخِطًا عَلَى رَبِّهِ، وَمَنْ جَالَسَ غَنِيًّا فَتَضَعْضَعَ لَهُ [1] ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، وَمَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَشَكَاهَا إِلَى النَّاسِ فَكَأَنَّمَا يَشْكُو رَبَّهُ» . فَضْيلُ بْنُ طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] . عَنِ الْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَأَيُّوبَ أَبُو الْعَلاءِ وَأَبُو عَوَانَةَ. وهو صالح الحديث.   [1] أي خضع له وذلّ. [2] التاريخ الكبير 7/ 121، الجرح 7/ 73. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 202 [حرف الْقَافِ] الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الأَصْبَهَانِيُّ [1]- ن- ثم الواسطي الأعرج. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ حَدِيثَ الْفُتُونِ بِطُولِهِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ، وَانْفَرَدَ عَنْهُ بَحِدِيثِ الْفُتُونِ أَصْبَغُ، وَفِيهِ لِينٌ. القاسم [2] بن أبي بزة [3]- ع- أبو عبد الله ويقال أبو عاصم مولى عبد الله ابن السَّائِبِ بْن صيفي الْمَخْزُومِيِّ الْمَكِّيِّ. وَكَانَ أَبُو بَزَّةَ مِنْ سَبْيِ هَمْدَانَ فِيمَا قِيلَ. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ حجاج بن أرطاة وشعبة ومسعر وآخرون.   [1] التاريخ الكبير 7/ 168، الجرح 7/ 107، ذكر أخبار أصبهان 2/ 159، تهذيب التهذيب 8/ 309، التقريب 2/ 115، الخلاصة 311. التاريخ لابن معين 2/ 479 رقم 4464. [2] التاريخ الكبير 7/ 167، المشاهير 146، تهذيب التهذيب 8/ 310، التقريب 2/ 115، الخلاصة 311. التاريخ لابن معين 2/ 479 رقم 426. المعرفة والتاريخ 2/ 154، تاريخ أبي زرعة 1/ 643 و 644. [3] في الأصل «مزة» ، والتصويب من المصادر السابقة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 203 وَثَّقُوهُ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. وَمِنْ وَلَدِهِ البزي صاحب القراءة. القاسم بن عباس [1]- م د ت ق- بن محمد بن معتب بن أبي لهب ابن عبد المطلب أبو العباس الهاشمي المدني. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عباس ونافع بن جبير. وعنه بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [2] . عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الرَّحَّالُ [3] . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.   [1] التاريخ الكبير 7/ 168، المشاهير 139، الجرح 7/ 114، ميزان الاعتدال 3/ 371، تهذيب التهذيب 8/ 319، التقريب 2/ 117، الخلاصة 312، التاريخ لابن معين 2/ 481 رقم 813، تاريخ أبي زرعة 1/ 442. [2] التاريخ الكبير 7/ 160، الجرح 7/ 112. [3] الجرح 7/ 123، التاريخ لابن معين 2/ 483 رقم 434 و 3574. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 204 وَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي كِتَابِ الْبَعْثِ، روى عنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. قَطَنُ بْنُ وَهْبٍ اللَّيْثِيُّ [1]- م ن- ويقال الخزاعي المدني أبو الحسن. عن عبيد عن عُمَيْرٍ وَيُحَنَّسَ [2] مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ الضَّحَّاكُ بن عثمان وعبيد الله بن عمرو مالك بْنُ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. قيس بن الحجاج بن خلي [3]- ت ق- الكلاعي ثم السلفي [4] المصري وقيل دمشقي. عن حنش الصنعاني وأبي عبد الرحمن الحبلي. وعنه عبد الله بن عياش الْقِتْبَانِيِّ [5] وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَخُوهُ عَبْدُ الأَعْلَى وَآخَرُونَ. وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا صَدُوقًا مَا جَرَّحَهُ أَحَدٌ. تُوُفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وعشرين ومائة.   [1] التاريخ الكبير 7/ 190، الجرح 7/ 138، تهذيب التهذيب 8/ 383، التقريب 2/ 127، الخلاصة 316. [2] بضم الياء وفتح الحاء وفتح النون المشدّدة. [3] التاريخ الكبير 7/ 155، الجرح 7/ 95، تهذيب التهذيب 8/ 389، التقريب 2/ 128، الخلاصة 317. [4] بضم السين وفتح اللام. نسبة الى سلف، وهو بطن من الكلاع. انظر: اللباب 2/ 126. [5] في الأصل «الفتياني» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 205 قَيْسُ بْنُ سَالِمٍ [1] أَبُو جَزَرَةَ [2] الْمُؤَذِّنُ. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. كَنَّاهُ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمَ، وَلَهُ حَدِيثٌ يُسْتَنْكَرُ. قَيْسُ بْنُ طَلْقِ [3] بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ النُّعْمَانِ السُّحَيْمِيُّ وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ وعكرمة ابن عَمَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ فِي السُّنَنِ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. قَيْسُ بْنُ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- م د ق-. عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيِّ وَأَبِي الْوَدَّاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ. وَعَنْه الثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ وشريك. وثّقه أحمد وغيره.   [1] التاريخ الكبير 7/ 154، الجرح 7/ 100، ميزان الاعتدال 3/ 397، تهذيب التهذيب 8/ 395، التقريب 2/ 128، الخلاصة 317. [2] في التاريخ الكبير والجرح: «ابو حزرة» بالحاء المهملة. [3] التاريخ الكبير 7/ 151، الجرح 7/ 100، تهذيب التهذيب 8/ 398، ميزان الاعتدال 3/ 397، التقريب 2/ 129، الخلاصة 317، ابن سعد 5/ 552 و 556. [4] الجرح 7/ 104، تهذيب التهذيب 8/ 405. التقريب 2/ 130، الخلاصة 318. المعرفة والتاريخ 3/ 375. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 206 [حرف الْكَافِ] كَثِيرُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو أَمِينٍ الْحِمْيَرِيُّ [1] . عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ خالد بن معدان- وهو شَيْخُهُ- وَأَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ. لَهُ حَدِيثَانِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. كَثِيرُ بْنُ خُنَيْسٍ اللَّيْثِيُّ [2] . عَنْ أَنَسٍ وَعَمْرَةَ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ وَأَسْوَدُ بْنُ الْعَلاءِ ومحمد بن عمرو بن علقمة. وثقه ابن مَعِينٍ. كَثِيرُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو سَهْلٍ الأَزْدِيُّ [3]- د ت ق- العتكيّ البصري. نزيل بلخ.   [1] التاريخ الكبير 7/ 214، الجرح 7/ 150، تهذيب التهذيب 8/ 412، التقريب 2/ 131، الخلاصة 319، تاريخ أبي زرعة 1/ 320 و 398. [2] التاريخ الكبير 7/ 210، الجرح 7/ 150. [3] التاريخ الكبير 7/ 215، المشاهير 197، الجرح 7/ 151، تهذيب التهذيب 8/ 413، التقريب 2/ 131، الخلاصة 319، ميزان الاعتدال 3/ 404. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 207 عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ وَالْحَسَنِ وَمَسَّةَ الأَزْدِيَّةَ. وَعَنْهُ عُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ وَابْنُ شَوْذَبٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَعْفَرُ الأَحْمَرُ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ [1]- خ د ن- مَدَنِيٌّ سَكَنَ مِصْرَ. وَرَوَى عَنْ نَافِعٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُذَافَةَ [2] . وعنه عمر بْنُ الْحَارِث وَاللَّيْثُ وَمَالِكٌ وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَمَاتَ شَابًّا. كَثِيرُ بْنُ كثير بن المطلب [3]- خ د ن ق- بن أبي وداعة السهمي المكيّ أَخُو جَعْفَرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ. عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ شَاعِرًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ. كثير بن معدان البصري [4] .   [1] التاريخ الكبير 7/ 214، الجرح 7/ 155، تهذيب التهذيب 8/ 424، التقريب 2/ 133، الخلاصة 320، التاريخ لابن معين 2/ 494 رقم 847. المعرفة والتاريخ 1/ 683 و 690. [2] في الأصل «حدافة» . [3] التاريخ الكبير 7/ 211، الجرح 7/ 156، تهذيب التهذيب 8/ 426، التقريب 2/ 133، الخلاصة 320، ميزان الاعتدال 3/ 409. التاريخ لابن معين 2/ 494 رقم 2039. المعرفة والتاريخ 1/ 713. تاريخ أبي زرعة 1/ 74. [4] التاريخ الكبير 7/ 211، الجرح 7/ 157. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 208 عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَالِمٍ. وَعَنْهُ أَبُو هِلالٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَالْحَمَّادَانِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُقَالُ لَهُ كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَكَثِيرُ بْنُ أَبِي أَعْيَنَ أَبُو مُحَمَّدٍ، وَكُلٌّ صحيح. كعب بن علقمة [1]- م د ت ن- بْنِ كَعْبِ بْنِ عَدِيٍّ التَّنُوخِيُّ الْمِصْرِيُّ أَبُو عبد الحميد. وَقِيلَ لِجَدِّهِ كَعْبٍ صُحْبَةٌ، وَرَأَى هُوَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيُّ. وَرَوَى عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ وَمَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ أَحَدَ الثِّقَاتِ الْعُلَمَاءِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ [2]- م ن-. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَابْنُهُ رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ وَالْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ. وثّقه أحمد.   [1] التاريخ الكبير 7/ 225، المشاهير 189، الجرح 7/ 162، تهذيب التهذيب 8/ 436، التقريب 2/ 135، الخلاصة 321. المعرفة والتاريخ 2/ 503 و 515. [2] التاريخ الكبير 7/ 227، الجرح 7/ 164، تهذيب التهذيب 8/ 442، التقريب 2/ 136، الخلاصة 321، ميزان الاعتدال 3/ 413. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 209 كُلْثُومُ بْنُ عِيَاضٍ الْقُشَيْرِيُّ أَحَدُ الأُمَرَاءِ. مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ. كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ [1] . أَدْرَكَ خِلافَةِ عُثْمَانُ وَعُمِّرَ دَهْرًا. وَحَدَّثَ عَنْ صَفِيَّةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَخُوهُ حُدَيْجُ [2] بْنُ مُعَاوِيَةَ وَسَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ الْجُهَنِيُّ وَهَاشِمُ بْنُ سَعِيدٍ. الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [3] ، شَاعِرُ زَمَانَهُ، يُقَالُ إِنَّ شِعْرَهُ أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ آلافِ بَيْتٍ. رَوَى عَنِ الْفَرَزْدَقِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ وَالِبَةُ بْنُ الْحُبَابِ الشَّاعِرُ وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْغَاضِرِيُّ [4] وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ وَآخَرُونَ. وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْخَلِيفَتَيْنِ يَزِيدَ وَهِشَامِ ابْنَيْ عَبْدَ الْمَلِكِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِبَنِي أَسَدٍ مَنْقَبَةً غير المكيت لَكَفَاهُمْ، حَبَّبَهُمْ إِلَى النَّاسِ وَأَبْقَى لَهُمْ ذِكْرًا. وَقَالَ أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ: لَوْلا شِعْرُ الْكُمَيْتِ لم يكن للغة ترجمان.   [1] الجرح 7/ 169، تهذيب التهذيب 8/ 449، التقريب 2/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 497 رقم 1818، المعرفة والتاريخ 3/ 315. [2] في الأصل «خديج» . [3] انظر عنه: وفيات الأعيان 5/ 220 و 6/ 285، ديوان المتلمّس الضبعي 32 و 148، المقتضب للمبرّد 2/ 93، لسان العرب 18/ 244، شروح سقط الزند 1308، خلاصة الذهب المسبوك 46. مختار الأغاني 6/ 273، الأغاني 17/ 1- 40، الشعر والشعراء 368، الموشح 191 و 192. جمهرة أنساب العرب 187، سمط اللآلي 11، سير أعلام النبلاء 5/ 388 رقم 177. [4] في الأصل «العاضري» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 210 قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كُمَيْتُ بْنُ زَيْدِ بْنِ خُنَيْسِ بْنِ الْمُجَالِدِ أَبُو الْمُسْتَهِلِّ الأَسَدِيُّ أَسَدُ خُزَيْمَةَ. رَوَى الْمُبَرِّدُ عَنِ الزِّيَادِيِّ قَالَ: كَانَ عَمُّ الْكُمَيْتِ رَئِيسَ قَوْمِهِ فَقَالَ يَوْمًا: يَا كُمَيْتُ لِمَ لا تَقُولُ الشِّعْرَ؟ ثُمَّ أَخَذَهُ فَأَدْخَلَهُ الْمَاءَ فَقَالَ: لا أُخْرِجُكَ أَوْ تَقُولُ الشِّعْرَ، فَمَرَّتْ بِهِ قُنْبُرَةٌ فَأَنْشَدَ مُتَمَثِّلا: يَا لَكِ مِنْ قُنْبُرَةٍ بِمَعْمَرٍ فَقَالَ عَمُّهُ وَرَحِمَهُ: قَدْ قُلْتَ شِعْرًا، فَقَالَ هُوَ: لا أَخْرُجُ أَوْ أَقُولُ لِنَفْسِي، فَمَا رَامَ حَتَّى قَالَ قَصِيدَتُهُ الْمَشْهُورَة، ثُمَّ غَدَا عَلَى عَمِّهِ فَقَالَ: اجْمَعْ لِيَ الْعَشِيرَةَ لِيَسْمَعُوا، فَجَمَعَهُمْ لَهُ فَأَنْشَدَ: طَرِبْتُ وَمَا شَوْقًا إِلَى الْبِيضِ أَطْرَبُ ... وَلا لَعِبًا مِنِّي وَذُو الشَّيْبِ يَلْعَبُ وَلَمْ تُلْهِنِي دَارٌ وَلا رَسْمُ مَنْزِلٍ ... وَلَمْ يَتَطَرَّبُنِي بَنَانٌ مُخَضَّبُ وَلا أَنَا مِمَّنْ يَزْجُرُ الطَّيْرُ هَمَّهُ ... أَصَاحَ غُرَابٌ أَمْ تَعَرَّضَ ثَعْلَبُ وَلا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً ... أَمَرَّ سَلِيمُ الْقَرْنِ أمْ مَرَّ أَعْضَبُ فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ: فَأَيُّ شَيْءٍ؟ فَقَالَ: وَلَكِنْ إِلَى أَهْلِ الْفَضَائِلِ وَالنُّهَى ... وَخَيْرِ بَنِي حَوَّاءَ وَالْخَيْرُ يُطْلَبُ إِلَى النَّفَرِ الْبِيضِ الَّذِينَ بِحُبِّهِمْ ... إِلَى اللَّهِ فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُ بَنِي هَاشِمٍ رَهْطِ الرَّسُولِ فَإِنَّنِي ... لَهُمْ وَبِهِمْ أَرْضَى مِرَارًا وَأَغْضَبُ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَكْفَرَتْنِي بِحُبِّهِمْ ... وَطَائِفَةٌ قَالَتْ: مُسِيءٌ وَمُذْنِبُ قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ ابْنِ شَبْرُمَةَ: قُلْتُ لِلْكُمَيْتِ: إِنَّكَ قُلْتَ فِي بَنِي هَاشِمٍ فَأَحْسَنْتَ وَقَدْ قُلْتَ فِي بَنِي أُمَّيَةَ أَفْضَلَ مِمَّا قُلْتَ فِي بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: إِنِّي إِذَا قُلْتُ أَحْبَبَتُ أَنْ أُحْسِنَ. وَكَانَ الْكُمَيْتُ شِيعِيًّا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 211 قِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا مَدَحَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: إِنِّي قَدْ مَدَحْتُكَ بِمَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ وَسِيلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَنْشَدَهُ قَصِيدَةً لَهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ: ثَوَابُكَ نَعْجَزُ عَنْهُ وَلَكِنْ مَا عَجَزْنَا عَنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَعْجَزَ عَنْ مُكَافَأَتِكَ، وَقَسَّطَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ هَذِهِ يَا أَبَا الْمُسْتَهِلِّ، فَقَالَ: لَوْ وَصَلْتَنِي بِدَانِقَ لَكَانَ شَرَفًا وَلَكِنْ إنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُحْسِنَ إِلَيَّ فَادْفَعْ لِي بَعْضَ ثِيَابِكَ الَّتِي تلي جسدك أتبرّك بِهَا، فَقَامَ فَنَزَعَ ثِيَابَهُ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ كُلَّهَا ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّ الْكُمَيْتَ جَادَ فِي آلِ رَسُولِكَ وَذُرِّيَةِ نَبِيِّكَ بِنَفْسِهِ حِينَ ضَنَّ النَّاسُ وَأَظْهَرَ مَا كَتَمَهُ غَيْرُهُ مِنَ الْحَقِّ فَأَمِتْهُ شَهِيدًا وَأَحْيهِ سَعِيدًا وَأَرِهِ الْجَزَاءَ عَاجِلا وَأَجْرِ لَهُ جَزِيلَ الْمَثُوبَةِ آجِلا فَإِنَّا قَدْ عَجَزْنَا عَنْ مُكَافَأَتِهِ [1] . قَالَ الْكُمَيْتُ: مَا زِلْتُ أَعْرِفُ بَرَكَةَ دُعَائِهِ. وَرُوِيَ أَنَّ الْكُمَيْتَ أَتَى بَابَ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ فَصَادَفَ عَلَى بَابِهِ أَرْبَعِينَ شَاعِرًا فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ لَهُ الأَمِيرُ: كَمْ رَأَيْتَ عَلَى الْبَابِ شَاعِرًا؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ. قَالَ: فَأَنْتَ جَالِبُ التَّمْرِ إِلَى هَجْرٍ، قَالَ: إِنَّهُمْ جَلَبُوا دَقَلا [2] وَجَلَبْتَ أَزَاذًا [3] . قَالَ: فَهَاتِ، فَأَنْشَدَهُ: هَلا سَأَلْتَ مَنَازِلا بِالأَبْرَقِ ... دُرِسَتْ وَكَيْفَ سُؤَالُ مَنْ لَمْ يَنْطِقْ؟ لَعِبَتْ بِهَا رَيْحانُ رَيحِ عُجَاجَةٍ ... بِالسَّافِيَاتِ مِنَ التُّرَابِ الْمُعَبَّقْ وَالْهَيَفُ رَائِحَةٌ لَهَا بِنَتَاجِهَا ... طِفْلُ الْعَشِيِّ بِذِي حناتم سُرِقْ (الْهَيَفُ رِيحٌ حَارَّةٌ. وَالْحَنَاتِمُ: جَرَّارٌ، شَبَّهَ الغنم بها)   [1] في الأصل «مكافأتك» . [2] الدقل محركة: أردأ التمر. [3] الأزاذ كسحاب: نوع من التمر. (التاج) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 212 غَيَّرْنَ عَهْدَكَ بِالدِّيَارِ وَمَنْ يَكُنْ ... رَهْنَ الْحَوَادِثِ مِنْ جَدِيدٍ يُخْلَقِ دَارُ الَّتِي تَرَكَتْكَ غَيْرُ مَلُومَةٍ ... دَنِفًا فَأَرْعِ بِهَا عَلَيْكَ وَأَشْفِقِ قَدْ كُنْتَ قَبْلُ تَنُوءُ مِنْ هُجْرَانِهَا ... فَالْيَوْمَ إِذْ شَطَّ الْمَزَارُ بِهَا ثِقِ وَالْحُبُّ فِيهِ حَلاوَةٌ وَمَرَارَةٌ ... سِائِلْ بِذَلِكَ مَنْ تَطَعَّمَ أَوْ ذُقِ مَا ذَاقَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ وَنَعِيمَهَا ... فِيمَا مَضَى أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعْشَقِ فَلَمَّا بَلَغَ: بَشَّرْتُ نَفْسِي إِذْ رَأَيْتُكَ بِالْغِنَى ... وَوَثِقْتُ حِينَ سَمِعْتُ قَوْلَكَ لِي ثِقِ فَأَمَرَ بِالْخُلَعِ فَأُفِيضَتْ عَلَيْهِ حَتَّى اسْتَغَاثَ مِنْ كَثْرَتِهَا. وَقَدْ أَجَازَ الْكُمَيْتُ أَمِيرَ خُرَاسَانَ أَبَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ عَلَى أَبْيَاتٍ بِخَمْسِينَ أَلْفًا. وَعَنْ أَبِي عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَا جَمَعَ أَحَدٌ مِنْ عِلْمِ الْعَرَبِ وَمَنَاقِبِهَا وَمَعْرِفَةِ أَنْسَابِهَا مَا جَمَعَ الْكُمَيْتُ، فَمَنْ صَحَّحَ الْكُمَيْتُ نَسَبَهُ صَحَّ وَمَنْ طَعَنَ فِيهِ وَهَنَ. قَالَ الْمُبَرِّدُ: وَقَفَ الْكُمَيْتُ وَهُوَ صَبِيٌّ عَلَى الْفَرَزْدَقِ وَهُوَ يُنْشِدُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا غُلامُ أَيَسُرُّكَ أَنِّي أَبُوكَ؟ قَالَ: أَمَّا أَبِي فَلا أُرِيدُ بِهِ بَدَلا وَلَكِنْ يَسُرُّنِي أَنْ تَكُونَ أُمِّي، فَحُصِرَ الْفَرَزْدَقُ وَقَالَ: مَا مَرَّ بِي مِثْلَهَا. قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْحَافِظُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الْكُمَيْتَ وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وعشرين ومائة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 213 [حرف الْمِيمِ] مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ [1]- 4- الزَّاهِدُ أَبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ. يُقَالُ إِنَّ أَبَاهُ مِنْ سَبْيِ سِجِسْتَانَ، وَوَلاؤُهُ لامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي نَاجِيَةَ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ لُؤَيٍّ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَعَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَابْنُ شَوْذَبٍ وَهَمَّامٌ وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ وَعَبْدُ السَّلامِ ابن حَرْبٍ وَالْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ [2] وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: لَهُ نَحْوَ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. فَنَاهِيكَ بِتَوْثِيقِ النَّسَائِيِّ، وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ البخاري.   [1] حلية الأولياء/ 357، المشاهير 90، التاريخ الكبير 7/ 309 التاريخ الصغير 1/ 316، تهذيب التهذيب 10/ 14، صفة الصفوة 3/ 197، وفيات الأعيان 4/ 139، الكامل في التاريخ 5/ 253 و 320 وفيه ان وفاته كانت سنة 126 هـ. ميزان الاعتدال 3/ 426، التقريب 2/ 224، الخلاصة 367، تهذيب الأسماء 2/ 80، شذرات الذهب 1/ 173، الجرح 8/ 208، المعرفة والتاريخ 2/ 252 و 264، طبقات ابن سعد 7/ 243، طبقات خليفة 216، تاريخ خليفة 395، العبر 1/ 238، سير أعلام النبلاء 5/ 362 رقم 164. [2] مهمل في الأصل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 214 وَعَنْ سَلْمِ الْخَوَّاصِ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذُوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا، قِيلَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى. وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ الصِّدِّيقِينَ إِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ طَرِبَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَى الآخِرَةِ ثُمَّ يَقُولُ: خُذُوا فَيَقْرَأُ وَيَقُولُ: اسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ الصَّادِقِ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ. وَرَوَى جَعْفَرٌ عَنْهُ قَالَ: إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْقَلِب حُزْنٌ خَرِبَ كَمَا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ سَاكِنٌ خَرِبَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مَالِكٌ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ أَنَا وَثَابِتٌ وَيَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَزِيَادُ النُّمَيْرِيُّ فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: مَا أَشْبَهُكُمْ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي لأَدْعُو لَكُمْ بِالأَسْحَارِ. قَالَ الدَّارَ الدّارقطنيّ: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ثِقَةٌ وَلا يَكَادُ يُحَدِّثُ عَنْهُ ثِقَةٌ. قُلْتُ: أَكْثَرُ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ ثِقَاتٌ فِيمَا عَلِمْتُ لَكِنِ الْحَارِثَ بْنَ وَجِيهٍ وَنَابِتَةَ ضُعَّفَا. قَالَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّهُ لَتَأْتِي عَلَيَّ السَّنَةُ لا آكُلُ فِيهَا لَحْمًا إِلا مِنْ أُضْحِيَتِي يَوْمَ الأَضْحَى. وَقَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا أَدْرَكْتُ أَزْهَدَ مِنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: وَدَدْتُ أَنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ الْخَلائِقَ فَيَقُولُ: يَا مَالِكٌ فَأَقُولُ: لَبَّيْكَ، فَيَأْذَنَ لِي أَنْ أَسْجُدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَعْرِفُ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنِّي فَيَقُولُ: كن ترابا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 215 وَقَالَ رَبَاحُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ جَابِرُ بْنُ زيد وأنا أكتب فقال: يا مالك مالك عَمَلٌ إِلا هَذَا تَنْقُلُ كِتَابَ اللَّهِ، هَذَا وَاللَّهِ الْكَسْبُ الْحَلالُ. وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ: كَانَ أُدْمُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ بِفِلْسَيْنِ مِلْحًا [1] . وَقَالَ جَعْفَرٌ: كَانَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَلْبَسُ إِزَارَ صُوفٍ وَعَبَاءَةً خَفِيفَةً وَفِي الشِّتَاءِ فَرْوَةً وَكَانَ يَنْسَخُ الْمُصْحَفِ فِي أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَيَدَعُ أُجْرَتَهُ عِنْدَ الْبَقَّالِ فَيَأْكُلُهُ. وَعَنْهُ قَالَ: لَوِ اسْتَطَعْتُ لَمْ أَنَمْ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ الْعَذَابُ وَأَنَا نَائِمٌ وَلَوْ وَجَدْتُ أَعْوَانًا لَفَرَّقْتُهُمْ ينادون في الدنيا: يا أيها النَّاسُ النَّارَ النَّارَ. وَقَالَ مُعَلَّى الْوَرَّاقُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: خَلَطْتُ دَقِيقِي بِالرَّمَادِ فَضَعُفْتُ عَنِ الصَّلاةِ وَلَوْ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاةِ مَا أَكَلْتُ غَيْرَهُ. مُعَلَّى الْوَرَّاقُ لا أَعْرِفُهُ. قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دِينَارٍ يَقُولُ: وَدَدْتُ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَ رِزْقِي فِي حَصَاةٍ أَمُصَّهَا لا أَلْتَمِسُ غَيْرَهَا حَتَّى أَمُوتَ. وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: مُنْذُ عَرَفْتُ النَّاسَ لَمْ أَفْرَحْ بِمَدْحِهِمْ وَلَمْ أَكْرَهْ مَذَمَّتَهُمْ لِأَنَّ حَامِدَهُمْ مُفْرِطٌ وَذَامَّهُمْ مُفْرِطٌ. وَرُوِيَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ مُغَلِّسٍ السَّقَطِيِّ أَنَّ لِصًّا دَخَلَ بَيْتَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَمَا وَجَدَ شَيْئًا فَجَاءَ لِيَخْرُجَ فَنَادَاهُ مَالِكٌ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ، قَالَ: مَا حَصَلَ لَكُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا فَتَرْغَبُ فِي شَيْءٍ مِنَ الآخِرَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: تَوَضَّأْ مِنْ هَذَا الْمِرْكَنِ [2] وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ: يَا سَيِّدِي أجلس   [1] في الأصل «ملح» . [2] المركن بكسر الميم: الاجانة التي تغسل فيها الثياب. (النهاية) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 216 إِلَى الصُّبْحِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ مَالِكٌ إِلَى الْمَسْجِدِ قَالَ أَصْحَابَهُ: مَن هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: جَاءَ يَسْرِقُنَا فَسَرَقْنَاهُ. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ يَقُولُ: إِذَا تَعَلَّمَ الْعَبْدُ الْعِلْمَ لِيَعْمَلَ بِهِ كَسَرَهُ عِلْمُهُ وَإِذَا تعلم العلم لغير العمل زَادَهُ فَخْرًا. وَرَوَى الأَصْمِعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَّ الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ فِي مَشْيَتِهِ فَقَالَ مَالِكٌ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ هَذِهِ الْمِشْيَةَ تُكْرَهُ إِلا بَيْنَ الصَّفَّيْنِ؟ فَقَالَ لَهُ الْمُهَلَّبُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: أَعْرِفُكَ أَوَّلُكَ نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ وَآخِرُكَ جِيفَةٌ قَذِرَةٌ وَأَنْتَ بَيْنَهُمَا تَحْمِلُ الْعُذْرَةَ، فَقَالَ الْمُهَلَّبُ: الآنَ عَرَفْتَنِي حَقَّ الْمَعْرِفَةِ. قَالَ هُدْبَةُ: ثنا حَزْمُ [1] الْقُطَعِيُّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الْبَقَاءَ لِبَطْنٍ وَلا لِفَرْجٍ. قَالَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. مَجْزَأَةُ بْنُ زَاهِرٍ الأَسْلَمِيُّ الْكُوفِيُّ [3]- خ م ن-. عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَأَهْبَانَ بْنِ أَوْسٍ وَنَاجِيَةَ الأَسْلَمِيِّينِ وَلَهُمْ صُحْبَةٌ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ. وَثَّقَهُ أبو حاتم.   [1] مهمل في الأصل، والتصحيح من (اللباب 2/ 271) . [2] تاريخ خليفة 395. [3] الجرح 8/ 416، تهذيب التهذيب 10/ 45، التقريب 2/ 230، الخلاصة 369، طبقات ابن سعد 4/ 319. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 217 مُجَمِّعُ التَّيْمِيُّ [1] . أَحَدُ الْعَابِدِينَ. وَهُوَ ابْنُ سَمْعَانَ [2] أَبُو حَمْزَةَ الْكُوفِيُّ الْحَائِكُ قَلَّمَا رَوَى. حَكَى عن ماهان الزاهد. روى عنه أبو حيان التَّيْمِيِّ وَأَبُو التَّيَّاحِ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ. ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ مَرَّةً فَقَالَ: وَمَنْ كَانَ أَوْرَعَ مِنْ مُجَمِّعٍ. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ عَمَلِي أَرْجُو أَنْ لا يَشُوبَهُ شَيْءٌ مِثْلَ حُبِّي مُجَمِّعًا التَّيْمِيَّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مُجَمِّعٌ ثِقَةٌ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَا مُجَمِّعٌ اللَّهَ أَنْ يُمِيتَهُ قَبْلَ الْفِتْنَةِ فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ، وَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنَ الْغَدِ. قُلْتُ: قَدْ مَرَّ أَنَّ زَيْدًا خَرَجَ فِي سَنَةِ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْقُرَشِيُّ [3]- ع- مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ الْجُمَحِيِّ الْمَدَنِيِّ نَزِيلِ الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَلَهُ نحو من خمسين حديثا.   [1] التاريخ الكبير 7/ 409، الجرح 8/ 295، المعرفة والتاريخ 2/ 682، التاريخ لابن معين 2/ 552 رقم 855. [2] في التاريخ الكبير «صمعان» بالصد. [3] التاريخ الكبير 1/ 82، ميزان الاعتدال 3/ 553، الخلاصة 336، الجرح 7/ 257، تهذيب التهذيب 9/ 169، التقريب 2/ 162، تاريخ أبي زرعة 1/ 583، المعرفة والتاريخ 2/ 191، سير أعلام النبلاء 5/ 262 رقم 121. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 218 روى عنه يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَالرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٌ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. مَاتَ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ. مُحَمَّدَ بْنُ زيد الكندي البصري [1]- ق- قَاضِي مَرْوَ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي شُرَيْحٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ. مُحَمَّدُ بْنُ شَبِيبٍ الزَّهْرَانِيُّ [2]- م ن-. عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ التميمي [3]- ع- الضبيّ البصري. سَيُّدُ بَنِي تَمِيمٍ وَشَرِيفُهُمْ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَالْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَآخَرُونَ. وثّقه ابن معين.   [1] التاريخ الكبير 1/ 84، تهذيب التهذيب 9/ 173، التقريب 2/ 162، الخلاصة 337. [2] التاريخ الكبير 1/ 114، الجرح 7/ 285، تهذيب التهذيب 9/ 218، التقريب 2/ 169، الخلاصة 340. التاريخ لابن معين 2/ 522 رقم 4736. [3] التاريخ الكبير 1/ 127، الجرح 7/ 308، تهذيب التهذيب 9/ 284، التقريب 2/ 181 وفيه «التيمي» ، الخلاصة 347، المعرفة والتاريخ 2/ 762. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 219 محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني [1]- خ م ن ق- أبو الرجال أَحَدُ الثِّقَاتِ. عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَحَارِثَةُ ابْنَا أَبِي الرِّجَالِ. محمد بن عبد الرحمن بن محيصن [2]- م ت ن- السهمي المكيّ المقرئ. قَارِئُ أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ ابْنِ كَثِيرٍ وَلَكِنْ قِرَاءَتَهُ شَاذَّةٌ فِيهَا مَا يُنْكَرُ وَسَنَدُهُ غَرِيبٌ. وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ عَلَى عِدَّةِ أَقْوَالٍ فَقِيلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقِيلَ مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَيْصِنٍ. قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَدِرْبَاسٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ وَصَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَشِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَشِبْلٌ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: ابْنُ مُحَيْصِنٍ هَذَا- يَعْنِي عُمَرَ- هُوَ الَّذِي كَانَ قَارِئًا هُنَا بِمَكَّةَ؟ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ: سَمَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عُمَرَ فَقَالَ: هَذَا الصَّوَابُ، وَمُحَمَّدٌ أسنّ من عمر.   [1] التاريخ الكبير 1/ 150، الجرح 7/ 316، تهذيب التهذيب 9/ 295، التقريب 2/ 183، الخلاصة 347، التاريخ لابن معين 2/ 527 رقم 860. [2] معرفة القراء الكبار 1/ 81، دول الإسلام 1/ 84، غاية النهاية 2/ 167، الوافي بالوفيات 3/ 223 رقم 1216، التاريخ لابن معين 2/ 526 رقم 445. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 220 وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ عَالِمًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَهُ اخْتِيَارٌ لَمْ يَتَّبِعْ فِيهِ أَصْحَابَهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كَانَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ أَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ. وَقَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحمن بن محيصن ويقال محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ وَيُقَالُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا مُصْعَبٌ الزُّبَيْدِيُّ قَالَ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَيْصِنٍ، وَسَمَّاهُ عِيسَى بْنُ مُرَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَذَلِكَ سَمَّاهُ شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ. وَقَدْ سَمَّاهُ الْحَاكِمُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو أَحْمَدَ السامري وغيرهما: عبد الله ابن مُحَيْصِنٍ. وَسَمَّاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: عُمَرَ بْنَ مُحَيْصِنٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرحمن بن سعد بن زرارة [1]- ع- الأنصاري المدني. وَقِيلَ أَسْعَدُ بَدَلُ سَعْدٍ، فَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ جَدُّهُ لأُمِّهِ. رَوَى عَنْ عَمَّتِه عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ خَالِهِ يَحْيَى بْنِ أَسْعَدَ وابن كعب ابن مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ علي والأعرج وجماعة.   [1] التاريخ الكبير 1/ 148، الجرح 7/ 316، تهذيب التهذيب 9/ 298، التقريب 2/ 183، الخلاصة 348. المعرفة والتاريخ 2/ 108، التاريخ الصغير 2/ 20. سير أعلام النبلاء 5/ 387 رقم 175 الجزء: 8 ¦ الصفحة: 221 وعنه يحيى بن أبي كثير ويحيى بن سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ. وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو جَابِرٍ الْبَيَاضِيُّ [1] الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ الضُّعَفَاءِ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَصَالِحٍ مَوْلَى الْتَوْأَمَةِ. وَعَنْهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الشَّافِعِيُّ: بَيَّضَ اللَّهُ عَيْنَيْ مَنْ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي جَابِرٍ الْبَيَاضِيِّ. وَقَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بِثَقَةٍ. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو عِيسَى الْمُؤَذِّنُ [2] . شَيْخٌ مِصْرِيٌّ. رَوَى عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ التُّجِيبِيِّ وَالضَّحَّاكِ بْنِ شُرَحْبِيلٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لهيعة.   [1] التاريخ الكبير 1/ 163. الجرح 7/ 324. ميزان الاعتدال 3/ 7 ك 6. التاريخ لابن معين 2/ 527 رقم 850 و 1032، المعرفة والتاريخ 3/ 33. [2] الجرح 7/ 325. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 222 محمد بْن علي بْن عَبْد اللَّه بْن عباس [1]- م 4- بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيِّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وَالِدُ السَّفَّاحِ وَالْمَنْصُورِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَرْسَلَ عَنْ جَدِّهِ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَآخَرُونَ. وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِيهِ فِي الْمَوْلِدِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَكَانَ أَبُوه يَخْضِبُ فَيَظُنُّ مَنْ لا يَدْرِي أَنَّ مُحَمَّدًا هُوَ الأَبُّ. عَاشَ مُحَمَّدٌ سِتِّينَ سَنَةً. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ قد أوصى إلى محمد ودفع إِلَيْهِ كُتُبُهُ وَأَلْقَى إِلَيْهِ إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي وَلَدِكَ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَدْ قَرَأَ الْكُتُبَ وَسَمِعَ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ جَمِيلا وَسِيمًا نَبِيلا كَأَبِيهِ، وَكَانَ ابْتِدَاءُ دَعْوَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ إِلَى مُحَمَّدٍ وَلَقَّبُوهُ بِالإِمَامِ وَكَاتَبُوهُ سِرًّا بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُ يَقْوَى وَيَتَزَايَدُ فَعَاجَلَتْهُ [2] الْمَنِيَّةُ حِينَ انْتَشَرَتْ دَعْوَتُهُ بِخُرَاسَانَ فَأَوْصَى بِالأَمْرِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ بَعْدَ أَبِيهِ فَعَهِدَ إِلَى أَخِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ السَّفَّاحِ. قَالَ مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَبْلَةَ يَقُولُ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ عُمَرُ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنَ الْخِلافَةِ شَيْءٌ لَقَمَصْتُهَا هَذَا الْخَارِجُ. أخبرنا أحمد بن إسحاق أنا ابْنَ صَرْمَا وَابْنَ عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا الأَرْمَوِيُّ أَنَا ابْنُ النَّقُورِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ السُّكَّرِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ ثنا يحيى بن معين   [1] شذرات الذهب 1/ 266، المنتخب من كتاب ذيل المذيل- الطبري 645. المشاهير 128، المعرفة والتاريخ 1/ 497. وفيات الأعيان 1/ 575، الوافي بالوفيات 4/ 103 رقم 1584. [2] في الأصل: «فعالجته» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 223 ثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْدُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ وَأَحِبُّونِي لِحُبِّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي» . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ فَوَقَعَ بَدَلا بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ، تَفَرَّدَ بِهِ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ قَاضِي صَنْعَاءَ، وَالنَّوْفَلِيُّ لا يُعْرَفُ، وَلَعَلَّ ابْنَ مَعِينٍ تَفَرَّدَ بِهِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أُمُّهُ هِيَ الْعَالِيَةُ بِنْتُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَأُمُّهَا عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمَدَّانِ. وَيُقَالُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ. قَالَ يَعْقُوبُ بن شيبة: بلغني عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَمَدَّهُمْ قَامَةً وَكَانَ رَأْسُهُ مَعَ مَنْكِبِ أَبِيهِ وَكَانَ رَأْسُ أَبِيهِ مَعَ مَنْكِبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ رَأْسُ ابْنِ عَبَّاسٍ مَعَ مَنْكِبِ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ عَنْ حُجْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ وَذَكَرَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ فَذَكَر مِنْ فَضْلِهِ حَتَّى قَدَّمَهُ عَلَى أَبِيهِ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو هَاشِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ قَبِيحُ الْخُلُقِ وَالْهَيْئَةِ قَبِيحُ الدَّابَّةِ وَكَانَ لا يُذْكَرُ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله ابن عَبَّاسٍ فِي مَوْضِعٍ إِلا عَابَهُ فَبَعَثَ أَبِي وَلَدَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ إِلَى بَابِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَتَى أَبَا هَاشِمٍ فَكَتَبَ عَنْهُ الْعِلْمَ. وَكَانَ إِذَا قَامَ أَبُو هَاشِمٍ يَأْخُذُ لَهُ بِرِكَابِهِ فَكَفَّ عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ أَبِي يُلَطِّفُ ابْنَهُ مُحَمَّدًا بِالشَّيْءِ يَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ فَيَبْعَثُ بِهِ مُحَمَّدٌ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ يَخْتَلِفُونَ إِلَى أَبِي هَاشِمٍ فَمَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فقالوا: من تأمرنا أَنْ نَأْتِي بَعْدَكَ؟ فَقَالَ: هَذَا- وَهُوَ عِنْدَهُ- قَالُوا: وَمَنْ هَذَا؟ وَمَا لَنَا وَلَهُ قَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْهُ وَلا خَيْرًا مِنْهُ فَاخْتَلَفُوا إِلَيْهِ، قَالَ عِيسَى: فَذَاكَ كَانَ سببنا بخراسان. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 224 قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ: كَانَ ابْتِدَاءُ دُعَاةِ بَنِي الْعَبَّاسِ إِلَى مُحَمَّدٍ وَطَاعَتِهِمْ لِأَمْرِهِ وَذَلِكَ زَمَنَ الْوَلِيدِ فَلَمْ يَزَلِ الأَمْرُ يَنْمَى وَيَقْوَى وَيَتَزَايَدُ إِلَى أَنْ مَاتَ فِي مُسْتَهَلِّ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَقَدِ انْتَشَرَتْ دَعْوَتُهُ وَكَثُرَتْ شِيعَتُهُ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ تُوُفِّيَ سَنَة خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بَعْدَ وَالِدِه بِسَبْعِ سِنِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ. محمد بن بكار بن سعد القرظ- ت- المدني المؤذن. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِحَدِيثِ «ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ» [1] . وَعَنْهُ سِبْطُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ حَفْصٍ. مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْهَمْدَانِيُّ الْمُرْهِبِيُّ [2] الْكُوفِيُّ [3] . عن ابن عمرو عن مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ ثِقَةً. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مُرْجِئٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ الْقَاصُّ [4]- م ت ن ق- كَانَ يَقُصُّ لعمر بن عبد العزيز.   [1] رواه مسلم والترمذي وأحمد والطبراني والبيهقي. (كشف الخفاء 2- 34) . [2] بضم الميم وسكون الراء وكسر الهاء. (اللباب 3/ 199) . [3] التاريخ الكبير 1/ 209، الجرح 8/ 61، ميزان الاعتدال 4/ 16، التقريب 2/ 202، تهذيب التهذيب 9/ 413. الخلاصة 356. المعرفة والتاريخ 2/ 686 و 813. التاريخ لابن معين 2/ 535 رقم 2018. [4] التاريخ الكبير 1/ 212. الجرح 8/ 63. تهذيب التهذيب 9/ 414. التقريب 2/ 202. المعرفة والتاريخ 1/ 450. التاريخ لابن معين 2/ 535 رقم 910. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 225 رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي صَرْمَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَاللَّيْثُ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. فَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاصِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي صَرْمَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَقَدْ كَتَمْتُ عَنْكُمْ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ أَنَّكُمْ لا تُذْنِبُونَ لَخَلَقَ اللَّهُ خَلْقًا يُذْنِبُونَ لِيَغْفِرَ لَهُمْ» . قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَة وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ مَوْلَى يَعْقُوبَ الْمَدَنِيِّ قَاصِّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الزَّيَّاتُ مَدَنِيٌّ أَيْضًا. قُلْتُ: هَذَا مُعَاصِرٌ لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. قَالَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ مَوْلَى سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ عَنْ سَهْلٍ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ مَوْلَى بَنِي أمية بالمدينة في فتنة الوليد ابن يَزِيدَ وَكانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا. قُلْتُ: أَحْسَبُهُ يُقَالُ لَهُ قَاصُّ عُمَرَ وَقَاضِي عُمَرَ فَيُحَرَّرُ هَذَا. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَمْرِي وَأَمْرِ النَّاسِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا خَيْرًا مِنَ الْمَوْتِ، ثُمَّ قَالَ لِقَاصِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ: ادْعُ لِي بِالْمَوْتِ، قَالَ: فَدَعَا وَهُوَ يُؤَمَّنُ وَيَبْكِي. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 226 الزهري [1] ع- مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْد اللَّه بْن شهاب ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلابِ بْنِ مُرَّةَ الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الزهري المدني. أَحَدُ الأَعْلامِ وَحَافِظُ زَمَانَهُ. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَطَلَبَ الْعِلْمَ فِي أَوَاخِرِ عَصْرِ الصَّحَابَةِ، وَلَهُ نَيِّفٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً. فَرَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثَيْنِ فِيمَا بَلَغَنَا وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ وَسُنَيْنٍ [2] أَبِي جَمِيلَةَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبَّادٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَكَثِيرِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وعلقمة ابن وَقَّاصٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَعُرْوَةَ وَسَالِمٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَعَنْهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمَعْمَرٌ وَعُقَيْلٌ وَيُونُسُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَفُلَيْحُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَبَكْرُ بْنُ وَائِلٍ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وهشيم   [1] المشاهير 66، التاريخ الكبير 1/ 220، تقدمة الجرح 20، الجرح 8/ 71، جامع بيان العلم لابن عبد البر 1/ 73، التاريخ الصغير 93 و 104 و 144، المعارف 472، معجم الشعراء للمرزباني 413، الأغاني (بولاق) 4/ 48، و 245، حلية الأولياء 3/ 360، صفة الصفوة 2/ 77، البداية والنهاية 9/ 340، غاية النهاية 2/ 262، الكامل في التاريخ 7/ 289، الوافي بالوفيات 5/ 24- 26، ميزان الاعتدال 4/ 40، التقريب 2/ 207، تهذيب التهذيب 9/ 445، طبقات ابن سعد 4/ 126، خلاصة تذهيب 359، شذرات الذهب 1/ 162، طبقات خليفة 261، التاريخ لابن معين 2/ 538 رقم 470، المعرفة والتاريخ 1/ 620، طبقات الفقهاء 63، تهذيب الأسماء 1/ 90 و 92، وفيات الأعيان 4/ 177، سير أعلام النبلاء 5/ 326 رقم 160، تذكرة الحفاظ 1/ 108- 113، العبر 1/ 158، النجوم الزاهرة 1/ 294. [2] بالتصغير، بضم السين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 227 وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلائِقُ. وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْكِبَارِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدِيثُهُ أَلْفَانِ وَمِائَتَا حَدِيثٍ النِّصْفُ مِنْهَا مُسْنَدٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ أَلْفَيْ حَدِيثٍ. قَالَ مَكْحُولٌ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهَذَا لَفْظٌ: لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قُلْتُ لِعُمَرَ: أَسَمِعَ الزُّهْرِيُّ مِنِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: سَمِعَ مِنْهُ حَدِيثَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أُعَيْمَشَ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَفِي حُمْرَتِهَا انْكِفَاءٌ كَانَ يَجْعَلُ فِيهِ كَتَمًا [1] . وَرَوَى مَالِكٌ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: جَالَسْتُ سَعِيدَ بن المسيب ثمان سنين. وروى ابن أبي الزناد عن أبيه قَالَ: كُنَّا نَطُوفُ مَعَ الزُّهْرِيِّ وَمَعَهُ الأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ وَيَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ. قُلْتُ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ حَافِظًا لا يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يَكْتُبَ فَلَعَلَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَيَحْفَظُ ثُمَّ يَمْحُوهُ. وَرَوَى أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَالِمًا قَطُّ أَجْمَعَ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ   [1] الكتم: بفتح الكاف والتاء: نبت يخضّب به الشعر. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 228 يُحَدِّثُ فِي التَّرْغِيبِ فَتَقُولُ: لا يُحْسِنُ إِلا هَذَا وَإِنْ حَدَّثَ عَنِ الْعَرَبِ وَالأَنْسَابِ قُلْتَ: لا يُحْسِنُ إِلا هَذَا وَإِنْ حَدَّثَ عَنِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ كَانَ حَدِيثُهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْكَابٍ: كَانَ الزُّهْرِيُّ جُنْدِيًّا. وَقَالَ إِسْحَاقُ الْمُسَيِّبِيُّ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّهُ عَرَضَ الْقُرْآنَ عَلَى الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: ذَكَرَ ابْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ عِنْدِي الزُّهْرِيُّ فَإِنَّهُ جَمَعَ عِلْمَهُمْ إِلَى عِلْمِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا صَبَرَ أَحَدٌ عَلَى الْعِلْمِ صَبْرِي وَلا نَشَرَهُ أَحَدٌ نَشْرِي. قَالَ اللَّيْثُ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ أَسْخَى مَنْ رَأَيْتُ كَانَ يُعْطِي كُلَّ مَنْ جَاءَ فَإِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ شَيْءٌ اقْتَرَضَ، وَكَانَ يَسْمُرُ عَلى الْعَسَلِ كَمَا يَسْمُرُ أَهْلُ الشَّرَابِ عَلَى شَرَابِهِمْ وَيَقُولُ: اسْقُونَا وَحَدِّثُونَا، وَكَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ مُعَصْفَرَةٌ وَعَلَيْهِ مَلْحَفَةٌ مُعْصَفَرَةٌ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَزَّانَ أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: لا يُرْضِي النَّاسَ قولُ عَالِمٍ إِلا بِعَمَلٍ وَلا عَمَلٌ إِلا بِعَلْمٍ. قَاسِمٌ هَذَا صَدُوقٌ. وَعَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: ضَاقَ حَالُ الزُّهْرِيِّ فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَالَسَ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ فَأَرْسَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْحَلَقَةِ: مَن مِنْكُم يَحْفَظُ قَضَاءَ عُمَرَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ؟ قُلْتُ: أَنَا، فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَن أَنْتَ؟ فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَنَعَّارًا [1] فِي الْفِتَنِ اجلس، فسأله مسائل وقضى دينه.   [1] النعّار: الصيّاح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 229 وَقَالَ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ إِنَّ عَمَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِينَ لَيْلَةً. وَرَوَى الزُّبَيْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَسْتَقِي الْمَاءَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيَقُولُ لِجَارِيَتِهِ: مَنْ بِالْبَابِ؟ فَتَقُولُ: غُلامُكَ الأَعْمَشُ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا اسْتَفْهَمْتُ عَالِمًا قَطُّ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: قَالَ مَالِكٌ: ثنا الزُّهْرِيُّ بِحَدِيثٍ طَوِيلٍ فَلَمْ أَحْفَظْهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ حَدَّثْتُكُمْ؟ قُلْتُ: بَلَى ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا كُنْتَ تَكْتُبْ؟ قَالَ: لا، قُلْتُ: وَلا تَسْتَعِيدُ؟ قَالَ: لا. وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ مَعْنُ الْقَزَّازُ: ثنا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ بَيْنَ عَيْنَيِ الزُّهْرِيِّ أَثَرَ السُّجُودِ. وَرَوَى اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي عِلْمًا فَنَسِيتُهُ. قَالَ اللَّيْثُ: فَكَانَ يُكْثِرُ شُرْبَ الْعَسَلِ وَلا يَأْكُلُ شَيْئًا مِنَ التُّفَّاحِ. وَقَالَ مَالِكٌ: بَقِيَ ابْنُ شِهَابٍ وَمَالَهُ فِي الدُّنْيَا نَظِيرٌ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: جَالَسْنَا الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ فَمَا رَأَيْنَا مِثْلَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا رَأَيْتُ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ عِنْدَ أَحَدٍ أَهْوَنَ مِنْهُ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ كَأَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ الْبَعْرِ [1] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَدَّى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلافِ دِينَارٍ وكان يؤدّب ولده ويجالسه.   [1] في الأصل «البعير» والتصحيح من شذرات الذهب (1/ 162) والبداية والنهاية، (9/ 342) وهو خطأ بين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 230 قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: نَشَأْتُ وَأَنَا غُلامٌ لا مَالَ لِي مُنْقَطِعٌ مِنَ الدِّيوَانِ، وَكُنْتُ أَتَعَلَّمُ نَسَبَ قَوْمِي مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعَدَوِيِّ، وَكَانَ عَالِمًا بِنَسَبِ قَوْمِي، وَكَانَ ابْنَ أُخْتِهِمْ وَحَلِيفَهُمْ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الطَّلاقِ، فَأَشَارَ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: أَلا أَرَانِي مَعَ هَذَا الرَّجُلِ الْمُسِنُّ يَعْقِلُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ رَأْسَهُ وَلا يَدْرِي مَا هَذَا، فَانْطَلَقْتُ مَعَ السَّائِلِ إِلَى سَعِيدٍ وَتَرَكْتُ ابْنَ ثَعْلَبَةَ، وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ حَتَّى فَقِهْتُ فَرَحَلْتُ إِلَى الشَّامِ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فِي السَّحَرِ فَأَمَمْتُ حَلْقَةً وِجَاهَ [1] الْمَقْصُورَةِ عَظِيمَةً، فَجَلَسْتُ فِيهَا، فَنَسَبَنِي الْقَوْمُ فَقُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، قَالُوا: هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِالْحُكْمِ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِقَوْلِ عُمَرَ، فَقَالَ لِي الْقَوْمُ: هَذَا مَجْلِسُ قَبِيصَةَ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَهُوَ جَائِيكَ، وَقَدْ سَأَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَسَأَلْنَاهُ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ عِلْمًا، وَجَاءَ قَبِيصَةُ وَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَنَسَبَنِي، فَانْتَسَبْتُ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَنُظَرَائِهِ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَال: أَنَا أُدْخِلُكَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، وَجَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ سَاعَةً حَتَّى ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ خَرَجَ الإِذْنُ فَقَالَ: أين هذا المدني القرشي؟ قلت: ها أنا ذا، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَجِدُ بَيْنَ يَدَيْهِ الْمُصْحَفَ قَدْ أَطْبَقَهُ وَأَمَرَ بِهِ فَرُفِعَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ غَيْرُ قَبِيصَةَ، فَسَلَّمْتُ بِالْخِلافَةِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عبيد الله بن عبد الله ابن شِهَابٍ، فَقَالَ: أَوَّهَ قَوْمٍ نَعَّارُونَ فِي الْفِتَنِ، قَالَ: وَكَانَ أَبِي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ قَالَ: مَا عِنْدَكَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ؟ فَأَخْبَرْتُهُ وَقُلْتُ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: كَيْفَ سَعِيدٌ وَكَيْفَ حَالُهُ؟ قَالَ: وَالْتَفَتَّ إِلَى قَبِيصَةَ فَقَالَ: هَذَا يُكْتَبُ بِهِ إِلَى الآفَاقِ، فَقُلْتُ: لا أَجِدْهُ أَخْلَى مِنْ هَذِهِ السَّاعَةِ وَلَعَلِّي   [1] أي تجاه، على ما في القاموس المحيط للفيروزآبادي.. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 231 لا أَدْخُلُ عَلَيْهِ بَعْدَهَا فَقُلْتُ: إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِلَ رَحِمِي وَأَنْ يَفْرِضَ لِي فَإِنِّي رَجُلٌ مُنْقَطِعٌ لا دِيوَانَ لِي، قَالَ: إِيهَا الآنَ امْضِ لِشَأْنِكَ، فَخَرَجْتُ مُوئِسًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَرَجْتُ لَهُ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ وَاللَّهِ مُقِلٌّ مُرْمَلٌ، فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ قَبِيصَةُ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ لا يُمَالِي فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ مِنْ غَيْرِ أَمْرِي، أَلا اسْتَشَرْتَنِي؟ قُلْتُ: ظَنَنْتُ أَنِّي لا أَعُودُ إِلَيْهِ، قَالَ: ائْتِنِي فِي الْمَنْزِلِ، فَمَشَيْتُ خَلْفَ دَابَّتِهِ وَالنَّاسُ يُكَلِّمُونَهُ حَتّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَقَلَّمَا لَبِثَ حَتَّى خَرَجَ خَادِمٌ بِرُقْعَةٍ فِيهَا: هذه مِائَةُ دِينَارٍ قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِهَا وَبَغْلَةٌ تَرْكَبُهَا وَغُلامٌ وَعَشْرَةُ أَثْوَابٍ، فَقُلْتُ لِلرَّسُولِ: مِمَّنْ أَطْلُبُ هَذَا؟ قَالَ: أَلا تَرَى الرُّقْعَةَ فِيهَا اسْمُ الَّذِي أَمَرَكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي طَرَفِ الرُّقْعَةِ فَإِذَا فِيهَا: فَأْتِ فُلانًا، فَسَأَلْتُ عنه فقيل: ها هو ذا، فَأَتَيْتُهُ بِالرُّقْعَةِ فَأَمَرَ لِي بِذَلِكَ مِنْ سَاعَتِهِ، قَالَ: وَغَدَوْتُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَأَنَا عَلَى الْبَغْلَةِ فَسِرْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: احْضَرْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أُوَصِّلَكَ إِلَيْهِ، فَحَضَرْتُ، فَأَوْصَلَنِي، فَسَلَّمْتُ، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ، فَلَمَّا جَلَسْتُ ابْتَدَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِالْكَلامِ قَالَ: فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي عَنْ أَنْسَابِ قَوْمِي قُرَيْشٍ، فَلَهُوَ كَانَ أَعْلَمُ بِهَا مِنِّي، ثُمَّ قَالَ: قَدْ فَرَضْتُ لَكَ فَرَائِضَ أَهْلِ بَيْتِكَ، وَالْتَفَتَ إِلَى قَبِيصَةَ فَأَمَرُه أَنْ يَكْتُبَ ذَلِكَ لِي فِي الدِّيوَانِ ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ دِيوَانِكَ، إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ قَبيِصَةَ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ أَمَرَ أَنْ تُثَبَّتَ فِي صَحَابَتِهِ وَأَنْ تُرْفَعَ فَرِيضَتُكَ، فَالْزَمْ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَزِمْتُ عَسْكَرَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ، وَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ كَثِيرًا، وَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ فِيمَا يَسْأَلُنِي يَقُولُ: مَنْ لَقِيتَ! فَأُسَمِّيهُمْ لَهُ لا أَعْدُو قُرَيْشًا، فَقَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الأَنْصَارِ فَإِنَّكَ وَاجِدٌ عِنْدَهُمْ عِلْمًا، أَيْنَ أَنْتَ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَيْنَ أَنْتَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خَارِجَةَ! قَالَ: فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُهُمْ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُمْ عِلْمًا كَثِيرًا. قَالَ وَتُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ فَلَزِمْتُ الْوَلِيدَ ثُمَّ سُلَيْمَانَ ثُمَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 232 ثُمَّ يَزِيدَ ثُمَّ هِشَامًا، فَاسْتَقْضَى يَزِيدُ بْنُ عبد الملك على قضائه الزهري وسليمان ابن حَبِيبٍ جَمِيعًا. وَحَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ وَمَعَهُ الزُّهْرِيُّ حَصَرَهُ مَعَ وَلَدِهِ يُفَقِّهُهُمْ وَيُعَلِّمُهُمْ وَيَحُجُّ مَعَهُمْ فَلَمْ يُفَارِقْهُمْ حَتَّى مَاتَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامٍ فِي الْوَلِيدِ [1] بْنِ يَزِيدَ ويعيبه ويذكر أمورا عظيمة لا ينطق بها حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانِ وَأَنَّهُمْ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ، وَيَقُولُ: مَا يَحِلُّ لَكَ إِلا خَلْعُهُ، فَكَانَ هِشَامُ لا يقدر ولا يسؤوه مَا صَنَعَ الزُّهْرِيُّ رَجَاءَ أَنْ يُؤَلِّبَ النَّاسَ عَلَيْهِ، قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: فَكُنْتُ يَوْمًا عِنْدَهُ فِي نَاحِيَةِ الْفُسْطَاطِ أَسْمَعُ مِنْ كَلامِ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَلِيدِ وَأَتَغَافَلُ، فَجَاءَ الْحَاجِبُ، فَقَالَ: هَذَا الْوَلِيدُ عَلَى الْبَابِ [2] قَالَ: أَدْخِلْهُ فَدَخَلَ وَأَوْسَعَ لَهُ هِشَامٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَنَا أَعْرِفُ فِي وَجْهِ الْوَلِيدِ الْغَضَبَ وَالشَّرَّ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَرَبِيعَةَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلَةً مُخَلِّيًا، فَقَالَ: يَا بْنَ ذَكْوَانَ أَرَأَيْتَ يَوْمَ دَخَلْتَ عَلَى الأحول وَأَنْتَ عِنْدَهُ وَالزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فِيَّ أَفَتَحْفَظُ مِنْ كَلامِهِ شَيْئًا؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذْكُرُ يَوْمَ دَخَلْتَ وَالْغَضَبَ فِي وَجْهِكَ قَالَ: كَانَ الْخَادِمُ الَّذِي رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ هِشَامٍ نَقَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَيَّ وَأَنَا عَلَى الْبَابِ وَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَنْطِقْ بِشَيْءٍ ثُمَّ قَال: قَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ أَنْ أَقْتُلَ الزُّهْرِيَّ. قَالَ ابْنُ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَال: سُئِلَ مَكْحُولٌ: مَنْ أَعْلَمُ مَنْ لَقِيتَ؟ قَال: ابْنُ شِهَابٍ قِيلَ: ثُمَّ مَنْ! قَالَ: ثُمَّ ابْنُ شهاب.   [1] في الأصل «في خلع الوليد» ، ولعل «خلع» مقحمة، على ما سيأتي في ترجمة الوليد. [2] في الأصل «هذا الوليد على الوليد» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 233 وَعَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ لِي سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا مَاتَ رَجُلٌ ترك مثلك. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أبيه قَالَ: مَا أَرَى [1] أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ مَا جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ. وَقَالَ عُقَيْلٌ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ خَاتَمًا «مُحَمَّدٌ يَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ» . قَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ لِهِشَامٍ: اقْضِ دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ هُوَ؟ قَالَ: ثَمَانِيَةُ عَشَرَ أَلْفِ دِينَارٍ، قَالَ: إِنِّي أَخَافُ إِنْ قَضَيْتُهَا عَنْكَ أَنْ تَعُودَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ» فَقَضَاهَا عَنْهُ، قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا مَاتَ الزُّهْرِيُّ حَتّى اسْتَدَانَ مِثْلَهَا فَبَعَثَ بِبَعْثِ كَذَا فَقَضَى دَيْنَهُ. وَقَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ بِالأَعْرَابِ يُعَلِّمُهُمْ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قَالُوا لِلزُّهْرِيِّ: لَوْ أَنَّكَ الآنَ فِي آخِرِ عُمْرِكَ أَقَمْتَ بِالْمَدِينَةِ فَغَدَوْتَ إِلَى مَسْجِدِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرُحْتَ وَجَلَسْتَ إِلَى عَمُودٍ فَذَكَّرْتَ النَّاسَ وَعَلَّمْتَهُمْ. قَالَ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ لَوَطِئَ النَّاسُ عَقِبَيَّ وَلا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَفْعَلَ حَتَّى أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الآخِرَةِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ فَجَالَسْتُهُ فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْهُ فَلَمَّا مَاتَ مُرَّ عَلَيْنَا بِكُتُبِهِ عَلَى الْبِغَالِ. وَفِي لَفْظٍ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ سمعت معمرا يقول: كنا نرى   [1] في الأصل «رأى» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 234 أَنَّا قَدْ أَكْثَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِ مِنْ خَزَائِنِهِ، يَعْنِي مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ. قُلْتُ: يَعْنِي الْكُتُبَ الَّتِي كُتِبَتْ عَنْهُ لِآلِ مَرْوَانَ. وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ أَنَّ أَبَا جَبَلَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ شِهَابٍ فِي سَفَرٍ فَصَامَ عَاشُورَاءَ فَقِيلَ لَهُ! فَقَالَ: إِنَّ رَمَضَانَ لَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [1] وَإِنَّ عَاشُورَاءَ يَفُوتُ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٌ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: ثَلاثٌ إِذَا كُنَّ فِي الْقَاضِي فَلَيْسَ بِقَاضٍ: إِذَا كَرِهَ الْمَلامَ وَأَحَبَّ الْمَحَامِدَ وَكَرِهَ الْعَزْلَ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ: ثنا اللَّيْثُ ثنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنّ ابْنَ شِهَابٍ وَضَعَ يَدَهُ فِي وُضُوئِهِ ثُمَّ تَذَكَّرَ حَدِيثًا فَلَمْ يَزَلْ يَتَذَكَّرُ وَيَدَهُ فِي الْمَاءِ حَتَّى أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ فِي السَّحَرِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ: ثنا الْمُوَقَّرِيُّ قَالَ: كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَى الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ فَقَالَ لَنَا: مَنْ لَمْ يَأْكُلْ طَعَامَنَا فَلا يَقْرَبْنَا. وَعَاتَبُوهُ يَوْمًا فِي دَيْنِهِ فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ إِلا عَشَرَةُ آلافِ دِينَارٍ وَأَنَا مُنَعَّمٌ فِي الدُّنْيَا لِي خَمْسَةٌ مِنَ الْعُيُونِ كُلُّ عَيْنٍ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعِينَ دِينَارًا، وَلَيْسَ لِي وَارِثٌ إِلا ابْنُ الابْنِ، وَمَا أُبَالِي أَنْ لا يُصِيبَ مِنِّي دِرْهَمًا لِأَنَّهُ فَاسِقٌ. ابْنُ وَهْبٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لا يُنَاظَرُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلا بِكَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ شِهَابٍ الْمَدِينَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيعَةَ   [1] يشير الى الآية الكريمة في سورة البقرة، الآية 183. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 235 وَدَخَلا إِلَى بَيْتِ الدِّيوَانِ فَمَا خَرَجَا إِلَى الْعَصْرِ فَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالْمَدِينَةِ مِثْلَ رَبِيعَةَ وَخَرَجَ رَبِيعَةُ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنْ أَحَدًا بَلَغَ مِنَ الْعِلْمِ مَا بَلَغَ ابْنُ شِهَابٍ. ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: الإِيمَانُ بِالْقَدَرِ نِظَامُ التَّوْحِيدِ فَمَنْ وَحَّدَ وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ نَقَضَ كُفْرُهُ بِالْقَدَرِ تَوْحِيدَهُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ قَالا: ثنا عُقَيْلٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ سُنَّةِ الصَّلاةِ أَنْ تَقْرَأْ بِسْمِ الله الرحمن الرحيم ثُمَّ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ تَقْرَأُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثُمَّ تَقْرَأُ سُورَةٌ. وَكَانَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ قَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سِرًّا بِالْمَدِينَةِ عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَكَانَ رَجُلا حييا. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: سَمِعْتُ خَالِي مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ سَبْعِينَ مِمَّنْ يَقُولُ: قَالَ فُلانٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَوِ ائْتُمِنَ عَلَى بَيْتِ مَالٍ لَكَانَ بِهِ أَمِينًا فَمَا أَخَذْتُ مِنْهُمْ شَيْئًا لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ أَهْلِ هَذَا الشَّأْنِ وَيَقْدِمُ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ وَهُوَ شَابٌّ فَنَزْدَحِمُ عَلَى بَابِهِ. كَذَا قَالَ، وَلَمْ يَلْقَ مَالِكٌ الزُّهْرِيَّ إِلا وَهُوَ شَيْخٌ فَلَعَلَّهُ اشتُبِه عَلَيْهِ بِالْخِضَابِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَحْسِبُ أَنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ مِنَ الْعِلْمِ وَأَصَبْتُ مِنْهُ فَلَمَّا جَالَسْتُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ فَكَأَنَّمَا كُنْتُ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ. وَقَالَ يُونُسُ عَنْهُ: جَالَسْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ حَتَّى مَا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْهُ إِلا الرُّجُوعَ يَعْنِي الْمَعَادَ وَجَالَسْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ فَمَا رَأَيْتُ أَغْرَبَ حَدِيثًا مِنْهُ وَجَالَسْتُ عُرْوَةَ فَوَجَدْتُهُ بَحْرًا لا تُكَدِّرُهُ الدَّلاءُ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 236 وَقَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَوْمًا يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مَا يقرأه وَلا يُقْرَأُ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ [1] : نَأْخُذُ هَذَا عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَأْخُذُونَهُ وَلا يَرَاهُ وَلا يَرَوْنَهُ. وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا استْعَدْتُ حَدِيثًا إِلا مَرَّةً فَسَأَلْتُ صَاحِبي فَإِذَا هُوَ كَمَا حَفِظْتُ. قَالَ قُرَّةُ بْنُ صُوَيْلٍ: لَمْ يَكُنْ لِلزُّهْرِيِّ كِتَابٌ إِلا كِتَابٌ فِي نَسَبِ قَوْمِهِ. وَقَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: يا أهل الْعِرَاقِ يَخْرُجُ الْحَدِيثُ مِنْ عِنْدَنَا شِبْرًا [2] وَيَصِيرُ عِنْدَكُمْ ذِرَاعًا [3] . وَقَالَ نُوحُ بْنُ يَزِيدَ الْمُؤَدَّبُ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: لَقِيَنِي سَالِمٌ كَاتِبُ هِشَامٍ فَقَالَ لِي: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَكْتُبَ لِوَلَدِهِ حَدِيثَكَ، قُلْتُ: لَوْ سَأَلْتَنِي عَنْ حَدِيثَيْنِ أَتْبَعَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ مَا قَدِرْتُ، وَلَكِنِ ابْعَثْ إِلَيَّ كَاتِبًا أَوْ كَاتِبَيْنِ فَإِنَّهُ قَلَّ يَوْمٌ إِلا يَأْتِينِي قَوْمٌ يَسْأَلُونِي عَمَّا لَمْ أُسْأَلْ عَنْهُ بِالأَمْسِ، فَبَعَثَ إِلَيَّ كَاتِبَيْنِ اخْتَلَفَا إِلَيَّ سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَرَانَا إِلا قَدِ انْفَضْنَا بِكَ، قُلْتُ: كَلا إِنَّمَا كُنْتُ فِي عِزَازٍ مِنَ الأَرْضِ فَالآنَ هَبَطْتُ بُطُونُ الأَوْدِيَةِ. وَعَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَكَثْتُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَخْتَلِفُ مِنَ الشَّامِ إِلَى الْحِجَازِ فَمَا وَجَدْتُ شَيْئًا أَسْتَطْرِفُهُ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مالك أخبرني ربيعة أن عبد الملك   [1] في الأصل «فيقول» . [2] في الأصل «شبر» . [3] في الأصل «ذراع» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 237 ابن مَرْوَانَ قَالَ لِلزُّهْرِيِّ: هَلْ جَالَسْتَ عُرْوَةَ! قَالَ: لا، فَأَمَرَهُ بِهِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَفَجَّرْتُ بِهِ بَحْرًا [1] . ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: لَقَدْ هَلَكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَلَمْ يَتْرُكْ كِتَابًا وَلا الْقَاسِمُ وَلا عُرْوَةُ وَلا ابْنُ شِهَابٍ، ثُمَّ قَالَ مَالِكٌ: قُلْتُ لابْنِ شِهَابٍ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْصِمُهُ: مَا كُنْتُ تَكْتُبُ! قَالَ: لا، قُلْتُ: وَلا تَسْأَلُ أَنْ يُعَادَ عَلَيْكَ الْحَدِيثُ! قَالَ: لا. وَلَقْد سَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ قَالَ: الَّذِي أَعْجَبَنِي مِنْهُ قَدْ حَدَّثْتُكُمْ بِهِ. وَقَالَ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ: ثنا يُونُسُ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: إِيَّاكَ وَغُلُولَ الْكُتُبِ، قُلْتُ: مَا غُلُولُهَا؟ قَالَ: حَبْسُهَا. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أبيه قَالَ: مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَشُدّ ثَوْبَهُ عِنْدَ صَدْرِهِ وَيَسْأَلُ عَمَّا يُرِيدُ وَكُنَّا تَمْنَعُنَا الْحَدَاثَةُ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا حُسَيْنُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ فَأَتَيْنَاهُ وَمَعَنا رَبِيعَةَ فَحَدَّثَنَا بِنَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ حَدِيثًا، ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مِنَ الْغَدِ وَقَالَ: انْظُرُوا كِتَابًا حَتّى أُحَدِّثُكُمْ مِنْهُ أَرَأَيْتُمْ مَا حَدَّثْتُكُمْ أَمْسَ فِي أَيْدِيكُمْ مِنْهُ؟ فَقَالَ لَهُ رَبِيعَةُ: هَا هُنَا مَنْ يَسْرِدُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثْتَ بِهِ أَمْسَ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ، قَالَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ لِي: هَاتِ، فَحَدَّثْتُهُ بِأَرْبَعِينَ مِنْهَا، فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ بَقِيَ مَنْ يَحْفَظُ هَذَا غَيْرِي. وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ   [1] في البداية والنهاية لابن كثير (9/ 345) «ففجرت ثج بحرة» . وفي النهاية لابن الأثير: كنت إذا فاتحت عروة بن الزبير فتقت به ثبج بحر، أي وسطه ومعظمه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 238 عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَتَاكَ بِهِ الزُّهْرِيُّ عَنْ غَيْرِهِ فَشُدَّ يَدَيْكَ بِهِ وَمَا أَتَاكَ بِهِ عَنْ رَأْيِهِ فَانْبُذْهُ. وَقَال ابْنُ الْمَدِينِيِّ: دَارَ عِلْمُ الثِّقَاتِ عَلَى سِتَّةٍ: فَكَانَ بِالْحِجَازِ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ والزُّهْرِيُّ، وَبِالْبَصْرَةِ قَتَادَةُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَبِالْكُوفَةِ أَبُو إِسْحَاقَ وَالأَعْمَشُ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: ثنا الأَصَمُّ أَنْبَأَ الرَّبِيعُ أَنْبَأَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْخُلْعِ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِيهِ ثَلاثِينَ حَدِيثًا مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَطُّ. وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ لَمَّا حَدَّثَ بِحَدِيثِ «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» قُلْتُ لَهُ: فَمَا هُوَ؟ قَالَ: مِنَ اللَّهِ الْقَوْلُ وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ أَمِرُّوا حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءَ بِلا كَيْفٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى الزُّهْرِيِّ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ بَابِ الصَّفَا فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا صَبِيُّ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: تَعَلَّمْتَ الْفَرَائِضَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: كَتَبْتَ الْحَدِيثَ؟ قُلْتُ بَلَى، وَقُلْتُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ أُسْتَاذٌ أُسْتَاذٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: كَتَبَ إِلِيَ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ: اجْمَعْ لِي أَحَادِيثِ الزُّهْرِيِّ. مَعْمَرٌ أَنْبَأَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ نَطْلُبُ الْعِلْمَ فَقُلْنَا: نَكْتُبُ السُّنَنَ فَكَتَبْنَا مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ، فَقُلْتُ أَنَا: لَيْسَ بِسُنَّةٍ، فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 239 وَرَوَى يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: الْعِلْمُ وَادٍ فَإِذَا هَبَطْتَ وَادِيًا فَعَلَيْكَ بِالتُؤُدَةِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهُ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْعَالِمَ فَمَا نَتَعَلَّمُ مِنْ أَدَبِهِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ عِلْمِهِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: كُنَّا نَكْرَهُ الْكِتَابَ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْه السُّلْطَانُ فَكَرِهْنَا أَنْ نَمْنَعَهُ النَّاسَ. وَرَوَى مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَفْضَلُ مِنَ الْعِلْمِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا صَبَرَ أحَدٌ لِلْعِلْمِ صَبْرِي وَمَا نَشَرَهُ أَحَدٌ نَشْرِي، فَأمَّا عُرْوَةُ فَبِئْرٌ لا تُكَدِّرُهَا الدِّلاءُ، وَأَمَّا سَعِيدٌ فَانْتَصَبَ لِلنَّاسِ فَذَهَبَ اسْمُهُ كُلَّ مَذْهَبٍ. وَرَوَى سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ فَتَلا: (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ) 24: 11 [1] فَقَالَ: نَزَلْتُ فِي عَلِيٍّ، قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ لَيْسَ كَذَا فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ الْمُنَافِقِ. أَنْبَئُونَا عَنِ اللَّبَّانِ أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ ثنا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا ابْنُ الصَّوَّافِ ثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ مَنْ مَضَى مِنْ عُلَمَائِنَا يَقُولُونَ: الاعْتِصَامُ بِالسُّنَّةِ نَجَاةٌ وَالْعِلْمُ يُقْبَضُ قَبْضًا سَرِيعًا، فَبِعِزِّ الْعِلْمِ ثَبَاتُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَفِي ذَهَابِ الْعِلْمِ ذَهَابُ ذَلِكَ كُلِّهِ. وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: أَخْرِجْ لِي كُتُبَكَ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي ثُمَّ قَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي تِلْكَ الْكُتُبَ، فَأَخْرَجَتْ صُحُفًا فِيهَا شِعْرٌ، وَقَالَ: مَا عِنْدِي إِلا هَذَا.   [1] قرآن كريم- سورة النور- الآية 11. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 240 وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْفَظَ الْحَدِيثَ فَلْيَأْكُلِ الزَّبِيبَ. وَقَالَ أَيُّوبُ بْن سُوَيْدٍ: ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي الْقَاسِمُ: يَا غلام أراك تحرص على طلب العلم أفلا أَدُلُّكَ عَلَى وِعَائِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: عَلَيْكَ بعمرة فإنها كانت في حجر عائشة، فأتيتها فَوَجَدْتُهَا بَحْرًا لا يُنْزَفُ. وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: جَالَسْتُ جَابِرًا وَابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَنْسَقَ لِلْحَدِيثِ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيِّ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: الْحَافِظُ لا يُولَدُ إِلا فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَرَّةً. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدَّبُ: ثنا أَبُو أُوَيْسٍ سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنِ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فِي الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا يَجُوزُ فِي الْقُرْآنِ فَكَيْفَ بِهِ فِي الْحَدِيثِ إِذَا أُصِيبَ مَعْنَى الْحَدِيثِ فَلا بَأْسَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكَمٍ ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: ضَاقَتْ حَالُ الزُّهْرِيِّ وَرَهَقَهُ دَيْنٌ فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَالَسَ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فبَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ نَسْمُرُ إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَذَهَبَ بِهِ إِلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: مَنْ منكم يحفظ قضاء عمر في أمهات الأولاد؟ قُلْتُ: أَنَا، قَالَ: قُمْ، فَدَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى نَمْرَقَةٍ، بِيَدِهِ مِخْصَرةٌ، عَلَيْهِ غَلالَةٌ مُلْتَحِفٌ بِسُبَيْبَةٍ [1] ، بَيْنَ يَدَيْهِ شمعة، فسلمت   [1] السبيبة: شقة من الثياب. وفي الأصل مهملة، والتصحيح من النهاية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 241 فَقَالَ: مَن أَنْتَ؟ فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ أَبُوكَ لَنَعَّارًا فِي الْفِتَنِ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ، قَالَ: اجْلِسْ، فَجَلَسْتُ، قَالَ: تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اقْرَأْ مِنْ سُورَةِ كَذَا وَمِنْ سُورَةِ كذا، فقرأت فقال: أتفرض؟ قلت: نعم، قَالَ: فَمَا تَقُولُ فِي امْرَأَةٍ تَرَكَتْ زَوْجَهَا وَأَبَوَيْهَا، قُلْتُ: لِزَوْجِهَا النِّصْفُ وَلأُمِّهَا السُّدُسُ وَلِأَبِيهَا مَا بَقِيَ، قَالَ: أَصَبْتَ الْفَرْضَ وَأَخْطَأْتَ اللَّفْظَ إِنَّما لِزَوْجِهَا النِّصْفُ وَلأُمِّهَا ثُلُثُ مَا يَبْقَى [1] ، هَاتِ حَدِيثَكَ، قُلْتُ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَذَكَرَ قَضَاءَ عُمَرَ فِي أُمَّهَاتِ الأَوْلادِ، فَقَالَ: وَهَكَذَا حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ دَيْنِي، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَتَفْرِضُ لِي، قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا نَجْمَعَهُمَا لِأَحَدٍ، قَالَ: فَتَجَهَّزْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَعَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ أُرِيدُ الْغَزْوَ فَأَتَيْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ فَوَجَدْتُهُ عَلَى قُبَّةٍ عَلَى فُرُشٍ تُفَوِّتُ الْقَائِمَ وَالنَّاسُ تَحْتَهُ سِمَاطَانِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: ثنا عَنْبَسَةُ ثنا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَفَدتُ إِلَى مَرْوَانَ وَأَنَا مُحْتَلِمٌ. هَذِهِ رِوَايَةً غَرِيبَةً قَدْ قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فِيهَا: هَذَا بَاطِلٌ إِنَّمَا خَرَجَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَمْ يَكُنْ عَنْبَسَةَ مَوْضِعًا لِكِتَابَةِ الْحَدِيثِ. قَالَ خَلِيفَةُ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ [2] . وَقَالَ دُحَيْمٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْسِينَ. وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَفِي حُمْرَتِهَا انْكِفَاءٌ [3] كَأَنَّهُ يَجْعَلُ فِيه كَتَمًا، وَكَانَ أُعَيْمَشَ وله جمة، قدم علينا   [1] لأن الله يقول في سورة النساء- الآية رقم 11 (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ) 4: 11 والثلث في هذه المسألة يراد به ثلث الباقي الّذي يرثه الأبوان منعا لتمييز الأنثى على الذكر. [2] تاريخ خليفة 218. [3] أي تغيّر عن لون الحمرة. والكلمة مهملة في الأصل. والتصحيح من النهاية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 242 فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ- يَعْنِي مَكَّةَ- فَأَقَامَ إِلَى هِلالِ الْمُحَرَّمِ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ قصيرا قليل اللحية له شعرات طوال خفيف العارضين. ولفائد بْنِ أَقْرَمَ يَمْدَحُ الزُّهْرِيَّ فَقَالَ بَعْدَ أَنْ تَغَزَّلَ: دَعْ ذَا وَأَثْنِ عَلَى الْكَرِيمِ مُحَمَّدٍ ... وَاذْكُرْ فَوَاضِلَهُ عَلَى الأَصْحَابِ وَإِذَا يُقَالُ مَنِ الْجَوَّادُ بِمَالِهِ ... قِيلَ الْجَوَّادُ مُحَمَّدُ بْنُ شِهَابِ أَهْلُ الْمَدَائِنِ يَعْرِفُونَ مَكَانَهُ ... وَرَبِيعٌ بَادِيَةٌ عَلَى الأَعْرَابِ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ قَوْمًا بِحَدِيثٍ فَلَمَّا قَامَ قُمْتُ فَأَخَذْتُ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ فَاسْتَفْهَمْتُهُ فَقَالَ: تَسْتَفْهِمُنِي مَا اسْتَفْهَمْتُ عَالِمًا قَطُّ وَلا أَعَدْتُ شَيْئًا عَلَى عَالِمٍ قَطُّ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْقَاوِيُّ سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ بِمِائَةِ حَدِيثٍ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: كَمْ حَفِظْتَ يَا مَالِكُ؟ قُلْتُ: أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتُهُ ثُمَّ قَالَ: إِنَّا للَّه كَيْفَ نَقَصَ الْحِفْظُ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ الزُّهْرِيَّ كَانَ يَبْتَغِي الْعِلْمَ مِنْ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِ فَيَأْتِي جَارِيَةً لَهُ نَائِمَةً فَيُوقِظُهَا فَيَقُولُ لَهَا: حَدَّثَنِي فُلانٌ وَفُلانٌ بِكَذَا، فَتَقُولُ: مَا لِي وَلِهَذَا، فَيَقُولُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ لا تَنْتَفِعِينَ بِهِ وَلَكِنْ سَمِعْتُ الآنَ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَذِكِرَهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: خَرَجَ الزُّهْرِيُّ مِنَ الْخَضْرَاءِ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان فجلس عند ذاك العمود الجزء: 8 ¦ الصفحة: 243 فقال: يا أيها الناس إنا كنا قد منعنا كم شَيْئًا قَدْ بَذَلْنَاهُ لِهَؤُلاءِ فَتَعَالَوْا حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ قَالَ: وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ مَا لِي أَحَادِيثُكُمْ لَيْسَ لَهَا أَزِمَّةٌ وَلا خَطْمٌ، قَالَ الْوَلِيدُ: فَتَمَسَّكَ أَصْحَابُنَا بِالأَسَانِيدِ مِنْ يَوْمَئِذٍ. وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ: كُنَّا نَكْرَهُ الْكِتَابَ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ الأُمَرَاءُ فَرَأَيْتُ أَنْ لا أمنعه مسلما. قال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: الزُّهْرِيُّ أَحْسَنُ النَّاسِ حَدِيثًا وَأَجْوَدُ النَّاسِ إِسْنَادًا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَثْبَتَ أَصْحَابُ أَنَسٍ الزُّهْرِيَّ. وَرَوَى أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَخْتِمُ حَدِيثَهُ بِدُعَاءٍ جَامِعٍ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: مَا بَقِيَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الْعِلْمِ مَا بَقِيَ عِنْدَ ابْنِ شِهَابٍ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ وَرَجُلٍ آخَرَ، كَأَنَّهُ عَنِيَ نَفْسَهُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ مَعَ مُجَالَسَتِهِ لِلْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ: لَمْ أَرَ قَطُّ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا الزُّهْرِيُّ إِلا بَحْرٌ. سَمِعْتُ مَكْحُولا يَقُولُ: ابْنُ شِهَابٍ أَعْلَمُ النَّاسِ. وَقَالَ مَالِكٌ: بَقِيَ ابْنُ شِهَابٍ وَمَالَهُ فِي النَّاسِ نَظِيرٌ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 244 وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: شَهِدْتُ وُهَيْبًا وَبِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ وَغَيْرِهِمَا ذَكَرُوا الزُّهْرِيَّ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا يُقِيسُونَهُ بِهِ إِلا الشَّعْبِيَّ. وَقَالَ ابْنُ المديني: أَفْتَى أَرْبَعَةٌ: الْحَكَمُ وَحَمَّادٌ وَقَتَادَةُ وَالزُّهْرِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ عِنْدِي أَفْقَهُهُمْ. وَقَالَ الْفِرْيَابِيُّ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ فَتَثَاقَلَ عَلَيَّ فَقُلْتُ لَهُ: أَتُحِبُّ لَوْ أَنَّكَ أَتَيْتَ مَشَايِخَكَ فَصَنَعُوا بِكَ مِثْلَ هَذَا؟! فَقَالَ: كَمَا أَنْتَ، وَدَخَلَ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابًا فَقَالَ: خُذْ هَذَا فَارْوِهِ عَنِّي، فَمَا رَوَيْتُ عَنْهُ حَرْفًا. وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بَعْدَ أَنْ تَرَكَ الْحَدِيثَ فَأَلْفَيْتُهُ عَلَى بَابِهِ فَقُلْتُ: إِنْ رأيتَ أَنْ تُحَدِّثَنِي، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُ الْحَدِيثَ؟ فَقُلْتُ: إِمَّا أَنْ تُحَدِّثَنِي وَإِمَّا أَنْ أُحَدِّثَكَ، حَدِّثْنِي، فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مُرْسَلُ الزُّهْرِيِّ شَرٌّ مِنْ مُرْسَلِ غَيْرِهِ لِأَنَّهُ حَافِظٌ وَكُلَّمَا قَدِرَ أَنْ يُسَمِّي سَمَّى وَإِنَّمَا يَتْرُكُ مَنْ لا يُحِبُّ أَنْ يُسَمِّيَهُ. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ حَوْشَبٍ الْفَزَارِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ وَذَكَرَ الزُّهْرِيَّ فَقَالَ: أَيُّ رَجُلٍ هُوَ لَوْلا أَنَّهُ أَفْسَدَ نَفْسَهُ بِصُحْبَةِ الْمُلُوكِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ ثنا الشَّافِعِيُّ ثنا عَمِّي قَالَ: دَخَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ عَلَى هشام فقال له: يَا سُلَيْمَانُ مَنِ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: ابْنُ سَلُولٍ، قَالَ: كَذَبْتَ بَلْ هُوَ علي، فدخل ابن شهاب فقال: يا بن شِهَابٍ مَنِ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ؟ قَالَ: ابْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 245 بَلْ هُوَ عَلِيٌّ، قَالَ: أَنَا أَكْذِبُ لا أبا لك فو الله لَوْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ الْكَذِبَ مَا كَذَبْتُ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ وَعُرْوَةُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلِ الْقَوْمُ يُغْرُونَ به فقال له هشام ارحل فو الله مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَحْمِلَ عَنْ مِثْلِكَ، فَقَالَ: وَلِمَ؟ أَنَا اغْتَصَبْتُكَ عَلَى نَفْسِي أَوْ أَنْتَ اغْتَصَبْتَنِي عَلَى نَفْسِي فَخَلِّ عَنِّي، فَقَالَ لَهُ: لا وَلَكِنَّكَ اسْتَدَنْتَ أَلْفَيْ أَلْفٍ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ- وَأَبُوكَ قَبْلُ- أَنِّي مَا اسْتَدَنْتُ هَذَا الْمَالَ عَلَيْكَ وَلا عَلَى أَبِيكَ، فَقَالَ هِشَامُ: إِنَّا إِنْ نَهْجُ الشَّيْخَ يَهْجُ الشَّيْخُ، فَأَمَرَ فَقَضَى مِنْ دَيْنِهِ أَلْفَ أَلْفٍ، فأخبر بذلك فقال: الحمد للَّه الَّذِي هَذَا هُوَ مِنْ عِنْدِهِ. قَالَ عَمِّي: وَنَزَلَ ابْنُ شِهَابٍ بِمَاءٍ مِنَ الْمِيَاهِ فَالْتَمَسَ سَلَفًا فَلَمْ يَجِدْ فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَنُحِرَتْ وَدَعَا إِلَيْهَا أَهْلَ الْمَاءِ فَمَرَّ بِهِ عَمُّهُ فَدَعَاهُ إلى الغذاء فقال: يا بن أَخِي إِنَّ مُرُوءَةَ سَنَةٍ تَذْهَبُ بِذُلِّ الْوَجْهِ سَاعَةً، فَقَالَ: يَا عَمِّ انْزِلْ فَكُلْ وَإِلا فَامْضِ. وَنَزَلَ مَرَّةً بِمَاءٍ فَشَكَا إِلَيْهِ أَهْلُ الْمَاءِ إِنَّ لَنَا ثَمَانِيَ عَشْرَةَ امْرَأَةً عَمْرِيَّةً- أَيْ لَهُنَّ أَعْمَارٌ- لَيْسَ لَهُنَّ خَادِمٌ، فَاسْتَسْلَفَ ابْنُ شِهَابٍ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَأَخْدَمَ كُلَّ واحدة منهن خَادِمًا بِأَلْفٍ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى عَنِ الزُّهْرِيِّ سَبْعَةَ آلافِ دِينَارٍ وَقَالَ لا تَعُدْ لِمِثْلِهَا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ» . وَقَالَ مَالِكٌ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَجَدْنَا السَّخِيَّ لا تَنْفَعُهُ التَّجَارِبُ. وَقَالَ يُونُسُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَرَّ تَاجِرٌ بِالزُّهْرِيِّ وَهُوَ فِي قَرْيَتِهِ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 246 وَالرَّجُلُ يُرِيدُ الْحَجَّ فَابْتَاعَ مِنْهُ بَزًّا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ إِلَى أَجَلٍ فَلَمْ يَبْرَحِ الزُّهْرِيُّ حَتَّى فَرَّقَهُ، فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِ التَّاجِرِ أَعْطَاهُ وَقْتَ رُجُوعِهِ مِنَ الْحَجِّ الثَّمَنَ وَزَادَهُ ثَلاثِينَ دِينَارًا وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُكَ يَوْمَئِذٍ سَاءَ ظَنُّكَ، فَقَالَ: أَجَلْ، قَالَ: وَاللَّهِ لَمْ أَفْعَلْ ذَلِكَ إِلا لِلتِّجَارَةِ أُعْطِي الْقَلِيلُ فأُعْطَى الْكَثِيرُ. وَرَوَى سُوَيْدٌ عَنْ ضِمَامٍ عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ خَرَجَ إِلَى الأَعْرَابِ ليفقّههم فجاءه أعرابي وقد نفد مَا فِي يَدِهِ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَى عِمَامَتِي فَأَخَذَهَا، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ: يَا عُقَيْلُ أُعْطِيكَ خَيْرًا مِنْهَا. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كُنَّا نَأْتِي الزُّهْرِيَّ بِالرَّاهِبِ فَيُقَدِّمُ إِلَيْنَا كَذَا كَذَا لَوْنًا. قُلْتُ: الرَّاهِبُ عِنْدَ الْمُصَلَّى بِظَاهِرِ دِمَشْقَ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يُحَدِّثُ ثُمَّ يَقُولُ: هَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ وَأَحَادِيثِكُمْ فَإِنَّ الأُذْنَ مَجَّاجَةٌ وَإِنَّ لِلنَّفْسِ حُمْضَةً. قُلْتُ: قَدْ جَمَعَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ عِلْمَ الزهري وكذا ألّف محمد ابن يَحْيَى الذُّهْلِيُّ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ فَأَتْقَنَ وَاسْتَوْعَبَ وَهُوَ فِي مُجَلَّدَيْنِ. وَقَدِ انْفَرَدَ الزُّهْرِيُّ بِسُنَنٍ كَثِيرَةٍ وَبِرِجَالٍ عِدَّةٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ سَمَّاهُمْ مُسْلِمٌ، وَعِدَّتُهُمْ بِضْعٌ وَأَرْبَعُونَ نَفْسًا، فَأَمَّا أَصْحَابُهُ فَعَلَى مَرَاتِبَ. قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ قُلْتُ لَهُ: مَعْمَرٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي الزُّهْرِيِّ أَوْ مَالِكٌ؟ قَالَ: مَالِكٌ، قُلْتُ: فَيُونُسُ وَعُقَيْلٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَالِكٌ؟ قَالَ: مَالِكٌ، قُلْتُ: فَابْنُ عُيَيْنَةَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَعْمَرٌ؟ قَالَ: مَعْمَرٌ، قُلْتُ: فَشُعَيْبٌ؟ قَالَ: مِثْلُ يُونُسَ وَعُقَيْلٍ، قُلْتُ: فَالزُّبَيْدِيُّ؟ قَالَ: هُوَ سَلِيمٌ، قُلْتُ: فَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ اللَّيْثِ؟ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 247 قَالَ: كِلاهُمَا ثِقَتَانِ، قُلْتُ: فَمَعْمَرٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ؟ قَالَ: مَعْمَرٌ وَصَالِحٌ ثِقَةٌ، قُلْتُ: فَعَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ؟ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، قُلْتُ: فَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: صُوَيْلِحٌ، قُلْتُ: فَصَالِحُ بْنُ الأَخْضَرِ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ فِي الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَابْنُ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ فِي الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ؟ قَالَ: ضَعِيفٌ فِي الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَابْنُ إِسْحَاقَ؟ قَالَ: صَالِحٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ فِي الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيُّ؟ قَالَ: صَالِحٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَمَعْمَرٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ يُونُسُ؟ قَالَ: مَعْمَرٌ، فَيُونُسُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ عُقَيْلٌ؟ قَالَ: يُونُسُ ثِقَةٌ وَعُقَيْلٌ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، قُلْتُ: فَالأَوْزَاعِيُّ فِي الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: ثِقَةٌ مَا أَقَلُّ مَا أَسْنَدَ عَنْهُ، قُلْتُ: فَشُعَيْبٌ؟ قَالَ: كَتَبَ إِمْلاءً عَنِ الزُّهْرِيِّ وَكَانَ شُعَيْبٌ كَاتِبًا لِلسُّلْطَانِ فَكَتَبَ لِلسُّلْطَانِ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِمْلاءً، قُلْتُ: فَالْمُوَقَّرِيُّ؟ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قُلْتُ: فَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ: سئل ابن معين عن ابن أخي ابن شِهَابٍ وَعَنْ أَبِي أُوَيْسٍ، فَقَالَ: ابْنُ أَخِي ابن شِهَابٍ أَمْثَلُ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ فِي الزُّهْرِيِّ من محمد ابن إسحاق. وقال عثمان الدارميّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ ضَعِيفٌ فِي الزُّهْرِيِّ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَصَحُّ حَدِيثًا عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ مَالِكٍ وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: لَمَّا رَحَلَ مَعْمَرٌ إِلَى الزُّهْرِيِّ نَبُلَ فَكُنَّا نُسَمِّيهِ الزُّهْرِيَّ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مَحْمُودٍ الْهَرَوِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مَنْ أَعْرَفُ النَّاسِ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 248 بِأَحَادِيثِ ابْنِ شِهَابٍ؟ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ المصري وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمَا: مَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَالنَّاسُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَشَذَّ أَبُو مُسْهِرٍ فَقَالَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلانِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ قَبْرَ الزُّهْرِيِّ بِأَدَامَى [2] وَهِيَ خَلْفَ شِعْبٍ وَبْذَى وَهِيَ أَوَّلُ عَمَلِ فِلَسْطِينَ وَآخِرُ عَمَلِ الْحِجَازِ، وَبِهَا ضَيْعَةٌ لِلزُّهْرِيِّ، رَأَيْتُ قَبْرَهُ مُسَنَّمًا مُجَصَّصًا رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرْبَعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً [3] . مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ [4]- م 4 خ مقرونا-   [1] تاريخ خليفة 356. [2] في الأصل «بأدما» ، والتصحيح من صفة الصفوة ومعجم البلدان حيث قيّده بالفتح والقصر. [3] في (تجريد التمهيد لابن عبد البر 116) أنه مات عن خمس أو ست وستين سنة، لأنه قال ان ولادته كانت سنة وفاة عائشة أي سنة 58، ومات سنة أربع وعشرين ومائة. [4] التاريخ الكبير 1/ 221، التاريخ الصغير 146، الجرح 8/ 74، ميزان الاعتدال 4/ 37، تهذيب التهذيب 9/ 440. التقريب 2/ 207. الخلاصة 358. ابن سعد 5/ 481. تاريخ أبي زرعة 1/ 510. المعرفة والتاريخ 1/ 166. طبقات خليفة 281. سير أعلام النبلاء 5/ 380 رقم 174. تذكرة الحفاظ 1/ 126. العبر 1/ 168. العقد الثمين 2/ 354. طبقات الحفاظ 50. شذرات الذهب 1/ 175. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 249 مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، الْقُرَشِيِّ الأَسَدِيِّ أَحَدِ الأَعْلامِ. رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ، وَحَدِيثُهُ عَنِ الثَّلاثَةِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَجَابِرٍ فَأَكْثَرَ وَعَنْ طَاوُسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَحَجَّاجٌ الصَّوَّافُ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ الثِّقَاتِ وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَوْثَقَ مِنْهُ. قَالَ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ: حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ وَكَانَ أَكْمَلَ النَّاسِ عَقْلا وَأَحْفَظَهُمْ، وَكَانَ أَيُّوبُ إِذَا رَوَى عَنْهُ يَقُولُ: ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ وَأَبُو الزُّبَيْرِ أَبُو الزُّبَيْرِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: يُضَعِّفُهُ بِذَلِكَ. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيُحَدِّثُنَا فَإِذَا خَرَجْنَا تَذَاكَرْنَا وَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ أَحْفَظَنَا لِلْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ وَكَذَا وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وغَيْرُ وَاحِدٍ، وَأَمَّا أَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمَا فَقَالُوا: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ لِأَبِي الزُّبَيْرِ فِي صَحِيحِهِ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ إِلا أَنْ يَرْوِي عَنْهُ بَعْضُ الضُّعَفَاءِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِنْ جِهَةِ الضَّعِيفِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ ثنا وَرْقَاءُ قَالَ: قُلْتُ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 250 لِشُعْبَةَ: مَا لَكَ تَرَكْتَ حَدِيثَ أَبِي الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ يَزِنُ وَيَسْتَرْجِعُ فِي الْمِيزَانِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَجُلٍ يَقْدَمُ مِنْ مَكَّةَ فَأَسْأَلُهُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ فَقَدِمْتُ مَكَّةَ فَسَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ فَافْتَرَى عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الزُّبَيْرِ تَفْتَرِي عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ، قَالَ: إِنَّهُ أَغْضَبَنِي، قُلْتُ: مَنْ يُغْضِبُكَ تَفْتَرِي عَلَيْهِ، لا رَوَيْتَ عَنْكَ أَبَدًا، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ فِي صَدْرِي أَرْبَعُمِائَةِ حَدِيثٍ لِأَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ [1] : قِيلَ لِشُعْبَةَ: لِمَ تَرَكْتَ أَبَا الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: رَأَيْتُهُ يُسِيءُ الصَّلاةَ فَتَرَكْتُ الرِّوَايَةَ عَنْهُ. وَرَوَى عُمَرُ بْنُ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: يَا أَبَا عُمَرَ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا الزُّبَيْرِ لَرَأَيْتَ شُرْطِيًّا بِيَدِهِ خَشَبَةٌ فَقُلْتُ لَهُ: مَا لَقِيَ مِنْكَ أَبُو الزُّبَيْرِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: ثنا اللَّيْثُ قَالَ: قَدِمْتُ مُكَّةَ فَجِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَيْنِ وَانْقَلَبْتُ بِهِمَا ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ عَاوَدْتُهُ فَسَأَلْتُهُ أَسَمِعَ هَذَا كُلَّهُ مِنْ جَابِرٍ فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ: مِنْهُ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ وَمِنْهُ مَا حُدِّثْتُ عَنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَعْلِمْ لِي عَلَى مَا سَمِعْتَ، فَأَعْلَمَ لِي عَلَى هَذَا الَّذِي عِنْدِي. وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: قَالَ سُفْيَانُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الزُّبَيْرِ وَمَعَهُ كِتَابُ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ فَجَعَلَ يَسْأَلُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَيُحَدِّثُ بَعْضَ الْحَدِيثِ ثُمَّ يَقُولُ: انْظُرْ كَيْفَ هُوَ فِي كِتَابِكَ، فَيُخْبِرُهُ بِمَا فِي الْكِتَابِ فَيُخْبِرُ بِهِ كَمَا فِي الْكِتَابِ. وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ أَنَا وَرَجُلٌ فَكُنَّا إِذَا سَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَتَغَايَمَ فِيهِ قَالَ: انْظُرُوا فِي الصحيفة كيف هو.   [1] بفتح الحاء ... نسبة إلى الحوض ... (اللباب 1/ 401) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 251 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قال: ما تنازع أبو الزبير وعمرو ابن دِينَارٍ قَطُّ عَنْ جَابِرٍ إِلا زَادَ عَلَيْهِ أَبُو الزُّبَيْرِ. وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ الْبَيْتَ لَيْلا. وَخَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ لِأَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: فِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَأَضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَشَّابُ أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا عَيْنُ الشَّمْسِ الثَّقَفِيَّةُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أنا أَبُو طَاهِرٍ الْكَاتِبُ أنا أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ثنا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ الزُّبَيْرِيُّ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ سَمِعْتُ أَبَا أُسَيْدٍ وَابْنَ عَبَّاسٍ يُفْتِي: الدِّينَارُ بِالدِّينَارَيْنِ فَأَغْلَظَ لَهُ أَبُو أُسَيْدٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَحَدًا يَعْرِفُ قَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا يَا أَبَا أُسَيْدٍ، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُسَيْدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ وَصَاعُ حِنْطَةَ بِصَاعِ حِنْطَةَ وَصَاعُ شَعِيرٍ بِصَاعِ شَعِيرٍ وَصَاعُ مِلْحٍ بِصَاعِ مِلْحٍ لا فَضْلَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا الَّذِي كُنْتُ أَقُولُهُ بِرَأْيِي وَلَمْ أَسْمَعْ فِيهِ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: وَكَانَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ يَحْتَجُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ بِمَا رَوَاهُ عَنْهُ اللَّيْثُ فَقَطْ لِكَوْنِهِ لَمْ يَحْمِلْ إِلا مَا سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بِسَمَاعِهِ مِنْ جَابِرٍ، وَمَعَ كَوْنِ الْبُخَارِيُّ لَمْ يَحْتَجَّ بِهِ مَا رَأَيْتُ ذَكَرَهُ فِي كِتَابَيْهِ فِي الضُّعَفَاءِ. قَالَ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ: مَاتَ أَبُو الزُّبَيْرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: أَرَاهُ عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 252 مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ [1]- ع- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ. الزَّاهِدُ الْعَابِدُ أَحَدُ الأَعْلامِ أَخُو عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. رَوَى عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي أيوب وابن عباس وجابر ابن عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي رَافِعٍ وَسَفِينَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ رَقِيقَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَمِّهِ [2] رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ الْمُنْكَدِرُ وَالزُّهْرِيُّ وَعَمْرُو بْنُ دينار ويحيى بن سعيد وهشام ابن عُرْوَةَ وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ جُدْعَانُ [3] وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَطَبَقَةٌ أُخْرَى ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَمَالِكٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَاسْتَقْدَمَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ إِلَى الشَّامِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْفُقَهَاءِ لِيُفْتُوهُ فِي طَلاقِ زَوْجَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جِئْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَنَا مُغْضَبٌ فَقُلْتُ لَهُ: أَحَلَلْتَ لِلْوَلِيدِ أم سلمة! قال:   [1] التاريخ الكبير 1/ 219، المشاهير 65، حلية الأولياء 3/ 146، صفة الصفوة 2/ 79، الجرح 8/ 97، الوافي 5/ 78، الخلاصة 360، تهذيب التهذيب 9/ 473، التقريب 2/ 210، طبقات ابن سعد 7/ 520 و 8/ 255. تاريخ أبي زرعة 1/ 229. المعرفة والتاريخ 1/ 276. التاريخ لابن لابن معين 2/ 540 رقم 713. طبقات خليفة 268. التاريخ الصغير 287 و 2/ 32. المعارف 461. سير أعلام النبلاء 5/ 353 رقم 163. تذكرة الحفاظ 1/ 127. طبقات الحفاظ 51. شذرات الذهب 1/ 177. [2] أي عم محمد بن المنكدر. [3] في الأصل «جذعان» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 253 أنا وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنِي جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا طَلاقَ لِمَنْ لا يَمْلِكُ وَلا عِتْقَ لِمَنْ لا يَمْلِكُ. صَدَقَةُ السَّمِينُ ضَعِيفٌ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: جَاءَ الْمُنْكَدِرُ إِلَى عَائِشَةَ فَشَكَا إِلَيْهَا الْحَاجَةَ فَقَالَتْ: أَوَّلُ شَيْءٍ يَأْتِينِي أَبْعَثُ بِهِ إليك فَجَاءَتْهَا عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ فَقَالَتْ: مَا أَسْرَعُ مَا امتُحِنْتُ وَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْهِ فَاتَّخَذَ مِنْهَا جَارِيَةً فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدًا وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ. رَوَى نَحْوَهَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَمُصْعَبٌ وَأَبُو خَيْثَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ- أَحْسَبُهُ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ- وَغَيْرُهُمْ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وَكَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ: أَبَا بَكْرٍ. قَالَ خ: قَالَ لِي الأُوَيْسِيُّ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ لا يَكَادُ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِيثٍ إِلا كَادَ يَبْكِي. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: بَلَغَ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَحْمِلُ عَنْهُ قَالَ «رَسُولُ اللَّهِ» مِنْهُ جَالَسْنَاهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ. وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَجْدَرَ أَنْ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا يُسْأَلْ عَمَّنْ هُوَ مِنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ [1] أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي جَابِرٍ أَوْ أَبُو الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: ثِقَتَانِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ فِي غَايَةِ الإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ والزهد حجة.   [1] في الأصل «ليحيى بن المنكدر» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 254 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَطَائِفَةٌ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: الْمُنْكَدِرُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الله بن الهدير بن محرز ابن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْن سَعْدِ بْن تَيْمِ بْن مُرَّةَ بْن كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: كَمْ مِنْ عَيْنٍ سَاهِرَةٍ فِي رِزْقِي فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَكَانَ إِذَا بَكَى مَسَحَ وَجْهَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنْ دُمُوعِهِ وَيَقُولُ: النَّارُ لا تَأْكُلُ مَوْضِعًا مَسَّتْهُ الدُّمُوعُ. وَعَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: كَابَدْتُ نَفْسِي أَرْبَعِينَ سَنَةً حَتَّى اسْتَقَامَتْ. وَرَوَى حُسَيْنُ الْجُعَفِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ سَوْقَةَ قال: كان محمد. ابن الْمُنْكَدِرِ يَسْتَقْرِضُ وَيَحُجُّ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: أَرْجُو قَضَاءَهَا. وَقَالَ سُفْيَانُ: تَعَبَّدَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ غُلامٌ وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتِ عِبَادَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: مُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بَنُو الْمُنْكَدِرِ لا يُدْرَى أَيُّهُمْ أَفْضَلُ. وَرَوَى الْفَضْلُ الْغِلابِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: إِنِّي لأَدْخُلُ فِي اللَّيْلِ فَيَهُولُنِي فَأُصْبِحُ حِينَ أُصْبِحُ وَمَا قَضَيْتُ مِنْهُ أُرْبِي. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي ثُمَّ يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ وَيَمُدَّ يَدَيْهِ وَيَدْعُو ثُمَّ يَنْحَرِفُ عَنِ الْقِبْلَةِ وَيُشْهِرُ يَدَيْهِ وَيَدْعُو، يَفْعَلُ ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فِعْلَ الْمُوَدِّعِ. وَقَالَ عَبْدُ الْجَبَّارُ بْنُ الْعَلاءِ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ رُبَّمَا قَامَ اللَّيْلَ فَكَانَ لَهُ جَارٌ مُبْتَلًى فَكَانَ يَصِيحُ وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْحَمْدِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 255 فَقَالَ: أَرْفَعُ صَوْتِي بِالنِّعْمَةِ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْبَلاءِ. وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بن يعقوب التيمي قال: كان محمد ابن الْمُنْكَدِرِ يَجْلِسُ مَعَ أَصْحَابِهِ وَكَانَ يُصِيبُهُ صِمَاتٌ فَكَانَ يَقُومُ كَمَا هُوَ حَتَّى يَضَعَ خَدَّهُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَرْجِعُ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهُ تُصِيبُنِي خَطْرَةٌ فَإِذَا وَجَدْتُ ذَلِكَ اسْتَغَثْتُ بِقَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ يَأْتِي مَوْضِعًا مِنَ الْمَسْجِدِ يَتَمَرَّغُ فِيهِ وَيَضْطَجِعُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. إِسْمَاعِيلُ: فِيهِ لِينٌ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي يَحُجُّ بَوَلَدِهِ فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَحُجُّ بِهَؤُلاءِ؟ قَالَ: أَعْرِضُهُمْ للَّه. وَرَوَى حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَيِّدًا يُطْعِمُ الطَّعَامَ وَيَجْتَمِعُ عِنْدَهُ الْقُرَّاءُ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قِيلَ لابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ. وَقِيلَ لَهُ: أَيُّ الدُّنْيَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الإِفْضَالُ إِلَى الإِخْوَانِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: بَاتَ أَخِي عُمَرُ يُصَلِّي وَبِتُّ أَغْمِزُ قَدَمَ أُمِّي وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ. وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ خَدَّهُ عَلَى الأَرْضِ وَيَقُولُ: يَا أُمِّ ضَعِي قَدَمَكِ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: تَبِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ جَنَازَةَ رَجُلٍ كَانَ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 256 يُسَفَّهُ بِالْمَدِينَةِ فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: وَاللَّهِ إني لأستحيي مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَانِي أَرَى رَحْمَتَهُ عَجَزَتْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: خَرَجَ نَاسٌ غُزَاةٌ فِي الصَّائِفَةِ فِيهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فَبَيْنَا هُمْ يَسِيرُونَ فِي السَّاقَةِ إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اشْتَهِي جُبْنًا رَطِبًا فَقَالَ مُحَمَّدٌ: فَاسْتَطْعِمِ اللَّهَ فَإِنَّهُ قَادِرٌ، فَدَعَا الْقَوْمُ فَلَمْ يَسِيرُوا إِلا شَيْئًا حَتَّى وَجَدُوا مِكْتلا مَخِيطًا فَإِذَا هُوَ جُبْنٌ طَرِيٌّ رَطِبٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ كَانَ هَذَا عَسَلا، قَالَ: الَّذِي أَطْعَمَكُمُوهُ قَادِرٌ، فدعوا اللَّهَ فَسَارُوا قَلِيلا فَوَجَدُوا فِرْقَ عَسَلٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَنَزَلُوا وَأَكَلُوا الْجُبْنَ وَالْعَسَلَ. وَقَدْ رَوَاهَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ (مُجَابِي الدَّعْوَةِ) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَارِيِّ [1] عَنْ عبد الرحمن بن زيد ابن أَسْلَمَ [2] . وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَمَامِيُّ قَالَ: اسْتَوْدَعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَدِيعَةً فَاحْتَاجَ فَأَنْفَقَهَا فَجَاءَ صَاحِبُهَا فَطَلَبَهَا فَقَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى وَدَعَا فَقَالَ: يَا سَادَّ الْهَوَاءَ بِالسَّمَاءِ وَيَا كَابِسَ الأَرْضِ عَلَى الْمَاءِ وَيَا وَاحِدًا قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ وَيَا وَاحِدًا بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ يَكُونُ أَدِّ عَنِّي أَمَانَتِي، فَسَمِعَ قَائِلا يَقُولُ: خُذْ هَذِهِ فَأَدِّهَا عَنْ أَمَانَتِكَ وَأَقْصِرْ فِي الْخُطْبَةِ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَانِي. وَعَنِ ابْنِ الْمَاجِشُونِ قَالَ: إِنَّ رُؤْيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ لَتَنْفَعُنِي فِي دِينِي. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الصَّالِحُونَ. وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ابْنُ الْمُنْكَدِرِ حافظ.   [1] هذه النسبة إلى الجار وهي بليدة على الساحل بقرب المدينة المنورة، كما في (اللباب 1/ 251) . وفي الأصل «الحاري» . [2] انظر كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا- نشرته مؤسسة الرسالة، بيروت 1984- ص 71. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 257 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَمِعَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ عَائِشَةَ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ. وَقَالَ عَمْرٌو النَّاقِدُ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ: أَتَأْذَنُونَ؟ وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مَتِينَانِ [1] إِزَارٌ وَرِدَاءٌ وَرَأَيْتُهُ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ. أُنْبِئْتُ عَنِ اللَّبَّانِ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ الأُنَيْسِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَذْكُرْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَائِمٌ يُصَلِّي إِذْ بَكَى فَكَثُرَ بُكَاؤُهُ حَتَّى فَزِعَ لَهُ أَهْلُهُ وَسَأَلُوهُ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِمْ وَتَمَادَى فِي الْبُكَاءِ فَأَرْسَلُوا إِلَى ابْنِ حَازِمٍ فَجَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟ قَالَ: مَرَّتْ بِي آيَةٌ، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ تَعَالَى (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) 39: 47 [2] فَبَكَى أَبُو حَازِمٍ مَعَهُ حَتَّى اشْتَدَّ بُكَاؤُهُمَا. وَقَالَ ابْنُ سَوْقَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ يَقُولُ: نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى تَقْوَى اللَّهِ الْغِنَى. وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: بَعَثَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ بِأَرْبَعِينَ دِينَارًا ثُمَّ قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ مَا ظَنُّكُمْ بِرَجُلٍ فَرَّغَ صَفْوَانَ لِعِبَادَةِ رَبِّهِ. تُوُفِّيَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَقِيلَ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين، قاله هارون بن موسى الفروي والفسوي.   [1] في الأصل، «ثوبين متينين» . [2] قرآن كريم- سورة الزمر- الآية 47. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 258 مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعِ بْنِ جَابِرِ بْنِ الأَخْنَسِ [1]- م د ت ن- أَبُو بَكْرٍ، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الأَزْدِيُّ البصري. أَحَدُ الأَئِمَّةِ وَالْعُبَّادِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْمَكِّيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَابْنِ سِيرِينَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَأَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ وَالثَّوْرِيُّ وَالْحَمَّادَانِ وَمَعْمَرٌ وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَأَبُو الْمُنْذِرِ سَلامٌ الْقَارِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ حَدِيثًا. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثقة عابد صالح. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ بُلِيَ بِرُوَاةٍ ضُعَفَاءَ. وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: لَمْ يَكُنْ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عِبَادَةٌ ظَاهِرَةٌ، وَكَانَتِ الْفُتْيَا إِلَى غَيْرِهِ، وَإِذَا قِيلَ: مَن أَفْضَلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قِيلَ: مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ صَحِيفَتِهِ مِثْلُ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ. وَرَوَى مَعْمَرٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَخْشَعَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كُنْتُ إِذَا وَجَدْتُ مِنْ قَلْبِي قَسْوَةً غَدَوْتُ فَنَظَرْتُ إِلَى وَجْهِ محمد بن واسع كان كأنه ثكلى.   [1] التاريخ الكبير 1/ 255، المشاهير 151، ابن سعد 7/ 10، حلية الأولياء 2/ 345، صفة الصفوة 3/ 190، الوافي 5/ 172، الجرح 8/ 113، ميزان الاعتدال 4/ 58، تهذيب التهذيب 9/ 499، التقريب 2/ 215. الخلاصة 362. المعرفة والتاريخ 2/ 44. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 259 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ رَجُلٌ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: أَوْصِنِي، قَالَ: أُوصِيكَ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قَالَ: كَيْفَ هَذَا؟ قال: ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا. وَعَنْهُ قَالَ: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ عَشَاءً وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً وَوَجَدَ غَدَاءً وَلَمْ يَجِدْ عَشَاءً وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ. وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَسَّمَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ عَلَى قُرَّائِهَا فَبَعَثَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَأَخَذَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ وَاسِعٍ: قَبِلْتَ جَوَائِزَ السُّلْطَانِ! قَالَ: سَلْ جُلَسَائِي، فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ اشْتَرِي بِهَا رَقِيقًا فَأَعْتِقْهُمْ، قَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَقَلْبُكَ السَّاعَةُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: اللَّهمّ لا. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: لَوْ كَانَ لِلذُّنُوبِ رِيحٌ [1] مَا جَلَسَ أَحَدٌ إِلَيَّ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا صَافَّ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التُّرْكَ وَهَالَهُ أَمْرَهُمْ سَأَلَ عن محمد بن واسع فقيل: هو ذاك فِي الْمَيْمَنَةِ يُبَصْبِصُ بِإِصْبَعِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ قَالَ: تِلْكَ الإِصْبَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ شَهِيرٍ وَشَابٍّ طَرِيرٍ. وَقَالَ حَزْمُ الْقُطَعِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ: يَا إِخْوَتَاهُ تَدْرُونَ أَيْنَ يَذْهَبُ بِيَ اللَّهُ إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُوَ عَنِّي. وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: لَمْ يَكُنْ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ كَبِيرُ عِبَادَةٍ وَكَانَ يَلْبَسُ قَمِيصًا بَصْرِيًّا وَسَاجًا [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: ثنا جُبَيْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ كَأَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: خَيْرُ رَجُلٍ بِالْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ.   [1] في الأصل: «ذبح» والصواب من (صفة الصفوة 3/ 190) وفيه: «لو كان للذنوب ريح ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي» . [2] الساج: الطيلسان. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 260 وَقَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: لا نَزَالُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ لَنَا أَشْيَاخُنَا: مَالِكٌ وَثَابِتٌ وَابْنُ وَاسِعٍ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: قَالَ ابْنُ وَاسِعٍ: إِنِّي لأَغْبِطُ رَجُلا مَعَهُ دِينُهُ وَلَيْسَ مَعَهُ مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ رَاضٍ عَنْ رَبِّهِ. وَقَالَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: إِذَا أَقْبَلَ الْعَبْدُ بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ أَقْبَلَ اللَّهُ بِقُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْوَرَعِ الْيَسِيرُ مِنَ الْعَمَلِ كَمَا يَكْفِي الْقَدْرُ مِنَ الْمِلْحِ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الأَمِيرِ فِي مَدْرَعَةِ صُوفٍ، فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ؟ فَسَكَتَ فَقَالَ: أُكَلِّمُكَ فَلا تُجِيبُنِي! قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَقُولَ زُهْدًا فَأُزَكِّي نَفْسِي أَوْ أَقُولَ فَقْرًا فَأَشْكُو رَبِّي. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ وَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: قَرِيبًا أَجَلِي، بَعِيدًا أَمَلِي، سَيِّئًا عَمَلِي. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ- وَلَيْسَ بِالضُّبَعِيِّ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ فَشَكَا ابْنَهُ فَأَقْبَلَ مُحَمَّدٌ عَلَى ابْنِهِ فَقَالَ: تَسْتَطِيلُ عَلَى النَّاسِ وَأُمُّكَ اشْتَرَيْتُهَا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَأَمَّا أَبُوكَ فَلا كَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ. وَعَنْ قَاسِمٍ الْخَوَّاصِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ قَالَ لِرَجُلٍ: أَأَبْكَاكَ قَطُّ سَابِقُ عِلْمِ اللَّهِ فِيكَ. قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ سَنَةَ ثلاث وعشرين ومائة [1] .   [1] في تاريخ خليفة وفاته في سنة 127 هـ. وليس 123 كما ورد أعلاه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 261 وَكَذا رُوِيَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ. وَقَالَ بَعْضُ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَعَنْ أَبِي الطَّيْبِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ قَالَ: صَحِبْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَكَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ، يُصَلِّي فِي الْمَحْمَلِ جَالِسًا. وَعَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ حَوْشَبًا جَاءَ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ كأن مناديا ينادي يقول: يا أيها النَّاسُ الرَّحِيلَ الرَّحِيلَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَرْتَحِلُ إِلا مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ فَصَاحَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. قَالَ مُضَرُ: كَانَ الْحَسَنُ يُسَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ زَيْنُ الْقُرَّاءِ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْكِي عِشْرِينَ سَنَةً وَامْرَأَتُهُ مَعَهُ لا تَعْلَمُ. وَقَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: دَعَا مَالِكُ بْنُ الْمُنْذِرِ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ وَكَانَ عَلَى شُرْطَةِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى الْقَضَاءِ، فَأَبَى فَعَاوَدَهُ فَقَالَ: لِتَجْلِسَنَّ أَوْ لأَجْلِدَنَّكَ ثَلاثِمِائَةٍ، قَالَ: إِنْ تَفْعَلْ فَإِنَّكَ مُسَلَّطٌ وَإِنَّ ذَلِيلَ الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ ذَلِيلِ الآخِرَةِ. قَالَ: وَدَعَاهُ بَعْضُ الأُمَرَاءِ فَأَرَادَهُ عَلَى بَعْضِ الأَمْرِ فَأَبَى فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ أَحْمَقٌ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَا زِلْتُ يُقَالُ لِي هَذَا مُنْذُ أَنَا صَغِيرٌ. وَعَنِ ابْنِ وَاسِعٍ أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى ابْنٍ لَهُ يَخْطُرُ بِيَدِهِ فَقَالَ: تَعَالَ وَيْحَكَ تَدْرِي، أُمُّكَ اشْتَرَيْتُهَا بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ وَأَبُوكَ فَلا كثّر الله في المسلمين ضربه [1] .   [1] ضربه: مثله. الجمع: أضرابه أي أمثاله. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 262 وَيُرْوَى أَنَّ قَاصًّا كَانَ قَرِيبًا مِنْ مَجْلِسِ ابن واسع فقال: ما لي أَرَى الْقُلُوبَ لا تَخْشَعُ وَالْعُيُونَ لا تَدْمَعُ وَالْجُلُودَ لا تَقْشَعِرُّ؟ فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا فُلانُ مَا أَرَى الْقَوْمَ أَتَوْا إِلا مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ الذِّكْرَ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْقَلْبِ وَقَعَ عَلَى الْقَلْبِ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَزِّمٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ يَصُومُ الدَّهْرَ وَيُخْفِي ذَلِكَ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَدَعَاهُ إِلَى طَعَامِهِ فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ فَغَضِبَ بِلالٌ وَقَالَ: إِنِّي أَرَاكَ تَكْرَهُ طَعَامَنَا، فَقَالَ: لا تَقُلْ ذَاكَ أَيُّهَا الأمير فو الله لَخِيَارُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَبْنَائِنَا. أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ عَنِ اللَّبَّانِ عَنِ الْحَدَّادِ قِرَاءَةً أنبأنا أبو نعيم ثنا عبد الله ابن جَعْفَرٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ. أَخْرَجَهُ مسلم من حديث إسماعيل ابن مسلم. محمد بن يحيى بن حبّان [2]- ع- بْنِ مُنْقِذٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ الْبُخَارِيُّ المازني المدني الفقيه. رَوَى عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَعَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ وَالأَعْرَجِ وَعَمِّهِ وَاسِعِ بن حبّان.   [1] مكررة في الأصل. [2] التاريخ الكبير 1/ 265، المشاهير 136، الجرح 8/ 122، تهذيب التهذيب 9/ 507، التقريب 2/ 216. الخلاصة 363. التاريخ لابن معين 2/ 542 رقم 1144 و 1145. طبقات ابن سعد 7/ 449. طبقات خليفة 258. المعرفة والتاريخ 1/ 389. سير أعلام النبلاء 5/ 186 رقم 66. العبر 1/ 153. شذرات الذهب 1/ 159. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 263 وَعَنْهُ رَبِيعَةُ الرَّائِيُّ [1] وَابْنُ عَجْلانَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَمْرُو بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَخَلْقٌ. وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَتْ لَهُ حَلَقَةٌ لِلْفَتْوَى وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَاشَ أَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. قُلْتُ: اتَّفَقُوا عَلَى مَوْتِهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو بَكْرٍ الرَّحْبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [2] . وَالرَّحْبَةُ قَرْيَةٌ مِنْ قُرَى دِمَشْقَ قَدْ خَرِبَتْ. رَوَى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَعُمَيْرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَأَبِي خَنْبَشٍ الأَسَدِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش والهيثم ابن حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَمْ أَرَ لَهُمْ فِيهِ كَلامًا. وَأَبُو خَنْبَشٍ هَذَا شَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَوْفٍ الثَّقَفِيُّ [3]- خ م ن ق- حِجَازِيٌّ مُوَثَّقٌ لَهُ حَدِيثٌ فِي التَّهْلِيلِ يَوْمَ عَرَفَةَ. رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وغيرهم بروايته عن أنس بن مالك.   [1] أي ذو الرأي، وستأتي ترجمته. [2] التاريخ الكبير 1/ 261. الجرح 8/ 127. تاريخ أبي زرعة 1/ 221. [3] التاريخ الكبير 1/ 46، الجرح 7/ 213، تهذيب التهذيب 9/ 79، التقريب 2/ 148، الخلاصة 329. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 264 مَخْرَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَالِبِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- ع-. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَكُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ رَبِّهِ ابْنِ سَعِيدٍ وَالضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. قُتِلَ يَوْمَ قُدَيْدَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. مَرْثَدُ بْنُ سُمَيٍّ الأَوْزَاعِيُّ [2] . شَهِدَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَطَائِفَةٍ وَعَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ. وَعَنْهُ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ. وَفِي النَّفْسِ مِنْ صِحَّةِ شُهُودِهِ الْيَرْمُوكَ، وَأَمَّا رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَلَعَلَّهَا مُرْسَلَةٌ. اتَّفَقُوا عَلَى وَفَاتِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. أَرَّخَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ وَالزِّيَادِيُّ. مَرْزُوقٌ أَبُو بَكْرٍ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وجماعة.   [1] التاريخ الكبير 8/ 15، الجرح 8/ 363، تهذيب التهذيب 10/ 71، التقريب 2/ 143، الخلاصة 371. التاريخ لابن معين 2/ 554 رقم 870 و 1018. سير أعلام النبلاء 5/ 417 رقم 183. شذرات الذهب 1/ 177. [2] التاريخ الكبير 7/ 416، الجرح 8/ 299. [3] وقيل ابو بكير كما في التاريخ الكبير 7/ 383، الجرح 8/ 263، تهذيب التهذيب 10/ 87، ميزان الاعتدال 4/ 88. التقريب 2/ 237. الخلاصة 372. التاريخ لابن معين 2/ 555 رقم 2827 و 2828. المعرفة والتاريخ 2/ 147. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 265 قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَلَمْ يُضَعِّفْهُ. مُزَاحِمُ بْنُ زفر الكوفي [1]- م ن- وهو مزاحم بن أبي مزاحم. عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَشُعْبَةُ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ الضَّبِّيُّ وَكَانَ كَخَيْرِ الرِّجَالِ. مُسْلِمُ بْنُ سَمْعَانَ الْمَدَنِيُّ [2] . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ السَّلْمِيُّ [3] . مَوْلاهُمْ أَخُو مُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ وَأَبِي صَالِحٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وثّقه ابن معين.   [1] التاريخ الكبير 8/ 23 وقد فرّق بين مزاحم بن زفر ومزاحم بن أبي مزاحم فأفردهما، الجرح 8/ 405، تهذيب التهذيب 10/ 100، التقريب 2/ 240، الخلاصة 373، طبقات ابن سعد 5/ 367 و 6/ 383. التاريخ لابن معين 2/ 558. المعرفة والتاريخ 2/ 227. [2] التاريخ الكبير 7/ 262، الجرح 8/ 184. [3] التاريخ الكبير 7/ 273، الجرح 8/ 196. التاريخ لابن معين 2/ 563 رقم 885. المعرفة والتاريخ 1/ 661. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 266 وَيُقَالُ لَهُ مُسْلِمُ الْخَيَّاطُ، وَعَامَّةُ رِوَايَتِهِ مُرْسَلٌ وَآثَارٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ يَسَارٍ الأَنْصَارِيُّ [1]- خ م ن ق- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ الْخَيَّاطُ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَابْنِ عُمَرَ وأبي صالح السمان. هو الَّذِي قَبْلَهُ وَلا أَرَى لِتَفْرِيقِهِمَا وَجْهًا قَوِيًّا. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ. مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [2]- د- قَدْ ذُكِرَ. وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وعشرين ومائة. مشاش أبو ساسان [3]- ن- ويقال أبو الأزهر السليمي. عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَالضَّحَّاكِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ. وثّقه أبو حاتم.   [1] هو والّذي قبله واحد على الأرجح. التاريخ الكبير 7/ 273، تهذيب التهذيب 10/ 139، الجرح 8/ 196. التقريب 2/ 247. المعرفة والتاريخ 2/ 61. [2] التاريخ الكبير 7/ 387، الجرح 8/ 266، تهذيب التهذيب 10/ 144، التقريب 2/ 248، الخلاصة 377. طبقات ابن سعد 7/ 73 و 470 و 8/ 474. تاريخ خليفة 301. سير أعلام النبلاء 2475 رقم 103. المعرفة والتاريخ 1/ 579. تاريخ أبي زرعة 1/ 337 و 623. [3] الجرح 8/ 424. تهذيب التهذيب 10/ 154. التقريب 2/ 250 وهو بضم الميم. التاريخ لابن معين 2/ 566 رقم 4870. علل أحمد 1/ 60. ميزان الاعتدال 4/ 527. تاريخ أبي زرعة 1/ 307. المعرفة والتاريخ 2/ 108. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 267 وَقِيلَ إِنَّهُمَا اثْنَانِ أَحَدُهُمَا الَّذِي رَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ وَأَنَّهُ مَرْوَزِيٌّ. مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شرحبيل [1]- ن ق- العبدري [2] المكيّ. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ. وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَوُهَيْبٌ والسُّفْيَانَانِ وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ به. مطر الوراق [3]- م 4- أبو رجاء بن طهمان مَوْلَى عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَدَ الْيَشْكُرِيِّ. خُرَاسَانِيٌّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ وَكَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ وَلَهُ حَظٌّ مِنْ عِلْمٍ وَعَمَلٍ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ وَعِكْرَمَةَ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْن حنبل: هو في عطاء ضعيف.   [1] التاريخ الكبير 7/ 351، ميزان الاعتدال 4/ 122، تهذيب التهذيب 10/ 164، التقريب 2/ 252، الخلاصة 378. التاريخ لابن معين 2/ 567 رقم 276. المعرفة والتاريخ 1/ 427 و 434. [2] في الخلاصة، ونسخة القدسي 5/ 164 «العبديّ» . وما أثبتناه عن التهذيب والتقريب. [3] التاريخ الكبير 7/ 400، المشاهير 95، الجرح 8/ 287، ميزان الاعتدال 4/ 126، تهذيب التهذيب 10/ 167. التقريب 2/ 252. الخلاصة 378. تاريخ أبي زرعة 1/ 301. المعرفة والتاريخ 1/ 642. التاريخ لابن معين 2/ 568 رقم 3459 و 3552 و 4331. طبقات خليفة 215. تاريخ خليفة 389. حلية الأولياء 3/ 75. سير أعلام النبلاء 5/ 164 رقم 202. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 268 قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعْتُ عَمِّي عِيسَى يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ فِي فِقْهِهِ وَزُهْدِهِ، وَقَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: رَحِمَ اللَّهُ مَطَرًا الْوَرَّاقَ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْجَنَّةَ. وَعَنْ شَيْبَةَ بِنْتِ الأَسْوَدِ قَالَتْ: رَأَيْتُ مَطَرًا الْوَرَّاقَ وَهُوَ يَقُصُّ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ بْن طلحة بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي [1]- خ ن ق-. عَنْ أَبِيهِ وَأَعْمَامِهِ مُوسَى وَعِمْرَانَ وَعَائِشَةَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُرْوَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. مُعَاوِيَةُ بْنُ الرَّيَّانِ [2] . مولى عبد العزيز بن مران. عَنْ أَبِي فِرَاسٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وعنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وَابْنُ لَهِيعَةَ. عِدَادُهُ فِي الْمِصْرِيِّينَ. تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ هِشَامٍ. مَعْبَدٌ الْمُغَنِّي [3] . الَّذِي يُضَربُ بِهِ الْمَثَلُ فِي جَوْدَةِ الْغِنَاءِ، وَهُوَ مَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ- وَيُقَالُ ابْنُ قَطَنِيٍّ وَيُقَالُ ابْنُ قَطَنٍ- أَبُو عَبَّادٍ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ. وَيُقَالُ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ. وَقِيلَ: مَوْلَى ابْنِ قَطَنٍ مَوْلَى معاوية.   [1] التاريخ الكبير 7/ 333، الجرح 8/ 381، ميزان الاعتدال 4/ 134، تهذيب التهذيب 10/ 202، التقريب 2/ 258. الخلاصة 381. المعرفة والتاريخ 1/ 238. [2] التاريخ الكبير 7/ 334، الجرح 8/ 384. [3] انظر عنه في العقد الفريد 4/ 455 و 6/ 25 و 30 و 390. عيون الأخبار 4/ 90. الأغاني 1/ 36. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 269 وَكَانَ أَدِيبًا فَصِيحًا لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى الْوَلِيدِ الْمَقْتُولِ. قَالَ كَرْدَمُ بْنُ مَعْبَدٍ الْمُغَنِّي مَوْلَى ابْنِ قَطَنٍ: مَاتَ أَبِي وَهُوَ فِي عَسْكَرِ الوليد ابن يَزِيدَ وَأَنَا مَعَهُ فَنَظَرْتُ حِينَ أُخْرِجَ نَعْشُهُ إِلَى سَلامَةِ الْقَسِّ جَارِيَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَدْ أَضْرَبَ النَّاسُ عَنْهُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا وَهِيَ آخِذَةٌ بِعَمُودِ نَعْشِهِ تَنْدِبُهُ وَتَقُولُ: قَدْ لَعَمْرِي بِتُّ لَيْلِي ... كَأَخِي الدَّاءِ الْوَجِيعِ وَنَجِيُّ الْهَمِّ مِنِّي ... بَاتَ أدْنَى مِنْ ضَجِيعِي كُلَّمَا أَبْصَرْتُ رَبْعًا ... خَالِيًا فَاضَتْ دُمُوعِي قَدْ خَلا مِنْ سَيِّدٍ كَانَ ... لَنَا غَيْرُ مُضِيعِ لا تَلُمْنَا إِنْ خَشَعْنَا ... أَوْ هَمَمْنَا بِخُشُوعِ [1] وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمَرَ أَبِي أَنْ يُعَلِّمَهَا هَذَا الصَّوْتَ فَعَلَّمَهَا إِيَّاهُ فَرَثَتْهُ بِهِ يَوْمَئِذٍ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. مَعْمَرُ [2] بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ [3]- ق-. عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ وَعُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ. وَعَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَآخَرُونَ. وثّقه ابن معين.   [1] ورد هذا البيت في (الأغاني) في صدر المقطوعة. [2] التاريخ الكبير 7/ 377، الجرح 8/ 254، تهذيب التهذيب 10/ 243، التقريب 2/ 266، الخلاصة 384. [3] ويقال: «ابن حييّة» . انظر المصادر السابقة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 270 مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [1]- خ م- الهذلي الكوفي. قَاضِي الْكُوفَةِ. عَنْ أَبِيهِ وَجَعْفَرِ بْن عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَأَبِي دَاوُدَ نُفَيْعٍ، وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَالثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ. وَكَانَ عَفِيفًا صَارِمًا عَالِمًا مُوَثَّقًا فِي الْحَدِيثِ. الْمُغِيرَةُ بْنُ عُتَيْبَةَ بْنِ النَّهَّاسِ الْعِجْلِيُّ [2] ، الْكُوفِيُّ. قَاضِي الْكُوفَةِ أَيْضًا. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ وَمُكَيْثٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَكَامِلٌ أَبُو الْعَلاءِ وَمِسْعَرٌ وفضيل ابن غَزْوَانَ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ. الْمِقْدَامُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَارِثِيُّ [3]- م 4 الكوفي. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ وَابْنُهُ يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وغيره.   [1] التاريخ الكبير 7/ 390 وذكره دون ترجمة، الجرح 8/ 277، تهذيب التهذيب 10/ 252، التقريب 2/ 267. الخلاصة 384. المعرفة والتاريخ 2/ 688 و 689. [2] التاريخ الكبير 7/ 322، الجرح 8/ 227. [3] التاريخ الكبير 7/ 430، الجرح 8/ 302، تهذيب التهذيب 10/ 287، التقريب 2/ 272، الخلاصة 386. المعرفة والتاريخ 3/ 95 و 239. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 271 الْمُنْذِرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ [1]- د ن-. عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ وَغَيْرُهُمْ. مُهَاجِرٌ أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ الصَّائِغُ [2]- خ م د ت ن-. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْبَرَاءِ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عوانة. وثّقه أحمد. موسى بن السائب [3]- د- أبو سعدة. عَنْ قَتَادَةَ وَمُعَاوُيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. مُوسَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الصَّبَّاحُ الأَنْصَارِيُّ [4] ، الْكُوفِيُّ الْمَعْرُوفُ بِمُوسَى الكبير.   [1] التاريخ الكبير 7/ 357، الجرح 8/ 243، تهذيب التهذيب 10/ 302، التقريب 2/ 275، الخلاصة 387. [2] التاريخ الكبير 7/ 380، الجرح 8/ 260، تهذيب التهذيب 10/ 324، التقريب 2/ 279، الخلاصة 388. [3] التاريخ الكبير 7/ 285، الجرح 8/ 145، تهذيب التهذيب 10/ 344، التقريب 2/ 283،. [4] التاريخ الكبير 7/ 293، الجرح 8/ 147، ميزان الاعتدال 4/ 218، تهذيب التهذيب 10/ 367، التقريب 2/ 287. الخلاصة 392. التاريخ لابن معين 2/ 595 رقم 2767. المعرفة والتاريخ 2/ 656. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 272 عن سعيد بن المسيب ومجاهد. وعنه مِسْعَرٍ وَسُفْيَانَ وَشُعْبَةَ وَشَرِيكٍ وَهُشَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ سَعْدٍ والْفَسَوِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْمُرْجِئَةِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَكَلَّمَهُ فِي الإِرْجَاءِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ: كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمُرْجِئَةِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ: كَانَ يَرَى القدر. كذا قالا. وقد رَوَى ابْنَ عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرٍ سَمِعَ أَبَا الصباح يقول: الكلام فِي الْقَدَرِ أَبُو جَادٍ الزَّنْدَقَةَ. قُلْتُ: قَلَّمَا رَوَى هَذَا الشَّيْخُ. مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ النَّهْدِيُّ [1]- د ت ن- أبو حازم. كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. رَوَى عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. مَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- خ م ن-. عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأشجعي وسعيد بن المسيب.   [1] التاريخ الكبير 7/ 376، الجرح 8/ 253، تهذيب التهذيب 10/ 386، التقريب 2/ 291. [2] ابن عمار. التاريخ الكبير 7/ 376، الجرح 8/ 253، تهذيب التهذيب 10/ 386، التقريب 2/ 291. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 273 وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَزَائِدَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَثَّقُوهُ. مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ [1] . عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَدَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ وَالْفَضْلُ بْنُ عُمَيْرَةَ الطُّفَاوِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو داود.   [1] ابو بصير. التاريخ الكبير 7/ 340، الجرح 8/ 238، ميزان الاعتدال 4/ 236، تهذيب التهذيب 394، التقريب 2/ 292، التاريخ لابن معين 2/ 600 رقم 4646. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 274 [حرف النون] نبيه بن وهب [1]- م 4- بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْعَبْدَرِيُّ الْحَجَبِيُّ المدني. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ. وَعَنْهُ نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ بَلْ أَقْدَمُ مِنْهُ- وَأَيُّوبُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَذَكَرَ أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي فِتْنَةِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ وَكَانَتْ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. صَدُوقٌ. نِزَارُ بْنُ حَيَّانَ الأَسَدِيُّ [2]- ت ق-. عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ وَالْقَاسِمُ بْنُ حَبِيبٍ التَّمَّارُ وَعَبْدُ اللَّهِ بن محمد الليثي ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وآخرون.   [1] التاريخ الكبير 8/ 123، الجرح 8/ 491، تهذيب التهذيب 10/ 418، التقريب 2/ 297، تهذيب الأسماء 2/ 124. [2] ميزان الاعتدال 4/ 248، تهذيب التهذيب 10/ 423، التقريب 2/ 298. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 275 لا بَأْسَ بِهِ. نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ أَبُو طُعْمَةَ الْكُوفِيُّ [1]- ق-. عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ عُمَرَ وَالرَّبيِعِ بْنِ خَثْيَمٍ وَبَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عَمْرٌو وَالثَّوْرِيُّ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَغَيْرُهُمْ. وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا. نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ [2]- ع- أبو جمرة الضبعي [3] البصري. أَحَدُ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ. رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ وَآخَرُونَ. وَكَانَ إِمَامًا ثِقَةً. اسْتَصْحَبَهُ مَعَهُ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ إِلَى خُرَاسَانَ فَأَقَامَ بِهَا مُدَّةً ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَبُو جَمْرَةَ وَأَبُو حَمْزَةَ رَوَيَا عَنِ ابن عباس فأبو جمرة نصر ابن عِمْرَانَ بَصْرِيٌّ. وَأَبُو حَمْزَةَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ وَاسِطِيٌّ ثِقَةٌ. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةً أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّا ابْنَ خَيْرُونٍ وَعَبْدَ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيَّ قَالا أنا أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفَينِيُّ [4] أَنا عُبَيْدُ الله   [1] تهذيب التهذيب 10/ 424. التقريب 2/ 298. التاريخ لابن معين 2/ 603 رقم 2504. [2] التاريخ الكبير 8/ 104. الجرح 8/ 465. تهذيب التهذيب 10/ 431. التقريب 2/ 300. الخلاصة 401. التاريخ لابن معين 2/ 604 رقم 3703. تاريخ أبي زرعة 1/ 158. [3] في الأصل «الصنعي» والتصحيح من (اللباب 2/ 260) بضم الضاد وفتح الفاء. [4] في الأصل: «الصرفيني» والتصحيح من (اللباب 2/ 240) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 276 ابن حُبَابَةَ أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي أُنَاسٌ فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَمَرَنِي بِهَا، قَالَ: فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ: حَجٌّ مَبْرُورٌ وَعُمْرةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، قَالَ: فَحَدَّثْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ أَوْ قَالَ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَبِهِ قَالَ: كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَكَانَ يُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي حَتَّى أَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ ثِقَةٌ تُوُفِّيَ فِي وِلايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ عَلَى الْعِرَاقِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ بِسَرْخَسَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَيُقَالُ سَنَةَ ثَمَانٍ. النَّضْرُ [1] بْنُ شَيْبَانَ الْحُدَّانِيُّ [2]- ن ق-. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ. وَعَنْهُ أَبُو عُقَيْلٍ الدَّوْرَقِيُّ وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ الْكَبِيرُ وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَوَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي المخلصات. النعمان بن عمرو اللخمي المصري [3]   [1] التاريخ الكبير 8/ 88، المشاهير 156، الجرح 8/ 476، تهذيب التهذيب 10/ 438، التقريب 2/ 301، ميزان الاعتدال 4/ 258. الخلاصة 401. المعرفة والتاريخ 2/ 119. [2] في الأصل «الخداني» . والتصحيح من المصادر السابقة. بضم الحاء وتشديد الدال. [3] الجرح 8/ 446. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 277 عَنْ علَيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَحُسَيْنِ بْنِ شَفِيٍّ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. نفيع بن الحارث الهمدانيّ [1]- ن ق- أبو داود الأعمى الكوفي القاصّ. عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَبُرَيْدَةَ بْنِ الْحُصَيْبِ وابن عباس وزيد بن أرقم وطائفة. وعنه الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَأَبُو الأَحْوَصِ وَشَرِيكٌ وَآخَرُونَ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: كَانَ يَغْلُو فِي الرَّفْضِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ثنا هَمَّامٌ قَالَ: دَخَلَ أَبُو دَاوُدَ الأَعْمَى عَلَى قَتَادَةَ فَلَمَّا قَامَ قِيلَ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَقِيَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ بَدْرِيًّا، فَقَالَ قَتَادَةُ: هَذَا كَانَ سَائِلا قَبْلَ الْجَارِفِ [2] لا يَعْرِضُ فِي شَيْءٍ مِنْ هذا ولا يتكلم فيه فو الله مَا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ بَدْرِيٍّ مُشَافَهَةً وَلا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ بَدْرِيٍّ مُشَافَهَةً إِلا عَنْ سَعِيدٍ. نُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ الأَشْعَرِيُّ [3]- ت- الفقيه قَاضِي دِمَشْقَ. أَرْسَلَ عَنْ حُذَيْفَةَ وَغَيْرِهِ وَرَوَى عن أم الدرداء.   [1] التاريخ الكبير 8/ 112، الجرح 8/ 489، تهذيب التهذيب 1/ 470، التقريب 2/ 306، ميزان الاعتدال 4/ 272. المعرفة والتاريخ 1/ 214. [2] العبارة في ميزان الاعتدال 4/ 272: «إنما كان ذاك سائل يتكفف الناس قبل طاعون الجارف» . [3] التاريخ الكبير 8/ 117، المشاهير 118، الجرح 8/ 498، تهذيب التهذيب 10/ 475، التقريب 2/ 307. تاريخ أبي زرعة 1/ 203، المعرفة والتاريخ 2/ 335 393. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 278 وَعَنْهُ ابْنُهُ الْوَلِيدُ وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ [1] وَالزُّبَيْدِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُمْ. وَأَيْضًا قَضَاءُ أَذْرَبَيْجَانَ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ صَدُوقًا. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وعشرين ومائة.   [1] في الأصل «الزماري» والتصحيح من (اللباب 1/ 531) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 279 [حرف الهاء] هارون بن رياب [1]- م د ن- التميمي الأسيدي أبو بكر البصري. أَحَدُ الْعُبَّادِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ وَكِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ. وعنه أيوب السختياني والأوزاعي وشعبة والحمادان وسفيان بن عيينة وآخرون. قال أبو داود: يقال إنه كان أجل أهل البصرة. ووثقه أحمد بن حنبل. قال ابن عيينة: عنده أربعة أحاديث. قَالَ: وَكَانَ يُخْفِي الزُّهْدَ وَيَلْبَسُ الصُّوفَ تَحْتَ ثِيَابِهِ وَكَانَ النُّورُ عَلَى وَجْهِهِ. وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ هَارُونَ بْنَ رِيَابٍ فَكَأَنَّمَا أَقْلَعَ عَنِ الْبُكَاءِ.   [1] التاريخ الكبير 8/ 219، المشاهير 99، الجرح 9/ 89، تهذيب التهذيب 11/ 4، التقريب 2/ 311، الخلاصة 407. طبقات ابن سعد 7/ 242 و 249. المعرفة والتاريخ 2/ 231 و 473 و 3/ 399، تاريخ أبي زرعة 1/ 632. التاريخ لابن معين 2/ 613 رقم 284. سير أعلام النبلاء 5/ 263 رقم 123. حلية الأولياء 3/ 55. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 280 أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أنا يُوسُفُ الْحَافِظُ أَنا أَبُو الْمَكَارِمِ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ أَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ أَنا الْبَابِلِيُّ ثنا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ رِيَابٍ قَالَ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ يَتَجَاوَبُونَ بِصَوْتٍ رَخِيمٍ حَسَنٍ يَقُولُ أَرْبَعَةٌ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ. وَيَقُولُ الآخَرُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ: يَمَانُ وَهَارُونُ وَعَلِيٌّ بنو ريان: فَهَارُونُ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَّةِ وَالْيَمَانُ مِنْ أَئِمَّةِ الْخَوَارِجِ وَعَلِيٌّ مِنْ أَئِمَّةِ الرَّوَافِضِ وَكَانُوا مُتَعَادِينَ كُلُّهُمْ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: عُدْتُ هَارُونَ بْنَ رِيَابٍ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَمَا فَقَدْتُ وَجْهَ رَجُلٍ فَاضِلٍ إِلا وَقَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَهُ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَا أَخِي كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ: هُوَ ذَا أَخُوكُمْ يُذْهَبُ بِهِ إِلَى النَّارِ أَوْ يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ. يُقَالُ: عَاشَ ثَلاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً. هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْكُوفِيُّ [1]- م-. عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ. هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ المكيّ [2]- خ م ن-.   [1] التاريخ الكبير 8/ 221، الجرح 9/ 90، تهذيب التهذيب 11/ 6، التقريب 2/ 311، ميزان الاعتدال 4/ 284. الخلاصة 407. المعرفة والتاريخ 3/ 235. [2] الجرح 9/ 53 و 54، ميزان الاعتدال 4/ 295، تهذيب التهذيب 11/ 33، التقريب 2/ 317، الخلاصة 409. تاريخ أبي زرعة 1/ 547. المعرفة والتاريخ 1/ 187. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 281 عَنْ طَاوُسٍ وَالْحسَنِ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي ابْنُ شَبْرُمَةَ: لَيْسَ بِمَكَّةَ مِثْلُ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ. وَقَالَ آخَرُ: ثِقَةٌ. هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأَنْصَارِيُّ [1]- ع-. سَمِعَ جَدَّهُ. وَعَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَشُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بن أمية. الخليفة أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسَبْعِينَ، وَاسْتُخْلِفَ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَتْ دَارُهُ عِنْدَ بَابِ الْخَوَّاصِينَ الَّتِي بَعْضُهَا السَّاعَةُ مَدْرَسَةِ النَّوْرِيَّةِ. وَبُويِعَ لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة. وَأُمُّهُ هِيَ فَاطِمَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: اسْتُخْلِفَ وَعُمْرُهُ أَرْبَعٌ وثلاثون سنة يومئذ   [1] التاريخ الكبير 8/ 194، المشاهير 99، الجرح 9/ 58، تهذيب التهذيب 11/ 39، التقريب 2/ 318، الخلاصة 409. [2] تاريخ الخلفاء 347. مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 150، نسب قريش 167 و 168. فوات الوفيات 4/ 238. خلاصة الذهب المسبوك 26. سير أعلام النبلاء 5/ 351 رقم 162. البداية والنهاية 9/ 351. تاريخ الخميس 2/ 318. النجوم الزاهرة 1/ 296. شذرات الذهب 1/ 163. مرآة الجنان 1/ 261 تنبيه الطالب 1/ 607 وأخباره مبثوثة في كتب التاريخ للعصر الأموي كاليعقوبي والطبري والمسعودي وابن الأثير وغيرهم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 282 فَاسْتُخْلِفَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَسَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَأَيَّامًا. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ جَمِيلا أَبْيَضَ مُسْمِنًا أَحْوَلَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ [1] : زَعَمُوا أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ بَالَ فِي الْمِحْرَابِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَدَسَّ مَنْ يَسْأَلُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْهَا وَكَانَ يَعْبُرُ الرُّؤْيَا وَعَظُمَتْ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: سَعِيدُ يَمْلِكُ مِنْ وَلَدِهِ لِصُلْبِهِ أَرْبَعَةٌ، فَكَانَ هِشَامُ آخِرَهُمْ، وَكَانَ يَجْمَعُ الْمَالَ وَيُوصَفُ بِالْحِرْصِ وَيَبْخَلُ، وَكَانَ حَازِمًا عَاقِلا. قَالَ أَبُو عُمَيْرِ بْنُ النَّحَّاسِ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ لا يَدْخُلُ بَيْتَ مَالِ هِشَامٍ مَالٌ حَتَّى يَشْهَدَ أَرْبَعُونَ قَسَّامَةً لَقَدْ أَخَذَ مِنْ حَقِّهِ وَلَقَدْ أَعْطَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَسْمَعُ رَجُلٌ مَرَّةً هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَلامًا فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا لَيْسَ لَكَ أَنْ تُسْمِعَ خَلِيفَتَكَ [2] . قَالَ: وَغَضِبَ مَرَّةً عَلَى رَجُلٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَضْرِبَكَ سَوْطًا. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الْخُلَفَاءِ أَكْرَهُ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ وَلا أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ هِشَامٍ. وَلَقَدْ دَخَلَهُ مِنْ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَيَحْيَى بْنِ زَيْدٍ أَمْرٌ شَدِيدٌ وَقَالَ: وَدَدْتُ أَنِّي كُنْتُ افتديتهما.   [1] في الأصل «الزبيدي» . وهو مشهور. [2] في البداية والنهاية (9/ 351) : أتقول لي مثل هذا وأنا خليفتك. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 283 وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْرَهُ إِلَيْهِ الدِّمَاءُ مِنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَلَقَدْ ثَقُلَ عَلَيْهِ خُرُوجُ زَيْدٍ فَمَا كَانَ شَيْءٌ حَتَّى أُتِيَ إِلَيْهِ بِرَأْسِهِ وَصُلِبَ بَدَنُهُ بِالْكُوفَةِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَلَمَّا ظَهَرَ بَنُو الْعَبَّاسِ عَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ [1] فَنَبَشَ هِشَامًا مِنْ قَبْرِهِ وَصَلَبَهُ. قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَا بَقِيَ عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ لَذَّاتِ الدُّنْيَا إِلا وَقَدْ نِلْتُهُ إِلا شَيْئًا وَاحِدًا: أَخٌّ أَرْفَعُ مَئُونَةَ التَّحَفُّظِ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ. وَقِيلَ: إِنَّ هَذَا الْبَيْتَ لَهُ وَلَمْ يُحْفَظْ لَهُ سِوَاهُ إِذَا أَنْتَ لَمْ تَعْصِ الْهَوَى قَادَكَ الْهَوَى ... إِلَى بَعْضِ مَا فِيهِ عَلَيْكَ مَقَالُ قَالَ حَرْمَلَةُ: ثنا الشَّافِعِيُّ قَالَ: لَمَّا بَنَى هِشَامُ الرَّصَافَةَ بِقِنَّسْرِينَ أَحَبَّ أَنْ يَخْلُوَ يَوْمًا لا يَأْتِيهِ فِيهِ غَمٌّ فَمَا انْتَصَفَ النَّهَارُ حَتَّى أَتَتْهُ رِيَشَةٌ بِدَمٍ مِنْ بَعْضِ الثُّغُورِ فَأَوْصَلَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَلا يَوْمًا وَاحِدًا! وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لا يُكْتَبُ إِلَيْهِ بِكِتَابٍ فِيهِ ذِكْرُ الْمَوْتِ. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ: مَاتَ هِشَامٌ مِنْ وَرَمٍ أَخَذَهُ فِي حَلْقِهِ يُقَالُ لَهُ الْجَرْذُونَ بِالرَّصَافَةِ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ومائة وله أربع وخمسون سنة.   [1] هو عم السفاح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 284 هلال بن علي [1]- ع- وهو هلال بن أبي ميمونة المدني مولى آل عامر ابن لُؤَيٍّ. مِنَ الثِّقَاتِ الْمَشَاهِيرِ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الماجشون ومالك بن أنس وفليح. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. هِلالٌ الْوَزَّانُ الْكُوفِيُّ الصيرفي [2]- خ م د ت ن- هُوَ ابْنُ مِقْلاصٍ وَيُقَالُ ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ الْجُهَنِيِّ وَعُرْوَةَ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَشَيْبَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. الْهَيْثَمُ بْنُ حَبِيبٍ [3] أَبُو الْهَيْثَمِ الْكُوفِيُّ الصَّيْرَفِيُّ. عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ وَالْحَكَمِ. عنه زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ وَالْمَسْعُودِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حاتم وأبو زرعة. وكان صاحب حديثه، لم يخرّجوا له.   [1] التاريخ الكبير 8/ 204، الجرح 9/ 76، تهذيب الأسماء 2/ 139 وفيه «ابن أبي ميمون» ، تهذيب التهذيب 11/ 82. سير أعلام النبلاء 5/ 265 رقم 125. خلاصة التذهيب 412. المعرفة والتاريخ 1/ 305. [2] التاريخ الكبير 8/ 208. الجرح 9/ 75. تهذيب التهذيب 11/ 77. المعرفة والتاريخ 1/ 231. [3] التاريخ الكبير 8/ 214. الجرح 9/ 80. تهذيب التهذيب 11/ 91، ميزان الاعتدال 4/ 320. التقريب 2/ 326. المعرفة والتاريخ 2/ 106 و 615. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 285 [حرف الواو] واصل مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صفرة [1]- م د ن ق- الأَزْدِيٌّ. بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ وَالْحَسَنِ وَالضَّحَّاكِ وَيَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ الْخُزَاعِيِّ. وَعَنْهُ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. الْوَلِيدُ بْنُ عبد الرحمن [2]- ت ن- بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْهَمْدَانِيُّ أَبُو الْعَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ أَخُو يَزِيدَ. رَوَى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ وَقَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ وَمِسْعَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ. قَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقِيلَ: كَانَ مؤدّبا سكن الكوفة.   [1] التاريخ الكبير 8/ 172، الجرح 9/ 30، تهذيب التهذيب 11/ 105، الخلاصة 414، التقريب 2/ 329. المعرفة والتاريخ 1/ 491. [2] تهذيب التهذيب 11/ 139. التقريب 2/ 333. الخلاصة 416. المعرفة والتاريخ 2/ 454 و 695. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 286 الوليد بن هشام بن معاوية الأموي [1]- م 4- المعيطي أبو يعيش. مُتَوَلِّي قِنَّسْرِينَ لِعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنُهُ يَعِيشُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَعِدَّةٌ. وَصَفَهُ الْوَاقِدِيُّ بِالنُّسُكِ وَالدِّينِ، وَلَوْلا ذَا لَمَا أَمَّرَهُ عُمَرُ. وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَدْ وَلِيَ غَزْوَ الصَّائِفَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ. الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ [2]- م 4- مُولاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَعُرْوَةَ. وَرَأَى ابْنَ عُمَرَ وَجَابِرًا يَخْضِبَانِ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ. الْخَلِيفَةُ الفاسق   [1] التاريخ الكبير 8/ 156. المشاهير 184، الجرح 9/ 20، تهذيب التهذيب 11/ 156. التقريب 2/ 336. الخلاصة 417، تاريخ أبي زرعة 1/ 353، التاريخ لابن معين 2/ 635 رقم 511. المعرفة والتاريخ 1/ 535 و 2/ 340 و 464. [2] التاريخ الكبير 8/ 156. تهذيب التهذيب 11/ 157، التقريب 2/ 337، تاريخ أبي زرعة 1/ 444 و 524. [3] نسب قريش 167. مآثر الإنافة 1/ 156، تاريخ مدينة دمشق (المخطوط بالظاهرية) 17/ 461، الوزراء والكتّاب 68. سير أعلام النبلاء 5/ 370، تاريخ ابن خلدون 3/ 106، خزانة الأدب 1/ 328. تاريخ الخميس 2/ 320. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 287 أَبُو الْعَبَّاسِ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَيُقَالُ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، فَلَمَّا احْتَضَرَ أَبُوهُ لَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَهُ لِأَنَّهُ صَبِيٌّ حَدَثٌ فَعَقَدَ لِأَخِيهِ هِشَامٌ وَجَعَلَ هَذَا وَلِيَّ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ هِشَامٍ. قَالَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا أبو المغيرة أنا ابن عَيَّاشٍ هُوَ إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ قَالَ: وُلِدَ لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ وَلَدٌ فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَمَّيْتُمُوهُ بِأَسْمَاءِ فَرَاعِنَتِكُمْ لِيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ لَهُوَ أَشَدُّ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَبِشْرُ بْنُ بَكْرٍ وَابْنُ كَثِيرٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ فَأَرْسَلُوهُ لَمْ يُدْرِكُوا عُمَرَ، وَهَذَا مِنْ أَقْوَى الْمَرَاسِيلِ. وَفِي لَفْظِ بَعْضِهِمْ: «لَهُوَ أَضَرُّ عَلَى أُمَّتِي» . وَفِي لَفْظٍ: «لَهُوَ أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي» . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: ثنا سَلَمَةُ الأَبْرَشُ [1] حَدَّثَنِي ابْنُ إسحاق عن محمد ابن عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي غُلامٌ مِنْ آلِ الْمُغِيرَةِ اسْمُهُ الْوَلِيدُ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الْوَلِيدُ، قَالَ: قَدِ اتَّخَذْتُمُ الْوَلِيدَ حَنَانًا [2] غَيِّرُوا اسْمَهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ فِرْعَوْنُ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ مُنْقَطِعًا. وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ: هَلْ رَأَيْتَ الْوَلِيدَ بْنَ يَزِيدَ؟   [1] في الأصل «الأبرس» . [2] أي تتعطفون على هذا الاسم وتحبونه. وفي رواية أنه من أسماء الفراعنة، فكره أن يسمى به. (النهاية) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 288 قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: صِفْهُ لِي، قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَأَشْعَرِهِمْ وَأَشَدِّهِمْ، قَالَ: أَتَرْوِي مِنْ شِعْرِهِ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَقَالَ اللَّيْثُ: حَجَّ بِالنَّاسِ الْوَلِيدُ وَهُوَ وَلِيُّ عَهْدٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ [1] ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامٍ فِي الْوَلِيدِ وَيَعِيبُهُ وَيَذْكُرُ أُمُورًا عَظِيمَةً لا يُنْطَقُ بِهَا حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانَ أَنَّهُمْ يخضبون بالحناء ويقول ما يحل لك إلا خَلْعُهُ، فَلا يَسْتَطِيعُ هِشَامٌ. وَلَوْ بَقِيَ الزُّهْرِيُّ إِلَى أَنْ تَمَلَّكَ الْوَلِيدُ لَفَتَكَ بِهِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ أَرَادَ هِشَامٌ أن يخلع الوليد وَيَجْعَلَ الْعَهْدَ لولده فقال الوليد [2] : كفرت يدا من منعم لَوْ شَكَرْتَهَا ... جَزَاكَ بِهَا الرَّحْمَنُ ذُو الْفَضْلِ وَالْمَنِّ رَأَيْتُكَ تَبْنِي جَاهِدًا فِي قَطِيعَتِي ... وَلَوْ كُنْتَ ذَا حَزْمٍ لَهَدَمْتَ مَا تبني أراك على الباقين تجني ضغينة ... فيا ويحهم إنْ مُتَّ مِنْ شَرِّ مَا تَجْنِي كَأَنِّي بِهِمْ يَوْمًا وَأَكْثَرُ قِيلِهِمْ ... «أَلا لَيْتَ أَنَا» حِينَ يَا لَيْتَ لا تُغْنِي قَالُوا: وَتَسَلَّمَ الأَمْرَ الْوَلِيدُ فِي رَبِيعٍ الآخَرِ سَنَةَ خَمْسٍ عِنْدَ مَوْتِ هِشَامٍ. قَالَ حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ: كُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ الْوَلِيدِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُنَجِّمَانِ فَقَالا: نَظَرْنَا فِيمَا أَمَرْتَنَا فَوَجَدْنَاكَ تَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ، قَالَ حَمَّادٌ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَخْدَعَهُ فَقُلْتُ: كَذَبَا وَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالآثَارِ وَضُرُوبِ الْعِلْمِ وَقَدْ نَظَرْنَا فِي هَذَا وَالنَّاسِ فَوَجَدْنَاكَ تَمْلِكُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: لا مَا قَالا يَكْسِرُنِي ولا ما قلت   [1] يعنى الواقدي المشهور. [2] انظر الأبيات في ديوانه طبع المجمع العلمي العربيّ بدمشق 1973 وفي تاريخ الطبري 7/ 215 وابن الأثير 5/ 266. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 289 يُغِرَّنِي وَاللَّهِ لأَجْبِيَنَّ هَذَا الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ جِبَايَةَ مَنْ يَعِيشُ الأَبَدَ وَلأَصْرِفَنَّهُ فِي حَقِّهِ صَرْفَ مَنْ يَمُوتُ الْغَدَ. قَالَ الْعُتْبِيُّ: كَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ رَأَى نَصْرَانِيَّةً اسْمَهَا «سَفْرَى» فَجُنَّ بِهَا وَجَعَلَ يَرَاسِلُهَا وَتَأْبَى عَلَيْهِ وَقَدْ قَرُبَ عِيدُ النَّصَارَى فَبَلَغَهُ أنَهَّا تَخْرُجُ فِيهِ إلى بستان يدخله النساء فصانع الوليد صاحب البستان وتقشّف الوليد وَتَنَكَّرَ وَدَخَلَتْ «سفرى» البستان فجعلت تمشي حتى انتهت إليه فقالت لصاحب البستان: من هذا؟ قَالَ: رَجُلٌ مُصَابٌ، فَأَخَذَتْ تُمَازِحُهُ وَتُضَاحِكُهُ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا: تَدْرِينَ مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ؟ قَالَتْ: لا، فَقِيلَ لَهَا: هُوَ الْوَلِيدُ، فَجُنَّتْ بِهِ بَعْد ذَلِكَ فَكَانَتْ عَلَيْهِ أَحْرَصُ مِنْهُ عَلَيْهَا فَقَالَ: أَضْحَى فُؤَادُكَ يَا وَلِيدُ عَمِيدًا ... صَبًّا قَدِيمًا لِلْحِسَانِ صَيُودًا مِنْ حُبِّ وَاضِحةِ الْعَوَارِضِ طِفْلَةٌ ... بَرَزَتْ لَنَا نَحْوَ الْكَنِيسَةِ عِيدًا مَا زِلْتُ أَرْمُقُهَا بِعَيْنِي وَامِقٍ ... حَتَّى بَصُرْتُ بِهَا تُقَبِّلُ عُودًا عُودَ الصَّليِبِ فَوَيحَ نَفْسِي مَنْ رَأى ... مِنْكُمْ صَلِيبًا مِثْلَهُ مَعْبُودًا فَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ أَكُونَ مَكَانَهُ ... وَأَكُونَ فِي لَهَبِ الْجَحِيمِ وَقُودًا قَالَ الْمُعَافِيُّ الْجُرَيْرِيُّ: كُنْتُ جَمَعْتُ مِنْ أَخْبَارِ الْوَلِيدِ شَيْئًا وَمِنْ شِعْرِهِ الَّذِي ضَمَّنَهُ مَا فَخَرَ بِهِ مِنْ خَرْقِهِ وَسَخَافَتِهِ وَخَسَارَتِهِ وَحُمْقِهِ وَمَا صَرَّحَ بِهِ مِنَ الإِلْحَادِ فِي الْقُرْآنِ وَالْكُفْرِ باللَّه تَعَالَى. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ ثنا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَرَادَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَجَّ وَقَالَ: أَشْرَبُ فَوْقَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَهَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَفْتِكُوا بِهِ إِذَا خَرَجَ وَكَلَّمُوا خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ لِيُوَافِقَهُمْ فَأَبَى، فَقَالُوا: اكْتُمْ عَلَيْنَا، قَالَ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْوَلِيدِ فَقَالَ: لا تَخْرُجْ فَإِنِّي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 290 أَخَافُ عَلَيْكَ، قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ: لا أجَهْرُكَ بِهِمْ، قَالَ: إِنْ لَمْ تُخْبِرْنِي بِهِمْ بَعَثْتُ بِكَ إِلَى يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ، قَال: وَإِنْ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ فَعَذَّبَهُ حَتَّى قَتَلَهُ. وَرَوَى مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ المهدي فذكر الوليد ابن يَزِيدَ فَقَالَ رَجُلٌ: كَانَ زِنْدِيقًا، فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: مَهْ خِلافَةُ اللَّهِ عِنْدَهُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَجْعَلَهَا فِي زِنْدِيقٍ. قَالَ خَلِيفَةُ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا أَحَاطُوا بِالْوَلِيدِ أَخَذَ الْمُصْحَفَ وَقَالَ: أُقْتَلُ كَمَا قُتِلَ ابْنُ عَمِّي عُثْمَانُ. قُلْتُ: مَقَتَ النَّاسُ الْوَلِيدَ لِفِسْقِهِ وَتَأَثَّمُوا مِنَ السُّكُوتِ عَنْهُ وَخَرَجُوا عَلَيْهِ فَقَالَ خَلِيفَةُ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْجَرْمِيُّ- وَكَانَ شَهِدَ قَتْلَ الْوَلِيدِ- قَالَ: لَمَّا أَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِهِ قَلَّدُوا أَمْرَهُمْ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] فَأَتَى أَخَاهُ الْعَبَّاسَ لَيْلا فَشَاوَرَهُ فنَهَاهُ قَالَ وَأَقْبَلَ يَزِيدُ لَيْلا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا وَدَخَلَ الْجَامِعَ بِدِمَشْقَ فَكَسَرُوا بَابَ الْمَقْصُورَةِ وَدَخَلُوا عَلَى وَالِيهَا فَأَوْثَقُوهُ وَحَمَلَ يَزِيدُ الأَمْوَالَ عَلَى الْعَجَلِ إِلَى بَابِ الْمِضْمَارِ وَعَقَدَ رَايَةً لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَنَادَى مُنَادِيَهُ مَنِ انْتَدَبَ لِلْوَلِيدِ فَلَهُ أَلْفَانِ، فَانْتَدَبَ معه ألفا رَجُلٍ [2] . قَالَ عَلِيٌّ الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَرْوَانَ الْكَلْبِيِّ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ مَوْلَى الْوَلِيدِ لَمَّا خَرَجَ يَزِيدُ النَّاقِصُ خَرَجَ [3] عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَسَاقَ فَأَتَى الْوَلِيدَ مِنْ يَوْمِهِ فَنَفَقَ الْفَرَسُ [4] حِينَ وَصَلَ فَأَخْبَرَ الْوَلِيدُ فضربه مائة سوط وحبسه،   [1] في تاريخ خليفة 363: «عبد الملك بن مروان، وبايعه من أهل بيته عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، فخرج يزيد بن الوليد فأتى أخاه العباس فشاوره في قتل الوليد فنهاه عن ذلك..» . [2] تاريخ خليفة 363 و 364. [3] أي مولى الوليد. [4] في الأصل: «فبقي الفرس» والتصويب من (البداية والنهاية 10/ 10. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 291 ثُمَّ دَعَا أَبَا مُحَمَّدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَأَجَازَهُ وَجَهَّزَهُ إِلَى دِمَشْقَ فَخَرَجَ أَبُو مُحَمَّدٍ فَلَمَّا أَتَى ذَنْبَةَ أَقَامَ فَوَجَّهَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ لِحَرْبِهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُصَادٍ فَسَالَمَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ وَبَايَعَ لِيَزِيدَ فَأَتَى الْوَلِيدُ الْخَبَرَ وَهُوَ بِالأَعْرَفِ فَقَالَ لَهُ بَيْهَسُ الْكِلابِيُّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سِرْ فَانْزِلْ حِمْصَ فَإِنَّهَا حَصِينَةً وَوَجِّهِ الْجُنُودَ إِلَى يَزِيدَ فَيُقْتَلُ أَوْ يُؤْسَرُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ: مَا يَنْبَغِي لِلْخَلِيفَةِ أَنْ يَدَعَ عَسْكَرَهُ وَنِسَاءَهُ قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلَ وَيُعْذَرَ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُهُ، فَقَالَ يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ: وَمَاذَا يَخَافُ عَلَى حَرَمِهِ مِنْ بَنِي عَمِّهِمْ؟ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَدْمُرُ حَصِينَةٌ وَبِهَا بَنُو كلب قومي. قاله الأبرش، فقال الوليد: ما أرى أَنْ نَأْتِيَهَا وَأَهْلَهَا بَنُو عَامِرٍ وَهُمُ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَيَّ وَلَكِنْ دُلَّنِي عَلَى حِصْنٍ، قَالَ: انْزِلِ الْقَرْيَتَيْنِ قَالَ: أَكْرَهُهَا، قَالَ فَهَذَا الْهَزَمُ، قَالَ: أَكْرَهُ اسْمُهُ، قَالَ: وَأَقْبَلَ فِي طَرِيقِ السَّمَاوَةِ وَتَرَكَ الرِّيفَ وَمَرَّ فِي سِكَّةِ الضَّحَّاكِ وَبِهَا مِنْ آلِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا، فَسَارُوا مَعَهُ وَقَالُوا: إِنَّا عَوْنٌ فَلَوْ أَمَرْتَ لَنَا بِسِلاحٍ، فَمَا أَعْطَاهُمْ سَيْفًا فَقَالَ لَهُ بَيْهَسُ: هَذَا حِصْنُ الْبَخْرَاءِ وَهُوَ مِنْ بِنَاءِ الْعَجَمِ فَانْزِلْهُ، قَالَ: أَخَافُ الطَّاعُونَ، قَالَ: الَّذِي يُرَادُ بِكَ أَشَدُّ مِنَ الطَّاعُونِ، فَنَزَلَ حِصْنَ الْبَخْرَاءِ. ثُمَّ سَارَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ بِالْجُنْدِ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الأَمَوالَ فَتَلَقَّاهُمْ ثَقْلُ الْوَلِيدِ فَأَخَذُوهُ وَنَزَلُوا قَرِيبًا مِنَ الْوَلِيدِ وَأَتَى الْوَلِيدَ رَسُولُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ إِنِّي آتِيكَ فَقَالَ الْوَلِيدُ: أَخْرِجُوا سَرِيرًا، فَفَعَلُوا وَجَلَسَ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَعَلَيَّ تَوَثَّبَ الرِّجَالُ وَأَنَا أَثِبُ عَلَى الأَسَدِ وَأَتَخَصَّرُ الأَفَاعِي، وَبَقُوا يَنْتَظِرُونَ قُدُومَ الْعَبَّاسِ فَأَقْبَلَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ حَوَى بْنُ عَمْرٍو وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ مَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ زِيَادُ بْنُ حُصَيْنٍ الْكَلْبِيُّ يَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ فَقَتَلَهُ قَطَرِيٌّ مَوْلَى الْوَلِيدِ فَانْكَشَفَ أَصْحَابُ يَزِيدَ فَكَرَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَجَّاجِ فِي أَصْحَابِهِ وَقَدْ قُتِلَ مِنْهُمْ عِدَّةٌ وَحُمِلَتْ رُءُوسُهُمْ إِلَى الْوَلِيدِ وَقُتِلَ أَيْضًا مِنْ أَصْحَابِ الْوَلِيدِ يَزِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَشَنِيُّ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 292 وَبَلَغَ عَبْدُ الْعَزِيزِ مَسِيرُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ فَجَهَّزَ لِحَرْبِهِ مَنْصُورَ بْنَ جَمْهُورٍ فَأَدْرَكَ الْعَبَّاسَ وَهُوَ آتٍ فِي ثَلاثِينَ فَارِسًا، فَقَالَ: اعْدِلْ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ فَشَتَمُوهُ فَقَالَ مَنْصُورٌ: وَاللَّهِ لَئِنْ تَقَدَّمَتْ لأَنْفُذَنَّ حُضْنَيْكَ، ثُمَّ أَحَاطَ بِهِ وجيء بِهِ إِلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: بَايِعْ لِأَخِيكَ يَزِيدَ، فَبَايَعَ وَوَقَفَ وَنَصَبُوا رَايَةً وَقَالُوا: هَذِهِ رَايَةُ الْعَبَّاسِ وَقَدْ بَايَعَ لِأَخِيهِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِنَّا للَّه، خِدْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، هَلَكَ بَنُو مَرْوَانَ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنِ الْوَلِيدِ فَأَتَوُا الْعَبَّاسَ وعبد العزيز ثم ظاهروا الوليد بين در عين وَأَتَوْهُ بِفَرَسَيْنِ: السِّنْدِيِّ، وَالرَّائِدِ، فَرَكِبَ وَقَاتَلَ، فَبَادَأَهُمْ رَجُلٌ: اقْتُلُوا عَدُوَّ اللَّهِ قَتْلَةَ قَوْمِ لُوطٍ ارْمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ دَخَلَ الْقَصْرَ فَأَغْلَقَهُ، فَأَحَاطَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَأَصْحَابُهُ فَدَنَا الْوَلِيدُ مِنَ الْبَابِ فَقَالَ: أَمَا فِيكُمْ رَجُلٌ شَرِيفٌ لَهُ حَسَبٌ وَحَيَاءٌ أُكَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ: كَلِّمْنِي، فَقَالَ: يَا أَخَا السَّكَاسِكِ أَلَمْ أَزِدْ فِي أَعْطِيَاتِكُمْ أَلَمْ أَرْفَعْ عَنْكُمُ الْمُؤْنَ أَلَمْ أُعْطِ فُقَرَاءَكُمْ [1] ؟ فَقَالَ: مَا نَنْقِمُ عَلَيْكَ فِي أَنْفُسِنَا لَكِنْ نَنْقِمُ عَلَيْكَ انْتِهَاكَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَشُرْبَ الْخَمْرِ وَنِكاحَ أُمَّهَاتِ أَوْلادِ أَبِيكَ وَاسْتِخْفَافَكَ بِأَمْرِ اللَّهِ، قَالَ: حَسْبُكَ، قَدْ أَكْثَرْتَ، وَرَجَعَ إِلَى الدَّارِ فَجَلَسَ وَأَخَذَ مُصْحَفًا وَقَالَ: يَومٌ كَيَوْمِ عُثْمَانَ وَنَشَرَ الْمُصْحَفَ يَقْرَأُ، فَعَلَوُا الْحَائِطَ فَكَانَ أَوَّلُهْم يَزِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَسَيْفُ الْوَلِيدِ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: نَحِّ سَيْفَكَ، قَالَ الْوَلِيدُ: لَوْ أَرَدْتَ السَّيْفَ كَانَ لِي بِذَلِكَ حَالٌ غَيْرَ هَذِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِ الْوَلِيدِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَعْتَقِلَهُ وَيُؤَامَرُ فِيهِ فَنَزَلَ مِنَ الْحَائِطِ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ مَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ وَحُمَيْدُ بْنُ نَصْرٍ. فَضَرَبَهُ عَبْدُ السَّلامِ اللَّخْمِيُّ عَلَى رَأْسِهِ وَضَرَبَهُ آخَرُ عَلَى وَجْهِهِ فَتَلِفَ- وَجَرُّوهُ بَيْنَ خَمْسَةٍ لِيُخْرِجُوهُ فَصَاحَتِ امْرَأَةٌ، فَكَفُّوا وَحَزُّوا رَأْسَهُ وَخَاطُوا الضَّرْبَةَ الَّتِي فِي وَجْهِهِ وَأَتَى يَزِيدُ النَّاقِصُ بالرأس فسجد.   [1] في تاريخ ابن الأثير (5/ 287) زيادة. «ألم أخدم زمناكم» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 293 وَبِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْوَانَ حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: دَخَلَ بِشْرٌ مَوْلَى كِنَانَةَ مِنَ الْحَائِطِ فَفَرَّ الْوَلِيدُ وَهُمْ يَشْتُمُونَهُ فَضَرَبَهُ بِشْرٌ عَلَى رَأْسِهِ وَاعْتَوَرَهُ النَّاسُ بِأَسْيَافِهِمْ فَطَرَحَ عَبْدُ السَّلامِ نَفْسَهُ عَلَيْهِ فَاحْتَزَّ رَأْسَهُ، وَكَانَ يَزِيدُ قَدْ جَعَلَ لِمَنْ أَتَاهُ بِالرَّأْسِ مِائَةَ أَلْفٍ. وَقِيلَ: قُطِعَتْ كَفُّهُ وَبُعِثَ بِهَا إِلَى يَزِيدَ فَسَبَقَتِ الرَّأْسَ بِلَيْلَةٍ وَأُتِيَ بالرَّأْسِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَنَصَبَهُ يَزِيدُ عَلَى رُمْحٍ بَعْدَ الصَّلاةِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَخُوهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ فَقَالَ بُعْدًا لَهُ أَشْهَدُ أَنَّهُ كَانَ شَرُوبًا لِلْخَمْرِ مَاجِنًا فَاسِقًا وَلَقَدْ رَاوَدَنِي عَلَى نَفْسِي. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ: عَاش الْوَلِيدُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. قُلْتُ: هَذَا خِلافُ مَا مَرَّ، بَلِ الأَصَحُّ أَنَّهُ عَاشَ بِضْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً. قَالَ خَلِيفَةُ وَغَيْرُهُ: عَاشَ سِتًّا وَثَلاثِينَ سَنَةً [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ سَدِيدُ الْعَقْلِ فَقَالَ لِخَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ: اصْنَعْ طَعَامًا وَاجْمَعْ لَهُ، قَالَ: فَجَمَعَهُمْ فَقَالَ سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ: أَنَا لَكُمُ النَّذِيرُ كَفَّ رَجُلٌ يَدَهُ وَمَلَكَ لِسَانَهُ وَعَالَجَ قَلْبَهُ. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ: مَلَكَ الْوَلِيدُ خَمْسَةَ عَشَرَ شَهْرًا. وَقَالَ غَيْرُهُ: قُتِلَ بِالْبَخْرَاءِ فِي جُمَادَى الأُخْرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ سَامَحَهُ اللَّهُ. وَلَمْ يَصِحَّ عَنِ الْوَلِيدِ كُفْرٌ وَلا زَنْدَقَةٌ نَعَمُ اشْتُهِرَ بِالْخَمْرِ والتلوّط فخرجوا عليه لذلك.   [1] العبارة عند خليفة «قتل الوليد.. وهو ابن خمس وثلاثين أو ست وثلاثين» . (ص 363) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 294 وَكَانَ الْحَجَّاجُ عَمَّ أُمِّهِ وَهِيَ ابْنَةُ مُحَمَّدِ بن يوسف الثقفي. وهب بن كيسان [1]- ع- أبو نعيم المدني المؤدّب مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ. رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.   [1] التاريخ الكبير 8/ 163، المشاهير 80، الجرح 9/ 23، تهذيب التهذيب 11/ 166، التقريب 2/ 339. طبقات خليفة 260. تاريخ خليفة 378. سير أعلام النبلاء 5/ 226. خلاصة تذهيب الكمال 419. تاريخ أبي زرعة 1/ 525. المعرفة والتاريخ 2/ 300. التاريخ لابن معين 2/ 996 و 997 و 1029. شذرات الذهب 1/ 173. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 295 [حرف الْيَاءِ] يَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ [1]- م 4- قَاضِي حِمْصَ. عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ مُرْسَلا وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَيَزِيدَ بْنَ شُرَيْحٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ وَالزُّبَيْدِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يزيد ابن جَابِرٍ وَآخَرُونَ. يُكَنَّى أَبَا عُمَرَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. يَحْيَى بْنُ خَلادِ بْنِ رَافِعِ بن مالك الأنصاري [2]- خ 4- الزرقيّ المدني. عَنْ عَمِّهِ رِفَاعَةَ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ وَحَفِيدُهُ يحيى بن علي.   [1] التاريخ الكبير 8/ 265، الجرح 9/ 133، تهذيب التهذيب 11/ 191، التقريب 2/ 344، الخلاصة 422. تاريخ أبي زرعة 1/ 628. المعرفة والتاريخ 1/ 269. [2] التاريخ الكبير 8/ 269، الجرح 9/ 139، تهذيب التهذيب 11/ 204، التقريب 2/ 346، الخلاصة 432. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 296 ثقة مقلّ. يحيى بن راشد الليثي [1]- د- الدمشقيّ الطويل أبو هشام. عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَمَكْحُولٍ. وَعَنْهُ عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ [2] وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَعَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً. يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الإمام [3]- ع- أبو نصر. أَحَدُ الأَعْلامِ، اسْمُ أَبِيهِ صَالِحٌ وَقِيلَ: يَسَارٌ وَقِيلَ: نَشِيطٌ، مَوْلَى الطَّائِيِّينَ وَعَالِمُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مُرْسلا وَقَدْ رَأَى أَنَسًا وَذَلِكَ فِي سُنَنِ النَّسَائِيُّ، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ- وَذَلِكَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وهو مرسل- وعن بعجة [4] ابن عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي قِلابَةَ وَعِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ وَحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ وَعُرْوَةَ- وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ- وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ ومُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُرَارَةَ وَيَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ وَهِلالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. روى عنه ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمَعْمَرٌ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَهِشَامٌ الدستوائي   [1] الجرح 9/ 142، تهذيب التهذيب 11/ 206، ميزان الاعتدال 4/ 373، التقريب 2/ 347، الخلاصة 423. التاريخ لابن معين 2/ 642 رقم 4395. تاريخ أبي زرعة 1/ 65. [2] في الأصل «عباس» . [3] التاريخ الكبير 8/ 301. الجرح 9/ 141، ميزان الاعتدال 4/ 402، تهذيب التهذيب 11/ 268 التاريخ لابن معين 2/ 652 رقم 4262 و 4728 و 4732 و 5279 و 5370. تاريخ أبي زرعة (راجع فهرس الأعلام) . المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . [4] مهمل في الأصل، والتصويب من الخلاصة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 297 وَشَيْبَانُ وَهَمَّامٌ وَأَبَانُ بْنَ يَزِيدَ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَأَيُّوبُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أنس ابن مَالِكٍ يُصَلِّي وَبَيْنَ يَدَيْهِ سَهْمٌ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: لا يُسْتَطَاعُ الْعِلْمُ بِرَاحَةِ الْجَسَدِ. الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى قَالَ: الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ، الْعُلَمَاءُ مِثْلُ الْمِلْحِ هُمْ صَلاحُ كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا فَسَدَ الْمِلْحُ لا يُصْلِحُهُ شَيْءٌ. وَرَوَى عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ كَانَ يُقَدِّمُ يَحْيَى عَلَى الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ يُعَدُّ مَعَ الزُّهْرِيِّ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ إِذَا حَضَرَ جَنَازَةً لَمْ يَتَعَشَّ لَيْلَتَهُ وَلا يَقْدِرُونَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. وَيُقَالُ: إِنَّ يَحْيَى أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ لِلْعِلْمِ. قَالَ حَرْبٌ عَنْ يَحْيَى: كُلُّ شَيْءٍ عِنْدِي عَنْ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ إِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ. وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: مَا بقي على وجه الأرض مثل يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَحْسَنُ حَدِيثًا مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِذا خَالَفَ الزُّهْرِيُّ يَحْيَى فَالْقَوْلُ قول يحيى. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 298 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ إِمَامٌ لا يَرْوِي إِلا عَنْ ثِقَةٍ وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ يَحْيَى امْتُحِنَ فَضُرِبَ وَحُلِقَ وَحُبِسَ لِكَوْنِهِ تَنَقَّصَ بَنِي أُمَيَّةَ وَذَكَرَ أَفَاعِيلَهُمْ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُجَلِّدُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِيُّ ثنا أَيُّوبُ بْنُ يَحْيَى النَّجَّارُ الْيَمَامِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «حَاجَّ آدَمُ مُوسَى فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَشْقَيْتَهُمْ؟ فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاتِهِ وَبِكَلامِهِ تَلُومُنِي عَلى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ- أَوْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ- قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَحَاجَّ آدَمُ مُوسَى. صَوَابُهُ فَحَجَّ. وَهَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ أَعْلَى مَا وَقَعَ لَنَا. وَأَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ مَعَ كَوْنِهِ لَمْ يَرْوِ عَنْ يَحْيَى سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ النَّجَّارِ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَلَعَلّ أَيُّوبَ هَذَا آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَبِإِسْنَادِي إِلَى ابْنِ الْمُقْرِي قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ النّجَّارِ الْحَنَفِيُّ عَنْ هِشَامُ ابن حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. وَقَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ثَلاثًا. تَفَرَّدَ مُسْلِمٌ بِطَرِيقِ هِشَامٍ هَذِهِ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ علي بن الحسين الهاشمي العلويّ [1] .   [1] انظر: الطبري 7/ 228 وما بعدها. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 299 قَدْ مَرَّ مَقْتَلُ أَبِيهِ، فَسَارَ هُوَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الْعَجَمِ، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ بِخُرَاسَانَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ خَلْقٌ مِنَ الشِّيعَةِ وَجَرَتْ لَهُ حُرُوبٌ مَعَ عَسْكَرِ خُرَاسَانَ وَمَوَاقِفُ إِلَى أَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَلْمُ بْنُ أَحْوَزَ مَصَافٌّ فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فِي صدغه فوقع فَاحْتَزُّوا رَأْسَهُ وَبَعَثُوا بِهِ إِلَى الشَّامِ وَصَلَبُوا جُثَّتَهُ كَأَبِيهِ. فَلَمَّا اسْتَوْلَى أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَلَى الْبِلادِ أَنْزَلَ الْجُثَّةَ وَأَمَرَ بِإِقَامَةِ الْمَأْتَمِ عَلَيْهِ بِبَلْخٍ وَمَرْوَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَنَاحَ عَلَيْهِ النِّسَاءُ. وَكَانَ مَنْ وُلِدَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ بِخُرَاسَانَ مِنْ أَوْلادِ الأَعْيَانِ سُمِّيَ يَحْيَى، ثُمَّ تَتَبَّعَ أَبُو مُسْلِمٍ قَتَلَتَهُ فَأَبَادَهُمْ. وَكَانَ مَقْتَلُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ. يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ [1] الْبَكَّاءُ- ت ق- بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ وَلاؤُهُ لِلأَزْدِ. حَدَّثَ عن ابن عمرو عن سعيد بن المسيب وأبي العالية. وعنه الحمادان وعبد الوراث بْنُ سَعِيدِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النرمقي [2] وقدامة بن شهاب وعلي بن عاصم وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يَرْضَاهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: اشْتَكَى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ أَعُودُهُ فَقِيلَ لَهُ: يَحْيَى عَلَى الْبَابِ قَالَ: مَنْ يَحْيَى؟ قِيلَ: أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: مَنْ أَبُو سَلَمَةَ؟ قَالَ: حَمَّادٌ وَقَدْ عَرَفَ فَقَالُوا: يَحْيَى الْبَكَّاءُ، قَالَ: يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: إِنَّ شَرَّ أَيَّامِكُمْ يوم نسبتم إلى البكّاء.   [1] في هامش الأصل «سليم» وترجمته في الجرح 9/ 186، تهذيب التهذيب 11/ 278، ميزان الاعتدال 4/ 408، الخلاصة 428، التقريب 2/ 358. [2] بفتح النون وسكون الراء وفتح الميم. وهي في الأصل محرفة والتصحيح من (اللباب 3/ 306) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 300 قَالَ النَّسَائِيُّ: يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ الْبَكَّاءُ بَصْرِيٌّ متروك الحديث. وذكره الدار الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ فَقَالَ: ابْنُ مُسْلِمٍ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ. وَقَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي خُلَيْدٍ: الْبَكَّاءُ مَوْلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الأَزْدِيِّ اسْمُ أَبِيهِ سُلَيْمَانُ كَانَ يَنْفَرِدُ بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِيرِ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ: لَيْسَ بِذَاكَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أنا ابْنُ اللَّتِّيِّ وَأنا أَحْمَدُ أنا موسى ابن عَبْدِ الْقَادِرِ قَالا: أَنا عَبْدُ الأَوَّلِ أَنا جَمَالُ الإِسْلامِ أَبُو الْحَسَنِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمُّوَيْهِ أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُزَيْمٍ ثنا عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ بَعْدَ الزَّوَالِ تُحْسَبُ بِمِثْلِهِنَّ فِي صَلاةِ السَّحَرِ وَلَيْسَ شَيْءٌ إِلا وَهُوَ يُسَبِّحُ اللَّهَ تلك الساعة ثم قرأ: (يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ 16: 48 الآيَةَ كُلَّهَا) [1] أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدٍ فَوَافَقْنَاهُ. يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ [2] . عَنْ شُرَيْحٍ الْقَاضِي. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَالْحَسَنِ بن حي.   [1] قرآن كريم- سورة النحل- الآية 48- وفي نسخة القدسي 5/ 183 «تتفيأ» . [2] التاريخ الكبير 8/ 299، الجرح 9/ 182. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 301 مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. يَحْيَى بْنُ النَّضْرِ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- بخ ق- وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ. رَوَى عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَلَقْمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ وَأَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْهُ وَلَدُهُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. يَحْيَى بْنُ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيُّ [2]- د ت ن-. رَوَى عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْمَعْوَلِيِّ [3] وَنُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةٍ، وَأَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ وَوَفَدَ مَعَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. روى عنه شُعْبَةُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَيِّدُ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قُلْتُ: وَكَذَا كَانَ أَبُوهُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. يَزِيدُ بن أبان الرقاشيّ [4]- ت ق- الزاهد أبو عمرو البصري.   [1] التاريخ الكبير 8/ 308، الجرح 9/ 192، تهذيب التهذيب 11/ 292، التقريب 2/ 359، الخلاصة 428. [2] التاريخ الكبير 8/ 309، الجرح 9/ 195، تهذيب التهذيب 11/ 293، التقريب 2/ 359، الخلاصة 428. المعرفة والتاريخ 3/ 238. [3] بفتح الميم وسكون العين وفتح الواو، نسبة الى معولة بن شمس. (اللباب 3/ 238) . [4] التاريخ الكبير 8/ 320، الجرح 9/ 251، تهذيب التهذيب 11/ 309، التقريب 2/ 361، ميزان الاعتدال 4/ 418. الخلاصة 430. التاريخ لابن معين 2/ 667 رقم 4486. المعرفة والتاريخ 2/ 127. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 302 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْمَازِنِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ شَيْخُهُ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وطائفة سواهم. وكان أحد الوعّاظ البكّاءين. ضعّفه الدار الدّارقطنيّ وغيره. ضعّفه الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. قَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: إِذَا نِمْتُ ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ فَنِمْتُ الثَّانِيَةَ فَلا أَنَامَ اللَّهُ عَيْنِي. وَعَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ مُوسَى قَالَ: جَوَّعَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ نَفْسَهُ للَّه سِتِّينَ عَامًا حَتَّى ذَبُلَ جِسْمُهُ وَنَهِكَ بَدَنُهُ وَكَانَ يَقُولُ: غَلَبَنِي بَطْنِي مَا أَقْدِرُ لَهُ عَلَى حِيلَةٍ. وَذَكَرَ ابْنُ السَّمَّاكِ عَنْ أَشْعَثَ أَنَّ يَزِيدَ الرَّقَاشِيَّ صَامَ ثَلاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: بكى يزيد الرقاشيّ حتى تساقطت أشفاره وأظلمت عيناه وتغيرت مَجَارِي دُمُوعِهِ. وَلِيَزِيدَ مَوَاعِظُ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْخَائِفِينَ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: عَطَّشَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ نَفْسَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي حَرِّ الْبَصْرَةِ ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: تَعَالَوْا حَتَّى نَبْكِي عَلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ أبي إسحاق الحميسي [1] قال: كان يزيد   [1] بضم الحاء وفتح الميم، وهو خازم بن الحسين. (اللباب 1/ 393) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 303 الرَّقَاشِيُّ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ مَنْ يَتَرَضَّى عَنْكَ رَبَّكَ وَمَنْ يَصُومُ لَكَ أَوْ يُصَلِّي لَكَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا مَعْشَرُ مَنِ الْقَبْرُ بَيْتُهُ وَالْمَوْتُ مَوْعِدُهُ أَلا تَبْكُونَ. قَالَ: فَبَكَى حَتَّى تَسَاقَطَتْ أَشْفَارِ عَيْنَيْهِ. يَزِيدُ بن أبي حبيب الفقيه [1]- ع- أبو رجاء الأزدي. مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ تِلْكَ النَّاحِيَةِ. وَكَانَ أَسْوَدَ حَبَشِيًّا. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وُلِدَ تَقْرِيبًا فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ دَنْقَلَةَ وَنَشَأْتُ بِمِصْرَ وَهُمْ عَلَوِيَّةٌ فَقَلَبْتُهُمْ عُثْمَانِيَّة. قُلْتُ: رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ [2] وَأَبِي الطفيل وإبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَعَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ حَتَّى إِنَّهُ رَوَى عَنْ تَلامِذَتِهِ. وعنه سعيد بن أبي أيوب وحيوة بن شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ مِصْرَ وَكَانَ حَلِيمًا عَاقِلا وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْعِلْمَ وَالْمَسَائِلَ وَالْحَلالَ وَالْحَرَامَ بِمِصْرَ، وَقَبْلَ ذَلِكَ كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فِي التَّرْغِيبِ وَالْمَلاحِمِ وَالْفِتَنِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ عَالِمُنَا وَسَيِّدُنَا يُقَالُ إِنَّهُ وُلِدَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ. وَقَالَ اللَّيْثُ ثنا عُبَيْدُ الله بن أبي جعفر ويزيد بن أبي حبيب وهما جوهرتا   [1] التاريخ الكبير 8/ 324، المشاهير 122، الجرح 9/ 267، تهذيب التهذيب 11/ 318، التقريب 2/ 363. طبقات ابن سعد 7/ 507. الخلاصة 430. التاريخ لابن معين 2/ 668 رقم 5144. تاريخ أبي زرعة 1/ 219. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . [2] بفتح الجيم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 304 الْبِلادِ: كَانَتِ الْبَيْعَةُ إِذَا جَاءَتْ لخَلِيَفَةٍ كَانَ أَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُ عُبَيْدُ اللَّهِ ثُمَّ يَزِيدُ ثُمَّ النَّاسُ. وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ يَزِيدُ كَأَنَّهُ فَحْمَةٌ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ: أَيُّهُمَا كَانَ أَفْضَلُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَوْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جعفر؟ قال: لَوْ جُعِلا فِي مِيزَانٍ مَا رَجَحَ هَذَا عَلَى هَذَا. وَقَال ابْنُ لَهِيعَةَ: مَرِضَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ فَعَادَهُ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ أَمِيرُ مِصْرَ فَقَالَ: يَا أَبَا رَجَاءٍ مَا تَقُولُ فِي الصَّلاةِ فِي ثَوْبٍ فِيهِ دَمُ الْبَرَاغِيثُ؟ فَحَوَّلَ وَجْهَهُ وَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَقَامَ فَنَظَرَ إِلَى يَزِيدَ فَقَالَ: تَقْتُلُ خَلْقًا كُلَّ يَوْمٍ وَتَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَرَاغِيثِ! وَقَالَ اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: سَمِعَ ابْنُ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ مُسَتقْبِلَ الْقِبْلَةِ» . وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: لا أَدْعُ أَخًا لِي يَغْضَبُ عَلَيَّ مَرَّتَيْنِ بَلْ أَنْظُرُ مَا يَكْرَهُ فَأَدَعُهُ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: ثنا أَبُو خَالِدٍ الْمُرَادِيُّ أَنَّ زِيَادَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَرْسَلَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: ائْتِنِي لِأَسْأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْعَلْم، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: بَلْ أَنْتَ فَائْتِنِي فَإِنَّ مَجِيئَكَ إِلَيَّ زَيْنٌ لَكَ وَمَجِيئِي إِلَيْكَ شَيْنٌ عَلَيْكَ. قَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: لَمَّا كَثُرَتِ الْمَسَائِلُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ لَزِمَ بَيْتَهُ. وَرَوَى ضِمَامُ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ وَالْعَلاءِ بْنِ كَثِيرٍ قَالُوا: يَزِيدُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْعِلْمَ بِمِصْرَ وَكَانُوا إِنَّمَا يَتَحَدَّثُونَ بِالْفِتَنِ وَالْمَلاحِمِ وَالتَّرْغِيبِ، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 305 قَالَ: وَكَانَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ جَعَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيْهِمُ الْفُتْيَا بِمِصْرَ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: اسْمُ أَبِيهِ سُوَيْدٌ مَوْلَى شَرِيكِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْعَامِرِيِّ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: مَاتَ يَزِيدُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو التَّيَّاحِ الضُّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- ع- أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الزُّهَّادِ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بن الحارث ابن نَوْفَلٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ. قَالَ شُعْبَةُ: رَأَيْتُ أَبَا التَّيَّاحِ وَأَبَا جَمْرَةَ وَأَبَا نَوْفَلٍ يُضَبِّبُونَ أَسْنانَهُمْ بِالذَّهَبِ. قَالَ جَعْفَرِ بْنُ سُلَيْمَانَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي التَّيَّاحِ نَعُودُهُ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ الْيَوْمَ لِمَا يَرَى مِنَ التَّهَاوُنِ فِي النَّاسِ بِأَمْرِ اللَّهِ أَنْ يزيده ذاك جِدًّا وَاجْتِهَادًا ثُمَّ بَكَى. وَقَالَ أَبُو التَّيَّاحِ: كَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَتَقَرَّأُ عِشْرِينَ سَنَةً مَا يَعْلَمُ بِهِ جِيرَانُهُ. يَتَقَرَّأُ أَيْ يَتَعَبَّدُ وَالْقُرَّاءُ فِي اصْطِلاحِ الصَّدْرِ الأَوَّلِ هُمُ الْعُبَّادِ، وَمِنْهُ قَوْلُ أَنَسٍ فِي أَهْلِ بِئْرِ مَعُونَةَ يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ. وَقَالَ مَسْرُوقٌ: يَا مَعْشَرَ الْقُرَّاءِ يَا مِلْحَ الْبَلَدْ ... مَنْ يُصْلِحُ الْمِلْحَ إِذَا الملح فسد؟   [1] التاريخ الكبير 8/ 326. الجرح 9/ 256. تهذيب التهذيب 11/ 320، الخلاصة 431. طبقات ابن سعد 7/ 238. تاريخ أبي زرعة 1/ 624. التاريخ لابن معين 2/ 669. طبقات خليفة 216، تاريخ خليفة 395. سير أعلام النبلاء 5/ 251. المعرفة والتاريخ 1/ 287 وراجع فهرس الأعلام الجزء: 8 ¦ الصفحة: 306 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو التَّيَّاحِ ثَبْتٌ ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو إِيَاسٍ: مَا بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْ أَبِي التَّيَّاحِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثِينَ. يَزِيدُ بْنُ رُومَانَ المدني القارئ [1]- ع- أبو روح. أحد مشيخة نافع ابن أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْقِرَاءَةِ. قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثِينَ. وَقَدْ مَرَّتْ تَرْجَمَتُهُ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُمَيَّةَ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ [2]- د-. عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ سَعْدَانُ بْنُ سَالِمٍ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ الأَيْلِيَّانِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ. وَهُوَ مُقِلٌّ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ يُصَلِّي اللَّيْلَ أَجْمَعَ وَيَبْكِي. يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّةِ. الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ سَمُرَةَ بن سلمة ويكنى أبا المكشوح.   [1] التاريخ الكبير 8/ 331، المشاهير 135، معرفة القراء الكبار 1/ 62، الجرح 9/ 260، تهذيب التهذيب 11/ 325، التقريب 2/ 364. الخلاصة 431، التاريخ لابن معين 2/ 670 رقم 902. [2] التاريخ الكبير 8/ 338، تهذيب التهذيب 11/ 334، التقريب 2/ 365، الجرح 9/ 269، الخلاصة 432، طبقات ابن سعد 7/ 519 و 520. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 307 اسْتَوْفَى أَخْبَارَهُ ابْنُ خِلِّكَانَ فِي تَارِيخِهِ [1] ، وَذَكَرَ أَنَّ صَاحِبَ الأَغَانِي [2] جَمَعَ لَهُ دِيوَانًا وَأَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَبْدَ اللَّهِ الطُّوسِيَّ جَمَعَ لَهُ دِيوَانًا. وَلَهُ شِعْرٌ فِي أَمَاكِنَ مِنَ الْحَمَاسَةِ [3] . وَنَظْمُهُ فِي الذِّرْوَةِ. وَهُوَ الْقَائِلُ. وَحَنَّتْ قَلُوصِي بَعْدَ هَذَا صَبَابَةً ... فَيَا رَوْعَةً مَا رَاعَ قَلْبِي حَنِينَهَا فَقُلْتُ لَهَا صَبْرًا فَكُلُّ قَرِينَةٍ ... مفارقة [4]- لا بدّ- يَوْمًا قَرِينَهَا وَمِنْ شِعْرِهِ قَوْلِهِ: إِذَا نَحْنُ جِئْنَا لَمْ نُجَمَّلْ [5] بِزِينَةٍ ... حَذَارَ الأَعَادِي وَهِيَ بَادٍ جَمَالُهَا وَلا نَبْتَدِيهَا بِالسَّلامِ وَلَمْ نَقُلْ ... لَهُمْ مَنْ تَوَقَّى شَرَّهُمْ: كَيْفَ حَالُهَا؟ قُتِل يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّةِ بِالْيَمَامَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَالطَّثْرُ ضَرْبٌ مِنَ اللَّبَنِ. يَزِيدُ بْنُ عبد الله بن قسيط الليثي المدني [6]- ع- أبو عبد الله. أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمُسْنِدِينَ. وَكَانَ أَعْرَجَ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَعُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ وسعيد بن المسيب وعروة وطائفة.   [1] وفيات الأعيان 6/ 367. [2] الأغاني 8/ 157، مختار الأغاني 8/ 333. [3] وكذلك في: معجم الأدباء 20/ 46- 49، طبقات فحول الشعراء 583، الشعر والشعراء 255. [4] عند ابن خلكان 6/ 372 «مفارقها» . [5] تجمل. بالتاء. [6] التاريخ الكبير 8/ 344، المشاهير 74 و 134، تاريخ ابن خياط 354. دول الإسلام 1/ 84. الجرح 9/ 273. تهذيب التهذيب 11/ 342. التقريب 2/ 367، الخلاصة 432. ميزان الاعتدال 4/ 430. طبقات ابن سعد 5/ 246. سير أعلام النبلاء 5/ 266 رقم 126. شذرات الذهب 160، المعرفة والتاريخ 1/ 448. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 308 وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ابْنُ قُسَيْطٍ وَكَانَ ثِقَةٌ فَقِيهًا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى الأَعْمَالِ لِأَمَانَتِهِ وَفِقْهِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ وَقِيلَ: سُئِلَ مَالِكٌ أَنْ يُحَدِّثَ بِحَدِيثِ ابْنِ قُسَيْطٍ فِي الْقِصَاصِ فَامْتَنَعَ وَقَالَ: لَيْسَ رَجُلَهُ [1] عِنْدَنَا هُنَاكَ. وَوَثَّقَهُ أَرْبَابُ الصِّحَاحِ. مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الهمدانيّ الدمشقيّ [2]- د ن ق- الفقيه قَاضِي دِمَشْقَ. عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ. وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ مُرْسَلَةٌ. وَعَنْهُ ابْنُهُ خَالِدٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَعْلَمُ بِالْقَضَاءِ مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ لا مَكْحُولٌ وَلا غَيْرُهُ وَقَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى بَنِي نُمَيْرٍ يفقّههم ويقرئهم.   [1] أي ليس رجل الحديث. [2] التاريخ الكبير 8/ 347، الجرح 9/ 277، تهذيب التهذيب 11/ 345 و 346، التقريب 2/ 368، الخلاصة 433. التاريخ لابن معين 2/ 674 رقم 5055. المعرفة والتاريخ 2/ 334. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 309 تُوُفِّيَ يَزِيدُ هَذَا سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ سِتِّينَ. يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ابو جعفر المدني [1] ، مقريء الْمَدِينَةِ. وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَمِّيهِ فَيْرُوزَ، وَكَانَ عَابِدًا صَوَّامًا قَوَّامًا مُجَوِّدًا لِكِتَابِ اللَّهِ، وَلَهُ قِرَاءَةٌ مَحْفُوظَةٌ فَهُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ الأَعْلامِ. أَقْرَأَ النَّاسَ دَهْرًا طَوِيلا وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى مَوْلاهُ عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة الْمَخْزُومِيِّ وَعَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ صَلَّى بِابْنِ عُمَرَ وَإِنَّهُ أَقْرَأَ النَّاسَ مِنْ قَبْلِ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ وَكَانَتْ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ. وَرَوَى الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ نَافِعٌ وَعِيسَى بْنُ وَرْدَانَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مَالِكٌ- فِي غَيْرِ الْمُوَطَّأِ- وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ. وَكَانَ مُقَدَّمًا فِي زَمَانِهِ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ. وَكَانَ مَعَ عِبَادَتِهِ وَتَبَتُّلِهِ مُفْتِيًا مُجْتَهِدًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوا لَهْ شَيْئًا فِي الْكُتُبِ. وَقَدْ بَسَطْتُ تَرْجَمَتَهُ فِي كِتَابِ «طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ» [2] . قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين.   [1] التاريخ الكبير 8/ 353، الجرح 9/ 285، تهذيب التهذيب 12/ 58، التقريب 2/ 406، الخلاصة 446. المعرفة والتاريخ 1/ 675 و 676 و 3/ 213. [2] معرفة القراء الكبار 1/ 58- 62. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 310 وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ. وَقِيلَ سنة ثلاثٍ وثلاثين. وقال محمد بن المثنى: سنة سبع وعشرين ومائة. يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [2] بْنِ مَرْوَانَ أَبُو خَالِدٍ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. الْمُلَقَّبُ بِالنَّاقِصِ لِكَوْنِهِ نَقَصَ الْجُنْدَ مِنْ أَعْطِيَاتِهِمْ، تَوَثَّبَ عَلَى الْخِلافَةِ وَتَمَّ لَهُ ذَاكَ وَقَتَلَ ابْنَ عَمِّهِ الْوَلِيدَ كَمَا ذَكَرْنَا. وَتَمَلَّكَ أَوَّلا دِمَشْقَ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأَخِرَةِ. حَكَى سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ أَنَّ قُتَيْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ ظَفَرَ بِمَا وراء النهر بابنتي فيروز ابن يَزْدَجَرْدَ فَبَعَثَ بِهِمَا إِلَى الْحَجَّاجِ فَبَعَثَ الْحَجَّاجُ بِإِحَدَاهُمَا وَهِيَ شَاهْفَرَنْدُ إِلَى الْوَلِيدِ فَأَوْلَدَهَا يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ. وَفَيْرُوزُ هَذَا هُوَ ابْنُ بِنْتِ شِيرَوَيْهِ بْنِ كِسْرَى، وَأُمُّ شِيرَوَيْهِ ابْنَةُ خَاقَانَ مَلِكِ التُّرْكِ، وَأُمُّهَا- أَعْنِي أُمَّ فَيْرُوزَ- هِيَ بِنْتُ قَيْصَرَ عَظِيمِ الرُّومِ، فَلِذَلِكَ يَقُولُ: يَزِيدُ وَيَفْتَخِرُ: أَنَا ابْنُ كِسْرَى وَأَبِي فَمَرْوَانُ ... وَقَيْصَرُ جَدِّي وَجَدِّي خَاقَانُ قَالَ خَلِيفَةُ: [3] حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ قَامَ خَطِيبًا عِنْدَ قَتْلِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ أَشِرًا وَلا بَطِرًا وَلا حِرْصًا عَلَى الدَّنْيَا، وَلا رَغْبَةً فِي الْمُلْكِ، وَإِنِّي لَظَلُومٌ لِنَفْسِي إِنْ لَمْ يَرْحَمْنِي رَبِّي، وَلَكِنْ خَرَجْتُ غَضِبًا للَّه وَلِدِينِهِ، وَدَاعِيًا إِلَى كِتَابِهِ وَسُنَّةِ نبيّه   [1] تاريخ خليفة 405. [2] خلاصة الذهب المسبوك 45 تاريخ خليفة 368. تاريخ الخميس 2/ 321. النجوم الزاهرة 1/ 126. سير أعلام النبلاء 5/ 374 رقم 170 وترجمته في كتب التاريخ العامة. [3] تاريخ ابن خياط 365 وفيه نص الخطبة كاملا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 311 حِينَ دَرَسَتْ مَعَالِمُ الْهُدَى وَطُفِئَ نُورُ أَهْلِ التَّقْوَى، وَظَهَرَ الْجَبَّارُ الْمُسْتَحِلُّ لِلْحُرْمَةِ وَالرَّاكِبُ الْبِدْعَةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ أَشْفَقْتُ إِنْ غَشِيَتْكُمْ ظُلْمَةٌ لا تُقْلِعَ عَنْكُمْ عَلَى كَثْرَةٍ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَقَسْوَةٍ مِنْ قُلُوبِكُمْ، وَأَشْفَقْتُ أَنْ يَدْعُو كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ إِلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ فَيُجِيبُهُ، فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ فِي أَمْرِي وَدَعَوْتُ مَنْ أَجَابَنِي مِنْ أَهْلِي وَأَهْلِ وِلايَتِي، فَأَرَاحَ اللَّهُ مِنْهُ البِّلادَ وَالْعِبَادَ وِلايَةٌ مِنَ اللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لَكُمْ عِنْدِي إِنْ وَلِيتُ أُمُورَكُمْ أَنْ لا أَضَعُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ وَلا حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، وَلا أَنْقُلُ مَالا مِنْ بَلَدٍ حَتَّى أَسُدَّ ثَغْرَهُ وَأُقَسِّمَ بَيْنَ مَسَالِحِهِ مَا يَقْوُونَ بِهِ، فَإِنْ فَضَلَ رَدَدْتُهُ إِلَى الْبَلَدِ الَّذِي يَلِيهِ حَتَّى تَسْتَقِيمَ الْعِيشَةُ وَتَكُونَ فِيهِ سَوَاءً، فَإِنْ أَرَدْتُمْ بَيْعَتِي عَلَى الَّذِي بَذَلْتُ لَكُمْ فَأَنَا لَكُمْ، وَإِنْ مِلْتُ فَلا بَيْعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا أَقْوَى مِنِّي عَلَيْهَا فَأَرَدْتُمْ بَيْعَتَهُ فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يُبَايِعُ وَيَدْخُلُ فِي طَاعَتِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ بِالسِّلاحِ فِي الْعِيدِ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ خَرَجَ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ صَفَّيْنِ مِنَ الْخَيْلِ عَلَيْهِمُ السِّلاحُ مِنْ بَابِ الْحِصْنِ إِلَى الْمُصَلَّى. وَعَنْ أَبِي عُثْمَانَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ النَّاقِصُ: يَا بَنِي أُمَيَّةَ إِيَّاكُمْ وَالْغِنَاءَ فَإِنَّهُ يُنْقِصُ الْحَيَاءَ وَيَزِيدُ فِي الشَّهْوَةِ وَيَهْدِمُ الْمُرُوءَةَ، وَإِنَّهُ لَيَنُوبُ عَنِ الْخَمْرِ وَيَفْعَلُ مَا يَفْعَلُ الْمُسْكِرُ، فَإِنْ كُنْتُمْ لا بُدَّ فَاعِلِينَ فَجَنِّبُوهُ النِّسَاءَ فَإِنَّ الْغِنَاءَ دَاعِيَةُ الزِّنَا. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكِم: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَمَّا وَلِيَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْقَدَرِ وَحَمَلَهُمْ عَلَيْهِ وَقَرَّبَ غَيْلانَ أَوْ قَالَ: أَصْحَابُ غَيْلانَ. قُلْتُ: كَانَ غَيْلانُ قَدْ صَلَبَهُ هِشَامٌ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ بِمُدَّةٍ. وَلَمْ يُمَتَّعْ يَزِيدُ بِالْخِلافَةِ وَمَاتَ فِي سَابِعِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ فَكَانَتْ خِلافَتُهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ نَاقِصَةً. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 312 وَقِيلَ: مَاتَ بَعْدَ عِيدِ الأَضْحَى. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: عَاشَ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: عَاشَ خَمْسًا وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَقِيلَ: كَانَ أَسْمَرَ نَحِيفًا حَسَنَ الْوَجْهِ. وَدُفِن بَيْنَ الْجَابِيَةِ وَبَابِ الصَّغِيرِ. وَيُقَالُ: مَاتَ بِالطَّاعُونِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوهُ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي استُخْلِفَ. يَزِيدُ الرِّشْكُ الضُّبَعِيُّ [1]- ع- مَوْلاهُمْ. والرِّشْكُ هُوَ الْقَسَّامُ بِلُغَةِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ رَوَى عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ. قَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ مُطَرِّفٍ يُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ فَخَرَجَ مِنْهَا عَقْرَبٌ فَلُقِّبَ بِالرِّشْكِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ ثِقَةً صَالِحًا خَيْرًا وَكَانَ يُقَسِّمُ الدُّورَ وَالأَمْلاكَ. غُنْدَرٌ: رَوَى النَّاسُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ سَمِعْتُ مُعَاذَةَ تَقُولُ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَتْ: أَرْبعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: يَزِيدُ الرِّشْكِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ الضُّبَعِيُّ: بَعَثَ الْحَجَّاجُ يَزِيدَ الرِّشْكَ إِلَى البصرة فوجد   [1] المشاهير 152، الجرح 9/ 297، تهذيب التهذيب 11/ 371 و 372، ميزان الاعتدال 4/ 444، التقريب 2/ 372. الخلاصة 435. المعرفة والتاريخ 2/ 267، التاريخ لابن معين 2/ 679 رقم 4305. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 313 طُولَهَا فَرْسَخَيْنِ وَعَرْضَهَا خَمْسَ دَوَانِيقَ [1] . قُلْتُ: يَعْنِي فَرْسَخًا إِلا سُدْسًا. قِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأشج [2]- م ت ن ق- أبو يوسف. رَوَى عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَكُرَيْبٍ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَابْنُ عجلان وابن إسحاق والليث ابن سَعْدٍ وَآخَرُونَ. وَكَانَ صَدُوقًا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قُتِلَ فِي الْبَحْرِ شَهِيدًا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ ومائة. يعقوب بن عتبة بن المغيرة [3]- د ن ق- بن الأخنس بن شريق الثقفي المدني. عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِكْرِمَةَ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الماجشون وإبراهيم بن سعد وآخرون.   [1] جاء في «عيون الأخبار» 1/ 216 قال ابن شوذب عن يزيد الرشد (كذا) : قست البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري فوجدت طولها فرسخين غير دانق» . [2] التاريخ الكبير 8/ 391، المشاهير 188، الجرح 8/ 209، تهذيب التهذيب 11/ 390، التقريب 2/ 376. الخلاصة 436. المعرفة والتاريخ 1/ 293 و 661- 663. [3] التاريخ الكبير 8/ 389. الجرح 9/ 211. تهذيب التهذيب 11/ 392. التقريب 2/ 376. الخلاصة 437. المعرفة والتاريخ 1/ 265 و 406. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 314 وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ. وَكَانَ فَقِيهًا وَرِعًا عَارِفًا بِالسِّيرَةِ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ الثَّقَفِيُّ [1]- سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ نَزِيلُ الْبَصْرَةِ وَصَدِيقُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ. رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ أَيُّوبُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَحَمَّادُ ابْنُ زَيْدٍ. وَثَّقهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ [2] ، وَلِيَ الْيَمَنَ لِهِشَامٍ، ثُمَّ نَقَلَهُ إِلَى إِمْرَةِ الْعِرَاقَيْنِ [3] فَأَقَرَّهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَأَضَافَ إِلَيْهِ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، وَكَانَ مَهِيبًا جَبَّارًا ظَلُومًا. ذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّ سِمَاطَ يُوسُفَ بِالْعِرَاقِ كَانَ كُلُّ يَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ مَائِدَةٍ، وَكَانَتْ مَائِدَتُهُ وأقصى الموائد سواء، يتعمّد ذَلِكَ ويُنَوِّعُهُ. وَرَوَيْنَا أَنَّهُ ضَرَبَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ فِي إِمَارَتِهِ عَلَى الْيَمَنِ حَتَّى هَلَكَ تحت الضرب   [1] التاريخ الكبير 8/ 417، التاريخ الصغير 1/ 308، الجرح 9/ 303. تهذيب التهذيب 11/ 401. التقريب 2/ 378، الخلاصة 437، ابن سعد 7/ 250، طبقات القراء 2/ 390. سير أعلام النبلاء 5/ 451 رقم 200، التاريخ لابن معين 2/ 682 رقم 568. [2] وفيات الأعيان 7/ 101- 112، التاريخ الطبري 7/ 148 وما بعدها. سير أعلام النبلاء 5/ 442 رقم 197، التنبيه والإشراف 281، مرآة الجنان 1/ 267، الكامل في التاريخ 5/ 219 وما بعدها. شذرات الذهب 1/ 172. [3] عراق العرب وعراق المعجم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 315 وَلَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ عُزِلَ يُوسُف ثُمَّ قُتِلَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: لَمَّا هَلَكَ الْحَجَّاجُ أَخَذُوا يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فِي آلِ الْحَجَّاجِ لِيُعَذَّبَ وَيُطْلَبَ مِنْهُ الْمَالُ فَقَالَ: أَخْرِجُونِي أَسْأَلُ فَدَفَعَ ابْنُ الْحَارِثِ الْجَهْضَمِيُّ وَكَانَ مُغَفَّلا فَانْتَهَى إِلَى دَارٍ لَهَا بَابَانِ فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ: دَعْنِي أَدْخُلُ إِلَى عَمَّتِي أَسْأَلُهَا فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ وَهَرَبَ، وَذَلِكَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَلِيَ يُوسُفُ الْيَمَنَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَةٍ فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى كُتِبَ إِلَيْهِ بِوِلايَتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ فَاسْتَخْلَفَ ابْنَهُ الصَّلْتَ وَسَارَ. قَالَ اللَّيْثُ: فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ نُزِعَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ عَنِ الْعِرَاقِ وَأُمِّرَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ. وَرَوَى بِشْرُ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ازْدَحَمَ النَّاسُ عَشِيَّةً فِي دَارِ يُوسُفَ عَلَى الطَّعَامِ فَدَفَعَ رَجُلٌ مِنَ الْجُنْدِ رَجُلا بِقَائِمِ سَيْفِهِ فَرَآهُ يُوسُفُ فَدَعَا بِهِ فَضَرَبَهُ مِائَتَيْنِ وَقَالَ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ أَتَدْفَعُ النَّاسَ عَنْ طَعَامِي؟ وَحَكَى عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ أَنَّ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ وَزَنَ دِرْهَمًا فَنَقَصَ حَبَّةً فَكَتَبَ إِلَى دُورِ الضَّرْبِ بِالْعِرَاقِ فَضَرَبَ أَهْلَهَا فَأَحْصَى فِي تِلْكَ الْحَبَّةِ مِائَةَ أَلْفِ سَوْطٍ ضَرَبَهَا. وَقِيلَ: كَانَ يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِحُمْقِهِ [2] وَتِيهِهِ حَتَّى كَانُوا يَقُولُونَ أَحْمَقُ مِنْ أَحْمَقِ ثَقِيفٍ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ حَجَّامًا أَرَادَ أَنْ يَحْجِمَهُ فَارْتَعَدَ فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: قُلْ لِهَذَا الْبَائِسِ لا تَخَفْ، وَمَا رَضِيَ أَنْ يَقُولَ لَهُ بِنَفْسِهِ. وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ الْفَاسِقُ هَمَّ بِعَزْلِ يُوسُفَ وَبِتَوْلِيَةِ ابْنِ عَمِّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن   [1] وفي تاريخه- ص 357 «اليمن: ولاها هشام يوسف بن عمر الثقفي. فقدمها لثلاث بقين من شهر رمضان سنة ست ومائة، فلم يزل واليا حتى كتب اليه في سنة عشرين ومائة بولايته على العراق، فسار واستخلف ابنه الصلت بن يوسف» . [2] في الأصل «بجمعه» وهو تصحيف بيّن. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 316 مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ، وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَوَالِدَةُ الْوَلِيدِ ابْنَيْ عَمٍّ فَسَارَ يُوسُفُ إِلَى الْوَلِيدِ وَقَدَّمَ لَهُ أَمْوَالا عَظِيمَةً وَتُحَفًا، وَكَانَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ مَسْجُونًا فِي سِجْنِ الْوَلِيدِ فَقَرَّرَ مَعَ أَبَانِ النَّمَرِيِّ أَنْ يَشْتَرِيَ خالد الْقِسْرِيَّ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ الْوَلِيدُ لِيُوسُفَ: ارْجَعْ إِلَى عَمِّكَ، فَقَالَ أَبَانُ لِلْوَلِيدِ: اعْطِنِي خَالِدًا وَأَدْفَعُ إِلَيْكَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، قَالَ: وَمَنْ يَضْمَنُ هَذَا الْمَالُ عَنْكَ؟ قَالَ يوسف ابن عُمَرَ: أَنَا، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ فَحَمَلَهُ فِي مَحْمَلٍ بِغَيْرِ وِطَاءٍ وَقَدِمَ بِهِ إِلَى الْعِرَاقِ فَأَهْلَكَهُ تَحْتَ الْعَذَابِ وَالْمُصَادَرَةِ وَطَلَبَ مِنْهُ أُلُوفًا لا تُحْصَى. ثُمَّ اقْتَصَّ مِنْ يُوسُفَ يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ بِأَبِيهِ وَقَتَلَهُ ثُمَّ قَتَلَ يَزِيدَ بْنَ خَالِدٍ حِينَ تَمَلَّكَ مَرْوَانُ الْحِمَارُ. قَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: ثنا حَيَّانُ بْنُ زُهَيْرٍ ثنا أَبُو الصَّيْدَاءِ صَالِحُ بْنُ طَرِيفٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْعِرَاقَ أَتَانَا خَبَرَهُ بِخُرَاسَانَ، قَالَ: فَبَكَى أَبُو الصَّيْدَاءِ وَقَالَ: هَذَا الْخَبِيثُ شَهِدْتُهُ ضَرَبَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ حَتَّى قَتَلَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ: يُقَالُ: إِنَّ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ لَمَّا وُلِّيَ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ هَذَا الْفَاسِقَ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ قَدْ صَارَ إِلَى الْبَلْقَاءِ فَاطْلُبُوهُ، قَالَ: فَلَمْ يُوجَدْ، فَتَهَدَّدُوا ابْنَهُ، فَقَالَ: أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَيْهِ، إِنَّهُ انْطَلَقَ إِلَى مَزْرَعَةٍ لَهُ، فَسَارَ إِلَيْهِ خَمْسُونَ فَارِسًا، فَإِذَا بِهِ انْمَلَسَ وَاخْتَفَى، فَإِذَا نِسْوَةٌ أَلْقَيْنَ عَلَيْهِ قَطِيفَةً وَجَلَسْنَ عَلَى حَوَاشِيهَا، فَجَرُّوا بِرِجْلِهِ فَأَتَوْا بِهِ، وَكَانَ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ فَأَخَذَ حَرَسِيٌّ بِلِحْيَتِهِ فَهَزَّهَا وَنَتَفَ مِنْهَا، وَكَانَ قَصِيرًا فَأُدْخِلَ عَلَى يَزِيدَ فَقَبَضَ يُوسُفُ عَلَى لِحْيَتِهِ، وَإِنَّهَا لَتَجُوزُ سُرَّتَهُ، وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَتَفَ وَاللَّهِ لِحْيَتِي، فَسَجَنَهُ فِي الْخَضْرَاءِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ فَقَالَ: أَمَا تَخَافُ أَنْ يَطْلُعَ عَلَيْكَ بَعْضُ مَنْ قَدْ وَتَرْتَ فَيُلْقِي عَلَيْكَ حَجَرًا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا فَطِنْتُ لِهَذَا، فَنَشَدْتُكَ اللَّهُ لَتَكَلَّمْتَ فِي تَحْوِيلِي، فَأَخْبَرْتُ يَزِيدَ فَقَالَ: مَا غَابَ عَنْكَ مِنْ حُمْقِهِ أَكْثَرُ وَمَا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 317 حَبَسْتُهُ إِلا لأُوَجِّهَ بِهِ إِلَى الْعِرَاقِ فَيُقَامُ لِلنَّاسِ، وَتُؤْخَذُ الْمَظَالِمُ مِنْ مَالِهِ وَدَمِهِ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [1] : فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبُو هَاشِمٍ قَالَ: أَرْسَلَ يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْقَسْرِيُّ مَوْلًى لِأَبِيهِ يُكَنَّى أَبَا الأَسَدِ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدَخَلَ السِّجْنَ، فَأَخْرَجَ يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وعشرين ومائة [2] . وكذا أَرَّخَ خَلِيفَةُ [3] وَقَالَ: وَلَهُ نَيِّفٌ وَسِتُّونَ سَنَةً [4] . وَزَادَ ابْنُ خِلِّكَانَ [5] وَغَيْرُهُ: إِنَّهُمْ رَمَوْا جُثَّتَهُ فَشَدَّ الصِّبْيَانُ فِي رِجْلِهِ حَبْلا وَجَرُّوهُ فِي شَوَارِعِ دِمَشْقَ، وَكَانَ دَمِيمًا فَمَرَّتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: مَا فَعَلَ هَذَا الصَّبِيُّ الْمِسْكِينُ حَتَّى قُتِلَ؟ يُونُسُ [6] بْنُ يُوسُفَ بْنِ حِمَاسٍ [7] اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ- م ن ق-. عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ والدراوَرْديّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَكَانَ مِنَ الأَوْلِيَاءِ. يُقَالُ: إِنَّهُ نَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ فَدَعَا عَلَى بَصَرِهِ فَعُمِيَ، ثم احتاج إلى الخلافة فدعا فأبصر.   [1] في الأصل «ابن جوير» . [2] انظر تاريخ الطبري 7/ 302. [3] تاريخ خليفة 373. [4] ليس في النسخة المطبوعة من تاريخ خليفة شيء من ذلك. [5] وفيات الأعيان 7/ 111 و 112. [6] التاريخ الكبير 8/ 404، تهذيب التهذيب 11/ 452، التقريب 2/ 387، الخلاصة 442. [7] بكسر الحاء. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 318 [الْكُنَى] أَبُو الأَعْيَسِ [1] الْخَوْلانِيُّ الْحِمْصِيُّ. اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ. عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ ابن زبر والأوزاعي ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن يزيد بْنِ جَابِرٍ. وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا. أَبُو بِشْرٍ. هُوَ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ. مَرَّ. أَبُو بِشْرٍ الدِّمَشْقِيُّ الْمُؤَذِّنُ [2] . عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز ومكحول. وعنه سعيد بن عبد العزيز ومعاوية بْنُ صَالِحٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. أَبُو بكر بن عمر بن عبد الرحمن [3]- سوى د- بن عبد الله بن عمر العمري.   [1] بفتح الهمزة وسكون العين وفتح الياء. هكذا ضبطه ابن حجر في التهذيب 6/ 188 والتقريب 1/ 482 وأبو زرعة في تاريخه 1/ 388 و 629. وفي نسخة القدسي 5/ 193 «الأعيسر» . [2] تهذيب التهذيب 12/ 21، التقريب 2/ 395، الخلاصة 443. [3] التاريخ الكبير 9/ 13. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 319 عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ وَسَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى. لَهُ فِي الْكُتُبِ حَدِيثُ الْوِتْرِ عَلَى الْبَعِيرِ. أَبُو بَلْجٍ الْفَزَارِيُّ الْوَاسِطِيُّ [1]- 4- يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَلَى الصَّحِيحِ. عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيِّ وَأَبِي الْحَكَمِ الْعَنْزِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : فِيهِ نظر. أبو جعفر الفرّاء الكوفي [3]- ن- سلمان. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيِّ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ وَإِسْحَاقُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. أَبُو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ. تَقَدَّمَ. أَبُو جَمْرَةَ الْقَصَّابُ، مَيْمُونٌ. أَبُو حُصَيْنٍ، عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ. مَرَّ.   [1] التقريب 2/ 401. المعرفة والتاريخ 2/ 271 و 3/ 106 و 124. التاريخ لابن معين 2/ 698 رقم 1755. [2] التاريخ الكبير 8/ 279. [3] التاريخ الكبير 9/ 18. وهو «كيسان» في المعرفة والتاريخ 3/ 100. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 320 أَبُو الرِّجَالِ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. مَرَّ. أبو الزاهرية [1]- م د ن ق- اسمه حدير [2] بن كريب. سَمِعَ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ وَأَبَا عُتْبَةَ الْخَوْلانِيَّ وَكَثِيرَ [3] بْنَ مُرَّةَ وَأَبَا ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيَّ. وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ ابْنُهُ حُمَيْدٌ وَأَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ. وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [4] لا بَأْسَ بِهِ، قَالَ خَلِيفَةُ وَابْنُ سَعْدٍ وَالْبَلاذُرِيُّ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَنَةَ مِائَةٍ. قلت هذا أشبه. أبو الزناد [5]- ع- هو عبد الله بن ذكوان.   [1] المشاهير 114 و 179. تاريخ أبي زرعة 1/ 214، التاريخ لابن معين 2/ 104 رقم 5177. المعرفة والتاريخ 2/ 448. [2] في الأصل «حدنر» . [3] في الأصل «كبير» . [4] الجرح 3/ 295. [5] المشاهير 135، التاريخ لابن معين 2/ 305 رقم 1110، طبقات خليفة 259. التاريخ الكبير 5/ 83، التاريخ الصغير 2/ 27، الجرح والتعديل 5/ 49، سير أعلام النبلاء 5/ 445 رقم 199. ميزان الاعتدال 2/ 418، تهذيب التهذيب 5/ 203، خلاصة التذهيب 196. تهذيب ابن عساكر 7/ 279. شذرات الذهب 1/ 182، تاريخ أبي زرعة (راجع فهرس الأعلام) وكذلك المعرفة والتاريخ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 321 يَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الْمُقْبِلَةِ لاخْتِلافِهِمْ فِي مَوْتِهِ. وَالأَصَحُّ مَوْتُهُ فِي سَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. ضَبَطَهُ الْوَاقِدِيُّ. أَبُو الْعَاجِ السَّلْمِيُّ. يُقَالُ لَهُ كَثِيرٌ، وَلِيَ الْبَصْرَةَ مِنْ قِبَلِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قِيلَ: أُتِيَ أَبُو الْعَاجِ بِرَجُلٍ مَأْبُونٍ فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ أُوَكِّلَ بِهِ مَنْ يَحْفَظُ دُبُرَهُ لَقَدْ جَعَلْتُمُونَا إِذًا فِي عَنَاءٍ، أَطْلِقُوهُ. أَبُو عِصَامٍ [1]- م د ت ن- عَنْ أَنَسٍ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ. وَعَنْهُ هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ وَشُعْبَةُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ. وَهُوَ صَدُوقٌ. أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ [2] ، عَبْدُ الْمَلِكِ. أبُو عُمَرَ الْبَزَّارُ [3] ، دِينَارٌ مَرَّ. أَبُو العنبس العدوي [4]- د- الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ. وَهُوَ جَدُّ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ لأُمِّهِ. عَنِ الأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ وَالْقَاسِمِ بن محمد وجماعة.   [1] التاريخ الكبير 9/ 58، تهذيب التهذيب 12/ 168، الجرح 9/ 412، ميزان الاعتدال 4/ 552. [2] هو عبد الملك بن حبيب، وقد مرت ترجمته في هذه الطبقة. [3] هو دينار الكوفي مولى ابن أبي غالب، وقد مرت ترجمته في هذه الطبقة. [4] تهذيب التهذيب 12/ 189، ميزان الاعتدال 4/ 559، التقريب 2/ 456. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 322 وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَآخَرُونَ. صَدُوقٌ كوفي. أبو العنبس الكوفي [1]- د س- عبد الله بن مروان. عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ. صَدُوقٌ. أبو غالب البصري [2]- د ت ق- حزوّر عَلَى الصَّحِيحِ. وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ وَحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ الدار الدَّارَقُطْنِيُّ، وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ الكوفي [3]- م د ت ق- راشد بن كيسان. عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَيَزِيدَ بْنَ الأَصَمِّ وَأَبِي زيد مولى عمرو بْنِ حُرَيْثٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَالثَّوْرِيُّ وإسرائيل وشريك وآخرون.   [1] الجرح 9/ 419. ميزان الاعتدال 4/ 559. تهذيب التهذيب 12/ 189. التاريخ لابن معين 2/ 718 رقم 2403 و 3036. [2] تهذيب التهذيب 12/ 197. ميزان الاعتدال 4/ 560. التقريب 2/ 460. التاريخ لابن معين 2/ 720 رقم 3443 و 4610. تاريخ أبي زرعة 1/ 484. المعرفة والتاريخ 2/ 665. [3] الجرح 3/ 485. تهذيب التهذيب 3/ 227. التاريخ الكبير 3/ 296. المعرفة والتاريخ 3/ 72 و 230. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 323 قال أبو حاتم: صالح. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ كَيِّسٌ. أَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [1]- ت ن- اسمه حيّ بن هانئ بن ناصر، قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ فَسَكَنَ مِصْرَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ. وَرَوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَشَفِيِّ بْنِ مَاتِعٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ [2] وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. وَرَوَى ضِمَامٌ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ بِالْيَمَنِ فَجَاءَنَا قَتْلُ عُثْمَانَ فَخِفْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَقُلْنَا: نُقْتَلُ السَّاعَةَ فَصَعِدْنَا الْجَبَلَ فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَتِي. قَالَ ضِمَامٌ: كَانَ أَبُو قَبِيلٍ يَقُولُ: إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ أَنْ يُعَظَّمُ ذُو الشَّيْبَةِ فِي الإِسْلامِ. وَقِيلَ: اسْمُ أَبِي قَبِيلٍ: حُيَيُّ مُصَغَّرًا. قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٌ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قلت: وقع لنا من عواليه.   [1] التاريخ الكبير 3/ 75. المشاهير 120. الجرح 3/ 275. تاريخ أبي زرعة 1/ 393 و 555. طبقات ابن سعد 7/ 512. طبقات خليفة 294. التاريخ الصغير 1/ 262. المعرفة والتاريخ 2/ 507. سير أعلام النبلاء 5/ 214 رقم 86. ميزان الاعتدال 1/ 624. خلاصة تذهيب الكمال 97. شذرات الذهب 1/ 175. التاريخ لابن معين 2/ 141 تهذيب التهذيب 3/ 72. وقيل: حييّ. [2] في الأصل «مصر» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 324 أبو كثير السحيمي اليمامي الأعمى [1]- د ت ن ق- اسمه يزيد. عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيثَ. وَعَنْهُ ابْنُه زُفَرُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وأيوب ابن عُتْبَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. أَبُو الْمِحْجَلِ [2] . رُدَيْنِيُّ بْنُ مُرَّةَ وَقِيلَ: ابْنُ خَالِدٍ. عَنْ سُلَيْمَانَ بْنَ بُرَيْدَةَ وَمُقْعَبَيْنِ بْنِ عِمْرَانَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ. وَعَنْه الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. أبو المقدام الكوفي [3]- د ن ق- ثابت بن هرمز الحداد. عَنْ عَدِيِّ بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عَمْرٌو وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَشَرِيكٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ. أَبُو الْمَكْشُوحِ. هُوَ يَزِيدُ بْنُ الطَّثَرِيَّةِ من فحول الشعراء. مر.   [1] الجرح والتعديل 9/ 429 تهذيب التهذيب 12/ 211، التقريب 2/ 465. الخلاصة 458. التاريخ لابن معين 2/ 722 رقم 3674. [2] الجرح 3/ 516. التاريخ لابن معين 2/ 724 رقم 2827. [3] الجرح 2/ 459. تهذيب التهذيب 2/ 16. التاريخ الكبير 2/ 171. التاريخ لابن معين 2/ 70 رقم 2595. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 325 أبو نعامة السعدي البصري [1]- م د ت ن- عبد ربه. وَثَّقُوهُ. رَوَى عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَمَرْحُومٌ الْعَطَّارُ وَآخَرُونَ. أبو هاشم الرماني الواسطي [2]- ع- يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ وَيُقَالُ: يَحْيَى بْنُ نَافِعٍ. كَانَ يَنْزِلُ قَصْرَ الرُّمَّانِ بِوَاسِطَ فَنُسِبَ إِلَيْهِ. عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهُشَيْمٌ وَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْعِلْمِ. أَبُو الْهَيْثَمِ الْمُرَادِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . صَاحِبُ الْقَصَبِ. قِيلَ: اسْمُهُ عَمَّارٌ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بأس به.   [1] الجرح 6/ 41، تهذيب التهذيب 12/ 257، التقريب 2/ 481، ميزان الاعتدال 2/ 545، الخلاصة 461، تاريخ أبي زرعة 1/ 483. المعرفة والتاريخ 3/ 68 و 204. [2] تهذيب التهذيب 12/ 261، الجرح 9/ 140، التقريب 2/ 483، ميزان الاعتدال 4/ 581، الخلاصة 462، التاريخ لابن معين 2/ 728 رقم 2303، المعرفة والتاريخ 2/ 75 و 153. [3] تهذيب التهذيب 12/ 269. الجرح 6/ 391، التاريخ لابن معين 2/ 730 رقم 1246. المعرفة والتاريخ 3/ 93. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 326 أَبُو الْوَازِعِ الْكُوفِيُّ [1] . هُوَ زُهَيْرُ بْنُ مَالِكٍ النَّهْدِيُّ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ السُّكَّرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَتْ عِنْدَهُ غَفْلَةٌ شَدِيدَةٌ وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. أبو الوازع الراسبي البصري [2]- م ت ق- جابر بن عمرو. عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. وَعَنْهُ أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ وَشَدَّادُ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. أَبُو وجزة السعدي [3]- د ن- يزيد بن عبيد المدني. عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ. وَعَنْهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ. وَكَانَ مِنْ أَعْيَانِ شُعَرَاءِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: توفي سنة ثلاثين ومائة.   [1] الجرح 3/ 586. التاريخ الكبير 3/ 429. التاريخ لابن معين 2/ 176 رقم 1748 و 2095 و 2515 و 3754. المعرفة والتاريخ 3/ 76 و 191. [2] الجرح 2/ 495. تهذيب التهذيب 2/ 43. التاريخ الكبير 2/ 209. التاريخ لابن معين 2/ 75 رقم 2096 و 3755. المعرفة والتاريخ 3/ 29 و 76. [3] المشاهير 78، الجرح 9/ 279، تهذيب التهذيب 11/ 349، التاريخ الكبير 8/ 348، التقريب 2/ 368. ميزان الاعتدال 4/ 434. التاريخ لابن معين 2/ 675 رقم 836، المعرفة والتاريخ 3/ 204. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 327 أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ الْكُوفِيُّ [1]- د ت ق- فِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ: يَزِيدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَمُسْلِمٌ وَعِمْرَانَ، وَالأَصَحُّ زَاذَانُ. رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. أَبُو يَعْفُورَ العبديّ الكوفي [2]- ع- واقد وقيل وقدان. عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ أَبِي أَوْفَى وَأَنَسٍ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُهُ يُونُسُ. وَثَّقُوهُ. وَأَبُو يَعْفُورَ الْكُوفِيُّ [3] ، آخَرُ أَصْغَرُ مِنْ هَذَا فِي طَبَقَةِ الأعمش. أبو يونس مولى أبي هريرة [4]- م د ت- اسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ. وَكَانَ أَبُوهُ مُكَاتِبًا لِأَبِي هُرَيْرَةَ فَعَجَزَ فَرَدَّهُ أَبُو هُرَيْرَةَ إلى الرّقّ ثم قدم   [1] تهذيب التهذيب 12/ 277. التاريخ الكبير 3/ 438، التاريخ لابن معين 2/ 731 رقم 1542 و 1757. المعرفة والتاريخ 2/ 797 و 3/ 102. [2] تهذيب التهذيب 11/ 123. التاريخ لابن معين 2/ 732 رقم 1591 و 1592. المعرفة والتاريخ 2/ 159. طبقات ابن سعد 6/ 348. التاريخ الكبير 9/ 82. الجرح والتعديل 9/ 48. سير أعلام النبلاء 5/ 214 رقم 85. [3] تهذيب التهذيب 6/ 225. [4] المشاهير 121. تهذيب التهذيب 4/ 166. التاريخ الكبير 4/ 122. الجرح والتعديل 4/ 213. سير أعلام النبلاء 5/ 303 رقم 143. خلاصة تذهيب الكمال 150. شذرات الذهب 1/ 161. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 328 أَبُو هُرَيْرَةَ مِصْرَ عَلَى مُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ وَمَعَهُ جُبَيْرٌ وَابْنُهُ أَبُو يُونُسَ فَسَأَلَهُ مُسْلِمَةُ أَنْ يَعْتِقَهُمَا فَفَعَلَ فَأَقَامَا بِمِصْرَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ: تَزَوَّجَ أَبِي بِبِنْتِ أَبِي يُونُسَ وَوَرِثَ مِنْهَا. تُوُفِّيَ أَبُو يُونُسَ سَنَةَ ثَلاثٍ وعشرين كما مرّ في اسمه. (تمت الطبقة) الجزء: 8 ¦ الصفحة: 329 الطَّبَقَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ حَوَادِثُ سَنَةَ إحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مُجْمَلا: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّائِغُ الْمَرْوَزِيُّ، إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ، إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ عَالِمُ الْبَصْرَةِ، تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ، الْرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ، الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، سُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ الْمَكِّيُّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي قَوْلِ خَليِفَةَ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ السَّبَائِيُّ، عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ، فَرْقَدُ السَّبَخِيُّ [1] أَحَدُ الْعُبَّادِ، مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ، مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ عَلَى الصَّحِيحِ، نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ الأَمِيرُ، هَمَّامُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَقِيلَ بَعْدَهَا، وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْمُعْتَزِلِيُّ، يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ ثُمَّ النَّحْوِيُّ، مِنْ نَحْوِ الأَزْدِ. وَفِيهَا تَوَجَّهَ قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ بَعْدَ قَتْلِ نُبَاتَةَ مِنْ جُرْجَانَ فَجَهَّزَ ابْنُ هُبَيْرَةَ جَيْشًا عَظِيمًا فَنَزَلَ بَعْضُهُمْ بِهَمَذَانَ وَبَعْضُهُمْ بماه [2] وبغيرها، وعليهم ولده   [1] في الأصل «السنجى» ، والتصويب من (اللباب 2/ 99) وهو مشهور. [2] ماه: اسم بلدة بأرض فارس: وأهل البصرة يسمون القصبة بماه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 330 دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَعَامِرُ بْنُ ضُبَارَةَ فَالْتَقَوْا بِنَوَاحِي أَصْبَهَانَ فِي رَجَبٍ فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ عَامِرٌ وَانْهَزَمَ دَاوُدُ وَجَيْشُهُ. فَذَكَر مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [1] أَنَّ عَامِرَ بْنَ ضُبَارَةَ كَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ وَكَانَ قُحْطُبَةُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ: فَأَمَرَ قُحْطُبَةُ بِمُصْحَفٍ فَرُفِعَ عَلَى رُمْحٍ ثُمَّ نَادَى يَا أَهْلَ الشَّامِ: إِنَّا نَدْعُوكُمْ إِلَى مَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَشَتَمُوهُ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَطُلِ الْقِتَالُ حَتَّى انْهَزَمُوا. ثُمَّ نَزَلَ قُحْطُبَةُ وَابْنُهُ الْحَسَنُ عَلَى بَابِ نَهَاوَنْدَ وَغَنِمَ جَيْشُهُ مَا لا يُوصَفُ وَأَثْخَنُوا فِي الشَّامِيِّينَ. قَالَ حَفْصُ بْنُ شَبِيبٍ: فَحَدَّثَنِي مَنْ كَانَ مَعَ قُحْطُبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَسْكَرًا قَطُّ جَمَعَ مَا جَمَعَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَصْبَهَانَ مِنَ الْخَيْلِ وَالسِّلاحِ وَالرَّقِيقِ، وَأَصَبْنَا مَعَهُمْ مَا لا يُحْصَى مِنَ الْبَرَابِطِ [2] وَالطَّنَابِيرِ وَالْمَزَامِيرِ فَقَلَّ خِبَاءٌ أَوْ بَيْتٌ نَدْخُلُهُ إِلا وَجَدْنَا فِيهِ زُكْرَةً أَوْ زِقًّا مِنْ خَمْرٍ. وَوَقَعَ الْحِصَارُ عَلَى نَهَاوَنْدَ وَتَقَهْقَرَ الأَمِيرُ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ إِلَى أَنْ وَصَلَ إِلَى الرَّيِّ فَأَدْرَكَهُ الأَجَلُ بِهَا، وَقِيلَ: مَاتَ نِسَاؤُهُ وَأَوْصَى بَنِيهِ أَنْ يَلْحَقُوا بِالشَّامِ. وَقَدْ كَانَ أَنْشَدَ لَمَّا أَبْطَأ عَنْهُ الْمَدَدُ: أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ نَارٍ [3] ... وَيُوشِكُ أَنْ [4] يَكُونَ لَهُ ضِرَامُ فَإِنَّ النَّارَ بِالزِّنْدَيْنِ تُورِي [5] ... وَإِنَّ الفعل يقدمه الكلام   [1] تاريخ الرسل والملوك 7/ 406. [2] البربط: طنبور ذو ثلاثة أوتار، كذا في شفاء الغليل. [3] في الأغاني 7/ 56 وتاريخ خليفة 396 «وميض جمر» . [4] في الأغاني «وأحر بأن يكون» . وفي تاريخ خليفة «خليق ان يكون» . [5] هكذا في تاريخ خليفة، وفي الأغاني: «فإن النار بالعودين تذكى» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 331 وَإِنْ لَمْ يَطُفْهَا عُقَلاءُ قَوْمٍ ... يَكُونُ وَقُودُهَا جُثَثٌ وَهَامُ [1] أَقُولُ [2] مِنَ التَّعَجُّبِ: لَيْتَ شِعْرِي ... أَأَيْقَاظٌ أُمَيَّةُ أَمْ نِيَامُ ثُمَّ إِنَّ ابْنَ هُبَيْرَةَ كَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ يُخْبِرُهُ بِمَقْتَلِ ابْنِ ضُبَارَةَ فَوَجَّهَ إِلَى نَجْدَتِهِ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ الْبَاهِلِيُّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنْ قَيْسٍ، ثُمَّ تَجَمَّعَتْ جُيُوشُ مَرْوَانَ بِنَهَاوَنْدَ، عَلَيْهِمْ مَالِكُ بْنُ أَدْهَمَ، فَضَايَقَهُمْ- كَمَا ذَكَرْنَا- قُحْطُبَةُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتّى أَكَلُوا خَيْلَهُمْ، ثُمَّ خَرَجُوا بِالأَمَانِ فِي شَوَّالٍ، ثُمَّ قَتَلَ قُحْطُبَةُ وُجُوهًا مِنْ عَسْكَرِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ وَقَتَلَ أَوْلادَهُ وَقَتَلَ سعيد بن الحر وعبيد الله ابن عُمَرَ الْجَزَرِيَّ وَحَاتِمَ بْنَ الْحَارِثِ التَّمِيمِيَّ وَعَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو السَّمَرْقَنْدِيَّ وَعُمَارَةَ بْنَ سُلَيْمٍ. ثُمَّ أَقْبَلَ قُحْطُبَةُ فِي جُيُوشِهِ يُرِيدُ الْعِرَاقَ فَنَهَضَ مُتَوَلِّيهَا ابْنُ هُبَيْرَةَ حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ حُلْوَانَ وَالْمَدَائِنِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ اللَّيْثِيُّ وَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْمُنْهَزِمُونَ حَتَّى صَارَ فِي ثَلاثَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا. ثُمَّ تَوَجَّهَ فَنَزَلَ جَلُولاءَ، وَنَزَلَ قُحْطُبَةُ فِي آخِرِ الْعَامِ بِخَانِقِينَ، فَكَانَ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ بَرِيدٌ فَبَقُوا أَيَّامًا كَذَلِكَ. وَفِيهَا، فِي شَعْبَانَ وَبَعْدَهُ كَانَ الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ فَهَلَكَ خَلْقٌ حَتَّى قِيلَ: إِنَّهُ هَلَكَ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ سَبْعُونَ أَلْفًا. نَقَلَهُ صَاحِبُ الْمُنْتَظَمِ [3] . وَفِيهَا تَحَوَّلَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ مَرْوَ فَنَزَلَ نيسابور واستولى على عامّة خراسان.   [1] غير موجود في الأغاني ولا تاريخ خليفة. [2] في الأغاني «فقلت» . [3] المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي. وهذا الخبر في الأجزاء التي لم تطبع. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 332 سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا خَلْقٌ: مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن مروان، إسحاق ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ، أَعْيَنُ بْنُ لَيْثٍ جَدُّ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، رَبَاحُ بْنُ عبد الرحمن الدمشقيّ، زياد بن سلم ابن زياد ابن أَبِيهِ، سَالِمٌ الأَفْطَسُ بْنُ عَجْلانَ، سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَدَنِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ الْيَمَانِيُّ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَثْيَمٍ [1] الْمَكِّيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمِصْرِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ، عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ السَّلُولِيُّ. عَطَاءُ السُّلَيْمِيُّ الْعَابِدُ، عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الزُّهْرِيُّ، قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الأَمِيرُ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأُمَوِيُّ الْخَلِيفَةُ، مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ عَالِمُ الْكُوفَةِ، يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ الأَمِيرُ، يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ أَبُو جَعْفَرٍ في قول، يونس بن ميسرة بْنِ حُلَيْسٍ. وَفِيهَا زَالَتْ دَوْلَةُ بَنِي أُمَيَّةَ. فَفِي الْمُحَرَّمِ بَلَغَ ابْنَ هُبَيْرَةَ أَنَّ قُحْطُبَةَ تَوَجَّهَ نَحْوَ الْمَوْصِلِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: مَا بَالُ الْقَوْمِ تَنَكَّبُونَا؟! قَالُوا: يُرِيدُونَ الْكُوفَةَ، فَتَرَحَّلَ ابْنُ هبيرة نحو الكوفة   [1] في الأصل «جثيم» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 333 وَكَذَلِكَ فعَلَ قُحْطُبَةُ فَعَبَرَ الْفُرَاتَ فِي سَبْعِمِائَةِ فَارِسٍ، وَتَتَامَّ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ نَحْوَ ذَلِكَ، فَتَوَاقَعُوا فَجَاءَتْ قُحْطُبَةَ طَعْنَةٌ فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ قَوْمُهُ، وَانْهَزَمَ أَيْضًا أَصْحَابُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَغَرِقَ خَلْقٌ مِنْهُمْ فِي المخائض وذَهَبَتْ أَثْقَالَهُمْ، فَقَالَ بَيْهَسُ بْنُ حَبِيبٍ: نَجْمَعُ النَّاسَ بَعْدَ أَنْ جَاوَزْنَا الْفُرَاتَ، فَنَادَى مُنَادٍ: «مَنْ أَرَادَ الشَّامَ فَهَلُمَّ» ، فَذَهَبَ مَعَهُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ، وَنَادَى آخَرُ: «مَنْ أَرَادَ الْجَزِيرَةَ» فَتَبِعَهُ خَلْقٌ، وَنَادَى آخَرُ: «مَنْ أَرَادَ الْكُوفَةَ» فَذَهَبَ كُلُّ جُنْدٍ إِلَى نَاحِيَةٍ، فَقُلْتُ: «مَنْ أَرَادَ وَاسِطَ فَهَلُمَّ» فَأَصْبَحْنَا مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ بقناطر المسيب ودخلنا واسطا يَوْمَ عَاشُورَاءِ، وَأَصْبَحَ الْمُسَوِّدَةُ قَدْ فَقَدُوا قَائِدَهُمْ قُحْطُبَةُ ثُمَّ اسْتَخْرَجُوهُ مِنَ الْمَاءِ فَدَفَنُوهُ، وَأَمَّرُوا عَلَيْهِمُ ابْنُهُ الْحَسَنُ فَقَصَدَ بِهِمُ الْكُوفَةَ فَدَخَلُوهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَيْضًا وَهَرَبَ مُتَوَلِّيهَا زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ إِلَى وَاسِطَ. وَقُتِلَ لَيْلَةَ الْفُرَاتِ صَاحِبُ شُرْطَةِ ابْنِ هُبَيْرَةَ زِيَادُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمُرِّيُّ وَكَاتِبُهُ عَاصِمٌ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. وَأَمَّا ابْنُ قُحْطُبَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْكُوفَةِ أَبَا سَلَمَةَ الْخَلالِ، ثُمَّ قَصَدَ وَاسِطَ فَنَازَلَهَا وَخَنْدَقَ عَلَى جَيْشِهِ فَعَبَّأَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَسَاكِرَهُ فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَتَحَصَّنُوا بِوَاسِطَ، وَقُتِلَ فِي الْوَقْعَةِ يزيد أخو الحسن بن قحطبة وحكيم ابن الْمُسَيَّبِ الْجَدَلِيُّ. وَفِي الْمُحَرَّمِ، وَثَبَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ عَلَى ابْنِ الْكَرْمَانِيِّ فَقَتَلَهُ بِنَيْسَابُورَ وَجَلَسَ فِي دَسْتِ الْمَلِكِ وَبُويِعَ وَصَلَّى وَخَطَبَ لِلسَّفَّاحِ وَصَفَتْ لَهُ خُرَاسَانَ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 334 بَيْعَةُ السَّفَّاحِ فِي ثَالِثِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ، بُويِعَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ بِالْكُوفَةِ فِي دَارِ مَوْلاهُمُ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ. وَأَمَّا مَرْوَانُ الْحِمَارُ خَلِيفَةُ الْوَقْتِ فَسَارَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ، فَجَهَّزَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ فِي جَيْشٍ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ عَلَى كُشَافٍ [1] فِي جُمَادَى الآخِرَةِ، فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَتَقَهْقَرَ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَقَطَعَ وَرَاءَهُ الْجِسْرَ وَقَصَدَ الشَّامَ لِيَتَقَوَّى وَيَلْتَقِي، وَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزِيرَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ ثُمَّ طَلَبَ الشَّامَ مُجِدًّا، وَأَمَدَّهُ السَّفَّاحُ بِصَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ عَمُّهُ الآخَرُ، فَسَارَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى نَازَلَ دِمَشْقَ وَفَرَّ مَرْوَانُ إِلَى غَزَّةَ، فَحُوصِرَتْ دِمَشْقُ مُدَّةً وَأُخِذَتْ فِي رَمَضَانَ وَقُتِلَ بِهَا خَلْقٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَمِنْ جُنْدِهِمْ، فَمَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانَ ذَلِكَ هَرَبَ إِلَى مِصْرَ ثُمَّ قُتِلَ فِي آخِرِ السَّنَةِ. وَهَرَبَ ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وعبيد الله حتى دخلا أَرْضَ النُّوبَةِ، وَكَانَ مَرْوَانُ قَدِ اسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيَّ مَوْلاهُمْ فَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَسَارَ عَمُّ السَّفَّاحِ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ فَافْتَتَحَ مِصْرَ وَظَفَرَ بِعَبْدِ الْمَلِكِ وَبِأَخِيه مُعَاوِيَةَ فَعَفَا عَنْهُمَا وَقَتَلَ الأَمِيرُ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ، فَيُقَالُ طَبَخُوهُ طَبْخًا، وَكَانَ قَدْ وَلِيَ مِصْرَ مُدَّةً [2] . وَقُتِلَ حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ وَصُلِبَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : كَانَ بَدْءُ أَمْرِ بَنِي الْعَبَّاسِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذُكِرَ عَنْهُ أَعْلَمَ الْعَبَّاسَ عَمَّهُ أن الخلافة تؤول إلى ولده فلم يزل   [1] بوزن غراب، كما في القاموس المحيط للفيروزآبادي. موضع من زاب الموصل. (ياقوت 4/ 461) . [2] انظر عنه: الولاة والقضاة- ص 88. [3] تاريخ الرسل والملوك 7/ 421. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 335 وَلَدُهُ يَتَوَقَّعُونَ ذَلِكَ. وَعَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَلَقِيَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: يَا بْنَ عَمِّ إِنَّ عِنْدِي عِلْمًا أُرِيدُ أَنْ أَنْبُذَهُ إِلَيْكَ فَلا تُطْلِعَنَّ عَلَيْهِ أَحَدًا: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي يَرْتَجِيهِ النَّاسُ فِيكُمْ. قَالَ: قَدْ عَلِمْتُهُ فَلا يَسْمَعَنَّهُ مِنْكَ أَحَدٌ. وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ أَنَّ الإِمَامَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَنَا ثَلاثَةُ أَوْقَاتٍ: مَوْتُ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوُيَةَ، وَرَأْسُ الْمِائَةِ، وَفَتْقٌ بِأَفْرِيقِيَّةَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَدْعُو لَنَا دُعَاةٌ ثُمَّ يُقْبِلُ أَنْصَارُنَا مِنَ الْمَشْرِقِ حَتَّى تَرِدَ خُيُولُهُمُ الْمَغْرِبَ. فَلَمَّا قُتِلَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ بِأَفْرِيقِيَّةَ وَنَقَضَتِ الْبَرْبَرُ بَعَثَ مُحَمَّدٌ الإِمَامُ رَجُلا إِلَى خُرَاسَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يُسَمِّي أَحَدًا، ثُمَّ وَجَّهَ أَبَا مُسْلِمٍ وَغَيْرَهُ، وَكَتَبَ إِلَى النُّقَبَاءِ فَقَبِلُوا كُتُبَهُ ثُمَّ وَقَعَ فِي يَدِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ كِتَابٌ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ جَوَابُ كِتَابٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِ كُلِّ مَنْ تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ بِخُرَاسَانَ، فَقَبَضَ مَرْوَانُ عَلى إِبْرَاهِيمَ، وَقَدْ كَانَ مَرْوَانُ وُصِفَ لَهُ صِفَةُ السَّفَّاحِ الَّتِي كَانَ يَجِدَهَا فِي الْكُتُبِ فَلَمَّا جِيءَ بِإِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ الصِّفَةُ الَّتِي وَجَدْتَ ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي طَلَبِ الْمَوْصُوفِ لَهُ فَإِذَا بِالسَّفَّاحِ وَاخْوَتِهِ وَعُمُومَتِهِ قَدْ هَرَبُوا إِلَى الْعِرَاقِ وَأَخْفَتْهُمْ شِيعَتُهُمْ، فَيُقَالُ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ قَدْ نَعَى إِلَيْهِمْ نَفْسَهُ وَأَمَرَهُمْ بِالْهَرَبِ وَكَانُوا بِالْحُمَيِّمَةِ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ، فَلَمَّا قَدِمُوا الْكُوفَةِ أَنْزَلَهُمْ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ دَارَ الْوَلِيدِ بْنِ سَعْدٍ فَبَلَغَ الْخَبَرُ أَبَا الْجَهْمِ فَاجْتَمَعَ بِمُوسَى بْنِ كَعْبٍ وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رِبْعِيٍّ وَسَلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ وإبراهيم ابن سَلَمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيِّ وَإِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ وَشَرَاحِيلَ وَابْنَ بَسَّامٍ وَجَمَاعَةٍ مِنْ كِبَارِ شِيعَتِهِمْ فَدَخَلُوا عَلَى آلِ الْعَبَّاسِ فَقَالَ: أَيُّكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِيَّةِ؟ فَأَشَارُوا إِلَى السَّفَّاحِ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، ثُمَّ خَرَجَ السَّفَّاحُ يَوْمَ جُمُعَةٍ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْكُوفَةِ فَذُكِرَ أَنَّهُ لَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرِ وَبُويِعَ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 336 قَامَ عَمُّهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ دُونَهُ. فَقَالَ السَّفَّاحُ [1] : الْحَمْدُ للَّه الَّذِي اصْطَفَى الإِسْلامَ لِنَفْسِهِ فَكَرَّمَهُ وَشَرَّفَهُ وَعَظَّمَهُ وَاخْتَارَهُ لَنَا وَأَيَّدَهُ بِنَا وَجَعَلَنَا أَهْلَهُ وَكَهْفَهُ وَحِصْنَهُ وَالْقُوَّامَ بِهِ وَالذَّابِيِّنَ عَنْهُ، ثُمَّ ذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ إلى أن قال: فلما قيّض اللَّهُ نَبِيَّهُ قَامَ بِالأَمْرِ أَصْحَابَهُ إِلَى أَنْ وَثَبَتْ بَنُو حَرْبٍ وَمَرْوَانُ فَجَارُوا وَاسْتَأْثَرُوا فَأَمْلَى اللَّهُ لَهُمْ حِينًا حَتَّى آسَفُوهُ فَانْتَقَمَ مِنْهُمْ بِأَيْدِينَا وَرَدَّ عَلَيْنَا حَقَّنَا لِيُمِنَّ بِنَا عَلَى الَّذِينَ استُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَخَتَمَ بِنَا كَمَا افْتَتَحَ بِنَا وَمَا تَوْفِيقُنَا أَهْلِ الْبَيْتِ إِلا باللَّه، يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمْ مَحَلُّ مَحَبَّتِنَا وَقَبُولُ مَوَدَّتِنَا لَمْ تَفْتَرُّوا عَنْ ذَلِكَ وَيُثْنِكُمْ عَنْهُ تَحَامُلُ أَهْلِ الْجَوْرِ فَأَنْتُمْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِنَا وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْنَا وَقَدْ زِدْتُ فِي أَعْطِيَاتِكُمْ مِائَةَ مِائَةٍ فَاسْتَعِدُّوا فَأَنَا السَّفَّاحُ الْمُتِيحُ وَالثَّائِرُ الْمُبِيرُ، وَكَانَ مَوْعُوكًا فَجَلَسَ. وَخَطَبَ دَاوُدُ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ قَالَ: وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَصَرَهُ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا إِنَّمَا عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ بَعْدَ الصَّلاةِ لِأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَخْلِطَ بِكَلامِ الْجُمُعَةِ غَيْرُهُ وَإِنَّمَا قَطَعَهُ عَنِ اسْتِتْمَامِ الْكَلامِ شِدَّةُ الْوَعْكِ فَادْعُوا لَهُ بِالْعَافِيَةِ فَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِمَرْوَانَ عَدُوِّ الرَّحْمَنِ وَخَلِيفَةِ الشَّيْطَانِ الْمُتَّبِعِ لِسَلَفِهِ الْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ الشَّابَّ الْمُكْتَهِلَ، فَعَجَّ النَّاسُ لَهُ بِالدُّعَاءِ. وَكَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى إِذَا ذُكِرَ خُرُوجُهُمْ مِنَ الْحُمَيِّمَةَ يُرِيدُونَ الْكُوفَةَ قَالَ: إِنَّ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلا خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ يَطْلُبُونَ مَا طَلَبْنَا لَعَظِيمَةٌ هِمَّتُهُمْ شَدِيدَةٌ قُلُوبُهُمْ. وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَإِنَّ مَرْوَانَ قَتَلَهُ غِيلَةً، وَقِيلَ: بَلْ مَاتَ بِالسِّجْنِ بِحَرَّانَ مِنْ طَاعُونٍ، وَكَانَ قَدْ وَقَعَ بِحَرَّانَ وَبَاءٌ عَظِيمٌ، وهلك في السجن   [1] انظر خطبته عند الطبري 7/ 425. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 337 أَيْضًا: الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عبد الْمَلِكِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيمَا قِيلَ، وَفِيهِ نَظَرٌ. وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو عَوْنٍ الأَزْدِيُّ إِلَى شَهْرِزَوْرَ [1] لِقِتَالِ عَسْكَرِ مَرْوَانَ فَالْتَقَوْا، وَقُتِلَ أَمِيرُ الْمَرْوَانِيَّةِ عُثْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ وَاسْتَوْلَى أَبُو عَوْنٍ عَلَى نَاحِيَةِ الْمَوْصِلِ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ جَهَّزَ خَمْسَةَ آلافٍ عَلَيْهِمْ عُيَيْنَةُ بْنُ مُوسَى فَخَاضُوا الِزَابَ وَحَارَبُوا الْمَرْوَانِيَّةَ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، ثُمَّ جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ مِنَ الْغَدِ أَرْبَعَةَ آلافٍ عَلَيْهِمْ مُخَارِقُ بْنُ عَفَّارٍ فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ مُخَارِقٌ، وَقِيلَ أُسِرَ، فَبَادَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَعَبَّأَ جَيْشَهُ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ عَلَى مَيْمَنَتِهِ أَبُو عَوْنٍ الأَزْدِيُّ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَالْتَقَاهُ مَرْوَانُ وَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، ثُمَّ تَخَاذَلَ عَسْكَرُ مَرْوَانَ وَانْهَزَمُوا، فَانْهَزَمَ مروان وقطع وراءه الجر، فكان منغرق يَوْمَئِذٍ أَكْثَرُ مِمَّنْ قُتِلَ، فَغَرِقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْلُوعُ وَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى أَثْقَالِهِمْ وَمَا حَوَتْ، فَوَصَلَ مَرْوَانُ إِلَى حَرَّانَ فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ يَوْمًا، ثُمَّ دَهَمَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ فَانْهَزَمَ، وَخَلَفَ بِحَرَّانَ ابْنَ أُخْتِهِ أَبَانَ بْنَ يَزِيدَ، فَلَمَّا أَظَلَّهُ عَبْدُ اللَّهِ خَرَجَ أَبَانُ مُسَوِّدًا [2] مُبَايِعًا لِعَبْدِ اللَّهِ فَأَمَّنَهُ، فَلَمَّا مَرَّ مَرْوَانُ بِحِمْصَ اعْتَرَضَهُ أَهْلَهَا فَحَارَبُوهُ، وَكَانَ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْهُ فَكَسَرَهُمْ، ثُمَّ مَرَّ بِدِمَشْقَ وَبِهَا مُتَوَلِّيهَا زَوْجُ بِنْتِهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَانْهَزَمَ وَخَلَفَ بِدِمَشْقَ زَوْجُ بِنْتِهِ لِيَحْفَظَهَا فَنَازَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ وَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً بِالسَّيْفِ وَهَدَمَ سُورَهَا وَقُتِلَ أَمِيرَهَا فِيمَنْ قُتِلَ، وَتَبِعَ عَسْكَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علي مروان ابن مُحَمَّدٍ إِلَى أَنْ بَيَّتُوهُ بِقَرْيَةِ بُوصَيْرَ مِنْ عَمَلِ مِصْرَ، فَقُتِلَ وَهَرَبَ وَلَدَاهُ، وَحَلَّ بِالْمَرْوَانِيَّةِ مِنَ الْبَلاءِ مَا لا يُوصَفُ. وَيُقَالُ: كَانَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لَمَّا الْتَقَى مَرْوَانَ عِشْرِينَ أَلْفًا وَقِيلَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا. وَافْتَتَحَ دِمَشْقَ فِي عَاشِرِ رَمَضَانَ، صَعِدَ الْمُسَوِّدَةُ سورها ودام القتل   [1] في الأصل «شهروز» ، وهو خطأ. [2] كان شعار العباسيين السواد. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 338 بِهَا ثَلاثَ سَاعَاتٍ، فَيُقَالُ: قُتِلَ بِهَا خَمْسُونَ أَلْفًا. وَذَكَر ابْنُ عَسَاكِرٍ فِي تَرْجَمَةِ الطُّفَيْلِ بْنِ حَارِثَةِ الْكَلْبِيِّ أَحَدِ الأَشْرَافِ [1] : أَنَّهُ شَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ فَحَاصَرَهَا شَهْرَيْنِ وبها يومئذ الوليد بن معاوية ابن عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خَمْسِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ فَوَقَعَ الْخَلَفُ بَيْنَهُمْ ثُمَّ إِنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْكُوفِيِّينَ تَسَوَّرُوا بُرْجًا وَافْتَتَحُوهَا عَنْوَةً فَأَبَاحَهَا عَبْدُ اللَّهِ ثَلاثَ سَاعَاتٍ لا يَرْفَعُ عَنْهُمُ السَّيْفَ. وَقِيلَ: إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ قَتَلَهُ أَصْحَابُهُ لَمَّا اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَّنَ عَبْدُ اللَّهِ النَّاسَ كُلَّهُمْ وَأَمَرَ بِقَلْعِ حِجَارَةِ السُّورِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَيْضِ الْغَسَّانِيُّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَحَصَرَ دِمَشْقَ اسْتَغَاثَ النَّاسُ بِيَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ فَسَأَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَخْرُجَ وَيَطْلُبَ الأَمَانَ، فَخَرَجَ فَأُجِيبَ فَاضْطَرَبَ بِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى دَخَلَ الْبَلَدَ وَقَالَ النَّاسُ: الأَمَانَ الأَمَانَ فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْبَلَدِ خَلْقٌ وَأَصْعَدُوا إِلَيْهِمُ الْمُسَوِّدَةَ، فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ: اكْتُبْ لَنَا بِالأَمَانِ كِتَابًا، فَدَعَا بِدَوَاةٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا السُّورُ قَدْ رَكِبَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ فَقَالَ: نَحِّ الْقِرْطَاسَ فَقَدْ دَخَلْنَا قَسْرًا، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: لا وَاللَّهِ وَلَكِنْ غَدْرًا لِأَنَّكَ أَمَّنْتَنَا فَإِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ فَارْدُدْ رِجَالَكَ عَنَّا وَرُدَّنَا إِلَى بَلَدِنَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلا مَا أَعْرِفُ مِنْ مَوَدَّتِكَ إِيَّانَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَهَدَّدَهُ وَقَالَ: أَتَسْتَقْبِلُنِي بِهَذَا! فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ، وَأَخَذَ يُلاطِفُهُ، فَقَالَ: تَنَحَّ عَنِّي، ثُمَّ نَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَقَالَ: يَا غُلامُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى حُجَرِي تَخَوُّفًا عَلَيْهِ لِمَكَانِ ثِيَابِهِ الْبِيضِ، وَقَدْ سَوَّدَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، ثُمَّ حَمَى لَهُ دَارَهُ فَسَلِمَ فِيهَا خَلْقٌ، وَقُتِلَ بِالْبَلَدِ خَلْقٌ لَكِنْ غَالِبَهُمْ مِنْ جُنْدِ الأُمَوِيِّينَ وأتباعهم.   [1] انظر تهذيب ابن عساكر 7/ 62. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 339 ثُمَّ سَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى فِلَسْطِينَ وَجَهَّزَ أَخَاهُ صَالِحًا لِيَفْتَتِحَ مِصْرَ وَسَيَّرَ مَعَهُ أَبَا عَوْنٍ الأَزْدِيَّ وَعَامِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْحَارِثِيَّ وَابْنَ قَنَانٍ، فَسَارُوا عَلَى السَّاحِلِ، فَافْتَتَحُوا الإِقْلِيمَ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ أَبُو عَوْنٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَى نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ [1] وَقَتَلَ هُنَاكَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ خَاصَّةً اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ نَفْسًا صَبْرًا. وَلَمَّا رَأَى النَّاسُ جُورَ الْمُسَوِّدَةِ وَجَبَرُوتَهُمْ كَرِهُوهُمْ فَثَارَ الأمير أبو الورد مجزأة ابن كَوْثَرٍ الْكِلابِيُّ أَحَدُ الأَبْطَالِ بِقَنَّسْرِينَ وَبَيَّضَ وَبَيَّضَ مَعَهُ أَهْلُ قِنَّسْرِينَ كُلُّهُمْ، وَاشْتَغَلَ عَنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِحَرْبِ حَبِيبِ بْنِ مُرَّةَ الْمُرِّيُّ بِالْبَلْقَاءِ وَالثَنِيَّةِ وَتَمَّ لَهُ مَعَهُ وَقَعَاتٌ، ثم هادنه عبد الله وتوجّه نحو قنّسرين وَخَلَفَ بِدِمَشْقَ أَبَا غَانِمٍ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ رِبْعِيٍّ الطَّائِيَّ فِي أَرْبَعَةِ آلافِ فَارِسٍ، وَسَارَ فَمَا بَلَغَ حِمْصَ حَتَّى انْتَقَضَ عَلَيْهِ أَهْلُ دِمَشْقَ وَبَيَّضُوا وَنَبَذُوا السَّوَادَ وَكَانَ رَأْسُهُمُ الأَمِيرُ عثمان ابن عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ، فَهَزَمُوا أَبَا غَانِمٍ وَأَثْخَنُوا فِي أَصْحَابِهِ وَأَقْبَلَتْ جُمُوعُ الْحَلَبِيِّينَ وَانْضَمَّ إِلَيْهِمُ الْحِمْصِيُّونَ وَأَهْلُ تَدْمُرَ، وَعَلَيْهِمْ كُلُّهُمْ أبو محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ السُّفْيَانِيُّ وَصَارَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا وَأَبُو الْوَرْدِ كَالْوَزِيرِ لَهُ، فَجَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ لِحَرْبِهِمْ أَخَاهُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاسْتَمَرَّ الْقَتْلُ بِالْفَرِيقَيْنِ، وَانْكَشَفَ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَذَهَبَ تَحْتَ السَّيْفِ مِنْ جَيْشِهِ أُلُوفٌ، وَانْتَصَرَ السُّفْيَانِيُّ، فَقَصَدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ فَالْتَقَوْا، وَعَظُمَ الْخَطْبُ وَاسْتَظْهَرَ عَبْدُ اللَّهِ فَثَبَتَ أَبُو الْوَرْدِ فِي خَمْسِمِائَةٍ فَرَاحُوا تَحْتَ السَّيْفِ كُلُّهُمْ وَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ إِلَى تَدْمُرَ وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى دِمَشْقَ وَقَدْ عَظُمَتْ هَيْبَتُهُ فَتَفَرَّقَتْ كَلِمَةُ أَهْلِهَا وَهَرَبُوا فَآمَّنَهُمْ وَعَفَا عَنْهُمْ وَهَرَبَ السُّفْيَانِيُّ إِلَى الْحِجَازِ وَأَضْمَرَتْهُ الْبِلادُ إِلَى أَنْ قُتِلَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، بَعَثَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ خَيْلا فَظَفِرُوا بِهِ وَقَتَلُوهُ وَأَسَرُوا وَلَدَيْهِ فعفا عنهما المنصور وخلّاهما.   [1] قرب الرملة، يصب في البحر الملح بقرب يافا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 340 وَلَمَّا بَلَغَ أَهْلَ الْجَزِيرَةِ هَيْجُ أَهْلِ الشَّامِ خَلَعُوا السَّفَّاحَ أَيْضًا وَبَيَّضُوا [1] وَبَيَّضَ أَهْلِ قَرْقِيسِيَا، فَسَارَ لِحَرْبِهِمْ أَبُو جَعْفَرٍ أَخُو السَّفَّاحِ فَجَرَتْ لَهُمْ وَقَعَاتٌ، ثُمَّ انْتَصَرَ أَبُو جَعْفَرٍ وَحَكَمَ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ وَضَبَطَ تِلْكَ النَّاحِيَةَ إِلَى أَنِ انْتَهَتْ إِلَيْهِ الْخِلافَةُ فَشَخَصَ أَبُو جَعْفَرٍ لَمَّا مَهَّدَ ذَلِكَ الْقُطْرَ إِلَى خُرَاسَانَ إِلَى صَاحِبِ الدَّوْلَةِ أَبِي مُسْلِمٍ لِيَأْخُذَ رَأْيَهُ فِي قَتْلِ وَزِيرِ دَوْلَتِهِمْ أَبِي سَلَمَةَ حَفْصِ ابن سُلَيْمَانَ الْخَلالِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ عِنْدَهُ آلُ الْعَبَّاسِ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ فِيمَا قِيلَ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلا مِنْ آلِ عَلِيٍّ ويَذَرَ آلَ الْعَبَّاسِ، وَشَرَعَ يُخْفِي أَمْرَهُمْ عَلَى الْقُوَّادِ، فَبَادَرُوا وَبَايَعُوا السَّفَّاحَ كَمَا ذَكَرْنَا فَبَايَعَهُ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلالُ وَبَقِيَ مُتَّهَمًا عِنْدَهُمْ. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: انْتَدَبَنِي أَخِي السَّفَّاحُ لِلذَّهَابِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ فَسِرْتُ رَاحِلا فَأَتَيْتُ الرَّيَّ وَمِنْهَا إِلَى مَرْوٍ فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْهَا تَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ فِي النَّاسِ فَلَمَّا دَنَا مِنِّي تَرَجَّلَ وَمَشَى وَقَبَّلَ يَدِي فَنَزَلْتُ وَأَقَمْتُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ سَأَلَنِي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ: فَعَلَهَا أَبُو سَلَمَةَ أَنَا أَكْفِيكُمُوهُ فَدَعَا مَرَّارَ بْنَ أَنَسٍ الضَّبِّيَّ فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى الْكُوفَةِ فَاقْتُلْ أَبَا سَلَمَةَ حَيْثُ لَقِيتُهُ، فَأَتَى الْكُوفَةَ فَقَتَلَهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ، وَلَمَّا رَأَى أَبُو جَعْفَرٍ عَظَمَةِ أَبِي مُسْلِمٍ بِخُرَاسَانَ وَسَفْكِهِ لِلدِّمَاءِ وَرَجَعَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِأَخِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ: لَسْتَ بِخَلِيفَةٍ إِنْ تَرَكْتَ أَبَا مُسْلِمٍ حَيًّا! قال: كيف؟ قال: وَاللَّهِ مَا يَصْنَعُ إِلا مَا يُرِيدُ، قَالَ: فَاسْكُتْ وَاكْتُمْهَا. وَأَمَّا الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ فَإِنَّهُ اسْتَمَرَّ عَلَى حِصَارِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ بِوَاسِطَ وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ حُرُوبٌ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَدَامَ الْقِتَالُ وَالْحَصْرُ أَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ قَتْلُ مَرْوَانَ الْحِمَارِ ضَعُفُوا وَطَلَبُوا الصُّلْحَ، وتفرّغ أبو جعفر   [1] أي لبسوا البياض، وطرحوا الشعار العباسي. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 341 فَجَاءَ فِي جَيْشٍ نَجْدَةً لابْنِ قُحْطُبَةَ وَجَرَتِ السُّفَرَاءُ بَيْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وَبَيْنَ ابْنِ هُبَيْرَةَ حَتَّى كَتَبَ لَهُ أَمَانًا، مَكَثَ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَهُوَ يُشَاوِرُ فِيهِ الْعُلَمَاءَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى رَضِيَهُ ابْنُ هُبَيْرَةَ وَأَمْضَاهُ السَّفَّاحُ، وَكَانَ رَأْيُ أَبِي جَعْفَرٍ الْوَفَاءَ بِهِ وَكَانَ السَّفَّاحُ لا يَقْطَعُ أَمْرًا ذَا بَالٍ دُونَ أَبِي مُسْلِمٍ وَمُشَاوَرَتِهِ، وَكَانَ أَبُو الْجَهْمِ عَيْنًا لِأَبِي مُسْلِمٍ بِحَضْرَةِ السَّفَّاحِ، فَكَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَيْهِ إِنَّ الطَّرِيقَ السَّهْلَ إِذَا أَلْقَيْتَ فِيهِ الْحِجَارَةَ فَسَدَ، وَلا وَاللَّهِ لا يَصْلُحُ طَرِيقٌ فِيهِ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَخَرَجَ ابْنُ هُبَيْرَةَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَفِي خِدْمَتِهِ مِنْ خَوَاصِّهِ أَلْفُ وَثَلاثِمِائَةٍ، وَهَمَّ أَنْ يَدْخُلَ الْحُجْرَةَ عَلَى فَرَسِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ سَلامٌ وَقَالَ: مَرْحبًا أَبَا خَالِدٍ انْزِلْ، وَقَدْ أَطَافَ بِالْحُجْرَةِ مِنَ الْخُرَاسَانِيَّةِ عَشَرَةُ آلافٍ فَأَدْخَلَهُ الْحَاجِبُ وَحْدَهُ فَحَدَّثَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَ، فَلَمْ يَزَلْ يُنقِصُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَشَمِ حَتَّى بَقِيَ فِي ثَلاثَةٍ، وَأَلَحَّ السَّفَّاحُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ وَهُوَ يُرَاجِعُهُ فَلَمَّا زَادَ عليه أزمع على قتله وجاء خازم ابن خُزَيْمَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُعْبَةَ فَخَتَمَا بُيُوتَ الأَمْوَالِ الَّتِي بِوَاسِطَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى وُجُوهِ مَنْ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ فَأَقْبَلُوا وَهُمْ مُحَمَّدُ بْن نباتة وحوثرة بن سهيل وطارق ابن قَدَّامَةَ وَزِيَادُ بْنُ سُوَيْدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ كَعْبٍ وَالْحَكَمُ بْنُ بِشْرٍ فِي اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ رَجُلا مِنْ وُجُوهِ الْقَيْسِيَّةِ، فَخَرَجَ سَلامٌ الْحَاجِبُ فَقَالَ: أَيْنَ الْحَوْثَرَةَ وَابْنُ نُبَاتَةَ؟ فَقَامَا فَأُدْخِلا، وَقَدْ أَقْعَدَ لَهُمْ فِي الدِّهْلِيزِ مِائَةً فَنُزِعَتْ سُيُوفُهُمَا وَكُتِّفَا، ثُمَّ طُلِبَ الْبَاقُونَ كَذَلِكَ فَأُمْسِكُوا، ثُمَّ ذُبِحُوا صَبْرًا. وَبَادَرَ خَازِمٌ [1] وَالْهَيْثَمُ فِي مِائَةٍ فَدَخَلُوا عَلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ وَمَعَهُ ابْنُهُ دَاوُدَ وَكَاتِبُهُ عَمْرُو بْنُ أَيُّوبَ وَحَاجِبُهُ وَعِدَّةٌ مِنْ مَمَالِيكِهِ وَبُنَيٌّ لَهُ فِي حِجْرِهِ فَأَنْكَرَ نَظَرَهُمْ وَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي وُجُوهِهِمُ الشَّرَّ، فَقَصَدُوهُ، فَقَامَ صَاحِبُهُ فِي وُجُوهِهِمْ وَقَالَ: تَأَخَّرُوا، فَضَرَبَهُ الْهَيْثَمُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ فَصَرَعَهُ، وَقَاتَلَهُمْ دَاوُدُ فَقُتِلَ، وَقُتِلَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَمَالِيكِ فَنَحَّى الصَّغِيرُ مِنْ حِجْرِهِ ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا للَّه فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ قَتَلُوا خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ   [1] في الأصل «حازم» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 342 الْمَخْزُومِيُّ وَأَبَا عَلاقَةَ الْفَزَارِيَّ صَبْرًا، وَوَجَّهَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْعَثَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسٍ وَأَمَرَهُ أَنْ يَضْرِبَ أَعْنَاقَ نُوَّابِ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَارِسَ فَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ أَشْعَثَ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ وَقَالَ: أَمَرَنِي أَبُو مُسْلِمٍ أَنْ لا يَقْدِمَ عَلَيَّ أَحَدٌ يَدَّعِي الْوِلايَةَ مِنْ عِنْدِهِ إِلا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ فَكَّرَ وَخَافَ مِنْ غَائِلَةِ ذَلِكَ المقال واستحلف عيسى ابن عَلِيٍّ عَلَى أَنْ لا يَعْلُو مِنْبَرًا وَلا يَتَقَلَّدَ سَيْفًا إِلا وَقْتَ جِهَادٍ، فَلَمْ يَلِ عِيسَى بَعْدَ ذَلِكَ عَمَلا. ثُمَّ وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَمَّهُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى فَارِسَ وَغَضِبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَعْجَزُ عَنْهُ، وَبَعَثَ عَلَى الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْكُوفَةِ ابْنُ عَمِّهِ عِيسَى بْنُ مُوسَى وَتَوَطَّدَتْ لِلسَّفَّاحِ الْمَمَالِكُ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 343 سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّي فِيهَا مِنَ الأَعْيَانِ: أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى الأُمَوِيُّ الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ الْكُوفِيُّ بِدِمَشْقَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِيرُ عَمُّ السَّفَّاحِ، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ فِي قَوْلِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ بِمِصْرَ وَقِيلَ 135 [1] وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِالْمَدِينَةِ فِي آخِرِ الْعَامِ، وَعَمَّارُ الدُّهْنِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ بِالْكُوفَةِ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ بِمِصْرَ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ فِيهَا عَلَى الصَّحِيحِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ الكوفي، ويحيى بن العلاء أبو هارون الْغَنَوِيُّ، وَيَحْيَى ابْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ السَّفَّاحُ عَلَى الْبَصْرَةِ عَمَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ، وَلَمَّا قَدِمَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ مَكَّةَ أَخَذَ مَنْ كَانَ بِالْحِجَازِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَقَتَلَهُمْ صَبْرًا، فَلَمْ يُمَتَّعْ، وَهَلَكَ وَاسْتَخْلَفَ حِينَ احْتَضَرَ عَلَى عَمَلِهِ وَلَدُهُ مُوسَى فَاسْتَعْمَلَ السَّفَّاحُ عَلَى مَكَّةَ خَالَهُ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلَى الْيَمَنِ ابْنَ خَالِهِ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، فَوَجَّهَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَمِيرُ أَبَا حَمَّادٍ الأَبْرَصَ إِلَى الْمُثَنَّى بْنِ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَهُوَ بِالْيَمَامَةِ فَأَخَذَهُ وَقَتَلَهُ وقتل أصحابه.   [1] في سنة الوفاة خطأ صححته مما يستقبلنا في ترجمته. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 344 وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ عَلَى أَفْرِيقِيَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ الأَشْعَثِ وَكَانَ أَهْلُهَا قَدْ عَصَوْا فَحَارَبَهُمْ حَرْبًا شَدِيدًا حَتَّى اسْتَوْلَى عَلَيْهَا. وَفِيهَا خَرَجَ بِبُخَارَى شَرِيكُ بْنُ شَيْخِ الْمَهْرِيِّ [1] وَكَانَ قَدْ نَقِمَ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ تَجَبُّرَهُ وَعَسْفَهُ وَقَالَ: مَا عَلَى هَذَا تَبِعْنَا آلَ مُحَمَّدٍ، فَالْتَفَّ عَلَيْه نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا فَجَهَّزَ أَبُو مُسْلِمٍ لِحَرْبِهِ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الْخُزَاعِيُّ فَظَفِرَ زِيَادٌ بِهِ فَقَتَلَهُ. وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو دَاوُدَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الْخُتَّلِ [2] فَدَخَلَهَا وَهَرَبَ صَاحِبَهَا فِي طَائِفَةٍ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَرْضِ فَرْغَانَةَ ثُمَّ سَارَ إِلَى أَنْ دَخَلَ الصِّينَ. وَفِيهَا قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بِنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ. وَفِيهَا خَرَجَ طَاغِيَةُ الرُّومِ قُسْطَنْطِينُ- لَعَنَهُ اللَّهُ- فِي جُيُوشِهِ فَنَازَل مَلَطْيَةَ وَأَلَحَّ عَلَيْهِمْ بِالْقِتَالِ حَتَّى أَخَذَهَا بِالأَمَانِ وَهَدَمَ السُّورَ وَالْجَامِعَ وَبَعَثَ مَنْ يَخْفِرُ أَهْلَهَا إِلَى مَأْمَنِهِمْ. وَفِيهَا قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ خَلْقًا مِنْ قُوَّادِ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْهُمْ ثَعْلَبَةَ وَعَبْدَ الْجَبَّارِ ابْنَا أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن.   [1] في الأصل «شريك من شيخ المهدي» ، والتحرير من تاريخ ابن الأثير 5/ 448 والطبري 7/ 459. [2] بضم أوله وتشديد ثانيه وفتحه. كورة واسعة كثيرة المدن على نهر جيحون. (ياقوت 2/ 346) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 345 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالرَّمْلَةِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ فِيمَا قِيلَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْمِصْرِيُّ. قَالَهُ خَلِيفَةُ، وَعَبْدُ الله ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بن حكيم الحضرميّ، وأبو هارون الْعَبْدِيُّ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ جَمْهُورٍ بِالْهِنْدِ، وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا خَلَعَ الطَّاعَةَ بَسَّامُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُرَاسَانِيُّ وَخَرَجَ مَعَهُ طَائِفَةٌ فَسَاقُوا إِلَى الْمَدَائِنِ، فَوَجَّهَ السَّفَّاحُ لِحَرْبِهِمْ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ فَالْتَقَوْا فَانْهَزَمَ بَسَّامُ وَقُتِلَ أبَطْالُهُ، ثُمَّ مَرَّ خَازِمٌ بثلاثين من الحارثيين خؤولة السَّفَّاحِ فَكَلَّمَهُمْ فِي أَمْرٍ فَاسْتَخَفُّوا بِهِ فَضَرَبَ أَعْنَاقَ الْكُلِّ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ الْيَمَانِيَّةُ وَدَخَلَ وُجُوهُهُمْ عَلَى السَّفَّاحِ وَصَاحُوا فَهَمّ السَّفَّاحُ بِقَتْلِ خَازِمِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَأُشِيرَ عَلَيْهِ بِالْعَفْوِ فَإِنَّ لَهُ سَابِقَةً وَطَاعَةً وَإِنْ أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَتْلَهُ فَلْيَعْرِضْهُ لِلْغَزْوِ فَإِنْ ظَفِرَ فَظَفْرُهُ لَكَ وَإِلا اسْتَرَحْتَ مِنْهُ، وَأَشَارُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يَبْعَثَهُ إِلَى عُمَانَ وَبِهَا خَلْقٌ مِنَ الْخَوَارِجِ عَلَيْهِمُ ابْنُ الْجُلَنْدَيِّ وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْيَشْكُرِيُّ، فَجَهَّزَ مَعَهُ سَبْعَمِائَةِ فَارِسٍ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ الْبَصْرَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ لَيَحْمِلَهُمْ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي السُّفُنِ إِلَى جَزِيرَةِ بَرْكَاوَانَ [1] وَإِلَى عُمَانَ، فَفَعَلَ، فَأَنْكَى خَازِمٌ فِي الْخَوَارِجِ وَجَرَتْ لَهُ   [1] في الأصل «ابن كاوان» ، والتصحيح من الكامل 5/ 452، ناحية بفارس. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 346 حُرُوبٌ مَعَ شَيْبَانَ ثُمَّ ظَفِرَ بِهِ وَقَتَلَهُ حَتَّى بَلَغَ عِدَّةُ قَتْلَى الْخَوَارِجِ عَشْرَةَ آلافٍ فَقَتَلَ ابْنُ الْجَلَنْدِيُّ وَبَعَثَ خَازِمٌ بِالرُّءُوسِ إِلَى الْبَصْرَةِ. وَفِيهَا قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] : «كَانَ لِصَاحِبِ الصِّينِ حَرَكَةٌ. وَكَانَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ بِسَمَرْقَنْدَ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ وَأَنَّ صَاحِبَ الصِّينِ قَدْ أَقْبَلَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ سِوَى مَنْ يَتْبَعَهُ مِنَ التُّرْكِ، فَعَسْكَرَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ بِالأَمْرِ، فَعَسْكَرَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى مَرْوٍ وَجَمَعَ جُيُوشَهُ، وَسَارَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ إبراهيم من طخارستان، وَسَارَ جَيْشُ خُرَاسَانَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَأَنْجَدَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ بِعَشَرَةِ آلافٍ فَسَارَ زِيَادُ بِجُيُوشِهِ حَتَّى عَبَرَ نَهْرَ الشَّاشِ، وَأَقْبَلَ جَيْشُ الصِّينَ، فَحَاصَرُوا سَعْدَ [2] بْنَ حُمَيْدٍ، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ دُنُوُّ زِيَادٍ تَرَحَّلُوا، ثُمَّ نَزَلَ صَاحِبُ جِبَالِ الصِّينِ مَدِينَةَ طَلْخٍ، فَقَصَدَهُ زِيَادٌ، ثُمَّ الْتَقَوْا مِنَ الْغَدِ، فَقَدَّمَ زِيَادٌ الرُّمَاةَ صَفًّا أَمَامَ الْجَيْشِ وَخَلْفَهُمْ أَصْحَابُ الرِّمَاحِ ثُمَّ الْخَيَّالَةُ ثُمَّ الْحُسْرُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَأَعَدَّ خَيْلا كَمِينًا، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ يَوْمَهُمْ إِلَى اللَّيْلِ فَلَمَّا غَرُبَتِ الشَّمْسُ أَلْقَى اللَّهُ فِي قُلُوبِ الصِّينِ الرُّعْبَ وَنَزَلَ النَّصْرُ فَانْهَزَمَ الْكُفَّارُ» . وَفِيهَا وَثَبَ الأَمِيرُ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَى أَهْلِ مَدِينَةِ كِسٍّ [3] وَقَتَلَ الأَخْرِيدَ ملكها وهو سامع مطيع قد قدم على عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ بَلْخَ ثُمَّ إِنَّهُ تَلَقَّاهُ بِقُرْبِ كِسٍّ فَقَتَلَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى خَزَائِنِهِ ثُمَّ بَعَثَ بِذَلِكَ أَجْمَعَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَقَتَلَ جماعة   [1] المعرفة والتاريخ 3/ 351. [2] في «المعرفة والتاريخ» : «سعيد» . [3] بكسر أوله وتشديد ثانيه. مدينة تقارب سمرقند. (ياقوت 4/ 460) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 347 مِنْ قُوَّادِ كِسٍّ، ثُمَّ عَهِدَ إِلَى أَخِي صَاحِبِ كِسٍّ فَمَلَّكَهُ وَرَجَعَ إِلَى بَلْخٍ. وَفِيهَا وَجَّهَ السَّفَّاحُ مُوسَى بْنَ كَعْبٍ إِلَى السِّنْدِ لِقِتَالِ مَنْصُورِ بْنِ جَمْهُورٍ فِي أَرْبَعَةِ آلافٍ، فَسَارَ وَاسْتَخْلَفَ مَكَانَهُ عَلَى شُرْطَةِ السَّفَّاحِ الْمُسَيَّبَ بْنَ زُهَيْرٍ فَالْتَقَى هُوَ وَمَنْصُورٌ فَانْكَسَرَ جَيْشُ مَنْصُورٌ وَهَرَبَ فَمَاتَ فِي الرِّمَالِ عَطَشًا، وَقِيلَ مَاتَ بِالإِسْهَالِ. وَفِيهَا مَاتَ أَمِيرُ الْيَمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ فَوُلِّيَ مَكَانَهُ عَلِيُّ بْنُ الرَّبِيعَ الْحَارِثِيُّ. وَفِيهَا تَحَوَّلَ السَّفَّاحُ مِنَ الْحِيرَةِ فَنَزَلَ الأَنْبَارَ وَسَكَنَهَا. وَحَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى. وَكَانَ فِيهَا عَلَى الْبُلْدَانِ مَنْ ذُكِرَ، وَعَلَى مِصْرَ أَبُو عَوْنٍ، وَعَلَى الشَّامِ عَبْدُ اللَّهِ عَمُّ السَّفَّاحِ. وَعَلَى الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ أَخُو السَّفَّاحِ، وَعَلَى دِيوَانِ الأَمْوَالِ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ. وَفِيهَا جَهَّزَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ جَيْشًا عَلَيْهِمُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرْشِيُّ لِلْغَزْوِ فَخَرَجَتِ الرُّومُ عَلَيْهِمْ كَوْشَانُ الْبَطْرِيقُ فَالْتَقَاهُمْ مَخْلَدُ بْنُ مُقَاتِلٍ فَانْهَزَمَ وَأُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 348 سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّي بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو الْعَلاءِ بِالْبَصْرَةِ، وَدَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ بِالْمَدِينَةِ، وَأَبُو عُقَيْلٍ زَهْرَةُ بْنُ مَعْبدٍ بِالثَّغْرِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ فِي قَوْلٍ، وعبد الله ابن أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثِينَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ فِي قَوْل ابْنِ مُثَنَّى، وَيَزِيدُ بْنُ سنان الرهاوي بها، ويحيى ابن مُحَمَّدٍ أَخُو السَّفَّاحِ مَاتَ عَلَى إِمْرَةِ فَارِسٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ مُخْتَصَرًا. وَفِيهَا خَلَعَ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الطَّاعَةَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ فَتَهَيَّأَ لِحَرْبِهِ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَبَعَثَ نَصْرُ بْنُ صَالِحٍ إِلَى تِرْمِذَ لِيُحْصِنُهَا فَقَتَلَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْخَوَارِجِ، وَسَارَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى آمُلَ وَمَعَهُ سِبَاعُ بْنُ النُّعْمَانِ الأَزْدِيُّ الَّذِي قَدِمَ بِعَهْدِ زياد ابن صَالِحٍ مِنْ جِهَةِ السَّفَّاحِ، وَأَمَرَهُ السَّفَّاحُ إِنْ قَدِرَ عَلَى اغْتِيَالِ أَبِي مُسْلِمٍ فَلْيَفْعَلْ، فَفَهِمَ ذَلِكَ أَبُو مُسْلِمٍ فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَسَجَنَهُ بِآمُلَ وَعَبَرَ إِلَى بُخَارَى فَأَتَاهُ أَبُو شَاكِرٍ وَأَبُو سَعْدٍ وَقَدْ فَارَقَا زِيَادَ بْنَ صَالِحٍ فَسَأَلَهُمَا عَنْ شَأْنِ زِيَادٍ وَمَنْ أَفْسَدَهُ فَقَالا: سِبَاعٌ، فَكَتَبَ إِلَى وَالِي آمُلَ فَقَتَلَ سِبَاعًا، وَلَمَّا تَفَلَّلَ عَنْ زِيَادٍ أَعْوَانُهُ وَلَحِقُوا بِأَبِي مُسْلِمٍ لَحِقَ بِدَهْقَانَ بَازِلْتُ فَضَرَبَ الدِّهْقَانُ عُنُقَهُ وَتَقَرَّبَ بِرَأْسِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 349 وفيها أو في التي قبلها أغزى السَّفَّاحُ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى الصَّائِفَةِ فَحَزِرَهَا النَّاسُ بِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، قَالَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 350 سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الْكُوفِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْمِصْرِيُّ عَلَى الأَصَحِّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلْمِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقِيهُ الْمَدِينَةِ ذُو الرَّأْيِ [1] ، وَزِنْدُ بْنُ أَسْلَمَ فِي آخِرِ السَّنَةِ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ، وَزَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ فِي قَوْلٍ، وَسَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ بِالْبَصْرَةِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ الْمِصْرِيُّ الْعَابِدُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْحَرَّاثِ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاق بِالْبَصْرَةِ. وَفِيهَا كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ إِلَى السَّفَّاحِ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْقُدُومِ، فَأَذِنَ لَهُ فَاسْتَخْلَفَ عَلَى خُرَاسَانَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فَقَدِمَ فِي جَمْعٍ وَحِشْمَةٍ عَظِيمَةٍ، وَتَلَقَّاهُ الأُمَرَاءُ وَبَالَغَ الْخَلِيفَةُ فِي إِكْرَامِهِ فَاسْتَأْذَنَ فِي الْحَجِّ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ يَحُجُّ لَوَلَّيْتُكَ الْمَوْسِمَ، وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ إِذْ ذَاكَ بِالْحَضْرَةِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين أطعني واقتل أبا مسلم فو الله إِنَّ فِي رَأْسِه لَغَدْرَةٌ، فَقَالَ: يَا أَخِي قَدْ عَرَفْتَ بَلاءَهُ وَمَا كَانَ مِنْهُ، فَرَاجَعَهُ، فَقَالَ: كَيْفَ نَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ وَحَادَثْتُهُ دَخَلْتُ أَنَا وَتَغَفَّلْتُهُ وَضَرَبْتُ عُنُقَهُ مِنْ خلفه، فقال: كيف   [1] هذا يؤيد أنه «ربيعة الرائي» لا «ربيعة الرأي» كما سبق بيانه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 351 بِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ يُؤْثِرُونَهُ عَلَى دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ؟ قَالَ: يؤول ذَلِكَ إِلَى كُلِّ مَا تُرِيدُ وَلَوْ عَلِمُوا بِقَتْلِهِ تَفَرَّقُوا وَأَخَافُ إِنْ لَمْ تَتَغَدَّ بِهِ يَتَعَشَّاكَ، قَالَ: فَدُونَكَ، فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِ السَّفَّاحُ: لا تَفْعَلْ. ثُمَّ حَجَّ فِيهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو مُسْلِمٍ، فَلَمَّا انْقَضَى الْمَوْسِمُ وَقَفَلا وَرَدَ الْخَبَرُ بِذَاتِ عِرْقٍ بِمَوْتِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ بمُدَيْدَةَ قَدْ عَقَدَ لِأَبِي جَعْفَرٍ بِالأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَقَامَ بِأَمْرِ الْبَيْعَةِ يَوْمَ مَوْتِ السَّفَّاحِ عِيسَى بْنُ مُوسَى ابْنُ عَمِّهِ، وَبَعَثُوا أَبَا غَسَّانَ بِبَيْعَةِ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَى عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَكَانَ رَاجِعًا فِي الطَّرِيقِ مِنْ عِنْدِ السَّفَّاحِ فَبَايَعَ عَسْكَرَهُ وَقُوَّادَهُ لِنَفْسِهِ، وَزَعَمَ أَنَّ السَّفَّاحَ جَعَلَ لَهُ الأَمْرُ ثُمَّ دَخَلَ حَرَّانَ وَغَلَبَ عَلَى الشَّامِ، وَقَدِمَ أَبُو جَعْفَرٌ الْمَنْصُورُ مِنَ الْحَجِّ فَدَخَل الْكُوفَةَ بِأَهْلِهَا الْجُمُعَةَ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 352 سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ أَسَدُ بْن وَدَاعَةَ الْكِنْدِيُّ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَخَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي قَوْلٍ، وَخَيْرُ [1] بْنُ نُعَيْمٍ قَاضِي مِصْرَ، وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ مَقْتُولا، وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ فِي قَوْلٍ، وَعَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ وَغَيْرِهِ، وَمَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأشل، وواهب ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ فِي قَوْلٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ الْمَدَنِيُّ، وَابْنُ الْمُقَفَّعِ قَتَلَهُ وَالِي الْبَصْرَةِ. وَفِيهَا فِي أَوَّلِهَا بَلَغَ أَهْلَ الشَّامِ مَوْتُ السَّفَّاحِ فَبَايَعَ أَهْلُ دِمَشْقَ هَاشِمَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَامَ بِأَمْرِهِ فِيمَا قِيلَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيُّ، فَلَمَّا أَظَلَّهُمَا صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ بِالْجُيُوشِ هَرَبَا، وَكَانَ عُثْمَانُ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَهْلِ دِمَشْقَ فَخَرَجَ وَسَبَّ بَنِي الْعَبَّاسِ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ ثُمَّ إِنَّهُ قُتِلَ، وَدَخَلَ الْمَنْصُورُ دَارَ الإِمْرَةِ بِالأَنْبَارِ فَوَجَدَ عِيسَى بْنَ مُوسَى ابْنَ عَمِّهِ قَدْ بَذَرَ الْخَزَائِنَ فَجَدَّدَ النَّاسُ لَهُ الْبَيْعَةَ وَمِنْ بَعْدِهِ لِعِيسَى، وَأَمَّا عَمُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَإِنَّهُ أَبْدَى أَنّ السَّفَّاحَ قَالَ: مَنِ انتدب لمروان الحمار فهو وليّ   [1] في الأصل «خنة» بدل «خير» والتصحيح من ترجمته المقبلة والخلاصة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 353 عَهْدِي مِنْ بَعْدِي وَعَلَى هَذَا خَرَجْتُ، فَقَامَ عُدَّةٌ مِنَ الْقُوَّادِ الْخُرَاسَانِيَّةِ فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، وَبَايَعَهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ وَمُخَارِقُ بْنُ الْغِفَارِ وَأَبُو غَانِمٍ الطَّائِيُّ وَالْقُوَّادُ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ لِأَبِي مُسْلِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ: إِنَّمَا هُوَ أَنَا وَأَنْتَ فَسِرْ نَحْوَ عَبْدِ اللَّهِ، فَسَارَ بِسَائِرِ الْجَيْشِ مِنَ الأَنْبَارِ وَعَلَى مُقَدِّمَتِهِ مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْخُزَاعِيُّ وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ قُحْطُبَةَ، وَأَخُوهُ حُمَيْدٌ كَانَ فَارَقَ عَبْدَ اللَّهِ لَمَّا تَنَكَّرَ لَهُ، وَخَشِيَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ الْخُرَاسَانِيَّةَ الَّذِينَ مَعَهُ لا تَنْصَحُ فَقَتَلَ مِنْهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا أمَرَ صَاحِبَ شُرْطَتِهِ فَقَتَلَهُمْ بِخَدِيعَةٍ، ثُمَّ نَزَلَ نَصِيبِينَ وَخَنْدَقَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَقْبَلَ أَبُو مُسْلِمٍ فَنَزَلَ بِقُرْبٍ مِنْهُ ثُمَّ نَفَذَ إِلَيْهِ: إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ بِقِتَالِكَ وَلَكِنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلانِي الشَّامَ وَأَنَا أُرِيدُهَا. فَقَالَ الشَّامِيُّونَ لِعَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ نُقِيمُ مَعَكَ وَهَذَا يَأْتِي بِلادَنَا وَيَقْتُلُ وَيَسْبِي وَلَكِنْ نَسِيرُ إِلَى بِلادِنَا وَنَمْنَعُهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ مَا يُرِيدُ الشَّامَ وَلَئِنْ أَقَمْتُمْ لَيَقْصِدَنَّكُمْ، ثُمَّ كَانَ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ نَحْوًا مِنْ خَمْسَةِ أَشْهُرٍ، وَأَهْلُ الشام أكثر فرسانا وأكمل عدة، وكان على مَيْمَنَتُهُمْ بَكَّارَ بْنَ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيَّ، وَعَلَى الْمَيْسَرَةِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَاسْتَظْهَرَ الشَّامِيُّونَ غَيْرَ مَرَّةً، وكاد عَسْكَرُ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يَنْهَزِمُوا وَهُوَ يُثَبِّتُهُمْ وَيَرْتَجِزُ: مَنْ كَانَ يَنْوِي أَهْلَهُ فَلا رَجَعْ ... فَرَّ مِنَ الْمَوْتِ وَفِي الْمَوْتِ وَقْعٌ ثُمَّ أَرْدَفَ الْقَلْبُ بِمَيْمَنَتِهِ وَحَمَلُوا عَلَى مَيْسَرَةِ عَبْدِ اللَّهِ فَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لابْنِ سُرَاقَةَ الأَزْدِيِّ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ نَصْبِرَ وَنُقَاتِلَ فَإِنَّ الْفِرَارَ قَبِيحٌ بِمِثْلِكَ وَقَدْ عِبْتَهُ عَلَى مَرْوَانَ، قَالَ: إِنِّي أَقْصِدُ الْعِرَاقَ، قال: فأنا معك، فانهزموا وخلّوا عسكرهم فاحتوى عَلَيهِ أَبُو مُسْلِمٍ بِمَا فِيهِ وَكَتَبَ بِالنَّصْرِ إِلَى الْمَنْصُورِ فَبَعَثَ مَوْلًى لَهُ يُحْصِي مَا حَوَاهُ أَبُو مُسْلِمٍ، فَغَضِبَ عِنْدَهَا أَبُو مُسْلِمٍ وَتَنَمَّرَ وَهَمَّ بِقَتْلِ الْمَوْلَى وَقَالَ: إِنَّمَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذَا الْخُمْسُ، وَمَضَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَأَخُوهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَأَمَّا عَبْدُ الصَّمَدِ فَقَصَدَ الْكُوفَةَ فَاسْتَأْمَنَ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 354 لَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فَأَمَّنَهُ الْمَنْصُورُ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَتَى أَخَاهُ سُلَيْمَانَ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةَ فَاخْتَفَى عِنْدَهُ وَأَمَّا الْمَنْصُورُ فَخَافَ مِنْ غَيْظِ أَبِي مُسْلِمٍ وَأَنْ يَذْهَبَ إِلَى خُرَاسَانَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلايَةِ الشَّامِ وَمِصْرَ فَأَقَامَ بِالشَّامِ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ، فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابُ أَظْهَرَ الْغَضَبَ وَقَالَ: يُوَلِّينِي مِصْرَ وَالشَّامَ وَأَنَا لِي خُرَاسَانُ! وَعَزَمَ عَلَى الشَّرِّ، وَقِيلَ: بَلْ شَتَمَ الْمَنْصُورَ لَمَّا جَاءَهُ مَنْ يُحْصِي عَلَيْهِ الْغَنَائِمَ وَأَجْمَعَ عَلَى الْخِلافِ ثُمَّ طَلَبَ خُرَاسَانَ، وَخَرَجَ الْمَنْصُورُ إِلَى الْمَدَائِنِ، وَكَانَ مِنْ دُهَاةِ الْعَالَمِ لَوْلا شُحُّهُ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ لِيُقْدِمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَدُوٌّ، وَقَدْ كُنَّا نَرْوِي عَنْ مُلُوكِ آلِ سَاسَانَ أَنَّ أَخْوَفَ مَا يَكُونُ الْوُزَرَاءُ إِذَا سَكَتَتِ الدَّهْمَاءُ، فَنَحْنُ نَافِرُونَ مِنْ قُرْبِكَ حَرِيصُونَ عَلَى الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ مَا وَفَّيْتَ، فَإِنْ أَرْضَاكَ ذَاكَ فَأَنَا كَأَحْسَنِ عَبِيدِكَ، وَإِنْ أَبَيْتَ نَقَضْتُ مَا أَبْرَمْتُ مِنْ عَهْدِكَ ضَنًّا بِنَفْسِي. فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ الْجَوَابَ يُطَمْئِنُهُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ الْبَجَلِيِّ، وَكَانَ وَاحِدَ وَقْتِهِ فَخَدَعَهُ وَرَدَّهُ. وَأَمَّا أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ فَذَكَرَ عَنْ جَمَاعَةٍ قَالُوا: كَتَبَ أَبُو مُسْلِمٍ [1] : أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي اتَّخَذْتُ رَجُلا إِمَامًا [2] وَدَلِيلا عَلَى مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ وَكَانَ فِي مَحِلَّةِ الْعِلْمِ نَازِلا فَاسْتَجْهَلَنِي بِالْقُرْآنِ فَحَرَّفَهُ عَنْ مَوَاضِعِهِ، طَمَعًا فِي قَلِيلٍ قَدْ نَعَاهُ [3] اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ وَكَانَ كَالَّذِي دَلَّى بِغُرُورٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُجَرِّدَ السَّيْفَ وَأَرْفَعَ الرَّحْمَةَ فَفَعَلْتُ تَوْطِئَةً لِسُلْطَانِكُمْ، ثُمَّ اسْتَنْقَذَنِي اللَّهُ بِالتَّوْبَةِ، فَإِنْ يَعْفُ عَنِّي فَقِدْمًا عُرِفَ بِهِ وَنُسِبَ إِلَيْهِ، وَإِنْ يُعَاقِبْنِي فَبِمَا قَدَّمَتْ يَدَايَ. ثُمَّ سَارَ يُرِيدُ خُرَاسَانَ مُشَاقًّا مُرَاغِمًا. فَأَمَرَ الْمَنْصُورُ لِمَنْ بِالْحَضْرَةِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ أَنْ يَكْتُبُوا إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يُعْظِمُونَ الأَمْرَ وَيَأْمُرُونَهُ بلزوم الطاعة وأن يرجع   [1] في الأصل «أبو موسى» . [2] كذا عند ابن الأثير، وفي الأصل «إماما رجلا» . ويقصد أخاه إبراهيم الإمام. (الطبري 7/ 483) . [3] كذا عند ابن الأثير 5/ 470 وعند الطبري «تعافاه» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 355 إِلَى مَوْلاهُ، وَقَالَ الْمَنْصُورُ لِرَسُولِهِ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَهُوَ أَبُو حُمَيْدٍ الْمَرْوَرُوذِيُّ: كَلِّمْهُ بِاللِّينِ مَا يُمْكِنُ وَمَنِّهِ وَعَرِّفْهُ بِحُسْنِ نِيَّتِي وَتَلَطَّفَ، فَإِنْ يَئِسْتَ مِنْهُ فَقُلْ لَهُ: قَالَ وَاللَّهِ لَوْ خُضْتَ البَحرَ لَخَاضَهُ وَرَاءَكَ، وَلَوِ اقْتَحَمْتَ النَّارَ لاقْتَحَمْتُهَا حَتَّى أَقْتُلَكَ. فَقَدِمَ الرَّسُولُ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ وَلَحِقَهُ بِحُلْوَانَ. فَاسْتَشَارَ أَبُو مُسْلِمٍ خَاصَّتَهُ فَقَالُوا: احْذَرْهُ، فَلَمَّا طَلَبَ الرَّسُولُ الْجَوَابَ قَالَ: ارْجِعْ إِلَى صَاحِبَكَ فَلَسْتُ آتِيهِ وَقَدْ عَزَمْتُ عَلَى خِلافِهِ، قَالَ: لا تَفْعَلْ، لا تَفْعَلْ، فَلَمَّا آيَسَهُ بَلَّغَهُ قَوْلُ الْمَنْصُورِ فَوَجَمَ لَهَا وَأَطْرَقَ مُنْكِرًا ثُمَّ قَالَ: قُمْ، وَانْكَسَرَ لِذَلِكَ الْقَوْلِ وَارْتَاعَ. وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ كَتَبَ إِلَى نَائِبِ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَى خُرَاسَانَ فَاسْتَمَالَهُ وَقَالَ: لَكَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، فَكَتَبَ نَائِبُ خُرَاسَانَ أَبُو دَاوُدَ خَالِدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يَقُولُ: إِنَّا لَمْ نَقُمْ لِمَعْصِيَةِ خُلَفَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْبَيْتِ فَلا تُخَالِفَنَّ إِمَامَكَ، فَوَافَاهُ كِتَابُهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَزَادَهُ رُعْبًا وَهَمًّا، ثُمَّ أَرْسَلَ مَنْ يَثِقْ بِهِ مِنْ أُمَرَائِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ فَلَمَّا قَدِمَ تَلَقَّاهُ بَنُو هَاشِمٍ بِكُلِّ مَا يَسُرُّ، وَاحْتَرَمَهُ الْمَنْصُورُ وَقَالَ: اصْرِفْهُ عَنْ وَجْهِهِ وَلَكَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ، فَرَجَعَ وَقَالَ لِأَبِي مُسْلِمٍ: طَيِّبْ قَلْبَكَ لَمْ أَرَ مَكْرُوهًا إني رأيتهم معظمين لحقّك فارجع وَاعْتَذِرْ، فَأَجْمَعَ عَلَى الرُّجُوعِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو إِسْحَاقَ أَحَدُ قُوَّادِهِ مُتَمَثِّلا: مَا لِلرِّجَالِ مَعَ الْقَضَاءِ مَحَالَةٌ ... ذَهَبَ الْقَضَاءُ بِحِيلَةِ الأَقْوَامِ خَارَ اللَّهُ لَكَ، احْفَظْ عَنِّي وَاحِدَةً: إِذَا دَخَلْتَ إِلَى الْمَنْصُورِ فَاقْتُلْهُ ثُمَّ بَايِعْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّ النَّاسَ لا يُخَالِفُونَكَ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمَنْصُورَ كَتَبَ إِلَى مُوسَى بْنِ كَعْبٍ بِوِلايَةِ خُرَاسَانَ، وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: هَذَا ابْنُ كَعْبٍ مِنْ دُونِكَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ شِيعَتِنَا وَأَنَا مُوَجِّهٌ لِلِقَائِكَ أَقْرَانِكَ فَاجْمَعْ كَيْدَكَ غَيْرَ مُوَفَّقٍ وَحَسْبُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهَ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَشَاوَرَ أَبُو مُسْلِمٍ أَبَا إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيُّ وَقَالَ: مَا الرَّأْيُ، فَهَذَا مُوسَى بْنُ كَعْبٍ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 356 مِنْ هُنَا، وَهَذِهِ سُيُوفُ أَبِي جَعْفَرٍ مِنْ خَلْفِنَا، وَقَدْ أَنْكَرْتُ مَنْ كُنْتُ أَثِقُ بِهِ مِنْ قُوَّادِي، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ يَضْطَغِنُ عَلَيْكَ أُمُورًا قَدِيمَةً فَلَوْ كُنْتَ وَالَيْتَ رَجُلا مِنْ آلِ عَلِيٍّ كَانَ أَقْرَبُ، وَلَوْ أَنَّكَ قَبِلْتَ إِمْرَةَ خُرَاسَانَ مِنْهُ كُنْتَ فِي فَسْحَةٍ مِنْ أَمْرِكَ وَكُنْتَ اخْتَلَسْتَ رَجُلا مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ فَنَصَّبْتَهُ إِمَامًا فَاسْتَمَلْتَ بِهِ الْخُرَاسَانِيَّةَ وَأَهْلَ الْعِرَاقِ وَرَمَيْتَ أَبَا جَعْفَرٍ بِنَظِيرِهِ لَكُنْتَ عَلَى طَرِيق التَّدْبِيرِ. أَتَطْمَعُ أَنْ تُحَارِبَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَنْتَ بِحُلْوَانَ وَجَيْشُهُ بِالْمَدَائِنِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ، لَيْسَ مَا ظَنَنْتَ لَكِنْ مَا بَقِيَ لَكَ إِلا أَنْ تَكْتُبَ إِلَى قُوَّادِكَ وَتَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: هَذَا رَأْيٌ إِنْ وَافَقَنَا عَلَيْهِ قُوَّادُنَا. قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ تَخْلَعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ ثِقَةٍ مِنْ قَوَّادِكَ! أَنَا أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ مِنْ قَتِيلٍ، أَرَى أَنْ تُوَجِّهَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ تَسْأَلُهُ الأَمَانَ فَإِمَّا صَفْحٌ وَإِمَّا قَتْلٌ عَلَى عِزٍّ قَبْلَ أَنْ تَرَى الْمَذَلَّةَ مِنْ عَسْكَرِكَ إِمَّا قَتَلُوكَ وَإِمَّا أَسْلَمُوكَ. قَالَ: فَسَفَرَتِ السُّفَرَاءُ بَيْنَهُمَا وَأَعْطَاهُ أَبُو جَعْفَر أَمَانًا مُؤَكَّدًا، فَأَقْبَلَ أَبُو مُسْلِمٍ لِحِينِهِ ثُمَّ بَعَثَ الْمَنْصُورُ أَمِيرًا إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ لِيَتَلَقَّاهُ وَلا يُظْهِرُ أَنَّهُ مِنْ جِهَةِ الْمَنْصُورِ لِيُطَمْئِنَهُ وَيَذْكُرُ حُسْنَ نِيَّةِ الْخَلِيفَةِ لَهُ، فَلَمَّا أَتَاهُ وَحَدَّثَهُ فَرِحَ الْمَغْرُورُ وَانْخَدَعَ، فَلَمَّا وَصَلَ الْمَدَائِنَ أَمَرَ الْمَنْصُورُ الأَعْيَانَ فَتَلَقَّوْهُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ سَلَّمَ قَائِمًا فَقَالَ الْمَنْصُورُ: انْصَرِفْ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَاسْتَرِحْ وَادْخُلِ الْحَمَّامَ ثُمَّ اغْدُ عَلَيَّ، فَانْصَرَفَ، وَكَانَ مِنْ نِيَّةِ الْمَنْصُورِ أَنْ يَقْتُلَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَمَنَعَهُ وَزِيرُهُ أَبُو أَيُّوبَ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَدَخَلْتُ بَعْدَ خُرُوجِهِ وَقَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ أَقْدِرُ عَلَى هَذَا فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ قَائِمًا عَلَى رِجْلَيْهِ وَلا أَدْرِي مَا يَحْدُثُ فِي لَيْلَتِي، وَكَلَّمَنِي فِي الْفَتْكِ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ فَكَّرْتُ فَقَالَ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ لا مَرْحَبًا بِكَ أَنْتَ مَنَعْتَنِي مِنْهُ أَمْسَ وَاللَّهِ مَا غَمَضْتُ الْبَارِحَةَ، ادْعُ لِي عُثْمَانَ بْنَ نَهِيكٍ، فَدَعَوْتُهُ، فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ كَيْفَ بَلا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَلَوْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتَّكِئَ عَلَى سَيْفِي حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ ظَهْرِي لَفَعَلْتُ، قَالَ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا أَمَرْتُكَ بِقَتْلِ أَبِي مُسْلِمٍ؟ فَوَجَمَ لَهَا سَاعَةً الجزء: 8 ¦ الصفحة: 357 لا يَتَكَلَّمُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ لا تَتَكَلَّمُ! فَقَالَ قَوْلةً ضَعِيفَةً: «أَقْتُلُهُ» . فَقَالَ: انْطَلِقِ اذْهَبْ فجيء بِأَرْبَعَةً مِنْ وُجُوهِ الْحَرَسِ وَشُجْعَانِهِمْ، فَذَهَبَ فَأَحْضَرَ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ وَثَلاثَةٌ فَكَلَّمَهُمْ فَقَالُوا: نَقْتُلُهُ، فَقَالَ: كُونُوا خَلْفَ الرِّوَاقِ فَإِذَا صَفَّقْتُ فَدُونُكُمُوهُ، ثُمَّ طَلَبَ أَبَا مُسْلِمٍ فَأَتَاهُ، وَخَرَجْتُ لِأَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَتَلَقَّانِي أَبُو مُسْلِمٍ دَاخِلا فَتَبَسَّمَ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَدَخَلَ فَرَجَعْتُ فَإِذَا بِهِ مَقْتُولٌ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ أَبُو الْجَهْمِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا أَرُدَّ النَّاسَ؟ قَالَ: بَلَى، فَأَمَرَ بِمَتَاعٍ يُحَوَّلُ إِلَى رِوَاقٍ آخَرَ وَفُرُشٍ، وَقَالَ أَبُو الْجَهْمِ لِلنَّاسِ: انْصَرِفُوا فَإِنَّ الأَمِيرَ أَبَا مُسْلِمٍ يُرِيدُ أَنْ يُقِيلَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَوُا الْمَتَاعَ يُنْقَلُ فَظَنُّوهُ صَادِقًا فَانْصَرَفُوا وَأَمَرَ الْمَنْصُورُ لِلأُمَرَاءِ بِجَوَائِزِهِمْ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَقَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو مُسْلِمٍ فَعَاتَبْتُهُ ثُمَّ شَتَمْتُهُ فَضَرَبَهُ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا وَخَرَجَ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ [1] وَأَصْحَابَهُ فَضَرَبُوهُ فَسَقَطَ، فَقَالَ وَهُمْ يَضْرِبُونَهُ: الْعَفْوَ، فَقُلْتُ: يَا بْنَ اللَّخْنَاءِ الْعَفْوَ وَالسُّيُوفُ قَدِ اعْتَوَرَتْكَ، ثُمَّ قُلْتَ: اذْبَحُوهُ، فَذَبَحُوهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ أُلْقِيَ فِي دِجْلَةَ، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: خَلُّوهُ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: أَخْبِرْنِي عَنْ سَيْفَيْنِ أَصَبْتَهُمَا فِي مَتَاعِ عَبْدِ اللَّهِ ابن عَلِيٍّ، فَقَالَ: هَذَا أَحَدُهُمَا قَالَ: أَرِنِيهِ فَانْتَضَاهُ فَنَاوَلَهُ، فَهَزَّهُ الْمَنْصُورُ ثُمَّ وَضَعَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ وَأَقْبَلَ يُعَاتِبُهُ، وَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ كِتَابِكَ إِلَى أَخِي أَبِي الْعَبَّاسِ تَنْهَاهُ عَنِ الْمَوْتِ أَرَدْتَ أَنْ تُعَلِّمَنَا الدِّينَ، قَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أَخْذَهُ لا يَحِلُّ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ تَقَدُّمِكَ إِيَّايَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، قَالَ: كَرِهْتُ اجْتِمَاعَنَا عَلَى الْمَاءِ فَيَضُرُّ ذَلِكَ بِالنَّاسِ، قَالَ: فَجَارِيةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ أَرَدْتَ أَنْ تَتَّخِذَهَا، قَالَ: لا وَلَكِنْ خِفْتُ أَنْ تَضِيعَ فَحَمَلْتُهَا فِي قُبَّةٍ وَوَكَّلْتُ بِهَا مَنْ يَحْفَظُهَا، قَالَ: فَمُرَاغَمَتِكَ وَخُرُوجِكَ إِلَى خُرَاسَانَ، قَالَ: خِفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَكَ مِنِّي شَيْءٌ فَقُلْت أَذْهَبُ إِلَيْهَا وَأَكْتُبُ إِلَيْكَ بِعُذْرِي، وَالآنَ قَدْ ذَهَبْتَ مَا في   [1] في الأصل «واح» والتحرير من السياق وتاريخ ابن الأثير 5/ 474 والطبري 7/ 488. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 358 نَفْسِكَ عَلَيَّ. قَالَ: تاللَّه مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِهِ فَخَرَجُوا عَلَيْهِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ قَالَ لَهُ: ألَسْتَ الْكَاتِبُ إِلَيَّ تَبْدَأُ بِنَفْسِكَ، وَالْكَاتِبُ إِلَيَّ تَخْطُبُ عَمَّتِي أَمِينَةَ وتزعم أنك ابن سُلَيْطِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَمَا الَّذِي دَعَاكَ إِلَى قَتْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ مَعَ أَثَرِهِ فِي دَعْوَتِنَا وَهُوَ أَحَدُ نُقَبَائِنَا! فَقَالَ: عَصَانِي وَأَرَادَ الْخِلافَ عَلَيَّ فَقَتَلْتُهُ فَقَالَ: فَأَنْتَ تُخَالِفُ عَلَيَّ! قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، وَضَرَبَهُ بِعَمُودٍ ثُمَّ وَثَبُوا عَلَيْهِ. وَذَلِكَ لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ قَدْ قَتَلَ فِي دَوْلَتِهِ وَفِي حُرُوبِهِ سِتِّمِائَةِ أَلْفٍ صَبْرًا، وَقِيلَ إِنَّهُ لَمَّا سَبَّهُ الْمَنْصُورُ انْكَبَّ عَلَى يَدِهِ يُقَبِّلُهَا وَيَعْتَذِرُ، وَقِيلَ: أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَهُ عُثْمَانُ فَمَا صَنَعَ أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهُ قَطَعَ حَمَائِلَ سَيْفِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمَؤْمِنِينَ اسْتَبْقِنِي لِعَدُوِّكَ، قَالَ: إِذًا لا أَبْقَانِي اللَّهُ وَأَيُّ عَدُوٍّ أَعْدَى لِي مِنْكَ، ثُمَّ هَمَّ الْمَنْصُورُ بِقَتْلِ أَبِي إِسْحَاقَ صَاحِبِ حَرَسِ أَبِي مُسْلِمٍ وَبِقَتْلِ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ، فَكَلَّمَهُ فِيهِمَا أَبُو الْجَهْمِ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جُنْدُهُ جُنْدُكَ أَمَرْتَهُمْ بِطَاعَتِهِ فَأَطَاعُوهُ، ثُمَّ أَجَازَهُمَا وَأجَازَ جَمَاعَةً مِنْ كِبَارِ قُوَّادِهِ بِالْجَوَائِزِ السَّنِيَّةَ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ. ثُمَّ كَتَبَ بِعَهْدِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَى خُرَاسَانَ وَمَا وَرَاءَهَا. قَالَ خَلِيفَةُ [1] : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ وَهُوَ فِي سُرَادِقٍ ثُمَّ بَعَثَ إِلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى فَجَاءَ فَأَعْلَمَهُ فَأَعْطَاهُ الرَّأْسَ وَالْمَالَ فَخَرَجَ بِهِ وَنَثَرَ الْمَالَ عَلَى الْخُرَاسَانِيَّةَ فَتَشَاغَلُوا بِالذَّهَبِ [2] . وَفِيهَا خَرَجَ سِنْبَاذُ بِخُرَاسَانَ لِلطَّلَبِ بِثَأْرِ أَبِي مُسْلِمٍ، وَكَانَ سِنْبَاذٌ مَجُوسِيًّا تَغَلَّبَ عَلَى نَيْسَابُورَ وَالرَّيِّ وَأَخَذَ خَزَائِنَ أَبِي مُسْلِمٍ وتقوّى بها، فجهّز المنصور   [1] تاريخ خليفة 416. [2] في تاريخ خليفة: «ونثر الأموال فتشاغل الناس بها» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 359 لِحَرْبِهِ جَهْوَرَ بْنَ مَرَّارٍ الْعِجْلِيَّ فِي عَشَرَةِ آلافٍ فَكَانَتِ الْوَقْعَةُ بَيْنَ الرَّيِّ وَهَمَذَانَ وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مُهَوِّلَةً فَهُزِمَ سِنْبَاذٌ وقُتِلَ مِنْ جَيْشِهِ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ أَلْفًا، وَكَانَ غَالِبُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجِبَالِ، وَسُبِيَتْ ذَرَارِيهِمْ، ثُمَّ قُتِلَ سِنْبَاذٌ بِقُرْبِ طَبَرِسْتَانَ. وَفِيهَا خَرَجَ مُلَبَّدُ بْنُ حَرْمَلَةَ الشَّيْبَانِيُّ مُحَكِّمًا بِنَاحِيَةِ الْجِزِيرَةِ، فَانْتَدَبَ لِقِتَالِهِ أَلْفَ فَارِسٍ مِنْ عَسْكَرِ النَّاحِيَةِ فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ، ثُمَّ الْتَقَاهُ عَسْكَرُ الْمَوْصِلِ فَهَزَمَهُمْ. ثُمَّ سَارَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ، فَهَزَمَهُ مُلَبَّدٌ وَاسْتَفْحَلَ شَرُّهُ. ثُمَّ جَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُهَلْهَلَ بْنَ صَفْوَانَ فِي أَلْفَيْنِ نَقَاوَةً فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ وَاسْتَوْلَى عَلَى عَسْكَرِهِمْ. ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهِ جَيْشًا آخَرَ فَهَزَمَهُمْ وَعَظُمَتْ هَيْبَتُهُ وَبَعُدَ صِيتُهُ فَسَارَ لِحَرْبِهِ جَيْشٌ لَجِبٌ وَعِدَّةُ قُوَّادٍ فَهَزَمَهُمْ، وَتَحَصَّنَ مِنْهُ حُمَيْدُ بْنُ قُحْطُبَةَ وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ لِيَكُفَّ عَنْهُ. وَأَمَّا الْوَاقِدِيُّ، فَذَكَر أَنَّ خُرُوجَ مُلَبَّدٍ كَانَ فِي الْعَامِ الآتِي. وَمَاتَ أَمِيرُ مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ وَوَلِيَ بَعْدَهُ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ، وَوَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ الأَمِيرُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 360 سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْقُرَشِيُّ بِدِمَشْقَ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ فِي قَوْلٍ: وَسُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ فِي قَوْلٍ، وَالْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ فِي قَوْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ فِي قَوْلٍ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فِي قَوْلِ مُطَيَّنٍ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ الْقَرَظِيُّ الْمَدِينِيُّ. وَفِيهَا أَهَمّ الْمَنْصُورَ شَأْنُ مُلَبَّدٍ الشَّيْبَانِيِّ فَنَدَبَ لِقِتَالِهِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ فَسَارَ فِي ثمانية آلاف فارس فالتقوا فَقَتَلَ اللَّهُ تَعَالَى مُلَبَّدًا بَعْدَ حُرُوبٍ يَطُولُ شَرْحُهَا. وَفِيهَا غَزَا الأَمِيرُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ فَنَزَلَ دَابِقَ فَأَقْبَلَ طَاغِيَةَ الرُّومِ قُسْطَنْطِينَ ابْنَ أَلْيُونَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ فَالْتَقَاهُ صَالِحُ فَانْتَصَرَ وللَّه الْحَمْدُ وَسَلِمَ وَغَنِمَ، وَكَانَ هَذَا اللَّعِينُ قَدْ أَخَذَ مَلَطْيَةَ مِنْ قَرِيبٍ وَهَدَمَ سُورَهَا كَمَا ذَكَرْنَا. وَفِيهَا ظَهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ مَعَ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 361 وَأَمَّا جَهْوَرُ بْنُ مَرَّارٍ الْعِجْلِيُّ فَإِنَّهُ هَزَمَ سِنْبَاذَ كَمَا مَضَى، وَحَوَى مَا فِي عَسْكَرِهِ مِنَ الأَمْوَالِ وَالذَّخَائِرِ الَّتِي أَخَذَهَا سِنْبَاذُ مِنْ خَزَائِنِ أَبِي مُسْلِمٍ فَلَمْ يَبْعَثْ بِهَا إِلَى الْمَنْصُورِ، ثُمَّ خَافَ فَخَلَعَ الْمَنْصُورَ. فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ فِي جَيْشٍ عَظِيمٍ فَالْتَقَوْا وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ انْكَسَرَ جَهْوَرُ فَهَرَبَ إِلَى أَذْرَبَيْجَانَ ثُمَّ قُتِلَ. وَفِيهَا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ الأُمَوِيُّ إِلَى الأَنْدَلُسِ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا وَامْتَدَّتْ أَيَّامُهُ وَبَقِيَتِ الأَنْدَلُسُ فِي يَدِ أوْلادِهِ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِمِائَةِ والله أعلم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 362 سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النخعي، وخالد ابن يَزِيدَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ. وَسَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ أَبُو بِشْرٍ بِالْبَصْرَةِ. وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ الدِّمَشْقِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ. وَمُحَمَّدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ. وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ. وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ. وَفِيهَا خَرَجَ جَعْفَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْبَهْرَانِيُّ فَأَتَى مَدِينَةَ مَلَطْيَةَ وَهِيَ خَرَابٌ فَعَسْكَرَ بِهَا، وَأَقْبَلَ الأَمِيرُ عَبْدُ الْوَاحِدِ فَنَزَلَ عَلَى مَلَطْيَةَ فَزَرَعَ أَرْضَهَا وَطَبَخَ كِلْسًا لِبِنَاءِ سُورِهَا [1] ثُمَّ قَفَلَ فَوَجَّهَ طَاغِيَةُ الرُّومِ مِنْ حَرْقِ الزَّرْعِ [2] . وفيها غزا الأمير صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وَالأَمِيرُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَوَغَلا فِي أَرْضِ الرُّومِ، وَغَزَتْ مَعَهُمَا أُمُّ عِيسَى وَلُبَابَةُ أُخْتَا الأَمِيرِ صَالِحٍ، وَكَانَتَا نَذَرَتَا إِنْ زَالَ مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ أَنْ تُجَاهِدَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ هذا العام صائفة ولا غزو   [1] في الأصل «صورها» . [2] انظر تاريخ خليفة 418. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 363 إِلَى أَنْ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ لاشْتِغَالِ الْمَنْصُورِ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ بِخُرُوجِ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَيْهِ. وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ عَمَّهُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْبَصْرَةِ وَوَلِيَ سُفْيَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَاخْتَفَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَآلِهِ خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ إِلَى سُلَيْمَانَ وَعِيسَى فَعَزَمَ عَلَيْهِمَا فِي إِشْخَاصِ أَخِيهِمَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَعْطَاهُمَا لَهُ الأَمَانُ وَكَتَبَ إلى سفيان ابن مُعَاوِيَةَ لِيَحُثَّهُمَا عَلَى ذَلِكَ، فَأَقْدَمُوا عَبْدَ اللَّهِ عَلَى الْمَنْصُورِ فَسَجَنَهُ، وَسَجَنَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، وَقَتَلَ بَعْضَهُمْ، وَبَعَثَ بِطَائِفَةٍ مِنْهُمْ إِلَى خُرَاسَانَ لِيَقْتُلَهُمْ خَالِدٌ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخُو المنصور. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 364 سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ أَيُّوبُ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فِي أَوَّلِهَا، وَأَبُو خَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ الأَعْرَجُ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ بِخُلُفَ، وَسَعْدُ بْنُ إسحاق ابن كَعْبٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ فِيهَا بِخُلُفَ، وَعُرْوَةُ بن رويم، وعمارة ابن غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ بِخُلُفَ. وَفِيهَا تَوَجَّهَ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى إِلَى الْمِصِّيصَةِ فَرَابَطَ فِيهَا حَتَّى بَنَاهَا وَأَحْكَمَهَا وَسَكَنَهَا النَّاسُ، وَتَوَجَّهَ الأَمِيرُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن محمد العباسي ابن أَخِي الْمَنْصُورِ فَأَقَامَ عَلَى مَلَطْيَةَ سَنَةً حَتَّى بَنَاهَا وَرَمَّ شَعْثَهَا وَأَسْكَنَهَا النَّاسَ [1] . وَفِيهَا ثَارَ جَمْعٌ مِنْ جُنْدِ خُرَاسَانَ عَلَى أَمِيرِهَا أَبِي دَاوُدَ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ لَيْلا وَهُوَ بِمَرْوٍ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى دَارِهِ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عَلَى طَرَفِ آجُرَّةٍ خَارِجَةٍ وَجَعَلَ يُنَادِي أَصْحَابَهُ، فَانْكَسَرَتْ بِهِ الآجُرَّةُ، فَوَقَعَ فَانْكَسَرَ ظَهْرُهُ فَمَاتَ مِنَ الْغَدِ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ عَلَى إِمْرَةِ خُرَاسَانَ عَبْدَ الْجَبَّارِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيَّ فَقَبَضَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنَ الأُمَرَاءِ اتَّهَمَهُمْ بِالدَّعْوَةِ إِلَى وَلَدِ فاطمة رضي الله عنها،   [1] زاد في «معجم البلدان» 4/ 634 (وغزا الصائفة) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 365 مِنْهُمْ مُجَاشِعُ بْنُ حُرَيْثٍ [1] صَاحِبُ بُخَارَى، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ [2] مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ عَامِلُ [3] قُوهِسْتَانَ [4] وَالْحَريشُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ [5] ابْنُ عَمِّ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَقَتَلَهُمْ، وَضَرَبَ الْجُنَيْدَ بْنَ خَالِدٍ التَّغْلِبِيَّ وَمَعْبَدًا الْمُرِّيَّ ضَرْبًا شَدِيدًا وَحَبَسَهُمَا فِي عِدَّةٍ مِنَ الأُمَرَاءِ. وَفِيهَا حَجَّ الْمَنْصُورُ ثُمَّ زَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ثُمَّ سَلَكَ الشَّامَ وَنَزَلَ الرِّقَّةَ فَقَتَلَ بِهَا مَنْصُورُ بْنُ جَعْوُنَةَ الْعَامِرِيُّ، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْهَاشِمِيَّةِ وَهِيَ بِالْكُوفَةِ، وَأَمَرَ بِالشُّرُوعِ بعمل مدينة بغداد واختطّها.   [1] الأنصاري. كما في الكامل 5/ 498. [2] هو خالد بن كثير (الطبري 7/ 503، ابن الأثير 5/ 498) . [3] «عامل» مستدركة من الكامل 5/ 498. والطبري 7/ 503. [4] بضم أوله ثم السكون ثم كسر الهاء، وسين مهملة، وتاء مثناة من فوق وآخره نون، وهو تعريب كوهستان ومعناه موضع الجبال، بين هراة ونيسابور. (ياقوت 4/ 416) . [5] في الأصل «الدهلي» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 366 ذكر الطَّبَقَةِ عَلَى الْمُعْجَمِ [حَرْفُ الأَلِفِ] إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ [1] بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْجَعْفَرِيُّ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ سَعْدُ بْنُ زِيَادٍ وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ مُقِلٌّ، عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ [2] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَلَّبِ الْمَعْرُوفُ بِإِبْرَاهِيمَ أَخُو السَّفَّاحِ وَالْمَنْصُورِ، يُكَنَّى أَبَا إِسْحَاقَ. كَانَ يَكُونُ بِالْحُمَيِّمَةَ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرَاةِ، عَهِدَ إِلَيْهِ أَبُوهُ مُحَمَّدٌ فِي السَّيْرِ بِالإِمَامَةِ فَبَلَغَ خَبَرَهُ إِلَى مَرْوَانَ الْحِمَارِ فَأَخَذَهُ وَحَبَسَهُ مُدَّةً بِحَرَّانَ ثُمَّ قَتَلَهُ غِيلَةً. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةَ.   [1] التاريخ الكبير 1/ 318، الخلاصة 21، الجرح 2/ 125. [2] الطبري 7/ 435، العقد الفريد 4/ 479، تهذيب ابن عساكر 2/ 290، تهذيب التهذيب 1/ 157، الوافي 6/ 105، التاريخ الكبير 1/ 317. الجرح والتعديل 2/ 124. الكامل في التاريخ 5/ 422. البداية والنهاية 10/ 39. سير أعلام النبلاء 5/ 379 رقم 173. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 367 روى عنه أَخُوهُ وَأَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ. وَكَانَتْ شِيعَةُ بَنِي هَاشِمٍ يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ وَيُكَاتِبُونَهُ مِنْ خُرَاسَانَ، وكان أَبُوهُ أَوْصَى إِلَيْهِ وَلِذَلِكَ كَانُوا يُلَقِّبُونَهُ بِالإِمَامِ. وَهُوَ الَّذِي أَنْفَذَ أَبَا مُسْلِمٍ دَاعِيًا لَهُ إِلَى خُرَاسَانَ وَجَعَلَهُ مُقَدَّمًا عَلَى دُعَاتِهِ وَنُقَبَائِهِ، إِلَى أَنِ اسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَبَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانُ لِأَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ أَرْسَلَ رَسُولا مِنْ خُرَاسَانَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَوَجَدَهُ أَعْرَابِيًّا فَصِيحًا فَغَمَّهُ ذَلِكَ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ: أَلَمْ أَنْهَكَ أَنْ يَكُونَ رَسُولُكَ عَرَبِيًّا يَطَّلِعُ عَلَى أَمْرِكَ فَإِذَا أَتَاكَ فَاقْتُلْهُ، فَخَرَجَ الرَّسُولُ فَفَتَحَ الْكِتَابَ وَقَرَأَهُ فَأَتَى بِهِ مَرْوَانَ فَقَبَضَ حِينَئِذٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَمَرَ بِهِ فَغُمَّ فِي سِجْنِ حَرَّانَ، جَعَلُوا عَلَى وَجْهِهِ مُخَدَّةً وَقَعَدُوا فَوْقَهَا حَتَّى تَلَفَ. وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَجَّ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ بِتَجَمُّلٍ وَافِرٍ وَمَعَهُ ثَلاثُونَ نَجِيبًا فَشَهَرَ نَفْسَهُ فِي الْمَوْسِمِ وَرَآهُ أَهْلُ الشَّامِ فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ إِمْسَاكِهِ، وَكَانَ جَوّادًا فَاضِلا نَبِيلا سَرِيًّا خَلِيقًا لِلإِمَارَةِ. وَكَانَ قَدْ أَمَرَ أَبَا مُسْلِمٍ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ وَقَتْلِ مَنْ يَتَّهِمُهُ. وَلَمَّا أُغِمَّ صَارَ أَمْرُهُمْ إِلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ السَّفَّاحِ، وَكَانَ قَدْ عَهِدَ إِلَيْهِ بِالأَمْرِ لَمَّا أُحِيطَ بِهِ. وَكَانَ مَقْتَلُهُ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي سِجْنِ مَرْوَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُرَّةَ الدِّمَشْقِيُّ [1] . عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ وَالأَوْزَاعِيُّ وصدقة بن عبد الله السمين.   [1] التاريخ الكبير 1/ 329، الخلاصة 22، الجرح 2/ 137، تهذيب ابن عساكر 2/ 299، تهذيب التهذيب 1/ 163، التقريب 1/ 43. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 368 صَدُوقٌ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ الطَّائِفِيُّ [1]- ع- نَزِيلُ مَكَّةَ. عَنْ أَنَسٍ وَعَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ وَطَاوُسٍ. وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابن المديني: له نحو ستين حديثا. وقال الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: مَنْ لَمْ تَرَ وَاللَّهِ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْمُسْتَمْلِي: ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ يُحَدِّثُ كَمَا سَمِعَ، كَانَ فَقِيهًا. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: أَيْنَ كَانَ حِفْظُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ مِنْ حِفْظِ ابْنِ طَاوُسٍ: قَالَ: لَوْ شِئْتَ قُلْتُ لَكَ إِنِّي أُقَدِّمُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ فِي الْحِفْظِ فَعَلْتُ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ ميمون [2]- د ن- أبو إسحاق الصائغ المروزي.   [1] التاريخ الكبير 1/ 328، الخلاصة 22، الجرح 2/ 133، تهذيب ابن عساكر 2/ 301، تهذيب الأسماء 1/ 105، تهذيب التهذيب 1/ 172. التقريب 1/ 44. المشاهير 87. تاريخ أبي زرعة 1/ 244. المعرفة والتاريخ 1/ 257. [2] التاريخ الكبير 1/ 325، الخلاصة 22، الجرح 2/ 134، ميزان الاعتدال 1/ 69، تهذيب التهذيب 1/ 172. التقريب 1/ 44. المشاهير 195. المعرفة والتاريخ 195. المعرفة والتاريخ 2/ 104 و 3/ 337 و 350. التاريخ لابن معين 2/ 14 رقم 3102. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 369 روى عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا. وعنه حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ ظُلْمًا. إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] بْنِ مَرْوَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْمَرْوَانِيُّ. بُويِعَ بِالْخِلافَةِ وَخَطَبَ لَهُ عَلَى الْمَنَابِر بَعْدَ مَوْتِ أَخِيهِ يَزِيدَ النَّاقِصِ بِعَهْدٍ مِنْهُ إِلَيْهِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: بَلْ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْهِ أَخُوهُ وَأَنَّهُ بُويِعَ بِلا عَهْدٍ. روى عن الزُّهْرِيِّ وَعَنْ عَمِّهِ هِشَامٍ. حَكَى عَنْهُ ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ أَبْيَضَ جَمِيلا وسيما جسيما طَوِيلا. وَقَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ جَاءَ إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه ثم قال: أحدث بهذا عنك؟ قال: إي لعمري فمن يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟! قَالَ شَيْبَانُ: ثنا الْعَلاءُ بْنُ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْتُ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ حِينَ احْتَضَرَ فَأَتَاهُ قَطَنٌ فقال: أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله   [1] تهذيب ابن عساكر 2/ 306. تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 279 ب- 280 أ. ب. تاريخ الخلفاء 253. معجم بني أمية 9 و 10. الوافي 6/ 163. تاريخ اليعقوبي 3/ 75. تاريخ الطبري 3/ 299. الكامل في التاريخ 5/ 308، سير أعلام النبلاء 5/ 376 رقم 171. البداية والنهاية 10/ 21. المعرفة والتاريخ 2/ 828. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 370 لِمَا وَلَّيْتَ أَمْرَهُمْ أَخَاكَ إِبْرَاهِيمَ، فَغَضِبَ وَقَالَ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ: أَنَا أُوَلِّي إِبْرَاهِيمَ! ثُمَّ قَالَ لِي: يَا أَبَا الْعَلاءِ إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَعْهَدَ؟ فَقُلْتُ: أَمْرٌ نَهَيْتُكَ عَنِ الدُّخُولِ فِيهِ فَلا أُشِيرُ عَلَيْكَ فِي آخِرِهِ، قَالَ وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَقَعَدَ قَطَنٌ فَافْتَعَلَ كِتَابًا عَلَى لِسَانِ يَزِيدَ وَدَعَا نَاسًا فَأَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ، قَالَ أَبِي: وَلا وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيْهِ يَزِيدُ شَيْئًا. قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ: بُويِعَ فَمَكَثَ سَبْعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ خُلِعَ وَوَلِيَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَأَمَّنَهُ وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ. آدَمُ بن سليمان مولى قريش الكوفي [1]- م ت ن- وَالِدُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ. سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَطَاءً وَغَيْرَهُمَا. وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ ابْنُهُ لِصِغَرِهِ. إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ [2]- خ م د ن-. عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ وأبي قتادة تميم ابن يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وعنه الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَيَحْيَى. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ ومائة.   [1] الجرح 2/ 268. تهذيب التهذيب 1/ 196، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 2456 و 2931. [2] المشاهير 152، الوافي 8/ 414، الجرح 2/ 222، التاريخ الكبير 1/ 366، تهذيب التهذيب 1/ 236. التقريب 1/ 58. الخلاصة 28. التاريخ لابن معين 2/ 24 رقم 3819 و 3820. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 371 إِسْحَاقُ [1] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ [2]- ع- زيد بن سهل الأنصاري النجاري [3] . أَحَدُ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ بِالْمَدِينَةِ. سَمِعَ مِنْ عَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي مُرَّةَ مَوْلَى عقيل والطفيل بن أبيّ ابن كَعْبٍ وَأَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ. وعنه عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَمَالِكٌ وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ. وَكَانَ مَالِكٌ لا يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا. وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ. أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ [4] . عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِمَا. وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَجَابِرُ بْنُ غَانِمٍ. وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِدِمَشْقَ وَفِيهِ نَصَبٌ مَعْرُوفٌ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ [5]- ع- بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ المكيّ.   [1] الجرح 2/ 226، التاريخ الكبير 1/ 393، تهذيب الأسماء 1/ 116، المشاهير 67، تهذيب التهذيب 1/ 239. التقريب 1/ 59. الوافي 8/ 416. الخلاصة 29. تاريخ أبي زرعة 1/ 561 و 562. المعرفة والتاريخ 1/ 423 و 427. التاريخ لابن معين 2/ 26 رقم 4417 و 4091. [2] في «التقصّي» المعروف ب «تجريد التمهيد» : يكنى أبا يحيى. [3] في الأصل «البخاري» . [4] الجرح 2/ 337. المشاهير 113. ميزان الاعتدال 1/ 207. لسان الميزان 1/ 385. المعرفة والتاريخ 1/ 117 و 129. تاريخ أبي زرعة 2/ 699. [5] الجرح 2/ 159، المشاهير 145، التاريخ الكبير 1/ 435، ميزان الاعتدال 1/ 222، الوافي 8/ 94، تهذيب التهذيب 1/ 283. التقريب 1/ 67. الخلاصة 32. التاريخ لابن معين 2/ 31 رقم 631. تاريخ أبي زرعة 1/ 256. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 372 ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى الآتِي بَعْدَ وَرَقَتَيْنِ وَابْنُ أَخِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو الآتِي بعد ورقة. روى عن أبيه وبجير بْنِ أَبِي بُجَيْرٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ وسعيد المقبري وأبي سلمة بن عبد الرحمن وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَمَكْحُولٍ وَطَائِفَةٍ. وعنه السُّفْيَانَانِ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ سِتِّينَ حَدِيثًا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى. يُقَالُ: تُوُفِّي سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ [1]- د ت- الْفَقِيهُ ابْنُ الْفَقِيهِ. كَانَ جَدُّهُ مِنْ سَبْيِ أَصْبَهَانَ. عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ وَأَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ. وعنه مُعْتَمِدٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م د ن-. سَمِعَ سعيد بن جبير والشعبي وغيرهما.   [1] التاريخ الكبير 1/ 351، الجرح 2/ 164، ميزان الاعتدال 1/ 225، تهذيب التهذيب 1/ 290، التقريب 1/ 68، الخلاصة 33. [2] الجرح 2/ 172، التاريخ الكبير 1/ 356، ميزان الاعتدال 1/ 232، تهذيب التهذيب 1/ 301، التقريب 1/ 70. الخلاصة 34. المعرفة والتاريخ 3/ 203. التاريخ لابن معين 2/ 35 رقم 2388. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 373 وَلَهُ أَحَادِيثُ نَحْوُ الْعَشَرَةِ. روى عنه ابْنُهُ يَحْيَى وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُشَيْمٌ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَيُكَنَّى بِابْنِهِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ، وَمِنْ أَخْبَارِهِ أَنَّهُ نَزَلَ أَرْضَ بَغْدَادَ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى فِي أَيَّامِ السَّفَّاحِ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م د ن- بَيَّاعُ السَّابَرِيِّ [2] . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي رَزِينٍ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ. وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَلِيُّ بْن عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَكَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ فِيمَا قِيلَ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ [3]- خ م د ن ق- الإمام أبو عبد الحميد المخزومي مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ مُؤَدِّبُ آلِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان من ثقات الشاميين وعلمائهم الكبار.   [1] التاريخ الكبير 1/ 356، الجرح 2/ 171، ميزان الاعتدال 1/ 233، تهذيب التهذيب 1/ 305، التقريب 1/ 70. الخلاصة 34. المعرفة والتاريخ 1/ 343 و 2/ 270 و 3/ 102. [2] بفتح السين والباء. نوع من الثياب. (اللباب 2/ 89) . [3] المشاهير 179. الجرح 2/ 182. الوافي 9/ 154، الحلة السيراء 2/ 335. تهذيب ابن عساكر 3/ 28. رياض النفوس 1/ 75. معالم الإيمان 1/ 155. البيان المغرب 1/ 48. تهذيب التهذيب 1/ 317. الحلية 6/ 85. تاريخ أبي زرعة 1/ 230. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . التاريخ لابن معين 2/ 36 رقم 5341. طبقات خليفة 315. التاريخ الكبير 1/ 366. التاريخ الصغير 2/ 11. سير أعلام النبلاء 5/ 213 رقم 84. خلاصة تذهيب الكمال 35. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 374 روى عن أَنَسٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ وَطَائِفَةٍ. وعنه سَعِيدٌ وَالأَوْزَاعِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مَعْنٍ التَّنُوخِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْهُ وَمِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلاهُ إِمْرَةَ الْغَرْبِ فَأَقَامَ بِهَا سَنَةَ مِائَةٍ وَسَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ وَلَّوْا بَعْدَ إِسْمَاعِيلَ يَزِيدَ ابن أَبِي مُسْلِمٍ مَوْلَى الْحَجَّاجِ. قَالَ خَلِيفَةُ: [1] أَسْلَمَ عَامَّةُ الْبَرْبَرِ فِي وِلايَةِ إِسْمَاعِيلَ وَكَانَ حَسَنُ السِّيرَةِ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: أَدْرَكَ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ غُلامٌ، قِيلَ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [2] : كَانَتْ دَارُهُ عِنْدَ طَرِيقِ الْقَنَوَاتِ. الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَشْرَفَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَلَى وَادِي جَهَنَّمَ وَمَعَهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: اقْرَأْ يَا إِسْمَاعِيلُ، فَقَرَأَ (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) 23: 115 [3] فَخَرَّتْ عَلَى وَجْهِهَا، وَخَرَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى وَجْهِهِ فَمَا رَفَعَا رُءُوسَهُمَا حَتَّى ابْتَلَّ مَا تَحْتَ وُجُوهِهِمَا مِنَ الدُّمُوعِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر: ثنا الْوَلِيدُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ:   [1] تاريخ خليفة 323. [2] تهذيب ابن عساكر 3/ 28. [3] قرآن كريم- سورة المؤمنون- الآية 115. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 375 يَا إِسْمَاعِيلُ عَلِّمْ بَنِيَّ فَإِنِّي مُثِيبُكَ عَلَى ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ وَقَدْ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «مَنْ أَخَذَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ قَوْسًا قَلَّدَهُ اللَّهُ قَوْسًا مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» قَالَ: فَإِنِّي لَسْتُ أُعْطِيكَ عَلَى الْقُرْآنِ إِنَّمَا أَعْطِيكَ عَلَى النَّحْوِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ دُخُولِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ بِثَلاثَةِ أَشْهُرٍ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سعيد بن العاص [1]- ق- أبو محمد الأموي، وَيُعْرَفُ أَبُوهُ بِالأَشْدَقِ. روى عن ابْنِ عَبَّاسٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا. وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ. روى عنه شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَآخَرُونَ. سَكَنَ الأَعْوَصَ بِالْحِجَازِ بَعْدَ قَتْلِ وَالِدِه وَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَتَعَبَّدَ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ يُعَدُّ مِنْ عُبَّادِ الأَشْرَافِ. وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرَاهُ أَهْلا لِلْخِلافَةِ قَالَ: لَوْ كَانَ الأَمْرُ إِلَيَّ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَوْ صَاحِبَ الأَعْوَصِ. وَالأَعْوَصُ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ شَرْقِيِّ الْمَدِينَةِ. تُوُفِّيَ فِي إِمْرَةِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى الْمَدِينَةِ وَكَانَ دَاوُدُ قَدْ هَمَّ بِالْفَتْكِ بِهِ فَخَوَّفُوهُ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ فتركه.   [1] الجرح 2/ 190، تهذيب التهذيب 1/ 320، الوافي 9/ 183، التقريب 1/ 72، الخلاصة 35، التاريخ الكبير 1/ 368، تهذيب ابن عساكر 3/ 41. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 376 لَهُ حَدِيثٌ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ. إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [1]- خ م ت ن ق- أبو محمد الزهري المدني. عَنْ أَبِيهِ وَعَمَّيْهِ عَامِرٍ وَمُصْعَبٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مِنْ أَرْفَعِ هَؤُلاءِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ. قُلْتُ: قَتَلَ الْحَجَّاجُ أَبَاهُ لِخُرُوجِهِ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ وَأَسَرَ هَذَا فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَعَفَا عَنْهُ لِكَوْنِهِ لَمْ يَكُنْ أَنْبَتَ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. أسلم المنقري [2]- د [3]- أبو سعيد. روى عن ابْنِ أَبْزَى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَعُثَيْمٌ وَجَرِيرٌ وَابْنُ فضيل. وثّقه أحمد بن حنبل.   [1] الجرح 2/ 194، التاريخ الكبير 1/ 371، تهذيب التهذيب 1/ 329، الخلاصة 36.، التقريب 1/ 73. المعرفة والتاريخ 1/ 369. [2] الجرح 2/ 307، التاريخ الكبير 2/ 24، تهذيب التهذيب 1/ 267، التقريب 1/ 64، الخلاصة 31. المعرفة والتاريخ 1/ 220. [3] الرمز من الخلاصة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 377 الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ [1]- ع-. عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ ونُبَيْحٍ [2] الْعَنْزِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ. مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ. أُسَيْدُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ الْبَرَّادُ [3]- 4- أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ. روى عن أَبَوَيْهِ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ وَمُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ. أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ الكندي الكوفي [4]- م ت ن ق- الأفرق التوابيتي النجار. روى عن عِكْرِمَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ وَجَمَاعَةٍ.   [1] الجرح 2/ 292. تهذيب التهذيب 1/ 341. التقريب 1/ 76. الخلاصة 37. التاريخ الكبير 1/ 448 التاريخ لابن معين 2/ 38 رقم 1683. المعرفة والتاريخ 1/ 483. [2] بالتصغير. [3] الجرح 2/ 317، تهذيب التهذيب 1/ 343، الوافي 9/ 259، التقريب 1/ 77، الخلاصة 37. [4] الجرح 2/ 271، تهذيب التهذيب 1/ 352، ميزان الاعتدال 1/ 263، الوافي 9/ 276، التقريب 1/ 79. الخلاصة 38. التاريخ الكبير 1/ 430. تاريخ أبي زرعة 1/ 658. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . التاريخ لابن معين 2/ 40 رقم 1249. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 378 وعنه هُشَيْمٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَآخَرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا يَزِيدُ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَقَوَّاهُ غَيْرُهُ. وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: هُوَ أَضْعَفُ الأَشَاعِثَةِ [1] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ سنة ست وثلاثين ومائة. قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ. أُمَيَّةُ بْنُ يَزِيدَ [2] بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَيْدٍ الأُمَوِيُّ. روى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز وأبي مصبح المقرئي. وعنه ابْنُ لَهِيعَةَ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَآخَرُونَ. وَلَعَلَّهُ عَاشَ إِلَى بَعْدِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ بِيَسِيرٍ. أَيُّوبُ السِّخْتيِانِيُّ [3]- ع- أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ كَيْسَانَ الْبَصْرِيُّ. أَحَدُ الأَعْلامِ مِنْ نُجَبَاءِ الْمَوَالِي. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَيُّوبُ مَوْلَى عَنْزَةَ. وَقَالَ حماد بن زيد: كان يبيع الأدم.   [1] في الأصل «الأناعثة» وهو تصحيف ظاهر. [2] الجرح 2/ 302. تهذيب ابن عساكر 3/ 136. تاريخ أبي زرعة 1/ 262 و 710. [3] الجرح 2/ 255، تهذيب التهذيب 1/ 397، التقريب 1/ 89، الخلاصة 42، المشاهير 150، التاريخ الكبير 1/ 409. طبقات الفقهاء 89. حلية الأولياء 3/ 3. تاريخ أبي زرعة 1/ 472 و 473. التاريخ لابن معين 2/ 48 رقم 76 و 3877 و 3889. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 379 سَمِعَ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ وَأَبَا الْعَالِيَةَ وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ وَأَبَا قِلابَةَ وَالْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ وَمُجَاهِدًا وَابْنَ سِيرِينَ وَخَلْقًا سِوَاهُمْ. وعنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَمَعْمَرٌ وَمُعْتَمِرٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَخَلائِقُ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِمِائَةِ حَدِيثٍ. وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَيِّدَ الْفُقَهَاءِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ أَلْقَ مِثْلَهُ. يَقُولُ هَذَا وَقَدْ لَقِيَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ. وَرَوَى وُهَيْبٌ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَيُّوبُ سَيُّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ الْحَسَنِ. وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ أَشْعَثَ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ جهبذ العلماء، وعن سلام ابن أَبِي مُطِيعٍ وَذَكَرَ أَيُّوبَ وَجَمَاعَةً قَالَ: كَانَ أَفْقَهَهُمْ فِي دِينِهِ أَيُّوبُ. وقَالَ هشام بْن عُرْوَة لم أر فِي البصرة مثل أيوب. وَعَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى أَيُّوبَ فَإِذَا ذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى نَرْحَمَهُ. وَعَنْ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ أَرْبَعِينَ حَجَّةً. وَقَالَ عَوْنُ بْنُ الْحَكَمِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: غَدَا عَلَى مَيْمُونٍ أَبُو حَمْزَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ قَبْلَ الصَّلاةِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: مَا جَاءَ بِكُمَا؟ قَالا: جِئْنَا نُصَلِّي عَلَى أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِمَوْتِهِ فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ أَيُّوبُ الْبَارِحَةَ. وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إِذَا ذُكِرَ الصَّالِحُونَ كُنْتُ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 380 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلافَةَ قَالَ: اللَّهمّ أَنْسِهِ ذِكْرِي. وَكَانَ يَقُولُ لِيَتَّقِي اللَّهَ رَجُلٌ وَإِنْ زَهِدَ وَلا يَجْعَلَنَّ زُهْدَهُ عَذَابًا عَلَى النَّاسِ. وَكَانَ أَيُّوبُ مِمَّنْ يُخْفِي زُهْدَهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: غَلَبَ أَيُّوبُ الْبُكَاءَ يَوْمًا فَقَالَ: الشَّيْخُ إِذَا كَبُرَ مَجَّ وَغَلَبَهُ فُوهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ وَقَالَ الزُّكْمَةُ رُبَّمَا عَرَضَتْ. وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ فِي قَمِيصِ أَيُّوبَ بَعْضُ التَّذْيِيلِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: الشُّهْرَةُ الْيَوْمَ فِي التَّشْهِيرِ. وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقِلَّ الْكَلامَ، وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَال أَيُّوبُ: لَقَدْ شُهِرْنَا فِي هَذَا الْمِصْرِ لَوْ خَرَجْنَا مِنْهُ. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ خَطَأَ مُعَلِّمُكَ فَجَالِسْ غَيْرَهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَوْتِ الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فَكَأَنَّمَا أَفْقِدُ بَعْضَ أَعْضَائِي. قَالَ حَمَّادُ: وَكَانَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَدْ جَالَسَ أَيُّوبَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْخِلافَةِ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ جَعَلَ أَيُّوبَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهمّ أنْسِهِ ذِكْرِي. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ أَيُّوبُ: لا تُحَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا لا يَعْلَمُونَ فَتَضُرُّوهُمْ، وَقَالَ وَدَدْتُ أَنِّي أُفْلِتُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِيَّ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ عَنْ سَلامٍ: كَانَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَيُخْفِي ذَلِكَ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ. حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ وَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ لا تَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ؟ قَالَ: الجزء: 8 ¦ الصفحة: 381 قِيلَ لِلْحِمَارِ أَلا تَجْتَرَّ؟ قَالَ: أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلِ. وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ النَّاسِ مِنْ أَيُّوبَ وَلَوْ رَأَيْتُمْ أَيُّوبَ ثُمَّ اسْتَقَاكُمْ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ عَلَى النُّسُكِ لَمَا سَقَيْتُمُوهُ، لَهُ شَعْرٌ وَافِرٌ وَشَارِبٌ وَافِرٌ وَقَمِيصٌ جَيِّدٌ هَرَوِيٌّ يَسِمُ الأَرْضَ وَقَلَنْسُوَةٌ جَيِّدَةٌ مُتَرَّكَةٌ وَطَيْلُسَانُ كُرْدِيٌّ جَيِّدٌ وَرِدَاءٌ عَدَنِيٌّ. قَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: لا خَبِيثَ أَخْبَثُ مِنْ قَارِئٍ فَاجِرٍ. قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: ثنا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قُلْنَا: مَن لَنَا؟ فَقُلْنَا: لَنَا أَيُّوبُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ لِأَيُّوبَ بُرْدٌ أَحْمَرُ يَلْبِسُهُ إِذَا أَحْرَمَ وَكَانَ يُعِدُّهُ لِلْكَفَنِ وَكُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَيُّوبَ فَيَأْخُذُ فِي طُرُقٍ أَعْجَبَ كَيْفَ يَهْتَدِي لَهَا فِرَارًا مِنَ النَّاسِ أَنْ يُقَالُ هَذَا أَيُّوبُ. وَقَالَ شُعْبَةُ: رُبَّمَا ذهب مَعَ أَيُّوبَ لِحَاجَةٍ فَلا يَدَعْنِي أَمْشِي مَعَهُ ويخرج من هاهنا وهاهنا لِكَيْ لا يَفْطِنُ لَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ أَيُّوبُ ثِقَةً ثَبْتًا فِي الْحَدِيثِ جَامِعًا كَثِيرَ الْعِلْمِ حُجَّةٌ عَدْلا. وَقَالَ أَبُو حاتم [2] : أيوب ثقة لا يسأل عن مِثْلُهُ. قُلْتُ: وَلَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ إِلا عَنْ أَيُّوبَ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ أَحَدٍ إلا وأيوب فوقه، أو كما قال.   [1] طبقات ابن سعد 5/ 539. [2] الجرح والتعديل 2/ 255. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 382 وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ أَيُّوبُ عِنْدِي أَفْضَلَ مَنْ جَالَسْتُهُ وَأَشَدَّهُمْ إتِّبَاعًا لِلسُّنَّةِ. وَرَوَى ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيّوُب يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِهِ فِي رَمَضَانَ وَيُصَلِّي بِهِمْ قَدْرَ ثَلاثِينَ آيَةٍ فِي الركعة وكان يصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية وَكَانَ يَقُولُ هُوَ بِنَفْسِهِ لِلنَّاسِ: «الصَّلاةَ» ، وَكَانَ يُؤْثِرُ بِهِمْ وَيَدْعُو بِدُعَاءِ الْقُرْآنِ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، وَكَانَ آخِرُ مَا يَقُولُ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ: (اللَّهمّ استعملنا بسنّته وارعنا بهداه وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) 25: 74 ثُمَّ يَسْجُدُ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ دَعَا بِدَعَوَاتٍ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أنا يُوسُفُ الأَدَمِيُّ ثنا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ أَنَا أَبُو عليّ الحدّاد أنا أبو نُعَيم الْحَافِظُ ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُثْمَانِيُّ ثنا خَالِدُ بْنُ النَّضْرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحِرَشِيُّ ثنا النَّضْرُ بْنُ كَثِيرٍ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ عَلَى حِرَاءٍ فَعَطِشْتُ عَطَشًا شَدِيدًا حَتّى رَأَى ذَلِكَ فِي وَجْهِي قَالَ: فَقَالَ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قُلْتُ: الْعَطَشَ قَدْ خِفْتُ عَلَى نَفْسِي، قَالَ: تَسْتُرُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَاسْتَحْلَفَنِي فَحَلَفْتُ لَهُ أَنْ لا أُخْبِرُ عَنْهُ مَا دَامَ حَيًّا فَغَمَزَ بِرِجْلِهِ عَلَى حِرَاءٍ فَنَبَعَ الْمَاءُ فَشَرِبْتُ حَتَّى رَوِيتُ وَحَمَلْتُ مَعِي مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوبُ: قَدْ ذَكَرْتُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَذْكُرَ. قُلْتُ: إِلَى أَيُّوبَ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ. تُوُفِّي شَهِيدًا فِي طَاعُونِ الْبَصْرَةِ الَّذِي كَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ ثَلاثٌ وَسِتُّونَ سَنَةً. أَيُّوبُ بن موسى بن عمرو الأشدق [1]- ع- بن سعيد بن العاص الأموي   [1] الجرح 2/ 257، تهذيب التهذيب 1/ 412، التقريب 1/ 91، الخلاصة 44، تهذيب ابن عساكر 3/ 215. التاريخ الكبير 1/ 422. التاريخ لابن معين 2/ 51 رقم 1066. المعرفة والتاريخ 2/ 173 721. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 383 أَبُو مُوسَى الْمَكِّيُّ الْفَقِيهُ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءِ بْنِ مَيْنَاءَ وَنَافِعٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَطَائِفَةٍ. وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَاللَّيْثُ والأوزاعي وعبد الوارث وابن علية وروح ابن الْقَاسِمِ وَالْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ وَمَالِكٌ وَخَلْقٌ. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ مُفْتِيًا فَقِيهًا. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَيَحْيَى وَأَبُو زُرْعَةَ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ ابْنُ عَمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ مَكِّيَّانِ ثِقَتَانِ. أَيُّوبُ بْنُ أَبِي مِسْكِينٍ أَبُو الْعَلاءِ الْقَصَّابُ [1]- د ت ن- الْفَقِيهُ مُفْتِي أَهْلِ وَاسِطَ وَعَالِمُهُمْ فِي زَمَانِهِ. روى عن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَقَتَادَةَ وَابْنِ شَبْرُمَةَ وَغَيْرِهِمْ. وعنه هُشَيْمٌ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: أَرَّخَهُ يَزِيدُ أَنَّهُ مَاتَ في سنة أربعين ومائة.   [1] الجرح 2/ 259، ميزان الاعتدال 1/ 293، المشاهير 177، التقريب 91، الخلاصة 43، تهذيب التهذيب 1/ 411. التاريخ الكبير 1/ 423. التاريخ لابن معين 2/ 51 رقم 4889. المعرفة والتاريخ 1/ 122. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 384 [حرف الْبَاءِ] بَابُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د-. عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَرَجُلٍ آخَرَ مَدَنِيٍّ. وعنه يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ- وَهُوَ أَكْبَرُ- وَالأَوْزَاعِيُّ وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، وَهُوَ مَسْتُورٌ. بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] . فِي وفاته اختلاف، وقد مر، وقيل بَقِيَ إِلَى سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. بُرْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ [3]- ن- أَخُو يَزِيدَ الْكُوفِيِّ. قَلِيلُ الْحَدِيثِ. لَهُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرٍ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَعُثَيْمُ بْنُ الْقَاسِمِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد وآخرون.   [1] الإكمال 1/ 161. الخلاصة 54. التقريب 1/ 93. تهذيب التهذيب 1/ 416. التاريخ لابن معين 2/ 53 رقم 5326. [2] الجرح 2/ 428. تهذيب التهذيب 1/ 424. التقريب 1/ 94. المعرفة والتاريخ 2/ 457 و 735 [3] الجرح 2/ 421، تهذيب التهذيب 1/ 428، التقريب 1/ 95، الخلاصة 46، التاريخ الكبير 2/ 135. المعرفة والتاريخ 3/ 122. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 385 وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ [1]- 4- أَبُو الْعَلاءِ الدِّمَشْقِيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ مِنْ جُلَّةِ الْعُلَمَاءِ. لَهُ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسِيٍّ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه السُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا شَامِيٌّ خَيْرٌ مِنْ بُرْدٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هَرَبَ بُرْدُ مِنْ مَرْوَانَ الْحِمَارِ إِلَى الْبَصْرَةِ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. بِشْرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] . عَنْ عُرْوَةَ وَأَبِي قِلابَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وعنه ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَغَيْرُهُمْ. وَلَمْ أَرَ أَحَدًا ضَعَّفَهُ. بكر بن زرعة الخولانيّ الشامي [3]- ق-.   [1] الجرح 2/ 422، التاريخ الكبير 2/ 134، تهذيب التهذيب 1/ 428، التقريب 1/ 95، المشاهير 156. ميزان الاعتدال 1/ 329، الخلاصة 46، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، المعرفة والتاريخ 339. التاريخ لابن معين 2/ 56 رقم 4379. [2] الجرح 2/ 354، التاريخ الكبير 2/ 71. [3] الجرح 2/ 386، التاريخ الكبير 2/ 89، تهذيب التهذيب 1/ 482، التقريب 1/ 105، الخلاصة 51. المعرفة والتاريخ 2/ 445. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 386 عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلانِيِّ وَمُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ. وعنه الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ مُقِلٌّ. بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ الزَّاهِدُ [1]- سِوَى ق- إِمَامُ جَامِعِ مِصْرَ وَكَانَ ذَا عِبَادَةٍ وَفَضْلٍ وَجَلالَةٍ. روى عن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ أَحَدَ الأَثْبَاتِ. بَكْرُ بْنُ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م 4-. عَنْ نَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وعنه أَبُوهُ وَشُعْبَةُ وَهَمَّامٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: مات قبل أبيه وله عنه أحاديث.   [1] التاريخ الكبير 2/ 91، الجرح 2/ 390، ميزان 1/ 347، تهذيب التهذيب 1/ 485، التقريب 1/ 106. الخلاصة 51. تهذيب ابن عساكر 3/ 289. المعرفة والتاريخ 1/ 462 و 488 و 500 و 509. [2] التاريخ الكبير 2/ 95، الجرح 2/ 393، ميزان الاعتدال 1/ 348، تهذيب التهذيب 1/ 488، التقريب 1/ 107. الخلاصة 52. التاريخ لابن معين 2/ 63. رقم 3801 و 2356. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 387 بيان بن بشر الأحمسي [1]- ع- أبو بشر الكوفي. المؤدّب أَحَدُ الأَثْبَاتِ. هانئ بِنْت أَبِي طَالِب. كوفي ضعيف. لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَقَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ وطارق بْن شهاب والشعبي وطائفة. وعنه زائدة وابن عيينة وابن فضيل وعبيدة بن حميد وعلي بن عاصم وطائفة. له نحو من سبعين حديثا.   [1] الجرح 2/ 424، التاريخ الكبير 2/ 133، تهذيب التهذيب 1/ 506، التقريب 1/ 111، الخلاصة 53. المعرفة والتاريخ 2/ 814. التاريخ لابن معين 2/ 64 رقم 4873. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 388 [حرف التاء] توبة العنبري مولاهم [1]- خ م د ت- أَبُو الْمُوَرِّعِ الْبَصْرِيُّ. أَصْلُهُ مِنْ سِجِسْتَانَ وَهُوَ جَدُّ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ. روى عن أَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةَ وَمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمُطِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا. قَالَ تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ: أَرْسَلَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَلاهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ عَمَلَ سَابُورَ ثُمَّ وَلاهُ الأَهْوَازَ وَهُوَ تَوْبَةُ. كَانَ صَاحِبَ بَدَاوَةٍ فَمَاتَ بِصُنْعٍ وَهُوَ عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْبَصْرَةِ. مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَعَاشَ أَرْبَعًا وسبعين سنة.   [1] الجرح 2/ 446، تهذيب التهذيب 1/ 515، التاريخ الكبير 2/ 155، الخلاصة 55، التقريب 1/ 114، تهذيب ابن عساكر 3/ 362، المعرفة والتاريخ 2/ 747. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 389 [حرف الثَّاءِ] ثَابِتُ بْنُ عَجْلانَ بْنِ حَفْصٍ السلمي الأنصاري [1]- خ د ن ق- أبو عبد الله الحمصي. وَقَدْ تَغَرَّبَ وَوَقَعَ إِلَى بَابِ الأَبْوَابِ. روى عن أَنَسٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وطائفة. وعنه إسماعيل بن عياش وبقية وعتاب [2] بن بشير ومحمد بن حميد وسويد ابن عبد العزيز وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. ثوير بن أبي فاختة [3]- ت- أبو الجهم بن سعيد بن علاقة مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ كُوفِيٌّ ضعيف.   [1] الجرح 2/ 455، تهذيب التهذيب 2/ 10، التقريب 1/ 116، الخلاصة 56، تهذيب ابن عساكر 3/ 371. ميزان الاعتدال 1/ 364. المعرفة والتاريخ 2/ 307. [2] مهمل في الأصل. [3] الجرح 2/ 472، التاريخ الكبير 2/ 183، تهذيب التهذيب 2/ 36، ميزان الاعتدال 1/ 375، التقريب 1/ 121. الخلاصة 58. المعرفة والتاريخ 2/ 271. التاريخ لابن معين 2/ 72 رقم 1362 و 1998 و 2479. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 390 لَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ. وعنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَزْرَمِيُّ وَعُبَيْدَةُ وَعَلِيُّ ابْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. رَمَاهُ الثَّوْرِيُّ بِالْكَذِبِ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: كَانَ رَافِضِيًّا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 391 [حرف الْجِيمِ] جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ [1]- ن ق- أَحَدُ الأَشْرَافِ. روى عن أَبِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ أَبِي زُرْعَةَ. وعنه مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَبَقِيَّةُ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَامِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، هُوَ شَيْخٌ. جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ شُرَحْبِيلِ بْنِ حسنة الكندي [2]- ع- أبو شرحبيل المصري. وَلِأَبِيهِ رَبِيعَةَ رُؤْيَةٌ، وَرَأَى هُوَ ابْنَ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ الصَّحَابِيَّ. روى عن أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي سَلَمَةَ وَعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ. وعنه بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ومائة بمصر.   [1] الجرح 2/ 502، التاريخ الكبير 2/ 212، التقريب 1/ 127، تهذيب التهذيب 2/ 77، ميزان الاعتدال 1/ 397. الخلاصة 61. التاريخ لابن معين 2/ 83 رقم 4047. [2] الجرح 2/ 478، التاريخ الكبير 2/ 190، تهذيب التهذيب 2/ 90، المشاهير 187، الخلاصة 62 و 63. التقريب 1/ 130. التاريخ لابن معين 2/ 86 رقم 5195. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 392 [حرف الحاء] حبيب العجمي [1]- خ- ثم البصري أبو محمد الزاهد أَحَدُ الأَعْلامِ. روى عن الْحَسَنِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْفَرَزْدَقِ وَغَيْرِهِمْ حِكَايَاتٍ. وعنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ [2] وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُمْ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ أنا ابْنُ خَلِيلٍ نا اللَّبَّانُ نا الْحَدَّادُ نا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ صَاحِبُ الْكَرَامَاتِ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، كَانَ سَبَبُ زُهْدِهِ حُضُورَهُ مَجْلِسَ الْحَسَنِ فَوَقَعَتْ مَوْعِظَتُهُ فِي قَلْبِهِ فَخَرَجَ عَمَّا كَانَ يَتَصَرَّفُ فِيهِ فَتَصَدَّقَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ الْخَزَّازُ ثنا ضَمْرَةُ ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى وَغَيْرُهُ عَنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ أَنَّهُ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ فَاشْتَرَى مِنْ أَصْحَابِ الدَّقِيقِ دَقِيقًا وَسَوِيقًا بِنَسِيئَةٍ وَعَهِدَ إِلَى خَرَائِطِهِ فَخَيَّطَهَا وَوَضَعَهَا تَحْتَ فِرَاشِهِ ثُمَّ دَعَا اللَّهَ تَعَالَى فَجَاءَ الَّذِينَ اشْتَرَى مِنْهُمْ يَطْلُبُونَ حُقُوقَهُمْ فَأَخْرَجَ تِلْكَ الخرائط قد امتلأت فقال لهم زنوا فوزنوها فإذا هو يقرب من حقوقهم.   [1] تهذيب التهذيب 2/ 189، ميزان الاعتدال 1/ 457، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، تهذيب ابن عساكر 4/ 32. [2] في الأصل «الوهاح» وهو مشهور. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 393 قَالَ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ: سَمِعْتُ مَشْيَخَةً يَقُولُونَ: كَانَ الْحَسَنُ يَجْلِسُ يَذْكُرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَكَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَقْعُدُ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يَأْتِيهِ فِيهِ أَهْلُ الدُّنْيَا وَالتُّجَّارُ وَهُوَ غَافِلٌ عَمَّا فِيهِ الْحَسَنُ لا يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَقَالَتِهِ إِلَى أَنِ الْتَفَتَ يوما فقال «أين برهمي درآيد درآيد خلوت [1] » فَقِيلَ: وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ يَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَيَذْكُرُ النَّارَ وَيُرَغِّبُ فِي الآخِرَةِ وَيُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، فَوَقَرَ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ، فَقَالَ بِالْفَارِسِيَّةِ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ فَأَتَاهُ فَقَالَ جُلَسَاءُ الْحَسَنِ: هَذَا حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ فَعِظْهُ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «أَيْنَ همي كَوئي بركَوي [2] » فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْشِ يَقُولُ؟ قِيلَ: يَقُولُ: هَذَا الَّذِي تَقُولُ أَيْشِ تَقُولُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ فَذَكَّرَهُ الْجَنَّةَ وَخَوَّفَهُ النَّارَ وَرَغَّبَهُ فِي الْخَيْرِ، فَقَالَ: «إين كَوئي [3] » قَالَ الْحَسَنُ: أَنَا ضَامِنٌ لَكَ عَلَى اللَّهِ ذَلِكَ، فَانْصَرَفَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَمْ يَزَلْ فِي إِنْفَاقِ أَمْوَالِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَى شَيْءٍ ثُمَّ جَعَلَ بَعْدُ يَسْتَقِرضُ عَلَى اللَّهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ لَنَا: كَانَ حَبِيبٌ أَبُو مُحَمَّدٍ يَأْخُذُ مَتَاعًا مِنَ التُّجَّارِ يَتَصَدَّقُ بِهِ فَأَخَذَ مرة فلم يجد ما يعطيهم فقال: يا رب كَأَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مُنْكَسِرٌ وَجْهِي عِنْدَهُمْ فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ بَجَوَالِقَ مِنْ شَعْرٍ كَأَنَّهُ نُصِبَ مِنْ أَرْضِ الْبَيْتِ إِلَى قَرِيبٍ مِنَ السَّقْفِ مليء دراهم فقال: يا رب لَيْسَ أُرِيدُ هَذَا فَأَخَذَ حَاجَتَهُ وَتَرَكَ الْبَقِيَّةَ، وَقَالَ: سَارَ بِنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كُنَّا نَنْصَرِفُ مِنْ مَجْلِسِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ فَنَأْتِي حَبِيبًا أَبَا مُحَمَّدٍ فَيَحُثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ فَإِذَا وَقَعَتْ قَامَ فَتَعَلَّقَ بِقَرْنٍ مُعَلَّقٍ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ يَقُولُ: هَا قَدْ تَغَذَّيْتُ وَطَابَتْ نَفْسي فَلَيْسَ فِي الْحَيِّ غُلامٌ مِثْلِي إِلا غُلامٌ قد تغذّى قبلي   [1] في الأصل «درايذ درايذ خلويذ» . [2] التصويب عن نسخة القدسي 5/ 334. [3] التصويب عن المرجع نفسه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 394 سُبْحَانَكَ وَحَنَانَيْكَ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ فَهَدَيْتَ وَأَعَطَيْتَ فَأَغْنَيْتَ وَأَقْنَيْتَ وَعَفَوْتَ وَعَافَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَعْطَيْتَ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ حَمْدًا لا يَنْقَطِعُ أُولاهُ وَلا يَنْفِذُ أُخْرَاهُ حَمْدًا أَنْتَ مُنَاهُ فَتَكُونُ الْجَنَّةُ عُقْبَاهُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ: ثنا ضمرة ثنا السري ابن يَحْيَى قَالَ: كَانَ حَبِيبٌ يُرَى بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ. قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ يَقِينًا مِنْ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ. وَقَالَ حَبِيبٌ: ثنا بَكْرُ الْمُزَنِيُّ قَالَ: كان أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بِالْبِطِّيخِ [1] فَإِذَا كَانَتِ الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالُ. حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ [2] . عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بِن مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِ. وعنه وَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ وَحُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ به. حجّاج بن حجّاج الباهلي البصري [3]- سوى ت- الأحول. عَنْ أَنَسِ بْنُ سِيرِينَ وَالْفَرَزْدَقِ وَقَتَادَةَ وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ وَجَمَاعَةٍ. وعنه مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ رَاوِيَتُهُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَكَانَ مِنَ الْحُفَّاظِ أصحاب قتادة.   [1] يترامون به. [2] تهذيب التهذيب 2/ 182، ميزان الاعتدال 1/ 453، تهذيب ابن عساكر 4/ 29. [3] التاريخ الكبير 2/ 372، تهذيب التهذيب 2/ 199، ميزان الاعتدال 1/ 461، التقريب 1/ 152، الخلاصة 72. الجرح 3/ 158. المعرفة والتاريخ 3/ 29. التاريخ لابن معين 2/ 100 رقم 4109. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 395 مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَشِيخَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ إِحْدَى وثلاثين ومائة. حجّاج بن فرافصة [1]- د ن- الباهلي البصري الْعَابِدُ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ومحمد ابن الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيِّ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَجَمَاعَةٍ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَابْنُ شَوْذَبٍ وَعَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ الْمِصِّيصِيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ صَالِحٌ مُتَعَبِّدٌ. وَقَالَ ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ فُرَافِصَةَ وَاقِفًا بِالسُّوقِ عِنْدَ أَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَى هَذِهِ الْمَقْطُوعَةِ الْمَمْنُوعَةِ. الْحُرُّ بْنُ مِسْكِينٍ [2] ، أَبُو مِسْكِينٍ الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَهُذَيْلِ بْنِ شرحبيل. وعنه زائدة وإسرائيل وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ. حَسَّانُ بْنُ عَتَاهِيَةَ [3] بْنِ عبد الرحمن بن حسان التجيبي.   [1] التاريخ الكبير 2/ 375، ميزان الاعتدال 1/ 463، تهذيب التهذيب 2/ 204، التقريب 1/ 154، الخلاصة 73. الجرح 3/ 164. التاريخ لابن معين 2/ 102 رقم 4063. [2] الجرح 3/ 277. التاريخ الكبير 3/ 82. تهذيب التهذيب 2/ 222. التقريب 1/ 157. التاريخ لابن معين 2/ 104 رقم 2502 و 2667. المعرفة والتاريخ 2/ 147 و 3/ 88. [3] كتاب الولاة والقضاة 85، النجوم الزاهرة 1/ 335. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 396 أَمِيرُ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ، وَكَانَ فَقِيهًا قَدْ جَالَسَ عَطَاءً وَغَيْرَهُ. قَتَلَهُ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مَعَ شُعْبَةَ بْنُ عُثْمَانَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. الحسن بن الحرّ النخعي [1]- د ن- ويقال الجعفي الكوفي نَزِيلُ دِمَشْقَ. روى عن أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ- خَالِهِ- وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ وَغَيْرِهِمْ. وعنه ابْنُ أَخِيهِ حُسَيْنُ الْجُعَفِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ [2] وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: هَاجَتْ فِتْنَةٌ بِالْكُوفَةِ فَعَمِلَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ طَعَامًا كَثِيرًا وَدَعَا قَرَّاءَ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَكَتَبُوا كِتَابًا يَأْمُرُونَ فِيهِ بِالْكَفِّ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْفِتْنَةِ فَتَكَلَّمَ هُوَ بِثَلاثِ كَلِمَاتٍ فَاسْتَغْنَوْا بِهِنَّ عَنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ فَقَالَ: رحم الله امرأ مَلَكَ لَسَانَهُ وَكَفَّ يَدَهُ وَعَالَجَ مَا فِي صَدْرِهِ، فَتَفَرَّقُوا فَإِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ طُولَ الْمَجْلِسِ. ابْنُ الْمَدِينِيِّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: اسْتَقْرَضَ أَبِي مِنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ أَلْفَ دِرْهَمٍ ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا وَقَالَ: لَمْ أَقْرِضْكَهَا لِأَرْتَجِعْهَا اشْتَرِ بِهَا لِزُهَيْرٍ سُكَّرًا. وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعَفِيُّ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ يَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ فإذا مر به   [1] المشاهير 164، تهذيب التهذيب 2/ 261، تهذيب ابن عساكر 4/ 163، التقريب 1/ 164، الخلاصة 77، التاريخ الكبير 2/ 290. [2] في الأصل «الدواسي» ، والتصحيح من الخلاصة 77 واللباب 2/ 40. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 397 الْبَائِعُ يَبِيعُ الْمِلْحَ أَوِ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ لَعَلَّ الرَّجُلَ يَكُونُ رَأْسُ مَالِهِ دِرْهَمَيْنِ فَيَدْعُوهُ فَيَقُولُ: إِنْ أَعْطَاكَ إِنْسَانٌ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ تَأْكُلُهَا فَيَقُولُ: لا فَيَقُولُ: هَذِهِ اجْعَلْهَا رَأْسُ مَالِكَ وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُولُ: اشْتَرِ لِأَهْلِكَ دَقِيقًا وَتَمْرًا وَيُعْطِيهِ خَمْسَةً أُخْرَى فَيَقُولُ: اشْتَرِ بِهَا قُطْنًا لِلأَهْلِ وَمُرْهُمْ يَغْزِلُونَ. وَقَالَ ابْنَ أَبِي غَنِيَّةَ: ثنا مُحْرِزُ بْنُ حُرَيْثٍ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي كُنْتُ أُقَسِّمُ زَكَاتِي فِي إِخْوَانِي فَلَمَّا وُلِّيتَ رَأَيْتُ أَنْ أَسْتَأْمِرَكَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَابْعَثْ إِلَيْنَا بِزَكَاةِ مَالِكَ وَسَمِّ لَنَا إِخْوَانَكَ نُغْنِهِمْ عَنْكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ. قَالَ الْعِجْلِيُّ: كَانَ تَاجِرًا كَثِيرَ الْمَالِ سَخِيًّا مُتَعَبِّدًا فِي عِدَادِ الشُّيُوخِ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ لَنَا الأَوْزَاعِيُّ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْعِرَاقِ مِثْلُ الحسن ابن الحر وعبدة بن أبي لبابة وكانا شريكين. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ بْنِ الْحَكَمِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: هُوَ مَوْلًى لِبَنِي الصَّيْدَاءِ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. الْحَسَنُ بن عبيد الله بن عروة النخعي [1]- م 4- أبو عروة الكوفي. عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وعنه السُّفْيَانَانِ وَجَرِيرٌ وحفص بن غياث وابن إدريس.   [1] المشاهير 163، تهذيب التهذيب 2/ 292، التقريب 1/ 168، التاريخ الكبير 2/ 297، الخلاصة 79. الجرح 3/ 23. المعرفة والتاريخ 1/ 536. تاريخ أبي زرعة 1/ 612. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 398 وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَلَهُ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ ثَلاثِينَ حَدِيثًا. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ [1]- د-. عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى وَمَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرِهِمْ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ. روى عنه شُعْبَةُ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ أَبُو عَلِيٍّ الرَّحْبِيُّ الْوَاسِطِيُّ [2]- ت ق- لقبه حنش [3] . عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمَا. وعنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك. الحسين [4] بن ميمون الخندفي [5] .   [1] تهذيب التهذيب 2/ 312، التقريب 1/ 169، التاريخ الكبير 2/ 300، الجرح 3/ 27، تهذيب ابن عساكر 4/ 240. الخلاصة 80. المعرفة والتاريخ 2/ 101. [2] ميزان الاعتدال 1/ 546، تهذيب التهذيب 2/ 364، التاريخ الكبير 2/ 393، الجرح 3/ 63، التقريب 1/ 178. الخلاصة 84. التاريخ لابن معين 2/ 118 رقم 865. [3] بفتح النون بعدها معجمة. (نزهة الألباب في الألقاب- ابن حجر) . [4] تهذيب التهذيب 2/ 372، الجرح 3/ 65، التاريخ الكبير 2/ 385، ميزان الاعتدال 1/ 549، التقريب 1/ 180، الخلاصة 85. [5] بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الفاء الموحدة. (اللباب 1/ 465) وقيل: الحدقي بفتح المهملتين. (الخلاصة) وقيل: الخندقي، بالقاف، نسبة الى الخندق موضع بجرجان. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 399 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي الْجَنُوبِ الأَسَدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الرَّيِّ. وعنه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ وَهَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرحمن السلمي [1]- ع- أبو الهذيل الكوفي ابْنُ عَمِّ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ. روى عن جابر بن سمرة وعمارة بن رويبة [2] الصَّحَابِيَّيْنِ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي ظَبْيَانَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وعنه شُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَهُشَيْمٌ وعبّاد بن العوّام وعثيم ابن الْقَاسِمِ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ آخِرُهُمْ مَوْتًا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَكَانَ ثِقَةً حَافِظًا عَالِيَ السَّنَدِ عَاشَ ثَلاثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] ، أَبُو سلمة الخلّال السّبيعي مولاهم الكوفي.   [1] المشاهير 111. الخلاصة 86. تهذيب التهذيب 2/ 381. التاريخ الكبير 3/ 7. التقريب 1/ 182. الجرح 3/ 193. تاريخ أبي زرعة 1/ 626. التاريخ لابن معين 2/ 120 رقم 1631. طبقات ابن سعد 6/ 338. طبقات خليفة 160 و 164. سير أعلام النبلاء 5/ 422 رقم 186. تذكرة الحفاظ 1/ 143. ميزان الاعتدال 1/ 551. العبر 1/ 183. خلاصة التذهيب 86. شذرات الذهب 1/ 193 [2] في الأصل «روبية» . [3] تهذيب ابن عساكر 4/ 380، وفيات الأعيان 2/ 195، الفخري 137، الطبري (حوادث 132 هـ.) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 400 وَزِيرُ [1] السَّفَّاحِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ الْوِزَارَةِ فِي دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَكَانَ أَدِيبًا عَالِي الْهِمَّةِ عَالِمًا بِالسِّيَاسَةِ وَالتَّدْبِيرِ وَكَانَ السَّفَّاحُ يَأْنَسُ بِهِ لِحُسْنِ مُفَاكَهَتِهِ، وَكَانَ مِنْ مَيَاسِيرِ الصَّيَارِفَةِ بِالْكُوفَةِ فَأَنْفَقَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَسَارَ بِنَفْسِهِ إِلَى خُرَاسَانَ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ تَابِعًا لَهُ وَقَدْ تَوَهَّمُوا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخَلالِ عِنْدَ إِقَامَةِ السَّفّاحِ مَيْلا إِلَى آلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا بُويِعَ السَّفَّاحُ وَاسْتَوْزَرَهُ بَقِيَ فِي النُّفُوسِ مَا فِيهَا. وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا مُسْلِمٍ حَسَّنَ لِلسَّفَّاحِ قَتْلَهُ فَلَمْ يَفْعَلْ وَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ بَذَلَ أَمْوَالَهُ فِي إِقَامَةِ دَوْلَتِنَا وَقَدْ صَدَرَتْ مِنْهُ هَفْوَةٌ فَنَغْفِرُهَا. فَلَمَّا رَأَى أَبُو مُسْلِمٍ امْتِنَاعِ السَّفَّاحِ جَهَّزَ مَنْ قَتَلَ أَبَا سَلَمَةَ غِيلَةً فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَقُولُونَ: قَتَلَتْهُ الْخَوَارِجُ، وَكَانَ قَتْلُهُ لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ خِلافَةِ السَّفَّاحِ وَمَا كَرِهَ السَّفَّاحُ ذَلِكَ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: وَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ وَفِيهِ يقول الشاعر: إن الوزيرَ وزيرَ آلِ مُحَمَّدٍ [2] ... أوْدَى فَمَنْ يَشْنَاكَ صَارَ [3] وَزِيرًا وَأَرَى الْمَسَاءَةَ [4] قَدْ تَسُرُّ وَرُبَّمَا ... كَانَ السُّرُورُ بِمَا كَرِهْتَ جَدِيرًا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [5] النَّصْرِيُّ [6] . عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى والحسن وجماعة.   [1] في الأصل «ويزيد» بدلا من «وزير» . [2] ورد البيتان عند ابن خلكان وجعل البيت الثاني «أرى المساءة» أولا. [3] عند ابن خلكان «كان» . [4] عند ابن خلكان «إن المساءة» . [5] تهذيب التهذيب 2/ 430، التقريب 1/ 191، الخلاصة 89، الجرح 3/ 120، التاريخ الكبير 2/ 337. تاريخ أبي زرعة 1/ 608. المعرفة والتاريخ 3/ 106 و 114. [6] في نسخة القدسي 5/ 238 «البصري» والتصويب من المصادر السابقة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 401 وعنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلادُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَمَةَ. الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الأَيْلِيُّ [1] ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالْقَاسِمِ وَالزُّهْرِيِّ. وعنه اللَّيْثُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. الْحَكِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ. مِنْ طَبَقَةِ هُشَيْمٍ، يُذْكَرُ هُنَاكَ. حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ الْكُوفِيُّ [2] ، الْمُقْرِئُ. قَرَأَ عَلَى أَبِي الأَسْوَدِ ظَالِمٍ الدِّيلِيِّ وَعَلَى عُبَيْدِ بن نضلة [3] وأبي جعفر محمد ابن عَلِيٍّ الْهَاشِمِيِّ وَسَمِعَ أَبَا الطُّفَيْلِ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ وَغَيْرَهُ. قَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَحَدَّثَ عَنْهُ حَمْزَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ شِيعِيًّا جَلِدًا. حُمَيدُ بن قيس [4]- ع- أبو صفوان المكيّ الأعرج المقرئ.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 572. التاريخ الكبير 2/ 345. الجرح 3/ 120. التاريخ لابن معين 2/ 124 رقم 724 و 725. المعرفة والتاريخ 3/ 44. تاريخ أبي زرعة 1/ 453. [2] ميزان الاعتدال 1/ 604، تهذيب التهذيب 3/ 25، التقريب 1/ 198، الخلاصة 93، التاريخ الكبير 2/ 80. الجرح 3/ 265. التاريخ لابن معين 2/ 133 رقم 1638. [3] في الأصل «نضيلة» . [4] تهذيب التهذيب 3/ 46، المشاهير 144، ميزان الاعتدال 1/ 615، الخلاصة 95، التقريب 1/ 203، تهذيب ابن عساكر 4/ 465. التاريخ الكبير 2/ 352. الجرح 3/ 227. تاريخ أبي زرعة 1/ 513. المعرفة والتاريخ 1/ 285 و 505. التاريخ لابن معين 2/ 137 رقم 429 و 882. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 402 قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ خَتْمَاتٍ وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَحدث عن مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ. قَالَ الدَّانِيُّ: رَوَى عَنْهُ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَجُنَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَعَبْدُ الْوَارِثِ الثَّوْرِيُّ. وَلَمْ يَكُنْ بِمَكَّةَ بَعْدَ ابْنِ كَثِيرٍ أَحَدٌ أَقْرَأَ مِنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ أَفْرَضَ أَهْلَ مَكَّةَ وَأَحْسَبَهُمْ وَكَانُوا لا يَجْتَمِعُونَ إِلا عَلَى قِرَاءَتِهِ. وَرُوِيَ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ لَيْلَةً بِالْحَرَمِ فَحَضَرَ عِنْدَهُ عَطَاءٌ. قَالَ خَلِيفَةُ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ فِي خِلافَةِ السَّفَّاحِ، وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. الْحَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ [1] ، أَبُو الْمُثَنَّى الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ. وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِمَرْوَانَ وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ سَفَّاكًا لِلدِّمَاءِ ظَلُومًا قُتِلَ بِظَاهِرِ واسط مع ابن هبيرة.   [1] كتاب الولاة والقضاة 88. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 403 [حرف الْخَاءِ] خَالِدُ بْنُ أَبِي خَلْدَةَ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، الأَعْوَرُ. عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي وَالشَّعْبِيِّ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَهُوَ مقلّ. خالد بن سلمة بن العاص [2]- م 4- بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَأْفَاءُ. أَحَدُ الأَشْرَافِ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ ابْنِ أَبِي مُوسَى وَجَمَاعَةٍ. وعنه شُعْبَةُ وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَهُشَيْمٌ وَوَلَدَاهُ عِكْرِمَةُ وَمُحَمَّدُ ابْنَا خَالِدٍ. وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ المسند يكون له عشرة أحاديث.   [1] التاريخ الكبير 3/ 145. الجرح 3/ 327. المعرفة والتاريخ 2/ 816. [2] تهذيب التهذيب 3/ 95، التقريب 1/ 214، الخلاصة 101، التاريخ الكبير 3/ 154، الجرح 3/ 334. التاريخ لابن معين 2/ 140 رقم 4899. المعرفة والتاريخ 1/ 301 و 2/ 812 و 813. طبقات ابن سعد 6/ 347. سير أعلام النبلاء 5/ 373 رقم 169. ميزان الاعتدال 1/ 631. شذرات الذهب 1/ 189. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 404 وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ الْمَكِّيِّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: يَقُولُونَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَطَعَ لِسَانَهُ ثُمَّ قَتَلَهُ، يَعْنِي لَمَّا افْتَتَحَ وَاسِطَ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ رَأْسًا فِي الْمُرْجِئَةِ وَكَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا. قُلْتُ: وَكَانَ مِمَّنْ قَامَ وَقَعَدَ فِي قِتَالِ بَنِي الْعَبَّاسِ لَمَّا ظَهَرُوا، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ يَوْمًا فَقَالَ: قُتِلَ مَظْلُومًا. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: دَخَلْتِ الْمُسَّودَةُ وَاسِطًا فَنَادَى مُنَادِيهِمُ النَّاسُ آمِنُونَ آمِنُونَ إِلا الْعَّوَّامَ بْنَ حَوْشَبٍ وَعَمْرَو بْنَ ذَرٍّ وَخَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَأَمَّا خَالِدٌ فَقُتِلَ وَأَمَّا الْعَوَّامُ فَهَرَبَ وَكَانَ يُحَرِّضُ عَلَى قِتَالِهِمْ وَكَانَ عَمْرُو بْنِ ذَرٍّ يَقُصُّ بِهِمْ وَيُحَرِّضُ بِوَاسِطَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ بَيْهَسِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: فِي سَابِعَ عَشَرَ ذِي الْقِعْدَةِ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ وَطَلَبَ خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَنَادَى مُنَادِيهِمْ: خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ آمِنٌ فَخَرَجَ فَقَتَلُوهُ غَدْرًا. خَالِدُ بْنُ كَثِيرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق-. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ. وَهُوَ صَدُوقٌ لَهُ حَدِيثٌ فِي الأَشْرِبَةِ مِنْ سُنَنِ ابن ماجة.   [1] تاريخ ابن خياط 402. [2] تهذيب التهذيب 3/ 113، الجرح 3/ 348، التاريخ الكبير 3/ 169، التقريب 1/ 217، الخلاصة 102. التاريخ لابن معين 2/ 146 رقم 5172. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 405 خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْيم الإِسْكَنْدَرَانِيُّ المصري [1]- ع- الفقيه. عَنْ عَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ. وعنه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ رَفِيقُهُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ أَفْقَهَ جُنْدِنَا. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَهْلا رَحِمَهُ اللَّهُ. خَالِدُ [2] بْنُ زَيْدٍ [3] الشَّامِيُّ. عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ مُرْسَلا وَعَنْ قَزَعَةَ بْنِ يَحْيَى وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وعنه سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِهِ بَأْسٌ. خَصِيفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ [4]- 4- الْفَقِيهُ أَبُو عَوْنٍ الخضرمي- بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ-. مِنْ مَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ. رَأَى أَنَسًا وَسَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدًا وعكرمة وطبقتهم.   [1] تهذيب التهذيب 3/ 139، المشاهير 188، التاريخ الكبير 3/ 180، الجرح 3/ 358. [2] تهذيب التهذيب 3/ 93، الجرح 3/ 331، التقريب 1/ 213، الخلاصة 101. [3] في نسخة القدسي 5/ 240 «يزيد» والتصويب من المصادر السابقة. [4] ميزان الاعتدال 1/ 653. تهذيب التهذيب 3/ 143. تهذيب ابن عساكر 5/ 142. التاريخ لابن معين 2/ 148 رقم 5327. المعرفة والتاريخ 2/ 175. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 406 وعنه السفيانان وشريك وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَمَعْمَرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بحجّة. وقال أبو حاتم: سيّئ الحفظ. وروى عتّاب عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ لِي مُجَاهِدٌ: يَا أَبَا عَوْنٍ أَنَا أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خُصَيْفٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو فَرْوَةَ الرُّهَاوِيُّ: كَانَ خُصَيْفٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ خُصَيْفٌ متمكّنا في الأرجاء. قال مُحَمَّدُ بْن الْمُثَنَّى: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ بِالْعِرَاقِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وقال عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ وَالْبُخَارِيُّ: سَنَةَ سَبْعٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَخَلِيفَةَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: كَانَ امرأ صَالِحًا مِنْ صَالِحِي النَّاسِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 407 خَلادُ [1] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ [2] الصَّنْعَانِيُّ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَشَقِيقِ بْنِ ثَوْرٍ. وعنه مَعْمَرٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ فَيَّاضٍ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ وَأَثْنَى مَعْمَرٌ عَلَى حِفْظِهِ. خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ [3]- م ن- قَاضِي مِصْرَ ثُمَّ قَاضِي بَرْقَةَ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ الْسَّبَئِيِّ. وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: مَا أَدْرَكْتُ فِي قُضَاةِ مِصْرَ أَفْقَهَ مِنْهُ. قُلْتُ: يَزِيدُ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَعْلَمُ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وثلاثين ومائة.   [1] تهذيب التهذيب 3/ 173، الخلاصة 107، المشاهير 193، التاريخ الكبير 3/ 187، الجرح 3/ 365. المعرفة والتاريخ 2/ 28. [2] بضم الجيم وفتح الدال المهملة. وفي نسخة القدسي 5/ 240 «جنادة» ، وقيل «جندب» ، وهو خطأ. [3] تهذيب التهذيب 3/ 179، المشاهير 188، التقريب 1/ 230، الجرح 3/ 404، كتاب الولاة والقضاة 348. الخلاصة 108. المعرفة والتاريخ 2/ 492 و 493. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 408 [حرف الدَّالِ] دَاوُدُ بْنُ الْحُصَينِ أَبُو سُلَيْمَانَ [1]- ع- الأموي مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. روى عن أَبِيهِ وَالأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي سُفْيَانَ مَوْلَى ابْنِ أبي أحمد وغيرهم. وعنه مالك وابن إسحاق وجماعة. وهو صدوق له غرائب تنكر عليه. وثقه ابن معين وغيره مطلقا. وقال ابن المديني: ما روي عَنْ عِكْرِمَةَ فَمُنْكَرٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : لَوْلا أَنَّ مَالِكًا رَوَى عَنْهُ لَتُرِكَ حَدِيثُهُ. وقال سفيان بن عيينة: كن نَتَّقِي حَدِيثَهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ قَدَرِيًّا. أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قُدَامَةَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أنا عبد الله بن أحمد ومبارك   [1] المشاهير 135، ميزان الاعتدال 2/ 5، تهذيب التهذيب 3/ 181، التقريب 1/ 231، التاريخ الكبير 3/ 231. الخلاصة 109، الجرح 3/ 408. التاريخ لابن معين 2/ 152 رقم 790 و 888 و 1100. [2] الجرح 3/ 408. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 409 ابن الْمَعْطُوشِ أَنَّ هِبَةَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَهُمْ أنا الْحَسَنُ أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثنا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا فَسَأَلَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ طَلَّقْتَهَا قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلاثًا قَالَ فَقَالَ: فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّمَا تِلْكَ [1] وَاحِدَةٌ فَرَاجِعْهَا [2] إِنْ شِئْتَ. قَالَ: فَرَاجَعَهَا [3] . فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرَى إِنَّمَا الطَّلاقُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ، وَهَذَا مِنْ غَرَائِبِ الإِفْرَادِ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَان دَاوُدُ فَصِيحًا عَالِمًا وَيُتَّهَمُ بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ وَعِنْدَهُ مَاتَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. دَاوُدُ بْنُ سُلَيْكٍ السَّعْدِيُّ [4] . عَنْ أَبِي سَهْلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. وعنه بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَمِحْلَمُ بْنُ عِيسَى وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ. وَكَانَ إِمَامُ مَسْجِدِ مُغِيرَةَ بْنَ مِقْسَمٍ بِالْكُوفَةِ. دَاوُدُ بْنُ صَالِحِ بن دينار [5] التمار الأنصاري مولاهم المدني.   [1] في الأصل «تملّك» . والحديث معروف. [2] في الأصل «فارجعها» . [3] هذا الحديث منكر كما قال الجصاص وابن الهمام، ومعلول كما قال ابن حجر العسقلاني، وأعلّه البخاري بالاضطراب. وقال ابن عبد البر: ضعّفوه. [4] تهذيب التهذيب 3/ 186، التقريب 1/ 232، الخلاصة 109، التاريخ الكبير 3/ 242، الجرح 3/ 415. [5] تهذيب التهذيب 3/ 188، التقريب 1/ 232، الخلاصة 109، التاريخ الكبير 3/ 234، الجرح 3/ 415. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 410 عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ والقاسم ابن مُحَمَّدٍ. وعنه هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ: لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا. دَاوُدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ [1]- م د ت- الزهري المدني. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَهُوَ مُقِلٌّ، أَظُنُّهُ مَاتَ شَابًّا، وَهُوَ ثِقَةٌ. دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْن عَبَّاس [2]- ت- الأمير أبو سليمان الهاشمي العباسي عَمُّ الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ. وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ وَغَيْرِهَا للسفاح. وحدّث عن أبيه عن جدّه. وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ وَشَرِيكٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ هَاشِمِيٌّ، قلت:   [1] تهذيب التهذيب 3/ 190، التقريب 1/ 232، الخلاصة 110، التاريخ الكبير 3/ 232، الجرح 3/ 418. [2] تهذيب التهذيب 3/ 194، تهذيب ابن عساكر 5/ 206، التقريب 1/ 233، الخلاصة 110. المعرفة والتاريخ 1/ 541. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 411 كَيْفَ حَدِيثُهُ؟ قَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لَيْسَ بِكَذِبٍ إنما يحدث يحدّث وَاحِدٍ. قُلْتُ: يَعْنِي حَدِيثَ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ وَعَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ فِي الدُّعَاءِ. تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ، وَقَيْسٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَكِنَّهُمَا لا يَحْتَمِلانِ هَذَا الْمَتْنِ الْمُنْكَرِ فاللَّه أَعْلَمُ. وَفِي الْخُلَفَاءِ وَآبَائِهِمْ وَأَهْلِهِمْ قَوْمٌ أَعْرَضَ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ عَنْ كَشْفِ حَالِهِمْ خَوْفًا مِنَ السيف والضرب، وما زال هَذَا فِي كُلِّ دَوْلَةٍ قَائِمَةٍ يَصِفُ الْمُؤَرِّخُ مَحَاسِنَهَا وَيُغْضِي عَنْ مَسَاوِئَهَا، هَذَا إِذَا كَانَ الْمُحَدِّثُ ذَا دِينٍ وَخَيْرٍ فَإِنْ كَانَ مَدّاحًا مُدَاهِنًا لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْوَرَعِ بَلْ رُبَّمَا أَخْرَجَ مَسَاوِئَ الْكَبِيرِ وَهَنَاتِهِ فِي هَيْئَةِ الْمَدْحِ وَالْمَكَارِمِ وَالْعَظَمَةِ فَلا قَوَّةَ إِلا باللَّه. وَكَانَ دَاوُدُ هَذَا مِنْ جَبَابِرَةِ الأُمَرَاءِ لَهُ هَيْبَةٌ وَرِوَاءُ وَعِنْدَهُ أَدَبٌ وَفَصَاحَةٌ، وَقِيلَ كَانَ قَدَرِيًّا. قَالَ أَبُو قِلابَةَ الرَّقَاشِيُّ: عَنْ جَارُودِ بْنِ أبي الجارود السلمي حدثني محمد ابن أَبِي رَزِينٍ الْخُزَاعِيُّ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ بُويِعَ ابْنُ أَخِيهِ السَّفَّاحُ فَأَسْنَدَ دَاوُدُ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: شُكْرًا شُكْرًا إِنَّا وَاللَّهِ مَا خَرَجْنَا لِنَحْتَفِرَ نَهْرًا وَلا لِنَبْنِي قَصْرًا أَظَنَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ أَمْهَلَ لَهُ فِي طُغْيَانِهِ وَأَرْخَى لَهُ فِي زِمَامِهِ حَتَّى عَثُرَ فِي فَضْلِ خِطَامِهِ وَالآنَ أَخَذَ الْقَوْسَ بَارِيهَا وَعَادَ الْمُلْكُ إِلَى نِصَابِهِ فِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ أَهْلِ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَاللَّهِ إِنَّ كُنَّا لَنَسْهَرُ لَكُمْ وَنَحْنُ عَلَى فُرُشِنَا أَمِنَ الأَسْوَدِ وَالأَبْيَضِ ذِمَّةُ اللَّهِ ورسوله وذمّة العباس، ها وربّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ لا نَهِيجُ أَحَدًا. ثُمَّ نَزَلَ. قَالَ خَلِيفَةُ: أَقَامَ دَاوُدُ الْحَجَّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ [1] ثُمَّ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ فِي ربيع الأول [2] .   [1] تاريخ خليفة 404. [2] خليفة 410. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 412 وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: لَمَّا ظَهَرَ السَّفَّاحُ صَعِدَ لِيَخْطُبَ فَحُصِرَ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ فَوَثَبَ عَمُّهُ دَاوُدُ بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ فَخَطَبَ وَذَكَرَ أَمَرَهُمْ وخُرُوجَهُمْ وَمَنَّى النَّاسَ وَوَعَدَهُمُ الْعَدْلَ فَتَفَرَّقُوا عَنْ خُطْبَتِهِ. وَيُقَالُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الأَوْدِيُّ الشَّامِيُّ [1]- د- عَامِلُ مَدِينَةِ وَاسِطَ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا وَأَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَمَكْحُولٍ وَبِشْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وعنه هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَخالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ. دَاوُدُ بن أبي هند [2]- م 4 خ ت- أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ دِينَارِ بْنِ عَذَافِرَ الْبَصْرِيُّ. مِنَ الْمَوَالِي، أَصْلُهُ مِنْ خُرَاسَانَ وَكَانَ مِنَ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ، وَيُقَالُ اسْمُ أَبِيهِ طَهْمَانُ، وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي قُشَيْرٍ، وَيُقَالُ كُنْيَتُهُ أَبُو بَكْرٍ. روى عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (م) وَأَبِي الْعَالِيَةَ (م ق) وَأَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ وَالشَّعْبِيِّ (م 4) وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ (م ن) وَمَكْحُولٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (م) وَجَمَاعَةٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَخَلْقٌ، سَمِعَ منه يزيد بن هارون تسعة   [1] ميزان الاعتدال 2/ 17، تهذيب ابن عساكر 5/ 209، التاريخ الكبير 3/ 236، الجرح 3/ 419. [2] المشاهير 151. ميزان الاعتدال 2/ 11. التاريخ الكبير 3/ 231. الجرح 3/ 411. تاريخ أبي زرعة 1/ 143. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 154 رقم 2621. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 413 وَتِسْعِينَ حَدِيثًا. وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ قَالَ: قَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ: أَتَيْتُ الشَّامَ فَلَقِيَنِي غَيْلانُ فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسَائِلَ، قَالَ: سَلْنِي عَنْ خَمْسِينَ مَسْأَلَةً وَأَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَتَيْنِ، قَالَ: سَلْ يَا دَاوُدُ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَفْضَلِ مَا أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ، قَالَ: الْعَقْلَ، قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْعَقْلِ مَا هُوَ شَيْءٌ مُبَاحٌ لِلنَّاسِ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ أَوْ هُوَ مَقْسُومٌ؟ قَالَ فَمَضَى وَلَمْ يُجِبْنِي. ذَكَرَ كُنْيَتَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمَا: ثِقَةٌ. وقال حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ دَاوُدَ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: عَجَبًا لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ يَسْأَلُونَ عُثْمَانَ الْبَتِّيَّ وَعِنْدَهُمْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. وَقَالَ وُهَيْبٌ: دَارَ الأَمْرُ بِالْبَصْرَةِ عَلَى أَرْبَعَةٍ: أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَابْنِ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، فَقَالَ قَائِلٌ: فَأَيْنَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ إِنْ كَانَ لَيَقْرَعُ الْعِلْمَ قَرْعًا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: مِثْلُ دَاوُدَ يُسْأَلُ عَنْهُ ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ صَالِحًا ثِقَةً خَيَّاطًا. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: كَانَ دَاوُدُ مُفْتِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ فَقَالَ: يَا فِتْيَانُ أُخْبِرُكُمْ لَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَنْتَفِعَ بِهِ: كُنْتُ وَأَنَا غُلامٌ أَخْتَلِفُ إِلَى السُّوقِ فَإِذَا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 414 انْقَلْبَتُ إِلَى الْبَيْتِ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَإِذَا بَلَغْتُ ذَلِكَ الْمَكَانَ جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَذُكْرَ اللَّهَ إِلَى مَكَانِ كَذَا وَكَذَا حَتَّى آتِي الْمَنْزِلَ. وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ يَقُولُ: صَامَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَعْلَمُ بِهِ أَهْلُهُ كَانَ خَزَّازًا يَحْمِلُ مَعَهُ غِذَاءَهُ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ فِي الطَّرِيقِ وَيَرْجِعُ عِشَاءً فَيُفْطِرُ مَعَهُمْ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: ثنا سُفْيَانُ سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ يَقُولُ: أَصَابَنِي الطَّاعُونَ فَأُغْمِيَ عَلَيَّ فَكَأَنّ اثْنَيْنِ أَتَيَانِي فَغَمَزَ أَحَدُهُمَا عِكْوَةَ [1] لِسَانِي وَغَمَزَ الآخَرُ أَخْمَصَ قَدَمَيَّ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تَجِدُ؟ قَالَ: اجْدُ تَسْبِيحًا وَتَكْبِيرًا وَشَيْئًا مِنْ خَطْوٍ إِلَى الْمَسْجِدِ وَشَيْئًا مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَخَذْتُ الْقُرْآنَ حِينَئِذٍ قَالَ: فَكُنْتُ أَذْهَبُ فِي الْحَاجَةِ فَأَقُولُ: لَوْ ذَكَرْتُ اللَّهَ حَتَّى آتِي حَاجَتِي قَالَ: فَعُوفِيتُ فَأَقْبَلْتُ عَلَى الْقُرْآنِ فَتَعَلَّمْتُهُ. وَعَنْ دَاوُدَ قَالَ: اثْنَتَانِ لَوْ لَمْ يَكُونَا لَمْ يَنْتَفِعْ أَهْلُ الدُّنْيَا بِدُنْيَاهُمْ: الْمَوْتُ وَالأَرْضُ تُنَشِّفُ النَّدَى. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ فَرَأَيْتُ ثِيَابَ بَيْتِهِ مُعْصَفَرَةً. قَالَ دَاوُدُ: وُلِدْتُ بِمَرْوٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَالقَطَّانُ وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ مَصْدَرَ النَّاسِ مِنَ الْحَجِّ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.   [1] العكوة بالضم- ويفتح- النونة والوسط وأصل اللسان. القاموس. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 415 [حرف الرَّاءِ] رَبَاحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ [1] بْنِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ قَاضِي الْمَدِينَةِ. روى عن جَدَّتِهِ ابْنَةِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وعنه أَبُو ثِفَالٍ [2] الْمُرِّيُّ وَصَدَقَةُ رَجُلٌ لَمْ يُنْسَبْ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: قُتِلَ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي [3] فُطْرُسٍ. الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ الْبَكْرِيِّ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- 4-. نَزَلَ مَرْوَ هَارِبًا مِنَ الْحَجَّاجِ ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَكَنَ بِبَعْضِ الْقُرَى فَلَمَّا ظَهَرَتْ دَعْوَةُ بَنِي الْعَبَّاسِ تَغَيَّبَ فَوَقَعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ فَسَمِعَ مِنْهُ، وَقِيلَ إِنَّهُ حُبِسَ بِمَرْوَ مُدَّةً. وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَعْطَيْتُ لِمَنْ أَدْخَلِني على الربيع بن انس ستين درهما.   [1] الجرح 3/ 489، التاريخ الكبير 3/ 314، تهذيب ابن عساكر 5/ 298، تهذيب التهذيب 3/ 234، التقريب 1/ 242، الخلاصة 114. [2] في الأصل «تفال» والتصويب من الخلاصة حيث قيّده بكسر الثاء المثلثة. [3] قرب الرملة بفلسطين، وفي الأصل «نهراني» . [4] المشاهير 126، الجرح 3/ 454، التاريخ الكبير 3/ 271، تهذيب التهذيب 3/ 238، التقريب 1/ 243. الخلاصة 114. المعرفة والتاريخ 1/ 259. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 416 سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَبَا الْعَالِيَةَ. وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ- وَلَمْ يُدْرِكْهَا- أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ. روى عنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالأَعْمَشُ- وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ- وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : لَقِيَ ابْنَ عُمَرَ وَجَابِرًا. وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ. بَقِيَ الرَّبِيعُ إِلَى سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَرَوَى كَثِيرًا مِنَ التَّفْسِيرِ وَالْمَقَاطِيعِ. الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ [2] ، الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ أَخُو جَامِعٍ. كَانَ قَانِتًا خَاشِعًا ذَاكِرًا لِلآخِرَةِ. فَعَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ قَالَ: كَانَ كَأَنَّهُ مَخْمُورٌ مِنْ غَيْرِ شَرَابٍ. قُلْتُ: مَا رَوَى هذا شيئا. ربيعة الرائي [3]- ع- هُوَ أَبُو عُثْمَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرحمن فروخ التيمي الْفَقِيهُ الْعَلَمُ مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ مُفْتِي أَهْلِ المدينة وشيخهم.   [1] طبقات ابن سعد 7/ 380. [2] الجرح 3/ 461. التاريخ الكبير 3/ 273. المعرفة والتاريخ 2/ 714 و 3/ 101. [3] الجرح 3/ 475، طبقات الفقهاء 65، تهذيب التهذيب 3/ 258، التقريب 1/ 247، الخلاصة 116. التاريخ لابن معين 2/ 163 رقم 700 و 957 و 4411. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . تاريخ أبي زرعة 1/ 147. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 417 روى عن أَنَسٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَحَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٍ. وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ وَشُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو ضَمْرَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ رَبِيعَةُ صَاحِبَ الْفُتْيَا بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وُجُوهُ النَّاسِ وَيَحْضُرُ مَجْلِسَهُ أَرْبَعُونَ مُعْتَمًّا وَعَلَيْهِ تَفَقَّهَ مَالِكٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ رَبِيعَةُ ثِقَةً وَكَانُوا يَتَّقُونَهُ لِلرَّأْيِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ رَبِيُعةُ حَافِظًا لِلْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ أَقْدَمَهُ السَّفَّاحُ الأَنْبَارَ لِيُوَلِّيَهُ الْقَضَاءَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الدينَوَريّ صَاحِبُ (الْمُجَالَسَةِ) وقد تكلّم فيه: ثنا يحيى ابن أَبِي طَالِبٍ ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَشْيَخَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ فَرُّوخًا وَالِدُ رَبِيعَةَ خَرَجَ فِي الْبُعُوثِ إِلَى خُرَاسَانَ أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ غَازِيًا وَرَبِيعَةُ حَمْلٌ فَخَلَفَ عِنْدَ الزَّوْجَةِ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَنَزَلَ عَنْ فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَتَهْجُمْ عَلَى مَنْزِلِي! وَقَالَ فَرُّوخُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَنْتَ رَجُلٌ دَخَلْتَ عَلَى حُرْمَتِي، فَتَوَاثَبَا وَاجْتَمَعَ الْجِيرَانُ وَجَعَلَ رَبِيَعَةَ يَقُولُ: لا وَاللَّهِ لا فَارَقْتُكَ إِلَى السُّلْطَانِ، وَجَعَلَ فَرُّوخُ يَقُولُ كَذَلِكَ وَكَثُرَ الضَّجِيجُ فَلَمَّا بَصَرُوا بِمَالِكٍ سَكَتَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَقَالَ مَالِكٌ: أَيُّهَا الشَّيْخُ لَكَ سِعَةٌ فِي غَيْرِ هَذِهِ الدَّارُ، فَقَالَ: هِيَ دَارِي وَأَنَا فَرُّوخُ مَوْلَى بَنِي فُلانَ، فَسَمِعَتِ امْرَأَتُهُ كَلامَهُ فَخَرَجَتْ وَقَالَتْ: هَذَا زَوْجِي وَقَالَتْ لَهُ: هَذَا ابْنُكَ الَّذِي خَلَّفْتَهُ وَأَنَا حَامِلٌ، فَاعْتَنَقَا جَمِيعًا وَبَكَيَا وَدَخَلَ فَرُّوخُ الْمَنْزِلَ وَقَالَ: هَذَا ابْنِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْرِجِي الْمَالَ وَهَذِهِ أَرْبَعَةُ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 418 آلافِ دِينَارٍ مَعِي، قَالَتْ: إِنِّي قَدْ دَفَنْتُهُ وَسَأُخْرِجُهُ. وَخَرَجَ رَبِيعَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ فِي حَلْقَتِهِ وَأَتَاهُ مَالِكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ أَبِي عَلِيٍّ اللَّهَبِيُّ وَالأَشْرَافُ فَأَحْدَقُوا بِهِ فَقَالَتِ امْرَأَةُ فَرُّوخَ: اخْرُجْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلِّ فِيهِ، فَنَظَرَ إِلَى حَلْقَةٍ وَافِرَةٍ فَأَتَى فَوَقَفَ فَفَرَجُوا لَهُ قَلِيلا وَنَكَسَ رَبِيعَةُ يُوهِمُ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ، وَعَلَيْهِ طَوِيلَةٌ فَشَكَّ فِيهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَبِيعَةُ. فَرَجَعَ وَقَالَ لِوَالِدَتِهِ: لَقَدْ رَأَيْتُ وَلَدَكِ فِي حَالَةٍ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ عَلَيْهَا، قَالَتْ: فَأَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ ثَلاثُونَ أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ هَذَا الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْجَاهِ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ إِلا هَذَا، قَالَتْ: فَإِنِّي قَدْ أَنْفَقْتُ الْمَالَ كُلَّهُ عَلَيْهِ، قال: فو الله مَا ضَيَّعْتِيهِ. قُلْتُ: حِكَايَةٌ مُعْجِبَةٌ لَكِنَّهَا مَكْذُوبَةٌ لِوُجُوهٍ: مِنْهَا أَنَّ رَبِيعَةَ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلَقَةٌ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً بَلْ كَانَ ذَلِكَ الْوَقْتُ شُيُوخَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْفُقَهَاءِ السَّبْعَةِ. الثَّانِي: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ ابْنُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً كَانَ مَالِكُ فَطِيمًا أَوْ لَمْ يُولَدْ بَعْدُ. الثَّالِثُ: أَنَّ الطُّوَيْلَةَ لَمْ تَكُنْ خَرَجَتْ لِلنَّاسِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَهَا الْمَنْصُورُ فَمَا أَظُنُّ رَبِيَعَةَ لَبِسَهَا وَإِنْ كَانَ قَدْ لَبِسَهَا فَيَكُونُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَهُوَ ابْنُ سَبْعِينَ سَنَةً لا شَابًّا. الرَّابِعُ: كَانَ يَكْفِيهِ فِي السَّبْعِ وَالْعِشْرِينَ سَنَةً أَلْفَ دِينَارٍ أَوْ أَكْثَرَ، ثُمَّ قَدْ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَكَثَ رَبِيعَةُ دَهْرًا طَوِيلا يُصَلِّي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ثُمَّ نَزَعَ عَنْ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ الْعُلَمَاءَ فَجَالَسَ الْقَاسِمَ فَنَطَقَ بِلُبٍّ وَعَقْلٍ فَكَانَ الْقَاسِمُ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: سَلُوا هَذَا- لِرَبِيعَةَ- وَصَارَ رَبِيعَةُ إِلَى فِقْهٍ وَفَضْلٍ وَعَفَافٍ وَمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ أَسْخَى مِنْهُ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 419 وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يَحْيَى حَدِيثَهُ إِجْلالا لَهُ وَإِعْظَامًا. وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْطَنَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَقَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: رَبِيعَةُ صَاحِبُ مُعْضِلاتُنَا وَعَالِمُنَا وَأَفْضَلُنَا. وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الْبَصْرَةِ: مَا رَأَيْتُ قَطُّ مِثْلَ رَبِيعَةَ قُلْتُ: وَلا الْحَسَنَ وَلا ابْنَ سِيرِينَ. وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ الزُّهْرِيُّ الْمَدِينَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَبِيعَةَ وَدَخَلا الْمَنْزِلَ فَمَا خَرَجَا إِلَى الْعَصْرِ، وَخَرَجَ ابْنُ شِهَابٍ وَهُوَ يَقُولُ: مَا ظَنَنْتُ أَنَّ بِالْمَدِينَةِ مِثْلَ رَبِيعَةَ وَخَرَجَ رَبِيعَةُ وَهُوَ يَقُولُ نَحْوَ ذَلِكَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى مَالِكٍ: ثُمَّ اخْتَلَفَ الَّذِينَ كَانُوا بَعْدَهُمْ وَحَضَرْنَاهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا وَرَأْسُهُمْ فِي الْفُتْيَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ فَكَانَ مِنْ خِلافِ رَبِيعَةَ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ لِبَعْضِ مَا مَضَى وَحَضَرْتُ وَسَمِعْتُ قَوْلَكَ فِيهِ وَقَوْلَ ذِي السِّنِّ مِنْ أَهْلِ المدينة يحيى ابن سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَكَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ حَتَّى اضْطَرَّكَ مَا كَرِهْتَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى فِرَاقِ مَجْلِسِهِ وَذَاكَرْتُكَ أَنْتَ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَعْضَ مَا تَعِيبُ عَلَى رَبِيعَةَ وَكُنْتُمَا مُوَافِقِينَ فِيمَا أَنْكَرْتُ تَكْرَهَانِ مِنْهُ مَا أَكْرَهُ وَمَعَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ عِنْدَ رَبِيعَةَ أَثَرٌ كَثِيرٌ وَعَقْلٌ أَصِيلٌ وَلِسَانٌ بَلِيغٌ وَفَضْلٌ مُسْتَبِينٌ وَطَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ فِي الإِسْلامِ وَمَوَدَّةٌ صَادِقَةٌ لِإِخْوَانِهِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ وَجَزَاهُ بِأَحْسَنِ عَمَلِهِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثنا عَنْبَسَةُ عَنْ يُونُسَ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ فَكَانَ مَجْهُودُ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَفْهَمَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةَ. وَرَوَى مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَهُ عَنْ بَوْلِ الْحِمَارِ فَقَالَ ابْنُ هُرْمُزٍ: نَجِسٌ قَالَ: فَإِنَّ رَبِيعَةَ لا يَرَى بِهِ بَأْسًا، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 420 قَالَ: لا عَلَيْكَ أَنْ لا تَذْكُرَ مَسَاوِئَ ربيعة فلربما تكلمنا في المسألة نخالفه فِيهَا ثُمَّ نَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَ سَنَةٍ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: لا يَنْبَغِي أَنْ نَتْرُكَ الْعَمَائِمَ وَلَقَدِ اعْتَمَمَتُ وَمَا فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ وَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بِضْعَةٌ وَثَلاثِينَ مُعْتَمًّا. قُلْتُ: وَرَبِيعَةُ مُجْمَعٌ عَلَى تَوْثِيقِهِ، نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: لَمَّا جِئْتُ إِلَى الْعِرَاقِ جَاءَنِي أَهْلُهَا فَقَالُوا: حَدَّثَنَا عَنْ رَبِيعَةَ الرَّائِيِّ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَقُولُونَ هَذَا وَلا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحْوَطَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ أَعْجَلَ شَيْءٍ فُتْيَا وَأَعْجَلَ جَوَابًا وَكَانَ يَقُولُ: مَثَلُ الَّذِي يَعْجَلُ بِالْفُتْيَا قَبْلَ أَنْ يَتَثَبَّتَ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْخُذُ شَيْئًا مِنَ الأَرْضِ لا يَدْرِي مَا هُوَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: بَكَى رَبُيعَةُ يَوْمًا فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: رِيَاءٌ حَاضِرٌ وَشَهْوَةٌ خَفِيَّةٌ وَالنَّاسُ عِنْدَ عُلَمَائِهِمْ كَصِبْيَانٍ فِي حُجُورِ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أَمَرُوهُمُ ائْتَمَرُوا وَإِنْ نُهُوا انْتَهَوْا. وَقَالَ ضَمْرَةُ عن رجاء بن جميل قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ: إِنِّي رَأَيْتُ الرَّأْيَ أَهْوَنَ عَلَى مَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْحَدِيثِ قَالَ الأُوَيْسِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبيَعَةُ يَقُولُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ حَالِي لَيْسَتْ تُشْبِهُ حَالَكَ قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: أَنَا أَقُولُ بِرَأْيٍ مَنْ شَاءَ أَخَذَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ وَأَنْتَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلّم فيحفظ. قال ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَخْبَرَنِي مُطَرِّفٌ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِي رَبِيعَةُ: يَا مَالِكُ إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الْعِرَاقِ وَلَسْتُ مُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا وَلا مُفْتِيهِمْ عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالَ مَالِكٌ: فَوَفَّى مَا حَدَّثَهُمْ وَلا أَفْتَاهُمْ. وَقَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ رَبِيعَةَ أَنَّهُ وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ نُفَاةٍ لِلْقَدَرِ فَقَالَ مَا معناه: الجزء: 8 ¦ الصفحة: 421 إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَلَمَا فِي أَيْدِيكُمْ أَعْظَمُ مِمَّا فِي يَدِي رَبِّكُمْ إِنْ كَانَ الْخَيْر وَالشَّرُّ بِأَيْدِيكُمْ. قَالَ وَقَفَ غَيْلانُ عَلَى رَبِيعَةَ وَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْصَى؟ فَقَالَ: وَيْلُكَ يَا غَيْلانُ أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يُعْصَى قَسْرًا. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لِرَبِيعَةَ (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) 20: 5 [1] كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ مِنْهُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَعَلَيْنَا وَعَلَيْكَ التَّسْلِيمُ. هَذِهِ رِوَايَةٌ مُنْقَطِعَةٌ وَالظَّاهِرُ سُقُوطُ شَيْءٍ وَإِنَّمَا الْمَحْفُوظُ عَنْهُ بِإِسْنَادَيْنِ أَنَّهُ أَجَابَ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَمِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ وَعَلَى الرَّسُولِ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا التَّصْدِيقُ، وَمِثْلُهُ مَشْهُورٌ عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرُهُ. وَصَحَّ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: الْعِلْمُ وَسِيلَةٌ إِلَى كُلِّ فَضِيلَةٍ. وَقَالَ مَالِكٌ: قَدِمَ رَبِيعَةُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنيِنَ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا. وَعَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَنَّ رَبِيعَةَ أَنْفَقَ عَلَى إِخْوَانِهِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ثُمَّ جَعَلَ يَسْأَلُ إِخْوَانِهِ فِي إِخْوَانِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ: قَالَ رَبِيعَةُ: الْمُرُوءَةُ سِتُّ خِصَالٍ: ثَلاثَةٌ فِي الْحَضَرِ: تِلاوَةُ الْقُرْآنِ وَعِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَاتِّخَاذُ الإِخْوَانِ فِي اللَّهِ، وَثَلاثَةٌ فِي السَّفَرِ: بَذْلُ الزَّادِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَالْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ النَّاسِ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى ظَهَرَ الْبَتِّيُّ بِالْبَصْرَةِ وَرَبِيعَةُ بِالْمَدِينَةِ وَآخَرُ بِالْكُوفَةِ فَوَجَدْنَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الأُمَمِ، فذكر هشام   [1] قرآن كريم- سورة طه- الآية 5. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 422 ابن عُرْوَةَ بِإِسْنَادٍ لَهُمْ يَضْبِطُهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلا مُسْتَقِيمًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الأُمَمِ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ ثنا الشَّافِعِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا رَجُلا مِنْ طَلَبَةِ الْحَدِيثِ يَغْشَى أَحَدَ ثَلاثَةٍ ضَحِكْنَا مِنْهُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا لا يُتْقِنُونَ الْحَدِيثَ وَلا يَحْفَظُونَهُ: رَبِيعَةُ الرَّائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ الْحِزَامِيُّ: نا مُطَرِّفٌ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن هُرْمُزٍ: قَالَ رَأَيْتُ رَبِيعَةَ جُلِدَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ فَنَبَتَتْ لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفَةً شِقٌّ أَطْوَلُ مِنَ الآخَرِ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ لَوْ سَوَّيْتَهُ، قَالَ: لا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ مَعَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحِزَامِيُّ: فَكَانَ سَبَبُ جَلْدِهِ سِعَايَةَ أَبِي الزِّنَادِ سَعَى بِهِ فَوَلِيَ بَعْدَ فُلانٍ التَّيْمِيِّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَأَدْخَلَهُ بَيْتًا وَطَيَّنَ عَلَيْهِ لِيَقْتُلَهُ جُوعًا فَبَلَغَ ذَلِكَ رَبِيَعَةَ فَجَاءَ إِلَى الْوَالِي وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ وَاسْتَطْلَقَهُ وَقَالَ: سأحاكمه إِلَى اللَّهِ. قَالَ مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: ذَهَبَتْ حَلاوَةُ الْفِقْهِ مُنْذُ مَاتَ رَبِيعَةَ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَبِيعَةُ يَتَحَدَّثَ كَثِيرًا وَيَقُولُ: السَّاكِتُ بَيْنَ النَّائِمِ وَالأَخْرَسِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ يَوْمًا وَطَوَّلَ فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ مَا الْبَلاغَةُ عِنْدَكُمْ؟ قَالَ: الإِيَجازُ وَإِصَابَةُ الْمَعْنَى، قَال: فَمَا الْعِيُّ؟ قَالَ: مَا أَنْتَ فِيهِ، فَخَجِلَ رَبِيعَةُ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ رَبِيعَةُ بِالأَنْبَارِ فِي مَدِينَةِ السَّفَّاحِ وَكَانَ جَاءَ بِهِ لِلقْضَاءِ. قَالَ خَلِيفَةُ [1] وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ الله.   [1] تاريخ خليفة 415. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 423 رقبة بن مصقلة [1]- خ م د ت ن- أبو عبد الله العبديّ الكوفي. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ عَطَاءٍ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ [2] وَغَيْرِهِمْ. وعنه رَفِيقُهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً مُفَوَّهًا يُعَدُّ مِنْ رِجَالاتِ الْعَرَبِ. رُكَيْنُ بن الربيع بن عميلة الفزاري [3]- م 4- أبو الربيع الكوفي. عَنْ أَبِيهِ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ- إِنْ صَحَّ- وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَنُعَيْمِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَجَمَاعَةٍ. وعنه زَائِدَةُ وَشُعْبَةُ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُعْتَمِرُ بْن سليمان وعبيدة ابن حميد. وثّقه النسائي.   [1] المشاهير 167. الجرح 3/ 522. تاريخ أبي زرعة 1/ 506. المعرفة والتاريخ 2/ 676. [2] مهمل في الأصل، وهو مشهور. [3] المشاهير 106، الجرح 3/ 513. التاريخ الكبير 3/ 330. تاريخ أبي زرعة 1/ 496. التاريخ لابن معين 2/ 167 رقم 2663. المعرفة والتاريخ 1/ 537. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 424 [حرف الزيِن] زَبَّانُ [1] بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ. أَخُو أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، كَانَ أَحَدَ فِرْسَانِ مِصْرَ الْمَذْكُورِينَ. روى عن أَخِيهِ وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَام. وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْثُ والدراوَرْديّ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ أَحَدُ مَنْ فَرَّ مِنَ الْمُسَوِّدَةِ تَقَنْطَرَ بِهِ فَرَسُهُ لَيْلَةَ قَتَلُوا مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فَسَقَطَ فَذَبَحُوهُ وَذَلِكَ آخِرُ لَيْلَةٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. الزُّبَيْرُ بن عديّ الهمدانيّ اليامي [2]- ع- أبو عديّ الكوفي. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَالْحَارِثِ الأَعْوَرِ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ. وعنه مِسْعَرٌ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَكَانَ فاضلا صاحب سنّة ولي قضاء الريّ.   [1] الجرح 3/ 616. التاريخ الكبير 3/ 444. تهذيب ابن عساكر 5/ 353. الوافي بالوفيات 14/ 169 رقم 234. [2] المشاهير 126. الجرح 3/ 579. التاريخ الكبير 3/ 410. ميزان الاعتدال 2/ 68. التاريخ لابن معين 2/ 171 رقم 3727. المعرفة والتاريخ 3/ 87. الوافي بالوفيات 14/ 184 رقم 248. تهذيب التهذيب 3/ 317. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 425 قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ بْن مُسْلِمٍ وَكَانَ يَقُولُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: اتَّقِ اللَّهَ لا تَقْتُلْ مَعَ قُتَيْبَةَ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ [1] . عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وعنه عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَعَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قُتِلَ زُرْعَةُ يَوْمَ دُخُولِ الْمُسَوِّدَةِ دِمَشْقَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. زَنْكَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ الرَّقِّيُّ [2] . عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ. وعنه جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ وَأَبُو الْمُلَيْحِ الرَّقِّيَّانِ. لَمْ يُضَعَّفْ. زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ أَبُو عُقَيْلٍ الْمَدَنِيُّ نَزِيلُ الإسكندرية.   [1] الجرح 3/ 656، التاريخ الكبير 441. ميزان الاعتدال 2/ 70. تهذيب ابن عساكر 5/ 250. التاريخ لابن معين 2/ 172 رقم 5126. [2] تهذيب ابن عساكر 5/ 387. [3] الجرح 3/ 615، تهذيب ابن عساكر 5/ 388، تهذيب التهذيب 3/ 341، التاريخ الكبير 3/ 443، الخلاصة 122. التقريب 1/ 263. التاريخ لابن معين 2/ 175 رقم 5180. تاريخ أبي زرعة 1/ 483. المعرفة والتاريخ 1/ 245. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 426 روى عن جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرِهِمْ. وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَسَعِيدُ بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَآخِرُ مَنْ روى عنه رِشدِينُ بْنُ سَعْدٍ [1] . وَكَانَ عَبْدًا صَالِحًا. قَالَ الدَّارِمِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ مِن الأَبْدَالِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بَأْسَ بِهِ. تُوُفِّي سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ: غَيْرُ ذَلِكَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ: لِجَدِّهِ صُحْبَةٌ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَنْبَأَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي زُهْرَةُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: أَيْنَ تَسْكُنْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: أُفٍّ تَسْكُنُ الْخَبِيثَةَ الْمُنْتِنَةَ وَتَذَرُ الطَّيِّبَةُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَإِنَّكَ تُجْمَعُ بِهَا دُنْيَا وَآخِرَةَ طَيِّبَةُ الْمَوْطِأِ وَدِدْتُ أَنَّ قَبْرِي يَكُونُ بِهَا، وَرَوَى نَحْوًا مِنْهُ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ زُهْرَةَ. زِيَادُ بْنُ بَيَانٍ الرَّقِّيُّ [3]- د ق-. عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ. وعنه أَبُو المليح الرقي وابن علية.   [1] في الأصل «رشد بن سعد» . [2] الجرح 3/ 615. [3] الجرح 3/ 525، ميزان الاعتدال 2/ 87، تهذيب التهذيب 3/ 356، التاريخ الكبير 3/ 346، الخلاصة 124، التقريب 1/ 265. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 427 قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ. زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ الْمُزَنِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- د-. عَنْ أَبِي نَعَامَةَ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وعنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ عُلَيَّةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ ومائة. زيد بن أسلم [2]- ع- أبو عبد الله العدوي المدني مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَسَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَبُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَطَائِفَةٍ. وعنه بَنُوهُ: أُسَامَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ عَجْلانَ وَمَالِكٌ وَيَعْمُرُ وَهَمَّامٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَالسُّفْيَانَانِ وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَهِشَامُ بُن سَعْدٍ والدراوَرْديّ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بن قيس وخلق.   [1] الجرح 3/ 545، تهذيب ابن عساكر 5/ 427، تهذيب التهذيب 3/ 383، التاريخ الكبير 3/ 371، الخلاصة 126. التقريب 1/ 270. المعرفة والتاريخ 1/ 608. [2] المشاهير 80، تهذيب الأسماء 1/ 200، ميزان الاعتدال 2/ 98، الوافي 15/ 23، الجرح 3/ 555، تهذيب ابن عساكر 5/ 442، تهذيب التهذيب 3/ 395، التاريخ الكبير 3/ 387، الخلاصة 126، التقريب 272. التاريخ لابن معين 2/ 181 رقم 1013 و 1146. المعرفة والتاريخ 1/ 675. تاريخ أبي زرعة 1/ 429. طبقات خليفة 263. التاريخ الصغير 2/ 32 و 40. حلية الأولياء 3/ 221. سير أعلام النبلاء 5/ 316 رقم 153. تذكرة الحفاظ 1/ 132. طبقات الحفاظ 53. شذرات الذهب 1/ 194. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 428 وَكَانَتْ لَهُ حَلَقَةٌ لِلْعِلْمِ بِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَرِوَايَتِهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَأَحْسَبُ ذَلِكَ غَيْرَ مُتَّصِلٍ، وَكَانَ أَحَدُ مَنْ أَقْدَمَهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَسْتَفْتِيهِمْ فِي الطَّلاقِ قَبْلَ النِّكَاحِ هَلْ يُعْتَبَرُ. قَالَ مَالِكٌ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ: مَا هِبْتُ أَحَدًا هَيْبَتِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ. قَالَ عَبَّاسُ الدُّورِيُّ: قَالَ لَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَلا مِنْ جَابِرٍ. ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَدِّي أَسْلَمُ لَمَّا وُلِدَ لِي زَيْدٌ قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَا سَمَّيْتُ ابْنَكَ؟ قُلْتُ: زَيْدُ، قَالَ: بِأَيِّ الزَّيْدَيْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَمْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؟ قُلْتُ: زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ وَكَنَّيْتُهُ بِكُنْيَتِهِ، قَالَ: أَصَبْتَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو أُسَامَةَ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ثِقَةٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سعد شيئا. وقال جماعة عَنِ الْعَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ بِحَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أُسَامَةَ عَمَّنْ هَذَا؟ قَالَ: يَا بْنَ أَخِي مَا كُنَّا نُجَالِسُ السُّفَهَاءَ وَلا نَحْمِلُ عَنْهُمْ. قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَزَيْدٌ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ عَالِمٌ بِتَفْسِيرِ الْعِرَاقِ لَهُ فِيهِ كِتَابٌ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُئِلَ أَكُنْتُمْ تَتَقَايَسُونُ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ قَالَ مَالِكٌ: فَأَمَّا مَجْلِسُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَلَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا إِلا أَنْ يَكُونَ هُوَ يَبْتَدِئُ شَيْئًا يَذْكُرُهُ. ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي لَهُ جُلَسَاءُ فَرُبَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَى الرَّجُلِ مِنْهُمْ فَيُقَبِّلُ رَأْسِي وَيَمْسَحُهُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لأَبُوكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَاللَّهِ لَوْ خَيَّرَنيِ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 429 اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ أَوْ بِهِمْ لاخْتَرْتُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ وَيَبْقَى لِي زَيْدٌ. وَقَالَ لِي أَبُو حَاتِمٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي مَجْلِسِ أَبِيكَ أَرْبَعِينَ حَبْرًا فَقِيهًا أَدْنَى خَصْلَةً مِنَّا التواسي بما في أيدينا ما رئي فينا متماريين وَلا مُتَنَازِعِينَ فِي حَدِيثٍ لا يَنْفَعُ، وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: لا يُرِينِي اللَّهُ يَوْمَ زَيْدٍ وَقَدِّمْنِي بَيْنَ يَدَيْ زَيْدٍ قَالَ فَأَتَاهُ نَعْيُ زَيْدٍ فَعَقَرَ فَمَا قَامَ وَلا شَهِدَهُ. ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَال يَعْقُوبُ بْنُ الأَشَجِّ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَيْسَ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ آمَنُ عَلَيَّ مِنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ اللَّهمّ فَزِدْ فِيَّ مِنْ أَعْمَارِ النَّاسِ وَابْدَأْ بِي. فَرُبَّمَا قَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: أَرَأَيْتَ طَلَبْتَ حَيَاتِي لِي أَوْ لِنَفْسِكَ قَال: لِنَفْسِي قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ تَمُنُّ عَلَيَّ فِي شَيْءٍ طَلَبْتُهُ لِنَفْسِكَ. يَعُقوُبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ حَبِيبٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ وَلا كَمَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ وَلا كَمَا قَالَ النَّبِيُّونَ وَلا أَهْلُ الْجَنَّةِ وَلا النَّارِ وَلا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ، قَالَ اللَّهُ (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله) 76: 30 [1] وَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ: (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنا) 2: 32 [2] وَقَالَ شُعَيْبٌ: (وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله رَبُّنا) 7: 89 [3] وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ: (وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا الله 7: 43) [4] وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ: (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) 23: 106 [5] وقال أخوهم إبليس: (فَبِما أَغْوَيْتَنِي) 7: 16 [6] . وَرَوَى حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم قال: استغن باللَّه عمّن سواه   [1] قرآن كريم- سورة الإنسان- الآية 30. والتكوير- الآية 29. [2] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 32. [3] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 90. [4] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 43. [5] قرآن كريم- سورة المؤمنون- الآية 106. [6] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 16. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 430 وَلا يَكُونَنَّ أَحَدٌ أَغْنَى مِنْكَ باللَّه وَلا يَكُنْ أَحَدٌ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنْكَ وَلا تُشْغِلَنَّكَ نِعَمُ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ عَنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْكَ وَلا تُشْغِلَنَّكَ ذُنُوبُ الْعِبَادِ عَنْ ذُنُوبِكَ وَلا تُقَنِّطِ الْعِبَادَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَتَرْجُوهَا لِنَفْسِكَ. ابْنَ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقوُل: يَا بُنَيَّ لا تُعْجِبْكَ نَفْسَكَ وأنت لا تَشَاءُ أَنْ تَرَى مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مِنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ إِلا رَأَيْتَهُ. وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زيد قال: قدمت المدينة وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ فِي زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقُلْتُ. لعبيد الله: ما تقول في مولاكم؟ قَالَ: مَا نَعْلَمُ بِه بَأْسًا إِلا أَنَّهُ يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ. وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ زَيْدُ يُحَدِّثُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ فَإِذَا سَكَتَ لا يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِنْسَانٌ وَكَانَ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ اتَّقِ اللَّهَ يُحِبُّكَ النَّاسُ وَإِنْ كَرِهُوا. وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ فَأَذْكُرُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ الْقُوَّةَ عَلَى عِبَادَتِكَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَجْلِسُ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَكَلِّمُوهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلَ إِلَى مَنْ يَنْفَعُهُ فِي دِينِهِ. قُلْتُ: مَنَاقِبُ زيد كثيرة، وتبارد ابْنُ عَدِيٍّ بِإِيرَادِهِ فِي كَامِلِهِ وَقَالَ: هُوَ مِنَ الثِّقَاتِ مَا امْتَنَعَ أَحَدٌ مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ: مات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وَمِائَةٍ، وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ. زَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ [2]- 4- الْعَمِّيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو الْحَوَارِيِّ قَاضِي هراة،   [1] التاريخ الكبير 3/ 387. [2] الجرح 3/ 560، ميزان الاعتدال 2/ 102، تهذيب ابن عساكر 6/ 5، التاريخ الكبير 3/ 392، تهذيب التهذيب 3/ 407. المعرفة والتاريخ 2/ 107 و 127. التاريخ لابن معين 2/ 182 رقة 4702 و 3658. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 431 وَهُوَ مَوْلَى زِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ عَبْدُ الرحيم وعبد الرَّحْمَنِ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ شُعْبَةَ لَمْ يَرْوِ عَنْ أَضْعَفَ مِنْهُ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ عِدَّةَ أَحَادِيثَ تُنْكَرُ. وَقَالَ النسائي: ضعيف. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مُتَمَاسِكٌ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ لُقِّبَ بِالْعَمِّيِّ لِكَوْنِهِ كَانَ كُلَّمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَمِّي. زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ الْجَزَرِيُّ [1] . عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حَرَامٍ. وعنه مَعْمَرٌ وَالْمَسْعُودِيُّ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي الدُّنْيَا النَّصِيبِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَةُ أَحْمَدُ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ. زَيْدُ بْنُ أبي عتاب [2] ، مولى أم حبيبة.   [1] المشاهير 185، الجرح 3/ 563، ميزان الاعتدال 2/ 103، التاريخ الكبير 3/ 394. [2] الجرح 3/ 571. التاريخ الكبير 3/ 401. المعرفة والتاريخ 2/ 306 و 197. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 432 أَرْسَلَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَمُعَاوِيَةَ وَروى عن أَبِي سَلَمَةَ وَأُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وعنه مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ [1] وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنْتَشِرِ وَنُوحُ ابْنُ أَبِي بِلالٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ. زَيْدُ بْنُ واقد القرشي الدمشقيّ [2]- خ د ن ق- أبو عمرو. روى عن بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَحَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. وعنه صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حمزة وسويد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخَشَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَمِيعٍ وَغَيْرُهُمْ. رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الرَّأْسَ الَّذِي يُقَالُ إِنَّهُ رَأْسُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلامُ طَرِيًّا كَأَنَّمَا قُتِلَ السَّاعَةَ. قَال أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ، وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٌ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وثلاثين ومائة.   [1] بفتح الزاي وسكون الميم. (اللباب 2/ 74) . [2] الجرح 3/ 574، المشاهير 179، الوافي 15/ 46، تهذيب ابن عساكر 6/ 38، ميزان الاعتدال 2/ 106، التاريخ الكبير 3/ 407، تهذيب التهذيب 3/ 426. المعرفة والتاريخ 2/ 290. تاريخ أبي زرعة 1/ 394. الوافي بالوفيات 15/ 46 رقم 56. [3] الجرح 3/ 574. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 433 قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثنا صَدَقَةُ بْنُ خالد ثنا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا لَوْ رَأَوْا خِيَارَكُمْ لَقَالُوا: مَا لِهَؤُلاءِ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ، وَلَوْ رَأَوْا شِرَارَكُمْ لَقَالُوا: مَا يُؤْمِنُ هَؤُلاءِ بِيَوْمِ الْحِسَابِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 434 [حَرْفُ السِّينِ] سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَبُو يُونُسَ الْكُوفِيُّ [1]- ت-. رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَسَمِعَ أَبَا حَازِمٍ الأَشْجَعِيَّ وَالشَّعْبِيَّ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ وَمُنْذِرًا الثَّوْرِيَّ. وعنه السُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الْفَلاسُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لِسَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ: أَنْتَ قَتَلْتَ عُثْمَانَ، فَجَزِعَ وَقَالَ: أَنَا! قَالَ: نَعَمْ لِأَنَّكَ تَرْضَى بِقَتْلِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ أَحْمَقَهَا وَهُوَ يَقُولُ: لَبَّيْكَ قَاتِلُ نَعْتَلٍ لَبَّيْكَ مُهْلِكَ بَنِي أُمَيَّةَ. يَعْنِي بِقَوْلِهِ فِي الطَّوَافِ. وَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّهُ رَآهُ يَطُوفُ وَيَقُولُ ذَلِكَ فَأَجَازَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ بِأَلْفِ دِينَارٍ. قَالَ النسائي: ليس بثقة.   [1] الجرح 4/ 180. ميزان الاعتدال 2/ 110. التاريخ الكبير 4/ 111. تهذيب التهذيب 3/ 433. تاريخ أبي زرعة 1/ 588. التاريخ لابن معين 2/ 186 رقم 2309. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 435 وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عِيبَ عَلَيْهِ الْغُلُوُّ فِي التَّشَيُّعِ وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الدَّارَانِيُّ [1] . قَاضِي دِمَشْقَ، وَلاهُ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ عَلِيٍّ. روى عن مُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَغَيْرِهِمَا. وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ. وَهُوَ مُقِلٌّ وَثَّقَهُ الْفَسَوِيُّ. سَالِمُ بن عجلان [2]- خ د ن ق- أبو محمد الأموي مَوْلاهُمُ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ الأَفْطَسُ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَالزُّهْرِيِّ. وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ مُرْجِئٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا. سَدِيرُ بْنُ حَكيِمِ [5] بْنِ صُهَيْبٍ أَبُو الْفَضْلِ الصيرفي الكوفي.   [1] الجرح 4/ 185. الوافي 15/ 85. تهذيب ابن عساكر 6/ 57. تاريخ أبي زرعة 1/ 203. المعرفة والتاريخ 2/ 478. [2] التاريخ الكبير 4/ 117، الجرح 4/ 186، ميزان الاعتدال 2/ 112، الوافي 15/ 87، تهذيب التهذيب 3/ 441. التاريخ لابن معين 2/ 188 رقم 2876. [3] الجرح 4/ 186. [4] طبقات ابن سعد 7/ 481. [5] الجرح 4/ 323. ميزان الاعتدال 2/ 116. التاريخ لابن معين 2/ 189 رقم 2665. المعرفة والتاريخ 3/ 74 و 110. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 436 عَنْ عُكْرِمَةَ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وعنه السُّفْيَانَانِ وَهُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَوَلَدُهُ حَنَانُ بُنْ سَدِيرٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] صَالِحُ الْحَدِيثِ. السَّرِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق- ابْنُ عَمِّ الشَّعْبِيِّ. عَنِ الشَّعْبِيِّ. وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ. سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ [3] . قِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَسَيُعَادُ. سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ [4]- 4- أَبُو حَفْصَ الأَسْلَمِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ أَبِي الْقَيْنِ وَسَفِينَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَبْدِ الرحمن وعبيد الله ومسلم ابن أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ. وعنه الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ وَعَبْدُ الوارث التنوري وغيرهم. وثّقه أبو داود.   [1] الجرح 4/ 323. [2] الجرح 4/ 282، ميزان 2/ 117، التاريخ الكبير 4/ 176، تهذيب التهذيب 3/ 459. [3] المشاهير 136. [4] المشاهير 97. الميزان 2/ 131، الجرح 4/ 10، التاريخ الكبير 3/ 462، تهذيب التهذيب 4/ 14. المعرفة والتاريخ 2/ 128، التاريخ لابن معين 2/ 198 رقم 1483 و 3433. تاريخ أبي زرعة 1/ 457 الجزء: 8 ¦ الصفحة: 437 وَذَكَرَ حَشْرَجُ عَنْهُ أَنَّهُ لَقِيَ سَفِينَةَ فِي وِلايَةِ الْحَجَّاجِ بِبَطْنِ نَخْلَةٍ فَبَقِيَ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [1] الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ خَارِجَةَ. وعنه الزُّهْرِيُّ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَعُقَيْلٌ وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَمَاتَ كَهْلا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مَالِكٍ أَنَّ سَعِيدًا كَانَ فَاضِلا عَابِدًا أُرِيدَ عَلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ وَأُكْرِهَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا قَضَى بِهِ عَلَى الأَمِيرِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّصْرِيِّ وَالِي الْمَدِينَةِ فَأَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ مَالا عَظِيمًا لِلْفُقَرَاءِ فَقَسَّمَهُ، فَعُزِلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ لِذَلِكَ فَقَالَ لِسَعِيدٍ أَصْحَابُهُ: قَضِيَّتُكَ هَذِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ مَالٍ عَظِيمٍ لَوْ تَصَدَّقَتْ بِهِ. سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ [2] ، الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود. وعنه يونس بن أبي إسحاق وَالْمَسْعُودِيُّ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ. سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ [3] . وَمِنْهُمْ مَنْ يسمّيه سعدا. سمع القاسم بن محمد.   [1] الجرح 4/ 25، المشاهير 629، تهذيب التهذيب 4/ 242، التاريخ الكبير 3/ 481. [2] الجرح 4/ 49، تهذيب ابن عساكر 6/ 166، التاريخ الكبير 3/ 500. [3] المشاهير 128، التاريخ الكبير 3/ 499. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 438 وعنه عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَمَالِكٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] . تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ اللَّيْثِيُّ [2]- ع- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَبُو الْعَلاءِ. أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ وَنُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ وَقَتَادَةَ وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. وَأَرْسَلَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ. وعنه خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَعُمَرُ بْنُ الْحَارِثِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِنَّمَا أَكْثَرَ اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: وُلِدَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. سعيد بن يزيد بن مسلمة [4]- ع- أبو مسلمة الطاحي البصري القصير.   [1] الجرح 4/ 50. [2] طبقات ابن سعد 7/ 203، المشاهير 190، ميزان الاعتدال 2/ 162، الوافي 15/ 269. تهذيب التهذيب 4/ 94، التاريخ الكبير 3/ 519، الجرح 4/ 71، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التهذيب 4/ 100، التاريخ لابن معين 2/ 209 رقم 3594. [3] الجرح 4/ 71. [4] طبقات ابن سعد 7/ 21، الجرح 4/ 73، الوافي 15/ 273، التاريخ الكبير 3/ 520، تهذيب التهذيب 4/ 100. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 439 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وأخيه يزيد بن الشخير وعبد العزيز ابن أُسَيْدٍ وَأَبِي قِلابَةَ الْجَرْمِيِّ [1] وَأَبِي نَضْرَةَ [2] وَغَيْرِهِمْ. وعنه شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَغَسَّانُ بْنُ مُضَرَ [3] وَآخَرُونَ. وثّقه النسائي. سعيد [4] بن يزيد الأحمسي [5]- ن- الكوفي. عَنِ الشَّعْبِيِّ. وعنه وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ. فِي طَبَقَةِ الأَوْزَاعِيِّ. وَكَذَا سَعِيدُ بن يزيد القتباني [6]- م د ت ن- الحميري الإسكندراني أبو شجاع. عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ. وعنه اللَّيْثُ وَأَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ. مات سنة أربع وخمسين، سيأتي.   [1] بفتح الجيم وسكون الراء. (اللباب 1/ 273) . [2] مهملة في الأصل. [3] في الأصل «مصر» . [4] الجرح 4/ 74. [5] في الأصل «الأخمسي» . والتصحيح من اللباب 1/ 32. [6] الجرح 4/ 73. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 440 سلمة بن دينار [1]- ع- أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ الْمَدَنِيُّ التَّمَّارُ الْقَاصُّ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ وَشَيْخُ الإِسْلامِ. سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ وَأَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيَّ وَأَبَا سَلَمَةَ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ وَخَلْقًا. وعنه الزُّهْرِيُّ وَمَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو مَعْشَرٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ وَأَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَآخَرُونَ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو حَازِمٍ فَارِسِيُّ الأَصْلِ وَهُوَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، وَأُمُّهُ رُومِيَّةٌ وَكَانَ أَشْقَرَ أَحْوَلَ أَفْزَرَ الشَّفَةِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : هُوَ مَوْلَى الأسود بْنِ سُفْيَانَ الْمَخْزُومِيِّ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: أَبُو حَازِمٍ ثِقَةٌ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مِثْلُهُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْحِكْمَةُ أَقْرَبُ إِلَى فِيهِ مِنْ أَبِي حَازِمٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنِّي لأَعِظُ وَمَا أَرَى مَوْضِعًا مَا أُرِيدُ إِلا نَفْسِي، وَقَالَ قُتَيْبَةُ: ثنا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: انْظُرِ الَّذِي تُحِبُّهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الآخِرَةِ فَقَدِّمْهُ الْيَوْمَ وَالَّذِي تَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فَاتْرُكْهُ الْيَوْمَ. وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: نَحْنُ لا نُرِيدُ أَنْ نَمُوتَ حَتَّى نَتُوبَ وَنَحْنُ لا نَتُوبُ حتى نموت.   [1] الجرح 4/ 159، القصّاص 58. تهذيب ابن عساكر 6/ 218، الوافي 15/ 319، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 905 و 1065 و 1070 و 1184، تاريخ أبي زرعة 1/ 441، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . [2] التاريخ الكبير 4/ 78. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 441 وعنه قَالَ: مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ وَمَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ. وَعَنْهُ قَالَ: اخْفِ حَسَنَاتِكَ كَمَا تُخْفِي سَيِّئَاتِكَ وَلا تَكُنْ مُعْجَبًا بِعَمَلِكَ فَلا تَدْرِي شَقِيٌّ أَنْتَ أَمْ سَعِيدٌ. وَعَنْهُ قَالَ: النَّظَرُ فِي الْعَوَاقِبِ تَلْقِيحُ الْعُقُولِ. وَقَالَ لَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ لَمَّا وَعَظَهُ: مَا النَّجَاةُ مِنْ هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: يَسِيرٌ لا تَأْخُذَنَّ شَيْئًا إِلا مِنْ حِلِّهِ وَلا تَضَعَهُ إِلا فِي حَقِّهِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ ثُمَّ لا يَضُرُّكَ مَتَى مُتَّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ: ثنا أَبُو حَازِمٍ قَالَ: لا يُحْسِنُ عَبْدٌ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَحْسَنَ اللَّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ وَلا يَعْوَرُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ إِلا أَعْوَرَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، وَلَمُصَانَعَةُ وَجْهٍ وَاحِدٍ أَيْسَرُ مِنْ مُصَانَعَةِ الْوُجُوهِ كُلِّهَا، إِنَّكَ إِذَا صَانَعْتَهُ مَالَتِ الْوُجُوهُ كُلُّهَا إِلَيْكَ وَإِذَا اسْتَفْسَدْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ شَنَئَتْكَ [1] الْوُجُوهُ كُلُّهَا. وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: مَنْ عَرَفَ الدُّنْيَا لَمْ يَفْرَحْ فِيهَا بِرَخَاءٍ وَلَمْ يَحْزَنْ عَلَى بَلْوَى. وَقَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ السِّيِّئَةَ مَا عَمِلَ حَسَنَةً قَطُّ أَنْفَعُ لَهُ مِنْهَا وَكَذَا فِي الحسنة [2] .   [1] في صفة الصفوة «شنفتك» . وفي القاموس: شنف له: أبغضه، والشانف: المعرض. [2] كذا في الأصل، وفي (صفة الصفوة) : إن العبد ليعمل الحسنة تسره حين يعملها وما خلق الله من سيئة هي عليه أضر منها ليعمل السيئة ثم تسوؤه حين يعملها وما خلق الله عز وجل من حسنة أنفع له منها. وذلك أن العبد حين يعمل الحسنة يتجبر فيها ويرى أن له فضلا على غيره ولعل الله يحبطها ويحبط معها عملا كثيرا. وإن العبد ليعمل السيئة تسوؤه ولعل الله يحدث له فيها وجلا فيلقى الله وإن خوفها لفي جوفه باق. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 442 وَعَنْهُ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ، وَإِذَا أَحْبَبْتَ أَخًا فِي اللَّهِ فَأَقِلَّ مُخَالَطَتِهِ فِي دُنْيَاهُ. تُوُفِّيَ أَبُو حَازِمٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. أَرَّخَهُ الْمَدَائِنِيُّ وابن سعد [1] . سلمة بن تمام [2]- ن- أبو عبد الله الشقريّ الكوفي. عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقويّ. سلمة بن علقمة [4]- سوى ت- أبو بشر التميمي البصري. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَنَافِعٍ. وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ. سَلْمُ بْنُ أَبِي الذيال البصري [5]- م د-.   [1] طبقات ابن سعد 5/ 424. [2] ميزان الاعتدال 2/ 188، التاريخ الكبير 4/ 79، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 3498، المعرفة والتاريخ 2/ 275 و 3/ 231. [3] الجرح 4/ 157. [4] التاريخ الكبير 4/ 82، الجرح 4/ 167. [5] التاريخ الكبير 4/ 159، تهذيب التهذيب 4/ 129، الجرح 4/ 265، التاريخ لابن معين 2/ 222 رقم 417 و 3470 و 4589. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 443 عَنِ الْحَسَنِ وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ وَجَمَاعَةٍ. وعنه مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ. وَثَقَّهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ [1] ، أَبُو خَيْثَمَةَ الْعَذَرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَنَسٍ وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ. وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ. وَكَنّاهُ مُسْلِمٌ وَلَمْ يضعّفه أحد. سليمان بن داود الخولانيّ [2]- ن- الدارانيّ أبو داود. عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَأَبِي قِلابَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَالزُّهْرِيِّ. وعنه هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَالْوَضِينُ بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة. رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ حَدِيثَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ الطَّوِيلَ. وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ ثقة مأمون.   [1] ميزان الاعتدال 2/ 200، تهذيب ابن عساكر 6/ 250، التاريخ الكبير 4/ 8، الجرح 4/ 106. [2] المشاهير 184، ميزان الاعتدال 2/ 200، تهذيب ابن عساكر 6/ 275، تهذيب التهذيب 4/ 189، التاريخ الكبير 4/ 10، التاريخ لابن معين 2/ 229 رقم 3440، المعرفة والتاريخ 1/ 587 و 588. تاريخ أبي زرعة 1/ 359 و 502. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 444 وقال أبو حاتم [1] : لا بأس به. وقال يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] : لا أعْلَمُ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ التي وردت كتابا أصح منه كِتَابَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: الصَّوَابُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فَإِذَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ. وَرَوَى الْحَدِيثُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ [3] عَنْ يَحْيَى بْنِ حمزة عن سليمان ابن أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا وَهْمٌ مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أَشْبَهُ وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: فَلاحَ أَنَّ الْخَوْلانِيَّ لا رِوَايَةَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي (تَارِيخِ دَارَيَّا) : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَاجِبًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ مُقَدَّمًا عِنْدَهُ لَهُ ذُرِّيَةٌ بِدَارَيَا إِلَى الْيَوْمَ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهِ الْحَافِظُ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ فَإِذَا هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ. سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ [4] ، أبو الربيع السبئي مولاهم المصري الزاهد.   [1] الجرح 4/ 110. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 331 و 379. [3] في الأصل «عن بلال» . [4] التاريخ الكبير 4/ 14، الجرح 4/ 118. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 445 روى عنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ فَاضِلا وَكَانَ قَوْمُهُ سَبَأُ إِذَا نَزَلَ لَهُمْ مُعْضِلَةٌ فَزِعَوا إِلَيْهِ فِيهَا لِفَضْلِهِ فِيهِمْ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: وَلَمْ يُسَمِّ أَحَدًا مِنْ شُيُوخِهِ. سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْخُزَاعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ [1] . أَحَدُ نُقَبَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ الأَثْنَى عَشَرَ، لَهُ ذِكْرٌ وَأَثَرٌ كَبِيرٌ فِي السَّعْيِ لِقِيَامِ دَوْلَةِ الْعَبَّاسِيِّينَ، قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ خَوْفًا مِنْهُ. سليمان بْنُ مُوسَى الأَشْدَقُ [2] . مَرَّ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ [3] . أَخَذَ عَنْ عَطَاءٍ وَغَيْرِهِ. وَوَلِيَ غَزْوَ الرُّومِ فَلَمَّا بُويِعَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ حَبَسَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ يَزِيدُ النَّاقِصُ وَصَيَّرَهُ مِنْ أُمَرَائِهِ فَلَمَّا وَلِيَ مَرْوَانُ هَرَبَ مِنْهُ ثُمَّ أَمَّنَهُ ثُمَّ خَلَعَ مَرْوَانُ وَطَمِعَ فِي الْخِلافَةِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَادَ أَنْ يَمْلُكَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا   [1] تهذيب ابن عساكر 6/ 285. [2] طبقات ابن سعد 7/ 163، التاريخ الكبير 4/ 38، الجرح 3/ 141، الوافي 15/ 436، تاريخ أبي زرعة 1/ 249، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، طبقات خليفة 312، حلية الأولياء 6/ 87، سير أعلام النبلاء 5/ 433 رقم 193، ميزان الاعتدال 2/ 425، تهذيب التهذيب 4/ 226، خلاصة تذهيب الكمال 155، تهذيب ابن عساكر 6/ 286، شذرات الذهب 1/ 156. معجم بني أمية 69، تاريخ أبي زرعة 1/ 614، المعرفة والتاريخ 2/ 19. [3] الوافي 15/ 439، تهذيب ابن عساكر 6/ 288، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 7/ 325 ب، معجم بني أمية 69. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 446 فَبَعَثَ مَرْوَانُ جَيْشَهُ فَهَزَمُوهُ وَتَحَصَّنَ بِحِمْصَ فَسَارَ إِلَيْهِ مَرْوَانُ بِنَفْسِهِ فَهَرَبَ وَلَحِقَ بِالضَّحَّاكِ الْخَارِجِيِّ وَبَايَعَهُ ثُمَّ ظَفِرَتْ بِهِ الْمُسَوِّدَةُ فَقَتَلُوهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] . كَانَ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ خَرَجَ عَلَى أَخِيهِ الْوَلِيدِ. قَتَلَتْهُ الْمُسَوِّدَةُ بِدِمَشْقَ عِنْدَ اسْتِيلائِهِمْ. سُلَيْمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ [2] . مَوْلَى أُمِّ عَلِيٍّ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مُجَاهِدٍ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ: روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الملك بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ. سِمَاكُ بْنُ عَطِيَّةَ الْبَصْرِيُّ [3]- خ م د-. عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ. وَكَانَ جَلِيسًا لِأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ وَمَاتَ قَبْلَهُ بِيَسِيرٍ. روى عنه حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَنْصَارِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زيد. وثّقه ابن معين.   [1] ميزان الاعتدال 2/ 228، الوافي 15/ 444، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 7/ 326 ب، معجم بني أمية 70. [2] تهذيب التهذيب 4/ 167، التاريخ الكبير 4/ 126. [3] تهذيب التهذيب 4/ 235، الجرح 4/ 281، التاريخ الكبير 4/ 174، سير أعلام النبلاء 5/ 250 رقم 112، خلاصة تذهيب الكمال 156. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 447 سميّ مولى أبي بكر [1]- ع- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الأَثْبَاتِ. سَمِعَ مِنْ مَوْلاهُ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ. وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَوَرْقَاءُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. قَتَلَتْهُ الْحَرُورِيَّةُ يَوْمَ وَقْعَةِ قُدَيْدَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. سِنَانُ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ [2] ، أَبُو حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ. عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ [3] وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. سِنَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ [4]- د ت ق خ مقرونا- أبو ربيعة البصري. عن أنس وشهر بن حوشب.   [1] المشاهير 135، التاريخ الكبير 4/ 203، الجرح 4/ 315، تهذيب التهذيب 4/ 238. طبقات خليفة 261، سير أعلام النبلاء 5/ 462 رقم 206، خلاصة تذهيب الكمال 156. شذرات الذهب 1/ 181. [2] التاريخ الكبير 4/ 165، الجرح 4/ 252. [3] في الأصل «قوم» . [4] التاريخ الكبير 4/ 164، الجرح 4/ 251، تهذيب التهذيب 4/ 240، ميزان الاعتدال 2/ 235. التاريخ لابن معين 2/ 240 رقم 3736. المعرفة والتاريخ 3/ 111. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 448 وعنه الْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. سُهَيْلُ بن أبي صالح السمان [1]- م 4 خ مقرونا- أبو يزيد المدني، أَخُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ. سمع أَبَاهُ وَالْحَارِثَ بْنَ مَخْلَدٍ [2] وَعَبْدَ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَالزُّهْرِيَّ وَسَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ وَالنُّعْمَانَ بْنَ أَبِي عَيَّاشٍ وَعَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ وَجَمَاعَةً. وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَسُفْيَانُ وَمَالِكٌ وَفُلَيْحٌ والدراوَرْديّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَخَلْقٌ. وَهُوَ صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ لا الْبُخَارِيُّ. سَأَلَ رَجُلٌ النَّسَائِيَّ عَنْ سُهَيْلٍ فَقَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ فُلَيْحٍ وَمِنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ وَمِنْ أَبِي الْيَمَانِ وَمِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ. قُلْتُ: مَا نَقَمُوا مِنْ سُهَيْلٍ إِلا أَنَّهُ مَرِضَ وَنَسِيَ بَعْضَ حَدِيثِهِ وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَصْلَحَ حَدِيثَهُ هُوَ أَثْبَتُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْهُ. قُلْتُ: قد أخرج له البخاري مقرونا بغيره.   [1] المشاهير 137. ميزان الاعتدال 2/ 243. التاريخ الكبير 4/ 104. الجرح 4/ 246. تهذيب التهذيب 4/ 263. التاريخ لابن معين 2/ 243 رقم 1077. طبقات خليفة 266. المعرفة والتاريخ 1/ 423. سير أعلام النبلاء 5/ 458 رقم 205. تذكرة الحفاظ 1/ 137. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 207. الوافي بالوفيات 16/ 31 رقم 40. خلاصة تذهيب الكمال 158. شذرات الذهب 1/ 208. [2] مهمل في الأصل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 449 وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. تُوُفِّيَ سُهَيْلٌ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ قَبْلَهَا بِيَسِيرٍ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 450 [حرف الصَّادِ] صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ الْجَزَرِيُّ [1]- م د ن ق- نَزِيلُ مَكَّةَ. روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، - وَذَلِكَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ- وَروى عن طَاوُسٍ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُقِلٌّ. روى عنه مَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَجَرِيرٌ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ [2] . روى عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وعنه جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وأبو مخنف لوط ابن يَحْيَى ابْنُ أُخْتِهِ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْمُؤَرِّخُ. وَهُوَ صَدُوقٌ، وَثَّقَهُ أبو زرعة.   [1] ميزان الاعتدال 2/ 314. التاريخ الكبير 4/ 293. تهذيب التهذيب 4/ 419. الجرح 4/ 428. التاريخ لابن معين 2/ 269 رقم 395. تاريخ أبي زرعة 1/ 511. المعرفة والتاريخ 1/ 437. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 143. تهذيب التهذيب 4/ 432. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 451 صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ [1]- ع- مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَيُقَالُ أَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ. روى عن ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَأَنَسِ بْنِ مالك وسعيد بن المسيب وعطاء ابن يَسَارٍ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلاهُ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ وَطَائِفَةٍ. وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَخَلْقٌ. كَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ. قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: رَأَيْتُهُ وَلَوْ قِيلَ لَهُ: السَّاعَةُ غَدًا مَا كَانَ عِنْدَهُ مَزِيدُ عَمَلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ يُسْتَنْزَلُ بِذِكْرِهِ الْقَطْرُ. وَرَوَى إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ يُصَلِّي فِي الشِّتَاءِ فِي السَّطْحِ وَفِي الصَّيْفِ فِي بَطْنِ الْبَيْتِ يَتَيَقَّظُ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: هَذَا الْجَهْدُ مِنْ صَفْوَانَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ وَأَنَّهُ الْتَزَمَ رِجْلاهُ حَتَّى يَعُودَ كَالسَّقْطِ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ وَيَظْهَرَ فِيهِ عُرُوقٌ خُضْرٌ. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حَجَّ صَفْوَانُ فَسَأَلْتُ عَنْهُ بِمِنًى فَقِيلَ لِي: إذا دخلت   [1] المشاهير 135، تهذيب ابن عساكر 6/ 435، تهذيب التهذيب 4/ 425، الجرح 4/ 423، التاريخ الكبير 4/ 307. طبقات خليفة 261. تاريخ خليفة 404. التاريخ الصغير 2/ 19. المعرفة والتاريخ 1/ 661. حلية الأولياء 3/ 158. سير أعلام النبلاء 5/ 364 رقم 165. العبر 1/ 176/ 176. طبقات الحفاظ 54. خلاصة تذهيب الكمال 174. شذرات الذهب 1/ 189. ذيل المذيل 650. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 223. صفة الصفوة 2/ 86. الزيارات 94. مرآة الجنان 1/ 277. طبقات الشعراني 1/ 41. الوافي بالوفيات 16/ 317 رقم 349. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 452 مَسْجِدَ الْخِيفِ فَانْظُرْ شَيْخًا إِذَا رَأَيْتَهُ عَلِمْتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ فَهُوَ هُوَ، قَالَ: وَحَجَّ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلا سَبْعَةُ دَنَانِيرَ فَاشْتَرَى بِهَا بَدَنَةً يَعْنِي وَقَرَّبَهَا. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التّمَّارِ أَنَّ صَفْوَانَ كَانَ يَأْتِي الْمَقَابِرَ فَيَجْلِسُ فَيَبْكِي حَتَّى أَرْحَمُهُ. وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ وَأَعَانَهُ عَلَى الْحِكَايَةِ أَخُوهُ: إِنَّ صَفْوَانَ حَلَفَ أَنْ لا يَضَعَ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ فَمَكَثَ عَلَى هَذَا أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ عَامًا فَمَاتَ وَإِنَّهُ لَجَالِسٌ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ قَالَ صَفْوَانُ: أُعْطِي اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا أَضَعَ جَنْبِي حَتَّى أَلْحَقَ بِرَبِّي، قَال فَبَلَغَنِي أَنَّ صَفْوَانَ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ. قَالَ: وَيَقُولُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِنَّهُ نَقَبَتْ جَبْهَتُهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّجُودِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. وَقَدْ وَهِمَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ حَيْثُ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 453 [حرف الضاد] ضرار بن مرة [1]- ت ن- أبو سنان الشيبانيّ الكوفي. روى عنه سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَآخِرُ مَنْ روى عنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ. قَالَ خَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ومائة.   [1] الجرح 4/ 465. تجريد التمهيد- ابن عبد البر 72. التاريخ لابن معين 2/ 273 رقم 1948. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . [2] تاريخ ابن خياط 405. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 454 [حرف الطاء] طلق بن معاوية [1]- م ن- أبو غياث النخعي الكوفي جَدُّ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ. رَوَى عَنْ أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيُّ. وعنه حَفِيدَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وطلق بن غنام والثوري وشريك وجرير ابن عبد الحميد.   [1] الجرح 4/ 491. ميزان الاعتدال 2/ 345. التاريخ لابن معين 2/ 280 رقم 1684. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 455 [حرف العين] عاصم بن عبيد الله [1]- د ت ق- بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ العمري المدني. روى عن ابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَغَيْرِهِمْ. وعنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ. روى عنه مَالِكٌ حَدِيثًا وَاحِدًا فَهَذَا مِمَّنِ اتَّفَقَ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ عَلَى الرِّوَايَةِ عَنْهُ مع ضعفه. ضعّفه مالك ويحيى القطان. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فَاحِشُ الْخَطَأِ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ السفاح وكانت في سنة اثنتين وثلاثين.   [1] التاريخ الكبير 6/ 484، تهذيب التهذيب 5/ 46، الجرح 6/ 347، ميزان الاعتدال 2/ 353، تهذيب ابن عساكر 7/ 127. تاريخ دمشق- تحقيق د. شكري فيصل- ص 42. التاريخ لابن معين 2/ 283 رقم 822. تاريخ أبي زرعة 1/ 510. [2] الضعفاء الصغير 90. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 456 عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ شِهَابٍ الْجَرْمِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م 4-. عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ وَعِدَّةٍ. وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَكَانَ فَاضِلا عَابِدًا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ خَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّانِ اللَّخْمِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ [4] . عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب وَمَكْحُولٍ. وعنه يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ الْقَاضِي وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معبد [5]- د- بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني أَحَدُ الْصُّلَحَاءِ. روى عن أَبِيهِ وَأَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ وَعِكْرِمَةَ. وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَوُهَيْبٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ والدراوَرْديّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. ووصفه ابن عيينة بالصلاح.   [1] التاريخ الكبير 6/ 487. الجرح 6/ 349. تهذيب التهذيب 5/ 55. ميزان الاعتدال 2/ 356. تاريخ أبي زرعة 1/ 657. [2] تاريخ ابن خياط 417. [3] في الأصل «اللحمي» . [4] تهذيب ابن عساكر 7/ 219. [5] المشاهير 139. تهذيب التهذيب 5/ 120. التاريخ الكبير 7/ 8. الجرح 6/ 212. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 457 عبد الأعلى التيمي [1] . أحد العبّاد الخائفين. روى عن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِ. روى عنه مِسْعَرٌ قَالَ: مَنْ أُوتِيَ عِلْمًا لا يُبْكِيهِ خَلِيقٌ أَنْ يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا لا يَنْفَعُهُ وَيَحْتَجُّ بآية (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) 17: 109 [2] . وَعَنْهُ قَالَ: قَطَعَ عَنِّي لَذَاذَةَ الدُّنْيَا ذِكْرُ الْمَوْتِ وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيُّ [3] السَّكْسَكِيُّ الْحِمْصِيُّ [4]- ت ق- نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ وَجَماعَةٍ. وعنه أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ وَمُحَمَّدُ ابن حُمْرَانَ الْقَيْسِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ هُنَا بِالْبَصْرَةِ رَأَيْتُهُ وَكَانَ لا شَيْءَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ [6]- ت ن- أبو عمير الكوفي الكاتب عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو.   [1] الجرح 6/ 28. التاريخ الكبير 6/ 72. [2] قرآن كريم- سورة الإسراء- الآية 109. [3] في الأصل «الخبراتي» . [4] التاريخ الكبير 5/ 48. ميزان الاعتدال 2/ 396. تهذيب التهذيب 5/ 159. التاريخ لابن معين 2/ 298 رقم 48 و 155. تاريخ أبي زرعة 1/ 154 و 213- 216. [5] الجرح 5/ 12. [6] تهذيب التهذيب 5/ 161. ميزان الاعتدال 2/ 398. الجرح 5/ 13. التاريخ الكبير 5/ 49. المعرفة والتاريخ 2/ 457. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 458 وعنه حَفِيدُهُ بِشْرُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الله والثوري وشعبة وبن عُيَيْنَةَ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي (كِتَابِ الثِّقَاتِ) . عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم [1]- ع- أبو محمد الأنصاري المدني أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ. روى عن أَنَسٍ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَمْرَةَ وَحُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ وَجَمَاعَةٍ. وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالزُّهْرِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَالثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ وَفُلَيْحٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ مَالِكٌ: كَانَ رَجُلَ صِدْقٍ كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٌ [3] . وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو حَرِيزٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- 4- قَاضِي سِجِسْتَانَ. روى عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جبير وعكرمة وأبي بردة   [1] التاريخ الكبير 5/ 54، الجرح 5/ 17، تهذيب التهذيب 5/ 164، المشاهير 68، تهذيب الأسماء 1/ 264. المعرفة والتاريخ 1/ 331. طبقات خليفة 264. سير أعلام النبلاء 5/ 314 رقم 151. خلاصة تذهيب الكمال 192. [2] طبقات ابن سعد 8/ 480. [3] في المدينة، على ما في (تجريد التمهيد 81) . [4] الجرح 5/ 34. التاريخ الكبير 5/ 72. تهذيب التهذيب 5/ 187. التاريخ لابن معين 2/ 302 رقم 2055. المعرفة والتاريخ 3/ 73 و 208 و 212. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 459 ابن أَبِي مُوسَى وَطَائِفَةٍ. وعنه سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَالْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ. وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ قَوَّاهُ بَعْضُهُمْ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وَقِيلَ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، فاللَّه أَعْلَمُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ البهراني الحمصي [1]- ق- أبو محمد. عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَكَثِيرِ بْنِ الْعَلاءِ. وعنه أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَإِسْمَاعِيلُ بن عياش والجراح ابن مُلَيْحٍ الْبَهْرَانِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: فِيهِ لِينٌ. وَوَثَّقَهُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ. وَرَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سنن ابن ماجة.   [1] تهذيب التهذيب 5/ 203، التاريخ الكبير 5/ 81، المشاهير 182، ميزان الاعتدال 2/ 418، تهذيب ابن عساكر 7/ 384. التاريخ لابن معين 2/ 304 و 305 رقم 5230. المعرفة والتاريخ 2/ 703 و 704. [2] الجرح 5/ 47. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 460 عبد الله بن ذكوان [1]- ع- أبو الزناد ويكنى أبا عبد الرحمن. الْفَقِيهُ الْمَدَنِيِّ مَوْلَى قُرَيْشٍ، يُقَالُ إِنَّهُ ابْنُ أَخِي أَبِي لُؤْلُؤَةَ قَاتِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ. سَمِعَ أَنَسًا وَأَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَالأَعْرَجَ فَأَكْثَرَ عَنْهُ. روى عنه مَالِكٌ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ والسُّفْيَانَانِ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ. قَالَ اللَّيْثُ: رَأَيْتُ خَلْفَهُ ثَلاثَمِائَةِ تَابِعٍ مِنْ طَالِبِ فِقْهٍ وَطَالِبِ شِعْرٍ وَصُنُوفٍ. قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبُثْ أَنْ بَقِيَ وَحْدَهُ وَأَقْبَلُوا عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ وَأَبَا الزِّنَادِ وَكَانَ أَبُو الزِّنَادِ أَفْقَهَ الرَّجُلَيْنِ. وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الزِّنَادِ دَخَلَ مَسْجِدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ مِثْلُ مَا مَعَ السُّلْطَانِ مِنَ الأَتْبَاعِ فَمِنْ سَائِلٍ عَنْ فَرِيضَةٍ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحِسَابِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الشِّعْرِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنِ الْحَدِيثِ وَمِنْ سَائِلٍ عَنْ مُعْضِلَةٍ. وَقَالَ بَعْضُ النُّقَّادِ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ: أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ رَبِيعَةَ قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ يُسَمِّي أَبَا الزِّنَادِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ في الحديث.   [1] الجرح 5/ 49، ميزان الاعتدال 2/ 418، تهذيب ابن عساكر 7/ 385، التاريخ الكبير 5/ 83، التاريخ الصغير 2/ 27، تهذيب التهذيب 5/ 203. التاريخ لابن معين 2/ 305 رقم 1110. المعارف 464، تاريخ الموصل 115، طبقات الفقهاء 65، سير أعلام النبلاء 5/ 445 رقم 199. ميزان الاعتدال 2/ 418، العبر 1/ 173، خلاصة التذهيب 196، شذرات الذهب 1/ 182، الوافي بالوفيات 17/ 162 رقم 149. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 461 وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ أَبُو الزِّنَادِ فَقِيهَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ صَاحِبَ كِتَابَةٍ وَحِسَابٍ وَفَدَ عَلَى هِشَامٍ الْخَلِيفَةِ بِحِسَابِ دِيوَانِ الْمَدِينَةِ وَكَانَ يُعَانِدُ رَبيِعَةَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحَرَامِيُّ: هُوَ كَانَ سَبَبَ جَلْدِ رَبِيعَةَ الرَّائِيِّ فَوَلِيَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ فُلانٌ التَّيْمِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَطَيَّنَ عَلَيْهِ بَيْتًا فَشَفَعَ فِيهِ رَبِيعَةُ. وَرَوَى اللَّيْثُ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: أَمَّا أَبُو الزِّنَادِ فَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا رَضِيٍّ. قُلْتُ: انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى تَوْثِيقِ أَبِي الزِّنَادِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقِيلَ لِلثَّوْرِيِّ: جَالَسْتَ أَبَا الزِّنَادِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْمَدِينَةِ أَمِيرًا غَيْرَهُ. تُوُفِّيَ أَبُو الزِّنَادِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثلاثين. عبد الله بن سبرة الكوفي [1] ، أبد سَبْرَةَ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي الضُّحَى. وعنه هُشَيْمٌ وَيَحْيَى ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحٌ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سليمان الطويل [3]- د ن- أبو حمزة المصري. كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ. روى عن نَافِعٍ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ. وعنه اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ.   [1] التاريخ الكبير 5/ 111، التاريخ لابن معين 2/ 309 رقم 1301. [2] الجرح 5/ 66. [3] الجرح 5/ 75، التاريخ الكبير 5/ 108، تهذيب التهذيب 5/ 245، المشاهير 190. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 462 وَهُوَ صَدوُقٌ مُقِلٌّ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ القشيري [1]- م 4- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ. عَنْ أَبِيهِ سُوَادَةَ بْنِ حَنْظَلَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ. وعنه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَبُو هِلالٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. عبد الله بن طاوس [2]- ع- بن كيسان أبو محمد اليماني. سَمِعَ أَبَاهُ وَعِكْرِمَةَ وَعَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ وَعِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ وَجَمَاعَةً. وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ. قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْعَرَبِيَّةَ وَأَحْسَنِهِمْ خُلُقًا مَا رَأَيْنَا ابْنَ فَقِيهٍ مِثْلَهُ. قُلْتُ: وَثَّقُوه. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ خِلِّكَانَ [3] فِي تَرْجَمَةِ طَاوُسٍ أَنَّ الْمَنْصُورَ طَلَبَ ابْنَ طَاوُسٍ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ فَصَدَعَهُ ابْنُ طَاوُسٍ بِكَلامٍ. قُلْتُ: هَذَا لا يَسْتَقِيمُ لِأَنَّ ابْنَ طَاوُسٍ مَاتَ قَبْلَ أَيَّامِ الْمَنْصُورِ لِأَنَّهُ مَاتَ فِي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.   [1] تهذيب التهذيب 5/ 247، الجرح 5/ 77، المعرفة والتاريخ 2/ 471. الوافي بالوفيات 17/ 205 رقم 190. [2] المشاهير 191. الجرح 5/ 88، التاريخ الكبير 5/ 123، تهذيب التهذيب 5/ 267، التاريخ لابن معين 2/ 314 رقم 351، تاريخ أبي زرعة 1/ 244 و 472، المعرفة والتاريخ 1/ 709- 711، العبر 1/ 176، بغية الوعاة 2/ 46 رقم 1392، الوافي بالوفيات 17/ 224 رقم 208، شذرات الذهب 1/ 188. [3] وفيات الأعيان 2/ 511. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 463 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة [1]- م ن- أبو يحيى الأنصاري أَخُو إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعُقوبَ وَعَمْرٍو. روى عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ لأُمِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ وَغَيْرُهُمَا. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. ثِقَةٌ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَزْمٍ [2] أَبُو طُوَالَةَ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ [3] الْمَدَنِيُّ. قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. روى عن أَنَسٍ وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ وعامر بن سعد وأبي الخباب سعيد ابن يسار وعدة. وعنه مالك وفليح وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر وآخرون. وحكم بالمدينة وكان عبدا صالحا ثقة يسرد الصوم. توفي سنة نيف وثلاثين وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] بْنِ يحنس [5] . حجازي ثقة مقل.   [1] المشاهير 28. تهذيب الأسماء 1/ 273. تهذيب التهذيب 5/ 269. تاريخ أبي زرعة 1/ 562. [2] التاريخ الكبير 5/ 130. تهذيب التهذيب 5/ 297. الجرح 5/ 94. المعرفة والتاريخ 1/ 426. طبقات خليفة 264، تاريخ خليفة 324، التاريخ الصغير 2/ 79، سير أعلام النبلاء 5/ 251 رقم 114، خلاصة تذهيب الكمال 204، الوافي بالوفيات 17/ 241 رقم 223. أخبار القضاة 1/ 147. تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية رقم 3387) ورقة 154 أ- 155 ب. [3] في الأصل «البخاري» . [4] تهذيب التهذيب 5/ 297، الجرح 5/ 98، التاريخ الكبير 5/ 134. [5] بضم الياء وفتح الحاء المهملة وكسر النون. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 464 روى عن دِينَارٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ وَغَيْرُهُمْ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو نَصْرٍ الضبي [1]- ت ق- الكوفي. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَمُسَاوِرَ الْحِمْيَرِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرحمن البصري [2]- ع- المعروف بالرومي. روى عن أبي هريرة وابن عمر. وعنه ابْنُهُ عُمَرُ بْنُ الرُّومِيِّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بن عطاء الطائفي [3]- م 4- ثم المكيّ مَوْلَى قُرَيْشٍ. عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ- وَلَمْ يُدْرِكْهُ- وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَعِكْرِمَةَ ابْنِ خَالِدٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو مَعِينٍ الضَّرِيرُ وَعَبْدُ الله بن نمير وآخرون.   [1] الجرح 5/ 99، التاريخ الكبير 5/ 135، تهذيب التهذيب 5/ 300. [2] تهذيب التهذيب 5/ 299، الجرح 5/ 95، التاريخ الكبير 5/ 133. [3] ميزان الاعتدال 2/ 461، تهذيب التهذيب 5/ 322، الجرح 5/ 132، المعرفة والتاريخ 2/ 426، التاريخ لابن معين 2/ 320 رقم 1511 و 3001. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 465 وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ [1]- سوى ت- أبو المغيرة المدني مَوْلَى الأَخْنَسِ بْن شُرَيْقٍ. كَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ زَمَانِهِ. سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ وَغَيْرَهُمَا. وعنه مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَالسُّفْيَانَانِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ قِيلَ عَنْهُ الْقَوْلُ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ. مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ السَّفَّاحُ [2] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَوَّلُ خُلَفَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ، قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ. وَبِدَوْلَتِهِ تَفَرَّقَتِ الْجَمَاعَةُ وَخَرَجَ عَنِ الطَّاعَةِ مَا بَيْنَ تَاهِرْتَ إِلَى بِلادِ السُّودَانِ وجميع مملكة الأندلس وخرج بهذه   [1] المشاهير 137، ميزان الاعتدال 2/ 475، التاريخ الكبير 5/ 182، تهذيب التهذيب 54/ 372، الجرح 5/ 148، المعرفة والتاريخ 2/ 697، التاريخ لابن معين 2/ 327 رقم 1967. [2] ترجمته وأخباره مبثوثة في مصادر التاريخ العباسي، وما سبق في هذا الكتاب، وينظر عنه: المعارف 377، أنساب الأشراف 3/ 183، تاريخ الطبري 3/ 88 وما بعدها، تاريخ الموصل 161، مروج الذهب 4/ 128 وما بعدها، تاريخ بغداد 10/ 53 رقم 5179، تاريخ دمشق (مخطوط مكتبة الأزهر 10170) ق 6 أ- 21 أ، الحلّة السيراء 1/ 33 رقم 7. الوافي بالوفيات 17/ 433 رقم 374، العبر 1/ 230، البداية والنهاية 10/ 61، الذهب المسبوك للمقريزي 36، تاريخ الخلفاء 259، فوات الوفيات 2/ 216 رقم 299، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، الإنباء في تاريخ الخلفاء 62. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 466 الْبِلادِ مِنْ تَغْلِبَ عَلَيْهَا وَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ. وَكَانَ شَابًّا طَوِيلا أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ وَاللِّحْيَةِ. وُلِدَ بِالْحُمَيَّمَةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَلْقَاءِ وَنَشَأ بِهَا وَبُويِعَ بالكوفة، وأمه رائطة الحارثية. حدث عن إبراهيم بن محمد الإمام وَهُوَ أَخُوهُ. روى عنه عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ. وَكَانَ أَصْغَرَ مِنْ أَخِيهِ الْمَنْصُورِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. رَوَى عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شيبة وقتيبة عَنْ جَرِيرٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ- وَهُوَ ضَعِيفٌ- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَخْرُجْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي عِنْدَ انْقِطَاعٍ مِنَ الزَّمَانِ وَظُهُورٍ مِنَ الْفِتَنِ يُقَالُ لَهُ السَّفَّاحُ فَيَكُونُ إِعْطَاؤُهُ الْمَالَ حَثْيًا» ، وَرَوَاهُ الْعُطَارِدِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ السَّفَّاحُ أَبْيَضَ طَوِالا أَقْنَى ذَا شَعْرَةٍ جَعْدَةٍ حَسَنَ اللِّحْيَةِ مَاتَ بِالْجُدَرِي. قال عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ الأَشْيَاخَ يَقُولُونَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى بَنِي الْعَبَّاسِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَحَدٌ أَكْثَرُ قَارِئًا لِلْقُرْآنِ وَلا أَفْضَلُ عَابِدًا وَنَاسِكًا مِنْهُمْ بِالْحُمَيِّمَةِ. وَقَالَ الصُّولِيُّ: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَلْمٍ الْبَاهِلِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَ السَّفَّاحِ وَهُوَ أَحْشَدُ مَا يَكُونُ بِبَنِي هَاشِمٍ وَالشِّيعَةِ وَوُجُوهِ النَّاسِ فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ وَمَعَهُ مُصْحَفٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنَا حَقَّنَا الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لَنَا فِي هَذَا الْمُصْحَفِ، فَأَشْفَقَ النَّاسُ مِنْ أَنْ يَعْجَلَ السَّفَّاحُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَلا يُرِيدُونَ ذَلِكَ فِي شَيْخِ بَنِي هَاشِمٍ أَوْ يَعْيَا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 467 بِجَوَابِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ نَقْصًا وَعَارًا عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ غَيْرَ مُنْزَعِجٍ فَقَالَ: إِنَّ جَدَّكَ عَلِيًّا كَانَ خَيْرًا مِنِّي وَأَعْدَلَ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ فَأَعْطِي جَدَّيْكَ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وكانا خَيْرًا مِنْكَ شَيْئًا وَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَهُ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ فَقَدْ أَنْصَفْتُكَ وَإِنْ كُنْتُ زِدْتُكَ فَمَا هَذَا جَزَائِي مِنْكَ، قَالَ فَمَا رَدَّ عَلَيْهِ جَوَابًا وَانْصَرَفَ وَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ جَوَابِهِ لَهُ. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ: عَاشَ السَّفَّاحُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ سَنَةً وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وَأَمَّا خَلِيفَةُ فَقَالَ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَقَالَ الْخَطْبِيُّ: مَوْلِدُهُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغِيثِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] . عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّه وَعَنْ أُمِّ عَامِرٍ الأَشْهَلِيَّةِ. وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ وَشُعَيْبُ بْنُ عُمَارَةَ. وَهُوَ مُقِلٌّ صَدُوقٌ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْهَاشِمِيُّ. قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الماضية. عبد الله بن الوليد [3]- د- بن قيس بن أحزم التجيبي المصري.   [1] تاريخ ابن خياط 412، الجرح 5/ 174، التاريخ الكبير 5/ 201. [2] الجرح 4/ 74، المعرفة والتاريخ 3/ 237. [3] تهذيب التهذيب 6/ 69. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 468 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدٍ الْيَزَنِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ وَجَمَاعَةٍ. وعنه سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى بْنُ أيوب والمصريون. وثّقه ابن حِبَّانَ. مَاتَ فِي سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عبد الله بن أبي نجيح يسار [1]- ع- مَوْلَى الأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ الثَّقَفِيِّ أَبُو يَسَارٍ الْمَكِّيُّ أَحَدُ الثِّقَاتِ. روى عن مُجَاهِدٍ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ عُلَيَّهَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُفْتِي أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَكَانَ جَمِيلا فَصِيحًا حَسَنَ الْوَجْهِ لَمْ يَتَزَوَّجْ قَطُّ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ مُعْتَزِلِيًّا. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هُوَ ثِقَةٌ قَدَرِيٌّ. وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: ثنا الزِّنْجِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ فِي النَّوْمِ فِي الْمَنَارَةِ قَائِمًا يَقُولُ: مَا لَقِيتُ شَيْئًا مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُ فِي الْقَدَرِ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَوْجِلٍ عَنِ ابن صفوان قال: قال لي   [1] ميزان الاعتدال 2/ 527. التاريخ لابن معين 2/ 334 رقم 288 و 368 و 408. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . تاريخ أبي زرعة 1/ 451 و 512. تهذيب التهذيب 6/ 54. التاريخ الكبير 5/ 233. الجرح 5/ 203. الوافي بالوفيات 17/ 680 رقم 578. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 469 ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَدْعُوكَ إِلَى رَأَيِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْقَدَرَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ أَيْضًا، وَيُقَالُ: لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيرَ مِنْ مُجَاهِدٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ الْمَكِّيُّ الأَعْرَجُ [1] ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وعنه عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَرَوَى لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا مَتْنُهُ «ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ» [2] . عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ [3] بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ أَبُو يَحْيَى. الْكَاتِبُ الشَّهِيرُ أَحَدُ مَنْ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْكِتَابَةِ وَالْبَلاغَةِ. وَأُسْتَاذُهُ فِي الصَّنْعَةِ سَالِمٌ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأَصْلُهُ أَنْبَارِيٌّ ثُمَّ سَكَنَ الرَّقَّةِ وَكَتَبَ الإِنَشاءَ لِمَرْوَانَ الْحِمَارِ وَلَهُ عَقِبٌ. حَكَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَغَيْرُهُ وَقِيلَ: كَانَ فِي الأَوَّلِ مُؤَدِّبًا فَتَنَقَّلَ فِي الْبُلْدَانِ وَعَنْهُ أَخَذَ الْمُتَرَسِّلُونَ وَمِنْهُ يَسْتَمِدُّونَ حَتَّى قيل: فتحت الرسائل   [1] تهذيب التهذيب 6/ 85، التاريخ الكبير 5/ 233، الجرح 5/ 202. [2] الحديث هو: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذّاب. وعائل مستكبر» . رواه مسلم والنسائي كما في «كشف الخفاء ومزيل الإلباس- ج 1/ 325) . [3] وفيات الأعيان 3/ 228، الفهرست 117، ثمار القلوب 196، عيون الأخبار 1/ 26، مروج الذهب 3/ 263، صبح الأعشى 10/ 195، البيان والتبيين 3/ 9، الوزراء والكتاب 72 و 73 و 79- 83. الصناعتين 69. الشريشي 2/ 253. سير أعلام النبلاء 5/ 462 رقم 207. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 470 بِعَبْدِ الْحَمِيدِ وَخُتِمَتْ بِابْنِ الْعَمِيدِ وَمَجْمُوعُ رَسَائِلِهِ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ كُرَّاسٍ. قُتِلَ مَعَ مَرْوَانَ بِبُوصِيرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. فَقِيلَ إِنَّهُمْ حَمُّوا لَهْ طِسْتًا ثُمَّ وَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ فَهَلَكَ. وَمِنْ جُمْلَةِ تَلامِيذِهِ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ وَزِيرُ الْمَهْدِيِّ. وَيُقَالُ: وَلاؤُهُ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُقَالُ: لِبَنِي عَامِرِ بْنِ كِنَانَةَ. رُوِيَ عَنْ مُهَزِّمِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: نَظَرَ إِلَيَّ عَبْدُ الْحَمِيدِ الْكَاتِبُ وَأَنَا أَكْتُبُ خَطًّا رَدِيئًا فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يُجَوَّدَ خَطُّكَ فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ وَأَسْمِنْهَا وَحَرِّفْ قِطَّتَكَ وَأَيْمِنْهَا. عَبْدُ الْحَمِيدِ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ [1]- خ م د ن- بَصْرِيٌّ جَلِيلٌ. روى عن أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ. وعنه شُعْبَةُ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَرْدَكَ الْمَخْزُومِيُّ [2]- د ت ق-. مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَقِيلَ هُوَ أَخُوهُ مِنْ أُمِّهِ وَعَنْ عَطَاءٍ وَعَبْدِ الْوَاحِدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ. وعنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إسماعيل وآخرون.   [1] التاريخ الكبير 6/ 47، الجرح 6/ 12، تهذيب التهذيب 6/ 114. [2] التاريخ الكبير 5/ 275، الجرح 5/ 226، تهذيب التهذيب 6/ 159، ميزان الاعتدال 2/ 555. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 471 قَالَ النَّسَائِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: صَدُوقٌ فِيهِ شَيْءٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عَوْف [1]- ع- الزهري المدني. عَنْ أَبِيهِ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وعنه صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ. وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي صعصعة [2]- خ د ن ق- الأنصاري المازني [3] المديني أَحَدُ الأُخْوَةِ. سَمِعَ أَبَاهُ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ. وعنه يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. قَالَ الْهَيْثَمُ: تُوُفِّيَ في أول خلافة المنصور.   [1] التاريخ الكبير 5/ 273، الجرح 5/ 225، تهذيب التهذيب 6/ 164، المشاهير 128. [2] المشاهير 129. تهذيب التهذيب 6/ 209. الجرح 5/ 250. التاريخ الكبير 5/ 303. المعرفة والتاريخ 1/ 320 و 589. [3] في الأصل «المازني الأنصاري» ، والتصحيح من: تجريد التمهيد لابن عبد البر، ص 100 حيث قال: «الأنصاري ثم المازني» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 472 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِي الْمَدَنِيُّ [1] . حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ. روى عن أَبِيهِ وَعَمِّهِ إِبْرَاهِيمَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وعنه ابْنُهُ يَعْقُوبُ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَفِي الْمُوَطَّأِ حَدِيثٌ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ رَجُلٌ مِنْ قِبَلِ أَبِي مُوسَى فَأَخْبَرَهُ عَنْ رَجُلٍ ارْتَدَّ وَقَتَلُوهُ فَقَالَ: هَلا حَبَسْتُمُوهُ- الْحَدِيثَ. عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَكِيمٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ [2] . عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَابْنِ عُمَرَ. وعنه أَبُو عَوَانَةَ وَشَرِيكٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُودِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ [4]- م ت- الحضرميّ المصري أبو الحارث الزاهد. أحد الأولياء.   [1] التاريخ الكبير 5/ 346. الجرح 5/ 281. المعرفة والتاريخ 1/ 236. [2] ميزان الاعتدال 2/ 627. الجرح 5/ 379. التاريخ الكبير 6/ 11. التاريخ لابن معين 2/ 365 رقم 1483. [3] الجرح 5/ 379. [4] تهذيب التهذيب 6/ 371، الجرح 6/ 60، التاريخ الكبير 6/ 89. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 473 عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ وَعَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَالزُّهْرِيِّ وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ. وعنه اللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَآخَرُونَ. وَكَانَ ثِقَةً. تُوُفِّيَ بِبَرْقَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الْمَجِيدِ [1] بْنُ سُهَيْلِ [2] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف- خ م د ن- الزهري المدني. عَنْ عَمِّهِ أَبِي سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وَجَمَاعَةٍ. وعنه مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَجَمَاعَةٌ آخرهم الدراوَرْديّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ [3]- ت ن- نَزَلَ الْمَدَائِنَ. عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ. وعنه سُفْيَانُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ. وَثَّقَهُ يَحْيَى الْقَطَّانِ. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رَاشِدٍ الْحِمْصِيُّ [4] . عَنْ أبي أمامة والمقدام بن معديكرب وعن أمه عن عائشة.   [1] التاريخ الكبير 6/ 110، ميزان الاعتدال 2/ 128، تهذيب التهذيب 6/ 380، الجرح 6/ 64. [2] وقيل «سهل» . انظر: التهذيب. [3] الجرح 5/ 344. تهذيب التهذيب 6/ 386. التاريخ الكبير 5/ 408. المعرفة والتاريخ 2/ 638. [4] التاريخ الكبير 5/ 412، الجرح 5/ 349. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 474 وعنه سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الأَبْرَشُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الضَّحَّاكِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ. عبد الملك بن عمير بن سويد [2]- ع- بن حارثة [3] اللخمي الكوفي. أَحَدُ الأَعْلامِ أَبُو عُمَرَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو. رَأَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَروى عن جابر بن سمرة وجندب البجلي وعديّ ابن حَاتِمٍ وَالأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَزَائِدَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْرَائِيلُ وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ وَسُفْيَانُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَخَلْقٌ. وَوَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بَعْدَ الشَّعْبِيِّ. قَالَ النَّسَائِيُّ وَجَمَاعَةٌ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِحَافِظٍ. وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ لِغَلَطِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مُخْتَلِطٌ. وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ.   [1] الجرح 5/ 349. [2] تهذيب التهذيب 6/ 411، المشاهير 110، تهذيب الأسماء 1/ 271، ميزان الاعتدال 2/ 660، التاريخ الكبير 5/ 426. التاريخ الصغير 2/ 39. المعرفة والتاريخ 1/ 294. طبقات خليفة 163. الجرح والتعديل 5/ 360. سير أعلام النبلاء 5/ 271. خلاصة التذهيب 245. [3] في الأصل «جارية» . [4] الجرح 5/ 360. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 475 وَكَانَ مُعَمَّرًا مَاتَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالاتِّفَاقِ، وَأَمَّا سِنُّهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: عَاشَ مِائَةً وَثَلاثَ سِنِينَ وَقِيلَ مِائَةً وَبِضْعَ سِنِينَ. قَالَ أَبُو بَكْر بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: هَذِهِ السَّنَةُ لِي مِائَةُ سَنَةٍ وَثَلاثُ سِنِينَ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاقِفًا فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ عَلَى فَرَسٍ وَهُوَ وَافِي الْمَشِيبِ وَهُوَ يَقُولُ: أَرَى حَرْبًا مُضَلِّلَةً وَسِلْمًا ... وَعَهْدًا لَيْسَ بِالْعَهْدِ الْوَثِيقِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ [1] بْنِ الأَمِيرِ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ. كَانَ مِنْ أَعْيَانِ أُمَرَاءِ الدَّوْلَةِ الأُمَوِيَّةِ ثُمَّ مِنْ كِبَارِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ. وَهَذَا اتِّفَاقٌ نَادِرٌ. قَالَ اللَّيْثُ: وَلاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ جُنْدَ مِصْرَ وَخَرَاجِهَا فَعَدَلَ فِينَا وَسَارَ سَيْرَةً جَمِيلَةً. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَدِمَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ مِصْرَ فَأَكْرَمَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَخَذَهُ مَعَهُ إِلَى الْعِرَاقِ فَوَلاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِقْلِيمَ فَارِسَ وَكَانَ فَصِيحًا مِنْ أَخْطَبِ النَّاسِ. عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ أَبِي شِرَاعَةَ [2] ، أَبُو بِلالٍ الأَزْدِيُّ الْحَلابُ. روى عن ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وعنه مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثقة.   [1] الولاة والقضاة 93 و 356. [2] الجرح 6/ 65. التاريخ الكبير 6/ 116. التاريخ لابن معين 2/ 376. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 476 عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك [1]- ع- أبو معاذ الأنصاري البصري. رَوَى عَنْ جَدِّهِ. وعنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَهُشَيْمٌ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ. عبيد الله بن أبي جعفر [2]- ع- الليثي المصري الفقيه أبو بكر. مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ اللَّيْثِيِّ مِنْ سَبْيِ طَرَابُلْسَ الْغَرْبِ أَعْنِي أَبَاهُ وَاسْمُهُ يَسَارٌ. رَأَى عُبَيْدُ اللَّهِ مِنَ الصَّحَابَةِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحَارِثِ الزُّبَيْدِيَّ وَسَمِعَ الأَعْرَجَ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَطَاءً وَحَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالشَّعْبِيَّ وَنَافِعًا وَمُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَبُكَيْرَ بْنَ الأَشَجِّ وَجَمَاعَةً. روى عنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : ثِقَةٌ بَابَةُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: غَزَوْنَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَكَسَرَ بِنَا مَرْكَبُنَا فَأَلْقَانَا الْمَوْجُ عَلَى خَشَبَةٍ فِي الْبَحْرِ وَكُنَّا خَمْسَةً، فَأَنْبَتَ اللَّهُ لَنَا بِعَدَدِنَا وَرَقَةً لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا فَنَمُصُّهَا فَتُشْبِعُنَا وَتَرْوِينَا فَإِذَا أَمْسَيْنَا أَنْبَتَ اللَّهُ مَكَانَهَا حتى مر بنا مركب فحملنا.   [1] تهذيب التهذيب 6/ 5، التاريخ الكبير 5/ 375، الجرح 5/ 309. [2] ميزان الاعتدال 3/ 4، التاريخ الكبير 5/ 376، الجرح 5/ 310، تهذيب التهذيب 6/ 5، المعرفة والتاريخ 2/ 263. [3] الجرح 5/ 310 وفي تهذيب التهذيب «مثل يزيد بن أبي حبيب» (6/ 5) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 477 وَمِمَّا رُوِيَ مِنْ كَلامِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَجَادَ قَالَ: إِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُحَدِّثُ فَأَعْجَبَهُ الْحَدِيثُ فَلْيُمْسِكْ وَإِنْ كَانَ سَاكِتًا فَأَعْجَبَهُ السُّكُوتُ فَلْيَتَحَدَّثْ. وَقَالَ سَعِيدٌ الآدَمُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَقُولُ: مَا رَأَتْ عَيْنِي عَالِمًا زَاهِدًا إِلا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ عَالِمًا زَاهِدًا عَابِدًا وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ مِنَ الْهِجْرَةِ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَبْحَابِ السَّلُولِيُّ [1] . مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ الأَمِيرُ، كَانَ كَاتِبَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ رَقَّاهُ وَوَلاهُ إِمْرَةَ مِصْرَ وَعَظَّمَ شَأْنَهُ ثُمَّ وَلاهُ الْمَغْرِبَ مُدَّةً. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: قَتَلَهُ الْمَنْصُورُ بِوَاسِطَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ الضَّمْرِيُّ [2]- 4- مَوْلاهُمُ الإِفْرَيِقِيُّ وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ وَرَحَلَ فِي الْعِلْمِ وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ. رَوَى عَنْ أَبِي الهيثم صاحب أبي سَعِيد الخدري وعن أبي هارون العَبْديّ وخالد بْن أَبِي عَمْران والربيع بْن أنس. وَلَهُ نُسْخَةً مَشْهُورَةً عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الأَلْهَانِيِّ وَقَدْ أَرْسَلَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَغَيْرِهِ. روى عنه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ وجماعة.   [1] الولاة والقضاة 73. [2] ميزان الاعتدال 3/ 6، التاريخ الكبير 5/ 382، الجرح 5/ 315، تهذيب التهذيب 7/ 12. المعرفة والتاريخ 2/ 434، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 5107. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 478 وَهُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيِّنُ الْحَدِيثِ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ طلحة [2]- د ق- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ أَبُو مُطَرِّفٍ الخزاعي. عَنِ الْحَسَنِ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ هُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَحِبَّانُ بْنُ يسار وحماد ابن زَيْدٍ وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى الأَعْوَرُ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو وَهْبٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [3]- ق-. عَنْ مَكْحُولٍ وَبِلالِ بْنِ سَعُدٍ وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ عَيَّاشٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ [4]- ق- بن معيقيب أبو المغيرة السبئي المصري. روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخَيَّارِ وأبي   [1] الجرح 5/ 315. [2] التاريخ الكبير 5/ 385، تهذيب التهذيب 7/ 19، الجرح 5/ 319، التاريخ لابن معين 2/ 383 رقم 911. [3] تهذيب التهذيب 7/ 35، الجرح 5/ 326. [4] التاريخ الكبير 5/ 399، الجرح 5/ 333، تهذيب التهذيب 7/ 49، المعرفة والتاريخ 2/ 498. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 479 الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ صَاحِبِ أَبِي سَعِيدٍ. وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ. قَال أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سلَمَانَ الأَغَرُّ [2]- خ ت ق- مَوْلَى بَنِي جُهَيْنَةَ. عَنْ وَالِدِه أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ. وعنه مَالِكٌ وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. عُبَيْدُ بْنُ سَلْمان الأَعْرَجُ [3] . مَوْلَى مُسْلِمِ بْنِ هِلالٍ. سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ. وعنه ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْلَمُ فِي حَدِيثِهِ إِنْكَارًا يُحَوَّلُ مِنْ كِتَابِ الضُّعَفَاءِ لِلْبُخَارِيِّ [4] . عُبَيْدُ بْنُ سُوَيَّةَ الأَنْصَارِيُّ [5] . مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ، رَجُلٌ صَالِحٌ مُفَسِّرٌ قَلَّمَا رَوَى.   [1] الجرح 5/ 333. [2] المشاهير 135، الجرح 5/ 316، تهذيب التهذيب 7/ 18، التاريخ الكبير 5/ 384، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 890. [3] الجرح 5/ 407. [4] لم نجد له ترجمة في «الضعفاء» للبخاريّ. [5] تهذيب التهذيب 7/ 67. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 480 أَخَذَ عَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شريح وَابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُمْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وثلاثين ومائة. عبيد بن مهران الكوفي [1]- م ن- المكتب. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ. وعنه فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَجَرِيرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وُثِّقَ. عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدِ [2]- ع- بن قيس بن عمرو الأنصاري المدني أَخُو يَحْيَى وَسَعْدٍ. روى عن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرَةَ. وعنه عَطَاءٌ شَيْخُهُ وَشُعْبَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ وَقَّادًا حَيَّ الْفُؤَادِ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ. عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ الْغَسَّانِيُّ [3] ، الشَّامِيُّ. عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ وَيَزِيدَ بْنِ أبي مالك وجماعة.   [1] التاريخ الكبير 6/ 4، تهذيب التهذيب 7/ 74، الجرح 6/ 2، المعرفة والتاريخ 3/ 93 و 239، التاريخ لابن معين 2/ 387 رقم 2506. [2] تهذيب التهذيب 6/ 126، الجرح 6/ 41، المشاهير 133، التاريخ الكبير 6/ 76، المعرفة والتاريخ 1/ 271، سير أعلام النبلاء 5/ 482 رقم 214، خلاصة تذهيب الكمال 223. [3] التاريخ الكبير 6/ 114، الجرح 6/ 89، تاريخ أبي زرعة 1/ 381 و 581. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 481 وعنه ابْنُهُ الْحَارِثُ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَجَبَلَةُ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرُهُمْ. وَلَهُ دَارٌ بِبَابِ الْبَرِيدِ تُعْرَفُ بِدَارِ الْكَاسِ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْصِلِ وَالْجَزِيرَةَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ جَلِيسٌ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَالُ لَهُ هِشَامُ بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ لَهُ: كَانَ عِنْدَنَا صَاحِبُ شُرْطَةَ يُقَالُ لَهُ عَبْدَةُ بْنُ رَبَاحٍ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي يَعُقُّنِي وَيَظْلِمُنِي فَأَرْسَلَ مَعَهَا يَطْلُبُهُ فَقَالَتِ الشُّرْطَ لَهَا: إِنْ أَخَذَ ابْنَكِ ضَرَبَهُ أَوْ قَتَلَهُ، قَالَتْ: كَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، فَمَرَّتْ بِكَنِيسَةٍ عَلَى بَابِهَا شَمَّاسٌ فَقَالَتْ: خُذُوا هَذَا ابْنِي فَقَالُوا: أَجِبِ الأَمِيرَ، فَلَمَّا حَضَرَ قَالُوا لَهُ: تَضْرِبُ أُمَّكَ وَتَعُقَّهَا! قَالَ: مَا هِيَ أُمِّي، قَالَ: وَتَجْحَدُهَا أَيْضًا! فَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: إِنْ أَرْسَلْتَهُ مَعِي ضَرَبَنِي، فَقَالَ: هَاتُوهُ، فَأَرْكَبَهَا عَلَى عُنُقِهِ وَأَمَرَ فَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ يَعُقُّ أُمُّهُ. فَمَرَّ بِهِ صَدِيقٌ لَهُ فَقَالَ: مَا هَذَا! قَالَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أُمٌّ فَلْيَمْضِ إِلَى عَبْدَةَ يُجْعَلْ لَهُ أما. عتبة بن حميد الضبي البصري [1]- د ت ق- أبو معاذ. عَنْ عِكْرِمَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ. وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التَّيْمِيُّ [2]- خ م د ق- مَوْلاهُمُ المدني. وهو عتبة بن أبي عتبة.   [1] الجرح 6/ 370، التاريخ الكبير 6/ 526، ميزان الاعتدال 3/ 28، تهذيب التهذيب 7/ 96. [2] تهذيب التهذيب 7/ 102، الجرح 6/ 374، التاريخ الكبير 6/ 524. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 482 روى عن عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ. وَهُوَ مِنَ الثِّقَاتِ. عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمِ بن عباد [1]- م ن 4- بْنِ حَنِيفٍ أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ ثِقَةً ثَبْتًا زَاهِدًا عَابِدًا. عُثْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الشَّامِيُّ [2] ، أَخُو سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ. روى عن عِكْرِمَةَ وَالضَّحَاكِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ. وعنه ابْنُ ثَوْبَانَ وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَعُمَرُ بْنُ مَرْوَانَ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: هُوَ مَجْهُولٌ يَنْقُلُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ قَدَرِيًّا. قُلْتُ: أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ خَبَرًا مُنْكَرًا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفِهِ. عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ سراقة الأزدي [3] ، الدمشقيّ الأمير.   [1] التاريخ الكبير 6/ 216، تهذيب التهذيب 7/ 111، الجرح 6/ 146، التاريخ لابن معين 2/ 392 رقم 2605، المعرفة والتاريخ 1/ 301. [2] تاريخ أبي زرعة 1/ 66. [3] المعرفة والتاريخ 3/ 379، أمراء دمشق في الإسلام- الصفدي 55، المعرفة والتاريخ 3/ 379. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 483 وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ مِنْ قِبَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ. وَروى عن كُهَيْلِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ. وَثَّقَهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] . وَكَانَ قَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ ثُمَّ إِنَّهُ نَزَعَ الطَّاعَةَ وَخَرَجَ فَقَتَلَهُ بَنُو الْعَبَّاسِ. عُثْمَانُ بْنُ عروة بن الزبير [2]- خ م د ن ق- بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ خُطَبَاءِ قُرَيْشٍ وَعُلَمَائِهِمْ وَأَشْرَافِهِمْ وَكَانَ جَمِيلَ الْهَيْئَةِ رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ شَيْئًا يَسِيرًا. وَروى عنه أَخُوهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ صَائِحًا يَصِيحُ مِنَ السَّمَاءِ لَقَالَ أَمِيرُكُمْ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ: الشُّكْرُ وَإِنْ قَلَّ جَزَاءُ كُلِّ نَائِلٍ وَإِنْ جَلَّ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَفَدَ عُثْمَانُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَوَصَلَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا لَمْ يُعَقِّبْ. وَرُوِيَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ لِي وَأَنا أُغَلِّفُ لِحْيَتِي بِالْغَالِيَةِ: إِنِّي أَرَاهَا سَتَقْطُرُ دَمًا وما يعيب ذلك عليّ.   [1] المعرفة والتاريخ 3/ 379. [2] تهذيب التهذيب 7/ 138، التاريخ الكبير 6/ 244، الجرح 6/ 162، المشاهير 138، المعرفة والتاريخ 1/ 551. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 484 وَقِيلَ: إِنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ فَيَسْلِتُ نَاسٌ الْغَالِيَةَ مِنْ عَلَى الْحَصَى مِمَّا أَصَابَهَا مِنْ لِحْيَتِهِ. وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَحَسَنَ مِنْهُ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عُثْمَانُ أَصْغَرَ مِنْ هِشَامٍ وَمَاتَ قَبْلَ هِشَامٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ الْفَقِيهُ [1]- 4- أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ بَيَّاعُ الْبُتُوتِ [2] . اسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ وَيُقَالُ أَسْلَمُ وَيُقَالُ سُلَيْمَانُ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْكُوفَةِ. روى عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلُمَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَهُشَيْمٌ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ والدار الدّارقطنيّ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَكِنَّهُ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : ثِقَةٌ لَهُ أَحَادِيثُ وَكَانَ صَاحِبَ رَأْيٍ وَفِقْهٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : شَيْخٌ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَرَوَى عَبَّاسُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ معين: ضعيف.   [1] التاريخ الكبير 6/ 215، تهذيب التهذيب 7/ 153، المعرفة والتاريخ 2/ 42، التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 3682 و 3786. [2] الثياب الغليظة. [3] طبقات ابن سعد 7/ 265 و 274. [4] لم أجد له ترجمة في الجرح والتعديل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 485 قُلْتُ: وَمِمَّنْ روى عنه أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ الْخَيَّاطُ وَعُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ. عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- خ م د ت-. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ. وعنه شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ. وَهُوَ ثِقَةٌ يُعْرَفُ بِأَبِي فَرْوَةَ الأَكْبَرِ. عروة بن رويم [2]- د ن ق- أبو القاسم اللخمي الأزدي. عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَغَيْرِهِ. روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَيَحْيَى ابن حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين، وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَرَاسِيلُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ أَبَا ثَعْلَبَةَ وَسَمِعَ مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المثنى: توفي سنة خمس وثلاثين ومائة.   [1] التاريخ الكبير 7/ 34، الجرح 6/ 398، تهذيب التهذيب 7/ 178، التاريخ لابن معين 2/ 399 رقم 851 و 1911، المعرفة والتاريخ 2/ 632. [2] المشاهير 113، التاريخ الكبير 7/ 33، تهذيب التهذيب 7/ 179، الجرح 6/ 396. تاريخ أبي زرعة 1/ 218 و 254، المعرفة والتاريخ 1/ 122. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 486 وَقَالَ آخَرُ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عروة بن عبد الله بن قشير [1]- د ق- أبو سهل الجعفي الكوفي. عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرُو بْنُ شِمْرٍ وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ في السنن. عطاء بن السائب [2]- 4 خ متابعة- بن مالك الثقفي أبو زيد الكوفي. أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ. روى عن أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَذَرٍّ الْهَمْدَانِيِّ وَأَبِي وَائِلٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وطائفة سواهم. وعنه سفيان وشعبة وجماد بْنُ سَلَمَةَ- وَهَؤُلاءِ حَدِيثُهُمْ عَنْهُ صَحِيحٌ عَلَى مَا ذَكَرَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ- وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَزَائِدَةُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِلْقَطَّانِ وَرَوَى عَنْهُ خلق سواهم.   [1] الجرح 6/ 397، التاريخ الكبير 7/ 34، تهذيب التهذيب 7/ 186، التاريخ لابن معين 2/ 401 رقم 1626 و 4860، المعرفة والتاريخ 3/ 153 و 186. [2] ميزان الاعتدال 3/ 70، الجرح 6/ 332، التاريخ الكبير 6/ 465، تهذيب التهذيب 7/ 203، طبقات ابن سعد 7/ 328، الضعفاء الصغير 88، التاريخ لابن معين 2/ 403 وقم 183 و 1536، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 549. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 487 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيمًا كَانَ صَحِيحًا وَكَان يَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ لَكِنَّهُ تَغَيَّرَ وَرِوَايَةُ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْهُ جَيِّدَةٌ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ وضرار ابن مُرَّةَ رَأَيْتُ أَثَرَ الْبُكَاءَ عَلَى خُدُودِهِمَا. وَقَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَكَانَ مِنَ الْمَهَرَةِ بِهِ وَصَحَّ أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْهُ قَالَ: مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ودعا لي بالبركة. قال ابن المديني: قُلْتُ لِيَحْيَى الْقَطَّانِ: مَا حَدَّثَ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عن عطاء ابن السَّائِبِ صَحِيحٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِلا حَدِيثَيْنِ كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: سَمِعْتُهُمَا بِأَخَرَةٍ عَنْ زَاذَانَ. قَالَ الْقَطَّانُ: وَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ فِي عَطَاءٍ شَيْئًا قَطُّ فِي حَدِيثِهِ الْقَدِيمِ وَقَدْ شَهِدَ الْجَمَاجِمَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كُلُّ حَدِيثِهِ ضَعِيفٌ إِلا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وسفيان وحماد بن سلمة.   [1] الجرح 6/ 334. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 488 وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ سَأَلَنَا عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ الْبَقَايَا، قَال ابْنُ عُيَيْنَةَ وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَكْبَرَ مِنْ عَمْرِو ابن مُرَّةَ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. وَرَوَى ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: شَهِدْتُ الْجَمَاجِمَ فَرَأَيْتُ رَجُلا فِي السِّلاحِ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ إِلا عَيْنُهُ فَجَاءَ سَهْمٌ فَأَصَابَ عَيْنَهُ فَقَتَلَهُ وَرَأَيْتُ رَجُلا حَاسِرًا فِي وَسَطِهِ مَنْطِقَةً فَرَمَى فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فِي مَنْطِقَتِهِ ثُمَّ نَبَا عَنْهَا. وَفِي الْجَعْدِيَّاتِ أَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَتَى بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ فَقَالَ: «كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا» . قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَسْوَدِ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ عَطَاءٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ ومائة. عطاء بن عجلان الحنفي [1]- ت- أبو محمد البصري العطار. روى عن أَنَسٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالْحَسَنِ وَغَيْرِهِمْ. وعنه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ قَاضِي شِيرَازَ وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ: كذاب.   [1] التاريخ الكبير 6/ 476، تهذيب التهذيب 7/ 208، الجرح 6/ 335، ميزان الاعتدال 3/ 75، تهذيب الأسماء 1/ 334، الضعفاء 90، التاريخ لابن معين 2/ 404 رقم 1968، المعرفة والتاريخ 3/ 58. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 489 وقال النسائي وغيره: متروك. وقال الدار الدّارقطنيّ مَرَّةً: ضَعِيفٌ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَمَرَّةً قَالَ: مَتْرُوكٌ. عطاء [1] بن قرّة [2] السلولي الدمشقيّ- ت ق- أبو قرة. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ وَالزُّهْرِيِّ. وعنه ابْنُ ثَوْبَانَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: كَانَ عَبْدًا صَالِحًا قِيلَ لَهُ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ دِمَشْقَ فَقَالَ: هَاه فَمَاتَ. وَرُوِيَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فؤاده وقال: وا فؤاداه وا فؤاداه حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَطَاءُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ [3] ، ع أَحَدُ الْكِبَارِ، نَزَلَ دِمَشْقَ وَالْقُدْسَ، وَحَدِيثُهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةٍ مُرْسَلٌ. وَروى عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو ابن شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ وَعِدَّةٍ. وعنه شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَخَلْقٌ، حَتَّى إِنَّ شَيْخَهُ عَطَاءً رَوَى عَنْهُ. وثّقه ابن معين. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ لَكِنَّهُ لَمْ يلق ابن عباس.   [1] تهذيب التهذيب 7/ 210، التقريب 2/ 22. [2] في نسخة القدسي 5/ 279 «مرة» والصواب ما أثبتناه. [3] تهذيب التهذيب 7/ 212، الضعفاء الصغير 89، المعرفة والتاريخ 2/ 325. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 490 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ مِنْهُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً إِلا نَوْمَةَ السَّحَرِ وَكَانَ يَعِظُنَا وَيَحُضُّنَا عَلَى التَّهَجُّدِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ إِذَا جَلَسَ وَلَمْ يَجِدْ مَنْ يُحَدِّثُهُ أَتَى الْمَسَاكِينَ فَحَدَّثَهُمْ. وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْثَقُ عَمَلِي فِي نَفْسِي نَشْرُ الْعِلْمِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: ثنا اللَّيْثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: إِنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ حَدَّثَنِي أَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَهُ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ قَالَ: لا أَجِدُهَا- الْحَدِيثَ. هَكَذَا رواه كاتب الليث وَغَلَطَ وَالصَّوَابُ مَا رَوَى سُلَيْمَان بْن حَرْب ثَنَا حَمَّادُ بْن زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدٍ: إِنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ حَدَّثَنِي عَنْكَ فِي الَّذِي وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: كَذِبَ مَا حَدَّثْتُهُ إِنَّمَا بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: تَصَدَّقَ تَصَدَّقَ. وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ نُوحٍ هُوَ عَطَاءٌ هَذَا، وَأَنَا أَرَاهُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ. وُلِدَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَقِيلَ: وُلِدَ سَنَةَ سِتِّينَ. وَقَالَ ابْنُهُ عُثْمَانُ: تُوُفِّيَ أَبِي بِأَرِيحَا سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ الْبَصْرِيُّ [1]- سِوَى ت- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَجَابِرِ بْنِ سمرة وأنس بن مالك وجماعة.   [1] المشاهير 98، ميزان الاعتدال 3/ 76، التاريخ الكبير 6/ 469، الجرح 6/ 337، تهذيب التهذيب 7/ 215، الضعفاء الصغير 89، التاريخ لابن معين 2/ 405 رقم 3218، المعرفة والتاريخ 3/ 123. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 491 وعنه خَالِدٌ الْحَذَّاءُ وَشُعْبَةُ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ: هُوَ وَابْنُهُ قَدَرِيَّانِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ وَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ. عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ الزَّاهِدُ [1] عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. يُحْكَى عَنْهُ أَمْرٌ يَتَجَاوَزُ الْحَدَّ فِي الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ. أَدْرَكَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَأَخَذَ عَنِ الْحَسَنِ. قَالَ صَالِحُ بْنُ أَبِي ضِرَارٍ: ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ فُلانَ بْنَ عَلِيٍّ قَتَلَ أَرْبَعَمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَلَى دَمِ وَاحِدٍ فَقَالَ مُتَنَفِّسًا: هَاه ثُمَّ خَرَّ مَيِّتًا. قَدْ تَقَدَّمَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنْ عَطَاءٍ السَّلُولِيِّ فاللَّه أَعْلَمُ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ نَارًا أَشْعَلَتْ ثُمَّ قِيلَ مَنْ دَخَلَهَا نَجَا تُرَى كَانَ أَحَدٌ يَدْخُلُهَا؟ فَقَالَ: لَوْ قِيلَ ذَلِكَ لَخَشِيتُ أَنْ تَخْرُجَ نَفْسِي فَرَحًا قَبْلَ أَنْ أَصِلَ إِلَيْهَا. وَقَالَ سُلَيْمَانُ الشّاذَّكُونِيُّ: ثنا نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ قَالَ: انْتَبَهَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ فَجَعَلَ يَقُولُ: وَيْلٌ لِعَطَاءٍ لَيْتَ عَطَاءً لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ، وَعَلَيْهِ مَدْرَعَةٌ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسِ فَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانُ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَكَانَ لا يَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَعَنْ مُرَجَّى بْنِ وَدَاعٍ الرَّاسِبِيِّ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ إِذَا هَبَّتْ رِيحٌ وَرَعْدٌ قَالَ: هَذَا مِنْ أَجْلِي يُصِيبُكُمْ لَوْ مُتُّ اسْتَرَاحَ النَّاسُ.   [1] ميزان الاعتدال 3/ 78، التاريخ الكبير 6/ 475، حلية الأولياء 6/ 215. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 492 وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيُّ قَالَ: أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا شَيْخُ قَدْ خَدَعَكَ إِبْلِيسُ فَلَوْ شَرِبْتَ كُلَّ يَوْمٍ شَرْبَةَ سَوِيقٍ. وَقِيلَ: كَانَ يَدْعُو: اللَّهمّ ارْحَمْ غُرْبَتِي فِي الدُّنْيَا وَارْحَمْ مَصْرَعِي عِنْدَ الْمَوْتِ وَارْحَمْ وَحْدَتِي [1] فِي قَبْرِي وَارْحَمْ قِيَامِي بَيْنَ يَدَيْكَ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ: تَرَكْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ بِالْبَصْرَةِ حِينَ خَرَجْتُ إِلَى الثَّغْرِ فَمَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً عَلَى فِرَاشِهِ لا يَقُومُ مِنَ الْخَوْفِ وَلا يَخْرُجُ، أَضْنَاهُ الْخَوْفُ فَكَانَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُصَلِّي قَائِمًا وَكَانَ يُوَضَّأُ عَلَى الْفِرَاشِ وَأَيُّ شَيْءٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَدْ أَطَاعَ اللَّهَ عَدَدَ شَعْرِهِ. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: كَانَ عَطَاءُ قَدِ اشْتَدَّ خَوْفُهُ فَإِذَا ذُكِرَتْ عِنْدَهُ الْجَنَّةَ قَالَ: نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ، وَعَنْ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ قَالَ: الْتَمِسُوا لِي هَذِهِ الأَحَادِيثَ فِي الرُّخَصِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُرَوِّحَ عَنِّي بَعْضَ غَمِّي. وَقِيلَ: كَانَ إِذَا بَكَى بَكَى ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا. وَقَالَ الصَّلْتُ بْنُ حَلِيمٍ: ثنا أَبُو يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ يَمْشِيَانِ، وَكَانَ عَطَاءٌ قَدْ بَكَى حَتَّى عَمِشَ، وَكَانَ عُمَرُ قَدْ صَلَّى حَتَّى دَبَرَ، فَقَالَ عُمَرُ لِعَطَاءٍ: حَتَّى مَتَى نَسْهُو وَنلْعَبُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ فِي طَلَبِنَا لا يَكُفُّ! فَصَاحَ عَطَاءٌ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَانْشَجَّ مَوْضِحَهُ [2] وَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى حَالِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ ثُمَّ أَفَاقَ فَحُمِلَ. وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ مُحَمَّدٍ: شَهِدْتُ عَطَاءً السَّلِيمِيَّ خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ فغشي عليه أربع مرات.   [1] الوحدة بالضم، على ما في التاج. [2] هي التي تبدي وضح العظم أي بياضه، على ما في النهاية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 493 وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثنا أَبُو يَزِيدَ قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ: مَاتَ حَبِيبٌ مَاتَ مَالِكٌ مَاتَ فُلانٌ لَيْتَنِي مِتُّ فَكَانَ أَهْوَنَ لِعَذَابِي. وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ السَّلِيمِيُّ يَمَسُّ جَسَدَهُ بِاللَّيْلِ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ مُسِحَ. عُقَيْلُ بْنُ مُدْرِكٍ [1] ، أَبُو الأَزْهَرِ. شَامِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةَ وَلُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ. وعنه صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ. العلاء بن الحارث [2]- م 4- أبو وهب الحضرميّ الشامي الفقيه. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَمَكْحُولٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَفَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ وَآخَرُونَ. وَكَانَ أَعْلَمَ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُفْتِيًا قَلِيلَ الْحَدِيثِ وَخَلَطَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا أَعْلَمُ فِي أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَوْثَقَ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ تغيّر عقله. وقال البخاري [4] : منكر الحديث.   [1] التاريخ الكبير 7/ 53، المعرفة والتاريخ 2/ 350. [2] التاريخ الكبير 6/ 513، الجرح 6/ 353، ميزان الاعتدال 3/ 98، تهذيب التهذيب 8/ 177، المعرفة والتاريخ 2/ 393، التاريخ لابن معين 2/ 414 رقم 5163، تاريخ أبي زرعة 1/ 393- 395. [3] الجرح 6/ 354. [4] لم أجد هذا القول. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 494 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ يَرَى الْقَدَرَ. وَقَالَ ابن المديني: ثقة. قالوا: توفي سنة سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً. الْعَلاءُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ [1]- م ت- عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. الْعَلاءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ [2] . الشَّاعِرُ الْمَكِّيُّ. وَاسْمُ أَبِيهِ السَّائِبُ بْنُ فَرُّوخٍ. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَهُوَ شِيعِيٌّ جَلْدٌ. روى عنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَالسُّفْيَانَانِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ [3] الْيَحْصُبِيُّ الْحِمْصِيُّ. عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ. وعنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَالْحَارِثُ بن عبيد وإسماعيل بن عياش.   [1] الضعفاء الصغير 91، التاريخ الكبير 6/ 516، ميزان الاعتدال 3/ 98، الجرح 6/ 345، التاريخ لابن معين 2/ 414 رقم 3074، المعرفة والتاريخ 3/ 114. [2] المشاهير 146، ميزان الاعتدال 3/ 102، التاريخ الكبير 6/ 512، المعرفة والتاريخ 3/ 113. [3] وفي التاريخ الكبير 6/ 512، وتهذيب التهذيب 8/ 188، «عتبة» بدل «عبد الجبار» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 495 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. الْعَلاءُ بْنُ عبد الرحمن بن يعقوب [2]- م 4- أبو شبل المدني. أَحَدُ الْمَشَاهِيرِ، وَلاؤُهُ لِلْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ. روى عن أَبِيهِ وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زَهْرَةَ وَمَعْبِد بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. روى عنه شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَآخَرُونَ. ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ جَدِّي يَعْقُوبَ مُكَاتَبًا لِمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ الْبَصْرِيُّ وَكَانَتْ أُمُّهُ مَوْلاةٌ لِرَجُلٍ مِنَ الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أَبِي وَهُوَ مُكَاتَبٌ فَعُتِقَ أَبِي لِعِتَاقَةِ أُمِّهِ فَدَخَلَ بِهِ الحرقي بعد ما عَتَقَ جَدِّي عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَسْأَلُهُ اللَّحِقَ فِي الدِّيوَانِ فَقَامَ إِلَيْهِ مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ فَقَالَ: مَوْلاي قَدْ أُعْتِقَ أَبُوهُ فَجُرَّ إِلَيَّ وَلاؤُهُ، قَالَ: فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ فَقَضَى بِهِ لِلْحُرَقِيُّ، فَنَحْنُ مَوْلَى الْحُرَقَةَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: لَمْ يَزَلِ النَّاسِ يَتَّقُونَ حَدِيثَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَذْكُرُهُ بِسُوءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : ما أنكر من حديثه شيئا.   [1] الجرح 6/ 358. [2] المشاهير 80، ميزان الاعتدال 3/ 102، الجرح 6/ 357، التاريخ الكبير 6/ 508، تهذيب التهذيب 8/ 186، المعرفة والتاريخ 1/ 349. [3] الجرح 6/ 358 وفيه «وأنا انظر من حديثه أشياء» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 496 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِحُجَّةٍ وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. تُوُفِّيَ الْعَلاءُ سَنَةَ ثَمَانٍ وثلاثين ومائة [1] . علقمة بن أبي علقمة [2]- ع- بلال المدني مَوْلَى عَائِشَةَ. كَانَ ثِقَةً يُعَلِّمُ الْعَرَبِيَّةَ. روى عن أُمِّهِ مُرْجَانَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالأَعْرَجِ. وعنه مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. تُوُفِّيَ قُبَيْلَ الأَرْبَعِينِ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ أَبِي جَعْفَرٍ. عَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ [3]- 4- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ مَوْلَى جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَهُوَ كُوفِيُّ الأَصْلِ. روى عن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ. وعنه شُعْبَةُ وَمَعْمَرٌ وَإِسْرَائِيلُ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أحمد: صالح الحديث رأس في التشيّع.   [1] في (تجريد التمهيد لابن عبد البر ص 111) : سنة سبع وثلاثين. [2] المشاهير 75، تهذيب التهذيب 7/ 275، الجرح 6/ 406، التاريخ الكبير 7/ 42، ابن سعد 8/ 490، التاريخ لابن معين 2/ 415 رقم 867. [3] المشاهير 166، ميزان الاعتدال 3/ 115، التاريخ الكبير 6/ 262، الجرح 6/ 175، تهذيب التهذيب 7/ 285، المعرفة والتاريخ 1/ 516 و 2/ 182. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 497 قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَلِيُّ بن الحكم البناني [1]- خ 4- أبو الحكم البصري. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وعنه الْحَمَّادَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جدعان [2] ، 4 م مقرونا هُوَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ التيمي البصري الضرير. أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ فِي زَمَانِهِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعُرْوَةَ وَجَمَاعَةٍ وَلَزِمَ الْحَسَنَ مُدَّةً. وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَهَمَّامٌ وَزَائِدَةُ وَهُشَيْمٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وخلق، وولد أعمى.   [1] المشاهير 154، ميزان الاعتدال 3/ 125، تهذيب التهذيب 7/ 311، الجرح 6/ 181، التاريخ الكبير 6/ 270، التاريخ لابن معين 2/ 416 رقم 3379، تاريخ أبي زرعة 1/ 539. [2] ميزان الاعتدال 3/ 127، تهذيب الأسماء 1/ 344، التاريخ الكبير 6/ 275، تهذيب التهذيب 7/ 322، الجرح 6/ 186، تاريخ أبي زرعة 1/ 407 و 523 و 535، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، التاريخ لابن معين 2/ 417 رقم 352، التقريب 2/ 37، طبقات خليفة 215، التاريخ الصغير 1/ 318، سير أعلام النبلاء 5/ 206 رقم 82، تذكرة الحفاظ 1/ 140، العقد الثمين 6/ 174 طبقات الحفاظ 58، خلاصة تذهيب الكمال 274، شذرات الذهب 1/ 176. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 498 قَالَ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ: لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ قُلْنَا لابْنِ جُدْعَانَ: اجْلِسْ مَجْلِسَ الْحَسَنِ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ يَقُولُ: أَصْبَحَ فقها الْبَصْرَةِ عُمْيَانًا ثَلاثَةً: قَتَادَةُ وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: رُبَّمَا حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِالْحَدِيثِ أَسْمَعُهُ مِنْه فَأَقُولُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَتَدْرِي مَنْ حَدَّثَكَ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي إِلا أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْ ثِقَةٍ، فَأَقُولُ: أَنَا حَدَّثْتُكَ بِهِ. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ عَنْ مُبَارَكٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: بِتُّ مَعَ الْحَسَنِ فَقُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأْتُ الْبَقَرَةَ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ فَقَالَ الْحَسَنُ: دَافَعْتَ الصُّبْحَ اللَّيْلَةَ. وَقَالَ شُعْبَةُ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ دَفَّاعًا. وَقَالَ مُرَّةُ: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيثَ. وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ قَالَ: كَانَ شِيعِيًّا. وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حفظه.   [1] الجرح 6/ 187. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 499 وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ. قَالَ خَلِيفَةُ [1] : مَاتَ فِي الطَّاعُونِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ وَغَيْرُهُ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوقٌ. عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلادِ بْنِ رَافِعٍ الزَّرْقِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- خ د ن ق- أبو الحسن. روى عن عَمِّهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ وَعَنْ أَبِيهِ يَحْيَى. وعنه ابْنُهُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عَجْلانَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ وَروى عنه نُعَيْمٌ الْمُجَمِّرُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. عمار الدهني [3]- م 4- أبو معاوية البجلي الكوفي. وَدُهْنٌ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَسْلَمَ، وَفِي بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ دُهْنُ بْنُ عَذْرَةَ. رَوَى عَمَّارٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ. وعنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَشَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمَّارٍ وَآخَرُونَ.   [1] تاريخ ابن خياط 398. [2] التاريخ الكبير 6/ 300، تهذيب التهذيب 7/ 394، الجرح 6/ 208. [3] هو: عمار بن معاوية الدهني. تهذيب التهذيب 7/ 406، التاريخ الكبير 7/ 38، الجرح 6/ 390، تاريخ أبي زرعة 1/ 479 و 552، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 1556، المعرفة والتاريخ 2/ 16. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 500 وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّي سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عُمَارَةُ [1] بْنُ جوين [2]- ت ق- أبو هارون العبديّ البصري. روى عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري. وعنه الْحَمَّادَانِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ شُعْبَةُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شِيعِيٌّ جَلْدٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ وَالثَّوْرِيِّ وَشَرِيكٍ وَهُشَيْمٍ وَعَبْدِ الْوَارِثِ وَيُذْكَرُ عَنْهُ أَشْيَاءُ فِي الْغُلُوِّ فِي التَّشَيُّعِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ [3]- خ 4- وَاسْمُ أَبِيهِ ثَابِتٌ. بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ وَلاؤُهُ لِلْعَتَكِيِّينَ وَلَمْ يُدْرِكْ وَلَدُهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ الأَخْذَ عَنْهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ. يَرْوِي عَنْ أبي عثمان النهدي وأبي مجلز لا حق بن حميد وعكرمة والحسن وجماعة.   [1] ميزان الاعتدال 3/ 173، طبقات ابن سعد 7/ 246، التاريخ الكبير 6/ 499، الجرح 6/ 363، تهذيب التهذيب 7/ 412، التاريخ لابن معين 2/ 424 رقم 3624، المعرفة والتاريخ 2/ 174، تاريخ أبي زرعة 1/ 482. [2] في الأصل «جوير» . [3] المشاهير 155، التاريخ الكبير 6/ 502، الجرح 6/ 363، تهذيب التهذيب 7/ 415. المعرفة والتاريخ 1/ 445 و 585. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 501 وعنه شُعْبَةُ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ مَشْيَخَةِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ. عُمَارَةُ بْنُ غزيّة [2]- م 4- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَزِيَّةَ الأَنْصَارِيُّ. مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، مَدَنِيٌّ مَشْهُورٌ ثِقَةٌ. روى عن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَالشَّعْبِيِّ وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه بَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنُ جَعْفَرٌ والدراوَرْديّ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ. اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ. وَأَمَّا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَضَعَّفَهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عُمَارَةُ بن القعقاع [4]- ع- بن شبرمة الضبي الكوفي. كَانَ أَسَنَّ مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شبرمة وكان يفضّل عليه.   [1] تاريخ ابن خياط 405. [2] المشاهير 135، ميزان الاعتدال 3/ 178، التاريخ الكبير 6/ 503، الجرح 6/ 368، تهذيب التهذيب 7/ 422، المعرفة والتاريخ 1/ 644 و 645. [3] طبقات ابن سعد 8/ 162. [4] تهذيب التهذيب 7/ 423. الجرح 6/ 368، التاريخ الكبير 6/ 501، المعرفة والتاريخ 3/ 97 و 102، التاريخ لابن معين 2/ 425 رقم 1386، تاريخ أبي زرعة 1/ 552. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 502 روى عن أَبِي زُرْعَةَ فَأَكْثَرَ وَعَنِ الأَخْنَسِ بْنِ خَلِيفَةَ الضَّبِّيُّ. وعنه السُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عُمَرُ بْنُ جُعْثُمٍ الشَّامِيُّ الْحِمْصِيُّ [1] . عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السُّكُونِيِّ. وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ. أَمَّا عُمَرُ بْنُ خَثْعَمٍ الْيَمَامِيُّ [2] ، فَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَثْعَمٍ. يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. ضَعِيفٌ. عُمَرُ بْنُ السَّائِبِ [3] ، أَبُو عَمْرٍو الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ. روى عن الْقَاسِمِ بْنِ قَزْمَانَ وَابْنٍ لِعَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ. وَهُوَ مُقِلٌّ. روى عنه اللَّيْثُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ [4]- 4- بْنِ عَبْدِ الرحمن بن عوف الزهري.   [1] تهذيب التهذيب 7/ 430، التاريخ الكبير 6/ 145، الجرح 6/ 101. [2] تهذيب التهذيب 7/ 438 و 468، التقريب 2/ 58. [3] التاريخ الكبير 6/ 162، تهذيب التهذيب 7/ 450، الجرح 6/ 113. [4] المشاهير 133، ميزان الاعتدال 3/ 201، تهذيب التهذيب 7/ 456، المعرفة والتاريخ 1/ 271، التاريخ لابن معين 2/ 430 رقم 1371، التقريب 2/ 56. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 503 عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ عِنْدِي صَالِحٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ فَلَمْ يُحْتَجَّ بِهِ بَلِ اسْتَشْهَدَ بِهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَتَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ مَعَ ابْنِ أُخْتٍ لَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَكَذَا قَالَ خَلِيفَةُ [1] . وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثٍ. عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ. روى عن شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَمَكْحُولٍ وَسَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ. وعنه بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ وَمَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ. عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ الْقَاضِي [2]- م ن- السلمي البصري أبو حفص. عَنْ أَمِّ كُلْثُومٍ وَعَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ قَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وجماعة.   [1] تاريخ ابن خياط 404. [2] التاريخ الكبير 6/ 181، تهذيب التهذيب 7/ 466، الجرح 6/ 126، المشاهير 154، ميزان الاعتدال 3/ 209، التاريخ لابن معين 2/ 431 رقم 2140، المعرفة والتاريخ 2/ 246. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 504 وعنه سَالِمُ بْنُ نُوحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَطِيعِيُّ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ مَاتَ فَجْأَةً. عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يعلى [1]- ق- بن مرة الثقفي الكوفي. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَجَدَّتِهِ حَكِيمَةَ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَزِيَادُ الْبَكَّائِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. ضَعَّفَهُ أحمد، وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ مَتْرُوكٌ. عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ [2]- ت ق- قَهْرَمَانُ آلَ الزُّبَيْرِ، ابْنُ شُعَيْبٍ أَبُو يَحْيَى الأَعْوَرُ. روى عن سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَصَيْفِيِّ بْنِ صُهَيْبٍ. وعنه الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّهَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : فِيهِ نَظَرٌ. عمرو بن عامر [4]- د ن ق- أو ابن عمرو أبو الزّعراء الجشمي [5] .   [1] ميزان الاعتدال 3/ 211، تهذيب التهذيب 7/ 480، الجرح 6/ 118، التاريخ الكبير 6/ 170، التاريخ لابن معين 2/ 3939431، المعرفة والتاريخ 3/ 111. [2] ميزان الاعتدال 3/ 259، الجرح 6/ 232، التاريخ الكبير 6/ 329، تهذيب التهذيب 8/ 30، كتاب المجروحين 2/ 71، سير أعلام النبلاء 5/ 307 رقم 145، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 442 و 443 رقم 311 وغيره، تاريخ أبي زرعة 1/ 145 وانظر فهرس الأعلام. [3] التاريخ الكبير 6/ 329. [4] التقريب 2/ 75، التاريخ لابن معين 2/ 446 رقم 1695، المعرفة والتاريخ 2/ 219. [5] في نسخة القدسي 5/ 286 «الحشمي» وهو خطأ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 505 عَنْ عَمِّهِ أَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعِكْرِمَةَ. وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عَمْرُو بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] ، أَبُو سُهَيْلٍ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْوَاقِفِيُّ [2] وَالِدُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو. رَوَى عَنْ سَعِيد بْن المسيب وسعيد بْن عمير. وعنه مَالِكٌ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [3] مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. عَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ أَبُو السَّوْدَاءِ [4] النَّهْدِيُّ [5]- د- كُوفِيٌّ مُقِلٌّ. عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ وَعَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ وَقَيْسِ بْنِ أبي حازم وأبي مجلد. وعنه السُّفْيَانَانِ وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَوْقَةَ. قَالَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قُتِلَ أَيَّامَ قُحْطُبَةَ. عَمْرُو بْنُ أبي عمرو مولى المطّلب [6]- ع- بن عبد الله بن حنطب   [1] التاريخ الكبير 6/ 352، الجرح 6/ 245. [2] نسبة الى بني واقف، بطن من الأوس. (اللباب 3/ 350) . [3] الجرح 6/ 346. [4] في الأصل «السود» . [5] الجرح 6/ 251، التاريخ الكبير 6/ 359، تهذيب التهذيب 8/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 450 رقم 1411. [6] الجرح 6/ 252، التاريخ الكبير 6/ 359، التاريخ لابن معين 2/ 451 رقم 1051، المعرفة والتاريخ 1/ 246. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 506 الْمَخْزُومِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْن جُبَيْر وأبي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَالأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ. وعنه مَالِكٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَأَخُوهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ والدراوَرْديّ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: مَا بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ. عَمْرُو بْنُ قَيْسِ [2] ، 4 بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ أَبُو ثَوْرٍ السَّكُونِيُّ الْكِنْدِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَلِجِدِّهِمْ مَازِنٍ صُحْبَةٌ. وُلِدَ عَمْرٌو عَامَ قُتِلَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ مَعَ أَبِيهِ. وَروى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَأَبِي أُمَامَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَعَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ السَّكُونِيِّ وَطَائِفَةٍ. وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ الْحَمَوِيُّ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ السكونيّ ومحمد بن حمير وجماعة.   [1] الجرح 6/ 253. [2] الجرح 6/ 254، المشاهير 117، ميزان الاعتدال 3/ 284، التاريخ الكبير 6/ 362، تهذيب التهذيب 8/ 91، التاريخ لابن معين 2/ 451 رقم 5244، المعرفة والتاريخ 1/ 329. تاريخ أبي زرعة 1/ 700، طبقات خليفة 314، سير أعلام النبلاء 5/ 322 رقم 156، خلاصة تذهيب الكمال 292، شذرات الذهب 1/ 209. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 507 قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: أَدْرَكَ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا وَكَانَ سَيِّدَ أَهْلِ حِمْصَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: شَامِيٌّ ثِقَةٌ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ وَلِيَ جَيْشَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى غَزْوِ الصَّائِفَةَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَحَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بِحَدِيثَيْنِ. وَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ مُغَلِّسٍ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ مَنْصُورٍ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ: قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: مَتَى وُلِدْتَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، قَالَ: هِيَ مَوْلِدِي، قَالَ بَعْضُ رُوَاةٍ هَذَا فَتُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَتُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَزْعُ بِهَذِه الآيَةِ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [2] ) 5: 3 نَزَلَتْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ يَوْمَ عَرَفَةَ. قَال: قال أبو حاتم وأحمد العجليّ وغيرهما: ثقة. وقال الوليد: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَغْزَى الرُّومَ صَائِفَتَيْنِ عَلَى إِحْدَاهُمَا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ فِي أَقَلِّ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا نَظَرًا مِنْهُ لِجَمَاعَةِ مَنْ كَانَ أَصَابَهُ الأَزَلُّ [3] عَلَى حِصَارِ قُسْطَنْطِينِيَّةَ قَالَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لاوُنُ طَاغِيَةُ الرُّومِ لَمَّا بَلَغَهُ مِنْ قِلَّتِهِمْ فَلَقِيَهُ سَائِحٌ مِنْ سُيَّاحِي الرُّومِ فَقَالَ: أَيْنَ يُرِيدُ الْمَلِكُ؟ قَالَ: هَذِهِ الطَّائِفَةُ الْقَلِيلَةُ، قَالَ: تَرَكْتَ لِقَاءَهُمْ وَأُمَرَاؤُهُمْ عَلَى تِلْكَ السِّيرَةِ فَلَمَّا وَلِيَهُمْ هَذَا الرَّجُلُ الصَّالِحُ تَعْرِضُهُمْ [4] ! فقال: ذاك بالشام وهؤلاء   [1] طبقات ابن سعد 7/ 369. [2] قرآن كريم- سورة المائدة- الآية 3. [3] الأزل: الضيق والشدة. كما في القاموس المحيط. [4] لعله «تعرض لهم» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 508 بِأَرْضِ الرُّومِ، قَال: عَمَلُ ذَاكَ مُقَدِّمَةٌ لِهَؤُلاءِ. قَالَ سَعِيدُ: فَانْصَرَفَ لاوُنُ عَنْ لِقَائِهِمْ. وَرَوَى بَقِيَّةُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَرْيَمَ قَال: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ انْظُرِ الَّذِينَ نَصَبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، فَكَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ فِيمَنْ أَخَذَهَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ ثنا ثَوَابَةُ بْنُ عَوْنٍ التَّنُوخِيُّ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ السَّكُونِيَّ يَقُولُ: حَجَجْتُ فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ حَجِّنَا خَرَجْنَا نُرِيدُ الْعُمْرَةَ مِنْ بَطْنِ مُرٍّ فَأَغْفَيْتُ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلا مِنْ نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَى رَوَاحِلِهِمْ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: تُرِيدُ الْعُمْرَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَقَالَ لِي: «لا، الْعُمْرَةُ مِنَ الْجُحْفَةِ» ثَلاثًا فَانْتَبَهْتُ فَأَخْبَرْتُ أَصْحَابِي بِرُؤْيَايَ وَإِلَى جَانِبِنَا رَجُلٌ مَعَهُ حَشْمٌ فَلَمَّا سَمِعَنِي أَقُصُّ رُؤْيَايَ أَرْسَلَ إِلَى رَسُولِهِ فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُرِيدُكَ، فَقُلْتُ: مَنْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَقُلْتُ: هل هُوَ صَاحَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي رَأَيْتَ هَذِهِ الرُّؤْيَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اقْصُصْهَا عَلَيَّ رَحِمَكَ اللَّهُ، فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا انْتَهَيْتُ إِلَى ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى حَتَّى نَشَجَ ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَحَسَا مِنْهُ ثُمَّ قَال: ارْدُدْ عَلَيَّ رَحِمَكَ اللَّهُ فَرَدَّدْتُ عَلَيْهِ فَتَنَفَّسَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ قَلْبَهُ خَرَجَ ثُمَّ قَالَ: امْضِ لِمَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منامك فو الّذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةً وَلا مَرَّتَيْنِ يَقُولُ: «مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ فَمَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي» . قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ قَالَ: إنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ فَإِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ سَارَ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 509 لِلطَّلَبِ بِدَمِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ إِلَى دِمَشْقَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَيَكُونُ عُمْرُهُ مِائَةَ سَنَةٍ. وَكَذَا قَالَ فِي عُمْرِهِ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ. عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ الْكُوفِيُّ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ [1]- د ق- أبو عبيد الدمشقيّ. كبير حرس عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ وَروى عن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وعنه أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ وَالأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ سِرًّا فَإِنَّ الْغِيلَ يُدْرِكُ الرَّجُلَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ» عَنَى بِالسِّرِّ: الْجِمَاعَ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: ثنا عَمْرُو بن مهاجر قال: صلّيت خلف واثلة ابن الأَسْقَعِ عَلَى سِتِّينَ جَنَازَةً مَاتُوا فِي الطَّاعُونِ فَجَعَلَ الرِّجَالُ مِمَّا يَلِيهِ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ دِيَنارٍ هُوَ مَوْلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ الأَنْصَارِيَّةَ. وَقَالَ ابْنُ عَائِذٍ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عن عمرو بن مهاجر أن عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِخَالِدِ بْنِ الرَّيَّانِ وَقَدْ لَبِسَ جُبَّةً: مَا دَعَاكَ إِلَى لِبْسِ هَذِهِ الْجُبَّةِ؟ قَالَ: سُرُورًا بِخِلافَتِكَ، قَالَ: مَنْ أَيْنَ هِيَ لَكَ؟ قَالَ: مِنْ كِسْوَتِي أَوْ مِنْ   [1] طبقات ابن سعد 5/ 360، تهذيب التهذيب 8/ 107، التقريب 2/ 79، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 454 رقم 5174 و 5277، تاريخ أبي زرعة 1/ 255. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 510 كِسْوَةِ أَهْلِ بَيْتِي، قَالَ: انْزَعْ هَذَا السَّيْفَ وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ، اللَّهمّ إِنِّي قَدْ وَضَعْتُهُ لَكَ فَلا تَرْفَعْهُ. ثُمَّ قَالَ هَكَذَا: اللَّهمّ إِنِّي أَسْتَخْبِرُكَ، يَا كَهْلُ، قَالَ عَمْرٌو: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي غَيْرِي، قَالَ: إِيَّاكَ أَعْنِي، مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: الْحَمْدُ للَّه قَدْ وَلَّيْتُكَ الْحَرَسَ فاللَّه اللَّهَ فِي الضَّعِيفِ. وَقَالَ يحيى بن حمزة: ثنا عمرو بن مهاجر أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: إنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ كَمَثَلِ رَجُلٍ اتَّخَذَ سَهْمًا لا رِيشَ لَهُ وَاللَّهِ لأَرُيِّشَنَّهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ جَعَلَ لَهُ فِي الشَّهْرِ عِشْرِينَ دِينَارًا. قَال خَلِيفَةُ [1] وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَازِنِيُّ [2]- ع- عَنْ أَبِيهِ وَعَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ دِينَارٍ الْقَرَّاظِ. وعنه مَالِكُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ صَالِحٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: صُوَيْلِحٌ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ بضع وثلاثين ومائة.   [1] تاريخ ابن خياط 418. [2] طبقات ابن سعد 8/ 162، الجرح 6/ 269، تهذيب التهذيب 8/ 118، التاريخ الكبير 6/ 382، المشاهير 138، ميزان الاعتدال 3/ 293، المعرفة والتاريخ 1/ 260. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 511 عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ [1] . هُوَ أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ، سَمَّاهُ هَكَذَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] . وَقِيلَ: أَبُو حَمْزَةَ الْقَصَّابُ مَيْمُونٌ، يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُمَا اثْنَانِ وَأَنَّ أَبَا حَمْزَةَ عِمْرَانَ بْنَ أَبِي عَطَاءٍ الأَسَدِيَّ الْوَاسِطِيَّ. روى عن ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَعَمَّرَ دَهْرًا. روى عنه شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: بَصْرِيٌّ لَيِّنٌ. عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ الْقَطَّانُ [3]- د- عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ وَجَمَاعَةٍ. وعنه ابْنُ أَخِيهِ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ. وَهُوَ ضَعِيفٌ لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ لَكِنَّهُ مَعْرُوفٌ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ. عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو غُنَيْمٍ الْكَلاعِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [4] . عَنْ أَنَسٍ ومكحول وأبان بن أبي عياش وعدّة.   [1] تهذيب التهذيب 8/ 135. التاريخ الكبير 6/ 412. ميزان الاعتدال 3/ 239. التاريخ لابن معين 2/ 438 رقم 3806، المعرفة والتاريخ 1/ 518. تاريخ أبي زرعة 1/ 484. التاريخ 2/ 13. سير أعلام النبلاء 5/ 387 رقم 176. [2] الجرح 6/ 302. [3] الجرح 6/ 399، تهذيب التهذيب 8/ 157. [4] الجرح 6/ 400، ميزان الاعتدال 3/ 300. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 512 وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أحاديثه منكرة. عياش بن عباس [1]- م 4- أبو عبد الرحيم القتباني الحميري المصري وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ. رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ وَروى عن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْهَيْثَمِ بْنِ شَفِيٍّ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ وَعِدَّةٍ. وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَشُعْبَةُ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَالْمُفَضَّلُ بْنُ فُضَالَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ. عِيسَى بن سليم العنسيّ [2]- م ن- الرّستني. والرستن على ثلاثين فَرَاسِخَ. مِنْ حِمْصَ. يَرْوِي عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ جُبير بْنِ نُفير وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ. وعنه عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَبَقِيَّةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] وَغَيْرُهُ. يُكَنّى أَبَا حَمْزَةَ وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ.   [1] المشاهير 189. الجرح 7/ 6. تهذيب التهذيب 8/ 197. التاريخ الكبير 7/ 48. المعرفة والتاريخ 1/ 253 و 2/ 510 و 516. [2] تهذيب التهذيب 8/ 211، ميزان الاعتدال 3/ 312، الجرح 9/ 362، المعرفة والتاريخ 1/ 327، التاريخ الكبير 7/ 106، التاريخ لابن معين 2/ 469 رقم 46، المعرفة والتاريخ 1/ 461. [3] الجرح 9/ 362. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 513 عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيُّ الْمِصْرِيُّ. عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. وعنه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ. مَاتَ شَابًّا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 514 [حرف الغين] غالب بن مهران العبديّ [1]- د ت ق- البصري التمار. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحَمِيدِ بْنِ هِلالٍ. وعنه قَتَادَةُ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَشُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. غُضَيْفُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [3]- ن- عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ وَنَافِعِ بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ وَأَخِيهِ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ. وعنه سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ وَعَمْرُو بْنُ وَهْبٍ الطَّائِفِيَّانِ. غَيْلانُ بْنُ جَامِعٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- م د ن ق- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَجَمَاعَةٍ. وعنه شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَمَاتَ كَهْلا، لَهُ نَحْوٌ من عشرين حديثا. وثّقه ابن معين.   [1] تهذيب التهذيب 8/ 243، التاريخ الكبير 7/ 100. [2] الجرح 7/ 49. [3] ميزان الاعتدال 3/ 336، الجرح 7/ 55، تهذيب التهذيب 8/ 250، وقيل «غطيف» : التاريخ الكبير 7/ 106، التاريخ لابن معين 2/ 469 رقم 46، المعرفة والتاريخ 1/ 461. [4] تهذيب التهذيب 8/ 252، التاريخ الكبير 7/ 104، الجرح 7/ 53، المعرفة والتاريخ 3/ 8. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 515 [حرف الْفَاءِ] فَرْقَدُ بْنُ يَعْقُوبَ السَّبَخِيُّ [1]- ت ق- مِنْ سَبَخَةِ الْبَصْرَةِ. وَقِيلَ: مِنْ سَبَخَةِ الْكُوفَةِ. أَبُو يَعْقُوبَ النَّسَّاجُ أَحَدُ الْعُبَّادِ. روى عن أَنَسٍ وَمُرَّةَ الطَّيِّبِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وعنه هَمَّامٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ يحيى: ثقة. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ:، ضَعِيفٌ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ. رُوِيَ أَنَّ الْحَسَنَ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فنظر إلى فرقد السبخي وعليه جبة صوف فَقَالَ: يَا فَرْقَدُ لَوْ شَهِدْتَ الْمَوْقِفَ لَخَرَقْتَ ثِيَابَكَ مِمَّا تَرَى مِنْ عَفْوِ اللَّهِ عَزَّ وجلّ.   [1] ميزان الاعتدال 3/ 345. الجرح 7/ 81. تهذيب التهذيب 8/ 262. التاريخ لابن معين 2/ 473 رقم 2503. المعرفة والتاريخ 2/ 257. [2] الجرح 7/ 81. [3] التاريخ الكبير 7/ 131. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 516 وَعَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ فِي التَّوْرَاةِ: أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ اللَّهُ بِهِ: الْكِبْرُ وَالْحَسَدُ وَالْحِرْصُ. قِيلَ: إِنَّ فَرْقَدًا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ بِالْبَصْرَةِ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 517 [حرف الْقَافِ] الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو نَهِيكَ الأَسَدِيُّ [1] . عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَطَاوُسٍ. وعنه مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ. وَقَدْ وُثِّقَ. الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ [2]- م ن ق- عَنْ أَبِي رَافِعٍ الصَّائِغِ. وعنه شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ عُلَيَّةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عِنْدَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ. قُحْطُبَةُ بْنُ شَبِيبٍ الطَّائِيُّ الْمَرْوَزِيُّ الأَمِيرُ. أَحَدُ دُعَاةِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَمُقَدِّمُ الْجُيُوشِ، قِيلَ اسْمُهُ زِيَادٌ وَإِنَّمَا قحطبة لقب.   [1] الجرح 7/ 119. التاريخ الكبير 7/ 158. تهذيب التهذيب 8/ 336 و 12/ 259. ابن سعد 6/ 329. المعرفة والتاريخ 3/ 97. التاريخ لابن معين 2/ 482 رقم 2489. [2] ميزان الاعتدال 3/ 380، التاريخ الكبير 7/ 166، الجرح 7/ 120، تهذيب التهذيب 8/ 339. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 518 وَهُوَ وَالِدُ الأَمِيرَيْنِ الْحَسَنِ وَحُمَيْدٍ، أَصَابَتْهُ ضَرْبَةٌ فِي وَجْهِهِ لَيْلَةَ الْمُسَفَاةِ فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَهَلَكَ وَلَمْ يُدْرَ بِهِ. وَذَلِكَ فِي الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ، وَقَدْ مَرَّ مِنْ شَأْنِهِ فِي الْحَوَادِثِ. قُدَامَةُ [1] بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- ق- عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ. وعنه ابْنَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَصَالِحٌ وَسُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَآخَرُونَ. صُوَيْلِحٌ. الْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْمَى [3] . روى عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وعنه سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد. وثّقه ابن معين.   [1] في الأصل «قذامة» . [2] تهذيب التهذيب 8/ 363، الجرح 7/ 129. [3] التاريخ الكبير 7/ 188، الجرح 7/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 489، المعرفة والتاريخ 2/ 714 و 3/ 101. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 519 [حرف الْكَافِ] كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ أَبُو قُرَّةَ الْبَصْرِيُّ [1]- سِوَى ت- عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءٍ وَغَيْرِهِمْ. وعنه حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ. وَتَرَدَّدَ ابْنُ مَعِينٍ فيه. كثير النّوّا [2]- ت- أبو إسماعيل الكوفي مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللَّهِ. روى عن عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَجُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَكَانَ مِنْ أَجْلادِ الشِّيعَةِ. روى عنه الْمَسْعُودِيُّ وَشَرِيكٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِيِّ وغيرهم.   [1] الجرح 7/ 153، التاريخ الكبير 7/ 215. التاريخ لابن معين 2/ 493 رقم 4014. [2] التاريخ الكبير 7/ 215، تهذيب التهذيب 8/ 411. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 520 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ [2] ، أَحَدُ الأَوْلِيَاءِ. روى عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَطَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَالرَّبِيعِ بْنِ خَثْيَمٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَطَاوُسٍ. روى عنه أَبُو طِيبَةَ عِيسَى بْنُ سُلَيْمَان الدَّارِمِيُّ- لَقِيَهُ بِجُرْجَانَ- وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْوَصَّافِيُّ وَمُخْتَارُ التَّيْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بن فضل وَغَيْرُهُمْ. رَوَى ابْنُ فَضْلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ كُرْزًا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً حَيَاءً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ: وَكَانَ يُكْثِرُ الصَّلاةَ فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ فَرُبَّمَا ضَرَبُوهُ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. قَالَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ: دَخَلَ كُرْزٌ جُرْجَانَ غَازِيًا فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ ثُمَّ سَكَنَهَا وَاتَّخَذَ بِهَا مَسْجِدًا في طرف محلة سليمان آباد، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِالزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: صَحِبْنَا كُرْزَ بْنَ وَبَرَةَ وَكَانَ لا يَنْزِلُ مَنْزِلا إِلا ابْتَنَى مَسْجِدًا وقام يصلّي فيه. ولا بن شَبْرُمَةَ: لَوْ شِئْتُ كُنْتُ كَكُرْزٍ فِي تَعَبُّدِهِ ... أَوْ كَابْنِ طَارِقٍ حَوْلَ الْبَيْتِ فِي الحَرَمِ قَدْ حَالَ دُونَ لَذِيذِ الْعَيْشِ خَوْفُهُمَا ... وَسَارَعَا في طلاب الفوز والكرم [3]   [1] الجرح 7/ 159 و 160. [2] المشاهير 199. الجرح 7/ 170. التاريخ الكبير 7/ 238. المعرفة والتاريخ 2/ 709 و 710. [3] راجع البيتين في: تاريخ جرجان للسهمي- ص 337، 338. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 521 قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ أَبُو عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ شَبْرُمَةَ: سَأَلَ كُرْزُ بْنُ وَبَرَةَ رَبَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ الاسْمَ الأَعْظَمَ عَلَى أَنْ لا يَسْأَلَ بِهِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا فَأُعْطِيَهُ، فَسَأَلَ أَنْ يَقْوَى عَلَى خَتْمِ الْقُرْآنِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَال الدَّوْرَقِيُّ: وَحَدَثَّنِي جَرِيرُ بْنُ زِيَادِ بْنِ كُرْزٍ الْحَارِثِيُّ عَنْ شُجَاعِ بْنِ صَبِيحٍ مَوْلَى كُرْزِ بْنِ وَبَرَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُكْتِبُ قَالَ: صَحِبْتُ كُرْزًا إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ إِذَا نَزَلَ أَدْرَجَ ثِيَابَهُ فِي الرَّحْلِ ثُمَّ تَنَحَّى لِلصَّلاةِ فَإِذَا سَمِعَ رُغَاءَ الإِبِلِ أَقْبَلَ، فَاحْتَبَسَ يَوْمًا عَنِ الْوَقْتِ فَانْبَثَّ أَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهِ فَأَصَبْتُهُ فِي وَهْدَةٍ يُصَلِّي في ساعة حارّة وإذا سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ فَلَمَّا رَآنِي أَقْبَلَ نَحْوِي فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ أُحِبُّ أَنْ تَكْتُمَ مَا رَأَيْتَ، قُلْتُ: نَعَمْ. وَعَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَوْضَةَ مَوْلاةِ كُرْزٍ قَالَتْ: قُلْنَا مِنْ أَيْنَ يُنْفِقُ كُرْزٍ؟ قَالَتْ: كَانَ يَقُولُ: يَا رَوْضَةُ إِذَا أَرَدْتِ شَيْئًا فَخُذِي مِنْ هَذِهِ الْكُوَّةِ، فَكُنْتُ آخُذُ كُلَّمَا أَرَدْتُ. قُلْتُ: وَأَمَّا ابْنُ طَارِقٍ الْمَذْكُورُ فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ. قَالَ ابْنُ فَضْلٍ: حَزَّرُوا طَوَافَهُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ عَشْرَةَ فَرَاسِخَ. كليب بن وائل [1]- خ د ت- بن هنان [2] التيمي البكري المدني نَزِيلُ الْكُوفَةِ. روى عن ابْنِ عُمَرَ وَزَيْنَبَ بنت أبي سلمة وهانئ بن قيس.   [1] ميزان الاعتدال 3/ 414، التاريخ الكبير 7/ 229، المعرفة والتاريخ 3/ 101، التاريخ لابن معين 2/ 497 رقم 1667. [2] في الأصل «بيحان» وفي تهذيب التهذيب «هبار» 8/ 446 وضبطه في الخلاصة بنونين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 522 وعنه زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين وضعّفه أبو حاتم [1] .   [1] الجرح 7/ 167. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 523 [حرف اللامِ] لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ [1]- 4- تُوُفِّيَ فِي قَوْلِ مُطَيَّنٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، وسيأتي.   [1] ميزان الاعتدال 3/ 420. تهذيب التهذيب 8/ 465. التاريخ الكبير 7/ 246. الجرح 7/ 177. المعرفة والتاريخ 1/ 519، التاريخ لابن معين 2/ 501 رقم 2057. تاريخ أبي زرعة 1/ 551. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 524 [حرف الْمِيمِ] الْمُحِبُّ بْنُ حَذْلَمٍ، أَبُو خَيْرَةَ الرُّعَيْنِيُّ. مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ أَحَدُ الْعَابِدِينَ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: كَانَ أَبُو خَيْرَةَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَرَّتَيْنِ. وَرَوَى طَلْقُ بْنُ السَّمْحِ عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَنَّ الْمُحِبَّ أَبَا خَيْرَةَ قَامَ وَالْحَوْثَرَةُ أَمِيرُ مِصْرَ يَخْطُبُ وَيَبْكِي فَوْقَ الْمِنْبَرِ فَقَالَ أَبُو خَيْرَةَ: يَا مُحَمَّدَاهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَانْظُرْ مَا فَعَلَتْ أُمَّتَكَ بَعْدَكَ، يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّ اللَّهَ يقول (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [1] ) 61: 2 فَقَالَ: خُذُوا الْمُنَافِقَ! فَأَتَوْهُ بِهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقِيلَ لَهُ: مَجْنُونٌ، فَقَالَ: الْمُحِبُّ أَجَنُّ مِنِّي يَقُولُ مَا لا يَفْعَلُ! قَالَ: خَلُّوهُ فَإِنَّهُ مَجْنُونٌ. تَرَدَّى أَبُو خَيْرَةَ فَاسْتُشْهِدَ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم [2]- ع- أبو عبد الملك الأنصاري قَاضِي الْمَدِينَةِ. كَانَ أَكْبَرَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. روى عن أَبِيهِ وَعَمْرَةَ وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وعنه ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَشُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَفَضْلُ بْنُ فُضَالَةَ وَابْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ. وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ الْكُوفِيُّ [3]- ع- أحد الأئمة.   [1] قرآن كريم- سورة الصف- الآية 2. [2] المشاهير 128، تهذيب التهذيب 9/ 80، التاريخ الكبير 1/ 46، الجرح 7/ 212. [3] المشاهير 168. التاريخ الكبير 1/ 54، تهذيب التهذيب 9/ 92. التاريخ لابن معين 2/ 508 رقم 3072. التقريب 2/ 150. المعرفة والتاريخ 2/ 750 و 3/ 144. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 525 روى عن أَنَسٍ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَأَبِي صَالِحٍ بَاذَامَ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَخَلْقٍ. وعنه ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَشُعْبَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ [1] وَكَانَ مِنْ فُضَلاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ. تُوُفِّيَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ الْقُرَشِيُّ [2]- خ م د ن ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ وَكُرَيْبٍ. وعنه مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [3]- ت- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيُّ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ كِبَارٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [4] لَيْسَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا [5] : كُنْيَتُهُ أَبُو خَبِئَةَ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَبِمُوَحَّدَةٍ وَهَمْزَةٍ، قَالَ: وَروى عنه إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ فَكَنَّاهُ أَبَا خَالِدٍ. وَقَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ [6] : أَبُو خُبْئَةَ بِالضَّمِّ هُوَ سُؤْرُ الأَسَدِ مِنْ أهل   [1] الجرح 7/ 222. [2] تهذيب التهذيب 9/ 110. التاريخ الكبير 1/ 59. الجرح 7/ 241. المعرفة والتاريخ 1/ 226. تاريخ أبي زرعة 1/ 524. [3] ميزان الاعتدال 3/ 536. تهذيب التهذيب 9/ 145. المعرفة والتاريخ 3/ 114. [4] الجرح 7/ 241. [5] الإكمال 3/ 119 أبو «خبية» ، وفي التاج «أبو خبيئة» . [6] المصدر السابق. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 526 الْكُوفَةِ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ، كَذَا ضَمَّهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فاللَّه أَعْلَمُ. مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ [1]- خ 4- مِنْ عُلَمَاءِ بَلَدِهِ، وَالْهَانُ هُوَ أَخُو هَمْدَانَ ابْنَا مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَوْسِلَةَ الْقَحْطَانِيِّ. يَرْوِي عَنْ أَبِي أمامة الباهلي وأبي عنبة الْخَوْلانِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ وَأَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ. وعنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ زيد بن المهاجر [2]- م 4- بْنِ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيُّ التيمي المدني. رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَأَخَذَ الْعَطَاءَ فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ. وَروى عن عُمَيْرٍ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَغَيْرِهِمْ. وعنه الزُّهْرِيُّ- وَمَاتَ قَبْلَهُ- وَمَالِكٌ وهشام بن سعد والدراوَرْديّ وحفص ابن غِيَاثٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ الهمدانيّ الكوفي [3]- ت-.   [1] المشاهير 117، ميزان الاعتدال 3/ 551، التاريخ الكبير 1/ 83، تهذيب التهذيب 9/ 170، الجرح 7/ 257. التاريخ لابن معين 2/ 516 رقم 5124. التقريب 2/ 162. تاريخ أبي زرعة 1/ 351. المعرفة والتاريخ 2/ 353. [2] الجرح 7/ 255. تهذيب التهذيب 9/ 173، التاريخ الكبير 1/ 84. التاريخ لابن معين 2/ 516 رقم 465. التقريب 2/ 162. [3] ميزان الاعتدال 3/ 556. التاريخ الكبير 1/ 105. تهذيب التهذيب 9/ 176. الجرح 7/ 272. التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 2206. التقريب 2/ 163. المعرفة والتاريخ 3/ 65. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 527 عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ إِسْحَاق. وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ فَرْضِيًّا وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ. وَقَالَ الْقَطَّانُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ: متروك. محمد بن السائب [1]- ت ق- بن بركة المكيّ. عَنْ أُمِّهِ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ. وعنه ابْنُ جُرَيْجٍ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ مُقِلٌّ. مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأَنْصَارِيُّ [2] ، شَامِيٌّ. عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي ظِبْيَةَ الْكَلاعِيِّ وَرَبِيعَةَ الْقَصِيرِ. وعنه شَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس.   [1] الجرح 7/ 369. تهذيب التهذيب 9/ 178. التاريخ الكبير 1/ 100. ميزان الاعتدال 3/ 559. التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 454. التقريب 2/ 163. [2] ميزان الاعتدال 3/ 561. التاريخ الكبير 1/ 89. الجرح 7/ 261. تهذيب التهذيب 9/ 184. التاريخ لابن معين 2/ 518 رقم 3050. التقريب 2/ 164. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 528 محمد بن سيف [1]- ت- أبو رجاء البصري الحدّاني. عَنْ عِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ. وعنه شُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَابْنُ عُلَيَّةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م-. عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ. وعنه هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ وَجَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ ثِقَةٌ مُقِلٌّ. مُحَمَّدُ بْنُ طَارِقٍ الْمَكِّيُّ الْعَابِدُ [3]- ق-. روى عن ابْنِ عُمَرَ وَعَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَالثَّوْرِيُّ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. قَدْ ذُكِرَ مِنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ آنِفًا فِي تَرْجَمَةِ كُرْزٍ. مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي صعصعة [4]- خ ن ق- المازني أبو عبد الرحمن المدني. أحد الثقات.   [1] تهذيب التهذيب 9/ 217. الجرح 7/ 281. التاريخ الكبير 1/ 104. التاريخ لابن معين 2/ 521 رقم 3388. التقريب 2/ 169. المعرفة والتاريخ 2/ 127. [2] ميزان الاعتدال 3/ 581، التاريخ الكبير 1/ 112، تهذيب التهذيب 9/ 224، الجرح 7/ 284. [3] الجرح والتعديل 7/ 292. تهذيب التهذيب 9/ 234. التاريخ الكبير 1/ 119. الوافي بالوفيات 3/ 162 رقم 1928. النجوم الزاهرة 2/ 31. [4] التاريخ الكبير 1/ 140. تهذيب التهذيب 9/ 262. الجرح 7/ 299. الوافي بالوفيات 3/ 294 رقم 1332. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 529 عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَعَبَّادِ بن تميم وَغَيْرِهِمَا. وعنه ابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَبِيدٍ الأَسَدِيُّ، وَيُقَالُ الأَسْلَمِيُّ. وَلِيَ قَضَاءَ دِمَشْقَ مُدَيْدَةً فِي إِمْرَةِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ عُزِلَ بِكُلْثُومِ بْنِ زِيَادٍ ثُمَّ وَلِيَ فِي دَوْلَةِ السَّفَّاحِ. حَكَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي عتيق [1]- خ د ت ن- محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق القرشي التيمي. روى عن نَافِعٍ وَالزُّهْرِيُّ. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ ثِقَةً. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن نوفل [2]- ع- بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى أَبُو الأَسْوَدِ الْقُرَشِيُّ الأسدي يَتِيمُ عُرْوَةَ، لِأَنَّ أَبَاهُ أَوْصَى بِهِ إِلَيْهِ. وَكَانَ جَدُّهُ نَوْفَلٌ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَبِهَا توفي.   [1] تهذيب التهذيب 9/ 277، التاريخ الكبير 1/ 130، الجرح 7/ 302. [2] الجرح 7/ 321. التاريخ الكبير 1/ 145. تهذيب التهذيب 9/ 307، التاريخ لابن معين 2/ 527. رقم 1014، التقريب، 2/ 185، تاريخ أبي زرعة 1/ 190، المعرفة والتاريخ 1/ 238. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 530 نَزَلَ أَبُو الأَسْوَدِ مِصْرَ وَحَدَّثَ بِهَا بِكِتَابِ المغازي لعروة بن الزبير وعن علي ابن الْحُسَيْنِ وَالنُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ وَعِكْرِمَةَ الْهَاشِمِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وعنه حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَشُعْبَةُ ومالك وابن لهيعة وآخرون. آخرهم وَفَاةً أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ. وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ الْمَشَاهِيرِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ [1] بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيِّ الأَمِيرُ. وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِأَخِيةِ الْخَلِيفَةِ هِشَامٍ وَكَانَ فِيهِ دِينٌ، وَلَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ غَلَبَ عَلَى الأُرْدُنِ. روى عن أَبِيهِ. وعنه الأَوْزَاعِيُّ وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَغَيْرُهُمَا. ظَفِرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَ نَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ فَذَبَحَهُ صَبْرًا. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يُوَثِّقُهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهَذَا غَلَطٌ. وَذَكَر ابْنُ يُونُسَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ رَجُلٍ. مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [3]- 4- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ الْمَدَنِيُّ مِنْ سَادَاتِ بَنِي هَاشِمٍ.   [1] ميزان الاعتدال 3/ 632، المعرفة والتاريخ 2/ 458، التاريخ لابن معين 2/ 528، رقم 5153. الوافي بالوفيات 4/ 31 رقم 1485. [2] الجرح 8/ 4. [3] ميزان الاعتدال 3/ 668، الجرح 8/ 18، تهذيب التهذيب 9/ 361، التاريخ الكبير 1/ 177، المعرفة والتاريخ 2/ 267، الوافي بالوفيات 4/ 238 رقم 1766. طبقات ابن سعد 5/ 242. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 531 روى عن أَبِيهِ وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَعَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَالْعَبَّاسِ ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. روى عنه بَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ وَعُمَرُ وَابْنُ جُرَيْجٍ وهشام بن سعد ويحيى ابن أَيُّوبَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفِطْرِيُّ [1] وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَدْرَكَ خِلافَةَ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: كَانَ النَّاسِ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ يُشْبِهُ جَدَّهُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- خ م د ن-. عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَمَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ. وعنه مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُسْلِمٌ الزِّنْجِيُّ والدراوَرْديّ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] . مُحَمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ [4] ، أَخُو رِشْدِينَ. روى عن أبيه.   [1] بكسر الفاء وسكون الطاء، نسبة الى الفطريين موالي بني مخزوم. (اللباب 2/ 435) . [2] تهذيب التهذيب 9/ 371، التاريخ الكبير 1/ 191، المعرفة والتاريخ 2/ 478، تاريخ أبي زرعة 1/ 417 و 418. [3] الجرح 8/ 30. [4] ميزان الاعتدال 4/ 22، تهذيب التهذيب 9/ 420، الجرح 8/ 68، التاريخ الكبير 1/ 217. المعرفة والتاريخ 3/ 66، التاريخ لابن معين 2/ 536 رقم 1318، التقريب 2/ 203. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 532 وعنه إِسْرَائِيلُ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُمَا. ضَعَّفُوهُ. مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ- ع- قَدْ تَقَدَّمَ. وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ. مُخَارقُ بْنُ خليفة [1]- م د ت ن- وَيُقَالُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الأَحْمَسِيُّ الكوفي. عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ. وعنه شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَإِسْرَائِيلُ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. مُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ الْكُوفِيُّ [2]- م د ت ن-. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وعنه الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدريس وابن فضيل وحفص ابن غِيَاثٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَكَانَ خَيِّرًا رَقِيقَ الْقَلْبِ بَكَّاءً عِنْدَ الذِّكْرِ، تَفَرَّدَ بِحَدِيثِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ [3] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أمية   [1] التاريخ الكبير 7/ 431، الجرح 8/ 352، تهذيب التهذيب 10/ 67، المعرفة والتاريخ 2/ 740 و 3/ 404، تاريخ أبي زرعة 1/ 546. [2] تهذيب التهذيب 10/ 68، ميزان الاعتدال 4/ 80، الجرح 8/ 310، التاريخ الكبير 7/ 385، المعرفة والتاريخ 3/ 151. [3] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 191 ب- 197 ب، تاريخ الخلفاء 254. معجم بني أمية 161 و 162، المعرفة والتاريخ 2/ 396 وترجمته في كتب التاريخ المعروفة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 533 الْخَلِيفَةُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الأُمَوِيُّ، وَيُلَقَّبُ بِمَرْوَانَ الْحِمَارِ وَمَرْوَانَ الْجَعْدِيِّ، وَتِلْكَ نِسْبَةٌ إِلَى مُؤَدِّبِهِ الْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، وَيُقَالُ: فُلانٌ أَصْبَرُ مِنْ حِمَارٌ فِي الْحُرُوبِ، وَلِهَذَا قِيلَ لَهُ مَرْوَانُ الْحِمَارِ فَإِنَّهُ كَانَ لا يُخْفِ لَهُ لَبِدٌ فِي مُحَارَبَةِ الْخَارِجِينَ عَلَيْهِ. كَانَ يَصِلُ السَّرَى بِالسَّيْرِ وَيَصْبِرُ عَلَى مَكَارِهِ الْحَرْبِ. وَقِيلَ: سُمِّيَ بِالْحِمَارِ لِأَنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ مِائَةِ سَنَةٍ حِمَارًا فَلَمَّا قَارَبَ مُلْكُ بَنِي أُمَيَّةَ مِائَةَ سَنَةٍ لَقَّبُوا مَرْوَانَ بِالْحِمَارِ لِذَلِكَ وَأَخَذُوهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي مَوْتِ حِمَارِ الْعُزَيْرِ. (وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ) 2: 259 [1] . وُلِدَ مَرْوَانُ بِالْجَزِيرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَأَبُوهُ مُتَوَلِّيهَا، وَأُمُّهُ أَمُّ وَلَدٍ، وَقَدْ وَلِيَ وِلايَاتٍ جَلِيلَةٍ قَبْلَ الْخِلافَةِ، وَافْتَتَحَ قُونِيَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْفُرُوسِيَّةِ وَالإِقْدَامِ وَالْرُجْلَةَ [2] وَالدَّهَاءِ وَفِيهِ عَسَفٌ. سَارَ مَرَّةً حَتَّى جَاوَزَ نَهْرَ الروم فقتل وسبى وأغار على الصقالبة. قاله خَلِيفَةٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَغَيْرُهُ: كَانَ مَرْوَانُ أَبْيَضَ شَدِيدَ الشَّهْلَةِ ضَخْمَ الْهَامَةِ كَثَّ اللِّحْيَةِ أَبْيَضَهَا رِبْعَةً مِنَ الرِّجَالِ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: بُويِعَ يَوْمَ نِصْفِ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَمَّا قُتِلَ الْوَلِيدُ بَلَغَ ذَلِكَ مَرْوَانَ وَهُوَ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ فَدَعَا إِلَى بَيْعَةِ مَنْ رَضِيَهُ الْمُسْلِمُونَ فَبَايَعُوهُ فَلَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ يَزِيدَ النَّاقِصِ أَنْفَقَ الْخَزَائِنَ وسار في   [1] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 259. [2] بضم الراء وسكون الجيم وفتح اللام- كالرجولية. (القاموس المحيط) . [3] تاريخ ابن خياط 404. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 534 بِضْعٍ وَثَلاثِينَ فَارِسًا مِنَ الْجَزِيرَةِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى حَلَبَ بَايَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الْقَيْسِيَّةِ ثُمَّ قَدِمَ حِمْصَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْمَسِيرِ مَعَهُ وَإِلَى بَيْعَةِ وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْحَكَمِ وَعُثْمَانَ ابْنَيِ الْوَلِيدِ وَكَانَا مَحْبُوسَيْنِ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اسْتُخْلِفَ بِدِمَشْقَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخِيهِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ فَسَارَ مَعَهُ جَيْشُ حِمْصَ وَخَرَجَ لِحَرْبِهِ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ بِمَرْجِ عَذْرَاءَ فَهَزَمَهُمْ مَرْوَانُ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَانْهَزَمَ بَعْدَ حَرْبٍ شَدِيدٍ، فَبَرَزَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَسْكَرَ بِمَيْدَانِ الْحَصَى وَمَعَهُ الْخَزَائِنُ فَتَفَلَّلَ عَنْهُ النَّاسُ فَتَوَثَّبَ أَعْوَانَهُ فَقَتَلُوا وَلِيَّيِ الْعَهْدِ الْمَذْكُورَيْنِ وَقَتَلُوا مَعَهُمَا يُوسُفَ بْنَ عُمَرَ فِي السِّجْنِ، وَثَارَ أَحْدَاثِ أَهْلِ دِمَشْقَ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَتَلُوهُ لِكَوْنِهِ سَعَى فِي قَتْلِ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ ثُمَّ أَخْرَجُوا مِنَ الْحَبْسِ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَوَضَعُوهُ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ وَفَكُّوا قُيُودَهُ لِيُبَايِعُوهُ، وَوَضَعُوا رَأْسَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَذْكُورِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَخَطَبَهُمْ وَحَضَّهُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ، وَبَايَعَ لِمَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَرَبَ حِينَئِذٍ مِنْ مَيْدَانِ الْحَصَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ وَأَمَّنَ مَرْوَانُ أَهْلَ الْبَلَدِ وَرَضِيَ عَنْهُمْ، فَأَوَّلُ مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورُ وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الأَمْرُ وَأَمَرَ بِنَبْشِ يَزِيدَ النَّاقِصِ- رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- وَصَلَبَهُ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ خَلَعَ نَفْسَهُ وَبَعَثَ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مَرْوَانَ فَأَمَّنَهُ، وَتَحَوَّلَ إِبْرَاهِيمُ فنزل الرقة خاملا ثم استأمن سليمان ابن هِشَامٍ فَأَمَّنَهُ مَرْوَانُ. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَغَيْرُهُ: كَانَ مَرْوَانُ عَظِيمَ الْمُرُوءَةِ يُحِبُّ اللَّهْوَ وَالسَّمَاعَ غَيْرَ أَنَّهُ شُغِلَ بِالْحُرُوبِ وَكَانَ يُحِبُّ الْحَرَكَةَ وَالأَسْفَارَ. وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ الْوَزِيرَ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَأَلَنِي الْمَنْصُورُ: مَا كَانَ أَشْيَاخُكَ الشَّامِيُّونَ يَقُولُونَ؟ قُلْتُ: أَدْرَكْتُهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِذَا اسْتُخْلِفَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ وَمَا تَأَخَّرَ، أَتَدْرِي مَا الْخَلِيفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاةُ وبه يحج البيت ويجاهد العدو، قال: فعدّد الجزء: 8 ¦ الصفحة: 535 مِنْ مَنَاقِبِ الْخَلِيفَةِ مَا لَمْ أَسْمَعْ أحدًا ذَكَرَ مِثْلَهُ. وَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ عَرَفْتَ مِنْ حَقِّ الْخِلافَةِ فِي دَهْرِ بَنِي أُمَيَّةَ مَا أَعْرِفُ الْيَوْمَ لأَتَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ حَتَّى أُبَايِعَهُ أَقُولَ: مُرْنِي بِمَ شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ الْمَهْدِيُّ: وَكَانَ الْوَلِيدُ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ الْوَلِيدَ وَمَنْ أَقْعَدَهُ خَلِيفَةً، قَالَ: أَفَكَانَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: للَّه دَرُّ مَرْوَانَ مَا كَانَ أَحْزَمَهُ وَأَسْوَسَهُ وَأَعَفَّهُ عَنِ الْفَيْءِ. قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: لِلأَمْرِ الَّذِي سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ. وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْوَانَ فَعَلَ فِعْلا فَظِيعًا أَدْخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ فَاسْتَدْنَاهُ وَلَفَّ مِنْدِيلا عَلَى إِصْبَعِهِ ثُمَّ أَدْخَلَهَا فِي عَيْنِ يَزِيدَ فَقَلَعَهَا واستخرج الحدقة ثم أدار يده فأخرج حدقته الأُخْرَى وَمَا سَمِعْتُ لِيَزِيدَ كَلِمَةً، وَكَانَ قَدْ حَارَبَ مَرْوَانُ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ وَقَامَ مَعَ إبراهيم ابن الْوَلِيدِ. قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : وَسَارَ مَرْوَانُ لِحَرْبِ بَنِي الْعَبَّاسِ فَكَانَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ الزَّابِينَ دُونَ الْمَوْصِلِ فَالْتَقَى هُوَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ عَمُّ الْمَنْصُورِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ فَانْكَسَرَ مَرْوَانُ وَقَطَعَ الْجُسُورَ إِلَى الْجِزِيرَةِ وَأَخَذَ بُيُوتَ الأَمْوَالِ وَالْكُنُوزِ فَقَدِمَ الشَّامَ فَاسْتَوْلَى عَبْدُ اللَّهِ عَلَى الْجَزِيرَةِ وَطَلَبَ الشَّامَ وَفَرَّ مِنْهُ مَرْوَانُ وَنَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ دِمَشْقَ، فَلَمَّا بَلَغَ مَرْوَانُ أَخَذَ دِمَشْقَ وَهُوَ حِينَئِذٍ بِأَرْضِ فِلَسْطِينَ دَخَلَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ وَعَبَرَ النِّيلَ وَطَلَبَ الصَّعِيدَ، فَوَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ أَخَاهُ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ فَطَلَبَ مَرْوَانَ وَعَلَى طَلائِعِهِ عَمْرٌو بْن إِسْمَاعِيلُ، فَسَاقَ عَمْرٌو فِي أَثَرِ مَرْوَانَ فَلَحِقَهُ بِقَرْيَةِ بُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ فَقَتَلَهُ. وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ: قُتِلَ مَرْوَانُ وَهُوَ ابن اثنتين وستين سنة.   [1] تاريخ ابن خياط 403 و 404. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 536 وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: نَزَلَ بُوصِيرَ وَسَهْرَ وَتَطَيَّرَ بِاسْمِ بُوصِيرَ فَأَحَاط عَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِبُوصِيرَ فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ. وَيُرْوَى أَنَّ مَرْوَانَ مَرَّ فِي هَرَبِهِ عَلَى رَاهِبٍ فَقَالَ: يَا رَاهِبُ هَلْ تَبْلُغُ الدُّنْيَا مِنَ الإِنْسَانِ أَنْ تَجْعَلَهُ مَمْلُوكًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قال: كيف؟ قال: بحبها، قال: فما السبيل إلى العتق؟ قال: ببغضها وَالتَّخَلِّي مِنْهَا. قَالَ هَذَا مَا لا يَكُونُ قَالَ: بَلْ سَيَكُونُ فَبَادِرْ بِالْهَرَبِ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تُبَادِرَكَ، قَالَ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ أَنْتَ مَرْوَانُ مَلِكُ الْعَرَبِ تُقْتَلُ فِي بِلادِ السُّودَانَ وَتُدْفَنَ بِلا أَكْفَانَ وَلَوْلا أَنَّ الْمَوْتَ فِي طَلَبِكَ لَدَلَلْتُكَ عَلَى مَوْضِعِ هَرَبِكَ. قَالَ هشام بن عمار: ثنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ مُهَلْهِلٍ عَنْ أبيه قال: قَالَ لِي مَرْوَانُ لَمَّا أَنْ عَظُمَ أَمْرِ أَصْحَابِ الرَّايَاتِ السُّودِ: لَوْلا وَحْشَتِي لَكَ وَأُنْسِي بِكَ لأَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ ذَرِيعَةً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ هَؤُلاءِ فَتَأْخُذُ لِي وَلَكَ الأَمَانَ قُلْتُ: وَبَلَغْتَ هَذَا الْحَالَ! قَال: إِيْ وَاللَّهِ، قُلْتُ: فَأَدُلُّكَ عَلَى أَحْسَنِ مَا أَرَدْتُ، قَالَ: قُلْ، قُلْتُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِكَ تُخْرِجُهُ مِنَ الْحَبْسِ وَتُزَوِّجُهُ بِنْتَكَ وَتُشْرِكْهُ فِي أَمْرِكَ فَإِنْ كَانَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ انْتَفَعْتَ بِذَلِكَ عِنْدَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ كُنْتَ قَدْ وَضَعْتَ بِنْتَكَ فِي كَفَاءَةٍ، قَالَ: أَشَرْتَ وَاللَّهِ بِالرَّأْيِ وَلَكِنْ وَاللَّهِ السَّيْفُ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا. مِسْحَاجُ [1] بْنُ مُوسَى الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ- د-. سَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وعنه جَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.   [1] مهمل في الأصل، والتصحيح من ضبط الخزرجي.، تهذيب التهذيب 10/ 107. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 537 مُسْلِمُ بْنُ زِيَادٍ الْحِمْصِيُّ [1]- د ت-. عَنْ أَنَسٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ عَلَى خَيْلِهِ، وَرَأَى فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. روى عنه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ. مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ [2]- سِوَى ت- نَزَلَ فِيهِمْ بِالْكُوفَةِ وَلَيْسَ مِنْهُمْ. روى عن عَبْدِ اللَّهِ بن عكيم وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي الأَحْوَصِ عَوْفٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ [3] . هُوَ أَبُو نُصَيْرَةَ، يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ. مُسْلِمُ بن كيسان الضبي [4]- ت ق- الملائي الكوفي الأعور. عَنْ أَنَسٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُجَاهِدٍ. وعنه جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عاصم وآخرون.   [1] تهذيب التهذيب 10/ 130، تاريخ أبي زرعة 1/ 69. [2] ميزان الاعتدال 4/ 104، تهذيب التهذيب 10/ 130، التاريخ الكبير 7/ 262، الجرح 8/ 185، التاريخ لابن معين 2/ 562 رقم 1504، المعرفة والتاريخ 3/ 113. [3] في الأصل «معين» بدلا من «عبيد» ، والتصحيح مما سيأتي في ترجمته. [4] ميزان الاعتدال 4/ 106، تهذيب التهذيب 10/ 135، الجرح 8/ 192، التاريخ الكبير 7/ 271. التاريخ لابن معين 2/ 563 رقم 1477، المعرفة والتاريخ 3/ 75. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 538 ضَعَّفُوهُ. كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. الْمِسْوَرُ بْنُ رِفَاعَةَ [1] بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ. عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا. وعنه أَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ. وَهُوَ مَدَنِيٌّ مُقِلٌّ. خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ تَأْلِيفَهُ. مطّرح [2] بن يزيد [3]- ق- أبو المهلب الأسدي الكوفي. عِدَادُهُ فِي الشَّامِيِّينَ. روى عن بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ. وعنه ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُحَارِبِيُّ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ [4] وَغَيْرُهُ. مَاتَ شابا فإنه من أقران الرواة عنه.   [1] تهذيب التهذيب 10/ 150، الجرح 8/ 297. [2] تهذيب التهذيب 10/ 171، الجرح 8/ 409، ميزان الاعتدال 4/ 123، التاريخ لابن معين 2/ 569 رقم 1709، المعرفة والتاريخ 2/ 434. [3] ضيضه الخزرجي بضم أوله وكسر الراء بعد الطاء الثقيلة. [4] الضعفاء والمتروكين- ص 97. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 539 مُطَيْرُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ [1] . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ. وعنه ابْنُهُ مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ وَعَوْسَجَةُ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ. ضَعَّفُوهُ. مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ [2]- ق- مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ. عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ وَيَزِيدَ بْنِ أبي حبيب. وعنه يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ. مَعْبَدُ بْنُ هِلالٍ الْعَنْزِيُّ الْبَصْرِيُّ [3]- خ م ن-. عَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ- إِنْ صَحَّ- وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ. وعنه سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَالْجُرَيْرِيُّ وَالْحَمَّادَانِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ. مُغِيرَةُ بْنُ حَبِيبٍ [4] ، أَبُو صَالِحٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ خِتْنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ. عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْد الله وغيرهما.   [1] الجرح 8/ 394، ميزان الاعتدال 4/ 129. [2] تهذيب التهذيب 10/ 206، التاريخ الكبير 7/ 334، الجرح 8/ 384. [3] تهذيب التهذيب 10/ 225، الجرح 8/ 280، التاريخ الكبير 7/ 400، التاريخ لابن معين 2/ 574 رقم 4214. [4] التاريخ الكبير 7/ 325، ميزان الاعتدال 4/ 159، الجرح 8/ 220، التاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 3399. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 540 وعنه هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. وهو صالح الحديث. مغيرة بن عبد اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْفَزَارِيُّ [1] . أَمِيرُ مِصْرَ فِي دولة مروان ابن مُحَمَّدٍ كَانَ حَسَنَ السِّيرَةِ. ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ ومائة. مغيرة بن مقسم الضبي [2]- ع- الكوفي الأعمى أبو هشام. أَحَدُ الأَعْلامِ مِنْ مَوَالِي بَنِي ضَبَّةَ [3] . تَفَقَّهَ بِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وبالشعبي وَرَوَى عَنْهُمَا وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقٍ وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ وَإِسْرَائِيلُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ أَحْفَظَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَا وَقَعَ فِي مَسَامِعِي شَيْءٌ فَنَسِيتُهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مُغِيرَةُ مِنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَأَبِي رزين، قال:   [1] كتاب الولاة والقضاة 92 و 93. [2] ميزان الاعتدال 4/ 165، تهذيب التهذيب 10/ 269، التاريخ الكبير 7/ 322، التاريخ لابن معين 2/ 581 رقم 2392، تاريخ أبي زرعة 1/ 586. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . [3] في الأصل «خببة» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 541 وَمُغِيرَةُ لا يُدَلِّسُ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ حَدِيثًا وَقَدْ أُدْخِلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُغِيرَةُ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ: كُنَّا نَجْلِسُ أَنَا وَمُغِيرَةُ- وَعَدَّدَ نَاسًا- نَتَذَاكَرُ الْفِقْهَ فَرُبَّمَا لَمْ نَقُمْ حَتَّى نَسْمَعَ النِّدَاءَ بِصَلاةِ الْفَجْرِ. وَقَالَ جَرِيرٌ: سَمِعْتُ مُغِيرَةُ يَقُولُ: إِنِّي لأَحْتَسِبُ فِي مَنْعِي الْحَدِيثَ الْيَوْمَ كَمَا تَحْتَسِبُونَ فِي بَذْلِهِ. وَكَانَ مَكْفُوفَ الْبَصَرِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ مُغِيرَةُ مِنَ الْفُقَهَاءِ. وَكَانَ عُثْمَانِيًّا إِلا أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْضَ الْحَمْلِ. وَرَوَى جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ اللِّسَانُ بِمَا لا يَعْنِيهِ قَالَ الْفَتَى: وا حرباه. وَرَوَى فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ قَلَّتْ صَلاتُهُ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ مِنْ مُغِيرَةَ فَلَزِمْتُهُ وَلا أَقْرَأَ مِنْ عَاصِمٍ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُغِيرَةُ صَاحِبُ سُنَّةٍ ذَكِيٌّ حَافِظٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ضَعْفٌ. وَقَالَ حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مُغِيرَةُ أَحْفَظُ مِنَ الْحَكَمِ. وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: كَانَ مُغِيرَةُ يُدَلِّسُ وَكُنَّا لا نَكْتُبْ عَنْهُ إِلا مَا قَالَ ثنا إِبْرَاهِيمُ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 542 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ: رَأَيْتُ مُغِيرَةَ يَخْضِبُ بِحِنَّاءٍ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ الْبَلْخِيُّ. سَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الأُخْرَى. منصور بن جمهور الكلبيّ، المزي الدمشقي الأمير. أحد من قام بخلافة يزيد بن الوليد وخرج معه على الوليد ثم إنه سار إلى العراق. فذكر خليفة [1] أنه افتعل عهدا على لسان يزيد بإمرة العراق فحكم بها أربعين يوما وجعل على شرطته حجاج بن أرطاة. قلت: ثم إنه عزل فسار نحو بلاد السند فغلب عليها مدة. وكان قدريا فلما استولى السفاح وجه لقتاله موسى بن كعب فالتقاه فانهزم منصور وهلك عطشًا. منصور بن زاذان [2]- ع- أبو المغيرة الثقفي مولاهم الواسطي. أحد الأعلام. وقبره بواسط مشهور يزار. روى عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن الْبَصْرِيّ وابن سيرين وحميد ابن هلال وعدة. وعنه شُعْبَة وجرير بن حازم وأبو عوانة وهشيم وخلف بن خليفة وخلق سواهم.   [1] تاريخ ابن خياط 369. [2] المشاهير 176، تهذيب التهذيب 10/ 306، التاريخ الكبير 7/ 346، الجرح 8/ 172، طبقات خليفة 325، حلية الأولياء 3/ 57، سير أعلام النبلاء 5/ 441 رقم 196، خلاصة تذهيب الكمال 387، شذرات الذهب 1/ 181، المعرفة والتاريخ 3/ 77. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 543 قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة فِي العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح إلى المغرب. قال ابن سعد [1] : وكان ثقة ثبتًا سريع القراءة، وكان يريد أن يترسل فلا يستطيع، وكان يختم [2] فِي الضحى، وكان قد تحول إلى المبارك. وقال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله فِي صلاة الضحي، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر، ويختم فِي يوم مرتين وكان يصلي الليل كله. وقال أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم الدورقي: ثنا مُحَمَّد بن عيينة حدثني مخلد بن الْحُسَيْن عن هشام بن حسان قال: كنت أصلي أَنَا ومنصور بن زاذان جميعًا فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه فيما بين المغرب والعشاء وكان يبل عمامته من دموع عينيه رحمه الله عليه. وقال صالح بن عُمَر الواسطي: كان الْحَسَن الْبَصْرِيّ يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان القرآن. أنبئت عن أبي المكارم اللبان أَنَا الحداد أَنَا أَبُو نعيم ثنا مخلد بن جعفر ثنا الفريابي ثنا عَبَّاس ثنا يحيى بن أَبِي بكير ثنا شُعْبَة عن هشام بن حسان قال: صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ الثانية إلى النحل.   [1] طبقات ابن سعد 7/ 315. [2] في الأصل «يخدم» ، والتصويب من السياق. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 544 وروى خلف بن خليفة عن منصور قال: الهم والحزن يزيد فِي الحسنات والأشر والبطر يزيد فِي السيئات. وقال أبو معمر القطيعي: ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان قال: فرأيت النصارى على حدة والمجوس على حدة واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام. قال يزيد بن هارون: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. منصور بن عَبْد الرَّحْمَن بن طلحة [1]- خ م د ن ق- بن الحارث العبدري الحجبي المكيّ أخو مُحَمَّد. روى عن أمه صفية بِنْت شيبة وسعيد بن جُبَيْر. وعنه زهير بن معاوية والسفيانان ووهيب بن خَالِد وفضيل بن سليمان النميري وجماعة. اثنى عليه سُفْيَان بن عيينة وقال: كان يبكي عند كل صلاة فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات. وثقة النسائي وغيره. وأشار بعضهم إلى لين فِيهِ، وهو قليل الرواية. مات سنة سبع أو ثمان وثلاثين ومائة. منصور بن عبد الرحمن الغداني [2]- م د- البصري الأشل.   [1] المشاهير 147، ميزان الاعتدال 4/ 186، الجرح 8/ 174، التاريخ الكبير 7/ 344، تهذيب التهذيب 10/ 310. [2] التاريخ الكبير 7/ 345، ميزان الاعتدال 4/ 186، تهذيب التهذيب 10/ 311. المعرفة والتاريخ 3/ 234، التاريخ لابن معين 2/ 588 رقم 1663، تاريخ أبي زرعة 1/ 647، طبقات ابن سعد 6/ 337. طبقات خليفة 164، تاريخ خليفة 404، حلية الأولياء 5/ 40، تهذيب الأسماء 2/ 114، سير أعلام النبلاء 5/ 402 رقم 181، طبقات القراء 2/ 314، خلاصة تذهيب الكمال 388، شذرات الذهب 1/ 189. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 545 روى عن الْحَسَن والشعبي. روى عنه شُعْبَة وبشر بن المفضل وابن علية. وثقه ابن معين وغيره. وأشار أَبُو حاتم إلى لين ما فيه [1] . منصور بن المعتمر السلمي [2]- ع- الإمام العلم أبو عتّاب الكوفي. روى عن أَبِي وائل وإبراهيم والشعبي ورِبْعي بن حِراش وسعيد بن جُبَيْر وعبد الله بن مرة وأبي حازم الأشجعي وأبي الضحى وهلال بن يساف والزهري وعمرو بن مرة والحكم ومجاهد وخلق. وما علمت له رواية عن أحد من الصحابة. روى عنه شُعْبَة وسفيان وشيبان النحوي وشريك وفضيل بن عياض وأبو الأحوص وابن عيينة وجرير ومعتمر بن سُلَيْمَان وعبيدة بن حميد وخلق سواهم. وكان من كبار الحفاظ الأثبات. قال شُعْبَة: قال منصور: ما كتبت حديثًا قط. وقال عَبْد الرَّحْمَن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور. وقال زائدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي الليل كله فإذا أصبح كحل عينيه وبرق شفتيه ودهن رأسه فتقول له أمه: قتلت قتيلا؟ فيقول: أَنَا أعلم بما صنعت بنفسي. وقد أخذه يوسف بن عُمَر أمير العراق ليوليه قضاء الكوفة فامتنع فدخلت عليه وقد جيء بالقيد يقيدونه ثم خُلي عَنْهُ يعني لما أيسوا منه.   [1] الجرح 8/ 174 و 175. [2] المشاهير 166، تهذيب الأسماء 2/ 114، تهذيب التهذيب 10/ 312، الجرح 8/ 177، التاريخ الكبير 7/ 346. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 546 وقال أَحْمَد العجلي: كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فِيهِ أحد، صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين، وفيه تشيع يسير، وكان قد عمش من البكاء، قَالَتْ فتاة لأبيها: يا أبه الأسطوانة التي كانت فِي دار منصور ما فعلت؟ قال: يا بنية ذاك منصور كان يصلي بالليل فمات. قال ابن عيينة: كان منصور فِي الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس يعني فِي الرباط. وقال أَبُو نعيم: سمعت حماد بن زيد يقول: قد رَأَيْت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية ما أراه كان يكذب. وقال يحيى القطان: كان منصور من أثبت الناس. وقال سفيان الثوري: كنت إذا رَأَيْت منصورًا قلت: الساعة يموت. كان فِي خدّه خال مما ظهر من البكاء. قال أَبُو دَاوُد: طلب منصور الحديث قبل الجماجم، يعني فِي حدود الثمانين، قال والأعمش طلب بعده. وقال أَبُو حاتم: هُوَ أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس بخلاف الأعمش. وقال ابن مهدي: كان منصور أثبت أهل الكوفة. وقال شُعْبَة: قال منصور: وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا فقد ذهب مني مثل علمي. وقال أَبُو عوانة: لما ولي منصور القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصة ويقص ذا قصة، فيقول: قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما. فبلغ ذلك خَالِد بن عَبْد الله أو ابن هبيرة الَّذِي كان ولاه فقال: هذا أمر لا ينفع الجزء: 8 ¦ الصفحة: 547 إلا من أعان عليه بشهوة، قال يعني فعزله. وقال أَبُو بَكْر بن عياش: ربما كنت مع منصور جالسًا فِي منزله فتصيح به أمه وكانت فظة عليه فتقول: يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى! وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها. وكان رحمه الله صوامًا قوامًا. قال ابن معين: لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من سفيان الثوري. وقال هشيم: سئل حصين: أنت أكبر أم منصور؟ قال: أني لأذكر ليلة أهديت أم منصور إلى أَبِيهِ. قلت: توفي منصور سنة اثنتين وثلاثين بعد ظهور المسودة. منصور بن أَبِي الهياج حيان [1]- م د ن- الأسدي الكوفي. روى عن أَبِي الطفيل وعمرو بن ميمون الأودي وسعيد بن جُبَيْر. وعنه سُفْيَان وشعبة وأبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون وجماعة. قال أَبُو حاتم [2] : كان ثبتًا. مهاجر بن مخلد [3]- ت ن ق-. روى عن أَبِي العالية الرياحي وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي بَكْر. وعنه حماد بن زيد ووهيب وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم. قال ابن معين: هُوَ صالح.   [1] تهذيب التهذيب 10/ 306، الجرح 8/ 171، التاريخ الكبير 7/ 347. [2] الجرح 8/ 171. [3] تهذيب الأسماء 2/ 116، ميزان الاعتدال 4/ 194، تهذيب التهذيب 10/ 323، الجرح 8/ 262، التاريخ الكبير 7/ 381، التاريخ لابن معين 2/ 590 رقم 3466. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 548 موسى بن أيوب [1]- د ت ن- ويقال ابن أَبِي أيوب- الحمصي أَبُو الفيض المهري [2] . عن سليم بن عامر الخبائريّ [3] وعبد الله بن مرة الزُّرَقي [4] وأرسل عن معاذ بن جبل ومعاوية. وعنه زيد بن أَبِي أنيسة وشعبة لقيه بواسط. قال ابن معين: هُوَ من أبناء جند الحجاج ثقة. وقال أَبُو حاتم: [5] صالح. مُوسَى بن أَبِي تميم [6]- م ن- مدني. عن سَعِيد بن يسار. وعنه مالك وسليمان بن بلال. وثقة أبو حاتم [7] . موسى بن جبير المدني [8]- د ق- الحذّاء مولى الأنصار. عن أَبِي أمامة بن سهل وعبد الله بن كعب بن مالك ومعاذ بن رفاعة الزرقيّ.   [1] تهذيب التهذيب 10/ 337، الجرح 8/ 306، المعرفة والتاريخ 3/ 374. [2] في الأصل «المهدي» . [3] في الأصل «الحبائري» . [4] في الأصل «الزوقي» ، والتصويب من الخلاصة واللباب 2/ 65. [5] الجرح 8/ 134. [6] الجرح 8/ 138، تهذيب التهذيب 1/ 338. [7] الجرح 8/ 138. [8] الجرح 8/ 139، تهذيب التهذيب 10/ 339، التاريخ الكبير 7/ 381 الجزء: 8 ¦ الصفحة: 549 ونزل مصر. روى عنه عمرو بن الحارث وزهير بن معاوية والليث وبكر بن مضر. موسى بن سالم أبو جهضم [1]- 4- مولى آل الْعَبَّاس. روى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. وعنه الثوري والحمادان والليث وعبد الوارث وابن علية. وثقة أَحْمَد وابن معين. له حديث أو حديثان. مُوسَى بن عَبْد الله بن يزيد الخطمي [2]- م د ق- الأنصاري الكوفي. عن أَبِيهِ وعن امْرَأَة صحابية من بنى عَبْد الأشهل وعن عَبْد الرَّحْمَن بن هلال. وعنه الأعمش ومسعر ومعتمر بن سُلَيْمَان. وثقه ابن معين. مُوسَى بن أَبِي عَائِشَةَ الهمداني الكوفي [3]- ع- العابد أحد الأعلام. روى عن سَعِيد بن جُبَيْر وعبد الله بن شداد بن الهاد وعبيد اللَّه بن عَبْد الله بن عتبة وجماعة. وعنه شُعْبَة والسفيانان وزائدة وأبو إِسْحَاق الفزاري وعبيدة بن حميد وآخرون.   [1] ميزان الاعتدال 4/ 205، تهذيب التهذيب 10/ 344، الجرح 8/ 143، التاريخ الكبير 7/ 284، المعرفة والتاريخ 1/ 519. [2] تهذيب التهذيب 10/ 353، الجرح 8/ 149، التاريخ الكبير- 7/ 287. [3] تهذيب التهذيب 10/ 352، الجرح 8/ 156، التاريخ الكبير 7/ 289، التاريخ لابن معين 2/ 593 رقم 2660، المعرفة والتاريخ 3/ 91. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 550 وثقه ابن عيينة. وقال جرير بن عَبْد الحميد: كنت إذا رَأَيْته ذكرت الله لرؤيته. وقال القطان: كان سفيان يحسن الثناء عليه. وقال سُفْيَان بن عيينة: قال جار لموسى بن أبي عَائِشَةَ: ما رفعت رأسي قط إلا رَأَيْته قائمًا يصلي. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 551 [حرف النون] نافع بن مالك [1]- ع- بن أَبِي عامر أَبُو سهيل الأصبحي الْمَدَنِيّ. روى عن ابن عُمَر وأنس بن مالك وسهل بن سعد وسعيد بن المسيب، وأكثر عن أَبِيهِ. روى عنه ابن أخيه مالك بن أنس والزهري- مع تقدمه- وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر. وثقة أَحْمَد وغيره. نصر بن سيار [2] ، الأمير أَبُو الليث المروزي. متولي خراسان لمروان الخمار. روى عن عكرمة وأبي الزبير. وعنه ابن المبارك ومحمد بن الفضل بن عطية وغيرهما. وخطب بنيسابور لما قدمها غير مرة. خرج عليه أَبُو مُسْلِم الخراساني وحاربه فعجز نصر عَنْهُ واستصرخ بمروان   [1] الجرح 8/ 453، تهذيب التهذيب 10/ 409، التاريخ الكبير 8/ 86، المعرفة والتاريخ 1/ 406، سير أعلام النبلاء 5/ 283 رقم 133، خلاصة تذهيب الكمال 399. [2] وفيات الأعيان 3/ 150. تاريخ خليفة 383 و 388، المحبّر 255. الجرح والتعديل 8/ 469. الكامل في التاريخ 5/ 148. سير أعلام النبلاء 5/ 463. خزانة الأدب 1/ 326. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 552 غير مرة فبعُد عن إنجاده واشتغل عَنْهُ باختلال الجزيرة وأذربيجان، فتقهقر قدّام أَبِي مُسْلِم فأدركه الموت على فاقة إليه بناحية ساوة. وقيل: بل مرض بالرّيّ وحمل إلى ساوة فمات بها فِي ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين. وقد ولي خراسان عشرة أعوام وفي أول سنة اثنتين وثلاثين خطب للسفاح بمرو. نصر بن علقمة الحضرميّ [1]- ن ق- أبو علقمة الحمصي. روى عن أخيه محفوظ وجبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود العنسي. وعنه الوضين بن عطاء وصدقة السمين ويحيى بن حمزة وبقية بن الوليد وابن ابن أخيه خزيمة بن جنادة بن محفوظ. قال دُحَيْم: هُوَ وأخوه ثقتان. النعمان بن راشد [2]- م 4- أبو إسحاق الرقي. عَن ميمون بْن مهران والزهري وزيد بْن أَبِي أنيسة. وعنه ابن جريج وحماد بن سلمة ووهيب وحماد بن زيد وغيرهم. ضعفه ابن معين وغيره، وحسن أمره أَبُو حاتم. وقال البخاري [3] : في حديثه وهم كثير.   [1] تهذيب التهذيب 10/ 429. الجرح 8/ 469. التاريخ الكبير 8/ 102. المعرفة والتاريخ 2/ 288. تاريخ أبي زرعة 2/ 713. [2] ميزان الاعتدال 4/ 265. تهذيب التهذيب 10/ 452. التاريخ الكبير 8/ 80. التاريخ لابن معين 2/ 608 رقم 4220. المعرفة والتاريخ 1/ 253. [3] التاريخ الكبير 8/ 80. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 553 النعمان بن المنذر [1]- د ن- أبو الوزير الغساني الدمشقي. عَن عطاء بْن أَبِي رباح ومكحول ونافع وجماعة. وعنه الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وابن شابور وجماعة. وثقة أَبُو زرعة: وقال أَبُو مسهر: كان قَدَرِيًّا. قال خليفة [2] : توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وقال ابن سعد [3] : فِي أول خلافة بني الْعَبَّاس. نوح بن ذَكْوَان الْبَصْرِيّ [4]- ق-. عن أخيه أيوب بن ذكوان والحسن الْبَصْرِيّ وعطاء ويحيى بن أَبِي كثير. وعنه يوسف بن أَبِي كثير وسويد بن عَبْد العزيز. قال أَبُو حاتم [5] : ليس بشيء.   [1] ميزان الاعتدال 4/ 266، تهذيب التهذيب 10/ 457. الجرح 8/ 448. المعرفة والتاريخ 3/ 264. [2] لم أجد له ذكرا عنده. [3] لم أجد له ذكرا عنده. [4] ميزان الاعتدال 4/ 276، الجرح 8/ 485، تهذيب التهذيب 10/ 484. [5] الجرح 8/ 485. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 554 [حرف الهاء] هاشم بن بلال [1]- د ق- أبو عقيل الشامي. قاضي واسط. روى عن أَبِي سلام الأسود وسابق بن ناجية. وعنه مسعر وشعبة وهشيم. وثقه ابن معين. هاشم بن يزيد بن خَالِد بن يزيد بْن معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأمويّ. قد ذكر فِي الحوادث أنه خرج بدمشق. هلال بن خباب- 4- أَبُو العلاء الْبَصْرِيّ. يأتي فِي الطبقة الآتية. همام بن منبه [2]- ع- ابن كامل بن سيج [3] اليماني الأبناوي الصنعاني. أَبُو عقبة. صاحب الصحيفة التي كتبها عن أَبِي هُرَيْرَةَ.   [1] تهذيب التهذيب 11/ 17. التاريخ الكبير 8/ 234. الجرح 9/ 103، التاريخ لابن معين 2/ 614 رقم 3256. تاريخ أبي زرعة 1/ 483. المعرفة والتاريخ 2/ 119. [2] المشاهير 123، تهذيب الأسماء 2/ 140، الجرح 9/ 107، التاريخ الكبير 8/ 236، الجرح 9/ 67، التاريخ لابن معين 2/ 625 رقم 420، المعرفة والتاريخ 2/ 29، طبقات خليفة 287، سير أعلام النبلاء 5/ 311 رقم 148، شذرات الذهب 1/ 182. [3] بالفتح أو بالكسر أو بالتحريك، على ما في التاج. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 555 وروى عن ابن عَبَّاس ومعاوية أيضًا. وعنه أخوه وهب- ومات قبله بدهر- وابن أخيه عقيل بن معقل ومعمر بن راشد وعلي بن الْحَسَن بن اتش الصنعاني. وثقة يحيى بن معين وغيره. وقال الميموني: سمعت أَحْمَد يقول فِي صحيفة همام أدركه معمر أيام السودان فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما هُوَ قرأه وهي نحو من مائة وأربعين حديثًا. وقال أَحْمَد: كان يغزو ويشتري الكتب لأخيه فجالس أَبَا هُرَيْرَةَ بالمدينة، وكان قد عاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر. وقال ابن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين. وقال خليفة: مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة. قلت: لعله عاش مائة سنة. وآخر من روى عَنْهُ الصحيفة التي له عن أَبِي هُرَيْرَةَ معمر وعاش بعده إحدى وعشرين سنة ليس إلا، وآخر من رواها عن معمر عَبْد الرزاق وعاش بعده ثمانيا وخمسين سنة، وآخر من رواها عَنْهُ إِسْحَاق الدَّبَري [1] وعاش بعد عَبْد الرزاق ثلاثًا وسبعين سنة، وآخر من روى عن الدبري من الرجال أَبُو القاسم الطبراني وعاش بعده ستًا وسبعين سنة، والطبراني ممن جاوز المائة بيقين. قاله الْبُخَارِيّ. قال علي: سَأَلت رجلا قد لقي هماما عن موته فقال: سنة ثنتين وثلاثين ومائة.   [1] بفتح الدال المهملة والباء، نسبة إلى دبر من قرى صنعاء. (اللباب 1/ 489) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 556 هود بن عطاء اليمامي [1] . عَن أنس بْن مالك وعطاء بْن أَبِي رباح وشداد بْن عَبْد اللَّه بْن سالم بْن عَبْد الله. وعنه الأوزاعي ومعاوية بن سلام وعبد الملك بن مُحَمَّد الصنعاني. قال ابن حبان: منكر الرواية على قلتها. يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه وفي القلب عن مثله.   [1] التاريخ الكبير 8/ 241، الجرح 9/ 111. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 557 [حرف الواو] واصل بن عطاء [1] ، أَبُو حذيفة الْبَصْرِيّ الغزال. مولى بني مخزوم، وقيل مولى بني ضبّة، ولد سنة ثمانين بالمدينة. وكان أحد البلغاء المفَّوهين لكنه يلثغ بالراء يُبدلها غَيْنًا فكان لاقتداره على العربيه وتوسُّعه فِي الكلام يتجنب الراء فِي خطابه حتى قيل فِيهِ: ويجعل البُرَّ قمحًا فِي تصرُّفه ... وخالف الراء حتى احتال للشعر [2] وهو من رءوس المعتزلة بل معلمهم الأول، والخوارج لما كفرت بالكبائر قال واصل: بل الفاسق لا مؤمن ولا كافر بل هُوَ منزلة بين المنزلتين فطرده لذلك الْحَسَن، فمن ثَمَّ قيل لهم المعتزلة لذلك. وما أملح ما قال بعض الشعراء. وجعلت وصلي الراء لم تنطق به ... وقطعتني حتى كأنك واصل   [1] ميزان الاعتدال 4/ 329، معجم الأدباء 19/ 243، البيان والتبيين 1/ 32، الفرق بين الفرق 117، أمالي المرتضى 1/ 163، الانتصار 206، فوات الوفيات 2/ 642، مرآة الجنان 1/ 274، النجوم 1/ 313. لسان الميزان 6/ 214. مقاتل الطالبيين 293. طبقات المعتزلة 28. شذرات الذهب 1/ 182. روضات الجنات 738. وفيات الأعيان 6/ 7. سير أعلام النبلاء 5/ 464 رقم 210. [2] وفي الميزان 4/ 329 بيتان هو: ولم يطق مطرا في القول يجعله ... فعاذ بالغيث إشفاقا من المطر الجزء: 8 ¦ الصفحة: 558 وبلغنا أن لواصل تصانيف منها تأليف فِي أصناف المرجئة، وكتاب التوبة، وكتاب معاني القرآن، وغير ذلك. وقيل: إنما عُرف بالغزَّال لأنه كان يدور فِي سوق الغزل فيتصدّق على النساء، ومن مقالاته أنه كان يشك فِي عدالة من حضر وقعة الجمل فقال: إحدى الفئتين مخطئة فِي نفس الأمر، فلو شهد عندي علي وطلحة وعائشة على باقة بقل لم أحكم بشهادتهم لأن أحدهم فاسق لا بعينه. قلت: والفاسق إذا لم يتب فهو عنده مخلد فِي النار نسأل الله العافية. ويحكى أنه كان يمتحن بأشياء فِي الراء ويتحيل لها حتى قيل له: اقرأ أول سورة براءة فقال على البدية: «عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا فِي البسيطة هلالين وهلالين» وكان يجيز القراءة بالمعني، وهذه جرأة على كتاب الله العزيز. يقال: توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة. واقد بن محمد بن زيد [1]- خ م د ن- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي أحد الإخوة. روى عن سَعِيد بن مرجانة ونافع ووالده مُحَمَّد. وعنه أخوه عاصم وابنه عثمان وشعبة وغيرهم. واهب بن عَبْد الله المعافري [2] أبو عبد الله الكعبي المصري.   [1] الجرح 9/ 32، التاريخ الكبير 8/ 173، تهذيب التهذيب 11/ 109. [2] المشاهير 121. الجرح 9/ 46، تهذيب التهذيب 11/ 108، المعرفة والتاريخ 2/ 510 و 527. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 559 روى عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة [1] وعقبة بن عامر بن ابن عُمَر وحسان بن كريب وجماعة. وعنه عَبْد الرحمن بن شريح والليث وابن لهيعة وضمام بن إِسْمَاعِيل ورجاء ابن أَبِي عطاء المؤذن. وثقه ابن حبان. وقد خرج له الْبُخَارِيّ فِي (كتاب الأدب) وكان معمرًا عالي السند. قال ابن يونس: توفي ببرقة سنة سبع وثلاثين ومائة. الوليد بن قيس [2] أَبُو همام السكوني الكوفي والد شجاع بن الوليد. روى عن سويد بن غفلة وعمرو بن ميمون الأودي والضحاك بن قيس. وعنه سُفْيَان الثوري وزهير بن معاوية وعنبسة بن سَعِيد. وثقه ابن معين. ولم يدرك ابنه السماع منه لأنه مات والولد صغير. الوليد بن أَبِي هشام الْبَصْرِيّ [3]- م 4-. عن الْحَسَن ونافع وأبي بَكْر بن حزم. وعنه أخوه أَبُو المقدام هشام بن زياد وجويرية بن أسماء وإسماعيل بن علية. وثّقه أحمد بن حنبل.   [1] في الأصل «هبيرة» . [2] الجرح 9/ 13، التاريخ الكبير 8/ 151، تهذيب التهذيب 11/ 146. [3] تهذيب التهذيب 11/ 156. التاريخ الكبير 8/ 157. المعرفة والتاريخ 1/ 289. التاريخ لابن معين 2/ 634 رقم 4375. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 560 [حرف الياء] يحيى بن أَبِي إِسْحَاق الحضرمي [1]- ع- مولاهم الْبَصْرِيّ. واسم أَبِيهِ زيد بن الحارث، ويحيى وعبد الله جد المقرئ يعقوب أخَوان. سمع أنس بن مالك وسالم بن عَبْد الله وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي بكرة وجماعة. روى عنه شُعْبَة وسفيان وعبّاد بن العّوام وعبد الوارث وهشيم وابن علية وآخرون، وقد روى عَنْهُ مُحَمَّد بن سيرين أحد شيوخه. قال ابن سعد: ثقة له أحاديث، قال: وكان صاحب قرآن وعربية. قلت: توفي سنة ست وثلاثين ومائة وقيل سنة اثنتين وثلاثين. يحيى بن حيان [2] أَبُو هلال الطائي الكوفي. عن شريح القاضي. وعنه السفيانان وشريك والقاسم بن مالك المزني. يحيى بن عَبْد الله الكوفي [3]- د ت ق- أبو يحيى الجابر. كان يجبر الأعضاء المكسورة.   [1] المشاهير 78. الجرح 9/ 125. التاريخ الكبير 8/ 259. تهذيب التهذيب 11/ 177. المعرفة والتاريخ 3/ 23. [2] الجرح 9/ 136. التاريخ الكبير 8/ 267. التاريخ لابن معين 2/ 642 رقم 1535. [3] الضعفاء والمتروكين 107، تهذيب التهذيب 11/ 238، الجرح 9/ 161، المعرفة والتاريخ 3/ 35. التاريخ لابن معين 2/ 650 رقم 1901. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 561 روى عن سالم بن أَبِي الجعد وأبي ماجدة الحنفي. وعنه شُعْبَة وإسرائيل وأبو عوانة وجرير وحفص بن غياث. قال أَحْمَد: ليس به بأس. وقال يحيى والنسائي: ضعيف. وقال ابن حبان: لا يُحتج به. يحيى بن عتيق الْبَصْرِيّ [1]- م د ن-. عن مجاهد والحسن وابن سيرين. وعنه الحمادان وهمام وابن علية. قال فِيهِ أيوب السختياني لما بلغه موته: لقد هدني موته. يحيى بن أَبِي كثير. قد مضى. يحيى بن ميمون الضبي العطار [2]- ن ق- بصري ثقة مُقِل. روى عن أَبِي عثمان النهدي وسعيد بن جُبَيْر. وعنه شُعْبَة وحماد بن زيد وابن علية وعلي بن عاصم. يحيى بن يحيى بن قيس [3]- د- بن حارثة بن عمرو أبو عثمان   [1] الجرح 9/ 176. المشاهير 155. التاريخ الكبير 8/ 295. تهذيب التهذيب 11/ 255. المعرفة والتاريخ 2/ 14. [2] ميزان الاعتدال 4/ 411. الجرح 9/ 188. التاريخ الكبير 8/ 306. تهذيب التهذيب 11/ 392. المعرفة والتاريخ 2/ 143، التاريخ لابن معين 2/ 666 رقم 3329. [3] المشاهير 183. تهذيب الأسماء 2/ 160. الجرح 9/ 197. تهذيب التهذيب 11/ 299. المعرفة والتاريخ 2/ 329، تاريخ أبي زرعة 1/ 203. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 562 الأزدي الغساني. عالم أهل دمشق ورئيسهم، ولي قضاء الموصل لعمر بن عَبْد العزيز. وروى عن أَبِي إدريس الخولاني وعروة بن الزبير ومكحول ومحمود ابن لبيد وعمرة وابن المسيب وغيرهم. وعنه ابنه هشام وعبد الرَّحْمَن بن يزيد بن جَابِر ومحمد بن راشد المكحولي وأبو بَكْر بن أَبِي مريم وسفيان بن عيينة وآخرون. وثقه ابن معين. وقال ابن سعد: كان عالمًا بالفتيا والقضاء وله أحاديث. توفي سنة خمس وثلاثين ومائة. وكذا أرخه ابن أَبِي حاتم [1] قال: فيقال إنه شرق بشربة ماء فمات. وقال يزيد بن مُحَمَّد فِي تاريخ الموصل: ولي الموصل لعمر بن عَبْد العزيز حربها وخراجها وقضاءها وكان محدثا فقيهًا فصيحًا بليغًا. وقيل: بل توفي فِي رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة، عاش سبعين سنة. يحيى [2] بن يزيد الهُنائي [3] الْبَصْرِيّ- م د-. عن أنس بن مالك وعن الفرزدق. وعنه شُعْبَة وخلف بن خليفه وإسماعيل بن علية. كنيته أبو يزيد.   [1] الجرح 9/ 197. [2] ميزان الاعتدال 4/ 415، الجرح 9/ 198، التاريخ الكبير 8/ 310، تهذيب التهذيب 11/ 302. [3] بضم الهاء، نسبة الى هناءة بن مالك. (اللباب 1/ 393) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 563 يحيى البكّاء [1]- ت ق- الأزدي مولاهم الْبَصْرِيّ. واسم أَبِيهِ سليم. عن ابن عمر وعن سعيد بن المسيب وأبي العالية. وعنه الحمادان وعبد الوارث وعبد العزيز بن عبد الله النرمقي وقدامة بن شهاب وعلي بن عاصم. قال أَبُو زرعة وغيره: ليس بقوي. وكان يحيى القطان لا يرضاه. وقال ابْن سعد: ثقة إن شاء اللَّه. قلت: يقال توفي سنة ثلاثين ومائة فيحوَّل إليها إن تيسَّر. يزيد بن أيهم [2] ، أَبُو رواحة الحمصي. عن الهيثم بن مالك الطائي وعبد الأعلى بن هلال ولقمان بن عامر وغيرهم وعنه إِسْمَاعِيل بن عياش وصفوان بن عمرو وبقية وآخرون. ما علمت فِيهِ جرحًا. يزيد بن أَبِي زياد الكوفي [3] 4 م متابعة، مولى بني هاشم. عن إِبْرَاهِيم النخعي وسالم بن أَبِي الجعد وعبد الرَّحْمَن بن أَبِي ليلى ومولاه من فوق عَبْد الله بن الحارث بن نوفل ومجاهد وجماعة.   [1] ميزان الاعتدال 4/ 417، الجرح 9/ 156، تاريخ خليفة 395. سير أعلام النبلاء 5/ 350 رقم 161. خلاصة تذهيب الكمال 428. التاريخ الكبير 8/ 281. تهذيب التهذيب 11/ 278. المعرفة والتاريخ 3/ 288. [2] الجرح 9/ 252. المعرفة والتاريخ 2/ 446، التاريخ الكبير 8/ 321، تهذيب التهذيب 11/ 315، التاريخ لابن معين 2/ 668 رقم 5245. [3] ميزان الاعتدال 4/ 423، الجرح 9/ 265، التاريخ الكبير 8/ 334، تهذيب التهذيب 11/ 329، التاريخ لابن معين 2/ 671 رقم 1752، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 564 وعنه شُعْبَة وسفيان وزائدة وابن عيينة وعلي بن مسهر وابن نمير وهشيم وعلي بن عاصم وخلق. وكان محدثا مكثرًا شيعيًا ليس بحجة يكنى أبا زياد وأبا عبد الله واسم أبيه ميسرة. قيل: كان يوم قتل الْحُسَيْن مراهقًا وكان صدوقًا فِي نفسه سيئ الحفظ. قال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال ابن حبان: كبر وساء حفظه فكان يتلقن، مولده سنة سبع وأربعين. وسماع من سمع منه فِي أول أمره صحيح. وقد خلط ابن حبان ترجمته بترجمة يزيد بن أَبِي زياد الدمشقي. وسئل أَحْمَد بن حنبل عن يزيد فضعفه وحرك رأسه. وساق له ابن حبان مناكير. توفي على الصحيح سنة ست وثلاثين ومائة. يزيد بن زياد [1]- ت- وقيل بن أبي زياد المخزومي مولاهم الْمَدَنِيّ. عن مُحَمَّد بن كعب القرظي. وعنه ابن إِسْحَاق ومالك، وثقة النسائي. يزيد بن زياد الدمشقي. يأتي فِي طبقة الثوري. يزيد بن أَبِي سَعِيد الْقُرَشِيّ [2]- 4-، النحوي أَبُو الحسن المروزي.   [1] ميزان الاعتدال 4/ 423، الجرح 9/ 263، التاريخ الكبير 8/ 333، تهذيب التهذيب 11/ 328. [2] الجرح 9/ 270، تهذيب التهذيب 11/ 332، التاريخ الكبير 8/ 339. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 565 عن سُلَيْمَان بن بريدة وأخيه عَبْد الله بن بريدة وعكرمة ومجاهد. وعنه الْحُسَيْن بن واقد وعبد الله بن سعد الدشتكي وأبو حمزة السكري ونوح الجامع. قال ابن أَبِي دَاوُد: هُوَ من نحو بطن من الأزد. وقال ابن معين وأبو زرعة: ثقة. وقال ابن حبان: كان متقنا من العباد تقيًا من الرفعاء تاليًا لكتاب الله عالمًا بما فِيهِ عاملا. قتله أَبُو مُسْلِم سنة أثنتين وثلاثين ومائة. يزيد بن عَبْد الله بن خصيفة [1]- ع- بن يزيد وهو ابن ابن أخي السائب ابن يزيد الكندي المدني. عن السائب وعروة بن الزبير وبشر بن سَعِيد ويزيد بن قسيط. وعنه السفيانان ومالك وسليمان بن بلال وإسماعيل بن جعفر والدراوَرْديّ وآخرون. وثقه ابن معين. وقال ابن سعد: كان عابدًا ناسكًا كثير الحديث ثبتًا. يزيد بن عَبْد الله بن أسامة بن الهاد [2]- ع- أبو عبد الله الليثي المدني   [1] المشاهير 135، ميزان الاعتدال 4/ 430، التاريخ الكبير 8/ 345، تهذيب التهذيب 11/ 340، الجرح 9/ 274. [2] التاريخ الكبير 8/ 344، تهذيب التهذيب 11/ 339، الجرح 9/ 275، التاريخ لابن معين 2/ 673 رقم 1190. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 566 الأعرج ابن أخي عَبْد الله بن شداد. روى عن مُحَمَّد بن كعب وشرحبيل بن سعد وأبي بَكْر بن حزم ومحمد ابن إِبْرَاهِيم التيمي والزهري وعدة. وعنه مالك والليث بن سعد وبكر بن مضر وسفيان بن عيينة وعبد العزيز ابن أَبِي حازم والدراوَرْديّ وأبو ضمرة أنس بن عياض وآخرون. وثقه ابن معين وغيره وكان من أئمة العلم. توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. يزيد بن عَبْد الله [1] بن أَبِي يزيد أَبُو عَبْد الله النجراني الدمشقي. عن القاسم أبي عبد الرحمن والحسن بن ذكوان وغيرهما. وعنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وصدقة بن عبد الله وعدّة. وهو بالكنية أشهر. قال أَبُو حاتم: صالح الحديث. يَزِيدَ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ أَبِي مَالِكٍ الهمداني [2] قد ذكر. وحكى الوليد بن مُسْلِم أنه عاش إلى سنة ثمان وثلاثين ومائة. يزيد بن عُمَر بن هبيرة [3] ، الأمير أَبُو خالد الفزاري. متولي العراق والعجم لمروان الحمار، كان سخيا جوادا وبطلا شجاعا   [1] الجرح 9/ 401. [2] الجرح 9/ 277، التاريخ الكبير 8/ 347، تهذيب التهذيب 11/ 345، التاريخ لابن معين 2/ 674 رقم 5055، المعرفة والتاريخ 2/ 334. [3] المعارف 1/ 571 و 2/ 409، العيون والحدائق 208 وما بعدها، وفيات الأعيان 6/ 313. المعرفة والتاريخ 2/ 62 و 611. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 567 وخطيبًا بليغًا وكان من الأكَلَة وله فِي كثرة الأكل أخبار، حاصرته المسودة بواسط مدة طويلة بعد أن عمل معهم المصاف فخذل وكان أَبُو جَعْفَر قد أمنه ثم قتله صبرًا وغدر به فدخلوا عليه داره وقتلوا قبله ابنه دَاوُد ومواليه وحاجبه ثم نزلوا عليه بأسيافهم وقد سجد للَّه تعالى، وكان قد ولي إمرة قنَّسرين للوليد بن يزيد وكان مع مروان إذ غلب على الأمر، ولد فِي سنة سبع وثمانين. قال المدائني: كان جسيمًا كثير الأكل طويلا ضخمًا خطيبًا شجاعا، وكان رزقه في العام ستمائة ألف فكان يقسمها فِي خواصه وفي العلماء والوجوه. وعن مُحَمَّد بن كثير قال: ألح السفاح على أخيه أَبِي جَعْفَر يأمره بقتل ابن هبيرة وهو يراجعه حتى كتب إليه والله لتقتلنه، قال فولي قتله الهيثم بن شُعْبَة دخل عليه داره فِي طائفة. وقد ولي أَبُوهُ أيضًا إمرة العراقين ليزيد بن عَبْد الملك. قتل يزيد فِي ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة. يزيد بن عمرو المعافري المصري [1]- د ت ق-. عن قدوم الحميري وأبي سلمة بن عَبْد الرَّحْمَن وأبي عَبْد الرَّحْمَن الحبلي وجماعة وقيل أخذ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وابن لهيعة. وهو ثقة مُقِل. يزيد بن محمد بن قيس [2]- د ن خ قرنه- بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي.   [1] الجرح 9/ 281، تهذيب التهذيب 11/ 351. [2] الجرح 9/ 288، التاريخ الكبير 8/ 357، تهذيب التهذيب 11/ 358، التقريب 2/ 370. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 568 عن سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ وعَلي [1] بن رباح ومحمد بن عمرو ابن حلحلة وأبي الهيثم العتواري. وعنه يزيد بن أَبِي حبيب- وهو أكبر منه- ويزيد بن عَبْد العزيز الرعيني والليث بن سعد وآخرون. قرنه الْبُخَارِيّ بآخر. يزيد بن أَبِي مُسْلِم [2] النحوي [3] ثم الأَزْدِيّ نسيب شيبان النحوي. روى عن مجاهد وعكرمة وسليمان وعبد الله ابني بريدة. وهو من علماء مرو وهو يزيد بن أَبِي سَعِيد المذكور آنفا. اخُتِلف فِي اسم أَبِيهِ. يزيد بن يزيد بن جابر الازدي [4]- م د ت ق- الدمشقيّ أخو عَبْد الرَّحْمَن عن يزيد بن الأصم ومكحول ورزيق بن حيان ووهب بن منبه لقيه فِي الموسم. وعنه الأوزاعي وشعيب بن أَبِي حمزة والسفيانان وأبو المليح الرقي وحسين الجعفي وآخرون. وكان أحد الأئمة الأعلام.   [1] بضم العين. [2] الجرح 9/ 270، تهذيب التهذيب 11/ 332، التاريخ الكبير 8/ 339. [3] نسبة إلى قبيلة نحو بن شمس. ولم يرو الحديث من القبيلة إلا رجلان، أحدهما يزيد هذا، وسائرهم نسبوا الى نحو العربية. (اللباب 3/ 301) . [4] المشاهير 180، ميزان الاعتدال 4/ 442، الجرح 9/ 296، التاريخ الكبير 8/ 369، تهذيب التهذيب 11/ 370، تاريخ أبي زرعة 1/ 394، المعرفة والتاريخ 1/ 712. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 569 قال أَبُو دَاوُد: ثقة أجازه الوليد بن يزيد بخمسين ألف دينار وقد ذكر للقضاء مرة فإذا هُوَ أكبر من القضاء. وجاء عن سُفْيَان بن عيينة قال: لا أعلم مكحولا خلف مثل يزيد بن يزيد بالشام إلا ما ذكره ابن جريج من سُلَيْمَان. وقال حسين الجعفي: قدم علينا يزيد بن يزيد فذكر من بكائه. وقال الفسوي [1] : سَأَلت هشام بن عمار عَنْهُ فقال ذاك أفسد نفسه خرج فأعان على قتل الوليد بن يزيد وأخذ مائة ألف دينار. قال دحيم: لما مات مكحول أحدقوا بيزيد بن يزيد وكان رجلا سكّيتا فتحولوا إلى سُلَيْمَان بن مُوسَى فأوسعهم، وفي رواية كان زمّيتا لا يحدث إلا أن يُسأل. وقد وثقه ابن معين والنسائي. قال ابن عيينة: كان حسن الهيئة حسن النحو يقولون: لم يكن فِي أصحاب مكحول مثله. وقال عَبْد اللَّهِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ يَزِيدَ لم يكن لعمي يزيد كتاب. قال ابن سعد [2] وخليفة [3] : مات سنة أربع وثلاثين ومائة. وقال آخرون: مات سنة ثلاث وثلاثين.   [1] المعرفة والتاريخ 3/ 396. [2] طبقات ابن سعد 7/ 466. [3] تاريخ ابن خياط 411. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 570 يزيد الشني [1] الأعرج. بصري صدوق. عن مجاهد ومورق العجلي. وعنه مهدي بن ميمون وحمّاد بن زيد وجعفر بن سُلَيْمَان الضُّبَعيّ وجماعة. يعيش بن الوليد بن هشام الأموي [2]- د ت ن- الدمشقيّ نزيل قرقيسياء. روى عن أَبِيهِ وعن معاوية بن أَبِي سُفْيَان ومعدان بن أَبِي طلحة. وعنه الأوزاعي وعكرمة بن عمار. ولما قدم دمشق نزل على مكحول فاكرمه وعمل له دعوة حفلة [3] . قتلته المسودة. يوسف بن عَبْد الرَّحْمَن [4] بن أَبِي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري. أمير الأندلس عند قتل الوليد بن يزيد، فإنه لما قتل اضطرب أمر المغرب والأندلس وهاجت القبائل ثم اتفقوا على تقديم هذا بالأندلس عليهم إلى أن تجتمع الأمة على خليفة، فمهد الجزيرة كلها وامتدت أيامه إلى أن دخل عَبْد الرَّحْمَن ابن معاوية بن هشام الأموي الأندلس فحارب يوسف وهزمه فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. يونس [5] بن خَباب [6] الكوفي، مولي بني أسيد.   [1] بفتح الشين وكسر النون وتشديدها، نسبة إلى شن بن أقصى. (اللباب 2/ 212) ، المعرفة والتاريخ 2/ 252. [2] تهذيب التهذيب 11/ 406، الجرح 9/ 309، التاريخ الكبير 8/ 424، تاريخ أبي زرعة 1/ 378. [3] في تهذيب التهذيب: «فهيّأ له طعاما» . [4] البيان المغرب 2/ 60، معجم بني أمية 94. [5] تهذيب التهذيب 11/ 437، التاريخ الكبير 8/ 404، الجرح 9/ 238، المعرفة والتاريخ 3/ 98. التاريخ لابن معين 2/ 687 رقم 1986. [6] في الأصل «حباب» والتصويب من (ميزان الاعتدال 4/ 479) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 571 روى عن أَبِيهِ ومجاهد وطاوس والمنهال بن عمرو وجماعة. وعنه شُعْبَة وسفيان وحماد بن زيد ومعتمر بن سليمان وطائفة سواهم. وكان رافضيا جَلدا. قال عباد بن عباد: سمعته يقول: عثمان بن عفان قتل بنتي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. قلت: قتل واحدة فَلِمَ زوجه بالأخرى؟! وقَالَ الْبُخَارِيّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ليس بشيء رَجُل سوء. وضعّفه النسائي وغير واحد. وذكر الدار الدارقطني أن عباد بن العوام سمع هذا المدبر يقول فِي حديث سؤال منكر ونكير ويسأل عن علي رضى الله عنه قال فقلت له: لم نسمع بهذا! فقال: أنت من هؤلاء الذين يحبون عثمان الَّذِي قتل بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] . وقيل كنيته أَبُو حمزة. يونس بن عُبَيْد بن دينار [2]- ع- أبو عبد الله البصري. أحد أعلام الهدى. ويقال كنيته أَبُو عُبَيْد. مولى لعبد القيس. رَأَى أنس بن مالك وروى عن إِبْرَاهِيم التيمي والحسن وابن سيرين وحميد ابن هلال وزياد بن جُبَيْر وعمرو بن سعيد الثقفي وجماعة.   [1] بسط الخبر في (ميزان الاعتدال 4/ 479) . [2] المشاهير 150، تهذيب الأسماء 2/ 168، تهذيب التهذيب 11/ 442، التاريخ الكبير 8/ 402، الجرح 9/ 242، تاريخ أبي زرعة 1/ 475، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 688 رقم 3512. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 572 وعنه شُعْبَة والسفيانان والحمادان وهشيم وعبد الوارث بن علية وخلق كثير. وكان ثقة ثبتًا حافظًا ورعًا رأسًا فِي العلم والعمل. وقال يونس ما كتبت شيئا قط. وقال أَبُو حاتم: هُوَ أكبر [1] من سُلَيْمَان التيمي لا يبلغ سُلَيْمَان منزلة يونس. وقال سَعِيد بن عامر الضبعي: ما رَأَيْت رجلا قط أفضل من يونس بن عُبَيْد، ثم قال: وأهل البصرة على ذا. قال معاذ: صليت على يونس بن عُبَيْد سنة تسع وثلاثين. وقال سُفْيَان الثوري: ما رَأَيْت مثل أربعة رأيتهم بالبصرة: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ. قَالَ علي بن المديني: له نحو مائتي حديث. وقال غيره: كان يونس خزازًا بالبصرة. قال سَعِيد بن عامر: هان على يونس أن يأخذ ناقصا، قال: وغلبني أن أعطي راجحًا. وقال حماد بن زيد: شكا رَجُل إلى يونس وجعا فقال: يا هذا إن هذه الدنيا دار لا توافقك فالتمس دارًا توافقك. وقال هشام بن حسان: ما رَأَيْت أحدًا يطلب بالعلم وجه الله إلا يونس بن عبيد.   [1] في الجرح 9/ 242 «هو أكثر من سليمان» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 573 وقال ابن شوذب [1] : سمعت يونس يقول: خصلتان إذا صلحتا من العالِم صلح ما سواهما: صلاته ولسانه. وقال حماد بن زيد: كان يونس يحدث ثم يقول أستغفر الله أستغفر الله. وقال مُحَمَّد بن عَبْد الله الأَنْصَارِيّ: رَأَيْت سُلَيْمَان وعبد الله ابني علي بن عَبْد الله بن عَبَّاس وولدي سُلَيْمَان جعفرا ومحمدًا يحملون سرير يونس بن عُبَيْد على أعناقهم يوم جنازته فقال عَبْد الله بن علي: هذا والله الشرف [2] . قلت: كان عَبْد الله هذا قد استجار بأخيه سُلَيْمَان ونزل عنده بالبصرة فأجاره من المنصور. وقال مؤمل بن إِسْمَاعِيل: جاء رَجُل إلى سوق الخزّ يطلب مطرف خزّ بأربعمائة فقال يونس بن عُبَيْد: عندنا مطرف بمائتين، فنادى المنادي بالصلاة فقام ليصلي ثم جاء وقد باع ابن أخيه المطرف بأربعمائة فقال للرجل: يا هذا المطرف الَّذِي اشتريته بأربعمائة هُوَ الَّذِي قلت لك بمائتين فإن شئت خذه وخذ مائتين أوْدَعه. وقال أمية بن بسطام: جاءت يونس امْرَأَة بجبة خز فقال لها: بكم هي؟ قالت: بخمسمائة قال: هي خير من ذلك، قالت: بستمائة، قال: هِيَ خير من ذلك فلم يزل يدرجها حتى بلغت ألفًا. وقال سَعِيد بن عامر الضبعي: قال يونس بن عُبَيْد: إني لأعدّ مائة خصلة من البِرّ ما فِي منها خصلة. وقال هشيم: كان أيوب إذا رَأَى يونس بن عُبَيْد قال: هذا سيدنا.   [1] في الأصل «شودب» . [2] في الأصل «السرف» . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 574 قال عَبْد الملك بن مُوسَى: ما رَأَيْت رجلا قط أكثر استغفارًا من يونس. وقال حماد بن زيد: سمعت يونس يقول: عهدنا إلى ما يصلح الناس كتبناه وعهدنا إلى ما يصلحنا فتركناه، كأنه يريد العمل. وروى أسماء بن عُبَيْد عن يونس قال: يرجى للرهق [1] بالبر الجنة ويخاف على المتأله النار بعقوقه. وعن يونس قال: لو همّتهم نفوسهم ما اختصموا فِي القدر. روى ابن شوذب عن يونس: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح: صلاته ولسانه. وروى سلام بن أَبِي مطيع قال: إني لأحتسب ابن سيرين سكت حسبة وأن الْحَسَن تكلم حسبة. وعن يونس أنه قال لابنه: لأن تلقي الله بالزنا والسرقة أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو بن عُبَيْد. وقال أسماء بن عُبَيْد: سمعت يونس بن عُبَيْد يقول: ليس شيء أعزً من دِرُهم طيب ورجل يعمل على سُنَّةٍ. وبلغنا أن رجلا شكا الحاجة إلى يونس فقال له: يا هذا يَسُرُّك ببصرك هذا مائة ألف؟ قال: لا، قال: فبلسانك الَّذِي تنطق به؟ قال: لا، قال: فبعقلك مائة ألف؟ وهو يقول: لا، فذكَّره نِعَمَ الله عليه وقال: أرى لك مئين ألوفًا وأنت تشكو الحاجة. قال حماد بن زيد: مرض يونس مرة فقال أيوب: ما فِي العيش بعدك من خير.   [1] الرهق محركة: السفه وركوب الشر والظلم، رهق كفرح. (القاموس) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 575 قلت: مناقب يونس كثيرة وقد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. يونس بن ميسرة [1]- د ت ق- بن حَلُبس [2] الجبلاني الأعمى أَبُو حلبس ويقال أبو عبيد، وهو أخو يزيد وأيوب. كان من كبار علماء دمشق. روى عن معاوية وعبد الله بن عُمَر وواثلة بن الأسقع وابن عُمَر والصنابحي وأبي مُسْلِم الخولاني وأم الدرداء وغيرهم. روى عَنْهُ خَالِد بن يزيد المري وسليمان بن عتبة والأوزاعي وسعيد بن عَبْد العزيز ومروان بن جناح وعمرو بن واقد وآخرون. قال المفضل الغلابي وأبو عُبَيْد وأبو حسان الزيادي: إنه بلغ مائة وعشرين سنة. وكان يقرئ القرآن فِي الجامع، وله كلام نافع فِي الزهد والمعرفة فمن ذلك، قال: الزهد أن يكون حالك فِي المصيبة وحالك إذا لم تصب سواء وقال: إذا تكلفت ما لا يعنيك لقيت ما يعنيك [3] . وقال هشام بن عمار: ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن حلبس: سمعت معاوية على منبر دمشق يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إن رجلا فِي بني إسرائيل قتل تسعًا وتسعين نفسا» وذكر الحديث. قال العجليّ والدار الدّارقطنيّ وغيرهما: ثقة. وروى مدرك بن أَبِي سعد الفزاري عن يونس بن حلبس أنه كان يدعو:   [1] تهذيب التهذيب 11/ 448، المشاهير 183، الجرح 9/ 246، التاريخ الكبير 8/ 402، التاريخ لابن معين 2/ 689 رقم 5250، تاريخ أبي زرعة 1/ 254، المعرفة والتاريخ 1/ 118، التاريخ الصغير 1/ 280، حلية الأولياء 5/ 250، سير أعلام النبلاء 5/ 230 رقم 8/ 9، خلاصة تذهيب الكمال 441. [2] بفتح المهملة والموحدة. [3] بتشديد النون. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 576 اللَّهمّ إني أسألك حزمًا فِي لين وقوة فِي دين وإيمانًا فِي يقين ونشاطًا فِي هدى وبرًا فِي استقامة وكسبًا من حلال. وقال الهيثم بن عمران: كنت جالسًا عند يونس بن حلبس وكان عند المغيب يدعو بدعوات فيها: اللَّهمّ ارزقنا الشهادة فِي سبيلك. فأقول: من أَيْنَ يرزق هذه الشهادة وهو أعمى فلما دخلت المسودة دمشق قُتِل، فبلغني أن الخراسانيين اللَّذيْن قتلاه بكيا عليه لما أخبرا بصلاحه، وكان من آنس الناس مجلسًا. رواها هشام بن عمار عن الهيثم، فهذا يدلّك على أن المسوّدة فعلوا عند افتتاخهم دمشق أقبح مما فعلت التتار، وذلك فِي عام اثنتين وثلاثين ومائة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 577 الكنى أَبُو بَكْر بن نافع [1]- م د ت- مولي ابن عُمَر. روى عَنْ أَبِيهِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْد اللَّهِ. وَعَنْهُ مالك والدراوَرْديّ. قال أَحْمَد بن حنبل: هُوَ أوثق إخوته وهم: هُوَ وعبد الله وعمرو. أَبُو الجحاف [2] التميمي [3]- ت ن ق- الكوفي داود بن أبي عوف. روى عن الشَّعْبِيّ وعكرمة وأبي حازم الأشجعي وشهر بن حوشب. وعنه سُفْيَان وشريك وعبد السلام بن حرب وتليد بن سُلَيْمَان وغيرهم. قال أَحْمَد بن حنبل: صالح الحديث. وضعفه ابن عدي ومشاه غيره. أَبُو الجودي الأسدي [4]- د- شامي نزل واسط يقال اسمه الحارث ابن عمير.   [1] ميزان الاعتدال 4/ 505، تهذيب التهذيب 12/ 42، الجرح 9/ 343، التاريخ الكبير 9/ 14. المعرفة والتاريخ لابن معين 2/ 697 رقم 955، التقريب 2/ 400. [2] في الأصل «الححاف» . [3] ميزان الاعتدال 4/ 510، تهذيب التهذيب 12/ 53، المعرفة والتاريخ 2/ 670 و 3/ 97. [4] تهذيب التهذيب 12/ 62، التاريخ لابن معين 2/ 94 رقم 4916. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 578 عن سَعِيد بن المهاجر وعمر بن عَبْد العزيز ونافع. وعنه شُعْبَة وعبثر وهشيم وأبو معاوية. وثقه ابن معين. أَبُو حمزة القصاب [1]- ت ق- الكوفي الأعور، اسمه ميمون. روى عن أَبِي وائل وسعيد بن المسيب وإبراهيم. وعنه الثوري والحمادان وعبد الوارث وابن علية. ضعّفه أحمد والدار الدّارقطنيّ وغيرهما. أما أَبُو حمزة القصاب عمران، فقد مر. أَبُو رجاء الأَزْدِيّ الحداني الْبَصْرِيّ، هُوَ مُحَمَّد بن سيف. أَبُو ريحانة السعدي [2]- م د ت ق- مولاهم الْبَصْرِيّ عَبْد الله بن مطر، ويقال زياد بن مطر. روى عن سفينة وابن عَبَّاس وابن عُمَر. وعنه وهيب وبشر بن المفضل وابن علية وعلي بن عاصم. قال ابن معين: صالح. أَبُو الزّعراء الجشمي عمرو، قد مر.   [1] ميزان الاعتدال 4/ 517، تهذيب التهذيب 12/ 79، المعرفة والتاريخ 3/ 65 و 231، التاريخ الكبير 6/ 412، التاريخ الصغير 2/ 13، الجرح والتعديل 6/ 302، سير أعلام النبلاء 5/ 387. [2] التاريخ الكبير 5/ 198، التاريخ لابن معين 2/ 332 رقم 3860، ميزان الاعتدال 4/ 525، تهذيب التهذيب 6/ 34. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 579 أَبُو الزناد الْمَدَنِيّ، هُوَ عَبْد الله بن ذكوان قد ذكر. أَبُو سهيل بن مالك الأصبحي، هُوَ نافع قد ذكر. أَبُو طوالة، هُوَ عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَن قد ذكر. أَبُو ظلال القسملي الْبَصْرِيّ [1]- خ ن- الأعمى، اسمه هلال. روى عن أنس. وعنه حماد بن سلمة وعبد العزيز بن مُسْلِم ويزيد بن هارون. ضعفه ابن معين وجماعة. أَبُو العلاء القصاب، اسمه أيوب، قد ذُكِر. أبو غالب الباهلي [2]- د ت ق- الخياط. بصري اسمه نافع وقيل رافع. روى عن أنس وغيره. وعنه سلام بن أَبِي الصهباء وهمام وعبد الوارث وغيرهم. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : شيخ. قلت: الظاهر أنه هُوَ الَّذِي روى عن أَبِي سَعِيد، وعنه ثابت بن محمد   [1] تهذيب التهذيب 11/ 84 و 85، الجرح 9/ 73، المعرفة والتاريخ 2/ 661 و 3/ 379، التاريخ لابن معين 2/ 624 رقم 3357. [2] تهذيب التهذيب 12/ 198، الجرح 8/ 455، التاريخ لابن معين 2/ 719، رقم 3562. التقريب 2/ 460. [3] الجرح 8/ 455. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 580 العبدي فاللَّه أعلم. أَبُو فروة الجهني، اسمه مسلم. مر. أَبُو فروة الهمداني، عروة بن الحارث. مر. أَبُو مُسْلِم الخراساني [1] ، صاحب الدعوة عَبْد الرَّحْمَن بن مُسْلِم، وقيل عَبْد الرَّحْمَن بن عثمان بن يسار. ذكر ابن خلكان [2] أنه كان قصيرًا أسمر جميلا حلوًا نقي البشرة أعور العين عريض الجبهة حسن اللحية طويل الشعر والظهر خافض الصوت فصيحًا بالعربي والفارسيّ حلو المنطق راوية للشعر عالمًا بالأمور لم يُرَ ضاحكًا ولا مازحًا إلا فِي وقته، ولا يكاد يقطب فِي شيء من أحواله، تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه أثر السرور وتنزل به الفادحة فلا يُرى مكتئبًا وإذا غضب لم يستفزه الغضب ولا يأتي النساءَ إلا مرة فِي السنة. ولد سنة مائة من الهجرة وأول ظهوره بمرو كان فِي سنة تسع وعشرين فظهر فِي خمسين رجلا وآل أمره إلى أن هرب منه نصر بن سيار أمير خراسان وصفت ممالكها لأبي مسلم في ستين وأربعة أشهر. قال مُحَمَّد بن أَحْمَد بن القوّاس فِي تاريخه: قدم أَبُو مُسْلِم وحفص بن سُلَيْمَان الخلال على إِبْرَاهِيم الإِمَام وهو بالحميّمة فأمرهما بالمصير إلى خراسان.   [1] المعارف 370، تاريخ الطبري 6/ 405 وما بعدها، البدء والتاريخ 6/ 78 و 95، الكامل في التاريخ 5/ 366 وما بعدها، سير أعلام النبلاء 6/ 48 رقم 15، لسان الميزان 3/ 436، ميزان الاعتدال 2/ 589، العبر 1/ 386، تاريخ بغداد 10/ 207، شذرات الذهب 1/ 179، وأخباره في كتب في كتب التاريخ التي تتناول الدعوة العباسية. [2] وفيات الأعيان 3/ 145. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 581 وقد روى أَبُو مُسْلِم عن عكرمة مُرْسَلا وعن ثابت البناني وأبي الزبير وإسماعيل السدي ومحمد بن علي العباسي وجماعة. روى عنه إِبْرَاهِيم الصائغ [1] وابن شبرمة وابن المبارك وغيرهم. روى مصعب بن بشر عن أبيه قال: قام رجل إلى أَبِي مُسْلِم وهو يخطب فقال: ما هذا السواد؟ قال: حدثني أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سوداء، وهذه ثياب الهيبة وثياب الدولة، يا غلام اضرب عنقه. ويروى أن سُلَيْمَان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز وقحطبة توجَّهوا من خراسان إلى الحج سنة أربع وعشرين فدخلوا الكوفة فأتوا عاصم بن يونس وهو فِي الحبس فدعاهم إلى ولد الْعَبَّاس ومعه عيسى وإدريس ابنا معقل حبسهم يوسف ابن عُمَر فيمن حبس من عمال خَالِد القسري [2] ومع هذين الأخوين أَبُو مُسْلِم يخدمهما فرأوا فِيهِ العلامات فقالوا: من ذا؟ قَالُوا: غلام من السرّاجين يخدمنا، وقد كان أَبُو مُسْلِم سمع الأخوين يتكلمان فِي هذا الرأي فإذا سمعهما بكى فدعواه إلى القيام بالأمر فأجاب. قال ابن خلكان [3] : كانا قد حُبسا على مال الخراج وعيسى هُوَ جد الأمير أَبِي دُلَف فكان أَبُو مُسْلِم يختلف إلى الحبس يتعهدهما فقدم الكوفة جماعة من نقباء الإِمَام مُحَمَّد بن علي فدخلوا يسلَّمون على الأخوين فرأوا أَبَا مُسْلِم فأعجبهم عقله وكلامه ومال هُوَ إليهم ثم عرف أمرهم ودعوتهم وهرب الأخوان من الحبس فصحب هُوَ النقباء إلى مكة ثم أحضروا عشرة آلاف دينار ومائتي ألف   [1] في الأصل «الصابع» . [2] في الأصل «القسوي» . [3] وفيات الأعيان 3/ 146. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 582 درهم إلى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وقد مات أَبُوهُ وأهدوا له أَبَا مُسْلِم فأعجب به وقال لهم: هذا عضلة من العُضَل، فأقام يخدم إِبْرَاهِيم الإِمَام وعاد النقباء إلى خراسان فقال إِبْرَاهِيم: إني قد جربت هذا وعرفت ظاهر كلامه وباطنه فوجدته حجر الأرض، ثم قلده الأمر ونفذه إلى خراسان. قال المأمون: أصل [1] الملوك ثلاثة قاموا بنقل الدول: الإسكندر وأزدشير وأبو مُسْلِم من ولد بزرجمهر، ولد بأصبهان ونشأ بالكوفة، أوصى به أَبُوهُ إلى عيسى السراج فحمله إلى الكوفة وهو ابن سبع سنين فقال إِبْرَاهِيم لما عزم على توجُهه إلى خراسان: غير اسمك وكان اسمه إِبْرَاهِيم بن عثمان، فقال: قد سميت نفسي أَبَا مُسْلِم عَبْد الرَّحْمَن بن مُسْلِم، ثم مضى وله ذؤابة وهو على حمار وله تسع عشرة سنة. وعن بعضهم قال: كنت أطلب العلم فلا آتي موضعًا إلا وجدت أَبَا مُسْلِم قد سبقني إليه فألفته فدعاني إلى منزله ثم لاعبني بالشطرنج وكان يلهج بهذين البيتين: ذروني ذروني ما قررت فإنني ... مَتَى ما أهج حربًا تضيق بكم أرضي وأبعث فِي سود الحديد إليكم ... كتائب سودًا طالما انتظرت نهضي قال علي بن عثام [2] : قال إِبْرَاهِيم الصائغ: لما رَأَيْت العرب وضيعتها خفت أن لا تكون للَّه فيهم حاجة فلما سلط الله عليهم أَبَا مُسْلِم رجوت أن تكون للَّه فيهم حاجة. وقال حسن بن رشيد: سمعت يزيد النحوي يقول: أتاني إِبْرَاهِيم الصائغ فقال: أما ترى ما يعمل هذا الطاغية إن الناس معه فِي سعة غيرنا أهل العلم قلت:   [1] في وفيات الأعيان: «أجلّ ملوك الأرض» . (3/ 147) . [2] بفتح أوله وتشديد المثلثة. (الخلاصة) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 583 لو علمت أنه يصنع بي إحدى الخصلتين لفعلت إن أمرت ونهيت يقبل منا أو يقتلنا ولكني أخاف أن يبسط علي العذاب وأنا شيخ كبير لا صبر لي على السياط، فقال الصائغ: لكني لا أنتهي عَنْهُ فدخل عليه فأمره ونهاه فقتله. وقيل: كان أَبُو مُسْلِم يجتمع بإبراهيم الصائغ وهو عالم أهل مرو ويعده بإقامة الحق، فلما ظهر بسط يده يعني فِي القتل فدخل عليه فوعظه. وقد ذكرنا جملة من أخبار أَبِي مُسْلِم فِي الحوادث وكيف قتله المنصور، وكان ذلك فِي سنة سبع وثلاثين بالمدائن. أَبُو نصيرة [1] الواسطي- د ت- مسلم بن عبيد. عن أنس وأبي عسيب وأبي رجاء العطاردي. وعنه حشرج بن نباته وسويد بن عَبْد العزيز وهشيم ويزيد بن هارون. وثقة أَحْمَد بن حنبل. وقال ابن معين: صالح، ولينه الأَزْدِيّ. لَهُ فِي الْجَامِعِ وَالسُّنَنِ هَذَا الْحَدِيثُ فَقَطْ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يَضُرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ ولو عاد فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً» . وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي. أَبُو هارون العَبْدي، عمارة بن جوين. قد مر. آخر الطبقة الرابعة عشرة. والحمد الله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.   [1] مصغرا، الجرح 8/ 188، تهذيب التهذيب 12/ 156، التاريخ الكبير 7/ 267. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 584 [المجلد التاسع (سنة 141- 160) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الطَّبَقَةُ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فيها توفي أسماء بن عبيد وَالِدُ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، وَأَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ [1] الْكُوفِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، وَالْحُسَيْنُ ابن عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ أَخُو يَحْيَى ابن سَعِيدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَسُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ قَاضِي الْمَدَائِنِ بِخُلْفٍ فِيهِ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ فِي قَوْلِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعُثْمَانُ البتّي في قول، والقاسم بن الوليد الهمدانيّ الْكُوفِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ صَاحِبُ الْمَغَازِي، وَمُوسَى بْنُ كَعْبٍ أَمِيرُ دِيَارِ مِصْرَ. وَفِيهَا كَانَ ظُهُورُ الرَّاوَنْدِيَّةِ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ: هُمْ قوم مِنْ خُرَاسَانَ عَلَى رَأْيِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ صَاحِبِ الدَّعْوَةِ، يَقُولُونَ فِيمَا زَعَمَ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَوْحَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَلَّتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ نَهِيكٍ، وَأَنَّ الْمنُصَوِّرَ هُوَ رَبُّهُمُ الَّذِي يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ وَأَنَّ الْهَيْثَمَ بْنَ مُعَاوِيَةَ هُوَ جِبْرِيلُ. قَالَ: فَأَتَوْا قَصْرَ الْمَنْصُورِ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ: هَذَا [2] ، فَقَبَضَ المنصور منهم على نحو المائتين من   [1] في نسخة القدسي 6/ 1 «ثعلب» ، والصواب «تغلب» بالتاء والغين المعجمة، كما سيأتي في ترجمته. وانظر: ابن الأثير 5/ 508. [2] في تاريخ الطبري 7/ 505: «هذا قصر ربّنا» . وكذلك في: الفخري 160. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 5 الْكِبَارِ، فَغَضِبَ الْبَاقُونَ وَقَالُوا: عَلامَ حُبِسُوا؟ ثُمَّ عَهِدُوا إِلَى نَعْشٍ فَخَفُّوا بِهِ، يُوهَمُونَ أَنَّهَا جِنَازَةٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهَا، ثُمَّ إِنَّهُمْ مَرُّوا بِهَا عَلَى بَابِ السِّجْنِ فَعِنْدَهُ شَدُّوا عَلَى النَّاسِ بِالسِّلاحِ وَاقْتَحَمُوا السِّجْنَ فَأَخْرَجُوا أَصْحَابَهُمُ الَّذِينَ قَبَضَ عَلَيْهِمُ الْمَنْصُورُ، وَقَصَدُوا نَحْوَ الْمَنْصُورِ، وَهُمْ نَحْوٌ مِنْ سِتِّمِائَةٍ، فتَنَادَى النَّاس، وأغلقت المدينة، وخرج المنصور من قصره ماشيا لم يجد فرسا، فَأُتِيَ بِدَابَّةٍ وَهُوَ يُرِيدُهُمْ، فَجَاءَهُ معِنْ بْنِ زَائِدَةَ فَتَرَجَّلَ لَهُ وَعَزَمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِلِجَامِ الدَّابَّةِ، وَقَالَ: إِنَّكَ تُكْفَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَجَاءَ مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْقَصْرِ، ثُمَّ قَاتَلُوهُمْ حَتَّى أَثْخَنُوهُمْ. وَجَاءَ خازم بْنُ خُزَيْمَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى أَلْجَأَهُمْ إِلَى الْحَائِطِ، فَكَرُّوا عَلَى خَازِمٍ فَهَزَمُوهُ، ثُمَّ كَرَّ عَلَيْهِمْ هُوَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُعْبَةَ بِجُنْدِهِمَا، وَأَحَاطُوا بِهِمْ، وَوَضَعُوا فِيهِمُ السَّيْفَ فَأَبَادُوهُمْ، فَلا رَحِمَهُمُ اللَّهُ. وَقَدْ جَاءَهُمْ يَوْمَئِذٍ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ فَكَلَّمَهُمْ، فَرَمَوْهُ بِنَشَّابَةٍ، فَمَرِضَ مِنْهَا وَمَاتَ، فَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورَ مَكَانَهُ عَلَى الْحَرَسِ أَخَاهُ عِيسَى بْنُ نَهِيكٍ. وَكَانَ هَذَا كُلُّهُ فِي الْمَدِينَةِ الْمُلَقَّبَةِ بِالْهَاشِمِيَّةِ وَهِيَ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ. ثُمَّ إِنَّ الْمَنْصُورَ قَدِمَ سَمَاطًا بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَالَغَ فِي إِكْرَامِ مَعْنٍ. وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذْلِيِّ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ بِبَابِ الْقَصْرِ إِذْ أُطْلِعَ رَجُلٌ إِلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: هَذَا رَبُّ الْعِزَّةِ الَّذِي يَرْزُقُنَا وَيُطْعِمُنَا. قَالَ: فحدَّثْتُ الْمَنْصُورَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا هُذَلِيُّ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ النَّارَ فِي طَاعَتِنَا وَنَقْتُلُهُمْ، أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَنْ يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ فِي مَعْصِيَتِنَا. وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ الْمَنْصُورَ يَقُولُ: أَخْطَأْتُ ثَلاثَ خَطْآتٍ وَقَى اللَّهُ شَرَّهَا: قَتَلْتُ أَبَا مُسْلِمٍ وَأَنَا فِي خِرَقٍ، وَمَنْ حَوْلِي يُقَدِّمُ طَاعَتَهُ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 6 وَيُؤْثِرُهَا وَلَوْ هُتِكَتِ الْخِرَقُ لَذَهَبْتُ ضَيَاعًا [1] . وَخَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ وَلَوِ اخْتَلَفَ سَيْفَانِ بِالْعِرَاقِ ذَهَبَتِ الْخِلافَةُ ضَيَاعًا. وَقِيلَ: كَانَ معْنِ بْنِ زَائِدَةَ مِمَّنْ قَاتَلَ الْمُسَوِّدَةَ [2] مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَلَمَّا قَامَتْ دَوْلَةُ الْمُسَوِّدَةُ اخْتَفَى مَعْنٌ إِلَى أَنْ ظَهَرَ يَوْمَ الرَّاوَنْدِيَّةِ، فَأَبْلَى يَوْمَئِذٍ وَبَرَّزَ حَتَّى كَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ اخْتَفَى كَمَا هُوَ، فَتَطَلَّبَهُ الْمَنْصُورُ وَنُودِيَ بِأَمَانِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ جَلِيلٍ وَوَلاهُ الْيَمَنَ. وَفِيهَا أَمَّرَ الْمَنْصُورُ ابْنَهُ الْمَهْدِيَّ وَجَعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وَبَعَثَهُ عَلَى خُرَاسَانَ وَأَنْ يَنْزِلَ الرَّيَّ، فَفَعَلَ، وَبَلَغَ الْمَنْصُورَ أَنَّ أَمِيرَ خُرَاسَانَ عَبْدَ الْجَبَّارِ الأَزْدِيَّ يَقْتُلُ رُؤَسَاءَ الْخُرَاسَانِيِّينَ، فَقَالَ لِأَبِي أَيُّوبَ الْخُوزِيِّ: إِنَّ هَذَا قَدْ أَفْنَى شِيعَتَنَا وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا إِلا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَ الطَّاعَةَ. فَقَالَ: اكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ تُرِيدُ غَزْوَ الرُّومِ فَلْيُوَجِّهْ إِلَيْكَ الْجُنْدَ وَالْفُرْسَانَ، فَإِذَا خَرَجُوا بَعَثْتَ إِلَيْهِ مَنْ شِئْتَ، فَلَيْسَ بِهِ امْتِنَاعٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِذَلِكَ فَكَانَ جَوَابُهُ أَنَّ التُّرْكَ قَدْ جَاشَتْ، وَإِنْ فُرِّقَتِ الْجُنُودُ ذَهَبَتْ خُرَاسَانُ، فَكَتَبَ الْمَنْصُورُ إِلَيْهِ بِمَشُورَةِ أَبِي أَيُّوبَ: إِنَّ خُرَاسَانَ أَهَمُّ مِنْ غَيْرِهَا، وَإِنِّي مُوَجِّهٌ إِلَيْكَ جَيْشًا مَدَدًا مِنْ عِنْدِي، يُرِيدُ الْمَنْصُورُ بِهَذَا أَنَّ عَبْدَ الْجَبَّارِ إِنْ هَمَّ بِالْخُرُوجِ وَثَبُوا عَلَيْهِ، فَكَانَ جَوَابُهُ: إِنَّ خُرَاسَانَ مُجْدِبَةٌ وَأَخَافُ مِنَ الْغَلاءِ عَلَى الْجُنْدِ. فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ الْمَنْصُورُ: هَذَا رَجُلٌ قَدْ أَبْدَى صَفْحَتَهُ وَقَدْ خَلَعَ فَلا تُنَاظِرْهُ [3] ، فَوَجِّهْ إِلَيْهِ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ. قَالَ: فَجَهَّزَ الْمَهْدِيُّ مِنَ الرَّيِّ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ لِحَرْبِهِ مَقْدِمَةً، ثُمَّ سَارَ المهديّ إلى أن قدم   [1] وفي تاريخ الطبري 7/ 507: «وخرجت يوم الراونديّة ولو أصابني سهم غرب لذهبت ضياعا» . [2] أصحاب الملابس السوداء، أي العبّاسيين. [3] أي لا تمهله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 7 نيسابور، فلما بلغ ذلك أهل مروالرّوذ سَارُوا إِلَى عَبْدِ الْجَبَّارِ فَقَاتَلُوهُ فَهَزَمُوهُ، فَالْتَجَأَ إِلَى مَكَانٍ، فَعَبَرَ إِلَيْهِ الْمُجَشِّرُ [1] بْنُ مُزَاحِمٍ بجند مروالرّوذ فأسره، ثم أتى به خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ فَأَلْبَسَهُ عَبَاءَةً وَأَرْكَبَهُ بَعِيرًا مَقْلُوبًا وَسَيَّرَهُ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَوْلادِهِ، فَبَسَطَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ، وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُمُ الأَمْوَالَ، ثُمَّ قَتَلَ عَبْدَ الْجَبَّارِ وَسَيَّرَ أَوْلادَهُ إِلَى جَزِيرَةِ دَهْلَكٍ [2] بِبَحْرِ الْيَمَنِ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى أَغَارَتِ الْهِنْدُ عَلَيْهِمْ فَأَسَرُوهُمْ وَنَجَا مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَدُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، فَجَاءَ فَكَتَبَ فِي الدِّيوَانِ وَبَقِيَ بِمِصْرَ حَيًّا إِلَى سَنَةِ سَبْعِينَ [3] وَمِائَةٍ. وَفِيهَا انْتَهَى بِنَاءُ مَدِينَةِ الْمِصِّيصَةِ بِتَوَلِّي جِبْرِيلَ بْنِ يَحْيَى الْخُرَاسَانِيِّ. وَفِيهَا افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ طَبَرِسْتَانَ وَغَنِمُوا غَنَائِمَ عَظِيمَةً بَعْدَ حُرُوبٍ جَرَتْ. وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ. ثُمَّ وَلِيَ الْمَدِينَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ، وَوَلِيَ مَكَّةَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَتَكِيُّ [4] . وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الشَّامِ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ. وَفِيهَا اسْتَنَابَ الْمَهْدِيُّ عَنْهُ عَلَى خُرَاسَانَ الأَمِيرُ أسد بن عبد الله.   [1] في نسخة القدسي 6/ 3 «المحشر» . بالحاء المهملة، وما أثبتناه عن الطبري 7/ 509. [2] في الأصل «هلك» والتصحيح من الطبري 7/ 509 وابن الأثير 5/ 506. [3] في نسخة القدسي 6/ 3 «تسعين» والتصحيح من الطبري 7/ 509 وابن الأثير 5/ 506. [4] في نسخة القدسي 6/ 3 «العكي» والتصحيح من الطبري 7/ 511 وابن الأثير 5/ 507. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 8 سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْقَصَّابُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، وأبو هانئ حميد بن هاني الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ فِي قَوْلٍ. وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَسَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبٍ فِي قَوْلٍ، وَالأَمِيرُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ بِخُلْفٍ، وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ فِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ، وَهَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ. وَفِيهَا نَزَعَ الطَّاعَةَ مُتَوَلِّي السِّنْدِ عُيَيْنَةُ بْنُ مُوسَى بْنِ كَعْبٍ فَخَرَجَ الْمَنْصُورُ بِالْجَيْشِ فَنَزَلَ الْبَصْرَةَ وَجَهَّزَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْعَتَكِيُّ مُحَارِبًا وَمُتَوَلِّيًا عَلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ فَسَارَ حَتَّى غَلَبَ عَلَى السِّنْدِ وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الأَمْرُ. وَفِيهَا نَقَضَ إِصْبَهَبْذُ طَبَرِسْتَانَ وَقَتَلَ مَنْ بِبِلادِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَانْتُدِبَ لَهُ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَرَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ وَأَبُو الْخَصِيبِ مَرْزُوقٌ مَوْلَى الْمَنْصُورِ، فَحَاصَرُوهُ فِي قَلْعَتِهِ، وَطَالَ الحصار، ولم يزالوا إلى أَنِ احْتَالَ مَرْزُوقٌ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اضْرِبُونِي وَاحْلِقُوا رَأْسِي وَلِحْيَتِي، فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَلَحِقَ بِالإِصْبَهَبْذِ فَفَتَحَ لَهُ فَدَخَلَ إِلَيْهِ. فَقَالَ: إِنَّمَا فَعَلُوا بِي مَا رَأَيْتَ تُهْمَةً مِنْهُمْ لِي بِأَنَّ هَوَايَ معك، الجزء: 9 ¦ الصفحة: 9 وَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ مَعَهُ فَإِنَّهُ يَدُلُّهُ عَلَى عَوْرَةِ الْعَسْكَرِ، فَوَثِقَ بِهِ وَقَرَّبَهُ. وَكَانَ بَابُ قَلْعَتِهِ حَجَرًا [1] ، فَلَمْ يَزَلْ يُظْهِرْ لَهُ النَّصِيحَةَ وَالإِصْبَهَبْذُ يغتر إِلَى أَنْ صَيَّرَهُ أَحَدَ مَنْ يَتَوَلَّى الْبَابَ فَرَأَى مِنْهُ مَا يُحِبُّ: ثُمَّ نَفَّذَ مَرْزُوقٌ إِلَى الْعَسْكَرِ فِي نَشَّابَةٍ [2] وَوَعَدَهُمْ لَيْلَةً مُعَيَّنَةً فِي فَتْحِ بَابِ الْحِصْنِ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ، وَدَخَلُوا وَقَتَلُوا الْمُقَاتِلَةَ وَسَبُوا الْحَرِيمَ، فَمَصَّ الإِصْبَهَبْذُ سُمًّا فِي خَاتَمِهِ فَهَلَكَ مِنْ جُمْلَةِ السَّبْيِ شَكْلَةُ وَالِدَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَرَاءِ وَوَالِدَةُ مَنْصُورِ بْنِ الْمَهْدِيِّ الْمَعْرُوفَةِ بِالْخَيِّرَةِ مِنْ بَنَاتِ الْمُلُوكِ. وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ إِمْرَةِ مِصْرَ نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ بِمُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، ثُمَّ عُزِلَ مُحَمَّدٌ وَأُعِيدَ نَوْفَلٌ ثُمَّ عُزِلَ ثَانِيًا فَوَلِيَهَا حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ. وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ. وَقِيلَ: فِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ أَخَاهُ عَبَّاسًا عَلَى بِلادِ الْجَزِيرَةِ وَالثَّغْرِ. وَفِيهَا كَانَ تَوَثُّبُ الْعَبِيدِ بِالْبَصْرَةِ فَانْتُدِبَ لَهُمْ صَاحِبُ الشُّرْطَةِ فَقَتَلَهُمْ. وَفِيهَا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةِ الْبَحْرَ فَنَزَلَ مَدِينَةَ قَيْسٍ، وَهِيَ جَزِيرَةٌ فِي الْبَحْرِ، فَجَاءَتْهُ مَرَاكِبُ الْهُنُودِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهم، فخرج ابنه فقتل وَقُتِلَ مَعَهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ هَرَبَ مُحَمَّدٌ مِنْهَا فدخلها العدو فخرّبوها.   [1] في تاريخ الطبري 7/ 513: «كان باب مدينتهم من حجر يلقى إلقاء يرفعه الرجال، وتضعه عند فتحه وإغلاقه» ، ومثله في الكامل لابن الأثير 5/ 510. [2] أي ألقى إليهم كتابا في سهم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 10 قال خليفة بن خياط [1] : فَهِيَ خَرَابٌ إِلَى الْيَوْمِ. قُلْتُ: هِيَ الْيَوْمُ عَامِرَةٌ يُسَافِرُ إِلَيْهَا التُّجَّارُ وَهِيَ جَزِيرَةُ كَيْشٍ كذا ينطقون بها.   [1] تاريخ خليفة بن خياط- ص 419 (حوادث سنة 141 هـ.) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 11 سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَلَى الصَّحِيحِ، وَحُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ، وَخَطَّابُ بْنُ صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونَ الْمَدَنِيُّ بِمِصْرَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فِي قَوْلٍ، وَمُطَرِّفُ بْنِ طَرِيفٍ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ. وَفِيهَا سَارَ أَبُو الأَحْوَصِ الْعَبْدِيُّ فِي سِتَّةِ آلافِ فَارِسٍ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةِ فَنَزَلَ بَرْقَةَ ثُمَّ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو الْخَطَّابِ الإِبَاضِيُّ فَانْهَزَمَ أَبُو الأَحْوَصِ، فَسَارَ أَمِيرُ مِصْرَ بِنَفْسِهِ وَجُيُوشُهُ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ فَالْتَقَى هُوَ وَالإِبَاضِيَّةُ فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ أَبُو الْخَطَّابِ، وَانْهَزَمُوا [1] . وَفِيهَا بَلَغَ الْمَنْصُورُ أَنَّ الدَّيْلَمَ قَدْ أَوْقَعُوا بِالْمُسْلِمِينَ وقتلوا مِنْهُمْ خَلائِقَ فَنَدَبَ النَّاسَ لِلْجِهَادِ [2] .   [1] تاريخ خليفة 420. [2] تاريخ الطبري 7/ 515، ابن الأثير 5/ 512. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 12 وَفِيهَا عُزِلَ الْهَيْثَمُ عَنْ مَكَّةَ بِالسَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَبَّاسِيِّ فَأُتِيَ بِكِتَابٍ عَهِدَهُ وَهُوَ فِي الْيَمَامَةِ. وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ مِصْرَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَأُعِيدَ نَوْفَلٌ ثَالِثًا، ثُمَّ عُزِلَ نَوْفَلٌ وَوَلِيَهَا يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ. وَفِي هَذَا الْعَصْرِ شَرَعَ عُلَمَاءُ الإِسْلامِ فِي تَدْوِينِ الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ، فَصَنَّفَ ابْنُ جُرَيْجٍ التَّصَانِيفَ بِمَكَّةَ، وَصَنَّفَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا بِالْبَصْرَةِ، وَصَنَّفَ الأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَصَنَّفَ مَالِكٌ الْمُوَطَّأَ بِالْمَدِينَةِ، وَصَنَّفَ ابْنُ إِسْحَاقَ الْمُغَازِيُّ، وَصَنَّفَ مَعْمَرٌ بِالْيَمَنِ، وَصَنَّفَ أَبُو حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُ الْفِقْهَ وَالرَّأْيَ بِالْكُوفَةِ، وَصَنَّفَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ «كِتَابَ الْجَامِعِ» ، ثُمَّ بَعْدَ يَسِيرٍ صَنَّفَ هُشَيْمٌ كُتُبَهُ، وَصَنَّفَ اللَّيْثُ بِمِصْرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ ثُمَّ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو يُوسُفَ وابْنُ وَهْبٍ. وَكَثُرَ تَدْوِينُ الْعِلْمِ وَتَبْوِيبُهُ، وَدُوِّنَتْ كُتُبُ الْعَرَبِيَّةِ وَاللُّغَةِ وَالتَّارِيخِ وَأَيَّامُ النَّاسِ. وَقَبْلَ هَذَا الْعَصْرِ كَانَ سَائِرُ الأَئِمَّةِ يَتَكَلَّمُونَ عَنْ حِفْظِهِمْ أَوْ يَرْوُونَ الْعِلْمَ مِنْ صُحُفٍ صَحِيحَةٍ غَيْرَ مُرَتَّبَةٍ. فَسَهُلَ وللَّه الْحَمْدُ تَنَاوُلُ الْعِلْمِ، وَأَخَذَ الْحِفْظُ يَتَنَاقَصُ، فَلِلَّهِ الأَمْرُ كُلُّهُ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 13 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ فِي قَوْلٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِلَسْطِينِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ. وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ الْمَدَنِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ الْفَقِيهُ. وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ الأَيْلِيُّ. وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ السَّمْحِ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ. وَعَمْرُو ابن عُبَيْدٍ فِي قَوْلٍ. ومجالد بن سَعِيد. وَهِلالُ بْنُ حُبَابٍ. وَوَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ. وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الدِّمَشْقِيُّ. وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّفَّاحِ الدَّيْلَمَ بِجَيْشِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَوَاسِطَ وَالْجَزِيرَةِ. وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ مِنْ خُرَاسَانَ فَدَخَلَ بِابْنَةِ عَمِّهِ رَيْطَةَ بِنْتِ السَّفَّاحِ. وَفِيهَا حَجَّ الْمَنْصُورُ وَخَلَفَ عَلَى الْعَسَاكِرِ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ الْمُرِّيَّ وَعَزَلَ مُحَمَّدًا الْقَسْرِيَّ. وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَهَمَّهُ شَأْنُ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حسن بن الحسن الجزء: 9 ¦ الصفحة: 14 ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لِتَخَلُّفِهِمَا عَنِ الْحُضُورِ عِنْدَهُ مَعَ الأَشْرَافِ، فَقِيلَ إِنَّ مُحَمَّدًا ذَكَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا حَجَّ فِي حَيَاةِ أَخِيهِ السَّفَّاحِ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ لَهُ لَيْلَةَ اشْتَوَرَ بَنُو هَاشِمٍ بِمَكَّةَ فِيمَنْ يَعْقِدُونَ لَهُ الْخِلافَةَ حِينَ اضْطَرَبَ أَمْرُ بَنِي أُمَيَّةَ فَسَأَلَ الْمَنْصُورُ زِيَادًا مُتَوَلِّي الْمَدِينَةَ عَنِ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. فَقَالَ: مَا يَهِمُّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَمْرِهِمَا أَنَا آتِيكَ بِهِمَا، فَضَمَّنَهُ إِيَّاهُمَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ [1] . قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ. قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ الْمَنْصُورُ لَمْ يَكُنْ هَمُّهُ إِلا طَلَبَ مُحَمَّدٍ وَالْمَسْأَلَةَ عَنْهُ بكل طريق، فدعا بني هَاشِمٍ وَاحِدًا وَاحِدًا كُلُّهُمْ يُخْلِيهِ وَيَسْأَلُهُ عَنْهُ فَيَقُولُونَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمَ أَنَّكَ قَدْ عَرَفْتَهُ بِطَلَبِ هَذَا الشَّأْنِ قَبْلَ الْيَوْمِ فَهُوَ يَخَافُكَ وَهُوَ الآنَ لا يُرِيدُ لَكَ خِلافًا وَلا مَعْصِيَةً. وَأَمَّا حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ وَقَالَ: لا آمَنُ أَنْ يَخْرُجَ. فَذَكَرَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ أَنَّ الْمَنْصُورَ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْ رَقِيقِ الأَعْرَابِ فَكَانَ يُعْطِي الرَّجُلَ مِنْهُمُ الْبَعِيرَ وَالْبَعِيرَيْنِ وَفَرَّقَهُمْ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِأَطْرَافِ الْمَدِينَةِ يَتَجَسَّسُونَ أَمْرَهُ وَهُوَ مُخْتَفٍ. وَذَكَرَ السِّنْدِيُّ مَوْلَى الْمَنْصُورِ قَالَ: رَفَعَ عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ عِنْدَ الْمَنْصُورِ وَاقِعَةً وَذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ حَفْصٍ أَوْفَدَ مِنَ السِّنْدِ وَفْدًا فِيهِمْ عُقْبَةُ فَأَعْجَبَ الْمَنْصُورَ هَيْئَتُهُ فَاسْتَخْلَى بِهِ وَقَالَ: إِنِّي لأَرَى لَكَ هَيْئَةً وَمَوْضِعًا وَإِنِّي لَأُرِيدُكَ لِأَمْرٍ وَأَنَا بِهِ مُعَنًّى لَمْ أَزَلْ أَرْتَادُ لَهُ رَجُلا عَسَى أَنْ تَكُونَ، فَإِنْ كَفَيْتَنِيهِ رَفَعْتُكَ. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ أُصَدِّقَ ظَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيَّ. قَالَ: فَاخْفِ شخصك واستر أمرك وأتني يَوْمَ كَذَا، فَأَتَاهُ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ. فَقَالَ لَهُ: إِنَّ بَنِي عَمِّنَا هَؤُلاءِ قَدْ أَبَوْا إِلا كَيْدًا لِمُلْكِنَا وَاغْتِيَالا لَهُ وَلَهُمْ شِيَعَةٌ بِخُرَاسَانَ بِقَرْيَةِ كَذَا يُكَاتِبُونَهُمْ وَيُرْسِلُونَ إِلَيْهِمْ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ بِكِسْوَةٍ وَأَلْطَافٍ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ بكتاب مبتكر   [1] تاريخ الطبري 7/ 518. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 15 تكتبه عن أهل هذه الْقَرْيَةِ، ثُمَّ تَسِيرُ إِلَى بِلادِهِمْ فَإِنْ كَانُوا قَدْ نَزَعُوا عَنْ رَأْيِهِمْ فَأَحبِبْ وَاللَّهِ بِهِمْ وَأَقْرِبْ وَإِنْ كَانُوا عَلَى رَأْيِهِمْ عَلِمْتُ ذَلِكَ وَكُنْتُ عَلَى حَذَرٍ فَاشْخَصْ حَتَّى تلقَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مُتَقَشِّفًا مُتَخَشِّعًا فَإِنْ جَبَهَكَ- وَهُوَ فَاعِلٌ- فَاصْبِرْ حَتَّى يَأْنَسَ بِكَ وَيُلِينُ لَكَ نَاحِيَتَهُ. فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ مَا فِي قَلْبِهِ [1] فَاعْجَلْ عَلَيَّ. قَالَ: فَشَخَصَ عُقْبَةُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَلَقِيَهُ بِالْكِتَابِ فَأَنْكَرَهُ وَانْتَهَرَهُ وَقَالَ: مَا أَعْرِفُ هَؤُلاءِ، فَلَمْ يَزَلْ يَنْصَرِفْ وَيَعُودُ إِلَيْهِ حَتَّى قَبِلَ الْكِتَابَ وَأَلْطَافَهُ وَأَنِسَ بِهِ فَسَأَلَهُ عُقْبَةُ الْجَوَابَ، فَقَالَ: أَمَّا الْكِتَابُ فَإِنِّي لا أَكْتُبُ إِلَى أَحَدٍ، وَلَكِنْ أَنْتَ كِتَابِي إِلَيْهِمْ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ ابْنَيَّ خَارِجَانِ لِوَقْتِ كَذَا وَكَذَا. فَأَسْرَعَ عُقْبَةُ بِهَذَا إِلَى الْمَنْصُورِ. وَقِيلَ: كَانَ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ مَنْهُومَيْنِ بِالصَّيْدِ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَدِمَ مُحَمَّدٌ الْبَصْرَةِ مُخْتَفِيًا فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا فأتى عبد الرحمن ابن عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَهْلَكْتَنِي وَشَهَّرْتَنِي فَانْزِلْ عِنْدِي وَفَرِّقْ أَصْحَابَكَ، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَالَ: أَنْزِلْ فِي بَنِي رَاسِفٍ، فَفَعَلَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَقَامَ مُحَمَّدٌ يَدْعُو النَّاسَ سِرًّا. وَقِيلَ: نَزَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْمُرِّيِّ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ فَسَارَ الْمَنْصُورُ حَتَّى نَزَلَ الْجِسْرَ. وَكَانَ الْمَنْصُورُ لَمَّا حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَكْرَمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ ثُمَّ قَالَ لعقبة: تراءى لَهُ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ عَلِمْتُ مَا أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعُهُودِ أَنْ لا تَبْغِيَ سُوءًا. قَالَ: فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ، فَاسْتَدَارَ لَهُ عُقْبَةُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ فَغَمَزَهُ بِأَصْبُعَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ بَغْتَةً فَمَلأَ عَيْنَهُ مِنْهُ فَوَثَبَ حَتَّى جلس   [1] في نسخة القدسي 6/ 7 «ما قبله» والتصحيح عن الطبري 7/ 120. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 16 بَيْنَ يَدَيِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: أَقِلْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَقَالَكَ اللَّهُ. قَالَ: لا أَقَالَنِي اللَّهُ إِنْ أَقَلْتُكَ ثُمَّ سَجَنَهُ. وَجَاءَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: أَرَى ابْنَيْكَ قَدِ اسْتَوْحَشَا مِنِّي وَإِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَأْنَسَا بِي وَأَنْ يَأْتِيَانِي فَأُخْلِطُهُمَا بِنَفْسِي، فَقَالَ: وَحَقِّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي بِهِمَا عِلْمٌ وَلا بِمَوْضِعِهِمَا وَلَقَدْ خَرَجَا عَنْ يَدِي. فَبَقِيَ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ. وَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ هَمَّا بِاغْتِيَالِ الْمَنْصُورِ بِمَكَّةَ وَوَاطَأَهُمَا قَائِدٌ كَبِيرٌ مِنْ قُوَّادِهِ فَنُمِيَ الْخَبَرُ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَاحْتَرَزَ وَطَلَبَ الْقَائِدَ فَهَرَبَ، وَأَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ يُلِحُّ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَعْيَاهُ وَجَعَلَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُدَافِعُ عَنْ مُحَمَّدٍ، فَقَبَضَ الْمَنْصُورُ عَلَى زِيَادٍ وَاسْتَأْصَلَ أَمْوَالَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْقَسْرِيَّ وَأَمَرَهُ بِبَذْلِ الأَمْوَالِ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ وَأَخِيهِ، فَبَذَلَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا وَلا قَدِرَ عَلَيْهِمَا فَاتَّهَمَهُ الْمَنْصُورُ، فَعَزَلَهُ، وَوَلَّى رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ، فَدَعَا الْقَسْرِيَّ فَسَأَلَهُ عَنِ الأَمْوَالِ، فَقَالَ: هَذَا كَاتِبِي وَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا فَقَالَ: أَسْأَلُكَ وَتُحِيلُنِي عَلَى كَاتِبِكَ! فَأَمَرَ بِهِ رِيَاحٌ فُوجِئَتْ عُنُقُهُ وَضُرِبَ أَسْوَاطًا ثُمَّ بُسِطَ الْعَذَابُ عَلَى كَاتِبِهِ وَعَلَى مَوْلاهُ فَأَسْرَفَ وَجَدَّ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ فِي شِعَبٍ مِنْ شِعَابِ رَضْوَى وَهُوَ جَبَلُ جُهَيْنَةَ مِنْ أَعْمَالِ يَنْبُعَ. قَالَ: فَاسْتَعْمَلَ عَلَى يَنْبُعَ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ الْجُهَنِيَّ وَأَمَرَهُ بِتَطَلُّبِ مُحَمَّدٍ، فَخَرَجَ عَمْرٌو إِلَيْهِ لَيْلَةً بِالرِّجَالِ فَفَزِعَ مُحَمَّدٌ وَفَرَّ مِنْهُمْ، فَانْفَلَتَ، وَلَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ، وُلِدَ لَهُ هُنَاكَ مِنْ جَارِيَةٍ فَوَقَعَ الطِّفْلُ مِنَ الْجَبَلِ مِنْ يَدِ أُمِّهِ فَتَقَطَّعَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مُنْخَرِقُ السِّرْبَالِ يَشْكُو الْوَجَى ... تَنْكُبُهُ أَطْرَافُ مَرْوٍ حِدَادْ شَرَّدَهُ الْخَوْفُ وَأَزْرَى [1] بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يكره حرّ الجلاد   [1] في تاريخ الطبري 7/ 535 «فازرى» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 17 قَدْ كَانَ فِي الْمَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ... وَالْمَوْتُ حَتْمٌ فِي رِقَابِ الْعِبَادْ فَلَمَّا طَالَ أمْرُ الأَخَوَيْنِ عَلَى الْمَنْصُورِ أَمَرَ رِيَاحًا بِأَخْذِ بَنِي حَسَنٍ وَحَبْسِهِمْ، فَأَخَذَ حَسَنًا وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ حَسَنٍ بْنِ حَسَنٍ وَحَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، وَسُلَيْمَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْ دَاوُدَ بْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، وَأَخَاهُ عَلِيًّا الْعَابِدَ، ثُمَّ قَيَّدَهُمْ وَجَهَرَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسَبِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخِيهِ فَسَبَّحَ النَّاسُ وَعَظَّمُوا مَا قَالَ، فَقَالَ رِيَاحٌ: أَلْصَقَ اللَّهُ بِوُجُوهِكُمُ الْهَوَانَ لأَكْتُبَنَّ إِلَى خَلِيفَتِكُمْ غِشَّكُمْ وَقِلَّةَ نُصْحِكُمْ، فقالوا: لا سمع منك يا بن الْمَحْدُودَةِ [1] وَبَادَرُوهُ يَرْمُونَهُ بِالْحَصَى، فَنَزَلَ وَاقْتَحَمَ دَارَ مَرْوَانَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، فَحَفَّ بِهَا النَّاسُ فَرَمَوْهُ وَشَتَمُوهُ، ثُمَّ أَنَّهُمْ كَفُّوا، ثُمَّ إِنَّ آلَ حَسَنٍ حُمِلُوا فِي أَقْيَادِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ، وَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ وَهَمَّ يَخْرُجُ بِهِمْ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ جَرَتْ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لا تُحْفَظُ للَّه حُرْمَةٌ بَعْدَ هَؤُلاءِ، وَأُخِذَ مَعَهُمْ أَخُوهُمْ مِنْ أُمِّهِمْ محمد ابن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتُ الْحُسَيْنِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَنَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ يَخْرُجُونَ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ وَهُمْ فِي الْحَدِيدِ فَيُجْعَلُونَ فِي الْمَحَامِلِ عُرَاةً لَيْسَ تَحْتَهُمْ وِطَاءٌ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ رَاهَقْتُ الاحْتِلامَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي- وَأُخِذَ مَعَهُمْ يَوْمَئِذٍ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ نَفْسٍ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ، فَأَرَاهُمْ بِالرَّبَذَةِ مُلْتَفِّينَ فِي الشَّمْسِ- وَسُجِنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَوَافَى الْمَنْصُورَ الرَّبَذَةَ مُنْصَرِفًا مِنَ الْحَجِّ فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مِنَ الْمَنْصُورِ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فِي الدُّخُولِ فَامْتَنَعَ، ثُمَّ دَعَانِي الْمَنْصُورُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، أَيْنَ الْفَاسِقَانِ ابنا الفاسق، فقلت: هل ينفعني   [1] في تاريخ الطبري 7/ 537 «لا نسمع منك يا بن المحدود» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 18 الصِّدْقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قلت: امْرَأَتِي طَالِقٌ وَعَلَيَّ وَعَلَيَّ إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنِّي، وَأَقَمْتُ بَيْنَ الْعِقَابَيْنِ، فَضَرَبَنِي أَرَبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فَغَابَ عَقْلِي وَرُدِدْتُ إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ أُحْضِرَ الدِّيبَاجُ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُثْمَانِيُّ فَسَأَلَهُ عَنْهُمَا فَحَلَفَ لَهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَضَرَبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَجَعَلَ فِي عُنُقِهِ غِلا فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْنَا وَقَدْ لَصَقَ قَمِيصَهُ عَلَى جِسْمِهِ مِنَ الدِّمَاءِ، ثُمَّ سُيِّر بِنَا إِلَى الْعِرَاقِ. فَأَوَّلُ مَنْ مَاتَ بِالْحَبْسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ أخوه حسن، ثُمَّ مات حسن بعده فصلّى عليه الديباج، ثم مات الديباج فَقُطِعَ رَأْسُهُ وَأُرْسِلَ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ لِيَطُوفُوا بِهِ بِخُرَاسَانَ وَيْحِلُفوا أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوهمون الناس أنه رأس محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الْكُتُبِ خُرُوجَهُ فِيمَا زَعَمُوا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ. وَقِيلَ: لَمَّا أُتِيَ بِهِمُ الْمَنْصُورُ نَظَرَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنٍ فَقَالَ: أَنْتَ الدِّيبَاجُ الأَصْفَرُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ قَتْلَةً مَا قُتِلَهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، ثُمَّ أَمَرَ بِاسْطُوَانَةٍ فَنُقِرَتْ، ثُمَّ أُدْخِلَ فِيهَا ثُمَّ شُدَّ عَلَيْهِ وَهُوَ حَيٌّ، وَكَانَ مُحَمَّدُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صُورَةً. وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ قَتَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الدِّيبَاجَ وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ قَتَلَهُ فاللَّه أَعْلَمُ. وَرَوَى عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ فِي الْحَبْسِ أَوْقَاتِ الصَّلاةِ إِلا بِأَجْزَاءٍ كَانَ يَقْرَؤُهَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ. وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ أَمَرَ بِقَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ سِرًّا. وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: سَمِعْتُ مَوْلًى لِبَنِي دَارِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِبَشِيرٍ الرَّحَّالِ: مَا تَسَرُّعُكَ إِلَى الْخُرُوجِ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: إِنَّهُ أَرْسَلَ إليّ بعد أخذه عبد الله الجزء: 9 ¦ الصفحة: 19 ابن حَسَنٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَمَرَنِي بِدُخُولِ بَيْتٍ فَدَخَلْتُهُ فَإِذَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ مَقْتُولا. فَسَقَطْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ، فَلَمَّا أَفَقْتُ أَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا يَخْتَلِفَ فِي أَمْرِهِ سَيْفَانِ إِلا وَكُنْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ لِلرَّسُولِ الَّذِي مَعِي مِنْ قِبَلِهِ: لا تُخْبِرُهُ بِمَا أَصَابَنِي فَيَقْتُلَنِي. وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَى السُّمَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 20 سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ قَتْلا، وَالأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأُنَيْسُ ابن أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ، وَرُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَفْرَةَ، وَعَمْرُو بْنُ مَيْمُونَ بن مهران الجريريّ، ومحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ الدِّيبَاجُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ. وَفِيهَا بَالَغَ رِيَاحٌ وَالِي الْمَدِينَةِ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ. فَعَزَمَ عَلَى الظُّهُورِ، فَدَخَلَ مَرَّةً الْمَدِينَةَ خُفْيَةً. فَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَعَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ جَعْفَرٍ قَدْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: مَا تَنْتَظِرُ بِالْخُرُوجِ، وَاللَّهِ مَا نَجِدُ فِي هَذِهِ الْبَلْدَةَ أَشْأَمَ عَلَيْهَا مِنْكَ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ، أخْرُجْ وَحْدَكَ، فَكَانَ مِنْ قِصَّتِهِ أَنَّ رِيَاحًا طَلَبَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَبَنِي عَمِّهِ وَجَمَاعَةً مِنْ وُجُوهِ قُرَيْشٍ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 21 لَيْلَةً، قَالَ رَاوِي الْقِصَّةِ: إِنَّا لَعِنْدَهُ، إِذْ سَمِعْتُ التَّكْبِيرَ فَقَامَ رِيَاحٌ فَاخْتَفَى وَخَرَجْنَا نَحْنُ فَكَانَ ظُهُورُ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا، فَمَرَّ بِالسُّوقِ ثُمَّ مَرَّ بِالسِّجْنِ، فَأَخْرَجَ مَنْ فِيهِ، وَدَخَلَ دَارَهُ وَأَتَى عَلَى حماره وذلك في أول رجب، ثم أمر بِرِيَاحٍ وَابْنَيْ مُسْلِمٍ فَحُبِسُوا بَعْدَ أَنْ مَانَعَ أَصْحَابُ رِيَاحٍ بَعْضَ الشَّيْءِ. وَلَمَّا خَطَبَ مُحَمَّدٌ حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَ مَنْ أَمْرِ هَذَا الطَّاغِيَةِ عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي جَعْفَرٍ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكُمْ مِنْ بِنَائِهِ الْقُبَّةَ الْخَضْرَاءَ الَّتِي بَنَاهَا مُعَانَدَةً للَّه فِي مُلْكِهِ وَتَصْغِيرًا لِكَعْبَةِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَخَذَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ حِينَ قَالَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى 79: 24 [1] إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْقِيَامِ فِي هَذَا الدِّينِ أَبْنَاءُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا وَفَعَلُوا فَاحْصِهِمْ عَدَدًا وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا وَلا تُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا [2] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: كَانَ الْمَنْصُورُ يَكْتُبُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن أَلْسُنِ قُوَّادُهُ يَدْعُونَهُ إِلَى الظُّهُورِ وَيُخْبِرُونَهُ أَنَّهُمْ مَعَهُ فَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: لَوِ الْتَقَيْنَا لَمَالَ إِلَيَّ الْقُوَّادُ كُلُّهُمْ. وَقَدْ خَرَجَ مَعَهُ مثل ابن عَجْلانَ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: خَرَجَ ابْنُ عَجْلانَ مَعَهُ فَلَمَّا قتل وولي المدينة جعفر ابن سُلَيْمَانَ أَتَوْهُ بِابْنِ عَجْلانَ فَكَلَّمَهُ جَعْفَرٌ كَلامًا شَدِيدًا وَقَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الْكَذَّابِ وَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهِ. فَلَمْ يَنْطِقْ إِلا أَنَّهُ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ، فَقَامَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَقَالُوا: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، إِنَّ ابْنَ عَجْلانَ فَقِيهُ الْمَدِينَةِ وَعَابِدُهَا، وَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَيْهِ وَظَنَّ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الرِّوَايَةُ، وَلَمْ يَزَالُوا يَرْغَبُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَرَكَهُ، وَلَزِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ضَيْعَةً لَهُ وَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَخَرَجَ أَخَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَلَمْ يُقْتَلا، عَفَا عَنْهُمَا الْمَنْصُورُ. وَاخْتَفَى جَعْفَرٌ الصَّادِقُ وَذَهَبَ إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْفَرْعِ مُعْتَزِلا لِلْفِتْنَةِ رَحِمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ محمدا   [1] قرآن كريم- سورة النازعات- الآية 24. [2] انظر الطبري 7/ 558. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 22 اسْتَعْمَلَ عُمَّالَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ من الوجوه إلا نفر، منهم الضحّاك ابن عُثْمَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنْذِرٍ الْخُرَّمِيَّانِ، وَخُبَيْبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ مَالِكًا اسْتُفْتِيَ فِي الْخُرُوجِ مَعَ مُحَمَّدٍ وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فِي أَعْنَاقِنَا بَيْعَةٌ لِلْمَنْصُورِ، فَقَالَ: إِنَّمَا بَايَعْتُمْ مُكْرَهِينَ وَلَيْسَ عَلَى مُكْرَهٍ يَمِينٌ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ إِلَى مُحَمَّدٍ وَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ السجستاني: كان سفيان الثوري يَتَكَلَّمُ فِي عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ لِخُرُوجِهِ مَعَ مُحَمَّدٍ وَيَقُولُ: إِنْ مَرَّ بِكَ الْمَهْدِيُّ وأنت في البيت فلا تحرج إِلَيْهِ حَتَّى يَجْتَمِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ. وَذَكَرَ سُفْيَانُ صِفِّينَ فَقَالَ: مَا أَدْرِي أَخْطُأوا أَمْ أَصَابُوا. وَقِيلَ: أَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَقَدْ شَاخَ لِيُبَايِعَهُ فَقَالَ: يَا بْنَ أَخِي، أَنْتَ وَاللَّهِ مَقْتُولٌ، كَيْفَ أُبَايِعُكَ؟ فَارْتَدَعَ النَّاسُ عَنْهُ قَلِيلا، فَأَتَتْهُ حَمَّادَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا عَمِّ، إِنَّ إِخْوَتِي قَدْ أَسْرَعُوا إِلَى ابْنِ خَالِهِمْ فَلا تُثَبِّطْ عَنْهُ النَّاسَ فَيُقْتَلَ ابْنُ خَالِي وَإِخْوَتِي. فَأَبَى إِلا أَنْ يَنْهَى عَنْهُ، فَيُقَالُ إِنَّهَا قَتَلَتْهُ، فَأَرَادَ مُحَمَّدٌ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ: يُقْتَلُ أَبِي وَتُصَلِّي عَلَيْهِ، فَنَحَّاهُ الْحَرَسُ وَصَلَّى مُحَمَّدٌ. ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَعْمَلَ عَلَى مَكَّةَ الْحَسَنَ بن معاوية بن عبد الله بن جعفر، وَعَلَى الْيَمَنِ الْقَاسِمَ بْنَ إِسْحَاقَ، فَقُتِلَ الْقَاسِمُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الشَّامِ مُوسَى بْنَ عَبْدَةَ لِيَذْهَبَ إِلَيْهَا وَيَدْعُو إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُتِلَ مُحَمَّدٌ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ مُوسَى. وَكَانَ مُحَمَّدٌ شَدِيدَ الأَدَمَةِ جَسِيمًا فِيهِ تَمْتَمَةٌ. وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ قَالُوا: لَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدٌ قَالَ الْمَنْصُورُ لِإِخْوَتِهِ: إِنَّ هَذَا الأَحْمَقُ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ، وَكَانَ فِي سِجْنِهِ- لا يَزَالُ يَطْلُعُ لَهُ الرَّأْيُ الْجَيِّدُ فِي الْحَرْبِ فَادْخُلُوا عَلَيْهِ فَشَاوِرُوهُ وَلا تُعْلِمُوهُ أَنِّي أَمَرْتُكُمْ، الجزء: 9 ¦ الصفحة: 23 فَدَخَلُوا عَلَيْهِ جَمِيعًا، فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ: لِأَمْرٍ مَا جِئْتُمْ وَمَا جَاءَ بِكُمْ جَمِيعًا وَقَدْ هَجَرْتُمُونِي مِنْ دَهْرٍ؟ قَالُوا: اسْتَأْذَنَّا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَذِنَ لَنَا. قَالَ: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ فَمَا الْخَبَرُ؟ قَالُوا: خرج مُحَمَّد. قال: فما ترون ابن سلامة صانعا، يعني المنصور، قَالُوا: لا نَدْرِي. قَالَ: إِنَّ الْبُخْلَ قَدْ قَتَلَهُ فَمُرُوهُ أَنْ يُخْرِجَ الأَمْوَالَ وَيُعْطِي الأَجْنَادَ فَإِنْ غَلَبَ فَمَا أَوْشَكَ أَنْ يَعُودَ إِلَيْهِ مَالُهُ. قَالَ: وَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ عِيسَى بْنَ مُوسَى لِحَرْبِ مُحَمَّدٍ وَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ في الْأَرْضِ فَساداً 5: 33 إِلَى قوله إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ 5: 34 الآيَةَ [1] . وَلَكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ وَذِمَّتُهُ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ إِنْ تُبْتَ وَرَجَعْتَ أُؤَمِّنُكَ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِكَ وَأَفْعَلُ لَكَ وَأُعْطِيكَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَمَا سَأَلْتَ مِنَ الْحَوَائِجِ [2] ، فَكَتَبَ جَوَابَهُ إِلَى الْمَنْصُورِ: مِنَ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ نَتْلُوا عَلَيْكَ] 28: 1- 3 إلى قوله ما كانُوا يَحْذَرُونَ 28: 6 [3] وَأَنَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانِ مِثْلَ مَا عَرَضْتَ عَلَيَّ، فَإِنَّ الْحَقَّ حَقُّنَا، وَإِنَّمَا ادَّعَيْتُمْ هَذَا الأَمْرَ بِنَا، ثُمَّ ذَكَرَ شَرَفَهُ وَأُبُوَّتَهُ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: فَأَنَا ابْنُ أَرْفَعِ النَّاسِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ، وَابْنُ أَهْوَنِهِمْ عَذَابًا فِي النَّارِ، وَأَنَا ابْنُ خَيْرِ الأَخْيَارِ، وَابْنُ خَيْرِ الأَشْرَارِ، وَابْنُ خَيْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَابْنُ خَيْرِ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَا أَوْفَى بِالْعَهْدِ مِنْكَ لِأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَهْدِ وَالأَمَانِ مَا أَعْطَيْتَهُ رِجَالا قَبْلِي، فَأَيَّ الأَمَانَاتِ تُعْطِينِي! أَمَانُ ابْنِ هُبَيْرَةَ، أَمْ أَمَانُ عَمِّكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، أَمْ أَمَانُ أَبِي مُسْلِمٍ [4] . فَأَجَابَهُ الْمَنْصُورُ: جَلَّ [5] فَخَرَكَ بِقَرَابَةِ النِّسَاءِ، لِتَضِلَّ بِهِ الْغَوْغَاءُ، لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ النِّسَاءَ كَالْعُمُومَةِ بَلْ جَعَلَ الْعَمَّ أَبًا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ كَذَا فَأَمْرُهُ   [1] قرآن كريم- سورة المائدة- الآية 33 و 34. [2] انظر نص الكتاب في تاريخ الطبري 7/ 566 وابن الأثير 5/ 536. [3] قرآن كريم- سورة القصص- الآيات 1- 5. [4] انظر الطبري 7/ 568 وابن الأثير 5/ 537 و 538. [5] في نسخة القدسي 6/ 14 «خل» والتصويب من الطبري 7/ 568 وابن الأثير 5/ 538. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 24 كَذَا وَلَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ أَعْمَامٌ أَرْبَعَةٌ فَأَجَابَ اثْنَانِ، أَحَدُهُمَا أَبِي، وَأَبَى اثْنَانِ، أَحَدُهُمَا أَبُوكَ، فَقَطَعَ اللَّهُ وِلايَتَهُمَا مِنْهُ، وَلا يَنْبَغِي لَكَ وَلا لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَفْخَرَ بِأَهْلِ النَّارِ. وَفَخْرُكَ بِأَنَّكَ لَمْ تَلِدْكَ أَمَةٌ فَتَعَدَّيْتَ طَوْرَكَ وَفَخَرْتَ عَلَى من هو خير منك إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا خِيَارُ بَنِي أَبِيكَ إِلا بَنُو إِمَاءٍ، مَا وُلِدَ فِيكُمْ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ لأُمِّ وَلَدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ جَدِّكَ، وَمَا كَانَ فِيكُمْ بَعْدَهُ مِثْلُ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَدَّتُهُ أَمُّ وَلَدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، وَلا مِثْلُ ابْنِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّكُمْ بَنُو رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ 33: 40 [1] وَلَكِنَّكُمْ بَنُو ابْنَتِهِ، وَأَمَّا مَا فَخَرْتَ بِهِ مِنْ عَلِيٍّ، وَسَابِقَتِهِ، فَقَدْ حَضَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ الْوَفَاةُ فَأَمَّرَ غَيْرَهُ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ أَخَذَ النَّاسُ رَجُلا بَعْدَ رَجُلٍ فَلَمْ يَأْخُذُوهُ، وَكَانَ فِي سِتَّةِ أَهْلِ الشُّورَى فَتَرَكُوهُ، ثُمَّ قُتِلَ عُثْمَانُ وَهُوَ بِهِ مُتَّهمٌ، وَقَاتَلَهُ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، وَأَبَى سَعْدٌ بَيْعَتَهُ وَأَغْلَقَ دُونَهُ بَابَهُ، ثُمَّ طَلَبَهَا بِكُلِّ وَجْهٍ، وَقَاتَلَ عَلَيْهَا، وَتَفَرَّقَ عَنْهُ عَسْكَرُهُ، وَشَكَّ فِيهِ شِيعَتُهُ قَبْلَ الْحُكُومَةِ، ثُمَّ حَكَّمَ حَكَمَيْنِ رَضِيَ بِهِمَا وَأَعْطَاهُمَا عَهْدَهُ وَمِيثَاقَهُ، فَاجْتَمَعَا عَلَى خَلْعِهِ، ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ حَسَنٌ فَبَاعَهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بِدَرَاهِمَ وَثِيَابٍ وَلَحِقَ بِالْحِجَازِ، وَأَسْلَمَ شِيعَتَهُ بِيَدِ مُعَاوِيَةَ وَدَفَعَ الأَمْرَ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، وَأَخَذَ مَالا مِنْ غَيْرِ وَلائِهِ [2] ، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فِيهَا شَيْءٌ فَقَدْ بِعْتُمُوهُ. ثُمَّ خَرَجَ الْحُسَيْنُ ابْنُ عَلِيٍّ عَلَى ابْنِ مَرْجَانَةَ [3] فَكَانَ النَّاسُ مَعَهُ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ ثُمَّ خَرَجْتُمْ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَقَتَلُوكُمْ وَصَلَّبُوكُمْ حَتَّى قُتِلَ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَلِيٍّ بِخُرَاسَانَ، وَقَتَلُوا رِجَالَكُمْ وَأَسَرُوا الصِّبْيَةَ وَالنِّسَاءَ، وَحَمَلُوكُمْ [4] بِلا وطاء في المحامل إلى الشام   [1] قرآن كريم- سورة الأحزاب- الآية 40. [2] في نسخة القدسي 6/ 15 «ولاته» والتصحيح من الطبري 7/ 570. [3] هو عبيد الله بن زياد، وأمه مرجانة. [4] في تاريخ الطبري 7/ 570 «حملوهم» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 25 حَتَّى خَرَجْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَطَلَبْنَا بِثَأْرِكُمْ وَأَدْرَكْنَا بِدِمَائِكُمْ وَفَضَّلْنَا سَلَفَكُمْ فَاتَّخَذْتُمْ ذَلِكَ عَلَيْنَا حُجَّةً. وَظَنَنْتُ إِنَّمَا ذَكَرْنَا أَبَاكَ وَفَضَّلْنَاهُ لِلتَّقْدِمَةِ مِنَّا لَهُ عَلَى حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ وَجَعْفَرٍ، وَلَيْسَ كَمَا ظَنَنْتُ، وَلَقَدْ خَرَجَ هَؤُلاءِ مِنَ الدُّنْيَا سَالِمِينَ، مُجْتَمَعٌ عَلَيْهِمْ بِالْفَضْلِ، وَابْتُلِيَ أَبُوكُمْ بِالْقِتَالِ وَالْحَرْبِ، فَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ تَلْعَنُهُ كَمَا تَلْعَنُ الْكَفَرَةَ فِي الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَاحْتَجَجْنَا لَهُ وَذَكَرْنَا فَضْلَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [1] . وَكَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ أَخْرَجَ مِنَ السِّجْنِ بِالْمَدِينَةِ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْقَسْرِيَّ، فَرَأَى الْقَسْرِيُّ أَنَّ الأَمْرَ ضَعِيفٌ، فَكَتَبَ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِهِ، فَبَلَغَ مُحَمَّدًا فَحَبَسَهُ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: ذَبَحَ ابْنُ حُضَيْرٍ أَحَدُ أَعْوَانِ مُحَمَّدٍ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ [2] . وَأَمَّا ابْنُ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا مَضَى إِلَى مَكَّةَ كَانَ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا وَسَبْعَةِ أَفْرَاسٍ فَقَاتَلَ السَّرِيَّ أَمِيرَ مَكَّةَ فَقُتِلَ سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ السَّرِيِّ، فَانْهَزَمَ السَّرِيُّ وَدَخَلَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ مَكَّةَ فَخَطَبَ وَنَعَى إِلَيْهِمُ الْمَنْصُورَ، وَدَعَا لِمُحَمَّدٍ، ثم بعد أيام أتاه كتاب محمد يأمره باللحاق به، فجمع جموعا تقدم بها على محمد، فَلَمَّا كَانَ بقَدِيدَ بَلَغَهُ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ فَانْهَزَمَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَلَحِقَ بِإِبْرَاهِيمَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى قَتَلَ إِبْرَاهِيمَ. وَنَدَبَ الْمَنْصُورُ لِقِتَالِ مُحَمَّدِ ابن عَمِّهِ عِيسَى بْنِ مُوسَى وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لا أُبَالِي أَيُّهُمَا قَتَلَ صَاحِبَهُ، فَجَهَّزَ مَعَ عيسى أربعة آلاف فارس، وفيهم محمد ابن السَّفَّاحِ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى «فَنْدَ» [3] كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي خِرَقِ الْحَرِيرِ يَتَأَلَّفُهُمْ، فَتَفَرَّقَ عَنْ مُحَمَّدٍ خَلْقٌ، وَسَارَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِتَلَقِّي عيسى والتحيّز إليه، فاستشار محمد عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِضَعْفِ جَمْعِكَ وَقِلَّتِهِمْ، وَبِقُوَّةِ خَصْمِكَ وَكَثْرَةِ جُنْدِهِ، والرأي أن تلحق بمصر، فو الله لا يردّك   [1] انظر النص في الطبري 7/ 568- 571 وابن الأثير 5/ 538- 541. [2] انظر تهذيب التاريخ الكبير لابن عساكر 5/ 334- 346. [3] فند: بفتح الفاء وسكون النون. اسم جبل بين مكة والمدينة قرب البحر. (ياقوت 4/ 277) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 26 عَنْهَا رَادٌّ فَيُقَاتِلُ الرَّجُلُ بِمِثْلِ رِجَالِهِ وَسِلاحِهِ، فَصَاحَ جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَعُوذُ باللَّه أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (رَأَيْتُنِي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ فَأَوَّلْتُهَا الْمَدِينَةَ) [1] . ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا اسْتَشَارَ: هَلْ يُخَنْدِقُ عَلَى نَفْسِهِ، فَاخْتَلَفَ عَلَيْهِ رَأْيُ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا تيَقَّنْ قُرْبَ عِيسَى بْنِ مُوسَى مِنْهُ، حَفَرَ خَنْدَقَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم وَحَفَرَ فِيهِ بِيَدِهِ تَأَسِّيًا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَنْ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ مَعَ مُحَمَّدٍ جَمْعٌ لَمْ أَرَ أَكْثَرَ مِنْهُ، إِنِّي لأَحْسَبُنَا قَدْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ، فَلَمَّا دنا منا عِيسَى خَطَبَنَا مُحَمَّدٌ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ قَرُبَ مِنْكُمْ فِي عَدَدٍ وَعُدَدٍ، وَقَدْ حَلَلْتُكُمْ مِنْ بَيْعَتِي، فَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَنْصَرِفْ، قَالَ: فَتَسَلَّلُوا حَتَّى بَقِيَ فِي شِرْذِمَةٍ. وَخَرَجَ النَّاسُ من المدينة بأولادهم إلى الأَعْوَصِ وَالْجِبَالِ، فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُمْ عِيسَى، بَلْ جَهَّزَ خَمْسَمِائَةٍ إِلَى ذِي الْحَلِيفَةِ يُمْسِكُونَ طَرِيقَ مَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثُمَّ رَاسَلَهُ يَدْعُوهُ إِلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الْمَنْصُورَ قَدْ أَمَّنَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِيَّاكَ أَنْ يَقْتُلَكَ مَنْ يَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ فَتَكُونَ شَرَّ قَتِيلٍ، أَوْ تَقْتُلُهُ فَيَكُونَ أَعْظَمَ لِوِزْرِكَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عِيسَى: لَيْسَ بَيْنَنَا إِلا الْقِتَالُ، فَإِنْ أَبَيْتَ إِلا الْقِتَالَ نُقَاتِلُكَ عَلَى ما قاتل عليه خير آبائك، عليّ طلحة وَالزُّبَيْرُ عَلَى نَكْثِ بَيْعَتِهِمْ لَهُ [2] . وَعَنْ «مَاهَانَ» مَوْلَى قَحْطَبَةَ قَالَ: لَمَّا صِرْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ أَتَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُصْعَبٍ طَلِيعَةً فَطَافَ بِعَسْكَرِنَا حَتَّى حَزَّرَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ عَنَّا فَرُعْبِنَا مِنْهُ، حَتَّى جَعَلَ عِيسَى وَحُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ يَقُولانِ: فَارِسٌ وَاحِدٌ يَكُونُ طَلِيعَةً لِأَصْحَابِهِ! فَلَمَّا كَانَ عَنَّا مَدَّ الْبَصَرَ نَظَرْنَا إِلَيْهِ مُقِيمًا لا يَزُولُ، فَقَالَ حُمَيْدٌ: وَيْحَكُمُ انْظُرُوا، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ فَارِسَيْنِ، فَوَجَدَا دَابَّتَهُ عَثُرَتْ بِهِ فَتَقَوَّسَ الْجَوْشَنُ فِي عُنُقِهِ فَقَتَلَهُ، فَأَخَذَا سَلْبَهُ وَرَجَعَا بِتَنُّورٍ مُذَهَّبٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ [3] . قِيلَ كان لمصعب جدّه أمير   [1] الطبري 7/ 581. [2] الطبري 7/ 585. [3] الطبري 7/ 585. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 27 الْعِرَاقِ. ثُمَّ إِنَّ عِيسَى أَحَاطَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَثْنَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ دَعَا مُحَمَّدٌ إِلَى الطَّاعَةِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ سَاقَ بِنَفْسِهِ فِي خَمْسِمِائَةٍ فَوَقَفَ بِقُرْبِ السُّورِ فَنَادَى: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَ بَعْضِنَا عَلَى بَعْضٍ، فَهَلُمُّوا إِلَى الأَمَانِ، فَمَنْ جَاءَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَهُ أَوِ الْمَسْجِدَ أَوْ أَلْقَى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ، خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ صَاحِبِنَا فَإِمَّا لَنَا وَإِمَّا لَهُ، قَالَ فَشَتَمُوهُ، فَانْصَرَفَ يَوْمَئِذٍ فَفَعَلَ مِنَ الْغَدِ كَذَلِكَ، ثُمَّ عَبَّأَ جَيْشَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَزَحَفَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ ظَهَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَلَمَّا الْتَحَمَ الْحَرْبُ نَادَى: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ لا أُقَاتِلَ حَتَّى أَعْرِضَ عَلَيْكَ الأَمَانَ، فَلَكَ الأَمَانُ عَلَى نَفْسِكَ وَمَنِ اتَّبَعَكَ، وَتُعْطَى مِنَ الْمَالِ كَذَا وَكَذَا، فَصَاحَ: أَلْهُ عَنْ هَذَا، فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لا يُثْنِينِي عَنْكُمْ فَزَعٌ، وَلا يُقَرِّبُنِي مِنْكُمْ طَمَعٌ، ثُمَّ تَرَجَّلَ. قَالَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ: فَإِنِّي لأَحْسَبُهُ قَتَلَ يَوْمَئِذٍ بِيَدِهِ سَبْعِينَ رَجُلا [1] . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: دَعَا عِيسَى عَشَرَةً مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ مِنْهُمُ الْقَاسِمِ بْنُ حَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: فَجِئْنَا سُوقَ الْحَطَّابِينَ، فَدَعَوْنَاهُمْ فَسَبُونَا وَرَشَقُونَا بِالنَّبْلِ، وَقَالُوا: هَذَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَنَا وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُمُ الْقَاسِمُ: وَأَنَا ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ، وَأَكْثَرُ مَنْ ترَوْنَ مَعِي بَنُو رَسُولِ اللَّهِ، وَنَحْنُ نَدْعُوكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَحَقْنِ دِمَائِكُمْ، وَرَجَعْنَا، فَأَرْسَلَ عِيسَى حُمَيْدَ بْنَ قَحْطَبَةَ فِي مِائَةٍ [2] . وَجَعَلَ مُحَمَّدٌ سُتُورَ الْمَسْجِدَ دَرَائِعَ لِأَصْحَابِهِ، وَكَانَ مَعَ الأَفْطَسِ عَلَمٌ أَصْفَرُ فِيهِ صُورَةٌ حَيَّةٌ. وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ: كُنَّا يَوْمَئِذٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عِدَّةَ أَصْحَابِ بَدْرٍ، ثُمَّ لَقِينَا عِيسَى فَتَبَارَزَ جَمَاعَةٌ. وَعَنْ مَسْعُودٍ الرَّحَّالِ قَالَ: شَهِدْتُ مَقْتَلَ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ، فَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ، وَأَنَا مُشْرِفٌ مِنْ سَلْعٍ، إِذْ نَظَرْتُ إلى رجل من أصحاب   [1] الطبري 7/ 586. [2] الطبري 7/ 587. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 28 عِيسَى قَدْ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ فَدَعَا إِلَى الْبِرَازِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَاجِلٌ عَلَيْهِ قَبَاءُ أَبْيَضُ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ الْفَارِسُ، فَقَتَلَهُ الرَّاجِلُ وَرَجَعَ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى، فَبَرَزَ لَهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَتَلَهُ، ثُمَّ بَرَزَ ثَالِثٌ فَقَتَلَهُ، فَاعْتَوَرَهُ أَصْحَابُ عِيسَى يَرْمُونَهُ، فَأَثْبَتُوهُ، فَأَسْرَعَ فَمَا وَصَلَ إِلَى أَصْحَابِهِ حَتَّى خَرَّ صَرِيعًا، وَدَامَ الْقِتَالُ مِنْ بَكْرَةٍ إِلَى الْعَصْرِ، وَطَمَّ أَصْحَابُ عِيسَى الْخَنْدَقَ، وَجَاءَتِ الْخَيْلُ، وَذَهَبَ مُحَمَّدٌ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، فَاغْتَسَلَ وَتَحَنَّطَ، ثُمَّ جَاءَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَالَكَ بِمَا تَرَى طَاقَةٌ، فَاخْرُجْ تَلْحَقْ بِالْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِمَكَّةَ، فَإِنَّ مَعَهُ جُلَّ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ: لَوْ رُحْتُ لَقُتِلَ هَؤُلاءِ، فو الله لا أَرْجِعُ حَتَّى أَقْتُلُ أَوْ أُقْتَلُ، وَأَنْتُ مِنِّي فِي سَعَةٍ فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ [1] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُمَشَّقَةٌ وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ، وَابْنُ خُضَيْرٍ [2] يُنَاشِدُهُ اللَّهَ إِلا مَضَى إِلَى الْبَصْرَةِ، وَمُحَمَّدٌ يَقُولُ: وَاللَّهِ لا تُبْلَوُنَّ بِي مَرَّتَيْنِ، وَلَكِنِ اذْهَبْ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ. فَقَالَ: وَأَيْنَ الْمَذْهَبُ عَنْكَ؟ ثُمَّ مَضَى فَأَحْرَقَ الدِّيوَانَ وَقَتَلَ رِيَاحًا فِي الْحَبْسِ، ثُمَّ لَحِقَ مُحَمَّدًا بِالثَّنِيَّةِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ [3] . وَقِيلَ: قَتَلَ مَعَ رِيَاحٍ أَخَاهُ عَبَّاسَ بْنَ عُثْمَانَ، وَكَانَ مُسْتَقِيمَ الطَّرِيقَةِ، فَعَابَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى الْعَصْرَ وَعَرْقَبَ فَرَسَهُ، وَعَرْقَبَ بَنُو شُجَاعٍ دَوَابَّهُمْ، وَكَسَرُوا أَجْفَانَ سُيُوفِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ بَايَعْتُمُونِي وَلَسْتُ بِمُبَايِعٍ حَتَّى أُقتَلَ، ثُمَّ أَنَّهُ حَمَلَ وَهَزَمَ أَصْحَابَ عِيسَى مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ أَصْحَابُ عِيسَى مِنْ نَاحِيَةِ بَنِي غِفَارٍ، وَجَاءُوا مِنْ خَلْفِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ، فَنَادَى مُحَمَّدٌ حُمَيْدَ بْنَ قَحْطَبَةَ: إِنْ كُنْتَ فَارِسًا فَابْرُزْ، فَلَمْ يبرزَ لَهُ، وجعل حميد يدعو   [1] الطبري 7/ 589- 591. [2] في نسخة القدسي 6/ 18 «حصين» والتصحيح من الطبري 7/ 591 وابن الأثير 5/ 547. [3] الطبري 7/ 591، ابن الأثير 5/ 547 و 548. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 29 ابْنَ خُضَيْرٍ إِلَى الأَمَانِ، وَيَشُحُّ بِهِ عَنِ الْمَوْتِ، وَهُوَ يَشُدُّ عَلَى النَّاسِ بِسَيْفِهِ مُتَرَجِّلا، وَخَالَطَ النَّاسَ، فَجَاءَتْهُ ضَرْبَةٌ عَلَى أَلْيَتِهِ، وَأُخْرَى عَلَى عَيْنِهِ فَخَرَّ، وَقَاتَلَ مُحَمَّدٌ عَلَى جُثَّتِهِ حَتَّى قُتِلَ [1] ، وَعَهِدَ الَّذِينَ دَخَلُوا الْمَدِينَةَ مِنْ نَاحِيَةِ بَنِي غِفَارٍ فَنَصَبُوا عَلَمًا أَسْوَدَ عَلَى الْمَنَارَةِ، وَدَخَلَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي زُقَاقٍ أَشْجَعَ، فَهَجَمَ عَلَى مُحَمَّدٍ فَقَتَلَهُ وَهُوَ غَافِلٌ، وَأَخَذَ رَأْسَهُ، وَقَتَلَ مَعَهُ جَمَاعَةً. وَقِيلَ: جَاءَتْ مُحَمَّدًا ضَرْبَةٌ عَلَى أُذُنِهِ، فَبَرَكَ وَجَعَلَ يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ بِسَيْفِهِ وَيَقُولُ: وَيْحَكُمْ إِنَّ نَبِيَّكُمْ [2] مَظْلُومٌ، فَنَزَلَ حُمَيْدٌ فَحَزَّ رَأْسَهُ. وَقِيلَ: كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُو الْفَقَارِ، فَقَدَّ النَّاسُ بِهِ، وَجَعَلَ لا يُقَارِبُهُ أَحَدٌ إِلا قَتَلَهُ، فَجَاءَهُ سَهْمٌ فَوَجَدَ الْمَوْتَ، فَكُسِرَ السَّيْفُ. وَرَوَى عَمْرٌو مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَخْدِمُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، قَالَ: كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ يَوْمَئِذٍ ذُو الْفَقَارِ، فَلَمَّا أَحَسَّ الْمَوْتَ أَعْطَى السَّيْفَ رَجُلا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، وَقَالَ: خُذْ هَذَا السَّيْفَ فَإِنَّكَ لا تَلْقَى أَحَدًا مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ إِلا أَخَذَهُ مِنْكَ وَأَعْطَاكَ حَقَّكَ، فَبَقِيَ السَّيْفُ عِنْدَهُ حَتَّى وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدِينَةَ فَأُخْبِرَ عَنْهُ، فَدَعَاهُ وَأَعْطَاهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ، ثُمَّ صَارَ [3] إِلَى مُوسَى [4] فَجَرَّبَهُ عَلَى كَلْبٍ، فَانْقَطَعَ السَّيْفُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُ الرَّشِيدَ بِطُوسَ مُتَّقلِدًا سَيْفًا فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ ذَا الْفَقَارِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: أَسْلُلُ [5] سَيْفِي هَذَا قَالَ: فَرَأَيْتُ فِيهِ ثَمَانِيَ   [1] الطبري 7/ 594. [2] هكذا في الأصل وفي نسخة القدسي 6/ 18 والأصح ما في تاريخ الطبري 7/ 595 «أنا بن نبيّكم» . [3] في نسخة القدسي 6/ 18 «سار» والتصحيح من الطبري 7/ 596 وابن الأثير 5/ 549. [4] في نسخة القدسي 6/ 18 «ابن موسى» والتصحيح من الطبري. وهو الخليفة الملقب بالهادي. (انظر: ابن الأثير 5/ 549) . [5] في الطبري 7/ 596 «استلّ» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 30 عَشْرَة فَقَارَةَ. وَكَانَ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ بَعْدَ الْعَصْرِ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ هَذِهِ [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ ثَلاثًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقِيلَ: أَذِنَ عِيسَى فِي دَفْنِهِ، وَأَمَرَ بِأَصْحَابِهِ فَصُلِبُوا مَا بَيْنَ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] . وَقِيلَ: لَمَّا خَرَجَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَعَ مُحَمَّدٍ، كَانَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ يَنْهَاهُ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ جَعْفَرٌ يَقُولُ لَهُ: هُوَ وَاللَّهِ مَقْتُولٌ [3] . وَبَعَثَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِالرَّأْسِ إِلَى الْعِرَاقِ، ثُمَّ طِيفَ بِهِ فِي الْبُلْدَانِ، وَقَبَضَ عِيسَى عَلَى أَمْوَالِ بَنِي الْحَسَنِ. وَحَدَّثَ أَيُّوبُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: لَقِيَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رُدَّ عَلَيَّ قَطِيعَتِي عَيْنِ أَبِي زِيَادٍ آكُلُ مِنْهَا [4] ، قَالَ: إِيَّايَ تُكَلِّمُ هَذَا [5] الْكَلامَ! وَاللَّهِ لَأُزْهِقَنَّ نَفْسَكَ. قَالَ: فَلا تَعْجَلْ عَلَيَّ، فَقَدْ بَلَغْتُ ثَلاثًا وَسِتيِّنَ سَنَةً، وَفِيهَا مَاتَ أَبِي وَجِدِّي وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِرْقَ لَهُ [6] ، فَلَمَّا مَاتَ الْمَنْصُورُ رَدَّ الْمَهْدِيُّ عَلَى أولاد أبي جعفر عين أبي زياد.   [1] الطبري 7/ 597، ابن الأثير 5/ 554. [2] الطبري 7/ 600. [3] الطبري 7/ 601. [4] في تاريخ الطبري 7/ 603 «من سعفها» . [5] في تاريخ الطبري 7/ 603 «بهذا» . [6] في نسخة القدسي 6/ 19 «ولها» ، والتصحيح من الطبري 7/ 603. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 31 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيُّ: لَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ، مَضَى أَخُوهُ مُوسَى وَأَبِي وَأَنَا وَرَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، فَأَتَيْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ سِرْنَا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَدَخَلْنَاهَا لَيْلا، فَمُسِكْنَا وَأُرْسِلْنَا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى أَبِي قَالَ: هِيهِ أَخَرَجْتَ مع محمد؟ قال: قد كانت ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَهُوَ عُثْمَانُ بن محمد بن خالد ابن الزُّبَيْرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِمُوسَى فَضُرِبَ بِالسِّيَاطِ، ثُمَّ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِي، فَكَلَّمَهُ فِيَّ عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ وَقَالَ: مَا أَحْسَبُهُ بَلَغَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتُ غُلامًا تَبَعًا لِأَبِي، فَضُرِبْتُ خَمْسِينَ سَوْطًا، ثُمَّ حُبِسْتُ حَتَّى أَخْرَجَنِي الْمَهْدِيُّ. وَقِيلَ: بَلْ قَتَلَ عُثْمَانُ لِأَنَّهُ سَأَلَهُ أَيْنَ الْمَالُ؟ قَالَ: دَفَعْتُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَسَبَّهُ، فَجَاوَبَهُ عُثْمَانُ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ [1] . وَقِيلَ: قَالَ لَهُ: أَنْتَ الْخَارِجُ عَلَيَّ؟ قَالَ: بَايَعْتُ أَنَا وَأَنْتَ رَجُلا بِمَكَّةَ، فَوَفَّيْتُ أَنَا، وَغَدَرْتَ أَنْتَ. وَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيَّ، فَثَارَتْ عَلَيْهِ السُّودَانُ بِالْمَدِينَةِ. وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ جُنْدِهِ انْتَهَبَ شَيْئًا مِنَ السُّوقِ، فَاجْتَمَعَ الرُّؤَسَاءُ إِلَى ابْنِ الرَّبِيعِ فَكَلَّمُوهُ، فَلَمْ يُنكِرْ وَلا غَيَّرَ، ثُمَّ اشْتَرَى جُنْدِيٌّ مِنْ لَحَّامٍ وَأَبَى أَنْ يُوَفِّيهِ الثَّمَنَ وَشَهَرَ سَيْفَهُ عَلَى اللَّحَّامِ، فَطَعَنَهُ اللَّحَّامُ بِشَفْرَتِهِ فِي خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ، فَتَنَادَى الْجَزَّارُونَ وَالسُّودَانُ عَلَى الْجُنْدِ وَهُمْ يَذْهَبُونَ إِلَى الْجُمْعَةِ، فَقَتَلُوهُمْ بِالْعُمُدِ، فَهَرَبَ ابْنُ الرَّبِيعِ بِاللَّيْلِ [2] ، وَهَذَا تَمَّ فِي آخِرِ الْعَامِ. وَكَانَ رُءُوسُ السُّودَانِ ثلاثة: وثيق ويعقل [3] ورمقة [4] ، فخرج ابن   [1] الطبري 7/ 607. [2] الطبري 7/ 609 و 610. [3] في نسخة القدسي 6/ 20 «معقل» ، والتصحيح من الطبري 7/ 610 و 614. [4] في نسخة القدسي 6/ 20 «ربيعة» ، والتصحيح من الطبري 7/ 610. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 32 أَبِي سَبْرَةَ مِنَ السِّجْنِ، فَخَطَبَ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى الطَّاعَةِ، فَسَكَنَ النَّاسُ، وَرَجَعَ ابْنُ الرَّبِيعِ وَقَطَعَ يَدَ «وَثِيقٍ» وَأَيْدِي ثَلاثَةٍ مَعَهُ بِنَاءُ بَغْدَادَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أُسِّسَتْ مَدِينَةُ السَّلامِ «بَغْدَادُ» ، وَهِيَ الَّتِي تُدْعَى مَدِينَةُ الْمَنْصُورِ. سَارَ الْمَنْصُورُ يَطْلُبُ مَوْضِعًا يَتَّخِذُهُ بَلَدًا، فَبَاتَ لَيْلَةً، وَكَانَ فِي مَوْضِعِ الْقَصْرِ بَيْعَةُ قِسٍّ، فَطَابَ لَهُ الْمَبِيتُ، وَأَقَامَ يَوْمًا فَلَمْ يَرَ إِلا مَا يُحِبُّ، فَقَالَ: هَاهُنَا ابْنُوا فَإِنَّهُ طَيِّبٌ، وَتَأْتِيهِ مَادَّةُ الْفُرَاتِ وَدِجْلَةَ وَالأَنْهَارِ، فَخَطَّ بَغْدَادَ، وَوَضَعَ أَوَّلَ لَبِنَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وباللَّه، وَالْحَمْدُ للَّه، ابْنُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ، وذلك بعد أن بعث رِجَالا لَهُمْ فَضْلٌ يَتَطَلَّبَانِ مَوْضِعًا، ثُمَّ وَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى هَذِهِ الْبُقْعَةِ، وَسَأَلَ رَاهِبًا هُنَاكَ عَنْ أَمْرِ الأَرْضِ وَصِحَّتِهَا وَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَ فِي كُتُبِكُمْ أَنَّهُ يُبْنَى هَاهُنَا مَدِينَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ يَبْنِيهَا مِقْلاصٌ، قَالَ: فَأَنَا كُنْتُ أُدْعَى بذلك، وكذلك لما بنى مدينة «الرَّافِقَةُ» [1] قَالَ لَهُ رَاهِبٌ: إِنَّ إِنْسَانًا يَبْنِي هُنَا مَدِينَةً يُقَالُ لَهُ مِقْلاصٌ، قَالَ: أَنَا هُوَ، فَبَنَاهَا عَلَى نَحْوٍ مِنْ بَغْدَادَ، لَكِنَّهَا أَصْغَرُ. وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُجَالِدٍ قَالَ: أَحْضَرَ [2] الْمَنْصُورُ الصُّنَّاعَ وَالْفَعَلَةَ مِنَ الْبِلادِ، وَأَحْضَرَ الْمُهَنْدِسِينَ وَالْحُكَمَاءَ وَالْعُلَمَاءَ، وَكَانَ مِمَّنْ أَحْضَرَ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَرُسِمَتْ لَهُ بِالرَّمَادِ، بِسُورِهَا، وَأَبْوَابِهَا، وَأَسْوَاقِهَا، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُعْمَلَ عَلَى ذَلِكَ الرَّسْمِ. وَرَوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ قَالَ لِذَلِكَ الرَّاهِبِ: أُرِيدُ أَنْ أَبْنِي هنا   [1] في الأصل «الرافتة» . [2] في الأصل «حصر» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 33 مَدِينَةً، فَقَالَ: إِنَّمَا يَبْنِيهَا مَلِكٌ يُقَالُ لَهُ: «أَبُو الدَّوَانِيقِ» ، فَضَحِكَ وَقَالَ: أَنَا هُوَ، وَاخْتَطَّهَا وَوَكَّلَ بِهَا أَرْبَعَةَ قُوَّادٍ، وَوَلَّى أَبَا حَنِيفَةَ الْقِيَامَ بِعَمَلِ الآجُرِّ. وَقِيلَ: كَمُلَ سُورُهَا فِي أَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَانَتِ الْبُقْعَةُ مَزْرَعَةً تُدْعَى الْمُبَارَكَةُ، لِسِتِّينَ نَفْسًا، فَعَوَّضَهُمُ الْمَنْصُورُ وَأَعْطَاهُمْ فَأَرْضَاهُمْ، وَجَدُّوا فِي الْبِنَاءِ بَعْدَ انْقِضَاءِ فِتْنَةِ ابْنِ حَسَنٍ. وَقِيلَ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مَدِينَةٌ مُدَوَّرَةٌ سِوَاهَا، عَمَلَ فِي وَسَطِهَا دَارَ الْمَمْلَكَةِ بِحَيْثُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي قَصْرِهِ كَانَ جَمِيعُ أَطْرَافِ الْبَلَدِ إِلَيْهِ سَوَاءً، وَقَدْ تَمَّ بِنَاؤُهَا الْمُهِمُّ فِي عَامٍ، وَسَكَنَهَا وَنَقَلَ إِلَيْهَا خَزَائِنَهُ وَبُيُوتَ الْمَالِ. وَقِيلَ: سِعَتُهَا مِائَةٌ وَثَلاثُونَ جَرِيبًا، أَنْفَقَ عَلَيْهَا ثَمَانِيَةَ عَشْرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ بَدْرٌ الْمُعْتَضِدِيُّ: قَالَ لَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: انْظُرُوا كَمْ سِعَةُ مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ، فَحَسَبْنَا فَإِذَا هِيَ ميلين مكسّرين في ميلين. وقيل مسافة مَا بَيْنَ كُلِّ بَابٍ وَبَابٍ أَلْفٌ وَمِائَتَا ذِرَاعٍ، وَكَانَ فِي هَذَا الْوَقْتِ رَخَاءُ الأَسْعَارِ بِالْعِرَاقِ حَتَّى بِيعَ الْكَبْشُ بِدِرْهَمٍ وَالْحَمَلُ بِأَرْبَعَةِ دَوَانِيقَ، وَالتَّمْرُ سِتُّونَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالزَّيْتُ سِتَّةَ عَشَرَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالسَّمْنُ ثَمَانِيَةٌ بِدِرْهَمٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَنَا رَأَيْتُ يُنَادَى فِي جَبَّانَةِ كِنْدَةَ: لَحْمُ الْغَنَمِ سِتُّونَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالْعَسَلُ عَشَرَةٌ بِدِرْهَمٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلُّ بَغْدَادَ مَبْنِيَّةٌ بِالآجُرِّ، اللَّبِنَةُ ذِرَاعٌ فِي ذِرَاعٍ، زِنَتُهَا مِائَةُ رَطْلٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ رَطْلا، وَلَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ، بَيْنَ الْبَابِ وَالْبَابِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ بُرْجًا، وَعَلَيْهَا سُورَانِ، ثُمَّ بُنِيَ الْجَامِعُ وَالْقَصْرُ، وَكَانَ فِي صَدْرِ الْقَصْرِ إِيوَانٌ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، عَلَيْهِ الْقُبَّةُ الْخَضْرَاءُ ارْتِفَاعُهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعًا. سَقَطَ رَأْسُهَا الجزء: 9 ¦ الصفحة: 34 لَيْلَةَ مَطَرٍ وَرَعْدٍ عَظِيمٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ. وَكَانَ لا يَدْخُلُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ رَاكِبًا سِوَى الْمَنْصُورِ وَابْنِهِ. قَالَ الصُّولِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ: ذَرْعُ بَغْدَادَ يَعْنِي الْجَدِيدَةَ قَالَ: ذَرْعُ الْجَانِبَيْنِ ثَلاثَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفَ جَرِيبٍ. وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ الصُّولِيِّ: إِنَّهَا مِنَ الْجَانِبَيْنِ ثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ جُرَيْبٍ وَسَبْعُمِائَةٍ. ثُمَّ قَالَ الصُّولِيُّ: وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي طَاهِرٍ أَنَّ عَدَدَ حَمَّامَاتِهَا كَانَتْ ذَلِكَ الْوَقْتِ سِتِّينَ أَلْفًا. وَقَالَ: أَقَلُّ مَا يُدَبَّرُ كُلَّ حَمَّامٍ خَمْسَةُ أَنْفُسٍ، وَذَكَرَ أَنَّ بِإِزَاءِ كُلِّ حَمَّامٍ خَمْسَةُ مَسَاجِدَ. قُلْتُ: كَذَا نَقَلَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ [1] ، وَمَا أَعْتَقِدُ أَنَا هَذَا قَطُّ وَلا عُشْرَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي هِلالُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: كُنْتُ بِحَضْرَةِ جَدِّي إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِلالٍ الصَّابِي، فَقَالَ تَاجِرٌ فَذَكَرَ أَنَّ بِبَغْدَادَ الْيَوْمَ ثَلاثَةُ آلافِ حَمَّامٍ، فَقَالَ جَدِّي: سُبْحَانَ اللَّهِ! هَذَا سُدُسُ مَا كُنَّا عَدَدْنَاهُ وَحَصَرْنَاهُ زَمَنَ الْوَزِيرِ الْمُهَلَّبِيِّ، ثُمَّ كَانَتْ فِي دَوْلَةِ عَضُدِ اللَّهِ خَمْسَةَ آلافٍ وَكَسْرًا. وَنَقَلَ ابْنُ خِلِّكَانَ [2] أَنَّ اسْتِكْمَالَ بَغْدَادَ كَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهِيَ بَغْدَادُ الْقَدِيمَةُ الَّتِي بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ عَلَى دِجْلَةِ، وَبَغْدَادُ الْيَوْمَ هِيَ الْجَدِيدَةُ الَّتِي فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، وَفِيهَا دَارُ الْخِلافَةِ، وَقَدْ كَانَ السَّفَّاحُ بَنَى عِنْدَ الأَنْبَارِ مَدِينَةَ الْهَاشِمِيَّةَ وَسَكَنَهَا، ثم انتقل إلى الأنبار وبها توفي.   [1] تاريخ بغداد- ج 1/ 117. [2] وفيات الأعيان 2/ 154 و 290. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 35 خُرُوجُ إِبْرَاهِيمَ. وَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن حسن، أَخُو مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورِ بِالْبَصْرَةِ. قَالَ مُطَهِّرُ بْنُ الْحَارِثِ: أَقْبَلْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ مَكَّةَ نُرِيدُ الْبَصْرَةَ، وَنَحْنُ عَشَرَةُ أَنْفُسٍ، فَدَخَلْنَاهَا، ثُمَّ نَزَلْنَا عَلَى يَحْيَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حَسَّانٍ النَّبَطِيِّ. وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: اضْطَرَّنِي الطَّلَبُ بِالْمَوْصِلِ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى مَوَائِدَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ قَدْ قَدِمَهَا يَطْلُبُنِي، فَتَحَيَّرْتُ، وَلَفَظَتْنِي الأَرْضُ، فَجَعَلْتُ لا أَجِدُ مَسَاغًا، وَوَضَعَ عَلَيَّ الطَّلَبَ وَالأَرْصَادَ، وَدَعَا يَوْمًا النَّاسَ إِلَى غَدَائِهِ، فَدَخَلْتُ فِي النَّاسِ، وَأَكَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَقَدْ كَفَّ الطَّلَبُ [1] . وَقَدْ جَرَتْ لِإِبْرَاهِيمَ أُمُورٌ فِي اخْتِفَائِهِ، وَرُبَّمَا وَقَعَ بِهِ بَعْضُ الأَعْوَانِ فَيَصْطَنِعَهُ وَيُطْلِقَهُ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَبَرُوتِ أَبِي جَعْفَرٍ، ثُمَّ اخْتَفَى بِالْبَصْرَةِ، فَجَعَلَ يَدْعُو النَّاسَ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ لِشَدَّةِ بُغْضِهِمْ لِلْمَنْصُورِ لِبُخْلِهِ وَعَسْفِهِ. قَالَ ابْن سَعْدٍ [2] : لَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَغَلَبَ عَلَى الْحَرَمَيْنِ وَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى الْبَصْرَةِ فَدَخَلَهَا فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ فَغَلَبَ عَلَيْهَا، وَبَيَّضَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَنَزَعُوا السَّوَادَ، وَخَرَجَ معه من العلماء جماعة كثيرة. ثُمَّ تَأَهَّبَ لِحَرْبِ الْمَنْصُورِ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [3] وَغَيْرُهُ: بَايَعَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ مُرَّةَ، وَعَفُوُّ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَعُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ الْهُجَيْمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ [4] بْنُ يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ، وَنَدَبُوا لَهُ النَّاسَ، فَأَجَابَ طَائِفَةٌ حَتَّى قاربوا أربعة آلاف، وشهر أمره،   [1] الطبري 7/ 623 و 624. [2] لم نجد هذا الخبر في طبقات ابن سعد، وإنما ذكر خروج محمد وأخيه إبراهيم في تلك السنة. (6/ 530) . [3] توسع ابن جرير الطبري في أخباره في تاريخه (7/ 622- 649) . [4] في نسخة القدسي 6/ 22 «عبد» والتصحيح من الطبري 7/ 628 وابن الأثير 5/ 563. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 36 وَقَالُوا لَهُ: لَوْ نَهَضْتَ إِلَى وَسَطِ الْبَصْرَةِ أَتَاكَ مَنْ أَتَاكَ، فَنَزَلَ فِي دَارِ أَبِي مَرْوَانَ النَّيْسَابُورِيِّ [1] . قَالَ عَفُوُّ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمًا وَهُوَ مَرْعُوبٌ، فَأَخْبَرْتُهُ بِكِتَابِ أَخِيهِ أَنَّهُ ظَهَرَ بِالْمَدِينَةِ، وَأَنَّهُ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ، فَوَجَمَ لَهَا وَاغْتَمَّ، فَأَخَذْتُ أُسَهِّلُ عَلَيْهِ وَأَقُولُ: قَدِ اجْتَمَعَ لَكَ أَمْرُكَ، مَعَكَ مَضَّاءُ التَّغْلِبِيُّ وَالطُّهَوِيُّ وَالْمُغِيرَةُ، وَأَنَا وَجَمَاعَةٌ، فَنَخْرُجُ إِلَى السِّجْنِ فِي اللَّيْلِ فَنَفْتَحُهُ، وَيُصْبِحُ مَعَكَ خَلْقٌ مِنَ النَّاسِ، فَطَابَتْ نَفْسُهُ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَنْصُورَ فَجَهَّزَ جَيْشًا إِلَى الْبَصْرَةِ، ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ الْكُوفَةَ لِيَكْتَفِي شَرَّ الشِّيعَةِ وَفَتْقَهُمْ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْحَذَّاءُ: أَلْزَمَ الْمَنْصُورُ النَّاسَ بِالسَّوَادِ، فَكُنْتُ أَرَاهُمْ يَصْبُغُونَ ثِيَابَهُمْ بِالْمِدَادِ، يَعْنِي السُّوقَةَ، ثُمَّ جَعَلَ يَحْبِسُ أَوْ يَقْتُلُ كُلَّ مَنْ يَتَّهِمُهُ بِالْكَوْفَةِ. وَكَانَ ابْنُ مَاعِزٍ الأَسَدِيُّ يُبَايِعُ لِإِبْرَاهِيمَ بِالْكَوْفَةِ سِرًّا. وَقَتَلَ الْمَنْصُورُ جَمَاعَةً كَثِيرَةً عَسْفًا وَظُلْمًا. وَكَانَ بِالْمَوْصِلِ أَلْفَا فَارِسٍ لِمَكَانِ الْخَوَارِجِ، فَطَلَبَهُمُ الْمَنْصُورُ، فَلَمَّا كَانُوا بَبَاخَمْرًا اعْتَرَضَ أَهْلُهَا الْعَسْكَرَ، وَقَالُوا: لا نَدَعُكُمْ تُجَاوِزُونَا لِتَنْصُرُوا أَبَا جَعْفَرٍ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَاتِلُوهُمْ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ خَمْسُمِائَةٍ. وَأَمَّا أَمِيرُ الْبَصْرَةِ سُفْيَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَتَهَاوَنَ فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى عَجَزَ، وَاتَّسَعَ الْخَرْقُ، فَبَقِيَ كُلَّمَا قِيلَ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ خَارِجٌ، لَمْ يُعَرِّجْ عَلَى قَوْلِ أَحَدٍ، فَلَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ جَعَلَ أَصْحَابُهُ يُنَادُونَ سُفْيَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ: اذْكُرْ بَيْعَتَكَ فِي دَارِ الْمَخْزُومِيِّينَ، فَيُقَالُ: كَانَ مُدَاهِنًا لِإِبْرَاهِيمَ مِمَّا فِي قَلْبِهِ عَلَى الْمَنْصُورِ. وَكَانَ ظُهُورُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ فِي اللَّيْلِ، فَصَارَ إِلَى مَقْبَرَةِ بَنِي يَشْكُرَ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ فَارِسًا، وَقَدِمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو حَمَّادٍ الأَثْرَمُ فِي أَلْفَيْنِ، فَنَزَلَ الرَّحْبَةَ، فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلَ شيء أصاب دوابّ أولئك العسكر وأسلحتهم،   [1] انظر الطبري 7/ 628. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 37 فَتَقَوَّى بِهَا، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فِي الْجَامِعِ، فَتَحَصَّنَ مِنْهُ سُفْيَانُ فِي دَارِ الإِمَارَةِ، وَأَقْبَلَ الْخَلْقُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَيْنِ نَاصِرٍ وَنَاظِرٍ: ثُمَّ نَزَلَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ بِالأَمَانِ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ الدَّارَ، وَعَفَا عَنِ الْجُنْدِ، وَقَيَّدَ سُفْيَانَ بِقَيْدٍ خَفِيفٍ، فَأَقْبَلَ لِحَرْبِهِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فِي سِتِّمِائَةٍ، فَنَدَبَ إِبْرَاهِيمُ مَضَّاءَ بْنَ جَعْفَرٍ فِي خَمْسِينَ مِنْ بَيْنِ فَارِسٍ وَرَاجِلٍ، فَهَزَمَهُمْ مَضَّاءٌ، وَجُرِحَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَوَجَدَ إِبْرَاهِيمُ فِي بَيْتِ الْمَالِ سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ أَكْثَرَ، فَفَرَّقَهَا عَلَى أَصْحَابِهِ خَمْسِينَ خَمْسِينَ، وَجَهَّزَ الْمُغِيرَةَ فِي خَمْسِينَ مُقَاتِلا إِلَى الأَهْوَازِ، فَقَدَّمَهَا وَقَدْ صَارَ مَعَهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ. وَكَانَ عَلَى الأَهْوَازِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَالْتَقَى الْمُغِيرَةَ فَانْكَسَرَ ابْنُ الْحُصَيْنِ، وَغَلَبَ الْمُغِيرَةُ عَلَى الأَهْوَازِ. ثُمَّ أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ الْمَسِيرَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَبَعَثَ إِلَى فَارِسٍ عَمْرَو بْنَ شَدَّادٍ، فَسَارَ إِلَيْهِ مِنْ رَامَهُرْمُزَ يَعْقُوبُ بْنُ الْفَضْلِ، فَاتَّفَقَا وَغَلَبَا عَلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ، فَلَوْ تَوَجَّهَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ لَتَمَّ لَهُ الأَمْرُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى وَاسِطٍ هَارُونَ بْنَ سَعْدٍ الْعِجْلِيَّ عند ما قَدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَسَارَ إِلَى وَاسِطٍ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ عَامِرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْمُسْلِيَّ [1] فِي خَمْسَةِ آلافٍ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا حَرْبٌ وَوَقْعَاتٌ. وَقَدْ قُتِلَ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ وَالْبَصْرَةِ فِي هَذِهِ الْكَائِنَةِ عَدَدٌ كَثِيرٌ، ثُمَّ تَوَادَعَ الْفَرِيقَانِ وَكَلُّوا، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ كَمَا سَيَأْتِي، سَارَ هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ رَاجِعًا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا، نَعَمْ، وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ سَائِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ يُنْفِذُ عُمَّالَهُ إِلَى الْبِلادِ، حَتَّى أَتَاهُ نَعْيُ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ، قَبْلَ الْعِيدِ بِثَلاثٍ، فَفُتَّ فِي عَضُدِهِ وبُهِتَ لِذَلِكَ، وخرج يوم العيد إلى الْمُصَلَّى فَصَلَّى بِالنَّاسِ، يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ وَالانْكِسَارُ [2] . وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا بَلَغَهُ خُرُوجُ إِبْرَاهِيمَ قال: ما أدري ما أصنع،   [1] في نسخة القدسي 6/ 23 «المسلمي» ، والتصحيح من الطبري 7/ 637 وابن الأثير 5/ 564. [2] الطبري 7/ 638. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 38 مَا فِي عَسْكَرِي إِلا أَلْفَا رَجُلٍ! فَرَّقْتُ عَسَاكِرِي، مَعَ ابْنِي بِالرَّيِّ ثَلاثُونَ أَلْفًا، وَمَعَ مُحَمَّدِ بْنِ أَشْعَثَ بِأَفْرِيقِيَّةَ أَرْبَعُونَ أَلْفًا، وَمَعَ عِيسَى بْنِ مُوسَى بِالْحِجَازِ سِتَّةُ آلافٍ، وَلَئِنْ سَلِمْتُ مِنْ هَذِهِ لا يُفَارِقُنِي ثَلاثُونَ أَلْفَ فَارِسٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ عِيسَى مِنَ الْحِجَازِ مَنْصُورًا، فَوَجَّهَهُ عَلَى النَّاسِ لِحَرْبِ إِبْرَاهِيمَ، وَكَتَبَ إِلَى سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فَقَدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الرَّيِّ. قَالَ سَلْمٌ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ قَالَ لِي: خَرَجَ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، فَاعْمِدْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَلا يُرْعِبُكَ جمعه فو الله إِنَّهُمَا جَمَلا بَنِي هَاشِمٍ الْمَقْتُولانِ فَابْسُطْ يَدَكَ وَثِقْ [1] . وَكَتَبَ سَلْمٌ إِلَى الْبَصْرَةِ يُلاطِفُهُمْ فَلَحِقَتْ بِهِ بَاهِلَةُ، فَاسْتَحَثَّ الْمَنْصُورُ ابْنَهُ لِيُجَهِّزَ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ إِلَى الأَهْوَازِ، فَسَارَ بِأَرْبَعَةِ آلافِ فَارِسٍ، فَفَرَّ مِنْهُ الْمُغِيرَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَدَخَلَ خَازِمٌ الأَهْوَازَ فَأَبَاحَهَا [2] ثَلاثًا، لِكَوْنِهِمْ نَزَعُوا الطَّاعَةَ، وَمَكَثَ الْمَنْصُورُ لا يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ نَيِّفًا وَخَمْسِينَ لَيْلَةً. قَالَ حَجَّاجُ بْنُ قُتَيْبَةَ بْنِ سَلْمٍ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ تِلْكَ الأَيَّامِ وَقَدْ جَاءَهُ فَتْقُ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ وَوَاسِطَ وَالْمَدَائِنِ وَهُوَ مُطْرِقٌ يَتَمَثَّلُ: وَنَصَّبْتُ نَفْسِي لِلرَّمَاحِ دَرِيَّةً [3] ... إِنَّ الرَّئِيسَ لِمِثْلِ ذَاكَ [4] فَعُولُ وَمَا أَظُنُّهُ يَقْدِرُ عَلَى السِّلاحِ، لِلْفُتُوقِ الْمُحِيطَةِ بِهِ، وَلِمِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ كَامِنَةٍ يَنْتَظِرُونَ صَيْحَةً فَيَثِبُونَ، فَوَجَدْتُهُ صَقْرًا أَحْوَذِيًّا مُشَمِّرًا، قَدْ قَامَ إِلَى مَا نَزَلَ به من النوائب يمرسها ويعركها [5] .   [1] الطبري 7/ 639. [2] ناقصة من الأصل، والإضافة من الطبري 7/ 639. [3] في نسخة القدسي 6/ 24 «دريئة» والتصحيح من الطبري 7/ 640. [4] في الأصل: «ذلك» . [5] الطبري 7/ 641. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 39 وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ إِلَى بِاخَمْرَا فَعَسْكَرْنَا بِهَا، فَأَتَانَا لَيْلَةً، فَقَالَ: انْطَلِقْ بِنَا نَطُوفُ فِي عَسْكَرِنَا، قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتِ طَنَابِيرَ [1] وَغِنَاءً، فَرَجَعَ، ثُمَّ أَتَانِي لَيْلَةً أُخْرَى، فَانْطَلَقْنَا فَسَمِعْنَا مِثْلَ ذَلِكَ فَرَجَعَ وَقَالَ: مَا أَطْمَعُ فِي نَصْرِ عَسْكَرٍ فِيهِ مِثْلُ هَذَا [2] . وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَحْصَى دِيوَانَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِائَةُ أَلْفِ مُقَاتِلٍ. وَقَالَ آخَرُ: بَلْ كَانَ مَعَهُ عَشَرَةُ آلافٍ، وَهَذَا أشبه. وكان مع عيسى ابن مُوسَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَعَلَى طَلائِعِهِ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي ثَلاثَةِ آلافٍ. وَأَمَّا إِبْرَاهِيمَ فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَسْلُكَ غَيْرَ الدَّرْبِ، فَيَبْغَتَ الكوفة، فقال: بل أبيّت عِيسَى. وَعَنْ هُرَيْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّكَ غَيْرُ ظَاهِرٍ عَلَى الْمَنْصُورِ حَتَّى تَأْتِي الْكُوفَةَ، فَإِنْ صَارَتْ لَكَ بَعْدَ تَحَصُّنِهِ بِهَا، لَمْ تَقُمْ لَهُ بَعْدَهَا قَائِمَةٌ، وَإِلا فَدَعْنِي أَسِيرُ إِلَيْهَا فَأَدْعُو إِلَيْكَ سِرًّا، ثُمَّ أَجْهَرُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا دَاعِيًا أَجَابُوهُ، وَإِنْ سَمِعَ الْمَنْصُورُ هَيْعَةً بِأَرْجَاءِ الْكُوفَةِ طَارَ إِلَى حُلْوَانَ، فَقَالَ: لا نأمن أن تجيبك مِنْهُمْ طَائِفَةٌ فَتَطَأُ خَيْلُ الْمَنْصُورِ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ [3] ، فَتَكُونُ [4] قَدْ تَعَرَّضَتْ لِمَأْثَمٍ، فَقُلْتُ: خَرَجْتَ لِقِتَالِ مِثْلِ الْمَنْصُورِ، وَأَنْتَ تَتَوَقَّى قَتْلَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ! أَلَيْسَ قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَجِّهُ السَّرِيَّةَ فَتُقَاتِلُ، فَيَكُونُ فِي ذَلِكَ نَحْوُ مَا كَرِهْتَ! فَقَالَ: أُولَئِكَ مُشْرِكُونَ، وهؤلاء أهل قبلتنا.   [1] طنابير: مفردها طنبور، آلة موسيقية. [2] الطبري 7/ 642. [3] في نسخة القدسي 6/ 25 «تحيل» ، والتصحيح من الطبري 7/ 643. [4] عند القدسي 6/ 25 «فنكون» والتصحيح من الطبري. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 40 وَلَمَّا نَزَلَ «بَاخَمْرَا» كَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: إِنَّكَ قَدْ أَصْحَرْتَ وَمِثْلُكَ أَنْفَسُ بِهِ عَلَى الْمَوْتِ، فَخنْدِقْ عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَفْعَلْ، فَقَدْ أَعْرَى الْمَنْصُورُ عَسْكَرَهُ، فَخِفَّ فِي طَائِفَةٍ حَتَّى تَأْتِيَهُ فَتَأْخُذُ بِقَفَاهُ، فَعَرَضَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى قُوَّادِهِ فَقَالُوا: نُخَنْدِقُ عَلَى نُفُوسِنَا وَنَحْنُ ظَاهِرُونَ عَلَيْهِمْ! وَاللَّهِ لا نَفْعَلُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَأْتِيهِ وَهُوَ فِي أيْدِينَا مَتَى أَرَدْنَا؟ وَقَالَ آخَرُ: لَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ الصَّفَّ إِذَا انْهَزَمَتْ تَعْبِئَتُهُ تَدَاعَى، فَاجْعَلْنَا كَرَادِيسَ، فَإِنِ انْهَزَمَ كُرْدُوسٌ ثَبَتَ كُرْدُوسٌ، فَتَنَادَى أَصْحَابُهُ: لا لا، إِلا تَعْبِئَةَ أَهْلِ الشَّامِ وَقِتَالِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا 61: 4 [1] . وَقَالَ آخَرُ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ مُصْبِحُوكَ بِمَا يَسُدُّ عَلَيْكَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ فِي السِّلاحِ وَالْكُرَاعِ، وَإِنَّمَا مَعَكَ [2] رِجَالٌ عُرَاةٌ، فَدَعْنَا نُبَيِّتُهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ الْقَتْلَ. فَقُلْتُ: تُرِيدُ الْمُلْكَ وَتَكْرَهُ الْقَتْلَ! وَالْتَقَوْا «بِبَاخَمْرَا» ، وَهِيَ عَلَى يَوْمَيْنِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، وَالْتَحَمَ الْقِتَالُ، فَانْهَزَمَ حميد ابن قَحْطَبَةَ، وَكَانَ عَلَى الْمُقَدِّمَةِ، فَانْهَزَمَ الْجَيْشُ، فَنَاشَدَهُمْ عِيسَى بْنُ مُوسَى اللَّهَ تَعَالَى، وَمَرَّ النَّاسُ، فَثُبِتَ عِيسَى فِي مِائَةِ فَارِسٍ مِنْ خَوَاصِّهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ تَنَحَّيْتَ فَقَالَ: لا أَزُولُ حَتَّى أُقْتَلَ أَوْ أَفْتَحَ، وَلا يُقَالُ انْهَزَمَ [3] . وَعَنْ عِيسَى قَالَ: لَمَّا رَأَى الْمَنْصُورُ تَوْجِيهِي إِلَى إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِنَّ الْمُنَجِّمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لاقِيهِ، وَإِنَّ لَكَ جَوْلَةٌ، ثُمَّ يَفِيءُ [4] إِلَيْكَ أَصْحَابُكَ، فَكَانَ كَمَا قَالَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا مَعِي ثَلاثَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ، فَقَالَ غُلامِي: عَلامَ تقف؟   [1] قرآن كريم- سورة الصف- الآية 4. [2] في نسخة القدسي 6/ 25 «فعل» والتصحيح من الطبري 7/ 644. [3] الطبري 7/ 644 و 645. [4] في الأصل «بقي» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 41 فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا يَنْظُرُ إِلَيَّ أَهْلُ بَيْتِي مُنْهَزِمًا، ثُمَّ كَانَ أَكْثَرُ مَا عِنْدِي أَنْ أَقُولَ لِمَنْ مَرَّ بِي مِنَ الْمُنْهَزِمِينَ: أَقْرِئُوا أَهْلَ بَيْتِي السَّلامَ، وَقُولُوا: إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِدَاءً أَفْدِيكُمْ بِهِ أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وقد بذلتها لكم، فأنا لكذلك، إِذْ عَمَدَ [1] ابْنَا سُلَيْمَانَ لِإِبْرَاهِيمَ فَخَرَجَا مِنْ وَرَائِهِ، فَنَظَرَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا الْقِتَالُ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَكَرُّوا، فَرَكِبْنَا أَعْقَابَهُمْ، فَلَوْلا ابْنَا سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ لافْتَضَحْنَا، وَكَانَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ أَنَّ أَصْحَابَنَا لَمَّا انْهَزَمُوا، اعْتَرَضَ لَهُمْ نَهْرٌ دُونَ ثِنْيَتَيْنِ عَالِيَتَيْنِ، فَحَالَتَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْفُرَاتِ، وَلَمْ يَجِدُوا مَخَاضَةً، فَكَرُّوا رَاجِعِينَ بِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْهَزَمَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ، فَثَبَتَ هُوَ فِي نَحْوٍ مِنْ خَمْسِمِائَةٍ. وَقِيلَ بَلْ ثَبَتَ فِي سَبْعِينَ رَجُلا، ثُمَّ حَمَلَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي طَائِفَةٍ مَعَهُ، وَقَاتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، حَتَّى إِنَّ الْفَرِيقَيْنِ قَتَلُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَجَعَلَ حُمَيْدٌ يَبْعَثُ بِالرُّءُوسِ إِلَى بَيْنِ يَدَيْ عِيسَى، وَثَبَتُوا عَامَّةَ يَوْمِهِمْ يَقْتَتِلُونَ، إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمُ غَرْبٍ لا يُدْرَى مَنْ رَمَى بِهِ، فَوَقَعَ فِي حَلْقِ إِبْرَاهِيمَ، فَتَنَحَّى عَنْ مَوْقِفِهِ، فَأَنْزَلُوهُ، وَهُوَ يقول: وَكانَ أَمْرُ الله قَدَراً مَقْدُوراً 33: 38 [2] ، أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَحْمُونَهُ، فَأَنْكَرَ حُمَيْدٌ اجْتِمَاعَهُمْ، وَأَمَرَ فَحَمَلُوا عَلَيْهِ، فَقَاتَلُوا أَشَدَّ قِتَالٍ يَكُونُ، حَتَّى انْفَرَجُوا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فَنَزَلَ أَصْحَابُ حُمَيْدٍ، فَاحْتَزُّوا رَأْسَ إِبْرَاهِيمَ، وَأُتِيَ بِهِ عِيسَى، فَنَزَلَ وَسَجَدَ للَّه، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، وَذَلِكَ لِخَمْسِ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، وَعُمْرُهُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً [3] . وَقِيلَ: كَانَ عَلَيْهِ قَبَاءٌ زَرَدٌ، فَآذَاهُ الْحَرُّ، فَحَلَّ إِزَارَهُ، وَحَسَرَ عَنْ صَدْرِهِ، فَأَصَابَتْ صَدْرَهُ نَشَّابَةٌ، فَاعْتَنَقَ فَرَسَهُ، وَكَرَّ رَاجِعًا، وَوَصَلَ أَوَائِلُ الْمُنْهَزِمِينَ مِنْ عَسْكَرِ الْمَنْصُورِ إِلَى الْكُوفَةِ، فَتَهَيَّأَ الْمَنْصُورُ لِلْهَرَبِ، وَأَعَدَّ النَّجَائِبَ لِيَذْهَبَ إِلَى الرَّيِّ، فَيُقَالَ: إِنَّ نُوبِخْتَ الْمُنَجِّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: الظفر لك،   [1] في الأصل «صمد» . [2] قرآن كريم- سورة الأحزاب- الآية 38. [3] الطبري 7/ 646 و 647. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 42 وَسَيُقْتَلُ إِبْرَاهِيمُ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، فَقَالَ: احبِسْنِي عِنْدَكَ، فَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ إِبْرَاهِيمُ وَإِلا فَاقْتُلْنِي، فَبَاتَ طَائِرَ اللُّبِّ، فَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ أُتِيَ بِرَأْسِ إِبْرَاهِيمَ، فَتَمَثَّلَ بَيْتَ مُعَقِّرٍ الْبَارِقِيِّ: فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى ... كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالإِيَّابِ الْمُسَافِرُ قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِيدَ بِالنَّاسِ أَرْبَعًا، وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَعِيسَى بْنُ يونس وعبّاد بن العوام وهشيم ويزيد ابن هَارُونَ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ شُعْبَةُ، وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُجَاهِرُ فِي أَمْرِهِ وَيَأْمُرُ بِالْخُرُوجِ. وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: مَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ تَغَيَّرَ أَيَّامَ إِبْرَاهِيمَ إِلا ابْنَ عَوْنٍ. وَحَدَّثَنِي مَيْسُورُ بْنُ بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الْوَارِثِ يَقُولُ: فَأَتَيْنَا شُعْبَةَ فَقُلْنَا: كَيْفَ ترى؟ قال: أرى أَنْ تَخْرُجُوا وَتُعِينُوهُ، فَأَتَيْنَا هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَلَمْ يُجِبْنَا بِشَيْءٍ، فَأَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ فَقَالَ: مَا أَرَى بَأْسًا أَنْ يَدْخُلَ رَجُلٌ مَنْزِلَهُ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ قَاتَلَهُ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ: ثنا خلاد بن يزيد الْبَاهِلِيُّ سَمِعَ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ يَقُولُ: بَاخَمْرَا بَدْرٌ الصُّغْرَى. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: هِيَ وَقْعَةُ إِبْرَاهِيمَ، وَهِيَ بِإِزَاءِ هَزَابَانَ دَاخِلَ الصَّحْرَاءِ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ، هَرَبَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ بَحْرًا وَبَرًّا، وَاسْتَخْفَى النَّاسُ، وَقُتِلَ معه بشير الرحّال الأمير، وجماعة كثيرة.   [1] تاريخ خليفة 422. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 43 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ خَلْقٌ، وَجَمِيعُ أَهْلِ وَاسِطٍ، وَابْنَا هُشَيْمٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَغَيْرُهُمْ. وَفِيهَا خَرَجَتِ التُّرْكُ الْخَزَرِيَّةُ، وَهُمْ أَهْلُ صَحْرَاءِ الْقُفْجَاقِ مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، وَقَتَلُوا بِأَرْمِينِيَّةَ خَلْقًا كَثِيرًا وَسَبُوا الْحَرِيمَ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 44 سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ، وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ الْمَدَنِيِّ. وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ بِخُلْفٍ. وَسِنَانٌ الرُّهَاوِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سعيد ابن أَبِي هِنْدَ الْمَدَنِيُّ. وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَلَى الصَّحِيحِ. وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ الرُّهَاوِيُّ. وَفِي صَفَرٍ مِنْهَا، تَحَوَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، فَنَزَلَ بِبَغْدَادَ قَبْلَ اسْتِتْمَامِ بِنَائِهَا. وَكَانَ خَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ مِمَّنْ أَشَارَ عَلَيْهِ بِإِنْشَائِهَا، وَنَقَلَ إِلَيْهَا خَمْسَةَ أَبْوَابٍ كَانَتْ عَلَى وَاسِطٍ، عَظِيمَةً، فَعَمِلَ لِبَغْدَادَ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ، كُلُّ بَابٍ دَاخِلُهُ بَابٌ آخَرُ. وَبُنِيَتْ مُسْتَدِيرَةً، وَأُنْشِئَتْ دَارُ الإِمَارَةِ فِي وَسَطِهَا، وَعَمِلُوا لَهَا سُورَيْنِ. وَقِيلَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ هُوَ الَّذِي اخْتَطَّ جَامِعَهَا، فَقِيلَ: إِنَّ قِبْلَتَهَا مُنْحَرِفَةً، وَكَانَ لا يَدْخُلُ أَحَدٌ الْمَدِينَةَ رَاكِبًا، فَشَكَا إِلَى الْمَنْصُورِ عَمَّهُ عيسى ابن عَلِيٍّ أَنَّ الْمَشْيَ يَشُقُّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أَمَرَ الْمَنْصُورُ بِإِخْرَاجِ الأَسْوَاقِ مِنَ الْمَدِينَةِ خَوْفًا مِنْ مَبِيتِ صَاحِبٍ خَبَرٍ بِهَا، فَبُنِيَتِ الْكَرْخُ وَبَابُ الْمُحَوَّلِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ. وَظَهَرَ شُحُّ الْمَنْصُورِ فِي بِنَاءِ بَغْدَادَ، وَبَالَغَ فِي الْمُحَاسَبَةِ، الجزء: 9 ¦ الصفحة: 45 حَتَّى قَالَ خَالِدُ بْنُ الصَّلْتِ- وَكَانَ عَلَى بِنَاءِ رَبْعٍ مِنْ بَغْدَادَ-: رَفَعْتُ إِلَيْهِ الْحِسَابَ فبقيت عليّ خمسة عشر درهما فحبسني حَتَّى أَدَّيْتُهَا. فَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ قَصْرِهِ بِالْمَدِينَةِ، طَافَ بِهِ، فَأَعْجَبَهُ، لَكِنَّهُ اسْتَكْثَرَ النَّفَقَةَ، فَقَالَ لِي: أَحْضِرْ بَنَّاءً فَارِهًا، فَأَحْضَرْتُ بَنَّاءً فَقَالَ: كَيْفَ عَمِلْتَ لَنَا فِي هَذَا الْقَصْرِ؟ وَكَمْ أَخَذْتَ لِكُلِّ أَلْفِ آجُرَّةِ؟ فَبَقِيَ الْبَنَّاءُ لا يَقْدِرُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ مَخَافَةَ الْمُسَيِّبِ الَّذِي كَانَ عَلَى الْعَمَلِ، فَقَالَ: مَالَكَ سَاكِتٌ؟ قَالَ: لا عِلْمَ لِي، قَالَ: وَيْحَكَ قُلْ وَأَنْتَ آمِنٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقِفُ عَلَيْهِ وَلا أَدْرِيهِ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: تَعَالَ لا علّمك اللَّهُ خَيْرًا، وَأَدْخَلَهُ الْحُجْرَةَ الَّتِي اسْتَحْسَنَهَا، وَقَالَ: ابْنِ لِي طَاقًا يَكُونُ شَبِيهًا بِالْبَيْتِ لا تَدْخُلُ فِيهِ خَشَبًا، قَالَ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْبَنَّاءِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يُحْصِي جَمِيعَ مَا يَدْخُلُ فِي الطَّاقِ مِنَ الآجُرِّ وَالْحَصَى، فَفَرَغَ فِي يَوْمَيْنِ، وَدَعَا الْمُسَيِّبَ فَقَالَ: ادْفَعْ إِلَيْهِ أَجْرَهُ عَلَى حِسَابِ مَا عَمِلَ مَعَكَ، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، فَاسْتَكْثَرَ ذَلِكَ الْمَنْصُورُ، فَقَالَ: لا أَرْضَى بِذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى نَقَصَهُ دِرْهَمًا، ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَ الْوُكَلاءَ وَالْمُسَيِّبُ بِحِسَابِ مَا أَنْفَقُوا عَلَى نِسْبَةِ ذَلِكَ، حَتَّى فَضَّلَ عَلَى الْمُسَيِّبِ سِتَّةَ آلافِ دِرْهَمٍ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، فَانْظُرْ إِلَى هَذَا الْبُخْلِ وَالْحِرْصِ مِنْ مَلِكِ الدُّنْيَا فِي زَمَانِهِ. وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرَّبِيعِ وَوَلِيَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فِيهَا غَزَوْتُ قُبْرُسَ [1] مَعَ العباس بن سفيان الخثعميّ، والله أعلم.   [1] في الأصل (قبرص) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 46 سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ، وسليمان ابن سُلَيْمٍ قَاضِي حِمْصٍ، وَالصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ الْكُوفِيُّ، وَطَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ فِي قَوْلٍ، وَعَمُّ الْمَنْصُورِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مَهْرَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَر بْن عَبْد العزيز، وعبيد الله ابن عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ بِخُلْفٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الأَزْدِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوِيلٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ بِالْبَصْرَةِ، وَأَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ فِي قَوْلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ أَخُو جَرِيرٍ. وَفِيهَا بَدَّعَتِ التُّرْكُ بِنَاحِيَةِ أَرْمِينِيَّةِ، وَقَتَلُوا أُمَمًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَدَخَلُوا تَفْلِيسَ [1] ، وَكَانَ حَرْبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّاوُنْدِيُّ [2] الَّذِي تُنْسَبُ إِلَيْهِ الْحَرْبِيَّةُ مِنْ بَغْدَادَ، مُقِيمًا بِالْمَوْصِلِ فِي أَلْفَيْنِ، لِمَكَانِ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ بِالْجَزِيرَةِ، وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ وَجَّهَ إِلَى الْمَوْصِلِ جِبْرِيلَ بْنَ يَحْيَى فِي عَسْكَرٍ، فَانْضَمُّوا كُلُّهُمْ وَقَصَدُوا التُّرْكَ فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ جِبْرِيلُ، وقتل حرب [3] .   [1] بفتح التاء أو كسرها. هي قصبة ناحية جرزان قرب باب الأبواب بأرمينية الأولى (ياقوت 2/ 35) [2] في نسخة القدسي 6/ 29 «الريوندي» والتصحيح من الطبري 8/ 7. [3] الطبري 8/ 7، ابن الأثير 5/ 577. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 47 وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْمَنْصُورَ حَجَّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ [1] . وَعَزَلَ عَنِ الْكُوفَةِ عِيسَى بْنَ مُوسَى، وَطَلَبَهُ إِلَى بغداد، فدفع إليه عبد الله ابن عَلِيٍّ سِرًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عِيسَى، إِنَّ هَذَا أَرَادَ أَنْ يُزِيلَ النِّعْمَةَ عَنِّي وَعَنْكَ، وَأَنْتَ وَلِيُّ عَهْدِي بَعْدَ الْمَهْدِيِّ، وَالْخِلافَةُ صَائِرَةٌ إليك، فخذ، وَاقْتُلْهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخُورَ أَوْ تَضْعُفَ، وَسَلِّمْهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ مِنْ طُرُقِ الْحَجِّ يَسْأَلُهُ: مَا فَعَلْتَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ أَنْفَذْتَ مَا أَمَرْتَ بِهِ، فَلَمْ يَشُكَّ أَنَّهُ قَتَلَهُ، وَكَانَ عِيسَى قَدْ سَتَرَهُ عِنْدَهُ، وَدَعَا كَاتِبَهُ يُونُسَ بْنَ فَرْوَةَ فَقَالَ: مَا تَرَى؟ قَالَ: أَمَرَكَ بِقَتْلِهِ سِرًّا، وَيَدَّعِيهِ عَلَيْكَ عَلانِيَةً، ثُمَّ يُقَيِّدُكَ بِهِ. قَالَ: فَمَا الرَّأْيُ؟ قَالَ: أُستُرْهُ وَاخْفِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَنْصُورَ دَسَّ إِلَى عُمُومَتِهِ مَنْ يُحَرِّكُهُمْ عَلَى مَسْأَلَةِ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، فَكَلَّمُوا الْمَنُصوَر، فَقَالَ: عَلَيَّ بِعِيسَى، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي دَفَعْتُ إِلَيْكَ عَمِّي لِيَكُونَ فِي مَنْزِلِكَ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: قَدْ كَلَّمَنِي فِيهِ أَعْمَامِي، فَرَأَيْتُ الصَّفْحَ عَنْهُ، فَقَالَ: أَوَ لَمْ تَأْمُرْنِي بِقَتْلِهِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: قَدْ أَمَرْتَنِي بِقَتْلِهِ!. قَالَ: كَذَبْتَ، فَقَالَ لِعُمُومَتِهِ: إِنَّ هَذَا قَدْ أَقَرَّ لَكُمْ بِقَتْلِ أَخِيكُمْ، قَالُوا: فَادْفَعْهُ إِلَيْنَا نَقْتُلُهُ بِهِ، قَالَ: فَشَأْنُكُمْ بِهِ، فَأَخْرَجُوهُ إِلَى الرَّحْبَةِ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، وَشَهَرَ الأَمْرُ، فَقَامَ أَحَدُهُمْ وَشَهَرَ سَيْفَهُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَفَاعِلٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: لا تَعْجَلُوا، ثُمَّ أَحْضَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ وَقَالَ لِلْمَنْصُورِ: شَأْنُكَ بِعَمِّكَ، قَالَ: فَأَدْخِلُوهُ حَتَّى أَرَى فِيهِ رَأْيِي، فَجَعَلَهُ فِي بَيْتٍ، ثُمَّ كَانَ أَمْرُهُ مَا كان [2] .   [1] تاريخ خليفة 424. الطبري. ابن الأثير 5/ 583. [2] الطبري 8/ 7- 9. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 48 وَفِيهَا خَلَعَ الْمَنْصُورُ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَهُ عِيسَى بْنَ مُوسَى، الَّذِي حَارَبَ لَهُ الأَخَوَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدًا، وَظَفَرَ بِهِمَا، وَتَوَطَّدَ مُلْكُ الْمَنْصُورِ بِهِمَّةِ عِيسَى، فَكَافَأَهُ وَخَلَعَهُ مُكْرَهًا مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَقَدَّمَ عَلَيْهِ وَلَدَهُ الْمَهْدِيَّ، فَقِيلَ إِنَّهُ أَرْضَى عِيسَى بِأَنْ جَعَلَهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ بَعْدَ ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ. وَكَانَ السَّفَّاحُ لَمَّا احْتَضَرَ جَعَلَ الْخِلافَةَ لِلْمَنْصُورِ، ثُمَّ بَعْدَهُ لِعِيسَى، وَقَدْ لاطَفَهُ الْمَنْصُورُ، وَكَلَّمَهُ بِأَلْيَنِ الْكَلامِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ بِالأَيْمَانِ وَالْعُهُودِ وَالْمَوَاثِيقِ الَّتِي عَلَيَّ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْمَنْصُورُ امْتِنَاعَهُ تَغَيَّرَ لَهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَجَعَلَ يُقَدِّمُ الْمَهْدِيَّ عَلَيْهِ فِي الْمَجَالِسِ، ثُمَّ شَرَعَ الْمَنْصُورُ يَدُسُّ مَنْ يَحْفُرُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ لِيَسْقُطَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَتَحَفَّظُ وَيَتَمَارَضُ. وَقِيلَ: بَلْ سَقَاهُ الْمَنْصُورُ فَاسْتَأْذَنَ فِي الذَّهَابِ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَتَدَاوَى، وَكَانَ الَّذِي جَرَّأَهُ عَلَى ذَلِكَ طَبِيبُهُ بَخْتَيَشُوعُ، وَقَالَ لَهُ: وَاللَّهِ مَا أَجْسُرُ عَلَى مُعَالَجَتِكَ، وَمَا آمَنُ عَلَى نَفْسِي، فَأَذِنَ لَهُ الْمَنْصُورُ، وَبَلَغَتِ الْعِلَّةُ مِنْ عِيسَى كُلَّ مَبْلَغٍ، حَتَّى تَمَعَّطَ شَعْرُهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَصَلَ مِنْ عِلَّتِهِ، ثُمَّ سَعَى مُوسَى وَلَدُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فِي أَنْ يُطِيعَ أَبُوهُ الْمَنْصُورَ، خَوْفًا عَلَيْهِ مِنْهُ وَعَلَى نَفْسِهِ، وَدَبَّرَ حِيلَةً أَوْحَاهَا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: مُرْ بِخَنْقِي قُدَّامَ أَبِي إِنْ لَمْ يَخْلَعْ نَفْسَهُ، قَالَ: فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ مَنْ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَصَاحَ أَبُوهُ وَأَذْعَنَ بِخَلْعِ نَفْسِهِ، وَقَالَ: هَذِهِ يَدِي بِالْبَيْعَةِ لِلْمَهْدِيِّ، وَأُشْهِدُكَ أَنَّ نُسْوَانِي طَوَالِقُ، وَعَبِيدِي أَحْرَارٌ، وَمَا أَمْلِكُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لما أراد البيعة لِلْمَهْدِيِّ بِالْعَهْدِ، تَكَلَّمَ الْجُنْدُ فِي ذَلِكَ فَكَانَ عِيسَى إِذَا رَكِبَ يُسْمِعُونَهُ مَا يَكْرَهُ، فَشَكَاهُمْ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَلَمْ يَمْنَعْ فِي الْبَاطِنِ، وَمَنَعَ فِي الظَّاهِرِ، فَأَسْرَفُوا، حَتَّى خَلَعَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ. وَقِيلَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ بَرْمَكٍ مَضَى إِلَيْهِ فِي ثَلاثِينَ نَفْسًا بِرِسَالَةِ الْمَنْصُورِ، الجزء: 9 ¦ الصفحة: 49 فَامْتَنَعَ، فَجَاءَ خَالِدٌ وَقَالَ: قَدْ خَلَعَ نَفْسَهُ، وَاسْتَشْهَدَ أُولَئِكَ الثَّلاثِينَ، فَشَهِدُوا عَلَيْهِ [1] . وَقِيلَ: بَلْ بَذَلَ لَهُ الْمَنْصُورُ عَلَى خَلْعِ نَفْسِهِ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ حَتَّى فَعَلَ. وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ مُحَمَّدَ بْنَ السَّفَّاحِ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَاسْتَعْفَى مِنْهَا، فأعفاه، وانصرف إلى بغداد فمات بها [2] .   [1] الطبري 8/ 9- 20. [2] الطبري 8/ 25، ابن الأثير 5/ 582. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 50 سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ، وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ، وَشِبْلُ بْنُ عباد مقريء مَكَّةَ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ فِي قَوْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، وَعَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَحْصُبِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وَالْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ الْمَدِينِيُّ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ الْفَقِيهُ، وَنُعَيْمُ ابْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو زُرْعَةَ يَحْيَى السَّيْبَانِيُّ [1] . وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ جَعْفَرُ بْنُ الْمَنْصُورِ، وَتَوَجَّهَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ إِلَى ثَغْرِ أَرْمِينِيَّةَ، فَلَمْ يَلْقَ بَأْسًا، وَتَوَطَّدَتِ الْمَمَالِكُ لِلْمَنْصُورِ، وَعَظُمَتْ هَيْبَتُهُ فِي النُّفُوسِ، وَدَانَتْ لَهُ الأَمْصَارُ، وَلَمْ يَبْقَ خَارِجًا عَنْهُ سِوَى جَزِيرَةِ الأَنْدَلُسِ فَقَطْ، فَإِنَّهَا غَلَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ الْمَرْوَانِيُّ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتَلَّقَبَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بالأمير فقط، وكذلك بنوه.   [1] في نسخة القدسي 6/ 31 «الشيبانيّ» والتصحيح من ابن الأثير 5/ 589 «سيبان: بطن من حمير» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 51 سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ بِخُلْفٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ في قول، وسلم ابن قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَزِيدَ الْجُذَامِيُّ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ التَّمِيمِيُّ، وَالْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ الْقَائِدُ، وَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ بِخَلَفٍ، وَمَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَرْضَ الرُّومِ، وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ قحطبة، ومحمد ابن الأشعث، فمات محمد في الطَّرِيقِ. وَفِيهَا تَكَمَّلَ بِنَاءُ مَدِينَةِ بَغْدَادَ وَخَنْدَقِهَا. وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الإِمَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَوَلِيَ مَكَّةَ، وَصَرَفَ عَنْهَا عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 52 سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ فِي قَوْلٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ المنصور ابن أَبِي جَعْفَرٍ، وَفَقِيهُ مَكَّةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، وعبيد الله ابن أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ، وَعُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ بِخُلْفٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ بِخُلْفٍ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ الإِمَامُ، وَأَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ بِخُلْفٍ. وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ أُسْتَاذِسِيسَ فِي جُمُوعِ أَهْلِ هَرَاةَ وَسِجِسْتَانَ وَبَاذَغِيسَ [1] ، وَتَجَمَّعَ مَعَهُ جَيْشٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِه قَطُّ، حَتَّى قِيلَ: كَانَ فِي نَحْوٍ مِنْ ثَلاثِمِائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَغَلَبَ عَلَى عَامَّةِ خُرَاسَانَ، وَاسْتَفْحَلَ الْبَلاءُ، فَخَرَجَ لِقِتَالِهِمُ الأَجْثَمُ المروروذيّ بأهل مروالرّوذ، فاقتتلوا أشد قتال، فَقُتِلَ الأَجْثَمُ، وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي جَيْشِهِ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ إِلَى ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ، فَوَلاهُ الْمَهْدِيُّ مُحَارَبَتِهِمْ، فَسَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَيْمَنَتِهِ الْهَيْثَمَ بْنَ شُعْبَةَ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ نَهَارَ بْنَ حُصَيْنٍ، وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ بَكَّارَ بْنَ سَلْمٍ الْعُقَيْلِيَّ، ثُمَّ خَنْدَقَ عَلَى عَسْكَرِهِ وَالْتَقَى الْجَمْعَانِ، وَثَبَتَ الْفَرِيقَانِ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ إِلَى أَنْ نَزَلَ النَّصْرُ، فَهَزَمَهُمُ الْمُسْلِمُونَ بِخَدِيعَةٍ عَمِلُوهَا، وكثر القتل في جيش   [1] في نسخة القدسي 6/ 32 «بازغيس» بالزين، والتصحيح عن ياقوت 1/ 318، وهي بفتح الذال وكسر الغين المعجمة، ناحية تشتمل على قرى من أعمال هراة ومروالروذ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 53 أُسَتَاذِسِيسَ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَأُسِرَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَهَرَبَ أُسْتَاذِسِيسُ إِلَى جَبَلٍ فِي طَائِفَةٍ، ثُمَّ ضُرِبَتْ أَعْنَاقُ الأَسْرَى كُلِّهِمْ، وَحَاصَرُوا أُسْتَاذِسِيسَ وَأَصْحَابَهُ، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ أَبِي عَوْنٍ أَحَدِ الْقُوَّادِ، فَحَكَمَ بِتَقْيِيدِ أُسْتَاذِسِيسَ وَأَوْلادِهِ، وَأَنْ يُطْلِقَ الْبَاقُونَ، وَهُمْ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ ألفا، فكساهم ومن عليهم [1] . وقيل: كانت الوقعة فِي عَامِ أَحَدٍ وَخَمْسِينَ. وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلَّى الْحَسَنَ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيَّ. وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ علي [2] فاللَّه أعلم.   [1] الطبري 8/ 29- 31، ابن الأثير 5/ 591- 593. [2] الطبري 8/ 32، ابن الأثير 5/ 593 و 594. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 54 تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ حَرْفُ الألف أبان بن تغلب [1]- م 4- أَبُو سَعْدٍ- وَقِيلَ أَبُو أُمَيَّةَ- الرِّبْعِيُّ الْكُوفِيّ المقرئ الشيعي. رَوَى عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَفُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وشعبة وسفيان ابن عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ. وَقَدْ أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرَضًا عَنْ عَاصِمٍ وَطَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ وَتَلَقَّى مِنَ الأَعْمَشِ. وَحَدِيثُهُ نَحْوٌ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ مُوَثَّق لَكِنَّهُ يَتَشَيَّعُ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ البصري [2]- د- الزاهد أبو إسماعيل بن فيروز.   [1] الجرح والتعديل 2/ 396. مشاهير علماء الأمصار 164، ميزان الاعتدال 1/ 5، التاريخ الكبير 1/ 453، تهذيب التهذيب 1/ 93، تقريب التهذيب 1/ 30، البداية والنهاية 10/ 77، شذرات الذهب 1/ 210. خلاصة التذهيب 14، المعرفة والتاريخ 2/ 647، طبقات خليفة رقم 166. الكامل في التاريخ 5/ 508، الوافي بالوفيات 5/ 300 رقم 2359، سير أعلام النبلاء 6/ 308 رقم 131 شذرات الذهب 1/ 210. [2] الجرح 2/ 295، تهذيب التهذيب 1/ 97، التقريب 1/ 31، الميزان 1/ 15، المجروحين 1/ 96، خلاصة تذهيب 15، التاريخ الكبير 1/ 454، الضعفاء الصغير للبخاريّ 20، الضعفاء والمتروكين للنسائي 14، المعرفة والتاريخ 1/ 346، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 3625. طبقات خليفة 166 الجزء: 9 ¦ الصفحة: 55 رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَخُلَيْدٍ الْعَصْرِيِّ. وَعَنْهُ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ وَآخَرُونَ. وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي كِتَابِ الْمِيزَانِ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ شُعْبَةُ: رِدَائِي وَحِمَارِي فِي الْمِسْكِينِ [1] صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ لَهُ: فَلِمَ سَمِعْت مِنْهُ؟ قَالَ: وَمَنْ يَصْبِرْ عَنْ ذَا الْحَدِيثِ! يَعْنِي حَدِيثَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ فِي الْقُنُوتِ، وَقَدْ رَوَاهُ خَلادُ بْنُ يَحْيَى عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرُّكُوعِ. وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لأَنْ أَشْرَبَ مِنْ بَوْلِ حِمَارِي حَتَّى أُرْوَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ: حدّثني أبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِي عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ. قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: ذَكَرْتُ هَذَا لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ هَذَا فِي أَبَانٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: إِنَّمَا تَرَكْتُ أَبَانَ لِأَنَّهُ رَوَى عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا، فَقُلْتُ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: وَهَلْ يَرْوِي أَنَسٌ إِلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: أَتَيْتُ شُعْبَةَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَسْطَامٍ تُمْسِكُ عن أبان!   [1] في ميزان الاعتدال 1/ 15 «المساكين» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 56 فَقَالَ: مَا أَرَى السُّكُوتَ يَسَعُنِي. وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: مَا بَلَغَنِي حَدِيثٌ لِلْحَسَنِ إِلا أَتَيْتُ بِهِ أَبَانَ ابْنَ أَبِي عَيَّاشٍ، فَقَرَأَهُ عَلَيَّ. قَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وابن مهدي لا يحدّثان عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَدَّانِ [1] الْعُذْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ. وعنه الوليد بْن مسلم ومحمد بْن شعيب. قَالَ الْوَلِيدُ: كَانَ أَعْبَدَ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ. وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَا أُصِيبَ أَهْلُ دِمَشْقَ بِأَعْظَمِ مِنْ مُصِيبَتِهِمْ بِهِ وَبِأَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَان الأَفْطَسُ الدِّمَشْقِيُّ [2]- ت ق- ثِقَةٌ صَدُوقٌ. عَنْ مَكْحُولٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْعٍ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.   [1] تاريخ أبي زرعة 1/ 72 وفيه «بن جدار» . [2] الجرح 2/ 102، تهذيب التهذيب 1/ 126، تقريب التهذيب 1/ 36، التاريخ الكبير 1/ 289، تهذيب ابن عساكر 2/ 216، خلاصة التذهيب 18، تاريخ أبي ذرعة 1/ 74 و 401. المعرفة والتاريخ 1/ 336 و 2/ 396. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 57 إِبْرَاهِيمُ [1] بْنُ شُعَيْبٍ [2] الْمَدَنِيُّ. عَنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ وَالْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُمَا. قال ابن معين ليس بشيء. وذكره الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: ابْنُ شُعَيْبٍ بِمُوَحَّدَةٍ وَالصَّوَابُ بِمُثَلَّثَةٍ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدَنِيُّ [3]- م د ن ق- أَخُو مُوسَى وَمُحَمَّدٌ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ. رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَكُرَيْبٍ. وعنه السفيانان وابن المبارك. وثقه النسائي. قال علي بن المديني: له عشرة أحاديث. إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي [4] . عن حطان الرقاشي وأبي مجلز وعكرمة. وعنه شعبة وحماد بن سلمة ويزيد بن زريع وابن المبارك.   [1] الجرح 2/ 105، التاريخ الكبير 1/ 292، ميزان الاعتدال 1/ 37، لسان الميزان 1/ 67. [2] وقيل «شعيث» . انظر: الجرح والتعديل، والتاريخ الكبير. [3] الجرح 2/ 117، تهذيب التهذيب 1/ 145، تقريب التهذيب 1/ 39، التاريخ الكبير 1/ 305، خلاصة التذهيب 20. [4] الجرح 2/ 120، طبقات ابن سعد 7/ 261 وفيه «أبو مروان» بدلا من «أبو هارون» وهو خطأ، ميزان الاعتدال 1/ 49، التاريخ الكبير 1/ 307، لسان 1/ 83، التاريخ لابن معين 2/ 12 رقم 3702، المعرفة والتاريخ 3/ 231. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 58 وثقه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الصِّدْقِ أَقْرَبُ. ابْنُ هَرْمَةَ [1] ، إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَامِرٍ الْفِهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ الشَّاعِرُ الْبَلِيغُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ هِرْمَةَ أَبُو إِسْحَاقَ. كَانَ مِنْ شُعَرَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ، مدح الوليد بن يزيد، ثم أبا جعفر المنصور، وكان شيخ شعراء زمانه، وكان منقطعا إلى الطالبيّين. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مُقَدَّمٌ فِي شُعَرَاءِ الْمُحْدَثِينَ، قدّمه بعضهم على بشّار ابن بُرْدٍ وَعَلَى أَبِي نُوَاسٍ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي رَجُلٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقَصَدْتُ مَنْزِلَ ابْنِ هَرْمَةَ فَإِذَا بُنَيَّةٌ لَهُ صَغِيرَةٌ تَلْعَبُ بِالطِّينِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ أَبُوكِ؟ قَالَتْ: وَفَدَ إِلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَمَا لَنَا بِهِ عِلْمٌ مُنْذُ مُدَّةٍ، فَقُلْتُ: انْحَرِي لِي نَاقَةً فَأَنَا ضَيْفُكِ. قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَشَاةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَدَجَاجَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَهَاتِي بَيْضَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَبَطُلَ مَا قَالَ أبوك: كم ناقة قد وجاءت مِنْحَرَهَا ... بِمُسْتَهَلِّ الشُّؤْبُوبِ أَوْ حَمَلِ قَالَتْ: فَذَاكَ الْفِعْلُ مِنْ أَبِي هُوَ الَّذِي أَصَارَنَا إِلَى أن ليس عندنا شيء، وتمام الشعر:   [1] ترجمته في: الأغاني 4/ 367- 397. الشعر والشعراء لابن قتيبة 639. تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 2/ 237- 245. نسب قريش 446، البيان والتبيين 1/ 111 و 168 و 224 و 3/ 205، 261 و 372، طبقات الشعراء 20، البداية والنهاية 10/ 169، سير أعلام النبلاء 2/ 207، خزانة الأدب 1/ 244، النجوم الزاهرة 2/ 84، تاريخ بغداد 6/ 127، الوافي بالوفيات 6/ 9 رقم 2502. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 59 لا أُمْتِعُ الْعُوذَ [1] بِالْفِصَالِ وَلا ... أَبْتَاعُ إِلا قَصِيرَةَ [2] الأَجَلِ إِنِّي إِذَا مَا الْبَخِيلُ أَمَّنَهَا [3] ... بَاتَتْ ضَمُورًا مِنِّي عَلَى وَجَلِ قَالَ الْغِلابِيُّ: أَنَا ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ هَرْمَةَ عَلَى الْمَنْصُورِ فَمَدَحَهُ، فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ وَقَالَ: يَا بْنَ هَرْمَةَ إِنَّ الزَّمَانَ ضَيَّقَ بِأَهْلِهِ، فَاشْتَرِ بِهَذِهِ إِبِلا عَوَامِلَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: كُلَّمَا مَدَحْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطَانِي مِثْلَهَا، هَيْهَاتَ وَالْعَوْدُ إِلَى مِثْلِهَا. وَمِنْ شِعْرِهِ: وَلِلنَّفْسِ تَارَاتٌ يُحَلُّ بِهَا الْعُرَى ... وَتَسْخُو عَنِ الْمَالِ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَنْفَعْكَ حَيًّا فَنَفْعُهُ ... أَقَلُّ إِذَا انْضَمَّتْ عَلَيْهِ الصَّفَائِحُ لِأَيَّةِ حَالٍ يَمْنَعُ الْمَرْءُ مَالَهُ ... غَدًا، فَغَدًا وَالْمَوْتُ غَادٍ وَرَائِحُ وَلَهُ: كَأَنَّ عَيْنَيَّ [4] إِذَا وَلَّتْ حُمُولُهُمْ ... عَنَّا جَنَاحَا حَمَامٍ صَادَفَتْ مَطَرَا أَوْ لُؤْلُؤٌ سِلْسٌ فِي عِقْدِ جَارِيَةٍ ... خَرْقَاءَ نَازَعَهَا الْوِلْدَانُ فَانْتَثَرَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ [5]- خ م- ابن الأجدع، ابن ابن أخي   [1] في الأصل، وفي نسخة القدسي 6/ 35 «أمنع العون» . والتصحيح من: عيون الأخبار، وأمالي القالي، والأغاني. والعوذ: الحديثات النتاج من الظباء والإبل والخيل، واحدتها: عائذ، مثل حائل وحول. والفصال: جمع فصيل وهو ولد الناقة إذا فصل عن أمه. يريد أنه لكرمه لا يمتّع العوذ بأولادها بل يذبحها لضيوفه الكثيرين. (أمالي القالي 3/ 110 طبعة دار الكتب المصرية عيون الأخبار 3/ 249، الأغاني 5/ 259) . [2] وقيل «قريبة» . [3] في نسخة القدسي «آمنها» والتصحيح من الأغاني وأمالي القالي. [4] في تهذيب ابن عساكر 2/ 245 «عيسى» . [5] الجرح 2/ 124. تهذيب التهذيب 1/ 157، التقريب 1/ 42، التاريخ الكبير 1/ 320. المشاهير 164، الوافي بالوفيات 6/ 103، الخلاصة 21، المعرفة والتاريخ 3/ 98، تاريخ أبي زرعة 1/ 654 الجزء: 9 ¦ الصفحة: 60 مَسْرُوقٍ الْكُوفِيُّ. ثِقَةٌ زَاهِدٌ جَلِيلٌ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ جَعْفَرُ الأَحْمَرُ: كَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ رَأَيْنَاهُ بِالْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الهجريّ الكوفي [1]- ق- أبو إسحاق. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونَ أَبُو إِسْحَاقَ النَّحَّاسُ الْخَيَّاطُ [2] . عَنْ أَبِيهِ وَعُرْوَةُ بْنُ فَائِدٍ وَسَعْدُ بْنُ سَمُرَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرْقُسِيّ [3]- ت ق- مَوْلَى عُمَرَ بن عبد العزيز ويعرف بِالْخُوزِيِّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ سَكَنَ شِعْبَ الْخُوزِ بِمَكَّةَ، فنسب إليه.   [1] المعرفة والتاريخ 3/ 108، التاريخ لابن معين 2/ 13 و 14 رقم 1322. الجرح والتعديل 2/ 131 رقم 417، ميزان الاعتدال 1/ 65 رقم 216، تهذيب التهذيب 1/ 164 رقم 296. التقريب 1/ 43 رقم 281. [2] الجرح 2/ 135، تهذيب التهذيب 1/ 173، التاريخ الكبير 1/ 325، التاريخ لابن معين 2/ 14 رقم 4770. [3] تهذيب التهذيب 1/ 179 و 180. التقريب 1/ 46. ميزان الاعتدال 1/ 75. الوافي 6/ 169. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 61 رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ. وعنه وكيع وزيد بن الحباب وعبد الرزاق. وهو ضعيف. توفي سنة خمسين ومائة. وقال ابن سعد: توفي سنة إحدى وخمسين. قال سفيان بن عبد الملك المروزي: سألت ابن المبارك عَنْ حَدِيثٍ لِإِبْرَاهِيمَ الْخُوزِيِّ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي. وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لا يُحَدِّثَانِ عَنْهُ. وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ. أَبْيَنُ بْنُ سُفْيَانَ [1] . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ وَأَبِي حَازِمٍ وَضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الشَّامِيُّ وَكَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ كُلُّهُ. قُلْتُ [2] : (أَبَانُ بْنُ سُفْيَانَ) إِنْسَانٌ آخَرُ أَصْغَرُ مِنْ هَذَا. يَرْوِي عَنْ   [ () ] المجروحين 1/ 100. الخلاصة 23. المعرفة والتاريخ 3/ 42. التاريخ لابن معين 2/ 18 رقم 463. طبقات ابن سعد 5/ 363. [1] لسان الميزان 1/ 129. [2] لسان الميزان 1/ 21. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 62 فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ضَعِيفٌ أَيْضًا. أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُجَيَّةَ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- 4- يُقَالُ اسْمُهُ يَحْيَى. رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَيَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ وَشُعْبَةُ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهٍر وَابْنُ إِدْرِيسَ وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ معين وغيره: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ إِلا أَنَّهُ يُعَدُّ فِي الشِّيعَةِ، يُكْنَى أَبَا حُجَيَّةَ. وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: الأَجْلَحُ مُفْتَرٍ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ الْمُعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [2] . تُوُفِّيَ بِالأَنْدَلُسِ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَنْ فِي كِتَابِنَا مِمَّنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ. سَمِعَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَغَيْرُهُمَا. وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَالْوَاقِدِيُّ. أَحَادِيثُهُ مُسْتَقِيمَةٌ، وَلَهُ نُسْخَةٌ مَعْرُوفَةٌ سَمِعْنَاهَا، وأبوه بخاء معجمة.   [1] تهذيب التهذيب 1/ 189، البداية والنهاية 10/ 96، التقريب 1/ 49، شذرات الذهب 1/ 216، المجروحين 1/ 175، المعرفة والتاريخ 1/ 195، التاريخ لابن معين 2/ 19 رقم 1276. [2] ميزان الاعتدال 1/ 95، لسان الميزان، 1/ 165، جذوة المقتبس 120، تاريخ علماء الأندلس 23 بغية الملتمس 174. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 63 أَخْضَرُ بْنُ عَجْلانَ الشَّيْبَانِيُّ [1]- 4- بَصْرِيٌّ، وَهُوَ أَخُو شُمَيْطٍ الزَّاهِدِ، رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَنَسٍ، رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَالأَنْصَارِيُّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. إِدْرِيسُ بْنُ سنان [2] أبو العباس [3] الصَّنْعَانِيُّ. أَحَدُ الضُّعَفَاءِ. رَوَى عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ. أَدْهَمُ بْنُ طَرِيفٍ [4] السَّدُوسِيُّ [5] . أَبُو بِشْرٍ. بَصْرِيٌّ. عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَعَبْدِ الله بن بريدة وسلمان أَبِي عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ علية وبشر بن المفضل، وثّقه أحمد.   [1] الجرح 2/ 340، تهذيب التهذيب 1/ 193، التقريب 1/ 50، ميزان الاعتدال 1/ 168، الوافي 8/ 311، المعرفة والتاريخ 2/ 126، التاريخ لابن معين 2/ 20 رقم 3360. [2] الجرح 2/ 264، تهذيب التهذيب 1/ 194، التقريب 1/ 50، الميزان 1/ 169، التاريخ الكبير 2/ 36، الخلاصة 24، التاريخ لابن معين 2/ 20 و 21 رقم 394. المعرفة والتاريخ 1/ 524. [3] في نسخة القدسي 6/ 37 «أبو العباس» ، والتصحيح من المصادر المذكورة أعلاه. [4] التاريخ لابن معين 2/ 21 رقم 4139. [5] قال ابن حبيب وابن الكلبي: كل سدوس في العرب فهو مفتوح السين، إلا سدوس بن أصمع.. فإنه مضموم السين. قاله الدارقطنيّ (الإكمال 4/ 269، الأنساب 7/ 61) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 64 إسحاق [1] بن أسيد [2] الأنصاري الخراساني- دق-. نَزِيلُ مِصْرَ. عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي حَفْصٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ وَلا يُشْتَغَلُ بِهِ. قُلْتُ: بَلْ هُوَ صَالِحُ الأَمْرِ. إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيّ [3]- د ت ق- مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَلَهُ إِخْوَةٌ مِنْهُمْ: صَالِحٌ وَيَحْيَى وَإِبْرَاهِيمُ وَيُونُسَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الْحَكِيمِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ وَعُمَرُ وَدَاوُدَ وَعِيسَى وَعَمَّارُ، فَعِدَّتُهُمْ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَخًا. رَوَى إِسْحَاقُ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ وَالأَعْرَجِ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ بن عياش والليث وابن لهيعة وأحمد ابن شُعَيْبٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَخَلْقٌ، مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ. قَدْ سُقْتُ أَخْبَارَهُ في كتابي الملقّب بالميزان [4] ،   [1] الجرح 2/ 213، تهذيب التهذيب 1/ 227، التقريب 1/ 56، الميزان 1/ 184، التاريخ الكبير 1/ 381، الخلاصة 27. [2] بفتح الألف وكسر السين. [3] الجرح 2/ 227، تهذيب التهذيب 1/ 240، التقريب 1/ 59، الوافي 8/ 417، المجروحين 1/ 131، التاريخ الكبير 1/ 396، الضعفاء والمتروكين 19، تهذيب ابن عساكر 2/ 446، الخلاصة 29، التاريخ لابن معين 2/ 27 رقم 1063، المعرفة والتاريخ 3/ 45 و 55. تاريخ أبي زرعة 1/ 310. [4] ميزان الاعتدال 1/ 193. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 65 قال أحمد بن حنبل: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثَ. وَقَال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: «لا يُعْجِبُكُمْ إِسْلامَ امْرِئٍ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا عَقَدَهُ عَقْلُهُ» . إِسْرَائِيلُ بْنُ مُوسَى [1]- خ د ت ن- بَصْرِيٌّ نَزَلَ الْهِنْدَ مُدَّةً. لَهُ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. وَهُوَ مقلّ. أسلم المنقري [2]- د- أبو سعيد. كُوفِيٌّ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أبزى وعطاه بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْثَرَ بْنِ الْقَاسِمِ وَابْنِ فُضَيْلٍ وَأَبُو إسحاق الفزاري. وثّقه أحمد والنسائي.   [1] الجرح 2/ 329، التهذيب 1/ 261، التقريب 1/ 64، الميزان 1/ 208، التاريخ الكبير 2/ 56، الخلاصة 31، التاريخ لابن معين 2/ 28 رقم 2301. [2] الجرح 2/ 307، التهذيب 1/ 267، التقريب 1/ 64، التاريخ الكبير 2/ 24، الخلاصة 31. المعرفة والتاريخ 3/ 90. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 66 أسماء بن عبيد [1]- م- أبو المفضّل الضّبعي البصري. والد جويرية ابن أَسْمَاءَ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُهُ جُوَيْرِيَةُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ أميّة بن الأشدق [2]- ع- عمرو بن سعيد بن العاص الأموي المكي ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى. رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَنَافِعٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وأبي طوالة وطائفة. وعنه ابه عيينة وبشر بن المفضل وأبو إسحاق والغز ويحيى بن سليم وآخرون، وكان ثقة سريا كبير القدر، اختلف في وفاته، الأصح في سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل بل توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. مات في سن الكهولة. إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان- د ت- قد تقدم.   [1] الجرح 2/ 325، تهذيب التهذيب 1/ 269، التقريب 1/ 65، الوافي 9/ 62، الخلاصة 31، التاريخ الكبير 2/ 55. المشاهير 94 و 153. المعرفة والتاريخ 1/ 124. [2] الجرح 2/ 159، التهذيب 1/ 283، التقريب 1/ 67، الميزان 1/ 222، الوافي 9/ 94، الخلاصة 32. التاريخ الكبير 1/ 345، لسان الميزان 1/ 394، مشاهير علماء الأمصار 145. التاريخ لابن معين 2/ 31 رقم 631، المعرفة والتاريخ 1/ 120. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 67 إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَجَلِيُّ [1]- ع- مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. سَمِعَ أَبَا جُحَيْفَةَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى وَقَيْسَ بْن أبي حازم وطارق بْن شهاب والشعبي وَزِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ وَقَيْسُ بْنُ عَائِذٍ، وَلَهُمَا أَيْضًا صُحْبَةُ. رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ- مَعَ تقدمه- وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وكان ثقة حجّة، وكان طَحَّانًا، وَلَهُ إِخْوَةٌ لَمْ يَشْتَهِرُوا وَهُمْ: أَشْعَثُ وَخَالِدٌ وَسَعِيدٌ وَالنُّعْمَانُ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ شَرِبَ الْعِلْمَ شُرْبًا. وَرَوَى مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ يَزْدَرِدُ الْعِلْمَ ازْدِرَادًا. وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ ثَلاثَةٌ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله العجليّ: إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ طَحَّانًا ثِقَةً ثَبْتًا رُبَّمَا أَرْسَلَ الشَّيْءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَإِذَا وَقَفَ أَخْبَرَ. وكان صاحب   [1] الجرح 2/ 174، التهذيب 1/ 291، طبقات ابن سعد 9/ 344، البداية والنهاية 10/ 96، التقريب 1/ 68، الوافي 9/ 115، شذرات الذهب 1/ 216، تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 121، الخلاصة 33، التاريخ الكبير 1/ 351، مشاهير علماء الأمصار 111، النجوم الزاهرة 2/ 4. التاريخ لابن معين 2/ 32 رقم 3207، المعرفة والتاريخ 3/ 94، تاريخ أبي زرعة 1/ 157، تاريخ خليفة 232 و 423، طبقات خليفة 167، الثقات لابن حبّان 3/ 6. التاريخ الصغير 2/ 85. الكامل في التاريخ 5/ 572، تذكرة الحفاظ 1/ 153، سير أعلام النبلاء 6/ 176، الوافي بالوفيات 9/ 115 رقم 4030. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 68 سُنَّةٍ، وَهُوَ رَاوِيَةُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَحَدِيثُهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِمِائَةِ حَدِيثٍ. قُلْتُ: حَدِيثُهُ يقع عاليا في الغلانيّات، مَاتَ قَبْلَ الأَعْمَشِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ أَوْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ رافع المدني [1]- ت ق- أبو رافع القاص نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَسَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ. وَعَنْهُ بَقِيَّةُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْكُوفِيُّ [2] . عَنْ أَبِيهِ وَالشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي بُرْدَةَ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ. ذكره أبو حاتم ولم يليّنه. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ. إِسْمَاعِيلُ بن سلمان بن أبي المغيرة [3]- ق- التميمي الكوفي الأزرق.   [1] الجرح 2/ 168، التهذيب 1/ 294، التقريب 1/ 69، ميزان الاعتدال 1/ 227. الضعفاء والمتروكين للنسائي 16، التاريخ الكبير 1/ 354، الخلاصة 34، تهذيب ابن عساكر 3/ 21، التاريخ لابن معين 2/ 34 رقم 560. [2] الجرح 2/ 170، التاريخ الكبير 1/ 355. [3] الجرح 2/ 176، التهذيب 1/ 303، التقريب 1/ 70، الميزان 1/ 232، الخلاصة 34، التاريخ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 69 عَنْ أَنَسٍ وَالشَّعْبِيِّ وَدِينَارِ بْنِ عُمَرَ الأَسَدِيِّ الْبَزَّارِ. وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1] ، أَبُو مُحَمَّدٍ بَيَّاعٌ السَّابِرِيُّ [2] . عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ وَمَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [3] ، الْعَبَّاسِيُّ. عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَلِيَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ عِنْدَ الْمَنْصُورِ. مَاتَ كَهْلا سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَشِيطٍ الْعَامِرِيُّ [4] . عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَجَمِيلِ بْنِ عُمَارَةَ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ. وَعَنْهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى وأبو نعيم وجماعة.   [ () ] الكبير 1/ 357 و 358، الضعفاء والمتروكين 17، التاريخ لابن معين 2/ 35 رقم 1360. [1] الجرح 2/ 171، التهذيب 1/ 305، التقريب 1/ 70، الميزان 1/ 233، الخلاصة 34، التاريخ الكبير 1/ 356. المعرفة والتاريخ 3/ 102. [2] نوع من الثياب. [3] تهذيب ابن عساكر 3/ 39. الوافي بالوفيات 9/ 156. المعرفة والتاريخ 1/ 118. [4] الجرح 2/ 201، الميزان 1/ 252، التاريخ الكبير 1/ 375، لسان الميزان 1/ 440، المتروكين 18. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 70 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. أسيد بن عبد الرحمن الخثعميّ [1]- د- الفلسطيني الرمليّ. عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَفَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. وَثَّقَهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] . يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْحَدَّانِيُّ [3]- 4- وحدان: بطن من الأزد [4] ، الْبَصْرِيُّ الأَعْمَى. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ. وعنه معمر وشعبة ويحيى القطان والأنصاري وجماعة. وثقه النسائي وهو جد نصر بن علي الجهضمي لأمه، وهو أشعث البصري وأشعث الأعمى وأشعث الأزدي وأشعث الجملي. وهو صالح الحديث. وحديثه عن أنس في سنن أبي داود.   [1] الجرح 2/ 317، التهذيب 1/ 346، التقريب 1/ 77، التاريخ الكبير 2/ 14، تهذيب ابن عساكر 3/ 61. المشاهير 187، تاريخ أبي زرعة 1/ 258، المعرفة والتاريخ 2/ 408. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 473. [3] الجرح 2/ 273، التقريب 1/ 79، الميزان 1/ 265، الوافي 9/ 269 وفيه «عبد الله بن عامر» بدلا من «ابن جابر» شذرات الذهب 1/ 217، الخلاصة 38، المعرفة والتاريخ 2/ 256. التاريخ الكبير 1/ 433، التاريخ الصغير 2/ 23، سير أعلام النبلاء 6/ 274 رقم 119، تهذيب التهذيب 1/ 355. [4] الإكمال 2/ 61 و 62. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 71 أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ [1]- 4- أَبُو هَانِئٍ الْبَصْرِيُّ. مَوْلَى حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ وَطَائِفَةٍ. وَهُوَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَسَنِ وَمِنْ أَفْقَهِهِمْ. رَوَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَحَمَّادُ بْنُ مُسْعَدَةَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بَعْدَ ابْنِ عَوْنٍ أَثْبَتَ مِنْهُ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَيْضًا الأَنْصَارِيُّ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ ثَلاثَةٌ أَحَدُهُمُ الْحُمْرَانِيُّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ كُوفِيٌّ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَهُوَ أَضْعَفُهُمْ. قُلْتُ: ذَكَرَ ابْنُ سَوَّارٍ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَشْعَثُ الْحُمْرَانِيُّ كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَكَانَ عَالِمًا بِمَسَائِلِ الْحَسَنِ الدَّقَّاقِ، هُوَ مِنْ بَابَةِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ الْحُمْرَانِيُّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ [2] . هُوَ أُمَيُّ بْنُ رَبِيعَةَ المرادي أبو عبد الرحمن الكوفي   [1] الجرح 2/ 275، التهذيب 1/ 357، التقريب 1/ 80، الميزان 1/ 266، الوافي 9/ 275، شذرات الذهب 1/ 217. الخلاصة 39. التاريخ الكبير 1/ 431، المشاهير 151، النجوم 2/ 6. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، التاريخ لابن معين 2/ 41 رقم 3231. [2] تهذيب التهذيب 1/ 369، المعرفة والتاريخ 2/ 687، التاريخ لابن معين 2/ 42 رقم 1595. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 72 مِنَ الثِّقَاتِ الَّذِينَ لَمْ يَقَعْ حَدِيثُهُمْ فِي الكتب الستّة. روى عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَطَاوُسٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ وَآخَرِينَ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. أَنَسُ بْنُ أُنَيْسٍ الْعُذْرِيُّ [1] ، الدِّمَشْقِيُّ المقرئ. روى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ. صَالِحُ الأَمْرِ. أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- د ت-. وعن أَبِيهِ وَإِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ. وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وقال الْحَاكِمُ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وأربعين ومائة على الصحيح.   [1] الجرح 2/ 288، التاريخ الكبير 2/ 33، تهذيب ابن عساكر 3/ 137. تاريخ أبي زرعة 1/ 146. المعرفة والتاريخ 2/ 202. [2] الجرح 2/ 334، التهذيب 1/ 380، التقريب 1/ 85، التاريخ الكبير 2/ 42، المشاهير 134 النجوم 2/ 4، المعرفة والتاريخ 3/ 55. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 73 أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الْكُوفِيُّ [1]- خ م ت ن-. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَبُكَيْرِ بْنِ الأَخْنَسِ وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الحميد وعبد الواحد بن زياد والقاسم ابن مَالِكٍ الْمَدَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ. لَهُ نَحْوُ عَشَرَةَ أَحَادِيثَ. وثّقه النسائي وغيره. وقال البخاري: كان يرى الإرجاء.   [1] الجرح 2/ 252، التهذيب 1/ 406، التقريب 1/ 90، التاريخ الكبير 1/ 420، الضعفاء الصغير للبخاريّ 18، الخلاصة 43، التاريخ لابن معين 2/ 50 رقم 1794، تاريخ أبي زرعة 1/ 651 و 652، المعرفة والتاريخ 2/ 561. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 74 [حرف الْبَاءِ] بَحِيرُ [1] بْنُ سَعْدٍ [2] أَبُو خَالِدٍ الخبائريّ- 4- السَّحُولِيُّ [3] الْحِمْصِيُّ. أَحَدُ الأَثْبَاتِ. رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَمَكْحُولٍ. وعنه معاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش ومحمد بن حرب وبقية ومحمد بن حمير. وثقه دحيم والنسائي. قال بقية: استهداني شعبة أحاديث بحير بن سعد فبعثت بها إليه فمات قبل أَنْ تَصِلَ إليه. وسئل أحمد: أيّما أَصَحُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ثَوْرٌ أَوْ بحير؟ قال: بحير.   [1] بكسر الحاء المهملة، التقريب 1/ 93، التهذيب 1/ 421، الجرح 2/ 412، التاريخ الكبير 2/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 53 رقم 4519 وفيه «بحر» . تاريخ أبي زرعة 1/ 350، المعرفة والتاريخ 2/ 346. [2] في تقريب التهذيب 1/ 93 «ابن سعيد» وكذا في اللباب لابن الأثير وهو الصواب. [3] السّحوليّ: بفتح السين وضم الحاء المهملة، ينسب إلى قرية باليمن تنسب إليها الثياب السحولية البيض، قال السمعاني: لعله عرف بهذه النسبة لبيعه هذه الثياب السحولية. (الأنساب 7/ 50، اللباب 2/ 106) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 75 البختري [1] بن أبي البختري [2]- م ن- مختار بن رويح العبديّ الكوفي مِنْ أَجْدَادِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَدَّلِ فَقِيهُ الْمَالِكِيَّةِ. رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى وأبي بكر بن عمارة وعبد الرحمن بن مسعود اليشكري. وعنه سفيان وشعبة ووكيع وحفيده المعدل بن غيلان وابن ابن أخيه محمد ابن بشر العبديّ. قال البخاري: يخالف في حديثه، ووثّقه غيره. وقال ابن عديّ: لا أَعْلَمُ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا. وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ لَخَيْرَ الرِّجَالِ. وَقَالَ الْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ ثمان وأربعين. بدر [3] بن الخليل [4] أبو الخليل الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَسَلْمُ بْنُ عَطِيَّةَ وَجَمَاعَةٌ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ ووكيع وأبو أمامة وغيرهم.   [1] بفتح الباء الموحّدة وسكون الخاء المعجمة وفتح التاء المثناة وكسر الراء. [2] التقريب 1/ 94، تهذيب التهذيب 1/ 421، الجرح 2/ 427، الخلاصة 46. [3] الجرح 2/ 412. [4] في نسخة القدسي 6/ 41 «الجليل» والتصحيح من الجرح والتعديل والتاريخ لابن معين 2/ 54 رقم 1713. المعرفة والتاريخ 3/ 189. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 76 وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ الْكُوفِيُّ [1]- م د ت- مولى عثمان بن عفان. عن الشبعي وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ الله بْن أبي بُرْدَة [2]- ع- بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أَبُو بُرْدَةَ الْكُوفِيُّ. عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ، وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ. وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ، إِلا أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.   [1] الجرح 2/ 413، التاريخ الكبير 2/ 139، التقريب 1/ 94. خلاصة التذهيب 46. المعرفة والتاريخ 3/ 190. [2] مشاهير علماء الأمصار 166، التقريب 1/ 96، تهذيب التهذيب 1/ 431، الجرح 2/ 426. التاريخ الكبير 2/ 140، ميزان الاعتدال 1/ 305، الخلاصة 47، تاريخ أبي زرعة 2/ 684. التاريخ الصغير 2/ 90، التاريخ لابن معين 2/ 56 رقم 3078، سير أعلام النبلاء 6/ 251 رقم 113، مقدّمة فتح الباري 392. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 77 بِشْرُ بْنُ الْعَلاءِ بْنُ زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ [1] أَخُو عَبْدِ اللَّهِ، رَوَى عَنْ نَافِعٍ وَحِزَامِ [2] بْنِ حَكِيمِ بْنِ سَعْدٍ صَاحِبِ أَبِي ذَرٍّ، قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَابْنُ شُعَيْبٍ. بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ الْقُشَيْرِيّ [3]- ق- بَصْرِيٌّ وَاهٍ. يَرْوِي عَنْ مَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْد الرحمن. وعنه أبو عوانة ويزيد بن زريع وحماد بن زيد ويزيد بن هارون وابن وهب وطائفة، قال أحمد: ترك الناس حديثه، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْغَنَوِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- م 4-. عَنْ عِكْرِمَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَالْحَسَنِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيْرِيُّ وَجَمَاعَةٌ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ،   [1] التاريخ الكبير 2/ 79، تهذيب ابن عساكر 3/ 349. [2] في الأصل «حرام» . [3] التاريخ الكبير 2/ 84، ميزان الاعتدال 1/ 325، تقريب التهذيب 1/ 102، تهذيب التهذيب 1/ 460، خلاصة التذهيب 49، التاريخ لابن معين 2/ 59 رقم 4532، المعرفة والتاريخ 3/ 139. [4] الجرح 2/ 378، التاريخ الكبير 2/ 101، ميزان الاعتدال 1/ 329، تهذيب التهذيب 1/ 468. التقريب 1/ 103، الخلاصة 50، التاريخ لابن معين 2/ 60 و 61 رقم 3146. المعرفة والتاريخ 3/ 123. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 78 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمُعَافِرِيُّ [1]- سِوَى ق- إِمَامِ جَامِعِ مِصْرَ. عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَمُشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ. وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَحْيَوَةَ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ. وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ، وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي خِلافَةِ الْمَنْصُورِ. بُكَيْرُ بْنُ عامر البجلي [2]- د- أبو إسماعيل الكوفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ وَالْنَّخَعِيِّ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَأَبِي زُرْعَةَ وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَوَكِيعٌ وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ [3]- 4- بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ البصري أبو عبد الملك،   [1] الجرح 2/ 390، التاريخ الكبير 2/ 91، تهذيب ابن عساكر 3/ 289، تهذيب التهذيب 1/ 485، التقريب 1/ 106، الميزان 1/ 347، الخلاصة 51، التاريخ لابن معين 2/ 62 رقم 3652، المعرفة والتاريخ 1/ 462. [2] الجرح 2/ 405، تهذيب الأسماء 1/ 135، تهذيب التهذيب 1/ 491، التقريب 1/ 108، التاريخ الكبير 2/ 115، الميزان 1/ 350، الخلاصة 52، التاريخ لابن معين 2/ 63 رقم 1614. [3] التقريب 1/ 109، تهذيب التهذيب 1/ 498، الجرح 2/ 430، تهذيب الأسماء 1/ 137، التاريخ الكبير 2/ 142، ميزان الاعتدال 1/ 353، الخلاصة 52، التاريخ لابن معين 2/ 64 رقم 1139. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 79 لَهُ نُسْخَةٌ حَسَنَةٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وَلَهُ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَرَوْحٌ وَأَبُو عَاصِمٍ وَالأَنْصَارِيُّ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين وابن المديني والنسائي. وقال أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُهُ صِحَاحٌ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ فَقِيلَ لِأَبِي دَاوُدَ: فَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ حُجَّةٌ؟ قَالَ: لا وَلا نِصْفُ حُجَّةٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَخْتَلِفُونَ فِي بَهْزٍ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: إِنَّمَا تُرِكَ مِنَ الصَّحِيحِ لِأَنَّهَا نُسْخَةٌ شَاذَّةٌ يَنْفَرِدُ بِهَا. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا، فَأَمَّا أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ فيحتجّان به، وتركه جماعة من أئمتنا، ولولا حديث «إِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ إِبِلِهِ عَزْمَةً من عَزَمَاتِ رَبِّنَا» لأَدْخَلْنَاهُ فِي الثِّقَاتِ وَهُوَ مِمَّنْ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ. قُلْتُ: عَلَى أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ فِي قَوْلِهِ هَذَا مُؤَاخَذَاتٌ: «إِحْدَاهَا» قَوْلُهُ: «كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا» وَإِنَّمَا يُعْرَفُ خَطَأُ الرَّجُلِ بِمُخَالَفَةِ   [ () ] المعرفة والتاريخ 2/ 288. كتاب المجروحين 1/ 194، سير أعلام النبلاء 6/ 253 رقم 114، الوافي بالوفيات 10/ 308 رقم 4820. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 80 رِفَاقِهِ لَهُ، وَهَذَا فَانْفَرَدَ بِالنُّسْخَةِ الْمَذْكُورَةِ وَمَا شَارَكَهُ فِيهَا، وَلا لَهُ فِي عَامَّتِهَا رَفِيقٌ، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ أَنَّهُ أَخْطَأَ. «الثَّانِي» قَوْلُكَ: تَرَكَهُ جَمَاعَةٌ، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا تَرَكَهُ أَبَدًا، بَلْ قَدْ يَتْرُكُونَ الاحْتِجَاجَ بِخَبَرِهِ، فَهَلا أَفْصَحْتَ بِالْحَقِّ. «الثَّالِثُ» وَلَوْلا حَدِيثُ: إِنَّا آخِذُوهَا، فَهُوَ حَدِيثٌ انْفَرَدَ بِهِ بَهْزٌ أَصْلا وَرَأْسًا، وَقَالَ بِهِ بَعْضُ الْمُجْتَهِدِينَ، وَيَقَعُ بَهْزٌ غَالِبًا فِي جُزْءِ الأَنْصَارِيِّ، وَمَوْتُهُ مُقَارِبٌ لِمَوْتِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَدِيثُهُ قَرِيبٌ مِنَ الصِّحَّةِ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 81 [حرف التَّاءِ] تَمَّامُ بْنُ نُجَيْحٍ الأَسَدِيُّ [1]- د ت- شَامِيٌّ. عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَابْنُ سِيرِينَ وَبَقِيَّةٌ وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ، وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ معين، وقال البخاري: فيه نظر. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه. وقال ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةً عَنِ الثِّقَاتِ كَأَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا، مَوْلِدُهُ بِمَلَطْيَةَ، وَسَكَنَ حَلَبَ. تميم بن عطيّة العنسيّ الدارانيّ [2]- ت-.   [1] تهذيب ابن عساكر 3/ 346، تقريب التهذيب 1/ 113، تهذيب التهذيب 1/ 510. الجرح 2/ 445، التاريخ الكبير 2/ 157، ميزان الاعتدال 1/ 359، التاريخ لابن معين 2/ 66 رقم 5130، المعرفة والتاريخ 3/ 365. [2] تهذيب ابن عساكر 3/ 361، التقريب 1/ 113، تهذيب التهذيب 1/ 513، الجرح 2/ 443. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 82 عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَمَكْحُولٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وَلَهُ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ يَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ شَدِيدٍ.   [ () ] التاريخ الكبير 2/ 155، الخلاصة 55، ميزان الاعتدال 1/ 360، المعرفة والتاريخ 2/ 603 604، تاريخ أبي زرعة 1/ 73. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 83 [حرف الثَّاءِ] ثَابِتُ [1] بْنُ سَرْجٍ [2] الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ أَبِي وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَرَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. ثَابِتُ بْنُ أبي صفية أبو حمزة الثمالي [3]- ت- الأزدي الكوفي، عن أنس وعكرمة والشعبي وأبي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مِنْ مَوَالِي الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ مَعَ غلوّ في تشيّعه.   [1] تهذيب ابن عساكر 3/ 368، الجرح 2/ 451. [2] في نسخة القدسي 6/ 43 «سرح» والتصحيح من الجرح والتعديل. [3] تقريب التهذيب 1/ 116، تهذيب التهذيب 2/ 7، الجرح 2/ 450، المجروحين 1/ 206، التاريخ الكبير 2/ 165، الخلاصة 56، ميزان الاعتدال 1/ 363، التاريخ لابن معين 2/ 69 رقم 1335. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 84 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ ضَعِيفًا. وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: أَبُو حَمْزَةَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ الْحَنَفِيُّ [1]- د ت ن- بَصْرِيٌّ يُكْنَى أَبَا مَالِكٍ. رَوَى عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ وزرارة بن أوفى وأبي الحوراء ربيعة السعدي وأبي تميمة الهجيمي. وعنه ابن المبارك وخالد بن الحارث وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ ويحيى بن كثير العنبري، وخلق سواهم. قال النسائي: لا بَأْسَ بِهِ. ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ [2] أَبُو السُّرِّيِّ الأَوْدِيُّ [3] الْكُوفِيُّ. عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ وَأَبِي بُرْدَةَ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قُلْتُ: أَمَّا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ فَثِقَةٌ من طبقة زائدة.   [1] تقريب التهذيب 1/ 116، تهذيب التهذيب 2/ 11، الجرح 2/ 455، التاريخ الكبير 2/ 166، الخلاصة 56، ميزان الاعتدال 1/ 365، التاريخ لابن معين 2/ 69 رقم 4674. [2] تقريب التهذيب 1/ 118، تهذيب التهذيب 2/ 18، الجرح 2/ 459، ميزان الاعتدال 1/ 368، الخلاصة 57، التاريخ لابن معين 2/ 70 رقم 1417. [3] في خلاصة تذهيب التهذيب ونسخة القدسي 6/ 44 «الأزدي» والتصحيح من المصادر المذكورة قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 85 [حرف الْجِيمِ] جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ أَبُو بِشْرٍ الرَّاسِيُّ الْبَصْرِيّ [1]- د ت ن-. عَنْ خِلاسِ [2] بْنِ عَمْرٍو وَالْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخُزَاعِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْمَدَنِيُّ الزَّاهِدُ [3] . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَعِبَادَةٌ وَرِوَايَةٌ لِلْعِلْمِ بِالْمَدِينَةِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَوْ قِيلَ لِجَارِيَةَ إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مَزِيدُ عَمَلٍ. جِبْرِيلُ [4] بْنُ أَحْمَرَ [5] الْبَصْرِيُّ، أَبُو بَكْرٍ.   [1] التقريب 1/ 122، التهذيب 2/ 41، الجرح 2/ 500، التاريخ الكبير 2/ 207، الخلاصة 59. [2] بكسر الخاء المعجمة كما في الخلاصة. [3] لسان الميزان 2/ 91، الجرح 2/ 521، ميزان الاعتدال 1/ 385. [4] التقريب 1/ 125، التهذيب 2/ 60، الجرح 2/ 549، التاريخ الكبير 2/ 253، ميزان الاعتدال 1/ 388. [5] في نسخة القدسي 6/ 44 «أحمد» والتصحيح من المصادر المذكورة قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 86 عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَالْمُحَارِبِيُّ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ. الْجَرَّاحُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الكندي [1]- ت- الكوفي ثم الرازيّ أَخُو عِيسَى بْنُ الضَّحَّاكِ. رَوَى عَنْ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَشُ وجماعة. قال أبو حاتم: صالح لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ. الْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المدني [2]- سوى ق- ويقال له الجعيد. عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَيَزِيدَ بْنِ حُصَيْفَةَ وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ ابن إِبْرَاهِيمَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. جَعْفَرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَارَةَ الْمَخْزُومِيُّ [3]- د ت ق- عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وأبو عاصم النبيل،   [1] لسان الميزان 2/ 99، التقريب 1/ 126، التهذيب 2/ 65، الجرح 2/ 524، التاريخ الكبير 2/ 228، الميزان 1/ 389، الخلاصة 61. [2] التقريب 1/ 128، التهذيب 2/ 80، الجرح 2/ 529، التاريخ الكبير 2/ 240، الخلاصة 62، المعرفة والتاريخ 1/ 213، تاريخ أبي زرعة 1/ 223. [3] التقريب 1/ 130، التهذيب 2/ 89، الجرح 2/ 477، التاريخ الكبير 2/ 189، الخلاصة 62. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 87 ثقة حجازي. جعفر الصادق [1]- م 4- وَهُوَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن الحسين ابن على بن أبي طالب الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ سِبْطُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ، فَإِنَّ أُمَّهُ هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ ابْنَةُ الْقَاسِمِ، وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَلِهَذَا كَانَ جَعْفَرٌ يَقُولُ: وَلَدَنِي الصِّدِّيقُ مَرَّتَيْنِ. يُقَالُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ رَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَغَيْرَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ. يَرْوِي عَنْ جَدِّهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: وَلَمْ أَرَ لَهُ عَنْ جَدِّهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ شَيْئًا، وَقَدْ أَدْرَكَهُ وَهُوَ مُرَاهِقٌ. وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَطَاءٍ وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَلَهُ أَيْضًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، فَيُمْكِنُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَوُهَيْبٌ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ، آخِرُهُمْ وَفَاةً أبو عاصم النبيل.   [1] مشاهير علماء الأمصار 127، التقريب 1/ 132، التهذيب 2/ 103، الجرح 2/ 487، تهذيب الأسماء 1/ 149، التاريخ الكبير 2/ 198، الميزان 1/ 414، الخلاصة 63 وهو السادس من الأئمة عند الشيعة. انظر: الأئمة الاثنا عشر لابن طولون الدمشقيّ- تحقيق د. صلاح الدين المنجد- ص 85) ويأتي ذكره في كتب التاريخ مثل: تاريخ اليعقوبي 2/ 115، مروج الذهب 3/ 268، الكامل في التاريخ 5/ 27، البداية والنهاية 10/ 105، شذرات الذهب 1/ 220، وفيات الأعيان 1/ 327، المصايد والمطارد لكشاجم- ص 202 و 203- تحقيق د. أسعد طلس- بغداد 1954، صفة الصفوة 2/ 94. الحلية 3/ 192، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 87 رقم 670. تاريخ أبي زرعة 1/ 233. طبقات خليفة 2/ 763. الوزراء والكتّاب 86. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 70. الفخري 154. العبر 1/ 208. سير أعلام النبلاء 6/ 255. تذكرة الحفّاظ 1/ 157. مرآة الجنان 1/ 304. الوافي بالوفيات 10/ 126 رقم 208. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 88 وَمِنْ جِلَّةِ مَنْ رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ مُوسَى الْكَاظِمُ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ لا يُسْأَلُ عَنْ مِثْلِهِ. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: مجالد أحبّ إليّ من جعفر ابن مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: لَمْ يُتَابِعِ الْقَطَّانُ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ، فَإِنَّ جَعْفَرًا صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَمُجَالِدُ لَيْسَ بِعُمْدَةٍ. رَوَى عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ هَيَّاجُ بْنُ بَسْطَامٍ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يُطْعِمُ حَتَّى لا يَبْقَى لِعِيَالِهِ شَيْءٌ. وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق الرَّاشِدِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ أَنَّهُ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَإِنَّهُ لا يُحَدِّثُكُمْ بَعْدِي بِمِثْلِ حَدِيثِي. وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ حَازِمٍ حدّثني أبو نجيح إبراهيم بن مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ زِيَادٍ الْفَقِيهَ، سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ وَسُئِلَ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهُ مِنْ جَعْفَرٍ، لَمَّا أَقْدَمَهُ الْمَنْصُورُ الْحِيرَةَ بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ إِنَّ النَّاسِ قَدْ فُتِنُوا بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَهَيِّئْ لَنَا مِنْ مَسَائِلِكَ الصِّعَابَ، فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ الْمَنْصُورُ فَأَتَيْتُهُ، فَدَخَلْتُ، وَجَعْفَرٌ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِمَا دَخَلَنِي لِجَعْفَرٍ مِنَ الهيبة الجزء: 9 ¦ الصفحة: 89 مَا لَمْ يَدْخُلْنِي لِلْمَنْصُورِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيُّ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا: قَدْ أَتَانَا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ هَاتِ مِنْ مَسَائِلِكَ فَاسْأَلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَابْتَدَأْتُ أَسْأَلُهُ، فَكَانَ يَقُولُ فِي الْمَسْأَلَةِ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، وَنَحْنُ- يُرِيدُ أَهْلَ الْبَيْتِ- نَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَرُبَّمَا تَابَعْنَا، وَرُبَّمَا تَابَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَرُبَّمَا خَالَفْنَا مَعًا، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى أربعين مَسْأَلَةٍ، مَا أَخْرِمُ فِيهَا مَسْأَلَةً، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ: أَلَيْسَ قَدْ رَوِينَا أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالاخْتِلافِ. ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ ثنا مُصْعَبٌ: سَمِعْتُ الدراوَرْديّ يَقُولُ: لَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرٍ حَتَّى ظَهَرَ أَمْرُ بَنِي الْعَبَّاسِ، ثُمَّ قَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ مَالِكٌ لا يَرْوِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَتَّى يَضُمُّهُ إِلَى آخِرٍ مِنْ أُولَئِكَ الرُّقَعَاءِ، ثُمَّ يَجْعَلُهُ بَعْدَهُ. ابْنُ عُقْدَةَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق الرَّاشِدِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ، عن صالح ابن أبي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَإِنَّهُ لا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي مِثْلَ حَدِيثِي. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ لِي جَارًا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ فَقَالَ جَعْفَرٌ: بَرِيءَ اللَّهُ مِنْ جَارِكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِيَ اللَّهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَلَقَدِ اشْتَكَيْتُ شِكَايَةً فَأَوْصَيْتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ أَنَا ابْنُ مُلاعِبٍ أَنَا الأَرْمَوِيُّ أَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ ابْنُ الْمَأْمُونِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ثنا مُحَمَّدُ بن فضل عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالا: يَا سَالِمُ: تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هُدًى، وَقَالَ لِي جَعْفَرٌ: يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّهُ! أَبُو بَكْرٍ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 90 جَدِّي فَلا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاهُمَا وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَسَالِمٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ شِيعِيَّانِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَبِيبِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ثنا حفص ابن غِيَاثٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ عَلِيٍّ شَيْئًا إِلا وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَهُ. وَقَالَ الحبيبي: ثنا مجلد بْنُ أَبِي قُرَيْشٍ ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَمْدَانِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُمْ وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: إِنَّكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصْرَ، فَأَبْلِغُوهُمْ عَنِّي مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مُفْتَرِضُ الطَّاعَةِ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ. وَرَوَى حِبَّانُ بْنُ سُدَيْرٍ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلا مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. قُلْتُ: يَعْنِي إِنْ صَحَّ هَذَا عَنْهُ أَنَّهُمَا مِمَّنْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تُعَلَّقُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ. قَالَ مَعْبَدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ وَلَكِنَّهُ كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَاللَّهِ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا تَسْأَلُونَا عَنْهُ وَلَغَيْرُنَا أَعْلَمُ مِنَّا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الأَحْمَسِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ طَلَّقَ ثَلاثًا بِجَهَالَةٍ ردّ إلى السنّة يجعلونها واحدة، ويروونها عَنْكُمْ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ مَا هَذَا مِنْ قَوْلِنَا، مَنْ طَلَّقَ ثَلاثًا فَهُوَ كَمَا قَالَ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 91 قُلْتُ: مُسْلِمَةُ ضَعِيفٌ. وَعَنْ عِيسَى صَاحِبِ الدِّيوَانِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ جَعْفَرٍ قَالَ: سُئِلَ جَعْفَرٌ: لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ الرِّبَا؟ قَالَ: لِئَلا يَتَمَانَعَ النَّاسُ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَالَ هَارُونُ بْنُ أَبِي الْهِنْدَامِ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ يَقُولُ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فَإِذَا أَنَا بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَدْ أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ، فَقُلْتُ: يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ، لِمَ جُعِلَ الْمَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الْحَرَمِ وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ؟ فَقَالَ: الْكَعْبَةُ بَيْتُ اللَّهِ، وَالْحَرَمُ حِجَابُهُ، وَالْمَوْقِفُ بَابُهُ، فَلَمَّا قَصَدُوهُ أَوْقَفَهُمْ بِالْبَابِ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَمَّا أَذِنَ لَهُمْ بِالدُّخُولِ، أَدْنَاهُمْ مِنَ الْبَابِ الثَّانِي، وَهُوَ الْمُزْدَلِفَةُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِمْ وَطُولِ اجْتِهَادِهِمْ رَحِمَهُمْ، فَلَمَّا رَحِمَهُمْ أَمَرَهُمْ بِتَقْرِيبِ قُرْبَانِهِمْ، فَلَمَّا قَرَّبُوا قُرْبَانَهُمْ، وَقَضَوْا تَفَثَهُمْ، وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوبِ أَمَرَهُمْ بِالزِّيَارَةِ لِبَيْتِهِ. قَالَ لَهُ: فَلِمَ كُرِهَ الصَّوْمُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ فِي ضِيَافَةِ اللَّهِ وَلا يُحِبُّ لِلضَّيْفِ أَنْ يَصُومُ. قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا بَالُ النَّاسِ يَتَعَلَّقُونَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهِيَ خِرَقٌ لا تَنْفَعُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: ذَلِكَ مِثْلُ رَجُلٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ جُرْمٌ، فَهُوَ يَتَعَلَّقُ بِهِ وَيَطُوفُ حَوْلَهُ رَجَاءَ أَنْ يَهَبَ لَهُ جُرْمَهُ. وَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ عَبَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْفُقَهَاءَ قَدْ رَكَنُوا إِلَى السَّلاطِينِ فَاتَّهِمُوهُمْ. وَعَنْ عَنْبَسَةَ الْخَثْعَمِيِّ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَةَ فِي الدِّينِ فَإِنَّهَا تُشْغِلُ الْقَلْبَ وَتُورِثُ النِّفَاقَ. وَعَنْ عَائِذِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: لا زَادٌ أَفْضَلُ مِنَ التَّقْوَى، وَلا شَيْءٌ أَحْسَنُ مِنَ الصَّمْتِ، وَلا عَدُوٌّ أَضَلُّ من الجهل ولأداء أَدْوَى مِنَ الْكَذِبِ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 92 قُلْتُ: مَنَاقِبُ جَعْفَرٍ كَثِيرَةٌ، وَكَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلافَةِ لِسُؤْدُدِهِ وَفَضْلِهِ وَعِلْمِهِ وَشَرَفِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ الرَّافِضَةُ وَنَسَبَتْ إِلَيْهِ أَشْيَاءَ لَمْ يَسْمَعْ بِهَا، كَمِثْلِ كِتَابِ الْجَفْرِ، وَكِتَابِ اخْتِلاجِ الأَعْضَاءِ، وَنُسَخٍ مَوْضُوعَةٍ، وَكَانَ يَنْهَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَنِ الْخُرُوجِ وَيَحُضُّهُ عَلَى الطَّاعَةِ وَمَحَاسِنُهُ جَمَّةٌ. تُوُفِّيَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ ثَمَانٌ وَسِتُّونَ سَنَةً. جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ [1] ، الْمَكِّيُّ. عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ سمول. وثّقه أبو دَاوُدَ. جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ التَّمِيمِيُّ [2] الأَنْمَاطِيُّ [3]- 4-. رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَأَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَغُنْدَرٌ وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَخْشَى أن يكون ضعيف الحديث.   [1] لسان الميزان 2/ 122، الجرح 2/ 487، التاريخ الكبير 2/ 199، التاريخ لابن معين 2/ 87 رقم 401 [2] التقريب 1/ 133، التهذيب 2/ 108، الجرح 2/ 489، التاريخ الكبير 2/ 200، ميزان الاعتدال 1/ 418، الخلاصة 64. [3] بفتح الألف وسكون النون، نسبة إلى بيع الأنماط وهي الفرش التي تبسط. (انظر: اللباب 1/ 91) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 93 وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ لَيْسَ بِثِقَةٍ. قُلْتُ: مِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُ وُهَيْبٍ ثنا جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُنَادِي: لا صَلاةَ إِلا بِقِرَاءَة فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَمَا زَادَ. جَوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْدِيُّ [1]- ق- البلخي. نَزِيلُ بَغْدَادَ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالضَّحَّاكِ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وغيره: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ أَصْلَحُ حَالا مِنَ الْكَلْبِيِّ. وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثَانِ عَنْ جُوَيْبِرٍ وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ ليحيى: كيف حديثه؟ قال: ضعيف.   [1] الضعفاء الصغير 27، التقريب 1/ 136، التهذيب 2/ 123، الجرح 2/ 540 و 541، المجروحين 1/ 217، التاريخ الكبير 2/ 257، الميزان 1/ 427، الخلاصة 66. التاريخ لابن معين 2/ 89 رقم 1343، المعرفة والتاريخ 3/ 35، تاريخ بغداد 7/ 251. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 94 [حرف الحاء] حاتم بن أبي صغيرة [1]- ع- أبو يونس القشيري مَوْلاهُمْ. بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ نَبِيلٌ وَلَيْسَ بِالْمُكْثِرِ. لَهُ عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابن المبارك وخالد بن الحارث ويحيى القطان وَرَوْحٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ [2] ، أَبُو النُّعْمَانِ الأَزْدِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعِكْرِمَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: خَشَبِيٌّ ثِقَةٌ، يَنْسِبُونَ إِلَى خَشَبَةَ زيد بن علي التي صلب عليها.   [1] المشاهير 155، الجرح 3/ 257، التاريخ الكبير 3/ 77، تهذيب التهذيب 2/ 130، التقريب 10/ 137. [2] ميزان الاعتدال 1/ 432، الجرح 3/ 72 و 73، التاريخ الكبير 2/ 267، تهذيب التهذيب 2/ 140، التقريب 1/ 140، الخلاصة 67، التاريخ لابن معين 2/ 92 رقم 2308. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 95 وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَهُ خَبَرُ حَدِيثٍ مُنْكَرٍ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: رَأَيْتُ شَيْخًا طَوِيلَ السُّكُوتِ مُنْطَوِيًا عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ [1] . الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذباب [2]- م ت ن ق- الدوسيّ المدني المؤذّن. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَالأَعْرَجُ وَجَمَاعَةٌ. وَعَنْهُ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ: ضَعِيفٌ، ذَكَرَهُ فِي الْمُحَلَّى. الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ [3] ، أَبُو الْجُودِيِّ الأَسَدِيُّ شَامِيٌّ نَزَلَ وَاسِطًا. رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَافِعٍ وَسَعِيدِ بْنِ مُهَاجِرٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَعَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. الحارث بن النعمان بن سالم الليثي [4] .   [1] في ميزان الاعتدال «يصر على أمر عظيم» . (1/ 432) . [2] ميزان الاعتدال 1/ 437، المشاهير 129، الجرح 3/ 79، التاريخ الكبير 2/ 271، تهذيب التهذيب 2/ 147 و 148، التقريب 1/ 142، الخلاصة 68. [3] الجرح 3/ 83، التقريب 1/ 143، تهذيب التهذيب 12/ 62، المجروحين 1/ 223، التاريخ الكبير 2/ 276، المعرفة والتاريخ 3/ 70 و 156، التاريخ لابن معين 2/ 94 رقم 4916. [4] ميزان الاعتدال 1/ 444، الضعفاء الصغير 28، الضعفاء والمتروكين 30، الجرح 3/ 91، التقريب 1/ 144، تهذيب التهذيب 2/ 159، التاريخ الكبير 2/ 284، الخلاصة 69. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 96 روى عَنْ خَالِهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَطَاوُسٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ الْكُلاعِيُّ وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْحَدَّانِيُّ وَجُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ سَمِيِّهِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ الْبَزَّارِ بِبَغْدَادَ، وَسَوْفَ يَذْكُرُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ. حَارِثَةُ بن أبي الرجال [1]- ت ق- محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَالِكٍ. رَوَى عَنْ جَدَّتِهِ عَمْرَةَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَعَبْدَةُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. حَبِيبُ بْنُ أَبِي الأَشْرَسِ [2]- حَسَّانُ- مِنْ مَشْيَخَةِ الْكُوفَةِ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَأَبِي الضُّحَى وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى وَالْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ ومروان بن معاوية.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 445، الضعفاء الصغير 37، الضعفاء والمتروكين 29، الجرح 3/ 255، التقريب 1/ 145، تهذيب التهذيب 2/ 165، التاريخ الكبير 3/ 94، المجروحين 1/ 268، الخلاصة 69، المعرفة والتاريخ 3/ 37، التاريخ لابن معين 2/ 95 رقم 715. [2] الضعفاء الصغير 30، لسان الميزان 2/ 167، ميزان الاعتدال 1/ 450، الجرح 3/ 98، التاريخ الكبير 2/ 313، التاريخ لابن معين 2/ 97 رقم 1380. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 97 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. قُلْتُ: هُوَ جَدُّ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ جَزَرَةُ. حَبِيبُ بْنُ جَرْيٍ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ [1] الْعَبْدُ الصَّالِحُ. رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ وَكِيعٍ وَالْخُرَيْبِيِّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرِهِمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رَجُلٍ صَالِحٍ. حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ الْبَصْرِيُّ [2]- ع- مَوْلَى قَرِيبَةَ. كُنْيَتُهُ أَبُو شَهِيدٍ وَقِيلَ أَبُو مُحَمَّدٍ. أَرْسَلَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وميمون بن مهران وعمرو بن شعيب وطائفة. وعنه ابنه إبراهيم وابن علية ويحيى القطان وأبو أسامة وروح بن عبادة والأنصاري وخلق كثير. وكان من سادة الأئمة، له نحو من مائة حديث. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سِتٌّ وستون سنة.   [1] لسان الميزان 2/ 169، رجال الطوسي 172، الجرح 3/ 97، التاريخ الكبير 2/ 314. [2] المشاهير 152. الجرح 3/ 102، التاريخ الكبير 2/ 320، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، المعرفة والتاريخ 2/ 15. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 98 حبيب بن صالح الطائي الحمصي [1]- د ت ق- وهو حبيب بن أبي موسى. رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَيَحْيَى بن جابر وعبد الرحمن ابن سَابِطٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَبِيبُ بْنُ أبي العالية [2] . عن مجاهد وغيره. عَنْ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ الأَحْمَرُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: مَا أَدْرِي أَحَادِيثَهُ، كَأَنَّهُ ضَعَّفَهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. حَبِيبُ بْنُ أبي عمرة القصّاب الكوفي [3]- سو ى د- مَوْلَى بَنِي حِمَّانَ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ومجاهد والطبقة.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 455، الجرح 3/ 103، التاريخ الكبير 2/ 321، تهذيب التهذيب 2/ 186، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، المعرفة والتاريخ 1/ 712، الوافي بالوفيات 11/ 299 رقم 238، لسان الميزان 2/ 171. [2] الجرح 3/ 106، التاريخ الكبير 2/ 322، لسان الميزان 2/ 171، ميزان الاعتدال 1/ 455، التاريخ لابن معين 2/ 98 رقم 2750. [3] المشاهير 164، الجرح 3/ 106، التاريخ الكبير 2/ 322، تهذيب التهذيب 2/ 188، التقريب 1/ 150، الخلاصة 71، المعرفة والتاريخ 3/ 106، التاريخ لابن معين 2/ 98 رقم 1692 و 1886 الجزء: 9 ¦ الصفحة: 99 وَعَنْهُ جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. تُوُفِّيَ سنة اثنتين وأربعين ومائة. حبيب المعلم [1]- ع- أبو محمد. مَوْلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ، وَاسْمُ أَبِيهِ أَبُو قَرِيبَةَ دِينَارٌ. رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وعنه حماد بن سلمة ويزيد بن زريع وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم، وبلغنا أَنَّ يَحْيَى الْقَطَّانَ كَانَ لا يروي عنه. حجّاج بن أرطاة [2] ، 4 م [2] مقرونا، ابن ثَوْرٍ بْنِ هُبَيْرَةَ أَبُو أَرْطَأَةَ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ عَلَى لِينٍ فِي حَدِيثِهِ. لَهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ وَعَنِ الْحَكَمِ وَعَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ الطَّائِيِّ وَرَبَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمَكْحُولٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وحفص بن غياث وغندر وعبد الرزاق وآخرون وقد حَدَّثَ عَنْهُ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَهُوَ مِنْ شيوخه.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 456، الجرح 3/ 101، التقريب 1/ 152، التاريخ الكبير 2/ 323، تهذيب التهذيب 2/ 194، الخلاصة 72، المعرفة والتاريخ 2/ 287، سير أعلام النبلاء 6/ 254. [2] ميزان الاعتدال 1/ 458، الضعفاء الصغير 32، الجرح 3/ 154، التقريب 1/ 152، تهذيب التهذيب 2/ 196، تهذيب الأسماء 1/ 152، المجروحين 1/ 225، التاريخ الكبير 2/ 378، رجال الطوسي 179، طبقات ابن سعد 6/ 343، الخلاصة 72، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 99 رقم 1593. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 100 وَلِيَ حَجَّاجٌ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ وَلَهُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً، وَكَانَ فِيهِ بَأْوٌ وَتِيهٌ وَمَحَبَّةٌ لِلسُّؤْدُدِ وَالتَّجَمُّلِ، فَكَانَ يَقُولُ: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: هُوَ وَابْنُ إِسْحَاقَ عِنْدِي سَوَاءٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ أَسْرَدَ لِلْحَدِيثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: حَجَّاجٌ صَدُوقٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُدَلِّسُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ يَعْنِي فَيُسْقِطُ مُحَمَّدًا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضًا: إِذَا قَالَ حَدَّثَنَا فَهُوَ صَالِحٌ لا يُرْتَابُ فِي صِدْقِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ. وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْرَفُ بِمَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ مِنْ حَجَّاجٍ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا يَأْتُونَ أَحَدًا أَحْفَظَ مِنْ حجّاج ابن أَرْطَأَةَ. وَقَالَ آخَرُ: لَهُ سِتُّمِائَةِ حَدِيثٍ أَوْ نَحْوُهَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَكَادُ لِحَجَّاجٍ حَدِيثٌ إِلا وَفِيهِ زِيَادَةٌ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فَأَتَيْنَاهُ وَتَذَاكَرْنَا فَقَالَ: ثنا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ثُمَّ لَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا حَجَّاجٌ وَلَهُ إِحْدَى وَثَلاثُونَ سَنَةً، فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِنَ الزِّحَامِ مَا لَمْ أَرَهُ عَلَى حَمَّادِ بْنِ أَبِي الجزء: 9 ¦ الصفحة: 101 سُلَيْمَانَ، رَأَيْتُ عِنْدَهُ مَطَرًا الْوَرَّاقَ وَدَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ جُثَاةً عَلَى أَرْجُلِهِمْ يَقُولُونَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ مَا تَقُولُ فِي كَذَا، يَا أَبَا أَرْطَأَةَ مَا تَقُولُ فِي كَذَا. قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: مَا خَصَمْتُ قَطُّ وَلا جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَمِعَ حَجَّاجٌ مِنْ مَكْحُولٍ، وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ يَقُولُ: لا تَتِمُّ مُرُوءَةَ الرَّجُلِ حَتَّى يَدَعَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ. قُلْتُ: هَذِهِ كَلِمَةٌ مَقِيتَةٌ بَلْ لا تَتِمُّ مُرُوءَةُ الرَّجُلِ وَدِينُهُ حَتَّى يَلْزَمَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ. وَهَذَا قَالَهُ حَجَّاجٌ لِمَا فِي طِبَاعِهِ مِنَ البذخ والرئاسة فَإِنَّهُ يَرَى أَنَّ صَلاتَهُ فِي جَمَاعَةٍ وَمُزَاحَمَتِهِ لِلسُّوقَةِ فِي الصُّفُوفِ يُنَافِي مَا فِيهِ مِنَ التِّيهِ وَالتَّرَفِ فاللَّه يُسَامِحُهُ. وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ أَبِي حَنِيفَةَ الإِمَامِ فِي الْعِلْمِ، لَكِنْ رَفَعَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ بِالْوَرَعِ وَالْعِبَادَةِ وَلَمْ يَنَلْ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ تِلْكَ الرِّفْعَةُ فَرَحِمَهُمَا اللَّهُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَذْكُرُ أَنَّ حَجَّاجًا لَمْ يَرَ الزُّهْرِيَّ، وَكَانَ سَيِّئَ الرَّأْيِ فِيهِ جدا ما رَأَيْتُهُ أَسْوَأَ رَأْيًا فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي حَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَلَيْثٍ وَهَمَّامٍ، لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعُهُ فِيهِمْ. وَقَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ لَمْ أَرَ الزُّهْرِيَّ لَكِنْ لَقِيتُ رَجُلا جَيِّدَ الأَخْذِ عَنْهُ فَأَخَذْتُ عَنْهُ. وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَيُحْتَجُّ بِحَجَّاجٍ؟ قَالَ: لا، وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ أَسْوَدُ وَرِدَاءٌ أَسْوَدُ قَدْ خُضِّبَ بِالسَّوَادِ مُتَّكِئًا عَلَى مَرَافِقٍ حُمْرٍ، قَالَ يَزِيدُ: فَكَانَ يَقُولُ: أَبَعْدَ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 102 وَشُرَطِ الْكُوفَةِ، وَكَانَ يَقْضِي بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا قَضَاءُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَوَلِيَ قَضَاءَهَا ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، قَالَ: وَجَلَسَ يُفْتِي بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَلَهُ عِشْرُونَ سَنَةً، وَكَانَ الْحَكَمُ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي أَجْلَسَهُ لِلْفُتْيَا. وَقَالَ الأَشَجُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَسْوَدِ الْحَارِثِيُّ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ يُقِيمُ عَلَى رُءُوسِنَا غُلامًا أسود وقال: مَنْ رَأَيْتُهُ يَكْتُبُ، يَعْنِي فِي مَجْلِسِهِ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ سَوْأَةٌ لَكَ يَأْتِيكَ نُظَرَاؤُكَ وَأَبْنَاءُ نُظَرَائِكَ مِنْ أبناء القبائل تم تَأْمُرُ هَذَا الأَسْوَدَ بِمَا تَأْمُرُهُ؟! قَالَ: فَلَمْ يَأْمُرْهُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كُنَّا لا نَكْتُبُ عِنْدَ حَجَّاجٍ، كَانَ لَهُ غِلْمَانُ يَطُوفُونَ فِي الْحَلَقَةِ، فَمَنْ رَأَوْهُ يَكْتُبُ أَقَامُوهُ. وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ عُصَيْمٍ: جَاءَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ إِلَى الأَعْمَشِ فَقَالَ لَهُ حَجَّاجٌ: يَا هَذَا لَمْ تَنْتَهِ حَتَّى مَشَتْ إِلَيْكَ الأَشْرَافُ! قَالَ: إِذًا يَرْجِعُونَ بِغَيْرِ حَوَائِجِهِمْ، ثُمَّ دَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ فِي وُجُوهِهِمْ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ثنا أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ لِلْحَجَّاجِ ابن أرطاة ما رأيت أحدا أحسن أصابع مِنْكَ، قَالَ: إِنَّهَا مَدَارِجُ الْكَرَمِ. وهَب بْنُ بَقِيَّةَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْمَسْجِدَ فَقِيلَ لَهُ: هاهنا يَا بْنَ أَرْطَأَةَ فَقَالَ: أَنَا صَدْرُ حَيْثُمَا جَلَسْتَ. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قَالَ حَجَّاجٌ لِسَوَّارٍ الْقَاضِي: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ تَشْرُفْ. مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ ثنا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ قَالَ: دَخَلَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَقَدْ حَجَّ عِيسَى بْنُ مُوسَى يَعْنِي وَلِيُّ الْعَهْدِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ لِيُسَلِّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ له الجزء: 9 ¦ الصفحة: 103 بَعْضُهُمْ: ارْتَفِعْ يَا أَبَا أَرْطَأَةَ إِلَى صَدْرِ الْحَلَقَةِ، فَقَالَ: حَيْثُ جَلَسْتُ أَنَا صَدْرُهَا. فَقَالَ عِيسَى: جُرُّوا بِرِجْلِهِ وَأَخْرِجُوهُ، وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: كُنَّا نَأْتِي الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ فَنَجْلِسُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلا يَخْرُجْ إِلَى صَلاةِ جَمَاعَةٍ فَتَرَكْتُهُ. وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ الْحَجَّاجُ: أَلا تُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ؟ فَقَالَ: أُصَلِّي مَعَ هَؤُلاءِ! يَزْحُمُونِي، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ [1] قَالَ: خَرَجَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَمَرَّ بِمَسَاكِينَ فِي الطُّرُقِ فَسَلَّمَ صَاحِبُهُ عَلَى الْمَسَاكِينَ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: إِنَّهُ لا يُسَلِّمُ عَلَى أَمْثَالِ هَؤُلاءِ، وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ لِلْحَجَّاجِ فَقَرَنَهُ بِآخَرَ. تُوُفِّيَ بِالرَّيِّ مَعَ الْمَهْدِيِّ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ الْبَاهِلِيُّ [2] . قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ. وذكر الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ هُوَ (حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ) [3] فَوَهِمَ بَلْ حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ هُوَ الْقَسْمَلِيُّ رَجُلٌ صَالِحٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: «زِقُّ الْعَسَلِ» . حَدَّثَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَأَبِي نَضْرَةَ. رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وغيره.   [1] في نسخة القدسي 6/ 53 «الحنبي» والصحيح «الجنبي» . [2] ميزان الاعتدال 1/ 461، الجرح 3/ 157، التقريب 1/ 152، التهذيب 2/ 199 و 200، [3] التاريخ الكبير 2/ 372، الخلاصة 72، التاريخ لابن معين 2/ 100 رقم 4109، المعرفة والتاريخ 3/ 29، سير أعلام النبلاء 6/ 151، طبقات خليفة 1/ 247، أسد الغابة 1/ 455، الوافي بالوفيات 11/ 305 رقم 451. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 104 حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ الرُّعَيْنِيُّ. وَلِيَ إِمْرَةَ بِلادِ زُوَيْلَةَ مِنْ أَعْمَالِ مِصْرَ. وله حَدِيثٌ وَاحِدٌ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ. رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ وَهْبٍ. حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ الْبَصْرِيُّ [1]- ع- عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ وَوَصَفَهُ التِّرْمِذِيُّ بِالْحِفْظِ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] . عَنْ وَلَدِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا مُحَمَّدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ- وَعَنِ الأَعْرَجِ وَغَيْرُ وَاحِدٍ. وَعَنْهُ الدراوَرْديّ وَمُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ الشَّافِعِيُّ الرِّوَايَةُ عَنْ حَرَامِ حَرَامٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بثقة.   [1] الجرح 3/ 166، التقريب 1/ 153، التهذيب 2/ 203، التاريخ الكبير 2/ 375، التاريخ لابن معين 2/ 101 رقم 3377، المعرفة والتاريخ 2/ 127. تاريخ أبي زرعة 1/ 464. طبقات ابن سعد 7/ 270، طبقات خليفة 1/ 528، تاريخ خليفة 2/ 645، العبر 1/ 194، مرآة الجنان 1/ 293، الوافي بالوفيات 11/ 316 رقم 462، شذرات الذهب 1/ 211. [2] ميزان الاعتدال 1/ 468، الضعفاء الصغير 38، الجرح 3/ 282، التهذيب 2/ 223، المجروحين 1/ 269، التاريخ الكبير 3/ 101، التاريخ لابن معين 2/ 104 رقم 4963. المعرفة والتاريخ 3/ 138. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 105 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قُلْتُ لِحَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ وَمُحَمَّدٌ وَأَبُو عَتِيقٍ هُمْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتُ جَعَلْتَهُمْ عَشَرَةً. قَالَ الزُّبَيْريّ: كَانَ حرام يتشيع. حَرْمَلَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ [1] . عَنْ أَبِي بُرْدَةَ وَأَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيِّ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثَبْتٌ. حُرَيْثُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ت ق- عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ. ضَعَّفَهُ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ. الحسن بن ثوبان بن عامر الهمدانيّ [3]- ق- ثم الهوزني المصري. عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَمُفَضَّلُ بن فضالة وغيرهم.   [1] الجرح 3/ 273، التاريخ الكبير 3/ 68، التاريخ لابن معين 2/ 105 رقم 2633. [2] ميزان الاعتدال 1/ 474، الضعفاء الصغير 36، التقريب 1/ 159، التهذيب 2/ 234، التاريخ الكبير 3/ 71، التاريخ لابن معين 2/ 106 رقم 1532، تاريخ أبي زرعة 1/ 461. [3] الجرح 3/ 3، التقريب 1/ 164، التهذيب 2/ 259، التاريخ الكبير 2/ 287، الخلاصة 76، المعرفة والتاريخ 2/ 506. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 106 وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى ثَغْرِ رَشِيدٍ لِمَرْوَانَ الْحَمَّارِ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَكَانَ ذَا صَلاحٍ وَتَعَبُّدٍ. الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [1]- ق- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمَ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. لَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ. رَوَى عَنْهُ عُبَيْدُ بْنُ وَسِيمٍ الْجَمَّالُ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ الْمُسْلِمِيُّ وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ. مَاتَ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ يُقَالُ: فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. الْحَسَنُ بْنُ الحكم النخعي الكوفي [2]- د ت ق- عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح الحديث. الحسن بن ذكوان [3]- خ د ت ق- أبو سلمة. بصري صدوق.   [1] تهذيب ابن عساكر 4/ 165، المشاهير 62، الجرح 3/ 5، التقريب 1/ 164، التهذيب 2/ 262، رجال الطوسي 112، الخلاصة 77، التاريخ لابن معين 2/ 113 رقم 496، طبقات خليفة 2/ 646، المعارف 255، مقاتل الطالبيين 185، الوافي بالوفيات 11/ 418 رقم 599. [2] ميزان الاعتدال 1/ 486، الجرح 3/ 7، التقريب 1/ 165، التهذيب 2/ 271، المجروحين 1/ 223، التاريخ الكبير 2/ 291، الخلاصة 77، التاريخ لابن معين 2/ 113 رقم 4357 وفيه، «ابن حكيم» . [3] الضعفاء والمتروكين 34، ميزان الاعتدال 1/ 489، الجرح 3/ 13، التقريب 1/ 166، التهذيب 2/ 276، التاريخ الكبير 2/ 293، الخلاصة 78، التاريخ لابن معين 2/ 114 رقم 4700. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 107 عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ وَطَاوُسٍ وَابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ صَاحِبَ أَوَابِدَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ أَبَاطِيلُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ. وَرَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ. الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ [1]- د- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَعَمْرُو وَمُحَمَّدٌ. رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَأَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ حُسَيْنُ الْقَاضِي وَمُحَمَّدُ وَأَخَوَاهُ- عَبْدُ اللَّهِ وَعُمَرُ- وَابْنُ إِسْحَاقَ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ، الْكُوفِيُّ [2]- خ د ن ق-. عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ والشعبي والحكم.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 503، الجرح 3/ 26، التقريب 1/ 168، التهذيب 2/ 294، المجروحين 1/ 234، التاريخ الكبير 2/ 301، الخلاصة 79، التاريخ لابن معين 2/ 115 رقم 2761. [2] الجرح 3/ 25، التهذيب 2/ 310، التاريخ الكبير 2/ 298، الخلاصة 80، المعرفة والتاريخ 2/ 604، تاريخ أبي زرعة 1/ 629، طبقات ابن سعد 6/ 341، الوافي بالوفيات 12/ 198 رقم 167. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 108 وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَقَالَ أَبُو حاتم: لا بأس به. وقال خليفة [1] : مات في سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَالْحَسَنُ أَخُو فُضَيْلٍ. الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ الْفَقِيمِيُّ [2] الْكُوفِيُّ- خ د ن ق- عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ. الحسن بن عقبة، أبو كيران [3] المرادي الكوفي. عن عبد خير والشعبي والضحاك وغيرهم. وعنه وكيع وأبو نعيم وعبيد الله بن موسى. روى عباس عن ابن معين: أبو كبران ثقة. الحسن بن يزيد [4]- ق- أبو يونس القويّ [5] المكيّ العبد الصالح، سكن الكوفة. وحدّث عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَوَكِيعٌ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَأَبُو عاصم وآخرون.   [1] تاريخ خليفة بن خياط 420. [2] الجرح 3/ 28، التاريخ الكبير 2/ 301، تاريخ أبي زرعة 1/ 484، المعرفة والتاريخ 3/ 83. [3] وفي بعض النسخ «كيران» . [4] ميزان الاعتدال 1/ 527، الجرح 3/ 42، التقريب 1/ 172، التهذيب 2/ 327، التاريخ الكبير 2/ 308، التاريخ لابن معين 2/ 117 رقم 1314. [5] في الأصل «القوتي» والتصحيح من المصادر السابقة، وابن الأثير في اللباب 3/ 65 والقوي لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وهو لقب الحسن بن يزيد صاحب الترجمة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 109 قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: أَجْمَعُوا عَلَى ثِقَتِهِ. وَقَالَ آخَرُونَ: سُمِّيَ الْقَوِيُّ لِقُوَّتِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ. قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: أَبُو يُونُسَ وَمَنْ أَبُو يُونُسَ بَكَى حَتَّى عُمِيَ وَصَلَّى حَتَّى حَدِبَ وَطَافَ حَتَّى أُقْعِدَ. وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: وَكَانَ أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ يَطُوفُ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا فَقَدَّرْنَا ذَلِكَ فَإِذَا هُوَ ثَمَانِيَةُ فَرَاسِخَ. قلت: لَهُ حديث واحد في سنن ابن مَاجَهْ وَقَعَ لِي مُوَافَقَةٍ عَالِيَةٍ. الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ [1]- ع- الْمُعَلِّمُ الْعَوْذِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمُكْتِبِ. عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَطَاءٍ وَبُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ وَقَتَادَةَ ويحيى بن أبي كثير وعمرو ابن شُعَيْبٍ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَغُنْدَرٌ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ وَالنَّاسُ، وَقَدْ أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ بِلا مُسْتَنَدٍ فَقَالَ فِيهِ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ وَذَكَرَ أَحَادِيثَ حُسَيْنٍ المعلم فقال: فيه اضطراب.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 534، المشاهير 209، الجرح 3/ 52، التقريب 1/ 175، التهذيب 2/ 338، التاريخ الكبير 2/ 387، تاريخ أبي زرعة 1/ 554، التاريخ لابن معين 2/ 117 رقم 4389، تاريخ خليفة 424. طبقات خليفة 220. تذكرة الحفاظ 1/ 174، سير أعلام النبلاء 6/ 345. مقدمة فتح الباري 395. الوافي بالوفيات 12/ 366 رقم 350. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 110 الحسين بن عبد الله [1]- ت ق- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ كُرَيْبٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو زرعة وغيره: ليس بقويّ. وقال النسائي: متروك. وقال ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ أَوْ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَلَمْ أَرَهُمْ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ. الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [2]- ت ن- أَخُو أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ. وعنه ابناه- عبيد الله ومحمد- وموسى بن عقبة وابن المبارك. قال النسائي: ثقة. ويقال: كان أشبه أولاد أخيه بأبيه في التعبّد والتألّه.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 537، الضعفاء الصغير 33، الضعفاء والمتروكين 33، الجرح 3/ 57، التقريب 1/ 176، التهذيب 2/ 341، المجروحين 1/ 242، التاريخ الكبير 2/ 388، رجال الطوسي 113، طبقات ابن سعد 7/ 364، المعرفة والتاريخ 1/ 511 و 512. الوافي بالوفيات 12/ 383 رقم 361. خلاصة تذهيب الكمال 83. [2] الجرح 3/ 55، التقريب 1/ 177، التهذيب 2/ 345، التاريخ الكبير 2/ 381، رجال الطوسي 86، تاريخ أبي زرعة 1/ 627، المعرفة والتاريخ 1/ 159، التاريخ لابن معين 2/ 118 رقم 97. الوافي بالوفيات 12/ 429 رقم 384، طبقات ابن سعد 5/ 327. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 111 الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي [1]- ن- الكوفي. عَنْ أَبِيهِ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَعَنْهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَبَعْضُهُمْ يُلَيِّنُهُ قَلِيلا. حُكَيْمُ بْنُ رُزَيْقٍ الْفَزَارِيُّ [2] ، مَوْلاهُمُ الأَيْكِيُّ. عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيِّ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. حَلامُ بْنُ صَالِحٍ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ مَسْعُودِ بْنِ خِرَاشٍ أَخِي رِبْعِيٍّ وَسَالِمِ بْنِ رَبِيعَةَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ وَآخَرُونَ. صَدُوقٌ. حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- ق- عَنْ شهر بن حوشب وميمون بن سياه.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 576، الجرح 3/ 123، التقريب 1/ 191، التهذيب 2/ 431، التاريخ الكبير 2/ 338، رجال الطوسي 114، المعرفة والتاريخ 2/ 644. [2] تهذيب ابن عساكر 4/ 427، الجرح 3/ 287، التاريخ الكبير 3/ 95. [3] الجرح 3/ 308. [4] الجرح 3/ 134، التقريب 1/ 196، التهذيب 3/ 5، الخلاصة 91، المعرفة والتاريخ 2/ 79. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 112 وَعَنْهُ الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ الْوَاسِطِيُّ وَمَرْزُوقٌ الشَّامِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ غَيْرَ حَدِيثَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. حَمَّادُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ الأَنْصَارِيُّ [1] . عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ. حَمَّادُ الرَّاوِيَةُ [2] ، هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، كُوفِيٌّ إِخْبَارِيٌّ شَهِيرٌ وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، حَمَلَ عَنِ الْفَرَزْدَقِ وَطَبَقَتِهِ. وَعَنْهُ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي سَعَةِ مَا يُحْفَظُ، ثُمَّ ظَفِرْتُ بِوَفَاتِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَيُؤَخَّرُ. حَمْزَةُ بْنُ أبي حمزة [3]- ت- ميمون الجعفي النّصيبي الجزري. عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَمَكْحُولٍ وَنَافِعٍ وَأَبِي الزبير وعمرو بن دينار وطائفة.   [1] الجرح 3/ 137، التاريخ الكبير 3/ 19، المعرفة والتاريخ 3/ 176. [2] وفيات الأعيان 2/ 206- 210، البداية والنهاية 10/ 114، مرأة الجنان 1/ 329. [3] ميزان الاعتدال 1/ 606، التقريب 1/ 199، التهذيب 3/ 28، المجروحين 1/ 269، التاريخ الكبير 3/ 53، الخلاصة 93، المعرفة والتاريخ 2/ 448، التاريخ لابن معين 2/ 134 رقم 5409. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 113 وَعَنْهُ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّادٍ وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ وَغَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ وَاهٍ بِاتِّفَاقٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا يَرْوِيهِ مَوْضُوعٌ وَالْبَلاءُ مِنْهُ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي «ت» من رواية شبابة عنه، مَتْنُهُ (تَرِّبُوا الْكِتَابَ) قَالَ التِّرْمِذِيُّ: «اسْمُ أَبِيهِ عَمْرٌو» فَوَهِمَ بَلْ هُوَ مَيْمُونُ. حُمَيْدُ بْنُ تيرويه الطويل [1] ، ع أبو عبيدة بن أبي حميد البصري. سَمِعَ أَنَسًا وَالْحَسَنَ وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَالأَنْصَارِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو حاتم.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 610، تهذيب ابن عساكر 4/ 457، تهذيب الأسماء 1/ 170، طبقات الفقهاء 90، التاريخ لابن معين 2/ 135 رقم 3225، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 156، طبقات ابن سعد 7/ 17، تاريخ خليفة 5 و 140 و 420. طبقات خليفة 219، التاريخ الكبير 2/ 348، التاريخ الصغير 1/ 230، الثقات 3/ 10، الجرح والتعديل 3/ 221، مشاهير علماء الأمصار 93، الكامل في التاريخ 5/ 511، سير أعلام النبلاء 6/ 163، تذكرة الحفاظ 1/ 152. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 114 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ وَقَتَادَةُ أَكْبَرُ أَصْحَابِ الْحَسَنِ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَخَذَ حُمَيْدٌ كُتُبَ الْحَسَنِ فَنَسَخَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ حُمَيْدًا وَكَانَ طَوِيلَ الْيَدَيْنِ [1] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ شُعْبَةَ: لَمْ يَسْمَعْ حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسٍ إِلا أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ حَدِيثًا وَالْبَاقِي سَمِعَهَا مِنْ ثَابِتٍ أَوْ ثَبَّتَهُ فِيهَا ثَابِتٌ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ: سَمِعَ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ الشَّهِيدِ يَقُولُ لِحُمَيْدٍ وَهُوَ يُحَدِّثُنِي: انْظُرْ ما يُحَدِّثُ بِهِ شُعْبَةُ فَإِنَّهُ يَرْوِيهِ عَنْكَ، ثُمَّ يقول هو: إِنَّ حُمَيْدًا رَجُلٌ نَسِيٌّ فَانْظُرْ مَا يُحَدِّثُكَ بِهِ. وَرَوَى عَفَّانُ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: احْسِبْ، فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ كَذَا كَذَا مَرَّةٍ وَلَكِنِّي لَمَّا شَدَّدَ عَلَيَّ أَحْبَبْتُ أَنْ أُشَدِّدَ عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: كَانَ حُمَيْدٌ إِذَا ذَهَبْتُ تَقْفُهُ عَلَى بَعْضِ حَدِيثِهِ عَنْ أَنَسٍ يُشَكُّ فِيهِ. وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا شَابٌّ بَصْرِيٌّ يُقَالُ لَهُ: دَرَسْتُ، فَقَالَ لِي إِنَّ حُمَيْدًا قَدِ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ مَا سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ وَمِنْ ثَابِتٍ وَمِنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ إِلا شَيْئًا يَسِيرًا فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: أَخْبِرْنِي بِمَا شِئْتَ عَنْ غَيْرِ أَنَسٍ، فَأَسْأَلُ حُمَيْدًا عَنْهَا فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أنسا   [1] في تهذيب ابن عساكر 4/ 457: «كان في جيرانه رجل يقال له حميد القصير فقيل لهذا: حميد الطويل ليعرف من الآخر» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 115 وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ: طَرَحَ زَائِدَةُ حَدِيثَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلَ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَكْبَرُ مَا يُقَالُ فِيهِ إِنَّ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ أَنَسٍ كَانَ يُدَلِّسُهُ عَنْهُ، وَقَدْ سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ. وَقِيلَ كَانَ حُمَيْدٌ مُصْلِحَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِذَا تَنَازَعَ الرَّجُلانِ فِي مَالٍ [1] . وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ لِرَجُلٍ: إِذَا أَرَدْتَ الصُّلْحَ فَعَلَيْكَ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ. وَتَدْرِي مَا يَقُولُ لَكَ؟ خُذِ الْبَعْضَ وَدَعِ الْبَعْضَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُهُ وَلَمْ يَكُنْ بِطَوِيلٍ، وَلَكِنْ كَانَ طَوِيلَ الْيَدَيْنِ. وَقِيلَ: بَلْ كَانَ فِي جِيرَانِهِ رَجُلٌ قَصِيرٌ سَمِيُّهُ فَقَالَ الْجِيرَانُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ تَمْيِيزًا لَهُ مِنْ سَمِيِّهِ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: لَمْ يَدَعْ حُمَيْدٌ لِثَابِتٍ عِلْمًا إِلا وَعَاهُ [2] عَنْهُ وسمعه منه. وقيل: عامة ما يرويه حميد عَنْ أَنَسٍ سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ. قُلْتُ: لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ عَنْ أَنَسٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فَسَقَطَ مَيِّتًا وَذَلِكَ فِي آخِرِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ زَائِدَةُ لِكَوْنِهِ لَبِسَ سَوَادَ الْعَبَّاسِيِّينَ وَهَذَا غُلُوٌّ، حُمَيْدٌ عَدْلٌ صَدُوقٌ. وَكَذَا رُوِيَ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَرَرْتُ بِحُمَيْدٍ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ، وَقَالَ لِي أَخِي: مَا تسمع منه، فقلت: اسمع من شرطي.   [1] في تهذيب ابن عساكر 4/ 459: «يقول للمتخاصمين ليترك كل واحد منكما شيئا لصاحبه» . [2] في نسخة القدسي 6/ 58 «وعاء» والصحيح: «وعاه» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 116 وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ حُمَيْدًا فَعَابَهُ فَقَالَ: يَأْتِي سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ الأَمِيرَ وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: كَثَّرَ اللَّهُ فِينَا مِثْلَ حُمَيْدٍ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: كَانَ حُمَيْدٌ يُصَلِّي قَائِمًا فَمَاتَ، فَذَكَرُوهُ لابْنِ عَوْنٍ، وَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ مِنْ فَضْلِهِ فَقَالَ: احْتَاجَ حُمَيْدٌ إِلَى مَا قَدَّمَ. وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ عاصم الأحول قال: ذهبت بحميد وأبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ إِلَى أَنَسٍ فَلَزَمَاهُ وَتَرَكْتُهُ. حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو صَخْرٍ [1]- م د ت ق- وَهُوَ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ يَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى هُنَا. وَيُقَالُ: حُمَيْدُ بْنُ صَخْرٍ، وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ الْمَدِينِيُّ صَاحِبُ الْعَبَاءِ. سَكَنَ مِصْرَ وَحَدَّثَ عَنْ كُرَيْبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنِ نَافِعٍ وَرَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ وَهْبٍ وسعد ابن الصَّلْتِ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: هُوَ ضَعِيفٌ. وَأَظُنُّ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ صَخْرٍ الْمَدَنِيُّ آخَرُ، رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ضعيف.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 612، التقريب 1/ 202، التهذيب 3/ 41، التاريخ الكبير 2/ 350، التاريخ لابن معين 2/ 136 رقم 1950، المعرفة والتاريخ 1/ 448. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 117 حميد بن هاني أبو هاني الْخَوْلانِيُّ [1]- م 4- مِصْرِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ عَلِيِّ بْنِ رباح وأبي عبد الرحمن الحبلي وشفي بْنِ مَانِعٍ وَعَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ يونس: مات في سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: إِنَّ إِسْحَاقَ بْنَ الْفُرَاتِ حَدَّثَ عَنْهُ وَمَا أَرَاهُ أَدْرَكَهُ. حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ الْكُوفِيُّ القاص [2]- ت- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ صَاحِبٍ لابْنِ مَسْعُودٍ. وَعَنْهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ، وَحَدِيثُهُ فِي جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ بِعُلُوٍّ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ نَعْلاهُ مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ. حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] . شَيْخٌ رَوَى عَنِ الْهِرْمَاسِ بن زياد رضي الله عنه.   [1] الجرح 3/ 231، التقريب 1/ 204، التهذيب 3/ 50، التاريخ الكبير 2/ 353، المعرفة والتاريخ 3/ 76، طبقات خليفة 295. [2] ميزان الاعتدال 1/ 617، الضعفاء الصغير 31، الضعفاء والمتروكين 33، التاريخ الكبير 2/ 354، التقريب 1/ 204، التهذيب 3/ 46، المجروحين 1/ 262، الخلاصة 95، المعرفة والتاريخ 2/ 798، التاريخ لابن معين 2/ 137 رقم 1708. [3] ميزان الاعتدال 1/ 619، لسان الميزان 2/ 368، الجرح 3/ 304، التهذيب 3/ 62. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 118 حَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ أَبُو حَفْصٍ الْكَلْبِيُّ [1] . أَحَدُ الأَشْرَافِ، وَلِيَ إِمْرَةَ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغَيْرِهِ وَإِمْرَةَ الْمَغْرِبِ وَشَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ مَعَ الْمُسَوَّدَةِ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورٍ. وكان ديّنا محمود السيرة. حنظلة السّدومي [2]- ت ق- أبو عبد الرحيم شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. حَدَّثَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَعِكْرِمَةَ. وعنه شعبة والحمادان وابن المبارك وابن علية وعلي بن عاصم. وقال أبو حاتم: ليس بقوي. حيي بن عبد الله المعافري [3]- 4- أبو عبد الله مصري صالح الحديث. روى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ. قَالَ النسائي: ليس بقويّ مات سنة 143.   [1] تهذيب ابن عساكر 5/ 15، أنساب الأشراف 5/ 142 طبعة القدس، المعرفة والتاريخ 3/ 345. [2] ميزان الاعتدال 1/ 621، الضعفاء الصغير 35، الجرح 3/ 240، التقريب 1/ 206، التهذيب 3/ 62، المجروحين 1/ 266، المعرفة والتاريخ 2/ 126. [3] ميزان الاعتدال 1/ 623، الضعفاء والمتروكين 35، المشاهير 188، الجرح 3/ 271، التقريب 1/ 209، التهذيب 3/ 72، التاريخ الكبير 3/ 76. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 119 [حرف الْخَاءِ] خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ الشَّيْبَانِيُّ النِّيلِيُّ [1]- ق- مِنْ مَدِينَةِ النِّيلِ قَرِيبَةٍ مِنْ وَاسِطٍ، يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ. رَوَى عَنْ سَالِمٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَسَنِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ. قَالَ أَحْمَدُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ [2] ، أَبُو الْفَضْلِ الْهُذْلِيُّ. شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. فَأَمَّا أَبُو خَلْدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ فَسَيَأْتِي. عَنِ الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وأبو عاصم.   [1] الجرح 3/ 328، التاريخ الكبير 3/ 147، طبقات ابن سعد 7/ 275، تهذيب التهذيب 3/ 88، الخلاصة 100، التاريخ لابن معين 2/ 143 رقم 1400. [2] ميزان الاعتدال 1/ 630، الجرح 3/ 330، تهذيب الأسماء 1/ 172، المجروحين 1/ 281، التاريخ الكبير 3/ 148. لسان الميزان 2/ 375، الضعفاء الصغير 40، المعرفة والتاريخ 1/ 413، التاريخ لابن معين 2/ 143 و 144 رقم 4113. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 120 وثّقه ابن معين. خالد بن عبيد [1]- ق- أَبُو عصام الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ نَزِيلُ مَرْوٍ. لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ والحسن. وعنه ابن المبارك والعلاء بن عمران والفضل السيناني وأبو نميلة يحيى بن واضح وآخرون. قال أحمد بن سيار: كان شيخا نبيلا أحمر الرأس واللحية- يعني يخضب- وكان العلماء في ذلك الزمان يعظمونه ويكرمونه قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ رُبَّمَا سَوَّى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ [2] إِذَا رَكِبَ. وَقَالَ البخاري: في حديثه نظر. وقال ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ عَنْ أَنَسٍ. خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيّ [3]- م د ت ن- قَاضِي أَفْرِيقِيَّةَ. قَدْ مَرَّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَأَنَّهُ يَرْوِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَطَبَقَتِهِ. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَهَذَا خَطَأٌ، بَلْ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ التابعي المعروف.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 634، التقريب 1/ 215، الخلاصة 101، الجرح 3/ 342، التاريخ الكبير 3/ 161، تهذيب التهذيب 3/ 105. [2] إجلالا له. كما في التهذيب. [3] الجرح 3/ 345، التاريخ الكبير 3/ 163، المشاهير 188، التقريب 1/ 217، التهذيب 3/ 110، الخلاصة 102، المعرفة والتاريخ 3/ 251. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 121 خالد بن أبي كريمة الأصبهاني [1]- ن ق-. الإسكاف نَزِيلُ الْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَوَكِيعٌ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ احمد. خالد بن مهران [2] ، ع أبو المنازل البصري الحذّاء أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَرَوَى عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ وَعِكْرِمَةَ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَخَوَيْهِ- حَفْصٍ وَأَنسٍ- وَأَبِي الْعَالِيَةِ. وَعَنْهُ شَيْخُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ وَشُعْبَةُ وَمُعْتَمِرٌ وَخَلْقٌ، آخِرُهُمْ مَوْتًا عَبْدُ الوهاب الخفّاف.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 638، التقريب 1/ 218، الخلاصة 102، الجرح 3/ 349، التهذيب 3/ 114، ذكر أخبار أصبهان 1/ 305، التاريخ الكبير 3/ 168. المعرفة والتاريخ 3/ 105، التاريخ لابن معين 2/ 145 رقم 1756. [2] ميزان الاعتدال 1/ 642، التقريب 1/ 219، الخلاصة 103، الجرح 3/ 352، لسان الميزان 2/ 387، التهذيب 3/ 120. المعارف 596. التاريخ الكبير 3/ 173، المشاهير 153. تاريخ أبي زرعة 1/ 475. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . التاريخ لابن معين 2/ 145 رقم 597. طبقات ابن سعد 7/ 23. طبقات خليفة 420. التاريخ الصغير 2/ 57. سير أعلام النبلاء 6/ 190. شذرات الذهب 1/ 210. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 122 تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَيُقَالُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَثَّقَهُ أَحَمْدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: أَرَادَ شُعْبَةُ أَنْ يَضَعَ في خالد الحذّاء فأتيته أنا وحماد ابن زَيْدٍ فقلنا له: مالك أجننت أنت أعلم وتهددناه فأمسك. وقال يحيى بن آدم: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: مَا لِخَالِدٍ الْحَذَّاءِ فِي حَدِيثِهِ؟ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا قَدْمَةً مِنَ الشَّامِ فَكَأَنَّا أَنْكَرْنَا حِفْظَهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ لابْنِ عُلَيَّةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: كَانَ خَالِدٌ يَرْوِيهِ فَلَمْ نَكُنْ نَلْتَفِتْ إِلَيْهِ. ضَعَّفَ ابْنُ عُلَيَّةَ أَمْرَهُ يَعْنِي خَالِدًا الْحَذَّاءَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ نَافِعٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو شِهَابٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا حَافِظَانِ وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ فِي خَالِدٍ وَهِشَامٍ. قُلْتُ: وَلَمْ يَكُنْ حَذَّاءً بَلْ كَانَ يَجْلِسُ فِي سُوقِ الْحَذَّائِينَ أَحْيَانًا فَاشْتَهَرَ بِالْحَذَّاءِ، قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ. وَقَالَ فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ: لَمْ يَحْذِ خَالِدٌ قَطُّ وَإِنَّمَا كَانَ يَقُولُ: أُحْذُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ فَلُقِّبَ الْحَذَّاءُ وَكَانَ حَافِظًا مَهِيبًا لَيْسَ لَهُ كِتَابٌ. وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ خَالِدٌ: مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلا حَدِيثًا طَوِيلا فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 123 خَالِدٌ الطَّحَّانُ: سَمِعْتُ خَالِدَ الْحَذّاءَ يَقُولُ مَا حَذَوْتُ نَعْلا وَلا بِعْتُهَا وَلَكِنْ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ فَنَزَلْتُ عَلَيْهَا وَالْحَذَّاءُونَ ثَمَّ فَنُسِبْتُ إِلَيْهِمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ خَالِدٌ على العشور. خالد بن أبي يزيد [1]- د ن- أبو عبيد الرحيم الحرّاني مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بَخْتٍ وَأَكْثَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ مُحَمَّدُ بن سلمة ووكيع وشبابة وحجّاج الأعور. وقال أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ. مَاتَ في سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بن مالك الغفاريّ [2]- خ ن- المدني. عَنْ أَبِيهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَالْفُضَيْلُ بْنُ مُوسَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ النسائي وليّنه بعضهم.   [1] التقريب 1/ 221، الجرح 3/ 361، التاريخ الكبير 3/ 182، الخلاصة 104، المعرفة والتاريخ 3/ 378. [2] ميزان الاعتدال 1/ 650، التقريب 1/ 222، الجرح 3/ 388، التهذيب 3/ 136، طبقات ابن سعد 5/ 253، التاريخ الكبير 3/ 212. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 124 الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ الْبَصْرِيُّ [1] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كُوفِيٌّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. وَعَنْهُ الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ لَكِنَّهُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ. خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ [2] ، أَبُو بُرَيْدٍ الْكُوفِيُّ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَلْحَةِ بْنِ مُصَرِّفٍ وَإِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ صالح الأمر.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 653، الجرح 3/ 396، لسان الميزان 2/ 398، المجروحين 1/ 287، التاريخ الكبير 3/ 221، الضعفاء والمتروكين 37، التاريخ لابن معين 2/ 148 رقم 3327. [2] التقريب 1/ 225، الخلاصة 105، الجرح 3/ 369، التهذيب 3/ 149، التاريخ الكبير 3/ 193، الجزء: 9 ¦ الصفحة: 125 [حرف الدَّالِ] دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ [1]- 4- الزَّعَافِرِيُّ أَبُو الْعَلاءِ الْكُوفِيُّ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ وَأَبِي وَبَرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ ووكيع وآخرون. وثّقه احمد وغيره، وضعّفه ابن معين مرّة وقوّاه أُخْرَى وَلا بَأْسَ بِهِ. دَاوُدُ [2] بْنُ أَبِي عَوْفٍ [3] أَبُو الْجَحَّافِ الْكُوفِيُّ- ت ن ق-. مِنْ رُءُوسِ الشِّيعَةِ وَمُحَدِّثِيهِمْ. لَهُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ- صاحب لأبي ذر- وعطية العوفيّ وغيرهم.   [ () ] حلية الأولياء 5/ 73، المعرفة والتاريخ 2/ 581 و 713. [1] ميزان الاعتدال 2/ 10، التقريب 1/ 233، الخلاصة 110. الجرح 3/ 416، التهذيب 3/ 191. التاريخ الكبير 3/ 236، المعرفة والتاريخ 2/ 739 و 3/ 161. التاريخ لابن معين 2/ 152 رقم 1625. [2] ميزان الاعتدال 2/ 18، التقريب 1/ 233، الخلاصة 110، الجرح 3/ 421، التهذيب 3/ 196، طبقات ابن سعد 6/ 327، التاريخ الكبير 3/ 233، المعرفة والتاريخ 2/ 670 و 3/ 97. [3] في نسخة القدسي 6/ 61 «عون» والتصحيح من المصادر المذكورة أعلاه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 126 وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَامِرُ بْنُ السِّمْطِ وَتَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ الْبَيْتِ وَهُوَ عِنْدِي لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ مُرْضِيًا. وَوَثَّقَهُ جماعة وفيه شَيْءٌ. دَاوُدُ بْنُ عِيسَى النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ [1] . حدث بدمشق عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ مرسلا وعن سعيد بن جبير وعمرو ابن دينار وسماك وطائفة. وعنه إسماعيل بن عيّاش وسُوَيْد بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة القاضي ولم أر لهم فيه كلاما بتوثيق ولا تليين فهو صالح. داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي [2]- ت ق- الكوفي الأعرج عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ. وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وآخرون.   [1] الجرح 3/ 419، التاريخ الكبير 3/ 242، تهذيب ابن عساكر 5/ 215. [2] التقريب 1/ 235، الخلاصة 111. الجرح 3/ 427، التهذيب 3/ 205، المجروحين 1/ 289 التاريخ الكبير 3/ 239، المعرفة والتاريخ 2/ 190 و 604 و 3/ 192، التاريخ لابن معين 2/ 154 رقم 1321. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 127 ضعّفه أحمد. وقال أبو حاتم: ليس بقويّ. وقال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثَقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أروي عنه وكان أبوه ثبتا. وقال ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: شُعْبَةُ يَرْوِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ! قَالَ: تَعَجُّبًا مِنْهُ. دَاوُدُ أَبُو الْيَمَانِ [1] . رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ. صَالِحُ الحال. دينار أبو عمر [2] . سمع الحسن الْبَصْرِيُّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أسامة وآخرون. لا بأس به.   [1] لم أجد له ترجمة أخرى في المصادر التي بين يدي. [2] ميزان 2/ 30، الخلاصة 111، الجرح 3/ 434، التهذيب 3/ 216، التاريخ 3/ 247. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 128 [حرف الرَّاءِ] رَاشِدُ بْنُ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْبَرْسَمِيُّ [1]- ن- عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ الأَشْعَرِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو مُطِيعٍ معاوية بن يحيى آخرون. رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضعيف. راشد بن كيسان [2]- ق- أبو فزارة العبسيّ الكوفي. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ وَيَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَعَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ وغيرهم. قال أبو حاتم: صالح الحديث.   [1] ميزان 2/ 35، التقريب 1/ 240، الخلاصة 113، الجرح 3/ 486، التهذيب 3/ 225، التاريخ الكبير 3/ 297، تهذيب ابن عساكر 5/ 292. المشاهير 187، المعرفة والتاريخ 2/ 315. [2] ميزان 2/ 35، التقريب 1/ 240، الخلاصة 113، الجرح 3/ 485، التهذيب 3/ 227، التاريخ الكبير 3/ 296، المعرفة والتاريخ 3/ 72 و 230. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 129 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. رَاشِدٌ أَبُو سَلَمَةَ الْفَزَارِيُّ [1] . عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَزَيْدٍ الأَحْمُوسِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. صُوَيْلِحٌ. راشد بن نجيج [2]- ق- أبو محمد الحماني البصري. شيخ مقلّ من الرواية، ما علمت بِهِ بأسا بل قد قَالَ بعضهم: صَدُوقٌ. وروى عَنْ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ: وَكَانَ أَحَدَ الَّذِينَ نَظَرُوا فِي الْمَصَاحِفِ زَمَنَ الْحَجَّاجِ. رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَشِهَابُ بْنُ شَرْنَفَةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. وَأَمَّا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فَسَمَّاهُ رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي عُطَارِدٍ فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ. الرَّبِيعُ بْنُ حيظان [3] ويقال ابن حظيان [4] ، شيخ بصري. روى عن عكرمة والحسن ومكحول وجماعة.   [1] ميزان 2/ 36، الجرح 3/ 485، التاريخ الكبير 3/ 298. [2] التقريب 1/ 240، الخلاصة 113، الجرح 3/ 484، التهذيب 3/ 228، التاريخ الكبير 3/ 294. [3] ميزان 2/ 39، الجرح 3/ 459، لسان الميزان 2/ 444، التاريخ الكبير 3/ 278. [4] هكذا في الجرح، وفي نسخة القدسي 6/ 63 «خطيان» وفي لسان الميزان «حطان وقيل ابن حيطان» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 130 وَعَنْهُ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ الدَّمَاشِقَةُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ [2] . عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَحُسَيْنُ الجعفي وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّبِّيُّ [3] . عَنْ خَوَّاتٍ التَّيْمِيِّ وَأَبِي الْمَعَارِكِ وَوَحْشِيَّةَ بِنْتِ عَمَّارٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. وَثَّقَهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ. رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ [4]- ق- مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَبُو كُرَيْبٍ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس، ورأى ابن عمر.   [1] في الأصل «أبو زرع» والتصحيح من الميزان. [2] ميزان الاعتدال 2/ 40، الجرح 3/ 462، لسان الميزان 2/ 445، التاريخ الكبير 3/ 275، التاريخ معين 2/ 161 رقم 2216. [3] التقريب 1/ 245، الجرح 3/ 523. التهذيب 3/ 272، التاريخ الكبير 3/ 342، التاريخ لابن معين 2/ 164 رقم 2300. [4] التقريب 1/ 250. الخلاصة 117. الجرح 3/ 508، التهذيب 3/ 275. التاريخ الكبير 3/ 324. التاريخ لابن معين 2/ 165 رقم 690 وقد وردت هذه الترجمة بعد ترجمة رشدين. والصواب أن تتقدم عليها حسب حروف المعجم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 131 رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَعِدَادُهُ فِي الضُّعَفَاءِ. رُزَيْنُ بْنُ حَبِيبٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ الأَنْمَاطِيّ [1]- ت- عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَلْمَى الْبَكْرِيَّةِ. وَعَنْهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ الرَّاجِزُ [2] ، مِنْ أَعْرَابِ الْبَصْرَةِ. سَمِعَ أَبَاهُ وَالنَّسَّابَةَ الْبَكْرِيَّ. وَعَنْهُ النَّضْرُ بْنُ جَمِيلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى وَأَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ لُغَوِيًّا عَلامَةً. لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ شَابٌّ ثُمَّ طَالَ عمره إلى هذا الوقت.   [1] ميزان 2/ 51، التقريب 1/ 251. الخلاصة 117، الجرح 3/ 512، التهذيب 3/ 279، التاريخ لابن معين 2/ 165 رقم 1503. [2] الميزان 2/ 56، التقريب 1/ 253، الجرح 3/ 521، لسان 2/ 264، التهذيب 3/ 290. وفيات الأعيان 2/ 303- 305، طبقات ابن سعد 7/ 166، عيون الأخبار 2/ 118 و 166، الشعر والشعراء 495، خزانة الأدب 1/ 43، المؤتلف والمختلف 175، التاريخ الكبير 3/ 340، تهذيب ابن عساكر 5/ 334. الضعفاء والمتروكين 42. نزهة الألباء 48 و 144 و 147. البيان والتبيين 1/ 37 و 40 و 68 و 2/ 9 و 13 و 97 و 3/ 10 و 211 و 4/ 80. معجم الأدباء 11/ 149. سير أعلام النبلاء 6/ 162. شذرات الذهب 1/ 223. الأغاني 20/ 345. الوافي بالوفيات 14/ 147 رقم 197. وقد نشر ديوانه: وليم بن الورد البروسي سنة 1903. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 132 قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: حَدَّثَنِي رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجَزِ: طَافَ الْخَيَالانِ فَهَاجَا سَقَمَا ... خَيَالٌ تُكْنَى وَخَيَالٌ تُكْتَمَا قَامَتْ تُرِيكَ خِيفَةً أَنْ تُصْرَمَا ... سَاقًا بَخَنْدَاةً وَكَعْبًا أَدْرَمَا فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَانَ يَحْدِي بِنَحْوِ هَذَا وَمِثْلِ هَذَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا يَعِيبُهُ. وَقَالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ رُؤْبَةَ يَقُولُ: مَا فِي الْقُرْآنِ أَغْرَبُ من قوله تعالى فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ 15: 94 [1] . وقال النسائي: ليس رؤبة بالقويّ. وقال غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ الدِّمَشْقِيُّ [2]- ت ق- أَخُو مَرْوَانَ بْنِ جَنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ. الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ رَوْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: بَيْنَا نحن جلوس عند ابن   [1] قرآن كريم- سورة الحجر- الآية 94. [2] ميزان 2/ 57، التقريب 1/ 253، الخلاصة 118، الجرح 3/ 494، التهذيب 3/ 292، التاريخ الكبير 3/ 308، تهذيب ابن عساكر 5/ 338، الضعفاء والمتروكين 40. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 133 عَبَّاسٍ أَنَا وَعَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وَعِكْرِمَةُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي كُلَّمَا بِلْتُ تَبِعَهُ الْمَاءُ الدَّافِقُ، قُلْنَا: الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: عَلَيْكَ الْغُسْلُ، فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ يُرَجِّعُ. وَعَجَّلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صَلاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَفْتَيْتُمُوهُ بِهِ عَنْ كِتَابِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: لا، قَالَ: فَعَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: لا، قَالَ: فَعَمَّنْ؟ قُلْنَا: عَنْ رَأْيِنَا. فَقَالَ: لِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ» . ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِذَا كَانَ هَذَا مِنْكَ تَجِدُ شَهْوَةً في قلبك؟ قال: لا، قال: فَهَلْ تَجِدُ خَدَرًا فِي جَسَدِكَ؟ قَالَ: لا، قال: إنما هذه ابردة يُجْزِئُكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ. رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو غياث [1]- خ م د ن ق- التميمي العنبري البصري. عَنْ قَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَمَنْصُورٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ يزيد بن زريع فأكثر وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَوَّاءٍ وعبد الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ الْمُجَوِّدِينَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. ظَهَرَ لَهُ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ حَدِيثًا، وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ وَهُوَ كَبِيرٌ. قَالَ نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا طَلَبَ الْحَدِيثَ وَهُوَ مُسِنٌّ أَحْفَظُ مِنْ رَوْحِ بْنِ القاسم.   [1] التقريب 1/ 254، الخلاصة 118، الجرح 3/ 495، التهذيب 3/ 298، التاريخ الكبير 3/ 309، المشاهير 156. التاريخ لابن معين 2/ 169 رقم 4136. تاريخ خليفة 325. سير أعلام النبلاء 6/ 404. تذكرة الحفّاظ 1/ 188. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 134 [حرف الزَّايِ] الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] ، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ السَّرَّاجُ. رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ. وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] ، أَبُو وَرْقَاءَ الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنِ الضَّحَّاكِ وَكَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وشريك وغيرهم. صالح الأمر، وهو أقدم من السراج. زجلة الدمشقية [3] . عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وابن أبي زكريا.   [1] الجرح 3/ 610. [2] ميزان الاعتدال 2/ 66، الجرح 3/ 611، التاريخ الكبير 3/ 435، لسان الميزان 2/ 471. [3] الجرح 3/ 624، التاريخ الكبير 3/ 452. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 135 وَعَنْهَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ. لَمْ يُضَعِّفْهَا أَحَدٌ. زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ [1] . عَنْ عَطَاءٍ وَخَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ وَوَضَّاحٍ أَبِي مَرْوَانَ مَوْلَى الْوَلِيدِ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. زَكَرِيَّا بْنُ أبي زائدة الهمدانيّ [2]- ع- أبو يحيى قَاضِي الْكُوفَةِ. أَخَذَ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَخَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُه يَحْيَى وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ حُلْوُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صُوَيْلِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ يُدَلِّسُ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. زَكَرِيَّا بْنُ سَلامٍ [3] أبو يحيى العتبي الأصمّ نزيل الرّيّ.   [1] ميزان الاعتدال 2/ 70، الجرح 3/ 606، لسان الميزان 2/ 475. [2] ميزان 2/ 73، التقريب 1/ 261، الخلاصة 122، الجرح 3/ 593، التهذيب 3/ 329، طبقات ابن سعد 6/ 400، التاريخ الكبير 3/ 421، المشاهير 170. المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . تاريخ أبي زرعة 1/ 297. التاريخ لابن معين 2/ 173 رقم 1635، طبقات ابن سعد 6/ 247، تاريخ خليفة 425، طبقات خليفة 167، التاريخ الصغير 2/ 91، الكامل في التاريخ 5/ 589، سير أعلام النبلاء 6/ 202، شذرات الذهب 1/ 224. [3] الجرح 3/ 598، التاريخ الكبير 3/ 423 و 424. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 136 عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَالسُّدِّيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ الرَّازِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ. هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَهُوَ أَخْبَرُ بِهِ لِأَنَّهُ يُكَذِّبُهُ. وَأَمَّا أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ فَقَالَ: رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ. وَعَنْهُ هَارُونُ بْنُ الْمُثَنَّى وَحَكَّامٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ. قُلْتُ: فَمَا أَحْسَبُهُ لَقِيَ أَبَا وَائِلٍ وَكَذَا فِي نَفْسِي مَنْ لَقِيَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ لَهُ، صَدُوقٌ. زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ [1] ، الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ زَكَرِيَّا أَبُو يَحْيَى الكوفي عن الشعبي: من زكريا هَذَا! لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيْضًا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَقَالَ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَدِّيُّ وأنه روى عن عكرمة. روى عنه يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ. وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْبَدِّيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ، قَالَ: أَحْسَبُ أَنَّ الْحِمْيَرِيَّ وَالْبَدِّيَّ وَاحِدٌ، فاللَّه أعلم.   [1] الجرح 3/ 600. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 137 زنفل العرفي المكي [1] . روى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَنَجِيحِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَرَفِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ الدَّبَّاغُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُعَيْطِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِيِّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وقال ابْنُ عَدِيّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ. زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ النَّبَطِيُّ [2] بَصْرِيٌّ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَعَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ وَآخَرُونَ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ. وَقِيلَ: هُوَ وَاسِطِيٌّ. زِيَادُ بْنُ أَبِي زياد الْجَصَّاصِ [3] أَبُو مُحَمَّدٍ، بَصْرِيٌّ، وَقِيلَ وَاسِطِيٌّ. عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وعبد الوهاب بن عطاء وآخرون.   [1] ميزان 2/ 82، التقريب 1/ 263، التهذيب 3/ 340، المجروحين 1/ 311، التاريخ الكبير 3/ 451، الضعفاء والمتروكين 43. المعرفة والتاريخ 3/ 42. التاريخ لابن معين 2/ 175 رقم 518. [2] الجرح 3/ 530، المجروحين 1/ 305، التاريخ الكبير 3/ 350، تهذيب ابن عساكر 5/ 402. [3] ميزان 2/ 89، التقريب 1/ 267، الخلاصة 124، الجرح 3/ 532، التهذيب 3/ 368، التاريخ الكبير 3/ 355، التاريخ لابن معين 2/ 178 رقم 1897. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 138 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ. زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْكُوفِيُّ [1]- م 4- عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَسَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ. وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو داود وغيره. زياد بن سعد [2]- ع- أبو عبد الرحمن الخراساني نزيل مكة وشريك ابن جُرَيْجٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى قَرْيَةِ عَكٍّ بِالْيَمَنِ. رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجُنْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ ابن عيينة: كان عالما بحديث الزهري. وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. قُلْتُ: مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ. زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] ، بْنِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبٍ الأُمَوِيُّ.   [1] الجرح 3/ 530، التهذيب 3/ 364، التاريخ الكبير 3/ 351. [2] التقريب 1/ 268، الخلاصة 125، الجرح 3/ 533، التهذيب 3/ 369، التاريخ الكبير 3/ 358. المعرفة والتاريخ 1/ 643، التاريخ لابن معين 2/ 178 رقم 292. مشاهير علماء الأمصار 146. سير أعلام النبلاء 6/ 323، الوافي بالوفيات 15/ 16 رقم 16. [3] معجم بني أمية 42. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 139 سَجَنَهُ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ لِقِيَامِهِ مَعَ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ مَرْوَانَ أَطْلَقَهُ ثُمَّ حَبَسَهُ ثُمَّ أَطْلَقَهُ. وَقَدْ خَرَجَ بِقُنَّسْرَيْنِ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَتَبِعَهُ أُلُوفٌ مِنَ النَّاسِ وَقَالُوا: هُوَ السُّفْيَانِيُّ. ثُمَّ إِنَّهُ عَسْكَرَ وَحَارَبَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي أَوَّلِ دَوْلَتِهِمْ فَالْتَقَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَهَزَمَهُ عَبْدُ اللَّهِ فَتَسَحَّبَ وَاخْتَفَى بِالْمَدِينَةِ مُدَّةً ثُمَّ قُتِلَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ. زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ [1] الأَمِيرُ مِنْ أَخْوَالِ السَّفَّاحِ. وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْسِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ثُمَّ وَلِيَ إِمْرَةَ الْحَرَمَيْنِ لِلْمَنْصُورِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: طَلَبَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ لِيَسْتَعْمِلَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ فَحَلَفَ زِيَادٌ لَيُسْتَعْمَلَنَّ فَحَلَفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لا يُعْمَلُ. فَأَمَرَ زِيَادٌ بِسَجْنِهِ وَقَالَ: يَا بْنَ الْفَاعِلَةِ فَقَالَ. ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: وَاللَّهِ مَا مِنْ هَيْبَتِكَ تَرَكْتُ الرَّدَّ عَلَيْكَ وَلَكِنْ للَّه تَعَالَى، ثُمَّ كَلَّمُوا زِيَادًا فِيهِ فَاسْتَحْيَا وَنَدِمَ، وَأَرَادَ تَطْيِيبَ قَلْبِهِ، وَأَخَذَ يَتَحَيَّلُ فِي رِضَاهُ حَتَّى تَوَصَّلَ وَأَهْدَى لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ جَارِيَةً عَلَى يَدِ أَخِيهِ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ مُحَمَّدٌ فَهِيَ أُمُّ وَلَدِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ [2] . أَبُو الْجَارُودِ الثَّقَفِيُّ أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ. يَرْوِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كعب وعطية العوفيّ، وأكبر   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 116، تهذيب ابن عساكر 5/ 404، الوافي بالوفيات 15/ 14 رقم 13 وأخباره في تاريخ الطبري وابن الأثير وغيرهما من كتب التاريخ في العصر العباسي. [2] ميزان الاعتدال 2/ 93، التقريب 1/ 270، الخلاصة 126، الجرح 3/ 545، التاريخ الكبير 3/ 371، المجروحين 1/ 309، الضعفاء والمتروكين 45. التاريخ لابن معين 2/ 180 رقم 1779، المعرفة والتاريخ 3/ 38. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 140 مَشْيَخَتِهِ أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ. رَوَى عَنْهُ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ أَحَمْدُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَافِضِيٌّ يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي الْمَثَالِبِ وفي مناقب أهل البيت. وقال الدارقطنيّ وغيره: مَتْرُوكٌ. زَيْدُ بْنُ جَبِيرَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- ت ق- عَنْ أَبِيهِ جَبِيرَةَ بْنِ مَحْمُودٍ وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَأَبِي طُوَالَةَ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ. وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بن حمير. تركه أبو حاتم والبخاري. وقال النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. زَيْدُ بْنُ رَبَاحٍ الْمَدَنِيُّ [2]- خ ت ق- عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الأغرّ. وعنه مالك وحده.   [1] ميزان الاعتدال 2/ 99، التقريب 1/ 273، الخلاصة 127، الجرح 3/ 559، التهذيب 3/ 400، التاريخ الكبير 3/ 390. [2] ميزان 2/ 103، التقريب 1/ 274، الخلاصة 128، الجرح 3/ 563، التهذيب 3/ 412، التاريخ الكبير 3/ 394. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 141 قُتِلَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] ، بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ. زَيْدُ بْنُ واقد الدمشقيّ [2] . قد مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. زَيْدٌ أَبُو أُسَامَةَ الْحَجَّامُ [3]- ن- مَوْلَى بَنِي ثَوْرٍ، كُوفِيٌّ صَدُوقٌ. رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وعنه أبو أسامة وأبو نعيم. وثّقه أبو حاتم.   [1] الجرح 3/ 567، لسان 2/ 508، المجروحين 1/ 310، التاريخ الكبير 3/ 401، الضعفاء الصغير 47. [2] ميزان 2/ 106، التقريب 1/ 277، الجرح 3/ 574، التهذيب 3/ 426، التاريخ الكبير 3/ 407، تهذيب ابن عساكر 9/ 38. مشاهير علماء الأمصار 179 رقم 1420. الوافي بالوفيات 15/ 46 رقم 56. [3] الخلاصة 130. الجرح 3/ 577، التهذيب 3/ 429، التاريخ الكبير 3/ 388. تاريخ أبي زرعة 1/ 457. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 142 [حرف السين] سابق البربري [1] له أشعار مليحة في الزهد. روى عَنْ مَكْحُولٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وعنه موسى بن أعين والمعافى بن عمران وشجاع بن الوليد وغيرهم. وهو من موالي بني أمية، سكن الرقة ويقال: إن سابقا الرقي تأخر. سالم بن عبد الله الخياط [2]- ت ق- بَصْرِيٌّ نَزَلَ مَكَّةَ. وروى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وعطاء، وعنه زهير بن محمد وعبيد الله بن موسى وأبو عاصم النبيل. قال أحمد: ما أرى به بأسا وكذلك قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَضَعَّفَهُ آخَرُونَ.   [1] الجرح 4/ 307، التاريخ الكبير 4/ 201، المشاهير 185، تهذيب ابن عساكر 6/ 40، الأغاني 6/ 57. خزانة الأدب 4/ 164. الوافي بالوفيات 15/ 69 رقم 91. [2] الجرح 4/ 184، الخلاصة 131، التاريخ الكبير 4/ 115، الضعفاء والمتروكين 47، ميزان 2/ 19، التقريب 1/ 280، التهذيب 3/ 439. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 143 سالم بن عبد الله [1]- ق- هو سالم بن أبي المهاجر الرّقّي. عَنْ مَكْحُولٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ. وَعَنْهُ مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَخَالِدُ بْنُ حَيَّانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَةُ [2] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: إِنَّمَا قَدَّمْتُهُ عَنْ طَبَقَتِهِ يَسِيرًا لأُمَيِّزَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَيَّاطِ الَّذِي قَبْلَهُ. سَالِمٌ أَبُو غِيَاثٍ الْعَتَكِيُّ [3] . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ. سَالِمُ بن عبد الواحد أبو العلاء المرادي [4]- ت- الكوفي الضرير. عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ وَعَمْرِو بْنِ هَرَمٍ. وعنه وكيع ويعلى بن عبيد وجماعة.   [1] الجرح 4/ 185، الخلاصة 131، التاريخ الكبير 4/ 117، التقريب 1/ 280، التهذيب 3/ 440 المعرفة والتاريخ 1/ 149، الوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 128. [2] في الأصل «برمة» والتصحيح من (نزهة الألباب للحافظ ابن حجر) . [3] الجرح 4/ 190، التاريخ الكبير 4/ 118، ميزان 2/ 113. [4] الجرح 4/ 186، لسان 3/ 7، الخلاصة 131، التاريخ الكبير 4/ 117، ميزان 2/ 112، التقريب 1/ 280، التهذيب 3/ 440. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 144 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَكْتُبُ حَدِيثَهُ. سَالِمُ بْنُ غَيْلانَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ [1]- د ت ن- عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ النسائي: ليس به بأس. وقال ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ. السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق- عَنِ ابْنِ عَمِّهِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ. وَعَنْهُ جَرِيرٌ الضَّبِيُّ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَكِّيُّ بْنُ إبراهيم وآخرون. تركه ابن المبارك. وقال أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ. سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأنصاري المدني [3]- 4-   [1] الجرح 4/ 187، الخلاصة 132، التاريخ الكبير 4/ 117، ميزان 2/ 113، التقريب 1/ 281، التهذيب 3/ 442. [2] الجرح 4/ 282. الخلاصة 133. المجروحين 1/ 355. التاريخ الكبير 4/ 176. الضعفاء الصغير 56. الضعفاء والمتروكين 52. ميزان 2/ 117. التهذيب 3/ 459. التاريخ لابن معين 2/ 190 رقم 3014. المعرفة والتاريخ 3/ 39. [3] الجرح 4/ 80. الخلاصة 134. المشاهير 136. تهذيب التهذيب 3/ 466. المعرفة والتاريخ 1/ 388 الجزء: 9 ¦ الصفحة: 145 عن أبيه وعن عمه عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ وَعَمَّتِهِ زَيْنَبِ بِنْتِ كَعْبٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو ضُمْرَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- د ت ن- زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ. رَوَى عَنْ مُصَدِّعٍ وَزِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الطَّاحِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ وَآخَرُونَ. سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ أبو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ [2]- 4- الْكُوفِيُّ الْكَاتِبُ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَبِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ وَضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ. سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ [3]- م 4- أَخُو يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ.   [1] الجرح 4/ 80، الخلاصة 34، التاريخ الكبير 4/ 53، ميزان 2/ 119، التقريب 1/ 286، التهذيب 3/ 467، التاريخ لابن معين 2/ 190 رقم 1366. [2] الجرح 4/ 80، الخلاصة 134، التاريخ الكبير 3/ 53، ميزان 2/ 119، التقريب 1/ 286، التهذيب 3/ 467، التاريخ لابن معين 2/ 191 رقم 3308. [3] الجرح 4/ 84، الخلاصة 134، التاريخ الكبير 4/ 56، ميزان 2/ 120، التقريب 1/ 287، التهذيب 3/ 470، المعرفة والتاريخ 3/ 411، الوافي بالوفيات 15/ 181 رقم 247. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 146 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَعْدِ بْنِ مُرْجَانَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَوَثَّقَهُ غَيْرُهُ. سَعْدُ بن طارق بن أشيم [1]- م 4- أبو مالك الأشجعي الكوفي، لأبيه صحبة. روى عن أبيه وعن ابن أَبِي أَوْفَى وأنس بن مالك وموسى بن طلحة وأبي حازم الأشجعي وربعي بن خراش. وعنه الثوري وأبو عوانة وحفص بن غياث وأبو معاوية وخلف بن خليفة ويزيد بن هارون وعبيدة بن حميد وآخرون. قال النسائي: ليس به بأس، وقد استشهد به البخاري. سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الحذاء [2]- ت ق- عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ شِيعِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.   [1] الجرح 4/ 86، الخلاصة 134، التاريخ الكبير 4/ 58، ميزان 2/ 122، التقريب 1/ 287، التهذيب 3/ 472، تاريخ أبي زرعة 1/ 577، التاريخ لابن معين 2/ 191 رقم 1800. المعرفة والتاريخ 3/ 38. [2] الجرح 4/ 87، الخلاصة 134، التاريخ الكبير 4/ 59، ميزان 2/ 122، التقريب 1/ 287، التهذيب 3/ 473، التاريخ لابن معين 2/ 191 رقم 2058. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 147 رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَرْوِي عَنْهُ: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عندهم. سعيد بن اياس [1]- ع- أبو مسعود الجريريّ البصري أحد علماء الحديث لَهُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي نَضْرَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَمَاتًا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُحَدِّثُ الْبَصْرَةِ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: هُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ حِفْظُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ سَمِعْنَا مِنَ الْجُرَيْرِيِّ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهِيَ أَوَّلُ دُخُولِي الْبَصْرَةَ وَلَمْ نُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ قِيلَ لَنَا إِنَّهُ اخْتَلَطَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ إسحاق الأزرق بعدنا.   [1] الجرح 4/ 1، الخلاصة 136. التاريخ 3/ 456، التاريخ الصغير 2/ 78، اللباب 1/ 276، سير أعلام النبلاء 6/ 153. تذكرة الحفاظ 1/ 155. المشاهير 153. الضعفاء والمتروكين 53. ميزان 2/ 127. التقريب 1/ 291. التهذيب 4/ 5. التاريخ لابن معين 2/ 195 رقم 3238. المعرفة والتاريخ 3/ 63. الوافي بالوفيات 15/ 202 رقم 281. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 148 وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لِعِيسَى بْنِ يُونُسَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: لا تَرْوِ عَنْهُ، وَقَالَ أَحَمْدُ: سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ: أَكَانَ الْجُرَيْرِيُّ اخْتَلَطَ؟ فَقَالَ: لا، كَبُرَ الشَّيْخُ فَرَقَّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أتيت الجريري فسمعته يَقُولُ: ثنا ابْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَقَالَ: بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ فَلَمَّا خَرَجْتُ قَالَ لِي رَجُلٌ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ. وَرَوَى ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ: أَنْكَرْنَا الْجُرَيْرِيَّ قَبْلَ الطَّاعُونِ. سَعِيدُ بْنُ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ [1]- م د ن ق- قَاضِي مَكَّةَ. عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الأَشَجُّ [2] . عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بْنِ كليب.   [1] الجرح 4/ 12، الخلاصة 137، التاريخ الكبير 3/ 464، التقريب 1/ 293، التهذيب 4/ 16. التاريخ لابن معين 2/ 198 رقم 238، المعرفة والتاريخ 3/ 240، الوافي بالوفيات 15/ 208 رقم 290. [2] الجرح 4/ 34، التاريخ الكبير 3/ 485، المعرفة والتاريخ 3/ 175. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 149 وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُقَيْشٍ الأَسَدِيُّ [1]- د- أَسَدُ خُزَيْمَةَ الْمَدَنِيُّ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. رَوَى عَنْ خَالِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ وَشُيُوخٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَفُلَيْحٌ والدراوَرْديّ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ. سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ الكوفي [2]- سوى ق- أبو الهذيل. عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَبَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو نَعِيمٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ. سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ [3] . أَبُو الْعَنْبَسِ التَّيْمِيُّ مولى أبي بكر الصديق القرشي الكوفي الملائي.   [1] الجرح 4/ 39، الخلاصة 140، التقريب 1/ 301، التهذيب 4/ 58. [2] الجرح 4/ 46، الخلاصة 141، التاريخ الكبير 3/ 497، التقريب 1/ 301، التهذيب 4/ 62. المعرفة والتاريخ 2/ 774 و 3/ 108 و 243. [3] الجرح 4/ 56، الخلاصة 142، التاريخ الكبير 3/ 509، التقريب 1/ 304، التهذيب 4/ 73. التاريخ لابن معين 2/ 206 رقم 1957، المعرفة والتاريخ 3/ 71. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 150 عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَوَالِدِهِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ ثِقَةٌ. قُلْتُ: لَمْ يُخْرِجُوا لَهُ في الْكُتُبَ. سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ التَّمَّارُ [1]- خ ن- عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ. وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ سَمَاعًا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زرعة وغيره. سفيان بن زياد الكوفي [2]- خ 4- أبو الورقاء العصفري. عَنْ أَبِيهِ وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حاتم وأبو زرعة.   [1] الجرح 4/ 220، الخلاصة 145، التقريب 1/ 310، التهذيب 4/ 109، الوافي بالوفيات 15/ 283 397. [2] ميزان 2/ 169، التقريب 1/ 311، التهذيب 4/ 111. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 151 وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ وَاحِدٌ، فوهم. فأما سفيان بن زياد فآخر يروي عن أنس. وعنه الأَوْزَاعِيِّ. لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ. وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَرْوَزِيُّ [1] صَاحِبُ ابْنِ الْمُبَارَكِ صَدُوقٌ قَدِيمُ الْوَفَاةِ. وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ [2] شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. سَمِعَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَطَبَقَتِهِ. وَكَانَ حَافِظًا، يُعْرَفُ بِالرَّأْسِ [3] مَاتَ قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ. كَتَبَ عَنْهُ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ. وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الرُّؤَاسِيُّ [4] . عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا. وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَخْرَمِيُّ ثُمَّ الرَّصَافِيُّ [5] . عَنْ عِيسَى بن يونس.   [1] ميزان 2/ 169. [2] لسان الميزان 3/ 52، الخلاصة 145، التهذيب 4/ 110. [3] هو لقب له، على ما في (نزهة الألباب في الألقاب) . [4] لسان الميزان 3/ 52، ميزان الاعتدال 2/ 168. [5] ميزان الاعتدال 2/ 168. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 152 وَعَنْهُ تَمْتَامٌ وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ. ثِقَةٌ. وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ [1] . عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ. وَعَنْهُ عُثْمَانُ بْنُ خُرَّزَاذَ فَلَعَلَّهُ الرَّصَافِيُّ. وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ [2] شَيْخٌ لابْنِ مَاجَهْ يُقَالُ لَهُ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ. سَمِعَ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ. وتأخرت وفاته إلى حدود السبعين ومائتين. رَوَى عَنْهُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ. السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ [3] ، بْنِ زَيْدٍ أَبُو عُثْمَانَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ. عَنْ أُمِّهِ وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَحْيَوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. مَاتَ عَامَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. فَأَمَّا السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْوَاسِطِيُّ [4] فشَيْخٌ. يَرْوِي عَنْ محمد بن عبادة.   [1] ميزان 2/ 168، التهذيب 4/ 111. [2] ميزان 2/ 169. [3] لم أجد له ترجمة أخرى. [4] الجرح 4/ 288، التاريخ الكبير 4/ 180، التاريخ لابن معين 2/ 220 رقم 2122. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 153 وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُزَنِيُّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبِ: وَهِمَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ فجعلاهما واحدا. سلم ابن الأَمِيرِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ [1] الأَمِيرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيُّ. خَدَمَ فِي الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّةِ وَالْعَبَّاسِيَّةِ، وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ نَفَقَ عَلَى الْمَنْصُورِ وَوَلِيَ لَهُ الْبَصْرَةَ وَكَانَ حَازِمًا عَاقِلا جَوَّادًا مُمَدَّحًا. وَمِنْ كَلامِهِ قَالَ: لا تَتِمُّ مُرُوءَةُ الرَّجُلِ حَتَّى يَصْبِرَ على مناجاة الشيوخ البخر. وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ عبد الرحمن ومحمد بن سيرين. وروى عنه شعبة وأبو عاصم النبيل وغيرهما. مات بالري سنة تسع وأربعين ومائة وصلى عليه المهدي. روى عَنْ أَبِيهِ فِيمَا قِيلَ وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ [2] . وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَوَكِيعٌ. وَكَانَ وَكِيعٌ يَفْتَخِرُ بِلَقِيِّهِ وَيُوَثِّقُهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ إِنَّهُ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ. سُلَيْمَانُ بن سحيم [3]- م د ن ق- أبو أيوب المدني.   [1] الجرح 4/ 266، الخلاصة 146، ميزان 2/ 186، التقريب 1/ 314، التهذيب 4/ 133، التاريخ لابن معين 2/ 223 رقم 3507. [2] الجرح 4/ 173، الخلاصة 149، التاريخ الكبير 4/ 75، ميزان 2/ 193، التقريب 1/ 319، التهذيب 4/ 158، المعرفة والتاريخ 3/ 109، تاريخ أبي زرعة 1/ 570. [3] الجرح 4/ 119، الخلاصة 152، المشاهير 143، التهذيب 4/ 193، التاريخ لابن معين 2/ 444. المعرفة والتاريخ 2/ 701. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 154 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ والدراوَرْديّ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. سُلَيْمَانُ بْنُ زَيْدٍ [1]- بخ- أبو آدم [2] الكوفي. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ. رَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ كَذَّابٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا. سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو سَلَمَةَ الْكَلْبِيُّ [3]- 4- مَوْلاهُمُ الْحِمْصِيُّ قَاضِي حمص. عن عبد الرحمن بن جبير وعمرو بن شعيب وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَأَبُو المغيرة عبد القدوس.   [1] الجرح 4/ 117، الخلاصة 152، المجروحين 1/ 336، التاريخ الكبير 4/ 14، التقريب 1/ 325، التهذيب 4/ 193، التاريخ لابن معين 2/ 231 رقم 2336 و 2928، المعرفة والتاريخ 1/ 265. [2] وقيل «إدام» . [3] الجرح 4/ 121، الخلاصة 152، التاريخ الكبير 4/ 17، المشاهير 111، تهذيب ابن عساكر 6/ 279، التقريب 1/ 325، التهذيب 4/ 195، التاريخ لابن معين 2/ 231 رقم 5086، المعرفة والتاريخ 1/ 431 و 456. تاريخ أبي زرعة 1/ 628. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 155 وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِحِمْصٍ أَعْبَدَ مِنْهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَذَا وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ. سُلَيْمَانُ بن طرخان التيمي [1]- ع- أبو المعتمر القيسي البصري أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ وَلَمْ يَكُنْ تَيْمِيًّا بَلْ [2] نَزَلَ فِيهِمْ. سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَطَاوُسًا وَالْحَسَنَ وَيَزِيدَ بْنَ الشِّخِّيرِ وَأَبَا نَضْرَةَ وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَطَائِفَةً سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونُ وَالأَنْصَارِيُّ وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَخَلْقٌ. قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ. وَقَالَ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: مَكَثَ أَبِي أَرْبَعِينَ سَنَةً يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ وَعَاشَ أَبِي سَبْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً. قُلْتُ: كَانَ عَابِدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَحَدَ الْعُلَمَاءِ بِهَا وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ للَّه مِنْهُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ يُسَبِّحُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ أَوْ رَكْعَةٍ سبعين تسبيحة.   [1] الجرح 4/ 124، الخلاصة 152، التاريخ الكبير 4/ 20، المشاهير 93، ميزان 2/ 212، التقريب 1/ 326، التهذيب 4/ 201، التاريخ لابن معين 2/ 232 رقم 3600، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . تاريخ أبي زرعة 1/ 498. طبقات ابن سعد 7/ 2/ 18. الوافي بالوفيات 15/ 393 رقم 539. [2] في الأصل: «يتمايل» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 156 وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: مَا أَتَيْنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فِي سَاعَةٍ يُطَاعُ اللَّهُ فِيهَا إِلا وَجَدْنَاهُ مُطِيعًا فَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ لا يُحْسِنُ يَعْصِي اللَّهَ تَعَالَى. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: زَعَمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ لَمْ تَمُرَّ سَاعَةٌ قَطُّ إِلا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. وَقَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ قَالَ: كَانَ عَامَّةُ دَهْرِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَكَانَ يُسَبِّحُ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَيَصُومُ الدَّهْرَ. رَوَى عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: خَرَجَ سُلَيْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ. وَقَالَ الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَوْ غَيْرِهِ إِنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ أَقَامَ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامَ جَامِعِ الْبَصْرَةِ يُصَلِّي الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ. وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ بِالأَرْضِ عِشْرِينَ سَنَةً. وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ الثَّوْرِيُّ لا يُقَدِّمُ عَلَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَحَدًا مِنَ الْبَصْرِيِّينَ. وَرَوَى مِرْدَوَيْهِ الصَّائِغُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: قِيلَ لِسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنْتَ أَنْتَ وَمَنْ مِثْلُكَ؟ فَقَالَ: لا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي مِنْ رَبِّي إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ 39: 47 [1] . قال ضمرة بن ربيعة: ما رئي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مُنْصَرِفًا مِنْ صَلاةٍ قَطُّ. قَالَ ضُمْرَةُ عَنْ صَدَقَةٍ: سَمِعْتُ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: لَوْ سُئِلْتُ أَيْنَ عَرْشُ اللَّهِ لَقُلْتُ فِي السَّمَاءِ، فَلَوْ قِيلَ: فَأَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ السَّمَاءِ؟ قُلْتُ: عَلَى الْمَاءِ، فَإِنْ قِيلَ لِي: أَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ الْمَاءِ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي.   [1] قرآن كريم- سورة الزمر- الآية 47. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 157 وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْغِلابِيُّ: حَدَّثَنِي ثِقَةٌ قَالَ: كَانَ بَيْنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَبَيْنَ رَجُلٍ خِصَامٌ فَتَنَاوَلَ الرَّجُلُ سُلَيْمَانَ فَغَمَزَ بَطْنَهُ فَجَفَّتْ يَدُ الرَّجُلِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مَائِلا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَرِيرُ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مُصْقَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ. وَرَوَى سَعِيد الْكُرَيْزِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: مَرِضَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فَبَكَى فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى قَدَرِي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَخَافُ الْحِسَابَ عَلَيْهِ. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ شَيْخًا كَبِيرًا فِي كُمِّهِ صُحُفٌ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَأَخْبَرُونِي أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَكَانَتْ له درجة ثمانين مرقاة فكان يَصْعَدُهَا فَإِذَا انْتَهَى يَقِفُ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يَقْعُدَ. وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ عَلَى النَّاسِ عَلَى قَدْرِهِ وَطَلَبَ مِنْهُمُ الشُّكْرَ عَلَى قَدْرِهِمْ. عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَضْلُ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ مَنْقَبَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ. مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ: ثنا مُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ مَجْلِسَ الأَعْمَشِ فَقَالُوا لَهُ: هَذَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: أَنْتَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أَعْجَبَكَ، سَمِعْتَ مِنْ خَادِمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَجِيءُ تَجْلِسُ إِلَيَّ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَجْلِسَ فِي أَقْصَى الْكُوفَةِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيكَ، هَاتِ حَدِّثْنِي عَنْ أَنَسٍ، فَقَلْتُ فِي نَفْسِي: لَأُحَدِّثَنَّكَ بِمَا تَكْرَهُ فَقُلْتُ: ثنا أَنَسٌ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى عُمُومَتِي أَسْقِيهِمْ، فَقَالَ: لا أُرِيدُ هَذَا فَأَعَدْتُهُ عَلَيْهِ ثَانِيًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 158 الأَصْمَعِيُّ: ثنا مُعْتَمِرٌ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي دَيْنٌ وَكَانَ يَدْعُو بِالْمَغْفِرَةِ فَقُلْتُ: لَوْ أَنَّكَ دَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ يَقْضِيَ عَنْكَ دَيْنَكَ، قَالَ: إِذَا غُفِرَ لِي قَضَى دَيْنِي. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ ثنا اللَّبَّانُ أَنَا الْحَدَّادُ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا أَبُو الشَّيْخِ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ هِلالٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ حَمَّادَ بْنَ زيد ويزيد بن زريع وبشر ابن الْمُفَضَّلِ وَأَصْحَابَنَا الْبَصْرِيِّينَ فَكَانَ لا يُحَدِّثُ أَحَدًا حَتَّى يَمْتَحِنَهُ فَيَقُولُ لَهُ: الزِّنَا بِقَدَرٍ؟ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ اسْتَحْلَفَهُ أَنَّ هَذَا دَيْنُكَ فَإِنْ حَلَفَ حَدَّثَهُ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ [1] بَصْرِيٌّ مَقْبُولٌ. رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ وَعَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس [2]- ق- بن عبد المطّلب العباسي. أَحَدُ أَعْمَامِ الْمَنْصُورِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ. وعنه ابنه جعفر بن سليمان وعافية القاضي وسلام بن أبي عمرة ومحمد بن راشد المكحولي الأصمعي وآخرون، منهم ابنته زينب.   [1] الجرح 4/ 129، التاريخ الكبير 4/ 25. [2] الجرح 4/ 131، الخلاصة 154، التاريخ 4/ 25، تهذيب ابن عساكر 6/ 283، التقريب 1/ 328، التهذيب 4/ 211، المعرفة والتاريخ 1/ 116، البيان والتبيين 1/ 127 و 354 و 2/ 342 و 3/ 24 97، المعارف 164، سير أعلام النبلاء 6/ 162، فوات الوفيات 2/ 70 رقم 177، الوافي بالوفيات 15/ 406. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 159 وكان شريفا كبيرا جوادا ممدحا، وقيل إنه كان يعتق في عشية عرفة مائة مملوك، وبلغت صلاته مرة في الموسم خمسة آلاف ألف درهم. ولي البصرة للمنصور، ويقال: إنه سَمِعَ مِنْ سَطْحِ دَارِهِ نِسْوَةً يَغْزِلْنَ يَقُلْنَ: لَيْتَ الأَمِيرَ اطَّلَعَ عَلَيْنَا فَأَغْنَانَا، فَرَمَى إِلَيْهِنَّ جَوْهَرًا لَهُ قِيمَةً وَذَهَبًا. مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عُكَاشَةَ الرِّبْعِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- م ن ق- عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسٍ الرَّبَعِيِّ وَأَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين. سليمان بن فيروز [2]- ع- وَيُقَالُ ابْنُ خَاقَانَ، وَهُوَ سُلَيْمَان بْنُ أَبِي سليمان أبو إسحاق الشيبانيّ مولاهم الكوفي أحد العلماء الثِّقَاتِ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَجَرِيرٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَهُشَيْمٌ وأبو عوانة وجعفر بن عون وخلق.   [1] الجرح 4/ 131، الخلاصة 154، التاريخ 4/ 26، التقريب 1/ 328، التهذيب 4/ 212. [2] الجرح 4/ 135، التقريب 1/ 325 و 329، التهذيب 4/ 213، التاريخ لابن معين 2/ 229 رقم 2000، المعرفة والتاريخ 3/ 75، طبقات خليفة 165، التاريخ الصغير 2/ 57، الثقات 3/ 90، مشاهير علماء الأمصار 111، اللباب 2/ 219، تذكرة الحفّاظ 1/ 153، سير أعلام النبلاء 6/ 193، خلاصة تذهيب الكمال 153، شذرات الذهب 1/ 207، الوافي بالوفيات 15/ 418 رقم 564. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 160 اتَّفَقُوا عَلَى ثِقَتِهِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ وَالتِّرْمِذِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمْ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ الأَعْمَشِ. سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ [1] كُوفِيٌّ صَدُوقٌ. رَوَى عَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ وَعَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَوَكِيعٌ وَالْخُرَيْبِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين. سليمان بن مهران [2]- ع- الأعمش الإمام أبو محمد الأسدي مَوْلاهُمُ الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ الْمُقْرِئُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ. يُقَالُ وُلِدَ بِقَرْيَةٍ مِنْ عَمَلِ طَبَرِسْتَانَ يُقَالُ لَهَا أَمَهٌ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَقَدْ رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَرَآهُ يُصَلِّي وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ مَعَ أَنَّ أَنَسًا لَمَّا تُوُفِّيَ كَانَ لِلأَعْمَشِ نَيِّفٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً، وَكَانَ يُمْكِنُهُ السَّمَاعُ مِنْ جَمَاعَةٍ من الصحابة.   [1] الجرح 4/ 137. [2] الجرح 4/ 146، الخلاصة 155، التاريخ الكبير 4/ 37، المشاهير 111. ميزان 2/ 224، التقريب 1/ 331. التهذيب 4/ 222، الحلية 5/ 46، التاريخ لابن معين 2/ 234 رقم 1570. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 189، الوافي بالوفيات 15/ 429 رقم 583، طبقات ابن سعد 6/ 342، تاريخ خليفة 232 و 424. طبقات خليفة 164. التاريخ الصغير 2/ 91، تاريخ بغداد 9/ 3، الكامل في التاريخ 5/ 589، وفيات الأعيان 2/ 400. سير أعلام النبلاء 6/ 226، تذكرة الحفاظ 1/ 154، غاية النهاية 1/ 315. شذرات الذهب 1/ 220. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 161 وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَأَبِي وَائِلٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ النخعي ومجاهد وأبي صالح وسالم ابن أَبِي الْجَعْدِ وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَهِلالِ بْنِ يَسَافٍ وَيَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ وَأَبِي الضُّحَى وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ. حَدَّثَ عَنْهُ أُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ مِنْهُمُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ- وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ- وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَزَائِدَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ ابْنُ المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث. وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ يُسَمَّى الْمُصَحِّفُ مِنْ صِدْقِهِ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عَلامَةُ الإِسْلامِ. وَقَالَ وَكِيعٌ: بَقِيَ الأَعْمَشُ قَرِيبًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى. وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا خَلَفَ الأَعْمَشُ أَعْبَدَ مِنْهُ، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَاحِبَ سُنَّةٍ. وَقَدْ قَرَأَ الأَعْمَشُ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ حَمْزَةُ الزيات. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 162 وَكَانَ مَعَ جَلالَتِهِ فِي الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ صَاحِبَ مُلَحٍ وَمُزَاحٍ، قِيلَ إِنَّهُ جَاءَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَوْمًا فَخَرَجَ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ فِي مَنْزِلِي مَنْ هُوَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْكُمْ مَا خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ. رَوَاهَا وَكِيعٌ عَنْهُ. وَقَدْ سَأَلَهُ دَاوُدُ الْحَائِكُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ فِي الصَّلاةِ خَلْفَ الْحَائِكِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهَا عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ، قِيلَ: فَمَا تَقُولُ فِي شَهَادَةِ الْحَائِكِ؟ قَالَ: تُقْبَلُ مَعَ عَدْلَيْنِ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَبَقَ الأَعْمَشُ أَصْحَابَهُ بِخِصَالٍ: كَانَ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ. وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ: كان ثِقَةً ثَبْتًا كَانَ مُحَدِّثَ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، وَيُقَالُ: ظَهَرَ لَهُ أَرْبَعَةُ آلافِ حَدِيثٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ رَأْسًا فِيهِ وَكَانَ فَصِيحًا وَكَانَ أَبُوهُ مِهْرَانُ مِنْ سبي الديلم. قال وكان الأعمش عسرا سيّئ الْخُلُقِ وَكَانَ لا يَلْحَنُ حَرْفًا وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ. قَالَ وَكَانَ فِيهِ تَشَيُّعٌ. كَذَا قَالَ، وليس هذا بصحيح عنه بلى، كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ. قَالَ: وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَيْهِ إِلا ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ- وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ وَأَفْضَلَ- وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مَعْنٍ. قُلْتُ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَمَا ذَكَرْنَا الزَّيَّاتُ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: لَمْ نَرَ نَحْنُ مِثْلَ الأَعْمَشِ، وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ أَحْقَرَ مِنْهُمْ عِنْدَهُ مَعَ فَقْرِهِ وَحَاجَتِهِ. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ عَثَّامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ للأعمش أَلا تَمُوتُ فَنُحَدِّثُ عَنْكَ، فَقَالَ: كَمْ مِنْ حُبِّ أَصْبَهَانِيٍّ قَدِ انْكَسَرَ عَلَى رَأْسِهِ كِيزَانٌ كَثِيرَةٌ، وَقَدْ جَاءَ أَنَّ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 163 الأَعْمَشَ قَرَأَ عَلَى زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَزِرٍّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَنَّهُ عَرَضَ أَيْضًا عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ وَجَمَاعَةٍ. وَأَخْبَرَنَا بِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ بِحَلَبٍ وَأَيُّوبُ الأَسَدِيُّ بِدِمَشْقَ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ بِبَغْدَادَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرِّبِ أَنَا طَرَّارٌ أَنَا عَلِيٌّ الْعِيسَوِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ ثنا الْعُطَارِدِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بَالَ فَغَسَلَ ذَكَرَهُ غُسْلا شَدِيدًا ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَصَلَّى بِنَا وَحَدَّثَنَا فَجَاءَ بَيْتَهُ. هَذَا حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. وَرَوَى أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: أَعْطَيْتُ امْرَأَةَ الأَعْمَشِ، خِمَارًا فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَيَّ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنْ لَمْ تَقْضِهَا فَلا تَغْضَبْ عَلَيَّ، قَالَ: لَيْسَ قَلْبِي فِي يَدِي، قُلْتُ: أَمْلِ عَلَيَّ، قَالَ: لا أَفْعَلُ. وَقَالَ عَلَيُّ بْنُ سَعِيدٍ النَّسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَنْصُورٌ أَثْبَتُ [1] أَهْلِ الْكُوفَةِ فَفِي حَدِيثِ الأَعْمَشِ اضْطِرَابٌ كَثِيرٌ. وَذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَاغَنْدِيِّ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ قال فقلت: يا رسول اللَّه أيّما أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ مَنْصُورٌ أَوِ الأَعْمَشُ؟ فَقَالَ: مَنْصُورٌ مَنْصُورٌ. وَقَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: لَوْلا الشُّهْرَةَ لَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ ثُمَّ تَسَحَّرْتُ. قُلْتُ: هَذَا كَانَ مَذْهَبُ الأَعْمَشِ وَهُوَ عَلَى الَّذِي رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ هُوَ النَّهَارُ إلا أن الشمس لم تطلع.   [1] في الأصل «أتيت» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 164 وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: أَرْسَلَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ إِلَى الأَعْمَشِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ لَهُ فِيهَا حَدِيثًا فَكَتَبَ فِيهَا: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اللَّهُ الصَّمَدُ) إِلَى آخِرِهَا ثُمَّ وَجَّهَ بِهَا إِلَيْهِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ: يَا بْنَ الْفَاعِلَةِ أَظَنَنْتَ أَنِّي لا أُحْسِنُ كِتَابَ اللَّهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ: وَظَنَنْتَ أَنِّي أَبِيعُ الْحَدِيثَ! وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ أَتَى الأَعْمَشَ أَضْيَافٌ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ رَغِيفَيْنِ فَأَكَلُوهُمَا فَدَخَلَ فَأَخْرَجَ لَهُمْ نِصْفَ حَبْلٍ مِنْ قَتٍّ فَوَضَعَهُ عَلَى الْخُوَانِ وَقَالَ: أَكَلْتُمْ قُوتُنَا فَهَذَا قُوتُ شَاتِي فَكُلُوهُ. قَالَ عِيسَى: وَخَرَجْنَا فِي جِنَازَةٍ وَرَجُلٌ يَقُود الأَعْمَشُ فَلَمَّا رَجَعْنَا عَدَلَ بِهِ فَلَمَّا أَصْحَرَ بِهِ قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ فِي جَبَّانَةِ كَذَا وَكَذَا وَلا أَرُدُّكَ حَتَّى تَمْلأَ أَلْوَاحِي حَدِيثًا، قَالَ: اكْتُبْ، فَلَمَّا مَلأَ الأَلْوَاحَ رَدَّهُ، فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ دَفَعَ أَلْوَاحَهُ لِإِنْسَانٍ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَعْمَشُ إِلَى بَابِهِ تَعَلَّقَ بِهِ وَقَالَ: خُذُوا الأَلْوَاحَ مِنَ الْفَاسِقِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَ، فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهُ قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ كَذِبٌ، قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ باللَّه مِنْ أَنْ تَكْذِبَ. وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَخْذِ شَعْرِكَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ فُضُولِ الْحَجَّامِينَ قُلْتُ: فَإِنِّي أَجِيئُكَ بِحَجَّامٍ لا يُكَلِّمُكَ حَتَّى يَفْرُغَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ جُنَيْدًا الْحَجَّامَ وَكَانَ مُحَدِّثًا فَأَوْصَيْتُهُ فَقَالَ: نَعَمْ فَلَمَّا أَخَذَ نِصْفَ شَعْرِهِ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ؟ قَالَ: فَصَاحَ الأَعْمَشُ صَيْحَةً وَقَامَ يَعْدُو وَبَقِيَ نِصْفُ شَعْرِهِ أَيَّامًا غَيْرَ مَجْزُوزٍ، رَوَاهَا عَلِيُّ بْنُ خُشْرُمٍ [1] عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: خَرَجَ الأَعْمَشُ فَإِذَا بِجُنْدِيٍّ فسخّره ليعبر به نهرا   [1] كجعفر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 165 فَلَمَّا رَكِبَ الأَعْمَشُ قَالَ: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ 43: 13 [1] فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِ الأَعْمَشُ فِي الْمَاءِ قَالَ: وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ 23: 29 [2] ثُمَّ رَمَى بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ الأَعَمَشَ لَبِسَ فَرْوًا مَقْلُوبًا وَبَتًّا تَسِيلُ خُيُوطُهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ مَا كَانَ يَأْتِينِي أَحَدٌ وَلَوْ كُنْتُ بَقَّالا كَانَ يَقْذِرُنِي [3] النَّاسُ أَنْ يَشْتَرُوا مِنِّي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ نَبِيلٌ كَبِيرُ اللِّحْيَةِ إِلَى الأَعْمَشِ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ خَفِيفَةٍ مِنَ الصَّلاةِ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَعْمَشُ فَقَالَ: انظروا إليه لحيته تحتمل حِفْظَ أَرْبَعَةِ آلافِ حَدِيثٍ وَمَسْأَلَتُهُ مَسْأَلَةُ صِبْيَانِ الْكُتَّابِ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ الأَعْمَشُ مِنَ النُّسَّاكِ وَكَانَ مُحَافِظًا عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَمُرُّ بِي طَرَفي النَّهَارِ فَأَقُولُ: لا أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْحَجَّاجِ حَتَّى وَلاكَ، قَالَ: ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه، رَوَاهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ [4] . وَقَدْ ذَكَرْنَا بِالإِسْنَادِ أَنَّهُ صَلَّى خَلَفَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَدَخَلَ إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: سَمِعَ الأعمش من عبد الله بن أبي أَوْفَى وَأَنَسٍ. وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا الأَعْمَشُ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا يُصَلِّي   [1] قرآن كريم- سورة الزخرف- الآية 13. [2] قرآن كريم- سورة المؤمنون- الآية 29. [3] في نسخة القدسي 6/ 78 «يقدرني» . [4] حلية الأولياء- ج 5/ 46 وما بعدها. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 166 فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفَعَ صُلْبَهُ حَتَّى يَسْتَوِي بَطْنُهُ. دَاوُدُ بْنُ مِخْرَاقٍ وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ قَالا: ثنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى أَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَمَرَّ عَلَى شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَضَرَبَهَا بِعَصًا فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ فَقَالَ: إِنَّ (سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّه وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ) يُسَاقِطْنَ الذُّنُوبَ كَمَا تُسَاقِطُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا. وَلِلأَعْمَشِ عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ سَاقَهَا صَاحِبُ الْحِلْيَةِ، لَكِنَّ الأَعْمَشَ مُدَلِّسٌ فَقَالَ فِيهَا «عَنْ» فَلا تُحْمَلُ عَلَى الاتِّصَالِ. وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الأَعْمَشَ وُلِدَ بِطَبَرِسْتَانَ وَقَدِمَتْ بِهِ أُمُّهُ طِفْلا وَيُقَالُ حَمْلا إِلَى الْكُوفَةِ، وَمَاتَ بِهَا فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ بِإِجَازَةٍ. سُلَيْمَانُ بْنُ يُسَيْرٍ أَبُو الصَّبَّاحِ الْكُوفِيُّ [1]- ق- عَنْ مَوْلاهُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ وَقَيْسِ بْنِ رُومِيٍّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتْرُوكِ. وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ. سُلَيْمَانُ النَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَسْوَدُ [2]- د ت-   [1] الجرح 4/ 150، ميزان 2/ 228، التقريب 1/ 331، التهذيب 4/ 230، التاريخ لابن معين 2/ 237 رقم 1336، المعرفة والتاريخ 3/ 35. [2] لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من مصادر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 167 عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَوُهَيْبٌ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَالأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. سُهَيْلُ بْنُ حَسَّانٍ أَبُو السَّحْمَاءِ الْكِلابِيُّ الْمِصْرِيُّ [1] ، الزَّاهِدُ. عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمُعَافِرِيِّ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ وَهْبٍ وَخَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ. وَعَظَ مَرَّةً أَمِيرَ الاسكندرية. وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ مُتَأَلِّهًا. قَالَ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ: ثنا ضَمَّامٌ عَنْ أَبِي السَّحْمَاءِ قَالَ: نَزَلْتُ بِشِعْبٍ مِنْ مَنَاهِلِ الْحِجَازِ فَإِذَا صاحب المنهل قد أتى بهدية إلى فُسْطَاطٍ فِيهِ الأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ صَاحِبُ خَاتَمِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلَيْسَ تَعْرِفَانِ لِمَنْ كَانَ هَذَا الْمَالُ، وَإِلَى مَنْ صَارَ؟ قَالا: بَلَى، قُلْتُ: فِلَمَ قَبَلْتُمَا وَالنَّاسُ قَدْ نَظَرُوا إِلَيْكُمَا! فَقَالا: لَوْ رَدَدْنَاهَا كَانَ أَعْظَمَ مِمَّا تُرِيدُ، قَالَ ضَمَّامٌ: قَبِلاهَا خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَهُمَا يَكْرَهَانِ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: يُقَالُ: مَاتَ أَبُو السَّحْمَاءِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ. سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ [2] ، أَبُو السِّنْدِيِّ الْمَكِّيُّ. عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمَرْوَانُ بْنُ معاوية ويزيد بن هارون وغيرهم.   [1] الجرح 4/ 248، التاريخ لابن معين 2/ 241 رقم 2962 وفيه «سهل» . المعرفة والتاريخ 1/ 118. [2] الجرح 4/ 246، لسان الميزان 3/ 125، التاريخ لابن معين 2/ 242 رقم 2486. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 168 قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ يَرْمِيهِ بِبَلاءٍ، قَالَ الْهَرَوِيُّ كَانَ بِوَاسِطَ وَكَانَ كَذَّابًا. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ، وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ تَرَكَاهُ. وَمِمَّا نُقِمَ عليه قوله: رأيت عائشة وكانت سَوْدَاءَ مُشْرَبَةٌ حُمْرَةً. سُوَيْدُ بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قَطْبَةَ [1] . عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ جَارًا لِلأَعْمَشِ. سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ [2]- سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ. سَمِعَ مُجَاهِدًا وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وزيد ابن الْحُبَابِ. وَكَانَ ثِقَةً فِي نَفْسِهِ إِلا أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ رَمَاهُ بِالْقَدَرِ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا أَرَّخَ ابْنُ سَعْدٍ مَوْتَهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ سَنَةَ إحدى وخمسين.   [1] الجرح 4/ 236، المعرفة والتاريخ 3/ 176. [2] الجرح 4/ 274، التاريخ لابن معين 2/ 245 رقم 410، المعرفة والتاريخ 1/ 135، طبقات خليفة 283، التاريخ الكبير 4/ 171، التاريخ الصغير 2/ 113، مشاهير علماء الأمصار 147، ميزان الاعتدال 2/ 55، العقد الثمين 4/ 632، تهذيب التهذيب 4/ 294، سير أعلام النبلاء 6/ 338. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 169 سَيْفُ بْنُ وَهْبٍ [1] ، أَبُو وَهْبٍ. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَأَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَرِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَارُودِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النسائي: ليس بثقة.   [1] الجرح 4/ 275. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 170 [حرف الشين] شبل بن عبّاد المكيّ [1]- خ د ن- القارئ صَاحِبُ ابْنِ كَثِيرٍ. حَدَّثَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وعمرو بن دينار وعدة، وتلا على ابن كثير. وتصدر للإقراء فقرأ عليه إسماعيل القسط [2] وعكرمة بن سليمان وابنه داود بن شبل وأبو الإخريط وهب وغيرهم. وحدّث عنه ابن عيينة وأبو أسامة وروح بن عبادة ويحيى بن أبي كثير وأبو حذيفة النهدي وعدد كثير. بلغني أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَمَا أَحْسَبُهُ صَحِيحًا فَإِنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ إِنَّمَا سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة.   [1] التقريب 1/ 346، التهذيب 4/ 305، الخلاصة 163، التاريخ لابن معين 2/ 248 رقم 233، المعرفة والتاريخ 1/ 435، التاريخ الكبير 4/ 257، الجرح والتعديل 4/ 380، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 219، العبر 1/ 210، مرآة الجنان 1/ 306، الوافي بالوفيات 16/ 99 رقم 112، العقد الثمين 5/ 4، شذرات الذهب 1/ 223. [2] بضم القاف وسكون السين، كما في (نزهة الألباب لابن حجر) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 171 وَشِبْلٌ قَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَتْ رِيَاسَةُ الإِقْرَاءِ بَعْدَ وَفَاةِ ابْنِ كَثِيرٍ لِشِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ وَقَدْ عَرَضَ الْقُرْآنَ أَيْضًا عَلَى ابْنِ مُحَيْصِنٍ. شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ [1]- ت ق- بَصْرِيٌّ. لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِكْرِمَةَ. وعنه أحمد بن بشير وإسرائيل وعنبسة بن عبد الرحمن وأبو عاصم. وقال أبو عاصم: لين الحديث. وقال ابن مهدي: ثقة. شبيل بن عزرة [2]- د- أبو عمرو البصري الضبعي. أَحَدُ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَشُعْبَةُ. وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابن معين ويقال: كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ. شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ [3] ، الدِّمَشْقِيُّ الضَّرِيرُ أَبُو مُحَمَّدُ. وَيُقَالُ أَبُو هند ويعرف بابن الأحنف.   [1] التقريب 1/ 346، ميزان 2/ 262، التاريخ 4/ 231، الجرح 4/ 357، التهذيب 4/ 306، الخلاصة 163، التاريخ لابن معين 2/ 248 رقم 3265. [2] التاريخ 4/ 258، الجرح 4/ 381، التقريب 1/ 346، التهذيب 4/ 310، الخلاصة 163. [3] تهذيب ابن عساكر 6/ 294، لسان 4/ 140. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 172 أرسل عن أبي الدرداء، وروى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَولاني وأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ بْنِ شَابُورٍ وآخرون. وكان صدوقا. شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ المدني [1]- خ م د ن ق- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَكُرَيْبٍ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر وَغَيْرُهُمْ. وَجَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْهُ. وَذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الْكِبَارِ عَنِ الصِّغَارِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُمَا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَوَهَّاهُ وَاتَّهَمَهُ بِالْوَضْعِ. وَهَذَا جَهْلٌ مِنِ ابْنِ حَزْمٍ، فَإِنَّ هَذَا الشَّيْخَ مِمَّنِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ، نَعَمْ غَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ وَأَثْبَتُ، وَهُوَ رَاوِي حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ وَانْفَرَدَ فِيهِ بِأَلْفَاظٍ غَرِيبَةٍ مِنْهَا «وَدَنَا الْجَبَّارُ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى» . شَقِيقُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [2] شيخ كوفي.   [1] التقريب 1/ 351، ميزان 2/ 269، التاريخ 4/ 236، المشاهير 81، الجرح 4/ 363، التهذيب 4/ 337. الخلاصة 169، التاريخ لابن معين 2/ 251 رقم 748. تاريخ أبي زرعة 1/ 153. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . تاريخ خليفة 419. طبقات خليفة 266. التاريخ الصغير 2/ 213. الثقات 3/ 111. سير أعلام النبلاء 6/ 159. الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 213، المغني في الضعفاء 1/ 297، الوافي بالوفيات 16/ 148 رقم 171. [2] التقريب 1/ 354. التاريخ 4/ 256. الجرح 4/ 372. التهذيب 4/ 363. التاريخ لابن معين 2/ 258 رقم 358. المعرفة والتاريخ 3/ 32. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 173 لَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَهَ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ. شُمَيْطُ [1] بْنُ عَجْلانَ الْبَصْرِيُّ الْعَابِدُ. أَحَدُ زُهَّادِ الْبَصْرَةِ وَهُوَ أَخُو خضر بن عجلان الشيبانيّ. أسند شيئا يسيرا عَنِ التَّابِعِينَ وَلَهُ مَوَاعِظُ نَافِعَةٌ وَقِصَصٌ، فَرَوَى سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُمَيْطٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: عَجَبًا لابْنِ آدَمَ بَيْنَمَا قَلْبُهُ فِي الآخِرَةِ إِذْ حَلَّهُ بَرْغُوثٌ أَوْ قَمْلَةٌ فَنَسِيَ الآخِرَةَ. وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: الْمُنَافِقُ يَبْكِي مِنْ رَأْسِهِ فَأَمَّا مِنْ قَلْبِهِ فَلا. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ شُمَيْطًا يَقُولُ: رَأْسُ مَالِ الْمُؤْمِنِ دِينُهُ، لا يُفَارِقُهُ وَلا يَخْلُفُهُ فِي الرِّحَالِ وَلا يَأْتَمِنُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ. وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَسَمَ الدُّنْيَا بِالْوَحْشَةِ لِيَكُونَ أُنْسُ الْمُنْقَطِعِينَ بِهِ. وَعَنْهُ قَالَ: حَمَلْتُ عَلَى قَلْبِكَ هَمَّ السِّنِينَ وَالْغَلاءَ وَالرُّخْصَ وَالشِّتَاءَ وَالْحَرَّ قَبْلَ مَجِيئِهِ فَمَاذَا أبقيت من قلبك الضعيف لِآخِرَتِكَ؟. سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلانَ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ [2] . أَبُو نَعَامَةَ الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ.   [1] بضم الشين المثلثة، التاريخ 4/ 262، المشاهير 153. [2] ميزان 2/ 286، تاريخ أبي زرعة 1/ 484، التاريخ لابن معين 2/ 268 رقم 1248. المعرفة والتاريخ 3/ 59، المجروحين 1/ 362، التاريخ 4/ 242، الجرح 4/ 335. لسان 4/ 159. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 174 عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وجرير وإبراهيم ابن الْمُخْتَارِ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 175 [حرف الصَّادِ] صَاعِدُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] أَبُو الْعَلاءِ الْيَشْكُرِيُّ [2] ، كُوفِيٌّ وَاهٍ. عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي الشَّعْبِيِّ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَعُرْوَةَ وَمَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بالقويّ. وقال ابن مَعِين: ضعيف.   [1] ميزان 2/ 287، المجروحين 1/ 377، التاريخ 4/ 334، لسان 4/ 163، الجرح 4/ 453 التاريخ لابن معين 2/ 262 رقم 2203، المعرفة والتاريخ 3/ 153. [2] في نسخة القدسي 6/ 81 «العسكري» والتصحيح من المصادر قبله. [3] التقريب 1/ 358، ميزان 2/ 292، التاريخ 4/ 275، الجرح 4/ 398 الخلاصة 170، تاريخ أبي زرعة 1/ 656، التاريخ لابن معين 2/ 263 رقم 2127، المعرفة والتاريخ 3/ 218. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 176 وقال النسائي: ليس بثقة. قلت: ما له فِي الْكُتُبِ شَيْءٌ وَلَهُ حَدِيثٌ فِي قَتْلِ مَنْ سَبَّ نَبِيًّا. صَالِحُ بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو الأزهر الباهلي [1] شيخ بَصْرِيٌّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَأَبِي سَعِيدٍ وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَوَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ وَمُسْلِمَةُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَهُوَ آخِرُ شَيْخٍ لَقِيَهُ الْقَطَّانُ. هَكَذَا ذَكَرَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. صَالِحُ بْنُ صَالِحِ [2] بْنِ حيّ [3] الثوري- ع- الهمدانيّ الكوفي. أَحَدُ الثِّقَاتِ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ وَلَدَاهُ الْحَسَنُ وَعَلِيٌّ وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ. وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَكَثِيرًا مَا يَقُولُونَ: صَالِحُ بْنُ حُيَيٍّ، يَنْسُبُونَهُ إِلَى جَدِّهِ حُيَيٍّ وَاسْمُهُ حَيَّانُ. وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حييّ، وكان خيرا من ابنيه.   [1] التقريب 1/ 359، التاريخ 4/ 278، الجرح 4/ 400، التهذيب 4/ 388، الخلاصة 170، التاريخ لابن معين 2/ 263 رقم 3927، المعرفة والتاريخ 2/ 112. [2] التقريب 1/ 360، ميزان 2/ 295، التاريخ 4/ 284، الجرح 4/ 406، التهذيب 4/ 393، الخلاصة 171، تاريخ أبي زرعة 1/ 660، التاريخ لابن معين 2/ 264 رقم 2386. المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 221. سير أعلام النبلاء 7/ 373، المغني في الضعفاء 1/ 304، الوافي بالوفيات 16/ 259 رقم 288. [3] في نسخة القدسي 6/ 82 «حيي» والتصحيح من المصادر قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 177 وَرَوَى حَرْبُ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ الْمَدَنِيُّ [1]- ع- المؤدّب، أَدَّبَ أَوْلادَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ زَمَانَ إِمْرَتِهِ عَلَى الْمَدِينَةِ. رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ عُرْوَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَنَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ وَسَالِمًا وَنَافِعًا مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ والأعرج والزهري وطائفة. وعنه ابن جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَنَسُ بْنُ عياض ومالك وسليمان ابن بِلالٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلْقٌ. وَيُقَالُ إِنَّهُ عَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ كَهْلا. سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. وَكَنَّاهُ بَعْضُهُمْ أَبَا مُحَمَّدٍ وَبَعْضُهُمْ أَبَا الْحَارِثِ، وَوَلاؤُهُ لِدَوْسٍ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ صَالِحٌ جَامِعًا بَيْنَ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالْمُرُوءَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَسَنَّ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ مُؤَدِّبُ ابْنَ شِهَابٍ فَرُبَّمَا ذَكَرَ صَالِحٌ الشَّيْءَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ ابْنُ شِهَابٍ وَيَحْتَجُّ بِالأَحَادِيثِ فَيَقُولُ لَهُ صَالِحٌ: تُكَلِّمُنِي وَأَنَا أَقَمْتُ أَوَدَ لِسَانِكَ! قَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ صَالِحٌ بعد الأربعين ومائة.   [1] التقريب 1/ 362، ميزان 2/ 299، تهذيب ابن عساكر 6/ 380، التاريخ 4/ 288، المشاهير 135، الجرح 4/ 410، التهذيب 4/ 399، الخلاصة 171، تاريخ أبي زرعة 1/ 412، التاريخ لابن معين 2/ 947، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . المحيّر 477. طبقات خليفة 658. 486. تذكرة الحفّاظ 148. المغني في الضعفاء 1/ 304. سير أعلام النبلاء 5/ 454. الإصابة 2/ 198 رقم 4121. مجمع الرجال 3/ 207. الوافي بالوفيات 16/ 269 رقم 300. شذرات الذهب 1/ 208. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 178 قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: كَيْفَ رِوَايَةُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنَ الزُّهْرِيِّ قَدْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ قَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُقَيْلٍ لِأَنَّهُ حِجَازِيٌّ وَهُوَ أَسَنُّ يُعَدُّ فِي التَّابِعِينَ. قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَاتَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَنَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. قُلْتُ: هَذَا غَلَطٌ لا رَيْبَ فِيهِ. وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ كَانَ يُذْكَرُ مَعَ الصَّحَابَةِ. قَالَ: وَتَلَقَّنَ الْعِلْمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً. وَكَذَا وَهِمَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي قَوْلِهِ: مَاتَ فِي زَمَنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: قَدْ رُمِيَ صَالِحٌ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ. صَالِحُ بْنُ محمد بن زائدة [1]- د ت ق- أبو واقد الليثي المدني. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَابْنِ أَرْوَى الدَّوْسِيُّ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمٍ [2] وَابْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وعبد العزيز الدراوَرْديّ.   [1] التقريب 1/ 362، التاريخ 4/ 291، الضعفاء الصغير 58، الجرح 4/ 411، التهذيب 4/ 401، الخلاصة 171، التاريخ لابن معين 2/ 265 رقم 805. المعرفة والتاريخ 1/ 426. [2] يعني: ابن عبد الله بن عمر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 179 قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ تَرَكَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا. قِيلَ: مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. صَبَّاحُ بْنُ ثَابِتٍ الْبَجَلِيُّ [1] . عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. صُبَيْحُ بْنُ قَاسِمٍ أَبُو الْجَهْمِ الْكُوفِيُّ [2] . عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. صَدَقَةُ [3] بْنُ سَعِيدٍ [4] الْحَنَفِيُّ وَالِدُ الْمُفَضَّلِ. يَرْوِي عَنْ جَمِيعِ بْنِ عُمَيْرٍ ومصعب بن شيبة.   [1] التاريخ 4/ 313، الجرح 4/ 442. [2] التاريخ 4/ 318، الجرح 4/ 451، المعرفة والتاريخ 2/ 642، تاريخ ابن معين 2/ 267 رقم 2491. [3] التقريب 1/ 366، ميزان 2/ 310، التاريخ 4/ 293، الجرح 4/ 430، الخلاصة 173. [4] في نسخة القدسي 6/ 83 «سعد» والتصحيح من المصادر قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 180 وعنه زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو بكر بن عياش وأيوب بن جابر. قال أبو حاتم: شيخ. صدقة بن عبد الله بن كثير [1] ، الداري المكي. قَرَأَ عَلَى وَالِدِهِ. أَخَذَ عَنْهُ الْحُرُوفُ مُطَرِّفُ بْنُ مَعْقِلٍ وَالْحَارِثُ بْنُ قُدَامَةَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. قال ابن أبي حاتم: هو صَاحِبُ حُرُوفِ مُجَاهِدٍ يُكْنَى أَبَا الْهُذَيْلِ. قُلْتُ: وَذَكَرَ الدَّانِي أَنَّهُ سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْكُوفِيُّ [2]- م ق- قَاضِي الأَهْوَازِ. عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ وَأَبُو أُسَامَةَ وسعيد بن يحيى اللخمي ومحمد ابن الْبُرْسَانِيِّ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ صَالِحٌ. صدقة بن المثنّى [3]- د ن ق- بن رياح بن الحارث النخعي الكوفي. عَنْ جَدِّهِ رِيَاحٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ فِي ذِكْرِ الْعَشَرَةِ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وطائفة.   [1] الجرح 4/ 433، التاريخ 4/ 296. [2] التقريب 1/ 396، ميزان 2/ 311، التاريخ 4/ 294، الجرح 4/ 432، الخلاصة 173. [3] التقريب 1/ 366، ميزان 2/ 312، التهذيب 4/ 417. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 181 وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ [1] ، أَبُو هَاشِمٍ الْكُوفِيُّ. عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَصْدَقَ أَهْلِ الْكُوفَةِ. الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ [2] ، أَبُو شُعَيْبٍ الْمَجْنُونُ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي نَضْرَةَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَمُعْتَمِرٌ وَوَكِيعٌ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا مُسْلِمُ بن إبراهيم. ضعّفوه.   [1] ميزان 2/ 317، تهذيب ابن عساكر 6/ 446، التاريخ 4/ 302، لسان 4/ 194، الجرح 4/ 438، التهذيب 4/ 432، التاريخ لابن معين 2/ 270 رقم 1299. [2] التقريب 1/ 369، ميزان 2/ 318، تهذيب ابن عساكر 6/ 447، المجروحين 1/ 375، التاريخ 4/ 304، ابن سعد 7/ 279. الجرح 4/ 437، التهذيب 4/ 434. المعرفة والتاريخ 3/ 63. التاريخ لابن معين 2/ 270 رقم 3306. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 182 [حرف الضَّادِ] ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مالك [1]- د ن ق- بْنُ أَبِي السَّلِيكِ الْحَضْرَمِيُّ- وَيُقَالُ الأَلْهَانِيُّ- الْحِمْصِيُّ نَزِيلُ اللاذِقِيَّةِ. عَنْ أَبِيهِ وَدُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ وَأَبِي الصَّلْتِ السَّامِيِّ. ومنهم من نسبه إلى جَدّه الأعلى، ومنهم من جعلهم ثلاثة. رَوَى عَنْهُ بَقِيَّةُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ ضُبَارَةَ. ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ وَسَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ تُنْكَرُ. وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: رَوَى حَدِيثًا مُعْضِلا. وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ مِنْ رِوَايَةِ الثِّقَاتِ عَنْهُ. الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن أبي حوشب [2]- ن- أَوِ ابْنِ حَوْشَبٍ أَبُو زُرْعَةَ النَّصْرِيُّ [3] الدِّمَشْقِيُّ. وقيل: يكنى أبا بشر.   [1] التقريب 1/ 372، ميزان 2/ 322، لسان 4/ 199، التهذيب 4/ 442. [2] التقريب 1/ 372، ميزان 2/ 324، تهذيب ابن عساكر 7/ 6، التاريخ 4/ 333، الجرح 4/ 463، التهذيب 4/ 446، الخلاصة 176، المعرفة والتاريخ 2/ 395، تاريخ أبي زرعة 1/ 395، الوافي بالوفيات 16/ 354 رقم 386. [3] بالصاد المهملة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 183 رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ، وَرَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَمُسْلِمِ بْنِ مُشْكَمٍ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وغيرهم. وعنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد وابن شابور وعيسى بن يونس. قال أبو حاتم: هو من أجل أهل الشام. وقال دحيم: ثقة ثبت. قلت: روى له النسائي حديثا عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عمر قال لصهيب: ما لي أَرَى عَلَيْكَ خَاتَمَ الذَّهَبِ! قَالَ: قَدْ رَآهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م د ت ن- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَمُحَارِبِ بْنِ دَثَّارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ وَعِدَّةٌ. وَكَانَ من العبّاد البكّاءين. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كُوفِيٌّ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ حَدِيثًا، وَكَانَ ضِرَارٌ صَدِيقًا لمحمد ابن سوقة.   [1] التقريب 1/ 374، التاريخ 4/ 339، الجرح 4/ 465، التهذيب 4/ 457، الخلاصة 177، المعرفة والتاريخ 3/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 273 رقم 1948. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 184 [حرف الطَّاءِ] طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ع- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَقِيلَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ الأَعْمَشُ- مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَقْرَانِهِ- وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَغَيْرُهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ. وَقَالَ الْقَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي كَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ. طَرِيفُ بْنُ شِهَابٍ [2]- ت ق- وَقِيلَ: ابْنُ سَعْدٍ، وَقِيلَ ابْنُ سُفْيَانَ- أَبُو سفيان السعدي ابن الأشل.   [1] التقريب 1/ 376، ميزان 2/ 332، التاريخ 4/ 353، الجرح 4/ 485، الخلاصة 178، التهذيب 5/ 5. المعرفة والتاريخ 3/ 90 و 238. [2] التقريب 1/ 377، ميزان 2/ 336، التاريخ 4/ 357، الضعفاء الصغير 62، الجرح 4/ 492، التهذيب 5/ 11، الخلاصة 179، المعرفة والتاريخ 2/ 70، التاريخ لابن معين 2/ 276 رقم 655. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 185 عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي نَضْرَةَ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وجماعة. قال أحمد: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا: ضَعِيفٌ. طَلْحَةُ بْنُ الأَعْلَمِ أَبُو الْهَيْثَمِ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ [1] . عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ الضَّبِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ نَزَلَ الرَّيَّ. طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَيْلِيُّ [2]- خ 4- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَرُزَيْقِ بْنِ حَكِيمٍ الأَيْلِيِّ. وَعَنْهُ وَلَدُ أَخِيهِ الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ الأَيْلِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ- وهو من أقرانه- وَمَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ [3] وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. وثّقه النسائي وغيره.   [1] التاريخ 4/ 349، الجرح 3/ 482، التاريخ لابن معين 2/ 277 رقم 3155. [2] التقريب 1/ 379، التاريخ 4/ 348، ابن سعد 7/ 519، المشاهير 134، الجرح 4/ 478، الخلاصة 179. تاريخ أبي زرعة 1/ 503، المعرفة والتاريخ 3/ 4 و 5. التاريخ لابن معين 2/ 278 رقم 820. [3] سوى رواية يحيى بن يحيى، كما في (تجريد التمهيد) ص 261. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 186 طلحة بن يحيى بن طلحة [1]- م 4- بن عبيد الله القرشي التيمي الكوفي. عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ وَعَائِشَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله وعروة بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَسَنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةِ غُلامٍ مِنَ الأَنْصَارِ لِيُصَلِّي عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: يَا عَائِشَةَ أَوْ غَيْرُ هَذَا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ والنَّسائي مِنْ وُجُوهٍ عَنْ طَلْحَةَ تَفَرَّدَ بِهِ. تُوُفِّيَ طَلْحَةُ فِي سنة سبع، وقيل سنة ثمان وأربعين ومائة.   [1] التقريب 1/ 380، ميزان 2/ 343، التاريخ 4/ 350، المشاهير 163، الجرح 4/ 477، طبقات ابن سعد 6/ 251، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 234، التهذيب 5/ 27، الخلاصة 180. تاريخ أبي زرعة 1/ 639، المعرفة والتاريخ 3/ 107، التاريخ لابن معين 2/ 280 رقم 668. تهذيب ابن عساكر 7/ 91، الكامل في التاريخ 5/ 576، تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 254، الوافي بالوفيات 16/ 484 رقم 527. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 187 [حرف الْعَيْنِ] عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ [1]- د ت ق- عَنْ أَبِيهِ وَمَكْحُولٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَدَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْخُرَيْبِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ. عاصم بن سليمان الأحول [2]- ع- الحافظ أبو عبد الرحمن البصري قَاضِي الْمَدَائِنِ. رَوى عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَرْجِس وَأَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ وَسُعَادَةَ الْعَدَوِيَّةِ وعكرمة وجماعة. وعنه شعبة وابن المبارك وابن عيينة وأبو معاوية وابن علية ويزيد بن هارون وخلق سواهم.   [1] الجرح 6/ 342، تهذيب 5/ 41، المشاهير 183، التقريب 1/ 383، الميزان 2/ 350، ابن عساكر- تحقيق د. شكري فيصل 30، تاريخ أبي زرعة 1/ 330، المعرفة والتاريخ 2/ 369. [2] الجرح 6/ 343، التاريخ 6/ 485، التهذيب 5/ 42، التقريب 1/ 384، الميزان 2/ 350، تاريخ أبي زرعة 1/ 474، التاريخ لابن معين 2/ 282 رقم 2066، طبقات خليفة 218. التاريخ الصغير 2/ 70، تذكرة الحفاظ 1/ 149، سير أعلام النبلاء 6/ 13، خلاصة تذهيب الكمال 182، شذرات الذهب 1/ 210، طبقات بن سعد 7/ 2/ 20 و 65، المعارف 508، حلية الأولياء 3/ 120، تاريخ بغداد 2/ 243، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 383، صفة الصفوة 3/ 222، المغني في الضعفاء 1/ 320، العبر 1/ 193، الوافي بالوفيات 16/ 568 وقم 599. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 188 ولي حسبة الكوفة مدة وولي قضاء المدائن وكان من أئمة العلم. روى علي بن مسهر عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ وَالأَعْمَشُ؟ فَأَبَى أَنْ يَحْفَظَهُ مَعَهُمْ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ يَسْتَضْعِفُهُ. وَقَالَ عَفَّانُ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ نَهَى أَنْ يُجْعَلَ فِي الْخَاتَمِ فَصٌّ مِنْ غَيْرِهِ، قَالَ عَاصِمٌ: فَلَمَّا أَخْبَرَنِي كَانَ فِي يَدِي فَصٌّ فَقَلَعْتُهُ، قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ لِحُمَيْدٍ: حَدَّثَنِي عَاصِمٌ عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا فَلَمْ يَعْرِفْ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ وَالِي السُّوقِ وَهُوَ يَقُولُ: اضْرِبُوا رَأْسَ هَذَا النَّبَطِيِّ لا أَرْوِي عَنْهُ شَيْئًا. وَرَوَى ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ بِالْحَافِظِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ وَاحْتَجُّوا بِهِ فِي صِحَاحِهِمْ. عَامِرٌ الأَحْوَلُ [1] قَدِيمُ الْمَوْتِ. قَدْ ذُكِرَ. عَامِرُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ [2]- خَتٌّ- قَاضِي الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ مُغَلِّسٍ وأبو أسامة وغيرهم.   [1] الجرح 6/ 326، التهذيب 5/ 77، التقريب 1/ 389، الميزان 2/ 362. [2] الجرح 6/ 327، التاريخ 6/ 455، التهذيب 5/ 79، التقريب 1/ 389. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 189 وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ. عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّان [1] ، أَبُو طُرْفَةَ اللَّخْمِيُّ الْحِمْصِيُّ. سمع المقدام بن معديكرب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَكْحُولا وَعُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ مَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحًا فَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ الْحَجَّاجِ السَّلَفِيُّ [2] . عَنْ أَخِيهِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ وَسَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ. تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ السَّمْحِ أَبُو الْخَطَّابِ الْمُعَافِرِيُّ [3] . مَوْلاهُمُ الْفَقِيهُ رَأْسُ الإِبَاضِيَّةِ. وَهُمْ صِنْفٌ مِنَ الْخَوَارِجِ خَرَجُوا بِالْمَغْرِبِ، وَدُعِيَ لَهُ بِالْخِلافَةِ فِي هَذَا الْعَصْرِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَانَ لَهُ شَأْنٌ، فَنَدَبَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ. وَفِي آخِرِ الأَمْرِ قُتِلَ عَبْدُ الأَعْلَى، وَكَانَتْ أَيَّامُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ. عَبْد الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مِهْران [4] . عَن أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَعَطَاءِ بن أبي رباح.   [1] تهذيب ابن عساكر 7/ 219. [2] الجرح 6/ 28، التاريخ 6/ 73. [3] البيان المغرب 1/ 60، النجوم 1/ 386 ووهم «رفن كست» في تحقيقه لكتاب (الولاة والقضاة) ص 109- حاشية رقم (3) فجعله «علي بن الشيخ» . [4] الجرح 6/ 27، التاريخ 6/ 70، تاريخ أبي زرعة 1/ 623. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 190 وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَغَيْرُهُمَا. وَكَثِيرًا مَا يُرْسِلُ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وأربعين ومائة. عبد الله بن حسن [1]- 4- ابن السيد الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ. أَبُو مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ اللَّذَيْنِ خَرَجَا عَلَى الْمَنْصُورِ، وَأُمُّهُ هِيَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ. يَرْوِي عَنْ أَبَوَيْهِ. وعن عبد الله بن جعفر- وله صحبة- وعن إبراهيم ابن مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ وَهُوَ عَمُّهُ لِلأُمِّ وَعَنِ الأَعْرَجِ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَمَالِكٌ وَآخَرُونَ. قَالَ الْوَاحِدِيُّ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ وَعَارِضَةٌ وَهَيْبَةٌ وَلِسَانٌ شَدِيدٌ، وَفَدَ عَلَى السَّفَّاحِ بِالأَنْبَارِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ ثُمَّ أَكْرَمَهُ السَّفَّاحُ وَوَهَبَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سنة.   [1] الجرح 5/ 33، التاريخ 5/ 71، التهذيب 5/ 186، الميزان 2/ 429، المشاهير 127، التقريب 1/ 409، تهذيب ابن عساكر 7/ 357، المعرفة والتاريخ 1/ 128، التاريخ لابن معين 2/ 301 رقم 162، تاريخ الطبري 3/ 152 وما بعدها، مقاتل الطالبيين 179- 184، الأغاني 21/ 114- 125. تاريخ بغداد 9/ 431- 434 رقم 5049، العبر 1/ 196، البداية والنهاية 10/ 95، عمدة الطالب 82- 84، الوافي بالوفيات 17/ 135 رقم 122. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 191 وَقَالَ الْحَاكِمُ: سُمَّ بِبَابِ الْقَادِسِيَّةِ وَهُوَ بِهَا مَدْفُونٌ وَلَهُ بِهَا آيَاتٌ تُذْكَرُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ قَدِمَ عَلَى السَّفَّاحِ فَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ وَدَعَا بِسِفْطِ جَوْهَرٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَأَعْطَاهُ نِصْفَهُ. وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّ الْمَنْصُورَ آذَاهُ وَسَجَنَهُ مِنْ أَجْلِ وَلَدَيْهِ. وَمَاتَ فِي أَوَاخِرِ سنة أربع وأربعين ومائة. عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ [1]- ع- الفزاري مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ أَبُو بَكْرٍ. عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغُنْدَرٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقُ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ. وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالْعَمَلُ عَلَى الاحْتِجَاجِ بِهِ. مَاتَ نَحْوًا مِنْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سعيد بن أبي سعيد كيسان [2]- ت ق- المقبري المديني أبو عباد. عن أبيه وجدّه.   [1] التهذيب 5/ 239، الجرح 5/ 70، المشاهير 137، التاريخ 5/ 104. [2] التاريخ 5/ 105، التهذيب 5/ 327، الضعفاء الصغير 65، الضعفاء والمتروكين 65، التقريب 1/ 419، الميزان 2/ 429، المعرفة والتاريخ 3/ 41 و 53. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 192 وَعَنْهُ أَخُوهُ سَعْدٌ وَهُشَيْمٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَأَبُو ضُمْرَةَ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى وآخرون. متّفق على ضعفه. وقال الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حديثه. عبد الله بن شبرمة [1]- م د ن ق- ابن الطفيل بن حسان أبو شرمة الضبيّ الكوفي. الفقيه عَالِمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ مَعَ الإِمَامُ أبي حنيفة. وهو عم عمارة ابن الْقَعْقَاعِ وَعُمَارَةُ أسن منه وأوثق. روى ابن شبرمة عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةِ وَأَبِي زُرْعَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَشَرِيكٌ وَهُشَيْمٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عَفِيفًا صارما عاقلا يشبه النّسّاك، وكان شاعرا   [1] الجرح 5/ 82، التاريخ 5/ 117، المجروحين 2/ 9، التهذيب 5/ 250، المشاهير 168، التقريب 1/ 422، ميزان 2/ 438، تاريخ أبي زرعة 1/ 661، المعرفة والتاريخ 3/ 171، التاريخ لابن معين 2/ 312 رقم 1877، تاريخ خليفة 361 و 421، طبقات خليفة 167، التاريخ الصغير 2/ 77، الكامل في التاريخ 5/ 228، سير أعلام النبلاء 6/ 347، خلاصة تذهيب الكمال 200، شذرات الذهب 1/ 215، طبقات ابن سعد 6/ 244، أخبار القضاة 3/ 36- 60 و 103- 129، تاريخ الموصل 181، طبقات الفقهاء 84، تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 271، العبر 1/ 197، الوافي بالوفيات 17/ 207 رقم 193. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 193 جَوَّادًا كَرِيمًا وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ حَدِيثًا. قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ على مسألة لم نبال من خالفنا. وقال عبد الوارث: ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة. وقال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قَالَ لَهُ الرَّجُلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ، يَغْضَبُ وَيَقُولُ: قُلْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: مَنْ بَالَغَ فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ وَمَنْ قَصَّرَ فِيهَا خَصِمَ، وَلا يَطِيقُ الحق مَنْ بَالَى عَلَى مَنْ دَارَ الأَمْرُ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: عَجِبْتُ لِلنَّاسِ يَحْتَمُونَ مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ وَلا يَحْتَمُونَ مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى لا يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَ ابْنِ شُبْرُمَةَ فَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى عِيسَى بِعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لِيَحْبِسَهُ ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: اقْتُلْهُ فَاسْتَشَارَ ابْنَ شُبْرُمَةَ فَقَالَ لَهُ: لَمْ يُرِدِ الْمَنْصُورُ غَيْرَكَ. وَكَانَ عِيسَى وَلِيَّ عَهْدٍ بَعْدَ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ احْبِسْهُ وَاكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ قَتَلْتَهُ، فَفَعَلَ فَجَاءَ إِخْوَتُهُ إِلَى عِيسَى فَقَالَ لَهُمْ: كَتَبَ إِلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ وَقَدْ قَتَلْتُهُ، فَرَجَعُوا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ: كَذَبَ لأُقَيِّدَنَّهُ بِهِ، فَارْتَفَعُوا إِلَى الْقَاضِي، فَلَمَّا حَقَّقُوا عَلَيْهِ طَرَحَهُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَتَلَنِي الله إن لم أقتل الأعرابيّ فإن عيسى لا يَعْرِفُ هَذَا، فَمَا زَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ مُخْتَفِيًا حَتَّى مَاتَ بِخُرَاسَانَ، سَيَّرَهُ إِلَيْهَا عِيسَى بْنُ مُوسَى. وَرَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَمُغِيرَةُ وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ يَسْهَرُونَ فِي الْفِقْهِ فَرُبَّمَا لَمْ يَقُومُوا حَتَّى ينادى بالفجر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 194 قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَالْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ ابْنُ شُبْرُمَةَ سنة أربع وأربعين وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ [1] . عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ. أَخُو خَالِدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ. حدث عن ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لَا بَأْسَ بِهِ. عَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو أَيُّوبَ الافريقي [2]- ت- ثم الكوفي الأزرق. عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَالزُّهْرِيِّ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُمْ. لَيَّنَهُ أَبُو زُرْعَةَ. عَبْدُ اللَّهِ بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس [3] ، بن عبد المطلب الهاشمي عم   [1] الجرح 5/ 91، التهذيب 5/ 280، التقريب 1/ 426. [2] الجرح 5/ 115، التهذيب 5/ 325. [3] تاريخ أبي زرعة 1/ 204، المعرفة والتاريخ 1/ 117، المحبّر 485، تاريخ بغداد 10/ 8، البيان والتبيين 1/ 335 و 2/ 210 و 3/ 167، النجوم الزاهرة 2/ 7، سير أعلام النبلاء 6/ 161 رقم 75، المعارف 375، الوزراء والكتّاب 103، مروج الذهب 4/ 138، تاريخ الطبري 3/ 92، أمراء دمشق 49 رقم 158، فوات الوفيات 2/ 192 رقم 223، الوافي بالوفيات 17/ 321 رقم 275. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 195 الْمَنْصُورِ وَالسَّفَّاحِ. أَحَدُ دُهَاةِ الرِّجَالِ وَمِنَ الشُّجْعَانِ الأَبْطَالِ. وَهُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِمُلْتَقَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَهَزَمَ مَرْوَانَ وَلَجَّ فِي طَلَبِهِ وَطَوَى الممالك حَتَّى نَازَلَ دِمَشْقَ وَحَاصَرَهَا وَتَمَلَّكَهَا وَافْتَتَحَهَا بِالسَّيْفِ، وَعَمِلَ كَمَا تَعْمَلُ التَّتَارُ، وَأَسْرَفَ فِي قَتْلِ بَنِي أُمَيَّةَ وَلَمْ يَرْقُبْ فِيهِمْ إِلا وَلا ذِمَّةً، وَلا رَعَى فِيهِمْ رَحْمَةً وَلا قَرَابَةً. ثم جهّز أخاه داود إِلَى دِيَارِ مِصْرَ فِي طَلَبِ مَرْوَانَ فَأَدْرَكَهُ بِبُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ وَقَتَلَهُ وَلَمَّا مَاتَ السَّفَّاحُ وَهَذَا بِالشَّامِ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَزَعَمَ أَنَّ عَلَى مِثْلِ هَذَا بَايَعَ ابْنُ أَخِيهِ، فَبَايَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ بِالْخِلافَةِ وَبَايَعَ النَّاسُ الْمَنْصُورَ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ صَاحِبِ الدَّعْوَةً أَبَا مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيَّ، فَسَارَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَقْصِدُ الآخَرَ، فَكَانَ الْمَصَافُّ بَيْنَهُمَا بِنَصِيبِينَ، فَعَظُمَ الْقِتَالُ وَاشْتَدَّ الْبَلاءُ، ثُمَّ انْهَزَمَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ الظَّفَرُ لِأَبِي مُسْلِمٍ، فَسَاقَ عَبْدَ اللَّهِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ مَوَالِيهِ وقصد البصرة، وبها أخوه، فأخفاه عنده مدة، ثم لم يزل المنصور بِهِ حَتَّى بعثه إِلَيْهِ فَسَجَنَهُ، ثُمَّ عَمِلَ عَلَى قَتْلِهِ سِرًّا. فَقِيلَ: إِنَّهُ حَفَرَ أَسَاسَ الْحَبْسِ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سبع وأربعين ومائة. وقد مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ [1]- د ت ق- ابْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو مُحَمَّدَ الْهَاشِمِيُّ الطَّالِبِيُّ الْمَدَنِيُّ. وَأُمُّهُ هِيَ زَيْنَبُ الصُّغْرَى بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. رَوَى عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. والطفيل بن   [1] الجرح 5/ 135، التهذيب 6/ 13، التقريب 1/ 447، التاريخ لابن معين 2/ 329 رقم 3165، طبقات خليفة 258، التاريخ الكبير 5/ 183، كتاب المجروحين والضعفاء 2/ 3، سير أعلام النبلاء 6/ 204 رقم 98، خلاصة تذهيب الكمال 213، تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 287 رقم 330، ميزان الاعتدال 2/ 484 رقم 4575، الوافي بالوفيات 17/ 426 رقم 365. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 196 أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَخَالِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَعَنْهُ زَائِدَةُ وَفُلَيْحٌ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وزهير بن محمد وعبد اللَّهُ بْنُ عَمْرٍو وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ. احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ. وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: كَانَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَالْحُمَيْدِيُّ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ التَّيْمِيُّ: ثنا ابْنُ عُقَيْلٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي جابر بن عبد الله فنسأله عن سُنَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَكْتُبُهَا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ: مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسْتَوْرِدِ أَبُو ضُمْرَةَ المدني [1] مولى الأنصار. رأى أنسا وروى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن أبي لبينة. وروى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لبينة. وعنه مجمع بن يعقوب وأبو أسامة ومحمد بن عبيد الطنافسي وغيرهم. قال ابن معين: صالح.   [1] الجرح 5/ 170. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 197 عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي [1]- ق- عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَكَنَّاهُ شَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ: أَبَا الْعَجْفَاءِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ [2] ، أَحَدُ الْمَشْهُورِينَ بِالْكِتَابَةِ وَالْبَلاغَةِ وَالتَّرَسُّلِ وَالْبَرَاعَةِ. وَكَانَ فَارِسِيًّا مَجُوسِيًّا فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ عَمِّ السَّفَّاحِ وَهُوَ كَهْلٌ، ثُمَّ كَتَبَ لَهُ وَاخْتَصَّ بِهِ. وَمِنْ كَلامِ ابْنِ الْمُقَفَّعِ قَالَ: شَرِبْتُ مِنَ الْخُطَبِ رَيًّا وَلَمْ أَضْبُطْ لَهَا رَوِيًّا فَغَاضَتْ ثُمَّ فَاضَتْ، فَلا هِيَ هِيَ نِظَامًا، وَلا هِيَ [3] غَيْرُهَا كَلامًا. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: صَنَّفَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ (الدُّرَّةَ الْيَتِيمَةَ) الَّتِي لَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهَا فِي فَنِّهَا، وَقَدْ سُئِلَ: مَنْ أَدَّبَكَ؟ قَالَ: نَفْسِي، كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مِنْ غَيْرِي حُسْنًا أَتَيْتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتُ قبيحا أبيته.   [1] الجرح 5/ 164، التاريخ 5/ 190، المجروحين 2/ 32، المعرفة والتاريخ 3/ 53. [2] الفهرست 118، ابن أبي أصيبعة 1/ 308، الوزراء والكتّاب 109، وفيات الأعيان 2/ 151، تاريخ اليعقوبي 3/ 104، الطبري 9/ 182، أمالي المرتضى 1/ 94، أخبار الحكماء 148، البداية والنهاية 10/ 96، لسان الميزان 3/ 366، سير أعلام النبلاء 6/ 208 رقم 104، أنساب الأشراف 3/ 218، الوافي بالوفيات 17/ 633 رقم 537. [3] في وفيات الأعيان 2/ 151 «وليست غيرها» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 198 وَيُقَالُ: كَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَقْلِهِ. وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ كِتَابَ (كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ) فِيمَا قِيلَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي عَرَّبَهُ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: جَاءَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ إِلَى عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُسْلِمَ عَلَى يَدِكَ، فَقَالَ: لِيَكُنْ ذَلِكَ بِمَحْضَرٍ مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ غَدًا، ثُمَّ جَلَسَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَيُزَمْزِمُ عَلَى دِينِ الْمَجُوسِيَّةِ فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَتُزَمْزِمُ وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُسْلِمَ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ عَلَى غَيْرِ دِينٍ. وَكَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ. وَعَنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ كِتَابَ زَنْدَقَةٍ إِلا وَأَصْلُهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ. وَقِيلَ إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ كَانَ يَنَالُ مِنْ مُتَوَلِّي الْبَصْرَةِ سفيان بن معاوية بن يزيد ابن الْمُهَلَّبِ وَيُسَمِّيهِ ابْنَ الْمُغْتَلِمَةِ، فَحَنَقَ عَلَيْهِ وَقَتَلَهُ بِإِذْنِ الْمَنْصُورِ، وَلِكَوْنِهِ كَتَبَ فِي تَوَثُّقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمَنْصُورِ يَقُولُ: «وَمَتَى غَدَرَ بِعَمِّهِ فَنِسَاؤُهُ طَوَالِقُ، وَعَبِيدُهُ أَحْرَارٌ، وَدَوَابُّهُ حُبُسٌ، وَالْمُسْلِمُونَ فِي حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِهِ.» فَلَمَّا وَقَفَ الْمَنْصُورُ عَلَى ذَلِكَ عَظُمَ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى سُفْيَانَ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَلَى سُفْيَانَ وَقَالَ: أَتَذْكُرُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي أُمِّي؟ قَالَ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ أَيُّهَا الأَمِيرُ فِي نَفْسِي، فَأَمَرَ لَهُ بِتَنُّورٍ فَسُجِّرَ ثُمَّ قَطَّعَ أَرْبَعَتَهُ ثُمَّ سَائِرَ أَعْضَائِهِ وَأَلْقَاهَا فِي التَّنُّورِ، وَهُوَ يَنْظُرُ، وَقَالَ: لَيْسَ عَلَيَّ فِي الْمُثْلَةِ بِكَ حَرَجٌ لِأَنَّكَ زِنْدِيقٌ قَدْ أَفْسَدْتَ النَّاسَ، فَسَأَلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ وَعِيسَى عَنْهُ فَقِيلَ: إِنَّهُ دَخَلَ دَارَ سُفْيَانَ بن معاوية سليمان وَلَمْ يَخْرُجْ، فَخَاصَمَاهُ إِلَى الْمَنْصُورِ وَأَحْضَرَاهُ مُقَيَّدًا فَشَهِدَ شُهُودٌ بِالْحَالِ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ سُفْيَانَ، فَخَرَجَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ مِنْ هَذَا الْمَجْلِسِ أَأَقْتُلُكُمْ [1] بِسُفْيَانَ؟ فَنَكَلُوا عَنِ الشَّهَادَةِ كُلُّهُمْ وعلموا أنه قتله برضا المنصور.   [1] في نسخة القدسي 6/ 91 «أقتلكم» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 199 وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ عَاشَ سِتًّا وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَحَكَى الْبَلاذْرِيُّ أَنَّ سُفْيَانَ أَلْقَاهُ فِي بِئْرٍ. وَقِيلَ: أَدْخَلَهُ حَمَّامًا وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ. وَقِيلَ: إِنَّ قَتْلَهُ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: فِي نَحْوِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ. وَكَانَ اسْمُ أَبِيهِ دَاذَوَيْهِ، وَكَانَ كَاتِبًا، وَلِيَ لِلْحَجَّاجِ خَرَاجَ فَارِسٍ فَخَانَ وَأَخَذَ مِنَ الأَمْوَالِ فَعَذَّبَهُ الْحَجَّاجُ فَتَقَفَّعَتْ يَدُهُ فَلُقِّبَ الْمُقَفَّعَ. وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي عَذَّبَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ. وَالْمُقَفَّعُ: بِفَتْحِ الْفَاءِ، الصَّحِيحُ. وَقَالَ ابْنُ مَكِّيٍّ فِي كِتَابِ تَثْقِيفِ اللِّسَانِ: يَقُولُونَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ، وَالصَّوَابُ بِكَسْرِ الْفَاءِ لِأَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ الْقِفَاعَ وَيَبِيعُهَا وَهِيَ قِفَافُ الْخُوصِ. عَبْدُ اللَّهِ بن ميسرة [1]- ق [2]- أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ. وَيُقَالُ: أَبُو إِسْحَاقَ. وَيُقَالُ: أبو ليلى. وقال أبو أحمد الحاكم: روى عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ وَوَكِيعٌ. ضَعَّفَهُ ابن معين وغيره.   [1] الجرح 5/ 178، التاريخ 5/ 207، المجروحين 2/ 32، التهذيب 6/ 48، المتروكين 66، الميزان 2/ 511، التقريب 1/ 455، المعرفة والتاريخ 3/ 36، التاريخ لابن معين 2/ 333 رقم 1241. [2] الرمز غير موجود في الأصل، والاستدراك من الميزان والخلاصة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 200 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ فَنْطَسٍ الْهُذَلِيُّ [1] . مدني مقلّ. له عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ. وعنه ابن أبي ذئب والثوري وحاتم بن إسماعيل وعلي بن ثابت. قال ابن معين: صالح. عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي [2] . عَنْ أَبِي أُمَامة وواثلة بْن الأسقع وأنس بن مالك وَحَدَّثَ بِالْجَزِيرَةِ. رَوَى عَنْهُ فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ وَكَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ وَطَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ مَوْضُوعَةٌ. قَدِمَ بَغْدَادَ أَيَّامَ الْمَنْصُورِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ الثَّقَفِيُّ [3] . عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَسَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيَّانِ. عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو مَالِكٍ الْيَحْصُبِيُّ [4]- ن- المصري. عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ عَجْلانَ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ وهب.   [1] الجرح 5/ 197، لسان الميزان 6/ 485، التاريخ لابن معين 2/ 337 رقم 971. [2] الجرح 5/ 197، ميزان 2/ 526. [3] الجرح 5/ 205، التاريخ 5/ 232. [4] الجرح 6/ 33، التاريخ 6/ 122، التقريب 1/ 466. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 201 قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسَ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عطية أبو صالح القيسي البصري [1]- د ن- عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ. وَسَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ وَاصِلٍ أَبُو واصل الباهلي [2] . أرسل عن ابن مسعود وله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ- مَعَ تَقَدُّمِهِ- وَشُعْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بن الحارث القرشي [3]- م 4- العامري المدني. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. يُقَالُ لَهُ: عَبَّادٌ. وَقِيلَ: بَلْ هما أخوان.   [1] الجرح 6/ 33، التاريخ 6/ 123، التقريب 1/ 466، الميزان 2/ 535، التاريخ لابن معين 2/ 341 رقم 3729. [2] الجرح 6/ 18، التاريخ 6/ 45. [3] الجرح 5/ 212، التاريخ 5/ 258، التهذيب 6/ 137، التقريب 1/ 472، التاريخ لابن معين 2/ 344 رقم 854. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 202 رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث وأبي عبيدة بن محمد بن عمار. وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وابن علية وعبد الله بن رجاء المكي لا الْغُدَانِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو داود: هو عبّاد. وقال ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ آخَرُ: كَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ شَاعِرًا فَصِيحًا مُفَوَّهًا. وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ قَدَرِيًّا فَنَفَاهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله بن عياش [1]- 4- بن أبي ربيعة المخزومي وَأَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ. وَهُوَ وَالِدُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عبد الرحمن الفقيه. وَهُوَ وَالِدُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ. عَنْ طَاوُسٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ [2] وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَابْنُ وَهْبٍ وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن حرملة [3]- م 4- بن عمرو وأبو حرملة الأسلمي.   [1] الجرح 5/ 224، التاريخ 5/ 271، التهذيب 6/ 155، التقريب 1/ 476، ميزان الاعتدال 2/ 554، التاريخ لابن معين 2/ 346 رقم 2977. [2] يعني «المغيرة» . [3] الجرح 5/ 223، التاريخ 5/ 270، التهذيب 6/ 161، الضعفاء الصغير 70، ميزان الاعتدال 2/ 556، المشاهير 137، التقريب 1/ 477، تاريخ أبي زرعة 1/ 568، التاريخ لابن معين 2/ 346 رقم 950. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 203 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَحَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَخَلْقٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يحتج به. وضعّفه يَحْيَى الْقَطَّانُ وَلَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ [1] ، أَبُو سَلَمَةَ. وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ وَالْقِصَصَ ثُمَّ عُزِلَ وَوَلِيَ دِيوَانَ الْجُنْدِ. وَجَدُّهُ مِنْ فُضُلاءِ الْمِصْرِيِّينَ اسْمُهُ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمُعَافِرِيُّ حَلِيفُ بَنِي جَيْشَانَ. مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ [2] بْنِ نِسْطَاسٍ [3] الثَّعْلَبِيُّ الْعَامِرِيُّ، أَبُو يَعْفُورٍ، يَأْتِي فِي الْكُنَى. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطِيَّةَ [4] الْمُزَنِيُّ [5]- د- صَاحِبُ الشَّارِعَةِ أَرْضٌ بِالْمَدِينَةِ. رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ الملك بن جابر بن عتيك.   [1] كتاب الولاة والقضاة- ص 353. [2] الجرح 5/ 259، التاريخ 5/ 320، التهذيب 6/ 225، التقريب 1/ 490، التاريخ لابن معين 2/ 352 رقم 1590. [3] بكسر النون. [4] الجرح 5/ 272. [5] في نسخة القدسي 6/ 93 «المدني» ، والتصحيح من الجرح والتعديل. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 204 وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَهُوَ مُقِلٌّ. مَاتَ سنة ثلاث وأربعين ومائة. عبد الرحمن بن قَيْسٍ الْعَتَكِيُّ [1] ، أَبُو رَوْحٍ. بَصْرِيٌّ. عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ. وَعَنْهُ صَالِحٌ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَهْدِيٍّ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو أُمَيَّةَ السندي [2] . مولى سليمان بن عبد الملك وكاتب عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَسَكَنَ فِلَسْطِينَ بِنَابُلْسَ. رَوَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَسَوَّارُ بْنُ عُمَارَةَ الرَّمْلِيَّانُ وَعِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الدِّمَشْقِيُّ [3] . عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ وَغَيْرِهِمْ.   [1] الجرح 5/ 278، التاريخ 5/ 339، التهذيب 6/ 257، التقريب 1/ 496 وسيأتي ذكره في الطبقة التالية. [2] الجرح 5/ 305. [3] التهذيب 6/ 268، التقريب 1/ 497. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 205 وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن حُمَيْدٍ. لا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا. عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ [1]- د ت ق- مِنْ مَوَالِي أهل المدينة. سكن مصر. ويقال: اسْمُهُ يَحْيَى. رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ زَاهِدًا عَابِدًا مُجَابَ الدَّعْوَةِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ الْمَدَنِيّ [2]- ق- عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَابْنِ شِهَابٍ. وَعَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ والدراوَرْديّ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ. عَبْد العزيز بْن عَبْد الله بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [3] ، العدوي العمري المدني. والد الزاهد عبد الله العمري.   [1] الجرح 5/ 338، التاريخ 6/ 101، التقريب 1/ 505، ميزان 2/ 607. [2] الجرح 6/ 45، المجروحين 2/ 150، التهذيب 6/ 351، التقريب 1/ 505، الميزان 2/ 114، التاريخ لابن معين 2/ 364 رقم 815. [3] الجرح 5/ 386، التاريخ 6/ 13، التهذيب 6/ 344، التقريب 1/ 510. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 206 رَوَى عَنْ عَمِّهِ سَالِمٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ. وَكَانَ أَحَدَ مَنْ قَامَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَتَوْا بِهَذَا مُقَيَّدًا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِلْ رَحِمِي وَاعْفُ عَنِّي وَاحْفَظْ فِيَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَعَفَا عَنْهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ نَبِيهًا وَجِيهًا مِنْ أَحْسَنِ الرِّجَالِ وَأَبْرَعَهُمْ جَمَالا. عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عمر بن عبد العزيز [1]- ع- بن مروان الأموي أبو محمد. حَدَّثَ بِالْكُوفَةِ عَنْ أَبِيهِ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ. وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الْعُلَمَاءِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ. عَبْدُ الْعَزِيزِ [2] بْنُ قَرِيرٍ [3] الْعَبْدِيُّ البصري- بخ- أخو عبد الملك. له عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وعطاء. وعنه الثوري ورواد بن الجراح وضمرة.   [1] الجرح 5/ 389، التاريخ 6/ 21، التهذيب 6/ 349، التقريب 1/ 511، تاريخ أبي زرعة 1/ 569 و 570، التاريخ لابن معين 2/ 367 رقم 5109. [2] الجرح 5/ 392، التاريخ 6/ 18، التهذيب 6/ 352، التقريب 1/ 511، الخلاصة 241. [3] في (التقريب 1/ 511) «قدير» بالدال بعد القاف. وفي (الخلاصة 241) «قريب» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 207 قال ربيعة وآخرون: وثقه النسائي. وكان بعسقلان. ووثقه أيضا ابن معين. وقال أبو حاتم: كانوا يظنون قديما أَنَّ رِوَايَةَ مَالِكِ بْنِ عبد الملك بن قرير وَهْمٌ وَإِنَّمَا سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَرِيرٍ الْبَصْرِيِّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: رَوَى مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَرِيرٍ وَإِنَّمَا هو ابن قريب. قال الأصمعي: سمع من مالك، ولما سمع هذا يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: غَلَطَ ابْنُ مَعِينٍ. عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ [1]- 4- وَهُوَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي بُرَيْدٍ الْعُقَيْلِيُّ الْعَامِلِيُّ أَبُو عَمْرٍو. عَنِ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ الصَّحَابِيِّ. وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ الرَّاسِبِيُّ وَوَكِيعٌ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ [2]- د ت ن- نَزَلَ الْمَدَائِنَ. رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ وَحْفَصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ. وعنه الثوري وزهير بن معاوية وعبد الرحمن المحاربي وجماعة وثّقوه.   [1] الجرح 6/ 63، التاريخ 6/ 109، التهذيب 6/ 383، التقريب 1/ 517 وسيأتي ذكره في الطبقة التالية. [2] الجرح 5/ 344، التاريخ 5/ 408، التهذيب 6/ 386، التقريب 1/ 517. المعرفة والتاريخ 2/ 638. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 208 عبد الملك بن سعيد بن حيّان [1]- م د ت ن- بن أبجر الهمدانيّ الكوفي. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ بْنِ وَاثِلَةَ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا خِيَارًا لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، بَلَغَنَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لَهُ: أَشْتَهِي أَنْ أَمْرَضَ، فَقَالَ: كُلْ سَمَكًا مالحا وَاشْرَبْ نَبِيذًا مَرِيًّا وَاقْعُدْ فِي الشَّمْسِ وَاسْتَمْرِضِ اللَّهَ تَعَالَى. إِسْنَادُهَا صَحِيحٌ. وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ زهير بن معاوية قَالَ لي ابن أبجر: إِذَا أكلت الجزر نيئا أكلك ولم تأكله، وَإِذَا أكلته مطبوخا لم تأكله ولم يأكلك، وَإِذَا أكلته مشويا أكلته ولم يأكلك. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ [2]- م 4- وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ الْعَرْزَمِيُّ الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الْحُفَّاظِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ شُعْبَةُ يُعْجَبُ مِنْ حِفْظِ عَبْدِ الملك بن أبي سليمان.   [1] الجرح 5/ 351، التاريخ 5/ 416، التهذيب 6/ 394، المعرفة والتاريخ 3/ 90. [2] التاريخ 5/ 417، التهذيب 6/ 396، التقريب 1/ 519، الميزان 2/ 256، التاريخ لابن معين 2/ 371 رقم 1440، تاريخ أبي زرعة 1/ 460 و 297، المعرفة والتاريخ 3/ 94، طبقات خليفة 167، تاريخ خليفة 423، التاريخ 2/ 83، كتاب المجروحين 1/ 290، تذكرة الحفاظ 1/ 155، العبر 1/ 204، سير أعلام النبلاء 6/ 107 رقم 29. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 209 وقال أحمد والنسائي: ثقة. واستشهد به البخاري. وقد أنكر عليه شُعْبَةُ حَدِيثَهُ فِي الشُّفْعَةِ وَهُوَ حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ إِلا أَنَّهُ رَفَعَ أَحَادِيثَ عَنْ عَطَاءٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَدِيثُهُ فِي الشُّفْعَةِ أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ ولكنه ثِقَةٌ لا يُرَدُّ عَلَى مِثْلِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ. قُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَالَكَ لا تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: تَرَكْتُ حَدِيثَهُ، قُلْتُ: تُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ وَتَدَعُهُ وَقَدْ كَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ! قَالَ: مِنْ حُسْنِهَا فَرَرْتُ. وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا: كَانَ ثِقَةً. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ [1]- ع- أبو الوليد وأبو خالد الرومي، مولى بني أمية وعالم أَهْلِ مَكَّةَ. وَكَانَ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. وَهُوَ أول من صنّف التصانيف في الحديث.   [1] الجرح 5/ 356، التاريخ 5/ 422، التهذيب 6/ 402، وفيات الأعيان 3/ 163، تاريخ بغداد 10/ 400، تذكرة الحفاظ 169، العبر 1/ 213، ميزان 2/ 659، غاية النهاية 1/ 469، التقريب 1/ 520، ابن سعد 8/ 140، تاريخ خليفة 425، التاريخ لابن معين 2/ 371 رقم 275، تاريخ أبي زرعة 1/ 252، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) . طبقات خليفة 283، التاريخ الصغير 2/ 98، مشاهير علماء الأمصار 145، الكامل في التاريخ 5/ 594، العقد الثمين 5/ 508. سير أعلام النبلاء 6/ 325 رقم 138، طبقات المفسرين 1/ 352، خلاصة تذهيب الكمال 244. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 210 رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَاوُسٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَالْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ وَابْنِ طَاوُسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَافِعٍ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَنَافِعٍ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَعَبَدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَخَلْقٍ مِنَ التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ بَعْدَ سنة سبعين. وعنه السُّفْيَانَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ وَهْبٍ وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَخَلْقٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ جُرَيْجٌ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. قَالَ أَبُو غَسَّانَ رُبَيْحٌ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَرَى الْمُتْعَةَ، تَزَوَّجَ بِسِتِّينَ امْرَأَةً. وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كُنْتُ أَتَتَبَّعُ الأَشْعَارَ الْعَرَبِيَّةَ وَالأَنْسَابَ، فَقِيلَ لِي: لَوْ لَزِمْتَ عَطَاءً، قَالَ: فَلَزِمْتُهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ عَامًا. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عِنْدِي بِدُونِ مَالِكٍ فِي نَافِعٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ بِعَطَاءٍ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَبَلَغَنَا أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ مَا سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ شَيْئًا إِنَّمَا أَخَذَ عَنْهُ مُنَاوَلَةً وَإِجَازَةً. قُلْتُ: وَسَمِعَ مِنْ مُجَاهِدٍ حَرْفَيْنِ مِنَ الْقِرَاءَاتِ وَسَمِعَ مِنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ لا مِنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَلَى أَنَّ أَبَا عِيسَى التِّرْمِذِيَّ رَوَى حَدِيثًا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فاللَّه أَعْلَمُ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَلاةً مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيّ: ثنا بَكْرُ بْنُ كُلْثُومٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 211 جُرَيْجٍ الْبَصْرَةَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَحَدَّثَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ بِحَدِيثٍ فَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ: مَا تُنْكِرُونَ عَلَيَّ فِيهِ قَدْ لَزِمْتُ عَطَاءً عِشْرِينَ سَنَةً فَرُبَّمَا حَدَّثَنِي عَنْهُ الرَّجُلُ بِالشَّيْءِ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ. قَالَ الْعَيْشِيُّ: سُمِّيَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ «غَنْدَرًا» فَإِنَّهُ بَقِيَ يُكْثِرُ الشَّغَبَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اسْكُتْ يَا غُنْدَرُ، وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الْمِشْغَبَ [1] غُنْدَرًا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَلْقَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ وَلا سَمِعَ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ زَكَاةَ مَالِ الْيَتِيمِ. قُلْتُ: مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى ثِقَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَانَ رُبَّمَا دَلَّسَ. وَكَانَ صَاحِبَ تَعَبُّدٍ وَخَيْرٍ، وَمَا زَالَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ حَتَّى شَاخَ. وَقِيلَ: إِنَّهُ جَاوَزَ الْمِائَةَ، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ بَلْ وَلا جَاوَزَ الثَّمَانِينَ. قَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَارٍ الأَيْلِيُّ: خَرَجْتُ بِكُتُبِ ابْنِ جُرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَوَجَدْتُهُ قَدْ مَاتَ. قُلْتُ: فِيهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ الْوَاقِدِيُّ وَزَادَ فَقَالَ: فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْهَا. وَكَذَا أَرَّخَهُ فِيهَا جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو نُعَيْمٍ وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ وَابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ. وَأَمَّا ابْنُ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَهَذَا وَهْمٌ. عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نوفل بن مساحق [2]- د ت ن- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَبُو نَوْفَلٍ القرشي العامري المدني.   [1] كمنبر (القاموس المحيط) . [2] الجرح 5/ 372، التاريخ 5/ 434، التهذيب 6/ 428، التقريب 1/ 524. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 212 عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَأَبِي عِصَامٍ الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ صَاحِبُ الْفُتُوحِ وَغَيْرُهُمْ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ المكي [1]- خ م ن- مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى. وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ [2]- م ت ن عَنْ عَمِّهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ- وَهُوَ أكبر منه- وَعَبْدُ الْعَزِيزِ والدراوَرْديّ وَغَيْرُهُمَا. صَدُوقٌ مُقِلٌّ. عَبْدُ الواحد بن أبي عون المدني [3]- ق-   [1] الجرح 6/ 19، التاريخ 6/ 59، التهذيب 6/ 433، المشاهير 148، التقريب 1/ 525، المعرفة والتاريخ 1/ 543 و 544، التاريخ لابن معين 2/ 376 رقم 386. [2] الجرح 6/ 20، التاريخ 6/ 41، التهذيب 6/ 434، التقريب 1/ 525، المعرفة والتاريخ 1/ 215. [3] الجرح 6/ 22، التاريخ 6/ 57، التهذيب 6/ 438، التقريب 1/ 526، المعرفة والتاريخ 2/ 308. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 213 عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجُشُونَ والدراوَرْديّ وَغَيْرُهُمَا. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. لَهُ أَحَادِيثُ قليلة. عبيد الله بن الأخنس [1]- ع- أبو مالك النخعي الكوفي الجزار. عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [2] الإِمَامُ الثَّبْتُ أَبُو عُثْمَانَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَعَاصِمٍ وَأَبِي بَكْرٍ. رَوَى عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الصَّحَابِيَّةِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ وَعَطَاءٍ وَالْمَقْبُرِيِّ وَنَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَوَهْبِ بن كيسان وطائفة.   [1] الجرح 5/ 307، التاريخ 5/ 373، التهذيب 7/ 2، التقريب 1/ 530، المعرفة والتاريخ 3/ 36، التاريخ لابن معين 2/ 380 رقم 3666. [2] الجرح 5/ 326، التهذيب 7/ 38، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 383 رقم 833. تاريخ أبي زرعة 1/ 182. طبقات خليفة 268، التاريخ الكبير 5/ 395. التاريخ الصغير 1/ 322. الثقات لابن حبان 3/ 146، مشاهير علماء الأمصار 132. الكامل في التاريخ 5/ 374، تذكرة الحفاظ 1/ 160، سير أعلام النبلاء 6/ 304 رقم 129. طبقات الحفاظ 70. خلاصة التذهيب 254. شذرات الذهب 1/ 219. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 214 وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ سَيِّدًا، شَرِيفًا، صالحا، متعبّدا، ثِقَةً، حُجَّةً بِالإِجْمَاعِ، وَاسِعَ الْعِلْمِ. اعْتَزَلَ فِتْنَةَ ابن حَسَنٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ الذَّهَبُ الْمُشَبَّكُ بِالدُّرِّ. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عُبَيْدُ اللَّهِ بن أبي زياد المكيّ [1]- د ت ق- القدّاح أبو الحصين. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَشَهْرٍ وَالْقَاسِمِ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ وَآخَرُونَ. قَالَ أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح. وليّنه بعضهم. وقال ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ بِهِ شَيْئًا مُنْكَرًا. قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَيْزَارِ الْمَازِنِيُّ [2] بصري صدوق.   [1] الجرح 5/ 315، التاريخ 5/ 382، التهذيب 7/ 14، الضعفاء الصغير 72، ميزان 3/ 8، التقريب 1/ 533، التاريخ لابن معين 2/ 382 رقم 375. [2] الجرح 5/ 330، التاريخ 5/ 394. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 215 لَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ والقاسم بن محمد. وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ويحيى القطان. وثقه غير واحد. عبيد الله بن الوليد [1] الوصافي [2]- ت ق- إسماعيل الكوفي. أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ. رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَطِيَّةَ. وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَوَكِيعٌ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [3] ، الْهَاشِمِيُّ. أَخُو عُمَرَ وعبد الله وجعفر وَأُمُّ كُلْثُومٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَخَالَيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وصفوان ابن سُلَيْمٍ. وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو يُوسُفَ وَآخَرُونَ. وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلادٍ. وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحَةً. وَلا رِوَايَةً لَهُ في الكتب الستة.   [1] الجرح 5/ 336، التاريخ 5/ 402، التهذيب 7/ 55، التقريب 1/ 540، الميزان 3/ 17، المعرفة والتاريخ 1/ 718، التاريخ لابن معين 2/ 384 رقم 1831. [2] من ولد: الوصاف بن عامر العجليّ، واسم الوصاف: مالك. [3] الجرح 5/ 334، التاريخ 5/ 400، التهذيب 7/ 46، التقريب 1/ 538، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 216 عبيد بن أبي أمية الطنافسي [1]- ت- الكوفي اللحام أبو الفضل. وَالِدُ الْمُحَدِّثِينَ عُمَرَ وَمُحَمَّدٍ وَيَعْلَى وَإِبْرَاهِيمَ وَإِدْرِيسَ. يروي عن الشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ عُمَرُ وَيَعْلَى وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. عبيدة بن معتب الضبي الكوفي [2]- د ت ق- عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ. وَلَمْ يُتْرَكْ. عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ [3]- 4- أَبُو الْعَبَّاسِ الأُرْدُنِيُّ الطَّبَرَانِيُّ. سَمِعَ مَكْحُولا وَعُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ وَقَتَادَةُ، سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ شَابُورٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وآخرون.   [1] الجرح 5/ 401، التاريخ 5/ 441، التهذيب 7/ 59، التقريب 1/ 541، التاريخ لابن معين 2/ 385 رقم 1929، المعرفة والتاريخ 3/ 106. [2] الجرح والتعديل 6/ 94، التاريخ الكبير 6/ 127، كتاب المجروحين 2/ 173، التهذيب 7/ 86 ميزان 3/ 25. المتروكين 74. التقريب 1/ 548. التاريخ لابن معين 2/ 388 رقم 1345، المعرفة والتاريخ 3/ 35. [3] الجرح 6/ 370، التاريخ 6/ 548، التهذيب 7/ 94، التقريب 2/ 4، ميزان 3/ 28، التاريخ لابن معين 2/ 389 رقم 5123، المعرفة والتاريخ 2/ 456. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أبو حاتم: لا بأس بِهِ. وقال مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ وَآخَرُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: لا أَعْلَمُهُ إِلا مُسْتَقِيمَ الْحَدِيثِ. وَعَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ لَيَّنَهُ. عُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبِ [1] ، بْنِ الْحَارِثِ الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ، مَدَنِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ. رَأَى ابْنَ عُمَرَ يحفي شاربه وَأَجْلَسَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي حِجْرِهِ. رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَعَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ. وَعَنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، قَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ. عُثْمَانُ بن الأسود الجمحي [2]- ع- مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ.   [1] الجرح 6/ 144، التاريخ 6/ 212، الميزان 3/ 30، تاريخ أبي زرعة 1/ 578. [2] الجرح 6/ 144، التاريخ 6/ 213، التهذيب 7/ 143، التقريب 1/ 6، المعرفة والتاريخ 1/ 704، طبقات ابن سعد 7/ 21، تاريخ خليفة 424، طبقات خليفة 283، سير أعلام النبلاء 6/ 339، ميزان الاعتدال 3/ 59، العقد الثمين 6/ 18، خلاصة تذهيب الكمال 262، شذرات الذهب 1/ 230. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 218 عَنْ مُجَاهِدٍ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وأبو عاصم والخريبي وعبيد الله ابن مُوسَى وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ الْقَطَّانُ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا. قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ. وَقِيلَ: سنة خمسين ومائة. عثمان بن عمر بن موسى [1]- د ق- بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ وسالم مولى ابن مطيع والقاسم بن مُحَمَّد. وَعَنْهُ ابنه عُمَر وَعَبْد الواحد بن زياد وَمُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيِّ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ. وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ، ثُمَّ وَلاهُ الْمَنْصُورُ قَضَاءَهُ فَكَانَ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ بِالْحِيرَةِ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى بَغْدَادُ، وَكَانَ صَدُوقًا. عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ [2]- د ت ق- أبو اليقظان الكوفي الأعمى. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ النخعي وأبي عمر زاذان وعديّ ابن ثابت.   [1] الجرح 6/ 159، التاريخ 6/ 239، التهذيب 7/ 143، التقريب 2/ 13، التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 4372. [2] الجرح 6/ 161، المجروحين 2/ 95، التهذيب 7/ 145، التقريب 2/ 13، ميزان 3/ 50، التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 1835، المعرفة والتاريخ 3/ 65، تاريخ أبي زرعة 1/ 146 و 647. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 219 وَعَنْهُ الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَدِيءُ الْمَذْهَبِ غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَنَا أَسْتَبْعِدُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَوْ تَأَخَّرَ لَحَمَلَ عَنْهُ مِثْلُ وَكِيعٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ. عَدِيُّ بْنُ حَنْظَلَةَ [1] ، أَبُو طَلْقٍ الزُّهْرِيُّ الأَعْمَى. عَنْ جَدَّتِهِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَآخَرُونَ. عَرِيفُ بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو هُرَيْرَةَ [2] ، الْكُوفِيُّ النَّبَّالُ. عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الحاكم: ليس بالمتقين عندهم.   [1] الجرح 7/ 3، التاريخ 7/ 45. [2] الجرح 7/ 44. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 220 عُزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ [1] شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. رَوَى عَنْ أُمِّ الْفَيْضِ أَنَّهَا سَأَلْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ. رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ. عَسَلُ بن سفيان [2]- د ت- أبو قرة اليربوعي البصري. عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. قَالَ النِّسَائِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. عِصَامُ بْنُ بَشِيرٍ الْكَعْبِيُّ الْحَارِثِيُّ [3] ، أَبُو الْغَلْبَاءِ الْجَزَرِيُّ. عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ وَالِدِهِ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّهَاوِيُّ وَعُمَيْرَةُ بن عبد المؤمن الرهاوي والحسن ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: بَلَغَ عَشْرًا ومائة سنة. وذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَقِيلَ: بَلَغَ مِائَةً وست عشرة سنة.   [1] التاريخ 7/ 65، ميزان 3/ 65، المعرفة والتاريخ 2/ 576 و 577. [2] المجروحين 2/ 195، التهذيب 7/ 193، التقريب 2/ 20، المعرفة والتاريخ 3/ 65. [3] الجرح 7/ 25، التاريخ 7/ 70، التهذيب 7/ 194، التقريب 2/ 20. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 221 لَهُ حَدِيثٌ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- د ن ق- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَسَيْفٌ التَّمِيمِيُّ وَأَبُو أُسَامَةَ وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسَ. عُقْبَةُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْكُوفِيُّ [2] . عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. عُقَيْلُ بْنُ خالد بن عقيل الأيلي [3]- ع- أبو خالد مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ زِيَادٍ وَعِرَاكِ بْنِ خَالِدٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وعكرمة وسالم ابن عَبْدِ اللَّهِ. سَأَلَهُمْ مَسَائِلَ. وَرَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَأَجَادَ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَسَلَمَةَ بْنِ كهيل.   [1] الجرح 6/ 382، التاريخ 7/ 13، التهذيب 7/ 224، التقريب 2/ 24، المعرفة والتاريخ 3/ 106. [2] الجرح 6/ 312، التاريخ لابن معين 2/ 409 رقم 2429. [3] الجرح 7/ 43، التاريخ 7/ 94، التهذيب 7/ 255. المشاهير 183، التقريب 2/ 29، ميزان 3/ 89. تاريخ أبي زرعة 1/ 165، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، التاريخ لابن معين 2/ 411 رقم 1223. طبقات خليفة 295. التاريخ الصغير 2/ 98، الكامل في التاريخ 5/ 528. سير أعلام النبلاء 2/ 301 رقم 127، خلاصة تذهيب الكمال 306، شذرات الذهب 1/ 216. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 222 وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَابْنُ أَخِيهِ سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ وَاللَّيْثُ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ ومفضل بن فضالة المصريون. وكان إِمَامًا حَافِظًا ثَبْتًا ثِقَةً لازَمَ الزُّهْرِيَّ حَضَرًا وَسَفَرًا زَمِيلا لَهُ فِي الْمَحْمَلِ. قَالَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عقيل أقل خطأ من يونس. وقال ابْنُ مَعِينٍ: عُقَيْلٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: قَالَ لِي الْمَاجِشُونُ: عُقَيْلٌ كَانَ جِلْوَاذًا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَعُقَيْلٌ فَجَعَلَ كَأَنَّهُ يَضَعُهُمَا. قال أحمد: أيش ينفع هذا هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ لَمْ يُخْبِرُهُمَا يَحْيَى. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: عُقَيْلٌ لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ كَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَقِيلٌ- بالفتح- بن معقل بن منبه اليماني [1]- د-. عَنْ عَمَّيْهِ وَهْبٍ وَهَمَّامٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَابْنُ أَخِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ وَهِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ. وَكَانَ قَدْ قَرَأَ التوراة والإنجيل.   [1] الجرح 6/ 219، التاريخ 7/ 53، التهذيب 7/ 255، المشاهير 192، التقريب 2/ 29. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 223 وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ [1] ، أَبُو عَوْنٍ الْيَامِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ وَمُجَاهِدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ. وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ، وَكَانَ مِنَ الْخَائِفِينَ. قِيلَ لَهُ مَرَّةً: مَا هُوَ إِلا عَفْوُ اللَّهِ أَوِ النَّارِ، فَصَاحَ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الْقُرَشِيُّ [2] ، مَوْلاهُمُ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ. عَمِلَ اللَّيْثُ [3] لِلْمَنْصُورِ فَهَجَرَهُ حَتَّى تَابَ. وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْدِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُطَّلِبٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ الْعَلاءَ بْنَ كَثِيرٍ كَانَ لا يَلْقَى أَحَدًا إِذَا قَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ غَيْرَ اللَّيْثِ، فَبَلَغَ الْعَلاءَ أَنَّهُ وَلِيَ وَإِنَّمَا وَلِيَ مَصْلَحَةً لِلْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا قَدِمَ لَمْ يَتَلَقَّهُ وَمَنَعَ أصحابه. قال فدخل الليث   [1] الجرح 6/ 358، التاريخ 6/ 514، التقريب 2/ 93، المعرفة والتاريخ 3/ 93، التاريخ لابن معين 2/ 415 رقم 1733. [2] الجرح 6/ 360، التاريخ 6/ 519، التهذيب 8/ 190، التقريب 2/ 93. [3] «الليث» ساقطة من الأصل، والاستدراك من «ميزان الاعتدال» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 224 الْمَسْجِدَ فَلَمْ يَقُمْ لَهُ أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى الْعَلاءِ فَقَالَ: يَا لَيْثُ وُلِّيتَ! فَقَالَ: خِفْتُ عَلَى دَمِي، فَقَالَ: لَسَحَرَةُ فِرْعَوْنَ كَانُوا أَقْرَبَ عَهْدًا بِالْكُفْرِ مِنْكَ، وَلَهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ باللَّه مِنْكَ حِينَ قَالُوا: اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ، قَالَ: فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ الْعَلاءُ لِإِخْوَانِهِ: خُذُوا بِيَدِ أَخِيكُمْ. قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَلا شَيْءَ لَهُ فِي الْكُتُبِ. وَأَصْلُهُ فَارِسِيٌّ وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي سَهْمٍ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ: لو أن الدُّنْيَا وضعتني درجة لأحببت أن أبادرها إلى درجة أخرى. وَقَالَ عليّ بن مطلب: كَانَ العلاء بن كثير حَسَنُ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ لَهُ الْجِيرَانُ لِحُسْنِ صَوْتِهِ، فَخَافَ الْفِتْنَةَ، فَدَعَا اللَّهَ، فَذَهَبَ صَوْتُهُ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الدِّمَشْقِيُّ [1] . مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. نَزَلَ الكوفة وحدّث عن مكحول. وعنه يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخَعِيُّ وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ليس بشيء.   [1] الجرح 6/ 360، التاريخ 6/ 520، المجروحين 2/ 181، ميزان 3/ 104، التهذيب 8/ 191، الضعفاء الصغير 91، الميزان 3/ 104، التقريب 2/ 93. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 225 الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ع-. عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ. وَعُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ وحفص بن غياث ومروان ابن مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [2] ، الْعَلَوِيُّ. الْمُلَقَّبُ بِالسَّجَّادِ لِفَضْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ وَتَعَبُّدِهِ. وَهُوَ وَالِدُ حُسَيْنٍ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ وَإِخْوَتُهُ، وَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجَانِ أَعْبَدَ مِنْهُ وَمِنْ زَوْجَتِهِ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّهِ زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. تُوُفِّيَ عَلِيٌّ فِي سَجْنِ الْمَنْصُورِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ سَالِمُ بْنُ مُخَارِقٍ [3]- م د ن ق- مَوْلَى الْعَبَّاسِ، أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ الْجَزَرِيُّ نَزِيلُ حِمْصٍ. رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي الْوَدَاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ. وعنه الثوري ومعاوية بن صالح وفرج بن فضالة وطائفة. قال النسائي: ليس به بأس.   [1] الجرح 6/ 360، التاريخ 6/ 512، التهذيب 8/ 192، التقريب 2/ 94، ميزان 3/ 105، تاريخ تاريخ أبي زرعة 1/ 312، المعرفة والتاريخ 3/ 93، طبقات ابن سعد 6/ 243، سير أعلام النبلاء 6/ 339 رقم 142، خلاصة تذهيب الكمال 300. [2] الجرح 6/ 179، التاريخ 6/ 269. [3] الجرح 6/ 191، التاريخ 6/ 181، التهذيب 7/ 339، المشاهير 182، التقريب 2/ 39، ميزان 3/ 134، التاريخ لابن معين 2/ 420 رقم 1374، المعرفة والتاريخ 3/ 65، تاريخ بغداد 11/ 429. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 226 وقال أبو داود: كان له رأي سوء كان يرى السيف. قلت: فقد روى مُعَاوِيَة بْن صالح عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَفْسِهِ فَذَكَرَ تَفْسِيرًا فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَوَى التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يَرَهُ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ، وَقِيلَ: أَبُو طَلْحَةَ، لَيْسَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى تَفْسِيرِهِ الّذي يروى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْهُ. عَلِيُّ بْنُ عبد الأعلى بن عامر الثعلبي [1]- ع- الكوفي الأحول أبو الحسن. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ. وعنه إبراهيم بن طهمان وهشيم وحكام بن سلم وشجاع بن الوليد. قال أحمد: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بقوي. علي بن عروة القرشي الدمشقي [2]- ق-. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْمَقْبُرِيِّ وَعَاصِمِ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ. وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ وَغَيْرُهُمْ. تَرَكُوهُ حَتَّى إِنَّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ جَزَرَةً قَالَ: حَدِيثُهُ كذب كله. عمار بن سعد المرادي [3]- د- وقيل التجيبي المصري.   [1] الجرح 6/ 195، التاريخ 6/ 286، التقريب 2/ 40، الميزان 3/ 143. [2] الجرح 6/ 198، التهذيب 7/ 365، التقريب 2/ 41، الميزان 3/ 154. [3] الجرح 6/ 390، التاريخ 7/ 27، التهذيب 7/ 401، التقريب 2/ 47، ميزان 3/ 165. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 227 عن أبي صالح الغفاريّ عن علي. وله حَدِيثٌ أَرْسَلَهُ عَنْ عُمَرَ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [1]- م د ت ق- بن الخطاب العمري المدني. عَنْ عَمِّهِ سَالِمٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ. وَهُوَ صالح الحديث وقد احتجّ بِهِ مُسْلِمٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ. عُمَرُ بْنُ سويد بن غيلان الثقفي [2]- د- وقيل العجليّ. عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسَلامَةَ بْنِ سَهْمٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ. عُمَرُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وعائشة بنت طلحة.   [1] الجرح 6/ 104، التاريخ 6/ 148، التهذيب 7/ 437، المشاهير 136، التقريب 2/ 53، الميزان 3/ 192، التاريخ لابن معين 2/ 427 رقم 2026. [2] التاريخ 6/ 162، التهذيب 7/ 458، التقريب 2/ 57. [3] الجرح 6/ 113، التاريخ 6/ 162، التهذيب 7/ 458، التقريب 2/ 57. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 228 وَعَنْهُ مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. فرّق بينهما بعض الحفّاظ وهو إن شاء الله الّذي قبله. عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ [1]- د ت- مولى غفرة. أدرك ابن عباس وقد حدّث عَنْهُ فَمَا أَدْرِي سَمَاعًا أَمْ لا. وَلَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَعِيسَى بن يونس وعليّ بن غراب ومحمد ابن شُعَيْبٍ بْنِ شَابُورٍ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ليس به بأس لكن أَكْثَرُ حَدِيثِهِ مَرَاسِيلُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَثِيرُ الحديث ثقة لا يَكَادُ يُسْنَدُ، كَانَ يُرْسِلُ حَدِيثَهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَلَهُ حَدِيثٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَذَاكَ مُرْسَلٌ. وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ رَبِيعَةَ الرائي. عمر بن محمد بن زيد [2]- خ م د ن ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي العمري المدني نزيل عسقلان.   [1] الجرح 6/ 119 وفيه «مولى غفرة» ، التاريخ 6/ 169، المجروحين 2/ 81، التهذيب 7/ 471، الضعفاء والمتروكين 81، الميزان 3/ 210، التاريخ لابن معين 2/ 431 رقم 1016. المعرفة والتاريخ 3/ 379. [2] الجرح 6/ 131، التاريخ 6/ 190، التهذيب 7/ 495، الميزان 3/ 220، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . التاريخ لابن معين 2/ 434 رقم 1129. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 229 عَنْ جَدِّهِ وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ وَسَالِمٍ وَنَافِعٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ وَهْبٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وَلَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً وَلَمْ يُعَقِّبْ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود الْخُرَيْبِيِّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ أَطْوَلَ مِنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ دِرْعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَ يَسْحَبُهَا. قُلْتُ: كَانَ الْعَبَّاسُ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِنْ بَابَةِ عُمَرَ فِي الطُّولِ الْمُفْرِطِ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ قَدْرًا وَجَلالَةً، قَدِمَ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةَ وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَدِيٍّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ أَخِيهِ أَبِي بكر بقليل. قلت: إخوته أبو بكر عاصم وَزَيْدٌ وَوَاقِدٌ. وَالْخَمْسَةُ قَدْ رَوَوُا الْحَدِيثَ. عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ [1]- سِوَى ت-. سَمِعَ أَبَاهُ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ والدراوَرْديّ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثبت قليل الحديث، ولا يحتجّون به.   [1] الجرح 6/ 138، التاريخ 6/ 199، التهذيب 7/ 499، المشاهير 138، ميزان 3/ 226، التقريب 2/ 63، المعرفة والتاريخ 1/ 647، التاريخ لابن معين 2/ 435 رقم 954. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 230 عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ [1] . عَنْ أَنَسٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ وأبو معاوية وأبو خباب الوليد ابن بُكَيْرٍ وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. عُمَرُ بْنُ نُبَيْهٍ الْكَعْبِيُّ [2]- م ن-. عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ وَجَمْهَانَ الأَسْلَمِيِّ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو ضُمْرَةَ. قَالَ الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. عُمَرُ بْنُ نَبْهَانٍ [3] الْغُبَرِيُّ [4] . عَنِ الْحَسَنِ وَسَلامِ أَبِي عِيسَى وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو قُتَيْبَةَ وَأَبُو سُفْيَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ. قال ابن معين: ليس بشيء.   [1] الجرح 6/ 138، التهذيب 7/ 500، التقريب 2/ 63، الميزان 3/ 227، التاريخ لابن معين 2/ 435 رقم 2437. [2] الجرح 6/ 138، التاريخ 6/ 201، التهذيب 7/ 501، التقريب 2/ 64، التاريخ لابن معين 2/ 435 رقم 1128. [3] الجرح 6/ 138، التاريخ 6/ 202، التهذيب 7/ 500، الميزان 3/ 227، المعرفة والتاريخ 3/ 379 وفيه «العبديّ» . التاريخ لابن معين 2/ 435 رقم 4084. [4] في نسخة القدسي 6/ 105 «العنزي» ، والتصحيح من المصادر المذكورة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 231 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ. وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ [1] ، أَبُو سَلَمَةَ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ عِكْرِمَةَ وَشِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قال الفلاس لم يحدثنا عنه يحيى القطان. وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. وَكَذَا قَالَ أَبُو حاتم وغيره. قلت: عامة حديثه عَنْ عِكْرِمَةَ مَقَاطِيعُ. عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ النَّصْرِيُّ [2] . دِمَشْقِيٌّ رَوَى عَنْ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَالزُّهْرِيِّ وعمرو بن مهاجر ونمير ابن أَوْسٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يُخَالِفُ فِي حَدِيثِهِ. عمران بن حدير [3]- م د ت ن- أبو عبيدة السدوسي البصري. لَهُ عشرة أحاديث. قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كان أصدق الناس.   [1] الجرح 6/ 139، التاريخ 6/ 203، الميزان 3/ 230، المعرفة والتاريخ 2/ 116. [2] الجرح 6/ 142، التاريخ 6/ 205، المجروحين 2/ 88، الميزان 3/ 231، تاريخ أبي زرعة 1/ 72 373. المعرفة والتاريخ 2/ 396. [3] الجرح 6/ 296، التاريخ 6/ 425، التهذيب 8/ 125، التقريب 2/ 82، التاريخ لابن معين 2/ 436 رقم 3450. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 232 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عِمْرَانُ بَخٍ بَخٍ ثقة. وروى شعبة عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: مَا دَخَلْتُ الْحَمَّامَ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةٍ وَلا ادَّهَنْتُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو قَطَنٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ وَأَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَأَبَا مِجْلَزٍ وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ. ثِقَةٌ. عِمْرَانُ [1] بْنُ مُسْلِمٍ [2] الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حُرَيْثٍ. وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ. فَأَمَّا عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَصِيرُ [3] ، فَسَيَأْتِي فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. وَأَمَّا هَذَا فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: رَافِضِيٌّ كَأَنَّهُ جَرْوُ كَلْبٍ. عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ [4] ، الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ. أخُو أَيُّوبَ بْنِ موسى. روى عن مكحول وسعيد المقبري.   [1] الجرح 6/ 305، التاريخ 6/ 419، تهذيب 8/ 139، التقريب 2/ 85، ميزان 3/ 242، المعرفة والتاريخ 3/ 176. [2] ويقال: «ابن أبي مسلم» . [3] الجرح 6/ 304، التاريخ 6/ 419، التهذيب 8/ 137، الضعفاء الصغير 87، الميزان 3/ 243، التقريب 2/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 439 رقم 2114. المعرفة والتاريخ 3/ 76. [4] الجرح 6/ 305، التاريخ 6/ 422، التهذيب 8/ 141، ميزان 3/ 243. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 233 وعنه ابن جريج وابن علية وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي. وثقه الحاكم. عمرو بن الحارث بن يعقوب [1]- ع- مَوْلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيُّ الأَنْصَارِيُّ أَبُو أُمَيَّةَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَأَبِي عَشَانَةَ الْمُعَافِرِيِّ وَقَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَبْكُر بْنُ مُضَرَ وَابْنُ وَهْبٍ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَوَثَّقَهُ النَّاسُ. قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُوَثِّقُهُ جِدًّا. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ يَحْفَظَ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِمْ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنَ اللَّيْثِ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يُقَارِبُهُ. وَقَالَ الأْثَرْمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: قَدْ كَانَ عِنْدِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ثُمَّ رَأَيْتُ لَهُ أَشْيَاءَ مَنَاكِيرَ. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ أَحَمْدَ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلا شَدِيدًا وَقَالَ: يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ أَحَادِيثَ يَضْطَرِبُ فيها ويخطئ.   [1] الجرح 6/ 225، التاريخ 6/ 320، التهذيب 8/ 14، طبقات الفقهاء 78، تاريخ أبي زرعة 1/ 258، التاريخ لابن معين 2/ 441 رقم 5301، طبقات خليفة 296، التاريخ الصغير 2/ 96، مشاهير علماء الأمصار 187، الكامل في التاريخ 5/ 589، تذكرة الحفاظ 1/ 133. ميزان الاعتدال 1/ 252، سير أعلام النبلاء 6/ 349 رقم 150، خلاصة تذهيب الكمال 287، شذرات الذهب 1/ 223، حسن المحاضرة 1/ 300. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 234 قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ مُطْلَقًا ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ أَحْفَظُ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ خَالِهِ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ فَيَجِدُ النَّاسَ صُفُوفًا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالشِّعْرِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالْحِسَابِ، وَكَانَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ جَعَلَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ يُؤَدِّبُ ابْنَهُ الْفَضْلَ فَنَالَ حِشْمَةً بِذَلِكَ. قُلْتُ: عُلُومُهُ الْمَذْكُورَةُ هِيَ عُلُومُ الإِسْلامِ ذَلِكَ الْوَقْتِ مَا كَانَ الْقَوْمُ يَخُوضُونَ فِي سِوَى ذَلِكَ وَلا يَعْرِفُونَهُ، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ عَمِلُوا أَصُولَ الدِّينِ وَالْكَلامً وَالْمَنْطِقِ وَخَاضُوا كَمَا خَاضَتِ الْحُكَمَاءُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَحْفَظَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ فِي الْحِفْظِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ. قُلْتُ: يَقُولُ ابْنُ وَهْبٍ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ وَقَدْ رَأَى مَالِكًا وَاللَّيْثَ وَابْنَ جُرَيْجٍ. وَرَوَى حَرْمَلَةُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ. اهْتَدَيْنَا بِاثْنَيْنِ بِمِصْرَ: عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَاللَّيْثِ وَبِاثْنَيْنِ بِالْمَدِينَةِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجُشُونَ لَوْلا هَؤُلاءِ لَكُنَّا ضَالِّينَ. وَقَالَ: وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: لَوْ بَقِيَ لَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ مَا احْتَجْنَا إِلَى مَالِكٍ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَخْطَبَ النَّاسِ وَأَبْلَغَهُمْ وَأَرْوَاهُمْ لِلشِّعْرِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ أَرَى عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ عَلَيْهِ أَثْوَابٌ بِدِينَارٍ فَلَمْ تَمْضِ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 235 الليالي حتى رأيته يجرّ الوشي والخزّ ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بمصر مثل الليث ابن سَعْدٍ. وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ: لا يَزَالُ بِالْمَغْرِبِ فِقْهٌ مَا دَامَ فِيهِمْ ذَاكَ الْقَصِيرُ، يَعْنِي عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَزَادَ غَيْرُهُ: فِي شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: وُلِدَ عَمْرُو سَنَةَ تِسْعِينَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَاشَ ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بِمِصْرَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ مِثْلُ اللَّيْثِ. عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ [1]- د ت ن-. أَخُو حَنْظَلَةَ. مَكِّيٌّ. عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَمَاعَةٌ. ثِقَةٌ. عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أَبُو بكر الأوزاعي [2] .   [1] الجرح 6/ 234، التاريخ 6/ 336، التهذيب 8/ 41، التقريب 2/ 71، التاريخ لابن معين 2/ 444 رقم 266، المعرفة والتاريخ 1/ 400 و 3/ 240. [2] الجرح 6/ 236. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 236 عن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي وَنَوْفٍ الْبِكَالِيِّ. وَعَنْهُ وَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا. عَمْرُو بْنُ شُرَاحِيلَ [1] ، أَبُو المغيرة. ويقال: أَبُو الْجَهْمِ الْعَنْسِيِّ الدَّارَانِيُّ. عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَحَيَّانَ بْنِ وَبَرَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ مُصَادٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَمُحَمَّدُ ابن شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. لَهُ فِي نُسْخَةِ أَبِي مُسْهِرٍ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَكَانَ قَدَرِيًّا. عَمْرُو بن عبد الله بن وهب [2]- ن ق- أبو معاوية النخعي الكوفي. وَالِدُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو. لَهُ عَنْ أَبِي عَمْرِو الشَّيْبَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. وَأَمَّا ابْنُهُ فَكَذَّابٌ. وَمِنْ آخِرِ مَنْ روى عَنْ عَمْرِو زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ. تُوُفِّيَ فِي حدود الخمسين ومائة.   [1] الجرح 6/ 240، التاريخ 6/ 342، تاريخ أبي زرعة 1/ 72. [2] الجرح 6/ 243، التاريخ 6/ 348، التهذيب 8/ 67، التقريب 2/ 74. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 237 عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ [1] ، بْنُ بَابٍ أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ رَأْسُ الْمُعْتَزِلَةِ. رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَأَبِي قِلابَةَ وَالْحَسَنِ. وعنه الحمادان وابن عيينة وعبد الوارث ويحيى بن سعيد القطان وعليّ ابن عاصم وعبد الوهاب الثقفي وقريش بن أنس وغيرهم. قال الفلاس: كان يحيى يحدثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ثُمَّ تَرَكَهُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ: أَبُو حُنَيْفَةَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِثْلَ عَمْرٍو. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرٌو لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مَا لَقِيتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَانْتَحَلَ مَا انْتَحَلَ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَدْعُو إِلَى الْقَدَرِ فَتَرَكُوهُ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ عُمَرًا يَقُولُ: إِنْ كَانَ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ 111: 1 [2] فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فَمَا للَّه عَلَى ابْنِ آدَمَ حُجَّةٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ وَذُكِرَ حَدِيثُ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ فَقَالَ: لَوْ سمعت الأعمش يقول هذا لكذّبته،   [1] الجرح 6/ 246، الضعفاء الصغير 85، التاريخ 6/ 352، ميزان 3/ 273، التقريب 2/ 74، المعارف 482. تاريخ بغداد 12/ 166- 188. التاريخ لابن معين 2/ 449 رقم 4019، المعرفة والتاريخ 3/ 365، الثقات لابن حبّان 3/ 147، كتاب المجروحين 2/ 69. مروج الذهب 3/ 313، طبقات المعتزلة 35، أمالي المرتضى 1/ 164 و 171 و 173 و 178. تاريخ بغداد 12/ 162. شرح المقامات للشريشي 1/ 332. وفيات الأعيان 3/ 460، العبر 1/ 193، سير أعلام النبلاء 6/ 104 رقم 27، البداية والنهاية 10/ 73، غاية النهاية 1/ 602، تهذيب التهذيب 8/ 30، خلاصة تذهيب الكمال 109. شذرات الذهب 1/ 210. [2] أول سورة المسد. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 238 وَلَوْ سَمِعْتُهُ مِنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ لَمَا صَدَّقْتُهُ، أَوْ قَالَ: لَمَا أَحْبَبْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُهُ مَا قَبِلْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا لَرَدَدْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ لَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ عَلَى هَذَا أَخَذْتَ مِيثَاقَنَا. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ سَمِعَ الْحَسَنَ وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنْ كَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ. سُئِلَ عَمْرٌو عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا وَقَالَ: هذا مِنْ رَأْيِ الْحَسَنِ، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَرْوُونَ عَنِ الحسن خلاف هذا، قال: إِنَّمَا قُلْتُ هَذَا مِنْ رَأْيِ الْحَسَنِ يُرِيدُ نَفْسَهُ. وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فِي النَّوْمِ وَفِي حِجْرِهِ مُصْحَفٌ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ! قَالَ: أُبَدِّلُ مَكَانَهَا خَيْرًا مِنْهَا. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الزَّمِنُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن جبلة عن ثابت ورواه الحسن ابن محمد الحارثي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْهُ. وَقَالَ حَزْمٌ الْقَطِيعِيّ: ثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى قَتَادَةَ فَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فَوَقَعَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَلا أَرَى الْعُلَمَاءَ يَقَعُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ؟ فَقَالَ: يَا أَحْوَلُ، أَوَمَا تَدْرِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُذَكِّرَهُ حَتَّى يَحْذَرَ، فَجِئْتُ مِنْ عِنْدَ قَتَادَةَ وَأَنَا مُغْتَمٌّ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ نُسُكِ عَمْرٍو وَهَدْيِهِ، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُهُ وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً، فَقُلْتُ لَهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، تَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ! قَالَ: إِنِّي سَوْفَ أُعِيدُهَا. فَتَرَكْتُهُ حَتَّى حَكَّهَا، فَقُلْتُ: أَعِدْهَا، قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ. رَوَاهَا ثِقَتَانِ عَنْ حَزْمٍ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقِيهُ الْجَامِعِ نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَابْنِ عَوْنٍ فَمَرَّ بِهِمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَوَقَفَ وَقْفَةً فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ السَّلامَ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 239 وَقَالَ سُلَيْمَان بْن حَرْب: ثنا حَمَّادُ بْن زيد قال: قيل لأيوب: إن عمرو ابن عُبَيْدٍ يَرْوِي عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي. فَاقْتُلُوهُ. قَالَ: كَذَبَ. وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: لا جُمْعَةَ بَعْدَ عُثْمَانَ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ: مَرَرْتُ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ وَحْدَهُ فَقُلْتُ: مالك تركوك! فقال: نَهَى ابْنُ عَوْنٍ النَّاسَ عَنَّا فَانْتَهُوا. وَعَنْ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: سُئِلَ عَمْرُو عَنْ مَسْأَلَةٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فَأَجَابَ فَقُلْتُ: لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ أَصْحَابُنَا، قَالَ: وَمَنْ أَصْحَابُكَ لا أَبَا لَكَ! قُلْتُ: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: أُولَئِكَ أَرْجَاسٌ أَنْجَاسٌ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ. رَوَاهَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ عَنْ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ. وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا الأَصْمَعِيُّ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ أَتَى أَبَا عَمْرَو بْنَ الْعَلاءِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو اللَّهُ يُخْلِفُ وَعْدَهُ؟ فَقَالَ: لا، فَقَالَ عَمْرٌو: فَقَدْ قَالَ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ [1] 3: 9 فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِنَ الْعُجْمَةِ أَتَيْتُ الْوَعْدَ غَيْرَ الإِيعَادِ ثُمَّ أَنْشَدَ: وَإِنِّي إِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفٌ مِيعَادِي وَمُنْجِزٌ مَوْعِدِي وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَنَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ: ثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، رَأَيْتُ الحسن بن أبي جعفر في المنام بعد ما مَاتَ فَقَالَ لِي: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ فِي الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: فَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: فِي النَّارِ. ثُمَّ رَأَيْتُهُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ مثل ذلك، وقال: كم أقول لك.   [1] قرآن كريم- سورة آل عمران- الآية رقم 9. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 240 وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: أَوَّلُ مَنَ تَكَلَّمَ فِي الاعْتِزَالِ وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْغَزَّالُ، فَدَخَلَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَأُعْجِبَ بِهِ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ، وَقَالَ لَهَا: زَوَّجْتُكِ بِرَجُلٍ مَا يَصْلُحُ إِلا أَنْ يَكُونَ خَلِيفَةً. وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: لِمَ رَوَيْتَ عَنْ سَعِيدٍ وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَتَرَكْتَ حَدِيثَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَرَأْيُهُمْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَدْعُو إِلَى رَأْيِهِ وَكَانَا سَاكِتَيْنِ. وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: رَأَيْتُ هَمَّامَ بْنَ يَحْيَى فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ غَفَرَ لِي وَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ، وَأَمَرَ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ إِلَى النَّارِ، وَقِيلَ لَهُ: تَقُولُ عَلَى اللَّهِ كَذَا وَكَذَا وَتُكَذِّبُ بِمَشِيئَتِهِ وَتُمَنِّ بِرَكْعَتَيْنِ تُصَلِّيهِمَا. وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنصاريّ القاضي أنه رأى عمرو بْنَ عُبَيْدٍ فِي الْمَنَامِ قَدْ مُسِخَ قِرْدًا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ عَمْرٌو بِالْبَصْرَةِ يُجَالِسُ الْحَسَنَ مُدَّةً، ثُمَّ أَزَالَهُ وَاصِلٌ عَنْ مَذْهَبِ السُّنَّةِ فَقَالَ بِالْقَدَرِ، وَدَعَا إِلَيْهِ وَاعْتَزَلَ أَصْحَابَ الْحَسَنِ، وَكَانَ لَهُ سَمْتٌ وَإِظْهَارُ زُهْدٍ. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] : كَانَ عَمْرٌو نَسَّاجًا ثُمَّ تَحَوَّلَ شُرْطِيًّا لِلْحَجَّاجِ، يَعْنِي فِي صِبَاهُ. وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ نِعْمَ الْفَتَى عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ مُسَبِّحَ بْنَ حَاتِمٍ الْبَصْرِيَّ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاذٍ، سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الصَّادِقِ، فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُهُ لَكَذَّبْتُهُ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ كَمَا تَقَدَّمَ.   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 180. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 241 وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ إِذَا ذَكَرَ عَمَرًا قَالَ: مَا فَعَلَ الْمَقِيتُ. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَا جَالَسْتُ عُمَرًا إِلا مَرَّةً فَتَكَلَّمَ وَطَوَّلَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ مَا زَادَكُمْ عَلَى هَذَا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَطَافَ أَيُّوبُ حَتَّى أَصْبَحَ وَخَاصَمَ عَمْرٌو حَتَّى أَصْبَحَ. وَعَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: مَا عَدَدْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ عَاقِلا قَطُّ. وَقَالَ الْخَطِيبُ [1] : مَاتَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيَقُولُ. كُلُّكُمْ يَمْشِي رُوَيْد ... كُلُّكُمْ يَطْلُبُ صَيْد غَيْرَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْد قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَخْبَرَنِي الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: أَيُّ رَجُلٍ كَانَ فِيكُمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ لَوْلا مَا خَالَفَ فِيهِ الْجَمَاعَةَ، كَانَ رَجُلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قُلْتُ: إِيْ وَاللَّهِ وَرَجُلُ أَهْلِ الدُّنْيَا. قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ من الدهرية، قلت: وما الدَّهْرِيَّةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ النَّاسُ مِثْلُ الزَّرْعِ، وَكَانَ يَرَى السَّيْفَ. وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: لأَنَا لِلْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ أَرْجَى مِنِّي لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَابْنُ نُعَيْمٍ: مات سنة أربع وأربعين.   [1] تاريخ بغداد 12/ 186. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 242 وَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي «الْمَعَارِفِ» [1] أَنَّ الْمَنْصُورَ رَثَى عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، وَلَمْ يُسْمَعْ بِخَلِيفَةٍ رثى من دونه سواه، فَقَالَ: صَلَّى الإِلَهُ عَلَيْكَ مِنْ مُتَوَسِّدٍ ... قَبْرًا مَرَرْتُ بِهِ عَلَى مَرَّانِ قَبْرًا تَضَمَّنَ مُؤْمِنًا مُتَحَنِّفًا ... صَدَقَ الإِلَهُ وَدَانَ بِالْقُرْآنِ [2] فَلَوْ أَنَّ هَذَا الدَّهْرَ أَبْقَى صَالِحًا ... أَبْقَى لَنَا حَقًّا [3] أبا عثمان عمرو بن قيس الكوفي [4]- م 4- الملائي البزّاز. عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ وَرِعًا عَابِدًا خَيِّرًا حَافِظًا لِحَدِيثِهِ. قَالَ الثَّوْرِيُّ وَذَكَرَهُ فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَكَانَ يَتَبَرَّكُ بِهِ لِزُهْدِهِ وَفَضْلِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ بِسِجِسْتَانِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. عَمْرُو بْنُ مَرْوَانَ أَبُو الْعَنْبَسِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيَّ [5] .   [1] المعارف 483. [2] في المعارف: «الفرقان» . [3] في المعارف: «حيّا» . [4] الجرح 6/ 355، التاريخ 6/ 363، التهذيب 8/ 92، المشاهير 167، التقريب 2/ 77، المعرفة والتاريخ 3/ 239، تاريخ بغداد 12/ 164، حلية الأولياء 5/ 100، ميزان الاعتدال 3/ 284، سير أعلام النبلاء 6/ 250 رقم 112، خلاصة تذهيب الكمال 296. [5] الجرح 6/ 261، التاريخ 6/ 375، التاريخ لابن معين 2/ 453 رقم 1958. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 243 عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ وَلَهُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاث ووكيع وغيرهما. شيخ. عمرو بن ميمون بن مهران [1]- ع- أبو عبد الله الجزري. أحد أئمة الفقهاء. روى عَنْ أَبِيهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَكْحُولٍ. وعنه الثوري وعباد بن العوام وابن المبارك وأبو معاوية وبشر بن المفضل ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم. وكان يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُ بَقِيَ عَلَيَّ حرف مِنَ السُّنَّةِ بِالْيَمَنِ لأَتَيْتُهَا. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا رَأَيْتُ قَدْرَ عمي عمرو ابن مَيْمُونَ عِنْدَ الْمَنْصُورِ قُلْتُ لَهُ: لَوْ سَأَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُقْطِعَكَ قَطِيعَةً، فَسَكَتَ، فَأَلَحَحْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي أَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئًا قَدِ ابْتَدَأَنِي هُوَ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ أَفْعَلْ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَصِفُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونَ بِالْقُرْآنِ وَالنَّحْوِ، وَقَالَ: لَمْ أَرَهُ يَغْتَابُ أَحَدًا. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وأربعين، وقيل: سنة تسع وأربعين ومائة.   [1] الجرح 6/ 258، التاريخ 6/ 367، التقريب 2/ 80، تاريخ أبي زرعة 1/ 623، التاريخ لابن معين 2/ 455 رقم 4924، تاريخ خليفة 423، طبقات خليفة 320 التاريخ الصغير 2/ 82، سير أعلام النبلاء 6/ 346 رقم 148، تذكرة الحفاظ 1/ 60، العقد الثمين 6/ 417، خلاصة تذهيب الكمال 294. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 244 قَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: مَاتَ بِالرِّقَّةِ وَكَانَ يُؤَدِّبُ بِحِصْنٍ مُسْلِمَةَ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَخَلِيفَةُ وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ. عَنْبَسَةُ بْنُ عَمَّارٍ [1] . نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَحْدَث أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عمر يسلّم على صبيان المكتب. وَروى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَخِيهِ حُمَيْدٍ. وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ رَوَى له البخاري في كتاب المسمّى ب «الأدب» . عَنْبَسَةُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَدَّادُ [2] . عَنِ الزُّهْرِيِّ وَمَكْحُولٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. الْعَوَّامُ بْنُ حَمْزَةَ الْمَازِنِيُّ [3] . بَصْرِيٌّ. عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَأَبِي نَضْرَةَ وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغُنْدَرٌ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ. وثّقه ابن راهويه.   [1] الجرح 6/ 402، التاريخ 7/ 28، التقريب 2/ 89، التاريخ لابن معين 2/ 459. [2] الجرح 6/ 402، المجروحين 2/ 177، الميزان 3/ 302. [3] الجرح 7/ 22، التهذيب 8/ 163، التقريب 2/ 89، الميزان 3/ 303، التاريخ لابن معين 2/ 459 رقم 3631، التاريخ الكبير 7/ 67، سير أعلام النبلاء 6/ 355، خلاصة تذهيب الكمال 295. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 245 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. الْعَوَّامُ بن حوشب [1]- ع- بْنُ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ الرِّبْعِيُّ الْوَاسِطِيُّ أَبُو عِيسَى. لَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ مِنْهُمْ خِرَاشٌ وَالِدُ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ أَسْلَمَ جَدُّهُمْ يَزِيدُ عَلَى يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ فَجَعَلَهُ عَلَى شُرْطَتِهِ. رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وسلمة بن كهيل وطائفة. وعنه ابنه سَلَمَةَ وَابْنُ أَخِيهِ شِهَابٍ وَشُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بن يزيد ويزيد ابن هَارُونَ وَأَهْلُ بَلَدِهِ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ صَاحِبَ أَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ. وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وأربعين ومائة. عوف الأعرابي [2]- ع- ابن أبي حميلة، أبو سهل البصري الأعرابي، وَلَمْ يَكُنْ بِأَعْرَابِيٍّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ عَوْفٌ فِي بَنِي حِمَّانَ بْنِ كعب ولم يكن   [1] الجرح 7/ 22، التاريخ 7/ 67، التهذيب 8/ 163، المشاهير 176، التقريب 2/ 89، التاريخ لابن معين 2/ 459 رقم 4923، طبقات خليفة 326. التاريخ الصغير 2/ 47، الكامل في التاريخ 5/ 589، سير أعلام النبلاء 6/ 354، خلاصة تذهيب الكمال 298، شذرات الذهب 1/ 244. [2] الجرح 7/ 15، التاريخ 7/ 58، تهذيب الأسماء 2 ق 1/ 40، تهذيب 8/ 166، المشاهير 151، التقريب 2/ 89، الميزان 3/ 305، التاريخ لابن معين 2/ 460 رقم 3584، المعرفة والتاريخ 3/ 135، تاريخ خليفة 226، الطبقات 99، التاريخ الصغير 2/ 85، سير أعلام النبلاء 6/ 383، تذكرة الحفاظ 1/ 137، خلاصة التذهيب 298، شذرات الذهب 1/ 166. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 246 أَعْرَابِيًّا كَانَ فَارِسِيًّا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثنا هَوْذَةُ ثنا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، ثُمّ قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ ابْنَ معين يقول: هوذة عن عوف ضعيف وَفِي اسْمِ أَبِيهِ أَقْوَالٌ أَحَدُهَا بِنْدَوَيْهِ. رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى وَخِلاسٍ الْهَجَرِيِّ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغُنْدَرٌ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وهوذة ابن خَلِيفَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: عَوْفٌ الصَّدُوقُ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَاحْتَجَّ بِهِ أَصْحَابُ الصِّحَاحِ، وَقِيلَ: كَانَ يَتَشَيَّعُ. وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ لِي عَوْفٌ: سَمِعْتُ مِنَ الْحَسَنِ قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ. قُلْتُ: وَكَانَ قَدَرِيًّا فَرَوَى بُنْدَارٌ وَغَيْرُهُ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا الأَعْرَابِيَّ وَحَدَّثَ بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، فَقَالَ: كَذَبَ عَبْدُ اللَّهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى كَانَ فِيهِ بِدْعَتَانِ: قَدَرِيٌّ شِيعِيٌّ. وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: رَأَيْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ يَضْرِبُ عَوْفًا وَيَقُولُ: وَيْلَكَ يَا قدري. وقال بندار: يقولون عوف فو الله لَقَدْ كَانَ عَوْفٌ قَدَرِيًّا رَافِضِيًّا. مَاتَ عَوْفٌ سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 247 عيسى بن سنان [1]- ت ق- أبو سنان القسملي الحنفي الفلسطيني نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ الْمَقْدِسِيِّ وَيَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيُوسُفَ بْنُ يَعْقُوبَ السَّدُوسِيُّ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَلَمْ يَتْرُكْ. هُوَ جَائِزُ الْحَدِيثِ. عِيسَى بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْكَاتِبُ الشَّامِيُّ [2] . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ سليمان بن أبي السائب والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وجماعة. وقد ولي خراج ديار مصر لمروان بن محمد، وما علمت به بأسا. عيسى بن عمر البصري [3] صاحب النحو. ذكر ابن خلكان أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فاللَّه أَعْلَمُ. وَقَدْ ذَكَرْتُهُ في الطبقة المقبلة.   [1] الجرح 6/ 277، التاريخ 6/ 396، التهذيب 8/ 211، التقريب 2/ 98، الميزان 3/ 312، التاريخ لابن معين 2/ 462 رقم 1493، المعرفة والتاريخ 2/ 362 و 450. [2] كتاب الولاة والقضاة 83 و 86 و 354، المعرفة والتاريخ 1/ 662. [3] التهذيب 8/ 223، التقريب 2/ 100، نور القيس 46، إنباه الرواة 2/ 374، وفيات الأعيان 3/ 486، التاريخ لابن معين 2/ 464 رقم 1816، المعرفة والتاريخ 3/ 193. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 248 [حَرْفُ الْغَيْنِ] غَالِبٌ الْقَطَّانُ [1]- ع- من علماء البصريين، يُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ أَبِي غَيْلانَ خَطَّافٍ. واختلف في ضم خطاف وفتحه. وهو على الأشهر مولى عبد الله ابن عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيُّ الأَمِيرُ. سَمِعَ غَالِبٌ مِنَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَحَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَأَمَّا ابْنُ مَعِينٍ فقال: لا أعرفه.   [1] الجرح 7/ 48، التاريخ 7/ 99، الضعفاء الصغير 92، ميزان 3/ 338، المشاهير 156، تهذيب 8/ 242، التاريخ لابن معين 2/ 468 رقم 3553. المعرفة والتاريخ 3/ 74 و 210. طبقات خليفة 218. كتاب المجروحين 2/ 200، سير أعلام النبلاء 6/ 205، خلاصة تذهيب الكمال 306. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 249 [حرف الفاء] فايد بن كيسان [1]- د ق- أبو العوّام الباهلي الجزّار القصّاب. عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَابْنِ بُرَيْدَةَ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ الْقَصَّابُ [2]- د ت ق- وَاسِطِيٌّ. عَنِ الْحَسَنِ وابن سيرين وقتادة. وعنه ابن الْمُبَارَكُ وَوَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ عِنْدَنَا قَصَّابًا شَاعِرًا مُعْتَزِلِيًّا وَكُنْتُ أُصَلِّي مَعَهُ في المسجد ولا أسمع ذاك منه. وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بالقويّ ولا الحافظ.   [1] الجرح 7/ 84، التاريخ 7/ 132، التقريب 2/ 107، الميزان 3/ 340، المعرفة والتاريخ 3/ 67. [2] الجرح 7/ 61، التاريخ 7/ 116، المجروحين 2/ 210، ميزان 3/ 351، التقريب 2/ 110، التهذيب 8/ 276، المعرفة والتاريخ 2/ 254، التاريخ لابن معين 2/ 474 رقم 1394. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 250 الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشيّ [1]- ق- أبو عيسى البصري الْوَاعِظُ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رجل سوء قدري. الفضل بن مبشر [2]- ق- أبو بكر الأنصاري المدني. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَلَعَلَّهُ آخِرُ من روى عن جابر، وروى عن سالم ابن عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ معاوية وعبد الرحمن بن مغراء ويعلى ابن عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ، يَقَعُ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي مُسْنَدِ عَبْدِ اللَّهِ، ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بالقويّ.   [1] الجرح 7/ 64، التاريخ 7/ 118، المجروحين 2/ 210، ميزان 3/ 356، الضعفاء الصغير 93، المتروكين 87، التقريب 2/ 111، التهذيب 8/ 283، المعرفة والتاريخ 3/ 139، التاريخ لابن معين 2/ 474 رقم 4294. [2] الجرح 7/ 66، التاريخ 7/ 114، المتروكين 87، ميزان 3/ 357، التقريب 2/ 111، التهذيب 8/ 285، التاريخ لابن معين 2/ 475 رقم 844. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 251 الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ت-. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ. فُضَيْلُ بْنُ غزوان [2]- ع- بن جرير. مَوْلَى بَنِي ضَبَّةَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. الْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ الأَزْدِيُّ [3]- ن ق- العقيلي أبو معاذ البصري. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَطَاوُسٍ وَأَبِي حُرَيْزٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَاضِي سِجِسْتَانَ. وَعَنْهُ مُعْتَمِرٌ وَشُعْبَةُ ويزيد بن زريع ويحيى القطان وغيرهم.   [1] الجرح 7/ 69، التاريخ 7/ 116، التقريب 2/ 112، التهذيب 8/ 288. [2] في نسخة القدسي 6/ 113 «فضل» والتصويب من: الجرح 7/ 74، التاريخ 7/ 122، التقريب 2/ 113، التهذيب 8/ 297، المعرفة والتاريخ 3/ 112، سير أعلام النبلاء 6/ 203 رقم 94، خلاصة تذهيب الكمال 310. [3] الجرح 7/ 75، التاريخ 7/ 122، التقريب 2/ 114، التهذيب 8/ 300، التاريخ لابن معين 2/ 476 رقم 3705. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 252 فَيَّاضُ بْنُ غَزْوَانَ الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ [1] . أَحْسَبُهُ أَخَا فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى طَلْحَةَ بن مصرف وَحَدَّثَ عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَحَكَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ ابن الوليد. وثّقه أحمد بن حنبل.   [1] الجرح 8/ 87، الميزان 3/ 366، التاريخ لابن معين 2/ 478 رقم 1883. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 253 [حرف القاف] قابوس بن أبي ظبيان [1]- د ت ق- حصين بن جندب الجنبي الكوفي. عَنْ أَبِيهِ لَيْسَ إِلا. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وُزَهْيُر بْنُ مُعَاوِيَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ. وَقَالَ جَرِيرٌ: لَمْ يَكُنْ مِنَ النَّقْدِ الْجَيِّدِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي [2]- ت ن ق- قَدْ مَرَّ أَبُوهُ آنِفًا. وَهَذَا رَوَى شَيْئًا يَسِيرًا عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ   [1] الجرح 7/ 245، التاريخ 7/ 193، المجروحين 2/ 215، الميزان 3/ 367، ابن سعد 6/ 237، طبقات الفقهاء 79. المتروكين 88. التقريب 2/ 115، التهذيب 8/ 305، المعرفة والتاريخ 3/ 128 و 145. التاريخ لابن معين 2/ 479 رقم 1308. [2] الجرح 7/ 114. المشاهير 148، التقريب 2/ 118، التهذيب 8/ 324، المعرفة والتاريخ 1/ 436. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 254 ابن عُقَيْلٍ. وعنه همام بن يحيى وعبد الوارث بن سعيد وداود بن عبد الرحمن العطار. قال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: موته قريب من موت أبيه. القاسم بن الوليد الهمدانيّ الكوفي [1]- ق- الخِبْذَعِيّ [2] . وَخِبْذَعٌ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ. رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَوَلَدُهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَصَاحِبُ «فُتُوحِ الشَّامِ» أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ الْعَنْزِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ بَعْدَ ذَلِكَ. قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو روح العامري [3]- ن ق- الذهلي. يقال: هو فليت العامري. رَوَى عَنْ جَسَرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.   [1] ابن سعد 6/ 350، الجرح 7/ 122، التاريخ 7/ 167، التقريب 2/ 121، التهذيب 8/ 340. [2] بكسر الخاء وسكون الباء وفتح الذال. (اللباب 1/ 418) . [3] الجرح 7/ 128، التاريخ 7/ 179، التقريب 2/ 124، تهذيب 8/ 364. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 255 صدوق. قرّة [1] بن عبد الرحمن بن حيوئيل [2]- 4 م- مقرونا- ابن ناشرة المعافري المصري. عَنْ أَبِي قَبِيلٍ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ- وَهُوَ من أقرانه- وَاللَّيْثُ بن سعد وابن وهب ومحمد ابن شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ شُيُوخَ مِصْرَ يَقُولُونَ: لَمَّا عَمِلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَاعَهُ وَمُدَّهُ أَرْسَلَ بِهِمَا إِلَى مِصْرَ فَأَدْخَلَ الصَّاعَ الْمَسْجِدَ فداروا بِهِ عَلَى حَلَقِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا بِهِ إلى حيوئيل ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ فرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى هِشَامٍ فَقَالَ: اسْكُتُوا، فَلَمَّا كَانَ دَوْلَةُ بَنِي عَبَّاسٍ خَرَجَ وَفْدُ مِصْرَ وَفِيهِمْ قُرَّةٌ، فَقِيلَ: هَذَا قُرَّةُ كَاسِرُ الصَّاعِ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: هَلْ لَكَ أَنْ تَكْسِرَ لَنَا مُدًّا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ بُعِثَ مَوْتَانَا كَسَرْتُ الْمَخْتُومَ وَالصَّاعَ [3] . قلت: توفي سنة سبع وأربعين ومائة.   [1] الجرح 7/ 131، التاريخ 7/ 183، المشاهير 190، التقريب 2/ 125، ميزان 3/ 388، التهذيب 8/ 372. المعرفة والتاريخ 2/ 460 و 461. التاريخ لابن معين 2/ 487 رقم 258. تاريخ أبي زرعة 1/ 146. [2] على وزن جبرئيل. [3] لم ترد هذه الرواية في (المعرفة والتاريخ للفسوي) الّذي نشره الدكتور أكرم ضياء العمري ولا في النصوص المقتبسة من المجلد المفقود من كتاب (المعرفة) ولا في النصوص الأخرى من كتب الفسوي وغيره، أما ابن حيوئيل فيأتي ذكره في المعرفة 1/ 410 و 640. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 256 قَطَنُ بْنُ كَعْبٍ الْقُطَعِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- خ ن-. عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ. وَهُوَ ثِقَةٌ يُكْنَى أَبَا الْهَيْثَمِ. قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ الْكُوفِيُّ [2] . عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين ثم قال: و (قنان بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) آخِرُ مِصْرِيٍّ. رَوَى عَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ. قُلْتُ: رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كتاب «الأدب» .   [1] الجرح 7/ 138، التقريب 2/ 126، التهذيب 8/ 381. [2] الجرح 7/ 148، التاريخ 7/ 201، المتروكين 89، ميزان 3/ 392، التقريب 2/ 127، التهذيب 8/ 384، التاريخ لابن معين 2/ 489 رقم 2002. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 257 [حرف الْكَافِ] كَثِيرُ بْنُ يَسَارٍ الطُّفَاوِيُّ [1] ، أَبُو الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ. عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَجَمَاعَةٌ. لَمْ يُضَعِّفْ. كَهْمَسُ بن الحسن [2]- ع- أبو الحسن التميمي الحنفي البصري الْعَابِدُ أَحَدُ الثِّقَاتِ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي السُّلَيْلِ ضريب بن نفير ويزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَابْنِ بُرَيْدَةَ والحسن. وعنه ابن المبارك ويحيى القطان ومعتمر ووكيع ومعاذ بن معاذ وعبد الرحمن ابن حماد وأبو عبد الرحمن المقرئ وخلق.   [1] الجرح 7/ 158، التاريخ 7/ 213، التهذيب 8/ 430. [2] ابن سعد 7/ 270، التاريخ 7/ 239، المشاهير 152، التقريب 2/ 137، الميزان 3/ 415، التهذيب 8/ 455، المعرفة والتاريخ 3/ 13، التاريخ لابن معين 2/ 497 رقم 3245، طبقات خليفة 221. التاريخ الصغير 2/ 318، الجرح والتعديل 7/ 170، تذكرة الحفاظ 1/ 174، سير أعلام النبلاء 6/ 316 رقم 134، خلاصة تذهيب الكمال 322. شذرات الذهب 1/ 225. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 258 قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة. وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: كَهْمَسٌ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ، فَإِذَا مَلَّ قَالَ: قومي يا مأوى كل سوء فو الله مَا رَضِيتُكِ للَّه سَاعَةً. وَقِيلَ: إِنَّ كَهْمَسَ سَقَطَ مِنْهُ دِينَارٌ فَفَتَّشَ عَلَيْهِ فَلَقِيَهُ. فَلَمْ يَأْخُذْهُ وَقَالَ: لَعَلَّهُ غَيْرُهُ. وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ بَارًّا بِأُمِّهِ، فَلَمَّا مَاتَتْ حَجَّ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ يَعْمَلُ فِي الْجِصِّ وَكَانَ يُؤَذِّنُ. قَالَ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ: اشْتَرَى كَهْمَسٌ دَقِيقًا بِدِرْهَمٍ فَأَكَلَ مِنْهُ فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ كَالَهُ فَإِذَا هُوَ كَمَا وَضَعَهُ. تُوُفِّيَ كهمس سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 259 [حرف اللامِ] لَبَطَةُ بْنُ الْفَرَزْدَقِ [1] . وَاسْمُ الْفَرَزْدَقِ هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ الْبَصْرِيّ أَبُو غَالِبٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْمُثَنَّى وَوَلَدُهُ أَعْيَنُ. خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَقُتِلَ مَعَهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ الْكُوفِيّ [2]- 4 م- مقرونا مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ. عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش وشعبة وسفيان وَمُعْتَمِرٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو بَدْرٍ السكونيّ وخلق كثير.   [1] الجرح 7/ 183، التاريخ 7/ 251، المعرفة والتاريخ 2/ 673، التاريخ لابن معين 2/ 499 رقم 1461. [2] ابن سعد 6/ 349، الجرح 7/ 177، التاريخ 7/ 246، الميزان 3/ 420، المتروكين 90، التقريب 2/ 138، التهذيب 8/ 465، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 501 رقم 2057، تاريخ أبي زرعة 1/ 551، تاريخ خليفة 420، طبقات خليفة 166، التاريخ الصغير 2/ 57، كتاب المجروحين 2/ 231، سير أعلام النبلاء 6/ 179، خلاصة تذهيب الكمال 323. شذرات الذهب 1/ 207 و 212. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 260 قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِالْمَنَاسِكِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ إِنَّمَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ الْجَمْعَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ بَيْنَ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ حَسْبُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيُرُهُ: لَيِّنٌ لا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: كَانَ لَيْثٌ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ صَلاةً وَصِيَامًا فَإِذَا وَقَعَ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَرُدُّهُ. وَرَوَى ابْنُ شَوْذَبٍ عَنْ لَيْثٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ الشِّيعَةَ الأُوَلَ بِالْكُوفَةِ وَمَا يُفَضِّلُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحَدًا، يَعْنِي إِنَّمَا كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي عُثْمَانَ وَفِي مَنْ قَاتَلَ عَلِيًّا. قُلْتُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وأربعين ومائة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 261 [حرف الْمِيمِ] مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيّ [1]- م د ن-. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْسِيِّ وَأَبِي الضُّحَى. وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أسامة وعبد الله ابن نُمَيْرٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَلَهُ أَخَوَانِ عُمَرُ وَإِسْمَاعِيلُ وَاسْمُ أَبِيهِمْ رَاشِدٌ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ شَرِيكٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَوْلادَ أَبِي إِسْمَاعِيلَ أَرْبَعَةً وُلِدُوا فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ وَعَاشُوا. قُلْتُ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ يَحْيَى الْخُزَاعِيُّ [2] ، الخراساني.   [1] ابن سعد 6/ 146، التهذيب 9/ 64. [2] الوافي 2/ 228. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 262 الأَمِيرُ أَحَدُ قُوَّادُ بَنِي عَبَّاسٍ. وَلِيَ دِمَشْقَ لِلْمَنْصُورِ بَعْدَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيِّ ثُمَّ وَلاهُ إِمْرَةَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَدَخَلَ الْقَيْرَوَانِ لِحَرْبِ الإِبَاضِيَّةِ. وَكَانَ شُجَاعًا حازما مَهِيبًا، هَزَمَ أَبَا الْخَطَّابِ عَبْدَ الأَعْلَى رَأْسَ الْخَوَارِجِ ثُمَّ ظَفَرَ به وقتله. ومات ابن الأشعث هذا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ [1] . رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَرِهَ شِرَاءَ تُرَابِ الصَّاغَةِ بِالْوَرَقِ. وَيُقَالُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَصْرِيُّ. لَهُ عَنْ عَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ مَتْرُوكٌ. قُلْتُ: وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ [2] . حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، كَأَنَّهُ آخَرُ. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ [3]- خ م ن- أبو سلمة البصري. عن الزهري وقتادة وأبي حمزة الضبعي.   [1] الجرح 7/ 223، التاريخ 1/ 58، ميزان 3/ 502. [2] الجرح 7/ 223، التهذيب 9/ 93. [3] التقريب 2/ 155، الجرح 7/ 241، التهذيب 9/ 123، المعرفة والتاريخ 3/ 51، التاريخ لابن معين 2/ 511 رقم 227. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 263 وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَجَمَاعَةٌ. ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، غَيْرُهُ أَثْبَتُ مِنْهُ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: حَمَلْتُ عَنْ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ حَدِيثَهُ كُلَّهُ ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ نَحْوُ صالح بن أبي الأخضر. وقال ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» : مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ وَهُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ، ضَعِيفٌ. مُحَمَّدُ بْنُ خالد الضبي الكوفي [1]- ت- الملقب سؤر الأسد أبو يحيى. ويقال أبو حي، وَكَانَ قد افترسه الأسد ثُمَّ نجا وعاش بعد. سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ. ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ وما علمت أحدا ضعّفه بل قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وقد رَوَى أَيْضًا عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ أَيْضًا جَرِيٌر وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ. وَظَفِرْتُ بِقَوْلِ أَبِي الْفَتْحِ الأزدي بِأُخْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: مُنْكَرُ الحديث. محمد بن ذكوان الطاحي [2]- ق- الأزدي مولاهم البصري حمو   [1] التقريب 2/ 158، الجرح 7/ 241، التهذيب 9/ 145، ميزان 3/ 536، المعرفة والتاريخ 3/ 114 [2] التقريب 2/ 160، التهذيب 9/ 156، المعرفة والتاريخ 2/ 51، التاريخ لابن معين 2/ 514 رقم 3607. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 264 حماد بن زيد. روى عن شهر بن حَوْشَبٍ وَابْنِ سِيرِينَ ويعلى بن حكيم وابن أبي مليكة ورجاء بن حيوة. وعنه شعبة وابن جرير وإبراهيم بن طهمان وعبد الله بن بكر السهمي وحجّاج ابن نصير وعبد الصمد بن عبد الوارث وآخرون. قال شعبة: كان كخير الرجال. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: على قلة روايته يروي المعضلات عَنِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ: وَهُوَ ضَعِيفٌ. ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي يَعْلَى [1] بْنُ حَكِيمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» وَسُلَيْمَانُ لا يُدْرَى مَنْ هُوَ. ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُبَيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آدَمَ أنه اشتهى ثمارا من ثمار الْجَنَّةَ وَلَمَّا مَاتَ غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَصَلَّتْ عَلَيْهِ وكبّرت أربعا. ورواه يعلى عن ابن إِسْحَاقَ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونَ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُبَيٍّ قَوْلَهُ. مُحَمَّدُ [2] بْنُ الزُّبَيْرِ [3] التَّمِيمِيُّ- ن- الحنظليّ البصري.   [1] في الأصل «يحيى بن حكيم» والتصحيح من الميزان والسياق. [2] التقريب 2/ 161، الجرح 7/ 259، التهذيب 9/ 167، التاريخ 1/ 86، ميزان 3/ 547، المجروحين 2/ 259، المعرفة والتاريخ 2/ 42 و 3/ 226 و 356، التاريخ لابن معين 2/ 516 رقم 3382. [3] في نسخة القدسي 6/ 118 «الزبيري» ، والتصحيح من المصادر السابقة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 265 عَنْ أَبِيهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَمَكْحُولٍ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زُبَيْرٍ وَمُعْتَمِرٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَابْنُ علية وعبد الوهاب ابن عَطَاءٍ وَعِدَّةٌ. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَ لَهُ حَدِيثًا وَلَمْ يُقَوِّهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: هُوَ رَاوِي حَدِيثِهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عمران مرفوعا «لا نذر في غصب وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» . مُحَمَّدُ [1] بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ [2] الْكُوفِيُّ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُمْ. مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شِبْهُ مَتْرُوكٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: الضَّعْفُ بَيِّنٌ عَلَى رِوَايَتِهِ. وقال الْبُخَارِيُّ: هُوَ صَاحِبُ الْفَرَائِضِ كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ينهى عنه.   [1] التقريب 2/ 163، الجرح 7/ 272، التهذيب 9/ 176، ابن سعد 6/ 360، التاريخ 1/ 105، المجروحين 2/ 262، الميزان 3/ 556، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 2206. [2] في نسخة القدسي 6/ 118 «أبو سهيل» ، والتصحيح من المصادر قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 266 محمد بن السائب الكلبي [1]- ت- بْنُ بِشْرِ بْنِ عَمْرٍو أَبُو النَّضْرِ الْكَلْبِيُّ الكوفي الأَخْبَارِيُّ الْعَلامَةُ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ. رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحِ بَاذَامٍ وَأَصْبَغَ بْنِ نَبَاتَةَ وَطَائِفَةٍ. وعنه ابنه هشام بن الكلبي صاحب النسب وَشُعْبَةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ. وَقَدِ اتُّهِمَ بِالأَخَوَيْنِ: الْكَذِبُ وَالرَّفْضُ، وَهُوَ آيَةٌ فِي التَّفْسِيرِ وَاسِعُ الْعِلْمِ عَلَى ضَعْفِهِ. قال زيد بن الحريس: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَفِظْتُ مَا لَمْ يَحْفَظْ أَحَدٌ وَنَسِيتُ مَا لَمْ يَنْسَ أَحَدٌ. حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةٍ وَقَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي لِآخُذَ مِنْهَا مَا دُونَ الْقَبْضَةِ فَأَخَذْتُ فَوْقَ الْقَبْضَةِ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ لِي الْكَلْبِيُّ: مَا حَفِظْتُ شَيْئًا فَنَسِيتُهُ، وَحَضَرَ الْحَجَّامُ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ خُذْ مِنْ هَاهُنَا فَقُلْتُ: خَذْ مِنْ هَاهُنَا، فَأَخَذَ مِنْ فَوْقِ الْقَبْضَةِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لِأَحَدٍ تَفْسِيرٌ أَطْوَلُ مِنْ تَفْسِيرِ الْكَلْبِيِّ. قُلْتُ: يَعْنِي مِنَ الَّذِينَ فسّروا القرآن في المائة الثانية، ومن الذين لَيْسَ فِي تَفْسِيرِهِمْ سِوَى قَوْلِهِمْ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِشُهْرَتِهِ بَيْنَ الضُّعَفَاءِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.   [1] التقريب 2/ 163، الجرح 7/ 270، التهذيب 9/ 178، ابن سعد 6/ 358، التاريخ 1/ 101، المجروحين 2/ 253، الميزان 3/ 556، المعرفة والتاريخ 3/ 35، التاريخ لابن معين 2/ 517 رقم 1344، تاريخ خليفة 423، الطبقات 167، المعارف 533، التاريخ الصغير 2/ 51، الفهرست 905، وفيات الأعيان 4/ 309، سير أعلام النبلاء 7/ 248، العبر 1/ 207، الوافي بالوفيات 3/ 83، طبقات المفسرين 2/ 144، خلاصة تذهيب الكمال 337، شذرات الذهب 1/ 217. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 267 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: جُوَبْيِرٌ أَمْثَلُ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ كَفَرَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: رَأَيْتُ الْكَلْبِيَّ يَضْرِبُ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَيَقُولُ أَنَا سَبَائِيٌّ أَنَا سَبَائِيٌّ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا جُزْءٍ يَقُولُ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ جِبْرِيلُ يُوحِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ لِحَاجَةٍ وَجَلَسَ عَلَيَّ فَأَوْحَى جِبْرِيلُ إِلَى عَلِيٍّ. وَقَدْ رَوَى نَحْوَ هَذَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْكَلْبِيِّ. وَقَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ: حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعَةِ أَيَّامٍ. رَوَاهَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بن سلام عن الحجّاج. وقال الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الْكَلْبِيُّ كَذَّابًا. قُلْتُ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ شُعْبَةَ وَتَحَرِّيهِ كَيْفَ يَرْوِي عَنْ مِثْلِ هَذَا التَّالِفِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: اطْرَحُوا حَدِيثَ أَرْبَعَةٍ: حَجَّاجٌ وَجَابِرٌ وَحُمَيْدٌ صَاحِبُ مُجَاهِدٍ وَالْكَلْبِيِّ، فَأَمَّا الْكَلْبِيُّ فَصَمْتًا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «نَسِيتُ عِلْمِي فَأَتَيْتُ آلَ مُحَمَّدٍ فَسَقَوْنِي عَسَلا فَامْتَلَأْتُ عِلْمًا» أَفَتَأْمُرُونِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: الْكَلْبِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: مَوْتُ الْكَلْبِيِّ عَلَى رَأْسِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 268 محمد بن سعيد بن حسّان المصلوب [1]- ت ق- وهو محمد بن أبي قيس وهو مُحَمَّدُ بْنُ الطَّبَرِيِّ وهو الْقُرَشِيُّ وهو الأُرْدُنِيُّ وهو الدمشقيّ وهو ابن الطبري. وَقَدْ دَلَّسُوهُ أَلْوَانًا كَثِيرَةً لِئَلا يُعْرَفَ لِسُقُوطِهِ. رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَعُبَادَةَ وَرَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِي الزَّنْدَقَةِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: صُلِبَ فِي الزَّنْدَقَةِ وَكَنَّاهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: يُقَالُ فِيهِ: مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أبي حسان. وقال سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان ابن قَيْسٍ فَذَكَرَ حَدِيثًا. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: يَقُولُونَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ. وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا فِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ وَغَيْرُ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى التَّعْبِيدِ للَّه، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ اسْمَهُ قُلِبَ عَلَى نَحْوِ مِائَةِ لَوْنٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ: هو غير ثقة ولا مأمون. وقال مَرَّةً: كَذَّابٌ. وَسَمَّاهُ بَعْضُهُمْ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبي شميلة.   [1] التقريب 2/ 164، التهذيب 9/ 184، التاريخ 1/ 94، المجروحين 2/ 247، الميزان 3/ 561، تاريخ أبي زرعة 1/ 454، المعرفة والتاريخ 1/ 700، التاريخ لابن معين 2/ 518 رقم 2824. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 269 وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: لا بَأْسَ إِذَا كَانَ كَلامًا حَسَنًا أَنْ يَضَعَ لَهُ إِسْنَادًا. الصَّوَابُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ. وَرَوَاهَا دُحَيْمٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: دَخَلَ الثَّوْرِيُّ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الأُرْدُنِيِّ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هُوَ كَذَّابٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ كَذَّابًا. وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ عَنِ النَّسَائِيِّ قَالَ: الْكَذَّابُونَ الْمَعْرُوفُونَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ: ابْنُ أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ، وَالْوَاقِدِيُّ بِبَغْدَادَ، وَمُقَاتِلٌ بِخُرَاسَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سعيد بالشام، يعرف بالمصلوب. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. قُلْتُ: وَبِإِخْرِاجِ التِّرْمِذِيِّ لِحَدِيثِ المصلوب والكلبي وأمثالهما انْحَطَّتْ رُتْبَةٌ جَامِعَةٌ عَنْ رُتْبَةِ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ. وَكَانَ صُلْبُ هَذَا الرَّجُلِ فِي حُدُودِ سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ [1]- ع- أبو بكر الغنوي الكوفي العابد الصَّالِحُ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان ومنذر الثوري وجماعة.   [1] التقريب 2/ 168، الجرح 7/ 281، التهذيب 9/ 209، التاريخ 1/ 102، تاريخ أبي زرعة 1/ 469، المعرفة والتاريخ 3/ 91، طبقات ابن سعد 6/ 237، البيان والتبيين 3/ 153، التاريخ الصغير 1/ 198، مشاهير علماء الأمصار 168، حلية الأولياء 5/ 3- 14، صفة الصفوة 3/ 65، سير أعلام النبلاء 6/ 134، الوافي بالوفيات 3/ 154، خلاصة تذهيب الكمال 341. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 270 وعنه السفيانان والمحاربي وأبو معاوية وعلي بن عاصم ويعلى بن عبيد وجماعة. وكان أحد الثقات، يقال: إنه أنفق في أبواب الخير مائة ألف درهم. قال ابن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يُحْسِنُ أَنْ يعصي الله تعالى. وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ. مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م-. عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمْ. مُحَمَّدُ بْنُ طَحْلاءِ [2]- د ن-. عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالأَعْرَجِ وَمِحْصَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَهِيمِيِّ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ يَعْقُوبُ وَيْحَيى، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَغَيُرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ علي بن أبي طالب [3]- د ت ن- الهاشمي الحسني المدني. عن نافع وأبي الزناد.   [1] الجرح 7/ 284، التاريخ الكبير 1/ 112، ميزان الاعتدال 3/ 581، تهذيب التهذيب 9/ 224. [2] التقريب 2/ 172، الجرح 7/ 292، التهذيب 9/ 235، التاريخ 1/ 123. [3] التقريب 2/ 176، التهذيب 9/ 252، الميزان 3/ 591، المعرفة والتاريخ 1/ 125- 129، تاريخ خليفة 421 و 423 و 430، الطبقات 269، التاريخ الصغير 1/ 287 و 2/ 82، الجرح والتعديل 7/ 295، الطبري وابن الأثير: حوادث السنوات 145 و 146 و 147 هـ، الوافي بالوفيات 3/ 297، سير أعلام النبلاء 6/ 210، خلاصة تذهيب الكمال 344، شذرات الذهب 1/ 213. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 271 وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ. وقد وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانٍ. وَمَرَّ فِي الْحَوَادِثِ خُرُوجُهُ وَخُرُوجُ أَخَيه إِبْرَاهِيمَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَنَّهُمَا قُتِلا. فَائِدَةُ: قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْجَارُودِيَّةِ وهم غلاة الرافضة إِلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الْقَائِمِ بِالْمَدِينَةِ حَيٌّ لَمْ يُقْتَلُ، وَأَنَّهُ لا يَمُوتُ حَتَّى تُمْلَأُ الأَرْضُ عَدْلا، يَعْنِي كَمَا مُلِئَتْ جُورًا. وَقَدْ خَلَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الأَوْلادِ عَبْدَ اللَّهِ الَّذِي قَتَلَهُ هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو فِي مَصَافٍّ كَانَ بَيْنَهُمَا بِنَاحِيَةِ بِلادِ الْقَشْمِيرِ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا وَمَاتَ فِي السَّجْنِ، وَحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي خَرَجَ وَقُتِلَ فِي وَقْعَةِ فَخٍّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ زَوْجَةُ ابْنِ عَمِّهَا الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَزَيْنَبُ الَّتِي دَخَلَ بِهَا مُحَمَّدُ بن أبي العباس السفّاح لَيْلَةَ قُتِلَ أَبُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدُ خَارِجِيَّانِ. ثُمّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: بِئْسَ مَا قَالَ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْعِجْلِيُّ الشِّيعِيُّ يَعِيبُ خُرُوجَهُ. يا أيها ذا الَّذِي لَهُ كَانَ ذُو ... النِّيَّةِ مِنَّا فِي الدِّينِ مُتَّبِعَا أَبَيْنَمَا أَنْتَ مُنْتَهَى أَمَلِ ... الأُمَّةِ إِذْ قِيلَ صَارَ مُبْتَدِعَا يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى تَفَرُّقِ مَا ... قَدْ كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ مجتمعا الجزء: 9 ¦ الصفحة: 272 مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عثمان بن عفان [1]- ق- أبو عبد الله الأموي العثماني الملقّب بالديباج لِحُسْنِهِ. كَانَ سَمْحًا جَوَّادًا سَرِيًّا ذَا مُرُوءَةٍ وَسُؤْدُدٍ. رَوَى عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ. وَرَوَى عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي الزِّنَادِ. وَعَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ. لَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا الدراوَرْديّ ومُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. وَقَدِمَ الشَّامَ مَرَّاتٍ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَالِدُ الأَخَوَيْنِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ لأُمِّهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ أَبُوهُ يُدْعَى الْمُطَرِّفُ لِجَمَالِهِ. وقال الواقدي: كان محمد الديباج أَصْغَرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، وَكَانَ إِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ يَرِقُّونَ عَلَيْهِ وَيُحِبُّونَهُ، وَكَانَ لا يُفَارِقُهُمْ، فَكَانَ مِمَّنْ أَخَذَ مَعَ إِخْوَتِهِ بَنِي الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَضَرَبَهُ الْمَنْصُورُ مِنْ بَيْنَ إِخْوَتِهِ مَائَةَ سَوْطٍ وَسَجَنَهُ مَعَهُمْ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَمَاتَ فِي حَبْسِهِ. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ عَالِمًا.   [1] التقريب 2/ 179، التهذيب 9/ 268، التاريخ 1/ 138، المعرفة والتاريخ 2/ 756، التاريخ لابن معين 2/ 524 رقم 1226، التاريخ الصغير 2/ 81، الطبري (حوادث 129 هـ.) ، الجرح والتعديل 7/ 301، مشاهير علماء الأمصار 131، الكامل في التاريخ (حوادث 129 هـ.) ، ميزان الاعتدال 3/ 593، سير أعلام النبلاء 6/ 224، خلاصة تذهيب الكمال 345. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 273 وَقَالَ مُسْلِمٌ: كَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ. وَكَنَّاهُ النَّسَائِيُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيثُهُ قَلِيلٌ وَمِقْدَارُ مَالَهُ يُكْتَبُ. وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ أَتَى أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَوَجَدَهُ نَائِمًا فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ انْصَرَفَ وَلَمْ يُوقِظْهُ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: احْتَجْتُ إِلَى لَقْحَةٍ فَكَتَبْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجِ أَسْأَلُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيَّ بِلَقْحَةٍ، فَإِنِّي لَعَلَى بَابِي إِذَا أَنَا بِزَاجِرٍ يَزْجُرُ إِبِلا وَإِذَا هُوَ عَبْدٌ يَزْجُرُهَا، فَقُلْتُ: يَا هَذَا لَيْسَ هَاهُنَا الطَّرِيقُ. قَالَ: أَرَدْتُ دَارَ أَبِي السَّائِبِ، فَقُلْتُ: أَنَا هُوَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَإِذَا فِيهِ: أَتَانِي كِتَابُكَ تَطْلُبُ لَقْحَةً وَقَدْ جَمَعْتُ مَا كَانَ بِحَضْرَتِنَا مِنْهَا وَهِيَ تِسْعَ عَشْرَةَ لَقْحَةً وَبَعَثْتُ مَعَهَا بِعَبْدٍ يَرْعَاهَا. قَالَ فَبَعَت مِنْهَا بِثَلاثِمِائَةِ دِينَارٍ سِوَى مَا حُبِسَتْ. وَرَوَى الزُّبَيْرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْعَبَّاسِ السَّعْدِيِّ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بن عبد الله ابن عَمْرٍو: وَجَدْنَا الْمَحْضَ الأَبْيَضَ مِنْ قُرَيْشٍ ... فَتًى بَيْنَ الْخَلِيفَةِ وَالرَّسُولِ أَتَاكَ الْمَجْدُ مِنْ هَذَا وَهَذَا ... وَكُنْتَ لَهُ بِمُعْتَلِجِ السُّيُولِ فَمَا لِلْمَجْدِ دُونَكَ مِنْ مَبِيتٍ ... وَمَا لِلْمَجْدِ دُونَكَ مِنْ مُقِيلِ قَالَ الزُّبَيْرُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ أَوْ مَاتَ فِي حَبْسِ الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أُخِذَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَتَلَهُ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 274 وقال الْوَاقِدِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي: أُحْضِرَت فسلمت عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ ابْنَ الْفَاسِقِينَ يَعْنِي مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، امْرَأَتِي طَالِقٌ وَعَلَيَّ وَعَليَّ إِنْ كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا، فَقَالَ: السِّيَاطُ، فَضُرِبْتُ أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فَمَا عَقِلْتُ بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ مَاتَ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ فَقُطِعَ رَأْسُهُ فَبُعِثَ بِهِ إِلَى خُرَاسَانَ وَطَافُوا بِهِ، وَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يوهمون أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الرِّوَايَةِ خُرُوجَهُ عَلَى الْمَنْصُورِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ: زَعَمُوا أَنَّ الْمَنْصُورَ قَتَلَ محمد الدِّيبَاجَ لَيْلَةَ جَاءَهُ خُرُوجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْخُزَاعِيُّ [1] مَوْلاهُمْ. رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيْحَيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى [2]- 4- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ الْكُوفِيُّ قَاضِي الْكُوفَةِ وَفَقِيهُهَا وَعَالِمُهَا ومقرئها في زمانه.   [1] الجرح 7/ 306، التاريخ 1/ 139، التاريخ لابن معين 2/ 524 رقم 4216. [2] التقريب 2/ 184، التهذيب 9/ 301، ابن سعد 6/ 358، طبقات الفقهاء 84، التاريخ 1/ 162، المجروحين 2/ 243، ميزان 3/ 613، تاريخ أبي زرعة 1/ 297، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، طبقات خليفة 167، التاريخ الصغير 2/ 91، المعارف 494، الجرح والتعديل 7/ 322، الفهرست 202، طبقات الفقهاء 84، الكامل في التاريخ 5/ 249 و 589، وفيات الأعيان 4/ 179، سير أعلام النبلاء 6/ 310 رقم 133، الوافي بالوفيات 3/ 221، غاية النهاية 2/ 165، خلاصة تذهيب الكمال 348، طبقات المفسرين 1/ 269. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 275 رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ والحكم ونافع وعطية العوفيّ وعمرو ابن مَرَّةَ وَغَيْرِهِمْ وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَوَكِيعٌ وَالْخُرَيْبِيُّ وَابْنُهُ عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَغَيْرُهُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: كَانَ أَفْقَهَ أَهْلِ الدُّنْيَا. وقال أَحْمَدُ العِجْلِيُّ: كَانَ فَقِيهًا صَدُوقًا صَاحِبَ سُنَّةٍ جائز الحديث قارئا عالما بالقرآن. وقال أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هُوَ بِأَقْوَمِ مَا يَكُونُ. وقال أَحْمَدُ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مِنْ جَلالَتِهِ أَنَّهُ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَشَرَةِ شُيُوخٍ. قُلْتُ: قَرَأَ عَلَى الشَّعْبِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَقَرَأَ عَلَى أَخِيهِ عِيسَى عَنْ وَالِدِهِمَا، وَقَرَأَ عَلَى الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَكَانَ حَمْزَةُ يَقُولُ: يُعْلِنُهَا جَوْدَةُ الْقِرَاءَةِ عِنْدَهُ. وَكَانَ مِنْ أَحْسَبِ النَّاسِ، وَأَحْسَنِهِمْ خَطًّا وَنَقْطًا لِلْمُصْحَفِ، وَأَجْمَلِهِمْ وَأَنْبَلِهِمْ. وَرَوَى أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَطَاءٍ فَجَعَلَ يَسْأَلُنِي، فَكَانَ أَصْحَابُهُ أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَقَالَ: تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: وَمَا تُنْكِرُونَ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي. وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِي يَقُولُ: مَا وَلِيَ الْقَضَاءَ أَحَدٌ أَفْقَهُ فِي دِينِ اللَّهِ وَلا أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ، وَلا أَقْوَلُ حَقًّا باللَّه وَلا أَعَفُّ مِنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 276 وقال ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى مَا روى عن عطاء. وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ سَيِّئُ الحفظ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضعيف. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: رديء الحفظ كثير الوهم. وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَقْلُوبَةٌ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ: طَرَحَ زَائِدَةُ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: سألت زائدة عن ابن أَبِي لَيْلَى فَقَالَ: ذَاكَ أَفْقَهُ النَّاسِ. وَقَالَ عائذ بْنُ حَبِيبٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ: مَا أَقْرَعَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ حَقٌّ، وَمَا لَمْ يُقْرِعْ فِيهِ فَهُوَ قِمَارٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: سَأَلْتُ جَرِيرًا قُلْتُ: مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْمَشَايِخِ يُسْتَثْنَى فِي إِيمَانِهِ؟ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مَنْ أَشَدِّهِمْ فِي ذلك. وقال سليمان بن سافري: سَأَلْتُ مَنْصُورًا مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: قَاضِيهَا، يَعْنِي ابْنَ أَبِي لَيْلَى. وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فُقَهَاؤُنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ شُبْرُمَةَ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ رِزْقُ ابن أَبِي لَيْلَى قَاضِي الْكُوفَةِ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ. أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 277 إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ قُلْتُ: نَذِيرُ قَوْمٍ قَدْ هَلَكُوا أَوْ صَبَّحَهُمُ الْعَذَابُ فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ فَأَطْيَبُ النَّاسِ نَفْسًا وَأَطْلَقَهُمْ وَجْهًا وَأَكْثَرُهُمْ ضَحِكًا أَوْ قَالَ: تَبَسُّمًا. أَبُو شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَرَأَ خَلْفَ الإِمَامِ. تُوُفِّيَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ [1]- م 4- مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. رَوَى عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَكُرَيْبٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ. وعنه مسعر وشعبة والسفيانان وشريك وإسرائيل وسعد بن الصلت. وقال ابن عيينة: كان أعلم من عندنا بالعربية. وقال ابن معين: ثقة. محمد بن عبد العزيز الراسبي البصري [2]- م ت-. عَنْ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. صَالِحُ الْحَدِيثِ مُقِلٌّ اسْتَشْهَدَ بِهِ مُسْلِمٌ. وقال أبو عبد الله الحاكم: أراه يضطرب.   [1] التقريب 2/ 184، الجرح 7/ 312، التاريخ 1/ 156، ميزان 3/ 620، المعرفة والتاريخ 3/ 375، التاريخ لابن معين 2/ 526 رقم 287. [2] التقريب 2/ 186، الجرح 8/ 7، التهذيب 9/ 314، ميزان 3/ 629. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 278 وَقِيلَ: إِنَّهُ كُوفِيٌّ يُعْرَفُ بِالْجَرْمِيِّ، وَقِيلَ: بَلِ الْكُوفِيُّ آخَرُ. مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ [1]- ق- مَوْلَى آلِ [2] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخُو عَوْنٍ وَعَبْدِ اللَّهِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ مَعْمَرٌ وَمُغِيرَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ [3] وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي عِدَادِ شِيعَةِ الْكُوفَةِ يَرْوِي أَشْيَاءَ مِنَ الْفَضَائِلِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا. وقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلا ابْنُهُ مَعْمَرٌ. حيان بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا ظَنَّتْ أُذْنُ أَحَدِكُمْ فَلْيَذْكُرْنِي وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ، وَبِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَ عَقْرَبًا وَهُوَ يُصَلِّي. وَبِهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ. عَبَّادٌ الرَّوَاجِنِيُّ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُوصِي مَنْ آمَنَ بِي بِوَلائِهِ لِعَلِيٍّ، فَمَنْ تَوَلاهُ وَتَوَلانِي تَوَلَّى الله.   [1] في الأصل (خراب) والتصويب من تهذيب التهذيب. [2] التقريب 2/ 187، الجرح 8/ 2، التهذيب 9/ 321، التاريخ 1/ 171، المجروحين 2/ 249، الميزان 3/ 634، التاريخ لابن معين 2/ 529 رقم 3145. [3] في الأصل: «مولى النبي» ، وفي (تهذيب التهذيب 9/ 321) «الهاشمي مولاهم» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 279 مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- د- عَنْ جَدِّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ والدراوَرْديّ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ [2]- م- متابعة. مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك شيئا وعن أبيه وَنَافِعٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وسعيد المقبري وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه السفيانان وبكر بن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى القطان وأبو عاصم والواقدي وخلق سواهم. وثقه ابن عيينة وغيره، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، وكان له حلقة فِي مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَهَمَّ وَالِي الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ أَنْ يَجْلِدَهُ، فَقَالُوا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، لَوْ رَأَيْتَ الحْسَنَ الْبَصْرِيُّ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا كُنْتَ تَضْرِبُهُ؟ قَالَ: لا، قِيلَ: فَابْنُ عَجْلانَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِثْلُ الْحَسَنِ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَعَفَا عَنْهُ. وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عيسى قال: مكث ابن   [1] التقريب 2/ 190، الجرح 8/ 33، التهذيب 9/ 338، التاريخ 1/ 179، 180. [2] التقريب 2/ 190، التهذيب 9/ 341، ميزان 3/ 644، المعرفة والتاريخ 3/ 4، التاريخ لابن معين 2/ 530 رقم 834، طبقات خليفة 270، التاريخ الكبير 1/ 196، التاريخ الصغير 1/ 219، الجرح والتعديل 8/ 49، مشاهير علماء الأمصار 140، الكامل في التاريخ 5/ 552، سير أعلام النبلاء 6/ 317 رقم 135، الوافي بالوفيات 4/ 92، خلاصة تذهيب الكمال 351. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 280 عَجْلانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ثَلاثَ سِنِينَ فَشُقَّ بَطْنُهَا فَأُخْرِجَ وَقَدْ نَبَتَتْ أَسْنَانُهُ. سَمِعَهَا عَبْدُ العزيز بن أحمد الغافقي مِنْ عَبَّاسٍ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِ عَلِيٍّ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ ثنا الوليد ابن مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حَدَّثْتُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظَلِّ مَغْزَلٍ، فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ هَذَا؟ هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلانَ جَارُتَنَا امْرَأَةُ صِدْقٍ وَلَدَتْ ثَلاثَةَ أَوْلادٍ فِي ثِنْتَيْ عَشَرَةَ سَنَةٍ تَحْمِلُ أَرْبَعَ سِنِينَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ يَقُولُ: حُمِلَ بِأَبِي أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِ سِنِينَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ الْحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ كَذَلِكَ، يَعْنِي نَفْسَهُ. وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْ شَيْخٍ لَهُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَشَبْهَ بِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلانَ كُنْتُ أُشَبِّهُهُ بِالْيَاقُوتَهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ذَكَرَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلانَ فَقَالَ: كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَفَضْلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدٍ فَأَرَادَ جَعَفْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِهِ فَسَمِعَ ضَجَّةً، وَكَانَ عِنْدَهُ الأَكَابِرُ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ ضَجَّةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَدْعُونَ لابْنِ عَجْلانَ فَلَوْ عَفَوْتَ عَنْهُ، وَإِنَّمَا غَرَّ وَأَخْطَأَ فِي الرِّوَايَةِ ظَنَّ أَنَّهُ الْمَهْدِيُّ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَطْلَقَهُ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَجْلانَ مُضْطَرِبَ الْحَدِيثِ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 281 وَقَالَ الْفَلاسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي فَقُلْتُ لَهُ: خَالَفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: عن المقبري عن عبد الله ابن أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: أَحَدَّثَ بِهِ! أَحَدَّثَ بِهِ! كَانَ يَعْجَبُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ إِنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُحَدِّثُونَ، فَقَالَ: مَنْ هُمْ؟ قِيلَ: ابْنُ عَجْلانَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ ابْنُ عَجْلانَ هَذِهِ الأَشْيَاءَ وَلَمْ يَكُنْ عَالِمًا. قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ ابْنَ عَجْلانَ رَوَى حَدِيثَ «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ» [1] ، وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ عَجْلانَ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ابْنُ عَجْلانَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَحَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ، وَغَيْرُ ابْنِ عَجْلانَ أَقْوَى مِنْهُ. قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ حَدِيثًا كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِهِ. قُلْتُ: وَقَلَّمَا رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ. وَحَدِيثُهُ مِنْ قَبِيلِ الْحَسَنِ. مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ [2] . رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُبَيْدُ الله بن موسى وجماعة.   [1] الكلام على هذا الحديث في (دفع شبه التشبيه لابن الجوزي) . [2] الجرح 8/ 26، التاريخ لابن معين 2/ 532 رقم 3010. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 282 وكان شيعيا عراقيا، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: لَمْ يُخْرِجُوا لَهُ. مُحَمَّدُ بن عمرو بن علقمة [1]- م خ- مقرونا ابن وقاص أبو الحسن الليثي المدني أَحَدُ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ. أَكْثَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعَمْرٍو وَالِدِهِ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَيَزِيدُ بن هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق كَثِيرٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ وَسُئِلَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: لَيْسَ حَدِيثُهُمْ بِحُجَّةٍ. قِيلَ لَهُ: فَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو؟ قَالَ: مُحَمَّدُ فَوْقَهُمْ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ابْنُ عَجْلانَ أَوْثَقُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَعَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: تُرِيدُ الْعَفْوَ أَوْ نُشَدِّدُ؟ قُلْتُ: بَلْ شَدِّدْ، قَالَ: لَيْسَ هُوَ مِمَّنْ تريد، قلت: صدق   [1] التقريب 2/ 196، الجرح 8/ 30، التهذيب 9/ 375، التاريخ 1/ 191، الميزان 3/ 673، تاريخ أبي زرعة 1/ 576، المعرفة والتاريخ 1/ 540، التاريخ لابن معين 2/ 533 رقم 1049، تاريخ خليفة 420، طبقات خليفة 270، البيان والتبيين 3/ 142، مشاهير علماء الأمصار 133، الكامل في التاريخ 5/ 528، سير أعلام النبلاء 6/ 136 رقم 46، الوافي بالوفيات 4/ 289، خلاصة تذهيب الكمال 354، شذرات الذهب 1/ 217. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 283 يحيى بن سعيد ليس هو مثل يحيى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَحَدِيثُهُ صَالِحٌ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ [1]- ق-. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَوَضَعَ شَفَتَهُ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: «يَا عُمَرُ هَاهُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ» . سَمِعَهُ مِنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ الطَّوِيلُ [2]- خت د ت-. لَهُ عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَأَبُو سَلَمَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. محمد بن قيس الأسدي [3]- خ م د ن- الْوَالِبِيُّ. أَبُو نَصْرٍ وَيُقَال أَبُو قُدَامَةَ وأَبُو الحكم.   [1] التقريب 2/ 197، الجرح 8/ 47، التهذيب 9/ 384، التاريخ 1/ 197، المجروحين 2/ 279، الميزان 3/ 676، المعرفة والتاريخ 3/ 378، التاريخ لابن معين 2/ 533 رقم 1874. [2] التقريب 2/ 201، الجرح 8/ 66، التهذيب 9/ 408، التاريخ 1/ 215، الميزان 4/ 14، التاريخ لابن معين 2/ 534 رقم 2861. [3] التقريب 2/ 202، الجرح 8/ 61، التهذيب 9/ 412، التاريخ 1/ 210، ميزان 4/ 16، المعرفة والتاريخ 3/ 74، التاريخ لابن معين 2/ 535 رقم 2017. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 284 عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ وَبِشْرِ بْنِ يَسَارٍ وَالْحَكَمِ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَحَفِيدُهُ وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ لا يُشَكُّ فِيهِ، وَكِيعٌ أَرْوَى النَّاسِ عَنْهُ. وقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَيَحْيَى وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ. مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ [1] . الْعَابِدُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ. يَأْتِي فِي طَبَقَةِ شَرِيكٍ الْقَاضِي. مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ [2]- ع سوى ت- الحمصي القاضي أبو الهذيل أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ. رَوَى عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سعيد الحرّاني وراشد بن سعد المقري وَمَكْحُولٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَالزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ وَخَلْقٍ، آخِرُهُمْ وَفَاةً يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالْفَتْوَى وَالْحَدِيثِ. قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَقَمْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ بِالرَّصَافَةِ عَشْرَ سِنِينَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: ما أحد من أصحاب   [1] الجرح 8/ 110، التاريخ 1/ 252. [2] التقريب 2/ 215، الجرح 8/ 111، التهذيب 9/ 502، ابن سعد 7/ 465، التاريخ 1/ 254، تاريخ أبي زرعة 1/ 258، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، طبقات خليفة 315، التاريخ الصغير 2/ 52، مشاهير علماء الأمصار 182، الكامل في التاريخ 5/ 589، تذكرة الحفاظ 1/ 162، سير أعلام النبلاء 6/ 281، الوافي بالوفيات 5/ 174، خلاصة تذهيب الكمال 363، شذرات الذهب 1/ 244. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 285 الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ. وَقَدْ قَالَ الزُّهْرِيُّ مَرَّةً: قَدِ احْتَوَى هَذَا الزُّبَيْدِيُّ عَلَى مَا بين جنبي من العلم. وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ. وقال النَّسَائِيُّ: حِمْصِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ بِهِ مُعْجَبًا يُقَدِّمُهُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ حِمْصٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: الزُّبَيْدِيُّ أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي الزُّهْرِيِّ. تُوُفِّيَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: فِي الْمَحْرَمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ [1] مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ وَهْبٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو ضُمْرَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ [2]- د ت ق- يُقَالُ أَصْلُهُ كُوفِيٌّ، سَكَنَ مِصْرَ مُدَّةً، مِنْ مَوَالِي الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ الصُّوَرِ. لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَنَافِعٍ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَعُبَادَةَ بْنِ نسيّ   [1] التقريب 2/ 218، التهذيب 9/ 522، تاريخ أبي زرعة 1/ 561، المعرفة والتاريخ 3/ 55. [2] الجرح 8/ 126، التهذيب 9/ 524، التاريخ 1/ 260، ميزان 4/ 67، المعرفة والتاريخ 1/ 316. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 286 وَأَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ وَمَعْقِلُ الْجَزَرِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُمْ. وَقَدْ صَحَّحَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَتَوَقَّفَ فِيهِ غَيْرُهُ. مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ [1] ، الْمَدَنِيُّ الأَعْرَجُ. عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ الْيَمَانِيُّ [2]- د ت ق- مِنْ أَبْنَاءِ الْفُرْسِ، نَزَلَ مَكَّةَ. رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَالْمُحَرِّرِ [3] بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَابْنِ أَبِي مليكة. وعنه ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمَعْقِلُ بْنُ زِيَادٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وعبد الرزاق، وآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ وَأَحْسَبُهُ لَقِيَهُ فِي الْحَجِّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليّن الحديث. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ دَاوُدُ الْعَطَّارُ: لَمْ أُدْرِكْ فِي الْحَرَمِ أَعْبَدَ منه. وقال: مات آخر سنة تسع وأربعين ومائة.   [1] التقريب 2/ 221، الجرح 8/ 118، التهذيب 9/ 534، المعرفة والتاريخ 1/ 309. [2] التقريب 2/ 228، الجرح 8/ 324، التهذيب 10/ 35، التاريخ 7/ 419، ميزان 3/ 435، المجروحين 3/ 20، المعرفة والتاريخ 2/ 165، التاريخ لابن معين 2/ 549 رقم 353. [3] بفتح الراء الأولى المشدّدة، كمعظّم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 287 مجالد بن سعيد [1]- 4 م- مقرونا. ابن عمير بن بسطام الهمدانيّ الكوفي. رَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَمُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي الْوَدَّاكِ وَأَمْثَالِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَطَائِفَةٌ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَغَيْرُهُ لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُرْفَعُ كَثِيرًا مِمَّا لا يَرْفَعُ النَّاسُ، لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقوي. وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: ذَكَرَ رَجُلٌ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ مُجَالِدٍ فَقَالَ لِغُلامِهِ: جُرَّهُ وَاطْرَحْهُ فِي الْبِئْرِ. قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُرْسَلَةٌ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ: عَاشَ أَبِي سِتًّا وَتِسْعِينَ سَنَةً. قُلْتُ: أَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ لَكِنْ لَيْسَ لَهُ عَنْهُمْ شَيْءٌ. تُوُفِّيَ مُجَالِدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُجْمَعُ بْنُ يحيى [2]- م ن- بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ وَسَعِيدِ بْنِ أبي بردة وعطاء بن أبي رباح.   [1] التقريب 2/ 229، الجرح 8/ 361، التهذيب 10/ 39، التاريخ 8/ 9، المجروحين 3/ 10، المعرفة والتاريخ 3/ 83، تاريخ أبي زرعة 1/ 511، التاريخ لابن معين 2/ 549 رقم 1277. [2] التقريب 2/ 230، الجرح 8/ 295، التهذيب 10/ 47، التاريخ 7/ 410، المعرفة والتاريخ 3/ 176، التاريخ لابن معين 2/ 552 رقم 855. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 288 وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَهُوَ ثِقَةٌ. مُحْرِزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَجَاءٍ [1] . شَامِيٌّ وَيُقَالُ جَزَرِيٌّ. عَنْ مَكْحُولٍ وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَجَمَاعَةٌ. مُخَوَّلُ [2] بْنُ رَاشِدٍ الْكُوفِيُّ- ع-. عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَمَاتَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ. مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ الأُمَوِيُّ [3]- د ق- مَوْلاهُمُ الدمشقيّ أخو روح ابن جَنَاحٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَبُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وابن شابور. قال الدارقطنيّ: لا بأس به.   [1] التقريب 2/ 131، التهذيب 10/ 56، التاريخ 7/ 433. [2] بفتح الخاء المعجمة والواو المشدّدة، كمعظّم، التقريب 2/ 236، الجرح 8/ 398، التهذيب 10/ 79، ميزان 4/ 85، المعرفة والتاريخ 3/ 95. [3] التقريب 2/ 238، التهذيب 10/ 90، التاريخ 7/ 371، ميزان 4/ 90، تاريخ أبي زرعة 1/ 356. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 289 مُسَافِرٌ التَّمِيمِيُّ الْجَصَّاصُ [1] . عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَفُضَيْلٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمَا. مُسَافِرٌ الْوَرَّاقُ الْكُوفِيُّ [2]- م 4-. عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بن حريث وابن حُصَيْنٍ الأَسَدِيِّ وَشُعَيْبِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَوَكِيعٌ وَطَائِفَةٌ. وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الْكُتُبِ، وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ. مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ [3]- 4- الْوَاسِطِيُّ الْعَابِدُ. رَوَى عَنْ خَالِهِ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ وَرُمَيْحٍ الْجُذَامِيِّ وَحَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ حِبَّانُ وَمِنْدَلٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. وَحَكَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَنَّهُ بَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَضَعُ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَمْ أَشْرَبِ الْمَاءَ مُنْذُ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا. مسحاج [4] بن موسى الضبّي الكوفي- د-.   [1] الجرح 8/ 411، التاريخ 8/ 39. [2] لم أقف على ترجمة أخرى له. [3] الجرح 8/ 184. [4] بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الحاء، كمفتاح. التقريب 2/ 242، التهذيب 10/ 107، المجروحين 3/ 32، التاريخ 8/ 49، ميزان 4/ 96، التاريخ لابن معين 2/ 559 رقم 3153. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 290 عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. لَهُ حَدِيثٌ فِي السُّنَنِ. مِسْعَرُ بن حبيب [1]- د- أبو الحارث الجرمي. بَصْرِيٌّ. عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. مُسْلِمُ بْنُ صَاعِدٍ النَّحَّاتُ [2] . أَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ وَرَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْدَانَ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ. مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ [3]- ق-[4] . وقيل ابن عمر، بصري.   [1] التقريب 2/ 243، الجرح 8/ 368، التهذيب 10/ 112. [2] الجرح والتعديل 8/ 186، التاريخ 7/ 264، ميزان 4/ 104، التاريخ لابن معين 2/ 562 رقم 1476. [3] التقريب 2/ 251، الجرح 8/ 304، التهذيب 10/ 158، التاريخ 7/ 353، ميزان 4/ 118، التاريخ لابن معين 2/ 567 رقم 3254. [4] الرمز غير موجود في الأصل، والاستدراك من الخلاصة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 291 عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ. وَعَنْهُ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ [1] . أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ الْمُبَارَكِ. حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. فِيهِ جَهَالَةٌ. مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ [2]- م د ن- وَكَانَ عَرِيفَ بَنِي زُهْرَةَ بِالْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو نعيم. وثّقه النسائي. مطرّف بن طريف [3]- ع- الحارثي الكوفي الْعَابِدُ أَحَدُ الأَثْبَاتِ الْمُجَوِّدِينَ. رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَكَمِ وَعَطِيَّةَ العوفيّ وجماعة.   [1] التقريب 2/ 251، الجرح 8/ 304، التهذيب 10/ 158، التاريخ 7/ 353، ميزان 4/ 118. [2] التقريب 2/ 251، الجرح 8/ 304، التقريب 10/ 160، التاريخ 7/ 352. [3] التقريب 2/ 253، الجرح 8/ 313، التهذيب 10/ 172، ابن سعد 6/ 338، التاريخ 7/ 397، تاريخ أبي زرعة 1/ 441، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، تاريخ خليفة 418، طبقات خليفة 164، التاريخ الصغير 2/ 57، مشاهير علماء الأمصار 167، سير أعلام النبلاء 6/ 127 رقم 39، خلاصة تذهيب الكمال 378، شذرات الذهب 1/ 212. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 292 وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَعَبْثَرَ [1] بْنِ الْقَاسِمِ وَخَالِدِ بْنِ عبد الله بن وَمُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وكان به معجبا. وقال دَاوُدُ بْنُ عُلَيَّةَ: مَا أَعْرِفُ عَرَبِيًّا وَلا أَعْجَمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. الْمُطْعِمُ بْنُ المقدام بن غنيم [2]- د- الصنعاني الشامي. عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. مُطِيعٌ أَبُو الْحَسَنِ الْغَزَّالِ الْكُوفِيُّ [3]- ن-. عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين.   [1] كجعفر، وفي الأصل «عثير» والتصحيح من المصادر السابقة. [2] الجرح 8/ 411، التقريب 2/ 253، التهذيب 10/ 176، التاريخ 8/ 33 و 51، تاريخ أبي زرعة 1/ 266. [3] الجرح 8/ 399، التقريب 2/ 255، التهذيب 10/ 182، التاريخ 8/ 47. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 293 مُظَاهِرُ بْنُ أَسْلَمَ الْمَخْزُومِيُّ [1]- د ت ق- مَدَنِيٌّ ضَعِيفٌ لَهُ فِي الطَّلاقِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ. ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. مُعَاوِيَةُ [2] بْنُ مُسْلِمَةَ [3] النَّصْرِيّ- ق- كُوفِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ. سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَكَمَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَسَلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَشَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْعٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ ثِقَةٌ. مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَو بْنِ غَلابٍ الْبَصْرِيّ [4]- م د ن- جَدُّ الْمُفَضَّلِ الْغَلابِيِّ. رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَالْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين. معاوية [5] بن أبي مزرّد [6] المدني- خ م ن-.   [1] التاريخ 8/ 73، التقريب 2/ 255، التهذيب 10/ 183، ميزان 4/ 130. [2] التقريب 2/ 259، الجرح 8/ 384، التهذيب 10/ 207، ميزان 4/ 135، التاريخ لابن معين 2/ 573 رقم 3080. [3] في نسخة القدسي 6/ 131 «سلمة» والتصحيح من المصادر السابقة. [4] الجرح 8/ 385، التقريب 2/ 260، التهذيب 10/ 215، المعرفة والتاريخ 2/ 188، التاريخ لابن معين 2/ 574 رقم 3698. [5] التقريب 2/ 261، الجرح 8/ 380، التهذيب 10/ 217، التاريخ 7/ 335. [6] بفتح الزاي وكسر الراء المشددة، كمشمّر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 294 عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَوَالِدِهِ أَبِي مُزْرَدٍ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَوَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْوَاقِدِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. مُعَلَّى بْنُ جَابِرِ بْنِ مُسْلِمٍ [1] . عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أَهْبَانَ وَالأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ وَمُوسَى بْنِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ- وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ مُعَلَّى- وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَوَكِيعٌ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ. مُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ [2]- م 4- وَالْقَرَادِيسُ بَطْنٌ مِنَ الأَزْدِ. عَنِ الْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَحَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. مَعْمَرُ بْنُ يَحْيَى بْنِ بَسَّامٍ [3]- أخ-. وَيُقَال مُعَمَّرٌ بِالتَّثْقِيلِ، الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ.   [1] الجرح 8/ 330. [2] التقريب 2/ 265، الجرح 8/ 330، التهذيب 10/ 237، التاريخ 7/ 394، ميزان 4/ 148، المعرفة والتاريخ 2/ 85. [3] التقريب 2/ 266، الجرح 8/ 258، التهذيب 10/ 249، التاريخ 7/ 377، المعرفة والتاريخ 3/ 233 الجزء: 9 ¦ الصفحة: 295 وثّقه أبو زرعة. مقاتل بن حيان [1]- م 4- أَبُو بَسْطَامٍ النَّبَطِيُّ الْبَلْخِيُّ الْخَرَّازُ وَهُوَ ابْنُ دوال دوز وَهُوَ بِالْفَارِسِيِّ الْخَرَّازِ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ومجاهد وابن بُرَيْدَةَ وَمُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَبَكْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ المحاربي ومسلمة بن علي الخشنيّ وعيسى غنجار وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَلْقَمَةُ بْنُ مرثد وذلك فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ. وَكَانَ خَيِّرًا نَاسِكًا كَبِيرَ الْقَدْرِ صَاحِبَ سُنَّةٍ. هَرَبَ مِنْ خُرَاسَانَ أَيَّامَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ إِلَى بِلادِ كَابُلٍ فَدَعَا هُنَاكَ خَلْقًا إِلَى الإِسْلامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدِهِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرٍ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ: مُقَاتِلٌ وَحَسَنٌ وَمُصْعَبٌ وَيَزِيدُ أَخُوهُ خُطَّتُهُمْ بِمَرْوَ وَتُعْرَفُ بِسِكَّةِ حَيَّانَ، وَكَانَ حَيَّانُ مِنْ مَوَالِي بَنِي شَيْبَانَ، وكان ذا منزلة عند   [1] التقريب 2/ 272، الجرح 8/ 353، التهذيب 10/ 277، ميزان 4/ 171، المعرفة والتاريخ 3/ 275، 403، التاريخ لابن معين 2/ 583 رقم 4845، طبقات خليفة 322، التاريخ الكبير 8/ 13، التاريخ الصغير 2/ 11، مشاهير علماء الأمصار 195، الكامل في التاريخ 5/ 308، سير أعلام النبلاء 6/ 340 رقم 144، تذكرة الحفاظ 1/ 174، خلاصة تذهيب الكمال 386، طبقات المفسرين 2/ 329. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 296 قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، هَرَبَ ابْنُهُ مُقَاتِلٌ إِلَى كَابُلٍ فَأَسْلَمَ بِهِ خَلْقٌ. قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ: وَالْخَرَّازُ بِرَاءٍ ثُمَّ زَايٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ. وَرَوَى الْكَوْسَجُ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَكَذَا وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِمُدَّةٍ. مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُفَسِّرُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ التَّمِيمِيُّ [1] . عَنْ نَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو فَضْلٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحٌ. مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ [2] ، أَبُو حَفْصٍ الْيَشْكُرِيُّ. بَصْرِيٌّ، نَزَلَ مَرْوَ وَرَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَبِي مِجْلَزٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رُزْمَةَ وَأَبُو أَحْمَدَ الزبيري.   [1] الجرح 8/ 171، التاريخ 7/ 347، ميزان 4/ 184، التاريخ لابن معين 2/ 587 رقم 2410. [2] التقريب 2/ 277، الجرح 8/ 179، التهذيب 10/ 315، التاريخ 7/ 348، ميزان 4/ 188، المعرفة والتاريخ 2/ 534. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 297 وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانٍ وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الأَنْبِيَاءِ. مُوسَى بْنُ دِينَارٍ [1] ، أَبُو الْحَسَنِ الْمَكِّيُّ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ يُوسُفُ بن خالد السمتي والحسن بن حبيب التميمي، وَسَمِعَ مِنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَلَمْ يُحَدِّثَا عَنْهُ لِضَعْفِهِ. كَذَّبَهُ حَفْصٌ. مُوسَى بن عبد الله بن إسحاق [2]- ع- بن طلحة التيمي الطلحي. عَنْ عَمِّ أَبِيهِ مُوسَى وَأُخْتِهِ عَائِشَةَ ابْنَيْ طَلْحَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانٍ. لَهُ فِي الأَدَبِ. مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ الكُوفِيّ [3]- م ت ن ق-. عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ومحمد ويعلى ابنا عبيد.   [1] الجرح 8/ 142، التاريخ 7/ 282، المجروحين 2/ 237، ميزان 4/ 204. [2] التقريب 2/ 285، الجرح 8/ 150، التهذيب 10/ 353. [3] التقريب 2/ 285، الجرح 8/ 149، التهذيب 10/ 354، ميزان 4/ 209، المعرفة والتاريخ 3/ 91، تاريخ أبي زرعة 1/ 549. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 298 يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ، وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ لِينًا فَلِمَاذَا لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ؟ وَكَانَ صَالِحًا مُتَأَلِّهًا. قَالَ مِسْعَرٌ: مَا رَأَيْتُهُ إِلا وَهُوَ فِي الْيَوْمِ الْجَائِي خَيْرٌ مِنْهُ فِي الْيَوْمِ الْمَاضِي. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: دَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ فَرَأَيْنَا مُصَلاهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ كَانَ صَالِحًا خَيِّرًا. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ إِنَّمَا كَانَ لَهُ خَصٌّ مِنْ قَصَبٍ، وكان إن مَرِضَ إِنْسَانٌ عَادَهُ وَإِنْ مَاتَ شَهِدَهُ وَإِلا قَامَ يُصَلِّي رَحِمَهُ اللَّهُ. مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ [1]- ع- بن أبي عياش المدني مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنُ الْعَوَّامِ. أَدْرَكَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَحَدَّثَ عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خالد وعن عروة وَكُرَيْبٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالأَعْرَجِ وَحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَالزُّهْرِيِّ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ- لقيه في سنة موته- وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو ضُمْرَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ فَقِيهًا مفتيا. وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَلَيْكُمْ بِمَغَازِي مُوسَى بْنِ عقبة فإنه ثقة.   [1] الميزان 4/ 214، التهذيب 10/ 360، الجرح 8/ 154، التقريب 2/ 286، المعرفة والتاريخ 3/ 32، تاريخ أبي زرعة 1/ 414، التاريخ لابن معين 2/ 594 رقم 817، الثقات 3/ 248، طبقات خليفة 267، تاريخ خليفة 411، التاريخ الكبير 7/ 292، التاريخ الصغير 2/ 70، تذكرة الحفاظ 1/ 148، العبر 4/ 192، سير أعلام النبلاء 6/ 114 رقم 31، الوافي بالوفيات 2/ 137، خلاصة تذهيب الكمال 392، شذرات الذهب 1/ 209. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 299 قُلْتُ: سَمِعْنَا مَغَازِيهِ وَهُوَ مُجَلَّدٌ صَغِيرٌ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لَهُ هَيْئَةٌ وَعِلْمٌ. وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَغَازِي قَالَ: عَلَيْكَ بِمَغَازِي الرَّجُلِ الصَّالِحِ مُوسَى. وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: غَزَوْتُ الرُّومَ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَالَ أَحَمْدُ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ سَمِعَ أُمَّ خَالِدٍ قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ غَيْرَهَا، قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ. وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ أَجِيءُ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فَلَمَّا مَاتَ تَرَكْتُ الْمَدِينَةَ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُؤَاخِيًا لَهُ. قُلْتُ: وَإِنَّمَا طَلَبَ مُوسَى الْعِلْمَ وَهُوَ كَهْلٌ. رَوَى أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي [1] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ إِلَى الزُّهْرِيِّ يَطْلُبَانِ الْعِلْمَ فَقَالَ: حُبِسْتُمَا حَتَّى إِذَا صِرْتُمَا كَالشَّنَّانِ لا تُمْسِكَانِ مَاءً جِئْتُمَا تَطْلُبَانِ الْعِلْمَ. مُوسَى بْنُ عمير التميمي الكوفي [2]- ن-.   [1] في الأصل «الحاري» والتصويب من (اللباب في تهذيب الأنساب 1/ 251) . [2] الجرح 8/ 155، التقريب 2/ 286، التهذيب 10/ 364، المجروحين 2/ 238، التاريخ 7/ 288، ميزان 4/ 216، المعرفة والتاريخ 3/ 121، التاريخ لابن معين 2/ 594 رقم 2885. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 300 عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. قُلْتُ وَمُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ الْجَعْدِيُّ. عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ. عِدَادُهُ فِي الضُّعَفَاءِ. مُوسَى بن أبي عيسى الحنّاط [1]- م د ق- أبو هارون المدني الطحان. أَخُو عِيسَى وَاسْمُ أَبِيهِمَا مَيْسَرَةُ. رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ دِينَارٍ وَمُوسَى بْنِ أنس وعون بن عبد الله ابن عُتْبَةَ وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ. صَدُوقٌ. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ [2] . الأَمِيرُ، أَحَدُ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ الْقَائِمِينَ بِظُهُورِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَلاهُ الْمَنْصُورُ إِمْرَةَ مِصْرَ فَوَلِيَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَمَاتَ. وَكَانَ الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُهُ وَيُجِلُّهُ لِمَا يَرَى مِنْ طَاعَتِهِ وَنُصْحِهِ لَهُ.   [1] التقريب 2/ 287، الجرح 8/ 156، التهذيب 10/ 365، ميزان 4/ 216، المعرفة والتاريخ 1/ 674، التاريخ لابن معين 2/ 595 رقم 698. [2] كتاب الولاة وكتاب القضاة 106- 108. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 301 رِوَايَتُهُ عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ عُيَيْنَةَ. رَوَى عَنْهُ سَعْدُ بْنُ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَاهِلِيُّ. وَوَفَاتُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ [1]- د ق- كُوفِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِمُوسَى الصَّغِيرِ. قَالَ مُسَدَّدٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ يَقُولُ: كَانَ مُوسَى الصَّغِيرُ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَبَضَ روحه وهو ساجد. ويكنى أَبَا عِيسَى. مُوسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ الْكُوفِيُّ الْبَزَّازُ [2]- ن ق-. عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. (مُهَنَّدُ بْنُ علي العتكيّ [3] بصري.   [1] التقريب 2/ 288، التهذيب 10/ 372، التاريخ 7/ 296، ميزان 4/ 222، التاريخ لابن معين 2/ 596 رقم 1615. [2] التقريب 2/ 288، الجرح 8/ 161، التهذيب 10/ 372، التاريخ 7/ 294، ميزان 4/ 223، المعرفة والتاريخ 3/ 102. [3] التاريخ 8/ 64. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 302 لَهُ عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ. وعنه شعبة والخليل بن أحمد صَاحِبُ الْعَرُوضِ وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. مَيْمُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] ، أَبُو مَنْصُورٍ الْجُهَنِيُّ. عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ سَعْدُ بْنُ عمرو الرازيّ وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَسُفْيَانُ وَعَبْدَةُ وَابْنُ فُضَيْلٍ ومروان بن معاوية. وثّقه ابن معين.   [1] التقريب 2/ 292، التهذيب 10/ 390، ميزان 4/ 233، المعرفة والتاريخ 3/ 122، التاريخ لابن معين 2/ 600 رقم 1388. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 303 [حرف النُّونِ] نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ [1] أَبُو المنهال. شيخ كوفي، روى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قَالَ أَبُو حاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ مِنْ أَبِي حَاتِمٍ دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ مَعَ أَنِّي لَمْ أُودِعْ فِي كِتَابَيَّ اللَّذَيْنِ فِي الضُّعَفَاءِ [2] شَيْئًا مِنْ هَذَا النَّمَطِ، تَبَعْتُ فِي التُّرْكِ أبا الْفَرَجِ بْنَ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرَهُ. نَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ الْخُرَاسَانِيُّ [3] . عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ عَنْبَسَةُ قَاضِي الرَّيِّ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. قَالَ أَبُو داود: ليس بشيء.   [1] الجرح 8/ 465، المعرفة والتاريخ 3/ 237، التاريخ لابن معين 2/ 603 رقم 3106. [2] هما: المغني، وميزان الاعتدال. [3] الميزان 4/ 250، الجرح 8/ 466، التاريخ 8/ 103، التاريخ لابن معين 2/ 604 رقم 4773. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 304 وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. النَّضْرُ بن عبد الرحمن [1]- ت- أبو عمر الخزّاز. عَنْ عِكْرِمَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ. وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ وَوَكِيعٌ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَالْمُحَارِبِيُّ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُهُ بَوَاطِيلُ. ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ يَحِلُّ لِأَحَدٍ أن يروي عنه. النعمان بن ثابت [2]- تم ن- بن زوطي [3] الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو حَنِيفَةَ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ مَوْلَى بني تيم الله بن ثعلبة.   [1] الضعفاء الصغير 114، ميزان 4/ 260، التاريخ 8/ 91، المتروكين 102، التقريب 2/ 302، التهذيب 10/ 441، التاريخ 8/ 91، المجروحين 3/ 49. [2] المتروكين 100، تذكرة الحفّاظ 1/ 158، الميزان 4/ 265، التاريخ 8/ 81، التقريب 2/ 303، التهذيب 10/ 449، الجرح 8/ 449، طبقات الفقهاء 86، المجروحين 3/ 61، معجم البلدان 1/ 417، طبقات الحفاظ 73، تاريخ بغداد 13/ 323، العير 1/ 274، وفيات الأعيان 5/ 455، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 607 رقم 2530، طبقات خليفة 167، التاريخ الصغير 2/ 43، الكامل في التاريخ 5/ 585، العبر 1/ 314، مرآة الجنان 1/ 309، البداية والنهاية 10/ 107، سير أعلام النبلاء 6/ 390، الجواهر المضيئة 1/ 26، النجوم الزاهرة 2/ 12، خلاصة تذهيب الكمال 402، شذرات الذهب 1/ 227 وانظر: مناقب أبي حنيفة للإمام الموفق بن أحمد المكيّ، والإمام حافظ الدين المعروف بالكردري، من منشورات دار الكتاب العربيّ، بيروت 1401 هـ/ 1981. [3] بفتح الزاي وسكون الواو. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 305 وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ غَيْرَ مَرَّةٍ بِالْكُوفَةِ إِذْ قَدِمَهَا أَنَسٌ. قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: ثنا سَيْفُ بْنُ جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُهُ. وَرَوَى أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ. وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَنَافِعٍ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَقَتَادَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزٍ الأَعْرَجِ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَمَنْصُورٍ وَأَبِي الزبير وحماد بن أبي سُلَيْمَانَ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ. وَتَفَقَّهَ بِحَمَّادٍ وَغَيْرِهِ فَبَرَعَ فِي الرَّأْيِ، وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي التَّفَقُّهِ وَتَفْرِيعِ الْمَسَائِلِ، وَتَصَدَّرَ لِلإِشْغَالِ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ. فَمِنْ تَلامِذَتِهِ: زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ، والقاضي أَبُو يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم الأنصاري قاضي القضاة، ونوح بْن أَبِي مريم الْمَرْوَزِيُّ، وَأَبُو مُطِيعٍ الْحَكِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ [1] اللُّؤْلُؤِيُّ، وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بن الحسن، وحماد ابن أبي حنيفة وخلق. وروى عنه معيرة بْنُ مِقْسَمٍ وَمِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ وَزَائِدَةُ وَشَرِيكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَأَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالأَنْصَارِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ خَزَّازًا يُنْفِقُ مِنْ كَسْبِهِ وَلا يَقْبَلُ جَوَائِزَ السُّلْطَانِ تَوَرُّعًا، وَلَهُ دَارٌ وَصُنَّاعٌ وَمَعَاشٌ مُتَّسِعٌ، وَكَانَ مَعْدُودًا فِي الأَجْوَادِ الأَسْخِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ الأَذْكِيَاءِ، مَعَ الدِّينِ وَالْعِبَادَةِ وَالتَّهَجُّدِ وَكَثْرَةِ التِّلاوَةِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ رَضِيَ الله عنه.   [1] في الأصل «زيادة» وهو خطأ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 306 قَالَ ضِرَارُ بْنُ صُرْدٍ: سُئِلَ يَزِيدُ بْنُ هارون: أيّما أفقه: أبو حنيفة أو الثَّوْرِيُّ؟ فَقَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ لِلْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: النَّاسُ فِي الْفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ وَلا أَعْقَلَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةُ [1] وَغَيْرُهُ: سَمِعْنَا ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو حَنِيفَةَ ثِقَةٌ [2] . وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ، لَمْ يُتَّهَمْ بِالْكَذِبِ، لَقَدْ ضَرَبَهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْقَضَاءِ فَأَبَى أَنْ يَكُونَ قَاضِيًا. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَحِمَ اللَّهُ مَالِكًا، كَانَ إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ الشَّافِعِيَّ، كَانَ إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ، كَانَ إِمَامًا، سَمِعَ هَذَا ابْنُ دَاسَةٍ مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: عِلْمُنَا هَذَا رَأْيٌ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا قَدِرْنَا عَلَيْهِ فَمَنْ جَاءَنَا بِأَحْسَنِ مِنْهُ قَبِلْنَاهُ. وَعَنْ أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءِ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَرَوَى بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ إِذْ سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِآخَرَ: هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ لا يَنَامُ اللَّيْلَ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَاللَّهِ لا يَتَحَدَّثُ عَنِّي بِمَا لَمْ أَفْعَلْ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صلاة ودعاء وتضرّعا، وقد روى   [1] في الأصل «حزرة» . [2] في وفيات الأعيان لابن خلكان (ج 5/ 409) : قال يحيى بن معين: القراءة عندي قراءة حمزة، والفقه فقه أبي حنيفة، على هذا أدركت الناس. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 307 مِنْ وَجْهَيْنِ أَنَّهُ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ شَيْخًا يُفْتِي النَّاسَ بِمَسْجِدِ الكوفة عليه قلنسوة سوداء طويلة، وعن النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَمِيلَ الْوَجْهِ سَرِيُّ الثَّوْبِ عَطِرًا، أَتَيْتُهُ فِي حَاجَةٍ وَعَلَيَّ كِسَاءٌ قَوْمِسِيٌّ، فَأَمَرَ بِإِسْرَاجِ بَغْلَتِهِ وَقَالَ: أَعْطِنِي كِسَاءَكَ وَخُذْ كِسَائِي، فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِي: يَا نَضْرُ، أَخْجَلْتَنِي بِكِسَائِكَ، قُلْتُ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: هُوَ غَلِيظٌ. قَالَ النَّضْرُ: وَكُنْتُ اشْتَرَيْتُهُ بِخَمْسَةِ دَنَانِيرَ وَأَنَا بِهِ مُعْجَبٌ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ مَرَّةً وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ قَوَّمْتُهُ بِثَلاثِينَ دِينَارًا. وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ رَبْعَةً، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صُورَةً وَأَبْلَغَهُمْ نُطْقًا، وَأَعْذَبَهُمْ نَغَمَةً، وَأَبْيَنَهُمْ عَمَّا فِي نَفْسِهِ. وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي جَمِيلا تَعْلُوهُ سُمْرَةً، حَسَنَ الْهَيْئَةِ، كَثِيرَ الْعِطْرِ، هَيُوبًا، لا يَتَكَلَّمُ إِلا جَوَابًا، وَلا يَخُوضُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ. وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَوْقَرَ فِي مَجْلِسِهِ وَلا أَحْسَنَ سَمْتًا وَحِلْمًا مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: جَعَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ حَلَفَ باللَّه صَادِقًا أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ وَكَانَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً تَصَدَّقَ بِمِثْلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: لَقِيَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنَ النَّاسِ عَنَتًا لِقَلَّةِ مُخَالَطَتِهِ، فَكَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ زَهْوٍ فِيهِ وَإِنَّمَا كَانَ غَرِيزَةً. وَقَالَ جَبَّارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَرِعًا تَقِيًّا مُفَضَّلا عَلَى إِخْوَانِهِ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 308 وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ: ثنا الْخُرَيْبِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ رَجُلٌ لَهُ: إِنِّي وَضَعْتُ كِتَابًا عَلَى خَطِّكَ إِلَى فُلانٍ فَوَهَبَ لِي أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ كُنْتُمْ تَنْتَفِعُونَ بِهَذَا فَافْعَلُوهُ. وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ طَوِيلَ الصَّمْتِ كَثِيرَ الْعَقْلِ. قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ، أَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُسَمَّى الْوَتَدُ لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ. وَرَوَاهَا يُوسُفُ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَكْعَةٍ. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَحِبَ أَبَا حَنِيفَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَمَا رَآهُ صَلَّى الْغَدَاةَ إِلا بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ وَكَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كل ليلة عند السَّحَرِ. وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ كُمَيْتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لِأَبِي حَنِيفَةَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَانْتَفَضَ وَاصْفَرَّ وَأَطْرَقَ وَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا أَحْوَجُ النَّاسِ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ هَذَا. وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَبْعَةَ آلافِ مَرَّةٍ. قَالَ مِسْعَرٌ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَمَّاعَةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ قَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَهُ تَعَالَى بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ 54: 46 [1] ويبكي   [1] قرآن كريم- سورة القمر- الآية رقم 46. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 309 وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الْفَجْرِ. وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ ضُرِبَ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ فَلَمْ يَفْعَلْ. وَقِيلَ إِنَّ إِنْسَانًا اسْتَطَالَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ لَهُ: يَا زِنْدِيقُ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ هُوَ يَعْلَمُ مِنِّي خِلافَ مَا تَقُولُ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْلَمَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِذَا ارْتَشَى القاضي فَهُوَ مَعْزُولٌ وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ. وَرَوَى نُوحٌ الْجَامِعُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ اخْتَرْنَا وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ فَهُمْ رِجَالٌ وَنَحْنُ رِجَالٌ. وَقَال وَكِيعٌ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: الْبَوْلُ فِي الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ الْقِيَاسِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: جَمِيعُ الْحَنَفِيَّةِ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّ مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ أَوْلَى عِنْدَهُ مِنَ الْقِيَاسِ وَالرَّأْيِ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ يَجْهَرُ فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ جَهْرًا شَدِيدًا فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ حَتَّى تُوضَعَ فِي أَعْنَاقِنَا الْحِبَالُ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثُ إِلا بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ. وَرَوَاهَا أَبُو يُوسُفَ عَنْهُ. وَعَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: حُبُّ أَبِي حَنِيفَةَ مِنَ السُّنَّةِ وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ امتُحِنُوا فِي اللَّهِ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 310 جَاءَ مَنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّهُ ضُرِبَ أَيَّامًا لِيَلِيَ الْقَضَاءَ فَأَبَى. قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ قَالَ: طَلَبَ الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ فَأَرَادَهُ عَلَى الْقَضَاءِ وحلف ليليه فَأَبَى، وَحَلَفَ أَنْ لا يَفْعَلَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ حَاجِبُ الْمَنْصُورِ: تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَحْلِفُ وَأَنْتَ تَحْلِفُ! قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى كَفَّارَةِ يَمِينِهِ أَقْدَرُ مِنِّي. فَأُمِرَ بِهِ إِلَى السَّجْنِ فَمَاتَ فِيهِ بِبَغْدَادَ. وَقِيلَ دَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ حُمَيْدٌ الطُّوسِيُّ فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْفَعُ إِلَيَّ الرَّجُلَ فَيَقُولُ لِي: اقْتُلْهُ أَوْ قَطِّعْهُ أَوِ اضْرِبْهُ، وَلا عِلْمَ لِي بِقِصَّتِهِ، فَمَا أَفْعَلُ؟ فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هَلْ يَأْمُرُكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرٍ قَدْ وَجَبَ أَوْ بِأَمْرٍ لَمْ يَجِبُ؟ قَالَ: بَلْ بِمَا قَدْ وَجَبَ، قَالَ: فَبَادِرْ إِلَى الْوَاجِبِ. وَعَنْ مُغِيثِ بْنِ بُدَيْلٍ قَالَ: دَعَا الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ إِلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ، فَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَمَّا نَحْنُ فِيهِ! فَقَالَ: لا أَصْلُحُ، قَالَ: كَذَبْتَ، قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فَقَدْ حَكَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَلا أَصْلُحُ، وَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَقَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَحَبَسَهُ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ يُونُسَ الْحَاجِبَ يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمَنْصُورَ تَنَاوَلَ أَبَا حَنِيفَةَ فِي أَمْرِ الْقَضَاءِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمَأْمُونِ الرِّضَا، فَكَيْفَ أَكُونُ مَأْمُونَ الْغَضَبِ، فَلا أَصْلُحُ لِذَلِكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ بَلْ تَصْلُحُ، فَقَالَ: كَيْفَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُوَلِّي مَنْ يَكْذِبُ؟ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: قِيلَ: إِنَّهُ وَلِيَ الْقَضَاءَ، وَقَضَى قَضِيَّةً وَاحِدَةً وَبَقِيَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ اشْتَكَى سِتَّةَ أَيَّامٍ وَمَاتَ. وَقَالَ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّيَمْرِيُّ: لَمْ يَقْبَلِ الْعَهْدَ بِالْقَضَاءِ فَضُرِبَ وَحُبِسَ وَمَاتَ فِي السَّجْنِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قِيلَ لِمَالِكٍ: هَلْ رأيت الجزء: 9 ¦ الصفحة: 311 أَبَا حَنِيفَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُ رَجُلا لَوْ كَلَّمَكَ فِي هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنْ يَجْعَلَهَا ذَهَبًا لقام بحجّته. وَقَالَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أما لك أَفْقَهُ أَمْ أَبُو حَنِيفَةَ؟ قَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ. وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي أَبِي حَنِيفَةَ إِلا حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلٌ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ مَا سَمِعْنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَخَذْنَا بِأَكْثَرِ أَقْوَالِهِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ أَبِي حَنِيفَةَ بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ لَرَجَحَ عَلَيْهِمْ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: كَلامُ أَبِي حَنِيفَةَ فِي الْفِقْهِ أَدَقُّ مِنَ الشِّعْرِ لا يَعِيبُهُ إِلا جَاهِلٌ. وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: شَيْئَانِ مَا ظَنَنْتُهُمَا يُجَاوِزَانِ قَنْطَرَةَ الْكُوفَةِ: قِرَاءَةُ حَمْزَةَ، وَفِقْهُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ بَلَغَا الآفَاقَ. وَعَنِ الأَعْمَشِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فقال: إنما يحسن هَذَا النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزَّازُ، وَأَظُنُّهُ بُورِكَ له في علمه [1] . وَقَالَ جَرِيرٌ: قَالَ لِي مِغَيِرَةُ: جَالِسْ أَبَا حَنِيفَةَ تَفْقَهُ فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَوْ كَانَ حَيًّا لَجَالَسَهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: لَوْ وُزِنَ عَقْلُ أَبِي حَنِيفَةَ بِعَقْلِ نِصْفِ النَّاسِ لَرَجَحَ بِهِمْ.   [1] في (الانتقاء لابن عبد البر- ص 126) : خرج الأعمش يريد الحج فلما صار بالحيرة قال لعليّ ابن مسهر اذهب إلى أبي حنيفة حتى يكتب لنا المناسك. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 312 قُلْتُ: وَأَخْبَارُ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَنَاقِبُهُ لا يَحْتَمِلُهَا هَذَا التَّارِيخُ فَإِنِّي قَدْ أَفْرَدْتُ أَخْبَارَهُ فِي جُزْءَيْنِ. وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَاهُ السُّمَّ لقيامه مَعَ إِبْرَاهِيمَ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَدْ حَصَّلَ الشَّهَادَةَ وَفَازَ بِالسَّعَادَةِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي: كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ وَيَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَيُقَالُ مَاتَ فِي شَعْبَانَ. وَحَدِيثُهُ يَقَعُ عَالِيًا لابْنِ طَبَرْزَدَ. النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ الغساني الدمشقيّ [1]- د ن- أبو الوزير. عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ وَعَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ ويحيى بن حمزة والهيثم ابن حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَآخَرُونَ. أَظُنُّهُ مَرَّ في الطبقة الماضية. وثّقه دحيم وقال: رمي بالقدر. وقال أَبُو دَاوُدَ: كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الْقَدَرِ صَنَّفَ فِيهِ. نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ [2]- د-. عَنْ أبي مريم الثقفي.   [1] التقريب 2/ 304، الميزان 4/ 266، التهذيب 10/ 457، الجرح 8/ 447، التاريخ 8/ 80، المعرفة والتاريخ 3/ 264. [2] التقريب 2/ 305، ميزان 4/ 267، التهذيب 10/ 457، الجرح 8/ 462، التاريخ 8/ 99، التاريخ لابن معين 2/ 609 رقم 2560. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 313 وَعَنْهُ أَبُو عَوَانَةَ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَشَبَابَةُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. نَفَاعَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] ، أَبُو الْخَصِيبِ الْجُعْفِيُّ كُوفِيٌّ. عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ. نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ [2] . أَبُو الْجَرَّاحِ الْعُقَيْلِيُّ مَوْلاهُمُ الرَّقِّيُّ. عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ومبشر بن إسماعيل الحلبي وأيوب ابن سُوَيْدٍ وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ وَآخَرُونَ. سَكَنَ حَلَبَ ثُمَّ وَلِيَ الْخَرَاجَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ لِلْمَنْصُورِ. وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا. نَوْفَلُ بْنُ مَسْعُودٍ السَّهْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [3] . رَأَى ابْنَ عُمَرَ وسمع أنسا.   [1] الجرح 8/ 511، التاريخ 8/ 136. [2] الجرح 8/ 488، المعرفة والتاريخ 1/ 604. [3] الجرح 8/ 488، التاريخ 8/ 109. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 314 وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 315 [حرف الْهَاءِ] هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م-. عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَأَبِي الضُّحَا وَثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَشَرِيكٌ وَقَيْسُ بن الربيع. قال أحمد صَالِحٍ: قَدْ رَوَى عَنْهُ النَّاسُ. وَقَالَ ابْنُ معين: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لا بأس به. خرج مع إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا هُزِمَ إِبْرَاهِيمُ وَقُتِلَ هَرَبَ هَارُونُ إِلَى وَاسِطٍ فَكَتَبَ عَنْهُ الْوَاسِطِيُّونَ. وَقَدْ شَذَّ ابْنُ حِبَّانَ كَعَوَائِدِهِ فَقَالَ: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، كَانَ غَالِيًا فِي الرَّفْضِ، وَهُوَ رَأْسُ الزَّيْدِيَّةِ مِمَّنْ كَانَ يَعْتَكِفُ عِنْدَ خَشَبَةِ زَيْدٍ الَّتِي هُوَ مَصْلُوبٌ عَلَيْهَا وَكَانَ دَاعِيَةً إِلَى مَذْهَبِهِ. قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ غَالِيًا فِي رَفْضِهِ فَإِنَّ الرَّافِضَةَ رَفَضَتْ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَفَارَقَتْهُ، وَهَذَا قَدْ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ. هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيّ [2]- د ن-.   [1] التقريب 2/ 311، ميزان 4/ 284، التهذيب 11/ 6، الجرح 9/ 90، التاريخ 8/ 221، المجروحين 3/ 94، التاريخ لابن معين 2/ 613 رقم 1744. [2] التقريب 2/ 312، ميزان 4/ 284، التهذيب 11/ 9، الجرح 9/ 29، التاريخ 8/ 221، المجروحين 3/ 93، المعرفة والتاريخ 3/ 100، التاريخ لابن معين 2/ 613 رقم 1517. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 316 عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَأَحْمَدُ بْنُ بشر وابن فضيل وابنه عبد الملك ابن هَارُونَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو زُرْعَةَ. وَكُنْيَتُهُ أبو عبد الرحمن. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ. هَاشِمُ بْنُ الْبُرَيْدِ [1]- د ن ق-. عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَحُسَيْنِ بن ميمون وعبد الله بن محمد ابن عُقَيْلٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَهُوَ شِيعِيٌّ جَلْدٌ. هَاشِمُ بْنُ هاشم بن هاشم [2]- ع- بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ المدني. سمع سعيد بن المسيب وعامر بن سعد وعبد الله بن وهب بن زمعة. وعنه مالك ومروان بن معاوية وابن نمير وأبو أسامة ومكي بن إبراهيم وجماعة.   [1] التقريب 2/ 314، ميزان 4/ 288، التهذيب 11/ 16، الجرح 9/ 104، التاريخ 8/ 324. المعرفة والتاريخ 3/ 193، التاريخ لابن معين 2/ 614 رقم 2220. [2] التقريب 2/ 314، التهذيب 11/ 20، الجرح 9/ 103، التاريخ 8/ 233، طبقات خليفة 126، التاريخ الصغير 2/ 77، مشاهير علماء الأمصار 138، سير أعلام النبلاء 6/ 206 رقم 100، خلاصة تذهيب الكمال 408. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 317 وثقه ابن معين. مات قبل الخمسين فإنه حَدَّثَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. هَانِئُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُلاعِيُّ الْمِصْرِيُّ [1] . عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو السَّبَائِيُّ. وَكَانَ أخباريا علّامة بِالأَنْسَابِ وَأَيَّامِ الْعَرَبِ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة. هشام بن حسان [2]- ع- أبو عبد الله الأزدي القردوسي مولاهم البصري. وقيل هُوَ صَرِيحُ النَّسَبِ. لَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ وَابْنِ سيرين والحسن وحميد بن هلال وجماعة وأبي مجلز لقيه بخراسان قاله يحيى بن سعيد القطان. وعنه السفيانان والحمادان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم والأنصاري وعبد الرزاق وخلق كثير. قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد بن سلمة لا يَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا فِي حَدِيثِ ابن سيرين.   [1] لم أجد له ترجمة أخرى. [2] التقريب 2/ 318، المشاهير 151، الميزان 4/ 295، التهذيب 11/ 34، الجرح 9/ 54، التاريخ 8/ 197، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 615 رقم 2680، تاريخ أبي زرعة 1/ 155، تاريخ خليفة 424، طبقات خليفة 219، التاريخ الصغير 2/ 85، الكامل في التاريخ 5/ 583، الجرح والتعديل 9/ 54، سير أعلام النبلاء 6/ 355، تذكرة الحفاظ 1/ 163، خلاصة تذهيب الكمال 409، شذرات الذهب 1/ 219. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 318 وَقِيلَ: كَانَ عِنْدَهُ أَلْفُ حَدِيثٍ. قَالَ أَبُو حفص الفلاس: كان من البكّاءين. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ وَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَبَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ. وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: لَيْتَ مَا حَفِظَ عَنِّي مِنَ الْعِلْمِ فِي أَخْبَثِ تَنُّورٍ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ حَظِّي مِنْهُ لا عَلَيَّ وَلا لِيَ. وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: مَا كَتَبْتُ لِلْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ حَدِيثًا إِلا حَدِيثَ الأَعْمَاقِ لِأَنَّهُ طَالَ عَلَيَّ ثُمَّ مَحَوْتُهُ [1] وَلهِشَامٍ أَوْهَامٌ لا تُخْرِجُهُ عَنِ الاحْتِجَاجِ بِهِ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ فِيمَا حَدَّثَنِي الْفَلاسُ يُحَدِّثَانِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ. وَرَوَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ هِشَامٌ بِالْحَافِظِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا حَافِظَانِ، وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ فِي خالد يعني الحذّاء وهشام. قُلْتُ: بَلْ هَذَيْنِ أَوْثَقُ بِكَثِيرٍ مِنْ حَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَلَمْ يُتَابِعْ شُعْبَةُ عَلَى هَذِهِ الْقَوْلَةِ أَحَدٌ. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ: مَا رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ عِنْدَ الْحَسَنِ قَطُّ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُضَعِّفُ حَدِيثَ هِشَامٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا يثبّتون هشاما.   [1] في الميزان: «فلما حفظته محوته» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 319 وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: زَعَمَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَّقِي حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ عَطَاءٍ وَمُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ. وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَأَلَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ أَفِيدَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ فَقُلْتُ: أَسْتَحِلُّهُ. قُلْتُ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ مِنَ الثِّقَاتِ، احْتَجَّ بِهِ أَهْلُ الصِّحَاحِ. قَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: مَاتَ فِي أَوَّلِ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وقال يحيى القطان: سنة سبع وأربعين. قلت: سنة ثمان أصح. هشام بن عائذ [1]- ن- بن نصيب أبو كليب الكوفي. عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ. هشام بن عروة [2]- ع- بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ أَبُو الْمُنْذِرِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الزُّبَيْرِيُّ الْمَدَنِيُّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأعلام.   [1] التقريب 2/ 319، التهذيب 11/ 42، الجرح 9/ 64، التاريخ 8/ 199، المعرفة والتاريخ 3/ 110، التاريخ لابن معين 2/ 617 رقم 1560. [2] المشاهير 80، التقريب 2/ 319، ميزان 4/ 301، التهذيب 11/ 48، الجرح 9/ 63، التاريخ 8/ 193، تهذيب الأسماء 2/ 138، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 618 رقم 810، نسب قريش 248، طبقات خليفة 267، التاريخ الصغير 2/ 83، الثقات لابن حبان 3/ 280، تاريخ بغداد 14/ 47، الكامل في التاريخ 4/ 360، وفيات الأعيان 6/ 580، سير أعلام النبلاء 6/ 34 رقم 12، تذكرة الحفاظ 1/ 144، العبر 1/ 206، مرآة الجنان 1/ 302، خلاصة تذهيب الكمال 410. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 320 رَوَى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَأَبِيهِ وَأَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ وَعَبْدِ الله ابن عُثْمَانَ وَزَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَقَدْ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ابْنُ عُمَرَ وَدَعَا لَهُ حِفْظَ ذَلِكَ. رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ ويحيى القطان وأبو إسحاق الفزاري وأبو ضمرة وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَالْحَمَّادَانِ وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَزَائِدَةُ وَابْنُ إِدْرِيسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَوَكِيعٌ ويحيى بن يمان ويحيى بن محمد ابن قَيْسٍ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالْخُرَيْبِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَكَانَ مِثْلَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجّة. وقال أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: وَضَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ وَالِدُ الْمَنْصُورِ وَصِيَّتَهُ عِنْدِي. وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ تَذْكُرُ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ أَنَا وَإِخْوَتِي مَعَ أَبِي وَأَنْتَ تَشْرَبُ سُوَيْقًا بِقَصَبَةِ يَرَاعٍ فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ أَبُونَا: اعْرَفُوا لِهَذَا الشَّيْخِ حَقَّهُ فَإِنَّهُ لا يَزَالُ فِي قَوْمِكُمْ بَقِيَّةٌ مَا بَقِيَ. قَالَ: لا أَذْكُرُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلامُوهُ فِي ذَلِكَ، وَقَالَ: لَمْ يُعَوِّدْنِي اللَّهُ فِي الصِّدْقِ إِلا خَيْرًا. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 321 يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ لَهُ جُمَّةٌ أَظُنُّهَا تَضْرِبُ أَطْرَافَ مَنْكِبَيْهِ. وَقَالَ وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرًا وَابْنَ عُمَرَ وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا جُمَّةٌ. عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ صَفَّنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُهُ يَصْعَدُ الْمِنْبَرَ وَفِي يَدِهِ عَصًا فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَجْلِسُ وَيُؤَذِّنُ الْمُؤَذِّنُونَ فَإِذَا فَرَغُوا قَامَ فَتَوَكَّأَ عَلَى الْعَصَا فَخَطَبَ. وَرَوَى عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدِّمِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّهُ دَخَل عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ دَيْنًا مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا! قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، شَبَّ فِتْيَانُ مِنْ فِتْيَانِنَا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا أَكْرَهُ فبوأتهم [1] ، واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة باللَّه، ثُمَّ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَرَدَّدَ عَلَيْهِ «مِائَةُ أَلْفٍ!!» اسْتِعْظَامًا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاعْطِنِي مَا أَعْطَيْتَ وَأَنْتَ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ «مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وَالْمُعْطَى» قَالَ: فَإِنِّي بِهَا طَيِّبَ النَّفْسِ. وهذا حديث مرسل. وروي أن هشاما أهوى إِلَى يَدِ الْمَنْصُورِ يُقَبِّلُهَا فَمَنَعَهُ وَقَالَ: يَا بْنَ عُرْوَةَ إِنَّا نُكْرِمُكَ عَنْهَا وَنُكْرِمُهَا عَنْ غَيْرِكَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: بَلَغَنِي أَنَّ مَالِكًا نَقَمَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ حديثه لأهل العراق.   [1] أي زوّجتهم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 322 وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هِشَامٌ ثَبْتٌ لَمْ يُنْكَرْ عَلَيْهِ إِلا بَعْدَ مَا صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَإِنَّهُ انْبَسَطَ فِي الرِّوَايَةِ وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِيهِ بِمَا كَانَ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ أَبِيهِ عن أبيه. وقد قال ابْنُ مَعِينٍ وجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ. قَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ. وَقَالَ الْفَلاسُ: سَنَةَ سَبْعٍ. وَقِيلَ سنة خمس. وَيُقَالُ: عَاشَ سَبْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. هِلالِ بْنُ خَبَّابٍ [1]- 4- أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ. مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، سَكَنَ الْمَدَائِنَ. وَرَوَى عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ وَيَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ وَهُشَيْمٌ وَعَبَّادُ بْنُ العوّام. وثّقه ابْنُ مَعِينٍ، وَقَدْ مَرَّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي آخِرِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة. هلال بن ميمون الرمليّ [2]- د ن-. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَيَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَعَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو معاوية وغيرهم. وثّقه ابن معين.   [1] التقريب 2/ 323، التهذيب 11/ 37، الجرح 9/ 75، التاريخ 8/ 210، المجروحين 3/ 87، تاريخ أبي زرعة 1/ 458، المعرفة والتاريخ 3/ 90، التاريخ لابن معين 2/ 623 رقم 737. [2] التقريب 2/ 324، المشاهير 180، التهذيب 11/ 84، الجرح 9/ 76، التاريخ 8/ 205، ولم أجد في التاريخ لابن معين. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 323 [حرف الْوَاوِ] الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ الْعُقَيْلِيُّ الْجَزَرِيُّ [1] . عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ وَمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (تَفَكَّرُوا فِي آلاءِ اللَّهِ وَلا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ) . وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ أَبُو يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ [2]- ت ق- بَصْرِيٌّ. عَنْ عطاء بن أبي رباح وأبي سورة ابن أَخِي أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ وَوَكِيعٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ والقاسم بن مالك المزني.   [1] الضعفاء الصغير 117، الميزان 4/ 327، التاريخ 8/ 183، المتروكين 103، الجرح 9/ 39، المجروحين 3/ 83، المعرفة والتاريخ 3/ 141، التاريخ لابن معين 2/ 627 رقم 5336. [2] الضعفاء الصغير 117، الميزان 4/ 328، التاريخ 8/ 173، المتروكين 103، التقريب 2/ 328، التهذيب 11/ 103، الجرح 9/ 30، المجروحين 3/ 83، المعرفة والتاريخ 3/ 141. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 324 قال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ [1] وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ [2]- 4-. عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ. وَبَرُ بْنُ أَبِي دَلِيلَةَ الطَّائِفِيُّ [3]- د ن ق-. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونَ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو عَاصِمٍ. ثِقَةٌ. قَالَهُ ابْنُ معين. الوضين بن عطاء [4]- د ق- أبو كنانة الخزاعي الدمشقيّ الكفرسوسي.   [1] في نسخة دار الكتب «سنة سبع» وفي نسخة أحمد الثالث باصطنبول والخلاصة «سنة أربع» . [2] التقريب 2/ 329، الميزان 4/ 331، الجرح 9/ 43، التهذيب 11/ 109، المعرفة والتاريخ 3/ 101. [3] التقريب 2/ 330، التهذيب 11/ 110 وفيه «وبرة» ، الجرح 9/ 44، التاريخ 8/ 184، التاريخ لابن معين 2/ 628 رقم 311. [4] التقريب 2/ 331، المشاهير 184، ميزان 4/ 334، التهذيب 11/ 120، الجرح 9/ 50، ابن سعد 7/ 466، التاريخ 8/ 189، تاريخ أبي زرعة 2/ 701، المعرفة والتاريخ 2/ 357، التاريخ لابن معين 2/ 629 رقم 2840. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 325 عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَمَكْحُولٍ وَمَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَبَقِيَّةُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وقال أبو داود: قدري. وقال ابن سعد: كان ضعيفا. وقال أَبُو حَاتِمٍ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ. وَقَالَ آخَرُ: كَانَ خطيبا بليغا فَصِيحًا مُفَوَّهًا. مَاتَ الْوَضِينُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة. وقاء [1] بن إياس [2]- ن- أبو يزيد الوالبي الكوفي. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ وَمُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.   [1] في نسخة القدسي 6/ 147 «وفاء» بالفاء، والتصحيح من المصادر التالية، وهو بكسر الواو في أوله ثم قاف. [2] التقريب 2/ 331، ميزان 4/ 335، التهذيب 11/ 122، التاريخ 8/ 188، المعرفة والتاريخ 3/ 212 و 231، التاريخ لابن معين 2/ 630 رقم 3032. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 326 الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ [1]- د ق- بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ وَالضَّحَّاكِ. وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو [2] ، بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُسَافِعٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ وَيَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ. وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ هَاشِمٍ [3] والدراوَرْديّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي الزناد وآخرون.   [1] الجرح 9/ 2، التاريخ 8/ 142، التقريب 2/ 332، التهذيب 11/ 132. [2] الجرح 9/ 10، التاريخ 8/ 149. [3] في نسخة أحمد الثالث: «قاسم» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 327 [حرف الياء] يحيى بن أبي أنيسة [1]- ت- أبو زيد الجزري الرهاوي. طَلَبَ الْعِلْمَ مَعَ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ وَسَمِعَ نَافِعًا وَعَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ وَابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ وجماعة، وكأنه أسن من أخيه. حدث عنه أبو إسحاق الفزاري وأبو معاوية ومحمد بن سلمة الحراني وعبد الوارث، وعبد الله بن بكر السهمي. قال الفلاس: صدوق يهم، وَقَالَ أَيْضًا: قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ حديثه. وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ: سَمِعْتُ أَوْ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ: لا تَكْتُبُوا عَنْ أَخِي فَإِنَّهُ يَكْذِبُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَحْيَى مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، قِيلَ: لِمَ يَا أَبَا عبد الله؟ قال: حديثه يدلّك عليه.   [1] الضعفاء الصغير 118، ميزان 4/ 364، التاريخ 7/ 262، المتروكين 110، التقريب 2/ 343، التهذيب 11/ 183، الجرح 9/ 129، المجروحين 3/ 110، المعرفة والتاريخ 3/ 43، التاريخ لابن معين 2/ 640 رقم 5402. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 328 وقال الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ [1]- 4- أَبُو عَمْرٍو الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ إِمَامُ جَامِعِهَا وَشَيْخُ الْقُرَّاءِ بِهَا، وَذِمَارٌ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ. قَرَأَ الْقُرْآنَ على ابن عامر [2] ، وقرأ أيضا فيما بلغنا على واثلة بن الأسقع، وحدّث عنه وعن سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ. قَرَأَ عَلَيْهِ عِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ وَأَيُّوبُ بْنُ تَمِيمٍ وَمُدْرِكُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَحَدَّثُوا أَيْضًا عَنْهُ هُمْ وَالأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَصَدَقَةُ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حمزة ومحمد بن شعيب ابن شَابُورٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ عَالِمٌ بِالْقِرَاءَةِ فِي دَهْرِهِ، مات سنة خمس وأربعين ومائة. قال: وكان قليل الحديث.   [1] المشاهير 119، التقريب 2/ 344، ميزان 4/ 367، التهذيب 11/ 193، الجرح 9/ 135، التاريخ 8/ 267، تاريخ أبي زرعة 1/ 320، المعرفة والتاريخ 2/ 461، التاريخ لابن معين 2/ 641 رقم 5308، طبقات ابن سعد 7/ 168، تاريخ خليفة 423، طبقات خليفة 314، الثقات لابن حبّان 3/ 289، الكامل في التاريخ 5/ 542، سير أعلام النبلاء 6/ 189 رقم 89، خلاصة تذهيب الكمال 422، شذرات الذهب 1/ 217. [2] في نسخة أحمد الثالث (أبي عامر) وهو تحريف. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 329 وقال ابْن معين وغيره: ليس بِهِ بأس. وَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: كَبُرَ يَحْيَى الذِّمَارِيُّ وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ قِرَاءَةَ الْجُنْدِ، وَكَانَ يَقِفُ خَلْفَ الأَئِمَّةِ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَؤُمَّ مِنَ الْكِبَرِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً. وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَأَلْتُ يَحْيَى الذِّمَارِيَّ عَنْ عَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ فَقَالَ بِيَدِهِ: سَبْعَةُ آلافِ وَمِائَتَانِ وَسِتَّةٌ وَعِشْرُونَ. يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ الْبَكْرِيُّ [1]- ن- الفلسطيني الرمليّ. عَنْ أَبِي قَرْصَافَةٍ جُنْدَرَةٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَأَبِي رَيْحَانَةٍ وَلَهُمْ صُحْبَةٌ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِلالُ بْنُ كَعْبٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ. قُلْتُ: هَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ المبارك. يحيى بن سعيد بن حيان [2]- ع- أبو حيان التيمي- تيم الرباب- أحد ثقات الكوفيين.   [1] الجرح 9/ 135، التاريخ 8/ 269، التقريب 2/ 345، التهذيب 11/ 198، المعرفة والتاريخ 3/ 10 و 28. [2] التاريخ 8/ 276، الجرح 9/ 149، ميزان 4/ 380، التقريب 2/ 348، التهذيب 11/ 214، المعرفة والتاريخ 3/ 19 و 20، التاريخ لابن معين 2/ 645 رقم 1449. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 330 رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ يَزِيدَ الشعبي وأبي زرعة البجلي. وعنه شعبة وابن علية والقطان ومحمد بن بشر وخلق كثير. قال الخريبي: كان الثوري يعظّمه، ويوثّقه. وقال أبو حاتم: صالح. وقال العجلي: ثقة مبرز صَاحِبُ سُنَّةٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ 145. يحيى بن سعيد [1]- ع- بن قيس بن عمرو. - وقيل ابن مهر بدل عَمْرو- الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْقَاضِي أَحَدُ الأَعْلامِ. سَمِعَ أَنَسًا وَالسَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَأُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَأَبَا سَلَمَةَ وَطَبَقَتَهُمْ. وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَمَالِكٌ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَهُشَيْمٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: ما رأيت بالمدينة أَفْقَهَ مِنْهُ. وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ قَدِمَ دِمَشْقَ فِي صُحْبَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ قال المفضل الغلابي: كذا حدثنا يزيد، وإنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: آلُ قَهْدٍ أَصْهَارُ حمزةَ عَمّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ وَغَيْرُهُ: فِي نَسَبِهِ كَمَا قَالَ يَزِيدُ.   [1] المشاهير 80، التاريخ 8/ 275، التقريب 2/ 348، التهذيب 11/ 221، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 331 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرٍو. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمُ ابْنُ قَهْدٍ وَلَمْ يَصِحَّ، وَزَادَ ابْنُ سَعْدٍ: قَدِمَ يَحْيَى الْكُوفَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَاسْتَقْضَاهُ عَلَى قَضَائِهِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ حجّة ثبتا. وقال النسائي: ثقة مأمون. وقال ابن عيينة: هُوَ وَالزُّهْرِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ مُحَدِّثُو الْحِجَازِ يَجِيئُونَ بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ. قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ يَحْيَى وَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ. إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِر الْخُزَامِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَدْ سَاءَتْ حَالُهُ وَأَصَابَهُ ضِيقٌ شَدِيدٌ وَرَكِبَهُ الدَّيْنُ فَجَاءَ كِتَابُ السَّفَّاحِ يَسْتَقْضِيهِ فَوَكَّلَنِي يَحْيَى بِأَهْلِهِ وَقَالَ لِي: وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ وَأَنَا أَجْهَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا قَدِمَ الْعِرَاقَ كَتَبَ إِلَيَّ إِنِّي كُنْتُ قُلْتُ لَكَ مَا قُلْتُ وَأَنَّهُ وَاللَّهِ لأَذَلُّ خَصْمَيْنِ جَلَسَا بَيْنَ يَدَيَّ فَاقْتَضَيَا شَيْئًا، وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي فَسَلْ رَبِيعَةَ وأكتب إِلَيَّ بِمَا يَقُولُ وَلا تَعْلَمُهُ. ابْنُ وَهْبٍ ثنا مَالِكٌ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثَ ابْنِ شِهَابٍ فِي الْقَضَاءِ، فَكَتَبْتُ لَهُ ذَلِكَ فِي صَحِيفَةٍ صَفْرَاءَ، قِيلَ لِمَالِكٍ: أَعَرَضَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: هُوَ أَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا أَنْبَلَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى أَجَلَّ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ، ثُمَّ جَعَلَ الْقَطَّانُ يَصِفُ يَحْيَى وَيُعَظِّمُهُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنِي بِالْحَدِيثِ كَأَنَّهُ يَنْثُرُ عَلَيَّ اللؤلؤ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 332 وَقَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا إِلا وَأَنْتَ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ غَيْرَ مَالِكٍ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الطَّالِقَانِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: يَحْيَى ابن سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ أَثْبَتُ النَّاسِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَنَا سليمان بن بلال أن يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ذَهَبَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ فِي طَلَبِ مِيرَاثٍ لَهُ فَقَدِمَ بِهِ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ فَلَمَّا أَتَاهُ رَبِيعَةُ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ قَسَّم الْمَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ نِصْفَيْنِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد بن حساب [1] : ثنا حماد بن زيد عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ إِحْدَى عَمَّاتِي، وَأَنَا يَحْيَى بْنُ سعيد بن قيس ابن عَمْرٍو. قُلْتُ: حَبِيبَةُ هِيَ الَّتِي قَالَتْ: لا أَنَا وَلا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ. وَقَيْسُ بْنُ عمرو ابن سَهْلٍ صَحَابِيٌّ حَدِيثُهُ فِي السُّنَنِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ. وَمِمَّنْ نَصَّ عَلَى أَنَّ جَدَّهُ قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: غَلَطَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ حَيْثُ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ وَإِنَّمَا قَيْسُ بْنُ قَهْدٍ جَدُّ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْن الْقَاسِمِ الأَنْصَارِيِّ الْكُوفِيِّ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: كَمْ تَحْفَظْ؟ قَالَ: سِتَّمِائَةِ سَبْعَمِائَةِ حَدِيثٍ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُ عن اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى ابْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ سَكَتَ إِجْلالا لِرَبِيعَةَ فتلا يحيى يوما   [1] بكسر المهملة الأولى وتخفيف الثانية آخره موحدة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 333 وَإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ 15: 21 [1] . فَقَالَ عِرَاقِيٌّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَرَأَيْتَ السِّحْرَ، أَمِنْ خَزَائِنِ اللَّهِ الَّتِي تَنْزِلُ؟ قَالَ يَحْيَى: مَهٍ مَا هَذَا مِنْ مَسَائِلِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَفْحَمَ الْقَوْمَ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِ الْخُصُومَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ إِنَّ السِّحْرَ لا يَضُرُّ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَتَقُولُ أَنْتَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَسَكَتَ الرَّجُلُ، فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَيْنَا جَبَلٌ فَوُضِعَ عَنَّا. قُلْتُ: لَهُ أَخَوَانِ: عَبْدُ رَبِّهِ وَسَعْدٌ مَاتَا قَبْلَهُ وَمَاتَ هُوَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ الْقَطَّانُ وَالْهَيْثَمُ وَشَبَّابٌ وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ يزيد والفلاس: سَنَةَ أَرْبَعٍ. يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ النَّيْسَابُورِيُّ [2]- د- كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَخَذَ عَلَى النَّاسِ الْقِرَاءَاتِ بِنَيْسَابُورَ. رَوَى عَنْ قَتَادَةَ وَعَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ. وعنه جريج وابن عيينة ويحيى القطان. وثّقه أبو داود. يحيى بن عبيد الله [3]- ت ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَكْثَرَ عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ثُمَّ تركه القطان. وقال أحمد وغيره: منكر الحديث.   [1] قرآن كريم- سورة الحجر- الآية 21. [2] التقريب 2/ 350، التهذيب 11/ 232، الجرح 9/ 158، التاريخ 8/ 282. [3] التقريب 2/ 353، ميزان 4/ 395، التهذيب 11/ 252، المجروحين 3/ 121، التاريخ لابن معين 2/ 650 رقم 1342. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 334 قُلْتُ: وَأَبُوه لا يعرف. وَقَالَ شُعْبَة: رأيته يسيء صلاته. يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو أَبُو زُرْعَةَ الشَّيْبَانِيُّ الشَّامِيّ [1]- د ن ق- حِمْصِيٌّ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ سُفْيَانَ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَابْنُ شَابُورٍ وَمُحَمَّدُ ابن حِمْيَرٍ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْعِجْلِيُّ ومات سنة ثمان وأربعين ومائة. أرّخه ضمرة وقال: عاش خمسا وثمانين سنة. يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الضَّحَّاكِ الْهَمْدَانِيُّ [2] . عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَالْحَرْبِيُّ [3] . وسيف بن أسلم. ضعّفه ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ. لا بَأْسَ به. يحيى بن ميسرة [4] .   [1] التقريب 2/ 355، التهذيب 11/ 260، الجرح 9/ 177، التاريخ 8/ 293، تاريخ أبي زرعة 1/ 224، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) . [2] التقريب 2/ 358، الميزان 4/ 409، التهذيب 11/ 279، الجرح 9/ 187، التاريخ 8/ 305. [3] في نسخة أحمد الثالث: «الخريبي» . [4] الجرح 9/ 189، التاريخ 8/ 305، المعرفة والتاريخ 2/ 270. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 335 عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ. يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ [1] . كُوفِيٌّ. لَهُ عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. صَدُوقٌ. يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ التُّجِيبِيُّ [2] . قَاضِي الأَنْدَلُسِ. كَانَ قَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى قَضَاءِ الأَنْدَلُسِ. وَطَالَتْ أيامه إلى أَنْ مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. يَحْيَى بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو طَالِبٍ الأَنْصَارِيُّ الْقَاصُّ [3] . خَالُ أَبِي يُوسُفَ. عَنْ عِكْرِمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو تَمِيلَةَ [4] وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حاتم. يزيد بن حازم [5] بصري.   [1] الجرح 9/ 195، المعرفة والتاريخ 3/ 243. [2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 177، قضاة قرطبة وعلماء إفريقية 28. [3] الجرح 9/ 198، الميزان 4/ 415. [4] بالتاء المضمومة بالتصغير، وهو يحيى بن واضح. [5] التقريب 2/ 363، التهذيب 11/ 317، الجرح 9/ 257، التاريخ 8/ 325، المعرفة والتاريخ 3/ 25. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 336 عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ أَخُوهُ جَرِيرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ [1]- ن ق- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ لَهُ عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدٍ أَخِي سَالِمٍ وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ وَالْحَكَمِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. وَلَهُ كلام ومعرفة بالمغازي والأخبار. يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ [2] ، أَبُو حَبِيبٍ الدَّبَّاغُ. رَوَى عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وَقَدْ وُثِّقَ. عِدَادُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ. وَلَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي عثمان النهدي. يزيد بن طهمان [3]- ن ق- أبو المعتمر الرقاشيّ. بصري نزل الحيرة.   [1] التاريخ 8/ 333، الميزان 4/ 423، التقريب 2/ 364، التهذيب 11/ 328، تاريخ أبي زرعة 1/ 293، التاريخ لابن معين 2/ 670 رقم 2015. [2] الجرح 9/ 272، التاريخ 8/ 342، التاريخ لابن معين 2/ 673 رقم 4196. [3] الجرح 9/ 273، التاريخ 8/ 343، التقريب 2/ 368، التهذيب 11/ 350، المعرفة والتاريخ 9/ 242، التاريخ لابن معين 2/ 673 رقم 1389. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 337 رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ. وعنه الحسن بن حي وشريك والفضل السيناني ووكيع. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ. يَزِيدُ [1] بْنُ عُبَيْدَةَ [2] بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ السَّكُونِيُّ- ق-. دِمَشْقِيٌّ صَدُوقٌ. لَهُ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ مُشْكَمٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَابْنُ شَابُورٍ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ. يَزِيدُ بن أبي عبيد المدني [3]- ع-. عَنْ مَوْلاهُ سَلْمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَعُمَيْرِ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَمَكِّيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَحَدِيثُهُ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ. مَاتَ سَنَةَ سبع [4] وأربعين ومائة.   [1] الجرح 9/ 279، التاريخ 8/ 348، التقريب 2/ 368، التهذيب 11/ 350، تاريخ أبي زرعة 1/ 175، المعرفة والتاريخ 3/ 27. [2] بفتح العين. [3] المشاهير 78، التهذيب 11/ 349، الجرح 9/ 280، التاريخ 8/ 348، المعرفة والتاريخ 1/ 437، التاريخ لابن معين 2/ 675 رقم 863. [4] كذا في الأصلين، وفي (الخلاصة) : «ست وأربعون» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 338 يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَشْكُرِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- م 4-. عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مغراء ومحمد ويعلى أبناء عبيد [2] . وثّقه النسائي. وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. يَزِيدُ [3] بْنُ مردانبة [4]- ن- الكوفي التَّاجِرُ. عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي بُرْدَةَ وَزِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الدِّمَشْقِيُّ [5]- خ 4- أبو عبد الله مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ وَمَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ   [1] التقريب 2/ 370، الميزان 4/ 438، التهذيب 11/ 356، الجرح 9/ 285، التاريخ 8/ 354، المعرفة والتاريخ 3/ 119، التاريخ لابن معين 2/ 676 رقم 1873. [2] في الأصل: «محمد بن يعلى ابنا عبيد» ، والتصويب من المصادر السابقة. [3] الجرح 9/ 289، التاريخ 8/ 360، التقريب 2/ 370، التهذيب 11/ 359، المعرفة والتاريخ 3/ 243، التاريخ لابن معين 2/ 676 رقم 2598. [4] بضم النون. [5] المشاهير 183، الجرح 9/ 291، التاريخ 8/ 361، التقريب 2/ 370، الميزان 4/ 439، التهذيب 11/ 359، تاريخ أبي زرعة 1/ 235، المعرفة والتاريخ 3/ 170، التاريخ لابن معين 2/ 676 رقم 5262. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 339 ورأى [1] وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ. رَوَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بن حمزة الوليد بْنُ مُسْلِمٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَابْنُ شَابُورٍ. وثّقه ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ. قَالَ دُحَيْمٌ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ يزيد عن موت أَبِيهِ فَقَالَ: بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ [2] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ التَّيْمِيُّ أَبُو عَرَفَةَ الْمَدَنِيُّ. عَنِ الْمَقْبُرِيِّ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ قَاضِيًا بِالْمَدِينَةِ. كَأَنَّهُ مَاتَ شَابًّا. يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ [3] . أَبُو الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ قَاضِي مَرْوَ. عَنِ الْحَسَنِ وعطاء بن أبي رباح.   [1] في نسخة دار الكتب المصرية «وأبي واثلة» . [2] الجرح 9/ 207، التاريخ 8/ 393، التهذيب 11/ 385، التقريب 2/ 375، المعرفة والتاريخ 1/ 511 [3] المشاهير 195، الجرح 9/ 213، التاريخ 8/ 399، التقريب 2/ 376، التهذيب 11/ 393. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 340 وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ. وُثِّقَ. يَعْقُوبُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ [1] . عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ [2]- م د-. أبو حررّة [3] المدني القاص مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ. عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو شَيْبَةَ الْجَوْهَرِيُّ [4]- ت ق-. بصريّ واه.   [1] الجرح 9/ 213، التاريخ 8/ 397. [2] التقريب 2/ 376، ميزان 4/ 453، تهذيب 11/ 394، الجرح 9/ 215، التاريخ 8/ 396، التاريخ لابن معين 2/ 681 رقم 814. [3] بفتح الحاء والزاي وبينهما، راء ساكنة، وفي (التقريب 2/ 376) «حزرة» بتقديم الزاي، الميزان 4/ 453، التهذيب 11/ 394، الجرح 9/ 215، التاريخ 8/ 396. [4] الجرح 9/ 218، التاريخ 8/ 377، التقريب 2/ 379، الميزان 4/ 461، التهذيب 11/ 407. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 341 لَهُ عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ عُقْبَةُ [1] بْنُ خَالِدٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ. وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه. يُوسُفُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْحَدَّادُ [2] . عَنِ الْقَاسِمِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونَ [3] . أَبُو خُزَيْمَةَ الصَّبَّاغُ. بَصْرِيٌّ. عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. يُونُسُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الإِسْكَافُ [4]- خ ت ن ق- بَصْرِيٌّ. عَنِ الْحَسَنِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز وقتادة.   [1] في نسخة أحمد الثالث «عتبة» ، وهو تصحيف. [2] الجرح 9/ 231، التاريخ 8/ 380، المعرفة والتاريخ 3/ 176. [3] الضعفاء الصغير 122، الميزان 4/ 474، التاريخ 8/ 384، التهذيب 11/ 426، الجرح 9/ 230، المجروحين 3/ 132، التاريخ لابن معين 2/ 686 رقم 2698. [4] التقريب 2/ 385، الميزان 4/ 483، التهذيب 11/ 446، الجرح 9/ 245، التاريخ 8/ 406، المجروحين 3/ 139. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 342 وَعَنْهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ. وثّقه أحمد وغيره. وأما ابن حبّان فقال: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِغَلَبَةِ الْمَنَاكِيرِ فِي حديثه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 343 [الْكُنَى] أبُو الأَشْهَبِ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ جَعْفَرٌ. تقدم. أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ [1]- خ م ن-. رَوَى عَنْ عَمِّهِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو ضُمْرَةَ. وَكَانَ ثِقَةً. أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيّ عَنْ جَابِرٍ. وَاسْمُهُ الْفَضْلُ، مَرَّ. أَبُو الْبِلادِ [2] هُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْغَطْفَانِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ [3] وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ [4] الْمُؤَدِّبِ [5] .   [1] التهذيب 12/ 33، التقريب 2/ 398، الجرح 9/ 343. [2] الجرح 9/ 160، التاريخ لابن معين 2/ 649 رقم 1509. [3] كذا في نسخة أحمد الثالث وفي (اللباب 1/ 437) وهو الصواب، وفي نسخة دار الكتب المصرية «الحزبي» وهو تحريف. [4] في نسخة دار الكتب «وإسماعيل» ، والتصويب من نسخة أحمد الثالث. [5] في نسخة أحمد الثالث «المؤذن» وهو تحريف. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 344 وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. أَبُو الْجَحَّافِ هُوَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ [1] . ذُكِرَ. أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطَمِيُّ الْمَدَنِيُّ [2]- 4-. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ، اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ. رَوَى عَنْ خَالِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ وَعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُمَارَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيُوسُفُ السَّمْتِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. أَبُو جناب الكلبي [3]- د ت ق- يحيى بن أبي حية. كُوفِيٌّ. عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَجَمَاعَةٌ. وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ. ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ به بأس. وقال أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ. وقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يُضَعِّفُهُ. أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ [4]- 4- يَزِيدُ بْنُ عبد الرحمن.   [1] في نسخة أحمد الثالث «عون» وهو تصحيف. [2] الجرح 6/ 379، التاريخ لابن معين 2/ 457 رقم 4326. [3] الجرح 9/ 138، التاريخ لابن معين 2/ 642 رقم 1435. [4] الجرح 9/ 277، المعرفة والتاريخ 3/ 113. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 345 عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَبْدُ السَّلامِ الْمُلائِيُّ وَالْمُحَارِبِيُّ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ [1] . أبو الرحّال الأنصاري البصري [2]- ت- يُقَالُ اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَقِيلَ مُحَمَّدُ بن خالد. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ. وَعَنْهُ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَحَرَمِيُّ [3] بْنُ عُمَارَةَ وَسَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيَزِيدُ بْنُ بَيَّانٍ الْعُقَيْلِيُّ وَآخَرُونَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي حَدِيثِهِ بَعْضُ النكرة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ. أَبُو الرَّحَّالِ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ [4]- خت- اسْمُهُ عقبة بن عبيد وهو أَخُو سَعِيدٍ الطَّائِيِّ. لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَبَشِيرِ بن يسار.   [1] في (اللباب 1/ 488) «كان كثير الخطأ فاحش الوهم لا يعتد بروايته. [2] الجرح 7/ 242 وفيه «أبو الرجال» وهو تحريف، والتصويب من التاريخ الكبير 9/ 30، والمعرفة والتاريخ 3/ 411. [3] بالأصل «حرى» والتصويب من تهذيب التهذيب. [4] الجرح 6/ 315. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 346 وعنه حفص بن غياث ويحيى القطان وعيسى بن يونس وغيرهم. ليس بحجة. أبو سعد البقال الكوفي الأعور [1]- ت ق- اسمه سعيد بن المرزبان مَوْلَى حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رَوَى عَنْ أنس وأبي وائل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وَعِكْرِمَةَ. وعنه شعبة والسفيانان وأبو أسامة ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون وعبيد الله ابن موسى. تركه الفلاس، وهو ضعيف عندهم. أبو سعيد بن عوذ البراد [2] . مكي. اسمه رجاء بن الحارث. سمع ابن الزبير وقيل سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ. حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَآخَرُونَ، وَرَوَى أَيْضًا عن مُجَاهِدٍ وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. أَبُو سِنَانٍ الْحَنَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ عِيسَى بْنُ سِنَانٍ. أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ.   [1] الجرح 4/ 62، المعرفة والتاريخ 3/ 59، التاريخ لابن معين 2/ 207 رقم 3038. [2] الجرح 3/ 501. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 347 أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ نَزِيلُ الرَّيِّ، سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ. أَبُو السِّنْدِيِّ [1] سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ، مَكِّيٌّ. عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَتَرَكَهُ غَيْرُهُ وَهُوَ الَّذِي زَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ سَوْدَاءَ فَكَذَبَ بِمِثْلِ هَذَا. أَبُو شُعَيْبٍ الْمَجْنُونُ الصَّلْتُ. أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ [2]- خ م ن- الأكبر. هو موسى بن نافع، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قَدِيمٌ. رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ. وعنه الثوري ويحيى القطان وأبو أسامة وأبو نعيم وأبو داود الطيالسي. وثقه ابن معين، وهو أكبر شيخ لأبي داود. أبو الصباح النخعي- ق-. سليمان بن بشير، مَرَّ. أَبُو عَاتِكَةَ [3]- ت-. عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ وَسَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَسَّانُ بن عبيد.   [1] الجرح 4/ 246، التاريخ لابن معين 2/ 242 رقم 2486. [2] الجرح 8/ 165، المعرفة والتاريخ 3/ 106. [3] التهذيب 12/ 141 و 142. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 348 قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ هُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ. قدْ ذُكِرَ. أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ [1] ، النَّضْرُ قَدْ ذُكِرَ. أَبُو العميس [2]- ع- هو أخو المسعودي وهو عتبة بن عبد الله بن عتبة ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذْلِيُّ الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وقيس بن مسلم وعون بن أبي جحيفة. وعنه وكيع وأبو أسامة وجعفر بن عون وأبو نعيم وآخرون. وثقه أحمد وليس هو بالمكثر. قال عباس الدوري: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ثنا أَبُو الْعُمَيْسِ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: مَرَّ الْفُرَاتُ فَجَاءَ بِرُمَّانَةٍ مِثْلَ الْبَعِيرِ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهَا مِنَ الْجَنَّةِ. أَبُو الْعَنْبَسِ [3] . عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ. وَعَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُ. اسْمُهُ سَعِيدُ بن كثير. أبو العنبس [4] .   [1] في نسخة أحمد الثالث «الخراز» والتصويب من الخلاصة حيث قال: بمعجمات. [2] الجرح 6/ 372، المعرفة والتاريخ 1/ 460. [3] الجرح 4/ 56، المعرفة والتاريخ 3/ 71. [4] التهذيب 12/ 189، التاريخ لابن معين 2/ 718 رقم 2403 وقال: «لا أعرف اسمه» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 349 عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنْ مَوْلَى لأُمِّ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمَا. قَدِيمُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا أَخَّرْتُهُ لِرَفِيقَيْهِ. أَبُو الْعَنْبَسِ [1] . عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ اسْمُهُ عَمْرٌو، مَرَّ. أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، سَعْدٌ قَدْ ذُكِرَ. أَبُو مِسْكِينَ [2] ، الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ. اسْمُهُ الْحُرُّ فيما قيل. رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهُذَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ. أَبُو مُصْلِحٍ الْخُرَاسَانِيُّ [3] . صَاحِبُ الضَّحَّاكِ، اسْمُهُ نَصْرُ بْنُ مُشَارِسٍ. حَدَّثَ عَنْهُ بَشَّارُ [4] بْنُ قِيرَاطٍ وَوَكِيعٌ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَعُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. أَبُو الورقاء، فايد.   [1] التهذيب 12/ 189. [2] التهذيب 2/ 222 و 12/ 234، المعرفة والتاريخ 2/ 147. [3] التهذيب 12/ 238، الجرح 8/ 470. [4] كذا في الأصلين، وفي تهذيب التهذيب 12/ 238 «يسار» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 350 أبو يعفور الكوفي [1]- ع- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ الثَّعْلَبِيُّ العامري. عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَبِي الضُّحَا مُسْلِمٌ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. أَبُو الْيَقْظَانِ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ، مَرَّ. أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ هُوَ الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ مَرَّ. ابْنُ مَيَّادَةَ [2] . مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّةَ وَالْهَاشِمِيَّةَ، وَاسْمُهُ رماح ابن أَبْرَدَ أَبُو شَرَاحِيلَ، ويُقَالُ: أَبُو شُرَحْبِيلَ الْمُرِّيُّ، وَأُمُّهُ بَرْبَرِيَّةٌ اسْمُهَا مَيَّادَةٌ. وَمِنْ قَوْلِهِ السَّائِرِ: وَإِنِّي لِمَا اسْتَوْدَعْتِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... عَلَى قِدَمٍ مِنْ عَهْدِنَا لَكَتُومُ أَأُخبِرُ سِرِّي ثُمَّ أَسْتَكْتِمُ الَّذِي ... أُخَبِّرُهُ إِنِّي إِذَنْ لَلَئِيمُ (آخِرُ الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ) (وَالْحَمْدُ للَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ)   [1] الجرح 5/ 259، التاريخ لابن معين 2/ 732 رقم 1591. [2] ترجمته في (معجم الأدباء 11/ 143) والبيتان غير واردين فيه. توفي 149 هـ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 351 الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ عَشْرَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَكِّيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ، وَسَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ فِي رَجَبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الأَسْلَمِيُّ، يُقَالُ فِيهَا، وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ الْمَكِّيُّ، وَعِيسَى بْنُ عيسى الحناط، وموسى بن محمد ابن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَّارٍ فيها على الأصح، ومعن ابن زائدة الأمير، وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمَدَنِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَصَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ الأَمِيرُ، بِخُلْفٍ. وَفِيهَا عُزِلَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْمُهَلَّبِيُّ عَنِ السَّنَدِ بِهِشَامِ بْنِ عَمْرٍو التَّغْلِبِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ الْمُهَلَّبِيُّ إِفْرِيقِيَّةَ. وَسَبَبُ عَزْلِهِ عَنِ السَّنَدِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ لَمَّا خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، وَجَّهَ وَلَدَهُ الأَشْتَرَ فِي طَائِفَةٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْتَرُوا بِهَا خَيْلا وَيَمْضُوا بِهَا إِلَى السَّنَدِ يُقَدِّمُونَهَا إِلَى عُمَرَ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ، فَقَدِمُوا بِهَا، فَسُرَّ بِهِمْ، وَدَعَا خَوَاصَّهُ إِلَى بَيْعَةِ مُحَمَّدٍ، فَأَجَابُوهُ، وَفَصَلَ الأَقْبِيَةَ وَالأَعْلامَ الْبِيضَ، وَتَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ، فَجَاءَهُ مَصْرَعُ ابْنِ حَسَنٍ، فَوَجَّهَ عَبْدَ اللَّهِ الأَشْتَرَ خُفْيَةً إِلَى مَلِكٍ مُشْرِكٍ يَثِقُ بِهِ، فَأَكْرَمَ الْمَلِكُ مَوْرِدَ الأَشْتَرِ. وَكَانَ مَعَهُ نَحْوُ أَرْبَعُمِائَةٍ فَكَانَ يَرْكَبُ وَيَتَصَيَّدُ فِي هَيْئَةِ مَلِكٍ، فبلغ ذلك المنصور فعزل عمر الجزء: 9 ¦ الصفحة: 352 ابن حَفْصٍ، ثُمَّ إِنَّ الأَشْتَرَ خَرَجَ يَتَنَزَّهُ، وَظَفَرَ بِهِ أَجْنَادُ هِشَامٍ، فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ الأَشْتَرُ وَأَصْحَابُهُ [1] . وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ مِنَ الرَّيِّ إِلَى بَغْدَادَ، وَشَرَعَ الْمَنْصُورُ فَبَنَى الرَّصَافَةَ وَشَيَّدَهَا، وَعَمِلَ لَهَا سُورًا مَنِيعًا وَخَنْدَقًا وَمَيْدَانًا، وَجَرَّ إِلَيْهَا الْمَاءَ، وَجَعَلَهَا لِلْمَهْدِيِّ، وَجَدَّدَ لَهُ بَيْعَةَ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِ الْمَهْدِيِّ لِعِيسَى بْنِ مُوسَى. وَفِيهَا وَلِيَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ، إِقْلِيمَ سجستان.   [1] الطبري 8/ 33- 36، ابن الأثير 5/ 595- 597. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 353 سَنَةَ اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، وَأَبُو خَلَدَةَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَزَّازُ [1] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ، وَطَلْحَةُ بن عمرو المكيّ، وعباد بْنُ مَنْصُورٍ النَّاجِي، أَبُو حُرَّةَ [2] وَاصِلُ بْنُ عبد الرحمن، ويونس بن يزيد الأيليّ [3] فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا وَثَبَتَ الْخَوَارِجُ بِبُسْتٍ [4] عَلَى مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ فَقَتَلُوهُ لِجَوْرِهِ وَعَسَفِهِ. وَفِيهَا غَزَا حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ كَابُلَ، وَوَلاهُ الْمَنْصُورُ إِقْلِيمَ خُرَاسَانَ. وَفِيهَا وَلِيَ الْبَصْرَةَ يَزِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَوَلِيَ مِصْرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُزِلَ عَنْهَا يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْمَنْصُورُ.   [1] في الأصل محرف، والتصحيح من تاريخ خليفة 426. [2] بضم الحاء المهملة. [3] الأيليّ: بفتح الهمزة، وبالياء تحتها نقطتان. (ابن الأثير 5/ 608) . [4] في نسخة القدسي 6/ 159 «ببشت» والتصحيح من الطبري 8/ 41 وابن الأثير 5/ 606. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 354 سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ مَاتَ فِيهَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ الْبَصْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَالِمٍ بَرَدَانُ [1] وأسامة ابن زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ الْكُلاعِيُّ، وَبُكَيْرُ بنُ مِسْمَارٍ، فِي قَوْلٍ. وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ قَاضِي بَغْدَادَ، وَحُمَيْدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْبَصْرِيُّ، والضحاك ابن عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ [2] ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، وَفِطْرُ [3] بْنُ خَلِيفَةَ الْكُوفِيُّ، وَقُدَامَةُ بْنُ مُوسَى الْجُمَحِيُّ، وَمُحِلُّ [4] بْنُ مُحْرِزٍ الضَّبِّيُّ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ بِالْيَمَنِ فِي رَمَضَانَ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذيّ، وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ الْغَازِ الدِّمَشْقِيُّ، وَوُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ عَلَى الصَّحِيحِ. وَفِيهَا قُتِلَ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةَ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ، خَرَجَتْ عَلَيْهِ أُمَمٌ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَعَلَيْهِمْ أَبُو حَاتِمٍ الإِبَاضِيُّ وأبو عاد، فيقال:   [1] بفتح الباء والراء والدال. انظر: تاريخ خليفة 427. [2] بكسر الحاء المهملة. [3] في نسخة القدسي 6/ 159 «قطر» والتصحيح من تاريخ خليفة 426 وابن الأثير 5/ 611. [4] بضم الميم وكسر الحاء المهملة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 355 كَانُوا فِي خَمْسَةٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَأَزْيَدَ مِنْ مِائَتَيْ أَلْفِ رَاجِلٍ، وَكَانُوا قَدْ بَايَعُوا بالخلافة أبا قرّة الصّفريّ [1] . وفيها أَلْزَمَ الْمَنْصُورُ رَعِيَّتَهُ بِلَبْسِ الْقَلانِسِ الطِّوَالِ الْمَعْرُوفَةِ بِالدَّنِيَّةِ [2] فَكَانُوا يَعْمَلُونَهَا بِالْقَصَبِ وَالْوَرَقِ وَيُلْبِسُونَهَا السَّوَادَ. وَفِيهَا يَقُولُ أَبُو دُلامَةَ: وَكُنَّا نُرَجِّي مِنْ إِمَامٍ زِيَادَةً ... فَزَادَ الإِمَامُ الْمُصْطَفَى [3] فِي الْقَلانِسِ تَرَاهَا عَلَى هَامِ الرِّجَالِ كَأَنَّهَا ... دِنَّانُ يَهُودَ جُلِّلَتْ بِالْبَرَانِسِ وَفِيهَا غَزا الصَّائِفَةَ مَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَحْدَرِيُّ [4] فَفَتَحَ حِصْنًا بِالرُّومِ بِالسَّيْفِ. وَفِيهَا وَلِيَ بَكَّارُ بْنُ مُسْلِمٍ أَرْمِينِيَّةَ. وَفِيهَا دَخَلَ الْمِيذُ دِجْلَةَ فَوَصَلُوا إِلَى الْبَصْرَةِ فَقَتَلُوا وَسَبُوا، ثُمَّ سَارَ لِحَرْبِهِمُ الْعَسْكَرُ، فَقَهَرُوهُمْ وَاسْتَنْقَذُوا منهم كثيرا مما أخذوا [5] .   [1] الطبري 8/ 42. [2] الدّنيّة: مشبّهة بالدن في طول شبرين تعمل من ورق على قصب وتغشى بالسواد، قريبة الشبه من الشربوش. (انظر: دول الإسلام 1/ 105) . [3] هكذا في الطبري 8/ 43 وابن الأثير 5/ 610 ودول الإسلام 1/ 105- وفي البداية والنهاية 10/ 111 «المرتجى» . [4] كذا في الأصل، وفي نسخة القدسي 6/ 160، والصواب: «معيوف بن يحيى الحجوريّ» : انظر: الطبري 8/ 43، وتاريخ خليفة 427، وابن الأثير 5/ 610، والبداية والنهاية 10/ 111. [5] تاريخ خليفة 426. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 356 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ مَاتَ فِيهَا أَشْعَبُ الطَّمَعُ [1] ، وَجَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ الْعَدَنِيُّ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ الدِّمَشْقِيُّ، وعُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن مَوْهب، وَعَلِيُّ بْنُ صَالِحِ ابن حَيٍّ الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَّارٍ الْمَدَنِيُّ، وقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُهَاجِرٍ الشُّعَيْثِيُّ، وَأَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ الْمَازِنِيُّ، وَمَعْمَرٌ فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا قَدِمَ الْمَنْصُورُ الشَّامَ، وَزَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَهَّزَ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ فِي خَمْسِينَ أَلْفًا لِحَرْبِ الْخَوَارِجِ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَأَنْفَقَ عَلَى ذَلِكَ الْجَيْشِ- مَعَ شُحِّهِ بِالْمَالِ- سِتِّينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَزِيَادَةً [2] . وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ صَاعِقَةَ نَزَلَتْ بِالْمَسْجِدِ الحرام فأهلكت خمسة نفر [3] .   [1] المشهور: أشعب الطماع. [2] في تاريخ الطبري 8/ 44 «ثلاثة وستين ألف ألف درهم» . [3] الطبري 8/ 44، ابن الأثير 5/ 612. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 357 وفيها هلك الوزير أبو أيوب المورياني، وكان الْمَنْصُورُ قَدْ غَضِبَ عَلَيْهِ فِي عَامِ أَوَّلٍ، فَسَجَنَهُ وَأَخَاهُ خَالِدًا، وَبَنِي أَخِيهِ وَصَادَرَهُمْ. وَسَبَبُ غَضَبِهِ عَلَيْهِمْ أَنَّ كَاتِبَ سِرِّ الْوَزِيرِ سَعَى بِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَهَلَكَ أَبُو أَيُّوبَ وَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَخِيهِ [1] . وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ: قَدِمَ الْمَنْصُورُ دِمَشْقَ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَى قَضَائِهَا يَحْيَى بْنَ حَمْزَةَ، فَاعْتَلَّ بِأَنَّهُ شَابٌّ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَى أَهْلَ بلَدِكَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَيْكَ، فَإِيَّاكَ وَالْهَدِيَّةَ، فَبَقِيَ عَلَى الْقَضَاءِ ثَلاثِينَ سَنَةً.   [1] الطبري 8/ 44. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 358 سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ زَبَّانِ [1] بن فائد المصري، وصفوان بن عمرو الحمصي، وعبد الله ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ التُّجِيبِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ الدِّمَشْقِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ بِالشَّامِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ظَنًّا، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَلَى الصَّحِيحِ والمفضّل بن لاحق، وأبو فروة يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا اسْتَنْقَذَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمَغْرِبَ مِنَ الْخَوَارِجِ بَعْدَ حُرُوبٍ عَظِيمَةٍ، وَقَتَلَ أَبَا عَادٍ وَأَبَا حَاتِمٍ مَلِكَيِ الْخَوَارِجِ، وَمَهَّدَ الإِقْلِيمَ وَبَقِيَ عَلَى إِمْرَتِهِ خَمْسَةَ عَشَرَ عَامًا. وَفِيهَا سَارَ الْمَهْدِيُّ إِلَى الرَّافِقَةِ، فَنَزَلَ هُنَاكَ، وَأَنْشَأَ الْمَدِينَةَ. وَفِيهَا أَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِعَمَلِ سُورٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَسُورٍ عَلَى الْكُوفَةِ، فعُمِلا مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ الْبَلَدَيْنِ، وَوَلِيَ البصرة الهيثم بن معاوية العتكيّ [2] .   [1] في الأصل «زياد» والتصحيح من: التقريب 1/ 257. [2] في نسخة القدسي 6/ 161 «العكي» والتصحيح من الطبري 8/ 46 وابن الأثير 6/ 6. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 359 وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ أَخَاهُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْجَزِيرَةِ، وَحَبَسَهُ مُدَّةً وَأَغْرَمَهُ أَمْوَالا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنَ كَعْبٍ. وَفِيهَا عَزَلَ عَنِ الْمَدِينَةِ الْحُسَيْنَ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيَّ بِعَبْدِ الصَّمَدِ عَمِّ الْمَنْصُورِ وَجَعَلَ مَعَهُ فُلَيْحَ بْنَ سُلَيْمَانَ مُعِينًا لَهُ [1] . وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ ذاذقشة بِنَاحِيَةِ بَحْرِ الْخَزَرِ، وَمُقَدَّمُ الإِسْلامِ مُتَوَلِّي أَرْمِينِيَّةَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ السُّلَمِيُّ، وَكَانَ أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَوْصُوفِينَ فَجُرِحَ، وَقَدْ كَانَ مِنْ بَقَايَا أُمَرَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى أَرْمِينِيَّةِ، وَلَهُ مَوْعِظَةٌ بَلِيغَةٌ يَوْمَ الْمَصَافِّ، رَوَاهَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَلِرَبِيعَةَ [2] الشَّاعِرِ فِيهِ، وَفِي يَزِيدَ بْنِ حَاتِمِ بْنِ قَبِيصَةَ الْمُهَلَّبِيِّ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةَ: لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ اليزيدين في النّدى ... يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله ... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم ولا [3] يحسب التمتام [4] أني هجوته ... ولكنني فضّلت أهل المكارم   [1] عند الطبري «مشرفا عليه» . [2] في الأصل «وليزيد بن ربيعة» ، والتصحيح من: وفيات الأعيان 6/ 322 وهو: ربيعة بن ثابت الأسدي الرقي. انظر عنه: الأغاني 16/ 189، نكت الهميان للصفدي 151، وطبقات ابن المعتز 157 [3] في وفيات الأعيان 2/ 306 و 6/ 323 «فلا» . وفي النجوم 2/ 1. [4] كان في لسان يزيد بن أسيد تمتمة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 360 سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا أَفْلَحُ بن سعيد القبائي [1] ، وأفلح بن حميد الْمَدَنِيِّ فِي قَوْلٍ، وَحَمَّادُ الرَّاوِيَةُ بِالْعِرَاقِ، وَحَمْزَةُ بْنُ حَبِيبٍ الزَّيَّاتُ. وَسَوَّارُ [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ الْقَاضِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ الْبَلْخِيُّ بِالشَّامِ، وَعبد الحكيم [3] بن أَبِي فَرْوَةَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الإِفْرِيقِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ الشَّامِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ الهمدانيّ، وعيسى بن عمر الهمذاني المقرئ، وقباث [4] ابن رَزِينٍ اللَّخْمِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ غَازٍ فِي قَوْلٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعَتَكِيُّ [5] الأَمِيرُ. وَفِيهَا كَانَ الْهَيْثَمُ الْمَذْكُورُ أَمِيرَ الْبَصْرَةِ قَدْ ظَفَرَ بِعَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ الَّذِي كَانَ وَلاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، إِذْ خَرَجَ عَلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ فَصُلِبَ بِالْبَصْرَةِ بَعْدَ قَطْعِ أَرْبَعَتِهِ، ثُمَّ عُزِلَ الْهَيْثَمُ وَاسْتُعْمِلَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الصَّلاةِ مُضَافًا إِلَى الْقَضَاءِ، فَمَاتَ الْهَيْثَمُ فَجْأَةً بِبَغْدَادَ عَلَى صَدْرِ سَرِيَّتِهِ. وَوَلِيَ شُرْطَةَ البصرة سعيد بن دعلج [6] .   [1] بضم القاف، نسبة إلى قباء، موضع بالمدينة. (انظر: اللباب 3/ 12) . [2] في الأصل «سواء» . [3] في تاريخ خليفة «عبد الحكم» - ص 428. [4] مهمل في الأصل، والتصحيح من التقريب 2/ 122. [5] في نسخة القدسي «العكي» وقد سبق تصحيحه. [6] الطبري 8/ 50، ابن الأثير 6/ 11. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 361 سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا قَاضِي مَرْوَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ فِي قَوْلٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ سَعِيدٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَارِثِيُّ الأَمِيرُ، وَفَقِيهُ الشَّامِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ صهبان، ومحمد بن عبد الله ابن أَخِي الزُّهْرِيُّ، وَمُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الزُّبَيْرِ في قول، ويوسف بن إسحاق ابن أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو مِخْنَفٍ لُوطٌ فِي قَوْلٍ. وَفِيهَا أَنْشَأَ الْمَنْصُورُ قَصْرَهُ الَّذِي سَمَّاهُ الْخُلْدَ. وَفِيهَا عَرَضَ جُيُوشَهُ فِي السِّلاحِ وَالْخَيْلِ، وَخَرَجَ هُوَ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ وَقَلَنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ مُضَرَّبَةٌ، وَفَوْقَهَا الْخَوْذَةُ، وَنَقَلَ الأَسْوَاقَ مِنْ بَغْدَادَ، وَعُمِلَتْ بِظَاهِرِهَا بِبَابِ الْكَرْخِ، وَأَمَرَ بِعَمَلِ ذَلِكَ مِنْ مَالِهِ، وَوَسَّعَ شَوَارِعَ بَغْدَادَ، وَهَدَمَ دُورًا لِذَلِكَ. وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ عَلَى الْبَصْرَةِ بَعْدَ مَوْتِ سَوَّارٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيَّ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى السِّنْدِ مَعْبدَ بْنَ خَلِيلٍ، وَصَرَفَ هِشَامَ بْنَ عمرو. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 362 وَفِيهَا غَزَا الرُّومَ يَزِيدُ بْنُ أُسَيْدٍ السُّلَمِيُّ فَوَجَّهَ عَلَى بَعْضِ جَيْشِهِ سِنَانًا مَوْلَى الْبَطَّالِ، فسبى وغنم [1] .   [1] الطبري 8/ 52 و 53. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 363 سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَلَى الصَّحِيحِ، وَحَيَّوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ المصري، وسعيد ابن عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ الله بن محمد المنصور، وعبد الله ابن عَيَّاشٍ الأَخْبَارِيُّ الْمَشْهُورُ بِالْمَنْتُوفِ، وَجُبَيْرٌ الْقَصَّابُ، وَحَاجِبُ ابن عُمَرَ، وَزُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْفَقِيهُ، وَعَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ أَخْبَارِيٌّ عَلامَةٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ الأَيْلِيُّ، وَمَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ الْكُوفِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَاضِي الأَنْدَلُسِ. وَفِيهَا وَجَّهَ الْمَنْصُورُ وَلَدَهُ إِلَى الرِّقَّةِ، فَعَزَلَ مُوسَى بْنَ كَعْبٍ عَنِ الْجَزِيرَةِ، وَوَلِيَهَا يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ، فَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: كَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَلْزَمَ خَالِدَ بْنَ بَرْمَكٍ بِثَلاثَةِ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ نَذْرَ [1] دَمِهِ، وَأَجَّلَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَالَ خَالِدٌ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ قَدْ تَرَى مَا حَلَّ بِنَا فَانْصَرِفْ إِلَى أَهْلِكِ، فَمَا كُنْتَ فَاعِلا بِهِمْ بَعْدَ مَوْتِي فَافْعَلْ، وَالْقَ إِخْوَانَنَا، وَمُرْ بِعُمَارَةَ بْنِ حَمْزَةَ، وَصَالِحٍ صَاحِبِ الْمُصَلَّى، وَمُبَارَكٍ التُّرْكِيِّ، فأعلمهم حالنا. قال ابن عطية: فَحَدَّثَنِي يَحْيَى قَالَ: أَتَيْتُهُمْ فَمِنْهُمْ من تجهّمني وأرسل   [1] في الأصل «ندر» ، وفي نسخة القدسي «هدر» 6/ 193 نقلا عن البداية والنهاية 10/ 121، والتصحيح عن الطبري 8/ 54. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 364 الْمَالَ سِرًّا، وَاسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَارَةَ، فَدَخَلْتُ وَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ رَدًّا ضَعِيفًا وَقَالَ: كَيْفَ أَبُوكَ؟ قُلْتُ: بِخَيْرٍ، يَسْتَسِلْفُكَ لِمَا نَزَلَ بِهِ، فَسَكَتَ، فَضَاقَ بِي مَوْضِعِي وَلَعَنْتُهُ عَلَى تِيهِهِ وَكِبْرِهِ، فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ بَعَثَ عُمَارَةُ مَعَ رَسُولِهِ مِائَةَ أَلْفٍ، وَجَمَعْنَا فِي يَوْمَيْنِ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَسَبْعَمِائَةِ ألف. فو الله إِنِّي لَعَلَى الْجِسْرِ مَارًّا وَأَنَا مَهْمُومٌ، إِذْ وَثَبَ إِلَيَّ زَاجِرٌ فَقَالَ فَرْخُ [1] الطَّائِرِ أَخْبَرَكَ، فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَتَعَلَّقَ بِاللِّجَامِ، فَقَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ مَهْمُومٌ، وَلَيُفَرِّجَنَّ اللَّهُ هَمَّكَ وَلَتَمُرَّنَ غَدًا هُنَا وَاللِّوَاءُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَأَقْبَلْتُ أَعْجَبُ مِنْهُ، فَقَالَ: فَإِنْ تَمَّ ذَلِكَ فَلِي خَمْسَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَضَيْتُ، فورد على المنصور انتقاض الموصل، وانتشار الأكراد بها، فقال: من لها؟ فقال له المسيب بن زهير- كان صديقنا-: عندي يا أمير المؤمنين رأي، إنك لا تَنْتَصِحُهُ وَسَتَلْقَانِي بِرَدِّهِ، قَالَ: قُلْ فَلَسْتُ أَسْتَغِشُّكَ، قَالَ: مَا رَمَيْتَهَا بِمِثْلِ خَالِدِ بْنِ برمك، قال: ويحك! ويصلح لنا بعد ما أَتَيْنَا إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَنَا ضَامِنٌ لَهُ، فَأَمَرَ بِإِحْضَارِهِ، وَصَفَحَ عَنِ الثَّلاثِمِائَةِ أَلْفٍ الْبَاقِيَةِ، وَعَقَدَ لَهُ، وَأَعْطَيْتُ الزَّاجِرَ خَمْسَةَ آلافٍ، وَأَمَرَنِي أَبِي بِحَمْلِ الْمَالِ وَهِيَ مِائَةُ أَلْفٍ إِلَى عُمَارَةَ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى هَيْئَةٍ مِنَ الْبَأْوِ وَالْكِبْرِ، فَسَلَّمْتُ، فَمَا رَدَّ، بَلْ قَالَ: كَيْفَ أَبُوكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، وَذَكَرْتُ لَهُ رَدَّ الْمَالِ، فَاسْتَوَى جَالِسًا، ثُمَّ قَالَ: أَكُنْتُ صَيْرَفِيًّا لِأَبِيكَ يَأْخُذُ مِنِّي إِذَا شَاءَ وَيَرُدُّ إِذَا شَاءَ، قُمْ عَنِّي لا قُمْتَ! فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي فَأَعْلَمْتُهُ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ عُمَارَةُ، وَمَنْ لا يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ. وَعَنْ بَعْضِ الْمَوَاصِلَةِ قَالَ: مَا هِبْنَا أَمِيرًا قَطُّ مَا هِبْنَا خَالِدَ بْنَ برمك. واستعمل المهدي على أذربيجان يَحْيَى بن خَالِد بن برمك، واتصلت وِلايَتُهُ بِوِلايَةِ أَبِيهِ، وَكَانَ الْمَنْصُورُ يَقُولُ: وُلِدَ النَّاسُ أبناء وولد خالد أبا.   [1] في نسخة القدسي 6/ 163 «فرج» ، والتصحيح عن الطبري 8/ 54، وابن الأثير 6/ 16. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 365 وَفِيهَا نَزَلَ الْمَنْصُورُ قَصْرَهُ الْخُلْدَ، وَسَخِطَ عَلَى صاحب شرطته المسيّب ابن زُهَيْرٍ وَقَيَّدَهُ وَسَجَنَهُ لِكَوْنِهِ قَتَلَ أَبَانَ بْنَ بِشْرٍ الْكَاتِبَ تَحْتَ السِّيَاطِ، ثُمَّ شَفَعَ الْمَهْدِيُّ فِيهِ فَرُدَّ إِلَى مَنْصِبِهِ. وَفِيهَا سَقَطَ الْمَنْصُورُ عَنْ فَرَسِهِ، فَشُجَّ بَيْنَ حَاجِبَيْهِ. وَفِيهَا أَمَرَ الْمَنْصُورُ نَائِبَ مَكَّةَ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيَّ بِحَبْسِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَعَبَّادَ بْنَ كَثِيرٍ، فَحَبَسَهُمَا، وكان يسامرهما خُفْيَةً، ثُمَّ أهَمَّهُ أَمْرُهُمَا، وَخَافَ أَنْ يَحُجَّ الْمَنْصُورُ فَيَقْتُلُهُمَا، فَنَفَّذَ رَاحِلَةً وَذَهَبًا فِي السِّرِّ إِلَى عَبَّادِ وَسُفْيَانَ، وَإِلَى شَخْصٍ عَلَوِيٍّ لِيَهْرَبُوا أَوْ يَخْتَفُوا. وَقَدِمَ الْمَنْصُورُ بِآخِرِ رَمَقٍ، فَمَاتَ وَوَقَى اللَّهُ شَرَّهُ، تَمَرَّضَ فِي أَثْنَاءِ الدَّرْبِ وَحَمِيَ مِزَاجُهُ، وَكَتَمَ الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ مَوْتَهُ، وَمَنَعَ النِّسَاءَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَمَعَ الأُمَرَاءَ وَأَخَذَ الْبَيْعَةَ لِلْمَهْدِيِّ. وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يحيى بن محمد العباسي ابن أَخِي الْمَنْصُورِ، وَهُوَ شَابٌّ أَمْرَدُ. وَفِيهَا مَاتَ طَاغِيَةُ الرُّومِ لَعَنَهُ اللَّهُ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 366 سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ مَاتَ فِيهَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ الأَمِيرُ، وعبد العزيز ابن أَبِي رَوَّادٍ بِمَكَّةَ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ، وعمار بن رزيق الضبّي، ومالك ابن مِغْوَلٍ قِيلَ فِي أَوَّلِهَا، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذْلِيُّ وَاسْمُهُ سَلْمَى. وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ الْعَبَّاسُ أَخُو الْمَنْصُورِ، فَوَصَلَ إِلَى أَنْقَرَةَ بِأَرْضِ الرُّومِ. وَافْتَتَحَ مَدِينَةَ. وَهَلَكَ نَائِبُ خُرَاسَانَ ابْنُ قَحْطَبَةَ، فَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: وَلِيَهَا أَبُو عَوْنٍ عَبْدُ الملك بن يزيد. وولي حمزة بن مالك سجستان. وَوَلِيَ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى سَمَرْقَنْدَ وَتِلْكَ النَّاحِيَةِ. وَتَوَجَّهَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شِهَابٍ الْمِسْمَعِيُّ فِي الْبَحْرِ لِغَزْوِ الْهِنْدِ، وَفَرَضَ مَعَهُ الأَلْفَيْنِ، وَخَرَجَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنَ الْمُطَّوِعَةِ، فَمَضَوْا حَتَّى وَافَوْا مَدِينَةَ بَارْبَدَّ مِنَ الْهِنْدِ، فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَاسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى السِّنْدِ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ، بِإِشَارَةِ وَزِيرِهِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 367 وَفِيهَا أَطْلَقَ مِنَ السِّجْنِ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ، والحسن ولد إبراهيم بن عبد الله ابن حَسَنٍ، وَسُلِّمَ الْحَسَنُ إِلَى أَمِيرٍ يَتَحَفَّظُ بِهِ، فَهَرَبَ الْحَسَنُ، فَتَلَطَّفَ الْمَهْدِيُّ حَتَّى وَقَعَ بِهِ بَعْدَ مُدَّةٍ. وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْكُوفَةِ إِسْمَاعِيلُ الثَّقَفِيُّ بِعُثْمَانَ بْنِ لُقْمَانَ الْجُمَحِيِّ، وَقِيلَ بِغَيْرِهِ. وَعُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَنْ شُرْطَتِهَا سَعِيدُ بْنُ دَعْلَجٍ، وَوَلِيَ حَرْبَهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ النُّمَيْرِيُّ ثُمَّ عُزِلَ، وولي عمارة ابن حَمْزَةَ بْنِ وَاقِدٍ الْفِهْرِيُّ عَلَى الصَّلاةِ. وَفِيهَا عُزِلَ يَزِيدُ بْنُ الْمَنْصُورِ خَالُ الْمَهْدِيّ عَنِ الْيَمَنِ، وَوَلِيَهَا رَجَاءَ بْنُ رَوْحٍ، وَعُزِلَ عَنْ مِصْرَ مَطَرٌ مَوْلَى الْمَنْصُورِ بِأَبِي ضُمْرَةَ مُحَمَّدِ بن سليمان. وفيها تحرّك الأمراء والخراسانية فِي خَلْعِ وَلِيِّ الْعَهْدِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، وَجَعْلِهَا أَعْنِي وِلايَةَ الْعَهْدِ لِمُوسَى وَلَدِ الْمَهْدِيِّ، فَكَتَبَ الْمَهْدِيُّ لَمَّا تَبَيَّنَ ذَلِكَ إِلَى الْكُوفَةِ إِلَى عِيسَى لِيَقَدَمَ عَلَيْهِ، فَأَحَسَّ فَلَمْ يَأْتِ، فَاسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْكُوفَةِ رَوْحَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ قَبِيصَةَ الْمُهَلَّبِيَّ، فَجَعَلَ عِيسَى يَتَرَدَّدُ إِلَى قَرْيَةٍ لَهُ، وَلا يُقِيمُ بِالْكُوفَةِ إِلا شَهْرَيْنِ فِي الْعَامِ، وَأَخَذَ الْمَهْدِيُّ يُلِحُّ عَلَى عِيسَى فِي النُّزُولِ عَنِ الْعَهْدِ وَيُرَغِّبُهُ وَيُرَهِّبُهُ، فَأَجَابَهُ مُكْرَهًا، وَبَايَعَ لِمُوسَى الْهَادِي، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ لِهَارُونَ الرَّشِيدِ. فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ لِعِيسَى بُعَشَرَةِ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَقْطَعَهُ عِدَّةَ قُرَى. وَقَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ يَزِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 368 سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَبَحْرُ بْنُ كُنَيْزٍ [1] السَّقَّاءُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْجَفْرِيُّ فِي قَوْلٍ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ الْكَبِيرُ جَدُّ شَبَّابٍ، وَالْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحَ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ الْوَاسِطِيُّ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْعَتَكِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ، وَعَبَّاسُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ، وَعِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الأَمِيرُ. وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ يُوسُفَ الْبَرْمِ بِخُرَاسَانَ [2] ، مُنْكِرًا عَلَى الْمَهْدِيِّ الْحَالَةَ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا مِنَ الانْهِمَاكِ عَلَى اللَّهْوِ وَاللَّذَّاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ خَلْقٌ، فَتَوَجَّهَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدَ الشَّيْبَانِيُّ فَأَسَرَهُ، وَأَسَرَ جَمَاعَةً مِنْ جُنْدِهِ، وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى الْحَضَرَةِ، فَقُطِّعَتْ أَطْرَافُ يُوسُفَ، ثُمَّ قُتِلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَصُلِبُوا. وَفِيهَا قَدِمَ بَغْدَادَ عِيسَى بْنُ مُوسَى فَتُلُقِّيَ بِالإِكْرَامِ، ثُمَّ إِنَّهُ حَضَرَ يَوْمًا قَبْلَ جُلُوسِ الْمَهْدِيِّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَرَاءِ الوقت، فأغلقوا عليه باب المجلس،   [1] بنون وزاي، وفي الأصل مصحف. [2] المشهور بالمقنّع. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 369 أَوْ هُوَ أَغْلَقَ عَلَى نَفْسِهِ خَوْفًا مِنْهُمْ، فَكَادُوا أَنْ يَكْسِرُوا الْبَابَ بِالدَّبَابِيسِ، وَشَتَمُوهُ وحَصَرُوهُ، فَجَاءَ الْمَهْدِيُّ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَنْتَهُوا، إِلَى أَنْ كَاشَفَهُ ذَوُو الأَسْنَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِحَضْرَةِ الْمَهْدِيِّ، وَأَغْلَظُوا لَهُ وَعَنَّفُوهُ لِيَخْلَعَ نَفْسَهُ، وَكَانَ أَشَدَّهُمْ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، فَاعْتَذَرَ بِأَنَّ عَلَيْهِ أَيْمَانًا مُشَدَّدَةً فِي أَمْوَالِهِ وَنِسَائِهِ، فَأَحْضَرُوا لَهُ الْقُضَاةَ وَالْعُلَمَاءَ فَأَفْتَوْهُ بِمَا رَأَوْا مِنَ الْمَصْلَحَةِ، وَكَفَّرَ عَنْهُ الْمَهْدِيُّ، وَأَعْطَاهُ أَمْوَالا كَمَا قَدَّمْنَا. وَكَانَ خَلْعُهُ فِي أَثْنَاءِ الْمُحَرَّمِ، ثُمَّ صَعَدَ الْمَهْدِيُّ الْمِنْبَرَ وَخَطَبَ، وَصَعَدَ عِيسَى فَبَايَعَ أَوَّلَ النَّاسِ بِالْعَهْدِ لِمُوسَى الْهَادِي. وَكَتَبَ بِخَلْعِهِ مَا صُورَتُهُ: هَذَا كِتَابٌ لِعَبْدِ اللَّهِ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ وَجُنْدِهِ وَعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ، كَتَبَهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فِيمَا كَانَ جَعَلَهُ لَهُ مِنَ الْعَهْدِ إِذْ كَانَ أَبَى حَتَّى اجْتَمَعَتْ كَلِمَةُ الْمُسْلِمِينَ وَاتَّسَقَ أَمْرُهُمْ عَلَى الرِّضَا بِوِلايَةِ مُوسَى، وَخَلَعْتُ نَفْسِي مِمَّا كَانَ فِي رِقَابِكُمْ مِنَ الْبَيْعَةِ لِي، وَجَعَلْتُكُمْ فِي حِلٍّ وَسَعَةٍ مِنْ ذَلِكَ، فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ لِي دَعْوَى وَلا طِلْبَةٌ وَلا حُجَّةٌ وَلا مَقَالَةٌ وَلا طَاعَةٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلا بَيْعَةٌ فِي حَيَاتِهِمَا، وَلا مَا دُمْتُ حَيًّا، وَالتَّمَامُ عَلَيْهِ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ وذمّته وَذِمَّةُ رَسُولِهِ وَذِمَّةُ آبَائِي، وَأَعْظَمُ مَا أَخَذَ اللَّهُ وَاعْتَهَدَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ عَهْدٍ أَوْ مِيثَاقٍ، أَوْ تَغْلِيظٍ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَالنَّصِيحَةِ لَهُمَا، وَالْمُوَالاةُ لَهُمَا، وَلِمَنْ وَالاهُمَا، وَالْمعاداة لِمَنْ عَادَاهُمَا فِي هَذَا الأَمْرِ الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ، فَإِنْ أَنَا نَكَثْتُ أَوْ غَيَّرْتُ أَوْ أَدْغَلْتُ، فَكُلُّ زَوْجَةٍ لِي أَوْ أَتَزَوَّجُهَا إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً طَالِقٌ ثَلاثًا الْبَتَّةَ، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لِي أَوْ أَمْلِكُهُ إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً أَحْرَارٌ، وَكُلُّ مُلْكٍ لِي مِنْ نَقْدٍ أَوْ عَرَضٍ أَوْ قَرْضٍ أَوْ أَرْضٍ أَوْ أَسْتَفِيدُهُ إِلَى ثَلاثِينَ سَنَةً صَدَقَةٌ عَلَى الْمَسَاكِينِ، وَعَلَيَّ الْمَشْيُ مِنَ الْعِرَاقِ حَافِيًا إِلَى بَيْتِ اللَّهِ نَذْرًا وَاجِبًا ثَلاثِينَ سَنَةً لا كَفَّارَةَ لِي وَلا مَخْرَجَ إِلا الْوَفَاءَ بِهِ، وَاللَّهِ عَلَيَّ بِالْوَفَاءِ بِذَلِكَ رَاعٍ كَفِيلٌ شَهِيدٌ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 370 وَشَهِدَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ أَرْبَعُمِائَةٍ وَثَلاثُونَ رَجُلا [1] . وَفِيهَا نَازَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمِسْمَعِيَّ بَارْبَدَّ مِنَ الْهِنْدِ، وَنَصَبَ الْمَجَانِيقَ عَلَيْهَا وَافْتَتَحَهَا عَنْوَةً، حَتَّى أَلْجَأَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْمَدِينَةِ إِلَى بُدِّهِمْ، فَأَشْعَلُوا فِيهَا النِّيرَانَ وَالنِّفْطَ، فَاحْتَرَقَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ، وَقُتِلَ خَلْقٌ، وَاسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلا، وَلَبِثَ الْمُسْلِمُونَ مُدَّةً لِهَيَجَانِ الْبَحْرِ، فَأَصَابَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ دَاءٌ يُقَالُ لَهُ حُمَامُ قِرٍّ، فَمَاتَ مِنْهُمْ نَحْوَ أَلْفٍ، مِنْهُمُ الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ الْمُحَدِّثُ، ثُمَّ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَلَمَّا قَارَبُوا بِلادَ فَارِسَ عَصَفَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ عَظِيمَةٌ كَسَرَتْ أَكْثَرَ الْمَرَاكِبِ، فَلِلَّهِ الأَمْرُ [2] . وَفِيهَا جُعِلَ أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ وَزِيرًا لِهَارُونَ وَلَدِ الْمَهْدِيِّ. وَفِيهَا عُزِلَ أَبُو عَوْنٍ عَنْ خُرَاسَانَ وَوَلِيَهَا مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْمَهْدِيُّ، فَأُحْضِرَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَحْسَنَ صِلَتَهُ، وَأَقْطَعَهُ بِالْحِجَازِ، وَنَزَعَ الْمَهْدِيُّ كِسْوَةَ الْبَيْتِ وَكَسَاهُ كِسْوَةً جَدِيدَةً، فَقِيلَ: إِنَّ حَجَبَةَ الْكَعْبَةِ أَنْهَوْا إِلَيْهِ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ عَلَى الكعبة أَنْ تَتَهَدَّمَ لِكَثْرَةِ مَا عَلَيْهَا مِنَ الأَسْتَارِ، فَأَمَرَ بِهَا فَجُرِّدَتْ، وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى كِسْوَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَجَدُوهَا دِيبَاجًا غَلِيظًا إلى الغاية.   [1] راجع نص العهد في تاريخ الطبري 8/ 126- 128. [2] الطبري 8/ 128. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 371 وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَهْدِيَّ قَسَّمَ فِي حُجَّتِهِ هَذِهِ فِي أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ ثَلاثِينَ أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ وَصَلَ إِلَيْهِ مِنَ الْيَمَنِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ فَقَسَّمَهَا أَيْضًا، وَفَرَّقَ مِنَ الثِّيَابِ الْخَامِ مِائَةَ أَلْفِ ثَوْبٍ وَخَمْسِينَ أَلْفِ ثَوْبٍ، وَوَسَّعَ فِي مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَرَّرَ فِي حَرَسِهِ خَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَرَفَعَ أَقْدَارَهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ [1] . وَفِي هَذَا الْعَامِ حُمِلَ الثَّلْجُ لِلْمَهْدِيِّ حَتَّى وَصَلُوا بِهِ إِلَى مَكَّةَ، وَهَذَا شَيْءٌ لَمْ يُتَهَيَّأْ لِمَلِكٍ قَطُّ، نَهَضَ بحمله ومداراته محمد بن سليمان الأمير.   [1] الطبري 8/ 133. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 372 تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ [حَرْفُ الأَلِفِ] أَشْعَبُ الطَّمِعُ [1] ، هُوَ أَشْعَبُ بْنُ جُبَيْرٍ، ويعرف بِابْنِ أُمِّ حُمَيْدَةَ الْمَدَنِيِّ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ. رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وعنه معدي بن سليمان وأبو عاصم النبيل وغيرهما. وله نوادر وتطفيل ولكنه كذب عليه وألصق به أشياء، ومن أصح ذلك ما روى الأصمعي قَالَ: عَبَثَ الصِّبْيَانُ بِأَشْعَبَ فَقَالَ: وَيْحَكُمُ اذْهَبُوا سَالِمٌ يُقَسِّمُ تَمْرًا، فَعَدُّوا فَعَدَا مَعَهُمْ وَقَالَ: وَمَا يدريني لعله حق [2] . وأم حميدة كانت مولاة لأسماء بنت الصديق. وقيل: إن أشعب من موالي عثمان. وَقِيلَ: وَلاؤُهُ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيِّ. وَقِيلَ: مولى فاطمة بنت الحسين.   [1] فوات الوفيات 1/ 37- 1، نهاية الأرب 4/ 24- 36، زهر الآداب 1/ 161، تهذيب ابن عساكر 3/ 78، ميزان الاعتدال 1/ 258، تاريخ بغداد 7/ 37، الوافي 9/ 269- 274، الأغاني 19/ 135- 182 وله أخبار كثيرة في العقد الفريد في عدة مواضع (راجع فهرس الأعلام) . [2] ورد مثلها في تهذيب ابن عساكر 3/ 82 والوافي 9/ 271 والأغاني 19/ 154. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 373 وَقِيلَ: مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ لَقِيَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فاللَّه أَعْلَمُ وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يزيد. قال سليمان ابن بِنْتِ شُرَحْبِيلَ: نَا عُثْمَانُ بْنُ فَائِدٍ نَا أشعب مولى عثمان ابن عَفَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ. عُثْمَانُ ذُو مَنَاكِيرَ. وَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ: ثنا ابْنُ عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِأَشْعَبَ الطَّامِعِ أَدْرَكْتَ فَمَا كَتَبْتَ شَيْئًا؟ فَقَالَ: ثنا عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: للَّه عَلَى عِبَادِهِ نِعْمَتَانِ، ثُمَّ سَكَتَ، فَقُلْتُ: أَذْكُرُهُمَا، فَقَالَ: الْوَاحِدَةُ نَسِيَهَا عِكْرِمَةُ وَالأُخْرَى نَسِيتُهَا أَنَا. وَيُقَالُ: إِنَّ أَشْعَبَ كَانَ خَالَ الأَصْمِعِيِّ. وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ أشعب: كان عبد الله ابن عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يَنْفَعُنِي وَكُنْتُ أَلْهِيهِ فَمَرِضَ وَلَهَوْتُ عَنْهُ فِي بَعْضِ خَرِبَاتِي أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ مَنْزِلِي [1] فَقَالَتْ لِي زَوْجَتِي: وَيْحَكَ أَيْنَ كُنْتَ! عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَطْلُبُكَ وَهُوَ يَقْلَقُ لِتَلَهِّيهِ، قُلْتُ: إِنَّا للَّه، ثُمَّ فَكَّرْتُ فقلت: هاتوا قارورة دهن خَلُوقِيَّةً وَمِئْزَرَ الْحَمَّامِ فَخَرَجْتُ فَمَرَرْتُ بِسَالِمِ بْنِ عبد الله فقال: يَا أَشْعَبُ هَلْ لَكَ فِي هَرِيسَةٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَأَكَلْتُ حَتَّى عَجَزْتُ فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ لا تَقْتُلْ نَفْسَكَ فَمَا فَضَلَ بَعَثْنَاهُ إِلَى بَيْتِكَ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْحَمَّامَ وَصَبَبْتُ عَلَيَّ الدُّهْنَ، فَصَارَ لَوْنِي كَالزَّعْفَرَانِ، فَلَبِسْتُ أطماري وعصبت   [1] في الأصل «منزله» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 374 رَأْسِي وَأَخَذْتُ عَصًا أَمْشِي عَلَيْهَا حَتَّى جِئْتُ بَابَ ابْنِ عَمْرٍو فَلَمَّا رَآنِي حَاجِبُهُ قَالَ: وَيْحَكَ يَا أَشْعَبُ ظَلَمْنَاكَ وَأَنْتَ هَكَذَا! فَقُلْتُ! أَدْخِلْنِي عَلَى سَيِّدِي، فَأَدخَلَنِي، فَإِذَا عِنْدَهُ سَالِمٌ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: وَيْحَكَ ظَلَمْنَاكَ وَغَضِبْنَا عَلَيْكَ وَقَدْ بَلَغْتَ مَا أَرَى مِنَ الْعِلَّةِ، فَتَضَاعَفْتُ وَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي كُنْتُ عِنْدَ بَعْضِ مَنْ أَغْشَاهُ فَأَصَابَنِي الْبَطْنُ وَالْقَيْءُ فَمَا حُمِلْتُ إِلَى بَيْتِيَ إِلا جِنَازَةً فَبَلَغَتْنِي عِلَّتُكَ فَخَرَجْتُ أَدُبُّ. قَالَ: فَنَظَر إِلَيَّ سَالِمٌ وَقَالَ: أَشْعَبُ؟ قُلْتُ: أَشْعَبُ، قَالَ: أَلَمْ تَكُنْ عِنْدِي آنِفًا؟! قُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ أَكُونُ عِنْدَكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَأَنَا أَمُوتُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ: أَلَمْ تَأْكُلِ الْهَرِيسَ آنِفًا! قَالَ فَأَقُولُ: وَهَلْ بِي أَكْلٌ جُعِلْتُ فِدَاكَ! فَقَالَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى الشَّيْطَانَ يَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَتِكَ مَا أَرَى مُجَالَسَتَكَ تَحِلُّ، وَوَثَبَ فَفَطِنَ بِي عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: مَالَكَ أَشْعَبَ تَخْدَعُ! قَالَ: أَصْدِقْنِي، قُلْتُ: بِالأَمَانِ، قَالَ: نَعَمْ، فَحَدَّثْتُهُ، فَضَحِكَ ضَحِكًا شَدِيدًا. وَرَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ [1] عَنِ الأَصْمَعِيِّ عَنْ أَشْعَبَ [2] . قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قِيلَ لِأَشْعَبَ فِي امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَقَالَ: ابْغُونِي امْرَأَةً أَتَجَشَّأُ فِي وَجْهِهَا فَتَشْبَعُ، وَتَأْكُلُ فَخْذَ جَرَادَةٍ فَتُتْخَمُ [3] . وَرَوَى أَنَّ أُمَّهُ أَسْلَمَتْهُ فِي الْبَزَّازِينَ فَقَالَتْ لَهُ: مَا تَعَلَّمْتَ؟ قَالَ: نِصْفَ الشُّغْلِ، قَالَتْ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: النَّشْرُ وَبَقِيَ الطَّيُّ [4] . وَقَالَ الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنِي عُمَرُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ وَالْمُؤَمَّلِيُّ قَالُوا: كَانَ زِيَادٌ [5] نَهِمًا عَلَى الطَّعَامِ وَكَانَ لَهُ جَدْيٌ فِي رَمَضَانَ يُوضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلا يَمَسُّهُ   [1] بكسر السين، على ما في (اللباب في تهذيب الأنساب) ، وفي الأصل مهمل. [2] وورد مثل هذه الحكاية في تهذيب ابن عساكر 3/ 80 و 81 والأغاني 19/ 162. [3] الوافي 9/ 269، الميزان 1/ 260 وفوات الوفيات 1/ 37 و 38. [4] الوافي 9/ 270، فوات الوفيات 1/ 38. [5] هو زياد بن عبد الله الحارثيّ صاحب شرطة المدينة. والحكاية ورد مثلها في الوافي 9/ 270 والأغاني 19/ 141. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 375 أَحَدٌ، فَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عِشْرِينَ دِينَارًا لِأَشْعَبَ عَلَى أَنْ يَأْكُلَ مَعَ زِيَادٍ مِنَ الْجَدْيِ، فَلَمَّا جَلَسُوا مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْجَدْيِ فَقَالَ زَيَّادٌ لِصَاحِبِ الشُّرْطَةِ: بَلَغَنِي أن المحبوسين لا قارئ لهم، وهم قوم مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاحْبِسْ أَشْعَبَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عِنْدَهُمْ يَؤُمُّهُمْ، وَكَانَ أَشْعَبُ قَارِئًا فَقَالَ: أوَ غَيْرُ ذَلِكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَحْلِفُ أَنْ لا آكُلَ جَدْيًا. وَعَنْ أَشْعَبَ: أَنَّ رَجُلا شَوَى دَجَاجَةً ثُمَّ رَدَّهَا فَسَخِنَتْ، ثُمَّ رَدَّهَا أَيْضًا فَقَالَ أَشْعَبُ: هَذِهِ كَآلِ فِرْعَوْنَ، النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا 40: 46 [1] . وَفِي الْمُجَالَسَةِ الدِّينَوَرِيَّةِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُلْوَانِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: أَصَابَ أَشْعَبُ دِينَارًا بِمَّكَةَ فَاشْتَرَى بِهِ قَطِيفَةً وَأَتَى مِنًى فَجَعَلَ يَقُولُ: يَا مَنْ ذَهَبَتْ مِنْهُ قَطِيفَةٌ [2] . وَقِيلَ: إِنَّ رَجُلا دَعَاهُ فَقَالَ: مَا أُجِيبُكَ أَنَا أَخْبَرُ بِكَثْرَةِ جُمُوعِكَ، فَقَالَ: عَلَى أَنْ لا أَدْعُوَ سِوَاكَ، فَأَجَابَهُ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ طَلُعَ صَبِيٌّ فَصَاحَ أَشْعَبُ: مَنْ هَذَا؟ أَلَمْ أَشْرُطْ عَلَيْكَ!؟ قَالَ: يَا أَبَا الْعَلاءِ هُوَ ابْنِي وَفِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ مَا هِيَ فِي صَبِيٍّ قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: لَمْ يَأْكُلْ مَعَ ضَيْفٍ، قَالَ: حَسْبِي، التِّسْعُ لَكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَمَّاعَةَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ: قَالَ أَشْعَبُ: جَاءَتْنِي جَارِيَتِي بِدِينَارٍ فَجَعَلْتُهُ تَحْتَ الْمُصَلَّى، ثُمَّ جَاءَتْ بَعْدَ أَيَّامٍ تَطْلُبُهُ، فَقُلْتُ: ارْفَعِي الْمُصَلَّى، فَإِنْ كَانَ قَدْ وَلَدَ فَخُذِي وَلَدَه وَدَعِيهِ، وَكُنْتُ قَدْ جَعَلْتُ مَعَهُ دِرْهَمًا. فَتَرَكْتُهُ، وَعَادَتِ الْجُمُعَةَ الأُخْرَى، وَقَدْ أَخَذْتُهُ، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ: مَاتَ دِينَارُكِ فِي النِّفَاسِ، فَصَاحَتْ، فَقُلْتُ: صَدَّقْتِ   [1] قرآن كريم- سورة غافر- الآية 46. [2] ورد مثلها في ميزان الاعتدال 1/ 260، الأغاني 19/ 140. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 376 بِالْوِلادَةِ وَلا تُصَدِّقِينَ بِالْمَوْتِ فِي النِّفَاسِ! [1] . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: وَلَعَ الصِّبْيَانُ بِأَشْعَبَ، فَقَالَ: وَيْحَكُمْ، سَالِمٌ يُقَسِّمُ جَوْزًا، فَعَدَوْا مُسْرِعِينَ، فعَدَا مَعَهُمْ [2] . وَقَدْ مَرَّتْ هَذِهِ، لَكِنَّهُ قَالَ تَمْرًا. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخَذَ بِيَدِي ابْنُ جُرَيْجٍ فَأَوْقَفَنِي عَلَى أَشْعَبَ، فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْهُ بِمَا بَلَغَ مِنْ طَمَعِكَ، فَقَالَ: مَا زُفَّتِ امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ إِلا كَنَسْتُ بَيْتِيَ رَجَاءَ أَنْ تُهْدَى إِلَيَّ [3] . وَرُوِيَ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ وَعَنْ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: مَرَّ أَشْعَبُ بِرَجُلٍ يَعْمَلُ طَبَقًا فَقَالَ: وَسِّعْهُ لَعَلَّهُمْ يُهْدَوْنَ لَنَا فِيهِ [4] . وَعَنْ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ: مَرَرْتُ يَوْمًا، فَإِذَا أَشْعَبُ وَرَائِي، فَقُلْتُ: مَالَكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ قَلَنْسُوَتَكَ قَدْ مَالَتْ، فَقُلْتُ: لَعَلَّهَا تَقَعُ فَآخُذَهَا، فَأَخَذْتُهَا عَنْ رَأْسِي فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ [5] . وَرَوَى ابْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَشْعَبُ: مَا خَرَجْتُ فِي جِنَازَةٍ فَرَأَيْتُ اثْنَيْنِ يَتَسَارَّانِ إِلا ظَنَنْتُ أَنَّ الْمَيِّتَ أَوْصَى لِي بِشَيْءٍ [6] . وَقِيلَ: كَانَ يُجِيدُ الْغِنَاءَ. قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وخمسين ومائة.   [1] ورد مثلها في: فوات الوفيات 1/ 38 ونهاية الأرب 4/ 27 وميزان الاعتدال 1/ 261 و 262 والوافي 9/ 270 و 271. [2] ورد مثلها في تهذيب ابن عساكر 3/ 82. [3] ورد مثلها في ميزان الاعتدال 1/ 261 وتهذيب ابن عساكر 3/ 82 والوافي 9/ 270 وفوات الوفيات 1/ 38. [4] الوافي 9/ 270، تهذيب ابن عساكر 3/ 82. [5] تهذيب ابن عساكر 3/ 82، ميزان الاعتدال 1/ 261. [6] تهذيب ابن عساكر 3/ 83، الوافي 9/ 270 و 271، ميزان الاعتدال 1/ 261. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 377 [حرف الْجِيمِ] جُحَا [1] ، أَبُو الْغُصْنِ، واسْمُهُ دُجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ الْيَرْبُوعِيُّ الْبَصْرِيُّ. وَمَا أَظُنُّهُ صَاحِبَ الْمُجُونِ فَإِنَّ ذَاكَ مُتَأَخِّرٌ عَنْ هَذَا، وَلَحِقَهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. رَأَى أَبُو الْغُصْنِ دُجَيْنٌ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَرَوَى عَنْ أَسْلَمَ مولى عمر وهشام ابن عُرْوَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَبِشْرُ ابن مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ وَالأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَسُئِلَ عَنْ حَدِيثِ دُجَيْنِ بْنِ ثَابِتٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَنْ أَسْلَمَ، فَقَالَ: قَالَ لَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ: حَدَّثَنِي مَوْلَى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّ هَذَا لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَرَكَهُ، فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى قَالَ: أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلا يُعْتَدُّ بِهِ كَانَ يَتَوَهَّمُهُ وَلا يَدْرِي مَنْ هُوَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَدْ سَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ ثُمَّ قَالَ: وَلِدُجَيْنٍ غَيْرُ مَا ذَكَرْتَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، وَمِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ، ثُمَّ سَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ هُوَ جُحَا، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْطَأَ مَنْ حَكَى هَذَا عَنِ ابْنِ مَعِينٍ لِأَنَّهُ أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا، وَالدُّجَيْنُ   [1] الضعفاء والمتروكين 38، ميزان الاعتدال 2/ 23، التاريخ الكبير 3/ 257، الجرح 3/ 444، لسان الميزان 2/ 428، التاريخ لابن معين 2/ 155 رقم 4807. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 378 إِذَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَعَبْدُ الصَّمَدِ وَغَيْرُهُمْ، هَؤُلاءِ أَعْلَمُ باللَّه مِنْ أَنْ يَرْوُوا عَنْ جُحَا وَالدُّجَيْنُ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ. قُلْتُ: وَكَذَا ذَكَرَ الشِّيرَازِيُّ فِي (الأَلْقَابِ) أَنَّهُ جُحَا، ثم روى أن مكّي ابن إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَأَيْتُ جُحَا فَالَّذِي يُقَالُ فِيهِ مَكْذُوبٌ عَلَيْهِ، وَكَانَ فَتًى ظَرِيفًا، وَكَانَ لَهُ جِيرَانٌ مُخَنَّثُونَ يُمَازِحُونَهُ وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ حَبِيبٍ: حَدَّثَنِي أَبُو الْغُصْنِ جُحَا وَمَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنْهُ. مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: نَا أَبُو الْغُصْنِ الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ ثنا أَسْلَمُ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَدِّثْنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَزِيدَ أَوْ أَنْقُصَ، وَقَدْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ يَتَوَهَّمُ أَحْدَاثَ أَصْحَابِنَا أَنَّهُ جُحَا وَلَيْسَ كَذَلِكَ، ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ نَا مُسْلِمٌ فَذَكَرَ الحديث. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 379 [حرف الحاء] الحسن بن عمارة [1]- ت ق- بن مضرب البجلي مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَعْلامِ. وَلِيَ الْقَضَاءَ لِلْمَنْصُورِ بِبَغْدَادَ. وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَشُبَيْبِ بْنِ غَرْقَدَةَ [2] وَالْحَكَمِ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَالزُّهْرِيِّ وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ وَآخَرُونَ. وَكَانَ شُعْبَةُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ، قَالَ: رَوَى عَنِ الحكم أشياء لم نجد لها أصلا. وقال مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كان له فضل، غيره أَحْفَظُ مِنْهُ، وَرَمَاهُ شُعْبَةُ بِالْكَذِبِ. وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ: النَّاسُ كلهم في حلّ ما خلا شعبة.   [1] ميزان الاعتدال 1/ 513، الضعفاء الصغير 30، الضعفاء والمتروكين 34، التقريب 1/ 169 التهذيب 2/ 304، التاريخ الكبير 2/ 303، تاريخ بغداد 7/ 345، العبر 1/ 219، الجرح والتعديل 1 ق 2/ 27، البداية والنهاية 10/ 111، الكامل في التاريخ 5/ 611، الوافي بالوفيات 12/ 194 رقم 162، خلاصة تذهيب الكمال 79، شذرات الذهب 1/ 234. [2] بفتح الغين والقاف. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 380 وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: أَمْرُهُ أَبْيَنُ مِنْ قَوْلِ شُعْبَةَ. وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، صَدُوقٌ مَعْنِيٌّ فِي نَفْسِهِ. وَقَدْ كَانَ ابْنُ عُمَارَةَ يَصِلُ الأَعْمَشَ وَمِسْعَرًا وَلَهُ ثَرْوَةٌ وَحِشْمَةٌ. قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَفَادَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ سَبْعِينَ حَدِيثًا فَلَمْ يَكُنْ لَهَا أَصْلٌ، فَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ بَلِيَّةَ ابْنِ عُمَارَةَ أَنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَلَى الثِّقَاتِ مَا وَضَعَ عَلَيْهِمُ الضُّعَفَاءُ. كان يَسْمَعُ مِنْ مُوسَى بْنِ مَطَرٍ وَأَبِي الْعَطُوفِ وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ [1] وَأَضْرَابِهِمْ ثُمَّ يُسْقِطُ أَسْمَاءَهُمْ وَيَرْوِيهَا عَنْ مَشَايِخِهِمُ الثِّقَاتِ. فَلَمَّا رَأَى شُعْبَةُ تِلْكَ الْمَوْضُوعَاتِ أَنْكَرَهَا وَأَطْلَقَ لِسَانَهُ فِيهِ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ بَلِيَّتَهَا مِنْ غَيْرِهِ، فَهُوَ جَنِيٌّ عَلَى نَفْسِهِ. وَرَوَى عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: رَوَى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ [2] عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ [3] ، سَبْعَةُ أَحَادِيثَ فَلَقِيتُ الْحَكَمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ: مَا حَدَّثْتَهُ بِحَدِيثٍ مِنْهَا. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُمَارَةَ يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ جَعَلْتُ إصبعي في أذني. وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. مَاتَ سنة ثلاث وخمسين ومائة.   [1] مهمل في الأصل والتصويب من (الخلاصة) . [2] هو ابن عتيبة. [3] في الأصل (الحراز) . والصواب بفتح الجيم ثم الزاي (الخلاصة) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 381 حَمَّادُ الرَّاوِيَةُ [1] ، هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي لَيْلَى. ولاؤه لبكر بن وائل. وَقِيلَ اسْمُ أَبِيهِ سَابُورُ بْنُ مُبَارَكٍ الدَّيْلَمِيُّ الْكُوفِيُّ. كَانَ أَخْبَارِيًّا عَلامَةً خَبِيرًا بِأَيَّامِ الْعَرَبِ وَأَنْسَابِهَا وَوَقَائِعَهَا وَلُغَاتِهَا وَشِعْرِهَا. وَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ تُقَدِّمُهُ وَتُؤْثِرُهُ وَتُحِبُّ مُجَالَسَتَهُ. قِيلَ إِنَّ الْوَلِيدَ بْنَ يَزِيدَ قَالَ لَهُ: كَمْ مِقْدَارُ مَا تَحْفَظُ مِنَ الشِّعْرِ؟ فَقَالَ: كَثِيرٌ، وَلَكِنِّي أُنْشِدُكَ عَلَى كُلِّ حرف مِائَةَ قَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ سِوَى الْمُقَطَّعَاتِ مِنْ شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ دُونَ شِعْرِ الإِسْلامِ. قَالَ: سَأَمْتَحِنُكَ، فَأَنْشَدَهُ حَتَّى ضَجَرَ الْوَلِيدُ، فَوَكَّلَ بِهِ مَنْ يَسْتَوْفِي عَلَيْهِ فَأَنْشَدَهُ أَلْفَيْنِ وَتِسْعَمِائَةِ قَصِيدَةً، فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ. وَكَانَ حَمَّادٌ قَدِ انْقَطَعَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خِلافَتِهِ، وَكَانَ هِشَامٌ يَجْفُوهُ لِذَلِكَ، وَقَدْ وَصَلَهُ مَرَّةً وَاسْتَنْشَدَهُ. رَوَى عَنِ الْفَرَزْدَقِ وَأَمْثَالِهِ. رَوَى عَنْهُ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ وجماعة. قلت: وفي لزومه ليزيد نظر إلا أَنْ يَكُونَ يَزِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَإِنَّ مَوْلِدَ حَمَّادٍ قَبْلَ سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. وَقِيلَ: إِنَّ حَمَّادًا قَرَأَ الْقُرْآنَ مِنَ الْمُصْحَفِ فَصَحَّفَ فِي نَيِّفٍ وَثَلاثِينَ مَوْضِعًا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ أَشْعَارَ الْعَرَبِ، وَكَانَ غَيْرَ مَوْثُوقٍ بِهِ، كَانَ يَنْحِلُ شِعْرًا لِرَجُلٍ غَيْرَهُ وَيَزِيدُ فِي الأَشْعَارِ. قِيلَ: تُوُفِّيَ حماد الراوية سنة خمس وخمسين ومائة. وقيل سنة ست.   [1] سبق ذكره في الطبقة السابقة- وترجمته في وفيات الأعيان 2/ 206- 210، البداية والنهاية 114، مرآة الجنان 1/ 328. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 382 حَمَّادٌ عَجْرَدُ [1] ، مِنْ كِبَارِ الأَخْبَارِيِّينَ. كَانَ بَيْنَهُ وَبْيَنَ بَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ أَهَاجٍ وَمُعَارَضَاتٍ، وَكَانَ بالكوفة الحمّادون الثلاثة: هذا وحمّاد الرواية الْمَذْكُورُ وَحَمَّادُ بْنُ الزَّبْرِقَانِ، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيُتَّهَمُونَ بِالزَّنْدَقَةِ. وَهَذَا فَاسْمُهُ حَمَّادُ بْنُ يُونُسَ بن كليب أبو يَحْيَى الْكُوفِيُّ. وَقِيلَ هُوَ وَاسِطِيٌّ. قَالَ خَلَفُ بْنُ الْمُثَنَّى: كَانَ يَجْتَمِعُ بِالْبَصْرَةِ عَشَرَةٌ فِي مَجْلِسٍ لا يُعْرَفُ مِثْلُهُمْ فِي تَضَادِّ أَدْيَانِهِمْ وَنِحَلِهِمْ: الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ سُنِّيٌّ، وَالسَّيِّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِمْيَرِيُّ رَافِضِيٌّ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ ثَنَوِيٌّ، وَسُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ صُفْرِيٌّ، وَبَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ خَلِيعٌ مَاجِنٌ، وَحَمَّادٌ عَجْرَدٍ زِنْدِيقٌ، وَابْنُ رَأْسِ الْجَالُوتِ يَهُودِيٌّ، وَابْنُ نَطِيرَا مُتَكَلِّمُ النَّصَارَى، وعمرو ابن أُخْتِ الْمُؤَيِّدِ الْمَجُوسِيِّ، وَرَوْحُ بْنُ سِنَانٍ الْحَرَّانِيُّ صَابِئِيٌّ، فَيَتَنَاشَدَ الْجَمَاعَةُ أَشْعَارًا، فَكَانَ بَشَّارٌ يَقُولُ: أَبْيَاتُكَ هَذِهِ يَا فُلانُ، أَحْسَنُ مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا، وَبِهَذَا الْمِزَاحِ وَنَحْوِهِ كَفَّرُوا بَشَّارًا. وَلِحَمَّادِ عَجْرَدٍ نَظْمٌ فَائِقٌ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ قُتِلَ. حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ [2]- م 4- حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو عُمَارَةَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّيَّاتُ، أحد السبعة القراء، مولى آل عكرمة بن ربعي.   [1] الأغاني 14/ 321، الشعر والشعراء 663، تهذيب ابن عساكر 4/ 426، طبقات الشعراء 67، وفيات الأعيان 2/ 210، لسان الميزان 2/ 349، أنساب الأشراف- ق 3/ 182 طبعة بيروت 1978 تحقيق د. عبد العزيز الدوري، البداية والنهاية 10/ 114. [2] المشاهير 168، الجرح 3/ 209، التقريب 1/ 199، المنتخب من ذيل المذيل 655، المعارف 529، التهذيب 3/ 27، التاريخ الكبير 3/ 52، البداية والنهاية 10/ 115، التاريخ لابن معين 2/ 134 رقم 1612، المعرفة والتاريخ 3/ 180. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 383 كَانَ عَدِيمَ النَّظِيرِ فِي وَقْتِهِ عِلْمًا وَعَمَلا، قَيِّمًا بِكِتَابِ اللَّهِ، رَأْسًا فِي الْوَرَعِ. قَرَأَ عَلَى حِمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ وَالأَعْمَشِ وَجَمَاعَةٍ. وَحَدَّثَ عن الحكم وطلحة ابن مُصَرِّفٍ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعِدَّةً. وَكَانَ يَجْلِبُ الزَّيْتَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى حُلْوَانَ، وَيَجْلِبُ إِلَى الْكُوفَةِ الْجُبْنَ وَالْجَوْزَ. وَأَصْلُهُ مِنْ سَبْيِ فَارِسَ. وَقِيلَ: وَلاؤُهُ لِبَنِي عِجْلٍ. وَقَالَ سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى: وَلاؤُهُ لِتَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ، وَتَيْمُ اللَّهِ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَزَارٍ. قَرَأَ عَلَى حَمْزَةَ: سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى الْحَنَفِيُّ وَهُوَ أَنْبَلُ أَصْحَابِهِ وَأَبُو الْحَسَنِ الْكِسَائِيُّ أَحَدُ السَّبْعَةِ وَعَائِذُ بْنُ أَبِي عَائِذٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَجَرِيرٌ وَأَبُو الأَحْوَصِ وابن فضيل ويحيى ابن آدَمَ وَقَبِيصَةُ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا قَرَأَ حَمْزَةُ حَرْفًا إِلا بِأَثَرٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى حَمْزَةَ فَجَعَلَ يَمُدُّ، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ مَا كَانَ فَوْقَ الْبَيَاضِ فَهُوَ بَرَصٌ، وَمَا كَانَ فَوْقَ الْجُعُودَةِ فَهُوَ قَطَطٌ، وَمَا كَانَ فَوْقَ الْقِرَاءَةِ فَلَيْسَ بِقِرَاءَةٍ. قَالَ أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ: سَأَلْتُ الْكِسَائِيُّ عَنِ الْهَمْزِ وَالإِدْغَامِ: أَلَكُمْ فِيهِ إِمَامٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَمْزَةُ، كَانَ يَهْمِزُ وَيَكْسَرُ وَهُوَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَسَيِّدُ الْقُرَّاءِ وَالزُّهَّادِ لَوْ رَأَيْتَهُ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ بِهِ مِنْ نسكه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 384 وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: رُبَّمَا عَطِشَ حَمْزَةُ فَلا يستسقي كراهية أن يصادف مَنْ قَرَأَ عَلَيْهِ. وَذَكَرَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَنَّ حَمْزَةَ مَرَّ بِهِ فَطَلَبَ مَاءً قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَلَمْ يَشْرَبْ مِنِّي لِكَوْنِي أَحْضُرَ الْقِرَاءَةَ عِنْدَهُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: سَمِعْتُ ابْنَ فُضَيْلٍ يَقُولُ: مَا أَحْسَبُ أَنَّ اللَّهَ يَدْفَعُ الْبَلاءَ عَنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِلا بِحَمْزَةَ. وَكَانَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: أَلا تَسْأَلُونِي عَنِ الدُّرِّ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ، وَبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلا قَالَ لِحْمَزَةَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ رَأَيْتُ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِكَ هَمَزَ حَتَّى انْقَطَعَ زِرُّهُ، فَقَالَ: لَمْ آمُرَهُمْ بِهَذَا كُلِّهِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ: أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَمَسْجِدُهَا الْغَالِبُ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتُ. وَرَوَى عَنْ حَمْزَةَ قَالَ: إِنَّ لِهَذَا التَّحْقِيقِ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَكُونُ قَبِيحًا. وَعَنْهُ قَالَ: إِنَّمَا الْهَمْزُ رِيَاضَةٌ فَإِذَا حَسَّنَهَا الرَّجُلُ سَهَّلَهَا [1] . وَقِيلَ إِنَّ حمزة أمّ الناس سنة مائة. وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: حَمْزَةُ ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَدْ كَرِهَ قُرَاءَةَ حَمْزَةَ: ابْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ لِفَرْطِ الْمَدِّ وَالإِمَالَةِ وَالسَّكْتِ عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَ الْهَمْزِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ رَأَى إِعَادَةَ الصَّلاةِ إِذَا كَانَتْ بِقِرَاءَةِ حَمْزَةَ، وَهَذَا غُلُوٌّ. وَالَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الاتِّفَاقُ وَانْعَقَدَ الإِجْمَاعُ عَلَى ثُبُوتِ   [1] في الأصل (سلها) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 385 قِرَاءَتِهِ وَصِحَّتِهَا، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهَا أَفْصَحُ مِنْهَا إِذِ الْقِرَاءَاتُ الثَّابِتَةُ فِيهَا الْفَصِيحُ وَالأَفْصَحُ. وَبِالْجُمْلَةِ إِذَا رَأَيْتَ الإِمَامَ فِي الْمِحْرَابِ لَهِجًا بِالْقِرَاءَاتِ وَتَتَبَّعَ غَرِيبَهَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ فَارِغٌ مِنَ الْخُشُوعِ مُحِبٌّ لِلشُّهْرَةِ وَالظُّهُورِ، نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلامَةَ فِي الدِّينِ. قِيلَ: إِنَّ حَمْزَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ مَاتَ بِحُلْوَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ، وكان أيضا رأسا في الفرائض. وقيل: إِنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدِ اسْتَوْفَيْتُ تَرْجَمَتَهُ فِي طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ [1] . وَمَاتَ وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ. حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ [2]- ع- بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري الْفَقِيهُ، مِنْ رُءُوسِ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِدِيَارِ مِصْرَ. رَوَى عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ الْقَصِيرِ وَعُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَأَبِي يُونُسَ [3] سُلَيْمِ بْنِ جُبَيْرٍ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو وَهْبٍ وَأَبُو عَاصِمٍ. وَالْمُقْرِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْبُرُلُّسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا هانئ بن المتوكل الإسكندراني.   [1] معرفة القراء الكبار 93- 99. [2] المشاهير 187، الجرح 3/ 306، التقريب 1/ 208، التهذيب 3/ 69، التاريخ الكبير 3/ 120، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، طبقات خليفة 296، التاريخ الصغير 2/ 96، الكامل في التاريخ 6/ 35، وفيات الأعيان 3/ 37، سير أعلام النبلاء 6/ 404، تذكرة الحفاظ 1/ 185، خلاصة تذهيب الكمال 96، شذرات الذهب 1/ 243. [3] هو مولى أبي هريرة، على ما في (العبر) وغيره. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 386 وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ اسْتَخْفَاءً بِعَمَلِهِ مِنْ حَيْوَةَ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِالإِجَابَةِ يَعْنِي فِي الدُّعَاءِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وُصِفَ لِي حَيْوَةُ فَكَانَتْ رُؤْيَتُهُ أَكْبَرُ مِنْ صِفَتِهِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ حَيْوَةُ يَأْخُذُ عَطَاءً فِي السَّنَةِ سِتِّينَ دِينَارًا فَلَمْ يَطَّلِعْ إِلَى مَنْزِلِهِ حَتَّى يَتَصَدَّقَ بِهَا ثُمَّ يَجِيءَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَجِدُهَا تَحْتَ فِرَاشِهِ، وَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَمٍّ لَهُ فَأَخَذَ عَطَاءَهُ فَتَصَدَّقَ بِهِ كُلِّهِ وَجَاءَ إِلَى تَحْتِ فِرَاشِهِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، قَالَ فَشَكَا إِلَى حَيْوَةَ فَقَالَ: أَنَا أَعْطَيْتُ رَبِّي بِيَقِينٍ وَأَنْتَ أَعْطَيْتَهُ تَجْرِبَةً. وَكُنَّا نَجْلِسُ إِلَى حَيْوَةَ لِلْفِقْهِ فَيَقُولُ: أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِكُمْ عَمُودًا أَقُومُ وَرَاءَهُ أُصَلِّي ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ. وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الأَزْدِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْفَزْرِ [1] قَالَ: كَانَ حيوة ابن شريح من البكّاءين، وَكَانَ ضَيِّقَ الْحَالِ جِدًّا فَجَلَسْتُ وَهُوَ مُتَخَلٍّ يَدْعُو، فَقُلْتُ: لَوْ دَعَوْتَ أَنْ يُوَسَّعَ عَلَيْكَ فَالْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا فَأَخَذَ حَصَاةً فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ فَإِذَا هِيَ وَاللَّهِ تِبْرَةً فِي كَفِّي مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهَا، وَقَالَ: مَا خَيْرٌ فِي الدُّنْيَا إِلا لِلآخِرَةِ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُ عِبَادَهُ. فَقُلْتُ: مَا أَصْنَعُ بِهَذِهِ؟ قَالَ: اسْتَنْفِقْهَا، فَهِبْتُهُ وَاللَّهِ أَنْ أَرُدَّهَا. وَقَالَ حَيْوَةُ مَرَّةً لِبَعْضِ الْوُلاةِ: لا تُخْلِيَنَّ بِلادَنَا مِنَ السِّلاحِ، فَنَحْنُ بَيْنَ قِبْطِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَنْقَضُّ، وَبَيْنَ حَبَشِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَغْشَانَا، وَرُومِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَحِلُّ بِسَاحَتِنَا، وَبَرْبَرِيٍّ لا نَدْرِي مَتَى يَثُورُ. تُوُفِّيَ حَيْوَةُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ. وَهَذَا بَلْ وَسَائِرُ الْمِصْرِيِّينَ لَمْ يَذْكُرُهُمْ أَبُو نعيم في «حلية الأولياء» .   [1] في رسمها في الأصل اشتباه، والتحقيق من (المشتبه للذهبي) (والتهذيب) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 387 [حرف الزاي] زربي [1] بن عبد الله- ت ق- المؤذّن أبو يحيى. بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ. لَهُ عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ مُسْلِمُ بن إبراهيم وموسى التَّبُوذَكِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْوَضَّاحِ وَعُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَهُ مَنَاكِيرُ عَنْ أَنَسٍ. زُفَرُ بْنُ عَاصِمٍ [2] ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهِلالِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَيَحْيَى بْنُ حُمَّةَ. وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ الْجِهَادِ، وَلِيَ غَزْوَ الصَّائِفَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ ومائة وقبل ذلك.   [1] ميزان 2/ 69، التقريب 1/ 260، الجرح 3/ 622، التهذيب 3/ 325، التاريخ الكبير 3/ 445، المجروحين 1/ 312. وهو بفتح الزاي وسكون الراء وكسر الباء وبعدها ياء مشدّدة. [2] الجرح 3/ 608، التاريخ الكبير 3/ 431، تهذيب ابن عساكر 5/ 380، المعرفة والتاريخ 1/ 693. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 388 زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ [1] ، الْفَقِيهُ صَاحِبُ أَبِي حَنِيفَةَ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَجَمَاعَةٍ. ومات في الكهولة. رَوَى عَنْهُ حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ وَأَبُو يَحْيَى أَكْثَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيَّادٍ وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا. وَقَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي مِيرَاثٍ مِنْ أَخِيهِ [2] فَتَشَبَّثَ بِهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ يَخْرُجُ مِنْ عندهم. وقال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: كَانَ وَالِدُهُ هُذَيْلُ بْنُ [3] قَيْسِ بْنِ سُلَيْمٍ [4] بِأَصْبَهَانَ فِي خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ لَهُ ثَلاثَةُ أَوْلادٍ: زُفَرُ أَبُو الْهُذَيْلِ وَهِرْثِمَةُ وَكَوْثَرٌ. قَالَ وَرَجَعَ زُفَرُ عَنِ الرَّأْيِ وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ. ثُمَّ سَاقَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي كِتَابِهِ الْحِلْيَةِ لَهُ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ، وَمِنَ الرُّوَاةِ عَنْهُ: النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ والحكم بن أيوب ومالك بن فديك. روى عَنْ مُدْرِكٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيَّادٍ قَالَ:   [1] ميزان 2/ 71، الجرح 3/ 608، لسان الميزان 2/ 476، المشاهير 170، العبر 1/ 229، الفهرست 202، الجواهر المضية 1/ 243، طبقات الفقهاء 135، التاريخ لابن معين 2/ 172 رقم 2459، طبقات ابن سعد 6/ 270، ذكر أخبار أصبهان 1/ 317، وفيات الأعيان 2/ 71 رقم 229، الوافي بالوفيات 14/ 200 رقم 275. [2] في الأصل مهمل، وفي نسخة (أخته) ، والتصحيح من (لمحات النظر) . [3] في الأصل (من) والتصحيح من (لمحات النظر) ونسخة أخرى. [4] في الأصل «سالم» ، وفي نسخة «أسلم» والتصحيح من (لمحات النظر) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 389 كان زفر وداود الطائي متواخيين فَأَمَّا دَاوُدُ فَتَرَكَ الْفِقْهَ وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَأَمَّا زُفَرُ فَجَمَعَهُمَا. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: نَبَّأَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيَّادٍ قَالَ: لَقِيتُ زُفَرَ فَقُلْتُ لَهُ صِرْتُمْ حَدِيثًا فِي النَّاسِ وَضَحِكَةً. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: تَقُولُونَ فِي الابْتِدَاءِ [1] ادْرَءُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ وَجِئْتُمْ إِلَى أَعْظَمِ الْحُدُودِ فَقُلْتُمْ: تُقَامُ بِالشُّبُهَاتِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ) فَقُلْتُمْ يُقْتَلُ بِهِ. قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ السَّاعَةَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْهُ. قَالَ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُنَاظِرُ زُفَرَ إِلا رَحِمْتُهُ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلائِيُّ: كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى زفر فيقول: تعال حَتَّى أُغَرْبِلَ لَكَ مَا سَمِعْتَ. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قَالَ زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ: مَنْ قَعَدَ قَبْلَ وَقْتِهِ ذُلَّ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كنت أعرض الحديث على زفر فيقول: هذا ناسخ هذا مَنْسُوخٌ، هَذَا يُؤْخَذُ بِهِ، هَذَا يُرْفَضُ. قَدْ ذكرنا أن غير واحد وثّق زفر. وقال ابْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِشَيْءٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. زَكَرِيَّا بْنُ إسحاق المكّي [2]- ع-.   [1] في نسخة: «الأشياء» . [2] ميزان الاعتدال 2/ 71، التقريب 1/ 261، الخلاصة 122، الجرح 3/ 593، التهذيب 3/ 328، التاريخ الكبير 3/ 423، المعرفة والتاريخ 2/ 207، سير أعلام النبلاء 6/ 340 رقم 143، العقد الثمين 4/ 442، خلاصة تذهيب الكمال 122، الوافي بالوفيات 14/ 202 رقم 278. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 390 عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ وَأَبُو عَاصِمٍ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَآخَرُونَ. وَقَدِ اتُّهِمَ فِي نَفْسِهِ بِالْقَدَرِ وَهُوَ ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وقال ابن مَعِينٍ: قَدَرِيٌّ. قُلْتُ: مَاتَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ الْيَمَانِيُّ الْجُنْدِيُّ [1]- ت ن ق-. نَزِيلُ مَكَّةَ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ مُجَاهِدٍ وَدِرْبَاسٍ. كَذَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو. رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجُوزْجَانِيُّ: مُتَمَاسِكٌ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ مسلم متابعة.   [1] ميزان 2/ 81، التقريب 1/ 263، الجرح 3/ 624، التهذيب 3/ 338، المجروحين 1/ 32، التاريخ الكبير 3/ 451، الضعفاء والمتروكين 44، المعرفة والتاريخ 3/ 41، تاريخ أبي زرعة 1/ 450 التاريخ لابن معين 2/ 174 رقم 301. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 391 زُهَيْرُ بْنُ مَيْمُونَ الْكُوفِيُّ [1] ، النَّحْوِيُّ. وَيُعْرَفُ بِالْفُرْقُبِيِّ [2] لأنه كان يتّجر في الفرقب [3] . وكان من كبار العلماء. أخذ عَنْ أَصْحَابِ أَبِي الأَسْوَدِ. وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. زِيَادُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْحَنَفِيُّ [4] ، الأَصْغَرُ الْمِهْرَوَانِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنِ الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَثَابِتٍ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً: لا بَأْسَ بِهِ. زَيَّادُ بْنُ مَيْمُونَ [5] ، أَبُو عَمَّارٍ [6] الْبَصْرِيُّ. صاحب الفاكهة. عن أنس.   [1] إنباه الرواة في إنباه النحاة للقفطي، الفهرست 133، نور القبس 267 رقم 68، الوافي بالوفيات 14/ 228 رقم 312. [2] في الأصل «بالفرقوبي» مهملة من النقط، والتصحيح من إنباه الرواة، قال القفطي: وإنما قيل له «الفرقبي» لأنه كان يتجر إلى ناحية فرقب فنسب إليها. وقال ياقوت: فرقب ... موضع. قال الفراء: ينسب إليه زهير الفرقبي من أهل القرآن. وفي القاموس المحيط: فرقب كقنفذ، ومنه الثياب الفرقبية. وزهير بن ميمون الفرقبي قارئ نحوي، أو هو بقافين. [3] في الأصل (القرقوب) والتصحيح من المصادر المذكورة قبله. [4] التاريخ الكبير 3/ 365. [5] الجرح 3/ 544، التاريخ الكبير 3/ 370، الضعفاء والمتروكين 44. [6] قيل «عمارة» . انظر الجرح، والضعفاء والمتروكين. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 392 وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحَارِثُ بْنُ مُسْلِمٍ. وسمع منه أبو داود وعبد الرحمن ابن مَهْدِيٍّ وَتَرَكَاهُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَقِينَاهُ، فَقَالَ: عُدُّوا إِنَّ النَّاسَ لا يَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أَلْقَ أَنَسًا أَمَا تَعْلَمَانِ أَنِّي مَا لَقِيتُهُ؟ قَالَ: ثُمَّ بَلَغْنَا بَعْدُ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ، فَلَقِينَاهُ، فَقَالَ: عُدُّوا إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا، أَفَلا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيَّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ قَالَ: تُبْتُ، ما سمعت من أنس شيئا. وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَبْلُغُنَا أَنَّهُ يَرْوِي عَنْهُ فَتَرَكْنَاهُ. وَقَالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: قَالَ زَيَّادُ بْنُ مَيْمُونَ: عُدُّوا أَنِّي كُنْتُ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمْتُ، أَمَا كُنْتُمْ تَقْبَلُونَ تَوْبَتِي؟ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَنَسٍ شَيْئًا. وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ يرميه بالكذب. وقال ابن معين: ليس بشيء. زيد بْنُ حِبَّانَ الرَّقِّيُّ [1]- ن ق- كُوفِيُّ الأَصْلِ. روى عن الزّهري وابن المنكدر وأيوب وأبو إسحاق وابن جريج وجماعة. وعنه أبو نعيم وأبو أحمد الزبيري ومعمر بن سليمان وآخرون. قال أحمد بن حنبل: كان يشرب المسكر. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن عدي: لا أَرَى بِهِ بَأْسًا. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَقَالَ: مَاتَ سنة ثمان وخمسين ومائة.   [1] ميزان الاعتدال 2/ 101، التقريب 1/ 273، الخلاصة 127، الجرح 3/ 561، التهذيب 3/ 404، التاريخ الكبير 3/ 393، تاريخ أبي زرعة 1/ 416. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 393 زَيْدُ بْنُ أَبِي مُرَّةَ [1] ، أَبُو الْمَعَالِي. رَأَى أَنَسًا وَسَمِعَ الْحَسَنَ. وَعَنْهُ مُعْتَمِرٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. رَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ عن معقل في ذم الاحتكار.   [1] التاريخ الكبير 3/ 305 وفيه «زيد بن مرة ابن أبي ليلى أبو المعلى» وانظر التعليق في الحاشية على الاختلاف في اسمه، التاريخ لابن معين 2/ 184 رقم 4022. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 394 [حرف السِّينِ] سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى [1] . وَقِيلَ: ابْنُ غَيْلانَ، وَقِيلَ: ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو الْفَيْضِ. عَنْ عَطَاءٍ وَنَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ وَعُمَرُ بْنُ صُبَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى زنبور [2] والوليد بن القاسم وجماعة. قال البخاري: تركوه. وقال ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: نَقَمُوا عَلَيْهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا (كَانَ إِذَا خَافَ أَنْ يَنْسَى رَبَطُوا فِي أُصْبُعِهِ خيطا.) السائب بن عمر [3]- د ن- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ.   [1] لسان الميزان 3/ 5، الجرح 4/ 186، المجروحين 1/ 342، التاريخ الكبير 4/ 117، المشاهير 55، الضعفاء والمتروكين 46، ميزان 2/ 112، التقريب 1/ 281، التاريخ لابن معين 2/ 186 رقم 2778، المعرفة والتاريخ 3/ 56. [2] هو محمد بن يعلى السلمي الكوفي، كما في نزهة الألباب. [3] الجرح 4/ 244، الخلاصة 132، التاريخ الكبير 4/ 155، تهذيب ابن عساكر 6/ 61، التقريب 1/ 282، التهذيب 3/ 449. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 395 عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عاصم وعبيد الله بن موسى وزيد ابن الْحُبَابِ وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. سَحَّامَةُ [1] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ الأَصَمُّ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سحامة عَبْد الرَّحْمَنِ قَالَ: والأصم هُوَ والده. سَمِعَ أَنَسًا. قَالَ ابْنُ الذَّهَبِيِّ: مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا. أَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَسَاكِرٍ عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَا زَاهِرٌ أَنَا أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُوذِيُّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ أَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا سَحَّامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَنَسٌ وَاسِطَ فَحَدَّثَنَا أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِنْ أَمْرِهِ حَاجَةً وَفَقْرًا، فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَنَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْخُلَ فِيهَا، فَتَعَلَّقَ بِهِ الرَّجُلُ، فَقَامَ مَعَهُ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فِي الصَّلاةِ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي. الأَسْوَدِ عَنِ الْعَقَدِيِّ عن سحّامة.   [1] بتشديد الحاء المهملة وفتح ما قبلها. الجرح 4/ 322، التاريخ الكبير 4/ 211، التهذيب 3/ 454. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 396 سَدُوسُ بْنُ حَبِيبٍ [1] ، الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ. بَيَّاعٌ السَّابِرِيُّ [2) .] عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ. قَالَ: مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا. سُعَادُ [3] بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ- ق-. عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ وَجَبَّارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مِنْ عِتْقِ الشِّيعَةِ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ فِي الْحَدِيثِ. وَقِيلَ: سَعَّادُ بْنُ عَبْدِ الرحمن. سعدان الجهنيّ الكوفي [4]- خ ت ق- قِيلَ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ بِشْرٍ وَقِيلَ ابْنُ بشير. رَوَى عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَكِنَانَةَ [5] مَوْلَى صَفِيَّةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ جَحَّادَةَ [6] . وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو عَاصِمٍ وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى.   [1] لسان الميزان 3/ 9، الجرح 4/ 311، التاريخ 4/ 208. [2] نوع من الثياب رقيق جيد. [3] بفتح السين المهملة وتشديد العين المهملة أيضا، مثل كتّان، التاريخ الكبير 4/ 211، التقريب 1/ 285، التهذيب 3/ 462. [4] الجرح 4/ 289، الخلاصة 136، التاريخ الكبير 4/ 196، التقريب 1/ 290، التهذيب 3/ 487. [5] مهملة في الأصل. والتصحيح من التقريب. [6] مهملة في الأصل. والتصحيح من التقريب. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 397 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الْكُتُبِ. سَعِيدُ بْنُ أَبَانِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ [1] . نَزِيلُ الْكُوفَةِ. عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ وَعُمَرَ بْنِ إِسْحَاقَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. وَقَالَ: كَانَ مِنْ خيار الناس. سعيد بن حسان المخزومي [2]- م 4- المكّي القاصّ. عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعُرْوَةَ بْنِ عِيَاضٍ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَوَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً وَتَوَقَّفَ مَرَّةً. سَعِيدُ بْنُ زَيَّادٍ الشيبانيّ [3]- د ن- المكّي. عَنْ عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ وَزِيَادِ بْنِ صُبَيْحٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ جُنْدُبٍ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.   [1] الجرح 4/ 3، التقريب 1/ 291، التهذيب 4/ 2، التاريخ الكبير 2 ق 1/ 455 رقم 1517، الوافي بالوفيات 15/ 165 رقم 270. [2] الجرح 4/ 12، الخلاصة 137، التاريخ الكبير 3/ 464، المعرفة والتاريخ 3/ 240، التاريخ لابن معين 2/ 181 رقم 238، الوافي بالوفيات 15/ 208 رقم 290. [3] الجرح 4/ 22، الخلاصة 138، التاريخ 3/ 473، التقريب 1/ 296، التهذيب 4/ 31. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 398 سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ الرَّازِيُّ [1] الْفَقِيهُ وَالِدُ مُحَمَّدٍ. عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زَيَّادٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَالِمٍ وَهَارُونُ بْنُ المغيرة. صويلح. سعيد بن سنان [2]- د ت ق- أبو سنان البرجمي الشيبانيّ الكوفي نَزِيلُ الرَّيِّ. عَنِ الضَّحَّاكِ وَطَاوُسٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِسْحَاقَ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ مِنْ رُفَعَاءِ النَّاسِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ عَابِدًا فَاضِلا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحٌ لَمْ يَكُنْ يُقِيمُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لا يُتَابَعُ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ حَدِيثِهِ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَنْ أَبُو سِنَانٍ، يَعْنِي سَعِيدَ بْنَ سِنَانٍ، لَوْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سُلْطَانٌ لَحَبَسْتُهُ وَأَدَّبْتُهُ.   [1] الجرح 4/ 30، التاريخ 3/ 481. [2] الجرح 4/ 27، الخلاصة 139، التاريخ 3/ 477، ميزان 2/ 143، تقريب 1/ 298، التهذيب 4/ 45، المعرفة والتاريخ 3/ 83، المعرفة والتاريخ 2/ 201 رقم 1455. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 399 وقال ابن سعد: سكن الريّ وكان سيّئ الْخُلُقِ وَكَانَ يَحُجَّ كُلَّ سَنَةٍ. وَقَالَ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُ: سَكَنَ قَزْوِينَ أَيْضًا. وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْحِمْصِيُّ [1] ، أَبُو مَهْدِيٍّ فَآخَرُ. سَعِيدُ بْنُ زَوْنٍ الثَّعْلَبِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] . عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ هِلالُ بْنُ فَيَّاضٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ جِدًّا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. سَعِيدُ بْنُ زَيَّادٍ [3] مَوْلَى جُهَيْنَةَ الْمَدِينِيُّ الْمُكْتِبُ. عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ زَيَّادُ بْنُ يُونُسَ وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. سَعِيدُ بن السائب بن يسّار [4]- د ن ق- وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ أحد العبّاد البكّاءين.   [1] الجرح 4/ 28، الخلاصة 129، التاريخ 3/ 477، الميزان 2/ 143، التقريب 1/ 298، التهذيب 4/ 46، المعرفة والتاريخ 1/ 151، التاريخ لابن معين 2/ 201 رقم 5087، تاريخ أبي زرعة 1/ 272، الوافي بالوفيات 15/ 226 رقم 316. [2] لسان 3/ 29، الجرح 4/ 24، المجروحين 1/ 317، التاريخ 3/ 473، الضعفاء الصغير 50، الضعفاء والمتروكين 54. [3] الجرح 4/ 22، الخلاصة 138، التاريخ 3/ 473. [4] الجرح 4/ 30، الخلاصة 138، التاريخ 3/ 480، التقريب 1/ 296. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 400 عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيَّةَ [1] الْعَامِرِيِّ وَنُوحِ بْنِ صَعْصَعَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن عِيَاضٍ. وَعَنْهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ: كُنَّا نَرَاهُ مِنَ الأَبْدَالِ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ لا يَكَادُ يَجِفُّ لَهُ دَمْعٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ دَمْعَةً مِنْهُ إِنَّمَا كَانَ يَعُوزُهُ أَنْ تُحَرِّكَهُ فَتَرَى دُمُوعَهُ كَالْقَطْرِ رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ الْحُمَيْدِيّ عَنْ سَفْيَانَ: حَدَّثُونِي أَنَّ رَجُلا عَاتَبَهُ فِي الْبُكَاءِ فَبَكَى وَقَالَ: كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَعْذِلَنِي عَلَى التَّقْصِيرِ وَالتَّفْرِيطِ فَإِنَّهُمَا قَدِ اسْتَوْلَيَا عليّ. سعيد بن عبد الرحمن البصري [2] هو أَخُو أَبِي حَرَّةَ. سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ وَيَحْيَى بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ وَمَكْحُولا. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ. سَعِيدُ بْنُ عبد الرحمن أبو شيبة [3]- ن- الزبيدي الكوفي قاضي الريّ.   [1] بالتصغير، كما في تقريب التهذيب 1/ 296. [2] الجرح 4/ 40، التاريخ لابن معين 2/ 203 رقم 3392. [3] الجرح 4/ 41، الخلاصة 140، التاريخ 3/ 492، المعرفة والتاريخ 3/ 195، التاريخ لابن معين 2/ 203 رقم 1919. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 401 عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيَّادٍ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ ابن سلم وابن فضيل. وثّقه أبو داود. وقال ابْنُ حِبَّانَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. كَانَ يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ. سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن جبير بن حية [1]- خ ن ق- الثقفي البصري. عَنْ عَمِّهِ زَيَّادِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ. سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْهَنَائِيُّ الْبَصْرِيُّ [2]- ت ن-. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَالْحُسَيْنِ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ وَكَثِيرُ بْنُ فَائِدٍ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. سَعِيدُ بْنُ أَبِي عروبة [3]- ع- مهران، مولى بني عديّ عالم البصرة   [1] الجرح 4/ 38، التاريخ 3/ 495، التقريب 1/ 301، التهذيب 4/ 61. [2] الجرح 4/ 47، الخلاصة 141، التاريخ 3/ 496، التقريب 1/ 301، التهذيب 4/ 62. [3] الجرح 4/ 65، الخلاصة 141، التاريخ 3/ 504، المشاهير 158، الضعفاء الصغير 51، ميزان 2/ 151، التقريب 1/ 302، التهذيب 4/ 63، المعرفة والتاريخ 3/ 61، التاريخ لابن معين 2/ 204 رقم 3315، تاريخ أبي زرعة 1/ 301. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 402 أَبُو النَّضْرِ الْعَدَوِيُّ الْحَافِظُ. وُلِدَ فِي حَيَاةِ أنس بن مالك. وروى عن الحسن وابن سيرين قليلا وعن قتادة فأكثر وَالنَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ الدَّانَاجِ [1] وَأَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ، وَهُوَ أكبر شيخ لقيه، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ وَأَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وخالد ابن الْحَارِثِ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغُنْدَرٌ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ وَالأَنْصَارِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَا كَانَ عِنْدَنَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَحَدٌ أَحْفَظُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ يَكُنْ لِسَعِيدٍ كِتَابٌ إِنَّمَا كَانَ يَحْفَظُ ذَلِكَ كُلَّهُ. وَزَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ: لَمْ أَكْتُبْ إِلا تَفْسِيرَ قَتَادَةَ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أَكْتُبَهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَثْبَتُهُمْ فِي قَتَادَةَ سَعِيدٌ وَالدَّسْتُوَائِيُّ وَشُعْبَةُ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ: قَالَ لِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: إِذَا رَوَيْتَ عَنِّي فَقُلْ: ثنا سَعِيدٌ الأَعْرَجُ عَنْ قَتَادَةَ الأَعْمَى عَنِ الْحَسَنِ الأَحْدَبِ. وَقَالَ بُنْدَارٌ: ثنا عَبْدُ الأَعْلَى وَكَانَ قَدَرِيًّا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَكَانَ قَدَرِيًّا عَنْ قَتَادَةَ وَكَانَ قَدَرِيًّا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ قَتَادَةُ وسعيد يقولان بالقدر ويكتمانه. وروى الْكَوْسَجُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: سَعِيدٌ ثِقَةٌ.   [1] تعريب (الدانا) بالفارسية وتعني «العالم» . (اللباب 1/ 486) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 403 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ ثِقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ قَتَادَةَ. وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ كَانَ أَوَّلَ مَنْ صَنَّفَ الْعِلْمَ بِالْبَصْرَةِ. قَالَ أَحْمَدُ: وَمَنْ سَمِعَ مِنْ سَعِيدٍ قَبْلَ الْهَزِيمَةِ فَسَمَاعُهُ جَيِّدٌ. قُلْتُ: يَعْنِي هَزِيمَةَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَكَانَتْ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: لَقِيتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ بِدَهْرٍ وَرَأَيْتُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَأَنْكَرْتُهُ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سعيد القطان يوثّقه. وقال أبو نعيم: كتبت عنه عند ما اخْتَلَطَ حَدِيثَيْنِ. وَقَالَ ابْنُ مُثَنَّى: ثنا الأَنْصَارِيُّ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الأَفْطَسُ على سعيد بعد ما تَغَيَّرَ فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وُجُوهِنَا وَلا يَعْرِفُنَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ يَمْزَحُ وَكَانَ يُحَدِّثُ فَإِذَا أَعْجَبَهُ حَفِظَهُ قَالَ (دَقَّكَ بِالْمُنْحَازِ حَبُّ الْفُلْفُلِ) [1] . وَقَالَ رَجُلٌ: أَتَيْتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ فَتَمَارَى عِنْدَهُ رَجُلانِ فَبَقِيَ يُغْرِي بَيْنَهُمَا قَلِيلا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فِي تَدْلِيسِ سَعِيدٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدٌ مِنَ الْحَكَمِ وَلا مِنَ الأَعْمَشِ وَلا مِنْ حَمَّادٍ وَلا مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَلا مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَلا مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَلا مِنْ عُبَيْدِ الله بْنِ عُمَرَ وَلا مِنْ أَبِي بِشْرٍ وَلا من ابن عقيل   [1] وردت بعض الكلمات بين القوسين مهملة في الأصل، وأثبت القدسي في نسخته 6/ 184 كلمة «القلقل» بالقاف المثناة، وفي طبقات ابن سعد 7/ 274 «الفلفل» بالفاء الموحّدة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 404 وَلا مِنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَلا مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَلا مِنْ أَبِي الزناد، قَدْ حَدَّثَ عَنْ هَؤُلاءِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ شَيْئًا. وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَقُولُ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدٌ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَلا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ وَلا مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَسْمَعِ الْخِلافَ فَلا تَعُدُّهُ عَالِمًا. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، قَيَّدَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. سَعِيدُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيُّ [1]- ت-. عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وأبو داود الطيالسي وأبو عبد الرحمن المقري. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. سَعِيدُ بْنُ يزيد [2]- م د ت ق- أبو شجاع القتباني [3] الحميري الإسكندراني. عَنِ الأَعْرَجِ وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ المبارك وأبو زرارة ليث ابن عاصم وغيرهم.   [1] الخلاصة 141، التاريخ 3/ 504، التقريب 1/ 302، التهذيب 4/ 66. [2] الجرح 4/ 73، الخلاصة 144، التاريخ الكبير 3/ 521، المشاهير 189، التقريب 1/ 309، التهذيب 4/ 101، المعرفة والتاريخ 2/ 459، التاريخ لابن معين 2/ 210 رقم 5198، سير أعلام النبلاء 6/ 410 رقم 168، حسن المحاضرة 1/ 274. [3] بكسر القاف، نسبة إلى قتبان بطن من رعين نزلوا مصر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 405 وَكَانَ ثِقَةً عَابِدًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بن حنبل وجماعة. وقال أَبُو دَاوُدَ: كَانَ لَهُ شَأْنٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ بْن عَاصِمٍ: رَأَيْتُهُ إِذَا أَصْبَحَ عَصَبَ سَاقَهُ بِالْمُشَاقَّةِ وَبِزْرِ الْكَتَّانِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْمُجْتَهِدِينَ، تُوُفِّيَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنِ [1]- 4- بْنِ حَسَنٍ الْوَاسِطِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ. عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ رَزِينٍ وَأَخُوهُ عُمَيْرٌ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ إِلا فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ خَاصَّةً فَإِنَّ فِيهَا مَنَاكِيرُ. وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ. قَالَ ابن أَبِي حاتم: سُفْيَان بن حسين السلمي المعلم، رَوَى عن الحَسَن وجماعة. قَالَ عَبَّاسٌ عن ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَلَيْسَ مِنْ أَكَابِرِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ كَانَ يُؤَدِّبُ الْمَهْدِيَّ. وَحَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَطْ لَيْسَ بِذَاكَ إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ بالموسم.   [1] الجرح 4/ 227، الخلاصة 145، المجروحين 1/ 358، ميزان 2/ 165، التقريب 1/ 310، التهذيب 4/ 107، المعرفة والتاريخ 1/ 363، التاريخ لابن معين 2/ 210 رقم 948، تاريخ أبي زرعة 1/ 589، الوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 396. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 406 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ وَلا يَحْتَجُّ بِهِ هُوَ نَحْوُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الإِنْصَافُ فِي أَمْرِهِ: يَبْحَثُ بِمَا رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَالاحْتِجَاجِ بِمَا رَوَى عَنْ غَيْرِهِ. مَاتَ بَعْدَ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. سُفْيَانُ بْنُ دينار [1]- خ ن- أبو سعيد الكوفي التمّار. عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُصْعَبِ بْنِ سَعِيدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَفَّانُ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: رَأَيْتُ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وعمر مسنّمة. السكن بن المغيرة [2]- ت- البصري البزاز أبو محمد مولى عثمان ابن عَفَّانَ. عَنْ سَارِيَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنِ الْوَلِيدِ بن أبي هشام. وعنه أبو داود وأبو نعيم وحبان بن هلال وأبو الوليد وجماعة. قال النسائي: ليس به بأس. سلام بن أبي عمرة [3]- ت- أبو علي الخراساني. عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ الأَوْدِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ.   [1] الجرح 4/ 220 رقم 965، الوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 397. [2] الجرح 4/ 287، الخلاصة 146، التقريب 1/ 313، التهذيب 4/ 126، المعرفة والتاريخ 1/ 289. [3] الجرح 4/ 258، المجروحين 1/ 341، التاريخ 4/ 133، ميزان 2/ 180، المعرفة والتاريخ 3/ 40، التاريخ لابن معين 2/ 221 رقم 2381. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 407 وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. سَلَمَةُ [1] بْنُ بَخْتٍ [2] . عَنْ عِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ وَالْقَعْنَبِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. سَلَمَةُ بْنُ سَابُورٍ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَعَبْدِ الْوَارِثِ مَوْلَى أَنَسٍ. وَعَنْهُ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. ضعّفه ابن معين. سلمة بن وردان [4]- ت ق- أبو يعلى الليثي الخندعي مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى وَمَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ وَهْبٍ وَأَبُو نعيم والقعنبي والواقدي وإسماعيل ابن أبي أويس، وعدّة.   [1] الجرح 4/ 156، التاريخ 3/ 82، التاريخ لابن معين 2/ 224 رقم 931. [2] في الأصل مهملة، والتصحيح من الجرح والتاريخ والقاموس المحيط. [3] لسان الميزان 3/ 68، الجرح 4/ 163، التاريخ 4/ 83، ميزان 2/ 190. [4] الجرح 4/ 174، الخلاصة 149، التاريخ 4/ 77، الضعفاء والمتروكين 48، ميزان 2/ 193، التقريب 1/ 319، التهذيب 4/ 160، التاريخ لابن معين 2/ 227 رقم 696. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 408 ضعّفه أبو داود. وقال أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، عَامَّةُ مَا عِنْدَهُ عَنْ أَنَسٍ مُنْكَرٌ. قِيلَ: تُوُفِّيَ فِي آخِرِ خلافة المنصور. وقال الدارقطنيّ: ضعيف. سلم [1] بن زرير [2]- خ م ن- أبو يونس العطاردي البصري. عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَرَفَةَ وَأَبِي غَالِبٍ حَزَوَّرٍ. وَعَنْهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ معين. وقال أبو حاتم أيضا: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْهُ فَقَالَ: صَدُوقٌ، وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ مَا بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ يُحتَجُّ بِبَعْضِهَا. سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ [3] . عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَةُ [4] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ وَخَالِدُ بن حيّان.   [1] الجرح 4/ 264، الخلاصة 149، التاريخ 4/ 77، الضعفاء والمتروكين 48، ميزان 2/ 193، التقريب 1/ 319، التهذيب 4/ 160، التاريخ لابن معين 2/ 222 رقم 1514. [2] بفتح الزاي وكسر الراء كما في المصادر السابقة. [3] لسان الميزان 3/ 100، الجرح 4/ 115، المجروحين 1/ 335، التاريخ 4/ 11، ميزان 2/ 206. [4] في الأصل «البومة» . والتصحيح من (نزهة الألباب) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 409 ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي أَمِيرِ الْجَزِيرَةِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيِّ. سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [1] ، رَوَى حَدِيثَ الصَّدَقَاتِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَرَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قلابة. وعنه صدقة بن عبد الله ويحيى بن حمزة. قال أحمد بن حنبل في حديثه الطويل: أرجو أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: وَحَدِيثُهُ الطَّوِيلُ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَغَيْرُهُ عَنْ صَدَقَةَ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا قِلابَةَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِفَةِ صَلاتِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الْجَبَّارِ الْخَوْلانِيُّ فِي (تَارِيخِ دَارَيَّا) : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَاجِبًا لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَوَلَدُهُ بِدَارِيَّا إِلَى الْيَوْمِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ: الصَّوَابُ فِي حَدِيثِ الصَّدَقَاتِ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ بِخَطِّهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: نَظَرْتُ فِي أَصْلِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ حَدِيثِ الصَّدَقَاتِ فَإِذَا هُوَ عن سليمان بن أرقم.   [1] الجرح 4/ 110، الخلاصة 151، التاريخ 4/ 10، المشاهير 184، ميزان 2/ 200، التقريب 1/ 324، التهذيب 4/ 189، المعرفة والتاريخ 1/ 587. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 410 قُلْتُ: وَقَدْ رَوَى طَائِفَةٌ مِنَ الْحَدِيثِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ ثِقَةٌ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ فِي (الأنواع والتقاسيم) الْحَدِيثُ بِطُولِهِ. فاللَّه أَعْلَمُ. سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَدَنِيُّ [1] ، أَبُو سُفْيَانَ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَبِلالِ بْنِ يَحْيَى. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ- وَهُوَ أكبر منه- وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ. قَالَ الدُّولابِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ [2] ، أَبُو أيوب المورياني [3] الجوزي وزير المنصور. ذكرته فِي الْكُنَى. سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ [4] ، الزهري المدني المقرئ.   [1] الجرح 4/ 119، الخلاصة 152، التاريخ 4/ 17، ميزان 2/ 209، التقريب 1/ 325، تهذيب 4/ 194، التاريخ لابن معين 2/ 231 رقم 1102. [2] الجرح 4/ 122، الخلاصة 152. [3] في الأصل مهملة من النقط، والتصحيح من ترجمته المقبلة، ومن (اللباب 3/ 268) بضم الميم وسكون الواو وكسر الراء، نسبة إلى موريان، قرية في خوزستان (عربستان) . [4] الجرح 4/ 142، التاريخ 4/ 37، ميزان 2/ 223. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 411 أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَشَيْبَةَ بْنِ نصاح [1] ، وعرض أيضا على نافع ابن أَبِي نُعَيْمٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ مِهْرَانَ. سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْكَعْبِيُّ الْخُزَاعِيُّ [2] ، أَبُو الْمُثَنَّى. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وهشام ابن عُرْوَةَ وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التَّنِّيسِيُّ وَابْنُ وَهْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ. سُلَيْمَانُ أَبُو الرَّبِيعِ الْهَمَذَانِيُّ [3] . مِنْ أَهْلِ هَمَذَانَ. رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَزَيْدُ بن الحباب. وكان يُعْرَفُ بِالأَحْمَرِ. وَهُوَ مِنْ أَوَّلِ مَنْ فِي (تَارِيخِ هَمَذَانَ) . سُلَيْمٌ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ [4] . عَنِ الشَّعْبِيِّ.   [1] بكسر النون. عن المصادر المذكورة قبله. [2] الجرح 4/ 149، التاريخ 4/ 42، ميزان 2/ 228، التقريب 1/ 331، التهذيب 4/ 228. [3] الجرح 4/ 152. [4] الجرح 4/ 213، التاريخ 4/ 132، الضعفاء والمتروكين 48، المعرفة والتاريخ 1/ 450 و 3/ 39، التاريخ لابن معين 2/ 238 رقم 1790. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 412 وَعَنْهُ سَلْمُ [1] بْنُ قُتَيْبَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ. ضَعَّفَهُ الْفَلاسُ. سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ الْهُذْلِيُّ [2]- خ م- مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ. عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَا وَقَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَمَرْوَانَ الأَصْغَرِ. وَعَنْهُ بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَعَفَّانُ وَمُحَمَّدٌ الْعَوْفِيُّ وَآخَرُونَ. سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ [3] النَّخَعِيُّ [4] الْكُوفِيُّ. وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَرَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَبُرَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ وَقَنَّانٍ النَّهْمِيِّ. وَعَنْهُ زُرَيْقُ الْبَجَلِيُّ الْمُقْرِئُ وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ. وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا. سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ [5] ، الْبَصْرِيُّ السَّرَّاجُ. عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَيُّوبَ. وَعَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو دَاوُدَ ومسلم بن إبراهيم وأبو سلمة المنقري.   [1] في الأصل «سالم» ، وما أثبتناه هو الصحيح. [2] الجرح 4/ 314. [3] الجرح 4/ 199. [4] هكذا في الأصل، وفي الجرح والتعديل 4/ 199 «النهمي» . [5] الجرح 4/ 200، الخلاصة 157، التاريخ 4/ 101، ميزان 2/ 239، التقريب 1/ 337، التهذيب 4/ 254، التاريخ لابن معين 2/ 241 رقم 4424. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 413 قَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. وَكَذَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قَدْ رَوَى شَيْئًا مُنْكَرًا وَهُوَ أَنَّهُ رَأَى الْحَسَنَ يُصَلِّي بَيْنَ سُطُورِ الْقُبُورِ. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: وَقَدْ رَوَى شَيْئًا أَنْكَرَ مِنْ هَذَا، سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ يَقُولُ: ثنا سَهْلٌ السَّرَّاجُ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُجِزْ طَلاقَ الْمَرِيضِ. قُلْتُ: رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْقَدَرِ. سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ [1] . هُوَ أَبُو حَمْزَةَ. يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ. سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ [2] بْنِ عَنْزَةَ التَّمِيمِيُّ الْعَنْبَرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: هَذَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّه مَا تَعَنَّى فِي طَلَبِ حَدِيثٍ قَطُّ قَدْ سَادَ النَّاسَ. قُلْتُ: قَدْ رَوَى عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ وَأَبِي الْمِنْهَالِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَلَكِنَّهُ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْه عَرْعَرَةَ بْنِ الْبِرِنْدِ [3] وَعَلِيِّ بْنِ عاصم وغيرهما.   [1] الجرح 4/ 272، الخلاصة 158، التاريخ 4/ 168، ميزان 2/ 245، التهذيب 4/ 267. [2] لسان الميزان 4/ 126، الجرح 4/ 271، الخلاصة 159، التاريخ الكبير 4/ 168، المشاهير 158، أخبار القضاة 1/ 55- 88 و 3/ 278 وما بعدها، ميزان 2/ 245، التقريب 1/ 339، التهذيب 4/ 268، المعرفة والتاريخ 2/ 244- 247، تاريخ بغداد 9/ 210، طبقات ابن سعد 7/ 2: 24، طبقات خليفة 509، تاريخ أبي زرعة 1/ 610، المعارف 590، جمهرة أنساب العرب 209، الإكمال 6/ 297، اللباب (مادة العنبري) ، العبر 1/ 244، الوافي بالوفيات 16/ 37 رقم 49، شذرات الذهب 2/ 108. [3] في ضبطه اختلاف، وفي تقريب التهذيب 2/ 18 بكسر الموحدة والراء بعدها نون ساكنة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 414 قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: وَلِيَ الْقَضَاءَ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الْقُضَاةِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا ابْنُ عُلَيَّةَ ومعاذ بن معاذ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ. ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَلَمْ يُجَرِّحْهُ. وَقَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرِينِيُّ [1] : رَأَيْتُ سَوَّارًا إِذَا أَرَادَ أَنْ يَحْكُمَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَتَغْرَغَرَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ حَكَمَ. وَبَلَغَنَا أَنَّ الْمَنْصُورَ اسْتَقْدَمَهُ لِيَعْزِلَهُ لِأَنَّهُ شُكِيَ مِنْهُ فَعَطَسَ الْمَنْصُورُ بِحُضُورِهِ فَلَمْ يُشَمِّتْهُ فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ مِنَ التَّشْمِيتِ؟ قَالَ: لِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، قَالَ: فَقَدْ حَمِدْتُ فِي نَفْسِي، قَالَ: وَقَدْ شَمَّتُّكَ فِي نَفْسِي، قَالَ: ارْجِعْ فَلَوْ حَابَيْتَ أَحَدًا لَحَابَيْتَنِي. مَاتَ سَوَّارٌ في آخر سنة ست وخمسين ومائة.   [1] بكسر السين نسبة إلى سيرين والد محمد بن سيرين. (اللباب 2/ 166) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 415 [حرف الشين] شعبة بن الحجّاج [1]- ع- بن الورد أبو بسطام الأزدي العتكيّ مَوْلاهُمُ الْوَاسِطِيُّ، الْحَافِظُ الْكَبِيرُ عَالِمُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، بَلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ. وقد سكن البصرة من صغره وَرَأَى الحَسَن، وسمع منه مسائل. وروى عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ وَجَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ وَالْحَكَمِ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ وَزُبَيْدِ بْنِ الحارث وسلمة ابن كُهَيْلٍ وَقَتَادَةَ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ وَأَبِي جَمْرَةَ الضَّبْعِيِّ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وخلائق قد أفردهم مُسْلِم في جزء، ومنهم مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَمُحَمَّدِ بْنِ زَيَّادٍ الْقُرَشِيِّ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ. وَعَنْهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وهو من شيوخه، وسفيان الثوري وابن إسحاق   [1] التقريب 1/ 351، المنتخب من ذيل المذيل للطبري 656، المعارف 501، تاريخ بغداد 9/ 255، تذكرة الحفاظ 193، التهذيب 4/ 338، ابن سعد 7/ 280، العبر 1/ 234، المشاهير 177، وفيات الأعيان 2/ 469، تهذيب الأسماء 1/ 244، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 252 رقم 356، تاريخ أبي زرعة 1/ 158، تاريخ خليفة 301 و 430، طبقات خليفة 535، التاريخ الكبير 4/ 244، تاريخ واسط 120، الجرح والتعديل 4/ 369، حلية الأولياء 7/ 144، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 218، صفة الصفوة 3/ 263، الوافي بالوفيات 16/ 155 رقم 179، طبقات الشعراني 1/ 63، مجمع الرجال 3/ 191، تاريخ العلماء النحويين 150، شذرات الذهب 1/ 247. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 416 وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ وَالْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَغُنْدَرٌ وعفان وأسد بن موسى والطيالسيان وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفَيْ حَدِيثٍ وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يُعَظِّمُهُ وَيَقُولُ: هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الحديث. وقال الشَّافِعِيُّ: لَوْلا شُعْبَةُ لَمَا عُرِفَ الْحَدِيثُ بِالْعِرَاقِ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: شُعْبَةُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ بِالْبَصْرَةِ فِي معرفة الحديث رأى أنس ابن مَالِكٍ وَعَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ الْجَرْمِيَّ [1] وَسَمِعَ مِنْ أَرْبَعِمِائَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ شُيُوخُهُ: أَيُّوبُ وَمَنْصُورٌ وَالأَعْمَشُ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ: وُلِدَ شُعْبَةُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ نَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ نَا ابْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَقُولُ: كُلَّمَا نَعَقَ بِهِمْ نَاعِقٌ اتَّبَعُوهُ. وَثَنَا أَحْمَدُ ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ ثنا شُعْبَةُ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ قَالَ إِلَى الصَّلاةِ وَقَالَ: لا بُدَّ لِهَؤُلاءِ النَّاسِ مِنْ وَزْعَةٍ. وَثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِي صَفْوَانَ أَنَّهُ بَاعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلّم رجلا سَرَاوِيلَ فَلَمَّا أَنْ وَزَنَ لَهُ أَرْجَحَ لَهُ. رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ سِمَاكٍ فَقَالَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ فَكَأَنَّهُ اسْمُ أَبِي صَفْوَانَ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: إِذَا خَالَفَنِي شُعْبَةُ فِي حديث صرت إليه.   [1] في الأصل: «الحرمي» والتصحيح من (اللباب 1/ 273) نسبة إلى قبيلة جرم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 417 وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ مِنْ شُعْبَةَ سَبْعَةَ آلافِ حَدِيثٍ وَسَمِعَ غُنْدَرٌ مِنْ شُعْبَةَ سَبْعَةَ آلافِ حَدِيثٍ، يَعْنِي بِالْمَقَاطِيعِ. وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: كَتَبَ لِي شُعْبَةُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: كَيْفَ أَبُو بِسْطَامٍ؟ قُلْتُ: بِخَيْرٍ، قَالَ: نِعْمَ حَشْوُ الْمِصْرَ هُوَ. وَقَالَ أَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْبَدَ للَّه مِنْ شُعْبَةَ، لَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ حَتَّى جَفَّ جِلْدُهُ على عظمه واسودّ. وقال حمزة بن زياد الطُّوسِيِّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ وَكَانَ أَلْثَغَ قَدْ يَبِسَ جِلْدُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ يَقُولُ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ ثِقَةٍ مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ ثَلاثَةٍ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ. قُلْتُ: وَقَدِ اسْتَوْعَبَ صَاحِبُ تَهْذِيبِ الْكَمَالِ سَائِرَ شُيُوخِ شُعْبَةَ فَسَمَّى لَهُ ثَلاثَمِائَةِ شَيْخٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شُعْبَةُ أَثْبَتَ مِنَ الأَعْمَشِ فِي الْحُكْمِ [1] وَشُعْبَةُ أَحْسَنُ حَدِيثًا مِنَ الثَّوْرِيِّ. وَقَدْ رَوَى عَنْ ثَلاثِينَ شَيْخًا كُوفِيًّا لَمْ يَلْقَهُمْ سُفْيَانُ، قَالَ: وَكَانَ شُعْبَةُ أُمَّةً وَحْدَهُ فِي هَذَا الشَّأْنِ. قَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهِّرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَمْعَنَ فِي الْعِبَادَةِ مِنْ شُعْبَةَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لأَنْ أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كُلُّ مَنْ كَتَبْتُ عَنْهُ حَدِيثًا فَأَنَا لَهُ عَبْدٌ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حدثنا شعبة يوما بحديث الصادق المصدوق   [1] هو ابن عتيبة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 418 وَأَحَادِيثَ نَحْوِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ أَلا تُحَدِّثُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِشَيْءٍ، فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ- الْحَدِيثَ) [1] . وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: مَا رَأَيْتُ شُعْبَةَ رَكَعَ إِلا حَسِبْتُ أَنَّهُ قَدْ نَسِيَ وَلا قَعَدَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ إِلا قُلْتُ قَدْ نَسِيَ. وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنْ أَرَقِّ النَّاسِ يُعْطِي السائل ما أمكنه. قال أبو قطن: كانت ثِيَابُ شُعْبَةَ كَالتُّرَابِ وَكَانَ كَثِيرَ الصَّلاةِ سَخِيًّا. وَقَالَ عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَوَّمْنَا حِمَارَ شُعْبَةَ وَسَرْجَهُ وَلِجَامَهُ بِبِضْعَةَ عَشْرَ دِرْهَمًا. وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ إِذَا حَكَّ جِسْمَهُ انْتَثَرَ مِنْهُ التُّرَابُ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ يَبْكِي وَقَالَ: مَاتَ حِمَارِي، وَذَهَبَتْ مِنِّي الْجُمُعَةُ، وَذَهَبَتْ حَوَائِجِي، قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ قَالَ بِثَلاثَةِ دَنَانِيرَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَعِنْدِي ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ. وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَرْحَمَ بِمِسْكِينٍ مِنْ شعبة. وقال سليمان بن أبي شيخ: نا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ مَوْلِدُهُ ومنشأه واسط وعلمه كُوفِيٌّ، وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ: بَشَّارٌ وَحَمَّادٌ يُعَالِجَانِ الصَّرْفَ. وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: وَيْلَكُمُ الزموا السوق فإنما أنا عيّال   [1] بسط الحافظ ابن عبد البر القول في شرح هذا الحديث في (ثلاث وأربعين صفحة) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 419 عَلَى أَخَوَيَّ [1] . قَالَ وَمَا أَكَلَ شُعْبَةٌ مِنْ كَسْبِهِ دِرْهَمًا قَطُّ. وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ إِذَا كَانَ عِنْدِي دَقِيقٌ وَقَصَبٌ فَمَا أُبَالِي مَا فَاتَنِي مِنَ الدُّنْيَا. أَنَا ابْنُ الطَّاطَرِيِّ أَنَا ابنُ اللَّتي أَنَا أَبُو الوقت أَنَا غلام أَنَا ابْنُ أَبِي سُرَيْجٍ نَا الْبَغَوِيُّ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْجَعْدِ يَقُولُ: قَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ مَرَّتَيْنِ أَيَّامَ الْمَنْصُورِ وَأَيَّامَ الْمَهْدِيِّ، كَتَبْتُ عَنْهُ فِيهِمَا جَمِيعًا. قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو سَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: وَهَبَ الْمَهْدِيُّ لِشُعْبَةَ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَسَّمَهَا وَأَقْطَعَهُ أَلْفَ جَرِيبٍ بِالْبَصْرَةِ فَقَدِمَ الْبَصْرَةَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَطِيبُ لَهُ فَتَرَكَهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: قَدِمَ شُعْبَةُ بَغْدَادَ فِي شَأْنِ أَخِيهِ كَانَ حَبَسَهُ أَبُو جَعْفَرٍ كَانَ اشْتَرَى طَعَامًا فَخَسِرَ سِتَّةَ آلافِ دِينَارٍ هُوَ وَشُرَكَاؤُهُ، يَعْنِي فَكَلَّمَ فِيهِ أَبَا جَعْفَرٍ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمْ نَرَ قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ شُعْبَةَ بِالشِّعْرِ، قَالَ لِي: كُنْتُ أَلْزَمُ الطِّرِمَّاحَ فَمَرَرْتُ يَوْمًا بِالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ فَأَعْجَبَنِي الْحَدِيثُ وَقُلْتُ: هَذَا أَحْسَنُ مِنَ الشِّعْرِ فَمِنْ يَوْمَئِذٍ طَلَبْتُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لَوْلا الشِّعْرَ لَجِئْتُكُمْ بِالشَّعْبِيِّ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ: قَالَ شُعْبَةُ: إِنَّ قَتَادَةَ يَسْأَلُ عَنِ الشِّعْرِ فَقُلْتُ لَهُ: أُنْشِدُكَ بَيْتًا وَتُحَدِّثُنِي حَدِيثًا. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ تَقَشُّفًا مِنْ شُعْبَةَ. وَقَالَ يحيى بن معين: شعبة إمام المتقين.   [1] في تهذيب التهذيب 4/ 338 (على إخوتي) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 420 وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: هَلِ الْعُلَمَاءُ إِلا شعبة من شعبة. وقال سَلَمَةُ بْنُ قُتَيْبَةَ: أَتَيْتُ سُفْيَانَ فَقَالَ: مَا فَعَلَ أُسْتَاذُنَا شُعْبَةُ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا يَعْدِلُ شُعْبَةَ عِنْدِي أَحَدٌ. وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنَ الْعُبَّادِ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إن هَذَا العلم يصدّكم عَن ذكر الله وعن الصلاة وعن صِلة الرَّحِم فهل أنتم منتهون. وقال ابن قطن: سَمِعْت شعبة يَقُولُ: مَا من شيء أخوف عندي من أن يُدخلني النارَ من الحديث. وعنه قَالَ: وددت أنني وقاد حمّامٍ وأني لم أعرف الحديث. وقال سعد بْن شعبة: أوصى أَبِي إذا مات أن أغسل كتبه فغسلتها. وقال أَبُو عبيدة الحداد عَن شعبة قَالَ: لم يسمع حميد من أنس سوى أربعة وعشرين حديثًا والباقي سمعها وثبّته فيها ثابت [1] البناني. وقال ابْن المديني: شعبة أحفظ للمشايخ وسفيان أحفظ للأبواب. وقال أَبُو داود: قال لي شعبة: في صدري أربعمائة حديث لأبي الزبير والله لا حدّثت عَنْهُ. وقال القطَّان: كَانَ شعبة أمرّ فِي الأحاديث الطوال من سفيان الثوري. قَالَ ابْن المديني: قِيلَ ليحيى بْن سعيد: إن عَبْد الله بن إدريس وأبا خالد   [1] في (تهذيب التهذيب) : سَمِعَهَا مِنْ ثَابِتٍ أَوْ ثَبَّتَهُ فِيهَا ثَابِتٌ. وكذا وردت أيضا في ترجمة حميد الطويل فراجعها في هذا الجزء. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 421 ابْن عمار يزعمان أن شعبة أملى عليهما فسمعته أنكر ذَلِكَ وقال: قَالَ لِي شعبة: مَا أمليت عَلَى أحد من الناس ببغداد إلا عَلَى ابْن زريع، أُكْرهه عَلَيْهِ. وقال: إن أمير المؤمنين أمرني أن أكتبها ثُمَّ قَالَ لَهُ يحيى: لو أردته عَلَى الأملاء لأملى عليّ وما أملى وأنا حاضر قط، ولقد جاءه جاره ابْن مصعب وهو شيخ وليس عنده غيري فأخرج رَقيعةً فنفر شعبة فَقَالَ لَهُ: إنما هِيَ أطراف، فسكن. ابْن أَبِي خيثمة نا عَبْد الوهاب بْن نجده قَالَ لنا بقية: كَانَ شعبة يملي عليّ وذاك أَنَّهُ قَالَ لِي: أكتب لِي حديث بحير بْن سعيد، فكتبتها لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: كيف يحلّ لك أن تكتب ولا يحلّ لنا أن نكتب عنك؟ فَقَالَ لِي: أكتب، فكنت أكتب عَنْهُ. وقال ابْن خيثمة: نا عُبَيْد الله بْن عمر نا يزيد بْن زريع قَالَ: أملي علينا شعبة هَذِهِ المسائل من كتابه يعني مسائل الحَكَم وحماد. القواريري: سَمِعْت يزيد بْن زريع يَقُولُ: كَانَ شعبة يومًا قاعدًا لشيخ بعد صلاة الغداة، فرأى قومًا قد بكروا فأخذوا أمكنة لقوم يجيئون بعدهم ورأى قومًا يجيئون فقام من مكانه فجلس فِي آخرهم. قَالَ القطّان فيما أملى عَلَى المديني: هَؤُلاءِ شيوخ شعبة من الكوفة الَّذِينَ لم يلقهم سفيان: إسماعيل بْن رجاء، عُبَيْد بْن الحسن، الحَكَم [1] ، عَبْد الملك بْن ميسرة، عديّ بْن ثابت، طلحة بْن مصرف، المنهال بْن عمرو، يحيى أَبُو عمر البهرائي، علي بْن مدرك، سماك بْن الوليد، سعيد بْن أَبِي بردة، عَبْد الله بْن جبر،   [1] هو الحكم بن عتيبة المشهور. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 422 أَبُو زياد الطحان، محمد بْن خليفة، أَبُو السفر سعيد الهمداني، ناجية بْن كعب. قَالَ وكيع: قَالَ شعبة: رأيت ناجية الَّذِي يروي عَنْهُ أَبُو إسحاق فرأيته يلعب بالشطرنج فتركته فلم أكتب عَنْهُ. ومنهم العلاء بْن بدر، وحبان البارقي، وعبد الله بْن أَبِي المجالد. وسمّى جماعة ثُمَّ زاد أحمد بْن خيثمة أُناسًا، الوليد ابْن العيزار، يحيى بْن الحصين، نعيم بْن أَبِي هند، حبيب بْن الزبير، سعيد ابْن عمرو بْن سعيد بْن العاص. أحمد: نا أَبُو داود نا شعبة: سَمِعْت الحسن يَقُولُ فِي فتنة يزيد بْن المهلّب: كلما نعق بهم ناعق اتّبعوه هَذَا عدوّ الله ابْن المهلّب. أحمد: نا عَبْد الصمد نا شعبة قَالَ: رأيت الحسن قَالَ إِلَى الصلاة فتكأكئوا عَلَيْهِ فَقَالَ: لا بدّ لهذا الناس [1] من وزعة، وكان يقعد عند المنارة العتيقة فِي آخر المسجد. قَالَ صالح بْن سُلَيْمَان: كَانَ شعبة بصريًا مولى للأزد مولده ومنشأه بواسط وعلمه كوفي وكان فِيهِ تمتمة. قَالَ ابْن معين: كَانَ يحيى بْن سعيد إذا سَمِعَ الحديث من شعبة لم يبال أن لا يسمعه من غيره. ابْن أَبِي خيثمة: أَنَا سُلَيْمَان بْن أَبِي شيخ أَنَا صالح بْن سُلَيْمَان قَالَ: أخبرني أَبُو بشر العنبري قَالَ: قدِم شعبة من الكوفة فَقَالَ: قد رويت ألف قصيدة شعر، فقلنا لَهُ: هات أنشدنا، فجعل يتمتم، فقلنا لَهُ: ولسنا نفهم، فلم يجر فِي الشعر، فرجع إِلَى الكوفة فجاء فَقَالَ: قد رويت الحديث فجاء هَؤُلاءِ المجانين فقالوا: هات إيش تقول مَا فِي الدنيا هم، وما أكل من كسبه درهما قط   [1] تقدمت هذه الجملة من كلامه، وفيها (لهؤلاء الناس) بدل (لهذا الناس) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 423 مؤمل بْن إهاب: نا المقري سَمِعْت شعبة يَقُولُ: من كَذِبِ الإنسان مرتين يَقُولُ: ليس بشيء إلا سوى ليس بشيء. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 424 فصل هَؤُلاءِ الرواة عَن شعبة نقله الذهبي من خط أَبِي عَبْد الله بْن منده الحافظ: محمد بْن أَبِي عديّ، محمد بْن أَبِي شيبة والد أَبِي بكر، محمد بْن إسحاق، محمد بْن بشر، محمد بْن بكير البرساني، محمد بْن جعفر غندر، محمد بْن جعفر المدائني، محمد بْن الحارث العتكي، محمد بْن حميد العمري، محمد ابْن حازم أَبُو معاوية، محمد بْن دينار الطاحي، محمد بْن سواء، محمد بْن شعيب، محمد بْن عَبْد الله الأنصاري، محمد بْن عَبْد الملك أَبُو جابر، محمد بْن عبّاد الهُنائي، محمد بْن عمر الرومي، محمد بْن عرعرة، محمد بْن فضيل، محمد بْن القاسم الأسدي، محمد بْن كثير العبدي، محمد بْن عيسى بْن الطباع، محمد بْن مسروق الكوفي، محمد بْن مصعب، محمد بْن ميمون السكري، محمد بْن يزيد الواسطي، أيوب السختياني، إِبْرَاهِيم بْن طهمان، إِبْرَاهِيم ابن سعد، إِبْرَاهِيم بْن محمد الفزاري، أَبُو إسحاق إِبْرَاهِيم بْن عيينة، إِبْرَاهِيم بْن حميد الطويل، إِبْرَاهِيم بْن البراء الأنصاري، إِبْرَاهِيم بْن حيّان الأنصاري، إِبْرَاهِيم بْن المختار الرازي، إِبْرَاهِيم بْن معبد بصري، إبراهيم ابن زكريا العداسي، إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الحميد، آدم بْن أَبِي إياس، إسماعيل الجزء: 9 ¦ الصفحة: 425 ابن علية، إسماعيل بن مسلمة بْن قعنب، إسماعيل بْن يحيى التيمي، إسماعيل ابن أبان، إسحاق بْن رزين المنقري، أسعد بْن زرعة العجلي، أبان بْن تغلب، أحمد بْن بشير الكوفي، أحمد بْن موسى اللؤلؤي المقبري، أحمد بْن أوفى العجلي، أسود بْن عامر، أسد بْن موسى، أمية بْن خالد، أشهل بْن حاتم، بشر بْن المفضل، بشر بْن السريّ، بشر بن منصور، بشر بن عمر، بشر بن محمد السكري، بكر بْن الوضّاح، بكر بن عيسى الأسواري، بكر بْن بكار، بهز بْن أسد، بدل [1] بْن المحبّر، بقية بْن الوليد، بهلول الأنباري، جرير ابن حازم، جعفر بْن سُلَيْمَان، جعفر بْن جبير، الجارود بْن يزيد النيسابوري، حمّاد بْن سلمة، حمّاد بْن زيد، الحسن بْن صالح، الحسن الأشيب، الحسن ابن قتيبة المدائني، حسين بْن محمد المروزي، الحسين بْن الوليد النيسابوري، أَبُو أسامة حمّاد بْن أسامة، حمّاد بْن مسعدة، حمّاد بْن خالد الخياط، حمّاد ابْن شعيب، حمّاد بْن دليل قاضي المدائن، حفص بن عُمَر الحوضي، حفص ابن عُمَر الأيلي، أَبُو إسماعيل حفص بن جابان، حفص بن راشد، حجّاج ابن الحجّاج، حجّاج بْن محمد الأعور، حجّاج بْن منهال، حجّاج بْن نصر، الحكم بْن عَبْد الله أَبُو النعمان، الحكم بْن أسلم أَبُو مروان، الحَكَم بْن عَبْد الله أَبُو مطيع البلْخيّ، الحارث بْن النعمان، الحارث بْن عطية، حرمي بْن عمارة، حجوة بْن مدرك، الحر بْن حمام [2] العنبري، حرب بْن ميمون، حبّان بْن هلال، حسّان بْن حسّان البصري، حمزة بْن زياد الطوسي، حميد بْن بكر القيسي، خالد بْن الحارث، خالد بْن عَبْد الله الطحان، خالد بْن يزيد اللؤلؤي، خالد بْن يزيد المقري، أَبُو الهيثم خالد بْن عمرو القرشي، خالد بْن عَبْد الرحمن الخراساني، خالد بْن محمد الكلابي، خالد بْن يزيد العمري، خلف بن   [1] في الأصل (بدر) . والتصويب من (تهذيب التهذيب) . [2] في (تهذيب التهذيب) : الحر بن مالك بن الخطاب العنبري. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 426 الوليد، خلف بْن أيوب البلخي، خارجة بْن مصعب، داود بْن الزبرقان، داود بْن إِبْرَاهِيم، داود بْن المحبر، روح بْن عطاء بن أبي ميمونة، روح ابن عبادة، الربيع بْن يحيى الأشناني، رواد بْن الجراح، زهير بْن معاوية، زائدة بْن قدامة، زافر بْن سُلَيْمَان، زيد بْن الحباب، زيد بْن أَبِي الزرقاء، زياد بْن سهل، زكريا بْن علية البصري، سُلَيْمَان الأعمش شيخه، سُلَيْمَان أَبُو داود الطيالسي، سُلَيْمَان بْن حرب، سُلَيْمَان أَبُو خالد الأحمر، سفيان الثوري، سفيان الهلالي، سفيان بْن حبيب البصري، سعد بْن إِبْرَاهِيم، الزهري شيخه، سعد ابنه، سعد بْن الصلت، سلم بْن قتيبة، سلم بْن إِبْرَاهِيم الورّاق، سلم بْن سالم أَبُو المسيّب، سلام بْن سُلَيْمَان المدائني، سهل بْن يوسف، سهل أَبُو عتّاب الدلال، سهل بْن بكار، سهل بْن حسام بْن مصك، سعيد الحريري شيخه، سعيد بْن عامر، سعيد بْن يحيى أَبُو سفيان الحميري، سعيد ابن سفيان الجحدري، سعيد بْن الربيع أَبُو زيد الهروي، سعيد بْن أوس أَبُو زيد اللغوي، سعيد بْن واصل الحرشي، سعيد بْن سلم الباهلي، سعيد بْن زياد الواسطي، السكن بْن نافع، السكن بْن سُلَيْمَان الضبعي، سلمة بْن رجاء، سلمة بْن عيار. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ نا سلمة بْن عيار، قَالَ: قَالَ لِي شعبة: ائت السريَّ بْن يحيى فإنه أصدق الناس، سلام الطويل، سويد بْن عَبْد العزيز، سيف بْن مسكين، شريك بْن عبد الله، شعيب بن حرب، شعيب ابن بيان الصفار، شبيب بْن سعيد الحبطي، شعيب بْن محرز، شبابة بْن سوار، شيبان بْن فروخ، شاذ بْن فياض، شداد بْن حكيم، صالح بْن عمر الواسطي، صالح بْن بنان، صلة بْن سُلَيْمَان، صيفي بْن ربعي الأنصاري، صدقة بْن المنتصر، صغدي بْن سنان، الضحّاك بْن مخلد، طلحة بْن عمرو، عَبْد الله ابن الْمُبَارَك، عَبْد الله بْن إدريس، عَبْد الله بْن العلاء بْن خالد الحنفي، عَبْد الله الجزء: 9 ¦ الصفحة: 427 ابن داود الخريبي، عَبْد الله بْن حمران البصري، عبد الله بن خيران، عبد الله ابن يزيد المقبري. عَبْد الله بْن مسلمة القعنبي، عَبْد الله بْن أَبِي بكر العتكي. عَبْد الله بْن عثمان بْن جبلة العتكي، عبدان، عَبْد الله بْن سوار العنبري، عَبْد الله ابن رجاء الغداني، عَبْد الله بْن زرير العبدي، عَبْد اللَّه بْن واقد أَبُو قتادة الحرّانيّ، عَبْد الله بْن غالب العباداني، عَبْد الله بْن عزرية العجلي، عَبْد الله بْن واصل، عَبْد الله بْن خالد العتابي، عُبَيْد الله بْن موسى، عُبَيْد الله الأشجعي، عُبَيْد الله أَبُو علي الحنفي، عُبَيْد الله بْن شميط بْن عجلان، عَبْد الرحمن بْن مهدي، عَبْد الرحمن ابْن عَبْد الله أَبُو سَعِيد مولى بني هاشم وهو النوفلي، عَبْد الرحمن بْن غزوان قراد، عبد الرحمان بْن زياد الرهاصي، عَبْد الرحمن بْن قيس الزعفرانيّ، عبد الرحمن ابن محمد بن المحاربي، عَبْد الرحيم بْن هارون، عَبْد الواحد أَبُو عبيدة الحداد، عَبْد الوارث التنوري، عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث ابنه، عَبْد الصمد بْن النعمان، عَبْد الملك أَبُو عامر العَقَدي [1] ، عَبْد الملك بْن الصباح المسمعي، عَبْد الملك بْن إِبْرَاهِيم الْجُدِّي [2] ، عَبْد الملك بْن قريب الأصمعي، عَبْد الملك ابْن مختار الثقفي، عَبْد الملك بْن يحيى بْن سعيد السنجاري، عَبْد العزيز ابْن أبان، عَبْد العزيز بْن النعمان، عَبْد العزيز بْن عَبْد الله أَبُو وهب، عَبْد العزيز بْن محمد الرملي، عَبْد القاهر بْن شعيب بْن الحبحاب، عَبْد العزيز ابْن أَبِي رزمة، عَبْد الكبير بْن عَبْد المجيد أَبُو بَكْر الحنفي، عَبْد السلام بْن حرب الملائي. عَبْد السلام بْن مطهر، عَبْد الغفار بْن القاسم أَبُو مريم، عَبْد الغفار بْن عُبَيْد الله الكزبري، عَبْد الكريم بْن روح- بصري، عبد الغفور ابن عَبْد الله المسمعي، عَبْد الأعلى بْن عَبْد الأعلى الشامي، عَبْد الأعلى بْن محمد- بصري، عبدة بْن سُلَيْمَان، عُبَيْد بْن عقيل الهلالي. عباد بْن عباد، عباد بْن آدم الكرابيسي، عباد بْن العوام، عباد بْن صهيب، عمر بن سهل المازني،   [1] بفتح العين والقاف. نسبة إلى بطن من بجيلة. (اللباب 2/ 348) . [2] بضم الجيم وكسر الراء، نسبة إلى جدّة بالحجاز. (اللباب 1/ 264 و 265) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 428 عمر بْن حفص، عمر بْن حبيب، عمر بْن هارون، عمر بْن إِبْرَاهِيم الكردي، سَمِعَ مِنْهُ إسحاق الختلي، عمر بْن يزيد السياري، عمر بْن عَبْد الواحد، عثمان بْن عمر بْن فارس، عثمان بْن محمد اليشرطي، عثمان بْن جبلة بْن أَبِي داود، عثمان بْن عَبْد الرحمن، عثمان بْن حميد الدبوسي، عثمان بْن قائد، عمار بْن نوح، عمران بْن إسحاق، علي بْن حمزة الكسائي، علي بْن عاصم، علي بْن قادم، علي بْن نصر الجهضمي، علي بْن حفص المدائني، علي بْن حميد الذهلي، علي بْن الجعد. علي بْن محمد المَنْجُوري [1] . عمرو بْن الهيثم أَبُو قطن، عمرو بْن محمد بْن أَبِي رزين. عمرو بْن عاصم الكلابي. عمرو بْن حكام، عمرو بْن محمد العَنْقَزي [2] . عمرو بْن مرزوق. عمرو بْن الوليد الأغضف، عمرو بْن جميع. عمرو بْن منصور القيسي. عمرو بْن عَبْد الغفار. عيسى بْن ماهان أَبُو جعفر الرازي. عيسى بْن يونس. عيسى بْن زيد العلوي. عيسى ابن يزيد الواسطي، عيسى بْن خالد اليمامي. عيسى بْن واقد. عباس بْن الوليد بْن نصر [3] ، عباس بْن الفضل البجلي، عباس بْن الفضل الأنصاري نزيل الموصل، عاصم بْن حكيم بصري، عاصم بن علي بن عاصم، عصام ابن طليق، عصام بْن يوسف البلخي، عصام بْن يزيد جبّر [4] ، عصمة بْن المتوكل، عصمة بْن عَبْد الله الأسدي، عصمة بْن سُلَيْمَان، عون بْن عمارة القيسي. عون بْن كهمس، عتاب بْن محمد بْن شوذب، عقبة بْن خالد،   [1] كذا في الأصل. وفي (اللباب في الأنساب 3/ 261) : المنجوراني- بفتح الميم وسكون النون وضم الجيم وسكون الواو وفتح الراء وبعد الألف نون ثانية نسبة إلى منجوران من قرى بلخ، منها علي بن محمد المنجوراني يروي عن شعبة. [2] في الأصل مهملة من النقط، وفي (اللباب في الأنساب 2/ 362) . العنقزي بفتح العين وسكون النون وفتح القاف وفي آخرها زاي. نسبة إلى العنقز وهو الشاهسفرم. (نوع من المزروعات) . [3] في الأصل (الوليد بن نصر بن عباس) وهو خطأ بيّن. [4] بتشديد الباء، وفي الأصل (حيز) والتصحيح من (نزهة الألباب في الألقاب للحافظ ابن حجر) والمشتبه للذهبي. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 429 عفيف بْن سالم، عفان، عمار بْن عَبْد الجبار، عمير بْن عَبْد المجيد الحنفي، غسان بْن عُبَيْد الموصلي، أَبُو نعيم الفضل. الفضل بْن عنبسة، فضيل بْن سُلَيْمَان، فهد بْن حيان، قريش بْن أنس، فردوس الأشعري، قُرّة بْن حبيب، القاسم بْن يزيد، قتيبة بْن مهران أَبُو عَبْد الرحمن، كريز بْن رواحة، كرمان ابن عمرو، كثير بْن هشام، الليث بْن داود، الليث بْن سعد، معتمر بْن سُلَيْمَان، منصور بْن المعتمر شيخه، مطر الورّاق شيخه، مسعر، معاذ بْن معاذ، معاذ بْن هشام، معمر بْن المثنى أَبُو عبيدة، معاوية بْن هشام، معاوية ابن عطاء، موسى بْن الفضل، موسى بْن داود الضبي، موسى بْن إسماعيل أَبُو سلمة المنقري، موسى بْن معوذ أَبُو حذيفة. مصعب بْن المقدام. مصعب بْن سلام التيمي. معلى بْن خالد. معلى بْن عَبْد الرحمن. معلى بْن الفضل. مغيرة ابن بكار. مغيرة بْن موسى، نزل خوارزم، مغيرة بْن عَبْد الله بْن محمد، مجاعة بْن الزبير، مقاتل بْن سُلَيْمَان. منصور بْن زاذان شيخه. مسكين بْن بكير. المعافى بْن عمران. مسعود بْن يزيد. محاضر بْن المودع [1] . مسلم بْن إِبْرَاهِيم. المنهال بْن بحر. مؤرخ بْن عمرو السدوسي. مالك بْن سُلَيْمَان الهروي. مؤمل ابْن إسماعيل. مخلد بْن يزيد الحراني، مخلد بْن قريش شيخ لمحمد بْن مصفّى. مظفر بْن مدرك أَبُو كامل. النضر بْن شميل. النضر بْن محمد. أَبُو معشر نجيح. نصر بْن أَبِي الأشعث. نوح بْن أَبِي إِبْرَاهِيم. نصر بْن حماد الوراق. نصر بْن مزاحم. نصر بْن طريف أَبُو جزء [2] . نصر بْن باب. النعمان بْن عَبْد السلام. نوفل بْن داود. ورقاء بْن عمر. وكيع، الوليد بْن خالد، الوليد بْن نافع، الوليد بْن محمد السلمي، وهب بْن جرير، وضّاح بْن حسّان الأنباري، هشيم بْن يحيى، هارون الرشيد، هارون بن موسى، هشام أبو الوليد الطيالسي،   [1] في الأصل (مودع) . [2] في الأصل (أبو حر) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 430 أَبُو النضر هاشم بْن القاسم، هلال بْن فياض عرف بشاذ [1] تقدّم، الهيثم بْن عديّ، هياج بْن بسطام، يحيى بْن سعيد القطَّان، يحيى بْن آدم، يحيى بْن أَبِي زائدة، يحيى بْن أَبِي الحجّاج المنقري، يحيى بْن أَبِي بكر. يحيى بْن كثير أَبُو غسان. يحيى بْن خليفة. يحيى بْن سليم، يحيى بْن عبّاد. يحيى ابْن السكن البصري. يحيى بْن نصر بْن حاجب. يحيى بْن سلام الأفريقي روى عَنْهُ مقدام بْن داود. يَحْيَى بن حَمَّاد الشَّيْبَانِيّ. يَحْيَى بن مطر، يَحْيَى ابن عَبْدويه، يحيى بْن حمزة الدَّمشقيّ، يحيى بْن هاشم السمسار، يحيى بْن راشد. يزيد بْن هارون. يزيد بْن زريع. يزيد بْن نمرة الذراع. يزيد بْن أَبِي يوسف بْن خالد السمي. يونس بْن بكير. يعقوب الحضرمي. يعقوب بْن إِبْرَاهِيم الزهري. يعقوب بْن خالد أَبُو عمرو بصري. يعقوب بْن إِبْرَاهِيم أَبُو يوسف القاضي. يعلى بْن عياد الكلابي. ياسين بْن حماد أَبُو الجويرية العبدي. أَبُو عمرو الشيباني. آخر مَا نقل من خط ابْن منده الكبير. وحذفت جماعة مجاهيل. قَالَ ابْن مهدي: قَالَ شعبة: كنت أتفقد فم قتادة فإذا قَالَ: (سمعتُ) أو (حدّثنا) حفظته وإلا تركته. وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ غلط شعبة فِي الأسماء [2] . وقال الشافعي: كَانَ شعبة يجيء إلى الرجل [3] فيقول: لا تحدّث وإلا استعديتَ عليك السلطان. وقال أَبُو زيد الهروي: سَمِعْت شعبة يَقُولُ: لأن أقع من السماء أحبّ إليّ من أن أدلّس.   [1] في الأصل (بساد) مهملة من النقط. [2] في (تهذيب التهذيب 4/ 345) : وشعبة يخطئ فيما لا يضرّه ولا يعاب عليه- يعني في الأسماء. [3] أي الرجل الّذي ليس أهلا للحديث (تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 245) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 431 وقال صالح جزرة: حدثني سُلَيْمَان بْن داود القزّاز سَمِعْت أبا داود يَقُولُ: سَمِعْت من شعبة سبعة آلاف حديث، وسمع غندر سبعة آلاف، أعربت عَلَيْهِ ألف حديث، وأعرب عليّ ألف حديث. وقال مسلم بْن إِبْرَاهِيم: كَانَ شعبة إذا قام سائل فِي مجلسه لا يحدّث حَتَّى يعطى أو يضمن لَهُ. وقال أَبُو عاصم: كنا عند شعبة وقد أقبل عَلَى رَجُل خراساني، فقيل لَهُ: تُقْبل عَلَى هَذَا وتَدَعُنا! قَالَ: وما يؤمِّنُني أن معه خنجرًا يشق بطني. وقال ابْن أَبِي الدنيا: حدّثنا خالد بْن خداش حدثني جريش ابْن أخت جرير ابن حازم قَالَ: رأيت شعبة فِي النوم فَقُلْتُ: أيَّ الأعمال وجدت أشدّ عليك؟ قَالَ: التجوّز فِي الرجال. وقال عُبَيْد بْن يعيش: ثنا يونس بْن بُكَيْر سَمِعْتُ شُعْبَة يَقُولُ: مُحَمَّد بن إِسْحَاق أمير المؤمنين في الحديث واكتم علي. وقال شُعْبَة: قُلْتُ ليونس بن عُبَيْد: سَمِعَ الحَسَن من أَبِي هريرة؟ قَالَ: لا ولا حرفًا. وقال غندر: لما حضرت شعبة الوفاة لم يأذن لأحد إلا ليحيى بْن سعيد وإنما غمض عينيه يحيى بْن سعيد. قُلْتُ: اتفقوا عَلَى وفاة شعبة سنة ستين ومائة بالبصرة. ويقال: إنه مات فِي أول السنة. وقيل: عاش ثمانيًا وسبعين سنة. وقد حرّر المدائني وفاته فقال: مات يوم أيوب [1] .   [1] كذا، ولم أجده في تهذيب المزي ولا في تهذيب التهذيب. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 432 شيبان بْن زهير [1] ، بْن شقيق بْن ثور السدوسي، أبو العوّام البصري. روى عَن ابْن عمه قتادة وعن عطاء. وعنه محمد بْن مروان العقيلي وعلي بْن بكار والحارث بْن مرة. قَالَ أَبُو حاتم: ثقة قديم من أصحاب قتادة. شعيب بْن صالح الطيالسي [2] . عَن طاوس والحسن ومعاوية بْن قرة وجماعة. وعنه محمد بْن معاذ العنبري وموسى بن إسماعيل. قال أبو حاتم: صالح الحديث.   [1] التاريخ 4/ 254، الجرح 4/ 355. [2] التاريخ 4/ 223 وفيه: صاحب الطيالسة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 433 [حرف الصاد] صالح بْن أَبِي الأخضر اليمامي [1]- د-[2] نزيل البصرة. عَن نافع وابن المنكدر والزهري. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وروح وأبو داود ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وآخرون. ضعّفه ابْن معين. وقَالَ البخاري: لين. وقال هارون بْن المغيرة: زعم ابْن الْمُبَارَك أَنَّهُ كَانَ يخدم [3] الزهري يعني صالح بْن أَبِي الأخضر. وقال أَبُو زرعة: ضعيف الحديث، كَانَ عنده عَن الزهري كتابان أحدهما عَرْض والآخر مناوَلَة، فاختلطا جميعًا فلا يعرف هذا من هذا.   [1] التقريب 1/ 358، ميزان 2/ 288، تهذيب ابن عساكر 6/ 366، المجروحين 1/ 368، الضعفاء الصغير 58، الجرح 4/ 394، التهذيب 4/ 380، الخلاصة 169، المعرفة والتاريخ 3/ 51 و 52، التاريخ لابن معين 2/ 262 رقم 241. طبقات ابن سعد 7/ 2: 32، التاريخ الكبير 4/ 273، الوافي بالوفيات 16/ 257 رقم 285. [2] الرمز في الأصل هو (4) ، والتصحيح من التقريب 1/ 358 والخلاصة 169. [3] كلمة (يخدم) ساقطة من الأصل، والإستدراك من الجرح والتعديل 4/ 394. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 434 صالح بن حسّان [1]- ت ق- أبو الحارث النضري المدني نزيل العراق. عَن سعيد بْن المسيب وعروة ومحمد بْن كعب وغيرهم. وعنه أَبُو ضمرة وأبو عاصم والهيثم بْن عديّ وأبو داود الحفري. وكان شريفًا نبيلا لكنه كَانَ صاحب قيان فذلك الَّذِي غضّ مِنْهُ. قِيلَ: إنه بقي إِلَى خلافة المهدي. قَالَ ابْن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أَبُو حاتم: ضعيف الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. صالح بْن خوات [2] بْن صالح بْن خوات بْن جبير الأنصاري المديني. عَن أبيه وشعبة مولى ابْن عباس وأبي طوالة ويزيد بْن رومان. وعنه ابْن الْمُبَارَك وفضيل بْن سُلَيْمَان والواقدي. ما علمت به بأسا. روى لَهُ البخاري فِي كتاب «الأدب» . صالح بْن راشد العبدي البصري [3] . عَن الحسن ومالك بن دينار وطاوس وأبي نضرة.   [1] التقريب 1/ 358، ميزان 2/ 291، المجروحين 1/ 367، التاريخ 4/ 275، الضعفاء الصغير 59، الجرح 4/ 397، التهذيب 4/ 384، الخلاصة 170، التاريخ لابن معين 2/ 262 رقم 682. [2] التقريب 1/ 359، التاريخ 4/ 276، الجرح 4/ 398، التهذيب 4/ 387، الخلاصة 170، طبقات ابن سعد 5/ 191، طبقات خليفة 627، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 220، تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 248، غاية النهاية 1/ 332، الوافي بالوفيات 16/ 257، مجمع الرجال 3/ 204. [3] التاريخ 4/ 279، الجرح 4/ 407. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 435 وعنه حرمي بْن عمارة ومسلم بْن إِبْرَاهِيم والحوضي وأبو سلمة التبوذكي. صالح بْن رستم [1]- م 4- أبو عامر الخرّاز البصري مولى مزينة. مشهور بكنيته. عَن الحسن وعكرمة وابن أَبِي مليكة ويحيى بْن أَبِي كثير وجماعة. وعنه أَبُو داود وسعيد بْن عامر الضبعي وعثمان بْن عمر بْن فارس وأبو نعيم وعدة. قَالَ أَبُو حاتم: يكتب حديثه. وقال أَبُو داود السجزي: ثقة. وقال ابْن عديّ: عندي لا بأس بِهِ، وقد روى عَنْهُ يحيى بْن سعيد القطان. وأما ابْن معين فقال: ضعيف. وقال الأثرم: سَمِعْت أحمد يَقُولُ: هُوَ صالح الحديث. صالح بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس [2] ، الهاشمي. الأمير عم المنصور. افتتح مصر، وقهر بني أمية، وجهزّ عسكرًا فِي طلب مروان الحمار فبيّتوه فحوصر، فقاتل حَتَّى قُتل، ثم ولي صالح إمرة دمشق.   [1] التقريب 1/ 360، ميزان 2/ 294، المجروحين 1/ 375، التاريخ 4/ 280، تاريخ خليفة 426، الجرح 4/ 403، التهذيب 4/ 391، الخلاصة 170، المعرفة والتاريخ 3/ 381، التاريخ لابن معين 2/ 263 رقم 3239. [2] تهذيب ابن عساكر 6/ 378، المعرفة والتاريخ 1/ 124 و 139 و 597 و 2/ 486، أنساب الأشراف 3 (في أماكن كثيرة) ، أخبار العباس وولده 147 و 150- 156 و 395، المعارف 372، الولاة والقضاة 97 و 102 مروج الذهب 4/ 87، جمهرة أنساب الغرب 20، أمراء دمشق 42، الوافي بالوفيات 16/ 264 و 265 رقم 295. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 436 وروى عَن أبيه. وعنه ابناه إسماعيل وعبد الملك وغيرهما. والتقى جيوشَ الروم بدابق وعليهم اللعين قسطنطين بن اليون فهزمهم وكانوا مائة ألف. وأسر وسبى، وأمر بإنشاء مدينة أذنة. وعاش نحوًا من ستين سنة. مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومائة وولي بعده الشامَ ولدُه الفضل. صالح بْن مسلم العجلي [1] ، البكري. عَن الشعبي. وعنه شريك وأبو عوانة ويحيى القطان وابن علية. وثّقه ابْن معين، ولم يدركه ابنه عَبْد الله بْن صالح. صالح بْن مسمار [2] بصري. عَن الحسن ومحمد. وعنه جعفر بْن برقان ومعمر بْن سُلَيْمَان. سكن الرقّة. صباح بْن يحيى المزني [3] .   [1] التاريخ لابن معين 2/ 266 رقم 2774 ويعرف ب «الكاتب» ، الجرح والتعديل 2 ق 1/ 413. وانظر تاريخ بغداد 9/ 479 في ترجمة ابنه. [2] التقريب 1/ 363، التاريخ 4/ 289، الجرح 4/ 414، التهذيب 4/ 403، الخلاصة 172، المعرفة والتاريخ 2/ 420. [3] التاريخ 4/ 314، لسان 4/ 180، الجرح 4/ 442. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 437 عَن الحارث بْن حصيرة [1] وخالد بْن أَبِي أمية. وعنه علي بْن هاشم وعفير بْن خالد ومالك بْن إسماعيل. قَالَ أَبُو حاتم: شيخ. صدقة بْن رستم الكوفي الإسكاف [2] . عَن المسيب بْن رافع. وعنه ابْن فضيل والفضل السيناني وسعيد بْن عامر وعبيد بْن إسحاق طائفة. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق مَا بِهِ بأس. وقال خ: لم يصح حديثه. صدقة بْن عبادة بْن نشيط الأسدي [3] . عَن أبيه وعن أَبِي فاطمة عَن ابْن عمر. وعنه أَبُو داود ومسلم بْن إِبْرَاهِيم والتبوذكي وحرمي بْن حفص وآخرون. شيخ. صدقة بْن موسى الدقيقي البصري [4]- د ت-   [1] بكسر الصاد. [2] ميزان 2/ 310، التاريخ 4/ 298، لسان 4/ 186، الجرح 4/ 433. [3] التاريخ 4/ 297، الجرح 4/ 433. [4] التقريب 1/ 366، ميزان 2/ 312، تهذيب ابن عساكر 6/ 418، المجروحين 1/ 373، التاريخ 4/ 297، الجرح 4/ 432، تهذيب 4/ 418، الخلاصة 173، طبقات خليفة 316، التاريخ التاريخ الصغير 2/ 121، مشاهير علماء الأمصار 178، سير أعلام النبلاء 6/ 380 رقم 160، شذرات الذهب 1/ 238. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 438 عَن ثابت البناني وأبي عمران الجوني وفرقد السبخي. وعنه أَبُو داود ويزيد بْن هارون ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعلي بْن الجعد. قَالَ مسلم بْن إِبْرَاهِيم: صدوق. وقال النسائي وغيره: ضعيف. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ حبّان: يُكنى أبا المغيرة وقيل: أَبُو محمد شيخ صالح لا يُحتجّ بِهِ. صدقة بْن يزيد الدمشقي [1] . أصله خراساني نزل بيت المقدس. وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وبنت واثلة بن الأسقع ويحيى ابن أَبِي كثير وعدة. وعنه محمد بْن شعيب والوليد بْن مسلم وضمرة بْن ربيعة ورواد بْن الجراح وغيرهم. قَالَ ابْن معين: صالح الحديث. وقال الفسوي [2] : حسن الحديث. وضعّفه أحمد والنسائي. الصلت بن دينار [3]- ت ق [4]- أبو شعيب المجنون الأزدي الهنائي.   [1] ميزان 2/ 313، تهذيب ابن عساكر 6/ 415، لسان 4/ 187، الجرح 4/ 431، المعرفة والتاريخ 2/ 281، التاريخ لابن معين 2/ 269 رقم 5059، تاريخ أبي زرعة 1/ 396. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 281. [3] سبقت ترجمته في الطبقة الماضية، ومصادر ترجمته هي: التقريب 1/ 269، ميزان 2/ 318، تهذيب ابن عساكر 6/ 447، المجروحين 1/ 375، التاريخ 4/ 304، ابن سعد 7/ 279، الجرح 4/ 437، التهذيب 4/ 434، المعرفة والتاريخ 3/ 63، التاريخ لابن معين 2/ 270 رقم 3306 [4] في الأصل (د ت) والتصحيح من المصادر قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 439 عَن عَبْد الله بْن شقيق العقيلي وشهر بْن حوشب وأبي عثمان النهدي وأبي نضرة والحسن وعمر بْن عَبْد العزيز وعدة. وعنه الثوري ووكيع ومكي بْن إِبْرَاهِيم وأبو داود وصالح بن موسى ومسلم ابن إِبْرَاهِيم وآخرون. قَالَ أحمد بْن حنبل: متروك. وقال أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بثقة. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال يحيى القطان: ذهبت أعوده فنال من علي رَضِيَ اللهُ عَنْه، فَقُلْتُ: لا شفاك الله. مات قريبا من سنة ستين ومائة. صفوان بن عمرو بن هرم [1]- م 4- أبو عمرو السكسكي الحمصي. عَن جبير بْن نفير وعبد الله بْن بسر الصحابي وخالد بْن معدان وعكرمة ومكحول وعبد الرحمن بْن جبير وراشد بْن سعد وشريح [2] بن عبيد.   [1] التقريب 1/ 368، تهذيب ابن عساكر 6/ 439، التاريخ 4/ 308، المشاهير 178، الجرح 4/ 422 التهذيب 4/ 428، المعرفة والتاريخ 3/ 387، تاريخ أبي زرعة 1/ 172، طبقات ابن سعد 7 ق 2/ 171، طبقات خليفة 809، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 224، سير أعلام النبلاء 6/ 380، العبر 1/ 224، الوافي بالوفيات 16/ 318 رقم 350، مرآة الجنان 1/ 332، شذرات الذهب 1/ 238. [2] في الأصل «سريح» والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 368. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 440 وعنه ابن الْمُبَارَك وبقية والوليد بْن مسلم وعصام بْن خالد ومنبه بْن عثمان ويحيى البابلتي وأبو المغيرة الخولاني وأبو اليمان وخلق. وقيل: إنه لقي أبا أمامة الباهلي. وثّقه غير واحد وكَانَ محدّث حمص وعالمها مَعَ حريز بْن عثمان. لَهُ حديث واحد فِي صحيح مسلم. توفي سنة خمس وخمسين ومائة، ويقال: سنة ثمان وخمسين. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 441 [حرف الضاد] الضحاك [1] بْن حمرة [1] الأملوكي- ت [1]- واسطي نزل الشام. عَن عمرو بْن شعيب وقتادة ومنصور بن زاذان. وأرسل عن أنس. وعنه بقية ومحمد بْن حرب ومحمد بْن حمير وأبو المغيرة وأبو سفيان سعيد بْن يحيى الحميري وغيرهم. روى عباس عَن ابْن مَعِين: لَيْسَ بشيء. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وغيره: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث. وأمّا ابْن حِبّان فذكره فِي الثقات فأخطأ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: نَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ نَا نُعَيْمٌ نَا بَقِيَّةُ نَا الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ [2] عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيِّ عَنْ أبي بكر الصدّيق وعمران بن حصين   [1] التقريب 1/ 372، ميزان 2/ 322، التاريخ 4/ 336، الجرح 4/ 462، التهذيب 4/ 443، المعرفة والتاريخ 3/ 281، التاريخ لابن معين 2/ 272 رقم 4877. [2] في الأصل «أبي نصير» ، والتصحيح من الخلاصة والتقريب. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 442 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ، وَالْمَشْيُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ) رَوَاهُ (خ) فِي الضُّعَفَاءِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ رَاهَوَيْهِ عَنْ بَقِيَّةَ. الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب [1]- ن- البصري الدمشقيّ. أدرك واثلة بْن الأسقع. وروى عَن مكحول والقاسم بن مخيمرة وبلال ابن سعد. وعنه الوليد بْن مسلم والوليد بْن مزيد [2] . وثّقه دُحَيْمُ. وقال أَبُو حاتم: من جلّة الشاميين. الضّحّاك بن عثمان الأسدي [3]- م 4- الحزامي المديني. عَن سعيد المقبري وصدقة بْن يسار وبكير بْن الأشج وزيد بْن أسلم ونافع وشرحبيل بْن سعد وسالم أَبِي النضر. وعنه الثوري ووكيع وابن وهب وابن أَبِي فديك والواقدي وابنه محمد ابن الضحاك وزيد بْن الحباب ومحمد بْن فليح ويحيى القطان، وخلق. وثّقه أَبُو داود وغيره. وكان من علماء المدينة وأشرافها. وقال يعقوب بْن شيبة: صدوق، فِي حديثه ضعف، ليّنه يحيى القطان.   [1] التقريب 1/ 372، ميزان 2/ 324، تهذيب ابن عساكر 7/ 6، التاريخ 4/ 333، الجرح 4/ 463، التهذيب 4/ 446، الخلاصة 176، المعرفة والتاريخ 2/ 395، الوافي بالوفيات 16/ 354 رقم 386. [2] في نسخة القدسي 6/ 204 «مرثد» . وهو خطأ. [3] التقريب 1/ 373، ميزان 2/ 325، الجرح 4/ 460، التهذيب 4/ 462، الخلاصة 176. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 443 مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. الضحاك [1] بْن يسار [2] ، أَبُو العلاء البصري. عَن أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشخير. وعنه أبو نعيم ومسلم بن إبراهيم وأبو الوليد الطيالسي وغيرهم. قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. وقال ابْن معين: ضعيف. ضرار بْن عمرو [3] . عَن أَبِي رافع وعطاء الخراساني وأبي عَبْد الله الشامي. وعنه الحكم أَبُو عمرو والمعافى بْن عمران وعبد العزيز بْن مسلم وغيرهم. وَهُوَ من أهل ملطية. قَالَ الدارقطني: ذاهب الحديث. وقال ابْن عديّ: منكر الحديث.   [1] ميزان 2/ 327، التاريخ 4/ 335، لسان 4/ 201، الجرح 4/ 462، التاريخ لابن معين 2/ 273 رقم 4119. [2] في الأصل «بشار» والتصويب من المصادر قبله. [3] ميزان 2/ 328، المجروحين 1/ 380، التاريخ 4/ 340، لسان 4/ 202، الجرح 4/ 465. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 444 [حرف الطاء] طلحة بن أبي سعيد [1]- خ ن- أبو عبد الملك الإسكندراني. عَن سعيد المقبري وبكير بْن الأشجّ. وعنه ضمام بْن إسماعيل وابن الْمُبَارَك وابن وهب وجماعة. وثّقه أَبُو زرعة وهو مقلّ من الحديث. مات سنة سبع وخمسين ومائة. طلحة بن عمرو الحضرميّ [2]- ق [3]- المكيّ. عَن سعيد بْن جبير وعطاء ونافع وعدة. وعنه ابْن وهب وأبو عاصم وعبيد الله بْن موسى والمعافى بْن عمران وأبو داود الطيالسي وخلق. قَالَ أَبُو حاتم: ليس بقوي.   [1] التقريب 1/ 378، التاريخ 4/ 350، التهذيب 5/ 16، الخلاصة 179. [2] التقريب 1/ 379، ميزان 2/ 340، المجروحين 1/ 372، التاريخ 4/ 350، تاريخ خليفة 426، الضعفاء الصغير 61، الجرح 478، التهذيب 5/ 23، المعرفة والتاريخ 3/ 40 و 52. التاريخ لابن معين 2/ 278 رقم 242. [3] في الأصل «ن» ، والتصحيح من التقريب 1/ 379 والخلاصة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 445 وقال أحمد: متروك الحديث. وقال أَبُو داود: ضعيف، وكذا ضعّفه الدارقطني وغيره. قَالَ ابْن سعد: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. وقيل: كان حافظا. وقال البخاري: ليس بشيء. طلحة بْن عمرو الكوفي [1] القناد [2] . عَن الشعبي وسعيد بْن جبير وعكرمة. وعنه وكيع وأبو أسامة. وهو جدّ عمرو بْن حمّاد بْن طلحة القنّاد. ذكره ابْن أبي حاتم ولم يجرّحه.   [1] الجرح 4/ 476 وفيه «ابن أبي قنان» ، التهذيب 5/ 24، الخلاصة 180. [2] نسبة إلى بيع القند، كما في التهذيب وهو السكر. (اللباب 3/ 56) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 446 [حرف العين] عاصم بْن محمد بْن زيد العمري [1]- ع- بن عبد الله بن عمر العدوي أخو أَبِي بكر وعمر وزيد وواقد. عَن أبيه وإخوته واقد وعمر ومحمد بْن كعب القرظي. وعنه أبو نعيم وأبو الوليد وإسماعيل بْن أَبِي أويس وأحمد بْن يونس وعلي ابن الجعد وعدة. وثّقه أَبُو حاتم وغيره وما علمت فِيهِ تليينًا بوجه، فأين قول القائل: كل من اسمه عاصم ففيه ضعف!. عامر بْن إسماعيل بْن عامر الحارثي الجرجاني [2] . من كبار قوّاد الدولة. وهو الَّذِي أدرك مروان ببوصير وبيّته وأهلكه. وكان كبير القدر عند المنصور. مات سنة سبع وخمسين ومائة.   [1] الجرح 6/ 350، المعرفة والتاريخ 1/ 493، التاريخ الكبير 6/ 490، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 383، سير أعلام النبلاء 7/ 180، تهذيب التهذيب 5/ 57، الوافي بالوفيات 16/ 571 رقم 607 [2] تهذيب ابن عساكر 7/ 137، تاريخ دمشق- تحقيق د. شكري فيصل 105، الوزراء والكتّاب 79، جمهرة أنساب العرب 414، تاريخ الطبري 7/ 440، الكامل في التاريخ 5/ 426، الوافي بالوفيات 16/ 590 رقم 632. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 447 عائذ بْن شريح الحضرمي [1] . عَن أنس بْن مالك. وعنه الفضل بْن موسى الشيباني ويوسف بن أسباط ومخلد بن يزيد وبكر ابن بكار وغيرهم. قَالَ أَبُو حاتم: فِي حديثه ضعف. قُلْتُ: مَا هُوَ بحجّة ولا وجدته فِي كتب الضعفاء. عباد بْن راشد البصري [2]- د ن ق-. عَن الحسن وسعيد بْن أَبِي حرة وقتادة. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وبدل وأبو داود وأبو نعيم ومسلم وعفان وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث. وقد روى لَهُ البخاري فِي صحيحه مقرونا بآخر. وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بالقويّ. وقال أَبُو داود: ضعيف. وقال أحمد: ثقة صالح. وكذا أنكر أَبُو حاتم عَلَى الْبُخَارِيّ إدخاله فِي كتاب الضعفاء وقال: يحوّل من هناك.   [1] الجرح 7/ 16، التاريخ 7/ 60، الميزان 2/ 363. [2] الجرح 6/ 79، التاريخ 6/ 36، التهذيب 5/ 92، الضعفاء الصغير 75، الميزان 2/ 365، المتروكين 75، التقريب 1/ 391، المعرفة والتاريخ 2/ 126، 633. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 448 وروى عياش عن ابن معين: حديثه ليس بالقويّ. وروى الكوسج عَنْهُ فَقَالَ: صالح. عباد بْن كثير الثقفي البصري [1]- د ق- العابد نزيل مكة. عَن أَبِي عمران الجوني ومحمد بْن واسع ويحيى بْن أَبِي كثير وابن الزبير وثابت وعبد الله بْن محمد بْن عقيل والعلاء بْن عَبْد الرحمن وطائفة. وعنه إِبْرَاهِيم بْن أدهم وعبد الله بْن واقد الهروي وأبو نعيم والفريابي وآخرون. وكان جرير بْن عَبْد الحميد يحدّث عَن عبّاد بْن كثير فيقولون: اعفنا مِنْهُ فَيَقُولُ: ويحكم كَانَ شيخًا صالحا. وقال ابْن مَعِين: لَيْسَ بشيء. وقال الْبُخَارِيّ: بصري سكن مكة تركوه. وقال ابْن الْمُبَارَك: انتهيت إِلَى سفيان الثوري وهو يَقُولُ: عبّاد بْن كثير فاحذروا حديثه. وقال ابْن أَبِي رزمة: مَا أدري، مَا رأيت رجلا أفضل من عبّاد بْن كثير فِي ضروب من الخير فإذا جاء الحديث فليس منها فِي شيء.   [1] الجرح 6/ 84، التاريخ 6/ 43، التهذيب 5/ 100، الضعفاء الصغير 75، الميزان 2/ 371، المتروكين 75، التقريب 1/ 393، المعرفة والتاريخ 3/ 140، التاريخ لابن معين 2/ 292 رقم 3297، طبقات ابن سعد 7/ 2 و 45، المعارف 512، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 332، تذكرة الحفاظ 260، سير أعلام النبلاء 8/ 262، العبر 1/ 280، الوافي بالوفيات 16/ 613 رقم 664، شذرات الذهب 1/ 295. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 449 وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ إِذَا أَكَلَهُ بِالْمِلْحِ وَكَانَ يَأْكُلُ التَّمْرَ بِالْجَوْزِ. وَرَوَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (عِفُّوا يُعَفَّ عَنْ نِسَائِكُمْ) . وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا (مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوهُ) . وَرَوَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ مَرْفُوعًا (الْغَيْبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَى) قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِأَنَّ صَاحِبَ الزِّنَى إِذَا تَابَ تِيبَ عَلَيْهِ وَصَاحِبُ الْغَيْبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالانِيِّ يَزِيدَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا (قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لا تَقِيلُ) . وساق لَهُ ابْن حِبّان عدة مناكير لكن بعضها من الرواة عَنْهُ. فأما عباد بْن كثير الفلسطيني الرملي [1] ، فهو آخر، فَصَلَهُ ابْن حبّان وغيره من الَّذِي قبله. يروي عَن عروة بْن رويم وحوشب وغيرهما. وعنه زيد بْن أَبِي الزرقاء وَهُوَ متروك. تأخر حَتَّى لحقه يَحْيَى بن يَحْيَى النَّيْسَابُوري وَيَحْيَى بن معين. قَالَ البخاري: فِيهِ نظر.   [1] الجرح 6/ 85، التاريخ 6/ 43، المجروحين 2/ 169، التهذيب 5/ 102، المتروكين 74، الميزان 2/ 370، التقريب 1/ 393، التاريخ لابن معين 2/ 293 رقم 5297. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 450 وقال النسائي: متروك الحديث. ووثّقه ابْن معين وابن المديني. عباد بْن منصور الناجي [1]- 4- أَبُو سلمة البصري. ولي القضاء لإبراهيم ابن عبد الله بن حسن. وروى عَن عكرمة والقاسم وعطاء بْن أَبِي رباح وأبي الضحا وجماعة. وعنه يحيى بْن سعيد القطان ويزيد بْن هارون وروح بْن عبادة وأبو عاصم والنضر بْن شميل وآخرون. قَالَ أَبُو داود السجزي: كَانَ يأخذ دقيق الأرزّ فِي إزاره كل عشيّة، وولي قضاء البصرة خمس مرات. وقال أَبُو حاتم: ضعيف يكتب حديثه. وقال ابْن معين: عبّاد بْن كثير وعبّاد بْن منصور وعبّاد بْن راشد ليس حديثهم بالقويّ ولكنه يُكتب. وقال ابْن حبّان: كَانَ عبّاد بْن منصور قَدَريًّا داعية وكان عَلَى قضاء البصرة، وكل مَا روى عَن عكرمة سمعه من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يحيى عَن داود ابْن الحصين قد كتبها عن عكرمة.   [1] الجرح 6/ 86، التاريخ 6/ 39، المجروحين 2/ 165، التهذيب 5/ 103، التقريب 1/ 393، الميزان 2/ 376، المعرفة والتاريخ 3/ 61، التاريخ لابن معين 2/ 293 رقم 3278، طبقات ابن سعد 7/ 2 و 31، تاريخ خليفة 403، طبقات خليفة 532، المعارف 482، جمهرة أنساب العرب 174، سير أعلام النبلاء 7/ 105، المغني في الضعفاء 1/ 327، العبر 1/ 218، مرآة الجنان 1/ 322، البداية والنهاية 10/ 109، الوافي بالوفيات 16/ 612 رقم 663، شذرات الذهب 1/ 233. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 451 رَوَى أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ: عَمَّنْ سَمِعْتَ (مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا أَمَرُونِي بِالْحِجَامَةِ) وَأَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يَكْتَحِلُ بِاللَّيْلِ ثَلاثًا؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ دَاوُدَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وقال ابْن خزيمة: سمعت عمر بْن حفص الشيباني يَقُولُ: ثنا معاذ بن خالد الأغضف قَالَ: قُلْتُ لعبّاد بْن منصور من حدّثك أن ابْن مسعود رجع عَن قوله (الشقي من شقي فِي بطن أمه) قَالَ: رَجُل لا أعرفه، قُلْتُ: لكني أعرفه، قَالَ: من؟ قُلْتُ: الشيطان. قَالَ أحمد بن زُهير عن ابن مَعِين: عباد بن منصور لَيْسَ بشيء. وَقَالَ العُقَيْلِيّ نا مُحَمَّد بن زكريا نا مُحَمَّد بن مثنى ثَنَا معاذ بن معاذ نا عمرو [1] ابن الوليد الأغضف، قُلْتُ لعباد بن منصور: من حدثك أن أَبِي بن كعب حدثه أن ابن مَسْعُود رجع [2] عن حديثه في القدر؟ فَقَالَ: رجل لا أعرفه، قُلْتُ: أَنَا أعرفه، ذاك الشيطان. وقال يحيى القطّان: كَانَ عبّاد حين رأيناه لا يحفظ. وكان يحيى لا يرضاه. قلت: مات عبّاد عَلَى ظهر امرأته فجأة سنة اثنتين وخمسين ومائة. عباد بْن ميسرة المنقري [3]- ن- البصري المعلم.   [1] في الأصل «عمر» والتصحيح من نزهة الألباب. [2] (رجع) ساقطة من الأصل، والتصحيح من السياق. [3] الجرح 6/ 86، التاريخ 6/ 38، التهذيب 5/ 107، المتروكين 75، ميزان 2/ 378، التقريب 10/ 394، التاريخ لابن معين 2/ 293 رقم 3369. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 452 عَن الحسن ومحمد بْن المنكدر وعلي بْن زيد. وعنه هشيم ووكيع وأبو داود الطيالسي وموسى بْن إسماعيل وآخرون. وكان زاهدًا عابدًا قانتًا مجتهدًا. قَالَ أَبُو داود: ليس بالقويّ. وقال ابْن معين وغيره: ليس بِهِ بأس. عباد بْن مسلم [1]- 4- أَبُو يحيى الفزاري البصري. عَن جبير بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ والحسن ويونس بْن خباب وإياس. وعنه وكيع وأبو نعيم وروح وأبو داود وأبو عاصم وجماعة. وثّقه ابْن معين والنسائي وابن حبّان، عند ابْن حِبّان وذكره فِي كتاب «الضعفاء» [2] فَقَالَ: منكر الحديث ساقط الاحتجاج بما يرويه. عبد الله بن بديل [3]- د ن- بن ورقاء المكيّ. عن الزهري وعمرو بن دينار. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود وزيد بن الحباب وعمرو العنقزي.   [1] الجرح 6/ 96، التاريخ 6/ 95، المجروحين 2/ 173، تهذيب 5/ 212، التقريب 1/ 395، الميزان 2/ 380، التاريخ لابن معين 2/ 293 و 294 رقم 1665. [2] هكذا في الأصل، وفي «ميزان الاعتدال» : وذكره ابن حبان في الثقات فيمن اسمه عباد وكذا ذكره في الضعفاء. [3] الجرح 5/ 14، التاريخ 5/ 56، التهذيب 5/ 155، المشاهير 83، التقريب 1/ 403، الميزان 2/ 395. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 453 قال ابن معين: مكي صالح. واستشهد به البخاري. وأما سميه عبد الله بن بديل بن ورقاء [1] ، فقتل مع علي رضي الله عنه بصفين. عبد الله بن بشر الكوفي [2]- ن ق- قاضي الرقة. روى عَن أَبِي إسحاق وعاصم القارئ والزهري. وعنه جعفر بن برقان مع تقدّمه وعبد السلام بن حرب ومعمر بن سليمان. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بأس به. وقال بعضهم: فِيهِ لين. عَبْد الله بْن جابر البصري [3]- د ت- عَن مجاهد أَبِي الشعثاء والحسن وعمر بْن عَبْد العزيز وجماعة. وعنه سفيان الثوري وهارون بْن موسى النحوي وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي وحكام بْن سلم. ذكره ابْن حبان فِي الثقات. وكناه ابْن أَبِي حاتم أبا حازم. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حجّاج بن أرطاة.   [1] الجرح 5/ 14، التاريخ 5/ 56، التهذيب 5/ 155، التقريب 1/ 403، ميزان 2/ 395. [2] الجرح 5/ 14، التاريخ 5/ 49، المجروحين 2/ 32، التهذيب 5/ 160، التقريب 1/ 404، الميزان 2/ 397، المعرفة والتاريخ 2/ 457، التاريخ لابن معين 2/ 298 رقم 2211. [3] الجرح 5/ 26، التاريخ 5/ 69، التهذيب 5/ 167، التقريب 1/ 405، التاريخ لابن معين 2/ 299 رقم 1369. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 454 عبد الله بن حبيب [1]- م- بن أبي ثابت الكوفي. عَن سعيد بْن جبير والشعبي ومحمد بْن كعب القرظي. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو نعيم وقبيصة والفريابي. وثّقه ابْن معين. عَبْد الله بْن أَبِي داود [2] . أَبُو بكر البصري صاحب الجوالق. عَن نافع وبكر بْن عَبْد الله المزني. وعنه أَبُو الوليد وموسى التبوذكي. وثّقه يحيى بْن معين. عَبْد الله بْن راشد الدمشقي [3] . مولى الخزاعيين. عَن مكحول وعروة بْن رويم وعمرو بْن مهاجر. وعنه الوليد بْن مسلم ويحيى بْن ريان ومعن القزاز. وثّقه أَبُو مسهر فَقَالَ: ثقة عاقل عابد. عَبْد الله بن زياد بن سمعان [4]- ق- المدني مولى أم سلمة.   [1] التاريخ 5/ 73، التهذيب 5/ 183، التقريب 1/ 408، الميزان 2/ 406، التاريخ لابن معين 2/ 301 رقم 2138. [2] الجرح 5/ 48. [3] الجرح 5/ 52، التهذيب 5/ 205، التقريب 1/ 413، تاريخ أبي زرعة 1/ 246. [4] الجرح 5/ 60، التاريخ 5/ 96، المجروحين 2/ 7، التهذيب 5/ 219، الضعفاء الصغير 64، الميزان 2/ 423، المتروكين 64، التقريب 1/ 416، تهذيب ابن عساكر 7/ 428، المعرفة والتاريخ 3/ 54، التاريخ لابن معين 2/ 308 رقم 1055، تاريخ أبي زرعة 1/ 379. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 455 روى عَن الأعرج ومجاهد ومحمد بْن كعب ونافع والزهري وسليمان ابْن حبيب المحاربي وغيرهم. وعنه مفضل بن فضالة وروح بن القاسم وابن وهب وعبد العزيز الدراوَرْديّ وبقية وعلي بن الجعد وآخرون. سئل عنه مالك فقال: كذاب. وقال أحمد بن حنبل: متروك الحديث. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال ابن معين: يكذب. وقال أبو داود: ولي قضاء المدينة. وقال أبو بكر بن أبي أويس: كنت جالسا عند ابن سمعان فحدّث فانتهى إِلَى حديث شهر بْن حوشب فَقَالَ: حدثني شهريز خوست، فَقُلْتُ: من هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بعض العجم قدِم علينا، فَقُلْتُ: لعلّك تريد شهر بْن حوشب، فسكت. وقال أَبُو عبيدة الحدّاد: إن ابْن سمعان قَالَ: حدّثني مجاهد، فَقَالَ ابْن إسحاق: كذب والله، أَنَا أكبر مِنْهُ وما رأيت مجاهدًا. وقال أَبُو مسهر: سَمِعْت سعيد بْن عَبْد العزيز يَقُولُ: قدم عليهم ابْن سمعان فأخرج إليهم كتبه فزادوا فيها فلما حدّثهم بها قَالُوا: هَذَا كذّاب. وقال أَبُو حاتم: ابْن سمعان ضعيف الحديث سبيله التَّرْك. وقال الحكم بْن موسى: نا الوليد بْن مسلم قَالَ: كتبت كتابًا عَن ابْن الجزء: 9 ¦ الصفحة: 456 سمعان فإنه لفي يدي إذ غلبتني عيناي [1] فنمت فرأيت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رسول الله هَذَا ابْن سمعان حدثني عنك فَقَالَ: قل لابن سمعان يتّقي الله ولا يكذب عليّ. عَبْد الله بْن شوذب البلخي [2]- 4- ثُمَّ البصري ثُمَّ المقدسي أَبُو عَبْد الرحمن. عَن الحسن ومحمد بْن سيرين ومطر الوراق ومكحول وأبو التياح وطائفة. وعنه ابْن الْمُبَارَك وضمرة بْن ربيعة والوليد بْن مزيد ومحمد بْن كثير وأيوب بْن سويد وعدة. وثّقه أحمد وغيره. وقال أَبُو عمير بْن النحاس: ثنا كثير بْن الوليد: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة. وقال ضمرة عَن ابْن شوذب: سَمِعْت مكحولا يَقُولُ: لقد ذلّ من لا سفيه لَهُ. وذكر ابْن ضمرة أن ابْن شوذب كَانَ معاشه من كسب غلمان لَهُ فِي السوق. وقال: مولدي سنة ست وثمانين. وقال ضمرة: مات ابْن شوذب سنة ست وخمسين ومائة فِي آخرها.   [1] في الأصل «عيني» . [2] الجرح 5/ 82، التاريخ 5/ 117، حلية الأولياء 6/ 129 رقم 353، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية رقم 3387) ورقة 128 ب- 129 ب، العبر 1/ 225، الوافي بالوفيات 17/ 211 رقم 199، شذرات الذهب 1/ 240، التهذيب 5/ 255، التقريب 1/ 423، الميزان 2/ 440، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 244. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 457 عبد الله بن عامر الأسلمي [1]- ق- المدني أبو عامر القارئ. كَانَ يصلّي بالناس فِي مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رمضان. روى عَن عمرو بْن شعيب ونافع وسعيد المقبري وابن شهاب. وعنه سليمان بن بلال وابن وهب وحبيب كاتب مالك وأبو نعيم والواقدي وغيرهم. ضعفه أحمد، وقال البخاري: يتكلمون فِي حِفْظه. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. عَبْدُ اللَّهِ بن عبد الرحمن بن يعلى الثقفي [2]- م د ن ق- أبو يعلى الطائفي. عَن عمرو بْن الشريد وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وعنه ابْن الْمُبَارَك وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم: ليس بقوي. وقال عثمان الدارمي عَن ابْن معين: صويلح. وذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ [3] . من جعفة، الكندي التجيبي المصري الأمين.   [1] الجرح 5/ 123، التاريخ 5/ 156، المجروحين 2/ 6، التهذيب 5/ 275، التقريب 1/ 425، المعرفة والتاريخ 1/ 338 و 3/ 44، التاريخ لابن معين 2/ 315 رقم 693. [2] الجرح 5/ 96، التاريخ 5/ 133، التقريب 1/ 429، الميزان 2/ 452، تاريخ أبي زرعة 1/ 527. [3] كتاب الولاة وكتاب القضاة 117، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية 154 أ) . الوافي بالوفيات 17/ 244 رقم 227. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 458 ولي الإسكندرية للخليفة هشام وولي مصر للمنصور سنة اثنتين وخمسين. وتوفي سنة خمس وخمسين وَمِائَةٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَبُو شعيب البناني [1]- البصري. عَن الحسن وإياس بْن معاوية. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو داود الطيالسي. عَبْد الله [2] بْن عُبَيْد [3] الحميري البصري [4]- ت ن ق-. عَن عديسة [5] بنت أهبان وأبي بكر بْن النضر يونس. وعنه ابْن علية وصفوان بْن عيسى وأبو عبيدة الحداد وعثمان بْن الهيثم المؤذن. قَالَ أَبُو حاتم: مَا بِهِ بأس. عَبْد الله بْن عَمْرو بْن علقمة [6]- ت- الكناني المكيّ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ وعمر بْن سعيد بْن أَبِي حسين. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق وابن المبارك. موثّق.   [1] الجرح 5/ 93، التاريخ 5/ 129. [2] التهذيب 5/ 309، التقريب 1/ 431، الخلاصة 206. [3] في الأصل «عبيد الله» ، وفي الخلاصة والتقريب «عبيد» فقط. [4] في الأصل «المصري» وفي الخلاصة والتقريب «البصري» . [5] محرفة في الأصل، والتصحيح من تقريب التهذيب. [6] الجرح 5/ 118، التاريخ 5/ 155، التهذيب 5/ 339، التقريب 1/ 437، التاريخ لابن معين 2/ 323 رقم 245. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 459 عبد الله بن عون [1] بن أرطبان [2]- ع- أبو عون المزني مولاهم البصري الحافظ أحد الأئمة الأعلام. عَن سعيد بْن جبير وأبي وائل وإبراهيم والشعبي والقاسم بْن محمد ومجاهد والحسن وابن سيرين ومكحول وخلق سواهم. وعنه حماد بْن زيد وابن الْمُبَارَك وابن علية وإسحاق الأزرق وأزهر السمان وحريش بْن أنس وعثمان بْن عمر بن فارس ومسلم بن إبراهيم ويزيد ابن هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق كثير. قَالَ عَبْد الرحمن بْن مهدي: مَا كَانَ بالعراق أعلم بالسُنَّة من ابْن عون. وقال قُرَّةُ بْن خالد: كنا نعجب من ورع ابْن سيرين فأنساناه ابْن عون. وقال شعبة: مَا رأيت مثل أيوب وابن عون ويونس بْن عُبَيْد. وقال ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت مثل أيوب وابن عون ويونس بْن عُبَيْد. وقال ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت أحدًا أفضل من ابْن عون. قُلْتُ: قد رأى ابْن عون أنس بْن مالك فهو معدود فِي صغار التابعين. قَالَ شعبة: شَكَّ ابْن عون أحبّ إليّ من يقين غيره.   [1] الجرح 5/ 130، التاريخ 5/ 163، التهذيب 5/ 346، المشاهير 150، التقريب 1/ 439، تاريخ دمشق (المصور) 315، ابن سعد 7/ 261، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 324 رقم 3353، تاريخ أبي زرعة 1/ 297، حلية الأولياء 3/ 37 رقم 204، طبقات الفقهاء 90، صفة الصفوة 3/ 227، تذكرة الحفاظ 1/ 156، العبر 1/ 215، الوافي بالوفيات 17/ 389 رقم 320، البداية والنهاية 10/ 109، شذرات الذهب 1/ 230، الكامل في التاريخ 5/ 607، سير أعلام النبلاء 6/ 375 رقم 157، خلاصة تذهيب الكمال 209. [2] محرف في الأصل، والتصحيح من المصادر المذكورة قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 460 وقال الأوزاعي: إذا مات ابْن عون والثوري استوى الناس. وقال رَوْح بْن عبادة: مَا رأيت أحدا أعبد للَّه من ابْن عون. وروى مسعر بْن كدام عَن ابْن عون قَالَ: ذكر الله دواء وذكر الناس داء. وقال ابْن معين: ابْن عون ثقة فِي كل شيء. وقال بكار بْن محمد السيريني: كَانَ ابْن عون يصوم يومًا ويفطر يومًا، صَحِبْتُه دهرًا وكان طيب الريح ليّن الكسوة لَهُ ختمة فِي الأسبوع وكان يغزو عَلَى ناقة لَهُ إِلَى الشام فإذا وصل إِلَى الشام ركب الخيل، وبارز مرة علجًا فقتله، وكان إذا جاءه إخوانه كأنّ عَلَى رءوسهم الطير لَهُم خشوع وخضوع. قَالَ بكار: وكان إذا حدث بالحديث تخشَّع [1] عنده- حَتَّى نرحمه- مخافة أن يزيد أو يُنِقص. وقال أَبُو قطن: سَمِعْت ابْن عون يَقُولُ: وددت أني خرجت مِنْهُ كفافًا. قَالَ بكار: كَانَ ابْن عون لا يدع أحدًا من أصحاب الحديث [2] ولا غيرهم يتبعه وما رأيته يمازح أحدًا ولا ينشد شعرًا، وكان مشغولا بنفسه وما رأيت أملك للسانه مِنْهُ، وما سمعته حالفًا عَلَى يمين قط، ولا رأيته دخل حمامًا قط، وكان لَهُ وكيل نصراني يجبي غَلَّته من دارٍ لَهُ. وكان لا يزيد فِي رمضان عَلَى حضور المكتوبة ثم يخلو في بيته، وقد سعت بِهِ المعتزلة إِلَى إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله ابن حسن الّذي خرج فقالوا: هاهنا رَجُل يوثب عليك الناس، فأرسل إِلَيْهِ أنْ ما لي ولك، فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه.   [1] كذا في (طبقات ابن سعد 7/ 262) وفي الأصل مهملة من النقط. [2] في الأصل (مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديث) وهو خطأ ظاهر، والتصحيح من طبقات ابن سعد 7/ 262. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 461 وقال الأنصاري: سَمِعْت أن ابْن عون دخل عَلَى سلم بْن قتيبة وهو أمير فَقَالَ: السلام عليكم، فضحك وقال: نحتملها لابن عون. وقال معاذ بْن معاذ: رأيت عَلَى ابْن عون بُرْنُسًا من صوف رقيقًا حسنًا قَالَ: هَذَا اشتريته من تَرِكَة أنس بْن سيرين كَانَ لابن عمر فكساه إيّاه. وقال المفضّل بْن لاحق: كنا بأرض الروم فدعا رومي إِلَى المبارزة فخرج فارس فقتله، ثُمَّ دخل فِي الناس فلُذْتُ بِهِ لأعرفه، فوضع عَنْهُ المِغْفَر يمسح وجهه، فإذا هُوَ عَبْد الله بْن عون. وروى حمّاد بْن زيد عَن محمد بْن فضاء قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام فَقَالَ: زوروا ابْن عون فإنه يحب الله ورسوله وإن الله يحبّه ورسوله. وقال خارجة بْن مصعب: جالست ابْن عون ثنتي عشرة سنة فما أظن أن مَلَكَيْه كتبا عَلَيْهِ سوءًا. وقال بكار السيريني: كَانَ بلال بْن أَبِي بردة قد ضرب ابْن عون بالسياط لكونه تزوج امرأة عربية. وقال مكي بْن إِبْرَاهِيم: كنا عند ابْن عون فذكروا بلالا فلعنوه وقالوا: إنما نذكره لما ارتكبه منك فَقَالَ: إنما هما كلمتان تخرجان فِي صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا الله أو لعن الله فلانًا. وقال بكار بْن محمد: حضرت وفاة ابْن عون فكان حين قُبض موجَّها يذكر الله حَتَّى غرغر، فقالت عمتي: اقرأ عنده (يس) فقرأتها، ومات فِي السَّحَر، وما قدرنا أن نصلّي عَلَيْهِ حَتَّى وضعناه فِي محراب المُصَلّى غَلَبنا الناس عَلَيْهِ. ومات وعليه من الدَّيْن بضعة عشر ألفًا، وأوصى بعد وفاء دَيْنه بخُمْس ماله إِلَى أَبِي يفرّقه فِي أقاربه المحتاجين، ولم أره يشكو فِي علّته. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 462 قَالَ بكار: وكانت ثياب ابْن عون تمسّ ظهر قدميه. وقال أَبُو قطن: رأيت بعض أسنان ابْن عون مشدودة بالذهب. وقال بكار بْن محمد: كَانَ ابْن عون زوج عمتي أم محمد بنت عَبْد الله ابن مُحَمَّد بن سيرين، وَلَمَّا مات كفنوه في برد ثمنه مائتا درهمً، ولم يخلف درهما إنما خلف دارين، قَالَ: ومات في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة، وفيها أرّخه يحيى القطَّان وأبو نعيم وجماعة، وما عدا ذَلِكَ وَهْم. قِيلَ: سنة خمسين ومائة ومولده سنة ستٍّ وستين، وكان يمكنه السماع من طائفة من الصحابة. قَالَ ابْن سعد: كَانَ أكبر من سُلَيْمَان التيمي، قَالَ: وكان ثقة كثير الحديث ورعًا عثمانيًا. وقال محمود بْن غيلان: ثنا النضر بْن شميل قَالَ: كَانَ رَجُل يلازم ابْن عون فقيل لَهُ: بلغ حديث ابْن عون ألفا؟ قال: أضعف، قيل: وألفين، قَالَ: أضعف، قِيلَ: فأربعة آلاف، قَالَ: أضْعِف، قِيلَ: ستة، فسكت الرجل، قَالَ عمر بْن حبيب: سَمِعْت عثمان البتّي يَقُولُ: مَا رأت عيناي مثل ابْن عون. وروى عَن ابْن عون أن أمه نادته فَعَلا صوتُه صوتها فخاف فأعتق رقبتين. وقال ابْن الْمُبَارَك: مَا رأت عيني أحدًا ممن ذُكر لِي إلا رأيته دون مَا ذكر لِي إلا ابْن عون وحَيْوَة [1] بْن شريح. وقال يحيى بْن يوسف الزمي: نا أَبُو الأحوص قَالَ: كَانَ يقال لابن عون: سيد القراء فِي زمانه.   [1] في الأصل (حياة بن شريح) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 463 قَالَ ابْن المديني: جمع لابن عون مَا لم يُجمع لأحد من أصحابه، ولم يحدّث إلا بعد موت أيوب، كَانَ يمتنع من الحديث فلما مات يونس بْن عُبَيْد ألحّ عَلَى ابْن عون أصحاب الحديث فسلس وحدّث. وقال ابْن سعد: أخبرنا بكار بْن محمد حدّثني بعض أصحابنا أن ابْن عون كَانَ لَهُ ناقة يغزو عليها ويحجّ عليها وكان بها معجبًا فأمر غلامًا لَهُ يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها عَلَى وجهها فسالت عينها عَلَى خدّها فقلنا: إن كَانَ ابْن عون يسيء فاليوم، فلم يلبث أن نزل فلما نظر إِلَى الناقة قَالَ: سبحان الله أفلا غير الوجه بارك الله فيك أخرج عني اشهدوا أَنَّهُ حر. وقال معاذ بْن معاذ: حدّثني غير واحد من أصحاب يونس بْن عُبَيْد أَنَّهُ قَالَ: إني لأَعرف رجلا منذ عشرين سنة يتمنّى أن يسلم لَهُ يوم من أيام ابْن عون فما يقدر عَلَيْهِ. قَالَ ابْن الْمُبَارَك: مَا رأيت مصلّيًا مثل ابْن عون. قرأت عَلَى إسحاق بْن أَبِي بكر أخبركم ابْنُ خَلِيلٍ أَنَا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ أَنَا أَبُو عليّ الحدّاد أَنَا أَبُو نُعَيم أَنَا أَبُو محمد بْن حبان نا عَبْد الرَّحمن بْن محمد بْن حمّاد نا حفص الرياني [1] أَنَا معاذ بْن معاذ: سَمِعْت هشام بْن حسان يَقُولُ: حدّثني من لم تر عيناي مثله، فَقُلْتُ فِي نفسي: اليوم نستبين فضل الحسن وابن سيرين، قَالَ فأشار بيده إِلَى ابْن عون وهو جالس. وبه قال أبو نعيم: ثنا ابْن خلاد ثنا الكديمي ثنا الخريبي قَالَ: دخلت البصرة لألقى ابْن عون فلما صرت إِلَى قناطر بني دارم تلقّاني نعْيه فدخلني مَا اللهُ بِهِ عليم. قُلْتُ: ترجمته فِي «تاريخ دمشق» [2] عشرون ورقة. ومات سنة إحدى   [1] لعله (الربالي) فيحرر. [2] انظر الجزء المصور من تاريخ دمشق الّذي نشره المجمع العلمي بدمشق- ص 315 وما بعدها. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 464 وخمسين ومائة عَلَى الصحيح. وقال ابْن معين: سنة اثنتين. وقال المنقري: مات سنة خمسين. عَبْد الله بْن عياش الهمداني، المنتوف أَبُو الجراح. وكان أخباريًا علامة. حمل عَن الشعبي وغيره، وكان من أصحاب أَبِي جعفر المنصور. أخذ عَنْهُ الهيثم بْن عديّ وجماعة. قَالَ الخطيب [1] : توفي سنة ثمان وخمسين ومائة. وفيها توفي عوانة بْن الحكم الأخباري [2] . فأما عَبْد الله بْن عياش القتباني المصري [3] ، ففي الطبقة الآتية. أَبُو جعفر المنصور [4] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بن عباس القرشي الهاشمي العباسي، أمير المؤمنين، وأمه سلامة البربرية. ولد فِي سنة خمس وتسعين أو في حدودها. وروى عن أبيه ورأى جده.   [1] في تاريخ بغداد 10/ 14 رقم 5132. [2] له ذكر في «وفيات الأعيان» 1/ 430 و 6/ 105 وستأتي ترجمته قريبا. [3] الجرح 5/ 126، التاريخ 5/ 151، التهذيب 5/ 351، المشاهير 189، التقريب 1/ 439، الميزان 2/ 469، المعرفة والتاريخ 1/ 161، الوافي بالوفيات 17/ 394 رقم 326، حسن المحاضرة 1/ 281 رقم 184. [4] وفيات الأعيان 2/ 294- 297 وأخباره كثيرة لا يمكن حصرها مبثوثة في كتب التاريخ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 465 وعنه ولده المهدي. وكان قبل أن يلي الإمامة يقال لَهُ عَبْد الله الطويل. ضرب فِي الآفاق إِلَى الجزيرة والعراق وأصبهان وفارس قَالَ أَبُو بكر الجعابي: كَانَ المنصور يلعب فِي صغره بمدرك التراب. أتته البيعة بالخلافة بعد موت أخيه السفاح وهو بمكة بعهد السفاح لما احتضر إِلَيْهِ، فوليها اثنتين وعشرين سنة. وكان أسمر طويلا نحيفًا مهيبًا خفيف العارضين معرق الوجه رحب الجبهة يخضّب بالسواد كأنّ عينيه لسانان ناطقان، تخالطه أُبَّهة المُلْك بزيّ النُّسّاك تقبله القلوب وتتبعه العيون، وكان أقنى الأنف بين القنا. وقد مر من أخباره فِي الحوادث مَا يدلّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ فحل بني العباس هيبة وشجاعة وحزمًا ورأيًا وجبروتًا، وكان جمّاعًا للمال، تاركًا للَّهو، واللعب، كامل العقل، جيّد المشاركة فِي العلم والأدب، فقيه النفس، قتل خلقًا كثيرًا حَتَّى استقام ملكه. وكان فِي الجملة يرجع إِلَى عدل وديانة وله حظ من صلاة وتديّن، وكان فصيحًا بليغًا مُفَوَّهًا، خليقًا للإمارة. وقد ولي بعض كور فارس فِي شبيبته لعاملها سُلَيْمَان بْن حبيب بْن المهلّب الأزدي ثُمَّ عزله وضربه ضربًا مبّرحًا لكونه احتجز المال لنفسه ثُمَّ أغرمه المال، فلما ولي المنصور الخلافة ضرب عنقه. وكان المنصور يُلقَّب أبا الدوانيق لتدقيقه ومحاسبته العمال والصُنّاع عَلَى الدوانيق والحبّات. وكان مَعَ هَذَا ربما يعطي العطاء العظيم. قَالَ أَبُو إسحاق الثعالبي: وعلى شهرة المنصور بالبخل ذكر محمد بْن سلام أَنَّهُ لم يعط خليفة قبل المنصور عشرة آلاف ألف دارت بها الصُّكّاك وثبتت فِي الدواوين فإنه أعطى فِي يوم واحد كل واحد من عمومته عشرة آلاف ألف درهم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 466 قُلْتُ: وقد حدّث عَن عطاء بْن أَبِي رباح يسيرًا. وقد خلف يوم مات فِي بيوت الأموال تسعمائة ألف ألف درهم وخمسين ألف ألف درهم. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ- ثِقَةٌ- نا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مِنَّا السَّفَّاحُ وَمِنَّا الْمَنْصُورُ) . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ وَأَبُو النَّضْرِ: نا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، نا مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: (مِنَّا السَّفَّاحُ وَمِنَّا الْمَنْصُورُ وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ) فَهَذَا إِسْنَادُهُ صَالِحٌ وَالَّذِي قَبْلَهُ مُنْكَرٌ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ. وَيُرْوَى نَحْوَهُ بِإِسْنَادِهِ أَخْرَجَهُ عَنِ الْمِنْهَالِ. قَالَ أَبُو سهل بْن علي بْن نوبخت: كَانَ جدّنا نوبخت المجوسيّ نهاية فِي التنجيم فسجن بالأهواز فَقَالَ: رأيت أبا جعفر وقد أدخل السجن فرأيت من هيبته وجلالته وحسن وجهه مَا لم أره لأحد فَقُلْتُ لَهُ: وحق الشمس والقمر إنك لَمِنْ وَلَد صاحب المدينة، قَالَ: لا ولكني من عرب المدينة، قَالَ: فلم أزل أتقرب إِلَيْهِ وأَخدمه حَتَّى سألته عَن كنيته فَقَالَ: أَبُو جعفر، فَقُلْتُ: وحق المجوسية لتملكنّ، قَالَ: وما يدريك؟ قُلْتُ: هُوَ كَمَا أقول فاذْكُرْ هَذِهِ البشري، قَالَ: إن قُضي شيء فسيكون، قُلْتُ: قد قضاه الله من السماء فقدمت دواة فكتب لِي: يَا نوبخت إذا فتح الله وردّ الحق الى أهله لم نغفل عنك وكتب أَبُو جعفر، فلما استخلف صرت أليه فأخرجت الكتاب فَقَالَ: أَنَا لَهُ ذاكر ولك متوقّع فالحمد للَّه. فأسلم نوبخت فكان منجّمًا لأبي جعفر ومولى. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن عبد الصّمد بْن موسى بْن محمد الهاشميّ: حدّثني أَبِي نا أَبِي عَن أبيه قَالَ: قَالَ لنا المنصور: رأيت كأني في الحرم وكأن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الكعبة وبابها مفتوح فنادى مناد: «أين عَبْد الله» فقام أخي أَبُو العباس حَتَّى الجزء: 9 ¦ الصفحة: 467 صار عَلَى الدرجة فأدخل فما لبث أن خرج ومعه عباءة عليها لواء أسود قدر أربعة أذرع، ثُمَّ نودي «أين عَبْد الله» فقمت إِلَى الدرجة فأصعدت وَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وبلال فعقد لِي وأوصاني بأُمَّتِه وعمَّمني بعمامة وكان كورها ثلاثة وعشرين وقال: (خذها إليك أبا الخلفاء إِلَى يوم القيامة) . وقال الربيع بْن يونس الحاجب: سَمِعْت المنصور يَقُولُ: الخلفاء أربعة: أَبُو بكر وعمر وعثمان وعليّ، والملوك: معاوية وعبد الملك وهشام وأنا. قَالَ شباب: أقام الحج للناس أَبُو جعفر سنة ست وثلاثين، وسنة أربعين، وسنة أربع وأربعين، وسنة اثنتين وخمسين، زاد الفسوي: أَنَّهُ حج أيضًا سنة سبع وأربعين ومائة. قَالَ أَبُو العيناء: نا الأصمعي أن المنصور صعد المنبر فشرع فِي الخطبة فقام إِلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين أذكر من أنت فِي ذكره. فَقَالَ لَهُ: مرحبًا لقد ذكرت جليلا وخوَّفت عظيمًا وأعوذ باللَّه أن أكون ممن إذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بالإِثم، والموعظة منا بدت وعنّا خرجت وأنت يَا قائلها فأحلف باللَّه مَا الله أردت أنما أردت أن يقال قام فَقَالَ فعوقب فصبر فأهون بها من قائلها وأهتبلها [1] من الله ويلك إِنِّي قد غفرتها، وإياكم معشر الناس وأمثالها. ثُمَّ عاد إِلَى خطبته وكأنما يقرأ من كتاب. وقال الزبير: حدثني مبارك الطبري سَمِعْت أبا عُبَيْد الله الوزير سَمِعَ المنصور يَقُولُ: الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعيّة لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس بالعفو أقدرهم عَلَى العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.   [1] في الأصل: (وأهتبلها الله ويلك إنّي وإيّاكم معشر الناس) . وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي 264: (وأهتبلها من الله ويلك إِنِّي قد غفرتها وإياكم معشر الناس) وفي تاريخ الطبري 8/ 90: (ويلك لو هممت فأهتبلها إذ غفرت وإيّاك وإيّاكم معشر، الناس) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 468 قَالَ الفريابي محمد بْن يوسف: قَالَ عبّاد بْن كثير لسفيان: قُلْتُ لأبي جعفر: أتؤمن باللَّه، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فحدّثني عَن الأموال التي اصطفيتموها من بني أمية، فو الله لئن كانت صارت إليهم ظلما وغصبا لما رددتموها إِلَى أهلها الَّذِينَ ظُلموا، ولئن كَانَت لَهُم لقد أخذتم مَا لا يحلّ لكم، إذا دُعَيت يوم القيامة بنو أمية بالعدل جاءوا بعمر بْن عَبْد العزيز، فإذا دُعيتم أنتم لم تجيئوا بأحد، فكنْ أنتَ ذَلِكَ الأحد، فقد مضت من خلافتك ست عشرة سنة وما رأينا خليفة بلغ اثنتين وعشرين سنة، فهبْك تبلغها فما ست سنين، قال: يأبا عَبْد الله مَا أجد أعوانًا، قُلْتُ: علي عونك بغير مرزئة، أنت تعلم أن أبا أيوب المورياني يريد منك كل عام بيت مال، وأنا أجيئك بمن يعمل بغير رزق، آتيك بالأوزاعي تقلّده كَذَا وبالثوري تقلّده كَذَا، وأنا بينك وبين الناس أبلّغك عنهم وأبلّغهم عنك، فَقَالَ: حَتَّى أستكمل بناء بغداد، فأخْرُجُ إِلَى البصرة وأوجّه إليك. فَقَالَ لَهُ سفيان الثوري: ولِمَ ذكرتني لَهُ؟ قَالَ: واللهِ مَا أردت إلا النُّصح للأمة، ثُمَّ قَالَ لسفيان: ويل لمن دخل عليهم إذا لم يكن كبير العقل كثير الفهم كيف تكون فتنته عليهم وعلى الأمة. ويقال أن عمرو بْن عُبَيْد رأس المعتزلة دخل عَلَى المنصور ووعظه، فبكى المنصور وقال: يَا أبا عثمان هل من حاجة- وكان يدني عمرًا ويكرمه ويجلّه- قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وما هِيَ؟ قَالَ: لا تبعث إليّ حَتَّى آتيك. قَالَ: إذن لا نلتقي، قَالَ: عَن حاجتي سألتني، ثُمَّ نهض فلما ولّى أمدّه بصره وهو يَقُولُ: كلكم يمشي رويد ... كلكم يطلب صيد غير عمرو بْن عُبَيْد قَالَ عَبْد السلام بْن حرب: أمر لَهُ بمال فردَّه، فَقَالَ المنصور: والله لتقبلّنه، قَالَ: والله لا أقبله، فَقَالَ لَهُ المهدي: أمير المؤمنين يحلف فتحلف! الجزء: 9 ¦ الصفحة: 469 قَالَ: أمير المؤمنين أقوى على الكفارة من عمك. أَبُو خليفة: نا محمد بْن سلام قَالَ: قِيلَ للمنصور هل بقي من لذّات الدنيا شيء لم تنله؟ قَالَ: بقيت خصلة: أن أقعد فِي المصطبة وحولي أصحاب الحديث فَيَقُولُ المستملي: من ذكرت رحمك الله. قَالَ فغدا عَلَيْهِ الندماء وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر، فَقَالَ: لستم بهم إنما هم الدَّنِسَةُ ثيابهم، المشقّقة أرجلهم، الطويلة شعورهم برد الآفاق وَنَقَلَةُ الحديث [1] . الصولي: ثنا أحمد بْن يحيى عَن محمد بْن إسماعيل عَن أبيه قَالَ: قَالَ عَبْد الصمد بْن علي للمنصور: يَا أمير المؤمنين لقد هممت [2] بالعقوبة حَتَّى كأنك لم تسمع بالعفو، قَالَ: لأن بني أمية لم تُبْلَ رمَمُهُم، وآل أَبِي طالب لم تُغْمَد سيوفهم، ونحن بين قوم قد رأونا أمس سوُقة، واليوم خلفاء، فليس تتمهّد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو. وَرُوِيَ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عروة دَخَل عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي دَيْنِي، قَالَ: فَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ. قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ مِائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا! قَالَ: شَبَّ فَتَيَانِ لِي فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ [3] وَخَشِيتُ أَنْ يَنْتَشِرَ عَلَيَّ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا أَكْرَهُ [4] فبوأتهم واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة باللَّه وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ فَرَدَّدَ عَلَيْهِ: مِائَةَ أَلْفٍ! اسْتِنْكَارًا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطِنِي مَا تُعْطِي وَأَنْتَ طَيِّبُ النَّفْسِ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (من   [1] في البداية والنهاية 10/ 126 زيادة: (وقطاع المسافات، تارة بالعراق وتارة بالحجاز وتارة بالشام وتارة باليمن) . [2] في الأصل (هجمت) . [3] أي أزواجهم. وفي الأصل «أبوهم» . [4] (ما أكره) غير موجودة في الأصل، فاستدركتها من ترجمة (هشام بن عروة) السالفة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 470 أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وَالْمُعْطَى) قَالَ: فَإِنِّي طَيِّبُ النَّفْسِ بِهَا، فَأَهْوَى هِشَامٌ إِلَى يَدِ الْمَنْصُورِ يُقَبِّلُهَا فَمَنَعَهُ وقال: إِنّا نُكَرِّمُكَ عَنْهَا وَنُكَرِّمُهَا عَنْ غَيْرِكَ. وروي عَن الربيع قَالَ: لما مات المنصور دُرْنا فِي الخزائن أَنَا والمهديّ، فرأينا فِي بيت أربعمائة جبّ مسدودة الرءوس فإذا فيها أكباد ممّلحة أعدّها للحصار وذكر الرياشي عَن محمد بْن سلام أن جارية رأت قميصًا للمنصور مرقوعًا فأنكرت ذَلِكَ فَقَالَ: ويحك أما سَمِعْت قول ابن هرمة: قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خَلِقٌ وجَيْب قميصه مرقوع [1] وروى عمر [2] بْن شبة وروى عَن المدائني وغيره أن المنصور لما احتضر قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي قد ارتكبت الأمور العظام جرأة مني عليك وقد أطعتك فِي أحب الأشياء إليك شهادة أن لا إله إلا الله مَنًّا منك لا منا عليك ومات. وقد كَانَ المنصور رأى منامًا يدل عَلَى قرب الأجل فتهيّأ وسار للحج. قَالَ هشام بْن عمار: نا الهيثم بن عمران أن المنصور مات بالبطن بمكة. وقال خليفة [3] والهيثم وغيرهما: عاش أربعًا وستين سنة. وقال الصولي: دُفن مَا بين الحَجُون وبئر ميمون فِي ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة.   [1] تهذيب ابن عساكر 2/ 243. [2] في الأصل «عمرو» . [3] تاريخ خليفة 429. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 471 عبد الله بن محمد بن عمر [1]- د ن- بْن علي بْن أَبِي طالب أَبُو محمد العلويّ المدني. روى عَن أبيه وخاله أَبِي جعفر الباقر. وعنه ابنه عيسى وابن الْمُبَارَك وابن أَبِي فديك والواقدي وغيرهم. وقال عليّ بْن المديني: هُوَ وسط، وقد روي أيضًا عَن عاصم بْن عُبَيْد الله العمري وعن أمه خديجة بنت زين العابدين، وكان لقبه دافن. قَالَ بعض الحفّاظ: صالح الحديث، مات بدمشق فِي آخر خلافة المنصور. وابنه عيسى واه. عَبْد الله [2] بْن المحرر [3] الحراني- ق- قاضي الجزيرة. عَن الحسن البصري ونافع وقتادة. وعنه بقية وأبو نعيم ومحمد بْن حمير ويحيى البابلتي وغيرهم. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ. وَمِنْ مَفَارِدِهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْ نَفْسِهِ بَعْدَ النُّبُوَّةِ. عَبْد الله بْن نافع العدوي [4]- ق- مولى ابْن عمر. مدني واه، له إخوة.   [1] الجرح 5/ 155، التاريخ 5/ 187، التهذيب 6/ 18، التقريب 1/ 448، الميزان 2/ 484، الوافي بالوفيات 17/ 426 رقم 366. [2] الجرح 5/ 176، التاريخ 5/ 212، المجروحين 2/ 22، الضعفاء الصغير 67، الميزان 2/ 500، المشتبه 576، المتروكين 63، المعرفة والتاريخ 3/ 141. [3] بتشديد الراء وفتحها. كمعظّم. [4] الجرح 5/ 183، التاريخ 5/ 214، المجروحين 2/ 20، التهذيب 6/ 53، الضعفاء الصغير 68، الميزان 2/ 513، المتروكين 65، التقريب 1/ 456، المعرفة والتاريخ 1/ 329، تاريخ الموصل 223، الوافي بالوفيات 17/ 648 رقم 546. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 472 ضعّفه ابْن معين وغيره. روى عَن أبيه وعبد الله بْن دينار. وعنه عَبْد الله بْن نافع الصائغ وابن أَبِي فديك وأبو داود الطيالسي وآخرون. توفي سنة أربع وخمسين ومائة. عَبْد الله بْن النعمان الجهضمي [1] ، الحداني. عَن عكرمة. وعنه حفيده علي بْن نصر ونوح بن قيس وأبو قتيبة مسلم [2] . عبد الله بن الوليد [3]- ن ت- بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ الكوفي. وقد يقال له العجليّ لنزوله فيهم. روى عَن أَبِي جعفر الباقر وأبي صخرة جامع بْن شداد وعاصم بْن كليب وبكير بْن شهاب. وعنه ابن المبارك وابن عيينة وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيْرِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النسائي. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. عبد الأعلى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيّ أخو إسحاق.   [1] الجرح 5/ 186، التاريخ 5/ 215، التهذيب 6/ 56، التقريب 1/ 456. [2] في الأصل: «وأبو قتيبة ومسلم» . [3] الجرح 5/ 187، التاريخ 5/ 216، التهذيب 6/ 69، التقريب 1/ 459 وفيه «مغفّل» ، الميزان 2/ 520. [4] الجرح 6/ 27، التقريب 1/ 464، المعرفة والتاريخ 3/ 52. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 473 عن ابن المنكدر والزهري والمطلب بن حنطب وزيد بن أسلم. وعنه حاتم بن إسماعيل وابن وهب والوليد بن مسلم ويحيى بن العلاء الرازي وجماعة. روى عباس عَن ابْن معين قال: عبد الحكيم وصالح وعبد الأعلى ثقات إلا أخاهم إسحاق. عبد الجبار بن العباس [1] الشبامي [2]- ت- الهمدانيّ الكوفي. عَن سلمة بْن كهيل وعدي بْن ثابت وعون بْن أَبِي جحيفة وأبي إسحاق وعدة. وعنه إسماعيل بْن محمد بْن جحادة وابن الْمُبَارَك وعبيد الله بْن موسى وسلم [3] بْن قتيبة وأبو أحمد الزبيري وجماعة. وثَّقه أَبُو حاتم. وقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال العقيلي وغيره: لا يُتابَع عَلَى حديثه يُفرْط فِي التشيُّع. وأما أَبُو نعيم الملائي فَقَالَ: لم يكن بالكوفة أكذب مِنْهُ. عَبْد الجليل بن عطية [4]- د ن- أبو صالح القيسي البصري.   [1] الجرح 6/ 31، التاريخ 6/ 108، التقريب 1/ 465، المعرفة والتاريخ 3/ 121، التاريخ لابن معين 2/ 340 رقم 2423. [2] بكسر الشين وفتح الباء وبعد الألف ميم. نسبة إلى مدينة باليمن. (اللباب 2/ 182) . [3] في الأصل «وسلمة» . [4] الجرح 6/ 33، التاريخ لابن معين 2/ 341 رقم 3729. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 474 عَن عَبْد الله بْن بريدة وشهر بْن حوشب. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وزيد بْن الحباب والعقدي وأبو نعيم. قَالَ البخاري: ربما يهم. وقال غيره: صالح الحديث. عَبْد الحكم بْن ذكوان السدوسي [1]- ق- بصري مقل. عَن أَبِي رجاء العطاردي وشهر بْن حوشب. وعنه مروان بْن معاوية وأبو داود وأبو عمر الحوضي. ذكره ابْن حبان فِي الثقات. عَبْد الحكم القسملي [2] ، البصري. عَن أنس وأبي الصديق الناجي. وعنه قرة بْن حبيب وعفان وجماعة. قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال ابْن عدي: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. عَبْد الحكم بْن أَبِي فروة [3] . هُوَ أخو إسحاق. وثّقه ابن معين وهو مقلّ.   [1] الجرح 6/ 36، التاريخ 6/ 128، التهذيب 6/ 107، التقريب 1/ 466، ميزان 2/ 536. [2] الجرح 6/ 35، التاريخ 6/ 129، المجروحين 2/ 143، التهذيب 6/ 107، الضعفاء الصغير 79، ميزان 2/ 536، التقريب 1/ 466. [3] الجرح 6/ 34، التاريخ 6/ 124، ميزان 2/ 537، المعرفة والتاريخ 3/ 55، التاريخ لابن معين 2/ 341 رقم 830. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 475 قَالَ خليفة: مات سنة ست وخمسين ومائة. عبد الحميد بن جعفر [1]- م 4- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ رَافِعِ الأنصاري المدني. عَن أبيه ونافع ومحمد بْن عمر وعطاء وسعيد المقبري ويزيد بْن حبيب وعم أبيه عمر بْن الحكم وجماعة. وعنه أَبُو أسامة ويحيى القطان وابن وهب وأبو عاصم وبكر بْن بكار والواقدي وآخرون. قَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس. وكان الثوري ينقم عَلَيْهِ خروجَه مَعَ محمد ابْن عَبْد الله. وكان من فقهاء المدينة. وقال ابْن المديني: سَمِعْت يحيى يَقُولُ: كَانَ سفيان يحمل عَلَى عَبْد الحميد ابْن جعفر فكلّمته فِيهِ فَقُلْتُ: مَا شأنه، ثُمَّ قَالَ يحيى: مَا أدري مَا كَانَ شأنه ومكانه. وقال عباس: سَمِعْت ابْن معين يَقُولُ: كَانَ يحيى بْن سعيد يضعّف عَبْد الحميد بْن جعفر، فَقُلْتُ لابن معين: فقد روى عَنْهُ! قَالَ: روى عَنْهُ وكان يضعّفه. وكان يحيى يروي عَن قوم مَا كانوا يساوون عنده شيئًا. ثُمَّ قَالَ ابْن معين: عَبْد الحميد بْن جعفر ثقة كَانَ يُرمى بالقَدَر. وقال أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاث وخمسين ومائة.   [1] التاريخ 7/ 51، التهذيب 6/ 111، التقريب 1/ 467، ميزان 2/ 539، المعرفة والتاريخ 1/ 271، التاريخ لابن معين 2/ 341 رقم 718. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 476 عَبْد الرحمن [1] بْن بوذويه [2] الصنعاني- د ن-. عَن طاوس ووهب بْن منبه ومعمر، وهو أصغر مِنْهُ. وعنه مطرف بْن مازن وسعد بْن الصلت وإبراهيم بْن خالد وعبد الرزاق وآخرون. أثنى عَلَيْهِ أحمد بْن حنبل. وروى عَبْد الرزاق عَنْهُ عَن عمر. عَبْد الرحمن بْن حسان أَبُو سعد الكناني [3] ، الحمصي أو الدمشقي. عَن رجاء بْن حيوة [4] والزهري وعطاء الخراساني. وعنه ابْن شعيب والوليد بْن مسلم وصدقة بْن خالد. قَالَ الدارقطني: لا بأس بِهِ. عَبْد الرحمن بْن زياد بْن أنعم [5] الإفريقي [6]- د ن ق- أبو أيوب الشعبانيّ قاضي إفريقية وعالمها. روى عَن أبيه وأبي عبد الرحمن الحبلي وبكر بن سوادة وعبد الرحمن بن   [1] الجرح 5/ 217، التهذيب 6/ 149، التقريب 1/ 474. [2] بضم الباء بعدها واو، وفي الأصل مهمل. [3] الجرح 5/ 222، التاريخ 5/ 270، التهذيب 6/ 163، التقريب 1/ 477، المعرفة والتاريخ 2/ 402، تاريخ أبي زرعة 1/ 356. [4] في الأصل: «حياة» . [5] بضم العين المهملة. [6] الجرح 5/ 234، التاريخ 5/ 283، المجروحين 2/ 50، التهذيب 6/ 173، الضعفاء الصغير 70، ميزان 2/ 561، المتروكين 67، التقريب 1/ 480، المعرفة والتاريخ 2/ 525 و 3/ 123، التاريخ لابن معين 2/ 347 رقم 3187، طبقات خليفة 296، التاريخ الصغير 2/ 123، الكامل في التاريخ 5/ 315، سير أعلام النبلاء 6/ 410 رقم 168، خلاصة تذهيب الكمال 227. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 477 رافع التنوخي صاحب عَبْد الله بن عَمْرو وأبي عثمان صاحب أبي هريرة ومسلم ابن سيار وزياد بْن نعيم وعدة. وعنه إسماعيل بْن عياش وأبو أسامة وابن وهب وجعفر بن عون ويعلى ابن عبيد وأبو عبد الرحمن المقري وخلق. وقد وفد عَلَى المنصور الكوفةَ فوعظه وصدغه بالحق، وكان أول مولود وُلد فِي الإسلام بإفريقية فيما قيل. قال الهيثم بن خارجة: ثنا إسماعيل بْن عياش [1] قَالَ: ظهر بإفريقية جور فلما قام السفاح قدم عَبْد الرحمن بْن زياد بْن أنعمُ عَلَى أَبِي جعفر فشكا إِلَيْهِ العمال ببلده فأقام ببابه شهرًا ثُمَّ دخل عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أقدمك؟ قَالَ: ظهر الجور ببلدنا فجئت لأعلمك فإذا الجور يخرج من دارك، فغضب أَبُو جعفر وهَمّ بِهِ، ثُمَّ أمر بإخراجه. وعن ابْن إدريس عَن عَبْد الرحمن بْن زياد قَالَ: أرسل إليّ أَبُو جعفر فقدمت عَلَيْهِ فدخلت والربيع قائم عَلَى رأسه فاستدناني فَقَالَ لِي: يَا عَبْد الرحمن كيف مَا مررت بِهِ من العمال؟ قُلْتُ: يَا أمير المؤمنين رأيت أعمالا سيئة وظلمًا فاشيًا فظننته لبُعْد البلاد منك، فجعلت كلما دنوت منك كَانَ الأمر أعظم، قَالَ: فنكّس رأسه طويلا ثُمَّ قَالَ: كيف لي بالرجال؟ قلت: أفليس عمر ابن عَبْد العزيز كَانَ يَقُولُ: إن الوالي بمنزلة السوق يجلب إليها مَا ينفق فيها فإن كَانَ بَرًّا أتوه ببَرِّهم وإن كَانَ فاجرًا أتوه بفجورهم. قَالَ: فأطرق طويلا فَقَالَ لِي الربيع وأومأ إليَّ أن اخرج، فخرجت وما عدت إِلَيْهِ. وقال محمد بْن سعد الجلاب: ثنا جارود بْن يزيد أَنَا عَبْد الرحمن   [1] مهمل في الأصل. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 478 الإفريقي قَالَ: كنت أطلب العلم مَعَ أَبِي جعفر المنصور قبل الخلافة فأدخلني منزله فقدم إليَّ طعامًا ومريقة من حبوب ليس فيها لحم ثُمَّ قدم أليّ زبيبًا ثُمَّ قَالَ: يَا جارية عندك حلوى؟ قالت: لا، قَالَ: ولا التمر؟ قالت: لا، فاستلقى وقرأ عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ 7: 129 [1] . فلما ولي الخلافة دخلتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: بلغني أنك كنتَ تعدّ لبني أمية فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم؟ قلت: مَا رأيت فِي سلطانهم من الجور شيئًا إلا رأيته فِي سلطانك، فَقَالَ: إنا لا نجد الأعوان، قُلْتُ: إن السلطان سوق، قَالَ: فسكت. وقال ابْن معين عَن عَبْد الله بْن إدريس: قدم بعبد الرحمن بْن زياد عَلَى المنصور وولي قضاء إفريقية لمروان بْن محمد. وقال ابْن معين: هُوَ ضعيف ولا يسقط حديثه. وقال أحمد: لا أكتب حديثه، هُوَ منكر الحديث ليس بشيء. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وقال أَبُو زرعة: ليس بقوي. وقال أحمد بْن صالح: هُوَ ممن يُحتج بِهِ. وقال صالح جزرة: كَانَ رجلا صالح وهو منكر الحديث. وقال الترمذي: رأيت البخاري يقوّي أمره ويقول: هُوَ مقارب الحديث. قُلْتُ: وأيضًا فلم يذكره فِي كتاب الضعفاء لَهُ. وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدّثت هشام بن   [1] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 129. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 479 عروة بحديث عَن الإفريقي عَن ابْن عمر في الوضوء فقال: هذا حديث مشرقي وضعّف يحيى الإفريقي وقال: قد كنت كتبت عَنْهُ بالكوفة. وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا، يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ. يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ [1] : نا الإِفْرِيقِيُّ عَنْ أَبِي عُطَيْفٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: صَلَّى ابْنُ عُمَرَ الظُّهْرَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى مَجْلِسٍ لَهُ وَأَنَا مَعَهُ فَلَمَّا نُودِيَ بِالْعَصْرِ تَوَضَّأَ لِكُلِّ الصَّلَوَاتِ ثُمَّ قَالَ: إِنْ كَانَ وُضُوئِي لِصَلاةِ الصُّبْحِ لَكَافٍ مَا لَمْ أُحْدِثْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حسنات) فرغبت في ذلك يا بن أَخِي. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الإِفْرِيقِيُّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ وَفِيهِ ضَعْفٌ، هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي مريم. وقال ابْنُ خِرَاشٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قَالَ المقري: مات بإفريقية سنة ست وخمسين ومائة وقد جاوز المائة. عَبْد الرحمن بْن خضير الهنائي. بصري. عَن أَبِي نجيح المكي وعمرو بْن دينار. وعنه يحيى القطان ووكيع وعلي بْن عاصم وخالد بْن الحارث. صدوق لينه الفلاس. وقيل: إنه روى عَن طاوس. وأبوه (خضير) بمعجمتين، وخطّأ الأمير   [1] الجرح 5/ 230، التاريخ 5/ 279، الميزان 2/ 557. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 480 من قَالَ: هُوَ ابْن الحصين أو حصين. المسعودي [1] ، عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بْن عتبة بْن عَبْد الله بْن مسعود الهُذْليّ المسعوديّ الكوفي أحد الأعلام، وهو أخو أَبِي العميس [2] . روى عَن علقمة بْن مرثد وسعيد بْن أَبِي بردة وعلي بْن الأقمر وزياد بْن علاقة وعبد الجبار بْن وائل وعمرو بْن مرة وعون بْن عَبْد الله ويزيد الفقير وأبي بَكْرِ بْن مُحَمَّدِ بْن عَمْرِو بْن حَزْمٍ وطائفة. وعنه ابْن الْمُبَارَك وابن عيينة وطلق بْن غنام وعبد الرحمن بْن مهدي ويزيد ابْن هارون وأبو المغيرة الحمصي وجعفر بْن عون وأبو داود وأبو عَبْد الرحمن المقري وأبو نعيم وعلي بْن الجعد وخلق. وكان رئيسًا نبيلا يداخل الخلفاء. قَالَ أَبُو نعيم: رأيته فِي عباء [3] أسود وشاشية وفي وسطه خنجر وبين كتفيه بياض (فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله) فتوقف أُناس فِي الأخذ عَنْهُ لِذَلِكَ. وقال الهيثم بْن حميد: رأيته وفي وسطه خنجر وقلنسوة أطول من ذراع مكتوب عليها (محمد يَا منصور) . وقال أحمد بْن حنبل: ثقة وسماع أَبِي النضر وعاصم بْن عليّ وهؤلاء من المسعودي بعد ما اختلط إلا أنهم احتملوا السماع منه.   [1] الجرح 5/ 250، التاريخ 5/ 299، المجروحين 2/ 48، التهذيب 6/ 210، المشاهير 102، التقريب 1/ 487، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 351 رقم 1607. [2] سبقت ترجمته في الكنى من الطبقة السابقة. [3] في الأصل «قباء» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 481 وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثقة. وقال ابْن المديني: ثقة. وقد كَانَ يغلط فيما روى عَن عاصم بْن بهدلة وسلمة. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: ثقة اختلط بأخرة. وقال النسائي: ليس به بأس. وعن مسعر قَالَ: مَا أعلم أحدًا أعلم بعلم ابْن مسعود من المسعودي. وقال أبو حاتم: تغير قبل موته بسنة أو سنتين. وكان أعلم أهل زمانه بحديث ابْن مسعود. وروى أَبُو داود عَن شعبة قَالَ: هُوَ صدوق. وقال القطان: رأيته سنة رآه عبد الرحمن فلم أكلّمه. وقال معاذ بْن معاذ: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين يطالع الكتاب يعني أَنَّهُ قد تغّير حفظه. وقال أَبُو قتيبة: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين وكتبت عنه وهو صحيح. ورأيته سنة سبع والذر يدخل فِي أذنه وأبو داود يكتب عَنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أتطمع أن تحدّث عَنْهُ وأنا حيّ. قَالَ أَبُو عُبَيْد وجماعة: توفي المسعودي سنة ستين ومائة [1] . عَبْد الرحمن بْن عجلان البرجمي [2] ، أَبُو موسى الكوفي الطحان.   [1] وفي تقريب التهذيب: «وقيل سنة خمس وستين» . [2] الجرح 5/ 271، التاريخ 5/ 332، التهذيب 6/ 228، التقريب 1/ 491، المعرفة والتاريخ 2/ 656، التاريخ لابن معين 2/ 353 رقم 2735، تاريخ أبي زرعة 1/ 160. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 482 عَن إِبْرَاهِيم النخعي. وعنه سفيان الثوري ويعلى بْن عُبَيْد وأبو نعيم وقبيصة. قَالَ أَبُو حاتم: مَا بِهِ بأس. عَبْد الرحمن بْن عمر بن بوذوية [1] مر منسوبا إِلَى الجد. عَبْد الرحمن بْن قيس [2] ، أَبُو روح العتكي البصري. عَن يحيى بن معمر وطلحة بْن عُبَيْد الله بْن كريز. وعنه وهب بْن جرير وعبد الرحمن بْن مهدي وغيرهما. شيخ لا بأس به. الأوزاعي [3]- ع- عبد الرحمن بن عمرو   [1] سبق ذكره في هذه الطبقة. [2] الجرح 5/ 278 وسبق ذكره في الطبقة الماضية. [3] التاريخ الكبير 5/ 326، الجرح 5/ 266، تهذيب الأسماء 1 ق 1/ 298، تهذيب 6/ 239، المنتخب من ذيل المذيل 656، الأنساب 53 ب، البداية والنهاية 10/ 120، تاريخ بيروت- صالح بن يحيى 13، التاج المكلل 63، تاريخ أبي زرعة 2/ 125، معرفة علوم الحديث 56، تذكرة الحفاظ 1/ 376، الوافي 5/ 243، ابن عساكر 23/ 127، تقدمة معرفة الجرح 1/ 206، المغني 2/ 733، لسان الميزان 6/ 55، حلية الأولياء 6/ 135، جذوة المقتبس 244، المعارف 497، طبقات الفقهاء 76، محاسن المساعي 19، الأوزاعي وتعاليمه الإنسانية- د. صبحي محمصاني، وفيات الأعيان 3/ 127، مرآة الجنان 1/ 333، عبد الرحمن الأوزاعي شيخ الإسلام- طه الولي، فهرسة ما رواه عن شيوخه- الإشبيلي 148، بغية الملتمس 294، رجال السند والهند 164، المعرفة والتاريخ 2/ 409، التاريخ لابن معين 2/ 353 رقم 946، طبقات ابن سعد 7/ 488. طبقات خليفة 315، تاريخ خليفة 428، التاريخ الصغير 2/ 124، المعرفة والتاريخ 2/ 390- 397 و 408- 410، مشاهير علماء الأمصار 180، الفهرست: المقالة السادسة، الفن السادس. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 483 بن يحمد [1] أبو عمرو الأوزاعي. إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم. كَانَ يسكن بظاهر باب الفراديس بمحلة الأوزاع [2] ثُمَّ تحول إِلَى بيروت فرابط إِلَى أن مات بها. قَالَ ابْن سعد: والأوزاع بطن من همدان وهو من أنفسهم. قَالَ: وولد سنة ثمان وثمانين، وكان ثقة مأمونًا فاضلا خيرًّا كثير العلم والحديث والفقه، حُجَّة. روى الأوزاعي عَن عطاء بْن أَبِي رباح والقاسم بْن مخيمرة ومحمد بْن سيرين حكاية، والزهري ومحمد بْن علي الباقر وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ وقتادة وعمرو بْن شعيب وربيعة بْن يزيد وشداد بْن عمار وعبدة بْن أَبِي لبابة وبلال بْن سعد ومحمد بْن إِبْرَاهِيم التيمي ويحيى بْن أَبِي كثير وعبد الله ابْن عامر اليحصبي وخلق. وعنه الزهري ويحيى بْن أَبِي كثير شيخاه، ويونس بْن يزيد وسفيان وشعبة ومالك وسعيد بْن عَبْد العزيز وابن الْمُبَارَك والوليد بْن مسلم والوليد بْن مزيد وبقية وابن شابور ويحيى القطان والمعافى الموصلي والفريابي [3] وأبو المغيرة وأبو عاصم وخلائق. وأصله من سبي السند.   [ () ] سير أعلام النبلاء 7/ 107 رقم 48، ميزان الاعتدال 2/ 580، العبر 1/ 226 طبقات الحفاظ 79، خلاصة تذهيب الكمال 232، شذرات الذهب 1/ 241، معرفة علوم الحديث للنيسابوري 65، السابق واللاحق للخطيب البغدادي 262 و 263 و 200 وانظر ترجمته الموسّعة في «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» القسم الأول- ج 3/ 61 رقم 775- من إعداد المحقّق عمر تدمري. [1] بضم الياء المثناة وسكون الحاء المهملة وكسر الميم وبعدها دال مهملة. [2] هي اليوم «العقيبة» . [3] في نسخة القدسي 6/ 225 «الفرياني» وهو خطأ واضح. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 484 وقال البخاري: لم يكن من الأوزاع بل نزل فيهم. وقال الهيثم بْن خارجة: سَمِعْت أصحابنا يقولون: أليس هُوَ من الأوزاع، هُوَ ابن عم يحيى بن أَبِي عمرو السيباني لَحًّا [1] إنما كَانَ ينزل قرية الأوزاع إذا خرجت من باب الفراديس. وقال ضمرة بْن ربيعة: الأوزاع اسم وقع عَلَى موضع مشهور بربض دمشق سكنه بقايا من قبائل شتّى، والأوزاع الفرق، تقول وزّعته إذا فرّقته. وقال أَبُو زُرْعة الدمشقي: كَانَ اسم الأوزاعي عَبْد العزيز فغّيره، وأصله سندي نزل فِي الأوزاع. وكانت صَنْعَتُه الكتابة والترسّل ورسائله [2] تؤثر. وقال ضُمرة: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: كنت كالمحتلم فِي خلافة عمر بْن عَبْد العزيز. قُلْتُ: هَذَا يردّ عَلَى قول من زعم أن مولده سنة ثلاث وتسعين. وقال الوليد بْن مَزْيَد: وُلد ببعلبك ونشأ بالبقاع، ثُمَّ نقلته أمّه إِلَى بيروت. كَانَ يتيمًا فقيرًا فِي حِجْر أمه، عجزت الملوك أن تؤدّب أنفسها وأولادها أدبه فِي نفسه، مَا سَمِعْت مِنْهُ كلمة فاضلة إلا احتاج مستمعها [3] إِلَى إثباتها عَنْهُ ولا رأيته ضاحكًا حَتَّى يقهقه، ولقد كَانَ إذا أخذ فِي ذكر [4] المعاد أقول أترى فِي المجلس قلب لم يبك.   [1] أي لاصق النسب، فإن لم يكن لحا وكان رجلا من العشيرة قلت: ابن عم الكلالة وابن عم كلالة. (القاموس المحيط) . [2] مصحفة في الأصل. والتصويب من (محاسن المساعي لأحمد بن زيد الحنبلي) . [3] في الأصل (مستعملها) ، والتصحيح من البداية والنهاية وتذكرة الحفاظ. [4] (ذكر) ساقطة من الأصل فاستدركتها من تذكرة الحفاظ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 485 قَالَ محمد بْن عَبْد الرحمن السلمي: رأيت الأوزاعي وكان فوق الرَّبعة خفيف اللحم بِهِ سُمرة يخضب بالحِنّاء. وقال العباس بْن الوليد البيروتي عَن شيوخه: إن الأوزاعي قَالَ: مات أَبِي وأنا صغير فمرّ فلان من العرب فَقَالَ: مَن أنت؟ قُلْتُ: فلان، فَقَالَ: ابْن أخي يرحم الله أباك. فذهب بِي إِلَى بيته فكنت معه حَتَّى بلغت، فألحقني فِي الديوان. وضُرب علينا بعْث إِلَى اليمامة، فلما دخلنا مسجدها قَالَ لِي رَجُل: رأيت يحيى بْن أَبِي كثير معجَبًا بك يَقُولُ: مَا رأيت فِي هَذَا البعث أهدى من هَذَا الشاب، قَالَ: فجالستُه فكتبت عَنْهُ أربعة عشر كتابًا فاحترقت. رواها محمد بْن أيوب بْن سويد عن أبيه وزاد: فقال لِي يحيى: ينبغي لك أن تبادر إِلَى البصرة لعلك تدرك الحسن وابن سيرين، فانطلقت إليها فوجدت الحسن قد مات، فأخبرنا الأوزاعي أَنَّهُ دخل عَلَى ابْن سيرين فعاده، ثُمَّ مات بعد أيام فما سَمِعَ مِنْهُ. قَالَ الهقل [1] بْن زياد: أجاب الأوزاعي فِي سبعين ألف مسألة أو نحوها. وكان إسماعيل بْن عياش يَقُولُ: سَمِعْت الناس يقولون فِي سنة أربعين ومائة: الأوزاعي هُوَ اليوم عالم الأمة. وقال أمية بْن يزيد: هُوَ أرفع عندنا من مكحول، إنه قد جمع العبادة والعلم والقول بالحق. وذكر مسلمة بْن ثابت عَن مالك قَالَ: الأوزاعي إمام يُقتدى بِهِ. وقال عليّ بْن بكار: سَمِعْت أبا إسحاق الفزاري يَقُولُ: مَا رأيت مثل الأوزاعي والثوري، فأما الأوزاعي فكان رَجُل عامة، وأما الثوري فكان   [1] محرف في النسخة المخطوطة. وهو كاتب الأوزاعي المشهور. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 486 رَجُل خاصة نفسه، ولو خُيِّرْتُ لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي. وكذا قَالَ ابْن الْمُبَارَك وغيره. قَالَ الخريبي: كَانَ الأوزاعي أفضل أهل زمانه. وقال الوليد: ما رأيت أكثر اجتهادًا فِي العبادة مِنْهُ. وقال بشر بْن المنذر: رأيت الأوزاعي كأنه أعمى من الخشوع. وقال أَبُو مسهر: كَانَ الأوزاعي يُحيى الليل صلاة وقرآنا وبكاء. وقال ابْن مهدي: إنما الناس فِي زمانهم أربعة: حماد بْن زيد بالبصرة، والثوري بالكوفة، ومالك بالحجاز، والأوزاعي بالشام [1] . وقال أحمد: الأوزاعي إمام. وقال إسحاق: إذا اجتمع الثوري والأوزاعي ومالك عَلَى أمر فهو سُنَّةٌ. وروى عمر بْن عَبْد الواحد عَن الأوزاعي قَالَ: دفع إليّ الزُّهْري صحيفة فَقَالَ: اروها عنّي ودفع إليّ يحيى بن أبي كثير صحيفة فَقَالَ: اروها عنّي. قَالَ الوليد: قَالَ الأوزاعي: نعمل بها ولا نحدّث بها. وقال هشام بْن عمار: سَمِعْت الوليد يَقُولُ: احترقت كتب الأوزاعي زمن الرجفة ثلاثة عشر فنداقًا فأتاه رَجُل بنُسَخِها فَقَالَ: يَا أبا عمرو هَذِهِ نسخة كتابك وإصلاحك بيدك، فما عرض لشيء منها حَتَّى فارق الدُّنْيَا، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا نأمن بإصلاح اللحن. وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: إذا أراد الله بقوم شرًّا فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل.   [1] قال يحيى بن معين: العلماء أربعة: الثوري وأبو حنيفة ومالك، والأوزاعي، على ما في البداية والنهاية لابن كثير وغيره. وهذا القول غير موجود في التاريخ لابن معين. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 487 قَالَ العباس بْن الوليد: أدركت أهل زمان محمد ولد الأوزاعي وما كانوا يشكّون أَنَّهُ من الأبدال. قُلْتُ: عاش محمد بعد أبيه عشرين سنة وكان عابدًا قانتًا للَّه، أخذ عَنْهُ أَبُو مسهر. وقال عمرو بْن أَبِي سلمة: سمعنا الأوزاعي يَقُولُ: رأيت كأن مَلَكَيْن نزلا فأخذا بضبعي فعرّجاني إِلَى الله تعالى وأوقفاني بين يديه فَقَالَ: أنت عبدي عَبْد الرحمن الَّذِي تأمر بالمعروف وتنهى عَن المنكر، قَالَ: قلت: بعزّتِك رب أنت أعلم، قَالَ: فرَدَّاني إِلَى الأرض. وقال محمد بْن كثير: سمعت الأوزاعي يَقُولُ: كنا والتابعون متوافرون يقولون إن الله تعالى فوق عرشه ونؤمن بما وردت بِهِ السنة من صفاته. وقال أَبُو أسامة: رأيت سفيان الثوري والأوزاعي، ولو خُيِّرْتُ لاخترت الأوزاعي لأنه كَانَ أعلم الرجلين. وقال صدقة السمين: مَا رأيت أحدًا أحلم ولا أكمل ولا أجمل من الأوزاعي. وقال موسى بْن أعين: قَالَ الأوزاعي: كنا نضحك ونمزح فلما صرنا يُقتدى بنا خشينا أن لا يسعنا التبسّم. وقال منصور بْن أبي مزاحم عَن أَبِي عُبَيْد الله كاتب المنصور قَالَ: كَانَت ترد علينا إِلَى المنصور كُتُبٌ من الأوزاعي نتعجّب منها ونعجز كتابةً عنها، فكانت تُنْسخ فِي دفاتر وتوضع بين يدي المنصور، فيكثر النظرَ فيها استحسانًا لألفاظها، فَقَالَ لسليمان بْن مجالد وكان من أحظى كُتَّابه عنده: ينبغي أن تجيب الأوزاعي، قَالَ: مَا أُحسِنُ ذاك وإن لَهُ نظْمًا فِي الكتب لا أظن أحدا الجزء: 9 ¦ الصفحة: 488 من جميع الناس يقدر عَلَى إجابته عَنْهُ، وأنا أستعين بألفاظه عَلَى مَن لا يعرفها ممن نكاتبه. وقال الحكم بْن موسى: ثنا الوليد قال: مَا كنت أحرص عَلَى السماع من الأوزاعي حَتَّى رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المنام والأوزاعي إِلَى جنبه، فَقُلْتُ: يَا رسول الله عمن أحمل العلم؟ قَالَ: عَن هَذَا، وأشار إِلَى الأوزاعي. عَبْد الحميد بْن بكار عَن محمد بْن شعيب قَالَ: جلست إِلَى شيخ فِي المسجد فَقَالَ: أَنَا ميت يوم كَذَا وكذا، فلما كَانَ ذَلِكَ اليوم أتيته فإذا هُوَ يتفلّى فِي الصحن فَقَالَ: مَا أخذتم النعش خذوه قبل أن تُسبقوا إِلَيْهِ، قُلْتُ: مَا تقول رحمك الله؟ قَالَ: هُوَ مَا أقول لك، إِنِّي رأيت طائرًا يقع عَلَى ركن هَذِهِ القبة فسمعته يَقُولُ: فلان قدري وفلان كذا، وعثمان ابن أَبِي العاتكة نِعْم الرجل، والأوزاعي خير من يمشي عَلَى الأرض، وأنت ميت يوم كَذَا، قَالَ: فَما جاءت الظُّهْر حَتَّى مات الرجل. قَالَ الوليد بْن مَزْيَد: كَانَ الأوزاعي من العبادة على شيء لم يُسمع بأحد قوى عَلَيْهِ، مَا أتى عَلَيْهِ زوال قط إلا وهو قائم يصلّي. وقال مروان بْن محمد: قَالَ الأوزاعي: مَن أطال قيام الليل هوّن الله عَلَيْهِ وقوف يوم القيامة. ويُذكر عَن الأوزاعي أَنَّهُ حجّ فما اضطجع فِي المحمل أبدًا. وقال إسحاق بْن خالد: نا أَبُو مسهر قال: ما رئي الأوزاعي باكيًا قط، ولا ضاحكًا حَتَّى تبدو نواجذه، وكان يحيى الليل بكاءً وصلاة. وأخبرني بعض إخواني من أهل بيروت أن أم الأوزاعي كَانَت تدخل منزل الأوزاعي وتتفقّد موضع مصلاه فتجده رطبًا من دموعه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 489 وقال محمد بْن الأوزاعي: قَالَ لِي أَبِي: يَا بني لو كنا نقبل من الناس كل مَا يعرضون علينا لأوشك بنا أن نهون عليهم. وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: عليك بآثار من سلف وإنْ رَفَضَك الناسُ، وإياك وآراء الرجال [1] وإن زخرفوه لك بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت عَلَى طريق مستقيم. وقال بقيّة: قَالَ لِي الأوزاعي: العلم ما جاء عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما لم يجيء عَن الصحابة فليس بعلم. وقال الوليد وبقية عَن الأوزاعي: لا يجتمع حُبّ عليّ وعثمان إلا فِي قلب مؤمن. وقال الأوزاعي: كتب إليّ قتادة: إنْ كَانَت الدار فرّقت بيننا وبينك فإن أُلْفَة الإسلام جامعة بين أهلها. وَقَالَ الْوَليِدُ بْن مَزْيَدٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أتيت بيروت أرابط فلقيت سوداء عند المقابر فَقُلْتُ: أين العمارة؟ قالت: أنت فِي العمارة، وإنْ أردتَ الخرابَ [2] فبين يديك. قَالَ أحمد بْن عَبْد الواحد: نا محمد بْن كثير عَن الأوزاعي قَالَ: وقع عندنا ببيروت رِجْلِ جراد، فذكر من عِظَمه وعِظَم الجرادة، قَالَ: وعليه خُفّان أحمران وهو يَقُولُ: (الدنيا باطل وباطل مَا فيها) ويومئ بيده، حيثما أومأ انساب الجراد، رواها عليّ بْن زيد الفرائضي عَن ابْن كثير سَمِعَ الأوزاعي أنه هو الّذي رأى ذلك.   [1] يريد آراء الرجال غير المستندة إلى الأدلة الشرعية، وإلا فالأوزاعي نفسه قال (كلنا نرى) . [2] بالأصل (الجيران) والتصحيح من محاسن المساعي. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 490 وقال أَبُو زرعة: أريدَ الأوزاعيُّ عَلَى القضاء من يزيد بْن الوليد فجلس بهم مجلسًا واحدًا وترك. وعن الأوزاعي قَالَ: مَن أكْثَرَ ذكرَ الموت كفاه اليسير ومن عرف أن منطقه من عمله قلّ كلامه. ومن موعظة للأوزاعي يَقُولُ: كانوا بلهو الأمل آمنين فقد علمتم مَا نزل بساحتهم بياتًا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم فِي ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون ينظرون فِي آثار نِقَمِه وزوال نعمه، ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم، وأصبحتم بعدهم فِي أجل منقوص، ودنيا منقوصة، فِي زمان قد ولّى عفوُهُ وذهب رخاؤه، فلم يبق مِنْهُ إلا حمّة شرّ، وصبابة كدر، وأهاويل غير، وعقوبات عبر، وإرسال فتن، وتتابع زلازل [1] ، ورذالة خلف بهم ظهر الفساد، فلا تكونوا أشباهًا لمن خدعه الأمل وغرّه طول الأجل، جعلنا الله وإياكم ممن وعى وانتهى، وعقل مثواه فمهّد لنفسه. وقال عامر بْن يسّاف: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: إذا بلغك عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث فإياك أن تقول بغيره. وقال أَبُو إسحاق الفزاري عَن الأوزاعي: كَانَ يقال: خَمْسٌ كَانَ عليها الصحابة والتابعون لَهُم بإحسان: لزوم الجماعة، واتّباع السُّنَّةِ، وعمارة المسجد، والتلاوة، والجهاد. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام.   [1] في محاسن المساعي (زلات) بدل (زلازل) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 491 وعن الأوزاعي قَالَ: كنا نتحدث أَنَّهُ مَا ابتدع أحد بدعة إلا سُلِب ورعُه. وعن عنبسة بْن سعيد أَنَّهُ قَالَ: مَا ابتدع رَجُل إلا غلّ صدره عَلَى المسلمين. وقال أَبُو توبة الحلبي: سَمِعْت سلمة بْن كلثوم يَقُولُ: كتب أَبُو حنيفة إِلَى الأوزاعي تسعين مسألة فما أجاب منها إلا بمسألتين. وقال أَبُو إسحاق الفزاري: [1] قَالَ الأوزاعي: إنا لا ننقم عَلَى أَبِي حنيفة أَنَّهُ رأى، كلنا نرى ولكننا ننقم عَلَيْهِ أَنَّهُ رأى الشيء عَن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فخالفه. وقال الأوزاعي: فيما سمعه مِنْهُ الوليد بْن مزيد: إن المؤمن يَقُولُ قليلا ويعمل كثيرًا، وإن المنافق يَقُولُ كثيرًا ويعمل قليلا. وقال الأوزاعي: سَمِعْت يحيى بْن أَبِي كثير يَقُولُ: العالم من خشي الله، وخشية الله الورع.   [1] قال العلّامة الكوثري في تأنيب الخطيب (19- 40- 76) : أبو إسحاق الفزاري كان يطلق لسانه في أبي حنيفة ويعاديه بسبب أنه أفتى أخاه بمؤازرة إبراهيم القائم في عهد المنصور فقتل في الحرب، فأطلق لسانه بجهل عظيم على شيخه الإمام الأعظم، على ما في مقدّمة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم) ورواية العدو المتعصب مردودة عند أهل النقد، مع كثرة أغلاطه في الرواية وجمود قريحته في الذراية، على ما في (طبقات ابن سعد) و (المعارف لابن قتيبة) . أهـ. وقال الذهبي في (الميزان) وتابعه ابن حجر في (اللسان) : كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به ولا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب. وقد أخرج ابن عبد البر عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس: خذوا العلم حيث وجدتم ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض فإنّهم يتغايرون تغاير التيوس في الزربية. وعلى فرض صحة هذا القول عن الأوزاعي فأبو حنيفة لم يخالف السنّة (انظر حاشية الصحيفة 136) . وخاتمة (كتاب النكت الطريفة للعلامة الكوثري) وقد تواترت الأخبار بثناء الأوزاعي على أبي حنيفة رضي الله عنهما. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 492 قَالَ سَالِمُ بْنُ جُنَادَةَ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ التَّغْلِبِيُّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدٌ عَلَى الْمَنْصُورِ أَرَادَ أَهْلُ الثُّغُورِ أَنْ يُعِينُوهُ عَلَيْهِمَا فَأَبَوْا ذَلِكَ فَوَقَعَ فِي يَدِ مَلِكِ الرُّومِ أُلُوفٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَسْرَى، وَكَانَ مَلِكُ الرُّومِ يُحِبُّ أَنْ يُفَادِي بِهِمْ وَيَأْبَى أَبُو جَعْفَرٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ اسْتَرْعَاكَ هَذِهِ الأُمَّةَ لِتَكُونَ فِيهَا بِاللِّينِ قَائِمًا وَبِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَفْضِ الْجَنَاحِ وَالرَّأْفَةِ مُتَشَبِّهًا. وَأَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُسَكِّنَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ دَهْمَاءَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَيَرْزُقُهُ رَحْمَتَهَا فَإِنَّ سَائِخَةَ الْمُشْرِكِينَ وَمَوْطِأَهُمْ حَرِيمُ الْمُسْلِمِينَ وَاسْتِنْزَالَهُمُ الْعَوَاتِقَ مِنَ الْمَعَاقِلِ لا يَلْقَوْنَ لَهُنَّ نَاصِرًا وَلا عَنْهُنَّ مُدَافِعًا، كَاشِفَاتٍ عَنْ رءوسهنّ وَأَقْدَامِهِنَّ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنَ اللَّهِ بِمَرْأَى وَمَسْمَعٍ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلْيَسْعَ بِالْمُفَادَاةِ فِيهِمْ مِنَ اللَّهِ سَبِيلا، وَلْيَخْرُجْ مِنْ حُجَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ: (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرّجال والنّساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) [1] . وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لَهُمْ يَوْمَئِذٍ فَيْءٌ مَوْقُوفٌ وَلا ذِمَّةٌ تُؤَدِّي خَرَاجًا إِلا خَاصَّةُ أَمْوَالِهِمْ، وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (إِنِّي لأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فِي الصَّلاةِ فَأَتَجَوَّزُ فِيهَا مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ) وَكَيْفَ بِتَخْلِيَتِهِمْ فِي أَيْدِي عَدُوِّهِمْ يَمْتَهِنُونَهُمْ وَيَطَئُونَهُمْ، وَأَنْتَ رَاعٍ وَاللَّهُ فَوْقَكَ وَمُسْتَوْفٍ مِنْكَ يَوْمَ تُوضَعُ الْمَوَازِينُ الْقِسْطُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ. فَلَمَّا وَصَلَ كِتَابُهُ أَمَرَ بِالْفِدَاءِ. الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدَ [2] : سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْمُتَفَقِّهِينَ لِغَيْرِ الْعِبَادَةِ وَالْمُسْتَحِلِّينَ الْحُرُمَاتِ بِالشُّبُهَاتِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ: نَا أَبُو نَشِيطٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ نَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ: اجْتَمَعَ الثَّوْرِيُّ وَالأَوْزَاعِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ بِمَكَّةَ (فقال سفيان   [1] قرآن كريم- سورة النساء- الآية 98. [2] بفتح الميم وسكون الزاي. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 493 الثوري: يأبا عَمْرٍو حَدِّثْنَا حَدِيثَكَ) [1] مَعَ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: نَعَمْ، لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ وَقَتَلَ بَنِي أُمَيَّةَ فَجَلَسَ يَوْمًا عَلَى سَرِيرِهِ وَدَعَا أَصْحَابَهُ أَرْبَعَةَ أَصْنَافٍ: مَعَهُمُ السُّيُوفُ مِسَلَّلَةً صِنْفٌ، وَمَعَهُمُ الْخَرَزَةُ صِنْفٌ، وَمَعَهُمُ الأَعْمِدَةُ صِنْفٌ، وَمَعَهُمُ الْكَافِرُ كُوبُ [2] صِنْفٍ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ فَلَمَّا صِرْتُ بِالْبَابِ أَنْزَلُونِي عَنْ دَابَّتِي، وَأَخَذَ اثْنَانِ بِعَضُدِي، ثُمَّ أَدْخَلُونِي بَيْنَ الصُّفُوفِ حَتَّى أَقَامُونِي مُقَامًا يُسْمِعُ كَلامِي، فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: مَا تَقُولُ فِي دِمَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟ فَسَأَلَنِي مَسْأَلَةَ رَجُلٍ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ رَجُلا، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ عُهُودٌ، فَقَالَ: وَيْحَكَ اجْعَلْنِي وَإِيَّاهُمْ لا عَهْدَ بَيْنَنَا، مَا تَقُولُ فِي دِمَائِهِمْ؟ فَأَجْهَشَتْ نَفْسِي وَكَرِهْتُ الْقَتْلَ، فَذَكَرْتُ مُقَامِي بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَلَفَظْتُهَا فَقُلْتُ: دِمَاؤُهُمْ عَلَيْكَ حَرَامٌ، فَغَضِبَ وَانْتَفَخَتْ عَيْنَاهُ وَأَوْدَاجُهُ وَقَالَ: وَيْحَكَ وَلِمَ ذَاكَ؟ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: ثَيِّبٍ زَانٍ، وَنَفْسٍ بِنَفْسٍ، وَتَارِكٍ لِدِينِهِ) قَالَ: وَيْحَكَ أَوَلَيْسَ الأَمْرُ لَنَا دِيَانَةً؟ قُلْتُ: وكيف ذاك؟ قال: أليس كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصى إلى علي؟ قلت: لَوْ أَوْصَى إِلَيْهِ لَمَا حَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ، فَسَكَتَ وَقَدِ اجْتَمَعَ غَضَبًا، فَجَعَلْتُ أَتَوَقَّعُ رَأْسِي يَقَعُ بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا: أَوْمَأَ أَنْ أَخْرِجُوهُ، فَخَرَجْتُ فَرَكِبْتُ وَسِرْتُ غَيْرَ بَعِيدٍ فَإِذَا فَارِسٌ فَنَزَلْتُ وَقُلْتُ: قَدْ بَعَثَ لِيَأْخُذَ رَأْسِي، أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَكَبَّرْتُ فَجَاءَ وَأَنَا قَائِمٌ أُصَلِّي فَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ الأَمِيرَ قَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ، قَالَ: فَفَرَّقْتُهَا قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ مَنْزِلِي. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ بن الفارس نا عبد الرحمن بن   [1] ما بين القوسين ساقط من الأصل، فاستدركته من (محاسن المساعي) وغيره. [2] الكافر كوب: المقرعة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 494 عَبْدِ الْعَزِيزِ نَا الْفِرْيَابِيُّ نَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: لَمَّا فَرَغَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ قَتْلِ بَنِي أُمَيَّةَ بَعَثَ إِلَيَّ وَكَانَ يَوْمَئِذٍ قَتَلَ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ بِالْكَافِرِ كُوبَاتِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي دِمَائِهِمْ؟ فَحِرْتُ، قَالَ: أَجِبْ، وَمَا لَقِيتُ مِثْلَهُ مُفَوَّهًا قَطُّ، فَقُلْتُ: كَانَ لَهُمْ عَلَيْكَ عَهْدٌ، قَالَ: فَاجْعَلْنِي وَإِيَّاهُمْ وَلا عَهْدَ بَيْنَنَا، مَا تَقُولُ فِي دِمَائِهِمْ؟ قُلْتُ: حَرَامٌ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: (لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ- الْحَدِيثَ) قَالَ: وَلِمَ وَيْلَكَ! أَلَيْسَتِ الْخِلافَةُ وَصِيَّةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاتَلَ عَلَيْهَا عَلِيٌّ بِصِفِّينَ، قُلْتُ: لَوْ كَانَتْ وَصِيَّةً مَا رَضِيَ بِالْحَكَمَيْنِ، قَالَ: فَنَكَّسَ ثُمَّ نَكَّسْتُ ثُمَّ قُلْتُ: الْبَوْلُ، فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنِ اذْهَبْ، فَجَعَلْتُ لا أَخْطُو خُطْوَةً إِلا ظَنَنْتُ أَنَّ رَأْسِيَ تَقَعُ عِنْدَهَا. هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْعُمُرِ يَقُولُ: لَمَّا جَاءَتِ الْمِحْنَةُ الَّتِي نَزَلَتْ بِالأَوْزَاعِيِّ إِذْ نَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ حُمَاةَ طَلَبَهُ قَالَ فَنَزَلَ عَلِيَّ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ بِحِمْصَ فَلَمْ يَزَلْ ثَوْرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ مِنْ بَعْدِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ وَأَنَا سَاكِتٌ ثُمَّ صَلَّيْتُ وَأَتَيْتُ حُمَاةَ فَأُدْخِلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَوْزَاعِيُّ أَتَعُدُّ مَقَامَنَا هَذَا وَمَسِيرَنَا رِبَاطًا؟ فَقُلْتُ: جَاءَتِ الآثَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ- الْحَدِيثَ) . وَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الْقَارِيُّ: نَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَاشْتَدَّ عَلَيَّ فَأُدْخِلْتُ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي مَخْرَجِنَا هَذَا وَمَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ قَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ مَوَدَّةٌ، قَالَ: لِتُخْبِرْنِي، فَفَكَّرْتُ ثُمَّ اسْتَسْلَمْتُ لِلْمَوْتِ فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَسَاقَ حَدِيثَ (الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) قَالَ: وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ يَنْكُتُ بِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي قَتْلِ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ؟ فَوَرَدَ عَلَيَّ أَمْرٌ عَظِيمٌ فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ دَاوُدَ مَوَدَّةٌ، فَقَالَ: هِيهْ لِتُحَدِّثَنِي، فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عَائِشَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 495 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا يَحِلُّ قَتْلَ مُسْلِمٍ إِلا فِي ثَلاثٍ) فَأَطْرَقَ هَوِيًّا ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنِ الْخِلافَةِ وَصِيَّةً لَنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: لَوْ كَانَ وَصِيَّةً مَا تَرَكَ عَلَيَّ أَحَدًا يَتَقَدَّمُهُ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أَمْوَالِ بَنِي أُمَيَّةَ؟ فَقُلْتُ: إِنْ كَانَتْ لَهُمْ حَلالٌ فَهِيَ عَلَيْكَ حَرَامٌ وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْهِمْ حَرَامٌ فَهِيَ عَلَيْكَ أَحْرَمُ، أَيْ فَرُدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا، ثُمَّ أَمَرَنِي فَأُخْرِجْتُ. قَالَ عَبْد الوهاب بْن نجدة: نا أَبُو الأسوار محمد بْن عمر التنوخي قَالَ: كتب أَبُو جعفر إِلَى الأوزاعي: أما بعد فقد جعل أمير المؤمنين فِي عنقك ما مَا جعله الله لرعيته فِي عنقه فاكتب إِلَيْهِ بما رأيت فِيهِ المصلحة. فكتب إِلَيْهِ: عليك يَا أمير المؤمنين بتقوى الله وتواضع يرفعك الله يوم يضع المتكبّرين، واعلم أن قرابتك من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لن تزيد حق الله عليك إلا عظما ولا طاعته إلا وجوبًا. وقال يحيى بْن أيوب المقابري: ثنا أحمد بْن أَبِي الحواري [1] قَالَ: دخل الأوزاعي عَلَى المنصور فلما أراد أن ينصرف استعفى من لبس السواد فأجابه، فسئل الأوزاعي فَقَالَ: لم يُحْرِم فِيهِ مُحْرِم ولا كُفِّن فِيهِ مَيِّتٌ ولم تُزَيَّنْ فِيهِ عروس. قَالَ عَبْد الحميد بْن بكار: سَمِعْت ابْن أَبِي العشرين يَقُولُ: سَمِعْت أمير الساحل [2] يَقُولُ وقد دفنّا الأوزاعي: رَحِمك الله أبا عمرو لقد كنت أخافك أكثر ممن ولاني. وقال محمد بْن عُبَيْد الطنافسي: كنت جالسًا عند الثوري فجاءه رَجُل فَقَالَ: رأيت كأنّ رَيْحانة من المغرب قُلِعت. قَالَ: إن صَدَقَتْ رؤياك فقد مات الأوزاعي، فكتبوا ذَلِكَ فوجد موته فِي ذلك اليوم.   [1] في الأصل «الحواري بن أبي الحواري» . [2] هو الأمير أرسلان بن مالك المنذري اللخمي (مقدمة محاسن المساعي) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 496 قال أَحْمَد بْن عيسى المصري: حدثني خيران بْن العلاء وكان من خيار أصحاب الأوزاعي قَالَ: دخل الأوزاعي الحمام وكان لصاحب الحمام حاجة فأغلق عَلَيْهِ وذهب ثُمَّ جاء فوجده ميتًا مستقبل القبلة. وقال أَبُو مسهر: بلغنا موت الأوزاعي وأن زوجته أغلقت عَلَيْهِ باب الحمام غير متعمّدة فمات، فأمرها سعيد بْن عَبْد العزيز بعتق رقبة، ولم يخلف إلا ستة دنانير فضلت من عطائه، وكان قد اكتتب فِي ديوان الساحل. أَبُو فروة يزيد بْن محمد الرهاوي: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: قلت لعيسى بْن يونس: أيمّا أفضل الأوزاعي أو الثوري؟ فَقَالَ لِي: وأين أنت من سفيان، قُلْتُ: ذهبت بِهِ العراقية، الأوزاعي وفقهه وفضله وعلمه، فغضب وقال: أتراني أؤثر عَلَى الحق شيئًا! سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: مَا أخذنا العطاء حَتَّى شهدنا عَلَى عليّ بالنفاق وتبّرأنا مِنْهُ، وأخذ علينا بذاك العتاق والطلاق وأَيْمان البيعة، قَالَ: فلما عقلت أمري سَأَلْتُ مكحولا ويحيى بْن أَبِي كثير وعطاء ابن أَبِي رباح وعبد الله بْن عُبَيْد بْن عمير، فقالوا: ليس عليك شيء إنما أنت مُكْرَه، قَالَ: فلم تطب نفسي حَتَّى فارقت نسائي وأعتقت رقيقي وخرجت من مالي وكفرت أَيْماني، فأَخْبِرْني: أَسُفْيان كَانَ يفعل ذَلِكَ؟ سمعها الحاكم من أَبِي علي الحافظ أنا مكحول ببيروت ثنا أَبُو فروة. العباس بْن الوليد بن مزيد. نا أبو عبد الله بْن فلان قَالَ: سَمِعْت الأوزاعي يَقُولُ: نترك من قول أهل العراق خمسًا ومن قول أهل الحجاز خمسًا، فمن قول أهل العراق: شرب المُسْكِر، والأكل عند الفجر فِي رمضان، ولا جمعة إلا فِي سبعة أمصار، وتأخير العصر حَتَّى يصير ظل كل شيء أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف. ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، والجمع بين الصلاتين من غير الجزء: 9 ¦ الصفحة: 497 عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين مداينة، وإتيان النساء فِي أدبارهن [1] . قَالَ العباس بْن الوليد: سَمِعْت عقبة بْن علقمة قَالَ: كَانَ سبب موت الأوزاعي أَنَّهُ خضّب ودخل حمّاما لَهُ فِي منزله، وأدخلت معه امرأته كانونًا فِيهِ فحم ليدفأ وأغلقت عَلَيْهِ، فهاج الفحم وصفرت نفسه، وعالج الباب ليفتحه فامتنع عَلَيْهِ، فألقى نفسه فوجدناه متوسّدًا ذراعه إِلَى القبلة. قال العباس بْن الوليد: ونا سالم بْن المنذر قال: لما سمعت الصيحة برفاة الأوزاعي خرجت فأول من رأيت نصرانيًا قد ذرّ عَلَى رأسه الرماد، قَالَ: فلم يزل المسلمون يعرفون ذَلِكَ لَهُ، وخرج فِي جنازته اليهود ناحية والنصارى ناحية والقبط. اتفقوا عَلَى وفاة الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة، زاد بعضهم فِي صفر، رضي الله عَنْهُ. ولقد كَانَ مذهب الأوزاعي ظاهرًا بالأندلس إِلَى حدود العشرين ومائتين، ثُمَّ تناقص واشتهر مذهب مالك بيحيى بن يحيى الليثي. وكان مذهب الأوزاعي أيضا مشهورا بدمشق إلى حدود الأربعين وثلاثمائة. وكان القاضي أبو الحسن ابن حذلم لَهُ حلقة بجامع دمشق ينتصر فيها لمذهب الأوزاعي. عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن تميم السلمي [2]- ن ق- الدمشقيّ.   [1] هذه مسائل شاذة لا تثبت على محك العلم. وقد قرأنا قريبا قول الأوزاعي نفسه: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام. [2] الجرح 5/ 300، التاريخ 5/ 365، المجروحين 2/ 55، التهذيب 6/ 295، المتروكين 68، التقريب 1/ 502، الميزان 2/ 598، المعرفة والتاريخ 3/ 53، التاريخ لابن معين 2/ 361 رقم 1164، تاريخ أبي زرعة 1/ 395. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 498 عَن مكحول وإسماعيل بْن عُبَيْد الله وبلال بْن سعد والزهري ومطعم بْن المقدام وجماعة. وعنه ابناه الحسن وخالد، والوليد بْن مسلم وأبو أسامة وأبو المغيرة عَبْد القدوس وآخرون. ضعّفه أَبُو زرعة. وقال أَبُو داود والنسائي: متروك الحديث. وقال البخاري: عنده مناكير. وقال أحمد: قُلْتُ أخذ أحاديث شهر بْن حوشب فجعلها حديث الزهري. وقال ابْن عديّ: يكتب حديثه. وقال دُحَيم: لَهُ حديث معضِل وقال أيضًا: منكر الحديث عَن الزهري. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: أَبُو أسامة يروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ فنرى أَنَّهُ ليس بِهِ. قَالَ الفسوي: صدق هُوَ عَبْد الرحمن بْن بلال بْن تميم [1] . وقال ابْن أَبِي حاتم: سَأَلْتُ محمد بْن عَبْد الرحمن الجعفي عَن عَبْد الرحمن ابْن يزيد بْن جابر فَقَالَ: قدم الكوفة عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن تميم ويزيد بْن يزيد بْن جابر، ثُمَّ قدم عَبْد الرحمن بْن يزيد بْن جابر بعد مدة، فالذي عَنْهُ أَبُو أسامة ليس هُوَ ابْن جابر هُوَ ابْن تميم. وقال الذهلي: الوليد الموقري وعبد الرحمن بْن يزيد بْن تميم يجيء عنهما مناكير عن الزهري.   [1] المعرفة والتاريخ 3/ 366. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 499 وقال أَبُو بكر بْن أَبِي داود: قدم هَذَا فَقَالَ: أَنَا عَبْد الرحمن بْن يزيد الدمشقي وحدث عَن مكحول وظن أَبُو أسامة أَنَّهُ ابْن جابر وابن جابر فثقة مأمون والآخر ضعيف. قَالَ: وقدم ثور بْن يزيد وابن تميم هَذَا وبرد بْن سنان ومحمد بْن راشد وأبو ثوبان العراق، فروا من القتل، كانوا قَدَرِيّة. وقال البخاري: قَالَ أحمد بْن حنبل: أخبرت عَن مروان عَن الوليد أَنَّهُ قَالَ: لا ترو عَنْهُ فإنه كذاب، يعني ابْن تميم. وقال الهيثم بْن خارجة: حدّث الوليد عَن ابْن تميم عَن مكحول حديث الفاجرة فَقَالَ وكيع: شيخ سوء يحدّث بمثل هَذَا! قُلْتُ: روى لَهُ النسائي متابعة. عبد الرحمن بن يزيد بن جابر [1]- ع- أبو عتبة الأزدي الدارانيّ الدمشقيّ الحافظ. عَن أَبِي الأشعث الصنعاني وأبي كبشة السلولي ومكحول وابن سلام ممطور وابن عامر [2] اليحصبي والزهري وعطية بْن قيس، وعدد كثير. وعنه ابنه عَبْد الله وابن الْمُبَارَك والوليد بْن مسلم وعمر بْن عَبْد الواحد وأيوب بْن سويد وحسين الجعفي ومحمد بْن شعيب، وخلق. وقد طلبه المنصور فوفد عَلَيْهِ. وثّقه ابن معين وأبو حاتم.   [1] الجرح 5/ 299، التاريخ 5/ 365، التهذيب 6/ 297، المشاهير 180، التقريب 1/ 502، ميزان 2/ 598، المعرفة والتاريخ (راجع فهرس الأعلام) ، التاريخ لابن معين 2/ 361 رقم 5137، تاريخ أبي زرعة 1/ 171. [2] في الأصل «أبو عامر» وهو تحريف. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 500 وقال أَبُو مسهر: رأيته. وقال الوليد بْن مسلم عَن ابْن جابر قَالَ: كنت أرتدِف خلف أَبِي أيام الوليد فقدم علينا سُلَيْمَان بْن يسَّار فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْحَمَّامِ وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا وكنت آتي المغانم أيام هشام. وروى صدقة بْن خالد عَن ابْن جابر قَالَ: قَالَ خالد بْن اللجلاج لمكحول: سل هَذَا عما كَانَ وما لم يكن، يعني ابْن جابر. قَالَ أحمد بْن جابر يَقُولُ: لا تكتبوا العلم إلا ممن يُعرف بطلب الحديث. قَالَ أَبُو مسهر وجماعة: مات سنة أربع وخمسين ومائة. وقال أَبُو عُبَيْد وخليفة: سنة ثلاث وقيل سنة ست. عَبْد السلام بن أبي حازم شداد [1]- د- أبو طالوت العبديّ القيسي البصري. عَن أنس وغزوان بْن جرير وأبي عثمان النهدي. وفي سنن (د) روايته عَن أَبِي برزة الأسلمي وذلك ممكن لأنه يَقُولُ: رأيت هودج عائشة يوم الجمل كأنه قنفذ من السهام. روى عَنْهُ وكيع وأبو بدر السكوني والأنصاري ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وجماعة. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ: وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لا أعلمه إلا ثقة. وقال ابْن حبان: ولد أبوه شداد يوم قبض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: حديثه أعلى شيء وقع فِي السنن، وهو في ذكر الحوض.   [1] الجرح 6/ 45، التاريخ 6/ 64، التهذيب 6/ 316، التقريب 1/ 505. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 501 عبد السلام بن حفص [1]- د ت ن- ويقال ابن مصعب المدني أبو مصعب. وعن الزهري وعبد الله بْن دينار وزيد بْن أسلم. وعنه ابْن وهب وخالد بْن مخلد وأبو عامر العقدي: وثّقه يحيى بْن معين. عبد الصمد بن حبيب العوذي [2]- د- البصري نزيل بغداد. روى عَن أبيه وسعيد بْن طهمان. وعنه هاشم بْن القاسم ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وجماعة. قَالَ أَبُو حاتم: لين الحديث. عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد [3]- 4- واسم أبيه ميمون- ويقال أيمن- ابن بدر مولى المهلب بْن أَبِي صفرة الأزدي المكيّ أحد العلماء، وله جماعة إخوة. روى عَن عكرمة وسالم والضحاك بْن مزاحم ونافع وجماعة. وعنه ابنه عَبْد المجيد وحسين الجعفي ويحيى القطان وعبد الرزاق وأبو   [1] الجرح 6/ 45، التاريخ 6/ 63، التهذيب 6/ 317، التقريب 1/ 506، ميزان 2/ 615، المعرفة والتاريخ 2/ 478. [2] الجرح 6/ 51، التاريخ 6/ 106، التهذيب 6/ 326، الضعفاء الصغير 78، ميزان 2/ 619، التقريب 1/ 507. [3] التاريخ 6/ 22، تهذيب الأسماء 1/ 307، المجروحين 2/ 136، التهذيب 6/ 338، الضعفاء الصغير 74، الميزان 2/ 628، التقريب 1/ 509، المعرفة والتاريخ 1/ 700، التاريخ لابن معين 2/ 366 رقم 528. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 502 عاصم ومكي بْن إِبْرَاهِيم وعدة. قَالَ ابْن الْمُبَارَك: كَانَ من أعبد الناس. وقال يوسف بْن أسباط: مكث أربعين سنة لم يرفع طرفه إِلَى السماء، فبينما هُوَ يطوف حول الكعبة إذ طعنه المنصور بأصبعه فالتفت فَقَالَ: قد علمت أنها طعنة جبّار. وقال شقيق البلخي: ذهب بصر عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوَّاد عشرين سنة ولم يعلم بِهِ أهله ولا ولده. وعن سفيان بن عيينة قَالَ: كَانَ ابْن أَبِي رواد من أحلم الناس فلما لزمه أصحاب الحديث قَالَ: تركني هَؤُلاءِ كأني كلب هرّار [1] . وقال أَبُو عَبْد الرحمن المقري: ما رأيت أحدًا قط أصبر عَلَى طول القيام من عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد. وقال خلاد بْن يحيى: ثنا عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد قَالَ: كَانَ يقال: من رأس المتواضع الرضا بالدون من شرف المجالس. وقال عَبْد الصمد بْن يزيد مردويه: نا ابْن عيينة أن عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد قَالَ لأخ لَهُ: أَقْرِضْنا خمسة آلاف درهم إِلَى الموسم، فسُرَّ التاجر وحملها إِلَيْهِ، فلما جنّه الليل قَالَ: مَا صنعت بابن أَبِي رواد شيخ كبير وأنا كبير مَا أدري مَا يحدث لنا فلا يعرف لَهُ ولديّ مَا أعرف لَهُ لئن أصبحت لآتينّه فأشاوره وأجعله منها فِي حِلٍّ، فلما أصبح أتاه فأخبره فَقَالَ: اللَّهمّ أعطه أفضل مَا نوى، ودعا له، وقال: إن كنت إنما تشاورني فإنما استقرضناه عَلَى الله، وكلما اغتممنا بِهِ كفّر الله بِهِ عنا، فإذا جعلتنا مِنْهُ فِي حلّ كأنه يسقط، وكره التاجر   [1] هرير الكلب صوته دون نباحه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 503 أن يخالفه. قَالَ: فما أتى الموسم حَتَّى مات التاجر فأتى ولده فقالوا: مال أبينا يأبا عَبْد الرحمن، فَقَالَ لَهُم: لم يتهيّأ ولكن الميعاد بيننا الموسم الآتي، فقاموا من عنده، فلما كَانَ الموسم الآتي لم يتهيّأ المال فقالوا لَهُ: اقض أهون عليك من الخنوع وتذهب بأموال الناس، فرفع رأسه فَقَالَ: رحم الله أباكم قد كَانَ يخاف هَذَا وشبهه، ولكن الأجل بيننا وبينكم الموسم الآتي وإلا فأنتم فِي حل مما قلتم. فبينما هُوَ ذات يوم خلف المقام إذ ورد عَلَيْهِ غلام قد كَانَ هرب إِلَى الهند بعشرة آلاف درهم فأخبره أَنَّهُ اتجّر وأن معه فِي التجارات مَا لا يحصى. قَالَ سفيان: فسمعته يَقُولُ: لك الحمد سألناك خمسة آلاف فبعثت إلينا عشرة آلاف، يَا عَبْد المجيد احمل العشرة آلاف [1] ، خمسة لَهُم وخمسة للإخاء الَّذِي بيننا وبين أبيهم، فَقَالَ ابنه وقد جاء: قد دفعتها إليهم، فَقَالَ العبد: من يقبض مَا معي؟ فَقَالَ: يَا بني إنما سألناه خمسة آلاف فبعث بعشرة آلاف، أنت حر لوجه الله، وما معك فلك. قَالَ عَبْد العزيز: سَأَلْتُ عطاءً عَن قوم يشهدون عَلَى الناس بالشرك، فأنكر ذَلِكَ. وقال عَبْد العزيز: اللَّهمّ مَا لم تبلغه قلوبنا من خشيتك فاغفره لنا يوم نقمتك من أعدائك. وعن عَبْد العزيز: وسئل مَا أفضل العبادة؟ قَالَ: طول الحزن. قَالَ مؤمل بْن إسماعيل: مات عَبْد العزيز فجيء بجنازته فوُضعت عند باب الصفا وجاء سفيان الثوري فَقَالَ الناس: جاء الثوري جاء الثوري، فجاء حَتَّى خرق الصفوف والناس ينظرون إِلَيْهِ، فجاوز الجنازة ولم يصلِّ عليها، وذلك أَنَّهُ كَانَ يرى الإرجاء. فقيل لسفيان، فَقَالَ: والله إِنِّي لأرى الصلاة على من   [1] كذا، والمؤرخون يتساهلون في اللغة والنحو. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 504 هُوَ دونه عندي ولكن أردت أن أرِي الناس أَنَّهُ مات عَلَى بدعة. وقال يحيى بن سليم: سَمِعْت عَبْد العزيز بْن أبي رواد يسأل هشام بن حسان في الطواف: مَا كَانَ الحسن يَقُولُ فِي الإيمان؟ قَالَ: كان يقول: (قول وعمل) قَالَ: فما كَانَ ابْن سيرين يَقُولُ؟ فَقَالَ: كان يقول: آمنا باللَّه وملائكته [1] الآية. فَقَالَ ابْن أَبِي رواد: كَانَ ابْن سيرين وكان ابْن سيرين. فَقَالَ هشام: بيّن أَبُو عَبْد الرحمن الإرجاء. وقال ابْن عيينة: غبت عَن مكة فجئت فتلقّاني الثوري فَقَالَ لِي: يَا بْن عيينة: عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد يفتي المسلمين، قُلْتُ: وفعل؟ قَالَ: نعم. وقال عبد الرزاق: كنت جالسًا مَعَ الثوري فمر عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد فَقَالَ سفيان: أما إنه كَانَ شابًا أفقه مِنْهُ شيخًا. وقال أَبُو عاصم: جاء عكرمة بْن عمارٍ إِلَى ابْن أَبِي رواد فدقّ بابه وقال: أين الضالّ. وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ مرجئًا وكان رجلا صالحًا وليس هُوَ فِي التثبت مثل غيره. وقال أَبُو حاتم: صدوق. وقال ابْن حِبّان: روى عَن نافع عَن ابْن عمر نسخة موضوعة كان الحديث بها توهّمًا لا تعمّدًا. قُلْتُ: الشأن فِي صحة تِلْكَ الأحاديث عَن عَبْد العزيز. مات سنة تسع وخمسين.   [1] اقتباس من الآية رقم 285 سورة البقرة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 505 عَبْد العزيز بْن سياه [1] الحماني الكوفي [2]- سوى د- عَن الشعبي وحبيب بْن أَبِي ثابت والحكم وجماعة. وعنه عَبْد الله بْن نمير ويحيى بْن آدم وعبيد الله بْن موسى وابنه يحيى بْن عَبْد العزيز. قَالَ أَبُو زرعة: كَانَ من كبار الشيعة لا بأس بِهِ. عَبْد العزيز [3] بْن رُبَيع [4] ، أَبُو العوام الباهلي. عَن عطاء وابن الزبير. وعنه الثوري ووكيع وروح بْن عبادة ويحيى بْن كثير العنبري. وثّقه ابْن معين. عَبْد القاهر بْن تليد [5] . أَبُو رفاعة العامري الكوفي، ويقال البصري. سَمِعَ الشعبي وغيره. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم وأبو الوليد. وثّقه يحيى بن معين.   [1] بكسر السين المهملة. [2] الجرح 5/ 383، التاريخ 6/ 21، التهذيب 6/ 340، التقريب 1/ 509، المعرفة والتاريخ 1/ 500 و 3/ 84، التاريخ لابن معين 2/ 2422. [3] الجرح 5/ 381، التاريخ 6/ 20، التهذيب 6/ 336، التقريب 1/ 509، المعرفة والتاريخ 3/ 67، التاريخ لابن معين 2/ 365 رقم 2933. [4] بالتصغير. [5] الجرح 6/ 57، التاريخ 6/ 130، التاريخ لابن معين 2/ 368 رقم 3040. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 506 عَبْد المجيد [1] بْن أَبِي عبس [2] بْن جبر الأنصاري الأوسي. عَن أبيه عَن جده. وعنه محمد بْن طلحة التيمي وعثمان بْن إسحاق وزيد بْن الحباب. قَالَ أَبُو حاتم: لين. عَبْد المجيد بْن أَبِي يزيد العقيلي [3]- 4- أَبُو وهب البصري. عَن العداء بْن خالد. عَن هارون بْن موسى النحوي وعثمان بْن عمر بْن فارس وعباد بْن ليث الكرابيسي. وأظنّه تقدم [4] . عَبْد الملك بْن حميد [5] بْن أَبِي غُنَيَّة [6] الكوفي- ع-. عَن أبيه والحكم وعاصم بْن بهدلة. وعنه السفيانان وأبو نعيم وأبو المغيرة الحمصي وجماعة. وثّقه ابن معين.   [1] الجرح 6/ 64، التاريخ 6/ 111. [2] هكذا في الأصل وفي نسخة القدسي 6/ 242 «عيسى» ، والتصحيح من الجرح والتعديل والتاريخ الكبير. [3] الجرح 6/ 93، التاريخ 6/ 110، التهذيب 6/ 383، التقريب 1/ 517. [4] تقدم ذكره في الطبقة السابقة. [5] الجرح 5/ 347، التاريخ 5/ 411، التهذيب 6/ 392، التقريب 1/ 518، المعرفة والتاريخ 1/ 535 و 2/ 447. [6] في نسخة القدسي: «عتبة» ، والتصحيح من المصادر قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 507 عَبْد الملك بْن شداد [1] الأزدي الحديدي [2] . عَن الحسن وثابت وعبد الله بْن سُلَيْمَان. وعنه وكيع وسعيد بْن عامر ومسلم بْن إِبْرَاهِيم. عبد الملك بن مسلم [3]- ت ن- أبو سلام الحنفي الكوفي. عَن أبيه، وصوابه عَن رَجُل عَن أبيه. وعنه وكيع وأبو نعيم وأحمد بْن خالد الذهبي. صدوق موثق لكنه شيعي. عَبْد الملك بن معن المسعودي [4]- م د ن ق- أبو عبيدة أخو القاسم ابْن معن. روى عَن الأعمش وأبي إسحاق الشيباني. ومات شابا. وعنه ابنه محمد وابن الْمُبَارَك والمحاربي. وثّقه يحيى بْن معين. عَبْد الملك بْن أَبِي جُمُعة [5] أبو سعيد البصري القطان.   [1] الجرح 5/ 353، التاريخ 5/ 419. [2] في الأصل «الحليدي» والتصحيح من الجرح والتعديل. [3] الجرح 5/ 368، التاريخ 5/ 431، التهذيب 6/ 424، التقريب 1/ 523، ميزان 2/ 664، المعرفة والتاريخ 3/ 176، التاريخ لابن معين 2/ 375 رقم 507. [4] الجرح 5/ 368، التاريخ 5/ 433، التهذيب 6/ 425، التقريب 1/ 523. [5] الجرح 5/ 345، التاريخ 5/ 409، المتروكين 71، ميزان 2/ 652، التاريخ لابن معين 2/ 370 رقم 2990. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 508 عَن الحسن وبكر المزني وعطاء وجماعة. وعنه حماد بْن زيد وعبيد الله بْن موسى ومسلم بن إبراهيم. ضعّفه ابن مَعِين. وقَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. عَبْد الواحد بْن سليم المالكي البصري [1] . عَن عطاء بْن أَبِي رباح ويزيد الفقير. وعنه علي بْن الجعد وجماعة. عَبْد الواحد بْن زيد [2] ، أَبُو عبيدة البصري العابد القدوة شيخ الصوفية بالبصرة. روى عَن الحسن وعطاء بْن أَبِي رباح وعبادة بْن نسيّ وعبد الله بْن راشد وجماعة سواهم. وعنه وكيع ومحمد بْن السماك وزيد بْن الحباب وأبو سُلَيْمَان الداراني ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وجماعة. وهو ضعيف الحديث. قَالَ البخاري: عَبْد الواحد بْن زيد تركوه. وقال النسائي: متروك الحديث.   [1] الجرح 6/ 21، التاريخ 6/ 57، التهذيب 6/ 435، التقريب 1/ 526، المعرفة والتاريخ 3/ 378. [2] الجرح 6/ 20، التاريخ 6/ 62، الضعفاء الصغير 76، ميزان 2/ 672، لسان 45/ 80، المعرفة والتاريخ 2/ 122 و 3/ 61، التاريخ لابن معين 2/ 377 رقم 3289. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 509 وقال ابن حبّان: كان ممن غلب عليه العبادة حتى غفل عَن الإتقان فكثر المناكير فِي حديثه. قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: قَالَ لِي أَبُو سُلَيْمَان: أصاب عَبْد الواحد الفالج فسأل الله أن يطلقه فِي وقت الوضوء، فإذا أراد أن يتوضأ انطلق وإذا رجع إِلَى سريره فلج. وقال ابْن أَبِي الحواري: حدّثنا سباع الموصلي ثنا عَبْد الواحد بْن زيد قَالَ: معشر إخواني عليكم بالخبز والملح فإنه يذيب شحم الكلي ويزيد فِي اليقين. وقال معاذ بْن زياد: سَمِعْت عَبْد الواحد بْن زيد غير مرة يَقُولُ: مَا يسرني أن لِي جميع مَا حوت البصرة بفلسين. قَالَ عَبْد الرحمن بْن أَبِي حاتم: نا محمد بْن يحيى الواسطي نا عمّار بْن عمّار الحلبي حدّثني حصين بْن القاسم الوزان قَالَ: كنا عند عَبْد الواحد بْن زيد وهو يعظ فنادى رَجُل: كف فقد كشفت قناع قلبي. فلم يلتفت عَبْد الواحد ومر فِي الموعظة، ثُمَّ لم يزل الرجل يَقُولُ: كفَّ عنا يَا أبا عبيدة، حَتَّى والله حشرج الرجل حشرجة الموت ثُمَّ خرجت روحه وشهدت جنازته. وقال ابْن أَبِي حاتم ونا محمد نا يحيى بْن بسطام حدّثني مسمع بْن عاصم شهدت عَبْد الواحد بْن زيد يعظ فمات فِي المجلس أربعة. وعن حصين الوزّان قَالَ: لو قسم بَثُّ [1] عَبْد الواحد عَلَى أهل البصرة لوسعهم.   [1] البث: الحال وأشد الحزن (القاموس المحيط) . وفي الأصل «ر» مهملة، والتصويب من (سير أعلام النبلاء) ، وفي: (ميزان الاعتدال ولسان الميزان) «حديث» بدل «بث» ، وهو تحريف محتمل. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 510 وكان يقوم إِلَى محرابه كأنه رَجُل مخاطب. وعن محمد بْن عَبْد الله الخزاعي قَالَ: صلّى عَبْد الواحد بْن زيد الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة. وقال ابْن الأعرابي فِي (طبقات النّسّاك) : كَانَ الغالب عَلَى عَبْد الواحد العبادة والكلام فِي معاني الزهد، فارق عمرو بْن عُبَيْد لاعتزاله وصحّح الاكتساب، وقد نسب إِلَى القدر ولكن مَا كَانَ الغالب عَلَيْهِ الكلام فِيهِ. وتبعه خلق من النُّسّاك فنصب نفسه للكلام فِي مذاهبهم ونأى عَن المعتزلة وعن أصحاب الحديث. قَالَ: وقد كَانَ مالك بْن دينار وثابت يقصّان أيضًا إلا أنهما كانا من أهل السُّنَّةِ. صحب عبدَ الواحد خلقٌ كحيان الجريري ورباح القيسي، وأما مقسم وعطاء السلمي فغلب عليهما الخوف حَتَّى خيف عَلَى عقليهما واعتزلا الناس فكان عَبْد الواحد أشد افتتانا وأدخل فِي معاني الخصوص والمحبة. وكان قد بقي عَلَيْهِ من رؤية [1] الاكتساب شيء كَمَا بقي عَلَيْهِ من أصول القدر، وذلك أن أهل القدر عندهم أَنَّهُ لا ينجو إلا بالعمل ومذهب السنة هُوَ الاجتهاد فِي العمل وأنه ليس هُوَ الَّذِي بِهِ ينجون دون رحمة الله، قَالَ عَلَيْهِ السلام: (لن يُنجي أحدَكُم عملُه- الحديث) . قَالَ: وكان عَبْد الواحد قد ساح وسافر إِلَى الشام ورأى ثابتا فتناقص عَنْهُ بعض القدر وزعم أَنَّهُ لا يَقُولُ إن الله يضلّ العباد تنزيهًا لَهُ [2] ، وخفى عَلَيْهِ من قول القَدَرِية أنهم يدبّرون أنفسهم ويزكّونها بأعمالهم لما كَانَ يشاهد فِي معاملته للَّه ضرورة من موازين الأعمال وزيادة النفس والمواهب في القلوب [3] ،   [1] محرفة في الأصل، وفي سير أعلام النبلاء (رؤية) وتحريف الأصل يحتملها. [2] في الأصل (يضل تنزيها) . والزيادة من (سير أعلام النبلاء) . [3] كذا في الأصل. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 511 فعلم أن ذَلِكَ من فضل الله لا بما يستحق العبد فَقَالَ باللطف وهو قول بين القولين، وأهل البصرة يسمّونهم السمية [1] يعني النصفية، يقولون: ذهب عنهم نصف القدر لأنهم يقولون: لا نقول إن العبد يزكي نفسه بعمله وإنما ذَلِكَ تلطيف من الله. فباينوا القدرية فِي هَذِهِ. وكان من قول أهل السُّنّة الخصوص أن الله يختص برحمته من يشاء وأن أولياء الله لم يزالوا عند الله في علمه كذلك قبل أن يخلقهم، وكذلك أعداؤه. إِلَى أن قَالَ ابْن الأعرابي: ومن قول أهل السنة أَنَّهُ تعالى يخص ويعم ويهدي ويضلّ ويلطف ويخذل وأن الناس يعملون فيما قد فرغ مِنْهُ، فأهل الطاعة لا يقدرون عليها إلا بتوفيقه وأهل المعصية لا يجاوزون علمه ولا قدرته إلا بِهِ، وإن خالفت أعمالهم جميعًا ولكنهم قد أُمروا بالعمل. قَالَ ابْن الأعرابي: وقال عَبْد الواحد بالمحبة عَلَى مذاهب أهل الخصوص ولو صدق نفسه لاضطره قوله بالمحبة إِلَى القول بالسُنّة والكتاب، ولكنه سامح نفسه وتكلم فِي الشوق والفرق والأنس وجميع فروع المحبة الَّتِي قَالَ بها أهل الإثبات، وأن الله يحب من أطاعه، وأن الطاعة والاتباع أوجب المحبّة من الله تعالى. ومن قول السُّنّة: إن الله أحب قومًا فوفّقهم لطاعته فكانت محبته لَهُم واختياره لما سبق من علمه لا لكسبهم فكانت محبّته لَهُم قبل عملهم وقبل خَلْقهم. ولعبد الواحد كلام كثير حسن. وممن صحبه أحمد بْن أَبِي عطاء اللخمي وموسى الأشج ونصر ورباح بْن عمرو. قَالَ ابْن الأعرابي: وقد ذكر قوم من البصريين أن عَبْد الواحد رجع عَن القدر.   [1] هكذا في الأصل. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 512 قُلْتُ: ومن وعْظ عَبْد الواحد: ألا تستحيون من طول مَا لا تستحيون. قِيلَ إن عَبْد الواحد بْن زيد مات سنة سبع وسبعين، وهذا بعيد جدًا، مَا بقي الرجل إِلَى هَذَا الوقت وإنما هُوَ بعد الخمسين ومائة. وإنما بقي إِلَى بعد السبعين عَبْد الواحد بْن زياد وكذا أخذوا «كتبه ابْن زيد» فجعلوها فِي قول لابن زياد. عَبْد الواحد بْن أَبِي موسى [1] . أَبُو معن الإسكندراني التاجر. عن زهرة ابن معبد. وعنه ضمام بْن إسماعيل وابن الْمُبَارَك وجماعة. مات فِي عام خمسين ومائة. عَبْد الواحد بْن موسى [2] . أَبُو معاوية الأنصاري. عَن سعيد بْن المسيب وابن محرر وعطاء بْن يزيد. وعنه ضمرة بْن ربيعة وزيد بْن الحباب وجماعة. عَبْد الواحد بْن ميمون [3] ، أَبُو حمزة المديني. عَن مولاه عروة بْن الزبير وعبد الله بْن سعد الأسلمي. وعنه عيسى بْن يونس والواقدي وأبو عامر العقدي وآخرون. لَهُ حَدِيثٌ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: (مَنْ آذَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ حاربني) .   [1] الجرح 6/ 24، التاريخ 6/ 58، التاريخ لابن معين 2/ 377 رقم 4317. [2] الجرح 6/ 23، التاريخ 6/ 58. [3] الجرح 6/ 24، التاريخ 6/ 58، المجروحين 2/ 155، المتروكين 69، ميزان 2/ 676، المعرفة والتاريخ 3/ 66. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 513 قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وقال الدارقطني: ضعيف. وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس به بأس. وقال البخاري: منكر الحديث. وَقَالَ الْعَقَدِيُّ: نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: (الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى مَنْ شَهِدَ الْجُمُعَةَ) . عَبْد الواحد بْن نافع [1] ويقال ابْن نفيع، أَبُو الرماح الكلابي اليمامي. عَن عَبْد الله بْن رافع بْن خديج. وعنه حرميّ بْن عمارة وأبو عاصم ويعقوب الحضرميّ وموسى المنقري. شيخ. عبد الوهاب ابن الإمام إِبْرَاهِيمُ [2] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي ابْن أخي المنصور. ولي إمرة دمشق فلم تُحمد سيرته وولي الغزو. مات بالشام سنة ثمان وخمسين ومائة. عَبْد الوهاب بْن مجاهد [3] بن جبر [4]- ق- المخزومي مولاهم المكيّ.   [1] الجرح 6/ 24، التاريخ 6/ 61. [2] أمراء دمشق 54 للصفدي، المعرفة والتاريخ 1/ 130. [3] الجرح 6/ 69، التاريخ 6/ 98، المجروحين 2/ 146، الضعفاء الصغير 77، ميزان 2/ 682، المتروكين 69، التقريب 1/ 528، ميزان 2/ 682. [4] في الأصل «خير» ، والتصحيح من المصادر قبله. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 514 عَن أبيه وعطاء بْن أَبِي رباح. وعنه عَبْد الوهاب الثقفي وعبد الوهاب الخفاف وبكار بْن محمد السيريني وعثمان بْن الهيثم المؤذن. قَالَ أَبُو حاتم: ضعيف الحديث. وقال عَبْد الرزاق: كَانَ الثوري إذا أراد أن يسمع من ابْن مجاهد جاء متقنّعًا ثُمَّ قام خلفه وأمر مَن يسأله. وقال ابْن مثّنى: مَا سَمِعْت يحيى ولا عَبْد الرحمن حدّثنا عن عبد الوهاب ابن مجاهد بساقط. وقال أحمد: ليس بشيء. عُبَيْد الله بْن أَبِي حميد [1] أَبُو الخطاب الهذلي. عَن أَبِي المليح الهذلي وعطاء. وعنه علي بْن يونس ومحمد بْن عَبْد الله الأنصاري ومؤمل بْن إسماعيل. ضعّفه أَبُو حاتم وغيره. وقال أحمد: تركوا حديثه. وقال البخاري: منكر الحديث. عُبَيْد الله بْن رستم [2] . أَبُو حفص البصري. إمام مسجد شعبة.   [1] الجرح 5/ 312، التاريخ 5/ 377، المجروحين 2/ 65، التهذيب 7/ 9، التقريب 1/ 532، ميزان 3/ 5. [2] الجرح 5/ 314، التاريخ 5/ 381. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 515 روى عَن أَبِي الشعثاء جابر بْن زيد وعطاء بْن أَبِي رباح وأنس بْن سيرين ومالك بْن دينار. وعنه شعبة وسلم بْن قتيبة وعبيد بْن عقيل ومسلم. عُبَيْد الله بْن أَبِي زياد الشامي [1] . الرصافي مولى بني أمية، جد حجاج ابْن أَبِي منيع الرصافي. أكثر عَن الزهري لما قدم عليهم الرصافة. حمل عَنْهُ الكتب ولده أَبُو منيع يوسف وحفيده حجاج بْن أَبِي منيع. قَالَ حجّاج: أَنَا كنت أحمل إِلَيْهِ الكتب من البيت فيقرأها عَلَى الناس. قَالَ: ومات سنة ثمان أو سنة تسع وخمسين ومائة وله نيّف وثمانون سنة. وثّقه الدارقطني وابن حبان. علّق لَهُ البخاري فِي الطلاق فِي صحيحه. عُبَيْد الله بن عبد الرحمن [2]- د ن ق-[3] بْن عَبْد الله بْن موهب التيمي المديني. روى عَن عمه عُبَيْد الله وعلي بْن الحسين والقاسم بْن محمد وشهر بْن حوشب. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو علي الحنفي وابن أبي فديك والقعنبي وآخرون.   [1] الجرح 5/ 316، التاريخ 5/ 382، التهذيب 7/ 13، التقريب 1/ 533، ميزان 3/ 8. [2] الجرح 5/ 323، التاريخ 5/ 389، التهذيب 7/ 28، التقريب 1/ 536، ميزان 3/ 12. [3] «ق» غير موجودة في (تقريب التهذيب) ولا في (الخلاصة) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 516 وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. ولابن معين فِيهِ قولان فضعّفه من رواية عباس عَنْهُ. وقَالَ ابْن سعد: عاش ثمانين سنة ومات سنة أربع وخمسين ومائة. عُبَيْد الله بْن محمد بْن صَفْوَان الجمحي [1] . أحد الفضلاء والأدباء. ولاه المنصور قضاء العراق ثُمَّ لما استخلف المهديّ صرفه وولاه قضاء المدينة. عُبَيْد الله بن النضر القيسي [2]- د-[3] يكنى أبا النضر. عَن أنس بْن مالك. وعنه أَبُو عاصم وعبد الرحمن بْن مهدي وموسى بْن إسماعيل. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَغَيْرُهُ لا بَأْسَ بِهِ. عُبَيْد بْن الطفيل [4] . أَبُو سيدان الغطفاني العبسي الكوفي. عَن ربعي بْن خراش وشداد بْن عمارة. وعنه وكيع وعبد الله وقبيصة. قَالَ أبو حاتم: ما علمت به بأسا.   [1] له ذكر في تاريخ الطبري 7/ 579 و 600 و 8/ 115 و 116 و 123 و 132 والمعرفة والتاريخ 1/ 147. [2] الجرح 5/ 335، التاريخ 5/ 401، التهذيب 7/ 54، التقريب 1/ 540. [3] الرمز ساقط من الأصل، والاستدراك من الخلاصة حيث قال: وثقه ابن معين. [4] الجرح 5/ 409، التاريخ 5/ 451، التقريب 1/ 544، ميزان 3/ 20. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 517 عُبَيْد بْن عَبْد الرحمن [1] أَبُو عبيدة. عَن الحسن ومحمد. وعنه سفيان الثوري وأبو عاصم. ذكره البخاري. عثمان بن زائدة [2]- م-. أبو محمد الكوفي أحد الزهاد والعباد. سكن الريّ مدّة وحدث بها عَن نافع وعن الزبير بن عدي وعطاء بن السائب. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ وعيسى بن جعفر الرازيون وأبو الوليد الطيالسي وعدة. قال هشام بن عبيد الرازي: كنا لا نقدّم عَلَيْهِ أحدًا فِي الورع. وقال أَبُو حاتم: كَانَ من أفاضل المسلمين. وقال أَبُو الوليد: مَا رأت عيني مثله. وقال آخر: هُوَ صدوق. وقال العقيلي: حديثه عَن نافع غير محفوظ رواه عَنْهُ عَبْد الملك بْن مهران ثُمَّ قَالَ: وعبد الملك متروك. قلت: فبرئ عثمان من عهدته. وهو: بقية عَن عَبْد الملك بن مهران.   [1] الجرح 5/ 410، التاريخ 5/ 452، التهذيب 7/ 69، التقريب 1/ 544، ميزان 3/ 20. [2] الجرح 6/ 150، التاريخ 6/ 222، التقريب 2/ 8، الميزان 3/ 33. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 518 عثمان بْن سعد أَبُو بكر البصري [1]- د ت- الكاتب. عَن أنس بْن مالك ومجاهد وعكرمة ومحمد بْن سيرين. وعنه رَوْح بْن عبادة ومحمد بْن بكر البرساني ويونس بْن محمد المؤدّب وأبو عاصم النبيل، وآخرون. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بذاك. وقال أبو زرعة: ليّن. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: قد حكوا عَن يحيى بْن القطان فِيهِ شيئًا شديدًا. وقال ابْن المديني: سَمِعْت يحيى وذكر لَهُ عثمان بْن سعد الكاتب فجعل يعجب من الرواية عَنْهُ. عثمان بْن أَبِي العاتكة [2]- د ت-. أبو حفص الأزدي الدمشقيّ الواعظ. عَن عمير بْن هانئ وسليمان بْن حبيب المحاربي وخالد بْن اللجلاج وغيرهم وعنه الوليد بْن مسلم والوليد بْن يزيد ومحمد بن شعيب وصدقة بن خالد وآخرون.   [1] الجرح 6/ 153، التاريخ 6/ 225، التهذيب 7/ 117، التقريب 2/ 9، التاريخ لابن معين 2/ 393 رقم 3599. [2] الجرح 6/ 163، التاريخ 6/ 243، التهذيب 7/ 124، المتروكين 76، ميزان 3/ 40، التقريب 2/ 10، المعرفة والتاريخ 1/ 131، تاريخ أبي زرعة 2/ 702، التاريخ لابن معين 2/ 393 رقم 5074 الجزء: 9 ¦ الصفحة: 519 قَالَ دُحيم: لا بأس بِهِ كَانَ معلّم أهل دمشق وقاصّ الجند. وقَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ يليّنه من كثرة روايته عَن علي بْن يزيد الإلهامي. وقال النسائي: لَيْسَ بالقويّ. وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء. هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: نا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَجْلِسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْقَنْطَرَةِ الْوُسْطَى بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَسَاقَ حَدِيثًا طَوِيلا مُنْكَرًا. مات عثمان سنة خمس وخمسين ومائة. عثمان بن عبد الله [1]- م د ن ت- وقيل ابن ميمون البصري الشحّام. عَن أَبِي رجاء العطاردي وعكرمة ومسلم بْن أَبِي بكرة وغيرهم. وعنه وكيع ويحيى القطان وحماد بْن مسعدة وأبو عاصم ومحمد بْن أَبِي عدي والأصمعي وجماعة. وثّقه أحمد وغيره. وقال القطان: يعرف وينكر. وقال أحمد: ليس بِهِ بأس. وقال النسائي: ليس بالقويّ. قُلْتُ: خرّج لَهُ مسلم شاهدًا فِي الغيبة لا أصلا.   [1] لم أجد له ترجمة أخرى. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 520 كنيته أَبُو مسلم. عثمان بْن عَبْد الله بْن مَوْهب [1] . من طبقة الزهري. وقد قَالَ ابْن سعد: مات فِي خلافة المهدي سنة ستين. وكأنه وهم. عثمان بن عبيد [2]- ت- أبو دوس اليحصبي الحمصي. عَن خالد بْن معدان وعبد الرحمن بْن عائذ الثمالي. وعنه إسماعيل بْن عياش وأبو نعيم وأبو المغيرة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. عثمان بن عطاء [3]- ق- بْن أَبِي مسلم. الخراساني البلخي ثُمَّ المقدسي مولى المهلب بْن أَبِي صفرة الأزدي. وقيل مولى هذيل، يكنى أبا مسعود. روى عَن أبيه وزياد بْن أَبِي سودة وإسحاق بْن قبيصة بْن ذؤيب. وعنه ابْن الْمُبَارَك وضمرة بْن ربيعة وابن وهب وحجاج بْن محمد وكثير ابن هشام وجماعة. ضعّفه ابن معين وغيره. وقال دحيم: لا بأس بِهِ، وأيّ شيء روى من الحديث. يعني أن الغالب عَلَى روايته التفسير والمقاطيع.   [1] الجرح 6/ 155، التاريخ 6/ 231، التهذيب 7/ 132، التقريب 2/ 11، المعرفة والتاريخ 3/ 281 [2] الجرح 6/ 158، التاريخ 6/ 241، تهذيب 7/ 136، التقريب 2/ 12. [3] التاريخ 6/ 244، المجروحين 2/ 100، التهذيب 7/ 138، التقريب 2/ 12، الميزان 3/ 48، المعرفة والتاريخ 1/ 141، تاريخ أبي زرعة 1/ 219، التاريخ لابن معين 2/ 394 رقم 4822. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 521 وقال البخاري: ليس بذاك. وقال الدارقطني: ضعيف. قُلْتُ: ولد سنة ثمان وثمانين ومات سنة خمس وخمسين ومائة. قاله ضمرة. عثمان بْن غياث البصري [1]- م خ د ن- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيق وأبي عثمان النهدي وابن بريدة وأبي نضرة وجماعة. وعنه شعبة وأبو أسامة وغندر ومحمد بْن أَبِي عديّ والنضر بْن شميل والأنصاري. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق، وغمزه القطان فَقَالَ عليّ بْن المديني: لَهُ أقل من عشرة أحاديث. سَمِعْت يحيى بْن سعيد يَقُولُ: كَانَ عند عثمان بْن غياث كتاب عَن عكرمة فلم يصحّحها. وقال أبو داود: كان من جند البصرة. وقال أحمد: ثقة يرى الإرجاء. وقال النسائي: ثقة. عثمان بْن مرة البصري [2]- م ن- عَن عكرمة والقاسم وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر.   [1] الجرح 6/ 164، التاريخ 6/ 245، التهذيب 7/ 146، التقريب 2/ 13، ميزان 3/ 51، التاريخ لابن معين 2/ 395 رقم 3869. [2] الجرح 6/ 170، التاريخ 6/ 251، التهذيب 7/ 153. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 522 وعنه يحيى القطان وأبو عاصم والنضر بْن شميل وعثمان بْن عمر بْن فارس. وقال أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ. عثمان بْن مسلم الدمشقي [1] . عَن مكحول وبلال بْن سعد. وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن حميد ومحمد بْن شعيب. ذكره البخاري. عثمان بن واقد [2]- د ت- بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر العمري. عَن نافع بْن جبير وسعيد بْن أَبِي سعيد مولى المهدي ونافع مولى ابْن عمر عَن أبيه وعمه أبي بكر. وعنه وكيع وأبو معاوية وشعيب بن حرب وزيد بن الحباب. وثقه ابن معين وضعفه أبو داود لأنه زاد في حديث (مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ) مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. عثمان بْن أَبِي رواد [3]- خ- العتكيّ. مولاهم، البصري أخو عَبْد العزيز وجبلة. روى عن الزهري وداود بن أبي هند.   [1] الجرح 6/ 167، التاريخ 6/ 251، تاريخ أبي زرعة 1/ 607. [2] التهذيب 7/ 158، التقريب 2/ 15، ميزان 3/ 59. [3] الجرح 6/ 150، التهذيب 7/ 115، التقريب 2/ 8، تاريخ أبي زرعة 1/ 241. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 523 وعنه شعبة- وهو أكبر منه- ومحمد بن بكر البرساني وأبو عبيدة الحداد. وثقه ابن معين. عثيم بن نسطاس [1] ، الكندي. مولاهم المدني أخو عبيد. عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وسعيد المقبري. وعنه الثوري والقعنبي. اسمه عثمان. عدي بن عبد الرحمن بن زيد الطائي [2] . والد الهيثم بن عدي. شامي نزل العراق. أخذ في الكهولة عَن داود بْن أَبِي هند ومحمد بْن عمرو وطبقتهما. وعنه محمد بْن الوليد الزبيدي- وَهُوَ أكبر منه- وعبد الوارث وعيسى ابْن يونس ووكيع. وحديثه عزيز الوقوع وما علمت بِهِ بأسًا. عزرة بْن ثابت [3] بْن أَبِي يزيد الأنصاري [4]- خ م- البصري. أخو محمد وعليّ.   [1] الجرح 6/ 171، التهذيب 7/ 161، التقريب 2/ 15. [2] الجرح 7/ 3، التاريخ لابن معين 2/ 398 رقم 2363. [3] في الأصل «عزر» والتصحيح من المصادر قبله. [4] الجرح 7/ 22، التاريخ 7/ 66، التقريب 2/ 20، المعرفة والتاريخ 2/ 127 و 665، التاريخ لابن معين 2/ 402 رقم 3469. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 524 عن علباء بْن أحمر وعمرو بْن دينار وقتادة وثمامة بْن عَبْد الله وأبي الزبير وعدة. وعنه عَبْد الوارث ووكيع وأبو عاصم وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم وخلق. وثّقه ابْن معين وأبو داود. عصام بْن طَليق الطفاوي [1] بصري. عَن ثابت وعطية العوفي. وعنه الأسود بْن عامر وبكر بْن بكار ويحيى بْن أَبِي بكير وطالوت بْن عباد. روى عباس عَن ابْن معين: ليس بشيء. سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ: نَا عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَكْثَرُ النَّاسِ ذُنُوبًا أَكْثَرُهُمْ كَلامًا فِيمَا لا يَعْنِيهِ) . عصام بن قدامة البجلي [2]- د ت ن- الكوفي. عَن مالك بْن نمير الخزاعي وعكرمة. وعنه وكيع والمعافى بْن عمران وأبو نعيم ومحمد بْن يوسف الفريابي. قَالَ أَبُو داود: ليس به بأس. عطية بن بهرام [3] .   [1] الجرح 7/ 25، المجروحين 2/ 174، التهذيب 7/ 195، التقريب 2/ 21، ميزان 3/ 66. [2] الجرح 7/ 25، التاريخ 7/ 70، التهذيب 7/ 196، التقريب 2/ 21، ميزان 3/ 67، التاريخ لابن معين 2/ 402 رقم 3966. [3] الجرح 6/ 381، التاريخ 7/ 13. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 525 عَن شيبان اليشكري ومورق العجلي وقتادة. وعنه وكيع وأبو نعيم ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو الوليد. قَالَ أَبُو حاتم: ليس بِهِ بأس. عكرمة بْن عمار العجلي اليمامي [1] ، أَبُو عمار، أحد الأعلام. روى عَن أَبِي زميل [2] سماك الحنفي والهرماس بْن زياد- وَلَهُ رؤية- والقاسم وسالم وطاوس وضمضم بْن جوش [3] وعطاء بْن أَبِي رباح ويحيى بْن أَبِي كثير. وعنه ابْن الْمُبَارَك ووكيع وابن مهدي ويحيى القطان وزيد بن الحباب وأبو الوليد وعبد الله بْن رجاء الغداني [4] وعبد الله بْن بكار- شيخ لقيه أَبُو يعلى- ويزيد بْن عَبْد الله اليمامي- شيخ لابن ماجه- وآخرون كثيرون. قَالَ أَبُو حاتم: سَمِعْت يحيى بْن معين يَقُولُ كَانَ عكرمة بْن عمار أمّيًّا وكان حافظًا. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق إنما يهم. وقال يعقوب السدوسي: نا غير واحد سمعوا ابْن معين يَقُولُ: ثقة ثبت. وقال أحمد بْن حنبل: أحاديثه عَن يحيى بْن أَبِي كثير مضطربة ضعاف ليست بصحاح ولكنه أتقن حديث إياس بن سلمة.   [1] الجرح 7/ 10، التاريخ 7/ 50، التهذيب 7/ 261، التقريب 2/ 30، ميزان 3/ 90، المعرفة والتاريخ 1/ 522 و 723، تاريخ أبي زرعة 1/ 453، التاريخ لابن معين 2/ 414 رقم 3494، طبقات ابن سعد 5/ 555، طبقات خليفة 290، تاريخ خليفة 429، التاريخ الصغير 2/ 139، الضعفاء 334، تاريخ بغداد 12/ 157، سير أعلام النبلاء 7/ 134، العبر 1/ 232، طبقات المدلّسين 14، خلاصة تذهيب الكمال 270، شذرات الذهب 1/ 246. [2] بضم الزاي. [3] بجيم وشين معجمة. [4] بضم الغين وفتح الدال المخفّفة. نسبة إلى غدانة بن يربوع. (اللباب 2/ 375) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 526 وقال البخاري: يضطرب فِي يحيى بْن أَبِي كثير ولم يكن عنده كتاب. وقال عاصم بْن علي: كَانَ مستجاب الدعوة، مات فِي رجب سنة تسع وخمسين ومائة ببغداد. وقال صالح جزرة: صدوق فِي حديثه شيء. وقال الدارقطني: ثقة. العلاء بْن زهير الأزدي [1] . أَبُو زهير الكوفي. عَن وبرة المُسْلِمي [2] ، وأبي [3] عَبْد الرحمن الأسود بْن يزيد. وعنه مخنف ومحمد بْن يوسف الفريابي وغيرهم. روى الكوسج عَن ابْن معين: يُوثّق. العلاء بْن صالح التيمي الكوفي [4] . عَن يزيد بْن أَبِي مريم والحكم وسلمة بْن كهيل وعديّ بْن ثابت. وعنه عُبَيْد الله وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري ويحيى بْن أَبِي بكير وآخرون. وثّقه أَبُو داود.   [1] الجرح 6/ 355، التاريخ 6/ 515، المجروحين 2/ 183، ميزان 3/ 101، التهذيب 8/ 180، التقريب 2/ 92، المعرفة والتاريخ 2/ 143. [2] بضم الميم وسكون السين وكسر اللام. نسبة إلى المسلمة. (اللباب 3/ 211) . [3] سقطت «أبي» من الأصل. [4] الجرح 6/ 356، التاريخ 6/ 514، التهذيب 8/ 184، التقريب 2/ 92، ميزان 3/ 101، المعرفة والتاريخ 1/ 220. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 527 علي [1] بن الحزوّر [2] الكوفي- ق- وهو علي بن أبي فاطمة. عَن الأصبغ بْن نباتة ونفيع أَبِي داود الأعمى. وعنه سعيد بن محمد الورّاق ويونس بْن بكير وعبد الصمد بْن نعمان وإسماعيل بْن أبان الغنوي وغيرهم. تركوه. وقَالَ البخاري: فِيهِ نظر. وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. علي بْن أَبِي حَمَلَة [3] . أَبُو نصر القرشي مولاهم الشامي. قرأ القرآن على عطية بن قيس ورأى وائلة بْن الأسقع، وقيل إنه أدرك أيام معاوية. وحدّث عَن أبيه وأبي إدريس الخولاني وعبد الله بْن محيريز ومكحول وطائفة من التابعين. وكان من علماء دمشق. روى عَنْهُ ابْن الْمُبَارَك وبقية وضمرة وغيرهم.   [1] الجرح 6/ 182، التهذيب 7/ 296، التقريب 2/ 33، ميزان 3/ 118، المعرفة والتاريخ 3/ 64، التاريخ لابن معين 2/ 414 رقم 1274. [2] بفتح الحاء المهملة والزاي والواو المشدّدة. [3] الجرح 6/ 183، التاريخ 6/ 271، التهذيب 7/ 314، الميزان 3/ 125، تاريخ أبي زرعة 1/ 342. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 528 وكان ناظرًا عَلَى دار الضرب بدمشق فِي أيام عمر بْن عَبْد العزيز، جعله عَلَى تصفية الذهب والفضة. روى ضمرة بْن ربيعة عَن علي بْن أَبِي حملة قَالَ: قدم مكحول فلسطين فنزل عليَّ وأنا والٍ. قَالَ ضمرة: توفي سنة ست وخمسين ومائة. قُلْتُ: لعلّه قارب مائة سنة. علي بْن سويد بْن مَنْجُوف السدوسي [1]- خ- بصري صدوق. عَن عَبْد الله بْن بريدة وأبي ساسان حصين بْن المنذر. وعنه شعبة ويحيى القطان والنضر بْن شميل وروح بْن عبادة. وثّقه أَبُو داود. علي بْن صالح المكّي العابد [2]- ت- أبو الحسن. عَن عمرو بْن دينار وعبد الله بْن عثمان بْن خثيم. وعنه سعيد بْن سالم القداح ومعتمر بْن سُلَيْمَان ومعمر بْن سُلَيْمَان الرقِّي والنعمان بْن عَبْد السلام الأصبهاني. لَهُ أحاديث يسيرة. توفي سنة 151.   [1] الجرح 6/ 187، التاريخ 6/ 277، التهذيب 7/ 330، التقريب 2/ 38، ميزان 3/ 132. [2] التهذيب 7/ 333، التقريب 2/ 38. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 529 عليّ بن صالح [1]- م 4- بْن صالح بْن حيّ الهمداني الكوفي. أَبُو الحسن. وكان هُوَ والحسن توأمان. روى عَن سلمة بْن كهيل وعليّ بْن الأقمر وسماك وجماعة من طبقتهم. وعنه أخوه الحسن ووكيع وعبيد الله بْن موسى والخريبي وأبو نعيم وإسماعيل ابن عمرو البلخي وخالد بْن مخلد وآخرون. وثّقه أحمد بْن حنبل. وكان من علماء الكوفة. قَالَ ابْن المديني: لَهُ نحو ثمانين حديثًا. وقال وكيع: كَانَ هُوَ وأخوه وأمُّهما قد جزّءوا الليل ثلاثة أجزاء للتهجّد، فماتت أمّهما فكانا يقتسمان الليل، فمات عليّ فكان الحسن يقوم الليل كله. رواها عَبْد الله بْن هاشم. وقال عبيد الله: سَمِعْت الحسن بْن صالح يَقُولُ: لما احتضر أخي رفع بصره ثم قَالَ: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً 4: 69 [2] ، ثُمَّ خرجت نفسه، فنظَرنا فإذا ثقب فِي جنبه قد وصل إِلَى جوفه وما علم بِهِ أحد. وقد قرأ علم القرآن عَلَى عاصم وحمزة الزيّات، وتصدّر للإقراء.   [1] الجرح 6/ 190، التاريخ 6/ 280، التهذيب 7/ 332، التقريب 2/ 38، ميزان 3/ 123، المعرفة والتاريخ 3/ 132، التاريخ لابن معين 2/ 418 رقم 1264، طبقات ابن سعد 6/ 374، طبقات خليفة 168، تاريخ خليفة 427، التاريخ الصغير 2/ 119، الضعفاء 296، مشاهير علماء الأمصار 169، حلية الأولياء 7/ 327، الكامل في التاريخ 5/ 613، سير أعلام النبلاء 7/ 371، طبقات القراء 1/ 546، خلاصة تذهيب الكمال 274. [2] قرآن كريم- سورة النساء- الآية رقم 69. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 530 تلا عَلَيْهِ عُبَيْد الله بْن موسى. وله فِي صحيح مسلم حديث فِي حسن الخلق. مات سنة أربع وخمسين ومائة. عليّ بْن عُمَر بْن زين العابدين عليّ [1]- د- بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ العلويّ. عَن أبيه وابن عمه جعفر بْن محمد. وعنه ابْن عمه حسين بْن زيد ويزيد بْن عَبْد الله بْن الهاد- مَعَ تقدمه- ومحمد ابن إسماعيل بْن أَبِي فديك. وهو قليل الرواية. علي بْن الْمُبَارَك الهُنّائي البصري [2]- ع- عَن يحيى بْن أَبِي كثير ومحمد بْن واسع وعبد العزيز بْن صهيب وأيوب. وعنه ابْن علية ويحيى القطان ووكيع ومسلم وعثمان بْن عمر بْن فارس وعدّة. وثّقه أَبُو داود وغيره. علي بن مسعدة الباهلي [3]- ت ق- أبو حبيب البصري. عَن قتادة وعاصم الجحدري وعبد الله الرومي.   [1] الجرح 6/ 196، التاريخ 6/ 289، التهذيب 7/ 367، التقريب 2/ 41. [2] الجرح 6/ 203، التاريخ 6/ 295، التهذيب 7/ 375، المشاهير 158، التقريب 2/ 43، ميزان 3/ 152، التاريخ لابن معين 2/ 422 رقم 3824. [3] الجرح 6/ 204، التاريخ 6/ 294، المجروحين 2/ 111، التهذيب 7/ 381، ميزان 3/ 156، التقريب 2/ 44، التاريخ لابن معين 2/ 422 رقم 1981. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 531 وعنه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ومحمد بن سنان العوقي [1] قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. وروى آدم بْن موسى وأبو بشر الدولابي عَن البخاري قَالَ: فِيهِ نظر. وقال أَبُو داود بتضعيفه. وقال ابْن حبّان: كَانَ ممن يخطئ عَلَى قلّة روايته، وينفرد بما لا يتابع عَلَيْهِ فاستحق ترك الاحتجاج بِهِ. زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: (الإِسْلامُ عَلانِيَةٌ وَالإِيمَانُ فِي القلب التقوى هاهنا) . وَبِهِ مَرْفُوعًا: (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخطّائين التوّابون) . عمار بن رزيق [2] الضبي الكوفي [3]- م د ن ق-. عَن أَبِي إسحاق ومنصور والأعمش. وعنه أحوص بْن جَوّاب [4] وزيد بْن الحباب ويحيى بْن آدم وأبو أحمد الزبيري. وكان عالمًا كبير القدر. قَالَ أَبُو أحمد الزبيري لإنسان: لو كنت اختلفت إِلَى عمار بْن زريق لكفاك أهل الدنيا.   [1] بفتح العين المهملة والواو بعدها قاف مكسورة. [2] في نسخة القدسي 6/ 253 «زريق» ، والتصحيح من المصادر قبله. [3] الجرح 6/ 392، التاريخ 7/ 29، التهذيب 7/ 400، التقريب 2/ 47، ميزان 3/ 164، المعرفة والتاريخ 2/ 255. [4] بفتح الجيم وتشديد الواو. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 532 توفي سنة تسع وخمسين ومائة. عمار بْن عُمارة أَبُو هاشم الزعفراني [1]- د-. بصري معروف بالكنية. روى عَن الحسن ومحمد وصالح بْن عُبَيْد وكثير بْن اليمان. وعنه روح بْن عبادة ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو الوليد. قَالَ أَبُو حاتم: صالح. وقال ابْن معين: ثقة. وأما آدم بن موسى فروى عَن البخاري قَالَ: فِيهِ نظر. عمارة بْن مهران [2] الْمِعْوَلِيُّ [3] . أَبُو سعيد البصري أحد العُبّاد. روى عَن الحسن وابن سيرين وأبي نضرة. وعنه عبد الرحمن بن مهدي وعمرو بن عاصم الكلاعي وعمرو بن مرزوق وسليمان بن حرب. وثقه ابن معين. ابن علية: نا عمارة أَبُو سعيد العابد. وقال أحمد بْن حنبل: بلغني أن عمارة عَبَد الله تعالى حتى صار جلدا على عظم.   [1] الجرح 6/ 390، التاريخ 7/ 29، التهذيب 7/ 404، التقريب 2/ 48، ميزان 3/ 166، المعرفة والتاريخ 2/ 669، التاريخ لابن معين 2/ 424 رقم 3689. [2] بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح الواو. [3] الجرح 6/ 369، التاريخ 6/ 505، التهذيب 7/ 424، المعرفة والتاريخ 2/ 58. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 533 عمر بن إبراهيم العبديّ [1]- ت ن ق- أبو جعفر البصري. عن قتادة ومطر الوراق. وعنه ابنه الخليل بْن عمر وعباد بْن العوّام وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وشاذ بْن فياض. وثّقه أحمد. وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عديّ: يروي عَن قتادة مَا لا يوافق عَلَيْهِ. وقال عَبْد الصمد: نا عمر بْن إبراهيم وهو ثقة وفوق الثقة. وكذا وثقه ابن معين. وقال ابن حبان: لا يعجبني الاحتجاج بِهِ. أما عمرو بْن إِبْرَاهِيم الأدمي. متروك. عمر بْن إسحاق بْن يسار المخزومي المدني [2] . أخو صاحب السيرة وأسنّ مِنْهُ. يروي عَن عطاء بْن يسار والقاسم بْن محمد وسالم ونافع بْن جبير وعمر بْن الحكم. وعنه محمد بن فليح وأبو بكر الحنفي والواقدي، وقال: كان عنده   [1] الجرح 6/ 98، التاريخ 6/ 141، المجروحين 2/ 89، التهذيب 7/ 424 و 425، التقريب 2/ 51، ميزان 3/ 178. [2] الجرح 6/ 98، التاريخ 6/ 141، المشاهير 133، التقريب 2/ 51، ميزان 3/ 182 وفيه «المخرمي» بدل «المخزومي» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 534 أحاديث وعلم. قُلْتُ: مَا علمت بِهِ بأسًا. مات سنة أربع وخمسين ومائة. عمر بْن بشير أَبُو هانئ الهمداني [1] الكوفي. عَن الشعبي. وعنه وكيع وأبو نُعيم وعبد الله بْن رجاء وغيرهم. ضعّفه ابْن معين. وقَالَ أحمد: صالح الحديث. وقال أَبُو حاتم: جابر الجعفي أحبّ إليَّ مِنْهُ، يُكتب حديثه. عمر بْن حبيب المكي [2] . عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ دينار وعبد الله بْن كثير. وعنه ابْن عيينة- ووصفه بالحفظ- ومسلم الزنجي وسعد بْن الصلت وعبد الرزاق. وثّقه أحمد. خرّج لَهُ البخاري فِي كتاب «الأدب» . عمر بْن حسين مولى حاطب [3] ، أَبُو قدامة المدني.   [1] الجرح 6/ 100، التاريخ 6/ 144، ميزان 3/ 183، التاريخ لابن معين 2/ 425 رقم 1791. [2] الجرح 6/ 104، التاريخ 6/ 148، التهذيب 7/ 431، المشاهير 192، ميزان 3/ 185، التقريب 2/ 52، المعرفة والتاريخ 1/ 435، التاريخ لابن معين 2/ 426 رقم 281. [3] التاريخ 6/ 148. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 535 عَن نافع وعائشة بنت قدامة. وعنه عَبْد العزيز بْن المطلب ومالك بْن أَبِي فديك وغيرهم. عمر بْن حفص المدني [1] . عَن عطاء وعامر بْن عَبْد الله. وعنه ابْن جريج وابن أَبِي فديك ويعقوب الحضرمي وغيرهم. صالح الحديث. عمر بْن خباب [2] البصري [3] . عَن طاوس والحسن وسالم بْن عَبْد الله. وعنه أَبُو نعيم وأبو داود الطيالسي ومحمد بْن روين البصري. قَالَ أَبُو حاتم: محله الصدق. عمر بن ذر بْن عَبْد الله بن زرارة [4]- خ د ت ن- ابن معاوية أبو ذر الهمدانيّ المرهبي [5] الكوفي. عَن أبيه وسعيد بْن جبير وأبي وائل ومجاهد وعكرمة.   [1] الجرح 6/ 102، التاريخ 6/ 150، المجروحين 2/ 84، التهذيب 7/ 434، المشاهير 128، التقريب 2/ 53. [2] مهمل في الأصل، والتصويب من الجرح والتعديل والتاريخ الكبير. [3] الجرح 6/ 106، التاريخ 6/ 152. [4] الجرح 6/ 107، التاريخ 6/ 154، التهذيب 7/ 444، التقريب 2/ 55، ميزان 3/ 193، المعرفة والتاريخ 3/ 133، التاريخ لابن معين 2/ 428 رقم 1288، طبقات خليفة 168، التاريخ الصغير 2/ 122، حلية الأولياء 5/ 108- 122، الكامل في التاريخ 5/ 442، سير أعلام النبلاء 6/ 385 رقم 162، خلاصة تذهيب الكمال 282، شذرات الذهب 1/ 240. [5] بضم الميم، نسبة إلى مرهبة بطن من همدان. (اللباب 3/ 199) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 536 وعنه أبان بْن تغلب وَهُوَ من أقرانه وابن الْمُبَارَك وحسين الجعفي ووكيع وحجاج الأعور وأبو نعيم والفريابي وخلاد بْن يحيى، وعدد كبير. وكان إمامًا مفوَّهًا زاهدًا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثقة بليغًا يرى الإرجاء، وكان ليّن القول فِيهِ، ومن مواعظه قَالَ: كل حزن يبلى إلا حزن التائب عَلَى ذنوبه. وقال محمد بْن السمّاك: سَأَلْتُ عمر بْن ذر أيهما أعجب إليك للخائفين: طول الكمد أو إسبال الدمعة؟ فَقَالَ: أما علمت أَنَّهُ إذا رق فذرف شفى وسَلا وإذا كمد غصّ فشجى، فالكمد أعجب إليّ لَهُم. وقال سفيان بْن عيينة: لما مات ذر ولد عمر بْن ذرّ جلس أبوه عَلَى شفير قبره وقال: يَا بنيّ شغلني الحزن لك عَن الحزن عليك فليت شعري مَا قُلْتُ وما قِيلَ لك، اللهم إنك أمرته بطاعتك وأمرته ببرّي فقد وهبت لَهُ تقصيره فِي حقي فهب لَهُ تقصيره فِي حقك. وقيل: إنه قَالَ: اللَّهمّ قد تصدّقت عَلَيْهِ بأجر مصيبتي فِيهِ، فأبكى من حضر. وقيل: لما حج عمر بْن ذر كانوا يقطعون التلبية يستمعون حسن تلبية عمر ابْن ذر وطِيب صوته. توفي سنة ست وخمسين ومائة عَلَى الصحيح. عمر بن راشد بن شجرة اليمامي [1]- ت ق- أبو حفص. عَن يحيى بْن أَبِي كثير وأبي كثير السحيمي- صاحب أبي هريرة-   [1] الجرح 6/ 107، التاريخ 6/ 155، المجروحين 2/ 83، التهذيب 7/ 445، المتروكين 84، الميزان 3/ 193، التقريب 2/ 55، التاريخ لابن معين 2/ 429 رقم 3033. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 537 ونافع وإياس بْن سلمة. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو نعيم والفريابي وعليّ بْن الجعد وآخرون. ضعّفه يحيى بن معين وغيره. وقال النسائي: ليس بثقة. عمر بْن رشيد الثقفي [1] . عَن الشعبي وأنس بْن سيرين. وعنه عَبْد الصمد بن عبد الوارث ومسلم بن إبراهيم. قَالَ أَبُو حاتم: هُوَ مجهول. عمر بْن رؤبة التغلبي الحمصي [2]- 4- عَن عَبْد الواحد بْن عَبْد الله البصري وغيره. وعنه إسماعيل بْن عياش ومحمد بْن حرب الأبرش. قَالَ البخاري: فِيهِ نظر. عمر بْن أَبِي زائدة الهمداني الكوفي [3] . كان أسنّ من أخيه زكريا ابن أَبِي زائدة، واسم أبيهما خالد بْن ميمون. روى عمر عَن قيس بْن أَبِي حازم والشعبي وعكرمة وأبي بردة وعون بْن أَبِي جحيفة وعبد الله بن أبي السفر.   [1] الجرح 6/ 108. [2] الجرح 6/ 108، التاريخ 6/ 155، التهذيب 7/ 447، التقريب 2/ 55، ميزان 3/ 196. [3] التهذيب 7/ 448، التقريب 2/ 55، ميزان 3/ 197، المعرفة والتاريخ 3/ 131 و 132، التاريخ لابن معين 2/ 429 رقم 1257. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 538 وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وإسحاق السلولي ومسلم والأصمعي وعبد الله ابن رجاء والحوضي وآخرون. وثّقه ابْن معين، وهو ممن قارب مائة سنة. قَالَ أحمد: كَانَ يرى القدر. عمر بْن زياد الباهلي [1] . عَن الأسود بْن قيس والسدّي. وعنه أَبُو نعيم وأبو غسان مالك بْن إسماعيل. قَالَ أَبُو زرعة: ليس بِهِ بأس. عمر بْن سليم الباهلي [2]- د ق- بصري. عَن الحسن وقتادة وأبي الوليد- صاحب لابن عمر- وعنه زيد بْن الحباب وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث ومسلم بْن إِبْرَاهِيم والهيثم بْن جميل. قَالَ أَبُو حاتم: شيخ. وقال أَبُو زرعة: صدوق. وقال العقيلي: لَهُ حديث منكر. عمر بْن سعيد بْن أَبِي حسين النوفلي المكي [3]- خ م ت ن ق- ابن عم   [1] الجرح 6/ 109، التاريخ 6/ 156، المعرفة والتاريخ 1/ 483. [2] الجرح 6/ 112، التاريخ 6/ 160، التهذيب 7/ 457، التقريب 2/ 57، ميزان 3/ 202. [3] الجرح 6/ 110، التاريخ 6/ 159، التهذيب 7/ 453، التقريب 2/ 56، المعرفة والتاريخ 1/ 379 و 589. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 539 عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرحمن. عَن طاوس والقاسم وابن أَبِي مليكة وعمر بْن شعيب. وعنه عيسى بْن يونس وابن الْمُبَارَك وأبو عاصم والقطان وروح وأبو أحمد الزبيري وسعيد بْن سلام العطار وآخرون. وثّقه أحمد وغيره. وقال أَبُو حاتم: صدوق. عمر بْن سعيد بْن مسروق [1]- م د ن- أخو سفيان الثوري. وعن أبيه وأشعث بْن أَبِي الشعثاء وعمار الدهني. وعنه أخوه مبارك وولده حفص بْن عمر وإبراهيم بْن طهمان وسفيان بْن عيينة وآخرون. وثّقه النسائي. وقال عَبْد الله بْن أحمد: ثقة أسنّ من سفيان، قَالَ: وكان بعض الكوفيين يفضّله عَلَى سفيان، قَالَ: ومبارك دونهما فِي الفضل. عمر بن الصبح [2]- ق- أَبُو نعيم الخراساني السمرقندي. عَن يزيد الرقاشي ويونس بْن عُبَيْد وطبقتهما. وعنه محمد بْن حمير وعيسى غنجار ومحمد بْن يعلى السلمي وغيرهم.   [1] الجرح 6/ 110، التاريخ 6/ 159، التهذيب 7/ 454، التقريب 2/ 56، المعرفة والتاريخ 1/ 703، التاريخ لابن معين 2/ 429 رقم 2231. [2] الجرح 6/ 116، التهذيب 7/ 463، التقريب 2/ 58. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 540 فتّشت عَلَيْهِ تواليف فِي الضعفاء فلم أره. وقال ابْن حبّان: يروي عَن قتادة ومقاتل بن حَيَّان. روى عنه العراقيون، كان ممن يضع الحديث على الثقات لا تحلّ كتابة حديثه إلا عَلَى جهة التعجّب لأهل الصناعة فقط. قَالَ إِسْحَاق بن راهَوَيْه: أخرجت خُرَاسَان ثلاثة لا نظير لهم: جهم بن صَفْوَان وَعُمَر بن الصبح ومقاتل. وقال البخاري فِي تاريخه: نا يحيى السكري عَن عليّ بْن جرير قَالَ: سَمِعْت عمر بْن صبح يَقُولُ: أَنَا وضعت خطبة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الأزدي: كذاب. وقال الدارقطني: متروك. خرّج لَهُ ابْن ماجه فِي الجهاد حديثًا من روايته عَن الأوزاعي. عمر بْن عَبْد الله بْن أَبِي خثعم [1]- ت ق- روى عَن يحيى بْن أَبِي كثير طامّات، منها: (مَن صلى بعد المغرب ست ركعات) ، وحديث: (من قرأ الدخان فِي ليلة) وحديث: (إذا بعثتم إليّ بريدًا فابعثوه حسن الاسم والوجه) . روى عَنْهُ زيد بْن الحباب وعمر بْن يونس اليمامي وموسى بن إسماعيل الحبلي.   [1] التهذيب 7/ 468، التقريب 2/ 58، الميزان 3/ 211. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 541 قَالَ البخاري: منكر الحديث ذاهب. وقال أَبُو زرعة: واهٍ. عمر بْن عامر أَبُو حفص البصري [1]- م ن- القاضي. عن أم كلثوم عن عائشة وعن قَتَادَةُ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. وعنه يزيد بن زريع وعباد بن العوام وسالم بن نوح ومحمد بن عبد الواحد ابن أبي حزم القطعي. قال أبو زرعة: ثقة، مات وهو ساجد. وقال أحمد: كان شعبة لا يستمرئه، وقد حدّثنا عَنْهُ معتمر وعبّاد بْن العوام. وروى عَنْهُ ابْن أَبِي عروبة. وقَالَ النسائي: ليس بالقويّ. عمر بْن عمران البصري الضرير [2] . عَن أَبِي رجاء العطاردي وأبي نضرة العبدي. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وأبو الوليد الطيالسي. قَالَ ابْن معين: صالح.   [1] الجرح 6/ 126، التاريخ 6/ 181، التهذيب 7/ 466، التقريب 2/ 58، التاريخ لابن معين 2/ 431 رقم 2140. [2] الجرح 6/ 126، التاريخ 6/ 180. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 542 عمر بْن فَرّوخ العبدي [1] ، البصري. عَن عكرمة وحبيب بْن الزبير. وعنه ابْن الْمُبَارَك ووكيع ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وآخرون. وثّقه أَبُو حاتم. لم يخرّجوا لَهُ شيئًا. عمر بْن الفضل البصري [2]- ع- عَن نعيم بْن يزيد وأبي العلاء بْن الشخير ورقبة بْن مصقلة. وعنه القطان وأبو نعيم وحرميّ بْن عمارة وأبو عمرو الحوضي وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخ. عمر بْن محمد بْن المنكدر التميمي [3]- م د ن- عَن أبيه وسمي مولى أَبِي بكر. وعنه وهيب بْن الورد ويحيى بْن سُلَيم الطّائفيّ وعبد الله بْن رجاء المكي وسعد بْن الصلت وآخرون. ولا بأس به.   [1] الجرح 6/ 128، التاريخ 6/ 185، التهذيب 7/ 488، التقريب 2/ 61، ميزان 3/ 217، التاريخ لابن معين 2/ 433 رقم 4289. [2] الجرح 6/ 128، التاريخ 6/ 185، التهذيب 7/ 488، التقريب 2/ 61. [3] الجرح 6/ 132، التاريخ 6/ 191، التهذيب 7/ 497، التقريب 2/ 63، المعرفة والتاريخ 1/ 659، تاريخ أبي زرعة 1/ 642. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 543 عمر بن قيس [1] سندل [2] المكيّ- ق- القاضي، أخو حميد بْن قيس الأعرج. عَن عطاء بْن أَبِي رباح ونافع وسعيد بْن مينا وغيرهم. وعنه ابْن وهب وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي وأحمد بْن يونس ومعاذ بْن فضالة وغيرهم. قَالَ أَبُو داود السِّنْجي [3] : نا الأصمعي قَالَ قَالَ عمر بْن قيس: مَا ينصفنا أهل العراق نأتيهم بسعيد بْن المسيّب والقاسم وسالم ويأتونا بنظرائهم أَبِي التياح وأبي الجوزاء وأبي حمزة، ولو أدركنا الشعبي لَشَعّب لنا القدور، ولو أدركنا النخعي لَنَخَّعَ لنا الشاة، ولو أدركنا الجوزاء لأكلناه بالتمر. قلت: آخر مَن روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن سلام الجمحي. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ، وكان يتكلّم فِي مالك ويقول: إن كَانَ مالك من ذي أصبح فأنا من ذي أمسى. وكان بذيء اللسان. قَالَ ابْن سعد: كَانَ فِيهِ بذاء وتسرُّع فأمسكوا عَن حديثه، وهو الَّذِي عبث بمالك فقال: مرة يخطئ ومرة لا يصيب، قَالَ ذَلِكَ عند والي مكة فَقَالَ مالك: هَكَذَا الناس، ثم أفاق على نفسه فقال: لا أكلمه أبدًا. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَن عمر بْن قيس فقال: لا يسوى   [1] الجرح 6/ 129، التاريخ 6/ 187، المجروحين 2/ 85، التهذيب 7/ 490، الضعفاء الصغير 81، ميزان 3/ 218، التقريب 2/ 62، المعرفة والتاريخ 3/ 41، تاريخ أبي زرعة 1/ 513 و 514، التاريخ لابن معين 2/ 433 رقم 341. [2] بفتح السين المهملة وسكون النون. [3] بكسر السين وسكون النون، نسبة إلى قرية من قرى مرو. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 544 حديثه شيئا، أحاديثه بواطيل [1] . وقال ابْن معين: ليس بثقة. عمر بْن مالك الشَّرْعَبي [2]- م د ن- مصري. عَن يزيد بْن الهاد وعبد الله بْن أَبِي جعفر وصفوان بْن سليم. وعنه ابْن لهيعة ومغيرة بْن الحسن وابن وهب وغيرهم. قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ ليس بالمعروف. وقال أَبُو زرعة: صالح. عمر بْن موسى [3] بْن وجيه الوجيهي الأنصاري أَبُو حفص، الشامي الدمشقي. عَن خالد بْن معدان ومكحول وعمرو بْن شعيب والحكم بْن عتيبة وجماعة. وعنه محمد بْن إسحاق وبقية وأبو نعيم ويحيى بْن يعلى الأسلمي وإسماعيل ابن عمرو البجلي وآخرون. وسكن الكوفة مدة. قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال ابْن معين وغيره: ليس بثقة.   [1] في الأصل «بواطيل» . [2] الجرح 6/ 136، التاريخ 6/ 194، التهذيب 7/ 494، التقريب 2/ 62، التاريخ لابن معين 2/ 434 رقم 5091. [3] الجرح 6/ 133، التاريخ 6/ 197، المتروكين 83، الميزان 3/ 224، المعرفة والتاريخ 1/ 152 و 700. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 545 وقال ابْن عدي: هُوَ فِي عداد من يضع الحديث متنًا وإسنادًا. وقال غيره: هُوَ عمر بْن موسى بْن حفص الشامي. وقال ابْن حبّان: هُوَ عمر بْن موسى الميثمي، حمصي روى عَنْهُ بقية. وقال عفير بْن معدان: قدم علينا عمر بْن موسى الوجيهي الميثمي فاجتمعنا إليه فجعل يَقُولُ: ثنا شيخكم الصالح، قلنا: ومن هُوَ؟ قَالَ خالد بْن معدان: كتبت عَنْهُ سنة ثمان ومائة بأرمينية، فقلنا: اتّق الله يَا شيخ ولا تكذب، مات سنة أربع ومائة، ثُمَّ قمنا، وقال لَهُ عفير: أزيدك أَنَّهُ مَا غزا أرمينية قط، مَا كَانَ يغزو إلا الروم. بَقِيَّةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الْوَجِيهِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الأَكْلُ فِي السُّوقِ دَنَاءَةٌ) . عمر بْن معروف الكوفي [1] . نزل الريّ وحدّث عَن عكرمة وزبيد اليامي وطلحة بْن مصرف. وعنه جرير وحكام بْن سلم [2] وإسحاق بْن سُلَيْمَان وآخرون. عمر بْن أَبِي وهب الخزاعي البصري [3] . عَن موسى بْن ثروان. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو عمر الحوضيّ وجماعة. وثّق.   [1] الجرح 6/ 136، التاريخ 6/ 196. [2] بإسكان اللام، وفي الأصل «سلام» . [3] الجرح 6/ 140، التاريخ 6/ 203. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 546 عمران بْن أنس [1] مكي. عَن عطاء وابن أَبِي مليكة. وعنه مصعب بْن المقدام ومعاوية بْن هشام وأبو نميلة. قَالَ البخاري: منكر الحديث. عمران بن حدير [2]- م د ت ن- أبو عبيدة السدوسي البصري. عَن عَبْد الله بْن شقيق وأبي عثمان النهدي وأبي قلابة وعكرمة. وصلّى خلف أنس بْن مالك. وعنه شعبة وحماد بْن زيد ووكيع وعثمان بْن عمر بْن فارس وعثمان بْن الهيثم وغيرهم. لَهُ نحو من عشرة أحاديث. قَالَ يزيد بْن هارون: كَانَ من أوثق الناس. وقَالَ ابْن المديني: ثقة من أوثق شيخ بالبصرة. وقيل: مات سنة تسع وأربعين ومائة. فينبغي أن ينقل إِلَى الطبقة السالفة. عمران بن دلور [3] القطان العميّ [4]- 4-.   [1] الجرح 6/ 293، التاريخ 6/ 423، التهذيب 8/ 128، ميزان 3/ 234. [2] الجرح 6/ 296، التاريخ 6/ 425، التهذيب 8/ 125، مشاهير 157، التقريب 2/ 82، المعرفة والتاريخ 3/ 139، التاريخ لابن معين 2/ 346 رقم 3450، تاريخ خليفة 425، طبقات خليفة 221، التاريخ الصغير 2/ 98، سير أعلام النبلاء 6/ 363. [3] في نسخة القدسي: «داود» والتصحيح من التقريب وغيره. [4] التاريخ 6/ 425، سير أعلام النبلاء 7/ 280، خلاصة تذهيب الكمال 295، التهذيب 8/ 130، التقريب 3/ 83، ميزان 3/ 236، المعرفة والتاريخ 2/ 258، التاريخ لابن معين 2/ 437 رقم 3598، الضعفاء 313. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 547 أَبُو العوام البصري. عَن الحسن ومحمد بْن سيرين وأبي جمرة الضبعي وبكر المزني وقتادة. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وأبو عاصم وأبو داود وعبد الله بْن رجاء وعمرو بْن عاصم وآخرون. قَالَ أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وكذا ضعّفه أَبُو داود. وقال يزيد بْن زريع: كَانَ حروريًا يرى السيف عَلَى أهل القبلة. وقال أَبُو داود: أفتى فِي أيام إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بفتوى شديدة فيها سفك دماء. وقال الفلاس: كَانَ عَبْد الرحمن يحدّث عَنْهُ، وكان يحيى لا يحدّث عَنْهُ، وقد ذكره يحيى يومًا فأحسن الثناء عليه وذكر أنه كان بينه وبينه شركة. وقال ابْن معين: كَانَ يرى رأي الخوارج ولم يكن داعية. عمران بن زائدة [1]- د ن ق- بن نشيط. عَن أبيه. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو نعيم وأبو أحمد الزبيري. ووثّقه ابن معين.   [1] الجرح 6/ 298، التاريخ الكبير 6/ 428، التهذيب 8/ 132، التقريب 2/ 83، التاريخ لابن معين 2/ 437 رقم 1286. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 548 عمران بن مسلم القصير [1]- سوى ق- أبو بكر البصري، أحد العُبّاد. عَن إِبْرَاهِيم التيمي وأبي رجاء العطاردي وعطاء بْن أَبِي رباح ومحمد بْن سيرين. وعنه بشر بْن المفضّل ويحيى القطان وعبد الله بْن رجاء الغدّاني. وثّقه أحمد وغيره. وَكَانَ يرى القدر. عمران بْن وهب الطائي [2] . عَن أنس بْن مالك وأبي رجاء العطاردي وسعد بْن عَبْد الله بْن جريج. وعنه محمد بْن عُبَيْد الطنافسي وأحمد بْن أَبِي ظبية وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي. ضعّفه أبو حاتم: وقال: حدّث محمد بن خالد صاحب الفرائض عَنْهُ عَن أنس بمعضلات، قَالَ: ولا أحسبه سَمِعَ من أنس شيئًا. قُلْتُ: لَهُ عَن أنس حديث الطير. عمران أَبُو بشر الحلبي [3] . عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْه وكيع وأبو أسامة وعبيد الله بن موسى.   [1] الجرح 6/ 304، التاريخ 6/ 419، المجروحين 2/ 123، التهذيب 8/ 137، مشاهير 154، المعرفة والتاريخ 3/ 76، التاريخ لابن معين 2/ 439 رقم 2114، التاريخ الصغير 2/ 140، ميزان الاعتدال 3/ 243، سير أعلام النبلاء 6/ 225، خلاصة تذهيب الكمال 296 وقد سبق ذكره في الطبقة الماضية. [2] الجرح 6/ 306، التاريخ 6/ 415، ميزان 3/ 244. [3] الجرح 6/ 294، التاريخ 6/ 410، التاريخ لابن معين 2/ 440 رقم 3132. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 549 عمرو بْن خَالِد الكوفي [1]- ق- مولى بني هاشم، يكنى أبا خالد، سكن واسطا. وحدّث عَن زيد بْن عليّ عَن أبان بنسخة منكرة كأنها موضوعة. وروى عَن حبيب بْن أَبِي ثابت وجماعة. وعنه إسرائيل وجعفر الأحمر ومحمد بْن سُلَيْمَان بْن أبي داود ويحيى بن هاشم. وقال ابْن راهويه ووكيع: كَانَ يضع الحديث. عمرو بْن سعيد الأوزاعي [2] ، أَبُو بكر الدمشقي. عَن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي ونوف الْبِكَالِيِّ [3] . وعنه الوليد بْن مسلم ومحمد بْن شعيب. صُوَيْلح إن شاء الله تعالى. عمرو بن أبي الحجّاج ميسرة [4]- د- المنقري. قديم لم يلحقه ولده الحافظ أَبُو معمر المُقْعَد [5] . يروي عَن الجارود بْن أَبِي سبرة ونافع العمري. وعنه ربعي بْن عَبْد الله وابن علية ويحيى القطان ومحمد بْن سواء.   [1] الجرح 6/ 230، التاريخ 6/ 328، المجروحين 2/ 76، التهذيب 8/ 27، التقريب 2/ 69، التاريخ لابن معين 2/ 442 رقم 1502. [2] الجرح 6/ 236 وسبقت ترجمته في الطبقة الماضية. [3] بكسر الباء وفتح الكاف المخففة، نسبة إلى بني بكال. (اللباب 1/ 168) . [4] التهذيب 8/ 17. [5] في الأصل: (أبو معمر والمقعد) ، والتصويب من (اللباب- 3/ 248) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 550 وثّقه أَبُو داود. وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. عمرو بْن شَمِر [1] ، الْجُعْفي أَبُو عَبْد الله، الكوفي، العابد، الرافضي. عَن جابر الجعفي وعمرو بْن قيس وليث بْن أَبِي سليم والأعمش وجعفر ابن محمد وطائفة. وعنه عَبْد العزيز بْن أبان وأحمد بْن يونس اليربوعي وغيرهما. قَالَ خلاد بْن يزيد: قَالَ لِي سُفْيَان الثوري: عمرو بْن شمِر هَكَذَا مكثر عَن جَابِر وما رَأَيْته قط عنده. وقَالَ ابْن معين: لا يُكتب حديثه. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عَن الثقات، ثُمّ قَالَ: مات سنة سبع وخمسين ومائة. وقال أسيد بْن زَيْدُ: سَمِعْت حسينًا الجعفي يَقُولُ: كَانَ عمرو بْن شمر يؤمّهم فمكثت ثلاثين سنة أجهد أن أسبقه إِلَى المسجد أو أخرج بعده فلم أقدر. وقال الجوزجاني: عمرو بْن شمر زائغ كذاب. وقال ابْن عديّ: عامّة مَا عنده غير محفوظ. وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.   [1] الجرح 6/ 239، التاريخ 6/ 344، المجروحين 2/ 75، المتروكين 81، ميزان 3/ 268، المعرفة والتاريخ 1/ 332، التاريخ لابن معين 2/ 446 رقم 1340. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 551 عمرو بْن عثمان بْن هانئ المدني [1]- د ق- مولى عثمان بْن عفان. عَن القاسم بْن محمد وعمر بْن عَبْد العزيز. وعنه هشام بْن سعد وابن أَبِي فديك والواقدي. وحديثه فِي مسند أحمد أيضا، كأنه صدوق. عمرو بن عثمان بن عبد الله [2]- خ م ن- بن موهب القرشي. أبو سعد التيمي مولاهم الكوفي. روى عَن أبيه وموسى بْن طلحة وأبي بردة بْن أَبِي موسى وعمر بْن عَبْد العزيز وعنه شعبة- لكنه سماه مُحَمَّدا- وسفيان الثوري وإسحاق الأزرق وأبو نعيم ومحمد بْن عمر الواقدي وغيرهم. قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. وقال أحمد ويحيى: ثقة. عمرو بْن كثير بْن أفلح المكي [3] ويقال عمر. عَن عَبْد الرحمن بْن كيسان عَن أبيه. وعنه محمد بْن بشر العبدي ويونس المؤدّب وأبو سلمة المنقري وأبو حذيفة النهدي. قال أبو حاتم: لا بأس به.   [1] التهذيب 8/ 79، التقريب 2/ 75. [2] الجرح 6/ 248، التاريخ 6/ 354، التهذيب 8/ 78، التقريب 2/ 74، تاريخ أبي زرعة 1/ 162. [3] الجرح 6/ 256، التاريخ 6/ 366، التهذيب 8/ 94، التقريب 2/ 77، ميزان 3/ 285. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 552 عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن [1]- د- بن سعيد بن يربوع المخزومي. وقيل بل اسمه عمر. روى عَن جده عَبْد الرحمن وغيره، مُقِلّ. روى عَنْهُ زيد بْن الحباب والواقدي. صويلح. عميرة بن أبي ناجية [2]- ن- أبو يحيى الرعينيّ مولاهم المصري. عَن بعض التابعين. كَانَ زاهدًا عابدًا. وكان أَبُوهُ من سبي الروم. قَالَ ابْن وهب: رَأَيْت عميرة يصلّي بين الخلْق فما يكترث لكلامهم ولا يبالي. ربما رَأَيْته يبكي والناس ينظرون إِلَيْهِ وهو مقبل عَلَى صلاته كأن أحدًا لا يراه من شُغْله بصلاته. روى عميرة عَن أبيه ويزيد بْن أَبِي حبيب وبكر بن سوادة وجماعة قليلة. وعنه الليث وابن لهيعة [3] ويحيى بن أيوب وابن وهب وبكر بن مضر وسعيد بن زكريا الآدم وآخرون. وقال النسائي: ثقة. وقال ابن يونس: كان أبوه روميا.   [1] التهذيب 8/ 78، التقريب 2/ 75. [2] الجرح 7/ 24، التاريخ 7/ 70، التهذيب 8/ 152، التقريب 2/ 87. [3] بفتح اللام وكسر الهاء، كعظيمة. قال ابن حجر في (رفع الإصر عن قضاة مصر) : وأخطأ من قالها بالتصغير. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 553 قال سعيد الآدم: قيل لعميرة: لو استَتَرْتَ من هَذَا البكاء فَقَالَ: مَنْ عَمِلَ للَّه فعلى اللَّهِ جزاؤه. ومر عميرة عَلَى قوم يتناظرون وقد عَلَتْ أصواتهم فَقَالَ: هَؤُلاءِ قوم قد ملّوا العبادة وأقبلوا عَلَى الكلام، اللَّهمّ أمتني، فمات في الحج. فرأى هاهنا اثنان فِي النوم كأنه يُقَالُ: مات هَذِهِ الليلة نصف الناس، فحفظ تِلْكَ الليلة فجاء فيها موت عميرة. قَالَ سُلَيْمَان بْن دَاوُد المقري عَن ابْن وهب: سَمِعَ عميرة بْن أَبِي ناجية يَقُولُ: ركب معنا سَعِيد بْن أَبِي معين فِي مركب للغزو فسجد فنام فِي سجوده فاحتلم وهو ساجد، يَا بْن أخي لو نام لكان أفضل، فَإِن لكل عمل جهازًا، فالمرء يؤجر عَلَى جهازه للغزو وعلى جهازه للحج، وجهاز الصلاة النوم لها، فأحتسب نومتي كَمَا أحتسب قومتي. قَالَ المقري: سَمِعْت سعيدًا الآدم يَقُولُ: دعا عميرة يتيمًا فأطعمه وسقاه ودهن رأسه وقال: اللَّهمّ أَشْرِكْ والدي معي فِي هَذَا. فنام فرآهما ومعهما اليتيم يقولان: يَا بني مَا أعظم بركة هَذَا اليتيم علينا. وعن ابْن وهب قَالَ: كَانَ عميرة كأنه نائحة من كثرة البكاء. قِيلَ: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. عنبسة بْن الأزهر [1] . أَبُو يحيى قاضي جرجان. عن أبي إسحاق وسماك بن حرب.   [1] الجرح 6/ 401، التاريخ 7/ 38، التذهيب 8/ 153، المشاهير 199، تقريب 2/ 87، ميزان 3/ 298، المعرفة والتاريخ 1/ 234، تاريخ جرجان 280 رقم 477. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 554 وعنه أحمد بْن أَبِي ظبية [1] قَالَ الدغولي: هُوَ أحد أوعية العلم. حُمل إِلَى المنصور فضربه خمسين سوطًا فمات بين يديه. وقيل: حدّث عَنْهُ سُفْيَان بْن وكيع، فَإِن صحّ ذَلِكَ فالحكاية باطلة. العوام بْن حمزة [2] المازني [3]- ت- عَن أَبِي عثمان النهدي وأبي نضرة وسليمان بْن قتة. وعنه عيسى بْن يونس ويحيى بْن سعيد القطان والنضر بْن شميل وغندر. وسئل عَنْهُ أَبُو زرعة فَقَالَ: شيخ. وقال أحمد: لَهُ أحاديث مناكير. عوانة بْن الحكم [4] . أخباري مشهور عراقي. يروي عَن طائفة من التابعين. وهو كوفي عِداده فِي بني كلب، عالم بالشعر وأيام الناس، وَقَلَّ أَنْ رَوَى حديثًا مسنَدًا ولهذا لم يُذكر بجرح ولا تعديل والظاهر أَنَّهُ صدوق. روى عَنْهُ زياد البكائي وهشام بْن الكلبي وغيرهما. وأكثر عَنْهُ علي بْن محمد المدائني، وأكبر شيخ لقيه الشعبي.   [1] مهمل في الأصل، والتصويب من التقريب ومن ترجمته المقبلة في الكنى. [2] مهمل في الأصل، والتصويب من التقريب، ومن ترجمته التي مرت في الطبقة السالفة. [3] الجرح 7/ 22، التاريخ 7/ 67، التهذيب 8/ 163، ميزان 3/ 303، التاريخ لابن معين 2/ 459 رقم 3631. [4] ذكره ابن خلكان في موضعين في وفياته 1/ 430 و 6/ 105، الفهرست: المقالة الثالثة، الفن الأول، معجم الأدباء 6/ 134، العبر 1/ 230، سير أعلام النبلاء 7/ 201، لسان الميزان 4/ 386، شذرات الذهب 1/ 243. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 555 مات فِي سنة ثمان وخمسين ومائة [1] . عياش [2] بن عقبة [3]- د ن- بن كليب الحضرميّ أبو عقبة المصري قرابة ابن لهيعة. عن جبر بن نعيم ويحيى بْن ميمون وعبد الله بْن رافع وموسى بْن وردان. وعنه بكر بْن مضر وابن وهب وزيد بْن الحباب وأبو عَبْد الرحمن المقري. وولي إمرة الإسكندرية وغزو البحر فِي أيام مروان. قَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس. وقال المقري: كان شيخ صدق. وقال أحمد بن يحيى، وزير: مات سنة ستين ومائة. عياض بْن عَبْد الله القُرَشِيّ الفهري [4]- م د ن ق- عَن الزهري وأبي الزبير وإبراهيم بْن عُبَيْد بْن رفاعة. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ. قَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقويّ. وذكره ابْن حبان فِي الثقات. عيسى بْن حفص [5]- خ م د ن ق- بن عاصم بن عمر بن الخطاب   [1] سبق التأكيد على هذا التاريخ في وفاته قبل الآن. [2] الجرح 7/ 5، التاريخ 7/ 47، التهذيب 8/ 198، التقريب 2/ 95. [3] في الأصل «عتبة» والتصحيح من المصادر السابقة. [4] الجرح 6/ 409، التهذيب 8/ 200، التقريب 2/ 96. [5] الجرح 6/ 273، التهذيب 8/ 208، التقريب 2/ 97. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 556 العدوي العمري المدني أَبُو زياد ولقبه رباح [1] . عَن أبيه وسعيد بْن المسيب ونافع وعبيد الله بْن عَبْد الله بْن عمر. وعنه يحيى القطان ووكيع والقعنبي والواقدي وآخرون. وثّقه أحمد وابن معين. مات سنة سبع، وقيل سنة تسع وخمسين ومائة وهو ابْن ثمانين سنة. قاله الواقدي. عيسى بْن دينار الكوفي المؤذِّن [2]- د ت-. عَن أبيه وأبي جعفر الباقر. وعنه يحيى بْن زكريا بْن أَبِي زائدة وعثمان بْن عُمَر بْن فارس وَمحمد بْن سابق. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق. عيسى بْن أَبِي رَزين الثُّمالي الحمصي [3] . عَن غضيف بْن الحارث ولقمان بْن عامر وعبد الله بْن أَبِي قيس. وعنه ابْن الْمُبَارَك وبقية ومحمد بْن سُلَيْمَان بومة ويحيى بْن سعيد العطار الحمصي. قال أبو زرعة: مجهول.   [1] بالباء الموحدة. [2] الجرح 6/ 275، التاريخ 6/ 297، التهذيب 8/ 210، التقريب 2/ 98. [3] الجرح 6/ 276، التهذيب 8/ 210، التقريب 2/ 98، ميزان 3/ 311. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 557 خرّج لَهُ النسائي فِي اليوم والليلة. عيسى بن طهمان بن رامة الجشمي [1]- خ ق- أبو بكر البصري نزيل الكوفة. عَن أنس بْن مالك. وعنه ابْن الْمُبَارَك ويحيى بْن آدم وقبيصة وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى ومحمد بْن سابق. وثّقه أَبُو داود وغيره. حديثه فِي ثلاثيات البخاري. عيسى بْن عَبْد الله بْن الحكم [2] بْن النعمان بْن بشير الأنصاري الشامي. عَن عطاء بْن أَبِي رباح ونافع. وعنه بقية والوليد بْن مسلم ومحمد بْن الْمُبَارَك الصوري. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ. عيسى بْن عَبْد الرحمن أَبُو سلمة السلمي [3] ، الكوفي. عَن الشعبي وسلمة بْن كهيل وسيار أَبِي الحكم وجماعة. وعنه ابْن مهدي وعفان وأحمد بْن يونس وأبو غسان النهدي وعون بن سلام.   [1] الجرح 6/ 280، المجروحين 2/ 117، التهذيب 8/ 215، التقريب 2/ 98، المعرفة والتاريخ 3/ 232، التاريخ لابن معين 2/ 463 رقم 1602. [2] لم أجد له ترجمة أخرى. [3] الجرح 6/ 281، التاريخ 6/ 391، التهذيب 8/ 219، التقريب 2/ 99، المعرفة والتاريخ 1/ 229. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 558 وثّقه ابْن معين وأبو حاتم. لم يخرجوا لَهُ شيئًا. عيسى بْن عَبْد الرحمن [1] ، أَبُو عبادة الأنصاري الزُّرقي المديني. عَن الزُّهْرِيّ وزيد بْن أسلم. وعنه ابْن لهيعة وأبو داود الطيالسي ومحمد بْن شعيب ومعن القزاز. تركه النسائي. وَقَالَ البخاري: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. تَفَرَّدَ بِحَدِيثِ (يَسِيرُ الرِّبَا شِرْكٌ) . عيسى بْن عُبَيْد الكندي [2]- د ت ن- المروزي. عَن عكرمة وعبد الله بْن بريدة والربيع بْن أنس وغيلان بْن عَبْد الله العامري. وعنه الفضل بْن موسى السيناني وعيسى غنجار وأبو نميلة يحيى بْن واضح وعبد الله بْن عثمان ونعيم بْن حماد. قَالَ أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ، وهو أكبر شيخ عند نعيم. عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ الأَمِيرُ [3] ، عَمُّ الْمَنْصُورِ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ نَهْرُ عِيسَى بِبَغْدَادَ. حَدَّثَ سُفْيَانُ النَّحْوِيُّ عَنْ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا (يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شَعْرِهَا) وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا احْتَجَّ بِعِيسَى، بَلْ قَالَ حَاتِمُ بْنُ اللَّيْثِ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ به بأس كان له مذهب   [1] التاريخ 6/ 391، الضعفاء الصغير 86، التاريخ 6/ 391، ميزان 3/ 317، التقريب 2/ 99. [2] الجرح 6/ 282، التهذيب 8/ 220، التقريب 2/ 99، ميزان 3/ 318. [3] التهذيب 8/ 221، ميزان 3/ 319، المعرفة والتاريخ 1/ 211، العبر 1/ 242، سير أعلام النبلاء 7/ 409، خلاصة تذهيب الكمال 303، شذرات الذهب 1/ 257. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 559 جَمِيلٌ مُعْتَزِلا لِلسُّلْطَانِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ. عيسى بْن عمر الأسدي [1] ، مولاهم الكوفي، أَبُو عمر المعروف بالهمداني المُقْرِئ [2] العبد الصالح صاحب الحروف. أَخَذَ القراءة عرضًا عَن طَلْحَةَ بْن مصرف وعاصم والأعمش. قاله الداني. وقرأ عَلَيْهِ الكسائي وعبيد اللَّه بْن مُوسَى وعبد الرَّحْمَن بن أبي حمّاد ومحمد ابن عَبْد الرَّحْمَن والحسن بْن زياد اللؤلؤي وخارجة بن مصعب وجماعة. قاله الداني. وروى عَن عطاء بْن أَبِي رباح وطلحة وعمرو بْن مرة وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان. حدّث عَنْهُ جعفر الأحمر وابن الْمُبَارَك وأبو نعيم وخلاد [3] بْن يحيى الفريابي ووكيع وعدة. وثّقه يحيى بن معين والعجليّ وكان مقريء أَهْل الكوفة فِي زمانه مَعَ حَمْزَةَ [4] فعن سفيان الثوري قال: أدركت الكوفة وما بها أقرأ من عِيسَى الهمداني. قَالَ مطيّن: مات سنة ست وخمسين ومائة.   [1] الجرح 6/ 282، التاريخ 6/ 397، التهذيب 8/ 222، التقريب 2/ 100، المعرفة والتاريخ 3/ 192، التاريخ لابن معين 2/ 463 رقم 1815. [2] في (طبقات القراء) لابن الجزري: «القارئ الأعمى» . [3] في الأصل «حداد» ، والتصويب من: (طبقات القراء للذهبي 1/ 99) . [4] في (طبقات القراء) لابن الجزري: «بعد حمزة» عوض «مع حمزة» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 560 عيسى بْن عمر الثقفي [1] ، البصري النحوي العلامة أبو عمر. روى عَن الحسن وعون بْن عَبْد الله بْن عتبة وعبد الله بْن أَبِي إسحاق الحضرمي، وعاصم الجحدري وغيرهم. وعنه الأصمعي وعلي بن نضر الجهضمي وشجاع بن أبي نصير البلخي وهارون بن موسى الأعور والعباس بن بكار الضبي وأحمد بن موسى اللؤلؤي والخليل بن أحمد العروضي وعبيد بن عقيل وغيرهم. وولاؤه لبني مخزوم. وهو أخو أبي خشينة [2] حاجب ابن عمر، نزلوا في ثقيف فنسبوا إليهم. وكان عيسى بن عمر رأسا في العربية صاحب تقعير فِي كلامه واستعمال لغريب اللغة، وكان صديقًا لأبي عمرو بْن العلاء. أَخَذَ القراءة عَن عَبْد اللَّه بْن أَبِي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ ورواية عَن عَبْد اللَّه بْن كثير. أَخَذَ عَنْهُ النحو الخليل وغيره. وصنف فِي العربية كتاب «الجامع» وكتاب «الإكمال» وأشياء سواهما.   [1] الجرح 6/ 282، التهذيب 8/ 223، التقريب 2/ 100، وفيات الأعيان 3/ 486، نور القبس 46، إنباه الرواة 2/ 374، أخبار النحويين 31، بغية الوعاة 270، الكامل لابن الأثير 5/ 28 و 393، روضات الجنات 557، شذرات الذهب 1/ 24، طبقات الزبيدي 2/ 212، طبقات القراء 1/ 613، ابن النديم 41، مراتب النحويين 32، نزهة الألباء 28، المعارف 235، معجم الأدباء 16/ 146، النجوم 2/ 11، المعرفة والتاريخ 3/ 193، التاريخ لابن معين 2/ 464 رقم 1816، البداية والنهاية 10/ 105، سير أعلام النبلاء 7/ 200، خلاصة تذهيب الكمال 303. [2] مهمل في الأصل، والتحقيق من (تهذيب الكمال) للمزي. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 561 قَالَ الأصمعي: قَالَ عِيسَى بْن عُمَر لأبي عمرو: أَنَا أفصح من معد بْن عدنان، فَقَالَ لَهُ تعديت، كيف تنشد هَذَا البيت: قد كُنَّ يُخَبِّئنَ الوجوهَ تَسَترًا ... فاليومَ حين بدأن للنّظّار [1] أو (بدين للنظار) ؟ فقال: (بدأن) فَقَالَ: أخطأت، يُقَالُ: بدا يبدو إذا ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع وإنما قصد أَبُو عمرو تغليطه لأنه تقعّر عَلَيْهِ. والصواب (بدون) بالواو. ويقال إن عِيسَى بْن عُمَر سقط من حِمارِه فأُغمي عَلَيْهِ فاجتمعوا حوله وقالوا هُوَ مصروع، فَقَالَ لما استفاق: مَا لكم تكأْكَأْتُم عليّ تكَأْكُؤكُمْ عَلَى ذي جِنَّةٍ افرَنْقِعُوا عني، أيِ انكشِفوا عني، وتكأكأ: تجمّع. فَقَالَ واحد: هَذِهِ جنّيتّه تتكلم. وقيل: إن ابْن هبيرة ضربه بالسياط وهو يَقُولُ: واللهِ إنْ كَانَتْ إلا ثيابًا فِي أسيفاط أخذها عشّاروك. وقيل: بل الَّذِي ضربه يوسف بْن عُمَر الثَّقفيّ من أجل وديعة كَانَ عنده لخالد بْن عَبْد اللَّه القَسْري. وقال القاضي ابْن خلكان [2] : إن هَذَا روى عَنْهُ القراءة أَحْمَد بْن مُوسَى اللؤلؤي وهارون النحوي والخليل بْن أَحْمَد والأصمعي وسهل بْن يوسف وعبيد ابن عقيل. وأخذ عنه النحو سيبويه.   [1] البيت للربيع بن زياد العبسيّ. [2] وفيات الأعيان 3/ 486. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 562 ويقال: إنه صنّف نيّفًا وسبعين تأليفًا ذهبت كلها سوى الجامع والإكمال [1] وفيه يَقُولُ الخليل بْن أَحْمَد إذ يَقُولُ: ذَهَبَ [2] النحوُ جميعًا كلُّهُ ... غيرُ مَا أحْدَثَ عِيسَى بْن عمرُ ذَاكَ (إِكمالٌ) وهذا (جامِعٌ) ... فهما للناس شمسٌ وقمرُ قَالَ ابْن معين: عِيسَى بْن عُمَر بصري ثقة، وقيل: لَحِقَهُ ضِيقُ نَفَسِ فَكَانَ يداوي نفسه بإجاص يابس وسكر. وقد أرخ القِفْطِيّ وابن خَلِّكَان وفاته في سنة تسع وأربعين ومائة، وأحسبه وهمًا، ولعلّه إِلَى قريب الستين بقي. عيسى بن أبي عيسى الخياط [3]- ق-[4] أبو محمد الغفاريّ المدني. نزل الكوفة. يروي عَن أنس والشعبي وعمرو بن شعيب ونافع وغيرهم.   [1] ثم فقد الناس هذين الكتابين ... وهذا السيرافي وليس بينه وبين زمن المؤلف إلا مائتان من السنين يقول في (أخبار النحويين- ص 31) . «لم يقعا إلينا ولا رأينا أحدا ذكر أنه رآهما فإن تكن نسبة البيتين إلى الخليل صحيحة يكن اختفاء هذين الكتابين من أعجب الأمور في تاريخ النحو» . أما ابن الأنباري في نزهة الألباء 30 فقد نقل عن المبرّد أنه قال: قرأت أوراقا من أحد كتابي عيسى بن عمر، وكان كالإشارة إلى الأصول. [2] في بغية الوعاة 270 (بطل النحو) . [3] عرف بالخياط والخبّاط والحنّاط، فإنه باشر الصنائع الثلاث: الخياطة وبيع الخيط (وهو ورق ينفض بالمخابط ثم يعلف الإبل) وبيع الحنطة (انظر: النجوم 2/ 16) . [4] الجرح 6/ 283، المجروحين 2/ 117، التهذيب 8/ 224، التقريب 2/ 100، الميزان 3/ 320، المعرفة والتاريخ 3/ 39. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 563 وعنه ابْن أَبِي فديك ووكيع وصفوان بْن عيسى وعمر بْن شبيب المسلي [1] وعبيد الله بْن موسى وجماعة. ضعّفه أحمد. وقال الفلاس والدارقطنيّ: متروك الحديث. وقال ابن سعد: كان يَقُولُ أَنَا خياط وحنّاط كُلا قد عالجت، قَالَ: وقدم الكوفة للتجارة فلقي بها الشَّعْبِيّ. مات سنة إحدى وخمسين ومائة. عيسى بْن موسى الدمشقي [2]- د ق- أخو سُلَيْمَان بْن موسى. عَن ربيعة بْن يزيد وإسماعيل بْن عُبَيْد الله وعروة بْن رويم. وعنه الوليد بْن مسلم وعمرو بْن أَبِي سلمة التنيسي ومحمد بْن سُلَيْمَان الحراني بومة وغيرهم. لم أعلم بِهِ بأسا. عيسى بْن المسيب البَجَلي [3] قاضي الكوفة. عَن أَبِي زرعة البجلي والشعبي وعديّ بن ثابت.   [1] بضم الميم وسكون السين المهملة. نسبة إلى مسلية بن عامر المذحجي وهي قبيلة كبيرة من مذحج. (اللباب 3/ 211) . [2] الجرح 6/ 286، التهذيب 8/ 334، التقريب 2/ 102، المعرفة والتاريخ 2/ 359، التاريخ لابن معين 2/ 464 و 465 رقم 1009. [3] الجرح 6/ 288، المجروحين 2/ 119، المتروكين 77، ميزان 3/ 323، المعرفة والتاريخ 3/ 117، التاريخ لابن معين 2/ 464 رقم 1657. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 564 وعنه وكيع وأبو النضر وأبو نعيم وغيرهم. ضعّفه النسائي وقال: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. عيسى بْن ميمون بْن داية المكي [1] . كَانَ ينزل في بني جرش فنسب إليهم. روى عَن قيس بْن سعد وابن أَبِي نجيح. وعنه سفيان الثوري وابن عيينة وأبو عاصم. وقد قرأ القرآن عَلَى ابْن كثير. وثّقه أَبُو حاتم. وقال ابْن معين: ليس بِهِ بأس. وقال أَبُو داود: ثقة يرى القدر. عيسى بْن يزيد المروزي [2]- ن ق- أبو معاذ الأزرق. عَن أَبِي إسحاق ومطر الوراق وجماعة. وعنه أَبُو مسلمة وابن الْمُبَارَك وعيسى غنجار وحكام بْن سلم. وكان قاضي سرخس، لَهُ فِي (ن ق) حديث واحد عَن جرير بْن يزيد البجلي.   [1] الجرح 6/ 287، التاريخ 6/ 401، التهذيب 8/ 235، التقريب 2/ 102، ميزان 3/ 327، التاريخ لابن معين 2/ 465 رقم 236 [2] الجرح 6/ 291، التقريب 2/ 103. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 565 عُيَينة بْن عَبْد الرحمن [1] بْن جوشن [2] ، أَبُو مالك الغطفاني البصري. عَن أبيه ونافع وأبي الزبير ومروان الأصغر. وعنه شعبة ويحيى القطان ويزيد بْن هارون وأبو عَبْد الرحمن المقبري وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم: صدوق. وقال ابْن معين والنسائي: ثقة. وقال أحمد: لا بأس بِهِ. أَنْبَأَنَا عَنِ الصَّيْدَلانِيِّ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَا ابْنُ زَيْدٍ أَنَا الطَّبَرَانِيُّ نَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى نَا الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا فِي غَيْرِ كُنْهِهِ [3] حَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ ثقة.   [1] التاريخ 7/ 73، التهذيب 8/ 240، المشاهير 155، التقريب 2/ 103، ميزان 3/ 329، المعرفة والتاريخ 1/ 214، التاريخ لابن معين 2/ 467 رقم 3518. [2] في نسخة القدسي 6/ 267 «جوشب» ، والتصحيح من المصادر السابقة. [3] كنه الأمر: حقيقته، وقيل وقته وقدره، وقيل غايته. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 566 [حرف الغين] غالب بْن سُلَيْمَان أَبُو صالح العَتَكي [1] . عَن الضحاك وكثير بْن زياد. وعنه حرميّ بْن عمارة وسليمان بْن حرب ومسلم بْن إِبْرَاهِيم. وهو ثقة عند أَبِي حاتم. غالب بْن عُبَيْد الله العقيلي الجزري [2] من أهل قرقيسيا. عَن مجاهد وعطاء بْن أَبِي رباح والحسن ونافع. وعنه عمر بْن أيوب الموصلي ويعلى بْن عُبَيْد وغانم بْن مالك ورشدين وغيرهم. وسمع مِنْهُ وكيع وتركه. وقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ نافع عن ابن عمر (كان   [1] الجرح 7/ 48، التاريخ 7/ 99، الضعفاء الصغير 92، ميزان 3/ 338، المشاهير 156، التهذيب 8/ 242. [2] ابن سعد 7/ 483، الجرح 7/ 48، التاريخ 7/ 101، المجروحين 2/ 201، الميزان 3/ 331، المتروكين 86، المعرفة والتاريخ 3/ 45، التاريخ لابن معين 2/ 468 رقم 5118. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 567 رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ دَجَاجَةً رَبَطَهَا أَيَّامًا وَكَانَ يُصَلِّي وَلا يُعِيدُ وُضُوءًا) . وعن عطاء عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى مُعَاوِيَة سهمًا وقال: حَتَّى توافيني بِهِ فِي الجنة. غالب بْن نجيح [1] ، أَبُو بشر الكوفي. عَن حماد بْن أَبِي سُلَيْمَان وعمرو بْن هبيرة وقيس بْن مسلم وجماعة. وعنه عَبْد الله بْن موسى وأبو أحمد الزبيري.   [1] الجرح 7/ 48، التاريخ 7/ 101، التقريب 2/ 104، التهذيب 8/ 244. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 568 [حرف الفاء] فائدة بْن عَبْد الرحمن أَبُو الورقاء الكوفي [1]- ت ق- العطار. عَن عَبْد الله بْن أَبِي أوفى وبلال بْن أَبِي الدرداء. وعنه حماد بْن سلمة وعيسى بْن يونس وعبد الله بْن بكر ومسلم بْن إِبْرَاهِيم ومكي بْن إِبْرَاهِيم ويزيد والفريابي وآخرون. قَالَ أحمد: متروك الحديث. وقال أَبُو زرعة: لا تشتغل بِهِ. وقال ابْن معين: ليس بثقة. واتّهمه أَبُو حاتم. وقال أَبُو داود: ليس به بأس. فائد مولى عبادل المدني [2]- د ن ق-   [1] الجرح 7/ 83، التاريخ 7/ 123، المجروحين 2/ 203، ميزان 3/ 339، الضعفاء الصغير 94، المتروكين 87، التهذيب 8/ 255، التقريب 2/ 107، المعرفة والتاريخ 3/ 44، التاريخ لابن معين 2/ 471 رقم 704. [2] الجرح 7/ 84، التاريخ 7/ 231، التقريب 2/ 107، التهذيب 8/ 256، المعرفة والتاريخ 2/ 224، التاريخ لابن معين 2/ 471 رقم 705. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 569 عَن مولاه عُبَيْد الله بْن علي بْن أَبِي رافع وسكينة بنت الحسين. وعنه زيد بْن الحباب ومعن بْن عيسى والقعنبي والواقدي وعدّة. وثّقه ابْن معين. فرقد بْن الحجاج القرشي البصري [1] . سَمِعَ عقبة بْن أَبِي الحسناء اليمامي صاحب أَبِي هريرة. وعنه أَبُو علي الحنفي وعبد الصمد التنوري ومسلم بن إبراهيم. ما أعلم به بأسا. الفضل بن ميمون [2] ، أبو سلمة صاحب الطعام. عَن معاوية بْن قرة ومنصور بْن زاذان [3] . وعنه أَبُو عامر العقدي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعارم وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم: منكر الحديث. فطر بن خليفة [4]- 4 خ- أبو بكر الكوفي الحنّاط، مولى عمرو بن حريث المخزومي.   [1] الجرح 7/ 82، التاريخ 7/ 131. [2] الجرح 7/ 67، التاريخ 7/ 117، ميزان الاعتدال 3/ 360، لسان الميزان 4/ 451، التاريخ لابن معين 2/ 475 رقم 3492 وفيه «صالح الحديث» . [3] في الأصل «باذان» . [4] ابن سعد 6/ 364، الجرح 7/ 90، التاريخ 7/ 139، التقريب 2/ 114، ميزان 3/ 363، التهذيب 8/ 300، المعرفة والتاريخ 2/ 175، تاريخ أبي زرعة 1/ 465، التاريخ لابن معين 2/ 477 رقم 1254، طبقات خليفة 168، تاريخ خليفة 426، مشاهير علماء الأمصار 168، العبر 1/ 220، سير أعلام النبلاء 7/ 30، البداية والنهاية 10/ 111، خلاصة تذهيب الكمال 311، شذرات الذهب 1/ 135. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 570 عَن أبيه وعامر بْن واثلة الكناني وأبي وائل وطاوس ومجاهد وأبي الضحى وغيرهم. وعنه السفيانان وأبو أسامة وعبد الله بْن موسى ويحيى بْن آدم وبكر بْن بكار وقبيصة والفريابي وآخرون. وثّقه أحمد. وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. وقال أحمد العجلي: ثقة حسن الحديث فِيهِ تشيُّع قليل. وقال الدارقطني: لا يُتَابع بِهِ. وقال ابْن سعد: ثقة إن شاء اللَّه، منهم مَن يستضعفه، وكان لا يترك أحدًا يكتب عنده لَهُ سنّ ولقاء. وعن أَبِي بَكْر بْن عياش قَالَ: مَا تركت الرواية عَن فطر إلا لسوء مذهبه. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كَانَ فطر عند يحيى ثقة ولكنه خشبي [1] مفرط، وسألت أَبِي مرة عَنْهُ فَقَالَ: ثقة صالح الحديث حديثه حديث رَجُل كيّس إلا أَنَّهُ يتشيّع. وقال أَحْمَد بْن يُونُس: تركته عمدًا، وكان يتشيّع. وقال العقيلي: نا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل أَنَا الْحَسَن بْن علي قَالَ: حدّثت عن جرير قال: كان الأَعْمَشُ ومنصور ومغيرة يشربون فإذا أخذوا فِي رءوسهم سخروا بفطر بن خليفة.   [1] الخشبي: نسبة إلى الخشبية فرقة من الرافضة. (المعارف 622) وكان فطر بن خليفة من الشيعة الرافضة الخشبية (624) وهم صنف قاتلوا مرة بالخشب فعرفوا بذلك. (النهاية لابن الأثير، والمشتبه للذهبي) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 571 يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ نَا فِطْرٌ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ) . قَالَ: مَاتَ فِطْرٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 572 [حرف القاف] القاسم بْن حبيب الكوفي [1] ، التمّار. عَن عكرمة ومحمد بْن كعب القرظي وبندار بْن حبان وسلمة بْن كهيل. وعنه محمد بْن فضيل ووكيع والمعافى بْن عمران ويحيى بْن يعلى. قَالَ ابْن معين: ليس بشيء. ووثّقه ابْن حبان. القاسم بْن عَبْد الرحمن الأنصاري المسعودي [2] . سَمِعَ أبا جعفر الباقر. وعنه عيسى بْن يونس والقاسم بْن مالك والأنصاري. ضعّفه أَبُو حاتم. القاسم بْن عَبْد الواحد بن أيمن [3] المكّي [4] ، مولى بني مخزوم.   [1] الجرح 7/ 108، التاريخ 7/ 170، التقريب 2/ 116، الميزان 3/ 369، التهذيب 8/ 310. [2] الجرح 7/ 112، المعرفة والتاريخ 3/ 375، التاريخ لابن معين 2/ 481 رقم 3098. [3] محرف في الأصل، والتصويب من المصادر التالية. [4] الجرح 7/ 114، مشاهير 148، التقريب 2/ 118، التهذيب 8/ 324، المعرفة والتاريخ 1/ 436، وقد مرت ترجمته في الطبقة الماضية. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 573 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ وأبي حازم الأعرج وعمر بْن عَبْد الله ابن عروة. ومات شابًا. روى عَنْهُ همام بْن يحيى- وَهُوَ أكبر منه- ومحمد بْن محمد بْن نافع وعبد الوارث بْن سعيد وداود بْن عَبْد الرحمن العطار. ذكره ابْن حبان في الثقات. وقد روى الحروف عَن عَبْد الله بْن كثير. سَمِعَ مِنْهُ الحروف أَبُو يعقوب الأفطس شيخ أحمد بْن جبير الأنطاكي. القاسم بْن مبرور الأيلي الفقيه [1] . عَن عمه طلحة بْن عَبْد الله وهشام بْن عروة ويونس بْن يزيد. وعنه عمر بْن مروان وخالد بْن نزار الأيليّان. قَالَ خَالِد: قَالَ لِي مالك: مَا فعل القاسم؟ قُلْتُ: توفي، قَالَ: كنت أحسب أن يكون خلفًا من الأوزاعي. قَالَ أَبُو سعيد بْن يونس: مات بمَكَّة سنة ثمان أو تسع وخمسين مائة، صلّى عليه الثوري. القاسم بْن هزّان الخولاني [2] ، الداراني. عَن الزهري وإسحاق بْن أَبِي فروة وعمرو بْن مهاجر.   [1] الجرح 7/ 121، التقريب 2/ 120، التهذيب 8/ 333. [2] الجرح 7/ 123، المعرفة والتاريخ 1/ 640، تاريخ أبي زرعة 1/ 75 و 76. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 574 وعنه الوليد بْن مسلم وغندر والحسن بْن يحيى الخشني وحصين الفزاري. قَالَ أَبُو حاتم: محلّه الصدق. قباث بن رزين [1]- ن- بن حميد أبو هاشم المصري. عَن عكرمة وعليّ بْن رباح. وعنه ابْن الْمُبَارَك وابن وهب وأبو عَبْد الرحمن المقري وعبد الله بْن صالح. قَالَ أَبُو حاتم: لَا بأس بِهِ، موته فِي سنة ست وخمسين ومائة، وكان إمام جامع مصر. وَفِي الصحابة قباث بْن أشيم. قدامة بْن موسى بن عمر [2]- م د ت ق- بْن قدامة بْن مظعون القُرَشِيّ الجمحي المكّي. عن أنس بن مالك وأبي صالح السمان وسالم بْن عَبْد الله. وعنه ابنه إِبْرَاهِيم وعبد العزيز الماجشون ووكيع والواقدي وأبو عاصم وجماعة. وثّقه ابْن معين. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. ورد أنه يروي عن ابن عمر.   [1] الجرح 7/ 143، التاريخ 7/ 193، المشاهير 190، التقريب 2/ 132، التهذيب 8/ 343، المعرفة والتاريخ 1/ 143. [2] الجرح 7/ 128، التاريخ 7/ 179، التقريب 2/ 124، ميزان 3/ 386، التهذيب 8/ 365، التاريخ لابن معين 2/ 486 رقم 720. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 575 قُرّة بْن خالد السدوسي البصري [1] . عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وأبي رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين ومعاوية بْن قُرّة وجماعة. وعنه حرمي بْن عمارة وزيد بْن الحباب وأبو عامر العقدي وبكر بْن بكار ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعدد كبير. وكان من جِلّة العلماء. قَالَ يَحْيَى بْن القطَّان: كَانَ من أثبت شيوخنا. مات قُرّة سنة أربع وخمسين ومائة. وقال أَبُو حاتم: قُرّة عندي ثبْت. قَعْنَب أَبُو السماك العدوي [2] ، البصري المقرئ. لَهُ قراءة شاذة فِي الكامل لأبي القاسم الهذلي وَفِي غيره. رواها عَنْهُ أَبُو زَيْدُ سعيد بن أوس الأنصاري. وهو قعنب بْن هلال بْن أَبِي مغيث بْن هلال بْن أَبِي قعنب. قَالَ الهذلي: إمام فِي العربية. وقال: قَالَ أَبُو زَيْدُ: طفت العربَ كلها فلم أر فيها أعلم من أبي السمّاك.   [1] الجرح 7/ 130، التاريخ 7/ 183، التقريب 2/ 125، التهذيب 8/ 371، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، طبقات ابن سعد 7/ 275، طبقات خليفة 222، تاريخ خليفة 427، مشاهير علماء الأمصار 156، الكامل في التاريخ 5/ 613، تذكرة الحفاظ 1/ 198، سير أعلام النبلاء 7/ 95، العبر 1/ 223، طبقات الحفاظ 85. [2] الجرح 7/ 148، التقريب 2/ 127، التهذيب 8/ 384. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 576 وقال أَبُو حاتم السجستاني: كَانَ أَبُو السمّاك يقطع ليلة قِيَامًا حَتَّى أخذت عَنْهُ هَذِهِ القراءة ولم يُقرئ الناس بل أخذت عَنْهُ فِي الصلاة. وكان صوّامًا قوّامًا، ثُمّ قَالَ: وقال مُحَمَّد بْن يحيى القطعي: كَانَ أَبُو السمّاك فِي زمانه يقدَّم عَلَى الخليل بْن أَحْمَد. وقال أَبُو زَيْدُ: أعطى مروان بْن محمد أبا السمّاك ألف دينار فو الله مَا ترك منها حبّة إلا تصدّق بها. قيس بن سليم التميمي العنبري [1]- م ن- الكوفي العابد. عَن علقمة بْن وائل والضحاك بْن مزاحم ويزيد الفقير. وعنه أَبُو نعيم وأبو أحمد الزبيري وقبيصة. وثّقه أَبُو زرعة وأبو حاتم. له في الكتب ثلاثة أحاديث.   [1] الجرح 7/ 99، التاريخ 7/ 156، التقريب 2/ 129، التهذيب 8/ 398، المعرفة والتاريخ 3/ 175. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 577 [حرف الكاف] كامل بن العلاء [1]- د ت ق- أبو العلاء السعدي الكوفي. عَن أَبِي صالح السمان والحكم بْن عتيبة والحسن بْن عمر والفقيمي. وحبيب بْن أَبِي ثابت. وعنه زيد بْن الحباب وإسحاق السلولي وأحمد بْن يونس ومحمد بْن يوسف الفريابي وأبو غسان مالك بْن إسماعيل. وثقه ابْن معين. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ، وَفِي حديثه مَا يُنْكر. كثير بْن زيد الأسلمي الْمَدَنِيّ [2]- د ت ق- أبو محمد. عَن سالم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وسعيد المقبري ونافع وعبد الرحمن ابن كعب بن مالك.   [1] ابن سعد 6/ 379، التاريخ 7/ 244، الميزان 3/ 400، التقريب 2/ 131، المعرفة والتاريخ 3/ 132، التاريخ لابن معين 2/ 493 رقم 1266. [2] الجرح 7/ 150، التاريخ 7/ 216، الميزان 3/ 404، المتروكين 89، التقريب 2/ 131، التهذيب 8/ 413، المعرفة والتاريخ 1/ 459. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 578 وعنه مالك وعبد العزيز الدراوَرْديّ وابن أَبِي فديك وزيد بْن الحباب وأبو أحمد الزبيري والواقدي وآخرون. قَالَ أحمد: مَا أرى بِهِ بأسا. وقال أَبُو زرعة: ليس بالقويّ. وقال النسائي: ضعيف. كثير بْن عَبْد الرحمن المؤذن [1] . عَن عطاء. وعنه عُبَيْد الله بْن موسى والخريبي وأبو نعيم. كثير بْن فرقد [2] . عَن أَبِي بكر بْن حزم ونافع وعبيد بْن السباق. وعنه عمرو بْن الحارث ومالك والليث. وثّقه ابْن معين وغيره. ينبغي أن يُحوَّل فإنه قديم. كثير بْن أَبِي كثير [3] ، أَبُو النضر. عَن ربعي بْن خراش وأبي بردة وعبد الله بن فروخ.   [1] الجرح 7/ 154، التاريخ 7/ 215. [2] الجرح 7/ 155، التاريخ 7/ 214، طبقات الفقهاء 67، التقريب 2/ 133، التهذيب 8/ 424، المعرفة والتاريخ 1/ 683، التاريخ لابن معين 2/ 494 رقم 847. [3] الجرح 7/ 156، التاريخ 7/ 211، التقريب 2/ 133، التهذيب 8/ 427، التاريخ لابن معين 2/ 494 رقم 172. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 579 وعنه عيسى بْن يونس وأبو عاصم وإسحاق بْن سُلَيْمَان وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم: مستقيم الحديث. وقال ابْن معين: ضعيف. كعب بْن فروخ [1] ، أَبُو عَبْد الله بصري. عَن عكرمة والحسن البصري وقتادة وجماعة. وعنه عُبَيْد الله الحنفي ومسلم بن إبراهيم. صدوق.   [1] الجرح 7/ 162. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 580 [حرف اللام] لوط بْن يحيى [1] ، أَبُو مخنف الكوفي الرافضي الإخباري صاحب هاتيك التصانيف. يروي عَن الصقعب بْن زهير ومجالد بْن سعيد وجابر بْن يزيد الجعفي وطوائف من المجهولين. وعنه علي بن محمد المدائني وعبد الرحمن بن مغراء وغير واحد. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو حاتم: متروك الحديث. وقال الدارقطني: أخباري ضعيف. قلت: توفي سنة سبع وخمسين ومائة.   [1] الجرح 7/ 172، الميزان 3/ 419، المعرفة والتاريخ 3/ 36، التاريخ لابن معين 2/ 500 رقم 1358، التاريخ الكبير 7/ 252، المعارف 537، معجم الأدباء 17/ 41، فوات الوفيات 3/ 225، سير أعلام النبلاء 7/ 301، لسان الميزان 3/ 492. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 581 [حرف الميم] مالك بن الخير [1] الزبادي [2] مصري. يروي عَن أَبِي قبيل والحارث بْن يزيد ومالك بْن سعد [3] . وعنه رشدين بن سعد وابن وهب وزيد بن الحباب. مالك [4] بن مغول [5]- ع-[6] بْن عاصم بْن مالك بْن عزية أَبُو عبد الله البجلي الكوفي. سَمِعَ الشعبي وابن بريدة ونافعا وطلحة بْن مصرف وعون بْن أَبِي جحيفة والوليد بْن العيزار وعدّة.   [1] التاريخ 7/ 312، الجرح 8/ 208، ميزان 3/ 426، المعرفة والتاريخ 2/ 531. [2] في نسخة القدسي 6/ 271 «الزيادي» والتصحيح من ميزان الاعتدال وغيره. [3] هو التجيبي. [4] المشاهير 169، التقريب 2/ 226، التاريخ 7/ 314، التهذيب 10/ 22، الجرح 8/ 215، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 299، التاريخ لابن معين 2/ 547 رقم 2760، طبقات ابن سعد 6/ 365، طبقات خليفة 168، تاريخ خليفة 428، التاريخ الصغير 2/ 131، سير أعلام النبلاء 7/ 174، تذكرة الحفاظ 1/ 193، العبر 1/ 233، طبقات الحفاظ 85، شذرات الذهب 1/ 247. [5] بكسر الميم وسكون الغين المهملة وفتح الواو. [6] الرمز ساقط من الأصل، والإستدراك من (تقريب التهذيب 2/ 226) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 582 وعنه: أبو نعيم والفريابي وخلاد بْن يحيى وخلق، كعبد الله بْن مهدي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعبد الله بْن نمير ومحمد بْن سابق ويحيى بْن آدم وأبو أحمد الزبيري. وحدّث عَنْهُ من شيوخه أَبُو إسحاق. قَالَ أحمد: ثقة ثبت. وقال العجلي: صالح مُبَرِّز فِي الفصل. وقال ابْن عُيَيْنَة: قَالَ رَجُل لمالك بْن مِغْوَلٍ: اتقِ اللَّه، فوضع خدَّه بالأرض. وقال ابْن إدريس: مَا رَأَيْت مالك بْن مِغْوَلٍ يسبّ دابَّة قط إلا أَنَّهُ ذُكِرْت عنده الرافضة فَبزَقَ فِي الأرض. وقال القوم: أحسنوا فِي الأرض البلاء وأحسن اللَّه عليهم الثناء. قَالَ ابْن عيينة: قَالَ مالك بْن مغول: لئن شئتم لأحلفنّ لكم أن مكانهما فِي الآخرة مثل مكانهما في الدنيا، يعني أبا بَكْر وعمر. وعن شَرِيك قَالَ: رَأَيْت سُفْيَان يشرب النبيذ [1] فِي بيت خير أَهْل الكوفة مالك بْن مغول. قَالَ مُحَمَّد بْن سعد: مات فِي آخر سنة ثمان وخمسين وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة: مات في أول سنة تسع.   [1] يبدو أنّه كان نوعا غير مسكر من النبيذ، ومما لا تنطبق عليه القاعدة الفقهية «ما أسكر كثيره فقليله حرام» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 583 مبارك بْن حسان السلمي البَصْرِيّ [1] ، ثُمَّ الكوفي. عن الحسن وعطاء بن أبي رباح ونافع. وعنه وكيع وعبد الله بْن موسى وموسى بْن إسماعيل وجماعة. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثقة. وقال أَبُو داود: منكر الحديث. مبارك بْن مجاهد [2] ، أَبُو الأزهر المروزي. عَن العلاء بْن عَبْد الرحمن وأيوب بْن أَبِي العوجاء. وعنه عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله الدَّشْتَكيّ [3] وعبد العزيز بْن أَبِي رزمة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. وقال قتيبة: قدري ضعيف جدا. قِيلَ مات سنة ستين ومائة. المثنّى بْن دينار [4] ، أَبُو محمد القطان. رأى أنس بْن مالك وأبا مجلز وروى عَن جماعة. وعنه يحيى القطان وروح بْن عُبادة وعثمان بن عُمَر بن فارس.   [1] التقريب 2/ 227، التاريخ 7/ 426، التهذيب 10/ 26، الجرح 8/ 340، ميزان 3/ 430، التاريخ لابن معين 2/ 548 رقم 3243. [2] التاريخ 7/ 427، المجروحين 3/ 23، ميزان 3/ 432، الجرح 8/ 340. [3] في الأصل «الدستكي» بالسين المهملة- والتصحيح من (اللباب 1/ 501) . [4] التقريب 2/ 228، التاريخ 7/ 420، التهذيب 10/ 34، الجرح 8/ 325، ميزان 3/ 434. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 584 وهو مقلّ حسن الحال. المثنّى بن سعد [1]- د ت ن- ويقال ابن سعيد الطائي، أبو غفار الْبَصْرِيُّ. عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وأبي عثمان النهدي وأبي قلابة. وعنه عيسى بْن يونس ويحيى القطان وأبو أسامة والفريابي. قَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث. المثنّى بْن سعيد الضبعي [2]- ع- أبو سعيد البصري القسام الذراع. عَن أَبِي مجلز لاحق وأبي المتوكل الناجي وقتادة وأبي حمزة. ورأى أنسا. وعنه ابْن علية وعبد الرحمن بْن مهدي وعبد الصمد ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وعدة. وثّقه أحمد. وقال أَبُو حاتم: هُوَ أوثق من أَبِي غفار، يعني الَّذِي قبله. مُجَاعة بْن الزُّبَيْر البصري [3] . عَن الحسن وأبي الزبير وابن سيرين وقتادة وجماعة.   [1] التقريب 2/ 228، التاريخ 7/ 419، التهذيب 10/ 34، الجرح 8/ 325، المعرفة والتاريخ 3/ 27، التاريخ لابن معين 2/ 548 رقم 3830. [2] المشاهير 96، التقريب 2/ 228، التاريخ 7/ 418، التهذيب 10/ 34، الجرح 8/ 323، التاريخ لابن معين 2/ 549 رقم 3626. [3] التاريخ 8/ 44، الجرح 8/ 420، ميزان 3/ 437، سير أعلام النبلاء 7/ 196. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 585 وعنه شعبة والنضر بْن شُمَيْل وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وعبد الله بْن رشيد. قَالَ أحمد: لم يكن بِهِ بأس فِي نفسه. وقال حاتم بْن مطهر السدوسي: ثنا أبو عبيدة مجّاعة بْن الزبير الأَزْدِيّ. وذكره شُعْبَة مرّة فَقَالَ: الصوّام القوّام. قَالَ ابْن عديّ: هُوَ مِمَّنْ يحتمل ويكتب حديثه. وقال الدارقطني: ضعيف. مجاهد بْن فرقد [1] ، أَبُو الأسود شامي. عَن أَبِي منيب الجرشي وواثلة بْن الخطاب. وعنه إسماعيل بْن عياش ومحمد بْن إسحاق الرملي والفريابي وغيرهم. فِي عداد الشيوخ. وله حديث منكر. مجمع بن يعقوب [2]- د ن [3]- بْن مجمع بْن يزيد بْن جارية الأنصاري المدني القباني. عَن أبيه وربيعة الرائي [4] وغيرهما. قَالَ ابْن سعد: توفي سنة ستين ومائة.   [1] التهذيب 10/ 44، ميزان 3/ 440. [2] التقريب 2/ 230، التاريخ 7/ 410، التهذيب 10/ 48، الجرح 8/ 296، المعرفة والتاريخ 1/ 262، تاريخ أبي زرعة 1/ 563. [3] بالأصل (ق) وهو تحريف. [4] ويقال: «الرأي» . وكلاهما صواب. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 586 وهذا وهمٌ. قَالَ قتيبة: لقيه وروى عَنْهُ. محرز بْن عَبْد الله أَبُو رجاء الجزري [1]- ق-. مولى هشام بْن عَبْد الملك. عَن مكحول وعروة بْن رويم وبرد بْن سنان. وعنه أَبُو معاوية ومحمد بْن بشر ويعلى بْن عُبَيْد والفريابي. نزل الكوفة. قَالَ أَبُو داود: ليس بِهِ بأس. مُحِلّ [2] بْن محرز الضبّي، الكوفي. عَن أَبِي وائل وإبراهيم النخعي والشعبي. وعنه يحيى القطان وعبيد الله بْن موسى وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى وجماعة. وثّقه أحمد وغيره. وقال أَبُو حاتم: كَانَ آخر من بقي من أصحاب إِبْرَاهِيم. مَا بحديثه بأس ولا يحتج بِهِ. وقال النسائي ليس بِهِ بأس.   [1] التقريب 2/ 231، التهذيب 10/ 56، الجرح 8/ 345، التاريخ لابن معين 2/ 552 رقم 1823. [2] في الأصل «محمد» والتصحيح من: الضعفاء الصغير 113، ميزان 3/ 445، التاريخ 8/ 20، تقريب 2/ 232، المجروحين 3/ 19، التهذيب 10/ 60، المعرفة والتاريخ 3/ 231. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 587 وقال القطّان: وَسَط ولم يكن بذاك. قُلْتُ: لم يخرجوا له شيئا. وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة. محمد بْن إسحاق [1]- 4 م تبعا- ابن يسّار المطلبي المخرمي مولاهم الْمَدَنِيّ أَبُو بكر. ويقال: أَبُو عَبْد الله الأحول أحد الأعلام وصاحب المغازي. كَانَ يسّار من سبي عين التمر، مَوْلَى لقيس بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ. وقال الهيثم بْن عدي والمدائني: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن يسّار بْن خيار وكان خيار مَوْلَى لقيس بْن مخرمة. قُلْتُ: رأى أنس بْن مالك وسعيد بْن المسيب. ومولده سنة نيّف وثمانين. وحدّث عن أبيه وعن موسى بْن يسار وعطاء والأعرج وسعيد بْن أَبِي هند والقاسم بْن محمد وفاطمة بنت المنذر والمقبري وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْن قتادة وابن شهاب وعبيد الله بْن عَبْد الله بْن عمر ومكحول ويزيد بْن أَبِي حبيب وسليمان بْن سحيم وعمرو بْن شعيب ونافع وأبي جعفر الباقر وخلق سواهم. وعنه جرير بْن حازم والحمادان وإبراهيم بن سعد وزياد بن عبد الله   [1] تاريخ بغداد 1/ 214 و 139، المتروكين 91، الميزان 3/ 468، التاريخ 1/ 40، التقريب 2/ 144، التهذيب 9/ 38، الجرح 7/ 191، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، تاريخ أبي زرعة 1/ 478، التاريخ لابن معين 2/ 503 رقم 230، طبقات ابن سعد 7/ 321، طبقات خليفة 271، تاريخ خليفة 16 و 426، التاريخ الصغير 2/ 111، المعارف 491، مشاهير علماء الأمصار 139، وفيات الأعيان 4/ 276، مقدمة عيون الأثر 1/ 7، سير أعلام النبلاء 7/ 33، تذكرة الحفاظ 1/ 172، العبر 1/ 216، الوافي بالوفيات 2/ 188، طبقات الحفاظ 75، خلاصة تذهيب الكمال 326، شذرات الذهب 1/ 230. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 588 وعبد الأعلى بْن عَبْد الأعلى وعبدة بْن سُلَيْمَان وسلمة بْن الفضل ومحمد بْن سلمة الحراني ويونس بْن بكير ويعلى بْن عُبَيْد وأحمد بن خالد الذهبي ويزيد ابن هارون، وعدد كثير. وكان بحرًا فِي العلم حِبْرًا فِي معرفة أيام النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْ سلمة بْن الفضل عَن ابْن إِسْحَاق قَالَ: (رَأَيْت أَنَسًا عَلَيْهِ عمامة سوداء والصبيان يشيرون ويقولون: هَذَا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يموت حَتَّى يلقى الدجّال) . وقال عَبَّاس الدوري: قد سَمِعَ ابْن إِسْحَاق مْن أَبَان بْن عُثْمَان ومن أَبِي سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَن. قاله لنا ابن معين. وقال يحيى بن كثير وغيره عَن شُعْبَة قَالَ: ابْن إِسْحَاق أمير المؤمنين فِي الحديث. وقال الخطيب: حدّث عَنْهُ يحيى بْن سَعِيد الأنصاري وابن جُرَيْج والثوري وشعبة. وقال الزُّهْرِيّ: لا يزال بالمدينة عِلْم جَمٌّ مَا كَانَ فيهم مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. وكذا قَالَ عاصم بْن عُمَر بْن قَتَادَةَ، وهما شيخاه. وقال الْبُخَارِيّ: نا عليّ بْن عَبْد اللَّه سَمِعَ سُفْيَان يَقُولُ: مَا رَأَيْت أحدًا يتّهم ابْن إِسْحَاق. قَالَ الْبُخَارِيّ: ينبغي أن يكون لَهُ ألف حديث ينفرد بها. قَالَ يُونُس بْن بُكَيْر: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: ابْن إِسْحَاق أمير المؤمنين فِي الحديث، فَقِيلَ لَهُ: ولِم؟ فَقَالَ: لحفظه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 589 وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَة: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فَقَالَ: حَدِيثُهُ عِنْدِي صَحِيحٌ. قُلْتُ: فَكَلامُ مَالِكٍ، قَالَ: مَالِكٌ لَمْ يُجَالِسْهُ وَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَأَيَّ شَيْءٍ حَدَّثَ بِالْمَدِينَةِ. قُلْتُ: فَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ، قَالَ: الَّذِي قَالَ هِشَامٌ لَيْسَ بِحُجَّةٍ لَعَلَّهُ دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ وَهُوَ غُلامٌ وَأَنَّ حَدِيثَهُ لَيْسَ فِيهِ الصِّدْقُ، يَرْوِي مَرَّةً: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، وَمَرَّةً ذَكَرَ أَبُو الزِّنَادِ. وَيَقُولُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فِي سَلَفٍ وَبَيْعٍ، وَهُوَ مِنْ أَرْوَى النَّاسِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَلَمْ أَرَ لَهُ إِلا حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ أَحَدَهُمَا عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا (إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ) ، وَالآخَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ (مَنْ مَسَّ فرجه فليتوضّأ) . وقال أحمد العجلي: ابْن إسحاق ثقة. وقال عباس عَن ابْن معين: ثقة لكن ليس بحجة. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس بِهِ بأس. ومرة قَالَ: ليس بذاك ضعيف. وقال يعقوب بْن شيبة عَن ابْن معين: هُوَ صدوق. وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: وقال هارون بْن معروف: سَمِعْت أَبَا مُعَاوِيَة يقولُ: كَانَ ابْن إِسْحَاق من أحفظ الناس، فكان الرجل إذا كَانَ عنده خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها ابنَ إِسْحَاق وقال احفظها عليّ، فَإِن نسيتها كنت قد حفظتها عليّ. وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: تكلّم أربعة فِي ابْن إِسْحَاق، فأما سُفْيَان وشعبة فكانا يقولان: أمير المؤمنين في الحديث. وقال أحمد بْن حنبل: حسن الحديث. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 590 وقال الحسن بن علي الحلواني: سمعت يزيد بْن هارون يَقُولُ: لو كَانَ لِي سلطان لأمَّرت ابْن إسحاق عَلَى المحدّثين. وقال أَبُو أمية الطرسوسي: ثنا علي بْن الْحَسَن النسائي ثنا فياض بن محمد الرقّيّ سَمِعْت ابْن أَبِي ذئب يَقُولُ: كُنَّا عند الزُّهْرِيّ فنظر إِلَى ابْن إِسْحَاق يُقْبِلُ فَقَالَ: لا يزال بالحجاز علم كثير مَا دام هَذَا الأحول بين أظهرهم. وقال ابْن عَلية: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: هُوَ صدوق. وقال ابْن المديني: قُلْتُ لسفيان: أكان ابْن إسحاق جالس فاطمة بِنْت المنذر؟ فَقَالَ: أخبرني أنها حدّثته فإنه دخل عليها. قُلْتُ: الَّذِي استقر عَلَيْهِ الأمر أن ابْن إسحاق صالح الحديث وأنه فِي المغازي أقوى مِنْهُ فِي الأحكام. وقد قَالَ يحيى بْن سَعِيد: سَمِعْت هشام بْن عروة يكذّبه. وقال أَبُو الْوَلِيد: نا وُهَيْب بْن خَالِد سَأَلت مالكًا عَن ابْن إِسْحَاق فَقَالَ واتّهمه. وقال أَحْمَد بْن زهير: سَمِعْت ابْن مهدي يَقُولُ: كَانَ يحيى بْن سَعِيد الأَنْصَارِيّ ومالك يجُرِّحان مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. وقال العقيلي: حدّثني الفضيل بْن جَعْفَر نا عَبْد الملك بْن مُحَمَّد نا سُلَيْمَان ابْن دَاوُد قَالَ لِي يحيى بْن سَعِيد القطَّان: أشهد أن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق كذّاب. قُلْتُ: وما يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي وُهَيْب. فَقُلْتُ لوهيب: مَا يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي مالك، فَقُلْتُ لمالك: وما يدريك؟ قَالَ: قَالَ لِي هشام بن عروة، قلت له: وما يدريك؟ قَالَ: حدّث عَن امرأتي وأُدْخِلَتْ عليّ وهي الجزء: 9 ¦ الصفحة: 591 بِنْت تسع سنين وما رآها رَجُل [1] حَتَّى لَقِيتِ اللَّه. قُلْتُ: هَذِهِ حكاية باطلة، وَسُلَيْمَان الشاذكوني ليس بثقة، وما أُدْخِلت فاطمة عَلَى هشام إلا وهي بِنْت نيّفٍ وعشرين سنة فإنها أكبر مِنْهُ بنحوٍ من تسع سنين [2] ، وقد سَمِعْت من أسماء بنت الصديق، وهشام لم يسمع من أسماء مَعَ أنها حدثتها. وأيضا فَلَمَّا سَمِعَ ابْن إِسْحَاق منها كَانَتْ قد عجزت وكبرت وهو غلام أو هُوَ رَجُل من خلف الستر [3] . فإنكار هشام بارد. قَالَ ابْن المديني: سَمِعْت يحيى يَقُولُ: قُلْتُ لهشام: ابْن إِسْحَاق يحدّث عَن فاطمة بِنْت المنذر، فَقَالَ: أهو كَانَ يَصِلْ إليها. وقال يحيى بْن آدم: نا ابْن إدريس قَالَ: كنت عند مالك فَقَالَ لَهُ رَجُل: إن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق يقول: اعْرِضُوا عليّ عِلْم مالك فإِني بيطاره، فَقَالَ مالك: انظروا إِلَى دجّال من الدجاجلة يَقُولُ: اعرضوا عليّ علم مالك. قَالَ ابْن إدريس: مَا رَأَيْت أحدًا جمع الدجّال قبله. وقال عَبْد الْعَزِيز الدراوَرْديّ وابن أَبِي حازم: كُنَّا فِي مجلس ابْن إِسْحَاق فنعس ثُمَّ رفع رأسه فَقَالَ: رَأَيْت كأن حمارًا أخرِج من دار مروان فِي عنقه حبل، فَمَا لبثنا أن دخل أعوان السلطان فوضعوا فِي عنق ابْن إِسْحَاق حبلا وذهبوا بِهِ فَجُلِد. زاد سَعِيد الزبيري راويها عَن الدراوَرْديّ قَالَ: من أجل القدر. فَقَالَ هارون بْن معروف كَانَ ابْن إِسْحَاق قَدَرِيًّا. وقال الجوزجاني: ابْن إِسْحَاق يُشَبِهّون حديثَه وهو يرمى بغير نوع من البدع.   [1] «رجل» غير موجودة في الأصل، فاستدركتها من (الميزان) . [2] في (الميزان) : فإنّها أكبر من هشام بثلاث عشرة سنة. [3] زاد في (الميزان) : فلعله سمع منها في المسجد. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 592 وأما مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نمير فقال: رُمي بالقدر وكان أبعد الناس مِنْهُ. وقال مكي بْن إِبْرَاهِيم: جلست إِلَى ابْن إِسْحَاق وكان يُخَضّب بالسواد فذكر أحاديث فِي الصِّفَة فَنَفَرْتُ منها فلم أعد إِلَيْهِ [1] . وقال ابْن معين: كَانَ يحيى القطَّان لا يَرْضَى ابْن إِسْحَاق ولا يروي عَنْهُ. وقال عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد: لم يكن أَبِي يحتج بابن إِسْحَاق فِي السُّنَن. وقال النسائي: ليس بالقويّ. وقال الدارقطني: لا يُحتَج بِهِ. وقال مُحَمَّد بْن يحيى بْن سَعِيد القطَّان: قَالَ أَبِي: سَمِعْت مالكًا يَقُولُ: يَا أَهْل العراق لا يغت [2] عليكم بعد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أحد. وَفِي لفظ: من يغت [2] عليكم بعد مُحَمَّد بْن إِسْحَاق. وقال مُحَمَّد بْن أَبِي عديّ: كَانَ ابْن إِسْحَاق يلعب بالديوك. وقال القطَّان: تركت ابْن إِسْحَاق عمدا فلم أكتب عَنْهُ. وقال أَبُو حاتم: ليس بالقويّ عندهم. وقال مُحَمَّد بْن سلام الجمحي: وممن هجَّنَ الشعرَ وأفسده وحمل كل   [1] البيهقي في الأسماء والصفات: إذا كان لا يحتج به (يعني ابن إسحاق) في الحلال والحرام فأولى أن لا يحتج به في صفات الله سبحانه وتعالى ... [2] مهملة في الأصل من النقط، والتصحيح من (سير أعلام النبلاء) وفي شرح القاموس للزبيدي: غت الكلام فسد، قال قيس بن الخطيم: ولا تغت الحديث إذ نطقت ... وهو بفيها ذو لذة طرب وإذا كان في أصل المؤلف (يغث) بالمثلثة ففي النهاية لابن الأثير: (يقال غث فلان في قوله قوله إذا أفسده) . وفي الأساس: أغث فلان في كلامه إذا تكلم بما لا خير فيه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 593 عناء وقبل الناس مِنْهُ أشعارًا لا أصل لها ابْن إِسْحَاق، وكان يعتذر من ذَلِكَ ويقول: لا علم لِي بالشعر إنما أوتي بِهِ جملة. ولم يكن ذَلِكَ عذرًا لَهُ. قُلْتُ: لا ريب أن فِي السيرة شعرًا كثيرًا من هَذَا الضَّرْب. قَالَ أَبُو حَفْص الصيرفي: سَمِعْت يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ لعبيد اللَّه القواريري: أَيْنَ تذهب؟ قَالَ: إِلَى وهب بْن جرير، أكتب السيرة، قَالَ: تكتب كذبًا كثيرًا. قُلْتُ: وكذا فِي السيرة عجائب ذكرها ابْن إِسْحَاق بلا إسناد تلقَّفَها وفيها خير كثير لمن لَهُ نقْد ومعرفة. وقال ابْن أَبِي فديك: رَأَيْت ابْن إِسْحَاق كثير التدليس فإذا قَالَ: حدّثني وأخبرني، فهو ثقة. مات ابْن إِسْحَاق سنة إحدى وخمسين ومائة. قاله عدّة. وقال المدائني وغيره: مات سنة اثنتين وخمسين. محمد بن أبي أيوب [1]- م- أبو عاصم الثقفي الكوفي. وقيل محمد ابن أيوب. عَن الشعبي وقيس بْن مسلم ويزيد الفقير. وعنه وكيع وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى. وثّقه أحمد وغيره. وورد أَنَّهُ عرض القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي.   [1] التقريب 2/ 147، التاريخ 1/ 31، التهذيب 9/ 69، الجرح 7/ 198، المعرفة والتاريخ 3/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 505 رقم 2107. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 594 محمد بْن مالك بْن أسلم البناني [1]- ت- عَن أبيه ومحمد بْن المنكدر وجعفر بْن محمد. وعنه جعفر بْن سُلَيْمَان الضبعي وأبو داود الطيالسي وبكر بْن بكار وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وجماعة. قَالَ البخاري: فِيهِ نظر. وقال النسائي، وغيره: ضعيف. محمد بْن جعفر بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ [2] بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الهاشمي العباسي كَانَ من ندماء المنصور، كَانَ أديبًا لبيبًا يُعدّ من عَقَلَةِ الرجال. وكان المنصور يمازحه ويلتذّ بمحادثته. وكان يكلم المنصور فِي حوائج الناس. وكانت وفاته قريبة من وفاة المنصور. وله تقدّم فِي النسب. محمد بن أبي حفصة ميسرة [3]- م خ ن- أبو سلمة بن ميسرة المدني نزيل البصرة. عَن الزهري وأبي جمرة الضبعي وقتادة وعلي بْن زيد. وعنه سفيان الثوري وحماد بْن زيد وابن الْمُبَارَك وأبو معاوية وروح بْن عبادة وغيرهم. وثّقه ابْن معين ومرّة قال: ليس بالقويّ.   [1] لم أجده في تاريخ البخاري ولا الضعفاء والمتروكين للنسائي. [2] تاريخ بغداد 2/ 111. [3] التقريب 2/ 155، التهذيب 9/ 123، الجرح 7/ 241، الميزان 3/ 527، المعرفة والتاريخ 3/ 51، التاريخ لابن معين 2/ 511 رقم 227، ميزان الاعتدال 3/ 527، سير أعلام النبلاء 7/ 58. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 595 وضعّفه يحيى القطان والنسائي. وقال ابْن عديّ: هُوَ من الضعفاء الَّذِينَ يُكتب حديثهم. وقال ابْن المديني: قُلْتُ ليحيى: حملت عَن مُحَمَّد بْن أَبِي حفصة؟ قَالَ: نَعَمْ كتبت حديثه كله ثُمَّ رميت بِهِ بعد ذَلِكَ، ثُمّ قال: هو نحو صالح ابن أَبِي الأخضر. محمد بْن أَبِي حميد الأَنْصَارِيّ [1]- ن ق- الزرقي الْمَدَنِيّ. وهو الذي يقال لَهُ حماد بْن أَبِي حميد. عَن محمد بْن كعب القُرَظي [2] وعمرو بْن شعيب وعون بْن عَبْد الله بْن عتبة ونافع وجماعة. وعنه ابْن وهب وابن أَبِي فديك وأبو داود وبكر بْن بكار والقعنبي. ضعّفه أَبُو زرعة. وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال مرة ليس بقويّ. وروى عباس عَن ابْن معين أَنَّهُ ليس بشيء. وقال البخاري: مُنْكَر الحديث. محمد بْن ذكوان [3]- ق- الطاحي. مولاهم البَصْرِيّ، خال أولاد حماد بْن زيد.   [1] التقريب 2/ 156، التهذيب 9/ 132، الجرح 7/ 233، المعرفة والتاريخ 3/ 40 و 52، التاريخ لابن معين 2/ 512 رقم 240. [2] في الأصل «الفرضيّ» والتصحيح من (اللباب 3/ 26) . [3] التاريخ 1/ 79، التقريب 2/ 160، التهذيب 9/ 156، المعرفة والتاريخ 2/ 51، التاريخ لابن معين 2/ 514 رقم 3607. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 596 روى عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله وابن سيرين وعطاء بْن أَبِي رباح وجماعة. وعنه شعبة وعبد الوارث وابن طهمان إِبْرَاهِيم وعبد الله بْن بَكْر السَّهميّ وعبد الصمد بْن عَبْد الوارث وحجاج بْن نصير. وثّقه ابْن معين. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: سقط الاحتجاج بِهِ. محمد بْن أَبِي الزُّعَيْزِعَة [1] ، الأذرعي مولى بني أمية. عَن عطاء وابن أَبِي مليكة وعمرو بْن دينار. وعنه وكيع وأبو أسامة وأبو أحمد الزبيري وأبو نعيم. وثّقه أَبُو زرعة وجماعة. وهو مقل. محمد بْن عَبْد الله بن مسلم [2]- ع- بْن عُبَيْد الله بْن شهاب، أَبُو عَبْد الله الزهري المدني، ابْن أخي ابْن شهاب. عَن عمه وأبيه. وعنه يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سعد ومعن بن عيسى والواقدي والقعنبي وغيرهم.   [1] التاريخ 1/ 88، المجروحين 2/ 288، الميزان 3/ 548، الجرح 7/ 261. [2] المجروحين 2/ 249، الميزان 3/ 592، التاريخ 1/ 131، التهذيب 9/ 278، الجرح 7/ 304، المعرفة والتاريخ 1/ 633، تاريخ أبي زرعة 1/ 612، التاريخ لابن معين 2/ 524 رقم 730، طبقات خليفة 273، تاريخ خليفة 429، التاريخ الصغير 2/ 132، المعارف 485، وفيات الأعيان 4/ 183، سير أعلام النبلاء 7/ 139، تذكرة الحفاظ 1/ 191، العبر 1/ 231، الوافي بالوفيات 3/ 223، طبقات الحفاظ 82، خلاصة تذهيب الكمال 348، شذرات الذهب 1/ 245. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 597 وثّقه أَبُو داود. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، قِيلَ إِنَّهُ قَتَلَهُ غِلْمَانُهُ وَابْنُهُ لأَجْلِ الْمِيرَاثِ ثُمَّ قُتِلَتِ الْغِلْمَانُ بَعْدُ، وَكَانَ مَقْتَلُهُ فَجْأَةً سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ. أَحَدُهَا، عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا الْمُجَاهِرُونَ) الْحَدِيثَ. وَثَانِيهَا عَن سالم عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ فِي خطبته: (كل مَا هُوَ آتٍ قريب لا بُعد لما هُوَ آتٍ لا يعجل اللَّه لعجلة أحد ولا خُلْف لأمر اللَّه مَا شاء اللَّه كَانَ، ولو كره الناس لا مُبْعِد لما قَرْب ولا مُقَرَّب لما بَعُد ولا يكون شيء إلا بإذن اللَّه عزّ وجلّ) . رواهما إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنْهُ. وروى الواقدي الخبر الثاني عَنْهُ. ولكن الواقدي تالف. والثالث رواه حَمْزَةُ بْن رشيد الباهلي نا إِبْرَاهِيم بْن سعد عَن ابْن أخي ابْن شهاب عَن امرأته أمّ الحجّاج بِنْت مُحَمَّد بْن مُسْلِم قَالَتْ: كَانَ أَبِي يأكل بكفّه فَقُلْتُ: لو أكلت بثلاث أصابع، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يأكل بكفه كلها. فهذا منقطع. محمد بْن عَبْد الله بْن المهاجر [1]- 4- الشعيثي النضري- بالنون- الدمشقي. عَن خالد بْن معدان ومكحول والقاسم بْن مخيمرة وجماعة. وعنه ابنه عمرو والوليد بْن مسلم ووكيع وحجاج بْن محمد وأبو عبد الرحمن   [1] التقريب 2/ 180، التاريخ 1/ 132، التهذيب 9/ 280. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 598 المقري وطائفة. وثّقه دحيم وغيره. وقال أَبُو حاتم: لا يُحتّج بِهِ. مات سنة أربع وخمسين ومائة، وقيل سنة خمس. وقد روى حديثًا عَن الْحَارِث بْن بدل إنسان مُخْتَلَفٌ فِي صحبته [1] . مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ [2] الأسلمي [3]- ق- مدني. لَهُ عَن عمه حكيم بْن أَبِي حرة والمقري وعطاء بْن أَبِي مروان. وعنه سُلَيْمَان بْن بلال والدراوَرْديّ وحماد بْن خالد والواقدي وغيرهم. وثّقه ابْن معين. لَهُ عند ابْن ماجه حديث. محمد بْن عَبْد الله [4] ، أَبُو مخلد العمي البصري. عَن ثابت البناني وعليّ بْن جدعان ويزيد الرقاشي. وعنه أَبُو النضر هاشم بْن القاسم. قَالَ العقيلي: لا يقيم الحديث. محمد بن عبد الرحمن [5]- د ق- بن عرق أبو الوليد الحمصي. عَن أبيه وعبد الله بْن بسر الصحابي.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 304 «وله صحبة» . [2] بضم الحاء. [3] التقريب 2/ 176، التاريخ 1/ 142، التهذيب 9/ 251، الجرح 7/ 296. [4] لم أجد له ترجمة أخرى. [5] التاريخ الكبير 1/ 151، الجرح والتعديل 7/ 316، المعرفة والتاريخ 2/ 351، تهذيب التهذيب 9/ 300، تقريب التهذيب 2/ 184. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 599 وعنه بقية وعثمان بْن سعيد بْن كثير ويحيى بْن سعيد القطان ومحمد بْن سُلَيْمَان بومة. لم يضعّف. ابن أبي ذئب [1]- ع- مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن المغيرة بْن الحارث ابن أبي ذئب. واسم أَبِي ذئب هشام- بْن شعبة [2] القرشي العامري الإمام أَبُو الحارث الْمَدَنِيّ أحد الأعلام. روى عَن عكرمة وسعيد مولى ابْن عباس وشرحبيل بْن سعد ونافع وأسيد ابْن أَبِي أسيد البراد وسعيد المقبري وصالح مولى التوأمة [3] والزهري وخاله الحارث بْن عَبْد الرحمن القرشي ومسلم بْن جندب والقاسم بْن عباس ومحمد ابن قيس وخلق. وعنه يحيى القطان وحجاج الأعور وشبابة وأبو علي الحنفي وابن الْمُبَارَك وابن أَبِي فديك وأبو نعيم وآدم بْن أَبِي إياس وأحمد بْن يونس وعاصم بْن عليّ والقعنبي وأسد بْن موسى وعليّ بْن الجعد وعدد كثير. قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ شبيه سعيد بن المسيّب، فقيل لأحمد: خلف   [1] تاريخ بغداد 2/ 296، المشاهير 140، التقريب 2/ 184، التاريخ 1/ 152، الجرح 7/ 313، التهذيب 9/ 393، شذرات 1/ 245، المعرفة والتاريخ 1/ 685، تاريخ أبي زرعة 1/ 510، التاريخ لابن معين 2/ 525 رقم 716، طبقات خليفة 273، تاريخ خليفة 429، التاريخ الصغير 2/ 132، المعارف 485، وفيات الأعيان 4/ 183، سير أعلام النبلاء 7/ 139، تذكرة الحفاظ 1/ 191، العبر 1/ 231، الوافي بالوفيات 3/ 223، طبقات الحفاظ 82، خلاصة تذهيب الكمال 348. [2] في الأصل «سعيد» ، والتصحيح من التهذيب. [3] في الأصل «التوم» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 600 مثله؟ فقال: لا، وقال كان أفضل من مالك إلا أن مالكًا رحمه اللَّه أشدّ تنقية للرجال مِنْهُ. وقال الواقدي: مولده سنة ثمانين. وكان من أورع الناس وأفضلهم. ورُمي بالقَدَر وما كَانَ قَدَرِيًّا لقد كَانَ يتّقي قولَهم وُيعَيّبه ولكنه كَانَ رجلا كريمًا يجلس إِلَيْهِ كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يَقُولُ لَهُ شيئًا وإن مرض عاده. وكانوا يتّهمونه بالقَدَر لهذا وشبهه، قَالَ: وكان يصلّي الليل أجمع ويجتهد فِي العبادة. ولو قِيلَ لَهُ: إِنَّ الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مزيد من الاجتهاد. وأخبرني أخوه قَالَ: كَانَ أخي يصوم يومًا ويُفطر يومًا ثُمَّ سرد الصوم وكان شديد الحال يتعشّى الخبز والزيت، وله قميص وطيلسان يشتو فِيهِ ويصيّف. وكان من رجال الناس [1] صرامة وقولا بالحق. وكان يحفظ حديثه لم يكن لَهُ كتاب. روى هَذَا الفضل بْن سعد عَن الواقدي. وفيه أيضًا قَالَ: وكان يروح إِلَى الجمعة باكرًا فيصلّي حَتَّى يخرج الإِمَام ورأيته يأتي دارَ أَجداده عند الصفا فيأخذ كراءها. وَكَانَ لا يغير شيبه. قَالَ: وَلَمَّا خرج مُحَمَّد بن عَبْد الله بن حسن لزم بيته إِلَى أن قُتِل مُحَمَّد. وكان الْحَسَن بْن زَيْدُ الأمير يُجْرِي عَلَى ابْن أَبِي ذئب كل شهر خمسة دنانير. وقد دخل مرةً عَلَى والي المدينة عَبْد الصمد وكلّمه في شيء. فقال عبد الصمد ابن علي: إِنِّي لأراك مُرائِيًا فأخذ عودًا وقال: مراء فو الله للناس عندي أهون من هَذَا. ولما ولي ولاية المدينة جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بعث إِلَى ابْن أَبِي ذئب بمائة دينار فاشترى منها ساجًا [2] كرديًا بعشرة دنانير فلبسه عُمْرَه وقد قدم بِهِ عليهم بغداد فلم يزالوا بِهِ حَتَّى قبل منهم فأعطوه ألف دينار. يعني الدولة. فلما ردّ مات بالكوفة [3] .   [1] في شذرات الذهب 1/ 246 (كان من رجال العالم ... ) . [2] الساج: الطيلسان. (القاموس المحيط) . [3] في (سير النبلاء) : فلما رجع مات بالكوفة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 601 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيثِ (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ) فَقَالَ: يُسْتَتَابُ مَالِكٌ فَإِنْ تَابَ وَإِلا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَوْرَعُ وَأَقْوَلُ بِالْحَقِّ مِنْ مَالِكٍ. أنبأني المسلم بْن مُحَمَّد والمؤمل بْن إلياس قَالا: أَنَا الكِنْديّ أَنَا القزّاز أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب أَنَا الصيرفي أَنَا الأصم أَنَا عَبَّاس الدوري سَمِعْت يحيى يَقُولُ: ابْن أَبِي ذئب سَمِعَ عكرمة. وبه قَالَ الخطيب: أَنَا الجوهري أَنَا ابْن المرزبان ثنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى الْمَكِّيّ ثنا أَبُو العيناء قَالَ: لما حج المهدي دخل مسجد الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يبق أحد إلا قام إلا ابْن أَبِي ذئب فَقَالَ لَهُ المسيّب بْن زهير: قم هَذَا أمير المؤمنين. فَقَالَ ابْن أَبِي ذئب: إنما يَقُومُ الناس لرب العالمين، فَقَالَ المهدي: دعه فلقد قامت كل شعرة فِي رأسي. وبه قَالَ أَبُو العيناء. وقال ابْن أَبِي ذئب للمنصور: قد هلك الناس فلو أَعَنْتهم من الفَيْء. قَالَ: ويلك لولا مَا سددت من الثغور لكنت تُؤتَى فِي منزلك فتُذْبَح. فَقَالَ: قد سدّ الثغور وأعطى الناس مَنْ هُوَ خيرٌ منك عُمَر. فنكَس المنصور رأسه والسيف بيد المسيّب ثُمَّ قَالَ: هَذِا خير أَهْل الحجاز. وقال أَحْمَد بْن حنبل وغيره: كَانَ ثقة. قَالَ أَحْمَد: وقد دخل عَلَى أَبِي جَعْفَر المنصور فلم يذهله أنْ [1] قَالَ لَهُ الحقّ وقال الظلم ببابك فاش. وأبو جعفر أبو جعفر.   [1] في تهذيب التهذيب 9/ 303 (فلم يهبه أن قال له الحق) وفي شذرات الذهب 1/ 246 (فلم يهله) . وفي العبر (فلم يؤهله) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 602 قَالَ مصعب الزُّبَيْري: كَانَ ابْن أَبِي ذئب فقيه المدينة. وقال الْبَغَوِيُّ: ثنا هارون بْن سُفْيَان قَالَ: قَالَ أَبُو نعيم: حججت سنة حج أَبُو جَعْفَر ومعه ابْن أَبِي ذئب ومالك بْن أَنَس، فدعا ابْن أَبِي ذئب فأقعده معه عَلَى دار الندوة فَقَالَ لَهُ: مَا تقول فِي الْحَسَن بْن زَيْدُ بْن حسن. يعني أمير المدينة؟ فَقَالَ: إنه ليَتَحَرّى العدل. فَقَالَ لَهُ: مَا تقول فِيّ- مرتين- فَقَالَ: وربّ هَذِهِ البنية إنك لجائر. قَالَ: فأخذ الرَّبِيع الحاجب بلحيته. فَقَالَ لَهُ أَبُو جعفر: كُفَّ يَا بْنَ اللخناء، وأمر لابن أبي ذئب بثلاثمائة دينار. وقال مُحَمَّد بْن المسيّب الأرغِياني [1] : سَمِعْت يونس بن عبد الأعلى يَقُولُ: سَمِعْت الشافعي يَقُولُ: مَا فاتني أحد فأسفت عَلَيْهِ مَا أسفت عَلَى الليث وابن أَبِي ذئب. فَقُلْتُ: أما الليث فنعم وأما ابْن أَبِي ذئب فكيف كَانَ يمكنه الرحلة إِلَيْهِ وإنما أدرك من حياته تسع سنين. وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: أَيُّما أعجب إليك ابْن عجلان أو أبن أَبِي ذئب؟ فَقَالَ: مَا فيهما إلا ثقة. وقال ابْن المديني: سَمِعْت يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: كَانَ ابْن أَبِي ذئب عَسِرًا أعْسَر أَهْل الدنيا، إنْ كَانَ معك الكتاب قَالَ: اقرأْهُ وإنْ لم يكن معك كتاب فَإِنَّمَا هُوَ حِفْظ. فَقُلْتُ: كيف كنت تصنع فِيهِ؟ قَالَ: كنت أتحفّظها وأكتبها. وقال الجوزجاني لأحمد: فابن أَبِي ذئب سماعه من الزُّهْرِيّ أو عَرْضٌ هُوَ؟ قَالَ: لا تبالي كيف كَانَ. وقال أَحْمَد بْن علي الأَبّار: سَأَلت مُصْعبًا عَن ابْن أَبِي ذئب فَقَالَ: معاذ   [1] في الأصل مهملة من النقط وبدون راء. والتصحيح من (اللباب 1/ 43) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 603 اللَّه أن يكون قَدَرِيًّا إنما كَانَ زمن المهدي قد أخذوا أَهْل القدَرَ وضربوهم ونفوهم فنجا مِنْهُ قوم فجلسوا إِلَيْهِ واعتصموا بِهِ من الضرب فَقِيلَ هُوَ قَدَرِيّ لِذَلِكَ، لقد حدّثني من أثق بِهِ أَنَّهُ مَا تكلم فِيهِ قط. وسئل أَحْمَد بْن حنبل عَنْهُ فوثّقه ولم يرضه فِي الزُّهْرِيّ. وقال ابْن معين: ثقة، سَمِعَ من عكرمة. مات ابْن أبي ذئب سنة تسع وخمسين ومائة بعد ما انصرف من بغداد، مات بالكوفة وقد أسنى المهديّ جائزته [1] . محمد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ [2] ، التُّجَيْبيّ المصري الأمير. ولي الديار المصرية لأبي جعفر. وحدّث عَن أبيه. مات سنة خمس وخمسين ومائة. مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ [3]- ق- مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَعَوْنٍ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَإِخْوَتِهِ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ وَمَعْمَرٌ وَمُغِيرَةُ ابْنَاهُ. قَالَ الْبُخَارِيّ: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.   [1] في ترجمة (زياد بن عبيد الله الحارثي) شيء عن ابن أبي ذئب وخلقه الكريم. [2] ذكره الكندي في كتاب الولاة وكتاب القضاة- ص 101 و 116 و 118 و 119. [3] مرت ترجمته في الطبقة السابقة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 604 يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الرَّمْلِيُّ ثنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: (إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ فلْيُصَلِّ عَلَيَّ وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ) . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: هَذَا لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. محمد بْن عُبَيْد الله العَرْزَمي الكوفي [1]- د ق- عَن مكحول وعطاء وعمرو بْن شعيب ومحمد بْن زياد الْجُمحي وعدة. وعنه شعبة والثوري وسيف بْن عمر وعلي بْن مسهر ومحمد بْن سلمة الحراني. وآخر من حدّث عَنْهُ قبيصة بن عقبة. وكان من عباد الله الصالحين لكنه واهٍ. قَالَ أحمد: ترك الناس حديثه. وقال الفلاس: متروك الحديث. وقال ابْن معين: لا يُكتب حديثه. وقال وكيع: كَانَ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه العرزمي رجلا صالحًا قد ذهبت كُتُبُه فكان يحدِّث حِفْظًا فَمَنْ ذَلِكَ أتى. وقال القطّان: سَأَلت العرزمي فجعل لا يحفظ فأتيته بكتاب فجعل لا يحسن يقرأ. وقال البخاري: تركه ابن المبارك وغيره.   [1] الضعفاء الصغير 104، التاريخ 1/ 171، الميزان 3/ 635، المتروكين 92، التقريب 2/ 717، المجروحين 2/ 246، الجرح 8/ 1، التهذيب 9/ 322، التاريخ لابن معين 2/ 529 رقم 1355. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 605 قُلْتُ: فهو من شيوخ شُعْبَة وما أَظنّ شُعْبَة روى عَن أضعف مِنْهُ. وكناه قبيصة أَبَا عَبْد الرَّحْمَن. وقال خ: قَالَ لِي عبّاد بْن أَحْمَد: هُوَ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي سُلَيْمَان الفزاري، وهو ابْن أخي عَبْد الملك بْن أَبِي سُلَيْمَان. ويقال: مات [1] سنة خمس وخمسين ومائة. محمد بن عمارة بْن عمرو بْن حزم [2]- 4- الأنصاري المدني. عَن عمه أَبِي بكر بْن محمد ومحمد بْن إِبْرَاهِيم التيمي. وعنه مالك وصفوان بْن عيسى وأبو عاصم وغيرهم. وثّقه ابْن معين. محمد بْن عمران بْن إِبْرَاهِيم بْن طلحة [3] بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي المدني أَبُو سليمان. أحد الأشراف. ولي قضاء المدينة لبني أميّة ثُمَّ وليها للمنصور. قَالَ ابْن سعد: كَانَ مهيبًا جليلا صليبًا من الرجال. وكان قليل الرواية. مات سنة أربع وخمسين ومائة، فَلَمَّا بلغ موتُه المنصورَ قَالَ: اليوم استوت قريش. وذكره ابْن أبي حاتم مختصرا.   [1] «مات» ساقطة من الأصل، والإستدراك من التهذيب. [2] التاريخ 1/ 187، الجرح 8/ 44، التقريب 2/ 193، التهذيب 9/ 359، ميزان 3/ 662. [3] الجرح 8/ 41. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 606 محمد بن فضاء بن خالد الجهضمي [1]- د ت ق- أبو بحر البصري العابد. عَن أبيه. وعنه بكر بْن بكار والأنصاري ومسلم والأصمعي وإسماعيل بْن عمرو البجلي. ضعّفه أَبُو زرعة. قَالَ ابْن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف. حديثه فِي كسر السكة إلا من بأس. محمد بْن مسلم بن مهران [2]- د ت ن- بْن المثنى. وقد يقال محمد بْن مهران ينسب إلى جده، ومسلم ليس بأبيه فَإِنَّهُ على الأصح محمد بْن إِبْرَاهِيم بْن مسلم مؤذّن مسجد العريان. روى عَن جده أَبِي المينا مسلم وسلمة بْن كهيل وحمّاد الفقيه. وعنه شعبة- وكناه أبا جعفر- وسلم بْن قتيبة وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان. قَالَ الدارَقُطْنيّ: هُوَ وجده لا بأس بهما. مختار بن نافع التيمي [3]- ت- الكوفي التمّار.   [1] المتروكين 94، الميزان 4/ 5، التاريخ 1/ 209، المجروحين 2/ 274، الجرح 8/ 56، التهذيب 9/ 400، المعرفة والتاريخ 2/ 123، التاريخ لابن معين 2/ 533 رقم 3305. [2] التقريب 2/ 208، الميزان 4/ 36، الجرح 8/ 78. [3] الضعفاء الصغير 110، التاريخ 7/ 386، الميزان 4/ 80، التقريب 2/ 234، المجروحين 3/ 9، التهذيب 10/ 69، الجرح 8/ 311. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 607 عن أبي مطر البصري صاحب عليّ ويحيى بْن سعيد بْن أَبِي حبان التيمي. وعنه عثمان بْن عمر بْن فارس ومحمد بْن عُبَيْد الطنافسي ومكي بْن إِبْرَاهِيم وأبو عتاب سهل بْن حماد. قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة. المختار بْن يزيد [1] . ويقال ابْن عمرو الأزدي. بصري. عَن أَبِي الشعثاء وسعيد بْن جبير. وعنه وكيع وأبو نعيم وغيرهما. شيخ. مخرمة بْن بكير بن عبد الله [2]- م د ن- بن الاشجّ المدني. عَن أبيه وعامر بْن عَبْد الله بْن الزبير. وعنه ابْن الْمُبَارَك وابن وهب ومعن بن عيسى والواقدي وجماعة. يكنى أَبَا المسور. قَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس. وقال سَعِيد بْن مريم: سَمِعْت خالي مُوسَى بْن سلمة يَقُولُ: أتيت مخرمة   [1] التاريخ 7/ 386. [2] المشاهير 139 و 190، التقريب 2/ 234، التاريخ 8/ 16، التهذيب 10/ 70، الجرح 8/ 363، الميزان 4/ 80، المعرفة والتاريخ 3/ 183، تاريخ أبي زرعة 1/ 442، التاريخ لابن معين 2/ 553 رقم 340. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 608 ابن بكير بكتاب أبيه أعرضه فقال: مَا سَمِعْت من أَبِي شيئًا إنما هَذِهِ كتب وجدناها عندنا عَنْهُ وما أدركت أَبِي إلا وأنا غلام. وأما عليّ بْن المديني فَقَالَ: سَمِعْت معن بْن عِيسَى يَقُولُ: مخرمة سَمِعَ من أَبِيهِ وعرض عَلَيْهِ. وقال أَحْمَد بْن حنبل: لم يسمع من أَبِيهِ شيئًا إنما يروي من كتاب أبيه. وقال أبو حاتم: قَالَ ابْن أَبِي أويس: وجدت فِي ظهر كتاب مالك بْن أَنَس: سَأَلت مخرمة عما يحدّث بِهِ عَن أَبِيهِ سمعها من أَبِيهِ؟ فحلف لِي فَقَالَ: وربِّ هَذِهِ البُنَيّة سمعته من أَبِي. وقال أَبُو حاتم: كل حديثه فهو عَن أَبِيهِ سوى حديث واحد حدّث بِهِ عَن عامر بْن عَبْد اللَّه. قُلْتُ: توفي سنة ستين، ومائة كهلا. مرزوق بْن عَبْد الرحمن أَبُو حسان البصري [1] ، المؤذِّن. عَن محمد بْن سيرين ومطر الوراق. وعنه أَبُو أسامة وأبو سلمة التبوذكي وغيرهما. لا أعلم بِهِ بأسا. مرزوق أَبُو بكر البصري [2]- ت- مولى طلحة بْن عَبْد الرحمن الباهلي. عَن قتادة ومحمد بن المنكدر.   [1] التاريخ 7/ 384، الجرح 8/ 264. [2] الجرح 8/ 264، التاريخ لابن معين 2/ 555 رقم 2828. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 609 وعنه معتمر بْن سُلَيْمَان وأبو داود وأبو نعيم وعثمان بْن عمر. وثّقه أَبُو زرعة. مرزوق بْن أَبِي الهذيل الثَّقفيّ الدمشقي [1]- ق- عَن ابْن شهاب. وعنه الوليد بْن مسلم، فَقَالَ دحيم مَا حدّث عَنْهُ غير الْوَلِيد. وقَالَ ابْن خزيمة: ثقة. وقال أَبُو حاتم: حديثه صالح، ولينه ابْن حبان. مرزوق مولى سعيد بْن المسيب المخزومي [2] . عَن مولاه. روى عنه وكيع وأبو نعيم. مرزوق أَبُو عَبْد الله الحمصي [3]- ت- نزيل البصرة. عَن أَبِي أسماء الرحبي وشهر بْن حوشب ومكحول وجماعة. وعنه معتمر بْن سُلَيْمَان وأبو عبيدة الحداد وروح بْن عبادة وغيرهم. مرزوق أبو بكر التيمي [4] ، المؤذّن. كوفي.   [1] التاريخ 7/ 382، التقريب 2/ 237، التهذيب 10/ 86، الجرح 8/ 265، ميزان 4/ 88، تاريخ أبي زرعة 1/ 183. [2] التقريب 2/ 237، التاريخ 7/ 382، التهذيب 10/ 87، الجرح 8/ 263. [3] التقريب 2/ 237، التاريخ 7/ 382، التهذيب 10/ 87، الجرح 8/ 265، المعرفة والتاريخ 2/ 457، التاريخ لابن معين 2/ 556 رقم 5139. [4] التقريب 2/ 237، التاريخ 7/ 383، التهذيب 10/ 87، الجرح 8/ 263، ميزان 4/ 88، المعرفة والتاريخ 3/ 101، التاريخ لابن معين 2/ 555 رقم 2827. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 610 عَن مجاهد وسعيد بْن جبير. وعنه سفيان وإسرائيل وشريك وَهَؤُلاءِ الثلاثة وفاتهم قديمة وأحببت جمع الأسماء هنا. مستقيم بْن عَبْد الملك [1] . مؤذن البيت الحرام. اسمه عثمان. يروي عَن ابْن المسيب وشهر بْن حوشب وسالم بْن عَبْد الله. وعنه أبو عاصم والخريبي ومحمد بن ربيعة الكلابي وإسماعيل بن عمرو البجلي. قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. وضعفه ابن المديني. مسلم بن سعيد الواسطي العابد [2]- 4- قد مضى وينبغي نقله إلى هنا. قال (ن) : ليس به بأس. المستمرّ بن الريّان الإيادي [3]- م د ت ن- البصري. عَن أَبِي نضرة وأبي الجوزاء الربعي. ورأى أنس بْن مالك. وعنه شعبة وزيد بْن الحباب ومسلم وعثمان بن عمر.   [1] التقريب 2/ 12 و 241، التهذيب 7/ 136. [2] التهذيب 10/ 104. [3] التقريب 2/ 241، التاريخ 8/ 68، التهذيب 10/ 104، الجرح 8/ 430، التاريخ لابن معين 2/ 559 رقم 3868. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 611 وثّقه يحيى القطان. مستور بْن عباد أَبُو همام [1]- ن- الهنائي البصري. عَن الحسن وعطاء بْن أَبِي رباح ومحمد بْن عباد بْن جعفر المخزومي. وعنه خالد بْن الحارث وأبو عاصم ومسلم والتبوذكي. وثّقه ابْن معين. مَسَرَّة بْن مَعْبَد اللخمي الفلسطيني [2] . عَن نافع والزهري وأبي عُبَيْد الحاجب وسليمان بْن موسى. وعنه وكيع وضمرة بْن ربيعة وأبو أحمد الزبيري وسوار بْن عمارة الرملي. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْن حبان: لا يحتج بِهِ وحده. مِسْعَر بن كدام [3]- ع- بْن ظهير بْن عبيدة بْن الحارث أَبُو سلمة الهلالي الكوفي الأحول الحافظ أحد الأعلام.   [1] وقيل «مستورد» ، التقريب 2/ 241، التاريخ 8/ 17، التهذيب 10/ 106، الجرح 8/ 365 و 436. [2] المشاهير 181، التقريب 2/ 242، المجروحين 3/ 42، التاريخ 8/ 64، الجرح 8/ 423، ميزان 4/ 96، التهذيب 10/ 109. [3] المشاهير 169، التقريب 2/ 243، التاريخ 8/ 13، تهذيب الأسماء 2/ 89، التهذيب 10/ 113، الجرح 8/ 368، ميزان 4/ 99، المعرفة والتاريخ 3/ 99، تاريخ أبي زرعة 1/ 164، التاريخ لابن معين 2/ 560 رقم 1588، طبقات ابن سعد 6/ 364، طبقات خليفة 168، تاريخ خليفة 426، التاريخ الصغير 2/ 121، المعارف 481، حلية الأولياء 7/ 209، سير أعلام النبلاء 7/ 163، تذكرة الحفاظ 1/ 188، العبر 1/ 224، طبقات الحفاظ 81، شذرات الذهب 1/ 238. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 612 عَن عمرو بْن مرة والحكم بْن عتيبة وقتادة وعدي بْن ثابت وإبراهيم بْن محمد بْن المنتشر وثابت بْن عُبَيْد وزياد بْن علاقة وسعد بْن إِبْرَاهِيم وسعيد بْن أَبِي بردة وعبد الله بْن عَبْد الله بْن جبير وقيس بْن مسلم وأبي بكر بْن عمارة بْن رويبة ووبرة بْن عَبْد الرحمن، وطائفة سواهم. وعنه ابْن عيينة ويحيى القطان ومحمد بْن بشر وابن الْمُبَارَك وأبو نعيم ويحيى بْن آدم وخلاد بْن يحيى وعبد الله بْن محمد بْن المغيرة وثابت بْن محمد العابد، وخلق كثير. قَالَ مُحَمَّد بْن بشر العبدي: كَانَ عند مسعر نحو ألف حديث فكتبتها إلا عشرة. وقال يحيى بْن سَعِيد: مَا رَأَيْت أثبت من مسعر. وقال أَحْمَد بْن حنبل: الثقة كشعبة ومسعر. وقال وكيع: شَكُّ مسعر كيقين غيره. وقال هشام بْن عروة: مَا قدم علينا من العراق أفضل من ذاك السختياني أيوب وذاك الرواسي [1] مسعر. وعن الْحَسَن بْن عمارة قَالَ: إن لم يدخل الجنة إلا مثل مسعر إن أَهْل الجنة لقليل. وقال سُفْيَان بْن عيينة: قَالُوا للأعمش: إن مسعرًا يشكّ فِي حديثه فَقَالَ: شكُّه كيقين غيره. وعن خَالِد بْن عمرو قَالَ: رَأَيْت مسعرًا كأن جبهته رُكْبَةٌ عير من السجود،   [1] نسبة إلى الرأس، والصحيح بالهمزة، ولكن المحدّثين يقولونه بالواو. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 613 وكان إذا نظر إليك حَسِبْتَ أَنَّهُ ينظر إِلَى الحائط من شدّة حولَته. وروى ابْن عيينة عَن مِسْعَر قَالَ: دخلت عَلَى أَبِي جَعْفَر أمير المؤمنين فَقُلْتُ: نَحْنُ لك والد وأنت لنا ولد، وكانت أمه أم الفضل هلالية أي أم ابْن عَبَّاس، فَقَالَ لِي: تقربت إليّ بأحب أمهاتي إليّ ولو كَانَ الناس كلهم مثلك لمشيت معهم فِي الطريق. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ ثنا مسعر قَالَ: دعاني أَبُو جعفر ليولّيني فَقُلْتُ إن أهلي يقولون لِي لا نرضى بشرائك لنا فِي شيء بدرهمين، وأنت تولّيني! أصلحك اللَّه، إن لنا قرابة وحقًا، قَالَ فأعفاه. وقال سعد بْن عبّاد: ثنا مُحَمَّد بْن مسعر قَالَ: كَانَ أَبِي لا ينام حَتَّى يقرأ نصف القرآن. وقال ابْن عيينة: سَمِعْت مسعرا يَقُولُ: من أبغضني جعله اللَّه محدّثًا. وقال مسعر: من صبر عَلَى الخل والبقل لم يُستعبد. وقال مرة لرجل عَلَيْهِ ثياب جيدة: أنت من أصحاب الحديث؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: ليس هَذَا من آلة طلب الحديث. وقال سُفْيَان بْن عيينة: قَالَ معن: مَا رَأَيْت مسعرًا فِي يوم إلا وهو أفضل من اليوم الَّذِي كَانَ بالأمس. وقال ابْن سعد: كَانَ لمسعر أم عابدة وكان يخدمها، وكان مرجئًا فمات ولم يشهده سُفْيَان الثوري والحسن بْن صالح. وقال ابْن معين: لم يرحل مسعر فِي حديث قط. قلت: نَعَمْ عامة روايته عَن أَهْل الكوفة إلا قَتَادَةَ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 614 وقال شُعْبَة: كُنَّا نسمّى مسعرًا المصحف، يعني من إتقانه. وقيل لمسعر من أفضل من رَأَيْت؟ قَالَ: عمرو بْن مرة. وقال أَبُو معمر القطيعي: قِيلَ لسفيان بْن عيينة من أفضل من رَأَيْت؟ قَالَ: مسعر. وقال شُعْبَة: مسعر للكوفيين كابن عون عند البصريين. وقال ابْن عيينة: سَمِعْت مسعرًا يَقُولُ: وددت أن الحديث كَانَ قوارير عَلَى رأسي فسقطت فكُسِرت. وعن يَعْلَى بْن عُبَيْد قَالَ: كَانَ مسعر قد جمع العلم والورع. وعن عَبْد الله بْن دَاوُد الخريبي قَالَ: مَا من أحد إلا وقد أَخَذَ عَلَيْهِ إلا مسعرًا. ومما يؤثر لمسعر من الشعر لَهُ أو هُوَ لغيره: نهَارك يَا مغرورُ سَهْوٌ وغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ والرَّجَا لك لازِم وتتعبُ فيما سوفَ تكره غَبَّه ... كذلك فِي الدنيا تعيشُ البهائمُ وقال يحيى بْن القطَّان: مَا رَأَيْت مثل مسعر كان من أثبت الناس. وقال سُفْيَان بْن سَعِيد: كُنَّا إذا اختلفنا فِي شيء أتينا مسعرا. وقال أبو أسامة: سمعت مسعرا يَقُولُ: إن هَذَا الحديث يصدّكم عَن ذكر اللَّه وعن الصلاة فهل أنتم منتهون. وسمعته يَقُولُ: من أبغضني جعله اللَّه محدّثًا. وقال ابن السمّاك: رأيت مسعرا فِي النوم فَقُلْتُ: أيّ العمل وجدت أنفع؟ قَالَ: ذكر اللَّه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 615 وقال قبيصة: كَانَ مسعر لأَنْ يَنْزَعَ ضِرْسَه أحبّ إِلَيْهِ من أن يُسأل عَن حديث. وروى عَن زَيْدُ بْن الْحُبَابِ وغيره قَالَ مسعر: الإِيمَان قول وعمل. وروى معتمر بْن سُلَيْمَان عَن أَبِي مخزوم ذكره عَن مسعر قَالَ: التكذيب بالقدر أَبُو جاد الزندقة. أَنَا أَبُو إِسْحَاق بْن طارق أَنَا يوسف بْن خليل أنبأ أَحْمَد بْن مُحَمَّد التيمي أَنَا أَبُو علي أَنَا أَبُو نعيم الحافظ قَالَ: روى مسعر عَن جماعة أساميهم مُحَمَّد: منهم مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ ومحمد بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي ليلى ومحمد بْن مُسْلِم الزُّهْرِيّ ومحمد بْن سوقة ومحمد بْن جحادة ومحمد بْن زَيْدُ بْن عَبْد اللَّه بْن عمرو ومحمد بْن المنكدر ومحمد بن عبيد الله الثقفي ومحمد ابن قيس بن مخرمة ومحمد بْن خَالِد الضبّي ومحمد بْن جَابِر اليمامي ومحمد ابن عُبَد اللَّه الزبيري وَمُحَمَّد بْن الأزهر. وبالإسناد إلى أبي نعيم نا القاضي أَبُو أَحْمَد ثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شبيب ثنا إِسْمَاعِيل بْن عمرو البجلي نا مسعر عَن عاصم بْن أَبِي النجود عَن زِرّ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: (مكتوب فِي التوراة سورة المُلْك من قرأها فِي كل ليلة فقد أكثر وأطاب وهي المانعة تمنع من عذاب القبر إذا أتي من قبل رأسه قَالَ لَهُ رأسه: ويلك عني فقد كَانَ يقرأ بِي ولي سورة المُلْك، وَإِذَا أتى من قبل بطنه قَالَ لَهُ بطنه: ويلك عني فقد كَانَ وعى بِي سورة المُلْك، وَإِذَا أتى من قبل رِجليه قَالَتْ لَهُ رجلاه: ويلك عني فقد كَانَ يقوم بِي بسورة المُلْك، وهي كذلك مكتوب فِي التوراة مانعة.) عليّ بْن مسهر عَن مسعر قَالَ جعفر بْن عون: سَمِعْت مسعرا ينشد: الجزء: 9 ¦ الصفحة: 616 وَمُشَيِّدٍ دارًا ليسكنَ دارَه ... سَكَنَ القبورَ ودارَه لم يَسْكُنِ قَالَ جعفر بْن عون: قَالَ مسعر يوصي ولده كدامًا: إنيّ منحتُك يَا كدامُ نصيحتي ... فاسَمعْ مقال أبٍ عليك شفيقِ أما المُزَاحَةُ والمِرَاءُ فدعْهُما ... خُلُقَانِ لا أرضاهما لصديقِ إنيّ بلَوْتهُما فلم أَحْمَدْهُما ... لمجاورِ جارٍ ولا لرفيقِ والجهل يُزْري بالفتى فِي قومه ... وعروقه فِي الناس أيّ عروقِ ولبعضهم: مَنْ كَانَ ملتمِسًا جليسًا صالحًا ... فلْيأتِ حلقةَ، مِسْعَر بْن كِدامِ فيها السكينة والوَقار وأهلُها ... أهلُ العفافِ وعِلْيَة الأقوامِ قَالَ أَبُو نعيم وثابت العابد: توفي مسعر سنة خمس وخمسين ومائة [1] . مسعود بْن سعد الجعفي الكوفي [2]- ن- عَن مطرف بْن طريف ويزيد بْن أَبِي زياد وجماعة. وعنه أَبُو نعيم وأبو غسان مالك بْن إسماعيل وثابت بْن محمد الزاهد وإسماعيل بْن أبان الوراق. قَالَ يحيى بْن معين: كَانَ من خيار عباد الله.   [1] في التقريب: (سنة ثلاث أو خمس وخمسين) . وفي طبقات ابن سعد: (قال محمد بن عبد الله الأسدي: توفي مسعر بالكوفة سنة اثنتين وخمسين ومائة) . [2] التقريب 2/ 243، التاريخ 7/ 423، التهذيب 10/ 117، الجرح 8/ 283، المعرفة والتاريخ 3/ 241 التاريخ لابن معين 2/ 560 رقم 1253. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 617 المسعودي [1]- 4- هُوَ عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله. مصعب بن ثابت [2]- د ن ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الأسدي المدني. عَن أبيه وعطاء بْن أَبِي رباح ونافع وابن المنكدر. وعنه ابنه عَبْد الله وحاتم بْن إسماعيل والدراوَرْديّ والواقدي وعبد الرزاق وآخرون. وقد استوعب أخباره بإفاضة [3] الزبير بْن بكار وقال: أمّه كلبيّة اشتراها أَبُوهُ بمائة ناقة من سكينة بِنْت الْحُسَيْن. وحدّثني عمي مُصْعَب أن جَدّه كَانَ من أعبد أَهْل زمانه، صام هُوَ وأخوه نافع من عمرهما خمسين سنة. وحدّثني يحيى ابن مسكين قَالَ: مَا رَأَيْت أحدًا قط أكثر صلاة من مصعب بْن ثابت. كَانَ يصلّي فِي كل يوم وليلة ألف ركعة، ويصوم الدهر. وقالت بنته أسماء بِنْت مصعب: كَانَ أَبِي يصلي فِي اليوم والليلة ألف ركعة. وقال مصعب بْن عُثْمَان وخالد بْن وضاح: كَانَ مصعب بْن ثابت يصوم الدهر ويصلّي فِي اليوم والليلة ألف ركعة ويبس من العبادة وكان من أبلغ أَهْل زمانه. قَالَ ابن بكار وعاش إحدى وسبعين سنة.   [1] مرت ترجمته في الطبقة السابقة. [2] المشاهير 138، التقريب 2/ 251، التاريخ 7/ 353، المجروحين 3/ 28، الجرح 8/ 304، ميزان 4/ 118، التهذيب 10/ 158، طبقات خليفة 267، تاريخ خليفة 428، جمهرة نسب قريش 1/ 115، سير أعلام النبلاء 7/ 29، العبر 1/ 228، خلاصة تذهيب الكمال 377، شذرات الذهب 1/ 242. [3] الكلمة مضطربة في الأصل. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 618 وقَالَ النسائي وغيره: ليس بالقويّ. وضعّفه أحمد. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال مُعَاوِيَة بْن صالح عَن يحيى بْن مَعِين: ليس بشيء. مات مصعب سنة سبع وخمسين ومائة. مُطرف بْن معقل أَبُو بكر النهدي [1] . ويقال الشقري، ويقال الباهلي الْبَصْرِيّ العابد المقرئ. روى عَن الشعبي والحسن وابن سيرين وقتادة. وروى الحروف عَن عَبْد الله بْن كثير وبعضها عَن معروف بْن مشكان. روى عَنْهُ ابْن عيينة وعبد الرحمن بْن مهدي وعبد الصمد وسلم بْن إِبْرَاهِيم وعلي بْن نصر الجهضمي والعباس بْن الفضل الأنصاري المقبري. وثّقه أحمد بْن حنبل وغيره. وهو من المقلّين. وجاء من طريقه خبر موضوع عَن ثابت البناني، والآفة من غيره. مُعاذ بْن العلاء الْمَازِنِيِّ الْبَصْرِيّ [2]- ت- أخو أَبِي عمرو بْن العلاء. عَن سعيد بْن جبير ونافع. وعنه يحيى بْن سعيد القطان وعثمان بْن عمر بن فارس والأصمعي وبدل ابن المحبّر [3) .]   [1] التاريخ 7/ 397، الجرح 8/ 313، الميزان 4/ 126. [2] التقريب 2/ 257، التاريخ 7/ 365، التهذيب 10/ 192، المعرفة والتاريخ 2/ 125، تاريخ أبي زرعة 1/ 640، التاريخ لابن معين 2/ 572 رقم 4314. [3] بفتح الحاء والباء المشددة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 619 كنيته أَبُو غسان وقد استشهد بِهِ الْبُخَارِيّ فِي الصحيح ولم يضعّفْه. معاذ بْن محمد بن معاذ بن أبيّ بن كعب [1]- ق- الأنصاري المديني. عَن أبيه وأبي الزبير المكي وعطاء الخراساني ومحمد بْن يحيى بْن حبان. وعنه ابْن لهيعة ومحمد بْن عيسى الطباع ويونس المؤدب والواقدي. وهو فِي عداد الشيوخ. معان بْن رفاعة السلامي الدمشقيّ [2] . وقيل هُوَ حمصي. عَن أَبِي الزبير وعبد الوهاب بْن بخت وعطاء الخراساني وعلي بْن يزيد الألهاني وجماعة. وعنه بقية والوليد بْن مسلم وأبو المغيرة وعصام بْن خالد. وثّقه علي بْن المديني وغيره. وضعّفه ابْن معين وغيره. وقال الجوزجاني: ليس بحجّة. معاوية بْن صالح [3] ، ابن حُدَير الحضرمي الحمصي. الفقيه، أَبُو عمرو قاضي الأندلس.   [1] التاريخ 7/ 364، التقريب 2/ 257، الجرح 8/ 247، التهذيب 10/ 193. [2] التقريب 2/ 258، المجروحين 3/ 36، التاريخ 8/ 70، الميزان 4/ 134، الجرح 8/ 421، التهذيب 10/ 201، المعرفة والتاريخ 2/ 451. [3] المشاهير 190، التقريب 2/ 259، التهذيب 10/ 209، الجرح 8/ 382، ميزان 4/ 135، المعرفة والتاريخ 2/ 345، تاريخ أبي زرعة 1/ 214، التاريخ لابن معين 2/ 573 رقم 3310، طبقات ابن سعد 7/ 521، التاريخ الصغير 2/ 175، سير أعلام النبلاء 7/ 158، تذكرة الحفاظ 1/ 176، العبر 1/ 229، العقد الثمين 7/ 237، طبقات الحفاظ 77، خلاصة تذهيب الكمال 381 الجزء: 9 ¦ الصفحة: 620 سار إِلَى الأندلس فِي سنة خمس وعشرين ومائة. فَلَمَّا دخل عَبْد الرَّحْمَن ابْن مُعَاوِيَة إِلَى الأندلس [1] عند زوال دولة بني أمية واستولى عَلَى ممالك الأندلس اتصل بِهِ مُعَاوِيَة بْن صالح فأرسله إِلَى الشام سرًا فِي أمرٍ لَهُ فَلَمَّا رجع ولاه قضاء الجماعة. ثُمَّ إنه حج فِي آخر عُمَره. وحدث عن سريج بْن عُبَيْد وأزهر بْن سعيد الحَرَازي [2] ومكحول وربيعة بن يزيد وزياد بن أبي سودة وعبد الرحمن بن جبير بن نصر وعبد الوهاب ابن نحت [3] وشداد أبي عمار وأبي الزاهرية، وخلق من الشاميين. وعنه سفيان والليث وفرج بن فضالة وابن وهب ومعن بن عيسى وعبد الرحمن ابن مهدي وزيد بن الحباب وأسد بن موسى السنة [4] وأبو صالح، وطائفة لقوه بالموسم. قَالَ أَحْمَد [5] نا ابْن مهدي قَالَ: بينما نَحْنُ بمكة نتذاكر الحديث إذا إنسان قد دخل بيننا فَقُلْتُ: من أنت؟ فَقَالَ؟ أَنَا مُعَاوِيَة بْن صالح، فاحتوشناه. وقال عَبْد اللَّه بْن صالح: سَمِعْت هَذَا الكتاب من مُعَاوِيَة بْن صالح مرتين. حَرْمَلَةُ نَا ابْنُ وَهْبٍ نَا مُعَاوِيَةُ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بن معديكرب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا وَعَى ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ آكِلا لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) .   [1] في الأصل: «فلما انهزم عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية الدّاخل إلى الأندلس» ، وتحرير النص من (تاريخ ابن الفرضيّ 2/ 140) . [2] في الأصل (الحراربي) والتصحيح من (اللباب 1/ 352) . [3] مهملة في الأصل، والتصويب من الخلاصة حيث قيّده بضم الموحدة، وإسكان المعجمة ثم مثناة. [4] أي أسد السنة. [5] أي أحمد بن حنبل على ما في (تاريخ ابن الفرضيّ 2/ 140) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 621 قَالَ ابْن سعد: كَانَ مُعَاوِيَة قاضيًا لَهُم بالأندلس وكان ثقة كثير الحديث، حجّ مرة فلقيه من لقيه من أَهْل العراق وغيرهم [1] . وثقه ابْن مهدي وأحمد بْن حنبل. وقال أَبُو الْوَلِيد بْن الفرضي: يُكْنَى أَبَا عَبْد الرَّحْمَن وأبا عمرو. وقال أَبُو زرعة الدَّمشقيّ: سَمِعْت عَبْد اللَّه بْن صالح يَقُولُ: قدِم علينا معاويةُ بْن صالح مصرَ فجالسَ الليث فَقَالَ لِي الليث: يَا عَبْد اللَّه ائتِ الشيخ فاكتبْ مَا يُملي عليك، فأتيته، فكان يمليها عليّ ثُمَّ يصير إِلَى الليث يقرأها عَلَيْهِ فسمعتها مرتين. قَالَ ابْن أَبِي حاتم: قَالَ أَبُو زرعة: ثقة محدّث. وقال لِي أَبِي: حسن الحديث غير حُجّة. وقال الأثرم: ذكرت مُعَاوِيَة بْن صالح فحسَّن أمره. وقال ابْن معين: كَانَ يحيى بْن سَعِيد لا يرضى بمعاوية بْن صالح. وقال أَبُو صالح محبوب الفرّاء: ثنا أَبُو إِسْحَاق يومًا بحديث عَن مُعَاوِيَة ثُمَّ قَالَ: مَا كَانَ بأهلٍ أن يُروَى عَنْهُ. وعن مُوسَى بْن سلمة، قَالَ: أتيت مُعَاوِيَة بْن صالح لأكتب عَنْهُ فرأيت الملاهي فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: شيء نهُديه، يعني إِلَى صاحب الأندلس، قَالَ: فلم أكتب عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا، هُوَ عندي صدوق إلا أَنَّهُ يقع فِي حديثه إفرادات.   [1] الّذي في طبقات ابن سعد 7/ 521: (حج من دهره حجة واحدة ومر بالمدينة فلقيه من لقيه بها من أهل العراق) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 622 وقال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل السلمي: ثنا أَبُو صالح قال: قدم علينا معاوية ابن صالح سنة سبع وخمسين ومائة وتوفي سنة ثمان. معاوية بن يحيى الصدفي الدمشقيّ [1]- ت ق- أبو روح. عَن مكحول والزهري ويونس بْن ميسرة والقاسم أَبِي عَبْد الرحمن. وعنه الوليد بْن مسلم والهقل بْن زياد ومحمد بْن شعيب وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازي ومسلمة بْن علي وعدة. قَالَ الْبُخَارِيّ: روى عَن الزُّهْرِيّ أحاديث مستقيمة كأنها من كتاب، وروى عَنْهُ عِيسَى بْن يُونُس وإسحاق الرازي أحاديث مناكير كأنها من حفظه. وقال ابْن أَبِي حاتم: كَانَ عَلَى بيت المال بالريّ. وقَالَ النسائيّ: ليس بثقة. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو داود: ضعيف. وقال أَبُو زرعة: أحاديثه كلها مقلوبة. وقَالَ الدارقطني: ضعيف، ويُكتب مَا روى الْهِقْلُ عَنْهُ. فأما مُعَاوِيَة بْن يحيى الطرابلسي [2] فسيأتي بعد السبعين ومائة.   [1] الضعفاء الصغير 108، ميزان 4/ 138، التاريخ 7/ 336، المتروكين 97، الجرح 8/ 383، التقريب 2/ 261، التهذيب 10/ 219. [2] يخلط السمعاني بينه وبين الصدفي، الأنساب 1/ 301، ابن عساكر (المخطوط) 221، المجروحين 3/ 3، اللباب 1/ 57، لسان الميزان 6/ 379، الأنساب المتفقة 10 و 11، معجم البلدان 1/ 216، الجرح 8/ 384، التقريب 2/ 261، المغني 2/ 667، التاريخ 7/ 336، التهذيب 10/ 220، الإكمال 1/ 526، الكاشف 3/ 159، المعرفة والتاريخ 1/ 386 و 611 و 2/ 348، التاريخ لابن معين 2/ 574 رقم 5264. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 623 معرف بْن واصل السعدي الكوفي [1]- م د- عَن أَبِي وائل وإبراهيم والشعبي وابن بريدة وإبراهيم التيمي ومحارب بْن دثار. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وَعَمْرو بْن مرزوق وعبد الله بْن صالح العجلي وأحمد بْن يونس وعلي بْن الجعد وجماعة. وكان أسند مَن بقي بالكوفة. وثّقه غير واحد. وقال أحمد: ثقة ثقة. وتبالد ابْن عديّ بذكره فِي الكامل ولم يقل فِيهِ شيئًا بل ساق لَهُ حديثين استغربهما. معروف [2] بْن خَرَّبُوذ [3]- خ م د ق- المكّي، مولى عثمان بْن عفان. عَن أَبِي الطفيل عامر بْن واثلة وغيره. وعنه سعد بْن الصلت وأبو داود والخريبي وأبو عاصم وعبيد الله بْن موسى. ضعّفه ابْن معين. وقال احمد: ما أدري كيف حديثه. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه.   [1] التقريب 2/ 263، التهذيب 10/ 229، ميزان 4/ 143، المعرفة والتاريخ 3/ 189، التاريخ لابن معين 2/ 576 رقم 1492. [2] التقريب 2/ 264، التاريخ 7/ 414، التهذيب 10/ 230، الجرح 8/ 321، ميزان 4/ 144، تاريخ أبي زرعة 1/ 565. [3] في الأصل «خربود» بالدال المهملة، والتصحيح من المصادر السابقة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 624 وقال آخر: صدوق. وقال العقيلي: لا يُتابَع على حديثه. ثنا القاسم بن محمد التميمي نَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ قَالَ أَبُو عَامِرٍ الأَسَدِيُّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلا رَجُلٌ يُخْبِرُنِي عَنْ مُضَرَ) فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا أُخْبِرُكَ: أَمَّا وَجْهُهَا الَّذِي فِيهِ سَمْعُهَا وَبَصَرُهَا فَهُوَ الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ، وَأَمَّا لِسَانُهَا الَّذِي يُعْرِبُ عَنْهَا فَهَذَا الْحَيُّ الَّذِي مِنْ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَمَّا كَاهِلُهَا الَّذِي تَحْمِلُ عَلَيْهِ ثِقَلَهَا فَهَذَا الْحَيُّ مِنْ بَنِي تَمِيمِ بْنِ مُرٍّ، وَأَمَّا فُرْسَانُهَا وَنُجُومُهَا فَهَذَا الْحَيُّ مِنْ قَيْسٍ عَيْلانَ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْمُصَدِّقِ لَهُ. أَبُو عَامِرٍ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ كُوفِيٌّ جَابِرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: كَانَ معروف شيعيا. معروف بن سويد [1]- د ن- أبو سلمة الحذامي مصري. عَن علي بْن رباح وأبي قبيل المعافري. وعنه ابْن لهيعة ورشدين بْن سعد وابن وهب وآخرون. وثّقه ابْن حبان. مَعْمَر بن راشد [2]- ع- أبو عروة الأزدي. مولاهم البصري الإمام   [1] التقريب 2/ 264، التاريخ 7/ 414، التهذيب 10/ 231، الجرح 8/ 322. [2] المشاهير 192، التقريب 2/ 266، التاريخ 7/ 378، التهذيب 10/ 243، الجرح 8/ 255، ميزان الاعتدال 4/ 154، المعرفة والتاريخ 3/ 157، تاريخ أبي زرعة 1/ 157، التاريخ لابن معين 2/ 577 رقم 330، طبقات ابن سعد 5/ 546، طبقات خليفة 288، تاريخ خليفة 426، التاريخ الصغير 2/ 115، المعارف 506، الكامل في التاريخ 5/ 594، تهذيب الأسماء 2/ 107، سير أعلام النبلاء 7/ 5، تذكرة الحفاظ 1/ 190، العبر 1/ 220، طبقات الحفاظ 82، خلاصة تذهيب الكمال 384، شذرات الذهب 1/ 235. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 625 أحد الأعلام، سكن اليمن أكثر من عشرين سنة وقال: شهدت جنازة الْحَسَن. روى عَن قتادة والزهري وزياد بْن علاقة ومحمد بْن زياد الجمحيّ وهمام ابن منبه ويحيى بْن أَبِي كثير وثابت البناني وأبي إسحاق السبيعي وإبراهيم بْن ميسرة وإسماعيل بْن أمية والجعد أَبِي عثمان وزيد بْن أسلم وسماك بْن الفضل وابن طاوس وأخي الزهري عَبْد الله وعبد الكريم الجزري وابن المنكدر ومطر الوراق وعمرو بْن دينار ومنصور بْن المعتمر وعاصم بْن بهدلة وأيوب السختياني وزيد بْن أسلم. روى عَنْهُ من شيوخه أَبُو إسحاق وأيوب ويحيى بْن أَبِي كثير وغيرهم وسعيد بْن أَبِي عروبة وابن الْمُبَارَك وابن علية وسفيان بْن عيينة ومروان بْن معاوية وهشام بْن يوسف ورباح بْن زيد ومحمد بْن ثور وعبد الرزاق وغندر ويزيد بْن زريع وخلق سواهم. قَالَ مؤمّل بْن إهاب: قَالَ عَبْد الرزاق: كتبت عَن معمر عشرة آلاف. قُلْتُ: آخر من حدّث عَن معمر مُحَمَّد بْن كثير وبقي إِلَى آخر سنة ست عشرة ومائتين. قَالَ يعقوب بْن شَيْبَة: حدّثني جعفر بْن مُحَمَّد قَالَتْ عَائِشَةُ: حدّثني عَبْد الواحد بْن زياد قُلْتُ لمعمر: كيف سَمِعْت من ابْن شهاب؟ قال: كنت مملوكًا لقوم من طاحية [1] فأرسلوني بِبَزّ أبيعه فقدمت المدينةَ فنزلت دارًا فرأيت شيخًا والناس يعرضون عليه العلم فعرضت عَلَيْهِ معهم. قَالَ الْبُخَارِيّ: معمر بْن راشد أَبُو عروة بْن أَبِي عمرو، نا عَبْد الرزاق عَن معمر قَالَ: خرجت أَنَا وغلام إِلَى جنازة الْحَسَن وتلك الأيام طلبت العلم.   [1] قبيلة من الأزد، وفي الأصل «طاحبة» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 626 مُحَمَّد بْن كثير عَن معمر قَالَ: سَمِعْت من قَتَادَةَ وأنا ابْن أربع عشرة سنة فَمَا شيء سَمِعْت فِي تِلْكَ السنين إلا وكان مكتوبًا فِي صدري. قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: حدّث عَنْهُ الثوري وشعبة. وقال أَحْمَد: نا عَبْد الرزاق قَالَ معمر: جئت الزُّهريَّ بالرصافة فجعل يُلقي عليّ. وقال هشام بْن يوسف: عرض معمر عَلَى همام بْن منبّه هَذِهِ الأحاديث وسمع منها سماعًا نحو ثلاثين حديثًا. وقال ابْن أَبِي خَيْثَمَة عَن ابْن مَعِين: معمر أثَبتُ فِي الزُّهْرِيّ من ابْن عُيَيْنَة. وروى الغلابي عَن ابْن معين قَالَ: معمر عَن ثابت ضعيف. وقال أَحْمَد بْن حنبل: مَا أضم أحدًا إِلَى معمر إلا وجدت معمرًا أطلب للحديث مِنْهُ، هُوَ أول من رحل إِلَى اليمن. وقال عليّ بْن المديني: نظرت فِي أصول الحديث فإذا هِيَ عند ستة مِمَّنْ مضى: من أَهْل المدينة الزُّهْرِيّ، ومن أَهْل مكة عمرو بْن دينار، ومن أَهْل البصرة قَتَادَةَ ويحيى بْن أَبِي كثير، ومن أَهْل الكوفة أَبُو إِسْحَاق والأعمش، ثُمَّ نظرت فإذا حديث هَؤُلاءِ الستة يصير إِلَى أحد عشر رجلا، فذكر منهم معمرًا. قَالَ الفلاس: معمر من أصدق الناس، سَمِعْت يزيد بْن زريع يَقُولُ: سَمِعْت أيوب يَقُولُ: حدّثني معمر. وقال ابْن عيينة: قَالَ لِي ابْن أَبِي عروبة: روينا عَن معمركم فشرّفناه. عَبْد الله بْن جعفر الرقّي: نا عُبَيْد الله بن عمر وقال: كنت بالبصرة مَعَ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 627 أيوب ومعنا معمر فِي مسجد فأتى رَجُل فسأل أيوب عَن رَجُل افترى عَلَى رَجُل فحلف بصدقة مَا لَهُ لا يدعه يأخذ مِنْهُ الحدّ قَالَ: فطلب إِلَيْهِ فِيهِ وطلبت إِلَيْهِ أمه فِيهِ [1] فجعل أيوب يومئ إِلَى معمر ويقول: هَذَا يفتيك عَن اليمين قَالَ: فلما أكثر عَلَيْهِ قَالَ معمر: سَمِعْت ابْن طاوس عَن أبيه أَنَّهُ كَانَ يرخّص لَهُ فِي تركه، قَالَ: قَالَ أيوب: وأنا سَمِعْت عطاء يرخّص فِي تركه. رواه أَبُو علي فِي تاريخ الرَّقَّةِ. ابْن سعد: قَالَ عَبْد الله بْن جعفر: نا عُبَيْد الله بْن عمرو قَالَ: كنت بالبصرة أنتظر قدوم أيوب من مكة، فقدم علينا وزميله معمر [2] ، قدم معمر يزور أمه قَالَ عَبْد الرزاق: قِيلَ للثوري: مَا منعك عَن الزهري؟ قَالَ: قلّة الدراهم، وقد كفانا معمر. قَالَ أحمد فِي المسند: نا عَبْد الرزاق قَالَ: قَالَ ابْن جريج: إن معمرًا شرب من العلم بأنقع. الأنقع جمع نقع وهو مَا يستنقع. قَالَ أحمد العجلي: معمر ثقة رَجُل صالح يروج بضعفاء، رَحل إِلَيْهِ سفيان الثوري. وقال هشام بْن يوسف: مَا رأينا لمعمر كتابًا. عَبْد الرزاق: سَمِعْت ابْن الْمُبَارَك يَقُولُ: إِنِّي لأكتب الحديث من معمر قد سمعته من غيره، قِيلَ: وما يحملك عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أما سَمِعْت قول الراجز: قد عرفنا خيركم من شركم قَالَ عَبْد الرزاق: قَالَ لِي مالك: نعم الرجل كَانَ معمر لولا روايته التفسير عن قتادة.   [1] كذا بالأصل وسير أعلام النبلاء، والمعنى بيّن. [2] في طبقات ابن سعد: (ومعمر مزامله) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 628 قَالَ ابْن المديني: سَمِعْت عَبْد الرحمن بْن مهدي يَقُولُ: اثنان إذا كتب حديثهما هَكَذَا رأيت [1] فِيهِ وإذا انتقيت كَانَت حِسانًا: معمر وحمّاد بْن سلمة. وقال معمر: دخلت عَلَى يحيى بْن أَبِي كثير بأحاديث فَقَالَ لِي: أكتب كَذَا وكذا، فَقُلْتُ: أما يكره أن يكتب العلم يأبا نصر؟ فَقَالَ: أكتب لِي فإنْ لم تكن كتبت فقد ضيّعت أو قَالَ عجزت. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمَّا أَتَى الثَّوْرِيُّ إِلَى الْيَمَنِ أَتَاهُ مَعْمَرٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَحَدَّثَ يَوْمًا بِحَدِيثٍ عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ- الْحَدِيثَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ: نَا مُحَمَّد بْن رجاء، نا عَبْد الرزاق سَمِعْت ابْن جريج يَقُولُ: عليكم بهذا الَّذِي لم يبق فِي زمانه أعلم مِنْهُ، يعني معمرًا. قَالَ أَحْمَد العجلي: لما دخل معمر اليمن كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم فَقَالَ لَهُم رَجُل: قيّدوه قَالَ: فزوّجوه، قَالَ عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي: قُلْتُ ليحيى بْن معين: فَابْنُ عُيَيْنَةَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ مَعْمَرٌ؟ قَالَ: معمر، قُلْتُ: فمعمر أم صالح بْن كيسان؟ قَالَ: معمر، قُلْتُ: فمعمر أو يُونُس؟ قَالَ: معمر، قُلْتُ: فمعمر أحبّ إليك أم الزُّهْرِيّ أم مالك؟ قَالَ: مالك. قُلْتُ: إن بعض الناس يَقُولُ: أثبت الناس فِي الزُّهْرِيّ سُفْيَان، قَالَ: إنما يَقُولُ ذَلِكَ من سَمِعَ مِنْهُ وأي شيء كَانَ سُفْيَان إنما كَانَ غُلَيْمًا. وقال المفضل الغلابي: سَمِعْت ابْن معين يقدّم مالكًا فِي الزُّهْرِيّ ثُمَّ معمرًا ثُمَّ يُونُس. وكان يحيى القطَّان يقدّم ابْن عيينة عَلَى معمر. قَالَ عُثْمَان بن أبي شيبة: سألت يحيى القطَّان: مَن أثبت الناس فِي الزُّهْرِيّ؟ فَقَالَ: مالك ثم ابن عيينة ثم معمر.   [1] في سير أعلام النبلاء كما ورد في الأصل (رأيت فيه) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 629 وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إذا حدّثك معمر عَن العراقيين فخالفه [1] إلا عَن الزُّهْرِيّ وابن طاوس فَإِن حديثه عنهما مستقيم فأما أَهْل الكوفة والبصرة فلا [2] وما عمل فِي حديث الأَعْمَشُ شيئًا. وحديثه عَن ثابت وعاصم وهشام بْن عروة مضطرب كثير الأوهام. زَيْدُ بْن الْمُبَارَك عَن مُحَمَّد بْن نور عَن معمر قَالَ: سقط مني صحيفة الأعمى فَإِنَّمَا أتذكّره. وقال يعقوب بْن شَيْبَة: حدَّثني أَحْمَد بْن الْعَبَّاس سَمِعْت يحيى بْن معين يقول: سَمِعْت أَنَّهُ كَانَ زوج أخت امْرَأَة معمر مَعَ معن بْن زائدة فأرسلت إليها أختها مُدًّا بخوخ فعلم بِذَلِك معمر بعد مَا أكل فقام فتقيّأ. وقال عَبْد الرزاق: أكل معمر عند أهله فاكهة ثُمَّ سَأَلَ فَقِيلَ: أهدته لنا فلانة النوّاحة، فقام فتقيّأ. قَالَ: وبعث إِلَيْهِ معن بْن زائدة والي اليمن بذَهَب فردّه وقال لأهله: لئن علم بهذا غيرنا لا يجتمع رأسي ورأسك أبدًا. وعن بَكْر بْن الشرود وزيد بْن الْمُبَارَك أن معمرًا مات فِي رمضان سنة اثنتين وخمسين. وقال إِبْرَاهِيم بْن خَالِد: مات معمر فِي رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة فصلّيت عَلَيْهِ. وقال أَحْمَد بْن حنبل: عاش ثمانيا وخمسين سنة. وقال خليفة وأبو عُبَيْد والفلّاس: سنة ثلاث.   [1] محرّفة في الأصل، والتصويب من (تهذيب التهذيب) . [2] محرّفة في الأصل، والتصويب من (تهذيب التهذيب) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 630 وقال ابْن أَبِي خيثمة: سَمِعْت أَحْمَد وابن معين يقولان: مات سنة أربع. وكذا قَالَ الهيثم بْن عديّ وعلي بْن المديني [1] . وقد حدّث بالعراق من حفظه فرواية أَهْل اليمن عَنْهُ أمتن. معمر بْن قيس [2] ، أَبُو سَعِيد السلمي. عَن الحسن وعطاء بْن أَبِي رباح. وعنه ابْن الْمُبَارَك وبشر بْن السري وموسى بْن إسماعيل وإبراهيم بْن الحجاج وغيرهم. وهو أكبر من معمر بْن راشد لكنه تأخّر موته عَنه سنوات. قَالَ ابْن معين: ليس بِهِ بأس. معن بْن زائدة [3] ، الشيباني الأمير، وهو معن بْن زائدة بْن عَبْد الله بْن زائدة بْن مطر بْن شريك أَبُو الوليد، أحد الأجواد الممدّحين والشجعان المذكورين. كَانَ من أصحاب أمير العراقَيْن يزيد بْن عمرو بْن هَبِيرة، فَلَمَّا ملك بنو الْعَبَّاس اختفى معن مدّة، والطلب عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ ثورة الخراسانية والريوندية عَلَى المنصور وحمي القتال ظهر معن بْن زائدة وقاتل بين يدي المنصور، وأفرج عَنْهُ، وكان النضر عنده وهو مقنّع، فَقَالَ لَهُ المنصور: من أنت ويحك؟ فكشف القناع وقال: أَنَا طِلْبَتُك معن بْن زائدة، فأكْرَمَه وحباه، وصيّره من   [1] في طبقات ابن سعد: (وقال عبد المنعم بن إدريس: توفي في أول سنة خمسين ومائة) . [2] التاريخ 7/ 378، الجرح 8/ 257. [3] وفيات الأعيان 5/ 244- 254، تاريخ بغداد 13/ 235، معجم المرزباني 324، الكامل في التاريخ 5/ 502- 504، أمالي المرتضى 1/ 222، خزانة الأدب 1/ 182، رغبة الآمل 8/ 168، المعرفة والتاريخ 1/ 139 و 2/ 26، تاريخ خليفة 425، تاريخ الطبري 8/ 40، سير أعلام النبلاء 7/ 97، البداية والنهاية 10/ 119، العبر 1/ 217، الأغاني 10/ 91، المقعد الفريد في مواضع، وكذلك عيون الأخبار، شذرات الذهب 1/ 231، مرآة الجنان 1/ 314. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 631 خواصّه، ثُمَّ ولاه اليمن وغيرها. قَالَ عتّاب بْن إِبْرَاهِيم: دخل معن عَلَى المنصور فقارب فِي خَطْوِه، فَقَالَ: كَبُرت سنّك يَا معن. فَقَالَ: فِي طاعتك يَا أمير المؤمنين، قَالَ: إنك لتتجلّد، قَالَ: لأعدائك، قَالَ: وإنّ فيك لبقية، قَالَ: هِيَ لك. قَالَ سَعِيد بْن سالم: لما ولي معن أذربيجان للمنصور قصده قوم من أَهْل الكوفة فنظر إليهم فِي هيئة رثّة فوثب عَلَى أريكته وأنشأ يَقُولُ: إذا نوبة نابتْ صدِيقَك فاغْتَنِمْ ... مرمَّتَها فالدهْرُ بالناس قُلَّبُ فأحسنُ ثَوْبَيْكَ الَّذِي هُوَ لابِسٌ ... وأَفْرَهُ مُهْرَيْكَ الَّذِي هُوَ يُرْكَبُ يَا غلام أعطِ لكل واحدٍ أربعة آلاف، فَقَالَ الغلام: دنانير يَا سيدي أَو دراهم؟ فَقَالَ معن: واللهِ لا تكون همتّك أرفع من همتي، صفِّرْها لَهُم. وقال أَبُو عبيدة: وقف شاعر بباب معن سنة لا يصل إِلَيْهِ، وكان معن شديد الحجاب، فَلَمَّا طال مقامه سَأَلَ الحاجب أن يوصل إِلَيْهِ رقعة، وكان الحاجب حَدِبًا عَلَيْهِ فأوصل الرقعة فإذا فيها هَذَا: إذا كَانَ الجوادُ شَديدَ الْحِجَابِ [1] ... فَمَا فَضْلُ الجوادِ عَلَى البخيلِ فكتب فيها: إِذَا كَانَ الْجَوَادُ قَلِيلَ مَالٍ ... ولم يُعْذَرْ تعلَّلَ بالحجابِ فَقَالَ الشاعر: إِنّا للَّه أَيُؤْيسُني من معروفه، ثُمَّ ارتحل، فأُخبر بانصرافه فأَتْبَعُه بعشرة آلاف درهم وقال: هِيَ لك عنده فِي كل زورة.   [1] الوزن غير مستقيم، فلعل الصواب إذا كان الجواد له حجاب كما في (العقد) في خبر غير هذا. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 632 قَالَ القتبي: قَدِمَ من بغداد فأتاه ابْن أَبِي حفصة فأنشده: وما أحجَمَ الأعداءُ عنك [1] تُقْيَةً ... عليك ولكن لم يَرَوْا فيك مطْمَعا لَهُ راحَتَانِ الحتْفُ والجودُ فيهما ... أبَى اللهُ إلا أنْ يَضُرَّ ويَنْفَعَا فَقَالَ معن: احتَكِمْ يَا أَبَا السمط، فَقَالَ: عشرة آلاف، فَقَالَ معن: ربحت والله عليك تسعين ألفا. وعن أبي عثمان قَالَ: استعمل المنصور قثم، رجلا من بني الْعَبَّاس فأتاه أعرابيّ فَقَالَ: يَا قثم الخيرِ جُزيِتَ الجّنة ... أكْس بُنَيَّاتي وأُمَّهُنَّه أُقْسِمُ باللَّه لَتَفْعَلَنَّهْ فَقَالَ: والله لا أفعل، فَقَالَ الأَعرابي: لكن لو أقسمتُ عَلَى معن بْن زائدة لأبرَّ قَسَمي، فبلغ ذَلِكَ مَعْنًا فبعث إِلَيْهِ بألف دينار. وقال الكديمي: نا الأصمعي قَالَ: أتى أعرابيٌّ مَعْنًا ومعه مولود فَقَالَ: سَمَّيْتُ مَعْنًا بمَعْنٍ ثُمَّ قلتُ لَهُ ... هَذَا سَمِيّ فتًى فِي الناسِ محمود أمسَتْ يمينُك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صورة الجود فأعطاه ثلاثمائة دينار. ويروى أنّ المهدي خرج يوما يتصيّد فلقيه الحسين بن مطير فأنشده: أضحت يمينك من جود مصورة ... لا بل يمينك منها صورة الجود   [1] «عنك» غير موجودة في الأصل، فاستدركتها من (العقد لابن عبد ربه 1/ 302 والأغاني 10/ 91) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 633 من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة ... ومن بَنَانِك يجري الماء فِي العودِ قَالَ المهدي: كذَبْتَ يَا فاسق وهل تركت فِي شعرك موضعا لأحد مع قولك في معن بن زائدة: ألما بمعن ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا فيا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا ولكن حويت الجود والجود ميت ... ولو كَانَ حيًّا ضُقْتَ حَتَّى تُصْدَعا ولما مضى مَعْنُ مضى الجودُ وَالنَّدَى ... وأصبح عرنين المكارم أجْدَعا [1] فأطرق الْحُسَيْن ثُمَّ قَالَ: يَا أمير المؤمنين وهل معن إلا حسنة من حسناتك، فرضي عَنْهُ. وقيل: إن معْنًا دخل يومًا عَلَى المنصور فَقَالَ: هيه يَا معن تعطي مروان ابْن أَبِي حفصة مائة ألف عَلَى قوله: مَعْنُ بنُ زائدةٍ الَّذِي زِيدَتْ بِهِ ... شَرَفًا عَلَى شَرَفٍ بنو شَيْبانِ قَالَ: كلا يَا أمير المؤمنين إنما أعطيته عَلَى قوله: مَا زلت [2] يوم الهاشمية معلنًا ... بالسيف دون خليفةِ الرحمنِ فمنعْتَ حوزَتَه وكنت [3] وِقَاءَهُ ... من وقع كلّ مهنّد وسنان   [1] ستأتي هذه الأبيات في ترجمة الحسين بن مطير مع زيادة هناك. وقد روى أبو هلال بعض هذه القصيدة في (ديوان المعاني) وقال: إن هذه الأبيات أرثى ما قيل في الجاهلية والإسلام. [2] (ما زلت) محرّفة في الأصل، فصححتها من وفيات الأعيان، وديوان المعاني، ومرآة الجنان لليافعي. [3] في الأصل (وأنت) ، والتصحيح من (وفيات الأعيان) وغيره. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 634 فَقَالَ: أحسنت يَا معن. ولمعن أشعار جيدة فِي الشجاعة. وَفِي أواخر أيامه ولي إمرة سجستان ووفد عَلَيْهِ الشعراء فَلَمَّا كَانَ فِي سنة إحدى أو اثنتين وقيل فِي سنة ثمان وخمسين كَانَ فِي داره صُنّاع فاندسّ بينهم قوم من الخوارج فوثبوا عَلَيْهِ فقتلوه وهو يحتجم ثُمَّ تتبّعهم ابْن أَخِيهِ الأمير يزيد [1] بن مزيد فقتلهم. وورثته الشعراء، ولقد أبلغ وأبدع مروان بْن أَبِي حفصة فِي كلمته: مضَى لسبيله مَعْنُ وأبقى ... مكارِمً [2] لن تَبيدَ ولن تُنَالا كأنَّ الشمسَ يومَ أُصِيبَ مَعْن ... من الإِظلامِ مُلْبِسَةٌ جَلالا وعطّلت الثّغور لِفَقْد مَعْنٍ ... وقد يروى بها الأسل النُّهَالا [3] وأظْلَمَتِ العراقُ وأوْرَثَتْها ... مصيبَتُه المُجَلَّلَةُ اختِلالا [4] وظلَّ الشامُ يَرْجُفُ جانِبَاهُ ... لِرُكْنِ العزِّ حين وَهَى فمالا   [1] روي أن عمه معن بن زائدة كان يقدّمه على أولاده، فعاتبته امرأته في ذلك وقالت له: لم تقدّم يزيد ابن أخيك وتؤخر بنيك ولو قدمتهم لتقدموا ولو رفعتهم لارتفعوا، فقال لها إن يزيد قريب مني وله عليّ حق الولد إذ كنت عمه، وبعد فإن بنيّ ألوط بقلبي وأدنى من نفسي ولكني لا أجد عندهم من الغناء ما أجد عنده، ولو كان ما يطلع به يزيد في بعيد لصار قريبا أو عدو لصار حبيبا، وسأريك في هذه الليلة ما تستبينين به عذري. يا غلام اذهب فادع جساسا زائدة وعبد الله وفلانا وفلانا، حتى أتى على جميع أولاده، فلم يلبثوا أن جاءوا في الغلائل المطيّبة والنعال السنديّة، وذلك بعد هدأة من الليل، فسلّموا وجلسوا، ثم قال معن: يا غلام أدع يزيد، فلم يلبث أن دخل عجلا وعليه سلاحه، فوضع رمحه بباب المجلس ثم دخل، فقال معن له: ما هذه الهيئة يا أبا الزبير؟ فقال جاءني رسول الأمير فسبق وهمي إلى أنه يريدني لمهمّ فلبست سلاحي، وقلت إن كان الأمر كذلك مضيت ولم أعرّج، وإن كان غير ذلك فنزع هذه الآلة عني من أيسر شيء، فقال معن: انصرفوا في حفظ الله، فلما خرجوا قالت زوجته: قد تبيّن لي عذرك. (وفيات الأعيان 5/ 249) . [2] في تاريخ بغداد للخطيب (محامد) بدل (مكارم) . [3] كذلك في تاريخ بغداد ووفيات الأعيان ومرآة الجنان. وفي الأصل (الذبالا) . [4] هكذا عند ابن خلكان والخطيب واليافعي. وفي الأصل (اختبالا) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 635 وكادت من تُهامةَ كلُّ أرض ... ومن نجدٍ تزولُ غَداةَ زَالا وكان الناس كلهم لمعْنٍ ... إِلَى أنْ زار حُفْرَتُه عيالا فَلَيْتَ الشامتينَ بِهِ فدَوْهُ ... وليت الْعُمْرَ مُدَّ لَهُ فَطَالا ولم يَكُ كَنْزُهُ ذهَبًا ولكنْ ... سيوفَ الهندِ والحَلَق الذِّبالا ومارنة من الْخَُطَى سُمْرًا ... ترى فيهنَّ لِينًا واعتِدالا وذُخْرًا من محامدٍ [1] باقياتٍ ... وفضلَ تُقًى بِهِ التفضيلُ نالا وأيامُ الْمَنُونِ لها صُرُوفٌ ... تُقَلِّبُ بالفتَى حالا فَحَالا [2] وذكر ابْن المعتز فِي كتاب طبقات الشعراء أن مروان دخل عَلَى جَعْفَر البرمكي فاستنشده إياها فَلَمَّا أنشده أرسل دموعه ثُمّ قَالَ: هَلْ أثابك أحد من أهله شيئًا عليها؟ قَالَ: لا، فأمر له عليها بألف وستمائة دينار، فزاد مروان فيها هَذَا: نفخت مكافئًا عَن قبْر معن ... لنا مما تجُود بِهِ سجالا فكافأ عَن صَدَى معن جوادٌ ... بأجودِ راحة بَذَلَ النَّوَّالا كأن البرمكيّ بكلّ مالٍ ... تجُود بِهِ يداه يفيدُ مالا قَالَ الخطيب بلغني أَنَّهُ أساء السيرة فِي أَهْل سجستان فقتلوه ببُسْت، وذلك سنة اثنتين وخمسين ومائة. المغيرة بن زياد [3] ، أبو هاشم الموصلي.   [1] في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (مكارم) . [2] وردت هذه الأبيات بزيادة وتقديم وتأخير في مصادر ترجمته. [3] الضعفاء الصغير 107، الميزان 4/ 106، التاريخ 7/ 326، المتروكين 97، التقريب 2/ 268، تاريخ الموصل 37 و 39 و 153، التهذيب 10/ 258، الجرح 8/ 222، المعرفة والتاريخ 3/ 231، التاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 2709، طبقات خليفة 321، سير أعلام النبلاء 7/ 197، خلاصة تذهيب الكمال 385. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 636 عَن عكرمة وعطاء بْن أَبِي رباح ونافع وعبادة بن نسيّ، وقيل أَنَّهُ رأى أنس بْن مالك. وعنه سفيان والمعافى بْن عمران والخريبي وأبو عاصم ووكيع وعمر بْن أيوب الموصلي وطائفة. وقال ابْن معين: ليس بِهِ بأس. وقال أَبُو داود: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. ووثّقه جماعة. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ عِنْدِي. وقال أَحْمَد: ضعيف، كل حديث رفعه فهو مُنكَر ومغيرة مضطرب الحديث. وكيع: نا المغيرة بْن زياد وعطاء عَن ابْن عَبَّاس: (ليس عَلَى النائم جالسًا وضوء حَتَّى يضع جَنْبه) أنكره القطَّان [1] وقال إنما ذا قول عطاء حدّثَنَاه ابنُ جريج عَنْهُ. وقال أَحْمَد بْن حنبل: روى عَن عطاء عَن ابْن عَبَّاس فِي الرجل تمرُّ بِهِ الجنازة، قَالَ: يتيمّم ويصلّي. وهذا رواه ابْن جريج وعبد الملك عَن عطاء. قوله: وروى عَن عطاء عَن عَائِشَةَ: (مَن صلّى فِي يوم ثنتي عشرة ركعة) والناس يروونه عَن عطاء عَن عنبسة عَن أم حبيبة.   [1] في الأصل (العطار) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 637 وَرَوَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقْصِرُ الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ وَيُتِمُّ. وَهَذَا رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَطَاءٍ كَانَتْ عَائِشَةُ تُوفِي الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ وَتَصُومُ. وقال الْبُخَارِيّ: قَالَ وكيع: كَانَ المغيرة بْن زياد ثقة. وقال غيره: فِي حديثه اضطراب. فأما أَبُو عَبْد اللَّه الحاكم فزلق لسانه وقال: لم يختلفوا فِي تركه. قُلْتُ: بل لم يتركه أحد. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: ليس بالقويّ عندهم. وروى ابْن أَبِي خيثمة وعباس وأحمد بْن أَبِي مريم عَن يحيى بْن معين: ثقة. المغيرة بْن مسلم السراج الْقَسْمَلِيُّ [1]- ت ن ق- وهو أخو عَبْد العزيز. روى عَن عكرمة وأبي الزبير وفرقد السبخي. وعنه إسحاق بن سليمان الرازي وأبو داود الطيالسي وشبابة. وثقه ابن معين. المفضل بن لاحق أبو بشر المصري [2] . عن ابن سيرين ومكحول.   [1] التقريب 2/ 270، التاريخ 7/ 324، التهذيب 10/ 268، الجرح 8/ 229، التاريخ لابن معين 2/ 581 رقم 4742. [2] التقريب 2/ 272، التاريخ 7/ 405، التهذيب 10/ 268، الجرح 8/ 229، التاريخ لابن معين 2/ 583 رقم 4238. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 638 وعنه ابنه بشر ومعاذ بن معاذ ومسلم بن إبراهيم وبدل بن المحبر. وثقه ابن معين، ولم يخرجوا له. مقاتل بن سليمان [1] ، أبو الحسن البلخي صاحب التفسير. عَن مجاهد والضحاك وابن بريدة ومحمد بْن سيرين وعطاء والمقبري والزهري وشرحبيل بْن سعد وعدة. وعنه بقية وسعد بْن الصلت والوليد بْن مزيد وحرميّ بْن عمارة وعبد الرزاق والمحاربي وشبابة بْن سوار وعلي بْن الجعد وغيرهم. قَالَ ابْن الْمُبَارَك: مَا أحسن تفسيره لو [2] كَانَ ثقة. وعن الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد: إن مقاتلا جلس فِي مسجد بيروت فَقَالَ: لا تسألوني عَن شيء مما دون العرش إلا نبّأتكم بِهِ. وَرُوِيَ أنّ المنصور ألحّ عليه ذُبابٌ فطلب مقاتل بْن سُلَيْمَان فسأله: لِمَ خلق اللَّه الذباب؟ فَقَالَ: ليُذِلّ بِهِ الجبارين. وقال ابن عيينة: قلت لمقاتل: تحدّث عن الضحّاك وزعموا أنك لم تسمع منه، قَالَ: كَانَ يغلق عليّ وعليه باب، فَقُلْتُ فِي نفسي: أجل باب المدينة. أَبُو خَالِد بن الأحمر عَن جويبر قَالَ: لقد واللهِ مات الضحّاك وإنّ مقاتل   [1] التقريب 2/ 272، تهذيب الأسماء 2/ 111، المجروحين 3/ 14، ابن سعد 7/ 205، التاريخ 8/ 14، التهذيب 10/ 279، الجرح 8/ 354، الميزان 4/ 173، وفيات الأعيان 5/ 255- 257، المعرفة والتاريخ 3/ 37، التاريخ لابن معين 2/ 583 رقم 4846، التاريخ الصغير 2/ 227، سير أعلام النبلاء 7/ 201، طبقات المفسرين 2/ 330، خلاصة تذهيب الكمال 386، شذرات الذهب 1/ 227. [2] في الأصل «ولو» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 639 ابن سُلَيْمَان لَهُ قرطان وهو فِي الكتاب. وقال الفلاس: نا عَبْد الصمد بْن عَبْد الوارث قَالَ: قدم علينا مقاتل فجعل يحدّثنا عَن عطاء ثُمَّ حدّثنا بتلك الأحاديث كلها عَن الضّحّاك ثُمّ حدّثني عَن عمرو بْن شعيب، فقلنا لَهُ: مِمَّنْ سمعتها؟. وقال الْوَلِيد بْن مَزْيَد [1] : سَأَلت مقاتل بْن سُلَيْمَان عَن أشياء كَانَ يحدثني بأحاديث كل واحد ينقض الآخر؟ فَقُلْتُ: بأَيهِّم آخُذْ؟ فَقَالَ: بأيهِّم شِئْتَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاق الجوزجاني: كَانَ مقاتل بْن سُلَيْمَان، دجّالا جسورا، سمعت أبا اليمان يقول: قدم هاهنا فَلَمَّا أن صلّى أسند ظهره إِلَى القبلة وقال: سلوني عَن مَا دون العرش، وَحُدِّثْتُ أَنَّهُ قَالَ مثلها بمكة، فَقَالَ رَجُل: أخْبرْني عَن النملة أَيْنَ أمعاؤها؟ فسكت. وقال عفّان بْن مُسْلِم: لما قَالَ مقاتل: سَلوني سألوه: آدم أول مَا حجّ مَن حَلَقَ رأسَه؟ قَالَ: لا أدري. قَالَ الْبُخَارِيّ: قَالَ ابْن عُيَيْنة: سَمِعْت مقاتلًا يَقُولُ: إن لم يخرج الدّجّال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أني كذّاب. وقال يزيد بْن زريع: سَمِعْت الكلبي يَقُولُ: مقاتل بْن سُلَيْمَان يكذب عليّ. وقال وكيع: كَانَ مقاتل بْن سُلَيْمَان كذّابًا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو داود وأبو حاتم: متروك الحديث. وقال النسائي: الكذابون في الضعفاء المعروفون بوضع الحديث أربعة:   [1] في نسخة القدسي 6/ 303 «يزيد» وهو وهم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 640 ابن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بْن سُلَيْمَان بخراسان ومحمد بْن سَعِيد المصلوب بالشام، وقال أَحْمَد: مقاتل صاحب التفسير مَا يعجبني أن أروي عَنْهُ شيئًا. وقال ابْن عديّ: ثنا مُحَمَّد بْن عِيسَى إجازة نا أَبِي نا الْعَبَّاس بْن مصعب قَالَ: قدم مقاتل مَرْو فتزوج بأم أَبِي عصمة نوح بْن أَبِي مريم وكان يقصّ فِي الجامع، فقدِم عَلَيْهِ جَهْم فجلس إِلَيْهِ فوقعت العصبية بينهما فوضع كل واحد منهما عَلَى الآخر كتابًا ينقُضُ عَلَى صاحبه. وقال مُحَمَّد بْن أشكاب: نا أَبِي سَمِعْت أبَا يوسف يَقُولُ: بخراسان صنفان مَا عَلَى الأرض أبغض إليّ منهما: المقاتلية والجهمية. وقال علي بْن كاس النخعي: ثنا جعفر بْن أَحْمَد نا عليّ بْن الْحَسَن الرازي عَن مُحَمَّد بْن سماعة عَن أَبِي يوسف أَنَ أَبَا حنيفة ذُكر عنده جهم ومقاتل فَقَالَ: كلاهما مُفْرِط، أفْرط جهم فِي نفي التشبيه حَتَّى قَالَ إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل حَتَّى جعل اللَّهَ مثلَ خلقه. روى نحوها إِسْمَاعِيل بْن أسد نا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: قَالَ أَبُو حنيفة، وهذا منقطع. قَالَ أَحْمَد بْن سيّار فِي تاريخه: مقاتل متروك مهجور القول، وكان يتكلّم فِي الصفات بما لا تحلّ الرواية عَنْهُ. وقال ابْن أَبِي حاتم: كتب إليّ مُحَمَّد بْن آدم المروزي قَالَ محمود حضرت وكيعًا وسئل عَن تفسير مقاتل بْن سُلَيْمَان فَقَالَ: لا تنظر فِيهِ، قَالَ: مَا أصنع بِهِ؟ قَالَ: ادفنه. وقال إِبْرَاهِيم الحربي: لم يسمع مقاتل بْن سُلَيْمَان من مجاهد شيئًا، وتفسيره وتفسير الكلبي سواء. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 641 ويُروى عَن مقاتل بْن حيّان قَالَ: مَا وجدت علم مقاتل بن سليمان إلا كالبحر. وقال الشافعي: الناس فِي التفسير عيال عَلَى مقاتل. وقال عُمَر بْن مدرك: سَمِعْت مكي بْن إِبْرَاهِيم يَقُولُ: كَانَ مقاتل بْن سُلَيْمَان يَقُولُ للناس: اللَّه تعالى عَلَى عرشه. وعن الهذيل بْن حبيب أَنَّ مقاتلا مات سنة خمسين ومائة. قُلْتُ: بقي بعد ذَلِكَ حَتَّى لقيه عليّ بْن الجعد. وقال ابْن حبّان: ولاؤه للأزد وأصله من بلخ وانتقل إِلَى البصرة ومات بها. كنيته أَبُو الْحَسَن، كَانَ يأخذ عَن اليهودي والنصراني من علم القرآن مَا يوافق كتبهم وكان مشِّبهًا يشبِّه الربِ بالمخلوق ويكذب فِي الحديث. وقال الفضل بْن خَالِد المروزي: سَمِعْت خارجة بْن مصعب يَقُولُ: لم أستحلّ دم نصراني، ولو وجدت مقاتل بْن سُلَيْمَان فِي موضع لا يراني أحد لشققت بطنه. وسئل ابْن الْمُبَارَك عَن مقاتل بْن سُلَيْمَان فَقَالَ: رحمه اللَّه لقد ذُكر لنا عَنْهُ عبادة. وعن إِسْحَاق بْن راهويه قَالَ: أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لَهُم نظير فِي البدعة: جهم بْن صفوان وعمر بْن صبيح ومقاتل بْن سُلَيْمَان. وعن أَبِي حنيفة قَالَ: أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطَّل ومقاتل مشبِّه. منذر بن ثعلبة العبديّ البصري [1] .   [1] التقريب 2/ 274، التاريخ 7/ 358، التهذيب 10/ 300، الجرح 8/ 243. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 642 عن عبد الله بن بريدة وعلباء بْن أحمر ويزيد بْن عَبْد الله بْن الشخير. وعنه وكيع وأبو الوليد الطيالسي وأبو عمرو الحوضي. وثّقه أحمد. منذر بْن النعمان اليمني الأفطس [1] . عَن وهب بْن منبه وغيره. وهو مقل. روى عَنْهُ معتمر بْن سُلَيْمَان وهشام بْن يوسف ومطرف بْن مازن وعبد الرزاق. وثّقه ابْن معين. منصور بْن سعد البصري اللؤلؤي [2] . عَن ميمون بْن سياه والفرزدق الشاعر وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وموسى بْن إسماعيل وجماعة. المنهال بْن خليفة [3] ، أَبُو قدامة العجلي الكوفي. عَن عطاء بْن أَبِي رباح وسماك بْن حرب وجماعة. عنه وكيع وأبو أحمد الزبيري وعبد الله بْن رجاء. ضعّفوه. وقال أبو داود: جائز الحديث.   [1] التاريخ 7/ 358، الجرح 8/ 242. [2] التقريب 2/ 275، التاريخ 7/ 348، التهذيب 10/ 307، التاريخ لابن معين 2/ 587 رقم 4469. [3] المتروكين 99، الميزان 4/ 191، التاريخ 8/ 12، التقريب 2/ 277، الجرح 8/ 357، المجروحين 3/ 30، التهذيب 10/ 318، المعرفة والتاريخ 3/ 39، التاريخ لابن معين 2/ 590 رقم 2823. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 643 وقال ابْن معين: ضعيف. موسى بْن أيوب بْن عامر الغافقي المصري [1] الفقيه. عَن عمه إياس بْن عامر وعكرمة وسهل بْن رافع بْن خديج. وأرسل عَن عقبة بْن عامر. وعنه الليث وابن الْمُبَارَك وابن وهب والمقبري. وثّقه ابْن معين وهو مقل. قَالَ يحيى بْن بكير: هُوَ أول من أحدث القياس بمصر. قِيلَ: مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. ومر مُوسَى بْن أيوب أبو الفيض، فِي طبقة أيوب. موسى بْن ثروان [2] . وَقِيلَ ابْن سروان، العجلي البصري المعلم. عَن بديل بْن ميسرة ومؤرق العجلي وأبي المتوكل الناجي. وعنه شعبة ووكيع والنضر بْن شُمَيْل وعبد الصمد بْن عبد الوارث وشاذ ابن فياض. وثّقه أَبُو داود. موسى بْن داود [3] ، أَبُو حاتم البصري اللؤلؤي. عَن طاوس والحسن.   [1] التقريب 2/ 281، التهذيب 10/ 336، المعرفة والتاريخ 2/ 192، تاريخ أبي زرعة 1/ 69، التاريخ لابن معين 2/ 592 رقم 5132. [2] التقريب 2/ 281، التاريخ 7/ 281، التهذيب 10/ 338، الجرح 8/ 138. [3] الجرح 8/ 141، الميزان 4/ 204. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 644 وعنه ابن المبارك ومسلم وحيّان بْن هلال وأبو سلمة التبوذكي. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أعرفه. موسى بْن دهقان المدني [1] ، ثُمَّ البصري. عَن أَبِي سعيد الخدري. ورأى ابْن عمر وسمع مِنْهُ أيضا وعن أبان بْن عثمان. وعنه وكيع وأبو غياث الدلال وعثمان بْن عمر بْن فارس. قَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقوي. موسى بْن يسار الأزدي [2] ، ثُمَّ الدمشقي. عَن عطاء بْن أَبِي رباح ومكحول ونافع وربيعة القصير. وعنه صدقة السمين ويحيى بْن حمزة وابن الْمُبَارَك وعقبة بْن علقمة البيروتي. قَالَ أَبُو حاتم: مستقيم الحديث. موسى بْن يسار [3] ، أَبُو الطيب المكي. عَن عائشة بنت طلحة وعكرمة والقاسم. وعنه يحيى بْن سعيد القطان وشبابة. قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي الْكُنَى: ليس بالقويّ عندهم، وهّاه حفص   [1] الضعفاء الصغير 106، التاريخ 7/ 282، ميزان 4/ 204، المتروكين 96، التقريب 2/ 282، المجروحين 2/ 239، التهذيب 10/ 343، الجرح 8/ 141. [2] التهذيب 10/ 377، الجرح 8/ 168، ميزان 4/ 226، المعرفة والتاريخ 3/ 28. [3] التاريخ 7/ 298، الجرح 8/ 168، ميزان 4/ 226، تاريخ أبي زرعة 1/ 332، التاريخ لابن معين 2/ 597 رقم 660. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 645 ابن غياث. وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كنت عند شيخ بمكة أَنَا وحفص بْن غياث فإذا شيخ جارية بن هرم يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث فيقول: أحدثك فلان بكذا؟ فيقول: نعم، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها وقال: هَكَذَا يكذب، فسأل يحيى عَن الشَّيْخ من هُوَ، فامتنع ثُمَّ قَالَ: هُوَ مُوسَى بْن يسّار. قُلْتُ: قد مر (أَبُو الطيب مُوسَى بْن سيّار) وكذا سماه ابْن أَبِي حاتم، وأظنّ هَذَا تصحف فَقَالَ الخطيب: مُوسَى بْن يسّار أَبُو الطيب، مروزي نزل المدائن. عَن عكرمة وعنه أَبُو مُعَاوِيَة وشبابة ونعيم بْن ميسرة. قَالَ ابْن معين: مُوسَى بْن يسّار، شيخ لشبابة ثقة. موسى بْن يعقوب القُرَشِيّ [1]- 4- الزَّمْعي المدني. عَن عمر بْن سعيد النوفلي وأبي حازم الأعرج وعبد الرحمن بْن إسحاق. وعنه معن بْن عيسى وابن أَبِي فديك وسعيد بْن أَبِي مريم. وثّقه ابْن معين. وقال أَبُو داود: صالح. وقال النسائي: ليس بالقويّ. قَالَ ابْن سعد: مات في خلافة المنصور.   [1] المشاهير 141، المتروكين 96، الميزان 4/ 227، التاريخ 7/ 398، تقريب 2/ 289، التهذيب 10/ 378، المعرفة والتاريخ 1/ 310، التاريخ لابن معين 2/ 597 رقم 672. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 646 ميمون بْن موسى [1] المرئي [2] البصري- ت ق-. عَن الحسن وغيره. وعنه حماد بْن مسعدة ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو الوليد وآخرون. قَالَ النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: كَانَ يدلس. وقال الفلّاس: صدوق لكنه ضعيف الحديث.   [1] التقريب 2/ 292، التاريخ 7/ 341، المجروحين 3/ 6، ميزان 4/ 234، الجرح 8/ 236، التهذيب 10/ 392. [2] في الأصل «المرئي» ، والتصحيح من (اللباب 3/ 191) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 647 [حرف النون] ناصح المحلمي الكوفي [1]- ت ق- الحائك. عَن سماك بْن حرب وأبي إسحاق ويحيى بن أبي كثير. وعنه يحيى بن يعلى الأسلمي وعبد الله بْن صالح العجلي وإسماعيل بْن عمرو البجلي. قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: ضعيف. نافع بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ الزُّبَيْرِ الأسدي. أخو مصعب المذكور، ووالده عَبْد الله بْن نافع الزبيري. عَن أبيه وسالم أَبِي النضر. وعنه ابنه وابن أَبِي الموالي وفضل بْن سُلَيْمَان. وهو صالح الحديث مقلّ.   [1] التقريب 2/ 294، الميزان 4/ 240، التهذيب 10/ 401، الجرح 8/ 502، التاريخ 8/ 122، المجروحين 3/ 54، المعرفة والتاريخ 3/ 45. [2] الجرح 8/ 457، ابن سعد 5/ 299، التاريخ 8/ 86. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 648 مات سنة خمس وخمسين ومائة، عَن اثنتين وسبعين سنة. نصر بْن طريف الباهلي [1] ، أَبُو جزي القصاب. بصري متروك. عَن قتادة وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان. وعنه مؤمل بْن إسماعيل وعبد الغفار الحراني وغيرهما. نصر بْن علي بْن صهبان الجهضمي [2]- 4-. بصري صدوق. عَن جده لأمه أشعث بْن عَبْد الله الحداني والنضر بْن شيبان. وعنه أَبُو داود وأبو نعيم وعبيد الله بْن موسى. وهو مُقِلّ. وهو جد نصر بْن علي الجهضمي شيخ السنّة. نصير بْن أَبِي الأشعث الكوفي الكناسي [3] . عَن حبيب بْن أَبِي ثابت وسماك وعثمان بْن عَبْد الله بْن موهب وجماعة. وعنه أَبُو بكر بْن عياش ويحيى بْن عيسى الرملي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو سلمة المنقري. وثّقه أَبُو حاتم. لم يخرِّجوا لَهُ، واستشهد بِهِ الْبُخَارِيّ. النضر بْن حميد [4] ، أَبُو الجارود. عَن ثابت البناني وأبي إسحاق السبيعي وسعد الإسكاف.   [1] المتروكين 102، المشتبه 154، الميزان 4/ 251، الجرح 8/ 466، التاريخ الكبير 8/ 105، المجروحين 3/ 52، المعرفة والتاريخ 3/ 34، التاريخ لابن معين 2/ 604 رقم 3299. [2] الجرح 8/ 466، التاريخ 8/ 103، التقريب 2/ 299، التهذيب 10/ 429، المعرفة والتاريخ 2/ 119. [3] الجرح 8/ 491، التاريخ 8/ 115، التهذيب 10/ 433. [4] الجرح 8/ 476، الميزان 4/ 256. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 649 وعنه مهران بْن أَبِي عمر وإسحاق بْن سُلَيْمَان الرازيان [1] . قَالَ أَبُو حاتم: متروك الحديث. وقال العقيلي: روى النضر بْن حميد عَن أَبِي الجارود وثابت. ثم قَالَ: فروى لَهُ حديثين منكرين أحدهما باطل. وقال البخاري: منكر الحديث. إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ: نَا النَّضْرُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا مِنْ شَيْءٍ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ رِيحَهُ لَتُوجَدُ بِالآفَاقِ، وَرِيحُهُ عَمَلُهُ وَحُسْنُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَنْتَنُ مِنْ رِيحِ الْكَافِرِ، وَإِنَّ رِيحَهُ لَتُوجَدُ بِالآفَاقِ، وَرِيحُهُ عَمَلُهُ وَسُوءُ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ) . النهاس [2] بن قهم [3]- د ت ق- أبو الخطّاب القيسي البصري. عَن أنس بْن مالك وعطاء بْن أَبِي رباح وجماعة. وعنه وكيع وأبو عاصم ومعاذ بْن معاذ وعثمان بْن عمر وآخرون. ضعّفه ابْن معين وقال: كَانَ قاضيا. ووهّاه يحيى القطان. وقال النسائي: ضعيف. نوح بْن أَبِي بلال المدني [4]- ن- مولى معاوية.   [1] في الأصل «الرارياني» . [2] المتروكين 103، الميزان 4/ 274، المشتبه 511، التقريب 2/ 307، التهذيب 10/ 478، الجرح 8/ 511، التاريخ 8/ 137، المجروحين 3/ 56، المعرفة والتاريخ 2/ 472، التاريخ لابن معين 2/ 610 رقم 3452. [3] بالقاف المفتوحة وسكون الهاء. [4] التقريب 2/ 308، التهذيب 10/ 481، الجرح 8/ 481، التاريخ 8/ 110، المعرفة والتاريخ 3/ 106. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 650 عَن أَبِي سلمة وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ الثوري وزيد بْن الحباب وأبو بكر الحنفي عَبْد الكبير وعلي بْن ثابت الجزري. قَالَ أَبُو حاتم، وأحمد: ثقة. وقال أَبُو زرعة: لا بأس بِهِ. نُوحُ بْنُ رَبِيعَةَ أَبُو مَكِينٍ الْبَصْرِيُّ [1]- د ن ق-. عَنْ عكرمة وأبي مجلز لا حق وَنَافِعٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو دَاوُدَ وَأَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ. وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: أَبُو مَكِينٍ قال: هو فوقه، يعني عمر ابن الْوَلِيدِ الشَّنِّيَّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي الشَّنِّيِّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. صَفْوَانُ بْنُ هُبَيْرَةَ عَنْ أَبِي مَكِينٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا (إِذَا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه إيّاه) .   [1] الضعفاء الصغير 114، الميزان 4/ 277، التاريخ 8/ 110 و 111، التقريب 2/ 308، التهذيب 10/ 484، الجرح 8/ 482، التاريخ 8/ 111، التاريخ لابن معين 2/ 612 رقم 3246. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 651 [حرف الهاء] هارون بْن إِبْرَاهِيم الأهوازي البصري [1]- ن-. عَن جرير والفرزدق وابن سيرين وعطاء. وعنه ابْن الْمُبَارَك وعاصم النبيل وزيد بْن الحباب وأبو داود والواقدي. قَالَ أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. هارون بْن أَبِي إِبْرَاهِيم [2] . ميمون بْن أيمن البربري- وهذا لقب لَهُ- ولم يكن بربريًا، وولاؤه للغفار بْن المغيرة بْن شُعْبَة. يروي عَن عطاء وميمون بْن مهران. وعنه عبد الله بن إدريس ووكيع وأبو نعيم وقبيصة وخلاد بن يحيى. وثقه أبو حاتم وغيره، لم يقع له شيء في الكتب. هارون بن هارون بن عبد الله بن الهدير التيمي [3]- ق- أبو عبد الله المدني.   [1] التقريب 2/ 311، التهذيب 11/ 2، الجرح 9/ 87، التاريخ 8/ 224. [2] الجرح 9/ 96، التاريخ 8/ 224، التاريخ لابن معين 2/ 613 رقم 2987. [3] الضعفاء الصغير 118، الميزان 4/ 287، التاريخ 8/ 226، التهذيب 11/ 15، الجرح 9/ 89، المجروحين 3/ 94. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 652 عَن مجاهد والأعرج. وعنه ابْن أَبِي فديك ومحمد بْن شعيب بْن شابور وعبد الصمد بْن النعمان وعبد الله بْن إِبْرَاهِيم الغفاري. وهو أخو محرز بْن هارون. ضعّفه النسائي. وقال البخاري: ليس بذاك. هانئ بْن أيوب الحنفي [1]- ن-. عَن طاوس ومحارب بْن دثار. وعنه ابنه أيوب وحسين الجعفي وعبد الرحمن بْن مهدي وعبيد الله بْن موسى. صدوق. وقال ابْن سعد: فِيهِ ضعف. هشام بْن سعد [2]- م 4- أبو عبّاد المدني الحسّاب. مولى قريش، ويقال لَهُ يتيم زيد بْن أسلم. روى عَن عمرو بْن شعيب وسعيد المقبري ونافع ونعيم المجمر والزهري وأكثر عَن زيد.   [1] التقريب 2/ 314، الميزان 4/ 290، التهذيب 11/ 21، الجرح 9/ 102، ابن سعد 6/ 382، التاريخ 8/ 233. [2] المتروكين 105، التاريخ 8/ 200، الميزان 4/ 298، التقريب 2/ 318، التهذيب 11/ 39، المجروحين 3/ 89، المعرفة والتاريخ 2/ 173، التاريخ لابن معين 2/ 617 رقم 893، المعارف 504 العبر 8/ 237، سير أعلام النبلاء 7/ 344، شذرات الذهب 1/ 251. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 653 روى عَنْهُ ابْن وهب ووكيع وابن أَبِي فديك والقعنسي وأبو عامر العقدي وخلْق. قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: لم يكن بالحافظ. وقَالَ ابْن معين: ليس بمتروك. وقَالَ النسائي: ضعيف، وقال مرة: ليس بالقوي. وقال أَبُو حاتم: هُوَ وابن إسحاق عندي واحد. وقال أحمد: كَانَ يحيى بْن سعيد لا يروي عَنْهُ. وأما أَبُو دَاوُد فَقَالَ: هُوَ ثقة وهو أثبت الناس فِي زَيْدُ بْن أسلم. وقال ابْن عديّ هُوَ مَعَ ضعفه يُكتب حديثه. قُلْتُ: استشهد بِهِ الْبُخَارِيّ واحتجّ بِهِ مُسْلِم. مات قريبا من سنة ستين ومائة. هشام الدستوائي [1]- ع- هُوَ هشام بْن أَبِي عَبْد الله سنبر [2] أبو بكر الربعي مولاهم البصري صاحب البز الدستوائي. ودستواء قرية من عمل الأهواز [3] .   [1] الجرح 9/ 59، التاريخ 8/ 198، التهذيب 11/ 43، التقريب 2/ 319، تاريخ أبي زرعة 1/ 150، التاريخ لابن معين 2/ 617 رقم 582، طبقات ابن سعد 7/ 279، طبقات خليفة 221، تاريخ خليفة 426، التاريخ الصغير 2/ 116، شذرات الذهب 1/ 235، طبقات الحفاظ 84، المعارف 512، المعرفة والتاريخ 3/ 34، مشاهير علماء الأمصار 158، حلية الأولياء 6/ 278، الكامل في التاريخ 5/ 613، سير أعلام النبلاء 7/ 149، تذكرة الحفاظ 1/ 164، ميزان الاعتدال 1/ 300 العبر 1/ 221. [2] على وزن جعفر. [3] وهو منسوب إلى الثياب المجلوبة من دستوا لأنه كان يبيعها. انظر المصادر السابقة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 654 ولد فِي حياة الصحابة الصغار. وحمل عَن قتادة ويحيى بْن أَبِي كثير ومطر الوراق وحماد بْن أَبِي سُلَيْمَان وخلق سواهم. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وابن الْمُبَارَك وابن أَبِي عديّ وأزهر السمان وأبو داود ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو عمر الحوضي وعدد كثير. وكان من كبار الحُفّاظ. قَالَ شعبة: مَا من الناس أحد أقٌول إنه طلب الحديث يريد بِهِ الله غير هشام الدستوائي، وهو أعلم بقتادة منّي وبحديثه. وقال أَبُو داود الطيالسي: كَانَ هشام الدستوائي أمير المؤمنين فِي الحديث. وقال عون بن عمارة: سَمِعْت هشامًا الدستوائي يَقُولُ: واللهِ مَا أستطيع أن أقول إِنِّي ذهبت يومًا قط أطلب الحديث أريد بِهِ وجه الله عزّ وجلّ. قُلْتُ: هَذَا يقوله مَعَ شهادة شعبة- وما أدراك مَا شعبة- لَهُ بإخلاص النيّة. قَالَ أحمد بْن حنبل: مَا نروي عَن أثبت من هشام الدستوائي أما مثله فعسى. وقال شاذ بْن فياض: بكى هشام الدستوائي حَتَّى فسدت عينه. وعن هشام قَالَ: إذا فقدت السراج ذكرت ظُلمة القبر. وعنه قَالَ: عَجِبْتُ للعالِمِ كيف يضحك. قَالَ هدبة بْن خالد: حدّثنا أميّة، يعني أخاه، سَمِعْت شعبة يَقُولُ: مَا أقول إنّ أحدًا يطلب الحديث يريد بِهِ وجه الله تعالى إلا هشام الدستوائي، وإن كَانَ ليقول: ليتنا ننجو من الحديث كفافًا، لا لنا ولا علينا. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 655 قَالَ يزيد بْن زريع: كَانَ أيوب يحثّ عَلَى الأخذ عَن هشام الدستوائي. وقال شعبة: هشام بْن أَبِي عَبْد الله أحفظ منّي عَن قتادة وأكثر مجالسةً لَهُ منّي. وسئل ابْن عليّة عَن حفّاظ البصرة فَقَالَ: هشام الدستوائي. وقال وكيع: كَانَ ثبتًا. وكذا قَالَ ابْن المديني وزاد: هُوَ أثبت أصحاب يحيى بْن أَبِي كثير. قَالَ أَبُو قطن عمرو بْن الهيثم: مَا رأيت أحدًا أكثر ذكرًا للموت من هشام الدستوائي. وقال عَبْد الرحمن بْن مهدي: سَمِعْت هشامًا مرة يَقُولُ إذا حدّث: كم كم من رَجُل حدّث هَذَا الحديث قد أكل التراب لسانه. قَالَ الكديمي: سَمِعْت أبا نعيم يَقُولُ: قدمت البصرة فلم أر بها أفضل من هشام الدستوائي وحمّاد بْن سلمة. قُلْتُ: مناقبه جمّة، لكنه رُمي بالقدر. قَالَ محمد بْن سعد: كَانَ ثقة حجّة، إلا أَنَّهُ يرى القَدَر. وقال محمد بْن عَبْد الله بْن البرقي: قُلْتُ لابن معين: أرأيتَ من يُرمَى بالقَدَر يُكْتَب حديثه؟ قَالَ: نَعَمْ قد كَانَ قتادة وهشام الدستوائي وابن أَبِي عروبة وعبد الوارث بْن سعيد وذكر جماعة يقولون بالقدر- وهم ثقات لم يدْعوا إِلَى شيء. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقيل سنة أربع. وقال أَحْمَد بْن حنبل: نا عَبْد الصمد قَالَ: مات هشام سنة ثنتين وخمسين الجزء: 9 ¦ الصفحة: 656 ومائة، قَالَ وكان بينه وبين قَتَادَةَ فِي السنّ سبع سنين. هشام بْن الغاز [1] بْن ربيعة الجرشي أَبُو العباس. وَقِيلَ أَبُو عَبْد الله وقيل أَبُو ربيعة الدمشقي. عَن أنس بن مالك- إن كان لقيه- وعن مكحول وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ والزهري وعبادة بن نسيّ. وقرأ القرآن عَلَى يحيى بْن الحارث الذماري. وعنه ابْن الْمُبَارَك وصدقة بْن خالد وعيسى بْن يونس والوليد بْن مسلم ووكيع وشبابة وأبو المغيرة ويحيى بْن يمان وخلق. قَالَ أحمد: صالح الحديث. وقال دحيم وغيره: ثقة. وقال ابْن خراش: كان من خيار الناس. وروى عباس عن ابن مَعِين: ليس به بأس. وعن أَبِي مسهر قَالَ: كَانَ هشام بْن الغاز عَلَى بيت المال للمنصور. مات سنة ست وخمسين ومائة. وقال ابْن معين وغيره: مات سنة ثلاث وخمسين. همام بن نافع [2]- ت- الحميري الصنعاني. والد عبد الرزاق.   [1] المشاهير 183، التقريب 2/ 320، الميزان 4/ 304، التهذيب 11/ 55، الجرح 9/ 67، ابن سعد 7/ 468، التاريخ 8/ 199، المعرفة والتاريخ 2/ 458، تاريخ أبي زرعة 1/ 220، التاريخ لابن معين 2/ 619 رقم 5161، طبقات خليفة 316، التاريخ الصغير 2/ 118، تاريخ بغداد 14/ 42، سير أعلام النبلاء 7/ 60، العبر 1/ 221، طبقات القراء 2/ 356، طبقات الحفاظ 84، خلاصة تذهيب الكمال 410، شذرات الذهب 1/ 236. [2] التقريب 2/ 321، المشاهير 193، الميزان 4/ 308، التهذيب 11/ 67، الجرح 9/ 107. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 657 عَن عكرمة ووهب بْن منبه وميناء بْن أَبِي ميناء، وخاله قيس بْن يزيد. وعنه ابنه، وقال: حجّ أَبِي همام أكثر من ستين حجّة. وقال ابْن معين: ثقة. وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ. قُلْتُ: وهو قديم الوفاة. كَانَ مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن الطبّاع يَقُولُ: سَمِعْت عَبْد الرزاق يَقُولُ: قدم علينا معمر وقد مات أَبِي، فَقَالَ: لو أدركت أباك مَا أردت أن يُسْنِد لِي حديثًا. رواها الحلواني عَنْهُ. وَفِي النفس مَعَ صحة سندها منها شيء [1] فَإِن عَبْد الرزاق حدّث عَن أَبِيهِ ولقيه فِي حدود الخمسين ومائة قبلها أو بعدها، ومعمر فدخل اليمن قديمًا فِي أيام همام بْن منبّه. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى: نَا بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ رَوَاحَةَ [2] كَانَ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ أَنَاخَ) . الهيثم بْن رافع [3]- ق- بصري. عَن أَبِي يحيى المكي وعطاء بْن أَبِي رباح. وعنه زيد بْن الحباب وأبو بكر الحنفي وموسى بْن إسماعيل وآخرون. محله الصدق. وقال ابْن معين وأبو داود: ثقة. وله حديث في الحكرة فيه نكارة.   [1] «شيء» ، ساقطة من الأصل. [2] في الأصل «ابن رواد» ، والتصحيح من (الجامع الصغير للسيوطي) . [3] التقريب 2/ 321، المشاهير 193، الميزان 4/ 308، التهذيب 11/ 67، الجرح 9/ 107، التاريخ لابن معين 2/ 626 رقم 4664. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 658 [حرف الواو] واسط بْن الحارث [1] . عَن نافع العمري وعاصم وقتادة. وعنه يوسف بْن حوشب وعبد الله بْن خراش. لَهُ مناكير. واضح مولى حرملة المروزي [2] . عَن عكرمة والضحاك وأبي عثمان الأنصاري وغيرهم. وعنه ابنه المحدث أَبُو نميلة يحيى بْن واضح والفضل الشيباني وعلي بْن الحسين بْن واقد. ما علمت فيه ضعفا بعد. الوليد بْن جميل الفلسطيني [3] . عَن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن.   [1] الميزان 40/ 328. [2] لم أجد له ترجمة أخرى. [3] التقريب 2/ 332، التهذيب 11/ 132، الجرح 9/ 3، التاريخ 8/ 142، تاريخ أبي زرعة 1/ 291. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 659 وعنه سلمة بْن رجاء ويزيد بْن هارون وأبو النضر هاشم. قَالَ أَبُو داود: ليس به يأس. وقال أَبُو زُرْعة: لين الحديث. وقال أَبُو حاتم: روى أحاديث منكرة عَن القاسم. الوليد بْن دينار [1] ، أَبُو الفضل السعدي التياس، بصري. عَن الحسن. وعنه حماد بْن زيد ووكيع وعمرو بْن المسكين وموسى بْن إسماعيل وآخرون. قَالَ ابْن معين: ضعيف. الوليد بْن سُلَيْمَان بن أبي السائب الدمشقيّ [2]- ن ق- أبو العباس. مولى قريش. عَن عمر بْن عَبْد العزيز ونافع ورجاء بْن حيوة وبشر بْن عُبَيْد الله وعبد الله ابْن عامر المقرئ والوليد [3] بْن مسلم وعمر بْن عَبْد الواحد ومحمد بْن حمير وأبو المغيرة وجماعة. وثّقه دحيم وغيره. وقال الْوَلِيد بْن مُسْلِم: رَأَيْته وأتاه الأوزاعي فسلّم عَلَيْهِ فنهض، فعزم عَلَيْهِ الأوزاعي أن لا يفعل إجلالا له.   [1] التقريب 2/ 332، الميزان 4/ 338، التهذيب 11/ 133، الجرح 9/ 4، التاريخ 8/ 143. [2] التقريب 2/ 333، الميزان 4/ 339، التهذيب 11/ 134، الجرح 9/ 6، التاريخ 8/ 145. [3] في الأصل «عبد الوليد» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 660 الوليد بْن عَبْد الله [1] بْن جميع [2] الكوفي- م د ت-. عَن أَبِي الطفيل وسعيد بْن جبير وأبي سلمة بْن عَبْد الرحمن. وعنه ابنه ثابت ويحيى القطان وأبو نعيم وزيد بْن الحباب وأبو أحمد الزبيري وجماعة. وثّقه أَبُو نعيم. وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. وقال العقيلي: فِي حديثه اضطراب. وقال ابْن حبّان: فحش تفرُّده. الوليد بْن عيسى [3] ، أَبُو وهب العامري. عَن الشعبي وسعيد بْن جبير وأبي بردة وعكرمة. وعنه يحيى بْن أَبِي زائدة، ووكيع وزيد بْن الحباب وغيرهم. قَالَ البخاري: فِيهِ نظر. الوليد بْن كثير المخزومي [4]- ع- مولاهم المدني.   [1] التقريب 2/ 333، الميزان 4/ 341، التهذيب 11/ 138، الجرح 9/ 8، التاريخ 8/ 646، المجروحين 3/ 78، المعرفة والتاريخ 1/ 233. [2] بضم الجيم وفتح الميم، مصغر. [3] الميزان 4/ 343، الجرح 9/ 12، التاريخ 8/ 150. [4] المشاهير 138، التقريب 2/ 335، التهذيب 11/ 148، الجرح 9/ 14، تهذيب الأسماء 2/ 147، المعرفة والتاريخ 1/ 701 و 2/ 22، تاريخ أبي زرعة 1/ 418، التاريخ لابن معين 2/ 633 رقم 677، سير أعلام النبلاء 7/ 63، ميزان الاعتدال 4/ 345، العبر 1/ 217، خلاصة تذهيب الكمال 417، شذرات الذهب 1/ 231. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 661 عَن بشير بْن يسار وسعيد بْن أَبِي هند وإبراهيم بْن عَبْد الله بْن حنين ومحمد ابن كعب القرظي وجماعة. وعنه إِبْرَاهِيم بْن سعد وابن عيينة وأبو أسامة والواقدي وآخرون. وكان إخباريًا عارفا ثبْتًا بالمغازي والسيرة. قَالَ أَبُو دَاوُد: ثقة إلا أَنَّهُ إِباضِيّ. وقَالَ ابْن عيينة: كَانَ صَدُوقا. وروى عباس عَن ابْن معين: ثقة. قُلْتُ: ويروى أيضًا عَن المقبري والأعرج وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر وعمرو بْن شعيب ومحمد بْن جَعْفَر بْن الزبير بْن الْعَوَّام ومحمد بْن عبّاد ابن جَعْفَر ومحمد بْن عمرو بْن حلحلة ومحمد بْن عمرو بْن عطاء ومعبد ومحمد ابني كعب بْن مالك. وقال ابْن سعد: ليس بذاك. مات سنة إحدى وخمسين ومائة. وهيب بن الورد [1]- م د ن ت- أبو أمية. ويقال أبو عثمان المكيّ العابد القدوة مولى بني مخزوم واسمه عَبْد الوهاب [2] . وهو أخو عبد الجبار ابن الورد.   [1] تهذيب الأسماء 2/ 149، المشاهير 148، الجرح 9/ 34، التقريب 2/ 339، التهذيب 11/ 170، التاريخ 8/ 177، المعرفة والتاريخ 1/ 434 و 707، تاريخ أبي زرعة 1/ 181، التاريخ لابن معين 2/ 638 رقم 251، طبقات ابن سعد 5/ 488، حلية الأولياء 8/ 140، الكامل في التاريخ 5/ 613، سير أعلام النبلاء 7/ 198، العبر 1/ 222، العقد الثمين 7/ 417، خلاصة تذهيب الكمال 419، شذرات الذهب 1/ 236. [2] في طبقات ابن سعد: «كان اسمه عبد الوهاب فصغّر فقيل وهيب» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 662 يروي عَن رَجُل عَن عائشة وعن حميد بْن قيس الأعرج وعمر بْن محمد بْن المنكدر. وعنه بشر بْن منصور السليمي وابن الْمُبَارَك وعبد الرزاق ومحمد بْن يزيد بْن خنيس وإدريس بْن محمد الأودي. وقال إدريس: مَا رَأَيْت أعبد مِنْهُ. وقال ابْن الْمُبَارَك: قِيلَ لوهيب أَيَجِدُ طَعْمَ العبادة من يعصي اللَّه؟ قَالَ: لا ولا من يهمّ بالمعصية. وقال مُحَمَّد بْن يزيد الحنفي: سَمِعْت سُفْيَان الثوري إذا حدّث فِي المسجد الحرام وفرغ قال: قوموا إلى الطبيب، يعني وهيبًا. وقال وُهَيْب: إذا استطعْتَ أن لا يسبقك إِلَى اللَّه أحدٌ فافعَلْ. قُلْتُ: هَذَا عَلَى سبيل المبالغة فِي الاجتهاد وإلا فقد سَبَقَ واللهِ السابقون الأوّلون، فضلا عَن الأنبياء المستحيل سبْقُهم. وقال مُحَمَّد بْن يزيد: حلف وُهَيْب أن لا يراه اللَّه ولا أحدٌ من خلقه ضاحكًا حَتَّى يأتيه الملائكة عند الموت فيخبرونه بمنزلته. وكانوا يرون لَهُ الرؤيا أَنَّهُ من أَهْل الجنة فإذا أُخبر بها اشتدّ بكاؤه وقال: قد خشيت أن يكون هَذَا من الشيطان. وقال: عجبًا للعالم كَيف تجيبه دواعي قلبه إِلَى الضحاك وقد علم أن له في القيامة روعات ووقفات وفزعات، ثُمَّ غُشي عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو حاتم الرازيّ: كانت لوهيب أحاديث ومواعظ وزهد. وقال ابن مَعِين: ثقة. وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 663 وقال وُهَيْب: قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السلام: حدّ الفردوس وخوف جهنم يُورثان الصبرَ عَلَى المشقّة، ويبعدان العبد من راحة الدنيا. قَالَ ابْن خنيس: توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 664 [حرف الياء] يحيى بْن أيوب بْن أَبِي زرعة [1]- د ت- بْن عمر بْن جرير بْن عَبْد الله البجلي الكوفي. أخو جرير بْن أيوب. روى عَن جده والشعبي. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو أسامة وأبو أحمد الزبيري والفريابي وعبد الله بْن رجاء الغداني. قَالَ ابْن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس، وقال مرة: ضعيف. يحيى بْن دينار [2] ، أَبُو شيبة البصري. عَن عكرمة والحسن. وعنه موسى بْن إسماعيل. يحيى بْن زرارة بْن كريم بن الحارث [3] بن عمرو السهمي.   [1] التهذيب 11/ 186، التقريب 2/ 343، المعرفة والتاريخ 3/ 137، التاريخ لابن معين 2/ 640 رقم 1600. [2] الجرح 9/ 142، التاريخ 8/ 271، التاريخ لابن معين 2/ 642 رقم 3336. [3] التقريب 2/ 347، التهذيب 11/ 207، الجرح 9/ 144، التاريخ 8/ 274. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 665 عَن أبيه عَن جده الحارث، وله صحبة. وعنه ابْن الْمُبَارَك وأبو الوليد موسى بْن إسماعيل وعفان. يحيى بْن أَبِي سُلَيْمَان [1]- ت د ن-. عَن عطاء بْن أَبِي رباح وسعيد المقبري. وعنه سعيد بْن أَبِي أيوب وسعيد بْن الحجاج ونافع بْن يزيد وأبو سعيد مولى بني هاشم وأبو الوليد. قَالَ أَبُو حاتم: ليس بالقوي. يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن سالم بْن عَبْد الله بْن عُمَر [2]- م د ن- بن الخطاب العدوي العمري. عَن يزيد بْن الهاد وهشام بْن عروة. وعنه وهب بْن مكي ومكي بْن إِبْرَاهِيم والمقبري. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. يحيى بْن عَبْد الرحمن أَبُو شيبة [3] . شامي مُقِلّ. عَن عمر بْن عَبْد العزيز وحبان ابْن أَبِي جبلة. وعنه هشيم والوليد بْن مسلم. يحيى بْن عَبْد الرحمن أَبُو بسطام [4] ، التميمي.   [1] التقريب 2/ 349، الميزان 4/ 383، التهذيب 11/ 228، الجرح 9/ 154، التاريخ 8/ 280. [2] الجرح 9/ 162، التاريخ 8/ 286، التهذيب 11/ 239، التقريب 2/ 351. [3] التقريب 2/ 352، التهذيب 11/ 250، الجرح 9/ 166، التاريخ 8/ 290. [4] الميزان 4/ 394، الجرح 9/ 166، التاريخ لابن معين 2/ 650 رقم 1869. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 666 عَن الضحاك والزبير بْن عدي. وعنه مروان بْن معاوية وابن نمير وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس بقوي. يحيى بْن عَبْد العزيز الأردني [1]- د- لا الأَزْدِيّ. الشامي وقيل دمشقي. عن عبادة بن نسيّ ويحيى بْن أَبِي كثير وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ. روى عَنْهُ عمر بْن يونس اليمامي- وَقَالَ كَانَ خيرا فاضلا- ويحيى بْن حمزة والوليد بْن مسلم. وهُوَ والد تلميذ الشافعي أَبِي عَبْد الرحمن الأعمى المتكلم. وقيل جده. قَالَ ابْن معين: مَا أعرفه. وقَالَ أَبُو حاتم: مَا بحديثه بأس. يحيى بن عمير المديني [2]- ت- البزّاز. عَن سعيد المقبري ونافع. وعنه معن بْن عيسى القعنسي وخالد بْن مخلد وإسماعيل بْن أبي أويس. قال أبو حاتم: صالح الحديث. يحيى بْن أَبِي العلاء موسى الباهلي البصري [3] .   [1] التقريب 2/ 353، التهذيب 11/ 251، الجرح 9/ 170، التاريخ 8/ 291. [2] التقريب 2/ 355، التهذيب 11/ 261، الجرح 9/ 178، التاريخ 8/ 296. [3] الجرح 9/ 187، التاريخ 8/ 307. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 667 عَن نافع. وعنه يحيى القطان وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو الوليد. وُثِّق. يزيد بْن أسيد السلمي [1] . متولّي أرمينية فِي دولة مروان بْن مُحَمَّد ثُمَّ فِي دولة المنصور. وكان أمير غزوة دادقشة من ناحية بحر الخزر. دَوَّخ فِي بلاد العدو، وكان شجاعًا مجاهدًا دَيِّنًا خَيِّرًا رحمه اللَّه. يزيد بن سنان [2]- ت ق- أبو فروة التميمي. مولاهم الجزري الرهاوي. ولد سنة تسع وسبعين. روى عَن ميمون بْن مهران والزهري وزيد بْن أَبِي أنيسة وسليم بن عامر. وعنه ابنه محمد وأبو خالد الأحمر ووكيع وأبو أسامة. ضعفه ابن معين. وَقَالَ البخاري: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ قَال: سَمِعْتُ بُكَيْرَ بْنَ فَيْرُوزَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ خَافَ أدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ دَخَلَ الْمَنْزِلَ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ) . حَدَّثَ أَبُو فَرْوَةَ بِالْكُوفَةِ. وَمَاتَ سَنَةَ خمس وخمسين ومائة.   [1] في الأصل «يزيد بن أبي أسيد» ، والتصحيح من حوادث سنة 155 هـ. الماضية، ومن (وفيات الأعيان 2/ 306 و 6/ 322- 324، المعرفة والتاريخ 1/ 142) . [2] المتروكين 112، الميزان 4/ 427، التقريب 2/ 366، التهذيب 11/ 335، الجرح 9/ 266، التاريخ 8/ 337، المجروحين 3/ 106، المعرفة والتاريخ 3/ 38، التاريخ لابن معين 2/ 672 رقم 1850. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 668 يزيد بْن أَبِي صالح [1] ، أَبُو حبيب. عَن أنس. وعنه عيسى بن يونس ووكيع وأبو داود الطيالسي. وثّقه الطيالسي وقال: كَانَ شعبة يأتيه. يزيد بْن عَبْد الله الشيباني [2]- ت ق- مولى الصهباء. كوفي. عَن شهر بْن حوشب وطاوس والحسن البصري. وعنه وكيع وأبو نعيم وقبيصة وأحمد بْن يونس. وثّقه ابْن معين. يزيد بْن عياض [3] بْن جعدية [4] الليثي- ت ق-. مدني نزل البصرة. عَن الأعرج ونافع وسعيد المقبري. وعنه شبابة وعبد الصمد بْن النعمان وعلي بْن الجعد. قَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود: متروك.   [1] سبقت ترجمته في الطبقة الماضية. [2] التقريب 2/ 367، التهذيب 11/ 343، الجرح 9/ 275. [3] الضعفاء الصغير 122، الميزان 4/ 436، التاريخ 8/ 351، التهذيب 11/ 352، الجرح 9/ 282، المجروحين 3/ 108، المعرفة والتاريخ 3/ 37، التاريخ لابن معين 2/ 675 رقم 300، طبقات ابن سعد 6/ 374، سير أعلام النبلاء 7/ 27، العبر 1/ 228، خلاصة تذهيب الكمال 438، شذرات الذهب 1/ 242. [4] في نسخة القدسي 6/ 317 «جعدبة» ، والتصويب من المصادر السابقة. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 669 يعقوب بْن عطاء بْن أَبِي رباح المكي [1]- ن-. عَن أبيه وخاله عَبْد الله بْن كيسان وصفية بنت شيبة وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وعبد الرزاق وأبو عاصم وأبو سعد محمد بْن ميسر الصغاني وجماعة. ضعفه أَبُو زُرْعة وغيره. وقال أَبُو حاتم: ليس بالمتين. قَالَ ابنه يحيى: مات أبي سنة خمس وخمسين ومائة. يوسف بْن إسحاق بن أبي إسحاق [2]- ع- عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي. عَن أبيه وجده والشعبي ومحمد بْن المنكدر. وعنه ابنه إِبْرَاهِيم وابنا عمه إسرائيل بْن يونس وأخوه عيسى وسفيان ابْن عيينة. قَالَ ابْن عيينة: لم يكن فِي ولد أَبِي إِسْحَاق أحفظ مِنْهُ، ومنهم من ينسبه إِلَى جدّه فَيَقُولُ: يوسف بْن أَبِي إِسْحَاق. مات سنة سبع وخمسين ومائة. يوسف بْن صهيب الكندي الكوفي [3]- د ت ن-.   [1] التقريب 2/ 376، المشاهير 145، الميزان 4/ 453، التهذيب 11/ 392، الجرح 9/ 211، التاريخ 8/ 398، المعرفة والتاريخ 2/ 819. [2] التقريب 2/ 379، الميزان 4/ 462، التهذيب 11/ 408، الجرح 9/ 217، التاريخ 8/ 383، التاريخ لابن معين 2/ 684 رقم 2985. [3] التقريب 2/ 381، التهذيب 11/ 415، الجرح 9/ 224، المعرفة والتاريخ 3/ 233، التاريخ لابن معين 2/ 685 رقم 1603. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 670 عَن الشعبي وعبد الله بْن بريدة وحبيب بْن يسار. وعنه يحيى القطان وعبيدة بْن حميد وعبيد الله بْن موسى وأبو نعيم ومحمد الفريابي وآخرون. وثّقه ابْن معين. يوسف بْن عَبْد الله [1] أَبُو شبيب بصري مقل. سَمِعَ الحسن. وعنه أَبُو داود الطَّيالِسيّ وعبد الصّمد بْن عَبْد الوارث. قَالَ ابْن معين: لا شيء. يوسف بْن ميمون المخزومي [2]- ق- مولاهم الكوفي. عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح وأبي الزبير. وعنه شعبة ووكيع وأبو نعيم وخلاد بْن يحيى والنعمان بْن عَبْد السلام الأصبهاني. قَالَ البخاري وغيره: منكر الحديث جدا. يوسف بْن يعقوب أَبُو عَبْد الله اليمني [3] ، الأنباري. قاضي صنعاء ومفتيها عن طاوس وعمر بن عبد العزيز.   [1] المغني في الضعفاء 2/ 763 رقم 7241. [2] التقريب 2/ 283. [3] الجرح 9/ 233، المعرفة والتاريخ 1/ 197، التاريخ لابن معين 2/ 686 رقم 307. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 671 وعنه الثوري وهشام بْن يوسف وعبد الرزاق ومحمد بْن الحسن بْن آتش. قَالَ أَبُو حاتم: لا أعرفه. قُلْتُ: محله الصدق. يونس بْن أَبِي إسحاق [1]- م 4- السبيعي الهمدانيّ الكوفي. والد إسرائيل وعيسى. روى عَن أنس بْن مالك وناجية بْن كعب ومجاهد والشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أَبِي موسى الأشعري وأبيه عمرو بْن عَبْد الله وهلال بْن حبان وجماعة. وعنه ابنه عيسى وابن الْمُبَارَك ويحيى القطّان وابن مهدي ووكيع ويحيى ابن آدم وقبيصة والفريابي وعلي بْن محمد المدائني، وخلق كثير. كَانَ من علماء الكوفة وهو بيت علم وحديث. قَالَ ابْن مهدي: لم يكن بِهِ بأس. وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النسائي: ليس بِهِ بأس. وقال بندار: قَالَ سالم بن قتيبة: قدمت من الكوفة فَقَالَ لِي شُعْبَة: مَن لقيت؟ قُلْتُ: لقيت فلانًا وفلانًا [2] ، ولقيت يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق، قَالَ: مَا حدّثك؟ فأخبرته، فسكت ساعة، وقلت لَهُ: قَالَ: نا بَكْر بْن ماعز،   [1] التقريب 2/ 384، المشاهير 168، التهذيب 11/ 433، الجرح 9/ 243، التاريخ 8/ 408، تاريخ أبي زرعة 1/ 142، التاريخ لابن معين 2/ 687 رقم 1789. [2] في الأصل «فلان وفلان» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 672 قَالَ: فلم يقل لك: ثنا ابْن مَسْعُود؟ وقال يحيى القطَّان: كَانَتْ فِيهِ غفلة. وقال أَحْمَد: حديثه مضطرب. قَالُوا: توفي سنة تسع وخمسين ومائة. يونس بْن الحارث الثقفي الطائفي [1] . نزل الكوفة وحدّث عَن أَبِي بردة والشعبي وإبراهيم بْن أَبِي ميمونة. وعنه أَبُو نعيم وأبو عاصم وبكر بْن بكار والفريابي وجماعة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وغيره. يونس بْن عَبْد اللَّه الجرمي [2] . عَن دينار الحجار [3] وعمارة بْن ربيعة ويونس بْن خباب. وعنه شعبة والثوري ومندل بْن علي وابن عيينة ويعلى بْن عُبَيْد وغيرهم. وثّقه أحمد وابن معين. ولم يخرِّج لَهُ أصحاب الكتب شيئًا. يونس بْن نافع أَبُو غانم المروزي [4] ، القاضي.   [1] التقريب 2/ 384، الميزان 4/ 479، التهذيب 11/ 436، الجرح 9/ 237، التاريخ 8/ 409، المجروحين 3/ 140، المعرفة والتاريخ 3/ 112، التاريخ لابن معين 2/ 687 رقم 316. [2] الجرح 9/ 241، التاريخ 8/ 406، المعرفة والتاريخ 3/ 108. التقريب 2/ 386، المعرفة والتاريخ (راجع الفهرس) ، التاريخ لابن معين 2/ 689 رقم 1676. [3] في الجرح 9/ 241 «الحجام» . [4] التقريب 2/ 386، الميزان 4/ 484، التهذيب 11/ 449، الجرح 9/ 247، التاريخ 8/ 413. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 673 قَالَ ابْن الْمُبَارَك: أول من اختلفت إِلَيْهِ أَبُو غانم. قُلْتُ: روى عَن عمرو بْن دينار وأبي الزبير وكثير بْن زيد. وعنه أبو تميلة يحيى بن واضح وابن المبارك ومعاذ بن أسد وعتبة بن عبد الله المروزيون. قال ابن حبان: توفي سنة تسع وخمسين ومائة. يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي [1]- ع- أبو يزيد. مولى معاوية ابْن أَبِي سفيان الأموي. عَن عكرمة والقاسم وسالم ونافع والزهري وطائفة. وعنه جرير بْن حازم والليث وابن وهب وأبو صفوان عَبْد الله بْن سعيد الأموي وعثمان بْن عمر بْن فارس وابن أخيه عنبسة بْن خالد الإيلي وجماعة. قَالَ أَحْمَد بْن صالح: نَحْنُ لا نقدّم فِي الزُّهْرِيّ عَلَى يُونُس أحدًا، وكان الزُّهْرِيّ إذا نزل إيلة نزل عَلَى يُونُس بْن يزيد ثُمَّ يزامله إِلَى المدينة. وثّقه أحمد بْن حنبل وغيره. قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يُونُس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. وقَالَ البخاري: مات سنة تسع وخمسين.   [1] ابن سعد 7/ 520، التاريخ 8/ 406، الجرح 9/ 247، التهذيب 11/ 450، الميزان 4/ 484. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 674 الكنى أَبُو أيوب المورياني [1] . وزير المنصور. اسمه سُلَيْمَان بْن أَبِي سُلَيْمَان الخوزي. تمكن من المنصور وغلب عَلَيْهِ وكان قَبْلُ يكتب لسليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة. وكان المنصور ينوب عَن سُلَيْمَان هَذَا فِي بعض كور فارس. حكاه ابْن خلّكان، قَالَ: فصادره وضربه فلما استخلف المنصور قتل سليمان، وكان سليمان عند ضرب المنصور قد عزم على هتكه فخلصه منه أبو أيوب المورياني، فاعتدها له المنصور واستوزره، ثم إنه فسدت نيته فيه ونسب إلى أخذ الأموال، وهم به، فطال الأمر وتمادى. وكان كلما دخل عليه ظن أَنَّهُ سيوقع بِهِ، فَقِيلَ: إنه كَانَ معه شيء من الدُّهن قد عمل فِيهِ سحر فكان يدهن بِهِ حاجبيه كلما دخل، فسار فِي أفواه العامة: (دهن أَبِي أيوب) . ثُمَّ أَنَّهُ أوقع بِهِ وعذّبه وأخذ أمواله وكانت عظيمة. مات فِي سنة أربع وخمسين ومائة.   [1] وفيات الأعيان 2/ 410- 414، الفخري 157، الجهشياري 97 وله ذكر في كتب التاريخ كالطبري وابن الأثير والمسعودي وغيره. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 675 أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي مريم الغسّاني [1]- د ت ق- الحمصي المحدث العابد شيخ أهل حمص. روى عَن خالد بْن معدان وراشد بْن سعد وبلال بْن أَبِي الدرداء ومكحول وأبي راشد الحبراني وجماعة. وعنه ابن المبارك وإسماعيل بن عياش وبقية وأبو اليمان وأبو المغيرة وآخرون. ضعفه أحمد وغيره لكثرة غلطه. واسمه كنيته. قال ابن حبان: هو رديء الحفظ وهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد. وقال بقية: قَالَ لنا رَجُل فِي قرية أَبِي بَكْر، وهي قرية كثيرة الزيتون: ما في هذه القرية من شجرة إلا وقد قام أَبُو بَكْر إليها ليلته جميعًا. وقيل: كَانَ فِي خدَّيْ أَبِي بكر أثر من الدموع. وقال أَبُو إِسْحَاق الجوزجاني: هُوَ متماسك. وقال ابْن عدي: أحاديثه صالحة ولا يُحتجّ بِهِ. وقال يزيد بْن هارون: كَانَ من العُبّاد المجتهدين. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبَّهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ست وخمسين ومائة. أبو بكر الهذلي [2]- ق- اسمه سلمى بْن عَبْد الله بْن سلمى الْبَصْرِيُّ. كَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ وَكَانَ إِخْبَارِيًّا علّامة.   [1] طبقات خليفة 316، كتاب المجروحين 3/ 146، لسان الميزان 3/ 357، سير أعلام النبلاء 7/ 64، خلاصة تذهيب الكمال 214، التهذيب 12/ 28، التقريب 2/ 398، المعرفة والتاريخ 3/ 174، تاريخ أبي زرعة 1/ 233، التاريخ لابن معين 2/ 695 رقم 5173. [2] التهذيب 12/ 45، التقريب 2/ 401، الجرح 4/ 313، المعرفة والتاريخ 1/ 621، التاريخ لابن معين 2/ 697 رقم 3281. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 676 روى عن الحسن ومحمد ومعاذة العدوية وعكرمة والشعبي وغيرهم. وعنه ابن المبارك وشبابة بن سوار ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل- لقيه بمكة- وجماعة. لم يرضه يحيى القطان. وقال ابن معين: ليس بشيء. وقال أحمد: ضعيف. وقال البخاري: ليس بالحافظ عندهم. وأما غندر فقال: كذاب. يقال: مات سنة ست وستين، فيؤخر. أبو البشر هشيم الحمصي المقرئ [1] . قيل اسمه عمران بن عثمان الزبيدي وقيل الحضرمي. روى حروف القراءة عَن يزيد بْن قطيب السكوني وسمع من خالد بْن معدان. روى عَنْهُ شريح بْن يزيد الحمصي. قراءته شاذّة وإسناده مظلم. أَبُو جَعْفَر الرازي [2] ، من كبار العلماء بالرّيّ. اسمه عيسى بْن ماهان،   [1] لم أجد ترجمة أخرى له. [2] التهذيب 12/ 56، التقريب 2/ 406، المعرفة والتاريخ 1/ 256، التاريخ لابن معين 2/ 699 رقم 4772، طبقات خليفة 324، التاريخ الكبير 6/ 403، التاريخ الصغير 2/ 104، كتاب المجروحين 2/ 120، تاريخ بغداد 11/ 143، الكامل في التاريخ 5/ 455، ميزان الاعتدال 3/ 319، سير أعلام النبلاء 7/ 346، العبر 1/ 237، خلاصة تذهيب الكمال 446، شذرات الذهب 1/ 252. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 677 يُقَالُ ولد بالبصرة وَكَانَ متجره إِلَى الرّيّ. روى عَن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْن دينار وقتادة والربيع بْن أنس وجماعة. وعنه ابنه عَبْد الله والخريبي وأبو نعيم وعبيد الله بْن موسى وأبو أحمد الزبيري ويحيى بْن أَبِي بكير وخلف بْن الوليد وعليّ بْن الجعد وآخرون. قَالَ يحيى بْن مَعِين: ثقة. وقال أَبُو حاتم: ثقة صدوق. وقال أَحْمَد بْن حنبل والنسائي: ليس بالقويّ. وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: كَانَ يَنْفَرِدُ بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِيرِ، ثُمَّ سَاقَ مِنْ طَرِيقِ سَلَمَةَ الأَبْرَشِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ حَسَنٍ عَنِ الأَحْنَفِ عَنِ الْعَبَّاسِ مَرْفُوعًا: (لَوْ دُلِّيتُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الأَرْضِ السَّابِعَةِ- الْحَدِيثَ) . قَالَ ابْن المديني: أَبُو جَعْفَر عِيسَى بْن أَبِي عِيسَى الرازي ثقة، وكان يخلط، وقال مرة يُكتب حديثه إلا أَنَّهُ يخطئ. وقال أَبُو زرعة: يهمّ كثيرًا. وروى حنبل عَن أَحْمَد: صالح الحديث. وروى عَبْد اللَّه بْن عليّ بْن المديني عَن أَبِيهِ قَالَ: هُوَ نحو مُوسَى بْن عبيدة. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَن علي قَالَ: كَانَ عندنا ثقة. وقال ابْن عمار: ثقة. وقال عمرو بن عليّ: فيه ضعف سيّئ الحفظ. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 678 وقال الساجي: صدوق ليس بمتْقِن. قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الدشتكي: سمعته يَقُولُ: لم أكتب عَن الزُّهْرِيّ لأنه كَانَ يخضب بالسواد، قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: فابتُلِي أَبُو جَعْفَر حَتَّى لبس السواد وزامل المهدي. قُلْتُ: وبلغنا أَنَّهُ كَانَ مُزامِلا للمهدي إِلَى مكة. أَبُو جناب الحطاب سيأتي. وقيل إنه مات سنة ستين ومائة. أبو حرّة البصري [1]- م ن- واصل بن عبد الرحمن. عَن الحسن وابن سيرين وبكر المزني. وعنه بشر بْن منصور وبكر بْن بكار وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو داود وأبو عمر الحوضي وغيرهم. قَالَ أَبُو قطن: سَأَلت شُعْبَة عَنْه فقال: هُوَ أصدق الناس. وقال أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ أَبُو حرة يختم كل ليلتين. وقال النسائي: ليس به بأس، وروي أن رجلا سَأَلَ شُعْبَة عَن حديث فَقَالَ: تسألني عَن الحديث وقد مات سيد الناس أَبُو حرة. قَالَ الفلاس: مات سنة اثنتين وخمسين ومائة. أَبُو حمزة الصيرفي [2]- د ق- صاحب الحِلِّيّ. هُوَ سوار بْن دَاوُد المزني البصري.   [1] الجرح 9/ 31، المعرفة والتاريخ 2/ 53. [2] الجرح 4/ 272. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 679 عن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرِو بْنِ شعيب وجماعة. وعنه إسماعيل بْن علية ومحمد بْن بكر البرساني ووكيع وقرة بْن حبيب ومسلم بْن إِبْرَاهِيم. وثّقه يحيى بْن معين. وسمّاه وكيع: دَاوُد بْن سوار. وليّنه العقيلي وغيره. ولم يُترك. أَبُو خزيمة العبدي [1]- ق- بصري مُخْتَلَفٌ فِي اسمه. عَن طاوس والحسن وأنس بْن سيرين. وعنه عَبْد الرحمن بْن مهدي وحبان بْن هلال ومسلم بْن إِبْرَاهِيم والحوضي. وقال أَبُو حاتم: لا بأس بِهِ. أَبُو خلدة السعدي [2] ، خالد بْن دينار البصري الخياط. عَن أنس بْن مالك وأبي العالية الرياحي وابن سيرين. وعنه ابْن الْمُبَارَك وحرمي بْن عمارة وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو نعيم ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وغيرهم. وثّقه النسائي. أبو الرحّال الأنصاري البصري [3]- ت- اسمه محمد بْن خالد وقيل خالد بْن محمد.   [1] لم أجده في الجرح والتعديل. [2] الجرح والتعديل 3/ 327، المعرفة والتاريخ 1/ 441. [3] مرت ترجمته في الطبقة الماضية. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 680 عَن أنس وأبي رجاء العطاردي والحسن. وعنه يحيى القطان وأبو نعيم ومكي بْن إِبْرَاهِيم ويزيد بْن رومان [1] والنضر بْن شميل. قَالَ أَبُو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث. أَبُو الرحال الطائي الكُوفِيّ [2] ، عقبة بْن عُبَيْد. عَن أنس بن مالك فيما قيل وعن بشير بْن يسار. وعنه يحيى القطان وعيسى بْن يونس وعقبة بْن خالد السكوني وحفص ابن غياث. يُقَالُ: لا بأس بِهِ، وقد ضُعِّف. أَبُو سفيان بْن العلاء الْمَازِنِيِّ [3] أخو أَبِي عمرو بْن العلاء. روى عَن الحسن وابن أَبِي عتيق التيمي. وعنه شعبة وابن علية. قديم الموت. أبو السماك العدوي المقرئ. صاحب النحو. هُوَ قعنب. مرّ ذكره. أَبُو سنان الكوفي. نزيل الريّ. سعيد بن سنان.   [1] في الأصل «يزيد بن مان» . [2] مرت ترجمته في الطبقة الماضية. [3] الجرح 9/ 381 و 382، المعرفة والتاريخ 2/ 126. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 681 أَبُو طيبة [1] . هُوَ عيسى بْن سُلَيْمَان بْن دينار الدرامي، والد أحمد بْن أَبِي ظبية الجرجاني. كَانَ من زُهّاد العلماء مَعَ الأموال والثروة. روى عَن الأعمش وكرز بْن وبرة وجعفر بْن معبد. وعنه ابناه أحمد وعبد الواسع وسعد بن سعيد وغيرهم. مات سنة ثلاث وخمسين ومائة. قاله البخاري. وقال الحاكم: سَمِعَ من عطاء بْن أَبِي رباح وغيره، وحدّث عَنْهُ أيضًا ولده يوسف، ورد علينا بنيسابور فِي حبس يزيد بْن المهلّب. ضعّفه يحيى بْن معين. أَبُو طلق [2] . هُوَ عديّ، ويقال علي بْن حنظلة العابدي الْقُرَشِيّ. عَن إِبْرَاهِيم التيمي وشراحيل بْن القعقاع. وعنه الثوري وشرقي بْن قطامي وعيسى بْن يونس وغيرهم. أبو عقيل الدورقي [3]- خ م- بشير بن عقبة. بصري ثقة. عَن مجاهد وأبي نضرة والحسن وأبي المتوكل الناجي. وعنه يحيى القطان وعبد الرحمن بْن مهدي وأبو الوليد ومسلم بْن إبراهيم.   [1] في نسخة القدسي 6/ 322 «أبو ظبية» ، والتصحيح من: التاريخ الكبير 6/ 402 والجرح والتعديل 6/ 278، التاريخ لابن معين 2/ 711 رقم 4799. [2] التاريخ الكبير 6/ 267، الجرح 6/ 181، المعرفة والتاريخ 2/ 766. [3] التهذيب 1/ 465 و 466، الجرح 2/ 376، المعرفة والتاريخ 2/ 336. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 682 وثّقه أحمد وابن معين. أَبُو العلانية [1] . عَن عَبْد اللَّه بْن أَبِي أوفى، اسمه محمد بْن أعين المرئي. بصري حسن الحال. حدّث عَنْهُ يحيى القطان وابن مهدي وطالوت بْن عباد وآخرون. أَبُو عمرو بْن العلاء [2] بْن عمار بْن العريان التميمي الْمَازِنِيِّ الْمُقْرِئ النحوي صاحب القراءة. وأمه من بني حنيفة، اسمه زبان [3] وقيل العريان، وقيل غير ذَلِكَ. قرأ القرآن على سعيد بن جبير ومجاهد، وقيل إنه قرأ عَلَى أَبِي العالية الرياحي. وقرأ عَلَى جماعة سواهم. مولده سنة سبعين. وحدّث عَن أَنَس بْن مالك وأبي صالح السمّان وعطاء بْن أَبِي رباح ومجاهد وأبي رجاء العطاردي ونافع والزهري وطائفة سواهم. قرأ عَلَيْهِ يحيى بْن الْمُبَارَك اليزيدي والعباس بْن الفضل الأنصاري قاضي   [1] الجرح 7/ 206. [2] معرفة القراء الكبار- ج 1/ 83، الفهرست 48، المعرفة والتاريخ 2/ 125، تاريخ أبي زرعة 1/ 640، التاريخ لابن معين 2/ 717 رقم 3359، التاريخ الكبير 9/ 55، طبقات الزبيدي 28، 126، مراتب النحويين 13، نزهة الألبّاء 15، وفيات الأعيان 3/ 466، سير أعلام النبلاء 6/ 407 رقم 167، العبر 1/ 223، فوات الوفيات 1/ 231، أخبار النحويين البصريين 22، بغية الوعاة 367، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 288. [3] في نسخة القدسي 6/ 322 «ريان» . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 683 الموصل وحسين الجعفي ومعاذ بْن معاذ والأصمعي ويونس بْن حبيب النحوي وسلام الطويل ومحبوب بْن الحسن وعلي بْن نصر بْن علي وهارون بْن موسى وسهل بْن يوسف وعبد الوارث بْن سعيد وأبو زيد سعيد بْن أوس الأنصاري وشجاع البلخي وآخرون. وحدّث عَنْهُ شعبة وشبابة ويعلى بْن عُبَيْد وأبو عبيدة والأصمعي وحمّاد ابن زيد وأبو أسامة وجماعة. وكان رأسًا فِي العلم فِي أيام الْحَسَن الْبَصْرِيّ. قَالَ أَبُو عبيدة: كَانَ أَبُو عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب، وكانت دفاتره ملء بيت إِلَى السقف، ثُمَّ تنسّك فأحرقها، وكان من أشراف العرب ووجوهها، مدحه الفرزدق وغيره. وقال ابْن معين: ثقة. وقال أَبُو حاتم الرازي: ليس بِهِ بأس. وقال أَبُو عُمَر الشيباني: مَا رأينا مثل أَبِي عمرو بْن العلاء. وروى أَبُو العيناء عَن الأصمعي قَالَ: قَالَ لِي أبو عمرو: لو تهيّأ أن أُفْرِغ مَا فِي صدري من العلم فِي صدرك لَفَعَلْتُ، ولقد حفظت فِي علم القراءات أشياء لو كُتِبَتْ مَا قدر الأَعْمَشُ عَلَى حِفْظِها، ولولا أَنَّهُ ليس لِي أن أقرأ إلا بما قُرِئ لقرأت بحرف كَذَا وكذا، وذكر حروفًا. وروى نصر بْن علي عَن أَبِيهِ عَن شُعْبَة قَالَ: أنظر مَا يقرأ بِهِ أَبُو عمرو مما يختاره فأكْتُبْه فإنه سيصير للناس إسنادا [1] .   [1] لعله (أستاذا) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 684 وقال إِبْرَاهِيم الحربي وغيره: كَانَ أَبُو عمرو من أَهْل السُّنَّةِ. وقال أَبُو مُحَمَّد اليزيدي ومحمد بْن حَفْص: تكلم عمرو بْن عُبَيْد فِي الوعيد سنة فَقَالَ أَبُو عمرو: إنك لألْكن الفَهْم إذ صَيَّرْتَ الوعيدَ الَّذِي فِي أعظم شيء مثله فِي أصغر شيء فأعلم أن النَّهْيَ عَن الصغير والكبير ليسا سواء، وإنما نهى اللَّه عَنْهُمَا لِيُتِمَّ حُجَّتَه عَلَى خلقه ولِئلا يعدل عَن أمره ووراء وعيده عفوه وكرمه، ثُمَّ أنشد: لا يُرْهِبُ ابنُ العمِ مَا عشتُ صولَتي [1] ... ولا أخْتَتي [2] من صَوْلَة المتهدّد وإنيّ وإِنْ أَوْعَدْتُه أو وعدتُه ... لَمُخْلِفٌ إِيعادِي ومُنْجز مَوْعِدِي فَقَالَ لَهُ عمرو بْن عُبَيْد: صدقت إن العرب تمتدح بالوعد دون الوعيد وقد تمتدح بهما، ألم تسمع إِلَى قول الشاعر: لا تُخْلِفِ الْوَعْدَ والوعيدَ ولا ... تَبيتُ من ثارِهِ، عَلَى فَوْت فقد وافق هَذَا قوله تعالى: وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا مَا وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ 7: 44 [3] قَالَ أَبُو عمرو: قد وافق الأولُ أخبارَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَدِيثُ يفسّر القرآن. قَالَ الأصمعي: قَالَ لِي أَبُو عمرو: كن عَلَى حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا مازحته،   [1] في المواهب الفتحية (ولا يرهب المولى ولا العبد صولتي) . [2] انظر (المواهب الفتحية للشيخ حمزة فتح الله) حيث قال فيها: اختتى: تغيّر لونه من مخافة سلطان ونحوه أو انكسر من حزن أو فزع أو مرض فتخشع كختا يختو ولخفاء الفريق في مواضع من كلام العرب انتحل أهل البدع مذاهب لجهلهم باللغة. والشعر لعامر بن الطفيل، والمختتي: الذليل. (تاج العروس) . [3] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية رقم 44. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 685 ومن العاجز إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدّث من لا ينصت لك. قَالَ الأصمعي: سَأَلت أَبَا عُمَرو مَا اسمك؟ قَالَ: زبان. وعن الأصمعي بإسناد آخر قال: أبو عمر لا اسم لَهُ [1] . وأَمَّا اليزيدي فعنه روايتان إحداهما: اسم أَبِي عمرو العريان والأخرى أن اسمه يحيى. وقال الأصمعي: سَمِعْت أَبَا عمرو يَقُولُ: كنت رأسًا والحسن حيّ. قَالَ أَبُو عمرو الداني: نا مُحَمَّد بْن أَحْمَد نا ابْن دريد نا أَبُو حاتم عَن أَبِي عبيدة قَالَ: قَالَ أَبُو عمرو بْن العلاء: أَنَا زدت هَذَا البيت فِي قصيدة الأعشى وأستغفرُ اللَّه مِنْهُ: وأَنْكَرَتْني وما كَانَ الَّذِي نَكَرَتْ ... من الحوادث إلا الشَّيْبَ والصَّلَعَا قَالَ الأصمعي: كَنت إذا سَمِعْت أَبَا عمرو يتكلم ظننته لا يعرف شيئًا، كَانَ يتكلّم كلامًا سهلا. وقال اليزيدي: سَمِعْت أَبَا عمرو يَقُولُ: سَمِعَ سَعِيد بْن جُبَيْر قراءتي، فَقَالَ: الزم قراءتك هَذِهِ. وقال الأصمعي: كَانَ لأبي عمرو كل يوم يشتري بفلسين كوز ورَيْحان، فإذا أمسى تصدّق بالكوز، وقال للجارية: جفّفيه [2] ودُقّيه في الأشنان.   [1] اختلف في اسمه على أحد وعشرين قولا ... وسبب الاختلاف أنه كان لجلالته لا يسأل عنه. (بغية الوعاة) . [2] في الأصل (جففي) والتصحيح من (سير أعلام النبلاء) و (وفيات الأعيان) والنص فيهما: كان له في كل يوم فلسان يشتري بأحدهما كوزا جديدا يشرب فيه يومه ثم يتركه لأهله ويشتري بالآخر ريحانا يشمّه يومه، فإذا أمسى قال لجاريته جفّفيه ودُقّيه فِي الأشنان. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 686 قَالَ أَبُو عُبَيْد: حدّثني عدة أن أَبَا عمرو قرأ عَلَى مجاهد، وزاد بعضهم وعلى سَعِيد بْن جُبَيْر. قَالَ خليفة بْن خياط: مات أَبُو عمرو وأبو سُفْيَان ابنا العلاء سنة سبع [1] وخمسين ومائة. قَالَ الأصمعي: عاش أَبُو عمرو ستًا وثمانين سنة. وقال غير واحد: مات أَبُو عمرو سنة أربع وخمسين ومائة. قلت: وكان أَبُو عمرو قليل الرواية للحديث، وهو حُجّة فِي القراءة صدوق، وَفِي العربية، وقد استوفيت أخباره فِي طبقات القراء. أَبُو العميس فِي الطبقة الماضية. أَبُو الغصن هُوَ دجين بْن ثابت. مَرّ. أَبُو الغصن الغفاري هُوَ ثابت بْن قَيْس. سيأتي. أَبُو كعب صاحب الحرير [2]- ت- ثقة بصري اسمه عَبْد ربه بْن عُبَيْد. عَن شهر بْن حوشب والحسن ومحمد بْن سيرين. وعنه يحيى القطان وأبو داود الطيالسي ومسلم بْن إِبْرَاهِيم وأبو عاصم. وثّقه جماعة.   [1] في بغية الوعاة (تسع وخمسين) وفي وفيات الأعيان: (كانت ولادته سنة سبعين وقيل ثمان وستين. وتوفي سنة أربع وخمسين وقيل تسع وخمسين وقيل سبع وخمسين وقيل ست وخمسين ومائة بالكوفة) . [2] الجرح 6/ 41، التاريخ لابن معين 2/ 722 رقم 4385. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 687 أبو مالك النخعي [1]- ق- قيل اسمه عَبْد الملك وقيل عبادة بْن حسين. عن سلمة بن كهيل وعلي بن الأقمر وعاصم بْن كليب وجماعة. وعنه يزيد بْن هارون ويحيى بْن أَبِي بكير وآدم بْن أَبِي إياس وعلي بْن الجعد وأبو النضر ووكيع. ضعّفه أَبُو زرعة وأبو داود. قَالَ الْبُخَارِيّ: ليس بالقويِّ عندهم. أَبُو المنيب العتكي المروزي [2] السنحي [3]- د ن ق- عبيد الله بن عبد الله. رأى أنس بْن مالك وسمع سعيد بْن جبير وعكرمة وطائفة. وعنه الفضل بْن موسى الشيباني وزيد بْن الحباب وعبدان بْن عثمان وعلي ابن الحسن بْن شقيق. وثّقه ابْن معين. أَبُو المليح الفارسيّ الخرّاط [4]- ن ق- مدني صدوق. يقال اسمه صبيح ويقال حميد. لَهُ عَن أَبِي صالح الخوزي. وعنه حاتم بن إسماعيل ووكيع وأبو عاصم وعبد الله بن نافع الصائغ وجماعة.   [1] الجرح 5/ 347، المعرفة والتاريخ 3/ 36. [2] الجرح 5/ 322. [3] مهملة في الأصل، والتصويب من (اللباب 2/ 147) حيث قال: بضم السين وسكون النون وفي آخرها حاء مهملة، وهذه النسبة إلى السنح، وهو موضع بالمدينة كان يسكنه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه. [4] التهذيب 12/ 246، المعرفة والتاريخ 2/ 271، التاريخ لابن معين 2/ 725 رقم 1028. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 688 وثّقه ابن معين. له عن الخوزي عَن أَبِي هُرَيْرَةَ (مَن لا يسأل اللَّهَ يغضب عليه) . أبو نعامة العدوي [1]- م ق- عمرو بن عيسى بن سويد. بصري صدوق. عَن حفصة بنت سيرين وخالد بْن عمير وجماعة. وعنه روح بْن عبادة وأبو عاصم والنضر بْن شميل وصفوان بْن عيسى. وثّقه ابْن معين وغيره. وقال أَحْمَد: ثقة، إلا أَنَّهُ اختلط قبل موته. أَبُو اليسع الكوفي [2] . عَن علقمة بْن مرثد وقيس بْن مسلم وعمرو بْن مرة. روى عَنْهُ عثمان بْن مقسم البري [3] ويحيى بْن عيسى الرملي وأبو أسامة وغيرهم. وكان ضريرًا. لا يعرف اسمه. آخر الطبقة السادسة عشرة وللَّه الحمد   [1] الجرح 6/ 251، المعرفة والتاريخ 1/ 321 و 3/ 68. [2] الجرح 9/ 458، التاريخ الكبير 9/ 82، التاريخ لابن معين 2/ 732 رقم 1447. [3] بضم الباء وكسر الراء المشدّدة، نسبة إلى بيع البر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 689 [المجلد العاشر (سنة 161- 170) ] الطَّبَقَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَمَا جَرَى فِيهَا مِنْ كِبَارِ الْحَوَادِثِ وَفِيهَا تُوُفِّيَ: أَرْطَأَةُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ أَبُو الْخَطَّابِ، وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بِالرَّمْلَةِ، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، فِي أَوَّلِهَا، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ الرَّقِّيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ شُعْبةَ الثَّوْرِيُّ، وَعَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ الْمِصْرِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ الأَمِيرُ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ. [ظُهُورُ عَطَاءٍ الْمُقَنَّعِ] وَفِيهَا ظُهُورُ عطاء المقنع- لَعَنَهُ اللَّهُ- بِأَعْمَالِ مَرْوَ، وَكَانَ يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، حَتَّى عَادَ الأَمْرُ إِلَيْهِ، وَاسْتَغْوَى خَلْقًا عَظِيمَةً، وَتَوَثَّبَ عَلَى بَعْضِ مَا وَرَاءَ الْهِنْدِ، فَانْتُدِبَ لِحَرْبِهِ أَمِيرُ خُرَاسَانَ مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَالأَمْيِرُ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى، وَلَيْثُ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، وَسَعِيدُ الْحَرَشِيُّ، فَجَمَعَ الْمُقَنَّعُ الأَقْوَاتَ، وتحصّن للحصار بقلعة من أعمال كشّ [1] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 135، العيون والحدائق 3/ 273، الكامل في التاريخ 6/ 51، البداية والنهاية 10/ 133، مختصر تاريخ الدول لابن العبري 126، البدء والتاريخ 6/ 97، الفخري 180، تاريخ ابن خلدون 3/ 206. و «كشّ» : بالفتح، ثم التشديد، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل. (معجم البلدان 4./ 462) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 5 [ظَفَرُ نَصْرِ بْنِ الأَشْعَثِ بِابْنِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ] وَفِيهَا ظَفِرَ نَصْرُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ الْمُكَنَّى بِأَبِي الْحَكَمِ، وَهُوَ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ وَلِيَّ عَهْدِ مَرْوَانَ، فَلَمَّا قُتِلَ بِدِيَارِ مِصْرَ هَرَبًا إِلَى الْحَبَشَةِ، فَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَنَجَا هَذَا، فَلَمْ يَزَلْ مُخْتَفِيًا إِلَى السَّاعَةِ، فَأَتَى بِهِ الْمَهْدِيَّ، فَجَلَسَ لَهُ مَجْلِسًا عَامًّا، فَقَالَ: مَنْ يَعْرِفُ هَذَا؟ فَقَامَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعُقَيْلِيُّ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَبُو الْحَكَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: هَذَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، فَسَجَنَهُ الْمَهْدِيُّ. ثُمَّ احْتِيلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَادَّعَى عَمْرُو بْنُ سَهْلٍ الأَشْعَرِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَتَلَ أَبَاهُ، وَقَدَّمَهُ إِلَى مَجْلِسِ عَافِيَةَ الْقَاضِي، فَتَوَجَّهَ عَلَيْهِ الْحُكْمُ، وَأَنْ يُقَادَ بِهِ وَقَامَتِ الْبَيِّنَةُ، فَجَاءَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعُقَيْلِيُّ فَتَخَطَّى [1] رِقَابَ النَّاسِ [حَتَّى صَارَ إِلَيْهِ] [2] فَقَالَ: يَزْعُمُ هَذَا أَنَّهُ قَتَلَ أَبَاهُ، كَذَبَ وَاللَّهِ، مَا قَتَلَ أَبَاهُ غَيْرِي، أَنَا قَتَلْتُهُ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ. فَلَمْ يَتَعَرَّضِ الْمَهْدِيُّ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ لِكَوْنِهِ قَتَلَ الْمَذْكُورَ بِأَمْرِ مَرْوَانَ [3] . [تَجْيِيشُ الرُّومِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ] وَفِيهَا جَاشَتِ الرُّومُ- لَعَنَهُمُ اللَّهُ- فَبَيَّتُوا عَسْكَرَ الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلُوا خَلْقًا [4] .   [1] في الأصل «فتخطا» . [2] زيادة من الطبري. [3] تاريخ الطبري 8/ 135، 136، الكامل في التاريخ 6/ 55. [4] انظر الخبر في: تاريخ خليفة 436، والكامل في التاريخ 6/ 55، والبداية والنهاية 10/ 133، وتاريخ ابن خلدون 3/ 213. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 6 [عِمَارَةُ الْمَهْدِيِّ طَرِيقَ مَكَّةَ] وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِعِمَارَةِ طَرِيقِ مَكَّةَ وَبَنَى بِهَا قُصُورًا، وَأَوْسَعَ مِنَ الْقُصُورِ الَّتِي أَنْشَأَهَا عَمُّهُ السَّفَّاحُ، وَعَمِلَ البرك، وجدّد للأميال، وَدَامَ الْعَمَلُ فِي ذَلِكَ حَتَّى تَمَّ عَشْرَ سِنِينَ، وَأَمَرَ بِتَرْكِ الْمَقَاصِيرِ الَّتِي فِي جَوَامِعِ الإِسْلامِ، وَقَصَّرَ الْمَنَابِرَ وَصَيَّرَهَا عَلَى مِقْدَارِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] . [نَكْبَةُ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ] وَفِيهَا انْحَطَّتْ رُتْبَةُ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَمَّا رَأَى غَلَبَةَ الْمَوَالِي عَلَى الْمَهْدِيِّ نَظَرَ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَصَيَّرَهُمْ مِنْ جُلَسَاءِ الْمَهْدِيِّ، ثمّ إنّ أبا عبيد الله الوزير كلّهم الْمَهْدِيَّ فِي أَمْرٍ، فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةِ فِي ذَلِكَ الأَمْرِ، فَسَكَتَ الْوَزِيرُ، ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِإِبْعَادِهِ عَنِ الْمَهْدِيِّ [2] . وَكَانَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ ذَا تِيهٍ وَكِبْرٍ بِحَيْثُ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ مِنَ الْحَجِّ جَاءَهُ مُسَلِّمًا، فَلَمْ يَنْهَضْ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ لَهُ، فَتَأَلَّمَ وَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ عَلَيْهِ، إِلا أَنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ كَانَ حَاذِقًا بِالتَّصَرُّفِ، كَافِيًا، نَاصِحًا لِمَخْدُومِهِ، عَفِيفًا، وَيُرْمَى بالْقَدَرِ [3] . ثُمَّ إِنَّ الرَّبِيعَ سَعَى فِي ابْنٍ لِلْوَزِيرِ، وَاتَّهَمَهُ بِبَعْضِ خَطَايَا الْمَهْدِيِّ، إِلَى أَنِ اسْتَحْكَمَتِ التُّهْمَةُ عِنْدَ الْمَهْدِيِّ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، اقْرَأْ، فَذَهَبَ لِيَقْرَأَ، فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، فَقَالَ لِأَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ: يَا مُعَاوِيَةُ أَلَمْ تَزْعُمْ أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ نَسِيَ. قَالَ: فَقُمْ فَاقْتُلْهُ، فَذَهَبَ الْوَزِيرُ لِيَقُومَ فَسَقَطَ مِنْ قَامَتِهِ، فَقَالَ عَبَّاسٌ عَمُّ الْمَهْدِيِّ: إِنْ رأيت يا أمير المؤمنين أن تعفيه،   [1] تاريخ الطبري 8/ 136، والبدء والتاريخ 6/ 96، والعيون والحدائق 3/ 273، والكامل في التاريخ 6/ 55، ونهاية الأرب 22/ 113، والبداية والنهاية 10/ 133، وتاريخ الخلفاء 273، والمختصر في أخبار البشر 2/ 8، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 186. [2] تاريخ الطبري 8/ 136 و 137. [3] تاريخ ابن خلدون 3/ 209، 210. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 7 فَفَعَلَ، وَأَمَرَ فَضُرِبَتْ عُنُقُ الْوَلَدِ [1] ، قَالَ: وَاتَّهَمَهُ الْمَهْدِيُّ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: قَتَلْتَ ابْنَهُ فَلا يَنْبَغِي أَنْ تَثِقَ بِهِ، فَاسْتَوْحَشَ الْمَهْدِيُّ مِنْهُ [2] . [اسْتِعْمَالُ الْقُضَاةِ] وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْقَضَاءِ عَافِيَةَ بْنَ يَزِيدَ، فَكَانَ هُوَ وَابْنُ عُلاثَةَ يَحْكُمَانِ بِالرَّصَافَةِ، وَكَانَ الْقَاضِي بِالشَّرْقِيَّةِ عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَدَوِيُّ [3] . [اسْتِعْمَالُ الْعُمَّالِ] وَعَزَلَ عَنِ الْجَزِيرَةِ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ الْعَبَّاسِيَّ بِعَمِّ الْمَنْصُورِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ [4] . وَاسْتُعْمِلَ عَلَى مِصْرَ عِيسَى بْنُ لُقْمَانَ، وَعَلَى أذْرَبَيْجَانَ بِسْطَامُ بْنُ عَمْرٍو التَّغْلِبِيُّ [5] . [وزَارَةُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ] وَفِيهَا جَعَلَ مَعَ الأَمِيرِ هَارُونَ بْنِ الْمَهْدِيِّ وَزِيرًا لَهُ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بن برمك [6] .   [1] انظر القصّة في: كتاب الفخري لابن طباطبا 182، 183، تاريخ ابن خلدون 3/ 209، 210. [2] تاريخ الطبري 8/ 139، الفخري 183، العيون والحدائق 3/ 274، 275، الكامل 6/ 53، تاريخ ابن خلدون 3/ 210، مروج الذهب 3/ 322. [3] تاريخ الطبري 8/ 140، الكامل في التاريخ 6/ 56، البداية والنهاية 10/ 133، تاريخ ابن خلدون 3/ 208. [4] تاريخ الطبري 8/ 140، تاريخ ابن خلدون 3/ 208. [5] تاريخ الطبري 8/ 140، الكامل في التاريخ 6/ 56، تاريخ ابن خلدون 3/ 208. [6] تاريخ الطبري 8/ 140، الكامل في التاريخ 6/ 56، تاريخ ابن خلدون 3/ 208. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 8 [الحج هذا الموسم] وحج بالناس موسى بن المهديّ [1] .   [1] تاريخ خليفة 437، وتاريخ اليعقوبي 2/ 402، والمعرفة والتاريخ 1/ 149، ومروج الذهب 4/ 402، وتاريخ الطبري 8/ 141، والكامل في التاريخ 6/ 56، ونهاية الأرب 22/ 113، والبداية والنهاية 10/ 133. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 9 سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الزَّاهِدُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْمِصْرِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ نَصْرٍ الطَّائِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ بِخِلافٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيُّ سَحْبَلٌ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، بِخِلافٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سَبْرَةَ الْقَاضِي، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، وَاسْمُهُ جَعْفَرٌ. [مَقْتَلُ عَبْدِ السَّلامِ الْيَشْكُرِيِّ] وَفِيهَا كَانَ مَقْتَلُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ هَاشِمٍ الْيَشْكُرِيِّ الَّذِي خَرَجَ بِحَلَبَ وَبِالْجَزِيرَةِ، وَكَثُرَتْ جُمُوعُهُ، وَهَزَمَ الْجُيُوشَ إِلَى أَنِ انْتُدِبَ لِحَرْبِهِ شَبِيبُ بْنُ وَاجٍ، فَسَارَ فِي أَلْفِ فَارِسٍ مِنَ الأَبْطَالِ وأعطوا ألف ألف درهم [1] ، ففرّ منهم   [1] هكذا في الأصل. وفي تاريخ الطبري «أعطى كل رجل منهم ألف درهم» ، وكذا في نهاية الأرب 22/ 114. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 10 الْيَشْكُرِيُّ إِلَى حَلَبَ، فَلَحِقَهُ بِهَا شَبِيبٌ فَقَتَلَهُ [1] . [إِجْرَاءُ الأَمْوَالِ عَلَى الْمَجْذُومِينَ] وَفِيهَا أَجْرَى الْمَهْدِيُّ عَلَى الْمَجْذُومِينَ وَأَهْلِ السُّجُونِ بِمَمَالِكِهِ مَا يَكْفِيهِمْ [2] . [وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الْحَدَثِ] وَفِيهَا وَصَلَتِ الرُّومُ إِلَى الْحَدَثِ فَهَدَمُوا سُورَهَا. [غَزْوَةُ الْحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ فِي الرُّومِ] فَغَزَا النَّاسَ غَزْوَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، سَارَ الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي ثَمَانِينَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ سِوَى الْمُطَّوَّعَةِ، فَأَغَارَ عَلَى مَمَالِكِ الرُّومِ وَخَرَّبَ وَأَحْرَقَ، وَلَمْ يَلْقَ بَأْسًا [3] . [غَزْوَةُ قَالِيقَلا] وَغَزَا يَزِيدُ السُّلَمِيُّ مِنْ نَاحِيَةِ بَابِ قَالِيقَلا، وَافْتَتَحَ ثَلاثَةَ حُصُونٍ، وَقَدِمَ بِالسَّبْيِ [4] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 142 وفيه أنه قتل في قنّسرين، وكذلك في الكامل لابن الأثير 6/ 57، والبداية والنهاية 10/ 135، ونهاية الأرب 22/ 114. [2] تاريخ الطبري 8/ 142، الكامل في التاريخ 6/ 57، البداية والنهاية 10/ 135، نهاية الأرب 22/ 114، البدء والتاريخ 6/ 96. [3] تاريخ خليفة 437، تاريخ اليعقوبي 2/ 402، تاريخ الطبري 8/ 143، المعرفة والتاريخ 1/ 150، فتوح البلدان 226، الخراج وصناعة الكتابة 310، الكامل في التاريخ 6/ 58، البداية والنهاية 10/ 135، دول الإسلام 1/ 110. [4] تاريخ الطبري 8/ 143، الكامل في التاريخ 6/ 58، تاريخ ابن خلدون 3/ 213. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 11 [وِلايَةُ الْيَمَنِ] وَفِيهَا وُلِّيَ الْيَمَنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ [1] . [وِلايَةُ مِصْرَ] وَوُلِّيَ إِقْلِيمَ مِصْرَ وَاضِحٌ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ عَزَلَهُ بَعْدَ أَشْهُرٍ بِيَحْيَى الْحَرَشِيِّ [2] . [ظُهُورُ الْمُحَمِّرَةِ] وَفِيهَا ظَهَرَتِ الْمُحَمِّرَةُ بِجُرْجَانَ [3] ، وَرَأْسُهُمْ عَبْدُ الْقَهَّارِ [4] ، فَغَلَبُوا عَلَى جُرْجَانَ، وَقَتَلُوا وَأَفْسَدُوا، فَسَارَ لِحَرْبِهِ مِنْ طَبَرِسْتَانَ عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ، فَقَتَلَ عَبْدَ الْقَهَّارِ وَرُءُوسَ أَصْحَابِهِ [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 143، الكامل في التاريخ 6/ 58. [2] تاريخ الطبري 8/ 143، ولاة مصر للكندي 143، والولاة والقضاة له 121، الكامل في التاريخ 6/ 58. [3] تاريخ خليفة 437. [4] في تاريخ اليعقوبي: «عبد القاهر» ، وفي البدء والتاريخ: «عبد الوهاب» . [5] تاريخ اليعقوبي 2/ 397، وتاريخ الطبري 8/ 143، والبدء والتاريخ 6/ 68 وفيه «عمرو بن العلاء» ، والكامل في التاريخ 6/ 58، والبداية والنهاية 10/ 135 وفيه «عمرو بن العلاء» ، دول الإسلام 1/ 110. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 12 سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ، وَأَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيُّ، وَبُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْمُفَسِّرُ قَاضِي نَيْسَابُورَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ مُحَدِّثُ حِمْصَ، وَحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ الأَزْدِيُّ، وَسَلَمَةُ بْنُ الْعَيَّارِ الدِّمَشْقِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، وَشُعَيْثُ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ، بِخِلافٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ خَالِدٍ الْفَقِيهُ، وَالأَمِيرُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَكَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْمَدَنِيُّ، وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ الْمِصْرِيُّ، وَمُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى الْعَوْذِيُّ فِي رَمَضَانَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 13 [مَقْتَلُ الْمُقَنَّعِ] وَفِيهَا أَلَحَّ سَعِيدٌ الْحَرَشِيُّ فِي حِصَارِ اللَّعِينِ عَطَاءِ الْمُقَنَّعِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْهَلاكِ مَصَّ سُمًّا وَسَقَى نِسَاءَهُ فَتَلِفُوا، وَسَتَأْتِي تَرْجَمَتُهُ [1] ، وَدَخَلَ الْعَسْكَرُ حِصْنَهُ فَقَطَعُوا رَأْسَهُ [2] . ثُمَّ بَعَثُوا بِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَوَافَاهُ وَهُوَ بِحَلَبَ يُجَهِّزُ الْبُعُوثَ لِغَزْوِ الرُّومِ، وَكَانَتْ غَزْوَةٌ عُظْمَى أَمَّرَ عليها ولده هارون، وضمّ إليه الربيع الْحَاجِبِ، وَمُوسَى بْنَ عِيسَى بْنِ مُوسَى، وَالْحَسَنَ بْنَ قَحْطَبَةَ، وَفَتَحَ الْمُسْلِمُونَ فَتْحًا كَبِيرًا [3] . [وِلايَةُ الْجَزِيرَةِ] وَفِيهَا عُزِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ عَنِ الْجَزِيرَةِ بزُفَرَ بْنِ عَاصِمٍ الْهِلالِيِّ [4] . [قَتْلُ الزَّنَادِقَةِ] وَفِيهَا قَتَلَ الْمَهْدِيُّ بِحَلَبَ جَمَاعَةً مِنَ الزَّنَادِقَةِ وَصَلَبَهُمْ، وَأَحْضَرَ كُتُبَهُمْ فَقُطِعَتْ، وَسَارَ الْمَهْدِيُّ مُشَيِّعًا لِجُيُوشِهِ حَتَّى بَلَغَ الدَّرْبَ، ثُمَّ زَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ [5] .   [1] برقم (281) من هذا الجزء. [2] تاريخ خليفة 437، تاريخ الطبري 8/ 144، البداية والنهاية 10/ 145، 146، المختصر في أخبار البشر 2/ 9، دول الإسلام 1/ 109، ومرآة الجنان 1/ 350، 351، تاريخ ابن خلدون 3/ 207، مآثر الإنافة 1/ 186. [3] تاريخ خليفة 437، تاريخ اليعقوبي 2/ 396، تاريخ الطبري 8/ 145، البداية والنهاية 10/ 146، العيون والحدائق 3/ 278. [4] تاريخ الطبري 8/ 147، الكامل في التاريخ 6/ 61، البداية والنهاية 10/ 146. [5] تاريخ الطبري 8/ 148، المعرفة والتاريخ 1/ 150، نهاية الأرب 22/ 114، المختصر في أخبار البشر 2/ 9، دول الإسلام 1/ 110، تاريخ ابن خلدون 3/ 211. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 14 [وِلايَةُ هَارُونَ] وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَغْرِبِ كُلِّهِ وَعَلَى أَذْرَبَيْجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ ابْنَهُ هَارُونَ [1] . [وِلايَةُ خُرَاسَانَ] وَعَزَلَ مُعَاذَ بْنَ مُسْلِمٍ عَنْ خُرَاسَانَ بِالْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ [2] . وَاسْتَعْمَلَ عَلَى طَبَرِسْتَانَ وَالرُّويَانِ عُمَرَ بْنَ الْعَلاءِ [3] . [الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ] [4] وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَلِيُّ بن المهديّ.   [1] تاريخ الطبري 8/ 148، نهاية الأرب 22/ 114، البداية والنهاية 10/ 146، تاريخ ابن خلدون 3/ 212. [2] تاريخ خليفة 437، تاريخ الطبري 8/ 149، الكامل في التاريخ 6/ 61، المعرفة والتاريخ 1/ 151، تاريخ ابن خلدون 3/ 212. [3] تاريخ الطبري 8/ 149، الكامل في التاريخ 6/ 61، تاريخ ابن خلدون 3/ 212. [4] تاريخ خليفة 437، وتاريخ اليعقوبي 2/ 402، والمعرفة والتاريخ 1/ 150، وتاريخ الطبري 8/ 149، ومروج الذهب 4/ 402، والكامل في التاريخ 6/ 62، ونهاية الأرب 22/ 114، والبداية والنهاية 10/ 146. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 15 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، وَخَزْرَجُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ حَبِيبٍ الْحَضْرَمِيُّ بِمِصْرَ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، فِي قَوْلٍ، وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ بِنِ الْحَبْحَابِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَاجِشُونِ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ الأَنْصَارِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ، وَعُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ، فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَكَامِلُ أَبُو الْعَلاءِ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ الْبَصْرِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الأَمِيرُ بِالسِّنْدِ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، فِي قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 16 [غَزْوَةُ عَبْدِ الْكَبِيرِ إِلَى الْحَدَثِ] وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ عَبْد الْحَمِيدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ مِنْ دَرْبِ الْحَدَثِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ مِيخَائِيلُ الْبَطْرِيقُ فِي تِسْعِينَ أَلْفًا، فَعَجَزَ عَبْدُ الْكَبِيرِ وَتَقَهْقَرَ بِالْجَيْشِ، فَهَمَّ الْمَهْدِيُّ بِقَتْلِهِ، ثُمَّ سَجَنَهُ [1] . [عَطَشُ الْحَجِيجِ] وَفِيهَا اشْتَدَّ عَطَشُ الْحَجِيجِ حَتَّى عَايَنُوا التَّلَفَ [2] . وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ صَالِحُ بْنُ الْمَنْصُورِ [3] . [وِلايَةُ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ] وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ، وَاسْتَعْمَلَ عليها صالح بن داود بن عليّ [4] .   [1] تاريخ خليفة 438، تاريخ الطبري 8/ 150، الكامل في التاريخ 6/ 63، البداية والنهاية 10/ 146، دول الإسلام 1/ 111، تاريخ ابن خلدون 3/ 213. [2] تاريخ اليعقوبي 2/ 402، تاريخ الطبري 8/ 150، الكامل في التاريخ 6/ 63، نهاية الأرب 22/ 115، البداية والنهاية 10/ 147. [3] تاريخ خليفة 438، وتاريخ اليعقوبي 2/ 402، والمعرفة والتاريخ 1/ 152، وتاريخ الطبري 8/ 151، ومروج الذهب 4/ 402، والكامل في التاريخ 6/ 63، ونهاية الأرب 22/ 115، البداية والنهاية 10/ 147. [4] تاريخ الطبري 8/ 150، الكامل في التاريخ 6/ 63. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 17 سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، وَخَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَالِدُ الْبَرَامِكَةِ، وَخَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْمَدَنِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَصْرِيُّ، وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ الزَّاهِدُ، بخلاف، وعبد الله بن العلاء بن زيد، بِخِلافٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، وَمَعْرُوفُ بْنُ مُشْكَانَ قَارِئُ مَكَّةَ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، بِالْبَصْرَةِ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، بِخِلافٍ. [غَزْوَةُ هَارُونَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ] وَفِيهَا غَزَا هَارُونُ ابْنُ الْخَلِيفَةِ الصَّائِفَةَ، فَوَغَلَ فِي بِلادِ الرُّومِ، فَافْتَتَحَ مَاجِدَةَ، فَالْتَقَتْهُ الرُّومُ، عَلَيْهِمْ نَقِيطَا [1] ، فَانْهَزَمُوا، فَقُتِلَ نَقِيطَا [1] ، وَسَارَ إِلَى الدُّمُسْتُقِ بِنَقْمُودِيَّةَ [2] ، ثُمَّ سَارَ بِالْجُيُوشِ حَتَّى بلغ خليج قسطنطينيّة [3] .   [1] في الأصل «يقطنا» ، والتصحيح من الطبري. [2] في الأصل «بتقفوريه» ، والتحرير من الطبري. [3] تاريخ خليفة 438، وتاريخ اليعقوبي 2/ 396 و 402، وتاريخ الطبري 8/ 152، والعيون والحدائق 3/ 278، 279، والمعرفة والتاريخ 1/ 154، والكامل في التاريخ 6/ 66، ونهاية الأرب 22/ 115، والبداية والنهاية 10/ 147، ومختصر تاريخ الدول لابن العبري 126، والمختصر في أخبار البشر 2/ 10، ومرآة الجنان 1/ 352، وتاريخ ابن خلدون 3/ 213، ومآثر الإنافة 1/ 186. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 18 ثُمَّ صَالَحَ مَلِكَ الرُّومِ فِي الْعَامِ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ مُدَّةَ ثَلاثِ سِنِينَ بَعْدَ أن غنم وسبى، وَاسْتَنْقَذَ، خَلْقًا مِنَ الأَسْرِ، وَغَنِمَ مَا لا يُوصَفُ مِنَ الْمَوَاشِي، حَتَّى ابْتِيعَ الْبِرْذَوْنُ بِدِرْهَمٍ، والزَّرَدِيَّةُ بِدِرْهَمٍ، وَعِشْرُونَ سَيْفًا بِدِرْهَمٍ، وَقُتِلَ مِنَ العدوّ نحو خمسين ألفا، فلله الحمد [1] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 152، 153، الكامل في التاريخ 6/ 66، 67، البداية والنهاية 10/ 147، نهاية الأرب 22/ 115، البدء والتاريخ 6/ 96. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 19 سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ، وَخُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ السَّدُوسِيُّ، وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ، وَعُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ الأَصَمُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيَّانِ، وَعُقْبَةُ بْنُ مَعْدَانَ الْحِمْصِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْمَعَافِريُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَالصَّوَابُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْفِهْرِيُّ، شَيْخٌ لابْنِ وَهْبٍ، وَمَعْقِلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، فِي يَوْمِ الْفِطْرِ، وَفِي أَوَّلِهَا دَفَنُوا أَبَا الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيَّ. [عَوْدَةُ هَارُونَ بِالْغَنَائِمِ] وَفِيهَا رَجَعَ هَارُونُ بالغنائم وبالذّهب من الروم [1] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 154، البداية والنهاية 10/ 147. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 20 [قَضَاءُ الْبَصْرَةِ] وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَوَلِيَهَا خَالِدُ بْنُ طَلِيقِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، فَلَمْ يُحْمَدْ [1] . [غضب المهدي على الوزير أبي عبيد الله] وَفِيهَا غَضِبَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ طَهْمَانَ، وَكَانَ وَالِدُهُ دَاوُدُ كَاتِبًا لِنَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، فَلَمَّا كانت أيّام خروج يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ كَانَ دَاوُدُ يُنَاصِحُهُ سِرًّا، فَلَمَّا ظَهَرَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ الدَّعْوَةِ وطلب بدم يحيى بن زيد وَتَتَبَّعَ قَتَلَتَهُ، كَانَ دَاوُدُ هَذَا مُطْمَئِنًّا، فَصَادَرَهُ أَبُو مُسْلِمٍ ثُمَّ أَمَّنَهُ، فَخَرَجَ أَوْلادُهُ أُدَبَاءَ فُضَلاءَ، وَلَمْ يَرَوْا لَهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَهَلَكَ أَبُوهُمْ، ثُمَّ إِنَّهُمْ أَظْهَرُوا مَقَالَةَ الزَّيْدِيَّةِ، وَانْضَمُّوا إِلَى آلِ حَسَنٍ، وَتَرَجَّوْا أَنْ يَقُومَ لَهُمْ دَوْلَةٌ [2] . وَكَانَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ يَجُولُ فِي الْبِلادِ، وَكَتَبَ أَخُوهُ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَقْتَ ظُهُورِهِ، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ اخْتَفَوْا مُدَّةً، ثُمَّ ظَفِرَ الْمَنْصُورُ بِهَذَيْنِ الأَخَوَيْنِ، فَحَبَسَهُمَا حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ مَنَّ عَلَيْهِمَا الْمَهْدِيُّ، وَكَانَ مَعَهُمَا فِي الْمُطَبَّقِ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، وَكَانَا يَلْزَمَانِهِ، وَبَقِيَ الْمَهْدِيُّ مُدَّةً يَتَطَلَّبُ عِيسَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَدُلَّ عَلَى أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ تَحَصَّلَ لَهُ حَسَنًا، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ وَعِمَامَةُ قُطْنٍ، فَفَاتَحَهُ فَوَجَدَهُ رَجُلا كَامِلا بَارِعًا، فَسَأَلَهُ عَنْ عِيسَى، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَعَدَهُ بِأَنْ يَدْخُلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَعَظَّمَهُ الْمَهْدِيُّ وَاخْتَصَّ بِهِ، فَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُ يَرْتَفِعُ لَدَيْهِ حَتَّى اسْتَوْزَرَهُ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ الأُمُورَ وَتَمَكَّنَ، فَوَلَّى الزَّيْدِيَّةَ الْمَنَاصِبَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ: بَنِي أُمَيَّةَ هُبُّوا طَالَ نَوْمُكُمُ ... إِنَّ الْخَلِيفَةَ يعقوب بن داود   [1] تاريخ الطبري 8/ 154، الكامل في التاريخ 6/ 69، تاريخ ابن خلدون 3/ 212. [2] تاريخ الطبري 8/ 154، 155، الكامل في التاريخ 6/ 69، 70. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 21 ضَاعَتْ خِلافَتُكُمْ يَا قَوْمِ فَاطَّلِبُوا [1] ... خَلِيفَةَ اللَّهِ بين الدّن [2] وَالْعُودِ [3] ثُمَّ إِنَّ مَوَالِيَ الْمَهْدِيِّ حَسَدُوا يَعْقُوبَ وَسَعَوْا بِهِ [4] . وَمِمَّا حَظِيَ بِهِ يَعْقُوبُ عِنْدَ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ أَحْضَرَ لَهُ الْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ بِمَكَّةَ، وَدَخَلَ فِي الطَّاعَةِ، فَاسْتَوْحَشَ أَقَارِبُ حَسَنٍ مِنْ صنيع يعقوب، فعلم أنّه إن كانت لَهُمْ دَوْلَةٌ لَمْ يُبْقُوهُ، وَعَلِمَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ لا يُنظِرُهُ لِكَثْرَةِ السُّعَاةِ فِي شَأْنِهِ، فَمَالَ إِلَى إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، وَأَقْبَلَ يُرَبِّصُ لَهُ الأُمُورَ، وَسَعَوْا إِلَى الْمَهْدِيِّ حَتَّى قَالُوا: الْبِلادُ فِي قَبْضَةِ يَعْقُوبَ وَأَصْحَابِهِ، إِنَّمَا يَكْفِيهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِمْ فَيَثُورُوا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ عَلَى مِيعَادٍ، فَيَمْلُكُوا الدُّنْيَا، وَيُسْتَخْلَفُ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ، فَمَلأَ هَذَا الْقَوْلُ مَسَامِعَ الْمَهْدِيِّ [5] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ: فَذَكَرَ لِي بَعْضُ [6] خَدَمِ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ الْمَهْدِيِّ، إِذْ دَخَلَ يَعْقُوبُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَرَفْتَ اضْطِرَابِ مِصْرَ، وَأَمَرْتَنِي أَنْ أَلْتَمِسَ لَهَا رَجُلا، وَقَدْ أَصَبْتُهُ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَمُّكَ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ، فَتَغَيَّرَ الْمَهْدِيُّ، وَرَأَى يَعْقُوبُ تَغَيُّرَهُ، فَقَامَ وَخَرَجَ، وَأَتْبَعَهُ الْمَهْدِيُّ بَصَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لم أقتلك، ثم رفع رأسه وقال لي: أكتم ويلك هذا [7] .   [1] في الكامل «فالتمسوا» . [2] في الكامل ونهاية الأرب: «الناي» ، وفي الأصل: «الذل» ، وفي البداية والنهاية «الخمر» . [3] البيتان في: تاريخ الطبري 8/ 156، والكامل في التاريخ 6/ 70، والبداية والنهاية 10/ 147، وقد ورد البيتان على هذا النحو في: الإنباء في تاريخ الخلفاء 71: يا قوم لا تطلبوا يوما خليفتكم ... إِنَّ الْخَلِيفَةَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ ضَاعَتْ خِلافَتُكُمْ يا قوم فالتمسوا ... خليفة الله بين الناي والعود [4] تاريخ الطبري 8/ 155، 156، الكامل في التاريخ 6/ 69، 70، البداية والنهاية 10/ 147، 148، نهاية الأرب 22/ 116، والمختصر في أخبار البشر 2/ 10. [5] تاريخ الطبري 8/ 156، الكامل في التاريخ 6/ 70، وفي الأصل زيادة بعد «المهدي» : وقف شعره. [6] في الأصل «فذكر لي أن بعض» . [7] تاريخ الطبري 8/ 156. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 22 وَقِيلَ: كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ عَرَفَ مِنَ [1] الْمَهْدِيِّ خُلُقَهُ وَنُهْمَتَهُ فِي النِّسَاءِ وَالْجِمَاعِ، وَكَانَ يُبَاسِطُهُ فِي ذَلِكَ، فَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْمَهْدِيُّ فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ فِي مَجْلِسٍ مَفْرُوشٍ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ، وَبُسْتَانٍ فِيهِ أَنْوَاعُ الأَزْهَارِ، وَإِذَا عِنْدَهُ جَارِيَةٌ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهَا، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى؟ قُلْتُ: مَتَّعَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ أر كاليوم، فقال: هو لك، خذ الْمَجْلِسَ بِمَا فِيهِ وَالْجَارِيَةَ. فَدَعَوْتُ لَهُ ثُمَّ قَالَ: وَلِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. قُلْتُ: الأَمْرُ لَكَ، فَحَلَّفَنِي باللَّه، فَحَلَفْتُ لَهُ، فَقَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِي وَاحْلِفْ. فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: هَذَا فُلانٌ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ تُرِيحَنِي مِنْهُ وَتُسْرِعُ، قُلْتُ: أَفْعَلُ. قَالَ: فَحَوَّلْتُهُ إِلَيْهِ وَحَوَّلْتُ الْجَارِيَةَ وَالْمَفَارِشَ، وَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ أَلْفٍ. فَمَضَيْتُ بِالْجَمِيعِ، فَلِشِدَّةِ سُرُورِي بِالْجَارِيَةِ تَرَكْتُهَا عِنْدِي فِي الْمَجْلِسِ، وَأَدْخَلْتُ عَلِيَّ الْعَلَوِيَّ، فَأَخْبَرَنِي بِجُمَلٍ مِنْ حَالِهِ، فَإِذَا أَلَبُّ النَّاسِ وَأَحْسَنُهُمْ إِبَانَةً، وَقَالَ لِي: وَيْحُكَ، تَلْقَى اللَّهَ غَدًا بِدَمِي، وَأَنَا ابْنُ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: فَهَلْ فِيكَ خَيْرٌ؟، قَالَ: إِنْ فَعَلْتَ بِي خَيْرًا شَكَرْتُ، ذَلِكَ عِنْدِي دعاء واستغفارا، قُلْتُ: فَأَيُّ الطَّرِيقِ تُحِبُّ؟ ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ مَالا، وَهَيَّأْتُ مَعَهُ مَنْ يُوصِلُهُ فِي اللَّيْلِ، فَإِذَا الْجَارِيَةُ قَدْ حَفِظَتْ عَلَيَّ قَوْلِي، فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَشَحَنَ تِلْكَ الطَّرِيقَ بِرِجَالٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءُوهُ بِالْعَلَوِيِّ. قَالَ: فَلَمَّا طَلَعَ النَّهَارُ طَلَبَنِي الْمَهْدِيُّ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَحْضَرَ الْعَلَوِيَّ وَالْمَالَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ حَلَّفَنِي أَنَّنِي قَتَلْتُهُ، فَحَلَفْتُ، قَالَ: فأُسْقِطَ فِي يَدِي، فَقَالَ لِي: قَدْ حَلَّ دَمُكَ، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي الْمُطْبَقِ دَهْرًا، وَأُصِبْتُ بِبَصَرِي، وَطَالَ شَعْرِي حَتَّى اسْتَرْسَلَ، قَالَ: فَإِنِّي لَكَذَلِكَ، إِذْ دُعِيَ لِي، فَمَضَوْا بِي إِلَى مَوْضِعٍ، فَقِيلَ: سَلِّمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- وَقَدْ عَمِيتُ- فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ لِي: أَيُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا؟ قُلْتُ: الْمَهْدِيُّ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ الْمَهْدِيَّ. قُلْتُ: فَالْهَادِي، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ الْهَادِي. قُلْتُ: فَالرَّشِيدُ، قَالَ: نَعَمْ، سَلْ حَاجَتَكَ، قُلْتُ: الْمُجَاوَرَةُ بِمَكَّةَ، قَالَ: نَفْعَلُ، فَهَلْ غَيْرُ هذا؟ قلت: ما بقي في   [1] في تاريخ الطبري: «كان يعقوب بن داود قد عرف عن المهدي خلعا واستهتارا بذكر النساء والجماع» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 23 مُسْتَمْتَعٌ لِشَيْءٍ وَلا بَلاغَ، قَالَ: فَرَاشِدًا. فَخَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ ابْنُهُ: فَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ بِهَا حَتَّى مَاتَ [1] . قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَعَنْ يَعْقُوبَ الْوَزِيرِ قَالَ: كَانَ الْمَهْدِيُّ لا يُحِبُّ النَّبِيذَ، لَكِنْ يَتَفَرَّجُ عَلَى غِلْمَانِهِ وَهُمْ يَشْرَبُونَ، فَأَعِظُهُ فِي سَقْيِهِمُ النَّبِيذَ وَفِي الطَّرَبِ وَأَقُولُ: مَا عَلَى ذَا اسْتَوْزَرْتَنِي، أَبَعْدَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَامِعِ يُشْرَبُ النَّبِيذُ عِنْدَكَ وَتَسْمَعُ السَّمَاعَ؟! فَكَانَ يَقُولُ: قَدْ سَمِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَأَقُولُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ: كَانَ أَبِي قَدْ أَلَحَّ عَلَى الْمَهْدِيِّ فِي حَسْمِهِ عَنِ السَّمَاعِ حَتَّى ضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَبِي قَدْ ضَجِرَ مِنَ الْوَزَارَةِ وَتَابَ وَنَوَى التَّرْكَ، قَالَ: فَكُنْتُ أَقُولُ لِلْمَهْدِيِّ: وَاللَّهِ لَخَمرٌ أَشْرَبُهُ وَأَتُوبُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْوَزَارَةِ، وَإِنِّي لأَرْكَبُ إِلَيْكَ، فَأَتَمَنَّى يَدًا خَاطِئَةً تُصِيبُنِي، فَاعْفِنِي وَوَلِّ مَنْ شِئْتَ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أسلّم عليك أنا وولدي، فما أتفرّغ [3] ، وَلَّيْتَنِي أُمُورَ النَّاسِ وَإِعْطَاءَ الْجُنْدِ، وَلَيْسَ دُنْيَايَ عِوَضًا عَنْ آخِرَتِي. وَقَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: اللَّهمّ غُفْرًا، اللَّهمّ أَصْلِحْ قَلْبَهُ. وَقَالَ قَائِلٌ: فَدَعْ عَنْكَ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ جَانِبًا ... وَأَقْبِلْ عَلَى صَهْبَاءَ طَيِّبَةِ النَّشْرِ [4] وَلَمَّا حَبَسَهُ الْمَهْدِيُّ عَزَلَ أصحابه، وسجن أهل بيته [5] .   [1] تفاصيل الخبر في تاريخ الطبري 8/ 157- 160، والكامل في التاريخ 6/ 71، 72، والبداية والنهاية 10/ 148، وتاريخ ابن خلدون 3/ 211. [2] تاريخ الطبري 8/ 160. [3] العبارة في تاريخ الطبري: «وو الله إنّي لأتفزّع في النوم» . [4] تاريخ الطبري 8/ 160، الكامل في التاريخ 6/ 73، البداية والنهاية 10/ 149. [5] تاريخ الطبري 8/ 161. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 24 [قَضَاءُ الْعَسْكَرِ] وَفِيهَا سَارَ مُوسَى الْهَادِي إِلَى جُرْجَانَ، وَجَعَلَ عَلَى قَضَاءِ عَسْكَرِهِ الْقَاضِي أَبَا يُوسُفَ [1] . [ضَرْبُ الْمَهْدِيِّ الدَّنَانِيرَ وَإِقَامةُ الْبَرِيدِ] وَفِيهَا تَحَوَّلَ الْمَهْدِيُّ إِلَى قَصْرِ السَّلامِ [2] ، وَضَرَبَ بِهَا الدَّنَانِيرَ، وَأَمَرَ، فَأُقِيمَ لَهُ الْبَرِيدُ مِنَ الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَمِنَ الْيَمَنِ وَمَكَّةَ إِلَى الْحَضْرَةِ، بِغَالا وإبلا، وهو أول ما عَمِلَ الْبَرِيدَ إِلَى الْحِجَازِ مِنَ الْعِرَاقِ [3] . وَفِيهَا اضْطَرَبَتْ خُرَاسَانُ عَلَى الْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ، فَصَرَفَهُ الْمَهْدِيُّ بِالْفَضْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيِّ، وَأَضَافَ إِلَيْهِ سِجِسْتَانَ [4] . [قَتْلُ ابْنِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ] وَفِيهَا قَدِمَ وَضَّاحُ الشَّرَوِيُّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ، وَكَانَ رُمِيَ بِالزَّنْدَقَةِ، فَقَتَلَهُ بِحَضْرَةِ أَبِيهِ، وَأَبَادَ الْمَهْدِيُّ الزَّنَادِقَةَ [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 162، الكامل في التاريخ 6/ 73. [2] كذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري: «تحوّل المهديّ إلى عيساباذ فنزلها، وهي قصر السلامة» ، وانظر: المعرفة والتاريخ 1/ 154. [3] تاريخ الطبري 8/ 162، الكامل في التاريخ 6/ 73، البداية والنهاية 10/ 149، نهاية الأرب 22/ 117، المختصر في أخبار البشر 2/ 10. [4] تاريخ الطبري 8/ 162، 163، الكامل في التاريخ 6/ 73، تاريخ ابن خلدون 3/ 212. [5] تاريخ الطبري 8/ 163، وانظر الكامل لابن الأثير 6/ 73. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 25 سَنَةَ سَبْعٍ [1] وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: أَبُو يزيد أَنَسُ بْنُ عِمْرَانَ الرُّعَيْنِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَكَاتِبُ السِّرِّ لِلْهَادِي أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ، مَاتَ بِجُرْجَانَ، وَبَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ الشَّاعِرُ، قِيلَ: وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَفْرِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنُ حَيٍّ الْفَقِيهُ، وَجَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، فِي قَوْلٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ شَيْخُ الْبَصْرَةِ، وَدَاوُدُ بْنُ الْفُرَاتِ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُمَحِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَالسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ أَخُو حَمَّادٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ شَيْخُ دِمَشْقَ. وَسُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بن شريح بالإسكندريّة،   [1] في الأصل «سبعة» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 26 وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، فِي قَوْلٍ، وَالأَمِيرُ عِيسَى بْنُ مُوسَى الْعَبَّاسِيُّ بِالْكُوفَةِ، في ذِي الْحِجَّةِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ سَلْمَى، وَأَبُو بَكْر بْن عليّ بْن عطاء بْن مُقَدَّم الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ السُّكَّرِيُّ الْمَرْوَزِيُّ. وَمُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَمَخْلَدٌ الشَّيْبَانِيُّ وَالِدُ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْكُوفِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، وَاسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ. [تَتَبُّعُ الزَّنَادِقَةِ] وَجَدَّ الْمَهْدِيُّ فِي تَتَبُّعِ الزَّنَادِقَةِ وَالْبَحْثِ عَنْهُمْ فِي الآفَاقِ، وَقَتَلَ عَلَى التُّهْمَةِ [1] . [عَزْلُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرِ] وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ عَنْ دِيوَانِ الرَّسَائِلِ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيَّ الَّذِي كَانَ وَزِيرَهُ، وَوَلاهُ الرَّبِيعَ الحاجب، فاستناب سعيد بن واقد [2] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 165، الكامل في التاريخ 6/ 75، دول الإسلام 1/ 111. [2] تاريخ الطبري 8/ 165، الكامل في التاريخ 6/ 75، البداية والنهاية 10/ 149. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 27 [الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ] وَفِيهَا كَانَ الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ [1] . [الزِّيَادَةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ] وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالزِّيَادَةِ الْكُبْرَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَدَخَلَتْ فِي ذَلِكَ دُورٌ كَثِيرَةٌ، وَوَلِيَ الْبِنَاءَ يَقْطِينُ الأَمِيرُ [2] . [الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ] وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ الإمام إبراهيم بن يحيى [3] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 165، الكامل في التاريخ 6/ 75، البداية والنهاية 10/ 149. [2] تاريخ الطبري 8/ 164، الكامل في التاريخ 6/ 76، البداية والنهاية 10/ 149، المختصر في أخبار البشر 2/ 10، مرآة الجنان 1/ 353. [3] في الأصل) «حجّ بالناس يحيى بن الإمام إبراهيم» ، وفي تاريخ خليفة 438 «يحيى بن إبراهيم» ، وما أثبتناه عن: تاريخ اليعقوبي 2/ 402، والمعرفة والتاريخ 1/ 154، وتاريخ الطبري 8/ 165، ومروج الذهب 4/ 402، والكامل في التاريخ 6/ 76، ونهاية الأرب 22/ 117، وفي البداية والنهاية 10/ 149: «إبراهيم بن محمد» وهو غلط. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 28 سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو أُمَيَّةَ أَيُّوبُ بْنُ خَوْطٍ الْبَصْرِيُّ، وَجَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، بِخِلافٍ، وَأَبُو الْغُصْنِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، وَالأَمِيرُ حَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ سِبْطِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرْخَسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ بِدِمَشْقَ، وَقِيلَ سَنَةَ تِسْعٍ، وَأَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْحِمْصِيُّ، وَطُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ الْكُوفِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ، وَغَوْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِمِصْرَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْكُوفِيُّ فِي قَوْلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة الْعُقَيْليُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَمِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ، فِي قَوْلٍ، ومفضّل بْنُ مُهَلْهَلٍ، فِي قَوْلٍ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلاعِيُّ بِمِصْرَ، وَالنَّضْرُ بْنُ عَرِبيٍّ الْحَرَّانِيُّ، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 29 وَيَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثٍ. [نَقْضُ الرُّومِ لِلصُّلْحِ] وَفِيهَا نَقَضَتِ الرُّومُ الصُّلْحَ بَعْدَ فَرَاغِ الْهُدْنَةِ بِثَلاثَةِ أَشْهُرٍ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ زَيْدُ بْنُ بَدْرِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَطَّالُ فِي سَرِيَّةٍ، فَغَنِمُوا وَظَفِرُوا [1] . [تَجْهِيزُ الْحَرَشِيِّ إِلَى طَبَرِسْتَانَ] وَفِيهَا جَهَّزَ الْمَهْدِيُّ سَعِيدًا الْحَرَشِيَّ إِلَى طَبَرِسْتَانَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا [2] . [مَوْتُ عَرِّيفِ الزَّنَادِقَةِ] وَفِيهَا مَاتَ عُمَرُ الْكَلْوَذَانِيُّ [3] عَرِّيفُ الزَّنَادِقَةِ، فَوُلِّيَ بَعْدَهُ حَمْدُوَيْهِ الْمَيْسَانِيُّ [4] . [الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ] وَأَقَامَ مَوْسِمَ الْحَجِّ عَلِيُّ بن المهديّ [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 167، الكامل في التاريخ 6/ 78، نهاية الأرب 22/ 218، دول الإسلام 1/ 112. [2] تاريخ الطبري 8/ 167 وفيه «وجّه» ، الكامل في التاريخ 6/ 80. [3] هكذا في الأصل والكامل لابن الأثير، وفي تاريخ الطبري «الكلواذي» ، وفي خلاصة الذهب المسبوك 100 «الكلواذاني» . [4] تاريخ الطبري 8/ 167، وفي الكامل لابن الأثير 6/ 80، وولي مكانه محمد بن عيسى بن حمدويه. [5] في تاريخ خليفة 439: أقام الحج محمد بن إبراهيم بن محمد، ويقال: عليّ بن المهديّ، تاريخ اليعقوبي 2/ 402، تاريخ الطبري 8/ 167، ومروج الذهب 4/ 403، والكامل في التاريخ 6/ 80، ونهاية الأرب 22/ 118. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 30 سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: الْقَاضِي أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَبْسِيُّ، وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ الْبَصْرِيُّ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ إِيَاسٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمَهْرِيُّ، بِالثَّغْرِ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ وَالِدُ عِرَاكٍ الْمُقْرِئِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فِي قَوْلٍ، وَدِحْيَةُ بْنُ الْمُغْضَبِ بْنِ أصبغ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ، قُتِلَ بِمِصْرَ. وَالسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، فِي آخِرِهَا، وَسَعِيدُ بن أبي أَيُّوبَ، بِخِلافٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَطُعْمَةُ بْنُ عمرو الكوفيّ في قول، وعبيد الله بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الْكُوفِيُّ، وَعُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الْبَصْرِيُّ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ اللَّيْثِيُّ الشَّاعِرُ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، فِي قَوْلٍ، وَمُوسَى بْنُ محمد الأنصاريّ، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 31 ونافع بن عمر الْجُمَحِيُّ، وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ قَارِئُ الْمَدِينَةِ. وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الملائيّ، بخلاف، وأبو سعيد الْمُؤَدِّبُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ. [مَوْتُ الْمَهْدِيِّ وَخِلافَةُ الْهَادِي] وَفِيهَا: خِلافَةُ الْهَادِي. فِي الْمُحَرَّمِ سَارَ الْمَهْدِيُّ إِلَى مَاسَبَذَانَ عَازِمًا عَلَى تَقْدِيمِ ابْنِهِ هَارُونَ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَأَنْ يُؤَخِّرَ مُوسَى الْهَادِي، فَنَفَّذَ إِلَى مُوسَى فِي ذَلِكَ فَامْتَنَعَ، فَطَلَبَهُ فَلَمْ يَأْتِ، فَهَمَّ الْمَهْدِيُّ بِالْمَسِيرِ إِلَى جُرْجَانَ لِذَلِكَ، فَسَاقَ يَوْمًا خَلْفَ صَيْدٍ فَاقْتَحَمَ الصَّيْدُ خَرِبةً، وَدَخَلَتِ الْكِلابُ خَلْفَهُ، وَتَبِعَهُمُ الْمَهْدِيُّ، فَدُقَّ ظَهْرُهُ فِي بَابِ الْخَرِبَةِ مَعَ شِدَّةِ سَوْقِ الْفَرَسِ، فَهَلَكَ لِسَاعَتِهِ [1] . وَقِيلَ: بَلْ أَطْعَمُوهُ السُّمَّ، سَقَتْهُ جَارِيَةٌ لَهُ سُمًّا اتَّخَذَتْهُ لِضُرَّتِهَا، فَمَدَّ يَدَهُ، وَفَزِعَتْ أَنْ تَقُولَ: هُوَ مَسْمُومٌ، وَكَانَ لُبًّا فِيمَا قِيلَ، وَقِيلَ: كَانَ إِنْجَاصًا [2] ، فَأَكَلَ وَصَاحَ: جَوْفِي، وَتَلِفَ مِنَ الْغَدِ، وَعُلِّقَتِ الْمُسُوحُ عَلَى قِبَابِ حُرَمِهِ [3] . وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أبو العتاهية:   [1] تاريخ الطبري 8/ 168 و 169، تاريخ اليعقوبي 2/ 401، نهاية الأرب 22/ 119، العيون والحدائق 3/ 280، دول الإسلام 1/ 112، تاريخ الخلفاء 273. [2] هكذا ذكره المؤلّف كما يسمّيه أهل بلاد الشام، وهو الكمّثرى، أو الإجّاص. وفي مروج الذهب 3/ 319 أكل قطائف مسمومة. [3] تاريخ الطبري 8/ 169، 170، الكامل في التاريخ 6/ 82، العيون والحدائق 3/ 280 البدء والتاريخ 6/ 98، مختصر تاريخ الدول 126، 127. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 32 رُحْنَ فِي الْوَشْيِ وَأَصْبَحْنَ ... [1] عَلَيْهِنَّ الْمُسُوحُ كُلُّ نطّاح من الدّهر ... له يوم نَطُوحُ [2] لَسْتَ بِالْبَاقِي وَلَوْ عُمِّرْتَ ... مَا عُمِّرَ نُوحُ [3] نُحْ [4] عَلَى نَفْسِكَ يَا مِسْكِينُ إِنْ كُنْتَ تَنُوحُ [5] مَاتَ لِثَمَانٍ بَقَيْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ وَلَهُ ثَلاثٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ الرَّشِيدُ وَدُفِنَ تَحْتَ جَوْزَةٍ، وَبَعَثُوا بِالْخَاتَمِ وَالْقَضِيبِ إِلَى مُوسَى الْهَادِي، فَرَكِبَ مِنْ وَقْتِهِ وَقَصَدَ الْعِرَاقَ، فَوَصَلَهَا فِي بِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ: فِي أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، وَنَزَلَ بِقَصْرِ الْخُلْدِ [6] ، وَكُتِبَ بِخِلافَتِهِ إِلَى الآفَاقِ. [التَّشْدِيدُ فِي طَلَبِ الزَّنَادِقَةِ] وَفِيهَا اشْتَدَّ تَطَلُّبُ الْهَادِي لِلزَّنَادِقَةِ [7] ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ جَمَاعَةً كَابْنِ بَاذَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ يَقْطِينَ، وَقَتَلَ يَعْقُوبَ بْنَ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيَّ، وَكَانَ قَدْ أَقَرَّ بِالزَّنْدَقَةِ لِلْمَهْدِيِّ وَقَالَ: لا سَبِيلَ إِلَى أَنْ أُظْهِرَ مَقَالَتِي وَلَوْ قَرَضْتَنِي بِالْمَقَارِيضِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْلُكَ، لَوْ كُشِفَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَمْرُ كَمَا تَقُولُ، لَكُنْتَ جَدِيرًا أن تؤمن لابن عمّك   [1] في الإنباء في تاريخ الخلفاء 72 «وأقبلن» . [2] في مروج الذهب: كل نطاح وإن عاش ... ، له يوما نطوح [3] في الأغاني والإنباء في تاريخ الخلفاء 72: «لتموتنّ وإن عمّرت ... ما عمّر نوح» [4] في تاريخ الطبري ومروج الذهب، والإنباء: فعلى نفسك نح إن ... كنت لا بدّ تنوح [5] الأبيات في تاريخ الطبري 8/ 170، والأغاني 4/ 103، 104 مع أبيات أخرى، ومروج الذهب 3/ 319، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 72، والكامل في التاريخ 6/ 82، والعيون والحدائق 3/ 282، والبدء والتاريخ 6/ 98، 99. [6] تاريخ الطبري 8/ 189. [7] تاريخ اليعقوبي 2/ 400، العيون والحدائق 3/ 279، البدء والتاريخ 6/ 98. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 33 مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم، فلولاه مَنْ كُنْتَ؟ وَلَوْلا أَنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لا أَقْتُلَ هَاشِمِيًّا لَمَا نَاظَرْتُكَ [1] . ثُمَّ أَحْضَرَ الْمَهْدِيُّ وَلَدَ عَمِّهِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَاعْتَرَفَ بِالزَّنْدَقَةِ، نَسْأَلُ اللَّهَ الثَّبَاتَ، فَقَالَ الْمَهْدِيُّ لِوَلَدِهِ الْهَادِي: إِنْ وُلِّيتَ مِنْ بَعْدِي فَلا تُمْهِلْ هَذَيْنِ، فَمَاتَ ابْنُ دَاوُدَ فِي السِّجْنِ، وَخَنَقَ الْهَادِي يَعْقُوبَ هَذَا، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَخِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ مَاتَ فِي السِّجْنِ، وَظَهَرَتْ بِنْتُهُ فَاطِمَةُ أَنَّهَا حُبْلَى مِنْهُ، أَكْرَهَهَا [2] . [وَقْعَةُ فَخٍّ] وَفِيهَا فِي أَوَاخِرِ السَّنَةِ وَقْعَةُ فَخٍّ، وَمِنْ خَبَرِهَا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ آلُ بَيْتِهِ قَدْ كَفَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَسَكِرَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَحَدَّهُ وَالِي الْمَدِينَةِ فَغَضِبَ وَفَقَدُوهُ، وَكَانَ الْحُسَيْنُ كَفِيلَهُ [3] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ كَفَّلَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا، فَكَانَ الْحُسَيْنُ هَذَا، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ قَدْ كَفَلا الْحَسَنَ الَّذِي حُدَّ، فَتَغَيَّبَ الْحَسَنُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَطَلَبَهُمَا الأَمِيرُ، فَقَالَ: أَيْنَ الْحَسَنُ؟ قَالا: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي، إِنَّمَا غَابَ مِنْ يَوْمَيْنِ، فَأَغْلَظَ لَهُمَا، فَحَلَفَ يَحْيَى أَنَّهُ لا يَنَامُ حَتَّى يَأْتِيَهُ بِهِ، أَوْ يَرُدَّ الْخَبَرَ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ: سبحان الله ما دعاك إلى اليمن؟ وَمِنْ أَيْنَ نَجِدُ الْحَسَنَ؟ قَالَ: فَنَخْرُجُ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ: فَيُكْسَرُ بِخُرُوجِنَا اللَّيْلَةَ، مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَصْحَابِنَا مِنَ الْمِيعَادِ، قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ؟ وَقَدْ كَانُوا تَوَاعَدُوا عَلَى الْخُرُوجِ بِمِنًى فِي الموسم [4] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 190، الكامل في التاريخ 6/ 89. [2] تاريخ الطبري 8/ 190، 191، الكامل في التاريخ 6/ 89. [3] تاريخ الطبري 8/ 192، 193. [4] تاريخ الطبري 8/ 193. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 34 وَقَدْ كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ مِنْ شِيعَتِهِمْ، وَمِمَّنْ بَايَعَ لَهُمْ مُخْتَفِينَ فِي دَارٍ، فَمَضَوْا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ خَرَجُوا، وَأَقْبَلَ يَحْيَى حَتَّى ضَرَبَ دَارَ الأَمِيرِ بِالسَّيْفِ، فَلَمْ يَخْرُجْ وَكَأَنَّهُ عَلِمَ بِأَمْرِهِمْ، فَاخْتَفَى، فَجَاءُوا وَاقْتَحَمُوا الْمَسْجِدَ وَقْتَ الصُّبْحِ، فَجَلَسَ الْحُسَيْنُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَ لِلصَّلاةِ، فَإِذَا رَأَوْهُمْ رَجَعُوا، فَلَمَّا صَلَّى الْغَدَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ وَيُبَايِعُونَهُ، فَأَقْبَلَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْمَدِينَةِ يَحْفَظُهَا مِنْ خُرُوجِ خَارِجٍ، وَمَعَهُ مِائَتَا فَارِسٍ، فَأَقْبَلَ بِهِمْ فِي السِّلاحِ، وَمَعَهُ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ أَخُو الزَّاهِدِ الْعُمَرِيِّ، وَمَعَهُمُ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِيِّ عَلَى حِمَارٍ فَاقْتَحَمَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ [1] الرَّحْبَةَ، وَقَدْ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَجَذَبَ السَّيْفَ وَهُوَ يَصِيحُ: يَا حُسَيْنُ يَا كَشْكَاشُ [2] ، قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ. وَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى خَالَطَهُمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخُوهُ إِدْرِيسُ، فَضَرَبَهُ يَحْيَى فَقَطَعَ أَنْفَهُ، فَدَخَلَ الدَّمُ فِي عَيْنَيْهِ، فَجَعَلَ يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ بِالسَّيْفِ وَهُوَ لا يُبْصِرُ، فَاسْتَدَارَ لَهُ إِدْرِيسُ فَضَرَبَهُ فَصَرَعَهُ، ثُمَّ جُرِّدَ وَسُحِبَ إِلَى الْبَلاطِ، وَانْهَزَمَ عَسْكَرُهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: هَذَا كُلُّهُ بِعَيْنِي [3] . وَجُرِحَ يَحْيَى، وَشُدُّوا عَلَى الْمُسَوِّدَةِ، وَبَيْنَهُمُ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، فَصَاحَ الْحُسَيْنُ: ارْفِقُوا- وَيْلَكُمْ- بِالشَّيْخِ، ثُمَّ انْتَهَبُوا بَيْتَ الْمَالِ [4] . وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَضْعَفَ أَمْرَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْغَايَةِ، وَأَخْلاهَا مِنَ السِّلاحِ وَالْمَالِ، قَالَ: فَوَجَدُوا فِي بَيْتِ الْمَالِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ لَيْسَ إِلا. وَقِيلَ: وَجَدُوا سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ. وَأَغْلَقَ الرَّعِيَّةُ أَبْوَابَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ تَهَيَّأَ الْجَمْعَانِ لِلْحَرْبِ، فَالْتَقَوْا، وَكَثُرَ الْجِرَاحُ، وَدَامَ الْقِتَالُ إِلَى الظُّهْرِ، ثُمَّ تَحَاجَزَا، فَجَاءَ الْخَبَرُ بِالْعَشِيِّ أَنَّ مُبَارَكًا التُّرْكِيَّ نَزَلَ بِئْرَ الْمُطَّلِبِ، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْعَسْكَرُ، فَأَقْبَلَ مِنَ   [1] هكذا في الأصل وتاريخ الطبري. وفي الكامل في التاريخ 6/ 91 «خالد البريدي» . [2] في تاريخ الطبري 8/ 194: «وهو يصيح بحسين: أنا كسكاس» . [3] تاريخ الطبري 8/ 193، 194. [4] تاريخ الطبري 8/ 194. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 35 الْغَدِ إِلَى الثَّنِيَّةِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَوَالِي الْعَبَّاسِيِّينَ، فَالْتَحَمَ الْقِتَالُ يَوْمَئِذٍ إِلَى الظُّهْرِ، وَغَفَلَ النَّاسُ عَنْ مُبَارَكٍ، فَانْهَزَمَ عَلَى الْهُجُنِ [1] . ثُمَّ تَجَهَّزَ الْحُسَيْنُ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا، وَسَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَالرَّعِيَّةُ يَدْعُونَ عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ، فَإِنَّهُ آذَى النَّاسَ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ فَسَقَةً يَتَغَوَّطُونَ فِي جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ، وَمَضَى إِلَى مَكَّةَ، وَتَجَمَّعَ مَعَهُ خَلْقٌ مِنْ عَبِيدِ مَكَّةَ، فَبَلَغَ خَبَرُهُ الْهَادِي، وَكَانَ قَدْ حَجَّ تِلْكَ اللَّيَالِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَخُو الْمَنْصُورِ عَبَّاسٌ وَمُوسَى بْنُ عِيسَى وَمَعَهُمُ الْعُدَدُ وَالْخَيْلُ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ، فَكَانَتِ الْوَقْعَةُ بفَخٍّ، بِقُرْبِ مَكَّةَ، فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ الْحُسَيْنُ، وَأَرَاحَ اللَّهُ مِنْهُ [2] . وَنُودِيَ بِالأَمَانِ، فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو الزِّفْتِ مُغْمِضًا عَيْنَهُ، قَدْ أَصَابَهَا شَيْءٌ مِنَ الْحَرْبِ، فَوَقَفَ خَلْفَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَسْتَجِيرُ بِهِ، فَأَمَرَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِيسَى فَقُتِلَ فِي الْحَالِ، فَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ مِنْ ذَلِكَ، وَاحْتُزَّتْ رُءُوسُ الْقَتْلَى، فَكَانُوا مِائَةً [3] . وَغَضِبَ الْهَادِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِيسَى لِقَتْلِهِ أَبَا الزِّفْتِ، فَأَخَذَ أَمْوَالَهُ. وَغَضِبَ أَيْضًا عَلَى مُبَارَكٍ التُّرْكِيِّ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ، وَصَيَّرَهُ فِي سَاسَةِ الدَّوَابِّ [4] . [بَدْءُ الأُسْرَةِ الإِدْرِيسِيَّةِ بِالْمَغْرِبِ] وَانْفَلَتَ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَصَارَ إِلَى مِصْرَ، وَتَوَصَّلَ إِلَى الْمَغْرِبِ، إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّ بِطَنْجَةَ، وَهِيَ عَلَى الْبَحْرِ الْمُحِيطِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ مَنْ هُنَاكَ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَأَعَانَهُ عَلَى الْهُرُوبِ نَائِبُ مِصْرَ وَاضِحٌ الْعَبَّاسِيُّ، وَكَانَ يَتَرَفَّضُ، فَسَيَّرَهُ عَلَى الْبَرِيدِ، فَطَلَبَ الْهَادِي وَاضِحًا وصلبه [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 194، 195. [2] الخبر مطوّلا في تاريخ الطبري 8/ 195- 197، وهو باختصار في تاريخ خليفة 445، وانظر: مروج الذهب 3/ 336، 337، والمعرفة والتاريخ 1/ 159. [3] في تاريخ الطبري 8/ 197: فكانت مائة رأس ونيّفا. [4] تاريخ الطبري 8/ 198، مروج الذهب 3/ 337. [5] تاريخ الطبري، الكامل في التاريخ 6/ 93. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 36 وَقِيلَ بَلْ صَلَبَهُ الرَّشِيدُ، ثُمَّ بَعَثَ الْخَلِيفَةُ شَمَّاخًا الْيَمَامِيَّ دَسِيسَةً، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ إِفْرِيقِيَّةِ، فَتَوَصَّلَ إِلَى إِدْرِيسَ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ شِيعِيٌّ مُتَحَرِّقٌ، وَأَنَّهُ [يُلِمُّ] بِالطِّبِّ [1] ، فَأَنِسَ بِهِ إِدْرِيسُ، ثُمَّ شَكَى إِلَيْهِ وَجَعًا بِأَسْنَانِهِ، فَأَعْطَاهُ سُنُونًا [2] مَسْمُومًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَنَّ بِهِ سَحَرًا، وَهَرَبَ الشَّمَّاخُ فِي اللَّيْلِ، وَاسْتَنَّ إِدْرِيسُ فَتَلِفَ [3] ، فَقَامَ بعده ولده إدريس بْنُ إِدْرِيسَ. فَتَمَلَّكَ هُوَ وَأَوْلادُهُ بِالْمَغْرِبِ زَمَانًا بِنَاحِيَةِ تَاهِرْتَ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُمُ الْبُعُوثُ [4] . وَجَرَتْ لِلإِدْرِيسِيَّةِ أُمُورٌ يَطُولُ شَرْحُهَا، وَبَنَوُا الْقُصُورَ وَالْمَدَائِنَ. [بَعْضُ سِيرَةِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ] وَحَكَى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ مَوْلَى آلِ حَسَنٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بن عليّ المقتول لمّا قدم عَلَى الْمَهْدِيِّ، فَأَجَازَهُ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَفَرَّقَهَا في الناس ببغداد والكوفة، فو الله مَا خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلا وَعَلَيْهِ فَرْوٌ وَمَا تَحْتَهُ قَمِيصٌ، وَكَانَ يَسْتَقْرِضُ فِي الطَّرِيقِ مِنْ مَوَالِيهِمْ مَا يُمَوِّنُهُمْ [5] . قَالَ النَّوْفَلِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ فِي يَوْمِ خُرُوجِ الْحُسَيْنِ صَاحِبِ فَخٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى بِنَا، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ أَبْيَضُ، وَعِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، قَدْ سَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ قُدَّامَهُ، إِذْ أَقْبَلَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ وَأَصْحَابُهُ، فَبَدَرَهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَشَدَّ عَلَيْهِ خَالِدٌ، فَضَرَبَهُ يَحْيَى فَقَتَلَهُ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ رَجَعَ يَحْيَى فَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ الْحُسَيْنِ، وَسَيْفُهُ يَقْطُرُ دَمًا، فَقَالَ الْحُسَيْنُ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا ابْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيٌّ منبر رسول الله، يدعوكم إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنْ لم أف بذلك   [1] العبارة مضطربة في الأصل، وفي تاريخ الطبري 8/ 199: «ذكر أنه متطبّب» . [2] السنون: ما استنّت به. [3] تاريخ الطبري 8/ 199، الكامل في التاريخ 6/ 93. [4] الكامل في التاريخ 6/ 94، وانظر: المعرفة والتاريخ 1/ 159. [5] تاريخ الطبري 8/ 200. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 37 فَلا بَيْعَةَ لِي فِي أَعْنَاقِكُمْ [1] . وَيُقَالُ: إِنَّ يَقْطِينَ بْنَ مُوسَى لَمَّا قَدِمَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ الْهَادِي قَالَ: كَأَنَّكُمْ وَاللَّهِ جِئْتُمْ بِرَأْسِ طَاغُوتٍ، إِنَّ أَقَلَّ مَا أَجْزِيكُمْ أَنْ أَحْرِمَكُمْ جَوَائِزَكُمْ، فَلَمْ يُعْطِهِمْ شَيْئًا [2] . [ثَوْرَةُ ابْنِ مُغَصَّبٍ بِصَعِيدِ مِصْرَ] وَفِيهَا ثَارَ بِالصَّعِيدِ دحية بن مغصّب الأمويّ، وقويت شكوته، ثُمَّ قُتِلَ بِمِصْرَ لِسَنَتِهِ [3] ، قَالَهُ ابْنُ يُونُسَ. [الْعُمَّالُ عَلَى الأَمْصَارِ] وَفِيهَا كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ، وَعَلَى مَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ، وَعَلى الْيَمَنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلْمِ [4] بْنِ قُتَيْبَةَ، وَعَلَى الْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ سُوَيْدٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعَلَى الْكُوفَةِ مُوسَى بْنُ عِيسَى، وَعَلَى الْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلَى جُرْجَانَ حَجَّاجٌ مَمْلُوكُ الْهَادِي، وَعَلَى قُومِسَ حَسَّانٌ وَعَلَى طَبَرِسْتَانَ صَالِحُ بْنُ شَيْخِ بْنِ عُمَيْرَةَ الأَسَدِيُّ، وَعَلَى إِصْبَهَانَ طَيْفُورٌ [5] مَمْلُوكُ الْهَادِي، وَعَلَى بَاقِي الْمَدَائِنِ نُوَّابٌ ذُكِرَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَقْتَ وِلايَتِهِمْ [6] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 200، 201. [2] تاريخ الطبري 8/ 203، مروج الذهب 3/ 337، الكامل في التاريخ 6/ 94. [3] ولاة مصر للكندي 152، والولاة والقضاة 129 وفيه «دحية بن مصعب» ، والمواعظ والاعتبار 1/ 308، وانظر: المعرفة والتاريخ 1/ 157. [4] في الأصل «سلمة» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 8/ 204. [5] في الأصل «ظفر» ، والتصويب من تاريخ الطبري. [6] تاريخ الطبري 8/ 204. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 38 سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ مَاتَ فِيهَا: إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الأُمَوِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ الْحَاجِبُ، وَسَعِيدُ بْنُ حُسَيْنٍ الأَزْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَبُو السِّوَارِ الْمَدَنِيُّ. بِمِصْرَ، رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ، فِي السِّجْنِ، وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتِ الْكُوفِيُّ، وَغِطْرِيفِ بْنِ عَطَاءٍ مُتَوَلِّي الْيَمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ الْجُعْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمُعَيْطِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ حَرَّانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، بِخِلافٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، فِي قَوْلٍ، وَمُوسَى الْهَادِي بْنُ الْمَهْدِيِّ الخليفة، وأبو معشر نجيج السِّنْدِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو جَزْءٍ الْقَصَّابُ نَصْرُ بْنُ طريف، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 39 وَيَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ مُتَوَلِّي إِفْرِيقِيَّةِ. [مَوَالِيدُ هَذِهِ السَّنَةِ] وَفِيهَا: وُلِدَ الْمَأْمُونُ، وَالأَمِينُ، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَدُحَيْمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى. [وَفَاةُ الْخَلِيفَةِ الْهَادِي] وَفِيهَا هَلَكَ الْخَلِيفَةُ مُوسَى الْهَادِي مِنْ قُرْحَةٍ أَصَابَتْهُ فِي جَوْفِهِ [1] . وَقِيلَ: سَمَّتْهُ أُمُّهُ الْخَيْزُرَانُ لَمَّا أَجْمَعَ قَتْلَ أَخِيهِ الرَّشِيدِ، وَكَانَتْ أَيْضًا حَاكِمَةً مُسْتَبِدَّةً بِالأُمُورِ الْكِبَارِ فَمَنَعَهَا، وَقَدْ كَانَتِ الْمَوَاكِبُ تَغْدُو إِلَى بَابِهَا، فَرَدَّهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَكَلَّمَهَا بِكَلامٍ فَجٍّ، وَقَالَ: إِنْ وَقَفَ بِدَارِكِ أَمِيرٌ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، أَمَا لَكِ مِغْزَلٌ تَشْغَلُكِ، أَوْ مُصْحَفٌ يُذَكِّرُكِ، أَوْ سِبْحَةٌ؟ فَقَامَتْ مَا تَعْقِلُ مِنَ الْغَضَبِ [2] ، فَقِيلَ إِنَّهُ بَعَثَ إِلَيْهَا بِطَعَامٍ مَسْمُومٍ، فَأَطْعَمَتْ مِنْهُ كَلْبًا فَانْتَثَرَ، فَعَمِلَتْ عَلَى قَتْلِهِ لَمَّا وَعِكَ، بِأَنْ غَمُّوا وَجْهَهُ بِبِسَاطٍ جَلَسُوا عَلَى جَوَانِبِهِ [3] . وَكَانَ يُرِيدُ إِهْلاكَ الرَّشِيدِ لِيُوَلِّيَ الْعَهْدَ وَلَدَهُ [وَهُوَ] صَغِيرٌ لَهُ عَشْرُ سِنِينَ [4] . وَقِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ تَعِيسًا بِأَزَمَاتٍ فِي نصف ربيع الآخر [5] . وكانت خلافته سنة وربع، وَعَاشَ سِتًّا وَعِشْرِينَ سَنَةً [6] ، وَخَلَّفَ سَبْعَةَ بَنِينَ [7] . وَأَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى وَلِيِّ الْعَهْدِ بَعْدَهُ أَخِيهِ أمير المؤمنين هارون بن المهديّ.   [1] تاريخ الطبري 8/ 205، الكامل في التاريخ 6/ 99، دول الإسلام 1/ 113. [2] الكامل في التاريخ 6/ 100. [3] تاريخ الطبري 8/ 205، 206، وانظر: مروج الذهب 3/ 337، 338، والكامل في التاريخ 6/ 100، ومختصر تاريخ الدول لابن العبري 28. [4] تاريخ الطبري 8/ 207، الكامل في التاريخ 6/ 101. [5] تاريخ الطبري 8/ 213. [6] تاريخ الطبري 8/ 213، الكامل في التاريخ 6/ 101. [7] وخلّف ابنتين. (تاريخ الطبري 8/ 214) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 40 رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مُرَتَّبُونَ عَلَى الْحُرُوفِ [حَرْفُ الأَلِفِ] 1- أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ [1] . كَاتِبُ الرَّسَائِلِ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، وَكَاتِبُ السِّرِّ لِلرَّشِيدِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ عُزِلَ وَوُلِّيَ كِتَابَةَ الْهَادِي. قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَالَ أَبَانٌ: كُنْتُ أَخْلُفُ الرَّبِيعَ الْحَاجِبَ عَلَى كِتَابَةِ الْمَنْصُورِ. مَاتَ بِجُرْجَانَ سَنَةَ 167. 2- أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ أَبُو يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ [2] .   [1] انظر عن (أبان بن صدقة) في: تاريخ خليفة 436، وأنساب الأشراف 3/ 243 و 244 و 259 و 269، وتاريخ الطبري 6/ 183 و 7/ 623 و 654 و 8/ 42 و 52 و 128 و 140 و 144 و 164 و 165، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2378، والتنبيه والإشراف 296 وفيه أنه كان قاضي المنصور، وهذا وهم، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 115، 116 و 124 و 146 و 155، والكامل في التاريخ 5/ 609 و 6/ 46 و 56 و 75، ووفيات الأعيان 2/ 299، والوافي بالوفيات 5/ 301 رقم 2360. [2] انظر عن (أبان بن يزيد العطار) في: التاريخ لابن معين 2/ 6، ومعرفة الرجال له 1/ 88 رقم 317 و 112 رقم 540 و 541 و 117 رقم 567، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 284 (دون ترجمة) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 97 رقم 1682، والتاريخ الكبير 1/ 454 رقم 1452، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، وتاريخ الثقات للعجلي 51 رقم 17، والمعرفة والتاريخ 1/ 322 و 2/ 468 و 664 و 3/ 4 و 62 و 63، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 452 و 2/ 686، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 162، والجرح والتعديل 2/ 299 رقم 1098، ومشاهير علماء الأمصار 158 رقم 1250، والثقات لابن حبّان 6/ 68، ورجال صحيح مسلم 1/ 69 رقم 96، وتاريخ جرجان 243 و 268 و 321 و 490، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 381، 382، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 42 رقم 159، وتهذيب الكمال 2/ 24- 26 رقم 143، وسير أعلام النبلاء 7/ 431- 433 رقم: 162، وتذكرة الحفاظ 1/ 201، 202، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 560، والكاشف 1/ 32 رقم 110، والمغني في الضعفاء 1/ 8 رقم 19، وميزان الاعتدال 1/ 16 رقم 20، والوافي بالوفيات 5/ 301 رقم 2362، وغاية النهاية 1/ 4 رقم 2، وتهذيب التهذيب 1/ 101، 102 رقم 175، وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 165، وطبقات الحفاظ للسيوطي 87، وخلاصة تذهيب التهذيب 14، 15. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 41 الْحَافِظُ أَحَدُ الأَعْلامِ. رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى الْيَمَامِيِّ، وَبُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وَهُدْبَةُ، وَشَيْبَانُ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَبْتًا فِي كُلِّ مَشَايِخِهِ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : ثِقَةٌ، تَرَكَ الْقَدَرَ وَلا يَتَكَلَّمُ فِيهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ أَبَانٍ وَهَمَّامٍ فقال: كان يحيى القطان يروي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ هَمَّامٍ، وَأَنَا فَهَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ [4] . قُلْتُ: فَهَذَا يَرُدُّ عَلَى مَا نَقَلَ الْوَاهِي مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكَدِيمِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ الْقَطَّانِ تَلْيِينَهُ أَبَانًا، وَقَوْلِهِ: لا أحدّث عنه.   [1] الجرح والتعديل 2/ 299. [2] لفظه في معرفة الرجال 1/ 88 رقم 317 و 117 رقم 567: «ليس به بأس» ، وسئل مرة: أبان أحبّ إليك أم شيبان؟ قال: أبان. وقيل له: عليّ بن المبارك، كيف هو؟ فقال: ليس به بأس، فقيل له: هو أحبّ إليك من أبان؟ قال: لا. وقيل له: يحيى يعني القطّان لم يكن يرضى أبان؟ قال: بلى، كان يحدّث عن أبان، ولا يحدّث عن همّام، وقد حدّثنا عن أبان، وقد كان يرضاه، ومات وهو يحدّث عنه. ولفظه: ثقة، في الجرح والتعديل 2/ 299. [3] في تاريخ الثقات 51. [4] معرفة الرجال لابن معين 1/ 112، 113 رقم 541. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 42 وَقَالَ أَيْضًا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِينٍ قَالَ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ يَرْوِي عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَذَكَرَ أَبَانَ بْنَ يَزِيدَ فِي «كَامِلِهِ» [3] فَأَسَاءَ بِذِكْرِهِ وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ، وَكَتَبَ حَدِيثَهُ. لَمْ أَظْفَرْ بِوَفَاتِهِ، وَكَأَنَّهَا قبل السبعين ومائة. 3- إبراهيم بن أدهم [4] .   [1] المصدر نفسه. [2] قوله ليس في الجرح والتعديل 2/ 299. [3] ج 1/ 381، 382 قال: وهو حسن الحديث متماسك يكتب حديثه، وله أحاديث صالحة عن قتادة وغيره، وعامّتها مستقيمة، وأرجو أنه من أهل الصدق. [4] انظر عن (إبراهيم بن أدهم) في: التاريخ لابن معين 2/ 6، والورع لأحمد 5 و 11 و 86 و 186، والتاريخ الكبير 1/ 273 رقم 877، والمعرفة والتاريخ 2/ 455 و 3/ 28، والجرح والتعديل 2/ 87 رقم 209، ومشاهير علماء الأمصار 183 رقم 1455، والثقات لابن حبّان 6/ 24، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 75 و 88، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 99، وحلية الأولياء 7/ 367 حتى آخر الجزء، أول الجزء 8/ حتى 58 رقم 394، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 13 أ، وعيون الأخبار 2/ 287 و 360 و 362 و 3/ 184، وربيع الأبرار 4/ 109 و 143 و 1/ 692، 697 و 154 و 189 و 360 و 373، ومجابي الدعوة لابن أبي الدنيا 92، وتاريخ جرجان 93 و 254 و 443، والمحاسن والمساوئ 362، والعقد الفريد 1/ 275 و 3/ 213، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 56 وما بعدها، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 170- 199، والرسالة القشيرية، 1/ 438 و 2/ 684، وبغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (المصوّر) 5/ 208 وما بعدها، والتائبين من الملوك والسلاطين لابن قدامة المقدسي 29- 33، وطبقات الصوفية للسلميّ 13، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 206، والكامل في التاريخ 6/ 56، والتذكرة الحمدونية 1/ 171- 175 و 181 و 182 و 2/ 139، وصفة الصفوة 4/ 152- 158 رقم 701، والقصّاص والمذكّرين لابن الجوزي 274، وسراج الملوك 20، والذهب المسبوك في مواعظ ألملوك للحميدي 274، والمصباح المضيء 2/ 259، والشفا في مواعظ الملوك والخلفاء لابن الجوزي 106، وتاريخ بغداد 6/ 47، 48 في ترجمة خادمه (إبراهيم بن بشار رقم 3070) ، والإشارات إلى معرفة الزيارات 23 و 29، والمستطرف 1/ 70 و 2/ 312، ونثر الدرّ 4/ 57، والبصائر والذخائر 4/ 106، والصداقة والصديق 25، ووفيات الأعيان 1/ 31 و 32 رقم 6 و 443 و 2/ 475 و 3/ 32 و 33 و 7/ 307، والتوّابين 149، وشرح المقامات 2/ 82، وتهذيب الكمال 2/ 27- 39 رقم 144، وآثار البلاد وأخبار العباد 196 و 288 و 332 و 333 و 482 والعبر 1/ 238، وسير أعلام النبلاء 7/ 387- 396 رقم 142، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 562، والكاشف 1/ 32 رقم 111، والبداية والنهاية 10/ 135، ومرآة الجنان 1/ 349، 350، والوافي بالوفيات 5/ 318، 319 رقم 2390، وفوات الوفيات 1/ 13، 14 رقم 1، وخلاصة الذهب المسبوك 95، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 41، 42 رقم 31، ومهذّب رحلة ابن بطوطة 1/ 64، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 5- 15 رقم 1، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 8، وتهذيب التهذيب 1/ 102، 103 رقم 176، وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 166 وخلاصة تذهيب التهذيب 15، وشذرات الذهب 1/ 255، و 256، ومعالم وأعلام لأحمد قدامة ق 1 ج 1/ 71- طبعة دمشق 1965، ومجلّة الرسالة الإسلامية ببغداد، مقال للدكتور رجب بيومي- ص 26، عدد شباط (فبراير) 1970، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (بتأليفنا) ج 1/ 200- 210 رقم 7. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 43 ابن مَنْصُورِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، أَبُو إِسْحَاقَ الْعِجْلِيُّ، وَقِيلَ التَّمِيمِيُّ الْبَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمَنْصُورٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيُّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَالأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَشَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَبَقِيَّةُ، وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الْخُرَاسَانِيُّ تِلْمِيذُهُ، وَآخَرُونَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : قَالَ لِي قُتَيْبَةُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ تَمِيمِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : هُوَ عِجْلِيٌّ. وَقَالَ الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْيَمَامِيُّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ خَرَجَ مَعَ جَهْضَمٍ مِنْ خُرَاسَانَ هَارِبًا مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ، فَنَزَلَ الثُّغُورَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عِجْلٍ [3] . وَسَاقَ ابْنُ مَنْدَهْ نَسَبَهُ إِلَى بَنِي عِجْلٍ [4] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ موسى يقول: حجّ أدهم   [1] في التاريخ الكبير 1/ 273، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 171. [2] في تاريخه 2/ 6. [3] تاريخ دمشق 5/ 58، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 171. [4] ربيع الأبرار 4/ 373. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 44 بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَهِيَ حُبْلَى، فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَجَعَلَتْ تَطُوفُ بِهِ عَلَى الخلق في المسجد وتقول: أدعو لابْنِي أَنْ يَجْعَلَهُ اللَّهُ عَبْدًا صَالِحًا [1] . قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ البلخيّ، سمعت عبد الله بن محمد الْعَابِدَ، سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ مِنَ الأَشْرَافِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَرِيفًا كَثِيرَ الْمَالِ وَالْخَدَمِ وَالْجَنَائِبِ وَالْبُزَاةِ [2] ، بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ يَأْخُذُ كِلابَهُ وَبُزَاتَهِ لِلصَّيْدِ وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ يَرْكُضُهُ، إِذَا هُوَ بِصَوْتٍ مِنْ فوقه: يا إبراهيم، ما هذا البعث أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً 23: 115 [3] . اتَّقِ اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالزَّادِ لِيَوْمِ الْفَاقَةِ، قَالَ: فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَرَفَضَ الدُّنْيَا [4] . أخبرنا أحمد بن هبة الله، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ الشَّغْرِيِّ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ شَاهٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ [5] قَالَ: وَمِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُلُوكِ، فَخَرَجَ يَتَصَيَّدُ، وَأَثَارَ ثَعْلَبًا أَوْ أَرْنَبًا وَهُوَ فِي طَلَبِهِ، فَهَتَفَ به هاتف: ألهذا خلقت أم لهذا أُمِرْتَ؟ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَصَادَقَ رَاعِيًا لِأَبِيهِ، وَأَخَذَ جُبَّتَهُ الصُّوفَ فَلَبِسَهَا، وَأَعْطَاهُ فَرَسَهُ وَمَا مَعَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ الْبَادِيَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَاتَ بِالشَّامِ، وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، مِثْلُ الْحَصَادِ، وَحِفْظِ الْبَسَاتِينِ. وَرَأَى فِي الْبَادِيَةِ رَجُلا عَلَّمَهُ اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمَ، فَدَعَا بِهِ بَعْدَهُ فَرَأَى الْخَضِرَ وَقَالَ: إِنَّمَا عَلَّمَكَ أَخِي دَاوُدُ الاسْمَ الأَعْظَمَ. قُلْتُ: أَسْنَدَهَا أَبُو الْقَاسِمِ فِي رِسَالَتِهِ [6] فَقَالَ: أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو   [1] في حلية الأولياء 7/ 371 أن إبراهيم بن شماس قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: كان أدهم رجلا صالحا فولد إبراهيم بمكة فرفعه في خرقة وجعل يتتّبع أولئك العبّاد والزّهاد ويقول: ادعوا الله له، فيرى أنه قد استجيب لبعضهم فيه. أقول: الواضح أن الّذي طلب الدعاء له هنا هو أبوه وليس أمّه. [2] البزاة: جمع بازي، وهو نوع من الصقور. [3] سورة: المؤمنون- الآية 115. [4] انظر الحكاية مفصّلة في: حلية الأولياء 7/ 368 و 369، وتاريخ دمشق 5/ 59، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 172، وصفة الصفوة 4/ 152. [5] في الرسالة القشيرية 8. [6] المصدر نفسه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 45 عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ [1] ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَشَّابُ، نَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخَزَّازُ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: صَحِبْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ بدوّ أمره، فذكر هذا. قلت: رواها هلال الحفّار، عن المصريّ الواعظ. وَرَوَى قَرِيبًا مِنْهَا: أَبُو الْفَتْحِ الْقَوَّاسُ، عَنْ أَبِي طَالِبِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهَا، وَزَادَ: فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايِخِ عَنِ الْحَلالِ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَصِرْتُ إِلَى الْمِصِّيصَةِ، فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، ثُمَّ قِيلَ لِي عَلَيْكَ بِطَرَسُوسَ فَإِنَّ بِهَا الْمُبَاحَاتِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الْبَحْرِ جَاءَنِي رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي لِنِظَارَةِ بُسْتَانٍ [2] . الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ: سَمِعْتُ أَبَا عُتْبَةَ الْخَوَّاصَ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ التَّوْبَةَ فَلْيَخْرُجْ مِنَ الْمَظَالِمِ، وَلْيَدَعْ مُخَالَطَةَ النَّاسِ، وَإِلا لَمْ يَنَلْ مَا يُرِيدُ [3] . النَّسَائِيُّ: نَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ خلف بن تميم، سمعت إبراهيم بن أدهم يَقُولُ: رَآنِي ابْنُ عَجْلانَ فَسَجَدَ ثُمَّ قَالَ: تَدْرِي لِمَ سَجَدْتُ؟ سَجَدْتُ شُكْرًا للَّه حِينَ رَأَيْتُكَ [4] . سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: قُلْتُ لابْنِ الْمُبَارَكِ: مِمَّنْ سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ؟ قَالَ: قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ لَهُ فَضْلٌ فِي نَفْسِهِ، صَاحِبُ سَرَائِرَ، مَا رَأَيْتُهُ يُظْهِرُ تَسْبِيحًا وَلا شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ، وَلا أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ إِلا كَانَ آخِرَ مَنْ يَرْفَعُ يَدَهُ [5] . مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمَوْصِلِيُّ: نَا أَبُو حَاتِمٍ، سَمِعْتُ أبا نعيم، سمعت   [1] انظر له: طبقات الصوفية 27 رقم 3 والخبر في- ص 30، 31. [2] حلية الأولياء 7/ 368. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 175. [4] حلية الأولياء 8/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 175. [5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 175. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 46 سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ كَانَ شِبْهَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ، وَلَوْ كَانَ فِي الصَّحَابَةِ لَكَانَ فَاضِلا [1] . قَالَ بِشْرٌ الْحَافِي: مَا أَعْرِفُ عَالِمًا إِلا قَدْ أَكَلَ بِدِينِهِ، سِوَى وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، وَسَلَمٍ الْخَوَّاصِ، وَيُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ [2] . أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: نَا عبد الصّمد بن يزيد الصّايغ، سمعت شقيق الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي الشَّامِ، فَقُلْتُ: تَرَكْتَ خُرَاسَانَ قَالَ: مَا تَهَنَّيْتُ بِالْعَيْشِ إِلا هُنَا، أَفِرُّ بِدِينِي مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، فَمَنْ رَآنِي يَقُولُ: مُوَسْوَسٌ، وَمَنْ رَآنِي يَقُولُ: حَمَّالٌ، يَا شَقِيقُ: لَمْ يَنَبُلْ عِنْدَنَا مَنْ نَبُلَ بِالْجِهَادِ وَلا بِالْحَجِّ- بَلْ مَنْ كَانَ يَعْقِلُ مَا يَدْخُلُ بَطْنَهُ، يَا شَقِيقُ: مَاذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ؟ لا يَسْأَلُهُمْ عَنْ زَكَاةٍ، وَلا عَنْ جِهَادٍ، وَلا عَنْ صِلَةٍ، إِنَّمَا يُسْأَلُ عَنْ هَذَا هَؤُلاءِ الْمَسَاكِينُ [3] . قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ لَيْسَ عَلَى إِطْلاقِهِ، بَلْ قَدْ نَبُلَ بِالْجِهَادِ وَالْقُرْبِ عَدَدٌ مِنَ الصَّفْوَةِ. وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الزُّهْدُ مِنْهُ فَرْضُهُ، وَهُوَ تَرْكُ الْحَرَامِ، وَزُهْدٌ بِسَلامٍ وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ، وَزُهْدُ فَضْلٍ، وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الْحَلالِ [4] . قَالَ بَقِيَّةُ: دَعَانِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى طَعَامٍ لَهُ وَجَلَسَ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى تَحْتَ إِلْيَتِهِ، وَنَصَبَ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ جَلْسَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَجْلِسُ جَلْسَةَ الْعَبِيدِ [5] . فَلَمَّا أَكَلْنَا قُلْتُ لِرَفِيقِهِ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَشَدِّ شَيْءٍ مَرَّ بِكَ منذ صحبته.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 175. [2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 175. [3] حلية الأولياء 7/ 369، 370، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 176 و 182، صفة الصفوة 4/ 155، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 8 رقم 5. [4] حلية الأولياء 8/ 26، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 177، التذكرة الحمدونية 1/ 175 رقم 402 بتقديم ألفاظ وتأخيرها. [5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 177 هي ليست في الحلية. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 47 قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا يَوْمًا صِيَامًا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ لَمْ يَكُنْ لَنَا مَا نُفْطِرُ عَلَيْهِ، فلمّا أصبحنا قلت: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، هَلْ لَكَ فِي أَنْ نَأْتِيَ الرَّسْتَنَ [1] فَنَكْرِي أَنْفُسَنَا مَعَ الْحَصَّادِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَتَيْنَا بَابَ الرَّسْتَنِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي بِدِرْهَمٍ فَقُلْتُ: وَصَاحِبِي، قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فيه، أراه ضعيفا، فما زلت به حتى اكتراه بثلاثين [2] ، فَحَصَدْنَا يَوْمَنَا، وَأَخَذْتُ كِرَائِي، فَأَتَيْتُ بِهِ، فَاشْتَرَيْتُ حَاجَتِي، وَتَصَدَّقْتُ بِالْبَاقِي، فَهَيَّأْتُهُ، وَقَدَّمْتُهُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ بَكَى، قُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَمَّا نَحْنُ فَقَدِ اسْتَوْفَيْنَا أُجُورَنَا، فَلَيْتَ شِعْرِي أَوْفَيْنَا صَاحِبَنَا أَمْ لا؟ قَالَ: فَغَضِبْتُ، قَالَ: مَا يُغْضِبُكَ؟ أَتَضْمَنُ لِي أنَّا وَفَيْنَاهُ؟ فَأَخَذْتُ الطَّعَامَ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ [3] . ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا يَكُونَ لِي أجر في تركي أطائب الطَّعَامِ، لِأَنِّي لا أَشْتَهِيهِ، وَكَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى طَعَامٍ طَيِّبٍ رَمَى إِلَى أَصْحَابِهِ، وَقَنَعَ بِالْخُبْزِ وَالزَّيْتُونِ [4] . مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: لَوْ تَزَوَّجْتَ، فَقَالَ: لَوْ أَمْكَنَنِي أَنْ أُطَلِّقَ نَفْسِي لَفَعَلْتُ [5] . أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ: ثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْجَبَلَ بِفَأْسٍ، فَاحْتَطَبَ ثُمَّ بَاعَهُ، وَاشْتَرَى بِهِ نَاطِفًا، وَقَدَّمَهُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: كُلُوا كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ فِي رَهْنٍ. عِصَامُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ: ثَنَا أَبِي قَالَ: كُنْتُ لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِالثَّغْرِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِبَاكُورَةٍ، فَنَظَرَ حَوْلَهُ هَلْ يَرَى مَا يُكَافِيهِ، فَنَظَرَ إِلَى سَرْجِي فَقَالَ: خُذْ لَكَ ذَاكَ السَّرْجَ، فَأَخَذَهُ، فَمَا دَاخَلَنِي سُرُورٌ قَطُّ مِثْلُهُ حِينَ عَلِمْتُ   [1] الرّستن: بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء مثنّاة من فوق، وآخره نون. بليدة قديمة كانت على نهر الميماس، وهذا النهر هو اليوم المعروف بالعاصي الّذي يمرّ قدّام حماة. والرستن بين حماة وحمص في نصف الطريق. (معجم البلدان 3/ 3/ 4) . [2] في الحلية «بأربعة دوانق» وكذلك في تهذيب تاريخ دمشق 2/ 177. [3] حلية الأولياء 7/ 379، 380، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 177، 178. [4] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 178. [5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 179. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 48 أَنَّهُ صَيَّرَ مَالِي وَمَالَهُ وَاحِدًا [1] . عَلِيُّ بْنُ بكّار قال: كان الحصاد أحبّ إلى ابن أَدْهَمَ مِنَ اللِّقَاطِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ لا يَرَى بِاللِّقَاطِ بَأْسًا، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَفْقَهَ [2] ، وَكَانَ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ بَنِي عِجْلٍ، كَرِيمَ الْحَسَبِ، وَكَانَ إِذَا عَمِلَ ارْتَجَزَ وَقَالَ: اتَّخِذِ اللَّهَ صَاحِبًا ... وَدَعِ النَّاسَ جَانِبًا وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ فَرْوًا بِلا قَمِيصٍ، وَفِي الصَّيْفِ شِقَّتَيْنِ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، يَتَّزِرُ بِوَاحِدَةٍ وَيَرْتَدِي بِأُخْرَى، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَلا يَنَامُ اللَّيْلَ، وَكَانَ يَتَفَكَّرُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْحَصَادِ أَرْسَلَ بَعْضَ أصحابه يحاسب صاحب الزرع، ويجيء بِالدَّرَاهِمِ فَلا يَمَسُّهَا بِيَدِهِ [3] . قَالَ ابْنُ بَكَّارٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: اذْهَبُوا فَكُلُوا بِهَا- يَعْنِي أُجْرَتَهُ- شَهَوَاتِكُمْ، وَإِذَا لَمْ يَحْصُدْ أَجَّرَ نَفْسَهُ فِي حِفْظِ الْبَسَاتِينِ وَالْمَزَارِعِ. وَكَانَ يَطْحَنُ بيد واحدة مديا [4] مِنْ قَمْحٍ [5] . وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ: دَعَا الأَوْزَاعِيُّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فَقَصَّرَ فِي الأَكْلِ، فَقَالَ: لِمَ قَصَّرْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ قَصَّرْتَ فِي الطَّعَامِ [6] . بِشْرٌ الْحَافِي: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قَعَدَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ ابن أَدْهَمَ، تَحَرَّزَ مِنَ الْكَلامِ [7] . عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ طَالُوتَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: مَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ [8] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 182. [2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 193. [3] حلية الأولياء 7/ 373، تهذيب تاريخ دمشق 182، و 193. [4] في الأصل «مدين» . [5] حلية الأولياء 7/ 373، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 182، 183. [6] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 183. [7] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 185. [8] حلية الأولياء 8/ 19، 20 و 31، والتذكرة الحمدونية 1/ 174 رقم 400. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 49 مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ الْبَلْخِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ الْفَضْلِ: سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: قِيلَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: مَا يَبْلُغُ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ لِلْجَبَلِ تَحَرَّكْ فَيَتَحَرَّكَ، قَالَ: فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ، فَقَالَ: ما إيّاك عنيت [1] . عصام بن روّاد: سمعت عِيسَى بْنَ حَازِمٍ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَنَظَرَ إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ [2] فَقَالَ: لَوْ أَنَّ مُؤْمِنًا مُسْتَكْمِلَ الإِيمَانِ هَزَّ الْجَبَلَ لَزَالَ، فَتَحَرَّكَ أَبُو قُبَيْسٍ، فَقَالَ إبراهيم: اسْكُنْ، لَيْسَ إِيَّاكَ أَرَدْتُ [3] . يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ: ثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي الْبَحْرِ، وَهَبَّتْ رِيحٌ وَهَاجَتِ الأَمْوَاجُ، وَاضْطَرَبَتِ السَّفِينَةُ، وَبَكَى النَّاسُ فَقُلْنَا: يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا تَرَى النَّاسَ فِيهِ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَدْ أَشْرَفْنَا عَلَى الْهَلاكِ، فَقَالَ: يَا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ، وَيَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيَا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يَا مُحْسِنُ، يَا مُجْمِلُ، قَدْ أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ فَأَرِنَا عَفْوَكَ، قَالَ: فَهَدَأَتِ السَّفِينَةُ مِنْ سَاعَتِهِ [4] . ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَجْتَنِي الرُّطَبَ مِنْ شَجَرِ الْبَلُّوطِ [5] . وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُلُّ مَلِكٍ لا يَكُونُ عَادِلا فَهُوَ وَاللِّصُّ سَوَاءٌ، وَكُلُّ عَالِمٍ لا يَكُونُ وَرِعًا فَهُوَ وَالذِّئْبُ سَوَاءٌ، وَكُلُّ مَنْ يَخْدُمُ سِوَى اللَّهِ فَهُوَ وَالْكَلْبُ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ [6] . وَقِيلَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ غَزَا فِي الْبَحْرِ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَاخْتَلَفَ فِي الليلة التي   [1] حلية الأولياء 8/ 4. [2] أبو قبيس: الجبل المشرف على مكة من شرقيّها، وفي أصل تسميته أكثر من رواية ذكرها ياقوت في (معجم البلدان 1/ 80، 81) . [3] حلية الأولياء 8/ 4. [4] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 189. [5] حلية الأولياء 8/ 3، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 189. [6] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 196. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 50 مَاتَ فِيهَا إِلَى الْخَلاءِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، كُلُّ مَرَّةٍ يُجَدِّدُ الْوُضُوءَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْمَوْتِ قَالَ: أوْتِرُوا لِي قَوْسِي، وَقَبَضَ عَلَى قَوْسِهِ، فَتُوُفِّيَ وَهُوَ فِي يَدِهِ، فَدُفِنَ فِي جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ فِي بِلادِ الرُّومِ [1] . أَخْبَرُونَا عَنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ، أَنَا جَعْفَرُ الْمُتَوَكِّلِيُّ، أَنَا ابْنُ الْعَلافِ، ثَنَا الْجَهَامِيُّ، أَنَا جَعْفَرُ الْخَلَدِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الصُّوفِيُّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: وَأَيُّ دِينٍ لَوْ كَانَ لَهُ رِجَالٌ مِنْ طَلَبَةِ الْعِلْمِ للَّه كَانَ الْخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوِلِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا الْحَيَاةُ بِثِقَةٍ يُرْجَى نَوْمُهَا، وَلا الْمَنِيَّةُ بِعُذْرٍ فَيُؤْمَنُ غَدْرُهَا، فَفِيمَ التَّفْرِيطُ وَالتَّقْصِيرُ وَالاتِّكَالُ وَالإِبْطَاءُ، قَدْ رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالْمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ بِالتَّوَانِي، وَمِنَ العيش الباقي بالعيش الفاني.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 199، وفي تاريخ وفاته ومكانها خلاف، فالمزّي يذكر في تهذيب الكمال (2/ 36، 37) نقلا عن البخاري: مات إبراهيم بن أدهم سنة إحدى وستين ومائة. ودفن بسوقين، حصن ببلاد الروم. وكذا نقل ابن عساكر (2/ 199) وتحرّف اسم الحصن في التهذيب لابن عساكر إلى «سوفنن» ، وقال: المحفوظ أنه مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.. وَقِيلَ: سَنَةَ ثلاث. (2/ 199) . وذكر ياقوت حصن (سوقين) (معجم البلدان 3/ 285) ونقل النص نفسه عن ابن عساكر، من رواية البخاري. وأقول: ليس في مصنّفات البخاري أيّ ذكر لتاريخ وفاة ابن أدهم ولا لمكان وفاته. وقال ابن حبّان: مات في بلاد الروم غازيا سنة إحدى وستين ومائة. (مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 1455، الثقات 6/ 24) . وقال أبو نعيم في (حلية الأولياء 8/ 9) إن ابن أدهم غزا غزوة فمات في الجزيرة فحمل إلى صور فدفن في موضع يقال له مدفلة، فأهل صور يذكرونه في تشبيب أشعارهم ولا يرثون ميتا إلا بدءوا بإبراهيم، قال القاسم بن عبد السلام: قد رأيت قبره بصور. وفي صفة الصفوة 4/ 158 أيضا أنه دفن بصور. وجاء في حاشية إحدى نسخ (فوات الوفيات 1/ 13) أن وفاة ابن أدهم كانت في الساحل قريبا من طرابلس وليس في جزيرة. وذهب بعضهم إلى أنه توفي بدمشق ودفن في مرج غوطتها. (معالم وأعلام- أحمد قدامة- ق 1/ ج 1/ 17- طبعة دمشق 1965) . والمشهور أن ابن أدهم مدفون في جبلة على ساحل الشام. (الإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 23 و 29) و (مهذّب رحلة ابن بطوطة 1/ 64) . وقد وقع في وفيات الأعيان 1/ 33 أنه مات في الجزيرة وحمل إلى صور فدفن هناك سنة 140 هـ. (وهذا وهم) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 51 وَأَمْسَيْنَا لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ نُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَرَآنِي حَزِينًا، فَقَالَ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ، مَاذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنَ النَّعِيمِ وَالرَّاحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟ لا يَسْأَلُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ زَكَاةٍ، وَلا حَجٍّ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلا صِلَةِ رَحِمٍ. لا تَغْتَمَّ، فَرِزْقُ اللَّهِ مَضْمُونٌ، سَيَأْتِيكَ. نَحْنُ وَاللَّهِ الْمُلُوكُ الأغنياء، نحن والله الذين تعجّلنا الراحة، لا نُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا إِذَا أَطَعْنَا اللَّهَ. ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلاتِهِ، وَقُمْتُ إِلَى صَلاتِي، فَمَا لَبِثْنَا إِلا سَاعَةً، فَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ جَاءَ بِثَمَانِيَةِ أَرْغِفَةٍ وَتَمْرٍ كَثِيرٍ، فَوَضَعَهُ، فَقَالَ: كُلْ يَا مَغْمُومُ، فَدَخَلَ سَائِلٌ فَقَالَ: أطْعِمُونَا فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَرْغِفَةٍ مَعَ تَمْرٍ، وَأَعْطَانِي ثَلاثَةً وَأَكَلَ رَغِيفَيْنِ [1] . وَكُنْتُ مَارًّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَبْرٍ مُسَنَّمٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا قَبْرُ حُمَيْدِ [2] بْنِ جَابِرٍ أَمِيرِ هَذِهِ الْمُدُنِ كُلِّهَا، كَانَ غَرِقَ فِي بِحَارِ الدُّنْيَا ثُمَّ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهَا [3] . بَلَغَنِي أَنَّهُ سُرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِشَيْءٍ وَنَامَ، فَرَأَى رَجُلا بِيَدِهِ كِتَابٌ، فَنَاوَلَهُ فَفَتَحَهُ، فَإِذَا فِيهِ كِتَابٌ بِالذَّهَبِ مَكْتُوبٌ: لا تُؤْثِرَنَّ، فَإِنَّنَا عَلَى بَاقٍ، وَلا تَغْتَرَّنَّ بِمُلْكِكَ، فَإِنَّ مَا أَنْتَ فِيهِ جَسِيمٌ، لَوْلا أَنَّهُ عَدِيمٌ، وَهُوَ مُلْكٌ، لَوْلا أَنَّ بَعْدَهُ هَلَكٌ، وَفَرَحٌ وَسُرُورٌ، لَوْلا أَنَّهُ لَهْوٌ وَغُرُورٌ- وَهُوَ يَوْمٌ لَوْ كَانَ يُوثَقُ لَهُ بِغَدٍ، فَسَارِعْ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، فإنّ الله قال: سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ من رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ 3: 133 [4] فَانْتَبَهَ فَزِعًا وَقَالَ: هَذَا تَنْبِيهٌ مِنَ اللَّهِ وَمَوْعِظَةٌ، فَخَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ وَقَصَدَ هَذَا الْجَبَلَ، فَعَبَدَ اللَّهَ فِيهِ حَتَّى مَاتَ [5] . إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمُ، عَنْ أبيه، أنّ   [1] حلية الأولياء 7/ 370، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 182، طبقات الأولياء لابن الملقّن 8 رقم 5. [2] في تهذيب تاريخ دمشق «حمد» والمثبت يتفق مع التذكرة الحمدونية. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 196، التذكرة الحمدونية 1/ 174، 175، رقم 401. [4] سورة آل عمران، الآية 133. [5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 196. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 52 إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ حَصَدَ لَيْلَةً مَا يَحْصُدُ غَيْرُهُ فِي عَشَرَةِ أَيَّامٍ، فَأَخَذَ أُجْرَتَهُ دِينَارًا. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ: أَنَا يُوسُفُ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ [1] ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ، قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: كَيْفَ كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ؟ قَالَ: غَيْرُ ذَا أَوْلَى بِكَ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ يَوْمًا، فَقَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ بَلْخَ، وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ خُرَاسَانَ الْمَيَاسِيرِ، وَحَبَّبَ إِلَيْنَا الصَّيْدَ، فَخَرَجْتُ رَاكِبًا فَرَسِي وَمَعِي كَلْبِي، فَبَيْنَمَا أَنَا كَذَلِكَ ثَارَ أَرْنَبُ أَوْ ثَعْلَبٌ، فَحَرَّكْتُ فَرَسِي، فَسَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ وَرَائِي: لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا- فَقُلْتُ: لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ حَرَّكْتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً أَجْهَرَ مِنْ ذَلِكَ: يَا إِبْرَاهِيمُ لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ، فَلا أَرَى أَحَدًا، فَقُلْتُ: لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ حَرَّكْتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً مِنْ قَرَبُوسِ [2] سَرْجِي: يَا إِبْرَاهِيمُ مَا لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ وَقُلْتُ: انْتَهَيْتُ انْتَهَيْتُ، جَاءَنِي نَذِيرٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَاللَّهِ لا عَصَيْتُ اللَّهَ بَعْدَ يَوْمِي إِذَا مَا عَصَمَنِي رَبِّي. فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي، فَخَلَّيْتُ عَنْ فَرَسِي، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رُعَاةٍ لِأَبِي، فَأَخَذْتُ مِنْهُ جُبَّةً وَكِسَاءً، وَأَلْقَيْتُ ثِيَابِي إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، فَلَمْ يَصْفُ لِي مِنْهَا الْحَلالُ، فَقِيلَ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَصِرْتُ إِلَى الْمِصِّيصَةِ، فَعَمِلْتُ بِهَا، فَلَمْ يَصْفُ لِي الْحَلالُ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمَشَايِخِ فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ الْحَلالَ الصَّافِيَ فَعَلَيْكَ بِطَرَسُوسَ، فَإِنَّ فِيهَا الْمُبَاحَاتِ وَالْعَمَلَ الْكَثِيرَ، فَأَتَيْتُهَا، فَعَمِلْتُ بِهَا أَنْظُرُ فِي الْبَسَاتِينِ وَأَحْصُدُ، فَبَيْنَمَا أَنَا عَلَى بَابِ الْبَحْرِ جَاءَنِي رَجُلٌ أَنْظُرُ لَهُ، فَكَتَبْتُ فِي الْبُسْتَانِ مُدَّةً، فَإِذَا بِخَادِمٍ قَدْ أَقْبَلَ وَمَعَهُ أصحابه، فقعد في   [1] في حلية الأولياء 7/ 368: «حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق السراج» . [2] القربوس كحلزون: حنو السّرج، وهما قربوسان: مقدّم السرج ومؤخّره، ويقال لهما: حنواه. وجمعه قرابيس. (تاج العروس 4/ 214) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 53 مَجْلِسِهِ فَصَاحَ: يَا نَاظُورُ، اذْهَبْ فَآتِنَا بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَطْيَبِهِ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ، فَكَسَرَ رُمَّانَةً فَوَجَدَهَا حَامِضَةً فَقَالَ: أَنْتَ عِنْدَنَا كَذَا وَكَذَا تَأْكُلُ فَاكِهَتَنَا وَرُمَّانَنَا، لا تَعْرِفُ الْحُلْوَ مِنَ الْحَامِضِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا ذُقْتُهَا. فَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ تَسْمَعُونَ كَلامَ هَذَا، ثُمَّ قَالَ لِي: أَتَرَاكَ لَوْ أَنَّكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ زَادَ عَلَى هَذَا، فَانْصَرِفْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ذَكَرَ صِفَتِي فِي الْمَسْجِدِ، فَعَرَفَنِي بَعْضُ النَّاسِ، فَجَاءَ الْخَادِمُ وَمَعَهُ عُتَقٌ مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ أَقْبَلَ اخْتَفَيْتُ خَلْفَ الشَّجَرِ وَالنَّاسُ دَاخِلُونَ، فَاخْتَلَطْتُ مَعَهُمْ وَهُمْ دَاخِلُونَ وَأَنَا هَارِبٌ [1] . رَوَى يُونُسُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ نَحْوَهَا [2] . إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ قَالا: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ السِّنْجَارِيُّ [3] ، وَنَحْنُ مُتَوَجِّهُونَ نُرِيدُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَصِرْنَا إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِ، فَقَعَدْنَا نَسْتَرِيحُ، فَقَرَّبَ أَبُو يُوسُفَ كُسَيْرَاتٍ يَابِسَاتٍ. فَأَكَلْنَا وَحَمِدْنَا اللَّهَ، وَقَامَ بَعْضُنَا لِيَسْقِيَ إِبْرَاهِيمَ، فَسَارَعَهُ فَدَخَلَ فِي الْمَاءِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَشَرِبَ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ خَرَجَ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ: لَوْ عَلِمَ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ السُّرُورِ وَالنِّعَمِ، إِذًا لَجَالَدُونَا عَلَيْهِ بِأَسْيَافِهِمْ [4] . ابْنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَا قَاسَيْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، مَا قَاسَيْتُ مِنْ نَفْسِي، مَرَّةً لِي، وَمَرَّةً عَلَيَّ. قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ: ضَاعَتْ نَفَقَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أدهم بمكة، فمكث   [1] حلية الأولياء 7/ 368، 369، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 172، التذكرة الحمدونية 1/ 171- 173 رقم 395. [2] حلية الأولياء 7/ 369. [3] تحزّف في الحلية إلى «السخاوي» ، والمثبت يتفق مع (طبقات الصوفية للسلمي 29) ، وتهذيب تاريخ دمشق. [4] حلية الأولياء 7/ 370، 371، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 179، صفة الصفوة 4/ 153، 154. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 54 خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يَسْتَفُّ الرَّمْلَ [1] . وَقَالَ بِشْرٌ الْحَافِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدِ قَالَ: مَكَثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَأْكُلُ الطِّينَ عِشْرِينَ يَوْمًا [2] . وقال محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاريّ: أخبرني إبراهيم ابن أَدْهَمَ أَنَّهُ أَصَابَتْهُ مَجَاعَةٌ بِمَكَّةَ، فَمَكَثَ أَيَّامًا يَأْكُلُ الرَّمْلَ بِالْمَاءِ [3] . وَعَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ أَدْهَمَ مَكَّةَ، فَإِذَا فِي جِرَابِهِ طِينٌ فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ طَعَامِي مُنْذُ شَهْرٍ [4] . عَنْ سَهْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: صَحِبْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ فِي سَفَرٍ، فَأَنْفَقَ عَلَيَّ نَفَقَتَهُ، ثُمَّ مَرِضْتُ، فَاشْتَهَيْتُ شَهْوَةً، فَبَاعَ حِمَارَهُ وَاشْتَرَى شَهْوَتِي، فَقُلْتُ: فَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ نَرْكَبُ؟ قَالَ: عَلَى عُنُقِي، قَالَ: فَحَمَلَهُ ثلاثة منازل [5] . عصام بن روّاد: سمعت عيسى بن خَارِجَةَ قَالَ: بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَحْصُدُ وَقَفَ عَلَيْهِ رَجُلانِ مَعَهُمَا ثِقْلٌ، فَسَلَّمَا عَلَيْهِ وَقَالا: أَنْتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالا: فَإِنَّا مَمْلُوكَانِ لِأَبِيكَ وَمَعَنَا مَالٌ وَوِطَاءٌ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولانِ، فَإِنْ كُنْتُمَا صَادِقَيْنِ فَأَنْتُمَا حُرَّانِ وَالْمَالُ لَكُمَا، لا تَشْغَلانِي عَنْ عَمَلِي [6] . وَعَنْ مَرْوَانَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ سَخِيًّا جِدًّا [7] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ يَقُولُ: رُبَّمَا جَلَسَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ يكسّر الصنوبر فيطعمنا [8] .   [1] الورع لأحمد 11، الأولياء 7/ 381، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 179 و 189. [2] حلية الأولياء 7/ 381. [3] حلية الأولياء 7/ 381، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 179 وفيه مكث ثمانية أيام. [4] حلية الأولياء 7/ 381. [5] حلية الأولياء 7/ 382، الرسالة القشيرية 8، طبقات الأولياء: 1 رقم 9. [6] حلية الأولياء 7/ 383. [7] حلية الأولياء 7/ 384. [8] حلية الأولياء 7/ 385. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 55 وَغَزَوْتُ مَعَهُ وَلِي فَرَسَانِ وَهُوَ عَلَى رِجْلَيْهِ، فَأَرَدْتُهُ أَنْ يَرْكَبَ فَأَبَى، فَحَلَفْتُ، فَرَكِبَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى السَّرْجِ، فَقَالَ: قَدْ أَبْرَرْتُ يَمِينَكَ، ثُمَّ نَزَلَ [1] . أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ: نَا خلف بن تميم، سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: يجيئني الرجل بالدنانير فأقول: ما لي فيها حاجة، ويجيئني بالفرس فأقول: ما لي فيه حَاجَةٌ، وَيَجِيئُنِي ذَا، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ أَنِّي لا أُنَافِسُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ كَأَنِّي دَابَّةٌ مِنَ الأَرْضِ، أَوْ كَأَنِّي آيَةٌ، وَلَوْ قَبِلْتُ مِنْهُمْ لأَبْغَضُونِي، وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا مَا كَانُوا يُحْمَدُونَ عَلَى تَرْكِ هَذِهِ الْفُضُولِ. أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ [2] بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: غَزَا مَعَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ غَزَاتَيْنِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا أَشَدُّ مِنَ الأُخْرَى، فَلَمْ يَأْخُذْ سَهْمًا وَلا نَفْلا، وكان لا يأكل من متاع الروم، نجيء بِالطَّرَائِفِ وَالْعَسَلِ وَالدَّجَاجِ فَلا يَأْكُلُ مِنْهُ [3] وَيَقُولُ: هُوَ حَلالٌ، لَكِنِّي أَزْهَدُ فِيهِ، وَكَانَ يَصُومُ. وَغَزَا عَلَى بِرْذَوْنٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ، وَغَزَا فِي البحر غزاتين [4] . الدّورقيّ: نا خلف تميم، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي سَفِينَةٍ فِي غَزَاةٍ، فَعَصَفَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ وَأَشْرَفُوا عَلَى الْغَرَقِ، فَسَمِعُوا هَاتِفًا بِصَوْتٍ عَالٍ: تَخَافُونَ وَفِيكُمْ إِبْرَاهِيمُ [5] . وَقَدْ سَاقَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ عِدَّةَ كَرَامَاتٍ [6] . قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَاضِي الْمِصِّيصَةِ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ كَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ رَوْحٌ، لَوْ نَفَحَتْهُ الرِّيحُ لَوَقَعَ، قد اسودّ، متدرّع بعباءة، فإذا خلا   [1] حلية الأولياء 7/ 387. [2] في الحلية: «أحمد بن بكار» ، وهو وهم. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 179. [4] حلية الأولياء 7/ 388. [5] حلية الأولياء 8/ 6، صفة الصفوة 4/ 157. [6] في حلية الأولياء. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 56 بِأَصْحَابِهِ فَمِنْ أَبْسَطِ النَّاسِ [1] . مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: نَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ عَلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ: كَيْفَ شَأْنُكُمْ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نُرَقِّعُ دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا ... فَلا دِينُنَا يَبْقَى وَلا مَا نُرَقِّعُ [2] قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَتَمَثَّلُ: لَلُقْمَةٌ بِجَرِيشِ الْمِلْحِ آكُلُهَا ... أَلَذُّ مِنْ تَمْرَةٍ تُحْشَى بِزَنْبُورِ [3] . قَالَ خلف بن تميم: سمعت إبراهيم بن أدهم يَقُولُ: مَنْ تَعَوَّدَ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ [4] . يَحْيَى بْنُ آدَمَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ عَمَّا كَانَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَبَكَى، فَنَدِمْتُ عَلَى سُؤَالِي إِيَّاهُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ اشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ عَنْ غَيْرِهِ، وَمَنْ عَرَفَ رَبَّهُ اشْتَغَلَ بِرَبِّهِ عَنْ غَيْرِهِ [5] . وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَبُّ لِقَاءِ النَّاسِ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا، وَتَرْكُهُمْ تَرْكُ الدُّنْيَا [6] . وَقَالَ لِرَجُلٍ: رَوْعَةٌ تَرُوعُكُمْ مِنْ عِيَالِكُمْ أَفْضَلُ مِمَّا أَنَا فِيهِ [7] . وَعَنْ أبي سليمان الدارانيّ قَالَ: صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ صَلاةً [8] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ قَالَ: مَنْ حَمَلَ شاذّ   [1] حلية الأولياء 8/ 9. [2] حلية الأولياء 8/ 10، المحاسن والمساوئ 362، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 193. [3] حلية الأولياء 8/ 10. [4] حلية الأولياء 8/ 11. [5] حلية الأولياء 8/ 15. [6] حلية الأولياء 8/ 19. [7] حلية الأولياء 8/ 21. [8] حلية الأولياء 8/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 179، صفة الصفوة 4/ 157. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 57 الْعَمَلِ [1] حَمَلَ شَرًّا كَبِيرًا [2] . قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: أَوْصَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: اهْرَبُوا مِنَ النَّاسِ كَهَرَبِكُمْ مِنَ السَّبْعِ الضَّارِي، وَلا تَخَلَّفُوا عن الجمعة والجماعة [3] . عن المعافى بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: شَكَا الثَّوْرِيُّ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بن أدهم فقال: نشكو إِلَيْكَ مَا يُفْعَلُ بِنَا، وَكَانَ سُفْيَانُ مُخْتَفِيًا فَقَالَ: أَنْتَ شَهَرْتَ نَفْسَكَ بِحَدِّثْنَا وَحَدَّثَنَا [4] . عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: عَلَى الْقَلْبِ ثَلاثَةُ أَغْطِيَةٍ: الْفَرَحُ، وَالْحُزْنُ، وَالسُّرُورُ فَإِذَا فَرِحْتَ بِالْمَوْجُودِ فَأَنْتَ حَرِيصٌ، وَالْحَرِيصُ مَحْرُومٌ، وَإِذَا حَزِنْتَ عَلَى الْمَفْقُودِ فَأَنْتَ سَاخِطٌ، وَالسَّاخِطُ مُعَذَّبٌ، وَإِذَا سُرِرْتَ بِالْمَدْحِ فَأَنْتَ مُعْجَبٌ، وَالْعَجَبُ يُحْبِطُ الْعَمَلَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى [5] : لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى مَا فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ 57: 23 [6] . وَعَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ لِي: أَيَحْسُنُ بِالْحُرِّ الْمُرِيدِ أَنْ يَتَذَلَّلَ لِلْعَبِيدِ وَهُوَ يَجِدُ عِنْدَ مَوْلاهُ كُلَّ مَا يُرِيدُ [7] . قَالَ النَّسَائِيُّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَحَدُ الزّهاد، ثقة مأمون. وقال الدار الدَّارَقُطْنيُّ: ثِقَةٌ [8] . وَعَنِ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إحدى وستّين ومائة [9] .   [1] في الحلية: «من حمل شأن العلماء» . [2] حلية الأولياء 8/ 27. [3] حلية الأولياء 8/ 33، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 185. [4] حلية الأولياء 8/ 34. [5] سورة الحديد، الآية 23. [6] حلية الأولياء 8/ 34، طبقات الأولياء لابن الملقّن 7 رقم 2. [7] حلية الأولياء 8/ 36. [8] قال اليافعي في مرآة الجنان 1/ 349: «وثّقه النسائي وغيره، يا للعجب كل العجب ممن يستشهد على التوثيق والتعديل بقول معدّل للمولى المعظّم الّذي اشتهرت فضائله وكراماته في العرب والعجم» . [9] ليس في كتب البخاري أيّ ذكر لتاريخ وفاة ابن أدهم، وسبق أن عالجت هذا الموضوع قبل صفحات قليلة فليراجع هناك. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 58 وَقَالَ أَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَابْنُ يُونُسَ الْمِصْرِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. قُلْتُ: سِيرَتُهُ فِي «تَارِيخِ دِمَشْقَ» ، ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ وَرَقَةً [1] ، وَهِيَ طَوِيلَةٌ فِي «حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ» [2] عَلَيْهِمُ السَّلامُ. 4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الأَنْصَارِيُّ الأَشْهَلِيُّ [3] . مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ، يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ. وَكَانَ صَوَّامًا قَوَّامًا مِنَ الْعَابِدِينَ، لَكِنَّهُ وَاهِي الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ. رَوَى عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا يَهُودِيُّ فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ [4] » . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : كَانَ مُصَلِّيًا عَابِدًا، صَامَ سِتِّينَ سَنَةً، وكان قليل   [1] في مخطوطة التيمورية- ج 5/ 56- 89. [2] من صفحة 367 من الجزء السابع إلى آخره، ومن أول الجزء الثامن حتى الصفحة 58. [3] انظر عَنْ (إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 412، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 78، 79 رقم 229، وطبقات خليفة 274، والتاريخ الكبير 1/ 271، 272 رقم 873، والضعفاء الصغير 251 رقم 2، والضعفاء والمتروكين للنسائي 283 رقم 2، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 43، 44 رقم 28، وتاريخ الثقات للعجلي 51 رقم 19 وفيه (ابن أبي حبيب) ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والجرح والتعديل 2/ 83 رقم 196، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 49 رقم 32، والمجروحين لابن حبّان 1/ 109، 110، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 234- 236، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 24 أ، وتهذيب الكمال 2/ 42- 44 رقم 146، والكاشف 1/ 33 رقم 113، والمغني في الضعفاء 1/ 9 رقم 33، وميزان الاعتدال 1/ 19 رقم 36، وتهذيب التهذيب 1/ 104، 105 رقم 180، وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 168، والاعتدال 1/ 19 رقم 36، وتهذيب التهذيب 1/ 104، 105 رقم 180، وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 168، وخلاصة تذهيب التهذيب 15. [4] وأخرجه ابن حبّان بلفظ: «يا مخنّث» بدل «يا يهوديّ» ، وإذا قال: يا لوطيّ، فاجلدوه عشرين، ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه، ومن وقع على بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة معه. وهذا باطل لا أصل له. رواه عنه ابن أبي فديك. (المجروحين 1/ 110) وأخرجه ابن عديّ أيضا بلفظ: «مخنّث» . (الكامل 1/ 235) . [5] في الطبقات 5/ 412. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 59 الْحَدِيثِ، قَالَ: وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] فِيمَا قِيلَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] ، وغيره: ضعيف. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [4] : مَتْرُوكٌ [5] . 5- إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ بْنِ شُعْبَةَ [6] .   [1] الجرح والتعديل 2/ 83. [2] في التاريخ الكبير 21/ 271، 272، والضعفاء الصغير 251 رقم 2، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 43. [3] في الضعفاء والمتروكين 283 رقم 2. [4] في الضعفاء والمتروكين 49 رقم 32. [5] وقال ابن معين: صالح. وقال أَبُو حاتم: شيخ ليس بقويّ يكتب حديثه ولا يحتجّ به، منكر الحديث دون إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وأحبّ إليّ من إبراهيم بن الفضل، ووثّقه العجليّ. وقال ابن عديّ: هو صالح في باب الرواية كما حكي عن يحيى بن معين، ويكتب حديثه مع ضعفه. [6] انظر عن (إبراهيم بن طهمان) في: التاريخ لابن معين 2/ 10، ومعرفة الرجال له 1/ 100 رقم 429 و 1/ 114 رقم 550، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 538 رقم 3551، وطبقات خليفة 323، وتاريخ الطبري 1/ 501 و 2/ 316، والتاريخ الكبير 1/ 294 رقم 945، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 43، وتاريخ الثقات للعجلي 52 رقم 27، والمعرفة والتاريخ 1/ 642 و 2/ 127 و 3/ 93، 94، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 209 رقم 388، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 224، والجرح والتعديل 2/ 107، 108 رقم 307، ومشاهير علماء الأمصار 199 رقم 1602 وفيه كنيته: أبو عمرو، والثقات لابن حبّان 6/ 27، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 58 رقم 37، ورجال صحيح البخاري 1/ 53، 54 رقم 41، ورجال صحيح مسلم 1/ 40 رقم 31، وتاريخ جرجان 224، وتاريخ نيسابور للحاكم 15، والأسامي والكنى له، ج 1 ورقة 222 ب، وتاريخ بغداد 6/ 105- 111 رقم 3143، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 16 رقم 53، وخلاصة الذهب المسبوك 98، 99، والأنساب 2/ 38، 39، واللباب 1/ 110، ومعجم البلدان 1/ 322، وتهذيب الكمال 2/ 108- 115 رقم 186، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 561، والكاشف 1/ 38 رقم 147، والمغني في الضعفاء 1/ 17 رقم 102، وميزان الاعتدال 1/ 38 رقم 116، وسير أعلام النبلاء 7/ 378- 385 رقم 140، ودول الإسلام 1/ 110، والعبر 1/ 241، وتذكرة الحفاظ 1/ 213، ومرآة الجنان 1/ 250، وفيه تحرّف إلى (ابن ظهران) ، والوافي بالوفيات 9/ 23، 24 رقم 2454، والعقد الثمين 3/ 215، 216، وتهذيب التهذيب 1/ 129- 131 رقم 231، وتقريب التهذيب 1/ 36 رقم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 60 الإِمَامُ، أَبُو سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ: شَيْخُ خُرَاسَانَ. وُلِدَ بِهَرَاةَ، وَاسْتَوْطَنَ نَيْسَابُورَ، وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ مُدَّةً. وَرَوَى عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ، وَخَلْقٍ حَتَّى كَتَبَ عَنْ أَقْرَانِهِ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ نِزَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، وَأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَبُو حَنِيفَةَ. وَمِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ: سَعْدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ- وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ. وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الأَئِمَّةِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي «تَارِيخِ الثِّقَاتِ» [1] : مُشْتَبِهٌ، لَهُ مَدْخَلٌ فِي الثِّقَاتِ [2] ، فَإِنَّهُ رَوَى أَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةً تُشْبِهُ أَحَادِيثَ الأَثْبَاتِ، وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الثِّقَاتِ بِأَشْيَاءَ مُعْضِلَةٍ- سَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي كِتَابِ «الْفَصْلِ بَيْنَ النَّقَلَةِ» إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْخٍ تَوَقَّفْنَا فِي أَمْرِهِ مِمَّنْ لَهُ مَدْخَلٌ فِي الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: مات بمكّة سنة ستّين ومائة.   [ () ] 215، وطبقات الحفاظ للسيوطي 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 18، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 10، 11 رقم 11، والفهرست لابن النديم 288، والجواهر المضيّة في طبقات الحنفية 1/ 85، 86 رقم 24، والبداية والنهاية 10/ 146، والكامل في التاريخ 6/ 62، وشذرات الذهب 1/ 257، والطبقات السنية 1/ 229 رقم 42، وهدية العارفين 1/ 1، ومعجم المصنّفين للتونكي 3/ 167، وأعيان الشيعة 5/ 376، ومعجم المؤلفين 1/ 41، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 92. وقد ضبط محقق كتاب «مشيخة ابن طهمان» الدكتور محمد طاهر مالك، اسم طهمان بضم الطاء (طبعة دمشق 1403 هـ. / 1983 م.) [1] ج 6/ 27. [2] وزاد: «ومدخل في الضعفاء» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 61 قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ صَحِيحُ الْحَدِيثِ، مَا كَانَ بِخُرَاسَانَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخَانِ مِنْ خُرَاسَانَ ثِقَتَانِ مُرْجِئَيْنَ، أَبُو حَمْزَةَ السّكَّريّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ مُرْجِئًا شَدِيدًا عَلَى الْجَهْمِيَّةِ [3] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَذُكِرَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا مِنْ عِلَّةٍ، فَجَلَسَ وَقَالَ: لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ الصالحون فيتّكئ [4] . قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الإِرْجَاءَ عِنْدَ أَحْمَدَ بِدْعَةٌ خَفِيفَةٌ. وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ [5] : أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَهُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ رِزْقٌ، وَكَانَ يَسْخُو بِهِ، قَالَ: فَسُئِلَ يَوْمًا عَنْ مَسَأَلَةٍ فِي مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لا أَدْرِي، فَقَالُوا لَهُ: يَأْخُذُ فِي الشَّهْرِ كَذَا وَكَذَا وَلا يُحْسِنُ هَذِهِ! قَالَ: إِنَّمَا آخُذُ عَلَى مَا أُحْسِنُ، وَلَوْ أَخَذْتُ عَلَى مَا لا أُحْسِنُ لَفَنِيَ بَيْتُ الْمَالِ، فَأَعْجَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ [6] ، كَذَا قَالَ، وَإِبْرَاهِيمُ حُجَّةٌ. قَالَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْكَرَابِيسِيَّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُقَيْلٍ، سَمِعْتُ حَفْصَ بن عبد الله، سمعت إبراهيم بن طهمان يَقُولُ: وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، لَقَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ: الْجَهْمِيَّةُ   [1] تاريخ بغداد 6/ 110. [2] تاريخ بغداد 6/ 108. [3] تاريخ بغداد 6/ 108. [4] تاريخ بغداد 6/ 110. [5] في تاريخ بغداد 6/ 110. [6] تاريخ بغداد 6/ 108. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 62 كُفَّارٌ، وَالْقَدَرِيَّةُ كُفَّارٌ. قَالَ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [1] . 6- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] . يَرْوِي عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. وَعَنْهُ: أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ [3] . 7- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ [4] . عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ النشتكي، وَأَبُو عَتَّابٍ سَهْلٌ الدَّلالُ. قَالَ يَحْيَى بْنُ معين: صالح [5] .   [1] وثّقه ابن معين، وأحمد، قال في العلل: ثقة في الحديث، وهو أقوى حديثا من أبي جعفر الرازيّ كثيرا، حدّثنا عنه ابن مهديّ. ووثّقه العجليّ، وقال أبو حاتم: صدوق حسن الحديث. وقال عبد الله بن المبارك: صحيح الكتب. وقال الجوزجاني: كان فاضلا يرمى بالإرجاء. [2] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن الحارث) في: التاريخ الكبير 1/ 298، 299 في ترجمة (إبراهيم بن عبد الرحمن. قم 952) حيث وقع في النسخة سقط، ونبّه إليه المحقّق في الحاشية، والجرح والتعديل 2/ 110 رقم 321، والثقات لابن حبّان 6/ 25، وتهذيب الكمال 2/ 123، 124 رقم 191، والكاشف 1/ 39 رقم 152، وتهذيب التهذيب 1/ 133 رقم 236، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 220، وخلاصة تذهيب التهذيب 18. [3] ذكره ابن حبّان في الثقات، ولم يزد على ذلك. [4] انظر عن (إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة) في: التاريخ لابن معين 2/ 12، والتاريخ الكبير 1/ 309 رقم 979، والجرح والتعديل 2/ 118 رقم 360، والثقات لابن حبّان 6/ 22، وتهذيب الكمال 2/ 151، 152 رقم 213، والكاشف 1/ 43 رقم 174، وتهذيب التهذيب 1/ 145 رقم 258، وتقريب التهذيب 1/ 39 رقم 242، وخلاصة تذهيب التهذيب 20. [5] ذكره ابن معين في تاريخه مجرّدا دون تعديل. أما قوله صالح، فنقله ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 2/ 118) ، وذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 63 8- إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَخْزُومِيُّ [1] ، أَبُو إِسْحَاقَ الْمَدَنِيُّ. عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلَ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَآخَرُونَ. ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ [2] . قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. 9- إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ [4] ، أبو إسحاق المخزوميّ المكّيّ.   [1] انظر عن (إبراهيم بن الفضل المخزوميّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 13، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 400 رقم 2788، والتاريخ الكبير 1/ 311 رقم 989، والتاريخ الصغير 170، والضعفاء والمتروكين للنسائي 283 رقم 4، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 60، 61 رقم 56، والمعرفة والتاريخ 3/ 44 و 138، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 99، والجرح والتعديل 2/ 376، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 44 رقم 1، والمجروحين لابن حبّان 1/ 104، 105، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 12 أ، 12 ب، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 231- 233، وتهذيب الكمال 2/ 165- 167 رقم 224، والكاشف 1/ 44 رقم 184، والمغني في الضعفاء 1/ 22 رقم 142، وميزان الاعتدال 1/ 52 رقم 165، وتهذيب التهذيب 1/ 150، 151 رقم 270، وتقريب التهذيب 1/ 41 رقم 254، وخلاصة تذهيب التهذيب 20. [2] قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: ليس بقويّ في الحديث، ضعيف الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال أبو زرعة: ضعيف، وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء، وابن حبّان في المجروحين، وقال: كان فاحش الخطأ. وقال ابن عديّ: ومع ضعفه يكتب حديثه، وعندي أنه لا يجوز الاحتجاج بحديثه. [3] في تاريخه: الكبير، والصغير. [4] انظر عن (إبراهيم بن نافع) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 495 (دون ترجمة) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 260 رقم 5148، وطبقات خليفة 284، والتاريخ الكبير 1/ 332، 333 رقم 1047، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 2، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 187 رقم 341، والمعرفة والتاريخ 2/ 20، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 99، والجرح والتعديل 2/ 140، 141 رقم 458، والثقات لابن حبّان 6/ 5، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 59 رقم 45، ورجال صحيح البخاري 1/ 59 رقم 50، ورجال صحيح مسلم 1/ 46 رقم 48، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 14 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 18 رقم 60، وتهذيب الكمال 2/ 227، 228 رقم 260، والكاشف 1/ 50 رقم 215، والمغني في الضعفاء 1/ 28 رقم 195، وميزان الاعتدال 1/ 70 في آخر ترجمة (إبراهيم بن نافع الأموي، رقم 236) ، وسير أعلام النبلاء 7/ 22 رقم 5، والوافي بالوفيات 6/ 152 رقم 2599، والعقد الثمين 3/ 267، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 64 عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَمُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقَ، وَابْنِ طَاوُسٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لِأَبِي حُذَيْفَةَ النَّهْدِيِّ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ. كَانَ أَوْثَقَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ [1] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حَافِظًا [2] . 10- إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلانِيُّ [3] . وَقِيلَ الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ، الْفَقِيهُ الْعَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ. دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ. وَسَمِعَ مِنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ. وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ المبارك، وغيرهم. وثّقه أبو حاتم [4] .   [ () ] وتهذيب التهذيب 1/ 174 رقم 318، وتقريب التهذيب 1/ 45 رقم 295، وخلاصة تذهيب التهذيب 23. [1] الجرح والتعديل 2/ 140. [2] ووثّقه أحمد في العلل 3/ 260 رقم 5148، وقال البخاري: كان حافظا. ذكره الجوزجاني في أحوال الرجال فيمن كان يرمى بالقدر، وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذا ابن شاهين ووثّقه. [3] انظر عن (إبراهيم بن نشيط) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 557 رقم 3633، وطبقات خليفة 294، والتاريخ الكبير 1/ 331، 332 رقم 1046، وتاريخ الثقات للعجلي 56 رقم 44، والمعرفة والتاريخ 1/ 149 و 584 و 2/ 503، والجرح والتعديل 2/ 141 رقم 462، ومشاهير علماء الأمصار 187 رقم 1493، والثقات لابن حبّان 6/ 26، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 57 رقم 32، والولاة والقضاء للكندي 309 و 331 و 332، وتهذيب الكمال 2/ 229، 230 رقم 261، والكاشف 1/ 50 رقم 216، والوافي بالوفيات 6/ 153 رقم 2601، وتهذيب التهذيب 1/ 175 رقم 320، وتقريب التهذيب 1/ 45 رقم 296، وخلاصة تذهيب التهذيب 23. [4] في الجرح والتعديل 2/ 141. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 65 وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: غَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ مُسْلِمَةَ. ابْنُ وَهْبٍ: عن اللّيث، عن قَالَ: لَقَدْ جَاءَنَا الْقَفْلُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ، وَلانِي لِأَطْلُبَ الْفَرْقَ مِنَ الطَّعَامِ بِسَبْعِينَ دِينَارًا. قُلْتُ: الْفَرْقُ أَرْبَعَةُ أَرْطَالٍ بِالدِّمَشْقِيِّ، وَلَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا الْغَلاءِ أَبَدًا، رَوَاهُ سَعِيدٌ الآدَمِيُّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ. وَقَدْ رَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ رَجُلٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ابْنِ جَزْءٍ، وَهَذَا أَشْبَهُ. مَاتَ إِبْرَاهِيمُ سَنَةَ إِحْدَى، أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [1] . وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْكِنْدِيُّ [2] : أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [3] . 11- أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ الْمَدَنِيُّ [4] : أَخُو عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَزَيْدُ بن الحباب، والواقديّ.   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 149. [2] لم يؤرّخ لوفاته في كتاب الولاة والقضاة. [3] أكّد الإمام أحمد توثيقه فقال: ثقة ثقة. ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. [4] انظر عن (أبيّ بن عباس بن سهل) في: الطبقات الكبرى 5/ 421، والتاريخ الكبير 2/ 40 رقم 1617، والضعفاء والمتروكين للنسائي 284 رقم 23، والجرح والتعديل 2/ 290 رقم 1060، والثقات لابن حبّان 4/ 51، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 411، وتهذيب الكمال 2/ 259، 260 رقم 277، والكاشف 1/ 52 رقم 228، والمغني في الضعفاء 1/ 32 رقم 228، وميزان الاعتدال 1/ 78 رقم 273، وتهذيب التهذيب 1/ 186، 187 رقم 348، وتقريب التهذيب 1/ 48 رقم 319، وخلاصة تذهيب التهذيب 24. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 66 مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ. وُثِّقَ. وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدُّولابِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ [3] فِي كِبَارِ الضُّعَفَاءِ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ [4] فِي كبار الضّعفاء، فذكر قول ابن أبو عَدِيٍّ الأَلْهَانِيِّ السَّكُونِيِّ الْحِمْصِيِّ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا أُبَيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الاسْتِنْجَاءَ فَقَالَ: «أَلا يَكْفِي أَحَدَكُمْ ثَلاثَةُ أَحْجَارٍ، حَجَرَانِ لِلصَّفْحَتَيْنِ، وَحَجَرٌ لِلْمَسْرَبَةِ [5] » . لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِهَذَا اللَّفْظِ سوى أبيّ بن عباس [6] .   [1] لم يذكره ابن معين في تاريخه، ولا في معرفة الرجال، وذكر العقيلي في الضعفاء ان يحيى بن معين قال: ابنا العباس: أبيّ، وعبد المهيمن: ضعيفان. [2] لم يذكره في العلل. [3] ص 284 رقم 23. [4] ج 1/ 16 رقم 1. [5] أخرجه العقيلي في الضعفاء 1/ 16 وقال: وروى الاستنجاء بثلاثة أحجار عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جماعة منهم: أبو هريرة، وسلمان، وخزيمة بن ثابت، والسائب بن خلّاد الجهنيّ، وعائشة، وأبو أيوب، لم يأت أحد منهم بهذا اللفظ. [6] أخرج البخاري في باب «لا يستنجي بروث» ، عن عبد الله بن عباس: «أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين والتمست الثالث فلم أجد، فأخذت روثة فأتيته بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: هذا ركس. ورواه الترمذي في باب الاستنجاء بالحجرين. وأخرج البيهقي في سننه من حديث القعقاع بن حكيم عم أبي صالح، عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّما أنا لكم مثل الوالد، إذا ذهب أحدكم إلى الغائط، فلا يستقبل القبلة، ولا يستدبرها بغائط ولا بول، وليستنج بثلاثة أحجار. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 67 12- أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ [1] ، أَبُو عَدِيٍّ الأَلْهَانِيُّ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ. مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، أَدْرَكَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ. وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، وَأَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَابِرٍ الألْهَانِيِّ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : ثِقَةٌ، ضَابِطٌ، فَقِيهٌ. وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: شَبَّهْتُ أحمد بن حنبل بأرطأة بن المنذر [3] .   [ () ] ورواه أبو داود في: كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، والنسائي في باب: النهي عن الاستطابة بالروث، وابن ماجة في: باب الاستنجاء بالحجارة، ولفظه: وأمر بثلاثة أحجار. ورواه ابن حبان في صحيحه. (حاشية الضعفاء الكبير 1/ 17) . وقد روى ابن عديّ الحديث كالعقيلي، وقال: وهو يكتب حديثه، وهو فرد المتون والأسانيد. (الكامل 1/ 411) . [1] انظر عن (أرطاة بن المنذر الألهاني) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 230 رقم 288 و 1/ 511 رقم 1191، والتاريخ الكبير 2/ 57 رقم 1676، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 86، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 398 رقم 908، والمعرفة والتاريخ 1/ 152 و 611 و 2/ 383، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 29، والجرح والتعديل 2/ 326، 327 رقم 1249، ومشاهير علماء الأمصار 178 رقم 1412، والثقات لابن حبّان 6/ 85، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 421، 422، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 370- 372، وتهذيب الكمال 2/ 311- 314 رقم 298، والكاشف 1/ 55 رقم 247، والمغني في الضعفاء 1/ 64 رقم 508، وميزان الاعتدال 1/ 170، 171 رقم 689، والعبر 1/ 241 والوافي بالوفيات 8/ 347 رقم 3782، وتهذيب التهذيب 1/ 198 رقم 373، وتقريب التهذيب 1/ 50 رقم 339، وخلاصة تذهيب التهذيب 45. [2] ليس في الثقات، ولا المشاهير لابن حبّان ما ذكره المؤلّف، بل في الثقات 6/ 85 عن محمد بن كثير قال: ما رأيت أحدا أعبد ولا أزهد ولا الخوف عليه أبين منه على أرطاة بن المنذر، ما دخلت عليه إلا ورأيت يديه هكذا على رأسه، ووضع يوسف على رأسه يديه. وفي المشاهير 178 قال: وقد قيل إنه سمع عبد الله بن بسر، وفيه نظر. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 371 وقد وثّقه ابن معين، وأحمد، قال: ثقة ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكر ابن عديّ بعض أحاديثه وقال: ولأرطأة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته، في بعضها الجزء: 10 ¦ الصفحة: 68 قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [1] ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى التِّسْعِينَ فِيمَا أَحْسَبُ. 13- أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ [2] . صَاحِبُ السُّدِّيِّ. رَوَى عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ السَّلُولِيِّ، وَعَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ الْكُوفِيُّونَ. رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابن مَعِين [3] : ثقة.   [ () ] خطأ وغلط. وذكر ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 372) : «وقال عقبة: كنت جالسا عند أرطاة فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السّنّة ويخالطهم فإذا ذكر أهل البدع قال: دعونا من ذكرهم، فلا يذكرونهم. قال: يقول أرطاة: هو منهم لا يلبس عليكم أمره. قال: فأنكرت ذلك من قول أرطاة، فقدمت على الأوزاعيّ وكان كشّافا لهذه الأشياء إذا بلغته، فقال: صدق أرطاة والقول ما قال هذا ينهى عن ذكرهم، ومتى يحذروا إذا لم يشادّ بذكرهم!؟ يقول خادم العلم عمر عبد السلام تدمري: عقبة هو: عقبة بن علقمة المعافري أبو سعيد البيروتي، من أهل المغرب سكن الشام ونزل بيروت فنسب إليها، وهو الّذي حكى سبب موت الأوزاعي. توفي سنة 204 هـ-. (انظر: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي، من تأليفنا- ج 3/ 289- 293 رقم 1020) . [1] في تاريخ وفاته أقوال، ففي تاريخ ابن عساكر: توفي سنة 163 وقيل سنة 156 والأول أصحّ. وفي مشاهير علماء الأمصار، مات سنة 166، وفي الثقات لابن حبّان سنة 162، والمثبت يتفق مع: المعرفة والتاريخ 1/ 152، وتهذيب الكمال 2/ 314 وهو الأصحّ. [2] انظر عن (أسباط بن نصر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 376، والتاريخ لابن معين 2/ 23، 24، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 523 رقم 1227 و 2/ 95 رقم 1678 و 3/ 485 رقم 6078، والتاريخ الكبير 2/ 53 رقم 1656، والجرح والتعديل 2/ 332 رقم 1261، والثقات لابن حبّان 6/ 85، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 72 رقم 95، وتهذيب الكمال 2/ 357- 359 رقم 321، والكاشف 1/ 58 رقم 267، والمغني في الضعفاء 1/ 66 رقم 522، وميزان الاعتدال 1/ 175، 176 رقم 712، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 564، والعبر 1/ 259، والوافي بالوفيات 8/ 383 رقم 3821، وتهذيب التهذيب 1/ 211، 212 رقم 396، وتقريب التهذيب 1/ 53 رقم 362، وخلاصة تذهيب التهذيب 26 وفيه (أسباط بن نضر) وهو تحريف. [3] في تاريخه 2/ 23. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 69 وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَلَيَّنَهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْكُوفِيُّ [2] . 14- إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَيُوسُفَ بْنِ عُبَيْدٍ. رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَأَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ. قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا لَيَّنَهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ، وَكَانَ جَارًا لِلْمُبَارَكِ بن فضالة بالبصرة [5] .   [1] لم يذكره في الضعفاء. [2] قال ابن سعد: كان راوية السّدّي، روى عنه التفسير. وسأل عبد الله بن أحمد بن حنبل أباه عن أسباط بن نصر: فقال: ما كتبت من حديثه عن أحد شيئا. ولم أره عرفه. ثم قال: وكيع وأبو نعيم يحدّثان عن مشايخ الكوفة ولم أرهما يحدّثان عنه. (العلل 2/ 95، 96 رقم 1678) . وقال أبو حاتم: سمعت أبا نعيم يضعّف أسباط بن نصر، وقال: أحاديثه عاميّة سقط مقلوبة الأسانيد. وذكره ابن حبّان في الثقات، وابن شاهين. [3] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الثقفي) في: التاريخ الكبير 2/ 378 رقم 1200، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 158، والجرح والتعديل 2/ 207 رقم 703، والثقات لابن حبّان 8/ 106، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 333، 334، وتهذيب الكمال 2/ 395، 396 رقم 336، والكاشف 1/ 60 رقم 280، والمغني في الضعفاء 1/ 67 رقم 528، وميزان الاعتدال 1/ 176 رقم 716، وتهذيب التهذيب 1/ 221، 222 رقم 412، وتقريب التهذيب 1/ 55 رقم 378، وخلاصة تذهيب التهذيب 27. [4] في الكامل في الضعفاء 1/ 333 و 334. [5] الجرح والتعديل 2/ 207. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 70 15- إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ الأَعْوَرُ [1] . عَنْ أَبِيهِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ [2] . 16- إِسْحَاقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، أَبُو صَفْوَانَ الْحِمْيَرِيُّ الْحِمْصِيُّ [3] . قِيلَ: وُلِّيَ خَرَاجَ دِمَشْقَ فِي أَوَّلِ دَوْلَةِ الرَّشِيدِ. رَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيِّ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيَّانِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : شَيْخٌ مَجْهُولٌ. وَضَعَّفَهُ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ [5] . 17- إِسْحَاقُ بن حازم [6] . ح مهملة، ويقال ابن أبي حازم المدنيّ.   [1] انظر عن (إسحاق بن أبي بكر المدني الأعور) في: التاريخ الكبير 2/ 383 رقم 1223، والجرح والتعديل 2/ 215 رقم 737، والثقات لابن حبّان 8/ 110، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 62 رقم 58، وتهذيب الكمال 2/ 414، 415 رقم 344، والكاشف 1/ 61 رقم 288، وتهذيب التهذيب 1/ 228 رقم 421، وتقريب التهذيب 1/ 56 رقم 386، وخلاصة تذهيب التهذيب 28. [2] الجرح والتعديل 2/ 215، وقال الإمام أحمد: هو مولى حويطب، لا بأس به، وأكد ابن شاهين توثيقه فقال: ثقة ثقة. [3] انظر عن (إسحاق بن ثعلبة) في: الجرح والتعديل 2/ 215 رقم 738، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 329، 330، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 436، والمغني في الضعفاء 1/ 70 رقم 548، وميزان الاعتدال 1/ 188 رقم 742، ولسان الميزان 1/ 358 رقم 1099، وتعجيل المنفعة 28 رقم 36. [4] في الجرح والتعديل 2/ 215 وزاد: «منكر الحديث» . [5] وقال ابن عديّ: روى عن مكحول، عن سمرة بأحاديث مسندة لا يرويها غيره. وقال أيضا: روى عن مكحول، عن سمرة أحاديث مع ما ذكرتها، كلها غير محفوظة. [6] انظر عن (إسحاق بن حازم) في: التاريخ لابن معين 2/ 24، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 531 رقم 1250، والتاريخ الكبير 1/ 385 رقم 1230، والجرح والتعديل 2/ 216 رقم 740، والثقات لابن حبّان الجزء: 10 ¦ الصفحة: 71 عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنٌ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَابْنُ مَعِينٍ [2] . 18- إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الأَشْدَقِ [3] عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ. الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَسْعُودِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ [4] ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ [5] . 19- إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مليكة [6] .   [ () ] 6/ 48، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 62 رقم 57، وتهذيب الكمال 2/ 417، 418 رقم 348، والكاشف 1/ 61 رقم 292، وميزان الاعتدال 1/ 90 رقم 745، وتهذيب التهذيب 1/ 229 رقم 426، وتقريب التهذيب 1/ 57 رقم 391، وخلاصة تذهيب التهذيب 28. [1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 531 رقم 1250، ووثّقه ابن شاهين. [2] في تاريخه 2/ 24، والجرح والتعديل 2/ 216. [3] انظر عن (إسحاق بن سعيد بن الأشدق) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 362، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 110 رقم 511، والتاريخ الكبير 1/ 391 رقم 1246، والتاريخ الصغير 195، والجرح والتعديل 2/ 220، 221 رقم 760، ومشاهير علماء الأمصار 149 رقم 1180، والثقات لابن حبّان 8/ 109، ورجال صحيح البخاري 1/ 74، 75 رقم 74، ورجال صحيح مسلم 1/ 53 رقم 62، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 29 رقم 108، وتهذيب الكمال 2/ 428، 429 رقم 355، والكاشف 1/ 62 رقم 296، وتهذيب التهذيب 1/ 233، 234 رقم 434، وتقريب التهذيب 1/ 57 رقم 400، وخلاصة تذهيب التهذيب 28. [4] وقال ابن سعد: كانت عنده أحاديث وقد روي عنه. ووثّقه ابن معين، والعجليّ، وابن حبّان. [5] تهذيب الكمال 2/ 439، وفي التاريخ الصغير 195: سنة ست وسبعين. [6] انظر عن (إسحاق بن عبيد الله بن أبي مليكة) في: التاريخ الكبير 1/ 398 رقم 1265، والجرح والتعديل 2/ 228، 229 رقم 795 (وفيه: إسحاق بن عبد الله) ، والثقات لابن حبّان 6/ 48، وتهذيب الكمال 2/ 456، 457 رقم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 72 يروي عن: قريبه ابن أبي مُلَيْكَةَ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ مُوسَى، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ. خَرَّجَ لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثًا فِي دُعَاءِ الصَّائِمِ [1] . 20- إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ [2] بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ. رَأَى السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، وَسَمِعَ مِنْ: عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، وَابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَوَكِيعٌ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ. يُكَنَّى: أَبَا مُحَمَّدٍ. ضَعَّفَهُ غَيْرُ واحد، وقال النّسائيّ [3] : ليس بثقة.   [369،) ] والكاشف 1/ 63 رقم 309، وتهذيب التهذيب 1/ 243 رقم 452، وتقريب التهذيب 1/ 59 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 29. [1] أخرجه ابن ماجة في كتاب الصيام (1753) باب: في الصائم لا تردّ دعوته، من طريق ابن أبي مليكة قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: «اللَّهمّ إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي» . [2] انظر عن (إسحاق بن يحيى بن طلحة) في: التاريخ لابن معين 2/ 27، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 483 رقم 3173، والتاريخ الكبير 1/ 406 رقم 1299، والضعفاء الصغير 253 رقم 21، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 47، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 103، 104 رقم 121، وتاريخ الثقات للعجلي 62 رقم 72، والمعرفة والتاريخ 1/ 238 و 482، والجرح والتعديل 2/ 236، رقم 835، والمجروحين لابن حبّان 1// 133، 134، والثقات لابن حبّان 6/ 45، والكامل في الضعفاء 1/ 325- 327 وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 457، 458، وتهذيب الكمال 2/ 489- 492 رقم 389، والكاشف 1/ 65 رقم 326، والمغني في الضعفاء 1/ 75 رقم 596، وميزان الاعتدال 1/ 204 رقم 802، والعبر 1/ 243، والوافي بالوفيات 8/ 429 رقم 3904، وتهذيب التهذيب 1/ 254، 255 رقم 479، وتقريب التهذيب 1/ 62 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 30. [3] في الضعفاء والمتروكين 285 رقم 47. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 73 وَقَالَ أَحْمَدُ [1] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْهُ فَقَالَ: ذَاكَ شِبْهٌ لا شَيْءَ [2] ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ، وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ [4] . قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [5] . 21- إِسْرَائِيلُ بْنُ يونس [6] بْن أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله الهمدانيّ.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 483 رقم 3173. [2] الجرح والتعديل 2/ 236. [3] الضعفاء الصغير 253 رقم 21، التاريخ الكبير 1/ 406 رقم 1299. [4] الجرح والتعديل 2/ 237، وقال ابن معين في تاريخه: ضعيف، وليس بشيء. [5] وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بقويّ ولا يمكننا أن نعتبر بحديثه، وأخوه طلحة بن يحيى أقوى حديثا منه، ويتكلّمون في حفظه ويكتب حديثه. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقال عمرو بن عليّ: سمعت وكيعا وأبا دواد الطيالسي يحدّثان عن إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك الحديث منكر الحديث. (الجرح 2/ 237) وقال ابن حبّان في (المجروحين 1/ 133) : كان رديء الحفظ، سيّئ الفهم، يخطئ ولا يعلم، ويروي ولا يفهم، وقال في (الثقات 6/ 45) : يخطئ ويهمّ، وقد أدخلنا إسحاق بن يحيى هذا في الضعفاء لما كان فيه من الإيهام، ثم سبرت أخباره فإذا الاجتهاد أدّى إلى أن يترك ما لم يتابع عليه ويحتجّ بما وافق الثقات بعد أن استخرنا الله تعالى فيه. وذكر ابن عديّ في الكامل (1/ 326، 327) ثلاثة أحاديث: «من طلب العلم ليجاري به العلماء..» ، و «إنها ليست لك ولا لأحد من ولدك» ، و «من كذب عليّ متعمّدا» ، وقال: ولإسحاق أحاديث غير ما ذكرت، ولم أجد في أحاديثه أنكر مما ذكرته وحديثه «من كذب» مشهور، وهو خير من إسحاق بن أبي فروة، وإسحاق بن نجيح بكثير. [6] انظر عن (إسرائيل بن يونس) في: الطبقات الكبرى 6/ 374، والتاريخ لابن معين 2/ 28، 29، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 293 رقم 470 و 1/ 317 رقم 548 و 1/ 559، و 560 رقم 1335 و 3/ 366 رقم 5609 و 5610، وطبقات خليفة 168، وتاريخ خليفة 437، والتاريخ الكبير 2/ 56 رقم 1669، والتاريخ الصغير 179 و 203، وتاريخ الثقات للعجلي 63 رقم 77، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 469 و 478 و 676، والمعرفة والتاريخ 1/ 147 و 239 و 292 و 303 و 441 و 451 و 484 و 488 و 499 و 504 و 506 و 514 و 537 و 538 و 539 و 700 و 2/ 168 و 173 و 174 و 176 و 534 و 542 و 555 و 564 و 565 و 621 و 624 و 626 و 631 و 632 و 641 و 761 و 766 و 3/ 72 و 76 و 81 و 84 و 127 و 186 و 234 و 282 و 355، وأنساب الأشراف 3/ 6، وتاريخ الطبري 1/ 59 و 76 و 112 و 227 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 74 السَّبِيعِيُّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ، أَبُو يُوسُفَ. وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ حَرْبٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ، وَأَكْثَرَ عَنْ جَدِّهِ، وَهُوَ ثَبْتٌ فِيهِ. رَوَى عَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. رَوَى حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: إِسْرَائِيلُ ثِقَةٌ، وجعل يعجب من حفظه [1] .   [ () ] و 266 و 267 و 269 و 284 و 286 و 346 و 360 و 2/ 5 و 15 و 418 و 424 و 426 و 493 و 507 و 526 و 607 و 636 و 3/ 75، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 62 و 63 و 85 و 88 و 323 و 2/ 24 و 87 و 215 و 228 و 247 و 248 و 249 و 273 و 276 و 277 و 292 و 318 و 319 و 322 و 396، والجرح والتعديل 2/ 330، 331 رقم 1258، ومشاهير علماء الأمصار 169 رقم 1343، والثقات لابن حبّان 6/ 79، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1750، وتاريخ جرجان 69 و 103، ورجال صحيح البخاري 1/ 95، 96 رقم 107، وتاريخ الثقات لابن شاهين 65 رقم 72، ورجال صحيح مسلم 1/ 74، 75 رقم 109، وتاريخ بغداد 7/ 20- 25 رقم 3488، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 42، 43 رقم 160، ورجال الطوسي 152 رقم 204، والكامل في التاريخ 6/ 50، وتهذيب الكمال 2/ 515- 524 رقم 402، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 565، والكاشف 1/ 67 رقم 338، والمغني في الضعفاء 1/ 77 رقم 613، وميزان الاعتدال 1/ 208- 210 رقم 820، وسير أعلام النبلاء 7/ 355- 361 رقم 133، وتذكرة الحفّاظ 1/ 214، 215، وغاية النهاية 1/ 159 رقم 740، والوافي بالوفيات 9/ 11 رقم 3922، وتهذيب التهذيب 1/ 261- 265 رقم 496، وتقريب التهذيب 1/ 64 رقم 460 وطبقات الحفاظ للسيوطي 90، 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 31، وهدي الساري 390. [1] الجرح والتعديل 2/ 331، وقال ابن حنبل في: العلل ومعرفة الرجال 3/ 366 رقم 5609 و 5610: «حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: سمعت عبد الرحمن بن مهديّ يقول: كان إسرائيل في الحديث لصّا. قال ابن أبي شيبة: لم يرد أن يذمّه. قال أبو عبد الرحمن: كان الثوريّ يحدّث عن الرجل عشرة أو نحوها، ويحدّث عن إسرائيل عشرين، ثلاثين، وكان إسرائيل صاحب كتاب، والثوريّ يحفظ. وذكر ابن أبي حاتم قول ابن مهديّ في إسرائيل كان لصّا: يعني أنه يتلقّف العلم تلقّفا، (الجرح 2/ 330) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 75 وَسُئِلَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ: إِسْرَائِيلُ، أَوْ أَبُو عَوَانَةَ؟ قَالَ: إِسْرَائِيلُ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : ثِقَةٌ، وَهُوَ أَثْبَتُ مِنْ شَيْبَانَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَذَا وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ سعد [4] : منهم من يستضعفه، وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، يُحَدِّثُ عَنْهُ [5] ، وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سعيد يقول: إسرائيل فوق أبي بكر ابن عَيَّاشٍ [6] . وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: إِسْرَائِيلُ صَالِحُ الْحَدِيثِ. قَالَ غُنْجَارُ فِي «تَارِيخِهِ» : ثَنَا أبو حفص أحمد بن أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ، ثَنَا السَّرِيُّ بْنُ عَبَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَقِيقٍ الْبَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لقيت العلماء وَأَخَذْتُ مِنْ آدَابِهِمْ، لَقِيتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَأَخَذْتُ لِبَاسَ الدُّونِ مِنْهُ، رَأَيْتُ عَلَيْهِ إزارا قدر أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، وَأَخَذْتُ الْخُشُوعَ مِنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، كُنَّا جُلُوسًا حَوْلَهُ لا يَعْرِفُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَلا مَنْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ تَفَكُّرِ الآخِرَةِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدُّنْيَا عَمَلٌ، وَأَخَذْتُ قَصْدَ الْمَعِيشَةِ مِنْ وَرْقَاءَ بْنِ عُمَرَ، طَلَبْنَا مِنْهُ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: بِشَرْطِ أَنْ نَتَغَدَّى وَنَتَعَشَّى عِنْدَهُ، فكان يقدّم إلينا خبر الشَّعِيرِ وَإِدَامَ الْخَلِّ وَالزَّيْتِ فَقَالَ: هَذَا لِمَنْ يَطْلُبُ الْفِرْدَوْسَ وَيَهْرُبُ مِنَ النَّارِ، وَأَخَذْتُ الزُّهْدَ مِنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، طَلَبْتُ مِنْهُ كِتَابَ «الزُّهْدِ» فَقَالَ: اللَّهمّ اجْعَلْهُ مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي الدنيا، فرجوت   [1] تاريخ بغداد 7/ 22. [2] في تاريخه 2/ 28. [3] مثل: العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. [4] في الطبقات 6/ 374. [5] تاريخ بغداد 7/ 21. [6] الجرح والتعديل 2/ 330، وتاريخ بغداد 7/ 22. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 76 بركة دعائه، ودخلت منزله فإذا قدورا تَغْلِي بَيْنَ حَامِضٍ وَحُلْوٍ، فَأَنْكَرْتُ، فَقَالَ لِي خَادِمُهُ: لا عَلَيْكَ يَا خُرَاسَانِيُّ، إِنَّهُ لَمْ يأكل منه سَبْعِ سِنِينَ لَحْمًا، وَإِنَّهُ لَيَتَّخِذُ كُلَّ يَوْمٍ تِسْعَ قُدُورٍ يُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ وَالْمَرْضَى وَمَنْ لا حِيلَةَ لَهُ، وَأَخَذْتُ التَّعَاوُنَ وَالتَّوَكُّلَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، كُنَّا عِنْدَهُ فِي رَمَضَانَ، فَأُهْدِيَ إِلَيْهِ سَلَّةُ تِينٍ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَسَاكِينَ، فَقُلْنَا: لَوْ تَدَعُ لَنَا شَيْئًا، قَالَ: أَلَسْتُمْ صوّام؟ قُلْنا: بَلَى، قَالَ: لَيْسَ لَكُمْ عِيَالٌ، لَيْسَ لَكُمْ رَوْعَةٌ، أَمَا تَخَافُونَ اللَّهَ لِطُولِ أَمَلِكُمْ إِلَى الْعَشَاءِ وَسُوءِ ظَنِّكُمْ باللَّه، وَذَلِكَ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ، ثُمَّ قَالَ: ثِقُوا باللَّه، أَحْسِنُوا الظَّنَّ باللَّه. وَأَخَذْتُ الْحَلالَ وَتَرْكَ الشُّبَهِ مِنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: مُذْ خَرَجَ السُّودَانُ فَإِنِّي لَمْ آكُلْ مِنْ فَوَاكِهِ مَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: فَإِنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ مِصْرَ وَهُوَ خَبِيثٌ! قال: عليّ عهد الله وميثاق أَنْ لا آكُلَ طَعَامًا حَتَّى تَحِلَّ لِي الْمَيْتَةُ، فَكَانَ يُجَوِّعُ نَفْسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخْشَى ضَعْفَ الْعِبَادَةِ وَإِلا مَا أَكَلْتُهُ، اللَّهمّ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ خَبِيثٍ فَلا تؤاخذني بِهِ، ثُمَّ يَبُلُّهُ بِالْمَاءِ فَيَأْكُلُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ. قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ أَرْبَابُ الْكُتُبِ الصِّحَاحِ، وَكَانَ ثِقَةً حَافِظًا صَالِحًا خَاشِعًا مِنْ أَوْعِيَةِ الْحَدِيثِ، مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ [1] : ثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا إِسْرَائِيلُ بَغْدَادَ فَقَعَدَ فَوْقَ بَيْتٍ، وَقَامَ رَجُلٌ وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَأَخَذَ دَفْتَرًا، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ مِنَ الدَّفْتَرِ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ أَوْ عَلَى عَامَّتِهِ، وَالنَّاسُ قُعُودٌ لا يَنْظُرُونَ فِيهِ، فَقَامَ الشَّيْخُ وَقَعَدَ النَّاسُ فَكَتَبُوهُ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: إِسْرَائِيلُ كَانَ يحيى بن سعيد لا يرضاه، وكان ابْنُ مَهْدِيٍّ يَرْضَاهُ [2] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يحيى [3] لا يحدّث عن إسرائيل [4] .   [1] في التاريخ لابن معين 2/ 28، وتاريخ بغداد 7/ 21. [2] تاريخ بغداد 7/ 21. [3] هو يحيى بن سعيد القطّان. [4] تاريخ بغداد 7/ 21. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 77 وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: كُنَّا نَكْتُبُ عِنْدَهُ مِنْ حِفْظِهِ [1] . فَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ ابْنَ مهديّ قَالَ: قَالَ لِي عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قَالَ أخي إسرائيل: أحفظ حديث أبي إسحاق كما احْفَظِ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ [2] . وَقَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُنَا سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، وَغَيْرُهُمْ، مَا إِذَا اخْتَلَفُوا فِي حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ يَأْتُونَ أَبِي فَيَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي إِسْرَائِيلَ، فَهُوَ أَرْوَى عَنْهُ مِنِّي وَأَتْقَنُ لَهَا، وَكَانَ قَائِدَ جَدِّهِ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ: إِسْرَائِيلُ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ شَرِيكٍ [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: إِسْرَائِيلُ ضَعِيفٌ [5] . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَلا السَّاقِطِ [6] ، فَقَالَ مُرَّةُ: فِي حَدِيثِهِ لِينٌ [7] . 22- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن عقبة المدنيّ [8] .   [1] التاريخ لابن معين 2/ 29. [2] تاريخ بغداد 7/ 21. [3] تاريخ بغداد 7/ 22. [4] تاريخ بغداد 7/ 23. [5] تاريخ بغداد 7/ 24. [6] تاريخ بغداد 7/ 24. [7] تاريخ بغداد 7/ 24. [8] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 418، والتاريخ لابن معين 2/ 29، والتاريخ الكبير 1/ 341 رقم 1074، والمعرفة والتاريخ 3/ 288، والجرح والتعديل 2/ 152 رقم 511، والثقات لابن حبّان 6/ 44، وتاريخ أسماء، الثقات لابن شاهين 53 رقم 18، ورجال صحيح البخاري 1/ 63 رقم 54، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 27 رقم 96، وتهذيب الكمال 3/ 17، 18 رقم 415، والكاشف 1/ 69 رقم 350، وميزان الاعتدال 1/ 215 رقم 841، والوافي بالوفيات 9/ 63 رقم 3978، وتهذيب التهذيب 1/ 272، 273 رقم 510، وتقريب التهذيب 1/ 65 رقم 474، وخلاصة تذهيب التهذيب 32. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 78 عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . 23- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ أَخُو مُوسَى. عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، وَالثَّوْرِيِّ، وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. شَيْخٌ صَدُوقٌ [5] . تُوُفِّيَ سنة 169. 24- إسماعيل بن خليفة، أبو هاني الْكُوفِيُّ [6] . مِنْ مَوَالِي سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيِّ. وَلاهُ الْمَنْصُورُ قَضَاءَ إِصْبَهَانَ. يَرْوِي عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُجَالِدٍ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بن أيّوب،   [1] الجرح والتعديل 2/ 152. [2] في الجرح والتعديل 2/ 152. [3] قال ابن سعد: لقي نافعا مولى ابن عمر، وعائشة بنت سعد بن أبي وقّاص وحدّث عنهما حديثا صالحا. وكان يحدّث بالمغازي عن عمّه موسى بن عقبة. وذكره ابن حبّان في الثقات. وروى عنه البخاري في صحيحه، ووثّقه ابن شاهين. [4] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن) في: التاريخ الكبير 1/ 339 رقم 1070، والتاريخ الصغير 190، والجرح والتعديل 2/ 151، 152 رقم 509، والثقات لابن حبّان 6/ 29، 30، وتهذيب الكمال 3/ 16، 17 رقم 414، والكاشف 1/ 69 رقم 349، وتهذيب التهذيب 1/ 272 رقم 509، وتقريب التهذيب 1/ 65 رقم 473، وخلاصة تذهيب التهذيب 32. [5] ذكره ابن حبّان في الثقات، وهو الّذي أرّخ وفاته. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 152: شيخ. [6] انظر عن (إسماعيل بن خليفة) في: الجرح والتعديل 2/ 167 رقم 561، وذكر أخبار أصبهان 1/ 207، والثقات لابن حبّان 8/ 96، ولسان الميزان 1// 403 رقم 1262. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 79 وَوَلَدُهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هَانِئٍ. وَحَدِيثُهُ عِنْدَ الأَصْبَهَانِيِّ [1] . مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [2] . فَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، فَيَأْتِي بِكُنْيَتِهِ. 25- إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكَحَّالُ [3] . بَصْرِيٌّ حَسَنُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الْخُزَاعِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : صَالِحٌ [5] . 26- أَشْرَسُ أَبُو شَيْبَانَ [6] . بَصْرِيٌّ، عَنِ: الْحَسَنِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.   [1] في ذكر أخبار أصبهان 1/ 207. [2] قال يونس بن حبيب: محلّه الصدق كتب عنه مشايخنا. وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: كان يخطئ. [3] انظر عن (إسماعيل بن سليمان الكحّال) في: التاريخ الكبير 1/ 358 رقم 1123، والمعرفة والتاريخ 3/ 362، والجرح والتعديل 2/ 177 رقم 594، والثقات لابن حبّان 6/ 39، وتهذيب الكمال 3/ 106، 107 رقم 451، والكاشف 1/ 73 رقم 384، وتهذيب التهذيب 1/ 304 رقم 558، وتقريب التهذيب 1/ 70 رقم 517، وخلاصة تذهيب التهذيب 34. وهو الّذي يقال فيه أيضا: الضّبيّ، واليشكريّ. [4] في الجرح والتعديل 2/ 177. [5] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: كان يخطئ. [6] انظر عن (أشرس بن شيبان) في: التاريخ الكبير 2/ 42 رقم 1622، والجرح والتعديل 2/ 322 رقم 1223 وفيه (أشرس بن ربيعة أبو شيبان الهذلي) ، والثقات لابن حبّان 6/ 81. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 80 وعنه: يزيد بْن هارون، وعُبَيْد الله بْنُ مُوسَى، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَغَيْرُهُمْ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «تَارِيخِ الثِّقَاتِ» [1] . 27- أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ السَّعْدِيُّ الْهُجيْمِيُّ [2] . بَصْرِيٌّ وَاهٍ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَاضِي الْمِصِّيصَةِ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] ، وَأَبُو حَاتِمٍ [4] : ضَعِيفٌ، وَقَالَ الْفلاسُ [5] : ضَعِيفٌ جِدًّا، وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [6] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ: ثَنَا أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا حَدَّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثًا فَوَافَقَ الْحَقَّ، فَخُذُوا بِهِ» [7] ، هَذَا مُنْكَرٌ، وَلَمْ يَصِحَّ فِي هَذَا شَيْءٌ [8] . وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ بَرَازٍ الْهُجَيْمِيِّ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ. وَقَدْ قَالَ فيه البخاريّ [9] : منكر الحديث جدّا.   [1] ج 6/ 81. [2] انظر عن (أشعث بن براز السعدي) في: التاريخ لابن معين 2/ 40، والتاريخ الكبير 1/ 428 رقم 1379، والتاريخ الصغير 188، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 56، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 32، 33 رقم 14، والجرح والتعديل 2/ 269، 270 رقم 974، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 65 رقم 112، والمؤتلف والمختلف له، ورقة 109 أ، والمجروحين لابن حبّان 1/ 173، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 366، 367، والمغني في الضعفاء 1/ 91 رقم 754، وميزان الاعتدال 1/ 262، 263 رقم 994، ولسان الميزان 1/ 454، 455 رقم 1405. [3] ليس في تاريخه، بل في الكامل لابن عديّ 1/ 366. [4] في الجرح والتعديل 2/ 270. [5] الجرح والتعديل، والكامل 1/ 366. [6] في تاريخه 2/ 40، وفي الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 32، وفي الجرح والتعديل 2/ 270. [7] في الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 33 تتمّة: «حدّثت به أو لم أحدّث به» . [8] قال العقيلي: وليس لهذا اللفظ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إسناد يصح، وللأشعث هذا غير حديث منكر. [9] قال البخاري في التاريخ الصغير 188: «منكر الحديث» وليس فيه «جدا» ، وفي التاريخ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 81 وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ [2] . 28- أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ الْبَصْرِيُّ [3] . عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَكَامِلُ الْجَحْدَرِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [4] ، وَقَالَ مُسْلِمٌ [5] : كَانَ يَكْذِبُ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [6] : لَيْسَ بِالْحَافِظِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [7] : هُوَ مَعَ ضَعْفِهِ يكتب حديثه،   [ () ] الكبير 2/ 428 قال: «كان يوهنه يحيى بن يحيى» . [1] في الضعفاء والمتروكين 285 رقم 56. [2] وضعّف حديثه أبو زرعة، وقال الدار الدّارقطنيّ: مقلّ، منكر الحديث وقال في المؤتلف: له مناكير،. وقال ابن حبّان: يخالف الثقات في الأخبار ويروي المنكر في الآثار حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ والضعف بيّن على رواياته. [3] انظر عن (أشعث بن سعيد السّمان) في: التاريخ لابن معين 2/ 40، والتاريخ الكبير 1/ 430 رقم 1386، والضعفاء الصغير 253 رقم 29، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 37، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 57، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 30، 31 رقم 12، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 93، رقم 136، والمعرفة والتاريخ 2/ 113، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 174، والجرح والتعديل 2/ 272 رقم 980، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 66 رقم 113، والمجروحين لابن حبّان 1/ 172، 173، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 367- 370، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 193 ب، ورجال الطوسي 153 رقم 265، وتهذيب الكمال 3/ 261- 264 رقم 523، والكاشف 1/ 82 رقم 442، والمغني في الضعفاء 1/ 91 رقم 755، وميزان الاعتدال 1/ 263 رقم 995، وتهذيب التهذيب 1/ 351، 352 رقم 643، وتقريب التهذيب 1/ 97 رقم 598، وخلاصة تذهيب التهذيب 38. [4] الكامل في الضعفاء 1/ 367 وفي تاريخه قال: ليس بشيء. [5] لم يجرّحه في الكنى والأسماء. [6] في التاريخ الكبير، وزاد في الضعفاء الصغير 253 رقم 29: «يكتب حديثه» . [7] في الكامل في الضعفاء 1/ 370. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 82 وقال النّسائيّ [1] : ضعيف، وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [2] : مَتْرُوكٌ، وَقَالَ أَحْمَدُ: مُضْطَرِبٌ، لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ [3] . وَمِنْ مَنَاكِيرِ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا [4] : «نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ» [5] . 29- أَعْيَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو حَفْصٍ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ [6] . عَنِ الْحَسَنِ، وَأَبِي أَبْلَحَ الْهُذَلِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ. قَالَ الْفلاسُ: هُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ. 30- أُنَيْسُ بن خالد التّميميّ السّعديّ [7] .   [1] في الضعفاء والمتروكين 285 رقم 57. [2] في الضعفاء والمتروكين 66 رقم 113. [3] في الجرح والتعديل 2/ 272، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 30. [4] أخرجه ابن عديّ في الكامل 1/ 368. [5] وقال هشيم: بلغني أن شعبة يغمز أبا الربيع السّمان. وقال الجوزجاني: واهي الحديث. وقال ابن حبّان: يروي عن الأئمة الثقات الأحاديث الموضوعات وبخاصة عن هشام بن عروة، كأنه ولع بقلب الأخبار عليه. وقال عمرو بن علي الصيرفي: متروك الحديث وكان لا يحفظ. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث سيّئ الحفظ يروي المناكير عن الثقات. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال الحاكم النيسابورىّ: ليس بالقويّ عندهم. [6] انظر عن (أعين بن عبد الله العقيلي) في: التاريخ الكبير 2/ 54 رقم 1661، والجرح والتعديل 2/ 325 رقم 1237، والثقات لابن حبّان 6/ 82. [7] انظر عن (أنيس بن خالد التميمي) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 65 رقم 120 وفيه (أنيس بن خالد المرّي) ، والتاريخ الكبير 2/ 43 رقم 1626، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 22 رقم 5، والجرح والتعديل 2/ 335 رقم 1268، والثقات لابن حبّان 6/ 82، والكامل في الضعفاء 1/ 403، والمغني في الضعفاء 1/ 94 رقم 790، وميزان الاعتدال 1/ 277 رقم 1042، ولسان الميزان 1/ 470 رقم 1450. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 83 عَنْ: عَطَاءٍ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَالْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بن يونس. قال البخاريّ ليس بذاك [1] ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ [3] . 31- أَيُّوبُ بْنُ خَوْطٍ، أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ [4] . عَنْ: يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ. وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَغُنْجَارُ الْبُخَارِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ. قال النّسائيّ [5] ، وغيره: متروك،   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 22. [2] في الجرح والتعديل 2/ 335. [3] وقال ابن معين: لا أعرفه وأنيس بن أبي يحيى لم يسمع منه أحمد بن يونس شيئا. وذكره العقيلي في الضعفاء، وابن حبّان في الثقات. وقال ابن معين مرّة: ثقة. وقال ابن عديّ: ليس بمعروف ولم يرو عنه زيد بن حباب يسير، وليس يحضرني عنه حديث مسند فأذكره وإنّما روى عنه زيد بن الحباب كما ذكره البخاري. [4] انظر عن (أيوب بن خوط البصري) في: التاريخ لابن معين 2/ 49، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 484 رقم 6074، والتاريخ الكبير 1/ 414 رقم 1318، والتاريخ الصغير 3209، والضعفاء الصغير 253 رقم 26، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 7، والضعفاء والمتروكين للنسائي 284 رقم 26، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 110- 112 رقم 129، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 99 رقم 147، والمعرفة والتاريخ 2/ 666، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 113، والجرح والتعديل 2/ 241 رقم 876، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 65 رقم 108، والمؤتلف والمختلف له، ورقة 52 أ، والمجروحين لابن حبّان 1/ 166، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 341- 343، والمغني في الضعفاء 1/ 96 رقم 808، وميزان الاعتدال 1/ 286 رقم 1074، والكشف الحثيث 107، 108 رقم 161، والموضوعات 3/ 266، ولسان الميزان 1/ 479، 480 رقم 1468. [5] في الضعفاء والمتروكين 284 رقم 26. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 84 قال حَسَنُ بْنُ عِيسَى: [1] تَرَكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيُّوبَ بْنَ خَوْطٍ، وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [2] : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ [3] . 32- أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ. قَدْ ذُكِرَ، وَسَيُذْكَرُ، قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 33- أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيُّ [4] ، أَبُو الْجَمَلِ [5] الْيَمَامِيُّ. عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وَصَيْفِيُّ بْنُ رِبْعِيٍّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شيء [7] ،   [1] في الأصل: «وقال ابن مائيه حسن» ، والتحرير من: الضعفاء الكبير 1/ 110، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 484 رقم 6074. [2] في تاريخ 2/ 49. [3] ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير وقال: وأيّوب هذا يحدّث بأحاديث كثيرة لا أصل لها ولا يتابع منها على شيء. وقال الجوزجاني: متروك. وكذا قال الدار الدّارقطنيّ. وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدا، يروي المناكير عن المشاهير كأنه مما عملت يداه، تركه ابن المبارك، وقال عمرو بن علي: كان خزّازا في دار عمرو، وكان أمّيّا لا يكتب، فوضع كتابا فكتبه على ما يريد فكان يعامل به الناس، ولم يكن من أهل الكذب، كان كثير الغلط، كثير الوهم يقول بالقدر، متروك الحديث. وقال: سمعت يزيد بن زريع يقول: حدّثنا أيوب، فقال له رجل: من أيوب؟ فقال: تراني أقول أيوب بن خوط، إنما استعمل أيوب بن خوط قوما فحدّثهم. وقال ابن عديّ: هو عندي كما ذكره عمرو بن علي، إنه كثير الغلط والوهم، وليس من أهل الكذب. وقال الدار الدّارقطنيّ في المؤتلف: ضعيف. [4] انظر عن (أيوب بن محمد العجليّ) في: التاريخ الكبير 1/ 423 رقم 1359، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 21، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 116 رقم 137، والمعرفة والتاريخ 3/ 379، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 138، والجرح والتعديل 2/ 257 رقم 917، والمجروحين لابن حبّان 1/ 166، 167، والكامل في الضعفاء 1/ 348، 349، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 251، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 118 ب، والمغني في الضعفاء 1/ 97 رقم 828، وميزان الاعتدال 1/ 292 رقم 1097، ولسان الميزان 1/ 487، 488 رقم 1509. [5] هذا لقبه. وكنيته: أبو سهل. [6] في الجرح والتعديل 2/ 257. [7] الجرح والتعديل 2/ 257. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 85 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [1] . 34- أَيُّوبُ بْنُ نَهِيكٍ الْحَلَبِيُّ [2] . عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو قَتَادَةَ الْحَرَّانِيُّ، وَيَحْيَى الْبَابْلُتِّيُّ. وَامْتَنَعَ أَبُو زُرْعَةَ مِنْ رِوَايَةِ حَدِيثِهِ تَوَرُّعًا [3] ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : ضَعِيفٌ [5] .   [1] الجرح والتعديل. وقال البخاري: روى عبد الحميد بن جعفر، عن أيوب بن محمد، عن قيس بن طلق، فلا أدري هو هذا أم لا. وقال العقيلي: يهمّ في بعض حديثه. ووثّقه الفسوي في المعرفة والتاريخ. وقال ابن حبّان: كان قليل الحديث، ولكنه خالف الناس في كل ما روى، فلا أدري أكان يتعمّد أو يقلب وهو لا يعلم. وقال ابن عديّ: حدّثنا الحسن بن سفيان، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا عبد الله بن رجاء، حدّثنا أيوب بن محمد أبو الجمل ثقة، عن عبيد الله بن نافع، عن ابن عمر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ليس على المرأة حرم إلّا في وجهها» . قال الشيخ- يعني ابن عديّ-: وهذا الحديث لا أعلم يرفعه عن عبيد الله غير أبي الجمل هذا، وأبو الجمل لا أعرف له كثير شيء» . وقد تعقّب الحافظ ابن حجر هذه الرواية فقال: وقول المصنّف: وثّقه الفسوي خلاف ما وقع في الكامل. وذكر الحديث بسنده وفيه: حدّثنا عبد الله بن رجاء، ثنا أيوب بن محمد أبو الجمل ثقة، ثم قال: وظاهر هذا أنّ التوثيق فيه من عبد الله بن رجاء مع احتمال أن يكون من الفسوي. [2] انظر عن (أيوب بن نهيك الحلبي) في: التاريخ الكبير 1/ 425 رقم 1365، والجرح والتعديل 2/ 259 رقم 930، والثقات لابن حبّان 6/ 61، والمغني في الضعفاء 1// 98 رقم 837، وميزان الاعتدال 1/ 294 رقم 1109، ولسان الميزان 1/ 490 رقم 1517. [3] قال أبو زرعة: لا أحدّث عن أيوب بن نهيك ولم يقرأ علينا حديثه، هو منكر الحديث. (الجرح والتعديل) . [4] في الجرح والتعديل 2/ 259. [5] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: يعتبر بحديثه من غير رواية أبي قتادة الحرّاني عنه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 86 [حرف الْبَاءِ] 35- بَزِيعٌ، أَبُو الْهَيْثَمِ الْمَرْوَزِيُّ [1] . ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «تَارِيخِ الثِّقَاتِ» [2] ، فَقَالَ: يَرْوِي عَنْ: أَبِي مِجْلَزٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، وَعِيسَى غُنْجَارُ. 36- بشار بن برد [3] . البصري، أبو معاذ الأعمى، الشاعر البليغ المقدّم على شعراء   [1] انظر عن (بزيع المروزي أبو الهيثم) في: التاريخ الكبير 2/ 130، 131 رقم 1937، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 116، والجرح والتعديل 2/ 420 رقم 1666، والثقات لابن حبّان 6/ 113. [2] ج 6/ 113 وزاد: «من أهل مرو» . [3] انظر عن (بشّار بن برد) في: أمالي القالي 1/ 84 و 99 و 100 و 226 و 228 و 2/ 56 و 61 و 264 و 3/ 30 و 107 والذيل 107، والشعر والشعراء 2/ 643- 646 رقم 181، وعيون الأخبار 3/ 26 و 4/ 111، والزاهر لابن الأنباري 1/ 265 و 372، وأنساب الأشراف 3/ 207 و 246، وتاريخ الطبري 7/ 510 و 8/ 156 و 181 وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 19 و 21 و 31 و 67 و 86 و 99 و 235 و 290 و 405، والأغاني 3/ 135- 250، والعيون والحدائق 3/ 229، والبرصان والعرجان 20، وخاصّ الخاصّ 61 و 101 و 107 و 108، و 109، وتحسين القبيح 48 و 66 و 108 و 121، وثمار القلوب 31 و 32 و 67 و 70 و 171 و 176 و 224 و 330 و 347 و 403- 406 و 411 و 443 و 496 و 542 و 577 و 630 و 631، وتحفة الوزراء 115 و 140 و 159 و 160، والفرج بعد الشدّة 2/ 238 و 3/ 111 و 5/ 42، وشرح أدب الكاتب 106 و 122، وربيع الأبرار 4/ 272 و 273 و 276 و 406 و 428 و 453، وأمالي المرتضى 1/ 128 و 131 و 133 و 134 و 137- 141 و 163 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 87 المحدثين، فإنه قَالَ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ الْجَيِّدِ، وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَأَقَامَ بِهَا وَمَدَحَ الْكِبَارَ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ، وَيُلَقَّبُ بِالْمُرَعَّثِ، لِأَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ فِي أُذُنِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ رَعَاثًا، وَالرَّعَاثُ: الْحَلَقُ، وَاحِدُهَا رَعْثَةٌ، وقيل في معنى لقبه غير ذلك [1] .   [ () ] و 509 و 510 و 554 و 607 و 2/ 35 و 63 و 64 و 126 و 133 و 134 و 137- 139 و 142، والمحاسن والمساوئ 122 و 357، والعقد الفريد 1/ 236 و 247 و 282 و 5/ 366 و 384، وتاريخ بغداد 7/ 112- 118 رقم 3559، والبخلاء للخطيب 113 و 185، والمنازل الديار 1/ 250، والتذكرة الحمدونية 1/ 203 و 281 و 2/ 217 و 248، والإنباء في تاريخ الخلفاء 69، 70، والكامل في التاريخ 6/ 70 و 74 و 86، ووفيات الأعيان 1/ 221- 223 و 271- 274 و 420 و 428 و 467، 468 و 2/ 170 و 211- 213 و 352 و 3/ 20 و 292 و 5/ 214 و 6/ 8 و 10 و 11 و 55 و 72 و 78 و 188 و 190 و 191 و 198 و 7/ 22 و 26 و 211، والفخري في الآداب السلطانية 184، والتذكرة الفخرية 54، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 120، وسير أعلام النبلاء 7/ 184، والتذكرة الفخرية 54، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 120، وسير أعلام النبلاء 7/ 24، 25 رقم 8، والعبر 1/ 252، والبداية والنهاية 10/ 149، 150، ونكت الهميان 125، والوافي بالوفيات 10/ 135- 141 رقم 4598، والموشح 246، ومعاهد التنصيص 1/ 289- 304، ومرآة الجنان 1/ 353- 355، وخلاصة الذهب المسبوك 101، وبدائع البدائه 35 و 36 و 39 و 43 و 90 و 109 و 110 و 332 و 368، وتاريخ حلب للعظيميّ 230، ولسان الميزان 2/ 15، 16 رقم 55، وشذرات الذهب 1/ 264، 265، وخزانة الأدب 1/ 541، 542، والسمط 196، وزهر الآداب 424، والمحاسن والأضداد 119، والبيان والتبيين 3/ 197، ورسالة الغفران 2/ 137، والعمدة 1/ 91، 92، ودلائل الإعجاز للجرجاني 176، وديوان المعاني 1/ 203، ونهاية الأرب 3/ 320، والفهرست لابن النديم 338. [1] قيل في لقب بشّار بالمرعّث ثلاثة أقوال: أحدها أنه لقّب بذلك لبيت قاله وهو: قال ريم مرعّث ... فاتر الطرف والنظر لست والله قاتلي ... قلت أو يغلب القدر والقول الثاني: أنه كان لبشّار ثوب له جيبان أحدهما عن يمينه، والآخر عن شماله، فكان إذا أراد لبسه يضمّه عليه ضمّا، من غير أن يدخل رأسه فيه، فشبّه استرسال الجيبين وتدلّيهما بالرّعاث، وهي القرطة، فقيل: المرعّث. وقال أبو عبيدة: إنما سمّي المرعّث لأنه كان يلبس في صباه رعاثا، وهذا هو القول الثالث. (أمالي المرتضى 1/ 140) وقد رجّح ابن خلّكان القول الثالث (وفيات الأعيان 1/ 274) فقال: المرعّث: بضم الميم وفتح الراء وتشديد العين المهملة المفتوحة وبعدها تاء مثلّثة، وهو الّذي في أذنه رعاث، والرعاث القرطة، واحدتها رعثة، وهي القرط، لقّب بذلك لأنه كان مرعّثا في صغره، ورعثات الديك المتدلّي أسفل الجزء: 10 ¦ الصفحة: 88 وَقَدْ وُلِدَ أَعْمَى، وَقَالَ الشِّعْرَ وَلَمْ يَبْلُغْ عَشْرَ سِنِينَ [1] . وَعَنْ أَبِي تَمَّامٍ الطَّائِيِّ قَالَ: أَشْعَرُ النَّاسِ بَعْدَ الطَّبَقَةِ الأُولَى: بَشَّارٌ، وَالسَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ، وَأَبُو نُوَاسٍ، وَبَعْدَهُمْ: مُسْلِمُ بْنُ الْوَلِيدِ. وَلِبَشَّارٍ: يَا طَلَلَ الْحَيِّ [2] بِذَاتِ الصَّمْدِ [3] ... باللَّه خَبِّرْ كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي بَدَتْ [4] بِخَدٍّ وَجَلَتْ عَنْ خَدِّ ... ثُمَّ انْثَنَتْ بِالنَّفَسِ [5] الْمُرْتَدِّ وَصَاحِبٍ كَالدُّمَّلِ الْمُمِدِّ ... حَمَلْتُهُ فِي رُقْعَةٍ مِنْ جِلْدِي [6] حَتَّى اغْتَدَى [7] غَيْرَ فَقِيدِ الْفَقْدِ ... وَمَا دَرَى مَا رَغْبَتِي مِنْ زُهْدِي الْحُرُّ يُلْحَى [8] وَالْعَصَا لِلْعَبْدِ ... وَلَيْسَ لِلْمُلْحِفِ مِثْلُ الرَّدِّ اسْلَمْ وُحُيِّيتَ أَبَا الْمِلَدِّ ... (مِفْتَاحَ بَابِ الْحَدَثِ الْمُنْسَدِّ) [9] للَّه أَيَّامُكَ فِي مَعَدِّ ... (وَفِي بَنِي قَحْطَانَ غَيْرَ عدّ) [10] وهي طويلة [11] .   [ () ] حنكه. والرعث: الاسترسال والتساقط، وكأن اسم القرطة اشتقّ منه، وقيل في تلقيبه بذلك غير هذا، وهذا أصحّ. وانظر: الأغاني 3/ 140 و 141، وتاريخ بغداد 7/ 113، ومعاهد التنصيص 1/ 291. [1] الأغاني 3/ 143، تاريخ بغداد 7/ 113، معاهد التنصيص 1/ 291. [2] في طبقات الشعراء لابن المعتز 25: «يا طلل الدار» . [3] الصّمد: بفتح أوله وإسكان ثانيه، بعده دال مهملة. موضع في ديار بني يربوع. (معجم ما استعجم 3/ 841) . [4] في: الشعر والشعراء: «ضنّت» ، وفي الأغاني: «صدّت» . [5] في الشعر والشعراء، والأغاني: «كالنفس» . [6] الشطر الثاني ساقط من الأصل واستدركته من: العشر والشعراء، وطبقات ابن المعتز، وفيه: «في جلد» . [7] في الأغاني: «حتى مضى» . [8] يلحى: يلام. [9] بين القوسين إضافة من الأغاني. [10] زيادة من الأغاني. [11] انظر الأبيات في: ديوان بشّار بن برد- جمعه بدر الدين العلويّ- طبعة دار الثقافة، بيروت- ص 84 وهي أرجوزة في مدح عقبة بن سلم، والأغاني 3/ 175، 176، ومنها أربعة أبيات في: الشعر والشعراء 2/ 644، وثلاثة أبيات في: طبقات الشعراء لابن المعتز الجزء: 10 ¦ الصفحة: 89 وَمِنْ شِعْرِهِ: إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ معاتبا ... خليلك [1] لم تلق الّذي لا تعاتبه فعش واحدا أوصل أَخَاكَ فَإِنَّهُ ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ إِذَا أنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى ... ظَمِئْتَ، وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ [2] ؟ وَقَدْ سَأَلَ أَبُو حَاتِمٍ السَّجِسْتَانِيُّ أَبَا عُبَيْدَةَ: أَمَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أشْعَرُ، أَمْ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ؟ فَقَالَ: حَكَمَ بَشَّارٌ لِنَفْسِهِ بِالاسْتِظْهَارِ لِأَنَّهُ قَالَ ثَلاثَةَ عشر ألف بيت جيّد، ولا يكون لشاعر هذا العدد لا في الجاهلية وَلا الإِسْلامِ، ومروان أمدح للملوك [3] . ولبشار: خليلي ما بال الدّجى لا يُزحْزَحُ [4] ... وَمَا بَالُ ضَوْءِ [5] الصُّبْحِ لا يَتَوَضَّحُ أَضَلَّ الصَّبَاحُ [6] الْمُسْتَنِيرُ [7] طَرِيقَهُ ... أَمِ الدَّهْرُ لَيْلٌ كُلُّهُ لَيْسَ يَبْرَحُ [8] وَقَدْ سَاقَ صَاحِبُ «الأَغَانِي» [9] لِبَشَّارٍ سِتَّةً وَعِشْرِينَ جَدًّا كُلُّهُمْ أَعَاجِمُ، وأسماؤهم فارسيّة،   [ () ] 25، 26، وبيتان ونصف البيت في: التذكرة الحمدونية 1/ 281 رقم 769، وبيت واحد في: تحسين القبيح للثعالبي 109، وسبعة أبيات: في: تاريخ بغداد 7/ 116. [1] في الأغاني: «صديقك» ، وكذا في وفيات الأعيان. وفي طبقات الشعراء لابن المعتز: «أخا لك» . [2] الأبيات في الديوان 1/ 305، وطبقات الشعراء لابن المعتز 27، والأغاني 3/ 197، ووفيات الأعيان 1/ 423، وتاريخ بغداد 7/ 115. [3] تاريخ بغداد 7/ 116. [4] في أمالي القالي: «تزحزح» . [5] في الأمالي: «وما لعمود الصبح» . [6] في الأمالي: «النهار» . [7] في تاريخ بغداد: «المستقيم» . [8] البيتان في أمالي القالي 1/ 99 وفيه زيادة بيت: وطال عليّ الليل حتى كأنّه ... بليلين- موصول فما يتزحزح وفي تاريخ بغداد 7/ 114 والبيت الزائد يختلف عمّا في الأمالي. [9] في أول ترجمة بشّار- ج 3/ 135. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 90 وَقِيلَ أَصْلُهُ مِنْ طُخَارُسْتَانَ [1] مِنْ سَبْيِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَوُلِدَ بَشَّارٌ عَلَى الرِّقِّ فَأَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ [2] . وَكَانَ جَاحِظَ الْحَدَقَتَيْنِ، قَدْ يَغْشَاهُمَا لَحْمٌ أَحْمَرُ، وَكَانَ عَظِيمَ الْخِلْقَةِ [3] . وَيُقَالُ: أَنَّهُ مَدَحَ الْمَهْدِيَّ فَاتَّهَمَهُ بِالزَّنْدَقَةِ، وَمَا هُوَ مِنْهَا بِبَعِيدٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَ سَبْعِينَ سَوْطًا، فَمَاتَ مِنَّا [4] . وَيُقَالُ عَنْهُ إِنَّهُ كان يُفَضِّلُ النَّارَ، وَيُصَوِّبُ [رَأْيَ إِبْلِيسَ] [5] فِي امْتَنَاعِهِ مِنَ السُّجُودِ، وَيَقُولُ شِعْرًا: الأَرْضُ مُظْلِمَةٌ وَالنَّارُ مُشْرِقَةٌ ... وَالنَّارُ مَعْبُودَةٌ مُذْ كَانَتِ النَّارُ [6] وَهُوَ الْقَائِلُ: هَلْ تَعْلَمِينَ وَرَاءَ الْحُبِّ مَنْزِلَةً ... تُدْنِي إِلَيْكِ فَإِنَّ الْحُبَّ أَقْصَانِي [7] وَلَهُ: أَنَا وَاللَّهِ أَشْتَهِي سِحْرَ عَيْنَيْكِ ... وَأَخْشَى مَصَارِعَ الْعُشَّاقِ [8] وَلَهُ:   [1] قال ابن خلكان: طخارستان: بضم الطاء المهملة وفتح الخاء المعجمة وبعد الألف راء مضمومة وبعدها سين ساكنة مهملة ثم تاء مثنّاة من فوقها وبعد الألف نون. وهي ناحية كبيرة مشتملة على بلدان وراء نهر بلخ على جيحون. وفي معجم البلدان لياقوت 4// 23 بفتح الطاء. [2] الأغاني 3/ 135 و 136. [3] الأغاني 3/ 141. [4] تفصيل ذلك في الأغاني 3/ 243، 244، 246، 247. [5] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من: الأغاني 3/ 145 وفيه: «كان بشّار يدين بالرجعة، ويكفّر جميع الأمّة، ويصوّب رأي إبليس في تقديم النار على الطين» ثم ذكر البيت. [6] الديوان 125، والبيان والتبيين 1/ 29، والأغاني 3/ 145، وأمالي المرتضى 1/ 138 وفيه عكس الشطر الأول فقال: «النار مشرقة والأرض مظلمة» ، ووفيات الأعيان 1/ 273 و 421، ومعاهد التنصيص 1/ 297، والوافي بالوفيات 10/ 138، ولسان الميزان 2/ 15. [7] الديوان 228، ووفيات الأعيان 1/ 272، والوافي بالوفيات 10/ 136. [8] الديوان 168، وخاص الخاص 108، ووفيات الأعيان 1/ 272، والوافي بالوفيات 10/ 136. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 91 يَا قَوْمُ أُذُنِي لِبَعْضِ الْحَيِّ عَاشِقَةٌ ... وَالأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ الْعَيْنِ أَحْيَانًا [1] وَلِأَبِي هِشَامٍ الْبَاهِلِيِّ، وَكَتَبَهَا عَلَى قَبْرِ حَمَّادٍ عَجْرَدٍ، وَبَشَّارٍ: قَدْ تبع الأعمى قفا عجرد ... فأصبحا جارين في دار صارا جَمِيعًا فِي يَدَيْ مَالِكٍ ... فِي النَّارِ، وَالْكَافِرُ في النار [2] قيل: إنّ بشّار قُتِلَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً. وَأَخْبَارُهُ تَامَّةٌ فِي «كِتَابِ الأَغَانِي» [3] . 37- بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ [4] . أَبُو عُبَيْدَةَ النّاجي البصريّ. وعن: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَهِلالُ بْنُ فَيَّاضٍ، وَغَيْرُهُمَا. رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [5] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ آخَرُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [6] ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ [7] : لَيْسَ بثقة،   [1] الديوان 223 و 226، وخاص الخاص 109، والأغاني 3/ 165، ووفيات الأعيان 1/ 272. [2] معاهد التنصيص 1/ 301. [3] ج 3/ 135- 250. [4] انظر عن (بكر بن الأسود الناجي) في: التاريخ لابن معين 2/ 61 وفيه (بكر بن أبي الأسود) . والتاريخ الكبير 2/ 87 رقم 1781، والضعفاء والمتروكين للنسائي 286 رقم 85، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 79، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 147 رقم 182، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 112 رقم 179، والمعرفة والتاريخ 2/ 113، وفيه (بكر بن أبي الأسود) ، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 74، والجرح والتعديل 2/ 382 رقم 1489، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 79 رقم 125 وفيه بكر بن أبي الأسود. والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 70 رقم 133 وفيه (بكر بن أبي الأسود) ، والمجروحين لابن حبّان 1/ 196، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 461، والمغني في الضعفاء 1/ 112 رقم 965، وميزان الاعتدال 1/ 342، 343 رقم 1271، ولسان الميزان 2/ 47 رقم 174. [5] في تاريخه 2/ 61. [6] في الجرح والتعديل 2/ 382. [7] في الضعفاء والمتروكين 286 رقم 85، وقال مرة: ضعيف. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 92 وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [1] : غَلَبَ عَلَيْهِ التَّقَشُّفُ وَالْعِبَادَةُ فَغَفَلَ عَنِ الْحَدِيثِ حَتَّى غَلَبَ عَلَى حَدِيثِهِ الْمُعْضِلاتُ، وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [2] : ثَنَا آدَمُ بْنُ مُوسَى، سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّابٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ. قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ: الَّذِي يَرْوِي الْمَوَاعِظَ بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، كَذَّابٌ [3] . 38- بَكْرُ بْنُ الْحَكَمِ [4] ، أَبُو بِشْرٍ الْمُزَلِّقُ الْيَرْبُوعِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ. وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. صَالِحُ الْحَدِيثِ [5] ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [6] . 39- بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ الْكُوفِيُّ العابد [7] .   [1] في المجروحين 1/ 196 وفيه: قيل إنه بكر بن سوادة ويقال: بكر بن أبي الأسود. [2] في الضعفاء الكبير 1/ 147 وفيه: «كان يرى القدر» . [3] الضعفاء الكبير 1/ 147، وكذا قال يحيى بن كثير. (التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 87) ، وقال الجوزجاني: كان في رأي البصريّين رأسا. وقال ابن معين مرة: لا شيء. (الجرح والتعديل) ، وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين 70 رقم 133 وقال: مواعظ. وقال ابن عديّ: وأبو عبيدة هذا معروف بمواعظ الحسن، وهو قليل المسند، مقدار ما يرويه من المسند لا يتابع عليه، وما أرى في حديثه من المنكر ما يستحق به الكذب. [4] انظر عن (بكر بن الحكم اليربوعي) في: التاريخ الكبير 2/ 788 89 رقم 1786، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 14، والجرح والتعديل 2/ 383 رقم 1493، والثقات لابن حبّان 6/ 104، وتهذيب الكمال 4/ 204 رقم 741، والكاشف 1/ 107 رقم 629، والمغني في الضعفاء 1/ 112 رقم 970، وميزان الاعتدال 1/ 344 رقم 1277، وتهذيب التهذيب 1/ 480 رقم 7883 وتقريب التهذيب 1/ 105 رقم 111، وخلاصة تذهيب التهذيب 51. [5] في الجرح والتعديل 2/ 383: «كان ثقة عن ثابت البناني» . [6] الجرح والتعديل. [7] انظر عن (بكر بن خنيس الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 62، ومعرفة الرجال له 2/ 35 رقم 47، والتاريخ الكبير 2/ 89 رقم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 93 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَمَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَوَلَدَاهُ حَبِيبٌ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ ابْنَا بَكْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : كَانَ غرّا صالحا، وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: مَتُروكُ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ الْفلاسُ: ثَنَا يَحْيَى، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ [4] . رَوَى مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى شَيْئًا مِنَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ فَقَدْ كَفَرَ» ، رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَمَعْمَرٌ، وَجَمَاعَةٌ، عن ليث، فلم يرفعه [5] .   [ () ] 1787، والضعفاء والمتروكين للنسائي 286 رقم 84، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 148، 149 رقم 184، وتاريخ الثقات للعجلي 84 رقم 161، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 108 رقم 168، والمعرفة والتاريخ 3/ 35، والجرح والتعديل 2/ 384 رقم 1497، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 261، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 69 رقم 128، والمجروحين 1/ 195، والكامل في الضعفاء 2// 458، 459، وتاريخ بغداد 7/ 88- 90 رقم 3525، وتهذيب الكمال 4/ 208- 211 رقم 743، والكاشف 1/ 107 رقم 631، والمغني في الضعفاء 1/ 113 رقم 973، وميزان الاعتدال 1/ 344 رقم 1278، والكشف الحثيث 114 رقم 173، وتهذيب التهذيب 1/ 481، 482 رقم 885، وتقريب التهذيب 1/ 105 رقم 113، وخلاصة تذهيب التهذيب 51. وقيّد الدار الدّارقطنيّ: خنيس في المؤتلف (ورقة 60 ب) بضم أوله وفتح ثانيه ثم سكون. [1] ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 384: سمعت أبي وسئل عن بكر بن خنيس فقال: كان رجلا صالحا غرا وليس هو بقويّ في الحديث. قلت: هو متروك الحديث؟ قال: لا يبلغ به الترك. [2] في الضعفاء والمتروكين 69 رقم 128 وفي تاريخ بغداد 7/ 89: «هو شيخ صاحب غزو» . والاختلاف بين الراء والزاي. [3] في تاريخه 2/ 62، والضعفاء الكبير 1/ 148. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 148، والجرح والتعديل 2/ 384. [5] الضعفاء الكبير 1/ 149. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 94 قَالَ الْخَطِيبُ [1] : نَزَلَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ بغْدَادَ، قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ مَوْصُوفٌ بِالْعِبَادَةِ [2] . 40- بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ الدَّامَغَانِيُّ [3] ، أَبُو الْحَسَنِ الْحَنْظَلِيُّ. يَرْوِي عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: أَبُو طَيْبَةَ الْجُرْجَانِيُّ، وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ الْعَسْقَلانِيُّ، وَأَبُو شَيْبَةَ شَيْخُ أَسْلَمَ بْنِ سَالِمٍ الْبَلْخِيِّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، لَمْ أَجِدْ لَهُمْ فِيهِ كَلامًا، قُلْتُ: أَمَّا 41- بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ [5] . عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَدِيمٍ، عِرَاقِيٌّ صَدُوقٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ الدَّامَغَانِيُّ. 42- بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الدَّامَغَانِيُّ [6] ، أَبُو معاذ المفسّر القاضي، قاضي   [1] في تاريخ بغداد 7/ 88. [2] تاريخ بغداد 7/ 90، وقد ضعّفه النسائي (286 رقم 84) ، وقال العقيلي: حدّثنا زكريا بن يحيى قال: حدّثنا محمد بن المثنّى قال: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدّثا عن بكر بن خنيس شيئا قط. وذكره العجليّ في الثقات، وقال الجوزجاني: كان يروي كل منكر عن كل منكر. وسأل أبو حاتم عليّ بن المدينيّ عن بكر بن خنيس فقال: للحديث رجال. وقال ابن حبّان: يروي عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة يسبق إلى القلب أنه المتعمّد لها. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وهو يحدّث بأحاديث مناكير عن قوم لا بأس بهم. وهو في نفسه رجل صالح إلّا أن الصالحين شبّه عليهم الحديث، وربّما حدّثوا بالتوهّم. وحديثه في جملة حديث الضعفاء، وليس هو ممن يحتجّ بحديثه. [3] انظر عن (بكير بن شهاب الدامغانيّ) في: الجرح والتعديل 2/ 404 رقم 1588، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 468، 469، وتهذيب الكمال 4/ 239 رقم 763، والمغني في الضعفاء 1/ 115 رقم 994، وميزان الاعتدال 1/ 349، 350 رقم 1306، وتهذيب التهذيب 1/ 490 رقم 906، وتقريب التهذيب 1/ 107 رقم 135، وخلاصة تذهيب التهذيب 52. [4] في الكامل في الضعفاء 2/ 468 و 469. [5] انظر عن (بكير بن شهاب الّذي يروي عن: سعيد بن جبير) في: التاريخ الكبير 2/ 114، 115 رقم 1878، والجرح والتعديل 2/ 404 رقم 1587 وقد نصّ ابن أبي حاتم على أنه ليس بالدامغاني، هذا آخر. ثم قال: سمعت أبي يقول: هو شيخ يمكن أن يكون كوفيّ، والثقات لابن حبّان 6/ 106. [6] انظر عن (بكير بن معروف الدامغانيّ) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 95 نَيْسَابُورَ، سَكَنَ دِمَشْقَ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، وأبي حنيفة، وعبد الكريم بن أبي المخارق. وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وهشام بن عبيد الله الرازي، وعبد الله بن عثمان عبدان، وحفص بن عبد الله السلمي، ونوح بن ميمون، وحماد بن قيراط، ورآه هشام بن عمار [1] . قال جعفر الفريابيّ: سمعت هشاما يقول: قدم علينا بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ وَلَمْ أَكْتُبْ ذَلِكَ [2] ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] : مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا، وَكَنَاهُ النَّسَائِيُّ أَبَا مُعَاذٍ وَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [4] ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: ثَنَا مَرْوَانُ، ثنا بكير بن معروف، وكان ثقة [5] .   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 64، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 360 رقم 2564، والتاريخ الكبير 2/ 117 رقم 1886، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 152، 153 رقم 192، والمعرفة والتاريخ 1/ 158 و 212 و 3/ 403، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 122 وفيه يكنى أبا الحسن أيضا، والجرح والتعديل 2/ 406، 407 رقم 597، والثقات لابن حبّان 8/ 151، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 467، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 292، 293، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 54، وتهذيب الكمال 4/ 252- 254 رقم 772، والمغني في الضعفاء 1/ 115 رقم 998، وميزان الاعتدال 1/ 351 رقم 1311، والوافي بالوفيات 10/ 272 رقم 4769، وتهذيب التهذيب 1/ 495، 496 رقم 915، وتقريب التهذيب 1/ 108 رقم 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 52، 53. [1] الجرح والتعديل 2/ 406، 407. [2] قال أبو حاتم: قال هشام بن عمّار: نزل عندنا ورأيته ولم أسمع م نه.، والقول في الكامل لابن عدي 2/ 467. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 360 رقم 2594، والتاريخ الكبير 2/ 117، والجرح والتعديل 2/ 407. [4] تهذيب الكمال 4/ 253. [5] تهذيب الكمال 4/ 254. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 96 وقال ابن عدي [1] : أرجو أنه لا بأس بِهِ، مَا حَدِيثُهُ بِالْمُنْكَرِ جِدًّا، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] . وَيُرْوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ [3] . قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي «الْمَرَاسِيلِ» [4] مَا رَوَاهُ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ 58: 7 [5] قَالَ: هُوَ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ مَعَهُمْ [6] ، وَقَالَ الْحَاكِمُ: بَلَغَنِي مَوْتُهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [7] .   [1] في الكامل في الضعفاء 2/ 467. [2] في الثقات 8/ 151. [3] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 292، تهذيب الكمال 4/ 253، 254. [4] انظر: ص 105 رقم 62 وليس في السند: «الضحاك» ولا الآية الكريمة. [5] سورة المجادلة، الآية 7. [6] تهذيب الكمال 4/ 254. [7] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 293، تهذيب الكمال 4/ 254. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 97 [حرف الثاء] 43- ثابت بن قيس [1] . - د. س- أبو الغصن الغفاريّ، مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، لَهُ عَنْ: أَنَسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] ، وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ ابن عديّ [3] : يكتب حديثه.   [1] انظر عن (ثابت بن قيس) في: التاريخ لابن معين 2/ 69، 70، ومعرفة الرجال له 1/ 58 رقم 72 و 1/ 8 رقم 296، وطبقات خليفة 274، والتاريخ الكبير 2/ 167 رقم 2083، والتاريخ الصغير 185، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 89، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 173 رقم 216، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 78، والجرح والتعديل 2/ 456 رقم 1840، والمجروحين لابن حبّان 1/ 206، والثقات له 4/ 90، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 518، 519، وتهذيب الكمال 4/ 373، 374 رقم 829، والكاشف 1/ 117 رقم 703، والمغني في الضعفاء 1/ 121 رقم 1042، وميزان الاعتدال 1/ 366 رقم 1371، وتهذيب التهذيب 2/ 13، 14 رقم 20، وتقريب التهذيب 1/ 117 رقم 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 57. [2] في تاريخه 2/ 69. ومعرفة الرجال 1/ 58 رقم 72 و 1/ 86 رقم 296. [3] في الكامل في الضعفاء 2/ 519. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 98 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسًا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] مَرَّةً: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ، هُوَ صَالِحٌ، هَذِهِ رِوَايَةُ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ، عَنْهُ. قُلْتُ: أَخْطَأَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَبَا الْغُصْنِ هَذَا هُوَ أَبُو الْغُصْنِ جُحَا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَاشَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مِائَةً وَخَمْسَ سِنِينَ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 44- ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ [3] الأَحْوَلُ. الْحَافِظُ، أَبُو زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَهِلالِ بْنِ خَبَّابٍ، وَطَبَقَتِهِمَا. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَغَارِمٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٌ [4] : ثِقَةٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [5] . قلت: مات سنة تسع وستّين ومائة [6] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 456. [2] في تاريخه 2/ 70، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 173. [3] انظر عن (ثابت بن يزيد الأحول) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 126 رقم 1770 و 2/ 290 رقم 2288 و 3/ 95، 96 رقم 4352، والتاريخ الكبير 2/ 172 رقم 2097، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 39، والمعرفة والتاريخ 1/ 229، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 180، والجرح والتعديل 2/ 460 رقم 1858، والثقات لابن حبّان 6/ 123، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 83 رقم 141 وفيه (ثابت بن يزيد بن أبي يزيد) ، ورجال صحيح البخاري 1/ 131، 132 رقم 162، ورجال صحيح مسلم 1/ 111 رقم 200، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 204 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 66 رقم 253، وتهذيب الكمال 4/ 383- 385 رقم 835، والكاشف 1/ 117 رقم 709، والمغني في الضعفاء 1/ 121 رقم 1048، وميزان الاعتدال 1/ 368، 369 رقم 1379، وتهذيب التهذيب 2/ 18 رقم 27، وتقريب التهذيب 1/ 118 رقم 25، وخلاصة تذهيب التهذيب 57. ويقال: ثابت بن زيد، الصواب: «ابن يزيد» (العلل لأحمد 2/ 126 رقم 17770) . [4] في الجرح والتعديل 2/ 460. [5] تهذيب الكمال 4/ 384. [6] وثّقه أحمد في العلل 3/ 96 رقم 4352، وقال يحيى بن سعيد القطان: كان وسطا. وقال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذلك ابن شاهين وقال: هو ثقة. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 99 [حرف الْجِيمِ] 45- جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ [1] . وَيُقَالُ إِنَّهُ أَزْدِيٌّ، سَكَنَ الْمَوْصِلَ. وَحَدَّثَ عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَحَمَّادٍ الْفَقِيهِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَالْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْحَافِظُ: رَأَيْتُهُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ [2] . وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [3] : جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، مَوْصِلِيٌّ يَرْوِي عَنْ مُجَاهِدٍ. قُلْتُ لَهُ: فِي كِتَابِ النَّسَائِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ صَدُوقٌ، بَقِيَ إِلَى حُدُودِ السبعين ومائة.   [1] انظر عن (جابر بن يزيد العجليّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 76 وفيه (جابر بن زيد) ، والتاريخ الكبير 2/ 210 رقم 2222، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، والجرح والتعديل 2/ 498 رقم 2044، والثقات لابن حبّان 6/ 142، وتهذيب الكمال 4/ 472، 473 رقم 880، والكاشف 1/ 123 رقم 749، وميزان الاعتدال 1/ 384 رقم 1426، وتهذيب التهذيب 2/ 51 رقم 76، وتقريب التهذيب 1/ 123 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 59. [2] تهذيب الكمال 4/ 473. [3] في تاريخه 2/ 76 وقد تحرّف إلى «جابر بن زيد» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 100 46- جرير بن حازم بن يزيد الأزذي الْعَتَكِيُّ [1] . مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ، أَبُو النَّضْرِ، أَخُو يَزِيدَ، وَمَخْلَدٍ. رَأَى بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ أَبَا الطّفيل، ولم يسمع منه، وشهد جنازته [2] .   [1] انظر عن (جرير بن حازم العتكيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 278، والتاريخ لابن معين 2/ 80، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 175 رقم 120 و 1/ 239، 240 رقم 312 و 1/ 267 رقم 398 و 1/ 287، 288 رقم 463 و 1/ 307، 308 رقم 52 و 1/ 512 رقم 1197 و 1/ 543 رقم 1288، و 2/ 38 رقم 1482 و 2/ 83، 84 رقم 1625 و 2/ 371 رقم 2651 و 2/ 536 رقم 3542 و 3/ 10 رقم 3912 و 3/ 102 رقم 4394 و 3/ 375 رقم 5646 و 3/ 415 رقم 5803، وطبقات خليفة 223، وتاريخ خليفة 448، والتاريخ الكبير 2/ 213، 214 رقم 2234، والتاريخ الصغير 189، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 111، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 198، 199 رقم 243، وتاريخ الثقات للعجلي 96 رقم 204، وتاريخ اليعقوبي 2/ 403، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 253 و 592 و 658 و 659 و 2/ 670، والمعارف 502 والمعرفة والتاريخ 1/ 311 و 330 و 550 و 516 و 533 و 542 و 571 و 590 و 608 و 2/ 36 و 53 و 77 و 88 و 118 و 141 و 167 و 286 و 666 و 669 و 826 و 3/ 12 و 22 و 177 و 215 و 294 و 368 و 397، وأنساب الأشراف 3/ 90، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 137، والجرح والتعديل 2/ 504، 505 رقم 2079، ومشاهير علماء الأمصار 159 رقم 1255، والثقات لابن حبّان 6/ 144، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 548- 554 وفيه (جرير بن حازم بن زيد الجهضمي) ، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 39 و 65 و 81 و 282 و 325 و 340 و 360 و 369 و 2/ 195 و 203 و 359 و 379 و 389 و 3/ 200، وتاريخ جرجان 243 و 402 و 415 و 559، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 88 رقم 165، ورجال صحيح البخاري 1/ 144، 1465 رقم 178، ورجال صحيح مسلم 1/ 117 رقم 213، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 74 رقم 283، والسابق واللاحق 54- 56، وتهذيب الكمال 4/ 524- 531 رقم 913، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 568، ودول الإسلام 1/ 113، والكاشف 1/ 126 رقم 777، والمغني في الضعفاء 1/ 129 رقم 1113، وميزان الاعتدال 1/ 392، 393 رقم 1461، وسير أعلام النبلاء 7/ 98- 103 رقم 43، والعبر 1/ 258، وتذكرة الحفّاظ 1/ 199، 200، ومرآة الجنان 1/ 358، 359، والوافي بالوفيات 11/ 77 رقم 126، وغاية النهاية 1/ 190 رقم 873، وجامع التحصيل 184 رقم 89، والاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 45، 46 رقم 17 وتهذيب التهذيب 2/ 69- 72 رقم 111، وتقريب التهذيب 1/ 127 رقم 51، وطبقات المدلّسين 5، وطبقات الحفاظ 85، 86، وخلاصة تذهيب التهذيب 61، وشذرات الذهب 1/ 270. [2] قال أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/ 375 رقم 5646: «حدّثني نصر بن علي الجهضمي قال: حدّثنا وهب بن جرير، عن أبيه قال: رأيت أبا الطفيل بمكة سنة مائة في المسجد الحرام له مصوّبة» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 101 وَرَوَى عَنْ: عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَطَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ، وَجَمِيلِ بْنِ هِلالٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَيُّوبَ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَشَيْخُهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَرَحَلَ فِي الشَّيْخُوخَةِ إِلَى مِصْرَ فَسَمِعَ بِهَا وَأَسْمَعَ. قَالَ وَهْبٌ: قرأ أبي عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أَفْصَحُ مِنْ مَعَدٍّ [1] ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ [2] . قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ وَلَكِنَّهُ تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَحَجَبَهُ ابْنُهُ وَهْبٌ، فَمَا سَمِعَ مِنْهُ أَحَدٌ فِي اخْتِلاطِهِ [3] ، وَلَهُ أَحَادِيثُ يَنْفَرِدُ بِهَا فِيهَا نَكَارَةٌ وَغَرَابَةٌ، وَلِهَذَا يَقُولُ فِيهِ الْبُخَارِيُّ [4] : رُبَّمَا يَهِمُ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ فِي قَتَادَةَ ضَعِيفٌ [5] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ: أَخْطَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ «كَانَتْ قَبَّعَةُ سَيْفِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَمٌ مِنْ فِضَّةٍ [6] » إِنَّمَا صَوَابُهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ مُرْسَلا. قَالَ الْمَيْمُونِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ حَدِيثُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ غَيْرَ حَدِيثِ النَّاسِ، يُوقِفُ أَشْيَاءَ وَيُسْنِدُ أَشْيَاءَ [7] ، ثُمَّ أَثْنَى أَحْمَدُ عَلَيْهِ وَتَرَحَّمَ عليه   [1] الكامل في الضعفاء لابن عدي 2/ 549، تهذيب الكمال 4/ 529. [2] الجرح والتعديل 2/ 505. [3] الجرح والتعديل 2/ 505. [4] لم أجد قول البخاري في تاريخيه الصغير والكبير. [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 198 وزاد: «روى عنه أحاديث مناكير» ، والعلل ومعرفة الرجال 3/ 10 رقم 3912. [6] ذكره ابن عديّ الكامل 2/ 550 دون لفظ «علم» . [7] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 199. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 102 وَقَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ وَفَضْلٍ [1] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ جَرِيرٌ إِذَا قَدِمَ قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ جَاءَكُمْ هَذَا الْحَشَوِيُّ [2] . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ تَغَيَّرَا، فَحُجِبَ النَّاسُ عَنْهُمَا. وَقَالَ الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ [ذَهَبَ] إِلَى جَرِيرٍ يَعُودُهُ فِي اخْتِلاطِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ، قَالَ: أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. فَقَالَ: ابْنُ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: [4] سألت يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَهُوَ عَنْ قَتَادَةَ ضَعِيفٌ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ يَقُولُ فِي حَدِيثِ الضَّبُعِ [5] ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، ثُمَّ جَعَلَهُ بَعْدُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: اخْتَلَطَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ بَنُوهُ حَجَبُوهُ، فَلَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ شَيْءٌ فِي اخْتِلاطِهِ [6] . وَعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَنَسُ بْنُ مالك كان لي خمس سنين.   [1] العلل ومعرفة الرجال 2/ 38 رقم 1482 و 3/ 102 رقم 4394، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين. [2] هكذا، وفي العلل لأحمد 3/ 415 رقم 5803: «قال: وسمعت شعبة يقول: إذا قدم جرير بن حازم فوحّشوا بي» . وهذا يقوّيه قول قراد قال: «سمعت شعبة يقول: عليك بجرير بن حازم فاسمع منه» (الجرح والتعديل 2/ 504) و (تهذيب الكمال 4/ 527) . [3] ذكر العقيلي هذا الحديث في ترجمة (عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي) 3/ 75 رقم 1040. [4] العلل ومعرفة الرجال 3/ 10 رقم 3902، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 198، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 549. [5] انظر الكامل في الضعفاء 2/ 549. [6] الجرح والتعديل 2/ 505. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 103 وقال أبو حاتم [1] : تغير قبل موته بسنة. وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: مَا رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يُعَظِّمُ أَحَدًا مَا يُعَظِّمُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ [2] . وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: كَانَ شُعْبَةُ يَأْتِي أَبِي يَسْأَلُهُ [3] . وَرَوَى وَهْبٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الْحَسَنِ سَبْعَ سِنِينَ، لَمْ أَخْرِمْ مِنْهَا يَوْمًا وَاحِدًا [4] . قُلْتُ: قَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 47- جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ الْكُوفِيُّ [5] . عَنْ: مَنْصُورٍ، وَمُغِيرَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وبيان بن بشر، وعدّة. وعنه: ابن مهديّ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، ويحيى بن   [1] في الجرح والتعديل 2/ 505. [2] الكامل في الضعفاء 2/ 549. [3] الجرح والتعديل 2/ 505 وفيه زيادة: «عن أحاديث الأعمش، فإذا حدّثه قال هكذا: والله سمعته من الأعمش» . [4] وقال ابن شاهين: «كان يحيى بن سعيد القطان يقول: هو ثقة، وكان يرضاه. وسئل أحمد عن جرير بن حازم وأبي الأشهب، أيّهما أحبّ إليك؟ فقال: جرير زينته خصال، كان صاحب سنّة، عند جرير من الحديث أمر عظيم» . [5] انظر عن (جعفر بن زياد الأحمر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 383، والتاريخ لابن معين 2/ 86، ومعرفة الرجال له 1/ 102 رقم 455 و 1/ 110 رقم 516 و 1/ 143 رقم 772، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 359 رقم 2591 و 3/ 103 رقم 4399، و 3/ 161 رقم 4722، والتاريخ الكبير 2/ 192 رقم 2159، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 186، 187 رقم 231، وتاريخ الثقات للعجلي 97 رقم 211، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 59 رقم 52، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 61، والمعرفة والتاريخ 1/ 155 و 444 و 3/ 133، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 300، والجرح والتعديل 2/ 480 رقم 1952، والمجروحين لابن حبّان 1/ 213، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 564- 566، ورجال الطوسي 161 رقم 7، وتاريخ بغداد 7/ 150- 152 رقم 3605، وتهذيب الكمال 5/ 38- 41 رقم 941، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 369 و 3/ 172، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 54، والكاشف 1/ 129 رقم 799، والمغني في الضعفاء 1/ 1143، وميزان الاعتدال 1/ 407 رقم 1503، وتهذيب التهذيب 2/ 92، 93 رقم 142، وتقريب التهذيب 1/ 130 رقم 81، وخلاصة تذهيب التهذيب 93. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 104 بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: صَدُوقٌ، وَقِيلَ كَانَ مِنْ صَالِحِي الشِّيعَةِ، وَقَدْ سَجَنَهُ الْمَنْصُورُ مُدَّةً [1] ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي النَّفْسِ مِنْهُ [2] . وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ [3] : مَائِلٌ عَنِ الطَّرِيقِ [4] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ [5] وَمِائَةٍ. 4- جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ [6] العدويّ البصريّ، أبو مَعُروفٍ الْمُؤَذِّنُ. عَنْ: مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ [7] ، وَعَمْرَةَ بِنْتِ قَيْسٍ [8] ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمٌ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وجماعة. وثّقه ابن معين [9] ،   [1] تاريخ بغداد 7/ 150. [2] هذه العبارة ليست في المجروحين 1/ 213، 214 وفيه: «كثير الرواية عن الضعفاء، وإذا روى عن الثقات تفرّد عنهم بأشياء في القلب منها» . [3] في أحوال الرجال 59 رقم 52. [4] وثّقه ابن معين في تاريخه، ومعرفة الرجال. وقال أحمد: هو صالح الحديث. وسئل ابن معين عن جعفر الأحمر فقال: بيده ولم يثبته. وقال عبد الله بن داود الخريبي: «سمعت جعفر الأحمر يقول: ما جمّعت منذ ولّي عيسى بن موسى، ويقال: إن جعفر الأحمر هو الّذي حمل الحسن بن صالح على ترك الجمعة، فقال الحسن: إني أعيد، فقال: لعلّ إنسان (كذا) يراك فيقتدي بك» . وقال العجليّ: ثقة. وقال أبو زرعة: صدوق. وقال ابن عديّ: «يروي شيئا من الفضائل، وهو في جملة متشيّعة الكوفة، وهو صالح في رواية الكوفيين» . [5] هكذا في مصادر ترجمته، ووقع في طبقات ابن سعد 6/ 383 «سنة سبع وسبعين ومائة في خلافة هارون» . [6] انظر عن (جعفر بن كيسان) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 80 رقم 4265 و 3/ 246 رقم 5089، والتاريخ الكبير 2/ 198 رقم 2180، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 109، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 120، والجرح والتعديل 2/ 486 رقم 1984، والثقات لابن حبّان 6/ 138، وتعجيل المنفعة 70 رقم 136. [7] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 80 رقم 4265. [8] العلل 3/ 246 رقم 5089. [9] الجرح والتعديل 2/ 486. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 105 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. 49- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ [2] بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ. عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [4] . 50- جُمَيْعُ بْنُ ثُوَّبٍ [5] السُّلَمِيُّ الرَّحْبِيُّ الحمصيّ. أحد الضعفاء.   [1] الجرح والتعديل 2/ 486. [2] انظر عن (جعفر بن محمد بن خالد) في: التاريخ الكبير 2/ 189، 190 رقم 2154 وفيه (جعفر بن خالد بن الزبير) ، الجرح والتعديل 2/ 487 رقم 1990، والثقات لابن حبّان 6/ 133، والمغني في الضعفاء 1/ 134 رقم 1159، وميزان الاعتدال 1/ 416 رقم 1529، ولسان الميزان 2/ 124 رقم 530. [3] لم أجد هذا القول عند البخاري في مصنّفاته، وقد أكّد المؤلّف- رحمه الله- في المغني في الضعفاء أن البخاري ذكره في الضعفاء، وتابعه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان، وقد ذكره البخاري في تاريخه الكبير فقط باسم (جعفر بن خالد بن الزبير) ، ولم يتناوله بجرح أو تعديل. [4] كرّر المؤلّف هذا القول عن الأزدي في كتابيه: المغني في الضعفاء، وميزان الاعتدال، وتابعه ابن حجر في لسان الميزان. [5] انظر عن (جميع بن ثوّب) في: التاريخ الكبير 2/ 243 رقم 2331، والتاريخ الصغير 191، والضعفاء الصغير 255 رقم 52 وفيه (جميع بن أيوب الشامي ويقال ابن ثوّب، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 105، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 201، 202 رقم 247، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 170 رقم 170 رقم 304، والجرح والتعديل 2/ 550، 551 رقم 2285، والضعفاء والمتروكين للدّارقطنيّ 73 رقم 148، والمجروحين لابن حبّان 1/ 218، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 586، 587، والمغني في الضعفاء 1/ 136 رقم 1180، وميزان الاعتدال 1/ 422 رقم 1554، ولسان الميزان 2/ 134 رقم 574. ضبطه عبد الغني الأزدي في (المؤتلف والمختلف 26) بفتح الجيم، ثم قال: ويقال جميع، والصواب بالفتح. وقال ابن ماكولا في (الإكمال 2/ 124، 125) : «أمّا جميع بفتح الجيم وكسر الميم فهو جميع بن ثوّب حمصي، كذا يقول أهل بلده ... ليس بالقويّ، ذكره البخاري بضمّ الجيم» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 106 عَنْ: خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَحَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقِيلَ فِيهِ: جُمَيْعٌ، بِالضَّمِّ. 51- جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْهُجَيْمِيُّ [4] سَمِعَ الْحَسَنَ، وَغَيْرَهُ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [5] . 52- جَمِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ [6] ، أَبُو النَّضْرِ الْبَصْرِيُّ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ [7] . وليس هذا بجميل بن زيد [8] .   [1] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء. [2] في المجروحين 1/ 218. [3] في الجرح والتعديل 2/ 551. [4] انظر عن (جويرية بن بشير) في: الجرح والتعديل 2/ 531 رقم 2207، والثقات لابن حبّان 6/ 153، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 91 رقم 179. [5] الجرح والتعديل 2/ 531، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 91 رقم 179. [6] انظر عن (جميل بن عبيد الله الطائي) في: التاريخ الكبير 2/ 216 رقم 2246، والجرح والتعديل 2/ 519 رقم 2151، والثقات لابن حبّان 6/ 147. [7] وثّقه ابن معين (الجرح والتعديل 2/ 519) . [8] هذا ضعيف. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 107 [حرف الْحَاءِ] 53- الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ [1] ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعُشِّيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [2] وَغَيْرُهُ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الحديث، وقال النّسائيّ [4] : متروك الحديث،   [1] انظر عن (الحارث بن نبهان) في: التاريخ لابن معين 2/ 94، والتاريخ الكبير 2/ 284 رقم 2481، والتاريخ الصغير 181، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 116، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 119 رقم 194، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 217، 218 رقم 266، والمعرفة والتاريخ 2/ 122 و 3/ 61 و 141، والجرح والتعديل 3/ 91، 92 رقم 426، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 75 رقم 155، والمجروحين لابن حبّان 1/ 222، 223، والكامل في الضعفاء 2/ 609، 610، وتهذيب الكمال 5// 288- 290 رقم 1046، وطبقات علماء إفريقية 105، والكاشف 1/ 141 رقم 886، والمغني في الضعفاء 1/ 143 رقم 1253، وميزان الاعتدال 1/ 444 رقم 1649، وتهذيب التهذيب 2/ 158، 159، رقم 276، وتقريب التهذيب 1/ 144 رقم 69، وخلاصة تذهيب التهذيب 69. [2] في الجرح والتعديل 3/ 92. [3] في تاريخيه: الكبير، والصغير. [4] في الضعفاء والمتروكين 287 رقم 116. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 108 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . 54- حِبّان بْنُ يسار [3] ، أبو روح الكلابيّ البصريّ [4] .   [1] في تاريخه 2/ 94 وقال مرة: ضعيف، وقال مرة: لا يكتب حديثه. [2] وذكره العقيلي في الضعفاء وذكر له بعض أحاديث وقال: «كل هذه الأحاديث لا يتابع عليها، أسانيدها مناكير والمتون معروفة بغير هذه الأسانيد» . وقال الجوزجاني: يضعّف حديثه. وقال الدار الدّارقطنيّ: ليس بالقويّ. وقال ابن حبّان: «كان من الصالحين الذين غلب عليهم الوهم حتى فحش خطؤه وخرج عن حدّ الاحتجاج به» ، وسئل أحمد بن حنبل عن الحارث بن نبهان كيف هو؟ فقال: رجل صالح ولم يكن يعرف بالحديث ولا يحفظه، منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، في حديثه وهن، وتعجّب من قول يحيى بن معين أنه قال: ليس بشيء. وقال ابن عديّ: هو ممّن يكتب حديثه. [3] انظر عن (حبّان بن يسار) في: التاريخ الكبير 3/ 85- 88 رقم 305، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 36، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 318، 319 رقم 392، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 172 كنيته: أبو رويحة، والجرح والتعديل 3/ 270 رقم 1206، والثقات لابن حبّان 6/ 239 و 8/ 214، والكمال في الضعفاء لابن عديّ 2/ 830 وفيه (حيّان) بالياء المثنّاة، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ، ورقة 49 أ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 191، 191 ب، وتهذيب الكمال 5/ 347، 348 رقم 1074، والإكمال 2/ 308، 309، والكاشف 1/ 144 رقم 909، والمغني في الضعفاء 1/ 145 رقم 1278، وميزان الاعتدال 1/ 449 رقم 1683، والاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 47 رقم 20، وتهذيب التهذيب 2/ 175، 176 رقم 317، وتقريب التهذيب 1/ 147 رقم 101، وخلاصة تذهيب التهذيب 70. [4] يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : في ترجمة (حبّان بن يسار أبو روح الكلابي) كلام. ترجم له البخاري (3/ 85- 88 رقم 305) فقال بعد اسمه: «قاله موسى بن إسماعيل ومالك بن إسماعيل. وقال الصلت بن محمد: حيّان بن زهير. سمع بريد بن أبي مريم، ومحمد بن واسع، وطلحة بن كريز، وثابتا، وهشام بن عروة. قال الصلت: رأيت حيّان آخر عهده، فذكر منه الاختلاط. وقال موسى: حدّثنا حبّان بن يسار قال: حدّثنا أبو مطرّف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز، حدّثني محمد بن علي الهاشميّ، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: من سرّه أن يكتال بالمكيال إذا صلّى علينا أهل البيت فليقل: اللَّهمّ صلّى على النبيّ وأزواجه أمّهات المؤمنين وذرّيته وأهل بيته كما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وروى داود بن قيس، عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة: الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم. وقال عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نعيم، سمع محمد بن عبد الله بن زيد، عن ابن مسعود، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهذا أصح. وقال وهب بن جرير: حدّثنا أبو زهير حيّان بن زهير العدوي. وقال غيره: حيّان بن عبيد الله» . (انتهى) . وكان البخاري ذكر قبله ترجمة أخرى (3/ 58 رقم 213) باسم: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 109 عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.   [ () ] «حيّان بن عبيد الله أبو زهير ينزل بني عديّ. سمع أبا مجلز، والضحّاك، وعن أبيه. روى عنه موسى بن إسماعيل، ومسلم. قال عباس بن طالب: حدّثنا حيّان بن عبيد الله بن زهير العدويّ، سمع ابن بريدة، ولاحقا» . (انتهى) . وقد علّق العلّامة اليماني على صاحب الترجمة فرجّح أنه «حيّان بن زهير» وقال: «هكذا في الأصل (أي في أصل التاريخ الكبير للبخاريّ) وأراه الصواب كما يأتي، ويأتي عن ابن حبّان ما يدلّ أنه عنده «حبّان» بالكسر والموحّدة. وقال في «حيان بن زهير» الوارد في الترجمة رقم (305) : «هذه العبارة. «أي: حيّان بن زهير) - والعبارة الآتية «وقال الصلت» ... » وقوله آخر ترجمة «وقال وهب بن جرير ..... » إلى آخر الترجمة فيها شيء، فقد تقدّم في باب حيّان بالمثنّاة من تحت رقم (213) «حيّان بن عبيد الله أبو زهير» . وقدّمنا أن ابن أبي حاتم قال فيه: «حيّان بن عبيد الله بن زهير أبو زهير» . وقد ذكره ابن حبّان في الثقات بنحو ما تقدّم، وفي الكنى للدولابي 1/ 183) «أبو زهير حيّان بن زهير العدوي يحدّث عنه وهب بن جرير» وقال الذهبي في الميزان «حيّان بن عبيد الله أبو زهير شيخ بصري، عن أبي مجلز: قال البخاري ذكر منه الصلت الاختلاط، روى عنه مسلم، وموسى التبوذكي. وقال إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حيّان بن عبيد الله أبو زهير العدوي حدّثنا أبو مجلز عن ابن عباس وثنا ابن بريدة عن أبيه .... » أقول: وهذا يوافق ما تقدّم في رقم (213) إلّا في قوله «ذكر منه الصلت الاختلاط» فإنما ذكره المؤلّف هنا، وإلّا قوله «وقال إبراهيم بن الحجاج السامي» فإن بدله في رقم (213) قال عباس بن طالب» والباقي. متفق في المعنى. وفي الميزان فيمن اسمه حبّان بالكسر والموحدة «حبّان بن يسار الكلابي البصري أبو رويحة ويقال أبو روح، عن ثابت البناني وبريدة بن أبي مريم ... ذكره ابن حبّان في الثقات، والبخاري في الضعفاء فأشار إلى أنه تغيّر» وذكر قبله «حبّان بالكسر هو ابن زهير ويقال ابن يسار أبو روح قال ابن حبّان: اختلط فلا يحتج به. لكن فرّق ابن حبّان بين ابن زهير وابن يسار فقال: ابن زهير أبو روح لا يحتجّ به يروي عن بريد بن أبي مريم، ومحمد بن واسع، وعنه أبو همّام الخاركي، أقول: أبو همام هو الصلت. وقد ذكره المزّي في شيوخ صاحب الترجمة وذكر فيها «قال البخاري عن الصلت بن محمد: رأيته آخر عمره وذكر منه اختلاطا» وذكر في ترجمة إبراهيم بن الحجاج السامي أنه يروي عن أبي زهير حيّان بن عبيد الله، وفي تهذيب التهذيب في ترجمة حبّان بن يسار «وذكره البخاري في التاريخ وذكر في اسم أبيه اختلافا» ، والّذي يظهر من تصرّف صاحب الميزان وغيره أن المؤلّف ذكر في كتاب الضعفاء الكبير كلا الرجلين: حيّان بن عبيد الله وحبّان بن يسار، وحكى في كل منهما كلام الصلت، فالذي يتحقق أن هناك رجلين مشهورين أحدهما حيّان بن عبيد الله الّذي تقدّم رقم (213) ، والآخر حبّان بن يسار صاحب هذه الترجمة. ثم كأنّ البخاريّ شك في شيخ الصلت أيّهما هو؟ فجاء ابن حبّان فجعله ثالثا، والّذي يظهر من كلام المؤلّف في آخر هذه الترجمة أن الّذي روى عنه وهب بن جرير هو المتقدّم رقم (213) كما يأتي، فكذلك ينبغي أنه شيخ الصلت فالاختلاط إنما هو من حيّان بن عبيد الله بن زهير، وإنّما نسبه الصلت إلى جدّه كما فعل وهب بن جرير، ومثل ذلك كثير والله أعلم» . (انتهى) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 110 وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَأَوْرَدَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [2] . 55- حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ يَزِيدُ الْجَرْمِيُّ [3]   [ () ] ويقول «عمر تدمري» محقق هذا الكتاب: إن العبارة الواردة في ترجمة حبّان بن يسار عند البخاري رقم (305) : «وقال الصلت بن محمد: حيّان بن زهير سمع بريد بن أبي مريم ومحمد بن واسع وطلحة بن كريز وثابتا وهشام بن عروة» هي عبارة مقحمة هنا، ونتبيّن ذلك من ترجمة حبّان في (الأسامي والكنى للحاكم، ج 21 ورقة 191 أ، 191 ب) حيث أسقط العبارة المذكورة، فقال: «أبو روح ويقال أبو رويحة حبّان بن يسار، ويقال ابن زهير، ويقال ابن عبيد الله، ويقال: حيّان، وهو وهم، الكلابي البصري. عن بريد بن أبي مريم السّلوليّ وأبي المنذر هشام بن عروة الأسدي. تغيّر بأخرة. روى عنه أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري. أنا محمد بن سليمان، نا محمد يعني بن إسماعيل، قال حبّان بن يسار أبو روح الكلابي حدّثني الصلت وهو ابن محمد الخاركي قال: رأيت حيّان آخر عمره، فذكر منه الاختلاط» . بقي، أنه وقع في المطبوع من (الكامل في الضعفاء 2/ 830) «حيّان بن يسار» بالياء المثنّاة المشدّدة، وهذا وهم من الناشر، إذ لم يرد ابن يسار الا باسم «حبّان» بالباء الموحّدة، في جميع المصادر. أما ابن زهير فهو الّذي يسمّى «حيّان» بالمثنّاة. وفرّق العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 318 و 319) فذكر «حبّان بن يسار أبو روح الكلابي» برقم (392) ، وذكر «حبّان بن عبيد الله أبو زهير» برقم (393) ولكنه نقل في الترجمتين عبارة البخاري عن الصلت بن محمد الّذي ذكر منه الاختلاط. والأعجب من هذا كله أن العقيلي تفرّد بكنيته «حبّان» بأبي مطرف، ووقع في المطبوع منه (2/ 318) «حبّان بن بشار (كذا- بالباء الموحّدة والشين المعجمة) الكلابي أبو مطرف» ، ولم يتنبّه ناشر الكتاب إلى هذا التحريف والوهم. وقد مرّ الدكتور بشّار عواد معروف في تحقيقه لتهذيب الكمال على ترجمة «حبّان بن يسار» ولم يتوقّف للتعليق على ما فيها من كلام على غير عادته. فليراجع. [1] في الجرح والتعديل 3/ 270 وزاد: «وليس بمتروك» . [2] ج 6/ 239 و 8/ 214، وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير بموضعين. وقال ابن عديّ- وقد وقع في المطبوع من الكامل «حيّان» ولا ندري إن كان في أصل المخطوط كذلك- «ولحيّان أحاديث وليس بالكثير وأحاديثه فيه ما فيه لأجل الاختلاط الّذي ذكر عنه» . [3] انظر عن (حبيب بن أبي حبيب الجرمي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 416 رقم 894، والتاريخ الكبير 2/ 315 رقم 2597، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 262 رقم 320 وفيه (الخرططي) ، والجرح والتعديل 3/ 99 رقم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 111 الْبَصْرِيُّ الأَنْمَاطِيُّ [1] . سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَعَمْرَو بْنَ هَرِمٍ، وَقَتَادَةَ، وَخَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقُثْيَرِيَّ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ، الْمِنْقَرِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ. فِيهِ لِينٌ مَا، قَدْ غَمَزَهُ أَحْمَدُ [2] ، وَقَدَحَ فِيهِ يَحْيَى القطّان [3] . ونهى   [464،) ] والثقات لابن حبّان 6/ 178، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 807- 810، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 42، 43، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 99 رقم 226، وتهذيب الكمال 5/ 364- 366 رقم 1081، والكاشف 1/ 144، رقم 914، والمغني في الضعفاء 1/ 146 146 رقم 1286، وميزان الاعتدال 1/ 453 رقم 1695، وتهذيب التهذيب 2/ 180 رقم 325، وتقريب التهذيب 1/ 148 رقم 108، وخلاصة تذهيب التهذيب 71. [1] الأنماطي: نسبة إلى الأنماط وهي البسط. ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» ، ذكر العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 262 «حبيب بن أبي حبيب» ، فأضاف محقّق الكتاب الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي إلى الاسم نسبة (الخرططي) ووضع النسبة بين الحاصرتين، وهذا وهم منه، وغلط، ويؤكّد وهمه ما قيّده في الحاشية (555) حيث قال: «حبيب بن أبي حبيب: وضّاع متروك» وأحال إلى كتاب (المجروحين 1/ 265) و (الميزان 1/ 451) . يقول: «عمر تدمري» : إن الّذي في (المجروحين) : «حبيب بن أبي حبيب الخرططي من أهل مرو، يروي عن أبي حمزة، وإبراهيم الصائغ. روى عنه أهل مرو. كان يضع الحديث على الثقات لا تحلّ كتابة حديثه ولا الرواية عنه إلا على سبيل القدح فيه..» . والّذي في (الميزان 1/ 451) أيضا: «حبيب بن أبي حبيب الخرططي المروزي، عن إبراهيم الصائغ وغيره، كان يضع الحديث. قاله ابن حبّان وغيره..» . أما صاحب الترجمة في (الضعفاء للعقيليّ فهو «الجرمي البصري الأنماطي» ، وهو ثقة، وقد روى العقيلي ترجمته عن التاريخ الكبير للبخاريّ، والعلل لأحمد، وذكر أنه صاحب عمرو بن هرم، وكان ابن مهدي يحدّث عنه. ويتبيّن من هذا أنه ليس «الخرططي» .. وقد جازف الدكتور قلعجي بإضافة هذه النسبة إلى صاحب الترجمة دون تدبّر، فليراجع. [2] سئل أحمد عن حبيب بن أبي حبيب فقال: هو كذا، كان ابن مهدي يحدّث عنه، (العلل ومعرفة الرجال 1/ 416 رقم 894) والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 262) و (الكامل في الضعفاء 2/ 807) . [3] قال علي بن عبد الله: سألت يحيى، عن حبيب بن أبي حبيب- صاحب عمرو بن هرم- قلت: كتبت عنه شيئا؟ قال: نعم، أتيته وكتابه فقرأه عليّ فرميت به، ثم قال: كان رجلا من التّجار، ولم يكن بذاك في الحديث. (الضعفاء الكبير 1/ 262، الجرح والتعديل 3/ 99 الكامل في الضعفاء 2/ 807) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 112 يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ كِتَابَةِ حَدِيثِهِ [1] . وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ [2] وَغَيْرُهُ. 56- حُبَيِّبُ بْنُ حجر القيسيّ البصريّ [3] ، مصغّر الاسم [4] .   [1] قال ابن أبي حاتم: «أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: كان معنا كتاب حبيب بن أبي حبيب عن داود بن شبيب فنهانا يحيى بن معين أن نسمعه منه، يعني من داود» . (الجرح والتعديل 3/ 99) . [2] التاريخ الكبير 2/ 315 وفيه: «وقال حبّان: حدّثنا حبيب بن أبي حبيب الجرميّ ثقة» . وقال ابن عديّ: «أرجو أنه لا بأس به، وقد حدّث عنه ابن مهدي ويزيد بن هارون وجماعة ممن ذكرنا» . وقال ابن شاهين: صالح. [3] انظر عن (حبيّب بن حجر القيسي) في: التاريخ الكبير 2/ 316، 317 رقم 2600، و 3/ 422، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 31، والمعرفة والتاريخ 3/ 403، والجرح والتعديل 3/ 308، 309 رقم 1372، والمؤتلف المختلف لعبد الغني الأزدي 47، والثقات لابن حبّان 6/ 179، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 99 رقم 227، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 116، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ، ورقة 59 ب، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 168 أ، والجامع لأخلاق الراويّ وآداب السامع للخطيب (مخطوطة مكتبة البلدية بالإسكندرية) ورقة 6 أ، والإكمال لابن ماكولا 2/ 299، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 215، وتعجيل المنفعة 85 رقم 180. [4] ضبطه عبد الغني بن سعيد، والعسكري، والدار الدّارقطنيّ: بالتشديد، أي بضم الحاء المهملة، وفتح الباء الموحّدة، وتشديد الياء المثنّاة المكسورة. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل في باب «حبيّب» بالتشديد، بينما ذكره البخاري في تاريخه في باب «حبيب» بفتح الحاء وفي «باب حبيّب» . وذكره ابن ماكولا في (الإكمال 2/ 299) في باب «مختلف فيه» فقال: «حبيب بن حجر أبو حجر، يروي عن ثابت البناني، روى عنه وكيع، ويزيد بن هارون، وقال موسى بن إسماعيل: حبيب بن حجر أبو يحيى القيسي، عن الأزرق بن قيس، قاله البخاري عنه، وقال ابن المبارك: حبيّب أبو حبيب» . وقال ابن حجر في (تعجيل المنفعة) «حبيّب بالتشديد وهو ابن حجر أبو حجر ويقال أبو يحيى القيسي البصري. عن أبي المهزّم، وثابت البناني، وأبي قتيبة، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهم. وعنه وكيع، ويونس وروح، وابن المبارك، ويزيد بن هارون، وجماعة. وثّقه ابن حبّان. قلت: كذا وجدته بخط الحسيني «وأبو قتيبة ومسلم بن إبراهيم من الرواة عنه لا من مشايخه، وذكره البخاري في آخر من اسمه حبيب بالتخفيف ولم يذكر كنيته ولم ينبّه على أنه بالتشديد، وذكره في الكنى المفردة الحاكم أبو أحمد فيمن يكنى أبو حجر وكذا صنع ابن حبّان في أتباع التّابعين وجزم بأن كنيته أبو يحيى، وحكى ابن ماكولا الخلاف في كنيته، وحكى عن ابن المبارك أنه قال: حبيّب أو حبيب، تردّد هل هو بالتشديد أو كالجادّة» . (انتهى) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 113 عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي الْمُهَزَّمِ. وَعَنْهُ. ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَمُسْلِمٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ. مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا بَعْدُ [1] . 57- الْحَارِثُ بْنُ غُصَيْنٍ [2] ، أَبُو وَهْبٍ الثَّقَفِيُّ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ. وَعَنْهُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ. 58- حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ الْجَزَرِيُّ [3] . سَمِعَ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَحِبَّانُ بْنُ الْمُغَلِّسِ. ضَعَّفَهُ ابن عديّ [4] ،   [ () ] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد فات الحافظ ابن حجر أن البخاري ذكر صاحب الترجمة، مرّتين، مرة بالتخفيف في الجزء 2 برقم 2600 ومرة بالتشديد في الجزء 3 برقم 422، فليراجع، وجلّ من لا يسهو. [1] روى عبد الله بن المبارك، عن حبيّب بن حجر القيسي قال: كان يقال ما أحسن الإيمان ويزيّنه العلم، وما أحسن العلم ويزيّنه العلم، وما أحسن العمل ويزيّنه الرّفق، وما أضيف شيء إلى شيء مثل حلم إلى علم. (المعرفة والتاريخ 3/ 403، الجامع لأخلاق الراويّ، ورقة 6 أ) . وفي ثقات ابن شاهين: ليس به بأس، قاله يحيى. [2] انظر عن (الحارث بن غصين) في: التاريخ الكبير 2/ 278 رقم 2458، والثقات لابن حبّان 8/ 181. [3] انظر عن (حجّاج بن تميم الجزري) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 284، 285 رقم 345، والثقات لابن حبّان 6/ 204، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 646، 647، وتهذيب الكمال 5/ 428، 429 رقم 1113، والكاشف 1/ 148 رقم 939، والمغني في الضعفاء 1/ 149 رقم 1313، وميزان الاعتدال 1/ 461 رقم 1728، وتهذيب التهذيب 2/ 199 رقم 366، وتقريب التهذيب 1/ 152 رقم 146، وخلاصة تذهيب التهذيب 72. [4] في الكامل في الضعفاء 2/ 646. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 114 وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثَانِ فِي ق [2] . 59- حَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ الْمَدَنِيُّ [3] . عَنْ: أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأَبِيهِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ. وَعَنْهُ: أَبُو ضَمْرَةَ، وَالْقَعْنَبِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [4] ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] ، وَغَيْرُهُ: صَدُوقٌ. وَضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ [6] . 60- الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ اللَّيْثِيُّ [7] . عَنْ: خَالِهِ سَعِيدِ بْنِ جبير، وأنس بن مالك، وطاوس.   [1] لم يذكره النسائي في الضعفاء. والقول في: تهذيب الكمال 5/ 428. [2] رمز لابن ماجة. والحديثان في سننه: في الصلاة (1315) باب ما جاء في الاغتسال في العيدين. وفي الحدود (2590) باب العبد يسرق. وقال العقيلي: حجّاج بن تميم جزري عن ميمون بن مهران، روى عنه أحاديث لا يتابع على شيء منها .... وله غير حديث لا يتابع عليه إلا من هو مثله أو دونه. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (حجّاج بن صفوان المدني) في: التاريخ الكبير 2/ 379 رقم 2839 (دون ترجمة) ، والجرح والتعديل 3/ 162، 163 رقم 691، والثقات لابن حبّان 6/ 204، والمغني في الضعفاء 1/ 150 رقم 1321، وميزان الاعتدال 1/ 463 رقم 1740، ولسان الميزان 2/ 178 رقم 798. [4] الجرح والتعديل 3/ 163. [5] وزاد أبو حاتم: «وكان القعنبي يثني عليه» . (الجرح والتعديل) . [6] وذكره ابن حبّان في الثقات. [7] انظر عن (الحارث بن النعمان الليثي) في: التاريخ الكبير 2/ 284 رقم 2479، والضعفاء الصغير 256 رقم 61، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 115، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 214 رقم 261، والجرح والتعديل 3/ 91 رقم 425، والثقات لابن حبّان 4/ 135، وتهذيب الكمال 5/ 291 رقم 1047، والكاشف 1/ 141 رقم 887، والمغني في الضعفاء 1/ 143 رقم 1254، وميزان الاعتدال 1/ 444 رقم 1650، وتهذيب التهذيب 2/ 159، 160 رقم 277، وتقريب التهذيب 1/ 144 رقم 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 69. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 115 وعنه: الحارث بن سالم البزّاز سَمِيُّهُ، وَسَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ، وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [3] . 61- حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْبَزَّازُ [4] . عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ. قَالَ أَحْمَدُ [5] وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [6] : لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [7] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [8] : أرجو أنه لا بأس به [9] .   [1] في الجرح والتعديل 3/ 91. [2] في الضعفاء الصغير 256 رقم 61، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 214. [3] وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال النسائي: ليس بثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (حرب بن سريج المنقري) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 27، 28 رقم 1446، و 2/ 475 رقم 3111، والتاريخ الكبير 3/ 63 رقم 228، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 49، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 199، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 295 رقم 363، والجرح والتعديل 3/ 250 رقم 1114، والمجروحين لابن حبّان 1/ 261، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 824، 825، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 258 أ، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 131، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 111 رقم 285 وفيه (حرب بن شريح) ، وتهذيب الكمال 5/ 522- 524 رقم 1155، والمغني في الضعفاء 1/ 152 رقم 1344، وميزان الاعتدال 1/ 469، 470 رقم 1769، وتهذيب التهذيب 2/ 224 رقم 414، وتقريب التهذيب 1/ 157، رقم 191، وخلاصة تذهيب التهذيب 74. [5] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 475 رقم 3111، والجرح والتعديل 3/ 250، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 111 رقم 285. [6] في المجروحين 1/ 261. [7] في الجرح والتعديل، وفيه زيادة: «ينكر عن الثقات» . [8] في الكامل في الضعفاء 2/ 825. [9] وثّقه ابن معين. وقال البخاري: فيه نظر. وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال يحيى: هو ثقة الجزء: 10 ¦ الصفحة: 116 قُلْتُ: يُكَنَّى أَبَا سُفْيَانَ، وَيُقَالُ هُوَ أَيْضًا: حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ. 62- حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ [1] ، أَبُو الْخَطَّابِ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ. عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ [3] . قُلْتُ: قَدْ عُلِمَ تَعَنُّتُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي الرِّجَالِ، وَبَعْدَ هَذَا فَيَرْوِي عَنْ مُجَالِدٍ وَيُقَوِّيهِ [4] . مَاتَ حَرْبُ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. - حَرْبُ بْنُ أَبِي العالية. في الطبقة الآتية.   [ () ] (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 111) . [1] انظر عن (حرب بن شدّاد اليشكري) في: التاريخ لابن معين 2/ 105، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 453 رقم 5926، وتاريخ خليفة 437، وطبقات خليفة 223، والتاريخ الكبير 3/ 62 رقم 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 33، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 294 رقم 361، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 452 و 2/ 686، والجرح والتعديل 3/ 250، 251 رقم 1115، ومشاهير علماء الأمصار 156 رقم 1235، والثقات لابن حبّان 6/ 230، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 822، 823، ورجال صحيح البخاري 1/ 218، 219 رقم 287، ورجال صحيح مسلم 1/ 172، 173 رقم 352، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ، رقم 261، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 111 رقم 429، وتهذيب الكمال 5/ 524- 526 رقم 1156، والكاشف 1/ 153 رقم 978، والمغني في الضعفاء 1/ 153 رقم 1345، وميزان الاعتدال 1/ 470 رقم 1770، وسير أعلام النبلاء 7/ 194 رقم 19، والعبر 1/ 237، والوافي بالوفيات 11/ 333 رقم 493، وتهذيب التهذيب 2/ 2324 رقم 415، وتقريب التهذيب 1/ 157 رقم 192، والنجوم الزاهرة 2/ 39، وخلاصة تذهيب التهذيب 74، وشذرات الذهب 1/ 251. [2] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 453 رقم 5926. [3] الجرح والتعديل 3/ 250، الضعفاء للعقيليّ 1/ 294. [4] ووثّقه ابن معين، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال أبو حاتم، صالح الحديث. وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن عديّ: لا بأس به. وحديثه عند البخاري ومسلم وغيرهما. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 117 63- حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ [1] ، أَبُو الْخَطَّابِ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَكْبَرُ، مَوْلَى النَّضْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَبَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَلَيَّنَهُ غَيْرُهُ. قَالَ البخاريّ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: كَانَ أَكْذَبَ الْخَلْقِ [2] ، وقال ابن معين: صالح [3] .   [1] انظر عن (حرب بن ميمون) في: التاريخ الكبير 3/ 65 رقم 235، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 33، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 294، 295 رقم 362، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 166، والمجروحين لابن حبّان 1/ 261، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 824، ورجال صحيح مسلم 1/ 173 رقم 354، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 96، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 112 رقم 431، وتهذيب الكمال 5/ 531، 532 رقم 1159، والكاشف 1/ 153 رقم 981، والمغني 2/ 225، 226 رقم 418، وتقريب التهذيب 1/ 157 رقم 195، وخلاصة تذهيب التهذيب 74. [2] التاريخ الكبير 3/ 65، الضعفاء الكبير 1/ 294، 295، المجروحين لابن حبّان 1/ 261 وفيه قال ابن حبّان: «وقد قيل إنه صاحب الأغمية» ، وذكر الحافظ المزّي في تهذيب الكمال هذه العبارة في ترجمة (حرب بن ميمون صاحب الأغمية) (5/ 533) فقال: «وقال البخاري: حرب بن ميمون صاحب الأغمية، قال سليمان بن حرب: هذا أكذب الخلق..» . وقد وضع الدكتور بشّار عوّاد معروف فوق قول البخاري إشارة، وأحال في الحاشية رقم (2) إلى تاريخ البخاري الكبير، الجزء الثالث، رقم الترجمة (235) ، ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب: إن قول (سليمان بن حرب: هذا أكذب الخلق) ، في الترجمة رقم (235) وهي لحرب بن ميمون الّذي يقال له أبو الخطاب البصري، وليس فيها قول البخاري: حرب بن ميمون صاحب الأغمية، وقد أثار هذا الخلط نقاشا وتعليقات تراها في حواشي التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 65، 66 رقم (1) و (2) و (3) ، وفي تعقيبات عبد الغني الأزدي على تاريخ البخاري (انظر ج 8/ 453 في المتن، والحاشية رقم (2) ص 453، 454) ، والحاشية رقم (1) في تهذيب الكمال من الجزء 5/ 534- 536 للدكتور بشار، جديرة بالمراجعة. [3] هذا القول في ترجمة حرب بن ميمون صاحب الأغمية (الجرح والتعديل 3/ 251) ، وهو عند الجزء: 10 ¦ الصفحة: 118 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ [1] . 64- حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ. صَاحِبُ الأَغْمِيَةِ. هَذَا أَصْغَرُهُمْ، سَيَأْتِي فِيمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [2] . 65- حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ قراد [3] ، أبو حفص التّجيبيّ المصريّ. هو   [ () ] ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات. [1] وهذا القول أيضا في صاحب الأغمية. (الجرح والتعديل 3/ 251) يقول محقّق هذا الكتاب خادم العلم «عمر تدمري» : ليس في (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم سوى ترجمة واحدة هي ترجمة «حرب بن ميمون أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية» ، الّذي روى عن عوف، وهشام بن حسّان وحجّاج، روى عنه مسلم بن إبراهيم، ونصر بن علي، والمقدميّ،.. ثم ذكر قول ابن معين فيه، وقول أبي زرعة. (ج 3/ 251 رقم 1116) . وقد كرّر المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في ترجمة «حرب بن ميمون أبو الخطاب» في كتابه (المغني في الضعفاء 1/ 153 رقم 1347) فقال: ثقة، غلط من تكلم فيه، وهو صدوق. وقال أبو زرعة ليّن، وقال ابن معين: صالح» . وذكره أيضا في (ميزان الاعتدال 1/ 470 رقم 1772) ، وكرّر قول ابن معين، وأبي زرعة. فهو بهذا كأنه خلط بين الّذي يكنى بأبي الخطاب، وبين الّذي يكنى بأبي عبد الرحمن صاحب الأغمية، وهو ينقل عن ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ، مع أنه قال في ترجمة المعروف بصاحب الأغمية (الميزان 1/ 471 رقم 1773) : «وقد خلطه البخاري وابن عديّ بالذي قبله، وجعلهما واحدا، والصواب أنهما اثنان» . وفاته القول إن ابن أبي حاتم لم يفرد إلا ترجمة واحدة هي لصاحب الأغمية، وفيه نقل ما قال ابن معين، وأبو زرعة، فنقلها المؤلّف وأثبتها في هذه الترجمة لأبي الخطاب. فليراجع. [2] ستأتي ترجمته في الطبقة التاسعة عشرة. [3] انظر عن (حرملة بن عمران التجيبي) في: تاريخ خليفة 150 و 152 و 229 و 253 و 264، وطبقات خليفة 296، والتاريخ الكبير 3/ 68، 69 رقم 243، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 22، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 153، والمعرفة والتاريخ 1/ 147 و 148 و 254 و 353 و 387 و 551 و 590 و 2/ 192 و 486 و 507 و 524 و 748، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 310 و 504، وتاريخ الطبري 4/ 394 و 5/ 333، والجرح والتعديل 3/ 273، 274 رقم 1222، والولاة والقضاة للكندي 34 و 46 و 47 و 335، وولاة مصر له 57 و 69، ومشاهير علماء الأمصار 189 رقم 1511، والثقات لابن حبّان 6/ 233، ورجال صحيح مسلم 1/ 176 رقم 361، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 123 أ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 113 رقم 292، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 112 رقم 433، ووفيات الأعيان 2/ 65، وتهذيب الكمال 5/ 546- 548 رقم 1165، والكاشف 1/ 154 رقم 985، والوافي بالوفيات 11/ 340 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 119 جَدُّ حَرْمَلَةَ صَاحِبِ الشَّافِعِيِّ. رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ [1] . قَدْ ذُكِرَ. 66- حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبْرٍ [2] ، أَبُو عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ [3] الْمَشْرِقِيُّ الْحِمْصِيُّ الْحَافِظُ، وَيُكَنَّى أيضا أبا عون، من صغار التّابعين.   [341] رقم 498، وتهذيب التهذيب 2/ 229 رقم 425، وتقريب التهذيب 1/ 158 رقم 202، وحسن المحاضرة 1/ 272، وخلاصة تذهيب التهذيب 74 [1] وثّقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وابن حبّان، وابن شاهين، وله في صحيح مسلم. [2] انظر عن (حريز بن عثمان بن جبر) في: التاريخ لابن معين 2/ 106، ومعرفة الرجال له 1/ 122، 123 رقم 603 و 1/ 145، 146 رقم 791، وطبقات خليفة 315 (وقد تحرّف فيه اسم حريز إلى «جرير» ) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 38، 39 رقم 1483، والتاريخ الكبير 3/ 103، 104 رقم 356، والتاريخ الصغير 183، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 72، والمعارف 397، وتاريخ الثقات للعجلي 112 رقم 267، والمعرفة والتاريخ 1/ 151 و 157 و 258 و 2/ 303 و 313 و 315 و 317 و 343 و 386 و 388 و 427- 430 و 522 و 755 و 3/ 174 و 175 و 205، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 154 و 213 و 215 و 272 و 333 و 390 و 398 و 543 و 595 و 603 و 622 و 703، والضعفاء للعقيليّ 2/ 321، 322 رقم 397، وتاريخ الطبري 3/ 181، والجرح والتعديل 3/ 289 رقم 1288، والمجروحين لابن حبّان 1/ 268، 269، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 856- 859، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 171 وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 263، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 112 رقم 288، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 216، 217 رقم 285، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 74 رقم 300، وتاريخ بغداد 8/ 265- 270 رقم 4365، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 68، والإكمال لابن ماكولا 2/ 85، 86، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 116 رقم 452، والأنساب لابن السمعاني 6/ 95، 96، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 116- 118، ومعجم البلدان 4/ 604، واللباب لابن الأثير 2/ 19، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 480 و 511، وتهذيب الكمال 5/ 568- 581 رقم 1175، والعبر 1/ 241، وتذكرة الحفاظ 1/ 176، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 151، والمعين في طبقات المحدّثين 52 رقم 477، والكاشف 1/ 155 رقم 994، والمغني في الضعفاء 1/ 154 رقم 1358، وميزان الاعتدال 1/ 475، 476 رقم 1792، وسير أعلام النبلاء 7/ 79- 81 رقم 35، والوافي بالوفيات 11/ 347 رقم 511، وتهذيب التهذيب 2/ 237- 241 رقم 436، وتقريب التهذيب 1/ 159 رقم 214، وطبقات الحفاظ 78، وخلاصة تذهيب التهذيب 75، وشذرات الذهب 1/ 257. [3] الرّحبيّ: بفتح الراء والحاء وفي آخرها باء موحّدة. هذه النسبة إلى بني رحبة، بطن من حمير. (اللباب) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 120 سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ، وَخَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، وَرَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ، وَحَبِيبَ بْنَ عُبَيْدٍ، وَعَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ النَّضْرِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحَمْنِ بْنَ مَيْسَرَةَ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، ويحيى القطّان، ويحيى بن سعيد الْعَطَّارِ الْحِمْصِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ [1] ، وَكَانَ فِيهِ نَصْبٌ [2] . وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا يَصِحُّ عِنْدِي مَا يُقَالُ عَنْهُ فِي رَأْيِهِ، وَلا أَعْلَمُ بِالشَّامِ أَثْبَتَ مِنْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] : ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كَانَ يَتَنَاوَلُ مِنْ رَجُلٍ ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ [5] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَشَدُّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ يَقُولُ: «لَنَا أَمِيرٌ وَلَكُمْ أَمِيرٌ» [6] ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لا أُحِبُّ مَنْ قَتَلَ لِي جَدَّيْنِ» [7] . وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [8] : بَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ عيّاش، قال: سمعت   [1] تاريخ بغداد 8/ 266. [2] النّصب: اصطلاح أطلقه شيعة عليّ على الذين يناصبونه العداء ويبغضونه، ويسمّونهم النواصب. [3] في الجرح والتعديل 3/ 289 وفيه زيادة: «حسن الحديث ... هو أثبت من صفوان بن عمرو وأبي بكر بن أبي مريم، وهو ثقة متقن» . [4] في الجرح والتعديل 3/ 289، وفي العلل ومعرفة الرجال 2/ 38، 39 رقم 1483 سئل عن حريز وصفوان بن عمرو، فقال: حريز أحبّ إليّ وأعجب إليّ من صفوان، وثقات ابن شاهين 112. [5] التاريخ الكبير 3/ 104، والمعرفة والتاريخ 2/ 388، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 321 وفيه تحرّفت كلمة «رجل» إلى «رجلي» ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 857، والمقصود بالرجل الإمام عليّ رضي الله عنه. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 321، تاريخ بغداد 8/ 267، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 117. [7] تاريخ بغداد 8/ 267. [8] في المعرفة والتاريخ 2/ 388، الضعفاء الكبير 1/ 322، تاريخ بغداد 8/ 268، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 118. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 121 حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ، تَزْعُمُ أَنِّي أَشْتُمُ عَلِيًّا، وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُهُ قَطُّ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: لا أَحْسَبُنِي رَأَيْتُ شَامِيًّا أَفْضَلَ مِنْهُ [1] . وَيُقَالُ إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ فِي «تَارِيخِهِ» [2] : أَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيْهِ الْهَمْدَانِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشِّيرَازِيُّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُؤْنِسٍ بِبِغْدَادَ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ [3] الْمَالِكِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: هَذَا الَّذِي يَرْوِيهِ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى» حَقٌّ، وَلَكِنْ أَخْطَأَ السَّامِعُ، إِنَّمَا هُوَ: «أَنْتَ مِنِّي مَكَانَ قَارُونَ مِنْ مُوسَى» ، قُلْتُ: عَنْ مَنْ تَرْوِيهِ؟، قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ. قَالَ الْخَطِيبُ [4] : عَبْدُ الْوَهَّابِ كَذَّابٌ. ابْنُ جَوْصَاءَ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلاعِيُّ، ثَنَا حَرِيزٌ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: هَلْ كَانَ فِي رَأْسِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعَرَاتٌ بِيضٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِذَا ادَّهَنَ تَغَيَّرَ [5] . قُلْتُ: هَذَا أَعْلَى شَيْءٍ عِنْدَ ابْنِ جَوْصَاءَ، فَهُوَ ثُلاثِيٌّ لَهُ، كَمَا هُوَ ثُلاثِيٌّ لِلْبُخَارِيِّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى فِي «تاريخ حمص» : لم يكن لحريز   [1] أي من: حريز. التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 104، تاريخ بغداد 8/ 268، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 117. تاريخ بغداد 8/ 268، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 117. [2] ج 8/ 268. [3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «أحمد بن عبد الله» . [4] في تاريخه 8/ 268، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 117. [5] أخرج الإمام أحمد نحوه في المسند، من طريق: حمّاد بن سلمة، عن سماك بن جابر، عن سمرة قال: ما كَانَ فِي رَأْسِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ الشيب إلّا شعرات في مفرق رأسه إذا ادّهن واراهنّ الدّهن. (المسند 5/ 90 و 92 و 95 و 100 و 103 و 104) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 122 كِتَابٌ، إِنَّمَا كَانَ يَحْفَظُ [1] . مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثَنَا حَرِيزٌ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ بُسْرٍ [2] وَأَنَا غُلامٌ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّحَبِيُّ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: لا تُعَادِ أَحَدًا حَتَّى تَعْلَمَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ، فَإِنْ يَكُنْ مُحْسِنًا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُسْلِمُهُ لِعَدَاوَتِكَ، وَإِنْ يَكُنْ مُسِيئًا [فَأَوْشَكَ] [3] بِعَمَلِهِ أَنْ يَكْفِيَكَهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: جَمَعْنَا حَدِيثَ حَرِيزٍ فِي دِفْتَرٍ وَأَثْبَتْنَاهُ بِهِ نَحْوَ مِائَتَيْ حَدِيثٍ، فَتَعَجَّبَ وَقَالَ: هَذَا كُلُّهُ عَنِّي [4] ؟! وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِالشَّامِ أَثْبَتُ مِنْ حَرِيزٍ إِلا أَنْ يَكُونَ بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ [5] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ حَرِيزًا كَانَ شَتَمَ عَلِيًّا رضي الله عن الْمِنْبَرِ [6] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. قال: عادلت حريز بن عثمان بن مِصْرَ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلَ يَسُبُّ عَلِيًّا وَيَلْعَنُهُ [7] . وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْحِمْصِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَبَائِرِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: زَامَلْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، فسمعته يقع   [1] تاريخ بغداد 8/ 266. [2] أي: عبد الله بن بسر المازني. [3] زيادة على الأصل من تهذيب تاريخ دمشق 4/ 117، وتهذيب الكمال 5/ 578، 579. [4] تاريخ بغداد 8/ 266، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 117. [5] الجرح والتعديل 3/ 289. [6] الضعفاء الكبير 1/ 321. [7] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 117. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 123 فِي عَلِيٍّ، فَقُلْتُ: مَهْلا يَا أَبَا عُثْمَانَ، ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكَ، وَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: اسْكُتْ يَا رَأْسَ الْحِمَارِ لا أُلْقِيكَ مِنَ الْجَمَلِ [1] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : كَانَ يَلْعَنُ عَلِيًّا، فَعَاتَبُوهُ، فَقَالَ: هُوَ الْقَاطِعُ رَأْسَ أَجْدَادِي بِالْفُئُوسِ. وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ يَحْكِي أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمِلِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ صَالِحٍ، أَنَّ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الْفَجْرَ سَبْعَ سِنِينَ، فَكَانَ لا يَخْرُجُ مِنَ الْمَسْجِدِ حتى يلعن عليّا سبعين مَرَّةً كُلَّ يَوْمٍ [4] . قُلْتُ: صَحَّحَ عَنْهُ أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ، وَجَاءَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ رُئِيَ فِي النَّوْمِ فَقَالَ: غَفَرَ لِي رَبِّي وَعَاتَبَنِي فِي رِوَايَتِي عَنْ حَرِيزٍ [5] . عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: [سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ يَقُولُ] [6] لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ، أَمَا تَتَّقِي الله [تزعم أنّي شتمت عليّا] [7] ، ولا وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُ عَلِيًّا قَطُّ [8] . وَقَالَ الْحُلْوَانِيُّ: ثَنَا شَبَابَةُ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ: بَلَغَنِي أَنَّكَ لا تَتَرَحَّمُ عَلَى عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: اسْكُتْ، مَا أَنْتَ وَهَذَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ [9] .   [1] المجروحين لابن حبّان 1/ 269. [2] في المجروحين 1/ 268 وفيه «بالقوس» بدل «بالفئوس» . [3] المجروحين 1/ 268، وأضاف ابن حبّان: «وليس ذلك بمحفوظ عنه» . [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 118. [5] تاريخ بغداد 8/ 267، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 118. [6] ما بين القوسين ساقط من الأصل. [7] إضافة على الأصل. [8] التاريخ لابن معين 2/ 106. [9] تاريخ بغداد 8/ 269. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 124 قَالَ الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ حَرِيزٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ الْخَبَائِرِيُّ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ. قَالَ الْخَطِيبُ [1] : هَذَا خَطَأٌ. 67- حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ [2] الْخُزَاعِيُّ الْقُدَيْدِيُّ [3] . مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ. رَوَى عن: أبيه، وعمر بن عبد العزيز. وعنه: وَكِيعٌ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَأَبُوهُ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، يُقَالُ إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ [4] . 68- حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ [5] . أَبُو سَهْلٍ البصريّ الأزديّ.   [1] في تاريخه 8/ 270 وقال: وما قبله أصحّ. [2] انظر عن (حزام بن هشام) في: التاريخ الكبير 3/ 116 رقم 390، والجرح والتعديل 3/ 298 رقم 1327، والثقات لابن حبّان 6/ 247، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 146، 147، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ، ورقة 53 ب، والأنساب لابن السمعاني 10/ 77 ووقع في المطبوع (جزام) بالجيم، واللباب لابن الأثير 3/ 20. [3] القديدي: بضم القاف والياء الساكنة آخر الحروف بين الدالين المهملتين. هذه النسبة إلى قديد وهو منزل بين مكة والمدينة. (الأنساب، اللباب) . وذكر البخاري في تاريخه، وابن حبّان في الثقات أنه «من أهل الرقم» ، ولا خلاف، فالرقم ناحية من قراها قديد. ذكرها ياقوت في المعجم، وقال منها حزام بن هشام. (معجم البلدان 3/ 58 مادّة (الرقم) و 4/ 313 مادّة (قديد) . [4] قال أبو حاتم: شيخ، محلّه الصدق. [5] انظر عن (حسام بن مصكّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 284، والتاريخ لابن معين 2/ 107، والتاريخ الكبير 3/ 135 رقم 457، والتاريخ الصغير 192، والضعفاء الصغير 259 رقم 100، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 121 رقم 200، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ، رقم 80، والمعرفة والتاريخ 3/ 59، وتاريخ واسط 253، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 144، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 299، 300 رقم 374، والجرح والتعديل 3/ 317 رقم 1419، والمجروحين لابن حبّان 1/ 272، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 838- 841، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 81 رقم 182، وتهذيب الكمال 6/ 5- 8 رقم 1184، والمغني في الضعفاء 1/ 155 رقم 1367، رقم 224، وخلاصة تذهيب التهذيب 98. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 125 عَنِ: الْحَسَنِ: وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْهُ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : ضَعِيفٌ. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [3] : مَتْرُوكٌ [4] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ. 69- حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ النَّضْرِيُّ الْحِمْصِيُّ [5] . عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرْدٍ. وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ. لَهُ حَدِيثٌ فِي النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ [6] ، وَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ.   [1] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء. [2] في الضعفاء والمتروكين 288 رقم 144. [3] الضعفاء والمتروكين 81 رقم 182. [4] وضعّفه ابن سعد، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وضعّفه الجوزجاني، وأبو زرعة، والعقيلي، وقال أحمد: مطروح الحديث، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وقال ابن حبّان: كان كثير الخطأ، فاحش الوهم حتى خرج عن الاحتجاج به. وقال ابن عديّ: عامّة أحاديثه إفرادات وهو مع ضعفه حسن الحديث وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق. [5] انظر عن (حسّان بن نوح) في: التاريخ الكبير 3/ 33 رقم 133، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 7، وتاريخ الثقات للعجلي 112 رقم 270، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 323، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 188، والجرح والتعديل 3/ 234 رقم 1036، والثقات لابن حبّان 4/ 164، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 35 بن، وتهذيب الكمال 6/ 42، 43 رقم 1196، والكاشف 1/ 158 رقم 1012، وتهذيب التهذيب 2/ 252، 253 رقم 463، وتقريب التهذيب 1/ 162 رقم 239، وخلاصة تذهيب التهذيب 76. [6] في السنن الكبرى كما قال المزّي في (تحفة الأشراف 4/ 293 رقم 5190) وهو من طريق: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 126 70- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ [1] الْجُفْرِيُّ [2] الْبَصْرِيُّ. أَبُو سَعِيدٍ. عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وأبو عمر الْحَوْضِيُّ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ. قَالَ الْفَلاسُ: صَدُوقٌ، مُنْكَرُ الحديث [3] .   [ () ] علي بن عيّاش، عن حسّان بن نوح قال: رأيت عبد الله بن بسر يقول: أترون كفّي هذه؟ فأشهد أني وضعتها على كفّ محمد صلّى الله عليه وسلّم، ونهى عن صيام يوم السبت إلا في فريضة، وقال: إن لم يجد أحدكم إلّا لحاء شجرة فليفطر عليه. [1] انظر عن (الحسن بن أبي جعفر) في: الطبقات الكبرى 7/ 284 وفيه (الحسين) ، وهو تحريف، والتاريخ لابن معين 2/ 108، وتاريخ خليفة 287، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 604 رقم 3874، والتاريخ الكبير 2/ 288 رقم 2500، والضعفاء الصغير للبخاريّ 256 رقم 63، وأحوال الرجال 117 رقم 191، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، والضعفاء والمتروكين للنسائى 288 رقم 155، والمعرفة والتاريخ 1/ 147 و 290 و 538 و 2/ 46 و 90 و 3/ 46، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 156 رقم 334، والضعفاء لأبي زرعة، رقم 61، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 276، 277، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 221، 222 رقم 270، والجرح والتعديل 3/ 29 رقم 118، والمجروحين لابن حبّان 236، 237، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ، ورقة 9 أرقم الترجمة 177، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 717- 722، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 82 رقم 189، والسن له 3/ 73، وتاريخ جرجان 244، وحلية الأولياء 10/ 139، 140 رقم 493 وفيه (الحفري) بالحاء المهملة، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 223 ب، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 26، والإكمال لابن ماكولا 2/ 243، والأنساب لابن السمعاني 3/ 296، 297، وتهذيب الكمال 6/ 73- 78 رقم 1211، والكاشف 1/ 159 رقم 1024، والمغني في الضعفاء 1/ 157 رقم 1386، وميزان الاعتدال 1/ 482، 483 رقم 1826، والوافي بالوفيات 11/ 414 رقم 593 وفيه (الحفري) بالحاء المهملة، وتهذيب التهذيب 2/ 260، 261 رقم 482، وتقريب التهذيب 1/ 164 رقم 257، وخلاصة تذهيب التهذيب 77، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 66، وتاج العروس 10/ 454. [2] الجفريّ: قيّدها عبد الغني بن سعيد الأزدي بالجيم. (مشتبه النسبة، ورقة 9 أ) ، قال ابن ماكولا: «الجفري: أوله جيم مضمومة، وبعدها فاء ساكنة، فهو الحسن بن أبي جعفر الجعفري.. (الإكمال 2/ 243) والجفرة الوهدة من الأرض وجمعها جفاء وهي ناحية البصرة تسمّى جفرة خالد. (الأنساب 3/ 273) . [3] الجرح والتعديل 3/ 29. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 127 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ 167 [3] . 7- الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ [4] . وَيُقَالُ: هُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ التَّمِيمِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ. مُحَدِّثٌ مُكْثِرٌ. رَوَى عَنِ: ابْنِ سِيرِينَ، وَكُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَسَعْدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَآخَرُونَ. قَالَ عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ: كَانَ عِنْدَ شيبان بن فرّوخ عنه خمسة وعشرون   [1] في تاريخه 2/ 108. [2] ضعّفه ابن سعد، وقال ابن حنبل: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ الجوزجاني: ضعيف واهي الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وضعّفه أبو زرعة الرازيّ، والعقيلي، وابن حبّان، وابن عديّ. [3] أرّخ وفاته البخاري. [4] انظر عن (الحسن بن دينار) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 279، والتاريخ لابن معين 2/ 113، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 5266 رقم 3471 و 3/ 484 رقم 6074، والتاريخ الكبير 3/ 292 رقم 2513، والتاريخ الصغير 181، والضعفاء الصغير 656 رقم 64، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 43، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 62، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 2/ 681، 682، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 153، وتاريخ الطبري 1/ 240 و 263 و 270 و 275 و 2/ 293 و 3/ 136، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 190، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 222، 223 رقم 271، والمعرفة والتاريخ 2/ 17 و 127 و 3/ 34 و 63 و 141، والجرح والتعديل 3/ 11، 12 رقم 37، والمجروحين لابن حبّان 1/ 231- 233، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 710- 717، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 161 رقم 1 و 162 رقم 2، والضعفاء والمتروكين له 81 رقم 185، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 222 أ، وتهذيب الكمال 6/ 145 (لم يترجم له الحافظ المزّي، وإنما ذكره في حواشي النسخ فقال: «الحسن بن دينار كان له ترجمة في الأصل ولم يرو له أحد منهم فلم أكتبها» ) ، والمغني في الضعفاء 1/ 159 رقم 1399، وميزان الاعتدال 1/ 487- 489 رقم 1843، وتهذيب التهذيب 2/ 275، 276 رقم 502، ولسان الميزان 2/ 203- 205 رقم 918. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 128 أَلْفَ حَدِيثٍ [1] . قَالَ النَّسَائِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لا شَيْءَ. وَكَذَّبَهُ أَبُو حاتم [4] . وقال البخاريّ [5] : تركه يحيى، وابن مَهْدِيٍّ. وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ، عَلَى أَنِّي لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا قَدْ جَاوَزَ الْحَدَّ. سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: أَمَّا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ يَرَى الْقَدَرَ، وَكَانَ يَحْمِلُ كُتُبَهُ إِلَى بُيُوتِ النَّاسِ وَيُخْرِجُهَا مِنْ يَدِهِ كَيْ يُحَدِّثَ مِنْهَا، وَكَانَ لا يَحْفَظُ [6] . قُلْتُ: كَانَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ لا يُخْرِجُونَ أُصُولَهُمْ مِنْ أَيْدِيهِمْ مَخَافَةَ أَنْ يُدَسَّ فِيهَا شَيْءٌ مَا سَمِعُوهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [7] : الْحَسَنُ بْنُ دِينَارِ بْنِ وَاصِلٍ التَّمِيمِيُّ، تَرَكَهُ وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ. 72- الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ [8] بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بن عليّ بن أبي طالب.   [1] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 711. [2] في الضعفاء والمتروكين 288 رقم 153. [3] في تاريخه 2/ 113. [4] في الجرح والتعديل 3/ 12. [5] وزاد في تاريخه: وكيع، وابن المبارك. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 222. [7] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء، وقد ذكره قبل قليل. [8] انظر عن (الحسن بن زيد) في: طبقات خليفة 272، ونسب قريش 280، والتاريخ الكبير 2/ 294 رقم 2517، والمعرفة والتاريخ 1/ 136 و 138- 140، وتاريخ الطبري 7/ 518 و 522 و 604 و 608 و 8/ 32 و 40 و 43 و 45 و 49 و 69 و 111 و 112، والمنتخب من ذيل المذيل 659، والجرح والتعديل 3/ 14، 15 رقم 48، وتاريخ اليعقوبي 2/ 379، وأنساب الأشراف 3/ 269، وطبقات الشعراء لابن المعتز 20، والثقات لابن حبّان 6/ 160، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 737، 738، وجمهرة أنساب العرب 39- 41، ورجال الطوسي 166 رقم 4، ومقاتل الطالبين 279 و 284 و 313 و 350 و 396 و 398 و 712 و 714 و 717 و 720، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 129 الأَمِيرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ الْفَاطِمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَالِدُ السَّيِّدَةِ الْعَابِدَةِ نَفِيسَةَ الْمَدْفُونَةِ بِظَاهِرِ مِصْرَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَوَكِيعٌ، وَمَالِكٌ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَغَيْرُهُمْ. كَانَ مِنْ سَرَوَاتِ بَنِي هَاشِمٍ وَأَجْوَادِهِمْ. وُلِّيَ الْمَدِينَةَ لِلْمَنْصُورِ خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ عَزَلَهُ وَحَبَسَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْمَنْصُورُ أَخْرَجَهُ الْمَهْدِيُّ وَأَكْرَمَهُ وَأَعْطَاهُ أَمْوَالَهَا، وَلَمْ يَزَلْ فِي صَحَابَتِهِ [1] . وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَضَى عَنْ وَالِدِهِ زَيْدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ [2] . وَكَانَ ذَا قُعْدُدٍ فِي النَّسَبِ، فَإِنَّهُ مُوَازٍ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَقَدْ مَدَحَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ فِي الشِّعْرِ [3] . وَخَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا [4] . مَاتَ بِالْحَاجِرِ [5] وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وله خمس وثمانون سنة.   [ () ] والعقد الفريد 1/ 56 و 6/ 340، وتاريخ بغداد 7/ 309- 313 رقم 3825، والتبيين في أنساب القرشيين 106 و 297 و 298، ومعجم البلدان 1/ 147 و 3/ 659، والكامل في التاريخ 5/ 552 و 593 و 605 و 610 و 6/ 8 و 33 و 80، وآثار البلاد وأخبار العباد 404، ووفيات الأعيان 2/ 289 و 5/ 423 و 6/ 411 و 412 و 421 و 424، وتهذيب الكمال 6/ 152- 163 رقم 1231، والكاشف 1/ 161 رقم 1037، والمغني في الضعفاء 1/ 159 رقم 1406، والعبر 1/ 252، وميزان الاعتدال 1/ 492 رقم 1850، ودول الإسلام 1/ 112، ومرآة الجنان 1/ 355، والوافي بالوفيات 12/ 367، 368، رقم 354، وفيه ذكر في من ترجمة (الحسين) بالياء، والغلط من الصفدي- رحمه الله- ولم يتنبّه إلى ذلك المعتني بالجزء من الوافي، السيد رمضان عبد التّواب، وتهذيب التهذيب 2/ 279 رقم 516، وتقريب التهذيب 1/ 166 رقم 275، وخلاصة تذهيب التهذيب 78، وشذرات الذهب 1/ 265. [1] المنتخب من ذيل المذيل 659 تاريخ بغداد 7/ 309. [2] تاريخ بغداد 7/ 309. [3] انظر: تهذيب الكمال 6/ 154 وما بعدها. [4] سيذكره. [5] الحاجز: بالراء المهملة. موضع في ديار بني تميم. (معجم ما استعجم 2/ 416) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 130 رَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ [1] . 73- الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ [2] . الْفَقِيهُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ، أَحَدُ الأعلام، أخو عليّ   [1] أخرجه النسائي في الصوم من السنن الكبرى. ذكره المزّي في (تحفة الأشراف 6/ 120 رقم 6020) . [2] انظر عن (الحسن بن صالح بن حي) في: التاريخ لابن معين 2/ 114، وتاريخ الدارميّ، رقم 247 و 562، وطبقات خليفة 168، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 374 رقم 2665، والتاريخ الكبير 2/ 295 رقم 2521، والتاريخ الصغير 186، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 67 رقم 75، وتاريخ الثقات للعجلي 115 رقم 280، والمعارف 509 و 624، والمعرفة والتاريخ 1/ 155 و 440 و 2/ 680 و 689 و 717 و 805 و 806 و 3/ 132 و 184 و 185، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 301 و 2/ 681- 684، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 184 و 269 و 305 و 309 و 313 و 314 و 316 و 416 و 3/ 133 و 137 و 150 و 164 و 190، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 54، والمنتخب من ذيل المذيل 657- 659، والضعفاء الكبير 2/ 229- 233 رقم 278، والجرح والتعديل 3/ 18 رقم 68، والثقات لابن حبّان 6/ 164، 165، ومشاهير علماء الأمصار 170 رقم 1351، والفهرست لابن النديم 267، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2225 و 2257، والكامل في الضعفاء 2/ 722- 729، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 93 رقم 187، ورجال الطوسي 166 رقم 7، والفهرست له 79 رقم 172، وتاريخ جرجان 324، ورجال صحيح مسلم 1/ 132 رقم 349، والفرق بين الفرق للبغدادي 133، وحلية الأولياء 7/ 327- 392 رقم 392 (ترجمة علي والحسن ابني صالح) ، والزهد الكبير للبيهقي 212 رقم 534، والسابق واللاحق 186، وطبقات الفقهاء للشيرازي 66، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 85 رقم 328، والأنساب لابن السمعاني 3/ 145، 146 في مادّة (الثوري) ، ومعجم البلدان 2/ 130 والكامل في التاريخ 3/ 401 و 5/ 607 و 6/ 76، واللباب 3/ 293، والتذكرة الحمدونية 1/ 168 و 191، وصفة الصفوة 3/ 152- 156 رقم 444 و 445 (علي والحسن ابنا صالح بن حي) ، وتهذيب الكمال 6/ 177- 191 رقم 1238، والعبر 1/ 249، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 571، والكاشف 1/ 162 رقم 1044، والمغني في الضعفاء 1/ 160 رقم 1415، وميزان الاعتدال 1/ 496- 499 رقم 1869، ودول الإسلام 1/ 112، وسير أعلام النبلاء 7/ 361- 371 رقم 134، وتذكرة الحفاظ 1/ 216، 217، ومرآة الجنان 1/ 383، والبداية والنهاية 10/ 105، والوافي بالوفيات 12/ 59، 60 رقم 45، والجواهر المضية 2/ 61، 62 رقم 451، ومناقب أبي حنيفة للكردري 497 و 499، وتهذيب التهذيب 2/ 285- 289 رقم 516، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 284، والطبقات السنيّة، رقم 691، وطبقات الحفاظ 92، وخلاصة تذهيب التهذيب 78، وشذرات الذهب 1/ 262، 263. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 131 ابن صالح، وهما ابنا صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ شُفَيِّ بْنِ هُنَيٍّ الثّوريّ. وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بن حيّان، قاله البخاريّ [1] . وقيل: صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ. وُلِدَ الْحَسَنُ سَنَةَ مِائَةٍ، وَرَوَى عَنْ: سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْعُمَرِيِّ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَوَالِدِهِ صَالِحٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ فُضَيْلٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابن مُوسَى، وَقَبِيصَةُ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَتَبْتُ عَنْ ثَمَانِمِائَةِ مُحَدِّثٍ، فَمَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ [2] . وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: يُكْتَبُ رَأْيُ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَرَأْيُ الأَوْزَاعِيِّ، هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ [3] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: اجْتَمَعَ فِي الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ إِتْقَانٌ وَفِقْهٌ وَزُهْدٌ [4] . وَكَانَ وَكِيعٌ يُعَظِّمُهُ وَيُشَبِّهُهُ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ: وَمَا كَانَ دُونَ الثَّوْرِيِّ فِي الْوَرَعِ وَالْفِقْهِ [5] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: قُلْنَا لِلْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ: صِفْ لَنَا غُسْلَ الْمَيِّتِ، فَمَا قدر عليه من البكاء [6] .   [1] في تاريخه 2/ 295. [2] الكامل في الضعفاء 2/ 724. [3] الكامل في الضعفاء 2/ 724، وفي ثقات ابن شاهين: ثقة، ليس به بأس، قاله يحيى. [4] الجرح والتعديل 3/ 18. [5] الكامل في الضعفاء 2/ 724. [6] الكامل في الضعفاء 2/ 724. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 132 وَقَالَ عَبْدُهُ بْنُ سُلَيْمَانَ: إِنِّي أَرَى اللَّهَ يَسْتَحِي أَنْ يُعَذِّبَ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ [1] . وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ شَرِيكٍ، مِنْ هُنَا إِلَى خُرَاسَانَ [2] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا إِلا وَقَدْ غَلَطَ فِي شَيْءٍ، غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا مُجَاوِزًا الْمِقْدَارَ، هُوَ عِنْدِي مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ. وَقَالَ وَكِيعٌ: هُوَ عِنْدِي إِمَامٌ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لا يَتَرَحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ وَكِيعٌ: أَتَتَرَحَّمُ أَنْتَ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ قُلْتُ: هَذِهِ سَقْطَةٌ مِنْ وَكِيعٍ، شَتَّانَ مَا بَيْنَ الْحَجَّاجِ وَبَيْنَ عُثْمَانَ، عُثْمَانُ خَيْرُ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَحَجَّاجٌ شَرُّ أَهْلِ زَمَانِهِ [5] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ثِقَةٌ، حَافِظٌ، مُتْقِنٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ [7] . وَقَالَ وَكِيعٌ: كَانَ الْحَسَنُ وَعَلِيٌّ وَأُمُّهُمَا قَدْ جزّءوا اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ لِلْعِبَادَةِ، فَمَاتَتْ أُمُّهُمَا، فَقَسَّمَا بَيْنَهُمَا اللَّيْلَ، ثُمَّ مَاتَ عَلِيٌّ، فَقَامَ اللَّيْلَ كلّه   [1] الكامل في الضعفاء 2/ 724. [2] الكامل في الضعفاء 2/ 724. [3] الكامل في الضعفاء 2/ 725. [4] في الكامل في الضعفاء 2/ 729. [5] وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 7/ 370) : «قلت: لا بارك الله في هذا المثال، ومراده: أنّ ترك الترحّم سكوت، والساكت لا ينسب إليه قول، ولكن من سكت عن ترحّم مثل الشهيد أمير المؤمنين عثمان، فإنّ فيه شيئا من التشيّع، فمن نطق فيه بغضّ وتنقّص وهو شيعيّ جلد يؤدّب، وإن ترقّى إلى الشيخين بذمّ، فهو رافضيّ خبيث، وكذا من تعرّض للإمام عليّ بذمّ، فهو ناصبيّ يعذّر، فإن كفّره فهو خارجيّ مارق، بل سبيلنا أن نستغفر للكلّ ونحبّهم، ونكفّ عمّا شجر بينهم» . [6] في الجرح والتعديل 3/ 18. [7] الكامل في الضعفاء 2/ 724. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 133 الْحَسَنُ [1] . وَعَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْوَفَ أَظْهَرَ عَلَى وَجْهِهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، قَامَ لَيْلَةً بِ عَمَّ يَتَساءَلُونَ 78: 1 فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَخْتِمْهَا إِلَى الْفَجْرِ [2] . وَعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: رُبَّمَا أَصْبَحْتُ وَمَا مَعِي دِرْهَمٌ، وَكَأَنَّ الدُّنْيَا قَدْ حِيزَتْ لِي فِي يَدِي [3] . أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نَا إِسْحَاقُ بْنُ جَبَلَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ السُّوقَ يَوْمًا وَأَنَا مَعَهُ، فَرَأَى هَذَا يَخِيطُ وَهَذَا يَصْبَغُ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَتَعَلَّلُونَ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ [4] . وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: فَتَّشْنَا الْوَرَعَ فَلَمْ نَجِدْهُ فِي شَيْءٍ أَقَلَّ مِنْهُ فِي اللِّسَانِ [5] . وَعَنِ ابْنِ حَيٍّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ يَصْرُخُ وَيُغْشَى عَلَيْهِ [6] . وَقَالَ حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ صَالِحٍ وَرَجُلٌ يقرأ: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ 21: 103 [7] ، فَالْتَفَتَ عَلِيٌّ إِلَى أَخِيهِ الْحَسَنِ وَقَدِ اخْضَرَّ وَاصْفَرَّ، فَقَالَ: يَا حَسَنُ: إِنَّهَا أَفْزَاعٌ فَوْقَ أَفْزَاعٍ، وَرَأَيْتُ الْحَسَنَ أَرَادَ يَصِيحُ، ثُمَّ جَمَعَ ثَوْبَهُ فَعَضَّ عَلَيْهِ حَتَّى سَكَنَ عَنْهُ [8] . وَعَنِ ابْنِ حَيٍّ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْتَحُ لِلْعَبْدِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الْخَيْرِ، يُرِيدُ بِهِ بابا من السّوء [9] .   [1] حلية الأولياء 7/ 327، 328، صفة الصفوة 3/ 152. [2] حلية الأولياء 7/ 328. [3] حلية الأولياء 7/ 329. [4] حلية الأولياء 7/ 329. [5] حلية الأولياء 7/ 329. [6] رواه أبو نعيم في الحلية 7/ 329 من طريق ابن أبي حاتم، عن محمد بن يحيى الواسطي، حدّثني محمد بن داود بن عبد الله قال: سمعت يحيى بن يونس يقول.. وانظر: صفة الصفوة 3/ 155. [7] سورة الأنبياء، الآية 103. [8] حلية الأولياء 7/ 330 وفيه «اصفار واخضار» . [9] حلية الأولياء 7/ 330. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 134 أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ: ثَنَا يحيى بن آدم قال: قال الحسين بْنُ صَالِحٍ، قَالَ لِي أَخِي وَكُنْتُ أُصَلِّي: يَا أَخِي اسْقِنِي، قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاتِي أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَقَالَ: قَدْ شَرِبْتُ السَّاعَةَ، قُلْتُ: وَمَنْ سَقَاكَ وَلَيْسَ فِي الْغُرْفَةِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ؟ قَالَ: أَتَانِي السَّاعَةَ جِبْرِيلُ بِمَاءٍ فَسَقَانِي، وَقَالَ: أَنْتَ وَأَخُوكَ وَأُمُّكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ 4: 69 [1] ، الآيَةَ، وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: تَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الْجُمُعَةَ، فَجَاءَ فُلانٌ فَجَعَلَ يُنَاظِرُهُ لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ، فَذَهَبَ الْحَسَنُ إِلَى تَرْكِ الْجُمُعَةِ مَعَهُمْ وَإِلَى الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ، وَلِهَذَا يَقُولُ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: إِنَّ ابْنَ حَيٍّ هَذَا قَدِ اسْتُصْلِبَ مُنْذُ زَمَانٍ، وَمَا يَجِدُ أَحَدًا يَصْلِبُهُ [3] . يَعْنِي لَوْ عَلِمَ بِهِ [أَهْلُ] الدَّوْلَةِ أَنَّهُ يرى السيف لقتلوه. قال أبو أُسَامَةُ: أَتَيْتُ الْحَسنَ بْنَ صَالِحٍ، فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَقُلْتُ: مَا لِي كَفَرْتُ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ يَنْقِمُونَ عَلَيْكَ مَحَبَّةَ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَزَائِدَةَ، فَقُلْتُ: لا جَلَسْتُ إِلَيْكَ أَبَدًا [4] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ذُكِرَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عِنْدَ الثَّوْرِيِّ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ يَرَى السَّيْفَ عَلَى الأُمَّةِ [5] . وَعَنِ الثَّوْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَنْقِمُ عَلَى ابْنِ حَيٍّ تَرْكَ الْجُمُعَةِ [6] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ يَرَى السيف [7] .   [1] سورة النساء. الآية 69. [2] حلية الأولياء 7/ 329، صفة الصفوة 3/ 153، التذكرة الحمدونية 1/ 168 رقم 386، وفيها زيادة: «فنظرنا إلى جنبه فإذا ثقب في جنبه وقد وصل إِلَى جوفه، وما علم بِهِ أحد من أهله» . [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 229. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 229، 230. [5] الضعفاء الكبير 1/ 230. [6] الضعفاء الكبير 1/ 231. [7] الضعفاء الكبير 1/ 231. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 135 وقال يحيى القطّان: كان سفيان يسيء الرَّأْيَ فِي الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ [1] . وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: كَانَ زَائِدَةُ يَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ يُحَذِّرُ النَّاسَ مِنِ ابْنِ حَيٍّ وَأَصْحَابِهِ، قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ السَّيْفَ [2] . أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: مَا أَنَا وَابْنُ حَيٍّ، لا نَتْرُكُ جُمْعَةً وَلا جِهَادًا [3] . قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ: كُنَّا عِنْدَ وَكِيعٍ، فَكَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ أَمْسَكْنَا فَلَمْ نكتب، فقال: ما لكم؟ فقال له أَخِي بِيَدِهِ هَكَذَا: يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَرَى السَّيْفَ، فَيَسْكُتُ وَكِيعٌ [4] . وَقَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: كَانَ زَائِدَةُ يَسْتَتِيبُ مَنْ أَتَى حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ [5] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ. لَهُ أَقْوَالٌ تُحْكَى فِي الْخِلافِيَّاتِ. 74- الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ [6] . مِنْ فُحُولِ الشعراء، مدح الدولتين، وله   [1] الضعفاء الكبير 1/ 231. [2] الضعفاء الكبير 1/ 231. [3] الضعفاء الكبير 1/ 232. [4] الضعفاء الكبير 1/ 232. [5] الضعفاء الكبير 1/ 232. [6] انظر عن (الحسين بن مطير الشاعر) في: أنساب الأشراف 3/ 238، وطبقات الشعراء لابن المعتز 114- 119 و 430، وأمالي القالي 1/ 155 و 165، والأغاني 16/ 17- 27، والفرج بعد الشدّة 2/ 25، والمحاسن والمساوئ 243، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 365، وأمالي المرتضى 1/ 227 و 431- 438، ومعجم الأدباء 10/ 166- 178 رقم 17، والتذكرة الحمدونية 1/ 217، وديوان المعاني 2/ 248، وحماسة ابن الشجري 163، ووفيات الأعيان 5/ 254، والموشح 360، وسمط اللآلي 409، والفهرست لابن النديم 146 و 184، والمحاسن والمساوئ 1/ 395، والزهرة لابن الجراح 2/ 106 و 270، وزهر الآداب 794 و 980، والجامع الكبير لضياء الدين بن الأثير 95، والحماسة البصرية 1/ 209، وسير أعلام النبلاء 7/ 81، 82 رقم 36، وشرح الحماسة للمرزوقي 934- 938 و 228 أ، 1230 و 1251- 1254 و 1360 و 1597، وفوات الوفيات 1/ 388، 389 رقم 139، والتذكرة السعدية 225 و 293 و 311، و 312، وتخليص الشواهد 234 و 236، ومجالس ثعلب 265، وشرح الجزء: 10 ¦ الصفحة: 136 مَدَائِحُ فِي الْمَهْدِيِّ، وَشِعْرُهُ فِي الذِّرْوَةِ، وَكَانَ أَعْرَابِيَّ الْهَيْئَةِ وَاللِّبَاسِ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أسد. وهو القائل: فوا عجبا [1] لِلنَّاسِ يَسْتَشْرِفُونَنِي [2] ... كَأَنْ لَمْ يَرَوْا بَعْدِي مُحِبًّا وَلا قَبْلِي يَقُولُونَ لِي اصْرِمْ يَرْجِعِ الْعَقْلُ كُلُّهُ ... وَصَرْمُ حَبِيبِ النَّفْسِ أَذْهبُ لِلْعَقْلِ فَيَا عَجَبًا مِنْ حُبِّ مَنْ هُوَ قَاتِلِي ... كَأَنِّي أُجَازِيهِ [3] الْمَوَدَّةَ عَنْ قَتْلِي وَمِنْ بَيِّنَاتِ [4] الْحُبِّ أَنْ صَارَ أَهْلُهَا ... أَحَبَّ إِلَى قَلْبِي وَعَيْنِي مِنْ أَهْلِي [5] قَالَ أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ: نَا سُلَيْمَانُ قَالَ: خَرَجَ الْمَهْدِيُّ يَوْمًا يَتَصَيَّدُ، فَلَقِيَهُ الحسين بن مطير فأنشده: أضحت يمينك من جود مصورة ... لا، بل يمينك منها صورة الجود [6] من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة ... وَمِنْ بَنَانِكَ يَجْرِي الْمَاءُ فِي الْعُودِ [7] فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: كَذَبْتَ يَا فَاسِقُ، وَهَلْ تَرَكْتَ مَوْضِعًا لأحد مع قولك في معن بن زائدة:   [ () ] الشواهد للعيني 2/ 18، والتصريح 1/ 187، وهمع الهوامع 1/ 114، والدرر اللوامع 1/ 84، وشرح الألفيّة للأشموني 1/ 231، وخزانة الأدب 2/ 485، وديوان الحسين بن مطير، نشره الدكتور حسن عطوان في مجلّة معهد المخطوطات 1969، ونسخة أخرى نشرها الدكتور محسن غياض، بغداد 1971 في مجلّة المورد/ 3/ 2/ 227، والأعلام 2/ 260. [1] هكذا في الأصل، وتهذيب تاريخ دمشق، وفي كل المصادر: «فيا عجبا» . [2] في فوات الوفيات 1/ 389 «يستسرفونني» بالسين المهملة. [3] في الوافي بالوفيات، وفوات الوفيات «أجزيه» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق «أجاذبه» وهو تحريف. [4] في طبقات الشعراء لابن المعتز: «ومن غنيات» . [5] الأبيات في: ديوان شعره- ص 67، وأمالي القالي 1/ 155، وطبقات الشعراء لابن المعتز 117، والحماسة، شرح المرزوقي 3/ 1251، والتذكرة السعدية 293 رقم 12 (دون البيت الأخير) ، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 367، وفوات الوفيات 1/ 389، والوافي بالوفيات 13/ 66. [6] في الأغاني، والوافي بالوفيات «صوّر الجود» . [7] البيتان في: المحاسن والمساوئ 243، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 365، ومعجم الأدباء 10/ 168، وسير أعلام النبلاء 7/ 82، وخزانة الأدب 2/ 486، والأول فقط في: الأغاني 16/ 23، والوافي بالوفيات 13/ 64. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 137 ألما بمعن ثم قولا لقبره [1] ... سقتك [2] الغوادي مَرْبَعًا ثُمَّ مَرْبَعًا فَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كُنْتَ [3] أول حفرة [4] ... من لأرض خَطَّتْ لِلْمَكَارِمِ [5] مَضْجَعًا وَيَا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْفَ واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا ولكن حويت الجود والجود ميت [6] ... ولو كَانَ حَيًّا ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعَا وَمَا كَانَ إِلا الْجُودُ صُورَةَ وَجْهِهِ ... فَعَاشَ رَبِيعًا، ثُمَّ وَلَّى فَوَدَّعَا فَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الْجُودُ وَالنَّدَا [7] ... وَأَصْبَحَ عِرْنِينُ الْمَكَارِمِ أَجْدَعَا [8] فَأَطْرَقَ ابْنُ مُطَيْرٍ ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: وَهَلْ معن إلا حسنة من حسناتك، فرضي عنه وَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ [9] . رَوَى حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَوْصِليُّ، عَنْ أَبِيهِ، لِلْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ: أَيَا كَبِدًا مِنْ لَوْعَةِ الْحُبِّ كُلَّمَا ... ذُكِرَتْ وَمِنْ رَفْضِ الْهَوَى حَيْثُ يَرْفُضُ وَمِنْ زَفْرَةٍ تَعْتَادُنِي بَعْدَ زَفْرَةٍ ... تَقَصَّفُ أَحْشَائِي لَهَا حِينَ يَنْهَضُ فَمِنْ حُبِّهَا أَبْغَضْتُ مَنْ كُنْتُ وَامِقًا ... ومن حبّها أحببت من كنت أبغض   [1] في: معجم الأدباء، وشرح الحماسة للمرزوقي، ووفيات الأعيان، والفرج بعد الشدّة للتنوخي، وفوات الوفيات، والوافي بالوفيات: «ألمّا على معن وقولا لقبره» . وفي تهذيب تاريخ دمشق: «ألمّا بمن لاثم قول لغيره» . وفي أنساب الأشراف: «ألا بكّ معنا ثم قل لدياره» . [2] في الأغاني «سقيت» . [3] في معجم الأدباء، ووفيات الأعيان، وفوات الوفيات، والوافي بالوفيات: «أنت» . [4] في أنساب الأشراف «بقعة» . [5] في فوات الوفيات، والوافي بالوفيات «للسماحة» . [6] في الأغاني، ومعجم الأدباء، وشرح الحماسة للمرزوقي، ووفيات الأعيان، وفوات الوفيات، والوافي بالوفيات. [7] في معجم الأدباء، وشرح الحماسة للمرزوقي، ووفيات الأعيان، وفوات الوفيات، وشعره «وانقضى» وفي أنساب الأشراف: «ولما مضى معن مضى الجود كله» . [8] الأبيات أو بعضها، بتقديم وتأخير في: أنساب الأشراف 3/ 238، 239، والأغاني 16/ 23، 24، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 250، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 366، وشرح الحماسة للمرزوقي 934- 937، ومعجم الأدباء 10/ 168- 170، وفوات الوفيات 2/ 254، والوافي بالوفيات 13/ 65، وسير أعلام النبلاء 7/ 82، وخزانة الأدب 2/ 487، والجامع الكبير لابن الأثير 95، والمثل السائر 1/ 413. [9] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 366، وفي معجم الأدباء 10/ 170 «فأمر له بألف دينار» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 138 إِذَا مَا صَرَفْتُ الدَّهْرَ [1] عَنْهَا بِغَيْرِهَا ... أَتَى حُبُّهَا مِنْ دُونِهِ يَتَعَرَّضُ [2] وَمِنْهَا مِمَّا لَمْ يَرْوِهِ الْمَوْصِلِيُّ فِيهَا: قَضَى الْحُبُّ [3] يَا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائِلا ... أُحِبُّكِ حَتَّى يُغمِضَ الْعَيْنَ مُغْمِضُ فَحُبُّكِ [4] بَلْوَى غَيْرَ أَنْ لا يَسُرَّنِي ... وَإِنْ كَانَ بَلْوَى أَنَّنِي لَكِ مُبْغِضُ فَيَا لَيْتَنِي أَقْرَضْتُ جَلْدًا صَبَابَتِي [5] ... وَأَقْرَضَنِي صَبْرًا عَلَى النَّاسِ [6] مُقْرِضُ [7] وَلَهُ: أُحِبُّكِ يَا سَلْمَى عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ ... وَلا بَأْسَ فِي حُبٍّ تَعِفُّ سَرَائِرُهْ أُحِبُّكِ حُبًّا لا أُعَنَّفُ [8] بَعْدَهُ ... مُحِبًّا وَلَكِنِّي إِذًا لِيمَ عَاذِرُهْ وَقَدْ [9] مَاتَ قَبْلِي أَوَّلُ الْحُبِّ مَرَّةً [10] ... وَلَوْ مِتُّ أَضْحَى الْحُبُّ قَدْ مَاتَ آخِرُهْ وَأَيُّ طَبِيبٍ يُبْرِئُ الْحُبَّ بعد ما ... تَشَرَّبَهُ بَطْنُ الْفُؤَادِ وَظَاهِرُهْ [11] 75- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي يزيد الهمدانيّ الكوفيّ [12] . عن: الشّعبيّ، وأبي   [1] في تهذيب تاريخ دمشق «الناس» . [2] الأبيات في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 366. [3] في أمالي المرتضى والزهرة، وتخليص الشواهد: «قضى الله» . [4] في أمالي المرتضى: «وحبّك» ، وفي تخليص الشواهد: «أحبّك» . [5] في تهذيب تاريخ دمشق «جلد صبابتي» ، وفي تخليص الشواهد: «جلدا صبابة» . [6] في أمالي المرتضى، وتهذيب تاريخ دمشق، وتخليص الشواهد: «الشوق» . [7] الأبيات في: أمالي المرتضى 1/ 435، 436، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 366، والزهرة لابن الجراح 2/ 270، وتخليص الشواهد 234 و 236، ومجالس ثعلب 265، وزهر الآداب 980، وشرح الشواهد للعيني 2/ 18، والتصريح 1/ 187، وهمع الهوامع 1/ 114، والدرر اللوامع 1/ 84، وشرح الألفية للأشموني 1/ 231. [8] في معجم الأدباء: «لن أعنّف» . [9] في معجم الأدباء: «لقد» . [10] في معجم الأدباء، وتهذيب تاريخ دمشق «أول الحب فانقضى» . [11] الأبيات في معجم الأدباء، دون البيت الأخير، وزاد عليها 10/ 173- 175، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 367 بزيادة خمسة أبيات. [12] انظر عن (الحسن بن أبي يزيد) في: التاريخ الكبير 2/ 309 رقم 2577، والجرح والتعديل 3/ 45 رقم 191، والثقات لابن حبّان 8/ 172، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 93، 94 (في ترجمة الحسن بن أبي يزيد الجزء: 10 ¦ الصفحة: 139 الْفَضْلِ بَيَّاعِ الْخُمُرِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَوَكِيعٌ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. مَا رَأَيْتُ أَحَدًا تَكَلَّمَ فِيهِ. 76- الْحُسَيْنُ بْنُ عُقَيْلٍ [1] . الْعُقَيْلِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ بَجْدَانَ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ [2] . وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] . 7- حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ [4] ، أَبُو مُكْرَمٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وسريج بن النّعمان،   [ () ] الكوفي) أبي يونس القويّ. (رقم 191) . ومن حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم عمّا قبلها حسب الترتيب الأبجدي، وأبقينا عليها حسب ترتيب المؤلّف. [1] انظر عن (الحسين بن عقيل) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 217 رقم 245، والتاريخ الكبير 2/ 389 رقم 2874، والجرح والتعديل 3/ 61 رقم 274، والثقات لابن حبّان 8/ 184. [2] قال الحسين بن عقيل: أملى عليّ الضحّاك مناسك الحج. (العلل ومعرفة الرجال 1/ 217 رقم 245) . [3] الجرح والتعديل 3/ 61، وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (حشرج بن نباتة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 384، والتاريخ لابن معين 2/ 119، وتاريخ الدارميّ، رقم 285، والتاريخ الكبير 3/ 117 رقم 392، والتاريخ الصغير 196، والضعفاء الصغير 258، 259 رقم 99، والضعفاء لأبي زرعة 611، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 110، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 157 وفيه (حزن) وهو غلط والمعرفة والتاريخ 2/ 128 و 3/ 176، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 129، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 297 رقم 369، والجرح والتعديل 3/ 296 رقم 1319، والمجروحين لابن حبّان 1/ 273، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 845- 847، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 112 رقم 289، وتهذيب الكمال 6/ 506- 509 رقم 1352، والكاشف 1/ 174 رقم 1127، والمغني في الضعفاء 1/ 176، 177 رقم 1583، وميزان الاعتدال 1/ 551 رقم 2073، وتهذيب التهذيب 2/ 377، 378 رقم 651، وتقريب التهذيب 1/ 181 رقم 404، وخلاصة تذهيب التهذيب 85. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 140 وَعاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : رُوِيَ عَنِ ابْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ: «هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ بَعْدِي» ، وَلَمْ يُتَابِعْ عَلَى هَذَا، لِأَنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا قَالا: لَمْ يَسْتَخْلِفِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ [4] ، عَنِ الصَّائِغِ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ [5] ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، كِلاهُمَا قَالا: ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نَا حَشْرَجٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدُ وَضَعَ فِي الْبِنَاءِ حَجَرًا، وَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِي» ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: «ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ» ، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: «ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ» ، ثُمَّ قَالَ «هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي» . وَقَدْ قَالَ فِيهِ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ [6] . 78- الْحَكَمُ بْنُ الصَّلْتِ [7] الْمَدَنِيُّ الْمُؤَذِّنُ.   [1] في تاريخه 2/ 119. [2] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 157. [3] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير. [4] في الضعفاء الكبير 1/ 297. [5] في المجرحين 1/ 273. [6] الجرح والتعديل 3/ 296، ووثّقه ابن شاهين. [7] انظر عن (الحكم بن الصلت) في: تاريخ ابن معين 2/ 123، والتاريخ الكبير 2/ 339، 340 رقم 2675، والجرح والتعديل 3/ 117، 118 رقم 548، والثقات لابن حبّان 6/ 185، وتاريخ بغداد 8/ 219، 220 رقم 4333، وتهذيب الكمال 7/ 98، 99 رقم 1429، وتهذيب التهذيب 2/ 427 رقم 746، وتقريب التهذيب 1/ 191 رقم 484، وخلاصة تذهيب التهذيب 89. وقد ذكر الدكتور بشار عوّاد معروف في مصادر ترجمته بكتاب «تهذيب الكمال 7/ 98» حاشية رقم (3) ، ثلاثة كتب لا علاقة لها بصاحب الترجمة هنا، اللَّهمّ إلّا التشابه في الاسم، والكتب هي: الولاة والقضاة للكندي، والتبيين في أسماء القرشيين، وكتاب أسد الغابة، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 141 عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، كَذَا قِيلَ، وَهُوَ خَطَأٌ، بَلِ الأَصْوَبِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَأَبُو حَاتِمٍ [2] . وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا. 79- الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ [3] : نَزِيلُ الْكُوفَةِ. عَنْ: قَتَادَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، وَبُشَيْرُ بن الوليد. قال النّسائيّ [4] : ليس بالقويّ،   [ () ] وهذه غفلة بيّنة، فكتاب أسد الغابة لا يترجم إلّا للصحابة، فأين «الحكم بن الصلت المدنيّ المؤذّن» من الصحابيّ: «الحكم بن الصلت بن مخرمة بن المطّلب القرشي» الذي شهد خيبر؟! [1] الجرح والتعديل 3/ 118. [2] الجرح والتعديل 3/ 118. [3] انظر عن (الحكم بن عبد الملك القرشي) في: التاريخ لابن معين 2/ 125، ومعرفة الرجال له 1/ 73 رقم 188، وتاريخ الدارميّ 280، والتاريخ الكبير 2/ 340 رقم 2676، وتاريخ واسط لبحشل 129، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 123، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 257، 258 رقم 314، وأنساب الأشراف 3/ 148، 149، وتاريخ الطبري 6/ 420، والجرح والتعديل 3/ 122، 123 رقم 564، والمجروحين لابن حبّان 1/ 248، 249، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 630، 631، وجمهرة أنساب العرب 86، وتاريخ بغداد 8/ 220، 221 رقم 4334، وتهذيب الكمال 7/ 110- 112 رقم 1436، والكاشف 1/ 183 رقم 1192، والمغني في الضعفاء 1/ 184 رقم 1664، وميزان الاعتدال 1/ 576، 577، رقم 2187، وتهذيب التهذيب 2/ 431، 432 رقم 754، وتقريب التهذيب 1/ 191 رقم 492، وخلاصة تذهيب التهذيب 89. [4] في الضعفاء والمتروكين 288 رقم 123. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 142 وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «مَنْ كَتَمَ عِلْمًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ لِجَامٌ مِنْ نَارٍ» . وَهَذَا حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءٍ [3] ، وَأَقْوَى مِنْ ذَلِكَ رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا [4] . 80- الْحَكَمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ [5] . مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، فَإِنَّهُ سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُرْدٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ، وَقَدْ تَفَرَّدَ عنه الخبائريّ بحديثه عن أبي بُسْرٍ قَالَ: بَعَثَتْنِي أُمِّي بِقِطْفِ عِنَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ بعد إذا رآني قال: «غدر، غدر» [6] .   [1] تاريخ بغداد 8/ 221. [2] في تاريخه 2/ 125، وفي الجرح والتعديل: ضعيف ليس بثقة وليس بشيء. [3] الضعفاء الكبير 2/ 258. [4] أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير فقال: «وليس هذا الحديث من حديث قتادة محفوظ، ورواه حمّاد بن سلمة، وعمارة، عن زاذان الصيدلاني، والصعق بن حزن، عن علي (في المطبوع: علم) بْنِ الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هريرة، ورواه عبد الواحد بن زياد، عن حجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن أبي هريرة، ورواه ابن فضيل، عن أبان، عن عطاء، عن أبي هريرة، ورواه المفضّل بن صالح الأسدي، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جابر، ولم يعمل شيئا. [5] انظر عن (الحكم بن الوليد) في: التاريخ الكبير 2/ 339 رقم 2673، والجرح والتعديل 3/ 129، 130 رقم 587، والثقات لابن حبّان 4/ 146، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 631، وميزان الاعتدال 1/ 582 رقم 2208، ولسان الميزان 2/ 340، 341 رقم 1284. [6] أخرجه البخاري في تاريخه 2/ 339، وابن عديّ في الكامل 2/ 631 وقال: «والحكم بن الوليد هذا ليس له من الرواية إلا اليسير، وروى عنه يحيى الوحاظي، فهذا الحديث لا أعرفه إلّا عنه، عن عبد الله بن بسر» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 143 وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قَتِيَلَةَ الْكَلاعِيِّ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ. وَرَأَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ. قَالَ أبو زُرْعة: لا بأس بِهِ [1] . 81- حمّاد بْنُ الْجَعْدِ [2] . شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. عَنْ: قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي أَسْلَمَ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] : حَسَنُ الْحَدِيثِ مَعَ ضَعْفِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ. 82- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ [7] . مَوْلَى بَنِي رَبِيعَةَ. وَقِيلَ غير ذلك في ولائه.   [1] الجرح والتعديل 3/ 130. [2] انظر عن (حمّاد بن الجعد) في: التاريخ لابن معين 2/ 129، وتاريخ الدارميّ، رقم 282، والتاريخ الكبير 3/ 29 رقم 119، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 25، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 138، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 310 رقم 379، والمعرفة والتاريخ 2/ 663، والجرح والتعديل 3/ 134 رقم 606، والمجروحين لابن حبّان 1/ 252، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 661- 663، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 230، وتهذيب الكمال 7/ 226- 229 رقم 1475، والكاشف 1/ 187 رقم 1223 وفيه تحرّف إلى «حمام» ، والمغني في الضعفاء 1/ 188 رقم 1703، وميزان الاعتدال 1/ 589 رقم 2241، وتهذيب التهذيب 3/ 4، 5 رقم 5، وتقريب التهذيب 1/ 196 رقم 533، وخلاصة تذهيب التهذيب 91. [3] في تاريخه 2/ 129. [4] في الضعفاء والمتروكين 288 رقم 138. [5] في الكامل في الضعفاء 2/ 663. [6] في الجرح والتعديل 3/ 134. [7] انظر عن (حمّاد بن سلمة بن دينار) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 282، والتاريخ لابن معين 2/ 130، 131، ومعرفة الرجال له 1/ 54 رقم 40 و 1/ 94 رقم 367 و 2/ 199 رقم 662، وتاريخ الدارميّ، رقم 37 و 38 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 144   [ () ] و 39 و 200، والعلل لابن المديني 38 و 72 و 75 و 84 و 86 و 87 و 91، وطبقات خليفة 223، وتاريخ خليفة 439، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 251 رقم 347 و 1/ 264 رقم 389 و 1/ 319 رقم 553، و 1/ 408 رقم 847 و 2/ 147 رقم 1823 و 2/ 305 رقم 2353 و 2/ 436 رقم 2922 و 2923 و 2/ 516 رقم 3399 و 2/ 527 رقم 3478 و 2/ 545 رقم 3586 و 3/ 127 رقم 4542 و 4544 و 3/ 228 رقم 4998 و 3/ 268 رقم 5189 و 3/ 276 رقم 5224، والتاريخ الكبير 3/ 22، 23 رقم 89، والتاريخ الصغير 181، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 47، وتاريخ الثقات للعجلي 131 رقم 330، وتاريخ اليعقوبي 2/ 391 و 403، والبرصان والعرجان 103 و 266، والمعارف 503، وعيون الأخبار 1/ 52 و 2/ 14، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 229 و 243 و 258 و 300 و 329 و 359 و 361، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 253 و 457 و 471 و 537 و 562 و 644 و 2/ 685، 686، وتاريخ واسط لبحشل 51 و 80 و 149 و 160 و 200 و 202 و 258 و 274، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 17 و 28 و 289 و 290 وق. 4 ج 1/ 12 و 13 و 127 و 128 و 211 و 212 و 219 و 224 و 236 و 264 و 350 و 484 و 495 و 509، والمعرفة والتاريخ 1/ 149 و 155 و 218 و 230 و 213 و 245 و 270 و 272 و 342 و 348 و 427 و 485 و 487 و 493 و 509 و 510 و 512 و 727 و 2/ 36 و 37 و 40 و 44 و 49 و 61 و 89 و 90 و 99 و 104 و 125 و 126 و 131 و 133 و 148 و 153 و 159 و 166 و 167 و 191 و 193- 195 و 201 و 208 و 214 و 231 و 256 و 263 و 282 و 328 و 545 و 661 و 669 و 761 و 3/ 29 و 31 و 34 و 67 و 77 و 84 و 152 و 156 و 157 و 163 و 194 و 207 و 321 و 347 و 355 و 356 و 369 و 398 و 400، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 65 و 100 و 103 و 212 و 278 و 290 و 300 و 305 و 306 و 308 و 313 و 321 و 322 و 336 و 330- 337 و 339 و 340 و 344- 346 و 350 و 355 و 359 و 360 و 2/ 10 و 13 و 14 و 20 و 21 و 48 و 65 و 69 و 89 و 126 و 196 و 213 و 268 و 335 و 336 و 377 و 383 و 387 و 393، و 3/ 189، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 191، وأمالي القالي 2/ 57، وتاريخ الطبري 1/ 10 و 23 و 37 و 62 و 121 و 330 و 339 و 400 و 421 و 434، و 2/ 290 و 291 و 384 و 397 و 3/ 77 و 182 و 209 و 215 و 216 و 4/ 141 و 5/ 504، والجرح والتعديل 3/ 140- 142 رقم 623، والزاهر للأنباري 2/ 298، ومشاهير علماء الأمصار 157 رقم 1243، والثقات لابن حبّان 6/ 216، والكامل في الضعفاء لابن عدّي 2/ 670- 682، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 227، والسنن له 2/ 121 رقم 2، وطبقات النحويين للزبيدي 51، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 887، 888 رقم 1524، ورجال صحيح مسلم 1/ 157، 158 رقم 314، وحلية الأولياء 6/ 249- 257 رقم 372، والعقد الفريد 2/ 296 و 372 و 3/ 230 و 238 و 6/ 225، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 136 أ، وتاريخ جرجان 64 و 107 و 129 و 138 و 146 و 151 و 195 و 199 و 213 و 243 و 315 و 396 و 405 و 449 و 543 و 551، والزهد الكبير للبيهقي 219، 220 رقم 563، وأمالي المرتضى 1/ 285 و 454، والسابق واللاحق 175، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 63، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 145 العلم، أبو سلمة البزّاز الْخِرَقِيُّ الْبَطَائِنِيُّ، شَيْخُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. سَمِعَ: خَالَهُ حميدا الطويل، وثابتا البنانيّ، وابن أبي مُلَيْكَةَ بِمَكَّةَ، وَقَتَادَةَ، وَأَنَسَ بْنَ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ الْقُرَشِيَّ، وَأَبَا حَمْزَةَ الضُّبَعِيَّ، وَسِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ، وَسَعِيدَ بْنَ جُمْهَانَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَثِيرٍ الدَّارِيَّ الْمُقْرِئُ، وَأَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، وَعَمَّارَ بن أبي عمّار، وأبا غالب حزوّرا، وخلق سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَهُدْبَةُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وعبد الواحد ابن غِيَاثٍ، وَشَيْبَانُ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَرَوَى الْحُرُوفَ عَنِ: ابْنِ كَثِيرٍ، وَعَنْ عَاصِمٍ، قَالَهُ أَبُو عَمْرٍو الدّانيّ.   [ () ] والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 103 رقم 399، والأنساب لابن السمعاني 5/ 102، ونزهة الألبّاء 30 و 42- 44 و 54 و 55 و 92 و 125، والتذكرة الحمدونية 2/ 162، وتاريخ حلب للعظيميّ 230، ومعجم الأدباء 10/ 254- 258 رقم 32، والكامل في التاريخ 6/ 74 و 76، وإنباه الرواة 1/ 329، 330 رقم 220، وأخبار النحويين البصريين 42- 44، وتلخيص ابن مكتوم 63، ووفيات الأعيان 1/ 277 و 2/ 418 و 459 و 3/ 170 و 6/ 140 و 7/ 244، وخلاصة الذهب المسبوك 102، وتهذيب الكمال 7/ 253- 269 رقم 1482، ودول الإسلام 1/ 112، والعبر 1/ 248، 249، وتذكرة الحافظ 1/ 202، 203، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 573، والكاشف 1/ 188 رقم 1229، والمغني في الضعفاء 1/ 189 رقم 177، وميزان الاعتدال 1/ 590- 595 رقم 2251، وسير أعلام النبلاء 7/ 444- 456 رقم 168، ومرآة الجنان 1/ 353، والوافي بالوفيات 13/ 145، 146 رقم 153، والفهرست لابن النديم، المقالة السادسة، الفن السادس، والجواهر المضية 2/ 149 رقم 538، ومراتب النحويين 107، وصفة الصفوة 3/ 361- 363 رقم 552 وفيه تحرّف إلى (حماد بن سليمة) ، والوفيات لابن قنفذ 136 رقم 167، والاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 52 رقم 29، وغاية النهاية 1/ 258 رقم 1169، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 325- 327، وتهذيب التهذيب 3/ 11 رقم 14، وتقريب التهذيب 1/ 197 رقم 542، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 73، والنجوم الزاهرة 2/ 56، وبغية الوعاة 1/ 548، 549 رقم 1148، وطبقات الحفاظ 87، 88، وخلاصة تذهيب التهذيب 92، والطبقات السنية، رقم 804، وشذرات الذهب 1/ 262، وروضات الجنات للخوانساري 3/ 249، 250، والرسالة المستطرفة للكتّاني 40، والأعلام 2/ 272، ومعجم المؤلفين 4/ 72. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 146 وَحَمَلَ عَنْهُ الْقِرَاءَةَ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ. قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يُفِيدُنِي عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ [1] . وَقَالَ وُهَيْبُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. سَيِّدُنَا وَأَعْلَمُنَا [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] . هُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِ بِحَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ [4] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ ضُرَيْسٍ، مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ [5] . وَقَالَ الْكَوْسَجُ: قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثِقَةٌ [6] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ [7] : هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ فِي رِجَالٍ، وَهُوَ أَعْلَمُهُمْ بِثَابِتٍ، وَبِعَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ. قُلْتُ: وَلِهَذَا احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ فِي الأُصُولِ بِمَا رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ، وفي الشَّوَاهِدِ بِمَا رَوَاهُ عَنْ غَيْرِ ثَابِتٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ: نَا الْحَمَّادَانِ، حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، وَفَضْلُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَلَى الآخَرِ كَفَضْلِ الدِّينَارِ عَلَى الدِّرْهَمِ [8] . قُلْتُ: يشير إلى اسْمَيْ جَدَّيْهِمَا. وَقَالَ شِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَلْخِيُّ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ [9] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 141. [2] الجرح والتعديل 3/ 141، والكامل في الضعفاء 2/ 675، ومعجم الأدباء 10/ 257. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 31 (رقم 1783 و 3/ 268 رقم 5189، والجرح والتعديل 3/ 141، والتاريخ لابن معين 2/ 131. [4] الجرح والتعديل 3/ 141. [5] الجرح والتعديل 3/ 141، 142، معجم الأدباء 10/ 256. [6] الجرح والتعديل 3/ 142، وفي معرفة الرجال لابن معين 1/ 94 رقم 367 «ثقة مأمون» . [7] في العلل 72، والجرح والتعديل 3/ 142، وتهذيب الكمال 7/ 263. [8] الكامل في الضعفاء 2/ 675. [9] الكامل في الضعفاء 2/ 670. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 147 وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ إِمَامًا رَاسِيًا فِي الْعَرَبِيَّةِ، فَقِيهًا، فَصِيحًا، بَلِيغًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، شَدِيدًا عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ [1] ، صَاحِبَ أَثَرٍ وَسُنَّةٍ، لَهُ تَصَانِيفُ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا كُنَّا نَرَى أَحَدًا بِنِيَّةٍ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَمَا نَرَى الْيَوْمَ مَنْ يُعْلَمُ بِنِيَّةٍ غَيْرَهُ [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَنْ تَكَلَّمَ فِي حَمَّادِ بْنِ سلمة فاتّهموه [3] . وقال مسلم بن إبراهيم: نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَحَادِيثَ مُسْنَدَةٍ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنْ رَأْيِهِ، وَكُنْتُ إِذَا جِئْتُهُ قَالَ: لا جَاءَ اللَّهُ بِكَ [4] . قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: طنّ الرَّجُلَ لَيَثْقُلُ حَتَّى يَخِفَّ [5] . وَقَالَ عَفَّانُ: نَا حَمَّادٌ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ وَعَطَاءٌ بَاقٍ، فَقُلْتُ: إِذَا أَفْطَرْتُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي رَمَضَانَ [6] قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [7] : حَمَّادٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ. وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَغْمِزُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلامِ، فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ [8] . وَقَدْ رَثَاهُ الْيَزِيدِيُّ [9] حَيْثُ يَقُولُ:   [1] التاريخ الكبير 3/ 23، حلية الأولياء 6/ 250، معجم الأدباء 10/ 257. [2] الكامل في الضعفاء 2/ 670، معجم الأدباء 10/ 257. [3] الكامل في الضعفاء 2/ 671، معجم الأدباء، 10/ 257. [4] الكامل في الضعفاء 2/ 672. [5] الكامل في الضعفاء 2/ 673. [6] الكامل في الضعفاء 2/ 674. [7] في تاريخه 2/ 131. [8] الكامل في الضعفاء 2/ 682، معجم الأدباء 10/ 255. [9] هو: يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي اليزيدي، أبو محمد. عالم بالعربية والقراءة. كان من أهل البصرة وسكن بغداد واتصل بالرشيد وعمل مؤدّبا للمأمون، توفي بمرو سنة 202 هـ. (انظر عنه في: تاريخ بغداد 14/ 146- 148 ومعجم الأدباء 20/ 30- 32، ووفيات الأعيان 6/ 183- 191، وغاية النهاية 2/ 375 وغيره) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 148 يَا طَالِبَ النَّحْوِ أَلا فَابْكِهِ ... بَعْدَ أَبِي عَمْرٍو وَحَمَّادِ [1] . قَالَ يُونُسُ النَّحْوِيُّ: مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ تَعَلَّمْتُ الْعَرَبِيَّةَ [2] . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: لَوْ قِيلَ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ إِنَّكَ تَمُوتُ غَدًا مَا قَدَرَ أَنْ يَزِيدَ فِي الْعَمَلِ شَيْئًا [3] . وَقَالَ عَفَّانُ: مَا قَدْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ أَعْبَدُ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَلَكِنْ مَا رَأَيْتُ أَشَدَّ مُوَاظَبَةً عَلَى الْخَيْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالْعَمَلِ للَّه مِنْهُ [4] . وَقَالَ التّبوذكيّ: لو قلت لكم: إنّي ما رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ ضَاحِكًا لَصَدَقْتُ، كَانَ مَشْغُولا، إِمَّا يُحَدِّثُ، أَوْ يَقْرَأُ، أَوْ يَنْسَخُ، أَوْ يُصَلِّي، قَدْ قَسَّمَ النَّهَارَ عَلَى ذَلِكَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [5] . وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَهُوَ فِي الصَّلاةِ [6] . وَقَالَ سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ: ثَنَا أَبِي قَالَ: كُنْتُ آتِي حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي سُوقِهِ، فَإِذَا رَبِحَ فِي ثَوْبٍ حَبَّةً أَوْ حَبَّتَيْنِ شَدَّ جَوْنَتَهُ [7] وَلَمْ يَبِعْ شَيْئًا، فَكُنْتُ أَظُنُّ ذَلِكَ يَقُوتُهُ [8] . وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ حَمَّادًا يَقُولُ: إِذَا دَعَاكَ الأَمِيرُ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيْهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 فَلا تأته [9] .   [1] البيت من جملة قصيدة يمدح فيها نحويّي البصرة، وهو في: أخبار النحويين البصريين للسيرافي 40، 41، ونزهة الألباء لابن الأنباري 43، ومعجم الأدباء لياقوت 10/ 258، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 330، وسير أعلام النبلاء 7/ 451، وميزان الاعتدال 1/ 592، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 549. [2] معجم الأدباء 10/ 254، إنباه الرواة 1/ 330، بغية الوعاة 1/ 548. [3] حلية الأولياء 6/ 250، صفة الصفوة 3/ 361. [4] حلية الأولياء 6/ 250. [5] حلية الأولياء 6/ 250، صفة الصفوة 3/ 362. [6] حلية الأولياء 6/ 250، صفة الصفوة 3/ 363. [7] الجونة: سليلة مستديرة مغشّاة بالجلد، يحفظ العطار فيها الطيب. [8] حلية الأولياء 6/ 250 وفيه زيادة: «فإذا وجد قوته لم يزد عليه شيئا» ، صفة الصفوة 3/ 362. [9] حلية الأولياء 6/ 251. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 149 وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ قِيلَ لَهُ: أَلا تَأْتِي السُّلْطَانَ، فَقَالَ: أَحْمِلُ لِحْيَةً حَمْرَاءَ إِلَيْهِمْ [1] . وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ لِغَيْرِ اللَّهِ مُكِرَ بِهِ [2] . وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا كَانَ مِنْ نِيَّتِي أَنْ أُحَدِّثَ حَتَّى قَالَ لِي أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ فِي النَّوْمِ: حَدِّثْ [3] . قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ [4] : كَتَبْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا. وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ: نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ [5] . وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ تَزَوَّجَ سَبْعِينَ امْرَأَةً وَلَمْ يُولَدْ لَهُ، كَانَ عَقِيمًا [6] . قَالَ الْبُخَارِيّ: ثَنَا آدَمُ قَالَ: شَهِدْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ وَدَعَاهُ الدَّوْلَةُ. فَقَالَ: أَحْمِلُ لِحْيَةً حَمْرَاءَ إِلَى هَؤُلاءِ، لا وَاللَّهِ لا فَعَلْتُ [7] . وَقِيلَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ إِلا كِتَابَ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْمَكِّيِّ، يَعْنِي كَانَ حَافِظًا يَرْوِي مِنْ حِفْظِهِ [8] . وَأَعْلَى مَا عِنْدِي مِنْ عَالِي حَدِيثِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَدِيثًا. أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بدران قالا: أنا موسى بن   [1] حلية الأولياء 6/ 251 وزاد: «لا والله فعلت» ، وسيكرّرها. [2] حلية الأولياء 6/ 251. [3] وزاد في الحلية 6/ 251 «فإنّ الناس يقبلون» . [4] الخبر في معجم الأدباء 10/ 256 وفيه: «قال عمرو بن سلمة» وهو غلط، فالقائل هو عاصم بن عمرو الّذي يروي عن حمّاد، وهو أبو عثمان عَمرو بن عاصم بن عُبَيد الله بن الوازع الكلابي القيسي البصري الحافظ، المتوفى سنة 213 هـ. (تهذيب التهذيب 8/ 58، 59) . [5] الكامل في الضعفاء 2/ 671. [6] الكامل في الضعفاء 2/ 670. [7] حلية الأولياء 6/ 251. [8] الكامل في الضعفاء 2/ 670. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 150 عَبْدِ الْقَادِرِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا أبو نصر التّمّار، ثناه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ 83: 6 [1] قال: «يقول حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ أَطْرَافَ آذَانِهِمْ» . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [2] ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ [3] ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللَّبَّانُ، أَنَا الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ التَّاجِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: عَادَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ: أَتَرَى اللَّهَ يَغْفِرُ لِمِثْلِي؟ فَقَالَ حَمَّادٌ: وَاللَّهِ لَوْ خُيِّرْتُ بَيْنَ مُحَاسَبَةِ اللَّهِ تَعَالَى لِي وَبَيْنَ مُحَاسَبَةِ أَبَوَيَّ، لاخْتَرْتُ مُحَاسَبَةَ اللَّهِ تَعَالَى لِأَنَّهُ أَرْحَمُ بِي مِنْ أَبَوَيَّ [4] . وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: نَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، نَا عَبَّاسٌ الشِّكْلِيُّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَسْمَعُ مَعَنَا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، فَرَكِبَ إِلَى الصِّينِ، فَلَمَّا رَجَعَ أَهْدَى إِلَى حَمَّادٍ، فَقَالَ: إِنْ قَبِلْتُهَا لَمْ أُحَدِّثْكَ بِحَدِيثٍ. وَإِنْ لَمْ أَقْبَلْهَا حَدَّثْتُكَ، قَالَ: لا تَقْبَلْهَا وَحَدِّثْنِي [5] . قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنِ الْقَطَّانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ زِيَادٍ الأَعْلَمِ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ: لَيْسَ بِذَاكَ [6] .   [1] سورة المطفّفين، الآية 6. [2] في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2862) باب في صفة يوم القيامة. [3] أي «التمّار» . [4] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 251، وطرف من أوله في كتاب: الأسامي والكنى للحاكم، ج ورقة 136 أ. [5] حلية الأولياء 6/ 251. [6] قال ابن حنبل في (العلل ومعرفة الرجال 3/ 127 رقم 2542 و 2543 و 2544) : «قال يحيى بن سعيد القطّان: إن كان ما يروي حمّاد بن سلمة عن قيس بن سعد حقّا فهو، قلت له: ماذا؟ قال: ذكر كلاما. قلت: ما هو؟ قال: كذّاب» . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: «قلت لأبي: لأيّ شيء هذا؟ قال: لأنه روى عنه أحاديث رفعها إلى عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أبي: ضاع كتاب حمّاد بن سلمة، عن الجزء: 10 ¦ الصفحة: 151 وَقَدْ بَتَّ كَذَا الدُّولابِيُّ فَقَالَ فِي «كِتَابِ الضّعفاء» : نا محمد بن شجاع بن الثَّلْجِيُّ، أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لا يَعْرِفُ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ، يَعْنِي أَحَادِيثَ فِي الصِّفَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى عَبَّادَانَ، فَجَاءَ وَهُوَ يَرْوِيهَا، فَلا أَحْسَبُ إِلا شَيْطَانًا خَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ الْبَحْرِ فَأَلْقَاهَا إِلَيْهِ [1] ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ الْبَلْخِيِّ: وَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ صُهَيْبٍ يَقُولُ: إِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ كَانَ لا يَحْفَظُ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهَا دُسَّتْ فِي كُتُبِهِ [2] . وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ كَانَ رَبِيبَهُ، فَكَانَ يَدُسُّ فِي كُتُبِهِ هَذِهِ الأَحَادِيثَ [3] . قُلْتُ: مَا ابْنُ شُجَاعٍ بِمُصَدَّقٍ عَلَى حَمَّادٍ، فَقَدْ رُمِيَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، وَكَانَ يَتَجَهَّمُ وَأَمَّا حَمَّادٌ رَضِيَ اللَّهُ عنه، فما كان لَهُ كُتُبٌ، بَلْ كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى حِفْظِهِ، فَرُبَّمَا وَهِمَ كَمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَدْ قِيلَ فِي سُوءِ حِفْظِهِ وَجَمْعِهِ بَيْنَ جَمَاعَةٍ فِي إِسْنَادٍ وَاحِدٍ بِلَفْظٍ. وَلَمْ يُخْرِجْ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الأُصُولِ إِلا عَنْ ثَابِتٍ قُلْتُ: مَنِ اتَّهَمَ حَمَّادًا فَهُوَ مُتَّهَمٌ عَلَى الإِسْلامِ [4] . قَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : تُوُفِّيَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حِينَ بَقِيَ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا. 83- حَمَّادُ بْنُ أَبِي لَيْلَى [6] . وَاسْمُ أَبِي لَيْلَى مَيْسَرَةُ، وَقِيلَ سَابُورُ، أَبُو   [ () ] قيس بن سعد، فكان يحدّثهم من حفظه، فهذه قضيته» . وانظر: الكامل في الضعفاء 2/ 670 و 672. [1] الكامل في الضعفاء 2/ 676. [2] الكامل في الضعفاء 2/ 676. [3] الكامل في الضعفاء 2/ 676. [4] وهذا قول ابن المديني، وأحمد بن حنبل. (الكامل في الضعفاء 2/ 682) . [5] ليس في تاريخه الكبير 3/ 22 سوى ما نقله عن «محمد بن محبوب: مات سنة سبع وستين ومائة» . [6] سبقت ترجمته في الطبقتين السابقتين من هذا الكتاب: (الطبقة الخامسة عشرة- ص 113) الجزء: 10 ¦ الصفحة: 152 الْقَاسِمِ، الأَدِيبُ الإِخْبَارِيُّ، مَوْلًى لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُوَ حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ. مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، وَإِنَّمَا أَعَدْتُهُ لِأَنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ مَاتَ لِتِسْعٍ بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة. 84- حَمَّادُ عَجْرَدٍ [1] . مَرَّ أَيْضًا فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ،   [ () ] و (الطبقة السادسة عشرة- ص 382) ، ونضيف إلى مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 181 و 206 و 411 و 652 و 663، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 367، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 69، والمعارف 541، وتاريخ الطبري 1/ 611، والحيوان 4/ 447، والعيون والحدائق 3/ 126 و 130، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 357 و 2/ 122 و 4/ 47 و 287- 289 و 402، وثمار القلوب 176، وربيع الأبرار 4/ 273، وأمالي المرتضى 1/ 131، 132، ودرّة الغوّاص للحريري 240، والفهرست لابن النديم، المقالة الثالثة، الفن الأول 134، 135، وأخبار النحويين للسيرافي 44، ومراتب النحويين لأبي الطيب 72، 73، ونزهة الألباء لابن الأنباري 39- 42 رقم 53، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 430- 434، والعقد الفريد 2/ 86 و 317 و 4/ 458 و 5/ 271 و 306 و 330 و 6/ 294 و 339، وبدائع البدائه لابن ظافر 33 و 34 و 188 ومعجم الأدباء 10/ 258 رقم 33، ووفيات الأعيان 2/ 36 و 206- 210 و 212 و 5/ 282 وخلاصة الذهب المسبوك 44 و 103، وطبقات اللغويين للزبيدي 209، والأغاني 6/ 70- 95، وسير أعلام النبلاء 7/ 157، 158 رقم 53، والبداية والنهاية 10/ 114، والوافي بالوفيات 13/ 137- 142 رقم 151، ولسان الميزان 2/ 352 رقم 424، وبغية الوعاة 1/ 549 رقم 1149، والمزهر 2/ 406، 407، وشذرات الذهب 1/ 239، وخزانة الأدب 4/ 129- 132. [1] تقدّمت ترجمته في الطبقة السادسة عشرة، في الجزء السابق من هذا الكتاب (141- 160 هـ.) - ص 383 وأحيل إلى بعض مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 2/ 644 و 652 و 663- 665، وطبقات الشعراء لابن المعتز 25 و 26 و 67- 72 و 92 و 94 و 463، وتاريخ الطبري 8/ 49 و 86، والأغاني 14/ 321- 381، وثمار القلوب للثعالبي 71 و 176 و 403 و 405 و 515 و 589، وخاص الخاص، له 109، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 180- 182، والحيوان للجاحظ 1/ 239 و 4/ 444- 454 وغيرها، ورسالة الغفران لأبي العلاء 501، والعيون والحدائق 3/ 126، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 170، وأمالي المرتضى 1/ 133، وتاريخ بغداد 8/ 148 رقم 4250، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 427- 429، ومعجم الأدباء 10/ 249- 254، وبدائع البدائه لابن ظافر 35 و 37 و 217 و 218 و 330، والمنازل والديار 2/ 255، والتذكرة الحمدونية 2/ 258، وعيون الأخبار 3/ 178، والعقد الفريد 1/ 236 والإيجاز والإعجاز 46، والبصائر 2/ 1- 76، وبهجة المجالس 1/ 635، وديوان المعاني 1/ 154، ومحاضرات الأدباء 1/ 588، ووفيات الأعيان 2/ 210- 214 و 5/ 282 و 6/ 188، وسير أعلام النبلاء 7/ 156، 157 رقم 52، والوافي بالوفيات 13/ 142- 145 رقم 152، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 153 وَقِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 85- حمّاد بن يزيد المقرئ [1] . أبو يزيد. عَنْ: أَبِيهِ، وُمَحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. وَهُوَ شَيْخٌ لَمْ يُضَعَّفْ. 85- حمّاد بن يزيد المقرئ [1] . أبو يزيد. عن: أبيه، ومحمد بن يسيرين، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. وَهُوَ شَيْخٌ لَمْ يُضَعَّفْ. 86- حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَشِيطٍ [2] الْمَخْزُومِيُّ الْكُوفِيُّ. الْعَابِدُ. رَوَى عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، وَعَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ذَلِكَ الَّذِي نَزَلَ مصر، وهاشم بن القاسم، وأبو أسامة، وسليمان بْنُ أَبِي شَيْخٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ [3] ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: هَذَا مَاتَ كَهْلا وَلَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ فِي الكتب السّتّة. 87- حيّان بن عبيد الله [4] . وأبو زهير البصريّ.   [ () ] وخلاصة الذهب المسبوك 103، 104، ولسان الميزان 2/ 349 رقم 1418، والبداية والنهاية 10/ 114. [1] انظر عن (حمّاد بن يزيد) في: التاريخ الكبير 3/ 21 رقم 85، والجرح والتعديل 3/ 151 رقم 656، والثقات لابن حبّان 6/ 219. [2] انظر عن (حمزة بن المغيرة بن نشيط) في: تاريخ الدارميّ، رقم 271، والتاريخ الكبير 3/ 47 رقم 177، والجرح والتعديل 3/ 214 رقم 942، والثقات لابن حبّان 6/ 229، وتهذيب الكمال 7/ 340 رقم 1515، وتهذيب التهذيب 3/ 33 رقم 52، وتقريب التهذيب 1/ 200 رقم 578، وخلاصة تذهيب التهذيب 93. [3] في تاريخه، رقم 271. [4] انظر عن (حيّان بن عبيد الله) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 154 عن: أبي مِجْلَزٍ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وأبيه عبيد الله ابن حَيَّانَ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى الْمِنْقَرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَلَهُ مَنَاكِيرُ وغرائب، وما رأيت أحدا وهّاه [1] .   [ () ] التاريخ الكبير 3/ 58 رقم 213، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 41 وفيه (حيّان بن زهير ويقال: ابن عبيد الله العدوي) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 319 رقم 393، والجرح والتعديل 3/ 246 رقم 1093، والثقات لابن حبّان 6/ 130، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 831، 832، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 121، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 208 ب، والمغني في الضعفاء 1/ 198 رقم 1817، وميزان الاعتدال 1/ 623 رقم 2388، ولسان الميزان 2/ 370 رقم 1526. [1] ذكره العقيلي في الضعفاء 2/ 319 وأورد من طريق البخاري: الاختلاط، وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حبّان في الثقات، وابن عديّ في الكامل، وقال: عامّة حديثه أفراد انفرد بها. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 155 [حرف الْخَاءِ] 88- خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [1] الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ- ت- ن-. عَنْ: نَافِعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير. وعنه: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : لا بَأْسَ بِهِ عندي. وقال أحمد [3] ، والدار الدّارقطنيّ [4] : ضَعِيفٌ، هَكَذَا وَجَدْتُ فِي كِتَابِ «الْمُغْنِي» [5] ، وَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ كَلامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ. وَقَدِ احْتَجَّ بهذا الرجل النّسائيّ [6] ،   [1] انظر عن (خارجة بن عبد الله بن سليمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 465، والتاريخ لابن معين 2/ 142، والتاريخ الكبير 3/ 204، 205 رقم 698، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 618، والمعرفة والتاريخ 1/ 467، والجرح والتعديل 3/ 374، 375 رقم 1710، والثقات لابن حبّان 6/ 273، ومشاهير علماء الأمصار له 136 رقم 1075، والكامل في الضعفاء 2/ 920، 921، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 86 رقم 207، وتهذيب الكمال 8/ 15، 16 رقم 1591، والكاشف 1/ 3200 رقم 1311، والمغني في الضعفاء 1/ 200 رقم 1820، وميزان الاعتدال 1/ 625 رقم 2396، والوافي بالوفيات 13/ 242 رقم 294، وتهذيب التهذيب 3/ 76 رقم 146، وتقريب التهذيب 1/ 210 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 99. [2] في الكامل في الضعفاء 3/ 921. [3] الجرح والتعديل 3/ 375. [4] في الضعفاء والمتروكين 86 رقم 207. [5] أي كتاب المؤلّف «المغني في الضعفاء» وهذا يعني أنه ألّفه قبل كتابه هذا [6] وقال أبو حاتم: شيخ حديثه صالح. وذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 156 وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 89- خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبِ [1] بْنِ خارجة- ت- ق-. أبو الحجّاج الضّبعيّ السّرخسيّ. عالم أهل خراسان على لين فيه. رجل فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَهُوَ كَبِيرٌ فَسَمِعَ الْكَثِيرَ. وَرَوَى عَنْ: بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد الملك بن عمير، وأيوب، ويونس، وعمرو بن دينار القهرمان، وشريك بن أبي نمر، وعمرو بن   [1] انظر عن (خارجة بن مصعب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 371، والتاريخ لابن معين 2/ 142، ومعرفة الرجال له 1/ 68 رقم 143، وتاريخ الدارميّ، رقم 309، وطبقات خليفة 223، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 318 رقم 2409، والتاريخ الكبير 3/ 205 رقم 702، والتاريخ الصغير 192، والضعفاء الصغير 259 رقم 108، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 209 رقم 387، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 29، والمعارف 468، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 469 و 614، والمعرفة والتاريخ 3/ 37، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 86، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 174، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 25، 26 رقم 446، وطبقات الصوفية للسلمي 512، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 144، وتاريخ الطبري 6/ 561، والجرح والتعديل 3/ 375، 376 رقم 1716، والمجروحين لابن حبّان 1/ 288، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 922- 927، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 85 رقم 204، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 155 أ، ب، والأنساب 8/ 142، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 29، 130، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية» 12/ 36، والتذكرة الحمدونية 2/ 220، ومعجم البلدان 1/ 480، وتهذيب الكمال 8/ 16- 23 رقم 1592، والكاشف 1/ 201 رقم 1312، والمغني في الضعفاء 1/ 200 رقم 1821، والعبر 1/ 252، وميزان الاعتدال 1/ 625، 626 رقم 2397، وسير أعلام النبلاء 7/ 326- 328 رقم 113، ومرآة الجنان 1/ 356، والوافي بالوفيات 13/ 242 رقم 295، ومعجم البلدان 1/ 480، وتهذيب الكمال 8/ 16- 23 رقم 1592، والكاشف 1/ 201 رقم 1312، والمغني في الضعفاء 1/ 200 رقم 1821، والعبر 1/ 252، وميزان الاعتدال 1/ 625، 626 رقم 2397، وسير أعلام النبلاء 7/ 326- 328 رقم 113، ومرآة الجنان 1/ 356، والوافي بالوفيات 13/ 242 رقم 295، والتبيين لأسماء المدلّسين 24 رقم 19، ومناقب أبي حنيفة للمكي 199، وغاية النهاية 1/ 268 رقم 1211، وتهذيب التهذيب 3/ 76 رقم 147، وتقريب التهذيب 1/ 210 رقم 7، وخلاصة تذهيب التذهيب 99، وشذرات الذهب 1/ 265، والمغني في ضبط أسماء الرجال 26، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 201، 202 رقم 548. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 157 يحيى المازني، وعدة. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعيسى غنجار، ووكيع، وحفص بن عبد الله السلمي، ويحيى بن يحيى التميمي، ونعيم بن حماد، ويزيد بن صالح، وآخرون. روى مسلم، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى قَالَ: هُوَ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ عِنْدَنَا، وَلَمْ يُنْكَرْ مِنْ أَحَادِيثِهِ إِلا مَا كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ غِيَاثٍ- فَإِنَّا كُنَّا نَعْرِفُ تِلْكَ الأَحَادِيثَ [1] . وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ، يَعْنِي أَنَّهُ لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : يَغْلَطُ وَلا يَتَعَمَّدُ. وَعَنْ خَارِجَةَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى الزُّهْرِيِّ وَهُوَ صَاحِبُ شُرْطَةٍ لِلْمَرْوَانِيَّةِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ ثُمَّ قَدِمْتُ، فَسَمِعْتُ مِنْ يُونُسَ، عَنْهُ [5] . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ خَارِجَةُ يُطْعِمُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ وَيُزْرِي عَلَى من لا يَأْكُلُ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [6] : ليس بثقة.   [1] الجرح والتعديل 3/ 376، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 29. [2] وفي (الأسامي والكنى) قال: متروك الحديث. [3] في الجرح والتعديل 3/ 376 وزاد: «مضطرب الحديث ليس بقويّ، ولا يحتجّ به مثل مسلم بن خالد الزنجي، لم يكن محلّه محلّ الكذب» . [4] في الكامل في الضعفاء 3/ 927 وعبارته بتمامها: «وخارجة بن مصعب له حديث كثير أضاف فيها مسند ومقاطيع وحدّث عنه أهل العراق وأهل خراسان وهو ممّن يكتب حديثه، وعندي أنه إذا خالف في الإسناد أو في المتن فإنه يغلط ولا يتعمّد، وإذا روى حديثا منكرا فيكون البلاء ممّن رواه عنه فيكون ضعيفا وليس هو ممّن يتعمّد الكذب» . [5] الخبر بتمامه في: الكامل في الضعفاء، وتهذيب تاريخ دمشق، قال خارجة: «قدمت على الزهريّ وهو صاحب شرط لبعض بني مروان، قال: فرأيته ركب وفي يده حربة، وبين يديه الناس وفي أيديهم الكافر كوبات، قال: قلت: قبّح الله ذا من عالم، قال: فانصرفت ولم أسمع منه، ثم ندمت فقدمت على يونس، فسمعت منه، عن الزهري» . [6] في تاريخه 2/ 142، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 26، والكامل في الضعفاء 3/ 922 وفي الجزء: 10 ¦ الصفحة: 158 وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ [1] : نهاني أبي أن أكتب أحاديث خارجة ابن مُصْعَبٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ وَاتَّقَوْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ [4] : يُرْمَى بِالإِرْجَاءِ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ خَارِجَةَ: تُوُفِّيَ أَبِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً [5] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّمِيمِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ الْكِنْدِيَّةُ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ الْقَارِئَ أَخْبَرَهَا سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَنَا بِشْرُ بن أحمد الأسفرايينيّ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، نَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا يَحْيَى، بْنُ يَحْيَى، أَنَا خَارِجَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي أَغْزُو الْمَغْرِبَ فَنَجِدُ لَهُمْ أَسْقِيَةً يَشْرَبُونَ فِيهَا مِنْ جُلُودِ الْمَيْتَةِ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ: أَلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ» أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [6] ، وَأَرْبَابُ السُّنَنِ، مِنْ   [ () ] معرفة الرجال له قال: ضعيف. وفي موضع آخر قال: ليس بشيء. (الضعفاء الكبير 2/ 26) والجرح والتعديل 3/ 376 وانظر: المجروحين 1/ 288. [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 318 رقم 2409، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 26، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 922. [2] في طبقاته 7/ 371. [3] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 174. [4] في أحوال الرجال 209 رقم 387. [5] قال البخاري: تركه وكيع، وكان يدلّس عن غياث بن إبراهيم ولا يعرف صحيح حديثه من غيره. وذكر الحاكم في (الأسامي والكنى) عن الحسين بن محمد قال: «قال لي أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي: تدري لم ترك حديث خارجة؟ قلت: لمكان رأيه، أو كما قلت. قال: لا، ولكن أصحاب الرأي عمدوا إلى مسائل من مسائل أبي حنيفة فجعلوا لها أسانيد عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس، فوضعوها في كتبه فكان يحدّث بها» . [6] في كتاب الحيض (366) باب طهارة جلود الميتة بالدباغ، وهو صحيح. وأخرجه أبو داود في الجزء: 10 ¦ الصفحة: 159 حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. 90- خَالِدُ بْنُ بَرْمَكَ، [1] أَبُو الْعَبَّاسِ، جَدُّ الْبَرَامِكَةِ، صَدْرٌ مُعَظَّمٌ، وَزَرَ فِي أَوَّلِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ لِلسَّفَّاحِ. وَذَكَرَ الصُّولِيُّ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الإِمَامِ وَالِدِ السَّفَّاحِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ إِنَّهُ وَزَرَ لِلْمَنْصُورِ نَحْوًا مِنْ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ عَزَلَهُ، وَاسْتَوْزَرَ أَبَا أَيُّوبَ الْمُورْيَانِيَّ، وَعَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ عَلَى إِمْرَةِ فارس.   [ () ] اللباس (4123) باب في أهب الميتة. والترمذي في اللباس (1782) باب ما جاء في جلود الميتة إذا دبغت. وابن ماجة في اللباس أيضا (3609) . والنسائي في الفرع 7/ 173، ومالك في الموطّأ، كتاب الصيد (1073) باب ما جاء في جلود الميتة. وأحمد في المسند 1/ 219 و 227 و 237 و 270 و 279 و 280 و 314 و 328 و 343 و 365 و 372 و 6/ 73 و 104 و 148 و 153. [1] انظر عن (خالد بن برمك) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 343، وعيون الأخبار 1/ 117 و 339، وأنساب الأشراف 3/ 136 و 138، وتاريخ الطبري 6/ 182 و 425 و 7/ 363 و 389- 392 و 406 و 419 و 458 و 460 و 465 و 467 و 650 و 8/ 19 و 20 و 54- 56 و 146، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1374 و 2285 و 2559، والأغاني (في ترجمة بشار بن برد) 3/ 173 و 184، 185 و 192 و 203، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 87- 151، والفرج بعد الشدّة 1/ 366 و 3/ 241 و 246- 248، وثمار القلوب 181، وأخبار بني العباس للصولي 219- 222، والمحاسن والمساوئ 193، 194، وربيع الأبرار 1/ 325 و 4/ 161، والتذكرة الحمدونية 2/ 87 و 88 و 196 و 290، والأجوبة المسكتة، رقم 82، والمستجاد من فعلات الأجواد 249، وبغية الطلب لابن العديم 5/ 338، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 31، والإنباء في تاريخ الخلفاء 68، ومحاضرات الأدباء 2/ 594، 595، ومعجم البلدان 1/ 425، والكامل في التاريخ 4/ 524 و 5/ 138 و 363 و 386 و 387 و 398 و 406 و 445 و 454 و 573 و 580 و 585 و 6/ 8 و 15 و 16، ووفيات الأعيان 1/ 332 و 2/ 410 و 415 و 5/ 252 و 6/ 219 و 220 (في ترجمة ابنه يحيى، رقم 806) و 7/ 343، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 113 و 117 و 129، والفخري في الآداب السلطانية 156 و 157 و 173 و 197، وخلاصة الذهب المسبوك 54 و 73 و 88، ونهاية الأرب للنويري 1/ 380، الإلمام بالإعلام للنويري السكندري 1/ 82، وسير أعلام النبلاء 7/ 228، 229 رقم 81، والعبر 1/ 228 و 246، ومرآة الجنان 1/ 352، والوافي بالوفيات 13/ 247- 249 رقم 303، والعيون والحدائق 3/ 191- 196 و 208- 215 و 260- 268، والنجوم الزاهرة 2/ 50، ونثر الدرّ 5/ 32، وشذرات الذهب 1/ 261، وخزانة الأدب 1/ 542، ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 492- 498، والأعلام 2/ 295. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 160 مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَكَانَ بَرْمَكُ مَجُوسِيًّا مِنَ الْفُرْسِ، وَقَدِ اتُّهِمَ خَالِدٌ بِالْبَقَاءِ عَلَى الْمَجُوسِيَّةِ، فاللَّه أَعْلَمُ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فَقَالَ: ذَكَرَ الصُّولِيُّ قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ السَّفَّاحُ بَايَعَهُ خَالِدٌ وَتَكَلَّمَ، فَأَعْجَبَهُ وَظَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مَوْلاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْعَجَمِ، أَنَا خَالِدُ بْنُ بَرْمَكَ وَأَبِي وَأَهْلِي فِي مُوَالاتِكُمْ وَالْجِهَادِ عَنْكُمْ. فَأُعْجِبَ بِهِ وَقَدَّرَهُ فِي دِيوَانِ الْجُنْدِ، إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ وَزَرَ لِلسَّفَّاحِ، فَلَمَّا وَلِيَ الْمَنْصُورُ أَمَّرَهُ مُدَيْدَةً، ثُمَّ أَمَّرَهُ عَلَى فَارِسَ. وَمَدَحَتْهُ الشُّعَرَاءُ، ثُمَّ وَلِيَ الرَّيَّ، فَكَانَ بِهَا مَعَ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ الْمَوْصِلَ وَفَارِسَ مَعًا زَمَنَ الْمَهْدِيِّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الْغَمْرَاوِيُّ: مَا بَلَغَ مَبْلَغَ خَالدٍ أَحَدٌ مِنْ أَوْلادِهِ، وَمَا تَفَرَّقَ فِيهِمُ اجْتَمَعَ فِيهِ، كَانَ فَوْقَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فِي الرَّأْيِ وَالْحُكْمِ، وَفَوْقَ الْفَضْلِ فِي السَّخَاءِ، وَفَوْقَ جَعْفَرٍ فِي الْكِتَابَةِ وَالْفَصَاحَةِ، وَفَوْقَ مُحَمَّدٍ فِي أَنِيَّتِهِ وَحُسْنِ آلَتِهِ، وَفَوْقَ مُوسَى فِي شَجَاعَتِهِ [1] . وَكَانَ يَحْيَى يَقُولُ: مَا أَنَا إِلا شَرَارَةٌ مِنْ نَارِ أَبِي الْعَبَّاسِ [2] . فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ الصُّولِيُّ: مَا فِي وُزَرَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ مِثْلُ خَالِدٍ فِي فَضَائِلِهِ وَكَرَمِهِ. وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ: لَوْ كَانَتْ دَوْلَتُنَا صُورَةً لَكَانَ قَحْطَبَةُ قَلْبَهَا، وَأَبُو جَهْمٍ بَدَنَهَا، وَعُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ يدها، وخالد بن برمك غذاؤها وَقُوتَهَا. وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ هَمَّ بِهَدْمِ إِيوَانِ كِسْرَى، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ فَإِنَّهُ آيَةٌ لِلإِسْلامِ، وَإِذَا رَآهُ النَّاسُ عَلِمُوا أَنَّ مَنْ هَذَا بناؤه لا يزيل أمره إلّا الأنبياء   [1] مروج الذهب (طبعة السعادة بمصر) 3/ 377، وفيات الأعيان 6/ 220، وقال فيه أبو عبيد الله الوزير: «ما رأيت أجمع من خالد، له جمال أهل الشام، وشجاعة أهل خراسان، وأدب أهل العراق، وكتابة أهل السواد» (ربيع الأبرار 4/ 161) . [2] الوافي بالوفيات 13/ 248 دون كلمة «العباس» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 161 وَمَوْرَثَتُهُ أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِ، قَالَ: أَبَيْتَ إِلا مَيْلا إِلَى الأَعْجَمِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَدْمِهِ، فَهُدِمَتْ مِنْهُ ثُلْمَةٌ غَرِمُوا عَلَيْهِ جُمْلَةً، فَأَضْرَبَ عَنْ هَدْمِهِ وَقَالَ: يَا خَالِدُ قَدْ صِرْنَا إِلَى إِرَادَتِكَ. قَالَ: أَنَا غَيَّرْتُ، أَرَى هَدْمَهُ لَيْلا لِئَلا يُقَالَ عَجَزْتُ عَنْهُ [1] . 91- خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، العدوي العمري المدني. - ت-. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَعَمَّيْ أَبِيهِ سَالِمٍ، وَحْمَزَةَ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَعَنِ الْبُخَارِيِّ [4] قَالَ: لَهُ مَنَاكِيرُ. 92- خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ، الْمَهْرِيُّ الْمِصْرِيُّ [5] . عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، وَحُمَيْرِ بْنِ هاني الخولانيّ، وخالد بن يزيد الجمحيّ، وعمر مولى غفرة.   [1] تاريخ الطبري 7/ 650، 651، وربيع الأبرار 1/ 325، وثمار القلوب 181، والأجوبة المسكتة 82، والمستجاد 249، ومحاضرات الأدباء 2/ 594، 595، والتذكرة الحمدونية 2/ 87، 88 رقم 165، ونهاية الأرب 1/ 388، والإلمام بالإعلام 1/ 82، ومعجم البلدان 1/ 425. [2] انظر عن (خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ) في: تاريخ خليفة 437، والجرح والتعديل 3/ 323 رقم 1448، والثقات لابن حبّان 6/ 254، وتهذيب الكمال 8/ 33، 34 رقم 1597، والكاشف 1/ 201 رقم 1316، والمغني في الضعفاء 1/ 201 رقم 1836، وميزان الاعتدال 1/ 628 رقم 2413، وتهذيب التهذيب 3/ 81، 82 رقم 152، وتقريب التهذيب 1/ 211 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 99. [3] في الجرح والتعديل 3/ 323. [4] لم يذكره في تاريخيه، ولا في الضعفاء. [5] انظر عن (خالد بن حميد) في: تاريخ خليفة 354، 355، والتاريخ الكبير 3/ 144 رقم 488، والجرح والتعديل 3/ 325، 326 رقم 1461، والولاة والقضاة للكندي 374، والثقات لابن حبّان 8/ 221، والكامل في التاريخ 5/ 192، وتهذيب الكمال 8/ 39- 41 رقم 1599، وتهذيب التهذيب 3/ 83 رقم 157، وتقريب التهذيب 1/ 212 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 100. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 162 وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ صَلاحٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ وَاعِظًا عَالِمًا كَبِيرَ الْقَدْرِ [2] . قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ «الأَدَبِ» [3] . تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 93- خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ [4] ، الأَزْدِيُّ، التِّرْمِذِيُّ- ت. ن. - عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، وَمُقاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ. قُلْتُ: صَدُوقٌ إِنْ شاء الله [5] . 94- خالد بن ميسرة [6]- د. ن- أبو حاتم، بصريّ صويلح.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 326. [2] ذكره ابن حبّان في الثقات. [3] زاد المزّي: وابن ماجة في «التفسير» . [4] انظر عن (خالد بن زياد) في: التاريخ الكبير 3/ 151 رقم 517، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 125، والجرح والتعديل 3/ 332 رقم 1493، والثقات لابن حبّان 6/ 263، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 38، 39، والكامل في التاريخ 5/ 398، وتهذيب الكمال 8/ 65، 66 رقم 1611، والكاشف 1/ 203/ 1328، وتهذيب التهذيب 3/ 90 رقم 172، وتقريب التهذيب 1/ 213 رقم 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 100. [5] لم يتناوله أحدهم بجرح. [6] انظر عن (خالد بن ميسرة) في: التاريخ الكبير 3/ 175، 176 رقم 600، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 28، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 141، والجرح والتعديل 3/ 352 رقم 1592، والثقات لابن حبّان 6/ 265، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 892، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 152 ب، وتهذيب الكمال 8/ 182- 184 رقم 1656، والكاشف 1/ 209 رقم 1367، وميزان الاعتدال 1/ 643 رقم 2467، وتهذيب التهذيب 3/ 122، 123 رقم 225، وتقريب التهذيب 1/ 219 رقم 83، وخلاصة تذهيب التهذيب 103. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 163 رَوَى عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ. وعنه: العقدي، وعبد الصمد بن حسان، وغيرهما. وكان عطّارا [1] . 95- خالد بن إلياس [2]- ت. ق. - أبو الهيثم العدويّ المدنيّ. عَنْ: يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وصالح مولى التّوأمة، وَالْمَقْبُرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْدِيُّ، وَأَبُو نعيم، والقعنبيّ، والواقديّ، وأحمد ابن يُونُسَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ يَؤُمُّ بِمَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوًا مِنْ ثَلاثِينَ سَنَةً. وَقِيلَ: اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ صَخْرٍ الْعَدَوِيُّ. لَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٍ.   [1] ذكره ابن حِبّان في الثّقات، وقال ابن عديّ: «هو عندي صدوق، فإنّي لم أر له حديثا منكرا» . [2] انظر عن (خالد بن إلياس) في. الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 421، والتاريخ لابن معين 2/ 142، وتاريخ الدارميّ، رقم 299، والتاريخ الكبير 3/ 140 رقم 472، والتاريخ الصغير 180 و 192، والضعفاء الصغير 259 رقم 101 وهو (خالد بن إياس) ، والضعفاء، لأبي زرعة الرازيّ 477 و 613، والمعرفة والتاريخ 3/ 44 و 408، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 172، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 156، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 3 رقم 400، وتاريخ الطبري 5/ 346، وأنساب الأشراف 3/ 27، والجرح والتعديل 3/ 321 رقم 1440، والمجروحين لابن حبّان 1/ 279، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 878- 880، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 84 رقم 197، وتهذيب الكمال 8/ 29- 33 رقم 1956، والمغني في الضعفاء 1/ 207 رقم 1888، والكاشف 1/ 201 رقم 1315، وميزان الاعتدال 1/ 627، 628 رقم 2408، وتهذيب التهذيب 3/ 80، 81 رقم 152، وتقريب التهذيب 1/ 211 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 99. [3] في الجرح والتعديل 3/ 321 وسيعيده. [4] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 172. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 164 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، يُكتَبُ حَدِيثُهُ زَحْفًا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: لا يَسْوَى حَدِيثُهُ فَلْسَيْنِ [2] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : أَحَادِيثُهُ كُلُّهَا أَفْرَادٌ، وَمَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ [4] . 96- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ [5] ، أَبُو هَاشِمٍ الْمُرِّيُّ الدِّمَشْقِيُّ- ن. ق-. قَاضِي الْبَلْقَاءِ، وَوَالِدُ عِرَاكٍ الْقَارِئِ. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وطائفة. وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان الطّاطريّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَمَا أَظُنُّ نعيما لقيه [6] .   [1] في الجرح والتعديل 3/ 321. [2] الجرح والتعديل 3/ 321. [3] في الكامل في الضعفاء 3/ 880. [4] وقال أحمد: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وقال أبو زرعة: ليس بقويّ، ضعيف. وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ. وقال البخاري في تاريخه الكبير، والضعفاء «ليس بشيء» ، وفي تاريخه الصغير «منكر الحديث» . [5] انظر عن (خالد بن يزيد المرّي) في: التاريخ الكبير 3/ 181، 182 رقم 615، وتاريخ الثقات للعجلي 142 رقم 372، والمعرفة والتاريخ 2/ 455، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 218 و 220 و 227 و 237 و 276 و 339 و 396 و 397 و 448 و 2/ 691 و 704، والجرح والتعديل 3/ 358، 359 رقم 1621، والثقات لابن حبّان 6/ 266، ومشاهير علماء الأمصار 184 رقم 1468، والإكمال لابن ماكولا 7/ 314، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 118، ومعجم البلدان 1/ 729، وتاريخ جرجان 557، وتهذيب الكمال 8/ 193- 196 رقم 1662، والكاشف 1/ 209 رقم 1373، والمغني في الضعفاء 1/ 208 رقم 1897، وميزان الاعتدال 1/ 648 رقم 2485، وسير أعلام النبلاء 9/ 412، 413 رقم 136، والوافي بالوفيات 13/ 277 رقم 338، وغاية النهاية 1/ 269 رقم 1219 وفيه تحرّفت «المرّي» إلى «المزّي» ، وتهذيب التهذيب 3/ 125، 126 رقم 231، وتقريب التهذيب 1/ 220 رقم 89، وخلاصة تذهيب التهذيب 103، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 206، 207 رقم 553. [6] في الأصل «لقاه» ، وهو غلط. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 165 وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [1] ، وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ، وَعَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً. قَرَأَ عليه الوليد بن مسلم. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ [2] . قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 97- خَطَّابُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ [3] ، الْخُزَاعِيُّ الْقُمِّيُّ- ن-. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ، وَعَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ. وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ إبراهيم، والحسين بن حفص الأصبهانيّان. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [4] . 98- خَلادُ بْنُ سُلَيْمَانَ، الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ [5] . عَنْ: نَافِعٍ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ أَدْرَكَ أَيَّامَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِيمَا قِيلَ. كُنْيَتُهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ [6] ، مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 359 فقال: «هو ثقة صدوق، هو أمتن من خالد بن يزيد بن أبي مالك وأقدم وأوثق من ابنه عراك» . [2] وثّقه العجليّ، وابن حبّان، ودحيم، وقال النسائي: ليس به بأس. [3] انظر عن (خطّاب بن جعفر) في: الجرح والتعديل 3/ 386 رقم 1771، والثقات لابن حبّان 8/ 232، وتهذيب الكمال 8/ 265، 266 رقم 1696، والكاشف 1/ 213 رقم 1402، وتهذيب التهذيب 3/ 145 رقم 268، وتقريب التهذيب 1/ 224 رقم 129، وخلاصة تذهيب التهذيب 105. [4] في الثقات 8/ 232. [5] انظر عن (خلّاد بن سليمان) في: التاريخ الكبير 3/ 188، 189 رقم 637، والجرح والتعديل 3/ 365، 366 رقم 1663، والثقات لابن حبّان 8/ 224، وفيه (خالد بن سليمان) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 244 ب، ومعجم البلدان 1/ 283، وتهذيب الكمال 8/ 355، 356 رقم 1739، والكاشف 1/ 217، 218 رقم 1432، وتهذيب التهذيب 3/ 172، 173 رقم 328، وتقريب التهذيب 1/ 229 رقم 175، وخلاصة تذهيب التهذيب 107. [6] قال الحاكم: نسبه لنا أبو القاسم البغوي. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 166 وَثَّقَهُ الْحَافِظُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ [1] . 99- خَلَفُ بْنُ الْمُنْذِرِ [2] الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْمُنْذِرِ. عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. 100- خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، الْخُزَاعِيُّ [3] . عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. رَوَى عَنْهُ: طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَأَبُو كَامِلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ. 101- خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ [4] ، السَّدُوسِيُّ، الْبَصْرِيُّ، ثُمَّ الْمَوْصِلِيُّ. نَزِيلُ بَيْتِ المقدس.   [1] الجرح والتعديل 3/ 366، وذكره ابن حبّان في الثقات فقال: شيخ. [2] انظر عن (خلف بن المنذر) في: التاريخ الكبير 3/ 194 رقم 657، والجرح والتعديل 3/ 370 رقم 1683، والثقات لابن حبّان 6/ 271. [3] انظر عن (خلف بن إسماعيل الخزاعي) في: التاريخ الكبير 3/ 196، 197 رقم 667 وفيه (خلف بن عثمان الخزاعي) ثم قال (وقال غيره: خلف بن إسماعيل، يعدّ في البصريّين) ، والجرح والتعديل 3/ 373 رقم 1698، والثقات لابن حبّان 6/ 271 وفيه (خلف بن عثمان الخزاعي) ولم يذكر قولا آخر. [4] انظر عن (خليد بن دعلج) في: التاريخ لابن معين 2/ 149، ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 56 رقم 4150 (وقد تحرّف في فهرس الكتاب إلى «خلف» ) ، وتاريخ الدارميّ، رقم 300، والتاريخ الكبير 199 رقم 676، وسؤالات الآجرّي لأبي داود، رقم 253، والمعرفة والتاريخ 1/ 538 و 2/ 457 و 3/ 366، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 2/ 704، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 175، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 346، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 156، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 19 رقم 433، والجرح والتعديل 3/ 384 رقم 1759، والمجروحين لابن حبّان 1/ 285، 286، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 917- 919، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 85 رقم 203، وتاريخ جرجان 473، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 174، ومعجم البلدان 1/ 203 و 4/ 289، وتهذيب الكمال 8/ 307- 309 رقم 1716، والمغني في الضعفاء 1/ 213 رقم 1947، وميزان الاعتدال 1/ 663 رقم 2555، وسير أعلام النبلاء 7/ 195، 196 رقم 71، والوافي بالوفيات 13/ 379 رقم 477، وتهذيب التهذيب 3/ 158، 159 رقم 301، وتقريب التهذيب 1/ 227 رقم 149، وخلاصة تذهيب التهذيب 106. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 167 عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَثَابِتٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَمُنَبَّهُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ [1] : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحٌ، لَيْسَ بِالْمَتِينِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : ليس بثقة. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [4] : مَتْرُوكٌ [5] . وَكَتَبَهُ: خُلَيْدٌ أَبُو حَلْبَسٍ. وَيُقَالُ أَبُو عُبَيْدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ: أَبُو عُمَرَ. قَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [6] . 102- خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ [7] . هُوَ ابْنُ حَسَّانٍ، يُكَنَّى: أَبَا حَسَّانٍ، وَهُوَ بَصْرِيٌّ نَزَلَ بُخَارَى، وَحَدَّثَ عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. وَعَنْهُ: خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ، وَحُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَفِي كِبَارِ التَّابِعِينَ: خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ: شيخ قتادة.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 56 رقم 4150، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 19، والجرح والتعديل 3/ 384، والكامل في الضعفاء 3/ 917. [2] في الجرح والتعديل 3/ 384 وزاد: «حدّث عن قتادة أحاديث بعضها منكرة» . [3] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 175. [4] في الضعفاء والمتروكين 85 رقم 203. [5] وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ حبّان: كان كثير الخطأ فيما يروي عن قتادة وغيره، يعجبني التنكّب عن حديثه إذا انفرد. وقال ابن عديّ: عامّة حديثه يتابعه عليه غيره، وفي بعض حديثه إنكار وليس بالمنكر الحديث جدا. [6] بحرّان. (المجروحين 1/ 285) . [7] انظر عن (خليد العصري) في: التاريخ الكبير 3/ 198 رقم 674، والجرح والتعديل 3/ 384 رقم 1760، والثقات لابن الجزء: 10 ¦ الصفحة: 168 103- خَلِيفَةُ بْنُ غَالِبٍ اللَّيْثِيُّ [1] ، أَبُو غَالِبٍ، بَصْرِيٌّ. صَدُوقٌ. عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَأَبِي غَالِبٍ الشَّامِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَفَّانُ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ [2] ، لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا [3] . 104- الْخَلِيلُ بن أحمد [4] ، أبو عبد الرحمن، الأزديّ،   [ () ] حبّان 6/ 271، ومشتبه النسبة لعبد الغني، ورقة 28 أ. [1] انظر عن (خليفة بن غالب) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 113 رقم 1739 و 2/ 368 رقم 2635، والتاريخ الكبير 3/ 191 رقم 645، والجرح والتعديل 3/ 377 رقم 1722، والثقات لابن حبّان 6/ 269، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 117 رقم 312، وتهذيب الكمال 8/ 320- 322 رقم 1721، وتهذيب التهذيب 3/ 161، 162 رقم 308، وتقريب التهذيب 1/ 227 رقم 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 106. [2] تهذيب الكمال 8/ 321. [3] وثّقه أحمد، وقال: هو أوثق من خالد بن عبد الرحمن السلمي. (العلل 2/ 113 رقم 1739 و 2/ 368 رقم 2635، والجرح والتعديل 3/ 377) وقال ابن معين صالح، وكذا قال ابن شاهين. وقال أبو حاتم: شيخ محلّه الصدق. وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (الخليل بن أحمد الفراهيدي) في: التاريخ الكبير 3/ 199، 200 رقم 681، وعيون الأخبار 2/ 79 و 126 و 158 و 160 و 304 و 3/ 12 و 189، والمعارف 541، والشعر والشعراء 1/ 16 و 41 و 2/ 630، والمعرفة والتاريخ 2/ 38 و 551، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 95- 98، والزاهر للأنباري 1/ 101 و 104 و 105 و 108 و 146 و 197 و 203 و 311 و 342 و 582 و 2/ 110، والجرح والتعديل 3/ 380 رقم 1734، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 302 و 2/ 14 و 3/ 325، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2771- 2773 و 3459 و 3497، والأمالي للقالي 2/ 196 و 269 و 3/ 197- 199 والذيل 62 و 87، وطبقات النحويين للزبيدي 47- 58، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي 31 و 38 و 48- 52، والثقات لابن حبّان 8/ 229، والتنبيه على حدوث التصحيف لحمزة الأصبهاني 124، والفهرست لابن النديم 48، ومفاتيح العلوم للخوارزمي 99، وجمهرة أنساب العرب 380، وربيع الأبرار 1/ 815، 4/ 259، وأمالي المرتضى 1/ 135 و 136 و 189 و 211، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 101 و 302، وتحسين القبيح 80، وثمار القلوب 160 و 170 و 323 و 527 و 528 و 642 و 658، وخاص الخاص 22 و 49، والعقد الفريد 2/ 213 و 217 و 223 و 268 و 293 و 316 و 484 و 3/ 23 و 24 و 171 و 4/ 190 و 5/ 308 و 325 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 169 الفراهيديّ [1] ،   [ () ] و 6/ 267، والاشتقاق لابن دريد (انظر الفهرس) ، والجمهرة له 3/ 333، والمحاسن والمساوئ 260 و 427 والبخلاء للخطيب 65، والإكمال لابن ماكولا 3/ 173، والمثلّث للبطليوسي 1/ 396 و 456 و 2/ 16 و 270 و 376 و 416 و 461 و 463، والأنساب 9/ 257، ونزهة الألباء للأنباري 29 و 31 و 33 و 42 و 43 و 45- 55 و 59 و 69 و 70 و 73 و 92 و 100 و 102 و 105 و 106 و 155 و 302، والتذكرة الحمدونية 1/ 275 و 357 و 2/ 183، وغرر الخصائص للوطواط 86، والصداقة والصديق لأبي حيّان التوحيدي 36، والبصائر والذخائر له 5/ رقم 444، والجامع الكبير لابن الأثير 11 و 28 و 214، والمرصّع لابن الأثير 186 و 213 و 275، ومعجم الأدباء 11/ 72- 77 رقم 17، والكامل في التاريخ 5/ 590 و 6/ 50، والشوارد في اللغة للصغاني 83 و 136 و 139 و 140 و 144 و 167 و 170، وأدب القاضي للماوردي 2/ 192، وإنباه الرواة 1/ 341- 347 رقم 235، واللباب 2/ 201، ومراتب النحويين 43- 64، وبدائع البدائه 52 و 54 و 366، والتذكرة السعدية 217، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 177، 178 رقم 149، ووفيات الأعيان 2/ 151 و (244- 248) و 304 و 381 و 3/ 91 و 463- 465 و 486 و 4/ 205 و 206 و 323 و 5/ 304 و 306 و 397 و 420 و 6/ 184 و 392 و 7/ 73، وتخليص الشواهد 66 و 147، و 152 و 235 و 421، وفوات الوفيات 4/ 313، وتهذيب الكمال 8/ 326- 333 رقم 1725، وتلخيص ابن مكتوم 65، 66، والفلاكة والمفلوكين 69، 70، ومسالك الأبصار ج 2 ق 2/ 273- 276، والمختصر في أخبار البشر 2/ 8، ودول الإسلام 1/ 114، وسير أعلام النبلاء 7/ 429- 431 رقم 161، والعبر 1/ 68، والبداية والنهاية 10/ 161، 162، ومرآة الجنان 1/ 362- 367، والبلغة في أئمة اللغة 79، وغاية النهاية 1/ 275 رقم 1242، والوافي بالوفيات 13/ 385- 391 رقم 488، وتهذيب التهذيب 3/ 163 رقم 312، وتقريب التهذيب 1/ 228 رقم 159، ونزهة الجليس الحسيني 1/ 123، وتهذيب اللغة للأزهري 1/ 4، 5، وبغية الوعاة 1/ 557- 560 رقم 1172، والمزهر 2/ 401، 402، والنجوم الزاهرة 1/ 311، 312، و 2/ 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 106، وشذرات الذهب 1/ 275، ونور القبس 56، وطبقات ابن قاضي شهبة 1/ 335- 338، وشرح مقامات الحريري للشريشي 2/ 246- 248، وروضات الجنات 272- 276، ومفتاح السعادة 1/ 106- 108، وكشف الظنون 2/ 1441- 1444، وهدية العارفين 1/ 350، وتاريخ آداب اللغة العربية 1/ 427- 430، ومعجم المؤلفين 4/ 112، والأعلام 2/ 314. [1] الفراهيدي: من الفراهيد بن مالك بن فهم بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث. وقيل: هو منسوب إلى فرهود بن شبابة بن مالك بن فهم. وقد نسب إلى الفراهيد على غير هذا الوجه، يقال: رجل الفراهيدي: وكان يونس (بن حبيب النحويّ) يقول: فرهودي مثل فردوسي. والفراهيد: صغار الغنم. (إنباه الرواة) . وفي (مراتب النحويين) : «وكان أبو حاتم يقول: الخليل بن أحمد الفرهودي، من الفراهيد من اليمن. واسم الرجل عنده هو فرهود بن مالك. وكان يذهب إلى أن الفراهيد جمع، مثل الجزء: 10 ¦ الصفحة: 170 الْبَصْرِيُّ. صَاحِبُ الْعَرَبِيَّةِ وَالْعَرُوضِ، أَحَدُ الأَعْلامِ. رَوَى عن: أيّوب، وعاصم الأحول، والعوّام بن حرشب، وَغَالِبٍ الْقَطَّانِ، وَطَائِفَةٍ. أَخَذَ عَنْهُ: سِيبَوَيْهِ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ. وَكَانَ رَاسِيًا فِي عِلْمِ اللِّسَانِ، خَيِّرًا مُتَوَاضِعًا، ذَا زُهْدٍ وَعَفَافٍ. يُقَالُ: إِنَّهُ دَعَا بِمَكَّةَ أَنْ يَرْزُقَهُ اللَّهُ عِلْمًا لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ، فَرَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَقَدْ فُتِحَ لَهُ بِعِلْمِ الْعَرُوضِ [1] ، فَصَنَّفَ فِيهِ [2] ، وَصَنَّفَ أَيْضًا كِتَابَ «الْعَيْنِ» فِي اللُّغَةِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ «الثِّقَاتِ» [3] فَقَالَ: يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ. وَكَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الْمُتَقَشِّفِينَ فِي الْعِبَادَةِ، وَهُوَ الْقَائِلُ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ لَحْمٌ ... كَفَاكَ خَلٌّ وَزَيْتُ إِنْ لا يَكُنْ ذا ولا ... ذا فكسرة وبيت   [ () ] قولهم الجعافرة والمهالبة، والجمع لا ينسب إليه. تقول: هذا رجل من الجعافرة ومن المهالبة، ولا يقال جعافريّ ولا مهالبيّ» . وفي (لسان العرب) : الفرهود: ولد الأسد. عمانية، وقيل: ولد الوعل. [1] إنباه الرواة 1/ 342، معجم الأدباء 11/ 73، وفيات الأعيان 2/ 244. [2] قال حمزة بن الحسن الأصبهاني في حقّ الخليل بن أحمد وابتكاره علم العروض: «وبعد، فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الّذي لا عن حكيم أخذه، ولا على مثال تقدّمه احتذاه، وإنّما اخترعه من ممرّ له بالصّفّارين من وقع مطرقة على طست ليس فيهما حجّة ولا بيان يؤدّيان إلى غير حليتهما أو يفيدان غير جوهرهما، فلو كانت أيامه قديمة ورسومه بعيدة لشكّ فيه بعض الأمم لصنعته ما لم يصنعه أحد من خلق الله الدنيا من اختراعه العلم الّذي قدّمت ذكره، ومن تأسيسه كتاب «العين» الّذي يحصر لغة أمّة من الأمم قاطبة، ثم من إمداده سيبويه من علم النحو بما صنّف منه كتابه الّذي هو زينة لدولة الإسلام» . (التنبيه على حدوث التصحيف 124) . [3] ج 8/ 229. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 171 تَظَلُّ فِيهِ وَتَأْوِي ... حَتَّى يَجِيئَكَ مَوْتُ هَذَا لَعَمْرِي كَفَافٌ ... لَكِنْ تَضُرُّكَ لَيْتُ وَقِيلَ: كَانَ لِلْخَلِيلِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَالِي فَارِسَ رَاتِبٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ لِيَفِدَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْخَلِيلُ: أَبْلِغْ سُلَيْمَانَ أَنِّي عَنْهُ فِي شُغُلٍ [1] ... وَفِي غِنًى غَيْرَ أَنِّي لَسْتُ ذَا مَالِ سخي [2] بنفسي، أنّي [3] لا أَرَى أَحَدًا ... يَمُوتُ هَزْلا [4] وَلا يَبْقَى عَلَى حَالِ الرِّزْقُ عَنْ قَدَرٍ لا الضَّعْفُ [5] يَنْقُصُهُ [6] ... وَلا يَزِيدُ فِيهِ حَوْلُ [7] مُحْتَالِ وَالْفَقْرُ فِي النَّفْسِ لا فِي الْمَالِ تَعْرِفُهُ ... وَمِثْلُ ذَاكَ الْغِنَى فِي النَّفْسِ [8] لا الْمَالِ [9] قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: أَقَامَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ فِي خُصٍّ [10] بِالْبَصْرَةِ لا يُقَدَّرُ عَلَى فَلْسَيْنِ، وتلامذته يكتسبون بعلمه الأموال [11] .   [1] في طبقات الشعراء لابن المعتز، وعيون الأخبار، ووفيات الأعيان، ومعجم الأدباء، ونزهة الألبّاء، وأمالي القالي، والزاهر للأنباري: «سعة» . وفي إنباه الرواة: «دعة» . [2] في عيون الأخبار، ووفيات الأعيان «شحّا» ، وفي أمالي القالي «شحّي» ، وفي تهذيب الكمال «سخيّ» . [3] في تهذيب الكمال «أن» . [4] في الزاهر للأنباري «فقرا» . والهزل: بالفتح: الفقر. [5] في أمالي القالي: «لا العجز» ، وكذا في الزاهر للأنباري، ومعجم الأدباء، ونزهة الألبّاء. [6] في عيون الأخبار «يمنعه» . [7] الحول: الحيلة. يقال: ما للرجل محال بفتح الميم وما له محال بكسر الميم، إذا كسرت فالمعنى: ما له مكر ولا عقوبة، من قوله تبارك وتعالى «وهو شديد المحال» ، معناه شديد المكر والعقوبة. (الزاهر 1/ 101) . [8] في إنباه الرواة «في النفس والمال» . [9] الأبيات في: عيون الأخبار 3/ 189 (ثلاثة أبيات بنقص الأخير) وكذلك في الزاهر للأنباري 1/ 101، وفي طبقات الشعراء لابن المعتزّ: بيتان: الأول والثالث- ص 98، وهي كلها في: أمالي القالي 2/ 269، ونزهة الألباء لابن الأنباري 46، 47، ومعجم الأدباء 11/ 76، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 344، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي 49، ووفيات الأعيان 2/ 246، وفي تهذيب الكمال 8/ 329 البيتان الأوّلان فقط، وكلها في مرآة الجنان 1/ 365، وشعر الخليل، نشره الأستاذان ضياء الحيدري وحاتم الضامن، في مجلّة البلاغ الكاظمية (684 و 5/ 73 و 6/ 51) ص 18. [10] الخصّ: بيت من قصب. [11] إنباه الرواية 1/ 345، وفيات الأعيان 2/ 245. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 172 وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ الأَخْطَلِ: وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْرًا يَكُونُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ [1] . وَقَدْ كَانَ الْخَلِيلُ آيَةً فِي قُوَّةِ الذَّكَاءِ [2] . قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ فِي الْمَشَايِخِ أَشَدَّ تَوَاضُعًا مِنْكَ يَا خَلِيلُ بْنَ أَحْمَدَ، لا ابْنَ عَوْنٍ، وَلا غَيْرَهُ [3] . وَيُقَالُ: بَرَزَ مِنْ أَصْحَابِ الْخَلِيلِ أَرْبَعَةٌ: النَّضْرُ، وَسِيبَوَيْهِ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ [4] ، وَمُؤَرِّجُ بْنُ عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ، وَكَانَ أَبْرَعُهُمْ فِي النَّحْوِ: سِيبَوَيْهِ، وغلب على النّضر اللّغة، وعلى مورّج الشِّعْرُ وَاللُّغَةُ، وَعَلَى عَلِيٍّ الْحَدِيثُ [5] . وَلِلْخَلِيلِ كِتَابُ «الْعَيْنِ» ، وَهُوَ نَفِيسٌ مَشْهُورٌ [6] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ أَبِي شِمْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتُ كِتَابًا أَجْمَعُ فِيهِ بَيْنَ الْمُخْتَلِفِينَ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَمَا شَيْءٌ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَنْفَعَ مِنْهُ، قَالَ: فَعَرَضَهُ عَلَيَّ فإذا هو أبعد شيء مِمَّا سَمَّى، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ آتاك علما له   [1] البيت في ديوان الأخطل 158، وإنباه الرواة 1/ 345، ووفيات الأعيان 2/ 248. [2] قيل: لم يكن بعد الصحابة أذكى من الخليل، ولا أجمع لعلم العرب (إنباه الرواة 1/ 345) . [3] يروى عن النضر بن شميل أنه قال: كنّا نمثل بين ابن عون والخليل بن أحمد أيّهما نقدّم في الزهد والعبادة فلا ندري أيّهما نقدّم. وكان النضر يقول: ما رأيت رجلا أعلم بالسّنّة بعد ابن عون من الخليل بن أحمد. (نزهة الألباء 47) . [4] هو الجهضميّ. [5] نزهة الألباء 55. [6] أكثر العلماء العارفين باللغة يقولون: إن كتاب العين في اللغة المنسوب إلى الخليل بن أحمد ليس تصنيفه، وإنّما كان قد شرع فيه ورتّب أوائله وسمّاه ب «العين» ثم مات فأكمله تلامذته النضر بن شميل ومن في طبقته وهم: مؤرّج السدوسي ونصر بن علي الجهضميّ وغيرهما، فما جاء الّذي عملوه مناسبا لما وضعه الخليل في الأول، فلهذا وقع فيه خلل كثير يبعد وقوع الخليل في مثله. وقد صنّف ابن درستويه في ذلك كتابا استوفى الكلام فيه، وهو كتاب مفيد. (وفيات الأعيان 2/ 246، 247) . ولكتاب العين حكاية طريفة في طبقات ابن المعتز، يتبيّن منها أن النسخة الأصليّة التي كتبها الخليل احترقت قبل أن ينسخها أيّ إنسان، والّذي وضع بعد ذلك كان حفظا. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 173 لَهَجُهُ، فَلا تَخْلِطْ مَا لا تَعْلَمُ مِمَّا تَعْلَمُ، فَيُذْهِبَ مَا لا تَعْلَمُ بَهْجَةَ مَا تَعْلَمُ. وَيُقَالُ: كَانَ سَبَبُ مَوْتِ الْخَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَ نَوْعًا مِنَ الْحِسَابِ تَمْضِي بِهِ الْجَارِيَةُ إِلَى الْفَامِيِّ [1] فَلا يُمْكِنُهُ أَنْ يَظْلِمَهَا، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يُعْمِلُ فِكْرَهُ، فَصَدَمَتْهُ سَارِيَةٌ وَهُوَ غَافِلٌ فَانْصَرَعَ، فَمَاتَ مِنْ ذَلِكَ [2] . وَقِيلَ: بَلْ صَدَمَتْهُ السَّارِيَةُ وَهُوَ يُقَطِّعُ بَحْرًا مِنَ الْعَرُوضِ [3] . مَوْلِدُهُ سَنَةَ مِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتِّينَ، وَسَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فاللَّه أعلم.   [1] أي البقّال، كما في إنباه الرواة. [2] إنباه الرواة 1/ 346، وفيات الأعيان 2/ 248. [3] إنباه الرواة، وفيات الأعيان. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 174 [حرف الدَّالِ] 105- دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ. - د. ت. ق- قَدْ مَرَّ. 106- دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ [1] ، الْقُرَظِيُّ الْمَدَنِيُّ. عَنْ: أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَمَيْسُورِ بْنِ رِفَاعَةَ. وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ. 107- دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ [3] ، الْكِنْدِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، ثُمَّ   [1] انظر عن (داود بن سنان) في: التاريخ الكبير 3/ 237 رقم 806، والجرح والتعديل 3/ 414، 415 رقم 1896، والثقات لابن حبّان 6/ 283، وميزان الاعتدال 2/ 9 رقم 1614، ولسان الميزان 2/ 419 رقم 1733. [2] في الجرح والتعديل 3/ 415 ومثله قال أحمد، وأبو زرعة، وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (داود بن الفرات) في: تاريخ الدارميّ، رقم 320، والتاريخ الكبير 3/ 236 رقم 799، وتاريخ الثقات للعجلي 148 رقم 398، والجرح والتعديل 3/ 419 رقم 1916، والثقات لابن حبّان 8/ 234، وهو (داود بن عمرو بن الفرات بن أبي الفرات، أبو عمرو) ، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 293، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 122 رقم 329، والسابق واللاحق 195، 196 رقم 63، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 240 رقم 320، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 131 رقم 513، وتهذيب الكمال 8/ 437- 439 رقم 1780، والكاشف 1/ 224 رقم 1471، وميزان الاعتدال 2/ 19 رقم 2640، والوافي بالوفيات 13/ 472 رقم 576، وتهذيب التهذيب 3/ 197 رقم 376، وتقريب التهذيب 1/ 234 رقم 33، وخلاصة تذهيب التهذيب 110. وقد أضاف محقّق (الوافي بالوفيات) الأستاذ محمد الحجيري كتاب «مشاهير علماء الأمصار الجزء: 10 ¦ الصفحة: 175 الْبَصْرِيُّ- خ. ت. س. ق- عَنْ: عَبْدِ الله بن بريدة، وإبراهيم الصَّائِغِ، وَأَبِي غَالِبٍ صَاحِبِ أَبِي أُمَامَةَ، وَعَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ. وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَعَفَّانُ، وَشَيْبَانُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَغَيْرُهُ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لَيْسَ بِالْمَتِينِ. قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 108- داود الطّائيّ [4] .   [ () ] لابن حبّان» إلى مصادر الترجمة (انظر- ج 13/ 472 حاشية رقم 576) وهذا وهم، لأن صاحب الترجمة في المشاهير (ص 131 رقم 513) هو: داود بن بكر بن أبي الفرات. وهو غير هذا. (راجع مثلا: ميزان الاعتدال 2/ 18 و 19 رقم 2639 و 2640) . [1] تاريخ الدارميّ، رقم 320، الجرح والتعديل 3/ 419، وتاريخ أسماء الثقات 122. [2] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. وقال فيه عبد الله بن المبارك: إنّه ثقة لا يعلم به بأسا. [3] يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : قوله ليس في الجرح والتعديل، ولا في المصادر الأخرى، وهذا القول ورد في ترجمة «داود بن بكر بن أبي الفرات» ، فلعلّ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- اختلط عليه الأمر فظنّ (داود بن بكر) هو (داود بن عمر) فألصق به قول أبي حاتم «ليس بالمتين» ، ولم يصلحه بعد ذلك. والله أعلم. [4] انظر عن (داود بن نصير الطائي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 367، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 219 رقم 743، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 484 رقم 6072، والتاريخ الكبير 3/ 240 رقم 819، والتاريخ الصغير 129، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، وتاريخ الثقات للعجلي 148، 149 رقم 402، وعيون الأخبار 2/ 291 و 302 و 315، 316، والمعارف 515، والجرح والتعديل 3/ 426 رقم 1939، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 52 و 3/ 179، والثقات لابن حبّان 6/ 282، ومشاهير علماء الأمصار له 168، 169 رقم 1342، وحلية الأولياء 7/ 335- 367 رقم 393، وطبقات الصوفية للسلمي 85، والعقد الفريد 3/ 238 و 239، وربيع الأبرار 1/ 57 و 4/ 46 و 372 و 380، ورجال الطوسي 189 رقم 3، والزهد الكبير للبيهقي رقم 29 و 45 و 149 و 164 و 282 و 337 و 338 و 423 و 494 و 525 و 541 و 677 و 904، وتاريخ بغداد 8/ 347- 355 رقم 4455، وطبقات الفقهاء للشيرازي 135، والأنساب لابن الجزء: 10 ¦ الصفحة: 176 هُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ، دَاوُدُ بْنُ نُصَيْرٍ، الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ، الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحُمَيْدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَزَافِرُ بن سليمان، ومصعب بن المقدام، وإسحاق ابن مَنْصُورِ بْنِ السَّلُولِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ، لَكِنَّهُ آثَرَ الْخُمُولَ وَالإِخْلاصَ، وَفَرَّ بِدِينِهِ. سَأَلَهُ رَجُلٌ مَرَّةً عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ: دَعْنِي، فَإِنِّي أُبَادِرُ خُرُوجَ نَفْسِي [1] . وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: أَبْصَرَ دَاوُدُ أَمْرَهُ [2] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: هَلِ الأَمْرُ إِلا مَا كَانَ عَلَيْهِ دَاوُدُ [3] . وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يُجَالِسُ أَبَا حَنِيفَةَ، ثُمَّ إنّه عمد   [ () ] السمعاني 8/ 306، والتذكرة الحمدونية 1/ 169 و 170 و 171 و 2/ 346، والكامل في التاريخ 6/ 50، وصفة الصفوة 3/ 131- 146 رقم 442، ووفيات الأعيان 2/ 14 و (259- 263) و 5/ 232، وتهذيب الكمال 8/ 455- 461 رقم 1789، والمعين في طبقات المحدّثين 60 رقم 576، والكاشف 1/ 224، 225 رقم 1478، وميزان الاعتدال 2/ 21 رقم 2651، وسير أعلام النبلاء 7/ 422- 425 رقم 158، والعبر 1/ 238، ومرآة الجنان 1/ 350، والوافي بالوفيات 13/ 495، 596، رقم 592، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 200- 203 و 493 و 504 و 521 و 527 و 528، والجواهر المضيّة 2/ 194، 195 رقم 583، وتهذيب التهذيب 3/ 203 رقم 387، وتقريب التهذيب 1/ 234 رقم 44، وخلاصة تذهيب التهذيب 111، وشذرات الذهب 1/ 286، والطبقات السنيّة، رقم 869. [1] حلية الأولياء 7/ 335، 336، التذكرة الحمدونية 1/ 169 رقم 387، صفة الصفوة 3/ 137. [2] حلية الأولياء 7/ 336، التذكرة الحمدونية 1/ 169، صفة الصفوة 3/ 132 و 137، تهذيب الكمال 8/ 458. [3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 484 رقم 6072، صفة الصفوة 3/ 137، تهذيب الكمال 8/ 458. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 177 إِلَى كُتُبِهِ فَغَرَّقَهَا فِي الْفُرَاتِ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَتَخَلَّى [1] . وَكَانَ زَائِدَةُ صَدِيقًا لَهُ، فَأَتَاهُ يَوْمًا فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ: الم، غُلِبَتِ الرُّومُ 30: 1- 2 [2] ، قَالَ: وَكَانَ يُجِيبُ فِي هَذِهِ الآيَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الصَّلْتِ، انْقَطَعَ الْجَوَابُ، وَقَامَ وَدَخَلَ بَيْتَهُ [3] . رَوَاهَا ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَزَادَ فِيهَا: كَانَ دَاوُدُ مِمَّنْ عَلِمَ وَفَقِهَ وَنَفَذَ فِي الْكَلامِ قَالَ: وَأَخَذَ حَصَاةً فَحَذَفَ بِهَا إِنْسَانًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، طَالَ لِسَانُكَ، وَطَالَتْ يَدُكَ، فَاخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةً لا يُسْأَلُ وَلا يُجِيبُ [4] . وَقِيلَ: كَانَ دَاوُدُ يُعَالِجُ نَفْسَهُ بِالصَّمْتِ، فأراد أَنْ يُجَرِّبَ نَفْسَهُ هَلْ يَقْوَى عَلَى الْعُزْلَةِ، فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِ أَبِي حَنِيفَةَ سَنَةً لَمْ يَنْطِقْ، ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسَ [5] . قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: جِئْتُ أَنَا وَابْنُ عُيَيْنَةَ إِلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ، فَقَالَ: جِئْتُمَانِي مَرَّةً فَلا تَعُودَا إِلَيَّ [6] . وَعَنِ أبي الرَّبِيعِ الأَعْرَجِ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ لا يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَقُولَ الْمُؤَذِّنُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلاةُ، فَإِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ أَخَذَ نَعْلَهُ وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَوْصِنِي، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، ثُمّ قَالَ: وَيْحَكَ، صُمِ الدُّنْيَا، وَاجْعَلِ الْفِطْرَ الْمَوْتَ، وَاجْتَنِبِ النَّاسَ غَيْرَ تَارِكٍ لِجَمَاعَتِهِمْ [7] . وَعَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِدَاوُدَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقْلِلْ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: ارْضَ بِالْيَسِيرِ مَعَ سَلامَةِ الدِّينِ، كما رضي   [1] حلية الأولياء 7/ 336، تاريخ بغداد 8/ 348، وفيات الأعيان 2/ 259. [2] أول سورة الروم. [3] حلية الأولياء 7/ 336، تاريخ بغداد 8/ 348، تهذيب الكمال 8/ 456. [4] حلية الأولياء 7/ 336، تاريخ بغداد 8/ 347، 348. [5] حلية الأولياء 7/ 342، صفة الصفوة 3/ 131. [6] حلية الأولياء 7/ 342، صفة الصفوة 3/ 131. [7] حلية الأولياء 7/ 342، 343، وانظر: الزهد الكبير للبيهقي 142 رقم 282، وتاريخ بغداد 8/ 351، وصفة الصفوة 3/ 133 و 134، وفيات الأعيان 2/ 261. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 178 أَهْلُ الدُّنْيَا بِالدُّنْيَا مَعَ فَسَادِ الدِّينِ [1] . وَعَنْهُ قَالَ: كَفَى بِالْيَقِينِ زُهْدًا، وَكَفَى بِالْعِلْمِ عَبَادَةً، وَكَفَى بِالْعِبَادَةِ شُغْلا [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ: نَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: رَأَيْتُ دَاوُدَ- وكان من أَفْصَحَ النَّاسِ وَأَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ، يَلْبَسُ قَلَنْسُوةً سَوْدَاءَ طَوِيلَةً مِمَّا يَلْبَسُ التُّجَّارُ [3] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ لِسُفْيَانَ: إِذَا كُنْتَ تَشْرَبُ الْمَاءَ الْمُبَرَّدَ، وَتَأْكُلُ اللَّذِيذَ الطَّيِّبَ، وَتَمْشِي فِي الظِّلِّ الظَّلِيلِ، فَمَتَى تُحِبُّ الْمَوْتَ [4] ؟ وَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ قَحْطَبَةَ الأَمِيرَ قَدِمَ الْكُوفَةَ فَقَالَ: أَحْتَاجُ إِلَى مُؤَدِّبٍ يُؤَدِّبُ أَوْلادِي، حَافِظٍ لِكِتَابِ اللَّهِ، عَالِمٍ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَبِالأَثَرِ، وَالْفِقْهِ، وَالنَّحْوِ، وَالشِّعْرِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا يَجْمَعُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا إِلا دَاوُدُ الطَّائِيُّ [5] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ: نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ قَدْ وَرِثَ مِنْ أُمِّهِ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَكَثَ يَتَقَوَّتُ بِهَا ثَلاثِينَ عَامًا، فَلَمَّا نَفِدَتْ، جَعَلَ يَنْقُضُ سُقُوفَ الدُّوَيْرَةِ فَيَبِيعُهَا، حَتَّى بَاعَ الْبَوَارِيَ [6] واللّبن، حتى بقي   [1] حلية الأولياء 7/ 343 وفيه تتمة: «قلت: زدني. قال: اجعل الدنيا كيوم صمته ثم أفطر على الموت» ، والتذكرة الحمدونية 1/ 169 رقم 389، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 201. [2] حلية الأولياء 7/ 343. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 367. وفي الأصل، وردت هنا عبارة مقحمة هي: «وقد قال له أبان بن تغلب هذا أعلم من بقي بالنحو. ثم قال أبو نعيم: كان أبان غاية من الغايات» . وهي لا محلّ لها في ترجمة داود الطائيّ. [4] حلية الأولياء 7/ 346، ربيع الأبرار 4/ 46، الزهد الكبير للبيهقي 213 رقم 541، تهذيب الكمال 8/ 457. [5] تاريخ بغداد 8/ 349، وفيات الأعيان 2/ 260، تهذيب الكمال 8/ 459. [6] البواري: جمع بارية، وهي الحصير. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 179 فِي نِصْفِ سَقْفٍ [1] . قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ: عَاشَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ عِشْرِينَ سَنَةً بِثَلاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ [2] . وَقِيلَ: مَرِضَ دَاوُدُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ خَرَجْتَ إِلَى الرَّوْحِ تُفْرِحُ قَلْبَكَ، قَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ نَفْسِي [3] أَنْ أَنْقِلَ قَدَمِي إِلَى مَا فِيهِ رَاحَةٌ لِبَدَنِي [4] . وَيُقَالُ: عُوتِبَ فِي التَّزْوِيجِ فَقَالَ: كَيْفَ بِقَلْبٍ ضَعِيفٍ لا يَقْوَى بِهَمِّهِ، عَلَيْهِ هَمَّانِ [5] . قَالَ إِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَعِيدٍ قَالَتْ: كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ جِدَارٌ قَصِيرٌ، وَكُنْتُ أَسْمَعُ حَنِينَهُ عَامَّةَ اللَّيْلِ لا يَهْدَأُ، فَمِمَّا سَمِعْتُهُ يَقُولُ [اللَّهمّ] [6] : همّك عطّل عليّ الهموم، وحالف [7] بَيْنِي وَبَيْنَ السُّهَادِ، وَشَوَّقَنِي [8] إِلَى النَّظَرِ إِلَيْكَ، وَمَنَعَ [9] مِنِّي الشَّهَوَاتِ [10] ، فَأَنَا فِي سِجْنِكَ [11] أَيُّهَا الكريم مطلوب [12] .   [1] حلية الأولياء 7/ 346، وانظر تاريخ بغداد 8/ 348، صفة الصفوة 3/ 139. [2] حلية الأولياء 7/ 347، تاريخ بغداد 8/ 348، صفة الصفوة 3/ 139، وفيات الأعيان 2/ 259، تهذيب الكمال 8/ 457. [3] في الحلية «من ربي» . [4] حلية الأولياء 7/ 355، ربيع الأبرار 4/ 46 وفيه: «قيل لداود: ألا تتحوّل من الشمس» ؟، والزهد الكبير للبيهقي 155 رقم 237 و 179 رقم 423، وتاريخ بغداد 8/ 350. [5] حلية الأولياء 7/ 356. [6] إضافة من الحلية عن الأصل. [7] في الحلية: «وحال» ، والمثبت يتفق مع عيون الأخبار. [8] في الحلية: «وشوقي» . [9] في الحلية: «منع» بدون واو العطف. [10] في عيون الأخبار وردت العبارة: «وشدّة الشفق من لقائك أوبق عليّ الشهوات، ومنع مني اللّذّات» . [11] في عيون الأخبار: «فأنا في طلبك» . [12] عيون الأخبار 2/ 291، 292، حلية الأولياء 7/ 356، تاريخ بغداد 8/ 351، صفة الصفوة 3/ 141. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 180 [قالت] [1] : وربّما ترنّم بالسّحر بالقرآن، فأرى أنّ جَمِيعَ نَعِيمِ الدُّنْيَا خَرَجَ [2] فِي تَرَنُّمِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ [3] . وَكَانَ يَقُولُ: فِي الظُّلْمَةِ لا يُسْرَجُ [4] . وَعَنْ سَنْدَوَيْهِ قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَرَأَيْتَ مَنْ دَخَلَ عَلَى الأُمَرَاءِ فَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ، قَالَ: أَخَافُ عَلَيْهِ السَّوْطَ، قَالَ: إِنَّهُ يَقْوَى، قَالَ: أَخَافُ عَلَيْهِ السَّيْفَ، قَالَ: إِنَّهُ يَقْوَى، قَالَ: أَخَافُ عَلَيْهِ الدَّاءَ الدَّفِينَ، الْعُجْبَ [5] . رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ: أَصْبَحَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِهِ، فَأَتَاهُ جِيرَانُهُ فَقَالُوا: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، مَا بَدَا لَكَ الْيَوْمَ فِي الْجُلُوسِ هُنَا؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، فَجَلَسْتُ لأُصْلَحَ مِنْ أَمْرِهَا، فَأَعَانُوهُ عَلَى دَفْنِهَا. وَتَرَكَتْ لَهُ جَارِيَةً بَاعَهَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا [6] . وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ قَحْطَبَةَ الأَمِيرَ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، فَكَلَّمَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: لا يَقْبَلُهَا، قَالَ: تَلَطَّفْ، فَجَاءَ دَاوُدَ فَكَلَّمَهُ وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ قحطبة من القرابة، وقد أَحَبَّ أَنْ يَصِلَكَ، فَغَضِبَ وَقَالَ: لَوْ غَيْرُكَ فَعَلَ هَذَا مَا كَلَّمْتُهُ أَبَدًا، قُلْ لَهُ يَرُدُّهَا عَلَى أَهْلِهَا، فَهُمْ أَحَقُّ بِهَا. وَرَوَى شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ وَغَيْرُهُ: أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ قِيلَ لَهُ: أَلا تُسَرِّحُ لِحْيَتَكَ، وَكَانَتْ مُفَتَّلَةً، قَالَ: أَنَا عَنْهَا لَمَشْغُولٌ [7] . مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثّلجيّ: انا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَنَا وَحَمَّادُ بن   [1] إضافة من الحلية. [2] في الحلية: «جمع» . [3] حلية الأولياء 7/ 356، 357، تاريخ بغداد 8/ 352، صفة الصفوة 3/ 141. [4] هكذا وردت العبارة في الأصل. وفي حلية الأولياء: «قالت: وكان يكون في الدار وحده وكان لا يصبح- تعني: لا يسرج-» ، وتاريخ بغداد 8/ 352. [5] حلية الأولياء 7/ 358، صفة الصفوة 3/ 142. [6] حلية الأولياء 7/ 347. [7] حلية الأولياء 7/ 339، تاريخ بغداد 8/ 350. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 181 أَبِي حَنِيفَةَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، وَبَلَغَهُ عَنْهُ فَاقَةٌ، فَأَخْرَجَ لَهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ وَتَلَطَّفَ بِهِ، فَقَالَ: مَا لِي إِلَيْهَا حَاجَةٌ، وَلَوْ قَبِلْتُ شَيْئًا لَقَبِلْتُهَا [1] . أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ، قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ: أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْتِينَا إِذْ كُنَّا ثَمَّ؟ مَا أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ: جَاءَ دَاوُدُ فِي قُبَاءَ أَصْفَرَ، [فكنّا] [2] نضحك منه، فو الله مَا مَاتَ حَتَّى سَادَنَا [3] . أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، أَنَا خَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ الدَّارَانِيُّ، أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ، أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، نَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، عَنْ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلا شَاةً وَلا بَعِيرًا وَلا أَوْصَى» [4] . قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجُوهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَدَاوُدُ صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ. وَقَدْ كَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُورَةً. قَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ: اشْتَكَى دَاوُدُ الطَّائِيُّ، وَكَانَ سَبَبُ عِلَّتِهِ أَنَّهُ مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ فَكَرَّرَهَا فأصبح مريضا، فوجدوه قد مَاتَ وَرَأْسُهُ عَلَى لَبِنَةٍ [5] ، فَفَتَحُوا بَابَ الدَّارِ، وَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ إِخْوَانِهِ وَجِيرَانِهِ، وَمَعَهُمُ ابْنُ   [1] ربيع الأبرار 4/ 372. [2] إضافة على الأصل. [3] في حلية الأولياء 7/ 360: «قدم علينا داود الطائي من السواد، فكنا نضحك..» إلى آخره، تهذيب الكمال 8/ 456. [4] أخرجه مسلم في الوصية (1635) باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، من طريق: الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عائشة، وأبو داود في الوصايا (2863) باب: ما جاء في ما يؤمر به من الوصيّة. والنسائي في الوصايا 6/ 240 باب: هل أوصى النبي صلّى الله عليه وسلّم؟، وابن ماجة في الوصايا (2695) باب: هَلْ أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، وأحمد في المسند 6/ 44. [5] صفة الصفوة 3/ 143، طبقات الأولياء 202، 203. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 182 السَّمَّاكِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى رَأْسِهِ قَالَ: يَا دَاوُدُ: فَضَحْتَ الْقُرَّاءَ، فَلَمَّا حَمَلُوهُ إِلَى قَبْرِهِ شَيَّعَهُ خَلْقٌ حَتَّى خَرَجَ ذَوَاتُ الْخُدُورِ، فَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ [1] : يَا دَاوُدُ سَجَنْتَ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُسْجَنَ، وَحَاسَبْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ، الْيَوْمَ تَرَى ثَوَابَ مَا كُنْتَ تَرْجُو، وَلَهُ كُنْتَ تَنْصَبُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: اللَّهمّ لا تَكِلْهُ إِلَى عَمَلِهِ، فَأَعْجَبَ النَّاسَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ لَمَّا دُفِنَ، أَخَذَ النَّاسُ يُثْنُونَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ: اللَّهمّ لا تَكِلْهُ إِلَى عَمَلِهِ [3] ، قَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْوَابِشِيُّ قَالَ: رأيت الناس هاهنا بَاتُوا ثَلاثَ لَيَالٍ مَخَافَةَ أَنْ تَفُوتَهُمْ جِنَازَةُ دَاوُدَ. وَرَأَيْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ يَبْكُونَ، مَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِيَوْمِ الْخُرُوجِ [4] . قَالَ الدَّوْرَقِيُّ: وَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، وَحَضَرْتُهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَمَا رَأَيْتُ أَشَدَّ نَزْعًا منه، أتيناه من العشيّ ونحن نَسْمَعُ نَزْعَهُ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ، ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ بَعْدُ فِي النَّزْعِ، فَلَمْ نَبْرَحْ حَتَّى مَاتَ [5] . قَالَ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حُمِلَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ عَلَى سَرِيرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، تَكَسَّرَ مِنْ زِحَامِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَيُغَيَّرُ السَّرِيرُ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ كَذَا كَذَا مَرَّةٍ، وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ [6] . أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ   [1] انظر خطبة طويلة لابن السّمّاك يرثي فيها داود عند دفنه في: عيون الأخبار 2/ 315، 316، والعقد الفريد 3/ 238، 239، وتاريخ بغداد 8/ 354، 355، وصفة الصفوة 3/ 143- 146. [2] حلية الأولياء 7/ 340، تاريخ بغداد 8/ 355، صفة الصفوة 3/ 146، وفيات الأعيان 2/ 262، تهذيب الكمال 8/ 460 و 461. [3] حلية الأولياء 7/ 340. [4] حلية الأولياء 7/ 341. [5] حلية الأولياء 7/ 341. [6] حلية الأولياء 7/ 341. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 183 أحمد الكاغذيّ، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْحَنْبَلِيُّ، نَا ابْنُ صَاعِدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، نَا ابْنُ عُلَيَّةَ، نَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَن جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: وَقَعَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي سَعْدٍ عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي صَلاةُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا أَخْرِمُ عَنْهَا أَرْكُدُ فِي الأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَبَا إِسْحَاقَ، رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالنَّاسُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ. مَاتَ دَاوُدُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَمَا يُذْكَرُ مِنْ قِصَّةِ لِبْسِ الْخِرْقَةِ، وَأَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ صَحِبَ حَبِيبًا الْعَجَمِيَّ فَخَطَأٌ، لَمْ يَصْحَبْهُ، وَلا عَرَفْنَا لِدَاوُدَ رَوَاحًا إِلَى الْبَصْرَةِ، وَلا لِحَبِيبٍ قُدُومًا إِلَى الْكُوفَةِ. ثُمَّ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ أَخَذَهَا مِنْ دَاوُدَ، فَمَا عَلِمْنَا أَنَّ دَاوُدَ وَمَعْرُوفًا اجْتَمَعَا وَلا الْتَقَيَا، والله أعلم. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 184 [حرف الراء] 109- رافع بن سلمة بن زياد [1] بي أبي الجعد، الأشجعي، البصري- د. ن- عَنْ: جَدِّهِ زِيَادٍ، وَحَشْرَجِ بْنِ زِيَادٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [2] . 110- رَبَاحُ بْنُ يَزِيدَ اللَّخْمِيُّ، الإِفْرِيقِيُّ الْمَغْرِبِيُّ. الزَّاهِدُ الْعَابِدُ. قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: لَهُ أَخْبَارٌ تَطُولُ فِي ذِكْرِ عِبَادَتِهِ. وَهُوَ بِالْمَغْرِبِ يَضْرِبُونَ بِعِبَادَتِهِ الْمَثَلَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. مَاتَ فِي إِمْرَةِ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ عَلَى الْمَغْرِبِ. 111- الرَّبِيعُ بْنُ مسلم [3] ، أبو بكر الجمحيّ، مولاهم،   [1] انظر عن (رافع بن سلمة) في: التاريخ الكبير 3/ 305، 306 رقم 1039، والجرح والتعديل 3/ 481 رقم 2166، والثقات لابن حبّان 8/ 241، ورجال الطوسي 194 رقم 47، وتهذيب الكمال 9/ 26، 27 رقم 1835، وتهذيب التهذيب 3/ 230 رقم 442، وتقريب التهذيب 1/ 241 رقم 132، وخلاصة تذهيب التهذيب 114. [2] ج 8/ 241. [3] انظر عن (الربيع بن مسلم) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 185 الْبَصْرِيُّ- م. د. ت- عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ. وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَكْرٍ شَيْخُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. وَمِنَ الْقُدَمَاءِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 112- الرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ [2] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كيسان العبّاسيّ، مولاهم.   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 162، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 338 رقم 2496، والتاريخ الكبير 3/ 275 رقم 937، وتاريخ الثقات للعجلي 157 رقم 426، والجرح والتعديل 3/ 469 رقم 2099، والثقات لابن حبّان 6/ 297، ومشاهير علماء الأمصار 157 رقم 1240، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 127 رقم 344، ورجال صحيح مسلم 1/ 204 رقم 431، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 135 رقم 529، وتهذيب الكمال 9/ 102، 103 رقم 1871، والكاشف 1/ 236 رقم 1553، وسير أعلام النبلاء 7/ 290 رقم 88، والعبر 1/ 249، وتهذيب التهذيب 3/ 251 رقم 480، وتقريب التهذيب 1/ 246 رقم 49، وخلاصة تذهيب التهذيب 315، وشذرات الذهب 1/ 263 [1] في الجرح والتعديل 3/ 469، ووثّقه ابن معين، وأحمد، والعجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. وغيرهم. [2] انظر عن (الربيع بن يونس) في: تاريخ خليفة 436، وتاريخ اليعقوبي 2/ 384 و 389 و 392 و 394 و 401، وأنساب الأشراف 3/ 198 و 204 و 210- 215 و 236 و 243 و 244 و 259 و 261- 263- 266 و 268 و 269 و 272- 274 و 278، وعيون الأخبار 1/ 209 و 210 و 2/ 50 و 311 و 337 و 339، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 125- 140 (ضمن أخبار أيام المنصور) ، وتاريخ الطبري 6/ 183 و 7/ 506 و 524 و 526 و 542 و 564 و 601 و 620 و 625 و 653 و 654 و 8/ 13 و 35 و 52 و 56 و 59 و 60 و 64 و 65 و 73 و 74 و 79 و 85 و 90 و 97 و 111- 114 و 137 و 139 و 145 و 146 و 151 و 152 و 165 و 177 و 187- 189 و 209 و 228، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2374 و 2407 و 2412 و 2417 و 2418 و 2434 و 2435 و 2473، والأغاني 19/ 219، و 22/ 246، 247، ومقاتل الطالبيين 215 و 221 و 264 و 347 و 350 و 393 و 418 و 420 و 587، ونشوار المحاضرة 6/ 125- 127 و 8/ 138، والمستجاد 149، 150، والفرج بعد الشدّة 1/ 307 و 313 و 318 و 319 و 327 و 376 و 2/ 296 و 336 و 337 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 186 الأَمِيرُ الْحَاجِبُ، أَبُو الْفَضْلِ، مِنْ كِبَارِ الْمُلُوكِ، وَلِيَ حِجَابَةَ الْمَنْصُورِ، ثُمَّ وَلِيَ وِزَارَتَهُ، وَحَجَبَ لِلْمَهْدِيِّ، وَوَلِيَ ابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ حِجَابَةَ الرَّشِيدِ، وَوَلِيَ حَفِيدُهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ حِجَابَةَ الأَمِينِ. حَدَّثَ الرَّبِيعُ عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَمُوسَى بْنُ سُهَيْلٍ. وَكَانَ مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ حَزْمًا وَرَأْيًا وَدَهَاءً. مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، مِنْ عَسَلٍ مَسْمُومٍ سَقَاهُ الْخَلِيفَةُ الْهَادِي، وَقَدْ كَانَ الْمَنْصُورُ كَثِيرَ الْوُثُوقِ بِالرَّبِيعِ، مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ إِلَى الْغَايَةِ [1] . ويقال: إنّ الربيع لم يكن يُعْرَفْ لَهُ أَبٌ، فَدَخَلَ هَاشِمِيٌّ عَلَى الْمَنْصُورِ وَأَخَذَ يُذَكِّرُهُ وَالِدَ الرَّبِيعِ وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ له الربيع: كم ذا تترحّم عليه   [ () ] و 344 و 359 و 3/ 260 و 326 و 328 و 4/ 54 و 57- 59 و 87 و 88، والعيون والحدائق 3/ 267 و 268 و 273- 275 و 283 و 289، وثمار القلوب 27 و 194 و 317، وأمالي المرتضى 1/ 169 و 170 و 174 و 225 و 226، وربيع الأبرار 188 و 252 و 277، وتحفة الوزراء 96 و 118، والعقد الفريد 1/ 193، والمحاسن والمساوئ 146 و 159، وتاريخ بغداد 8/ 414 رقم 4521، والهفوات النادرة 24 و 95 و 96 و 128، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 311- 313، والتذكرة الحمدونية 1/ 212 و 415 و 442 و 2/ 137 و 209 و 210 و 318، وغرر الخصائص 297، والمستطرف 1/ 172، ومحاضرات الأدباء 1/ 174، والبصائر والذخائر 2/ 433، ونثر الدر 3/ 30، والكامل في التاريخ 5/ 503 و 533 و 561 و 574 و 580 و 597 و 6/ 21 و 33 و 34 و 52 و 53 و 60 و 66 و 75 و 85 و 88 و 89 و 95، ووفيات الأعيان 2/ 294- 299 و 390 و 466 و 3/ 470 و 5/ 308 و 309 و 406 و 411 و 412 و 412 و 7/ 21 و 26 و 316، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 115 و 117 و 124، والفخري في الآداب السلطانية 161 و 166 و 174 و 177 و 178 و 182- 184 و 192 و 210، وخلاصة الذهب المسبوك 113، والمختصر في أخبار البشر 2/ 12، ونهاية الأرب 3/ 308، وسير أعلام النبلاء 7/ 335، 336 رقم 120، ومرآة الجنان 1/ 359، 360، والوافي بالوفيات 14/ 84، 85 رقم 100، وشذرات الذهب 1/ 274. [1] وفيات الأعيان 2/ 294. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 187 بِحَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْهَاشِمِيُّ: يَا رَبِيعُ أَنْتَ مَعْذُورٌ لا تَعْرِفُ مِقْدَارَ الآبَاءِ، فَخَجِلَ مِنْهُ [1] . وَقَطِيعَةُ الرَّبِيعِ مَحِلَّةٌ كَبِيرَةٌ بِبَغْدَادَ تُنْسَبُ إِلَيْهِ [2] . 113- رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ [3]- م. ن- شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسْلِمٌ الْقَصَّابُ، وَمُسْلِمٌ التَّبُوذَكِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [4] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [5] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [6] . 114- رَجَاءُ بْنُ أَبِي سلمة [7] ، أبو المقدام- ن- ق-.   [1] وفيات الأعيان 2/ 296. [2] وفيات الأعيان 2/ 298. [3] انظر عن (ربيعة بن كلثوم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 276، والتاريخ لابن معين 2/ 164، وتاريخ الدارميّ، رقم 333، والتاريخ الكبير 3/ 291 رقم 992، وتاريخ واسط لبحشل 40، وتاريخ الثقات للعجلي 159 رقم 434، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 206، والجرح والتعديل 3/ 477، 478 رقم 2145، والثقات لابن حبّان 6/ 301، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1019، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 128 رقم 346، ورجال صحيح مسلم 1/ 206 رقم 438، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 137 رقم 536، وتهذيب الكمال 9/ 142- 145 رقم 1887، والكاشف 1/ 239 رقم 1569، والمغني في الضعفاء 1/ 230 رقم 2106، وميزان الاعتدال 2/ 45 رقم 2755، وتهذيب التهذيب 3/ 263 رقم 497، وتقريب التهذيب 1/ 248 رقم 66، وخلاصة تذهيب التهذيب 116. [4] الجرح والتعديل 3/ 478، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 128 وفيه «ليس به بأس» . [5] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 206. [6] وثّقه العجليّ، وأحمد، وابن حبّان، وابن شاهين. [7] انظر عن (رجاء بن أبي سلمة) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 88 رقم 4314، والتاريخ الكبير 3/ 313 رقم 1066، والتاريخ الصغير 182، والمعرفة والتاريخ 1/ 149 و 354 و 434 و 548 و 563 و 576 و 608 و 609 و 613 و 630 و 632 و 668 و 671 و 712 و 2/ 5 و 42- 44 و 62 و 64 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 188 شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، نَزَلَ الرَّمْلَةَ فَقِيلَ لَهُ: الْفِلَسْطِينِيُّ، اسْمُ أَبِيهِ مِهْرَانُ. رَوَى عَنْ: رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] وَالنَّسَائِيُّ [2] . زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: نَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لا نَفْلَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرُدُّ قَوِيُّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ [3] . قُلْتُ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 115- رَجَاءُ بْنُ صُبَيْحٍ [4] ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو يحيى- ت-   [ () ] و 68 و 69 و 92 و 94 و 362- 366 و 368- 376 و 389 و 408 و 409 و 609 و 760 و 776 و 3/ 17، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 206 و 226 و 242 و 262 و 272 و 330 و 335 و 336 و 339 و 355 و 358 و 420 و 584 و 620 و 2/ 683 و 684 و 690 و 693 و 713 و 721، والجرح والتعديل 3/ 502 رقم 2270، ومشاهير علماء الأمصار 181 رقم 1434، والثقات لابن حبّان 6/ 305، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 131 رقم 361، وحلية الأولياء 6/ 92، 93 رقم 336، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 318، وتهذيب الكمال 9/ 161- 163 رقم 1893، والكاشف 1/ 239 رقم 1574 (وقد ترك مكانه بياضا) ، والوافي بالوفيات 14/ 105 رقم 129، وتهذيب التهذيب 3/ 267 رقم 504، وتقريب التهذيب 1/ 248 رقم 73، وخلاصة تذهيب التهذيب 117. [1] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 88 رقم 4314. [2] تهذيب الكمال 9/ 163. [3] ابن عساكر 5/ 318. [4] انظر عن (رجاء بن صبيح) في: التاريخ الكبير 3/ 314 رقم 1068، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 118، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 60 رقم 498، والجرح والتعديل 3/ 502 رقم 2273، والثقات لابن حبّان 6/ 306، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 209، والإكمال لابن ماكولا 2/ 239، والأنساب لابن السمعاني 7/ 91، وتهذيب الكمال 9/ 165، 166 رقم 1895، والكاشف 1/ 239 رقم 1575، والمغني في الضعفاء 1/ 231 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 189 صَاحِبُ السَّقْطِ، مِنْ مَوَالِي وَرْشٍ. أَخَذَ عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ. وعنه: يزيد بن زريع، وعارم، وموسى بن إِسْمَاعِيلَ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : ضَعِيفٌ [3] . 116- رُسْتُمُ، أَبُو يَزِيدَ الطَّحَّانُ [4] . كُوفِيٌّ، مُقِلٌّ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَحَّالُ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ. سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ [5] . 117- رَيْطَةُ ابْنَةُ السَّفَّاحِ [6] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيَّةُ. زَوْجَةُ الْمَهْدِيِّ، مَاتَتْ سَنَةَ سَبْعِينَ ومائة.   [ () ] رقم 2113، وميزان الاعتدال 2/ 46 رقم 2763، وتهذيب التهذيب 3/ 268 رقم 506، وتقريب التهذيب 1/ 249 رقم 75، وخلاصة تذهيب التهذيب 117. [1] في الجرح والتعديل 3/ 502. [2] الجرح والتعديل 3/ 502. [3] وقال العقيلي: لا يتابع عليه. وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (رستم الطحان) في: التاريخ الكبير 3/ 336 رقم 1141، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، والجرح والتعديل 3/ 516 رقم 2332، والثقات لابن حبّان 4/ 243. [5] الجرح والتعديل 3/ 516. [6] انظر عن (ريطة ابنة السفاح) في: تاريخ خليفة 401 و 409، وأنساب الأشراف 3/ 179- 181 و 231 و 277، 278، وتاريخ اليعقوبي 2/ 362 و 374 و 402، وتاريخ الطبري 6/ 182 و 7/ 517 و 8/ 104 و 191 و 213، والعيون والحدائق 3/ 214، 215، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2326 و 2458 و 2495، والمعارف 373 و 380، والشعر والشعراء 2/ 676، والوزراء والكتّاب 89، والهفوات النادرة 45، والفرج بعد الشدّة 3/ 226، والكامل في التاريخ 5/ 513. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 190 [حرف الزَّايِ] 118- زَائِدَةُ [1] . هُوَ أَبُو الصَّلْتِ، زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، الثَّقَفِيُّ، الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ. أَحَدُ الأَعْلامِ.   [1] انظر عن (زائدة بن قدامة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 378، والتاريخ لابن معين 2/ 170، 171، ومعرفة الرجال له 2/ 79 رقم 175 و 2/ 192 رقم 640، وتاريخ الدارميّ، رقم 48، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 346 رقم 2534 و 2/ 555 رقم 3627 و 2/ 601 رقم 3855 و 3/ 304 رقم 5350 و 3/ 311 رقم 5384، وتاريخ خليفة 375 و 437، وطبقات خليفة 169، والعلل لابن المديني 90، والتاريخ الكبير 3/ 432 رقم 1441، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 56، وتاريخ الثقات للعجلي 163 رقم 452، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3/ رقم 107 و 336، والمعرفة والتاريخ 1/ 450 و 451 و 453 و 454 و 2/ 167 و 168 و 172 و 188 و 328 و 751 و 805 و 3/ 95 و 120 و 124 و 128 و 187 و 188 و 193 و 219، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 467 و 468 و 479 و 579، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 137، والجرح والتعديل 3/ 613 رقم 5777، ومشاهير علماء الأمصار 171 رقم 1355، والثقات لابن حبّان 6/ 339، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 5/ 310 و 570 و 571 و 6/ 11 و 12 و 22 و 72 و 159 و 242 و 244 و 246، ورجال صحيح البخاري 1/ 277 رقم 380، والفهرست لابن النديم، المقالة السادسة، ص 226، الفن السادس، ورجال صحيح مسلم 1/ 228 رقم 491، وتاريخ جرجان 553 و 556، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 155، 156 رقم 606، والسابق واللاحق 205، 206 رقم 72، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 287 ب، ووفيات الأعيان 2/ 403، وتهذيب الكمال 9/ 273- 277 رقم 1950، والكاشف 1/ 246، 247 رقم 1621، والمعين في طبقات المحدّثين 60 رقم 577، وسير أعلام النبلاء 7/ 375- 378 رقم 139، والعبر 1/ 236، وتذكرة الحفاظ 1/ 215، 216، ودول الإسلام 1/ 106، ومرآة الجنان 1/ 347، وغاية النهاية 1/ 288 رقم 2279، والوافي بالوفيات 14/ 169 رقم 232، وتهذيب التهذيب 3/ 306، 307 رقم 571، وتقريب التهذيب 1/ 256 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 120، وطبقات الحفاظ 91، وطبقات المفسّرين 1/ 174، 175 رقم 172، والنجوم الزاهرة 2/ 39، وشذرات الذهب 1/ 251. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 191 عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَالسُّدِّيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ. وما أحسبه رحل، وكان إماما حجّة، صاحب سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَحُسَيْنٌ الجعفيّ، ومعاوية بن عمرو، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سابق، وأبو الوليد، وعبد الله بن رجاء، وطلق بن غنّام، وأحمد بن يونس، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ زائدة لا يحدّث صاحب بِدْعَةً [1] . مَاتَ مُرَابِطًا بِأَرْضِ الرُّومِ رَحِمَهُ اللَّهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، وَكَانَ عَرَضَ حَدِيثَهُ عَلَى الثَّوْرِيِّ وَقَالَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: كَانَ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ وَأَبَرِّهِمْ [3] . قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 119- زُرَيْكُ بْنُ أَبِي زُرَيْكٍ الْعُطَارِدِيُّ [4] ، أَبُو نَضْرَةَ، الْبَصْرِيُّ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وجماعة. وثّقه ابن معين [5] ، وغيره [6] .   [1] تهذيب الكمال 9/ 276. [2] في الجرح والتعديل 3/ 613، وتاريخ ابن معين 2/ 171. [3] قال ابن سعد: كان زائدة ثقة مأمونا صاحب سنّة وجماعة. ووثّقه ابن معين، وأحمد، والعجليّ، وابن حبان، وغيرهم. [4] انظر عن (زريك بن أبي زريك) في: التاريخ الكبير 3/ 451 رقم 1504، والجرح والتعديل 3/ 624 رقم 2822، والثقات لابن حبّان 6/ 348، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 151. [5] الجرح والتعديل 3/ 624. [6] ووثّقه علي بن الحسين بن الجنيد المالكي. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 192 كَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ [1] . 120- زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ [2] ، الْحَبَطِيُّ [3] ، الْكُوفِيُّ. عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَالْحَسَنِ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ سِوَارٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ [4] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [6] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ: ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لا تَقُولُوا قَوْسُ قُزَحَ، فَإِنَّ قُزَحَ هُوَ الشَّيْطَانُ، وَلَكِنْ قُولُوا قَوْسُ اللَّهِ، أمان لأهل الأرض من الغرق [7] . قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ [8] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [9] : لَيْسَ حَدِيثُهُ بشيء.   [1] في التاريخ الكبير 3/ 451 فقال: أبو نضرة العطاردي، ويقال: أبو النضر. [2] انظر عن (زكريا بن حكيم) في: التاريخ لابن معين 2/ 173، والتاريخ الكبير 3/ 421، 422 رقم 1397، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 210، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 88، 89 رقم 543، والجرح والتعديل 3/ 596 رقم 2696، والمجروحين لابن حبّان 1/ 314، والكامل في الضعفاء لابن عدي 3/ 1069، وفيه (زكريا بن يحيى) ، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 85 رقم 239، والأنساب لابن السمعاني 4/ 49، والمغني في الضعفاء 1/ 239 رقم 2190، وميزان الاعتدال 1/ 72 رقم 2873، والكشف الحثيث 183 رقم 293، ولسان الميزان 2/ 478، 479 رقم 1927. [3] الحبطيّ: بفتح الحاء المهملة والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى الحبطات وهو بطن من تميم، وهو الحارث بن عمرو بن تميم بن مرة، والحارث هو الحبط بكسر الباء وولده يقال لهم الحبطات. (الأنساب) . وهو الّذي يقال له «البدّي» . [4] الجرح والتعديل 3/ 596 وفيه زيادة «ليس بشيء» . [5] في المجروحين 1/ 314. [6] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 210. [7] أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 89. [8] في الضعفاء والمتروكين 85 رقم 239. [9] في تاريخه 2/ 173، والضعفاء الكبير 2/ 88 و 89، والجرح والتعديل 3/ 596. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 193 وَقَالَ مُرَّةُ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ [2] . 121- زَكَرِيَّا بْنُ زَيْدٍ الأَشْهَلِيُّ [3] . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. رَوَى عَنْهُ الْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُ. مَجْهُولٌ [4] . مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 122- زَكَرِيَّا بْنُ سِيَاهٍ [5] ، أَبُو يَحْيَى الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ. رَوَى الْحُرُوفَ عَنْ: عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَحَدَّثَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ. وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [6] . 123- زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي الْعَتِيكِ [7] ، الكوفيّ. واسم أبيه حكيم، فأظنّه الحبطيّ [8] .   [1] في الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 88. [2] وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بقويّ. وقال ابن عديّ: هو في جملة الكوفيين الذين بجميع حديثهم. [3] انظر عن (زكريا بن يزيد الأشهليّ) في: الجرح والاعتدال 3/ 595 رقم 3692. [4] هو قول أبي حاتم الرازيّ. [5] انظر عن (زكريا بن سياه) في: معرفة الرجال لابن معين 2/ 220 رقم 747، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 314 رقم 5399، والتاريخ الكبير 3/ 423 رقم 1400، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، والجرح والتعديل 3/ 595، 596 رقم 2693، والثقات لابن حبّان 6/ 336، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 139 رقم 394. [6] الجرح والتعديل 3/ 596، ووثقه ابن حبّان، وابن شاهين. [7] انظر عن (زكريا بن أبي العتيك) في: التاريخ الكبير 3/ 419، 420 رقم 1392، والجرح والتعديل 3/ 595 رقم 2690، والثقات لابن حبّان 6/ 335. [8] راجع ترجمة- زكريا بن حكيم الحبطي- ومصادر ترجمته. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 194 روى عن أبي معشر زياد بْنِ كُلَيْبٍ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَمَعْمَرٌ أَوْ مُعْتَمِرٌ، وَحَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ. 124- زهير بن محمد، التميمي [1] ، أبو المنذر الخرقي، بالفتح- ع-. وَخَرَقُ مِنْ قُرَى مَرْوَ، وَقِيلَ: إِنَّ أَصْلَهُ هَرَوِيٌّ، نَزَلَ الشَّامَ ثُمَّ الْحِجَازَ. وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدِ بْن أَسْلَمَ، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صَالِحٍ. وَقِيلَ: إنّه أخذ عن ابن أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، فاللَّه أَعْلَمُ. روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وروح بن عبادة، والعقدي، وعمرو بن أبي سلمة، والوليد بن مسلم، وآخرون. وقيل: إن الذي يروي عنه عمرو، والوليد، آخر صاحب مناكير وبواطيل.   [1] انظر عن (زهير بن محمد التميمي) في: التاريخ لابن معين 2/ 176، ومعرفة الرجال له 1/ 90 رقم 335، وتاريخ الدارميّ، رقم 343 و 345، والعلل لأحمد 1/ 16 و 18 و 20 و 23 و 37 و 85 و 91 و 126 و 138 و 171 و 216 و 228 و 255 و 257 و 262 و 289 و 361 و 381 و 408، والتاريخ الكبير 3/ 427، 428 ورقم 1420، والتاريخ الصغير 182، والضعفاء الصغير 261 رقم 127، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، وتاريخ الثقات للعجلي 166 رقم 464، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 618، والمعرفة والتاريخ 1/ 347 و 2/ 757، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 218، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 92 رقم 549، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 131، والجرح والتعديل 3/ 589، 590 رقم 2675، ومشاهير علماء الأمصار 185 رقم 1473، والثقات لابن حبّان 6/ 337، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1073- 1078، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 133 رقم 364، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 272، 273 رقم 372، ورجال صحيح مسلم 1/ 225 رقم 485 وتاريخ جرجان 484، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 153 رقم 599، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 397، 398، ومعجم البلدان 4/ 425، وتهذيب الكمال 9/ 414- 418 رقم 2017، والعبر 1/ 239، وسير أعلام النبلاء 8/ 167- 170 رقم 27، والكاشف 1/ 256 رقم 1682، والمغني في الضعفاء 1/ 241، 242 رقم 2218، وميزان الاعتدال 2/ 84، 85 رقم 2918، والوافي بالوفيات 14/ 227 رقم 307، وشرح علل الترمذي 430، والعقد الثمين 4/ 451، وتهذيب التهذيب 3/ 348 رقم 645، وتقريب التهذيب 1/ 264 رقم 80، وهدي الساري 403، وخلاصة تذهيب التهذيب 123، وشذرات الذهب 1/ 256. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 195 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ [1] . بَلْ قَوْلُ أَحْمَدَ: كَأَنَّهُ آخَرُ غَيْرُهُ، يَعْنِي مَا يَأْتِي بِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [2] : زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَبُو الْمُنْذِرِ الْخُرَاسَانِيُّ، سكن مكّة، ثم الشام، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التّوأمة، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الخراسانيّ، أبو المنذر، كنّاه آدم، روى عَنْهُ: أَهْلُ الشَّامِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ، وَقَالَ: قَالَ أَحْمَدُ: كَأَنَّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ زُهَيْرٌ آخَرُ، فَقَلَبَ اسْمَهُ. وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُتَقَارِبُ الْحَدِيثِ [4] . وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ خُرَاسَانِيٌّ، ضَعِيفٌ [5] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [6] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ [7] : ثِقَةٌ لَهُ أَغَالِيطُ. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى [8] : ثِقَةٌ. وَكَذَا رَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْهُ، قَالَ: وَسُئِلَ عَنْهُ مَرَّةً أُخْرَى   [1] الضعفاء الكبير 2/ 92. [2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 397. [3] في تاريخه الكبير 3/ 427. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 92. [5] الضعفاء الكبير 2/ 92. [6] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 218. [7] في تاريخه رقم 345، وفي موضع آخر قال: «ليس به بأس» . (رقم 343) وثقات ابن شاهين 133. [8] في تاريخه 2/ 176، وفي معرفة الرجال 1/ 90 رقم 335 قال: «ليس به بأس» وثقات ابن شاهين 133 رقم 364. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 196 فَقَالَ: صَالِحٌ [1] . وَرَوَى الْجَوْزَجَانِيُّ [2] ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ [3] . وَرَوَى حَنْبَلٌ، عَنْ أَحْمَدَ: ثِقَةٌ [4] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : مَحِلُّهُ الصِّدْقُ، وَفِي حِفْظِهِ سُوءٌ، وَمَا حَدَّثَ مِنْ كُتُبِهِ فَهُوَ صَالِحٌ وَمَحِلُّهُ الصِّدْقُ، وَحَدِيثُهُ بِالشَّامِ أَنْكَرُ. وَقَالَ الْعِجْلِيُّ [6] : جَائِزُ الْحَدِيثِ، وَذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ فِي «أَسَامِي الضُّعَفَاءِ» [7] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [8] أَيْضًا: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مَرَّةً ثَالِثَةً: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [9] . عِنْدَ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْهُ مَنَاكِيرُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [10] : لَعَلَّ أَهْلَ الشَّامِ أَخْطَأُوا عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: لَهُ مَنَاكِيرُ فَلْيُحْذَرْ مِنْهَا. 125- زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ الْحَرَّانِيُّ [11] . - ق-   [1] الجرح والتعديل 3/ 590. [2] لم يذكره الجوزجاني في (أحوال الرجال) . [3] الجرح والتعديل 3/ 590، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 398. [4] تهذيب الكمال 9/ 416. [5] في الجرح والتعديل 3/ 590. [6] في تاريخ الثقات 166 رقم 464. [7] 618. [8] في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 398، وتهذيب الكمال 9/ 418. [9] تهذيب الكمال 9/ 418. [10] في الكامل والضعفاء 3/ 1078. [11] انظر عن (زياد بن عبد الله بن علاثة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 324، والجرح والتعديل 3/ 537 رقم 2423، وتاريخ بغداد 8/ 478، 479 رقم 4593، وتهذيب الكمال 9/ 490- 492 رقم 2054، والكاشف 1/ 260 رقم 1713 وفيه تحرّف (علاثة) إلى (علاقة) ، وتهذيب التهذيب 3/ 377، 378 رقم 686، وتقريب التهذيب 1/ 269 رقم 119، وخلاصة تذهيب التهذيب 125. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 197 نَابَ فِي الْقَضَاءِ عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ. وَعَنْهُ: أَخُوهُ، وَأَبُو كَامِلٌ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَهُوَ مُقِلٌّ، مَا عَلِمْتُ فِيهِ مَطْعَنًا. 126- زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ [2] ، الزِّيَادِيُّ، الْبَصْرِيُّ. وَالِدُ مُحَمَّدٍ. عَنِ: الْحَسَنِ [3] ، وَمُحَمَّدٍ [4] ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ. وَعَنْهُ: حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [5] . 127- زِيَادُ بْنُ المنذر [6] ، أبو الجارود، الكوفيّ، الأعمى. - ت-   [1] تاريخ بغداد 8/ 479. [2] انظر عن (زياد بن عبيد الله بن الربيع) في: الثقات لابن حبّان 6/ 329، وتهذيب الكمال 9/ 496، 497 رقم 2058، وتهذيب التهذيب 3/ 379 رقم 690، وتقريب التهذيب 1/ 269، وخلاصة تذهيب التهذيب 125. [3] أي الحسن البصري. [4] أي محمد بن سيرين. [5] ج 6/ 329. [6] انظر عن (زياد بن المنذر) في: التاريخ لابن معين 2/ 180، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 382 رقم 5678، والتاريخ الكبير 3/ 371 رقم 1255، والتاريخ الصغير 182، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 20، والمعرفة والتاريخ 3/ 38، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 225، والجرح والتعديل 3/ 545، 546 رقم 2462، والمجروحين لابن حبّان 1/ 306، والثقات له 6/ 326، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1046- 1048، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 93 رقم 234، والسنن له 3/ 78 رقم 290، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 112 ب، ورجال الطوسي 197 رقم 36، والفهرست له 102 رقم 305، والفرق بين الفرق للبغدادي 30، والملل والنحل 1/ 157، وتهذيب الكمال 9/ 517- 520 رقم 2070، والكاشف 1/ 262 رقم 1726، والمغني في الضعفاء 1/ 244 رقم 2247، وميزان الاعتدال 2/ 93، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 198 أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَأَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَأَبِي الجحّاف داود، وعطيّة العوفيّ. وعنه: عمّار ابن أُخْتِ الثَّوْرِيِّ، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ ابن أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : كَذَّابٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : كَانَ رَافِضِيًّا يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي الْمَثَالِبِ. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى النُّوبَخْتِيُّ فِي «مَقَالاتِ الرَّافِضَةِ» [4] : وَالْجَارُودِيَّةُ هُمْ أَصْحَابُ أَبِي الْجَارُودِ، زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، يَقُولُونَ: عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويبرءون مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [5] . قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» [6] : إِنَّهُ ثَقَفِيٌّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [7] : هُوَ كَذَّابٌ خَبِيثٌ. ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، نَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، عَنْ زِيَادِ بن منذر، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عن عمره فيما أفناه،   [94] رقم 3965، والكشف الحثيث 186 رقم 298، وتهذيب التهذيب 3/ 386، 387 رقم 704، وتقريب التهذيب 1/ 270 رقم 135، وخلاصة تذهيب التهذيب 126. [1] في تاريخه 2/ 180. [2] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 225. [3] في المجروحين 1/ 306. [4] مطبوع في النجف بالعراق سنة 1936 باسم «فرق الشيعة» . [5] فرق الشيعة 57. [6] القول في التاريخ الصغير 182. [7] في تاريخه 2/ 180، والجرح والتعديل 3/ 546. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 199 وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَعَنْ حُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ» . وَذَكَرَ الدُّولابِيُّ: إِنَّ مَرْوَانَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، رَوَى عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَثْلِمَ الْحِيطَانَ [1] . 128- زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ [2] ، أَبُو السَّائِبِ، الْمَدَنِيُّ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ: مَعْنٌ الْقَزَّازُ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قال أبو حاتم [3] : صدوق.   [1] الكامل في الضعفاء 3/ 1046، تهذيب الكمال 9/ 518. [2] انظر عن (زيد بن السائب) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 419 رقم 2874، والتاريخ الكبير 3/ 396 رقم 1322، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 51، والجرح والتعديل 3/ 564 رقم 2552، والثقات لابن حبّان 6/ 317، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 261 أ، ب. [3] في الجرح والتعديل 3/ 564. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 200 [حرف السين] 129- سالم بن دينار [1]- د-. ويقال ابن راشد، أبو جميع التّميميّ مولاهم، البصريّ، القزّاز. عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وَثَابِتٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدٌ الطَّبَّاعُ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُسَدَّدٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [2] : لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : ثقة. 130- سالم بن أبي المهاجر [4] ، وعبد الله الرّقّيّ- ق-.   [1] انظر عن (سالم بن دينار) في: التاريخ لابن معين 2/ 188، وتاريخ الدارميّ، رقم 924، والعلل لأحمد 1/ 246، والتاريخ الكبير 4/ 112 رقم 2142، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 21، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 139، والجرح والتعديل 4/ 180، 181 رقم 783، والثقات لابن حبّان 6/ 111، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 118 ب، وتهذيب الكمال 10/ 138، 139 رقم 2144، والكاشف 1/ 270 رقم 1786، وميزان الاعتدال 2/ 114 رقم 3067، وتهذيب التهذيب 3/ 434، 435 رقم 802، وتقريب التهذيب 1/ 279 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 131. [2] الجرح والتعديل 4/ 181. [3] الجرح والتعديل. [4] انظر عن (سالم بن أبي المهاجر) في: التاريخ الكبير 4/ 117 رقم 2160 و 119 رقم 2169، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 107، والمعرفة والتاريخ 1/ 149، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 134، والجرح والتعديل 4/ 185 رقم 800، والثقات لابن حبّان 6/ 408، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 149 رقم 452، ومعجم البلدان 2/ 356، وتهذيب الكمال 10/ 158- 160 رقم 2152، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 201 عَنْ: مَكْحُولٍ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، وَمَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَهْ. وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَا بَأْسَ بِهِ. قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 131- سَالِمٌ، أَبُو حَمَّادٍ [2] ، الْكُوفِيُّ، الصَّيْرَفِيُّ. سَمِعَ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ. وَعَنْهُ: كَرْمَانِيُّ بْنُ عَمْرٍو، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ الْيَشْكُرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : مَجْهُولٌ. 132- سَالِمٌ، أَبُو غَيَّاثٍ [4] الْعَتَكِيُّ. بَصْرِيٌّ،   [ () ] والكاشف 1/ 271 رقم 1794، وميزان الاعتدال 4/ 577 رقم 10643، والوافي بالوفيات 15/ 95 رقم 128، وتهذيب التهذيب 3/ 440 رقم 810، وتقريب التهذيب 1/ 280 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 131. [1] في الجرح والتعديل 4/ 185. [2] انظر عن (سالم الكوفي الصيرفي) في: التاريخ الكبير 4/ 114، 115 رقم 2152، والأسامي والكنى لمسلم، ورقة 29، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 159، والجرح والتعديل 4/ 192 رقم 827، والثقات لابن حبّان 6/ 411، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 161 أوفيه (سالم بن عبد الله الصيرفي) ، والمغني في الضعفاء 1/ 251 رقم 2311، وميزان الاعتدال 2/ 113 رقم 3061، ولسان الميزان 3/ 6 رقم 18. [3] في الجرح والتعديل 4/ 192. [4] انظر عن (سالم العتكيّ) في: التاريخ الكبير 4/ 118 رقم 2162، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 89، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 77، والجرح والتعديل 4/ 190، 191 رقم 821، والثقات لابن حبّان 4/ 309، وميزان الاعتدال 2/ 113 رقم 3064، والمغني في الضعفاء 1/ 251 رقم 2314، ولسان الميزان 3/ 7 رقم 22. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 202 سَمِعَ أَنَسًا فِيمَا قِيلَ، وَالْحَسَنَ، وَحُمَيْدَ بْنَ هِلالٍ. وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَلامٌ [1] . 133- سَرَّارُ بْنُ مُجَشِّرٍ [2] ، أَبُو عُبَيْدَةَ، الْبَصْرِيُّ- ن-. عَنْ: ثَابِتٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ. وَعَنْهُ: سَيْفُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأُميَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ الْبُنَانِيُّ [3] . 134- السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسِ بْنِ حَرْمَلَةَ [4] ، أَبُو الْهَيْثَمِ، الشَّيْبَانِيُّ   [1] قال ابن معين: «لا شيء» (الجرح والتعديل 4/ 191) وقال أحمد: «ضعيف الحديث» . (لسان الميزان 3/ 7) . [2] انظر عن (سرّار بن مجشّر) في: التاريخ لابن معين 2/ 189، 190، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 388 رقم 5702، والتاريخ الكبير 4/ 215 رقم 2550، والتاريخ الصغير 2/ 163، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 79، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، وفيه تحرّف إلى «شرار بن محشر» ، والجرح والتعديل 4/ 325 رقم 1421، والثقات لابن حبّان 8/ 305، والإكمال لابن ماكولا 4/ 390، وتهذيب الكمال 10/ 213، 214، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 393، والكاشف 1/ 275 رقم 1824، وتهذيب التهذيب 3/ 455، 456 رقم 853، وتقريب التهذيب 1/ 284 رقم 59، وخلاصة تذهيب التهذيب 161. [3] وثّقه ابن معين، وقال: «سرّار من أصحاب سعيد بن أبي عروبة القدماء، ولكنه مات قديما، فلذلك لم يكثر الناس عنه» . وقال أحمد بن حنبل: «كان هذا من كبار أصحاب سعيد بن أبي عروبة، ثقة سرّار هذا» . وذكره ابن حبّان في الثقات، ووثّقه ابن ماكولا. وأرّخ البخاري وفاته بشهر ربيع الآخر سنة 165 هـ. وقال عبد القدوس بن محمد: سرّار بن مجشّر أبو عبيدة العنزي. (التاريخ الكبير) . [4] انظر عن (السريّ بن يحيى بن إياس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 277، والتاريخ لابن معين 2/ 190، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 438 رقم 2935 و 2/ 492 رقم 3240 و 2/ 498 رقم 3285، وطبقات خليفة 223، وتاريخ خليفة 445، والتاريخ الكبير 4/ 175، 176 رقم 2397، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، والمعرفة والتاريخ 1/ 577 و 629 و 2/ 33 و 42 و 53 و 63 و 64 و 75 و 3/ 26 و 227، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 632، وتاريخ واسط لبحشل 207، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 69 و 2/ 261، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 156، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 261، 262 باسم (السريّ الراويّ) ، والجرح والتعديل 4/ 283، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 203 الْبَصْرِيُّ. - ن-. عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآخَرُونَ. قال أحمد [1] : ثقة ثِقَةٌ [2] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ. 135- السَّرِيُّ بْنُ يَنْعُمَ [3] ، الْجُبْلانِيُّ، الْحِمْصِيُّ. - ن- عَنْ: أَبِيهِ، وَعَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ. وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ [4] . 136- سَعْدُ بْنُ طَالِبٍ [5] ، أَبُو غَيْلانَ، الشّيبانيّ.   [ () ] 284 رقم 1217، والثقات لابن حبّان 6/ 427، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 152 رقم 465، والسابق واللاحق 343 رقم 295، وتاريخ جرجان 44، وتهذيب الكمال 10/ 232- 235 رقم 2195، والكاشف 1/ 276 رقم 1832، وميزان الاعتدال 2/ 118 رقم 3093، وتهذيب التهذيب 3/ 460، 461 رقم 861، وتقريب التهذيب 1/ 285 رقم 67، وخلاصة تذهيب التهذيب 133. [1] الجرح والتعديل 4/ 284، وفي العلل ومعرفة الرجال قال أحمد: «ذاك أوثق الناس أو من أوثق الناس» (العلل ومعرفة الرجال 2/ 438 رقم 2935) . [2] ووثّقه ابن معين، وقال شعبة: صدوق أو من أصدق الناس أو نحوه. ووثّقه أبو داود، ويحيى بن سعيد القطان وقال: «كان ثقة وكان ثبتا» . وقال أبو حاتم: «صدوق لا بأس به صالح الحديث» ، وقال أبو زرعة: «من الثقات» . ووثّقه ابن حبّان، وابن شاهين. [3] انظر عن (السّريّ بن ينعم) في: التاريخ الكبير 4/ 174، 175 رقم 2391، والجرح والتعديل 4/ 284، 285 رقم 222 أ، والثقات لابن حبّان 6/ 427، وتهذيب الكمال 10/ 235، 236 رقم 2196، والكاشف 1/ 276 رقم 1833، وتهذيب التهذيب 3/ 461، 462 رقم 862، وتقريب التهذيب 1/ 285 رقم 68، وخلاصة تذهيب التهذيب 133. [4] ذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (سعد بن طالب) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 204 عَنْ: حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَكَثِيرِ النَّوَّا، وَعَفَّانَ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ: أَبُو الأَحْوَصِ سَلامٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ. لَيَّنَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] قَلِيلا [2] . 137- سعيد بن أبي أيّوب [3] ، المصريّ الفقيه- ع-. وَاسْمُ أَبِيهِ مِقْلاصٌ، مِنْ مَوَالِي خُزَاعَةَ، أَبُو يَحْيَى الْمُحَدِّثُ. وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي عَقِيلٍ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَرَوْحُ بْنُ صَلاحٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [4] . مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [5] . 138- سَعِيدُ بْنُ بشير [6] ، أبو عبد الرحمن، الأزديّ، مولاهم،   [ () ] الجرح والتعديل 4/ 87، 88 رقم 380، والثقات لابن حبّان 6/ 378، ورجال الطوسي 203 رقم 5، وميزان الاعتدال 2/ 122 رقم 3117، والمغني في الضعفاء 1/ 254 رقم 2345، ولسان الميزان 3/ 17 رقم 61. [1] فقال في الجرح والتعديل 4/ 88: «شيخ صالح، في حديثه صنعة» . [2] وقال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (سعيد بن أبي أيوب) في: التاريخ الكبير 3/ 458 رقم 1521، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، والمعرفة والتاريخ 1/ 149، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 4/ 66 رقم 277، والثقات لابن حبّان 6/ 362، 363. [4] الجرح والتعديل 4/ 766 وقال أحمد بن حنبل: ليس به بأس. وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] يقال مات سنة 149 هـ. (التاريخ الكبير، والثقات لابن حبّان) ، ويقال: في آخر سنة 161 أو أول 162- هـ. (الثقات لابن حبّان) . [6] انظر عن (سعيد بن بشير الأزدي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 468، والتاريخ لابن معين 2/ 196، ومعرفة الرجال له 1/ 74 رقم 192 و 1/ 112 رقم 539، وتاريخ الدارميّ، رقم 44 و 45 و 281 و 400، وطبقات خليفة 316، والعلل لأحمد 1/ 314، والتاريخ الكبير 3/ 460 رقم 1529، والضعفاء الجزء: 10 ¦ الصفحة: 205 الْبَصْرِيُّ. - ع- وَقِيلَ الدِّمَشْقِيُّ، وَإِنَّمَا رَحَلَ بِهِ أَبُوهُ إِلَى الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَرْكُونَ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ الْكَفَرْسُوسِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ فِي بَلَدِنَا أَحَدٌ أَحْفَظَ مِنْهُ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَحِلُّهُ الصِّدْقُ. قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: كَيْفَ هَذِهِ الْكَثْرَةُ لَهُ عن قتادة؟ قالت: كَانَ أَبُوهُ شَرِيكَ أَبِي عَرُوبَةَ، فَأَقْدَمَ ابْنَهُ سَعِيدًا الْبَصْرَةَ، فَبَقِيَ بِهَا يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مَعَ   [ () ] الصغير للبخاريّ 261 رقم 131، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 257 و 259 و 266 و 279 و 399 و 400 و 401 و 482 و 2/ 704 و 707 و 724، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 619، والمعرفة والتاريخ 1/ 158 212 و 221 و 640، و 642 و 2/ 123 و 124 و 457، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3/ رقم 251، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 267، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 191 و 2/ 66، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 100، 101 رقم 563، والمراسيل 79 رقم 125، والجرح والتعديل 4/ 6، 7 رقم 20، والمجروحين لابن حبّان 1/ 319، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 291 و 3/ 318، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 143 رقم 413، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1206- 1212، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 135 رقم 7، وتاريخ جرجان 551، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 123، 124، والكامل في التاريخ 4/ 521، وتهذيب الكمال 10/ 348- 356 رقم 2243، والمعين في طبقات المحدّثين 60 رقم 580، والكاشف 1/ 282 رقم 1877، والمغني في الضعفاء 1/ 256 رقم 2358، وميزان الاعتدال 2/ 128- 130 رقم 3143، وسير أعلام النبلاء 7/ 304، 305 رقم 97، والعبر 1/ 253، والوافي بالوفيات 15/ 205 رقم 285، وجامع التحصيل 220 رقم 232، وشرح علل الترمذي لابن رجب 391، وتهذيب التهذيب 4/ 8- 10 رقم 11، وتقريب التهذيب/ 292 رقم 130، وطبقات المفسّرين 1/ 180، 181 رقم 180، والنجوم الزاهرة 2/ 56، وخلاصة تذهيب التهذيب 136، وشذرات الذهب 1/ 265. [1] المعرفة والتاريخ 2/ 124 وفيه «لم يكن في جندنا» . [2] في الجرح والتعديل 4/ 7. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 206 سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ [1] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ قَدَرِيًّا. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [3] . وَقَالَ بَقِيَّةُ: سَأَلْتُ ابْنَ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ فَقَالَ: ذَاكَ صَدُوقُ اللِّسَانِ، قَالَ بَقِيَّةُ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: بُثَّ هَذَا- رَحِمَكَ اللَّهُ- فِي جُنْدِنَا، كَانَ النَّاسُ قَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ [4] . قَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ عَلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ يَقُولُ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَكَانَ حَافِظًا [5] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّضْرِيّ [6] : قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَا تَقُولُ فِي سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ أَصْحَابُنَا وَكِيعٌ، وَالأَشْهَبُ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: يُوثَقُ بِهِ، كَانَ حَافِظًا [7] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ ثُمَّ تَرَكَهُ [8] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَحِلُّهُ الصِّدْقُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ [9] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [10] : لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ فِي الضُّعَفَاءِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [11] : يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ.   [1] الجرح والتعديل 4/ 7. [2] في الطبقات 7/ 468. [3] تهذيب الكمال 10/ 355، وقال مرة: «اختلف الأقاويل فيه» . (تهذيب تاريخ دمشق 6/ 124، تهذيب الكمال 10/ 350) . [4] سؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 251، الجرح والتعديل 4/ 6. [5] الجرح والتعديل 4/ 6، 7. [6] في تاريخ 1/ 400، والجرح والتعديل 4/ 7. [7] تاريخ الدارميّ، رقم 45. [8] الجرح والتعديل 4/ 7، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 101. [9] الجرح والتعديل 4/ 7. [10] في الجرح والتعديل 4/ 7. [11] في تاريخه الكبير 3/ 460 رقم 1529، والضعفاء الصغير 261 رقم 131، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 100. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 207 وَرَوَى جَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [1] : ضَعِيفٌ، وَكَذَا تبِعَهُ النَّسَائِيُّ. أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ أَنَا، وَابْنُ شَابُورَ، سَعِيدَ بْنَ بشير فقال: والله لا أَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُقَدِّرُ عَلَى الشَّرِّ وَيُعَذِّبُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَرَدْتُ الْخَيْرَ فَوَقَعْتُ فِي الشَّرِّ [2] . أَنْبَأَنِي قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا 19: 83 [3] قَالَ: تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا [4] . ثُمَّ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِ اعْتَذَرَ مِنْ كَلِمَتِهِ وَاسْتَغْفَرَ [5] . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [6] : فَقُلْتُ لِأَبِي الْجَمَاهِرِ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ قَدَريًّا، قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [7] ، وَكَذَا وَرَّخَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: سَنَةَ تِسْعٍ وستّين ومائة [8] . 139- سعيد بن حسين، الأَزْدِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، لَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [9] . 140- سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ [10] ، المدنيّ. - د-   [1] قال في تاريخه: ليس بشيء. وقال في معرفة الرجال: «عنده أحاديث غرائب، عن قتادة، وليس حديثه بكل ذاك» . [2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 124. [3] سورة مريم، الآية 84. [4] ميزان الاعتدال 2/ 128. [5] الكامل في الضعفاء 3/ 1207. [6] في تاريخه 1/ 400، 401، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1207. [7] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 276. [8] المجروحين لابن حبّان 1/ 319. [9] ولم يذكره البخاري، ولا ابن حبّان. [10] انظر عن (سعيد بن خالد الخزاعي) في: التاريخ الكبير 3/ 469 رقم 1559، والتاريخ الصغير 182، والجرح والتعديل 4/ 16 رقم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 208 عَنِ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ. وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ الْحَدِّيُّ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ [1] . 141- سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ [2] ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ، الْبَصْرِيُّ، السَّمَّاكُ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ، وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ: الأَنْصَارِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلَفُ البزّار. ضعّفه أبو حاتم [3] ، وغيره [4] .   [ () ] 63، والمجروحين لابن حبّان 1/ 324، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1219، وتهذيب الكمال 10/ 410- 412 رقم 2260، والكاشف 1/ 284 رقم 1891، وميزان الاعتدال 2/ 132، 133 رقم 3161، والمغني في الضعفاء 1/ 257 رقم 2372، وتهذيب التهذيب 4/ 21، 22 رقم 30، وتقريب التهذيب 1/ 294 رقم 149، وخلاصة تذهيب التهذيب 137. [1] الجرح والتعديل 4/ 16، وقال البخاري في تاريخيه الكبير والصغير: «فيه نظر» . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث» . وقال ابن حبّان: «ممّن كان يخطئ حتى لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد» . [2] انظر عن (سعيد بن راشد) في: التاريخ لابن معين 2/ 199، والتاريخ الكبير 3/ 471 رقم 1572، والتاريخ الصغير 190، والضعفاء الصغير 261 رقم 133، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 97، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 105 رقم 573، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 280، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 96، والمعرفة والتاريخ 2/ 98، والجرح والتعديل 4/ 19، 20 رقم 80، والمجروحين لابن حبّان 1/ 324، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1217- 1219، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 102 رقم 275، والمغني في الضعفاء 1/ 258 رقم 2379، وميزان الاعتدال 2/ 135 رقم 3169، ولسان الميزان 3/ 27 رقم 94. [3] في الجرح والتعديل 4/ 20. [4] قال ابن معين في تاريخه: «ليس بشيء» . وقال البخاري في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير: «منكر الحديث» . وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن حبان: «ينفرد عن الثقات الجزء: 10 ¦ الصفحة: 209 وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : مَتْرُوكٌ. وَهُوَ أَسَنُّ شَيْخٍ لِخَلَفِ بْنِ هِشَامٍ. 142- سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْخُزَاعِيُّ [2]- ت- بَصْرِيٌّ، عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بن الجعد، وبشر ابن الْوَلِيدِ. وَيُكَنَّى أَبَا مُعَاوِيَةَ الْعَبَّادَانِيَّ، كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، فَوَهِمَا، بَلْ كُنْيَتُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ [4] ، فَقَدْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أنا أبو معاوية   [ () ] بالمعضلات» . وقال ابن عديّ: «رواياته عن عطاء وابن سيرين وغيرهما لا يتابعه أحد عليه» . وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء. [1] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 280. [2] انظر عن (سعيد بن زربي) في: التاريخ لابن معين 2/ 199، وتاريخ الدارميّ، رقم 394، والتاريخ الكبير 3/ 473 رقم 1582، والتاريخ الصغير 190، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 102، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 311، والمعرفة والتاريخ 1/ 660، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 278، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 106، 107 رقم 576، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، 74، والجرح والتعديل 4/ 23، 24 رقم 95، والمجروحين لابن حبّان 1/ 318، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1201، 1202، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 151، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 144، رقم 420، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 102 رقم 272، والسنن له 1/ 244 رقم 48، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 135، وتهذيب الكمال 10/ 430- 432 رقم 2269، وميزان الاعتدال 2/ 136 رقم 3177، والمغني في الضعفاء 1/ 259 رقم 2389، والكاشف 1/ 285 رقم 1902، وتهذيب التهذيب 4/ 28، 29 رقم 42، وتقريب التهذيب 1/ 295 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 138. [3] في التاريخ الكبير 3/ 473 رقم 1582، وتاريخه الصغير 190، وكذا قال مسلم في الكنى والأسماء، ورقة 102، والنسائي في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 278، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 23، وابن حبّان في المجروحين 1/ 318، والعسكري في تصحيفات المحدّثين 151، والدار الدّارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين 102 رقم 272، والخطيب في موضح أوهام الجمع 2/ 135. [4] ممّن كناه أبا عبيدة: الدولابي في الكنى والأسماء 2/ 73، 74، والعقيلي في الضعفاء الكبير الجزء: 10 ¦ الصفحة: 210 الْعَبَّادَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْبَصْرِيُّ [1] . قال النسائي [2] : ليس بثقة. وقال أبو حاتم [3] : عنده عجائب من المناكير. وقال الدارقطني [4] : ضعيف [5] . 14- سعيد بن زيد بن درهم [6] . - م. ع- أَخُو حَمَّادِ بْنِ زِيَادٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ. عَنِ: الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَأَيُّوبَ السّختيانيّ، وابن جدعان.   [ () ] 2/ 106، وابن عديّ في الكامل 3/ 1201 وقال: «أبو عبيدة أصحّ، ومن قال: أبو معاوية فقد أخطأ» . وقال في آخر ترجمته: «وأخطأ البخاري والبغوي جميعا حيث كناه بأبي معاوية وإنما هو أبو عبيدة» . [1] كذا في الأصل بأل التعريف، وفي الكامل لابن عديّ 3/ 1202 «وسعيد بن زربيّ بصريّ» ، وهو الصحيح. [2] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 278. [3] في الجرح والتعديل 4/ 24. [4] في السنن 1/ 244 رقم 48، والضعفاء والمتروكين 102 رقم 272. [5] وقال ابن معين: «ليس بشيء» . وقال البخاري: «عنده عجائب» ، وقال أبو داود: «ضعيف» . وذكره العقيلي في الضعفاء، وكذلك ابن عديّ. [6] انظر عن (سعيد بن زيد بن درهم) في: الطبقات الكبرى 7/ 287، والتاريخ لابن معين 2/ 199، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 524 رقم 3461، والتاريخ الكبير 3/ 472 رقم 1576، والتاريخ الصغير 54، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 814 رقم 183، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 24، وتاريخ الثقات للعجلي 184 رقم 544، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 355، والمعرفة والتاريخ 2/ 821 و 3/ 199، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 275، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 148، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 105، 106 رقم 574، والجرح والتعديل 4/ 21 رقم 87، والمجروحين لابن حبّان 1/ 320، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1202- 1215، وتهذيب الكمال 10/ 441- 444 رقم 2276، والكاشف 1/ 286 رقم 1908، والمغني في الضعفاء 1/ 260 رقم 2394، وميزان الاعتدال 2/ 138، 139 رقم 3185، والوافي بالوفيات 15/ 222 رقم 307، وتهذيب التهذيب 4/ 32، 33 رقم 51، وتقريب التهذيب 1/ 296 رقم 169، وخلاصة تذهيب التهذيب 138. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 211 وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَارِمٌ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لَيْسَ بالقويّ. وليّنه الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: سَمِعْتُ يَحْيَى ضَعَّفَ سعيد بن زيد، وقال: مَا يَسْوَى هَذِهِ [4] . وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ [5] أَيْضًا تَضْعِيفُهُ [6] . مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [7] . 144- سَعِيدُ بن سابق الرّازيّ [8] . والد محمد.   [1] في تاريخه 2/ 199. [2] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 524 رقم 3461. [3] في الجرح والتعديل 4/ 21. [4] الجرح والتعديل 4/ 21، الكامل في الضعفاء 3/ 1213، وفي الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 106 قال علي بن عبد الله: سمعت يحيى ضعّف سعيد بن زيد أخا حمّاد بن زيد في الحديث جدا، وأخذ شيئا من الأرض فقال: ما يسوى هذه، وقال: قد حدّثني وكلّمته. [5] الضعفاء الكبير 2/ 106. [6] وقال أحمد بن حنبل: «ليس به بأس، وكان يحيى بن سعيد لا يستمريه» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 524 رقم 3461، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 106) . وقال الجوزجاني: «سمعتهم يضعّفون حديثه فليس بحجّة بحال» . وقال مسلم: «صدوق حافظ» (التاريخ الكبير 3/ 472 رقم 1576) ، ووثّقه العجليّ، وسليمان بن حرب (الجرح والتعديل 4/ 21، 22) . وقال ابن حبّان: «كان صدوقا حافظا ممّن كان يخطئ في الأخبار ويهمّ في الآثار حتى لا يحتجّ به إذا انفرد» . وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن عديّ: «هو عندي في جملة من ينسب إلى الصدق» . [7] تاريخ البخاري، والمجروحين لابن حبّان. [8] انظر عن (سعيد بن سابق) في: التاريخ الكبير 3/ 481 رقم 1609، والجرح والتعديل 4/ 30، 31 رقم 127، والثقات لابن حبّان 6/ 361. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 212 عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمِسْعَرٍ. وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : كَانَ حَسَنَ الْفَهْمِ بِالْفِقْهِ. قُلْتُ: هُوَ صَالِحُ الرِّوَايَةِ [2] . 145- سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيُّ [3] . عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمَا. ويقال: الضّبعيّ [4] . قال الأزديّ: متروك [5] .   [1] في الجرح والتعديل 4/ 30 وزاد فيه: «وكان محدّثا رفع إلى حكام مسائلا يسئل عنه الثوري» . [2] ذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (سعيد بن سليم الضبيّ) في: التاريخ الكبير 3/ 480 رقم 1603، والجرح والتعديل 4/ 30 رقم 125، والثقات لابن حبّان 4/ 281، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1238، والمغني في الضعفاء 1/ 261 رقم 2407، وميزان الاعتدال 2/ 142، 143 رقم 3204، ولسان الميزان 3/ 32، 33 رقم 111. [4] هكذا نسبه ابن عديّ في الكامل، وانفرد به. ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ذكر المؤلّف- رحمه الله- ترجمة (سعيد) في (ميزان الاعتدال) فقال: «سعيد بن سليم، وقيل سليمان الضبيّ. عن أنس. ويقال الضبعي. ما ذكره أحد غير ابن عديّ. روى شيبان بن فرّوخ، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا أنس، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جهّز جيشا إلى المشركين، فيهم أبو بكر ... وذكر الحديث بطوله» . يقول «عمر» : لم أجد في المصادر ما يفيد أن (سعيد بن سليم) يقال له (سعيد بن سليمان) ، حتى أن ابن عديّ أورد في الكامل حديثين من طريقه ولم يسمّه إلا (سعيد بن سليم) . أما الّذي يسمّى (سعيد بن سليمان الضبي) فذاك آخر يعرف بسعدويه تأخّرت وفاته إلى سنة 225 هـ. ومصادر ترجمته متوفّرة. ولعلّ «الذهبي» نقل عن نسخة من الكامل وقع فيها «سعيد بن سليمان» في سند الحديث السابق خطأ؟ وتابعه في ذلك الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) . [5] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يخطئ» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 213 وَكَذَا ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ [1] . 146- سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ [2] ، أَبُو مَهْدِيٍّ الْحِمْصِيُّ. عَنْ: أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كُنَّا نَسْتَمْطِرُ بِهِ، وَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَعِبَادَتِهِ [3] . قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [5] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [6] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.   [1] وقال في (الكامل 3/ 1238) : «وسعيد بن سليم من أصحاب أنس الذين يروون عنه ممّن ليس هم معروفين ولا حديثهم بالمعروف الّذي يتابعه أحد عليه، وهو في عداد الضعفاء الذين يروون عن أنس» . وذكره ابن أبي حاتم ولم يتعرّض له بجرح أو تعديل. [2] انظر عن (سعيد بن سنان) في: التاريخ لابن معين 2/ 201، وتاريخ الدارميّ، رقم 366، والتاريخ الكبير 3/ 477، 478 رقم 1598، والتاريخ الصغير 190، والضعفاء الصغير 261 رقم 135، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 168 رقم 301، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 110، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 620، والمعرفة والتاريخ 2/ 449، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 272 و 2/ 803، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 268، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 135، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 107، 108 رقم 578، والجرح والتعديل 4/ 28، 29 رقم 114، والمجروحين لابن حبّان 1/ 322، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1196- 1199، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 101 رقم 270، وتهذيب الكمال 10/ 495- 498 رقم 2295، والكاشف 1/ 288 رقم 1924، والمغني في الضعفاء 1/ 261 رقم 2411، وميزان الاعتدال 2/ 143، 144 رقم 3208، والوافي بالوفيات 15/ 226 رقم 316، والكشف الحثيث 190، 191 رقم 306، وتهذيب التهذيب 4/ 46، 47 رقم 74، وتقريب التهذيب 1/ 298 رقم 192، وخلاصة تذهيب التهذيب 139. وهو ممّن فات ابن عساكر فلم يذكره في تاريخ دمشق. [3] أحوال الرجال 168، 169. [4] في تاريخه الكبير، والضعفاء الصغير. وقال في التاريخ الصغير «صاحب مناكير» . [5] في تاريخه 2/ 201. [6] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 268. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 214 قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [1] . مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرَأَيْتَ الأَرْضَ عَلَى مَا هِيَ؟ قَالَ: «عَلَى الْمَاءِ» قَالَ: أَرَأَيْتَ الْمَاءَ عَلَى مَا هُوَ؟ قَالَ: «عَلَى صَخْرَةٍ خَضْرَاءَ، وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ تَلْتَقِي طَرَفَاهُ بِالْعَرْشِ» قَالَ: أَرَأَيْتَ الْحُوتَ عَلَى مَا هُوَ؟ قَالَ: «عَلَى كَاهِلِ مَلَكٍ قَدَمَاهُ فِي الْهَوَاءِ» [2] . 147- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز [3] . - م. ع-.   [1] وقال الجوزجاني في أحوال الرجال 168، 169 رقم 301: «أحاديثه أخاف أن تكون موضوعة لا تشبه أحاديث الناس. كان أبو اليمان يثني عليه في فضله وعبادته. قال: كنا نستمطر به، فنظرت في حديثه فإذا أحاديثه معضلة، فأخبرت أبا اليمان بذلك، فقال: أما إنّ يحيى بن معين لم يكتب منها شيئا، فلما رجعت إلى العراق ذكرت أبا المهديّ ليحيى بن معين وقلت: ما منعك يا أبا زكريّا أن تكتبها؟ قال: من يكتب تلك الأحاديث من أين وقع عليها؟ لعلّك كتبت منها يا أبا إسحاق؟ قلت: كتبت منها شيئا يسيرا لأعتبر به. قال: تلك لا يعتبر بها. هي بواطيل» . وقال صدقة بن خالد: «حدّثني أبو مهدي سعيد بن سنان مؤذّن أهل حمص، وكان ثقة مرضيّا» . وقال أبو حاتم: «ليس بشيء» وقال أيضا: «ضعيف الحديث، منكر الحديث» . وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فأومأ بيده أنه ضعيف. وقال ابن حبّان: «روى عنه أهل الشام منكر الحديث لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد» . وقال ابن عديّ: «وعامّة ما يرويه، وخاصّته عن أبي الزاهرية غير محفوظة، ولو قلنا إنه هو الّذي يرويه عن أبي الزاهرية لا غيره جاز ذلك لي، وكان من صالحي أهل الشام وأفضلهم، إلّا أن في بعض رواياته ما فيه» . [2] أخرجه ابن عديّ في (الكامل في الضعفاء 3/ 1197، 1198، وابن حبّان في (المجروحين 1/ 322) . [3] انظر عن (سعيد بن عبد العزيز التنوخي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 468، والتاريخ لابن معين 2/ 203، 204، ومعرفة الرجال له 1/ 95 رقم 382، وسؤالات ابن محرز، رقم 395، وطبقات خليفة 316، وتاريخ خليفة 327 و 439، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 342 رقم 2516 و 2/ 347 رقم 2538 و 3/ 53 رقم 4130، و 4131، والتاريخ الكبير 3/ 497، 498 رقم 1659، والتاريخ الصغير 186، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 96، وتاريخ الثقات للعجلي 186 رقم 556، والمعرفة والتاريخ 1/ 122 و 153 و 155- 157 و 222 و 225 و 235 و 236 و 541 و 639- 641 و 2/ 8 و 300 و 302 و 326 و 327 و 335 و 336 و 379 و 382 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 215 أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُّوخِيُّ، الدمشقيّ، الإِمَامُ، عَالِمُ أَهْلِ دِمَشْقَ فِي عَصْرِهِ، وَمُفْتِيهِمْ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: ابْنِ عَامِرٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ، وَمَكْحُولٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ   [ () ] و 385- 387- و 393- 396 و 399- 405 و 407 و 409- 412 و 414 و 417 و 420 و 428 و 478 و 523 و 604 و 772 و 784 و 786 و 825 و 828 و 829، وأنساب الأشراف 1/ 575 و 576، وق 4 ج 1/ 51، وفتوح البلدان 524، والسنن لابن ماجة 2/ 1046 رقم 3129، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 37 و 197 و 2/ 13 و 3/ 199- 208، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 273- 276 وانظر فهرس الأعلام 2/ 868- 870) ، وتاريخ الطبري 5/ 161، وطبقات المحدّثين بأصبهان، لأبي الشيخ الأنصاري 2/ 343، والجرح والتعديل 4/ 42، 43 رقم 184، والثقات لابن حبّان 6/ 369، ومشاهير علماء الأمصار 184 رقم 1466، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 145 رقم 423، والزهد الكبير- للبيهقي 175 رقم 405 والمعجم الكبير للطبراني 12/ 351 رقم 317، 13 و 18/ 39 رقم 67/ 18/ 318 رقم 823 و 19/ 387 رقم 908 و 22/ 305 رقم 773 و 23/ 235 رقم 452، والسنن للدار للدّارقطنيّ 3/ 68 رقم 258 و 3/ 114 رقم 110 و 3/ 310 رقم 249 و 4/ 284 رقم 47، وطبقات الفقهاء للشيرازي 75- 77 وحلية الأولياء 8/ 274- 276 رقم 406، ورجال صحيح مسلم 1/ 247 رقم 530، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 175 رقم 667، والإكمال لابن ماكولا 3/ 261 و 428 و 6/ 24 و 7/ 31، وتاريخ بغداد 11/ 72، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 86 وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 579 و 22/ 169 و 24/ 169 و 24/ 191 و 193 و 31/ 438 و 32/ 90 و 379 و 37/ 213 و 603 و 45/ 262 و 343 و 349 و 518 و 521، ومعجم البلدان 1/ 224، والكامل في التاريخ 6/ 76، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 33، ووفيات الأعيان 3/ 128 و 5/ 281، وتهذيب الكمال 10/ 539- 545 رقم 2320، وتاريخ حلب للعظيميّ 230، والعبر 1/ 250، وتذكرة الحفاظ 1/ 219، ودول الإسلام 1/ 112، وسير أعلام النبلاء 8/ 28- 34 رقم 5، والكاشف 1/ 291 رقم 1945، والمغني في الضعفاء 263 رقم 2426، والمعين في طبقات المحدّثين 60 رقم 582، وميزان الاعتدال 2/ 149 رقم 3231، ومرآة الجنان 1/ 353، وشرح علل الترمذي لابن رجب 389، والاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 62 رقم 46، والتبيين في أسماء المدلّسين 8، وغاية النهاية 1/ 307 رقم 1348، والوافي بالوفيات 15/ 239 رقم 335، وجامع التحصيل 221 رقم 238 وتهذيب التهذيب 4/ 59- 61 رقم 102، وتقريب التهذيب 1/ 301 رقم 218، وطبقات المدلّسين 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 119، وشذرات الذهب 1/ 263، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 280- 283 رقم 620. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 216 أَسْلَمَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِي، وَقَتَادَةَ، وَبِلالِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَخَلْقٍ، وَسَأَلَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَقِيَّةُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ بَشِيرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ هَذَا، قَالَ: قَدِمْنَا مَكَّةَ فَدَهِشْنَا عَنِ الْهَرْوَلَةِ، فَسَأَلْتُ عَطَاءً: مَا سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ ذَلِكَ؟ يَعْنِي، فَقَالَ: لا شَيْءَ عَلَيْكُمْ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْعَلاءُ بْنُ زبْرٍ، عَنْ أَبِيهِ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى مَكْحُولٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعَنَا، فَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ يَسْقِينَا الْمَاءَ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: نَا سَعِيدٌ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ بِالْغَدَاةِ ابْنَ أَبِي مَالِكٍ، وَبَعْدَ الظُّهْرِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَكْحُولا [2] . مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ [3] . وَكَذَا رَوَى عَنْهُ أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ صَحَفِيٍّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : كَانَ أَبُو مُسْهِرٍ يُقَدِّمُ سعيد بن عبد العزيز على الأوزاعيّ.   [1] في تاريخه 2/ 203، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 275 رقم 404، والمعرفة والتاريخ 1/ 156. [2] الجرح والتعديل 4/ 43، المعرفة والتاريخ 2/ 410. [3] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 579. [4] في الجرح والتعديل 4/ 42. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: قُلْتُ لابْنِ مَعِينٍ، وَذَكَرْتُ لَهُ مَنِ الْحُجَّةُ، فَقُلْتُ: ابْنُ إِسْحَاقَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً، إِنَّمَا الْحُجَّةُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكٌ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي «الْمُسْنَدِ» : لَيْسَ بِالشَّامِ رَجُلٌ أَصَحَّ حَدِيثًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] . وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَعِيدٌ لِأَهْلِ الشَّامِ كَمَالِكٍ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي التَّقَدُّمِ وَالْعِفَّةِ وَالأَمَانَةِ [2] . قَالَ أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: كُنْتُ أَسْمَعُ وَقْعَ دُمُوعِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْحَصِيرِ فِي الصَّلاةِ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ في الصلاة؟ فقال: يا بن أَخِي، وَمَا سُؤَالُكَ عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، فَقَالَ: مَا قُمْتُ إِلَى صَلاةٍ، إِلا مَثُلَتْ لِي جَهَنَّمُ [4] . أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هُوَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ مَشَايِخِنَا، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُحْيِي اللَّيْلَ [5] ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَدَّدَ وُضُوءَهُ، وَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ. وَعَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا ضَحِكَ وَلا تَبَسَّمَ وَلا شَكَا شَيْئًا قَطُّ [6] . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْتَصِرَ على علم أهل   [1] العلل ومعرفة الرجال 3/ 53 رقم 4130، والجرح والتعديل 4/ 42، 43. [2] تاريخ دمشق 15/ 579. [3] تاريخ دمشق 15/ 579. [4] حلية الأولياء 8/ 274. [5] تاريخ دمشق 15/ 580. [6] تاريخ دمشق 15/ 580. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 218 بَلَدِهِ وَعَلَى عِلْمِ عَالِمِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْتَصِرُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَمَا أفْتَقِرُ مَعَهُ إِلَى أَحَدٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ حَدِيثٍ، فَامْتَنَعَ عَلَيَّ، وَكَانَ عَسِرًا. ابْنُ مَعِينٍ [1] ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدِ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَكَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ قَبْلَ الْمَوْتِ، وَكَانَ يَقُولُ: لا أُجِيزُهَا. أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: رَأَيْتُهُمْ يَعْرِضُونَ عَلَيْهِ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَلَيْسَ حَدَّثْتَنَا عَنْ يَزِيدَ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أصحابنا، عن أنس، قال: نعم، إنّما يقرءون عَلَى أَنْفُسِهِمْ. أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ إِلا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ، صَوْتُ وَاعٍ، وَنَاطِقٌ عَارِفٌ [2] . عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ: نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَنْ أَحْسَنَ فَلْيَرْجُ الثَّوَابَ، وَمَنْ أَسَاءَ فَلا يَسْتَنْكِرِ الْجَزَاءَ، وَمَنْ أَخَذَ عِزًّا بِغَيْرِ حَقٍّ أَوْرَثَهُ اللَّهُ ذُلا بِحَقٍّ، وَمَنْ جَمَعَ مَالا بِظُلْمٍ أَوْرَثَهُ اللَّهُ فَقْرًا بِعَدْلٍ [3] . الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الْكَفَافِ قَالَ: هُوَ شِبَعُ يَوْمٍ وَجُوعُ يَوْمٍ [4] . أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لا أَدْرِي لِمَا لا أَدْرِي نِصْفُ الْعِلْمِ [5] . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ما كنت قدريّا قطّ [6] .   [1] في تاريخه 2/ 204. [2] تاريخ دمشق 15/ 581. [3] تاريخ دمشق 15/ 581. [4] الزهد الكبير للبيهقي 175 رقم 405، تاريخ دمشق 15/ 581. [5] تاريخ دمشق 15/ 581. [6] تاريخ دمشق 15/ 581. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 219 سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لَهُ: أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَكَ، فَقَالَ: بَلْ عَجَّلَ اللَّهُ بِي إِلَى رَحْمَتِهِ [1] . قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَاضِرٌ، قَالَ: سَلُوا أَبَا مُحَمَّدٍ، يَفْعَلُهُ تَعْظِيمًا لَهُ [2] . أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ سَعِيدٌ لا يُجِيبُ حَتَّى يَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، هَذَا رَأْيٌ، وَالرَّأْيُ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ عبد العزيز إذا فاتته صَلاةٌ فِي جَمَاعَةٍ بَكَى. قَالَ الْوَلِيدُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ستة سبع وستّين ومائة [3] . قال ابن عساكر [4] : ووهم من قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَسَنَةَ أَرْبَعٍ، وَسَنَةَ تِسْعٍ. 148- سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ [5] ، الْمَدَنِيُّ، أبو مصعب. - ن. ق. -   [1] حلية الأولياء 8/ 274، تاريخ دمشق 15/ 582. [2] الجرح والتعديل 4/ 43 وفيه زيادة: «قال العباس (بن الوليد بن مزيد) : فظننّا إنما كان يفعل ذلك لسنّ سعيد بن عبد العزيز حتى سألت أبا مسهر عن سنّهما فقال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ولد الأوزاعي قيل أن يجتمع أبواي. سمعت العباس يقول: إنّما فعله تعظيما له» . وانظر الزيادة هذه في (تاريخ أبي زرعة عن الدمشقيّ 1/ 274 رقم 399) . [3] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 273 رقم 395. [4] تاريخ دمشق 15/ 582. [5] انظر عن (سعيد بن مسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 451، وتاريخ الدارميّ، رقم 384، والتاريخ الكبير 3/ 514 رقم 1708، والمعرفة والتاريخ 2/ 782، 783، والجرح والتعديل 4/ 64 رقم 271، والثقات لابن حبّان 6/ 357، والإكمال لابن ماكولا 1/ 175، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 176، وتهذيب الكمال 11/ 62، 63 رقم 2356، والكاشف 1/ 296 رقم 1977، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 627، وتهذيب التهذيب 4/ 82، 83 رقم 143، وتقريب التهذيب 1/ 305 رقم 258، وخلاصة تذهيب التهذيب 142. و «بانك» بفتح النون. وقد تحرّف اسمه في الخلاصة إلى «نابك» وقال الخزرجي: نابك بفتح الجزء: 10 ¦ الصفحة: 220 عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَسَالِمٍ، وَعَمْرَةَ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَخَالِدُ بن مخلد، القعنبيّ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، وَغَيْرُهُ [2] . 149- سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، الْقُرَشِيُّ [3] ، الْبَصْرِيُّ. عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ. وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ. لُوَيْنٌ، مَحِلُّهُ الصِّدْقُ. 150- سَعِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ [4] ، الكبريّ، الْبَصْرِيُّ. عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَحَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ بِحَدِيثٍ عَلَى سَبِيلِ التَّعَجُّبِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ «إِنَّ الشَّيْطَانَ حِينَ أخرج من الجنة رفع   [ () ] النون والموحّدة بينهما ألف ثم كاف. وقد صحّح الشيخ عبد الفتاح أبو غدّة- رحمه الله- الاسم نقلا عن القاموس المحيط للفيروزابادي فقال: بانك بتقديم الموحّدة على النون كهاجر بلدة. [1] في الجرح والتعديل 4/ 64. [2] وثقة أَحْمَد بن حنبل، وقال ابن معين: صالح. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (سعيد بن مسلم القرشي) في: التاريخ الكبير 3/ 514 رقم 1711، والجرح والتعديل 4/ 64 رقم 273، والثقات لابن حبّان 6/ 371. [4] انظر عن (سعيد بن ميسرة) في: التاريخ الكبير 3/ 516، والتاريخ الصغير 185، والضعفاء الصغير 262 رقم 139، والجرح والتعديل 4/ 63 رقم 266، والمجروحين لابن حبّان 1/ 316، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1223، 1224، والمغني في الضعفاء 1/ 266 رقم 2458، وميزان الاعتدال 2/ 160، 161 رقم 3281، ولسان الميزان 3/ 45، 46 رقم 173. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 221 يَدَيْهِ فَوْقَ رَأْسِهِ» [1] . قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وقال أبو حاتم [3] : منكر الحديث بابة عائذ بْنِ شُرَيْحٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : مُظْلِمُ الأَمْرِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً. كَذَّبَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ [5] . 151- سُفْيَانُ الثّوريّ [6] . - ع-   [1] ذكره ابن عديّ في الكامل 3/ 1224، وابن حبّان في المجروحين 1/ 316. [2] في الضعفاء الصغير. وفي التاريخ الكبير قال: «منكر» . وفي التاريخ الصغير قال: «عنده مناكير» . [3] في الجرح والتعديل 4/ 63 وزاد: «ضعيف الحديث» و «هو أصلح من أبي عاتكة» و «ليس يعجبني حديثه» . [4] في الكامل 3/ 1224. [5] قال ابن حبّان في المجروحين 1/ 316: «يقال إنه لم ير أنسا، وكان يروي عنه الموضوعات التي لا تشبه أحاديثه كأنه كان يروي عن أنس، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ما يسمع القصّاص يذكرونها في القصص» . وذكر ابن حبّان الحديث الموضوع عن رفع اليدين ثم قال: «روى عنه هذا الحديث يحيى بن سعيد القطّان على جهة التعجّب ليعلم أنه لا يجوز الاحتجاج به» . [6] إن مصادر ترجمة (سفيان الثوري) كثيرة فوق الحصر، وأخباره مبثوثة في مئين الكتب، أذكر هنا جملة منها: الطبقات الكبير لابن سعد 6/ 371- 374، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15781، والتاريخ لابن معين 2/ 211- 215، ومعرفة الرجال له 1/ 115 رقم 556 و 1/ 116 رقم 557 و 1/ 117 رقم 569 و 1/ 123 رقم 606 و 1/ 148 رقم 812 و 1/ 152 رقم 842 و 1/ 159 رقم 879 و 885 و 2/ 76 رقم 162 و 2/ 135 رقم 422 و 2/ 142 رقم 443 و 2/ 155 رقم 491 و 2/ 159 رقم 501 و 2/ 185 رقم 609 و 2/ 194 رقم 643 و 2/ 218 رقم 734، وتاريخ الدارميّ رقم 47 و 84، وتاريخ خليفة 319 و 437 والطبقات له 168، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 68 و 146 و 153 و 391 و 400 و 445 و 451 و 452 و 475 و 568 و 661 و 684 و 761 و 1083 و 1091 و 1094 و 1094 و 1180 و 1195 و 1307 و 1309 و 1362 و 2/ 1443 و 1577 و 2003 و 2456 و 2458 و 2540 و 2543 و 2549 و 2619 و 2681 و 2684 و 2880 و 2959 و 2971 و 3014 و 3026 و 3587 و 3605 و 3855 و 3/ 4152 و 4211 و 4238 و 4500 و 4538 و 4578 و 4579 و 4686 و 4686 و 4687 و 4906 و 4932 و 4952 و 4956 و 4986 و 5032 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 222   [ () ] و 5040 و 5045 و 5052 و 5610 و 5696 و 5738 و 6063 و 6073 و 6121، والتاريخ الكبير 4/ 92، 93 رقم 2077، والتاريخ الصغير 183، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، وتاريخ الثقات للعجلي 190- 193 رقم 571، والمعارف 497، 1498، والمعرفة والتاريخ 1/ 713- 728 وانظر فهرس الأعلام (3/ 559، 560) ، وأنساب الأشراف 1/ 162- 167 وانظر (فهرس الأعلام- ص 646) و 3/ 35 و 45 و 46، والعلل لابن المديني 39 و 44 و 46 و 61 و 75 و 76 و 91 و 100، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 298، 299 وانظر فهرس الأعلام (2/ 872، 872) ، وتاريخ اليعقوبي 2/ 381 و 391 و 403، وعيون الأخبار 1/ 150 و 307 و 2/ 125 و 135 و 331 و 368 و 372 و 3/ 122 و 199 و 201 و 216 و 234 و 256، وأخبار القضاة لوكيع انظر فهارس الأعلام 1/ 28 و 2/ 476 و 3/ 351، وتاريخ الطبري 8/ 58 وانظر فهرس الأعلام (10/ 268) ، والورع لابن حنبل 91 و 93 و 95 و 96 و 97 و 122 و 138 و 193 و 194 و 195، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 56، والمنتخب من ذيل المذيل 657، والبرصان والعرجان 177 و 353 و 357، والجرح والتعديل 4/ 222- 225 رقم 972، والثقات لابن حبّان 6/ 401، ومشاهير علماء الأمصار 169، 170 رقم 1349، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 172، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 154 رقم 475، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 329 رقم 462، ورجال صحيح مسلم 1/ 282- 284 رقم 614، وطبقات الصوفية للسلمي 2/ 27 و 36 و 37 و 41 و 57 و 68 و 86 و 123 و 143 و 155 و 165 و 332 و 366 و 392 و 392 و 442، وأخبار مكة للأزرقي 2/ 13، والعقد الفريد 1/ 57 و 91 و 2/ 233 و 254 و 236 و 237 و 301 و 422 و 434 و 446 و 450 و 3/ 11 و 29 و 34 و 150 و 165 و 170 و 178 و 200 و 209 و 221 و 234 و 307 و 316 و 4/ 321 و 6/ 239 و 353 و 371، ومن حديث خيثمة (بتحقيقنا) 78 و 95 و 100 و 134 و 135 و 137 و 140 و 165 و 167، وحلية الأولياء 6/ 356 إلى آخر الجزء، و 7/ من أوله إلى 144، وربيع الأبرار 1/ 814، 4/ 108 و 131 و 142 و 172 و 196 و 215 و 223 و 227 و 322 و 332 و 359 و 371 و 372، والعيون والحدائق 3/ 266 و 303، والبيان والتبيين 3/ 283، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2129 و 2465 و 2467، والفرج بعد الشدّة 1/ 124 و 291 و 2/ 359 و 5/ 13، والفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 128، والفهرست لابن النديم، المقالة السادسة، الفن السادس، ورجال الطوسي 212 رقم 162، وثمار القلوب 169- 171، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 41 و 73 و 143 و 144 و 160 و 168 و 169 و 248 و 269 و 282 و 283 و 287 و 440 و 450 و 466 و 563 و 599 و 736 و 786 و 846 و 902 و 938، وتاريخ بغداد 9/ 151- 174 رقم 4763، والسابق واللاحق 220- 226 رقم 86، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 55- 126، وهي من أجلّ التراجم، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 194، 195 رقم 730، وطبقات الفقهاء للشيرازي 72 و 76 و 84 و 85 و 89 و 91 و 92 و 94 و 101، وشرح السّير الكبير 1/ 187 و 4/ 1410، والأنساب لابن السمعاني 3/ 146، والإنباء في تاريخ الخلفاء 133، والتذكرة الحمدونية 1/ 113 و 146 و 166 و 167 و 169 و 210 و 214 و 221 و 353 و 356 و 2/ 94، ومحاضرات الأدباء الجزء: 10 ¦ الصفحة: 223 سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ نَضْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَلْكَانَ بْنِ ثَوْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نزار، شَيْخُ الإِسْلامِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّوْرِيُّ، الْكُوفِيُّ، الفقيه- سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ عِلْمًا وَعَمَلا. فَهُوَ مِنْ ثَوْرِ مُضَرَ، لا مِنْ ثَوْرِ هَمْدَانَ عَلَى الصَّحِيحِ، كَذَا نَسَبَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَغَيْرُهُمَا. وَسَاقَ نَسَبَهُ كَمَا ذَكَرْنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ التَّمِيمِيِّ، لَكِنْ زَادَ بَيْنَ مَسْرُوقٍ وَبَيْنَ حَبِيبٍ حَمْزَةَ، وَأَسْقَطَ مُنْقِذًا وَالْحَارِثَ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ [2] . وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ ثِقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ. وَطَلَبَ سُفْيَانُ العلم وهو مراهق، وكان يتوقّد ذكاء.   [4] / 467، والحكمة الخالدة 129، ونثر الدر 7/ 71 رقم 89، وبرد الأكباد 125، وآثار البلاد في أخبار العباد 100 و 324 و 458، وتاريخ حلب للعظيميّ 228، والإشارات إلى معرفة الزيارات 82، وصفة الصفوة 3/ 147- 152 رقم 443، والكامل في التاريخ 5/ 65 و 6/ 125، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 222، 223 رقم 215، ووفيات الأعيان 1/ 26 و 373 و 2/ 54 و 263 و 285، و 286 و 318 و 319 و (386- 391) و 400 و 465 و 469 و 470 و 3/ 29 و 32 و 127 و 459 و 4/ 177 و 179 و 310 و 348 و 5/ 241 و 411 و 6/ 80 و 140 و 228، وخلاصة الذهب المسبوك 97، 98، وتهذيب الكمال 11/ 154- 169 رقم 2407، والمختصر في أخبار البشر 2/ 9، وسير أعلام النبلاء 7/ 229- 279 رقم 82، والمعين في طبقات المحدّثين 60 رقم 584، والكاشف 1/ 300، 301 رقم 2015، وميزان الاعتدال 2/ 169 رقم 3322، وتذكرة الحفاظ 1/ 203- 207، والعبر 1/ 235، 236، وملء العيبة للسبتي 2/ 182 و 332 و 338 و 344 و 345 و 350، وجامع التحصيل 225، 226 رقم 249، والوافي بالوفيات 15/ 278- 282 رقم 390، ودول الإسلام 1/ 109، ومرآة الجنان 1/ 345- 347، والإقتراح لابن دقيق العيد 97 و 304 و 493 و 527، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 6/ 32 و 115 و 126 و 170 و 187، وحياة الحيوان للدميري 1/ 226 سلسلة كتاب التحرير رقم 137، وغاية النهاية 1/ 308 رقم 1357، وتهذيب التهذيب 4/ 111- 115 رقم 199، وتقريب التهذيب 1/ 311 رقم 312، وطبقات المدلّسين 9، وطبقات المفسّرين 1/ 186- 190 رقم 186، وطبقات الحفّاظ 88، 89، والنجوم الزاهرة 2/ 39، وخلاصة تذهيب التهذيب 145، وشذرات الذهب 1/ 250، 251، والرسالة المستطرفة 41، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ الأنصاري 2/ 114. [1] في الطبقات الكبرى 6/ 371. [2] الطبقات الكبرى 6/ 371. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 224 صَارَ إِمَامًا مَنْظُورًا إِلَيْهِ وَهُوَ شَابٌّ، فَإِنَّ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيَّ قَالَ: ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى قَالَ: سَمِعْتُهُمْ بِمَرْوَ يَقُولُونَ: قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ، قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ، فَخَرَجْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ غُلامٌ قَدْ بَقَلَ وَجْهُهُ [1] . سَمِعَ الثَّوْرِيُّ مِنْ: عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ، وَأَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وأيّوب، وصالح مولى التّوأمة، وَخَلْقٍ لا يُحْصَوْنَ، فَيُقَالُ: إِنَّهُ أَخَذَ عَنْ سِتِّمِائَةِ شَيْخٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وابن جريج، وأبي إِسْحَاقَ، وَمِسْعَرٌ، وَهُمْ مِنْ شُيُوخِهِ، وَشُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ، وَمَالِكٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ. حَتَّى أَنَّ ابْنَ الْجَوْزِيِّ بَالَغَ وَذَكَرَ فِي مَنَاقِبِهِ أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا، وَهَذَا مَدْفُوعٌ، بَلْ لَعَلَّهُ رَوَى عَنْهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفِ نَفْسٍ. فَعَنْ وَكِيعٍ أَنَّ والدة سفيان لَهُ: يَا بُنَيَّ اطْلُبِ الْعِلْمَ وَأَنَا أَعُولُكَ بِمِغْزَلِي، وَإِذَا كَتَبْتَ عَشَرَةَ أَحْرُفٍ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى فِي نَفْسِكَ زِيَادَةً فِي الْخَيْرِ، فَإِنْ لَمْ تَرَ ذَلِكَ فَلا تَتَعَنَّ [2] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: طَلَبْتُ الْعِلْمَ، فَلَمْ تَكُنْ لِي نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَنِي اللَّهُ النِّيَّةَ [3] . دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: لَمَّا هَمَمْتُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ، وَرَأَيْتُ الْعِلْمَ يُدْرَسُ، قُلْتُ أيْ رَبِّ إِنَّهُ لا بدّ لي من   [1] حلية الأولياء 6/ 360. [2] الورع لأحمد 193. [3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 235 رقم 5032، حلية الأولياء 6/ 367. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 225 مَعِيشَةٍ، فَاكْفِنِي أَمَرَ الرِّزْقِ وَفَرِّغْنِي لِطَلَبِهِ، فَتَشَاغَلْتُ بِالطَّلَبِ، فَلَمْ أَرَ إِلا خَيْرًا إِلَى يَوْمِي هَذَا. عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَخَانَنِي [1] . وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ صَاحِبَ حَدِيثٍ أَحْفَظَ مِنْ سُفْيَانَ. وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ الْعِلْمُ يَمْثُلُ بَيْنَ يَدَيْ سُفْيَانَ، يَأْخُذُ مَا يُرِيدُ، وَيَدَعُ مَا لا يُرِيدُ. وَقَالَ الأَشْجَعِيُّ: دَخَلْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ وَهِشَامُ يُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أُعِيدُهَا عَلَيْكَ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ وَقَامَ، ثُمَّ دَخَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَطَلَبُوا الإِمْلاءَ، فَقَالَ هِشَامٌ: احْفَظُوا كَمَا حَفِظَ صَاحِبُكُمْ، قَالُوا: لا نَقْدِرُ [2] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ: نَا ضَمْرَةُ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ إِنَّمَا حَدَّثَ بِعَسْقَلانَ فَيَقُولُ: انْفَجَرَتِ الْعَيْنُ، انْفَجَرَتِ الْعَيْنُ، يَتَعَجَّبُ مِنْ نَفْسِهِ [3] . وَقَالَ شُعْبَةُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَجَمَاعَةٌ: سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ [4] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَتَبْتُ عَنْ أَلْفٍ وَمِائَةِ شَيْخٍ مَا فِيهِمْ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ [5] .   [1] تقدمة المعرفة 1/ 63، الجرح والتعديل 4/ 224، حلية الأولياء 6/ 368، صفة الصفوة 2/ 387. [2] تاريخ بغداد 9/ 163. [3] حلية الأولياء 6/ 370 وفيه زيادة: «وربّما حدّث الرجل الحديث فيقول له: هذا خير لك من ولايتك عسقلان وصور» . [4] تقدمة المعرفة 1/ 59 و 119، الجرح والتعديل 4/ 225، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 154 رقم 475، حلية والأولياء 6/ 356، تاريخ بغداد 9/ 164 و 165. [5] تاريخ بغداد 9/ 156 وروى أحمد بن حنبل، عن حسن بن عيسى قال: كان المبارك لا يساوي بسفيان أحدا. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 484 رقم 6073) . وذكر البخاري في تاريخه الكبير 4/ 92 رقم 2077 أن علي بن الحسن سمع ابن المبارك الجزء: 10 ¦ الصفحة: 226 وَقَالَ وَرْقَاءُ: لَمْ يَرَ الثَّوْرِيُّ مِثْلَ نَفْسِهِ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَتَقَدَّمْهُ فِي قَلْبِي أَحَدٌ [2] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنَ الثَّوْرِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيْضًا: لا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْهُ [3] . وَقَالَ وَكِيعٌ: كَانَ بَحْرًا. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ رَأْيِ مَالِكٍ فَقَالَ: سُفْيَانُ فَوْقَ مَالِكٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ [4] . وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلاخِ سُفْيَانَ [5] . وَقَالَ أبو أمامة: من أخبرك أنّه رأى بعينيه مِثْلَ سُفْيَانَ فَلا تُصَدِّقْهُ [6] . وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَخْوَفَ عِنْدِي مِنَ الْحَدِيثِ [7] . وَقَالَ الثَّوْرِيُّ فِيمَا سَمِعَهُ مِنَ الْفِرْيَابِيِّ: وَدِدْتُ أَنِّي نَجَوْتُ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ كَفَافًا، لا لِي وَلا عَلَيَّ [8] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: كَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ عِشْرِينَ أَلْفًا [9] . وَأَخْبَرَنِي الأَشْجَعِيُّ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُ ثَلاثِينَ ألفا [10] .   [ () ] يقول: «ما رأيت أحدا أعلم من سفيان» . وانظر تاريخ الثقات للعجلي 191، والجرح والتعديل 4/ 223. [1] تاريخ الثقات للعجلي 190، حلية الأولياء 6/ 357. [2] تاريخ بغداد 9/ 170. [3] تقدمة المعرفة 1/ 56، حلية الأولياء 6/ 357، تاريخ بغداد 9/ 157. [4] تقدمة المعرفة 57، تاريخ بغداد 9/ 164. [5] تقدمة المعرفة 58، حلية الأولياء 7/ 6. [6] حلية الأولياء 6/ 359. [7] تقدمة المعرفة 61. [8] المعرفة والتاريخ 1/ 727، تقدمة المعرفة 61، المنتخب من ذيل المذيّل 657، حلية الأولياء 6/ 363 و 369 و 7/ 37 و 57 و 63. [9] حلية الأولياء 6/ 368، تاريخ بغداد 9/ 165. [10] حلية الأولياء 6/ 368، تاريخ بغداد 9/ 165. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 227 وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا أُحَدِّثُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ بِوَاحِدٍ [1] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ لِي ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَقْعُدُ إِلَى سُفْيَانَ فَيُحَدِّثُ فَأَقُولُ: مَا بَقِيَ مِنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ إِلا وَقَدْ سَمِعْتُهُ ثُمَّ أَقْعُدُ مَجْلِسًا آخَرَ فَأَقُولُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ عِلْمِهِ شَيْئًا. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ، يَعْنِي بِاللَّفْظِ، فَلا تُصَدِّقُونِي. وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ [37 ب] [2] : مَا أُحَدِّثُ إِلا بِالْمَعَانِي [3] . وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: خِلافُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ ثَلاثٌ، يَقُولُونَ: الإِيمَانُ قَوْلٌ بِلا عَمَلٍ، وَيَقُولُونَ: الإِيمَانُ لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ، وَيَقُولُونَ بِالاتِّفَاقِ [4] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَنْ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَهُوَ عِنْدَنَا مُرْجِئٌ [5] . وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: لا يَجْتَمِعُ حُبُّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلا فِي قُلُوبِ نُبَلاءِ الرِّجَالِ [6] . وَعَنْهُ قَالَ: امْتَنَعْنَا مِنَ الشِّيعَةِ أَنْ نَذْكُرَ فَضَائِلَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَعَنْهُ قَالَ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ [7] . وَعَنْهُ قَالَ: مَنْ سَمِعَ مِنْ مُبْتَدِعٍ لَمْ يَنْفَعْهُ اللَّهُ بما سمع.   [1] حلية الأولياء 6/ 368، تاريخ بغداد 9/ 195. [2] الرقم من نسخة دار الكتب، فنسخة الأصل لم ترد بها بقية ترجمة سفيان الثوري. [3] حلية الأولياء 6/ 370. [4] حلية الأولياء 7/ 29 أخرجه أبو نعيم من طريق عليّ بن بحر، قال: سمعت المؤمّل بن إسماعيل يقول: قال سفيان الثوري: «خالفتنا المرجئة في ثلاث، نحن نقول: الإيمان قول وعمل، وهم يقولون: الإيمان قول بلال عمل، ونحق نقول: يزيد وينقص، وهم يقولون: لا يزيد ولا ينقص، ونحن نقول: نحن مؤمنون بالإقرار، وهم يقولون: نحن مؤمنون عند الله» . [5] حلية الأولياء 7/ 32، 33. [6] حلية الأولياء 7/ 32. [7] حلية الأولياء 7/ 28 وفيه الحديث عن عمّار بن عبد الجبّار عن عبد الله بن المبارك، وفيه زيادة: «والقدريّة كفّار، فقلت لعبد الله بن المبارك: فما رأيك؟ قال: رأيي رأي سفيان» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 228 شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: لا تَنْتَفِعُ بِمَا كَتَبْتَ حَتَّى، يَكُونَ إِخْفَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلاةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنَ الْجَهْرِ. قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لا يَعْدِلُ طَلَبَ الْعِلْمِ شَيْءٌ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللَّهَ. وَقَالَ قَبِيصَةُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: الْمَلائِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاءِ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ حُرَّاسُ الأَرْضِ. وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخَافُ مِنْ تَصْحِيحِ نِيَّتِهِ فِي الْحَدِيثِ لِفَرْطِ غَرَامِهِ بِهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: ما أَخَافُ عَلَى نَفْسِي أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ إِلا الْحَدِيثُ [1] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ [2] : سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَفْلِتُ مِنْهُ كَفَافًا. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ يَدِي قُطِعَتْ، وَأَنِّي لَمْ أَطْلُبْ حَدِيثًا قَطُّ. وَقَالَ الْقَطَّانُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا أُنْكِرُ نَفْسِي إِلا إِذَا طَلَبْتُ الْحَدِيثَ. وَعَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُسْأَلَ غَدًا عَنْ كُلِّ مَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ، وَعَنْ كُلِّ حَدِيثٍ حَدَّثْتُ بِهِ، مَاذَا أَرَدْتُ بِهِ؟ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: خَافَ الثَّوْرِيُّ عَلَى نَفْسِهِ مَتْنَ الْحَدِيثِ لِأَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فِتْنَةُ الْحَدِيثِ أشد من فتنة الذّهب [3] .   [1] حلية الأولياء 6/ 366. [2] حلية الأولياء 6/ 363. [3] حلية الأولياء 6/ 363. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 229 - وَمِنْ آدَابِهِ وَشَمَائِلِهِ وَتَوَاضُعِهِ وَوَرَعِهِ- قَالَ مِهْرَانُ الرّازيّ: رأيت الثّوريّ إذا خَلَعَ ثِيَابَهُ طَوَاهَا، وَيَقُولُ: كَانَ يُقَالُ إِذَا طُوِيَتْ رَجَعَتْ إِلَيْهَا أَنْفُسُهَا [1] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ يَخْضِبُ يَسِيرًا. وَقَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ مَزَّاحًا، كُنْتُ أَتَأَخَّرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحَيِّرَنِي بِمُزَاحِهِ، وَلا رَأَيْتُ الأَغْنَيَاءَ أَذَلَّ وَلا الْفُقَرَاءَ أَعَزَّ مِنْهُمْ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ [2] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رُبَّمَا رَأَيْتُ سُفْيَانَ ضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ لِلْمُحَدِّثِينَ: تَقَدَّمُوا يَا مَعْشَرَ الضُّعَفَاءِ [3] . وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ فَقَوَّمْتُ مَا عَلَيْهِ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ [4] . يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ: ثَنَا مُبَارَكُ أَخُو سُفْيَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ بِبَدْرَةٍ- وَكَانَ أَبُوهُ صَدِيقًا لِسُفْيَانَ جِدًّا- فَقَالَ: أُحِبُّ تَقَبُّلَ هَذَا الْمَالِ، فَقَبِلَهُ مِنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لِي: الْحَقْهُ فَرُدَّهُ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أُحِبُّ أَنْ تَأْخُذَ هَذَا الْمَالَ، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي نَفْسِكَ مِنْهُ شَيْءٌ، قَالَ: لا، فَأَخَذَهُ وَذَهَبَ، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، وَيْحَكَ، أَيُّ شَيْءٍ قَلْبُكَ حِجَارَةٌ؟! عُدَّ أَنَّ لَيْسَ لَكَ عِيَالٌ، أَمَا تَرْحَمُنِي، أَمَا تَرْحَمُ إِخْوَانَكَ وَصِبْيَانَنَا، قَالَ: يَا مُبَارَكُ، تَأْكُلُهَا أَنْتَ وَأُسْأَلُ عَنْهَا، لا يَكُونُ أَبَدًا [5] . وَعَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ قَالَ: احْتَاجَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ حَتَّى اسْتَفَّ الرَّمْلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ [6] .   [1] حلية الأولياء 7/ 63. [2] حلية الأولياء 6/ 365. [3] حلية الأولياء 6/ 365. [4] حلية الأولياء 6/ 378، تاريخ بغداد 9/ 162، صفة الصفوة 3/ 147. [5] حلية الأولياء 7/ 3، 4، تاريخ بغداد 9/ 161. [6] حلية الأولياء 7/ 63. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 230 سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ: جَلَسْتُ إِلَى سُفْيَانَ وَهُوَ فِي دُبُرِ الكعبة مستلقي، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ أُخْتَكَ قَدْ بَعَثَتْ إِلَيْكَ بِشَيْءٍ، فَجَلَسَ وَقَالَ: لَمْ آكُلْ شَيْئًا مُنْذُ ثَلاثٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ مَعِي بِجِرَابٍ فِيهِ كعك وخشكنانج، فَأَتَيْتُهُ فَقَصَّرَ فِي سَلامِي، فَعَاتَبْتُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا شِهَابٍ: لا تَلُمْنِي، وَإِنَّ لِي ثَلاثَةَ أَيَّامٍ لَمْ أَذُقْ فِيهَا ذَوَاقًا. قَالَ بِشْرٌ الْحَافِي: كَانَ الثَّوْرِيُّ رُبَّمَا أَخَذَ عِبَاءَ الْجِمَالِ فَيُغَطِّي بِهَا رَأْسَهُ. وَقَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي مَكَّةَ وَقَدْ كَثُرُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّا للَّه، أَخَافُ أَنْ تَكُونَ قَدْ ضُيِّعَتِ الأُمَّةُ حَيْثُ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى مِثْلِي [2] . قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ بِمِكَّةَ جَالِسًا فِي السُّوقِ يَأْكُلُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قِيلَ لَهُ إِنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: أَنَا أَعْرَفُ بِنَفْسِي مِنْ أَصْحَابِ الْمَنَامَاتِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ: لَوْ لَقِيتَ سُفْيَانَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ وَمَعَكَ فَلْسَانِ تُرِيدُ أَنْ تَصَّدَّقَ بِهِمَا وَأَنْتَ لا تَعْرِفُ سُفْيَانَ، لَظَنَنْتَ [أَنَّكَ] [3] تَضَعُهُمَا فِي يَدِهِ [4] . وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [5] ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَجَّرَ سُفْيَانُ نَفْسَهُ مِنْ جَمَّالٍ إِلَى مَكَّةَ، فَأَمَرُوهُ أَنْ يَعْمَلَ لهم خبزة فلم تجيء جَيِّدَةً، فَضَرَبَهُ الْجَمَّالُ، فَلَمَّا قَدِمُوا مَكَّةَ دَخَلَ الْجَمَّالُ، فَرَأَى النَّاسَ حَوْلَ سُفْيَانَ، فَسَأَلَ فَقَالُوا: هَذَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَلَمَّا انْفَضَّ النَّاسُ، تَقَدَّمَ الْجَمَّالُ إِلَى سُفْيَانَ وَاعْتَذَرَ، فَقَالَ: مَنْ يُفْسِدُ طعام النّاس يصبه أكثر من ذلك.   [1] في الطبقات 6/ 372، 373. [2] حلية الأولياء 6/ 365 و 7/ 64. [3] زيادة من صفة الصفوة. [4] صفة الصفوة 3/ 147. [5] في تاريخ الثقات 191. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 231 قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: دَخَلْنَا عَلَى سُفْيَانَ الثّوريّ بمكّة، قال: ما جاء بكم؟ فو الله لأنا إذ لم أركم خير مِنِّي إِذْ رَأَيْتُكُمْ، قَالَ: ثُمَّ لَمْ نَبْرَحْ حَتَّى تَبَسَّمَ. قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَثْرَةُ الإِخْوَانِ مِنْ سَخَافَةِ الدِّينِ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَخْوَفَ للَّه مِنْ سُفْيَانَ، كَانَ مَنْ رَآهُ كَأَنَّهُ فِي سَفِينَةٍ يَخَافُ الْغَرَقَ كَثِيرًا، مَا نَسْمَعُهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ [1] . وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ: كَلِمَتَانِ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُمَا سُفْيَانُ فِي مَجْلِسٍ: سَلِّمْ سَلِّمْ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ. وَقَالَ سُفْيَانُ: وَدِدْتُ أَنِّي انْفَلَتُّ لا عَلَيَّ وَلا لِي، وَهَذَا مُتَوَاتِرٌ عَنْهُ [2] . قَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ كَأَنَّهُ رَاهِبٌ، فَإِذَا فِي الْحَدِيثِ أَنْكَرْتُهُ، يَعْنِي مِمَّا يَنْشَرِحُ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ يَكُونُ كَأَنَّمَا يَقِفُ لِلْحِسَابِ، فَيَعْرِضُ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ، فَيَذْهَبُ ذَلِكَ الْخُشُوعُ، فَإِنَّمَا هُوَ حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا [3] . عَلِيُّ بْنُ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ خَوْفًا، عَجَبًا لِي كَيْفَ لا أَمُوتُ، وَلَكِنْ لِي أَجَلٌ أَنَا بَالِغُهُ، وَلَقَدْ أَخَافُ أَنْ يَذْهَبَ عَقْلِي مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ. ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا عَاشَرْتُ رَجُلا أَرَقَّ مِنْ سُفْيَانَ، كُنْتُ أَرْقُبُهُ فِي اللَّيْلِ يَنْهَضُ مَرْعُوبًا يُنَادِي: النَّارَ، النَّارَ، شَغَلَنِي ذِكْرُ النَّارِ عَنِ النَّوْمِ وَالشَّهَوَاتِ [4] . قَالَ قَبِيصَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أكثر ذكرا للموت من سفيان [5] .   [1] الخبر باختصار في طبقات ابن سعد 6/ 371، وتقدمة المعرفة 1/ 85، وحلية الأولياء 6/ 392، والزهد الكبير للبيهقي 187 رقم 450. [2] تقدّم هذا القول في ترجمة سفيان. [3] حلية الأولياء 7/ 73. [4] تاريخ بغداد 9/ 157، التذكرة الحمدونية 1/ 167 رقم 381 وفيه «عن النوم واللّذّات» ، صفة الصفوة 3/ 149. [5] تاريخ بغداد 9/ 157. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 232 وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَذْكُرُ الْمَوْتَ فَلا يُنْتَفَعُ بِهِ أَيَّامًا [1] . وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ سُفْيَانُ طَوِيلَ الْحُزْنِ، كَانَ يَبُولُ الدَّمَ مِنْ حُزْنِهِ وَتَكَدُّرِهِ [2] . وَقَالَ عِصَامُ بْنُ يَزِيدَ [الْمَعْرُوفُ بِابْنِ] [3] جَبْرٍ: رُبَّمَا كَانَ يَأْخُذُ سُفْيَانُ فِي التَّفَكُّرِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ النَّاظِرُ فَيَقُولُ: مَجْنُونٌ [4] . وَقَالَ عَطَاءٌ الْخَفَّافُ: مَا لَقِيتُ سُفْيَانَ إِلا بَاكِيًا، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أَكُونَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا [5] . قَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْعَالِمُ طَبِيبُ الدِّينِ، وَالدِّرْهَمُ دَاءُ الدِّينِ، فَإِذَا جَرَّ الطّيب الدَّاءَ إِلَى نَفْسِهِ فَمَتَى يُدَاوِي غَيْرَهُ [6] ؟. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَيْسَ طَلَبُ الْحَدِيثِ مِنْ عِدَّةِ الْمَوْتِ، لَكِنَّهُ عِلَّةٌ يُتَشَاغَلُ بِهِ [7] . قُلْتُ: طَلَبُ الْحَدِيثِ قَدْرٌ زَائِدٌ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، وَهُوَ لَقَبٌ لأُمُورٍ عُرْفِيَّةٍ قَلِيلَةِ الْمَدْخَلِ فِي الْعِلْمِ، فَإِذَا كَانَ فُنُونٌ عَدِيدَةٌ مِنْ عِلْمِ الآثَارِ النَّبَوِيَّةِ بِهَذِهِ الْمَثَابَةِ، فَمَا ظنّك بِطَلَبِ عِلْمِ الْجَدَلِ وَالْعَقْلِيَّاتِ وَالْمَنْطِقِ الْيُونَانِيِّ؟ آهٍ، وا حسرتاه عَلَى قِلَّةِ مَنْ يَعْرِفُ دِينَ الإِسْلامِ كَمَا يَنْبَغِي، وَمَا أَحَلَّ فِي الْقَلِيلِ الْمُتَعَيَّنِ، إِذَا كَانَ مِثْلُ سُفْيَانَ يَوَدُّ أَنْ يَنْجُوَ مِنْ علمه كفافا، فما نقول. نحن؟ وا غوثاه باللَّه. قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَيْسَ شيء أنفع للناس من الحديث.   [1] تقدمة المعرفة 1/ 85. [2] حلية الأولياء 7/ 23، صفة الصفوة 3/ 149. [3] ما بين الحاصرتين زيادة من الحلية. [4] حلية الأولياء 6/ 392. [5] حلية الأولياء 7/ 51. [6] حلية الأولياء 6/ 361. [7] حلية الأولياء 6/ 364. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 233 وَسَمِعَهُ الْفِرْيَابِيُّ يَقُولُ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ طَلَبِ الْحَدِيثِ إِذَا صَحَّتْ فِيهِ النِّيَّةُ. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَكُنْ مِثْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيِّ فِي زَمَانِهِ [1] . وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: شَبِعَ سُفْيَانُ لَيْلَةً فَقَالَ: إِنَّ الْحِمَارَ [إِذَا] زِيدَ فِي عَلَفِهِ، زِيدَ فِي عَمَلِهِ، فَقَامَ حَتَّى أَصْبَحَ [2] . وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَرِضَ سُفْيَانُ فَذَهَبْتُ بِبَوْلِهِ إِلَى الطَّبِيبِ، فَقَالَ: هَذَا بَوْلُ رَاهِبٍ، قَالَ: بَوْلُ مَنْ أَحْرَقَ الْحُزْنُ كَبِدَهُ، مَا لِذَا دَوَاءٌ [3] . قَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَتِ الْعِرَاقُ تَجِيشُ عَلَيْنَا بِالْمَالِ وَالثِّيَابِ، ثُمَّ صَارَتْ تَجِيشُ عَلَيْنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. قَالَ ضَمْرَةُ: وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: مَالِكٌ لَيْسَ لَهُ حِفْظٌ [4] . قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ لِي سُفْيَانُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَرَى غَدًا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ مِمَّا هُوَ فِيهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ، طَبَخْتُ لَهُ سُكْبَاجًا فَأَكَلَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِزَبِيبِ الطَّائِفِ فَأَكَلَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ، اعْلِفِ الْحِمَارَ وَكَدِّهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى الصَّبَاحِ [5] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ ساجدا عند البيت، فطفت سبعة أسابيع [6] قبل أن يرفع رأسه [7] .   [1] تقدمة المعرفة 1/ 119 ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن أحمد بن عبد الله بن يونس، حلية الأولياء 6/ 356، تاريخ بغداد 9/ 154. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 727، تقدمة المعرفة 96، تاريخ بغداد 9/ 158، وفيات الأعيان 2/ 386. [3] تقدمة المعرفة 1/ 92، وانظر العقد الفريد 3/ 170، 171، وصفة الصفوة 3/ 150. [4] تاريخ بغداد 9/ 164. [5] تاريخ بغداد 9/ 158. [6] أي سبعة أشواط. [7] حلية الأولياء 7/ 57. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 234 وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: قَدِمَ سُفْيَانُ مَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ، وَيَجْلِسُ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ يَطُوفُ سَبْعَةَ أَسَابِيعَ، يُصَلِّي بَعْدَ أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ يُطَوِّلُهُمَا، ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى الْبَيْتِ، فَيَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فَيَقْرَأُ، فَرُبَّمَا نَامَ كَذَلِكَ، ثُمَّ يَخْرُجُ لِنِدَاءِ الظُّهْرِ، ثُمَّ يَتَطَوَّعُ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَتَاهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَاشْتَغَلَ مَعَهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ فَيُصَلِّي، ثُمَّ يَنْتَقِلُ إِلَى الْعِشَاءِ، فإذا صلّى فربّما يقرأ ثم نام. أَقَامَ بِمَكَّةَ نَحْوًا مِنْ سَنَةٍ عَلَى هَذَا. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دَفَعَ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ كِتَابًا فِيهِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَمَّلٌ بِهَذَا. - فِي مَعِيشَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: خَلَّفَ سُفْيَانُ مِائَتَيْ دِينَارٍ كَانَتْ مَعَ رَجُلٍ يَتَبَضَّعُ بِهَا. وَقِيلَ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تُمْسِكُ الدَّنَانِيرَ؟! وَكَانَ فِي يَدِ سُفْيَانَ خَمْسُونَ دِينَارًا، فَقَالَ: لَوْلاهَا لَتَمَنْدَلَ بِنَا هَؤُلاءِ الْمُلُوكُ [1] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ الثّوريّ: لولا بضيّعتنا تلاعب بنا هؤلاء. وقال أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ بِضَاعَةُ سُفْيَانَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ. وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ: كَانَتْ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ سُفْيَانُ يَأْتِي الْيَمَنَ يَتَّجِرُ وَيُفَرِّقُ مَا عِنْدَهُ عَلَى قَوْمٍ يَتَّجِرُونَ لَهُ، وَيَلْقَاهُمْ فِي الْمَوْسِمِ يُحَاسِبُهُمْ وَيَأْخُذُ الرِّبْحَ. قَالَ الْمَرْوَزِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: لِمَاذَا ذَهَبَ الثَّوْرِيُّ إِلَى الْيَمَنِ؟ قَالَ: لِلتِّجَارَةِ وَلِلُقِيِّ مَعْمَرٍ، قُلْتُ: أَكَانَ لَهُ مِائَةُ دِينَارٍ؟ قال: أمّا سبعون فصحيحة.   [1] حلية الأولياء 6/ 381، وانظر: ربيع الأبرار 4/ 142. [2] في الطبقات الكبرى 6/ 372. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 235 وَرُوِيَ أَنَّ سُفْيَانَ أَخَذَ مِنْ رَجُلٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ مُضَارَبةً فَاشْتَرَى بِهَا مَتَاعًا مِمَّا يُبَاعُ بِالْيَمَنِ، فَأَخَذَهُ مَعَهُ، فَرَبِحَ فِيهِ نَفَقَتَهُ. وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: عَلَيْكَ بِعَمَلِ الأَبْطَالِ: الْكَسْبُ مِنَ الْحَلالِ، وَالإِنْفَاقُ عَلَى الْعِيَالِ. زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْحَلالُ تِجَارَةُ بَرَّةٌ، أَوْ عَطَاءٌ مِنْ إِمَامٍ عَادِلٍ، أَوْ صِلَةٌ من أخ مؤمن، أو ميراث لم يخاطه شَيْءٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يقول: يا عبّاد ارفعوا رءوسكم، فقد وَضَحَ الطَّرِيقُ، وَلا تَكُونُوا عَالَةً عَلَى النَّاسِ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أَكَلْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ خُشْكُنَانِجَ أُهْدِيَ لَهُ. وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ يَأْكُلُ طَبَاهِجَ بِبَيْضٍ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: اكْتَسِبُوا حَلالا وَكُلُوا طَيِّبًا. - وَمِنْ مَوَاعِظِهِ- قَالَ: الدُّنْيَا كَرَغِيفٍ عَلَيْهِ عَسَلٌ، وَقَعَ عَلَيْهِ الذُّبَابُ، فَانْقَطَعَ جَنَاحُهُ فَمَاتَ، وَلَوْ سُرَّ بِرَغِيفٍ يَابِسٍ مَا هَلَكَ [2] . قَالَ وَكِيعٌ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الْيَقِينَ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يَنْبَغِي لَطَارَ شَوْقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَخَوْفًا مِنَ النَّارِ، [وَقَالَ] : إِنَّمَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الأَمَلِ [3] . وَعَنْهُ قَالَ: الْيَقِينُ أَنْ لا تَتَّهِمَ مَوْلاكَ فِي كُلِّ مَا أَصَابَكَ، وَإِيَّاكَ وَالتَّشَبُّهَ بِالْجَبَابِرَةِ، عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ يُبَصِّرُكَ اللَّهُ عَوْرَاتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يَخِفُّ حِسَابُكَ، وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسْلَمُ دِينُكَ، وَدَعْ مَا يريبك إلى ما لا يريبك.   [1] حلية الأولياء 6/ 382. [2] حلية الأولياء 7/ 55 بألفاظ مقاربة. [3] تقدمة المعرفة 1/ 101، حلية الأولياء 6/ 386، ذكر أخبار أصبهان 2/ 141، الزهد الكبير للبيهقي 79 رقم 73 و 102 رقم 160 و 164 رقم 466، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البرّ 2/ 16. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 236 وَقَالَ: مَا أُعْطِيَ رَجُلٌ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إلّا قيل له خذه ومثله جرما. وعنه، وقيل لَهُ: السَّلامَةُ أَنْ لا تَعْرِفَ، فَقَالَ: مَا إِلَى هَذَا سَبِيلٌ، لَكِنِ السَّلامَةُ فِي أَنْ لا تُحِبَّ أَنْ تَعْرِفَ. وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا أَثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيرَانُهُ أَجْمَعُونَ، فَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ، قِيلَ: وَكَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: يَرَاهُمْ عَلَى الْمُنْكَرِ وَلا يُغَيِّرُ عَلَيْهِمْ، وَيَلْقَاهُمْ بِوَجْهٍ طَلْقٍ [1] . وَقَالَ الْفَضْلُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ مُحَبَّبًا إِلَى جِيرَانِهِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُدَاهِنٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَصْفَقَ وَجْهًا فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنْ سُفْيَانَ [2] . وَقَالَ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ سُفْيَانَ، فَلا يَكَادُ لِسَانُهُ يَفْتُرُ مِنَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ [3] . وَرَوَى يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي لأَرَى الشَّيْءَ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ آمُرَ فِيهِ، فَلا أَفْعَلَ فَأَبُولُ دَمًا [4] . وَعَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ نِعْمَ الْمُدَاوِي إِذَا دَخَلَ الْبَصْرَةَ، حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عَلِيٍّ، وَإِذَا دَخَلَ الْكُوفَةَ حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عُثْمَانَ [5] . وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُلُوكُ قَدْ تَرَكُوا لَكُمُ الآخِرَةَ، فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا. وَلَقِيَ كَاتِبًا فَقَالَ: حَتَّى مَتَى كُلَّمَا دَعَى ظَالِمٌ قُمْتَ مَعَهُ، غَدًا فَإِذَا حُوسِبَ حُوسِبْتَ، أَمَا آنَ لَكَ أن تتوب؟.   [1] حلية الأولياء 7/ 30. [2] حلية الأولياء 7/ 13. [3] حلية الأولياء 7/ 13. [4] حلية الأولياء 7/ 24. [5] حلية الأولياء 7/ 26، 27. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 237 - فَصْلٌ مِنْ صِدْقِهِ- قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، سَمِعْتُ مُهَلْهَلا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ إِلَى مَكَّةَ، وَحَجَّ الأَوْزَاعِيُّ، وَرَافَقَنَا فِي بَيْتٍ ثَلاثًا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ، دَخَلَ خَصِيٌّ فَقَالَ: قَدْ جَاءَ الأَمِيرُ، وَعَلَى النَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ عَمُّ الْمَنْصُورِ، فَأَمَّا أَنَا وَالأَوْزَاعِيُّ فَثَبَتْنَا، وَأَمَّا سُفْيَانُ فَدَخَلَ قَبْرًا، فَدَخَلَ الأَمِيرُ عَبْدُ الصَّمَدِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ، فقال: أين أبو عبد الله؟ قلنا: فدخل لِحَاجَتِهِ، وَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنَّهُ لَيْسَ بِبَارِحٍ حَتَّى تَخْرُجَ، فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكَ رَجُلُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَعالِمُهُمْ، بَلَغَنِي قُدُومُكَ فَأَحْبَبْتُ الاقْتِدَاءَ بَكَ، فَأَطْرَقَ سُفْيَانُ ثم قال: ألا أدلّك على خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: اعْتَزِلْ مَا أَنْتَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّا للَّه، تَسْتَقْبِلُ الأَمِيرَ بِهَذَا! قَالَ: فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا يَرْضَى مِنِّي بِهَذَا، وَقَامَ فَخَرَجَ مُغْضَبًا [1] . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ قَالَ: مَرِضَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ وَمَعَهُ الأَوْزَاعِيُّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: إِنَّهُ سَهِرَ الْبَارِحَةَ فَلَعَلَّهُ نَائِمٌ، فَقَالَ سُفْيَانُ: لَسْتُ بِنَائِمٍ، لَسْتُ بِنَائِمٍ، فَقَامَ عَبْدُ الصَّمَدِ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ لِسُفْيَانَ: أَنْتَ مُسْتَقْتِلٌ لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَصْحَبَكَ [2] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ: كُنْتُ أَصُبُّ الْمَاءَ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَجَاءَ عَبْدُ الصَّمَدِ أَمِيرُ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟. قَالَ: أَنَا عَبْدُ الصّمد، قال: كيف أنت؟ اتّق الله، وإذا كَبَّرْتَ فَأَسْمِعْ [3] . يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَمَا كَانَ خَلْفَهُ مَنْ يُكَبِّرُ. زَيْدُ بْنُ أَبِي خُدَاشٍ، أَنَّ الثَّوْرِيَّ لَقِيَ شَرِيكًا فَقَالَ: بعد الفقه والخير   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 724، حلية الأولياء 7/ 39، تاريخ بغداد 9/ 158، 159. [2] حلية الأولياء 7/ 38، 39 وانظر حكاية مشابهة فيها «محمد بن إبراهيم الليثي» بدل «عبد الصمد الهاشمي» (7/ 45، 46) ، التذكرة الحمدونية 1/ 166 رقم 378. [3] حلية الأولياء 7/ 14. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 238 تَلِي الْقَضَاءَ! قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهَلْ [لا] [1] بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ قَاضٍ، فَقَالَ سفيان: و [لا] بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ شُرَطِيٍّ [2] . وَقَالَ قَبِيصَةُ: قِيلَ لِشَرِيكٍ: إِنَّ سُفْيَانَ قَالَ: أَيُّ رَجُلٍ أَفْسَدُوا؟ قَالَ: لَوْ كَانَ لِسُفْيَانَ بَنَاتٌ أَفْسَدُوهُ أَكْثَرَ مِمَّا أَفْسَدُونِي. وَلَقِيَ سُفْيَانُ يُونُسَ بْنَ مِسْمَارٍ فَقَالَ: يَا يُوسُفُ: أَسْمَنْتَ الْبِرْذَوْنَ وَأَهْزَلْتَ الدِّينَ، فَقَالَ: أَنَا أَنْفَعُ لِلنَّاسِ مِنْكَ، أَتَكَلَّمُ فِي المحبوس فيطلق، ويجيء الْمَلْهُوفُ فَأُعِينُهُ، وَأَتَكَلَّمُ فِي الْحَمَّالَةِ، وَأَسْعَى فِي الأُمُورِ، قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ إِذَا لَقِيَهُ بَعْدُ سَلَّمَ عَلَيْهِ. وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ، يَعْنِي الْمُتَزَهِّدَ، يَلُوذُ بِالسُّلْطَانِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ، وَإِذَا رَأَيْتَهُ يَلُوذُ بِالأَغْنِيَاءِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ مرائي [3] ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ بِقَوْلِ: أَرُدُّ مَظْلَمَةً، وَأَدْفَعُ عَنْ مَظْلُومٍ، فَإِنَّ هَذِهِ خُدْعَةٌ مِنْ إِبْلِيسَ اتَّخَذَهَا فُجَّارُ الْقُرَّاءِ سُلَّمًا. فَصْلٌ قَالَ مُبَارَكٌ أَخُو سُفْيَانَ: رَأَيْتُ عَاصِمَ بْنَ أَبِي النَّجُودِ: جَاءَ إِلَى سُفْيَانَ يَسْتَفْتِيهِ فَقَالَ: أَتَيْتَنَا يَا سُفْيَانُ صَغِيرًا، وَأَتَيْنَاكَ كَبِيرًا [4] . وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ [5] . وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَبْصَرَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ سُفْيَانَ مُقْبِلا فقال: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 19: 12 [6] .   [1] زيادة من حلية الأولياء 7/ 47. [2] الورع لأحمد 195، حلية الأولياء 7/ 47، وفيات الأعيان 2/ 387. [3] حلية الأولياء 6/ 387 6/ 357. [4] تقدمة المعرفة 1/ 84، حلية الأولياء 6/ 357، تاريخ بغداد 9/ 163، وفيات الأعيان 2/ 387. [5] حلية الأولياء 6/ 360، تاريخ بغداد 9/ 155. [6] سورة مريم، الآية 11. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 239 وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أَفْضَلَ مِنْ سُفْيَانَ. سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ: ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ سُفْيَانُ فِي التَّابِعِينَ لَكَانَ فِيهِمْ لَهُ شَأْنٌ [1] . وَعَنْهُ قَالَ: لَوْ حَضَرَ عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ لاحْتَاجَا إِلَى مِثْلِ سُفْيَانَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَشْبَهَ بِالتَّابِعِينَ مِنْ سُفْيَانَ [2] . وَقَالَ شُعْبَةُ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي، إِنَّهُ سَادَ بِالْوَرَعِ وَالْعِلْمِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ [3] . وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَعْلَمَ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَلا رَأَى هُوَ مِثْلَ نَفْسِهِ [4] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا نُعِتَ لِي رَجُلٌ إِلا وَجَدْتُهُ دُونَ نَعْتِهِ، إِلا الثَّوْرِيَّ [5] . قُلْتُ: هَذَا الرَّجُلُ وَأَمْثَالُهُ، مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ هَذِهِ الْجَلالَةَ فِي الْقُلُوبِ سُدًى، فَحُبُّ سُفْيَانَ مِنَ الإِيمَانِ. - وَمِنْ شُيُوخِهِ [6]- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ] الْمُنْتَشِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَآدَمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَابْنُ أَبِي خالد، وإسماعيل السّدّيّ، وأشعث ابن أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَالأَغَرُّ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَأَيَادُ بْنُ لقيط.   [1] تاريخ بغداد 9/ 169. [2] تاريخ الثقات للعجلي 191 رواه عن أبي داود الحفري، عن ابن أبي ذئب. [3] تقدمة المعرفة 1/ 59. [4] حلية الأولياء 7/ 8 د 6/ 358، وتاريخ بغداد 9/ 155 و 156. [5] تقدمة المعرفة 1/ 57. [6] في تهذيب الكمال 11/ 155 وما بعدها جريدة رائعة بأسماء شيوخ سفيان وتلاميذه، وفيها زيادة على ما هنا. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 240 وَأَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، وَبُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَطَاءٍ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ بْنُ هُرْمُزَ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَجَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، وَجَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفَقِيمِيُّ، وَحَمَّادٌ الْفَقِيهُ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَسُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسُهَيْلٌ، وَصَالِحُ بْنُ حَيٍّ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَابْنُ طَاوُسٍ، وَابْنُ عُقَيْلٍ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَابْنُ أَبِي لَبِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بُشَيْرٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَتِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَحْمَرِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَذِيمَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ جُدْعَانَ، وَعِمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَعَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَفِرَاسٌ الْهَمْدَانِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَمُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، وَمَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، وَمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَالْمِقْدَامُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَمُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَمَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَمَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الأَعْوَرُ، وَهِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَوَاصِلٌ الأَحْدَبُ، وَيَحْيَى بْنُ أبِي إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بْنُ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، وَأَبُو الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرَّمَادِيُّ، وَأَبُو يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ. - وَمِنْ تَلامِذَتِهِ- أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، شَيْخُ الثُّغُورِ، وَأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَبِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، وَبِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ السُّلَيْمِيُّ، وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ بن الْعَابِدُ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَرَوْحٌ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَسُفْيَانُ بن الجزء: 10 ¦ الصفحة: 241 عُقْبَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَضَمْرَةُ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ قَانِعٍ، وَعَمْرٌو الْعَنقَزِيُّ، وَالْقَاسِمُ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو هَمَّامٍ الدَّلالُ، وَمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ الْعَقَدِيُّ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ لا يُحْصَوْنَ، وَآخِرُ ثِقَةٍ رَوَى عَنْهُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ. 152- سَلامُ [1] بْنُ مِسْكِينٍ [2] ، أَبُو رَوْحٍ الأَزْدِيُّ، النَّمِرِيُّ، الْبَصْرِيُّ. - خ. م. د. س- عَنِ: الْحَسَنِ، وَثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي ظِلالٍ هِلالٍ، وَأَبِي غَالِبٍ حَزَوَّرٍ وَيَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ إِنْ كَانَ لَقِيَهُ، وَعَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وعبد الرحمن   [1] في الأصل «سليم» ، وهو وهم. [2] انظر عن (سلّام بن مسكين) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 283، والتاريخ لابن معين 2/ 705 (في الكنى) ، وتاريخ الدارميّ، رقم 355، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 300 و 669 و 670 و 1197 و 2/ رقم 1494 و 3/ رقم 4856، والتاريخ الكبير 4/ 134 رقم 2228، والتاريخ الصغير 186، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 183 رقم 332، وسؤالات الآجرّي لأبي داود، رقم 310، والمعرفة والتاريخ 1/ 475 و 701 و 2/ 53 و 125، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 171، والجرح والتعديل 4/ 258 رقم 1117، والثقات لابن حبّان 6/ 416، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 149 رقم 449، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 333 رقم 466، ورجال صحيح مسلم 1/ 282 رقم 612، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 7، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 191 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 197 رقم 736، والكامل في التاريخ 3/ 58 و 6/ 65، وتهذيب الكمال 12/ 294- 298 رقم 2662، والكاشف 1/ 331 رقم 2232، والمغني في الضعفاء 1/ 272 رقم 2507، وميزان الاعتدال 2/ 181 رقم 3355، وسير أعلام النبلاء 7/ 414، 415 رقم 155، والعبر 1/ 250، وشرح علل الترمذي لابن رجب 355، وتهذيب التهذيب 4/ 286، 287 رقم 493، وتقريب التهذيب 1/ 342 رقم 619، وخلاصة تذهيب التهذيب 160، وشذرات الذهب 1/ 263. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 242 ابن مَهْدِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحٌ الْحَدِيثِ [3] . وَرَوَى الْبُخَارِيُّ [4] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ: أَنَّهُ مَاتَ فِي آخِرِ سِنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ. وَقَدْ وَهِمَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ [5] ، إِلا أَنَّهُ مِنَ الْعَابِدِينَ. قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ [6] . 153- سَلَمَةُ [7] بْنُ الْعَيَّارِ [8] ، الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو مُسْلِمٍ. - ن- مَوْلَى بَنِي   [1] الجرح والتعديل 4/ 258 وقال الدارميّ في تاريخه: «سألت يحيى بن معين، قلت: سلّام بن مسكين أحبّ إليك في الحسن أم المبارك؟ فقال: سلّام» . [2] في الجرح والتعديل 4/ 258. [3] ووثّقه ابن سعد في الطبقات، وأحمد في العلل، غير أنه قال: «إلّا أن سلّاما كان يرى القدر» ، وسئل: «سلام فوق أبي الأشهب؟ قال: لا. ثم قال: ما أقربهما» . وقال سفيان الثّوريّ: «لم أرها هنا شيخا مثل هذا، يعني سلّام بن مسكين» . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. وقال الحاكم: «كان من أعبد أهل زمانه» ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: «لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ» . وَقَالَ أَبُو داود: «كان يذهب إلى القدر» . [4] في تاريخه الكبير. وكذا أرّخه يحيى بن معين. [5] رواه بذلك أحمد، وأبو داود، كما تقدّم. [6] الأسامي والكنى للحاكم. [7] في الأصل «سلم» ، وهو غلط. [8] انظر عن (سلمة بن العيّار) في: التاريخ الكبير 4/ 84 رقم 2043، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 272، 273 و 340 و 2/ 703، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 112، والجرح والتعديل 4/ 167 رقم 735، والثقات لابن حبّان 8/ 284، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 155، والسابق واللاحق 335 رقم 315، والإكمال لابن ماكولا 6/ 287، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 328، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 235، وتهذيب الكمال 11/ 302- 305 رقم 2463، والكاشف 1/ 307 رقم 3062، وشرح علل الترمذي لابن رجب 391، والوافي بالوفيات 15/ 321، 322 رقم 452، وتهذيب التهذيب 4/ 152، 153 رقم 264، وتقريب التهذيب 1/ 318 رقم 376، وخلاصة تذهيب التهذيب 148، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2// 299، 300 رقم 644. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 243 فَزَارَةَ، وَاسْمُ أَبِيهِ أَحْمَدُ بْنُ حُصَيْنٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: هُوَ أَثْبَتُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ، مَعَ يَزِيدَ بْنِ السَّمْطِ. وَكَانَا وَرِعَيْنِ فَاضِلَيْنِ، صَحِيحَيِ الْحِفْظِ، عَلَى حَالِ تَقَلُّلٍ مِنَ الدُّنْيَا مَا تَلَبَّسَا بِشَيْءٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ. قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ [3] ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، مَاتَ شَابًّا. 154- سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ [4] ، أَبُو معاذ. - ت. س- بصريّ مشهور.   [1] تاريخ دمشق 66/ 328. [2] في الثقات 8/ 284. [3] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 272، 273. [4] انظر عن (سليمان بن أرقم) في: التاريخ لابن معين 2/ 228، وتاريخ الدارميّ، رقم 401، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1570 و 2756، والتاريخ الكبير 4/ 2، 3 رقم 1756، والتاريخ الصغير 192، والضعفاء الصغير 262 رقم 142، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 104 رقم 158، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، المعرفة والتاريخ 1/ 578 و 3/ 4 و 35 و 57، وتاريخ واسط لبحشل 88 و 131، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 ورقم 246، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 123، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 121، 122 رقم 599، والجرح والتعديل 4/ 100، 101 رقم 450، والمجروحين لابن حبّان 1/ 328، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1100- 1105، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 97 رقم 248، وتاريخ جرجان 162، وتاريخ بغداد 9/ 13، 14 رقم 4612، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 125، والسابق واللاحق 214 رقم 317، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 245، 246، وتهذيب الكمال 11/ 351- 355 رقم 2491، والمغني في الضعفاء 1/ 277 رقم 2560، والكاشف 1/ 311 رقم 2088، وميزان الاعتدال 2/ 196 رقم 3427، وغاية النهاية 1/ 312 رقم 1372، وتهذيب التهذيب 4/ 168، 169 رقم 297، وتقريب التهذيب 1/ 321 رقم 409، وخلاصة تذهيب التهذيب 150. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 244 عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ شَيْخُهُ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فِيمَا قِيلَ، وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي وَثَّقَهُ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ [1] ، وَقِيلَ: ابْنُ قَرْمٍ [2] . نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: سليمان بن أرقم لَيْسَ بِذَاكَ [3] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِالْمَتِينِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : هُوَ رَافِضِيٌّ غَالٍ يَقْلِبُ الأَخْبَارَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [6] : تَرَكُوهُ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابن معين [7] : ليس بشيء، وقال مرة: ليس يَسْوَى فَلْسًا. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ [8] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ لا يَسْوَى شَيْئًا، لا يُرْوَى عَنْهُ.   [1] سيأتي باسم «سليمان بن قرم بن معاذ» . [2] هو «سليمان بن قرم بن معاذ» وسيأتي. [3] هذا القول بحقّ «سليمان بن قرم بن معاذ» وسيأتي قريبا. وعن ابن أرقم قال: في الجرح والتعديل 4/ 101 قال: «بصريّ ضعيف الحديث، ذاهب الحديث» . [4] في الجرح والتعديل 4/ 101 «متروك الحديث» . أما قوله: «ليس بالمتين» فهو عن «سليمان بن قرم» . [5] ليس في المجروحين قوله: «هو رافضي غال» وهذا القول في «سليمان بن قرم الضبيّ» وسيأتي. [6] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير، والضعفاء الكبير للعقيليّ، والكامل لابن عديّ 3/ 1101. [7] في تاريخه 2/ 228، والجرح والتعديل 4/ 100، والكامل لابن عديّ 3/ 1100، وتاريخ بغداد 9/ 13 و 14. [8] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 1570 و 2756، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 121، والجرح والتعديل 4/ 100، والمجروحين لابن حبّان 1/ 328، والكامل لابن عديّ 3/ 1100، وتاريخ بغداد 9/ 14. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 245 وقال السّعديّ [1] : ساقط. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [2] : مَتْرُوكٌ. قُلْتُ: مِنْ بَلايَاهُ حَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: «اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ، وَتَسَمَّوْا بِخِيَارِكُمْ، وَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ» [3] . 155- سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ [4] ، أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ. عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ قُدَامَةَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. 156- سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، الْحَمْرَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ، الأَفْطَسُ، الْفَقِيهُ الْعَابِدُ. كَانَ مُتَأَلِّهًا قَوَّالا بِالْحَقِّ، فَقِيهًا. حَمَلَ عَنْهُ: ابْنُ الْقَاسِمِ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 157- سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ [5] ، أَبُو الرَّبِيعِ الْجُمَحِيُّ، الْمِصْرِيُّ، الزَّاهِدُ. أَحَدُ السَّادَةِ الأَوْلِيَاءِ. وُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، وَأَخَذَ عَنِ التَّابِعِينَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَقِيهُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ سُلَيْمَانَ بْنَ الْقَاسِمِ قَطُّ، هُمَا اثْنَانِ أَقْتَدِي بِهِمَا فِي دِينِي: سُلَيْمَانُ فِي الْوَرَعِ، وَمَالِكٌ فِي الْعِلْمِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ لَيَّنَ لِسُلَيْمَانَ ظَهْرَهُ، وَكَانَ مَسْجِدُهُ فِرَاشَهُ. قَالَ سَعِيدٌ الآدَمِيُّ: خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ قَاسِمِ، رحمه الله، إلى مكة، فما   [1] في أحوال الرجال 104 رقم 158. [2] في الضعفاء والمتروكين 97 رقم 248. [3] أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 121. [4] انظر عن (سليمان بن عبيد) في: التاريخ الكبير 4/ 25 رقم 1846، والجرح والتعديل 4/ 130 رقم 563، والثقات لابن حبّان 6/ 393. [5] انظر عن (سليمان بن القاسم الزاهد) في: الجرح والتعديل 4/ 137 رقم 599. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 246 نَامَ فِي مَحْمَلٍ، وَلا اضْطَجَعَ لِنَوْمٍ حَتَّى رَجَعَ. ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ سُلَيْمَانَ، فِي قَوْلِهِ تعالى لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا 11: 7 [1] قَالَ: لَمْ يَقُلْ أَكْثَرَ. مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 158- سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمِ بْنِ مُعَاذٍ [2] ، أَبُو دَاوُدَ الضَّبِّيُّ. - م. د. ت. س- وَيُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، فَيُقَالُ فِيهِ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ. كُوفِيٌّ صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ الَّذِي وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، لا ابْنُ أَرْقَمَ، وَلَكِنْ وَهِمَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ، وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ تَرْجَمَةٌ فِي تَرْجَمَةٍ. رَوَى ابْنُ قَرْمٍ عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، وَأَبُو الْجَوَّابِ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ شيعيّ مفرط، ضعّفه ابن معين [3] .   [1] سورة هود، الآية 7، وسورة الملك، الآية 2. [2] انظر عن (سليمان بن قرم) في: التاريخ لابن معين 2/ 234، وفيه (سليمان بن معاذ بن قرم) بتقديم جدّه، وتاريخ الدارميّ، رقم 405، والتاريخ الكبير 4/ 33 رقم 1871 و 39 رقم 1894، و 39 رقم 1894، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 251، وتاريخ الطبري 4/ 532، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 86، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 136، 137 رقم 624، و 625، والجرح والتعديل 4/ 136، 137 رقم 597، والمجروحين لابن حبّان 1/ 332، و 333، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1105- 1108 و 1122، ورجال صحيح مسلم 1/ 272 رقم 584، و 273 رقم 588، ورجال الطوسي 207 رقم 77، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 349، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 185 رقم 692 و 696، وتهذيب الكمال 12/ 51- 54 رقم 2555، والكاشف 1/ 319 رقم 2143، والمغني في الضعفاء 2/ 282 رقم 2613 و 283 رقم 2626، وميزان الاعتدال 2/ 219 رقم 3599 و 223 رقم 3514، وتهذيب التهذيب 4/ 213، 214 رقم 367 و 219 رقم 371، وتقريب التهذيب 1/ 329 رقم 480 و 330 رقم 495، وخلاصة تذهيب التهذيب 154. [3] في تاريخه 2/ 234، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 137. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 247 وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: [1] هُوَ خَيْرٌ مَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ [2] : سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، ثَنَا عَنْهُ الطَّيَالِسِيُّ. وَرَوَى عَبَّاسٌ أَيْضًا، عَنْ يَحْيَى [3] قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ يُحَدِّثُ عَنِ الأَعْمَشِ، كَانَ ضَعِيفًا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أَرَى بِهِ بَأْسًا، لَكِنَّهُ يُفْرِطُ فِي التَّشَيُّعِ [4] . 159- سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ [5] . - ع- عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سليمان سعدويه، وغيرهم. وكان ثقة.   [1] في الكامل في الضعفاء 3/ 1108 وزاد: «بكثير» . [2] في تاريخه 2/ 234، والجرح والتعديل 4/ 137، والمجروحين لابن حبّان 1/ 333. [3] في تاريخه 2/ 234. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 137. وضعّفه النسائي، وذكره العقيلي في الضعفاء، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ. وَقَالَ ابْنُ حبّان: «كان رافضيّا غاليا في الرفض، ويقلب الأخبار مع ذلك» . [5] انظر عن (سليمان بن كثير العبديّ) في: سؤالات ابن محرز، رقم 286، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 275، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 349، والتاريخ الكبير 4/ 33، 34 رقم 1873، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 35، والمعرفة والتاريخ 1/ 376، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 137، 138 رقم 626، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 169، والجرح والتعديل 4/ 138 رقم 603، والمجروحين لابن حبّان 1/ 334، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1135، 1136، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 312 رقم 434، ورجال صحيح مسلم 1/ 273، 274 رقم 590، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 180 رقم 679، وتهذيب الكمال 12/ 56- 58 رقم 2557، والكاشف 1/ 319 رقم 2145، والمغني في الضعفاء 1/ 282 رقم 2614، وميزان الاعتدال 2/ 220، رقم 3500، والوافي بالوفيات 15/ 421 رقم 570، وشرح علل الترمذي لابن رجب 341، وتهذيب التهذيب 4/ 215، 216 رقم 370، وتقريب التهذيب 1/ 329 رقم 483، وهدي الساري 408، وخلاصة تذهيب التهذيب 154. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 248 قال النّسائيّ: لا بأس به، يكنّى: أبا دَاوُدُ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ: فَفِيهِ شَيْءٌ [1] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ: سَكَنَ الْبَصْرَةَ، وَمَا رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَإِنَّهُ قَدِ اضْطَرَبَ فِي أَشْيَاءَ، وَهُوَ فِي غَيْرِ الزُّهْرِيِّ، أَثْبَتُ [3] . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [4] : سُلَيْمَانُ بن كثير الواسطيّ مضطرب الحديث، وروى عن: حُصَيْنٌ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ أَحَادِيثَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا. قُلْتُ: قَدْ تَقَرَّرَ أَنَّهُ صَدُوقٌ يُحْتَجُّ بِهِ [5] . مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ [6] . 160- سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كريمة [7] .   [1] قال العقيلي: «مضطرب الحديث. حدّثنا عبد الله بن علي (تحرّف في المطبوع 2/ 137 إلى «علس» ) ، قال: سمعت محمد بن يحيى قال: سمعت سليمان بن كثير العبديّ سكن البصرة ما رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَإِنَّهُ قَدِ اضْطَرَبَ فِي أشياء منها، وهو في غير حديث الزهري أثبت» . [2] القول في الجرح والتعديل 4/ 138 «ضعيف» فقط. أما في معرفة الرجال فقال: «ليس به بأس» . (1/ 84 رقم 275) . [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 137. [4] في الضعفاء الكبير 2/ 138. [5] قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ حبّان: «كان يخطئ كثيرا، أما روايته عن الزهري فقد اختلط عليه صحيفته فلا يحتجّ بشيء ينفرد به عن الثقات ويعتبر بما وافق الأثبات في الروايات» . وقال ابن عديّ: «ولسليمان بن كثير غير ما ذكرت من الحديث، عن الزهري، وعن غيره أحاديث صالحة، وقد روى عنه أخوه محمد بن كثير العبديّ بأحاديث صالحة، وقد روى عنه أخوه محمد بن كثير العبديّ بأحاديث عداد، وأحاديثه عندي بمقدار ما يرويه لا بأس به» . [6] وقع في (المجروحين) : «سنة ثلاثة وثلاثين ومائة» وهو وهم. [7] هو أبو سلمة الصيداوي من مدينة صيدا بساحل الشام. انظر عنه في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 138 رقم 627، والجرح والتعديل 4/ 138 رقم 605، وتاريخ الطبري 4/ 262، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1111، 1112، والمعجم الكبير للطبراني 23/ 367 رقم 870، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 307، 308، في ترجمة حفيده (عبد الله بن محمد بن حمزة بن أبي كريمة) ، والكفاية في علم الرواية للخطيب 48، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 544، وبتحقيق الأستاذ محمد الجزء: 10 ¦ الصفحة: 249 عَنْ: مَكْحُولٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَخَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. قال ابن عديّ [1] : عامّة أحاديث مَنَاكِيرُ، وَلَمْ أَرَ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامًا. قُلْتُ: ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [2] ، وَمَا وَثَّقَهُ أَحَدٌ [3] . 161- سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقَيْسِيُّ [4] ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ،   [ () ] أحمد دهمان 10/ 251، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 23 و 6/ 285، والأنساب لابن السمعاني 358 أ، وميزان الاعتدال 2/ 221، 222 رقم 3502، ولسان الميزان 3/ 102، وسلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني 80، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 305، 306 رقم 651. [1] في الكامل 3/ 1112. [2] في الجرح والتعديل 4/ 138. [3] وقال العقيلي في (الضعفاء الكبير) : «عن هشام بن حسان يحدّث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه» . [4] انظر عن (سليمان بن المغيرة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 280، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 313 و 1132 و 2/ رقم 3546 و 3547 و 3/ رقم 5767، والعلل لابن المديني 86، وطبقات خليفة 222، وتاريخه 445، والتاريخ الكبير 4/ 38 رقم 1887، والتاريخ الصغير 185، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 43، وتاريخ الثقات للعجلي 204 رقم 618، والمعرفة والتاريخ 1/ 345 و 490 و 503 و 720 و 2/ 33 و 43 و 82 و 85 و 90 و 91 و 92 و 96 و 98 و 250 و 282 و 3/ 100 و 155- 157 و 361، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 555، و 670 و 2/ 685، وتاريخ الطبري 5/ 332، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والجرح والتعديل 4/ 144، 145 رقم 626، ومشاهير علماء الأمصار 157 رقم 1241، والثقات لابن حبّان 6/ 390، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 148 رقم 442، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 873 رقم 1488، ورجال صحيح مسلم 1/ 268 رقم 576، والسابق واللاحق 343 (في ترجمة: معتمر بن سليمان) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 222 أ، وتاريخ جرجان 246، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 183 رقم 684، وتهذيب الكمال 12/ 69- 73 رقم 2567، والكاشف 1/ 320 رقم 2150، والمعين في طبقات المحدّثين 60 رقم 586، وسير أعلام النبلاء 7/ 415- 419 رقم 156، والعبر 1/ 245 و 301، ودول الإسلام 1/ 111، وتذكرة الحفاظ 1/ 220، والوافي بالوفيات 15/ 429 رقم 582، وشرح علل الترمذي لابن رجب 358، وغاية النهاية 1/ 315 رقم 1388، وتهذيب التهذيب 4/ 220، 221 رقم 373، وتقريب التهذيب 1/ 330 رقم 497، وطبقات الحفاظ 93، وخلاصة تذهيب التهذيب 154، وشذرات الذهب 1/ 260. قد ذكر الدكتور «بشار عواد معروف» في حاشية (تهذيب الكمال (5) - ج 12/ 69) : «تاريخ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 250 أَحَدُ الأَعْلامِ. - ع- عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ سَيِّدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ بَصْرِيًّا أَفْضَلَ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الرِّجَالِ [2] . وَسُئِلَ ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَأَظُنُّهُ سَمَّى غَيْرَهُ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [4] : حَدِيثُهُ ثِقَةٌ. قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: نَا وُهَيْبٌ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ لَنَا: خُذُوا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكُنَّا نَأْتِيهِ وَهُوَ فِي نَاحِيَةٍ، وَأَبُوهُ فِي نَاحِيَةٍ [5] . قلت: مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [6] . 162- سُلَيْمَانُ الخوّاص [7] .   [ () ] يحيى برواية الدوري 2/ 234» بين مصادر صاحب هذه الترجمة، وهذا غلط، فقد وهم بينه وبين «سليمان بن أبي المغيرة العبسيّ» . [1] الجرح والتعديل 4/ 145. [2] تهذيب الكمال 12/ 72، وانظر: الجرح والتعديل 4/ 145. [3] الجرح والتعديل 4/ 145 وليس فيه الجملة الأخيرة. [4] الجرح والتعديل 4/ 145. [5] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 280، وفي الجرح والتعديل 4/ 144 بدون جملة: «وكنا نأتيه..» . [6] وثّقه العجليّ، وقال عنه أحمد بن حنبل: ثبت، ثبت. وذكره ابن حبّان في الثقات، ووثّقه المديني، وابن شاهين، وروى عنه الشيخان. [7] انظر عن (سليمان الخوّاص) في: حلية الأولياء 8/ 276، 277 رقم 407، وطبقات الصوفية للسلمي 98، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 449 وما بعدها، وصفة الصفوة 3/ 273، 274 رقم 798، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 251 زَاهِدُ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ، أَبُو أَيُّوبَ، كان أكثر مقامه بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَدَخَلَ بَيْرُوتَ. حَكَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسَفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَحُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ. قَالَ السَّرِيُّ السَّقَطِيُّ: أَرْبَعَةٌ كَانُوا قَدْ أَعْمَلُوا أَنْفُسَهُمْ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَلَمْ يُدْخِلُوا أَجْوَافَهُمْ إِلا الْحَلالَ: وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، فَنَظَرُوا إِلَى الْوَرَعِ، فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأُمُورُ، فَزِعُوا إِلَى التَّعَلُّلِ أَوْ قَالَ التَّذَلُّلِ [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْخَوَّاصُ: قَالَ لِي بِشْرٌ الْحَافِي: أَتَمَنَّى أَرْبَعَةً: يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ، وَالثَّوْرِيَّ، وَسُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ. وَقَالَ الْفِرْيَابِيُّ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ الأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، فَذَكَرَ الأَوْزَاعِيُّ الزُّهَّادَ فَقَالَ: أَمَا نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِثْلَهُمْ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ مِنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ، وَلَمْ يَشْعُرْ سَعِيدٌ بِأَنَّهُ فِي الْمَجْلِسِ، فَقَنَّعَ سُلَيْمَانُ رَأْسَهُ وَقَامَ، فَأَقْبَلَ الأَوْزَاعِيُّ عَلَى سَعِيدٍ فَقَالَ: لا تَعْقِلْ مَا تَقُولُ؟ تُؤْذِي جَلِيسَنَا، تُزَكِّيهِ فِي وَجْهِهِ [2] . رَوَى أَبُو سَهْلٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ، فَرَأَيْتُهُ جَالِسًا فِي الظُّلْمَةِ وَحْدَهُ، فَكَلَّمْتُهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: ظُلْمَةُ الْقَبْرِ أَشَدُّ، فَقُلْتُ: أَلا تَطْلُبُ لَكَ رَفِيقًا؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا أَقُومَ بِحَقِّهِ، قُلْتُ: هَذَا مَالٌ صَحِيحٌ أَصَبْتُهُ وَأَنَا لَكَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةَ، خُذْهُ فَأَنْفِقْهُ، قَالَ: يَا سَعِيدُ إِنَّ نَفْسِي لَمْ تُجِبْنِي [3] إِلَى مَا رَأَيْتَ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تقول، فإن   [ () ] ووفيات الأعيان 2/ 471، وسير أعلام النبلاء 8/ 159، 160 رقم 23، والوافي بالوفيات 15/ 375 رقم 522، والكواكب الدريّة للمناوي 118، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 321، 322 رقم 661. [1] وفيات الأعيان 12/ 471 وليس فيه من: «فنظروا إلى الورع..» . [2] حلية الأولياء 8/ 276، تاريخ دمشق 6/ 451. [3] في الأصل «تجيبني» وهو غلط نحوي. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 252 أَخَذْتَ مَالَكَ ثُمَّ فَرِغَ فَمَنْ لِي بِمِثْلِهِ صَحِيحٌ [1] ؟. فَتَرَكْتُهُ ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الْغَدِ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الرَّجُلَ لا تُسْتَجَابُ دَعْوَتُهُ فِي الْعَامَّةِ حَتَّى يَكُونَ نَقِيَّ الْمَطْعَمِ، نَقِيَّ الْمَلْبَسِ، فَادْعُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ دَعْوَةً، فَابْتَدَرَ الْبَابَ مُغْضَبًا ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ بِالأَمْسِ تُفَتِّنِّي [2] ، وَأَنْتَ الْيَوْمَ تُشْهِرُنِي!؟ فَأَتَيْتُ الأَوْزَاعِيَّ، فَقَالَ لِي: يَا سَعِيدُ، دَعْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فَإِنَّهُمَا لَوْ كَانَ أَدْرَكَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَانَا مِنْ خِيَارِ الصَّحَابَةِ [3] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ بِالذِّكْرِ، وذهب الْخَوَّاصُ بِالْعَمَلِ [4] . يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الأَنْطَاكِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ. وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ شَكَوْكَ أَنَّكَ تَمُرُّ فَلا تُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ لِفَضْلٍ أَرَاهُ عِنْدِي، ولكنّي شبه الحنش [5] ، إن ثوّرته ثار، وإن قَعَدْتُ مَعَ النَّاسِ جَاءَنِي مَا أُرِيدُ وَمَا لا أُرِيدُ [6] . وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ: رَأَى رَجُلٌ كَأَنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، وَنُودِيَ: لِيَقُمِ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونُ، فَقَامَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ثُمَّ قَامَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ. ثُمَّ نُودِيَ: لِيَقُمِ السَّابِقُونَ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ [7] . وَعَنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ قَالَ: كيف آكل الخبز وأنا لا أرى إجارة الطّواحين [8] .   [1] حلية الأولياء 8/ 277 باختلاف في العبارات. وانظر: صفة الصفوة 3/ 273، 274، وتاريخ دمشق 16/ 452. [2] في الأصل «تفيني» ، والتصويب من (صفة الصفوة) . [3] صفة الصفوة 3/ 273، 274 وليس فيه «إبراهيم بن أدهم» مع اختلاف يسير. والخبر في تاريخ دمشق 16/ 451. [4] تاريخ دمشق 16/ 451. [5] في حلية الأولياء «شيبة الحسن» . [6] حلية الأولياء 8/ 277. [7] تاريخ دمشق 16/ 452، الوافي بالوفيات 15/ 375. [8] في حلية الأولياء 8/ 277: «كيف آكل الطعام وأنا لا أدري إلا رجاء» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 253 قُلْتُ: لَمْ يَرْوِ الْخَوَّاصُ شَيْئًا. مَا ظَفِرْتُ لَهُ بِوَفَاةٍ، وَلَكِنَّ وَفَاتَهُ قَرِيبَةٌ مِنْ وَفَاةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ. 163- سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ [1] ، أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ- ع. م- وَهُوَ أَخُو حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ. رَوَى عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ البناني. وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وشعيب بن محرز، وهدبة بن خالد، وبشر بن الوليد الكندي، وحبان بن هلال. وسمى حبان والده عبد الله. وقيل بل اسم أبيه مهران. روى إسحاق الكوسج، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] ، وَأَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وكذا قال النّسائيّ [5] .   [1] انظر عن (سهيل بن أبي حزم القطعي) في: التاريخ الكبير 4/ 106 رقم 2129 واسمه سهيل بن مهران، والتاريخ الصغير 186 و 195، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، والضعفاء لأبي زرعة 624، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 284، وتاريخ الثقات للعجلي 210 رقم 636، والجرح والتعديل 4/ 247، 248 رقم 1064، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 121، والمجروحين لابن حبّان 1/ 353، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 154 رقم 656، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1287، 1288، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 158 رقم 493، ومشتبه النسبة لعبد الغني، ورقة 3 ب، والإكمال لابن ماكولا 7/ 148، وتهذيب الكمال 12/ 217- 219 رقم 2626، والكاشف 1/ 327 رقم 2203، والمغني في الضعفاء 1/ 288 رقم 2689، وميزان الاعتدال 2/ 244 رقم 3605، والوافي بالوفيات 16/ 37 رقم 34، وتهذيب التهذيب 4/ 261 رقم 449، وتقريب التهذيب 1/ 338 رقم 576، وخلاصة تذهيب التهذيب 158. [2] الجرح والتعديل 4/ 248. [3] في تاريخه الكبير 4/ 106 رقم 2129، وقال في تاريخه الصغير «لا يتابع في حديثه، يتكلّمون فيه» . [4] في الجرح والتعديل 4/ 248 وزاد: «يكتب ولا يحتجّ به، وحزم أخوه أتقن منه» . [5] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 284. وقال ابن حبّان: «مات قبل حزم، ومات حزم سنة خمس وسبعين ومائة، ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات» . وقال ابن عديّ: «لا يتابع في حديثه، ويكنّى سهيل هذا: أبا بكر، يتكلّمون فيه» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 254 164- سَوَادَةُ بْنُ [أَبِي] الأَسْوَدِ الْقَطَّانُ [1] ، وَاسْمُ أَبِيهِ مُسْلِمٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] . 165- سُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [3] ، أَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ الْحَنَّاطُ، بِالنُّونِ، الْعَطَّارُ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَقَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ. وعَبْدُ اللَّهِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَعِدَّةٌ. رَوَى الْكَوْسَجُ [عَنِ] [4] ابْنِ معين: صالح الحديث [5] .   [ () ] وقال أيضا: «ومقدار ما يروي من الحديث إفرادات ينفرد بها عن من يرويه عنه» . ووثّقه العجليّ، وقال ابن شاهين: «صالح» ، وفيه «سهل» بدل «سهيل» . [1] انظر عن (سوادة بن أبي الأسود) في: التاريخ الكبير 4/ 186 رقم 2426، والجرح والتعديل 4/ 293 رقم 1268، والثقات لابن حبّان 8/ 304، ورجال صحيح مسلم 1/ 296 رقم 641، وتهذيب الكمال 12/ 231، 232 رقم 2632، والكاشف 1/ 327 رقم 2207، وتهذيب التهذيب 4/ 265، 266 رقم 457، وتقريب التهذيب 1/ 339 رقم 584، وخلاصة تذهيب التهذيب 158. [2] الجرح والتعديل 4/ 293، وكذا قال أبو حاتم. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (سويد بن إبراهيم) في: تاريخ الدارميّ، رقم 43 و 399، والتاريخ الكبير 4/ 148 رقم 2278، والتاريخ الصغير 182، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 27، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 248، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292، رقم 261، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 158 رقم 663، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 141، والجرح والتعديل 4/ 237 رقم 1017، والمجروحين لابن حبّان 1/ 350، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1257- 1259، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 309، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 103 رقم 279، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 161 رقم 502، وكشف الأستار 180، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 152 ب، وتهذيب الكمال 12/ 242- 244 رقم 2640، والمغني في الضعفاء 1/ 290 رقم 2704، وميزان الاعتدال 2/ 247 رقم 3619، والوافي بالوفيات 16/ 53 رقم 72، وجامع التحصيل 233 رقم 270، وتهذيب التهذيب 4/ 270، 271 رقم 467، وتقريب التهذيب 1/ 340 رقم 593، وخلاصة تذهيب التهذيب 159. [4] في الأصل «روى الكوسج وابن معين» وهو غلط. [5] الجرح والتعديل 4/ 237. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 255 وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ [1] ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ فِيهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُهُ حَدِيثُ أَهْلِ الصِّدْقِ [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي «الْكُنَى» : لَيْسَ ثِقَةً. وَقَالَ فِي كِتَابِ «الضُّعَفَاءِ» [3] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَلَى الأَثْبَاتِ. قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ ومائة.   [1] في تاريخه، رقم 63 و 399، وفي الجرح والتعديل 4/ 237، والمجروحين لابن حبّان 1/ 350، والكامل في الضعفاء 3/ 1257. [2] الجرح والتعديل 4/ 237. [3] ص 292 رقم 261. [4] في المجروحين 1/ 350. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 256 [حرف الشين] 166- شبيب بن شيبة [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَهْتَمِ، أَبُو مَعْمَرٍ التَّمِيمِيُّ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ- ت-. أَحَدُ الخطباء البلغاء والأخباريّين الألبّاء.   [1] انظر عن (شبيب بن شيبة) في: التاريخ لابن معين 2/ 248، والتاريخ الكبير 4/ 232 رقم 2626، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 105، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 443، والمعرفة والتاريخ 2/ 261، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 293، والضعفاء والمتروكين للعقيليّ 2/ 191 رقم 715، وتاريخ اليعقوبي 2/ 394، وتاريخ الطبري 8/ 92 و 186، ومروج الذهب 1341، والوزراء والكتّاب 141، وأخبار البحتري 70، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 119، وأنساب الأشراف 3/ 221 و 233 و 257، وعيون الأخبار 1/ 22 و 91 و 106 و 224 و 285 و 2/ 159 و 3/ 10 و 53 و 59 و 73 و 119 و 135، والبيان والتبيين 1/ 47 و 112 و 113 و 352، والجرح والتعديل 4/ 358 رقم 1569، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 21 و 31 و 32 و 60 و 108، والمعارف 404، والأخبار الموفقيّات 165 و 207 و 399، والمجروحين لابن حبّان 1/ 363، وأمالي القالي 2/ 255، والعقد الفريد 5/ 107، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1357، 1348، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 105، رقم 286، وثمار القلوب 29 و 424، وربيع الأبرار 4/ 184 و 192 و 247 و 251 و 265 و 393، والمحاسن والمساوئ 425، وتاريخ بغداد 9/ 274- 278 رقم 4836، ونزهة الألباء 144، ومعجم البلدان 4/ 335، والكامل في التاريخ 5/ 291 و 6/ 87، ووفيات الأعيان 2/ 458- 460 رقم 289، وتهذيب الكمال 12/ 362- 368 رقم 2691، وخلاصة الذهب المسبوك 99، والكاشف 2/ 4 رقم 2257، والمغني في الضعفاء 1/ 295 رقم 2738، وميزان الاعتدال 2/ 262، 263 رقم 3660، والعبر 1/ 239، وتهذيب التهذيب 4/ 307، 308 رقم 525، وتقريب التهذيب 1/ 346 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، وشذرات الذهب 1/ 256. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 257 رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةٌ: صَالِحُ الحديث [2] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [3] ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : لا يُتَشَاغَلُ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ. قُلْتُ: كَانَ إِخْبَارِيًّا عَلامَةً مُفَوَّهًا وَأَمِيرًا جَلِيلا. وُلِّيَ إِمْرةَ الرَّيِّ لِلْمَهْدِيِّ. قَالَ الْمَنْصُورُ لَهُ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ مِنْ نَفْسِهِ لَكَ أَنْ جَعَلَ فَوْقَكَ أَحَدًا، فَلا تَرْضَ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بِأَنْ يَكُونَ عَبْدٌ هُوَ أَشْكَرُ مِنْكَ [5] . قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: تَأْخُذُ عَنْ شَبِيبٍ وَهُوَ يَدْخُلُ عَلَى الأمراء؟ فقال: خذوا عنه، فإنّه أشرف من أَنْ يَكْذِبَ [6] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [7] ، وَأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي مَوْكِبِ الْمَنْصُورِ،   [1] في الجرح والتعديل 4/ 358. [2] تاريخ بغداد 9/ 277. [3] في الضعفاء والمتروكين رقم 286. [4] في المجروحين 1/ 363. [5] الأخبار الموفقيّات 399، وعيون الأخبار 1/ 106، والمحاسن والمساوئ 435، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 247، والعقد الفريد 1/ 307، وتاريخ بغداد 9/ 275، ووفيات الأعيان 2/ 459، وخلاصة الذهب المسبوك 99. [6] تاريخ بغداد 9/ 277، الكامل في الضعفاء 4/ 1347، تهذيب الكمال 12/ 364. [7] قال في تاريخه: «ليس بثقة» ، وكذا في الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 191، والجرح والتعديل 4/ 358، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1347. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 258 فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رُوَيْدًا، إِنِّي أَمِيرٌ عَلَيْكَ. فَقَالَ: وَيْلُكَ أَأَمِيرٌ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: [قَالَ] : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقْطَفُ الْقَوْمِ دَابَّةً أَمِيرُهُمْ» . قَالَ: أَعْطُوهُ دَابَّةً، فَهُوَ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ يَتَأَمَّرَ عَلَيْنَا [1] . وَقَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: خَرَجَ شَبِيبٌ مِنْ دَارِ الْمَهْدِيِّ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ النَّاسَ [2] ؟ قَالَ: تَرَكْتُ الدَّاخِلَ رَاجِيًا، وَالْخَارِجَ رَاضِيًا [3] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 167- شَبِيبُ بْنُ مِهْرَانَ الْقَسْمَلِيُّ [4] ، أَبُو زِيَادٍ. عَنْ: قَتَادَةَ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَغَيْرُهُمْ [5] . 168- شَجَرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ: رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ. وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ. وُثِّقَ.   [1] تاريخ بغداد 9/ 274، وفيات الأعيان 2/ 459، ومثله ما ذكره الزمخشريّ في (ربيع الأبرار 4/ 393) قال: «أراد علي بن هشام مسايرة شبيب بن شيبة، فقال: كيف لي بها وأنا على برذون إن تركته وقف، وإن ضربته قطف، وأنت على فرس إن تركته سار، وإن ضربته طار؟ فحمله على فرس عتيق» . [2] في خلاصة الذهب المسبوك «الدار» بدل «الناس» والمثبت هو الصحيح. [3] عيون الأخبار 1/ 91، أنساب الأشراف 3/ 257، تاريخ بغداد 9/ 275، وفيات الأعيان 2/ 459، خلاصة الذهب المسبوك 99. [4] انظر عن (شبيب بن مهران القسملي) في: التاريخ الكبير 4/ 233 رقم 2632، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 41، والجرح والتعديل 4/ 360 رقم 1575، والثقات لابن حبّان 6/ 443، وميزان الاعتدال 2/ 264 رقم 3662، والمغني في الضعفاء 1/ 295 رقم 2739. [5] سكت عنه أبو حاتم. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال المؤلّف الذهبي في (ميزان الاعتدال) : «قال السيف بن المجد الحافظ: فيه بعض الكلام» . وذكره الذهبي في الضعفاء. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 259 169- شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيُّ الأُمَوِيُّ [1] ، - ع- مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ، صَاحِبُ الْخَطِّ الْمَنْسُوبِ، وَأَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ. أَبُو بِشْرِ بْنُ دِينَارٍ. رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ بِشْرٌ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَآخَرُونَ. وَكَتَبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ كِتَابًا مِنْ عِلْمِهِ لِأَجْلِ الْخَلِيفَةِ هِشَامِ بْنِ عبد الملك، وكان أنيق الورّاقة واضحهم.   [1] انظر عن (شعيب بن أبي حمزة الحمصي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 468، والتاريخ لابن معين 2/ 257، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 590 و 591 و 592 و 635 و 2/ رقم 227، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3277، وتاريخ الدارميّ، رقم 5 و 426، والتاريخ الكبير 4/ 222 رقم 2576، والتاريخ الصغير 183، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 15، وتاريخ الثقات للعجلي 221 رقم 669، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 152 و 230 و 272 و 290 و 409 و 413- 417 و 433- 435 و 456 و 490 و 493 و 499 و 545 و 565- 568 و 575 و 576 و 589 و 590 و 613 و 615 و 617 و 618 و 2/ 703 و 715 و 716، والمعرفة والتاريخ 1/ 151 و 242 و 244 و 249 و 253 و 260 و 292 و 324 و 333 و 362 و 364 و 367 و 379- 381 و 383 و 384 و 386 و 390- 392 و 394 و 400 و 402 و 408 و 401 و 417 و 421 و 433 و 485 و 510 و 636 و 2/ 321 و 474 و 748 و 3/ 164 و 301، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 127، والجرح والتعديل 4/ 344، 345 رقم 1508، والثقات لابن حبّان 6/ 438، ومشاهير علماء الأمصار 182 رقم 1443، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 166 رقم 517، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 347، 348 رقم 491، ورجال صحيح مسلم 1/ 303 رقم 653، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 81 أ، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 125 و 126، وجمهرة أنساب العرب 233، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 210 رقم 786، وتهذيب الكمال 12/ 516- 520 رقم 2747، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 323، وتذكرة الحفاظ 1/ 221، ودول الإسلام 1/ 110، وسير أعلام النبلاء 7/ 187- 192 رقم 65، والعبر 1/ 242، والكاشف 2/ 11 رقم 2308، والمعين في طبقات المحدّثين 61 رقم 591، وشرح علل الترمذي لابن رجب 345، والوافي بالوفيات 16/ 160 رقم 183، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 246، وطبقات الحفاظ 94، وتهذيب التهذيب 4/ 351، 352 رقم 588، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 75، وخلاصة تهذيب التهذيب 166، وشذرات الذهب 1/ 257. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 260 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ، عَنْ شُعَيْبٍ قَالَ: رَافَقْتُ الزُّهْرِيَّ إِلَى مَكَّةَ [1] ، فَكُنْتُ أَدْرُسُ أَنَا وَهُوَ الْقُرْآنَ جَمِيعًا. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ مِثْلُ عُقَيْلٍ، وَيُونُسَ فِي الزُّهْرِيِّ، كَتَبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ إِمْلاءً لِلسُّلْطَانِ، كَانَ كَاتِبًا [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ أَبِي: كيف سَمَاعَ شُعَيْبٍ مِنَ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: يُشْبِهُ حَدِيثُهُ الإِمْلاءَ لَكِنَّ الشَّأْنَ فِيمَنْ سَمِعَ مِنْ شُعَيْبٍ. كان رجلا ضنينا في الحديث [3] . قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ سَمَاعُ أَبِي الْيَمَانِ عَنْهُ؟ فَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ. قُلْتُ: فَسَمَاعُ ابْنِهِ بِشْرٍ؟ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي. قُلْتُ: فَسَمَاعُ بَقِيَّةَ؟ قَالَ: شَيْءٌ يَسِيرٌ. ثُمَّ قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَمَعَ جَمَاعَةً بَقِيَّةَ، وَابْنَهُ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي ارْوُوهَا عَنِّي [4] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [5] : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُتُبَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، فَرَأَيْتُ كُتُبًا مَضْبُوطَةً مُقَيَّدَةً، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِهِ. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ؟ قَالَ: فَوْقَهُ. قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ عُقَيْلٍ؟ قال: فوقه.   [1] الجرح والتعديل 4/ 344. [2] العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3277، الجرح والتعديل 4/ 344 و 345، تهذيب الكمال 12/ 518. [3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 496 رقم 3277 وفيه «كان رجلا ضيّقا» . وهو باختصار في الجرح والتعديل 4/ 344. [4] العلل 2/ 496 رقم 3277. [5] في تاريخه 1/ 433 رقم 1052، واقتبسه المزّي في (تهذيب الكمال 12/ 517) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 261 قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ؟ قَالَ: مِثْلُهُ. وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَلِيلَ السَّقْطِ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: قَالَ أَحْمَدُ: لَقَدْ نَظَرْتُ فِي كُتُبِ شُعَيْبٍ، كَانَ ابْنُهُ قَدَّمَهَا إِلَيَّ، فَإِذَا بِهَا مِنَ الْحُسْنِ وَالصِّحَّةِ مَا لا يُقَدَّرُ- فِيمَا أَرَى- بَعْضُ الشَّبَابِ أَنْ يَكْتُبَ مِثْلَهَا صِحَّةً وَشَكْلا وَنَحْوَ ذَا [1] . وَقَالَ الْمُفَضَّلُ الْغَلابِيُّ: كَانَ عِنْدَ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوُ أَلْفٍ وَسَبْعُمِائَةِ حَدِيثٍ [2] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ مَالِكٌ، وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَسَمَّى جَمَاعَةً. وَقَالَ دُحَيْمٌ: شُعَيْبٌ ثقة ثبت، يشبه حديثه حديث عقيل، ثم قَالَ: وَالزُّبَيْدِيُّ فَوْقَهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [4] : نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: كَانَ شُعَيْبُ عِنْدَنَا مِنْ كِبَارِ [5] النَّاسِ، وَكُنْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ مِنْ أَلْزَمِ النَّاسِ لَهُ، وَكَانَ ضَنِينًا بِالْحَدِيثِ، كَانَ يَعِدُنَا الْمَجْلِسَ، فَنُقِيمُ نَقْتَضِيهِ إِيَّاهُ، فَإِذَا فَعَلَ فَإِنَّمَا كِتَابُهُ بِيَدِهِ، مَا يَأْخُذُهُ أَحَدٌ، وَكَانَ مِنْ صِنْفٍ آخَرَ فِي الْعِبَادَةِ. وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى نَفَقَاتِهِ، وَكَانَ الزُّهْرِيُّ مَعَهُمْ بِالرَّصَافَةِ. وَسَمِعْتُ شُعَيْبًا يَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا يَحْمَدَ، قَدْ كَلَّتْ [6] يَدِي مِنَ الْعَمَلِ، فَقُلْتُ: لِعَلِيٍّ [7] : مَا كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَ: كَانَتْ له أرض يعالجها بيده، فلما   [1] الجرح والتعديل 4/ 345، واقتبسه المزّي في (تهذيب الكمال 12/ 518) . [2] تهذيب الكمال 12/ 517. [3] في معرفة الرجال 1/ 121 رقم 591. [4] في تاريخه 1/ 433 رقم 1051، واقتبسه المزّي في (تهذيب الكمال 12/ 519) . [5] في تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ «خيار» . [6] في تاريخ أبي زرعة: «مجلت» . [7] أي: عليّ بن عيّاش الحمصي. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 262 حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ كُتُبِي، فَعُرِضَ عَلَيْهِ كِتَابُ نَافِعٍ، وَكِتَابُ أَبِي الزِّنَادِ [1] . وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: نَا سُلَيْمَانُ الْكُوفِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الْيَمَانِ: مَا لِي أَسْمَعُكَ إِذَا ذَكَرْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو تَقُولُ: ثَنَا صَفْوَانُ، وإذا ذكرت أبا بكر ابن أَبِي مَرْيَمَ تَقُولُ: ثَنَا، وَإِذَا ذَكَرْتُ شُعَيْبًا تَقُولُ: أَخْبَرَنَا، فَغَضِبَ، فَلَمَّا سَكَنَ قَالَ لِي: مَرِضَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، فَأَتَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ فِي رِجَالٍ أَنَا أَصْغَرُهُمْ، فَقَالُوا: كُنَّا نُحِبُّ أَنْ نَكْتُبَ عَنْكَ، وَكُنْتَ مُمْتَنِعًا، فَدَعَا بِقُفَّةٍ لَهُ، فَقَالَ: مَا فِي هَذِهِ إِلا مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَكَتَبْتُهُ وَصَحَّحْتُهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْ يَدِي، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ فَاكْتُبُوهَا، قَالُوا: فَنَقُولُ مَاذَا؟ قال: تقولون: أنبأنا شعيب، أخبرنا شعيب، وإن أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَكْتُبُوهَا عَنِ ابْنِي فَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: نَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى شُعَيْبٍ حِينَ احْتُضِرَ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِنِ ابْنِي فَلْيَسْمَعْهَا، فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَهَا مِنِّي [2] . قَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ شُعَيْبٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [3] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ [4] . 170- شعيب بن رزيق الفلسطينيّ [5] ، أبو شيبة.   [1] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 433، 434 رقم 1053 و 1054. [2] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 434 رقم 1055 واقتبسه المزّي في (تهذيب الكمال 12/ 520) . [3] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 272 رقم 390، المعرفة والتاريخ 1/ 151. [4] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 222 رقم 2576، مشاهير علماء الأمصار 182 رقم 1443، الثقات لابن حبّان 6/ 438. [5] انظر عن (شعيب بن رزيق الفلسطيني) في: التاريخ الكبير 4/ 217 رقم 2557، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 53، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 2 وقد تحرّف فيه (رزيق) إلى (زريق) بتقديم الزاي، والجرح والتعديل 4/ 346 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 263 سَكَنَ ثَغْرَ طَرَسُوسَ. وَرَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ. سَيَأْتِي. 171- شُعَيْبُ بْنُ كَيْسَانَ [1] ، الْكُوفِيُّ. عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَثَابِتِ بْنِ جَابَانَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ الْبُخَارِيّ [2] : لا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَنَسٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وليّنه العقيليّ [4] . 172- شعيب بن ميمون البزوريّ [5] .   [ () ] رقم 1510، والثقات لابن حبّان 8/ 308، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 272 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 323، 324 وفيه تحرّف إلى «زريق» ، وتهذيب الكمال 12/ 524، 525 رقم 2751، والكاشف 1/ 12 رقم 2311، وميزان الاعتدال 2/ 276 رقم 3717، وتهذيب التهذيب 4/ 352 رقم 591، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 78 وفيه تحرّف إلى زريق، وخلاصة تذهيب التهذيب 166، 167. [1] انظر عن (شعيب بن كيسان) في: التاريخ الكبير 4/ 219 رقم 2564، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 182 رقم 702، والجرح والتعديل 4/ 351 رقم 1537، والثقات لابن حبّان 4/ 356، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1318، والمغني في الضعفاء 1/ 299 رقم 2781، وميزان الاعتدال 2/ 277 رقم 3725، ولسان الميزان 3/ 148، 149 رقم 534. [2] في تاريخه الكبير، وزاد: «ولا يتابع عليه» .، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 182، والكامل لابن عدي 4/ 1318 وفيه قال ابن عديّ: «وهذا الّذي قال البخاري في ذكر شعيب إنما يذكر ذلك في حديث واحد» . [3] في الجرح والتعديل 4/ 351. [4] ذكر له ثلاثة أحاديث وقال: «كل هذه الأحاديث لا يتابع عليها شعيب ولا تعرف إلا به» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (شعيب بن ميمون) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 264 عَنْ: حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي حُبَابٍ، وَأَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، وَالْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَغَيْرُهُمَا. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [1] : لَهُ مَنَاكِيرُ، لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَجْهُولٌ [3] . 173- شَيْبَانُ [4] النّحويّ   [ () ] التاريخ الكبير 4/ 222 رقم 2577، وتاريخ واسط لبحشل 88 و 111، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 182، 183 رقم 703، والجرح والتعديل 4/ 352 رقم 1542، والمجروحين لابن حبّان 1/ 362، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1318، وتهذيب الكمال 12/ 536، 537 رقم 2757، والمغني في الضعفاء 1/ 299 رقم 2783، وميزان الاعتدال 2/ 278 رقم 3728، وتهذيب التهذيب 4/ 357 رقم 598، وتقريب التهذيب 1/ 353 رقم 85، وخلاصة تذهيب التهذيب 167. وقد سكنت عنه كتب الأنساب، مثل إكمال ابن ماكولا، وأنساب ابن السمعاني، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين، والذين زادوا عليهم لم يفطنوا إلى صاحب الترجمة هذا. [1] في المجروحين 1/ 362. [2] في الجرح والتعديل 4/ 352. [3] وقال البخاري: فيه نظر. وذكره العقيلي في الضعفاء، وكذلك فعل ابن عديّ. [4] انظر عن (شيبان النحويّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 377 و 7/ 322، والتاريخ لابن معين 2/ 620، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 539 و 540 و 566، وتاريخ الدارميّ، رقم 56، وطبقات خليفة 168 و 327، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4132 و 5312، و 5313، والتاريخ الكبير 4/ 254 رقم 2709، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 101، وتاريخ الثقات للعجلي 224 رقم 678، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ 269، والمعرفة والتاريخ 1/ 318 و 440 و 462 و 2/ 160 و 451 و 544 و 636 و 664 و 765 و 765 و 3/ 120 و 146 و 217 و 218 و 220 و 223 و 289، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 148 و 404 و 494 و 650، وتاريخ واسط لبحشل 142، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 229 و 545، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 118، والجرح والتعديل 4/ 355، 356 رقم 1561، والثقات لابن حبّان 6/ 449، والأنساب لابن السمعاني 12/ 53، 54، واللباب 3/ 301، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 40، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 355 رقم 503، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 169 رقم 530، ورجال صحيح مسلم 1/ 304 رقم 657، وتاريخ جرجان 322، وتاريخ بغداد 9/ 271 رقم 4835، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 168، والسابق واللاحق 237، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 214، 215 رقم 800، ومشاهير علماء الأمصار 170 رقم 1350، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 72، 73، ونزهة الألبّاء 35 و 37، ومعجم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 265 [1]- ع- هو شيبان بن عبد الرحمن، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الْبَصْرِيُّ، نَزِيلُ الكوفة، وأحد الأئمّة الْمُتَعَيَّنِينَ. نَزَلَ الْكُوفَةَ فَأَدَّبَ بِهَا أَوْلادَ الأَمِيرِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيِّ. وَرَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَالْحَكَمِ، وَهِلالٍ الْوَزَّانِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وطالوت، وقلّ ما رَوَى عَنِ الْحَسَنِ. رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَحُسَيْنٌ الْمَرُّوذِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَقِيلَ فِي نَسَبِهِ النَّحْوِيُّ: إِنَّمَا هُوَ إِلَى نَحْوِ بْنِ شَمْسٍ، بَطْنٍ مِنَ الأَزْدِ [3] . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي داود، وغيره: بل كان أديبا نحويّا.   [ () ] الأدباء 11/ 275، 276 رقم 94، وتهذيب الكمال 12/ 592- 598 رقم 2784، وسير أعلام النبلاء 7/ 406- 408 رقم 150، والعبر 1/ 243، وتذكرة الحفاظ 1/ 218، والمعين في طبقات المحدّثين 61 رقم 592، والكاشف 2/ 15 رقم 2338، والمغني في الضعفاء 1/ 301 رقم 2804، وميزان الاعتدال 2/ 285 رقم 3758، وشرح علل الترمذي لابن رجب 404، والوافي بالوفيات 16/ 200، 201 رقم 234، وغاية النهاية 1/ 329 رقم 1435، وتهذيب التهذيب 4/ 373، 374 رقم 628، وتقريب التهذيب 1/ 356 رقم 115، وطبقات الحفّاظ 92، 93، وخلاصة تذهيب التهذيب 168، وشذرات الذهب 1/ 259. [1] النحويّ: هذه النسبة إلى معرفة النحو وعلم الإعراب. وقيل: إنّما سمّي هذا العلم بهذا الاسم لأن العرب لما اختلطوا بالعجم وولد لهم الأولاد من الأعجميّات فسد لسانهم، وصاروا يلحنون في الكلام، فقال عليّ رضي الله عنه لأبي الأسود الدؤلي: قد فسد لسان المولّدين، فاجمع في علم الإعراب شيئا. وكان العرب قبل ذلك لا يحتاجون إلى ذلك بطبعهم وأخذ الأدب واللسان من معدنه، فلما كثر أولاد السبايا احتاجوا إلى تعلّم الإعراب، فجمع أبو الأسود الدؤلي شيئا في الإعراب، ثم قال لطالبها أو معلّمها: «انح نحوه» فسمّي هذا النوع من العلم: النحو، (الأنساب 12/ 50، 51) . [2] قال في تاريخه 2/ 260: «شيبان بن عبد الرحمن أحبّ إليّ من معمر في قتادة» . وفي معرفة الرجال قال: «ما أصح حديثه عنه» أي عن يحيى بن أبي كثير. [3] تاريخ بغداد 9/ 271، نزهة الألبّاء لابن الأنباريّ 36. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 266 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] : شَيْبَانُ، ثَبْتٌ فِي كُلِّ الْمَشَايِخِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: كَانَ صَاحِبَ حُرُوفٍ وَقِرَاءَاتٍ مَشْهُورَةٍ بِذَلِكَ [2] . قُلْتُ: أَخَذَ القراءة عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ. سَمِعَ مِنْهُ الْحُرُوفَ جَمَاعَةٌ، وَقَدْ سَكَنَ بَغْدَادَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضًا مِنَ الْكِبَارِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. وَكَانَ يُؤَدِّبُ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الْهَاشِمِيَّ [3] . وَقَدْ سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، كَيْفَ حَالُهُ فِي الأَعْمَشِ؟ فَقَالَ: ثِقَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَعْمَرٍ فِي قَتَادَةَ [4] . قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ، وَاحْتَجَّ بِهِ أَهْلُ الصِّحَاحِ. وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ [5] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [6] : شَيْبَانُ ثِقَةٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [7] . قُلْتُ: وَوَقَعَ لِي مِنْ طَرِيقِهِ حَدِيثٌ عَالٍ فِي «الْمُخَلِّصَاتِ» ، عَنِ الْبَغَوِيِّ، عَنِ ابْنِ الْجَعْدِ، كَتَبْتُهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ [8] . 174- شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ، الْمُطَّوِّعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ الْغَازِي. يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ: مُصْعَبُ بْنُ بشر، ومحمد بن مزاحم.   [1] العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 5312 و 5313، وانظر: نزهة الألباء 36. [2] تاريخ بغداد 9/ 273. [3] تاريخ بغداد 9/ 271. [4] تاريخ ابن معين 2/ 260، معجم الأدباء 11/ 276، نزهة الألباء 37. [5] في الجرح والتعديل 4/ 356: «حسن الحديث صالح الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به» . [6] في الطبقات 7/ 322. [7] طبقات ابن سعد 6/ 377، معجم الأدباء 11/ 276 وقيل سنة 170 هـ.، نزهة الألباء 37 وفيه ذكر التاريخين. [8] رواه شعبة بن الحجّاج، وشيبان، عن قتادة، سمعت أنس بن مالك يقول: «صلّيت خلف النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وعمر، وعثمان، فلم أسمع أحدا منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم» . وهذا حديث ثابت ما عليه غبار. (انظر سير أعلام النبلاء 7/ 218) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 267 كَانَ مِنْ رُءُوسِ الْمُجَاهِدِينَ بِخُرَاسَانَ. 175- شَيْبَانُ الرَّاعِي [1] . عَابِدٌ صَالِحٌ زَاهِدٌ قَانِتٌ للَّه، لا أَعْلَمُ مَتَى تُوُفِّيَ، وَلا مَنْ حَمَلَ عَنْهُ، وَلا ذَكَرَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي «الْحِلْيَةِ» سِوَى حِكَايَةٍ وَاحِدَةٍ [2] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ الرَّبَضِيِّ. قَالَ: كَانَ شَيْبَانُ الرَّاعِي إِذَا أَجْنَبَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَاءٌ، دَعَا، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَأَظَلَّتْهُ، فَاغْتَسَلَ مِنْهَا، وَكَانَ يَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَيَخُطُّ عَلَى غنمه، فيجيء فيجدها على حالتها.   [1] انظر عن (شيبان الراعي) في: حلية الأولياء 8/ 317 رقم 423، وعقلاء المجانين لابن حبيب 248 وفيه «شيبان الجبليّ» ، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 60 في ترجمة (سالم خادم ذي النون الإخميمي) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 79، وصفة الصفوة 4/ 348- 350 رقم 876 واسمه (شيبان المصاب) ، والأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة (الجزء الخاص بتاريخ لبنان والأردن وفلسطين) 270، ورحلة ابن جبير 24، والوافي بالوفيات 16/ 201 رقم 235، والنجوم الزاهرة 2/ 32، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 1/ 99، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 346 رقم 679. [2] الحلية 8/ 317، تاريخ دمشق 15/ 79. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 268 [حرف الصَّادِ] 176- صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ [1] ، الأَزْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، الشَّاعِرُ، الْمُتَكَلِّمُ، الْمُتَفَلْسِفُ. لَهُ شِعْرٌ رَائِقٌ، وَحِكَمٌ، وَوَصَايَا مَا عَلَيْهَا رَوْنقُ الإِسْلامِ. وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا الْهُذَيْلِ الْعَلافَ لَحِقَهُ وَنَاظَرَهُ [2] . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : كَانَ يَعِظُ بِالْبَصْرَةِ وَيَقُصُّ. قَتَلَهُ الْمَهْدِيُّ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، فيُرْوَى عَنْ قُرَيْشٍ الْخُتَّلِيِّ: أنّ المهديّ   [1] انظر عن (صالح بن عبد القدّوس) في: الضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 299، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 203 رقم 731، وطبقات الشعر لابن المعتزّ 89- 92 و 367، والجرح والتعديل 4/ 408 رقم 1794، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 206، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2609 و 3089، والفهرست لابن النديم 473، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1389، وثمار القلوب 176، وأمالي القالي 2/ 94، وربيع الأبرار 4/ 126، وتاريخ بغداد 9/ 303- 305 رقم 4844، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 373- 378، والمنازل والديار 2/ 97، ولباب الآداب 27 و 240 و 276 و 285 و 391، ومعجم الأدباء 3/ 154 و 12/ 6، وبدائع البدائه 146، ووفيات الأعيان (2/ 492، 493) و 4/ 34 و 265 و 266، وخلاصة الذهب المسبوك 73، والمغني في الضعفاء 1/ 304 رقم 2834، وميزان الاعتدال 2/ 297، 298 رقم 3810، والوافي بالوفيات 16/ 260، 261 رقم 291، ونكت الهميان 176، وعقود الجمان للزركشي 1/ 136، وأمالي المرتضى 1/ 128 و (144- 146) ، وفوات الوفيات 2/ 116، 117 رقم 197، ولسان الميزان 3/ 172- 174 رقم 699، وسرح العيون 121، وعصر المأمون 2/ 403- 406، وقد جمع شعره عبد الله الخطيب ونشر ببغداد سنة 1967. [2] أمالي المرتضى 1/ 144. [3] في الكامل 4/ 1389 وزاد: «وله كلام حسن في الحكمة، فأما في الحديث فليس بشيء. كما قال ابن معين، ولا أعرف له من الحديث إلا الشيء اليسير» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 269 دَعَانِي يَوْمًا فَذَكَرَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِالْمَسِيرِ عَلَى الْبَرِيدِ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبَ لَهُ عَهْدًا أَنَّهُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ بَلَدٍ يَدْخُلُهُ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ، وَأَمَرَهُ إِذَا دَخَلَ دِمَشْقَ أَنْ يَأْتِيَ إلى حانوت عطّار أو حانوت قَطَّانٍ، فَيَلْقَى رَجُلا يُكْثِرُ الْجُلُوسَ هُنَاكَ، وَهُوَ شَيْخٌ فَاضِلٌ نَاصِلُ الْخِضَابِ. يُقَالُ لَهُ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، فَسَارَ وَفَعَلَ وَدَخَلَ الْحَانُوتَ، فَإِذَا بِصَالِحٍ فِيهِ، فَأَخَذَهُ وَقَيَّدَهُ، فَحَمَلَهُ عَلَى الْبَرِيدِ إِلَى الْعِرَاقِ. فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: أَنْتَ فُلانٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنَا صَالِحٌ. قَالَ: فَزِنْدِيقٌ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ شَاعِرٌ أَفْسُقُ فِي شِعْرِي، قَالَ: اقْرَأْهُ، فَالتَّقْوَى سَكِينَةٌ، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ كِتَابَ الزَّنْدَقَةِ فَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ فَاسْتَبْقِنِي، وَأَنْشَدَهُ لِنَفْسِهِ: مَا يَبْلُغُ الأَعْدَاءُ مِنْ جَاهِلٍ ... مَا يَبْلُغُ الْجَاهِلُ مِنْ نَفْسِهِ وَالشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ ... حَتَّى يُوَارَى فِي ثَرَى رَمْسِهِ [1] فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: يَا قُرَيْشُ، امْضِ بِهِ إِلَى الْمُطْبَقِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنَ الْخُرُوجِ أَمَرَنِي فَرَدَدْتُهُ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ الْقَائِلَ: وَالشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: لا تَدَعُ أَخَلاقَكَ حَتَّى تَمُوتَ، خُذُوهُ. فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ، ثُمَّ وَثَبَ الْمَهْدِيُّ فَضَرَبَهُ نِصْفَيْنِ [2] . قَالَ النَّسَائِيُّ [3] : لَيْسَ بثقة. لو قال ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [4] . بَصْرِيُّ. وَمِنْ شِعْرِهِ:   [1] البيتان في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 373، والبيت الثاني فقط في: طبقات الشعراء لابن المعتز 89 و 90، وأمالي المرتضى 1/ 145، ووفيات الأعيان 2/ 492، والأول فقط في فوات الوفيات 2/ 116. [2] الخبر في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 374، 375، وهو باختصار في طبقات ابن المعتز 89، 90، وتاريخ بغداد 9/ 301. [3] في الضعفاء والمتروكين 294 رقم 299. [4] الجرح والتعديل 4/ 408، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 203، الكامل في الضعفاء 4/ 1389. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 270 الْمَرْءُ يَجْمَعُ بِخُطُوبٍ تُفَرِّقُ ... وَيَظَلُّ يَرْقَعُ وَالزَّمَانُ يُمَزِّقُ [1] وَلِأَنْ يُعَادِي عَاقِلا خَيْرٌ لَهُ ... مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ صَدِيقٌ أَحْمَقُ فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ لا تُصَادِقْ أَحْمَقًا ... إِنَّ الصَّدِيقَ عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ وَزِنِ الْكَلامَ إِذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا ... يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي الْعُقُولِ الْمَنْطِقُ لا أَلْفَيَنَّكَ ثَاوِيًا فِي غُرْبَةٍ ... إِنَّ الْغَرِيبَ بِكُلِّ سَهْمٍ يُرْشَقُ مَا النَّاسُ إِلا عَامِلانِ، فَعَامِلٌ ... قَدْ مَاتَ مِنْ عَطَشٍ، وَآخَرُ يَغْرَقُ وَإِنِ امْرُؤٌ لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً ... تَرَكَتْهُ- حِينَ يَجُرُّ- حَبْلَ يُفَرِّقُ إِنَّ التَّرَفُّقَ لِلْمُقِيمِ مُوَافِقٌ ... فَإِذَا يُسَافِرُ فَالتَّرَفُّقُ أَوْفَقُ بَقِيَ الَّذِينَ إِذَا يَقُولُوا يَكْذِبُوا ... وَمَضَى الَّذِينَ إِذَا يَقُولُوا يَصْدُقُوا [2] وَمِنْ شِعْرِهِ: لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تُخْشَى غَوَائِلُهُ ... وَلا الْعَدُوُّ عَلَى حَالٍ بِمَأْمُونِ [3] وَمِنْ شَعْرِهِ: لا أَبْتَغِي وَصْلَ مَنْ لا يَبْتَغِي صِلَتِي ... وَلا أُوَالِي [4] حَبِيبًا لا يُبَالِينِي هَذَا وَلَوْ كَرِهَتْ كَفِّي مُبَايَنَتِي ... لَقُلْتُ إِذْ كَرِهَتْ كَفِّي لَهَا: بِينِي [5] وَمِنْ شِعْرِهِ: وَإِنَّ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلا ... فَتَحْسَبُ جَهْلا أَنَّهُ مِنْكَ أَفْهَمُ مَتَّى يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ ... إِذْ كُنْتَ تَبْنِيهِ وَآخَرُ [6] يَهْدِمُ   [1] البيت في تاريخ بغداد، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 375، 376. المرء يجمع والزمان يفرّق ... ويظلّ يرقّع والخطوب تمزّق [2] الأبيات وغيرها في تاريخ بغداد 9/ 304، 305، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 375، 376، ووفيات الأعيان 2/ 492، 493، وميزان الاعتدال 2/ 297، ولسان الميزان 3/ 172، 173. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 376. [4] في تهذيب تاريخ دمشق «ولا أبالي» ، وكذلك في فوات الوفيات. [5] في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 376، وفوات الوفيات 2/ 117. يا صاح لو كرهت كفّي منادمتي ... لقلت إذ كرهت كفّي لها بيني [6] في أمالي القالي، وتهذيب تاريخ دمشق «وغيرك» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 271 وَهَلْ [1] يُفَضَّلُ الْمُثْرِي إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ ... إِذَا جَاءَ بِالشَّيْءِ الْيَسِيرِ [2] سَيُعْدَمُ [3] وَلَهُ: وَإِذَا طَلَبْتَ الْعِلْمَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ ... حِمْلٌ فَأَبْصِرْ أَيَّ شَيْءٍ تَحْمِلُ وَإِذَا عَلِمْتَ بِأَنَّهُ مُتَفَاضِلٌ ... فَاشْغَلْ فُؤَادَكَ بِالَّذِي هُوَ أَفْضَلُ [4] وَمِنْ قَصِيدَتِهِ الأُولَى: وَإِنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ فِي الصِّبَى ... كَالْعُودِ يُسْقَى الْمَاءَ فِي غَرْسِهِ حَتَّى تَرَاهُ مُورِقًا نَاضِرًا ... بَعْدَ الَّذِي مَا أَبْصَرْتَ مِنْ يُبْسِهِ وَالْقَ أَخَا الظَّعْنِ بِإِينَاسِهِ ... لِتُدْرِكَ الْفُرْصَةَ فِي أُسِّهِ كَاللَّيْثِ لا يَفْرِسُ أَقْرَانَهُ ... حَتَّى يَرَى الإِمْكَانَ فِي فَرْسِهِ [5] عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَبَّرِ قَالَ: رَأَيْتُ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ الْقُدُّوسِ فِي الْمَنَامِ ضَاحِكًا، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ، وَكَيْفَ نَجَوْتَ مِمَّا كُنْتَ تُرْمَى بِهِ؟ قَالَ: إِنِّي وَرَدْتُ عَلَى رَبٍّ لَيْسَ تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، وَإِنَّهُ اسْتَقْبَلَنِي بِرَحْمَتِهِ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ بَرَاءَتَكَ مِمَّا كُنْتَ تُعْرَفُ بِهِ [6] . 177- صَالِحُ بْنُ مرداس [7] ، أبو خزيمة العبديّ، بصريّ.   [1] في تهذيب تاريخ دمشق: «متى يفضل» . [2] في تهذيب تاريخ دمشق: «بالشيء القليل» . [3] البيتان الأوّلان في أمالي القالي 2/ 94، والأبيات الثلاثة الأولى في: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 377. [4] البيتان في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 377 ولسان الميزان 3/ 174. [5] الأبيات في: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 374، والبيتان الأولان فقط في طبقات ابن المعتز 89، وكلها في ميزان الاعتدال 2/ 297، ولسان الميزان 3/ 172. [6] طبقات الشعراء لابن المعتز 92 وزاد «وترمى باعتقاده» ، والخبر في: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 378، ووفيات الأعيان 2/ 493، وميزان الاعتدال 2/ 298، وفوات الوفيات 2/ 117. [7] انظر عن (صالح بن مرداس) في: التاريخ الكبير 4/ 289 رقم 2852، و 290 رقم 2859، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 34 وفيه (أبو خزيمة نصر، ويقال صالح بن مرداس) ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 168 وفيه: صالح، ونصر، والجرح والتعديل 4/ 414 رقم 1820، والثقات لابن حبّان 6/ 462 و 465، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 181 أ، واسمه: صالح ويقال: نصر بن مرداس، والمغني في الضعفاء 1/ 306 رقم 2851 (صالح بن العبديّ) ، وميزان الاعتدال الجزء: 10 ¦ الصفحة: 272 عَنِ: الْحَسَنِ، وَطَاوُسٍ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسْلِمٌ، وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ. قَالَ ابْنُ مَعيِنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [1] . وَقِيلَ: اسْمُهُ نَصْرٌ [2] . 178- صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ [3] ، أَبُو نَافِعٍ الْبَصْرِيُّ. - خ. م. د. ن. ت- مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، وَيُقَالُ: مَوْلَى بَنِي هِلالٍ. عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَفَّانُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] : ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [5] : صَالِحٌ.   [ () ] 2/ 304 رقم 3837 (صالح العبديّ) ، ولسان الميزان 3/ 177 رقم 716. [1] الجرح والتعديل 4/ 414 رقم 1820. [2] راجع مصادر ترجمته. [3] انظر عن (صخر بن جويرية) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 275، 276، والتاريخ لابن معين 2/ 267، 268، وطبقات خليفة 223، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 107 و 2/ رقم 3608 و 3/ رقم 5134، والتاريخ الكبير 4/ 312 رقم 2951، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 112، والمعرفة والتاريخ 1/ 637، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 142، والجرح والتعديل 4/ 427 رقم 1880، والثقات لابن حبّان 6/ 473، و 2/ 142، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 137، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 176 رقم 560، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 364 رقم 517، ورجال صحيح مسلم 1/ 318، 319 رقم 695، والسابق واللاحق 243، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 224، 225 رقم 834، وتهذيب الكمال 13/ 116- 119 رقم 2854، وتاريخ جرجان 87، والكاشف 2/ 24 رقم 2397، وميزان الاعتدال 2/ 308 رقم 3864، وسير أعلام النبلاء 7/ 410، 411 رقم 152، والوافي بالوفيات 16/ 288، 289 رقم 317، وتهذيب التهذيب 4/ 410، 411 رقم 707، وتقريب التهذيب 1/ 365 رقم 74، وهدي الساري 410، وخلاصة تذهيب التهذيب 172. [4] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3608، والجرح والتعديل 4/ 427. [5] الجرح والتعديل 4/ 427. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 273 قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِنَّمَا يُتَكَلَّمُ فِيهِ، لِأَنَّهُ يُقَالُ، إِنَّهُ سَقَطَ [1] . قُلْتُ: لَمْ أَظْفَرْ بِمَوْتِهِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ [2] . 179- صَخْرُ بْنُ جَنْدَلَةَ [3] ، الْقَاضِي، أَبُو الْمُعَلَّى الْبَيْرُوتِيُّ. سَمِعَ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ. وُثِّقَ [4] . 180- صَدَقَةُ بن عبد الله [5] ، الدّمشقيّ، السّمين، أبو   [1] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، وفيه وقال مرة أخرى: حديثه ليس بالمتروك، إنّما يتكلّم فيه، لأنه يقال: إن كتابه سقط. (ص 176) . [2] قال فيه ابن سعد: «كان ثبتا ثقة» ، وقال عفان بن مسلم: كان صخر أثبت في الحديث وأعرف به من جويرية. وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: «لا بأس به» . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. وقال الخطيب: حدّث عنه أيوب السختياني، وعلي بن الجعد، وبين وفاتيهما تسع، وقيل ثمان وتسعون سنة. (السابق واللاحق 243) . [3] انظر عن (صخر بن جندلة) في: التاريخ الكبير 4/ 311 رقم 2945، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 106 وفيه «صخر بن صدقة» ، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 124، والجرح والتعديل 4/ 427 رقم 1878 وفيه (صخر بن جندل) ، ويقال (صخر بن جندلة) ، والثقات لابن شاهين 8/ 322 وفيه (صخر بن صدقة) ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 454 و 39/ 230 و 41/ 165، والنسخة المصوّرة عن مخطوطة موسكو، نشرها مجمع اللغة العربية بدمشق، ورقة 533، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 389، 390، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 357، 358 رقم 692. ووقع في التاريخ الكبير للبخاريّ: «صخر بن صلة» وهو أبو المعلّى جندلة. وهو قاضي بيروت. [4] قال أبو حاتم: ليس به بأس هو من ثقات أهل الشام. [5] انظر عن (صدقة بن عبد الله) في: التاريخ لابن معين 2/ 268، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 563، وتاريخ الدارميّ، رقم 429، وسؤالات ابن محرز، رقم 575، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 492 و 1313 و 2/ رقم 1411 و 1506، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 296 رقم 2885 و 2886، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 274 مُعَاوِيَةَ. - م. ن. ق- رَوَى عَنِ: الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَيَحْيَى الْبَابْلُتِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَآخَرُونَ. وَفِيهِ لِينٌ، كَنَّاهُ مُسْلِمٌ [1] ، وَقَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ: ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَأَتَيْتُ الأَعْمَشَ، فَإِذَا رَجُلٌ غَلِيظٌ مُمْتَنِعٌ، فَجَعَلْتُ أَتَعَجْرَفُ عَلَيْهِ تَعَجْرُفَ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَنْكَرَ لُغَتِي فَقَالَ: أَيْنَ يَكُونُ أَهْلُكَ؟ قُلْتُ: بِالشَّامِ، قَالَ: أَيُّ الشَّامِ؟ قُلْتُ: دِمَشْقُ، قَالَ: وَمَا أَقْدَمَكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ لِأَسْمَعَ مِنْكَ وَمِنْ مِثْلِكَ الْخَيْرَ، فَقَالَ لِي: وَبِالْكُوفَةِ جِئْتَ تَسْمَعُ الْحَدِيثَ؟ أَمَا إِنَّكَ لا تَلْقَى فِيهَا إِلا كَذَّابًا حَتَّى تخرج منها [2] .   [ () ] والتاريخ الصغير 194، والضعفاء الصغير له 264 رقم 174، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 158 رقم 280، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 101، والمعرفة والتاريخ 2/ 405 و 438 و 3/ 169 و 402، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 397، والضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 307، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 207 رقم 738، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 117، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 212، والجرح والتعديل 4/ 429، 430 رقم 1889، والمجروحين لابن حبّان 1/ 374، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1392، 1393، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 108 رقم 298، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 175 رقم 553، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 229 رقم 1، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 126، والإكمال لابن ماكولا 4/ 355، والأنساب لابن السمعاني 7/ 154، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 413، 414، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 17/ 528- 538، ومعجم البلدان 4/ 458، وتهذيب الكمال 13/ 133- 138 رقم 2863، والكاشف 2/ 25 رقم 2406، والمغني في الضعفاء 1/ 307 رقم 2870، وميزان الاعتدال 2/ 310، 311 رقم 3872، وسير أعلام النبلاء 7/ 314- 317 رقم 104، والعبر 1/ 247، ومرآة الجنان 1/ 352، والوافي بالوفيات 16/ 303 رقم 330، وتهذيب التهذيب 4/ 415، 416 رقم 717، وتقريب التهذيب 1/ 366 رقم 83، وخلاصة تذهيب التهذيب 173، وشذرات الذهب 1/ 261، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 359- 361 رقم 694. [1] في الكنى والأسماء، ورقة 101. [2] تاريخ دمشق 17/ 530، التهذيب 6/ 413، 414. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 275 وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: جَاءَنِي الأَوْزَاعِيُّ فَقَالَ لِي: مَنْ حَدَّثَكَ بِأَكْثَرِ الْحَدِيثِ؟ قُلْتُ: الثِّقَةُ عِنْدَكَ وَعِنْدِي، صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : نَظَرْتُ فِي مُصَنَّفَاتِ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينِ، وَسَأَلْتُ دُحَيْمًا عَنْهُ فَقَالَ: محلّه الصّدق، غير أَنَّهُ كَانَ يَشُوبُهُ الْقَدَرُ، وَقَدْ ثَنَا بِكُتُبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَكَتَبَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ حَدِيثٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ معين [4] ، وأحمد [5] ، والدّار الدّارقطنيّ [6] : ضعيف [7] .   [1] تاريخ دمشق 17/ 530، التهذيب 6/ 414، وانظر تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين رقم 553. [2] في الجرح والتعديل 4/ 429. [3] وفي الجرح زيادة: «وكان صاحب حديث. كتب إليه الأوزاعيّ في رسالة القدر يعظه فيها» . [4] في تاريخه 2/ 268، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 207، والجرح والتعديل 4/ 429، والمجروحين لابن حبّان 1/ 374، والكامل لابن عديّ 4/ 1392. وفي معرفة الرجال 1/ 116 رقم 563 قيل لابن معين: «وكيع حدّث عن صدقة الدمشقيّ، من هو؟ قال: هو السمين، وصدقة بن خالد أثبت منه» . [5] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 551 رقم 1313 قال أحمد: «صدقة بن عبد الله السمين هو شاميّ، الّذي روى عنه الوليد بن مسلم وهو أبو معاوية، ليس بشيء هو ضعيف الحديث أحاديثه مناكير، ليس يسوى حديثه شيئا» . وقال في موضع آخر (2/ 20 رقم 1411) : «ما كان من حديثه مرفوع فهو منكر، وما كان من حديثه مرسل عن مكحول فهو أهل، وهو ضعيف جدا» . وانظر: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 296 رقم 2886، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 207، والجرح والتعديل 4/ 429، والكامل لابن عديّ 4/ 1392، وتاريخ دمشق 17/ 537. [6] في الضعفاء والمتروكين 108 رقم 298. [7] وليّنه الجوزجانيّ في أحوال الرجال، رقم 280، وضعّفه ابن أبي السريّ، (الضعفاء الكبير 2/ 207) ، وقال أبو زرعة: «كان شاميّا قدريّا ليّنا» ، وضعّفه ابن نمير. وقال ابن حبّان: «كان ممّن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يشتغل بروايته إلّا عند التعجّب» ، وقال أيضا: «مرّض أبو زكريا القول في صدقه حيث لم يسبر مناكير حديثه وهو يروي عن محمد بن المنكدر عن جابر بنسخة موضوعة يشهد لها بالوضع من كان مبتدئا في هذه الصناعة فكيف التبحّر فيها؟» . وقال ابن عديّ: «وأحاديث صدقة منها ما توبع عليه وأكثره ممّا لا يتابع عليه، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 276 قَالَ الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 181- صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى [1] ، الْبَصْرِيُّ، الدَّقِيقِيُّ، أَبُو الْمُغِيرَةِ. - د. ت- عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَالنَّسَائِيُّ [3] . 182- صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ [4] ، أَبُو محمد الزّمانيّ [5] ، البصريّ.   [1] انظر عن (صدقة بن موسى) في: التاريخ الكبير 4/ 297 رقم 2889، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3/ رقم 132، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 102، والضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 306، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 98، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 208 رقم 741، والجرح والتعديل 4/ 432 رقم 1895، والمجروحين لابن حبّان 1/ 373، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1394، 1395، وتهذيب الكمال 13/ 149- 155 رقم 2870، والكاشف 2/ 25 رقم 2410، والمغني في الضعفاء 1/ 308 رقم 2880، وميزان الاعتدال 2/ 313، 314 رقم 3879، وتهذيب التهذيب 4/ 418 رقم 721، وتقريب التهذيب 1/ 366 رقم 91، وخلاصة تذهيب التهذيب 173. [2] قال: ليس حديثه بشيء. (الجرح والتعديل 4/ 432) . [3] في الضعفاء والمتروكين 294 رقم 306. وقال أبو حاتم: «ليّن الحديث، يكتب حديثه ولا يحتجّ به، ليس بقويّ» . وقال ابن حبّان: «كان شيخا صالحا إلا أن الحديث لم يكن من صناعته فكان إذا روى قلب الأخبار حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به» . وقال ابن عديّ: «ما أقرب صورة وصورة حديثه من حديث صدقة بن عبد الله الّذي أمليت قبله، وبعض أحاديثه مما يتابع عليه، وبعضه لا يتابع عليه» . [4] انظر عن (صدقة بن هرمز) في: التاريخ الكبير 4/ 296، 297 رقم 2888، و 298 رقم 2894، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 96، والجرح والتعديل 4/ 431 رقم 1892، والثقات لابن حبّان 8/ 319، والمغني في الضعفاء 1/ 308 رقم 2879، وميزان الاعتدال 2/ 313 رقم 3881، ولسان الميزان 3/ 187 رقم 748. قال ابن حجر: «فرّق البخاري بين صدقة بن هرمز عن الجريريّ، وبين صدقة أبي محمد الزماني عن عاصم بن بهدلة، فيحقّق» . [5] الزّمّانيّ: بكسر الزاي وتشديد الميم المفتوحة، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى زمّان وهو الجزء: 10 ¦ الصفحة: 277 عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَعَمْرِو بْنِ بَهْدَلَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى الْمِنْقَرِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . 183- الصّعق بن حزن [2] ، الكبريّ، الْعَيْشِيُّ وَيُقَالُ الْعَايِشِيُّ [3]- س- شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، صَدُوقٌ. لَهُ عَنِ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَأَبِي حَمْزَةَ الضُّبَعِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَالأَصْمَعِيِّ، وَيُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعَارِمٍ، وَشَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ. قَالَ عَارِمٌ: كَانُوا يَرَوْنَهُ مِنَ الأبدال [4] .   [ () ] ابن مالك بْن صَعْب بْن عليّ بْن بَكْر بْن وائل من ربيعة. (الأنساب 6/ 296) وقد ضبطها في ميزان الاعتدال. [1] الجرح والتعديل 4/ 431. [2] انظر عن (الصّعق بن حزن) في: التاريخ لابن معين 2/ 270، وتاريخ الدارميّ، رقم 433، والتاريخ الكبير 4/ 330 رقم 3012، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 63، وتاريخ الثقات للعجلي 228 رقم 697، والمعرفة والتاريخ 2/ 662 و 3/ 402، والجرح والتعديل 4/ 455، 456 رقم 2011، والعلل لابن أبي حاتم، رقم 1977، والثقات لابن حبّان 6/ 479، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطانيّ) ، ورقة 33 أ، رقم 842 (حسب ترقيمي) ، والإلزامات والتتبّع للدار للدّارقطنيّ 209، ورجال الصحيح مسلم 1/ 321 رقم 702، والإكمال لابن ماكولا 5/ 180، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 227 رقم 845، والأنساب لابن السمعاني 8/ 333، وتهذيب الكمال 13/ 175- 179 رقم 2880، والكاشف 2/ 26 رقم 2418، وميزان الاعتدال 2/ 315 رقم 3893، وتهذيب التهذيب 424 رقم 732، وتقريب التهذيب 1/ 367 رقم 101، وخلاصة تذهيب التهذيب 176. [3] قال عبد الغني في مشتبه النسبة: «الصعق بن حزن العايشي، من بني عايش.. هم بنو عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة» . [4] تاريخ الثقات للعجلي 228 رقم 697، ومشتبه النسبة لعبد الغني، ورقة 33 أ. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 278 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، وَغَيْرُهُ [2] : مَا بِهِ بَأْسٌ.   [1] في الجرح والتعديل 4/ 456. [2] وقد وثّقه أبو زرعة، والعجليّ، وابن حبّان، وأبو داود، والنسائي. وقال موسى بن إسماعيل: «حدثنا الغيشي، وكان صدوقا» . (التاريخ الكبير 4/ 330 رقم 3012) وقال الفسوي: «صالح الحديث» . (المعرفة والتاريخ 2/ 662) وقال الدار الدّارقطنيّ: «ليس بالقويّ» . (الإلزامات والتتبّع- تحقيق أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي- طبعة دار الكتب العلمية، بيروت 1405 هـ- (1985 م. -) ص 209. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 279 [حرف الضَّادِ] 184- الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ [1] ، أَبُو الْحَسَنِ الْجَهْضَمِيُّ، الْبَصْرِيُّ. عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الدّار الدّارقطنيّ [3] : ضعيف [4] .   [1] انظر عن (الضحاك بن نبراس) في: التاريخ لابن معين 2/ 273، والتاريخ الكبير 4/ 335 رقم 3035، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 23، والمعرفة والتاريخ 2/ 121 و 3/ 61، والضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 311، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 219، 220 رقم 760، والجرح والتعديل 4/ 460 رقم 2030، والمجروحين 1/ 379، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1416، وكشف الأستار عن زوائد البزّار، رقم 22، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 109 رقم 300، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 131 ب، وتهذيب الكمال 13/ 299، 300 رقم 2930، والمغني في الضعفاء 1/ 312 رقم 2914، وميزان الاعتدال 2/ 326 رقم 3945، وتهذيب التهذيب 4/ 455 رقم 786، وتقريب التهذيب 1/ 373 رقم 19 وفيه: نبراس: بفتح النون والموحّدة، وخلاصة تذهيب التهذيب 177 وفيه: نبراس: بكسر النون وإسكان الموحّدة ثم مهملتين بينهما ألف. [2] في الضعفاء والمتروكين 294 رقم 311. [3] في الضعفاء والمتروكين 109 رقم 300. [4] وقال يحيى بن معين: «ليس بشيء» (التاريخ 2/ 273، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 219، والجرح والتعديل 4/ 460، والمجروحين لابن حبّان 1/ 379، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 416، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 131 ب.) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 280 وَخَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ «الأَدَبِ» [1] لَهُ.   [ () ] وقال العقيلي: «في حديثه وهم» . وقال أبو حاتم: «ليّن الحديث» . وقال ابن حبّان: «يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات» . وقال ابن عديّ: «ليس رواياته بالكثير» . [1] رقم 458، وهو عن موسى بن إسماعيل، وفي ضعفاء العقيلي: (مسلم بن إبراهيم) قال: حدّثنا الضحاك بن نبراس، قال: حدّثنا ثابت البناني قال: كنت مع أنس بن مالك في غرفته بالزاوية، إذ سمع الأذان، فنزل، فنزلت معه، فلما استوى على الأرض مشى، ثم قارب في خطوة، حتى دخلت معه المسجد، فقال لي: أتدري لم مشيت بك هذه المشية؟ قلت: لا أدري. قال: إن زيد بن ثابت مشى بي هذه المشية حتى دخلنا المسجد، وقال: إن النبي صلّى الله عليه وسلّم مشى بي هذه المشية، ثم قال لي: أتدري لم مشيت بك هذه المشية؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «ليكثر عدد خطاك في طلب الصلاة» . ورواه العقيلي من الله ورسوله أعلم. قال: ليكثر عدد خطاك في طلب الصلاة» . ورواه العقيلي من طريق آخر. (الضعفاء الكبير 2/ 219) وهو في الكامل لابن عدي 4/ 1416. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 281 [حرف الطَّاءِ] 185- طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ [1] الْكُوفِيُّ. - د. ت- عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعُمَرَ بْنِ بَيَانٍ التَّغْلِبِيِّ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأُسَيْدٌ الْجَمَّالُ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ [3] . وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تسع وستّين. 186- طلحة بن قيس [4] ، الجريريّ.   [1] انظر عن (طعمة بن عمرو الغامدي) في: تاريخ الدارميّ، رقم 445، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 303 و 442، والعلل لأحمد 1/ 207، والتاريخ الكبير 4/ 361 رقم 3147، والتاريخ الصغير 196، وتاريخ واسط لبحشل 73، والجرح والتعديل 4/ 496، 497 رقم 2185، والثقات لابن حبّان 6/ 492، وتهذيب الكمال 13/ 383- 387 رقم 2963، والكاشف 2/ 38 رقم 2489، والمغني في الضعفاء 1/ 316 رقم 2944، وميزان الاعتدال 2/ 337 رقم 3992، والوافي بالوفيات 16/ 443 رقم 476، وتهذيب التهذيب 5/ 13 رقم 21، وتقريب التهذيب 1/ 378 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 179. [2] قال في معرفة الرجال 1/ 87 رقم 303: «ليس به بأس» . وقال مرة أخرى (1/ 101 رقم 442) : «ثقة» ، وكذا قال في الجرح والتعديل 4/ 497. [3] وقال البخاري في تاريخه الصغير: «في طعمة نظر» . وقال أبو حاتم: «صالح الحديث لا بأس به» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (طلحة بن قيس) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 282 عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ أَشْوَعَ. وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . 187- طَلْحَةُ بْنُ النَّضْرِ [2] ، الْحُدَّانِيُّ، الْبَصْرِيُّ. عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ: ابْنُ أُخْتِهِ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ الْقيْسِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] : ما أرى بِهِ بأسا.   [ () ] التاريخ الكبير 4/ 349 رقم 3096، والجرح والتعديل 4/ 479 رقم 2100، والثقات لابن حبّان 6/ 488. [1] الجرح والتعديل 4/ 479. [2] انظر عن (طلحة بن النضر) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3493 و 3494، والتاريخ الكبير 4/ 351 رقم 3110، والجرح والتعديل 4/ 479 رقم 2101، والثقات لابن حبّان 6/ 489، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 181 رقم 581. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 529 رقم 3493، والجرح والتعديل 4/ 479، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 181 رقم 581. وذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 283 [حرف الْعَيْنِ] 188- عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ [1] بن عمرو بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ، الْعُمَرِيُّ، الْمَدَنِيُّ. - ت. ق. - عَنْ: عَبْد الله بْن دينار، وسهيل بن أَبِي صَالِحٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [2] : ضَعِيفٌ، ليس بشيء.   [1] انظر عن (عاصم بن عمر بن حفص) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 638، والتاريخ لابن معين 2/ 283، 284، وطبقات خليفة 269 و 271، وتاريخ خليفة 427، والتاريخ الكبير 6/ 478، 479 رقم 3042، والتاريخ الصغير 67، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 139 رقم 237، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 438، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 335، 336 رقم 1537، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 560، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والجرح والتعديل 6/ 346، 347 رقم 1915، والعلل لابن أبي حاتم 961، والمجروحين لابن حبّان 2/ 127، والثقات له 7/ 259، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1869- 1872، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 221 رقم 800، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 156، وتهذيب الكمال 13/ 517- 519 رقم 3017، والكاشف 2/ 46 رقم 2533، والمغني في الضعفاء 1/ 321 رقم 2989، وميزان الاعتدال 2/ 355، 356 رقم 4060، وسير أعلام النبلاء 7/ 181 رقم 61، وتهذيب التهذيب 5/ 51، 52 رقم 82، وتقريب التهذيب 1/ 385 رقم 18، وخلاصة تذهيب التهذيب 183. [2] في تاريخه 2/ 284، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 335، والكامل في الضعفاء 5/ 1869 والجرح والتعديل 6/ 347. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 284 وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ [1] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ [3] . قُلْتُ: هُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. 189- عَافِيَةُ الْقَاضِي [4] . هُوَ عَافِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ، الأَوْدِيُّ، الْكُوفِيُّ: أَحَدُ الأعلام، تفقّه على أَبِي حَنِيفَةَ، وَبَرَعَ فِي الْفِقْهِ، وَحَدَّثَ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عطاء.   [1] الجرح والتعديل 6/ 346. [2] في المجروحين 2/ 127. [3] وقال العقيلي: «لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه» . وقال البخاري: «منكر الحديث» . وقال الجوزجاني: «يضعّف حديثه» . وقال النسائي: «ليس بثقة» ، و «متروك الحديث» . وقال هارون بن موسى الفروي: «ليس بقويّ» . وذكره الرازيّ في الضعفاء، وابن حبّان في الثقات، وقال: «يخطئ ويخالف» . وذكره ابن شاهين في الثقات. وقال ابن عديّ: «وأحاديثه أحاديث حسان ومع ضعفه يكتب حديثه» . [4] انظر عن (عافية القاضي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 331، والتاريخ لابن معين 2/ 284، وتاريخ خليفة 442، وعمل اليوم والليلة للنسائي، رقم 557، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 159 و 162 و 251- 254، وتاريخ الطبري 8/ 119 و 135 و 140 و 173، والعيون والحدائق 3/ 281، وطبقات الشعراء لابن المعتز 58، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 254 رقم 1018، وجمهرة، أنساب العرب 411، وتاريخ بغداد 12/ 307- 310 رقم 6752، والحمقى والمغفّلين 101، 102، وخلاصة الذهب المسبوك 124، 125، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 120، وتهذيب الكمال 14/ 5- 10 رقم 3033، والمغني في الضعفاء 1/ 322 رقم 2999، وميزان الاعتدال 2/ 358 رقم 4074، وسير أعلام النبلاء 7/ 398، 399 رقم 145، والبداية والنهاية 10/ 176، والوافي بالوفيات 16/ 573 رقم 609، والجواهر المضيّة 2/ 284، 285، وتهذيب التهذيب 5/ 60، 61 رقم 100، وتقريب التهذيب 1/ 386 رقم 36، ولسان الميزان 3/ 222 رقم 995 في ترجمة (عافية بن أيوب) ، وذيل الجواهر المضية 2/ 543، 544، وخلاصة تذهيب التهذيب 304، والطبقات السنّية، رقم 1024 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 285 وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ وَقَالَ: كَانَ عَالِمًا زَاهِدًا، وَلِيَ قَضَاءَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ بِبَغْدَادَ، فَحَكَمَ مَرَّةً عَلَى سَدَادٍ وَصَوْنٍ، ثُمَّ اسْتَعْفَى فَأُعْفِيَ [1] . قَالَ النَّسَائِيُّ [2] : ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: يُكْتَبُ حديث [3] . وَاخْتَلَفَ اجْتِهَادُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِيهِ، فَقَالَ فِي رِوَايَةِ عَبَّاسٍ [ثِقَةٌ] [4] ، وَأَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ [ثِقَةٌ مَأْمُونٌ] [5] ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ: كَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ. وَسَبَبُ فِرَارِهِ مِنَ الْقَضَاءِ أَنَّهُ تَثَبَّتَ فِي حُكُومَةٍ، فَذَهَبَ أَحَدُ الْخَصْمَيْنِ فَأَهْدَى لَهُ رُطَبًا، فَرَدَّهُ عَلَيْهِ وَزَجَرَهُ، قَالَ: فَلَمَّا تَحَاكَمَ هُوَ وَخَصْمُهُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ قَالَ: لَمْ يَسْتَوِيَا فِي قَلْبِي، وَوَجَدْتُ قَلْبِي يَمِيلُ إِلَى نُصْرَةِ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يُهْدِيَ لِي، ثُمَّ حَكَاهَا لِلْخَلِيفَةِ وَقَالَ: هَذَا حَالِي وَمَا قَبِلْتُ، فَكَيْفَ لَوْ قَبِلْتُ هَدِيَّتَهُ [6] ؟ وَقَدْ سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ، فَقَالَ: أَعَافِيةُ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَجَعَلَ يَضْحَكُ وَيَتَعَجَّبُ [7] . وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: خَاصَمَ أَبُو دُلامَةَ رَجُلا إِلَى عَافِيَةَ فَقَالَ: لَقَدْ خَاصَمَتْنِي غُوَاةُ الرِّجَالِ ... وَخَاصَمْتُهُمْ سَنَةً وَافِيَهْ فَمَا أَدْحَضَ اللَّهُ لِي حُجَّةً ... وَمَا خَيَّبَ اللَّهُ لِي قافية   [1] سيأتي سبب استعفائه. [2] في عمل اليوم والليلة، رقم 557. [3] تاريخ بغداد 12/ 310. [4] في تاريخه 2/ 284. [5] تاريخ بغداد 12/ 310. [6] الخبر بالتفصيل في تاريخ بغداد 12/ 309. [7] تاريخ بغداد 12/ 310، خلاصة الذهب المسبوك 125 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 286 فَمَنْ كُنْتُ مِنْ جَوْرِهِ خَائِفًا ... فَلَسْتُ أَخَافُكَ يَا عَافِيَةْ [1] فَقَالَ لَهُ عَافِيَةُ: لأَشْكُوَنَّكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: وَلِمَ، قَالَ: لِأَنَّكَ هَجَوْتَنِي، قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ شَكَوْتَنِي إِلَيْهِ لَيَعْزِلَنَّكَ؟ قَالَ: وَلِمَ، قَالَ: لِأَنَّكَ لا تَعْرِفُ الْهِجَاءَ مِنَ الْمَدِيحِ [2] . قُلْتُ: قَلَّمَا رَوَى عَافِيَةُ، لِأَنَّهُ مَاتَ كَهْلا. 190- عَامِرُ بْنُ شِبْلٍ [3] ، الْجَرْمِيُّ. عَنْ: أَبِي قِلابَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَجُوَيْدِ بْنِ الْخَطَفَى الشَّاعِرِ. وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [4] . 191- عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ [5] ، الرَّمْلِيُّ، الفلسطينيّ. - ق-   [1] الأبيات في: طبقات الشعراء لابن المعتزّ 58، وتاريخ بغداد 12/ 310، والحمقى والمغفّلين 101، وخلاصة الذهب المسبوك 125، وتهذيب الكمال 13/ 10. [2] طبقات ابن المعتزّ 58، وتاريخ بغداد 12/ 310، الحمقى والمغفّلين 101، خلاصة الذهب 125، تهذيب الكمال 13/ 10. [3] انظر عن (عامر بن شبل) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 73، وتاريخ دمشق (تراجم حرف العين- عاصم- عائذ) 136، 137 رقم 41. [4] تاريخ دمشق 137 في تسمية نفر ثقات. [5] انظر عن (عبّاد بن كثير الرمليّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 293، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 26 و 2/ رقم 481، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2026 و 2028، وسؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني، رقم 157، والتاريخ الكبير 6/ 43 رقم 1641، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 385 و 635 و 728 و 777، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 407، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 141، 142 رقم 1125، والجرح والتعديل 6/ 85 رقم 434، والمجروحين لابن حبّان 2/ 169، 170، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 129 رقم 385، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 245 رقم 957، والكامل في التاريخ 6/ 35، وتهذيب الكمال 14/ 150- 154 رقم 3091، والكاشف 2/ 55 رقم 2598، والمغني في الضعفاء 1/ 327 رقم 3049، وميزان الاعتدال 2/ 370، 371 رقم 4133، وسير أعلام النبلاء 7/ 107 رقم 47، والكشف الجزء: 10 ¦ الصفحة: 287 عَنْ: فُسَيْلَةَ بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَابْنِ طَاوُسٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمَدِيُّ، وَمَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] وَحْدَهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : فِيهِ نَظَرٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [3] ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : مَتْرُوكُ. وَقَالَ الدُّولابِيُّ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الرَّمْلِيُّ، فِيهِ نَظَرٌ [5] ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ [6] ، تَرَكُوهُ [7] . وَكَذَا فَرَّقَ بَيْنَ التَّرْجَمَتَيْنِ، الْعُقَيْلِيُّ [8] ، وَابْنُ حِبَّانَ [9] ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، حَتَّى قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [10] : وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الرَّمْلِيَّ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ بِمَكَّةَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى رَوَى عَنْهُ، وَالَّذِي كَانَ بِمَكَّةَ مَاتَ قَبْلَ الثَّوْرِيِّ، وَلَمْ يَشْهَدْهُ الثَّوْرِيُّ. قُلْتُ: هَذِهِ حُجَّةٌ قاطعة.   [ () ] الحثيث 221، 222 رقم 365، وتهذيب التهذيب 5/ 102، 103 رقم 170، وتقريب التهذيب 1/ 393 رقم 105، وخلاصة تذهيب التهذيب 187. [1] في تاريخه 2/ 293. [2] في تاريخه الكبير 6/ 43. [3] الجرح والتعديل 6/ 85. [4] في الضعفاء والمتروكين 298 رقم 407. [5] في التاريخ الكبير، رقم 1641. [6] هكذا في الأصل، وفي التاريخ الكبير «سكن مكة» . [7] التاريخ الكبير، رقم 1642. [8] في الضعفاء الكبير، فذكر البصري برقم (1124) والرمليّ برقم (1125) . [9] في المجروحين، فذكر الثقفي الكاهلي البصري في ج 2/ 166، والرمليّ الفلسطيني ج 2/ 169. [10] في المجروحين 2/ 170. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 288 192- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُجَيْرٍ [1] ، أَبُو حُمْرَانَ، شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. عَنِ الْحَسَنِ، وَيَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [2] ، وَغَيْرُهُ [3] . لَهُ رِوَايَةٌ فِي الْمَرَاسِيلِ لِأَبِي دَاوُدَ [4] . 193- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ [5] ، الصَّنْعَانِيُّ، الْقَاصُّ. - د. ت. ق- وَهِمَ مَنْ قَالَ، هُوَ ابْنُ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ. وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا [6] : أَحْسَبُهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِيسَى بْنِ بَحِيرٍ. فِيهِ ضَعْفٌ. أَخَذَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرِهِ، وَقَدْ جَاءَ حَدِيثٌ، عَنْ عَبْدِ الرّزّاق، عن   [1] انظر عن (عبد الله بن بجير) في: التاريخ لابن معين 2/ 297، 298 وفيه (عبد الله بن بحير أو بحير) بالحاء المهملة، والتاريخ الكبير 5/ 52 رقم 111، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 30، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ 306، والجرح والتعديل 5/ 15، 16 رقم 70، والثقات لابن حبّان 7/ 27، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 191 رقم 637 وفيه (عبد الله بن بجير أو بحير) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 168 أ، وتهذيب الكمال 14/ 322، 323 رقم 3173، والكاشف 2/ 65 رقم 2666، وتهذيب التهذيب 5/ 153 رقم 263، وتقريب التهذيب 1/ 403 رقم 195، وخلاصة تذهيب التهذيب 191. [2] في الجرح والتعديل 5/ 15. [3] ووثّقه ابن معين في تاريخه، والإمام أحمد. وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [4] عن معاوية بن قرّة: ما سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حامدا للَّه إلّا مادّه الحمد» . [5] انظر عن (عبد الله بن بحير الصنعاني) في: التاريخ الكبير 5/ 49، 50 رقم 106، و 9/ 79 رقم 754، والجرح والتعديل 5/ 15 رقم 69، و 9/ 452 رقم 2303، والمجروحين لابن حبّان 2/ 24، 25، والثقات له 7/ 22، والإكمال لابن ماكولا 1/ 200، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 180، ومعجم البلدان 2/ 128، وتهذيب الكمال 14/ 323، 324 رقم 3174، والكاشف 2/ 66 رقم 2667، والمغني في الضعفاء 1/ 332، 333 رقم 3111، وميزان الاعتدال 2/ 395 رقم 4222، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 47، وتهذيب التهذيب 5/ 153، 154 رقم 264، وتقريب التهذيب 1/ 403 رقم 196، وخلاصة تذهيب التهذيب 191، 192. [6] في الإكمال 1/ 201. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 289 مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ الْحِمْيَرِيِّ، وَلَهُ غَرَايِبٌ. وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا [1] : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ. قَالَ شَيْخُنَا فِي «تَهْذِيبِهِ» [2] : «وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ الْمُرَادِيُّ، أَبُو وَائِلٍ الصَّنْعَانِيُّ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الْقَاصِّ، وَهَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، وعبد الرّزاق، وهشام بْنُ يُوسُفَ، وَأَهْلُ صَنْعَاءَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ» [3] . 194- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [4] ، الْمُزَنِيُّ، الْبَصْرِيّ. - د. ت. ق- عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ. وَعَنْهُ: بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَعَفَّانُ بْنُ حِبَّانَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ. قَالَ النَّسَائِيُّ [5] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: لَهُ في الكتب حديث واحد [6] .   [1] في الإكمال 1/ 201. [2] تهذيب الكمال 14/ 323. [3] الجرح والتعديل 5/ 15، وقال هشام بن يوسف: «كان يتقن ما سمع» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (عبد الله بن بكر المزني) في: التاريخ لابن معين 2/ 299، والتاريخ الكبير 5/ 52 رقم 113، والجرح والتعديل 5/ 16 رقم 71، والثقات لابن حبّان 7/ 26، وتهذيب الكمال 14/ 344- 346 رقم 3186، والكاشف 2/ 67 رقم 2678، وتهذيب التهذيب 5/ 163 رقم 277، وتقريب التهذيب 1/ 404 رقم 211، وخلاصة تذهيب التهذيب 192. [5] كذا في الأصل، والأرجح أنه وهم، أراد ابن معين حيث قال هذا في تاريخه 2/ 299، وقال: «صالح» (في الجرح والتعديل 5/ 16) . وذكره ابن حبّان في الثقات. [6] هو من طريق: موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قال: ما رفع إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شيء فيه قصاص إلّا أمر فيه بالعفو. (رواه أبو داود في سننه، رقم (4497) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 290 195- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ [1] بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، الزُّهْرِيُّ، المخرميّ، المدنيّ، الفقيه الإمام. - م. ع-. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَمَّتِهِ وَالِدَةِ أُمِّ بَكْرٍ ابْنَةِ الْمِسْوَرِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مهديّ، والواقديّ، وخالد بن مخلد، ويحيى ابن يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مُفْتِيًا، عَارِفًا بِالْمَغَازِي. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ، فَإِنَّهُ أَسْرَفَ فِي تَوْهِينِهِ، وَقَالَ [4] : يَرْوِي عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، رَوَى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ. كَانَ كَثِيرَ الْوَهْمِ فِي الأَخْبَارِ، حَتَّى رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يشبه حديث الأثبات، فإذا   [1] انظر عن (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 454، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 290، وتاريخ الدارميّ، رقم 588، وسؤالات ابن محرز، رقم 301، وطبقات خليفة 275، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 6089، والتاريخ الكبير 5/ 62 رقم 147، والتاريخ الصغير 191، وتاريخ الثقات للعجلي 252 رقم 788، والجرح والتعديل 5/ 22 رقم 100، والمجروحين لابن حبّان 2/ 27، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 192 رقم 644، ورجال صحيح مسلم 1/ 349 رقم 753، والإكمال لابن ماكولا 7/ 311، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 270 رقم 987، وتاريخ دمشق (تراجم من عبد الله بن جابر إلى عبد الله بن زيد) 70- 79 رقم 216، وجمهرة أنساب العرب 129، والكامل في التاريخ 5/ 531، وتهذيب الكمال 14/ 372- 376 رقم 3203، والكاشف 2/ 69 رقم 2693، والمغني في الضعفاء 1/ 334 رقم 3128، وميزان الاعتدال 2/ 403 رقم 4248، والعبر 1/ 258، والوافي بالوفيات 17/ 106 رقم 91، وتهذيب التهذيب 5/ 171- 173 رقم 295، وتقريب التهذيب 1/ 406 رقم 229، وخلاصة تذهيب التذهيب 193، شذرات الذهب 1/ 278، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 347. وكنيته: أبو جعفر. قاله أحمد في (العلل) . [2] قال: «ليس بحديثه بأس» . (الجرح والتعديل 5/ 22) . [3] الجرح والتعديل 5/ 22، وفي معرفة الرجال له 1/ 85 رقم 290: «ليس به بأس» . [4] في المجروحين 2/ 27. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 291 سَمِعَهَا مَنِ الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ شَهِدَ أَنَّهَا مَقْلُوبَةٌ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ. قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ قَامَ مَعَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَاعْتَقَدَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ هُوَ المهديّ الّذي ورد في الحديث ثم ندم، وَقَالَ: لا غَرَّنِي أَحَدٌ بَعْدَهُ. وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الْحَوَادِثِ بَعْضَ ذَلِكَ. وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يُرَجِّحُهُ عَلَى ابْنِ أَبِي ذِيبٍ لِفَضْلِهِ وَمُرُوءَتِهِ وَإِتْقَانِهِ. وَقَدْ وُضِعَ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي «الْغِيلانِيَّاتِ» . وَقِيلَ: كَانَ قَصِيرًا جِدًّا. تُوُفِّيَ سنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ [1] . 196- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ [2] ، أَبُو الْجُنَيْدِ، الْعَنْبَرِيُّ، البصري، الْمُلَقَّبُ: عِتْرِيسٌ. - د. ت- يَرْوِي عَنْ جَدَّتَيْهِ: صَفِيَّةَ وَدُحَيْبَةَ، وَعَنْ حِبَّانَ بْنِ عَاصِمٍ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، وَالْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سِوَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ. لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا [3] .   [1] وثّقه العجليّ، وقال أبو زرعة: «عبد الله بن جعفر المخرمي، أحبّ إليّ من يزيد النوفليّ» . وقال ابن شاهين: «صالح» . [2] انظر عن (عبد الله بن حسّان العنبري) في: التاريخ الكبير 5/ 73 رقم 190، والكنى والأسماء لمسلم» ورقة 20، والجرح والتعديل 5/ 40 رقم 180، والثقات لابن حبّان 8/ 337، وتهذيب الكمال 14/ 414 رقم 3224، والكاشف 2/ 71 رقم 2710، وتهذيب التهذيب 5/ 185، 186 رقم 320، وتقريب التهذيب 1/ 409 رقم 253، وخلاصة تذهيب التهذيب 194. وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف إلى مصادر الترجمة (تاريخ بغداد) ، وليس فيه ذكر لأبي الجنيد هذا. (انظر: تهذيب الكمال 14/ 414 حاشية 1) . [3] ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 292 197- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ [1] ، الْقُرْدُوسِيُّ [2] ، أَخُو هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ. عَنْ: يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ. وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَالتَّبُوذَكِيُّ. 198- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَطَاءِ [3] بْنِ يَسَارٍ، الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى مَيْمُونَةَ. - ق- عَنْ: صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ. وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [4] : ضَعِيفٌ [5] . 199- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دكين [6] ، أبو عمر، الكوفيّ، نزيل بغداد.   [1] انظر عن (عبد الله بن حسّان القردوسي) في: التاريخ الكبير 5/ 73، رقم 192، والجرح والتعديل 5/ 40 رقم 181، والثقات لابن حبّان 8/ 337، والأنساب لابن السمعاني 10/ 93، واللباب 3/ 25. [2] القردوسيّ: بضم القاف وسكون الراء وضم الدال المهملتين وفي آخرها السين المهملة. هذه النسبة إلى درب القراديس بالبصرة. (الأنساب 10/ 92) . [3] انظر عن (عبد الله بن الحسين بن عطاء) في: التاريخ الكبير 5/ 72 رقم 185، والجرح والتعديل 5/ 35 رقم 154، والمجروحين لابن حبّان 2/ 16، وتهذيب الكمال 14/ 419، 420 رقم 3226، والكاشف 2/ 71، 72 رقم 2712، والمغني في الضعفاء 1/ 335 رقم 3137، وميزان الاعتدال 2/ 408 رقم 4268، وتهذيب التهذيب 5/ 187 رقم 322، وتقريب التهذيب 1/ 409 رقم 256. [4] الجرح والتعديل 5/ 35. [5] وقال ابن حبّان في المجروحين: «كان ممّن يخطئ فيما يروي فلم يكثر خطؤه حتى استحقّ التّرك، ولا سلك سنن الثقات حتى يدخل في جملة الأثبات، فالإنصاف في أمره يترك ما لم يوافق الثقات من حديثه، والاعتبار بما وافق الأثبات» . [6] انظر عن (عبد الله بن دكين) في: التاريخ لابن معين 2/ 304، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 59، وسؤالات ابن محرز، رقم 61، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، والتاريخ الكبير 5/ 82 رقم 225 (تسميته فقط) ، والضعفاء لأبي زرعة 356، والجرح والتعديل 5/ 48، 49 رقم 225، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1542، 1543، وتاريخ بغداد 9/ 451- 453 رقم 5084، وتهذيب الكمال 14/ 469- 471 رقم 3250، والمغني في الضعفاء 1/ 337 رقم 3157، وميزان الاعتدال 2/ 417 رقم 4196، وتهذيب التهذيب 5/ 201 رقم 347، وتقريب التهذيب 1/ 413 رقم 282، وخلاصة تذهيب التهذيب 196. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 293 عَنْ: كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَعْدَوَيْهِ. خرّج له صَاحِبُ «الأَدَبِ» . ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: ثِقَةٌ [3] . 200- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ [4] . - ت. ن- مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَحَدُ الإِخْوَةِ. سَمِعَ أَبَاهُ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرحمن بن مهديّ، والقعنبي، وقتيبة بن سعيد.   [1] في معرفة الرجال 1/ 57 رقم 59 حيث قال: «ليس بثقة» . أما في التاريخ 2/ 304 فقال: «ليس به بأس» ، و «هو ثقة، ليس به بأس» . (تاريخ بغداد 9/ 452) . وفي الجرح والتعديل 5/ 49 قال: «ضعيف الحديث» ، وفي الكامل في الضعفاء 4/ 1542: «ليس بشيء» . [2] في الجرح والتعديل 5/ 49 قال: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، روى عن جعفر بن محمد غير حديث منكر» . [3] هو قول أحمد. وضعّفه الغلابيّ، وأبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ. (تاريخ بغداد 9/ 453) . [4] انظر عن (عبد الله بن زيد بن أسلم) في: الطبقات الكبرى 5/ 413، والتاريخ لابن معين 2/ 22 (في ترجمة أخيه: أسامة بن زيد بن أسلم) ، وتاريخ الدارميّ، رقم 130 و 528، وطبقات خليفة 274، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 635 و 2/ رقم 1795 و 3102 و 3/ رقم 5204، والتاريخ الكبير 5/ 94 رقم 263، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 132 رقم 221، والمعرفة والتاريخ 1/ 429 و 430 و 3/ 43، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 340، والجرح والتعديل 5/ 59 رقم 275، والمجروحين لابن حبّان 2/ 10، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1502- 1504، وتهذيب الكمال 14/ 535- 538 رقم 3280، والكاشف 1/ 79 رقم 2759، والمغني في الضعفاء 1/ 339 رقم 3181، وميزان الاعتدال 2/ 425 رقم 4331، وتهذيب التهذيب 5/ 222، 223 رقم 384، وتقريب التهذيب 1/ 417 رقم 316، وخلاصة تذهيب التهذيب 198. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 294 وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ [3] ، وَهُوَ أَصْلَحُ حَالا مِنْ أَخَوَيْهِ [4] . 201- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسْلَمِيُّ [5] ، الْمَدَنِيُّ، الْقُبَائِيّ [6] . - ن. ق- عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [7] : لا بَأْسَ بِهِ. 202- عَبْد اللَّه بن سليمان النّوفليّ [8] .   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 1795 و 3102 و 3/ رقم 5204 وفي الجرح والتعديل 5/ 59، قال أبو حاتم: «سألت أحمد بن حنبل عن ولد زيد بن أسلم: أيّهم أحبّ إليك؟ قال: أسامة. قلت: ثم من؟ قال: عبد الله» . [2] قال ابن معين في تاريخه 2/ 22: «أسامة بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيد بن أسلم، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، هؤلاء إخوة، وليس حديثهم بشيء جميعا» ، ونحو ذلك في الجرح والتعديل 5/ 59. [3] وقال أبو حاتم: «ليس به بأس» . وقال الجوزجاني: «بنو زيد بن أسلم: أسامة، وعبد الرحمن، وعبد الله، ضعفاء في الحديث من غير خربة في دينهم ولا زيغ عن الحق في بدعة ذكرت عنهم» . (أحوال الرجال 131، 132) . وقال النسائي: «ليس بالقويّ» . وقال ابن حبّان: «كان شيخا صالحا كثير الخطأ فاحش الوهم، يأتي بالأشياء عن الثقات التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد عليها بالوضع» . [4] قال ابن سعد: «كان أثبت ولد أسلم في الحديث» . وقال ابن عديّ: «هو مع ضعفه يكتب حديثه، على أنه قد وثّقه غير واحدة» . [5] انظر عن (عبد الله بن سليمان الأسلمي) في: التاريخ الكبير 5/ 108 رقم 318، والجرح والتعديل 5/ 74 رقم 348، والثقات لابن حبّان 7/ 18، [6] القبائي: بضم القاف، نسبة إلى قباء قرب المدينة. [7] في الجرح والتعديل 5/ 74. [8] انظر عن (عبد الله بن سليمان النوفلي) في: التاريخ الكبير 5/ 108 رقم 321، والمعرفة والتاريخ 1/ 497، والجرح والتعديل 5/ 75 رقم 351، وتهذيب الكمال 15/ 63- 65 رقم 3320، والكاشف 2/ 84 رقم 2796، والمغني الجزء: 10 ¦ الصفحة: 295 عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَالِدِ السَّفَّاحِ، وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، وَثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ وَحْدَهُ. فَفِيهِ جَهَالَةٌ، وَوَلِيَ قَضَاءَ صَنْعَاءَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ قَالا، أَنَا مُحَمَّدُ بن عمر القاضي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْمُرُكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [1] ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيِّ. وَأَخْرَجَهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ الْحَافِظُ فِي «تَارِيخِهِ» [2] ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَوَقَعَ بَدَلا لَهُمَا. - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو أُوَيْسٍ، الْمَدِينِيُّ. يَأْتِي فِي الْكُنَى. 203- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ [3] ، الْمَدَنِيُّ. - ت- عَنِ: الزُّهْرِيِّ وَحْدَهُ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ. سُئِلَ عَنْهُ يحيى بن معين [4] فقال: لا أعرفه [5] .   [ () ] في الضعفاء 1/ 341 رقم 3206، وميزان الاعتدال 2/ 432 رقم 4367، وتهذيب التهذيب 5/ 246 رقم 428، وتقريب التهذيب 1/ 421 رقم 361، وخلاصة تذهيب التهذيب 200. [1] في كتاب المناقب (3878) باب مناقب أهل بيت النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: هذا حديث حسن غريب، إنّما نعرفه من هذا الوجه. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 497. [3] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن الجمحيّ) في: التاريخ الكبير 5/ 134 رقم 401، والجرح والتعديل 5/ 98 رقم 453، والثقات لابن حبّان 7/ 42، وميزان الاعتدال 2/ 454 رقم 4418، والمغني في الضعفاء 1/ 344 رقم 3238. [4] الجرح والتعديل 5/ 98. [5] قال المؤلّف في المغني: «قال الدار الدّارقطنيّ: ليس بالقويّ» ، وفي الميزان قال: «وقال غيره: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 296 204- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ خَالِدٍ [1] . شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، نَزَلَ الرَّيَّ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] : حَدَّثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ. سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: صَالِحٌ. 205- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ [3] ، الرِّبْعِيُّ، أَبُو زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ. - خ. ع- عَنْ: بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، وَالْقَاسِمِ   [ () ] محلّه الصدق» . [1] انظر عن (عبد الله بن العلاء بن خالد) في: الجرح والتعديل 5/ 128 رقم 591. [2] في الجرح والتعديل. [3] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 468، والتاريخ لابن معين 2/ 320، وتاريخ الدارميّ، رقم 435، والتاريخ الكبير 5/ 162 رقم 509، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 42، والمعرفة والتاريخ 1/ 153 و 279 و 2/ 362 و 386 و 396 و 403 و 452 و 458، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 328 و 346 و 363 و 385 و 401 و 447 و 544 و 605 و 606 و 2/ 703، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 183، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 860، والجرح والتعديل 5/ 128، 129 رقم 592، والثقات لابن حبّان 7/ 27، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 188 رقم 617، وكشف الأستار عن زوائد البزّار، رقم 3072، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 215 أ، وتاريخ بغداد 10/ 16- 18 رقم 5133، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 420 رقم 606، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 266 رقم 975، وتاريخ جرجان 493، والإكمال لابن ماكولا 4/ 1162، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 23/ 127، وتهذيب الكمال 15/ 405- 410 رقم 3471، والكاشف 2/ 104 رقم 2933، وميزان الاعتدال 2/ 463، 464 رقم 4466، والعبر 1/ 244، والوافي بالوفيات 17/ 391 رقم 322، وتهذيب التهذيب 5/ 350، 351 رقم 602، وتقريب التهذيب 1/ 439 رقم 528، وخلاصة تذهيب التهذيب 209، وشذرات الذهب 1/ 260، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 197، 198 رقم 886. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 297 ابن مُحَمَّدٍ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَكْحُولٍ، وَعِدَّةٍ. وعنه: ولده إبراهيم، وشبابة، وأبو مسهر، ومروان الطَّاطَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ ثِقَةً [2] ، مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ دِمَشْقَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [3] . وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ. وَقَدْ كَنَّاهُ جَمَاعَةٌ: أَبَا زَبْرٍ [4] ، وَكَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ [5] : أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ عِدَّةٌ [6] . وَقَالَ أَحْمَدُ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ [7] . أَنْبَأَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أَنَا ابْنُ طَبَرْزَدَ، أَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أَنَا ابْنُ غَيْلانَ، ثَنَا الشَّافِعِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، نَا شَبَابَةُ، نَا أَبُو زَبْرٍ، نَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «أَهْلَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُمْرَةٍ فِي حَجَّتِهِ» . 206- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ [8] ، الْجَمَلِيُّ، الْكُوفِيُّ. - ق-[9]   [1] في تاريخه 2/ 320، وفي الجرح والتعديل: «عبد الله بن العلاء ليس به بأس» . وفي تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين: «ثقة» . [2] في الجرح والتعديل إن دحيما وثقه جدّا. وكذا في تاريخ بغداد 10/ 17. [3] تاريخ بغداد 10/ 18. [4] منهم: مسلم في الكنى والأسماء، والدولابي في الكنى والأسماء، وابن معين في تاريخه، والحاكم في الأسامي والكنى، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وغيرهم. [5] لقد كناه البخاري أيضا: أبا زبر، في تاريخه الكبير 5/ 162. [6] منهم: ابن سعد، قال في طبقاته: «وكان ثقة إن شاء الله» . [7] وقال أبو حاتم: «هو أحبّ إليّ معبد حفص بن غيلان» . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [8] تاريخ دمشق 23/ 130. [9] انظر عن (عبد الله بن عمرو بن مرّة) في: التاريخ لابن معين 2/ 324، والعلل لأحمد 1/ 90، والتاريخ الكبير 5/ 154، 155 رقم 471، والضعفاء الكبير العقيلي 2/ 283 رقم 850، والجرح والتعديل 5/ 119 رقم 546، والثقات لابن حبّان 7/ 49، ومشبه النسبة (مخطوطة المتحف البريطاني) 9 ب، وتهذيب الجزء: 10 ¦ الصفحة: 298 عَنْ: أَبِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَأَبِي هَارُونَ عَنْتَرَةَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَغَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَجَمَاعَةٌ. صَدُوقٌ [1] . 207- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ [2] ، الْقِتْبَانِيُّ [3] ، أَبُو حَفْصٍ،   [ () ] الكمال 15/ 370، 371 رقم 3456، والكاشف 2/ 102 رقم 1918، وميزان الاعتدال 2/ 469 رقم 4487، وتهذيب التهذيب 5/ 340 رقم 581، وتقريب التهذيب 1/ 437 1/ 437 رقم 508، وخلاصة تذهيب التهذيب 208. [1] قال ابن معين: «ليس به بأس» . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، فقال: حدّثنا محمد بن زكريا قال: حدّثنا محمد بن المثنّى قال: قلت لعبد الرحمن بن مهديّ: حدّثنا حفص بن غياث قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عمرو بن مرة عن أبيه، عن أبي عبيدة، عن عبد الله: الإيلاء في الغضب والرضا، فقال: لا تحدّث بهذا. وقال أبو حاتم: «لا بأس به» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (عبد الله بن عيّاش بن عباس) في: التاريخ الكبير 5/ 151 رقم 459، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 22، والمعرفة والتاريخ 1/ 161، والمعارف 539، والجرح والتعديل 5/ 126 رقم 580، والثقات لابن حبّان 7/ 51، ومشاهير علماء الأمصار 189 رقم 1516، والولاة والقضاة للكندي 378، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 122 أ، والإكمال لابن ماكولا 6/ 72، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 224، ورجال صحيح مسلم 1/ 381 رقم 7840 والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 277 رقم 1031، وتهذيب الكمال 15/ 410- 412 رقم 3472، والكاشف 2/ 104 رقم 2934، والمغني في الضعفاء 1/ 350 رقم 3292، وميزان الاعتدال 2/ 469، 470 (دون رقم) ، وسير أعلام النبلاء 7/ 333، 334 رقم 118، والعبر 1/ 229، 230، والوافي بالوفيات 17/ 394، 395 رقم 326، وتهذيب التهذيب التهذيب 5/ 351، 352 رقم 603، وتقريب التهذيب 10/ 439 رقم 529، حسن المحاضرة 1/ 281 رقم 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 209. وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف في آخر مصادر الترجمة كتاب (شذرات الذهب ج 1/ 55) وهو خطأ، فالمذكور في الشذرات هو: «عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي» الّذي قتل بسجستان سنة 48 هـ.! فأين هو من القتباني المصري المتوفى سنة 170 هـ؟ [3] القتباني: بكسر القاف وسكون التاء المنقوطة باثنين من فوقها وبعدها باء منقوطة بواحدة وفي آخرها النون. قتبان: موضع بعدن، من بلاد اليمن، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبّان البستي. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 299 الْمِصْرِيُّ. - م. ن- عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، وَأَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَآخَرُونَ. وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ، لَيْسَ بِالْمَتِينِ، وَقَالَ أَيْضًا: هُوَ قَرِيبٌ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ. وَضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ [2] . تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: هُوَ أَقْوَى مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ. 208- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ [3] ، الْمَرْوَزِيُّ. عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْحَاقُ، وَعِيسَى غُنْجَارُ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بن شقيق.   [ () ] (الأنساب 10/ 58) . [1] في الجرح والتعديل 5/ 126. [2] تهذيب الكمال 15/ 411. [3] انظر عن (عبد الله بن كيسان) في: التاريخ الكبير 5/ 178 رقم 561، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 107، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 329، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 290، 291 رقم 864، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 106، والجرح والتعديل 5/ 143 رقم 669، والثقات لابن حبّان 7/ 33، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1547، 1548، وتهذيب الكمال 15/ 480، 481 رقم 3508، والكاشف 2/ 108 رقم 2967، والمغني في الضعفاء 1/ 352 رقم 3315، وميزان الاعتدال 2/ 475 رقم 4527، وتهذيب التهذيب 5/ 371 رقم 643، وتقريب التهذيب 1/ 443 رقم 569، وخلاصة تذهيب التهذيب 211. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 300 ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [1] ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [2] . كُنْيَتُهُ: أَبُو مُجَاهِدٍ. 209- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ [3] ، أَبُو طِيبَةَ، السُّلَمِيُّ، الْعَامِرِيُّ، الْمَرْوَزِيُّ، قَاضِي مَرْوَ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَسَعْدٍ مَوْلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: عِيسَى غُنْجَارُ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو تُمَيِّلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَعَبْدَانُ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [5] : يُخْطِئُ. 210- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ [6] بْنِ وَهْبِ اللَّهِ، الْمَخْزُومِيُّ، العابديّ، المكّيّ- ق. -.   [1] في الجرح والتعديل 5/ 143. [2] ج 7/ 33، وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، وقال: «في حديثه وهم كثير» . وقال النسائي: «ليس بالقويّ» . وقال البخاري: «منكر ليس من أهل الحديث» . [3] انظر عن (عبد الله بن مسلم العامري) في: التاريخ الكبير 5/ 191 رقم 604 (ذكر اسمه فقط دون ترجمة) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 58، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 16، والجرح والتعديل 5/ 165 رقم 761، والثقات لابن حبّان 7/ 49، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 297 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 741، والكاشف 2/ 117 رقم 3021، والمغني في الضعفاء 1/ 357 رقم 3368، وميزان الاعتدال 2/ 504 رقم 4605، وتهذيب التهذيب 6/ 30 رقم 47، وتقريب التهذيب 1/ 450 رقم 634، وخلاصة تذهيب التهذيب 214. [4] في الجرح والتعديل 5/ 165. [5] ج 7/ 49. [6] انظر عن (عبد الله بن المؤمّل) في: التاريخ لابن معين 2/ 333، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 180، وطبقات خليفة 283، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1361، والتاريخ الكبير 5/ 209 رقم 664، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 331، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 302، 303 رقم 879، والمعرفة والتاريخ 1/ 534، وأنساب الأشراف 3/ 49، والجرح والتعديل 5/ 175 رقم 821، والمجروحين لابن حبّان 2/ 27، 28، ومشاهير علماء الأمصار 149 رقم 1175، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 301 عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ. وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَآخَرُونَ. وَوَلِيَ قَضَاءَ مَكَّةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَوَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [2] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ [3] : أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ. وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [5] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوْفِيُّ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَقَالَ: «تَمَتَّعُوا» فَكَانَ أَحَدُنَا يَتَمَتَّعُ بِالْمَرْأَةِ مِنَ الرَّوَاحِ إِلَى الْغُدُوِّ، وَمِنَ الْغُدُوِّ إِلَى الرَّوَاحِ» [6] . مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ [7] .   [ () ] والثقات له 7/ 28، والكامل في الضعفاء لابن عدي 4/ 1454- 1456، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 193 رقم 7645، وتاريخ جرجان 208، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 746، والكاشف 2/ 120 رقم 3048، والمغني في الضعفاء 1/ 359 رقم 3390، وميزان الاعتدال 2/ 510، 511، وتهذيب التهذيب 6/ 46 رقم 86، وتقريب التهذيب 10/ 454 رقم 673، وخلاصة تذهيب التهذيب 216. [1] في الجرح والتعديل 5/ 175. [2] تهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 746 وزاد: «قليل الحديث» . [3] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 1361، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 303، والجرح والتعديل 5/ 175، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1454. [4] في معرفة الرجال 1/ 72 رقم 180: «ضعيف الحديث» ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 303، والجرح والتعديل 5/ 175، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1454. [5] في تاريخه 2/ 333. [6] ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 303 وقال: لا يتابع عليه. [7] قال النسائي: «ضعيف» . وقال العقيلي: «لا يتابع على كثير من حديثه» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 302 211- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ [1] ، أَبُو رَجَاءٍ، الْهَرَوِيُّ. - ق- مِنْ عُلَمَاءِ خُرَاسَانَ. عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ مَوْلَى الْبَرَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جُشَمَ، وَابْنِ عَوْنٍ. وَعَنْهُ: أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [2] . وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا خُرَاسَانِيٌّ أَفْضَلُ مِنْهُ. وَقَالَ ابن عديّ [3] : مظلم الحديث [4] .   [ () ] وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «لَيْسَ بِقَوِيٍّ» . وَقَالَ ابْنُ حبّان في (المجروحين) : «كان قليل الحديث منكر الرواية، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لأنه لم يتبيّن عندنا عدالته فيقبل ما انفرد به، وذاك أنه قليل الحديث لم يتهيّأ اعتبار حديثه بحديث غيره لقلّته فيحكم له بالعدالة أو الجرح، ولا يتهيّأ إطلاق العدالة على من ليس نعرفه بها يقينا فيقبل ما انفرد به فعسى نحلّ الحرام ونحرّم الحلال برواية من ليس بعدل أو نقول عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لم يقل اعتمادا منّا على رواية من ليس بعدل عندنا. كما لا يتهيّأ إطلاق الجرح على من ليس يستحقّه بإحدى الأسباب التي ذكرناها من أنواع الجرح في أول الكتاب. وعائذ باللَّه هذين الخصلتين أن نجرّح العدل من غير علم أو نعدّل المجروح من غير يقين. ونسأل الله الستر» . وقد ذكره ابن حبّان في الثقات أيضا. وقال في المشاهير: «كان يهمّ في الشيء بعد الشيء» . وقال ابن عديّ: «وعامّة ما يرويه الضعف عليه بيّن» . [1] انظر عن (عبد الله بن واقد الهروي) في: التاريخ لابن معين 2/ 335، ومعرفة الرجال له 2/ 362، والتاريخ الكبير 5/ 218، 219 رقم 711، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 37، والمعرفة والتاريخ 2/ 268 و 275، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 173، والجرح والاعتدال 5/ 191 رقم 882، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 190 أ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1567، 1568، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 751، والكاشف 2/ 124 رقم 3078، والمغنى في الضعفاء 1/ 362 رقم 3413، وميزان الاعتدال 2/ 520 رقم 4674، والاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 74 رقم 64، وتهذيب التهذيب 6/ 64، 65 رقم 128، وتقريب التهذيب 1/ 458 رقم 716، وطبقات المدلّسين 41، وخلاصة تذهيب التهذيب 218. [2] الجرح والتعديل 5/ 191. [3] في الكامل في الضعفاء 4/ 1568 وزاد: «ولم أر للمتقدّمين فيه كلاما فأذكره» . [4] وقال أبو زرعة: «لم يكن به بأس» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 303 وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [1] : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، لَيْسَ بِشَيْءٍ. 212- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ مِقْسَمٌ [2] ، الثَّقَفِيُّ، الطّائفيّ. - د- نزل البصرة وروى عَنْ أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ ضَبَّةَ الشَّاعِرِ، وَضبَّةَ أُمِّهِ، وَعَنْ عَمَّتِهِ سَارَةَ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَآخَرُونَ. لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ [3] . 213- عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَعْيَنَ الشَّيْبَانِيُّ [4] ، مَوْلاهُمْ. - ق- عَنْ: نَافِعٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ الْعَطَّارُ. وَهُوَ أَخُو حُمْرَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَبِلالٌ الكوفيّين. قال الدّار الدّارقطنيّ: ليس بثقة [5] .   [ () ] وقال عثمان بن سعيد لابن معين: أبو رجاء الخراساني من هو؟ قال: ثقة. [1] قول ابن معين هذا ليس في صاحب الترجمة المذكور، بل هو في عبد الله بن واقد الّذي يحدّث عن قتادة. (انظر تاريخ ابن معين 2/ 336) . [2] انظر عن (عبد الله بن يزيد بن مقسم) في: التاريخ لابن معين 2/ 337، والتاريخ الكبير 5/ 227، 228 رقم 744، والجرح والتعديل 5/ 200 رقم 929، والثقات لابن حبّان 7/ 57، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 189، 190 رقم 626، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 756، والكاشف 2/ 127 رقم 3096، وتهذيب التهذيب 6/ 80 رقم 157، وتقريب التهذيب 1/ 461 رقم 744، وخلاصة تذهيب التهذيب 219. [3] ذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. ووثّقه علي بن المديني. [4] انظر عن (عبد الأعلى بن أعين) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 60، 61 رقم 1024، والجرح والتعديل 6/ 28 رقم 148، والمجروحين لابن حبّان 2/ 156، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 759، والكاشف 2/ 130 رقم 3115، والمغني في الضعفاء 1/ 364 رقم 3441، وميزان الاعتدال 2/ 529 رقم 4722، وتهذيب التهذيب 6/ 93 رقم 195، وتقريب التهذيب 1/ 464 رقم 779، وخلاصة تذهيب التهذيب 220. [5] وقال العقيلي: «جاء بأحاديث منكرة ليس منها شيء محفوظ» . وقال أيضا: «حدّث عن الجزء: 10 ¦ الصفحة: 304 214- عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ [1] ، الْكُوفِيُّ، الْفَاخُورِيُّ، الْجَرَّارُ. - ق- نَزِيلُ الْمَدَائِنِ. عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: شَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وصالح بن سلك الخوارزميّ، وجبارة ابن الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ الْكُلُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النّسائيّ [4] ، وغيره: متروك [5] .   [ () ] يحيى بن أبي كثير، بغير حديث منكر، لا أصل له» . وقال ابن حبّان: «يروي عن يحيى بن أبي كثير ما ليس من حديثه» لا يجوز الاحتجاج به بحال» . [1] انظر عن (عبد الأعلى بن أبي المساور) في: التاريخ لابن معين 2/ 339، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 43 و 64 و 2/ رقم 267، والتاريخ الكبير 6/ 74 رقم 1753 و 75 رقم 1756، والتاريخ الصغير 187، والضعفاء الصغير للبخاريّ 268 رقم 232، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 380، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 61 رقم 1025، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 113، والجرح والتعديل 6/ 26، 27 رقم 135، والمجروحين لابن حبّان 2/ 156، 157، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1953، 1954، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 310، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 121 رقم 347، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 14 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 761، والكاشف 2/ 131 رقم 3121، والمغني في الضعفاء 1/ 365 رقم 3449، وميزان الاعتدال 2/ 531، 532 رقم 4731، وتهذيب التهذيب 6/ 98 رقم 202، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 787، وخلاصة تذهيب التهذيب 220، 221. [2] في تاريخه 2/ 339، ومعرفة الرجال 1/ 54 رقم 43، وقال في موضع آخر منه 1/ 57 رقم 64 «كذّاب. قد تخلّى الله منه، لا يسأل عن مثل هذا، ليس بثقة» . و (2/ 99 رقم 267) . [3] في تاريخه الكبير 6/ 74، وتاريخه الصغير 187، والضعفاء الصغير 268 رقم 232، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 61. [4] في الضعفاء والمتروكين 297 رقم 380. [5] ذكره العقيلي في الضعفاء، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 305 215- عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ الأَيْلِيُّ [1] ، مَوْلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. - ت. ق- عَنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [2] وَقَالَ: كَانَ يَكُونُ بِإِفْرِيقِيَّةَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] ، وَجَمَاعَةٌ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : ليس بالقويّ.   [ () ] وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، شبه المتروك» . وقال أبو زرعة: «هو ضعيف جدا» . وقال ابن حبان: «كان ممن يروي عَنِ الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات حتى إذا سمعها المبتدي في هذه الصناعة علم أنها معمولة» . وقال ابن عديّ: «عامّة أحاديثه ممّا لا يتابعه عليها الثقات» . [1] انظر عن (عبد الجبّار بن عمر) في: الطبقات الكبرى 6/ 312، والتاريخ لابن معين 2/ 340، والتاريخ الكبير 6/ 108 رقم 1862، والتاريخ الصغير 190، والضعفاء الصغير 269 رقم 238، والضعفاء والمتروكين للنسائي الصغير 269 رقم 238، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 395، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 151 رقم 265، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 86- 88 رقم 1057، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 498، والمعرفة والتاريخ 3/ 44، والجرح والتعديل 6/ 31، 32 رقم 163، والمجروحين لابن حبّان 2/ 158، 159، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1961، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 243 رقم 937، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 123 رقم 355، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 48، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 3 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 763، والكاشف 2/ 131 رقم 3126، والمغني في الضعفاء 1/ 366 رقم 3461، وميزان الاعتدال 2/ 534 رقم 4743، وتهذيب التهذيب 6/ 103، 104 رقم 209، وتقريب التهذيب 1/ 466 رقم 793، وخلاصة تذهيب التهذيب 221. [2] في طبقاته 6/ 312. [3] في تاريخه 2/ 340، وقال مرة أخرى: «ليس بشيء» و «ليس حديثه بشيء» . [4] في الضعفاء والمتروكين 298 رقم 395. [5] في الضعفاء الصغير 269 رقم 238 وزاد: «عندهم» . وفي تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير الجزء: 10 ¦ الصفحة: 306 وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [1] . سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: نَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ فَارَةٍ وَقَعَتْ فِي وَدَكٍ لَهُمْ، فَقَالَ: اطْرَحُوهَا وَمَا حَوْلَهَا إِنْ كَانَ جَامِدًا» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَ مَائِعًا؟ قَالَ: فَانْتَفِعُوا به ولا تأكلوه» [2] .   [ () ] قال: «عنده مناكير» ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 86. [1] وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث منكر الحديث جدا ليس محلّه الكذب» . وقال أبو زرعة: «ضعيف الحديث ليس بقويّ وقرأ علينا حديثه» . وقال ابن حبّان: كان رديء الحفظ ممّن يأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ إِلا فِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتِ» . وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه يخالف في ذلك والضعف على رواياته بيّن» . وقال أحمد بن صالح: «ثقة في حديثه تخليط وخلاف» . (ثقات ابن شاهين) وقال الجوزجاني: «ضعيف الحديث، ولم نسمع من يذكر عنه بدعة» . وقال الدار الدّارقطنيّ: «ضعيف» . [2] أخرجه البخاري في الذبائح 6/ 232 باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب، قال: حدّثنا الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه سمع ابن عباس يحدّثه عن ميمونة أنّ فأرة وقعت في سمن فماتت، فسئل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عنها فقال: «ألقوها وما حولها وكلوه» . قيل لسفيان: فإنّ معمرا يحدّثه عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة؟ قال: ما سمعت الزهري يقول إلا عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولقد سمعته منه مرارا. وأخرجه من طريق عبد الله، عن يونس، عن الزهري. وأبو داود في الأطعمة (3841) و (3842) و (3843) باب في الفأرة تقع في السمن. الأول من طريق: سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة. والثاني من طريق: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة. والثالث من طريق، عبد الرزاق، عن عبد الرحمن بن بوذويه، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، بمثل حديث الزهري، عن ابن المسيّب. والترمذي في الأطعمة (1859) باب ما جاء في الفأرة تموت في السمن. من طريق: سفيان عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة. وقال: «وفي الباب عن أبي هريرة. هذا حديث حسن صحيح. وقد روي هذا الحديث عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس: «أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل» ، ولم يذكروا فيه: عن ميمونة. وحديث ابن عباس، عن ميمونة أصحّ. وروى معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 307 وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَكَذَا. وَتَفَرَّدَ بِهِ شَيْخٌ، عَنْ مَعْمَرٍ. كَمَا رَوَاهُ مَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ شَطْرَهُ الأَوَّلَ. وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَيْمُونَةَ. وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ مُرْسَلا. وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ فَارَةٍ. وَقَدْ صَحَّحَ الذُّهْلِيُّ خبر معمر.   [ () ] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم نحوه. وهذا حديث محفوظ سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هذا خطأ، والصحيح حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن ميمونة» . وأخرجه النسائي في الفرع 7/ 178 باب الفارة تقع في السمن- من طريق: سفيان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس، عن ميمونة. ومن طريق: مالك، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله، عن ابن عباس، عن ميمونة. ومن طريق عبد الرزاق، عن عبد الرحمن بن بوذويه، أنّ معمرا ذكره عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة. وأخرجه أحمد في المسند 2/ 233 من طريق: محمد بن جعفر، عن معمر، عن ابن شهاب، عن ابن المسيّب، عن أبي هريرة. و2/ 265 من طريق: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وقال عبد الرزاق: أخبرنى أبو عبد الرحمن بن بوذويه أن معمرا كان يذكره بهذا الإسناد، ويذكر: قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وقال: حدّثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. و2/ 490: و6/ 330 من طريق: محمد بن مصعب قال: ثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 308 216- عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ [1] ، الشِّبَامِيُّ [2] ، الْهَمْدَانِيُّ، الْكُوفِيُّ. - ت- عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَوَكِيعٌ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، كَانَ يَتَشَيَّعُ [3] . وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْكُوفَةِ أَكْذَبُ مِنْهُ [4] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : كَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ، تَفَرَّدَ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْمَقْلُوبَاتِ. وَأَمَّا رِوَايَةُ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [6] فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [7] : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ، قُلْتُ: لا بَأْسَ به؟ قال: ثقة [8] .   [1] انظر عن (عبد الجبّار بن العباس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 366، والتاريخ لابن معين 2/ 340، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 312، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1374، والتاريخ الكبير 6/ 108 رقم 1863، وتاريخ الثقات للعجلي 285 رقم 917، والمعرفة والتاريخ 3/ 121، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 88، 89 رقم 1058، والجرح والتعديل 6/ 31 رقم 162، والمجروحين لابن حبّان 2/ 159، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1663، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 243 رقم 938، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 762، 763، والكاشف 2/ 131 رقم 3125، والمغني في الضعفاء 1/ 366 رقم 3460، وميزان الاعتدال 2/ 533 رقم 4741، والكشف الحثيث 253، 254 رقم 422، وتهذيب التهذيب 6/ 102، 103 رقم 207، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 791، وخاصة تذهيب التهذيب 221. [2] الشّباميّ: يكسر الشين المعجمة، وفتح الباء الموحّدة، وفي آخرها الميم بعد الألف. هذه النسبة إلى «شبام» وهي مدينة باليمن. (الأنساب 7/ 280) . [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 88، الجرح والتعديل 6/ 31. [4] الأنساب لابن السمعاني 7/ 280. [5] في المجروحين 2/ 159. [6] في تاريخه 2/ 340، ومعرفة الرجال 1/ 88 رقم 312، والجرح والتعديل 6/ 31. [7] في الجرح والتعديل 6/ 31. [8] وقال ابن سعد: «فيه ضعف» . وقال العجليّ: «لا بأس به، كان يتشيّع» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 309 قُلْتُ: وَهُوَ قَدِيمُ الْوَفَاةِ، مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ، أَوْ قَبْلَهَا. 217- عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ [1] ، الْمَكِّيُّ، أَخُو وُهَيْبٍ. - د. ن- حَدَّثَ عَنِ الْكِبَارِ: عَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عُمَرَ، وَالضَّبِّيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [2] ، وَأَبُو دَاوُدَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ [4] . 218- عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ بْنِ لَيْثٍ [5] ، أَبُو عُثْمَانَ، الْقُرَشِيُّ، مولاهم،   [ () ] وقال أبو داود: «كوفيّ ليس به بأس، وهو يتشيّع» . وقال السعدي الجوزجاني: «كان غاليا في سوء مذهبه» . وقال ابن عديّ: «عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ» . وقال ابن شاهين: «ليس به بأس» . [1] انظر عن (عبد الجبّار بن الورد) في: الطبقات الكبرى 5/ 489، والتاريخ الكبير 6/ 107 رقم 1857، وتاريخ الثقات للعجلي 285 رقم 920، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 85 رقم 1055، والمعرفة والتاريخ 1/ 434 و 512 و 520، وأنساب الأشراف 3/ 31 و 32 و 50 و 289، والجرح والتعديل 6/ 31 رقم 161، الثقات لابن حبّان 7/ 136، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1962، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 763، والكاشف 2/ 132 رقم 3129، والمغني في الضعفاء 1/ 367 رقم 3468، وميزان الاعتدال 2/ 535 رقم 4748، وتهذيب التهذيب 6/ 105، 106 رقم 212، وتقريب التهذيب 1/ 466 رقم 796، وخلاصة تذهيب التهذيب 221. [2] في الجرح والتعديل 6/ 31. [3] في تاريخه الكبير 6/ 107، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 85، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1962. [4] وثّقه العجليّ. وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال أحمد بن حنبل: «ثقة لا بأس به» . وقال ابن معين: «ثقة» . وقال ابن عديّ: «هو عندي لا بأس به يكتب حديثه» . [5] انظر عن (عبد الحكم بن أعين) في: الجرح والتعديل 6/ 36 رقم 193. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 310 الْمِصْرِيُّ، الْفَقِيهُ. نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَهُوَ وَالِدُ الْفَقِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 219- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ [1] ، الْفَزَارِيُّ، الْمَدَائِنِيُّ. ت. ق-. عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُهُ عَنْ شَهْرٍ مُقَارِبٌ، وَهِيَ سَبْعُونَ حَدِيثًا، كَانَ يَحْفَظُهَا كَأَنَّهَا سُورَةٌ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : أَحَادِيثُهُ عَنْ شَهْرٍ صِحَاحٌ. وَوَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [4] : ثقة.   [1] انظر عن (عبد الحميد بن بهرام) في: التاريخ لابن معين 2/ 341، والتاريخ الكبير 6/ 54 رقم 1685، وتاريخ الثقات للعجلي 286 رقم 921، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 42، 43 رقم 999، والجرح والتعديل 6/ 98، رقم 42، والمعرفة والتاريخ 2/ 98 و 325، والثقات لابن حبّان 7/ 120، ومشاهير علماء الأمصار 175 رقم 1389، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1957، 1958، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 232 رقم 866، وتهذيب الكمال (المصوّر) 764، 765، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 35 أ، والكاشف 2/ 133 رقم 3135، والمغني في الضعفاء 1/ 368 رقم 3484، وميزان الاعتدال 2/ 538، 539 رقم 4766، وسير أعلام النبلاء 7/ 334، 335 رقم 119، وتهذيب التهذيب 6/ 109، 110 رقم 220، وتقريب التهذيب 1/ 467 رقم 804، وخلاصة تذهيب التهذيب 221. [2] الجرح والتعديل 6/ 9. [3] في الجرح والتعديل 6/ 9. [4] في تاريخه 2/ 341. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 311 وقال أبو حاتم [1] : لا يحتج به [2] . قلت: سَمَاعُهُ مِنْ شَهْرٍ، كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَمَوْتُهُ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَامَ بِضْعَةٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: نِعْمَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ، وَلَكِنْ لا تَكْتُبُوا عَنْهُ، فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ شَهْرٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَلا ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامٍ شَيْئًا قَطُّ [3] . 220- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ [4] ، الدَّارِيُّ، الْمَكِّيُّ. عَنْ: سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. مَحِلُّهُ الصِّدْقُ. 221- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَطَاءٍ الخولانيّ. عن: ابن شهاب.   [1] قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبِي عَنْ عبد الحميد فقال: هو في شهر بن حوشب مثل الليث بن سعد في سعيد المقبري. قلت: ما تقول فيه؟ فقال: ليس به بأس، أحاديثه عن شهر صحاح لا أعلم روى عن شهر بن حوشب أحاديث أحسن منها ولا أكثر منها، أملى عليه في سواد الكوفة. قلت: يحتجّ به؟ قال: لا، ولا بحديث شهر بن حوشب ولكن يكتب حديثه» . [2] وقال ابن حبّان: «أحاديثه مستقيمة إذا روى عن الثقات» . (المشاهير) . وقال شعبة: «صدوق إلا أنه يحدّث عن شهر بن حوشب» . وقال ابن عديّ: «هو في نفسه لا بأس به وإنّما عابوا عليه كثرة رواياته عن شهر بن حوشب، وشهر ضعيف جدا» . وقال ابن شاهين: «ثقة، كانت عنده صحيفة، ليس به بأس» . وقال أحمد بن صالح: «ثقة، يعجبني حديثه، حديث صحيح، أحاديثه، عن شهر بن حوشب» . [3] الكامل في الضعفاء 5/ 1957. [4] انظر عن (عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ) في: التاريخ الكبير 6/ 51 رقم 1675، والجرح والتعديل 6/ 14، 15 رقم 71، والثقات للعجلي 7/ 122. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 312 وَعَنْهُ: ابْنُ لَهِيعَةَ، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَابْنُ وَهْبٍ. وَكَانَ مِنْ كَتَبَةِ الدِّيوَانِ بِمِصْرَ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. مَا عَرَفْتُ فِيهِ جَرْحًا. 222- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، الْقَاصُّ. [1] سَمِعَ الْعَلاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَلَهُ عَنْهُ نُسْخَةٌ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَفَّانُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] ، وَالنَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [5] . وَكَانَ قَاصَّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَمُذَكِّرَهُمْ. 223- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ [6] ، الْعُقَيْلِيُّ،   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم القاصّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 343، 344، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3103، والتاريخ الكبير 5/ 257 رقم 829، والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 359، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 320، 321 رقم 909، والجرح والتعديل 5/ 211، رقم 997، والمجروحين لابن حبّان 2/ 60، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1617، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 212 رقم 753، وميزان الاعتدال 2/ 545 رقم 4803، والمغني في الضعفاء 2/ 375 رقم 3516، ولسان الميزان 3/ 401، 402 رقم 1587. [2] في تاريخه 2/ 343 و 344، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين. [3] في الجرح والتعديل 5/ 211 قال: «ليس به بأس» . [4] في الضعفاء والمتروكين 296 رقم 359، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1617. [5] وقال فيه أحمد: «ما أعلم إلا خيرا» . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث يروي ما لا يتابع عليه وليس بمشهور في العدالة فيقبل منه ما انفرد، على أن التنكّب عن أخباره أولى عند الاحتجاج» . وقال ابن معين مرة أخرى: «ليس بشيء» . (الضعفاء الكبير 2/ 320) . وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال ابن عديّ: «لم يتبيّن في حديثه ورواياته حديث منكر فأذكره» . [6] انظر عن (عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 313 الْبَصْرِيُّ. - ن. ق- عَنْ: أَبِيهِ، وَعَوْسَجَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ الأَصْمَعِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ [1] ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي الْكُتُبِ، وَبَعْضُهُمْ لَيَّنَهُ شَيْئًا. 224- عَبْدُ الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ [3] ، الْقُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، الْمَدَنِيُّ. - ت. ق- عَنْ: عَمِّهِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَزُرَارَةَ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالشَّافِعِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.   [ () ] التاريخ الكبير 5/ 264 رقم 852، والجرح والتعديل 5/ 216، 217 رقم 1021، والثقات لابن حبّان 8/ 371، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 214 رقم 766، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 776، والكاشف 2/ 140 رقم 3188، وميزان الاعتدال 2/ 549، والمغني في الضعفاء 2/ 376 رقم 3531، وتهذيب التهذيب 6/ 143، 144 رقم 293، وتقريب التهذيب 1/ 473 رقم 875، وخلاصة تذهيب التهذيب 224. [1] قال: «كان ثقة صدوقا» . (الجرح والتعديل 5/ 217) . [2] هو قول ابن معين. (الجرح والتعديل 5/ 217) و (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 214) وقال مرة أخرى: «عبد الرحمن بن بديل، عن أبيه، «إنّ للَّه أهلين» ، روى عنه ابن مهديّ. ضعيف» . [3] انظر عن (عبد الرحمن بن بكر بن أبي مليكة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 495، والتاريخ الكبير 5/ 260 رقم 839، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 424، 425 رقم 915، والجرح والتعديل 5/ 217، 218 رقم 1036، والمجروحين لابن حبّان 2/ 52، 53، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1604، 1605، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 777، والكاشف 2/ 140 رقم 3192، وميزان الاعتدال 2/ 550 رقم 4825، والمغني في الضعفاء 2/ 376 رقم 3534، وتهذيب التهذيب 6/ 146 رقم 297، وتقريب التهذيب 1/ 474 رقم 879، وخلاصة تذهيب التهذيب 224. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 314 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِثِقَةٍ [3] . 225- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ [4] ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيُّ، [5] الدِّمَشْقِيُّ. - د. ت. ق- الْمُحَدِّثُ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الصَّالِحِينَ، مَوْلِدُهُ فِي خلافة عبد الملك بن مروان.   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 325، والجرح والتعديل 5/ 218، والكامل في الضعفاء 4/ 1604. [2] في تاريخه الكبير 5/ 260، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 424، والكامل في الضعفاء 4/ 1604. [3] تهذيب الكمال 2/ 777. [4] وقال ابن سعد: «له أحاديث ضعيفة» . وقال أبو حاتم: «ليس بقويّ الحديث» . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدّا، ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فلا أدري كثرة الوهم في أخباره منه أو من ابنه، على أنّ أكثر روايته ومدار حديثه يدور على ابنه، وابنه فاحش الخطأ، فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه» . وقال أحمد: «منكر الحديث» . وقال النسائي أيضا: «متروك الحديث» . وقال ابن عديّ: «هو في جملة من يكتب حديثه» . [5] انظر عن (عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان) في: التاريخ لابن معين 2/ 345، 346، والتاريخ الكبير 5/ 265 رقم 856، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 273 و 314 و 334 و 401 و 648 و 2/ 703، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 326 رقم 7917 والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، والمعرفة والتاريخ 1/ 153 و 2/ 356 و 358 و 391 و 392 و 458، والجرح والتعديل 5/ 219 رقم 1031، والثقات لابن حبّان 7/ 292، ومشاهير علماء الأمصار 181 رقم 1440، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1591- 1593، وتاريخ جرجان 95، والسابق واللاحق 79، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 4/ 440، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 296 في ترجمة (إبراهيم بن مخلد الجبيليّ) ، وتاريخ بغداد 10/ 17 و (222- 225) رقم 5356، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 778، 779، والكاشف 2/ 141 رقم 3199، وميزان الاعتدال 2/ 551، 552 رقم 4828، والمغني في الضعفاء 2/ 377 رقم 3537، ودول الإسلام 1/ 111، وسير أعلام النبلاء 7/ 313- 317 رقم 103، والعبر 1/ 245، ومرآة الجنان 1/ 152، وتهذيب التهذيب 6/ 150- 152 رقم 304، وتقريب التهذيب 1/ 474 رقم 886، وخلاصة تذهيب التهذيب 225، وشذرات الذهب 1/ 260، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 48، 49، رقم 755. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 315 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَشَهْرِ بْنِ حَوَشْبٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَزِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْرَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةُ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] . وَاخْتَلَفَ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ [2] فِيهِ، وَوَثَّقَهُ أَيْضًا دُحَيْمٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ [4] . وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ غَيْرُهُ: قَدَرِيٌّ صَدُوقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [5] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [6] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ عَلَى ضَعْفِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ فِيهِ سَلامَةٌ، كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ [7] . أَحْمَدُ بْنُ كَثِيرٍ الْبَغْدَادِيُّ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيِّ قَالَ: أَغْلَظَ ابْنُ ثَوْبَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ فِي كَلامٍ، فَاسْتَشَاطَ ثُمَّ سَكَنَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ الْمَنْصُورُ حَيًّا مَا أَفَاتَكَ، قَالَ: لا تَقُلْ ذَلِكَ يا أمير المؤمنين، فو الله لو   [1] في الجرح والتعديل 5/ 219. [2] قال في تاريخه 2/ 346: «ما ذكر إلّا بخير» ، وقال مرّة أخرى: «ليس به بأس» ، وقال: معاوية بن صالح: سمعت يحيى يقول: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: ضعيف، قلت: يكتب حديثه؟ قال: نعم، على ضعفه» ، وقال أيضا: «ضعيف، وأبوه ثقة» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ) وفي موضع آخر قال: «صالح الحديث» . (الجرح والتعديل) ، وقال أيضا: «ضعيف يكتب حديثه على ضعفه وكان رجلا صالحا» . [3] في تاريخه 2/ 346. [4] الجرح والتعديل 5/ 219. [5] تاريخ بغداد 10/ 224. [6] في الكامل في الضعفاء 4/ 1593. [7] تاريخ بغداد 10/ 223. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 316 كُشِفَ لَكَ عَنِ الْمَنْصُورِ حَتَّى يُخْبِرَكَ بِمَا لَقِيَ وَبِمَا عَايَنَ، مَا جَلَسْتَ مَجْلِسَكَ غَدًا [1] . الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى ابْنِ ثَوْبَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ كُنْتَ بِحَالِ أَبِيكَ لِي وَخَاصَّةِ مَنْزِلَتِي مِنْهُ عَالِمًا، فَرَأَيْتُ أَنَّ صِلَتِي إِيَّاهُ وَتَعَاهُدِي إِيَّاكَ بِالنَّصِيحَةِ فِي أَوَّلِ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ عَنِ الْجُمُعَةِ وَالصَّلَوَاتِ، فَجَدَّدْتَ وَلَهَجْتُ، ثُمَّ بَرَرْتُ بِكَ فَوَعَظْتُكَ، فَأَجَبْتَنِي بِمَا لَيْسَ لَكَ فِيهِ حُجَّةٌ وَلا عُذْرٌ، وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَقْرِنَ نَصِيحَتِي إِيَّاكَ عَهْدًا، عَسَى اللَّهُ أَنْ يُحْدِثَ بِهِ خَيْرًا، وقد بلغنا أَنَّ خَمْسًا كَانَ عَلَيْهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالتَّابِعُونَ: اتِّبَاعُ السُّنَّةِ، وَتِلاوَةُ الْقُرْآنِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، وَعِمَارَةُ الْمَسْجِدِ، وَالْجِهَادُ [2] . وَسَاقَ مَوْعِظَةً طَوِيلَةً يَحُثُّهُ فِيهَا عَلَى حُضُورِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ [3] ، كَأَنَّهُ كَانَ يَتَأَثَّمُ مِنَ الصَّلاةِ خَلْفَ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ، وَلا رَيْبَ أَنَّهُ رَأْيُ الْخَوَارِجَ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ: لَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي تَنَاثَرَتْ فِيهَا الْكَوَاكِبُ، خَرَجْنَا لَيْلا إِلَى الصَّحْرَاءِ مَعَ الأَوْزَاعِيِّ، وَمَعَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: فَسَلَّ سَيْفَهُ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَدَّ فَجِدُّوا، قَالَ: فَجَعَلُوا يَسُبُّونَهُ وَيُؤْذُونَهُ،، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: إِنِّي أَقُولُ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِكُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ رُفِعَ عَنْهُ الْقَلَمُ، يَعْنِي جُنَّ [4] . قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُونَ سَنَةً. 226- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ [5] . عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَالِمِ بن عبد الله.   [1] تاريخ دمشق 22/ 337. [2] المعرفة والتاريخ 2/ 391. [3] انظر تتمّة الموعظة في (المعرفة والتاريخ 2/ 391، 392) . [4] المعرفة والتاريخ 2/ 392. [5] انظر عن (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ) في: التاريخ الكبير 5/ 272 رقم 879، والجرح والتعديل 5/ 224 رقم 1056، والثقات لابن حبّان 7/ 73. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 317 وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ، وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ [1] . 227- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرّواسيّ [2] ، الْكُوفِيُّ. - م. د. ن- عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمَنْصُورٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ حُمَيْدٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [3] . 228- عبد الرحمن بن شريح [4] ، أبو شريح المعافري، الإسكندراني، [5] العابد. - ع- عَنْ: أَبِي هَانِئِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، وَأَبِي قبيل المعافريّ، وموسى بن   [1] الجرح والتعديل 7/ 73. [2] الجرح والتعديل 5/ 224. [3] انظر عن (عبد الرحمن بن حميد الرؤاسيّ) في: التاريخ الكبير 5/ 274 رقم 7885 وتاريخ الثقات للعجلي 291 رقم 948، والجرح والتعديل 5/ 225 رقم 1060، والثقات لابن حبّان 7/ 74، ورجال الطوسي 230 رقم 116، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 19 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 784، والكاشف 2/ 144 رقم 3224، وتهذيب التهذيب 6/ 165 رقم 335، وتقريب التهذيب 1/ 478 رقم 918، وخلاصة تذهيب التهذيب 226. [4] الجرح والتعديل 5/ 225. [5] انظر عن (عبد الرحمن بن شريح) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 516، والتاريخ لابن معين 2/ 349، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 566، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3162، والتاريخ الكبير 5/ 296 رقم 966، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 54، وتاريخ الثقات للعجلي 293 رقم 957، والمعرفة والتاريخ 1/ 154 و 330 و 337 و 2/ 445 و 508 و 511 و 528، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 4، والجرح والتعديل 5/ 243، 244 رقم 1161، والثقات لابن حبّان 7/ 86، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 215 رقم 768، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 275 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 793، والعبر 1/ 250، وسير أعلام النبلاء 7/ 182- 184 رقم 63، وميزان الاعتدال 2/ 569 رقم 4886، والكاشف 2/ 149 رقم 3259، وتهذيب التهذيب 6/ 193، 194 رقم 390، وتقريب التهذيب 1/ 484 رقم 971، وخلاصة تذهيب التهذيب 228، وشذرات الذهب 1/ 263. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 318 وَرْدَانَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَهَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ ذَا فَضْلٍ وَعِبَادَةٍ وَتَأَلُّهٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَغَيْرُهُ. قَالَ هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عبادة المعافريّ قال: كنّا عند أبي شريح، فكثرت المسائل فقال: قد درنت قلوبكم، فَقُومُوا إِلَى خَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَهْدِيِّ، اشْغَلُوا [2] قلوبكم وتعلّموا هذه الذّخائر [3] الرّقائق، فَإِنَّهَا تُجَدِّدُ الْعِبَادَةَ، وَتُورِثُ الزَّهَادَةَ، وَتَجُرُّ الصَّدَاقَةَ، وَأَقِلُّوا الْمَسَائِلَ، فَإِنَّهَا فِي غَيْرِ مَا نَزَلَ، تُقَسِّي الْقَلْبَ، وَتُورِثُ الْعَدَاوَةَ [4] . تُوُفِّيَ أَبُو شُرَيْحٍ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [5] . قَالَ أبو حاتم [6] : لا بأس به [7] .   [1] الجرح والتعديل 5/ 244. [2] في سير أعلام النبلاء 7/ 183: «استقلّوا» . [3] في السير: «الرغائب» . [4] علّق المؤلّف- رحمه الله- على هذا القول في سير أعلام النبلاء بقوله: «صدق والله، فما الظنّ إذا كانت مسائل الأصول، ولوازم الكلام في معارضة النص، فكيف إذا كانت من تشكيكات المنطق، وقواعد الحكمة، ودين الأوائل؟ فكيف إذا كانت من حقائق «الاتّحادية» ، وزندقة «السبعينية» ، ومرق «الباطنية» ؟! فوا غربتاه، ويا قلّة ناصراه، آمنت باللَّه، ولا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» 18: 39. [5] وقيل سنة ستّ وستين. (المعرفة والتاريخ 1/ 154) . [6] في الجرح والتعديل 5/ 244. [7] وقال ابن سعد: «كان منكر الحديث» . وقال عبد الله بن صالح أبو صالح: «كان كخير الرجال» (المعرفة والتاريخ 2/ 445) . وقال الإمام أحمد: «ليس به بأس، ثقة» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 481 رقم 3162، والجرح والتعديل 5/ 244) . ووثّقه الْعِجْلِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «لا بَأْسَ بِهِ» . وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن شاهين: «ليس به بأس» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 319 299- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ [1] ، الدِّمَشْقِيُّ. حَكَى عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْمُقْرِئِ، وَعَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَبِيعَةَ بْنِ مَزْيَدٍ، وَزُرْعَةَ بْنِ ثُوَّبٍ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ شَابُورَ، وَأَبُو مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى. وَكَانَ قَارِئًا لِكِتَابِ اللَّهِ، عُمِّرَ دَهْرًا. 330- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ [2] ، الْعُمَرِيُّ، الْمَدَنِيُّ. - خ. د. ت. ن- سَمِعَ أَبَاهُ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَأَبَا حَازِمٍ الأَعْرَجَ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ التَّنُّورِيُّ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : فِيهِ لِينٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حدّث عنه يحيى بن سعيد، وفي حَدِيثِهِ عِنْدِي ضَعْفٌ [4] . وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «كَامِلِهِ» [5] ، بَعْدَ أَنْ سَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ تُسْتَنْكَرُ، وقال: بعض ما يرويه منكر [6] .   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن عامر اليحصبي) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 65 و 343 و 344. [2] انظر عَنْ (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 423 (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين 2/ 351، والتاريخ الكبير 5/ 316 رقم 999، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 339 رقم 936، والجرح والتعديل 5/ 254 رقم 1204، والمجروحين لابن حبّان 2/ 51، 52، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1607، 1608، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 797، والكاشف 2/ 151 رقم 3276، والمغني في الضعفاء 2/ 382 رقم 3586، وميزان الاعتدال 2/ 572، 573 رقم 4901، وتهذيب التهذيب 6/ 206، 207 رقم 419، وتقريب التهذيب 1/ 486 رقم 999، وخلاصة تذهيب التهذيب 229. [3] في الجرح والتعديل 5/ 254، وزاد: «يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . [4] الجرح والتعديل 5/ 254، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 339. [5] ج 4/ 1607، 1608. [6] ج 4/ 1608. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 320 وَهُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ [1] . 231- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ [2] ، أَبُو أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ، الْمَدِينِيُّ، الضَّرِيرُ. - م- عَنِ: الزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَثِيرُ الْحَدِيثِ، عَالِمٌ بِالسِّيَرِ [4] . مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 232- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نُعَيْمٍ [5] ، النَّخَعِيُّ، الْكُوفِيُّ، أَبُو نُعَيْمٍ الْكَبِيرُ. عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. 233- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ [7] الْيَحْصُبِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. - خ. م. ن-   [1] وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: «كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ أبيه بما لا يتابع عليه مع فحش الخطأ في روايته. لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. كان يحيى القطّان يحدّث عنه، وكان محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري ممّن يحتجّ به في كتابه ويترك حمّاد بن سلمة» . [2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد العزيز الحنيفي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 467، والتاريخ الكبير 5/ 320، 321 رقم 1018، والجرح والتعديل 5/ 260، 261 رقم 1231، والثقات لابن حبّان 7/ 75، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 802، والكاشف 2/ 154 رقم 3295، والمغني في الضعفاء 2/ 383 رقم 3595، وميزان الاعتدال 2/ 577 رقم 4911، وتهذيب التهذيب 6/ 220 رقم 444، وتقريب التهذيب 1/ 489 رقم 1025، وخلاصة تذهيب التهذيب 230. [3] في الطبقات 9/ 467. [4] وقال أبو حاتم: «شيخ مديني مضطرب الحوادث» ، وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عبد الرحمن بن نعيم) في: الجرح والتعديل 5/ 293 رقم 1390. [6] الجرح 5/ 293. [7] انظر عن (عبد الرحمن بن نمر) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 321 عَنِ: الزُّهْرِيِّ. مَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ سِوَى الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ [1] . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : لَهُ نُسْخَةٌ، وَأَحَادِيثُ مُسْتَقِيمَةٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : ضعيف. وقال أبو حاتم [4] ، وغيره: ليس بقويّ [5] . 234- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مِسْوَرٍ، أَبُو شَيْبَةَ، الصَّدَفِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ. الْكَاتِبُ فِي دِيوَانِ الْمَنْصُورِ، وَغَيْرِهِ. وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَحَدَّثَ عَنْ: مُوسَى بْنِ الأَشْعَثِ، وَحِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ. وَعَنْهُ: جُشَمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: لَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ. 235- عَبْدُ الرحمن بْنُ خَالِدٍ الْجُمَحِيُّ [6] ، مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ، الْفَقِيهُ، أَبُو يحيى.   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 361، والتاريخ الكبير 5/ 357 رقم 1133، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 75 و 492 و 613، و 614، والمعرفة والتاريخ 1/ 355 و 413 و 420 و 2/ 319، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 349 رقم 950، والجرح والتعديل 5/ 295 رقم 1397، والثقات لابن حبّان 7/ 82، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، وفيه (عبد الرحمن بن نمير) بالتصغير، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1602، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 822، 823، والكاشف 2/ 167 رقم 3377، والمغني في الضعفاء 1/ 388 رقم 3647، وميزان الاعتدال 2/ 595 رقم 4993، وتهذيب التهذيب 6/ 287، 288 رقم 562، وتقريب التهذيب 1/ 501 رقم 1138، وخلاصة تذهيب التهذيب 236. [1] هذا قول عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وزاد: «صحيح الحديث عن الزهري» . (الجرح والتعديل 5/ 295) . [2] في الكامل 4/ 1602. [3] في تاريخه 2/ 361، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 349، والجرح والتعديل 5/ 295. [4] في الجرح والتعديل 5/ 295. [5] ذكره العقيلي في الضعفاء، وابن حبّان في الثقات. [6] انظر عن (عبد الرحيم بن خالد الجمحيّ) في: طبقات الفقهاء للشيرازي 149، 150، وترتيب المدارك 1/ 310. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 322 من قدماء أصحاب مالك، وكان معجبا به ويفهمه. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَدْخَلَ مِصْرَ فِقْهَ مَالِكٍ، وَبِهِ تَفَقَّهَ ابْنُ الْقَاسِمِ قَبْلَ رِحْلَتِهِ إِلَى مَالِكٍ، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ [1] . رَوَى عَنِ: اللَّيْثِ بن سعد، ورشيدين، وَابْنِ وَهْبٍ. وَمَاتَ شَابًّا، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [2] . 236- عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ كَرْدَمٍ [3] ، الْبَصْرِيُّ، ابْنُ عَمِّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ. رَوَى عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وعنه: أبو أسامة، والعقدي، ومعلى بن أسد، وإبراهيم بن الحجاج السامي، قاله أبو حاتم [4] ، ثم قَالَ: هو مجهول. يَعْنِي أَنَّهُ مَجْهُولُ الْعَدَالَةِ عِنْدَهُ، مَا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ حُجَّةٌ [5] . 237- عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَفْصٍ [6] ، أبو مصعب. - م. ت. ن-   [1] طبقات الفقهاء 149. [2] ترتيب المدارك 1/ 310. [3] انظر عن (عبد الرحيم بن كردم) في: التاريخ الكبير 5/ 101 رقم 1835، والجرح والتعديل 5/ 339 رقم 1600، والثقات لابن حبّان 7/ 133، وميزان الاعتدال 2/ 606 رقم 5035، والمغني في الضعفاء 2/ 392 رقم 3679، ولسان الميزان 4/ 7 رقم 12. [4] في الجرح والتعديل 5/ 339. [5] قال الحافظ ابن حجر: «من الرواة عنه: العقدي، ومعلى بن أسد، وإبراهيم بن الحجاج السامي، فهذا شيخ ليس بواه ولا هو مجهول الحال، ولا هو بالثبت، ويكنى أبا مرحوم الأرطباني، قال البزّار في مسندة، حدّثنا محمد بن معمر، ثنا أبو عامر، ثنا أبو مرحوم الأرطباني، ثنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «الغيرة من الإيمان، والبذاءة من النفاق» . قال البزّار: لا نعلمه يروى عن أبي سعيد، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم إلّا بهذا اللفظ، تفرّد به أبو مرحوم هو ابن عم عبد الله بن عون بن أرطبان الإمام. قال أبو الحسن بن القطان: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: مجهول. ثم قال أبو الحسن: فانظر كيف عرّفه برواية جماعة عنهم، ثم قال فيه مجهول، وهذا منه صواب. انتهى. يعني مجهول الحال. قلت: وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: كان يخطئ. وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على حديثه. وأخرج له الحاكم في المستدرك» . (لسان الميزان 4/ 7) . [6] انظر عن (عبد السلام بن حفص) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 323 شَيْخٌ مَدِينِيٌّ. لَهُ عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِي، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَقِيلَ: عُدَّ لَهُ مَنَاكِيرُ، فاللَّه أَعْلَمُ [2] . 238- عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَجْلانَ [3] ، أَبُو الْخَلِيلِ الْعَدَوِيُّ. وَيُقَالُ اسْمُ أَبِيهِ غَالِبٌ، وَيُعْرَفُ بِصَاحِبِ الطَّعَامِ. سَمِعَ عُبَيْدَةَ بْنَ أَبِي تَمِيمٍ. وَعَنْهُ: بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَيُقَالُ كنيته: أبو الجليل، بالجيم [5] .   [ () ] التاريخ الكبير 6/ 63، 64 رقم 1716، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 105، والجرح والتعديل 6/ 45 رقم، 46 رقم 239، والمعرفة والتاريخ 2/ 478، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 115، والثقات لابن حبّان 7/ 126، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1969، 1980، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 831، والكاشف 2/ 172 رقم 3414، والمغني في الضعفاء 2/ 394 رقم 73691 وميزان الاعتدال 2/ 615 رقم 5047، وتهذيب التهذيب 6/ 317، 318 رقم 612، وتقريب التهذيب 1/ 506 رقم 1187 (عبد السلام بن أبي حفص) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 238. [1] الجرح والتعديل 6/ 46. [2] وقال أبو حاتم: ليس بمعروف. وذكره ابن حبان في الثقات. [3] وقال ابن عديّ: «ولعبد السلام أحاديث مستقيمة ولم أر له شيئا أنكر من حديث يزيد بن أبي عبيد، عن هشام بن عروة» . [4] انظر عن (عبد السلام بن عجلان) في: التاريخ الكبير 6/ 65، 66 رقم 1726 (عبد السلام بن غالب) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 33، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 165، والجرح والتعديل 6/ 46 رقم 240، والثقات لابن حبّان 7/ 127، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 179 أ، وتاريخ جرجان 224، والمغني في الضعفاء 2/ 394 رقم 3700، وميزان الاعتدال 2/ 618 رقم 5057، ولسان الميزان 4/ 16 رقم 34. [5] في الجرح والتعديل 6/ 46. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 324 239- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ الدِّمَشْقِيُّ [1] . لَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، وليث بن أبي رقية، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي. وعنه: ابنه بكر، والوليد بن مسلم، ومروان الطاطري، وأبو مسهر، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ فِي «الْمُسْنَدِ» [3] : نَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، كُلَّمَا انْتُقِضَتْ عُرْوةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، فَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا: الْحُكْمُ [4] ، وَآخِرُهُنَّ نَقْضًا: الصَّلاةُ» . 240- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ [5] ، الْمَدَنِيُّ، أَبُو مَوْدُودٍ، الْقَاصُّ. - د. ت. ن- رَأَى أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وأنسا بن مالك.   [1] انظر عن (عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ) في: التاريخ الكبير 6/ 21 رقم 1556، والجرح والتعديل 5/ 377 رقم 1766، والثقات لابن حبّان 7/ 110. [2] في الجرح والتعديل 5/ 377 وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] ج 5/ 291. [4] في الأصل «الحلم» . [5] انظر عن (عبد العزيز بن أبي سليمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 449، والتاريخ لابن معين 2/ 366، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 502 و 765 و 2/ رقم 319، والتاريخ الكبير 6/ 15 رقم 1536، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 108، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 134، والجرح والتعديل 5/ 384 رقم 1791، والثقات لابن حبّان 7/ 114، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 236 رقم 892، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 837، 7838 والكاشف 2/ 175 رقم 3438، وتهذيب التهذيب 6/ 340 رقم 653، وتقريب التهذيب 1/ 509 رقم 1225، وخلاصة تذهيب التهذيب 240. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 325 وَحَدَّثَ عَنِ: السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الْحُبَابِ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ مِنْ أَهْلِ النُّسُكِ وَالْفَضْلِ، يَعِظُ وَيُذَكِّرُ، تَأَخَّرَ مَوْتُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ [2] ، وَابْنُ مَعِينٍ [3] : ثِقَةٌ [4] . 241- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ [5] ، الْمَاجِشُونُ [6] ، أبو   [1] في طبقات 9/ 449. [2] الجرح والتعديل 5/ 384. [3] في معرفة الرجال 1/ 108 رقم 502، وتاريخه 2/ 366، الجرح والتعديل 5/ 384. [4] وسئل أبو حاتم عن أبي مودود المديني فقال: هو أحبّ إليّ من أبي مودود البصري الّذي قدم الريّ الّذي اسمه فضّة. وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذلك ابن شاهين. [5] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الله الماجِشُون) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 323، والعلل لابن المديني 47، والتاريخ لابن معين 2/ 336، وطبقات خليفة 275، والتاريخ الكبير 6/ 13 رقم 1530، والتاريخ الصغير 186، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 61، والمعرفة والتاريخ 1/ 356 و 429 و 433 و 572- 574 و 655 و 672 و 683 و 690، وأنساب الأشراف 3/ 293، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 153 و 478 و 502 و 522 و 526، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 57، والجرح والتعديل 5/ 386 رقم 1802، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 140، 141 رقم 1112، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 237 رقم 895، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 473، 474 رقم 719، ورجال صحيح مسلم 1/ 428 رقم 7962 وتاريخ بغداد 10/ 436- 439 رقم 5601، وطبقات الفقهاء للشيرازي 67 و 147، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 309، 310 رقم 1179، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 838، 7839 ووفيات الأعيان 7/ 309- 312 رقم 102، والمعين في طبقات المحدّثين 61 رقم 599، والكاشف 2/ 176 رقم 3443، وميزان الاعتدال 2/ 629 رقم 5105، ومرآة الجنان 1/ 352، وتهذيب التهذيب 6/ 343، 344 رقم 7660 وتقريب التهذيب 1/ 510 رقم 1231، وطبقات الحفاظ 94، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، وشذرات الذهب 1/ 259. [6] الماجشون: فارسيّ، إنّما سمّي الماجشون لأنّ وجنتيه كانتا حمراوين، فسمّي بالفارسية المايكون، الخمر، فشبّه وجنتيه بالخمر فعرّبه أهل المدينة فقالوا: الماجشون. (تاريخ بغداد 10/ 436، 437) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 326 عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ- ع-. الْفَقِيهُ، مَوْلَى آلِ الْهُدَيْرِ، التَّيْمِيُّ، وَوَالِدُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْفَقِيهِ، وَابْنُ عَمِّ يُوسُفَ بْنِ الْمَاجِشُونِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَطَبَقَتِهِمْ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَخَلْقٌ. وَكَانَ إِمَامًا مُفْتِيًا حُجَّةً، صَاحِبَ سُنَّةٍ. نَظَرَ مَرَّةً فِي شَيْءٍ مِنْ كَلامِ جَهْمٍ فَقَالَ: هَذَا هَدْمٌ بِلا بِنَاءٍ، وَصِفَةٌ بِلا مَعْنًى. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَصَائِحٌ يَصِيحُ: لا يُفْتِي النَّاسَ إِلا مَالِكٌ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: كَانَ الْمَاجِشُونُ أَبُوهُمْ إِصْبَهَانِيًّا سَكَنَ الْمَدِينَةَ، وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ سِكَّةُ الْمَاجِشُونِ، وَكَانَ يَلْقَى النَّاسَ فَيَقُولُ: جُونِي جُونِي، يَعْنِي يُحَيِّيهِمْ، فلُقِّبَ بِالْمَاجِشُونِ. رَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ الْمَهْدِيَّ أَجَازَ أَبَاهُ مَرَّةً بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ [2] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يَصْلُحُ لِلْوَزَارَةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: لِعَبْدِ الْعَزِيزِ كُتُبٌ مُصَنَّفَةٌ، رَوَاهَا عنه ابن وهب [3] . وثّقه ابن معين [4] .   [1] تاريخ بغداد 10/ 437. [2] تاريخ بغداد 10/ 438. [3] تاريخ بغداد 10/ 439. [4] الجرح والتعديل 5/ 386. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 327 وَقِيلَ: إِنَّهُ يُكَنَّى: أَبَا الأَصْبَغِ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ. وَقَدْ أَخْبَرَنَا عَمُّنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ كِتَابَةً، أَنَا عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ قَالَ: وَمِنْهُمْ، يَعْنِي فُقَهَاءَ الْمَدِينَةِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ. مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ [1] . وَأَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً، أَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ السَّيْبَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ قَالَ: اسْمُ أَبِي سَلَمَةَ، مَيْمُونٌ، رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَوَكِيعٌ، وَسَمَّى طَائِفَةً، وَأَوْرَدَ بَعْضَ مَا قُلْنَا، وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ الْحَجَّارِ وَبَيْنَهُ سِتَّةُ أَنْفُسٍ، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْعُلُوِّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْيُونِينِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْعِمَادِ، وَأَحْمَدُ بن تاج الأمناء، وَنَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمُجَاهِدِ، وَعَلِيُّ بْنُ بَقَاءٍ، وَأَحْمَدُ بن مؤمن، وعبد الدائم الْوَزَّانُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ الزُّبَيْدِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ اللُّتِّيِّ، وَأَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ الْمَقْدِسِيُّ، أَنَا ابْنُ الزُّبَيْدِيِّ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَسْكَرٍ، وَنَفِيسُ بْنُ كَرْمٍ، قَالُوا سِتَّتُهُمْ: أَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ السِّجْزِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى إِمْلاءً، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، بِإِسْنَادٍ لَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يَا عَائِشَةَ لا يَتَمَسَّكُ بِأَدَاءِ حَقِّكِ بَعْدِي إِلا الصَّابِرُونَ» ، فَهَذَا حَدِيثٌ مُعْضِلُ الإِسْنَادِ. 242- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ [2] ، الْقَسْمَلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْخُرَاسَانِيُّ ثُمَّ   [1] طبقات الفقهاء للشيرازي 147. [2] انظر عن (عبد العزيز بن مسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 283، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 750، والتاريخ له 2/ 367، وطبقات خليفة 224، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2923، والتاريخ الكبير 6/ 28 رقم 1579، والتاريخ الصغير 186، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 39، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 328 البصريّ. - خ. م. د. ت. س- يُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ، وَهُوَ أَخُو الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ السَّرَّاجِ. عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دِينَارٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ: كَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ. وَكَانَ مِنَ الأَبْدَالِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ [2] . وَقَالَ الْعَيْشِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [3] . 243- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ [4] ، الْمَخْزُومِيُّ،   [1] وتاريخ الثقات للعجلي 306 رقم 1018، والمعرفة والتاريخ 2/ 130، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 180، والجرح والتعديل 5/ 394، 395 رقم 1831، ومشاهير علماء الأمصار 158 رقم 1248، والثقات لابن حبّان 7/ 116، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 237 رقم 898، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 476 رقم 7724 ورجال صحيح مسلم 1/ 431 رقم 968، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 204 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 310 رقم 1181، وتاريخ جرجان 70، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 843، والكاشف 2/ 178 رقم 3457، وميزان الاعتدال 2/ 635 رقم 75130 وتهذيب التهذيب 6/ 356، 357 رقم 680، وتقريب التهذيب 1/ 512 رقم 1251، وخلاصة تذهيب التهذيب 241، وشذرات الذهب 1/ 264. (1) الجرح والتعديل 5/ 395. [2] وقال أبو زرعة: «صالح الحديث، ثقة» . وقال أبو النعمان: «أيّ شيخ كان وأيّ خشوع» . (المعرفة والتاريخ 2/ 130) . ووثّقه العجليّ في تاريخه. وقال ابن حبّان في المشاهير: «كان رديء الحفظ» ، وذكره في الثقات. وذكره ابن شاهين في الثقات. [3] طبقات ابن سعد 7/ 283، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2923، والتاريخ الكبير 5/ 28، وغيره. [4] انظر عن (عبد العزيز بن المطّلب المخزومي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 460، والتاريخ الكبير 5/ 21 رقم 1559، والضعفاء الكبير الجزء: 10 ¦ الصفحة: 329 الْمَدَنِيُّ. - ت. ن. م. مُتَابَعَةً- قَاضِي الْمَدِينَةِ، وَيُقَالُ: كَانَ قَاضِيَ مَكَّةَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ الأُوَيْسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الْمُتَابَعَاتِ لا فِي الأُصُولِ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [2] : رَوَى عَنِ الأَعْرَجِ، وَلا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. ثَنَاهُ الأَسْفَاطِيُّ، أَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، أَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ ظُلْمًا، فَقَاتَلَ دُونَهُ، فقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ [3] » . 244- عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ [4] بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ الْوَلِيدِ الْحَرَشِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الْمُحَارِبِيِّ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ العجليّ [5] .   [ () ] للعقيليّ 3/ 11 رقم 966، وأخبار القضاء لوكيع 1/ 202 و 211 و 223 و 228 و 268، والجرح والتعديل 5/ 393 رقم 1828، والثقات لابن حبّان 7/ 113، ورجال صحيح مسلم 1/ 430 رقم 967، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 312، 313 رقم 1187، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 844، والكاشف 2/ 178، 179 رقم 3459، والمغني في الضعفاء 2/ 399، 400 رقم 3755، وميزان الاعتدال 2/ 635، 636 رقم 5131، وتهذيب التهذيب 6/ 357، 358 رقم 7682 وتقريب التهذيب 1/ 512 رقم 1253، وخلاصة تذهيب التهذيب 241. [1] في الجرح والتعديل 5/ 393. [2] في الضعفاء الكبير 3/ 11. [3] ذكره العقيلي في الضعفاء. وقال ابن معين: «صالح» . [4] انظر عن (عبد الغفار بن إسماعيل) في: التاريخ الكبير 6/ 121 رقم 1903، وتاريخ الثقات للعجلي 307 رقم 1021، والجرح والتعديل 6/ 54 رقم 286، والمعرفة والتاريخ 3/ 354. [5] في تاريخه 307 رقم 1021. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 330 245- عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ [1] ، أَبُو مَرْيَمَ، الأَنْصَارِيُّ، الْكُوفِيُّ. ابْنُ عَمِّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَكَانَ حَسَنَ الرَّأْيِ فِيهِ [2] ، وَلا أَعْلَمُ فِي شُيُوخِ شُعْبَةَ أَوْهَى مِنْهُ. وَرَوَى عَنْهُ طَائِفَةٌ، آخِرُهُمْ عَوْنُ بْنُ سَلامٍ الْكُوفِيُّ. قَالَ ابن معين [3] : ليس بشيء. وقال مرة: ليس بِثِقَةٍ [4] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعَةِ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [6] : حَدَّثَ بِبَلايَا فِي عُثْمَانَ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ [7] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [8] : أَبُو مَرْيَمَ، عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قهد   [ () ] وقال أبو حاتم: «ما به بأس» . [1] انظر عن (عبد الغفار بن قاسم) في: التاريخ لابن معين 2/ 367، 368، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2474، والتاريخ الكبير 6/ 122 رقم 1905، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 388، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 100- 102 رقم 1075، والمعرفة والتاريخ 3/ 34 و 67، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 110، والجرح والتعديل 6/ 53، 54 رقم 284، والمجروحين لابن حبّان 2/ 143، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1964، 1965، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 123 رقم 356، ورجال الطوسي 99 رقم 37 و 123 رقم 45 و 237 رقم 227، والمغني في الضعفاء 2/ 401 رقم 3768، وميزان الاعتدال 3/ 640، رقم 5147 ولسان الميزان 4/ 42، 43 رقم 123. [2] الجرح والتعديل 6/ 54. [3] في تاريخه 2/ 368، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 102، والجرح والتعديل 6/ 54. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 102. [5] في الجرح والتعديل 6/ 54. [6] الجرح والتعديل 6/ 53، الضعفاء الكبير 3/ 102. [7] الكامل في الضعفاء 5/ 1664. [8] في تاريخه الكبير 6/ 122 رقم 1905. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 331 لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ [1] ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُبَيْدَةُ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ، يَصِيحُ النَّاسُ: لا نُرِيدُ، ثُمَّ تَرَكَهُ عُبَيْدَةُ. وَقَالَ السَّعْدِيُّ: أَبُو مَرْيَمَ زَائِغٌ، سَاقِطٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ، عَنِ الحكم، عن مجاهد: لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ 28: 85 [3] قَالَ: يَرُدُّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الدُّنْيَا، حَتَّى يَرَى عَمَلَ أُمَّتِهِ، قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ، فَقُلْتُ لَهُ: كَذَبْتَ مَا حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَكَمُ. قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، تُكَذِّبُنِي؟! ثُمّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَشْهَدُ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ كذّاب، وقد سمعت مِنْهُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ [4] . 246- عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ [5] ، أَبُو سَعِيدٍ الْكَلاعِيُّ، الْوُحَاظِيُّ، الْحِمْصِيُّ. عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَعَطَاءٍ، وَنَافِعٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وعبد الرّزّاق، وأبو الجهم   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 333 رقم 2474. [2] في الضعفاء والمتروكين 297 رقم 388. [3] سورة القصص، الآية 85. [4] الضعفاء الكبير 3/ 101. [5] انظر عن (عبد القدّوس بن حبيب) في: التاريخ لابن معين 2/ 368، 369، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 825، والتاريخ الكبير 6/ 119، 120 رقم 1898، والتاريخ الصغير 194، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 162 رقم 288، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 377، والمعرفة والتاريخ 2/ 424 و 3/ 45، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 96، 97 رقم 1069، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، والجرح والتعديل 6/ 755 56 رقم 295، والمجروحين لابن حبّان 2/ 131، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1981، والضعفاء والمتروكين للدّارقطنيّ 125 رقم 365، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 224 أ، وتاريخ بغداد 11/ 126- 128 رقم 5821، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 246- 248 وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 300، والمغني في الضعفاء 2/ 401 رقم 3773، وميزان الاعتدال 2/ 643 رقم 51516، والكشف الحثيث 269، 270 رقم 454، ولسان الميزان 4/ 45- 48 رقم 134. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 332 الباهليّ، وأبي إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: لأَنْ أَقْطَعَ الطَّرِيقَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى [3] : شَامِيٌّ ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : أَحَادِيثُهُ مَقْلُوبَةٌ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ [5] : نَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْبَلْخِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالِقَانِيُّ، ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: اشْتَرَيْتُ بَعِيرَيْنِ، فَقَدِمْتُ الشَّامَ عَلَى عَبْدِ الْقُدُّوسِ الشَّامِيِّ فَقَالَ: ثَنَا مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَصْحَابَنَا يَرْوُونَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا رَوَى عَنْهُ مُجَاهِدٌ شَيْئًا، وَكَانَ مُجَاهِدٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، قَلَّمَا يَرْوِي إِلا عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّا للَّه، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى نَفَقَتِي وَبَعِيرِي. قَالَ النَّسَائِيُّ [6] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ الْبَرْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَوَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَازِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ الْعَبَّاسِيُّ، وَشُرَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَطَائِفَةٌ، قَالُوا: أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْبَاهِلِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ: أَرَاهُ، يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنِ اطَّلَعَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَكَأَنَّهُ يَطَّلِعُ في جهنّم.   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 96، وتاريخ بغداد 11/ 126 وتاريخ دمشق 24/ 301. [2] في الكامل في الضعفاء 5/ 1981. [3] في تاريخه 2/ 368. [4] في تاريخه الكبير 6/ 120، وروى بحديث منكر عن عكرمة. [5] في الضعفاء الكبير 3/ 97. [6] في الضعفاء والمتروكين 297 رقم 377. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 333 247- عبد القدّوس بن مسلم [1] ، البصريّ. عن: عمرو بْنِ دِينَارٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُمَا. لا بَأْسَ بِهِ [2] . 248- عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي زُرَيْقٍ الْبَصْرِيُّ [3] . سَمِعَ: الْحَسَنَ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ [4] . 249- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَبُو مَالِكٍ [5] ، النَّخَعِيُّ، الْوَاسِطِيُّ. وَيُعْرَفُ بِابْنِ ذَرٍّ، وَقِيلَ: بَلِ اسْمُهُ عُمَارَةُ. رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَيَعْلَى بن عطاء.   [1] انظر عن (عبد القدّوس بن مسلم) في: الجرح والتعديل 6/ 56 رقم 296. [2] قال مسلم بن إبراهيم: «وكان شعبة يروي عنه ويثبّته ودلّنا عليه» . (الجرح والتعديل) . [3] انظر عن (عبد المجيد بن أبي زريق) في: التاريخ الكبير 6/ 111 رقم 1872، والجرح والتعديل 6/ 64 رقم 337، والثقات لابن حبّان 7/ 137. [4] سكتوا عنه فلم يجرّحوه، وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عبد الملك بن الحسين النخعي) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 68 و 2/ رقم 263، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2535، والتاريخ الكبير 5/ 411 رقم 1336، والتاريخ الصغير 177، والضعفاء الصغير 267، 268 رقم 219، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 60 رقم 56، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 100، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 383، والمعرفة والتاريخ 2/ 620، والضعفاء الكبير 3/ 22، 23 رقم 979، والجرح والتعديل 5/ 347 رقم 1641، والمجروحين لابن حبّان 2/ 134، 135، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1941، 1942، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 124 رقم 362، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1643، والمغني في الضعفاء 2/ 404 رقم 3807، وميزان الاعتدال 2/ 653 رقم 5198، وتهذيب التهذيب 12/ 219 رقم 1007، في الكنى، وكذا في تقريب التهذيب 2/ 468 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 459. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 334 وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ. قَالَ الْفَلاسُ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفَ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . 250- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَسَنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ [3] ، أَبُو مَرْوَانَ، الأُمَوِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ، الأَحْوَلُ. - ت- عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَسَهْمِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَالْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ. وثّقه ابن معين [4] .   [1] في معرفة الرجال 1/ 58 رقم 68 و 2/ 98 رقم 263، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 23، والجرح والتعديل 5/ 347، والمجروحين لابن حبّان 2/ 135، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1941. [2] قَالَ الْبُخَارِيُّ: «لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ» . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: «متروك الحديث» . وقال الجوزجاني: «متروك» . وقال عيسى بن يونس: «ليس بالقويّ عندهم» . وقال أبو زرعة: «ضعيف الحديث» . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يروي المقلوبات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات ولا الاعتبار فيما لم يخالف الأثبات» . وقال ابن عديّ: «له أحاديث حسان وعامّتها لا يتابع عليها» . وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء. [3] انظر عن (عبد الملك بن حسن بن أبي حكيم) في: التاريخ الكبير 5/ 411 رقم 1335، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 109، والجرح والتعديل 5/ 348 رقم 1642، والثقات لابن حبّان 7/ 99، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 231 رقم 862 وفيه (عبد الملك بن حسين) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 7852 والكاشف 2/ 183 رقم 3495، وتهذيب التهذيب 6/ 391، 392 رقم 737، وتقريب التهذيب 1/ 518 رقم 1305، وخلاصة تذهيب التهذيب 243. [4] الجرح والتعديل 5/ 348. وقال الإمام أحمد: «لا بأس به» . وقال أبو حاتم: «شيخ» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 335 251- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَبْرٍ [1] ، أَبُو مروان، المدني، البزّاز. عَنْ: رَبَاحِ بْنِ صَالِحٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَجْهُولٌ. 252- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [3] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، الْجُمَحِيُّ، الْمَدَنِيُّ. - د. س- عَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ البخاريّ [4] : تعرف وتنكر.   [ () ] وذكره ابن حبّان في الثقات 7/ 99، 100 وقال: «يروي المقاطيع والمراسيل» . وذكره ابن شاهين في ثقاته. [1] انظر عن (عبد الملك بن إبراهيم بن جبر) في: التاريخ الكبير 5/ 406 رقم 1314، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 105، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 110، والجرح والتعديل 5/ 342 رقم 1615، والمغني في الضعفاء 2/ 403 رقم 3798، وميزان الاعتدال 2/ 651 رقم 5187، ولسان الميزان 4/ 57 رقم 166. [2] في الجرح والتعديل 5/ 342. [3] انظر عن (عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم) في: التاريخ لابن معين 2/ 374، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 285، والتاريخ الكبير 5/ 428 رقم 1392، والتاريخ الصغير 190، والضعفاء الصغير 268 رقم 220، والمعرفة والتاريخ 1/ 268 و 272 و 453، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 382، وتاريخ الثقات للعجلي 311 رقم 1037، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 30، 31 رقم 985، والجرح والتعديل 5/ 362، 363 رقم 1709، والمجروحين لابن حبّان 2/ 135، 136، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1946، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 229 رقم 7850 وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 7859 والكاشف 2/ 187 رقم 3519، والمغني في الضعفاء 2/ 407 رقم 3836، وميزان الاعتدال 2/ 661، 662 رقم 5239، وتهذيب التهذيب 6/ 414، 415 رقم 867، وتقريب التهذيب 1/ 521 رقم 1336، وخلاصة تذهيب التهذيب 245. [4] في التاريخ الصغير، والضعفاء الصغير: والكامل في الضعفاء 5/ 1946. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 336 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [2] . 253- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَعْدَانَ [3] ، الضُّبَعِيُّ، الْبَصْرِيُّ. - ن- عَنْ: بَدَلِ بْنِ الْمُحَبَّرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ، وَأَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، وَطَائِفَةٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : فِيهِ نظر. وقال النَّسائي: ليس بالقويّ [5] .   [1] في الجرح والتعديل 5/ 363. [2] وثّقه ابن معين في تاريخه، وقال في معرفة الرجال 1/ 285: «ليس بِهِ بأس» . وقال النسائي: «ليس بالقويّ» . ووثّقه العجليّ في تاريخه. وذكره العقيلي في الضعفاء، واقتبس قول البخاري، وزاد: «عنده عن عبد الله بن دينار مناكير» . وقال ابن معين مرّة أخرى: «صالح» . وقال أبو حاتم: «ليس بالقويّ» ، ضعيف الحديث، يحدّث بالمنكر عن الثقات» . وقال ابن حبّان: «كان صدوقا في الرواية إلّا أنه كان ممّن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى يأتي بالشيء على التوهّم فيحيله عن معناه ويقلبه عن سننه، لا يجوز الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات» . ونقل ابن عديّ ما قاله البخاري من أن أحاديثه تعرف وتنكر، وله عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أشياء ليست بمحفوظة. وذكره ابن شاهين في الثقات، ونقل قول ابن معين أنه ثقة. [3] انظر عن (عبد الملك بن الوليد بن معدان) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 346، والتاريخ الكبير 5/ 426 رقم 1420، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 38 رقم 7994 والجرح والتعديل 5/ 373، 374 رقم 1745، والمجروحين لابن حبّان 2/ 135، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1945، 1946، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 864، والكاشف 2/ 190 رقم 3538، والمغني في الضعفاء 2/ 409 رقم 3850، وميزان الاعتدال 2/ 666 رقم 5258، وتهذيب التهذيب 6/ 428، 429 رقم 893، وتقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1364، وخلاصة تذهيب التهذيب 246. [4] في تاريخه الكبير، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 38. [5] وقال ابن معين: «ليس به بأس» . وقال مرة أخرى: «صالح» . وذكره العقيلي في الضعفاء، واقتبس قول البخاريّ. وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث» . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدّا، ممّن يقلب الأسانيد، لا يحلّ الاحتجاج به، ولا الجزء: 10 ¦ الصفحة: 337 254- عبد المؤمن بن خالد الحنيفيّ [1] المروزيّ، قاضي مرو. - د. ت. ن- عَن: عَبْد الله بْن بُرَيْدَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 255- عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [3] ، أَبُو عُبَيْدَةَ السَّدُوسِيُّ، الْبَصْرِيُّ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَزِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَلُوَيْنٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشَّامِيُّ. وَثَّقَهُ ابن معين [4] ، وخرّج لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ، لَهُ [5] .   [ () ] الرواية عنه» . واقتبس ابن عديّ قول البخاريّ، وذكر من طريق ابن معدان حديثين وقال: «وهذان الحديثان مع أحاديث يرويها عبد الملك، عن عاصم، بهذا الإسناد وغيره مما لا يتابع عليه» . [1] انظر عن (عبد المؤمن بن خالد) في: التاريخ الكبير 6/ 117 رقم 1886، والجرح والتعديل 6/ 66 رقم 347، والثقات لابن حبّان 7/ 137، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 864، 865، والكاشف 2/ 191 رقم 3546، وميزان الاعتدال 2/ 670 رقم 5273، وتهذيب التهذيب 6/ 432، 433 رقم 908، وتقريب التهذيب 1/ 525 رقم 1379، وخلاصة تذهيب التهذيب 246. [2] في الجرح والتعديل. [3] انظر عن (عبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي) في: التاريخ لابن معين 2/ 376، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 680 و 2/ رقم 3310 و 3/ رقم 5574، والتاريخ الكبير 6/ 116 رقم 1884، والجرح والتعديل 6/ 65، 66 رقم 344، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 241 رقم 922، والمعرفة والتاريخ 1/ 715 و 2/ 114 و 3/ 123، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 865، وتهذيب التهذيب 6/ 433 رقم 909، وتقريب التهذيب 1/ 525 رقم 1380، وخلاصة تذهيب التهذيب 246، 247. [4] في تاريخه 2/ 376، والجرح والتعديل 6/ 65. [5] ووثّقه أحمد في العلل ومعرفة الرجال، وقال مرة: «ما به بأس» . وقال أبو حاتم: «لا بأس به» . وذكره ابن شاهين في الثقات. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 338 256- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ [1] الْمَالِكِيُّ، الْبَصْرِيُّ. - ت- عن: عطاء بن أبي رباح، ويزيد الفقير. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : لَيْسَ بِثِقَةٍ [4] . 257- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ [5] ، المدنيّ، مولى عثمان بن عفّان.   [1] انظر عن (عبد الواحد بن سليم المالكي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5433، والتاريخ الكبير 6/ 57 رقم 1698، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 373، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 53 رقم 1013، والجرح والتعديل 6/ 21 رقم 109، والمعرفة والتاريخ 3/ 378، والثقات لابن حبّان 7/ 123، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1938، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 865، 866، والكاشف 2/ 191 رقم 3550، والمغني في الضعفاء 2/ 410 رقم 3870، وميزان الاعتدال 2/ 673، 674 رقم 5289، وتهذيب التهذيب 6/ 435، 436 رقم 913، وتقريب التهذيب 1/ 526 رقم 1384، وخلاصة تذهيب التهذيب 247. [2] الضعفاء الكبير 3/ 53. [3] في الضعفاء والمتروكين 297 رقم 373. [4] وقال الإمام أحمد: «حديثه حديث منكر أحاديثه موضوعة» . (العلل ومعرفة الرجال 3/ 322 رقم 5433) . وقال العقيلي: «مجهول في النقل، وحديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه» . وقال أبو حاتم: «شيخ» . وذكره ابن حبّان في الثقات. وذكره ابن عديّ في الكامل واقتبس قول ابن معين، وقول الإمام أحمد. [5] انظر عن (عبد الواحد بن صفوان) في: التاريخ لابن معين 2/ 377، والتاريخ الكبير 6/ 58 رقم 1704، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 371، والجرح والتعديل 6/ 22 رقم 113، والثقات لابن حبّان 7/ 124، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1936، 1937، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 866، والمغني في الضعفاء 2/ 411 رقم 3872، وميزان الاعتدال 2/ 674 رقم 5293، وتهذيب التهذيب 6/ 436 رقم 915، وتقريب التهذيب 1/ 526 رقم 1386، وخلاصة تذهيب التهذيب 247. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 339 عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَفَّانُ، وَهُدْبَةُ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : صَالِحٌ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [3] . 258- عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ الْيَشْكُرِيُّ [4] . شَيْخٌ بَصْرِيُّ، مُعَمَّرٌ، رَأَى أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. وَحَدَّثَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَسَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [5] ، وَابْنُ مَعِينٍ [6] . 259- عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ عَطَاءِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ [7] . عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ أبي وداعة.   [1] الجرح والتعديل 6/ 22. [2] في تاريخه 2/ 377، والكامل في الضعفاء 5/ 1936. [3] ج 7/ 124، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: «لَيْسَ بِثِقَةٍ» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ» . [4] انظر عن (عبد ربّه بن أبي راشد) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4591، والتاريخ الكبير 6/ 75 رقم 1758، والجرح والتعديل 6/ 40، 41 رقم 211، والثقات لابن حبّان 5/ 132، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 234 رقم 875. [5] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 135 رقم 4591، وفي الجرح والتعديل 6/ 41 «ثقة ثقة» . [6] الجرح والتعديل 6/ 41، وهو في تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين. وذكره ابن حبّان في الثقات. [7] انظر عن (عبد ربّه بن عطاء الله) في: التاريخ الكبير 6/ 78 رقم 1766، والجرح والتعديل 6/ 43 رقم 224، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 771، وتهذيب التهذيب 6/ 128 رقم 268، وتقريب التهذيب 1/ 471 رقم 7850 وخلاصة تذهيب التهذيب 223. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 340 وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ. 260- عَبْدَةُ بْنُ بَرْزَةَ السَّجِسْتَانِيُّ [1] . عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، وَالصَّلْتِ بْنِ حُكَيْمٍ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ. وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَيَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] . 261- عَبَّادُ بْنُ عبد الصّمد [3] ، التّميميّ، أبو معمر. شبح بَصْرِيٌّ سَكَنَ مِصْرَ وَإِفْرِيقِيَّةَ. وَرَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْمُنْكَرَاتِ. رَوَى عَنْهُ: مُؤَمَّلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحُفْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [5] : سَمِعَ أَنَسًا، وَسَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، والحسن البصري، قَالَ أَبِي: ضَعِيفٌ جِدًّا. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [6] : أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ، فَمِنْهَا: ثَنَا جَبْرُونُ بْنُ عِيسَى بِمِصْرَ،   [1] انظر عن (عبدة بن أبي برزة) في: التاريخ الكبير 6/ 115 رقم 1881، والجرح والتعديل 6/ 90 رقم 459، والثقات لابن حبّان 8/ 436. [2] في الجرح والتعديل 6/ 90، ولم يتناولوه بجرح، وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (عبّاد بن عبد الصمد) في: التاريخ الكبير 6/ 41 رقم 16، و 1630، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 105، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 138، 139 رقم 1121، والجرح والتعديل 6/ 82 رقم 421، وبيان خطأ البخاري 9/ 75 رقم 338، والمجروحين لابن حبّان 2/ 170، 171، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1648، والمغني في الضعفاء 1/ 326 رقم 3043، وميزان الاعتدال 2/ 369 رقم 4128، ولسان الميزان 3/ 232، 233 رقم 1032. وسيعاد في الجزء التالي. [4] في تاريخه الكبير 6/ رقم 1630، وذكره أيضا برقم (1629) وقال: «فيه نظر» . [5] في الجرح والتعديل 6/ 82. [6] في الضعفاء الكبير 3/ 138. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 341 ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، مَوْلَى قُرَيْشٍ، نَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، نَادَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، رِضْوَانَ خَازِنَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: زَيِّنِ الْجِنَانَ لِلصَّائِمِينَ» ، وَسَاقَ حَدِيثًا طَوِيلا شِبْهَ مَوْضُوعٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : عَبَّادٌ، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَمَا أَرَاهُ لَقِيَهُ، حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ بِعَسْقَلانَ، نَا غَالِبُ بْنُ وَزِيرٍ الْغَزِّيُّ، ثَنَا الْمُؤَمَّلُ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسٍ: نُسْخَةٌ أَكْثَرُهَا مَوْضُوعَةٌ، مِنْهَا: «أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَامًا، فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي، أَهْلُ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ» ، إِلَى أَنْ قَالَ: «ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، إِلَى الْمِائَتَيْنِ، أَهْلُ الْهَرْجِ، وَتَرْبِيَةُ جَرْوٍ وَكَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ تَرْبِيَةِ وَلَدٍ» . وَمِنْهَا: عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً» [3] . قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ الْكِنْدِيِّ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَدِيبُ، أَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَنْجَبَ التُّسْتَرِيُّ، أَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَافِظُ، قَالا: أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّقُّورِ، أَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ يُبَاهِي بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُمَارِي بِهِ الشُّغَبَاءَ، أَوْ يَصْرِفُ أعين النّاس إليه، تبوّأ مقعده من النّار» ، موقوفا [4] .   [1] انظر بقيّته في الضعفاء الكبير 3/ 138، 139. [2] في المجروحين 2/ 170، 171. [3] وتتمّته في (المجروحين) : «واحدة لصلاح دنياه وآخرته، واثنتان وسبعون ترفع له درجات يوم القيامة» . [4] قال أبو حاتم: «ضعيف الحديث جدّا، منكر الحديث، لا أعرف له حديثا صحيحا» . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدّا، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، وما أراه سمع منه شيئا، فلا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات، فكيف إذا انفرد بأوابد» . وقال ابن عديّ: «يحدّث عن أنس بالمناكير» ، وقال أيضا: «له عن أنس غير حديث منكر، وعامّة ما يرويه في فضائل عليّ، وهو ضعيف منكر الحديث، ومع ذلك غالى في التشيّع» . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: «لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 342 262- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ [1] ، السَّدُوسِيُّ، الْكُوفِيُّ، أَبُو السَّلِيلِ. - م. د. ت. ن- عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَجَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ. وَكَانَ عَرِّيفُ قَوْمِهِ [2] . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] ، وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: بَعْضُ رِوَايَتِهِ صَحِيفَةٌ [4] . قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ. وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ صالح الحديث [5] .   [ () ] وقال أبو العرب الصّقليّ صاحب (تاريخ القيروان) : «يروي مناكير لا يرويها غيره عن أنس، ولكنه مشهور لكثرة من أخذ عنه من أهل القيروان وأطرابلس، وسكن قسطيلية إلى أن مات» . (لسان الميزان) . [1] انظر عن (عُبَيْد اللَّه بْن أياد بْن لَقِيط) في: التاريخ لابن معين 2/ 381، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 396، والتاريخ الكبير 5/ 373 رقم 1183، والتاريخ الصغير 188، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 52، وتاريخ الثقات للعجلي 315 رقم 1050، والمعرفة والتاريخ 3/ 145 و 180 و 281، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 635، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 193، والجرح والتعديل 5/ 307 رقم 1462، والثقات لابن حبّان 7/ 142، والفرج بعد الشدّة 1/ 86، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 237، 238 رقم 902، ورجال صحيح مسلم 2/ 9 رقم 1017، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 261 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 306 رقم 1169، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 874، والعبر 1/ 256، وسير أعلام النبلاء 7/ 317، رقم 105، والكاشف 2/ 196 رقم 3581، والمغني في الضعفاء 2/ 414 رقم 3913، وميزان الاعتدال 3/ 3 رقم 5345، وتهذيب التهذيب 7/ 4 رقم 5، وتقريب التهذيب 1/ 531 رقم 1427، وخلاصة تذهيب التهذيب 249، وشذرات الذهب 1/ 269، 270. [2] تاريخ ابن معين 2/ 381. [3] في تاريخه، ومعرفة الرجال 1/ 97 رقم 396، والجرح والتعديل 5/ 307، وثقات ابن شاهين 237. [4] تاريخ ابن معين 2/ 381. [5] ووثّقه العجليّ في تاريخه. وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذلك ابن شاهين. وقال ابن معين، واقتبسه ابن شاهين: «كان عريف قومه، وكانوا قد صيّروا إليه حفر الخندق الجزء: 10 ¦ الصفحة: 343 263- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُصَيْنِ [1] ، التَّمِيمِيُّ، الْعَنْبَرِيُّ. - م- قَاضِي الْبَصْرَةِ وَخَطِيبُهَا، وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ. وَرَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ. وَعَنْهُ: مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ ثِقَةً، كَبِيرَ الْقَدْرِ، مَحْمُودًا فِي الْقَضَاءِ، مِنْ عُقَلاءِ الرِّجَالِ [2] . قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : لَمَّا طُلِبَ لِلْقَضَاءِ، هَرَبَ، فَقَالَ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ، إِنْ كُنْتَ هَرَبْتَ لِسَلامَةِ دِينِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِنْ كُنْتَ هَرَبْتَ لِيَكُونَ أَحْرَصَ لَهُمْ عَلَيْكَ، فَقَدْ أَصَبْتَ أَيْضًا، قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ الْقَضَاءَ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الصَّحِيحِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : وَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. مات سنة ثمان وستّين ومائة.   [ () ] بالكوفة، وكان يجيء فيحفرون قدّامه، وكانت له صحيفة فيها أحاديث، فإذا جاءه إنسان، رمى إليه بتلك الصحيفة، فكتب منها ما أراد، وقرأ عليه» . [1] انظر عن (عبيد الله بن الحسن بن الحصين) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 285، وتاريخ خليفة 428 و 432 و 434 و 439- 441، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2585، والتاريخ الكبير 5/ 376 رقم 1201، وتاريخ الثقات للعجلي 315 رقم 1052، وتاريخ اليعقوبي 2/ 401 و 432، والمعرفة والتاريخ 1/ 716 و 3/ 215، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 88- 123، وتاريخ الطبري 8/ 52 و 115 و 120 و 123 و 134 و 151 و 154، والجرح والتعديل 5/ 312 رقم 1483، ومشاهير علماء الأمصار 159 رقم 1260، والثقات لابن حبّان 7/ 152، ورجال صحيح مسلم 2/ 10 رقم 1021، وتاريخ بغداد 10/ 306- 310 رقم 5456، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 306 رقم 1170، والكامل في التاريخ 6/ 13 و 36 و 40 و 41 و 69 و 80، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 875، 876، والمعين في الطبقات المحدّثين 61 رقم 601، والكاشف 2/ 197 رقم 3587، وميزان الاعتدال 3/ 5 رقم 5353، وتهذيب التهذيب 7/ 7، 8 رقم 12، وتقريب التهذيب 1/ 531 رقم 1434، وخلاصة تذهيب التهذيب 249، 250. [2] هذا قول ابن سعد في الطبقات. [3] في تاريخه 315 رقم 1052. [4] في الطبقات 7/ 285. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 344 وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ [1] . 264- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ [2] الْعَبْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ. سَمِعَ: الْحَسَنَ. وَعَنْهُ: بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ. مَحِلُّهُ الصِّدْقُ [3] . 265- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، الأُمَوِيُّ [4] . وَيُقَالُ عَبْدُ اللَّهِ، وَلِيَ عَهْدَ أَبِيهِ مَرْوَانَ، فَلَمَّا قُتِلَ مَرْوَانُ، هَرَبَ هَذَا وَأَخُوهُ إِلَى بِلادِ النُّوبَةِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا، وَعَاشَ هَذَا مُسْتَخْفِيًا دَهْرًا طَوِيلا، وَظَفِرَ بِهِ الْمَهْدِيُّ فِي دَوْلَتِهِ فَسَجَنَهُ، فَمَاتَ فِي الْمُطْبَقِ، سَنَةَ سَبْعِينَ، وقَدْ شَاخَ [5] . 266- عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَلَوِيُّ الْكُوفِيُّ، الجمّال.   [1] وقال وكيع: «لعبيد الله بن الحسن قدر وشرف، وله فقه كبير مأثور، وما أقلّ ما روى من الآثار، وأسند من الحديث» . (أخبار القضاة 2/ 88) . وقال عبد الرحمن بن مهديّ: «كنت عند عبيد الله بن الحسن، فذكر حديثا، فأخطأ فيه، فقلت: ليس هو كما قلت، هو كذا وكذا، قال: إذن أرجع وأنا صاغر» . (أخبار القضاة 2/ 90) . وقد أفرد القاضي وكيع نحو 35 صفحة في أخبار عبيد الله بن الحسن قاضي البصرة في أخبار القضاة. [2] انظر عن (عبيد الله بن حمران) في: التاريخ الكبير 5/ 378 رقم 1206، والجرح والتعديل 5/ 312 رقم 1486، والثقات لابن حبّان 7/ 145. [3] قال حبّان بن هلال: كان صفّارا لا بأس به. (التاريخ الكبير، الجرح والتعديل) ، وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (عبيد الله بن مروان الأموي) في: عيون الأخبار 1/ 205 و 206، وتاريخ اليعقوبي 2/ 374، وتاريخ الطبري 7/ 314 و 438 و 563، والعيون والحدائق 3/ 205، والعقد الفريد 4/ 469- 471 و 6/ 157، والكامل في التاريخ 5/ 330 و 427 و 535، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 106، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 371 أ- 372 أ، ومعجم بني أميّة 121 رقم 230. [5] تاريخ دمشق 10/ 371 أ. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 345 رَوَى عَنْ: حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ، وَسَلْمَانَ أَبِي شَدَّادٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ. مَا بِهِ بَأْسٌ. 267- عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ [1] ، التَّمِيمِيُّ، الْمُجَاشِعِيُّ. كُوفِيٌّ جَلِيلٌ، نَزَلَ الْبَصْرَةَ. رَوَى عَنِ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وعبد الملك بن عمير. وعنه: عفان، وحبان بن هلال، وموسى بن إسماعيل،. وأبو عمر الحوضي. وثقه ابن معين [2] . له في «الجامع» حديث واحد. وكان حذاء [3] ، وليس هو عبيدة بن حميد الحذاء. 268- عتاب بن عبد العزيز الحمّانيّ [4] : كوفيّ له عن التّابعين.   [1] انظر عن (عبيدة بن أبي رائطة) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 274، والتاريخ الكبير 6/ 84، 85 رقم 1786، والتاريخ الصغير 180 و 219، والجرح والتعديل 6/ 91، 92 رقم 474، والثقات لابن حبّان 7/ 162، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 252 رقم 1001، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 898، والكاشف 2/ 211 رقم 3698، وتهذيب التهذيب 7/ 82، 83 رقم 182، وتقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1595، وخلاصة تذهيب التهذيب 256. [2] في الجرح والتعديل 6/ 92، وقال في معرفة الرجال 1/ 84 رقم 274: «ليس به بأس» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] وذكره ابن شاهين في أالثقات، واقتبس قول ابن معين. [4] انظر عن (عتّاب بن عبد العزيز) في: التاريخ الكبير 7/ 55 رقم 252، والجرح والتعديل 7/ 12 رقم 55، والثقات لابن حبّان 7/ 295، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 901، والكاشف 2/ 213 رقم 3710، وتهذيب التهذيب 7/ 92 رقم 195، وتقريب التهذيب 2/ 3 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 257. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 346 حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ. 269- عُتْبَةُ الْغُلامُ بْنُ أَبَانٍ [1] ، الْبَصْرِيُّ، الْعَابِدُ. عُرِفَ الْغُلامُ بَيْنَ الْعُبَّادِ، لِأَنَّهُ تَنَسَّكَ وَهُوَ صَبِيٌّ، وَكَانَ خَاشِعًا قَانِتًا للَّه حَنِيفًا. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدَانِ الشَّعْرَانِيُّ قَالَ: قَالَ السَّكَنُ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ أَبَانِ [2] بْنِ صَمْعَةَ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ عُتْبَةُ الْغُلامُ: كَابَدْتُ الصَّلاةَ عِشْرِينَ سَنَةً، وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِينَ سَنَةً [3] . قَالَ: وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ حَتَّى تَفَطَّرَتْ أَصَابِعُهُ، وَلَمْ يَدْرِ بِنَفْسِهِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي تَهَجُّدِهِ: إِنْ عَذَّبْتَنِي فَإِنِّي لَكَ مُحِبٌّ، وَإِنْ تَرْحَمْنِي، فَإِنِّي لَكَ مُحِبٌّ [4] . وَكَانَ يَأْوِي إِلَى الْمَقَابِرِ وَالسَّوَاحِلِ [5] ، وَيَدْخُلُ الْبَصْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ [6] . قَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: قَالَ لِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: بِمَنْ يُشَبَّهُ حُزْنُ هَذَا الْغُلامِ؟ يَعْنِي عُتْبَةَ، قُلْتُ: بِحُزْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَا أَبْعَدْتَ [7] . وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: صَحِبْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالعرش فعتبة الغلام، قال لنا: اشتروا لي فرسا يغيظ العدوّ [8] .   [1] انظر عن (عتبة الغلام بن أبان) في: مشاهير علماء الأمصار 152 رقم 1196، والفهرست لابن النديم، المقالة الخامسة الفن السادس، وحلية الأولياء 6/ 226- 238 رقم 367، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 760، 761، والتذكرة الحمدونية 1/ 165 رقم 373 و 374 و 375، وصفة الصفوة 3/ 370- 375 رقم 559، وسير أعلام النبلاء 7/ 62، 63 رقم 23. [2] في الأصل «اليمان» ، والتصحيح من حلية الأولياء. [3] صفة الصفوة 3/ 373. [4] حلية الأولياء 6/ 235، صفة الصفوة 3/ 371. [5] حلية الأولياء 6/ 229، صفة الصفوة 3/ 371. [6] حلية الأولياء 6/ 234. [7] حلية الأولياء 7/ 226. [8] حلية الأولياء 6/ 227. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 347 وَكَانَ يَخْرُجُ، فَيُقَالُ لَهُ: أَسْتَقْبَلَكَ أَحَدٌ؟ فَيَقُولُ: لا، اشْتِغَالا بِمَا هُوَ فِيهِ [1] . قَالَ: وَأَصَابَ النَّاسُ ظُلْمَةً، فَخَرَجَ عُتْبَةُ وَيَدَاهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: وَأَنْتَ تَشْتَرِي التَّمْرَ [2] !. وَيُقَالُ: كَانَ عُتْبَةُ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَكَانَ رَأْسُ مَالِهِ فلسا يَأْخُذُ بِهِ خُوصًا، فَيَعْمَلُهُ وَيَبِيعُهُ، فَيَأْكُلُ بِفَلْسٍ، وَيَتَصَدَّقُ بِفَلْسٍ، وَيَشْتَرِي خُوصًا بِفَلْسٍ [3] . قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ إِنَّهُ رَأَى طَائِرًا، فَقَالَ لَهُ: تَعَالَ، فَجَاءَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ له: طر فطار [4] . وقيل: إنّه كان لا يكاد ينقطع بكاؤه [5] . ورود أَنَّهُ كَانَ يَأْوِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَيُصِيبُ فِيهِ قُوتَهُ، لا يَدْرِي مِنْ أَيْنَ هُوَ [6] . وَكَانَ رُبَّمَا غُشِيَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْعِظَةِ [7] . وَقَالَ رَبَاحٌ الْقَيْسِيُّ: بَاتَ عِنْدِي عُتْبَةُ الْغُلامُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: اللَّهمّ احْشُرْ عُتْبَةَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ، وَبُطُونِ السِّبَاعِ [8] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَزَّازُ، نَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: جَاءَنَا عُتْبَةُ الْغُلامُ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: الْغَزْوُ، قلت: مثلك يغرو! قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي آتِي الْمِصِّيصَةَ فَأَغْزُو فَأَسْتَشْهِدُ، قَالَ: فَنُودِيَ يَوْمًا فِي الْخَيَّالَةِ، فَنَفَرَ النَّاسُ، وَجَاءَ عُتْبَةُ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ لك في   [1] حلية الأولياء 6/ 234، صفة الصفوة 3/ 374. [2] حلية الأولياء 6/ 228 و 229. [3] حلية الأولياء 6/ 229، 230، والتذكرة الحمدونية 1/ 165 رقم 374 وقال أبو يوسف: أظنّ الدانق يومئذ بثلاث فلوس كبار. [4] حلية الأولياء 6/ 237، صفة الصفوة 3/ 373. [5] حلية الأولياء 6/ 236، [6] حلية الأولياء 6/ 236، صفة الصفوة 3/ 373. [7] حلية الأولياء 6/ 236. [8] حلية الأولياء 6/ 227. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 348 فَرَسِي وَسِلاحِي فَإِنِّي قَدِ اعْتَلَلْتُ، قَالَ: نَعَمْ، فَأَعْطَاهُ، فَسَارَ مَعَ النَّاسِ، فَالْتَقَوُا الرُّومَ، فَكَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ اسْتُشْهِدَ [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ، سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ: أَشَهِدْتَ قَتْلَ عُتْبَةَ الْغُلامِ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ شَهِدَهُ مَخْلَدٌ، قُتِلَ فِي قَرْيَةِ الْحُبَابِ [2] . وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَطَاءٍ الْيَرْبُوعِيِّ قَالَ: نَازَعَتْ عُتْبَةَ الْغُلامَ نَفْسُهُ لَحْمًا، فَقَالَ لَهَا: انْدَفِعِي عَنِّي إِلَى قَابِلٍ، فَمَا زَالَ يُدَافِعُهَا سَبْعَ سِنِينَ [3] . وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لا يُعْجِبُنِي رَجُلٌ لا يَحْتَرِفُ [4] . وَذَكَرَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عُتْبَةَ وَصَاحِبَهُ يَحْيَى الْوَاسِطِيَّ فَقَالَ: كَأَنَّمَا رَبَّتْهُمُ الأَنْبِيَاءُ [5] . وَعَنْ عُتْبَةَ قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ أَحَبَّهُ، وَمَنْ أَحَبَّهُ أَطَاعَهُ [6] . وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: رَأَيْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ الطَّيْرَ تَجِيئُهُ [7] . وَقَالَ عَبْدُ الْخَالِقِ الْعَبْدِيُّ: كَانَ لِعُتْبَةَ بَيْتٌ يَتَعَبَّدُ فِيهِ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الشَّامِ قَفَلَهُ وَقَالَ: لا تَفْتَحُوهُ حَتَّى يَبْلُغَكُمْ مَوْتِي، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ مَوْتُهُ فَتَحُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ قَبْرًا مَحْفُورًا، وَغُلَّ حَدِيدٍ [8] . وَعَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كَلَّمْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ لَيَرْفَقَ بِنَفْسِهِ، فَبَكَى وَقَالَ: إِنَّمَا أبكي على تقصيري [9] .   [1] حلية الأولياء 6/ 228. [2] حلية الأولياء 6/ 228. [3] حلية الأولياء 6/ 230، والتذكرة الحمدونية 1/ 165 رقم 375. [4] حلية الأولياء 6/ 231، صفة الصفوة 3/ 372. [5] حلية الأولياء 6/ 235. [6] حلية الأولياء 6/ 236. [7] حلية الأولياء 6/ 237 وفيه «تجيبه» . [8] حلية الأولياء 6/ 237، صفة الصفوة 3/ 375. [9] حلية الأولياء 6/ 236، صفة الصفوة 3/ 373. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 349 370- عُتْبَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْعَبَّادِيُّ [1] ، الْحِمْصِيُّ. مِنْ بَقَايَا التَّابِعِينَ. سَمِعَ: أَبَا أُمَامَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ. قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] ، وَلَمْ يُلَيِّنْهُ. 271- عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ [3] ، الْجُذَامِيُّ، الْمِصْرِيُّ. - د. ن- عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَيُونُسَ الأَيْلِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَاللَّيْثُ بْنُ عَاصِمٍ الْقِتْبَانِيُّ. وَكَانَ فَقِيهًا، زَاهِدًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، عُرِضَ عَلَيْهِ قَضَاءُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ فَأَبَى، وَهَجَرَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ لِكَوْنِهِ تَعَدَّى عَلَيْهِ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ كَهْلا [4] . 272- عُثْمانُ بنُ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرُ [5] بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ. وَلاهُ الْمَهْدِيُّ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَأْخُذْ على القضاء رزقا، وحمدت   [1] انظر عن (عتبة بن المنذر العبّادي) في: التاريخ الكبير 6/ 527 رقم 3210، والجرح والتعديل 6/ 374 رقم 2066، والثقات لابن حبّان 5/ 251. [2] في الجرح والتعديل 6/ 374. [3] انظر عن (عثمان بن الحكم) في: التاريخ الكبير 6/ 218 رقم 2215، والجرح والتعديل 6/ 148 رقم 810، والثقات لابن حبّان 8/ 452، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 906، والكاشف 2/ 217 رقم 3740، وميزان الاعتدال 3/ 32 رقم 5495، وتهذيب التهذيب 7/ 110، 111 رقم 237، وتقريب التهذيب 2/ رقم 45، وخلاصة تذهيب التهذيب 259. [4] قال أبو حاتم: «شيخ ليس بالمتقن» ، وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عثمان بن طلحة بن عمر) في: التاريخ الكبير 6/ 229، 230 رقم 2253، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 229 والجرح والتعديل 6/ 155 رقم 852، والثقات لابن حبّان 8/ 448. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 350 سِيرَتُهُ، ثُمَّ اسْتَعْفَى، وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ. روى عن: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. وَغَيْرُهُ. قِيلَ: إِنَّ مُسْهِرَ بْنَ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيَّ أَدْرَكَهُ، فَإِنْ كَانَ هَذَا، فَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ هُشَيْمٍ فِي الْمَوْتِ. 273- عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عُمَر [1] بْن سَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاصٍ، الزُّهْرِيُّ، الْوَقَّاصِيُّ، الْمَدَنِيُّ، أَبُو عَمْرٍو. أَحَدُ الضُّعَفَاءِ. رَوَى عَنْ: عَمَّةِ [2] أَبِيهِ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَسَعْدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ نَصْرٍ، وَالْهُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : تَرَكُوهُ. وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] : ضَعِيفٌ، وَقَالَ مرّة: ليس بشيء. وقال السّعديّ [5] : ساقط.   [1] انظر عن (عثمان بن عبد الرحمن بن عمر الوقّاصي) في: التاريخ لابن معين 2/ 394، والتاريخ الكبير 6/ 238، 239 رقم 2270، وأحوال الرجال 127 رقم 211، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 418، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 206، 207 رقم 1209، والمعرفة والتاريخ 3/ 36 و 49، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجرح والتعديل 6/ 157 رقم 865، والمجروحين لابن حبّان 2/ 98، 99، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1808، 1809، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 133 رقم 403، وتاريخ جرجان 88 و 309 و 322، والسابق واللاحق 77، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 913، 914، والكاشف 2/ 221 رقم 3771، والمغني في الضعفاء 2/ 426 رقم 4038، وميزان الاعتدال 3/ 43- 45 رقم 5531، وتهذيب التهذيب 7/ 133، 134 رقم 279، وتقريب التهذيب 2/ 11 رقم 87، وفيض القدير 6/ 47، وخلاصة تذهيب التهذيب 261. [2] في الأصل «عمت» . [3] في تاريخه الكبير 6/ 238، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 206، وفي الكامل لابن عديّ 5/ 1808 «سكتوا عنه» . [4] في التاريخ 2/ 394، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 206، والمجروحين لابن حبّان 2/ 98. [5] في أحوال الرجال 127 رقم 211، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1808. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 351 وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَالتِّرْمِذِيُّ يَتَسَاهَلُ فِي الرِّجَالِ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَا الْكَنْجَرُوذِيُّ، أَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَنَا أَبُو يَعْلَى، أَنَا هُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَّانِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، الْوَقَّاصِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا قَالَ عَبْدٌ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَنَهَارٍ، إِلا طَمَسَتْ مَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى تَسْكُنَ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْحَسَنَاتِ» [2] ، وَالْهُذَيْلُ مُقِلٌّ. كَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ، فَلُقِّبَ بِالْجُمَّانِيِّ [3] . 274- عُثْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ [4] ، الْقُرَشِيُّ، الْجَزَرِيُّ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. - س- عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَخَصِيفٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَعُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن   [1] في الضعفاء والمتروكين 299 رقم 418، والكامل في الضعفاء 5/ 1808. [2] ذكره ابن عديّ في الكامل 5/ 1809 وفيه: «طلست» و «تصير إلى مثلها» . [3] قال أبو حاتم: «متروك الحديث، ذاهب الحديث، كذّاب» . وقال مسلم: «ذاهب الحديث» . وقال ابن حبان: «كان ممن يروي عَنِ الثقات الأشياء الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به» . وقال ابن عديّ: «عامّة أحاديثه مناكير إما إسناده أو متنه منكرا» . وذكره العقيلي، والدار الدّارقطنيّ في الضعفاء. [4] انظر عن (عثمان بن عمرو بن ساج) في: الجرح والتعديل 6/ 162 رقم 888، والثقات لابن حبّان 8/ 449، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 918، والكاشف 2/ 223 رقم 3783، والمغني في الضعفاء 2/ 427 رقم 4048، وميزان الاعتدال 3/ 49 رقم 5546، وتهذيب التهذيب 7/ 144، 145 رقم 291، وتقريب التهذيب 2/ 13 رقم 100، وخلاصة تذهيب التهذيب 262. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 352 يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَكَانَ قَاصًّا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَوَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] . 275- عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ بُقْطُرٍ [3] ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو الْخَطَّابِ. سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعًا. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وموسى بن إِسْمَاعِيلَ. 276- عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [4] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ، أَبُو قُدَامَةَ. عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الدَّارِمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ. 277- عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ [5] ، الْبُرِّيُّ، أَبُو سَلَمَةَ الْكِنْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ.   [1] في الجرح والتعديل 6/ 162. [2] حيث ذكره في الثقات 8/ 449. [3] انظر عن (عثمان بن موسى بن بقطر) في: التاريخ الكبير 6/ 251 رقم 2314، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 33، والجرح والتعديل 6/ 170 رقم 928، والثقات لابن حبّان 7/ 202، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 176 ب و 177 أ. [4] انظر عن (عثمان بن محمد بن عبيد الله) في: التاريخ الكبير 6/ 250 رقم 2306، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 92، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 88، والجرح والتعديل 6/ 165 رقم 909، والثقات لابن حبّان 7/ 198. [5] انظر عن (عثمان بن مقسم البرّي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 285 وفيه البرسميّ، وهو غلط، والتاريخ لابن معين 2/ 396، وتاريخ خليفة 449 (وفيه: عثمان بن مقسم المري) والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 497 و 3/ رقم 5057، والتاريخ الكبير 6/ 252، 253 رقم 2319، والتاريخ الصغير 185، والضعفاء الصغير 270 رقم 251، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 100، 101 رقم 150، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 47، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 419، والمعرفة والتاريخ 2/ 123 و 147 و 148 و 385 و 3/ 34 و 62، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 217- 221 رقم 220 أ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 191، والجرح والتعديل الجزء: 10 ¦ الصفحة: 353 أَحَدُ الأَعْلامِ، عَلَى ضَعْفٍ فِيهِ. يَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَقَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَنَافِعٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ. رَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَلامٍ. وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ الْمِيزَانَ فَيَقُولُ: وَإِنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ [1] . تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثَنَا الْقَطَّانُ، سَمِعْتُ الْبُرِّيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، ثُمَّ حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْنَا لِنَافِعٍ: أَسَمِعْتَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ؟ قَالَ: لا [5] . وَقَالَ السَّعْدِيُّ [6] : عثمان البرّيّ كذّبه الثّوريّ.   [ () ] 6/ 167، 168، رقم 918، والمجروحين لابن حبّان 2/ 101، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1804- 1807، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 133 رقم 404، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 235 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 429 رقم 4066، وميزان الاعتدال 3/ 56- 58 رقم 5568، وسير أعلام النبلاء 7/ 325، 326 رقم 112، والكشف الحثيث 288 رقم 488، وتبصير المنتبه 1/ 139، ولسان الميزان 4/ 155- 158 رقم 364. [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 219، الكامل في الضعفاء 5/ 1804. [2] في الكامل في الضعفاء 5/ 1807، وعبارته بتمامها: «عامّة حديثه مما لا يتابع عليه إسنادا ومتنا، وهو ممن يغلط الكثير، ونسبه قوم إلى الصدق وضعّفوه للغلط الكثير، ومع ضعفه يكتب حديثه» . [3] في الضعفاء والمتروكين 299 رقم 419. [4] في تاريخه 2/ 396، وقال أيضا: «ضعيف» . [5] أحوال الرجال للجوزجانيّ 100، 101، الجرح والتعديل 6/ 168، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1805. [6] أحوال الرجال 100 رقم 150 وقال: كذّبه الثّوريّ على سهولته. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 354 مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا شُعْبَةُ قَالَ: أَفَادَنِي عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ حَدِيثًا، فَسَأَلْتُ قَتَادَةَ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، قَالَ: فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَقُولُ: بَلْ أَنْتَ حَدَّثْتَنِي، فَيَقُولُ: لا، فَيَقُولُ: بَلْ أَنْتَ حَدَّثْتَنِي، فَقَالَ قَتَادَةُ: هَذَا يُخْبِرُنِي عَنْ أَنَّ لي عَلَيْهِ ثَلاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ [1] . مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ الْبُرِّيَّ يَقُولُ: كَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ [2] . عَفَّانُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ الْبُرِّيَّ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْمِيزَانُ، فَقَالَ: لَهُ كِفَّتَانِ! يُنْكِرُ ذَلِكَ [3] . وَسَمِعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ يَقُولُ: لَيْسَ بِمِيزَانٍ، إِنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَوَضَعَهُ اللَّهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَعْنِي الْبُرِّيَّ [4] . وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ يَرَى الْقَدَرَ، وَكَانَ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ، وَفِي كِتَابِهِ الصَّوَابُ، فَلا يَرْجِعْ إِلَيْهِ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عِشْرِينَ حَدِيثًا عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَرَ، ثم يقول: هذا كلّه باطل، ثم يجيء بِرَأْيِ حَمَّادٍ فَيَقُولُ: هَذَا هُوَ الْحَقُّ [5] . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَضَايَا شُرَيْحٍ كُلُّهُ بَاطِلٌ [6] . وَحَدَّثَنِي ثِقَةٌ عَنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ 111: 1 [7] فِي أُمِّ الْكِتَابِ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ فِي الْكِتَابِ: ت ب ت، فَأَمَّا يَدَا أَبِي لَهَبٍ فَلَمْ تَكُنْ [8] . قُلْتُ: لا جَهْلَ فَوْقَ هذا، فما للتفرقة وجه [9] .   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 217، 218. [2] الضعفاء الكبير 3/ 218. [3] الضعفاء الكبير 3/ 219. [4] الضعفاء الكبير 3/ 219. [5] الضعفاء الكبير 3/ 219. [6] الضعفاء الكبير 3/ 220. [7] أول سورة اللهب. [8] الضعفاء الكبير 3/ 220. [9] ضعّفه ابن سعد فقال: «ليس بشيء، وقد ترك حديثه» . وقال الفلّاس: «صدوق لكنه كثير الغلط صاحب بدعة» . وقال الساجي: «تركه أهل الحديث لرأيه وغلوّه في الاعتزال، وأمّا صدقه في الرواية فقد الجزء: 10 ¦ الصفحة: 355 278- عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ [1] ، أَبُو حَاتِمٍ. - ق- شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، وَاهٍ، مِنْ مَوَالِي آلِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. عَنْ: سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ. وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ يحيى بن معين [2] : لم يُكتَبُ حَدِيثُهُ وَلا كَرَامَةَ لَهُ. وَقَالَ السَّعْدِيُّ [3] : لَمْ يَقْبَلِ النَّاسُ حَدِيثَهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] ، وَغَيْرُهُ: متروك الحديث [5] .   [ () ] اختلفوا فيه، سمعت ابن مثنّى يقول: كان يحيى، وعبد الرحمان لا يحدّثان عنه، قال ابن مثنّى: وسمعت عبد الرحمن يطريه في حديث الحجازيين ويقول: كان حديثه عنهم متقاربا» وقال العجليّ: «ضعيف الحديث، حدّث يزيد بن زريع يوما. بحديث عن عثمان فقالوا البرّي، قال: معاذ الله!» . وقال ابن عديّ: «كان شيبان بن فرّوخ إذا حدّث عن عثمان بن مقسم قال: ثنا أبو سلمة، يكنّيه لضعفه» . [1] انظر عن (العديّ بن الفضل) في: التاريخ لابن معين 2/ 398، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 107، والتاريخ الكبير 7/ 46 رقم 203، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 109 رقم 172، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 27، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 440، والمعرفة والتاريخ 2/ 122 و 3/ 61، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 370 رقم 1408، والجرح والتعديل 7/ 4 رقم 11، والمجروحين لابن حبّان 2/ 187، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 2013، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 152 ب، والسابق واللاحق 337 وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 925، وفيه: (المصري) وهو تصحيف، والكاشف 2/ 227 رقم 3819 وفيه (عديّ بن الفضيل) ، والمغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4085، وميزان الاعتدال 3/ 62 رقم 5593، وتهذيب التهذيب 7/ 170، 171 رقم 336، وتقريب التهذيب 2/ 17 رقم 141، وخلاصة تذهيب التهذيب 264. [2] في تاريخه 2/ 398، وقال أيضا: «ليس بشيء» ، وقال: «ضعيف» . انظر: معرفة الرجال، والضعفاء الكبير للعقيليّ، والجرح والتعديل. [3] في أحوال الرجال 109 رقم 172. [4] في الضعفاء والمتروكين 299 رقم 440. [5] وقال أبو حاتم: «متروك الحديث» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 356 يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ 171. 279- عِصَامُ بْنُ بَشِيرٍ [1] ، الْكَعْبِيُّ، الْحَارِثِيُّ، الْجَزَرِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الرُّهَاوِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، وَغَيْرُهُمَا. يُقَالُ: عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، قَالَهُ الْبُخَارِيُّ [2] . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [3] . وَخَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ فِي «اليوم واللّيلة» [4] .   [ () ] وقال ابن أبي حاتم: «ترك أبو زرعة حديث عديّ بن الفضل، وكان في كتابه: عن عبد الواحد بن غياث، عنه، فلم يقرأ علينا، وقال: ليس بقويّ» . وقال ابن حبّان: «كان ممّن كثر خطؤه حتى ظهر المناكير في حديثه، فبطل الاحتجاج بروايته» . وقال ابن حمّاد: «ذهبنا مع عبيد العجليّ إلى يحيى بن ورد إما محمد وإما يحيى، فجعل ينتقي لنا غرائبه، وورد عن عديّ بن الفضل أحاديث غرائب، قال: فقلت له، أو قيل له: أيش ينتقي لنا أحاديث عديّ بن الفضل وهو متروك الحديث؟ فقال: إنما أنتقيه لأنه متروك» . (الكامل في الضعفاء 5/ 2013) . وقال ابن عديّ: «ولعديّ بن الفضل أحاديث صالحة عن شيوخ البصرة مثل أيوب السختياني، «ويونس بن عبيد، وغيرهما مناكير مما لا يحدّث به عنهم غيره» . [1] انظر عن (عصام بن بشير) في: التاريخ الكبير 7/ 70 رقم 321، واليوم والليلة للنسائي، رقم الحديث (313) ، والجرح والتعديل 7/ 25 رقم 136، والثقات لابن حبّان 5/ 282، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 932، وتهذيب التهذيب 7/ 194 رقم 370، وتقريب التهذيب 2/ 20 رقم 176، وخلاصة تذهيب التهذيب 265، 266. [2] الّذي في تاريخ البخاري 7/ 70: «وكان عصام بلغ سنّه عشرا ومائة سنة» . وكذا نقل عنه المزّي في (تهذيب الكمال) . [3] في (الثقات لابن حبّان 5/ 282) قال: «مات وقد جاوز على مائة وعشر سنين» . [4] في الحديث رقم (313) باب: ما يقول للقادم إذا قدم عليه. والحديث رواه أبو عثمان سعيد بن مروان الأزدي، عن عصام بن بشير، عن أبيه: أن بني الحارث بن كعب وفدّوه إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «من أين أقبلت؟» قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي، أنا وافد قومي إليك بالإسلام، فقال: «مرحبا، ما اسمك؟» . قلت له: يا رسول الله، اسمي أكبر، قال: «بل أنت بشير» . قال: فسمّاه النبي صلّى الله عليه وسلّم بشيرا. قال: وقلت لعصام: يا أبا علباء، شهدت موت الجزء: 10 ¦ الصفحة: 357 380- عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ [1] ، الطُّفَاوِيُّ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. عَنْ: عطيّة العوفيّ، وأبي جمرة الضُّبَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَعْمَشِ. وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَطَالُوتُ بن عبّاد، وإسماعيل ابن إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [3] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مَجْهُولٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: أَحْمَدُ بن صالح، نا عصام بْنُ طَلِيقٍ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قُتِلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِيدًا، فَبَكَتْهُ بَاكِيَةٌ، فَقَالَ لَهَا: «مَا يُدْرِيكِ أَنَّهُ شَهِيدٌ، فَلَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ، أَوْ يَبْخَلُ بِفَضْلِ ما لا ينفعه» [5] . 281- عطاء المقنّع [6] .   [ () ] أبيك بالبصرة؟ قال: نعم. قلت: فمن أين دلّي؟ قال: من القبلة. قلت: وأيّ شيء جعل علي لحده؟ قال: طن من قصب. قال: وكان عصام قد بلغ ست عشرة ومائة سنة. قال: وأظنّ أنه حدّثنا بهذا منذ خمسين سنة. قال: قلت لعصام: رأيت أنس بن مالك؟ قال: نعم، رأيته شيخا كبيرا يتوكّأ على عصا يأتي المسجد أبيض الرأس واللحية. [1] انظر عن (عصام بن طليق) في: التاريخ لابن معين 2/ 402، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 424، والجرح والتعديل 7/ 25، 26 رقم 140، والمجروحين لابن حبّان 2/ 174، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 2008، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 932، والمغني في الضعفاء 2/ 433 رقم 4109، وميزان الاعتدال 2/ 66، 67 رقم 5623، وتهذيب التهذيب 7/ 195، 196 رقم 373، وتقريب التهذيب 2/ 21 رقم 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 266. [2] في تاريخه 2/ 402، والجرح والتعديل 7/ 26، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 424. [3] الجرح والتعديل 7/ 26. [4] لم يذكره في تاريخه الكبير، ولا تاريخه الصغير، ولا الضعفاء الصغير. [5] ذكر العقيلي جزءا منه في الضعفاء الكبير 3/ 424، وهو في الكامل لابن عديّ 5/ 2008. [6] انظر عن (عطاء المقنّع) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 358 شَيْخٌ لَعِينٌ، خُرَاسَانِيٌّ، كَانَ يَعْرِفُ السِّحْرَ وَالسِّيمْيَاءَ، فَرَبَطَ النَّاسَ بِالْخَوَارِقِ وَالْمُغَنِّيَاتِ، وَادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ مِنْ طَرِيقِ الْمُنَاسَخَةِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ تَحَوَّلَ إِلَى صُورَةِ آدَمَ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى صُورَةِ نُوحٍ، ثم إبراهيم، وغيرهم من الأنبياء والحكماء الفلاسفة، إِلَى أَنْ حَصَلَ فِي صُورَةِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ صَاحِبِ الدَّعْوَةِ، ثُمَّ بَعَدَهُ انْتَقَلَ إِلَيَّ، فَعَبَدَهُ خَلائِفٌ مِنَ الْجَهَلَةِ وَقَاتَلُوا دُونَهُ مَعَ مَا شَاهَدُوا مِنْ قُبْحِ صُورَتِهِ، وَسَمَاجَةِ جَهْلِهِ [1] . كَانَ مُشَوَّهًا، أَعْوَرَ، قَصِيرًا، أَلْكَنَ. وَكَانَ لا يَكْشِفُ وَجْهَهُ، بَلِ اتَّخَذَ لَهُ وَجْهًا مِنْ ذَهَبٍ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ الْمُقَنَّعُ [2] . وَمِمَّا أَضَلَّهُمْ بِهِ مِنَ الْمَخَارِيقِ قَمَرٌ يَرَوْنَهُ فِي السَّمَاءِ مَعَ قَمَرِ السَّمَاءِ، فَقِيلَ: كَانَ يَرَاهُ النَّاسُ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرَيْنِ، فَفِي ذَلِكَ يَتَغَزَّلُ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَنَاءِ الْمُلْكِ مِنْ قَصِيدَةٍ: إِلَيْكَ فَمَا بَدْرُ الْمُقَنَّعِ طَالِعًا ... بِأَسْحَرَ مِنْ أَلْحَاظِ بَدْرِي الْمُعَمَّمِ [3] وَلِأَبِي [الْعَلاءِ] الْمَعَرِّيِّ: أَفِقْ إِنَّمَا الْبَدْرُ الْمُعَمَّمُ [4] رَأْسُهُ ... ضَلالٌ وَغَيٌّ مِثْلُ بَدْرِ الْمُقَنَّعِ [5] وَلَمَّا اسْتَفْحَلَ الشَّرُّ بِعَطَاءٍ، لَعَنَهُ اللَّهُ، تَجَهَّزَ الْعَسْكَرُ لِحَرْبِهِ، وَقَدْ صَدُّوهُ وَحَصَرُوهُ فِي قَلْعَتِهِ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ، جَمَعَ نِسَاءَهُ وسقاهنّ السّمّ   [ () ] المعرفة والتاريخ 1/ 149، وتاريخ الطبري 8/ 135 و 144 و 148، والعيون والحدائق 3/ 273، والكامل في التاريخ 6/ 38 و 39 و 51 و 52 و 224 و 11/ 178، والملل والنحل 1/ 248، وشروح سقط الزند 1545، والمشترك وضعا والمفترق صقعا 254، ووفيات الأعيان 3/ 263- 265 رقم 420، والفخري 179، 180، ودول الإسلام 1/ 109، والعبر 1/ 235 و 240، والآثار الباقية للبيروني 211، وشذرات الذهب 1/ 248. [1] وفيات الأعيان 3/ 263، 264. [2] وفيات الأعيان 3/ 264. [3] البيت في ديوان ابن سناء الملك- ص 698. [4] في وفيات الأعيان «المقنّع» في الموضعين. [5] البيت في شروح سقط الزند 1544. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 359 فَهَلَكْنَ، ثُمَّ تَنَاوَلَ سُمًّا فَمَاتَ، فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، كَمَا ثَبَتَ الْحَدِيثُ فِي ذَلِكَ، ثُمَّ أُخِذَتِ الْقَلْعَةُ، وَقُتِلَ رُءُوسُ أَتْبَاعِهِ، وَكَانَ بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ [1] . هَلَكَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 282- عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ [2] ، أَبُو عَائِذٍ الْحِمْصِيُّ، الْمُؤَذِّنُ. - ت. ن- عَنْ: عَطَاءِ بْنِ رَبَاحٍ، وَقَتَادَةَ وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: شَيْخٌ صَالِحٌ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ [3] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : يُكْثِرُ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، بِمَا لا أَصْلَ لَهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [5] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [6] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وكذا قال النّسائيّ [7] .   [1] وفيات الأعيان 3/ 264. [2] انظر عن (عفير بن معدان) في: التاريخ لابن معن 2/ 408، والتاريخ الكبير 7/ 81، 82 رقم 371، والتاريخ الصغير 188، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 169 رقم 302، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 87، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 443، والمعرفة والتاريخ 1/ 152 و 700 و 2/ 298 و 301 و 3/ 271، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 430 رقم 1472، والجرح والتعديل 7/ 36 رقم 195، والمجروحين لابن حبّان 2/ 198، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 2016- 2018، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 942، 943، والكاشف 2/ 236 رقم 3885، والمغني في الضعفاء 2/ 436 رقم 4147، وميزان الاعتدال 3/ 83 رقم 5679، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 227، وخلاصة تذهيب التهذيب 306. [3] تهذيب الكمال 2/ 943. [4] في الجرح والتعديل 7/ 36. [5] الضعفاء الكبير 3/ 430، الجرح والتعديل 7/ 36. [6] في تاريخه 2/ 408. [7] في الضعفاء والمتروكين 299 رقم 443. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 360 يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، نَا عُبَيْدٌ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا «إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْتَى مَالا وَوَلَدًا وَصِحَّةً، فَتَشْكُوهُ الْمَلائِكَةُ، فَيَقُولُ اللَّهُ مُدُّوا لَهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ، فَإِنِّي لا أُحِبُّ أن أسمع صوته» [1] . توفّي قريب مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 283- عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ [2] ، أَبُو خُرَيْمٍ الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ. سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ، وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَنَافِعًا، وَغَيْرَهُمْ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَسَعْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] : صَالِحُ الحديث. قلت: لم يخرّجوا له شيئا [5] ،   [1] ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 430، وقال: «عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، ولا يتابع على حديثه ولا يعرف إلّا به» . وقال البخاريّ: كان بكّاء. وقال الجوزجاني إنه قريب من أبي المهديّ سعيد بن سنان الحمصي الّذي قال فيه: أحاديثه أخاف أن تكون موضوعة لا تشبه أحاديث الناس» . وقال ابن حبّان: «ممّن يروي المناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره» . وقال أحمد: «منكر الحديث ضعيف» . وقال ابن عديّ: «وعامّة رواياته غير محفوظة» . [2] انظر عن (عقبة بن أبي الصهباء) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 279 (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين 2/ 409، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 388 و 2/ رقم 308، وطبقات خليفة 223، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4408، والتاريخ الكبير 6/ 442 رقم 2931، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 34، والمعرفة والتاريخ 2/ 772، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 167، والجرح والتعديل 6/ 312 رقم 1738، والثقات لابن حبّان 7/ 247، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 246 رقم 965، والأسامي ولكنى للحاكم، ج 1 ورقة 181 ب، وتاريخ بغداد 12/ 264، 265 رقم 6708، وميزان الاعتدال 3/ 86 رقم 5690. [3] في تاريخه 2/ 409، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 246، 247. [4] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 104، 105 رقم 4408، والجرح والتعديل 6/ 312. [5] وقال أبو حاتم: «محلّه الصدق فهو أوثق من عقبة الأصمّ» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 361 وَفِي التَّابِعِينَ: 284- عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْحَسْنَاءِ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيثَ. فِيهِ جَهَالَةٌ. 285- عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] ، الرِّفَاعِيُّ، الأَصَمُّ. وَيُقَالُ ابْنُ الأَصَمِّ الْبَصْرِيِّ [2] ، فَهَذَا ضَعِيفٌ. يَرْوِي عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَدْ خَلَطَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ تَرْجَمَةَ ذَا بِذَاكَ الْبَاهِلِيِّ، فَوَهِمُوا. رَوَى عَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضعيف [3] .   [ () ] وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [1] انظر عن (عقبة بن عبد الله الرفاعيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 409، 410، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 117، والتاريخ الكبير 6/ 441 رقم 2929 و 72930 والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 444، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 353 رقم 1386، والمعرفة والتاريخ 2/ 122 و 3/ 61، والجرح والتعديل 6/ 314، 315 رقم 1747 و 1748، والثقات لابن حبّان 7/ 246، والمجروحين لابن حبّان 2/ 199، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1916، 1917، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 138 رقم 422، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 945، والكاشف 2/ 237 رقم 3897، والمغني في الضعفاء 2/ 437 رقم 4150، وميزان الاعتدال 3/ 86 رقم 5689، وتهذيب التهذيب 7/ 244، 245 رقم 440، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 243، وخلاصة تذهيب التهذيب 269. ويقول خادم العلم، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد فرّق كل من: البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، بين (عقبة بن عبد الله الرفاعيّ) وبين (عقبة بن عبد الله الأصمّ) والاثنان واحد، وسيأتي ذلك. [2] في تاريخه 2/ 409، وقال أيضا: «ليس بثقة» . [3] تهذيب الكمال 2/ 945. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 362 وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] . وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ التّبوذكيّ، أخبرني الْحُسَيْنُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: نَظَرْنَا فِي كِتَابِ عُقْبَةَ الأَصَمِّ، فَإِذَا بِأَحَادِيثَ يُحَدِّثُ بِهَا عَنْ عَطَاءٍ، إِنَّمَا هِيَ فِي كِتَابِهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ [2] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَقَدْ فَرَّقَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بَيْنَ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيِّ، وَبَيْنَ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَصَمّ وَقَالَ: قَالَ أَبِي: عُقْبَةُ بْنُ الأَصَمِّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: هُمَا وَاحِدٌ [3] ، وَهُوَ ضَعِيفٌ [4] . 286- عُقْبَةُ بْنُ نافع [5] ، المعافريّ، أبو عبد الرحمن.   [1] سئل أحمد عن عقبة بن الأصمّ، فقال: البراء بن عبد الله الغنوي أحبّ إليّ منه. (الضعفاء الكبير 3/ 353) . [2] الضعفاء الكبير 3/ 353، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1916. [3] قال المؤلّف رحمه الله- في ميزان الاعتدال 3/ 86: «وعمد عبد الرحمن بن أبي حاتم إلى هذا فوصله فعمل عقبة بن عبد الله الأصمّ غير عقبة بن عبد الله الرفاعيّ، وهما واحد» . وقال الحافظ ابن حجر في التهذيب 7/ 244، 245: «وفرّق البخاري بين عقبة بن عبد الله الأصمّ، وبين عقبة الرفاعيّ، وجمعهما ابن عديّ وغيره، وهو الصواب. قلت: وممّن فرّق بينهما ابن حبّان، فذكر الرفاعيّ في الثقات، وذكر الأصمّ في الضعفاء، وقال: يتفرّد عن المشاهير بالمناكير حتى يشهد له بالوضع، وهذا من سوء تصرّف ابن حبّان، فقد روى أبو يعلى وعبد الله بن أحمد جميعا، عن شيبان بن فرّوخ، عن عقبة بن عبد الله حديثه، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس في الدعاء بعد صلاة الصبح فقال عبد الله في روايته «الرفاعيّ» ، وقال أبو يعلى في روايته «الأصم» . [4] وقال النسائي: «ليس بثقة» . وقال أبو حاتم: «ليّن الحديث ليس بقويّ، وأبو هلال أحبّ إلينا منه» . وقيل له: «إن محمد بن عوف حكى عن أحمد بن حنبل، أن عقبة بن الأصمّ ثقة، فقال: كيف بما يروي عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه نهى عن النظر في النجوم، وحديث آخر جميعا منكرين» . وقال الصيرفي: «كان ضعيفا واهي الحديث ليس بالحافظ» . وقال ابن عديّ: «بعض أحاديثه مستقيمة وبعضها مما لا يتابع عليه» . وذكره العقيلي، والدار الدّارقطنيّ في الضعفاء. [5] انظر عن (عقبة بن نافع المعافري) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1640، والتاريخ الكبير 6/ 434 رقم 2899، والجرح الجزء: 10 ¦ الصفحة: 363 شَيْخُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَفَقِيهُهَا. أَخَذَ عَنْ: رَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُ [1] . مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 287- عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [2] ، الأَزْدِيُّ، الْقَاضِي، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الْكُوِفيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَإِدْرِيسَ الأَزْدِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ [3] . وقال ابن معين [4] : ليس بشيء.   [ () ] والتعديل 6/ 317 رقم 1768 و 1769، والثقات لابن حبّان 8/ 499. [1] يقول خادم العلم، محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ذكره ابن أبي حبّان مرّتين في الجرح والتعديل، مرّة برقم (1768) «عقبة بن نافع المصري» ، ومرّة برقم (1769) «عقبة بن نافع» روى عن: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وخالد بن يزيد. روى عنه: عبد الله بن وهب..» . وهذا يؤكّد أنهما واحد، ولا يصحّ أن يفرّق بينهما. وللتنويه، فصاحب الترجمة هذا غير (عقبة بن نافع الفهري) القائد الصحابي المشهور. [2] انظر عن (عكرمة بن إبراهيم الأزدي) في: التاريخ لابن معين 2/ 411، 412، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 174، والتاريخ الكبير 7/ 50 رقم 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، والضعفاء الصغير 301 رقم 482، والمعرفة والتاريخ 3/ 61، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 377 رقم 1414، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 58، والجرح والتعديل 7/ 11 رقم 42، والمجروحين لابن حبّان 2/ 188، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1915، ورجال الطوسي 262 رقم 639، وتاريخ بغداد 12/ 262، 263 رقم 6076، وتاريخ جرجان 63 و 243، والمغني في الضعفاء 2/ 438 رقم 4164، وميزان الاعتدال 3/ 89، 90 رقم 5708، ولسان الميزان 4/ 181، 182 رقم 470. [3] تاريخ بغداد 12/ 263. [4] في تاريخه 2/ 411 و 412، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 377، والجرح والتعديل 7/ 11، والكامل في الضعفاء 5/ 1915، وقال في: معرفة الرجال 1/ 71 رقم 174: «ضعيف» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 364 وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الرَّيِّ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [1] : فِيهِ الْمَوْصِلِيُّ، يُخَالَفُ فِي حَدِيثِهِ، وَفِي حِفْظِهِ اضْطِرَابٌ [2] . 288- الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَلٍ [3] ، الثَّقَفِيُّ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. - ق-. وَبَعْضُهُمْ سَمَّاهُ: الْعَلاءَ بْنَ زَيْدٍ، وَبَعْضُهُمْ سَمَّاهُ: الْعَلاءَ بْنَ يَزِيدَ [4] . يَرْوِي عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَنَاكِيرَ، وَعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وعنه: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، وعثمان بن مطبع السّلميّ، ويحيى بن سعيد العطّار، الحمصيّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] ، وَجَمَاعَةٌ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.   [1] في الضعفاء الكبير 3/ 377. [2] وضعّفه البخاري. (الضعفاء الصغير 301 رقم 482) . وقال ابن حِبّان: «كَانَ ممّن يقلب الأخبار ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به» . وقال أبو حفص الفلّاس: «ضعيف منكر الحديث» . وقال يعقوب بن سفيان: «كان قاضيا منكر الحديث» . [3] انظر عن (العلاء بن زيدل) في: التاريخ الكبير 6/ 520 رقم 3183، والتاريخ الصغير 191، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 96، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 343 رقم 1371، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 101، والجرح والتعديل 6/ 355، 356 رقم 1963، والمجروحين لابن حبّان 2/ 180، 181، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1862، 1863، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 125 رقم 366 و 126 رقم 167، وتاريخ جرجان 140، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1071، والكاشف 2/ 309 رقم 400 (العلاء بن زيد، ويقال: ابن زيدان) ، والمغني في الضعفاء 2/ 439 رقم 4180، وميزان الاعتدال 3/ 99، 100 رقم 5729 و 7530 والكشف الحثيث 290 رقم 491، وتهذيب التهذيب 8/ 182، 183 رقم 327، وتقريب التهذيب 2/ 92 رقم 818، وخلاصة تذهيب التهذيب 299. [4] قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (8/ 183) : «فرّق العقيلي بين العلاء بن زيد والعلاء بن زيد، فقال في الأوّل يعني واسطيّ، لكن وقع عنده العلاء بن يزيد- (يقول المحقّق عمر: هو برقم: 137) - ونقل تكذيبه عن الطيالسي، وعن البخاري منكر الحديث، ثم ساق له من رواية يزيد بن هارون عنه، عن أنس قصّة معاوية الليثي، ثم ساق ترجمة العلاء بن زيدل ولم ينسبه وقال: منكر الحديث. ونقل قول أبي داود فيه فالراجح أنه العلاء بن زيدل وربّما خفّف بحذف اللام، وأما يزيد فزيادة الياء أوله خطأ» . [5] في الكامل في الضعفاء 5/ 1863. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 365 وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا تَعَجُّبًا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: الْعَلاءُ بْنُ زَيْدٍ، مَتْرُوكٌ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الأَيْلِيُّ، نَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْقُرَشِيُّ، نَا الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَلٍ، نَا أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْفُقَرَاءُ مَنَادِيلُ الأَغْنِيَاءِ، يَمْسَحُونَ بِهِمْ مِنْ ذُنُوبِهِمْ» . قُلْتُ: الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا مِنْ بَلايَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْدِيٍّ. قَالَ: أَنَا الْفَتْحُ الأَزْدِيُّ قَالَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَدْ ذَكَرَ الْعُقَيْلِيُّ [4] أَيْضًا، الْعَلاءُ بْنُ يَزِيدَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، الثَّقَفِيُّ، الْوَاسِطِيُّ، وَكَذَا سَمَّاهُ الْبُخَارِيُّ [5] ، وَقَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، بَصْرِيٌّ. يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: نَا الْعَلاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَتِ الشَّمْسُ بِنُورٍ وَضِيَاءٍ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذاك، فقال: «لأنّ معاوية بن مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيَّ مَاتَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ» ، قِيلَ: بِمَاذَا؟ قَالَ «بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 [6] ... الحديث بطوله [7] .   [1] تهذيب الكمال 2/ 1071. [2] في المجروحين 2/ 180. [3] في الضعفاء الكبير 3/ 343. [4] في الضعفاء الكبير 3/ 342 رقم 1370. [5] في تاريخه الكبير 6/ 520، وتاريخه الصغير 191. [6] أول سورة الإخلاص. [7] وتمامه في (الضعفاء الكبير 3/ 342) : «يقرأ بها في صلاته، وفي قيامه وفي ذهابه، وفي مجيئه، فإن أحببت أن تصلّي عليه قبضت لك الأرض، قال: فافعل، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . وَقَالَ العقيلي: والرواية في هذا فيها لين. وقال ابن حبّان في (المجروحين 2/ 180) : «لا أحفظ في أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا، والحديث قد سرقه شيخ شاميّ، فرواه عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 366 289- الْعَلاءُ بْنُ هَارُونَ [1] ، الْوَاسِطِيُّ. أَخُو الإِمَامِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، قَدِيمُ الْمَوْتِ، وَلِيَ قَضَاءَ الأَنْبَارِ، وَسَكَنَ الرَّمْلَةَ مُدَّةً. وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ، وَحُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، وَحُمَيْدِ بْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَسَوَّارُ بْنُ عِمَارَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ. كُنْيَتُهُ: أَبُو يَعْلَى. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] ، وَأَشَارَ إِلَى تَوْثِيقِهِ [3] . وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ. 290- عَلِيُّ بْنُ حَوْشَبٍ [4] ، الْفَزَارِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، أَبُو سُلَيْمَانَ. - د- عَنْ: أَبِيهِ، وَمَكْحُولٍ، وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ، وَأَبِي عُقَيْلٍ الْمَعَافِرِيِّ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ. وَكَانَ حَدَّادًا، يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ دحيم: لا بأس به [5] .   [1] انظر عن (العلاء بن هارون الواسطي) في: التاريخ الكبير 6/ 519 رقم 3180، والجرح والتعديل 6/ 362 رقم 1998، والثقات لابن حبّان 7/ 267 و 8/ 504، وتاريخ بغداد 12/ 240 رقم 6689، وميزان الاعتدال 3/ 105 رقم 5747، ولسان الميزان 4/ 186، 187 رقم 491. [2] في الجرح والتعديل 6/ 362 وهو ينقل قول أبي زرعة بأنه «ثقة» . [3] قال ابن حجر في (لسان الميزان 4/ 186، 187) : «العلاء أخو يزيد بن هارون، ليّنه الأزدي» . انتهى. ولفظ الأزدي مضطرب الحديث. وقال ابن حبّان في الثقات: العلاء بن هارون عن يزيد بن هارون وعنه حسّان بن حسّان. هذا في نسخة البكري، وأظنّ لفظة (عن) غلط، وإنّما هي هارون أخو يزيد فإنه يروي عن حسّان، ووثّقه أبو زرعة الرازيّ» . [4] انظر عن (علي بن حوشب) في: التاريخ الكبير 6/ 272 رقم 2379، وتاريخ الثقات للعجلي 346 رقم 1182، والمعرفة والتاريخ 1/ 535 و 642 و 2/ 395، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 395، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 193، والجرح والتعديل 6/ 182 رقم 997، والثقات لابن حبّان 7/ 208. [5] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 395 رقم 897. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 367 وَقَالَ الْفَسَوِيُّ [1] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَايَةً هَاشِمِيَّةً فَلا تَعْرِضْ [لَهَا] ، فَإِنَّ دَوْلَتَهَا طَوِيلَةٌ [2] . 291- عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نِجَادِ [3] بْنِ رِفَاعَةَ، الرِّفَاعِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ. - خ- عَنِ: الْحَسَنِ، وَأَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَلِيٍّ النَّاجِيِّ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعَفَّانُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ [الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ] [4] ، وَعَفَّانُ: كَانَ هَذَا يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : كَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ [6] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ: زَعَمُوا أنّه كان يصلّي كلّ   [1] في المعرفة والتاريخ 1/ 535. [2] وثّقه العجليّ، وابن حبّان. [3] انظر عن (علي بن علي بن نجاد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 275، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2270، والتاريخ الكبير 6/ 288 رقم 2424، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، والمعرفة والتاريخ 2/ 250، والجرح والتعديل 196 رقم 1080، وحلية الأولياء 6/ 310- 312 رقم 383 وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 986 وفيه (علي بن علي بن جناد) ، والكاشف 2/ 253 رقم 4008، والمغني في الضعفاء 2/ 452 رقم 4306، وميزان الاعتدال 3/ 147 رقم 5895، وتهذيب التهذيب 7/ 366 رقم 591، وتقريب التهذيب 2/ 41 رقم 384، وخلاصة تذهيب التهذيب 276. [4] في الأصل: «قال أبو نعيم» ، ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السّلام تدمري» : وقع هنا سبق قلم من المؤلّف- رحمه الله- فذكر أبا نعيم، والصحيح هو ما أثبتناه بين الحاصرتين، حيث ينقل الخبر عن طبقات ابن سعد 7/ 275، وليس في الحلية شيء منه. [5] في الجرح والتعديل 6/ 196. [6] الجرح والتعديل 6/ 196، 197. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 368 يَوْمٍ سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ، كَانَ عَابِدًا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ [1] . وَعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ كَانَ يُسَمِّي عَلِيَّ بْنَ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيَّ: رَاهِبَ الْعَرَبِ [2] . وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى سَيِّدِنَا وَابْنِ سَيِّدِنَا عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ [4] . قُلْتُ: وَذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي «الْحِلْيَةِ» [5] مُخْتَصرًا [6] . 292- عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، الْقُرَشِيُّ، الْكُوفِيُّ [7] . عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: شَرِيكٌ الْقَاضِي [8] . 293- عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، الْحِمْيَرِيُّ [9] ، قَاضِي الرّيّ.   [1] تهذيب الكمال 2/ 986. [2] حلية الأولياء 6/ 310. [3] حلية الأولياء 6/ 310. [4] وقال عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (القطان) كان يرى القدر» . (تهذيب الكمال 2/ 986) . [5] ج 6/ 310- 312. [6] ووثّقه أحمد، وقال: لم يكن به بأس. ووثّقه ابن معين. وسأل ابن أبي حاتم أباه عن علي الرفاعيّ فقال: «ليس بحديثه بأس، قلت: يحتجّ بحديثه؟ قال: لا، ثم قال: حدّث وكيع عنه، وقال: حدّثنا علي بن علي وكان ثقة» . وقال أبو زرعة: «ثقة» . [7] انظر عن (عليّ بن عليّ القرشي الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 421، والتاريخ الكبير 6/ 287 رقم 2423، والجرح والتعديل 6/ 197 رقم 1081، والثقات لابن حبّان 7/ 210. [8] ذكره ابن معين في تاريخه باسم: «علي بن علي بن السائب الكوفي. حدّث شريك، عن علي بن علي، وهو كوفيّ، قلت له: لعلّه عليّ بن عليّ البصريّ؟ فقال يحيى: لا، هذا عليّ بن عليّ بن السائب الكوفي، ولم يرو عنه إلا شريك. قال يحيى: وعليّ بن عليّ هذا حدّث عن إبراهيم النخعيّ» . [9] انظر عن (عليّ بن عليّ الحميريّ) في: التاريخ الكبير 6/ 288 رقم 2425، والجرح والتعديل 6/ 197 رقم 1082، والثقات لابن الجزء: 10 ¦ الصفحة: 369 عَنْ: عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الدَّشْتَكِيِّ. وَعَنْهُ: السِّنْدِيُّ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ. مَحِلُّهُ الصِّدْقُ. 294- عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ، الضَّبِّيُّ [1] ، الْكُوفِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَصِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. يَرْوِي عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالأَعْمَشِ، وَأَبِي مَعَانٍ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ، فَقَالَ [2] : كَانَ مُتَعَبِّدًا صَاحِبَ سُنَّةٍ، قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّهُ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْهُ، يَعْنِي فِي الدِّينِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : كَانَ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَنِ الْمَشَاهِيرِ، حَتَّى رُبَّمَا سَبَقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا، فَبَطُلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِمَا أتى عن الثّقات من المعضلات.   [ () ] حبّان 8/ 460. [1] انظر عن (عمّار بن سيف الضبيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 388، والتاريخ لابن معين 2/ 423، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5989، والتاريخ الكبر 7/ 29، 30 رقم 131، والتاريخ الصغير 204، وتاريخ الثقات للعجلي 3/ 352 رقم 1205، والجرح والتعديل 6/ 393 رقم 2191، والمجروحين لابن حبّان 2/ 195، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1726، 1727، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 996، والكاشف 2/ 260 رقم 4053، والمغني في الضعفاء 2/ 459 رقم 4377، وميزان الاعتدال 3/ 165 رقم 5989 وتهذيب التهذيب 7/ 620، 403 رقم 652، وتقريب التهذيب 2/ 47 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 279. [2] في تاريخ الثقات 352. [3] الجرح والتعديل 6/ 393. [4] في المجروحين 2/ 195. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 370 وَرَوَى عَنْ أَسْعَدَ بْن أَبِي خَالِد، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَوَاطِيلَ. سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ جَرِيرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا قطربُّل [1] أَسْرَعَ السَّيْرَ، فَقُلْتُ: رَأَيْنَاكَ أَسْرَعْتَ السَّيْرَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «تُبْنَى مَدِينَةٌ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وقطربُّل وَالْفُرَاتِ، تَجْتَمِعُ إِلَيْهَا جَبَابِرَةُ الأَرْضِ وَكُنُوزُهَا، هِيَ أَسْرَعُ فِي الأَرْضِ، مِنَ الْوَتَدِ فِي الأَرْضِ الْخَوَّارَةِ» [2] . قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: إِنَّمَا أَصَابَهُ عَمَّارٌ عَلَى ظَهْرِ كِتَابٍ فَرَوَاهُ عَنْهُ. هُوَ حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : ثَنَا أَبِي، قَالَ: قَدِمَ الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ الأَمِيرُ الْكُوفَةَ، فَبَعَثَ إِلَى عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ بِأَلْفَيْنِ [4] فَرَدَّهَا، قَالَ: فَطَلَبَتْهَا زَوْجَتُهُ، فَأَنْفَذَ إِلَيْهَا الْمُسَيَّبُ بِالأَلْفَيْنِ، فَبَاتَتْ عِنْدَهَا، فَأَصْبَحَ عَمَّارٌ يَقُولُ: قَدْ أَحْدَثْتِ فِي هَذِهِ الْخِزَانَةِ حَدَثًا، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهَا تَضْطَرِمُ عَلَيْنَا نَارًا، فَقَالَتِ: الأَلْفَيْنِ. أَخَذْتُهَا فَهِيَ فِي الْخِزَانَةِ، قَالَ: كدت أن تحرقينا، ردّيها، فردّتها [5] .   [1] قطربُّل: بالضمّ، ثم السكون، ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام. وقد روي بفتح أوله وطائه، وأما الباء فمشدّدة مضمومة في الروايتين، وهي كلمة أعجمية، اسم قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر، وما زالت (في أيام ياقوت) متنزّها للطّالبين وحانة للخمّارين، وقد أكثر الشعراء من ذكرها. وقيل: هو اسم لطسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقيّ الصّراة فهو بادوريا، وما كان من غربيّها فهو قطربُّل. (معجم البلدان 4/ 371) . [2] الحديث في الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1726 ولفظه: «تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطربُّل والصّراة يجبى إليها الخراج يخسف الله بها، هي أسرع في الأرض من المعول في الأرض الرخوة» . [3] في تاريخ الثقات 352. [4] أي ألفي درهم كما في تاريخ الثقات. [5] قال ابن معين في تاريخه 2/ 423: «عمّار بن سيف ثقة، أو نحو هذا من الكلام. وأثنى عبد الله بن المبارك عليه خيرا. (الجرح والتعديل) . وقال ابن معين أيضا: ليس حديثه بشيء. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 371 295- عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ [1] ، الْبَصْرِيُّ، الصَّيْدَلانِيُّ. - د. ت. ق- عن: الحسن، ومكحول البصريّ، وثابت، ويزيد الرَّقَاشِيِّ. وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَعَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، وَشَيْبَانُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِرَاشٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَديِثِ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : كُنْيَتُهُ أَبُو سَلَمَةَ، رُبَّمَا يَضْطَرِبُ فِي حَدِيثِهِ. قَالَ الْحَكَمُ بْنُ يَزِيدَ: حَجَّ عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ سَبْعًا وَخَمْسِينَ حَجَّةً [5] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [6] : هُوَ عِنْدِي لا بأس به، ممّن يكتب حديثه. وضعّفه الدّار الدّارقطنيّ [7] ولم يترك [8] .   [ () ] وقال أبو حاتم: «كان شيخا صالحا وكان ضعيف الحديث منكر الحديث» . [1] انظر عن (عمارة بن زاذان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 283، والتاريخ لابن معين 2/ 425، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 501 و 2/ رقم 1429 و 2058 و 3/ 4463 و 4568، والتاريخ الكبير 6/ 505 رقم 3128، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 47، والمعرفة والتاريخ 2/ 118 و 119 و 124 و 251، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 638، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 315 رقم 1329، والجرح والتعديل 6/ 365، 366 رقم 2016، والثقات لابن حبّان 6/ 7/ 263، والضعفاء الكبير لابن عديّ 5/ 1734، 1735، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 129 رقم 382، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ 233 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1000، 1001، والكاشف 2/ 263 رقم 4070، والمغني في الضعفاء 2/ 461 رقم 4400، وميزان الاعتدال 3/ 176، 177 رقم 6024، وتهذيب التهذيب 7/ 416، 417 رقم 676، وتقريب التهذيب 2/ 49 رقم 367، وخلاصة تذهيب التهذيب 280. [2] الجرح والتعديل 6/ 366، وقال ابن معين في تاريخه 2/ 425: «ثقة» . [3] في الجرح والتعديل 6/ 366 وزاد: «ولا يحتجّ به ليس بالمتين» . [4] في تاريخه الكبير 6/ 505، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 315، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1734. [5] الكامل في الضعفاء 5/ 1734. [6] في الكامل 5/ 1735. [7] في الضعفاء والمتروكين 129 رقم 382. [8] وثّقه أحمد وقال: ما به بأس، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 372 مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا. 296- عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ عَمَّارٍ [1] ، أَبُو حَفْصٍ، الْمَازِنِيُّ، الْبَصْرِيُّ. - خ- أَخُو أَبِي عَمْرٍو، وَمُعَاذٍ، وَسُفْيَانَ. لَهُ عَنْ نَافِعٍ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْفُرَاتِيُّ. خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ [2] فِي أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، وَرَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْعَلاءِ [3] . وَقِيلَ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ كَثِيرٍ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ مُعَاذٍ، وَرَجَّحَ ذَلِكَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَكَتَبَ مُعَاذُ بْنُ الْعَلاءِ، أَبُو غَسَّانَ، وَهُوَ مَشْهُورٌ، أَمَّا أَبُو حَفْصٍ فَلا يكاد يعرف.   [ () ] وقال أبو زرعة: «لا بأس به» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [1] انظر عن (عمرو بن العلاء بن عمّار) في: التاريخ لابن معين 2/ 433. [2] في المناقب 4/ 173 باب علامات النّبوّة في الإسلام، وهو من طريق محمد بن المثنّى، عن يحيى بن كثير أبي غسّان، حدّثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء قال: «سمعت نافعا، عن ابن عمر رضي الله عنهما: كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخطب إلى جذع، فلما اتّخذ المنبر تحوّل إليه فحنّ الجذع، فأتاه فمسح يده عليه» . [3] صحيح البخاري 4/ 173. وأخرجه ابن ماجة في إقامة الصلاة (1414) باب ما جاء في بدء شأن المنبر، من عدّة طرق، والترمذي في الجمعة (503) باب ما جاء في الخطبة على المنبر، وقال: وفي الباب عن أنس وجابر، وسهل بن سعد، وأبيّ بن كعب، وابن عباس، وأمّ سلمة. قال أبو عيسى: حديث ابن عمر حديث حسن غريب صحيح. ومعاذ بن العلاء هو بصريّ أخو أبي عمرو بن العلاء. وأخرجه في المناقب (3706) ، والنسائي في الجمعة 3/ 102 باب مقام الإمام في الخطبة. وأحمد في المسند 1/ 249 و 267 و 363 و 3/ 293 و 295 و 300 و 324 و 5/ 137 و 138 و 139. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 373 297- عُمَرُ بْنُ عَمْرٍو [1] ، الأُحْمُوسِيُّ [2] ، أَبُو حَفْصٍ. شَامِيٌّ مُقِلٌّ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ [3] : سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَشِيرٍ الأَسْلَمِيَّ، وَابْنَ أَبِي الْبَكَرَاتِ. رَوَى عَنْهُ: جَرَّاحُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْصِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ حَامِدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّامِيُّ، وَبَقِيَّةُ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [4] ، وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ. 298- عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ التَّغْلِبِيُّ، الْبَصْرِيُّ، الْمُلائِيُّ، الطَّوِيلُ [5] . - ت. ق- عَنْ: سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَزَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بن الجعد، وعبيد الله العيشيّ.   [1] انظر عن (عمر بن عمرو الأحموسي) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 151، والجرح والتعديل 6/ 127، 128 رقم 694، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 124 ب. [2] الأحموسي: بضمّ الهمزة. في حمير الأحموس بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عديّ بن مالك بن سدد بن زرعة- وهو حمير الأصغر- كذا لابن الكلبي والهمدانيّ. (حاشية رقم 1- في الأنساب 1/ 147) . [3] في الأسامي والكنى- ج 1 ورقة 124 ب. [4] قال في الجرح والتعديل 6/ 128: «لا بأس به صالح الحديث هو من ثقات الحمصيّين بابة عتبة بن أبي حكيم وهشام بن الغاز» . [5] انظر عن (عمران بن زيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 438، والتاريخ الكبير 6/ 424 رقم 2865، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 118، والمعرفة والتاريخ 3/ 289، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 6/ 298 رقم 1652، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1743، 1744، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1057، والكاشف 2/ 300 رقم 4334، والمغني في الضعفاء 2/ 478 رقم 4598، وميزان الاعتدال 3/ 237، 238 رقم 6284، وتهذيب التهذيب 8/ 132، 133 رقم 227، وتقريب التهذيب 2/ 83 رقم 727، وخلاصة تذهيب التهذيب 295. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 374 كَنَّاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ: أَبَا يَحْيَى [1] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. 299- عِمْرَانُ بْنُ قُدَامَةَ [4] الْعَمِّيُّ، الْبَصْرِيُّ. مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَالْحَسَنِ. وَعَنْهُ: زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، وَحَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ. قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ، لَكِنَّهُ لَمْ يكن من أهل الحديث، كتبت عَنْهُ، وَرَمَيْتُ بِهِ [5] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : مَا به بأس [7] .   [1] وهكذا كناه: مسلم، والدولابي. [2] في الجرح والتعديل 6/ 298 وزاد: «ليس بالقويّ» . [3] في تاريخه 2/ 438 ولفظه: «ليس يحتجّ بحديثه» ، وقال أيضا: «ليس به بأس» . [4] انظر عن (عمران بن قدامة) في: التاريخ الكبير 6/ 428 رقم 2880، و 429 رقم 2881 و 2882 مرة باسم: عمران العمّي، وثانية باسم عمران: مفردا دون نسبة، والضعفاء الصغير 271 رقم 273، والجرح والتعديل 6/ 303 رقم 1684، والمجروحين لابن حبّان 2/ 123، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1745، والمغني في الضعفاء 2/ 479، 480 رقم 4613، وميزان الاعتدال 3/ 241 رقم 6304، ولسان الميزان 4/ 349 رقم 1021 وفي المصدرين الأخيرين (عمران بن أبي قدامة) . [5] التاريخ الكبير 6/ 429 رقم 2882، الضعفاء الصغير للبخاريّ 271 رقم 273، الجرح والتعديل 6/ 303. [6] في الجرح والتعديل 6/ 303. [7] وقال ابن حبّان: «وكان عمران العمّيّ اختلط حتى كان لا يدري ما يحدّث به كتب عنه يحيى القطان أشياء، ثم رمى بها ولم يحدّث عنه» . وقال ابن عديّ: «عمران هذا ليس بالمعروف في الرواة كما قال يحيى القطان، وليس له من الحديث إلّا اليسير» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 375 300- عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ [1] بْنِ الْمُسَيِّبِ، الْمَخْزُومِيُّ. عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بِحَدِيثَيْنِ، أَحَدُهُمَا مرسلا في مراسيل أبي داود، والثاني منكرا. رَوَى عَنْهُ: مَعْنٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [2] ، وَخَطَبَ كَعَوَائِدِهِ فَقَالَ: يُعْتَبَرُ بِحَدِيثِهِ إِذَا رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ، لِأَنَّ فِي رِوَايَةِ الضُّعَفَاءِ عَنْهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ. قُلْتُ: قَدْ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: يَرْوِي لَهُ حَدِيثًا مُسْنَدًا سِوَى هَذَا، وَذَكَرْتُ حَدِيثًا فِي كِتَابِي «الْمِيزَانِ» [3] . 301- عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ [4] ، عِرَاقِيٌّ كُوفِيٌّ. رَوَى عَنْ: بَرْذَعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِمْرَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ [5] ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [6] ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ إِلَى تَلْيِينِهِ بِوَجْهٍ. 302- عَمْرُو بْنُ الْعَلاءِ الْيَشْكُرِيُّ [7] ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو العلاء.   [1] انظر عن (عمران بن محمد بن سعيد) في: التاريخ الكبير 6/ 426 رقم 2871، والجرح والتعديل 6/ 305 رقم 1693، والثقات لابن حبّان 8/ 497، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1058، وميزان الاعتدال 3/ 241، 242 رقم 6308، وتهذيب التهذيب 8/ 137 رقم 236، وميزان الاعتدال 3/ 84 رقم 737، وخلاصة تذهيب التهذيب 296. [2] ج 8/ 497. [3] ج 3/ 242. [4] انظر عن (عمرو بن حريث) في: التاريخ الكبير 6/ 322 رقم 2525، والجرح والتعديل 6/ 226 رقم 1256، والثقات لابن حبّان 8/ 479. [5] تكرّر في الأصل اسم «برذعة بن عبد الرحمن» . [6] في الجرح والتعديل 6/ 226. [7] انظر عن (عمرو بن العلاء اليشكري) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 376 سَمِعَ: أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، وَصَالِحَ بْنَ سَرْجٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. 303- عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ [1] ، الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الرَّازِيُّ، الأَزْرَقُ. عَنْ: سِمَاكِ بْنِ عَمْرٍو، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَمُحَّمَدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَسَلَمَةُ الأَبْرَشُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّشْتَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ الرَّازِيُّونَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا بَأْسَ بِهِ، لَهُ أَوْهَامٌ [2] . قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْحَدِيثِ [3] . 304- عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ [4] ، أَبُو بُرْدَةَ التَّمِيمِيُّ، الكوفيّ. - ق-.   [ () ] التاريخ الكبير 6/ 360 رقم 2635، والجرح والتعديل 6/ 251 رقم 1390، والثقات لابن حبّان 8/ 478، وتعجيل المنفعة 314 رقم 801. [1] انظر عن (عمرو بن أبي قيس) في: التاريخ لابن معين 2/ 451، والتاريخ الكبير 6/ 364 رقم 2649، والجرح والتعديل 6/ 255 رقم 1409، والثقات لابن حبّان 7/ 220، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1047، 1048، والكاشف 2/ 293 رقم 4286، والمغني في الضعفاء 2/ 488 رقم 4696، وميزان الاعتدال 3/ 285 رقم 6429، وتهذيب التهذيب 8/ 93، 94 رقم 147، وتقريب التهذيب 2/ 77 رقم 662، وخلاصة تذهيب التهذيب 292، 293. [2] تهذيب الكمال 2/ 1048. [3] وثّقه ابن معين في تاريخه 2/ 451، وذكره ابن حبّان في ثقاته. وقال عبد الصمد المقرئ: دخل الرازيّون على الثوريّ فسألوه الحديث، فقال: أليس عندكم الأزرق؟ يعني عمرو بن أبي قيس. قال عبد الصمد: وكان أزرق. [4] انظر عن (عمرو بن يزيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 456، والتاريخ الكبير 6/ 383 رقم 2709، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 15، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 295 رقم 1300، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 126، والجرح والتعديل 6/ 269، 270 رقم 1490، والثقات لابن حبّان 7/ 221، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1788، 1789، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 87 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1055، والكاشف 2/ 298 رقم 4321، والمغني في الضعفاء 2/ 491، 492 رقم 4730، وميزان الاعتدال 3/ 293، 294 رقم 6477، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 377 عَنْ: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَمُحَارِبِ بْنِ دَثَارٍ، وَحَمَّادٍ الْفَقِيهِ. وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصّلت الأسديّ. ضعّفه الدّار الدّارقطنيّ، وغيره. وقال ابن معين [1] : ليس حديث بِشَيْءٍ [2] . 305- عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ [3] ، أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ، الْكُوفِيُّ. - ت. ن- قَاضِي الرَّيِّ، وَلِذَلِكَ اشْتُهِرَ بِعَنْبَسَةَ الرَّازِيِّ. عَنْ: زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَيَعْقُوبُ الْقَمِيُّ، وآخرون.   [ () ] وتهذيب التهذيب 8/ 119، 120 رقم 200، وتقريب التهذيب 2/ 81 رقم 708، وخلاصة تذهيب التهذيب 295. [1] في تاريخه 2/ 456، والضعفاء الكبير 3/ 295، والجرح والتعديل 6/ 270. [2] وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: «لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ» . وَقَالَ أبو حاتم: «ليس بقويّ، منكر الحديث، وكان مرجئا» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ من الضعفاء» . [3] انظر عن (عنبسة بن سعيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 457، 458، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1343، والتاريخ الكبير 7/ 35 رقم 157، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 11، وتاريخ الثقات للعجلي 676 رقم 1315، والمعرفة والتاريخ 3/ 83 و 133، والجرح والتعديل 6/ 399 رقم 2230، والثقات لابن حبّان 7/ 289، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 243 رقم 941، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 31 و 173 و 174 و 233 و 356 و 3/ 14، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 62 أ، وتاريخ جرجان 185، و 209، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1063، والكاشف 2/ 304 رقم 4366، والمغني في الضعفاء 2/ 494 رقم 4753، وميزان الاعتدال 3/ 300 رقم 6505، وتهذيب التهذيب 8/ 155 رقم 278، وتقريب التهذيب 2/ 88 رقم 777، وخلاصة تذهيب التهذيب 297. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 378 وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَغَيْرُهُ [2] . وَقَدْ أَوْرَدْتُ فِي كِتَابِ «الضُّعَفَاءِ» [3] : - عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ [4] . شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، يَرْوِي عَنْ حَنْظَلَةَ. - وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْكَلاعِيُّ [5] . عَنْ أَنَسٍ [6] . 306- وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو أَبِي الرَّبِيعِ السّمّان [7] .   [1] قال في العلل ومعرفة الرجال 1/ 562 رقم 1343: «عنبسة أصحّ حديثا من أبي جعفر الرازيّ، عنبسة بن سعيد، حدّث عنه ابن المبارك» . [2] ووثّقه ابن معين في تاريخه 2/ 457، والعجليّ في تاريخه 376. وقال أبو حاتم: «ثقة لا بأس به» . وقال أبو زرعة: «ثقة» . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [3] المغني في الضعفاء 2/ 493 رقم 4750. [4] سيعاد بعد الآتي. [5] انظر عن (عنبسة الكلاعي) في: المراسيل لابن أبي حاتم 161 رقم 304، والجرح والتعديل 6/ 400 رقم 2235، والثقات لابن حبّان 7/ 289، والمغني في الضعفاء 2/ 493 رقم 4751، وميزان الاعتدال 3/ 300 رقم 6504، وجامع التحصيل 304 رقم 595. [6] قال أبو حاتم: «ليس بالقويّ» . وقال أبو زرعة: «أحاديثه منكرة» . [7] انظر عن (عنبسة أخو أبي الربيع) في: التاريخ لابن معين 2/ 458، والعلل لابن المديني 86، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 367، 368 رقم 1406، والجرح والتعديل 6/ 399 رقم 2231، والمجروحين لابن حبّان 2/ 178، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1903، 1904، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 137 رقم 419، ورجال الطوسي 262 رقم 638، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1063، والكاشف 2/ 305 رقم 4370، والمغني في الضعفاء 2/ 493 رقم 4752، وميزان الاعتدال 3/ 299، 300 رقم 6503، وتهذيب التهذيب 8/ 157- 159 رقم 285، وتقريب التهذيب 2/ 88 رقم 781، وخلاصة تذهيب التهذيب 297. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 379 وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الرَّاوِي عَنْ حَنْظَلَةَ [1] . 307- عِيسَى بْنُ أَيُّوبَ [2] ، أَبُو هَاشِمٍ، الْقَيْنِيُّ، الأَزْدِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. - د. ع- عَنْ: مَكْحُولٍ، وَقَتَادَةَ، وَالرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ. وَكَانَ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى وَالزُّهْدِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : شَيْخٌ. وَحَكَى أَبُو مُسْهِرٍ حِكَايَةً فِي مُبَالَغَتِهِ فِي الْوَرَعِ [4] . 308- عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ [5] ، أَبُو مُحْرِزٍ، الْيَشْكُرِيُّ. شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَعَ أَبِيهِ. وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو دَاوُدَ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ. وَقَالَ فِيهِ عِيسَى بْنُ عبّاد: ينسب إلى جدّه [6] ، ضعّفوه.   [1] ضعّفه ابن معين في تاريخه: وقال يزيد بن هارون: «حدّثنا عنبسة بن سعيد ذاك المجنون» . وقال عمرو بن علي الصيرفي: «كان مختلطا لا يروى عنه، قد سمعت منه وجلست إليه» . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث يأتي بالطامّات» . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدا على قلّة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا لم يوافق الثقات» . وقال ابن عديّ: «بعض أحاديثه مستقيمة وبعضها لا يتابع عليه» . [2] انظر عن (عيسى بن أيوب) في: الجرح والتعديل 6/ 272 رقم 1510، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1077. [3] في الجرح والتعديل 6/ 272. [4] انظر تهذيب الكمال 2/ 1077. [5] انظر عن (عيسى بن صدقة) في: التاريخ الكبير 6/ 407 رقم 2800، والضعفاء الصغير 271 رقم 267، والضعفاء الكبير 3/ 393 رقم 1432، والجرح والتعديل 6/ 278، 279 رقم 1547، والمجروحين 2/ 119، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1895، وميزان الاعتدال 3/ 314 رقم 6573، ولسان الميزان 4/ 398 رقم 1215 و 1216. [6] الجرح والتعديل 6/ 278. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 380 قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : ضَعِيفٌ. ضَعِيفٌ. 309- عِيسَى بْنُ الضَّحَّاكِ [2] ، الْكِنْدِيُّ، بِالرَّيِّ. عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ. وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الإِسْفَذْنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ [3] . صَدُوقٌ، قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. 310- عِيسَى بْنُ عليّ [4] . - د. ت-   [1] في تاريخه الكبير، والضعفاء الكبير 3/ 393. وقال أبو حاتم: «ضعيف» ، وقال: «يكتب حديثه» . وقال ابن حِبّان: «لَا يجوز الاحتجاج بما يرويه لغلبة المناكير عليه» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إلّا الشيء اليسير، ولا يتبيّن حديثه من قلّة صدقه أو كذبه» . وقال الدار الدّارقطنيّ: «متروك» . [2] انظر عن (عيسى بن الضحاك) في: الجرح والتعديل 6/ 279 رقم 1549، والثقات لابن حبّان 7/ 237، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 253 رقم 1013. [3] قال أبو حاتم: «لا بأس به» ، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وكذلك ابن شاهين، ونقل عن يحيى بن معين قوله فيه: «صالح» . [4] انظر عن (عيسى بن علي الأمير العباسي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 245، وتاريخ اليعقوبي 2/ 322 و 350 و 361 و 362 و 364 و 368 و 395 و 398 و 402، وأنساب الأشراف 3/ 16 و 54 و 72 و 89 و 95 و 96 و 104 و 111 و 121 و 143 و 160 و 161 و 178 و 179 و 186 و 188 و 218 و 222 و 223 و 225 و 240 و 265 و 273 و 274، والجرح والتعديل 6/ 282 رقم 1565، وتاريخ الطبري 7/ 202 و 372 و 423 و 458 و 471 و 484 و 497 و 501 و 506 و 521 و 550 و 620 و 652 و 8/ 10- 13 و 48 و 57 و 60 و 61 و 84 و 105، والعيون والحدائق 3/ 226، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2294 و 2370 و 2374 و 2376 و 2387 و 2433، والوزراء والكتّاب 104، والمعارف 124 و 373 و 377، والأخبار الطوال 358 و 376 و 378 و 382، والتذكرة الحمدونية 1/ 411 و 2/ 31 و 36، ووفيات الأعيان 2/ 151- 154، وأمالي المرتضى 1/ 136، والأخبار الموفقيات 195، وتاريخ بغداد 11/ 147، 148 رقم 5844، وفتوح البلدان 357 و 366، وجمهرة أنساب العرب 20 و 35، وتحفة الوزراء 108، والهفوات النادرة 110 و 111 و 128 و 367، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 381 هو الأمير، أبو العبّاس، ويقال أَبُو مُوسَى، عِيسَى بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، الْهَاشِمِيُّ، الْعَبَّاسِيّ، عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَالسَّفَّاحِ، وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ نَهْرُ عِيسَى بِبَغْدَادَ، وَقَصْرُ عِيسَى. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْحَاقُ، وَدَاوُدُ، وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَهَارُونُ الرَّشِيدُ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى عِلْمٍ وَدِينٍ وَصَلاحٍ، خَدَمَ أَبَاهُ وَانْتَفَعَ بِهِ وَلَمْ يَتَوَلَّ إِمْرَةً عَلَى بَلَدٍ تَوَرُّعًا. وَكَانَ فِيهِ بَعْضُ الانْقِطَاعِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ لَهُ مَذْهَبٌ جَمِيلٌ، مُعْتَزِلٌ لِلسُّلْطَانِ، قَالَ: وَلَيْسَ به بأس [1] . في «مسند الطيالسيّ» ، و «جامع أبي عيسى» ، و «سنن أَبِي دَاوُدَ» ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، مَرْفُوعًا: «يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ [2] : غَرِيبٌ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ: مَاتَ عِيسَى سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: مَاتَ سنة ستّين ومائة [3] .   [ () ] والإنباء في تاريخ الخلفاء 57 و 61، والكامل في التاريخ 5/ 371 و 409 و 443 و 460 و 471 و 486 و 496 و 503 و 574 و 578 و 579 و 6/ 6 و 7 و 21 و 55 و 60 و 65، وبدائع البدائه 141، وخلاصة الذهب المسبوك 65، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 114، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1081، 1082، والمختصر في أخبار البشر 2/ 9، وسير أعلام النبلاء 7/ 409، 410 رقم 151، والعبر 1/ 242، ومرآة الجنان 1/ 351، والكاشف 2/ 316، 317 رقم 4457، وميزان الاعتدال 3/ 319 رقم 6589، وتهذيب التهذيب 8/ 221، 222 رقم 411، وتقريب التهذيب 2/ 100 رقم 899، وخلاصة تذهيب التهذيب 303، وشذرات الذهب 1/ 257، 258. [1] تاريخ بغداد 11/ 148. [2] في الجهاد (1695) باب ما جاء ما يستحبّ من الخيل، وأبو داود في الجهاد (2545) باب ما يستحبّ من ألوان الخيل. [3] تاريخ بغداد 11/ 148. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 382 311- عِيسَى بْنُ مُسْلِمٍ [1] ، أَبُو دَاوُدَ الطُّهَوِيُّ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُوفِيٌّ لَيِّنٌ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. 312- عِيسَى بن موسى [4] .   [1] انظر عن (عيسى بن مسلم الطهوي) في: الجرح والتعديل 6/ 288 رقم 2599، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1083، وميزان الاعتدال 3/ 323 رقم 6605، وتهذيب التهذيب 8/ 230 رقم 427، وتقريب التهذيب 2/ 101 رقم 914. [2] الجرح والتعديل 6/ 288. [3] في الجرح والتعديل 6/ 288. [4] انظر عن (عيسى بن موسى الأمير الهاشمي) في: تاريخ خليفة 411 و 412 و 414 و 416 و 420- 423 و 429 و 430 و 432 و 434، وتاريخ اليعقوبي 2/ 350 و 362 و 366 و 368 و 369 و 376 و 378 و 379 و 384 و 390 و 395 و 399، والمعرفة والتاريخ 1/ 117 و 119 و 125 و 127 و 138 و 139 و 147 و 155 و 160 و 162 و 171، وأنساب الأشراف 3/ 63 و 97 و 104 و 107 و 112 و 121 و 127 و 143 و 144 و 178 و 179 و 181 و 185- 188 و 204- 206 و 247 و 252- 257 و 268 و 269 و 273 و 274 و 280، وتاريخ الطبري 7/ 423 و 428 و 431 و 458 و 460 و 465 و 467 و 470- 473 و 478 و 480 و 483 و 484 و 488- 490 و 492 و 496 و 499 و 502 و 506 و 511 و 514 و 516 و 551 و 561 و 562 و 564 و 565 و 575- 590 و 594 و 597- 600 و 603 و 605 و 608 و 609 و 639 و 641- 649 و 8/ 7 و 9- 25 و 39 و 41 و 47 و 60- 62 و 91 و 106 و 112 و 121- 128 و 130 و 142 و 164 و 358، والعيون والحدائق 3/ 201 و 215 و 217 و 219 و 227 و 233 و 241- 243 و 245 و 246 و 249 و 252- 254 و 257- 260 و 267 و 269 و 271 و 274، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 209 و 210 و 224 و 2/ 214، و 3/ 93، 96- 98 و 104 و 106- 109 و 116 و 118 و 120 و 122- 124 و 126 و 134 و 149 و 169 و 170 و 177 و 180 و 191 و 247 و 265 و 307 و 310، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2294 و 2310 و 2370 و 2374 و 2391 و 2394 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 383 هُوَ وَلِيُّ عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، الأَمِيرُ، أَبُو مُوسَى، عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ. مَوْلِدُهُ وَمَرْبَاهُ بِالْحُمَيِّمَةِ مِنْ نَوَاحِي الْبَلْقَاءِ بِالشَّامِ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ. كَانَ أَحَدَ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَلَمَّا احْتُضِرَ السَّفَّاحُ، كَتَبَ لَهُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَ الْمَنْصُورِ، فَكَانَ ذَا عَظَمَةٍ وَجَلالَةٍ، وَهُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِقِتَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَلِقِتَالِ أَخِيهِ حَتَّى ظَفِرَ بِهِمَا، وَتَوَطَّدَ مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ، بَعْدَ أَنْ أَشْرَفَ عَلَى الزَّوَالِ. ثُمَّ إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا تَمَكَّنَ، أَقْبَلَ عَلَى عِيسَى بْنِ مُوسَى بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى أَلْزَمَهُ بِتَقْدِيمِ ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ عَلَى نَفْسِهِ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ. وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْكُوفَةِ مدّة.   [ () ] و 2374 و 2391 و 2394 و 2403 و 2406 و 2425 و 2426 و 3642 و 3643، وأولاد الخلفاء 309، والعقد الفريد 1/ 36 و 134 و 146 و 262 و 2/ 358 و 466 و 3/ 415 و 5/ 86 و 87 و 6/ 15، وعيون الأخبار 1/ 267 و 2/ 201 و 257، والأخبار الطوال 358 و 385 و 386، ومقاتل الطالبيين 169 و 266- 268 و 272- 274 و 281 و 284 و 301 و 344 و 346 و 348 و 353 و 367 و 368 و 371 و 406 و 408 والأغاني 17/ 35 و 18/ 149 و 150 و 318 و 20/ 107 و 290 و 416 و 420، وربيع الأبرار 4/ 177، وتاريخ حلب للعظيميّ 220 و 222- 224 و 230 و 236، والتذكرة الحمدونية 2/ 482، ووفيات الأعيان 2/ 388 و 401 و 368 و 469، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 316 و 2/ 21 و 3/ 180 و 4/ 8 و 9 و 272 و 377، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 55 و 57، والأخبار الموفقيّات 165، وفتوح البلدان 348 و 360 و 366، والخراج وصناعة الكتابة 369، وجمهرة أنساب العرب 19 و 32 و 33 و 139 و 169، وتحفة الوزراء 108، والهفوات النادرة 9، والإنباء في تاريخ الخلفاء 63 و 64 و 66 و 769 والكامل في التاريخ 5/ 141 و 409 و 416 و 417 و 445 و 454 و 461- 463 و 468 و 469 و 470 و 474 و 476 و 483 و 486 و 497 و 508 و 512 و 527 و 533 و 542- 550 و 553- 555 و 565- 572 و 577- 581 و 610 و 6/ 21 و 34 و 44 و 45 و 60 و 75 و 161، وخلاصة الذهب المسبوك 65 و 71 و 77 و 176، والفخري 30 و 167 و 170- 173 و 180، والمختصر في أخبار البشر 2/ 10، وسير أعلام النبلاء 7/ 434، 435 رقم 164، والعبر 1/ 253، ومرآة الجنان 1/ 356، وشذرات الذهب 1/ 266، والمنتخب من تاريخ المنبجي 117 و 119 و 120 و 126 و 127. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 384 وَكَانَ مُوسَى وَالِدُ هَذَا قَدْ تُوُفِّيَ شَابًّا فِي الْغَزْوِ بِأَرْضِ الرُّومِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، فَنَشَأَ عِيسَى فِي كِفَالَةِ جَدِّهِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ. وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا أَخَّرَ عِيسَى بْنَ مُوسَى فِي الْعَهْدِ، مَرَّ فِي مَوْكِبِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ مَاجِنٌ فَقَالَ: هَذَا الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَكُونَ غَدًا فَصَارَ بَعْدَ غَدٍ. وَحَكَى نِفْطَوَيْهِ فِي تَارِيخِهِ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا قَدَّمَ ابْنَهُ المهديّ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ قَالَ مُخَنَّثٌ هَذَا اللَّفْظَ [1] . وَقَدْ بَذَلَ الْمَنْصُورُ لِعِيسَى أَمْوَالا حَتَّى نَزَلَ عَنْ مَنْصِبِهِ. ثُمَّ إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَمَّا اسْتُخْلِفَ لَمْ يَزَلْ يَقْتُلُ فِي الذِّرْوَةِ وَالْغَارِبِ حَتَّى خَلَعَهُ عَنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَهُ لِوَلَدِهِ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ، كَمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَوَادِثِ. تُوُفِّيَ عِيسَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 313- عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، الْمَدَنِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِالْوَاسِطِيِّ [2] . رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله، ومحمد بن كعب.   [1] روى الزمخشريّ في ربيع الأبرار 4/ 177 قال: كان العهد لابن عمّ المنصور عيسى بن موسى، فأراد أن يكون لابنه المهدي، فمنّاه حتى سلّم الأمر إلى المهديّ، وولّاه لذلك الكوفة، فقدم إليه مخنّث فقال: أحسبك تعرفني حين تفعل في عملي! قال: بلى والله أيها الأمير، أنت الّذي كنت غدا فصرت بعد غد، فخجل، وأمر فسحب من بين يديه. [2] انظر عن (عيسى بن ميمون المدني الواسطي) في: التاريخ لابن معين 2/ 466، والتاريخ الكبير 6/ 401، 402 رقم 2781، والتاريخ الصغير 180، والضعفاء الصغير 271 رقم 266، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 425، والمعرفة والتاريخ 2/ 122 و 3/ 40 و 138، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 387 رقم 1427، والجرح والتعديل 6/ 287 رقم 1595، والمجروحين لابن حبّان 2/ 118، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 136 رقم 413، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 252 و 253 رقم 1007 و 1008 و 1009، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1084، 1085، والمغني في الضعفاء 2/ 501 رقم 4834 و 502 ورقم 4835، والكاشف 2/ 319 رقم 4472، وميزان الاعتدال 3/ 325، 326 رقم 6617، وتهذيب التهذيب 8/ 236 (بالحاشية) ، وتقريب التهذيب 2/ 102 رقم 926. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 385 وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: اسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْمُنْكَرَاتُ الَّتِي تَرْوِيهَا عَنِ الْقَاسِمِ؟ فَقَالَ: لا أَعُودُ [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] ، وَغَيْرُهُ: منكر الحديث. وقال ابن معين [4] : ليس حديثه بِشَيْءٍ [5] . فَأَمَّا. - عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، الْمَدَنِيُّ. الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو عَاصِمٍ التَّفْسِيرَ، فَقَدْ مَرَّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [6] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 314- عِيسَى بْنُ يَزِيدَ الأَزْرَقُ [7] ، أَبُو مُعَاذٍ، النَّحْوِيُّ، قَاضِي   [1] في الجرح والتعديل 6/ 287. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 387، الجرح والتعديل 6/ 287، المجروحون لابن حبّان 2/ 118. [3] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير له، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 387. [4] في تاريخه 2/ 466، وفيه أيضا: «ليس بثقة» وفيه: «هو الضعيف ليس بشيء» ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 387، والجرح والتعديل 6/ 287. [5] وقال النسائي: «متروك الحديث» . وكذا قال عمرو بن علي. وقال أبو زرعة: «ضعيف الْحَدِيثِ» . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: «يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ أشياء كأنها موضوعات، فاستحق مجانبة حديثه والاجتناب عن روايته وترك الاحتجاج بما يروي لما غلب عليه من المناكير» . وضعّفه الدار الدّارقطنيّ. [6] في تاريخه 2/ 465. [7] انظر عن (عيسى بن يزيد الأزرق) في: التاريخ الكبير 6/ 402 رقم 2783، والجرح والتعديل 1616، ومشاهير علماء الأمصار 199 رقم 1595، والثقات لابن حبّان 7/ 237، 238 و 8/ 490، وتهذيب الكمال الجزء: 10 ¦ الصفحة: 386 سَرْخَسَ. - ق- حَدَّثَ عَنْ: جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِيسَى غُنْجَارُ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وآخرون. وهو صدوق [1] .   [ () ] (المصوّر) 2/ 1085، والكاشف 2/ 319 رقم 4476، وميزان الاعتدال 3/ 328 رقم 6626، وتهذيب التهذيب 8/ 236 (بالحاشية) ، وتقريب التهذيب 2/ 103 رقم 931. [1] قال ابن حبّان: «ولي القضاء بسرخس وكان من العبّاد، وبها مات، وكان ابن المبارك يزور قبره إذا دخل سرخس» . (المشاهير) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 387 [حرف الْغَيْنِ] 315- غَوْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ [1] ، أَبُو يَحْيَى، الْحَضْرَمِيُّ. الْفَقِيهُ، قَاضِي دِيَارِ مِصْرَ. روى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ. وَكَانَ إِمَامًا عَارِفًا بِالْقَضَاءِ. قَالَ أبو حاتم [2] : لا بأس بِهِ. وقال ابْنُ يُونُسَ [3] : .... تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [4] . 316- غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [5] ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ.   [1] انظر عن (غوث بن سليمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 571، والتاريخ لابن معين 2/ 469، وطبقات خليفة 297، والتاريخ الكبير 7/ 111، 112 رقم 497، وتاريخ اليعقوبي 2/ 401، والمعرفة والتاريخ 1/ 156 و 2/ 496، وأخبار القضاة لوكيع 232 و 235- 237، والجرح والتعديل 7/ 57 رقم 328، ومشاهير علماء الأمصار 191 رقم 1533، والثقات لابن حبّان 7/ 313. [2] في الجرح والتعديل 7/ 57. [3] لم نتبيّن قول ابن يونس في الأصل. [4] مشاهير علماء الأمصار 191 وكان من جلّة المصريّين والصالحين من المتقنين. [5] انظر عن (غياث بن إبراهيم) في: التاريخ لابن معين 2/ 470، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 44، والتاريخ الكبير 7/ 109 رقم 489، والتاريخ الصغير 197 و 202، والضعفاء الصغير 273 رقم 294، وأحوال الرجال الجزء: 10 ¦ الصفحة: 388 أَخَذَ عَنْ: مُوسَى الْجُهَنِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَلامُ بْنُ سَلْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ، تَرَكُوهُ. وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [2] : كَذَّابٌ، لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَلا مَأْمُونٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : وَغَيْرُهُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ، كُنْيَتُهُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَدِمَ عَلَى الْمَهْدِيِّ بِعَشَرَةِ مُحَدِّثِينَ، مِنْهُمْ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، وَغِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ الْمَهْدِيُّ يُحِبُّ الْحَمَامَ، فَلَمَّا أُدْخِلَ قِيلَ لَهُ: حَدِّثْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَحَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا «لا سَبْقَ إِلا فِي حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ» . وَزَادَ فِيهِ «أَوْ جَنَاحٍ» ، فَأَمَرَ لَهُ الْمَهْدِيُّ بَعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا قَامَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ قَفَاكَ قَفَا كَذَّابٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا استجلبت ذلك، ثمّ أمر بالحمام فذبحت [4] .   [ () ] للجوزجانيّ 201 رقم 370، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 68، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 485، وتاريخ اليعقوبي 2/ 200 و 203 و 204، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 441 رقم 1488، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 68، والجرح والتعديل 7/ 57 رقم 327، والزاهر للأنباري 2/ 231، 232، والمجروحين لابن حبّان 2/ 200، 201، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2036، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 139 رقم 437، ورجال الطوسي 230 رقم 16، والفهرست له 153 رقم 561، وتاريخ بغداد 12/ 323- 327 رقم 6767، والمغني في الضعفاء 2/ 507 رقم 4880، وميزان الاعتدال 3/ 337 رقم 6673، والكاشف الحثيث 333 رقم 585، ولسان الميزان 4/ 422 رقم 1296. [1] في تاريخه الكبير 7/ 109، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 441. [2] في تاريخه 2/ 470، وقال في معرفة الرجال 1/ 55 رقم 44: «كوفيّ، كذّاب، خبيث. قال لي أبو سفيان المعمري وكان جاره: نسخ كتبي عن معمر كلها، ثم وضعها في كتبه، ولم يسمعها مني» . [3] في المجروحين 2/ 200، 201. [4] تاريخ بغداد 12/ 323، 324. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 389 وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ [1] ، وَغَيْرُهُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [2] : نَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ [3] ، نَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ، وأمر المساكين باتّخاذ الدّجاج» [4] .   [1] في أحوال الرجال 201 رقم 370. [2] في الضعفاء الكبير 3/ 441. [3] في الأصل «زيدان» ، والمثبت عن الضعفاء للعقيليّ. [4] قال العقيلي: وقد تابعه من هو دونه أو مثله. وقال ابن عديّ: «وغياث هذا بيّن الأمر في الضعف وأحاديثه كلها شبه الموضوع» . وقال النسائي: «متروك الحديث» ، وكذا قال مسلم. وضعّفه الدار الدّارقطنيّ، وابن المديني، وقال أبو داود: «غير ثقة ولا مأمون» . وقال الساجي: «تركوه» . وقال صالح بن محمد: «كوفيّ كان يضع الحديث» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 390 [حَرْفُ الْفَاءِ] 317- فَتْحُ الْمَوْصِلِيُّ [1] . هُوَ فَتْحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وِشَاحٍ، الأَزْدِيُّ، الْمَوْصِلِيُّ. الزَّاهِدُ، أَحَدُ الْعَارِفِينَ. ذَكَرَ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، شَيْخُ الْمَوْصِلِ، أَنَّهُ لَقِيَ ثَمَانِمِائَةِ شَيْخٍ، مَا فِيهِمْ أَعْقَلُ مِنْ فَتْحٍ [2] . وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْعِبَادَةِ وَالْفَضْلِ، وَهُوَ فَتْحٌ الْمَوْصِلِيُّ الْكَبِيرُ، لا فَتْحٌ الصَّغِيرُ، وَلَقَدْ بَالَغَ الأَزْدِيُّ فِي «تَارِيخِ الْمُوَاصَلَةِ» فِي تَرْجَمَةِ هَذَا وَجَمْعِ مَنَاقِبِهِ. وَقَدْ رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُوقِدُ في الأتّون بالأجرة بعد ما كَانَ يَصِيدُ السَّمَكَ، فَتَرَكَ صَيْدَهَا لِكَوْنِهِ اشْتَغَلَ عَنْ صَلاةِ الْجَمَاعَةِ بِمُعَالَجَةِ سَمَكَةٍ كَبِيرَةٍ حَتَّى أَخْرَجَهَا. أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمُعَافَى [3] بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَرَدَّهَا وأخذ منها درهما واحدا، مع   [1] انظر عن (فتح الموصلي) في: الثقات لابن حبّان 7/ 322، والفهرست لابن النديم، المقالة الخامسة، الفن الخامس، وربيع الأبرار 4/ 385، وتاريخ بغداد 12/ 383 (دون رقم) ، وصفة الصفوة 4/ 181- 183 رقم 723، وخلاصة الذهب المسبوك 113، وآثار البلاد وأخبار العباد 463، وسير أعلام النبلاء 7/ 349 رقم 128. [2] تاريخ بغداد 12/ 383، صفة الصفوة 4/ 183، خلاصة الذهب المسبوك 113. [3] في الأصل «المعافا» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 391 شِدَّةِ فَاقَةِ أَهْلِهِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ لا يَنَامُ إِلا قَاعِدًا، حَكَى عَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَعَفِيفُ [1] بْنُ سَالِمٍ، وَقَاسِمٌ الْحِمْصِيُّ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ كَثِيرَ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، مُلازِمًا لِقِيَامِ اللَّيْلِ. يُرْوَى أَنَّ أَمِيرَ الْمَوْصِلِ، أَحْمَدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيَّ عَادَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ، وَخَرَجَ ابْنُهُ فَقَالَ: هُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ فَتْحٌ مِنْ دَاخِلٍ: مَا أَنَا بِنَائِمٍ، مَا لِي وَلَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ ضَعْهَا حَيْثُ شِئْتَ، قَالَ: بَلْ ضَعْهَا أَنْتَ فِي مَوَاضِعِهَا، وَمَا خَرَجَ إِلَيْهِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ نَظَرَ إِلَى الدَّخَاخِينِ يَوْمَ الْعِيدِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ذَكَرْتُ دُخَانَ جَهَنَّمَ. وَحَكَى أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةَ الْمَوْصِلِيِّ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . قَالَ: فَمَا بَقِيَ مِلِّيٌّ وَلا ذِمِّيٌّ إِلا حَضَرَهَا. وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، أَنَّ فَتْحًا قَالَ: إِلَهِي، كَمْ تُرَدِّدُنِي فِي طُرُقِ الدُّنْيَا، أَمَا آنَ لِلْحَبِيبِ أَنْ يَلْقَى حَبِيبَهُ؟ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ وَهُوَ يُوقِدُ بِالأُجْرَةِ، وَكَانَ شَرِيفًا مِنَ الْعَرَبِ [3] . وَعَنْ بِشْرٍ الْحَافِي قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ بِنْتًا لِفَتْحٍ عَرِيَتْ، فَقِيلَ: أَلا تَطْلُبُ مَنْ يَكْسُوهَا؟ قَالَ: أَدَعُهَا ليرى الله عريها، وصبري عليها [4] .   [1] في الأصل «عليف» . [2] تاريخ بغداد 12/ 383، صفة الصفوة 4/ 183، خلاصة الذهب 113. [3] هذا الخبر أورده أبو نعيم في حلية الأولياء، 8/ 294 في ترجمة «فتح بن سعيد الموصلي» الّذي يكنّى أبا نصر. [4] وهذا الخبر أيضا أورده أبو نعيم في ترجمة «فتح بن سعيد» 8/ 292، وهو في التذكرة الحمدونية 1/ 187، 188 رقم 433، وصفة الصفوة 4/ 183، وتاريخ بغداد 12/ 383. وقد نبّه ابن الجوزي في ترجمة «فتح بن سعيد الموصلي» الّذي يكنّى أبا نصر إلى الخلط الحاصل بين أخبار أبي نصر «فتح بن سعيد» وأبي محمد «فتح بن محمد بن وشاح» فقال: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 392 وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ فَتْحٌ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [1] . 318- فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ سُلَيْمَانَ [2] . وَقِيلَ أَبُو الْمَعَالِي الْجَزَرِيُّ. رَوَى عَنْ: مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ كَثِيرًا، وَعَنْ غَيْرِهِ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَاءُ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَشَبَّابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ، وَآخَرُونَ. قال البخاريّ [3] : منكر الحديث.   [ () ] «وقد يشتبه هذا بالذي قبله إذا قيل «فتح الموصلي» ، وهما اثنان معروفان عند أهل العلم، وإذا فرّق بينهما بالكنية أو باسم الأب تباينا. وقد حكي عن هذا نحو الحكاية التي حكيناها عن الأول في حقّ أولاده، ويحتمل أن يكون عن الأول» . (صفة الصفوة 4/ 183) . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن في تاريخ بغداد ما يؤكّد الخلط في أخبار الاثنين، فقد جاء في ترجمة «أبي نصر فتح بن سعيد» ما يدلّ على أنه كان صيّادا يصطاد بالشبكة. (تاريخ بغداد 12/ 383) ومرّ معنا في هذه الترجمة لأبي محمد فتح بن محمد بن وشاح، أنه كان يعمل في صيد السمك أيضا، ثم ترك الصيد وعمل في وقد الأتون بالأجرة. وهذا التشابه في الحرفة لدى الاثنين يؤكّد الخلط بين أخبارهما، ولعلّها لواحد منهما دون غيره. والله أعلم. [1] قال ابن حبّان في الثقات 7/ 322: «من عبّاد أهل الجزيرة ومتقنيهم، ليس له حديث يرجع إليه» . [2] انظر عن (فرات بن السائب) في: التاريخ لابن معين 2/ 471، وطبقات خليفة 320، والتاريخ الكبير 7/ 130 رقم 583 وفيه يكنى أبا سليمان، والتاريخ الصغير 180، والضعفاء الصغير 273 رقم 297، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 488، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 179 رقم 323، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 46 (أبو سليمان) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 458 رقم 1514، والمعرفة والتاريخ 2/ 448 و 3/ 141، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 193، وفيه (أبو المعالي وأبو سليمان) ، والجرح والتعديل 7/ 80 رقم 455، والمجروحين لابن حبّان 2/ 207، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2048- 2050، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ. 141 رقم 434، وتاريخ جرجان 91 و 256 و 295، وموضح أوهام الجمع 2/ 321، 322، والمغني في الضعفاء 2/ 509 رقم 4892، وميزان الاعتدال 3/ 341، 342 رقم 76689 ولسان الميزان 4/ 430، 431 رقم 1314. [3] في تاريخه الكبير، وقال في التاريخ الصغير: «سكتوا عنه» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 393 وقال ابن معين [1] : ليس بشيء. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، لا تَجُوزُ الرِّوَايَةُ عَنْهُ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ [4] : قَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : كُوفِيٌّ تَرَكُوهُ [6] . 319- فَضَّالُ بْنُ جُبَيْرٍ [7] ، أَبُو الْمُهَنَّدِ، الْغُدَانِيُّ، الْبَصْرِيُّ. ذُكِرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ [8] . رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [9] : رَوَى أَحَادِيثَ غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ قَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ [10] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [11] : لا يحلّ الاحتجاج بِهِ بحال.   [1] في تاريخه 2/ 471، والكامل في الضعفاء 6/ 2048. [2] في الضعفاء والمتروكين 141 رقم 434. [3] في المجروحين 2/ 207. [4] في الضعفاء الكبير 3/ 458. [5] في الضعفاء الصغير 273 رقم 297. [6] وقال النسائي: «متروك الحديث» . وقال الجوزجاني: «ضعيف الحديث» . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث منكر الحديث» . وقال أبو زرعة: «ضعيف الحديث» . [7] انظر عن (فضال بن جبير) في: المجروحين لابن حبّان 2/ 204، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2047، والمغني في الضعفاء 2/ 510 رقم 4904، وميزان الاعتدال 3/ 347، 348 رقم 6705، ولسان الميزان 4/ 434 رقم 1326 وفيه (فضال بن جبر) . [8] المجروحين لابن حبّان 2/ 204. [9] في الكامل في الضعفاء 6/ 2047. [10] المغني في الضعفاء 2/ 510، وميزان الاعتدال 3/ 348. [11] في المجروحين 2/ 204. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 394 وَقَالَ فِي تَارِيخِهِ: فَضَّالٌ لا شَيْءَ، رَوَى عَنْ بِشْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَاعَاتُ الأَمْرَاضِ، سَاعَاتُ الْخَطَايَا» . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بقراءتي عن عبد العزيز بن محمد البزّاز: أَنَّ يُوسُفَ بْنَ أَيُّوبَ الزَّاهِدَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُورِ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا طَالُوتُ، ثَنَا فَضَّالٌ، نَا أَبُو أُمَامَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا» ، هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفُ الإِسْنَادِ [1] ، إِلا أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ رَوَاهُ فِي صَحِيحِهِ [2] ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ. 320- الْفَضْلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ [3] . شَيْخٌ زَاهِدٌ، كُوفِيٌّ، وَهُوَ أَخُو مُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ. رَوَى عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَوَارِيُّ، وَغَيْرُهُ. قال أبو حاتم [4] : لم يكتب حديثه [5] .   [1] المجروحين لابن حبّان 2/ 204. [2] في الفتن وأشراط الساعة (2941) باب في خروج الدجّال ومكة في الأرض.. من طريق: محمد بن بشر، عن أبي حيّان، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا لم أنسه بعد. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إن أول الآيات خروجا، طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدّابّة على الناس ضحى، وأيّهما ما كانت قبل صاحبتها، فالأخرى على إثرها قريبة» . [3] انظر عن (الفضل بن مهلهل) في: التاريخ الكبير 7/ 115 رقم 510، وتاريخ الثقات للعجلي 383 رقم 1354، والجرح والتعديل 7/ 67 رقم 380، والثقات لابن حبّان 9/ 5، والمغني في الضعفاء 2/ 514 رقم 4944، وميزان الاعتدال 3/ 360 رقم 6753، ولسان الميزان 4/ 451 رقم 1378. [4] في الجرح والتعديل 7/ 67. [5] وقال البخاري: «كان عابدا معروف الحديث» . ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 395 321- فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ [1] ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الْكُوفِيُّ، الْعَنْزِيُّ، مَوْلاهُمُ الأَغَرُّ. عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَشَقِيقِ بْنِ عُقْبَةَ. وَأَبِي سَلَمَةَ الجهنيّ، وجماعة. وَقِيلَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ. وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ [2] ، وَابْنُ مَعِينٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ [5] . وَضَعَّفَهُ ابن معين [6] مرّة [7] .   [1] انظر عن (فضيل بن مرزوق) في: التاريخ لابن معين 2/ 476، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 233 و 2/ رقم 824، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5554، والتاريخ الكبير 7/ 122 رقم 547، وتاريخ الثقات للعجلي 384 رقم 1359، والمعرفة والتاريخ 1/ 537 و 727 و 2/ 759 و 3/ 133، والجرح والتعديل 7/ 75 رقم 423، والمجروحين لابن حبّان 2/ 209، 210، والثقات له 7/ 316، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2085، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2045، وتاريخ جرجان 237 و 294 و 337، ورجال الطوسي 271 رقم 17، ورجال صحيح مسلم 2/ 135، 136 رقم 1340، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 263 رقم 1068، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 415 رقم 1587، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1105، والكاشف 2/ 332 رقم 4562، والمغني في الضعفاء 2/ 515 رقم 4960، وميزان الاعتدال 3/ 362، 363 رقم 6772، وسير أعلام النبلاء 7/ 342، 343 رقم 124، وتهذيب التهذيب 8/ 298- 300 رقم 544، وتقريب التهذيب 2/ 113 رقم 73، وخلاصة تذهيب التهذيب 310. [2] تهذيب الكمال 2/ 1105. [3] في تاريخه 2/ 476، وفي معرفة الرجال 1/ 79 رقم 233 قال: «صويلح» . [4] في الكامل في الضعفاء 6/ 2045. [5] تهذيب الكمال 2/ 1105. [6] في المجروحين لابن حبّان 2/ 209. [7] وقال مرة: «صالح الحديث ولكنه شديد التشيّع» . (تهذيب الكمال 2/ 1105) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 396 وَقَالَ الْحَاكِمُ: عِبْتُ عَلَى مُسْلِمٍ إِخْرَاجَهُ فِي صَحِيحِهِ. قُلْتُ: إِنَّمَا رَوَى لَهُ فِي الْمُتَابَعَاتِ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ، وَلا النَّسَائِيُّ، وَلا الْعُقَيْلِيُّ، وَلا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا، كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْ عَطِيَّةَ الْمَوْضُوعَاتِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ كُلَّمَا رَوَى عَنْ عَطِيَّةَ مِنَ الْمَنَاكِيرِ، يُلْزِقُ بِعَطِيَّةَ وَيَبْرَأُ فُضَيْلٌ مِنْهَا. إِلَى أَنْ قَالَ: وَهُوَ مِمَّنِ اسْتَخَرْتُ اللَّهَ فِيهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: ضَعِيفٌ [2] . قُلْتُ: وَهُوَ شِيعِيٌّ غَيْرُ رَافِضِيٍّ [3] . قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ: جَاءَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى زُهْدًا وَفَضْلا، إِلَى الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ طَعَامٌ، فَأَخْرَجَ لَهُ سِتَّةَ دَرَاهِمَ وَقَالَ: مَا مَعِي غَيْرُهَا، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ: لَيْسَ عِنْدَكَ غيرها وأنا آخذها، فأبى الحسن إلّا أَنْ يَأْخُذَهَا، فَأَخَذَ ثَلاثَةً وَتَرَكَ ثَلاثَةً. وَتُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 322- فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ [4] .   [1] في المجروحين 2/ 209. [2] المجروحون 2/ 209. [3] قال حميد الرؤاسي: «حدّثنا فضيل بن مرزوق وكان من أصدق من رأينا من الناس» (معرفة الرجال لابن معين 2/ 239 رقم 824) . [4] انظر عن (فليح بن سليمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 415، والتاريخ لابن معين 2/ 477، 478، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 156، وطبقات خليفة 275، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3826، والتاريخ الكبير 7/ 133 رقم 601، والتاريخ الصغير 188، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 486، والمعرفة والتاريخ 1/ 146 و 305 و 2/ 466 و 3/ 43 و 55 و 163، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 615، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 466، 467 رقم 1522، وتاريخ الطبري 5/ 330 و 7/ 536 و 8/ 49، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 7/ 84، 85 رقم 479، ومشاهير علماء الأمصار 141 رقم 1117، والثقات لابن حبّان 7/ 324، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2055، 2056، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 266 رقم 1088، ورجال صحيح الجزء: 10 ¦ الصفحة: 397 هو أبو يحيى، أفليح بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيِّ. وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ فُلَيْحٌ [1] . كَانَ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْعَصْرِ. رَوَى عَنْ: نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ السَّاعِدِيِّ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وسعيد بن منصور، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. وَغَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ، مَعَ احْتِجَاجِ الشَّيْخَيْنِ بِهِ. قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ ذَكَرَ فُلَيْحَ بْنَ سُلَيْمَانَ، فَلَمْ يُقَوِّ أَمْرَهُ [2] . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هُوَ وابن أبي الزِّنَادِ، والدراوردي، وأبو أويس، أثبتهم عبد العزيز الدراوردي [3] . وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] : فُلَيْحٌ ضَعِيفٌ. وَكَذَا رَوَى عُثْمَانُ بْنُ سعيد الدّارميّ عنه.   [ () ] البخاري للكلاباذي 2/ 610، 611 رقم 970، ورجال صحيح مسلم 2/ 136 رقم 1342، وتاريخ جرجان 165 و 391، والسابق واللاحق 291 والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 416 رقم 1594، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1106، والمعين في طبقات المحدّثين 62 رقم 604، والكاشف 2/ 332، 333 رقم 4566، والمغني في الضعفاء 2/ 516 رقم 4969، وميزان الاعتدال 3/ 365، 366 رقم 76782 وسير أعلام النبلاء 7/ 351- 355 رقم 132، والعبر 1/ 254، وتذكرة الحفاظ 1/ 223، 224، وهدي الساري 435، وتهذيب التهذيب 8/ 303- 305 رقم 551، وتقريب التهذيب 2/ 114 رقم 80، وطبقات الحفاظ 94، 95، وخلاصة تذهيب التهذيب 311، وشذرات الذهب 1/ 266. [1] الجرح والتعديل 7/ 85. [2] في التاريخ 2/ 477، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 466. [3] انظر التاريخ 2/ 478، والضعفاء للعقيليّ 3/ 466. [4] في معرفة الرجال 1/ 69 رقم 156، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 467. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 398 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، وَالنَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أبو داود: لا يحتجّ به [3] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ، كَانَ يُقَالُ: ثَلاثَةٌ يُتَّقَى حَدِيثُهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ هَذَا مِنْ أَبِي كَامِلٍ مُظَفَّرِ بْنِ مُدْرِكٍ، وَكُنْتُ آخُذُ عَنْهُ هَذَا الشَّأْنَ [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ [5] . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [6] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يبتغى به وجه الله لا يَتَعَلَّمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ» . ثُمَّ قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [7] : الرِّوَايَةُ فِي هَذَا الْبَابِ لَيِّنَةٌ. قُلْتُ: هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى نَكَارَتِهِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. مَاتَ فُلَيْحٌ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ومائة.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 85. [2] في الضعفاء والمتروكين 301 رقم 486. [3] تهذيب الكمال 2/ 1106. [4] الضعفاء الكبير 3/ 466. [5] الضعفاء الكبير 3/ 466. [6] في الضعفاء الكبير 3/ 467. [7] في الضعفاء الكبير 3/ 467. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 399 [حرف الْقَافِ] 323- الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ [1] ، أَبُو الْمُغِيرَةِ الأَزْدِيُّ، الْحُدَّانِيُّ، الْبَصْرِيُّ. - م. ع- كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي حُدَّانَ، فَعُرِفَ بِهِمْ. رَوَى عَنِ: ابْنِ سِيرِينَ، وَثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيِّ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ مِنْ مَشَايِخِنَا الثِّقَاتِ [2] .   [1] انظر عن (القاسم بن الفضل) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 283، والتاريخ لابن معين 2/ 482، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 813 و 927 و 2/ رقم 1495 و 3260 و 3/ رقم 4007، والتاريخ الكبير 7/ 169 رقم 760، والتاريخ الصغير 186، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 102، وتاريخ الثقات للعجلي 386 رقم 1368، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 477، 478 رقم 1535، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 126، والجرح والتعديل 7/ 116، 117 رقم 668، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 159 رقم 1259، والثقات له 7/ 338، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 268 رقم 1098، ورجال صحيح مسلم 2/ 139، 140 رقم 1351، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 421 رقم 1617، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1114، والكاشف 2/ 338 رقم 4593، والمغني في الضعفاء 2/ 520 رقم 5007، وميزان الاعتدال 3/ 377 رقم 6831، وسير أعلام النبلاء 7/ 290، 291 رقم 89، والعبر 1/ 251، وتهذيب التهذيب 8/ 329، 330 رقم 594، وتقريب التهذيب 2/ 119 رقم 41، وخلاصة تذهيب التهذيب 313، وشذرات الذهب 1/ 264. [2] الجرح والتعديل 7/ 116 و 117. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 400 قُلْتُ: أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِ «الضُّعَفَاءِ» [1] ، فَمَا تَعَلَّقَ عَلَيْهِ رِبَاطٌ، بَلِ اسْتُغْرِبَ لَهُ، فَقَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، هُوَ الصَّائِغُ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَاعٍ يَرْعَى غَنَمًا، إِذْ جَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَخَلَّصَهَا الرَّاعِي، فَقَالَ الذِّئْبُ: يَا رَاعِيَ الْغَنَمِ، أَلا تَتَّقِي اللَّهَ؟ [2] ، الْحَدِيثَ. قُلْتُ: صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [3] وَرَفَعَهُ. مَاتَ الْحُدَّانِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَيُقَالُ سَنَةَ ثَمَانٍ [4] . 324- قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ [5] ، الْعِجْلِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ. - خ- عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَأَبِي غالب   [1] ج 3/ 477، 478. [2] وتتمّته: «تحول بيني وبين رزق رزقنيه الله؟ فقال له الراعي: العجب! ذئب يقعي على ذنب يتكلّم كلام الإنس؟ فقال الذئب: ألا أحدّثك بأعجب من ذَلِكَ؟ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحرّة يُحَدِّثُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ فَسَاقَ الراعي غنمه، حتى أتى المدينة فزواها ناحية، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحدّثه، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صدق: ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ألا من أشراط الساعة أن يكلّم السباع الإنس، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يكلّم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده» . [3] في المناقب (3778) عن: محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «بينما رجل يرعى غنما له إذا جاء الذئب فأخذ شاة فجاء صاحبها فانتزعها منه، فقال الذئب: كيف تصنع بها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فآمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر. قال أبو سلمة: وما هما في القوم يومئذ» . وأخرجه البخاري في المناقب 4/ 200 باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومسلم في فضائل الصحابة (2388) باب من فضائل أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه. [4] وثّقه ابن سعد، وابن معين، وأحمد، والعجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. [5] انظر عن (قريش بن حيّان) في: التاريخ الكبير 7/ 194 رقم 865، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 122، والجرح والتعديل 7/ 142 رقم 793، والثقات لابن حبّان 7/ 346، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 121.، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 65 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1128، والكاشف 2/ 344 رقم 4645، وتهذيب التهذيب 8/ 375 رقم 664، وتقريب التهذيب 2/ 125 رقم 108، وخلاصة تذهيب التهذيب 316. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 401 الْبَاهِلِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وَعَنْهُ: الأوزاعيّ، وهو أقدم وأجلّ منه، ووكيع، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَيْشِيُّ، وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَالنَّسَائِيُّ [2] . 325- قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ [3] الأَسَدِيُّ الْحِمَّانِيُّ، الْكُوفِيُّ. - م. ع- عَنِ: الأَعْمَشِ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَعَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وثّقه ابن معين [4] ، وأحمد [5] . 326- قطريّ الخشّاب [6] .   [1] الجرح والتعديل 7/ 142. [2] قال: ثقة لا بأس به. (تهذيب الكمال 2/ 1128) . وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (قطبة بن عبد العزيز) في: التاريخ لابن معين 2/ 488، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3099 و 3/ رقم 5655، والتاريخ الكبير 7/ 191 رقم 850 (دون ترجمة) ، وتاريخ الثقات للعجلي 391 رقم 1388، والمعرفة والتاريخ 2/ 541، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 655، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 228، والجرح والتعديل 1/ 141 رقم 791، والثقات لابن حبّان 7/ 348، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 271 رقم 1113، ورجال صحيح مسلم 2/ 143 رقم 1360، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 425 رقم 1630، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1129، 1130، والكاشف 2/ 345 رقم 4652، وتهذيب التهذيب 8/ 378، 379 رقم 672، وتقريب التهذيب 2/ 126 رقم 116، وخلاصة تذهيب التهذيب 316. [4] في تاريخه 2/ 488، والجرح والتعديل 7/ 141. [5] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3099، والجرح والتعديل 7/ 141. ووثّقه العلجي، وابن حبّان، وابن شاهين. [6] انظر عن (قطري الخشاب) في: التاريخ لابن معين 2/ 488، والتاريخ الكبير 7/ 203 رقم 893، والمعرفة والتاريخ 3/ 243، والجرح والتعديل 7/ 148، 149 رقم 829، والثقات لابن حبّان 7/ 346 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 402 عَنْ: سَرِيعٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، وَعَبْدِ الْوَارِثِ مَوْلَى أَنَسٍ، وَمُدْرِكٍ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، وَآخَرُونَ. مَحِلُّهُ الصِّدْقُ [1] . 327- قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ [2] . يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ الأسَدِيَّ، الْكُوفِيَّ، أَحَدَ الأَعْلامِ، عَلَى لِينٍ فِي رِوَايَتِهِ. رَوَى عَنْ: عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَزِيَادِ بْنِ علاقة، وعلقمة بن مرثد،   [ () ] وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 271 رقم 1118. [1] وثّقه ابن معين، وابن حبّان، وابن شاهين. وقال أبو حاتم: «لا بأس به» . [2] انظر عن (قيس بن الربيع) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 377، والتاريخ لابن معين 2/ 490، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 216 و 2/ رقم 783، وطبقات خليفة 169، وتاريخ خليفة 439، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2301 و 3/ رقم 5619 و 5859 و 5948، والتاريخ الكبير 7/ 156 رقم 704، والتاريخ الصغير 187، والضعفاء الصغير 273 رقم 301، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 66 رقم 73، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 97، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 499، وتاريخ الثقات للعجلي 393 رقم 1395، والمعارف 184 و 210، والمعرفة والتاريخ 1/ 155 و 297 و 452 و 498 و 509 و 2/ 111 و 684 و 3/ 36 و 224، وأنساب الأشراف 3/ 30، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 300 و 640، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 469- 472 رقم 1527، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 101، وتاريخ الطبري 1/ 97 و 115 و 132 و 333 و 431 و 4/ 211، والجرح والتعديل 7/ 96- 98 رقم 553، والمجروحين لابن حبّان 2/ 216- 219، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2063- 2070، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 269 رقم 1103، وتاريخ بغداد 12/ 456- 462 رقم 76938 وأخبار القضاة لوكيع 1/ 93 و 287 و 2/ 226 و 264 و 407 و 3/ 150 و 190، وتاريخ جرجان 204 و 239 و 240 و 297، ورجال الطوسي 274 رقم 20، والسابق واللاحق 297، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1133، 1134، والمعين في طبقات المحدّثين 62 رقم 606، والكاشف 2/ 347 رقم 4670، والمغني في الضعفاء 2/ 526، 527 رقم 5062، وميزان الاعتدال 3/ 393- 396 رقم 6911، وسير أعلام النبلاء 8/ 37- 40 رقم 7، والعبر 1/ 253، ومرآة الجنان 1/ 356، وتهذيب التهذيب 8/ 391- 395 رقم 696، وتقريب التهذيب 2/ 128 رقم 139، وطبقات الحفّاظ 142، وخلاصة تذهيب التهذيب 317. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 403 وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَوَكِيعٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. كَانَ شُعْبَةُ مَعَ نَقْدِهِ لِلرِّجَالِ يُثْنِي عَلَى قَيْسٍ [1] . وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ ثِقَةً [2] . وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ مُرَّةُ: كَانَ يُضَعَّفُ [5] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [6] : عَامَّةُ رِوَايَاتِهِ مُسْتَقِيمَةٌ، ثُمّ قَالَ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ فِيهِ شُعْبَةُ، وَأَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. وقال يعقوب بن شيبة: هو عند جميع أَصْحَابِنَا صَدُوقٌ، وَكِتَابُهُ صَالِحٌ، ثُمَّ قَالَ: وَهُوَ رَدِيءُ الْحِفْظِ جِدًّا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَلا عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثَانِ عن قيس شيئا قطّ [7] .   [1] الجرح والتعديل 7/ 96. [2] قال أبو حاتم: «كان عفّان يروي عن قيس ويتكلّم فيه، فقيل له: تتكلّم فيه؟ فقال: قدمت عليه فقال: حدّثنا الشيبانيّ، عن الشعبي، فيقول له رجل: ومغيرة! فيقول: ومغيرة. فقال له: وأبو حصين! فقال: وأبو حصين» . (الجرح والتعديل 7/ 98) . [3] قال في العلل ومعرفة الرجال 2/ 292، 293 رقم 2301: حدّثني أبو نعيم قال: سمعت الحسن بن ثابت، جاء فقال لسفيان بن سعيد، أخبره بحديث فقال: من ذكره؟ فقال: قيس، قال: فقال سفيان: قيس الأسدي أبو محمد؟ فقال سفيان: نعم نعم، ويلوي رأسه عند ذكره. وقال أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/ 368 رقم 5619: سمعت وكيعا يقول: حدّثنا قيس بن الربيع والله المستعان. وذكره مرة أخرى (3/ 437 رقم 5859) و (3/ 457، 458 رقم 5948) وهو في: الجرح والتعديل 7/ 97. [4] في تاريخه 2/ 490، والجرح والتعديل 7/ 98، والكامل في الضعفاء 6/ 2063. [5] في تاريخه 2/ 490 قال أيضا: «لا يساوي شيئا» . وفي الجرح والتعديل 7/ 98: «هو ضعيف الحديث لا يساوي شيئا» والكامل في الضعفاء 6/ 2063. [6] في الكامل في الضعفاء 6/ 2070. [7] الضعفاء الكبير للعقيليّ 6/ 470. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 404 وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: كَانَ أَبُو بكر بن عيّاش يقول: كان قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ لا يُفَرِّقُ بَيْنَ أُنَاسٍ ذَكَرَهُمْ [1] . وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَ عَنْ قَيْسٍ أَوَّلا، ثُمَّ تَرَكَهُ [2] . وَقَالَ مُحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ اسْتَعْمَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى الْمَدَائِنِ، فَكَانَ يُعَلِّقُ النِّسَاءَ بِثَدْيِهِنَّ، وَيُرْسِلُ عَلَيْهِنَّ الزَّنَابِيرَ [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ قَيْسٌ عِنْدَنَا بِدُونِ سُفْيَانَ، لَكِنَّهُ اسْتُعْمِلَ، فَأَقَامَ عَلَى رَجُلٍ الْحَدَّ فَمَاتَ، فَطَفَى أَمْرُهُ [4] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [5] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو الْوَليِدِ: كَانَ شَرِيكٌ فِي جِنَازَةِ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ [6] . قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: كَتَبْتُ عَنْ قَيْسٍ سِتَّةَ آلافِ حَدِيثٍ. وَقَالَ سَالِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ لِي شُعْبَةُ: أَدْرِكْ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ لا يَفُوتُكَ [7] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الأَحْوَلِ، يَقَعُ فِي قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، يَعْنِي يَحْيَى بن سعيد القطّان [8] .   [1] الضعفاء الكبير 3/ 470. [2] الضعفاء الكبير 3/ 471، المجروحون 2/ 277 و 218، الكامل في الضعفاء 6/ 2063. [3] الضعفاء الكبير 3/ 471. [4] الضعفاء الكبير 3/ 471، الكامل في الضعفاء 6/ 2064. [5] في الضعفاء والمتروكين 301 رقم 499. [6] المجروحون 2/ 218. [7] المجروحون 2/ 218، الجرح والتعديل 7/ 96، الكامل في الضعفاء 6/ 2064. [8] الجرح والتعديل 7/ 97، الكامل في الضعفاء 6/ 2064، الضعفاء الكبير 3/ 470، وقال شعبة: ألا ترى يحيى بن سعيد القطّان يتكلّم في قيس بن الربيع الأسدي، وو الله ما له إلى ذلك سبيل. (المجروحون 2/ 217) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 405 وقال أبو حاتم [1] : لا يحتج به [2] . مات قَيْسٌ سَنَةَ ثَمَانٍ [3] أَوْ سَبْعٍ [4] وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 98 وقد سئل أبو حاتم عنه فقال: «عهدي به ولا ينشط الناس في الرواية عنه، وأما الآن فأراه أحلى، ومحلّه الصدق، وليس بقويّ، يكتب حديثه ولا يحتجّ به، وهو أحبّ إليّ من محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولا يحتجّ بحديثهما» . [2] قال ابن سعد في الطبقات 6/ 377: «كان يقال لقيس الجوّال لكثرة سماعه وعلمه» . وكان وكيع يضعّفه (التاريخ الكبير 7/ 156) . وقال الجوزجاني: «ساقط» . وذكره العجليّ في ثقاته 393 رقم 1395 وقال: «الناس يضعّفونه، وكان شعبة يروي عنه، وكان معروفا بالحديث صدوقا، ويقال: إن ابنه أفسد عليه كتبه بآخره، فترك الناس حديثه» . وقال عمرو بن سعيد: «كنت في مجلس أبي داود بالبصرة، فذكر قيس بن الربيع، فقالوا: لا حاجة لنا في قيس بن الربيع، فقال: لا تفعلوا فإنّي سمعت شعبة يقول: كلما جالست فيما ذكرت أصحاب الذين مضوا فأبوا أهل المسجد، فقالوا: لا حاجة لنا في قيس بن الربيع، فقال: أكتبوا، فإن له في صدري سبعة آلاف تتجلجل» . (الضعفاء الكبير 3/ 470، 471) . وقال سفيان بن عيينة: ما رأيت رجلا أجود حديثا من قيس. (الجرح والتعديل 7/ 97) . وقال أبو زرعة: «فيه لين» . وقال ابن حبّان: «اختلف فيه أئمّتنا، فأما شعبة فحسّن القول فيه وحثّ عليه، وضعّفه وكيع. وأمّا ابن المبارك ففجّع القول فيه، وتركه يحيى القطان، وأما يحيى بن معين فكذّبه، وحدّث عنه عبد الرحمن بن مهديّ، ثم ضرب على حديثه، وإني سأجمع بين قدح هؤلاء فيه وضدّ الجرح منهم فيه إن شاء الله» . ثم قال: «قد سيّرت أخبار قيس بن الربيع من رواية القدماء والمتأخّرين وتتبّعتها فرأيته صدوقا مأمونا حيث كان شابا فلما كبر ساء حفظه وامتحن بابن سوء، فكان يدخل عليه الحديث فيجب فيه ثقة منه بابنه، فلما غلب المناكير على صحيح حديثه ولم يتميّز استحقّ مجانبته عند الاحتجاج، فكل من مدحه من أئمّتنا وحثّ عليه كان ذلك منهم لما نظروا إلى الأشياء المستقيمة التي حدّث بها عن سماعه. وكلّ من وهّاه منهم فكان ذلك لما علموا مما في حديثه من المناكير التي أدخل عليه ابنه وغيره» . (المجروحون 2/ 217 و 218، 219) . [3] أرّخ ابن سعد وفاته بسنة 168 هـ. [4] أرّخ البخاري في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء، وابن حبّان في المجروحين 2/ 217 وفاته بهذه السنة. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 406 [حرف الْكَافِ] 328- كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيُّ [1] ، الْمَدَائِنِيُّ، أَبُو سَلَمَةَ. - ق- عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالضَّحَّاكِ. وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَسَلامُ بن سليمان المدائنيّ، وأحمد ابن يُونُسَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَالنَّسَائِيُّ [2] . وَقَالَ الْبُسْتِيُّ [3] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.   [1] انظر عن (كثير بن سليم) في: التاريخ لابن معين 2/ 493، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 509، والمعرفة والتاريخ 2/ 174، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 5 رقم 1557، والجرح والتعديل 7/ 152 رقم 846، والمجروحين لابن حبّان 2/ 223، 224، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2084، 2085، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 144 رقم 444، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1142، والكاشف 2/ 4 رقم 4704، والمغني في الضعفاء 2/ 530 رقم 5081، وميزان الاعتدال 3/ 405 رقم 6940، وتهذيب التهذيب 8/ 416، 417 رقم 745، وتقريب التهذيب 2/ 132 رقم 13، وخلاصة تذهيب التهذيب 319. [2] في الضعفاء والمتروكين 302 رقم 509 وفيه «متروك الحديث» . [3] في المجروحين 2/ 223 وهو كنّاه: أبا هاشم، فجمع بينه وبين «كثير بن عبد الله الناجي» الآتي بعده، وهذا ما فعله البخاري. [4] في الجرح والتعديل 7/ 152. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 407 وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [1] ، وَغَيْرُهُ: هُوَ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُبُلِّيُّ. وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ، وَهُوَ الصَّحِيحُ [2] . 329- كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّامِيُّ [3] ، النَّاجِيُّ، أَبُو هَاشِمٍ، الأُبُلِّيُّ، الْبَصْرِيُّ. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : شِبْهُ الْمَتْرُوكِ. وقال البخاري [5] : منكر الحديث. وقال النسائي [6] : متروك. وقال ابن حبّان [7] : هما واحد، فوهم.   [1] في الضعفاء والمتروكين 144 رقم 444. [2] قال المؤلّف- رحمه الله- في (ميزان الاعتدال 3/ 405) : «وقد وهم ابن حبّان فقال: هذا هو كثير بن عبد الله من أهل الأبلّة، وليس كذلك. وقال الدار الدّارقطنيّ: كثير بن سليم من أهل الكوفة، كذا قال، والظاهر أنه بصريّ سكن المدائن. وقال ابن عديّ: يكنى أبا هشام. روى عباس عن يحيى: ضعيف. وقال البخاري: كثير أبو هشام أراه ابن سليم، عن أنس» . [3] انظر عن (كثير بن عبد الله السلمي) في: تاريخ خليفة 358، والتاريخ الصغير 181، والضعفاء الصغير 274 رقم 306، وفيه (الأيلي) بالياء المثناة، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 506، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 8 رقم 1560، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 148، والجرح والتعديل 7/ 154 رقم 857، وفيه (يقال الإنساني) ، والمجروحين لابن حبّان 2/ 223، 224 وفيه (كثير بن سليم) ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2085، 2086، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 144 رقم 445، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 43 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1142، والمغني في الضعفاء 2/ 530، 531 رقم 5083، وميزان الاعتدال 3/ 406 رقم 6942، وتهذيب التهذيب 8/ 417، 418 رقم 746. [4] في الجرح والتعديل 7/ 154 وفيه: «هو منكر الحديث ضعيف الحديث جدا، شبه المتروك بابة زياد بن ميمون» . [5] في التاريخ الصغير 181، والضعفاء الصغير 274 رقم 306. [6] في الضعفاء والمتروكين 302 رقم 506. [7] في المجروحين 2/ 223 قال: «كثير بن سليم، أبو هاشم، من أهل الأبلّة، وهو الّذي يقال له كثير بن عبد الله، يروي عن أنس، روى عنه قتيبة بن سعيد» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 408 قُلْتُ: وَهَذَا لَعَلَّهُ تَأَخَّرَ إِلَى بَعْدِ السَّبْعِينَ، فَإِنَّ قُتَيْبَةَ لَقِيَهُ. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ زَيْنَبَ، وَعَبْدِ الْمُعِزِّ كِتَابَهُ قَالَتْ: أَنَا وَهْبَةُ بْنُ طَاهِرٍ، أَنَّ أَبَا حَامِدٍ الأَزْهَرِيَّ أَخْبَرَهُ، وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا زاهر، أنّ سعيد العيّار أَخْبَرَهُ، قَالا، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا أَبُو هَاشِمٍ كَثِيرٌ الأُبُلِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الْمَدِينَةَ، وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَكَانَ أَبِي تُوُفِّيَ، وَتَزَوَّجَتْ أُمِّي بِأَبِي طَلْحَةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ، إِذْ ذَاكَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَيْءٌ، وَرُبَّمَا بِتْنَا اللَّيْلَةَ وَاللَّيْلَتَيْنِ بِغَيْرِ عَشَاءٍ، فَوَجَدْنَا كَفًّا مِنْ شَعِيرٍ ... وَخَبَزْتُ مِنْهُ قُرْصَيْنِ، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. 330- كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو [1] بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، الْيَشْكُرِيُّ، الْمُزَنِيُّ، الْمَدَنِيُّ. - د. ت. ق- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بِنُسْخَةٍ، وَعَنْ: نَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَلْقٌ. اتَّفَقُوا عَلَى ضَعْفِهِ. وَضَرَبَ أحمد بن حنبل على حديثه [2] .   [1] انظر عن (كثير بن عبد الله اليشكري) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 412، والتاريخ لابن معين 2/ 494، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 97، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4922، والتاريخ الكبير 7/ 217 رقم 945، والتاريخ الصغير 183، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 138 رقم 235، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 504، والمعرفة والتاريخ 1/ 325 و 350 و 3/ 378، ضعيف الحديث وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 163، متروك الحديث والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 4 رقم 1555، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 222، وتاريخ الطبري 2/ 265 و 567 و 4/ 69، والجرح والتعديل 7/ 154 رقم 858، والمجروحين لابن حبّان 2/ 221، 222، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2078- 2083، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 144 رقم 446، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1143، 1144، والكاشف 2/ 5 رقم 4708، والمغني. في الضعفاء- 2/ 531 رقم 5084، وميزان الاعتدال 3/ 406- 408 رقم 6943، وتهذيب التهذيب 8/ 421- 423 رقم 751، وتقريب التهذيب 2/ 132 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 320. [2] في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 4922، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 4، والكامل في الجزء: 10 ¦ الصفحة: 409 وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ [1] . وَكَذَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [2] : ضَعِيفٌ. وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْس بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : مَتْرُوكٌ. وَكَذَا قال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [5] . وَأَمَّا التِّرْمِذِيُّ فَأَخَذَ يُمْلِي فَقَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ، فِي حَدِيثِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فِي سَاعَةِ الْجُمُعَةِ، قَالَ: هُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ، إِلا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَحْمِلُ عَلَى كَثِيرٍ، يُضَعِّفُهُ [6] . وَقَالَ ابن حبّان [7] : يروي كثير، عن أبيه، عن جدّه نُسْخَةً مَوْضُوعَةً، لا يَحِلُّ ذِكْرُهَا إِلا عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ [8] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 331- كُلْثُومُ بْنُ زِيَادٍ [9] ، الْمُحَارِبِيُّ، مَوْلاهُمُ الشَّامِيُّ، قاضي دمشق.   [ () ] الضعفاء 6/ 2078. [1] تهذيب الكمال 3/ 1144. [2] في تاريخه 2/ 494، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 4. [3] في التاريخ 2/ 494، ومعرفة الرجال 1/ 61 رقم 97، والضعفاء الكبير 4/ 5. [4] في الضعفاء والمتروكين 302 رقم 504. [5] في الضعفاء والمتروكين 144 رقم 446. [6] تهذيب الكمال 3/ 1144. [7] في المجروحين 2/ 221. [8] قال ابن سعد في طبقاته 5/ 412: «كان قليل الحديث يستضعف» . وقال مطرّف بن عبد الله: «كان كثير الخصومة ولم يكن أحد من أصحابنا يأخذ عنه» . وقال أبو زرعة: «واهي الحديث ليس بقويّ» . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «لَيْسَ بِالْمَتِينِ» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه» . [9] انظر عن (كلثوم بن زياد) في: التاريخ الكبير 7/ 228 رقم 981، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 510، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 202 و 2/ 701، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 210، 211، والجرح والتعديل 7/ 164 رقم 929، والثقات لابن حبّان 7/ 355، والكامل في الضعفاء لابن عديّ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 410 رَوَى عَنْ مَوْلاهُ قَاضِي دِمَشْقَ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، وَعَنْ: أبَيِ كَثِيرٍ السُّحَيْمِيِّ صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَشَدَّادِ بْنِ عَمَّارٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إِلا الْيَسِيرُ. وَأَشَارَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ [3] . 332- كَوْثَرُ بْنُ الْحَكِيمِ [4] ، الْهَمْدَانِيُّ، الْكُوفِيُّ، نزيل حلب. روى عَنْ: عَطَاءٍ، وَنَافِعٍ، وَمَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَوْثَرٍ الرَّهَاوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ [5] : لَيْسَ بِشَيْءٍ، أَحَادِيثُهُ بَوَاطِيلُ، كَانَ هُشَيْمٌ ذَهَبَ إِلَى حَلَبَ فَسَمِعَ مِنْهُ.   [ () ] 6/ 2093، والمغني في الضعفاء 2/ 532 رقم 5101، وميزان الاعتدال 3/ 413 رقم 6969. [1] في الضعفاء والمتروكين 302 رقم 510. [2] في الكامل في الضعفاء 6/ 2093. [3] وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (كوثر بن الحكيم) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 972 و 2/ رقم 1504 و 1857 و 3/ 4327، والتاريخ الكبير 7/ 245 رقم 1045، والتاريخ الصغير 181، والضعفاء الصغير 274 رقم 310، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 200 رقم 369، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 503، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 11، 12 رقم 1566، والجرح والتعديل 7/ 176 رقم 1005، والمجروحين لابن حبّان 228، 229، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2096- 2098، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 145 رقم 448، والمغني في الضعفاء 2/ 534 رقم 5114، وميزان الاعتدال 3/ 416، 417 رقم 6983. [5] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 972 و 1/ رقم 1504 و 1857 و 3/ رقم 4327. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 411 وقال أبو حاتم [1] ، والدّار الدّارقطنيّ [2] ، وَغَيْرُهُمَا: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ السَّعْدِيُّ [5] : لا أَسْتَحِلُّ كِتَابَةَ حَدِيثِهِ لِأَنَّهُ مُطَّرِحٌ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [6] : ضَعِيفٌ [7] . 333- كَيْسَانُ، أَبُو عُمَرَ [8] ، الْفَزَارِيُّ، الْكُوفِيُّ، الْقَصَّارُ. عَنِ: الْقَصَّابِ مَوْلاهُ يَزِيدَ بْنِ بِلالٍ الْفَزَارِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ. وَعَنْهُ: الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفَهُ ابْنُ معين [9] .   [1] في الجرح والتعديل 7/ 176. [2] في الضعفاء والمتروكين 145 رقم 448. [3] الجرح والتعديل 7/ 176. [4] في تاريخه الكبير، والضعفاء الصغير. وقال في تاريخه الصغير: «كان أحمد لا يرى الكتابة عنه» . [5] في أحوال الرجال 200 رقم 369. [6] الجرح والتعديل 7/ 176. [7] وقال النسائي: «متروك الحديث» . [8] انظر عن (كيسان الفزاري) في: التاريخ لابن معين 2/ 498، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4040، والتاريخ الكبير 7/ 235 رقم 1009، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 13 رقم 1567، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والجرح والتعديل 7/ 166 رقم 943، والثقات لابن حبّان 7/ 358، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2100، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1152، والمغني في الضعفاء 2/ 534 رقم 5115، وميزان الاعتدال 3/ 417، 418 رقم 6984، وتهذيب التهذيب 8/ 454 رقم 824، وتقريب التهذيب 2/ 137 رقم 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 322. [9] الجرح والتعديل 7/ 166، وضعّفه أحمد، والعقيلي، وابن عديّ، وقال: ليس له من الحديث إلّا اليسير ولا يتبيّن بذلك اليسير الّذي يرويه أنه ضعيف أو صدوق. وذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 412 [حرف الْمِيمِ] 334- مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ [1] ، أَبُو نَصْرٍ، الْخُزَاعِيُّ، الْمَرْوَزِيُّ. أَحَدُ الثَّائِرِينَ الاثْنَيْ عَشَرَ النَّاهِضِينَ بِأَعْبَاءِ مَنْشَأِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ، قَامُوا بِخُرَاسَانَ مَعَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ فَاسْتَوْلَوْا عَلَى مَرْوَ، ثُمَّ عَلَى مَمْلَكَةِ خُرَاسَانَ كُلِّهَا، وَتَمَّ الأَمْرُ، وقلعت الدولة الأموية بشروشها، فقد كان المنصور يعظّم أبا نَصْرٍ هَذَا وَيُجِلُّهُ. وَحَكَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ ... وَقَدْ رُمِيَ بِالإِبَاحِيَّةِ وَالزَّنْدَقَةِ، فاللَّه أَعْلَمُ بِسَرِيرَتِهِ. يُقَالُ: كَانَ عَلَى رَأْيِ الْخُرَّمِيَّةِ فِي إِبَاحَةِ الْمَحَارِمِ. وَهُوَ جَدُّ الْفَقِيهِ الشَّهِيدِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الْخُزَاعِيِّ، الَّذِي قَتَلَهُ الْوَاثِقُ، وَكَانَ مَالِكٌ هَذَا قَدْ قَدِمَ الشَّامَ وَاجْتَمَعَ بإبراهيم بن محمد الإمام.   [1] انظر عن (مالك بن الهيثم) في: تاريخ خليفة 406 و 413، والأخبار الطوال 335 و 337 و 342، وتاريخ اليعقوبي 2/ 327 و 332 و 343 و 345 و 367، وأنساب الأشراف 3/ 106 و 115 و 117 و 145 و 151 و 201 و 203 و 210، وتاريخ الطبري 6/ 562 و 7/ 107 و 108 و 198 و 227 و 358 و 359 و 366 و 379 و 380 و 383 و 389 و 452 و 457 و 475 و 480 و 492 و 494 و 506 و 8/ 372 و 9/ 135، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2390، والبيان والتبيين 2/ 96، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 144 و 179، والعيون والحدائق 3/ 182 و 221 و 228 و 529، والتذكرة الحمدونية 1/ 423، والكامل في التاريخ 5/ 54 و 190 و 196 و 254 و 274 و 360 و 360 و 372 و 380 و 386 و 439 و 440 و 465 و 469 و 472 و 477، والفخري 169. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 413 335- مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ [1] بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، أَبُو فَضَالَةَ، الْقُرَشِيُّ، الْعَدَوِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الكبار، رأى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي. وَرَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَعَفَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ يحيى القطّان يحسن الثناء عليه [2] .   [1] انظر عن (مبارك بن فضالة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 277، والتاريخ لابن معين 2/ 548، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 543، وطبقات خليفة 222، وتاريخ خليفة 438، والعلل لابن المديني 55، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 3 و 867 و 2/ رقم 1480 و 2521 و 3/ رقم 3913 و 3914، والتاريخ الكبير 7/ 1867، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 123 رقم 203 أ، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 574، وتاريخ الثقات للعجلي 419 رقم 1533، والمعرفة والتاريخ 2/ 17 و 26 و 53 و 96 و 97 و 119 و 135 و 137- 139 و 150 و 160 و 173 و 176 و 177 و 187 و 191 و 200 و 201 و 214 و 215 و 221 و 230 و 231 و 233 و 256 و 257 و 339 و 450 و 633، والمعارف 190، وأنساب الأشراف 3/ 262، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 562 و 644، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 224 رقم 1816، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 123، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 80، وتاريخ الطبري 1/ 98 و 101 و 181 و 263 و 264 و 268 و 269 و 363 و 4/ 117 و 141 و 227 و 5/ 53 و 6/ 566، والجرح والتعديل 8/ 338، 339 رقم 1557، ومشاهير علماء الأمصار 158 رقم 1252، والثقات لابن حبّان 7/ 501، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2320- 2322، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 316 رقم 1374، والعقد الفريد 2/ 189، وتاريخ جرجان 72، وتاريخ بغداد 13/ 211- 216 رقم 7183، ووفيات الأعيان 2/ 418، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1301، 1302، والكاشف 3/ 104 رقم 5371، والمغني في الضعفاء 2/ 540 رقم 5164، وميزان الاعتدال 3/ 431، 432 رقم 7048، وسير أعلام النبلاء 7/ 281- 285 رقم 784 والعبر 1/ 244، وتذكرة الحفاظ 1/ 200، 201، ومرآة الجنان 1/ 152، وخلاصة الذهب المسبوك 799 وتهذيب التهذيب 10/ 28- 31 رقم 50، وتقريب التهذيب 2/ 227 رقم 904، وطبقات المدلّسين 14، 15، وطبقات الحفّاظ 86، وخلاصة تذهيب التهذيب 368، وشذرات الذهب 1/ 259، 260. [2] الجرح والتعديل 8/ 338 و 339. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 414 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: شَدِيدُ التَّدْلِيسِ، فَإِذَا قَالَ حَدَّثَنَا، فَهُوَ ثَبْتٌ. وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ [2] . وَكَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُهُ وَيُوَثِّقُهُ [3] ، وَقَالَ: كَانَ مِنَ النُّسَّاكِ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ «الضُّعَفَاءِ» . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: هُوَ مِثْلُ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ فِي الضَّعْفِ [4] . وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ وَالرَّبِيعِ، فقال: مبارك أحب إلي منه [5] . وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم نكتب لمبارك إلا ما قَالَ فِيهِ: سَمِعْتُ [6] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [7] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْمَرُّوذِيّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: مَا رَوَى مُبَارَكٌ عَنِ الْحَسَنِ، يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ مُبَارَكٌ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً [8] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: قَدَرِيٌّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [9] : عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مستقيمة.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1302. [2] تهذيب الكمال 3/ 1302. [3] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 277، الجرح والتعديل 8/ 339. [4] الجرح والتعديل 8/ 339. [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 224، الجرح والتعديل 8/ 338، العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 867. [6] الضعفاء الكبير 4/ 225. [7] في الضعفاء والمتروكين 304 رقم 574. [8] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 1480 «جالس الحسن عشر سنين» ، والمثبت عن: الكامل في الضعفاء 6/ 2320. [9] في الكامل في الضعفاء 6/ 2322. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 415 وَقَالَ أَحْمَدُ [1] ، وَأَبُو حَاتِمٍ [2] : هُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ وَذَكَرَ الْخَطِيبُ [3] أَنَّ مُبَارَكًا قَدِمَ عَلَى الْمَنْصُورِ بِبَغْدَادَ. وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ نَصْرِ بْنِ رَاشِدٍ فِي سَنَةِ مِائَةٍ [4] . وَكَانَ جَدُّهُ أَبُو أُمَيَّةَ مَوْلًى لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَانَ يَجْعَلُهُ عَلَى كِتَابَتِهِ، وَأَطْلَقَ لَهُ عُمَرُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْنُ الْمُؤَيَّدِ أَنَا ... عَبْدُ السَّلامِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلِ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، نَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، فِي هَذِهِ الآية: أَرَأَيْتَ من اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ 25: 43 [5] ، قَالَ: هُوَ الْمُنَافِقُ لا يَهْوَى شَيْئًا إِلا رَكِبَهُ. قَالَ خَلِيفَةُ [6] ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ مُبَارَكٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [7] : سَنَةَ خَمْسٍ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ [8] . 336- مُبَشِّرُ بْنُ مَكْسِرٍ الْقَيْسِيُّ [9] . عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَابْنِ خُثَيْمٍ، وابن حجلان.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 3914. [2] في الجرح والتعديل 8/ 339. [3] في تاريخ بغداد 13/ 212. [4] تاريخ بغداد 13/ 213. [5] سورة الفرقان، الآية 43. [6] في طبقاته 222، وتاريخه 438. [7] في الطبقات 7/ 277. [8] تاريخ بغداد 13/ 216. [9] انظر عن (مبشّر بن بكير) في: الجرح والتعديل 8/ 343 رقم 1573. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 416 وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَعَلِيٌّ اللاحِقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ لَمْ يُخَرِّجُوا لِذَا شَيْئًا. 337- مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ [2] ، الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الْحِمْصِيُّ. - ف- عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَأَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحٌ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] : كَانَ يَضَعُ الحديث. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [4] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَدَعَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ [6] ، وَسَرَدَ لَهُ نَحْوَ عَشَرَةَ أَحَادِيثَ مناكير. وقال أبو المغيرة: كان عارفا بِالنَّحْوِ وَالْعَرَبِيَّةِ [7] . بَقِيَّةُ: نَا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: قال   [1] في الجرح والتعديل. [2] انظر عن (مبشّر بن عبيد) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2639 و 2696، والتاريخ الكبير 8/ 11 رقم 1960، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 170 و 193 رقم 303 و 353، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 235 رقم 1828، والجرح والتعديل 8/ 343 رقم 1572، والمجروحين لابن حبّان 3/ 30، 31 وفيه نسبه «الحلبي» !، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2411- 2414، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 158 رقم 500، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1302، والكاشف 3/ 104 رقم 5374، والمغني في الضعفاء 2/ 541 رقم 5168، وميزان الاعتدال 3/ 433، 434 رقم 7052، وتهذيب التهذيب 10/ 32، 33 رقم 53، وتقريب التهذيب 2/ 228 رقم 907، وخلاصة تذهيب التهذيب 368. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 2696. [4] في الضعفاء والمتروكين 158 رقم 500. [5] في تاريخه الكبير 8/ 11. [6] في الكامل في الضعفاء 6/ 2411- 2414. [7] الكامل في الضعفاء 6/ 2411. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 417 رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شَرُّ الْحَمِيرِ، الأَسْوَدُ الْقَصِيرُ» [1] . 338- مُحَمَّدُ بْنُ إِبَّانَ بْنِ صَالِحٍ [2] الْقُرَشِيُّ، الْكُوفِيُّ. جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ مَشْكِدَانَةَ. رَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّانِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ. يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التِّنِّيسِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى صَدَاقٍ يَنْوِي أَنْ لا يُؤَدِّيَهُ فَهُوَ زَانٍ، وَمَنِ ادَّانَ دَيْنًا يَنْوِي أَنْ لا يُؤَدِّيَهُ فَهُوَ سَارِقٌ [6] » . وَهَذَا يُرْوَى مِنْ قَوْلِ صهيب [5] .   [1] الضعفاء الكبير 4/ 236. [2] انظر عن (محمد بن أبان) في: التاريخ لابن معين 2/ 503، وطبقات خليفة 169، والتاريخ الكبير 1/ 34 رقم 50، والضعفاء الصغير 274 رقم 311، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 74 رقم 94، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 512، والمعرفة والتاريخ 3/ 5 و 39، وتاريخ الطبري 5/ 295 و 6/ 113، والجرح والتعديل 7/ 199 رقم 1119، و 200 رقم 1122، والمجروحين لابن حبّان 2/ 260، 261، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2139، 2140، ورجال الطوسي 282 رقم 37، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1156، وتهذيب التهذيب 9/ 5 رقم 5. [3] في الجرح والتعديل 7/ 199. [4] في تاريخه الكبير 1/ 34. [5] ذكره ابن حبان في المجروحين 2/ 261 وقال: «هذا خبر باطل ليس من حديث زيد بن أسلم، وإنما يعرف هذا بإسناد غير هذا من حديث يوسف بن محمد بن صيفي بن صهيب..» . [6] المجروحون 2/ 261. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 418 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ مِنْ دُعَاةِ المرجئة [1] . كذا أورد العقيليّ [2] هذا الكلام فِي تَرْجَمَةِ هَذَا. وَإِنَّمَا الَّذِي قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ ذَلِكَ: - مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْجُعْفِيُّ، الْكُوفِيُّ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ، وَحَمَّادٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ. أَكْثَرَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ. نَعَمْ هُمَا وَاحِدٌ، تَبَيَّنَ لِي ذَلِكَ، وَهُوَ صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْعَرَبِ، أَصَابَهُ سَبَاءٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَوَلاؤُهُ لِقُرَيْشٍ [3] . وَقِيلَ: بَلْ تَزَوَّجَ فِي الْجُعْفِيِّينَ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ [4] . وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ، وَلَمْ يُتْرَكْ. وَقَدْ رَوَى عنه أيضا يحى الْحِمَّانِيُّ [5] . وَقَدْ فَرَّقَهُمَا وَعَمَلَهُمَا اثْنَيْنِ، ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [6] ، وَهُمَا وَاحِدٌ. 339- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمِ [7] بْنِ مِهْرَانَ، أَبُو إِبْرَاهِيمَ. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سليمان، وعليّ بن بذيمة.   [1] الكامل في الضعفاء 6/ 2139. [2] كذا قال المؤلف- رحمه الله- في الأصل. وهو وهم منه، أراد ابن عديّ فكتب العقيلي، لأن العقيلي لم يذكر صاحب الترجمة في ضعفائه. [3] الخبر في الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2140 مما يؤكد وهم المؤلّف- رحمه الله-. [4] الكامل في الضعفاء 6/ 2140، المجروحين 2/ 260. [5] الكامل في الضعفاء 6/ 2140 وروى من طريقه حديثين. [6] في الجرح والتعديل 7/ 199 رقم 1119 باسمه الكامل: مُحَمَّدُ بْنُ إِبَّانَ بْنِ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ، و 7/ 200 رقم 1122 باسم: «محمد بن أبان الجعفي كوفي» . [7] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن مسلم) في: التاريخ الكبير 1/ 23، 24 رقم 20، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 5، والجرح والتعديل 7/ 184 رقم 1043، والثقات لابن حبّان 7/ 371، وتاريخ جرجان 405، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1159، والكاشف 3/ 15 رقم 4772، وتهذيب التهذيب 9/ 16، 17 رقم 21، وتقريب التهذيب 2/ 141 رقم 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 325. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 419 وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ. وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ. 340- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ [1] . رَوَى عَنْ: مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. شِيعِيٌّ مَحِلُّهُ الصِّدْقُ [2] . 341- مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ، أَبُو الْعَلانِيَةِ [3] . سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَغَيْرُهُمْ. مَا بِهِ بَأْسٌ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ مَرَّاتٍ، أَنَا الْكِنْدِيُّ إِجَازَةً، أَنَا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَنَا ابْنُ النَّقُّورِ، نَا ابْنُ حُبَابَةَ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، نَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يُلَبِّي بِالْكُوفَةِ بِأَعْلَى صَوْتِهِ فِي غَيْرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، فَسَأَلْتُ بَعْضَهُمْ فَقَالَ: إنّه يلبّي من السنة إلى السنة.   [1] انظر عن (محمد بن إسماعيل بن رجاء) في: التاريخ الكبير 1/ 36 رقم 55، والجرح والتعديل 7/ 188 رقم 1068، والثقات لابن حبّان 9/ 41، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1174، والكاشف 3/ 19 رقم 4793، وميزان الاعتدال 3/ 480 رقم 7219، وتهذيب التهذيب 9/ 57، 58 رقم 56، وتقريب التهذيب 2/ 145 رقم 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 327. [2] قال أبو حاتم: «شيخ صالح الحديث لا بأس به، بابة جعفر الأحمر وهريم» . (الجرح والتعديل) . [3] انظر عن (محمد بن أعين) في: التاريخ الكبير 1/ 41 رقم 71، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 87، والجرح والتعديل 7/ 206، 207 رقم 1145. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 420 342- مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الأَسْلَمِيّ [1] . - ن- عَنْ: أَبِيهِ، وَزِيَادِ بْنِ طَلْحَةَ، وَإِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَطَلْقُ بْنُ غنّام، وأبو أَحْمَدُ الزُّبَيْرِيُّ. 343- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ [2] ، الأَنْصَارِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ. - ع- أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، وَكَثِيرٍ، وَيَحْيَى، وَيَعْقُوبَ. رَوَى عَنْ: أَبِي طُوَالَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَطَالُوتُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] ، وَغَيْرُهُ [4] . 344- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، الثقفيّ [5] .   [1] انظر عن (محمد بن بشر الأسلمي) في: التاريخ الكبير 1/ 44، 45 رقم 86، والجرح والتعديل 7/ 210 رقم 1165، والثقات لابن حبّان 7/ 397، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1177، 1178، والكاشف 3/ 22 رقم 4813، وتهذيب التهذيب 9/ 73 رقم 89، وتقريب التهذيب 2/ 147 رقم 72، وخلاصة تذهيب التهذيب 328. [2] انظر عن (محمد بن جعفر بن أبي كثير) في: التاريخ لابن معين 2/ 509، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 780، والتاريخ الكبير 1/ 56، 57 رقم 116، وتاريخ الثقات للعجلي 402 رقم 1443، والمعرفة والتاريخ 1/ 306 و 2/ 294 و 474، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 42، والجرح والتعديل 7/ 220، 221 رقم 1219، والثقات لابن حبّان 7/ 402، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 286 رقم 1175، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 641 رقم 1018، ورجال صحيح مسلم 2/ 171 رقم 1420، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 436 رقم 1669، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1182، 1183، والكاشف 3/ 25 رقم 4840، والمعين في طبقات المحدّثين 62 رقم 608، وتهذيب التهذيب 9/ 94، 95 رقم 126، وتقريب التهذيب 2/ 150 رقم 105، وخلاصة تذهيب التهذيب 330. [3] الجرح والتعديل 7/ 221. [4] وثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. وروى له الشيخان في صحيحيهما. [5] انظر عن (محمد بن الحارث الثقفي) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 421 عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ [4] . 345- مُحَمَّدُ بْنُ حِطَّانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ، الْجُبَيْرِيُّ. عَنْ: بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ. لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ. 346- مُحَمَّدُ بْنُ خُوطٍ، الْمَدَنِيُّ [5] . عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَعِيسَى بْنِ النُّعْمَانِ الزُّرَقِيِّ. وَعَنْهُ: عَبَّاسُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطْوَانِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [6] : لَهُ أَحَادِيثُ مُتَقَارِبَةٌ. وَقَالَ أَبُو حاتم [7] : لا أعرفه.   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 509، 510، والتاريخ الكبير 1/ 65 رقم 147، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 48 رقم 1599، والجرح والتعديل 7/ 230 رقم 1267، والمجروحين لابن حبّان 2/ 265، 266 و 293، والثقات لابن حبّان 9/ 34، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1185، والكاشف 3/ 27 رقم 4854، والمغني في الضعفاء 2/ 564 رقم 5373، وميزان الاعتدال 3/ 505 رقم 7340، ولسان الميزان 5/ 111 رقم 380. [1] في تاريخه 2/ 510، والجرح والتعديل 7/ 230. [2] وقال ابن معين أيضا (2/ 509) : «ليس بشيء» ، وقوله في الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 48. [3] في الجرح والتعديل 7/ 230، وقد وردت عبارته في (لسان الميزان 5/ 111) : «لا يُكتَب حديثه» !. [4] وذكره ابن حِبّان في الثقات. [5] انظر عن (محمد بن خوط) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 448، والتاريخ الكبير 1/ 75 رقم 193، والجرح والتعديل 7/ 246 رقم 1358، والثقات لابن حبّان 7/ 411، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 289. [6] في تاريخه الكبير 1/ 75. [7] في الجرح والتعديل 7/ 246. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 422 347- مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ [1] ، الدِّمَشْقِيُّ، نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. - عم- عَنْ: عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَأَبِي وَهْبٍ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيِّ، ومكحول، وليث بن أي رُقَيَّةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، مَعَ تَقَدُّمِهِمَا، وَبَقِيَّةُ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُمْ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَحَفْصٌ الْحَوْضِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَشَيْبَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] ، وَغَيْرُهُ: ليس بالقويّ. وقال الدّار الدّارقطنيّ: يعتبر به [5] .   [1] انظر عن (محمد بن راشد المكحولي) في: التاريخ لابن معين 2/ 515، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2829 و 3322 و 3/ رقم 4693 و 4694، والتاريخ الكبير 1/ 81 رقم 212، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 161، رقم 287، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 548، والمعرفة والتاريخ 2/ 125 و 395، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 401 و 2/ 704، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 65، 66 رقم 1619، والجرح والتعديل 7/ 253 رقم 1385، والمجروحين لابن حبّان 1/ 158 و 2/ 253، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2207- 2209، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 283 رقم 1156 (محمد بن راشد الأعمى) و 299 رقم 1256، وتاريخ بغداد 5/ 271- 274 رقم 2767، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 15/ 159 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1196، والكاشف 3/ 37 رقم 4917، والمغني في الضعفاء 2/ 578 رقم 5489، وميزان الاعتدال 3/ 543، 544 رقم 7508، وسير أعلام النبلاء 7/ 343، 344 رقم 125، والوافي بالوفيات 3/ 68 رقم 964، وتهذيب التهذيب 9/ 158- 160 رقم 232، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 208، وخلاصة تذهيب التهذيب 336. [2] في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 4693، والكامل في الضعفاء 6/ 2208، وتاريخ بغداد 5/ 271. [3] في الجرح والتعديل 7/ 253 وزاد: «حسن الحديث» . [4] في الضعفاء والمتروكين 303 رقم 548، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2207. [5] تاريخ بغداد 5/ 273، تهذيب الكمال 3/ 1196. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 423 وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : لَيْسَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ، إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ فَحَدِيثُهُ مُسْتَقِيمٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] ، وَالنَّسَائِيُّ: يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى [3] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا فِي الْحَدِيثِ أَوْرَعَ مِنْهُ [4] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ [5] ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ أَبُو النَّضْرِ: كُنْتُ أُوَضِّئُ [6] شُعْبَةَ بِالرَّصَافَةِ، فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، فَقَالَ شُعْبَةُ: أَمَا كَتَبْتَ عَنْهُ؟ أَمَا إِنَّهُ صَدُوقٌ، وَلَكِنَّهُ شِيعِيٌّ قَدَرِيٌّ. وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ قَدَرِيًّا [7] . مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ لِي: لا تَكْتُبْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، فَإِنَّهُ مُعْتَزِلِيٌّ رَافِضِيٌّ [8] . وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ ثِقَةً، كَانَ يُصَحِّفُ. وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ [9] : مُشْتَمِلٌ عَلَى غَيْرِ بِدْعَةٍ، وَكَانَ مُتَحَرِّيًا لِلصِّدْقِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ [10] : بَلَغَنِي عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنِ ابْنِ رَاشِدٍ؟ قَالَ: كَانَ يَرَى الْخُرُوجَ عَلَى الإِمَامِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [11] : مات بعد سنة سبعين ومائة [12] .   [1] في الكامل 6/ 2209. [2] في تاريخه الكبير 1/ 81. [3] وكذا كناه مسلم، ورقة 119. [4] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4693، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 81، والكامل في الضعفاء لابن عدي 6/ 2208، وتاريخ بغداد 5/ 271. [5] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3322 و 3/ رقم 4694، والجرح والتعديل 7/ 253، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 66. [6] في تاريخ بغداد 5/ 271 «أرضّي» ، والتصويب من الضعفاء الكبير للعقيليّ. [7] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2208، تاريخ بغداد 5/ 273. [8] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 66 وفيه: «معتزليّ خنسيّ، رافضيّ» . وهو مختصر في تاريخ بغداد 5/ 272. [9] في أحوال الرجال 161 رقم 287. [10] في تاريخه 1/ 401، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2208، وتاريخ بغداد 5/ 274. [11] في تاريخه 1/ 401، وفي تاريخ بغداد 5/ 274 مات بعد سنة ستين ومائة. [12] وقال سليمان بن أحمد: قلت لعبد الرحمن بن مهديّ: أسمعك تحدّث عن رجل من أصحابنا الجزء: 10 ¦ الصفحة: 424 348- مَحْمُودُ بْنُ رَاشِدٍ، الْبَصْرِيُّ [1] ، أَبُو نَضْلَةَ، الْقُرَشِيُّ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ: يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ. 349- مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، الْقُرَشِيُّ [2] ، مَوْلاهُمْ. إِمَامُ جَامِعِ حَرَّانَ. رَوَى عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ يُؤَدِّبُ أَوْلادَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ [3] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِالْمَتِينِ. وقال ابن عديّ [5] : منكر الحديث. وقال البخاريّ [6] : لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ عَنْ حَجَّاجٍ الرَّقِّيِّ. وقال غيره: يكنّى أبا بشر [7] .   [ () ] هم يكرهون الحديث عنه. قال: من هو؟ قلت: محمد بن راشد الدمشقيّ. قال: ولم؟ قلت: كان قدريّا. فغضب وقال: فما ضرّه أن يكون قدريّا؟! (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 66، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2208) . [1] انظر عن (محمد بن راشد البصري) في: التاريخ الكبير 1/ 81 رقم 213، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 112، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 137، والجرح والتعديل 7/ 253 رقم 1387، والثقات لابن حبّان 7/ 409، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 297 رقم 1237. [2] انظر عن (محمد بن الزبير) في: التاريخ الكبير 1/ 86 رقم 237، والجرح والتعديل 7/ 259 رقم 1418، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2243، والمغني في الضعفاء 2/ 580 رقم 5504، وميزان الاعتدال 3/ 547 رقم 7528، ولسان الميزان 5/ 165 رقم 562. [3] الجرح والتعديل 7/ 259. [4] في الجرح والتعديل 7/ 259. [5] في الكامل 6/ 2243. [6] في تاريخه الكبير 1/ 86. [7] الكامل في الضعفاء 6/ 2243. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 425 مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 350- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَارَّةَ [1] . هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَارَّةَ. رَوَى عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَرْسَلَ عَنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ [2] . وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] . وَلا شَيْءَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ. 351- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ [4] ، أبو هلال [5] .   [1] انظر عن (محمد بن أبي سارة) في: التاريخ لابن معين 2/ 523، والتاريخ الكبير 1/ 110 رقم 315، والجرح والتعديل 7/ 283 رقم 1530، والثقات لابن حبّان 5/ 365، وميزان الاعتدال 3/ 555 رقم 7570. [2] قال البخاري في تاريخه الكبير 1/ 110: «ولا يعرف له سماع من الحسن» . [3] في تاريخه 2/ 523. [4] انظر عن (محمد بن سليم أبي هلال) في: التاريخ لابن معين 2/ 519، والتاريخ الكبير 1/ 105، 106 رقم 298، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 154، والجرح والتعديل 7/ 274 رقم 1485، والثقات لابن حبّان 7/ 379، وتهذيب التهذيب 9/ 196، 197 رقم 302 و 303، وتقريب التهذيب 2/ 166 رقم 268 وستعاد ترجمته في الكنى. [5] كناه البخاري في تاريخه: «أبو عثمان» ، وقال ابن داود: كنيته أبو هلال. وفي نسبه: المكيّ، والمدني، (انظر تاريخ البخاري 1/ 105 و 106) والتاريخ لابن معين 2/ 519، وقد علّق ابن حجر على هذه الترجمة في (التهذيب 9/ 196، 197) فقال: «قال البخاري في التاريخ: قال ابن داود- يعني الخريبي-: ثنا أبو هلال، وتبعه أبو أحمد الحاكم، فلم يزد على ما ذكر، وذكره ابن أبي حاتم كذلك، لكن لم يذكر رواية عبد الله بن داود عنه، ونقل عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: محمد بن سليم المكيّ ثقة. وقال أبو حاتم: هو صالح. وذكره ابن حبّان في الطبقة الثالثة فلحظ كلام البخاري لكن لم يذكر رواية الخريبي عنه ثم قال: وليس هذا بأبي هلال الراسبي محمد بن سليم، ذاك بصريّ وهذا مكّي، وقد روى وكيع عنهما، لم يذكره المزّي، وقد وقع في الرقاق من صحيح البخاري عقب رواية عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة حديث: من نوقش الحساب عذّب. تابعه ابن جريج ومن ذكر معه، أخرجها أبو عوانة في صحيحه عن يعقوب بن سفيان الجزء: 10 ¦ الصفحة: 426 وَذُكِرَ بِكُنْيَتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، أَبُو هِلالٍ، الْمَكِّيُّ. رَوَى عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ. لا يَكَادُ يُعْرَفُ. 352- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ [1] . عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ. 353- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ. شَيْخٌ، رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهُوَ الطَّائِفِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: الْعَبَّاسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَوْصِلِيُّ. 354- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْخُرَاسَانِيُّ، الْبَلْخِيُّ [2] . رَوَى عَنِ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ. وَعَنْهُ: مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَإِسْمَاعِيلُ بن موسى الفزاريّ، وقتيبة بن   [ () ] وغيره، عن أبي عاصم عنهم، ومحمد بن سليم، ظنّ المزّي أنه أبو هلال الراسبي فلذلك لم يترجم لابن عثمان، وعلّم علامة التعليق على ابن أبي مليكة في ترجمة أبي هلال. وجزم أبو علي الجياني بأن المعلّق له في الرقاق هو أبو عثمان محمد بن سليم المكيّ هذا. وكان سبب الوهم ما وقع للخريبي في تكنية محمد بن سليم المكيّ هذا: أبا هلال، وفي الجملة فهما اثنان، والنفس لما قال أبو علي أميل، والله أعلم. وفي الرواة ممّن يقال له: محمد بن سليم من أهل هذه الطبقة» . ثم ذكر ابن حجر ترجمة أخرى باسم «محمد بن سليم» (التهذيب 9/ 197 رقم 303: وقال: «روى عن علي بن الحسين. روى عنه كذا. (بيّض له ابن أبي حاتم) [انظر الجرح والتعديل 7/ 274 رقم 1486] ونقل عن أبيه أنه مجهول، ويغلب على ظنّي أنه المكيّ المذكور قبله» . [1] هو غير الراسبي الّذي يروي عن الحسن أيضا. [2] انظر عن (محمد بن سليم الخراساني) في: التاريخ لابن معين 2/ 520، والتاريخ الكبير 1/ 106 رقم 299، والجرح والتعديل 7/ 274 رقم 1487، والثقات لابن حبّان 9/ 48. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 427 سَعِيدٍ، وَلَمْ يَلْقَهُ بِبَلْخَ، بَلْ قَالَ: لَقِيتُهُ بِمَكَّةَ [1] . وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُكْرِمُهُ [2] . 355- مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ [3] ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الْمَدَنِيُّ، التَّمَّارُ. - عم- رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ. وَرَوَى عَنِ: الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعَاصِمِ بْنِ قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الْوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَآخَرُونَ [4] . وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [6] . 356- مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، الْمَدَنِيُّ، الأَزْرَقُ [7] . - د. ن. ق-   [1] التاريخ الكبير 1/ 106، والعبارة مضطربة في الجرح والتعديل 7/ 274. [2] وثّقه ابن معين في تاريخه 2/ 520. [3] انظر عن (محمد بن صالح بن دينار) في: الثقات للعجلي الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 446، والتاريخ الكبير 1/ 117 رقم 340، تاريخ 405 رقم 1466، والجرح والتعديل 7/ 287 رقم 1558، والثقات لابن حبّان 7/ 435، و 390 وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1211، والكاشف 3/ 47 رقم 4985، والمغني في الضعفاء 2/ 592 رقم 5922 رقم 5622، وميزان الاعتدال 3/ 581 رقم 7678، وتهذيب التهذيب 9/ 225، 226 رقم 354، وتقريب التهذيب 2/ 170 رقم 312، وخلاصة تذهيب التهذيب 341. [4] تهذيب الكمال 3/ 1211. [5] في الجرح والتعديل 7/ 287 وزاد: «لا يعجبني حديثه» . [6] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [7] انظر عن (محمد بن صالح الأزرق) في: التاريخ الكبير 1/ 117 رقم 341، والجرح والتعديل 7/ 287، 288 رقم 1559، والثقات لابن حبّان 7/ 385، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1211، والكاشف 3/ 48 رقم 4986، والمغني في الضعفاء 2/ 592 رقم 5623، وميزان الاعتدال 3/ 581 رقم 7679، وتهذيب التهذيب 9/ 228 رقم 358، وتقريب التهذيب 2/ 171 رقم 315، وخلاصة تذهيب التهذيب 341. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 428 تَأَخَّرَ عَنِ التَّمَّارِ قَلِيلا. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْهَلِيِّ الأَسَدِيِّ، وَمُسْلِمَةَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [1] . 357- مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ [2] ، الْيَامِيُّ، الْكُوفِيّ. - خ. م. د. ت. ق- أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَكَمِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَحَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ الْبَصْرِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الريّان، وآخرون. قال أبو زرعة: صدوق [3] .   [1] في الثقات 7// 385. [2] انظر عن (محمد بن طلحة بن مصرّف) في: التاريخ لابن معين 2/ 522، 523، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 132 و 672، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 376، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 967 و 2/ رقم 3826 و 3827، وتاريخ خليفة 439، وطبقات خليفة 168، والتاريخ الكبير 1/ 122 رقم 358، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 541، وتاريخ الثقات للعجلي 406 رقم 1468، والمعرفة والتاريخ 3/ 178، والجرح والتعديل 7/ 291، 292 رقم 1581، والثقات لابن حبّان 7/ 388، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 654، 655 رقم 1051، ورجال صحيح مسلم 2/ 183 رقم 1451، ورجال الطوسي 291 رقم 185، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 440 رقم 686، وتهذيب (الكمال المصوّر) 3/ 1214، وسير أعلام النبلاء 7/ 338، 339 رقم 122، والعبر 1/ 251، وميزان الاعتدال 3/ 587، 588 رقم 7715، والمغني في الضعفاء 2/ 595 رقم 5649، والكاشف 3/ 50 رقم 5002، والوافي بالوفيات 3/ 176 رقم 1145، وتهذيب التهذيب 9/ 238، 239 رقم 379، وتقريب التهذيب 2/ 173 رقم 337، وخلاصة تذهيب التهذيب 342، 343، وشذرات الذهب 1/ 264. [3] الجرح والتعديل 7/ 292. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 429 وقال النسائي [1] : ليس بالقوي. وقال ابن معين [2] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ [3] : مَتْرُوكُونَ ثَلاثَةٌ: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَفُلَيْحٌ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ [4] : صَالِحُ الْحَدِيثِ، ثِقَةٌ، لا يَكَادُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا. 358- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد [5] بْن عُمَيْر بْن قَتَادَةَ، اللَّيْثِيُّ. وَيُعْرَفُ بِمُحَمَّدٍ الْمُحْرِمِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ أَبُو حاتم [6] . وقال أبو زرعة: ليس بقويّ [7] .   [1] في الضعفاء والمتروكين 303 رقم 541. [2] في معرفة الرجال 1/ 67 رقم 132، والجرح والتعديل 7/ 292. [3] في تاريخه 2/ 522، والجرح والتعديل 7/ 292. [4] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 967، وانظر: معرفة الرجال لابن معين 1/ 131 رقم 672، والجرح والتعديل 7/ 292. [5] انظر عن (محمد بن عبد الله بن عبيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 523، والتاريخ الكبير 1/ 142 رقم 424، والضعفاء الصغير 275 رقم 328، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 522، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 94 رقم 1648، والجرح والتعديل 7/ 300 رقم 1627، والمجروحين لابن حبّان 2/ 257، 258، و 143 رقم 1707، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2225- 2227، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 147 رقم 450، والمغني في الضعفاء 2/ 596 رقم 5660، وميزان الاعتدال 3/ 590، 591 رقم 7734، ولسان الميزان 5/ 216، 217 رقم 756. وقد فرّق ابن عديّ في الكامل بين: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وبين محمد المكيّ المحرم وهو واحد. (الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2153، 2154) . [6] في الجرح والتعديل 7/ 300. [7] الجرح والتعديل 7/ 300 وقال أيضا: ليّن الحديث. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 430 وقال ابن معين [1] : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: مَكِّيٌّ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ [3] . 359- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ [4] ، الْقَاضِي. - د. س. ق- وَعُلاثَةَ هُوَ ابْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْعُقَيْلِيُّ الْجَزَرِيُّ، أَبُو الْيَسِيرِ. مِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ. سَمِعَ: عَبْدَ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيَّ، وَخُصَيْفًا، وَعَلِيَّ بْنَ بَذِيمَةَ، وَعَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ [5] بْنَ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيَّ، وَطَائِفَةً.   [1] في تاريخه 2/ 523، والجرح والتعديل 7/ 300، والمجروحين لابن حبّان 2/ 258. [2] في تاريخه الكبير 1/ 142، والضعفاء الصغير له 275 رقم 328 عبارته «ليس بذاك الثقة» . والمثبت يتفق مع الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 94. وقال البخاريّ في موضع آخر: «منكر الحديث» . (الكامل في الضعفاء 6/ 2225) . [3] وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: «كان ممن يقلب الأسانيد من حيث لا يفهم من سوء حفظة فلما فحش ذلك منه استحقّ مجانبته» . وقال ابن عديّ: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وقال أيضا في محمد المحرم (6/ 2154) : «هو قليل الحديث ومقدار ما له لا يتابع عليه» . [4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن علاثة) في: التاريخ لابن معين 2/ 524، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 323 و 483، والتاريخ الكبير 1/ 132، 133 رقم 399، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 123، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 92 رقم 1645، وأنساب الأشراف 3/ 112، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 251 و 252 و 282 و 326، وتاريخ الطبري 7/ 298 و 300 و 8/ 118 و 125 و 173، والجرح والتعديل 7/ 302 رقم 1638، والمجروحين لابن حبّان 2/ 279، 280، والتنبيه والإشراف 297، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2227، 2228، والعيون والحدائق 3/ 281 وفيه (علاقة) ، وتاريخ بغداد 5/ 388- 391 رقم 2916، والأنساب 396 أ، والكامل في التاريخ 6/ 37 و 45 و 56 و 80 و 83، وخلاصة الذهب المسبوك 124، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1223، 1224، والكاشف 3/ 56 رقم 5045، والمغني في الضعفاء 2/ 597 رقم 5668، وميزان الاعتدال 3/ 594، 595 رقم 7746، وسير أعلام النبلاء 7/ 308، 309 رقم 101، والوافي بالوفيات 3/ 306، 307 رقم 1351، وتهذيب التهذيب 9/ 269- 271 رقم 446، وتقريب التهذيب 2/ 179 رقم 403، وخلاصة تذهيب التهذيب 346، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 255، 256 رقم 1502. [5] في الأصل «عبد الله» وهو وهم. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 431 وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَحَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، وَآخَرُونَ. قَالَ خَلِيفَةُ [1] : وَلِيَ الْقَضَاءَ لِلْمَهْدِيِّ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، قَدِمَ بَغْدَادَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ مَعَهُ عَافِيَةُ الْقَاضِي، فأخبرني عليّ بن الجعد قال: رأيتهما يقضيان فِي جَامِعِ الرَّصَافَةِ جَمِيعًا، وَكَانَ عَافِيَةُ أَكْثَرَهُمَا دُخُولا عَلَى الْمَهْدِيِّ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : يُكَنَّى أَبَا الْيَسِيرِ، فِي حِفْظِهِ نَظَرٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] : ثِقَةٌ. وَأَخُوهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ عُلاثَةَ ثقة، يروي عنه مَعْمَرٍ. وَأَخُوهُمَا: أَبُو سَهْلِ بْنُ عُلاثَةَ ثِقَةٌ، يَرْوِي عَنْهُ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ. وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُحَمَّدُ بْنُ عُلاثَةَ: ثِقَةٌ [5] . وقال أَبُو حَاتِمٍ [6] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عدي [7] : أرجو أنه لا بأس به. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ [8] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [9] : يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ. وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِي قَوْلِهِ نَظَرٌ، وَلَيْسَ يُقْنِعُ بِهَذَا مِنَ الْبُخَارِيِّ، مُحَمَّدُ بْنُ عُلاثَةَ حَدِيثُهُ يدلّ على كذبه، هو عندي واه [10] .   [1] في تاريخه 442. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 323. [3] في تاريخه الكبير 1/ 133، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 92. [4] في تاريخه 2/ 524، والجرح والتعديل 7/ 302. [5] الكامل في الضعفاء 6/ 2227. [6] في الجرح والتعديل 7/ 302 وزاد: «يكتب حديثه» . [7] في الكامل في الضعفاء 6/ 2228. [8] الجرح والتعديل 7/ 302. [9] في المجروحين 2/ 280. [10] تاريخ بغداد 5/ 390، تهذيب الكمال 3/ 1224. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 432 قَالَ الْخَطِيبُ [1] عُقَيْبَهَا: أَحْسَبُ الأَزْدِيَّ وَقَعَتْ إِلَيْهِ رِوَايَاتُ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ ابْنِ عُلاثَةَ، فَلِأَجْلِهَا نَسَبَهُ إِلَى الْكَذِبِ، وَالآفَةُ مِنِ ابْنِ الْحُصَيْنِ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ. عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ الْحُدَّانِيِّ قَالَ: اخْتَصَمَتِ الْجِنُّ وَالإِنْسُ إِلَى ابْنِ عُلاثَةَ فِي بِئْرٍ، وَلَمْ يَرَ الْجِنَّ، لَكِنْ سَمِعَ كَلامَهُمْ، فَحَكَمَ أَنَّ الإِنْسَ يَسْتَقُونَ مِنَ الْفَجْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَحَكَمَ لِلْجِنِّ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى الْفَجْرِ، فَكَانَ مَنِ اسْتَقَى بَعْدَ الْمَغْرِبِ رُجِمَ بِالْحِجَارَةِ [2] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ الْمِصْرِيُّ: كَانَ ابْنُ عُلاثَةَ يُقَالُ لَهُ: قَاضِي الْجِنِّ، ثُمَّ ذَكَرَ الْبِئْرَ وَأَنَّهَا بِئْرٌ بَيْنَ حَرَّانَ وَحِصْنِ مُسْلِمَةَ [3] . مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [4] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أَظُنُّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ [5] . وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلِيَ قَضَاءَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ لِلْمَهْدِيِّ [6] . 360- الْمَهْدِيُّ [7] . أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَبُو عبد الله، محمد بن الخليفة أبي   [1] في تاريخه 5/ 390. [2] تاريخ بغداد 5/ 390. [3] تاريخ بغداد 5/ 389. [4] تاريخ بغداد 5/ 391. [5] تاريخ بغداد 5/ 389. [6] تاريخ بغداد 5/ 389. [7] انظر عن (الخليفة المهدي العباسي) في: نسب قريش 54 و 89 و 114 و 218 و 242 و 243 و 270 و 272 و 290 و 315 و 330 و 341 و 392 و 406 و 423 و 427، والمحبّر لابن حبيب 35- 37 و 45 و 60 و 61 و 260 و 374 و 405 و 477 و 487، والبرصان والعرجان 105 و 139 و 255، والأخبار الموفقيّات 68 و 70 و 81 و 144 و 166 و 207 و 287 و 387 و 388، وتاريخ خليفة 423 و 424 و 426 و 439 و 430 و 433 و 436- 444 و 446، وعيون الأخبار 1/ 26 و 94 و 106 و 154 و 182 و 204 و 208 و 209 و 344 و 2/ 6 و 24 و 137 و 213 و 333 و 3/ 52 و 117 و 153 و 4/ 111 و 124 و 124، والمعارف 124 و 148 و 186 و 216 و 293 و 296 و 373 و 374 و 377- 380 و 413 و 462 و 486 و 489 و 504 و 507 و 509 و 549 و 560، وأنساب الأشراف 3/ 80 و 94 و 95 و 180 و 199 و 217 و 227 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 433   [ () ] و 229- 233 و 241 و 243- 245 و 252- 257 و 261 و 267 و 270- 273 و 275 و 277 و 278 و 280، وتاريخ اليعقوبي 2/ 342 و 350 و 362 و 371 و 374 و 379 و 384 و 386 و 387 و 389- 404 و 407 و 426، وتاريخ الطبري 8/ 100- 186 وانظر فهرس الأعلام (10/ 407) ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2435- 2468 وانظر فهرس الأعلام (7/ 708) ، والتنبيه والإشراف 296، 297، وفتوح البلدان 6 و 55 و 143 و 153 و 172 و 176 و 193 و 197 و 200 و 202 و 213 و 225 و 226 و 333 و 337 و 357 و 361 و 363 و 381 و 391- 393 و 416 و 428 و 429 و 452 و 453 و 495، والخراج وصناعة الكتابة 170 و 222 و 248 و 303 و 308- 310 و 315 و 319 و 320 و 352 و 368 و 375 و 399، وطبقات الشعراء لابن المعتز 21 و 24 و 57- 60 و 71 و 72 و 88 و 89 و 92 و 102- 104 و 110 و 111 و 198 و 230 و 231 و 374، والعيون والحدائق 3/ 214 و 228 و 259 و 260 و 262 و 264 و 265 و 268 و 269- 282 و 376، والكامل في التاريخ 6/ 30- 63 و 69- 80 و 93- 102 وانظر فهرس الأعلام (13/ 363) ، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 156، 157، وثمار القلوب 46 و 154 و 176 و 194 و 202 و 259 و 412 و 513 و 590 و 622 و 652، والولاة والقضاة للكندي 108 و 115 و 120- 125 و 127 و 129 و 271- 273 و 277، والأخبار الطوال 386، والفتوح لابن أعثم 8/ 239- 241، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 233- 240 و 3/ 326- 330 وانظر فهرس الأعلام (5/ 234) ، ونشوار المحاضرة 3/ 59 و 156 و 4/ 159 و 238، و 5/ 12 و 41 و 152 و 247 و 271 و 6/ 8 و 21 و 25 و 28 و 31 و 47 و 60 و 63 و 83 و 112 و 113 و 115 و 125 و 139 و 140 و 141 و 176 و 177 و 184 و 188 و 189 و 198، و 7/ 53 و 72 و 77 و 130 و 219 و 8/ 24 و 123 و 125 و 136- 138 و 151 و 154 و 195 و 267، والوزراء والكتّاب 141- 166، وتاريخ بغداد 5/ 391- 401 رقم 2917، ووفيات الأعيان 2/ 387- 390 و 7/ 20- 26 وانظر: فهرس الأعلام 8/ 224، 225، والتذكرة الحمدونية 1/ 207 و 303 و 343 و 349 و 414 و 415 و 426، و 2/ 42 و 152 و 153 و 273 و 322 و 468 و 471 و 482 و 483، والإنباء في تاريخ الخلفاء 28 و 29 و 63 و 64 و 67 و 69 و 70- 73 و 83 و 109 و 155، وتحفة الوزراء 108 و 115 و 118 و 142 و 158 و 161، وبغداد لابن طيفور 5 و 109 و 146، والهفوات النادرة 24 و 52 و 86 و 87 و 124 و 140 و 172 و 195 و 292 و 381 و 382، والفخري 30 و 159 و 172- 174 و 178- 192 و 198 و 211 و 262 و 263، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 113 و 116 و 118- 121 وانظر فهرس الأعلام 342، والوزراء للصابي 368، 369، وخاص الخاص 88 و 108- 110، ومقاتل الطالبيين 125 و 201 و 215 و 300 و 302 و 303 و 314 و 362 و 367 و 394 و 398 و 403 و 411 و 412 و 416 و 418 و 420 و 424 و 425 و 427 و 440 و 443 و 490 و 619 و 724 و 625 و 677 و 679 و 681، والمنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) 6 و 8- 10 و 109 و 123- 131، والأغاني 18/ 100 و 147 و 170 و 199 و 239 و 314 و 320 و 19/ 139 و 160 و 247 و 262 و 272 و 274 و 275 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 434 جعفر المنصور، عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، الْعَبَّاسِيُّ، الْخَلِيفَةُ الثَّالِثُ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ. مَوْلِدُهُ بِإِيذَجَ [1] فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ومائة [2] . وقال الْحَطَبِيُّ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ. وَأُمُّهُ، أُمُّ مُوسَى بْنِ مَنْصُورٍ، الْحِمْيَرِيَّةُ [3] . وَكَانَ جَوَّادًا، مُمَدَّحًا، مَلِيحَ الشَّكْلِ، مُحَبَّبًا إِلَى الرَّعِيَّةِ، قَصَّابًا لِلزَّنَادِقَةِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن عبد الله الرّقاشيّ، وأبو سفيان سعيد بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ. وَمَا عَلِمْتُ قِيلَ فِيهِ جَرْحًا، وَلا تَوْثِيقًا. وَقَدْ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا الْمَهْدِيُّ، فَجَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم جَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقُلْتُ لِلْمَهْدِيِّ: نأثره عنك؟ قال: نعم.   [ () ] و 277- 279 و 285 و 23/ 1- 5 و 18 و 124 و 24/ 237، 238، والمختصر في أخبار البشر 2/ 10، وآثار البلاد 642، والعبر 1/ 230 و 234 و 240 و 247 و 254 و 255، وسير أعلام النبلاء 7/ 400- 403 رقم 147، والوافي بالوفيات 3/ 300- 302، والبداية والنهاية 10/ 129- 131، ومرآة الجنان 1/ 356- 358، وتاريخ ابن خلدون 3/ 204- 211، ومآثر الإنافة 1/ 183- 189، وتاريخ الخلفاء 271- 279، وشذرات الذهب 1/ 230 و 245 و 247 و 248 و 266- 269، وأخبار الدول 148، ومختصر تاريخ الدول 125- 128، وتاريخ الزمان 11، 12، وغيره من كتب التواريخ والأدب والسير وغير ذلك. [1] إيذج: الذال معجمة مفتوحة، وجيم. كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان، وهي من أجلّ مدن هذه الكورة. (معجم البلدان 1/ 288) . [2] تاريخ بغداد 5/ 391. [3] تاريخ بغداد 5/ 391. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 435 هذا إسناد متّصل، لكن مَا عَلِمْتُ أَحَدًا احْتَجَّ بِالْمَهْدِيِّ وَلا بِأَبِيهِ فِي الأَحْكَامِ. تَفَرَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ- قَالَ: ثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَصِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ مَرْفُوعًا: «الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ عَمِّي» . وَخَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مَرْفُوعًا: «الْمَهْدِيُّ يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي» [1] . صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] . وَمِنَ الْمَنَاكِيرِ الْوَاهِيَاتِ خَبَرُ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: «مِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا السَّفَّاحُ وَالْمَهْدِيُّ» [3] إِسْنَادُهُ صَالِحٌ. وَلَمَّا شَبَّ الْمَهْدِيُّ، أَمَّرَهُ أَبُوهُ عَلَى طَبَرِسْتَانَ وَمَا يَلِيهَا، وَعَلَى الرَّيِّ، وَتَأَدَّبَ وَجَالَسَ الْعُلَمَاءَ، وَتَمَيَّزَ. ثُمَّ إِنَّ أَبَاهُ غَرِمَ أَمْوَالا عَظِيمَةً، وَتَحَيَّلَ حَتَّى اسْتَنْزَلَ وَلِيَّ الْعَهْدِ وَلَدَ أَخِيهِ عِيسَى بْنَ مُوسَى عَنِ الْمَنْصِبِ، وَوَلاهُ الْمَهْدِيَّ، فَلَمَّا مَاتَ الْمَنْصُورُ بِظَاهِرِ مَكَّةَ قَبْلَ الْحَجِّ قَامَ بِأَخْذِ الْبَعْثَةِ الرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ الْحَاجِبُ، وَأَسْرَعَ بِالْخَبَرِ إِلَى الْمَهْدِيِّ مَوْلاهُ مَنَارَةُ الْبَرْبَرِيُّ وَهُوَ بِبَغْدَادَ، فَكَتَمَ الأَمْرَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ خَطَبَ الناس، ونعى إليهم المنصور [4] .   [1] ذكره الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 391. [2] في الفتن (2331) باب ما جاء في المهديّ، ولفظه: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي» ، وفي الباب عن علي، وأبي سعيد، وأمّ سلمة، وأبي هريرة، هذا حسن صحيح. [3] تاريخ بغداد 5/ 391. [4] تاريخ بغداد 5/ 391. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 436 قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ أَسْمَرَ، مُضْطَرِبَ الْخَلْقِ، عَلَى عَيْنِهِ نُكْتَةُ بَيَاضٍ [1] . وَقَالَ الْخَطِيبُ [2] : كَانَ أَسْمَرَ طَوِيلا جَعْدًا، فَأَوَّلُ مَنْ هَنَّأَ [3] الْمَهْدِيَّ بِالْخِلافَةِ وَعَزَّاهُ، أَبُو دُلامَةَ وَأَجَادَ: عَيْنَايَ [4] وَاحِدَةٌ تُرَى مَسْرُورَةً ... بِأَمِيرِهَا جَذْلَى، وَأُخْرَى تَذْرِفُ تَبْكِي وَتَضْحَكُ تَارَةً [5] ، يَسُوءُهَا [6] ... مَا أَنْكَرَتْ [7] وَيَسُرُّهَا ما تعرف فيسوؤها موت الخليفة محرما ... وَيَسُرُّهَا أَنْ قَامَ هَذَا الأَرْأَفُ مَا إِنْ رَأَيْتُ كَمَا رَأَيْتُ وَلا أَرَى [8] ... شَعْرًا أُسَرِّحُهُ [9] وآخر ينتف هلك الخليفة، يال دين مُحَمَّدٍ [10] ... وَأَتَاكُمْ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَخْلُفُ أَهْدَى لِهَذَا اللَّهُ فَضْلَ خِلافَةٍ ... وَلِذَاكَ جَنَّاتِ النَّعِيمِ تُزَخْرَفُ [11] وَمِنْ خُطْبَةِ الْمَهْدِيِّ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدٌ دُعِيَ فَأَجَابَ، وَأُمِرَ فَأَطَاعَ، وَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ: وَقَدْ بَكَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ فِرَاقِ الأَحِبَّةِ، وَلَقَدْ فَارَقْتُ عَظِيمًا، وَقُلِّدْتُ جَسِيمًا، فَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ أَمِيرَ المؤمنين، وبه أستعين على خلافة المسلمين [12] .   [1] التنبيه والإشراف 297، والعقد الفريد 5/ 115، وتاريخ بغداد 5/ 392، خلاصة الذهب المسبوك 91. [2] في تاريخ بغداد 5/ 392. [3] في الأصل «هني» . [4] في طبقات الشعراء: «عينان» . [5] في طبقات الشعراء: «مرة» . [6] في الأصل «يسئوها» . [7] في طبقات الشعراء «ما أبصرت» . [8] في طبقات الشعراء: «ما إن رأيت ولا سمعت كما أرى» . [9] في تاريخ بغداد: «أرجّله» . [10] في طبقات الشعراء، وفي تاريخ بغداد: «يال أمّة أحمد» . [11] الأبيات في طبقات الشعراء لابن المعتز 60، وتاريخ بغداد 5/ 392، وزاد ابن المعتز بيتا في آخرها. ومنها ثلاثة أبيات في خلاصة الذهب المسبوك 90. [12] تاريخ بغداد 5/ 392، خلاصة الذهب المسبوك 90. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 437 قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْمَهْدِيِّ: «اللَّهُ ثِقَةُ مُحَمَّدٍ، وَبِهِ يُؤْمِنُ» [1] . وَرَوَى أَبُو الْعَيْنَاءِ، عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ عَدِيٍّ، أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ: أَسِرُّوا مِثْلَ مَا تُعْلِنُونَ مِنْ طَاعَتِنَا نَهَبْكُمُ الْعَافِيَةَ وَتُحَمَّدُوا الْعَاقِبَةَ، وَاخْفِضُوا جَنَاحَ الطَّاعَةِ لِمَنْ نَشَرَ مَعْدِلَتَهُ فِيكُمْ وَطَوَى الإِصْرَ عَنْكُمْ، وَأَهَالَ عَلَيْكُمُ السَّلامَةَ مِنْ حَيْثُ رَآهُ اللَّهُ مُقَدِّمًا ذَلِكَ، وَاللَّهِ لَأُفْنِيَنَّ عُمْرِي بَيْنَ عُقُوبَتِكُمْ وَالإِحْسَانِ إِلَيْكُمْ. قَالَ مَنَارَةُ: فَرَأَيْتُ وُجُوهَ النَّاسِ تُشْرِقُ فَرَحًا. قَالَ نِفْطَوَيْهِ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَنْصُورِيُّ قَالَ: لَمَّا حَصَلَتِ الْخَزَائِنُ فِي يَدِ الْمَهْدِيِّ، أَخَذَ فِي رَدِّ الْمَظَالِمِ، فَأَخْرَجَ أَكْثَرَ الذَّخَائِرِ فَفَرَّقَهَا، وَبَرَّ أَهْلَهُ وَمَوَالِيَهُ [2] . قُلْتُ: كَانَ أَبُوهُ. جَمَعَ مِنَ الأَمْوَالِ مَا لا يُعَبَّرُ عَنْهُ، وَكَانَ مِسِّيكًا. فَذُكِرَ عَنِ الرَّبِيعِ الْحَاجِبِ أَنَّهُ قَالَ: مَاتَ الْمَنْصُورُ وفي بيت المال مائة ألف أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَسِتُّونَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَقَسَّمَ ذَلِكَ الْمَهْدِيُّ وَأَنْفَقَهُ، وَكَانَتْ نَفَقَةُ الْمَنْصُورِ مَا يَجِيئُهُ مِنْ مَالِ الشَّرَاةِ نَحْوَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ فِي السَّنَةِ [3] . قُلْتُ: وَزْنُ ذَلِكَ الْمَالِ بِالْقِنْطَارِ الدِّمَشْقِيِّ أَلْفُ قِنْطَارٍ وَسِتُّمِائَةِ قِنْطَارٍ وَسَبْعُونَ، وَإِذَا صُرِفَ بِهَا ذَهَبٌ مِصْرِيٌّ، جَاءَ أَزْيَدَ مِنْ مِائَةِ قِنْطَارٍ وَسَبْعِينَ قِنْطَارًا. وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَهْدِيِّ بِالرَّصَافَةِ فَقُلْتُ: أَجْهِلْ قَوْلِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ باللَّه أَحْمَلُهُمْ لِغِلْظَةِ النَّصِيحَةِ فِيهِ، وَجَدِيرٌ مَنْ لَهُ قَرَابَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يرث أخلاقه ويأتمّ بهداه، وَقَدْ وَرَّثَكَ اللَّهُ مِنْ فَهْمِ الْعِلْمِ وَإِنَارَةِ الحجّة ميراثا   [1] التنبيه والإشراف 297، العقد الفريد 5/ 115. [2] تاريخ بغداد 5/ 392، 393، خلاصة الذهب المسبوك 91. [3] تاريخ بغداد 5/ 393. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 438 قَطَعَ بِهِ عُذْرَكَ، فَمَهْمَا ادَّعَيْتَ مِنْ حُجَّةٍ، أَوْ رَكِبْتَ مِنْ شُبْهَةٍ [1] ، لَمْ يَصِحَّ لَكَ بُرْهَانٌ مِنَ اللَّهِ، فِيهَا حَلَّ بِكَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ بِقَدْرِ مَا تَجَاهَلْتَهُ مِنَ الْعِلْمِ، وَأَقْدَمْتَ عَلَيْهِ مِنْ شُبَهِ الْبَاطِلِ، وَاعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصْمُ مَنْ خَالَفَهُ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ قَدَمًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آخِذُهُمْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، فَمِثْلُكَ لا يُكَابِرُ بِتَجْرِيدِ الْمَعْصِيَةِ، لَكِنْ بِمِثْلِ الإِسَاءَةِ إِحْسَانًا، وَيَشْهَدُ لَهُ عَلَيْهَا خَوَنَةُ الْعُلَمَاءِ، فَهَذِهِ الْخَبَالَةُ تَصَيَّدَتِ الدُّنْيَا نُظَرَاءَكَ، فَأَحْسِنِ الْجَهْلَ، فَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ وَعَظَكَ الأَدَاءَ. قِيلَ: قَبَّلَ رَجُلٌ يَدَ الْمَهْدِيِّ وَقَالَ، يَدُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَقُّ بِالتَّقْبِيلِ لِعُلُوِّهَا بالمكارم، وطهارتها من المآثم، وإنّك ليوسفيّ الْعَفْوِ، إِسْمَاعِيلِيُّ الصِّدْقِ، شُعَيْبِيُّ الرِّفْقِ، فَمَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ جَعَلَهُ اللَّهُ طَرِيدَ خَوْفِكَ، حَصِيدَ سَيْفِكَ. وأثنى عليه بالشجاعة فقال: وما لي لا أَكُونُ شُجَاعًا وَمَا خِفْتُ أَحَدًا إِلا اللَّهَ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: أَنَّ الْمَهْدِيَّ كَتَبَ إِلَى الأَمْصَارِ يَزْجُرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأُمَرَاءِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا. وَعَنْ يُوسُفَ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ الْمَهْدِيُّ رَفَعَ أَهْلُ الْبِدَعِ رُءُوسَهُمْ، وَأَخَذُوا فِي الْجَدَلِ، فَأَمَرَ أَنْ يُمْنَعَ النَّاسُ مِنَ الْكَلامِ، وَأَنْ لا يُخَاضَ فِي شَيْءٍ مِنْهُ، فَانْقَمَعُوا. وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ: سَمِعْتُ سَلْمًا الْحَاجِبَ يَقُولُ: هَاجَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ، فَخِفْنَا أَنْ تَكُونَ السَّاعَةَ، وَطَلَبْتُ الْمَهْدِيَّ فِي الإِيوَانِ فَلَمْ أَجِدْهُ، ثُمَّ سَمِعْتُ حَرَكَةً فِي بَيْتٍ، فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ عَلَى التُّرَابِ يَقُولُ: اللَّهمّ لا تُشَمِّتْ بِنَا أَعْدَاءَنَا مِنَ الأُمَمِ، وَلا تَفْجَعْ بِنَا نَبِيَّنَا، اللَّهمّ وَإِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ الْعَامَّةَ بِذَنْبِي فَهِذِهِ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، فما أتمّ كلامه حتى انجلت [2] .   [1] في الأصل: الأشباه. [2] تاريخ الطبري 8/ 175، تاريخ بغداد 5/ 400، الكامل في التاريخ 6/ 84. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 439 عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَدِمَ الْبَصْرَةَ، فَكَانَ يُصَلِّي بِنَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مُرِ الْمُؤَذِّنَ لا يُقِيمُ حَتَّى أَتَوَضَّأَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَتَعَجَّبُوا مِنْ أَخْلاقِ الْمَهْدِيِّ [1] . قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ الْمَهْدِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلائِكَتِهِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ 33: 56 [2] . قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ فَقَالَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ شَتَمَنِي وَقَذَفَ أُمِّي، فَإِمَّا أَمَرْتَنِي أَنْ أَجْلِدَهُ، وَإِمّا عَوَّضْتَنِي فَاسْتَغْفَرْتَ لَهُ. قَالَ: وَلِمَ شَتَمَكَ؟ قَالَ: شَتَمْتُ عَدُوَّهُ بِحَضْرَتِهِ فَغَضِبَ. قَالَ: وَمَنْ عَدُوُّهُ؟ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ أَمَسُّ بِهِ رَحِمًا، وَأَوْجَبُ عَلَيْهِ حَقًّا، فَإِنْ كَانَ شَتَمَكَ كَمَا زَعَمْتَ فَعَنْ رَحِمِهِ ذَبَّ، وَعَنْ عِرْضِهِ دَفَعَ، وَمَا أَسَاءَ مَنِ انْتَصَرَ لابْنِ عَمِّهِ، قَالَ: إِنَّهُ كَانَ عَدُوًّا لَهُ، قَالَ: لَمْ يَنْتَصِرْ لِلْعَدَاوَةِ بَلْ لِلرَّحِمِ، فَأَسْكَتَ الرَّجُلَ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيُوَلِّي قَالَ: لَعَلَّكَ أَرَدْتَ أَمْرًا فَجَعَلْتَ هَذَا ذَرِيعَةً، قَالَ: نَعَمْ، فَتَبَسَّمَ وَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ آلافٍ [3] . قَالَ الأَصْمَعِيُّ: دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ رَجُلٌ شَرِيفٌ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَنْتَهِي إِلَى غَايَةِ شُكْرِكَ إِلا وَجَدْتُ وَرَاءَهَا غَايَةً مِنْ مَعْرُوفِكَ، فَمَاتَ عَجْزُ النَّاسِ عَنْ بُلُوغِهِ، فاللَّه مِنْ وَرَائِهِ، فِي كَلامٍ ذَكَرَهُ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ الرَّبِيعِ، أَنَّ الْمَنْصُورَ يَوْمًا فَتَحَ خِزَانَةً مِمَّا قَبَضَ مِنْ خَزَائِنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَأَحْصَى فِيهَا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ عِدْلٍ خَزٍّ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا ثَوْبًا فَقَالَ لِي: اقْطَعْ لِي جُبَّةً، ولمحمد جبّة، فقلت: لا يجيء مِنْهُ هَذَا قَالَ: اقْطَعْ لِي جُبَّةً وَقَلَنْسُوَةً، وبخل أن   [1] تاريخ بغداد 5/ 400، الإنباء في تاريخ الخلفاء 71، خلاصة الذهب المسبوك 95. [2] سورة الأحزاب، الآية 56. [3] تاريخ الطبري 8/ 176، تاريخ بغداد 5/ 394، 395. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 440 يُخْرِجَ ثَوْبًا آخَرَ لِلْمَهْدِيِّ، فَلَمَّا أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى الْمَهْدِيِّ، أَمَرَ بِتِلْكَ الْخِزَانَةِ بِعَيْنِهَا، فَفُرِّقَتْ عَلَى الْمَوَالِي وَالْخَدَمِ [1] . الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي «النَّسَبِ» . حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: لَمَّا جَلَسَ الْمَهْدِيُّ لِأَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَأَجَازَهُمْ، كَانَ فِيمَنْ صَارَ إِلَيْهِ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، فَأَجَازَهُ وَكَسَاهُ فَقَالَ: وَصَلَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَعَلَنِي فِدَاكَ، فَقَدْ وَصَلْتَ الرَّحِمَ، وَرَدَدْتَ الظِّلامَةَ، وَعِنْدِي بِنْتُ عَمٍّ لِي أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، غَدَوْتُ الْيَوْمَ وَأَنَا لَهَا مُغَاضِبٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ لِلصُّلْحِ بَيْنَنَا مَوْضِعًا فَافْعَلْ، فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ وَخَمْسِينَ ثَوْبًا فَقَالَ: تَرَى هَذَا يُصْلِحُ مَا بَيْنَكُمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قُلْتَ لا، مَا زِلْتُ أَزِيدُكَ إِلَى اللَّيْلِ. أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، نَا أَبِي، نَا أَبُو خُلَيْدٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: قَالَ لِي الْمَهْدِيُّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَكَ دَارٌ؟ قُلْتُ: لا وَاللَّهِ. فَأَمَرَ لِي بِثَلاثَةِ آلافِ دِينَارٍ. الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: نَا عَمِّي قَالَ: كَانَ الْمَهْدِيُّ أَعْطَى بَكَّارًا الأَخْيَنِيَّ بِدَارِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ الَّتِي عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَأَبَى وَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَبِيعَ جِوَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَمَرَ لَهُ بِالأَرْبَعَةِ آلافٍ وَقَالَ: دَعُوهُ وَدَارَهُ. وَقِيلَ إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمَاجِشُونِ لَمَّا دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ أَنْشَدَهُ: وَلِلنَّاسِ بَدْرٌ فِي السَّمَاءِ يَرَوْنَهُ ... وَأَنْتَ لَنَا بَدْرٌ عَلَى الأَرْضِ مُقْمِرُ فباللَّه يا بدر السّماء ضوءه ... تَرَاكَ تُكَافِئُ عُشْرَ مَالَكَ أُضْمِرُ وَمَا الْبَدْرُ إِلا دُونَ وَجْهِكَ فِي الدُّجَى ... يَغِيبُ فَتَبْدُو حِينَ غَابَ فَتُقْمِرُ وَمَا نَظَرَتْ عَيْنِي إِلَى الْبَدْرِ طَالِعًا ... وَأَنْتَ تَمْشِي فِي الثِّيَابِ فَتُسْحِرُ [2] وَأَنْشَدَهُ مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ: رَمَى الْبَيْنُ مِنْ قَلْبِي السَّوَادَ فَأَوْجَعَا ... وَصَاحَ، فَصِيحَ بالرّحيل فاسمعا   [1] تاريخ بغداد 5/ 393. [2] تاريخ بغداد 5/ 396. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 441 وَغَرَّدَ حَادِي الرَّكْبِ وَانْشَقَّتِ الْعَصَا ... وَأَصْبَحْتُ مَسْلُوبَ الْفُؤَادِ مُفْجَعًا كَفَى حُزْنًا مِنْ حَادِثِ الدَّهْرِ إنّني ... أرى البين لا أَسْتَطِيعُ لِلْبَيْنِ مَدْفَعًا وَقَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْبَيْنِ بِالْبَيْنِ جَاهِلا ... فَيَا لَكَ بَيْنٌ، مَا أَمَرَّ وَأَفْظَعَا [1] . وَأَنْشَدَهُ أَبُو السَّائِبِ [2] ، وَغَيْرُهُ، فَقَالَ المهديّ: لَأُغْنِيَنَّكُمْ، فَأَجَازَهُمْ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ [3] ، هَذِهِ رَوَاهَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَارُونَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمَاجِشُونِ. وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ: انْقَطَعَ الْمَهْدِيُّ عَنْ خَاصَّتِهِ فِي الصَّيْدِ، فَنَزَلَ يَبُولُ، وَدَفَعَ إِلَى أَعْرَابِيٍّ فَرَسَهُ، فَاقْتَلَعَ مِنْ خَيْلِهِ السَّرْجَ، ثُمَّ تَلاحَقَتِ الْخَيْلُ فَأَحَاطَتْ بِهِ، فَهَرَبَ الأَعْرَابِيُّ، فَأَمَرَهُمْ بِرَدِّهِ، وَخَافَ الأَعْرَابِيُّ فَقَالَ: خُذُوا مَا أَخَذْنَا وَدَعُونَا نَذْهَبُ إِلَى خِزْيِ اللَّهِ وَنَارِهِ، فصاح به المهديّ: تعالى لا بَأْسَ عَلَيْكَ، فَقَالَ: مَا تُرِيدُ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَ فَرَسِكَ، فَضَحِكُوا وَقَالُوا: وَيْلُكَ، قُلْ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: أو هذا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ أَرْضَاهُ هَذَا مِنِّي مَا يُرْضِينِي ذَلِكَ فِيهِ، وَلَكِنْ جَعَلَ اللَّهُ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ فِدَاءَهُ، وَجَعَلَنِي فِدَاءَهُمَا، فَضَحِكَ الْمَهْدِيُّ، وَطَابَ لَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلافٍ [4] . وَحَكَى ابْنُ الإِخْبَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادٍ أَنَّ الْمَهْدِيَّ أَعْطَى رَجُلا مَرَّةً مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ، وَكَانَ قَدْ شَكَا أَنَّ عَلَيْهِ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ. أَبُو صَوَافِيَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ، حَدَّثَنِي حَسَنٌ الْوَصِيفُ حَاجِبُ الْمَهْدِيِّ قَالَ: كُنَّا بِزُبَالَةَ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، أَنَا عَاشِقٌ، فَدَعَا بِهِ فَقَالَ: مَا اسمك؟ قال: أبو ميّاس، قال: من عشقتك؟ قَالَ: بِنْتُ عَمِّي، وَقَدْ أَبَى أَنْ يُزَوِّجَهَا، قَالَ: لَعَلَّهُ أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا، قَالَ: لا أَنَا أَكْثَرُ مِنْهُ مَالا، قَالَ: فَمَا الْقِصَّةُ؟ قال: أدن منّي   [1] تاريخ بغداد 5/ 396. [2] انظر: تاريخ بغداد 5/ 396. [3] تاريخ بغداد 5/ 396. [4] تاريخ بغداد 5/ 398، خلاصة الذهب المسبوك 94. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 442 رَأْسَكَ، قَالَ: فَضَحِكَ الْمَهْدِيُّ وَأَصْغَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي هَجِينٌ، قَالَ: لَيْسَ يَضُرُّكَ ذَاكَ، إِخْوَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُهُمْ هُجُنٌ، يَعْنِي أَوْلادَ إِمَاءٍ، يَا غُلامُ: عَلَيَّ بِعَمِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ، فَإِذَا أَشْبَهُ خَلْقٍ بِأَبِي مَيَّاسٍ كَأَنَّهُمَا بَاقِلاةٌ فُلِقَتْ، فَقَالَ: لِمَ لا تُزَوِّجُ أَبَا مَيَّاسٍ وَلَهُ أَدَبٌ وَأَنْتَ عَمُّهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ هَجِينٌ، قَالَ: فَإِخْوَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلَدُهُ أَكْثَرُهُمْ هُجُنٌ، فَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يُنْقِصُهُ، زَوِّجْهُ، فَقَدْ أَصْدَقْتُهَا عَنْهُ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، فَأَمَرَ لَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا فَأَنْشَدَ: ابْتَعْتُ ظَبْيةً بِالْغَلاءِ، وَإِنَّمَا ... يُعْطَى الْغَلاءُ بِمِثْلِهَا أَمْثَالِي وَتَرَكْتُ أَسْوَاقَ الْقِبَاحِ لِأَهْلِهَا ... إِنَّ الْقِبَاحَ وَإِنْ رَخُصْنَ غَوَالِي. قَالَ الزُّبَيْرُ، أَخْبَرَنِي يُوسُفُ الْخَيَّاطُ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ الْخَيَّاطِ الْمَكِّيُّ الشَّاعِرُ عَلَى الْمَهْدِيِّ وَقَدْ مَدَحَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا قَبَضَهَا فَرَّقَهَا عَلَى النَّاسِ وَقَالَ: أَخَذْتُ بِكَفِّي كَفَّهُ أَبْتَغِي الْغِنَى ... وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الْجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِي فَلا أَنَا مِنْهُ مَا أَفَادَ ذَوُو الْغِنَى ... أَفَدْتُ، وَأَعْدَانِي، فَبَدَّدْتُ مَا عِنْدِي فَنُمِيَ الْخَبَرُ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَأَعْطَاهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ دِينَارًا [1] . وَقِيلَ إِنَّ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ لَمَّا أَنْشَدَ الْمَهْدِيَّ قَصِيدَتَهُ السَّائِرَةَ الَّتِي أَوَّلُهَا: صَحَا بَعْدَ جَهْلٍ وَاسْتَرَاحَتْ عَوَاذِلُهُ. قَالَ: وَيْلُكَ، كَمْ بَيْتٍ هِيَ؟ قَالَ: سَبْعُونَ بَيْتًا، قَالَ: لَكَ بِهَا سَبْعُونَ أَلْفًا [2] . وَفِيهَا: كَفَاكُمْ بِعَبَّاسٍ أَبِي الْفَضْلِ وَالِدًا ... فَمَا مِنْ أَبٍ إِلا أَبُو الْفَضْلِ فَاضِلُهُ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمَّدًا ... أَبُو جَعْفَرٍ فِي كُلِّ أَمْرٍ يُحَاوِلُهُ إِلَيْكَ قَصَرْنَا النِّصْفَ مِنْ صَلَوَاتِنَا ... مَسِيرَةَ شَهْرٍ بَعْدَ شهر نواصله   [1] تاريخ بغداد 5/ 393، 394. [2] انظر: الفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 379. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 443 فَلا نَحْنُ نَخْشَى أَنْ يَخِيبَ مَسِيرُنَا ... إِلَيْكَ، وَلَكِنْ أَهْنَأُ الْبِرِّ عَاجِلُهُ [1] فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: عَجِّلُوهَا لَهُ. الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ كَانَ مُسْتَهْتِرًا بِالْخَيْزُرَانِ، لا يَكَادُ يُفَارِقُهَا فِي مَجْلِسٍ يَلْهُو بِهِ. عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ: كَانَتْ لِلْمَهْدِيِّ جَارِيَةٌ يُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا، وَكَانَتْ شَدِيدَةَ الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَتَغْتَاظُ، وَتُؤْذِيهِ، فَقَالَ فيها: أَرَى مَاءً وَبِي عَطَشٌ شَدِيدٌ ... وَلَكِنْ لا سَبِيلَ إِلَى الْوُرُودِ أَرَاحَ اللَّهُ مِنْ بَدَنِي فُؤَادِي ... وَعَجَّلَ بِي إِلَى دَارِ الْخُلُودِ أَمَا يَكْفِيكِ أَنَّكِ تَمْلِكِينِي ... وَأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَبِيدِي؟ وَأَنَّكِ لَوْ قَطَعْتِ يَدِي وَرِجْلِي ... لَقُلْتُ مِنَ الرِّضَا: أَحْسَنْتِ زِيدِي [2] وَالْمَهْدِيُّ كَغَيْرِهِ مِنْ عُمُومِ الْخَلائِفِ وَالْمُلُوكِ، لَهُ مَا لَهُمْ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْهِمْ، كَانَ مُنْهَمِكًا فِي اللَّذَّاتِ وَاللَّهْوِ وَالْعَبِيدِ، ولكن مُسْلِمٌ خَائِفٌ مِنَ اللَّهِ، قَدْ تَتَّبَعَ الزَّنَادِقَةَ وَأَبَادَ خَلْقًا مِنْهُمْ. فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُقَدَّمٍ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَالَ لأَبِيهِ الْهَادِي يَوْمًا- وَقَدْ قُدِّمَ إِلَيْهِ زِنْدِيقٌ فَاسْتَتَابَهُ فَلَمْ يَتُبْ فَضَرَبَ عُنُقَهُ-: يَا بُنَيَّ إِنْ وُلِّيتَ فَتَجَرَّدْ لِهَذِهِ الْعِصَابَةِ، يَعْنِي أَصْحَابَ مَانِي، فَإِنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى ظَاهِرٍ حَسَنٍ كَاجْتِنَابِ الْفَوَاحِشِ وَالزُّهْدِ وَالْعَمَلِ لِلآخِرَةِ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُخْرِجُونَ النَّاسَ إِلَى تَحْرِيمِ اللُّحُومِ، وَمَسِّ الْمَاءِ لِلتَّطَهُّرِ، وَتَرْكِ قَتْلِ الْهَوَامِّ تَحَرُّجًا وَتَأَثُّمًا، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْ هَذَا إِلَى عِبَادَةِ اثْنَيْنِ، أَحَدُهُمَا النُّورُ، وَالآخَرُ الظُّلْمَةُ، ثُمَّ يُبِيحُونَ نِكَاحَ الأُخْتِ وَالْبِنْتِ، وَالْغُسْلَ بِالْبَوْلِ، فَجَرِّدْ فِيهِمُ السَّيْفَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ جَدَّكَ الْعَبَّاسَ فِي الْمَنَامِ، فَقَلَّدَنِي سَيْفَيْنِ، وَأَمَرَنِي بِقَتْلِ أَصْحَابِ الاثْنَيْنِ. قَالَ الزُّبَيْرُ، وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَسَّمَ الْمَهْدِيُّ قَسْمًا سَنَةَ   [1] تاريخ بغداد 5/ 395 وفيه: «أهنأ الخير عاجله» . [2] تاريخ الطبري 8/ 185 وفيه ثلاثة أبيات، دون الثاني. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 444 أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَأَصَابَ مَشْيَخَةَ بَنِي هَاشِمٍ، أَكْثَرُهُمْ خَمْسَةٌ وَسِتُّونَ دِينَارًا، وَأَقَلُّ مَنْ أَصَابَهُ مِنَ الْقِسْمَةِ مِنَ الْعَرَبِ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ أَرْبَعَةُ دَنَانِيرَ، وَكَانَ عِدَّةُ الَّذِينَ أَخَذُوا ثَمَانِينَ أَلْفَ إِنْسَانٍ. عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينَ الأَمِيرِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ الْمَهْدِيِّ، فَرَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤْيَا اسْتَيْقَظَ بَاكِيًا، رَأَى كَأَنَّ شَيْخًا يَقُولُ لَهُ: كَأَنَّنِي بِهَذَا الْقَصْرِ قَدْ بَادَ أَهْلُهُ ... وَأَوْحَشَ مِنْهُ رُكْنُهُ [1] وَمَنَازِلُهُ وَصَارَ عَمِيدُ الْقَوْمِ مِنْ بَعْدِ بَهْجَةٍ [2] وَمُلْكٍ إِلَى قَبْرٍ عَلَيْهِ [3] جَنَادِلُهُ فَلَمْ يَبْقَ إِلا ذِكْرُهُ وَحَدِيثُهُ ... يُنَادِي بِلَيْلٍ [4] مُعَوِّلاتٌ حَلائِلُهُ تَزَوَّدْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ... وَإِنَّكَ مَسْئُولٌ فَمَا أَنْتَ قَائِلُهُ [5] قَالَ الْفَلاسُ: مَلَكَ الْمَهْدِيُّ عِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا وَنِصْفًا، وَمَاتَ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ تِسْعٍ وستّين ومائة. قالوا: ومات بماسبذان [6] ، وعاش ثَلاثًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً [7] ، وَعَقَدَ بِالأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ لابْنَيْهِ مُوسَى الْهَادِي، ثُمَّ هَارُونَ الرَّشِيدِ. 361- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ [8] ، الْكُوفِيُّ النَّحْوِيُّ- د. ق-   [1] في تاريخ الطبري، ومروج الذهب، والكامل لابن الأثير: «ربعه» ، وفي الفتوح لابن أعثم «أهله» ، والمثبت يتفق مع تاريخ اليعقوبي. [2] في الفتوح لابن أعثم «نعمة» . [3] في تاريخ اليعقوبي «علته» . [4] في الفتوح لابن أعثم «عليه» . [5] ورد ثلاثة أبيات في: تاريخ اليعقوبي 2/ 402، وتاريخ الطبري 8/ 170، ومروج الذهب 3/ 333، والكامل في التاريخ 6/ 81، والثلاثة الأولى في الفتوح لابن أعثم 8/ 240، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 71. [6] ماسبذان: بفتح السين والباء الموحّدة، والذال معجمة. أصله: ماه سبذان، مضاف إلى اسم القمر. (معجم البلدان 5/ 41) . [7] تاريخ بغداد 5/ 401. [8] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن البيلماني) في: التاريخ الكبير 1/ 163 رقم 484، والتاريخ الصغير 172، 173، والضعفاء الصغير 275 رقم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 445 رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِيِّ، وَأَبُو ذَرِّ محمد بْنُ عُثَيْمٍ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ العبديّ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [2] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [3] . قُلْتُ: لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، نُسْخَةٌ أَكْثَرُهَا مَنَاكِيرُ، فَأَنْكَرُهَا: إِنَّ أَحَادِيثِي يَنْسَخُ بَعْضُهَا بعضها كَنَسْخِ الْقُرْآنِ [4] . 362- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبِّرِ [5] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ   [ () ] 329، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 526، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 101 رقم 1654، وتاريخ الطبري 2/ 137، والجرح والتعديل 7/ 311 رقم 1694، والمجروحين لابن حبّان 1/ 318 و 2/ 264- 266 و 268 و 293، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 148 رقم 454، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2187- 2189، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1229، والكاشف 3/ 59 رقم 5064، والمغني في الضعفاء 2/ 603 رقم 5725، وميزان الاعتدال 3/ 617، 618 رقم 7827، والكشف الحثيث 386 رقم 692، وتهذيب التهذيب 9/ 293، 294 رقم 487، وتقريب التهذيب 2/ 182 رقم 442، وخلاصة تذهيب التهذيب 347. ولم أجد نسبة «البيلماني» في: الإكمال لابن ماكولا، ولا في الأنساب، واللباب، وتوضيح المشتبه، ولا في المشتبه للمؤلّف. [1] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير. [2] وكذا قال النسائي في الضعفاء والمتروكين 303 رقم 526. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 101، وزاد: كان الحميدي يتكلم فيه. والجرح والتعديل 7/ 311. [4] ذكره ابن عديّ في الكامل 6/ 2188، وقد نقل أقوال ابن معين، والبخاري، والنسائي في تضعيفه. وقال أبو حاتم: هو منكر الحديث، ضعيف الحديث، مضطرب الحديث. وقال ابن حبّان: «كان ممّن أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها، حدّث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث كلها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلّا على جهة التعجّب» . [5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن مجبّر) في: التاريخ لابن معين 2/ 527، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 102 رقم 1658، والمعرفة والتاريخ 3/ 44، والجرح والتعديل 7/ 320 رقم 1730، والمجروحين لابن حبّان 2/ 263، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 446 الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ، الْمَدَنِيُّ. عَنْ: نَافِعٍ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ، وَالْعُمَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَرَوَى الْعُقَيْلِيُّ [2] ، عَنْ آدَمَ، عَنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ: سَكَتُوا عَنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المجبّر، عن نافع، عن ابن عُمَرَ مَرْفُوعًا: «اطْلُبُوا الْخَيْرَ عَنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ» [5] . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [6] : الرِّوَايَةُ فِي هَذَا الْبَابِ فِيهَا لين [7] .   [ () ] والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2196، 2197، وتاريخ جرجان 168 و 385، والمغني في الضعفاء 2/ 605 رقم 5735، وميزان الاعتدال 3/ 621 رقم 7839، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 571، ولسان الميزان 5/ 245، 246 رقم 850. ومجبّر: بفتح الموحّدة الثقيلة وأصله في الأصل عبد الرحمن وإنما قيل له المجبّر لأنه وقع فتكسّر فأتي به عمّته حفصة فقالت: هو المجبّر. (لسان الميزان 5/ 246) . [1] في تاريخه 2/ 527، والجرح والتعديل 7/ 320. [2] الموجود في الضعفاء الكبير له 4/ 102: «قال يحيى: ليس بشيء، سكتوا عنه» . [3] لم يذكره في الضعفاء والمتروكين. [4] في الكامل 6/ 2197. [5] الحديث مشهور من غير هذه الطريق، عن أنس، وجابر، وعائشة، وابن عباس، وابن عمرو، وأبي بكرة، وأبي هريرة، قال السخاوي: كلها ضعيفة وبعضها أشدّ في ذلك من بعض. قال ابن عساكر: وكنت قد سئلت عنه فتكلّمت عليه وعلى معناه في رسالة. (تهذيب تاريخ دمشق 5/ 184) : وقد حدّث به خيثمة بن سليمان الأطرابلسي بدمشق، من طريق سفيان الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس، أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «التمسوا الخير عند حسان الوجوه» . (انظر كتابنا: من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي- ص 33، 34) . [6] في الضعفاء الكبير 4/ 102. [7] قال أبو حاتم عن صاحب الترجمة: «ليس بقويّ، روى عنه هشيم ولطف فيه فقال: نا محمد بن عبد الرحمن القرشي، فكنّى عن اسم جدّه لكي لا يفطن له» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 447 363- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ طَلْحَةَ [1] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ طَلْحَةَ، الْعبْدِيُّ، الْحَجَبِيُّ، الْمَكِّيُّ. عَنْ: جَدَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، وَغَيْرِهَا. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِلنُّفَيْلِيِّ. وَلَمْ أَرَ لَهُمْ فِيهِ مَقَالا يُوَهِّيهِ [2] . 364- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هشام [3] المخزوميّ، أبو خالد،   [ () ] وسئل أبو زرعة عنه فقال: واهي الحديث. وقال ابن حبّان: «ممّن ينفرد بالمعضلات عن الثقات ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير، لا أيحتجّ به» . [1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن طلحة) في: التاريخ الكبير 1/ 155 رقم 461، والثقات لابن حبّان 7/ 422، 423، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1231، وتهذيب التهذيب 9/ 298، 299 رقم 495، وتقريب التهذيب 2/ 183 رقم 454، وخلاصة تذهيب التهذيب 348. [2] ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب 9/ 298، 299) : «قال المزّي: لم أقف على رواية أبي داود له: قلت: الّذي رأيته في «سنن أبي داود» . روى عن النفيلي، وروى هو عن صفية بنت شيبة هو محمد بن عمران الحجبي- وسيأتي ذكره-. وقد قال ابن عديّ: محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي ضعيف يسرق الحديث. وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك. وذكره البخاري في التاريخ فلم يذكر فيه جرحا» . يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد وهم الحافظ ابن حجر بقوله: «قال ابن عديّ: محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي ضعيف يسرق الحديث، وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك» . فالقرشي هذا ليس صاحب الترجمة «العبدري الحجبي» الّذي ذكره البخاري، وابن حبّان، والمزّي، بل هو: محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الّذي يروي عن محمد بن طلحة بن مصرّف، فهو الضعيف الّذي يسرق الحديث والّذي ذكره ابن عديّ في (الكامل 6/ 2200) وقد نصّ على ذلك ابن حجر نفسه في (لسان الميزان 5/ 247 رقم 854) . ولو كان صاحب الترجمة متروكا كما يقول الدار الدّارقطنيّ، وضعيفا يسرق الحديث كما يقول ابن عديّ، وهو ما نقله ابن حجر، فكيف يقول المؤلّف الذهبي: «لم أر لهم فيه مقالا يوهّيه» ؟ [3] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن هشام) في: نسب قريش 315، والتاريخ الكبير 1/ 156 رقم 462، والمعرفة والتاريخ 1/ 159 والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 97، 98 رقم 1652، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 264- 268، والجرح الجزء: 10 ¦ الصفحة: 448 الْمَكِّيُّ، الْقَاضِي، الْمَعْرُوفُ بِالأَوْقَصِ. عَنْ: خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زُبَالَةَ، وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ لا رَقَبَةَ لَهُ، بَلْ رَأْسُهُ عَلَى بَدَنِهِ. مَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَتْ: وَأَيْنَ الرَّقَبَةُ [1] ؟ وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ مَكَّةَ عَشْرِينَ سَنَةً، وَقَدِمَ الشَّامَ غَازِيًا [2] . يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [3] . 365- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ [4] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، الْعَوْفِيُّ، الْمَدَنِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزّناد.   [ () ] والتعديل 7/ 323 رقم 1744، والثقات لابن حبّان 7/ 423، والمغني في الضعفاء 2/ 608 رقم 5762، وميزان الاعتدال 3/ 625 رقم 7855، ولسان الميزان 5/ 252، 253 رقم 870. [1] قال مصعب بن عبد الله: أتى الدارميّ الشاعر الأوقص قاضي مكّة في شيء، فأبطأ عليه، فبينما الأوقص يوما في المسجد يدعو، ويقول في دعائه: يا ربّ أعتق رقبتي من النار، قال له يقول الدارميّ: ولك عتق رقبة؟ لا والله ما جعل الله لك، وله الحمد، رقبة تعتق، فقال الأوقص: ويلك! من أنت؟ أنا الدارميّ، قتلتني وحبستني. قال: لا تقل ذاك، إنني أقضي لك. (أخبار القضاة 1/ 264) . [2] قال العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 97: «يخالف في حديثه» . وضعّفه ابن عساكر الدمشقيّ، وابن زبالة تالف. وقد ذكره ابن حبّان في الثقات. [3] المعرفة والتاريخ 1/ 159. [4] انظر عن (محمد بن عبد العزيز بن عمر) في: التاريخ الكبير 1/ 167 رقم 499، والتاريخ الصغير 190، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 528، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 104 رقم 1661، وتاريخ الطبري 5/ 480 و 7/ 165 و 530 و 553 و 559 و 563 و 600 و 612، والجرح والتعديل 8/ 7 رقم 24، والمجروحين لابن حبّان 2/ 263، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2243، 2244، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 148 رقم 457، وتاريخ بغداد 2/ 349، 350 رقم 853، والمغني في الضعفاء 2/ 608 رقم 5767، وميزان الاعتدال 3/ 268 رقم 7874، ولسان الميزان 5/ 259، 260 رقم 895. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 449 وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَغَيْرُهُمَا. مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيّ، قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ لِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا فَوَجَدَهُمْ مِائَةَ رَجُلٍ، لِكُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، وَكَانَ عُثْمَانُ فِيهِمْ، فَأَخَذَهَا [2] . 366- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، التَّيْمِيُّ [3] ، الْكُوفِيُّ، الزَّاهِدُ. عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ: سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِئُ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ. ذَكَرَ عَنْهُ خَيْرًا وَفَضْلا وَصَلاحًا. [4] وَقَدْ نَزَحَ مِنَ الْكُوفَةِ مَرَّةً فَقَالَ: لا أُقِيمُ بِبَلْدَةٍ يُشْتَمُ فيها الصحابة رضي الله عنهم [5] .   [1] في تاريخه الكبير والصغير. وقال العقيليّ: قال البخاري: هو منكر الحديث، لا يتابع عليه. [2] التاريخ الكبير 1/ 167. وقال أبو حاتم: «هم ثلاثة إخوة: محمد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ العزيز، وعمران بن عبد العزيز، وهم ضعفاء الحديث، ليس لهم حديث مستقيم، وليس لمحمد، عن أبي الزناد، والزهري، وهشام بن عروة حديث صحيح (الجرح والتعديل 8/ 7) . وقال ابن حبان: «كان ممن يروي عَنِ الثقات المعضلات وإذا انفرد أتى بالطّامّات عن أقوام أثبات حتى سقط الاحتجاج به، وهو الّذي جلد بمشورته مالك بن أنس» . وقال النَّسائيّ: متروك الحديث. وقال ابن عديّ: ليس له من حديث إلا القليل. وقال الدار الدّارقطنيّ: ضعيف. وقال الخطيب: كان على قضاء المدينة، وعلى بيت مالها في زمن أبي جعفر المنصور.. وكان من أهل الفضل موصوفا بالسخاء والبذل. [3] انظر عن (محمد بن عبد العزيز التيمي) في: التاريخ الكبير 1/ 166 رقم 495، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 744 والجرح والتعديل 8/ 6، 7 رقم 23، والثقات لابن حبّان 9/ 61، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 226 ب. [4] الجرح والتعديل 8/ 6. [5] الجرح والتعديل 8/ 6، 7. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 450 367- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيُّ [1] ، الْمَدَنِيُّ، الضَّرِيرُ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ، وَعِدَّةٌ. ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] : كَذَّابٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ شَيْخٍ رَوَى عَنْهُ الْوُحَاظِيُّ يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ، ثَنَا عطاء، عن ابن عباس: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُخَلَّلَ بِالْقَصَبِ والآس، وقال: انهما يسقيان [5] عِرَاقَ الْجُذَامِ» [6] ، فَقَالَ أَبِي: رَأَيْتُهُ وَكَانَ أَعْمَى، وكان يضع الحديث [7] .   [ () ] ووثّقه عثمان بن زفر. وكان شريك يقول: هو قريع القراء، يعني سيّد القراء. وقال ابن معين: لا أعرفه. قال أبو محمد: يعني لا أخبره. وقال عثمان بن سعيد: ثقة. [1] انظر عن (محمد بن عبد الملك الأنصاري) في: التاريخ لابن معين 2/ 528، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4918، والتاريخ الكبير 1/ 164 رقم 487، والتاريخ الصغير 196، والضعفاء الصغير 331، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 527، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 103 رقم 1660، والجرح والتعديل 8/ 4 رقم 15، والمجروحين لابن حبّان 2/ 269، 270، والكامل في الضعفاء لابن عدي 6/ 2166- 2170، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 149 رقم 458، والمغني في الضعفاء 2/ 610 رقم 5783، وميزان الاعتدال 3/ 631 رقم 7889، والكشف الحثيث 387 رقم 695، ولسان الميزان 5/ 265، 266 رقم 912. [2] الجرح والتعديل 8/ 4، 5. [3] في العلل ومعرفة الرجال 3 رقم 4918، والجرح والتعديل 8/ 4، والضعفاء الكبير 4/ 103، والكامل في الضعفاء 6/ 2167. [4] في تاريخيه الكبير والصغير، والضعفاء الصغير. وفي الكامل لابن عديّ 6/ 2167، وهو الّذي روى: من قاد أعمى أربعين خطوة. [5] هكذا في الأصل والكامل في الضعفاء لابن عديّ. وفي الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 103 «يشفيان» . [6] الكامل في الضعفاء 6/ 2166. [7] العلل ومعرفة الرجال 3/ 212 رقم 4918. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 451 368- مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ [1] ، أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ، الْوَاقِفِيُّ، الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَالْقَاسِمِ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمَعْنُ بْنُ الْقَزَّازِ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ، فَضَعَّفَ الشَّيْخَ جِدًّا، قُلْتُ: مَا لَهُ؟ قَالَ: رَوَى عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي الْكَبْشِ الأَقْرَنِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي الصَّلاةِ الْوُسْطَى، وَرَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَوَابِدَ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَكُونُ بِالْبَصْرَةِ، وعبّادان. وكان ابن مهديّ يحدّث عنه [4] .   [ () ] وقال أبو حاتم: كان يكون ببغداد، ذاهب، الحديث جدا كذّاب، كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: «كَانَ ممّن يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى جهة القدح فيه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار» . وقال ابن عديّ: كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه وهو ضعيف جدا. وقال ابن معين: أعمى كان في دار الرقيق، كذاب. [1] انظر عن (محمد بن عمرو بن عبيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 532، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3248، والتاريخ الكبير 1/ 194 رقم 594، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والمعرفة والتاريخ 1/ 361 و 2/ 125 و 166 و 661، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 110، 111 رقم 1668، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، والجرح والتعديل 8/ 32 رقم 142، والمجروحين لابن حبّان 2/ 285، 286، والثقات له 7/ 439، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2230، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 240 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 621 رقم 5879، وميزان الاعتدال 3/ 674 رقم 8017، وتهذيب التهذيب 9/ 378، 379 رقم 621 وقد ذكره للتمييز. [2] في تاريخه 2/ 532. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 110، الجرح والتعديل 8/ 32، وانظر: الكامل في الضعفاء 6/ 2230. [4] الضعفاء الكبير 4/ 110 وفيه: كان يحيى بن سعيد يضعفه جدّا. ثم أعاد حديث ابن مهديّ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 452 الْعُقَيْلِيُّ [1] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ مَكَّةَ التَّنْعِيمَ» . الْعُقَيْلِيُّ [2] ، نَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: «وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ مَكَّةَ الْجِعِرَّانَةَ» . كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، نَا ابْنُ سِيرِينَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَلَّ سَخِينَتَهُ عَلَى طَرِيقٍ عَامِرَةٍ لِلْمُسْلِمِينَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [3] » . وَكَامِلٌ لَيْسَ بِعُمْدَةٍ [4] . 369- مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْحَجَبِيُّ [5] ، الْمَدَنِيُّ. آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ جَدَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ. رَوَى عنه: وكيع، وأبو عاصم، والنّفيليّ.   [ () ] عنه، وقال: ويحيى بن سعيد لم يكن يستمرئه، ولم أر أبا عبد الله يشتهيه. [1] في الضعفاء الكبير 4/ 111. [2] الضعفاء الكبير 4/ 111. [3] الضعفاء الكبير 4/ 111 وقال: لا يتابع عليه. [4] وقال ابن نمير في أبي سهيل الأنصاري: «ليس يسوى شيئا» (الجرح والتعديل 8/ 32) . وقد ذكره ابن حِبّان في الثّقات وقال: يخطئ. ثم أعاد ذكره في المجروحين 2/ 286 وقال: «ممّن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، يعتبر حديثه من غير احتجاج به» . وقال ابن عديّ: «هو عزيز الحديث وله غير ما ذكرت أحاديث أيضا وأحاديثه إفرادات ويكتب حديثه في جملة الضعفاء» . وقال الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وقال الفسوي: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقويّ عندهم. [5] تقدّمت ترجمته في (محمد بن عبد العزيز بن طلحة بن الحارث.. العبدري الحجبي الْمَكِّيّ) برقم (362) . ويضاف إلى مصادر ترجمته المذكورة هناك: تقريب التهذيب 2/ 197 رقم 596، وخلاصة تذهيب التهذيب 354. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 453 لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ مَقَالا، فَقَدْ مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي هَيْئَتِهِ. فاللَّه أَعْلَمُ. 370- مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى [1] ، أَبُو يَحْيَى الْهِلالِيُّ، وَقِيلَ الْعَبْدِيُّ، بَصْرِيٌّ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَعَنْهُ: عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْمُسْمِعِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ، وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفُوهُ. وَقَالَ البخاريّ [2] : منكر الحديث [3] .   [1] انظر عن (محمد بن عيسى الهلالي) في: التاريخ الكبير 1/ 203 رقم 629، و 1/ 204 رقم 635، والتاريخ الصغير 211، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 114 رقم 1672، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 8/ 38 رقم 174، والمجروحين لابن حبّان 2/ 256، 257، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2249، 2250، والمغني في الضعفاء 2/ 622 رقم 5889، وميزان الاعتدال 3/ 677 رقم 8032، ولسان الميزان 5/ 332، 333 رقم 1102. [2] ذكره مرتين في تاريخه الكبير، الأولى برقم (629) فقال: محمد بن عيسى أبو يحيى العبديّ. والثانية برقم (635) باسم «محمد بن عيسى العبديّ» وقال فيه: «منكر الحديث» . وذكره في التاريخ الصغير وقال مثله. واقتبس العقيلي قوله في الضعفاء الكبير 4/ 114، وابن عديّ في الكامل 6/ 2249. [3] قال عمرو بن علي الصيرفي: ضعيف منكر الحديث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث لا ينبغي أن يحدّث عنه، حدّث عن محمد بن المنكدر بأحاديث مناكير، وأمر أن يضرب على حديثه، ولم يقرأ علينا حديثه. (قاله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/ 38) . وقال ابن حبّان: «يروي عن محمد بن المنكدر العجائب وعن الثقات الأوابد. لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد» . وشذّ عبيد بن واقد فوثّقه. (الكامل في الضعفاء 6/ 2249) . وقال ابن عديّ: «ومحمد بن عيسى هذا الّذي أنكر عليه حديث المؤذّنين. وحديث الجراد اللذين ذكرتهما، وله غير ذلك من الحديث الشيء اليسير» . وضعّفه الدار الدّارقطنيّ. ووثّقه بعضهم. (ميزان الاعتدال 3/ 677) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 454 371- مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، الطَّائِيُّ، الْحِمْصِيُّ [1] . عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ ناسج الحضرميّ، ويحيى ابن عُتْبَةَ بْنِ عُبَيْدٍ السُّلَمِيِّ، وَعُتْبَةَ بْنِ شُعَيْبٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَسَلامَةِ بْنِ جَوَّاسٍ، وَيَحْيَى بْنِ صَالِحٍ الْوُحَاظِيِّ. مَا وَهَّاهُ أَحَدٌ. 372- مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ دَاوُدَ [2] ، أَبُو غَسَّانَ، الْمَدَنِيُّ. - ع- أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ. وعنه: سفيان الثوري، وهو أكبر منه، وابن وَهْبٍ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَجَمَاعَةٌ. وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْمَهْدِيِّ، وَحَدَّثَ ببغداد [3] . وثّقه أحمد بن حنبل [4] ، وغيره.   [1] انظر عن (محمد بن القاسم) في: التاريخ الكبير 1/ 214 رقم 669، والمعرفة والتاريخ 2/ 349، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 636، والجرح والتعديل 8/ 64، 65 رقم 290. [2] انظر عن (محمد بن مطرّف) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 300 و 2/ رقم 301 و 567، والتاريخ الكبير 1/ 236 رقم 744، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 788 وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 528 و 2/ 726، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 76، والجرح والتعديل 8/ 100 رقم 431، والثقات لابن حبّان 7/ 426، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 678، 679 رقم 1097، ورجال صحيح مسلم 2/ 211، 212 رقم 1521، وتاريخ جرجان 94 و 223، وتاريخ بغداد 3/ 295- 297 رقم 1383، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 450 رقم 1715، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1273، 1274، والكاشف 3/ 86 رقم 5244، ودول الإسلام 1/ 110، وميزان الاعتدال 4/ 43 رقم 2182، وسير أعلام النبلاء 7/ 295، 296 رقم 92، وتذكرة الحفاظ 1/ 242، والوافي بالوفيات 5/ 34 رقم 2005، وتهذيب التهذيب 9/ 461، 462 رقم 743، وتقريب التهذيب 2/ 208 رقم 712، وطبقات الحفاظ للسيوطي 102، وخلاصة تذهيب التهذيب 359، وشذرات الذهب 1/ 258. [3] تاريخ بغداد 3/ 296. [4] وكان يثني عليه. (الجرح والتعديل 8/ 100) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 455 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ [1] : قِيلَ إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ سَكَنَ عَسْقَلانَ. قُلْتُ: لَمْ يُؤَرِّخْهُ أَحَدٌ [2] . 373- مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ [3] ، دِينَارٌ الأَنْصَارِيُّ، الْحِمْصِيُّ، أَخُو عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ. - م. ع- عَنْ: أَبِيهِ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل [4] . توفّي سنة سبعين ومائة [5] .   [1] في تاريخ بغداد 3/ 296. [2] قال ابن معين في معرفة الرجال 1/ 86 رقم 300 و 2/ 108 رقم 301: «ليس به بأس» . وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن المديني: كان شيخا وسطا صالحا. وقال ابن معين أيضا: شيخ ثبت ثقة. [3] انظر عن (محمد بن مهاجر بن أبي مسلم) في: التاريخ لابن معين 2/ 540، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 309، والتاريخ الكبير 1/ 229 رقم 721، والتاريخ الصغير 189، وتاريخ الثقات للعجلي 415 رقم 1508، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 255 و 324 و 325 و 375 و 396 و 397 و 519 و 2/ 699، والجرح والتعديل 8/ 91 رقم 390، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 284 رقم 1165، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1277، والكاشف 3/ 88 رقم 5258، والمغني في الضعفاء 2/ 636 رقم 6013، وميزان الاعتدال 4/ 49 رقم 8217، وتهذيب التهذيب 9/ 477، 428 رقم 771، وتقرب التهذيب 2/ 211 رقم 740، وخلاصة تذهيب التهذيب 360. [4] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3090، والجرح والتعديل 8/ 91. ووثّقه ابن معين في تاريخه 2/ 540، والجرح والتعديل 8/ 91. والعجليّ في تاريخ الثقات 415 رقم 1508. وابن شاهين في ثقاته. [5] تاريخ البخاري، الكبير، والصغير. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 456 374- مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، الْقُرَشِيُّ، الْكُوفِيُّ [1] عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ، يَعْنِي عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ يَقُولُ: اللَّهمّ إِيمَانًا بِكَ وَتصْدِيقًا بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . 375- مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ عَامِرٍ الأَسَدِيُّ [4] . عَنِ: الْحَكَمِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. وَعَنْهُ: أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ. أَظُنُّهُ الَّذِي قَبْلَهُ [5] . 376- محمد بن مهزم [6] ، العبديّ، البصريّ، الشّعاب.   [1] انظر عن (محمد بن مهاجر القرشي) في: التاريخ الكبير 1/ 230 رقم 722، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 135، 136 رقم 1695، والجرح والتعديل 8/ 90، 91 رقم 389، و 391 والثقات لابن حبّان 7/ 415، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2268، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1277، والمغني في الضعفاء 2/ 636 رقم 6011، وميزان الاعتدال 4/ 48 رقم 8215 و 8216، والكشف الحثيث 409 رقم 742، وتهذيب التهذيب 9/ 478 رقم 772، وتقريب التهذيب 2/ 211 رقم 741، وخلاصة تذهيب التهذيب 360. [2] في تاريخه الكبير 1/ 230. [3] ذكره البخاري مختصرا في تاريخه، ونقله عنه ابن عديّ في الكامل 6/ 2668، واختصره أبو حاتم (الجرح والتعديل 8/ 91 رقم 391) وذكره بتمامه العقيلي في: الضعفاء الكبير 4/ 136 وقال ابن عديّ: ومحمد بن مهاجر ليس بمعروف أيضا لا عن نافع ولا عن غيره. وقد ذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (محمد بن مهاجر بن عامر) في: التاريخ الكبير 1/ 229 رقم 720، والثقات لابن حبّان 7/ 413. [5] الّذي يؤيّد ظنّه كونه يروي عن أبي جعفر محمد بن علي. ويروي عنه: المطّلب بن زياد. [6] انظر عن (محمد بن مهزم) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 457 عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَمَعْرُوفٍ الْمَكِّيِّ. وَعَنْهُ: وكيع، وأبو عمر الْحَوْضِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين [1] . 377- محمد بن هلال، المدنيّ [2] ، مولى بني جمح. - د. ن. ق- عَن: أبيه، وسعيد بْن الْمُسَيِّبِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَطَائِفَةٌ. وَعَاشَ نَحْوًا مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] . وَقَالَ أبو حاتم [4] : صالح الحديث [5] .   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 541، والتاريخ الكبير 1/ 230 رقم 723، والمعرفة والتاريخ 2/ 120، والجرح والتعديل 8/ 102 رقم 437، والثقات لابن حبّان 9/ 33، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 412، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 284 رقم 1163. [1] في تاريخه 2/ 541، والجرح والتعديل 8/ 102. وقال أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حبّان، وابن شاهين في الثقات. [2] انظر عن (محمد بن هلال) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 98 رقم 414، والطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 447، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 620 و 2/ رقم 1476 و 3/ رقم 5694، والتاريخ الكبير 1/ 257 رقم 820، وتاريخ الطبري 2/ 478، والجرح والتعديل 8/ 115، 116 رقم 513، والثقات لابن حبّان 7/ 438، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 288 رقم 1191، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1282، والكاشف 3/ 91 رقم 5279، وتهذيب التهذيب 9/ 498 رقم 817، وتقريب التهذيب 2/ 214 رقم 782، وخلاصة تذهيب التهذيب 362. [3] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 260 و 3/ رقم 5694، وقال أيضا: «ليس به بأس» (2/ رقم 1476) ، والجرح والتعديل 8/ 116. [4] في الجرح والتعديل 8/ 116 وزاد: وأبوه ليس بمشهور. [5] ووثّقه ابن معين: في: معرفة الرجال 1/ 98 رقم 414. ووثّقه ابن حبّان، وابن شاهين. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 458 378- مُحَمَّدُ بْنُ يزَيْدٍ الْبَصْرِيُّ [1] ، الْمَدَنِيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ. عَنِ: الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [2] . 379- مُخَارِقُ بْنُ عَفَّانَ، الْعَابِدُ. مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، مَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 380- مَخْلَدُ بْنُ الضَّحَّاكِ [3] ، الشَّيْبَانِيُّ، البصريّ. عن: الزّبير بن عبيد، وَغَيْرِهِ. [رَوَى عَنْهُ] [4] : ابْنُهُ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ. تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ وَفَاةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ [5] . 381- مُرَجَّى [6] بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ [7] ، وَيُقَالُ: العدويّ، البصريّ.   [1] انظر عن (محمد بن يزيد البصري) في: الجرح والتعديل 8/ 127 رقم 571. [2] قال أبوه: هذا شيخ بصريّ مجهول لا أعلم أحدا روى عنه غير محمد بن شُعَيب بن شابور، والوليد بن مَزْيَد. يقول محقّق هذا الكتاب خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» : إن ابن شابور، وابن مزيد، هما بيروتيّان، ويحتمل أن صاحب الترجمة نزل بيروت وحدّث بها. [3] انظر عن (مخلد بن الضحاك) في: التاريخ الكبير 1/ 437 رقم 1910، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 231 رقم 1824، والجرح والتعديل 8/ 348 رقم 1597، والثقات لابن حبّان 9/ 185، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1312، والكاشف 3/ 113 رقم 5437، وتهذيب التهذيب 10/ 75 رقم 130، وتقريب التهذيب 2/ 235 رقم 983، وخلاصة تذهيب التهذيب 372. [4] في الأصل ورد: «وأبنّه» . [5] قال في الخلاصة: مات قبل سنة 167 هـ. وقال العقيلي: «لا يتابع على حديثه» . [6] في الأصل «مرجا» . [7] انظر عن (مرجّى بن رجاء) في: التاريخ لابن معين 2/ 555، والتاريخ الكبير 8/ 62 رقم 2154، وكرّره ثانية 8/ 72 رقم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 459 عن: أيّوب السّختيانيّ، وحنظلة السَّدُوسِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَشَبَّابَةُ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَهُوَ صَاحِبُ التَّعْبِيرِ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [1] . وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا، فَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ. قَالَ عَبَّاسُ بن محمد، عن ابن معين [2] : مرجا بن رجاء ضعيف، ومرجّا بْنُ وَدَاعٍ: ضَعِيفٌ، إِلا أَنَّ ابْنَ رَجَاءٍ أَصْلَحُ [3] . 382- مِسْكِينُ بْنُ دِينَارٍ [4] ، أَبُو هُرَيْرَةَ التَّيْمِيُّ، الشَّقَرِيُّ، الْكُوفِيُّ. عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَأَبِي عَمْرٍو نَشِيطٍ الْمُنَبِّهِيِّ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ التَّيْمِيُّ، وأبو أسامة، وعبيد بن إسحاق العطّار.   [ () ] 2208، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 265 رقم 1870، والجرح والتعديل 8/ 412 رقم 1882، والمجروحين لابن حبّان 2/ 185 و 3/ 27، 28، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2439، 2440، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1314، والكاشف 3/ 115 رقم 5449، والمغني في الضعفاء 2/ 650 رقم 6155، وميزان الاعتدال 4/ 87 رقم 8411، وتهذيب التهذيب 10/ 83، 84 رقم 145، وتقريب التهذيب 2/ 237 رقم 995. [1] الجرح والتعديل 8/ 412. [2] في تاريخه 2/ 555: «ليس به بأس» ، وفي المجروحين لابن حبّان عن ابن معين قال: مرجّى بن رجاء ليس حديثه بشيء. (3/ 28) . [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 265. وقال ابن حبّان في المجروحين: «كان ممّن ينفرد عن المشاهير بالمناكير ويرفع المراسيل من حيث لا يعلم على قلّة روايته، فلما كثر مخالفته للإثبات فيما روى عن الثّقات خرج عن حدّ العدالة إلى الجرح، وسقط الاحتجاج به فيما انفرد، فأما ما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر دون أن يحتجّ به لم أر بذلك بأسا، وكان الحوضيّ يكذّبه وترك حديثه» . [4] انظر عن (مسكين بن دينار) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، والمعرفة والتاريخ 2/ 125، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 151، والجرح والتعديل 8/ 328، 329 رقم 1520. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 460 صَدُوقٌ [1] . - مُسْلِمُ بْنُ قَعْنَبٍ. وَالِدُ الْقَعْنَبِيِّ. سَيَأْتِي. 383- مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ [2] . حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ. ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ [3] ، وَابْنُ معين [4] .   [1] قال وكيع: كان ثبتا. وقال أبو حاتم: صالح يكتب حديثه. (الجرح والتعديل 8/ 329) . [2] انظر عن (مسور بن الصلت) في: التاريخ لابن معين 2/ 565، والتاريخ الكبير 7/ 411 رقم 1804، والتاريخ الصغير 191، والضعفاء الصغير 277 رقم 362، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 572، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 244 رقم 1838، والجرح والتعديل 8/ 298 رقم 1374، والمجروحين لابن حبّان 3/ 31، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2424، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 160 رقم 509، وتاريخ بغداد 13/ 245، 246 رقم 7206، والمغني في الضعفاء 2/ 659 رقم 6247، وميزان الاعتدال 4/ 114 رقم 8539، ولسان الميزان 6/ 37 رقم 148. [3] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، وضعفائه الصغير. [4] الضعفاء الكبير 4/ 244 وقال في تاريخه: كان يحدّث بأحاديث الشيعة. وقد ضعّفه أحمد كما قال البخاري في تاريخه 7/ 411. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال العقيلي: لا يتابعه إلا من هو نحوه. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم مثله. وقال ابن حبّان: «كان غاليا في التشيّع يشتم السلف، وكان يروي عن الثقات الموضوعات، لا يجوز الاحتجاج به، كان أحمد بن حنبل يكذّبه، وأما يحيى فحسّن القول فيه» . ثم ذكر أن صالح بن محمد سأل يحيى بن معين عن مسور بن الصلت فقال: شيخ صدوق. وذكره ابن عديّ في الكامل، واقتبس ما قاله البخاري، والنسائي في ضعفه. وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 461 384- مِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ، الْمَدَنِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَنَبِيهِ بْنِ وَهْبٍ، وَيَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَشْهَبُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ. 385- مُصَادُ بْنُ عُقْبَةَ [2] . عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ، وَزِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ. وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ [3] . 386- مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] ، الْبَصْرِيُّ، الأَعْنَقُ. عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ: الطَّيَالِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : مَحِلُّهُ الصِّدْقُ. 387- مُطِيعُ بن إياس [6] ، اللّيثيّ.   [1] انظر عن (مسور بن عبد الملك) في: التاريخ الكبير 7/ 411 رقم 1801، والجرح والتعديل 8/ 298 رقم 1373، وميزان الاعتدال 4/ 114 رقم 8540، وتهذيب التهذيب 10/ 151 رقم 287، وتقريب التهذيب 2/ 249 رقم 1135. [2] انظر عن (مصاد بن عقبة) في: الجرح والتعديل 8/ 440، 441 رقم 2010، والثقات لابن حبّان 7/ 497، وتاريخ جرجان 552. [3] قال ابن حِبّان في الثّقات 7/ 497: «مستقيم الحديث على قلّته» . [4] انظر عن (مطر بن عبد الرحمن) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 308، والتاريخ الكبير 7/ 401 رقم 1756، والجرح والتعديل 8/ 288 رقم 1321، والثقات لابن حبّان 9/ 189، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1334، والكاشف 3/ 132 رقم 5570، وتهذيب التهذيب 10/ 169 رقم 317، وتقريب التهذيب 2/ 252 رقم 1165، وخلاصة تذهيب التهذيب 378. [5] في الجرح والتعديل 8/ 288. [6] انظر عن (مطيع بن إياس الشاعر) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 462 شَاعِرٌ مُحْسِنٌ، بَدِيعُ الْقَوْلِ، وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، ثُمَّ صَحِبَ الْمَنْصُورَ وَابْنَهُ الْمَهْدِيَّ. وَكَانَ مَازِحًا مَاجِنًا بِحَيْثُ أَنَّهُ اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ. وهو القائل: وما زال بِي حُبَّيْكَ حَتَّى كَأَنَّنِي ... بِرَجْعِ جَوَابِ السَّائِلِي عَنْكَ أَعْجَمُ لا سَلِمَ مِنْ قَوْلِ الْوُشَاةِ وَسَلْمَى ... سَلِمْتِ، وَهَلْ حَيٌّ مِنَ النَّاسِ يَسْلَمُ رَوَى صَاحِبُ «الأَغَانِي» [1] ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ مُنْقَطِعًا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ الْمَنْصُورِ، فَطَالَتْ صُحْبَتُهُ له بِقِلَّةِ فَائِدَةٍ، فَاجْتَمَعَ مُطِيعٌ يَوْمًا وَحَمَّادُ عَجْرَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ زِيَادٍ، فَتَذَاكَرُوا أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَثْرَةَ مَا أَفَادُوا مِنْهَا، وَحُسْنَ مَمْلَكَتِهِمْ وَطِيبَ دَارِهِمْ بِالشَّامِ، وَمَا هُمْ فِيهِ بِبَغْدَادَ مِنَ الْقَحْطِ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، وَشِدَّةِ الْحَرِّ، وَخُشُونَةِ الْعَيْشِ، وَشَكُوا الْفَقْرَ فَأَكْثَرُوا، فَقَالَ مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ فِي ذَلِكَ: حَبَّذَا عَيْشُنَا الَّذِي زَالَ عَنَّا ... حَبَّذَا ذَاكَ حِينَ لا حَبَّذَا ذَا أين هذا من ذاك؟ سقيا لهذا ... ك ولسنا نقول: سقيا لهذا زاد هذا الزّمان شرّا وعسرا [2] ... عندنا إذ أحلّنا بغداذا   [ () ] معجم الشعراء للمرزباني 480، وكتاب الحيوان للجاحظ 4/ 447، والبرصان والعرجان له 318، وطبقات الشعراء لابن المعتز 93- 95، والأمالي للقالي 1/ 270 و 2/ 118، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3447، والعيون والحدائق 3/ 126، والأغاني 13/ 275- 335، والعقد الفريد 2/ 311، وأمالي المرتضى 1/ 128 و 131 و 142- 144، و 275، وتاريخ بغداد 13/ 225، 226 رقم 7196، وخاص الخاص 61، وثمار القلوب 176 و 515 و 589 و 590، والتذكرة الحمدونية 2/ 341، والمستجاد من فعلات الأجواد 194، وبدائع البدائه 36 و 37 و 217 و 218 و 330 و 331، والكامل في التاريخ 6/ 95، ووفيات الأعيان 2/ 151 و 207 و 211 و 212 و 4/ 90 و 6/ 198 و 338، والمختصر في أخبار البشر 2/ 12، وآثار البلاد للقزويني 357، ولسان الميزان 6/ 51، 52 رقم 193، وله ذكر في ترجمة (صالح بن عبد القدّوس) في اللسان 3/ 173. [1] في الجزء 13/ 320. [2] في الأغاني 13/ 320: «عسرا وشرّا» ، والمثبت يتفق مع معجم البلدان، وتاريخ بغداد 13/ 225. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 463 بَلْدَةٌ تُمْطِرُ التُّرَابَ [1] عَلَى النَّاسِ ... كَمَا تُمْطِرُ السَّمَاءَ الرَّذَاذَا خَرِبَتْ عَاجِلا وَأَجْدَبَ [2] ذُو الْعَرْشِ ... بِأَعْمَالِ أَهْلِهَا كَلْوَاذَا [3] يُقَالُ: مَاتَ مُطِيعُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 388- مُطِيعُ بْنُ مَيْمُونٍ [4] ، الْعَنْبَرِيُّ، الْبَصْرِيُّ. - د. ن- عَنْ: صَفِيَّةَ بِنْتِ عِصْمَةَ فِي الْخِضَابِ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] : لَهُ حَدِيثَانِ غَيْرُ مَحْفُوظَيْنِ. 389- مُعَارِكُ بن عبّاد [6] ، العبديّ، البصريّ. - ت-   [1] في تاريخ بغداد «تمطر الغبار» . [2] في الأغاني «وأخرب» . [3] الأغاني، وفي معجم البلدان 4/ 477 ورد البيت: خربت عاجلا وأخرب ذو العرش ... بأعمال أهلها كلواذى وأورد الخطيب منها بيتين في تاريخ بغداد 13/ 225 وهما: الثالث والرابع، ثم ذكرها كلها 13/ 225، 226 وزاد فيها بيتا قبل الأخير: فإذا ما أعاذ ربّي بلادا ... من عذاب كبعض ما قد أعاذا [4] انظر عن (مطيع بن ميمون) في: الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2454، 2455، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1337، والكاشف 3/ 134 رقم 5590، والمغني في الضعفاء 2/ 663 رقم 6293، وميزان الاعتدال 4/ 130 رقم 8600، وتهذيب التهذيب 10/ 182، 183 رقم 342، وتقريب التهذيب 2/ 255 رقم 1186، وخلاصة تذهيب التهذيب 379. [5] في الكامل 6/ 2455. [6] انظر عن (معارك بن عبّاد) في: التاريخ الكبير 8/ 28 رقم (2039) معارك بن عبد الله القيسي، ويقال: معارك بن عبّاد، والتاريخ الصغير 191 (معارك بن عبد الله) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 255، 256 رقم 1852 وفيه (معارك بن عباد العيشي) ، والجرح والتعديل 8/ 371، 372 رقم 1699، والثقات لابن حبّان 9/ 198 (معارك بن عبد الله القيسي يقال المعارك بن عباد) ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2443، 244 (معارك بن عبد الله القيسي) ، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 166 رقم 536، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1341، والكاشف 3/ 937 رقم 5609، والمغني في الضعفاء 2/ 665 رقم 6308، وميزان الاعتدال 4/ 133، 134 رقم 8617، وتهذيب التهذيب 10/ 197، 198، 198 رقم 370، وتقريب التهذيب 2/ 257 رقم 1213. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 464 عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ [1] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ [3] . 390- مَعَاوِيَةُ بْنُ سَلامِ بْنِ أَبِي سَلامٍ [4] مَمْطُورٍ الْحَبَشِيِّ، ثُمَّ الشَّامِيُّ. - ع-   [1] الجرح والتعديل 8/ 372. [2] في الضعفاء والمتروكين 166 رقم 536. [3] وقال البخاري: «لم يصحّ حديثه» . (التاريخ الكبير 8/ 28 رقم 2039، وفي التاريخ الصغير 191: منكر الحديث. و (اقتبص العقيلي ما قاله البخاري في تاريخ الكبير، وأضاف: «ولا يتابعه إلا من هو في عداده» . (الضعفاء الكبير 4/ 255 و 256) . وجهله ابن حنبل فقال: لا أعرفه. (الجرح والتعديل 8/ 372) . وقال أبو حاتم: أحاديثه منكرة. وذكره ابن حبّان في الثقات 9/ 198 وقال: «يخطئ ويهمّ» . وقال ابن عديّ: «ومعارك هذا أنكر عليه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لبلال: «اجعل بين أذانك وإقامتك نفسا» ، وغير هذا مما ذكرت يشبهه، وكل ذلك غير محفوظ» . [4] انظر عن (معاوية بن سلام) في: التاريخ لابن معين 2/ 572، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 646، والتاريخ الكبير 7/ 335 رقم 1444، والمعرفة والتاريخ 2/ 340 و 341 و 3/ 10، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 166 و 373 و 374 و 375 و 399، والجرح والتعديل 8/ 383 رقم 1752، والثقات لابن حبّان 7/ 469، ومشاهير علماء الأمصار له 184 رقم 1465، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 705 رقم 1163، ورجال صحيح مسلم 2/ 228 رقم 1562، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 490، 491 رقم 1907، ومسند أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز- خرّجه الإمام أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، علّق عليه محمد عوّامة- ص 119 و 120- طبعة الدعوة بحلب 1375 هـ.، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 441 وفيه نسبه إلى أطرابلس الشام فقال: معاوية بن سلام الأطرابلسي، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1344، 1345، والكاشف 3/ 139 رقم 5624، والمعين في طبقات المحدّثين 62 رقم 615، وسير أعلام النبلاء 7/ 397 رقم 143، والعبر 1/ 262، وتذكرة الحفاظ 1/ 242، 243، وتهذيب التهذيب 10/ 208، 209 رقم 388، وتقريب التهذيب 2/ 259 رقم 1231، وطبقات الحفاظ 102، 103، وخلاصة تذهيب التهذيب 381، وشذرات الذهب 1/ 270، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 74 رقم 1688. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 465 عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ. وَيُقَالُ لَحِقَ جَدَّهُ، وَرَوَى أَيْضًا عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ. كَانَ يَكُونُ بِحِمْصَ، ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ [1] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَعُدُّهُ مُحَدِّثَ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ [2] . وَفِي نُسْخَةِ أَبِي مُسْهِرٍ: نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا سَلامٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا مُرْسَلا [3] . أَبُو زُرْعَةَ: نَا أَبُو مُسْهِرٍ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ سَلامٍ: لِمَنِ الْوَلاءُ عَلَيْكَ؟ فَغَضِبَ- أَيْ أَنَّهُ عَرَبِيٌّ-[4] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثقة [5] . وقال عبّاس، ابن مَعِينٍ [6] قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ عَلَى يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، فَأَعْطَاهُ كِتَابًا فِيهِ أَحَادِيثُ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، وَلَمْ يَقْرَأْهُ وَلَمْ يَسْمَعْهُ. قُلْتُ: الْمُعْطِي هُوَ مُعَاوِيَةُ لِيَحْيَى، يَعْنِي فَحَمَلَهُ يحيى مناولة.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1345. [2] الجرح والتعديل 8/ 383، وزاد قوله: «من لم يكتب حديث معاوية بن سلام مسندة ومنقطعة حتى يعرفه فليس هو صاحب حديث» . [3] هو في تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 373 رقم 806 قال كعب: من قال سبحان الله وبحمده مائتي مرة غفرت ذنوبه، ولو كان مثل زبد البحر. [4] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 375 رقم 816. [5] قال أبو زرعة: حدّثني عبد الله بن أحمد، عن مروان قال: قلت لمعاوية بن سلام- عجبا به لصدقه- إنك شيخ كيّس، قال أبو زرعة: وكان معاوية بن سلام ثقة، وكان يحيى بن حسان، ومروان يرفعان من ذكر معاوية بن سلام. (التاريخ 1/ 373 رقم 808) . [6] في تاريخه 2/ 572. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 466 بَقِيَ يَحْيَى إِلَى حُدُودِ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، لِأَنَّ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى أَدْرَكَهُ. 391- مَعْرُوفُ بْنُ مُشْكَانَ [1] ، أَبُو الْوَلِيدِ، الْمَكِّيُّ، الْمُقْرِئُ. - ق- وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ، وَقِيلَ قَبْلَهَا. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ كَثِيرٍ، وَرَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْطَ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْمَخْزُومِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ ثبت في القراءة، أمّا في الحديث فقلّ ما رَوَى. أَخْرَجَ لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثًا وَاحِدًا [2] . وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الإِخْرِيطِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاضِحٍ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 392- مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ [3] ، أَبُو عَبْدِ الله، مولى بني   [1] انظر عن (معروف بن مشكان) في: التاريخ الكبير 7/ 414 رقم 1817، والجرح والتعديل 8/ 322 رقم 1485، والثقات لابن حبّان 7/ 515، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1353، ودول الإسلام 1/ 111، ومعرفة القراء الكبار 1/ 130 رقم 47، والكاشف 3/ 143 رقم 5652، ومرآة الجنان 1/ 152، وغاية النهاية 2/ 303، 304 رقم 3628، وتهذيب التهذيب 10/ 232، 233 رقم 425، وتقريب التهذيب 2/ 264 رقم 1270، وخلاصة تذهيب التهذيب 383. و «مشكان» : بضم الميم، وقيل بالكسر. قال الأستاذ أبو عبد الله القصّاع في «مغنيه» : سألت شيخنا أبا عبد الله بن يوسف الشاطبي النسّابة اللغوي فقال: لا يجوز كسر الميم، إنما هو بضم الميم فقط، ويقال مشكان ومسكان بشين معجمة وسين مهملة. وقال الأهوازيّ: مشكان بضم الميم وهو قول الأكثر من القراء، ومنهم من يكسر الميم وهو قول الحذّاق من القرّاء. (غاية النهاية للجزري 2/ 303، 304) . [2] في إقامة الصلاة والسّنّة فيها (1050) باب الصلاة في ثوب واحد، وهو من طريق: إبراهيم بن محمد بن العباس، عن محمد بن حنظلة بن محمد بن عبّاد المخزومي، عن معروف بن مشكان، عن عبد الرحمن بن كيسان، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي بالبئر العليا في ثوب. [3] انظر عن (معقل بن عبيد الله) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 508، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3188 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 467 عَبْسٍ. - م. د. ت- عَنْ: عَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَزَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، وَسَعِيدِ بْنِ حَفْصٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ [1] . وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [4] . قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وستّين ومائة [5] .   [ () ] و 3/ رقم 3988، والتاريخ الكبير 7/ 393، 394 رقم 1712، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 221 رقم 1811، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 220، والجرح والتعديل 8/ 286 رقم 1313، ومشاهير علماء الأمصار 186 رقم 1484، والثقات لابن حبّان 7/ 491، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2444- 2446، ورجال صحيح مسلم 2/ 267 رقم 1661، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 513 رقم 2003، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1353، والمعين في طبقات المحدّثين 62 رقم 617، والكاشف 3/ 143، 144 رقم 5654، والمغني في الضعفاء 2/ 669 رقم 6348، وميزان الاعتدال 4/ 146، 147 رقم 8664، وسير أعلام النبلاء 7/ 318، 319 رقم 107، والعبر 1/ 247، ومرآة الجنان 1/ 352 (معقل بن عبد الله) ، وتهذيب التهذيب 10/ 234 رقم 427، وتقريب التهذيب 2/ 264 رقم 1272، وخلاصة تذهيب التهذيب 383، وشذرات الذهب 1/ 261. [1] وقال في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3188 و 3/ رقم 3988: «ثقة» ، وقوله المثبت في المتن عن الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 221. [2] قال في معرفة الرجال 1/ 109 رقم 508: ليس به بأس، ثقة ثقة. ونحوه في العلل ومعرفة الرجال لأحمد عنه. (1/ رقم 3188) والكامل في الضعفاء 6/ 2444 «ليس به بأس» . [3] تهذيب الكمال 3/ 1353. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 221، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2444. [5] أرّخه ابن حبّان في الثقات 7/ 491 و 492 وقال: كان يخطئ، لم يفحش خطأه فيستحقّ التّرك، وإنما كان ذلك منه على حسب ما لا ينفكّ منه البشر، ولو ترك حديث من أخطأ من غير أن يفحش ذلك منه لوجب ترك حديث كل محدّث في الدنيا لأنهم كانوا يخطئون ولم يكونوا بمعصومين، بل يحتجّ بخبر من يخطئ ما لم يفحش ذلك منه، فإذا فحش حتى غلب على صوابه ترك حينئذ، ومتى ما علم الخطأ بعينه وأنه خالف فيه الثقات ترك ذلك الحديث بعينه واحتج بما سواه، هذا حكم المحدّثين الذين كانوا يخطئون ولم يفحش ذلك منهم. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 468 - مُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ النَّبَّالُ. سَيَأْتِي. 393- الْمُغِيرَةُ بْنُ خُبَيْبِ بْنُ ثَابِتِ [1] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْعَوَّامُ، الأَسَدِيُّ، الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ الأَشْرَافِ، وَفَدَ عَلَى الْمَهْدِيِّ وَمَعَهُ أَخُوهُ فَأَكْرَمَهُمَا، فَاخْتَصَّ الْمُغِيرَةُ بِالْمَهْدِيِّ وَأَحَبَّهُ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَعْطَاهُ الْمَهْدِيُّ أَمْوَالا عَظِيمَةً، بِحَيْثُ أَنَّهُ أَعْطَاهُ مَرَّةً ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ [2] . وَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمُغِيرَةَ تَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ، فَأَصْدَقَهَا عَنْهُ الْمَهْدِيُّ مَكُّوكَ لُؤْلُؤٍ [3] . 394- الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ [4] ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو مَالِكٍ، أَخُو مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ. - د. ت. ق- رَوَى عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَحَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيُونُسُ بن محمد بن المؤدّب، وإسحاق   [ () ] وقال ابن عديّ: ومعقل هذا هو حسن الحديث ولم أجد في أحاديثه حديثا منكرا فأذكره إلّا حسب ما وجدت في حديث غيره ممّن يصدق في غلط حديث أو حديثين. [1] انظر عن (المغيرة بن خبيب) في: تاريخ بغداد 13/ 194، 195 رقم 7172. [2] تاريخ بغداد 13/ 195. [3] تاريخ بغداد 13/ 195. [4] انظر عن (المفضّل بن فضالة بن أبي أميّة) في: التاريخ لابن معين 2/ 582، والتاريخ الكبير 7/ 405 رقم 1774، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 563، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 242، 243 رقم 1835، والمعارف 190، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 103، وتاريخ الطبري 1/ 181 و 5/ 24، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 23 و 237 و 238 و 325، والجرج والتعديل 8/ 317 رقم 1460، والثقات لابن حبّان 7/ 496، وتاريخ جرجان 100، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1365، والكاشف 3/ 150 رقم 5707، والمغني في الضعفاء 2/ 674 رقم 6397، وميزان الاعتدال 4/ 169 رقم 8732، وتهذيب التهذيب 10/ 273 رقم 490، وتقريب التهذيب 2/ 271 رقم 1336، وخلاصة تذهيب التهذيب 386. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 469 ابن عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ النسائي [1] . ليس بالقوي. وقال ابن معين [2] : ليس هُوَ بِذَاكَ [3] . 395- الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، الضَّبِّيُّ [4] ، الْكُوفِيُّ، المقرئ. قرأ على عاصم. قرأ عليه: أو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ، وَجَبَلَةُ بْنُ مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ. وَحَدَّث عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. وَقِيلَ إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو كَامِلٍ الْفُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَحْدَرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ، وَعَلِيُّ بن محمد المدائنيّ، وطائفة.   [1] في الضعفاء والمتروكين 304 رقم 563. [2] في تاريخه 2/ 582. [3] وقال العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 242: «ليس بمشهور بالنقل» ، ثم نقل قول ابن مَعِين. وقال أبو حاتم: «يُكْتَب حديثه» . [4] انظر عن (المفضّل بن محمد الضبيّ) في: المعارف 545 و 614 و 546، والبرصان والعرجان 32، وتاريخ الطبري 4/ 312 و 518 و 524 و 5/ 546 و 6/ 176 و 199 و 311 و 320 و 325 و 332 و 350 و 352 و 354 و 371 و 386 و 393 و 397 و 436 و 445 و 519 و 528 و 7/ 381 و 386 و 406، والجرح والتعديل 8/ 318 رقم 1466، والعيون والحدائق 3/ 252 و 255، والعقد الفريد 1/ 248 و 2/ 483 و 484 و 3/ 473 و 5/ 382، ورجال الطوسي 315 رقم 556، والزاهر للأنباري 1/ 369 و 398 و 485 و 576 و 2/ 198 و 232 و 235 و 247 و 272 و 282 و 284 و 289، وعيون الأخبار 1/ 175، وأمالي القالي 1/ 258 و 266 و 2/ 19 و 185 والذيل 81 و 82 و 105، ومراتب النحويّين للزبيدي 71، وتاريخ بغداد 13/ 121، 122 رقم 7105، ومعجم الأدباء 19/ 164- 167 رقم 54، وإنباه الرواة 3/ 304، والجامع الكبير لابن الأثير 15، وخلاصة الذهب المسبوك 115، والتذكرة الحمدونية 2/ 453 و 459 و 460، والبصائر والذخائر 1/ 49، وشرح نهج البلاغة 1/ 308- 311، والأغاني 18/ 37 ونزهة الألباء 51- 53 و 78 و 102 و 103 و 120، والشوارد في اللغة للصغاني 78، ووفيات الأعيان 1/ 202 و 3/ 440 و 4/ 13 و 68 و 306، وميزان الاعتدال 4/ 170، 171 رقم 8735، والمغني في الضعفاء 2/ 675 رقم 6399، ومعرفة القراء الكبار 1/ 131 رقم 48، وتخليص الشواهد 59 و 174 و 223، وغاية النهاية 2/ 307 رقم 3639، ولسان الميزان 6/ 81 رقم 293، والنجوم الزاهرة 2/ 69، وبغية الوعاة 2/ 297 رقم 2016. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 470 قَالَ الْخَطِيبُ [1] : كَانَ إِخْبَارِيًّا عَلامَةً، مُوَثَّقًا. قُلْتُ: وَكَانَ مُقَدَّمًا فِي عَصْرِهِ فِي الْقِرَاءَةِ، أَخَذَ عَنْهُ الْكِسَائِيُّ. وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فَقَالَ [2] : مَتْرُوكُ الْقِرَاءَةِ وَالْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ فِي الأَشْعَارِ، غَيْرُ ثِقَةٍ فِي الحروف. قلت: بل قراءته حسنة قَوِيَّةٌ، وَأَمَّا الْحَدِيثُ فَفِيهِ لِينٌ. وَقَدْ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهِ يَقُولُ ابْنُ المبارك عند ما بَلَغَهُ مَوْتُهُ أَوِ الَّذِي يَلِيهِ [3] : نَعَى لِي رِجَالٌ [4] ، وَالْمُفَضَّلُ منهم ... وكيف تقر العين بعد المفضل؟ 396- مفضل بن مهلهل السعدي [5] ، أبو عبد الرحمن الكوفي، أحد الأعلام. - م. ت. ق- عن: بيان بن بشر، منصور، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَالأَعْمَشِ. وَعَنْهُ: حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ الربيع البجليّ، وغيرهم.   [1] في تاريخ بغداد 13/ 121. [2] في الجرح والتعديل 8/ 318. [3] أي: المفضّل بن مهلهل. [4] هكذا في الأصل وميزان الاعتدال 4/ 171، وفي نسخة من الميزان، ولسان الميزان 6/ 81 «رجالا» . [5] انظر عن (مفضّل بن مهلهل) في: التاريخ لابن معين 2/ 583، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 381، والتاريخ الكبير 7/ 406 رقم 1776، والتاريخ الصغير 187، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، وتاريخ الثقات للعجلي 438 رقم 1625، والمعرفة والتاريخ 1/ 713 و 2/ 782 و 798، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 68، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 381 و 3/ 76، والجرح والتعديل 8/ 316 رقم 1457، والثقات لابن حبّان 7/ 496 و 9/ 183، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 312 رقم 1338، ورجال صحيح مسلم 2/ 253، 254 رقم 1626، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 512 رقم 1997، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1365، 1366، والعبر 1/ 250، وسير أعلام النبلاء 7/ 400 رقم 146، وميزان الاعتدال 4/ 171 رقم 8737، وتهذيب التهذيب 10/ 275، 276 رقم 485، وتقريب التهذيب 2/ 271 رقم 1341، وخلاصة تذهيب التهذيب 386، وشذرات الذهب 1/ 263. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 471 قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] : كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَفَضْلٍ، وَفِقْهٍ. وَلَمَّا مَاتَ الثَّوْرِيُّ مَضَى أَصْحَابُهُ إِلَى الْمُفَضَّلِ فَقَالُوا: تَجْلِسُ لَنَا مَكَانَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: رَأَيْتُ صَاحِبَكُمْ يُحْمَدُ مجلسه، وأبي أَنْ يَجْلِسَ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَدُوقٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَقْرَانِ الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: ذَاكَ الرَّاهِبُ- يَعْنِي ابْنَ الْمُهَلْهَلِ. قَدِمَ الْيَمَنَ مَعَ سُفْيَانَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: خَرَجَ مَعَ سُفْيَانَ مُضَارِبًا. وَوَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْخُشْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ مِمَّنْ يُفَضَّلُ عَلَى الثَّوْرِيِّ [5] . وَقَالَ ابْنُ مَنْجَوَيْهِ [6] : مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. - الْمُفَضَّلُ بْنُ لاحِقٍ: هُوَ أَقْدَمُ مِنْ هَؤُلاءِ، مَرَّ. - الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ: سَيَأْتِي. 397- مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ [7] ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الْعَنَزِيُّ، الْكُوفِيُّ، أَخُو حِبَّانَ بْنِ عَلِيٍّ.   [1] في تاريخ الثقات 438 رقم 1625. [2] في الجرح والتعديل 8/ 316. [3] منهم ابن معين في تاريخه 2/ 583، وابن سعد في الطبقات 6/ 381، وأحمد بن حنبل وقال: صالح، ووثّقه أبو زرعة. (الجرح والتعديل 8/ 1316) ، ووثّقه ابن شاهين 312 رقم 1338. [4] في الثقات 9/ 183. [5] وزاد ابن حبّان: لست أحفظ له عن تابعيّ سماعا فلذلك أدخلناه في هذه الطبقة، ولست أنكر أن يكون سمع من أبي خالد والأعمش. [6] في رجال صحيح مسلم 2/ 353. [7] انظر عن (مندل بن علي) في: التاريخ لابن معين 2/ 586، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 160 و 289، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 381، وتاريخ خليفة 439، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 871، والتاريخ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 472 رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، وَجَمَاعَةٌ. قال أبو حاتم [1] : شيخ. وقال أبو زرعة: لَيِّنٌ [2] . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ [3] : جَائِزُ الْحَدِيثِ، يَتَشَيَّعُ. وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ [4] ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مِنْدَلٌ وَحِبَّانُ مَا بِهِمَا بَأْسٌ. وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ فَلَمْ أَرَ أَوْرَعَ مِنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ [5] . وَعَنْ وَضَّاحِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: احْتُضِرَ مِنْدَلٌ فَقَالَ لِأَخِيهِ حِبَّانَ: تَتَحَمَّلُ عَنِّي دُيُونِي؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ، وَذُنُوبَكَ [6] . وَكَانَ حبّان فصيحا مفوّها.   [ () ] الكبير 8/ 73 رقم 2213، والتاريخ الصغير 188، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 70 رقم 383، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 578، وتاريخ الثقات للعجلي 439 رقم 1631، والمعرفة والتاريخ 1/ 461 و 3/ 226، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 558، والجرح والتعديل 8/ 434، 435 رقم 1987، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2447- 2449، وتاريخ جرجان 180 و 295، والسابق واللاحق 336، وتاريخ بغداد 13/ 247- 251 رقم 7208، والكامل في التاريخ 6/ 80، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1372، والكاشف 3/ 153، 154 رقم 5737، والمغني في الضعفاء 2/ 676 رقم 6414، وميزان الاعتدال 4/ 180 رقم 8757، وتهذيب التهذيب 10/ 298، 299 رقم 518، وتقريب التهذيب 2/ 274 رقم 1363، وخلاصة تذهيب التهذيب 398. [1] في الجرح والتعديل 8/ 435. [2] الجرح والتعديل 8/ 435. [3] في تاريخ الثقات 439 رقم 1631 وزاد: وهو قديم الموت، لم يرو له إلا الشيوخ، وقال مرة: كوفيّ صدوق. [4] في الجرح والتعديل 8/ 435. [5] تاريخ بغداد 13/ 249، تهذيب الكمال 3/ 1372. [6] تاريخ بغداد 13/ 251. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 473 وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ: كَانَ يُقَالُ، اسْمُ مَنْدَلٍ عَمْرٌو [1] فَمَاتَ فَرَثَاهُ أَخُوهُ فَقَالَ: عَجَبًا يَا عَمْرُو مِنْ غَفْلَتِنَا ... وَالْمَنَايَا مقبلات عنقا قاصدات نحونا مسرعة ... يتحلّلن إلينا الطُّرُقَا فَإِذَا أَذْكُرُ فِقْدَانَ أَخِي ... أَتَقَلَّبُ فِي فِرَاشِي [2] أَرَقَا وَأَخِي وَأَيُّ أَخٍ مِثْلُ أَخِي ... قَدْ جَرَى فِي كُلِّ خَيْرٍ سَبَقَا [3] . مَاتَ مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي رَمَضَانَ [4] . 398- مُوسَى بْنُ خَلَفٍ الْعَمِّيُّ [5] ، الْبَصْرِيُّ. - د. ن- عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَلَفٌ، وَعَفَّانُ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ مطهّر، وسعدويه، وموسى بن إسماعيل.   [1] تاريخ بغداد 13/ 247. [2] في تاريخ بغداد «لحافي» . [3] الأبيات في تاريخ بغداد 13/ 251 بزيادة بيت. [4] تاريخ بغداد 13/ 251، وقال ابن سعد في الطبقات 6/ 381: توفي مندل بالكوفة سنة سبع أو ثمان وستين ومائة في خلافة المهديّ قبل أخيه حبّان، وفيه ضعف، ومنهم من يشتهي حديثه ويوثّقه، وكان خيّرا فاضلا من أهل السّنّة. وقال أحمد: مندل ضعيف، وأخوه حبّان أصلح منه أو ما أقربهما. (العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 871) . وضعّفه النسائي. وقال الجوزجاني: واهي الحديث. وقال ابن عديّ: له أحاديث أفراد وغرائب وهو ممن يكتب حديثه. [5] انظر عن (موسى بن خلف) في: التاريخ الكبير 7/ 282 رقم 1197، وتاريخ الثقات للعجلي 444 رقم 1657، والجرح والتعديل 8/ 140 رقم 634، والمجروحين لابن حبّان 2/ 240، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 8/ 2344، وثمار القلوب 84، وتاريخ جرجان 551، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1385، والكاشف 3/ 161 رقم 5791، والمغني في الضعفاء 2/ 683 رقم 6486، وميزان الاعتدال 4/ 203 رقم 8858، وتهذيب التهذيب 10/ 341، 342 رقم 602، وتقريب التهذيب 2/ 282 رقم 1449، وخلاصة تذهيب التهذيب 390. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 474 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ عَفَّانُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ أَحَدًا قَطُّ [2] ، كَانَ يُعَدُّ مِنَ الْبُدَلاءِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : أَكْثَرَ مِنَ الْمَنَاكِيرِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [4] . قُلْتُ: قَدْ أَخَرَجَ لَهُ النَّسَائِيُّ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَهُوَ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ [5] . مَاتَ سَنَةَ (نَيِّفٍ) [6] وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 399- مُوسَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ [7] . لَهُ عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم. وَكَانَ مِنْ أَطْلَبِ النَّاسِ لِلْعِلْمِ فِي زَمَانِهِ، وَلَكِنْ مَاتَ كَهْلا عَنْ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [8] . 400- مُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحِ [9] بْنِ نُصَيْرٍ، أَبُو عَبْدِ الرحمن، اللّخميّ. - م. ع-   [1] في الجرح والتعديل 8/ 140. [2] العبارة حتى هنا في الجرح والتعديل 8/ 140، وبقيّتها في تهذيب الكمال 3/ 1385. [3] في المجروحين 2/ 240. [4] المجروحين لابن حبّان 2/ 240. [5] وثّقه العجليّ. [6] الكلمة غير واضحة في الأصل، ولم أجد أحدا يؤرّخ لوفاته. [7] انظر عن (موسى بن سلمة) في: التاريخ الكبير 7/ 284 رقم 1207، والجرح والتعديل 8/ 145 رقم 653، والثقات لابن حبّان 9/ 160، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1387، والكاشف 3/ 162 رقم 5800، وميزان الاعتدال 4/ 206 رقم 8870، وتهذيب التهذيب 10/ 346 رقم 615، وتقريب التهذيب 2/ 283 رقم 1463. [8] تهذيب الكمال 3/ 1387. [9] انظر عن (موسى بن عليّ بن رباح) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 475 عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبي حَبِيبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وابن وهب، وأبو نعيم، وعبد الرحمن ابن مَهْدِيٍّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ موتا القاسم ابن هَانِئٍ الْمِصْرِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَابْنُ مَعِينٍ [2] . وَكَانَ أَحَدَ الْعُبَّادِ الْعُلَمَاءِ، وَلَهُ رِئَاسَةٌ وَسُؤْدُدٌ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ دِيَارِ مِصْرَ لِلْمَنْصُورِ سِتَّ سِنِينَ وشهرين [3] . وكان ابن بنت مالك الْبَرْبَرِ، اعْتُبِرَ مَوْلِدُهُ بِإِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ تِسْعِينَ. قَالَ اللَّيْثُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا أَجْعَلُ فِي حِلٍّ من يقول: موسى بن عليّ، مصغّر [4] .   [ () ] معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 398، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 515، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 541، وطبقات خليفة 296، وتاريخ خليفة 437، والتاريخ الكبير 7/ 289 رقم 1235، والتاريخ الصغير 184، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 68، وتاريخ الثقات للعجلي 444 رقم 1662، والمعرفة والتاريخ 1/ 151 و 323 و 463 و 634، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 461 و 565 و 629، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 236، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 69، وتاريخ الطبري 5/ 240، والجرح والتعديل 8/ 123، 154 رقم 691، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 190 رقم 1531، والولاة والقضاة للكندي 45 و 118- 120 و 370. ورجال صحيح مسلم 2/ 262 رقم 1648، والسابق واللاحق 330، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 486 رقم 1885، والكامل في التاريخ 6/ 62، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1391، وسير أعلام النبلاء 7/ 411، 412 رقم 153، وميزان الاعتدال 4/ 215 رقم 8899، والكاشف 3/ 165 رقم 5819، والعبر 1/ 242، ودول الإسلام 1/ 110، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 620، وتهذيب التهذيب 10/ 363، 364 رقم 641، وتقريب التهذيب 2/ 286 رقم 1488، والنجوم الزاهرة 2/ 25- 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 392، وشذرات الذهب 1/ 258. [1] قال في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 5410: كان رجلا صالحا. وتوثيقه في الجرح والتعديل 8/ 153. [2] في معرفة الرجال 1/ 97 رقم 398، والجرح والتعديل 8/ 154. [3] انظر ولاة وقضاة مصر للكندي 120. [4] العبارة في الجرح والتعديل 8/ 153 قال أبو نعيم: رأيت عليه سوادا فقلت له: لم دخلت في الجزء: 10 ¦ الصفحة: 476 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : كَانَ يُتْقِنُ حَدِيثَهُ، لا يَزِيدُ فِيهِ وَلا يَنْقُصُ. قَالَ [2] : وَكَانَ وَالِيًا عَلَى مِصْرَ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ السَّوَادَ، فَقُلْتُ: لِمَ وَلِيتَ مِصْرَ؟ قَالَ: أَكْرَهَنِي الْمَنْصُورُ، وَمَا فَرَقْتُ أَحَدًا كَفَرَقِي إِيَّاهُ [3] . قَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ مُوسَى يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَفَدَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَكَانَ أَوَّلُ قدومه مِصْرَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. وَعَنْ طَلْقِ بْنِ السَّمْحِ قَالَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَنَا مُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: مَوْلِدُ مُوسَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّمِيمِيُّ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا أَنَا الْمُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفَقِيهُ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مَسْرُورٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، نَا رَوْحُ بن صلاح، ونا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَقَامَ بِهِ، وَأَحَلَّ حَلالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا، فَوَصَلَ مِنْهُ أَقْرِبَاءَهُ وَرَحِمَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، تَمَنَّى أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ، وَمَنْ يَكُنْ فِيهِ أربع فلا تنكره، ما رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٍ، وَصِدْقُ حديث، وحفظ أمانة [4) » ] .   [ () ] العمل؟ قال: أكرهني عليه أبو جعفر وما فرقت أحدا كفرقي إيّاه، يقال إنه كان يكره أن يقال له عليّ ويقول: لا أجعل في حلّ من قال لي عليّ. [1] في الجرح والتعديل 8/ 154 وزاد: صالح الحديث، وكان من ثقات المصريّين. [2] المصدر نفسه. [3] الولاة والقضاة للكندي 119. [4] أخرجه البخاري في التمنّي 8/ 129 باب تمنّي القرآن والعلم، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لا تحاسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار يقول: لو أتيت مثل ما أوتي هذا لفعلت كما يفعل. ورجل آتاه الله مالا ينفقه في حقه فيقول لو أوتيت مثل ما أوتي الجزء: 10 ¦ الصفحة: 477 قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ مُوسَى مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 401- مُوسَى الْهَادِي، الْخَلِيفَةُ [1] . أَبُو مُحَمَّدٍ، مُوسَى بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، العبّاسيّ.   [ () ] هذا لفعلت كما يفعل. وأخرجه في التوحيد 8/ 209 باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: رجل آتاه الله القرآن.. من طريق سفيان، عن الزهري، عن سالم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم. [1] انظر عن (موسى الهادي الخليفة) في: نسب قريش 54 و 89 و 242 و 270 و 315 و 331، والمحبّر لابن حبيب 37 و 61 و 260 و 375 و 405 و 493، والأخبار الموفقيات 166، وتاريخ خليفة 22 و 437 و 445- 447 و 462 و 463 و 465، وعيون الأخبار 1/ 105 و 2/ 137 و 3/ 54، والمعارف 186 و 380 و 381 و 407 و 413 و 489، وأنساب الأشراف 3/ 95 و 254 و 255 و 277 و 278 و 280، وتاريخ اليعقوبي 2/ 386 و 392 و 395 و 402 و 404- 407 و 426، وتاريخ الطبري 8/ 60 و 205- 229، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2469- 2492 وانظر فهرس الأعلام (7/ 735) ، والتنبيه والإشراف 297، 298، وفتوح البلدان 143 و 226 و 227 و 396، والخراج وصناعة الكتابة 22 و 348 و 375، وطبقات الشعراء لابن المعتز 104 و 110 و 111 و 132 و 133، والعيون والحدائق 3/ 269 و 279 و 281- 290، والكامل في التاريخ 6/ 21 و 32 و 33 و 44 و 45 و 48 و 56 و 60 و 69 و 72 و 75 و 81 و 85- 89- 92 و 106 و 107 و 161 و 216، والعقد الفريد 1/ 180 و 181 و 192 و 198 و 201 و 203 و 209 و 210 و 212 و 228 و 311 و 2/ 144 و 432 و 4/ 165 و 213 و 5/ 115 و 116، وثمار القلوب 59 و 190 و 513 و 622 و 623، والولاة والقضاة للكندي 129 و 131 و 382، والأخبار الطوال 386، والفتوح لابن أعثم 8/ 241- 242، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 241، ونشوار المحاضرة 5/ 42 و 152 و 193 و 271، و 6/ 325 و 27 و 140 و 141 و 187 و 189 و 8/ 154، والمحاسن والمساوئ 158، وتاريخ بغداد 13/ 21- 25 رقم 6985، وخلاصة الذهب المسبوك 113- 115، والوزراء والكتّاب 167- 175، والإنباء في تاريخ الخلفاء 70 و 73 و 74 و 109 و 147، ومقاتل الطالبيين 443 و 453، والتذكرة الحمدونية 1/ 426 و 2/ 468، والفخري 178 و 180 و 185 و 188- 192 و 198 و 211، وسير أعلام النبلاء 7/ 441- 444 رقم 167، والعبر 10/ 257، 258، والبداية والنهاية 10/ 131- 133 و 157 و 159 و 162، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 120، ومرآة الجنان 1/ 358، والمختصر في أخبار البشر 2/ 12، وآثار البلاد 314 و 317، والبدء والتاريخ 6/ 99- 101، وتاريخ ابن خلدون 3/ 214- 217، ومآثر الإنافة 1/ 189- 192، وتاريخ الخلفاء 279- 283، وشذرات الذهب 1/ 266- 271. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 478 جَعَلَهُ [1] أَبُوهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُوهُ انْعَقَدَ الاتِّفَاقُ عَلَى خِلافَتِهِ، وَكَانَ بِجُرْجَانَ، فَأَخَذَ لَهُ الْبَيْعَةَ أَخُوهُ هَارُونُ [2] . مَوْلِدُهُ بِالرَّيِّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ [3] ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سَنَةً وَشَهْرًا [4] . وَكَانَ طَوِيلا جَسِيمًا أَبْيَضَ، بِشِفَّتِهِ الْعُلْيَا تَقَلُّصٌ [5] ، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ وَكَّلَ بِهِ فِي الصِّبَا [6] خَادِمًا، كُلَّمَا رَآهُ مَفْتُوحَ الْفَمِ قَالَ: مُوسَى أطبق، فيفيق على نفسه ويضمّ شفته [7] . فَعَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ شَاعِرُ وَقْتِهِ عَلَى الْهَادِي، فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةً يَقُولُ فِيهَا: تَشَابَهَ يَوْمًا بَأْسُهُ وَنَوَالُهُ ... فَمَا أَحَدٌ يَدْرِي لِأَيِّهِمَا الْفَضْلُ فقال له: أيّما أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ ثَلاثُونَ أَلْفًا مُعَجَّلَةً، أَوْ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ تَدُورُ فِي الدَّوَاوِينِ؟ قَالَ: تُعَجَّلُ الثَّلاثُونَ أَلْفًا، وَتَدُورُ الْمِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ: بَلْ تُعَجَّلانِ لَكَ جَمِيعًا [8] . قَالَ نِفْطَوَيْهِ: قِيلَ إِنَّ مُوسَى الْهَادِي قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيِّ: إِنْ أَطْرَبْتَنِي فَاحْتَكِمْ مَا شِئْتَ، فَغَنَّاهُ: سُلَيْمَى أَزْمَعَتْ بَيْنَا ... فأين لقاؤها أينا؟ الأبيات.   [1] في الأصل «حمله» . [2] تاريخ بغداد 13/ 22. [3] تاريخ بغداد 13/ 22. [4] تاريخ بغداد 13/ 22، الإنباء في تاريخ الخلفاء 74. [5] تاريخ بغداد 13/ 22. [6] في الأصل «الصبي» . [7] الإنباء في تاريخ الخلفاء 74. [8] تاريخ بغداد 13/ 23، 24، الأغاني 10/ 80، البداية والنهاية 10/ 159، وفيات الأعيان 5/ 190 وفيه ان بيت «تشابه يوما..» قاله مروان في معن بن زائدة. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 479 فَأَعْطَاهُ سَبْعَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ [1] . قُلْتُ: كَانَ يَتَنَاوَلُ الْمُسْكِرَ وَيَلْعَبُ، وَيَرْكَبُ حِمَارًا فَارِهًا، وَلا يُقِيمُ أُبَّهَةَ الْخِلافَةِ، وَكَانَ فَصِيحًا قَادِرًا عَلَى الْكَلامِ، أَدِيبًا، تَعْلُوهُ هَيْبَةٌ، وَلَهُ سَطْوَةٌ وَشَهَامَةٌ [2] . قَالَ الثَّعَالِبِيُّ فِي كِتَابِ «لِطَائِفِ الْمَعَارِفِ» [3] : مُوسَى أَطْبِقْ، هُوَ الْهَادِي [4] . قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَسِنُّهُ ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَقَدْ مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ، وَقَامَ بَعْدَهُ الرَّشِيدُ. وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: سَبَبُ مَوْتِهِ أَنَّهُ دَفَعَ نَدِيمًا مِنْ جُرْفٍ عَلَى أُصُولِ قَصَبٍ قَدْ قُطِعَ، فَعَلِقَ النَّدِيمُ بِهِ فَوَقَعَ، فَدَخَلَتْ قَصَبَةٌ فِي مَخْرَجِهِ، فَكَانَتْ سَبَبَ مَوْتِهِ، فَمَاتَا جَمِيعًا [5] . 402- مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ [6] ، الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ. رَوَى عَنْهُ: خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وغسّان بن الربيع، وغيرهم.   [1] تاريخ الطبري 8/ 226، تاريخ بغداد 13/ 24، 25. [2] الخفري 189. [3] ص 31. [4] الإنباء في تاريخ الخلفاء 74. [5] وفي موته أقوال أخرى. انظر تاريخ الطبري 8/ 205 وما بعدها. [6] انظر عن (موسى مطير) في: التاريخ لابن معين 2/ 596، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 132 رقم 222، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 555، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 163، 164 رقم 1734، والجرح والتعديل 8/ 162 رقم 717، والمجروحين لابن حبّان 2/ 424، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2338، 2339، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 161 رقم 513، ورجال الطوسي 310 رقم 435 وفيه (موسى بن مطين) ، والمغني في الضعفاء 2/ 687 رقم 6529، وميزان الاعتدال 4/ 223 رقم 8928، ولسان الميزان 6/ 130، 131 رقم 451. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 480 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : كَذَّابٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: ضَعِيفٌ [3] . قَالَ أَبُو حِبَّانَ [4] : صَاحِبُ مَنَاكِيرَ، لا يَشُكُّ الْمُسْتَمِعُ لَهَا أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ إِذَا كَانَ الشَّأْنُ صِنَاعَتَهُ. مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «يَأْتِي زَمَانٌ يَجِدُ الرَّجُلُ نَعْلَ الْقُرَشِيِّ فَيُقَبِّلُهَا وَيَبْكِي» [5] . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [6] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، نَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا: «عاقلي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلانِ مِنْ مَدِينَةٍ يَنْزِلانِ جَبَلا مِنْ جِبَالِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ وَرْقَانُ، يَجِدَانِ فِيهِ عَيْشًا وَمَرْعًى [7] فَيَمْكُثَانِ عِشْرِينَ سَنَةً، وَيُحْشَرُ النَّاسُ إِلَى الشَّامِ وَهُمَا لا يَعْلَمَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا عَهْدُكَ بِالنَّاسِ؟ فَيَقُولُ: كَعَهْدِكَ، فَيُنْزِلانِ مَعَهُمَا غَنَمَهُمَا، فَإِذَا انْتَهَيَا إِلَى أَوَّلِ مَاءٍ يَجِدَانِ الإِبِلَ وَالْغَنَمَ مُعَطَّلَةً، لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ، وَفِيهَا السِّبَاعُ، فَيَقُولانِ: لَقَدْ حَدَثَ أَمْرٌ فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيَتَوَجَّهَانِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ، لا يَمُرَّانِ بِمَاءٍ إِلا وَجَدَاهُ كَذَلِكَ، فَيَأْتِيَانِ مَسْجِدِي، فَيَجِدَانِ الثَّعَالِبَ تَخْتَرِقُ فِيهِ، فَيَقُولانِ: النَّاسُ بِبَقِيعِ الْمُصَلَّى، فَإِذَا انْتَهَيَا إِلَيْهِ لا يَجِدَانِ أحدا، فكأنّي انظر إليهما وَهُمَا يَحْثُوَانِ التُّرَابَ فِي وُجُوهَ الْغَنَمِ لِيَصْرِفَانِهَا [8] عنهما،   [1] في تاريخه 2/ 596، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 163. [2] في الضعفاء والمتروكين 304 رقم 555، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2338. [3] ضعّفه الدار الدّارقطنيّ، وغيره. [4] في المجروحين والضعفاء 2/ 424. [5] ذكره ابن حبّان في المجروحين 2/ 242 بلفظ: «لا تقوم الساعة على مؤمن. يبعث الله بين يدي الساعة ريحا طيّبة فتهبّ فلا يبقى مؤمن إلّا مات، ويأتي على الناس زمان يجد الرجل نعل القرشيّ فيقبّلها ثم يبكي ويقول: كانت هذه النعل لقرشيّ» . قال ابن حبّان: أخبرناه أبو يعلى قال: حدّثنا غسان بن الربيع قال: حدّثنا موسى بن مطير، عن أبيه في نسخة كتبناها عنه. [6] في الضعفاء الكبير 4/ 163، 164. [7] في الأصل «مرعا» . [8] في الأصل «ليصرفاهما» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 481 فَلا تَنْصَرِفُ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمَا، مَلَكَانِ [1] فَيَسْحَبَانِهِمَا إلى الشام سحبا [2] ... الحديث» [3] .   [1] هكذا في الأصل، والضعفاء للعقيليّ. [2] وبقيّته: «وهما عاقلا هذه الأمة وآخرها حشرا» . [3] قال العقيلي: وليس له أصل ولا حدّث به إلّا موسى بن مطير. وقال الجوزجاني عن ابن مطير: غير مقنع. وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 482 [حَرْفُ النُّونِ] 403- نَافِعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ جَمِيلٍ الْقُرَشِيُّ، الْجُمَحِيُّ، الْمَكِّيُّ. - ع- سَمِعَ: سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنَ أَبِي مليكة، وعمرو بْنَ دِينَارٍ، وَغَيْرَهُمْ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بن أبي مريم، وداود بن عمرو الضّبّيّ، ومحيرز بن سلمة العدنيّ، وطائفة.   [1] انظر عن (نافع بن عمر بن عبد الله) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 494، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، 1/ رقم 851 و 854 و 3/ رقم 4404 و 6060، وطبقات خليفة 283 والتاريخ الكبير 8/ 86 رقم 2279، والتاريخ الصغير 189، وتاريخ الثقات للعجلي 447 رقم 1676، والمعرفة والتاريخ 1/ 593 و 734 و 3/ 396، والجرح والتعديل 8/ 456 رقم 2088، ومشاهير علماء الأمصار 1/ 14 رقم 1174، والثقات لابن حبّان 7/ 533، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 323 رقم 1406، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 747، 748 رقم 1251، ورجال صحيح مسلم 2/ 291 رقم 1717، والسابق واللاحق 64، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 529 رقم 2059، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1404، والكاشف 3/ 173 رقم 5887، والمغني في الضعفاء 2/ 693 رقم 6584، والمعين في طبقات المحدّثين 173 رقم 5887، والمغني في الضعفاء 2/ 693 رقم 6584، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 621، وميزان الاعتدال 4/ 8994، وسير أعلام النبلاء 7/ 433، 434 رقم 163، وتذكرة الحفاظ 1/ 231، والعبر 1/ 257، ودول الإسلام 1/ 113، والعقد الثمين 7/ 326، 327، وتهذيب التهذيب 10/ 409 رقم 736، وتقريب التهذيب 2/ 296 رقم 24، وطبقات الحفاظ 98، وخلاصة تذهيب التهذيب 399، وشذرات الذهب 1/ 270. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 483 قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] : ثَبْتٌ ثَبْتٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، وَغَيْرُهُ [3] : مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. 404- نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ [4] . أَحَدُ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ الأَعْلامِ، أَبُو رُوَيْمٍ، وَيُقَالُ: أَبُو الْحَسَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: أَبُو نُعَيْمٍ، مَوْلَى جَعْوَنَةَ بْنِ شَعُوبٍ اللَّيْثِيِّ، حَلِيفِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقِيلَ جَعْوَنَةُ حَلِيفُ الْعَبَّاسِ. وَأَصْلُ نَافِعٍ مِنْ أَصْبَهَانَ، وَدَارُهُ الْمَدِينَةُ النَّبَوِيَّةُ. قَالَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى سَبْعِينَ من التّابعين [5] .   [1] الجرح والتعديل 8/ 456، وقال في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 4404 هو ثقة من الثقات. [2] في الطبقات 5/ 494. [3] وقال ابن معين: ثقة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن نافع بن عمر الجمحيّ يحتجّ بحديثه؟ قال: نعم. ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين، وروى له الشيخان. [4] انظر عن (نافع بن أبي نعيم) في: التاريخ لابن معين 2/ 602، والتاريخ الكبير 8/ 87 رقم 2281، وتاريخ الثقات للعجلي 447 رقم 1678، والمعارف 133- 456 و 528، وتاريخ أبي زرعة 1/ 620، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 270، والجرح والتعديل 8/ 456، 457 رقم 2089، والثقات لابن حبّان 7/ 532، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ الأنصاري 1/ 381- 383 رقم 47، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 91، ونشوار المحاضرة له 2/ 143، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 322 رقم 1404، وذكر أخبار أصبهان 2/ 326، 327، ومشاهير علماء الأمصار 141، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2515، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1404، والمختصر في أخبار البشر 2/ 12، ودول الإسلام 1/ 113، وسير أعلام النبلاء 7/ 336- 338 رقم 121، وميزان الاعتدال 4/ 242 رقم 8997، والمغني في الضعفاء 2/ 693 رقم 6586، والعبر 1/ 257، ومعرفة القراء الكبار 1/ 107- 111 رقم 41، ووفيات الأعيان 5/ 368، 369، ومرآة الجنان 1/ 358، والوفيات لابن قنفذ 137 رقم 169، وغاية النهاية 2/ 330- 334 رقم 3718، وتهذيب التهذيب لابن قنفذ 137 رقم 169، وغاية النهاية 2/ 330- 334 رقم 3718، وتهذيب التهذيب 10/ 407، 408 رقم 732، وتقريب التهذيب 2/ 95، 296، وخلاصة تذهيب التهذيب 399، وشذرات الذهب 1/ 270. [5] تهذيب الكمال 3/ 1404. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 484 وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: جَالَسْتُ نَافِعَ بْنَ أَبِي نُعَيْمٍ، وَكَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ الْفُقَهَاءِ الْعُبَّادِ [1] . قُلْتُ: قَرَأَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، وَمُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ الْهُذَلِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ رُومَانَ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَ هَؤُلاءِ عَنْ أَصْحَابِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَزَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، كَمَا بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي كِتَابِ «طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ» [2] . والّذي وضح لي أنّ هؤلاء الخمسة قرءوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي ربيعة المخزوميّ مقريء المدينة، وتلميذ أبيّ. ويقال: إنهم قرءوا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقِيلَ: إِنَّ مُسْلِمَ بْنَ جُنْدُبٍ قَرَأَ عَلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَعَلِيِّ بْنِ عُمَرَ. قَالَ الْهُذَلِيُّ فِي «كَامِلِهِ» [3] : كَانَ نَافِعٌ مُعَمَّرًا، أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَلَى النَّاسِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ مَالِكٌ: نَافِعٌ إِمَامُ النَّاسِ فِي الْقِرَاءَةِ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قِرَاءَةُ نَافِعٍ سُنَّةٌ. وَرَوَى الْمُسَيِّبِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ أَدْرَكَ عِدَّةً مِنَ التَّابِعِينَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى ما اجتمع عليه اثنان منهم فَأَخَذْتُهُ، وَمَا شَذَّ فِيهِ وَاحِدٌ تَرَكْتُهُ، حَتَّى أَلَّفْتُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ. وَرُوِيَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ كَانَ يُوجَدُ مَنْ فِيهِ رِيحُ الْمِسْكِ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفَلَ فِي فِيَّ. قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَإِمَامُ النَّاسِ فِي الْقِرَاءَةِ بِالْمَدِينَةِ نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ. قُلْتُ: رَأَسَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ شُيُوخِهِ الْخَمْسَةِ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى   [1] تهذيب الكمال 3/ 1404. [2] معرفة القراء الكبار 1/ 107. [3] هو «الكامل في القراءات الخمسين» . انظر عنه في (كشف الظنون 2/ 1381) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 485 ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ الأَعْرَجِ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِمْ. وَهُوَ صَالِحُ الْحَالِ فِي الْحَدِيثِ. قَرَأَ عَلَيْهِ خَلْقٌ، مِنْهُمْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَوَرْشٌ، وَقَالُونُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسَيِّبِيُّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقِيلَ: إِنَّ نَافِعًا كَانَ أَسْوَدَ بَصَّاصًا، وَكَانَ طَيِّبَ الأَخْلاقِ، فِيهِ مِزَاحٌ. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «كَامِلِهِ» [5] فَقَالَ: لَهُ عَنِ الأَعْرَجِ نُسْخَةٌ نَحْوُ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَلَهُ نُسْخَةٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، وَلَهُ مِنَ التَّفَارِيقِ قَدْرَ خَمْسِينَ حَدِيثًا، وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئًا مُنْكَرًا. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 405- نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلاعِيُّ [6] الْمِصْرِيُّ، أبو يزيد. - م. د. ن. ق-   [1] في تاريخه 2/ 602. [2] حيث قال: كان يؤخذ عنه القراءة، وليس في الحديث بشيء. (الجرح والتعديل 8/ 456) . [3] في الجرح والتعديل 8/ 457 وزاد: صالح الحديث. [4] تهذيب الكمال 3/ 1404. [5] ج 7/ 2515. [6] انظر عن (نافع بن يزيد) في: التاريخ الكبير 8/ 86 رقم 2280، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، وتاريخ الثقات للعجلي 447 رقم 1677، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 228 و 265 و 312 و 442 و 619، والجرح والتعديل 8/ 458 رقم 2095، والولاة والقضاة للكندي 194 و 327، والثقات لابن حبّان 9/ 209، ورجال صحيح مسلم 2/ 291 رقم 1718، وتاريخ جرجان 551، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 529 رقم 2059، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1405، والكاشف 3/ 174 رقم 5891، وتهذيب التهذيب 10/ 412 رقم 740، وتقريب التهذيب 2/ 296 رقم 28، وخلاصة تذهيب التهذيب 400. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 486 عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعُقَيْلِ بْنِ يُونُسَ، وَعُقَيْلٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ ابن أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْحَافِظُ: كَانَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ [1] . قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بَأْسَ بِهِ [3] . 406- نَافِعٌ، أَبُو هُرْمُزَ الْبَصْرِيُّ [4] ، الْجَمَّالُ، مَوْلَى بَنِي سُلَيْمٍ. يُقَالُ: اسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ. رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ [5] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [6] : ضَعِيفٌ، لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [7] : روى عن عطاء نسخة موضوعة.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1405. [2] في الجرح والتعديل 8/ 458. [3] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وروى عنه الإمام مسلم. [4] انظر عن (نافع أبي هرمز) في: التاريخ لابن معين 2/ 602، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 171، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3177، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 286، 287 رقم 1879، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 102 رقم 155، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 151، والجرح والتعديل 8/ 455، 456 رقم 2087، والمجروحين لابن حبّان 3/ 57- 59، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2513، 2514، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 170 رقم 549، وتاريخ جرجان 212 و 392، والمغني في الضعفاء 2/ 693 رقم 6588، وميزان الاعتدال 4/ 243، 244 رقم 9000، ولسان الميزان 146، 147 رقم 512. [5] الضعفاء الكبير 4/ 287، الجرح والتعديل 8/ 455، الكامل في الضعفاء 7/ 2513. [6] الضعفاء الكبير 4/ 286، وقال في معرفة الرجال 1/ 71 رقم 171: ضعيف. وزاد في تاريخه 2/ 602: «ليس بشيء» . الجرح والتعديل 8/ 455، الكامل في الضعفاء 7/ 2513. [7] في المجروحين 3/ 58، وفيه أيضا: كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه كأنه أنس الجزء: 10 ¦ الصفحة: 487 وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ [1] . أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، نَا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ، عَنْ أَنَسٍ مرفوعا: «آلُ مُحَمَّدٍ كُلٌّ تَقِيٌّ» [2] ، وَبِهِ مَرْفُوعًا «اعْمَلْ لِوَجْهٍ وَاحِدٍ يَكْفِيكَ الْوُجُوهَ كُلَّهَا» [3] . - نَجِيحٌ، أَبُو مَعْشَرٍ. يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ. 407- نَصْرُ بْنُ حَرْبٍ الْمُهَلَّبِيُّ، الأَمِيرُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 408- نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ [4] ، أَبُو جَزْءٍ [5] ، الْبَاهِلِيُّ، الْبَصْرِيُّ. عَنْ: قَتَادَةَ، وَمَنْصُورٍ، وَأَيُّوبَ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَطَائِفَةٌ. مُجْمَعٌ عَلَى تركه، وقد اتّهم [6] .   [ () ] آخر، ولا أعلم له سماعا، لا يجوز الاحتجاج به ولا كتابة حديث إلا على سبيل الاعتبار. [1] الكامل في الضعفاء 7/ 2513. [2] الكامل في الضعفاء 7/ 2513. [3] الكامل في الضعفاء 7/ 2513، وقال ابن عديّ في آخر ترجمته: أحاديثه غير محفوظة، والضعف على روايته بيّن. [4] انظر عن (نصر بن طريف) في: التاريخ لابن معين 2/ 604، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 108 و 2/ رقم 320، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 285، والعلل ومعرفة الرجل لأحمد 1 رقم 312 و 1288، والتاريخ الكبير 8/ 105 رقم 2355، والتاريخ الصغير 184، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 20، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 99 رقم 148، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 593، والمعرفة والتاريخ 2/ 123 و 665 و 783 و 3/ 34 و 62، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 296- 298 رقم 1894، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 140، والجرح والتعديل 8/ 466- 468 رقم 2139، والمجروحين لابن حبّان 3/ 52، 53، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2496- 2500، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 168 رقم 544، والأسامي والكنى للحاكم ج 1/ 111 ب، ورجال الطوسي 324 رقم 9، والمغني في الضعفاء 2/ 696 رقم 6613، وميزان الاعتدال 4/ 251، 252 رقم 9034، والكشف الحثيث 438، 439 رقم 804، ولسان الميزان 6/ 153- 155 رقم 540. [5] هكذا في الأصل وبعض المصادر الأخرى، وفي بعضها الآخر قيّد «جزيّ» . [6] ضعّفه ابن معين في تاريخه 2/ 604 وقال أيضا: ليس بشيء. وكذا في معرفة الرجال 1/ 62 الجزء: 10 ¦ الصفحة: 488 قَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ [1] يَعْنِي أَهْمَلُوهُ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 409- النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ [2] ، الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْجَزَرِيُّ، الْحَرَّانِيُّ، أَبُو رَوْحٍ. - د. ت-   [ () ] رقم 108. وقال ابن سعد في طبقاته 7/ 285: ليس بشيء، وقد ترك حديثه. وقال البخاري في تاريخه الكبير 8/ 105 «ذاهب» . ومثله قال الجوزجاني في أحوال الرجال 99 رقم 148. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أحمد: لا يكتب حديثه. وقال عبد الله بن المبارك: كان قدريّا ولم يكن يثبت. وقال الفلّاس: «وممن أجمع عليه من أهل الكذب أنه لا يروى عنهم قوم، منهم: أبو جزى القصّاب نصر بن طريف وكان أمّيّا لا يكتب، وكان قد خلّط في حديثه، وكان أحفظ أهل البصرة حدّث بأحاديث ثم مرض فرجع عنها ثم صحّ فعاد عنها» . (لسان الميزان 6/ 153) . ونقل الحاكم النيسابورىّ عن الفلّاس قوله: كان يسمع الحديث فيمليه على امرأته، حدّث بما حدّث، ثم مرض فرجع عنها، ثم صحّ فعاد إليها. (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 111 ب) . وقال عبد الرحمن بن المهديّ: مرض أبو جزى فدخلنا عليه نعوده فقال: أسندوني، فأسندوه، فقال: كلّما حدّثتكم عن فلان وفلان فليس كذلك، وإنما حدّثني به فلان، قال ابن مهدي: فقلنا جزاك الله خيرا وخرجنا وإنه لأجلّ الناس عندنا، ثم عوفي بعد ذلك فحدّثنا بتلك الأحاديث عن فلان وفلان التي قال إنه ليست عنده عنهما. (لسان الميزان 6/ 153) . وقال أبو داود: كان شعبة يسمّي أبا جزي: أبا خزي. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 297) . وقال يزيد بن هارون: ذكر لأبي جزي رجل- قال أصحابنا سمّى أبا معشر المديني- قال: ذاك أكذب أهل الأرض وأكذب أهل السماء، قال أحمد بن سنان: ولقد أفرط، ولولا أني أرى أنها فلتة منه لقلت: هو كافر باللَّه العظيم. قال ابن سنان: إذا ذكرت قول أبي جزي في أبي معشر اقشعررت. وقال أبو حاتم: ليس بشيء وهو متروك الحديث. وقال ابن حبّان: كان مكفوفا يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم كأنه كان المتعمّد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن عديّ: ربّما يحدّث بأحاديث يشارك فيها الثقات إلا أن الغالب على رواياته أنه يروي ما ليس محفوظا وينفرد عن الثقات بمناكير وهو بيّن الضعف، وقد أجمعوا على ضعفه. وهو كما قال. [1] في تاريخه الصغير 184. [2] انظر عن (النضر بن عربي) في: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 489 وَقِيلَ أَبُو عَمْرٍو. رَأَى أَبَا الطُّفَيْلِ. وَرَوَى عن: مجاهد، وعمر بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وعكرمة، ومكحول، ونافع، وغيرهم. وعنه: الثوري، وأبو أسامة، ووكيع، وأبو صالح عبد الغفار بن داود، ويحيى الوحاظيّ، وأبو جعفر النّفيليّ، وجماعة. وثّقه ابن معين [1] . وقال أحمد [2] : ما أرى به بأسا [3] . وقال عمرو بن خالد الحراني: نَا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ بِمَكَّةَ عَلَى أَبِي الطُّفَيْلِ، فَمَسَسْتُ جِلْدَهُ، فَكَانَ أَلْيَنَ شَيْءٍ [4] . وَقَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ النَّضْرُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ ومائة.   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 605، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3182 و 3/ رقم 3987، والتاريخ الكبير 8/ 89 رقم 2290، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 36، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 172، والجرح والتعديل 8/ 475 رقم 2179، والثقات لابن حبّان 7/ 534، ومشاهير علماء الأمصار له 186 رقم 1483، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 334 رقم 1416، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 191 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 283 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1413، والكاشف 3/ 180 رقم 5941، وسير أعلام النبلاء 7/ 403- 405 رقم 148، وميزان الاعتدال 4/ 261 رقم 9079، وتهذيب التهذيب 10/ 442، 443 رقم 805، وتقريب التهذيب 2/ 302 رقم 97، وخلاصة تذهيب التهذيب 402. [1] في تاريخه 2/ 605، وقال أيضا: ليس به بأس. (العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3182) . [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3182، وقال أيضا: ثقة. (3/ رقم 3987) وقال مرة: ما أرى به بأسا. (الجرح والتعديل 8/ 475. [3] وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ثقة صالح. وقال أبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: لا بأس به أسند حديثا واحدا. وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [4] الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 191 أ: وفيه: أخبرنا النضر بن عربي قال: رأيت أبا الطفيل عامر بن واثلة قال: وأحسبه قال: ومسست جلده فكان ألين شيء. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 490 409- نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيّ [1] . - ق- عَنِ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَبِيبٍ الْفَرَّاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ. قَالَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ: كَذَّابٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِثِقَةٍ [4] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [5] : مَتْرُوكٌ [5] .   [1] انظر عن (نهشل بن سعيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 610، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 372، والتاريخ الكبير 8/ 115 رقم 2401، والتاريخ الصغير 194، والضعفاء الصغير 278 رقم 382، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 204 رقم 371، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 599، والمعرفة والتاريخ 3/ 188 و 235، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 309، 310 رقم 1910، والجرح والتعديل 8/ 496 رقم 2267، والمجروحين لابن حبّان 3/ 52، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2521، 2522، وتاريخ جرجان 218 و 494، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1425، والمغني في الضعفاء 2/ 207 رقم 6673، والكاشف 3/ 185 رقم 5987، وميزان الاعتدال 4/ 275 رقم 9127، والكشف الحثيث 442 رقم 809، وتهذيب التهذيب 10/ 479 رقم 864، وتقريب التهذيب 2/ 307 رقم 157، وخلاصة تذهيب التهذيب 404. [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 115، والتاريخ الصغير 194، والضعفاء الصغير 278 رقم 382) . والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 309، والجرح والتعديل 8/ 496، والمجروحين لابن حبّان 3/ 52، والكامل في الضعفاء 7/ 2521. [3] في تاريخه 2/ 610، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 309. [4] وقال أيضا: ليس نهشل بشيء. الجرح والتعديل 8/ 496. [5] في الضعفاء والمتروكين 305 رقم 599. وقال البخاري: أحاديثه مناكير. (التاريخ الكبير 8/ 115، والضعفاء الصغير 278 رقم 382) . وقال الجوزجاني: «غير محمود في حديثه» ، (أحوال الرجال 204 رقم 371) . وذكر العقيلي حديثا من طريقه وقال: لا يتابع عليه ولا على كثير من حديثه. وقال أبو داود الطيالسيّ: كذّاب. وقال أبو حاتم: ليس بقويّ، متروك الحديث، ضعيف الحديث. وضعّفه أبو زرعة. (الجرح والتعديل 8/ 496) . وقال ابن حبّان: كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحلّ كتابة حديثه إلا على جهة التعجّب. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 491 [حرف الْهَاءِ] 411- هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ [1] . عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِفَضَائِلِ الْقُرْآنِ سُورَةً سُورَةً. رَوَاهُ عَنْ سَلامٍ الطَّوِيلِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ الْحَكَمِ الْغُزِّيِّ [2] ، وَهُوَ حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَلا يُعْرَفُ هَارُونُ [3] ، وَلَعَلَّهُ الآفَةُ [4] . 412- هَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ [5] ، أَبُو عبد الله، الأزديّ، مولاهم،   [1] انظر عن (هارون بن كثير) في: التاريخ الكبير 8/ 226 رقم 2810، والجرح والتعديل 9/ 94 رقم 391، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2588، والمغني في الضعفاء 2/ 705 رقم 6704، وميزان الاعتدال 4/ 286 رقم 9169، ولسان الميزان 6/ 181 رقم 639. [2] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2588. [3] قال أبو حاتم: مجهول. [4] قال ابن عديّ: هذا الحديث غير محفوظ عن زيد. [5] انظر عن (هارون بن موسى النحويّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 614، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5949، والتاريخ الكبير 8/ 222، 223 رقم 2794، والمعرفة والتاريخ 2/ 264، والجرح والتعديل 9/ 94، 95 رقم 394، والثقات لابن حبّان 9/ 237، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 774، 775 رقم 1296، ورجال صحيح مسلم 2/ 323 رقم 1793، وتاريخ بغداد 14/ 3- 5 رقم 7346، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 550 رقم 2141، ووفيات الأعيان 3/ 486، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1432، والكاشف 3/ 190، 191 رقم 6027، وتهذيب التهذيب 11/ 14 رقم 29، وتقريب التهذيب 2/ 313 رقم 29، وبغية الوعاة 2/ 321 رقم 2084، وخلاصة تذهيب التهذيب 408. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 492 البصريّ، الأعور. - خ. م- صاحب القراءة وَالْعَرَبِيَّةِ. كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، وَاشْتَغَلَ وَبَرَعَ وَسَادَ. روى عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ، وَبُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، وَطَائِفَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ. وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ الأَصْمَعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [1] . وَكَانَ رَأْسًا فِي النَّحْوِ، وَالْقِرَاءَةِ. رَوَى أَنَّ رَجُلا نَاظَرَهُ يَوْمًا فَقَطَعَهُ هَارُونُ، فَتَحَيَّرَ الرَّجُلُ مَاذَا يَقُولُ، فَقَالَ: أَنْتَ كُنْتَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمْتَ، فَقَالَ: فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ [2] ، فَقَطَعَهُ أَيْضًا. وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ على عبد الله بن أبي إِسْحَاقَ. رَوَى قِرَاءَةَ ابْنِ كَثِيرٍ عَنْهُ، وَتَصدَّرَ لِلإِقْرَاءِ [3] . 413- هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ [4] ، الْبَجَلِيُّ، الْكُوفِيُّ. - ع-   [1] في تاريخه 2/ 614، والجرح والتعديل 9/ 95. [2] تاريخ بغداد 14/ 4. [3] قال شعبة: هارون الأعور من خيار المسلمين، قالها ثلاثا مع كلام غير هذا. (الجرح والتعديل 9/ 95) . وقال أبو زرعة: ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. وروى له الشيخان، وكفى بهذا. [4] انظر عن (هريم بن سفيان) في: التاريخ الكبير 8/ 244 رقم 2874، وتاريخ الثقات للعجلي 456 رقم 1724، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 382، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 49، والجرح والتعديل 9/ 117 رقم 494، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 345 رقم 1473، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 884 رقم 1517، ورجال صحيح مسلم 2/ 324 رقم 1796، ورجال الطوسي 331 رقم 44، وتاريخ جرجان 199، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 554، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 493 أَحَدُ الأَثْبَاتِ. عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورٍ الأَعْمَشِ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَأُسَيْدٌ الْجَمَّالُ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . 414- هُذَيْلُ بْنُ بِلالٍ الْفَزَارِيُّ [2] ، الْمَدَائِنِيُّ. رَأَى زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ. وَرَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّانِ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَآخَرُونَ. قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو داود: ضعيف الحديث [4] .   [ () ] 555 رقم 2157، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1436، والكاشف 3/ 194 رقم 76055 وتهذيب التهذيب 11/ 30 رقم 65، وتقريب التهذيب 2/ 317 رقم 66، وخلاصة تذهيب التهذيب 409. [1] الجرح والتعديل 9/ 117. ووثّقه العجليّ، وأبو حاتم: وابن شاهين، وروى له الشيخان في صحيحهما. قال عثمان: هو ثقة صدوق ثبت. وقال ابن شاهين: صالح الحديث. [2] انظر عن (هذيل بن بلال) في: التاريخ لابن معين 2/ 615، والتاريخ الكبير 8/ 245 رقم 2876، والتاريخ الصغير 182، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 610، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 364، 365 رقم 1977، والجرح والتعديل 9/ 113 رقم 477، والمجروحين لابن حبّان 3/ 95، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2583، 2584، 2584، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 174 رقم 567، والمغني في الضعفاء 2/ 708 رقم 6738، وميزان الاعتدال 4/ 294 رقم 9213، ولسان الميزان 6/ 192، 193 رقم 685. [3] في تاريخه 2/ 615، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 364، والجرح والتعديل 9/ 113، والمجروحين لابن حبّان 3/ 95، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2583. [4] وقال النسائي: ضعيف. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 494 415- الْهُذَيْلُ بْنُ الْحَكَمِ [1] ، أَبُو الْمُنْذِرِ، الأَزْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ. عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ. وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [3] . 416- هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ [4] ، الْبَصْرِيُّ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. - ت. ق-   [ () ] وذكره العقيلي في الضعفاء، ونقل عن ابن معين تضعيفه. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وقال أبو زرعة: هو ليّن ليس بالقويّ. وقال ابن حبّان: كان ممّن يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل على قلّة روايته، فلما كثر مخالفته الثقات فيما يرويه عن الأثبات خرج عن حدّ العدالة إلى الجرح وصار في عداد المتروكين ممّن لا يحتجّ به. وقال ابن عديّ: ليس في حديثه حديث منكر فأذكره. وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين. [1] انظر عن (الهذيل بن الحكم) في: التاريخ الصغير 182، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 365 رقم 1978، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 131، والجرح والتعديل 9/ 113 رقم 480، والمجروحين لابن حبّان 3/ 95، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2584، 2585، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1435، والكاشف 3/ 193 رقم 6048، والمغني في الضعفاء 2/ 709 رقم 6739، وميزان الاعتدال 4/ 294، 295 رقم 9214، وتهذيب التهذيب 11/ 26 رقم 55، وتقريب التهذيب 2/ 315 رقم 54. [2] في تاريخه الصغير 182. [3] قال ابن حبّان: منكر الحديث جدا، فلست أدري السبب الموجب للمناكير في حديثه. كان منه أو من عبد العزيز بن أبي روّاد؟ لأن عبد العزيز ليس في الحديث بشيء، وإذا روى رجل مجهول لم يعرف بالعدالة عن ضعيف شيئا منكرا لا يتهيّأ إلزاق القدح بأحدهما دون الآخر إلا بعد السّبر، على أن مجانبة ما روى أحرى حتى توجد له رواية عن الثقات بما يوافق الأثبات متعرّية عن المناكير فلم يدخل في جملة أهل العدالة ويلزق ذلك الحديث المنكر الّذي روى عن ذلك الضعيف بالضعيف دونه، هذا حكم ذلك الجنس من الناس. [4] انظر عن (هشام بن زياد) في: التاريخ لابن معين 2/ 616، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 266، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3344، والتاريخ الكبير 8/ 199، 200 رقم 2702، والتاريخ الصغير 189، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 612، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 339- 341 رقم 1946، والجرح والتعديل 9/ 58 رقم 238، والمجروحين لابن حبّان 3/ 88، 89، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 495 رَوَى عَنْ: أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، وَالْحَسَنِ، ومحمد بن كعب القرظي، وعمر بن عبد العزيز، وجماعة. وعنه: وكيع، وزيد بن الحباب، وعثمان بن الهيثم، وعبيد الله القواريري، وشيبان بن فروخ، وعدة. ضعفه أحمد [1] ، والناس. وقال النسائي [2] ، وغيره: متروك. وقال ابن حبان [3] : كان يروي الموضوعات عَنِ الثِّقَاتِ [4] . - هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ: قَدْ تَقَدَّمَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَارَّةِ [5] . 417- هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ [6] ، الْحَافِظُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الْعَوْذِيُّ،   [ () ] والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2564، 2565، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 173 رقم 562، وتاريخ جرجان 397 و 318 و 518، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1439، والكاشف 3/ 195 رقم 6067، والمغني في الضعفاء 2/ 710 رقم 6747، وميزان الاعتدال 4/ 298 رقم 9223، وتهذيب التهذيب 11/ 38، 39 رقم 78، وتقريب التهذيب 2/ 318 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 409. [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3344، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 340، والجرح والتعديل 9/ 58. [2] في الضعفاء والمتروكين 306 رقم 612. [3] في المجروحين 3/ 88. [4] وقال سفيان بن عبد الملك: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: هشام بن زياد ارم به. وقال يحيى بن معين: حديثه ليس بشيء. وقال أيضا: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: ليس بالقويّ ضعيف الحديث، وكان جارا لأبي الوليد الطيالسي فلم يرو عنه وكان لا يرضاه ويقال إنه أخذ كتاب حفص المنقري من أصحاب الحسن فروى عن الحسن، ويقال: إنه وقع إليه كتاب يونس بن عبيد، عن الحسن، فروى عن الحسن. وعنده عن الحسن أحاديث منكرة، وهو منكر الحديث. وضعّفه أبو زرعة. وقال ابن عديّ: أحاديثه يشبه بعضها بعضا والضعف بيّن على رواياته. [5] انظر حوادث ووفيات 141- 160 هـ. من هذا الكتاب- ص 653، 654. [6] انظر عن (همّام بن يحيى) في: التاريخ لابن معين 2/ 625، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 645، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 278 و 682 و 683 و 1231 و 2/ رقم 2468 و 3/ 4936، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 282، والعلل لابن المديني 52، والتاريخ الكبير 8/ 237 رقم 2852، والتاريخ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 496 مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، وَقِيلَ أَبُو بَكْرٍ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَقَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحَوْضِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَوْقِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَفَّانُ، وَحَجَّاجٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. أَثْنَى عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَكَانَ أَحَدَ أَرْكَانِ الْحَدِيثِ بِالْبَصْرَةِ. قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ [1] : هُوَ ثَبْتٌ فِي كُلِّ مَشَايِخِهِ. وَأَمَّا يَحْيَى الْقَطَّانُ، فَكَانَ لا يَرْضَى حِفْظَهُ [2] .   [ () ] الصغير 183، وتاريخ الثقات للعجلي 461 رقم 1751، والمعارف 7625 والمعرفة والتاريخ 1/ 150 و 237 و 436 و 2/ 18 و 70 و 77 و 128 و 141 و 159 و 167 و 263 و 281 و 286 و 664 و 776 و 3/ 211، وتاريخ خليفة 437، وتاريخ الطبري 1/ 178 و 2/ 235 و 417، والجرح والتعديل 9/ 107- 109 رقم 457، والمجروحين لابن حبّان 1/ 135 و 140 و 181 و 291 و 2/ 205 و 213 و 253 و 3/ 92، والثقات لابن حبّان 7/ 586، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2590- 2592، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 290 و 302 و 303، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 777 رقم 1302، ورجال صحيح مسلم 2/ 321 رقم 1788، وتاريخ جرجان 243 و 465، والسابق واللاحق 364، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 553 رقم 2153، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1449، ودول الإسلام 1/ 110، والكاشف 3/ 199 رقم 6092، والمغني في الضعفاء 2/ 713 رقم 6768، وسير أعلام النبلاء 7/ 296- 301 رقم 93، وميزان الاعتدال 4/ 309، 310 رقم 9253، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 625، وتهذيب التهذيب 11/ 67- 70 رقم 108، وتقريب التهذيب 2/ 321 رقم 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 411. [1] الجرح والتعديل 9/ 108. [2] قال أبو حفص الفلّاس: حدّث ابن أبي عديّ، عن ابن أبي عروبة شيئا، فقال عفّان وكان حاضرا حدّثنا همّام، عن قتادة، فسكت يحيى، فعجبنا من يحيى حيث يحدّثه ابن أبي عديّ عن سعيد فينكره، وحيث حدّثه عفّان عن همّام سكت. (الجرح والتعديل 9/ 108) . وانظر: العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 4936، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2590. وقال عمر بن شبّة: سمعت عفّان يقول: كان يحيى بن سعيد يعترض على همّام في كثير من حديثه، فلما قدم معاذ بن هشام نظرنا في كتبه فوجدناه يوافق همّاما في كثير مما كان يحيى ينكره عليه فكفّ يحيى بعد عنه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 497 قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَسْتَخِفُّ بِهَمَّامٍ، مَا رَأَيْتُ يَحْيَى أَسْوَأَ رَأْيًا فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي حَجَّاجٍ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَهَمَّامِ بْنِ يَحْيَى، لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعَهُ فِيهِ. قُلْتُ: أَمَّا هَمَّامٌ فَاحْتَجَّ بِهِ أَرْبَابُ الصِّحَاحِ بِلا نِزَاعٍ بَيْنَهُمْ، وَأَمَّا الآخَرَانِ فَبِخِلافِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : هَمَّامٌ ثِقَةٌ، فِي حِفْظِهِ شَيْءٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ الرَّأْسَ يَقُولُ: سُئِلَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، مَا تَقُولُ فِي هَمَّامٍ؟ فَقَالَ: كِتَابُهُ صَالِحٌ، وَحِفْظُهُ لا يَسْوَى شَيْئًا [2] . وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: إِذَا حَدَّثَ هَمَّامٌ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَكَانَ يَحْيَى لا يَرْضَى كِتَابَهُ وَلا حِفْظَهُ، وَلا يُحَدِّثُ عَنْهُ.، وَقَدْ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَرْعَرَةَ يَقُولُ لِيَحْيَى: ثَنَا عَفَّانُ، عَنْ هَمَّامٍ. قَالَ: اسْكُتْ، وَيْلَكَ [3] . وَقَالَ عبد الله بن أحمد [4] ، سمعت أبي يقول: كَانَ يَحْيَى يُنْكِرُ عَلَى هَمَّامٍ أَنَّهُ يَزِيدُ فِي الإِسْنَادِ، فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ وَافَقَهُ عَلَى بَعْضِ تِلْكَ الأَحَادِيثِ [5] . عَفَّانُ: كَانَ هَمَّامٌ لا يَكَادُ يَرْجِعُ إِلَى كِتَابِهِ، وَلا يَنْظُرُ فِيهِ، وَكَانَ يُخَالَفُ فِيهِ فَلا يَرْجِعُ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ فَنَظَرَ فِي كُتُبِهِ فَقَالَ: يَا عَفَّانُ، كُنَّا نُخْطِئُ كَثِيرًا فَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى. وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ هَمَّامًا يَقُولُ: مَا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ إِلا وَأَنَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُرِيدَ بِهِ اللَّهَ، إِلا هَذَا الْحَدِيثَ.   [1] في الجرح والتعديل 9/ 109. [2] العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 682. [3] تهذيب الكمال 3/ 1449 وفيه «ويحك» . [4] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 278. [5] في الأصل: «وافقه على بعض تلك الأحاديث هشام» . والصحيح: «فلما قدم معاذ بن هشام وافقه على بعض تلك الأحاديث» . انظر: تهذيب الكمال 3/ 1449. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 498 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: هَمَّامٌ فِي قَتَادَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ [1] . ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: وَسُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ، وَهَمَّامٍ، أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يَرْوِي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَيْهِ، وَأَنَا هَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَأَبَانٌ ثِقَةٌ [2] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ هَمَّامٌ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 418- الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ [3] ، الْبَصْرِيُّ، الْبَكَّاءُ، الْحَنَفِيُّ، وَيُقَالُ: هُوَ كُوفِيٌّ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَشُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأَدْهَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ يَقُصُّ بِالْبَصْرَةِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْهُ فَقَالَ: تُرِكَ حديثه [5] .   [1] الجرح والتعديل 9/ 109. [2] الجرح والتعديل 9/ 109. [3] انظر عن (الهيثم بن جمّاز) في: التاريخ لابن معين 2/ 626، والتاريخ الكبير 8/ 216 رقم 2772، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 120 رقم 198، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 609، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 355 رقم 1964، والمعرفة والتاريخ 2/ 663، والجرح والتعديل 9/ 81 رقم 330، والمجروحين لابن حبّان 3/ 91، 92، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2560- 2562، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 173 رقم 564، والمغني في الضعفاء 2/ 715 رقم 6793، وميزان الاعتدال 4/ 319، 320 رقم 9292، ولسان الميزان 6/ 204، 205 رقم 727. [4] في تاريخه 2/ 626، وقال أيضا: ليس بذاك. (التاريخ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 355) . [5] الجرح والتعديل 9/ 81. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 499 وَكَانَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ الْبُسْتِيُّ يَقُولُ [1] : كان من العبّاد البكّاءين، يَرْوِي الْمُعْضِلاتِ عَنِ الثِّقَاتِ [2] . وَرَوَى هُشَيْمٌ، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ قَالَ مَلَكَاهُ: يَا رَبِّ إِلَى أَيْنَ نَذْهَبُ؟ فَيَقُولُ: اذْهَبَا إِلَى قَبْرِ عَبْدِي سَبِّحَانِي وَكَبِّرَانِي، وَاكْتُبَا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إِلَى يوم القيامة» [3] .   [1] في المجروحين 3/ 91. [2] وضعّفه أبو زرعة. وقال الجوزجاني: كان قاصّا ضعيفا، روى عن ثابت معاضيل. وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ. [3] ذكره ابن عديّ في الكامل في الضعفاء 7/ 2561، وقال في آخر ترجمته: وأحاديثه أفراد غرائب عن ثابت وفيها ما ليس بالمحفوظ. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 500 [حَرْفُ الْوَاوِ] 419- وَرْقَاءُ [1] . - ع- هُوَ الإِمَامُ الثَّبْتُ، أَبُو بِشْرٍ، وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كُلَيْبٍ، الْيَشْكُرِيُّ، الْخُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ، الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ الْمَدَائِنِ. عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي إسحاق، وعبيد الله ابن أَبِي يَزِيدَ الْمَكِّيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.   [1] انظر عن (ورقاء اليشكري) في: التاريخ لابن معين 2/ 628، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 260 و 587، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1397 و 2589 و 2963، والتاريخ الكبير 8/ 188 رقم 2648، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 14، والمعرفة والتاريخ 2/ 106 و 744، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 87، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 327 رقم 1932، والجرح والتعديل 9/ 50، 51 رقم 216، ومشاهير علماء الأمصار 175 رقم 1390، والثقات لابن حبّان 7/ 565، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 127، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 765 رقم 1285، ورجال صحيح مسلم 320 رقم 1786، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 81 ب، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 339 رقم 1441، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2552- 2554، وتاريخ بغداد 13/ 484- 417 رقم 7336، وتاريخ جرجان 142 و 354، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 545 رقم 2124، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1460، 1461، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 626، ودول الإسلام 1/ 109، وسير أعلام النبلاء 7/ 419- 422 رقم 157، والعبر 1/ 237، وتذكرة الحفاظ 1/ 230، وميزان الاعتدال 4/ 332 رقم 9340، والكاشف 3/ 206، والمغني في الضعفاء 2/ 719 رقم 6831، وتهذيب التهذيب 11/ 113- 115 رقم 200، وتقريب التهذيب 2/ 330 رقم 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 419، 420، وطبقات الحفاظ 97، 98، وشذرات الذهب 1/ 251. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 501 وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَشَبَابَةُ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَقَبِيصَةُ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ. قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ [1] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِوَرْقَاءَ، فَإِنَّكَ لَنْ تَلْقَى مِثْلَهُ حَتَّى تَرْجِعَ [2] . وَقَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ: دَخَلْنَا عَلَى وَرْقَاءَ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ، وَيَذْكُرُ اللَّهَ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ لابْنِهِ: اكْفِنِي رَدَّ السَّلامِ، لا تَشْغَلُونِي عَنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ [3] . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ السجستانيّ، عن ورقاء في أبي نجيج فَقَالَ: وَرْقَاءُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، إِلا أَنَّهُ فِيهِ إِرْجَاءٌ [4] . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [5] : تَكَلَّمُوا فِي حَدِيثِهِ عَنْ مَنْصُورٍ. وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [6] ، قَالَ: سمعت معاذ بن معاذ يقول ليحيى ابن سَعِيدٍ: سَمِعْتُ حَدِيثَ مَنْصُورٍ مِنْ وَرْقَاءَ؟ قَالَ: لا يُسَاوِي شَيْئًا. 420- الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ [7] ، أَبُو عبيدة البجليّ، مولاهم، الحمصيّ. - د-   [1] تاريخ بغداد 13/ 486. [2] تاريخ بغداد 13/ 487. [3] تاريخ بغداد 13/ 487. [4] تاريخ بغداد 13/ 486. [5] في الضعفاء الكبير 4/ 327. [6] في تاريخ 2/ 628. [7] انظر عن (الوليد بن كامل) في: التاريخ الكبير 8/ 152 رقم 2528، والتاريخ الصغير 192، الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 79، والمعرفة والتاريخ 2/ 161، 162، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والجرح والتعديل 9/ 14 رقم 61، والثقات لابن حبّان 9/ 223، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2541، 2542، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1473، والمغني في الضعفاء 2/ 724 رقم 6881، والكاشف 3/ 212 رقم 6196، وميزان الاعتدال 4/ 344 رقم 9396، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 502 تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ، لَهُ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَنَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : عِنْدَهُ عَجَائِبُ. وَكَنَّاهُ الْبَيْهَقِيُّ. وَقَالَ: أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: ضَعِيفٌ. [وَقَالَ] أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [2] : شَيْخٌ [3] . 421- وُهَيْبٌ [4] . هُوَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ، وُهَيْبُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَجْلانَ، الباهليّ، مولاهم، البصريّ، الكنانيّ. أحد الأعلام.   [ () ] وتهذيب التهذيب 11/ 147 رقم 248، وتقريب التهذيب 2/ 335 رقم 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 417. [1] في التاريخ الصغير 192، والكامل في الضعفاء لابن عدي 7/ 2541. [2] في الجرح والتعديل 9/ 14. [3] وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (وهيب بن خالد) في: التاريخ لابن معين 2/ 637، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 980 و 1220 و 1266، والتاريخ الكبير 8/ 177 رقم 2613، والتاريخ الصغير 185، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، وتاريخ الثقات للعجلي 467 رقم 1787 وفيه (وهب) وهو خطأ، وتاريخ خليفة 445، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 287، والمعرفة والتاريخ 1/ 260 و 345 و 370 و 393 و 426 و 518 و 545 و 637 و 2/ 129- 132 و 182 و 239 و 256 و 285 و 469 و 471 و 3/ 21 و 27، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 123، والجرح والتعديل 9/ 34، 35 رقم 158، والثقات لابن حبّان 7/ 560، ومشاهير علماء الأمصار 160 رقم 1265، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 62 أ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 765، 766 رقم 1286، ورجال صحيح مسلم 308 رقم 1764، وتاريخ جرجان 173 و 399، والسابق واللاحق 337، ورجال الطوسي 237 رقم 21، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 542 رقم 2111، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1483، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 628، وسير أعلام النبلاء 8/ 198- 201 رقم 40، وتذكرة الحفاظ 1/ 235، والعبر 1/ 246، والكاشف 3/ 216 رقم 6227، ومرآة الجنان 1/ 352، وتهذيب التهذيب 11/ 169، 170 رقم 290، وتقريب التهذيب 2/ 339 رقم 128، والاغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط 106 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 419. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 503 عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، وَأَبِي حَازِمٍ، وَحُمَيْدٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعُقْبَةَ بْنِ مُوسَى، وَمَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَخُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو حَازِمٍ، وَمُسْلِمٌ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ أَبْصَرِ أَصْحَابِهِ بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَالِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : يُقَالُ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ شُعْبَةَ أَعْلَمَ بِالرِّجَالِ مِنْهُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [3] : سُجِنَ وُهَيْبٌ فَذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكَانَ ثِقَةً حُجَّةً، يُمْلِي حِفْظَهُ، وَكَانَ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي «تَارِيخِهِ» : نَا مُوسَى قَالَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: إِنَّ وُهَيْبَ بْنَ خَالِدٍ يزعم أنّ عليّ بن زيد كَانَ لا يَحْفَظُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: وُهَيْبٌ كَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُجَالِسَ عَلِيًّا! إِنَّمَا كَانَ يُجَالِسُ عَلِيًّا وُجُوهُ النَّاسِ. قُلْتُ: صَدَقَ وُهَيْبٌ، وَمَا أَجَابَ حَمَّادٌ بِطَائِلٍ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، أَثْبَتُ مِنْ وُهَيْبٍ. قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يَخْتَارُ وُهَيْبًا عَلَى إِسْمَاعِيلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] : عَاشَ وُهَيْبٌ ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ [5] ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ الْهَرَوِيِّ: أَنَّ وُهَيْبًا تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس وستّين ومائة.   [1] الجرح والتعديل 9/ 35. [2] في الجرح والتعديل 9/ 35. [3] في الطبقات الكبرى 7/ 287. [4] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 177. [5] في تاريخه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 504 [حرف الْيَاءِ] 422- يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ [1] الزَّيَّاتُ، الْكُوفِيُّ، أَبُو خَلَفٍ. عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ عِرَابٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ الْجَمَاعَةُ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْفُقَهَاءِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] : كَانَ يُفْتِي بِرَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عن ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ [4] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [5] : مَتْرُوكٌ الحديث [6] .   [1] انظر عن (ياسين بن معاذ) في: التاريخ لابن معين 2/ 639، والتاريخ الكبير 8/ 429 رقم 3595، والتاريخ الصغير 189، والضعفاء الصغير 280 رقم 416، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 150 رقم 264، و الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 33، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 464، 465 رقم 2099، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 166، والجرح والتعديل 9/ 312، 313 رقم 1350، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 652، والمجروحين لابن حبان 142، 143، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2641، 2642، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 182 رقم 606، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 178 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 729 رقم 6916، وميزان الاعتدال 4/ 358 رقم 9443، ولسان الميزان 6/ 238، 239 رقم 841. [2] في تاريخه 2/ 639، وقال أيضا: ضعيف، وقال: ليس حديثه بشيء. [3] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 464، المجروحين لابن حبان 3/ 143. [5] في الضعفاء والمتروكين 307 رقم 652. [6] وقال الجوزجاني: لم يقنع الناس بحديثه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 505 423- يَحْيَى بْنُ أَزْهَرَ [1] ، الْبَصْرِيُّ. - د- عَنْ: عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، وَحَجَّاجِ بْنِ شَدَّادٍ، وَأَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ الْقَاسِمِ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ. كَانَ عَبْدًا صَالِحًا، لَهُ فَضْلٌ. مَاتَ كَهْلا أَوْ شَابًّا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] . 424- يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ [3] . عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَشَبَابَةُ بْنُ [سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ] [4] ، وَسَعِيدُ بن سليمان الواسطيّ.   [ () ] وقال الدولابي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: كان رجلا صالحا لا يعقل ما يحدّث به، ليس بقويّ، منكر الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عن الثقات وينفرد بالمعضلات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال ابن عديّ: كل رواياته أو عامّتها غير محفوظة. وقال الحاكم: ليس بالقويّ عندهم. [1] انظر عن (يحيى بن أزهر) في: التاريخ الكبير 8/ 262 رقم 2930، والجرح والتعديل 9/ 128 رقم 544، والثقات لابن حبّان 9/ 251، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1485، والكاشف 3/ 218 رقم 6235، وتهذيب التهذيب 11/ 176 رقم 301، وتقريب التهذيب 2/ 341 رقم 8، وخلاصة تذهيب التذهيب 420، 421. [2] وأثنى عليه ابن وهب خيرا. (التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 262) . [3] انظر عن (يحيى بن إسماعيل الأسدي) في: التاريخ الكبير 8/ 2921، والجرح والتعديل 8/ 126 رقم 534، والثقات لابن حبّان 9/ 256. [4] ما بين الحاصرتين زيادة على الأصل. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 506 425- يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ الدِّمَشْقِيُّ [1] . عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَعَلِيٌّ الْمَدَائِنِيُّ. صَدُوقٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . 426- يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ [3] . هُوَ عَالِمُ أَهْلِ مِصْرَ، أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَافِقِيُّ، الْمِصْرِيُّ، الْمُفْتِي. - ع- رَوَى عَنْ: بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَجَعْفَرِ بن ربيعة، وأبي قبيل حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وحميد   [1] انظر عن (يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله) في: التاريخ الكبير 8/ 261 رقم 2924، والجرح والتعديل 9/ 126 رقم 535، والثقات لابن حبّان 9/ 251. [2] في الجرح والتعديل 9/ 126. [3] انظر عن (يحيى بن أيوب) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 411 و 846 و 2/ رقم 428، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 516، والتاريخ الكبير 8/ 260 رقم 2919، والتاريخ الصغير 184، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 82، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 626، وتاريخ الثقات للعجلي 468 رقم 1791، والمعرفة والتاريخ 1/ 152 و 251 و 316 و 325 و 372 و 400 و 415 و 500 و 2/ 99 و 100 و 197 و 198 و 445 و 446 و 458 و 501 و 506 و 510 و 656 و 680 و 749 و 840 و 3/ 406، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 391، 392 رقم 2011، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 53 و 323 و 334 و 3/ 86 و 113 و 264 و 265، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 24، وتاريخ الطبري 1/ 61، والجرح والتعديل 9/ 127، 128 رقم 542، والثقات لابن حبّان 7/ 600، والولاة والقضاة للكندي 6/ 16 و 30 و 317، ومشاهير علماء الأمصار 190 رقم 1528، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 303، 354 رقم 1522، والكامل في الضعفاء لابن عدي 7/ 2671- 2673 ورجال صحيح مسلم 2/ 331، 332 رقم 1810، والسابق واللاحق 336، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 559 رقم 2172، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1490، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 629، ودول الإسلام 1/ 110، وسير أعلام النبلاء 8/ 5- 9 رقم 1، وتذكرة الحفاظ 1/ 227، 228، والعبر 1/ 240، والكاشف 3/ 220 رقم 6247، والمغني في الضعفاء 2/ 731 رقم 6931، وميزان الاعتدال 4/ 362- 364 رقم 9462، وتهذيب التهذيب 11/ 186- 188 رقم 315، وتقريب التهذيب 2/ 343 رقم 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 421. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 507 الطَّوِيلِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن صالح، وسعيد بن عفير، وَغَيْرُهُمْ كَثِيرٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: ابْنُ جُرَيْجٍ بِحَدِيثٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَمِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ، وَأَشْهَبُ، وَيَحْيَى السَّيْلَحِينِيُّ. وَكَانَ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] : سَيِّئُ الْحِفْظِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] : هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ. قُلْتُ: يَنْفَرِدُ بِغَرَائِبَ كَغَيْرِهِ مِنَ الأَئِمَّةِ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ أَحَدَ الطَّلابِينَ لِلْعِلْمِ [6] . حَدَّثَ عَنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ وَالْعِرَاقِ. وَحَدَّثَ عَنْهُ الْغُرَبَاءُ بِأَحَادِيثَ لَيْسَتْ عِنْدَ الْمِصْرِيِّينَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثْتُ مَالِكًا بِحَدِيثٍ حَدَّثَنَا بِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَقَالَ: كَذَبَ، وَحَدَّثْتُهُ بآخر عنه فقال: كذب [7] .   [1] في الجرح والتعديل 9/ 128، وقال في معرفة الرجال 1/ 98 رقم 411 و 2/ 137 رقم 428: «ثقة» . [2] في الجرح والتعديل 9/ 128. [3] في الجرح والتعديل 9/ 128. [4] في الضعفاء والمتروكين 306 رقم 626. [5] في الكامل في الضعفاء 7/ 2673. [6] تهذيب الكمال 3/ 1490. [7] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 391. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 508 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ دُونَ حَيْوَةَ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ فِي الْحِفْظِ وَالْحَدِيثِ، كَانَ سَيِّئَ الْحِفْظِ [1] . وَذُكِرَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدِيثٌ فِي الْوَتْرِ مِمَّا يَنْفَرِدُ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ فَقَالَ: هَأْ مَنْ يَحْتَمِلُ هَذَا [2] ؟. قُلْتُ: الْحَدِيثُ عِنْدَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى مِنَ الْوَتْرِ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى 87: 1 [3] ، وَفِي الثانية ب يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1 [4] وَفِي الثَّالِثَةِ بِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 [5] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ 113: 1 [6] وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 114: 1 [7] . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [8] : ذِكْرُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ لا يَصِحُّ. قُلْتُ: فَهَذَا عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَمَا أَخْرَجَهُ أَرْبَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ. قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ [9] : يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ. قُلْتُ: وَضَعَّفَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي «الْمُحَلَّى» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [10] : يُقَالُ كَانَ قَاضِيًا بِمِصْرَ. وَمِنْ غَرَائِبِهِ أَيْضًا: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلا لِتُخَيِّرُوا بِهِ المجالس،   [1] الجرح والتعديل 9/ 128، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 391. [2] الضعفاء الكبير 4/ 392. [3] أول سورة الأعلى. [4] أول سورة الكافرين. [5] أول سورة الإخلاص. [6] أول سورة الفلق. [7] أول سورة الناس. [8] في الضعفاء الكبير 4/ 392. [9] في الكنى والأسماء 2/ 24. [10] في الكامل في الضعفاء 7/ 2673. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 509 فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارَ النَّارَ» [1] فَهَذَا مَعْرُوفٌ بِيَحْيَى. قُلْتُ: هُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَإِنَّمَا لَمْ يُخْرِجْهُ لِنَكَارَتِهِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [2] . 427- يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ [3] ، الْحَضْرَمِيُّ، الْكُوفِيُّ. - ت- عَنْ: أَبِيهِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. فِيهِ ضَعْفٌ، وَسَأُعِيدُ تَرْجَمَتَهُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ، لاخْتِلافِهِمْ فِي وَفَاتِهِ. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ وَفَاتَهُ سَنَةَ سِتِّينَ [4] وَمِائَةٍ. وَهَذَا وَهْمٌ. وَقَالَ خَلِيفَةُ بن خيّاط: توفّي سنة ثمان وستّين. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : فِي خِلافَةِ الْهَادِي. وَقَالَ مطيّن الكوفيّ: سنة اثنتين وسبعين ومائة.   [1] ذكره ابن عديّ في الكامل في الضعفاء 7/ 2672. [2] وقال ابن معين مات سنة 169 هـ. (معرفة الرجال 2/ 137 رقم 428) . [3] انظر عن (يحيى بن سلمة بن كهيل) في: التاريخ لابن معين 2/ 648، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 63، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 390، والتاريخ الكبير 8/ 277، 278 رقم 2989، والتاريخ الصغير 188، والضعفاء الصغير 279 رقم 397، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 62 رقم 61، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 631، والمعرفة والتاريخ 2/ 648 و 3/ 176، وتاريخ اليعقوبي 2/ 391 و 403، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 405، 406 رقم 2029، والجرح والتعديل 9/ 154 رقم 636، والمجروحين لابن حبّان 3/ 112، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2653- 2655، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 175 رقم 574، والكامل في الضعفاء لابن عديّ (المصوّر) 3/ 1502، والكامل في التاريخ 3/ 400 و 6/ 80، والكاشف 3/ 226 رقم 6288، والمغني في الضعفاء 2/ 736 رقم 6977، وميزان الاعتدال 4/ 381، 382 رقم 9527، وتهذيب التهذيب 11/ 224، 225 رقم 362، وتقريب التهذيب 2/ 349 رقم 76، وخلاصة تذهيب التهذيب 424. [4] الموجود في تاريخه الصغير 188: سنة ثمان وستين. [5] في الطبقات الكبرى 6/ 390. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 510 428- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ [1] بْنِ رِبْعِيٍّ، الأَنْصَارِيُّ، الْمَدَنِيُّ، أَبُو قَتَادَةَ. رَوَى عَنْ: يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ الْعُمَرِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْمُقْرِئُ، وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 429- يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ [3] ، الْبَجَلِيُّ، الرَّازِيُّ، أبو عمرو. - د. ق- أَحَدُ الأَعْلامِ الْجِلَّةِ عَلَى ضَعْفِهِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَبِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَابْنِ طَاوُسٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وَمُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَوَكِيعٌ، وَجُبَارَةُ بن المفلّس، ومحمد بن ربيعة الكلابيّ، وعدّة.   [1] انظر عن (يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 409، والتاريخ الكبير 8/ 285، 286 رقم 3020، وتاريخ الطبري 3/ 27، والجرح والتعديل 9/ 160، 161 رقم 665. [2] في الطبقات الكبرى 9/ 409. [3] انظر عن (يحيى بن العلاء) في: التاريخ لابن معين 2/ 651، والتاريخ الكبير 8/ 297 رقم 3069، والضعفاء الصغير 279 رقم 402، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 201 رقم 371، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 627، والمعرفة والتاريخ 3/ 141، وتاريخ الطبري 1/ 195، والجرح والتعديل 9/ 179، 180 رقم 744، والمجروحين لابن حبّان 3/ 115، 116، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2655- 2658، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 177 رقم 579، ورجال الطوسي 333 رقم 7، والفهرست له 212 رقم 799 وفيه (ابن أبي المعلا) ، وتاريخ جرجان 567، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1513، 1514، والكاشف 3/ 232 رقم 6336، والمغني في الضعفاء 2/ 741 رقم 7022، وميزان الاعتدال 4/ 397، 398 رقم 9591، والكشف الحثيث 460 رقم 840، وتهذيب التهذيب 11/ 261، 262 رقم 526، وتقريب التهذيب 2/ 355 رقم 144، وخلاصة تذهيب التهذيب 427. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 511 وَكَانَ فَصِيحًا مُفَوَّهًا مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ. قَالَ أبو حاتم [1] : لَيْسَ بالقويّ. وقال ابن مَعِين، وجماعة: ضعيف. وقال البخاريّ [2] ، والدّار الدّارقطنيّ [3] ، وَالدُّولابِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ [5] : بَلَغَنَا أَنَّهُ رَوَى عِشْرِينَ حَرْفًا فِي خَلْعِ النَّعْلِ عَلَى الطَّعَامِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [6] : كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالأَشْيَاءِ الْمَقْلُوبَاتِ الَّتِي إِذَا سَمِعَهَا مَنِ الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ، سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ أَنَّهُ كَانَ الْمُتَعَمِّدَ لَهَا، لِذَلِكَ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ. وَكَانَ وَكِيعٌ شَدِيدَ الْحَمْلِ عَلَيْهِ [7] . حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، نَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ قَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي حَسَّنَ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَزَانَ مِنِّي مَا أَشَانَ مِنْ غَيْرِي. وَإِذَا اكْتَحَلَ فَعَلَ فِي كُلِّ عَيْنٍ ثِنْتَيْنِ، وَوَاحِدًا بَيْنَهُمَا» [8] . قُلْتُ: لَعَلَّ آفَتَهُ، عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ. قَالَ: وَنَا أَبُو يَعْلَى، نَا جُبَارَةُ، نَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا «إِذَا طاق الغلام صوم   [1] في الجرح والتعديل 9/ 180. [2] في تاريخه الكبير، والضعفاء الصغير. [3] في الضعفاء والمتروكين. [4] في تاريخه 2/ 651، والجرح والتعديل 9/ 180. [5] في أحوال الرجال 201 رقم 371 وقال: غير مقنع. [6] في المجروحين 3/ 116. [7] التاريخ الكبير 8/ 297. [8] ذكره ابن حبّان في المجروحين 3/ 116. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 512 ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَجَبَ عَلَيْهِ صَوْمُ رَمَضَانَ» [1] . قُلْتُ: وَيَحْيَى وَجُبَارَةُ وَاهِيَانِ. 430- يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ [2] ، النُّكْرِيُّ، الْبَصْرِيُّ. - ت- عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مَالِكٌ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَبُسْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ. ضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ [3] . وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: «لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَغْفِرَ لَهُمْ، وَكَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَمُ» [4] . وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِبٌ يُسَمَّى السِّجِلَّ» [5] . أَمَّا هَذَا فَتَابَعَهُ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ. وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ. 431- يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ [6] ، البزّاز، المدنيّ. - ن-   [1] ذكره ابن حبّان في المجروحين 3/ 116. [2] انظر عن (يحيى بن عمرو بن مالك) في: التاريخ لابن معين 2/ 651، والتاريخ الكبير 8/ 292 رقم 3047، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 7629، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 420، 421 رقم 2046، والجرح والتعديل 9/ 176، 177 رقم 732، والمجروحين لابن حبّان 3/ 37 و 114، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2662، 2663، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 178 رقم 583، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1513، والكاشف 3/ 232 رقم 6332، والمغني في الضعفاء 2/ 741 رقم 7024، وميزان الاعتدال 4/ 399 رقم 9595، وتهذيب التهذيب 11/ 259، 260 رقم 522، وتقريب التهذيب 2/ 354 رقم 140، وخلاصة تذهيب التهذيب 426. [3] وضعّفه ابن معين في تاريخه، والنسائي، وذكره العقيلي في الضعفاء ونقل قول ابن معين. وضعّفه ابن حبّان، وابن عديّ، والدار الدّارقطنيّ. [4] ذكره ابن عديّ في الكامل 7/ 2662. [5] ذكره العقيليّ في الضعفاء الكبير 4/ 420، وابن عديّ في الكامل 7/ 2662. [6] انظر عن (يحيى بن عمير) في: التاريخ الكبير 8/ 296 رقم 3064، والجرح والتعديل 9/ 178 رقم 738، والثقات لابن الجزء: 10 ¦ الصفحة: 513 سمع: نافعا، وسعيد الْمَقْبُرِيَّ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أوَيْسٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. 432- يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ [2] ، أَبُو عَقِيلٍ، الْمَدَنِيُّ، الضَّرِيرُ، الْحَذَّاءُ. يَرْوِي عَنْ: بُهَيَّةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَابْنِ سُوقَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وَأُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَقِيلَ: بَلْ هُوَ كُوفِيٌّ. ضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَالنَّسَائِيُّ [3] . وَقَالَ ابْنُ معين [4] : أبو عقيل صاحب بهيّة ليس بشيء [5] .   [ () ] حبّان 7/ 601، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1513، والكاشف 3/ 232 رقم 6335، وتهذيب التهذيب 11/ 261 رقم 525، وتقريب التهذيب 2/ 355 رقم 143، وخلاصة تذهيب التهذيب 426، 427. [1] في الجرح والتعديل 9/ 178. [2] انظر عن (يحيى بن المتوكل) في: التاريخ لابن معين 2/ 653، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 133 و 2/ رقم 272 و 560، والتاريخ الكبير 8/ 306 رقم 3107، والتاريخ الصغير 187، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 80، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 635، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 429، 430 رقم 2058، والمعرفة والتاريخ 2/ 119 و 3/ 206، وتاريخ أبي زرعة 1/ 483، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 33، والجرح والتعديل 9/ 189، 190 رقم 788، والمجروحين لابن حبّان 3/ 116، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2663- 2665، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 355 رقم 1529، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1516، والكاشف 3/ 233 رقم 6348، والمغني في الضعفاء 2/ 742 رقم 7038، وميزان الاعتدال 4/ 404 رقم 9614، وتهذيب التهذيب 11/ 270، 271 رقم 540، وتقريب التهذيب 2/ 356 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 427. [3] في الضعفاء والمتروكين 307 رقم 635. [4] في تاريخه 2/ 653. [5] في التاريخ «ليس حديثه بشيء» ، وكذا في الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 429. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 514 وَقَدْ ذَكَرَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي خُطْبَةِ صَحِيحِهِ. قَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: قَالَ الْبَغَوِيُّ فِي «الْجَعْدِيَّاتِ» : ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نَا أَبُو عُقَيْلٍ عَنْ بُهَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ: «سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وِلْدَانِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: إِنْ شِئْتِ أَسْمَعْتُكِ تَضَاغِيهِمْ فِي النَّارِ» [1] . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، يَدْفَعُهُ مَا فِي الصِّحَاحِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: «اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ» [2] . 433- يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ [3] ، أَبُو كُدَيْنَةَ الْبَجَلِيُّ، الْكُوفِيُّ. - خ. ت. ن- عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ. وَعَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَفَّانُ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ، وآخرون.   [1] ذكره ابن عديّ في الكامل 7/ 2664. [2] أخرجه البخاري في القدر 7/ 210 باب: الله أعلم بما كانوا عاملين. ومسلم في القدر 23/ 2658 باب معنى كل مولود يولد على الفطرة.. و 24/ 2658 و 26 و 27 و 28، وأبو داود في السّنّة (4711) باب في ذراري المشركين، والنسائي في الجنائز 4/ 58 باب أولاد المشركين، ومالك في الموطأ، في الجنائز (571) باب) : جامع الجنائز، وأحمد في المسند 2/ 224 و 253 و 259 و 268 و 315 و 347 و 393 و 464 و 471 و 481 و 518 و 5/ 73 و 410. [3] انظر عن (يحيى بن المهلّب) في: التاريخ لابن معين 2/ 666، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 755، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 382، والتاريخ الكبير 8/ 305 رقم 3105، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 94، والمعرفة والتاريخ 3/ 132، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 90، وتاريخ الثقات للعجلي 475 رقم 1825، والجرح والتعديل 9/ 188 رقم 782، والثقات لابن حبّان 7/ 603، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 799 رقم 1339، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 568 رقم 2206، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1522، والكاشف 3/ 236 رقم 6365، وتهذيب التهذيب 11/ 289 رقم 564، وتقريب التهذيب 2/ 359 رقم 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 428. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 515 وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَغَيْرُهُ 434- يَحْيَى بْنُ مُوسَى [2] الْقُتَبِيُّ، الْبَصْرِيُّ. مُقِلٌّ، رَوَى عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] . 435- يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ [4] ، الْحَافِظُ أَبُو سَعِيدٍ، الْبَصْرِيّ. - ع-. عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بن أبي رباح، وابن أبي   [1] في تاريخه 2/ 666. ووثّقه ابن سعد في طبقاته، والعجليّ، وابن حبّان. [2] انظر عن (يحيى بن موسى) في: التاريخ الكبير 8/ 307 رقم 3113، والجرح والتعديل 9/ 187، 188 رقم 780، والثقات لابن حبّان 7/ 613. [3] الجرح والتعديل 9/ 188. [4] انظر عن (يزيد بن إبراهيم التستري) في: التاريخ لابن معين 2/ 667، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 226 و 543، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 278، والعلل لابن المديني 64، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 590 و 2/ رقم 1513 و 2758، وتاريخ خليفة 437، وطبقات خليفة 222، والتاريخ الكبير 8/ 318 رقم 3159، والتاريخ الصغير 182، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 43، وتاريخ الثقات للعجلي 477 رقم 1831، والمعرفة والتاريخ 1/ 150 و 2/ 53 و 60 و 3/ 363، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 56، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والجرح والتعديل 9/ 252، 253 رقم 1057، ومشاهير علماء الأمصار 159 رقم 1254، والثقات لابن حبّان 7/ 631، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 349 رقم 1492، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2734- 2736، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 805، 806 رقم 1352، ورجال صحيح مسلم 2/ 355 رقم 1865، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 223 أ، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 471، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 573 رقم 2234، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1529، والكاشف 3/ 240 رقم 6390، والمغني في الضعفاء 2/ 747 رقم 7083، وميزان الاعتدال 4/ 418، 419 رقم 9670، وسير أعلام النبلاء 7/ 292- 294 رقم 90، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 630، وتذكرة الحفاظ 1/ 200، والعبر 1/ 239، وتهذيب التهذيب 11/ 311- 313 رقم 598، وتقريب التهذيب 2/ 361 رقم 220، وخلاصة تذهيب التهذيب 430. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 516 مُلَيْكَةَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَهُدْبَةُ الْقَيْسِيُّ، وَخَلْقٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ [2] : هُوَ ثَبْتٌ فِي الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ. وَكَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُ أَمْرَهُ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ فِي قَتَادَةَ لَيْسَ بِذَاكَ [3] . رَوَى ابْنُ أبي خَيْثَمَةَ أَنَّهُ مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَيُقَالُ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ. 436- يَزِيدُ بْنُ بَزِيعٍ [4] ، الرَّمْلِيُّ. عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ. وَعَنْهُ: أَدْهَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، والحسن بن سوّار البغويّ، وغيرهم. ضعّفه الدّار الدّارقطنيّ، وغيره [5] .   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 1513، والجرح والتعديل 9/ 253. [2] في العلل 64، والجرح والتعديل 9/ 253. [3] الجرح والتعديل 9/ 253. [4] انظر عن (يزيد بن بزيع) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 375، 376 رقم 1987، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2737، والمغني في الضعفاء 2/ 747 رقم 7086، وميزان الاعتدال 4/ 420 رقم 9675، ولسان الميزان 6/ 284، 285 رقم 1000. ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ذكره الدكتور أحمد محمد نور سيف في التاريخ لابن معين 2/ 668 وكتب إلى جانبه: انظر يزيد بن زريع الرمليّ. وكذا ذكره المؤلّف الذهبي في المغني في الضعفاء 2/ 749 رقم 7099. أما يزيد بن زريع، فهو أبو معاوية البصري العيشي ويقال: التميمي الحافظ، ولم ينسب إلى الرملة. (انظر تهذيب التهذيب 11/ 325، وغيره) . وقد نقل العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 376 قول ابن معين في تاريخه ولكنه ذكر «يزيد بن بزيع الرمليّ» ، وهو الصحيح، وكذا نقله ابن عدي في الكامل. [5] وضعّفه ابن معين، والعقيلي، وابن عديّ. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 517 437- يَزِيدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ [1] بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، الأَزْدِيُّ، الْمُهَلَّبِيُّ، الأَمِيرُ. وَلِيَ نِيَابَةَ إِفْرِيقِيَّةَ مِنْ قِبَلِ الْمَنْصُورِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ أَخُوهُ رَوْحٌ مُتَوَلِّيًا عَلَى السِّنْدِ، فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدُ، نَصَّبَ الرَّشِيدُ رَوْحًا وَالِيًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ ثِقَةٌ [2] . قُلْتُ: وَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مُخْتَصَرًا، فَمَا ذَكَرَ لَهُ شيخا ولا راويا [3] . مات بإفريقية، في ثاني عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 438- يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ [4] ، الْبَلْخِيُّ، أَخُو مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ. - ت- ق-   [1] انظر عن (يزيد بن حاتم) في: تاريخ خليفة 434 و 441 و 464، وتاريخ اليعقوبي 2/ 371 و 384 و 386 و 411، والمعرفة والتاريخ 2/ 451، وعيون الأخبار 1/ 9 و 129، وتاريخ الطبري 7/ 455 و 495 و 515 و 551 و 633 و 649 و 8/ 26 و 32 و 40 و 41 و 45 و 49 و 51 و 123 و 134 و 151 و 163 و 166 و 205، والولاة والقضاة للكندي 111- 117 و 262 و 263 و 267. و268، والجرح والتعديل 9/ 257 رقم 1082، والعيون والحدائق 3/ 264 و 265، وثمار القلوب 625، والعقد الفريد 1/ 286 و 287 و 306 و 4/ 45 و 5/ 305، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 295، والكامل في التاريخ 5/ 482 و 512 و 572 و 583 و 594 و 600 و 601 و 605 و 608 و 612 و 6/ 5 و 8 و 11 و 8/ 59 و 63 و 74 و 108 و 113 و 114، ووفيات الأعيان 6/ 321، ودول الإسلام 1/ 113، والبيان المغرب 1/ 78، ومرآة الجنان 1/ 361، 362، والنجوم الزاهرة 2/ 1، وخزانة الأدب 3/ 51، وتاريخ ابن خلدون 4/ 193، والاستقصاء 1/ 58، ومطالع البدور 1/ 15، ورغبة الآمل 5/ 203، 204. [2] الجرح والتعديل 9/ 257. [3] يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : جاء في الثقات لابن حبّان 7/ 616: يزيد بن حاتم. يروي عن الزهري، روى عن حمّاد بن زيد. وقال محقّق الكتاب في الحاشية رقم (3) : إن لم يكن حاتم بن قبيصة بن المهلّب الّذي ترجم. له في الجرح والتعديل فلم ندر من هو. ويقول خادم العلم «عمر» : الأرجح أنه هو المذكور في الجرح والتعديل. [4] انظر عن (يزيد بن حيّان) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 753، والتاريخ الكبير 8/ 325 رقم 3183، والتاريخ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 518 عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَأَبِي مِجْلَزٍ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ دَاوُدَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : عِنْدَهُ غَلَطٌ كَثِيرٌ. وَقَالَ ابْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . وَقَالَ الْخَطِيبُ [3] : نَزَلَ الْمَدَائِنَ، يَرْوِي عَنْهُ شَبَابَةُ. 439- يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ [4] ، أَبُو كَامِلٍ الرَّحَبِيُّ، الصَّنْعَانِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ: أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَبِلالِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] ، وغيره: منكر الحديث. وقال الدّار الدّارقطنيّ [6] : متروك.   [ () ] الصغير 184، والجرح والتعديل 9/ 256 رقم 1075، والثقات لابن حبّان 7/ 619، وتاريخ بغداد 14/ 332، 333 رقم 7658، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، والكاشف 3/ 242 رقم 6407، والمغني في الضعفاء 2/ 748 رقم 7090، وميزان الاعتدال 4/ 421 رقم 9683، وتهذيب التهذيب 11/ 322 رقم 620، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 243، وخلاصة تذهيب التهذيب 431. [1] في تاريخه الكبير 8/ 325، وقال في تاريخه الصغير 184: عنده وهم كثير. [2] تاريخ بغداد 14/ 333. [3] في تاريخ بغداد 14/ 332. [4] انظر عن (يزيد بن ربيعة) في: التاريخ الكبير 8/ 332 رقم 3210، والتاريخ الصغير 184، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 93، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 160 رقم 284، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 643، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 377، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 376، 377 رقم 1989، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 89، والجرح والتعديل 9/ 261 رقم 1101، والمجروحين لابن حبّان 3/ 104، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2714، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 179 رقم 590، والمغني في الضعفاء 2/ 748 رقم 7096، وميزان الاعتدال 4/ 422 رقم 9688، ولسان الميزان 6/ 286 رقم 1008. [5] في الجرح والتعديل 9/ 261. [6] في الضعفاء والمتروكين 179 رقم 590. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 519 وقال ابن عدي [1] : أرجو أنه لا بأس بِهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ [3] . 440- يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ [4] ، الدِّمَشْقِيُّ، مَوْلَى قُرَيْشٍ. - ت. ق- عَنِ: الزّهريّ، وسليمان بن حبيب الْمُحَارِبِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ [6] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [7] : مَتْرُوكٌ. وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: يَزِيدُ بْنُ أبي زياد الدّمشقيّ [8] .   [1] في الكامل 7/ 2714. [2] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 376. [3] وقال الجوزجاني: أحاديثه أباطيل، أخاف أن تكون موسوعة. وقال النَّسَائيّ: متروك الحديث. وقال أَبُو حاتم: سألت دحيما عن يزيد بن ربيعة فقال: كان في بدء أمره مستويا ثم اختلط قبل موته، قيل له: فما تقول فيه؟ قال: ليس بشيء وأنكر أحاديثه عن أبي الأشعث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث، واهي الحديث، وفي روايته عن ابن الأشعث، عن ثوبان تخليط كثير. [4] انظر عن (يزيد بن زياد) في: التاريخ الكبير 8/ 334 رقم 3221، والتاريخ الصغير 168، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 644، وتاريخ أبي زرعة 1/ 541 و 629، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 381، 382 رقم 1994، والجرح والتعديل 9/ 262 رقم 1109، والمجروحين لابن حبّان 3/ 100، والثقات لابن حبّان 7/ 621، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2714، 2715، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 475 و (46/ 577) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) المغني في الضعفاء 2/ 749 رقم 7102، وميزان الاعتدال 4/ 425 رقم 9696، وتهذيب التهذيب 11/ 328، 329 رقم 629، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 253، وخلاصة تذهيب التهذيب 431، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 212 رقم 1844، وسلسلة الأحاديث الضعيفة 507. [5] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير. [6] تاريخ دمشق 46/ 577. [7] في الضعفاء والمتروكين 307 رقم 644. [8] يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد خلط ابن حبّان في الجزء: 10 ¦ الصفحة: 520 441- يَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ ذِي عَصْوَانَ [1] ، الدِّمَشْقِيُّ، الدَّارَانِيُّ. عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. وَثَّقَهُ ابن شاهين [2] .   [ () ] (المجروحين 3/ 99- 101) بين «يزيد بن أبي مولى بني هاشم» وبين «يزيد بن زياد الدمشقيّ» حيث ذكر حديثا عن يزيد الدمشقيّ، في أثناء ترجمة يزيد مولى بني هاشم، وكان ابن حبّان قد ذكر في أول ترجمة: يزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم أن كنيته أبو زياد، وقد قيل أبو عبد الله، واسم أبيه ميسرة، يروي عن الزهري، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. روى عنه الثوريّ، وشعبة، وأهل العراق، مات سنة ست وثلاثين ومائة ... (المجروحون 3/ 99) ثم ذكر ابن حبّان: «روى عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا مجلود في حدّ ولا مجرّب عليه شهادة زور ولا ظنّين ولا ذي غمر على أخيه» رواه عنه مروان بن معاوية الفزاري قال: حدّثنا يزيد بن زياد الدمشقيّ حتى لا يعرف» . والخلط واضح هنا، إذ أن يزيد بن أبي مولى بني هاشم مات سنة 136 هـ. كما يقول ابن حبّان، بينما صاحب الترجمة دمشقي من وفيات الستينات بعد المائة، كما أن مروان بن معاوية الفزاري، يروي عن يزيد الدمشقيّ، وليس عن يزيد مولى بني هاشم. أما سبب الخلط بين الاثنين فهو «الزهري» ، لأن مولى بني هاشم، والدمشقيّ يرويان عنه، ولهذا اقتضى منا التنويه. ومن جهة أخرى قال ابن عساكر في (تاريخ دمشق 46/ 578، 579) : «فرّق الخطيب بين الّذي روى عن الزهري وعنه وكيع وغيره، وبين الّذي روى عن سليمان بن حبيب، وعنه يحيى بن صالح، وعندي أنهما واحد» . يقول خادم العلم «عمر» : لهذا يشك المزّي، والذهبي، وابن حجر، بوجود اثنين، فهم يقولون: «يزيد بن زياد ويقال ابن أبي زياد القرشي الدمشقيّ، ويقال إنهما اثنان» . انظر: تهذيب الكمال، والميزان، والكاشف، والتهذيب لابن حجر، والتقريب له. بقي القول: إن وكيعا انفرد عن غيره من العلماء الذين جرّحوا يزيد الدمشقيّ، فقال في يزيد بن أبي زياد الدمشقيّ: كان رفيعا في أهل الشام في الفقه والصلاح. (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 352 رقم 1509) . [1] انظر عن (يزيد بن سعيد) في: التاريخ الكبير 8/ 338 رقم 3231، والجرح والتعديل 9/ 267 رقم 1123، والثقات لابن حبّان 7/ 624، ولسان الميزان 6/ 287، 288 رقم 1019. [2] هكذا في الأصل. ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إنّ هذا سبق قلم من المؤلّف- رحمه الله- أراد أن يكتب: «وثّقه ابن حبّان» فكتب «وثّقه ابن شاهين» ، لأن ابن شاهين لم يذكر صاحب الترجمة، والّذي ذكره في الثقات هو ابن حبّان، فليراجع. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 521 442- يَزِيدُ بْنُ السَّمْطِ [1] ، الدِّمَشْقِيُّ، الْفَقِيهُ. - ق- عَنْ: قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ، حَيَاتُهُ وَرَعٌ وَفِقْهٌ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَضَعَّفَهُ الْحَاكِمُ [3] . وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ [4] أَنَّ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَّاءَ رَوَى عَنْهُ. وَإِنَّمَا يَرْوِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْهُ. أَبُو مُسْهِرٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ عَالِمُ [5] الْجُنْدِ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ، يَزِيدَ بْنَ السَّمْطِ عَلَى تَقَلُّلٍ وَتَعَفُّفٍ، مَا تَلَبَّسَ مِنَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ، قَالَ: وَمَاتَ فِي حياة سعيد بن عبد العزيز [6] .   [1] انظر عن (يزيد بن السمط) في: التاريخ الكبير 8/ 339 رقم 3234، والمعرفة والتاريخ 1/ 641، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 266 و 361 و 364 و 410، وتقدمة المعرفة 1/ 204، والجرح والتعديل 9/ 268 رقم 1128، والثقات لابن حبّان 9/ 273، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 589، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1534، 1535، والكاشف 3/ 244 رقم 6424، والمغني في الضعفاء 2/ 750 رقم 7109، وميزان الاعتدال 4/ 427 رقم 9704، وتهذيب التهذيب 11/ 333، 334 رقم 637، وتقريب التهذيب 2/ 365 رقم 262، وخلاصة تذهيب التهذيب 432، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 213، 214 رقم 1846. [2] تاريخ دمشق 46/ 590. [3] تاريخ دمشق 46/ 590. [4] في تاريخه الكبير 8/ 339. [5] في الأصل «عالما» ، وهو الصواب لأن الرواية المحفوظة: «عالما هذا الجند بعد الأوزاعي: يزيد بن السمط، ويزيد بن يوسف» . (تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 361 رقم 774، وتاريخ بغداد 14/ 333) ، ولكن المؤلّف- رحمه الله- اكتفى هنا بذكر «يزيد بن السمط» فقط، ولهذا اقتضى منا التصحيح إلى «عالم الجند» بدلا من «عالما الجند» . [6] تاريخ دمشق 46/ 591 وزاد: «يعني في حدود الستين ومائة» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 522 443- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ [1] الْحِمَّانِيُّ، الكوفيّ، أخو قطبة. - خ. م. د. ن- رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَالأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [2] . 444- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] ، النَّوْفَلِيُّ، الْمَدَنِيُّ. - ق- عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ. وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ يزيد.   [1] انظر عن (يزيد بن عبد العزيز بن سياه) في: التاريخ لابن معين 2/ 674، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3099، والتاريخ الكبير 8/ 348 رقم 3275، والمعرفة والتاريخ 3/ 84، والجرح والتعديل 9/ 278 رقم 1169، والثقات لابن حبّان 7/ 623، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 810 رقم 1362، ورجال صحيح مسلم 2/ 362 رقم 1882، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 576 رقم 2245، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1538، والكاشف 3/ 247 رقم 6449، وتهذيب التهذيب 11/ 346، 347 رقم 664، وتقريب التهذيب 2/ 369 رقم 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 433. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3099، وزاد في الجرح والتعديل 9/ 278: وهو في الثبت مثل قطبة بن عبد العزيز. وقد وثّقه أيضا ابن معين، وابن حبّان، وروى له الشيخان. [3] انظر عن (يزيد بن عبد الملك) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 57 و 2/ رقم 604، والتاريخ الكبير 8/ 248 رقم 3274، والتاريخ الصغير 194، والضعفاء الصغير 280 رقم 406، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 654، والمعرفة والتاريخ 1/ 427، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 384 رقم 1998، والجرح والتعديل 9/ 278، 279 رقم 1171، والمجروحين لابن حبّان 3/ 102، 103، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2715- 2717، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1538، 1539، والكاشف 3/ 247 رقم 6450، والمغني في الضعفاء 2/ 751 رقم 7124، وميزان الاعتدال 4/ 433، 434 رقم 9726، وتهذيب التهذيب 11/ 347، 348 رقم 666، وتقريب التهذيب 2/ 368 رقم 293. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 523 ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ. وَهُوَ مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، فَهُوَ هَاشِمِيٌّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : هُوَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ. قَالَ أَحْمَدُ: عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ [2] . 445- يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ [3] ، أَبُو الْحَكَمِ، اللَّيْثِيُّ، الْحِجَازِيُّ،   [1] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، وفي الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 384، والجرح والتعديل 9/ 279. [2] وقال ابن معين في معرفة الرجال 1/ 57 رقم 57: «ليس بشيء» . وقال ابن المديني: «لا أروي عنه شيئا ولا أحدّث عنه شيئا» . (معرفة الرجال 2/ 183 رقم 604) . وقال النسائي: متروك الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء ونقل ما قاله أحمد، وابن معين، وزاد عن ابن معين: ليس حديثه بذاك. وقال هو: لا يتابع على حديثه إلا من جهة لا تصح. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وقال ابن حبان: كان ممّن ساء حفظه حتى كان يروي المقلوبات عن الثقات ويأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأسا، كان أحمد بن حنبل سيّئ الرأي فيه» . وقال ابن عديّ: عامّة ما يروي غير محفوظ. [3] انظر عن (يزيد بن عياض) في: التاريخ لابن معين 2/ 675، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 91، والطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 412، والتاريخ الكبير 8/ 351، 352 رقم 3296، والتاريخ الصغير 168، والضعفاء الصغير 280 رقم 407، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 27، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 128 رقم 213، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 647، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 387، 388 رقم 2004، وتاريخ الطبري 3/ 240 و 313 و 4/ 214، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 154، والجرح والتعديل 9/ 282، 283 رقم 1192، والمجروحين لابن حبّان 3/ 108، 109، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2717- 2722، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 178 رقم 588، وتاريخ جرجان 87، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 147 ب، والسابق واللاحق 373، وتاريخ بغداد 14/ 329- 332 رقم 7657، والكامل في التاريخ 2/ 372، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1541، والكاشف 3/ 248 رقم 6459، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 524 نزيل البصرة. - ت. ق- عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَابْنِ شِهَابٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: شَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ عِدَّةَ مَنَاكِيرَ، فَأَوْرَدَ مِنْهَا حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، في الرّيح الأذيب. حكم ابن عديّ أنّ هذا هو صاحب الترجمة [3] ، وما هو بذلك، آخر قديم. وليزيد بن عياض، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ قَالَ: «السَّلامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الْمُبَارَكَاتُ للَّه، السَّلامُ عَلَيْكُمْ» [4] . 446- يَعْقُوبُ بْنُ أبي سلمة الماجشون [5] . - م-   [ () ] والمغني في الضعفاء 2/ 752 رقم 7134، وميزان الاعتدال 4/ 436- 438 رقم 9740، والكشف الحثيث 462 رقم 844، وتهذيب التهذيب 11/ 352- 354 رقم 678، وتقريب التهذيب 2/ 369 رقم 305، وخلاصة تهذيب التهذيب 433. [1] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير. [2] في الكامل في الضعفاء 7/ 2720. [3] قال ابن عديّ في الكامل 7/ 2718: «وهذا عن الّذي يحدّث عنه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جُعْدُبَةَ بهذا الحديث هو يزيد بن عياض، وقد روى عنه مثل عمرو بن دينار، وعمرو ثقة، ويزيد ضعيف، وعمرو أكبر سنّا منه وأقدم موتا، وهذا من رواية الكبار عن الصغار» . [4] ذكره ابن عديّ في الكامل 7/ 2720. [5] انظر عن (يعقوب بن أبي سلمة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 153، والتاريخ الكبير 8/ 392 رقم 3447، والتاريخ الصغير 221، والمعرفة والتاريخ 1/ 429 و 3/ 288، والجرح والتعديل 9/ 207 رقم 863، ومشاهير علماء الأمصار 80 رقم 580، والثقات لابن حبّان 5/ 554 و 7/ 643، ورجال الجزء: 10 ¦ الصفحة: 525 نَقَلَ وَفَاتَهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَوَهِمَ، إِنَّمَا تِلْكَ وَفَاةُ ابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مُفْتِي الْمَدِينَةِ [1] . 447- يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ [2] ، أَبُو يُوسُفَ، اللّيثيّ، مولاهم المدنيّ. - م- عَنْ: بِلالِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضّبّيّ، والأصمعيّ، وعدّة. وثّقه أحمد [3] ، وغيره [4] ، وقلّ ما رَوَى. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. 448- يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ [5] ، الْمُحَارِبِيُّ، الْكُوفِيُّ- خ. م. د. ن-   [ () ] صحيح مسلم 2/ 373 رقم 1907، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 590 رقم 2299، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1551، 1552، والكاشف 3/ 255 رقم 6505، ومرآة الجنان 1/ 351، 352، وتهذيب التهذيب 11/ 388، 389 رقم 749، وتقريب التهذيب 2/ 375 رقم 379، وخلاصة تذهيب التهذيب 436. [1] والصحيح أن صاحب الترجمة مات سنة 124 هـ. ولهذا يجب أن يحوّل من هنا. [2] انظر عن (يعقوب بن محمد بن طحلاء) في: التاريخ لابن معين 2/ 681، والطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 430، والتاريخ الكبير 8/ 397، 398 رقم 3467، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 122، والجرح والتعديل 9/ 214 رقم 893، والثقات لابن حبّان 7/ 643، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 159، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 359 رقم 1557، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1554، والكاشف 3/ 257 رقم 6519، وتهذيب التهذيب 11/ 395، 396 رقم 763، وتقريب التهذيب 2/ 377 رقم 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 433. [3] الجرح والتعديل 9/ 214. [4] ووثّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. ووثّقه ابن حبّان، وابن شاهين. [5] انظر عن (يعلى بن الحارث) في) معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 450، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 376 (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير 8/ 418 رقم 3550، والتاريخ الصغير 188، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 286، والجرح والتعديل 9/ 304 رقم 1307، والثقات لابن حبّان 7/ 653، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 821 رقم 1388، ورجال صحيح مسلم 2/ 377، 378 رقم 1922، ورجال الطوسي 336 رقم 51، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 587 رقم الجزء: 10 ¦ الصفحة: 526 عَنْ: إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، وَغَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ [1] . مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [2] . 449- يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ [3] ، أَبُو حُذَيْفَةَ، الْبَصْرِيُّ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَابْنِ جَوْدَانَ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَحَجَّاجٌ الْفَسَاطِيطِيُّ، وَطَالُوتُ بن عبّاد، وآخرون. ضعّفه أبو حاتم [4] ، والدّار الدّارقطنيّ [5] .   [ () ] 2291، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1555، 1556، والكاشف 3/ 258 رقم 6527، وتهذيب التهذيب 11/ 400، 401 رقم 773، وتقريب التهذيب 2/ 377 رقم 402، وخلاصة تهذيب التهذيب 437. [1] ووثّقه ابن معين في معرفة الرجال 1/ 102 رقم 450. وقال ابن مهديّ: يعلى بن الحارث من ثقات مشايخ الكوفيين. (التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 418) . وذكره ابن حبّان في الثقات. وروى له الشيخان في صحيحيهما. [2] التاريخ الصغير للبخاريّ 188. [3] انظر عن (يمان بن المغيرة) في: التاريخ لابن معين 2/ 684، والتاريخ الكبير 8/ 425 رقم 3579، والتاريخ الصغير 189، والضعفاء والصغير 280 رقم 415، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 115 رقم 186، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 653، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 463 رقم 2097، والمعرفة والتاريخ 3/ 60، والجرح والتعديل 9/ 311، رقم 1342، والمجروحين لابن حبّان 3/ 143، 144، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2638، 2639، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 182 رقم 608، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 157 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1558، والكاشف 3/ 259 رقم 6541، وميزان الاعتدال 4/ 460، 461 رقم 9851، وتهذيب التهذيب 11/ 406، 407 رقم 789، وتقريب التهذيب 2/ 379 رقم 421، وخلاصة تذهيب التهذيب 438. [4] في الجرح والتعديل 9/ 311. [5] في الضعفاء والمتروكين 182 رقم 608. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 527 450- يُوسُفُ بْنُ عَبْدَةَ [1] ، مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، أَبُو عَبْدَةَ الأَزْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، الْقَصَّابُ. سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ، وَثَابِتًا. وَعَنْهُ: يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَبُدَيْلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] ، وَضَعَّفَهُ أبو حاتم [3] مرّة.   [ () ] وقال ابن معين في تاريخه 2/ 684: «ليس حديثه بشيء» . وقال البخاري في تاريخه: منكر الحديث. وقال الجوزجاني: لا يحمد الناس حديثه. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: روى عنه وكيع منكر الحديث جدا، يروي عن عطاء أشياء لا يتابع عليها من المناكير التي لا أصول لها، فلما كثر ذلك في روايته استحقّ الترك. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال الحاكم: ليس بالقويّ عندهم، ونقل عن ابن معين قوله: ليس حديثه بشيء. وعن وكيع: منكر الحديث. (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 157 ب) . [1] انظر عن (يوسف بن عبدة) في: التاريخ لابن معين 2/ 685، والتاريخ الكبير 8/ 388 رقم 3429، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 87، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 76، والجرح والتعديل 9/ 226 رقم 947، والثقات لابن حبّان 7/ 639، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2623، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 362 رقم 1566، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1560، والكاشف 3/ 261 رقم 6557، والمغني في الضعفاء 2/ 263 رقم 7243، وميزان الاعتدال 4/ 468 رقم 9876، وتهذيب التهذيب 11/ 417 رقم 813، وتقريب التهذيب 2/ 381 رقم 441، وخلاصة تذهيب التهذيب 439. [2] في تاريخه 2/ 685. [3] في الجرح والتعديل 9/ 226. وقال أحمد بن حنبل: له أحاديث مناكير عن حميد وثابت، وكأنه ضعّفه. وذكره ابن حبّان في الثقات. وكذلك فعل ابن شاهين. وقال ابن عديّ: ويوسف بن عبدة يعرف حديثه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 528 الْكُنَى 451- أَبُو إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيُّ [1] . اسْمُهُ خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ، لا يَكَادُ يُعْرَفُ بِاسْمِهِ. عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عديّ [4] : ضعيف [5] .   [1] انظر عن (أبي إسحاق الحميسي) في: التاريخ لابن معين 2/ 142، والتاريخ الكبير 3/ 212 رقم 723، و الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 100، والجرح والتعديل 3/ 393 رقم 1805، والمجروحين لابن حبّان 1/ 288، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 943، 944، والإكمال لابن ماكولا 2/ 284، والأنساب 4/ 236، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 13 ب، واللباب 1/ 393، وتهذيب الكمال 8/ 24- 26 رقم 1593، والمغني في الضعفاء 1/ 200 رقم 1822، وميزان الاعتدال 1/ 626 رقم 2398، وتهذيب التهذيب 3/ 79 رقم 149، وتقريب التهذيب 1/ 211 رقم 9، وخلاصة تذهيب التهذيب 99. [2] في تاريخه 2/ 142، واقتبسه ابن عديّ في الكامل 3/ 943، والحاكم في الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 13 ب. [3] في الجرح والتعديل 3/ 393، وزاد: ولا يحتج به. [4] في الكامل في الضعفاء 3/ 944: «وله أحاديث غير ما ذكرت وعامّة حديثه عن من يروي عنهم لا يتابعه أحد عليه وأحاديثه شبه الغرائب وهو ضعيف يكتب حديثه» . وقد تحرّفت «ضعيف» في الطباعة إلى « «خصيف» ! [5] وقال الحاكم: ليس بالقويّ عندهم. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 529 452- أبو إسرائيل الملائيّ [1] ، الكوفيّ. - س- اسمه إسماعيل، وقيل: عبد العزيز. عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَفُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَسِيدٌ الْجَمَّالُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَكَانَ يُدَاهِنُ وَيَنَالُ مِنْ عُثْمَانَ [2] . قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِسُوءِ حِفْظِ أَبِي إِسْرَائِيلَ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ [4] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : لا يُحْتَجُّ بِهِ.   [ () ] وَقَالَ ابْنُ حبّان: منكر الحديث على قلّة روايته كثير الوهم فيما يرويه لم يكن يعلم الحديث ولا صناعته وليس ممن يحتجّ به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد بأوابد وطامّات. [1] انظر عن (أبي إسرائيل الملائي) في: التاريخ لابن معين 2/ 33 (إسماعيل بن خليفة) ، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 304، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 380، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2539 و 3/ 2545، والتاريخ الكبير 1/ 346 رقم 1091، والتاريخ الصغير 183، والضعفاء الصغير 252 رقم 15، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 8، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 52 رقم 34، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 43، والمعارف 624، والمعرفة والتاريخ 1/ 232 و 462 و 500 و 537 و 2/ 831 و 3/ 241، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 461 و 549، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 75- 77 رقم 80، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 106، والجرح والتعديل 2/ 166 رقم 559، والمجروحين لابن حبّان 1/ 124، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 285- 288، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 54، 55 رقم 24، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 43 ب، ورجال الطوسي 147 رقم 103، وتهذيب الكمال 3/ 77- 83 رقم 440، والكاشف 1/ 72 رقم 373، والمغني في الضعفاء 2/ 770 رقم 7299، وميزان الاعتدال 4/ 490 رقم 9957، وتهذيب التهذيب 1/ 293، 294 رقم 545، وتقريب التهذيب 1/ 69 رقم 505، وخلاصة تذهيب التهذيب 33. [2] الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 43 ب، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 76. [3] الجرح والتعديل 2/ 167. [4] الجرح والتعديل 2/ 166. [5] في الجرح والتعديل 2/ 166، 167: «حسن الحديث، جيد اللقاء، له أغاليط، لا يحتجّ بحديثه ويكتب حديثه، وهو سيّئ الحفظ» . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 530 وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ [2] . قُلْتُ: وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ. قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ تسع وستّين ومائة. 453- أبو الأشهب العطارديّ [3] . - ع-   [1] في الضعفاء والمتروكين 285 رقم 43. [2] ووثّقه ابن معين في تاريخه 2/ 33، وقال في معرفة الرجال 2/ 108 رقم 304: «ليس به بأس» . وفي موضع آخر قال: أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه. وقال أيضا: ضعيف. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 77) وقال مرة: صالح. (الجرح والتعديل 2/ 166) . وقال الجوزجاني: «مفتر زائغ» . (أحوال الرجال 52 رقم 34) . وضعّفه أبو الوليد، وتركه ابن مهديّ. (التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 346، التاريخ الصغير 183، الضعفاء الصغير 252 رقم 15) . وقال العقيلي: «في حديثه وهم واضطراب، وله مع ذاك مذهب سوء» . وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن أبي إسرائيل الملائي، فقال: هو كذا، قلت: ما شأنه؟ قال: خالف الناس في أحاديث وكأنه عنه، فقلت: إن بعض من قال: هو ضعيف- قال: لا، خالف في أحاديثه. وقال أبو زرعة: صدوق، كوفيّ، إلّا أنه كان في رأيه غلوّ. ووثّقه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 133 و 241. وقال ابن حبّان في المجروحين 1/ 124: كان رافضيّا يشتم أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم، تركه ابن مهديّ وحمل عليه أبو الوليد الطيالسي حملا شديدا، وهو مع ذلك منكر الحديث. وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه يخالف الثقات. وهو في جملة من يكتب حديثه. وذكر ابن شاهين في الثقات. وقال الحاكم: متروك الحديث. وقال ابن سعد: يقولون إنه صدوق، وكان بهز بن أسد يحكي أنه سمع أبا إسرائيل تناول عثمان، وأشياء نحو هذا يحكى عنه. [3] انظر عن (أبي الأشهب العطاردي) في: التاريخ لابن معين 2/ 85، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 74، وتاريخ الدارميّ 866، والعلل لابن المديني 788 وطبقات خليفة 222، وتاريخ خليفة 267، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 300 و 396 و 398 و 1197 و 2/ رقم 388، والتاريخ الكبير 2/ 189 رقم 2150، والتاريخ الصغير 185، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 9، وتاريخ الثقات للعجلي 97 رقم 209، والمعارف 428 و 478، والمعرفة والتاريخ 1/ 720 و 2/ 39 و 40 و 53 و 70 و 633، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 624، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 109، والجرح والتعديل 2/ 476، و 477 رقم 1942، والثقات لابن حبّان 6/ 139، ومشاهير علماء الأمصار 195 رقم 1257، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 87 رقم 161، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 531 اسمه جعفر بن حيّان البصريّ، الخرّاز، الضّرير. عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَأَبِي الْجَوْزَاءِ الرَّبَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَأَبُو حَاتِمٍ [2] . مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعِينَ [3] ، فَقَدْ أَدْرَكَ مِنْ حَيَاةِ أَنَسٍ بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَالْعَجَبُ كَيْفَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَهُوَ مَعَهُ فِي الْبَصْرَةِ؟ وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِيمَا نَقَلَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، عَلَى أَبِي رَجَاءٍ. مَاتَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [4] . وَوَهِمَ خَلِيفَةُ [5] إِذْ جَعَلَ وَفَاتَهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ [6] . قَالَ حَمَّادُ بْنُ زيد: لم يلحق أبا الجوزاء [7] .   [ () ] ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 139، 140 رقم 172 (جعفر بن حبّان) ، ورجال صحيح مسلم 6/ 121، 122 رقم 223، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 46 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 69 رقم 269، وتهذيب الكمال 5/ 22- 25 رقم 937، والكاشف 1/ 128 رقم 795، والمغني في الضعفاء 2/ 132 رقم 1141، وميزان الاعتدال 1/ 405، 406 رقم 1500، وسير أعلام النبلاء 7/ 286، 287 رقم 86، والعبر 1/ 246 (جعفر بن حبان) ، ودول الإسلام 1/ 111، وغاية النهاية 1/ 192 رقم 884، وتهذيب التهذيب 2/ 88 رقم 135، وتقريب التهذيب 1/ 130 رقم 76، وخلاصة تذهيب التهذيب 62، وشذرات الذهب 1/ 261. [1] الجرح والتعديل 2/ 477. [2] في الجرح والتعديل 2/ 477. [3] رجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 121. [4] قاله البخاري، وابن سعد. [5] في طبقاته 222. [6] وكذا في رجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 121 في قول. [7] وثّقه أحمد في: العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 300 و 1197، وقال أيضا (2/ رقم 2388) : «صدوق» . ووثّقه العجليّ (97 رقم 209) ، وابن سعد في طبقاته 7/ 274، وابن حبّان، وابن شاهين، وروى له الشيخان. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 532 454- أَبُو الأَشْهَبِ النَّخَعِيُّ [1] . اسْمُهُ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ، الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ وَاسِطَ. عَنْ: عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَغَيْرُهُمْ. مَاتَ كَهْلا. قَالَ ابن معين [2] : ضعيف، وقال مرة [3] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [5] : ضَعِيفٌ. وَتَوَقَّفَ ابْنُ حِبَّانَ [6] فِي تَضْعِيفِهِ. لَمْ يُخَرِّجُوا له شيئا [7] .   [1] انظر عن (أبي الأشهب النخعي) في: التاريخ لابن معين 2/ 85، والتاريخ الكبير 2/ 189 رقم 2151، والضعفاء الصغير 255 رقم 48، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 9، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 109، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 188 رقم 234، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 109، والجرح والتعديل 2/ 476 رقم 1941، والمجروحين لابن حبّان 1/ 212، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 560- 562، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 46 ب، والمغني في الضعفاء 1/ 132 رقم 1137، وميزان الاعتدال 1/ 404، 405 رقم 1495، ولسان الميزان 2/ 112، 113 رقم 454. [2] في تاريخه 2/ 85 «ضعيف الحديث» . [3] في تاريخه 2/ 85: «ليس حديثه بشيء» ، وفيه أيضا: «ليس هو بثقة» . وانظر: الجرح والتعديل 2/ 476، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 46 ب. [4] في الضعفاء الصغير 255 رقم 48، ونقل في تاريخه الكبير 2/ 189 رقم 2151 عن يزيد بن هارون قوله: كان ثقة صدوقا. [5] في الضعفاء والمتروكين 287 رقم 109. [6] في المجروحين 1/ 212 حيث قال: كان يخطئ في الشيء بعد الشيء، ولم يكثر خطؤه، حتى يصير من المجروحين في الحقيقة ولكنه ممّن لا يحتجّ به إذا انفرد، وهو من الثقات يقرب، وهو ممن أستخير الله فيه. [7] وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 533 455- أبو أويس الأصبحيّ [1]- ع. م- اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْس بن مالك بن عامر المدنيّ. مِنْ بَنِي عَمِّ الإِمَامِ مَالِكٍ، وَزُوِّجَ أُخْتَهُ. رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَابْنُهُ الآخَرُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَحُسَيْنٌ الْمَرُّوذِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ليس به بأس [2] .   [ () ] وقال أبو زرعة: لا بأس به عندي. وقال ابن عديّ: روى عنه يزيد بن هارون، وإسماعيل بن عياش، بأحاديث صالحة وأحاديثه أحاديث حسان وأرجو أنه لا بأس به وهو ممن يكتب حديثه، ولم أجد في أحاديثه حديثا منكرا. وقال الحاكم: ليس بالقويّ عندهم. [1] انظر عن (أبي أويس الأصبحي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 445، والتاريخ لابن معين 2/ 317، 318، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 299، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5617، وتاريخ الدارميّ، رقم 376 و 694 و 695، والتاريخ الكبير 5/ 127 رقم 377، والتاريخ الصغير 189، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 10، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ، رقم 366 و 367 و 424، والمعرفة والتاريخ 1/ 505 و 514، والضعفاء والمتروكين للنسائي 308 رقم 674، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 270، 271 رقم 829، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 115، والجرح والتعديل 5/ 92 رقم 423، والمجروحين لابن حبّان 2// 24، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1499، 1500، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 185 رقم 605، وسؤالات البرقاني للدار للدّارقطنيّ، رقم 570، ورجال صحيح مسلم 1/ 374 رقم 820، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 55 أ، وتاريخ بغداد 10/ 5- 8 رقم 5117، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 275 رقم 1019، وتهذيب الكمال 15/ 166- 171 رقم 3361، والكاشف 2/ 90 رقم 2835، والمغني في الضعفاء 1/ 344 رقم 3230، وميزان الاعتدال 2/ 450 رقم 4402، وشرح علل الترمذي لابن رجب 340، وتهذيب التهذيب 5/ 280- 282 رقم 477، وتقريب التهذيب 1/ 426 رقم 407، وخلاصة تذهيب التهذيب 203. [2] تاريخ بغداد 10/ 7. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 534 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَالنَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ [3] : صَدُوقٌ وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ [4] : لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَضَعِيفٌ [5] . مَاتَ سَنَةَ سبع وستّين ومائة. - أبو بردة. - ق- هو عمرو بن يزيد التّميميّ. مَرَّ. 456- أَبُو بَكْرِ، بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن أبي سبرة [6] ، القرشيّ،   [1] قال في تاريخه الكبير: «ما روى من أصل كتابه فهو أصحّ» . [2] في الضعفاء والمتروكين 308 رقم 674. [3] في الكنى والأسماء 1/ 115. [4] قال في تاريخه 2/ 317، 318 أكثر من قول: ثقة، وصدوق وليس بحجّة، وفي حديثه ضعف. وفي الجرح والتعديل 5/ 92: ليس بثقة. وقال أيضا: صدوق ليس بحجّة. وانظر: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 270 و 271. [5] وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ به، وليس بالقويّ. وقال أبو زرعة: صالح صدوق كأنّه ليّن. وقال ابن حبّان: كان ممن يخطئ كثيرا لم يفحش خطؤه حتى استحق التّرك، ولا هو ممّن سلك سنن الثقات فيسلك مسلكهم، والّذي أرى في أمره تنكّب ما خالف الثقات من أخباره والاحتجاج بما وافق الأثبات منها. وكان يحيى بن معين يوثّقه مرة ويضعّفه أخرى. وذكر أبا أويس المديني فقال: كان ضعيفا. وقال ابن عديّ: في أحاديثه ما يصح ويوافقه الثقات عليه ومنها ما لا يوافقه عليه أحد. وهو ممن يكتب حديثه. وقال الحاكم: يخالف في بعض حديثه. [6] انظر عن (أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 408، والتاريخ لابن معين 2/ 695، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1193، وتاريخ خليفة 437، والتاريخ الكبير 9/ 9 رقم 56، والضعفاء الصغير 280 رقم 417، والمعارف 489- 599، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 141 رقم 242، والضعفاء والمتروكين للنسائي 308 رقم 666، والمعرفة والتاريخ 1/ 685 و 2/ 825 و 3/ 40، وتاريخ الطبري 2/ 264 و 215 و 410 و 485 و 3/ 174 و 176 و 177 و 197 و 240 و 422 و 423 و 428 و 431 و 4/ 38 و 242 و 256 و 400 و 401 و 407 و 411 و 415 و 439 و 5/ 152 و 153 و 7/ 580 و 605 و 609- 613، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 202 و 224 و 3/ 253، والجرح والتعديل 7/ 29 رقم 1617، والمجروحين لابن حبّان الجزء: 10 ¦ الصفحة: 535 السَّبْرِيُّ، الْمَدَنِيُّ، الْفَقِيهُ، قَاضِي الْعِرَاقِ. سَمِعَ: عَبْدَ الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أبي رَبَاحٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَشَرِيكَ بْنَ أَبِي نَمِرٍ، وَطَائِفَةً. وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَغَيْرُهُ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ، وَصَالِحٌ ابْنَا أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ [2] : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ [3] . وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] قال: ليس حديثه بشيء، قدم هاهنا فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ: عِنْدِي سَبْعُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ، إِنْ أَخَذْتُمْ عَنِّي كَمَا آخُذُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَإِلا فَلا [5] . وَرَوَى مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ: يَا مَالِكُ، مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْمَشْيَخَةِ؟ قُلْتُ: ابْنُ أَبِي ذِيبٍ، وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ الماجشون، وابن أبي سبرة [6] .   [ () ] 3/ 147، والكامل في الضعفاء لابن عديّ/ 2750- 2752، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 154 رقم 612، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 60 ب، وتاريخ بغداد 14/ 367- 371 رقم 7697، وطبقات الفقهاء للشيرازي 67، والعقد الفريد 3/ 221، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1583، والكاشف 3/ 275 رقم 48، والمغني في الضعفاء 2/ 775 رقم 7351، وميزان الاعتدال 4/ 503، 504 رقم 10024، والكشف الحثيث 470 رقم 859، وتهذيب التهذيب 12/ 27، 28 رقم 138، وتقريب التهذيب 2/ 397 رقم 51، وخلاصة تذهيب التهذيب 444. [1] في تاريخه 9/ 9 رقم 56، والضعفاء الصغير 280 رقم 417. [2] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 1193 وزاد: «ويكذب» . [3] الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 60 ب. [4] في تاريخه 2/ 695، وقال أيضا: ليس حديثه بشيء. وانظر: الأسامي والكنى للحاكم. [5] وزاد في التاريخ: قيل ليحيى: يعني عرضا؟ قال: نعم. تاريخ بغداد 14/ 369. [6] تاريخ بغداد 14/ 369. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 536 وقال النسائي [1] : متروك الحديث. وأبو سبرة جده، هو ابن أبي رهم العامري، أحد البصريين. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي سَبْرَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ من أحاديثك جياد، فَكَتَبْتُ لَهُ أَلْفَ حَدِيثٍ ثُمَّ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، مَا قَرَأَهَا عَلَيَّ، وَلا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ، قَالَ لِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ: عِنْدِي سَبْعُونَ أَلَفَ حَدِيثٍ فِي الْحَلالِ وَالْحَرَامِ [3] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ عِنْدِي مِثْلُ ابْنِ أَبِي يَحْيَى [4] . قُلْتُ: وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ أَبِي بَكْرٍ، فَقِيلَ: عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: مُحَمَّدٌ. قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ قُرَيْشٍ، وَلاهُ الْمَنْصُورُ الْقَضَاءَ [5] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [6] : مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ بِبَغْدَادَ، قَالَ: وَكَانَ قَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ مُوسَى الْهَادِي، وَهُوَ وليّ عهد، وولّي قضاء مكّة لزياد بن عبيد الله، وعاش سِتِّينَ سَنَةً، فَلَمَّا مَاتَ اسْتُقْضِيَ بَعْدَهُ أَبُو يُوسُفَ [7] . وَقَالَ مُصْعَبٌ: خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَلَى صَدَقَاتِ أسد وطيِّئ فَقَدِمَ عَلَى مُحَمَّدٍ مِنْهَا بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَلَمَّا قُتِلَ أُسِرَ أَبُو بَكْرٍ وَسُجِنَ، فَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ، جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَ: إِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ رحما، وقد أَسَاءَ وَقَدْ أَحْسَنَ الآنَ، فَإِذَا وَصَلْتَ فَأَطْلِقْهُ وَأَحْسِنْ جِوَارَهُ، وَكَانَ الإِحْسَانُ الَّذِي ذَكَرَهُ أَنَّ عبد الله بن   [1] في الضعفاء والمتروكين 308 رقم 666. [2] في الطبقات 9/ 408، واقتبسه الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 369. [3] تاريخ بغداد 14/ 370. [4] وقال ابن المديني أيضا: كان ضعيفا في الحديث، وكان ابن جريج أخذ منه مناولة. [5] تاريخ بغداد 14/ 367 و 368. [6] في طبقاته 9/ 408، ونقل عنه الخطيب 14/ 371. [7] الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 60 ب، تاريخ بغداد 14/ 369. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 537 الربيع الحارثيّ قدم المدينة بعد ما شَخَصَ عِيسَى بْنُ مُوسَى وَمَعَهُ الْعَسْكَرُ، فَعَاثُوا بِالْمَدِينَةِ وَأَفْسَدُوا، فَوَثَبَ عَلَيْهِ سُودَانُ الْمَدِينَةِ وَالرِّعَاعُ فَقَتَلُوا جُنْدَهُ وَطَرَدُوهُمْ، وَنَهَبُوا مَتَاعَ ابْنِ الرَّبِيعِ، فَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ بِئْرَ الْمُطَّلِبِ يُرِيدُ الْعِرَاقَ عَلَى خَمْسَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَكَسَرَ السُّودَانُ السِّجْنَ وَأَخْرَجُوا أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي سَبْرَةَ، فَحَمَلُوهُ حَتَّى أَجْلَسُوهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَرَادُوا كَسْرَ قُيُودَهُ، فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ عَلَى هَذَا فَوْتٌ، دَعُونِي حَتَّى أَتَكَلَّمَ، فَتَكَلَّمَ فِي أَسْفَلِ الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَحَذَّرَهُمُ الْفِتْنَةَ، وَذَكَّرَهُمْ مَا كَانُوا فِيهِ، وَوَصَفَ عَفْوَ الْمَنْصُورِ عَنْهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بِالطَّاعَةِ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى كَلامِهِ، وَتَجَمَّعَ الْقُرَشِيُّونَ، فَخَرَجُوا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَضَمِنُوا لَهُ مَا ذَهَبَ لَهُ وَلِجُنْدِهِ. وَكَانَ قَدْ تَأَمَّرَ عَلَى السُّودَانِ وَثِيقٌ الزِّنْجِيُّ، فَمَضَى إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْكِبَارِ، فَلَمْ يَزَلْ يَخْدَعُهُ حتّى دنا مِنْهُ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ، وَأَمَرَ مَنْ مَعَهُ فَأَوْثَقُوهُ فِي الْحَدِيدِ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى الْحَبْسِ حَتَّى قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَأَطْلَقَهُ وَأَكْرَمَهُ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْمَنْصُورِ فَاسْتَقْضَاهُ [1] . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [3] . 457- أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُقَدَّمٍ [4] ، الْبَصْرِيُّ، مَوْلَى ثَقِيفٍ. وَهُوَ وَالِدُ محمد بن أبي بكر، لم يُدْرِكْهُ ابْنُهُ، وَهُوَ أَخُو عُمَرَ، وَمُحَمَّدٍ. وَحَدِيثُهُ قليل لأنّه مات كهلا.   [1] تاريخ بغداد 14/ 367، 368. [2] في الكامل في الضعفاء 7/ 2752. [3] انظر: تاريخ بغداد 14/ 371. [4] انظر عن (أبي بكر بن عليّ المقدّمي) في: التاريخ الكبير 9/ 14 رقم 103، والمعرفة والتاريخ 1/ 169، والجرح والتعديل 9/ 345 رقم 1540، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 77 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1585، والكاشف 3/ 276 رقم 55، وتهذيب التهذيب 12/ 33 رقم 149، وتقريب التهذيب 2/ 399 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 445. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 538 رَوَى عَنْ: حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ. أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [1] . 458- أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ [2] . اسمه سلمى بْن عَبْد الله بْن سلمى الْبَصْرِيُّ. كَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ إِخْبَارِيًّا علامة [3] . روى عن: الحسن، ومحمد، ومعاذة العدوية، وعكرمة، والشعبي، وغيرهم. وعنه: ابن المبارك، وشبابة بن سوار، ومسلم بن إبراهيم، وموسى بن   [1] في تاريخ البخاري الكبير 14 رقم 103 مات سنة سبع وسبعين ومائة. وقال محمد بن محبوب: مات حين بقي أيام من السنة. ونقل ابن حجر في التهذيب 12/ 33 عن البخاري، عن محمد بن أبي بكر قال: مات سنة سبع وستين ومائة. وبهذا يكون ما ورد في تاريخ البخاري غلط في الطباعة، فليراجع. وقد أرّخ وفاته أيضا الحاكم في الأسامي والكنى. [2] انظر عن (أبي بكر الهذلي) في: التاريخ لابن معين 2/ 697، 698، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 105، والعلل لابن المديني 58، 59، وتاريخ اليعقوبي 2/ 361، والتاريخ الكبير 4/ 198 رقم 2478، والضعفاء الصغير 263 رقم 158، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 122 رقم 202، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 233، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 177، 178 رقم 698، والمعرفة والتاريخ 1/ 621 و 2/ 27 و 28 و 121 و 780، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 286 و 2/ 21، وتاريخ الطبري 4/ 124 و 266 و 293 و 428 و 474 و 501 و 518 و 519 و 563 و 564 و 5/ 217 و 6/ 381 و 538 و 7/ 507 و 8/ 69 و 87 و 96 و 97، والجرح والتعديل 4/ 313، 314 رقم 1365، والمجروحين لابن حبّان 1/ 359، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2090، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1167- 1172، وثمار القلوب 317 و 418، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 64 ب، وتاريخ بغداد 9/ 223- 226 رقم 4800، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 478، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1589، والكاشف 3/ 279 رقم 73، والمغني في الضعفاء 2/ 773 رقم 77339 وميزان الاعتدال 4/ 497 رقم 10005، وتهذيب التهذيب 12/ 45، 46 رقم 180، وتقريب التهذيب 2/ 401 رقم 94، وخلاصة تذهيب التهذيب 445. [3] تاريخ بغداد 9/ 223. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 539 إسماعيل، لقيه بمكة، وجماعة. لم يرضه يحيى القطان [1] . وقال ابن معين [2] : ليس بشيء. وقال أحمد [3] : ضعيف. وقال البخاري [4] : ليس بالحافظ عندهم. وأما غندر فقال: كذاب [5] . يقال: مات سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ [6] . 459- أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ [7] ، الْكُوفِيُّ. - م. ت. ن. ق-   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 178، تاريخ بغداد 9/ 223، 224. [2] في تاريخه 2/ 697، وقال أيضا: لم يكن بثقة، وكان يكون في مسجد غندر، وقال غندر: كان أبو بكر الهذلي: كذّابا. وانظر: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 178، والجرح والتعديل 4/ 313، والمجروحين لابن حبّان 1/ 359، والكامل في الضعفاء 3/ 1168. [3] تاريخ بغداد 9/ 224. [4] في تاريخه الكبير، والضعفاء. ونقل عن عمرو بن علي قوله: عدلت عن أبي بكر الهذلي عمدا. [5] تاريخ ابن معين 2/ 697، والضعفاء للعقيليّ 2/ 178، والجرح والتعديل 4/ 313، وغيره. وقال الجوزجاني: يضعّف حديثه، وكان من علماء النّاس بأيامهم. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال الحاكم: ليس بالقويّ عندهم. وقال مزاحم بن زفر: قلت لشعبة بن الحجّاج: ما تقول في أبي بكر الهذلي؟ فقال: دعني لا أقيء. وقال أبو حاتم: ليس بقويّ، ليّن الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال ابن حبّان: يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات. وقال ابن عديّ: لأبي بكر غير ما ذكرت حديث صالح، وعامّة ما يرويه عن من يرويه لا يتابع عليه على أنّه قد حدّث عنه الثقات من الناس وعامّة ما يحدّث به قد شورك فيه. ويحتمل ما يرويه وفي حديثه ما لا يحتمل، ولا يتابع عليه. [6] هو المشهور. وانفرد ابن قانع بالقول إنه مات سنة تسع وخمسين ومائة. (تاريخ بغداد 9/ 226) . [7] انظر عن (أبي بكر النهشلي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 358، والتاريخ لابن معين 2/ 697، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 292، والتاريخ الكبير 9/ 9 رقم 54، وتاريخ الثقات للعجلي 493 رقم 1916، الجزء: 10 ¦ الصفحة: 540 فِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ، وَلا يَرِدُ إِلا بِالْكُنْيَةِ. رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وعبد الرحمن بن الأسود ابن يَزِيدَ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَابْنُ مَعِينٍ [2] . وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ وَكِيعٌ: أَبُو بكر بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي القطّاف [3] . مات يَوْمِ الْفِطْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَاسْمُهُ عَلَى الأَصَحِّ: عَبْدُ اللَّهِ. وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ ابْنُ حِبَّانَ [4] فَقَالَ: كَانَ شَيْخًا صَالِحًا فَاضِلا، غَلَبَ عَلَيْهِ التَّقَشُّفُ حَتَّى صَارَ يَهِمُ وَلا يَعْلَمُ، وَيُخْطِئُ الْحِفْظَ وَالْفَهْمَ، فَبَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ. قُلْتُ: دَعْ عَنْكَ الْخَطَابَةَ، فَالرَّجُلُ حُجَّةٌ قَدْ وثّقه إماما الفنّ، واحتجّ به مسلم [5] .   [ () ] والمعرفة والتاريخ 3/ 180، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 263، والجرح والتعديل 9/ 344 رقم 1536، والمجروحين لابن حبّان 3/ 145، 145، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 478، 479، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1589، والكاشف 3/ 279 رقم 72، والمغني في الضعفاء 2/ 773 رقم 7338، وميزان الاعتدال 4/ 496 رقم 10004، وسير أعلام النبلاء 7/ 333 رقم 117، والعبر 1/ 247، وتهذيب التهذيب 12/ 44، 45 رقم 179، وتقريب التهذيب 2/ 401 رقم 93، وخلاصة تذهيب التهذيب 445، وشذرات الذهب 1/ 261. وقد أضاف محقق سير أعلام النبلاء (ج 7/ 333 بالحاشية) السيد علي أبو زيد، بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط: كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان إلى مصادر صاحب هذه الترجمة، وهذا تسرّع وغلط منه، لأن الترجمة التي أشار إلى أنها في الجزء 2/ 273- 276 هي لأبي بكر الشبلي دلف بن جحدر، المتوفى سنة 334 هـ. وليست للنهشلي، فليراجع. [1] الجرح والتعديل 9/ 344. [2] في تاريخه 2/ 697. [3] الجرح والتعديل 9/ 344. [4] في المجروحين 3/ 145، 146. [5] قال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وهو أحبّ إليّ من أبي بكر الهذلي. (الجرح والتعديل الجزء: 10 ¦ الصفحة: 541 قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ رَجُلا صَالِحًا، كَانَ فِي مَرَضِهِ يَثِبُ إِلَى الصَّلاةِ وَلا يَقْدِرُ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّكَ فِي عُذْرٍ، فَيَقُولُ: أُبَادِرُ طَيَّ الصَّحِيفَةِ. - أَبُو الْجَمَلِ الْيَمَامِيُّ. اسْمُهُ أَيُّوبُ: مَرَّ. 460- أَبُو جَنَابٍ الْبَصْرِيُّ [1] ، الْقَصَّابُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ. فَالْقَصَّابُ. اسْمُهُ عَوْنُ بْنُ ذَكْوَانَ الْحَرَشِيُّ. رَأَى زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، وَسَمِعَ مِنْ مَطَرِ بْنِ طَهْمَانَ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غِيَاثٍ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] وَغَيْرُهُ [3] ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ سبعين ومائة، وعاش   [ () ] 9/ 344) . وقال العجليّ: كان ثقة، وكان يرى الإرجاء ليّن القول. وكان إذا سمع الرجل من أصحابه يقول إنه مؤمن على إيمان جبريل وميكائيل يقول: فقدتك، إن هذا الكلام لم يجر بيوم خير قط، ولا يقبل هذا، ولكن قل: آمنت بما آمن به جبريل وميكائيل فلا يعيب ذلك عليك أحد، وكان يقال: إنه ممّن يخلف الأخ من إخوانه أربعين عاما في أهله. [1] انظر عن (أبي جنّاب البصري) في: التاريخ لابن معين 2/ 461، 462، والتاريخ الكبير 7/ 17 رقم 78، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 20، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 139، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 79 و 295 و 352، والجرح والتعديل 6/ 387، 388 رقم 2156، والثقات لابن حبّان 8/ 515، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 114، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 110 ب، 111 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 495 رقم 4775، وميزان الاعتدال 3/ 305، ولسان الميزان 4/ 387 رقم 1172. [2] في تاريخ 2/ 462، والجرح والتعديل 6/ 387. [3] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 542 فيما قال ابن معين مِائَةً وَسِتَّ سِنِينَ. وَقَدْ وَهِمَ مَنْ قَالَ إِنَّهُ عَاشَ مِائَةً وَسِتِّينَ سَنَةٍ، وَلَوُ كَانَ كَذَلِكَ لَعُدَّ فِي الصَّحَابَةِ، مَعَ مَنْ وُلِدَ فِي أَيَّامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 461- أَبُو حَفْصٍ [1] . هُوَ عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ الْمَازِنِيُّ، الْبَصْرِيُّ. - خ- أَخُو الإِمَامِ أَبِي عَمْرٍو [2] . يُقَالُ اسْمُهُ عُمَرُ. يَرْوِي عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيّ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي حَنِينِ الْجِذْعِ [3] . وَلَهُ ثَلاثَةُ إِخْوَةٍ: أَبُو عَمْرٍو، وَمُعَاذٌ، وَأَبُو سُفْيَانَ. وَقَدْ رَوَى عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ «حَنِينُ الْجِذْعِ» عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ نَافِعٍ. فَلَعَلَّهُ هُوَ هُوَ، وإلّا فالحديث عند معاذ، وأبي حفص [4] .   [ () ] ووثّقه أحمد بن حنبل. وقال أبو حاتم: لا بأس بِهِ صالح الحديث. [1] انظر عن (أبي حفص عمر بن العلاء) في: التاريخ لابن معين 2/ 433، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 20، ورجال صحيح البخاري 2/ 513 رقم 791، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 123 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 343، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1020، والكاشف 2/ 276 رقم 4165، وتهذيب التهذيب 7/ 487، 488 رقم 810، وتقريب التهذيب 2/ 61 رقم 493، وخلاصة تذهيب التهذيب 285. [2] الأسامي والكنى للحاكم. [3] سبق تخريج هذا الحديث. [4] أخرجه الحاكم في الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 123 أقال: «أخبرني أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبيّ، نا أبو عبد الرحمن عبيد بن أحمد بن الحكم الغداني بالبصرة، نا عبد الله بن رجا الغداني، نا أبو حفص بن العلاء، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فلما وضع الْمِنْبَرُ حَنَّ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ فَمَسَحَهُ، فَسَكَنَ، روى هذا الحديث محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح عن محمد بن المثنّى، نا يحيى بن كثير أبو غسان، نا أبو حفص اسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء. وأنا أبو العباس الثقفي، نا الحسن بن محمد الزعفرانيّ، نا عثمان بن عمر، نا معاذ بن العلاء، عن نافع، عن ابن الجزء: 10 ¦ الصفحة: 543 462- أبو حمزة السّكّريّ [1] . - ع- هو محمد بن ميمون المروزيّ الحافظ. عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ الملك بن عمير، ومنصور ابن الْمُعْتَمِرِ، وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَالْكُوفِيِّينَ. مَا أَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ غَيْرِهِمْ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَعِدَّةٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ مِنَ ثقات النّاس، ولم يكن يبيع   [ () ] عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتّخذ المنبر حنّ إليه الجذع حتى أتاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فالتزمه. وحدّثني محمد بن صالح بن هاني، نا الحسين يعني بن محمد، نا عمرو بن علي، نا المعتمر يعني بن سليمان، ويحيى بن سعيد، عن معاذ بن العلاء أبي غسان. وهكذا ذكر محمد بن إسماعيل في كتاب التاريخ فكنّى معاذ بن العلا أبا غسان، فاللَّه أعلم، أهما أخوان، أحدهما يسمّى عمر والآخر معاذ، وحدّثنا بحديث واحد، عن نافع، أو أحدهما محفوظ والآخر غير محفوظ، والمشهور من أولاد العلاء بن العريان بن خزاعيّ والد أبي عمرو أبو عمرو وأبو سفيان ومعاذ. فأما أبو حفص عمر فلا أعرفه إلا في الحديثين اللذين ذكرتهما، والله أعلم بصحة ذلك» . [1] انظر عن (أبي حمزة السكريّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 541، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 527، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 371، والتاريخ الكبير 1/ 234 رقم 737، والتاريخ الصغير 187، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 27، والمعرفة والتاريخ 1/ 216 و 3/ 281، وتاريخ أبي زرعة 1// 208، وتاريخ الطبري 1/ 116 و 267 و 329 و 4/ 209، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 156، والجرح والتعديل 8/ 81 رقم 338، ومشاهير علماء الأمصار 197 رقم 1581، والثقات لابن حبّان 7/ 420، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 679 رقم 1098، ورجال صحيح مسلم 2/ 211 رقم 1519، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 233، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 151 ب، وتاريخ جرجان 264 و 332، وتاريخ بغداد 3/ 266- 269 رقم 1359، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 450 رقم 1716، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1280، والكاشف 3/ 90 رقم 5270، وميزان الاعتدال 4/ 53، 54 رقم 8245، وسير أعلام النبلاء 7/ 385- 387 رقم 141، والعبر 1/ 251، وتذكرة الحفاظ 1/ 230، وتهذيب التهذيب 9/ 486، 487 رقم 793، وتقريب التهذيب 2/ 212 رقم 763، وخلاصة تذهيب التهذيب 361. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 544 السُّكَّرَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِحَلاوَةِ كَلامِهِ [1] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: أَرَادَ جَارٌ لِأَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيّ أَنْ يَبِيعَ دَارَهُ، فَقِيلَ لَهُ بِكَمْ؟ فَقَالَ: أَلْفَيْنِ، وَثَمَنُ الدَّارِ أَلْفَيْنِ جِوَارُ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا حَمْزَةَ، فَوَجَّهَ إِلَى جَارِهِ بِأَرْبَعَةِ آلافٍ، فَقَالَ: لا تَبِعْ دَارَكَ [2] . وَعَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إِلا أَنْ يَكُونَ لِي ضَيْفٌ [3] . وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُصْعَبٍ: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ [4] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ جِيرَانِهِ يَحْسِبُ مَا أنفق في مرضه ثم يتصدّق أبو حمزة بِمِثْلِ ذَلِكَ وَيَقُولُ: وَنَحْنُ أَصِحَّاءُ [5] . مَاتَ أَبُو حَمْزَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ، أَوْ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [6] . 463- أَبُو حَمْزَةَ الأُبُلِّيُّ [7] ، الْعَطَّارُ. شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، اسْمُهُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهُوَ جَدُّ بَكْرِ بْنِ بَكَّارٍ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، والعلاء بن المسيّب.   [1] تاريخ بغداد 3/ 269. [2] تاريخ بغداد 3/ 268. [3] تاريخ بغداد 3/ 268. [4] تاريخ بغداد 3/ 267. [5] تاريخ بغداد 3/ 269. [6] انظر تاريخ بغداد 3/ 269. [7] انظر عن (أبي حمزة الأبلي) في: التاريخ الكبير 1/ 386 رقم 1237، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 27، والمعرفة والتاريخ 3/ 234، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 156، والجرح والتعديل 2/ 220 رقم 75، والثقات لابن حبّان 8/ 107، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 151 أ، و 151 ب، وتهذيب الكمال 2/ 423، 424 رقم 351، والمغني في الضعفاء 1/ 71 رقم 556، وميزان الاعتدال 1/ 191 رقم 754، وتقريب التهذيب 1/ 57 رقم 396، وتهذيب التهذيب 1/ 232 رقم 430، وخلاصة تذهيب التهذيب 28. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 545 وَعَنْهُ: الأَصْمَعِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : كَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ. وَضَعَّفَهُ الْفَلاسُ وَقَالَ: كَانَ شَدِيدَ الْقَوْلِ فِي الْقَدَرِ [2] . 464- أَبُو الرَّبِيعِ البصريّ، السّمّان [3] . - ت. ق- أشعث بن سعيد. عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : لَيْسَ بِالْحَافِظِ عندهم. وروى عباس، عن ابن معين [5] : ليس بشيء.   [1] في الجرح والتعديل 2/ 220، وزاد: يكتب حديثه. [2] وقال الحاكم في (الأسامي والكنى 151 أ) : ليس بالمتين عندهم. وقال عمرو بن علي: حدّث عن الحسن بحديث منكر. وروى عنه الحوضيّ ضعيف الحديث. (151 ب) . [3] انظر عن (أبي الربيع البصري) في: التاريخ لابن معين 2/ 40، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3402، والتاريخ الكبير 1/ 430 رقم 1386، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 37، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 93 رقم 136، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 57، والمعرفة والتاريخ 2/ 113، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 30، 31 رقم 12، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 174، والجرح والتعديل 2/ 272 رقم 980، والمجروحين لابن حبّان 1/ 172 و 2/ 178، والكامل في الضعفاء لابن عدي 1/ 367- 370، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 66 رقم 113، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 193 ب، ورجال الطوسي 153 رقم 215، وتهذيب الكمال 3/ 261- 264 رقم 523، والكاشف 1/ 82 رقم 442، والمغني في الضعفاء 1/ 91 رقم 755، وميزان الاعتدال 1/ 263 رقم 995، وتهذيب التهذيب 1/ 351، 352 رقم 643، وتقريب التهذيب 1/ 79 رقم 598، وخلاصة تذهيب التهذيب 38 وقد تقدّمت ترجمته برقم (29) . [4] في تاريخه 1/ 430: ليس بمتروك وليس بالحافظ عندهم. (الضعفاء للعقيليّ 1/ 30) . [5] في تاريخه 2/ 40، وفي الضعفاء للعقيليّ: ليس بثقة، والجرح والتعديل 2/ 272. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 546 وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ [1] : لَيْسَ بِذَاكَ، مُضْطَرِبٌ. وَقَالَ السَّعْدِيُّ [2] : وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيّ [3] : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ [4] . 465- أَبُو سَعِيدٍ، الْمُؤَدِّبُ [5] . مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، نَزَلَ بَغْدَادَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ. عَنْ: حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَخَصِيفٍ، وَعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وطبقتهم.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3402، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 30، والجرح والتعديل 2/ 272، وزاد: كان ابن أبي عروبة حمل عنه. [2] في أحوال الرجال 93 رقم 136. [3] في الضعفاء والمتروكين 285 رقم 57. [4] قال مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يحدّث عن أبي الربيع أشعث بن سعيد شيئا قط. وقال هشيم: بلغني أن شعبة يغمز أبا الربيع السمّان. (الضعفاء 1/ 30) . وقال عمرو بن علي الصيرفي: متروك الحديث وكان لا يحفظ. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث سيّئ الحفظ يروي المناكير عن الثقات. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وقال ابن حبّان: يروي عن الأئمّة الثقات الأحاديث الموضوعات وبخاصة عن هشام بن عروة، كأنه ولع بقلب الأخبار عليه. وقال ابن عديّ: في أحاديثه ما ليس بمحفوظ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. [5] انظر عن (أبي سعيد المؤدّب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 326، والتاريخ لابن معين 2/ 539، والتاريخ الكبير 223 رقم 698، وتاريخ الثقات للعجلي 413 رقم 1501، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 315، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187 و 188 و 189، والجرح والتعديل 8/ 76، 77 رقم 321، والثقات لابن حبّان 9/ 40 و 56، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 225 ب، وتاريخ بغداد 3/ 253- 255 رقم 1346، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 279 رقم 1143، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1272، والكاشف 3/ 85 رقم 5240، وميزان الاعتدال 4/ 40 رقم 8170، وتهذيب التهذيب 9/ 453، 454 رقم 735، وتقريب التهذيب 2/ 208 رقم 705، وخلاصة تذهيب التهذيب 359. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 547 وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] . وَكَانَ مُؤَدِّبُ الْخَلِيفَةِ الْهَادِي [2] . مَاتَ قَبْلَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ. 466- أَبُو شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ [3] : قَاضِي وَاسِطَ، جَدُّ الْحَافِظَيْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُثْمَانَ. اسْمُهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُوَاسْتِيِّ، مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ. رَوَى عَنْ: خَالِهِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَشَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمَنْصُورُ بن أبي مزاحم، وجبارة بن المغلّس.   [1] تاريخ بغداد 3/ 255، ووثّقه ابن سعد في الطبقات، وابن معين، والعجليّ، وأبو حاتم، وأبو زرعة، ونقل ابن شاهين عن أحمد بن صالح قوله: ثقة، ثقة، قالها مرتين. [2] تاريخ بغداد 3/ 255. [3] انظر عن (أبي شيبة العبسيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 11، 12، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 384، والتاريخ الكبير 1/ 310 رقم 982، والتاريخ الصغير 190، والضعفاء الصغير 251 رقم 5، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 53، والضعفاء والمتروكين للنسائي 283 رقم 11، وفيه (أبو سيّبة) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 50، 60 رقم 54، والجرح والتعديل 2/ 115 رقم 347، والمجروحين لابن حبّان 1/ 104، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 45 رقم 7، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 239- 241، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 171 ب، وتاريخ بغداد 6/ 111- 114 رقم 3144، وتهذيب الكمال 2/ 147- 151 رقم 212، والكاشف 1/ 43 رقم 173، والمغني في الضعفاء 1/ 20 رقم 125، وميزان الاعتدال 1/ 47، 48 رقم 145، والوافي بالوفيات 6/ 50 رقم 2491، وتهذيب التهذيب 1/ 144، 145 رقم 257، وتقريب التهذيب 1/ 39 رقم 241، وخلاصة تذهيب التهذيب 20. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 548 ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَيَحْيَى [2] ، وَالنَّاسُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : سَكَتُوا عَنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: نَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قُلْتُ لِشُعْبَةَ: إِنَّ أَبَا شَيْبَةَ نَا عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: شَهِدَ صِفِّينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ سَبْعُونَ رَجُلا، فَقَالَ: كَذَبَ وَاللَّهِ، لَقَدْ ذَاكَرْتُ الْحَكَمَ فِي بَيْتِهِ فَمَا وَجَدْنَا شَهِدَ صِفِّينَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ غَيْرُ خُزَيْمَةَ [5] . قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، سُئِلَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْوَاسِطِيِّ فَقَالَ: ارْمِ بِهِ [6] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [7] . 467- أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَزِيرُ المهديّ وكاتبه [8] .   [1] ضعّفه جدّا. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 59) . [2] الضعفاء الكبير 1/ 60. [3] في التاريخ الكبير، والتاريخ الصغير، والضعفاء الصغير، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 60، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 171 ب. [4] في الضعفاء والمتروكين 283 رقم 11. [5] تهذيب الكمال 2/ 149، 150. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 59. [7] تاريخ بغداد 6/ 114. [8] انظر عن (أبي عبيد الله وزير المهديّ) في: تاريخ خليفة 442، وعيون الأخبار 1/ 248 و 3/ 100، وتاريخ اليعقوبي 2/ 400، وأنساب الأشراف 3/ 83 و 244 و 252، وتاريخ الطبري 6/ 183 و 8/ 24 و 25 و 29 و 71 و 72 و 99 و 117- 119 و 132 و 136 و 139 و 165 و 176، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2440، والكامل في التاريخ 6/ 75 و 95، والعقد الفريد 1/ 41 و 2/ 131 و 159 و 472، وثمار القلوب 46، والولاة والقضاة للكندي 115، وتاريخ بغداد 13/ 196، 197 رقم 7174، والإنباء في تاريخ الخلفاء 72، والفخري 181- 184، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 384 ب، ووفيات الأعيان 2/ 387، 388، والتذكرة الحمدونية 1/ 349 و 2/ 118، والوزراء والكتّاب 183- 186، والفرج بعد الشدّة 3/ 243، والعبر 1/ 258، وسير أعلام النبلاء 7/ 398 رقم 144، ودول الإسلام 1/ 113، وشذرات الذهب 1/ 279. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 549 اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الأَشْعَرِيُّ، مَوْلاهُمْ. رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ. وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَغَيْرُهُ. أَصْلُهُ مِنْ طَبَرِيَّةَ، وَكَانَ ذَا دِينٍ وَتَعَبُّدٍ، مِنْ خِيَارِ الْوُزَرَاءِ [1] . وَكَانَ الْمَهْدِيُّ يُعَظِّمُهُ وَلا يُخَالِفُهُ فِي رَأْيٍ. قَالَ حَفِيدُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ: أَبْلَى أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ سَجَّادَتَيْنِ، وَأَسْرَعَ في الثالث مَوْضِعُ الرُّكْبَتَيْنِ، وَالْوَجْهِ، وَالْيَدَيْنِ، مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهِ [2] . وَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ كُرُّ دَقِيقٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْغَلاءُ أَتَاهُ مَوْلاهُ فَقَالَ: قَدْ غَلا السِّعْرُ فَلَوْ نَقَصْنَا مِنَ الْكُرِّ، فَقَالَ: أَنْتَ شَيْطَانٌ، صَيِّرْهُ كُرَّيْنِ [3] . قَالَ: وَأُخْبِرْتُ أَنَّ الْجُسُورَ يَوْمَ مَاتَ امْتَلأَتْ، فَلَمْ يَعْبُرْ عَلَيْهَا أَحَدٌ إِلا مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ مِنْ مَوَالِيهِ وَالْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ [4] . وَرَوَى مَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ فَاسْتَحْلَفَنِي أَنْ أَصْدُقَهُ، فَحَلَفْتُ لَهُ، فَقَالَ: مَا قَوْلُكَ فِي خُلَفَاءِ بَنِي أُمَيَّةَ؟ قُلْتُ: كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُطِيعًا للَّه، عَامِلا بِكِتَابِ اللَّهِ، مُتَّبِعًا لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ إِمَامٌ تَجِبُ طَاعَتُهُ، قَالَ: جِئْتَ بِهَا عِرَاقِيَّةً، أَهَكَذَا أَدْرَكْتَ أَشْيَاخَكَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَقُولُونَ؟ قُلْتُ: لا، بَلْ أَدْرَكْتُهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِذَا اسْتُخْلِفَ غُفِرَ اللَّهُ لَهُ مَا مَضَى، فَقَالَ: أي والله، وما تأخّر من ذنوبه،   [ () ] وقد أضاف محقّق (سير أعلام النبلاء 7/ 398 بالحاشية) السيد علي أبو زيد بإشراف شعيب الأرنئوط: كتب تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب، وخلاصة التهذيب للخزرجي، وليس في هذه الكتب أيّ ذكر لوزير المهديّ صاحب الترجمة. [1] تاريخ بغداد 6/ 196. [2] تاريخ بغداد 6/ 196، 197. [3] تاريخ بغداد 6/ 197. [4] تاريخ بغداد 6/ 197. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 550 أَتَدْرِي مَا الْخَلِيفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاةُ وَالْحَجُّ لِلْبَيْتِ، وَيُجَاهِدُ الْعَدُوَّ، وَعَدَّدَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخِلافَةِ مَا لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا ذَكَرَ مِثْلَهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: نَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أبي المساور قال: دخلت على أبي عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرِ، فَمَا هَشَّ لِي، فَجَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ كَاتِبٍ، فَقُلْتُ: ثَنَا الشَّعْبِيُّ، فَسَمِعَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: وَرَأَيْتَ الشَّعْبِيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ارْتَفِعْ، ارْتَفِعْ، كَتَمْتَنَا نَفْسَكَ حَتَّى كِدْتَ أَنْ تُلْحِقَنَا دَمًا لا تُرَخِّصُهُ الْمَعَاذِيرُ، ثُمَّ اشْتَغَلَ بِي حَتَّى قَضَيْتُ حَاجَتِي. يُقَالُ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّبِيعِ الْوَزِيرِ، فَرَمَى ابْنَهُ بِجُرْمِ الْهَادِي، فَمَا زَالَ الْمَهْدِيُّ حَتَّى قَتَلَ الابْنَ، ثُمَّ سَجَنَ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ مُدَّةً [1] . قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [2] : كَانَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ طَبَرِيَّةَ، سمع أيضا من الزُّهْرِيَّ، وَعَاصِمَ بْنَ رَجَاءٍ الْكِنْدِيَّ. حَكَى عَنْهُ: ابْنُهُ هَارُونُ، وَمُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ. وَمُرَبَّعَةُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ [3] . وَيُقَالُ: وَصَفَ رَجُلٌ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرَ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَوْفَرَ مِنْ حمله، وَلا أَغْزَرَ مِنْ قَلَمِهِ. وَقَالَ الزُّبَيْرُ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: بَعَثَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرُ إِلَى وَالِدِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ، فَرَدَّهَا وَقَالَ: لا أَقْبَلُ صِلَةً إِلا مِنْ خَلِيفَةٍ أَوْ مِنْ وَلِيِّ عَهْدٍ. عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَجَّ مَعَ الْمَنْصُورِ فِي الْعَامِ الَّذِي مات فيه   [1] ذكر ابن طباطبا قصّة قتل ابن الكاتب أبي عبيد الله مفصّلة في كتابه (الفخري 182، 183) فلتراجع هناك. [2] في تاريخ دمشق 16/ 384 ب. [3] تاريخ بغداد 6/ 196. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 551 الْمَنْصُورُ، فَلَمَّا قَدِمَ ذَهَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ، فَلَمْ يَقُمْ لَهُ، وَلا رَفَعَ لَهُ رَأْسًا، فَغَضِبَ الرَّبِيعُ وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ لأَجْهَدَنَّ فِي أَذَاهُ، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ [1] ، وَمَضَتْ فِي الْحَوَادِثِ سَنَةُ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. مَاتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي الْحَبْسِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 467- أَبُو عَزَّةَ الدَّبَّاغُ [2] . اسْمُهُ الْحَكَمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ [3] . عَنْ أَبِي الرَّبَابِ. وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ، وَالتَّبُوذَكِيُّ [4] . 468- أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ [5] ، الْحَرَّانِيُّ. رَوَى عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَغَيْرِهِمْ.   [1] القصّة مفصّلة في (الفخري 182، 183) . [2] انظر عن (أبي عزّة الدبّاغ) في: التاريخ الكبير 2/ 339 رقم 2674، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 87، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 33، والجرح والتعديل 3/ 118 رقم 549، والثقات لابن حبّان 8/ 193. [3] قال أبو حاتم: روى عنه أبو نعيم وكنّاه، بأبي معاذ، ويرون أنه غلط. [4] قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثقة لا بأس به صالح الحديث. وقال أبو زرعة: شيخ ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (أبي العطوف الجرّاح بن منهال) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 485، والتاريخ لابن معين 2/ 78، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 113 و 2/ رقم 229، والتاريخ الكبير 2/ 228 رقم 2289، والتاريخ الصغير 172، والضعفاء الصغير 255 رقم 51، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 88، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 103، والمعرفة والتاريخ 2/ 448 و 3/ 45، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 200 رقم 245، والجرح والتعديل 2/ 523 رقم 2174، والمجروحين لابن حبّان 1/ 218، 219 و 229، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 582، 583، والمغني في الضعفاء 1/ 128 رقم 1105، وميزان الاعتدال 1/ 390 رقم 1453، ولسان الميزان 2/ 99، 100 رقم 404. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 552 وعنه: يزيد بْنُ هَارُونَ، وَشَبَابَةُ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه [2] . وقال النَّسَائِيُّ [3] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، أَنَا أَبُو الْعَطُوفِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ فِي عُثْمَانَ خَاصَّةً، لَمَّا احْتُبِسَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ قَتَلُوهُ لَأُنَابِذَنَّهُمْ» فَبَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لا نَفِرَّ، وَنَحْنُ أَلْفٌ وَثَلاثُمِائَةٍ [5] . هذا منكر لم يتابع عليه [6] .   [1] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 200، 201، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 582. [2] الكامل في الضعفاء 2/ 582 وزاد: ضعيف. [3] في الضعفاء والمتروكين 287 رقم 103: «متروك الحديث» . [4] في تاريخه 2/ 78: «ليس حديثه بشيء» ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 201، والجرح والتعديل 2/ 523، والمجروحين لابن حبّان 1/ 218، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 582. وقال في معرفة الرجال 1/ 63 رقم 113 و 2/ 91 رقم 229: حدّث يزيد بن هارون عن أبي العطوف قلت ليحيى بن معين: أي شيء كان اسمه؟ قال: الجرّاح بن منهال من أهل الجزيرة، لا يسوى فلس! [5] ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 201 وقال: «ولا يتابع عليه» . [6] قال أحمد: كان صاحب غفلة. وقال مسلم: منكر الحديث. وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك. وقال ابن حبّان: كان يكذب في الحديث ويشرب الخمر. وقال أبو حاتم، والدولابي: متروك الحديث ذاهب، لا يكتب حديثه. وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث. وذكره البرقيّ في باب: من اتّهم بالكذب. وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بالقائم. وقال النسائي في «التمييز» : ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال ابن الجارود: ليس بشيء. وذكره الساجي، والعقيلي، والجوزجاني في الضعفاء. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 553 470- أبو المثنّى الخزاعيّ [1] ، الكعبيّ، المدنيّ. - ت. ق-. اسمه سليمان بن يزيد. وَيُقَالُ: رَوَى عَنْ أَنَسٍ، رَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ الله بن نافع الصائغ، وابن أبي فديك، ويحيى بن حسّان، والتّنّيسيّ، وآخرون. قال أبو حاتم [2] : ليس بقويّ، مُنْكَر الحديث. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «تَارِيخِ الثِّقَاتِ» [3] . 471- أَبُو معشر [4] . - ع-   [ () ] وقال ابن الجوزيّ: قلب ابن إسحاق اسمه فسمّاه المنهال بن الجراح. وقال ابن حجر: وكذا قلبه يوسف بن أسباط، وقع كذلك في كتاب الطهارة من شرح السّنّة للبغوي. (لسان الميزان 2/ 99، 100) . وقال ابن عديّ: ليس هو بكثير الحديث، والضعف على رواياته بيّن وذلك لأنه له أحاديث عن الزهري وأبي الزبير وغيرهم، ويبين ضعفه إذا روى عن هؤلاء الثقات فإنه يروي عنهم ما لا يتابعه أحد عليه. [1] انظر عن (أبي المثنّى الخزاعي) في: التاريخ الكبير 4/ 42 رقم 1905، والجرح والتعديل 4/ 149 رقم 645، والثقات لابن حبّان 6/ 395، والمغني في الضعفاء 1/ 284 رقم 2632، وميزان الاعتدال 2/ 228 رقم 3524. [2] في الجرح والتعديل 4/ 149. [3] ج 6/ 395. [4] انظر عن (أبي معشر نجيح) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 318، والتاريخ لابن معين 2/ 603، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 602 و 875 و 2/ رقم 1595 و 3616 و 3/ رقم 3998 و 6084، والعلل لابن المديني 90، وتاريخ اليعقوبي 2/ 6 و 431، والتاريخ الكبير 8/ 114 رقم 2397، والتاريخ الصغير 194، والضعفاء الصغير 278 رقم 380، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 107، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 590، والمعارف 514، والمعرفة والتاريخ 1/ 116 و 118 و 144 و 158 و 161 و 287 و 450 و 480 و 2/ 166 و 657 و 659 و 775 و 818 و 3/ 171 و 206 و 263 و 295 و 306 و 324 و 371، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 308، 309 رقم 1909، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 34، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 122، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 420، 421، والجرح الجزء: 10 ¦ الصفحة: 554 هو نجيج بن عبد الرحمن السّنديّ، المدنيّ. كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ وَالأَيَّامِ وَالْمَغَازِي [1] ، وَقَدْ كَاتَبَ مَوْلاةً لَهُ مَخْزُومِيَّةً فَأَدَّى، فَاشْتَرَتْ أُمُّ مُوسَى بِنْتُ مَنْصُورٍ وَلاءَهُ فِيمَا قِيلَ [2] . رَأَى أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَمُوسَى بْنِ يَسَارٍ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَفِي «جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ» لَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ، أَوْ هُوَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، فَتَصَرَّفَ فِيهِ الرُّوَاةُ فَوَهِمُوا. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هو ليس بقويّ [4] .   [ () ] والتعديل 8/ 493- 495 رقم 2263، والمجروحين لابن حبّان 3/ 60، 61، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2516- 2519، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 170 رقم 550، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 336 رقم 1427، وتاريخ جرجان 202، والسابق واللاحق 350، والكامل في التاريخ 8/ 62، والفهرست لابن النديم، المقالة الثالثة، الفن الأول، وتاريخ بغداد 13/ 427- 431 رقم 7304، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 407، 1408، والكاشف 3/ 175 رقم 5904، والمغني في الضعفاء 2/ 7694 695 رقم 6600، وميزان الاعتدال 4/ 246- 248 رقم 9017، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 622، وسير أعلام النبلاء 7/ 435- 440 رقم 165، والعبر 1/ 258، 259، وتذكرة الحفاظ 1/ 234، 335، ومرآة الجنان 1/ 359، وتهذيب التهذيب 10/ 419- 422، وتقريب التهذيب 2/ 298 رقم 46، وطبقات الحفاظ للسيوطي ... ، وخلاصة تذهيب التهذيب 471، وشذرات الذهب 1/ 278. [1] تاريخ بغداد 13/ 427. [2] الجرح والتعديل 8/ 493، تاريخ بغداد 13/ 431. [3] الجرح والتعديل 8/ 494، الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 308، تاريخ بغداد 13/ 431. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 308، الجرح والتعديل 8/ 494، وقال في تاريخه 2/ 603: الجزء: 10 ¦ الصفحة: 555 وَقَالَ أَحْمَدُ [1] : كَانَ بَصِيرًا بِالْمَغَازِي صَدُوقًا، وَلَكِنَّهُ لا يُقِيمُ الإِسْنَادَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ أَيْضًا: كَانَ أُمِّيًّا يَنْتَقِي مِنْ حَدِيثِهِ الْمُسْنَدَ [2] . وَقِيلَ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ أَبْيَضَ [3] أَزْرَقَ سَمِينًا [4] ، أَشْخَصَهُ مَعَهُ الْمَهْدِيُّ إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ وَقَالَ: تَكُونُ بِحَضْرَتِنَا فَتُفَقِّهَ مَنْ حَوْلَنَا [5] . قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْمَغَازِي، أَصْلُهُ يَمَانِيٌّ سُبِيَ فِي وَقْعَةِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بِالْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ [6] . قَالَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ: كَانَ أَبِي أَبْيَضَ [7] . وَأَمَّا أَبُو مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ: كَانَ أَسْوَدَ [8] . وَذَكَرَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ هِلالٍ، فَسُرِقَ فَبِيعَ بِالْمَدِينَةِ، فَاشْتَرَاهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، فَسَمَّوْهُ نَجِيحًا، فَاشْتُرِيَ لأُمِّ مُوسَى الْهَادِي فَأَعْتَقَتْهُ، فَصَارَ مِيرَاثُهُ لِبَنِي هَاشِمٍ [9] . قَالَ: وَكَانَ يَنْتَسِبُ إِلَى حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكٍ [10] . قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ كَيِّسًا حَافِظًا [11] . وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ [12] .   [ () ] «ليس بشيء» . [1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 875، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 308 وتاريخ بغداد 13/ 430، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 336 رقم 1427 وفيه: «.. لا يضم الأسانيد» . [2] تاريخ بغداد 13/ 430. [3] تاريخ بغداد 13/ 427. [4] تاريخ بغداد 13/ 431. [5] تاريخ بغداد 13/ 428. [6] تاريخ بغداد 3 پ/ 427. [7] تاريخ بغداد 13/ 427. [8] تاريخ بغداد 13/ 427. [9] تاريخ بغداد 13/ 428. [10] تاريخ بغداد 13/ 428. [11] تاريخ بغداد 13/ 429. [12] الضعفاء الكبير 4/ 308، تاريخ بغداد 13/ 429. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 556 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ بَكَّارٍ يَقُولُ: تَغَيَّرَ أَبُو مَعْشَرٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ حَتَّى كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ وَلا يَشْعُرُ [1] . قُلْتُ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ [2] . وَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ: نَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ كَانَ رَجُلا أَلْكَنَ. وَكَانَ سِنْدِيًّا يَقُولُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَعْبٍ يَعْنِي ابْنَ كَعْبٍ. قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: رِوَايَتُهُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاتَ وَالْعُزَّى» ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى نِسَاءِ دَوْسٍ يَصْطَفِفْنَ بِأَلْيَاتِهِنَّ عَلَى صَنَمٍ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخُلَصَةِ [3] . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو مَعْشَرٍ صَدُوقٌ، ليس بالقويّ [4] . 472- أبو هلال [5] . - ع-   [1] تاريخ بغداد 13/ 429. [2] تاريخ بغداد 13/ 431. [3] ذكره ابن عديّ في الكامل في الضعفاء 7/ 2517. [4] الجرح والتعديل 8/ 495. وقال أبو حاتم: كنت أهاب حديث أبي معشر حتى رأيت أحمد بن حنبل يحدّث عن رجل عنه أحاديث فتوسّعت بعد في كتابة حديثه، وروى عبد الرزاق عن الثوري عن أبي معشر حديثا وحدّثنيه أبو نعيم عنه، قيل له: هو ثقة؟ قال: هو صالح ليّن الحديث، محلّه الصدق. [5] انظر عن (أبي هلال الراسبي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 278، والتاريخ لابن معين 2/ 519، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 732، والعلل لابن المديني 87، والتاريخ الكبير 1/ 105 رقم 297، والضعفاء الصغير 275 رقم 324، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، وأحوال الرجال 183 رقم 333، والضعفاء والمتروكين للنسائي 302 رقم 516، والمعرفة والتاريخ 1/ 154 و 155 و 480 و 486 و 542 و 2/ 36 و 99 و 167 و 174 و 280 و 3/ 390، والمعارف 512 و 572 و 588، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 74، 75 رقم 1630، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 112 و 271 و 293 و 309 و 337 و 341 و 345 و 2/ 380، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 154، وتاريخ الطبري 1/ 280 و 285 و 436 و 2/ 12 و 293 و 4/ 198 و 418 و 440 و 5/ 236، والجرح والتعديل 7/ 273 رقم 1484، والمجروحين لابن حبّان 1/ 359 و 2/ 283، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 2218- 2221، وتهذيب الكمال (المصوّر) الجزء: 10 ¦ الصفحة: 557 هو محمد بن سليم، الرّاسبيّ، البصريّ. نَزَلَ فِي بَنِي رَاسِبٍ، فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ، وَوَلاهُ أُسَامَةُ بْنُ لُؤَيٍّ. رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ. وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْحَوْضِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ [2] . وقال أبو حاتم [3] : محله الصدق. وقال النسائي [4] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [5] . قُلْتُ: عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ. وَتُوُفِّيَ سنة سبع وستّين ومائة [6] .   [ () ] 3/ 1204، والكاشف 3/ 43 رقم 4958، والمغني في الضعفاء 2/ 589 رقم 5595، وميزان الاعتدال 3/ 574، 575 رقم 7646، والوافي بالوفيات 3/ 121 رقم 1060، وتهذيب التهذيب 9/ 195، 196 رقم 301، وتقريب التهذيب 2/ 166 رقم 267. [1] تهذيب الكمال 3/ 1204. [2] الجرح والتعديل 7/ 273، وفيه: ليس به بأس. وقال أيضا: صويلح. [3] في الجرح والتعديل 7/ 274 وزاد: لم يكن بذلك المتين. [4] في الضعفاء والمتروكين 302 رقم 416. [5] وقال يزيد بن زريع: لا شيء، وقال أيضا: عدلت عن أبي هلال عمدا. وقال أحمد بن حنبل: قد احتمل حديثه إلّا أنه يخالف في حديث قتادة وهو مضطرب الحديث عن قتادة. وقال أبو زرعة: ليّن. وقال البخاري: كان يحيى بن سعيد لا يروي عن أبي هلال الراسبي، وكان ابن مهدي يروي عنه. ومثله قال عمرو بن علي المديني. وقال ابن حبّان: كان شيخا صدوقا إلا أنه كان يخطئ كثيرا من غير تعمّد حتى صار يرفع المراسيل ولا يعلم. وأكثر ما كان يحدّث من حفظه فوقع المناكير في حديثه من سوء حفظه. ثم قال فيه كلاما طويلا (المجروحون 2/ 283، 284) . [6] في المجروحين 2/ 283 مات في شهر ذي الحجة سنة سبع وستين ومائة في السنة التي مات فيها حمّاد بن سلمة، وشهدا ابن المبارك جنازته. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 558 473- أَبُو يَحْيَى، صَاحِبُ السَّقْطِ [1] . - ق- بَصْرِيٌّ مَعْرُوفٌ، اسْمُهُ رَجَاءُ بْنُ صَبِيحٍ [2] . رَوَى عَنْ: مُسافِع بن شَيْبة، والحسن، ومحمد بن سيرين. وعنه: يزيد بن زريع، وعارم، وموسى بن إسماعيل، وهُدْبَة بن خالد. قال أبو حاتم [3] : ليس بقويّ. وضعّفه ابن معين [4] . تمت الطبقة وللَّه الحمد   [1] انظر عن (أبي يحيى صاحب السقط) في: التاريخ الكبير 3/ 314 رقم 1068، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 118، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 60 رقم 498، والجرح والتعديل 3/ 502 رقم 2273، والثقات لابن حبّان 6/ 306، وتهذيب الكمال 9/ 165، 166 رقم 1895، والمغني في الضعفاء 1/ 231 رقم 2113، وميزان الاعتدال 2/ 46 رقم 2763. [2] وهو الحرشيّ، بالحاء المهملة، وقد تحرّف في الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 60) إلى «الجرشي» بالجيم. [3] في الجرح والتعديل 3/ 503. [4] الجرح والتعديل. وقال العقيلي في الضعفاء الكبير: لا يتابع عليه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 559 بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» «للحافظ الذهبي» المتضمن لحوادث ووفيات 161- 170 هـ. وتخريج أحاديثه، والإحالة إلى مصادره، وضبطه والتعليق عليه، على يد خادم العلم وطالبه الفقير إليه تعالى الحاج «أبو غازي، الدكتور عمر عبد السلام تدمري، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، الطرابلسيّ مولدا وموطنا، وكان الفراغ منه عند منتصف الليل من يوم الثلاثاء، الواقع في الثامن من شهر ربيع الآخر، 1490 هـ. الموافق للسابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 1989 م. وذلك بمنزله في ساحة النجمة بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله، وله الحمد والمنّة) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 560 [المجلد الحادي عشر (سنة 171- 180) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الطَّبَقَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمَدِينِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، بِخُلْفٍ، وَخَدِيجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فِيهَا أَوْ بَعْدَهَا، وَأَبُو الْمُنْذِرِ سَلامٌ الْقَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، وَعَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّمَّاحُ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الْبَصْرِيُّ، بِخُلْفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَأَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَبْدُ رَبِّهِ، فِيهَا أَوْ فِي الآتِيَةِ، [عَزْلُ الْفَضْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَوَفَاتُهُ] وَفِيهَا قَدِمَ الأَمِيرُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطُّوسِيُّ مَعْزُولا عَنْ نِيَابَةِ خُرَاسَانَ، فَصَيَّرَهُ الرَّشِيدُ عَلَى خَتْمِ الْخِلافَةِ، وَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ، فَدَفَعَ الْخَاتَمَ إِلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بن برمك مع الوزارة [1] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 235، الكامل في التاريخ 6/ 114، البداية والنهاية 10/ 162. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 5 [ضَرْبُ عُنقِ أَمِيرِ الْجَزِيرَةِ] وَفِيهَا أَمَرَ الرَّشِيدُ أَبَا حَنِيفَةَ بْنَ قَيْسٍ فَضَرَبَ عُنقَ أَمِيرِ الْجَزِيرَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ مُحَمَّدِ بْنِ فَرُّوخٍ [1] . [إِخْرَاجُ الرَّشِيدِ الْعَلَوِيِّينَ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ] وَفِيهَا أَخْرَجَ هَارُونُ الرَّشِيدُ مَنْ كَانَ بِبَغْدَادَ مِنَ الْعَلَوِيِّينَ إِلَى الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، سِوَى الْعَبَّاسِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ابن الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [2] . وَكَانَ أَبُوهُ حَسَنٌ فِي مَنْ أُخْرِجَ [3] . [سَفَرُ الْخَيْزُرَانِ لِلْحَجِّ] وَفِي رَمَضانَ سَافَرَتِ السَّيِّدَةُ الْخَيْزُرَانُ لِلْحَجِّ، وَكَانَ أَمِيرُ الْمَوْسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ [4] . وَأَقَامَتِ الخيزران بمكّة نحو الشهر [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 235، الكامل في التاريخ 6/ 114، نهاية الأرب 22/ 126، البداية والنهاية 10/ 162. [2] في تاريخ الطبري 8/ 235: «العباس بْن الْحُسَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بن أبي طالب» ، بإسقاط «بن العباس» ، والموجود هنا يتّفق مع نسخة من «الكامل في التاريخ» لابن الأثير. انظر ج 6/ 114، 115 (المتن والحاشية) . [3] تاريخ الطبري 8/ 235. [4] تاريخ خليفة 448، المعرفة التاريخ 1/ 162، تاريخ اليعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 235، مروج الذهب 4/ 403 وفيه أن الّذي حجّ بالناس هو «يعقوب بن المنصور» ، وهو ساقط من الأصل، وقد أثبته محقّق الكتاب الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد- رحمه الله- ووضع عبارته بين حاصرتين دلالة على أنها إضافة منه، فأخطأ في ذلك، تاريخ حلب للعظيميّ 231، الكامل في التاريخ 6/ 115، البداية والنهاية 10/ 162، نهاية الأرب 22/ 127. [5] المعرفة والتاريخ 1/ 162، تاريخ الطبري 8/ 235، البداية والنهاية 10/ 162. وفي «العيون والحدائق» لمؤرخ مجهول 3/ 291، أنّ الخيزران حجّت سنة 172 هـ. وفيه خبر مفصّل، قال:. «وفي سنة 172 خرجت الخيزران حاجة، فقسّمت بالمدينة أموالا وأجازت. بجوائز عظيمة خصّت بها نفرا من قريش والأنصار ووجوه أهلها، وزوّجت أيتاما، وقسّمت في النساء آنية من ذهب وفضّة مملوءة من أنواع الطّيب، وكست كسوة كثيرة، ووضعت لكلّ قبيلة مالا يعطون. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 6 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فَمَاتَ فِيهَا: الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ أَخُو أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ بِالْكُوفَةِ، وَرَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ الْبَصْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، بِخُلْفٍ، وَصَاحِبُ الأَنْدَلُسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلِ الأُمَوِيُّ، وَابْنُ عَمِّ الْمَنْصُورِ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنُ عَمِّهِ الآخَرُ الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، بِخُلْفٍ. وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُغِيرَةَ الْمِصْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سلمة بن كهيل، بخلف. [إمارة عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَهْدِيِّ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ] وَفِيهَا عَزَلَ الرَّشِيدُ عَنْ أَرْمِينِيَّةَ يَزِيدَ بْنَ مَزْيَدٍ الشَّيْبانِيَّ، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْمَهْدِيِّ [1] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 236. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 7 [الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ] وَحَجَّ بِالنَّاسِ يَعْقُوبُ بْنُ المنصور [1] .   [1] تاريخ خليفة 448، تاريخ اليعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 236، مروج الذهب 4/ 403 وفيه أن الّذي حجّ هذا العام هو «عبد الصمد بن علي» ، وهو خطأ، ومن الواضح أن الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد- رحمه الله- قلب اسمي أمير الحجّ في هذه السنة والتي قبلها، فجعل هذا محلّ ذاك، والسبب أنه أضاف سطرا على أصل المولّف بين حاصرتين، فعبارة المسعودي: «ثم كانت سنة إحدى وسبعين ومائة، حجّ بالناس عبد الصمد بن علي، ثم كانت سنة ثلاث وسبعين ومائة ... » . وقد اعتقد الشيخ محمد محيي الذين عبد الحميد أن المسعودي سها عن ذكر الحاج سنة 172، فقام بإضافة سطر على أصل المؤلّف على هذا النحو: ثم كانت سنة إحدى وسبعين ومائة فحجّ بالناس [يعقوب بن المنصور، ثم كانت سنة اثنتين وسبعين ومائة فحجّ بالناس] عبد الصمد بن عليّ.. وواضح أن عبارة المؤلّف- المسعودي- كانت سليمة، فقطعها الشيخ محمد محيي الدين بإضافته فأخطأ دون أن يدعم إضافته بمصدر أو توثيق. ولهذا نرى إسقاط الإضافة بين الحاصرتين لتستقيم عبارة «المسعودي» ، وأن توضع الإضافة على الأصل بعد اسم عبد الصمد بن عليّ، لتصبح العبارة على هذا النحو: «ثم كانت سنة إحدى وسبعين ومائة وحجّ بالناس عبد الصمد بن عليّ، [ثم كانت سنة اثنتين وسبعين ومائة حجّ يعقوب بن المنصور] » . وانظر أيضا: الكامل في التاريخ 6/ 118، وتاريخ حلب للعظيميّ 231، ونهاية الأرب 22/ 127، والبداية والنهاية 10/ 162، والمعرفة والتاريخ 1/ 162 وفيه: حج بالناس سليمان بن أبي جعفر، وقد قيل: بل يعقوب بن أبي جعفر. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 8 سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ مَاتَ فِيهَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا الْخُلْقَانِيُّ، وَجُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ الضُّبَعِيُّ، وَأُمُّ الرَّشِيدِ الْخَيْزُرَانُ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ، وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، وَالسَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ الشَّاعِرُ، وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَطُلَيْبُ بْنُ كَامِلٍ اللَّخْمِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي مول بَنِي هَاشِمٍ، وَالأَمِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، وَقَاضِي مَرْوٍ نُوحٌ الْجَامِعُ. [الْحَجُّ هَذَا الموسم] وفيها حجّ بالنّاس هارون الرشيد [1] .   [1] تاريخ خليفة 449، والمعرفة والتاريخ 1/ 163، وتاريخ اليعقوبي 2/ 430، وتاريخ الطبري 8/ 238، ومروج الذهب 4/ 403، والعيون والحدائق 3/ 291، 292، وتاريخ حلب للعظيميّ 232، والكامل في التاريخ 6/ 120، ونهارية الأرب 22/ 127، والمختصر في أخبار البشر 2/ 13، والبداية والنهاية 10/ 165، وشفاء الغرام للقاضي المالكي (بتحقيقنا) 2/ 342. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 9 [إِمَارَةُ الْعَبَّاسِ بْنُ جَعْفَرٍ عَلَى خُرَاسَانَ] وَعُزِلَ عَنْ إِمْرَةِ خُرَاسَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَشْعَثَ، وَأُمِّرَ وَلَدُ الْمَعْزُولِ الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ [1] . ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فَمَاتَ: بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ الْمِصْرِيُّ، وَالأَمِيرُ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ. وَقَاضِي مِصْرَ وَعَالِمُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ. وَنُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَيَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، بِخُلْفٍ. [الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ] وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ أَيْضًا أَمِيرُ المؤمنين.   [1] تاريخ خليفة 449، الأخبار الطوال للدينوري 387، المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 164، تاريخ اليعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 239، مروج الذهب 4/ 403، تاريخ حلب للعظيميّ 232، الكامل في التاريخ 6/ 121، نهاية الأرب 22/ 127، البداية والنهاية 10/ 165، شفاء الغرام 2/ 342. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 10 وَدَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فَمَاتَ فِيهَا: حَرَمُ بْنُ أَبِي حَرَمٍ الْقُطَعِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ فُضَيْلٍ الْوَاسِطِيُّ، وَالْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، فِيمَا قِيلَ، وَقَدْ مَرَّ، وَخَشَّافٌ الْكُوفِيُّ فَقِيهُ مِصْرَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ الْكُوفِيُّ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ فقه مِصْرَ، وَالْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، فِي قَوْلٍ. [عَقْدُ الْبَيْعَةِ لِمُحَمَّدٍ الأَمِينِ] وَفِيهَا كَانَ عَقْدُ الْبَيْعَةِ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ مُحَمَّدٍ، وَلُقِّبَ بِالأَمِينِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ خَمْسُ سِنِينَ. فَكَانَ هَذَا أَوَّلُ وَهْنٍ جَرَى فِي دَوْلَةِ الإِسْلامِ مِنْ حَيْثُ الإِمَامَةِ. حَرَصَتْ أُمُّهُ زُبَيْدَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الْمَنْصُورِ حَتَّى تَمَّ ذَلِكَ. وَأَرْضَوُا العسكر بأموال عظيمة، فسكتوا [1] .   [1] تاريخ اليعقوبي 2/ 408، والأخبار الطوال للدينوري 387، وتاريخ الطبري 8/ 240، والعيون والحدائق 3/ 292، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 76 وفيه بايع له في سنة ست وسبعين ومائة، وتاريخ العظيمي 232، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 119، والبدء والتاريخ لابن طاهر المقدسي 6/ 106، والكامل في التاريخ 6/ 122، ونهاية الأرب 22/ 127، والبداية والنهاية 10/ 165، وتاريخ ابن خلدون 3/ 218. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 11 [ظُهُورُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِيُّ بِالدَّيْلَمِ] وَفِيهَا صَارَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الْعَلَوِيُّ إِلَى بِلادِ الدَّيْلَمِ، ثُمَّ تَحَرَّكَ هُنَاكَ، وَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ وَطَلَبَ الْخِلافَةَ. وَأَسْرَعَ إِلَيْهِ الشِّيعَةُ مِنَ الأَمْصَارِ، فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ الرَّشِيدُ وَأُبْلِسَ، وَاشْتُغِلَ عَنِ الشُّرْبِ وَاللَّهْوِ، وَنَدَبَ لِحَرْبِهِ الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ فِي خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ الْخُرَاسَانِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِمُ الذَّهَبَ الْعَظِيمَ، فَانْحَلَّتْ عَزَائِمُ يَحْيَى الْمَذْكُورِ، وَطَلَبَ الصُّلْحَ وَالأَمَانَ، فَسُرَّ بذَلِكَ الرَّشِيدُ وَكَتَبَ لَهُ أَمَانًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْكِبَارَ، وَنَفَّذَهُ مَعَ تُحَفٍ وَهَدَايَا وَمَالٍ جَلِيلٍ، فَفَرِحَ يَحْيَى وَاطْمَأَنَّ، وَوَفَدَ عَلَى الرَّشِيدِ، فَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ وَعَطَايَاهُ [1] . ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدُ سَجَنَهُ، فَاعْتَلَّ، فَقِيلَ سُقِيَ السُّمَّ، وَلَمْ يَصِحُّ. وَيُقَالُ: حَبَسَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى وَيُطْلِقُهُ [2] . وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي وَصَلَ إِلَى يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الرَّشِيدِ أَرْبَعُمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ [3] . [خَبَرُ الْيَمِينِ الَّذِي أَقْسَمَهُ الزُّبَيْرِيُّ وَالْعَلَوِيُّ] وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ افْتَرَى عَلَيْهِ لِبُغْضِهِ لِلطَّالِبِيَّةِ، وَزَعَمَ أنَّهُ طَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهُ، فَبَاهَلَهُ يَحْيَى بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ وَقَامَ، فَمَاتَ الزُّبَيْرِيُّ لِيَوْمِهِ. وَكَانَ يَحْيَى قَدْ طَلَبَ مُبَاهَلَتَهُ وَشَبَّكَ يَدَهُ فِي يَدِهِ وَقَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ لَمْ يَدْعُنِي إِلَى الْخِلافِ وَالْخُرُوجِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا، فَكِلْنِي إِلَى حَوْلِي وَقُوَّتِي وَاسْخَتْنِي بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكَ، آمِينَ رب العالمين.   [1] تاريخ الطبري 8/ 241 و 242- 244 (حوادث 175 و 176 هـ.) ، والعيون والحدائق 3/ 292، 293 (حوادث سنة 176 هـ.) ، والكامل في التاريخ 6/ 122 و 125 (حوادث 175 و 176 هـ.) ، نهاية الأرب 22/ 127، 128، والمختصر في أخبار البشر 2/ 13، والبداية والنهاية 10/ 167، وتاريخ ابن خلدون 3/ 218، ومآثر الإنافة 1/ 194، 195. [2] تاريخ الطبري 8/ 251، وانظر عن مقتله في: تاريخ اليعقوبي 2/ 408. [3] تاريخ الطبري 8/ 251، البداية والنهاية 10/ 168. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 12 قَالَ: فَتَلَجْلَجَ الزُّبَيْرِيُّ وَقَالَهَا. وَلَمَّا قَالَ يَحْيَى مِثْلَهُ مَا تَلَجْلَجَ [1] . [هَيَاجُ الْعَصَبِيَّةِ بِالشَّامِ] وَفِيهَا هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بِالشَّامِ بَيْنَ الْقَيْسِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ. وَكَانَ كَبِيرُ النَّزَارِيَّةِ يَوْمَئِذٍ الأَمِيرُ أَبُو الْهَيْذَامِ الْمُرِّيُّ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ عَدَدٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ عَلَى إِمْرَةِ الشَّامِ مُوسَى ابْنُ وَلِيِّ الْعَهْدِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، فَاسْتَعْمَلَ الرَّشِيدُ عَلَى الشَّامِ مُوسَى بْنَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيَّ، فَقَدِمَ وَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ [2] . [إِمَارَةُ الْغِطْرِيفِ بْنِ عَطَاءٍ عَلَى خُرَاسَانَ] وَفِيهَا عَزَلَ الرَّشِيدُ عَنْ خُرَاسَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا خَالَهُ الْغِطْرِيفَ بْنَ عَطَاءٍ [3] . [إِمَارَةُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ عَلَى مِصْرَ] وَأَمَّرَ عَلَى دِيَارِ مِصْرَ جَعْفَرَ بن يحيى البرمكيّ [4] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 246، العيون والحدائق 3/ 294، البداية والنهاية 10/ 168. [2] تاريخ اليعقوبي 2/ 410، تاريخ الطبري 8/ 251 (حوادث 176 هـ.) ، الكامل في التاريخ 6/ 127، أخبار الزمان لابن العبري 14، نهاية الأرب 22/ 128، والمختصر في أخبار البشر 2/ 13، البداية والنهاية 10/ 168، وكلها في حوادث سنة 176 هـ. النجوم الزاهرة 2/ 81، تاريخ ابن خلدون 3/ 219، 220. [3] الأخبار الطوال 387، تاريخ الطبري 8/ 241، الكامل في التاريخ 6/ 122، النجوم الزاهرة 2/ 81، تاريخ ابن خلدون 3/ 218 و 221. [4] تاريخ الطبري 8/ 252، الكامل في التاريخ 6/ 126، البداية والنهاية 10/ 169. وفي «النجوم الزاهرة» ناقش «ابن تغري بردي» هذا الموضوع فقال (2/ 78- 80) . «قال أبو المظفّر بن قزأوغلي في تاريخه «مرآة الزمان» : وبلغ الرشيد أن موسى بن عيسى يريد الخروج عليه، فقال: والله لا عزلته إلّا بأخسّ من على بابي، فقال لجعفر بن يحيى: ولّ مصر أحقر من على بابي وأخسّهم، فنظر فإذا عمر بن مهران كاتب الخيزران وكان مشوّه الخلقة ويلبس الجزء: 11 ¦ الصفحة: 13   [ () ] ثيابا خشنة ويركب بغلا ويردف غلامه خلفه، فخرج إليه جعفر وقال: أتتولّى مصر؟ فقال: نعم، فسار إليها (فدخلها) وخلفه غلام على بغل للثّقل، فقصد دار موسى بن عيسى فجلس في أخريات الناس، فلما انفضّ المجلس قال موسي: ألك حاجة؟ فرمى إليه بالكتاب، فلما قرأه قال: لعن الله فرعون حيث قال: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ 43: 51؟ الآية، ثمّ سلّم إليه ملك مصر فمهّدها عمر المذكور ورجع إلى بغداد وهو على حاله. انتهى كلام أبي المظفّر. قلت: لم يذكر عمر بن مهران أحد من المؤرّخين في أمراء مصر، والجمهور على أن موسى بن عيسى عزل بإبراهيم بن صالح العباسي، ولعلّ الرشيد لم يرسل عمر هذا إلّا لنكاية موسى، ثم أقرّ الرشيد إبراهيم، بعد خروج المذكور من بغداد، فكانت ولاية عمر على مصر شبه الاستخلاف من إبراهيم بن صالح ولهذا أبطأ إبراهيم بن صالح على الحضور إلى الديار المصرية بعد ولايته مصر عن موسى المذكور، أو كانت ولاية عمر بن مهران على خراج مصر وإبراهيم على الصلاة، وهذا أوجه من الأول. وقال الذهبي: ولّى الرشيد مصر لجعفر بن يحيى البرمكي بعد عزل موسى، فعلى هذا يكون عمر نائبا عن جعفر، ولم يصل جعفر إلى مصر في هذه السنة، ولهذا لم يثبت ولايته أحد من المؤرخين. انتهى» . وانظر: ولاة مصر للكندي 159 بالحاشية رقم (2) ، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 308، والبداية والنهاية 10/ 169، وحسن المحاضرة للسيوطي 2/ 11، وتاريخ ابن خلدون 3/ 218. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 14 سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيُّ، وَالْقَاضِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، بِخُلْفٍ، وَصَالِحُ بْنُ الْخَلِيفَةِ الْمَنْصُورِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. [الْحَرْبُ بَيْنَ الْيَمَانِيَّةِ وَالْقَيْسِيَّةِ فِي الشَّامِ] وَفِيهَا هَاجَ الْحَرْبُ بِالشَّامِ بَيْنَ الْيَمَانِيَّةِ وَالْقَيْسِيَّةِ، وَاشْتَدَّ الْخَطْبُ، وَنَشَأَتْ بَيْنَهُمْ أَحْقَادٌ وَإِحَنٌ إِلَى وَقْتِنَا، وَبَقِيَ لِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ دِمَاءٌ يَهِيجُونَ لَهَا كُلَّ حِينٍ [1] . [فَتْحُ مَدِينَةِ دِبْسَةَ] وَفِيهَا فُتِحَتْ مَدِينَةُ دِبْسَةُ [2] ، وَلَهَا قِصَّةٌ يَطُولُ شَرْحُهَا. افْتَتَحَهَا الأَمِيرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ، وَمَعَهُ مَخْلَدُ بن يزيد بن   [1] تاريخ الطبري 8/ 251، 252، الكامل في التاريخ 6/ 127- 133 وفيه تفصيلات ليست عند الطبري: نهاية الأرب 22/ 128، 129، أخبار الزمان لابن العبري 14، البداية والنهاية 10/ 168، 169. [2] هكذا في الأصل وتاريخ خليفة 49، أما في «أخبار الزمان» لابن العبري «ربسة» بالراء المهملة. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 15 عمر بن هبيرة الفزاريّ [1] .   [1] قال ابن العبري: «وغنم عبد الملك غنيمة وافرة من بلاد الروم. ودوّخ ابنه عبد الرحمن قلعة ربسه في فبدوقية ومات فيها أربعمائة رجل عطشا ثم سلّموها» . (ص 14) . ولم يذكرها الطبري، ولا ابن الأثير، ولا البلاذري، ولا ياقوت في معجمه. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 16 [سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ] فِيهَا مَاتَ: شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الْمَدِينِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ الزَّاهِدُ، فِيمَا قِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَمُوسَى بْنُ أَعْيَنَ الْحَرَّانِيُّ، وَهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ الْهَرَوِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، مُعْتِقُ أَبِي عَوَانَةَ. [وِلايَةُ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَلَى مِصْرَ] وَفِيهَا عَزَلَ الرَّشِيدُ جَعْفَرَ الْبَرْمَكِيَّ عَنْ مِصْرَ بِإِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ [1] . [وِلايَةُ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى عَلَى خُرَاسَانَ] وَعَزَلَ حَمْزَةَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ خُرَاسَانَ، وَوَلاهَا الْفَضْلَ بْنَ يَحْيَى البرمكيّ، مع سجستان والرّيّ [2] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 225، الكامل في التاريخ 6/ 140 وانظر: ولاة مصر للكندي 160، خطط المقريزي 1/ 309، البداية والنهاية 10/ 171، النجوم الزاهرة 2/ 87، حسن المحاضرة 2/ 11. [2] تاريخ الطبري 8/ 225، الكامل في التاريخ 6/ 140، نهاية الأرب 22/ 129، البداية والنهاية 10/ 171، والعيون والحدائق 3/ 296 وفيه أن ولايته كانت سنة 178 هـ. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 17 [الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ] وَفِيهَا حَجَّ الرَّشِيدُ بِالنَّاسِ [1] .   [1] تاريخ خليفة 450، المعرفة والتاريخ 1/ 168، تاريخ اليعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 255، مروج الذهب 4/ 403، تاريخ العظيمي 233، الكامل في التاريخ 6/ 140، نهاية الأرب 22/ 129، البداية والنهاية 10/ 171، شفاء الغرام 2/ 342، النجوم الزاهرة 2/ 86. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 18 [سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ] فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ، وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ وَالصَّحِيحُ قَبْلَ هَذَا بِعَشْرِ سِنِينَ، وَعُلَيْلَةُ [1] بْنُ بَدْرٍ الْبَصْرِيُّ، وَعَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكُوفِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَبُو عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بِالْمِصِّيصَةِ، وَمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ، يُقَالُ فِيهَا. [فِتْنَةُ الْحَوْفِيَّةِ بِمِصْرَ] وَفِيهَا هَاجَتِ الْحَوْفِيَّةُ بِدِيَارِ مِصْرَ مِنْ قَيْسٍ وَقُضَاعَةَ، فَوَثَبُوا بِنَائِبِ الرَّشِيدِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ فَقَاتَلُوهُ، فَوَجَّهَ الرَّشِيدُ جَيْشًا مَعَ هَرْثَمَةَ بن أعين فخمدت الفتنة [2] .   [1] اسمه: الربيع، وعليلة لقب له. [2] تاريخ الطبري 8/ 265، ولاة مصر 161، الكامل في التاريخ 6/ 141، نهاية الأرب 22/ 129، 130، البداية والنهاية 10/ 171، خطط المقريزي 1/ 309، النجوم الزاهرة 2/ 87، 88 و 92 حسن المحاضرة 2/ 11. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 19 [وِلايَةِ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَلَى مِصْرَ] ثُمَّ وَلَّى مِصْرَ هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ، ثُمَّ عُزِلَ بَعْدَ شَهْرٍ بِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ الْهَاشِمِيِّ [1] . [فِتْنَةُ أَهْلِ الْمَغْرِبِ] وَفِيهَا وَثَبَتْ أَهْلُ الْمَغْرِبِ فَقَتَلُوا مُتَولِّيَ إِفْرِيقِيَا الْفَضْلَ بْنَ رَوْحِ بْنِ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبيَّ، وَطَرَدُوا مَنْ عِنْدَهُمْ مِنْ آلِ الْمُهَلَّبِ، فَبَادَرَ إِلَيْهَا هَرْثَمَةُ بْنُ أَعْيَنَ، وَكَانَ شُجَاعًا مَهِيبًا، فَذَلُّوا وَأَذْعَنُوا بِالطَّاعَةِ [2] . [تَفْوِيضُ أُمُورِ الْمَمَالِكِ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ] وَفِيهَا فَوَّضَ الرَّشِيدُ جَمِيعَ أُمُورِ مَمَالِكِهِ إِلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيِّ [3] . [خُرُوجُ الْوَلِيدِ بْنِ طَرِيفٍ الشَّارِي] وَفِيهَا خَرَجَ بِالْجَزِيرَةِ الْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفٍ الشَّارِي [4] مُحَكِّمًا، يَعْنِي قَالَ: لا حُكْمَ إِلا للَّه. وَفَتَكَ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ خَازِمِ بْنِ خُزَيْمةَ بِنَصِيبِينَ، وَسَارَ إِلَى أَرْمِينِيَّةَ، [إِلَى أَنْ جَاءَ الْخَبَرُ] [5] بِمَوْتِهِ [6] .   [1] ولاة مصر 161، تاريخ الطبري 8/ 256، الكامل في التاريخ 6/ 141، نهاية الأرب 22/ 130، البداية والنهاية 10/ 171، خطط المقريزي 1/ 309، النجوم الزاهرة 2/ 88 و 92، حسن المحاضرة 2/ 11. [2] تاريخ الطبري 8/ 256، البداية والنهاية 10/ 171، البيان المغرب 1/ 86- 88. [3] تاريخ الطبري 8/ 256، خلاصة الذهب المسبوك 122، نهاية الأرب 22/ 131. [4] الشاري: هو واحد الشراة، وهم الخوارج، وإنما سمّوا بذلك لقولهم: إنّا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة حين فارقنا الأئمة الجائرة. (وفيات الأعيان 6/ 34، ومرآة الجنان 1/ 372) . [5] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل، وفي أصل النسخة بياض. [6] تاريخ خليفة 450، تاريخ اليعقوبي 2/ 410، تاريخ الطبري 8/ 256، العيون والحدائق 3/ 296، 297، البدء والتاريخ 6/ 101، 102، الكامل في التاريخ 6/ 141- 143، نهاية الجزء: 11 ¦ الصفحة: 20 [مَسِيرُ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى إِلَى خُرَاسَانَ] وَفِيهَا سَارَ الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ إِلَى خُرَاسَانَ فَعَدَلَ فِي النَّاسِ، وَأَحْسَنَ السِّيرَةَ، وَتَهَيَّأَ لِلْجِهَادِ فَغَزَا مَا وَرَاءَ النَّهْرِ. وَاسْتَخْدَمَ جَيْشًا عَظِيمًا [1] . وَفِيهِ يَقُولُ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْجُودَ مِنْ لَدُنِ آدَمَ ... تَحَدَّرَ حَتَّى صَارَ فِي رَاحَةِ الْفَضْلِ إِذَا مَا بَنُو الْعَبَّاسِ تَرَامَتْ سَمَاؤُهُمْ [2] ... فَيَا لَكَ مِنْ هَطْلٍ وَيَا لَكَ مِنْ وَبْلِ [3] وَلِمَرْوَانَ فِيهِ عِدَّةُ قَصَائِدَ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ. فَنَالَ مِنَ الْفَضْلِ سَبْعَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ [4] . وَقِيلَ إِنَّ الأَمِيرَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ جِبْرِيلَ سَارَ مَعَ الْفَضْلِ إِلَى خُرَاسَانَ، فَعَقَدَ لَهُ عَلَى سِجِسْتَانَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى كَابُلَ فَغَزَا وَفَتَحَ وَغَنِمَ، فَوَصَلَ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ سَبْعَةُ آلافِ أَلْفٍ. فَلَمَّا رَجَعَ الْفَضْلُ مِنْ خُرَاسَانَ بَعْدَ أَنْ مَهَّدَهَا تَلَقَّاهُ الرَّشِيدُ وَالدَّوْلَةُ، فَكَانَ رُبَّمَا وَصَلَ الرَّجُلَ بِأَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَبِخَمْسِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ [5] ، فَإِنَّهُ كَانَ سخيّا.   [ () ] الأرب 22/ 130، 131، البداية والنهاية 10/ 171، 172. [1] قيل إنّ عدّة الجيش بلغت خمسمائة ألف رجل. (تاريخ الطبري 8/ 257) ، وانظر: الكامل في التاريخ 6/ 145. [2] في تاريخ الطبري: إذا ما أبو العباس راحت سماؤه [3] البيتان مع بيتين آخرين في: تاريخ الطبري 8/ 258. [4] تاريخ الطبري 8/ 258. [5] تاريخ الطبري 8/ 258، 259. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 21 سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الإِمَامُ، وَفَقِيهُ دِمَشْقَ هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفٍ الْخَارِجِيُّ، وَأَبُو الأَحْوَصُ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ. [إِمَارَةُ مَنْصُورِ الْحِمْيَرِيِّ عَلَى خراسان] وفيها ولي إمرة خُرَاسَانَ مَنْصُورُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورِ الْحِمْيَرِيُّ [1] . [خُرُوجُ الْوَلِيدِ بْنِ طَرِيفٍ مِنْ جَدِيدٍ] وَفِيهَا رَجَعَ الْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفٍ الشَّارِي بِجُمُوعِهِ مِنْ نَاحِيَةِ أَرْمِينِيَّةَ إِلَى الْجَزِيرَةِ، وَقَدِ اشْتَدَّتْ بَلِيَّتُهُ وَكَثُرَ جَيْشُهُ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدَ الشَّيْبَانِيُّ، فَرَاوَغَهُ يَزِيدُ ثُمَّ الْتَقَاهُ عَلَى غِرَّةٍ بقرب هيت فقتله ومزّق جمعه [2] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 261، الكامل في التاريخ 6/ 149، البداية والنهاية 10/ 173، النجوم الزاهرة 2/ 95، ونهاية الأرب 22/ 131 في حوادث سنة 180 هـ. [2] تاريخ خليفة 451- 453، تاريخ اليعقوبي 2/ 410، تاريخ الطبري 8/ 3261، العيون والحدائق 3/ 296، 297، البدء والتاريخ 6/ 101، 102، الكامل في التاريخ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 22 وَفِي ذَلِكَ تَقُولُ الْفَارِعَةُ [1] أُخْتُ الْوَلِيدِ: أَيَا شَجَرَ الْخَابُورِ مَالَكَ مُورِقًا ... كَأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ فَتًى لا يُحِبُّ [2] الزَّادَ إِلا مِنَ التُّقَى ... وَلا الْمَالَ إِلا مِنْ قنى وسيوف حليف النّدى [3] ما عاش يرض به النّدى [3] ... فإنّ مات لم يرضى النَّدَى [3] بِحَلِيَفِ أَلا يَا لِقَوْمِي لِلْحِمَامِ وَلِلْبِلَى ... وَلِلأَرْضِ هَمَّتْ بَعْدَهُ بِرُجُوفِ أَلا يَا لِقَوْمِي لِلنَّوَائِبِ وَالرَّدَى ... وَدَهْرٍ مُلِحٍّ بِالْكَلامِ عَنِيفِ فَإِنْ يَكُ أَرْدَاهُ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ ... فَرُبَّ زُحُوفٍ لفّها بزحوف [4] عَلَيْكَ سَلامُ اللَّهِ وَقْفًا فَإِنَّنِي ... أَرَى الْمَوْتَ وَقَّاعًا بِكُلِّ شَرِيفِ [5] . [عُمْرَةُ الرَّشِيدِ وَحَجُّهُ] وَفِيهَا اعْتَمَرَ الرَّشِيدُ فِي رَمَضَانَ، وَدَامَ عَلَى إِحْرَامِهِ إِلَى أَنْ حَجَّ، وَمَشَى مِنْ بُيُوتِهِ إِلَى عرفات [6] .   [ () ] 6/ 141- 143، نهاية الأرب 22/ 130، 131، البداية والنهاية 10/ 173، مرآة الجنان 1/ 370- 373، النجوم الزاهرة 2/ 95، 96. [1] قيل: الفارعة، وقيل: فاطمة، وقيل ليلى بنت طريف، أخت الوليد بن طريف. (انظر: حماسة البحتري 435) . [2] في: تاريخ خليفة: «فتى لا يريد» ، وفي: البدء والتاريخ: «فتى لا يعدّ» . [3] في الأصل «الندا» . [4] ورد عجز هذا البيت في (الكامل في التاريخ 6/ 143) على هذا النحو: فيا ربّ خيل فضّها وصفوف وفي: (مرآة الجنان 1/ 371) : فربّ رجوف لفّها برجوف [5] الأبيات مع غيرها في: وفيات الأعيان 6/ 32، وحماسة ابن الشجري 89، والكامل في التاريخ 6/ 142، 143، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي 3/ 1044، والأغاني 11/ 8 (طبعة دي ساسي) ، ومرآة الجنان 1/ 370، 371، وورد البيتان الأوّلان في: تاريخ خليفة 453 مع أبيات أخرى ليست هنا، وكذلك في: البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 102، والبيتان فقط في تاريخ الطبري 8/ 261، وفي: النجوم الزاهرة 2/ 95، 96 خمسة أبيات، والبيتان الأولان فقط في: البداية والنهاية 10/ 73 المعرفة والتاريخ 1/ 170، والعيون والحدائق 3/ 297، ونهاية الأرب 22/ 131. [6] تاريخ خليفة 451 المعرفة والتاريخ 1/ 170، وتاريخ اليعقوبي 2/ 430، وتاريخ الطبري الجزء: 11 ¦ الصفحة: 23 [إِمْرَةُ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَلَى الْمَغْرِبِ] وَفِي رَبِيعِ الأَوَّلِ قَدِمَ هَرْثَمَةُ بْنُ أَعْيَنَ أَمِيرًا عَلَى الْقَيْرَوانِ وَالْمَغْرِبِ فَأَمَّنَ النَّاسَ وَسَكَنُوا، وَأَحْسَنَ سِيَاسَتَهُمْ. وَكَانَتْ لَهُ هَيْبَةٌ عَظِيمَةٌ. فَبَنَى الْقَصْرَ الْكَبِيرَ الْمُلَقَّبَ بِالْمَنِسْتِيرِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَبَنَى سُورَ طَرَابُلْسَ الْمَغْرِبِ. ثُمَّ إِنَّهُ رَأَى كَثْرَةَ الأَهْوَاءِ وَالاخْتِلافِ بِالْمَغْرِبِ فَطَلَبَ مِنَ الرَّشِيدِ أن يعفيه. وألحّ في ذلك [1] .   [ () ] 8/ 261، ومروج الذهب 4/ 403، والعيون والحدائق 3/ 297، وتاريخ العظيمي 233، والكامل في التاريخ 6/ 147، ونهاية الأرب 22/ 131، البداية والنهاية 10/ 173، وشفاء الغرام 2/ 342، والنجوم الزاهرة 2/ 96. [1] تاريخ اليعقوبي 2/ 411، البيان المغرب 1/ 89. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 24 سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ السُّلَمِيُّ الْوَاعِظُ، وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُقْرِئُ، وَرَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ، بِخُلْفٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ التَّنُّورِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ الْمَكِّيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ، وَصَاحِبُ الأَنْدَلُسِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأُمَوِيُّ، وَأَبُو الْمُحَيَّاهِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّمِيمِيُّ، وَيُقَالُ: فِيهَا مَاتَ سِيبَوَيْهِ شَيْخُ النَّحْوِ. [هَيَاجُ الْعَصَبِيَّةِ بِالشَّامِ] وَفِيهَا هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ قَيْسٍ وَيَمَنَ بِالشَّامِ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ، وَعَظُمَ الْخَطْبُ [1] .   [1] تفصيل الخبر في: تاريخ الطبري 8/ 262، وباختصار في: الكامل في التاريخ 6/ 151، 152، والبداية والنهاية 10/ 175. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 25 [اسْتِيطَانُ الرَّشِيدِ الرَّقَّةَ] وَفِيهَا سَارَ الرَّشِيدُ إِلَى الْمَوْصِلِ، ثُمَّ إِلَى الرَّقَّةِ مُدَّةً، وَعَمَّرَ بِهَا دَارَ الْمُلْكِ [1] . [الزَّلْزَلَةُ بِمِصْرَ] وَفِيهَا كَانَتِ الزَّلْزَلَةُ الْعُظْمَى سَقَطَ فِيهَا رَأْسُ مَنَارَةِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ [2] . [خُرُوجُ خُرَاشَةَ الشَّيْبَانِيِّ] وَفِيهَا خَرَجَ خُرَاشَةُ [3] الشَّيْبَانِيُّ مُحَكِّمًا بِالْجَزِيرَةِ، فَقَتَلَهُ مُسْلِمُ بْنُ بَكَّارٍ الْعُقَيْلِيُّ [4] . [خُرُوجُ الْمُحَمِّرَةُ بِجُرْجَانَ] وَفِيهَا خَرَجَتِ الْمُحَمِّرَةُ بِجُرْجَانَ، هَيَّجَهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ زِنْدِيقٌ يُقَالُ لَهُ عَمْرُو بْنُ محمد العمركيّ، فقتل بأمر الرشيد بمرو [5] .   [1] الأخبار الطوال 390، تاريخ الطبري 8/ 266، الكامل في التاريخ 6/ 152، البداية والنهاية 10/ 175، النجوم الزاهرة 2/ 99. [2] تاريخ الطبري 8/ 266، العيون والحدائق 3/ 301، الكامل في التاريخ 7/ 152، البداية والنهاية 10/ 175، النجوم الزاهرة 2/ 99. [3] ) هكذا في الأصل، وتاريخ الطبري، والبداية والنهاية، والنجوم الزاهرة. وفي: تاريخ خليفة 454 «جراشة» بالجيم، وفي: الكامل في التاريخ 6/ 152 «حراش» بالحاء المهملة. [4] تاريخ خليفة 454- 456 وفيه خبر مفصّل مطوّل، وتاريخ الطبري 8/ 266، والكامل في التاريخ 6/ 152، والبداية والنهاية 10/ 175، والنجوم الزاهرة 2/ 99. [5] تاريخ الطبري 8/ 266، الكامل في التاريخ 6/ 125، البداية والنهاية 10/ 175 النجوم الزاهرة 2/ 99. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 26 [اسْتِخْلافُ الرَّشِيدِ لِلأَمِينِ عَلَى بَغْدَادَ] وَفِيهَا اسْتَخْلَفَ الرَّشِيدُ عَلَى بَغْدَادَ وَلَدَهُ الأَمِينَ [1] . [الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمِ] وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ عِيسَى الْعَبَّاسِيُّ [2] . والله أعلم.   [1] تاريخ الطبري 8/ 267، البداية والنهاية 10/ 175، النجوم الزاهرة 2/ 99. [2] تاريخ خليفة 451، تاريخ اليعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 267، مروج الذهب 4/ 403، الكامل في التاريخ 6/ 153، تاريخ العظيمي 233، البداية والنهاية 10/ 175، نهاية الأرب 22/ 132، النجوم الزاهرة 2/ 99، وفي المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 171: حجّ بالناس عيسى بن موسى!. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 27 تَرَاجِمُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْمُعْجَمِ - حَرْفُ الأَلِفِ- 1- إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدِ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- خ. م. ت. ن-. شَيْخٌ ثِقَةٌ [2] . يَرْوِي عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد، وهاشم بْنِ عُرْوَةَ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ. وعنه: شهاب بن عباد، وإسحاق بن منصور السلولي، وزكريا بن عدي، وغيرهم. مات سنة ثمان وسبعين ومائة. 2- إبراهيم بن سعيد المدينيّ [3] .   [1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد الرؤاسيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 383، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 8، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 280 رقم 901، وتاريخ الثقات للعجلي 51 رقم 21، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 93، 94 رقم 249، والثقات لابن حبّان 6/ 11، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 90 رقم 49، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 49 رقم 34، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 19 ب، (رقم 467) ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 37 رقم 24، والإكمال لابن ماكولا 4/ 150، والجميع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 15 رقم 49، وتهذيب الكمال 2/ 78، 79 رقم 167، والكاشف للذهبي 1/ 36 رقم 131، والوافي بالوفيات للصفدي 5/ 344 رقم 2418، وتهذيب التهذيب لابن حجر 1/ 117 رقم 208، وتقريب التهذيب له 1/ 34 رقم 193، وخلاصة تذهيب التهذيب 17. [2] وثّقه ابن معين في تاريخه، والعجليّ في تاريخ الثقات، وأبو حاتم: «الجرح والتعديل 2/ 94» ، وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذلك ابن شاهين ونقل توثيق ابن معين له، وقد خرّج له الشيخان في صحيحهما. [3] انظر عن (إبراهيم بن سعيد المديني) في: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 257، وتهذيب الكمال 2/ 98، 99 رقم 177، وميزان الاعتدال 1/ 35 رقم 98،. والكاشف 1/ 37 رقم 140، والمغني في الضعفاء 1/ 15/ 88، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 28 روى عَنْ: نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فِي الإِحْرَامِ [1] . وَعَنْهُ: زَكَرِيَّا زَحْمَوَيْهِ، وَقُتَيْبَةُ [2] . 3- إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ الْمَدَنِيُّ [3]- خ. د. - عَنْ: أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بن أبي مريم. وثّقه ابن معين [4] .   [ () ] وتهذيب التهذيب 1/ 125 رقم 389، وتقريب التهذيب 1/ 35 رقم 205، وخلاصة تذهيب التهذيب 17. [1] رواه أبو داود في الحج (1826) باب ما يلبس المحرم، عن قتيبة بن سعيد، ثنا إبراهيم بن سعيد المديني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفّازين» . [2] قال ابن عديّ: «يحدّث عن نافع، ليس بمعروف، يحدّث عنه زحمويه» ، ثم ذكر نحو الحديث من طريق: الحسن، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم «لا تنتقب المرأة المحرمة» ، قال ابن عديّ: وهذا الحديث لا يتابع إبراهيم بن سعيد هذا على رفعه، ورواه جماعة: عن نافع، عن ابن عمر، (الكامل 1/ 257) . وقال المؤلّف الذهبي، في «ميزان الاعتدال» : منكر الحديث. [3] انظر عن (إبراهيم بن سويد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 291 رقم 934، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 104 رقم 292، والثقات لابن حبّان 6/ 12، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 52 رقم 39، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 20 رقم 69، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 102، 103 رقم 180، وميزان الاعتدال 1/ 37 رقم 109، وتهذيب التهذيب 1/ 126 رقم 222، وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 208، وخلاصة تذهيب التهذيب 18، وهو أيضا في: تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 61 رقم 51، وقد اختلط أمره على الدكتور عبد المعطي أمين محقّق الكتاب، فاعتبره في الحاشية (58) : «إبراهيم بن سويد النخعي الأعور» وقال: وثّقه النسائي، وابن حبّان، وقال ابن معين: مشهور (التهذيب 1/ 126) وذكره العجليّ في «ثقاته» ، وقال: كوفيّ ثقة. ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن صاحب الترجمة: «المدني» هو المذكور عند ابن شاهين، فهو ينقل قول ابن معين «ثقة» ، أما «النخعي الكوفي» ، فهو الّذي قال فيه ابن معين «مشهور» . انظر: الجرح والتعديل 2/ 103 رقم 291 و 2/ 104 رقم 292. [4] الجرح والتعديل 2/ 104، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 61 رقم 51، ونقله المزّي في تهذيب الكمال 2/ 103. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 29 4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْعَبَّاسِيُّ الْهَاشِمِيُّ [1] . وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِلْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ مِصْرَ لِلرَّشِيدِ [2] ، وَتَزَوَّجَ بِأُخْتِ الرَّشِيدِ عَبَّاسَةَ. حَكَى عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ. يُرْوَى أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمَهْدِيِّ قَالَ: تَأَخَّرَ جِبْرِيلُ بْنُ بِخْتَيْشُوعَ عَنِ الرَّشِيدِ فَشَتَمَهُ، فَقَالَ: تَشَاغَلْتُ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ لِأَنَّهُ يَمُوتُ. فَبَكَى وَجَزَعَ وَلَمْ يَأْكُلْ. فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ: جِبْرِيلُ أَعْلَمُ بِطِبِّ الرُّومِ، وَابْنُ بَهْلَةَ [3] أَعْلَمُ بِطِبِّ الْهِنْدِ. قَالَ: فَبَعَثَ الرَّشِيدُ بِابْنِ بَهْلَةَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَرَجِعَ وَحَلَفَ لَهُ إِنَّهُ لا يَمُوتُ فِي عِلَّتِهِ. فَأَكَلَ الرَّشِيدُ وَسَكَنَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا جَاءَهُ الْمَوْتُ فبَكَى، يَعْنِي الرَّشِيدَ، وَقَالَ: ابْنُ عَمِّي فِي الْمَوْتِ وَأَنَا آكُلُ وَأَتَمَتَّعُ، ثُمَّ تَقَيَّأَ مَا أَكَلَ. وَبَكَّرَ لِحُضُورِ الْجِنَازَةِ إِلَى دَارِ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَاهُ ابْنُ بَهْلَةَ فَقَالَ: اللَّهَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُطَلَّقَ نِسَائِي وَتُعْتَقَ أَرِقَّائِي، ابْنُ عَمِّكَ لَمْ يَمُتْ فَقَامَ الرَّشِيدُ مَعَهُ، فَنَخَسَهُ ابْنُ بَهْلَةَ بِمَسَلَّةٍ تَحْتَ ظُفْرِهِ، فَحَرَّكَ يَدَهُ. ثُمَّ أَمَرَ بِنَزْعِ الْكَفَنِ عَنْهُ، ثُمَّ دَعَا بِمِنْفَخَةٍ وَكُنْدُسٍ [4] ، فَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ، فَعَطَسَ وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ، فَرَأَى الرَّشِيدَ فأخذ يده فقبّلها.   [ () ] وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: «ليس به بأس» . وقد روى له البخاريّ في تاريخه الكبير، وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما أتى بمناكير» . [1] انظر عن (إبراهيم بن صالح العباسي) في: المحبّر لابن حبيب 61، والمعارف لابن قتيبة 375، 380، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 156، 682 و 2/ 442، وتاريخ الطبري 8/ 148، 151، 163، وولاة مصر للكندي 147، 148، 157، 159، 160، والولاة والقضاة له 123، 125، 133، 135، 373، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 222، والأنساب 3/ 280، والكامل في التاريخ 6/ 61، 74، 128، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 2/ 35 (في ترجمة: صالح بن بهلة) والوافي بالوفيات للصفدي 6/ 21، 22 رقم 245، وأمراء دمشق في الإسلام له 3 رقم 2، وص 122 رقم 69، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 169، والانتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق، وسير أعلام النبلاء 8/ 243، 244 رقم 67، والنجوم الزاهرة 2/ 84. [2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 222. [3] هو: صالح بن بهلة الهندي. (انظر عنه في: عيون الأنباء في طبقات الأطباء- ص 475) . [4] الكندس: بضم الكاف والدال المهملة، وسكون النون، قال الفيروزآبادي في «القاموس الجزء: 11 ¦ الصفحة: 30 فَقَالَ: كَيْفَ حَالُكَ؟. فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ فِي أَلَذِّ نَوْمَةٍ، فَعَضَّ شَيْءٌ إِصْبَعِي فَآلَمَنِي. قَالَ: ثُمَّ عُوفِيَ مِنْ عِلَّتِهِ وَزَوَّجَهُ بِعَبَّاسَةَ أُخْتِهِ، وَوَلاهُ إِمْرَةَ مِصْرَ وَبِهَا مَاتَ. فَكَانُوا يَقُولُونَ: رَجُلٌ تُوُفِّيَ بِبَغْدَادَ وَدُفِنَ بِمِصْرَ، مَنْ هُوَ؟ [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: حَدَّثَنِي أَخِي مُحَمَّدٌ قَالَ: دَخَلَ عَبَّادٌ الْخَوَّاصُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ وَهُوَ أَمِيرُ فِلَسْطِينَ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: عِظْنِي. قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الأَعْمَالَ مِنَ الأَحْيَاءِ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِهِمْ مِنَ الْمَوْتَى، فَانْظُرْ مَاذَا يُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَمَلِكَ. فَبَكَى إِبْرَاهِيمُ [2] . قِيلَ: مَاتَ بِمِصْرَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. أَرَّخَهُ ابْنُ يُونُسَ. 5- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي شيبان العنسيّ، بنون، الدّمشقيّ [3] . عن: زيادة بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: ثِقَةٌ [5] . قُلْتُ: يُكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ [6] . وَقِيلَ: أبو أميّة [7] .   [ () ] المحيط» : هو عروق نبات، داخله أصفر وخارجة أسود، مقيئ، مسهل، جلاء للبهق، وإذا سحق ونفخ في الأنف عطّس وأنار البصر الكليل وأزال العشا. [1] عيون الأنباء في طبقات الأطباء 2/ 35 و 475. [2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 222. [3] انظر عن (إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شَيْبَانَ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 292 رقم 938 (إبراهيم بن أبي شيبان أبو إسماعيل) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، والجرح والتعديل 2/ 105، 106 رقم 300 (إبراهيم بن أبي شيبان) و 2/ 111، 112 رقم 332 (إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي شَيْبَانَ) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 22 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 227، 228. [4] الجرح والتعديل 2/ 106 و 112. [5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 228. [6] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 292، الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4. [7] الجرح والتعديل 2/ 111 رقم 332. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 31 6- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ [1] . أَبُو رِزَامٍ الرَّاسِبِيُّ. بَصْرِيٌّ مُقِلٌّ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَكَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبٍ. وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، وَغَيْرُهُمَا. مَا ضَعَّفَهُ أَحَدٌ. 7- آدَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الأُمَوِيُّ [2] . شَاعِرٌ مَاجِنٌ ثُمَّ إِنَّهُ نَسَكَ وَقَدْ تَوَهَّمَ فِيهِ الْمَهْدِيُّ الزَّنْدَقَةَ لِمُجُونِهِ وَقَوْلِهِ فِي الْخَمْرِ: اسْقِنِي وَاسْقِ خَلِيلَيَّ ... فِي مَدَى اللَّيْلِ الطَّوِيلِ قَهْوَةً صَهْبَاءَ صِرْفًا ... سُبِيَتْ مِنْ نَهْرِ بِيلِ [3] قُلْ لِمَنْ يُلْحَاكَ فِيهَا ... مِنْ فَقِيهٍ أَوْ نَبِيلِ أَنْتَ دَعْهَا وَارْجُ أُخْرَى ... مِنْ رَحِيقِ السَّلْسَبِيلِ فَضُرِبَ ثَلاثَمِائَةِ سَوْطٍ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لا أُقِرُّ عَلَى نَفْسِي بِبَاطِلٍ، وَاللَّهِ مَا كَفَرْتُ باللَّه طَرْفةَ عَيْنٍ، وَلَكِنِّيَ كُنْتُ فَتًى أَشْرَبُ النَّبِيذَ. ثُمَّ إِنَّهُ صَلُحَ حَالُهُ. سَامَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى [4] . 8- إسحاق بن إبراهيم [5]- د. ت. ق. -   [1] انظر عن (إبراهيم بن عقبة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 306 رقم 970، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 39، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 176 وفيه (أبو رزامة) ، والجرح والتعديل 2/ 118 رقم 358، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 202 أ، وميزان الاعتدال 1/ 49 رقم 149. [2] انظر عن (آدم بن عبد العزيز الأموي الشاعر) في: تاريخ بغداد 7/ 25- 27 رقم 3491. [3] نهر بيل، لغة في نهر بين، طسّوج من سواد بغداد: (معجم البلدان 1/ 535) . [4] في تاريخ بغداد شعر آخر له. [5] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الثقفي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 378 رقم 1200، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 158، والجرح والتعديل 2/ 207 رقم 703، والثقات لابن حبّان الجزء: 11 ¦ الصفحة: 32 أبو يعقوب الثّقفيّ الكوفيّ. عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ عُمَيْرٍ. أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ يَرْوِي عَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَعَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : رَوَى عَنِ الثّقات ما لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ [2] . 9- إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نِسْطَاسٍ [3] . أَبُو يَعْقُوبَ الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الْكِنْدِيُّ. رَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُصْعَبٍ، وَسَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ البخاريّ [5] : منكر الحديث [6] . وقال النّسائيّ [7] ، والدّار الدّارقطنيّ: ضعيف. يعقوب بن محمد الزّهريّ: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، نانوح بن   [ () ] 8/ 106، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 333، 334، وتهذيب الكمال 2/ 395، 396 رقم 336، وميزان الاعتدال 1/ 176 رقم 716، وتهذيب التهذيب 1/ 221، 222 رقم 412، وتقريب التهذيب 1/ 55 رقم 378، وخلاصة تهذيب التهذيب 27. [1] في الكامل 1/ 333: «روى عنه الثقات..» وهذا غلط. [2] وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 380 رقم 1211، والضعفاء الصغير له 253 رقم 23، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 45، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 98 رقم 114، والجرح والتعديل 2/ 206 رقم 702، والمجروحين لابن حبّان 1/ 134، 135، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 38. [4] الجرح والتعديل 2/ 206. [5] قول البخاري ذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» 1/ 98، [6] وقال البخاري في «التاريخ الكبير» و «الضعفاء الصغير» : «فيه نظر» . ونقل ابن عديّ قوله. [7] في الضعفاء والمتروكين 285 رقم 45، ونقله ابن عديّ في «الكامل» 1/ 328. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 33 أَبِي بِلالٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ قِبَاءٍ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ» [1] . 10- إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ [2] . يَرْوِي عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ. 11- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدِينِيُّ [4] هُوَ غَيْرُ ابْنِ عُقْبَةَ الْمُتَقَدِّمُ ذِكْرُهُ فِي الْمَاضِينَ. رَوَى عَنْ: شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ صَاحِبُ الرَّقِيقِ [5] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : رَأَيْتُهُ مُسْتَقِيمَ الْحَدِيثِ.   [1] ذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» وقال: «لا يتابع عليه» . [2] انظر عن (إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 398 رقم 265، والجرح والتعديل 2/ 228، 229 رقم 795 وفيه «إسحاق بن عبد الله» ، والثقات لابن حبّان 6/ 48، وتهذيب الكمال 2/ 456، 457 رقم 369، والكاشف 1/ 63، رقم 309، وتهذيب التهذيب 1/ 243 رقم 452، وتقريب التهذيب 1/ 59 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 29. [3] قوله ليس في «الجرح والتعديل» ، ولم ينقله المزّي في «تهذيب الكمال» كعادته، ولم ينقله ابن حجر أيضا في «التهذيب» . كما أن المؤلّف الذهبي نفسه لم يذكر قول أبي حاتم في «الكاشف» ، بل قال: «مقبول» وبهذا يتّضح أن عبارة: «قال أبو حاتم: صدوق» مقحمة هنا. ومن ناحية أخرى، فقد خلط بعضهم بين صاحب هذه الترجمة، وبين «إسحاق بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي» فاعتبروهما واحدا، وهما ليس كذلك، وقد علّق صديقنا الدكتور «بشّار عوّاد معروف» في تحقيقه لكتاب «تهذيب الكمال» ج 2/ 456- 458 رقم (بالحاشية) على هذا الموضوع، فأجاد، فاطلبه هناك. [4] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم المديني) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 341 رقم 1077، والجرح والتعديل 2/ 155 رقم 516، والثقات لابن حبّان 6/ 34. [5] الجرح والتعديل 2/ 155. [6] في الجرح والتعديل. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 34 12- إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ [1] . هُوَ أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو إِسْحَاقَ، مَوْلَى الأَنْصَارِ. مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ فِي الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ، عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، ثُمَّ عَرَضَ عَلَى نَافِعٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جَمَّازٍ، وَتَصَدَّرَ لِلإِقْرَاءِ وَالْحَدِيثِ. وَقِيلَ: بَلْ كُنْيَتُهُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ. رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامِ الْبِيكَنْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ. وَكَانَ أَقْرَأُ مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ نَافِعٍ. وَهُوَ آخِرُ أَصْحَابِ شَيْبَةَ وَفَاةً. وَسَكَنَ بَغْدَادَ يُؤَدِّبُ عَلِيًّا وَلَدَ الْمَهْدِيِّ.   [1] انظر عن (إسماعيل بن جعفر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 327، والمحبّر لابن حبيب البغدادي 476، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 31، 32، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 605، وطبقات خليفة 327، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3195، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 349، 350 رقم 1101، والجرح والتعديل 2/ 162، 163، رقم 546، والثقات لابن حبّان 6/ 44، ومشاهير علماء الأمصار له 141 رقم 1115، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 53 رقم 17، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 66، 67 رقم 59، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 58 رقم 71، وتاريخ بغداد 6/ 218- 221 رقم 3274 والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 24 رقم 89، والإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (طبع ستنسل) 1/ 39، وتهذيب الكمال 3/ 56- 60 رقم 433، والكاشف 1/ 71 رقم 366، وتذكرة الحفّاظ 1/ 250، 251، وسير أعلام النبلاء 8/ 203- 205 رقم 43، والعبر 1/ 275، و 377 و 415، والبداية والنهاية 10/ 175، والوافي بالوفيات 9/ 104، 105 رقم 402، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 163 رقم 758، وتهذيب التهذيب 1/ 387، 388 رقم 533، وتقريب التهذيب 1/ 68 رقم 495، وخلاصة تذهيب التهذيب 33، والأعلام للزركلي 1/ 307، 308، وتاريخ التراث العربيّ لسزكين 1/ 269 رقم 12، والجامع لشمل قبائل العرب لبامطرف 1/ 180. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 35 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. هُوَ أَثْبَتُ مِنَ ابْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَمِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ. قَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيِّ: أَخْبَرَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيُّ، وَقَرَأْتُ عَلَى عِيسَى بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُقَيَّرِ قَالا: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّاسِيُّ: قَالَ ابْنُ الْمُقَيَّرِ إِجَازَةً: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن فراس، أنا محمد بن إبراهيم الدّيبليّ، أنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلا كَلْبَ ضَارِيَةٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ» [2] . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَقَدْ أَخَذَ الْقُرْآنَ عَنْهُ: الْكِسَائِيُّ، وَالدُّورِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ داود الْهَاشِمِيُّ، وَأَسْنَدَ لَهُمْ قِرَاءَتَهُ عَنْ نَافِعٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثِقَةٌ [3] . 13- إِسْمَاعِيلُ بن زكريّا الخلقاني [4]- ع. -   [1] في تاريخه 2/ 31. [2] أخرجه مسلم بلفظ «قيراطان» المساقاة (52) باب الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه.. وبلفظ «قيراط» برقم (53) . [3] تاريخ بغداد 6/ 220. [4] انظر عن (إسماعيل بن زكريا) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 326، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 34، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 287، و 2/ رقم 679، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3273، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 355 رقم 1121، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 41، والمعرفة والتاريخ 2/ 170 وفيه أثبت نسبته المحقق الدكتور أكرم ضياء العمرى «الخولقاني» بالواو (بالحاشية) ، وتاريخ الثقات للعجلي 65 رقم 87، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 181، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 212، 367، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 78 رقم 84، والجرح والتعديل 2/ 170 رقم 570، والثقات لابن حبّان 6/ 44، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 311، 312، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 67، 68 رقم 61، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 1/ 59 رقم 74، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 52 رقم الجزء: 11 ¦ الصفحة: 36 أبو زياد الكوفيّ. عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ يَتَشَيَّعُ. اخْتَلَفَ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ، فَمَرَّةً قَالَ: ضَعِيفٌ [1] . وَمَرَّةً وَثَّقَهُ [2] . وَمَرَّةً يَقُولُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] : مُقَارَبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَا هُوَ؟. قَالَ: أَمَّا الأَحَادِيثُ الْمَشْهُورَةُ الَّتِي يَرْوِيهَا فَهُوَ فِيهَا مُقَارَبُ الْحَدِيثِ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ يَنْشَرِحُ الصَّدْرُ لَهُ. هُوَ شَيْخٌ لَيْسَ يُعْرَفُ، يَعْنِي بِالطَّلَبِ [5] . قَالَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ [6] : إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ مُرَّةَ، أَبُو زِيَادٍ الْخُلْقَانِيُّ   [ () ] 13، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 212 ب، وتاريخ بغداد 6/ 215- 218 رقم 3273، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 25 رقم 91، والأنساب لابن السمعاني 5/ 163، وتهذيب الكمال 3/ 92- 96 رقم 445، والمغني في الضعفاء 1/ 81 رقم 656، والكاشف 1/ 73 رقم 378، وميزان الاعتدال 1/ 228، 229 رقم 878، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 642، والوفي بالوفيات 9/ 117 رقم 4033، وتهذيب التهذيب 1/ 297، 298 رقم 551، وتقريب التهذيب 1/ 69 رقم 511، وخلاصة تذهيب التهذيب 34. [1] قوله: «ضعيف» في: «الضعفاء الكبير» للعقيليّ 2/ 78. [2] قوله: «ثقة» في تاريخه برواية الدوري 2/ 34، والجرح والتعديل 2/ 170، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 52 رقم 13. [3] قوله: «ليس به بأس» في «معرفة الرجال» برواية ابن محرز 1/ 85 رقم 287. [4] قوله: «مقارب الحديث» في: «الضعفاء الكبير» للعقيليّ 1/ 78، و «تاريخ بغداد» 6/ 218. أما في «العلل ومعرفة الرجال» فقال ابنه عبد الله: «سألته عن إسماعيل بن جعفر قال: ما أعلم إلّا خيرا. قلت: ثقة؟ قال: نعم» . (ج 2/ 485 رقم 3195) . [5] تاريخ بغداد 6/ 217. [6] ج 6/ 215. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 37 مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، كُوفِيٌّ يُلَقَّبُ شَقُوصًا: نَزَلَ بَغْدَادَ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [1] فِي تَرْجَمَتِهِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبَانٍ، [حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ] [2] ، حَدَّثَنِي خَالِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ الْخُلْقَانِيَّ (شَقُوصًا) [3] يَقُولُ: الَّذِي نَادَى مِنْ جَانِبِ الطُّورِ عَبْدَهُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [4] . قُلْتُ: إِسْنَادُهَا مُظْلِمٌ. وَلَعَلَّ إِسْمَاعِيلُ شَقُوصًا هَذَا آخَرُ زِنْدِيقٌ لَعِينٌ غَيْرُ صَاحِبِ التَّرْجَمَةِ، فَإِنَّ هَذَا الْكَلامَ لا يَصْدُرُ مِنْ رَافِضِيٍّ، فَضْلا عَنْ مُسْلِمٍ مُبْتَدِعٍ، أَوْ أَنَّهُ قَالَ ثُمَّ تَابَ وَجَدَّدَ إِسْلامَهُ، أَوْ أَنَّ الرَّاوِي كَذَّبَهَا [5] . تُوُفِّيَ الْخُلْقَانِيُّ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [6] ، وَقِيلَ: سَنَةَ أَرْبَعٍ [7] ، وَلَهُ خَمْسٌ وَسِتُّونَ سَنَةً [8] . 14- إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ السّكونيّ [9]- ق. -   [1] في «الضعفاء الكبير» 1/ 78. [2] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، أضفناه من «الضعفاء» للعقيليّ. [3] «شقوصا» ليست في «الضعفاء» للعقيليّ، ولم يثبتها المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في كتابه «المغني في الضعفاء» . [4] قال الذهبي في «المغني» 1/ 81: «هذا لم يثبت عن الخلقاني، وإن صحّ فهو خلقانيّ آخر زنديق عدوّ للَّه» . [5] وقد وثّقه الفسوي في المعرفة والتاريخ 2/ 170، وقال أبو حاتم الرازيّ: «صالح» ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» وكذلك ابن شاهين، وحديثه في كتب الصحاح. أما العجليّ فقال في «تاريخ الثقات» 65 رقم 87: «ضعيف» . [6] أرّخ وفاته ابن سعد في الطبقات 7/ 326. [7] تاريخ بغداد 6/ 218. [8] تاريخ بغداد 6/ 218، ووقع في «الطبقات الكبرى» لابن سعد 7/ 326: «وهو ابن خمس وسبعين سنة» . [9] انظر عن (إسماعيل بن زياد قاضي الموصل) في: المجروحين لابن حبّان 1/ 129، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 1/ 308، 309، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 59 رقم 85، والفهرست للطوسي 40، 41 رقم 38، واللباب لابن الأثير 1/ 550، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 111، وتهذيب الكمال 3/ 96، 97 رقم الجزء: 11 ¦ الصفحة: 38 قَاضِي الْمَوْصِلِ. رَوَى عَنْ: ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَغَالِبٍ الْقَطَّانِ. وَعَنْهُ، نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الشُّعَيْريُّ، وَعِيسَى غُنْجَارٌ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ هَالِكٌ لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَيُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، كُوفِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : كَذَّابٌ مَتْرُوكٌ يَضَعُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : إِسْمَاعِيلُ بْنُ زِيَادٍ دَجَّالٌ، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سبيل القدح فيه.   [ () ] 446، والمغني في الضعفاء 1/ 81 رقم 660، وميزان الاعتدال 1/ 230 رقم 881، والكاشف 1/ 73 رقم 379، والكاشف الحثيث لسبط ابن العجمي 98، 99 رقم 138، وتهذيب التهذيب 1/ 298- 301 رقم 552، وتقريب التهذيب 2/ 1/ 69 رقم 512 وفيه «الكوفي» وبدل «السكونيّ» ، وخلاصة تذهيب التهذيب 34. ويقال: «إسماعيل بن أبي زياد السكونيّ» . وانظر أيضا: «الكشف الحثيث» - ص 99 رقم 140 (إسماعيل بن زياد المدني. عن جويبر، وقال الأزدي: منكر الحديث. قال الذهبي: ولعلّه الّذي قبله، يعني السكونيّ) . وانظر: ص 100 رقم 142 (إسماعيل بن أبي زياد. شامي، واسم أبيه مسلم، عن ابن عون وهشام بن عروة، قال الدار الدّارقطنيّ: هو إسماعيل بن مسلم، متروك الحديث. قال الذهبي: أظنه قاضي الموصل. انتهى) . وانظر: ص 102 رقم 146 (إسماعيل بن مسلم السكونيّ وهو إسماعيل بن أبي زياد صاحب أبي مسلم. مرّ. وقد ذكره العقيلي فقال فيه: اليشكري بدل السكونيّ. قال الدارقطنيّ: (يضع الحديث) ، ثم نبّه سبط ابن العجمي إلى أن: «في الثقات عدّة ممّن يسمّون إسماعيل بن مسلم» . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن الذين ذكرهم سبط ابن الجوزي بأرقام: (140) و (142) و (146) ليسوا هم قاضي الموصل صاحب الترجمة، وليس المذكور في «الضعفاء الكبير» للعقيليّ 1/ 93 رقم 105 بصاحب الترجمة، فذاك: «إسماعيل بن مسلم اليشكري. عن ابن عون. لا يعرف بنقل الحديث. وحديثه منكر غير محفوظ، بصيري» . وقد أعاد المؤلّف الذهبي ترجمة قاضي الموصل في الجزء بعد التالي- ص 150 رقم (24) وعلّقت هناك على الاختلاف فيه، بتعليق مسهب، فليراجع. [1] قول ابن معين ليس في كل المصادر التي ترجمت لقاضي الموصل، وربّما كانت هذه العبارة مقحمة. [2] في المجروحين 1/ 129. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 39 رَوَى عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَبْغَضُ الْكَلامِ إِلَى اللَّهِ الْفَارِسِيَّةُ، وَكَلامُ الشَّيَاطِينِ الْخُوزِيَّةُ، وَكَلامُ أَهْلِ النَّارِ الْبُخَارِيَّةُ، وَكَلامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْعَرَبِيَّةُ» [1] . 15- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ [2] . شَيْخُ الإِقْرَاءِ بِمَكَّةَ، أَبُو إسحاق المكّيّ، مولى بني مَخْزُومٍ. وَيُقَالُ لَهُ: إِسْمَاعِيلُ الْقِسْطُ. هُوَ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ، وَقَرَأَ عَلَى صَاحِبَيْهِ شِبْلٍ، وَمَعْرُوفٍ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ. وَأَقْرَأَ النَّاسَ مُدَّةً. قَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو الإِخْرِيطِ، وَهْبُ بْنُ وَاضِحٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَالشَّافِعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَبْعُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَزِيعٍ. وَسَمِعَ مِنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى اللُّؤْلُؤِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْقَلْزُمِيُّ، وَأَبُو قُرَّةَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاقِلُونَ لِمَوْتِهِ، فَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ: تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، تَصَحَّفَتِ الْوَاحِدَةُ بِالأُخْرَى. وَأَنَا إِلَى السَّبْعِينَ أَمْيَلُ. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ في «الثّقات» [3] مختصرا. 16- إسماعيل بن قيس [4] .   [1] قال ابن حبّان: «هذا موضوع لا أصل له من كَلامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أبو هريرة حدّث به، ولا المقبري رواه، وغالب القطّان ذكره بهذا الإسناد» . [2] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين) في: الجرح والتعديل 2/ 180 رقم 611، والثقات لابن حبّان 6/ 39 (إسماعيل بن عبد الله القسط) ، ومعرفة القراء الكبار 1/ 141- 144 رقم 53، والعبر 1/ 305، والوافي بالوفيات 9/ 146 رقم 4049، والعقد الثمين لقاضي مكة المالكي 3/ 300، 301، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 165، 166 رقم 771، وشذرات الذهب 1/ 236. [3] ج 6/ 39 ووصفه بأنه «شيخ» . [4] انظر عن (إسماعيل بن قيس القيسي) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 40 أَبُو سَعْدٍ الْقَيْسِيُّ. عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَنَافِعٍ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [1] . وَهُوَ غَيْرُ: 17- إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ الْمَدَنِيِّ [2] . الْمُكَنَّى بِأَبِي مُصْعَبٍ الَّذِي قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. كَانَ قد أتى عليه إحدى وتسعون سنة [4] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 370 رقم 1171، والجرح والتعديل 2/ 193، 194 رقم 654، والثقات لابن حبّان 6/ 35، وميزان الاعتدال 1/ 246 رقم 928، ولسان الميزان 1/ 430 رقم 1330. [1] قال أبو حاتم: «مجهول ليس بالمشهور» . وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [2] انظر عن (إسماعيل بن قيس بن سعد الأنصاري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 370 رقم 1172، والتاريخ الصغير له 222، والضعفاء الصغير له 252 رقم 18، والمعرفة والتاريخ 1/ 504 و 3/ 70، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 41، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 91 رقم 103، والجرح والتعديل 2/ 193 رقم 653، والمجروحين لابن حبّان 1/ 127، 128، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 296، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 58 رقم 80، 297، والمغني في الضعفاء 1/ 86 رقم 699، وميزان الاعتدال 1/ 245 رقم 927، ولسان الميزان 1/ 429، 430 رقم 1329. [3] في تاريخه الكبير وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير، ونقله العقيلي في «الضعفاء الكبير» . [4] انظر هذا القول عند البخاري في كتبه الثلاثة. وقد ضعّفه أيضا: النسائي، والعقيلي، وابن حبّان، وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، منكر الحديث، يحدّث بالمناكير، لا أعلم له حديثا قائما، وأتعجّب من أبي زرعة حيث أدخل حديثه عن ابن عبد الملك بن شيبة في فوائده، ولا يعجبني حديثه، وكان عنده كتاب عن أبي حازم فضاع، ولم يكن عنده كتاب إلّا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قاله عبد الرحمن بن شيبة» . (الجرح والتعديل 2/ 193) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 41 يَرْوِي عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ شَيْبَةَ الْحِزَامِيُّ. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الذَّهَبِيِّ لِلتَّمَيِيزِ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ: وَأَبِي حَازِمٍ الْمَدِينِيِّ. 18- إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُخْتَارٍ الْكُوفِيُّ [1] . عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ. وَرَأَى مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيُّ، وَبَشِيرُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ [3] . - إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ. فِي الآتِيَةِ [4] . 19- إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْيَسَعَ [5] . أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ. أَخَذَ عَنْ: أَبِي حَنِيفَةَ.   [1] انظر عن (إسماعيل بن مختار) في: معرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ 76 رقم 210، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 374 رقم 1186، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 94 رقم 108، والجرح والتعديل 2/ 200، 201 رقم 677، والثقات لابن حبّان 6/ 32، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 306، وميزان الاعتدال 1/ 248 رقم 942، والمغني في الضعفاء 1/ 87 رقم 78، ولسان الميزان 1/ 438 رقم 1355. [2] في الجرح والتعديل 2/ 201. [3] وقال ابن معين: «لا أعرفه» . (معرفة الرجال 1/ 76 رقم 210) . وقال البخاري في تاريخه الكبير: «فيه نظر، لم يصحّ حديثه» . واقتبس العقيلي قول البخاري في «الضعفاء الكبير» 1/ 94. واقتبس ابن عديّ قول: البخاري: «لم يصحّ حديثه» في «الكامل في ضعفاء الرجال» 1/ 306، وقال: «ليس هو بمعروف، ولا أظنّ أن له كبير رواية» . [4] انظر الجزء التالي- ص 77 رقم (21) . [5] انظر عن (إسماعيل بن اليسع) في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 236، والجرح والتعديل 2/ 204 رقم 692، والولاة والقضاة للكندي 371- 373. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 42 وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ. حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الله بن صالح، وجماعة. وولي قضاء مصر بَعْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ. قَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: كَانَ مِنْ خَيْرِ قُضَاتِنَا. وَكَانَ مَذْهَبُهُ إِبْطَالُ الأَحْبَاسِ، فَتَبَرَّمَ بِهِ أَهْلُ مِصْرَ [1] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: كَانَ فَقِيهًا مَأْمُونًا [2] . قُلْتُ: تَوَلَّى الْقَضَاءَ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ، وَعُزِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . سَعَى فِي عَزْلِهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، كَذَا قِيلَ، وَهَذَا لا يَسْتَقِيمُ، لِأَنَّ اللَّيْثَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ. وَبَلَغَنَا أَنَّهُمْ إِنَّمَا سَعَوْا فِيهِ لِأَنَّهُ أَحْدَثَ أَحْكَامًا مَا أَلِفُوهَا. 20- أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ الصَّنْعَانِيُّ [4] . عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بن طاووس، وَالْحَكَمُ بْنُ أَبَانٍ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَّارِيُّ. قَالَ: ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَهٌ [5] . 21- أُمَيَّةُ بْنُ يزيد بن أبي عثمان القرشيّ [6] .   [1] الولاة والقضاة 371 و 373. [2] الولاة والقضاة 371، 372. [3] هكذا أرّخه المؤلّف الذهبي، والموجود في «الولاة والقضاة» للكندي 373 أنه صرف عن مصر سنة سبع وستين ومائة، وبذلك يستقيم القول إن الليث بن سعد هو الّذي عزله، حيث مات سنة 175. ويظهر أن النسخة التي وقف عليها الذهبي من كتاب «الولاة والقضاة» وقع فيها سنة «سبع وسبعين» وهو غلط. [4] انظر عن (أميّة بن شبل) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 11 رقم 1526، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 711 و 2/ 6- 8، والجرح والتعديل 2/ 302 رقم 1121، والثقات لابن حبّان 8/ 123، وجامع التحصيل لابن كيكلدي 174 رقم 47، وميزان الاعتدال 1/ 276 رقم 1032، وتعجيل المنفعة 41 رقم 63. [5] الجرح والتعديل 2/ 302، وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [6] انظر عن (أمية بن يزيد القرشي) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 43 عن: أبي المصبّح المقرئيّ، وَمَكْحُولٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ. وَيَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى طَبَقَةِ الأَوْزَاعِيِّ [1] . 22- أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ السُّحَيْمِيُّ اليماميّ ثم المدنيّ [2] . أبو سليمان. وهو أَخُو مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ. رَوَى عَنِ: الْكُوفِيِّينَ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبُ الطَّالَقَانِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَلُوَيْنُ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُهُ يُشْبِهُ حَدِيثَ أَهْلِ الصِّدْقِ [3] . وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: صَالِحٌ [4] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [5] : لَيْسَ بشيء.   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 10 رقم 1522، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 162 و 2/ 700، والجرح والتعديل 2/ 306 رقم 1120، والثقات لابن حبّان 6/ 70، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 136، 137. [1] أي الطبقة السادسة عشرة. وقد قال البخاري في تاريخه الكبير: «يتكلمون فيه» . [2] انظر عن (أيوب بن جابر السحيمي) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 49، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ 51 رقم 12، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 410 رقم 1309، وطبقات خليفة 290، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 105 رقم 161، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 46، والضعفاء والمتروكين للنسائي 284 رقم 25، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 60، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 114 رقم 132، والجرح والتعديل 2/ 242، 243 رقم 862، والمجروحين لابن حبّان 1/ 167، والكامل في ضعفاء الرجال 1/ 347، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 246 ب، وتهذيب الكمال 3/ 464- 467 رقم 609، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 645، وفيه «أيوب بن النجار» وهو غلط، والكاشف 1/ 97 رقم 518، والمغني في الضعفاء، 1/ 95 رقم 805، وتهذيب التهذيب 1/ 399، 400 رقم 735، وتقريب التهذيب 1/ 89، رقم 690، وخلاصة تهذيب التهذيب 43. [3] الجرح والتعديل 2/ 243. [4] الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 347، تهذيب الكمال 3/ 466. [5] في تاريخه برواية الدوري 2/ 49، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 51 رقم 12، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 1/ 347. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 44 وقال النّسائيّ [1] : ضعيف. محمد بن جعفر الوحاطيّ: نَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اشْرَبُوا فِيمَا بَدَا لَكُمْ وَلا تَسْكَرُوا» . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [2] : لا يَصِحُّ فِي هَذَا الْمَتْنِ شَيْءٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : أَيُّوبُ بْنُ جَابِرِ بْنِ سَيَّارِ بْنِ طَلْقٍ الْحَنَفِيُّ السُّحَيْمِيُّ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ، وَبِلالِ بْنِ الْمُنْذِرِ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ. يُخْطِئُ حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ لكثرة وهمه [4] .   [ () ] وفي موضع آخر، سأله الدوري: أيوب بن جابر كيف كان حديثه؟ قال: هو ضعيف، قلت: هو كان أمثل أو أخوه محمد؟ قال: لا، ولا واحد منهما» . (الجرح والتعديل 2/ 243 وفيه «منها» وهو غلط من الطباعة) . [1] في الضعفاء والمتروكين 284 رقم 25. [2] في «الضعفاء الكبير» 1/ 114. [3] في المجروحين 1/ 167. [4] وقال الجوزجاني: «غير مقنع هو وأخوه» . (أحوال الرجال 105 رقم 161) . وقال الفسوي: «ضعيف» . (المعرفة والتاريخ 3/ 60) . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» 1/ 114 ونقل قول ابن معين: «ليس بشيء» . وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أحمد بن عصام قال: كان عليّ بن المديني يضعّف حديث أيوب بن جابر، سمعت أبي يقول: أيوب بن جابر ضعيف الحديث. وسئل أبو زرعة الرازيّ عن أيوب بن جابر فقال: واهي الحديث ضعيف وهو أشبه من أخيه. (الجرح والتعديل 2/ 243) . وقال ابن عديّ: «سائر أحاديث أيوب بن جابر صالحة متقاربة يحمل بعضها بعضا، وهو ممن يكتب حديثه» . (الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 347) واقتبس قول ابن معين: «ليس بشيء» ، وقوله: «ضعيف» ، وقول الفلّاس: «صالح» ، وقول النسائي: «ضعيف» . وقال الحاكم النيسابورىّ: «ليس بالقويّ عندهم، أخو محمد، وكلاهما فيهما نظر» . ونقل أن الدوري قال: «سمعت يحيى يقول: كان محمد بن جابر أعمى، قلت ليحيى: فإنما حديثه كذا لأنه كان أعمى؟ قال: لا، ولكن عمي واختلط عليه، وكان محمد بن جابر كوفيّا، انتقل إلى اليمامة. قلت أيوب أخوه، كيف كان حديثه؟ ..» وذكر نحو ما جاء في «الجرح والتعديل» . (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 248 ب) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 45 23- أيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ الزُّهْرِيُّ [1] . أَبُو سَيَّارٍ. عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَشَبَّابَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفُوهُ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : مَدَنِيٌّ، يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ، وَيَرْفَعُ الْمَرَاسِيلَ. وَرَوَى عباس، عن ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الحديث [5] .   [1] انظر عن (أيوب سيّار) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 50، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 417 رقم 1333، والتاريخ الصغير له 190، والضعفاء الصغير له 253 رقم 27، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 52، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 95 رقم 356، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 112، 113 رقم 130، والجرح والتعديل 2/ 248 رقم 884، والمجروحين لابن حبّان 1/ 171، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 339، 340، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 65 رقم 109، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 269 ب، والمغني في الضعفاء 1/ 96 رقم 812، وميزان الاعتدال 1/ 288، 289 رقم 1080، ولسان الميزان 1/ 482، 483 رقم 1487. [2] في المجروحين. [3] في تاريخه 2/ 50، ونقله البخاري في تاريخه الكبير 1/ 417، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» 1/ 112، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 2/ 248، وابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» 1/ 339، والحاكم النيسابورىّ في «الأسامي والكنى» ج 1 ورقة 269 ب. [4] في تاريخه الكبير، والضعفاء الصغير. ونقله العقيلي في «الضعفاء الكبير» 1/ 112، وابن عديّ في «الكامل في الضعفاء الرجال» 1/ 339. [5] وقال البخاري أيضا في تاريخه الصغير 190: «ليس بشيء» . ونقله ابن عديّ في «الكامل في ضعفاء الرجال» 1/ 339. وقال الجوزجاني: «غير ثقة» ونقله ابن عديّ في «الكامل في الضعفاء» 1/ 339. وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» وقال: حدثنا محمد بن عثمان القيسي، قال: قلت ليحيي بن معين: إن عند منجاب كتابا عن أيوب بن سيّار، قال: وما يصنع بأيوب بن سيّار، كان أيوب كذّابا» . (1/ 112) . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث منكر الحديث ليس بالقويّ» . وقال أبو زرعة: «ضعيف الحديث» . (الجرح والتعديل 2/ 248) . وقال أبو حفص عمرو بن علي: أيوب بن سيّار الزهري، روى عنه أبو عامر العقدي أحاديث الجزء: 11 ¦ الصفحة: 46 24- أيّوب بن عتبة [1]- ق. - أبو يحيى اليماميّ، قَاضِي الْيَمَامَةِ. عَنْ: قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَإِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بن عامر شَاذَانَ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إياس، ومحمود بن محمد الظّفريّ. قال ابن معين [2] : ضعيف.   [ () ] منكرة، منكر الحديث (الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 269 ب) . ونقل ابن أبي حاتم قول أبي حفص في «الجرح والتعديل» 2/ 248، وفيه: «منكر الحديث جدا» . وقال الحاكم النيسابورىّ: «ذاهب الحديث» . (الأسامي والكنى) . وذكره الدار الدّارقطنيّ في «الضعفاء والمتروكين» وقال: «منكر الحديث» . (65 رقم 109) . [1] انظر عن (أيوب بن عتبة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 556، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 50، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ 72 رقم 181، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابن عبد الله 2/ رقم 3826 و 3/ رقم 4491، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 420 رقم 1347، والتاريخ الصغير له 209، والضعفاء الصغير له 253 رقم 25، والضعفاء والمتروكين للنسائي 284 رقم 23، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 115 رقم 187، وطبقات خليفة 290، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 108- 110 رقم 128، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 290، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 171 و 3/ 60، وتاريخ الثقات للعجلي 71 رقم 131، والجرح والتعديل 2/ 153 رقم 907، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 453 و 483، والمجروحين لابن حبّان 1/ 169، 170، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 1/ 343- 346، وتاريخ جرجان للسهمي 316، والسابق واللاحق للخطيب 143 رقم 29، وتاريخ بغداد 7/ 3- 6 رقم 4367، وتهذيب التهذيب الكمال 3/ 484- 488 رقم 620، والمغني في الضعفاء 1/ 97 رقم 821، والكاشف 1/ 94 رقم 527، وميزان الاعتدال 1/ 290، 291 رقم 1090، والوافي بالوفيات 10/ 53 رقم 4492، وتهذيب التهذيب 1/ 408- 410 رقم 749، وتقريب التهذيب 1/ 90 رقم 703، وخلاصة تهذيب التهذيب 43. [2] في معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 72 رقم 181، ونقله العقيلي في «الضعفاء الكبير» 1/ 108، وابن عديّ في «الكامل في ضعفاء الرجال» 1/ 343، والخطيب في «تاريخ بغداد» 7/ 4. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 47 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : لَيِّنُ الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ [2] : أَكْثَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَكِتَابُهُ صَحِيحٌ عَنْهُ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : فِيهِ لِينٌ. حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ فَغَلَطَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا حَتَّى فَحُشَ الْخَطَأُ مِنْهُ. وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: فُضِّلْتُمْ عَلَيْنَا بِالأَلْوَانِ وَالصُّوَرِ وَالنُّبُوَّةِ، أَفَرَأَيْتَ إِنْ آمَنْتُ بِكَ وَعَمِلْتُ بِمِثْلِ مَا عَمِلْتَ إِنِّي لَكَائِنٌ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُرَى بَيَاضُ الأَسْوَدِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ سَنَةٍ» . الْحَدِيثَ بِطُولِهِ رَوَاهُ عَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْهُ، وَهُوَ بَاطِلٌ وَقَدْ مَرَّ أَيُّوبُ فِي طَبَقَةِ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ [6] . وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَنَبَّهْتُ عَلَيْهِ في الطبقة المارّة [7] .   [1] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير. ونقله ابن عدي في الكامل 1/ 344. [2] هو أبو حاتم الرازيّ. قال ابنه: سمعت أبي يقول: أيوب بن عتبة فيه لين، قدم بغداد ولم يكن معه كتبه، فكان يحدّث من حفظه على التوهّم فيغلط، وأمّا كتبه في الأصل فهي صحيحة عن يحيى بن أبي كثير. قال لي سليمان بن شعبة هذا الكلام وكان عالما بأهل اليمامة وقال: هو أروى الناس عن يحيى بن أبي كثير وأصحّ الناس كتابا عنه: فقيل لأبي: عبد الله بن بدر أحبّ إليك أو أيوب بن عتبة؟ فقال: أيوب بن عتبة أعجب إليّ وهو أحبّ إليّ من محمد بن بدر، (الجرح والتعديل 2/ 253) . [3] في تاريخه 2/ 50، وقال أيضا «ليس بشيء» : ونقل قوله ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 2/ 253، وابن عديّ في «الكامل في ضعفاء الرجال» 1/ 344. [4] في الجرح والتعديل 2/ 253. [5] في المجروحين 1/ 169، 170. [6] تقدّم في الطبقة السابعة عشرة، الجزء السابق، ص 85 برقم (32) ولم يترجم له. [7] وقال النسائي: «مضطرب الحديث» . وقال الجوزجاني: «ضعيف» . وَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت يحيى بن معين يقال: ثلاثة كان يُتَّقَى حَدِيثُهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وأيوب بن عتبة، وفليح بن سليمان. قلت لَهُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أَبِي كامل مظفّر بن مدرك وكان رجلا صالحا. (العلل ومعرفة الرجال الجزء: 11 ¦ الصفحة: 48   [2] / 596 رقم 3826) . وقال عبد الله أيضا: سألت أبي عن أيوب بن عتبة فقال: مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير، فقلت له: عن غير يحيى بن أبي كثير؟ قال: هو على حال. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 117 رقم 4491، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 108 وفيه: «هو على ذلك» ، والجرح والتعديل 2/ 253 وفيه: «وفي غير يحيى على ذاك» ) . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» ، ونقل أن ابن معين قال: «أيوب بن عتبة ليس حديثه بشيء، لا يسوى فلسا» (1/ 108) . وقال أبو زرعة الرازيّ: قال لي سليمان بن داود بن شعبة اليمامي: وقع أيوب بن عتبة إلى البصرة وليس معه كتب فحدّث من حفظه، وكان لا يحفظ، فأما حديث اليمامة ما حدّث به ثمّة فهو مستقيم. وسئل أبو زرعة عنه فقال: ضعيف. (الجرح والتعديل 2/ 253) . وقال ابن عديّ: «أحاديثه في بعضها الإنكار وهو مع ضعفه يكتب حديثه» . (الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 346) . وقال العجليّ في «تاريخ الثقات» (71 رقم 131) : «يكتب حديثه وليس بالقويّ» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 49 - حرف الْبَاءِ- 25- الْبَخْتَرِيُّ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ سَلْمَانَ الكلبيّ [1]- ق. - شاميّ من أهل ناحية الْقَلَمُونِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْهِرٍ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ. ضَعَّفَهُ أبو حاتم [2] . وقال ابن عديّ [3] : له عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَدْرَ عِشْرِينَ حَدِيثًا عَامَّتُهَا مَنَاكِيرُ. مِنْهَا: «أَشْرِبُوا أَعْيُنَكُمُ الْمَاءَ» [4] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: رَوَى عَنْ أَبِيهِ موضوعات [5] . قال هشام بن عمّار: ذهبنا إليه إِلَى الْقَلَمُونِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ الأَفَاعِي [6] .   [1] انظر عن (البختريّ بن عبيد) في: الجرح والتعديل 2/ 447 رقم 1700، والعلل له 1/ 36، والمجروحين لابن حبّان 1/ 202، 203، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 490، 491، والإكمال لابن ماكولا 1/ 460، وتهذيب الكمال 4/ 24- 26 رقم 644، والكاشف 1/ 97 رقم 548، والمغني في الضعفاء 1/ 101 رقم 854، وميزان الاعتدال 1/ 299، 300 رقم 1133، وتهذيب التهذيب 1/ 422، 423 رقم 779، وتقريب التهذيب 1/ 94 رقم 10، وخلاصة تذهيب التهذيب 46. [2] فقال: «ضعيف الحديث ذاهب» . (الحرج والتعديل 2/ 447) . [3] في «الكامل في ضعفاء الرجال» 2/ 490. [4] وذكره ابن أبي حاتم في «العلل» 1/ 36، وابن حبّان في «المجروحين» 1/ 203. [5] تهذيب الكمال 4/ 25. [6] قال ابن حبّان: «يروي عن أبيه، عن أبي هريرة نسخة فيها عجائب، لا يحلّ الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات مع عدم تقدّم عدالته» . (المجروحون 1/ 202، 203) ، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 50 26- بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ الْكُوفِيُّ الْمُؤَدِّبُ [1] . عَنْ: أَبِي رَوْقٍ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِيِّ، وَأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَجُبَارَةَ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا. قُلْتُ: مَا خَرَّجُوا لَهُ [5] . 27- بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ [6]- م. د. ن. -   [1] انظر عن (بشر بن عمارة الكوفي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 80 رقم 1759، والتاريخ الصغير له 254 رقم 40، والضعفاء والمتروكين للنسائي 286 رقم 77، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 140 رقم 170، وتاريخ الطبري 1/ 84، 90، 92، 95، 97، 100، والجرح والتعديل 2/ 362 رقم 1386، والمجروحين لابن حبّان 1/ 188، 189، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 442، 443، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 68 رقم 127، وميزان الاعتدال 1/ 321 رقم 1209، والمغني في الضعفاء 1/ 106 رقم 909، ولسان الميزان 2/ 27 رقم 99. [2] في الجرح والتعديل 2/ 362. [3] في الضعفاء والمتروكين 286 رقم 77. [4] ليس في «الكامل في ضعفاء الرجال» لابن عديّ هذه العبارة، بل فيه: «ولبشر بن عمارة أحاديث غير ما ذكرت» . [5] قال البخاري في تاريخه الكبير عن أحاديثه: «تعرف وتنكر» ، واقتبس قوله العقيلي في «الضعفاء الكبير» 1/ 140 وفيه: «وكنت تعرف وتنكر» ، واقتبس أيضا ابن عديّ في «الكامل» . وقال البخاري في تاريخه الصغير 254 رقم 40: «كنا نعرفه وننكره» . وقال ابن حبّان: «كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته» . (المجروحون 1/ 189) . وقال الدار الدّارقطنيّ: «متروك» . [6] انظر عن (بشر بن منصور السليمي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1251، والتاريخ الكبير 2/ 84 رقم 1770، والتاريخ الصغير له 197، والكنى والأسماء لمسلم، رقة 97، والجرح والتعديل 2/ 365 رقم 1408، والثقات لابن حبّان 8/ 140، وحلية الأولياء 7/ 28 في ترجمة سفيان الثوري، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 87 رقم 140، والعقد الفريد 3/ 170، 197، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 51 الإمام أبو أحمد الأزديّ السّليميّ [1] البصريّ، والزّاهد الْعَابِدُ. عَنْ: أَيُّوبَ، وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَعَاصِمٍ الأحوال، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَبِشْرٌ الْحَافِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ. وَمِنَ الْقُدَمَاءِ: الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُقَدِّمُهُ عَلَيْهِ فِي الْوَرَعِ وَالرِّقَّةِ [2] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ للَّه مِنْهُ. كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ رَكْعَةٍ [3] . وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ: هُوَ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ الْمَشَايِخِ [4] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [5] : هُوَ ثِقَةٌ وَزِيَادَةٌ. وَقَالَ غَسَّانُ الْغِلابِيُّ: كَانَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ إِذَا رَأَيْتَ وَجْهَهُ ذَكَرْتَ الآخِرَةَ. رَجُلٌ مُنْبَسِطٌ لَيْسَ بِمُتَمَاوِتٍ، ذَكِيٌّ، فَقِيهٌ [6] . وَقَالَ عَبَّاسٌ النَّرْسِيُّ: رُبَّمَا قَبَضَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ عَلَى لِحْيَتِهِ وَيَقُولُ: أَطْلُبُ الرِّئَاسَةَ بَعْدَ سَبْعِينَ سَنَةً.   [ () ] والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 54 رقم 207 وصفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 376، 377 رقم 560، وتهذيب الكمال 4/ 151- 154 رقم 708، وميزان الاعتدال 1/ 325 رقم 1227، والعبر 1/ 275، وسير أعلام النبلاء 8/ 318- 320 رقم 104، والمغني في الضعفاء 1/ 104 رقم 602، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 648، والوافي بالوفيات 10/ 156 رقم 4621 وفيه «السّلمي» ، وتهذيب التهذيب 1/ 459، 460 رقم 845، وتقريب التهذيب 1/ 101 رقم 76، وخلاصة تهذيب التهذيب 49 وفيه كنيته «أبو محمد» ، والجامع للشمل لبامطرف 1/ 227 وفيه «السلمي» . [1] السليمي: نسبة إلى سليمة، من ولد مالك بن فهم من الأزد، (تاريخ البخاري الكبير) . [2] تهذيب الكمال 4/ 153. [3] تهذيب الكمال 4/ 153. [4] تهذيب الكمال 4/ 153. [5] قال عبد الله في «العلل ومعرفة الرجال» 1/ 531 رقم 1251: «سألت أبي عن بشر بن منصور، فقال: ثقة ثقة، كان ابن مهديّ معجبا به، رجل صالح، ابن مهديّ حدّث عنه» . [6] صفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 376. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 52 وَعَنْ غَسَّانَ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: قِيلَ لِبِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ: يَسُرُّكَ أَنَّ لَكَ مِائَةَ أَلْفٍ؟ فَقَالَ: لِأَنْ تُنْدَرَ عَيْنَايَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ شَيْخُنَا [1] فِي «التَّهْذِيبِ» [2] قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ للَّه مِنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ. كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَمِائَةِ رَكْعَةٍ. وَكَانَ قَدْ حَفَرَ قَبْرَهُ وَخَتَمَ فِيهِ الْقُرْآنَ. وَكَانَ وِرْدُهُ ثُلُثَ الْقُرْآنَ. وَكَانَ ضَيْغَمٌ صَدِيقٌ لَهُ فَمَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. وَقَالَ غَسَّانُ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي بِشْرٌ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَمِّي فَاتَتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى [3] . وَأَوْصَانِي فِي كُتُبِهِ أَنْ أَغْسِلَهَا أَوْ أَدْفِنَهَا. قَالَ غَسَّانُ: وَكُنْتُ أَرَاهُ إِذَا زَارَهُ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ قَامَ مَعَهُ حَتَّى يَأْخُذَ بِرِكَابِهِ. فَعَلَ بِي ذَلِكَ كَثِيرًا. رَوَاهَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، عَنْ غَسَّانَ. ثُمّ قَالَ الدَّوْرَقِيُّ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمَهْدِيِّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْخَالِقِ أَبُو هَمَّامٍ قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ: أَقِلَّ مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ فَإِنَّكَ لا تَدْرِي مَا يَكُونُ. فَإِنْ كَانَ يَعْنِي فَضِيحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَانَ مَنْ يَعْرِفُكَ قَلِيلا [4] . وَثَنَا سَهْلُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ بِشْرٌ يُصَلِّي فَطَوَّلَ، وَرَجُلٌ وَرَاءَهُ يَنْظُرُ، فَفَطِنَ لَهُ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: لا يُعْجِبُكَ مَا رَأَيْتَ مِنِّي، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَدْ عَبْدَ اللَّهَ كَذَا وَكَذَا مَعَ الْمَلائِكَةِ. وَعَنْ بِشْرٍ قَالَ: مَا جَلَسْتُ إِلَى أَحَدٍ فَتَفَرَّقْنَا إِلا عَلِمْتُ بِأَنِّي لَوْ لَمْ أَقْعُدْ مَعَهُ كَانَ خَيْرًا لِي [5] . قَالَ سَيَّارٌ: نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ مَنْصُورٍ فِي المنام فقلت: ما صنع الله بك؟   [1] أي الحافظ أبو الحجّاج يوسف المزّي المتوفى سنة 742 هـ. [2] أي «تهذيب الكمال» - ج 4/ 153. [3] صفة الصفوة 3/ 376. [4] صفة الصفوة 3/ 376. [5] صفة الصفوة 3/ 376. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 53 قَالَ: وَجَدْتُ الأَمْرَ أَهْوَنَ مِمَّا كُنْتُ أَحْمِلُ عَلَى نَفْسِي. قُلْتُ: مَاتَ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [1] . 28- بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَنَّاطُ [2]- ق. - شَيْخٌ مَجْهُولٌ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، نَعَمْ [3] ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ. تَقَوَّى [4] .   [1] ورّخه البخاري في تاريخه الكبير، والصغير، وكذلك ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» وَقَالَ: «مَاتَ سَنَةَ ثمانين ومائة بعد ما عمي، وكان من خيار أهل البصرة وعبّادهم» . وقال عبد الرحمن بن مهديّ: «ما أحبّ أن ألقى الله بصحيفة بشر بن منصور، مات ولم يدع قليلا ولا كثيرا» . (العقد الفريد 3/ 170) . وقال عبد الأعلى بن حمّاد: دخلت على بشر بن منصور وهو في الموت، فإذا به من السرور في أمر عظيم، فقلت له: ما هذا السرور؟ قال: سبحان الله، أخرج من بين الظالمين والباغين والحاسدين والمغتابين وأقدم على أرحم الراحمين ولا أسرّ؟! (العقد الفريد 3/ 170 و 197) . [2] انظر عن (بشر بن منصور الحنّاط) في: الجرح والتعديل 2/ 365 رقم 1407، وتهذيب الكمال 4/ 154، 155، وسير أعلام النبلاء 8/ 320، والكاشف 1/ 104 رقم 603، والمغني في الضعفاء 1/ 107 رقم 924، وميزان الاعتدال 1/ 325 رقم 1226، وتهذيب التهذيب 1/ 460 رقم 468، وتقريب التهذيب 1/ 101 رقم 77، وخلاصة التهذيب 49. [3] قوله: «نعم» تأكيد لمعرفته، بعد أن قال في «المغني في الضعفاء» : «فيه جهالة» ، وقال في «ميزان الاعتدال» : «يجهل» ، ولم يعلّق عليه في «الكاشف» ، وقال في «سير أعلام النبلاء» : كوفيّ، قليل الرواية» . [4] قال ابن أبي حاتم: «بشر بن منصور الحناط، روى عن أبي زيد، عن أبي المغيرة، عن ابن عباس، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، روى عنه أبو سعيد الأشجّ. «سئل أبو زرعة عن بشر بن منصور هذا فقال: لا أعرفه ولا أعرف أبا زيد» . (الجرح والتعديل 2/ 365) . وقال أبو القاسم الطبراني: أبو زيد هذا عندي: عبد الملك بن ميسرة الزّرّاد. وقد ردّ الحافظ المزّي على الطبراني بأن: «ما قاله بعيد جدّا، فإنّ الأشجّ لم يدرك أحدا من أصحاب الزّرّاد. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن أبيه: شعيب بن عمرو النميري، روى عن الحسن، روى عبد الرحمن بن مهديّ، عن بشر بن منصور الحنّاط، عنه. فعلى هذا يحتمل أن يكون السليمي والحنّاط واحدا، وإن كان الحنّاط غير السليمي فقد ثبتت. عدالته لرواية عبد الرحمن بن مهديّ عنه، فإنه لا يروي عنه غير ثقة، ولتوثيق أبي سعيد الأشجّ له، والله أعلم» . (تهذيب الكمال 4/ 154، 155) . هذا، وقد فرّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- بين الحنّاط والسليمي، كما هنا، وكما في: الكاشف، والميزان، والسير، والمغني. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 54 29- بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ الْخُشَنِيُّ [1] . شَامِيٌّ [2] . رَوَى عَنْ: خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [4] . 30- بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ الواسطيّ [5] .   [ () ] أما الحافظ ابن حجر فنقل قول ابن أبي حاتم ولم يؤكده أو ينفه، وكذلك فعل الخزرجي في الخلاصة. والّذي يؤكّد أن الحنّاط غير السليمي هو حديث الحنّاط عن أبي زيد الّذي رواه ابن ماجة في سننه، (المقدّمة، رقم 50) . وقد قام الشيخ شعيب الأرنئوط بتخريج حديثه في الحاشية رقم (3) من تهذيب الكمال- ج 4- ص 154 فليراجع لفائدته. [1] انظر عن (بشير بن طلحة الخشنيّ) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2 (60، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4315، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 99 رقم 1830، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 501، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 46، والجرح والتعديل 2/ 375 رقم 1455، والثقات لابن حبّان 8/ 151، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 77 رقم 119، وميزان الاعتدال 1/ 329 رقم 1240، وتعجيل المنفعة 52 رقم 94. [2] هكذا وصفه ابن معين في تاريخه، ولم يزد. [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 88 رقم 4315 (وقد وقع في فهرس الأعلام رقم 4316) وهو غلط:. [4] وزاد: «حدّث عنه ضمرة» (العلل، والجرح والتعديل 2/ 375) . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في «الثقات» . [5] انظر عن (بشير بن ميمون) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5323، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 105 رقم 1847، والتاريخ الصغير له 207، والضعفاء الصغير له 254 رقم 41، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 57، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 152 رقم 267، وتاريخ واسط لبحشل 113، والضعفاء والمتروكين للنسائي 286 رقم 78، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 14، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 145، 146 رقم 178، والجرح والتعديل 2/ 379 رقم 147، والمجروحين لابن حبّان 1/ 192، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 452، 453، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 69 رقم 129، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 291 ب، وتاريخ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 55 أَبُو ضَيْفِيٍّ. عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْمَقْبُرِيِّ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَطَائِفَةٌ. تَرَكُوهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. فَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نَا بَشِيرٌ، نَا مُجَاهِدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةٍ عَلَى مَمْلُوكٍ عِنْدَ مَلِيكِ سوء» [2] . وقال أحمد بن حنيل [3] : قَدِمَ فَكَتَبْنَا عَنْهُ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : يُخْطِئُ كَثِيرًا، رَوَى عَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ [5] . قُلْتُ: كَأَنَّهُ بَقِيَ إلى بضع وثمانين ومائة.   [ () ] بغداد 7/ 129- 131 رقم 3567، والإكمال لابن ماكولا 1/ 285، والتهذيب الكمال 4/ 178- 181 رقم 729، وميزان الاعتدال 1/ 330 رقم 1245، والكاشف 1/ 106 رقم 619، والمغني في الضعفاء 1/ 108 رقم 939، والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي 111، 112 رقم 169 وفيه تحرّف إلى «بشر» ، وتهذيب التهذيب 1/ 469، 470، 869، وتقريب التهذيب 1/ 104 رقم 99، وخلاصة تذهيب التهذيب 50. [1] في تاريخه الكبير، والضعفاء الصغير، وقال في، التاريخ الصغير: «يتّهم بالوضع» . ونقله الحاكم النيسابورىّ في «الأسامي والكنى» . [2] ذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» 1/ 145. [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 298 رقم 5323. [4] في المجروحين 1/ 192. [5] وقال مسلم: «سكتوا عنه» . وقال الجوزجاني: «غير ثقة» . وقال الحاكم النيسابورىّ: «يتّهم بالوضع» . وقال ابن معين: «ليس يكتب حديثه» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 145) . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث وعامة روايته مناكير يكتب حديثه على الضعف» . وقال أبو زرعة الرازيّ: ضعيف الحديث. ولم يمنع من قراءة حديثه. (الجرح والتعديل 2/ 379) . وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه غير محفوظ. وهو ضعيف كما ذكره أحمد والبخاري والنسائي وغيرهم» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 56 31- بَكْرُ بْنُ حُمْرَانَ الرِّفَاعِيُّ [1] . عَنْ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ. وَعَنْهُ: الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَعَفَّانُ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَعَدَّةٌ. مَا عَلِمْتُ بِهِ جَرْحًا. 32- بَكْرُ بْنُ مُضَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ [2]- ع. سوى ق. - الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْمِصْرِيُّ. مَوْلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ. رَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِريِّ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبَيْعَةَ، وَابْنِ عَجْلانَ، وعمرو بن الحارث، وطائفة. وعنه: ابنه إسحاق، وابن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم، وقتيبة بن سعيد، وآخرون. وكان من الثقات العباد. ولد سنة مائة. قال الحارث بن مسكين: كان ابن القاسم لا يُقَدِّمُ عَلَى بكر بن مضر من   [1] انظر عن (بكر بن حمران) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 88 رقم 1784، والجرح والتعديل 2/ 384، 384، رقم 1495، والثقات لابن حبّان 8/ 146 وفيه تصحّف إلى «بكر بن حمدان» بالدال، وهو غلط. [2] انظر عن (بكر بن مضر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 517 (دون ترجمة) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ 482 رقم 3167، وطبقات خليفة 296، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 95 رقم 1811، والتاريخ الصغير له 195، وتاريخ الثقات للعجلي 85 رقم 165، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 164، 165، 437، 651، 670، و 2/ 446، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 222 وفيه تحرّف إلى «بكير» ، والجرح والتعديل 2/ 392، 393 رقم 1529، والثقات لابن حبّان 6/ 104، 105 ومشاهير علماء الأمصار له 191، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 78 رقم 120، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 115 رقم 138، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 91 رقم 152، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 57، 58 رقم 222، وتهذيب الكمال 4/ 227- 230 رقم 756، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 566، وسير أعلام النبلاء 8/ 174، 175، رقم 35، وتذكرة الحفاظ 1/ 221، والعبر 1/ 265، والكاشف 1/ 108 رقم 643، والوافي بالوفيات 10/ 218 رقم 4703، وتهذيب التهذيب 1/ 487، 488 رقم 899، وتقريب التهذيب 1/ 107 رقم 127، وخلاصة تذهيب التهذيب 52، وشذرات الذهب 1/ 284. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 57 أهل الفسطاط أحدا. وقد رأيته وأنا حديث، فَحَدَّثَنِي ابْنُهُ إِسْحَاقُ قَالَ: مَا كُنْتُ أَرَى أَبِي يَجْلِسُ فِي الْبَيْتِ عَلَى طِنْفِسَةٍ. مَا كَانَ يَجْلِسُ إِلا عَلَى حَصِيرٍ. وَكَانَ طَوِيلَ الْحُزْنِ. وَأَحْيَانًا تَطِيبُ نَفْسُهُ فَيَفْرَحُ، فَرُبَّمَا جَاءَ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ الْمَسْأَلَةَ فَيُعَلِّمَهُ وَيَرْجِعُ إِلَى حَالِهِ ويتغيّر، ويقول: ما لي وَلِهَذَا. فَنَقُولُ لَهُ: أَفَتَصْرِفُهُ؟ فَيَقُولُ: أَوَ يَحِلُّ لِي، أَوَ يَحِلُّ لِي؟ وَرُبَّمَا جَاءَهُ الأَحْدَاثُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ الْحَدِيثَ، فَيَقُولُ لَهُمْ: تَعَلَّمُوا الْوَرَعَ [1] . قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَا مُحَلَّمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنَا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ 2: 184 [2] ، كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ [3] ، وَمُسْلِمٌ [4] ، وَأَبُو داود [5] ، وَالتِّرْمِذِيُّ [6] ، وَالنَّسَائِيُّ [7] ، خَمْسَتُهُمْ عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوِّ دَرَجَةٍ. مَاتَ بَكْرٌ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ ومائة [8] .   [1] الخبر بنصّه في «سير أعلام النبلاء» 8/ 175. [2] سورة البقرة، الآية 184. [3] في تفسير سورة البقرة 8/ 136. [4] في الصيام (1145) باب بيان قوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ 2: 184. [5] برقم (2315) . [6] برقم (7978) . [7] في الجزء 4/ 190. [8] ورّخه البخاري، وابن حبّان، وغيرهما. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 58 - حرف التَّاءِ- 33- تَمَّامُ بْنُ بَزِيعٍ [1] . أَبُو سَهْلٍ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَالْعَاصِي الطُّفَاوِيِّ. وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن بَكْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : يتكلمون فيه. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [4] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : هُوَ أَبُو سَهْلٍ السَّعْدِيُّ مَوْلاهُمْ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، وَالْحَسَنَ، وَالْعَاصَ بْنَ عُمَرَ. نَا عَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [6] : تَمَّامُ بْنُ بَزِيعٍ الشَّقَرِيُّ. مِنْ حَدِيثِهِ: مَا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثَنَا تمّام بن   [1] انظر عن (تمّام بن بزيع) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 157 رقم 2028، والتاريخ الصغير له 198، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 169، 170 رقم 211، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، والجرح والتعديل 2/ 445 رقم 1789، والمجروحين لابن حبّان 1/ 203، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 513، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 71 رقم 137، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 240 ب، والمغني في الضعفاء 1/ 118 رقم 1018، وميزان الاعتدال 1/ 358 رقم 1340، ولسان الميزان 2/ 71 رقم 272. [2] قوله في: (الجرح والتعديل 2/ 445) و (المجروحين لابن حبّان 1/ 203) . [3] في تاريخيه الكبير والصغير، ونقله العقيلي في «الضعفاء الكبير» . [4] في الضعفاء والمتروكين 71 رقم 137. [5] في تاريخه الكبير 2/ 157، واقتبسه الحاكم النيسابورىّ في «الأسامي والكنى» . [6] في «الضعفاء الكبير» 1/ 169. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 59 بَزِيعٍ الشَّقَرِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِكُلِّ مَجْلِسٍ شَرَفًا. وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ. وَإِنَّمَا تُجَالِسُونَ بِالأَمَانَةِ وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ فِي الصَّلاةِ» . الْحَدِيثُ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [1] : رَوَاهُ هشام أبو المقدام، وعيسى بْنُ مَيْمُونٍ، وَمُصَارِفُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، ولم يحدّث به عنه ثقة [2] .   [1] في المصدر نفسه. [2] ولفظ العقيلي: «وكان هؤلاء متروك» . وقال ابن حبّان: «كان ممّن كثر وهمه وفحش خطئه حتى بعد عن الاحتجاج به» . وقال ابن عديّ: «وتمّام بن بزيع هذا ليس بالمعروف ولا يحدّث عنه من البصريين غير محمد بن أبي بكر المقدّمي، وهو قليل الحديث» . وقال الحاكم النيسابورىّ: «حديثه في البصريين، ليس بالمتين عندهم» .، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 60 - حرف الثَّاءِ- 34- ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ [1] أَبُو خَلِيفَةَ العبديّ. بصري. روى عن: ثابت، وأبي الزّبير. وعنه: زيد بْنُ الْحُبَابِ، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَآخَرُونَ. نَسبَهُ الْمَدِينِيُّ إِلَى الْكَذِبِ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [4] . قُلْتُ: وَلَحِقَهُ مُحَمَّدُ بن يحيى العدنيّ.   [1] انظر عن (ثمامة بن عبيدة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 178 رقم 2120، والتاريخ الصغير له 206، والضعفاء الصغير له 255 رقم 45، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 177، 178 رقم 223، والجرح والتعديل 2/ 467 رقم 1899، والمجروحين لابن حبّان 1/ 207، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 535، والمغني في الضعفاء 1/ 123 رقم 1060، وميزان الاعتدال 1/ 372 رقم 1397، ولسان الميزان 2/ 84 رقم 338. [2] قاله البخاري في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير، واقتبسه العقيلي في «الضعفاء الكبير» 1/ 177، ووقع فيه: «ونسبه إلى الكدى» وقد قيّدها هكذا بالتحريك محقّق الكتاب الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، فأفحش في الغلط، ولم يرجع إلى كتب البخاري، وكان عليه أن يتنبّه لغلطه حيث نقل قول ابن المديني «يرميه بالكذب» عن «ميزان الاعتدال» . والقول أيضا في الجرح والتعديل. [3] الجرح والتعديل 2/ 4637. [4] وقال ابن حبّان: «كان في لسانه فضل، وكان علي بن المديني يرميه بالكذب» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 61 - حرف الْجِيمِ- 35- جَابِرُ بْنُ غَانَمٍ السَّلَفِيُّ الْخُشَنِيُّ [1] . عَنْ: سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، وَأَسَدِ بْنِ وَدَاعَةٍ، وَشَبِيبِ بْنِ نُعَيْمٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ. قُلْتُ: لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ [3] . 36- جَارِيَةُ بْنُ هَرِمٍ [4] . أَبُو شيخ الفقيميّ البصريّ.   [1] انظر عن (جابر بن غانم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 209 رقم 2217، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 337، والجرح والتعديل 2/ 501 رقم 2059، والثقات لابن حبّان 6/ 142، 143 و 8/ 164. [2] في الجرح والتعديل 2/ 501. [3] ذكره ابن حبّان في طبقة أتباع التابعين من «الثقات» ، ثم أعاده في «الذين يلونهم» ، وذكر حديثا بروايته، وقال: حدّثنا عَنْهُ عليّ بْن عَبْد الله بْن مبشّر الواسطي، وغيره من شيوخنا. [4] انظر عن (جارية بن هرم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 238 رقم 2313، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 54، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 111، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 6، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 203 رقم 205، والجرح والتعديل 2/ 520، 521 رقم 2159، والمجروحين لابن حبّان 1/ 69 و 2/ 237، والثقات له 8/ 165، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 596، 597، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 73 رقم 149، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 273 ب، والإكمال لابن ماكولا 2/ 2، 3، والمغني في الضعفاء 1/ 126 رقم 1083، وميزان الاعتدال 1/ 385، 386 رقم 1430، ولسان الميزان 2/ 91 92 رقم 313. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 62 عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْحُبْرَانِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَوِ ابْنِ سَوَّارٍ. رَوَى عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَتَبْنَا عَنْهُ أَسَامِي وَكَانَ ضَعِيفًا، تَرَكْنَاهُ. وَكَانَ رَأْسًا فِي الْقَدَرِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : أَحَادِيثُهُ كُلُّهَا لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا الثِّقَاتُ [4] . 37- الْجَرَّاحُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ ثُمَّ الرازيّ [5] .   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 203، الجرح والتعديل 2/ 521. [2] في الجرح والتعديل 2/ 521. [3] في الكامل في الضعفاء 2/ 597. [4] وقال النسائي: «ليس بالقويّ» . (الضعفاء والمتروكون 2187 رقم 111) . وقال الدار الدّارقطنيّ: «متروك» . (الضعفاء والمتروكون 83 رقم 149) . وقال ابن ماكولا: «ليس بالقويّ في الحديث» (الإكمال 2/ 3) . وقال الحاكم النيسابورىّ: «ليس بالقويّ عندهم» . (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 273 ب) . وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما أخطأ» . وذكره أيضا في موضعين من «المجروحين» ، وقال في الموضع الأول (1/ 69) نقلا عن عمرو بن عليّ المديني، عن يحيى بن سعيد القطان فقال: كنا عند شيخ من أهل مكة أنا وحفص بن غياث، وإذا أبو شيخ جارية بن هرم يكتب عنه، فجعل حفص يضع له الحديث ويقول: حدّثتك عائشة بنت طلحة، عن عائشة بكذا. فيقول: حدّثتني عائشة بنت طلحة، عن عائشة بكذا، ثم يقول له: وحدّثك القاسم بن محمد، عن عائشة بكذا، فيقول: حدّثنا القاسم عن عائشة بكذا. ويقول: حدّثك سعيد بن جبير، عن ابن عباس بمثله، فيقول: حدّثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فلما فرغ ضرب حفص بيده إلى ألواح جارية فمحاها، فقال: تحسدوني! فقال له حفص: لا، ولكن هذا كذب، فقلت ليحيى: من الرجل؟ فلم يسمّه: فقلت له يوما: يا أبا سعيد، لعلّ عندي عن هذا الشيخ ولا أعرفه؟ قال: هو موسى بن دينار. ونقل الحاكم هذه الرواية في (الأسامي والكنى) واختصرها العقيلي في (الضعفاء الكبير) وفيها أن أبا الشيخ الفقيمي خرج يتبع حفص ويحيى بن سعيد القطّان، فجعل القطّان يبيّن له أمر الشيخ، فجعل لا يقبل!. وهذا يدلّ على ضعفه في الحديث وغفلته: فكيف يذكره ابن حبّان في «الثقات» ؟. [5] انظر عن (الجرّاح بن الضّحّاك) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 63 عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَغَيْرِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا بَأْسَ بِهِ، صَالِحُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الإِسْفَذْنِيُّ [2] ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَلَّى [3] . 38- الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ [4] وَالِدُ وَكِيعٍ، وَنَاظِرُ بَيْتِ المال ببغداد لهارون الرشيد [5] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 228 رقم 2288، والجرح والتعديل 2/ 524 رقم 2177، والثقات لابن حبّان 6/ 149 و 157 و 8/ 164، وتاريخ جرجان للسهمي 406، وتهذيب الكمال 4/ 514، 515 رقم 908، وميزان الاعتدال 1/ 389 رقم 1450، والكاشف 1/ 125 رقم 772، وتهذيب التهذيب 2/ 65، 66 رقم 106، وتقريب التهذيب 1/ 126 رقم 46، وخلاصة تهذيب التهذيب 61. [1] في الجرح والتعديل 2/ 524. [2] الإسفذنيّ: بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والذال المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى إسفذن وهي من قرى الريّ. (الأنساب 1/ 235) . [3] ذكره ابن حبّان في «الثقات» ثلاث مرات، ولم يتنبّه إلى ذلك محقّقه العلّامة اليماني. مرتان في (أتباع التابعين) 6/ 149 و 157، ومرة في «الذين يلونهم» (8/ 164) . [4] انظر عن (الجرّاح بن مليح الرؤاسي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 380، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 78، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 326، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 650، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 227، 228، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 118، وطبقات خليفة 169، وتاريخ الثقات للعجلي 95 رقم 202، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 445 و 3/ 31، والجرح والتعديل 2/ 523 رقم 2175، والمجروحين لابن حبّان 1/ 219، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 584، 585، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 89 رقم 172، ورجال الطوسي 164 رقم 62، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 19 ب، رقم (466) ، ورجال مسلم لابن منجويه 1/ 128 رقم 241، وتاريخ بغداد 7/ 252، 253 رقم 3743، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 80 رقم 303، والإكمال لابن ماكولا 4/ 150، والأنساب لابن السمعاني 3/ 144، واللباب لابن الأثير 1/ 478، والكامل في التاريخ 6/ 74، وتهذيب الكمال 4/ 517- 520 رقم 910، وميزان الاعتدال 1/ 389، 390 رقم 1451، والكاشف 1/ 125، 126 رقم 774، والمغني في الضعفاء 1/ 128 رقم 1103 وسير أعلام النبلاء 9/ 168، 169 رقم 49، والبداية والنهاية 10/ 170، والوافي بالوفيات 11/ 65 رقم 115، والكشف الحثيث 122 رقم 187 وتهذيب التهذيب 2/ 66- 68 رقم 108، وتقريب التهذيب 1/ 126 رقم 48، وخلاصة تهذيب التهذيب 61. [5] تاريخ بغداد 6/ 252. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 64 رَوَى عَنْ: جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَمَنْصُورٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَأَبُو داود [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بن سعيد [5] : كَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ. وَأَمَّا الْخَطِيبُ فَرَوَى [6] عن البرقانيّ أنّه سأل الدّار الدَّارَقُطْنِيَّ، عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ الرُّؤَاسِيِّ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. فَقُلْتُ: يُعْتَبَرُ بِهِ؟ قَالَ: لا. وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [7] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [8] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ [8] . 39- الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْبَهْرَانِيُّ الحمصيّ [9] .   [1] في تاريخه 2/ 78، وقال في معرفة الرجال 1/ رقم 326: «ليس به بأس» . [2] تاريخ بغداد 7/ 253. [3] تهذيب الكمال 4/ 519. [4] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 585. [5] في الطبقات الكبرى 6/ 381 لفظه: «وكان عسرا في الحديث ممتنعا به» . [6] في تاريخ بغداد 7/ 253، وقال الذهبي في (ميزان الاعتدال 1/ 390) : «مات سنة ست وثمانين ومائة» وقال في (سير أعلام النبلاء 9/ 169) : «قال خليفة: توفي سنة خمس وسبعين ومائة، وقال ابن قانع: سنة ستّ» . [7] في الجرح والتعديل 2/ 523. [8] الجرح والتعديل 2/ 523. [9] انظر عن (الجرّاح بن منهال البهراني) في: التاريخ لابن معين 2/ 78، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 228 رقم 2287، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 65 أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَبَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ صَاحِبِ أَبِي عُتْبَةَ الْخَوْلانِيِّ، وَأَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَرَّازِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَهِشَامُ بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ النَّصِيبِيُّ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صالح الحديث. وقال ابن مَعِين [3] : لا أَعْرِفُهُ [4] . 40- جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس بن عبد المطّلب [5] .   [ () ] وتاريخ الدارميّ 214، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 65، والجرح والتعديل 2/ 523، 524 رقم 2176، والثقات لابن حبّان 6/ 149 و 8/ 164، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 90/ رقم 173، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 583، 584، وتهذيب الكمال 4/ 520- 522 رقم 911، وميزان الاعتدال 1/: 39 1453، والكاشف 1/ 126 رقم 775، والمغني في الضعفاء 1/ 128 رقم 1104، وتهذيب التهذيب 2/ 68، 69، رقم 109، وتقريب التهذيب 1/ 126 رقم 49، وخلاصة تهذيب التهذيب 61. [1] تهذيب الكمال 4/ 521. [2] في الجرح والتعديل 2/ 542. [3] قوله هذا في تاريخ الدارميّ 214، أما قوله في تاريخه برواية الدوري 2/ 78: «شاميّ ليس به بأس» . وقد علّق الحافظ ابن عديّ على ذلك فقال في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 584) : «وقول يحيى بن معين: «لا أعرفه» ، كأن يحيى إذا لم يكن له علم ومعرفة بأخباره ورواياته يقول: لا أعرفه. والجراح بن مليح مشهور في أهل الشام، وهو لا بأس به، وبرواياته، وله أحاديث صالحة جياد، وشيخ نسخة يرويها عن الزبيدي، عن الزهري، وغيره، ونسخة لإبراهيم بن ذي حماية، وأرطاة بن المنذر مقدار عشرين حديثا ... وقد روى الجرّاح عن شيوخ الشام جماعة منهم أحاديث صالحة مستقيمة، وهو في نفسه صالح» . [4] وذكره ابن حبّان مرتين في «الثقات» مرة في (أتباع التابعين) 6/ 149، 150، ومرة في (الذين يلونهم 8/ 164) . وذكره ابن شاهين في ثقاته، ونقل قول ابن معين فيه: «ليس به بأس» . [5] انظر عن (جعفر بن سليمان بن علي) في: تاريخ خليفة 6، 422، 423، 430، 432، 435، 440، 462، والمعارف لابن قتيبة 375، 376، 499، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 131، 132، 135، 136، 149، 152، 160، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 66 الأَمِيرُ الْهَاشِمِيُّ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ الْقَاسِمُ، وَيَعْقُوبُ، وَالأَصْمَعِيُّ. وَكَانَ جَوَادًا مُمَدَّحًا، عَالِمًا فَاضِلا، أَحَدَ الْمَوْصُوفِينَ بِالشَجَاعَةِ وَالْفُرُوسِيَّةِ. مَوْلِدُهُ بِالشَّرَاةِ مِنَ الْبَلْقَاءِ [1] . وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْحِجَازِ وَإِمْرَةَ الْبَصْرَةِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْرَمَ أَخْلاقًا وَلا أَشْرَفَ أَفْعَالا مِنْهُ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَلِيَ الْبَصْرَةَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ وَعُزِلَ. وَقَدْ مُدِحَ بِأَشْعَارٍ كَثِيرَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ مَآثِرُ كَثِيرَةٌ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَفَ عَلَى الْمُنْقَطِعِينَ وَأَعْقَابِهِمْ، وَأَوَّلُ مَنْ نَقَلَهُمْ عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَأَمْصَارِهِمْ [2] . وَكَانَ قَدْ عَلِمَ عِلْمًا حَسَنًا. قَالَ خَلِيفَةُ [3] : عزل عبد الله بن الربيع الحارثيّ عَنِ الْمَدِينَةَ، فَوَلِيَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَلاثَ سِنِينَ، وَعُزِلَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيِّ. وَرُوِيَ أَنَّهُ أَجَازَ قُدَامَةَ بْنَ مُوسَى عَلَى ثَمَانِيَةِ أَبْيَاتٍ ثَمَانِمِائَةَ دِينَارٍ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: غَسَّلْتُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَزَرَرْتُ عَلَيْهِ قَمِيصَهُ حين ألبسته الكفن.   [193، 663، 664،) ] وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 62، 94، 96- 99، 114، 269، وتاريخ اليعقوبي 2/ 350، 377، 384، وعيون الأخبار 1/ 222 و 2/ 253، و 3/ 24، 199، 248، 277، والعيون والحدائق 3/ 251- 254، 298، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 128، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 126، 195، 426، والهفوات النادرة للصابي 319، وأمالي المرتضى 1/ 134، 461، ومقاتل الطالبيين 289، 291، 297، 302، 313، 344، 450، والمحاسن والمساوئ 474، وتاريخ حلب للعظيميّ 223، والشهب اللامعة 44، ومحاضرات الأدباء 1/ 231، 2/ 161، والتذكرة الحمدونية 2/ 157، 191، 192، 351 و 2/ 42، والبصائر والذخائر 3/ 1/ 244، والكامل) في التاريخ 5/ 549، 564، 569، 576، 583، 594، و 6/ 56، 61، 119، 140، 215، والوافي بالوفيات 11/ 106 رقم 176، والمستطرف 1/ 116، 167، وسير أعلام النبلاء 8/ 212- 214 رقم 51، ووفيات الأعيان 2/ 25 و 3/ 89 و 4/ 137 و 5/ 242 و 6/ 330 و 7/ 247. [1] هي في محافظة السلط من المملكة الأردنية الهاشمية. [2] الوافي بالوفيات 11/ 106. [3] في تاريخه 423. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 67 قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 41- جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ [1]- م. ع. - الإِمَامُ أَبُو سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ الْبَصْرِيُّ. كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي ضُبَيْعَةَ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ. رَوَى عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَيَزِيدَ الرِّشْكُ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَطَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ. وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَقُتَيْبَةُ، وبشير بن هلال الصّوّاف،   [1] انظر عن (جعفر بن سليمان الضبعي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 288، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 86، والعلل لابن المديني 72، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 2/ 2913 و 3362، وطبقات خليفة 224، وتاريخ خليفة 450، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 192 رقم 2161، والتاريخ الصغير له 196، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، والبيان والتبيين 2/ 273 و 4/ 160، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 169، و 287 و 2/ 49، 76، 84، 85، 97، 145، 252، 264، وتاريخ اليعقوبي 2/ 432، وتاريخ الثقات للعجلي 97 رقم 212، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 110 رقم 173، وأنساب الأشراف 4/ 81، 110، 212، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 194، 195 والجرح والتعديل 2/ 481 رقم 1957، والمعارف 264، وتاريخ واسط لبحشل 179 وأخبار القضاة لوكيع 2/ 64، 81، 172، 218، 370 و 3/ 39، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 188، 189 رقم 235، والثقات لابن حبّان 6/ 140، ومشاهير علماء الأمصار له 159 رقم 1263، وتاريخ الطبري 1/ 344، 444، 449، 450 و 2/ 235 و 4/ 434، 512 و 5/ 291، 394 و 7/ 203، ومروج الذهب (طبقة الجامعة اللبنانية) 2251، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 567- 572، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 87 رقم 159، وحلية الأولياء 6/ 287- 296 رقم 377، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 137، 138، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 123 رقم 227، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 245 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 468، 554، والسابق واللاحق للخطيب 253، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 71 رقم 273، ومعجم البلدان 2/ 418 و 3/ 464 و 4/ 77، واللباب 2/ 70، والكامل في التاريخ 6/ 145، وتهذيب الكمال 5/ 42- 50 رقم 943، ودول الإسلام 1/ 115، والكاشف 1/ 129 رقم 801، وميزان الاعتدال 1/ 408- 411 رقم 1505، المغني في الضعفاء 1/ 32 رقم 1144، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 569، والعبر 1/ 271، وسير أعلام النبلاء 8/ 176- 178 رقم 36، وتذكرة الحفّاظ 1/ 241، والبداية والنهاية 10/ 173، والوافي بالوفيات 11/ 106 رقم 177، ومرآة الجنان 1/ 370، وتهذيب التهذيب 2/ 95- 98 رقم 145، وتقريب التهذيب 1/ 131 رقم 83 والنجوم الزاهرة 2/ 92، وخلاصة تهذيب التهذيب 63، وشذرات الذهب 1/ 288. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 68 وَمُسَدَّدٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَلُوَيْنُ، وَغَيْرُهُمْ. وَهُوَ مِنْ عُبَّادِ الشِّيعَةِ وَصَالِحِيهِمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَلَيَّنَهُ غَيْرُهُ. وَقَدْ حَجَّ وَذَهَبَ إِلَى صَنْعَاءِ الْيَمَنِ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَحَمَلَ عَنْهُ رَأْيَهُ وَتَشَيَّعَ بِهِ [2] . وَقَدْ قِيلَ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ: تَشْتُمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ بُغْضًا يَا لَكَ [3] . وَفِي صِحَّةِ هَذِهِ عَنْهُ نَظَرٌ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ رَافِضِيًّا، حَاشَاهُ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: قَوْلُهُ بُغْضًا يَا لَكَ إِنَّمَا عَنِيَ بِهِ جَارَيْنِ لَهُ، كَانَ قَدْ تَأَذَّى بِهِمَا اسْمُهُمَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ [4] . قال عليّ بن المدينيّ: أكثر جعفر بن سليمان عَنْ ثَابِتٍ، وَكَتَبَ عَنْهُ مَرَاسِيلَ فِيهَا مَنَاكِيرُ [5] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [6] : كَانَ ثِقَةً فِيهِ ضَعْفٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعْدٍ لا يُحدِّثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَلا يَكْتُبُ حَدِيثَهُ [7] . وَكَانَ عِنْدَنَا ثِقَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ [8] بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ. فَقَالَ: مَنْ أَتَى جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَعَبْدَ الْوَارِثِ فَلا يَقْرَبْنِي. وَكَانَ التَّنُّورِيُّ   [1] في تاريخه 2/ 86. [2] تهذيب الكمال 5/ 47. [3] في الأصل: «بآلك» ، وما أثبتناه عن (الكامل لابن عديّ) و (تهذيب الكمال) و (سير أعلام النبلاء) . [4] الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 568، وانظر: الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 189، وقد علّق عليه الدكتور بشّار عوّاد معروف تعليقا جيدا في (تهذيب الكمال 5/ 48 بالحاشية رقم 2) ، فليراجع. [5] الجرح والتعديل 2/ 481. [6] في الطبقات الكبرى 7/ 288. [7] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 87 رقم 159، وفيه: «ثقة يتشيع فليس به بأس» . [8] هكذا في الأصل، والّذي في الضعفاء للعقيليّ «محمد بن المقدام» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 69 يُنْسَبُ إِلَى الاعْتِزَالِ، وَكَانَ جَعْفَرُ يُنْسَبُ إِلَى الرّفض [1] . وروى عبّاس، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَسْتَضْعِفُهُ [2] . مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ: سَمِعْتُ عَمِّي عُمَرَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ فِي مَسْجِدِنَا يَقُولُ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ: رَأَيْتَ أَيُّوبَ؟ قَالَ: نَعَمْ. - وَرَأَيْتَ ابْنَ عَوْنٍ؟ قَالَ: فَرَأَيْتَ يُونُسَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ لَمْ تُجَالِسْهُمْ وَجَالَسْتَ عَوْفًا. وَاللَّهِ مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى كَانَتْ فِيهِ بِدْعَتَانِ. كَانَ قَدَرِيًّا وَشِيعِيًّا [3] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» [4] لَهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَشِيُّ، كَانَ يَنْزِلُ بِبَنِي ضُبَيْعَةَ، يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ. وَقَالَ السَّعْدِيُّ [5] : رَوَى مَنَاكِيرَ، وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ لا يَكْذِبُ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ [6] : صَحِبَ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ، وَمَالِكَ بْنَ دِينَارٍ، وَأَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، وَفَرْقَدًا السَّبَخِيَّ، وَشُمَيْطَ بْنَ عَجْلانَ [7] . رَوَى عَنْهُ، سَيَّارٌ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَشْرَ سِنِينَ، وإلى ثابت عشر سنين [8] .   [1] الضعفاء للعقيليّ 1/ 188، 189. [2] المصدر نفسه 1/ 189. [3] المصدر نفسه. [4] هكذا في الأصل، وهو وهم، والصحيح في (التاريخ الكبير) 2/ 192، إذ لم يذكره البخاري في ضعفائه. [5] في أحوال الرجال 110 رقم 173. [6] في (حلية الأولياء 6/ 287) . [7] وزاد أبو نعيم: «أبا التّيّاح» . [8] حلية الأولياء 6/ 287، وزاد «وصلّيت مع مالك بن دينار العتمة عشر سنين، وكان يقرأ في كل ليل في المغرب إذا زلزلت، والعاديات» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 70 وَرَوَى سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ: ثَنَا جَعْفَرٌ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: إِنَّ الْقَلْبَ إِذَا لَمْ يَحْزَنْ خَرِبَ، كَمَا أَنَّ الْبَيْتَ إِذَا لَمْ يُسْكَنْ خَرِبَ. لَوْ أَنَّ قَلْبِي يَصْلُحُ عَلَى كُنَاسَةٍ لَذَهَبْتُ حَتَّى أَجْلِسَ عَلَيْهَا [1] . إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ [2] . أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللَّبَّانُ، أَنَا الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، نَا مُسَدَّدٌ، نَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيَّا، فَأَصَابَ عَلِيٌّ جَارِيَةً فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ. قَالَ: فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ قَالُوا: إِذَا لَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْنَاهُ. وَكَانَ المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْتُ السَّرِيَّةُ سَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ أَحَدُ الأَرْبَعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَمْ تَرَ أَنَّ عَلِيَّا صَنَعَ كَذَا وَكَذَا؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرَفُ الْغَضَبُ مِنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: «مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ» ؟. ثَلاثَ مَرَّاتٍ: «إِنَّ عَلِيَّا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي» . رَوَاهُ قُتَيْبَةُ، وَبِشْرُ بن هلال، وطائفة، عن جعفر، ولم يُتَابِعْهُ عَلَيْهِ أَحَدٌ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ [3] وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [4] عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَعَفَّانُ عَنْهُ [5] . وَإِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَإِنَّمَا لَمْ يُخَرِّجْهُ فِي صَحِيحِهِ لِنَكَارَتِهِ. مَاتَ جَعْفَرٌ الضُّبَعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وسبعين ومائة. 42- جميل بن عبيد [6] .   [1] حلية الأولياء 6/ 387. [2] الحلية 6/ 388، وزاد: «كما تزلّ القطرة عن الصفا» . [3] أخرجه في المناقب (3712) باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. [4] هو في المسند 4/ 437، 438. [5] ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 694، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي: برقم 270 و 276. [6] انظر عن (جميل بن عبيد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 216 رقم 2246، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 341، والجرح والتعديل الجزء: 11 ¦ الصفحة: 71 بصيريّ. عَنِ الْحَسَنِ، وَإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَهُوَ طَائِيٌّ [2] . 43- جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ [3]- خ. م. د. ن. - أَبُو مُخَارِقٍ، وَقِيلَ أَبُو مِخْرَاقٍ [4] ، وَهُوَ أَصَحُّ، الضُّبَعِيُّ البصريّ.   [2] / 519 رقم 2151، والثقات لابن حبّان 6/ 147. [1] الجرح والتعديل 2/ 519. [2] وقد نبّه ابن حبّان إلى أن عداده في أهل البصرة، وليس هذا بجميل بن زيد الطائي، ذاك واه. (الثقات 147) . [3] انظر عن (جويرية بن أسماء) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 281، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3609، وطبقات خليفة 224، وتاريخ خليفة 37، 449، والتاريخ الكبير 2/ 241، 242 رقم 2326، والتاريخ الصغير له 191، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 110، والمعرفة والتاريخ 1/ 351، 614، 615، 617 و 2/ 27، 136، 137، 415، 416 و 3/ 327، والتاريخ الطبري 3/ 240، 241، 314 و 5/ 28، 293، 332، 335، 495 و 7/ 163، 209، 540، وتاريخ الدارميّ عن ابن معين، رقم 212، والعلل لابن المديني 75، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 108، والجرح والتعديل 2/ 531 رقم 2206، والثقات لابن حبّان 6/ 153، ومشاهير علماء الأمصار له 159 رقم 1256، وذكر أسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ، رقم 178، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 90 رقم 178، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 137، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 151، 152 رقم 189، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 127 رقم 240، والعقد الفريد 2/ 380 و 4/ 365، والسابق واللاحق للخطيب 338، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 152، 154، 156، 195 و 2/ 18، والإكمال لابن ماكولا 2/ 569، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 78، 79 رقم 295، وأنساب الأشراف 45/ 9، 31، 39، 43، 47، 58، 91، 94، 98، 160، 334- 336، 351، 352، 589، والكامل في التاريخ 4/ 12 و 6/ 120، وتهذيب الكمال 5/ 172- 174 رقم 986، والعبر 1/ 264، والمعين في طبقات المحدّثين 59 رقم 570، والكاشف 1/ 134 رقم 536، وتذكره الحفاظ 1/ 231، 232، وسير أعلام النبلاء 7/ 317، 318 رقم 106، ومرآة الجنان 1/ 38، والوافي بالوفيات 11/ 227 رقم 324 وفيه (جويرية بن إسماعيل) وهو غلط، وتهذيب التهذيب 2/ 124، 125 رقم 202، وتقريب التهذيب 1/ 136 رقم 133، والنجوم الزاهرة 2/ 74، وخلاصة تهذيب التهذيب 65، وشذرات الذهب 1/ 283، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 268 رقم 10. [4] هكذا عند مسلم، والدولابي في الكنى والأسماء. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 72 أَحَدُ الثِّقَاتِ. رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ رَفِيقِهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، وَابْنُ أُخْتِهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ [1] ، وَابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ، فَمَا زَادَ فِيهِ عَلَى قَوْلِ يَحْيَى هَذَا [3] . تُوُفِّيَ جُوَيْرِيَةُ سَنَةَ ثلاث وسبعين ومائة [4] .   [1] في العلل ومعرفة الرجال برواية ابنه 2/ 551 رقم 3609، والجرح والتعديل 2/ 531. [2] الجرح والتعديل 2/ 531، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 90 رقم 178. [3] الجرح والتعديل 2/ 513. وقال ابن سعد: «أخبرنا عفّان بن مسلم قال: كان جويرية بن أسماء صاحب علم كثير، وكان يمتنع لا يملي علينا، فجاءه إنسان فسأله عن قراءة القرآن على غير طهر، فقال: ما عندي فيه شيء، فحدّثته فيه عن ابن عباس وأبي هريرة وغيرهما، قال: فقال: لا أراك هاهنا، فحدّثني وأملى عليّ. فلما أملى عليّ تركته فلم آته» . (الطبقات 7/ 281) . وقال ابن ماكولا: «روى عن مالك بن أنس كتابا عن الزهري» . (الإكمال 2/ 569) . [4] أرّخه البخاري في تاريخه، وابن حبّان في «الثقات» و «المشاهير» ، وغيره. وقيل: توفي سنة أربع وسبعين ومائة. (السابق واللاحق للخطيب 338) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 73 - حرف الْحَاءِ- 44- حَاتِمُ بْنُ شُفَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ [1] . أَبُو فَرْوَةَ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ: مَكْحُولٍ، وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل. قال أبو حاتم [2] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. 45- الْحَارِثُ بْنُ الصَّلْتِ الْمَدَنِيُّ الأَعْوَرُ. الْمُؤَذِّنُ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْمُغِيرَةِ. وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَغَيْرُهُمْ. مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. 46- الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدِ [3]- م. د. ت. -   [1] انظر عن (حاتم بن شفيّ) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والجرح والتعديل 3/ 259 رقم 1157، والمغني في الضعفاء 1/ 139 رقم 1213. [2] في الجرح والتعديل 3/ 259. [3] انظر عن (الحارث بن عبيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 93، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4884 و 4005، والتاريخ للبخاريّ 2/ 275 رقم 2441، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 92، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 58 والمعرفة والتاريخ للفسوي، 2/ 119، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 119، والضعفاء) الكبير للعقيليّ 1/ 212، 213 رقم 259، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 88، والجرح والتعديل 3/ 81 رقم 371، والمجروحين لابن حبّان 1/ 224، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 607- 609، وذكر أسماء التابعين ومن بعدهم الجزء: 11 ¦ الصفحة: 74 أبو قدامة الإياديّ البصريّ. عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَغَيْرِهِمَا. لَيْسَ بِالْمُكْثِرِ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى، ومسدّد، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. وَهُوَ حَسَنُ الحديث. قال أبو حاتم [1] ، والنّسائيّ [2] ، وغيرهما: وليس بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [3] : سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ فَقَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. وَسَأَلْتُ أَبِي فَقَالَ: هُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْفَلاسُ، قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ شُيُوخِنَا، وَمَا رَأَيْتُ إِلا خَيْرًا [4] . 47- الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ الْبَصْرِيُّ [5]- ع-   [ () ] للدار للدّارقطنيّ، رقم 236، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 107 رقم 267، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 172 رقم 349، وتاريخ جرجان للسهمي 238، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 96 رقم 376، وتهذيب الكمال 5/ 258- 260 رقم 1029، وميزان الاعتدال 1/ 438، 439 رقم 1632، والكاشف 1/ 139 رقم 871، وتهذيب التهذيب 2/ 149، 150 رقم 254، وتقريب التهذيب 1/ 142 رقم 45، وخلاصة تذهيب التهذيب 68. [1] في الجرح والتعديل 3/ 81، وزاد: «يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . [2] في الضعفاء والمتروكين 287 رقم 119. [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 4004 و 4005، ونقله العقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 212، 213) ، وابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 607) ، والجزء الثاني منه في (الجرح والتعديل 3/ 81) . [4] التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 275، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 213، والمجروحين لابن حبان 1/ 224، والكامل 2/ 607، وقال ابن حبّان: «كان شيخا صالحا ممّن كثر وهمه حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا» . (المجروحون 1/ 224) . [5] انظر عن (الحارث بن عمير) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 93، و 94. والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 276 رقم 2447، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 85، وتاريخ الثقات للعجلي 103 رقم 234، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 65، 196، والجرح والتعديل 3/ 83، 84، رقم 383، والمجروحين لابن حبّان 1/ 223، 224، وتهذيب الكمال 5/ 269، 270 رقم 1036، والكاشف 1/ 139، 140 رقم 877، والمغني في الضعفاء 1/ 142 رقم 1245، وميزان الاعتدال 1/ 440 رقم 1638، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 75 أبو عمير، نَزِيلُ مَكَّةَ. عَنْ: أَيُّوبَ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَحُمَيْدٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ حَمْزَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَأَبُو حَاتِمٍ [2] ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ [3] ، وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ ضَعَّفَهُ قَبْلَ أَبِي حَاتِمٍ الْبُسْتِيِّ [4] ، وَأَجَادَ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنْ حُمَيْدٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أحاديث موضوعة. وقال ابن حبان [5] : كان ممن يروي عَنِ الأَثْبَاتِ الأَشْيَاءَ الْمَوْضُوعَةَ، ثُمَّ سَاقَ لَهُ حَدِيثَ: «إِنَّ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، وَشَهِدَ اللَّهُ، وَالْفَاتِحَةَ، مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ» الْحَدِيثَ بِطُولِهِ [6] . وَحَكَمَ ابْنُ حِبَّانَ بِوَضْعِهِ. ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا فِي فَضْلِ الرِّبَاطِ، لا يُحْتَمَلُ [7] . 48- الْحُبَابُ بْنُ مُوسَى السَّعِيدِيُّ الْكُوفِيُّ [8] . مِنْ آلِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيِّ. لَهُ عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.   [ () ] وتهذيب التهذيب 2/ 153، 154 رقم 261، وتقريب التهذيب 1/ 143 رقم 54، وخلاصة تذهيب التهذيب 68. [1] في تاريخه 2/ 93، 94. [2] في الجرح والتعديل 3/ 83. [3] تهذيب الكمال 6/ 3270. [4] في المجروحين 1/ 223. [5] في المجروحين 1/ 223. [6] في المجروحين. [7] في المجروحين. [8] انظر عن (الحباب بن موسى) في: أنساب الأشراف للبلاذري 3/ 24، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 55 أ، والإكمال لابن ماكولا 2/ 141. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 76 وَعَنْهُ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَرَ الْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ. 49- حِبَّانُ بْنُ عليّ العنزيّ [1]- ق. - أبو عليّ الكوفي. أَخُو مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ. عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بن عمير، وليث بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زَيَّادٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَلُوَيْنُ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ الْعُلَمَاءِ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : لَيْسَ بالقويّ عندهم.   [1] انظر عن (حبّان بن علي العنزي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 381، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 95، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ 161، و 289، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 871 و 1308 و 1354، وتاريخ خليفة 448، وطبقات خليفة 69، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 88، 89 رقم 307، والضعفاء الصغير له 258 رقم 93، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 70 رقم 84، وتاريخ الثقات للعجلي 105 رقم 242، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 192، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 470 و 558، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 163، وتاريخ الطبري 2/ 388 و 514 و 6/ 69، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 293، 294 رقم 360، والجرح والتعديل 2703 رقم 1208، والثقات لابن حبّان 6/ 240، والمجروحين له 1/ 261، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 833- 835، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 79، 176، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 49 أ، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 118، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 43 ب، رقم (874) ، ورجال الطوسي 182 رقم 185 وفيه (حبان) ، وتاريخ بغداد 8/ 255- 257 رقم 4357، والإكمال لابن ماكولا 2/ 309 و 7/ 43، وتهذيب الكمال 5/ 339- 344 رقم 1071، والكاشف 1/ 143 رقم 907، والميزان الاعتدال 1/ 449 رقم 1982، والمغني في الضعفاء 1/ 145 رقم 1277،. والعبر 1/ 259، والوافي بالوفيات 11/ 284 رقم 417، وتهذيب التهذيب 2/ 173، 174 رقم 314، وتقريب التهذيب 1/ 147 رقم 98، والنجوم الزاهرة 2/ 69، وخلاصة تذهيب التهذيب 70، وشذرات الذهب 1/ 279، وتاج العروس 2/ 220. [2] في الضعفاء الصغير 258 رقم 93. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 77 وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ [2] : سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قُلْتُ: فَأَخُوهُ؟ قَالَ: صَدُوقٌ. قُلْتُ: أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كِلاهُمَا، وَتَمَرَّى [3] ، كَأَنَّهُ يُضَعِّفُهُمَا. وَقَالَ حُجْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ: مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ فَقِيهًا أَفْضَلَ مِنْ حِبَّانَ بْنَ عَلِيٍّ [4] . قَالَ الْخَطِيبُ [5] : كَانَ قَدْ أَشْخَصَهُ الْمَهْدِيُّ وَأَخَاهُ مِنَ الْكُوفَةِ. فَلَمَّا دَخَلا عَلَيْهِ قَالَ: أَيُّكُمَا مِنْدَلٌ؟ فَقَالَ مِنْدَلٌ: هَذَا حِبَّانُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ [6] . وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [7] قَالَ: فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ [8] . مَاتَ حِبَّانُ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [9] ، وَقِيلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ. 50- حبيب بن حبيب الكوفيّ [10] .   [1] في الضعفاء، والمتروكين 289 رقم 163. [2] في تاريخه، رقم 245 و 246. [3] في الأصل «تمرا» ، والمعنى: «شك» . [4] تهذيب الكمال 5/ 314. [5] في تاريخ بغداد 8/ 255. [6] هذا الخبر رواه ابن سعد في (الطبقات الكبرى 6/ 381) . [7] في تاريخه 2/ 95. [8] وقال ابن ماكولا: «ضعيف الحديث، وهو شاعر» . وقال الجوزجاني: «واهي الحديث» . وقال ابن حبّان: «كان يتشيع» . (الثقات 6/ 241) ، وقال في موضع آخر: «فاحش الخطأ فيما يروي، يجب التوقّف في أمره» . (المجروحون 1/ 261) . وقال ابن عديّ: «عامّة حديثه إفرادات وغرائب، وهو ممّن يحتمل حديثه» . (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 835) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «لَيِّنٌ» . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ: «حبّان بن علي يكتب حديثه ولا يحتج به» . (الجرح والتعديل 3/ 270 و 271) . [9] أرّخه ابن حبّان في (الثقات 6/ 240، 241) . [10] انظر عن (حبيب بن حبيب) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 78 مُثْقَلٌ. هُوَ أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ. رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو بكر بْن أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ [1] . 51- حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجِ بْنِ الرُّحَيْلِ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ [2] . أَخُو زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الحمّانيّ، ولوين،   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 126 رقم 423، والجرح والتعديل 3/ 309 رقم 373 والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 821 وفيه (حبيّب بن أبي حبيب) ، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 59 ب، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 116، والإكمال لابن ماكولا 2/ 298. [1] الجرح والتعديل 3/ 309. وقال الدارميّ: سألت يحيى بن معين عن حبيب بن حبيب فقال: من يروي عنه؟ قلت: ابن أبي شيبة، قال: لا أعرفه. (الجرح والتعديل) . وقال ابن عديّ: «حدّث بأحاديث لا يرويها غيره عن الثقات» . (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 821) . [2] انظر عن (حديج بن معاوية) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 337، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 103، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5451، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 115 رقم 388، والضعفاء الصغير له 258 رقم 98، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 78، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 121، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 539، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 296 رقم 367 والجرح والتعديل 3/ 310، 311 رقم 1382، والمجروحين لابن حبّان 1/ 271، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 837، 838، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 81 رقم 183، والمؤتلف المختلف له (مخطوطة المتحف البريطاني) ، ورقة 58 ب، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 114 رقم 297، والإكمال لابن ماكولا 2/ 396، ومعجم البلدان 1/ 709، وتهذيب الكمال 5/ 488- 490 رقم 1143، وميزان الاعتدال 1/ 467 رقم 1762، والمغني في الضعفاء 1/ 152 رقم 1338، وتهذيب التهذيب 2/ 217، 218 رقم 401، وتقريب التهذيب 1/ 156 رقم 179، والنجوم الزاهرة، 2/ 69، وخلاصة تذهيب التهذيب 97. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 79 وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : يَتَكَلَّمُونَ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بشيء. فلت: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي كِتَابِ «الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» لِلنَّسَائِيِّ [4] . مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ تَقْرِيبًا. 52- حرب بن أبي العالية [5]- د. ن-   [1] في تاريخه الكبير، والضعفاء الصغير. [2] في الجرح والتعديل 3/ 311، وفيه أيضا: «وليس مثل أخويه، في بعض حديثه صنعة» . [3] في تاريخه. [4] وقال في (الضعفاء والمتروكين 287 رقم 121) : «لَيْسَ بِالْقَوِيِّ» ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سئل أبي عن حديج أخي زهير، قال: ليس لي بحديثه علم، قيل: «إنه يحدّث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يسلّم عن يمينه وعن يساره، فقال: هذا منكر. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 281، 282 رقم 5251) و (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 296) . وقال أبو الوليد الطيالسي: كان زهير بن معاوية لا يحتجّ بحديث أخيه حديج بن معاوية. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 296) . وقال ابن حبّان: منكر الحديث: كثير الوهم على قلّة روايته» . (المجروحون 1/ 271) . وقال ابن عديّ: «عامّة أحاديثه ينفرد به عمّن يروي عنه وأرجو أنه لا بأس وبه لأني لم أر له حديثا منكرا قد جاوز الحدّ» . وقال الدار الدّارقطنيّ: «يغلب عليه الوهم» . وذكره ابن شاهين في الثقات وقال: سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: ليس به بأس. وقال ابن ماكولا: «ليس بقويّ» . [5] انظر عن (حرب بن أبي العالية) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 64، و 65 رقم 233، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، المعارف لابن قتيبة 454، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 123، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 295 رقم 364، والجرح والتعديل 3/ 251 رقم 1118، والثقات لابن حبّان 6/ 232، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 52 أ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 111 رقم 283، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 173 رقم 353، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 111 رقم 430، وتهذيب الكمال 5/ 256- 528 رقم 1157، والكاشف 1/ 153 رقم 979، وميزان الاعتدال 1/ 470 رقم 1771، والمغني في الضعفاء 1/ 153 رقم 1346، وسير أعلام النبلاء 7/ 193 رقم 68، وتهذيب التهذيب 2/ 225 رقم 416، وتقريب التهذيب 1/ 157 رقم 193، وخلاصة تذهيب التهذيب 74. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 80 أبو معاذ البصريّ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَبَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، فِي رِوَايَةِ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ. رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ عَنْهُ: ضَعِيفٌ [2] . وَلَهُ فِي الْكِتَابَيْنِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ [3] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَرْبِ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، فَقَالَ: رَوَى عَنْ هُشَيْمٍ، مَا أَدْرِي لَهُ أَحَادِيثَ. فَإِنَّهُ ضَعَّفَهُ [4] . قَالَ الْفَلاسُ: هُوَ حَرْبُ بْنُ مِهْرَانَ [5] . 53- حَزْمُ بْنُ أَبِي حزم مِهْرَانَ الْقُطَعِيُّ [6]- خ. - هُوَ أَخُو سُهَيْلٍ، بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ. رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ، وثابت البنانيّ، وجماعة.   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 295. [2] الجرح والتعديل 3/ 251. [3] قال المزّي: «روى له مسلم والنسائي حديثا واحدا» . (تهذيب الكمال 5/ 527) . [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 295. [5] وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [6] انظر عن (حزم بن أبي حزم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 284، وتاريخ الدارميّ، رقم 227، والعلل لأحمد 1/ 25، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 111 رقم 375، والتاريخ الصغير له 195، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، والجرح والتعديل 3/ 294 رقم 1309، والثقات لابن حبّان 6/ 244، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 1237، ورحال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 218 رقم 286، وتاريخ أسماء الثقات 113 رقم 294، والسابق واللاحق للخطيب 177، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 116 رقم 453، وتهذيب الكمال 5/ 588- 590 رقم 1181، والكاشف 1/ 156 رقم 1000، والعبر 1/ 267، وتهذيب التهذيب 2/ 242، 243 رقم 242، وتقريب التهذيب 1/ 160 رقم 220، وخلاصة تذهيب التهذيب 97، 98، وشذرات الذهب 1/ 286. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 81 وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَمُسدَّدٌ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَهُدْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ. يَقَعُ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي «جُزْءِ الْمَغَارِ» . وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَغَيْرُهُ [2] . تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . 54- الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ سَالِمٍ [4]- م. ت. ن. - أَخُو أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ الْكُوفِيُّ. كَانَ وَصِيَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. رَوَى عَنِ: الأَعْمَشِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ، والطبقة. وعنه: ابن المبارك، ويحيى بن آدم، وابن مهدي، وقبيصة، وأحمد بن يونس، وغيرهم.   [1] الجرح والتعديل 3/ 294. [2] وقال أحمد: حزم شيخ ثقة. وقال أبو حاتم: حزم بن أبي الحزم القطعي صدوق لا بأس به هو من ثقات من بقي من أصحاب الحسن. «الجرح والتعديل 3/ 294» . وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «كان يخطئ» . (6/ 245) . وذكره ابن شاهين في ثقاته، ونقل قول أحمد فيه: ثقة، ثقة، (113 رقم 294) . [3] أرّخه ابن سعد، وابن حبّان. [4] انظر عن (الحسن بن عيّاش) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 116، وتاريخ الدارميّ، رقم 288، والعلل لأحمد 1/ 256، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 302 رقم 256، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 240 رقم 1769، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 276، والجرح والتعديل 3/ 29، 30 رقم 119، والثقات لابن حبّان 6/ 169، و 8/ 169، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 93 رقم 190، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 131 رقم 246، وتاريخ بغداد 7/ 350، 351 رقم 3871، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 85 رقم 325، وتهذيب الكمال 6/ 291- 294 رقم 1262، والكاشف 1/ 165 رقم 1064، والوافي بالوفيات 12/ 199 رقم 168، وتهذيب التهذيب 2/ 313 رقم 543، وتقريب التهذيب 1/ 169 رقم 306، والنجوم الزاهرة 2/ 71، وخلاصة تذهيب التهذيب 80. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 82 وثقه ابن معين [1] والنسائي [2] . ومات كهلا في سنة اثنتين وسبعين ومائة [3] . له في «صحيح مسلم» [4] حديث واحد. 55- حسين بن عبد الله بن ضميرة الحميري المدني [5] . نزيل ينبع. روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ. قَالَ ابن خزيمة: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ [6] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بن أبي أويس.   [1] في تاريخه 2/ 116، وتاريخ الدارميّ، رقم 288، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 93 رقم 190، والجرح والتعديل 3/ 30. [2] تهذيب الكمال 6/ 293. [3] تاريخ بغداد 7/ 351. [4] في كتاب الجمعة (858) باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس. وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: أبو بكر والحسن ليسا بذلك في الحديث وهما من أهل الصدق والأمانة. (تاريخ الدارميّ، رقم 288، الجرح والتعديل 3/ 30) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» مرتين، في (أتباع التابعين 6/ 169) وفي (الذين يلونهم 8/ 169) . [5] انظر عن (حسين بن عبد الله بن ضميرة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 452، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 118، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4922، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 388، 389 رقم 2873، والضعفاء الصغير له 257 رقم 79، والمعارف 148، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 246، 247 رقم 294، والجرح والتعديل 3/ 57، 58 رقم 259، والمجروحين لابن حبّان 1/ 244، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 766- 769، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 82 رقم 191، ورجال الطوسي 170 رقم 84، وميزان الاعتدال 1/ 538 رقم 2013 والمغني في الضعفاء 1/ 172 رقم 1535، وتعجيل المنفعة 896، 97 رقم 209 وفيه «ضمرة» بدل «ضميرة» . [6] قوله «متروك الحديث» في (الجرح والتعديل 3/ 58) أما في (العلل ومعرفة الرجال 3/ 213 رقم 4922) فقال ابنه عبد الله: «سمعت أبي يقول: حسين بن عبد الله بن ضميرة وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف لا يسويان شيئا جميعا متقاربان ليس بشيء» . وقال حمدان بن علي الورّاق: سمعت أحمد بن حنبل، وقيل له: حسين بن ضميرة، فنفض يده، وكان عنده ليس بشيء. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 246) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 83 سَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] فِي تَرْجَمَتِهِ عِدَّةَ أَحَادِيثَ. قَالَ أَبُو مُصْعَبٌ: تَقَدَّمَ مَالِكٌ حِينَ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ يَصِلُ الصَّفَّ فَوَجَدَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الله بن ضمرة فَقَالَ لَهُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ أَبِيكَ، عَنْ جَدِّكَ، عَنْ عَلِيٍّ، مِنَ الْوِتْرِ. فَذَكَرَهُ لَهُ [2] . وَمَتْنُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: فِي الأُولَى بِالْحَمْدِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدْ. وَفِي الثَّانِيَةِ بِالْحَمْدِ وَقُلْ يَا أَيُّهَا. وَفِي الثَّالِثَةِ بِالْحَمْدِ وَقُلْ هُوَ والمعوّذتين. فَقَالَ مَالِكٌ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ للَّه الَّذِي وَافَقَ وِتْرِي وِتْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ حُسَيْنًا ثِقَةُ مَالِكٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [4] : نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ داود السِّمْنَانِيُّ: نَا مَهْدِيُّ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: ثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّ هُنَا قَوْمًا يُحَدِّثُونَ يَكْذِبُونَ: حُسَيْنُ بْنُ ضُمَيْرَةَ. قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن ضُمَيْرَةَ [5] . 56- حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ [6]- خ. د. ت. ن. -   [1] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 766- 769. [2] رواه ابن عديّ في (الكامل 2/ 768) . [3] في التاريخ الكبير 2/ 388، وزاد في «الضعفاء الصغير» : «ضعيف» . [4] في الضعفاء الكبير 1/ 246، ولفظه: «إن ها هنا قوما يحدّثون في هذا المسجد، يعني مسجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ... » . [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 247. [6] انظر عن (حصين بن نمير) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 120، 121، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 10 رقم 37، وتاريخ الثقات للعجلي 123 رقم 303، وتاريخ واسط لبحشل 111، وأنساب الأشراف ق 4/ 541، 588، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 123 و 381، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 107، والجرح والتعديل 3/ 197 رقم 859، والثقات لابن حبّان 8/ 208، ومشاهير علماء الأمصار له 178 رقم 1408. وذكر أسماء التابعين للدّارقطنيّ، رقم 220، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 109 رقم 420، وتهذيب الكمال 6/ 546، 547 رقم 1375، والكاشف الجزء: 11 ¦ الصفحة: 84 عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ الرَّحَبِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. وَعَنْهُ: مُسدَّدٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [1] . 57- حَفْصُ بْنُ جُمَيْعٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- ق. - عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : لا يُحْتَجُّ بِهِ [5] . 58- حَفْصٌ المقرئ [6]- ت. ق. -   [1] / 176 رقم 1433، وميزان الاعتدال 1/ 554 رقم 2198، وشرح علل الترمذي لابن رجب 22، 400، والوافي بالوفيات 13/ 92 رقم 87، وتهذيب التهذيب 2/ 391، وتقريب التهذيب 1/ 184 رقم 425، وخلاصة تذهيب التهذيب 86. [1] الجرح والتعديل 3/ 197. وقال فيه ابن معين قولين: مرة: «ليس بشيء» ، ومرة «ليس به بأس» . (التاريخ 2/ 120، 121) . ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وقال في «مشاهير علماء الأمصار» : «من الأثبات في الروايات وكان يغرب» . وقال أبو حاتم: صالح، ليس به بأس. (الجرح والتعديل) . وقال الصفدي إنه توفي بحدود التسعين والمائة. (الوافي بالوفيات) . [2] انظر عن (حفص بن جميع) في:. الجرح والتعديل 3/ 170، 171 رقم 732، والمجروحين لابن حبّان 1/ 256، وتهذيب الكمال 7/ 6، 7 رقم 1386، وميزان الاعتدال 1/ 526 رقم 2112، والكاشف 1/ 177 رقم 1153، والمغني في الضعفاء 1/ 179 رقم 1608، وتهذيب التهذيب 2/ 397 رقم 694، وتقريب التهذيب 1/ 185 رقم 438، وخلاصة تذهيب التهذيب 87. [3] الجرح والتعديل 3/ 170. [4] في المجروحين 1/ 256. [5] وقال أبو زرعة: ليس بالقويّ. (الجرح والتعديل) . [6] انظر عن (حفص المقرئ) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 85 هُوَ حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ الْغَاضِرِيُّ الْكُوفِيُّ. أَبُو عُمَرَ شَيْخُ الْقُرَّاءِ، وَيُقَالُ لَهُ: حَفْصُ بْنُ أَبِي داود، وَكَانَ حُجَّةً فِي الْقِرَاءَةِ، وَاهِيًا فِي الْحَدِيثِ. قَرَأَ عَلَى: زَوْجِ أُمِّهِ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ. وَرَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وابن إسحاق، وكثير بن زاذان، ومحارب بن دثار، وإسماعيل السدي، وليث بن أبي سليم، وطائفة. قرأ عليه: عمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، وأبو شعيب القواس، وحمزة بن القاسم، وحسين بن محمد المروذي، وخلف الحداد. وسمى أبو عمرو الداني خلقا ممن أخذ القراءة عَنْ حَفْصٍ. وَحَدَّثَ عَنْهُ: بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، وَأَدْهَمُ بْنُ أبي إياس، وأحمد بن عبدة،   [ () ] معرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 38 و 546، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3320، وتاريخ الدارميّ عن ابن معين، رقم 269، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 363 رقم 2767، والتاريخ الصغير له 143، والضعفاء الصغير له 257 رقم 73، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 110 رقم 174، وتاريخ واسط البحشل 113، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 172 رقم 2905، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 134، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 502، 609، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 270، 271 رقم 335، والجرح والتعديل 3/ 73، 174 رقم 744، والمجروحين لابن حبّان 1/ 255، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 288- 791، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 78 رقم 170، ورجال الطوسي 176 رقم 181، وتاريخ جرجان للسهمي 316 و 471، وفيه (الفروي) وصحّحه المحقّق في الحاشية، وتاريخ بغداد 8/ 186- 188 رقم 4312، والفهرست لابن النديم 29، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 47، 48، ومعجم الأدباء 10/ 215، 216، وفيه (الفاخري) بدل «الغاضري» وهو غلط، ومعجم البلدان 1/ 1093، واللباب 2/ 164، والكامل في التاريخ 5/ 394، وتهذيب الكمال 7/ 10- 16 رقم 1390، والعبر 1/ 276، وميزان الاعتدال 1/ 558، 559 رقم 2121، والكاشف 1/ 177 رقم 1155، والمغني في الضعفاء 1/ 179 رقم 1615، ومرآة الجنان ومعرفة القراء الكبار 1/ 140، 141 رقم 52، 1/ 378، والكشف الحثيث 154 رقم 250، والوافي بالوفيات 13/ 98 رقم 97، وغاية النهاية 1/ 254، 255 رقم 1158، والنشر في القراءات العشر 1/ 156، وتهذيب التهذيب 2/ 400- 402 رقم 700، وتقريب التهذيب 1/ 186 رقم 442، وخلاصة تذهيب التهذيب 87، وشذرات الذهب 1/ 293، والأعلام 2/ 291، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 155 رقم 3. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 86 وَعَمْرُو بْنُ النَّاقِدِ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] : مَا بِهِ بَأْسٌ [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : تَرَكُوهُ. وَقَالَ خَلَفٌ الْبَزَّارُ: مَوْلِدُ حَفْصٍ سَنَةَ تِسْعِينَ. وَقِيلَ إِنَّهُ جَلَسَ إِلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَسَأَلَهُ. قَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَاصِمٍ مَرَّاتٍ، وَجَوَّدَهُ. وَكَانَ الْقُدَمَاءُ يَعُدُّونَ حَفْصًا فِي الإِتْقَانِ لِلْحُرُوفِ فَوْقَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَيَصِفُونَهُ بِالضَّبْطِ [4] . وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: حَدَّثَ حَفْصٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَجَمَاعَةٍ أَحَادِيثَ بَوَاطِيلَ [5] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [6] : عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ. وَقَالَ أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: كَانَ حَفْصٌ أَعْلَمَهُمْ بِقِرَاءَةِ عَاصِمٍ [7] . قُلْتُ: إِنَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِ الدّاخل في الحديث لتهاونه به. قال أحمد بن حنبل [8] : انا يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: ذَكَرَ شُعْبَةُ حَفْصَ بْنَ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: كَانَ يَأْخُذُ كُتُبَ النَّاسِ وَيَنْسَخُهَا. أَخَذَ مِنِّي كِتَابًا فَلَمْ يَرُدَّهُ. وَكَانَ يَسْتَعِيرُ الكتب.   [1] قوله هذا في تاريخ بغداد 8/ 187. [2] وقال في موضع آخر: «متروك الحديث» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 270، والجرح والتعديل 3/ 173) . [3] في (الضعفاء الصغير) ، واقتبسه العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 271، وابن عديّ في الكامل 2/ 788) . وقال أيضا: سكتوا عنه. (الكامل) . [4] تاريخ بغداد 8/ 186. [5] تاريخ بغداد 8/ 188. [6] في الكامل 2/ 791. [7] معرفة القراء 1/ 141. [8] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3320، واقتبسه العقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 470) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 87 وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَحَفْصٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : نَا مُحَمَّدٌ، نَا الْحَسَنُ، نَا شَبَّابَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرِ بن عيّاش: أبو عمر رَأَيْتَهُ عِنْدَ عَاصِمٍ؟. فَقَالَ: لا. مَاتَ حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 59- حَفْصُ بْنُ صبيح الأزرق [4] . عن: بشير بن زيد، و (عطاء بْنِ السَّائِبِ) [5] . وَعَنْهُ: رَبَاحُ بْنُ خَالِدٍ، وَقُبَيْصَةُ بن عقبة، وأبو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ. 60- الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ [6] .   [1] الضعفاء الكبير 1/ 270، والجرح والتعديل 3/ 173. [2] قوله هذا في: ضعفاء العقيلي 1/ 271، وفي معرفة الرجال برواية ابن محرز قال: كان كذّابا. (1/ رقم 38 و 546) وقال أيضا: «ليس بثقة» . (والجرح والتعديل 3/ 173) . [3] في الضعفاء الكبير 1/ 271. ولفظه فيه زيادة عمّا هنا. [4] انظر عن (حفص بن صبيح) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 370 رقم 2881، والجرح والتعديل 3/ 175 رقم 750، والثقات لابن حبّان 6/ 199. [5] في الأصل بياض، والّذي بين القوسين أضفته من الجرح والتعديل. [6] انظر عن (الحكم بن ظهير) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 124، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 345 رقم 2694 وانظر أيضا 2/ 338 رقم 2669 مع الحاشية رقم (2) ، والتاريخ الصغير له 196، والضعفاء الصغير له 256 رقم 70، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 52 رقم 33 وص 94 رقم 139، والكنى والأسماء لمسلم ورقة 97، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 34، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 539 رقم (3523) ، وتاريخ واسط لبحشل 201) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 127، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 41، وتاريخ الطبري 1/ 334، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 95، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 427، 492، 608، وأنساب الأشراف للبلاذري ق 4/ 130، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 259 رقم 316، والجرح والتعديل 3/ 118، 119 رقم 550، والمجروحين لابن حبّان 1/ 250، 251، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 626- 628، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 76 رقم 160، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 97 رقم 214، وتاريخ جرجان للسهمي 556، وموضخ أوهام الجمع والتفريق 2/ 56 الجزء: 11 ¦ الصفحة: 88 أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ [1] . عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَعَاصِمِ بْنَ أَبِي النُّجُودِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ الْخُرَاسَانِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الزَّمِّيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ. وَرَوَى عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [2] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، تَرَكُوهُ. وَقَالَ ابْنُ عَديٍّ [4] : عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُودِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى [5] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى [6] : كَانَ مَرْوَانُ يَقُولُ: أَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ ابْنُ ظُهَيْرٍ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: جَاءَ «بُسْتَانُ الْيَهُودِيُّ» فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيِّ فَقَالَ: «إِنْ أَخْبَرْتُكَ بِأَسْمَائِهَا تُسْلِمْ» ؟ قال: أخبرني.   [57،) ] والموضوعات لابن الجوزي 1/ 148، وتهذيب الكمال 7/ 99- 103 رقم 1430، والكاشف 1/ 182 رقم 1186، وميزان الاعتدال 1/ 571، 572 رقم 2178، والمغني في الضعفاء 1/ 183 رقم 1654، والكشف الحثيث 154، 155 رقم 252، وغاية النهاية 1/ 256 رقم 1162، وتهذيب التهذيب 2/ 427، 428 رقم 747، وتقريب التهذيب 1/ 191 رقم 485، وخلاصة تذهيب التهذيب 89. [1] ويقال «الحكم بن أبي ليلى» . [2] الجرح والتعديل 3/ 119. [3] في الضعفاء الصغير 256 رقم 70. [4] في الكامل 2/ 628. [5] في تاريخه 2/ 124. [6] في تاريخه 2/ 124. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 89 قَالَ: «حِرْقَانُ، وَطَارِقٌ، وَالذَّيَّالُ، وَذُو الْكَنَفَاتِ، وَذُو الْفُرُعِ، وَوَثَّابٌ، وَعَمُودَانُ، وَقَابِسٌ، وَالصَّرُوحُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالْفُلَيْقُ، وَالضِّيَاءُ، وَالنُّورُ» . يَعْنِي أَبَاهُ وَأُمَّهُ رَآهَا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ أَنَّهَا سَاجِدَةٌ لَهُ [1] . فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: هَذِهِ وَاللَّهِ أَسْمَاؤُهَا [2] . 61- الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن خطّاف [3]-. ق. - أبو سلمة العامليّ الأزديّ، وقيل: الدّمشقيّ. عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَذَّابٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. 62- الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَةَ [4]- ق. - بَصْرِيٌّ نَزَلَ مِصْرَ. رَوَى عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بكير. فيه لين. 63- الحكم بن عمرو [5] .   [1] فيه زيادة هنا: «فلما قصّ رؤياه على أبيه قال: أرى أمرا متشتّت يجمعه الله» . [2] الضعفاء الكبير 1/ 259. [3] ستعاد ترجمته في الكنى، فاطلبها هناك مع المصادر. [4] انظر عن (الحكم بن عبدة) في: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 399، وتهذيب الكمال 7/ 112، 113، رقم 1437، والكاشف 1/ 183 رقم 1193، والمغني في الضعفاء 1/ 184 رقم 1665، وميزان الاعتدال 1/ 577 رقم 2188، وتهذيب التهذيب 2/ 432 رقم 755، وتقريب التهذيب 1/ 191 رقم 493، وخلاصة تذهيب التهذيب 89. [5] انظر عن (الحكم بن عمرو الرعينيّ) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 126، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 335 رقم 2655 وفيه (الحكم بن عمر) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 125، والمعرفة التاريخ 2/ 420، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 644، والجرح والتعديل 3/ 123 رقم 566، والكامل في ضعفاء الجزء: 11 ¦ الصفحة: 90 وَيُقَالُ ابْنُ عُمَرَ الرُّعَيْنِيُّ الْحِمْصِيُّ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، فَهُوَ بِهَذَا الاعْتِبَارِ تَابِعِيٌّ. وَعَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ (صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ) [1] ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ [3] . (أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ) [4] ، عَنْ أَبِي الْيُمْنِ الْكِنْدِيِّ أَنَّ أَبَا الفتح البيضاويّ أخبرهم سنة اثنتين وثلاثين و (أربعمائة) [5] . أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّارُ، أَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، نَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ إِمْلاءً سَنَةَ ثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ: نَا الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَانَ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ يقرءاها. 64- الحكم بن فضيل [6] .   [ () ] الرجال لابن عديّ 2/ 625، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 402 وفيه تحرّف إلى «الزعيني» بالزاي، وميزان الاعتدال 1/ 578 رقم 2191، وفيه (الحكم بن عمر) ، والمغني في الضعفاء 1/ 185 رقم 1670، والوافي بالوفيات 13/ 126، 127 رقم 136، ولسان الميزان 2/ 337 رقم 1471. [1] في الأصل بياض، والاستدارك من (الجرح والتعديل) . [2] في تاريخه 2/ 126. [3] وضعّفه النسائي، وأبو حاتم فقال: «ضعيف الحديث» . وذكره ابن عديّ في (الكامل 2/ 625) ونقل قول ابن معين: «ليس بشيء» ، وقوله: «ضعيف» ، وقوله: «ضعيف لا يكتب حديثه» . وقال ابن عديّ: «والحكم بن عمرو هذا قليل الرواية عن من يروي عنه» . وقال أبو زكريا الساجي: هو ليس بشيء. وقال خالد بن مرداس: قال الحكم: شهدت عمر بن عبد العزيز في زمانه وأنا ابن عشرين وكان قد مضى على وفاة عمر اثنان وسبعون سنة حينما قال ذلك. (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 403) . [4] في الأصل: «الحكم بن عمر بن عبد المنعم» ، وقد صحّحناه بما بين القوسين. [5] «أربعمائة» ، مكانها بياض في الأصل. [6] انظر عن (الحكم بن فضيل) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 126، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 339 رقم 2672، والجرح والتعديل 3/ 126، 127 رقم 127 رقم 573، والثقات لابن حبّان 8/ 193، والكامل الجزء: 11 ¦ الصفحة: 91 أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ. عَنْ: خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَسَيَّارِ أَبِي الْحَكَمِ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَيَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ. وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ زَمَانِهِ [1] . وَقَالَ أَبُو داود: ثِقَةٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : يُخَالِفُ الثِّقَاتِ [4] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ [5] ، وَمِثْلُهُ يَحْيَى بْنُ فُضَيْلٍ، وَالْبَاقُونَ فُضَيْلٌ، بِضَمٍّ مُعْجَمَةٍ. 65- الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ الْعُقَيْلِيُّ [6]- ن. ت. - كوفيّ نزل دمشق.   [1] في ضعفاء الرجال 2/ 633، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 96 رقم 210، وتاريخ بغداد 8/ 221- 223 رقم 4335، والمغني في الضعفاء 1/ 185 رقم 1672، وميزان الاعتدال 1/ 578 رقم 2195، وتعجيل المنفعة 99، 100 رقم 217 وفيه (الحكم بن فضل) . (1) تاريخ بغداد 8/ 221، 222. [2] تاريخ بغداد 8/ 222. [3] في الكامل 2/ 633. [4] ووثّقه ابن معين في تاريخه، وابن حبّان، وابن شاهين. [5] تاريخ بغداد 8/ 223. [6] انظر عن (الحكم بن هشام) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 127، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2095، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 341 رقم 2678، والتاريخ الثقات للعجلي 127، 128 رقم 318، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 463، والجرح والتعديل 3/ 130 رقم 588، والثقات لابن حبّان 6/ 187، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 96، 97 رقم 211، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 95، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 415، 416، وتهذيب الكمال 7/ 155- 159 رقم 1449، وميزان الاعتدال 1/ 582 رقم 2206، والمغني في الضعفاء 1/ 186 رقم 1680، والكاشف 1/ 184 رقم 1203، والوافي بالوفيات 13/ 121، 22 رقم 129، وفيه زاد محقّقه الأستاذ «محمد الحجيري» إلى مصادر ترجمته، كتاب «العيون والحدائق» فأخطأ في ذلك، حيث خلط بينه وبين «الحكم بن هشام الأموي الخليفة» ، وأثبت أرقام الصفحات لترجمة «الحكم بن الوليد» بدل «الحكم بن هشام الأموي» فأخطأ أيضا، انظر فهرس الأعلام في كتاب (العيون والحدائق للمؤرّخ المجهول 3/ 589) . وتهذيب التهذيب 2/ 443، 444 رقم 769، وتقريب التهذيب 1/ 193 رقم 506، وخلاصة تذهيب التهذيب 90. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 92 وَرَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خارجة، وهشام بْنُ عَمَّارٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ. وَكَانَ شريف النّفس متعفّفا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : ثِقَةٌ. وَقَالَ الْعِجْلِيُّ [3] : كَانَ ثِقَةً حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ فَقِيرًا فَيُدْعَى إِلَى الطَّعَامِ وَهُوَ جَائِعٌ، فَيَلْبَسُ مِطْرَفَ خَزٍّ عَتِيقًا، ثُمَّ يَدْخُلُ الْعُرْسَ فَيُبَارِكُ وَلا يَأْكُلُ. وَكَانَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ ثُمَّ إِنَّهُ انْبَسَطَ. وَكَانَ مُؤَاخِيًا لِأَبِي حَنِيفَةَ. وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: أَقْبَلَ الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ يُرِيدُ مِنْدَلا، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُ أَصْحَابُ مَنْدَلٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا تَقُولُ فِي عُثْمَانَ؟ قَالَ: كَانَ وَاللَّهِ خِيَارُ الْخِيَرَةِ، أَمِيرُ الْبَرَرَةِ، قَتِيلُ الْفَجَرَةِ، مَنْصُورُ النَّصْرَةِ، مَخْذُولُ الْخَذَلَةِ. أَمَّا خَاذِلُهُ فَقَدْ خُذِلَ، وَأَمَّا قَاتِلُهُ فَقَدْ قُتِلَ، وَأَمَّا نَاصِرُهُ فَقَدْ نُصِرَ. قَالُوا لَهُ: فَعَلِيٌّ خَيْرٌ أَمْ مُعَاوِيَةُ؟. قَالَ: بَلْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالُوا: فَأَيُّهُمَا كَانَ أَحَقُّ بِالْخِلافَةِ؟. قَالَ: كَانَ أَحَقُّ بِالْخِلافَةِ مَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ خَلِيفَةً [4] . أَبُو مُسْهِرُ: نَا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: مَنْ أَغْرَقَ فِي الْحَدِيثِ فَلْيُعِدَّ   [1] الجرح والتعديل 3/ 130. [2] في تاريخه 2/ 127 واقتبسه ابن شاهين 97. [3] في تاريخ الثقات 127، 128. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 415. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 93 لِلْفَقْرِ جِلْبَابًا، فَلْيَأْخُذْ مِنْهُ أَحَدُكُمْ بِقَدْرِ الطَّاقَةِ، وَلْيَحْتَرَفْ حَذَرَ الْفَاقَةِ [1] . الأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: يُقَالُ خَمْسَةٌ قَبِيحَةٌ: الْفُتُوَّةُ فِي الشُّيُوخِ، وَالْحِرصُ فِي الزُّهَّادِ، وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ فِي ذَوِي الْحَسَبِ، وَالْبُخْلُ فِي ذَوِي الْمَالِ، وَالْحِدَّةُ فِي السُّلْطَانِ [2] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [3] : الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ لا يُحْتَجُّ بِهِ. 66- حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ [4] . أَبُو جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ. عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ. لَيْسَ بِشَيْءٍ [5] . قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ. وَجَاءَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ، أَحَدُهَا: ثِقَةٌ [6] . 67- حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمِ بْنِ الإمام إسماعيل الأزديّ [7]- ع. -   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 416. [2] تهذيب الكمال 7/ 158. [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 415. [4] انظر عن (حكيم بن نافع) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 127، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 18 رقم 73، والجرح والتعديل 3/ 207 رقم 904، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 109 رقم 271. [5] الجرح والتعديل 3/ 207. [6] الجرح والتعديل 3/ 207 ومنها: «ليس به بأس» ، (في تاريخه 2/ 127 ابن شاهين 109 رقم 271) . [7] انظر عن (حمّاد بن زيد بن درهم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 286، 287، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 219، 130، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 40، 368، 503، 581، 837، وتاريخ الدارميّ عن ابن معين، رقم 60 و 61 و 68 و 945، والعلل لابن المديني 72، 74، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 389 و 524 و 977 و 1217 و 2/ رقم 2006 الجزء: 11 ¦ الصفحة: 94   [ () ] و 2519 و 2945 و 3038 و 3053 و 3542 و 3776 و 3/ 4262 و 4645 و 5718، وتاريخ خليفة 321 و 451، وطبقات خليفة 224، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 25 رقم 100، والتاريخ الصغير له 197، والأدب المفرد له 48 رقم 99، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، وتاريخ الثقات للعجلي 130، 131 رقم 329، والمحبّر لابن حبيب 476، 478، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 19، 24، والمعارف لابن قتيبة 502، 503، 525، 531، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 32، 33، وق 4/ 425، 537، 565، 588، 594، وتاريخ واسط لبحشل 100، 127، 129، 225، 227، والزاهر للأنباري 2/ 295، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 506، 507، وعيون الأخبار 1/ 252، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 467، 472، 473، 478، 507، 529، 537، 624، 627، 628، 672، 683، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 22، 23، 43، 45، 65، 270، 275، 306، 331، 339، 342، و 2/ 361- 65 وفهرس الأعلام (472) و 3/ 55، 56، 72، 83، 84، 87، 120، 146، 280، 305، 326، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 86، وتقدمة الجرح والتعديل 1/ 137- 183، والجرح والتعديل 3/ 137- 139، رقم 617، والمراسيل لابن أبي حاتم 51 رقم 178، والثقات لابن حبّان 6/ 217، ومشاهير علماء الأمصار له 157 رقم 1244، وسنن الدار الدّارقطنيّ 2/ 221 رقم 26، وذكر أسماء التابعين ومن بعدهم له، رقم 228، والولاة والقضاة للكندي 516، وتاريخ الطبري 3/ 181، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 98، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 102 رقم 239، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 121، وأخبار النحويين للسيرافي 60، وذكر أخبار أصبهان 1/ 290، وحلية الأولياء 6/ 257- 272 رقم 373، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) (10، 102، والعقد الفريد 2/ 238، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 79، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 887 رقم 5888، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 155، 156 رقم 313، وتاريخ جرجان للسهمي 86، 97، 144، 306، 311، 405، 486، والسابق واللاحق للخطيب 177- 179 رقم 48، وطبقات الفقهاء للشيرازي 66، 69، 84، 89، 94، 166، وأمالي المرتضى 1/ 285، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القسراني 1/ 102، 103 رقم 398، ونزهة الألباء لابن الأنباري 92، والأنساب لابن السمعاني 1/ 199، وصفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 364 رقم 555، والتذكرة الحمدونية 1/ 161 والكامل في التاريخ 6/ 147، واللباب لابن الأثير 1/ 36، وتاريخ حلب للعظيميّ 333، والإرشاد للخليلي 1/ 89، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 167، 168، رقم 129، وتهذيب الكمال 7/ 239- 252 رقم 1481، والعبر 1/ 274، وسير أعلام النبلاء 7/ 456- 466 رقم 169، وتذكرة الحفاظ 1/ 228، 229، والكاشف 1/ 187 رقم 1338، ودول الإسلام 1/ 116، ومرآة الجنان لليافعي 1/ 377، والبداية والنهاية 10/ 174، ونكت الهميان 147، والوافي بالوفيات 13/ 146، 147، رقم 154، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 132، و 169، 448، والجواهر المضيّة 3/ 225 رقم 561 وتهذيب التهذيب 3/ 9- 11 رقم 13، وتقريب التهذيب 1/ 197 رقم 541، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 96، 97، رقم 203، وخلاصة تذهيب التهذيب 92، وشذرات الذهب الجزء: 11 ¦ الصفحة: 95 مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الأَزْرَقُ الضَّرِيرُ الْحَافِظُ، أَحَدُ الأَعْلامِ، مَوْلَى آلِ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ. كَانَ جَدُّهُ دِرْهَمُ مِنْ سَبْيِ سِجِسْتَانَ. رَوَى حَمَّادُ عَنْ: أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقُرَشِيَّيْنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وعبد الوارث، وعبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسدَّدٌ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَعَارِمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، الْعِجْلِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَئِمَّةُ النَّاسِ فِي زَمَانِهِمْ أَرْبَعَةٌ: الثَّوْرِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَمَالِكٌ بِالْحِجَازِ، وَالأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ بِالْبَصْرَةِ [1] . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ أَحَدٌ [فِي أَيُّوبَ] [2] أَثْبَتَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا أَحْفَظَ مِنْهُ [4] . وَقَالَ أَحْمَدُ [5] : حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الدِّينِ، هُوَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: لَمْ أَرَ أَحَدًا قَطُّ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ وَلا بِالْحَدِيثِ الَّذِي يَدْخُلُ فِي السُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ [6] . وَقَالَ أَيْضًا: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ منه، ومن مالك، وسفيان.   [1] / 292، وأعيان الشيعة 28/ 16 رقم 5730، والجامع لشمل القبائل لبامطرف 1/ 388، والأعلام 2/ 271. [1] الجرح والتعديل 3/ 138، حلية الأولياء 6/ 257، 258، باختلاف يسير. [2] ما بين الحاصرتين ناقص من الأصل، استدركته من (الجرح والتعديل) . [3] تقدمه المعرفة 1/ 181، والجرح والتعديل 3/ 139، وانظر: التاريخ لابن معين 2/ 130. [4] الجرح والتعديل 3/ 183. [5] في العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه 1/ 438 رقم 977، وتقدمة المعرفة 1/ 182، والجرح والتعديل 3/ 138. [6] الجرح والتعديل 3/ 138، وانظر الحلية 6/ 275. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 96 وَقَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ أَفْقَهَ مِنْهُ [1] . وَعِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: جَالَسْتُ أَيُّوبَ عِشْرِينَ سَنَةً [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ أَيُّوبٍ يَوْمَ مَاتَ وَلا أَعْلَمُ لَهُ فِي الإِسْلامِ نَظِيرًا فِي هَيْئَتِهِ وَدَلِّهِ، وَأَظنُّهُ قَالَ: وَسَمْتِهِ [3] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، يَوْمَ مَاتَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ [4] . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : كَانَ صَرِيرًا يَحْفَظُ كُلَّ حَدِيثِهِ. وَقَالَ ابْنُ مُصفَّى: نَا بَقِيَّةُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْعِرَاقِ مِثْلَ حَمَّادِ بْنِ زيد [6] . قلت: ومن خَاصِيَّةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ لا يُدَلِّسُ أَبَدًا. قَالَ: خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْمُدَلِّسُ مُتَشَبِّعٌ بِمَا لَمْ يُعْطَ. قُلْتُ: وَالْمُدَلِّسُ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ: وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا 3: 188 [7] . وَدَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» . لِأَنَّهُ يُوهِمُ السَّامِعِينَ أَنَّ حَدِيثَهُ مُتَّصِلٌ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ، هَذَا إِذَا دَلَّسَ عَنْ ثِقَةٍ، أَمَّا إِذَا دَلَّسَ خَبَرَهُ عَنْ ضَعِيفٍ يُوهِمُ أَنَّهُ صَحِيحٌ، فَهَذَا قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَقَدْ قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ: التَّدْلِيسُ ذُلُّ. وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَلا سُفْيَانَ وَلا مَالِكًا [8] . وَقَالَ فِيهِ الثَّوْرِيُّ: رَجُلُ الْبَصْرَةِ بَعْدَ شُعْبَةَ ذَلِكَ الأَزْرَقُ [9] . وَقَالَ وَكِيعٌ: مَا كُنَّا نُشَبِّهُهُ إِلا بِمِسْعَرٍ [10] .   [1] تقدمة المعرفة 1/ 181، الجرح والتعديل 3/ 139. [2] تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 130. [3] حلية الأولياء 6/ 258. [4] حلية الأولياء 6/ 259. [5] في الثقات 6/ 217. [6] تقدمة المعرفة 1/ 180. [7] سورة آل عمران الآية 188. [8] تهذيب الكمال 7/ 245. [9] تقدمة المعرفة 1/ 177. [10] تقدمة المعرفة 1/ 178. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 97 وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: لَمْ يَكُنْ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ كِتَابٌ إِلا كِتَابَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ [1] . وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ: مَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [3] : حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثِقَةٌ، كَانَ حَدِيثُهُ أَرْبَعَةَ آلافٍ، كَانَ يَحْفَظُهَا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ. وَقَالَ فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِدَاشٍ، لَمْ يُخْطِئْ فِي حَدِيثٍ قَطُّ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامَةَ كِتَابَةً، عَنْ أَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، نا الطَّبَرَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ- وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ- فَقَالَ: إِنَّمَا يُحَاوِلُونَ أَنْ يَقُولُوا: لَيْسَ فِي السَّمَاءِ شَيْءٌ [4] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَنَا الْبَهَاءُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ الدَّبَّاسِ، أَنَا أَبُو غَالِبٍ الْبَاقِلانِيُّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْوَاعِظُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، نَا عَارِمٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قُلْ لِمَنْ يَطْلُبُ عِلْمًا [5] ... ائْتِ حمّاد بن زيد نلتمس حكما وعلما [6]   [1] تقدمة المعرفة 1/ 178. [2] تقدمة المعرفة 1/ 182. [3] في تاريخ الثقات 130، 131. [4] حلية الأولياء 6/ 258. [5] في التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 25، وفي تاريخ الثقات للعجلي (131) ، وتقدمة المعرفة 1/ 179، 180، وحلية الأولياء 6/ 258. أيّها الطالب علما [6] في تاريخ الثقات، وحلية الأولياء: فاطلب العلم يحلم وفي تقدمة المعرفة (1/ 179) : تقتبس حكما وعلما وفيه أيضا: (1/ 180) : فاطلب العلم برفق الجزء: 11 ¦ الصفحة: 98 ثُمَّ قَيِّدْهُ بِقَيْدٍ [1] أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالُوا: أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلِ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، ثَنَا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، ثَنَا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا حماد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: «لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَخْوَفَ عَلَى مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلِ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ: وَمن النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ 2: 8 [2] . قُلْتُ: وَقَعَ لِي أَحَادِيثُ عَالِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ حَمَّادٍ قَدْ أَفْرَدْتُهَا. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ [3] ، وَعَاشَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً. قَالَ الْفَلاسُ: مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَاسِعَ شَهْرِ رَمَضَانَ [4] . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ، كَذَا قَالَ. وَقَالَ عَارِمٌ: مَاتَ لِعَشْرِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ، فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ [5] . قَالَ أَبُو داود: مَاتَ مَالِكٌ قَبْلَهُ بِأَشْهُرٍ. 68- حَمَّادُ بْنُ شعيب التّميميّ الحمّانّي، الكوفيّ [6] .   [ () ] وفي تاريخ البخاري: فاقتبس علما بحلم [1] وزاد في الحلية 1/ 258. لا كثور وجهم ... وكعمرو بن عبيد [2] سورة البقرة، الآية 8. [3] هو قول خالد بن خداش، كما في تهذيب الكمال 7/ 252. [4] تهذيب الكمال. [5] المصدر نفسه. [6] انظر عن (حمّاد بن شعيب) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 132، 133، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 65، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 25 رقم 1901، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 53، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 73 رقم 90، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 135، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 4، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 311، 312 رقم 381، والجرح والتعديل 3/ 142 رقم 625، والمجروحين لابن حبّان 1/ 251، وفيه (حمّاد بن شعب) ، والكامل في الجزء: 11 ¦ الصفحة: 99 أَبُو شُعَيْبٍ. وَهُوَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةٍ، ثُمَّ عَرَضَهُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ. قَرَأَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُلَيْمِيُّ. وَحَدَّثَ عَنْ: حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهيلٍ، وَأَبي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، وَسِوَاهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [3] قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : فِيهِ نَظَرٌ. شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُدْخَلَ الْمَاءُ إِلا بِمِئْزَرٍ» . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [5] : لا يُتَابِعُهُ عَلَيْهِ إِلا مَنْ هو دونه أو مثله [6] .   [ () ] ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 659- 661، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 275 ب، والمغني في الضعفاء 1/ 189 رقم 1713، وميزان الاعتدال 1/ 596 رقم 2254، والوافي بالوافيات 13/ 147 رقم 156، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 258 رقم 1170، ولسان الميزان 2/ 348 رقم 1413، وتعجيل المنفعة 102 رقم 224، وأعيان الشيعة 28/ 18 رقم 5737. [1] في الجرح والتعديل 3/ 142. [2] الجرح والتعديل 3/ 142. [3] في تاريخه 2/ 123، 133 وقال أيضا،: «ضعيف» واقتبسه الحاكم في (الأسامي والكنى) ، والعقيلي في (الضعفاء الكبير) ، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ، وابن حبان في (المجروحين) ، وابن عديّ في (الكامل 2/ 659) . [4] في تاريخه الكبير 3/ 25. [5] في الضعفاء الكبير 1/ 312. [6] وقال مسلم: «ضعيف الحديث» (الكنى والأسماء) . وقال الجوزجاني: «واهي الحديث» . (أحوال الرجال) . وقال أحمد: «لا أدري كيف هو» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 100 69- حَمَّادُ بْنُ الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ زُوطِيٍّ [1] . الْفَقِيهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ. تَفَقَّهَ بِوَالِدِهِ. وَقِيلَ كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الأَخْيَارِ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَقُتَيْبَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ. لَيَّنُوهُ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «الْكَامِلِ» [2] . قِيلَ: مَاتَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 70- حَمَّادُ بْنُ يحيى الأبحّ [3]- ت. -   [ () ] وقال ابن حبّان: «يقلب الأخبار ويرويها على غير جهتها» . وقال النسائي: «ضعيف» . وقال ابن عديّ: «وأحاديثه يرويها عن الثقات وأكثرها مما لا يتابع عليه، وهو ممّن يكتب حديثه مع ضعفه» . وقال الحاكم النيسابورىّ: «ليس بالقويّ عندهم» . [1] انظر عن (حمّاد ابن الإمام أبي حنيفة النعمان) في: تاريخ الثقات للعجلي 218 (في ترجمة شريك بن عبد الله القاضي) ، والجرح والتعديل 3/ 149 رقم 652، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 669، ووفيات الأعيان 1/ 447 رقم 293، والمغني في الضعفاء 1/ 188 رقم 1706، وميزان الاعتدال 1/ 590 رقم 2245، ومرآة الجنان 1/ 370، والوافي بالوفيات 13/ 147 رقم 155، ولسان الميزان 2/ 346 رقم 1405، وشذرات الذهب 1/ 287. [2] ج 2/ 669. [3] انظر عن (حمّاد بن يحيى الأبحّ) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 133، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 114، وتاريخ الدارميّ، رقم 231، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3114 و 2374، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 24 رقم 97، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، وسؤالات الآجرّي لأبي داود، رقم 30، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 119 رقم 196، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 82، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 120، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 309، 310 رقم 378، والجرح والتعديل 3/ 151، 152 رقم 659، والثقات لابن حبّان 6/ 221، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 100 رقم 233، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 14 أ، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 152، وعلماء إفريقية لأبي العرب القيرواني 203، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 663- 665، وتهذيب الكمال 7/ 292- 296 رقم 1492، وميزان الاعتدال 1/ 601 رقم 2279، والكاشف 1/ 189 رقم 1236، والمغني في الجزء: 11 ¦ الصفحة: 101 أبو بكر الأنصاريّ. رَوَى عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَمَكْحُولٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتْبَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ [1] : ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: وكان مِنْ شُيُوخِنَا، نَسَبَهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَوْ قَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ [2] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] أَيْضًا: رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [5] : مَا أَرَى فِيهِ بَأْسًا [6] . 71- حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَكِّيُّ [6] . عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْن نافع.   [ () ] الضعفاء 1/ 191 رقم 1734، وتهذيب التهذيب 3/ 21، وتقريب التهذيب 1/ 198 رقم 552، وخلاصة تذهيب التهذيب 92. [1] في تاريخه 2/ 133، ونقل عنه ابن شاهين: «ليس به بأس، ثقة» ، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) . [2] التاريخ الكبير 3/ 24. [3] في الكامل 2/ 665. [4] في تاريخه الكبير، ونقله الحاكم في (الأسامي والكنى) . [5] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3274، وقال أيضا: «صالح الحديث» (2/ رقم 3114) . وقال الجوزاني: «روى عن الزهري حديثا معضلا سمعت من يزعم أن الحديث كان يحدّث به الوقاصي» . وقال الحاكم: «ليس بالحافظ عندهم» . [6] انظر عن (حمزة بن عبد الواحد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 52، 53 رقم 199، والجرح والتعديل 3/ 213 رقم 937، والثقات لابن حبّان 6/ 228. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 102 وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [1] . 72- حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاصُّ [2] . الْمُعَلِّمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. رَوَى عَنِ: الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَآخَرُونَ. وَلَعَلَّهُ مَاتَ بَعْدَ السّتّين ومائة.   [1] الجرح والتعديل 3/ 213. [2] انظر عن (حنظلة بن أبي المغيرة) في: الجرح والتعديل 3/ 242 رقم 1073، والثقات لابن حبّان 8/ 209. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 103 - حرف الْخَاءِ- 73- خَارِجَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مُكَيْثٍ الْجُهَنِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] . عَنْ: أَبِيهِ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْد اللَّهِ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ [3] . 74- خَاقَانُ بْنُ الأَهْتَمِ الْمِنْقَرِيُّ [4] . عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَابْنُ جُدْعَانَ. وَعَنْهُ: مُسدَّدٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. قَالَ أَبُو داود: ضَعِيفٌ. 75- خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ الأزدي التّرمذيّ [5] .   [1] انظر عن (خارجة بن الحارث) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 2065 رقم 701، والجرح والتعديل 3/ 375 رقم 1713، والثقات لابن حبّان 6/ 273، وتهذيب الكمال 8/ 5، 6 رقم 1587، والكاشف 1/ 200 رقم 1307، وتهذيب التهذيب 3/ 73 رقم 141، وتقريب التهذيب 1/ 210 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 99. [2] في الجرح والتعديل 3/ 375. [3] وقال النسائي: «ليس به بأس» . (تهذيب الكمال 8/ 5) . وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (خاقان بن الأهتم) في: الجرح والتعديل 3/ 4405، 406 رقم 1859، والمغني في الضعفاء 1/ 200 رقم 1826. [5] انظر عن (خالد بن زياد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 151 رقم 517، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 125، والجرح والتعديل الجزء: 11 ¦ الصفحة: 104 عَنْ: أَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيِّ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَاللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الأَزْدِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُسدَّدٌ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ. مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، مَا ضَعَّفَهُ أَحَدٌ. 76- خَالِدُ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ [1] . أَخُو إِسْحَاقَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَبُدَيْحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وإبراهيم بن موسى الفرّاء، و (عبد الرَّحْمَنِ) [2] بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [3] . 77- خَالِدُ بْنُ شَوْذَبٍ الْجُشَمِيُّ البصريّ [4] .   [3] / 332 رقم 1493، والثقات لابن حبّان 6/ 263، وتاريخ جرجان للسهمي 228، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 38، والكامل في التاريخ 5/ 308، وتهذيب الكمال 8/ 65، و 66 رقم 1611، والكاشف 1/ 203 رقم 1328، وتهذيب التهذيب 3/ 90 رقم 172، وتقريب التهذيب 1/ 213 رقم 31، وخلاصة تذهيب التهذيب 100. [1] انظر عن (خالد بن سعيد بن عمرو الأموي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 152 رقم 522، وتاريخ الطبري 5/ 476، والجرح والتعديل 3/ 335 رقم 1500، والثقات لابن حبّان 6/ 251، ومشاهير علماء الأمصار له 130 رقم 1016، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 226 رقم 299، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 22 پ رقم 465، وتهذيب الكمال 8/ 81، 72 رقم 1618، والكاشف 1/ 204 رقم 1334، وتهذيب التهذيب 3/ 94، 95 رقم 179، وتقريب التهذيب 1/ 214 رقم 38، وخلاصة تهذيب التهذيب 101. [2] في الأصل بياض، والاستدراك من (تهذيب الكمال 8/ 82) . [3] في «الثقات» 7/ 251، وقال في «المشاهير» : «من متقني أهل المدينة» . [4] انظر عن (خالد بن شوذب) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 293، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 155 رقم 533، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 5، 6 رقم 405، والجرح والتعديل 3/ 336 رقم 1513، والثقات لابن حبّان 6/ 261، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 897، والمغني في الضعفاء 1/ 203 رقم 1851، وميزان الاعتدال 1/ 631 رقم 2430، ولسان الميزان 2/ 378 رقم 1564. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 105 عَنِ: الْحَسَنِ. وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهدِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . 78- خَالِدُ بْنُ مَيْسَرَةَ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ [3] . عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَأَبُو أَحْمَدَ الْفُرَاتُ الرَّازِيُّ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ. 79- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الزَّيَّاتُ الْكُوفِيُّ [5] . أَبُو عبد الله.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 336. [2] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حدّثني المقدّمي قال: قلت لخالد بن شوذب: مالك لا تحدّث عن الحسن كما يحدّث عنه يونس؟ قال: ما جالس يونس الحسن أكثر مما جالسته، جئني بكتاب يونس حتى أقرأه عليكم. قال: فلم أرجع إليه بعد، أولم آته بعد. هذا معنى كلامه، أو كما قال، (العلل ومعرفة الرجال 2/ 438 رقم 2932) واقتبسه العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 6) . وقال البخاري في تاريخه الكبير «فيه نظر» . ونقل عنه العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 5) . [3] انظر عن (خالد بن ميسرة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 175، 176 رقم 600، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 28، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 141، والجرح والتعديل 3/ 352 رقم 1592، والثقات لابن حبّان 6/ 265، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 892، وتهذيب الكمال 8/ 182- 184 رقم 1656، والكاشف 1/ 209 رقم 1367، وميزان الاعتدال 1/ 643 رقم 2467، وتهذيب التهذيب 3/ 122، 123 رقم 225، وتقريب التهذيب 1/ 129 رقم 83، وخلاصة تذهيب التهذيب 103. [4] في الكامل 3/ 892 وزاد: «فإنّي لم أر له حديثا منكرا» . [5] انظر عن (خالد بن يزيد الزيات) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 230 و 2/ رقم 3129، و 3163، والكنى في الأسماء لمسلم، ورقة 62، والجرح والتعديل 3/ 356 رقم 1614، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 117 رقم 308. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 106 عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وزهير بن عبّاد، وعبد الله مُشْكَدَانَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ [2] : مَا به بأس. 80- خلّاد بن سليمان [3]- س-[4] . أبو سليمان الحضرميّ المصريّ. عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَخَالِدِ بْنِ أبي عمران، ودرّاج أَبِي السَّمْحِ. وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ. وَكَانَ ثِقَةً صَالِحًا قَانِتًا للَّه. وَكَانَ أُمِّيًّا لا يَكْتُبُ [5] . تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 81- خَلَفٌ الأَحْمَرُ [6] .   [1] في الجرح والتعديل 3/ 357. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3129، وقال أيضا: «ثقة» (رقم 2163) ، وانظر: الجرح والتعديل 3/ 357، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين. [3] انظر عن (خلّاد بن سليمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 188، 189، رقم 637، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 46، والجرح والتعديل 3/ 365، 366 رقم 1663، والثقات لابن حبّان 8/ 224 وسمّاه (خالد بن سليمان) فوهم في ذلك، ولذا قال محقّقه في الحاشية: لم نظفر به، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 244 ب، ومعجم البلدان 1/ 283، وتهذيب الكمال 8/ 355، 356 رقم 1739، والمغني في الضعفاء 1/ 216، 218 رقم 1432، والكاشف 1/ 217، 218 رقم 1432، وتهذيب التهذيب 3/ 172، 173، رقم 328، وتقريب التهذيب 1/ 229 رقم 175، وخلاصة تذهيب التهذيب 107، والجامع للشمل 2/ 422. [4] في الأصل «ق» ، وقد صحّحت الرمز عن: (المغني، وتهذيب الكمال) . [5] تهذيب الكمال 8/ 356. [6] انظر عن (خلف الأحمر) في: المعارف لابن قتيبة 544، 546، والبرصان والعرجان للجاحظ 150، 161، 181، والشعر والشعراء 2/ 673، 674 رقم 192، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 146- 148 و 201، والفتوح لابن أعثم الكوفي 8/ 266- 270، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 317، وتاريخ الطبري 8/ 115، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 107 اللُّغَوِيُّ الشَّاعِرُ، صَاحِبُ الْبَرَاعَةِ فِي الأَدَبِ. يُكَنَّى أَبَا مُحْرِزٍ، مَوْلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ [1] . تَعَبَّدَ فِي أَوَاخِرِ عُمْرِهِ. حَمَلَ عَنْهُ دِيوَانَهُ أَبُو نُوَاسٍ، وَرَثَاهُ بِقَصِيدَةٍ. وَلِخَلفٍ الْقَصِيدَةُ السَّائِرَةُ الَّتِي نَحَلَهَا تأَبَّط شَرًّا: إِنَّ بِالشِّعْبِ الَّذِي دُونَ سَلْعٍ [2] . ... لَقَتِيلٌ دَمُهُ مَا يُطَلُّ - خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ. يَأْتِي. 82- الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ [3] . صَاحِبُ الْعَرُوضِ. قَدْ تَقَدَّمَ. وَيُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا مَاتَ. 83- خَشَافٌ الْكُوفِيُّ [4] صَاحِبُ اللّغة.   [ () ] وأمالي القالي 1/ 156، 157، 171 و 2/ 77، 172، 277، 284، 296 و 3/ 39، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 108 و 2/ 208، ومراتب النحويين للزبيدي 46، 47، وأخبار النحويين للسيرافي 52، 53، 80، وثمار القلوب 260، 417، 427، 446، وخاص الخاص 76، والعقد الفريد 1/ 215 و 5/ 306- 308، وسمط اللآلي 412، 413، والفهرست لابن النديم 50، وربيع الأبرار 4/ 190، 270، وأمالي المرتضى 1/ 280، 493، ورسالة الغفران 146، والأغاني 3/ 43، و 9/ 39، و 14/ 31، ومعجم الأدباء 4/ 179، ومقاتل الطالبيين 81، وإنباه الرواة 1/ 348- 350، ونزهة الألبّاء 52- 54، 83، 91، 101، 117، 137، ومختارات ابن الشجري 72- 106، والتذكرة الفخرية 5، ومعاهد التنصيص 1/ 84 (في ترجمة أبي نواس) ، ومعجم ما استعجم 147، والوافي بالوفيات 13/ 353- 55 رقم 438، وبغية الوعاة 1/ 554 رقم 1162، والمزهر 2/ 403، وكشف الظنون 727، 762- 765، 788، وهدية العارفين 1/ 348، وروضات الجنات 270، والأعلام 2/ 31، وتاريخ الأدب العربيّ 2/ 19، ومعجم المؤلفين 4/ 104، والجامع لشمل القبائل لبامطرف 2/ 422. [1] المعارف 544. [2] في الشعر والشعراء 2/ 674، وشرح التبريزي 2/ 160. إنّ بالشعب إلى جنب سلع [3] تقدمت ترجمته ومصادرها في الجزء السابق، ص 169 رقم (104) . [4] انظر عن (خشّاف الكوفي صاحب اللغة) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 108 84- الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ [1] . رَوَى عَنْ: مُسْتَنِيرِ بْنِ أَخْضَرَ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ. شَيْخٌ مَسْتُورٌ. 85- الْخَيْزُرَانُ الجرشيّة [2] .   [ () ] إنباه الرواة 1/ 355، والنجوم الزاهرة 2/ 82، وبغية الوعاة 1/ 551 رقم 1156. [1] انظر عن (الخليل بن أحمد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 200 رقم 684، والجرح والتعديل 3/ 380 رقم 1735، والثقات لابن حبّان 8/ 230، وتهذيب الكمال 8/ 333، 334 رقم 1726، وتهذيب التهذيب 3/ 164- 166 رقم 313، وتقريب التهذيب 1/ 128 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 107. وقد خلطه بعضهم بالخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب علم العروض، وبيّن الحافظ ابن حجر الغلط في ذلك في (تهذيب التهذيب 3/ 164- 166) فليراجع لما فيه من فائدة. [2] انظر عن (الخيزران الجرشية) في: تاريخ خليفة 445، 447، والمحبّر لابن حبيب 37، 38، 45، والأخبار الموفّقيّات للزبير بن بكار 257، والمعارف لابن قتيبة 380، 381، وعيون الأخبار له 1/ 67، 160، وتاريخ اليعقوبي 2/ 399، 402، 406، 407، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 241، 277، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 617، وتاريخ الطبري 2/ 156 و 8/ 72، 121، 188، 205، 206، 210، 212، 223، 230، 234، 235، 238، 252، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1458، 2443، 2445، 2448، 2449، 2469، (2476- 2477) ، 2486، 2495، 2550، والأغاني 3/ 243، والعيون والحدائق 3/ 282- 274، 288- 292، 295، وتحفة الوزراء للثعالبي 142، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 252 و 3/ 21، 22، 175 و 4/ 75- 77، 79، 80، 95، ونشوار المحاضرة له 6/ 27، 28، و 8/ 154، والجليس الصالح للجريري 3/ 343، والهفوات النادرة للصابي 45، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 394، ورسوم دار الخلافة للصولي 59، وتاريخ بغداد 14/ 430 رقم 7800، والدرّ المنثور 188، 189، وجمهرة أنساب العرب 22، 133، والتذكرة الحمدونية 1/ 426، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 28، 70- 73، 75، والكامل في التاريخ 1/ 458 و 5/ 586 و 6/ 40، 88، 99، 102، 106- 108، 119، وتاريخ العظيمي 108، 231، 232، 291، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 57، 74، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 191، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 119- 121، ووفيات الأعيان 1/ 273، 427 و 2/ 326، 389 و 4/ 27، 277، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 82، 105، 108، 114، 115، 116، 118، والروض المعطار للحميري 194، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 13، ونهاية الأرب للنويري 22/ 127، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17/ 62، والعبر 1/ 258، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 109 مولاة المهديّ وحبيبته وزوجته، وأمّ ولديه الهادي والرشيد. رزقت من سعادة الدّنيا ما لا يُوصَفُ. قَالَ الْمَسْعُودِيُّ [1] : كَانَ مُغَلُّهَا فِي السَّنَةِ مِائَتَيْ أَلْفٍ وَسِتِّينَ أَلْفًا. وَقَدْ رَوَى الْخَطِيبُ [2] فِي تَرْجَمَتِهَا حَدِيثًا تَرْوِيهِ عَنِ الْمَهْدِيِّ، عَنْ آبَائِهِ، وَلا يَثْبُتُ. قِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثلاث وسبعين ومائة [3] .   [ () ] والبداية والنهاية 10/ 163، 164، والوافي بالوفيات 13/ 446 رقم 544، والنجوم الزاهرة 2/ 72، 73، وشذرات الذهب 1/ 280، والأعلام للزركلي 2/ 328، وأعلام النساء لكحّالة 1/ 395- 401، والجامع للشمل لبامطرف 2/ 432، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 3/ 75 (في ترجمة الإمام الأوزاعي) و 5/ 269، 270 رقم 1945. [1] في مروج الذهب 3/ 348 (طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) ، ولفظه: «وكانت غلّة الخيزران مائة ألف ألف وستين ألف ألف درهم» . [2] في تاريخ بغداد 14/ 430، 431. [3] مروج الذهب 3/ 348، تاريخ بغداد 14/ 431. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 110 - حرف الدَّالِ- 86- داود بْنُ الزِّبْرِقَانِ الْبَصْرِيُّ [1] . عَنْ، مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صَبِيحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفَهُ أَبُو حاتم [2] . وحسّن حاله ابن حبّان وَقَالَ [3] : كَانَ يَهِمُّ فِي الْمُذَاكَرَةِ وَيُعْتَبَرُ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أَتَّهِمُهُ فِي الحديث. وقال البخاريّ [4] : حديثه مقارب.   [1] انظر عن (داود بن الزبرقان) في: تاريخ الدارميّ، 322، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 152، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 243 رقم 835، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 111 رقم 176، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 391، 428، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ 158، 167، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 181، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 669 و 3/ 34، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 13، 35، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 34 رقم 456، والجرح والتعديل 3/ 412 رقم 1885، والمجروحين لابن حبّان 1/ 292، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 961- 965، والإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 49، وتاريخ جرجان للسهمي 196، 551، ورجال الطوسي 190 رقم 16، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 91، 92، والسابق واللاحق له 196 رقم 64، وتاريخ بغداد 8/ 357، 358 رقم 4457، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 202، 203، ومعجم البلدان 4/ 1002، وتهذيب الكمال 8/ 392- 396 رقم 1759، وميزان الاعتدال 2/ 7، 8، رقم 2606، والكاشف 1/ 221، رقم 1451، والمغني في الضعفاء 1/ 217 رقم 1451، وتهذيب التهذيب 3/ 185، 186 رقم 351، وتقريب التهذيب 1/ 231 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 109. [2] قال: «ضعيف الحديث، ذاهب الحديث» . (الجرح والتعديل 3/ 413) . [3] في المجروحين 1/ 292. [4] قوله في (الكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 961) وليس في تاريخه. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 111 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . 87- داود بْنُ عبد الرحمن العطّار [3]- ع- أبو سليمان المكّيّ. عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، وَعَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمَارَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خيثم، وهاشم بن عروة، وغيرهم. وعنه: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، وَآخَرُونَ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ الشّافعيّ: ما رأيت أحدا أورع منه [4] .   [1] في تاريخه 2/ 152، واقتبسه العقيلي، وابن أبي حاتم، وابن حبّان. [2] وقال الجوزجاني: «كذّاب» . وقال ابن عديّ: «هو في جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم» . [3] انظر عن (داود بن عبد الرحمن العطار) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 498، وتاريخ الدارميّ، رقم 313، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 216، وطبقات خليفة 284، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 246 رقم 724، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 46، وتاريخ الثقات للعجلي 147 رقم 395، والمعارف لابن قتيبة 521، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 165، 322، و 43/ 159، الضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 590، 644، وأنساب الأشراف للبلاذري ق 4/ 274، 551، 556، وتاريخ واسط لبحشل 202، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 193، والجرح والتعديل 3/ 417 رقم 1907، والثقات لابن حبّان 6/ 286، ومشاهير علماء الأمصار له 149 رقم 1178، وذكر أسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ، رقم 294، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 240، 241 رقم 321، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 29 أ (رقم 695 حسب ترقيمنا) ، ورجال مسلم لابن منجويه 1/ 197 رقم 415، وتاريخ جرجان للسهمي 117، 277، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 244 ب، ورجال الطوسي 190 رقم 19، والسابق واللاحق للخطيب 253، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 129، 130 رقم 511، وتهذيب الكمال 8/ 413- 416 رقم 1771، والعبر 1/ 267، والكاشف 1/ 222، 223 رقم 1463، والمغني في الضعفاء 1/ 219 رقم 2007، وميزان الاعتدال 2/ 11، 12 رقم 2625، والوافي بالوفيات 13/ 472، 473 رقم 577، وتهذيب التهذيب 3/ 197 رقم 376، وتقريب التهذيب 1/ 233 رقم 25، وهدي الساري 401، وخلاصة تذهيب التهذيب 110، وشذرات الذهب 1/ 286. [4] تهذيب الكمال 8/ 415. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 112 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [1] : نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ وَالِدُ داود نَصْرَانِيًّا شَامِيًّا يَتَطَبَّبُ، فَقَدِمَ مَكَّةَ فَنَزَلَهَا، وَوُلِدَ لَهُ سَنَةَ مِائَةٍ داود. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَجْلِسُ فِي أَصْلِ مَنَارَةِ الْحَرَمِ من قبل الصّفاء، وَكَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ يُقالُ: أَكْفَرُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. لِقُرْبِهِ مِنَ الأَذَانِ وَالْمَسْجِدِ، وَلِحَالِ وَلَدِهِ وَإِسْلامِهِمْ. وَكَانَ يُسْلِمُهُمْ فِي الأَعْمَالِ السِّرِّيَّةِ، وَيَحُثُّهُمْ عَلَى الأَدَبِ وَلُزُومِ الْخَيْرِ وَأَهْلِهِ. قَالَ: وَمَاتَ داود بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ تَمْكِينِ هَذَا النَّصْرَانِيُّ مِنَ الإِقَامَةِ بِحَرَمِ اللَّهِ، فَلَعَلَّهُمُ اضْطَرُّوا إِلَى طِبِّهِ، فاللَّه أَعْلَمُ. وَالْحِكَايَةُ صَحِيحَةٌ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الشَّافِعِيِّ. 88- داود بْنُ يَزِيدَ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ [3] . عَنْ: بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ النَّدَبِيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةٍ، وَحَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ. وَعَنْهُ: قتيبة، وهشام بن عبيد الله الرَّازِيُّ، وَالْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [4] : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ذَلِكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقَالَ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ. قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ يُوَضِّحُ لَكَ أَنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَكُونُ مَجْهُولا عِنْدَ أَبِي حَاتِمٍ، وَلَوْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ ثِقَاتٌ، يَعْنِي أَنَّهُ مَجْهُولُ الْحَالِ عِنْدَهُ، فَلَمْ يَحْكُمْ بِضَعْفِهِ وَلا بتوثيقه [5] .   [1] في الطبقات الكبرى 5/ 498، [2] تهذيب الكمال 8/ 416. [3] انظر عن (داود بن يزيد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 240 رقم 817، والجرح والتعديل 3/ 428 رقم 1944، والثقات لابن حبّان 6/ 287، وميزان الاعتدال 2/ 22 رقم 2656، والمغني في الضعفاء 1/ 221 رقم 2030. [4] في الجرح والتعديل 3/ 428. [5] وذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 113 89- ديلم بن غزوان [1]- ق. - أبو غالب العبديّ البصريّ البرّاء. عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَعَارِمٌ، وَمُسدَّدٌ، وَالْقَوَارِيرِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «كامله» [3] . وقوّى أمره [4] .   [1] انظر عن (ديلم بن غزوان) في: تاريخ الدارميّ، رقم 316، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 249 رقم 858، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 249، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 89، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 127، 495، والكنى والأسماء للدولابي 22/ 77، والجرح والتعديل 3/ 434، 435 رقم 1974، والثقات لابن حبّان 6/ 291، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3/ 970، 971، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 124 رقم 337، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 30 ب (رقم 763 حسب ترقيمنا) ، وتهذيب الكمال 8/ 501- 503 رقم 1807، والكاشف 1/ 227 رقم 1495، والمغني في الضعفاء 1/ 223 رقم 2055، وميزان الاعتدال 2/ 29 رقم 2686، وتهذيب التهذيب 3/ 214، و 215 رقم 407، وتقريب التهذيب 1/ 236 رقم 64، وخلاصة تذهيب التهذيب 111. [2] في الجرح والتعديل 3/ 435. [3] ج 3/ 970، 971. [4] وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما، ونقل ابن شاهين قول ابن معين: «صالح يروي ثلاثة أو يحتمل أربعة أحاديث» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 114 - حرف الذَّالِ- 90- ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ [1] . أَبُو الْمُنْذِرِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ: مُطَرِّف بْن طَرِيفٍ، وَلَيْثِ بْن أَبِي سُلَيْم، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ. وَعَنْهُ: أبو مطيع البلخيّ، وابنه مُزَاحِمِ بْنِ ذَوَّادٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ، وَسَعِيدُ بن منصور. ضعّفه ابن معين [2] .   [1] انظر عن (ذوّاد بن علبة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 158، وتاريخ الدارميّ، رقم 323، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 264 رقم 905، والتاريخ الصغير له 107، والضعفاء الصغير له أيضا 260 رقم 112، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3/ رقم 189، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 615، وتاريخ الثقات للعجلي 150 رقم 406، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 474، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 48، والجرح والتعديل 3/ 452، 453 رقم 2046، والمجروحين لابن حبّان 1/ 296، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 984- 987، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 64 أو 80 ب وفيه هنا «داود» ، وتاريخ جرجان للسهمي 222، 223، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 219 وفيه (داود) وهو غلط، والإكمال لابن ماكولا 3/ 337 و 6/ 254، وتهذيب الكمال 8/ 519- 21 رقم 1817، والمغني في الضعفاء 1/ 225 رقم 2062، والكاشف 1/ 229 رقم 1505، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 280، وتهذيب التهذيب 3/ 221 رقم 421، وتقريب التهذيب 1/ 138 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 113. [2] في تاريخه 2/ 158 فقال: «ليس بشيء» ، واقتبسه العقيلي في الضعفاء الكبير. وقال الدارميّ، عنه: «كان ضعيفا» . (تاريخ الدارميّ، رقم 323، واقتبسه العقيلي) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 115 وقال ابن عديّ [1] : وهو ممّن يكتب حديثه، وكان عابدا [2] .   [1] في الكامل 3/ 987. [2] وقال البخاري: «يخالف في بعض حديثه» . وقال ابن نمير: كان شيخا صالحا صدوقا كوفيا. (الجرح والتعديل) . وقال أبو حاتم: «ذوّاد ليس بالمتين يكتب حديثه» . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات ما لا أصل له وعن الضعفاء ما لا يعرف» . وذكره أبو زرعة الرازيّ في الضعفاء، والعجليّ في الثقات. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 116 - حرف الرَّاءِ- 91- رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ [1] . الْعَابِدَةُ الْبَصْرِيَّةُ الْمَشْهُورَةُ بِالتَّأَلُّهِ وَالزُّهْدِ. هِيَ رَابِعَةُ بِنْتُ إِسْمَاعِيلَ. كُنْيَتُهَا أمّ عمرو، وولاؤها لِلْعَتَكِيِّينَ. وَقَدْ أَفْرَدَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ أَخْبَارَهَا فِي جزء في الشَّامِيَّاتِ رَابِعَةُ الْعَابِدَةُ مُعَاصِرَةٌ لَهَا فَرُبَّمَا تَدَاخَلَتْ أَخْبَارُهَا [2] . قَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: سَمِعَتْ رَابِعَةُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ يَذْكُرُ الدُّنْيَا فِي قَصَصِهِ، فَنَادَتْهُ: هَيْهِ يَا صَالِحُ مَنْ أَحَبَّ شَيْئًا أَكْثَرَ من ذكره. قال محمد بن الحسين الرجلانيّ: نَا بِشْرُ بْنُ صَالِحٍ الْعَتَكِيُّ قَالَ: اسْتَأْذَنَ نَاسٌ عَلَى رَابِعَةَ وَمَعَهُمْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَتَذَاكَرُوا عِنْدَهَا سَاعَةً، وَذَكَرُوا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، فلمّا قاموا قالت لا مرأة تَخْدُمُهَا: إِذَا جَاءَ هَذَا الشَّيْخُ وَأَصْحَابُهُ فَلا تأذني لهم، فإنّي رأيتهم يحبّون الدّنيا.   [1] انظر عن (رابعة العدوية) في: الزهد الكبير للبيهقي 212 رقم 533، وتاريخ بغداد 2/ 40 (في ترجمة محمد بن إسماعيل عم العباس بن يوسف الشكلي، رقم 432) ، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ 27- 31 رقم 588، و 3/ 377 في ترجمة بشر بن منصور، ووفيات الأعيان 2/ 285- 288، ومرآة الجنان 1/ 378، والوافي بالوفيات 14/ 51، 52 رقم 50 والبداية والنهاية 10/ 186، والنجوم الزاهرة 1/ 33، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 77، وشذرات الذهب 1/ 193، ونفحات الأنس 615، والكواكب الدّرية 1/ 108- 110، وجامع كرامات الأولياء 2/ 10، ورسالة القشيري 264، وشرح المقامات للشريشي 2/ 231، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 35، 408 (رقم 113) ، وإحياء علوم الدين للغزالي 2/ 267، والعبر 1/ 278، وسير أعلام النبلاء 8/ 215- 217 رقم 53، ومشاهير النساء للذهبي 225، وقوت القلوب للمكي 1/ 103 و 156، والتعريف للكلاباذي 73 و 121، وتذكرة الأولياء للعطار 1/ 59، وسير الصالحات لتاج الدين الحصني 126. [2] تلك: رابعة بنت إسماعيل زوجة أحمد بن أبي الحواري. (صفة الصفوة 4/ 4300 رقم 823) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 117 وَعَنْ أَبِي يَسَارٍ مِسْمَعٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَابِعَةَ، فَقَالَتْ: جِئْتَنِي وَأَنَا أَطْبُخُ أَرُزًّا، فَآثَرْتُ حَدِيثَكَ عَلَى طَبِيخِ الأَرُزِّ. فَرَجَعْتُ إِلَى الْقِدْرِ وَقَدْ طُبِخَتْ. ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: حَدَّثَنِي عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَطَّارُ: حَدَّثَتْنِي عَبْدَةُ بِنْتُ أَبِي شَوَّالٍ- وَكَانَتْ تَخْدُمُ رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ- قَالَتْ: كَانَتْ رَابِعَةُ تُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، هَجَعَتْ هَجْعَةً حَتَّى يُسْفِرَ الْفَجْرُ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهَا تَقُولُ: يَا نَفْسُ كَمْ تنامين، وإلى كم تقومن. يُوشِكُ أَنْ تَنَامِي نَوْمَةً لا تَقُومِي فِيهَا إِلا لِيَوْمِ النُّشُورِ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: قَالَتْ رَابِعَةُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ قِلَّةِ صِدْقِي فِي قَوْلِي: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ [2] . وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: دَخَلْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ عَلَى رَابِعَةَ، فَقَالَ سُفْيَانُ: وا حزناه، فقالت: لا تكذب قل: وا قلّة حُزْنَاهُ [3] . وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَابِعَةَ أَنَا وَسَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، فَأَخَذَ سَلامٌ فِي ذِكْرِ الدُّنْيَا، فَقَالَتْ: إِنَّمَا يُذْكَرُ شَيْءٌ هُوَ شَيْءٌ، فَأَمَّا شَيْءٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَلا. وَقَالَ شَيْبَانُ: ثَنَا رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى شُمَيْطِ بْنِ عَجْلانَ أَنَا وَرَابِعَةُ، فَقَالَتْ مَرَّةً: تَعَالَ يَا غُلامُ. وَأَخَذَتْ بِيَدِي وَدَعَتِ اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا جَرَّةٌ خَضْرَاءُ مَمْلُوءَةٌ عَسَلا أَبْيَضَ. فَقَالَتْ كُلْ، فَهَذَا وَاللَّهِ لَمْ تَحْوِهِ بُطُونُ النَّحْلِ. قَالَ: فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ، فَقُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ بن الأَعْرَابِيُّ: أَمَّا رَابِعَةُ فَقَدْ حَمَلَ النَّاسُ عَنْهَا حِكْمَةً كَثِيرَةً، وَحَكَى عَنْهَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَغَيْرُهُمَا مَا يَدُلُّ عَلَى بُطْلانِ مَا قِيلَ عَنْهَا. وقد تمثّلت بهذا البيت:   [1] صفة الصفوة 4/ 29، 30، وفيات الأعيان 2/ 287. [2] صفة الصفوة 4/ 28. [3] صفة الصفوة 4/ 29، وفيات الأعيان 2/ 285. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 118 وَلَقَدْ [1] جَعَلْتُكَ فِي الْفُؤَادِ مُحَدِّثِي ... وَأَبَحْتُ جِسْمِي مَنْ أَرَادَ جُلُوسِي فَنَسَبَهَا بَعْضُهُمْ إِلَى الْحُلُولِ بِنِصْفِ الْبَيْتِ، وَإِلَى الإِبَاحَةِ بِتَمَامِ الْبَيْتِ. وَهَذَا غُلُوٌّ وَجَهْلٌ، وَلا أَحْسَبُ يَنْسِبُهَا إِلا حُلُولِيٌّ مُبَاهِي، لِيُنْفِقَ بِهَا زَنْدَقَتَهُ، كَمَا احْتَجُّوا، بِالْخَبَرِ النَّبَوِيِّ: «فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ» [2] .. الْحَدِيثَ. قِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ نَحْوِ ثَمَانِينَ سَنَةٍ. 92- الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الرُّكَيْنِ الْفَزَارِيُّ [3] . عَنْ: سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ [4] ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [5] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [6] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [7] : يُخَالِفُ فِي حَدِيثِهِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى: نَا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَيْعَةَ، سَمِعْتُ عَلِيًّا عَلَى مِنْبَرِكُمْ هَذَا يَقُولُ: «عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي مُقَاتِلٌ بَعْدَهُ القاسطين والناكثين والمارقين» .   [1] في وفيات الأعيان 2/ 286: «إني جعلتك» . [2] جزء من حديث رواه البخاري في الرقاق 11/ 292- 297 باب التواضع. [3] انظر عن (الربيع بن سهل) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 161، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 278 رقم 951، والتاريخ الصغير له 184، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 198، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 143، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 51 رقم 482، والجرح والتعديل 3/ 463، 464 رقم 2081، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 996، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 90 رقم 219، ورجال الطوسي 162 رقم 4، وفيه الربيع بن سهل بن الربيع: وهو وهم، وميزان الاعتدال 2/ 41 رقم 2740، والمغني في الضعفاء 1/ 228 رقم 2093، وتعجيل المنفعة 124، 125 رقم 303، ولسان الميزان 2/ 446 رقم 1827. [4] في تعجيل المنفعة «يحيى بن أبي بكير» وهو وهم. [5] في تاريخه 2/ 161. [6] الجرح والتعديل 3/ 464. [7] في تاريخه. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 119 قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [1] : أَسَانِيدُ هَذَا الْمَتْنِ لَيِّنَةُ الطُّرُقِ [2] . 93- رِفَاعَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيُّ الزَّرْقِيُّ الْمَدَنِيُّ [3]- ع. - إِمَامُ مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ. رَوَى عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ. رَوَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ. لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، أَنَّ رِفاعَةَ قَالَ: «عَطَسْتُ فِي الصَّلاةِ فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للَّه» حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ [4] . 94- رِفْدَةُ بن قضاعة الغسّانيّ [5]- ق. - مولاهم الدّمشقيّ.   [1] في الضعفاء الكبير 2/ 51. [2] وقد ضعّفه النسائي، والدار الدّارقطنيّ. [3] انظر عن (رفاعة بن يحيى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 323 رقم 1094، والجرح والتعديل 3/ 493 رقم 2239، والثقات لابن حبّان 6/ 309، وتهذيب الكمال 9/ 209- 211 رقم 1919، والكاشف 1/ 242 رقم 1595، والوافي بالوفيات 14/ 137 رقم 180، وتهذيب التهذيب 3/ 283 رقم 536، وتقريب التهذيب 1/ 252 رقم 102، وخلاصة تذهيب التهذيب 118. [4] هذا جزء من حديث، رواه الترمذي في الصلاة (404) باب: ما جاء في الرجل يعطس في الصلاة، وأخرجه أبو داود في الصلاة (773) باب: ما يستفتح به الصلاة من الدعاء. [5] انظر عن (رفدة بن قضاعة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 343 رقم 1158، والتاريخ الصغير له 207، والضعفاء الصغير له 260 رقم 121، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 195، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 65 رقم 506، والمجروحين لابن حبّان 204، والجرح والتعديل 3/ 523 رقم 2316، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 2036، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 486، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 326، وتهذيب الكمال 9/ 212- 214 رقم 1921، وميزان الاعتدال 2/ 53 رقم 2789، والكاشف 1/ 242 رقم 1597، والمغني في الضعفاء 1/ 232 رقم 2129، وتهذيب التهذيب 3/ 283، 284 رقم 538، وتقريب التهذيب 1/ 252 رقم 104، وخلاصة تذهيب التهذيب 119، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (بتأليفنا) 2/ 252، 253، رقم 588. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 120 عَنْ: ثَابِتِ بْنِ عَجْلانَ، وَجَعْفرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ. وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. قال أبو حاتم، [1] وغيره: منكر الحديث. وقال أبو مسهر: لم يكن رفدة شيء. كَانَ مَوْلَى الْحَيِّ، يَعْنِي حَيَّ أَبِي مُسْهِرٍ [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : فِي حَدِيثِهِ بَعْضُ الْمَنَاكِيرِ [4] . 95- رَوْحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الْمُهَلَّبِيُّ الأَمِيرُ [5] . مِنْ كِبَارِ الْقُوَّادِ، وَلِيَ إِفْرِيقِيَّةَ مُدَّةً لِلرَّشِيدِ، ثُمَّ وَلِيَ الْكُوفَةَ وَالْبَصْرَةَ. وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا كَبِيرَ (الْقَدْرِ، وَوَلِيَ) [6] أَيْضًا السِّنْدَ. وَاتَّفَقَ مَوْتُهُ بِالْمَغْرِبِ عِنْدَ أخيه   [1] في الجرح والتعديل 3/ 65. [2] الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1036. [3] في تاريخه الكبير 3/ 343: «في حديثه المناكير» . وفي تاريخه الصغير 207 «لا يتابع على حديثه» . وفي الضعفاء الصغير 260 رقم 121 «في أحاديثه مناكير» . [4] وقال النسائي: «ليس بالقويّ» . [5] انظر عن (روح بن حاتم المهلّبيّ) في: تاريخ خليفة 403، 438، 440، 441، 446، 464، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 125، 155، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 111، 230، 249، وفتوح البلدان له 227، 247، 425، وعيون الأخبار لابن قتيبة 1/ 164، 235 و 2/ 255 و 3/ 169، وتاريخ اليعقوبي 2/ 372، 384، 395، 411، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 165، 166، وتاريخ الطبري 7/ 452، 453، 456، 512، 513 و 8/ 117، 121، 122، 132، 134، 140، 153، 163، 164، 166، 205، 235، 239، والأغاني 10/ 255، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة 310، 334، 348، وثمار القلوب للثعالبي 625، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 370، والعيون والحدائق 3/ 362، وربيع الأبرار 3/ 347، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 497، والمستجاد من فعلات الأجواد للتنوخي 236، والعقد الفريد 1/ 70 و 2/ 172، والحلّة السيراء لابن الأبّار 2/ 358 رقم 191، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 339، والتذكرة الحمدونية 2/ 274، 483- 485، والكامل في التاريخ 9/ 439، 510 و 6/ 41، 44، 48، 67، 73، 75، 108، 113، 121، 135، ووفيات الأعيان 62 رقم 225، والروض والمعطار للحميري 382، والعبر 1/ 266، وسير أعلام النبلاء 7/ 441 رقم 166 والوافي بالوفيات 14/ 149 رقم 198، وشرح نهج البلاغة 18/ 88، وشذرات الذهب 1/ 284، والجامع للشمل 2/ 464. [6] ما بين القوسين بياض في الأصل. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 121 يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ أَمِيرِ إِفْرِيقِيَّةَ (فِي شَهْرِ) [1] رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . وَلَهُ أَخْبَارٌ وَمَآثِرُ فِي الْجُودِ. 96- رَوْحُ بْنُ مُسَافِرٍ [3] . أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَالأَعْمَشِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ. ضعّفوه. وقال أبو داود: متروك [4] .   [1] ما بين القوسين بياض في الأصل. [2] هذه الترجمة في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 339. [3] انظر عن (روح بن مسافر) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 169، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 310 رقم 1055، والتاريخ الصغير له 192، والضعفاء الصغير له 260 رقم 120، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 14، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 192، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 61 رقم 58، وص 104 رقم 159، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 60، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 57 رقم 493، والجرح والتعديل 3/ 496 رقم 2246، والمجروحين لابن حبّان 1/ 299، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 998- 1001، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 92 رقم 225، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 وورقة 81 ب، وتاريخ بغداد 8/ 399- 401 رقم 4502، والمغني في الضعفاء 1/ 234 رقم 2148، وميزان الاعتدال 2/ 61 رقم 2819، والكشف الحثيث. 180، 181 رقم 291، ولسان الميزان 2/ 467 رقم 1885. ومن حقّ هذه الترجمة أن تتأخر عن التي بعدها. [4] قوله في الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 57 وقال ابن معين: «ضعيف» . وقال البخاري: «تركه ابن المبارك وغيره» . وقال مسلم: «متروك الحديث» . وقال الجوزجاني: «متروك» . وقال أيضا: «غير مقنع» . وقال النسائي: «ليس بالقويّ» . وقال أحمد: «متروك الحديث» . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث لا يكتب حديثه» . وقال أبو زرعة: «ضعيف» . وقال ابن حبّان: «كان ممن يروي الموضوعات عن الإثبات، لا تحلّ الرواية عنه ولا كتابة حديثه للاختبار» . وقال ابن عديّ: «عامة ما ينكر عليه فهو ما ذكرته إذا حدث عنه ثقة فأما إذا حدّث عنه ضعيف الجزء: 11 ¦ الصفحة: 122 97- رَوْحُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ [1] . عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَغَيْلانَ مَوْلَى عُثْمَانَ، وَشُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ. وَعَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، وَأَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشَّامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَحْمَدُ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : عِنْدِي لا بَأْسَ به. نعيم بن حمّاد: انا روح بن عطاء: انا أَبِي، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ فِي الصَّلاةِ تَسْلِيمَةً قِبَالَةَ وَجْهِهِ. فَإِذَا سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ سَلَّمَ عَنْ يَسَارِهِ» . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [5] : الأَحَادِيثُ في تسليمه أسانيدها ليّنة [6] .   [ () ] يكون البلاء منه لا من روح، وهو في جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم» . وقال الحاكم النيسابورىّ: «ليس بالقويّ عندهم» . [1] انظر عن (روح بن عطاء) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 169، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 3926، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 309 رقم 1048، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 190، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 57، 58 رقم 494، والجرح والتعديل 3/ 497 رقم 2253، والمجروحين لابن حبّان 1/ 300، ومشاهير علماء الأمصار له 156 رقم 1234، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1001، 1002، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 91 رقم 224، والمغني في ضعفاء 1/ 234 رقم 2144، وميزان الاعتدال 2/ 60 رقم 2806، ولسان الميزان 2/ 466، 467 رقم 1880. وقد أضاف السيد صبحي السامرائي إلى مصادره «ترتيب الثقات للعجلي» وهو ليس فيه. انظر: الضعفاء للدار للدّارقطنيّ بتحقيقه. [2] في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 3926، وزاد «هو ضعيف» . [3] في تاريخه 2/ 169. [4] في الكامل 3/ 1002. [5] في الضعفاء الكبير 2/ 58. [6] وقد ضعّفه النسائي. وقال أبو حاتم: «ليّن الحديث» . وقال ابن حبّان في (المجروحين) : «كان يخطئ ويهمّ كثيرا حتى ظهر في حديثه المقلوبات من حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين جميعا، رحمهما الله» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 123 98- رِيَاحُ بْنُ عَمْرٍو الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ [1] . أَبُو الْمَهَاصِرِ. كَانَ خَاشِعًا خَائِفًا بَكَّاءً. رَوَى عَنْ: مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَوَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ. وَقِيلَ إِنَّهُ لَقِيَ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ. رَوَى عَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَمُوسَى بْنُ داود، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ [2] . وَذَكَرَهُ أَبُو داود السِّجِسْتَانِيُّ فَوَهَّاهُ وَقَالَ: رَجُلُ سَوْءٍ. قال عليّ بن الحسن بْنِ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ: لِي نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ ذَنْبًا، قَدِ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لِكُلِّ ذَنْبٍ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ [3] . وَقَالَ (سَيَّارٌ: ثَنَا رِيَاحٌ) [4] قَالَ لِي عُتْبَةُ الْغُلامُ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَنَا فَهُوَ عَلَيْنَا [5] . وكَانَ رِيَاحُ بْنُ عمرو يسمع منه الموعظة ويغشى عليه.   [ () ] وقال في (المشاهير) : «وكان رديء الحفظ، وهم في الشيء بعد الشيء» . [1] انظر عن (رياح بن عمرو) في: الجرح والتعديل 3/ 511، 512 رقم 2317، والثقات لابن حبّان 6/ 310، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 32 ب، رقم (836 حسب ترقيم نسحتنا) ، وحلية الأولياء 6/ 192- 197 رقم 361، والإكمال لابن ماكولا 4/ 14 و 7/ 304، وصفة الصفوة 3/ 367- 370 رقم 558، وميزان الاعتدال 2/ 61، 62 رقم 2814، والمغني في الضعفاء 1/ 234 رقم 2151، وسير أعلام النبلاء 8/ 155، 156 رقم 19، 105، والطبقات الكبرى للشعراني 40، والكواكب الدرّية للمناوي 105. [2] الجرح والتعديل 3/ 512. [3] حلية الأولياء 6/ 194، صفة الصفوة 3/ 368. [4] ما بين القوسين مكانه بياض في الأصل، استدركته من الحلية. [5] حلية الأولياء 6/ 195. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 124 - حرف الزَّايِ- 99- زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجِ بن الرّحيل [1]- ع. - أبو خيثمة الجعفيّ الكوفيّ الْحَافِظُ. أَحَدُ الثِّقَاتِ. وَهُوَ أَخُو حُدَيْجٍ وَالرُّحَيْلِ.   [1] انظر عن (زهير بن معاوية) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 376، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 117، وتاريخ الدارميّ 48، 84، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 175، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 930، و 1144، و 2/ رقم 3855 و 3/ 4229، والعلل لأحمد 1/ 192، 242، وطبقات خليفة 168، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 426 رقم 1419، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 33، وتاريخ الثقات 166 رقم 465، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ 112، 140، 166، 189، 214 و 5/ 36، 45، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 28، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 537، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 299 و 316 و 467 و 468 و 656 و 668 و 676 و 677، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 28، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 166، وتاريخ الطبري 3/ 185 و 1/ 181 و 7/ 189، والجرح والتعديل 3/ 588، 589 رقم 2674، والمراسيل 60، 61، والعقد الفريد 2/ 201، والثقات لابن حبّان 6/ 337، ومشاهير علماء الأمصار له 186 رقم 1482، والعلل للدار للدّارقطنيّ 1/ 19، 61، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 133 رقم 363، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 271، 272 رقم 371، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 224، 225 رقم 484، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 410، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 179 ب، 180 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 145، 239، 265، والسابق واللاحق للخطيب 204، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 152، 153 رقم 598، وتهذيب الكمال 9/ 420، والكاشف 1/ 256 رقم 1684 وفيه (خديج) وهو تحريف، وميزان الاعتدال 2/ 86 رقم 2921، ودول الإسلام 1/ 114، وسير أعلام النبلاء 8/ 162- 167 رقم 26، وتذكرة الحفاظ 1/ 233، والعبر 1/ 263، والمراسيل لابن كيكلدي 214، وشرح علل الترمذي 374، والوافي بالوفيات 14/ 226 رقم 306، وتهذيب التهذيب 3/ 351 رقم 648، وتقريب التهذيب 1/ 265 رقم 82 (وفيه تحرّف إلى خديج) وخلاصة تذهيب التهذيب 123، وشذرات الذهب 1/ 282، والجامع للشمل لبامطرف 2/ 479. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 125 رَوَى عَنِ: الأَسْوَدَ بْنِ عُمَيْسٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَالْحَسَنِ بْنِ الحرّ، وحميد الطّويل، و (زبيد) [1] الْيَامِيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، وَأَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَخَلْقٌ. قال سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ لِرَجُلٍ: عَلَيْكَ بِزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَمَا بِالْكُوفَةِ مِثْلُهُ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: لا وَاللَّهِ لَيْسَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عِندِي بِأَثْبَتَ مِنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ [2] . وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَذَكَرَ حَدِيثًا لِزُهَيْرٍ وَشُعْبَةَ، فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: زُهَيْرٌ أَحْفَظُ عِنْدِي مِنْ عِشْرِينَ مِثْلِ شُعْبَةَ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: زُهَيْرٌ مِنْ مَعَادِنِ الْعِلْمِ [4] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : زُهَيْرٌ أحبّ إِلَيْنَا مِنْ إِسْرَائِيلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ. قِيلَ [6] لِأَبِي حَاتِمٍ: فَزُهَيْرٌ وَزَائِدَةُ؟. قَالَ: زُهَيْرٌ أَتْقَنُ، وَهُوَ صَاحِبُ سَنَّةٍ. غَيْرَ أَنَّهُ تَأَخَّرَ سَمَاعُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعَ زُهَيْرٌ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بَعْدَ الاخْتِلاطِ، وَهُوَ ثِقَةٌ [7] . وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ: كَانَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنَ الشَّيْخِ مرّتين كتب عليه: فرغت.   [1] في الأصل بياض، استدركته من مصادر ترجمته. [2] الجرح والتعديل 3/ 588 وزاد فيه: «وإذا سمعت الحديث من زهير ما أبالي أن لا أسمعه من سفيان» . [3] الجرح والتعديل 3/ 588. [4] الجرح والتعديل 3/ 588. [5] في الجرح والتعديل 3/ 589. [6] في الأصل «قلت» ، والتصحيح من (الجرح والتعديل) . [7] الجرح والتعديل 3/ 589. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 126 قُلْتُ: وَسَكَنَ زُهَيْرٌ فِي أَوَاخِرِ عُمْرِهِ الْجَزِيرَةَ، أَظُنُّ بِحَرَّانَ. قَالَ النُّفَيْلِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، زَادَ النُّفَيْلِيُّ فِي رَجَبٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ. قُلْتُ: وَأَصَابَهُ الْفَالِجُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ [1] . 100- زُهَيْرُ بْنُ هُنَيْدَةَ [2] . أَبُو الذَّيَّالِ الْعَدَوِيُّ. بَصْرِيُّ مُقِلٌّ. عَنْ: أَبِي نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيِّ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر القواريريّ، وإسحاق بن إسرائيل.   [1] وقال ابن سعد: «كان ثقة ثبتا مأمونا كثير الحديث» . (الطبقات الكبرى 6/ 377) . وقال عباس الدوري: ذكر يحيى بن معين: زهير بن معاوية، وأبا عوانة، فكأنه ساوى بين أبي عوانة، وزهير بن معاوية. قيل ليحيى: أيّهما أثبت: زهير بن معاوية الجعفي، أو وهيب بن خالد؟ قال: ما فيهما إلّا ثبت. وذكر زهير وزائدة، فقلت له: زهير أثبت من زائدة؟ قال: جميعا سواء. (تاريخ ابن معين 2/ 117) . وقال أحمد: «كان من أصحاب الحديث ببغداد، هو وأبو كامل، وأبو سلمة الخزاعي» . (العلل ومعرفة الرجال 1/ 493 رقم 1144) وقال أيضا: «حفّاظ الحديث والمتثبّتين في الحديث أربعة: سفيان الثوري، وشعبة، وزهير، وزائدة» . (العلل 3/ 601 رقم 3855) . وذكره العجليّ في ثقاته، وكذا ابن حبّان، وقال في (المشاهير) : «كان حافظا متقنا» . وذكره ابن شاهين في الثقات ونقل قول ابن معين «ثقة مأمون» (133 رقم 363) . وقال الآجرّي: قلت لأبي داود: «زهير كان يتشيّع؟ قال: ما خالف أحد زهيرا إلّا تهمته نفسه. (سؤالات الآجرّي) . وقد روى له الجماعة. [2] انظر عن (زهير بن عنيدة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 429 رقم 1426، وفيه (زهير بن هنيد) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 136 (وفيه: هنيد) ، والجرح والتعديل 3/ 590، 591 رقم 2677، والثقات لابن حبّان 6/ 338 و 8/ 256، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 89 أ، وتهذيب الكمال 9/ 428 رقم 2021، وتهذيب التهذيب 3/ 353، 354 رقم 650، وتقريب التهذيب 1/ 265 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 123، وفي جميع المصادر ورد (زهير بن هنيد) ما عدا: الأسامي والكنى للحاكم، فهو كما هنا (هنيدة) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 127 مَحَلُّهُ الصِّدْقُ [1] إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. 101- زِيَادٌ أَبُو السَّكَنِ الْبَاهِلِيُّ [2] . مَوْلاهُمْ. نَزَلَ بَغْدَادَ، وَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الشَّعْبِيَّ. رَوَى عَنْ: طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ. وَعَنْهُ: داود بْنُ رُشَيْدٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ. قَالَ ابْنُ معين [3] : ليس بشيء. وقل النّسائيّ [4] : ليس بثقة [5] .   [1] ذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (زياد أبي السكن الباهلي) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 176، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 358 رقم 1209، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 224، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 196، والجرح والتعديل 3/ 537 رقم 2424، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1046، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ص 259 أ، والمغني في الضعفاء 1/ 245 رقم 2250، وميزان الاعتدال 2/ 95 رقم 2970، ولسان الميزان 2/ 498، 499 رقم 1997. [3] في تاريخه 2/ 176، واقتبسه الحاكم في الأسامي والكنى) : وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) . [4] في الضعفاء والمتروكين. [5] وقال الحاكم النيسابورىّ: ليس بالقويّ عندهم. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 128 - حرف السِّينِ- 102- سَالِمٌ أَبُو جُمَيْعٍ الْقزَّازُ الْبَصْرِيُّ [1]- د- هو ابن دينار، وقيل ابن راشد، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَثَابِتٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ،: وَمُحَمَّدُ بْنُ الطَّبَّاعِ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَمُسدَّدٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ [2] . وَرَوَى الدَّارِمِيُّ [3] ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ آخَرُ: صَالِحُ الحديث [4] . 103- سعد بن زياد [5] .   [1] انظر عن (سالم القزّاز) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 188، وتاريخ الدارميّ، رقم 924، والعلل لأحمد 1/ 246، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1663، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 112 رقم 2142، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 21، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 4/ ورقة 16، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 139، والجرح والتعديل 4/ 180، 181، رقم 783، والثقات لابن حبّان 6/ 410، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 118 ب، وتهذيب الكمال 10/ 138، 139 رقم 2144، وميزان الاعتدال 2/ 114 رقم 3067، والكاشف 1/ 270 رقم 1786، وتهذيب التهذيب 3/ 434، و 435 رقم 802، وتقريب التهذيب 1/ 279 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 131. [2] الجرح والتعديل 4/ 181. [3] في تاريخه، رقم 924، ونقله ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 4/ 181) . [4] وقال أحمد: «أرجو أن لا يكون به بأس، لم يكن عنده إلا شيء يسير من الحديث» . (الجرح والتعديل) . وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (سعد بن زياد) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 129 أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّاسِيُّ مَوْلَى الأَمِيرِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ. عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَيْسَانَ مولى ابن الزُّبَيْرِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَيْسَ بِالْمَتِينِ [2] . 104- سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ. أَبُو عُمَرَ الْمَعَافِرِيُّ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْفَقِيهُ. عَنْ: مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وَأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ. وَمَاتَ شَابًّا. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْقَاسِمِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَخَالِدُ بْنُ نِزَارٍ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَتْ لَهُ عِبَادَةٌ وَفَضْلٌ وَفِقْهٌ، (وَهُوَ) [3] الَّذِي أَعَانَ ابْنَ وَهْبٍ عَلَى تَصْنِيفِ كُتُبِهِ. وَقَالَ فَتْحُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَهْدِيُّ: قَدِمْتُ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ فَلَقِيتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ سَعْدٌ. فَاسْتَرْجَعَ وَقَالَ: لَوْ كَانَ النَّاسُ فِي عَدْوَةٍ وَكُنْتُ أَنَا وَسَعْدٌ فِي عَدْوةٍ لَرَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ بِهِ مَلِيًّا. ثُمَّ قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ: نَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الأيليّ، نا ابن بكير، نا سعد الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا فِي التَّوَاضُعِ، ثُمّ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 105- سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ [4] .   [ () ] التاريخ الكبير للخاري 4/ 66، 56 رقم 1945، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 81، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 21، والجرح والتعديل 4/ 83 رقم 365، والثقات لابن حبّان 6/ 378، والمغني في الضعفاء 1/ 254 رقم 2339، وميزان الاعتدال 2/ 120 رقم 2108، ولسان الميزان 3/ 15، 16 رقم 57. [1] في الجرح والتعديل 4/ 83. [2] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «كان ابن عشر سنين حين مات الحجّاج بن يوسف» . [3] في الأصل بياض. [4] انظر عن (سعدان بن بشر) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 130 عَنْ: سَعْدَانَ الطَّائِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبَيْعَةَ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [2] . 106- سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ الْعَدَوِيِّ [3]- م. ن. - مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ: مَا رأيت أصحّ من كتابه [4] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 196 رقم 2471، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 578، والجرح والتعديل 4/ 289 رقم 1247، والثقات لابن حبّان 8/ 305، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 335 رقم 470، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 205 رقم 767، وتهذيب الكمال 10/ 321، 322 رقم 2234، والمغني في الضعفاء 1/ 253 رقم 2328، والكاشف 1/ 280 رقم 1867، وميزان الاعتدال 2/ 119 رقم 3096، وتهذيب التهذيب 3/ 487 رقم 908، وتقريب التهذيب 1/ 290 رقم 115، وهدي الساري 406، وخلاصة تذهيب التهذيب 136. [1] في الجرح والتعديل 4/ 289. [2] وذكره ابن حبّان فِي الثِّقَاتِ، وَرَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ. [3] انظر عن (سعيد بن سلمة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 479 رقم 1600، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 310، والجرح والتعديل 4/ 29 رقم 117، والثقات لابن حبّان 6/ 358، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 254 رقم 549، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 176 رقم 672، وتهذيب الكمال 10/ 477- 480 رقم 2288، والكاشف 1/ 287 رقم 1919، والمغني في الضعفاء 1/ 260 رقم 2401، وميزان الاعتدال 2/ 141 رقم 3198، وتهذيب التهذيب 4/ 41، 42 رقم 66، وتقريب التهذيب 1/ 297 رقم 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 139. [4] تهذيب الكمال 10/ 478. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 131 قُلْتُ: وَاعْتَمَدَهُ مُسْلِمٌ فِي «صَحِيحِهِ» [1] . وَمَا ذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» بَلْ قَالَ فِي سُنَنِهِ [2] : هُوَ ضَعِيفٌ [3] . 107- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ الْكُوفِيُّ [4] . عَنْ: نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، وَسَعِيدٍ وَالِدِ الثَّوْرِيِّ. وَعَنْهُ: سُنَيْدُ بْنُ داود، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ. مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا. 108- سَعِيدُ بن عبد الرحمن بن عبد الله القريشيّ الجمحيّ المدنيّ [5]- م. د. س. ق. -   [1] روى له حديثا في المناقب (7/ 140) باب: ذكر حديث أم زرع. [2] في المجتبى 8/ 258. [3] وسأل أبو حاتم: يحيى بن معين عن سعيد بن سلمة المديني فلم يعرفه، يعني فلم يعرفه حقّ معرفته. (الجرح والتعديل 4/ 29) . وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (سعيد بن عبد الله بن الربيع) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 489، 490 رقم 1633، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 570، والجرح والتعديل 4/ 38 رقم 163، والثقات لابن حبّان 8/ 263. [5] انظر عن (سعيد بن عبد الرحمن الجمحيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 324 و 9/ 462، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 203، وتاريخ الدارميّ، رقم 388، وتاريخ خليفة 447، 465، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 494 رقم 1648، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 138، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 174 و 243 و 254 و 264 و 265، والجرح والتعديل 4/ 41، 42 رقم 178، والمجروحين لابن حبّان 1/ 323، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1235- 1237، والعيون والحدائق 3/ 290، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 248 رقم 534، وتاريخ جرجان للسهمي 207، وتاريخ بغداد 9/ 67- 69 رقم 4654. وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 134، 135، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 175، 176 رقم 668، والأنساب لابن السمعاني 3/ 299، وتهذيب الكمال 10/ 528- 532 رقم 2312، وميزان الاعتدال 2/ 148 رقم 3227، والمغني في الضعفاء 1/ 262، 263 رقم 2423، والكاشف 1/ 290 رقم 1938، والعبر 1/ 269، ومرآة الجنان 1/ 369، والوافي بالوفيات 15/ 237 رقم 332، والبداية والنهاية 10/ 170، وتهذيب التهذيب 4/ 55، 56 رقم 94، وتقريب التهذيب 1/ 300 رقم 210، وخلاصة تذهيب التهذيب 140، وشذرات الذهب 1/ 286. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 132 قَاضِي بَغْدَادَ لِلرَّشِيدِ. كَانَ مِنْ جِلَّةِ الْعُلَمَاءِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَطَائِفَةٍ. وَأَحْسَبُهُ تَفَقَّهَ عَلَى رَبِيعَةَ الرَّأْيِ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَعِدَّةٌ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . وَلَيَّنَهُ الْفَسَوِيُّ فَقَالَ [3] : (لَيِّنُ الْحَدِيثِ) [4] . وَأَمَّا (ابْنُ حِبَّانَ فَخَطَبَ) [5] فِي شَأْنِهِ فَقَالَ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (حُمَيْدٍ) [6] الْجُمَحِيِّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَلِيَ الْقَضَاءَ بِبَغْدَادَ. يَرْوِي عَنْ: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرِهِ أَشْيَاءَ مَوْضَوعَةً يَتَخَايَلُ إِلَى مَنْ يَسْمَعُهَا أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا. ثَنَا ابْنُ مُجَاشِعٍ، نَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، نَا سَعِيدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمرو مَرْفُوعًا: مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلا مع الإمام أفليتمّ صَلاتَهُ ثُمَّ يَقْضِي مَا فَاتَهُ» [7] . مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ سَنَةً.   [1] في تاريخ الدارميّ، رقم 388، ونقله ابن أبي حاتم، وابن عديّ، الخطيب. [2] الجرح والتعديل 4/ 41. [3] في المعرفة والتاريخ 3/ 138. [4] ما بين القوسين بياض في الأصل، استدركته من: المعرفة والتاريخ. [5] ما بين القوسين بياض في الأصل، أضفته استنادا إلى الآتي من ترجمته في المجروحين. [6] ما بين المعقوفتين بياض في الأصل استدركته من (المجروحين) . [7] المجروحين 1/ 323 وفيه زيادة: «ثم يعيد التي صلّاها مع الإمام» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 133 وَرَثَاهُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ بِقَوْلِهِ: ثُلْمَةٌ فِي الإِسْلامِ مَوْتُ سَعِيدِ ... شَمِلَتْ كُلَّ مُخْلِصِ التَّوْحِيدِ ذَاكَ أَنِّي رَأَيْتُهُ لا يُبَالِي ... فِي تُقَى اللَّهِ لَوْمَ أَهْلِ الْوَعِيدِ [1] 109- سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ [2]- م. ت. ن. - عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ. وَزَعَمَ الْحَاكِمُ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أبي أَوْفَى. وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ الْيَرْبُوعِيُّ، وَحُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَيَحْيَى بن يحيى. وثّقه ابن معين [3] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 68. وقال أبو حاتم: «صالح» . وقال النسائي: لا بأس به. وقال زكريا الساجي: يروي عن هشام وسهيل أحاديث لا يتابع عليها. وقال ابن عديّ: له أحاديث غرائب حسان، وأرجو أنها مستقيمة، وإنما يهمّ عندي في الشيء بعد الشيء، فيرفع موقوفا أو يصل مرسلا لا عن تعمّد. [2] انظر عن (سعير بن الخمس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 386، وتاريخ الدارميّ، رقم 371، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 213 رقم 2540، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 100، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 122، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 5 وعمل اليوم والليلة للنسائي 221 رقم 180، رقم 2609، والجرح والتعديل 4/ 323 رقم 1411، والثقات لابن حبّان 6/ 436، ومشاهير علماء الأمصار له 167 رقم 1332، وقد ذكر في فهرس الأعلام باسم «سعيد» (332) ، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 71 أ، وضبطه بالسين غير معجمة، والعين، والراء، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 297 رقم 646، ورجال الطوسي 216 رقم 221، والإكمال لابن ماكولا 2/ 535 و 4/ 314، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 209 رقم 781، وتهذيب الكمال 11/ 130- 133 رقم 2394، وميزان الاعتدال 2/ 164 رقم 3308، والمغني في الضعفاء 1/ 268، ورقم 3308، والكاشف 1/ 299 رقم 2005، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 360 (بالحاشية، وتحرّف فيه إلي الخمش، بالشين المعجمة) ، وتهذيب التهذيب 4/ 105، 106 رقم 185، وتقريب التهذيب 1/ 310 رقم 298، وخلاصة تذهيب التهذيب 162. والخمس: بكسر الخاء المعجمة وسكون الميم. [3] تاريخ الدارميّ، رقم 371، ونقله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عنه. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 134 واتّفق له حكاية عجيبة، وذلك أنّه عند ما قُدِّمَ إِلَى قَبْرِهِ لِيَدْفِنُوهُ تَحَرَّكَ فَرُدَّ إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَامَ، وَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَلَدُهُ مالك بن سعيد [1] . رَوَاهَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، عَنِ الْخُرَيْبِيُّ، أَنَّهُ شَاهَدَ ذَلِكَ. وَهُوَ مُقِلٌّ، لَهُ نَحْوَ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا يُحْتَجُّ بِهِ [3] . 110- سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَيْسٍ [4] . وَهُوَ سُكَيْنُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ. عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحُدَّانِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَوَالِدِهِ، وَمُثَنَّى بْنِ دِينَارٍ الأَحْمَرَ، وَهِلالِ بْنِ خَبَّابٍ. وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَعَفَّانُ، وَعَارِمٌ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو داود: ضَعِيفٌ [6] . وَقَالَ ابن معين [7] : ثقة.   [1] حكاها ابن حبّان في «مشاهير علماء الأمصار» ، و «الثقات» . [2] في الجرح والتعديل 4/ 323، وفيه: «صالح الحديث يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ» . [3] وَقَالَ ابْنُ سعد: «وكان رجلا شريفا- يجتمع إليه أصحابه، وكان مألفا، وكان صاحب سنّة وجماعة، وكانت عنده أحاديث. (الطبقات 6/ 386) . [4] انظر عن (سكين بن عبد العزيز) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 221، وتاريخ الدارميّ، رقم 356، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 199 رقم 2485، وتاريخ الثقات للعجلي 196 رقم 582، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 825، والجرح والتعديل 4/ 207 رقم 894، والثقات لابن حبّان 6/ 432، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1301، 1302، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 103 رقم 277، ورجال الطوسي 214 رقم 194 وفيه تحرّفت نسبته إلى «النصري» بدل «البصري» ، والإكمال لابن ماكولا 4/ 316 (بالحاشية نقلا عن عبد الغني بن سعيد) ، وتهذيب الكمال 11/ 209- 211 رقم 2423، وميزان الاعتدال 2/ 174 رقم 3337، والمغني في الضعفاء 1/ 269 رقم 2492، وتهذيب التهذيب 4/ 126، 127 رقم 215، وتقريب التهذيب 1/ 313 رقم 328، وخلاصة تذهيب التهذيب 162. [5] في الجرح والتعديل 4/ 207. [6] تهذيب الكمال 11/ 211. [7] في تاريخ الدارميّ عنه، رقم 356. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 135 وَاهٍ عِنْدَ: ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَالدَّارِمِيِّ. خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «أَدَبِهِ» [1] . وَلِشَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً» .. الْحَدِيثَ [2] . 111- سَكَنُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ [3] . صَاحِبُ الْغَنَمِ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَأَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ. وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ [4] . - سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ- ع. - هو أبو الأحوص الكوفيّ الحافظ. مذكور في الكنى. 112- سلّام بن سليمان [5]- ت. ن. -   [1] قال البخاري: حدّثنا موسى قال: حدّثنا سكين بن عبد العزيز بن قيس، أخبرني أبي أن ابن عباس حدّثه قال: من نزل به همّ أو غمّ أو كرب أو خاف من سلطان، فدعا بهؤلاء استجيب له: أسألك بلا إله إلّا أنت ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم، وأسألك بلا إله إلّا أنت رب السماوات السبع ورب العرش الكريم، وأسألك بلا إله إلا أنت ربّ السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهنّ، إنك على كل شيء قدير. ثم سل الله حاجتك. (الأدب المفرد 248 رقم 709) . [2] أخرجه ابن عديّ في (الكامل 3/ 1301) . [3] انظر عن (سكن بن أبي خالد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 179 رقم 2409، والجرح والتعديل 4/ 287 رقم 1237 وص 288 رقم 1240، والثقات لابن حبّان 6/ 427. [4] قال ابن حبّان: «روى عنه هشام بن حسّان، وقد بقي إلى أن كتب عنه قتيبة بن سعيد» . (الثقات) . [5] انظر عن (سلّام بن سليمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 282، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 134، 135 رقم 2230، والمعارف لابن قتيبة 532، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 160/ رقم 666، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3/ رقم 309، وتاريخ واسط لبحشل 194، والجرح والتعديل 4/ 259 رقم 1119، والثقات لابن حبّان 6/ 416، 417، وتهذيب الجزء: 11 ¦ الصفحة: 136 أبو المنذر المزنيّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ الْقَارِئُ النَّحْوِيُّ. وَيُقَالُ ابْنُ سُلَيْمٍ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: عَاصِمٍ، وَأَبِي عَمْرٍو، وَغَيْرِهِمَا. وَصَارَ شَيْخَ الْقُرَّاءِ فِي عَصْرِهِ. قَرَأَ عَلَيْهِ: يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلافُ، وَيُقَالُ إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ، وَحَدَّثَ عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، وَابْنِ جُدْعَانَ، وَجَمَاعَةٍ. رَوَى عَنْهُ: عَفَّانُ، ومحمد بن سلّام الجمحيّ، وعبيد الله بن عائشة، وعبد الواحد بْنُ غِيَاثٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، لا بَأْسَ بِهِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَدُوقٌ. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: لَمْ يَكُنْ فِي وَقْتِهِ أَعْلَمَ مِنْهُ. كَانَ فَصِيحًا نَحْوِيًّا. وَقِيلَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِثْلُهُ فِي الإِنْكَارِ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ [3] . وَقَالَ أَبُو داود: كَانَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ يُنْكِرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنَ الْحُرُوفِ [4] . وَعَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِمُصْحَفٍ فَقَالَ: أَلَيْسَ هَذَا وَرَقٌ وَزَاجٌ؟ فقال سلّام: قم يا زنديق [5] .   [ () ] الكمال 12/ 288- 291 رقم 2657، والكاشف 1/ 331 رقم 2228، والمغني في الضعفاء 1/ 270 رقم 2497، وميزان الاعتدال 2/ 177 رقم 3345، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 309 رقم 1360، وتهذيب التهذيب 4/ 284، وتقريب التهذيب 1/ 342، وخلاصة التذهيب 160، وشذرات الذهب 10/ 279. [1] الموجود في (الجرح والتعديل 4/ 259) : «لا شيء» . [2] في الجرح والتعديل، وزاد: «صالح الحديث» . [3] تهذيب الكمال 12/ 290. [4] تهذيب الكمال. [5] تهذيب الكمال 12/ 290 وفيه «هذا ورق وراح» بالإهمال. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 137 مَاتَ سَلامٌ الْقَارِئُ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [1] . 113- سلّام بن سلم [2]- ق. - أبو سليمان التّميميّ السّعديّ المدائنيّ الطّويل. خُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ. رَوَى عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، وَزَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وحميد الطويل، وثور بن يزيد. وعنه: أسد بن موسى، وخلف بن هشام، وعلي بن الجعد، ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي، وجماعة كبار. قال يحيى بن معين [3] : ليس بشيء. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث [4] .   [1] وقال ابن الجزري: «ومن قال إن له من العمر مائة وخمسة وثلاثين سنة فقد أبعد» . (غاية النهاية 1/ 309) . وقال البخاري، عن حمّاد بن سلمة قال: سلام أحفظ لحديث عاصم من حمّاد بن زيد. (التاريخ الكبير) . وقال العقيلي: «لا يتابع على حديثه» . (الضعفاء الكبير 2/ 160) . وقال ابن حبّان: «وكان يخطئ، وليس هذا بسلّام الطويل، ذاك ضعيف وهذا صدوق» . (الثقات 6/ 417) . [2] انظر عن (سلّام بن سلم) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 221، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 133 رقم 2224، والتاريخ الصغير له 196، والضعفاء الصغير له 263 رقم 512 وفيه (سلام بن سليم) ، وأحوال الرجال للجوزجانيّ، رقم 358، وتاريخ الطبري 7/ 454، 455، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 237 (سلام بن سليم) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 158، 159 رقم 664، والجرح والتعديل 4/ 260 رقم 1122، والمجروحين لابن حبّان 1/ 339، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3/ 1146- 1149 (سلام بن سليم) ، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 220 رقم 66 و 2/ 150 رقم 53، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 145، والموضوعات لابن الجوزي 2/ 149، وتهذيب الكمال 12/ 277- 281 رقم 2654، وميزان الاعتدال 2/ 175، 176 رقم 3343، والمغني في الضعفاء 1/ 7270 والكاشف 1/ 330 رقم 2226، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 309 رقم 1360، والكشف الحثيث 198 رقم 323، وتهذيب التهذيب 4/ 281، 282 رقم 485، وتقريب التهذيب 1/ 342، وخلاصة تذهيب التهذيب 160. [3] في تاريخه 2/ 221. [4] الجرح والتعديل 4/ 260. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 138 وقال أبو حاتم [1] ، وغيره: تركوه [2] . قال العقيلي [3] : سلام بن سلم المدائني الطويل: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، وَسُئِلَ عَنْهُ، فَقَالَ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : سَلامُ بْنُ سَلْمٍ السّعديّ الطّويل، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، تَرَكُوهُ. وَقَالَ الأَعْيَنُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ ضَعَّفَ سَلامَ بْنَ سَلْمٍ [5] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: نَا سَلامٌ، ثَنَا زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدريّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْحَمُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِهَا أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ، وَأَصْدَقُهُمْ حَسَّانٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةَ أَبُو عبيدة، وأقرأهم أُبَيُّ. وَأَبُو هُرَيْرَةَ وِعَاءٌ مِنَ الْعِلْمِ، وَسَلْمَانُ عِلْمٌ لا يُدْرَكُ، وَمُعَاذٌ أَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ، وَمَا أَضَلَّتِ الْخَضْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ» [6] . أَمَّا. - سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ الصَّغِيرُ، فَآخَرُ سَيَأْتِي قَبْلَ الْعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَأَمَّا صَاحِبُ التَّرْجَمَةِ: سَلامُ بْنُ سَلْمٍ، فَقِيلَ فِي أَبِيهِ: سُلَيْمَانُ، وَقِيلَ: سَالِمٌ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَيُعْرَفُ بِالطَّوِيلِ. قِيلَ: توفّي سنة سبع وسبعين ومائة ظنّا لا يقينا.   [1] الجرح والتعديل. [2] وهكذا قال البخاري في ضعفائه، والنسائي «متروك الحديث» . [3] في الضعفاء الكبير 2/ 158. [4] في تاريخه الكبير، وضعفائه، واقتبسه العقيلي. [5] الضعفاء الكبير 2/ 159. [6] أخرجه العقيلي 2/ 159. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 139 114- سَلامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ [1] . أَبُو الْمُنْذِرِ: بَصْرِيٌّ فَزَارِيٌّ. رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ. وَعَنْهُ: أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ البخاريّ [2] : سلّام بن أبي الصّهباء العدويّ، ومنكر الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : شَيْخٌ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [4] : سَلامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، أَبُو بِشْرٍ الْعَدَوِيُّ، بَصْرِيٌّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، نَا سَلامُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، مَرْفُوعًا «لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَخَشِيتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ، الْعُجْبُ» [5] . 115- سَلامُ بْنُ أَبِي مطيع البصريّ [6]- خ. م. ت. ن. -   [1] انظر عن (سلّام بن أبي الصهباء) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 135 رقم 2234، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 159، 160 رقم 665، والجرح والتعديل 4/ 257 رقم 1115، والمجروحين لابن حبّان 1/ 340، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1151، 1152، والمغني في الضعفاء 1/ 271 رقم 2501، وميزان الاعتدال 2/ 180 رقم 3350، ولسان الميزان 3/ 58، 59 رقم 222. [2] في تاريخه الكبير، ونقله العقيلي. [3] الجرح والتعديل 4/ 257. [4] في الضعفاء الكبير 2/ 159، وقال: «ولا يتابع عليه، عن ثابت. وقد روي بغير هذا الإسناد بإسناد صالح» . (2/ 160) . [5] قال ابن حبّان: «ممن فحش خطؤه وكثر وهمه لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» ، ثم روى الحديث الّذي ذكره العقيلي، وقال: «رواه عنه الحجبي، ومن زعم أن هذا أخو عبد الرحمن بن أبي الصهباء فقد وهم هما جميعا مصريّان يرويان عن ثابت، ولا قرابة بينهما، ذاك صدوق وهذا مخطئ» . (المجروحين 1/ 340) . وذكره ابن عديّ في الضعفاء، ونقل قول ابن معين فيه: «ضعيف الحديث» . ثم نقل قول البخاري: «منكر الحديث» ، ونقل قول الإمام أحمد: «حسن الحديث» . وقال بعد أن أورد له عدّة أحاديث: «وأرجو أنه لا بأس به» . [6] انظر عن (سلّام بن أبي مطيع) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 140 أبو سعيد الخزاعيّ، مَوْلاهُمْ. عَنْ: أَبِي، عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي حُصَيْنٍ عُثْمَانَ بْنِ عَاصِمٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسدَّدٌ، وَهُدْبَةُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَحْمَدُ [1] : ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : كَانَ يُعَدُّ مِنْ خُطَبَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وعقلائهم.   [ () ] التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 221، 222، وتاريخ خليفة 449، وطبقات خليفة 223، والعلل لأحمد 1/ 60، 224، 225، 250، 355، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 134 رقم 2229، والتاريخ الصغير له 184، والأدب المفرد له 28 رقم 37 و 62 رقم 140، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 309 و 5/ رقم 7، والمعارف لابن قتيبة 170، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 165 و 168 و 631 و 2/ 260 و 268 و 791 و 3/ 390، والتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 507، وتاريخ الطبري 3/ 182، والجرح والتعديل 4/ 258 رقم 1118، والمجروحين لابن حبّان 1/ 341، والكامل في الضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1153- 1155، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 149 رقم 450، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 332، 333 رقم 465، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 282 رقم 613، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 223 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 394، 553، وحلية الأولياء 6/ 188- 192 رقم 360، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 196، 197 رقم 735، والكامل في التاريخ 6/ 120، وتهذيب الكمال 12/ 298- 301 رقم 2663، وميزان الاعتدال 2/ 181، 182 رقم 3356، والمغني في الضعفاء 1/ 271، 272 رقم 2506، والكاشف 1/ 331 رقم 2233، وسير أعلام النبلاء 7/ 428، 429 رقم 160، والعبر 1/ 263، والوافي بالوفيات 15/ 329 رقم 465 وفيه (سلامة) وهو غلط، وتهذيب التهذيب 4/ 287، 288 رقم 494، وتقريب التهذيب 1/ 342، وهدي الساري 408، وخلاصة تذهيب التهذيب 160، وشذرات الذهب 1/ 282، 283. [1] في العلل 1/ 224، 225، ونقله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 258. [2] في الكامل 3/ 1155، وقال: «ولسلّام أحاديث حسان، غرائب وإفرادات.. وكان كثير الحج، ومات في طريق مكة، ولم أر أحدا من المتقدّمين نسبه إلى الضعف، وأكثر ما في حديثه أن روايته عن قتادة. فيه أحاديث ليست بمحفوظة لا يرويها عن قتادة غيره، ومع هذا كله فهو عندي لا بأس به وبرواياته» . وكان قد قال في أول ترجمته: «ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة» . (3/ 1153) وقال موسى بن إسماعيل: حدّثنا سفيان بن عيينة عن سلام بن أبي مطيع فقال: هات هات، كان ذاك رجل عاقل. (الكامل 3/ 1153) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 141 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : كَثِيرُ الْوَهْمِ لا يُحْتَجُّ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ. قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخَانِ. قَالَ خليفة [3] : ومات بِطَرِيقِ مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَيُقَالُ سَنَةَ أَرْبَعٍ [4] . قَالَ زُهَيْرٌ الْبَابِيُّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ لا يُصَلَّى خَلْفَهُمْ. وَقَالَ أَبُو داود: قَالَ سَلامٌ: لِأَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِصَحِيفَةِ الْحَجَّاجِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِصَحِيفَةِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ [5] . - سَلامُ بْنُ أَبِي خَبْزَةَ الْبَصْرِيُّ. شَيْخٌ ضَعِيفٌ، يُذْكَرُ فِي طَبَقَةِ وَكِيعٍ. 116- سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْعُقَيْلِيُّ [6] . قَاضِي دِمَشْقَ، كَانَ قَبْلَ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الْقَاضِي [7] ، ثُمَّ عُزِلَ.   [1] الجرح والتعديل 4/ 258. [2] في المجروحين 1/ 341. [3] في تاريخه 449، وطبقاته 223. [4] الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1153، وقد أرّخ البخاري وفاته بسنة أربع وستين ومائة. (في تاريخه الكبير، والصغير) . وقال الترمذي: مات سنة سبع وستين ومائة. (تهذيب الكمال 12/ 301) . وقال ابن حبّان: «مات سنة أربع وسبعين ومائة، وقد قيل سنة أربع وستين ومائة» (المجروحون 1/ 341) . [5] سؤالات الآجرّي 3/ رقم 309. [6] انظر عن (سلمة بن عمرو العقيلي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3031، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 204 و 506، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 34، 235. وقد ذكر محقّق كتاب العلل السيد وصيّ الله عباس في حاشية الجزء 2/ 459 (رقم 6) أنه لم يتعيّن له من هو (سلمة بن عمرو) . [7] انظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 459. ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : من المعروف أن يحيى بن حمزة وهو البتلهي قد ولي قضاء دمشق لأبي جعفر المنصور سنة 153 هـ. وعلى هذا تكون ولاية سلمة بن عمرو قبل هذا التاريخ وعزل في تلك السنة. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 142 رَوَى عَنْ: رَبَيْعَةَ بْنِ يَزِيدَ الْقَصِيرِ، وَشَدَّادِ أَبِي عَمَّارٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الْبَصْرِيّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: قَالَ سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْقَاضِي: لا رَحِمَ اللَّهُ فُلانًا، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ [1] . 117- سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ الْكِنْدِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [2]- ق. - نَزِيلُ حِمْصَ. عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: ثِقَةٌ. كَانَ يُقَاسُ بِالأَوْزَاعِيِّ [3] . وَقَالَ أَبُو تَوْبَةَ: ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُلْثُومٍ وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ، لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ أَهْنَأَ مِنْهُ [4] . 118- سلم الخاسر [5] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 235. [2] انظر عن (سلمة بن كلثوم) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 446 و 2/ 717، والجرح والتعديل 4/ 171 رقم 744، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 16/ 333، وتهذيبه 6/ 235، وتهذيب الكمال 11/ 311، 312 رقم 2466، والكاشف 1/ 308 رقم 2065، والمغني في الضعفاء 1/ 276 رقم 2545، والوافي بالوفيات 15/ 323 رقم 455، وتهذيب التهذيب 4/ 155 رقم 268، وتقريب التهذيب 1/ 318 رقم 380، وخلاصة تذهيب التهذيب 149، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 300 رقم 645. [3] تاريخ أبي زرعة 1/ 446، ونقله ابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 333. [4] تاريخ دمشق 16/ 333، وفي تهذيب الكمال 11/ 312 «أهيأ» وهو وهم. [5] انظر عن (سلم الخاسر الشاعر) في: البيان والتبيين 1/ 50، 218 و 3/ 251، 355، والحيوان 3/ 90، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 99- 106، 234، 272، 273، وتاريخ الطبري 8/ 101، 224، 240، 258، 275، 556 الجزء: 11 ¦ الصفحة: 143 هُوَ سَلْمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَمَّادَ الْبَصْرِيُّ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ الْمُحْسِنِينَ، وَهُوَ غُلامُ بَشَّارِ بْنِ بُرْدٍ، مَدَحَ الْمَهْدِيَّ، وَأَكْثَرَ (فِي مَدْحِ الْبَرَامِكَةِ) [1] . وَكَانَ عَاكِفًا عَلَى الْمَعَاصِي، ثُمَّ تَزَهَّدَ وَنَسَكَ مُدَيْدَةً، ثُمَّ مَرَقَ وَعَادَ إِلَى اللَّهْوِ، وَبَاعَ مُصْحَفَهُ وَاشْتَرَى بِثَمَنِهِ دِيوَانَ شِعْرٍ، فَلُقِّبَ لِذَلِكَ بِالْخَاسِرِ [2] . وَلَمَّا صَيَّرَ الرَّشِيدُ وَلَدَهُ الأَمِينَ وَلِيَّ عَهْدِهِ. قَالَ سَلْمٌ قَصِيدَتَهُ السَّائِرَةَ: قُلْ لِلْمَنَازِلِ بِالْكَثِيبِ الأَعْفَرِ ... سُقِيتِ [3] غَايَةَ السَّحَابِ الْمُمْطِرِ قَدْ بَايَعَ الثَّقَلانِ مَهْدِيَّ الْهُدَى ... لِمُحَمَّدِ بْنِ زُبَيْدَةَ ابْنَةِ جَعْفَرِ فَحَشَتْ زُبَيْدَةُ فَاهُ جَوْهَرًا، قِيلَ بَاعَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ [4] . وَمِنْ شِعْرِهِ: بَانَ شَبَابِي فِيمَا يَحُورُ ... وَطَالَ مِنْ لَيْلِي الْقَصِيرُ أَهْدَى لِيَ الشَّوْقَ وَهُوَ خُلْوٌ ... أَغَنُّ فِي طَرْفِهِ فُتُورُ وَقَائِلٍ حِينَ شَبَّ وَجْدِي ... وَاشْتَعَلَ الْمُضْمَرُ السَّتِيرُ لَوْ شِئْتَ أَسْلاكَ عَنْ هَوَاهُ ... قلب لأشجانه ذكور   [ () ] و 9/ 138، والوزراء والكتاب 155- 173، 203، والأغاني 19/ 261- 287، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 377 و 5/ 21، والعقد الفريد 6/ 29، وأمالي القالي 2/ 164، ومروج الذهب 2469، 2604، وثمار القلوب 59، وتحفة الوزراء 22، 77، 163، وربيع الأبرار 4/ 163، وأمالي المرتضى 1/ 562، 567، 572، وبهجة المجالس 1/ 155، وسرح والعيون 456، وديوان أبي العتاهية 296، 297، والبدء والتاريخ 6/ 104، وكتاب الصناعتين 210، 214، وتاريخ بغداد 9/ 136- 140 رقم 4754، وأنساب الأشراف 3/ 274، ومعجم الأدباء 11/ 236- 241 رقم 75، وبدائع البدائه 37، 38، والتذكرة الحمدونية 2/ 322، 323، وخلاصة الذهب المسبوك 143، ونهاية الأرب 7/ 288، والكامل في التاريخ 5/ 586، ومعاهد التنصيص 4/ 37، ووفيات الأعيان 2/ 350- 252 رقم 253 وفيه (سالم) ، وسير أعلام النبلاء 8/ 172، 173 رقم 32، والوافي بالوفيات 15/ 302- 304 رقم 424، والروض المعطار 437، والنجوم الزاهرة 2/ 120، وعصر المأمون 2/ 349. [1] ما بين القوسين إضافة على الأصل، ومكانة بياض. [2] طبقات الشعراء لابن المعتز 99، الأغاني 19/ 261، تاريخ بغداد 9/ 136، ووفيات الأعيان 2/ 350. [3] في تاريخ بغداد «أسقيت» ، وكذلك في وفيات الأعيان. [4] تاريخ بغداد 9/ 138، وفيات الأعيان 2/ 351. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 144 فَقُلْتُ: لا تَعْجَلَنْ بِلَومِي ... فَإِنَّمَا يُنْبِئُ الْخَبِيرُ عَذَّبَنِي وَالْهَوَى صَغِيرُ ... فَكَيْفَ بِي وَالْهَوَى كَبِيرُ؟ مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمًّا [1] ... وَفَازَ بِاللَّذَّةِ الْجَسُورُ [2] قَالَ أَبُو مُعَاذٍ النُّمَيْرِيُّ: قَالَ بَشَّارُ بَيْتًا، وَكَانَ يَلْهَجُ بِهِ كَثِيرًا وَهُوَ: مَنْ رَاقَبَ النّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ ... وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الْفَاتِكُ اللَّهِجُ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قَالَ (سَلْمٌ الْخَاسِرُ بَيْتًا) [3] فِي هَذَا، وَأَنْشَدْتُهُ: مَنْ رَاقَبَ الناس مات همّا ... وفاز باللّذّة الجسو فَقَالَ: ذَهَبَ (وَاللَّهِ) [4] بَيْتِي، وَاللَّهِ لا أَكَلْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا وَلا صُمْتُ. وَمِنْ شِعْرِهِ: لَمَّا أَتَتْنِي (عَلَى الْمَهْدِيِّ) [5] مَالِكَةٌ ... تَظَلُّ مِنْ خَوْفِهَا الأَحْشَاءُ تَضْطَرِبُ [6] كَيْفَ الْقَرَارُ (مِنْ) [7] رِضَى مَلِكٍ ... تَبْدُو الْمَنَايَا بِكَفَّيْهِ وَتَحْتَجِبُ إِنِّي أَعُوذُ (بِالْمُلُوكِ) [8] كُلِّهِمُ ... وَأَنْتَ ذَاكَ بِمَا تَأْتِي وَتَجْتَنِبُ وَأَنْتَ كَالدَّهْرِ مَبْثُوثًا حَبَائِلُهُ ... وَالدَّهْرُ لا مَلْجَأَ مِنْهُ وَلا هَرَبُ وَلَهُ: مَلِكٌ كَأَنَّ الشَّمْسَ فَوْقَ جبينه ... تملّك بالإمساء والإصباح   [1] في تاريخ بغداد «همّا» ، وهو من الأقوال السائرة. والمثبت يتفق مع طبقات ابن المعتز 100، والأغاني 19/ 263، ومعجم الأدباء 11/ 238. [2] تاريخ بغداد 9/ 139، 140. [3] ما بين القوسين بياض في الأصل، واستدركته من تاريخ بغداد 9/ 146، والأغاني 19/ 265، وفيات الأعيان 2/ 352. [4] ما بين القوسين بياض في الأصل، استدركه من تاريخ بغداد، والأغاني 19/ 265، ووفيات الأعيان 2/ 352. [5] ما بين القوسين بياض في الأصل استدركته من الأغاني. [6] البيت في الأغاني (19/ 275) . إني أتتني على المهديّ معتبة ... كان من خوفها الأحشاء تضطرب وفي الأغاني أبيات غير التي ذكرها المؤلّف الذهبي هنا. [7] ما بين القوسين بياض في الأصل. [8] ما بين القوسين بياض في الأصل. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 145 وَإِذَا حَلَلْتَ بِبَابِهِ وَرِوَاقِهِ ... فَانْزِلْ بِسَعْدٍ وَارْتَحِلْ بِنَجَاحِ فَأَجَازَهُ الرَّشِيدُ بِمِائَةِ أَلْفٍ. 119- سُلَيْمَانُ بْنُ بلال [1]- ع. - أبو أيّوب، ويقال أبو محمد، المدنيّ الْحَافِظُ. أَحَدُ الأَئِمَّةِ مِنْ مَوَالِي آلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَخَيْثَمِ بْنِ عِرَاكٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَرَبَيْعَةَ الرَّأْيِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صالح، وعمارة بن عزيّة، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَعَبْدُ الحميد بن أبي أويس، وسعيد بن   [1] انظر عن (سليمان بن بلال) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 420، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 228، وتاريخ الدارميّ، رقم 389، ومعرفة الرجال لابن محرز 1/ رقم 421 و 871، وطبقات خليفة 275، وتاريخ خليفة 448، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 4 رقم 1763، والتاريخ الصغير له 196، والأدب المفرد له 21 رقم 21، و 22 رقم 50، و 33 رقم 53، و 34 رقم 55، ومواضع كثيرة منه، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 5، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 415، 428، 429 و 3/ 4، 29، والمعارف لابن قتيبة 178، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 147، 150، 161، 223، 504، 581، 588، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 148 و 2/ 310 و 3/ 241، 242، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 102، وتاريخ الطبري 1/ 15 و 5/ 168، والجرح والتعديل 4/ 103 رقم 460، والثقات لابن حبّان 6/ 388، ومشاهير علماء الأمصار له 140 رقم 1111، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 147 رقم 439، وسنن الدار الدّارقطنيّ 2/ 24 رقم 1، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 312، 313 رقم 435، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 266، 267 رقم 573، والأسامي والكنى للحاكم ج 1 ورقة 30 أ، ب، وتاريخ جرجان للسهمي 89، 134، 165، 330، 398، 471، 495، ورجال الطوسي 207 رقم 75، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 180، 181 رقم 680، والكامل في التاريخ 6/ 118، وتهذيب الكمال 11/ 372- 376 رقم 2496، وتذكرة الحفّاظ 1/ 234، ودول الإسلام 1/ 114، والكاشف 1/ 311 رقم 2093، والعبر 1/ 261، وسير أعلام النبلاء 7/ 425- 427 رقم 159، ومرآة الجنان 1/ 367، والوافي بالوفيات 15/ 355 رقم 503، وشرح علل الترمذي لابن رجب 333، والديباج المذهب لابن فرحون 1/ 373، وتهذيب التهذيب 4/ 175، 176 رقم 304، وتقريب التهذيب 1/ 322 رقم 416، وفتح الباري 5/ 202 و 13/ 485، وخلاصة تذهيب التهذيب 150، وشذرات الذهب 1/ 280. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 146 أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَلُوَيْنُ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ بَرْبَرِيًّا حَسَنَ الْهَيْئَةِ، ثِقَةً، عَاقِلا، يُفْتِي بِالْبَلَدِ، وَوَلِيَ خَرَاجَ الْمَدِينَةِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : ثِقَةٌ صَالِحٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاق، أَنَا الْفَتْحُ بْن عبد الله، أَنَا هِبةَ اللَّهِ الْحَاسِبَ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، ثَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا لُوَيْنُ، نَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ أَبِي وَجْزَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بُنَيَّ ادْنُ وكل بيمينك، وكل ممّا يليك» . أخرجه د [3] . عَنْ لُوَيْنَ. مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [4] . وَيُقَالُ: كَانَ مُحْتَسِبَ الْمَدِينَةِ، أَرَّخَهُ ابْنُ سَعْدٍ [5] . رَوَى الْبُخَارِيُّ [6] ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ المدينيّ: مات في سنة سبع وسبعين ومائة [7] .   [1] في طبقاته 5/ 420، واقتبسه الحاكم في (الأسامي والكنى) . [2] في تاريخه 2/ 228 «ثقة» فقط، والمثبت في الجرح والتعديل، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين. [3] هو رمز لأبي داود، وقد أخرجه في كتابه الأطعمة (3777) باب الأكل باليمين، ولفظه فيه: «أدن بنيّ فسمّ الله وكل بيمينك وكل ما يليك» . [4] أرّخه ابن سعد في الطبقات 5/ 420، وخليفة في تاريخه 448، وابن حبّان في المشاهير، والكلاباذي في رجال صحيح البخاري، وغيرهم. [5] في طبقاته 5/ 420. [6] في تاريخه الكبير، ونقله الكلاباذي. [7] وقال أحمد: «سليمان بن بلال لا بأس به ثقة» . وقال أبو حاتم: «سليمان بن بلال متقارب» . وقال أبو زرعة الرازيّ: «سليمان بن بلال أحبّ إليّ من هشام بن سعد» . (الجرح والتعديل 4/ 103) . وقال ابن حبّان: «من أهل الإتقان والورع في السّرّ والإعلان» . (المشاهير 140) ، وقال في (الثقات 6/ 388) : «وكان جميلا داهية» . هكذا في المطبوع، والصحيح: «ذا هيبة» . وذكره ابن شاهين في ثقاته. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 147 120- سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ الْقَطَّانُ [1] . أَبُو داود. مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. سَمِعَ: عَلِيَّ بْنَ جُدْعَانَ، وَلُبَابَةَ مَوْلاةَ بَنِي خَلَفٍ. وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ [2] . 121- سُلَيْمَانُ بْنُ عطاء القرشيّ [3]- ق. - أبو عمر الحرّانيّ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ، وَمُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسَرَّحٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : فِي حديثه مناكير.   [1] انظر عن (سليمان بن سالم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 18 رقم 1817، والتاريخ الصغير له 193، والجرح والتعديل 4/ 120 رقم 521، والثقات لابن حبّان 6/ 389، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 186 أ، والمغني في الضعفاء 1/ 280 رقم 2585. وميزان الاعتدال 2/ 208 رقم 3467، ولسان الميزان 3/ 92، 93، رقم 313. [2] ذكره له البخاري حديثا لا يتابع عليه، (التاريخ الكبير 4/ 18، ونقله الحاكم في الأسامي والكنى) . [3] انظر عن (سليمان بن عطاء) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 28، 29 رقم 1856، والتاريخ الصغير له 216، والضعفاء الصغير له 262 رقم 145، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 356، 622، والضعفاء والكبير للعقيليّ 2/ 134 رقم 618، والجرح والتعديل 4/ 133 رقم 580، والمجروحين لابن حبّان 1/ 329- 332، والكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1133، 1134، وتهذيب الكمال 12/ 43، 44 رقم 2550، والكاشف 1/ 318 رقم 2178، وميزان الاعتدال 2/ 214، 215 رقم 3493، والمغني في الضعفاء 1/ 281 رقم 2608، والكشف الحثيث 201، 202 رقم 330، وتهذيب التهذيب 4/ 211 رقم 360، وتقريب التهذيب 1/ 328 رقم 473 (وفيه كنيته: أبو عمرو) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 153، 154. [4] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير، ونقله العقيلي في الضعفاء الكبير، وابن عدي في الكامل 3/ 1133 وفيه «في حديثه بعض المناكير» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 148 وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [1] . 122- سُلَيْمَانُ بْنُ موسى الزّهريّ الكوفيّ [2]- د. - أبو داود. عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، وَمُظَاهِرِ بن أسلم.   [1] هذا وهم من المؤلّف- رحمه الله-، فهو ينقل عن المزّي في تهذيب الكمال (12/ 44) الّذي وهم أيضا، فقال: «وقال أبو حاتم ابن حبّان في كتاب «الثقات» : سليمان بن عطاء، يروي عن عبد الله بن الزبير، روى عنه صفوان بن سليم» . يقول خادم العلم وراجي عفوه محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن ابن حبّان ذكر «سليمان بن عطاء» في طبقة التابعين (4/ 303) وهو غير صاحب الترجمة القرشي الحرّاني، الّذي هو من أتباع التابعين، كما أن الحافظ المزّي قد ترجم لصفوان بن سليم في (تهذيب الكمال 13/ 184- 191 رقم 2882) الّذي يروي عن سليمان بن عطاء، ونقل أن وفاته كانت سنة 132 هـ. وفي قول 124 هـ. فكيف يروي عن سليمان بن عطاء الّذي توفي بين 171- 180 هـ.؟ حسبما يذكره الذهبي في هذه الطبقة، مع أن البخاري ورّخ وفاته بين سنتي 190- 200 هـ. (التاريخ الصغير 216) ، وصفوان بن سليم وشيخه سليمان ثقتان، أما صاحب الترجمة هنا فهو منكر الحديث، وهو الّذي ذكره ابن حبّان في (المجروحين) وقال فيه: «سليمان بن عطاء شيخ يروي عن مسلمة بن عبد الله الجهنيّ عن عمّه أبي مشجعة بن ربعي بأشياء موضوعة لا تشبه حديث الثقات، فلست أدري التخليط فيها منه أو من مسلمة بن عبد الله» . (1/ 329) . وذكره العقيلي، وابن عديّ في الضعفاء، وقد فرّق البخاري، وابن أبي حاتم بين سليمان بن عطاء الّذي يروي عن عبد الله بن الزبير ويروي عنه صفوان، وبين سليمان بن عطاء الّذي سمع مسلمة بن عبد الله، ولم يتنبّه إلى ذلك الحافظ المزّي، وتابعه المؤلّف- رحمه الله- فوهما. وقال ابن عديّ في صاحب الترجمة: «وفي بعض أحاديثه وليس بالكثير، مقدار ما يرويه بعض الإنكار، كما ذكره البخاري» . (الكامل 3/ 1134) . وقال أبو حاتم: «هو منكر الحديث، ويكتب حديثه» . [2] انظر عن (سليمان بن موسى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 39 رقم 1889، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 35، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 169، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 140، 141 رقم 633، والجرح والتعديل 4/ 142 رقم 616، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 186 أ، ب، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 288، وتهذيب الكمال 12/ 98، 99 رقم 2572، والكاشف 1/ 320 رقم 2155، والمغني في الضعفاء 1/ 284 رقم 2629، وميزان الاعتدال 2/ 226 رقم 3519، وتهذيب التهذيب 4/ 227، 228 رقم 378، وتقريب التهذيب 1/ 331 رقم 502، وخلاصة تذهيب التهذيب 155. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 149 وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التِّنِّيسِيُّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ مُرَّةُ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَلَيَّنَهُ الْعُقَيْلِيُّ [3] . 123- سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ الْبَصْرِيُّ [4]- م. د. ت. ن. - عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ [5] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ [6] . وَقِيلَ: كَانَ ثَبْتًا فِي حَدِيثِ ابن عون مجوّدا له [7] .   [1] الجرح والتعديل 4/ 142، وفيه: «أرى حديثه مستقيما، محلّه الصدق، صالح الحديث» . [2] المصدر نفسه. [3] فذكره في الضعفاء، وقال: «كوفي عن دلهم، ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلّا به» . (2/ 140) . [4] انظر عن (سليم بن أخضر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 291، وتاريخ الدارميّ، رقم 396، وتاريخ خليفة 451، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2657، والعلل له 1/ 181، 372، 385، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 122 رقم 2178، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 51، 57، 58، وأنساب الأشراف ق 4/ 486، وعمل اليوم والليلة للنسائي 239 رقم 223، والجرح والتعديل 4/ 214، 215، رقم 931، والثقات لابن حبّان 6/ 415، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 150 رقم 458، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 280 رقم 607، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 201 رقم 753، وتهذيب الكمال 11/ 338- 340 رقم 2483، والكاشف 1/ 310 رقم 2081، وتهذيب التهذيب 4/ 164 رقم 286، وتقريب التهذيب 1/ 320 رقم 398، وخلاصة تذهيب التهذيب 149. [5] في الجرح والتعديل 4/ 215: «سليم بن أخضر التقيّ المأمون، وكان في ابن عون كحمّاد في أيوب» . [6] الجرح والتعديل 4/ 215. [7] الجرح والتعديل 4/ 215. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 150 124- سنان بن هارون البرجميّ [1]- ت. - أبو بشر الكوفيّ. أَخُو سَيْفٍ. عَنْ: كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ شَاذَانُ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَلُوَيْنُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصّبّاح الدّولابيّ، وجماعة. ضعّفه النّسائيّ [2] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ [3] . وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] : سِنَانٌ وَسَيْفٌ ضَعِيفَانِ، وَسِنَانٌ أَعْجَبُهُمَا إِلَيَّ.   [ () ] وقال ابن سعد: «كان ألزمهم لعبد الله بن عون، وكان ثقة، حدّثنا خالد بن الحارث قال: كان ابن عون يقول: سليم سليم أزهر أزهر، قال: إنهم كانوا يشترون له حوائجه من السوق» . (الطبقات الكبرى 7/ 291) . وقال أحمد: «سليم بن أخضر من أهل الأمانة والصدق» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 373 رقم 2657) واقتبسه ابن شاهين في ثقاته، رقم 458. وذكره ابن حبّان في «الثقات» وأرّخ وفاته بسنة ثمانين ومائة. (6/ 415) . [1] انظر عن (سنان بن هارون) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 387، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 240، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 166، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 3948، والعلل له 1/ 241، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 166، 167 رقم 2348، وتاريخ الثقات للعجلي 208 رقم 628، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 459، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 171 رقم 688، والجرح والتعديل 4/ 253 رقم 1097، والمجروحين لابن حبّان 1/ 354، والكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1276، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 153 رقم 469، وكشف الأستار، رقم 1980، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ، رقم 282، والأنساب لابن السمعاني 2/ 129، وتهذيب الكمال 12/ 155- 157 رقم 2598، والكاشف 1/ 324 رقم 2180، وميزان الاعتدال 2/ 235 رقم 3562، والمغني في الضعفاء 1/ 286 رقم 2657، وتهذيب التهذيب 4/ 243 رقم 417، وتقريب التهذيب 1/ 334 رقم 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 156، وانظر ترجمة أخيه (سيف بن هارون) المقبلة برقم (130) . [2] تهذيب الكمال 12/ 157. [3] ومع ذلك ذكره في ضعفائه. [4] في تاريخه 2/ 240، ولفظه: «وسنان أخوه أحسنهما حالا» . وفي معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 70 رقم 166 قال ابن محرز: وسألت يحيى عن سنان بن هارون البرجمي، قال: ضعيف. وقال أيضا: صالح. (الجرح والتعديل 4/ 253) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 151 وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: يَا أُمَّ حَبِيبَةَ ذَهَبَ حَسَنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [1] . 125- سَهْلٌ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ [2] . أَبُو حَرِيزٍ الْمَدَنِيُّ. مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ داود الْحَرَّانِيُّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ طَالِبٍ، وَحَسَّانُ بْنُ غالب، وسعيد ابن عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ، وَآخَرُونَ. فِيهِ ضَعْفٌ. ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ [3] ، وَابْنُ حِبَّانَ [4] ، فَرَوَيَا مِنْ وَجْهَيْنِ، عَنْهُ، عن الزّهريّ،   [1] الحديث بأطول من هذا أخرجه العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 171) وقال: لا يحفظ إلّا من حديث سنان. وحديثه غير محفوظ. وسئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ. وقال العجليّ: «لا بأس به» (تاريخ الثقات، ورقم 628) . وذكره أبو زرعة الرازيّ في ضعفائه، وابن حبّان في (المجروحين 1/ 354) وقال: «روى عنه زحمويه والعراقيون منكر الحديث جدا، يروي المناكير عن المشاهير، ثنا الحنبلي، سمعت أحمد بن زهير يقول: عن يحيى بن معين قال: سنان بن هارون البرجمي، ليس حديثه بشيء» . وذكره ابن عديّ في ضعفائه، ونقل قول ابن معين، عن سنان بن هارون فقال: سنان أوثق من سيف بن هارون أخيه وهو فوقه. وقوله: سيف أحبّ إليّ من سنان. ثم قال: «ولسنان بن هارون أحاديث وليس بالمنكر عامّتها وأرجو أنه لا بأس به» . (الكامل 3/ 1276) . وذكره ابن شاهين في تاريخ الثقات، ونقل قول ابن معين عنه: «ثقة» . (153 رقم 469) . وهكذا تكون أقوال ابن معين في سنان بن هارون مختلفة بين: ضعيف، وصالح، وثقة، وليس حديثه بشيء، وغيره. [2] انظر عن (سهل مولى المغيرة) في: المجروحين لابن حبّان 1/ 348، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1281، 1282، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 162 أ، والمغني في الضعفاء 1/ 288 رقم 2685، وميزان الاعتدال 2/ 241، 242 رقم 3597، ولسان الميزان 3/ 123، 124 رقم 427. [3] في الكامل 3/ 1281. [4] في المجروحين 1/ 348. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 152 عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «أَنَّهُ كَانَ إِذَا اهْتَمَّ أَخَذَ لِحْيَتَهُ فَنَظَرَ فِيهَا» [1] . وَرَوَى مُؤَمَّلٌ، عَنْهُ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ رُسْتُمَ الأَيْلِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: «يَا عَائِشَةُ رُدِّي عَلِيَّ الْبَيْتَيْنِ اللَّذَيْنِ لِفُلانٍ الْيَهُودِيِّ» ، فَقَالَتْ: ارْفَعْ ضَعِيفَكَ لا يَحْزُنْكَ ضَعْفُهُ ... يَوْمًا فَتُدْرِكُهُ الْعَوَاقِبُ قَدْ نَمَا يُجْزِيكَ أَوْ يُثْنِي عَلَيْكَ وَإِنَّ مَنْ ... أَثْنَى عَلَيْكَ بِمَا فَعَلْتَ فَقَدْ جَزَا وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [2] ، وَهُوَ مُنْكَرٌ [3] . 126- سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ الضَّرِيرُ [4] . أَحَدُ الضُّعَفَاءِ. عَنْ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَكُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، وَشَبَّابَةُ، وَأَبُو الْجَهْمِ الْبَاهِلِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [5] .   [1] وأخرجه أيضا الحاكم النيسابورىّ في (الأسامي والكنى) . [2] المجروحون 1/ 348، 349. [3] وقال الحاكم عن سهل: «حديثه ليس بالقائم» . وقال ابن حبّان: «يروي عن الزهري العجائب، ومن غيره من الثقات ما لا أصل له من حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال» . وقال ابن عديّ: ولأبي حريز غير ما ذكرت من الحديث قليل، وعامّة ما يرويه لا يتابع عليه، وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق» . [4] انظر عن (سوّار بن مصعب) في: التاريخ للدارمي 43، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 243، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 169 رقم 2359، والتاريخ الصغير له 186، والضعفاء الصغير له 263 رقم 155، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 258، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 38، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 168، 169 رقم 683، والجرح والتعديل 4/ 270، 272 رقم 1175، والمجروحين لابن حبّان 1/ 356، والكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1292- 1294، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 103 رقم 278، وتاريخ بغداد 9/ 208- 210 رقم 4787، وميزان الاعتدال 2/ 246 رقم 3616، والمغني في الضعفاء 1/ 291 رقم 2704، ولسان الميزان 3/ 128، 129 رقم 448. [5] تاريخ بغداد 9/ 209. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 153 وَقَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِثِقَةٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : ضَعِيفٌ، كَانَ يَجِيئُنَا إِلَى مَنْزِلِنَا. وَقَالَ جَمَاعَةٌ [3] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي نُسْخَةِ أَبِي الْجَهْمِ أَحَادِيثُ مِنْهَا: عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: «مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَهُمْ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا جِئْتُ بِهِ» [5] . 127- سيبويه [6] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 209، 210. [2] في تاريخه 2/ 243 قال: «سوّار المؤذّن، هو سوّار بن مصعب، وهو سوّار الأعمى. ضعيف» . وقال: «سوّار بن مصعب، كوفي، وقد رأيته، وليس بشيء، كان يجيئنا إلى منزلنا» . ونقل العقيلي قول ابن معين في الضعفاء الكبير 2/ 168. [3] منهم النسائي في (الضعفاء والمتروكين 292 رقم 258) إذ قال: «متروك الحديث» ، وكذا تركه الدار الدّارقطنيّ في (الضعفاء والمتروكين، رقم 278) . وقال الإمام أحمد أيضا: «متروك الحديث» . (الجرح والتعديل 4/ 272) وقال أبو حاتم: «متروك الحديث، لا يكتب حديثه، ذاهب الحديث» . (الجرح والتعديل) . [4] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، وضعفائه الصغير، ونقله العقيلي في ضعفائه الكبير 2/ 168، وابن عديّ في كامله 3/ 1292. [5] ذكره ابن عدي في الكامل 3/ 1293، وقد نقل ابن عديّ قول ابن معين في سوّار: «لم يكن بثقة، ولا يكتب حديثه» . وقوله: «سوّار بن مصعب ليس بشيء» . (3/ 1292) ثم قال في آخر ترجمته: «عامّة ما يرويه ليست محفوظة وهو ضعيف كما ذكروه» . (3/ 1294) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمّد لها» . (المجروحون 1/ 356) . وقال أبو داود: «سألت أحمد بن حنبل عن سوّار بن مصعب فأنكر الرواية عنه وقال: قدم ها هنا، ومن يحدّث عنه؟ قلت: سويد. قال: سبحان الله! وقال أحمد في سوّار بن مصعب: ليس بشيء. (تاريخ بغداد 9/ 209) . [6] انظر عن (سيبويه) في: المعارف 67، 503، 544، 546، 613، والشعر والشعراء 1/ 42، 45، وعيون الأخبار 2/ 295، 312 و 3/ 274 والبرصان والعرجان 57، 91، 127، والزاهر للأنباري 1/ 105، 146، 186، 297، و 2/ 80، وأخبار النحويين البصريين 48، ومراتب النحويين لأبي الطيّب 105، وطبقات الزبيدي 66- 74، والمثلث لابن السيد البطليوسي 1/ 397، 457 و 2/ 31، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 154 إمام أهل النّحو أبو بشير عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ قَنْبَرٍ الْبَصْرِيُّ. أَصْلُهُ فَارِسِيٌّ، طَلَبَ الْفِقْهَ وَالْحَدِيثَ، ثُمَّ طَلَبَ الْعَرَبِيَّةَ فَبَرَعَ فِيهَا وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ. وَصَنَّفَ فِيهَا كِتَابَهُ الْكَبِيرَ الَّذِي لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَاسْتَمْلَى عَلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَأَخَذَ كِتَابَ «الْجَامِعِ فِي النَّحْوِ» عَنْ مُؤَلِّفِهِ عِيسَى بْنِ عُمَرَ. وَأَخَذَ عَنْ: يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، وَأَبِي الْخَطَّابِ الأَخْفَشِ الْكَبِيرِ، وَصَحِبَ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ مُدَّةً. وَوَفَدَ إِلَى بَغْدَادَ عَلَى يَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ، فَجَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكِسَائِيِّ لِلْمُنَاظَرَةِ بِحُضُورِ سَعِيدِ بْنِ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشِ، وَالْفَرَّاءِ، وَالأَحْمَرِ. وَجَرَى ذَاكَ الْبَحْثُ الْمَشْهُورُ فِي مَسْأَلَةِ الزُّنْبُورِ [1] ، وَتَعَصَّبُوا لِلْكِسَائِيِّ دُونَهُ، ثُمَّ وَصَلَهُ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ   [441،) ] وخاص الخاص 766 ومروج الذهب 3382، والعقد الفريد 5/ 389- 391، ونشوار المحاضرة 7/ 51، وأمالي القالي 1/ 30 و 2/ 149 و 240 و 317 والتكملة 44، والفهرست لابن النديم 1/ 51، 52، وربيع الأبرار 3/ 141، و 4/ 96، وتاريخ بغداد 12/ 195- 199 رقم 6658، وطبقات الفقهاء للشيرازي 165، ونزهة الألباء 17، 42، 43، 45، 54147- 158، 65، 69، 77، 99، 101، 102، 106، وغيرها، وإنباه الرواة 2/ 246، والإكمال لابن ماكولا 4/ 419، 420، ومعجم ما استعجم للبكري (انظر فهرس الأعلام) 1555، والكمال في التاريخ 6/ 50، 238، 380، ومعجم الأدباء 16/ 114- 127، وشدّ الإزار للشيرازي 95- 99، ونزهة الظرفاء للغساني 68، 69، والجامع لابن الأثير 28، 29، 37، 131، والمرصّع 212، ومجالس العلماء 9، 10، وأمالي المرتضى 1/ 64، 253، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 14، 60، 129، 278، 291، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 98، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 15، ودول الإسلام 1/ 116، وسير أعلام النبلاء 8/ 311، 312 رقم 97، والعبر 1/ 278، 350، 448، وبدائع البدائه 111، 222، 311، 368، ووفيات الأعيان 3/ 463- 465 وانظر فهرس الأعلام 8/ 127، ومرآة الجنان 1/ 445، وتخليص الشواهد للأنصاريّ (انظر فهرس الأعلام) 59، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 128- 130، والبداية والنهاية 10/ 176، 177، وثمرات الأوراق 3، وبغية الوعاة 2/ 229، 230 رقم 1863، ونفح الطيب 2/ 387، وشذرات الذهب 1/ 252، وروضات الجنات 503، وكشف الظنون 1426، وأخبار النحويين البصريين للزبيدي 15، 16، وشرح المقامات للشريشي 2/ 17، وتاج العروس 1/ 305، ونور القبس 95. [1] انظر عن هذه المناظرة في تاريخ بغداد 12/ 104، 105، رقم 6544 (في ترجمة علي بن المبارك) ، ووفيات الأعيان 3/ 464. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 155 بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ. فَخَرَجَ إِلَى بِلادِ فَارِسٍ فَتُوُفِّيَ بِشِيرَازَ، وَقِيلَ بِسَاوَةَ [1] . وَكَانَ قَدْ سَأَلَ عَمَّنْ يَرْغَبُ فِي النَّحْوِ فَقِيلَ لَهُ طَلْحَةُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخُزَاعِيُّ الأَمِيرُ فَقَصَدَهُ [2] . وَيُقَالُ كَانَ فِي لِسَانِ سِيبَوَيْهِ حُبْسَةٌ [3] . وَفِي قَلَمِهِ انْطِلاقٌ وَبَرَاعَةٌ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: سُمِّيَ سِيبَوَيْهِ لِأَنَّ وَجْنَتَيْهِ كَانَتَا كَالتُّفَّاحَتَيْنِ، وَكَانَ بَدِيعَ الْجَمَالِ. وَقِيلَ هُوَ لَقَبٌ بِالْفَارِسِيَّةِ مَعْنَاهُ رَائِحَةُ التُّفَّاحِ [4] . قَالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: كَانَ سِيبَوَيْهِ يَأْتِي مَجْلِسِي وَلَهُ ذُؤَابَتَانِ فَإِذَا قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ أَثِقُ بِعَرَبِيَّتِهِ، فَإِنَّمَا يَعْنِينِي [5] . قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِشَةَ يَقُولُ: كُنَّا نَجْلِسُ مَعَ سِيبَوَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ شَابًّا جَمِيلا نَظِيفًا قَدْ تَعَلَّقَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ بِسَبَبٍ، وَضَرَبَ بِسَهْمٍ فِي كُلِّ أَدَبٍ، مَعَ حَدَاثَةِ سِنِّهِ. فَهَبَّتِ الرِّيحُ مَرَّةً، فَقَالَ لِبَعْضِ الْجَمَاعَةِ: انْظُرْ أَيَّ رِيحٍ هَذِهِ. وَكَانَ عَلَى الْمَنَارَةِ تِمْثَالُ فَرَسٍ نُحَاسٍ، فَنَظَرَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: مَا تَثْبُتُ الْفَرَسُ عَلَى شَيْءٍ. فَقَالَ سِيبَوَيْهِ: الْعَرَبُ تَقُولُ فِي مِثْلِ هَذِهِ الرِّيحِ: قَدْ تَذَاءَبَتِ الرِّيحُ، أَيْ فَعَلَتْ فِعْلَ الذِّئْبِ يَجِيءُ من هاهنا وهاهنا لِيَخْتَلَّ فَيَظُنَّ النَّاظِرُ أَنَّهُ عِدَّةُ ذِئَابٍ [6] . وَيُقَالُ إِنَّ سِيبَوَيْهِ لَمَّا احْتَضَرَ وَضَعَ رَأْسَهُ فِي حُجْرِ أَخِيهِ، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَدَمَعَتْ عَيْنُ أَخِيهِ، فأفاق فرآه يبكي فقال:   [1] تاريخ بغداد 12/ 198، وفيات الأعيان 3/ 464. [2] تاريخ بغداد 12/ 198. [3] معجم الأدباء 16/ 118، وفيات الأعيان 3/ 465. [4] تاريخ بغداد 12/ 195، وفيات الأعيان 3/ 465، معجم الأدباء 16/ 114. [5] وفيات الأعيان 3/ 465. [6] تاريخ بغداد 12/ 197. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 156 أُخَيَّيْنِ كُنَّا فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا ... إِلَى الْغَايَةِ القصوى [1] فمن يأمن الدّهر عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى قَبْرِ سِيبَوَيْهِ بشيراز هذه الأبيات وهي سليمان بْنِ يَزِيدَ الْعَدَوِيِّ: ذَهَبَ الأَحِبَّةُ بَعْدَ طُولِ تَزَاوُرٍ ... وَنَأَى الْمَزَارُ فَأَسْلَمُوكَ وَأَقْشَعُوا تَرَكُوكَ أَوْحَشَ مَا تَكُونُ (بِقَفْرَةٍ) [2] ... لَمْ يُؤْنِسُوكَ وَكُرْبَةً لَمْ يَدْفَعُوا قُضِيَ الْقَضَاءُ وَصِرْتَ صَاحِبَ حُفْرةٍ ... عَنْكَ الأَحِبَّةُ أَعْرَضُوا وَتَصَدَّعُوا [3] وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: قَبْرُهُ بِشِيرَازَ [4] . قِيلَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَمِائَةٍ وَهُوَ أَصَحُّ الأَقْوَالِ وَأَشْهَرُهَا. وَأَبْعَدَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ. وَقِيلَ إِنَّ مُدَّةَ عُمْرِهِ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وَقِيلَ: عَاشَ أَزْيَدَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً [5] ، فاللَّه أَعْلَمُ. وَكِتَابُهُ مَرْوِيٌّ بِالسَّمَاعِ. رَوَاهُ الإِمَامُ أَبُو حَيَّانَ عَنْ شَيْخِنَا بَهَاءِ الدِّينِ بْنِ النَّحَّاسِ النَّحْوِيِّ، عَنْ عَلَمِ الدِّينِ الْقَاسِمِ الأَنْدَلُسِيِّ، عَنِ الكنديّ. 128- السّيّد الحميريّ [6] .   [1] في معجم الأدباء 16/ 122: «إلى الأمد الأقصى» . والبيت في تاريخ بغداد 12/ 198: وكنا جميعا، فرّق الدهر بيننا ... إلى الأمد الأقصى، فمن يأمن الدهرا؟ [2] ما بين القوسين بياض في الأصل، استدركته من (وفيات الأعيان) . [3] وفيات الأعيان 3/ 464، 465. [4] وفيات الأعيان 3/ 464. [5] راجع هذه الأقوال في (وفيات الأعيان 3/ 464) . [6] انظر عن (السيّد الحميري) في: أنساب الأشراف ق 4/ 78، الفتوح لابن أعثم 2/ 234، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 32- 36، 278، 290، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 70، 71، وتاريخ الطبري 7/ 190 و 8/ 98، والبرصان والعرجان 74، 323، والأغاني 7/ 229- 278، وخاص الخاص 88، والبخلاء للخطيب 115، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 289، وأمالي المرتضى 1/ 573 و 2/ 142، 340، 343، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 157 هُوَ أَبُو هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رَبَيْعَةَ، وَجَدُّهُ هَذَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيُّ الشَّاعِرُ [1] . كَانَ السَّيِّدُ هَذَا شَاعِرًا مُحْسِنًا، بَدِيعَ الْقَوْلِ، إِلا أَنَّهُ رَافِضِيٌّ جَلْدٌ [2] ، زَائِغٌ عَنِ الْحَقِّ، لَهُ مَدَائِحُ جَمَّةٌ في أهل البيت عليهم الْبَيْتِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَكَانَ مُقِيمًا بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ قَدِمَ بَغْدَادَ. قَالَ الصُّولِيُّ: الصَّحِيحُ أَنَّ جَدَّهُ لَيْسَ هُوَ بِابْنِ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيِّ [3] . وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَبَلَةَ الْكُوفِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ السَّيِّدَ الشَّاعِرَ طَوِيلا شَدِيدَ الأَدَمَةِ [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ قَالَ: جَمَعْتُ لِلسَّيِّدِ الْحِمْيَرِيِّ أَلْفَيْ قَصِيدَةٍ. قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ: عَهْدِي بِالسَّيِّدِ حِينَ وَلِيَ الرَّشِيدُ الأَمْرَ، وَقَدْ رُفِعَ إِلَيْهِ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ، فَقَامَ ثُمَّ تَنَصَّلَ وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ هَذِهِ: شجاك الحيّ إذا بَانُوا ... فَدَمْعُ الْعَيْنِ هَتَّانُ [5] كَأَنِّي يَوْمَ رَدُّوا العيس ... للرحلة نشوان   [ () ] ونشوار المحاضرة 2/ 132، وجمهرة أنساب العرب 436، وبدائع البدائه 120، ولباب الآداب لابن منقذ 135، وخلاصة الذهب المسبوك 56، 101، 122، 124، وثمار القلوب للثعالبي 312، والمختصر في أخبار البشر 2/ 14، والكامل في التاريخ 5/ 246، وتاريخ ابن الوردي 1/ 250، ووفيات الأعيان 6/ 343، 348، وسير أعلام النبلاء 8/ 40- 42 رقم 8، 348، والبداية والنهاية 10/ 173، 174، والوافي بالوفيات، 9/ 196- 102 رقم 4103، وفوات الوفيات 1/ 188، ولسان الميزان 1/ 436- 438 رقم 1354، ومنهاج المقال للمامقاني 60، وروضات الجنات 1/ 28، وأعيان الشيعة 12/ 85، ومعجم المؤلفين 2/ 294، ورجال الكشي طبعة النجف 1965، وقد جمع ديوانه السيد شاكر هادي شكر، وطبع في بيروت؟. [1] وقد ناقض المؤلّف رحمه الله- قوله هذا بعد قليل. [2] قال سوّار بن عبد الله القاضي إنه كان شديد الترفّض. (انظر خاص الخاص للثعالبي 88) . [3] وانظر أخبار السيد الحميري للمرزباني 19 حيث يسمّيه «إسماعيل بن محمد بن ودّاع الحميري، وأمّه من الحدّان تزوّج بها أبوه لأنه كان نازلا فيهم. وقيل إن أمّ هذه المرأة أو جدّتها بنت يزيد بن ربيعة بن مفرّغ الحميري، وليس لابن مفرّغ عقب من ولد ذكر» . [4] وانظر وصفا له في (الأغاني 7/ 231 و 232) . [5] في الوافي بالوفيات «تهتان» ، والمثبت يتفق مع (فوات الوفيات) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 158 وفوق العيس إذ ولّوا ... مهى حُورٌ [1] وَغِزْلانُ إِذَا مَا قُمْنَ فَالإِعْجَازُ ... فِي التَّشْبِيهِ كُثْبَانُ وَمَا جَازَ إِلَى الأَعْلَى [2] ... فَأَقْمَارٌ وَأَغْصَانُ مِنْهَا: فَحُبِّي لَكِ إِيمَانٌ ... وَمَيْلِي عَنْكِ كُفْرَانُ فَعَدَّ النَّاسُ [3] ذَا رَفْضَا ... فَلا عَدُّوا ولا كانوا [4] وقد قال له بَشَّارُ بْنُ بُردٍ: لَوْلا أَنَّ اللَّهَ شَغَلَكَ بِمَدْحِ أَهْلِ الْبَيْتِ لافْتَقَرْنَا [5] . وَقِيلَ لِلسَّيِّدِ الْحِمْيَرِيِّ: لِمَ لا تُدْخِلُ شِعْرَكَ الْغَرِيبَ؟ قَالَ: ذَاكَ عِيٌّ وَتَكَلُّفٌ، وَقَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ طَبْعًا وَاتِّسَاقًا فِي الْكَلامِ، فَأَنَا أَنْظِمُ مَا يَفْهَمُهُ الصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ. وَقِيلَ: كَانَ أَبَوَاهُ يُبْغِضَانِ عَلِيَّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [6] ، فَسَمِعَهُمَا يَسُبَّانَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْفَجْرِ بُكْرَةً بِالْبَصْرَةِ، فَانْزَعَجَ وَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ وَالِدَيَّ جَمِيعًا ... ثُمَّ أَصْلاهُمَا عَذَابَ الْجَحِيمِ [7] حَكَّمَا غُدْوَةً كَمَا صَلَّيَا الْفَجْرَ ... بِلَعْنِ الْوَصِيِّ بَابِ الْعُلُومِ [8] لَعَنَا خَيْرَ مَنْ مَشَى فَوْقَ ... ظَهْرِ الأَرْضِ أَوْ طَافَ مُحْرِمًا بِالْحَطِيمِ كَفَرَا عِنْدَ شَتْمِ آلِ رَسُولِ اللَّهِ ... نَسْلِ الْمُطَهَّرِ الْمَعْصُومِ وَالْوَصِيَّ الَّذِي بِهِ تَثْبُتُ الأَرْضُ ... وَلَوْلاهُ دُكْدِكَتْ كَالرَّمِيمِ وكذا آله أولو العلم والفهم ... هداة إلى الصّراط القويم   [1] في فوات الوفيات «مها عين» . [2] في ديوانه: 41: وما جاوز للأعلى. [3] في الوافي بالوفيات «القوم» ، وكذا في الديوان وفوات الوفيات. [4] الأبيات مع غيرها في: ديوان الحميري 410، والوافي بالوفيات 9/ 200، 201، وفوات الوفيات 1/ 191، 192 باختلاف بعض الألفاظ. [5] سير أعلام النبلاء 8/ 41. [6] قيل: كانا إباضيّين. (الأغاني 7/ 230) . [7] هذا البيت فقط في فوات الوفيات 1/ 188. [8] هذا البيت والّذي قبله فقط في الوافي بالوفيات 9/ 196. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 159 وَعَنْهُ قَالَ: كُنْتُ صَبِيًّا فَإِذَا سَمِعْتُ أَبَوَيَّ يَسُبَّانِ عَلِيًّا خَرَجْتُ عَنْهُمَا فَأَبْقَى جَائِعًا، فَإِذَا أَجْهَدَنِي الْجُوعُ جِئْتُ فَأَكَلْتُ. فَلَمَّا كَبُرْتُ قَلَيْلا قُلْتُ الشِّعْرَ، وَخَرَجْتُ عَنْهُمَا فَتَوَعَّدَانِي بِالْقَتْلِ، فَأَتَيْتُ الأَمِيرَ فَكَانَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي. وَقِيلَ إِنَّ الْمَنْصُورَ اسْتَحَضَرَهُ فَقَالَ: أَنْشِدْنِي قَوْلَكَ فِينَا فِي الْقَصِيدَةِ الْمِيمِيَّةِ الَّتِي أَوَّلُهَا: أَتَعْرِفُ دَارًا عَفَى رَسْمُهَا، فَقَالَ: فَدَعْ ذَا وَقُلْ فِي بَنِي هَاشِمٍ ... فَإِنَّكَ باللَّه تَسْتَعْصِمُ بَنِي هَاشِمٍ حُبُّكُمْ قُرْبَةٌ ... وَحُبُّكُمُ خَيْرُ مَا نَعْلَمُ بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ بَابَ الْهُدَى ... كَذَاكَ غَدًا بِكُمُ يُخْتَمُ أُلامُ وَأَلْقَى الأَذَى فِيكُمُ ... أَلا لا يني فيكم اللّوّم وما لي ذَنْبٌ يَعُدُّونَهُ ... سِوَى أَنَّنِي بِكُمْ مُغْرَمُ وَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُمْ مَآثِمِي ... مَا أَثِمَ فِرْعَوْنُ بَلْ أَعْظَمُ فَلا زِلْتُ عِنْدَكُمُ مُرْتَضًى ... كَمَا أَنَا عِنْدَهُمْ مُجْرِمُ جَعَلْتُ ثَنَائِي وَمَدْحِي لَكُمْ ... عَلَى رَغْمِ أَنْفِ الَّذِي يُرْغِمُ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ: مَا أَظُنُّ إِلا أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَيَّدَكَ فِي مَدْحِ بَنِي هَاشِمٍ كَمَا أَيَّدَ حَسَّانَ فِي مَدْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ السَّيِّدُ الْحِمْيَرِيُّ يَرَى رَأْيَ الْكَيْسَانِيَّةِ فِي رَجْعَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الدُّنْيَا، وَهُوَ الْقَائِلُ فِيهِ: بَانَ الشَّبَابُ وَرَقَّ عَظْمِي وَانْحَنَى ... صَدْرُ الْفَتَاةِ وَشَابَ مِنِّي الْمَفْرِقُ يَا شِعْبَ رَضْوَى مَا لِمَنْ بِكَ لا يُرَى ... وَنَبَا إِلَيْهِ مِنَ الصَّبَابَةِ أَوْلَقُ حَتَّى مَتَى؟ وَإِلَى مَتَى؟ وَكَمِ [1] الْمَدَى؟ ... يَا ابْنَ الرِّضَى وَأَنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ إِنِّي لَآمُلُ أَنْ أَرَاكَ فَإِنَّنِي ... مِنْ أَنْ أَرَاكَ وَلا أَرَاكَ لأَفْرُقُ وَيُقَالُ: إِنَّهُ اجْتَمَعَ بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، فَعَرَّفَهُ خطأه، وأنّه على ضلالة، فرجع وأناب [2] .   [1] في طبقات الشعراء لابن المعتز 33 «ومتى المدى» . [2] وانظر الأغاني 7/ 235. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 160 وَمِمَّا رُوِيَ وَلَمْ يَصِحَّ، عَنْ جَعْفَرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إِنَّ السَّيِّدَ الْحِمْيَرِيَّ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ، فَقَالَ: إِنْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمٌ فَقَدْ ثَبُتَتْ لَهُ أُخْرَى [1] . وَقِيلَ إِنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ، فَدَعَا لَهُ، فَقَالُوا: تَدْعُو لَهُ وَهُوَ يَشْرَبُ النَّبِيذَ وَيَسُبُّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَيُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ [2] ؟. فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ مُحِبِّي آلِ مُحَمَّدٍ لا يَمُوتُونَ إِلا تَائِبِينَ. وَذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي «الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ» [3] أَنَّ السَّيِّدَ الْحِمْيَرِيَّ كَانَ يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ. وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ مَوْلِدَهُ كَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ، عَلَى الصَّحِيحِ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَالْقَوْلُ بِالتَّنَاسُخِ زَنْدَقَةٌ. 129- سَيْفُ بْنُ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ الأسيّديّ [4]- ت. -   [1] الأغاني 7/ 252. [2] الأغاني 7/ 253. [3] لم أجد في (الملل والنحل) اسم السيّد الحميري بين القائلين بتناسخ الأرواح. انظر فصل: الكلام على من قال بتناسخ الأرواح- ج 1/ 71- 74، طبعة القاهرة 1384 هـ 0/ 1964 م. [4] انظر عن (سيف بن عمر) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 245، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 320، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 39، 58، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 697 رقم 3866، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 659، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 256، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 280، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 175 رقم 694، والجرح والتعديل 4/ 278 رقم 1198، والمجروحين لابن حبّان 1/ 345، والفهرست لابن النديم 106، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 271، 1272، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 104 رقم 283، وسؤالات البرقاني للدار للدّارقطنيّ، رقم 200، والمدخل إلى الصحيح، رقم 76، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 210، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد، (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 4 أ (رقم 52 حسب ترقيمنا) وفيه (سيف بن عمير) ، والأنساب لابن السمعاني 1/ 254، وتاريخ جرجان للسهمي 44، 319، ومعجم البلدان 1/ 296، 936 و 2/ 15، 73، 86 و 3/ 494، 692 و 4/ 42، 125، وتهذيب الكمال 12/ 324- 327 رقم 2676، والكاشف 1/ 333 رقم 2245، والمغني في الضعفاء 1/ 292 رقم 2716، وميزان الاعتدال الجزء: 11 ¦ الصفحة: 161 ويقال الضّبّيّ الكوفيّ. صَاحِبُ كِتَابِ «الْفُتُوحِ» ، وَكِتَابُ «الرِّدَّةِ» ، وَغَيْرُ ذَلِكَ. رَوَى عَنْ: جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وطائفة كثيرة من المجاهيل والأخباريّين. رَوَى عَنْهُ: النَّضْرُ بْنُ حَمَّادٍ الْعَتَكِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ الْقُطَعِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وآخرون. قال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [1] : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَتْرُوكٌ. بَابَةُ الْوَاقِدِيِّ. وَقَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِشَيْءٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى [5] قَالَ: سَيْفُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ يُحَدِّثُ عَنْهُ الْمُحَارِبِيُّ، ضَعِيفٌ. وَكَذَا قَالَ النَّسَائِيُّ [6] . وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَيْفُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ اتُّهِمَ بِالزَّنْدَقَةِ، وَهُوَ سَاقِطٌ فِي رِوَايَةِ الْحَدِيثِ. وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ [7] بِإِسْنَادٍ أَنَّهُ كَانَ يضع الحديث.   [2] / 255، 256 رقم 3637، والوافي بالوفيات 16/ 66 رقم 89، وتهذيب التهذيب 4/ 295، 296 رقم 506، وتقريب التهذيب 1/ 344 رقم 2245، وخلاصة تذهيب التهذيب 161 وفيه (سيف بن عمرو) . [1] في تاريخه 2/ 245: «ضعيف» فقط. وسيعيده المؤلّف. [2] في الجرح والتعديل 4/ 278 لفظه: «متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي» . [3] تهذيب الكمال 12/ 326. [4] في المجروحين 1/ 345. [5] في تاريخه 2/ 245. [6] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 256. [7] في المجروحين 1/ 345. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 162 130- سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ت. ق- الْعَابِدُ، أَخُو سِنَانَ بْنِ هَارُونَ. عَنْ: إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَداود بْنُ رَشِيدٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ [2] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ مِنْهُ وَكَانَ ثِقَةٌ. وَقَالَ ابن معين [3] , ضعيف. وقال ابن حبّان [4] : يروي عَنِ الأَثْبَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ. وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ   [1] انظر عن (سيف بن هارون) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 387، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 246، وتاريخ ابن معين برواية ابن طهمان، رقم 312، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 172 رقم 2377، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 460، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 38، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 254، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 171 رقم 688، والجرح والتعديل 4/ 276 رقم 1191، والمجروحين لابن حبّان 1/ 346، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1266، 1267، وحلية الأولياء 6/ 385 (في ترجمة سفيان الثوري) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 154 رقم 473، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 104 رقم 282، وسؤالات البرقاني للدارقطنيّ، رقم 203، والأنساب لابن السمعاني 2/ 129، وتهذيب الكمال 12/ 332- 335، والكاشف 1/ 333 رقم 2247، والمغني في الضعفاء 1/ 292 رقم 2723، وميزان الاعتدال 2/ 258، 259 رقم 3643، وتهذيب التهذيب 4/ 297، 298 رقم 510، وتقريب التهذيب 1/ 344 رقم 636، وخلاصة تذهيب التهذيب 161، وانظر عنه في ترجمة أخيه «سنان بن هارون» التي تقدّمت برقم (124) . [2] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 254. [3] ليس في تاريخه ولا بقية المصادر التي نقلت عنه قوله: «ضعيف» ، والموجود في تاريخه 2/ 246: «سيف بن هارون، وسنان بن هارون، سنان أعجبهما إليّ» . وقال أيضا: «سيف بن هارون البرجمي، أحبّ إليّ من سنان» ، وقال أيضا: «وسيف بن هارون، ليس بشيء» . وانظر قوله في ترجمة أخيه سنان: (2/ 240) . [4] في المجروحين 1/ 346. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 163 مَرْفُوعًا: «مَا سَكَتَ اللَّهُ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [1] ، وَابْنُ مَاجَهْ [2] . وَهَذَا يروونه عن سليمان موقوفا.   [1] في اللباس (1726) باب: ما جاء في لبس الفراء. [2] في الأطعمة (3367) باب: أكل الجبن والسمن. وهو: «الحلال ما أحلّ الله في كتابه، والحرام ما حرّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا الله عنه» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 164 - حرف الشين- 131- شريك القاضي [1]- خ. ت. 4. م. تبعا-   [1] انظر عن (شريك القاضي) في: الطبقات لابن سعد 6/ 78، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 251 رقم (748) ، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ رقم 15781، وتاريخ الدارميّ، رقم 85 و 88 و 89 و 948، وتاريخ يحيى برواية ابن طهمان، رقم 31 و 32 و 110 و 205 و 322، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 311 و 576 و 843 و 894 و 2/ رقم 716 و 730، والعلل لابن المديني 100، وتاريخ خليفة 434، 440، 442، 447، 450، 464، وطبقات خليفة 169، والعلل لأحمد 1/ 9، 38، 42، 43، 59، 72، 76، 91، 93، 94، 95، 98، 104، 106، 112، 120، 123، 126، 129، 159، 173، 176، 178، 201، 209، 210، 211، 217، 225، 226، 228، 260، 291، 295، 329، 330، 334، 338، 353، 359، 360، 361، 379، 386، 392، 410، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 348 و 652 و 778 و 816 و 2/ 2273 و 2302 و 2910 و 3029 و 3593 و 3/ رقم 6150، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 237 رقم 2647، والتاريخ الصغير له 196، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 92 رقم 134، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، وتاريخ الثقات للعجلي 217- 220 رقم 664، والبيان والتبيين للجاحظ 2/ 253، 264، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 336، والمعارف لابن قتيبة 292، 424، 508، 509، 525، 531، 624، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 30، 257 وق 4/ 41، 126، 129، 273، 290، 595، وسؤالات الآجري لأبي داود 3/ رقم 283، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 66 رقم 46، وعمل اليوم والليلة للنسائي 205 رقم 148، و 496 رقم 867، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 150، 168، 221، 224، 226، 238، 306، 483، 537، 717 و 2/ 153، 168، 176، 305، 543، 625، 776، 786، 789، 827 و 3/ 93، 94، 180، 197، 223، 236، 278، 282، 319، 336، 400، 409، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 561، 578، 579، 638، 666، 675، وعيون الأخبار 1/ 67، 68 و 3/ 137، 138، 213، والزاهر للأنباري 1/ 410 و 2/ 164، 302، وتاريخ واسط لبحشل 39، 42، 60، 68، 70، 73، 100، 135، 136، 137، 138، 157، 170، 171، 209، 220، 236، 247، 246، 257، 264، 291، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 13، 14، 50، 65، 86، 93، 95، 300 و 2/ انظر الجزء: 11 ¦ الصفحة: 165 هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَعْلامِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. رَوَى عَنْ: أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، وَخُصَيْفٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَلَمْ يَرْحَلْ، بل اكتفى بعلم أهل بلده.   [ () ] الفهرس 352) و 3/ 149- 175، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 57، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 283، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 193- 195 رقم 718، والجرح والتعديل 4/ 365- 367 رقم 1602، والعلل لابن أبي حاتم، رقم 668، والمراسيل له 91 رقم 331، والثقات لابن حبّان 6/ 444، ومشاهير علما الأمصار له 81 رقم 586، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1321- 1338، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 169 رقم 528، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 345 رقم 6، ومروج الذهب 1436، 2499، والعيون والحدائق 3/ 298، 372، والجليس الصالح 2/ 39- 43، 46، 47 و 3/ 343، والعقد الفريد 3/ 10، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 309، 310 رقم 669، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 415، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 125، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، وتاريخ جرجان للسهمي 400، 514، وتاريخ بغداد 9/ 279- 295 رقم 4838، والسابق واللاحق 237، 238 رقم 92، والأذكياء لابن الجوزي 36، ومعجم البلدان 1/ 717709049، 926 و 2/ 220، 223، والكامل في التاريخ 5/ 610 و 6/ 36، 41، 140، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 214 رقم 799، والإشارات إلى معرفة الزيارات 79، وثمار القلوب 76، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 117، والروض المعطار للحميري 309، ووفيات الأعيان 2/ 464، وتهذيب الكمال 12/ 462- 475 رقم 2736، والمغني في طبقات المحدّثين 61 رقم 589، وميزان الاعتدال 2/ 270- 274 رقم 3697، وسير أعلام النبلاء 8/ 178- 193 رقم 37، والكاشف 2/ 10، 11 رقم 2295، والمغني في الضعفاء 1/ 297 رقم 2764، والمختصر في أخبار البشر 2/ 13، ومرآة الجنان 1/ 370، وجامع التحصيل لابن كيكلدي 235 رقم 285، والوافي بالوفيات 16/ 148- 150 رقم 172، والبداية والنهاية 10/ 171، والتبيين لأسماء المدلّسين 33 رقم 33، وتعريف أهل التقديس، رقم 56، والإغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط 68، 69، رقم 55، وشرح علل الترمذي لابن رجب 339، والوفيات لابن قنفذ 140 رقم 177، وتهذيب التهذيب 4/ 333- 337 رقم 577، وتقريب التهذيب 1/ 351 رقم 64، وطبقات المدلّسين 23، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 1/ 214، والجواهر المضية 1/ 256، وخلاصة تذهيب التهذيب 165، وشذرات الذهب 1/ 287، والجامع لشمل القبائل لبامطرف 2/ 576. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 166 وَعَنْهُ: أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَلُوَيْنُ، وَهَنَّادٌ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ الْخَطِيبُ [1] : شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ النَّخَعِيُّ الْقَاضِي، أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قُلْتُ: يَعْنِي بِالسِّنِّ، وَلَمْ يَرَهُ. قَالَ [2] : وَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ تِسْعَةَ آلافِ حَدِيثٍ [3] . قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: شَرِيكٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ بَلَدِهِ مِنَ الثَّوْرِيِّ [4] . وَقَدْ قِيلَ مِثْلُ هَذَا لابْنِ مَعِينٍ فَقَالَ: لَيْسَ يُقَاسُ بِسُفْيَانَ أَحَدٌ، لَكِنَّ شَرِيكَ أَرْوَى مِنْهُ فِي بَعْضِ الْمَشَايِخِ، وَهُوَ ثِقَةٌ [5] . وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي الأَحْوَصِ [6] . وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ أَوْ إسرائيل؟ فقال: (شريك أحبّ إليّ) [7] .   [1] في تاريخ بغداد 9/ 279. [2] في تاريخ بغداد 9/ 281. [3] والخبر رواه العجليّ في تاريخ الثقات 218. [4] الجرح والتعديل 4/ 366، تاريخ بغداد 9/ 281. [5] تاريخ بغداد 9/ 282. [6] تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 251، تاريخ بغداد 9/ 282. [7] في الأصل بياض، والّذي بين القوسين استدركته من (الجرح والتعديل 4/ 367، وتاريخ بغداد 9/ 282) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 167 ذِكْرُ نَسَبِهِ هُوَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ. وَقِيلَ ابْنُ أَبِي شَرِيكٍ سِنَانُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الأَذْهَلِ [1] بْنِ وَهْبِيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ. وَالنَّخَعُ مِنْ مَذْحِجٍ [2] . شهد جدّه أبو شريك القادسيّة [3] . وولد شرك فِيمَا قِيلَ بِبُخَارَى [4] ، وَنَشَأَ بِالْكُوفَةِ. وَسَمَّى الْبُخَارِيُّ [5] جَدَّهُ سِنَانًا، وَسَمَّاهُ أَبُو نُعَيْمٍ حَارِثًا [6] . وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شريك في ال [حديث] [7] أَقْوَى مِنْ إِسْرَائِيلَ [8] . قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يَرْوِي عَنْ شَرِيكٍ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْعِبْرَةِ، كَانَ لا يَرْضَاهُ [9] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: شَرِيكٌ أَعْلَمُ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَإِسْرَائِيلُ أَقَلُّ خَطَأً مِنْهُ [10] . وَقَالَ أَبُو داود: شَرِيكٌ ثِقَةٌ، يُخْطِئُ عَلَى الأَعْمَشِ [11] . وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: قَلَّ مَا يُحْتَاجُ إِلَى شَرِيكٍ فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي يحتجّ بها.   [1] في تاريخ بغداد 9/ 280 «ذهل» . [2] نسبه في تاريخ بغداد 9/ 280. [3] طبقات ابن سعد 6/ 378، تاريخ بغداد 9/ 280. [4] تاريخ بغداد 9/ 280. [5] في تاريخه الصغير 196، وهكذا سمّاه عبّاد بن العوّام. (أخبار القضاة لوكيع 3/ 149) و (تاريخ ابن معين 2/ 252) . [6] الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1321. [7] في الأصل بياض. [8] تاريخ بغداد 9/ 283. [9] تاريخ بغداد 9/ 283. [10] تاريخ بغداد 9/ 283. [11] تاريخ بغداد 9/ 284. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 168 وَلَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ اضْطَرَبَ حِفْظُهُ [1] . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ شَرِيكٍ، فَقَالَ: كَانَ عَاقِلا صَدُوقًا مُحَدِّثًا عِنْدِي، وكان شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْبِدَعِ، قَدِيمَ السَّمَاعِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَبْلَ زُهَيْرٍ، وَقَبْلَ إِسْرَائِيلَ. فَقُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ أَثْبَتُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: يُحْتَجُّ بِهِ؟ قَالَ: لا تَسْأَلْنِي عَنْ رَأْيِي فِي هَذَا. قُلْتُ: فَإِسْرَائِيلُ تَحْتَجُّ بِهِ؟ قَالَ: أَيْ لَعَمْرِي [2] . قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ [3] : شَرِيكٌ سَيِّئُ الْحِفْظِ مُضْطَرِبٌ مَائِلٌ [4] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [5] . قُلْتُ: اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً [6] ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ [7] ، وَغَيْرُهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ: أَخْطَأَ شَرِيكٌ فِي أَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ [8] . قُلْتُ: لَكِنَّهُ كَانَ مِنْ بُحُورِ الْعِلْمِ، فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثِ مَسْأَلَةٍ وَعِنْدَهُ عَنْ ليث بن أبي سليم عشرة آلاف [9] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 285. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 194 وزاد في آخره: «يحتجّ بحديثه» . [3] في أحوال الرجال 92 رقم 134. [4] وفيه «مضطرب الحديث، مائل» . [5] تهذيب الكمال 12/ 472. [6] انظر: رجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 309، 310، رقم 669. [7] روى له في «عمل اليوم والليلة» برقم (148) و (867) . [8] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1323. [9] الكامل 4/ 1324. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 169 قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: قُدِّمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ قُدِّمَ وَهُوَ أَفْضَلُ الْقَوْمِ [1] . وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ عَلِيًّا لَقَاتَلْتُ مَعَهُ. وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ شَرِيكًا فِي مَجْلِسِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْن مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُوسَى، وَالأَشْرَافُ، فَتَذَاكَرُوا النَّبِيذَ، فَرَخَّصَ مُرَخِّصٌ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ فِيهِ، وَشَدَّدَ الْبَاقُونَ، فَقَالَ شَرِيكٌ: ثَنَا أَبُو إِسْحَاق، عَنْ عُمَرو بْن مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إنّا لنأكل لحوم هذه الإِبِلِ وَلَيْسَ نُقَطِّعُهَا فِي بُطُونِنَا إِلا بِهَذَا النَّبِيذِ الشَّدِيدِ. فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ، إِنْ هَذَا إلّا اختلاف. فَقَالَ: أَجَلْ، شَغَلَكَ الْجُلُوسُ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ عَنِ اسْتِمَاعِ هَذَا وَأَمْثَالِهِ. فَلَمْ يُجِبْهُ الْحَسَنُ، وَأَسْكَتَ الْقَومَ. فَتَحَدَّثُوا بَعْدُ فِي النَّبِيذِ، وَشَرِيكٌ سَاكِتٌ. فَقَالَ لَهُ الْوَزِيرُ: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِمَا عِنْدَكَ. فَقَالَ: كَلا. الْحَدِيثُ أَعَزُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُعَرَّضَ لِلتَّكْذِيبِ [2] . فَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَرِبَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. فَقَالَ قَائِلٌ: بَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ تَرَكَهُ. فَقَالَ شَرِيكٌ: أَنَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ فِي بَيْتِ خَيْرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ [3] . قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أورع في علمه من شريك [4] .   [1] انظر: أخبار القضاة لوكيع 3/ 163، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1325. [2] إلى هنا في أخبار القضاة لوكيع 3/ 156، 157، تاريخ بغداد 9/ 294. [3] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1326. [4] الجرح والتعديل 4/ 366. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 170 وَجَرَى بِحَضْرَةِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فِي الْمُذَاكَرَةِ: مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ؟ فَقَالَ: رَجُلُ الأُمَّةِ شَرِيكٌ [1] . قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: دَعَا الْمَنْصُورُ شَرِيكًا فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ. فَقَالَ: اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لَسْتُ أُعْفِيكَ. قَالَ: فَأَنْصَرِفُ يَوْمِي هَذَا وَأَعُودُ، فَيَرَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيَهُ. قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَغَيَّبَ، وَلَئِنْ فَعَلْتَ لَأُقْدِمَنَّ عَلَى خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكَ بِمَا تَكْرَهُ. فَوَلاهُ الْقَضَاءَ، فَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ الْمَهْدِيِّ، فَأَقَرَّهُ الْمَهْدِيُّ، ثُمَّ عَزَلَهُ [2] . قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ مَأْمُونًا، ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، أُنْكِرَ عَلَيْهِ الْغَلَطُ وَالْخَطَأُ. قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: وَمَنْ يُفْلِتُ مِنَ الْخَطَأِ وَالتَّصْحِيفِ. رُبَّمَا رَأَيْتُ شَرِيكًا يخطئ ويصحّف حتّى أستحي. وقال يحيى القطّان: أَمْلَى عَلِيَّ شَرِيكٌ فَإِذَا هُوَ لا يَدْرِي [3] . يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ: أَمَا تَرَى كَثْرَةَ قَوْلِ النَّاسِ فِي شَرِيكٍ؟ يَعْنِي فِي حَمْدِهِ مَعَ كَثْرَةِ خَطَأِهِ وَخَطَلِهِ. قَالَ: اسْكُتْ وَيْلَكَ، أَهْلُ الْكُوفَةِ كُلُّهُمْ مَعَهُ. يَتَعَصَّبُ لِلْعَرَبِ فَهُمْ مَعَهُ، وَيَتَشَيَّعُ لِهَؤُلاءِ الْمَوَالِي الْحَمْقَى، فَهُمْ مَعَهُ [4] . قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِنَا أَشَدَّ تَقَشُّفًا مِنْ شَرِيكٍ. وَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَأْخُذُ شَاتَهُ يَذْهَبُ بِهَا إِلَى التَّيَّاسِ، وربّما حزرت ثوبيه قبل أن يلي القضاء   [1] الجرح والتعديل 4/ 366، وسيأتي بأطول مما هنا. [2] طبقات ابن سعد 6/ 379. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 193، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1322. [4] أخبار القضاة لوكيع 3/ 166. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 171 بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ. وَرُبَّمَا دَخَلْتُ بَيْتَهُ، فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ إِلا شَاةٌ يَحْلِبُهَا وَمُطَهِّرَةٌ، وَبَارِيَةٌ [1] ، وَجَرَّةٌ، فربّما بلّ الخبز في المطهّرة فيلي إِلَيَّ كُتُبَهُ فَيَقُولُ: اكْتُبْ حَدِيثَ جَدَلٍ وَقِفْ [إِذَا] أَرَدْتَ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَحَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ شَرِيكٌ يَوْمًا بِهَذَا الْحَدِيثِ: «وُضِعْتُ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتِ الأُمَّةُ فِي كِفَّةٍ» . فَقَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: فَأَيْنَ كَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ؟ قَالَ: كَانَ مَعَ النَّاسِ فِي الْكِفَّةِ الأُخْرَى. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [2] : سَمِعْتُ بَعْضَ الْكُوفِيِّينَ يَقُولُ: قَالَ شَرِيكٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَالِمٌ الأَفْطَسُ، فَأَتَيْتُهُ وَمَعِيَ قِرْطَاسٌ فِيهِ مِائَةُ حَدِيثٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي بِهَا، وَسُفْيَانُ يَسْمَعُ. فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَرِنِي قِرْطَاسَكَ. فَأَعْطَيْتُهُ، فَخَرَّقَهُ. فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَاسْتَلْقَيْتُ عَلَى قَفَايَ فَحَفِظْتُ مِنْهَا سَبْعَةً وَتِسْعِينَ، وَحَفِظَهَا سُفْيَانُ كُلُّهَا. ابْنُ عَدِيٍّ [3] : نَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، نَا نَصْرُ بْنُ الْمُجَدَّرِ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا حَيْثُ أُدْخِلَ شَرِيكٌ وَمَعَهُ أَبُو أُمَيَّةَ. وَكَانَ أَبُو أُمَيَّةَ رَفَعَ إِلَى الْمَهْدِيِّ أَنَّ شَرِيكًا حَدَّثَهُ عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ، فَإِذَا زَاغُوا عَنِ الْحَقِّ فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ، ثُمَّ أَبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ» . فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: أَنْتَ حَدَّثْتَ بِهَذَا؟ فَقَالَ: لا. فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: عَلَيَّ الْمَشْيُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَكُلُّ مَالِيَ صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ حدّثني.   [1] البارية: الحصيرة. [2] قول العجليّ هذا ليس في (تاريخ الثقات) ، وهو في (تهذيب الكمال 12/ 470) عنه. [3] في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1337، 1338. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 172 فَقَالَ شَرِيكٌ: عَلَيَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُ حَدَّثْتُهُ. فَكَأَنَّ الْمَهْدِيَّ رَضِيَ، فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ أَدْهَى الْعَرَبِ، إنّما يعني مثل الّذي عليّ بن الثِّيَابِ. قُلْ لَهُ يَحْلِفُ كَمَا حَلَفْتُ. فَقَالَ: احْلِفْ. قَالَ شَرِيكٌ: قَدْ حَدَّثْتُهُ. فَقَالَ: وَيْلِي عَلَيَّ شَارِبَ الْخَمْرِ، يَعْنِي الأَعْمَشَ، وَذَاكَ أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ الْمُنَصَّفَ، وَلَوْ عَلِمْتُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ أَحْرَقْتُهُ. قَالَ شَرِيكٌ: لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا، كَانَ رَجُلا صَالِحًا. قَالَ: بَلْ زِنْدِيقٌ. قَالَ: لِلزِّنْدِيقِ عَلامَاتٌ بِتَرْكِهِ الْجَمَاعَاتِ، وَجُلُوسِهِ مَعَ الْقِيَانِ، وَشُرْبِهِ الْخَمْرِ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ. قَالَ: ابْتَلاكَ اللَّهُ بمهجتي [1] . قال: أخرجوه. فأخرج، فجعل الجرس يُشَقِّقُونَ ثِيَابَهُ وَخَرَّقُوا قَلَنْسُوَتَهُ. قَالَ نَصْرٌ: فَقُلْتُ لَهُمْ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ الْمَهْدِيُّ: دَعْهُمْ [2] . أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَلِيمٍ الأَوْدِيُّ: أَنَا أَبِي قَالَ: كَانَ شَرِيكٌ الْقَاضِي لا يَجْلِسُ لِلْحُكْمِ حَتَّى يَتَغَدَّى وَيَشْرَبَ أَرْبَعَةَ أَرْطَالٍ نَبِيذًا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُخْرِجُ رُقْعَةً، فَيَنْظُرَ فِيهَا ثُمَّ يَدْعُو بِالْخُصُومِ. وَقِيلَ لابْنِهِ عَنِ الرُّقْعَةِ، فَأَخْرَجَهَا إِلَيْنَا فَإِذَا فِيهَا: يَا شَرِيكٌ، اذْكُرِ الصِّرَاطَ وَحِدَّتَهُ، يَا شَرِيكٌ، اذْكُرِ الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى [3] . قِيلَ إِنَّ شَرِيكًا دخل على المهديّ فقال: لا بدّ من ثلاث: إمّا أن تلي   [1] في الكامل 4/ 1338 (بمهجتها) . [2] وفي الكامل زيادة: «أردت أن تقرب مني ما ازددت منّي إلّا بعدا» . [3] تاريخ بغداد 9/ 293، 294. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 173 الْقَضَاءَ، أَوْ أَنْ تُؤَدِّبَ وَلَدَيَّ وَتُحَدِّثَهُمْ، أَوْ أَنْ تَأْكُلَ عِنْدِي أَكْلَةً. فَفَكَّرَ سَاعَةً فَقَالَ: الأَكْلَةُ أَخَفُّ عَلِيَّ. فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِعَمَلِ أَلْوَانٍ مِنَ الْمُخِّ الْمَعْقُودِ بِالسُّكَّرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَأَكَلَ. فَقَالَ الطَّبَّاخُ: لَيْسَ يُفْلِحُ بَعْدَهَا. قَالَ: فَحَدَّثَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، وَعَلَّمَهُمُ الْعِلْمَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ. وَلَقَدْ كُتِبَ لَهُ بِرِزْقِهِ عَلَى الصَّيْرَفِيِّ فَضَايَقَهُ فِي النَّقْدِ فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَبِعْ بِهِ بَزًّا. فَقَالَ شَرِيكٌ: بَلْ وَاللَّهِ، بِعْتُ بِهِ دِينِي. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ أَبَا تَوْبَةَ يَقُولُ: كُنَّا بِالرَّمْلَةِ فَقَالُوا: مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ. فَقَالَ قَوْمٌ: ابْنُ لَهِيعَةَ. وَقَالَ قَوْمٌ: مَالِكٌ. وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: شَرِيكٌ [1] . قَالَ مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ: قَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي شَاكِيًا غَيْرَ شَاكِي اللَّهَ [2] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: أُكْرِهْتُ عَلَى الْقَضَاءِ. قَالَ: أَفَأُكْرِهْتُ عَلَى أَخْذِ الرِّزْقِ [3] ؟ قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ شَرِيكٌ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ، فَخَرَجَ يَتَلَقَّى الْخَيْزُرَانَ، فَبَلَغَ شَاهِيَ [4] ، وَأَبْطَأَتْ، فَانْتَظَرَهَا ثَلاثًا، وَيَبُسَ خُبْزُهُ، فَجَعَلَ يَبُلُّهُ بِالْمَاءِ وَيَأْكُلُهُ. فَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ: فَإِنْ كَانَ الَّذِي قَدْ قُلْتَ حقّا ... بأن قد أكرهوك على القضاء   [1] الجرح والتعديل 4/ 366. [2] التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 251، 252، أخبار القضاء لوكيع 3/ 154. [3] تاريخ بغداد 9/ 285. [4] شاهي: قرية بقرب القادسيّة. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 174 فَمَا لَكَ مُوضِعٌ [1] فِي كُلِّ يَوْمٍ ... تَلَقَّى مَنْ يَحُجُّ مِنَ النِّسَاءِ مُقِيمٌ فِي قُرَى شَاهِي ثَلاثًا ... بِلا زَادٍ سِوَى كِسَرٍ وَمَاءِ [2] قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ: كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ خُرَاسَانِيَّةً، فَرَآهَا أَعْرَابِيٌّ وَهِيَ عَلَى حِمَارٍ، وَشَرِيكٌ صَبِيٌّ بَيْنَ يَدَيْهَا فَقَالَ: إِنَّكِ لَتَحْمِلِينَ جَنْدَلَةً مِنَ الْجَنَادِلِ [3] . قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: قَالَ مُوسَى بْنُ عِيسَى الأَمِيرُ لِشَرِيكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَزَلُوكَ عَنِ الْقَضَاءِ؟ مَا رَأَيْنَا قَاضِيًا عُزِلَ. قَالَ: هُمُ الْمُلُوكُ يَعْزِلُونَ ويخلعون ولاة العهود [4] . يعرّض بأنّ أَبَاهُ عُزِلَ [5] . وَلَقِيَ مَرَّةً عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيَّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنَالُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ شَرِيكٌ: وَاللَّهِ مَا أَتَنَقَّصُ الزُّبَيْرَ، فَكَيْفَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ [6] ؟ قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا وُجِّهَ شَرِيكٌ إِلَى قَضَاءِ الأَهْوَازِ جَلَسَ فَجَعَلَ لا يَتَكَلَّمُ حَتَّى قَامَ وَهَرَبَ وَاخْتَفَى. يُقَالُ اخْتَفَى عِنْدَ الْوَالِي. فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ قَالَ: وَكُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: الْخَبِيثُ اسْتَصْغَرَ قَضَاءَ الأَهْوَازِ [7] . الْبَغَوِيُّ فِي «الْجَعْدِيَّاتِ» : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: حَدَّثَنِي حَمْدَانُ بْنُ الأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ شَرِيكٍ، فَأَتَاهُ ابْنُ الْمَهْدِيِّ، فَاسْتَنَدَ وَسَأَلَ عَنْ حَدِيثٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ شَرِيكٌ. فَأَعَادَ، فَعَادَ، فقال: كأنّك تستخفّ بأولاد الخلفاء؟   [1] في تاريخ بغداد «موضعا» . [2] أخبار القضاة لوكيع 3/ 152، تاريخ بغداد 9/ 295. [3] أخبار القضاة لوكيع 3/ 154. [4] تاريخ الثقات للعجلي 219، تاريخ بغداد 9/ 292، 293. [5] الخبر في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 161. [6] تاريخ بغداد 9/ 287. [7] أخبار القضاة لوكيع 3/ 153. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 175 قَالَ: لا، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ أَزْيَنُ عِنْدَ أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُضَيِّعُوهُ. قَالَ: فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ شَرِيكٌ: هَكَذَا يُطْلَبُ الْعِلْمُ [1] . عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ: أَثَرٌ فِيهِ بَعْضُ الضَّعْفِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ( ... ) [2] عَفَّانَ. قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ يَخْضِبُ بِالْحُمْرَةِ. وَلِشَرِيكٍ مَنَاقِبُ جَمَّةٌ، وَلَسْنَا نَرَى فِيهِ الْعِصْمَةَ. وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لِيَ الْمَيْتَةُ. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَنْسِيُّ: نَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ قَالَ: جَاءَ عَتَّابٌ وَآخَرُ إِلَى شَرِيكٍ، فَقَالَ عَتَّابٌ: النَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّكَ شَاكٌّ؟ فَقَالَ: يَا أَحْمَقُ، كَيْفَ أَكُونُ شَاكًّا، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَخَضَّبْتُ يَدَيَّ بِسَيْفِي مِنْ دِمَائِهِمْ. قُلْتُ: كَانَ فِي شَرِيكٍ يَسِيرُ تَشَيُّعٍ مَعَ ثَنَائِهِ عَلَى عُثْمَانَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَنْسِيُّ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ذَكَرَ قَوْمٌ مُعَاوِيَةَ عِنْدَ شَرِيكٍ فَنَعَتُوهُ بِالْحِلْمِ فَقَالَ: لَيْسَ بِحَلِيمٍ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ وَقَاتَلَ عَلِيًّا [4] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَنَا الْحَسَنُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: شَهِدَ ابْنُ إِدْرِيسَ بِشَهَادَةٍ عِنْدَ شَرِيكٍ، أَوْ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُقِيمَ وَدَفَعَ فِي قَفَاهُ، وَقَالَ شَرِيكٌ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِ حُمْقٍ مَا عَلِمْتُ [5] . قُلْتُ: هَذَا لَمَّا كَانَ ابْنُ إِدْرِيسَ، شَابًّا، ثُمَّ إِنَّهُ طَالَ عُمْرُهُ وَسَادَ أَهْلَ الْكُوفَةِ. وَكَانَتْ فِي شَرِيكٍ قُوَّةُ نَفْسٍ، فَعَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شَرِيكٍ،   [1] أخبار القضاة لوكيع 3/ 161. [2] هنا بياض في الأصل، ولعلّه: «من حديث عفّان» . [3] في الضعفاء الكبير 2/ 194. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 194. [5] الضعفاء الكبير 2/ 194 وفيه: «من أهل شيعتي ما علمت» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 176 فَظَهَرَ مِنْهُ جَفَاءٌ لِلْمُحَدِّثِينَ انْتَهَرَ بَعْضَهُمْ، فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ إِلَى جَنْبِهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ رَفَقْتَ بِهِمْ. قَالَ شَرِيكٌ: النُّبْلُ عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ شَرِيكٌ لا يُبَالِي كَيْفَ حَدَّثَ، حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ أَثْبتُ مِنْهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ شَرِيكٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ ذِي الْقِعْدَةِ. وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، رَحِمَهُ اللَّهُ. 132- شُعَيْبُ بْنُ رزيق المقدسيّ [3]- ت. - أبو شيبة. عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قال دحيم: لا بأس به. [4] وقال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة [5] .   [1] الضعفاء الكبير 2/ 195، أخبار القضاة لوكيع 3/ 155، وفيه: «الساعون علي الدّين» . [2] في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 6150. [3] انظر عن (شعيب بن رزيق المقدسيّ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 217 رقم 2557، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 53، وطبقات خليفة 317 وفيه (زريق) بتقديم الزاي، وهو تحريف، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 2، والجرح والتعديل 4/ 346 رقم 1510، والثقات لابن حبّان 8/ 308، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 272 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 323، 324، وفيه (زريق) وهو تحريف، وتهذيب الكمال 12/ 524، 525 رقم 2751، والكاشف 2/ 12 رقم 2311، وميزان الاعتدال 2/ 276 رقم 3717 وتهذيب التهذيب 4/ 353 رقم 592، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 78 وفيه (زريق) وهو تحريف، وخلاصة تذهيب التهذيب 166، 167. [4] الجرح والتعديل 4/ 346. [5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 324. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 177 وَقَدْ فَرَّقَ الْبُخَارِيُّ [1] بَيْنَهُ [2] وَبَيْنَ: 133- شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ الثَّقَفِيُّ [3] . فَالطَّائِفِيُّ يَرْوِي عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ الصَّحَابِيِّ. رَوَى عَنْهُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : صَالِحٌ. قُلْتُ: هُوَ أَقْدَمُ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ [5] . مَا هُوَ هو. 134- شعيب بن صفوان الثّقفي [6]- م. ن. -   [1] في تاريخه الكبير 4/ 217 رقم 2557 و 2558. [2] ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «لم ير أحدا من الصحابة، روايته عنهم كلّها مدلّسة، وروى عنه آدم بن أبي إياس، يعتبر حديثه من غير روايته عن عطاء الخراساني» . (8/ 308) . [3] انظر عن (شعيب بن رزيق الطائفي) في: تاريخ الدارميّ، رقم 411، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 217 رقم 2558، والجرح والتعديل 4/ 345، 346 رقم 1509، والثقات لابن حبّان 4/ 355، وتهذيب الكمال 12/ 523 رقم 2750، وتحفة الأشراف للمزي 3/ 70 وفيه (زريق) وهو تحريف، والكاشف 2/ 12 رقم 2310، وميزان الاعتدال 2/ 276 رقم 3718، وتهذيب التهذيب 4/ 352 رقم 591، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 79 وفيه (زريق) وهو تحريف، وخلاصة تذهيب التهذيب 166. وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف إلى مصادر ترجمته (طبقات خليفة- ص 317) (انظر: تهذيب الكمال 12/ 523 الحاشية رقم 2) وهذا خطأ، لأن المذكور في طبقات خليفة ليس الطائفي، بل هو المقدسي الّذي قبله، بدليل أن خليفة ذكره في أول الطبقة السادسة من الشاميّين، فليراجع. [4] في الجرح والتعديل 4/ 346. [5] ذكره ابن حبّان في الثقات 4/ 355 في أول طبقة التابعين، وسيأتي له حديث في ترجمة «شهاب بن خراش» رقم (135) . [6] انظر عن (شعيب بن صفوان) في: سؤالات ابن طهمان لابن معين، رقم 284 و 368، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 223، 224 رقم 2586، والتاريخ الصغير له 196، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، وأنساب الأشراف للبلاذري 4/ 24، 436، 437، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 38، 46، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 4/ 348 رقم 1522، والثقات لابن حبّان 6/ 440، ومشاهير علماء الأمصار له 175 رقم 1358، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1319، 1320، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 304 رقم 656، وتاريخ بغداد 9/ 238، 239 رقم 4813، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 211 رقم 790، وتهذيب الكمال الجزء: 11 ¦ الصفحة: 178 أبو يحيى. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَأَبُو حَسَّانَ الزِّيَادِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ [2] . وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ فَقَالَ [3] : عَامَّةُ حَدِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ [4] . 135- شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الْوَاسِطِيُّ [5]- د. -   [12] / 528- 531 رقم 2753، والكاشف 2/ 12 رقم 2313، والمغني في الضعفاء 1/ 299 رقم 2779، وميزان الاعتدال 2/ 276 رقم 3720، وتهذيب التهذيب 4/ 353، 354 رقم 594، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 81، وخلاصة تذهيب التهذيب 167. [1] في الجرح والتعديل 4/ 348. [2] تاريخ بغداد 9/ 239، وزاد: «وهو صحيح الحديث» . [3] في الكامل 4/ 1320. [4] وقال ابن معين: «لا شيء» . (الجرح والتعديل 4/ 348) و «ليس بشيء» . (تاريخ بغداد 9/ 238) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يخطئ» . وفي المشاهير قال: «كان يهم ويخالف» . [5] انظر عن (شهاب بن خراش) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 259، والتاريخ للدارمي، رقم 413، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 236 رقم 2642، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 56، وتاريخ الثقات للعجلي 223 رقم 677، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 325، وتاريخ واسط لبحشل 109، 117، وتاريخ الطبري 4/ 190، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 11، والجرح والتعديل 4/ 362 رقم 1586، وتقدمة المعرفة 273، 274، والمجروحين لابن حبّان 1/ 362، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1350، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 170 رقم 532، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 287 ب، والإكمال لابن ماكولا 3/ 105، وتاريخ جرجان للسهمي 281، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 344، وتهذيب الكمال 12/ 568- 572 رقم 2776، والكاشف 2/ 14 رقم 2333، والمغني في الضعفاء 1/ 301 رقم 2798، وميزان الاعتدال الجزء: 11 ¦ الصفحة: 179 هو أبو الصّلت ابْنُ أَخِي الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ. سَكَنَ الرَّمْلَةَ، وَرَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، ومنصور، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وعدة. وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، وهشام بن عمار، ويزيد بن موهب الرملي، وقتيبة بن سعيد، وعبد الجبار بن عاصم، وأبو توبة الحلبي، وعلي بن حجر، وعدة. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو يَعْلَى قَالا: نَا الحكم بن موسى، نا شهاب بن خراش، عن شعيب بن زريق الطَّائِفِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ فَقَالَ: قَدِمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ. سَبْعَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ. فدعا لنا. قال: وشهدنا الجمعة، فقام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصًا.. الْحَدِيثَ [1] . شِهَابٌ وَثَّقَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ [2] ، وجماعة. وقال عبد الرحمن بن مهديّ: لَمْ أَرَ أَحَدًا أَحَسَنَ وَصْفًا لِلسُّنَّةِ مِنْهُ [3] .   [2] / 281، 282 رقم 3750، وسير أعلام النبلاء 8/ 252- 255 رقم 75، وتهذيب التهذيب 4/ 366، 367، رقم 620، وتقريب التهذيب 1/ 355 رقم 107، وخلاصة تذهيب التهذيب 167. [1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 212 عن الحكم بن موسى، حدّثنا شهاب بن خراش، حدّثني شعيب بن رزيق الطائفي قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الحكم بن حزن الكلفي- وله صحبة مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: فأنشأ يحدّثنا قال: قدِمَتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سابع سبعة أو تاسع تسعة قال: فأذن لنا فدخلنا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بخير، قال: فدعا لنا بخير، وأمر بنا فأنزلنا وأمر لنا بشيء من تمر، والشأن إذا ذاك دون. قال: فلبثنا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أياما شهدنا فيها الْجُمُعَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوكئا على قوس أو قال: على عصا، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال: «يا أيها الناس إنكم لن تفعلوا ولن تطيقوا كل ما أمرتكم به ولكن سدّدوا وأبشروا» . وأخرجه ابن عساكر في «تهذيب تاريخ دمشق» 4/ 344، وانظر: تحفة الأشراف للمزي 3/ 70 رقم (3419) . [2] تقدمة المعرفة 273، والجرح والتعديل 4/ 362. [3] تهذيب الكمال 12/ 571. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 180 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سَنَّةٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : يُخْطِئُ كَثِيرًا. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : أَحَادِيثُهُ كَثِيرَةٌ وَفِي بَعْضِهَا مَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَلا أَعْرِفُ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامًا، يَعْنِي بِالنَّاسِ، وَإِلا فَقَدْ وَثَّقَهُ عِدَّةٌ. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ: لَقِيتُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ لِي: إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدَرِيًّا وَلا مُرْجِئًا حَدَّثْتُكَ [5] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : صَدُوقٌ لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سعيد الخزيميّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ شِهَابَ بْنَ خِرَاشٍ يَقُولُ: أَرَادَ الْقَدَرِيَّةُ أَنْ يَصِفُوا اللَّهَ بِعَدْلِهِ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ فَضْلِهِ [7] . 136- شِهَابُ بْنُ شُرْنُفَةَ المجاشعيّ البصريّ [8] .   [1] هذا القول هو للعجلي في «تاريخ الثقات» 223 رقم 675 وليس لأبي زرعة الّذي قال: «لا بأس به» . (الجرح والتعديل 4/ 362) ، ومن الواضح أن المؤلّف- رحمه الله- ينقل عن المذي في تهذيب الكمال 12/ 571 وهو أخطأ في ذلك. وتابعهما في ذلك ابن حجر في «التهذيب» 4/ 367. [2] في تاريخ الدارميّ عنه، رقم 413، وفي الجرح والتعديل 4/ 362، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 344. [3] في المجروحين 1/ 362، وعبارته: «كان رجلا صالحا، وكان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إلا عند الاعتبار» . [4] في الكامل 4/ 1350. [5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 344 وزاد: «فقلت له: ما في هذين شيء» . [6] في الجرح والتعديل 4/ 362. [7] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 344. [8] انظر عن (شهاب بن شرنفة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 260، وفيه (شرنقة) بالقاف، وهو تحريف، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابن عبد الله 3/ رقم 3959، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 236 رقم 2641، وتاريخ الطبري 6/ 569، والجرح والتعديل 4/ 362 رقم 1587، والثقات لابن حبّان 6/ 443، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 394، وميزان الاعتدال 2/ 282 رقم 3751، والوافي بالوفيات 16/ 188 رقم 219، وغاية النهاية 1/ 328، 329 رقم 1432، ولسان الميزان الجزء: 11 ¦ الصفحة: 181 أَحَدُ الْقُرَّاءِ الْكِبَارِ. قَرَأَ عَلَى: هَارُونَ بْنِ مُوسَى الأَعْوَرِ، وَالْمُعَلَّى بْنِ عِيسَى. وَيُقَالُ إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَهَذَا بَعِيدٌ وَلَكِنَّهُ مُمْكِنٌ وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَغَيْرِهِ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ. وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ: سَلامٌ الطَّوِيلُ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَارِبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشُ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ. عَرَضَ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ خَتْمَةً فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ. وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْقُرَّاءِ الْعُبَّادِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : رَوَى عَنِ الْحَسَنِ، وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ [2] . 137- شَيْطَانُ الطَّاقِ [3] . هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي طَرِيفَةَ الْبَجَلِيُّ. أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ الْمُتَكَلِّمُ الْمُعْتَزِلِيُّ الشِّيعِيُّ الْمُبْتَدِعُ. وَالرَّافِضَةُ تَنْتَحِلُهُ تُسَمِّيهِ مُؤْمِنُ الطَّاقِ. كَانَ صَيْرفِيًّا بِالْكُوفَةِ بِطَاقِ الْمَحَامِلِ. اخْتَلَفَ هُوَ وَصَيْرَفِيٌّ فِي نَقْدِ دِرْهَمٍ، فَغَلَبَهُ هَذَا وَقَالَ: أَنَا شَيْطَانُ الطّاق، فلزمته.   [3] / 155 رقم 552. و «شرنفة» : بضم الشين المعجمة، وسكون الراء، وضم النون وفتحها. (غاية النهاية) . [1] في الجرح والتعديل 4/ 362. [2] وقال أحمد: روى عنه ابن المبارك. (العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 3959) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [3] انظر عن (شيطان الطاق) في: عيون الأخبار للدينوري 2/ 203، والعقد الفريد 2/ 465 و 4/ 42، والأغاني 7/ 245 (في ترجمة السيد الحميري الشاعر) ، والفرق بين البغدادي 71 رقم 67، والفهرست لابن النديم 264، والإنتصار 6، 58، 177، ومقالات الإسلاميين 1/ 107، والتبصير 24. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 182 وَقِيلَ إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ الرَّافِضِيَّ الْمُجَسِّمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُؤْمِنِ الطَّاقِ وَقَدْ دَخَلَ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ، وَقَعَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ وَمَعَهُمْ سُفْيَانُ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَسْعَرَ النَّاسُ رَجُلٌ حَرُورِيٌّ بِحِجَاجِهِ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو حَنِيفَةَ مُؤْمِنَ الطَّاقَ ضَحِكَ وَقَالَ: هَذَا رَأْسُ الشِّيعَةِ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَقُومَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَامَا، وَقَامَ مَعَهُمَا سُفْيَانُ، فَنَاظَرَهُمْ مُؤْمِنُ الطَّاقِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَسُفْيَانُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ أَنْتَ لا يَقُومُ لَكَ مُنَاظِرٌ. وَقَالا: هَذَا شَيْطَانُ الطَّاقِ. وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ شِعْرًا كَثِيرًا وَتَصَانِيفَ. قِيلَ لِبَشَّارٍ: مَا أَشْعَرَكَ! قَالَ: أَشْعَرَ مِنِّي مُؤْمِنُ الطَّاقِ فِي قَوْلِهِ، وَذَكَرَ لَهْ أَبْيَاتًا حَسَنَةً. فَقُلْتُ هَذَا مِنْ «تَارِيخِ ابْنِ [أَبِي] طَيٍّ الرَّافِضِيِّ» [1] . وَقَالَ الْجَاحِظُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ النَّظَّامِ وَبِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أنهما قَالا لِشَيْطَانِ الطَّاقِ: وَيْحَكَ، اتَّقَيْتَ اللَّهَ أَنْ تَقُولَ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ قَطُّ فِي الْقُرْآنِ: ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ 9: 40 [2] . فَضَحِكَ طَوِيلا حَتَّى كَأَنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَذْنَبْنَا. قُلْتُ: إِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ عَنْهُ دَلَّتْ على زندقته، قاتله الله.   [1] ابن أبي طي الرافضيّ هو: «يحيى بن حامد الحلبي» المعروف بابن أبي طيّ، وكان مؤرّخا من غلاة الشيعة، ولد سنة 575 وتوفي سنة 630 هـ. له عدّة مصنّفات في التاريخ والتراجم وغيره، ولكنّ جميع مؤلّفاته تعتبر مفقودة حتى الآن، وكنت قد نقلت عن بطاقة في فهارس دار الكتب المصرية أثناء دراستي في القاهرة في الستينات أسماء هذه الكتب المنسوبة له، وهي غير موجودة في الدار: «معادن الذهب في تاريخ الملوك والخلفاء وذوي الرتب» ، وهو في عدّة مجلّدات، و «ذيل معادن الذهب» وهو تتمّة للذي قبله، و «حوادث الزمان على حروف المعجم» ، في خمس مجلّدات، و «سلك النظام في تاريخ الشام» ، و «تراجم رجال الأدب والشعراء» ، و «أسماء رواة الشيعة ومصنّفيها» ، و «اشتقاق أسماء البلدان» ، (انظر كتابنا: «دراسات في تاريخ الساحل الشامي، لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) - ص 18. [2] سورة التوبة، الآية 40. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 183 - حرف الصَّادِ- 138- صَالِحٌ الْمُرِّيُّ [1]- ت. - هُوَ وَاعِظُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، أَبُو بِشْرٍ صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ البصريّ، القاصّ،   [1] انظر عن (صالح المرّي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 281، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 262، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 92، وتاريخ الدارميّ، رقم 155، وسؤالات ابن طهمان لابن معين، رقم 163، وتاريخ خليفة 448، وطبقات خليفة 223، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 273 رقم 2782، والتاريخ الصغير له 195، والضعفاء الصغير له 264 رقم 165، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 120 رقم 197، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 14، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 626، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 443 رقم 2133 و 4/ 530 رقم 2266، والمعارف لابن قتيبة 420، 625، وعيون الأخبار له 3/ 53، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 127 و 662، 663، وتاريخ واسط لبحشل 199، 200، والضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 300، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 9، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 9، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 199، 200 رقم 723، والجرح والتعديل 4/ 395، 396 رقم 1730، والمجروحين لابن حبّان 1/ 371- 373، والعقد الفريد 3/ 234 و 304، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1378- 1381، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 106 رقم 287، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 174 رقم 547، وحلية الأولياء 6/ 165- 177 رقم 357، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 82 أ، وتاريخ بغداد 9/ 305- 310 رقم 4845، والإكمال لابن ماكولا 7/ 314، والتذكرة الحمدونية 1/ 204، وصفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 350- 352 رقم 548، والكامل في التاريخ 6/ 134، ووفيات الأعيان 2/ 494، 495 رقم 304، ومناقب الشافعيّ 2/ 176، 177، وتهذيب الكمال 13/ 16- 23 رقم 2796، والعبر 1/ 262، ودول الإسلام 1/ 114، وميزان الاعتدال 2/ 289، 290 رقم 3773، والمغني في الضعفاء 1/ 302 رقم 2817، والكاشف 2/ 17 رقم 2348، وسير أعلام النبلاء 8/ 42، 43 رقم 9، ومرآة الجنان 1/ 368، والبداية والنهاية 10/ 170، 171، والوافي بالوفيات 16/ 252 رقم 276، وتهذيب التهذيب 4/ 382، 383 رقم 641، وتقريب التهذيب 1/ 358 رقم 4، وخلاصة تذهيب التهذيب 170، وشذرات الذهب 1/ 281، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 51. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 184 الزَّاهِدُ، الْخَاشِعُ. رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ، وَعَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو داود: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ [2] . وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ [3] ، فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ضَعِيفٌ [4] . وَقَالَ عَفَّانُ: ذُكِرَ عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ صَالِحٌ الْمُرِّيٌّ، فِي حَدِيثٍ، عَنْ ثَابِتٍ، فَقَالَ كَذِبٌ [5] . قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى [6] أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ فِي صَالِحٍ الْمُرِّيِّ كَبِيرُ رَأْيٍ. قَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [7] . قُلْتُ: رَوَى خَمْسَةٌ عَنْ يَحْيَى تَلْيِينَ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، وَمَا فِي ضَعْفِهِ نِزَاعٌ، إِنَّمَا الْخِلافُ، هَلْ يُتْرَكُ حَدِيثُهُ، أَوْ لا؟   [1] في تاريخه الكبير 4/ 273، وتاريخه الصغير 195، وضعفائه الصغير 264 رقم 165، ونقله ابن عديّ في (الكامل 4/ 1378) . [2] تاريخ بغداد 9/ 310. [3] الصحيح أن له أكثر من قولين، كما سيأتي. [4] قوله هذا ذكره العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 199) ومثله: ضعيف الحديث في (الجرح والتعديل 4/ 396) . [5] وقوله هذا ذكره العقيلي أيضا. [6] في تاريخه 2/ 262، ونقله ابن شاهين في ثقاته 174 رقم 547. [7] وقال يحيى بن معين أيضا: «صالح الّذي هو قاصّ» ليس بشيء. وقال أيضا: صالح المرّي كان قاصّا، وكان كل حديث يحدّث به عن ثابت باطلا. (انظر: تاريخ بغداد 9/ 309) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 185 قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : صَالِحٌ قَاصٌّ، حَسَنُ الصَّوْتِ، وَعَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مُنْكَرَاتٌ، يُنْكِرُهَا الأَئِمَّةُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ بِصَاحِبِ حَدِيثٍ، وَإِنَّمَا أُتِيَ مِنْ قِلَّةِ مَعْرِفَتِهِ بِالأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ. وَعِنْدِي أَنَّهُ لا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ، بَلْ يَغْلَطُ شَيْئًا [2] . وَقِيلَ كَانَ صَالِحٌ مَوْلًى لامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي مُرَّةَ [3] . قَالَ الْبُرْجُلانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ: سَمِعْتُ صَالِحًا يَقُولُ: لِلْبُكَاءِ دَوَاعٍ: الْفِكْرَةُ فِي الذُّنُوبِ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ الْقُلُوبُ وَإِلا نَقَلْتَهَا إِلَى الْمَوْقِفِ وَتِلْكَ الشَّدَائِدِ وَالأَهْوَالِ، فَإِنْ أَجَابَتْ وَإِلا فَاعْرِضْ عَلَيْهَا التَّقَلُّبَ بَيْنَ أَطْبَاقِ النِّيرَانِ. ثُمَّ إِنَّهُ صَاحَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ، وَضَجَّ النَّاسُ [4] . قَالَ عُثْمَانُ: كَانَ شَدِيدَ الْخَوْفِ للَّه، كَأَنَّهُ ثَكْلَى إِذَا قَصَّ [5] . وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ كَثْرَةَ الذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ بِالتَّحْزِينِ. يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ قَرَأَ بِالْبَصْرَةِ بِالتَّحْزِينِ. قَالَ: وَقَالَ إِنَّ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ سَمِعَ قِرَاءَةَ صَالِحٍ مَاتَ مِنْهَا. وَيُقَالُ إِنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ لَمَّا دَخَلَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَفَى عِنْدَ مَرْحُومٍ الْعَطَّارِ، فَقَالَ لَهُ مَرْحُومٌ: هَلْ لَكَ أَنْ تَأْتِيَ قَاصًّا عِنْدَنَا؟ فَأَتَاهُ عَلَى نَكْرَةٍ عَلَى أَنَّهُ كأحد القصّاص، فلمّا سمع كلامه وتلاوته وسمعته يَقُولُ: حَدَّثَنِي فُلانٌ، وَحَدَّثَنِي فُلانٌ، قَالَ لِمَرْحُومٍ: تَقُولُ هَذَا قَاصٌّ، إِنَّمَا هَذَا نَذِيرٌ [6] ، وَأُعْجِبَ بِهِ. وَقَالَ عَفَّانُ: كُنَّا نَحْضُرُ مَجْلِسَ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، وَكَانَ إِذَا قَصَّ كَأَنَّهُ رَجُلٌ مَذْكُورٌ يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه [7] .   [1] في الكامل 4/ 1381. [2] في المطبوع من (الكامل) : «بينا» بدل «شيئا» . [3] تاريخ بغداد 9/ 306، صفة الصفوة 3/ 350. [4] حلية الأولياء 6/ 167 صفة الصفوة 3/ 351. [5] حلية الأولياء 6/ 167، تاريخ بغداد 9/ 308، وفيات الأعيان 2/ 495. [6] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 381 وفيه تصحّفت «قاص» إلى «عاص» ، حلية الأولياء 6/ 167، تاريخ بغداد 9/ 308، صفة الصفوة 3/ 351. [7] حلية الأولياء 6/ 167، تاريخ بغداد 9/ 308، صفة الصفوة 3/ 351، وفيات الأعيان 2/ 495. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 186 وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: شَهِدْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ عَزَّى رَجُلا فِي ابْنِهِ فَقَالَ: لَئِنْ كَانَتْ مُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ لَمْ تُحْدِثْ لَكَ مَوْعِظَةً فِي نَفْسِكَ، فَمُصِيبَتُكَ بِابْنِكَ جَلَلٌ فِي مُصِيبَتُكَ بِنَفْسِكَ، فَإِيَّاهَا فَابْكِ [1] . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ اللَّبَّانِ إِجَازَةً، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، نَا، أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُسَاوِرٍ، نَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، ثَنَا صَالِحُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو بِشْرٍ الْمُرِّيُّ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: «أَرْبَعُ خصال: واحدة فيما بيني وبينك، واحدة فيما بينك وَبَيْنَ عِبَادِي، وَوَاحِدَةٌ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ. فَأَمَّا الَّتِي لِي فَتَعْبُدْنِي لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلِيَّ الإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي تَرْضَى لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ. تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ [2] . وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا. تُوُفِّيَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] ، وَقِيلَ: سَنَةَ ستّ [4] ، والأوّل أصحّ. 139- صدقة بن خالد [5]- خ. د. ن. ق. -   [1] العقد الفريد 3/ 304، حلية الأولياء 6/ 171، 172، صفة الصفوة 3/ 351، 352، وهو باختصار في عيون الأخبار 3/ 53. [2] ذكره ابن عديّ في (الكامل 4/ 1380) ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية 6/ 173. [3] تاريخ بغداد 9/ 310. [4] أرّخه فيها البخاري في تاريخه. وابن الجوزي في (صفة الصفوة 3/ 352) وابن خلكان في (وفيات الأعيان 2/ 495) وقال فيه الجوزجاني: «كان قاصّا واهي الحديث» . وقال الدار الدّارقطنيّ: «رجل صالح قلّ ما يوافق فيما يرويه عن الحسن والجريريّ» . وقال الحاكم النيسابورىّ: «ليس بالقوي عندهم» . وقال عفّان بن مسلم: كنّا عند ابن عليّة، فذكر صالح المرّيّ فقال: رجل ليس بثقة، فقال له آخر: مه، اغتبت الرجال! فقال ابن علية: اسكتوا، فإنما هذا دين. (الأسامي والكنى 1/ ورقة 81 أ) . [5] انظر عن (صدقة بن خالد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 469، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 268، ومعرفة الجزء: 11 ¦ الصفحة: 187 أبو العبّاس القرشيّ الدّمشقيّ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى الذِّمَارِيِّ، وَرَوَى عَنْ: عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَزَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَالنَّسَائِيُّ. وَحَدِيثُهُ في «صحيح البخاريّ» [2] في مناقب الصّدّيق.   [ () ] الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 563 و 2/ رقم 736، وتاريخ الدارميّ عن ابن معين، رقم 429، وسنن الدارميّ 2/ 439 و 452 و 457، ومشكل الآثار للطحاوي 4/ 260، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 320 و 363، والسنن الكبرى للبيهقي 2/ 165، وطبقات خليفة 316، والعلل لأحمد 1/ 84، 199، 214، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 492 و 1313 و 2/ رقم 1411، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 295، 296 رقم 2884، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 82، وتاريخ الثقات للعجلي 227 رقم 695، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 171، 81، 296، 326 و 2/ 295، 325، 433، 438، 454، 456، 459، 523 و 3/ 119، وعمل اليوم والليلة للنسائي 603/ رقم 1130، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 230، 262، 263، 279، 323، 334، 340، 365، 380، 397، 446، 447، 423، و 2/ 691 و 705 و 717 و 724، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 201، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 24، والجرح والتعديل 4/ 430، 431، رقم 1891، والثقات لابن حبّان 6/ 466، ومشاهير علماء الأمصار له 184، 185، رقم 472، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 175 رقم 555، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 521، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 364، 365 رقم 518، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 225 رقم 835، وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 6/ 412، 413، وتهذيب الكمال 13/ 128- 132 رقم 2861، والكاشف 2/ 25 رقم 2404، والعبر 1/ 276، ومرآة الجنان 1/ 352، والوافي بالوفيات 16/ 290، 291 رقم 321، وغاية النهاية 1/ 336 رقم 1460، وتهذيب التهذيب 4/ 414، 415 رقم 715، وتقريب التهذيب 1/ 365، 366 رقم 81، وخلاصة تذهيب التهذيب 173، وشذرات الذهب 1/ 293، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 358، 359 رقم 693. [1] في تاريخه برواية الدوري 2/ 268، وتاريخ الدارميّ، رقم 429، ونقله ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات 175 رقم 555، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 431. [2] ج 4/ 192، قال البخاري: حدّثنا هشام بن عمّار، حدّثنا صدقة بن خالد، حدّثنا زيد بن واقد، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 188 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: هُوَ أَوْثَقُ مِنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَصَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ [1] . وَقَالَ هِشَامُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [2] ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ سَنَةٍ. وَقَالَ دُحَيْمٌ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [3] . 140- صَدَقَةُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ [4] . أَبُو شُعْبَةَ الشَّعْبَانِيُّ. حَدَّثَ بِالرَّمْلَةِ عَنْ: عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السّيبانيّ.   [ () ] عن بسر بن عبيد الله، عن عائذ الله أبي إدريس، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبة حتى أبدى عن ركبتيه، فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أمّا صاحبكم فقد غامر» ، فسلّم وقال: يا رسول الله، إنه كان بيني وبين ابن الخطّاب شيء فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ فأقبلت إليك، فقال: «يغفر الله لك يا أبا بكر» ثلاثا، ثم إنّ عمر ندم فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثمّ أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فسلّم عليه، فجعل وجه النبيّ صلّى الله عليه وآله يتمعّر حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم مرتين، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني بنفسه وماله، فهل، أنتم تاركوا لي صاحبي» . مرّتين، فما أوذي بعدها. [1] الجرح والتعديل 4/ 431، وانظر: معرفة الرجال لابن محرز عن ابن مغيرة 1/ 116 رقم 563. ووثّقه ابن سعد في (الطبقات 7/ 469) وابن أبي شيبة في (معرفة الرجال 2/ 218 رقم 736) . وقال أحمد: ثقة ثقة، ليس به بأس أثبت من الوليد من مسلم. (العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 492 و 1313 و 2/ رقم 1411) ونقله ابن شاهين في الثقات 175 رقم 555، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 430. ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وقال في المشاهير رقم 1472: «كان متقنا ثبتا» . وقال أبو حاتم: «ثقة، وهو أوثق من صدقة بن عبد الله، ومن صدقة بن يزيد» . وسئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة. وقال أبو مسهر: «صدقة صحيح الأخذ، صحيح الإعطاء» . تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 279 و 397) . [2] المعرفة والتاريخ 1/ 171، تاريخ أبي زرعة 2/ 705. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 413، وقيل سنة 170 أو 171 هـ. وقال ابن معين في تاريخه 2/ 268: «وكان صدقة بن خالد يكتب عند المحدّثين في ألواح، وأهل الشام لا يكتبون عند المحدّثين، يسمعون، ثم يجيئون إلى المحدّث، فيأخذون سماعهم منه» . [4] انظر عن (صدقة بن المنتصر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 295 رقم 2883، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 316، والجرح والتعديل 4/ 434 رقم 1903، والثقات لابن حبّان 8/ 319. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 189 وَعَنْهُ: ضَمْرَةُ بْنُ رَبَيْعَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَبٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ. قال أبو زرعة [1] : لا بَأْسَ بِهِ. 141- صَعْصَعَةُ بْنُ سَلامٍ الْفَقِيهُ [2] . أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ، نَزِيلُ الأَنْدَلُسِ وَمُفْتِيهَا. يَرْوِي عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. قَالَ ابْنُ الْفَرَضِيِّ فِي «تَارِيخِهِ» [3] : كَانَتِ الْفُتْيَا دَائِرَةً عَلَيْهِ بِالأَنْدَلُسِ فِي دَوْلَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَصَدْرٍ مِنْ أَيَّامِ، ابْنِهِ هِشَامٍ. وَوُلِّيَ الصَّلاةَ بِقُرْطُبَةَ. رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ. قُلْتُ: اخْتُلِفَ فِي تَارِيخِ وَفَاتِهِ، وَقِيلَ: اسْمُهُ صَعْصَعَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ. قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَدْخَلَ الْحَدِيثَ الأَنْدَلُسِيَّ [4] . قُلْتُ: بَلْ كَانَ قَبْلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ فِي طَبَقَةِ شُيُوخِهِ. قَالَ [5] : وَتُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ [6] ، فاللَّه أَعْلَمُ. والثاني أولى. 142- الصّلت بن الحجّاج [7] .   [1] الجرح والتعديل 4/ 434. [2] انظر عن (صعصعة بن سلام) في: تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 203، 204 رقم 610، وجذوة المقتبس للحميدي 244، 245 رقم 510، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 425، وبغية الملتمس للضبي 324 رقم 853، والعبر 1/ 309، ومرآة الجنان 1/ 430، والوافي بالوفيات 16/ 308، 309 رقم 336، وشذرات الذهب 1/ 332، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (من تأليفنا) 2/ 365، 366 رقم 698. [3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 203. [4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 204. [5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 204، ونقله الحميدي في الجذوة، والضبيّ في البغية. [6] أرّخه فيها ابن عساكر. (تهذيب تاريخ دمشق 6/ 425) . [7] انظر عن (الصلت بن الحجّاج) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 190 أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ. عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وثور بن يزيد. وعنه: يحيى الْقَطَّانِ، وَنُوحُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وآخرون. له مناكير أوردها ابن عديّ [1] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 303، 304 رقم 2916، والجرح والتعديل 4/ 440 رقم 1930، والثقات لابن حبّان 6/ 471 و 472، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1399- 1401، ورجال الطوسي 126 رقم 3، و/ 220 رقم 39، والمغني في الضعفاء 1/ 309 رقم 2893، وميزان الاعتدال 2/ 317، 318 رقم 3905، ولسان الميزان 3/ 194 رقم 870. [1] في الكامل 4/ 399- 1401 وقال: «وللصلت غير ما ذكرت من الحديث ليس بالكثير، وفي بعض أحاديثه ما ينكر عليه بل عامّته كذلك، ولم أجد للمتقدّمين فيه كلام فأذكره» . وذكره ابن حبّان في موضعين من «الثقات» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 191 - حرف الطَّاءِ- 143- طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ [1] . عَنْ: مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله، وعمر بْنِ بَيَانِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَشِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَهَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لِسَعِيدٍ. وَلَعَلَّهُ تُوُفِّيَ قَبْلَ السَّبْعِينَ ومائة. وقال الدّار الدّارقطنيّ [3] : ليس بحجّة [4] .   [1] انظر عن (طعمة بن عمرو) في: تاريخ الدارميّ، رقم 445، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 303 و 442، وسؤالات ابن طهمان لابن معين، رقم 128، والعلل لأحمد 1/ 207، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 361 رقم 3147، والتاريخ الصغير له 196، وتاريخ واسط لبحشل 73، والجرح والتعديل 4/ 496 رقم 2185، والثقات لابن حبّان 6/ 492، وسؤالات البرقاني للدار للدّارقطنيّ، رقم 241، وتهذيب الكمال 13/ 383- 385 رقم 2963، والكاشف 2/ 38 رقم 2489، والمغني في الضعفاء 1/ 316 رقم 2944، وميزان الاعتدال 2/ 337 رقم 3992، والوافي بالوفيات 16/ 443 رقم 476، وتهذيب التهذيب 5/ 13 رقم 21، وتقريب التهذيب 1/ 378 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 179. [2] في تاريخ الدارميّ، رقم 445، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 442، والجرح والتعديل 4/ 497، وروى ابن محرز، وابن طهمان قوله: «ليس به بأس» . (سؤالات ابن طهمان، رقم 128، وابن محرز 1/ رقم 303) . [3] في سؤالات البرقاني، رقم 241. [4] وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن طعمة بن عمرو الجعفري، فقال: صالح الحديث لا بأس به» . وذكره ابن حبّان في «الثقات» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 192 144- طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الشَّامِيُّ ثُمَّ الرَّقِّيُّ [1]- ق. - عَنْ: يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبُرْدِ بْنِ سِنَانٍ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَهُمَا مِنْ أَسْنَانِهِ، وَعِيسَى غُنْجَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ [2] : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ. وَقَالَ البخاري [3] ، منكر الحديث. وقال النسائي [4] : ليس بثقة. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ فِي تَارِيخِهِ: آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ يزيد بن سنان الرّهاويّ [5] .   [1] انظر عن (طلحة بن زيد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 351 رقم 3105، والتاريخ الصغير له 194، والضعفاء الصغير له 264 رقم 177، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 628، 751، 752، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 402، والضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 316، والضعفاء والكبير للعقيليّ 2/ 225، 226 رقم 770، والجرح والتعديل 4/ 479، 480 رقم 2102، والعلل لابن أبي حاتم، رقم 2017، والمجروحين لابن حبّان 1/ 383، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1427- 1431، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 110 رقم 304، والضعفاء لأبي نعيم، رقم 103، ورجال الطوسي 221 رقم 2، والفهرست له 116 رقم 374، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 18/ 312، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 68، وتهذيب الكمال 13/ 395- 398 رقم 2968، والكاشف 2/ 39، رقم 2493، والمغني في الضعفاء 1/ 316 رقم 2951، وميزان الاعتدال 2/ 338، 339 رقم 4000، والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي 215 رقم 355، وتهذيب التهذيب 5/ 15، 16 رقم 28، وتقريب التهذيب 1/ 378 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 179، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 383، 384 رقم 713. [2] تاريخ دمشق (المخطوط) 18/ 312. [3] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير، ونقل عنه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 225، وابن عدي في الكامل 4/ 1428. [4] في الضعفاء والمتروكين 294 رقم 316: «متروك الحديث» . [5] تاريخ دمشق 18/ 313. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 193 قُلْتُ: لَهُ فِي «سُنَنِ الْقَزْوِينِيِّ» [1] حَدِيثٌ وَاحِدٌ. وَمِنْ بَلايَاهُ: نَا أَبُو يَعْلَى، نَا شَيْبَانُ، نَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عَبَيْدَةَ [2] بن حسّان، عن عطاء الكيخارانيّ، عَنْ جَابِرٍ: قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْؤِهِ. وَنَهَضَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِلَى عُثْمَانَ فَاعْتَنَقَهُ، وَقَالَ: «أَنْتَ وليّ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ [3] » . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [4] : نَا أَسْلَمُ بْنُ سَهْلٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَاهَانَ، أَبِي أَبُو حَنِيفَةَ، نَا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُبْرِمَنَّ أَحَدُكُمْ أَمْرًا مِنْ أَمْرِ دِينٍ وَلا دُنْيَا حَتَّى يُشَاوِرَ» [5] . 145- طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عيّاش الزّرقيّ المدنيّ [6]   [1] أي سنن ابن ماجة، في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها (872) باب الركوع في الصلاة، قال طلحة بن زيد، عن راشد: سمعت وابصة بن معيد يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلّي، فكان إذا ركع سوّى ظهره، حتى لو صبّ عليه الماء لاستقرّ. [2] في الكامل لابن عدي 4/ 1428 «وضاح بن حسان» . [3] الكامل 4/ 1428، المجروحون 1/ 384. [4] في الضعفاء الكبير 2/ 226، وقال: ليس له أصل من حديث الزهري ولا غيره. [5] وقد ضعّفه أبو زرعة الرازيّ، وقال أبو حاتم: «منكر الحديث ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه» . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات المقلوبات لا يحلّ الاحتجاج به» . وذكره العقيلي، والدار الدّارقطنيّ، وأبو نعيم، وابن عدي في الضعفاء. وقال الطوسي: «وعامّيّ المذهب، إلّا أن كتابه معتمد» . (الفهرست 116 رقم 374) . [6] انظر عن (طلحة بن يحيى بن النعمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 328، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 280، وتاريخ الدارميّ، رقم 446، والتاريخ الكبير 4/ 350 رقم 3100، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 618، 639، والجرح والتعديل 4/ 482 رقم 2110، والثقات لابن حبّان 8/ 325، 326، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 180 رقم 574، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 375 رقم 533، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 329 رقم 717، وتاريخ بغداد 9/ 347- 349 رقم 4900، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 231، 232 رقم 856، وتهذيب الكمال 13/ 444- 446 رقم 2985، والكاشف 2/ 40 رقم 6/ 250، والمغني في الضعفاء 1/ 317 رقم 2962، وميزان الاعتدال 2/ 343 رقم 4014، والوافي بالوفيات 16/ 484، 485 الجزء: 11 ¦ الصفحة: 194 - خ. م. د. ن. ق. - شَيْخٌ صَدُوقٌ مُعَمَّرٌ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الضَّحَّاكِ النَّيْسَابُورِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ [4] . 146- طُلَيْبُ بْنُ كَامِلٍ [5] . أَبُو خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ الْفَقِيهُ الْمِصْرِيُّ، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ مالك، ويقال: اسمه عبد الله ولقبه طيب. تَفَقَّهَ عَلَيْهِ ابْنُ الْقَاسِمِ مُدَّةً، وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [6] ، وَلَمْ يَطُلْ عُمْرُهُ.   [ () ] رقم 528، وتهذيب التهذيب 5/ 28، 29، رقم 46، وتقريب التهذيب 1/ 380 رقم 44، وهدي الساري 411، وخلاصة تذهيب التهذيب 180. [1] في تاريخه برواية الدوري 2/ 280، وتاريخ الدارميّ، رقم 446، ونقله ابن شاهين في ثقاته، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 482. [2] تاريخ بغداد 9/ 348. [3] في الجرح والتعديل 4/ 482. [4] وقال يعقوب بن شيبة: «طلحة بن يحيى ضعيف جدا ومنهم من لا يكتب حديثه لضعفه» . وعلّق الخطيب على ذلك فقال: «قد وصفه يحيى بن معين بالثقة، وأخرج البخاري ومسلم بن الحجاج حديثه في صحيحهما» . (تاريخ بغداد 9/ 348) . [5] انظر عن (طليب بن كامل) في: تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 208 رقم 624، وجذوة المقتبس للحميدي 248 رقم 521، وبغية الملتمس للضبي 328 رقم 867، والوافي بالوفيات 16/ 494 رقم 541، والديباج المذهب لابن فرحون 130، وحسن المحاضرة 1/ 135. [6] ورّخ وفاته ابن الفرضيّ، ونقلوا عنه. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 195 - حرف الْعَيْنِ- 147- عَاصِمُ بْنُ الْعَلاءِ بْنُ مُغِيثٍ [1] . أَبُو اللَّيْثِ الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ. قَاضِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ. رَوَى شَيْئًا يَسِيرًا. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ. مَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. ذَكَرَهُ ابْنُ يُونُسَ. 148- عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَافٍ الْيَمَامِيُّ [2] . أَبُو مُحَمَّدٍ. وَيُقَالُ عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، يُنْسَبُ إِلَى الْجَدِّ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالنَّضْرِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. وَعَنْهُ: الْعَقَدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ التَّلِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَبُسْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس [3] .   [1] انظر عن (عاصم بن العلاء) في: الولاة والقضاة للكندي 317 و 384 ووصفه بالقاصّ. [2] انظر عن (عامر بن يساف) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 458، 459 رقم 2986، والجرح والتعديل 6/ 329 رقم 1833، والثقات لابن عديّ 8/ 501، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1739، 1740، والمغني في الضعفاء 1/ 323 رقم 309، وميزان الاعتدال 2/ 361 رقم 4084، ولسان الميزان 3/ 224 رقم 1001. [3] وزاد: «رجل صالح» . (لسان الميزان) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 196 وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ [2] . 149- عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ [3] . أَبُو مَعْمَرٍ الْبَصْرِيُّ التَّمِيمِيُّ. قَدْ مَرَّ. عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسُلَمِيٍّ رَاعِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ: كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَفَرِيُّ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : فِيهِ نَظَرٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : ضَعِيفٌ لا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ «الضُّعَفَاءِ» [6] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. ثُمَّ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، نَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من رَابَطَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً سَلِمَ وَغَنِمَ، فَإِذَا مَاتَ جَعَلَ اللَّهُ رُوحَهُ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ أَخْضَرَ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ» الْحَدِيثَ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [7] : ثَنَا جَبْرُونُ بْنُ عِيسَى بِمِصْرَ، نَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ رمضان مات جعل نادى الله   [1] في الكامل 5/ 1740، وقال في أول ترجمته 5/ 1739: «منكر الحديث عن الثقات» . [2] وقد زاد ابن حجر في لسان الميزان 3/ 224 عن العجليّ قال: يكتب حديثه وفيه ضعف، وقال الدوري، عن ابن معين: ثقة. ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» لم أجد هذين القولين عند العجليّ وابن معين لأنهما لم يذكر انه، لا في تاريخ الثقات ولا في التاريخ برواية الدوري. [3] تقدّمت ترجمة (عبّاد بن عبد الصمد) ، مع مصادرها في الجزء السابق، ص 341 رقم (261) . ويضاف إلى مصادر الترجمة: الموضوعات لابن الجوزي 3/ 197، والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي 221 رقم 364. [4] في تاريخه الكبير 6/ رقم 1629. [5] في الجرح والتعديل 6/ 82. [6] هكذا في الأصل، وهذا وهم من المؤلّف- رحمه الله-، فليس في «الضعفاء» . للبخاريّ هذا الحديث، وهو لم يذكر صاحب الترجمة فيه أصلا. وقد وقع في «ميزان الاعتدال» 2/ 369 مثل ذلك، ونقله الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» 3/ 232، ولم يعقّب على ذلك. كما أن المؤلّف الذهبي لم يذكر هذا الحديث في الترجمة الماضية من الجزء السابق. [7] في الضعفاء الكبير 3/ 138. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 197 رِضْوَانَ أَنْ زَيِّنِ الْجِنَانَ لِلصَّائِمِينَ وَالْقَائِمِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ» . الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَفِيهِ: «إِنَّ للَّه مَلَكًا رَأْسُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ وَرِجْلاهُ فِي التُّخُومِ، أَحَدُ جَنَاحَيْهِ مِنْ يَاقُوتٍ، وَالآخَرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، يُنَادِي كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ» ؟. وَسَرَدَ حَدِيثًا طَوِيلا مُنْكَرًا. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [1] : وَلَهُ عَنْ أَنَسٍ مَنَاكِيرَ كَثِيرَةٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : لَهُ عَنْ أَنَسٍ نُسْخَةٌ أَكْثَرُهَا مَوْضُوعَةٌ ثَنَا بِهَا ابْنُ قُتَيْبَةَ، نَا غَالِبُ بْنُ وَزِيرٍ الْقَزِّيُّ، ثَنَا الْمُؤَمِّلُ الثَّقَفِيُّ، عَنْهُ. مِنْهَا: «أُمَّتِي خَمسُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعِينَ عَامًا» .. الْحَدِيثَ. 150- عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ [3]- ع. - أبو زبيد الكوفيّ الزّبيديّ.   [1] المصدر نفسه. [2] في المجروحين 2/ 170، 171. [3] انظر عن (عبثر بن القاسم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 382، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 295، وتاريخ الدارميّ، برقم 679، والعلل لأحمد 1/ 175، 338، والتاريخ الصغير للبخاريّ 2/ 216، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 42، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 122، 145، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 183 وفيه اسمه (عمر أو عنتر أو عبثر وهو الصحيح) ، وأنساب الأشراف للبلاذري ق 4/ 37، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 89، والجرح والتعديل 7/ 43، 44 رقم 244، والثقات لابن حبّان 7/ 307، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 259 رقم 1049، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 84 ب، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 200، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 598 رقم 952، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 126 رقم 1320، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 215 أ، وتاريخ بغداد 12/ 310- 312 رقم 6753، وطبقات الصوفية للسلمي 171، والإكمال لابن ماكولا 4/ 170، و 6/ 101، والجميع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 406، 407 رقم 1560، والكامل في التاريخ 6/ 80، وتهذيب الكمال 14/ 269- 271 رقم 3150، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 432، والكاشف 2/ 62 رقم 2643، وتذكرة الحفاظ 1/ 259، والعبر 1/ 271، وسير أعلام النبلاء 8/ 202، 203 رقم 42، والمعين في طبقات المحدّثين 61 رقم 594، والبداية والنهاية 10/ 173 وفيه (عنتر) ، والوافي بالوفيات 16/ 671 رقم 729، وشرح علل الترمذي لابن رجب 399، وتهذيب التهذيب 5/ 136، 137 رقم 236، وتقريب التهذيب 1/ 400 رقم 169، وخلاصة تذهيب التهذيب 304، وشذرات الذهب 1/ 288، والجامع للشمل 2/ 649. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 198 عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالأَعْمَشِ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَخَلَفٌ الْبَزَّارُ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ. وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مَوْتًا أَبُو حُصَيْنٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ. ذَكَرَهُ أَبُو داود وَقَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ [1] . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ: أَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدٍ، إِجَازَةً، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَضْلِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا مُحَلَّمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَنْبَأَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شهر فليطعم عنه مكان كلّ يوم مسكين» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] ، عَنْ قُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ الْقَزْوِينِيُّ [3] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ [4] : الصَّحِيحُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ. وَمُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي يَعْلَى، وَيُقَالُ هُوَ ابْنُ سِيرِينَ. وَأَشْعَثُ هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ. تُوُفِّيَ عَبْثَرُ سَنَةَ ثمان وسبعين وَمِائَةٍ [5] : 151- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ نَجِيحٍ السّعديّ [6]- ت. ق. -   [1] تهذيب الكمال 14/ 271. [2] في الصوم (718) باب ما جاء من الكفّارة. [3] أي ابن ماجة في الصوم (1757) باب من مات وعليه صيام رمضان قد فرّط فيه. [4] في الجامع الصحيح، رقم (718) أي موقوف. [5] أرّخه ابْنُ سَعْدٍ وَقَالَ: «كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ» . (الطبقات 6/ 382) . وقال أحمد: «ثقة صدوق» . وقال ابن معين: «ثقة سنّي» . وقال أبو حاتم: «صدوق» . (الجرح والتعديل 7/ 43، 44) . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [6] انظر عن (عبد الله بن جعفر بن نجيح) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 199 مَوْلاهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، ثُمَّ الْبَصْرِيُّ. وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَداود بْنُ رُشَيْدٍ، وَبُسْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ. قَالَ عباس، عن ابن معين [1] : ليس بشيء. وقال الْفَلاسُ: ضَعِيفٌ. سَمِعْتُ أَبَا داود يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ فَقُلْنَا: سَمِعْتَ من ضمرة بن سعيد [شيئا] [2] ؟   [ () ] طبقات خليفة 224، وتاريخ خليفة 450، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3470، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 62 رقم 148، والتاريخ الصغير له 196، والضعفاء الصغير له 265 رقم 183، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 110 رقم 175، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 18، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 389 رقم 3270، و 5/ 414 رقم 3310، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 269، 271، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 330، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 134، وتاريخ الطبري 5/ 476 و 7/ 642، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 239، 240 رقم 792، والجرح والتعديل 5/ 22، 23 رقم 102، والمجروحين لابن حبّان 2/ 14، وتاريخ الموصل 281، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1493- 1497، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 113 رقم 314، والمدخل إلى الصحيح 149، والضعفاء لأبي نعيم، رقم 105، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 100 ب، والسابق واللاحق 339، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 199، 200، وتهذيب الكمال 14/ 379- 384 رقم 3206، والكاشف 2/ 29 رقم 2695، وميزان الاعتدال 2/ 401- 403 رقم 4247، والمغني في الضعفاء 1/ 334 رقم 3627، والوافي بالوفيات 17/ 104، 105 رقم 87، وتهذيب التهذيب 5/ 174- 176 رقم 298، وتقريب التهذيب 1/ 406، 407 رقم 232، وخلاصة تذهيب التهذيب 193، وشذرات الذهب 1/ 288. [1] قول ابن معين ليس في تاريخه، بل في (الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 239) و (الجرح والتعديل 5/ 23) و (المجروحين ابن حبان 2/ 15) و (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1493) . [2] ما بين الحاصرتين إضافة من: (الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 239، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 5/ 23، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1493 والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 100 ب) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 200 فَقَالَ: لا. فَقُلْنَا: سَمِعْتَ مِنَ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَحَدَّثَنَا عَنْهُ بِأَحَادِيثَ قَلِيلَةٍ. ثُمَّ خَرَجَ فَعَادَ إِلَيْنَا فَقَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ. وَحَدَّثَ عَنِ الْعَلاءِ بِأَكْثَرِ مِنْ مِائَةِ حَدِيثٍ [1] . وَقَالَ أحمد [2] : كان وكيع إذا أتى عَلَى حَدِيثٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَجِزْ [3] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ رَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، مَرَّةً، عَنْ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: وَفِي حَدِيثِ الشَّيْخِ مَا فِيهِ [5] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [6] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عَلَيْهِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [7] : يَأْتِي بِالأَخْبَارِ مَقْلُوبَةً حتّى كأنّها معمولة. قال: وقد سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ: سَلُوا غَيْرِي. فَقَالُوا: سَأَلْنَاكَ. فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: هَذَا هُوَ الدِّينُ، أَبِي ضَعِيفٌ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [8] : هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «الدِّيكُ الأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّي» . ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ أَحَادِيثَ سَاقِطَةً. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [9] : مَاتَ بِالْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى الأُولَى سنة ثمان وسبعين   [1] انظر المصادر السابقة وفيها زيادة: قال أبو حفص: فأتيت عبد الصمد فقال لي كما قال أبو داود. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 526 رقم 3470. [3] أضاف في العلل: «عليه» . [4] في الضعفاء والمتروكين 295 رقم 330. [5] الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 493 وزاد: «أو قال فيه شيء» . [6] في الكامل 4/ 1497 وزاد: «وهو مع ضعفه ممن يكتب حديثه» . [7] في المجروحين 2/ 15. [8] في المجروحين 2/ 15. [9] في المجروحين 2/ 14. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 201 وَمِائَةٍ [1] ، وَلَهُ إِحْدَى وَسَبْعُونَ سَنَةٍ. عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «إِذَا دَعَوْتُمْ لِأَحَدٍ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَقُولُوا: أَكْثَرَ اللَّهُ مَالَكَ وَوَلَدَكَ» [2] . 152- عَبْدُ اللَّهِ بن حكيم [3] .   [1] وأرّخه فيها البخاري في تاريخه، والخطب (السابق واللاحق 339) ، وعبد الله بن أبي الأسود. (الكامل 4/ 1494) . [2] رواه ابن عديّ في الكامل (4/ 1495) وهو منكر. قال البخاري: «تكلم فيه يحيى بن معين» . التاريخ الكبير، والتاريخ الصغير، والضعفاء الصغير. وقال الجوزجاني: «واهي الحديث، كان فيما يقولون مائلا عن الطريق» . (أحوال الرجال) . وقال الدار الدّارقطنيّ: «كثير المناكير» . (الضعفاء والمتروكين) . وقال الحاكم: «في حديثه بعض المناكير» ، ونقل قول الفلّاس: «ضعيف الحديث» (الأسامي والكنى) . وسئل يزيد بن هارون عن عبد الله بن جعفر المديني، فتلا: لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ 5: 101. وقال أبو حاتم: «منكر الحديث جدا، ضعيف الحديث، يحدّث عن الثقات بالمناكير، يكتب حديثه ولا يحتجّ به، كان عليّ لا يحدّثنا عن أبيه، وكان قوم يقولون: عليّ يعقّ أباه لا يحدّث عنه، فلما كان بآخره حدّث عنه» . (الجرح والتعديل) . وقال أحمد: كنا نختلف إلى بهز بن أسد، أنا، ويحيى بن معين، وعليّ، وكان الّذي ينتقي عليّ، وكان بهز يخرج إلينا حديثه في غناديق وكراريس، فأخرج يوما غنداقا وكراسة في أولها، عن حمّاد بن سلمة، وفي آخرها: عن عبد الله بن جعفر، فلما رأى يحيى بن معين الفصل، تطاول ولمحته فعرفت ما يريد، فنكّست رأسي حتى مرّ الرجل، فلما انقضى حديث حمّاد، قال يحيى: يا أبا الحسن تجاوزها تجاوزها، فوضع الغنداق أو الكراسة من يده، فأخذ شيئا آخر ينظر فيه، قال أحمد: ولحقني من ذلك حشمة، فلما قمنا أقبلت على يحيى بن معين فقلت: يا أبا زكريا أين الرجل، وما كان يضرّنا أن نكتب منها خمسة أحاديث، أو ستة، فقال: ما كنت أكتب من حديثه شيئا بعد أن نبّئت حاله. (الضعفاء الكبير 2/ 239) . [3] انظر عن (عبد الله بن حكيم) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 302، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 74، رقم 195، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 241، 242 رقم 794، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 11، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 1321 رقم 218، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 118، والجرح والتعديل 5/ 41 رقم 716 والمجروحين لابن حبّان 2/ 21، 22، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1456- 1459، والأسامي والكنى للحاكم، ج ورقة 67 أ، وتاريخ بغداد 9/ 446- 448 رقم 5076، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 114/ رقم 318، والمغني في الضعفاء 1/ 335 رقم 3144، وميزان الاعتدال 2/ 410، 411 رقم 4276، ولسان الميزان الجزء: 11 ¦ الصفحة: 202 أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَمُوسَى بْنُ داود، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ سَعْدَوَيْهِ. وَوَهَّاهُ النَّاسُ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْحَاكِمُ [5] : رَوَى عَنِ الأعمش، وإسماعيل أحاديث موضوعة [6] .   [3] / 277، 278 رقم 1164. وقد ذكر العقيلي ترجمة أخرى 2/ 242 رقم 795 باسم «عبد الله بن حكيم» وقال: شامي، مجهول النقل، لا يتابع على حديثه هذا، وذكر حديث اليهوديّ جار الرسول صلّى الله عليه وسلّم، قال الذهبي في (الميزان الاعتدال 2/ 411 رقم 4278) : «هذا هو الداهري» . [1] الكامل لابن عديّ 4/ 1457 وفيه: «يروي أحاديث مناكير ليس هو بشيء» . [2] في تاريخه برواية الدوري 2/ 302 ونقله ابن عديّ في الكامل 4/ 1457، والحاكم في الأسامي والكنى 1/ 67 أ، والعقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 241. [3] في تاريخه الكبير 5/ 74. [4] قوله ليس في ضعفائه، وهو في (الكامل لابن عدي 4/ 1457) . [5] وقال في الأسامي والكنى 1/ 67 أ) : «ليس بالقويّ عندهم» . [6] وقال الجوزجاني: «كذّاب» . (أحوال الرجال) . وقال العقيلي: «أبو بكر هذا حدّث بأحاديث لا أصل لها ويحيل على الثقات» . (الضعفاء الكبير 2/ 241) . وقال أبو حاتم: أبو بكر الداهري ضعيف الحديث، ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا وقال: هو ضعيف، (الجرح والتعديل 5/ 41) . وقال ابن حبّان: «كان يضع الأحاديث على الثقات ويروي عن ذلك والثوري ومسعر ما ليس من أحاديثهم، لا يحلّ ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه» . (المجروحون 2/ 21) . وقال ابن عدي: أحاديث الداهري كلها لا يتابعه أحد عليها، وله غير ما ذكرت من الحديث الجزء: 11 ¦ الصفحة: 203 153- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ الْعُمَرِيُّ [1]- ت. ن. - مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ فَقَطْ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ مهديّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ. وَثَّقَهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : لَيْسَ بالقويّ. وضعّفه ابن معين [4] .   [ () ] كذلك أيضا منكر الحديث. (الكامل 4/ 1459) . وقال علي بن المديني: «ليس بشيء، لا يكتب حديثه» . (تاريخ بغداد 9/ 447) . [1] انظر عن (عبد الله بن زيد بن أسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 265، والتاريخ للدارمي، رقم 130، 528، وتاريخ ابن طهمان، رقم 48، وطبقات خليفة 274، والعلل لأحمد 1/ 103، 166، 265، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 635 و 2/ رقم 179، و 3102 و 3/ 5204، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 94 رقم 263، والتاريخ الصغير له 200، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 132 رقم 221، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 330 رقم 466 و 3/ 98 رقم 719، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 429، 430، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 340، والجرح والتعديل 5/ 59 رقم 275، والمجروحين لابن حبّان 2/ 10، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1502- 1504، وتهذيب الكمال 14/ 535- 538 رقم 3280، وميزان الاعتدال 2/ 425 رقم 4331، والكاشف 2/ 79 رقم 2759، والمغني في الضعفاء 1/ 339 رقم 3181، وتهذيب التهذيب 5/ 222، 223 رقم 384، وتقريب التهذيب 1/ 417 رقم 316، وخلاصة تذهيب التهذيب 198. [2] تهذيب الكمال 14/ 537. [3] في الضعفاء والمتروكين 295 رقم 340. [4] قال الدوري في تاريخه 2/ 22: عن يحيى بن معين: بنو زيد بن أسلم ثلاثتهم حديثهم ليس بشيء، ضعفاء ثلاثهم. ومثله في (الجرح والتعديل 5/ 59) . وقال الدارميّ، عن ابن معين: ضعيف. (تاريخ الدارميّ، رقم 528) وقال ابن طهمان في سؤالاته لابن معين، رقم 48: «بنو زيد بن أسلم: عبد الرحمن، وعبد الله كلهم ليس فيهم ثقة، أسامة بن زيد أثبت منهم» . وقال أحمد بن علي بن المثنّى: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد الله، وعبد الرحمن، وأسامة، بنو زيد بن أسلم ليسوا بشيء. (المجروحون لابن حبّان 2/ 10) . ونقل ابن عديّ قول ابن أبي مريم، عن يحيى: ضعيف يكتب حديثه. (الكامل 4/ 1502) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 204 154- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الأَشْعَرِيُّ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ [1]- خ. د. ن. - أبو يوسف. عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي عبلة، ومحمد بن الزّبيديّ، وجماعة.   [ () ] ونقل المزي قول مُعَاوِيَة بْن صالح، عَن يحيى بْن مَعِين: ضعيف. (تهذيب الكمال 14/ 536) . وقال عبد الله بن أحمد لأبيه أحمد: أيّما أوثق ولد زيد بن أسلم؟ فقال: عبد الله بن زيد بن أسلم هو أوثقهم. (العلل ومعرفة الرجال 1/ 344 رقم 635) . وفي موضع آخر قال عبد الله: قال أبي: عبد الله بن زيد ثقة، وقال روى عنه عبد الرحمن أيضا حديثا آخر منكرا، حدّث: «أحلّ لكم ميتتان ودومان» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 136 رقم 1795) . وقال عبد الله: سألت أبي عن أسامة بن زيد بن أسلم، فقال: أخشى ألّا يكون بقويّ في الحديث. قلت: وأخوه عبد الله بن زيد بن أسلم؟ فقال: ثقة. (العلل 2/ 473 رقم 3102) وانظر (ج 3/ 271 رقم 5204) . وقال الجوزجاني: هو وإخوته أسامة، وعبد الرحمن، «ضعفاء في الحديث من غير خربة في دينهم ولا زيغ عن الحق في بدعة ذكرت عنهم» . (أحوال الرجال 132 رقم 122) . وقال أبو حاتم عن عبد الله بن زيد: ليس به بأس. (الجرح والتعديل 5/ 59) . وقال ابن حبّان: «كان شيخا صالحا كثير الخطأ فاحش الوهم، يأبى بالأشياء عن الثقات التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد عليها بالوضع» . (المجروحون 2/ 10) . وقال أبو يوسف القلوسي، سمعت علي بن المديني يقول: ليس في ولد زيد بن أسلم ثقة. (الكامل لابن عدي 4/ 1502) . وقال البخاري: عبد الله «هو أخو أسامة، وعبد الرحمن، ولا يصح حديث عبد الرحمن» . (التاريخ الكبير 5/ 94، 95) . وقال ابن عديّ: «ولعبد الله بن زيد بن أسلم من الحديث غير ما ذكرت قليل ليس بالكثير، وهو مع ضعفه يكتب حديثه على أنه قد وثّقه غير واحد» . (الكامل 4/ 1504) . [1] انظر عن (عبد الله بن سالم الأشعري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 112 رقم 337، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 229، 315، 336، 360، 416 و 2/ 220، 348، 353 و 3/ 278، 279، 280، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 159، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 370، 432، 446 و 2/ 717، والجرح والتعديل 5/ 76 رقم 359، والثقات لابن حبّان 7/ 36، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 410 رقم 586، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 265 رقم 969، وتهذيب الكمال 14/ 549- 551 رقم 3285، والكاشف 2/ 80 رقم 2865، وميزان الاعتدال 2/ 426 رقم 4338، والوافي بالوفيات 17/ 187 رقم 170، وتهذيب التهذيب 5/ 227، 228 رقم 391، وتقريب التهذيب 1/ 417 رقم 322، وخلاصة تذهيب التهذيب 198. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 205 وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنْبَلَ فِي عَقْلِهِ وَمُرُوءَتِهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ [1] . وَذَمَّهُ أَبُو داود وَقَالَ: كَانَ يَقُولُ: عَلِيٌّ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . قُلْتُ: يَعْنِي فِي نَقْلِهِ، أَمَّا فِي رَأْيِهِ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ. وَقَدْ قَالَ يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ التِّنِّيسِيُّ: مَا رَأَيْتُ بِالشَّامِ مِثْلَهُ. قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ [4] . 155- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ [5]- ق. - عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَالزُّهْرِيِّ، وأبي طُوَالَةَ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وذؤيب بن عمامة، وطائفة.   [1] تهذيب الكمال 14/ 550. [2] تهذيب الكمال 14/ 550. [3] تهذيب الكمال 14/ 551. [4] أرّخه أبو داود كما في تهذيب الكمال 14/ 551. [5] انظر عن: (عبد الله بن عبد العزيز الليثي) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 318، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 140 رقم 422، والضعفاء الصغير له 265 رقم 187، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 130 رقم 217، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 85، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 130 رقم 217، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 355، 446، 629، 691، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 441، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 322، والضعفاء والكبير للعقيليّ 2/ 276 رقم 840 و 2/ 276، 27 رقم 841، والجرح والتعديل 5/ 103 رقم 475، وعلل الحديث لابن أبي حاتم، رقم 1848 و 2292، والمجروحين لابن حبّان 2/ 8، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1473- 1475، وتهذيب الكمال 15/ 238- 241 رقم 3395، والكاشف 2/ 94 رقم 2863، والمغني في الضعفاء 1/ 346 رقم 3250، وميزان الاعتدال 2/ 455 و 456 و 457 رقم 4425 و 4428 و 4429، وتهذيب التهذيب 5/ 301، 302 رقم 514، وتقريب التهذيب 1/ 430 رقم 441، وخلاصة تذهيب التهذيب 205. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 206 ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [2] : ليس. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ، فَكَانَ يَقْلِبُ الأَسَانِيدَ وَهُوَ لا يَعْلَمُ، فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ. وَرُبَّمَا أَدْخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الزُّهْرِيِّ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [5] . 156- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ [6]- ت. ن. ق. - صَدِيقُ شُعْبَةَ. عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَاسِمٍ، إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بن كثير العنبريّ،   [1] فقال: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يستغل بحديثه، ليس في وزن (من) يشتغل بخطائه، عامّة حديثه خطأ، لا أعلم له حديثا مستقيما، يكتب حديثه» . (الجرح والتعديل 5/ 103) . [2] قوله في الجرح والتعديل: «ليس بالقويّ» . [3] في تاريخه الكبير، وضعفائه الصغير. [4] في المجروحين 2/ 8. [5] وقال البخاري: قال إبراهيم بن منذر: حدّثني أبو ضمرة قال: كان عبد الله بن عبد العزيز قد خلّط. (التاريخ الكبير 5/ 140) ونقله العقيلي. وقال الجوزجاني: «يروي عن الزهري مناكير، بعيد من أوعية الصدق» . (أحوال الرجال 130 رقم 217) . وقال النسائي: «ضعيف» . وقال محمد بن يحيى: «هو ضعيف الحديث» (الضعفاء للعقيليّ 2/ 276) . وذكره العقيلي أيضا باسم «عبد الله بن عبد العزيز الزهري، عن أخيه محمد بن عبد العزيز» وقال: «حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلّا به، وليس له أصل من حديث الزهري» . (رقم 841) ثم ساق حديثا طويلا للسيدة عائشة رضي الله عنها- ص 277، 278. وقال ابن معين: ليس بشيء، وكان أعرج» . (التاريخ برواية الدوري 2/ 318) . وقال ابن عديّ: «وحديثه خاصّة عن الزهري مناكير» . (الكامل 4/ 1475) . [6] انظر عن (عبد الله بن عثمان البصري) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 380 و 2/ رقم 2992، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 146 رقم 445، والجرح والتعديل 5/ 112 رقم 513، وتهذيب الكمال 15/ 288، 289 رقم 3422، والكاشف 2/ 97 رقم 2882، وتهذيب التهذيب 5/ 317، 318 رقم 541، وتقريب التهذيب 1/ 433 رقم 470، وخلاصة تذهيب التهذيب 206. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 207 وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ. صَدُوقٌ [1] . 157- عبد الله بن عرادة السّدوسيّ [2]- ق. - أبو شيبان البصريّ. عَنْ: زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَداود بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْحَنْظَلِيِّ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ أَخُو الْقَعْنَبِيِّ، وَسُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابِعُ عَلَيْهِ [6] .   [1] قَالَ عبد الله بن أحمد: «حدثني أبي عن قراد أبي نوح قال: كنت آتي عبد الله بن عثمان- يعني صاحب شعبة- فأكتب حديث شعبة، ثم آتي شعبة فأسأله، فيحدّثني كما أملى عليّ، ثم قال أبي: أبو النضر حدّثنا عن أبيه عثمان» . (العلل ومعرفة الرجال 1/ 261 رقم 380) . وقال عبد الرحمن بن مهديّ: سمعت شعبة يقول ليحيى: أنت يا يحيى أشدّ في الرجال من عبد الله بن عثمان- يعني صاحب شعبة-. (العلل 2/ 448 رقم 2992) . وقال النسائي: ثقة ثبت. (تهذيب الكمال 15/ 288) . وقال أحمد: كنيته أبو النضر. [2] انظر عن (عبد الله بن عرادة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 319، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 166 رقم 525، والتاريخ الصغير له 2/ 211، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 327، والضعفاء والكبير للعقيليّ 2/ 288 رقم 858 وفيه (عبد الله بن عرارة) بالراء، وهو تصحيف، والجرح والتعديل 5/ 13 رقم 619، والمجروحين لابن حبّان 2/ 8، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1515، وتهذيب الكمال 15/ 294- 296 رقم 3424، والكاشف 2/ 97 رقم 2887، وميزان الاعتدال 2/ 460 رقم 4446، والمغني في الضعفاء 1/ 347 رقم 3262، وتهذيب التهذيب 5/ 319 رقم 545، وتقريب التهذيب 1/ 433 رقم 474 وفيه (عراوة) وهو تصحيف، وخلاصة تذهيب التهذيب 206. [3] في تاريخه 2/ 319، ونقله ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 5/ 133) . [4] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير. [5] في الكامل 4/ 1515. [6] وقال النسائي: «ضعيف» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 208 158- عبد الله بن عقيل الثّقفيّ [1]- ع. - أبو عقيل، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ. نَزِيلُ بَغْدَادَ. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيِّ، ويزيد بن سنان الجزري، وعدة. وعنه: أبو النضر هاشم، وعاصم بن علي، وشريح بن النّعمان، وآخرون. وثّقه أحمد [2] ، وابن معين [3] .   [ () ] وذكره العقيلي في الضعفاء وروى له حديثين وقال: كلاهما فيه نظر. (2/ 288) . وقال ابن حِبّان: «كَانَ ممّن يقلب الأخبار ويخطئ في الآثار توهّما، لا يجوز الاحتجاج بما رواه إلا فيما وافق الثقات» . (المجروحون 2/ 8) . [1] انظر عن (عبد الله بن عقيل) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 320، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 274 و 562، وتاريخ الدارميّ، رقم 461، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3661 و 3/ رقم 5723، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 158 رقم 489، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 81، والمعارف لابن قتيبة 204، 205، والمعرفة والتاريخ 3/ 206، 410، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 483، وأنساب الأشراف للبلاذري ق 4/ 255 وفيه (عبد الله بن أبي عقيل) ، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 33، والجرح والتعديل 5/ 125 رقم 576، والثقات لابن حبّان 8/ 344، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 196 رقم 7664 وسؤالات البرقاني للدار للدّارقطنيّ، رقم 264، وتاريخ بغداد 10/ 18، 19 رقم 5134، وتهذيب الكمال 15/ 314- 317 رقم 3431، والكاشف 2/ 99 رقم 2895، وميزان الاعتدال 2/ 462 رقم 4459، والوافي بالوفيات 17/ 320 رقم 274، وتهذيب التهذيب 5/ 323 رقم 553، وتقريب التهذيب 1/ 434 رقم 481، وخلاصة تذهيب التهذيب 207. [2] فقال مرة: «ثقة» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 563 رقم 3661) وقال مرة: «صالح الحديث ثقة» . (العلل 3/ 392 رقم 5723) ونقل ابن شاهين توثيق أحمد له في تاريخه (196 رقم 664) ، وكذلك ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 5/ 125) . [3] ذكره في تاريخه ولم يتناوله بشيء. ونقل ابن أبي حاتم توثيقة في (الجرح والتعديل 5/ 125) من طريق ابن أبي خيثمة زهير. وفي تاريخ الدارميّ عن ابن معين، رقم 461 وقال الدارميّ: لا بأس به. وسئل أبو حاتم عنه فقال: شيخ. (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان: «يعتبر حديثه إذا لم يكن دونه وفوقه شيخ ضعيف، وأما نسخته عن محمد بن مالك، عن البراء، فهو منقطع، لم يسمع محمد من البراء بن عازب شيئا» . (الثقات 8/ 344) . وسئل أبو داود عنه فقال: ثقة. وانفرد المفضل الغلابي بقوله عن يحيى بن معين: أبو عقيل كوفي مات في مدينة أبي جعفر منكر الحديث. فردّ الخطيب بإيراد عدّة روايات عن ابن معين وغيره في توثيق عبد الله بن عقيل كما مر. (تاريخ بغداد 10/ 19) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 209 159- عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب [1]- ع. م. مُتَابَعَةً- أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ الْمَدَنِيُّ. أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ، وَهُوَ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمٍ، وَأَبِي بَكْرٍ. رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَوُهَيْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَأَخِيهِ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بن أبي مريم، والقعنبيّ، وإسحاق   [1] انظر عن (عبد الله بن عمر بن حفص) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 367، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 322، وتاريخ الدارميّ، رقم 523، وسؤالات ابن طهمان لابن معين، رقم 115، 149، وتاريخ خليفة 448، وطبقات خليفة 269، 271، والعلل لأحمد 1/ 44، 220، 296، 331، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 45 و 152 و 2/ رقم 3339 و 3877 و 3/ رقم 4365، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 145 رقم 441، والتاريخ الصغير له 2/ 173، والضعفاء الصغير له 265، 266 رقم 188، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 68، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 629، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 190 رقم 113 و 2/ 179 رقم 347 و 4/ 306 رقم 1891 و 4/ 479 رقم 2185، وتاريخ الثقات للعجلي 269 رقم 854، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 429، 493 و 2/ 665، 821 و 3/ 379، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 325، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 259، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 211، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 280، 281 رقم 844، والجرح والتعديل 5/ 109، 110 رقم 499، والمجروحين لابن حبّان 2/ 6، 7، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1459- 1461، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 186 رقم 806 وفيه (عبد الله العمري) ، وكشف الأستار، رقم 3118، وسؤالات البرقاني للدار للدّارقطنيّ، رقم 583، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 29 ب، رقم (723 حسب ترقيمي لنسختي المصوّرة) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجوية 1/ 348، 349 رقم 752، وتاريخ جرجان للسهمي 414، ورجال الطوسي 226 رقم 103 وفيه (عبيد الله) وهو غلط، وتاريخ بغداد 10/ 19- 21 رقم 5135، والسابق واللاحق 224، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 20، 70، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 270 رقم 986، والأنساب لابن السمعاني 9/ 57، والكامل في التاريخ 5/ 552، وتهذيب الكمال 15/ 327- 332 رقم 3440، والكاشف 2/ 99، 100 رقم 3/ 290، وميزان الاعتدال 2/ 465، 466 رقم 4472، والمغني في الضعفاء 1/ 348، 349 رقم 3281، والعبر 1/ 260، وسير أعلام النبلاء 7/ 399- 341 رقم 123، ومرآة الجنان لليافعي 1/ 367، والوافي بالوفيات 17/ 364، 365 رقم 299، وتهذيب التهذيب 5/ 326- 328 رقم 564، وتقريب التهذيب 1/ 434، 435 رقم 490، وخلاصة تذهيب التهذيب 207، وشذرات الذهب 1/ 279. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 210 الْفَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا عَالِمًا خَيِّرًا صَالِحَ الْحَدِيثِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صُوَيْلِحٌ [2] . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ضَعِيفٌ [3] . وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى لا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [4] . وَقَالَ أَيْضًا: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيّ يُحَدِّثُ عَنْهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَجُلا صَالِحًا. كَانَ يُسْأَلُ فِي حَيَاةِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَدِيثِ فَيَقُولُ: أَمَّا وَأَبُو عُثْمَانَ حَيٌّ فَلا، يُرِيدُ عُبَيْدَ اللَّهِ [5] . قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَزِيدُ فِي الأَسَانِيدِ وَيُخَالِفُ [6] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [7] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [8] : هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» .   [1] الجرح والتعديل 5/ 109، وزاد: «قد روى عنه ولكن ليس مثل عبيد الله» ، ونقله ابن عديّ في الكامل 4/ 1460. [2] في تاريخ الدارميّ، رقم 523: «صالح» . ولفظه «صويلح» في (الجرح والتعديل 5/ 110) . ونقل ابن عديّ في (الكامل 4/ 1459) قول الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: عبد الله العمري ما حاله في نافع؟ قال: صالح ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ يحيى بن معين، عن عبد الله العمري، فقال: ضعيف. (الكامل) . [3] تاريخ بغداد 10/ 20. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 280، الجرح والتعديل 5/ 110، المجروحين 2/ 7، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1459، تاريخ بغداد 10/ 20. [5] العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية عبد الله 1/ 185 رقم 152، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 281. [6] المصدر نفسه. [7] في الضعفاء والمتروكين 295 رقم 325. [8] في المجروحين 2/ 7. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 211 وَبِهِ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَوَضَّأَ خَلَّلَ لِحْيَتَهُ» [1] . قُلْتُ: وَرَوَى ق. عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ أَهْلَ قُبَاءَ كَانُوا يَجْمَعُونَ. وَبِهِ ق. مَرْفُوعًا قَالَ: «لا يُحَرِّمُ الْحَرَامُ الْحَلالَ» [2] . أَخْبَرَنَا ابْنُ عَسَاكِرَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْبَرِّ الْهَمْدَانِيُّ، أَنَا أَبُو الْخَيْرِ الْبَاغِبَانُ، أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنِ مَنْدَهْ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَيْوَةَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ اللُّنْبَانِيُّ، نَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، نَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ، نَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ: ثَنَا عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «من زار قبري فقد وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي» [3] . تَفَرَّدَ بِهِ مُوسَى. وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [5] : لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ وَلا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. ثَنَا مُطَيَّنٌ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبُزُورِيُّ، نَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَذَكَرَهُ [6] . أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا ابْنُ رُوزْبَةَ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْعَالِي، نَا بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا ابْنُ نَاجِيَةَ، نَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، نَا مُوسَى بْنُ هِلالٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي» . وَرَوَاهُ الْقَاضِي الْمَحَامِلِيُّ، عَنْ عُبَيْدٍ مِثْلَهُ. وهو حديث منكر [7] . وفي الباب   [1] المصدر نفسه. [2] أخرجه ابن ماجة في النكاح (2015) من طريق يحيى بن يعلى بن منصور، عن إسحاق بن محمد بن الفروي، عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر. [3] رواه ابن عدي في الكامل 6/ 2350. [4] قول ابن عديّ هنا هو عن «موسى بن هلال» الّذي تفرّد بحديث «من زار قبري» . (الكامل 6/ 2350) . [5] قول العقيلي أيضا في «موسى بن هلال» وليس في «عبد الله بن عمر» ، انظر: (الضعفاء الكبير 4/ 170 رقم 1744) . [6] في الضعفاء الكبير 4/ 170. [7] ذكره الشوكاني في (الفوائد المجموعة 115، 116 رقم (326) ، وقال: رواه الدار الدّارقطنيّ، والبيهقي، وابن النجار، والعقيلي، وابن عديّ، وحكم عليه ابن تيمية بالوضع. انظر: الفوائد الجزء: 11 ¦ الصفحة: 212 الأَخْبَارِ اللَّيِّنَةِ مِمَّا يُقَوِّي بَعْضُهُ بَعْضًا، لِأَنَّ مَا فِي رُوَاتِهَا مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَمِنْ أَجْوَدِهَا إِسْنَادًا مَا صَحَّ عَنْ وَكِيعٍ، نَا ابْنُ عَوْنٍ، وَغَيْرُهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَأَسْوَدَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ هَارُونَ، عَنْ أَبِي وَزْعَةَ، عَنْ حَاطِبٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ زَارَنِي بَعْدَ مَوْتِي فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي» . وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» : حَدَّثَنِي سَوَّارُ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَبْدِيُّ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ زَارَ قَبْرِي، أَوْ قَالَ مَنْ زَارَنِي كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا» . الْحَدِيثَ. وَقَدْ أَفْرَدْتُ أَحَادِيثَ الزِّيَارَةِ فِي جُزْءٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لا يَبْلُغُ حَدِيثُهُ دَرَجَةَ الصِّحَّةِ. وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : لا بَأْسَ بِهِ فِي رِوَايَاتِهِ وَلا يلحق أخاه [2] .   [ () ] المجموعة، طبعة المكتب الإسلامي 1407 هـ. 0/ 1987 م. [1] في الكامل 4/ 1461، وعبارته بتمامها: «ولعبد الله بن عمر حديث صالح، وأروى من رأيت عنه: ابن وهب، ووكيع، وغيرهما من ثقات المسلمين، وهو لا بأس به في رواياته، وإنما قالوا به: لا يلحق أخاه عبيد الله وإلا فهو في نفسه صدوق لا بَأْسَ بِهِ» . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عن العمري عبد الله بن عمر بن حفص: «فقال: كذا وكذا وكأنه» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 507 رقم 3339) . وقال: سألت يحيى عن عبد الله العمري فقال: ضعيف، قال لي يحيى: عبيد الله بن عمر من الثقات. (العلل 2/ 605 رقم 3877) . وقال البخاري: «كان يحيى بن سعيد يضعّفه» . (التاريخ الكبير) و (التاريخ الصغير) و (الضعفاء الصغير) . وذكره أبو زرعة الرازيّ في ضعفائه 629. وذكره العجليّ في (تاريخ الثقات 269 رقم 854) وقال: «لا بأس» . وقال أبو حاتم: رأيت أحمد بن صالح يحسن الثناء على عبد الله العمري. وقال أيضا: عبد الله العمري أحبّ إليّ من عبد الله بن نافع. يكتب حديثه ولا يحتجّ به. (الجرح والتعديل 5/ 110) وذكره ابن شاهين في الثقات، ونقل قول ابن معين: «صالح ليس به بأس» . وقال الخليلي: «ثقة، غير أنّ الحفّاظ لم يرضوا حفظه، ولم يخرّج لذلك في الصحيحين» . (الإرشاد 1/ 20 و 70) . وقال أحمد بن يونس: لو رأيت هيئته لعرفت أنه ثقة. (المعرفة والتاريخ 2/ 665) . وقال البزاز: قد احتمل أهل العلم حديثه. (كشف الأستار 3118) . [2] أرّخه فيها خليفة في تاريخه، وطبقاته. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 213 قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [1] ، هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 160- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، وَوَكِيعٌ، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لا بَأْسَ بِهِ [5] . 161- عَبْد اللَّه بن فرّوخ [4]- د. -   [1] في المجروحين 2/ 7. [2] انظر عن (عبد الله بن عمرو) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 324، والعلل لأحمد 1/ 90، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 154، 155 رقم 471، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 283 رقم 7850 والجرح والتعديل 5/ 119 رقم 546، والثقات لابن حبّان 7/ 49، وتاريخ جرجان للسهمي 196، وتهذيب الكمال 15/ 370، 371 رقم 3456، والكاشف 2/ 102 رقم 2918، وميزان الاعتدال 2/ 469 رقم 4487، وتهذيب التهذيب 5/ 340 رقم 581، وتقريب التهذيب 1/ 437 رقم 508، وخلاصة تذهيب التهذيب 208. [3] في الجرح والتعديل 5/ 119. [4] وقال ابن معين: «ليس به بأس» . (تاريخه برواية الدوري 2/ 324) . وقال العقيلي: حدّثنا محمد بن زكريا قال: حدّثنا محمد بن المثنّى، قال: قلت لعبد الرحمن بن مهديّ: حدّثنا حفص بن غياث، قال: حدّثنا عبد الله بن عمرو بن مرة، عن أبيه، عن أبي عبدة، عن عبد الله، «الإيلاء في الغضب والرضا» فقال: لا تحدّث بهذا. (الضعفاء الكبير 2/ 283) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [5] انظر عن (عبد الله بن فرّوخ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 169، 170 رقم 537، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 156 رقم 276، وتاريخ الثقات للعجلي 271 رقم 863، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 289 رقم 860، وطبقات علماء إفريقية لابن عرب القيرواني 107- 111، والجرح والتعديل 5/ 137 رقم 639، والثقات لابن حبّان 8/ 335، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1515- 1517، وتاريخ إفريقية للرقيق القيرواني 178- 180، وترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 339- 347، وتكملة الصلة لابن الأبّار 2/ 772- 774 رقم 1901، وتهذيب الكمال 15/ 428- 430 رقم 3481، والكاشف 2/ 105 رقم 2943، وميزان الاعتدال 2/ 471، 472 رقم 4507، والمغني في الضعفاء 1/ 351 رقم 3305، والوافي بالوفيات 17/ 399، 400 رقم 335، وتهذيب التهذيب 5/ 356، 357 رقم 612، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 538، وخلاصة تذهيب التهذيب الجزء: 11 ¦ الصفحة: 214 أبو محمد الفارسيّ ثم المغربيّ. فَقِيهُ الْقَيْرَوَانِ وَزَاهِدُهَا. وُلِدَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ بِالأَنْدَلُسِ، ثُمَّ رَحَلَ وَأَخَذَ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَزَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ. وَتَفَقَّهَ مُدَّةً بِمَالِكٍ، ثُمَّ رَجَعَ فَاسْتَوْطَنَ الْقَيْرَوَانَ، وَتَعَلَّمَ بِهِ خَلْقٌ مِنْ أَهْلِهَا. وَكَانَ صَالِحًا وَرِعًا قَوَّالا بِالْحَقِّ، لا يَهَابُ الْمُلُوكَ فِي نَهْيِهِمْ عَنِ الظُّلْمِ. وَكَانَ كَثِيرَ التَّهَجُّدِ وَالتَّأَلُّهِ. قِيلَ: إِنَّ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيَّ قَالَ لابْنِ فَرُّوخٍ: إِنَّكَ تَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْنَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَغَضِبَ مِنْهُ، فَقَالَ ابْنُ فَرُّوخٍ: وَذَلِكَ مَعَ ثَلاثِمِائَةٍ وَسَبَعَةِ عَشَرَ عِدَّةُ أَصْحَابِ بَدْرٍ، كُلُّهُمْ أَفْضَلُ مِنِّي. فَقَالَ رَوْحٌ: أَمَّنَّاكَ مِنْ أَنْ تَخْرُجَ أَبَدًا. ثُمَّ أَلْزَمَهُ بِالْقَضَاءِ وَأَقْعَدَهُ فِي الْجَامِعِ، وَأَمَرَ الْخُصُومَ أَنْ يَأْتُوهُ، فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: ارْحَمُونِي رَحِمَكُمُ اللَّهُ. ثُمَّ أَعْفَاهُ بَعْدُ، وَاسْتَقْضَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَانِمٍ، فَكَانَ يُشَاوِرُ ابْنَ فَرُّوخٍ فِي أُمُورِهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي لَمْ أَقْبَلْهَا أَمِيرًا، فَكَيْفَ أَقْبَلُهَا وَزِيرًا؟ فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ خَرَجَ ابْنُ فَرُّوخٍ إِلَى مِصْرَ، فَمَاتَ بِهَا. وَكَانَ يَرَى الْخُرُوجَ وَالسَّيْفَ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى مِصْرَ رَجَعَ عَنْ هَذَا الرَّأْيِ [1] . قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: قَدِمَ مِصْرَ فَسَمِعَ مِنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ [2] . قلت: وهشام بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، وَخَلادُ بْنُ هِلالٍ التَّمِيمِيُّ. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي «الْغَيْلانِيَّاتِ» من طريق التّرمذيّ محمد بن   [209، 210،) ] ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 238- 248 رقم 72، ورياض النفوس للمالكي 1/ 113، 122. [1] ترتيب المدارك 1/ 339، 340، تاريخ إفريقية 178. [2] تهذيب الكمال 15/ 429. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 215 إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْهُ. قَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ [1] : رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: هُوَ أَرْضَى أَهْلِ الأَرْضِ عِنْدِي [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : تُعْرَفُ مِنْهُ وَتُنْكَرُ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : أَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ [5] . قَالَ ابْنُ يُونُسَ، مَاتَ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنَ الْحَجِّ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [6] . 162- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُرْزٍ الْفِهْرِيُّ [7] . أَبُو كُرْزٍ [8] . عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ. وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ الْمَوْصِلِ. ضَعَّفَهُ أبو زرعة [9] .   [1] في أحوال الرجال 156 رقم 276. [2] وزاد: «فأما أحاديثه مناكير، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أنس، غير حديث» . [3] في تاريخه الكبير 5/ 170، «يعرف منه وينكر» ، ونقله العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 289) . [4] في الكامل 4/ 1517. [5] ذكره العجليّ في الثقات، والعقيلي في الضعفاء، وذكره ابن حبّان في ثقاته، وقال: «ربما خالف» . (الثقات 8/ 336) . [6] تهذيب الكمال 15/ 429. [7] انظر عن (عبد الله بن كرز) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 94، والضعفاء الكبير للعقيليّ و 2/ 275 رقم 839 باسم «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ كُرْزٍ القرشي» ، و 2/ 292 رقم 865، والجرح والتعديل 5/ 145 رقم 679، والمجروحين لابن حبّان 2/ 17، 18، وتاريخ بغداد 10/ 44، 45 رقم 5175، والمغني في الضعفاء 1/ 346 رقم 3254 و 1/ 351 رقم 3313، وميزان الاعتدال 2/ 457 رقم 4433 و 2/ 474 رقم 4522، ولسان الميزان 3/ 311، 312 رقم 1289. [8] وقع في (لسان الميزان 3/ 311) «أبو زكريا» ، وهو وهم. [9] فقال: «ضعيف الحديث» . (الجرح والتعديل 5/ 145) وأمر أن يضرب على حديثه. (تاريخ بغداد 10/ 45) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 216 وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: لا يُعْرَفُ [1] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ كُرْزٍ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. 163- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ قَرْعَانَ [3]- د. ت. ق. م. تَبَعًا-   [1] تاريخ بغداد 10/ 45 وفيه «مجهول» ، وسأله البرقاني عن أبي كرز قال: هو قاضي الموصل عبد الله بن عبد الملك الفهري، قلت ثقة؟ قال: لا ولا كرامة. قال الخطيب: «فكان أبو الحسن كان يذهب إلى أن عبد الله بن كرز ليس بأبي كرز لأنه ذكر أن عبد الله بن كرز مجهول، وبيّن حال أبي كرز وسمّى أباه عبد الملك، ونرى قوله هذا وهما، والصواب ما ذكرناه من أن كرز هو: عبد الله بن كرز، لا ابن عبد الملك، وكذلك رأيت حديثا للمعافى بن سليمان، عنه قد نسبه فيه فقال: حدّثنا أبو كرز عبد الله بن كرز عن الزهري» . [2] قوله ليس في تاريخه ولا ضعفائه، وقد قال العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 292 رقم 865) : «حدّثني آدم بن موسى، قال: سمعت البخاري، قال: عبد الله بن كرز، عن نافع، روى عنه عبيدة بن حسّان، في حديثه نظر» . وفي موضع آخر قال: «عبد الله بن عبد الملك بن كرز القرشي، عن يزيد بن رومان، وغيره، منكر الحديث» (2/ 275 رقم 839) وهو هنا لا ينسب هذا القول للبخاريّ. ويتّضح أن العقيلي ذكره مرتين، مرة باسم «عبد الله بن عبد الملك بن كرز القرشي» (رقم 839) ومرة باسم «عبد الله بن كرز» ولم ينسبه، ونقل فيه قول البخاري. (رقم 865) . وقال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 3/ 312) : «ولم يذكره النسائي في الكنى وكذا الدولابي إلّا هكذا (عبد الله بن كرز) » . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد راجعت كتاب الكنى والأسماء للدولابي فلم أجده يذكر عبد الله بن كرز هذا، بل هو في «الكنى والأسماء» لمسلم، الورقة 94 ولم يسمّه بل قال: «أبو كرز، عن الزهري، روى عنه بكر بن يونس» . وفرّق ابن حبّان أيضا فقال في (المجروحين 2/ 17) : «عبد الله بن عبد الملك، يروي عن يزيد بن رومان وأهل المدينة العجائب، لا يشبه حديثه حديث الثقات. روى عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لولا أنّ السّؤّال يكذبون ما أفلح من ردّهم» . روى عنه عبد الصمد بن النعمان» . وقال أيضا (2/ 17، 18) : «عبد الله بن كرز أبو كرز القرشي. يروي عن الزهري، ونافع. روى عنه عليّ بن الجعد، والمعافى بن سليمان الحرّاني. كان ممن يأتي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم. لا يحتلّ الاحتجاج به على قلّة روايته..» . كذلك فرّق الذهبي، رحمه الله- بين «عبد الله بن عبد الملك بن كرز» و «عبد الله بن كرز» في (المغني في الضعفاء) و (ميزان الاعتدال) . وقد جعلهما الحافظ ابن حجر واحدا، فوافق الخطيب، وهو الصواب إن شاء الله. [3] انظر عن (عبد الله بن لهيعة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 516، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 327، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 134 و 438 و 2/ رقم 59، وتاريخ الدارميّ، رقم 533، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 217   [ () ] وسؤالات ابن طهمان، رقم 298 و 342 و 370، وتاريخ خليفة 22، 449، وطبقات خليفة 296، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1572 و 3/ رقم 5884 و 6094، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 182، 183 رقم 574، والتاريخ الصغير له 195، والضعفاء الصغير له 266 رقم 190، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 155 رقم 274، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 68، والضعفاء لأبي زرعة 63، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 16 رقم 10، والمعارف لابن قتيبة 505، 624، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 158، 164، 165 و 2/ 184، 185 434، 435 والنظر فهرس الأعلام (3/ 649) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 123، (176) ، 180، 184، 185، 186، 190، 217، 276، (277) ، 290، 291، 309، 386، 393، 405، 417، 428، 431، 435، 493، 500، 509، 522، 620، وتاريخ واسط لبحشل 272، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 346، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 359، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 64، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 313، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 293- 296 رقم 867، والجرح والاعتدال 2/ 145- 148 رقم 682، والمراسيل لابن أبي حاتم 114 رقم 190، والولاة والقضاة للكندي 368- 371، والمجروحين لابن حبّان 2/ 11- 14، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1462- 1472، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 185 رقم 601، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 115 رقم 322، والسنن له 1/ 76، 351 و 2/ 112، والمدخل إلى علوم الحديث للحاكم 31، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (من تحقيقنا) 94، 103، 104، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 385 386 رقم 852، والسابق واللاحق 251، 252 رقم 98، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 197، 198، والإكمال لابن ماكولا 7/ 59، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 278 رقم 1037، ومعجم البلدان 1/ 165، 204، 329 و 2/ 599 و 3/ 836، وتهذيب الأسماء واللغات 1 ق 1/ 283، 284، ووفيات الأعيان 3/ 38، 39 رقم 325، وتهذيب الكمال 15/ 487- 503 رقم 3513، والكاشف 2/ 109 رقم 2971، والمغني في الضعفاء 1/ 352 رقم 3317، وميزان الاعتدال 2/ 478- 483، رقم 4530، والعبر 1/ 264، والمعين في طبقات المحدّثين 2/ 61 رقم 596، وتذكرة الحفّاظ 1/ 237، ودول الإسلام 1/ 114، وسير أعلام النبلاء 8/ 10- 28 رقم 4، وجامع التحصيل لابن كيكلدي 236 رقم 392، ومرآة الجنان 1/ 368، والوافي بالوفيات 17/ 415، 416 رقم 354، والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي 249، 250 رقم 415، والإغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط، له 72، 73 رقم 61، وشرح علل الترمذي لابن رجب 137، والروض المعطار للحميري 51، 561، والإنتصار لواسطة عقد الأمصار لابن دقماق 119، 120، 123، والتبيين لأسماء المدلّسين 36 رقم 39، وتعريف أهل التقديس لابن حجر، رقم 140، وتهذيب التهذيب 5/ 373- 379 رقم 648، وتقريب التهذيب 1/ 444 رقم 574، وطبقات المدلّسين 40، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 101، وحسن المحاضرة له 1/ 301 و 2/ 141، وخلاصة تذهيب التهذيب 211، وشذرات الذهب 1/ 283، 284، وذيل القوس المسدّد لصبغة الله المداري الهندي 77، والجامع لشمل القبائل لبامطرف 2/ 753، 754. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 218 عَالِمُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَقَاضِيهَا وَمُفْتِيهَا وَمُحَدِّثُهَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أبي رَبَاحٍ، وَمِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، وَأَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَأَبِي الأَسْوَدَ يَتِيمُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ وَمِنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَمِنَ الْكِبَارِ: الأَوْزَاعِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَا كَانَ مُحَدِّثُ مِصْرَ إِلا ابْنَ لَهِيعَةَ [1] . وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: احْتَرَقَ مَنْزِلُ ابْنِ لَهِيعَةَ وَكُتُبُهُ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَيْضًا [3] : مَنْ كَانَ بِمِصْرَ مِثْلَ ابْنِ لَهِيعَةَ فِي كَثْرَةِ حَدِيثِهِ وَضَبْطِهِ وَإِتْقَانِهِ؟ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى أَنَهُ لَقِيَهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَأَنَّ كُتُبَهُ احْتَرَقَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ فَقَالَ: لَمْ يَحْتَرِقْ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ سَيِّئَ الرَّأْيِ فِيهِ، فَكَأَنَّهُ احترقت بعض كتبه [4] .   [1] تهذيب الكمال 15/ 496. [2] تاريخ البخاري الكبير 5/ 183، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 294، الجرح والتعديل 5/ 146، المجروحين لابن حبّان 2/ 11، الكامل 4/ 1462. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 67، 68 رقم 1572، واقتبسه ابن عديّ في (الكامل 4/ 1463) . [4] قال العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 294) : «حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح قال: سألت أبي: متى احترقت دار ابن لهيعة؟ فقال: في سنة سبعين ومائة، قلت: واحترقت كتبه كما يزعم العامة؟ فقال: معاذ الله! ما كتبت كتاب عمارة بن غزيّة إلّا من أصل كتاب ابن لهيعة بعد احتراق داره، غير أن بعض ما كان يقرأ منه احترق، وبقيت أصول كتبه بحالها، قال ابن عثمان: قال أبي، ولا أعلم أحدا أخبر بسبب علّة ابن لهيعة مني، أقبلت أنا وعثمان بن عتيق بعد انصرافنا من الجزء: 11 ¦ الصفحة: 219 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ صَحِيحَ الْكِتَابِ طَلابًا لِلْعِلْمِ [1] . وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: كَانَ عِنْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ الأُصُولُ، وَعِنْدَنَا الْفُرُوعُ [2] . وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ: احْتَرَقَتْ لَهُ كُتُبٌ مَعَ دَارِهِ وَسَلِمَتْ أُصُولُهُ، أَنَا كَتَبْتُ كِتَابَ عَمَّارِ بْنِ غَزِيَّةَ مِنْ أَصْلِهِ [3] . قُلْتُ: ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ [4] وَغَيْرُهُ، وَسَائِرُ النُّقَّادِ عَلَى أَنَّهُ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ لَهِيعَةَ كِتَابًا، فَإِذَا فِيهِ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ. فَقَرَأْتُهُ عَلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كِتَابَهُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَإِذَا فِيهِ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ [5] . قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [6] . وَرَوَى عبّاس، عن ابن معين: ليس بذلك القويّ [7] .   [ () ] الصلاة يوم الجمعة نريد ابن لهيعة فوافيناه أمامنا راكبا على حمار يريد إلى منزله، فأفلج وسقط عن حماره، فبدر ابن عتيق إليه فأجلسه، وصرنا إلى منزله، فكان ذلك أول سبب علّته» . وقال أبو حاتم الرازيّ: «سمعت ابن أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: حَضَرْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ فِي آخر عمره وقوم من أهل بربر يقرءون عليه من حديث منصور، والأعمش، والعراقيين، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَيْسَ هذا من حديثك. فقال: بلى، هذه أحاديث قد مرّت على مسامعي. فلم أكتب عنه بعد ذلك» . وقال ابن أبي مريم أيضا: «ما أقربه قبل الاحتراق وبعده» . (الجرح والتعديل 5/ 146) . [1] المعرفة والتاريخ 2/ 184 و 434، وفي: (تاريخ أسماء الثقات 185 رقم 601) قال ابن شاهين: «قال أحمد بن صالح: ثقة، ووقع به وقال: فيما روى عن الثقات من الأحاديث، ووقع فيه تخليط. يطرح ذلك التخليط» . [2] تهذيب الكمال 15/ 495. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 294. [4] قال الحميدي: عن يحيى بن سعيد: كان لا يراه شيئا. (التاريخ الكبير 5/ 182) ونقله العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 293) وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 5/ 146) وابن عديّ في (الكامل 4/ 1462) . [5] الضعفاء الكبير 2/ 294. [6] الضعفاء الكبير 2/ 295. [7] الجرح والتعديل 5/ 147 برواية ابن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين، وفيه: «ليس حديثه بذلك الجزء: 11 ¦ الصفحة: 220 وَرَوَى الدَّارِمِيُّ [1] ، عَنِ ابْنِ مَعِينِ: ضَعِيفَ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [2] : لا يُحْتَجُّ بِهِ [3] . وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ سَمَاعِ الْقُدَمَاءِ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فَقَالَ: أَوَّلُهُ وَآخِرُهُ سَوَاءٌ، إِلا أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ وَابْنَ وَهْبٍ كَانَا يتبعان أُصُولَهُ [4] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: حَضَرْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ فِي آخر عمره، وقوم من البربر يقرءون عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ. قَالَ: بَلَى، هَذِهِ أَحَادِيثُ قَدْ مَرَّتْ عَلَى مَسْمَعِي [6] . فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ لا يَضْبُطُ وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ [7] . وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: ذَكَرَ النَّسَائِيُّ يَوْمًا ابْنَ لَهِيعَةَ فَضَعَّفَهُ، وقال: ما   [ () ] القويّ» . [1] في تاريخه رقم 533، وأخذه ابن حبّان في (المجروحين 2/ 13) . [2] في تاريخه 2/ 327، والضعفاء للعقيليّ 2/ 295. [3] وقد اختلفت أقوال ابن معين في ابن لهيعة، فقال ابن محرز: «وسألت يحيى بن معين عن ابن لهيعة، فقال: ليس هو بذاك، وسمعت يحيى مرة أخرى يقول: ابن لهيعة ضعيف الحديث، وسمعته مرة أخرى: ابن لهيعة في حديثه كله ليس بشيء» . وقال ابن محرز أيضا: سمعت يحيى مرة أخرى يقول وسئل عن حديث ابن لهيعة قال: ابن لهيعة ضعيف في حديثه كله لا في بعضه. وسمعت يحيى مرة أخرى يقول: قال أبو الأسود وكان ثقة: ما اختلط ابن لهيعة قط حتى مات» . (معرفة الرجال 1/ 67، 68 رقم 134، وانظر 1/ 101 رقم 438 و 2/ 39 رقم 59) . وقال أحمد بن محمد الحضرميّ (مطيّن) : سألت يحيى بن معين، عن عبد الله بن لهيعة فقال: ليس بقويّ في الحديث» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 295) . وحدّث محمد بن إدريس عن كتاب أبي الوليد بن أبي الجارود، عن يحيى بن معين قال: ابن لهيعة يكتب عنه ما كان قبل احتراق كتبه. (الضعفاء الكبير 2/ 295) . وانظر بعض أقوال ابن معين في (الكامل لابن عدي 4/ 1462) . [4] الجرح والتعديل 5/ 147، 148 وفيه: «كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه، وهؤلاء الباقون كانوا يأخذون من الشيخ، وكان ابن لهيعة لا يضبط، وليس ممن يحتجّ بحديثه من أجمل القول فيه» . [5] في الجرح والتعديل لابنه 4/ 146. [6] في الجرح والتعديل «مسامعي» . [7] الجرح والتعديل 4/ 148. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 221 أَخْرَجْتُ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَهُوَ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحٍ، عَنْ عُقْبَةَ مَرْفُوعًا، قَالَ: «فِي الْحَجِّ سَجْدَتَانِ» [1] . أَنَا بِهِ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، نَا مُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنْهُ [2] . وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ [3] : ابْنُ لَهِيعَةَ لا يُوقَفُ عَلَى حَدِيثِهِ، وَلا يَنْبَغِي أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ، وَلا يُعْتَدَّ بِهِ [4] . وَقَالَ الحميديّ، عن يحيى بن الْقَطَّانِ: إِنَّهُ كَانَ لا يَرَى ابْنَ لَهِيعَةَ شَيْئًا [5] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [6] : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَوْ تَمَّتِ الْبَقَرَةُ ثَلاثَمِائَةِ آيَةٍ لَتَكَلَّمَتْ» . قَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ ابْنَ لَهِيعَةَ فَقَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ احْتَرَقَتْ كُتُبُهُ، فَكَانَ يُؤْتَى بِكُتُبِ النَّاسِ فَيَقْرَأُهَا [7] . أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: نَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: قَالَ لِي ابْنُ وَهْبٍ، وَرَآنِي لا أَكْتُبُ حَدِيثَ ابْنِ لَهِيعَةٍ: إِنِّي لَسْتُ كَغَيْرِي فِي ابْنِ لَهِيعَةَ، فَاكْتُبْهَا [8] . وَعَنْ أَبِي الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْجَارُودِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: يُكْتَبُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ مَا كَانَ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ [9] .   [1] أخرجه الترمذي في الصلاة (578) باب ما جاء في السجدة في الحج، وأبو داود في الصلاة (1402) باب ما جاء في عدد الآي، وأحمد في المسند 4/ 151 و 155، وابن ماجة في الأدب (3786) ، والحاكم في المستدرك 1/ 222 و 2/ 390، والدار الدّارقطنيّ في سننه 1/ 157، وانظر تخريج الحديث في: (سير أعلام النبلاء 8/ 23، 24 الحاشية 2) . [2] الكامل لابن عديّ 4/ 1471. [3] في أحوال الرجال 155 رقم 274. [4] هكذا في الأصل، وفي (أحوال الرجال) : «ولا يغترّ بروايته» . [5] ذكره البخاري في تاريخه الكبير 5/ 182، والعقيلي في ضعفائه 2/ 293، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 5/ 146، وابن عديّ في الكامل 4/ 1462. [6] في الضعفاء، كما قال المؤلّف- رحمة الله- في (الميزان الاعتدال 2/ 483) . [7] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 295. [8] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 295. [9] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 295. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 222 قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [1] : كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ شَيْخًا صَالِحًا، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُدَلِّسُ عَنِ الضُّعَفَاءِ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، ثُمَّ احْتَرَقَتْ كُتُبُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ: سَمَاعُ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ مِثْلَ الْعَبَادِلَةِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، فَسَمَاعُهُمْ صَحِيحٌ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ احْتِرَاقِ كُتُبِهِ، فَسَمَاعُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . قَالَ [3] : وَكَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنَ الْكَتَّابِينَ لِلْحَدِيثِ، وَالْجَمَّاعِينَ لِلْعِلْمِ، وَالرَّحَّالِينَ فِيهِ. وَلَقَدْ حَدَّثَنِي شَكَرٌ نَا يُوسُفُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ يُكَنَّى أَبَا خَرِيطَةَ، وَذَاكَ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ خَرِيطَةٌ مُعَلَّقَةٌ فِي عُنُقِهِ، فَكَانَ يَدُورُ بِمِصْرَ، فَكُلَّمَا قَدِمَ قَوْمٌ كَانَ يَدُورُ عَلَيْهِمْ فَكَانَ إِذَا رَأَى شَيْخًا سَأَلَهُ: مَنْ لَقِيتَ، وَعَمَّنْ كَتَبْتَ؟ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ قَاضِي مِصْرَ قَالَ: أَنَا حَمَلْتُ رِسَالَةَ اللَّيْثِ إِلَى مَالِكٍ. فَجَعَلَ مَالِكٌ يَسْأَلُنِي عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَأُخْبِرُهُ بِحَالِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَلَيْسَ يَذْكُرُ الْحَجَّ؟ فَسَبَقَ إِلَى قَلْبِي أَنَّهُ يُرِيدُ مُشَافَهَتَهُ وَالسَّمَاعَ مِنْهُ [4] . قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : قَدْ سَمِعْتُ أَخْبَارَ ابْنَ لَهِيعَةَ مِنْ رِوَايَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ فَرَأَيْتُ التَّخْلِيطَ عَنْهُ فِي رِوَايَةِ الْمُتَأَخِّرِينَ مَوْجُودًا، وَمَا لا أَصْلَ لَهُ فِي رِوَايَةِ الْمُتَقَدِّمِينَ كَثِيرًا. فَرَجَعْتُ إِلَى الاعْتِبَارِ، فَرَأَيْتُهُ يُدَلِّسُ عَنْ قَوْمٍ ضُعَفَاءَ عَلَى قَوْمٍ رَآهُمُ ابْنُ لَهِيعَةَ ثِقَاتٌ، فَأَلْزَقَ تِلْكَ الْمَوْضُوعَاتِ بِهِمْ.   [1] في المجروحين 2/ 11. [2] وقال الدار الدّارقطنيّ نحوه مختصرا: «ويعتبر بما يروي عنه العبادلة، ابن المبارك والمقرئ، وابن وهب» . [3] في المجروحين 2/ 11، 12. [4] المجروحين 2/ 12. [5] في المجروحين 2/ 12. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 223 قَالَ قُتَيْبَةُ [1] : لَمَّا احْتَرَقَتْ كُتُبُ ابْنِ لَهِيعَةَ بَعَثَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ بِأَلْفِ دِينَارٍ. وَقَالَ: حَضَرْتُ مَوْتَ ابْنَ لَهِيعَةَ، فَسَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: مَا خَلَّفَ مِثْلَهُ [2] . وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ يَقُولُ: جَاءَ قَوْمٌ وَمَعَهُمْ جُزْءٌ فَقَالُوا: سَمِعْنَاهُ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَنَظَرْتُ فِيهِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ مِنْ حَدِيثِهِ، فَقُمْتُ إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟. قَالَ: فَمَا أَصْنَعُ بِهِمْ؟ يَجِيئُونَ بِكِتَابٍ فَيَقُولُونَ: هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ، فَأُحَدِّثُهُمْ بِهِ [3] . قُلْتُ: وَلِيَ ابْنُ لَهِيعَةَ قَضَاءَ مِصْرَ لِلْمَنْصُورِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَبَقِيَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَرُزِقَ فِي الشَّهْرِ ثَلاثِينَ دِينَارًا [4] . وَقَدْ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ مَرَّةً: حَدَّثَنِي وَاللَّهِ الصَّادِقُ الْبَارُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ [5] . قُلْتُ: وَمَنَاكِيرُهُ جَمَّةٌ، وَمِنْ أَرْدَئِهَا: كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، أَنَّ حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أخبره، عن أبي عبد الرحمن الجبليّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ: «ادْعُوا لِي أَخِي» . فَدَعُوا أَبَا بَكْرٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ: «ادْعُوا لِي أَخِي» . فَدَعَوْا لَهُ عُمَرَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عُثْمَانَ كَذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «ادْعُوا لِي أَخِي» . فَدَعَوْا لَهُ عَلِيًّا، فَسَتَرَهُ بِثَوْبِهِ وَانْكَبَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَاذَا قَالَ لك؟   [1] هو: قتيبة بن سعيد، كما في (سير أعلام النبلاء 8/ 23) . [2] المجروحون لابن حبّان 2/ 12. [3] المجروحون 2/ 13، وانظر نحوه في طبقات ابن سعد 7/ 516 قال: «كان ضعيفا وعنده حديث كثير، من سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخره، وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط ولم يزل أول أمره وآخره واحدا، ولكن كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت عليه، فقيل له في ذلك، فقال: وما ذنبي؟ إنما يجيئون بكتاب يقرءونه ويقومون، ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حدثني» . [4] انظر: الولاة والقضاة للكندي 368- 371. [5] الكامل لابن عديّ 4/ 1463. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 224 قَالَ: عَلَّمَنِي أَلْفَ بَابٍ، يَفْتَحُ كُلُّ بَابٍ أَلْفَ بَابٍ. رَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ [1] ، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ الْبَلاءَ فِيهِ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَإِنَّهُ مُفْرِطٌ فِي التَّشَيُّعِ. كَذَا قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] . وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَبْلَهُ رَمَاهُ بِالتَّشَيُّعِ. وَكَامِلُ الْجَحْدَرِيُّ وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ أبو حاتم [3] : لا بأس بِهِ، وقال ابن حَنْبَلٍ [4] : مَا عَلِمْتُ أَحَدًا يَدْفَعُهُ بِحُجَّةٍ، فَقَدْ قَالَ فِيهِ أَبُو داود: رَمَيْتُ بِكُتُبِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [5] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. فَلَعَلَّ الْبَلاءَ مِنْ كَامِلٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ وَقَعَ لِي غَيْرُ حَدِيثٍ مِنْ عَوَالِي ابْنِ لَهِيعَةَ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي نِصْفِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [6] ، وَوُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [7] : كَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. 164- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بن النّضر الأنصاريّ البصريّ [8] . - خ. ت. ق. -   [1] لم أجد هذا الحديث في الكامل لابن عديّ، بل هو في (المجروحين لابن حبّان 2/ 14) . [2] لم أجد قول ابن عديّ هذا في ترجمته لابن لهيعة. [3] في الجرح والتعديل لابنه 7/ 172 رقم 982، وزاد: «ما كان له عيب إلّا أنه يحدّث في مسجد الجامع» . [4] قوله في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 9، 10. [5] قول ابن معين في: الضعفاء الكبير 4/ 9. [6] وأرّخه في هذه السنة: ابن سعد في طبقاته 7/ 517، وخليفة في تاريخه 449، وطبقاته 296، والبخاري في تاريخه الكبير 5/ 183، وتاريخه الصغير 195، وابن حبّان في المجروحين 2/ 11، ونقل ابن عديّ تاريخ وفاته عن البخاري (4/ 1462) ، والخطيب في السابق واللاحق 251، 252. [7] في المجروحين 2/ 11. [8] انظر عن (عبد الله بن المثنّى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 208 رقم 659، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104، وتاريخ الثقات للعجلي 276 رقم 877، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 21، 157، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 105، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 304 رقم 882، والمراسيل لابن أبي حاتم 113 رقم 184، والجرح والتعديل، له 5/ 177 رقم 830، والمجروحين لابن حبّان 1/ 259، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 304 رقم 882، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 429 رقم الجزء: 11 ¦ الصفحة: 225 أبو المثنّى. عَنْ: عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. وَقِيلَ إِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُسدَّدٌ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ مَرَّةً: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ. وَقَالَ [3] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو داود: لا أُخَرِّجُ أَحَادِيثَهُ [4] . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [5] : لا يُتَابَعُ عَلَى أَكْثَرِ حَدِيثِهِ. وَقَالَ التَّبُوذَكِيُّ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَرْيَتَيْنِ بِعَظِيمٍ: مُنْكَرُ الحديث [6] . 165- عبد الله بن محمد [7]- د. -   [625،) ] وتاريخ جرجان للسهمي 171، 412، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 267 رقم 978، وتهذيب الكمال (المصور) 2/ 732، والكاشف 2/ 110 رقم 2979، والمغني في الضعفاء 1/ 352 رقم 3320، وميزان الاعتدال 2/ 499، 500 رقم 4590، والوافي بالوفيات 17/ 421 رقم 360، وتهذيب التهذيب 5/ 387، 388، رقم 659، وتقريب التهذيب 1/ 445 رقم 584، وخلاصة تذهيب التهذيب 212. [1] الجرح والتعديل 5/ 177. [2] الجرح والتعديل 5/ 177. [3] في المصدر نفسه. [4] تهذيب الكمال 2/ 732. [5] في الضعفاء الكبير 2/ 304. [6] الضعفاء الكبير 2/ 304 وفيه: «وكان ضعيفا منكر الحديث» . وقد ذكره العجليّ في «تاريخ الثقات» . وقال أبو زرعة الرازيّ: «صالح» . [7] انظر عن (عبد الله بن محمد سحبل) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 226 أبو يحيى الأسلميّ سحبل، أَخُو الْفَقِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ. رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَأَبِيهِ، وَعَمِّهِ أُنَيْسٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَأَخُوهُ عَبْدُ الْمَلِكِ الْقَعْنَبِيُّ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، فِيمَا قِيلَ، وَطَالَ عُمْرُهُ وَتَأَخَّرَ عَنْ أَخِيهِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَأَبُو داود [3] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : يَرْوِي عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ [5] . وَقَدْ وَهِمَ ابْنُ حِبَّانَ فِي سِنِّهِ فَقَالَ [6] : عَاشَ سَبْعًا وَخَمْسِينَ سَنَةً. قَالَ: وَمَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [7] . 166- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مسلم الرّقاشيّ [8] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 420، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 329، 330، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 188 رقم 591، والجرح والتعديل 5/ 156 رقم 717، وفيه (سحيل) بمثنّاة، وهو تحريف، والثقات لابن حبّان 7/ 43، و 7/ 58، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 191 رقم 636، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 739، وتهذيب التهذيب 6/ 20 رقم 26، وتقريب التهذيب 1/ 448 رقم 616، وخلاصة تذهيب التهذيب 213. [1] الجرح والتعديل 5/ 156. [2] الجرح والتعديل، وفي تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 191 رقم 636: «ليس به بأس» قاله ابن معين. وقال ابن معين في تاريخه 2/ 329: «سحبل بن أبي يحيى، وأنيس بن أبي يحيى، ومحمد بن أبي يحيى، وإبراهيم بن أبي يحيى، هؤلاء كلهم ثقات، إلا إبراهيم بن أبي يحيى، فإنه ليس بثقة..» . [3] تهذيب الكمال 2/ 739. [4] الجرح والتعديل 5/ 156. [5] وقال أبو حاتم: «سحبل أوثق من أخيه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى» . [6] في ثقاته 7/ 58، وقد ذكره في موضع آخر (7/ 43) : «مات سنة اثنتين وخمسين ومائة» ، فالغلط منه. [7] وقال ابن سعد في (الطبقات 5/ 420) : «كان فاضلا عاقلا خيّرا، مات بالمدينة سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهديّ، وكان قليل الحديث ليس بذاك» . [8] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عبد الملك) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 227 عَنْ: جَدِّهِ. وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَمُسدَّدٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] ، وَأَبُو حَاتِمٍ [2] : فِي حَدِيثِهِ نَظَرٌ. 167- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدَبٍ الْهُذَلِيُّ الْمَدَنِيُّ [3] . عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَأَبُو مَرْوَانَ الْعُثْمَانِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [4] : لا بَأْسَ بِهِ [5] . 168- عبد الله بن ميسرة [6] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 189 رقم 593، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 300 رقم 873، والجرح والتعديل 5/ 157 رقم 723، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1548، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 736، والمغني في الضعفاء 1/ 353 رقم 3333، وتهذيب التهذيب 6/ 12 رقم 17، وتقريب التهذيب 1/ 447 رقم 605، وخلاصة تذهيب التهذيب 213. [1] في تاريخه الكبير، ونقله العقيلي، وابن عديّ. [2] الجرح والتعديل 5/ 157. [3] انظر عن «عبد الله بن مسلم» في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 191 رقم 605، وتاريخ الثقات للعجلي 279 رقم 887، والجرح والتعديل 5/ 165 رقم 762، والثقات لابن حبّان 7/ 51، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 741، والكاشف 2/ 116 رقم 3018، وميزان الاعتدال 2/ 502، 503 رقم 4600، والوافي بالوفيات 17/ 609، 610 رقم 517، وشرح ديوان الهذليّين 2/ 909، 912، وتهذيب التهذيب 6/ 28، 29 رقم 44. [4] الجرح والاعتدال 5/ 165. [5] وذكره العجليّ، وابن حبّان في «الثقات» . [6] انظر عن (عبد الله بن ميسرة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 333، 334، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 114، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 207 رقم 656، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 94، والمعرفة والتاريخ 3/ 277، و 3/ 36، 46، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 92، والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 349، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 308، 309 رقم 890، والجرح والتعديل 5/ 177، 178 رقم 831، والثقات لابن حبّان 8/ 333، والضعفاء الجزء: 11 ¦ الصفحة: 228 أَبُو لَيْلَى، وَيُقَالُ أَبُو إِسْحَاقَ. وَقِيلَ: أَبُو عَبْدِ الْجَلِيلِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَرَّةَ، وَمَزْيَدَةَ بْنِ جَابِرٍ، وَأَبِي جَرِيرٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَالْغَالِبُ عَلَيْهِ أَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ. رَوَى عَنْهُ: هُشَيْمٌ وَكَانَ لا يُفْصِحُ بِاسْمِهِ، وَوَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُسْلِمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ، وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ ابْنُ معين [1] ، والنّسائيّ [2] ، والنّاس [3] .   [ () ] والمتروكين للدارقطنيّ 113 رقم 315، ورجال الطوسي 224 رقم 23، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 747، والكاشف 2/ 121 رقم 3051، وميزان الاعتدال 2/ 511 رقم 4641، والمغني في الضعفاء 1/ 359 رقم 3391، وتهذيب التهذيب 6/ 48 رقم 90، وتقريب التهذيب 1/ 455 رقم 678، وخلاصة تذهيب التهذيب 216. [1] قال في تاريخه 2/ 333، 334: «هو ضعيف الحديث، وقد روى عنه وكيع، وربما قال هشيم: حدّثنا أبو عبد الجليل، وهو عبد الله بن ميسرة، كان يدلّسه بكنية أخرى لا أحفظها» . وقال أيضا: «أبو إسحاق الكوفي، هو أبو ليلى، وهو أبو عبد الجليل، وهو أبو إسحاق الكوفي، وهو عبد الله بن ميسرة. وكان هشيم يحدّث عنه يقول: حدّثنا أبو إسحاق الكوفي» . وقال ابن معين نحو ذلك في «معرفة الرجال» 1/ 63، 64 رقم 114، وأضاف: «ولم يكن بثقة» . [2] في الضعفاء والمتروكين 296 رقم 349. [3] وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 308، 309، ونقل قول ابن معين، وروى عن طريق عمرو بن علي المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد، قال له رجال: إن يزيد بن هارون حدّثنا عن عبد الله بن ميسرة، عن أبي غفّار، أن ابن عمر كان يمسح على الخرقة، فأنكره، وجعل يضحك. وقال عثمان بن سعيد: سألت يحيى، عن أبي إسحاق الكوفي الّذي يروي عنه هشيم، قال: هو عبد الله بن ميسرة قلت: فمن أبو إسحاق هارون الّذي يروي عنه حمّاد بن زيد؟ قال: هذا ليس ذاك، هذا ثقة، لو كان هذا مثل ذاك يعني مثل ابن ميسرة لهلك. وقد نقل ابن أبي حاتم قول ابن معين في (الجرح والتعديل 5/ 177، 178) . وسئل أحمد عن أبي إسحاق الكوفي في الّذي يروي عنه هشيم، فكأنه ضعّفه. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الله بن ميسرة الحارثي، فقال: «ليّن» . وسئل أبو زرعة، فقال: واهي الحديث ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل 5/ 178) . وذكره الدار الدّارقطنيّ في ضعفائه. فيما ذكره ابن حبّان في «الثقات» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 229 169- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيُّ [1]- خ. م. - عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُسدَّدٌ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ: كَانَ مِنْ خِيَارِ النَّاسِ وَأَهْلِ الْوَرَعِ وَالدِّينِ. مَا رَأَيْتُ بِالْيَمَامَةِ خَيْرًا مِنْهُ. رَوَى لَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ «أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ أُذُنَيِ الْقَلْبِ» [2] . قُلْتُ: قَلَّ مَا رَوَى عَبْدُ اللَّهِ [3] . 170- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بن سليمان الثّقفيّ [4]- ق. - أبو يعقوب البصيريّ المعروف بالتّوأم.   [1] انظر عن (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 556، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 231 رقم 757، وطبقات خليفة 290، والمعارف 218، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 448، والجرح والتعديل 5/ 203 رقم 948، والثقات لابن حبّان 8/ 334، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 433، 434 رقم 634، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 400 رقم 888، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4/ 1531، 1532، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 262 رقم 957، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 754، 755، وميزان الاعتدال 2/ 525 رقم 4687، والكاشف 2/ 127 رقم 3090، والوافي بالوفيات 17/ 667 رقم 565، وتهذيب التهذيب 6/ 76 رقم 146، وتقريب التهذيب 1/ 460 رقم 734، وخلاصة تذهيب التهذيب 218. [2] الكامل لابن عديّ 4/ 1531. [3] وقال أحمد بن حنبل: «ثقة لا بأس به» . (الجرح والتعديل) . وقال ابو حاتم: «صدوق» . (الجرح والتعديل) . وقال ابن عديّ: لم أجد للمتقدّمين فيه كلاما، وقد أثنى عليه إسحاق بن أبي إسرائيل، وأرجو أنه لا بأس به» . [4] انظر عن (عبد الله بن يحيى بن سليمان) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، وتاريخ الثقات للعجلي 283 رقم 907، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 158، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 318 رقم 904، والجرح والتعديل 5/ 204 رقم 950، والثقات لابن حبّان 7/ 57، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 754، وميزان الاعتدال 2/ 525، رقم 4689، والكاشف 2/ 126 رقم 3089، والمغني في الضعفاء 1/ 362 رقم 3422، وتهذيب التهذيب 6/ 76، 77 رقم 149، وتقريب التهذيب 1/ 160 رقم 733 وفيه (سلمان) وهو تحريف، وخلاصة تذهيب التهذيب 218. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 230 وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَخَلَفٌ الْبَزَّارُ، وَقُتَيْبَةُ، وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: صَالِحٌ [1] . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِيهِ لِينٌ [2] . 171- عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي هُنَيْدَةَ الصَّيْرَفِيُّ الْمِصْرِيُّ. يُكَنَّى أَبَا رَجَاءٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ المعافريّ، وابن هبيرة السّبئيّ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ بَعْدَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ. 172- عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ [3] . مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. قَدْ تَقَدَّمَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُمَا. يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 173- عَبْدُ الْحَمِيدِ بن الحسن الهلاليّ الكوفيّ [4]- ت. - أبو عمر. نزيل الرّيّ.   [1] تهذيب الكمال 2/ 754، وقال في موضع آخر: «ضعيف» . [2] وذكره العجليّ في الثقات، وكذلك ابن حبّان. وقال معاوية بن صالح: سمعت يحيى يقول: توأم عن ابن أبي مليكة ضعيف- (الضعفاء الكبير 2/ 318) . [3] تقدّمت ترجمته ومصادرها في الجزء السابق. [4] انظر عن (عبد الحميد بن الحسن الهلالي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1676، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 54 رقم 1687، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 45، 46، رقم 1003، والجرح والتعديل 6/ 11 رقم 47، والمجروحين لابن حبّان 2/ 142، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1958، 1959، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 233 رقم 872، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 766، وميزان الاعتدال 2/ 539 رقم 4769، وتهذيب التهذيب 6/ 113، 114 رقم 225، وتقريب التهذيب 1/ 467 رقم 809، وخلاصة تذهيب التهذيب 222. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 231 عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي التَّيَّاحِ يَزِيدَ الضُّبَعِيِّ، وَأَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجُرَشِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : شَيْخٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . وَقَالَ مَرَّةً: ثِقَةٌ [3] . وَضَعَّفَهُ أَبُو زرعة [4] ، والدّار الدّارقطنيّ [5] . 174- عبد الحميد بن سليمان [6]- ت. ق. - أبو عمر المدنيّ، أَخُو فُلَيْحٍ. عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بن المدينيّ [7] .   [1] الجرح والتعديل 6/ 11. [2] الجرح والتعديل 6/ 11، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 233 رقم 872. [3] في تاريخ الدارميّ عنه، (الكامل لابن عدي 5/ 1958) . [4] الجرح والتعديل 6/ 11. [5] وقد جهله الإمام أحمد فقال: «لا أعرفه» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 95 رقم 1676) . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: «لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ» . وَقَالَ ابن حِبّان: «كان ممن يُخْطِئُ حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ إذا انفرد» . (المجروحون) . [6] انظر عن (عبد الحميد بن سليمان) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 342، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ 57 رقم 58، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 52 رقم 1680، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 70، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 397، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 46 رقم 1004، والجرح والتعديل 6/ 14 رقم 65، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 122 رقم 351، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 766، 767، والكاشف 2/ 134 رقم 3146، والمغني في الضعفاء 1/ 369 رقم 3459، وميزان الاعتدال 2/ 541 رقم 4777، وتهذيب التهذيب 6/ 116 رقم 232، وتقريب التهذيب 1/ 468 رقم 816، وخلاصة تذهيب التهذيب 222. [7] تهذيب الكمال 2/ 766. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 232 وكان ضريرا سكن بغداد. قَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . 175- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَرِيرٍ [3] . عَنْ: عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي الْحُوَيْرِثِ. وَعَنْهُ: نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الدَّعَّاءُ، وَغَيْرُهُمَا. لا أَعْرِفُهُ بَعْدُ. 176- عبد الرحمن بن أبي الزّناد [4]- ع. -   [1] في تاريخه 2/ 342، ونقله العقيلي في الضعفاء، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل. [2] وقال في معرفة الرجال 1/ 57 رقم 58: «لم يكن بثقة» . وقال النسائي: «ضعيف» . وحدّث جرير بن عبد الحميد، عن عبد الحميد بن سليمان فقال: فليح أثبت منه. وقال أبو حاتم: ليس بقويّ. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء. [3] انظر عن (عبد الرحمن بن جرير) في: الجرح والتعديل 5/ 221 رقم 1043. [4] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الزناد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 415، 416، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 347، وطبقات خليفة 275 و 327، والتاريخ، له 248، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 300 رقم 980، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 96، والمعرفة والتاريخ 1/ 165، 248، 352، 376، 470، 501، 539، 550، 559، 579، 639، 654 و 2/ 323، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 406، 412، 467، وعمل اليوم والليلة للنسائي 291 رقم 346، و 368 رقم 545، وأنساب الأشراف 3/ 17، 31، 50، 288 وق 4/ 28، 81، 85، 133، 135، 142، 343، 436، 493، 590، 593، 612، والمعارف 465، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 108، 129، 135، 176، وتاريخ الثقات للعجلي 292 رقم 952، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 319، والجرح والتعديل 5/ 252، 253 رقم 1201، والمجروحين لابن حبّان 2/ 56، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 216 رقم 775، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1585- 1587، والهفوات النادرة للصابي 85، وتاريخ بغداد 10/ 228- 230 رقم 5359، والسابق واللاحق 338، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 786، 787، والكاشف 2/ 146 رقم 3234، والمعين في طبقات المحدّثين 81 رقم 597، ودول الجزء: 11 ¦ الصفحة: 233 أبو محمد المدني. أَحَدُ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَمُوسَى بْنَ عُقْبَةَ، وَعَمْرَو بْنَ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، وَهِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتَهُمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ [1] . وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ [2] ، وَابْنُ مَعِينٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ فَقِيهًا مُفْتِيًا. وَقَالَ الْخَطِيبُ [5] : رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمانِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ داود الْهَاشِمِيُّ، وَداود بْنُ عمرو الضّبّيّ.   [ () ] الإسلام 1/ 114، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 372 رقم 1581، وتهذيب التهذيب 6/ 170- 173 رقم 353، وتقريب التهذيب 1/ 479، 480 رقم 936، وخلاصة تذهيب التهذيب 227، و «الزّناد» بفتح الزاي. [1] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 216 رقم 775. [2] قال المديني: كان عبد الرحمن بن مهديّ لا يحدّث عن عبد الرحمن بن أبي الزناد. (الجرح والتعديل) . [3] قال في تاريخه 2/ 347: «لا يحتجّ بحديثه» . [4] في طبقاته 5/ 415، وقال: ولد سنة المائة في خلافة عمر بن عبد العزيز، وحدّث عن الواقدي قال: «أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: كان محمد بن عبد العزيز الزهري منقطعا إلى أبي الزناد فولي قضاء المدينة. ووقع بين عبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد الله بن محمد بن سمعان كلام وتنازع، فأسمعه عبد الرحمن كلاما، فقال عبد الله: اشهدوا عليه، وقدّمه إلى محمد بن عبد العزيز وشهد عليه بما قال، فسجن عبد الرحمن وضربه سبعة عشر سوطا» . وقال الواقدي: «وولي عبد الرحمن بن أبي الزناد بعد ذلك خراج المدينة فكان يستعين بأهل الخير والورع والحديث، وكان نبيلا في عمله، وكان كثير الحديث علما، وقرأ عليه رجل فلحن في قراءته فضحك من ثمّ ممّن هو حاضر وعبد الرحمن ساكت، فلما قام الرجل عاتبهم في ذلك وقال: لا تستحيون من هذا؟! قال: وقرأ عليه رجل حديثا كان يكتبه ولا يحبّ أن يسمعه كلّ أحد، فلما قام الرجل التفت إلى عبد الرحمن فقال: لو قلت له: اكتمه، صاح به، ولكني تركته فلا يدري أني أكتمه فلم يلق له بال، وكان كسائر الحديث الّذي عنده، وقدم عبد الرحمن بن أبي الزناد بغداد فحدّثهم ومرض، فمات بها سنة أربع وسبعين ومائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة، وكان كثير الحديث ضعيفا» . [5] في تاريخ البغداد 10/ 228. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 234 انْتَقَلَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَنَزَلَ بَغْدَادَ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: مَا حَدَّثَ بِالْمَدِينَةِ فَصَحِيحٌ، وَمَا حَدَّثَ بِبَغْدَادَ أَفْسَدَهُ الْبَغْدَادِيُّونَ [1] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ [2] . وَقَالَ الْفَلاسُ: فِيهِ ضَعْفٌ. كَانَ يَحْيَى، وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يَرْوِيَانِ عَنْهُ [3] . وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد، عَنْ أَبِيهِ قال: هو كذا وكذا، يَعْنِي يُلَيِّنُهُ [4] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِنِّي لأَعْجَبُ مِمَّنْ يَعُدُّ فِي الْمُحَدِّثِينَ فُلَيْحَ، وَابْنَ أَبِي الزِّنَادِ [5] . وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينِ: ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَفُلَيْحٌ، وَابْنُ عُقَيْلٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِمْ [6] . قُلْتُ: أَمَّا فُلَيْحٌ فَاحْتَجَّ بِهِ صَاحِبُ الصَّحِيحِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [7] : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ بِالْمَقْلُوبَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ. وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ سُوءِ حِفْظِهِ وَكَثْرَةِ خَطَأِهِ. فَلا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ إِلا فِيمَا وَافَقَ الثِّقَاتِ، فَهُوَ صَادِقٌ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ. ثُمَّ رَوَى الْحُرُوفَ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ. وَرَوَى عَنْهُ الحروف: حجّاج الأعور [8] .   [1] تاريخ بغداد 10/ 229. [2] تاريخ بغداد 10/ 230. [3] تاريخ بغداد 10/ 229. [4] الكامل لابن عدي 4/ 1585. [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 340. [6] المصدر نفسه. [7] في المجروحين 2/ 56. [8] غاية النهاية لابن الجزري 1/ 372 رقم 1581. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 235 وَسَمِعَ مِنْهُ: عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ، وَابْنُ وَهْبٍ. قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ عِنْدَهُمْ [1] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . 177- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بن الأصبهانيّ، ومحمد بن سليمان بن الأَصْبَهَانِيُّ أَقَارِبُهُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو داود: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [4] ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ معين: ليس بشيء [5] .   [1] وسئل أبو علي صالح بن محمد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد فقال: قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره. وتكلّم فيه مالك بن أنس بسبب روايته كتاب السبعة عن أبيه وقال: أين كنا نحن من هذا؟ وذكره العجليّ في الثقات، والعقيلي في الضعفاء. وقال أبو حاتم: «مضطرب الحديث» . وسئل عنه أيضا فقال: يكتب حديثه ولا يحتجّ به، وهو أحبّ إليّ من عبد الرحمن بن أبي الرجال ومن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وَقَالَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ: سألتُ أَبَا زُرْعة، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، وورقاء، والمغيرة بن عبد الرحمن، وشعيب بن أبي حمزة، من أحبّ إليك ممن يروي عن أبي الزناد؟ قال: كلهم أحبّ إليّ من عبد الرحمن بن أبي الزناد، (الجرح والتعديل 5/ 252، 253) . وقال ابن عديّ: «بعض ما يرويه لا يتابع عليه، وهو ممن يكتب حديثه» . (الكامل 4/ 1587) . [2] أجمع الكلّ على هذا التاريخ. [3] انظر عن (عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 334 رقم 929، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 1/ 362- 366 رقم 41، والجرح والتعديل 5/ 239، 240 رقم 1135 و 5/ 255 رقم 1207، وفيه باسم (عبد الرحمن بن عبد الله) ، وذكره أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 107، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 801، وميزان الاعتدال 2/ 568 رقم 4/ 488، والمغني في الضعفاء 2/ 381 رقم 3578، والكاشف 2/ 153 رقم 3288، وتهذيب التهذيب 6/ 217 رقم 436، وتقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1017، وخلاصة تذهيب التهذيب 230، وهو في أكثر المصادر «عبد الرحمن بن عبد الله» . [4] الجرح والتعديل 5/ 240. [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 334. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 236 وروى إسحاق الكوسيّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [1] ، ثِقَةٌ [2] . 178- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الغسيل [3]- خ. م. ن. ت. - أبو سليمان الأنصاريّ الأوسيّ، وَقِيلَ لِجَدِّهِمُ: الْغَسِيلُ لِأَنَّهُ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ وَهُوَ جُنُبٌ، فَغَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ [4] . رَأَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن سعد السَّاعِدِيَّ. وَرَوَى عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَأُسَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، وَالْمُنْذِرِ، وَالزُّبَيْرِ ابْنَيْ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَسْعُودِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [5] ، والدّار الدّارقطنيّ.   [1] الجرح والتعديل 5/ 240. [2] وقال أبو حاتم: «صالح الحديث» . [3] انظر عن (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 349، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 779 و 3/ رقم 4928، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 289 رقم 939، والتاريخ الصغير 2/ 189، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 46، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 334 رقم 930، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 193، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 491، والجرح والتعديل 5/ 239 رقم 1134، والثقات لابن حبّان 5/ 85، والمجروحين له 2/ 57، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1593، 1594، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 40 رقم 917، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 243 ب، وتاريخ بغداد 10/ 225، 226 رقم 5357، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 284 رقم 1071، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 792، والكاشف 2/ 148 رقم 3254، والمغني في الضعفاء 2/ 381 رقم 3577، والعبر 1/ 260، 261، وسير أعلام النبلاء 7/ 323- 325 رقم 111، وتهذيب التهذيب 6/ 189، 190 رقم 382، وتقريب التهذيب 6/ 483 رقم 964، وخلاصة تذهيب التهذيب 228، وشذرات الذهب 1/ 280. [4] انظر الجزء الخاص بالمغازي من هذا الكتاب- ص 189. [5] الجرح والتعديل 5/ 239. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 237 وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [1] . وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: صُوَيْلِحٌ [2] . أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ، وَيُوسُفَ بْنُ عَالِيَةَ قَالَ: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ البنّاء، أَنَا عَلِيُّ بْنُ السَّرِيِّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الذَّهَبِيُّ، نَا عَبْدُ اللَّهِ الْبَغَوِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَارِثِيُّ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ- وَكَانَ بَدْرِيًّا قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ وَالِدَيَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، الصَّلاةُ عَلَيْهِمَا وَالاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لا رَحِمَ لَكَ إِلا مِنْ قِبَلِهِمَا، فَهَذَا بَقِيَ عَلَيْكَ» [3] . وَهَذَا حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ، رَوَاهُ (د) . (ق) . مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْغَسِيلِ. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «كِتَابِ الأَدَبِ» [4] لَهُ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْهُ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، وللَّه الْحَمْدُ. مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، عَنْ نَحْوٍ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ. 179- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ الْحَارِثِيُّ الْبَصْرِيُّ [5] . أَبُو الْحَسَنِ. عَنِ: أبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، ومنصور بن زاذان.   [1] تاريخ بغداد 10/ 226. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 334، تاريخ بغداد 10/ 226. [3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 497، 498، وأبو داود في الأدب (5142) باب: في برّ الوالدين، وابن ماجة في الأدب (3664) باب: صل من كان أبوك يصل، وابن حبّان في صحيحه (2030) ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين 4/ 155، ووافقه الذهبي في تلخيصه. [4] ص 27، 28 رقم 35 باب رقم (19) برّ الوالدين بعد موتهما. [5] انظر عن (عبد الرحمن بن العريان) في: الجرح والتعديل 5/ 271 رقم 1284، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 215 رقم 770. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 238 وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ [3] . 180- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْن هِشَامِ بْن عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِي [4] . الأَمِيرُ الأُمَوِيُّ الْمَرْوَانِيُّ الدَّاخِلُ إِلَى الأَنْدَلُسِ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ تَمَلَّكَ الأَنْدَلُسَ. وذلك أنّه هرب وانفعلت مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ عِنْدَ اسْتِيلائِهِمْ، وَأَبْعَدَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَرَوَى جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْدَلُسِيُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلَ لَمَّا سَارَ هَارِبًا مِنْ مِصْرَ صَارَ إِلَى أَرْضِ بَرْقَةَ، فَأَقَامَ بِهَا خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ رَحَلَ مِنْهَا يُرِيدُ الأَنْدَلُسَ. فَدَخَلَ بَدْرٌ مَوْلاهُ يَتَجَسَّسُ عَنِ الأَخْبَارِ، فَقَالَ لِلْمُضَرِيَّةِ: لَوْ وَجَدْتُمْ رَجُلا من أهل الخلافة أكنتم تبايعونه؟   [1] الجرح والتعديل 5/ 272. [2] الجرح والتعديل، وفيه: «شيخ محلّه الصدق» . [3] وقال ابن شاهين: روى عنه إبراهيم بن عبد الله وقال: ثقة مأمون. وقال يحيى بن ثوبان: أصله خراساني نزل الشام. وما ذكره يحيى إلّا بخير. [4] انظر عن (عبد الرحمن بن معاوية بن هشام- المعروف بالداخل) في: نسب قريش 168، وتاريخ خليفة 415، والمعارف 350، 365، وتاريخ الطبري 7/ 500، والعقد الفريد 4/ 488، 489، 498، ومروج الذهب 402، 922، 1367، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 85، 93، 94، 104، 154، 189، 328، 409، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 3، 4، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 35- 42 رقم 8، وجذوة المقتبس للحميدي 8، 9، وتاريخ حلب للعظيميّ 219، 221، 222، 231، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 103 ب- 106 أ، وبغية الملتمس للضبّي 12، 13، والصلة لابن بشكوال 206، 207 رقم 462 (في ترجمة: سعيد بن عثمان البريري) ، والبيان المغرب لابن عذاري 2- 60، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 217، وسير أعلام النبلاء 8/ 217- 225 رقم 55، وفوات الوفيات 2/ 302، 303، وتاريخ ابن خلدون 4/ 120، ونهاية الأرب 22/ 1، والإستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى 1/ 118، ومرآة الجنان 1/ 368، والمختصر في أخبار البشر 2/ 12، والروض الأنف للحميري 28، 29، 75، 119، ودول الإسلام 1/ 114، ونفح الطيب للمقريّ 1/ 118، (وانظر فهرس الأعلام) ، ومعجم بني أميّة للدكتور المنجد 94- 98 رقم 185. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 239 قَالُوا: وَكَيْفَ لَنَا بِذَاكَ؟ فَقَالَ بَدْرٌ: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَأَتَوْهُ فَبَايَعُوهُ، فَوُلِّيَ عَلَيْهِمْ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ وُلِّيَ ابْنُهُ مِنْ بَعْدِهِ. قَالَ: وَدُخُولُهُ الأَنْدَلُسِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ [1] وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ يُوسُفُ الْفِهْرِيُّ أَوَّلَ مَنْ قَطَعَ الدَّعْوَةَ عَنْهُمْ. وَكَانَ مَنْ قَبْلَهُ يَدْعُونَ لِوَلَدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بِالْخِلافَةِ، فَأَبْطَلَ يُوسُفُ ذَلِكَ وَدَعَا لِنَفْسِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلُ إِلَى الأَنْدَلُسِ قَاتَلَ يُوسُفَ وَاسْتَوْلَى عَلَى الْبِلادِ. قُلْتُ: وَبَقِيَ مُلْكُ الأَنْدَلُسِ بِأَيْدِي أَوْلادِهِ إِلَى رَأْسِ الأَرْبَعِمِائَةِ. وَبَلَغَنَا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ لَمَّا تَوَجَّهَ إِلَى يُوسُفَ الْفِهْرِيِّ عَدَّى إِلَى الْجَزِيرَةِ فَنَزَلَهَا، فَاتَّبَعَهُ أَهْلُهَا، فَمَضَى فِي عَسْكَرٍ إِلَى إِشْبِيلِيَّةَ، فَأَطَاعَهُ أَهْلُهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى قُرْطُبَةَ فَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، فَكَانَ كُلَّمَا قَصَدَ مَدِينَةً بَايَعُوهُ. فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ الْعَسَاكِرَ قَدْ أَظَلَّتْهُ هَرَبَ إِلَى دَارِ الشّرك، فتحصّن هناك، فغراه فِيمَا بَعْدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّاخِلُ، فَوَقَعَتْ نَفْرَةٌ فِي عَسْكَرِهِ فَانْهَزَمَ، وَرَجَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مُظَفَّرًا مَنْصُورًا، وَجَعَلَ لِمَنْ يَأْتِيهِ بِرَأْسِ يُوسُفَ مَالا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ خَاصَّةِ يُوسُفَ بِرَأْسِهِ [2] . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُمَيْدِيُّ [3] : وُلِدَ الأَمِيرُ أَبُو الْمُطَرِّفِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالشَّامِ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَدَخَلَ الأَنْدَلُسَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ، فَقَامَتْ مَعَهُ الْيَمَانِيَّةُ، وَحَارَبَ يُوسُفَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيَّ مُتَوَلِّي الأَنْدَلُسِ، فَهَزَمَهُ وَاسْتَوْلَى عَلَى قُرْطُبَةَ يَوْمَ النَّحْرِ مِنَ الْعَامِ. وَعَاشَ إِلَى سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَهُ لَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى سِيرَةٍ جَمِيلَةٍ مِنَ الْعَدْلِ، وَمِنْ قُضَاتِهِ مُعَاوِيَةُ بن صالح الحضرميّ الحمصيّ. قال أبو المظفّر الأَبِيوَرْدِيُّ: كَانُوا يَقُولُونَ مَلَكَ الدُّنْيَا ابْنَا بَرْبَرِيَّتَيْنِ، يعنون   [1] وفي سير أعلام النبلاء، للمؤلّف 8/ 218 «في سنة ثمان وثلاثين» . [2] الصلة لابن بشكوال 206، 207 رقم 462. [3] في جذوة المقتبس 8، 9. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 240 الْمَنْصُورَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُعَاوِيَةَ. وَكَانَ الْمَنْصُورُ إِذَا ذُكِرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ذَاكَ صَقْرُ قُرَيْشٍ، دَخَلَ الْمَغْرِبَ وَقَدْ قُتِلَ قَوْمُهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْرِبُ الْعَدْنَانِيَّةَ بِالْقَحْطَانِيَّةِ حَتَّى تَمَلَّكَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ: (أَقَامَ عَبْدُ) [1] الرَّحْمَنِ فِي بِلادِهِ (يَدْعُو) بِالْخِلافَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ أَعْوَامًا، ثُمَّ تَرَكَ الْخُطْبَةَ [2] . وَقِيلَ لَمَّا تَوَطَّدَ مُلْكُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَارَتْ إِلَيْهِ بَنُو أُمَيَّةَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، فَأَكْرَمَ مَوْرِدَهُمْ وَادَّبَّرَ أَرْزَاقَهُمْ، وَلَمْ يَهْجُهُ بَنُو الْعَبَّاسِ، وَلا هُوَ تَعَرَّضَ لَهُمْ، بَلْ قَنَعَ بِإِقْلِيمِ الأَنْدَلُسِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ اللُّغَوِيُّ الَّذِي تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعِمِائَةٍ: كَانَ بِقُرْطُبَةَ جَنَّةٌ اتَّخَذَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ فِيهَا نَخْلَةٌ أَدْرَكْتُهَا، وَمِنْهَا تَوَلَّدَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ بِالأَنْدَلُسِ. قَالَ: وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ: يَا نَخْلُ أَنْتِ غريبة مثلي ... في العرب نَائِيَةٌ عَنِ الأَصْلِ فَابْكِي، وَهَلْ تَبْكِي مُكَيَّسَةٌ [3] ... عَجْمَاءُ، لَمْ تُطْبَعْ عَلَى خَيْلِ؟ لَوْ أَنَّهَا تَبْكِي، إِذًا لَبَكَتْ ... مَاءَ الْفُرَاتِ وَمَنْبِتَ النَّخْلِ لكنّها ذهلت وأذهلني ... (بعضي) [4] بَنِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَهْلِي [5] وَمِنْ شِعْرِهِ أَيْضًا: أَيُّهَا الرَّاكِبُ [6] الْمُيَمِّمُ أَرْضِي ... أَقْرِ مِنْ بَعْضِي السّلام لبعضي [7]   [1] في الأصل بياض، وما أثبتناه بين القوسين اعتمادا على (الحلّة السيراء 1/ 35) . [2] انظر: الحلّة السيراء 1/ 35، 36) . [3] في سير أعلام النبلاء 8/ 224 «ملمّسة» . [4] في الأصل بياض، واستدركتها من الحلّة. [5] الأبيات في: الحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 37، وسير أعلام النبلاء 8/ 223، 224، وقد ذكرها المقّري في «نفح الطيب» 3/ 60 باختلاف عما هنا، ونسبها لعبد الملك بن مروان. [6] في «سير أعلام النبلاء» 8/ 219 «الركب» ، والمثبت يتفق مع «الحلّة السيراء» . [7] في «الحلّة السيراء» ، و «المعجب في أخبار المغرب» - ص 12 «لبعض» من غير ياء. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 241 إِنَّ جِسْمِي كَمَا عَلِمْتَ بِأَرْضٍ ... وَفُؤَادِي وَمَالِكِيهِ بِأَرْضِ قُدِّرَ الْبَيْنُ بَيْنَنَا فَافْتَرَقْنَا ... وَطَوَى الْبَيْنُ عَنْ جُفُونِيَ غَمْضِي وَقَضَى [1] اللَّهُ بِالْفِرَاقِ عَلَيْنَا ... فَعَسَى بِاجْتِمَاعِنَا اللَّهُ [2] يَقْضِي [3] تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ، وَقَامَ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُهُ هِشَامٌ. 181- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ الْمَدَنِيُّ [4]- خ. ع. - مَوْلَى آلِ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ لا اللَّيْثِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وقتيبة بن سعيد، وآخرون. قال ابن خداش: صدوق. وقد قدمنا أَنَّ الْمَنْصُورَ آذَاهُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا لِيَدُلَّهُ عَلَى مُحَمَّدِ بن   [1] في «الحلّة» : «قد قضى» . [2] في «الحلّة» و «المعجب» و «السّير» : «سوف» بدل لفظ الجلالة. [3] الحلّة السيراء 1/ 36، المعجب 12، سير أعلام النبلاء 8/ 219. [4] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الموال) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 415 (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 359، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 355 رقم 1126، وطبقات خليفة 276، وعمل اليوم والليلة للنسائي 346 رقم 498، وتاريخ الطبري 7/ 538، 550، والجرح والتعديل 5/ 292، 293 رقم 1388، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1616، 1617، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 217 رقم 779، ومقاتل الطالبين 199، 287، 288، 295، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 140 رقم 1108، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 461، 462 رقم 692، ورجال الطوسي 230 رقم 118، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 294 رقم 1113، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 821، والكاشف 2/ 166 رقم 3371، والمغني في الضعفاء 2/ 387، 388 رقم 3640، وميزان الاعتدال 2/ 592- 594 رقم 4985، ومرآة الجنان 1/ 368، وتهذيب التهذيب 6/ 282، 283 رقم 7552 وتقريب التهذيب 1/ 500 رقم 1129، وخلاصة تذهيب التهذيب 235. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 242 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَسَجَنَهُ مُدَّةً، وَكَانَ مِنْ شِيعَتِهِمْ [1] . قَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بن حنبل، عن ابن أَبِي الْمَوَالِ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ [2] . وَكَانَ مَحْبُوسًا فِي الْمُطَبَّقِ حِينَ هَرَبَ [3] . وَيَرْوِي حَدِيثَ الاسْتِخَارَةِ، لَيْسَ يَرْوِيهِ غَيْرُهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ [4] . قُلْتُ: قَدْ أَخْرَجَهُ (ابْنُ عَدِيٍّ) [5] . قَالَ: وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ: إِذَا كَانَ حَدِيثَ غَلَطِ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ. وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يَقُولُونَ: ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ، يُحِيلُونَ عَلَيْهِمَا. [6] . قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [7] : وَقَدْ رَوَى حَدِيثَ الاسْتِخَارَةِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الْمَوَالِ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [8] . 182- عَبْدُ السَّلامِ بن مكلبة البيروتيّ [9] .   [1] مقاتل الطالبيين 287. [2] الجرح والتعديل 5/ 293، الكامل لابن عديّ 4/ 1616. [3] الكامل لابن عديّ 4/ 1616، مقاتل الطالبيين 287، 288. [4] الكامل 4/ 1616، وقد رواه ابن عديّ. [5] في الأصل بياض، استدركته باعتبار أن الحديث أخرجه ابن عديّ في الكامل، وهو الّذي قال الآتي بعده. [6] الكامل 4/ 1616. [7] في الكامل 4/ 1617. [8] وقال يحيى بن معين: صالح. وقال أبو حاتم: لا بأس به، وهو أحبّ إليّ من أبي معشر. وسئل أبو زرعة، فقال: لا بأس به، صدوق. (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان: «من متقني أهل المدينة وكان يغرب» . (مشاهير علماء الأمصار 140) . وذكره ابن معين في تاريخه وقال: «ثقة» ، ونقله ابن شاهين في ثقاته. [9] انظر عن (عبد السلام بن مكلبة) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 67، 77، والجرح والتعديل 6/ 47، 48 رقم 252، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 128، 129، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الأسامي 3/ 135 رقم (805) وقد تصحف فيه إلى «مطلبة» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 243 عَنْ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَأَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ، وَالأَوْزَاعِيِّ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُمْ. مَاتَ كَهْلا وَلَمْ يُلَيَّنْ [1] . 183- عبد الصمد بن معقل بن منبه اليماني [2] . عن: أبيه، وعمّه وهب بن منبّه، وطاووس، وَعِكْرِمَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَخُوهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ [3] . قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ قَدْ عَمَّرَ وَأَظُنُّهُ مَاتَ أَيَّامَ هُشَيْمٍ. قُلْتُ: مَعَ ثِقَتِهِ لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ أَحَدٌ [4] . 184- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أبي ثابت، عمران [5] .   [1] وقال عباس الخلّال: سمعت مروان بن محمد يقول: أعلم الناس بالأوزاعيّ وبحديثه وفتياه عشرة أنفس، أولهم الهقل، والثاني يزيد بن السمط، والثالث عبد السلام بن مكلبة. (الجرح والتعديل 6/ 47، 48) و (تاريخ دمشق 24/ 129) . [2] انظر عن (عبد الصمد بن معقل) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 104 رقم 1845، وطبقات خليفة 288، وتاريخ الثقات للعجلي 303 رقم 1004، والجرح والتعديل 6/ 50 رقم 265، والثقات لابن حبّان 7/ 134، ومشاهير علماء الأمصار له 192 رقم 1541، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 242 رقم 935، وتاريخ جرجان للسهمي 81، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 834، وميزان الاعتدال 2/ 621 رقم 5076، وتهذيب التهذيب 6/ 328 رقم 631، وتقريب التهذيب 1/ 507 رقم 1204، وخلاصة تذهيب التهذيب 239. [3] الجرح والتعديل 6/ 50، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، رقم 935. [4] قال ابن حبّان إنه «من خيار أهل اليمن» . (مشاهير علماء الأمصار، رقم 1541) ، وذكره في «الثقات» 7/ 134 وقال: مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وقد قال بعض ولده إنه مات سنة خمس وتسعين ومائة، والأول أشبه. [5] انظر عن (عبد العزيز بن أبي ثابت) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 45/ 436، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5321، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 29 رقم 1585، والضعفاء الصغير له 268/ رقم 223، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 244 الْمَدَنِيُّ الأَعْرَجُ. اتَّصَلَ بِيَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ. وَرَوَى عَنْ: أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ. وَعَنْهُ: يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَأَبُو حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ. وَمَوْتُهُ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ مَالِكٍ. قَالَ الْبُخَارِيّ [1] : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينِ: لَيْسَ بِثِقَةٍ إِنَّمَا كَانَ صَاحِبَ شِعْرٍ [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] : لَمْ نَكْتُبْ عَنْهُ. قُلْتُ: يَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [5] وَكَأَنَّهُ خَطَأٌ، فَإِنَّ الْحِزَامِيَّ مَا كَتَبَ إِلا بَعْدَ هَذَا الْوَقْتِ بمدّة.   [ () ] والمعرفة والتاريخ 1/ 633 و 3/ 250، 288، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 393، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 247 و 2/ 23، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 13، 14 رقم 969، والجرح والتعديل 5/ 390، 391 رقم 1817، والمجروحين لابن حبّان 2/ 139، 140، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1924، وتاريخ جرجان للسهمي 361، 364، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 835، والمغني في الضعفاء 2/ 399 رقم 3747، والكاشف 2/ 177 رقم 3452، وميزان الاعتدال 2/ 632، 633، رقم 5119، وتهذيب التهذيب 6/ 350، 351 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1210 و 1/ 511 رقم 1242،. [1] في تاريخه، وضعفائه، وزاد: «منكر الحديث» ، ونقله العقيلي في الضعفاء 3/ 13. [2] الجرح والتعديل 5/ 391، الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1924، الضعفاء للعقيليّ 3/ 14، المجروحين لابن حبّان 2/ 139. [3] في الضعفاء والمتروكين، رقم 393 «متروك الحديث» . [4] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 297، رقم 5321، والضعفاء للعقيليّ 3/ 14، والجرح والتعديل 5/ 390. [5] أرّخه المؤلّف في «الكاشف» 2/ 177 رقم 3452 بسنة 197. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 245 وَكَذَا أَحْمَدُ يَقُولُ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ، وَأَحْمَدُ فَإِنَّمَا يَقُولُ هَذَا بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَمِائَةٍ [1] . 185- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ التَّرْجُمَانَ [2] . أَبُو سَهْلٍ الْمَرْوَزِيُّ. عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ يَمَانٍ الرَّازِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : ليس بالقويّ عندهم.   [1] وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن عبد العزيز بن عمران الّذي يروي عنه يعقوب الزهري وغيره فقال: متروك الحديث، ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا. قلت: يكتب حديثه؟ قال: على الاعتبار. قال أبو محمد: كان في كتابنا عن أبي زرعة أحاديث لمحمد بن إسماعيل الجعفري، عن عبد العزيز بن عمران، فامتنع أبو زرعة من قراءته وترك الرواية عنه» . (الجرح والتعديل 5/ 391) . وذكره العقيلي في الضعفاء 3/ 14 وقال: «حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلّا به» . وقال ابن حبّان: «ممن يروي المناكير عن المشاهير فلما أكثر مما لا يشبه حديث الأثبات لم يستحقّ الدخول في جملة الثقات، فكان الغالب عليه الشعر والأدب دون العلم» . (المجروحون 2/ 139) . وقال ابن عديّ: «وقد حدّث عنه جماعة من الثقات أحاديث غير محفوظة» . (الكامل 5/ 1924) . [2] انظر عن (عبد العزيز بن الحصين) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 365، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 30 رقم 1586، والتاريخ الصغير له 193، والضعفاء الصغير له 268 رقم 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297، رقم 391، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 376، 377، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 15، 16 رقم 971، والجرح والتعديل 5/ 380 رقم 1777، والمجروحين 2/ 138، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1924- 1926، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 239 ب، 240 أ، وميزان الاعتدال 2/ 627 رقم 5095، والمغني في الضعفاء 2/ 397 رقم 3728. [3] في تاريخه الكبير، والضعفاء الصغير. أما في التاريخ الصغير فقال: «سكتوا عنه» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 246 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [1] . وَقَالَ مُسْلِمٌ [2] : ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ [3] ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا، وَسَاقَ الأَسْمَاءَ الْحُسْنَى [4] . 186- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الرُّبَيِّعِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ [5]- م. د. - عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: وَلَدَاهُ سَبْرَةُ، وَحَرْمَلَةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ. 187- عَبْدُ الْعَزِيزِ بن سلمان الرّاسبيّ البصريّ [6] .   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 15، الجرح والتعديل 5/ 380، الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 240، أالكامل لابن عديّ 5/ 1924. [2] في الضعفاء والمتروكين، ورقة 50. [3] هو محمد بن سيرين، كما في «الضعفاء الكبير» للعقيليّ 3/ 15. [4] وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي، عن عبد العزيز بن الحصين، فقال: ليس بقويّ، منكر الحديث، وهو في الضعف مثل عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَقَالَ: سألت أبا زرعة، عن عبد العزيز بن الحصين، فقال: لا يكتب حديثه. (الجرح والتعديل 5/ 380) . وقال ابن حبّان: «كان ممن يروي المقلوبات عن الأثبات والموضوعات عن الثقات، وأشبه حديثه ما روى عن الزهري إلّا الشيء بعد الشيء، ولا يجوز الاحتجاج به بحال من الأحوال» . (المجروحون 2/ 138) . وقال ابن عديّ: «وعبد العزيز بن الحصين بيّن الضعف فيما يرويه» . (الكامل 5/ 1926) . وقال الحاكم النيسابورىّ: «حديثه ليس بالقائم» . (الأسامي والكنى 239 ب) . [5] انظر عن (عبد العزيز بن الربيع) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 20 رقم 1555، والمعرفة والتاريخ 1/ 610، والجرح والتعديل 6/ 382 رقم 1784، والثقات لابن حبّان 7/ 110، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 427 رقم 959، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 312 رقم 1185، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 836، والكاشف 2/ 174 رقم 3431، وتهذيب التهذيب 6/ 335، 336 رقم 645، وتقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1216، وخلاصة تذهيب التهذيب 239. [6] انظر عن (عبد العزيز بن سلمان الراسبي) في: حلية الأولياء 6/ 243- 245 رقم 369، وصفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 377- 379 رقم 561. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 247 الزَّاهِدُ الْمُذَكِّرُ، وَكَانَتْ رَابِعَةُ الْعَدَوِيَّةُ تُسَمِّيهِ سَيِّدَ الْعَابِدِينَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: قِيلَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاسِبِيِّ: مَا بَقِيَ مِمَّا يُلْتَذُّ بِهِ؟ قَالَ: سِرْدَابٌ أَخْلُو بِهِ [1] . وَفِيهِ حَكَى أَبُو طَاهِرٍ التَّبَّانُ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سلمان إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ وَالْقِيَامَةُ صَرَخَ كَمَا تَصْرُخُ الثَّكْلَى. وَيَصْرُخُ الْخَائِفُونَ مِنْ جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ [2] . 188- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ الدَّبَّاغُ [3]- ع. - مَوْلَى حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ. رَوَى عَنْ: ثَابِتٍ البنانيّ، وأيّوب السّختيانيّ، وعاصم الأحوال. وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَيَعْلَى بْنُ أَسَدٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [4] . 189- عَبْدُ الْكَرِيمِ بن محمد الجرجانيّ [5]- ت. -   [1] حلية الأولياء 6/ 245، صفة الصفوة 3/ 379. [2] حلية الأولياء 6/ 243، صفة الصفوة 3/ 377. [3] انظر عن (عبد العزيز بن المختار) في: التاريخ لابن معين 2/ 367، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 24 رقم 1567، وتاريخ الثقات للعجلي 306 رقم 1067، والجرح والتعديل 5/ 393، 394 رقم 1829، والثقات لابن حبّان 7/ 115، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 236 رقم 894، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 842، 843، وميزان الاعتدال 2/ 634 رقم 5127، والكاشف 2/ 178 رقم 3455، وتهذيب التهذيب 6/ 355، 356 رقم 678، وتقريب التهذيب 1/ 512 رقم 1249، وخلاصة تذهيب التهذيب 241. [4] في تاريخه 2/ 367، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، رقم 894. وذكره العجليّ، وابن حبّان في «الثقات» . [5] انظر عن (عبد الكريم بن محمد الجرجاني) في: الجرح والتعديل 6/ 61 رقم 323، والثقات لابن حبّان 8/ 423، وتاريخ جرجان للسهمي 239- 241 رقم 389، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 848، وميزان الاعتدال 2/ 646 رقم 5170، والكاشف 2/ 181 رقم 3478، وتهذيب التهذيب 6/ 375، 376 رقم 715، وتقريب التهذيب 1/ 516 رقم 1284، وخلاصة تذهيب التهذيب 242. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 248 قَاضِي جُرْجَانَ. هَرَبَ مِنَ الْقَضَاءِ وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ [1] . رَوَى عَنْ: ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ. وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . 190- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد المطّلب الْعَبَّاسِيُّ الأَمِيرُ [3] . وَلِيَ عِنْدَ الرُّومِ، وَكَانَ أَمِيرَ غَزْوَةِ أَقْرِيطِيَّةَ [4] فِي جَيْشٍ لَجْبٍ، فَدَخَلَ مِنْ دَرْبِ الصَّفْصَافِ وَرَجَعَ مَنْصُورًا عَلَى دَرْبِ الْحَدَثِ، وَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ وَحَصَّلُوا مِنَ السَّبْيِ سَبْعَةَ [5] عَشَرَ أَلْفِ نَسَمَةٍ. 191- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم الأنصاريّ الأعرج [6] .   [1] «الثقات» لابن حبّان 8/ 423. [2] أرّخه ابن حبّان. [3] انظر عن (عبد الملك بن صالح العباسي) في: تاريخ خليفة 441، 449، 450، 458، والمعارف 375، 384، وعيون الأخبار 1/ 21، 109، 117، 183، والحيوان 4/ 423، والبيان والتبيين 2/ 109، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 162، 169، وأنساب الأشراف 3/ 50، وتاريخ اليعقوبي 2/ 410، 423، 431، 434، 439، وتاريخ الطبري 8/ 145، 188، 239، 241، 256، 268، 269، 276، 297، 302، 346، والولاة والقضاة للكندي 136، والعقد الفريد 1/ 254، 267، 268 و 2/ 129، 130، 152- 154، 425 و 3/ 309، و 4/ 99 و 5/ 72، 73 و 6/ 222، ومروج الذهب 2509، 2510، 2553، 2615، 2644، وربيع الأبرار 3/ 53، 317، وتحسين القبيح 46، 47، وزهر الآداب 660، 663، والأجوبة المسكتة، رقم 258، وغرر الخصائص 346، وديوان المعاني 1/ 132، ومحاضرات الأدباء 1/ 251، وشرح المقامات للشريشي 1/ 42، 43، وأمالي المرتضى 1/ 290، والتذكرة الحمدونية 2/ 51، 77، 78، 181، 182، 419، والإنباء في تاريخ الخلفاء 79، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 222، ونثر الدر 1/ 444، 447، 458 و 3/ 36، والروض المعطار 370، 454، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 317 و 15/ 115. [4] في الأصل «أقراطيا» ، والتصحيح من «تاريخ خليفة» 449. [5] في «تاريخ خليفة» 449 «تسعة عشر ألف» . [6] انظر عن (عبد الملك بن محمد بن أبي بكر) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 249 أَبُو الطَّاهِرِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، وَلِيَ قَضَاءَ دِيَارِ مِصْرَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ [1] . وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْعُلَمَاءِ، بَصِيرًا بِالأَحْكَامِ، مُتَضَلِّعًا بِمَعْرِفَةِ أَقْوَالِ أَئِمَّةِ الْمَدِينَةِ كَالْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ، وَرَبَيْعَةَ الرَّأْيِ. حدث عن: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : مَاتَ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ قَاضِيًا بِهَا لِلرَّشِيدِ. وَقَالَ غَيْرُهُ [3] : وُلِّيَ قَضَاءَ الْجَنْبِ الشَّرْقِيِّ، وَلَمْ تَطُلْ مُدَّتُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [4] . وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ. وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [5] . وَقِيلَ سَنَةَ ثَمَانٍ [6] . وَثَّقَهُ الْخَطِيبُ [7] . 192- عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعدٍ السّاعديّ المدنيّ [8]- ت. ق. -   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 323، وتاريخ خليفة 450، وطبقات خليفة 275، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 431، 432 رقم 1405، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 237، 326، والجرح والتعديل 5/ 369 رقم 1727، والثقات لابن حبّان 8/ 387، وتاريخ بغداد 10/ 408- 410 رقم 5575، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 298 ب، والولاة والقضاة للكندي 383- 385، والبداية والنهاية 10/ 171 و 173، والجامع لشمل القبائل لبامطرف 2/ 778. [1] انظر: الولاة والقضاة للكندي 383- 385. [2] في طبقاته 7/ 323. [3] هو الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 408. [4] تاريخ بغداد 10/ 410. [5] أرّخه بها خليفة، في تاريخه 450، وطبقاته 275. [6] تاريخ بغداد 10/ 410. [7] في تاريخ بغداد 10/ 410 وقال: «كان جليلا من أهل بيت العلم والسّير والحديث» . وقال ابن سعد: «كان قليل الحديث» . [8] انظر عن (عبد المهيمن بن عباس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 421، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 376، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 137، رقم 1947، والتاريخ الصغير له 206، والضعفاء الصغير له 269 رقم الجزء: 11 ¦ الصفحة: 250 هُوَ أَخُو (أُبَيٍّ) [1] . رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَزَوْجَةِ جدّه هند، وأبي حازم المدينيّ. وعنه: ابنه عبّاس، و (يعقوب) [2] بْنُ الزُّهْرِيِّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ كَاسِبٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَآخَرُونَ. لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ [3] . قَالَ البخاري [4] : منكر الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ [5] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [6] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [7] : لا يُحتج بِهِ [8] . 193- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ العبديّ [9]- ع. -   [243،) ] والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 386، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 114، 115 رقم 1088، والجرح والتعديل 6/ 67، 68 رقم 354، والمجروحين لابن حبّان 2/ 148، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1982، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 864، وميزان الاعتدال 2/ 671 رقم 5279، والكاشف 2/ 190 رقم 3545، وتهذيب التهذيب 6/ 432 رقم 907، وتقريب التهذيب 1/ 525 رقم 1378، وخلاصة تذهيب التهذيب 305. [1] في الأصل بياض، استدركته من تهذيب التهذيب. [2] في الأصل بياض، استدركته من تهذيب التهذيب. [3] قاله ابن عديّ في «الكامل» 5/ 1982. [4] في تاريخه الكبير، وضعفائه الصغير. أما في التاريخ الصغير فقال: «صاحب مناكير» . [5] تهذيب الكمال 2/ 864. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 115. [7] في المجروحين 2/ 148. [8] وقال النسائي: «متروك الحديث» . وكان علي بن الحسين بن الجنيد يقول: عبد المهيمن بن عباس بن سهل ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. (الجرح والتعديل 6/ 68) . [9] انظر عن (عبد الواحد بن زياد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 289، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 377، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 675 و 2/ رقم 3038، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 59 رقم 1706، والتاريخ الصغير له 197، وتاريخ خليفة 450، وطبقات خليفة 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 14، وتاريخ الثقات للعجلي 313 رقم 1042، وعمل اليوم والليلة للنسائي 601 رقم 1124، والضعفاء والمتروكين، له 296 رقم 370، والمعارف الجزء: 11 ¦ الصفحة: 251 مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ أَبُو بِشْرٍ، وَقِيلَ أَبُو عُبَيْدَةَ. مِنْ مَشَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ. رَوَى عَنْ: حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَكُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، وَالأَعْمَشِ، وَالْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَعَفَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وثّقه أحمد، وغيرهم. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلَيَّنَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَقَالَ: قَلَّ مَا رَأَيْتُهُ يَطْلُبُ العلم [2] .   [421، 513، 597،) ] وأنساب الأشراف ق 4/ 236، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 108، 109 و 2/ 203، 234، 245، 247، 255، 307، 389، 401، 410، و 3/ 16، 40، والمعرفة والتاريخ 1/ 168، 344، 519 و 3/ 122، 195، 199، 212، وتاريخ الطبري 1/ 352، 363 و 2/ 299 و 7/ 628، 656، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 127، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 55 رقم 1015، والجرح والتعديل 6/ 20، 21 رقم 108، والثقات لابن حبّان 7/ 123، ومشاهير علماء الأمصار، له 160، رقم 1266، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1938، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 484، 485 رقم 741، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 31 أ (رقم 787 حسب ترقيم نسختنا المصوّرة) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 443 رقم 994، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 319، 320 رقم 1214، والكامل في التاريخ 5/ 563، 576، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 865، والكاشف 2/ 191 رقم 3549، والمغني في الضعفاء 2/ 410 رقم 3868، وميزان الاعتدال 2/ 672 رقم 5287، والمعين في طبقات المحدّثين 61 رقم 600، ودول الإسلام 1/ 115، والعبر 1/ 269، وسير أعلام النبلاء 9/ 7- 9 رقم 2، وتذكرة الحفاظ 1/ 258، والبداية والنهاية 10/ 171، وتهذيب التهذيب 6/ 434، 435 رقم 912، وتقريب التهذيب 1/ 526 رقم 1383، مقدّمة فتح الباري 421، والنجوم الزاهرة 2/ 87، وطبقات الحفّاظ 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 247، وشذرات الذهب 1/ 310. [1] في تاريخه 2/ 377 ونقله العقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 55، وقال معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الدمشقيّ: قلت ليحيى بن معين: من أثبت أصحاب الأعمش؟ فقال: بعد سفيان وشعبة أبو معاوية الضرير، وبعده عبد الواحد بن زياد. وقال الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: أبو عوانة أحب إليك أو عبد الواحد؟ فقال: أبو عوانة أحبّ إليّ، وعبد الواحد، ثقة. (الجرح والتعديل 6/ 21) . [2] الضعفاء الكبير 3/ 55. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 252 وَقَالَ أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ: عَمَدَ عَبْدُ الْوَاحِدِ إِلَى أَحَادِيثَ كَانَ الأَعْمَشُ يُرْسِلُهَا فَوَصَلَهَا كُلَّهَا [1] . وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ يَطْلُبُ حَدِيثًا قَطُّ بِالْبَصْرَةِ وَلا الْكُوفَةِ. وَكُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلاةِ أُذَاكِرُهُ حَدِيثَ الأَعْمَشِ، لا يَعْرِفُ مِنْهُ حَرْفًا [2] . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَالْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ [4] ، وَغَيْرُهُ: سَنَةَ سَبْعٍ. 194- عَبْدُ الوارث [5]- ع. -   [1] الضعفاء الكبير 3/ 55. [2] الضعفاء الكبير 3/ 55، وقال النَّسَائيّ: «متروك الحديث» . وقال أَبُو حاتم: «ثقة» ، ومثله قال أبو زرعة. (الجرح والتعديل) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وكذلك العجليّ. وقال ابن حبّان: «كان متقنا ضابطا» . (المشاهير) . [3] وبها أرّخه ابن حبّان في الثقات، والمشاهير. [4] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 460 رقم 3038. [5] انظر عن (عبد الوارث بن سعيد) في: الطبقات الكبرى 7/ 289، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 377، وتاريخ الدارميّ 61، 63، 64، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز، 1/ رقم 503 و 2/ رقم 628 و 815، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه 1/ رقم 974 و 976 و 3/ رقم 5903، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 118 رقم 1891، والتاريخ الصغير له 197، والضعفاء الصغير له 269 رقم 240، وطبقات خليفة 224، وتاريخ خليفة 451، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 79، وتاريخ الثقات للعجلي 314 رقم 1046، والمعارف 512، 625، والمعرفة والتاريخ 1/ 171، 285، 530 و 2/ 130، 131، 242، 243، 263، 634، و 3/ 124، 125، 363، 365، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 343 و 3/ 46، 48، 49، 71، 125، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 184 رقم 334، وأنساب الأشراف ق 4/ 129، وتاريخ الطبري 1/ 134، والجرح والتعديل 6/ 75، 76، رقم 386، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 98- 100 رقم 1073، والجرح والتعديل 6/ 75، 76 رقم 386. والثقات لابن حبّان 7/ 140، ومشاهير علماء الأمصار، له 110 رقم 1267، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 74، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 493، 494 رقم 756، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 447، 448، رقم 1005، وتاريخ جرجان للسهمي 451، والسابق واللاحق 271 رقم 127، وموضح أوهام الجمع والتفريق 32/ 246، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 326 رقم 1235، والكامل في التاريخ 6/ 145، 153، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 7868 الجزء: 11 ¦ الصفحة: 253 هُوَ الإِمَامُ أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ الْعَنْبَرِيُّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ التَّنُّورِيُّ، أَحَدُ الأَعْلامِ. روى عن: أيّوب، ويزيد بن الرِّشْكِ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، وَشَعْبَانَ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الصَّمَدِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَبِشْرُ بْنُ هِلالٍ الصَّوَّافُ، وَأَبُو مَعْمَرٍ الْمُقْعَدِ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، وَغَيْرِهِ. وَتَلا عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ الْجَرْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا قَطُّ أَفْصَحَ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ. وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَفْصَحَ مِنْهُ. قُلْتُ: قَدْ كَانَ عَبْدُ الْوَارِثِ إِمَامًا حُجَّةً مُتَعَبِّدًا، لَكِنَّهُ قَدَرِيٌّ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ. وَكَانَ مِنْ خَوَاصِّ تَلامِذَةِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ. قَالَ مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ: قِيلَ لِأَبِي داود الطّيالسيّ: لم لا تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ؟ قَالَ: أُحَدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ يَوْمًا مِنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ أَكْثَرُ مِنْ عُمْرِ أَيُّوبَ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَيُونُسَ [1] ؟ قَالَ الْفَسَوِيُّ [2] : نَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ ذَهَبْنَا فَلَمْ نُصَلِّ خَلْفَهُ.   [ () ] والمغني في الضعفاء 2/ 411 رقم 3882، والكاشف 2/ 192 رقم 3558، وميزان الاعتدال 2/ 677 رقم 5307، ودول الإسلام 1/ 116، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 679، وسير أعلام النبلاء 8/ 267- 270 رقم 80، والعبر 1/ 276، وتذكرة الحفاظ 1/ 257، ومرآة الجنان 1/ 378، والبداية والنهاية 10/ 176 وفيه (البيروتي) وهو تصحيف، وغاية النهاية 1/ 478 رقم 1989، وتهذيب التهذيب 6/ 441- 443 رقم 923، وتقريب التهذيب 1/ 527 رقم 1394، ومقدمة فتح الباري 422، وخلاصة تذهيب التهذيب 247. [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 99. [2] في المعرفة والتاريخ 2/ 263. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 254 قَالَ [1] : وَقِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ وَتَرَكْتَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: إِنَّ عَمْرًا كَانَ دَاعِيًا. وَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ وَذُكِرَ لَهُ أَنَّ عَبْدَ الْوَارِثِ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، عَنِ الْخُرُوجِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَمَرَنِي بِهِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ يَحْيَى وَقَالَ: كَانَ شُعْبَةُ لا يَرَى يَوْمَ صِفِّينَ وَلا يَرَى الْخُرُوجَ مَعَ عَلِيٍّ، يَرَى الْخُرُوجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ؟ وَأَنَا سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: مَا أَدْرِي أَخْطَأُوا أَمْ أَصَابُوا [2] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [3] : قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: لَمْ يَكْتُبْ أَبِي عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ حَرْفًا حَتَّى مَاتَ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ: مَا رَأَيْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ رَوَى عَنْ أَحَدٍ مِنْ مَشَايِخِنَا قَبْلَ مَوْتِهِ، إِلا عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ [4] . قُلْتُ: وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ يَنْهَى عَنِ الأَخْذِ عَنْ عبد الوارث لمكان القدر [5] .   [1] في المعرفة والتاريخ 2/ 263. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 100. [3] في معرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ 237 رقم 815. [4] الجرح والتعديل 6/ 75، وزاد: «فإنه كان يثبته فإذا خالفه أحد من أصحابه قال ما قال عبد الوارث» . [5] وقال ابنه عبد الصمد: إنه لمكذوب على أبي، وما سمعت منه يقول قط في القدر، وكلام عمرو بن عبيد، قال أبو جعفر وكان عند شعبة، فلما قام قال شعبة يعرف الإتقان في قفاه. (الضعفاء الصغير للبخاريّ 269 رقم 240) . وقال علي بن المديني: ليس ينبغي لأحد أن يكذب بالحديث إذا جاءه عن النبي صلى الله عليه، وإن كان مرسلا فإن جماعة كانوا يدفعون حديث الزهري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: من احتجم في يوم السبت أو الأربعاء فأصابه وضح فلا يلومنّ إلا نفسه. فكانوا يفعلونه فبلوا، منهم عثمان البتّي فأصابه الوضح، ومنهم بد الوارث يعني ابن سعيد التنوري، فأصابه الوضح، ومنهم أبو داود فأصابه الوضح، ومنهم عبد الرحمن فأصابه بلاء شديد. (معرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ 190 رقم 628) . وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: عبد الوارث أثبت عندك من ابن عليّة؟ قال: أنا لا أقول هذا، إلّا أن عبد الوارث أروى عن أبي التّيّاح، ويزيد الرشك، وعلي بن زيد وعبد الوارث سمع من سعيد بن جمهان ولم يسمع ابن عليّة منه شيئا، قال أبي: وكان همّام يقول لهم: لا تصلّوا في مسجد عبد الوارث التنوري فإنه قد أخرجه في الطريق أو من الطريق، قلت: من قال هذا؟ قال: عفّان. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 255 مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سنة ثمانين ومائة [1] ، بعد   [ () ] وسمعت أبي يقول: حمّاد بن زيد أحبّ إلينا من عبد الوارث- (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 438 رقم 976 و 977) . وقال عليّ بن المديني: ولم يكن في القوم أعلم من حماد بن زيد بأيوب، ولم يكن في القوم أثبت فيما روى من إسماعيل، ووهيب، وعبد الوارث. (المعرفة والتاريخ 2/ 130) . وقال ابن سعد: كان ثقة حجّة. (الطبقات 7/ 289) . وقال معاذ بن معاذ: سألت أنا ويحيى بن سعيد: شعبة عن شيء من حديث أبي التّيّاح فقال: ما يمنعكم من ذاك الشاب يعني عبد الوارث فما رأيت أحدا أحفظ لحديث أبي التياح منه، فقمنا فجلسنا إليه فسألناه فجعل يمرّها كأنها مكتوبة في قلبه. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كان عبد الوارث أصح الناس حديثا عن حسين المعلم وكان صالحا في الحديث. وقال الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: عبد الوارث؟ قال: هو مثل حمّاد يعني ابن زيد في أيوب. قال: قلت: فالثقفي أحبّ إليك أو عبد الوارث؟ قال: عبد الوارث. قلت: فابن عيينة أحبّ إليك في أيوب أو عبد الوارث؟ فقال: عبد الوارث. وقال معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الدمشقيّ: قلت ليحيى بن معين: من أثبت شيوخ البصريين؟ قال: عبد الوارث بن سعيد مع جماعة سمّاهم. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الوارث فقال: ثقة، هو أثبت من حمّاد بن سلمة. وسئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة. وقال أبو حاتم: عبد الوارث صدوق، ممن يعدّ مع ابن عليّة، وبشر بن المفضل، ووهيب، يعدّ من الثقات. (الجرح والتعديل 6/ 75، 76) . [1] ورّخه البخاري في تاريخه الصغير، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 171، وابن سعد في طبقاته 7/ 289، وغيرهم. وفي وفاته قصّة ذكرها الفسوي في «المعرفة والتاريخ» 2/ 242، 243، قال: حدّثنا علي بن المديني: قدم علينا إسماعيل (وهو ابن إبراهيم بن عليّة) على الصدقة في سنة ثمان وسبعين وجعل له الثمن، قدم بالأمانة فكان لا يفتش أحدا، فجاء يسلّم على عبد الوارث، فقال له: يا أبا بشر ما هذا الّذي بعد أيوب ويونس؟ فقلنا: يا أبا عبيدة، الدّين والعيال. فقال: أترى الّذي يرزق الذّرّ في الصفا كان يغفلك؟ ثم قال عبد الوارث: كسرة وملح، ومت كريما. قال علي: كأن عبد الوارث خشي منه وهو شاب. قال علي: فأخبرني عبد الصمد قال: دخل على أميّ فقال: أنا ميّت، فقالت: سبحان الله يقيك الله. فقال: أنا ميّت قد انقطع رزقي، سمعت الرزق قد انقطع. قال علي: وكان له سبعة غلمان فجعلوا يموتون حتى بقي آخرهم واحد يعمل، فلما مات قبله بسبعة أيام دخل على امرأته فقال لها هذه المقالة: قد مات هذا الغلام، وأنا لا أقبل من أحد شيئا فقد انقطع رزقي، فمرض فمات بعد سبعة أيام. قال علي: لم أسمعه يتكلّم بشيء مما يرمونه به قطّ، ولا سمعته يذكر أحدا يذكر شيئا من ذا. وقال الجوزجاني: «كان من أثبت الرجال» . (أحوال الرجال 184 رقم 334) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 256 حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِأَشْهُرٍ. - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ. هُوَ أَبُو بَكْرٍ، يَأْتِي بالكنية. 195- عبيد الله بن عمرو [1]- ع- أبو وهب الرّقيّ، عالم أهل الجزيرة ومحدثها. روى عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ النَّسَائِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَالْعَلاءُ بْنُ هِلالٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةٌ وَرُبَّمَا أَخْطَأَ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُنَازِعُهُ فِي الْفَتْوَى في دهره [3] .   [ () ] وقال ابن حبّان: «على تيقّظ شهيد وإتقان حميد» . (مشاهير علماء الأمصار، رقم 756) . [1] انظر عن (عبيد الله بن عمرو) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 484، والتاريخ لابن معين 2/ 384، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 392 رقم 1262، والتاريخ الصغير له 197، 198، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 113، وطبقات خليفة 321، وتاريخ الثقات للعجلي 319 رقم 1067، وأنساب الأشراف ق 4/ 569، 587، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 251، 301، 469، 653، 654، 7669، 678، وتاريخ الطبري 1/ 113 و 4/ 416، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 144، والجرح والتعديل 5/ 328، 329 رقم 1551، والثقات لابن حبّان 7/ 149، وتاريخ أسماء الثلاث لابن شاهين 237 رقم 901، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 15 رقم 1032، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 468 رقم 707، وتاريخ جرجان للسهمي 279، 381، وموضح أوهام الجمع 2/ 231، 232، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 887، ودول الإسلام 1/ 116، والمعين في طبقات المحدّثين 61 رقم 602، والكاشف 2/ 203 رقم 3630، وتذكرة الحفاظ 1/ 241، والعبر 1/ 276، وسير أعلام النبلاء 8/ 275- 277 رقم 82، وتهذيب التهذيب 7/ 42، 43 رقم 74، وتقريب التهذيب 1/ 537 رقم 1491، وخلاصة تذهيب التهذيب 252. [2] في الطبقات 7/ 484. [3] وعبارته: «وكان ثقة صدوقا كثير الحديث وربّما أخطأ، وكان أحفظ من روى عن عبد الكريم الجزري، ولم يكن أحد ينازعه في الفتوى في دهره» . وقد وثّقه ابن معين. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 257 قُلْتُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ [1] . 196- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانِ بْنِ طُغَانَ التُّرْكِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ السِّجْزِيُّ. الْفَقِيهُ أَبُو الْهَيْثَمَ، شَيْخُ آلِ التُّرْكِ وجدّهم، كان بنيسابور. كان حدّه مُتَوَلِّي إِمْرَةَ خُرَاسَانَ وَقَدْ أُدْخِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَهُوَ صَغِيرٌ عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَسَمِعَ مِنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ. وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ زَائِدَةَ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِيسَى غُنْجَارٌ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الْفُقَهَاءِ، وَمَا رَأَيْتُ لِأَحَدٍ فِيهِ تَضْعِيفًا. 197- عبيس بن ميمون التّيميّ [2]- ق. - أبو عبيدة الخزّاز، بصريّ واه.   [ () ] وقال علي بن معبد المصري: قيل لعبيد الله بن عمرو: بلغني أن عندك من حديث ابن عقيل كثيرا لم تحدّث عنه، لم ألقيته؟ قال: لأن ألقيه أحبّ إليّ من أن يلقيني الله عزّ وجلّ، وزعم أنه سمع بعض ذلك الكتاب مع رجل لم يثق به. وقال أبو حاتم: عبيد الله بن عمرو صالح الحديث ثقة صدوق لا أعرف له حديثا منكرا، وهو أحبّ إليّ من زهير بن محمد، (الجرح والتعديل 5/ 329) . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [1] أرّخ وفاته ابن سعد، والبخاري، وخليفة، وغيرهم. [2] انظر عن (عبيس بن ميمون) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5954، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 79 رقم 359، والتاريخ الصغير له 185، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73 وفيه (عميس) وهو تصحيف، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 417 رقم 1459، والجرح والتعديل 7/ 34 رقم 183، والمجروحين لابن حبّان 2/ 186، 187، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 2011، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 137 رقم 420، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 899، والكاشف 2/ 212 رقم 3705، وميزان الاعتدال 3/ 26، 27 رقم 5463، والمغني في الضعفاء 2/ 422 رقم 3988، وتهذيب التهذيب 7/ 88، 89 رقم 190 وفيه (عبيدة) وهو غلط، وتقريب التهذيب 1/ 548 رقم 1603 وفيه (عبيدة) وهو غلط، ولسان الميزان 4/ 124 رقم 271 وفيه أيضا (عبيد) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 258 عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ السَّرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَحْمَدُ [1] : أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ. وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: كَثِيرُ الْخَطَأِ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ [4] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ [5] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [6] ، وَغَيْرُهُ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. قُلْتُ: لَهُ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ حَدِيثٌ وَاحِدٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [7] : عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ التَّيْمِيُّ أَصْلُهُ مِنَ الْمَدِينَةِ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ كَانَ مُغَفَّلا يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الأَشْيَاءَ الْمَوْضُوعَاتِ تَوَهُّمًا لا تَعَمُّدًا. أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ: نَا عُبَيْسٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «أَيَّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ وَلَمْ تَتُبْ أُلْبِسَتْ سِرْبَالا مِنْ نَارٍ، وَأَقَامَهَا اللَّهُ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [8] . الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثَنَا عُبَيْسٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ مَرْفُوعًا: «من حلف   [1] في العلل والمعرفة الرجال 3/ 459 رقم 5954، والجرح والتعديل 7/ 34، والكامل لابن عدي 5/ 2011. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 418، والكامل لابن عديّ 5/ 2011. [3] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء للعقيليّ 3/ 418، والكامل لابن عديّ 5/ 2011. [4] الجرح والتعديل 7/ 34، وقال أيضا: «ليس بشيء» . [5] تهذيب الكمال 2/ 900. [6] في الكامل 5/ 2011. [7] في المجروحين 2/ 186. [8] المجروحون 2/ 186. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 259 فَقَالَ أَنَا يَهُودِيٌّ، فَهُوَ يَهُودِيٌّ، أَوْ قَالَ: أَنَا مَجُوسِيٌّ، فَهُوَ مَجُوسِيٌّ» [1] . الْحَدِيثَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ ضَعِيفٌ يَذْهَبُ إِلَى القدر [2] . والعبيس، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تَقُولُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَلا سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، وَكَذَلِكَ الْقُرْآنُ كُلَّهُ» [3] . 198- عُثْمَانُ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ الْعَتَكِيُّ [4]- خ. م. ن. - مَوْلاهُمُ الْمَرْوَزِيُّ، وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ، وَشَاذَانَ. رَوَى عَنْ: شُعْبَةَ، وَكَانَ شَرِيكًا لَهُ [5] وَمُضَارِبَهُ فِيمَا قِيلَ. تَفَرَّدَ عَنْهُ بِأَشْيَاءَ حَسَنَةٍ. وَرَوَى عَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ الْهُنَائِيِّ. وَعَنْهُ: وَلَدَاهُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَمُصْعَبُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَرْوَزِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [6] ، وَغَيْرُهُ، وَأَحَدُ أَرْبَابِ الصَّحِيحِ. قَالَ النُّفَيْلِيُّ: كُنَّا مَعَهُ بِالْكُوفَةِ فِي دَرْبٍ، فَدَخَلَ لِيَبُولَ فَأَبْطَأَ، فَنَظَرْنَا فإذا   [1] المجروحون 2/ 186. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 418. [3] الضعفاء الكبير 3/ 418، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرحمن يحدّث عن عبيس بن ميمون. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن عبيس بن ميمون فقال أبي: هو ضعيف الحديث منكر الحديث، وقال أبو زرعة: هو ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل 7/ 34) . وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين، رقم 420. [4] انظر عن (عثمان بن جبلة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 221، 222 رقم 2226، والجرح والتعديل 6/ 146 رقم 795، والثقات لابن حبّان 7/ 204 و 8/ 448، ومشاهير علماء الأمصار له 196 رقم 1575، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 517، 518 رقم 799، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 45 رقم 1111، والسابق واللاحق 111، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 348 رقم 1311، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 905، 906، والكاشف 2/ 216 رقم 3734، وتهذيب التهذيب 7/ 107، 108 رقم 230، وتقريب التهذيب 2/ 6 رقم 35، وخلاصة تذهيب التهذيب 258. [5] الجرح والتعديل 6/ 146. [6] الجرح والتعديل 6/ 146. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 260 هُوَ مَيِّتٌ [1] ، رَحِمَهُ اللَّهُ. 199- عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ الشَّيْبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمُقْرِي الرُّهَاوِيُّ [2]- ق. - نَزِيلُ بَغْدَادَ. عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَحَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، وَزَكَرِيَّا بْنِ مَيْسَرَةَ [3] . وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو داود [4] ، وابن معين [5] . وقال البخاريّ [6] : منكر الحديث [7] .   [1] الجرح والتعديل 6/ 146، وفي «الثقات» لابن حبّان 7/ 204، 205 قال: وكان عثمان بن جبلة مع أبي تميلة بالكوفة في طلب الحديث فهاج به غم وكرب فوضع رأسه في حجر أبي تميلة، فمات، فدفن بالكوفة. ووصفه في «مشاهير علماء الأمصار» بأنه «من خيار أهل مرو» . [2] انظر عن (عثمان بن مطر) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 395، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 253 رقم 2320، والتاريخ الصغير له 205، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299، رقم 420، وتاريخ الطبري 1/ 189، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 216 رقم 1219، والجرح والتعديل 6/ 169، 170 رقم 925، والمجروحين لابن حبّان 2/ 799 والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1811، 1812، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 134 رقم 406، وتاريخ جرجان للسهمي 372، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 920، وفيه (عثمان بن مطرف) وهو وهم، والكاشف 2/ 224 رقم 3795، والمغني في الضعفاء 2/ 429 رقم 4062، وميزان الاعتدال 3/ 53، 54 رقم 5564، وتهذيب التهذيب 7/ 154، 155 رقم 304، وتقريب التهذيب 2/ 14 رقم 113، وخلاصة تذهيب التهذيب 262. [3] الجرح والتعديل 6/ 170. [4] تهذيب الكمال 2/ 920. [5] في تاريخه 2/ 395، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 216، وفي، وموضع آخر قال: «ليس هو بشيء كان ها هنا يعني ببغداد. (الجرح والتعديل 6/ 170) . [6] في التاريخ الكبير، وفي الصغير قال: «عنده عجائب» . [7] وضعّفه النسائي، (رقم 420) . وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان بن مطر قال: ضعيف الحديث منكر الحديث، أشبه حديثه بحديث يوسف بن عطية. وسئل أبو زرعة عنه فقال: حمّاد بن سلمة أحبّ إليّ منه، فقلت: ما تقول فيه؟ قال: ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل 6/ 170) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 261 200- عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ [1]- ق. - أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ. وَقَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، وَإِنَّمَا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَلْيُحَوَّلْ. 201- الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَابِصَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن مخزوم [2]- ت. ن. - أبو صفوان القريشيّ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ. رَوَى عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو الْيَمَامَةِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ آخرون. قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس [3] .   [ () ] وقال ابْنُ حِبَّانَ: «كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأثبات لا يحلّ الاحتجاج به» . (المجروحون 2/ 99) . وقال ابن عديّ: وأحاديثه عن ثابت خاصّة مناكير، وسائر أحاديثه فيها مشاهير وفيها مناكير، والضعف بيّن على حديثه. (الكامل 5/ 1812) . [1] تقدّمت ترجمة (عديّ بن الفضل) في الجزء السابق، - ص 356 برقم (278) . [2] انظر عن (العطّاف بن خالد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 461، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 406، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1485 و 3133، والتاريخ للبخاريّ 7/ 92 رقم 412، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 56، وتاريخ الثقات للعجلي 335 رقم 1143، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 425 رقم 1466، والجرح والتعديل 7/ 32، 33 رقم 175، والمجروحين لابن حبّان 2/ 193، والمعرفة والتاريخ 1/ 241، 424، 437، 626 و 2/ 300، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 244، 441، 611، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 12 والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 2015، 2016، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 138 رقم 426، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 257 رقم 1034، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 149، وتاريخ جرجان للسهمي 494، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 286 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 939، والكاشف 2/ 234 رقم 3873، وميزان الاعتدال 3/ 69 رقم 5636، وتهذيب التهذيب 7/ 221، 222 رقم 409، وتقريب التهذيب 2/ 24 رقم 212، وخلاصة تذهيب التهذيب 306. [3] تهذيب الكمال 2/ 939. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 262 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِذَاكَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: ثقة، له نحو من مِائَةِ حَدِيثٍ [2] . قُلْتُ: وَلَهُ أَخَوَانِ: الْمِسْوَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ. 202- عَطْوَانُ بْنُ مُشْكَانَ [3] . أَبُو أَسْمَاءَ الْخَيَّاطُ.   [1] الجرح والتعديل 7/ 33. [2] الجرح والتعديل 7/ 32، وسئل أحمد عن عطّاف بن خالد، فقال: ليس به بأس من أهل المدينة. أبو سلمة الخزاعي حكى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه ذهب به إليه فلم يرضه ابن مهدي- يعني عطّافا- قال أحمد: وما به- يعني عطّافا- بأس. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 39 رقم 1485) وفي موضع آخر قال: «صالح الحديث» . (العلل 2/ 478 رقم 3133) . وقال ابن معين: ليس به بأس ثقة صالح الحديث. (الجرح والتعديل 7/ 33) وانظر: تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، رقم 1034) ونقل ابن شاهين قول أحمد أن ابن مهدي لم يرض عطّافا. وقال أبو حاتم: صالح ليس بذاك، محمد بن إسحاق وعطّاف هما باب رحمة. وقال أبو زرعة: ليس به بأس. (الجرح والتعديل 7/ 33) . وقيل للإمام مالك بن أنس: قد حدّث عطّاف بن خالد، قال: قد فعل! ليس هو من إبل القباب. وقال مطرّف بن عبد الله: قال لي مالك بن أنس: عطّاف يحدّث؟ قلت: نعم، فأعظم ذلك إعظاما شديدا، ثم قال: أدركت أناسا ثقات يحدّثون، ما يؤخذ عنهم، قلت: وكيف وهم ثقات؟ قال: مخافة الزلل. وقال مالك بن أنس أيضا: ويكتب عن مثل عطّاف بن خالد؟ لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا كلهم خير من عطّاف ما كتبت عن أحد منهم، وإنما يكتب العلم عن قوم قد جرى فيهم العلم مثل عبيد الله بن عمرو وأشباهه. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 425) . وقال ابن حبّان: «يروي عن نافع وغيره من الثقات ما لا يشبه حديثهم، وأحسبه كان يؤتى ذلك من سوء حفظه، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته إلّا فيما وافق الثقات. كان مالك بن أنس لا يرضاه» . (المجروحون 2/ 193) . وقال ابن عديّ: «لم أر بحديثه بأسا إذا حدّث عنه ثقة» . (الكامل 5/ 2016) . وقال الحاكم النيسابورىّ: «ليس بالمتين عندهم» ، وذكر له حديثا منكرا. (الأسامي والكنى 1/ 256 أ) . [3] انظر عن (عطوان بن مشكان) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 8، والجرح والتعديل 7/ 41 رقم 232، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 42 أ، ب، والإكمال لابن ماكولا 7/ 256. و «مشكان» ورد بضم الميم وكسرها. وقال عبد الغني بن سعيد الأزدي «مسكان» بالسين المهملة. (الإكمال) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 263 يَرْوِي عَنْ: مَوْلاتِهِ جَمْرَةَ الْيَرْبُوعِيَّةِ وَلَهَا صُحْبَةٌ، خرّج حديثها بقيّ بن مخلد. وعنه: بكر بْنُ الأَسْوَدِ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرَ الْقَطِيعِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. مَحَلُّهُ الصِّدْقُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ [1] . وَلَهُ فِي «سُدَاسِيَّاتِ الرَّازِيِّ» . 203- الْعَلاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرِّيَاحِيُّ [2] . مَوْلَى قُرَيْشٍ. رَأَى الْحَسَنَ. وَسَمِعَ: أَخَاهُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَهُدْبَةُ الْقَيْسِيُّ. ضَعَّفَهُ مُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمَشَّاهُ غَيْرُهُ [3] . 204- الْعَلاءُ بْنُ خالد بن وردان البصريّ [4] .   [1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فقال: كتبنا عن رجلين عنه أبو معمر القطيعي وبكر بن الأسود، وهو شيخ ليس بمنكر الحديث. (الجرح والتعديل 7/ 41) . [2] انظر عن (العلاء بن خالد الرياحي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 516، 517 رقم 3171، والثقات لابن حبّان 7/ 267، وتاريخ جرجان للسهمي 410، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1070، والمغني في الضعفاء 2/ 439 رقم 4178، وميزان الاعتدال 3/ 98 رقم 5726، والكاشف 2/ 309 رقم 4396، وتهذيب التهذيب 8/ 179، 180 رقم 322، وتقريب التهذيب 2/ 91 رقم 813، وخلاصة تذهيب التهذيب 299. [3] قال موسى بن إسماعيل للبخاريّ: كان عند العلاء أربعة أحاديث ثم أخرج بعد كتابا ورماه بالكذب. (التاريخ الكبير 6/ 516، 517) ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [4] انظر عن (العلاء بن خالد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 516 رقم 3170، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 53، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 2، والجرح والتعديل 6/ 354، 355 رقم 1957، والثقات لابن حبّان 7/ 268، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 62 رقم 1157، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 271 أ، ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 380 رقم 1449، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 264 أبو شيبة الحنفيّ. عن: عطاء بن أبي رَبَاحٍ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو عَاصِمٍ النّبيل، والحسن الأَشْيَبِ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [1] ، وَمَا ضَعَّفَهُ غَيْرُهُ. 205- عَلِيُّ بْنُ أَبِي سارة الشّيبانيّ [2]- ن. - ويقال الأزديّ. شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، لَهُ عَنْ: مَكْحُولٍ، وَثَابِتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَعِدَّةٌ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] . وَقَالَ أَبُو داود [4] : ترك النّاس حديثه [5] .   [ () ] وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1070، وتهذيب التهذيب 8/ 180 رقم 323، وتقريب التهذيب 2/ 91 رقم 814، وخلاصة تذهيب التهذيب 299. [1] في كتابه «الثقات» . وقال أبو جعفر أحمد: أثنى عليه حيّان وعلي. (التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 516) . وقال ابن المديني: سمعت يحيى- يعني ابن سعيد بن يقول-: تركت العلاء بن خالد على عمد ثم كتبت عن سفيان عنه. وقال زهير بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يقول: العلاء بن خالد كوفي ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به. (الجرح والتعديل 6/ 355) . [2] انظر عن (علي بن أبي سارة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 278 رقم 2397، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 232 رقم 1233، والجرح والتعديل 6/ 189 رقم 1037، والمجروحين لابن حبّان 2/ 104، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1846، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 968، 969، وميزان الاعتدال 3/ 130 رقم 5846، والمغني في الضعفاء 2/ 447، 448 رقم 4266، والكاشف 2/ 248 رقم 3976، وتهذيب التهذيب 7/ 324، 325 رقم 545، وتقريب التهذيب 2/ 37 رقم 343، وخلاصة تذهيب التهذيب 274. [3] في الجرح والتعديل 6/ 189 «شيخ ضعيف الحديث» . [4] تهذيب الكمال 2/ 969. [5] وقال البخاري: «فيه نظير» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 265 وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [1] : غَلَبَ عَلَى رِوَايَتِهِ الْمَنَاكِيرُ فاستحقّ التّرك. قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «مَنْ أَخَذَ بِأَحَدِ قَوَائِمِ السَّرِيرِ، يَعْنِي النَّعْشَ، حَطَّ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً» [2] . خَرَّجَ لَهُ النَّسَائِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا. 206- عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ كَيْسَانَ [3] . أَبُو نَوْفَلٍ الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ. عن: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَالأَعْمَشِ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ هِشَامٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ [5] . 207- عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس العبّاسيّ الأمير [6] .   [ () ] وقال العقيلي: «عن ثابت، ولا يتابع عليه من جهة تثبت» . (الضعفاء الكبير 3/ 232) . وقال ابن حبان: «كان ممن يروي عَنِ ثابت ما لا يشبه حديث ثابت حتى غلب على روايته المناكير التي يرويها عن المشاهير فاستحقّ الترك» . (المجروحون 2/ 104) . وذكره ابن عديّ في كامله وأورد أحاديث له عن ثابت وقال: «كلها غير محفوظة، وله غير ذلك عن ثابت مناكير أيضا» . (الكامل 5/ 1846) . [1] في المجروحين 2/ 104. [2] المجروحون 2/ 104. [3] انظر عن (علي بن سليمان بن كيسان) في: الكنى والأسماء للدوبي 2/ 142، والجرح والتعديل 6/ 188، 189 رقم 1034، والثقات لابن حبّان 7/ 213 وفيه (علي بن سليمان الكلبي) ، ولسان الميزان 4/ 233، 234 رقم 625 وفيه (علي بن سليمان الكسائي) . [4] الجرح والتعديل 6/ 189، وزاد: «ليس بالمشهور» . [5] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يغرب» . وذكره النباتي في «ذيل الكامل» وتعلق بقول ابن أبي حاتم: ليس بالمشهور، مع أنه قال فيه: صالح الحديث ما أرى بحديثه بأسا. (لسان الميزان 4/ 234) . [6] انظر عن (علي بن سليمان العباسي) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 266 وَلِيَ نِيَابَةَ الْجَزِيرَةِ وَغَيْرِهَا، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ أَخُو الأَمِيرَيْنِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدٍ. 208- عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الْمُلائِيُّ [1]- ت. - عَنْ: إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَمُسْلِمٍ الْمُلائِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكِدَانَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، والجوزجانيّ [3] ، وغيرهما [4] .   [ () ] تاريخ خليفة 439، 440، 441، والشعر والشعراء 2/ 662، والمعارف 375، 376، وعيون الأخبار 1/ 182، 183، وطبقات الشعراء لابن المعتز 59، 60، وأنساب الأشراف 3/ 94، وفتوح البلدان 213، 226، وولاة مصر للكندي 320، والولاة والقضاة له 131، 132، 382، وتاريخ اليعقوبي 2/ 399، وتاريخ الطبري 8/ 129، 143، 148، 167، 292، والخراج وصناعة الكتابة 320، وربيع الأبرار 4/ 423، وبدائع البدائه 332، والكامل في التاريخ 6/ 58، 61، 78، وخلاصة الذهب المسبوك 283. [1] انظر عن (علي بن عابس) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 421، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 289، 290 رقم 2432، والتاريخ الصغير له 208، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 61 رقم 57، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 244 رقم 1243، والجرح والتعديل 6/ 197 رقم 1085، والمجروحين لابن حبّان 2/ 104، 105، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1834، 1835، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 976، وميزان الاعتدال 3/ 134، 135 رقم 5872، والمغني في الضعفاء 2/ 450 رقم 4289، والكاشف 2/ 251 رقم 3193، وتهذيب التهذيب 7/ 343، 344 رقم 570، وتقريب التهذيب 2/ 39، رقم 365، وخلاصة تذهيب التهذيب 275. [2] في تاريخه 2/ 421 فقال: «ليس بشيء» . وقال البخاري: ضعّفه ابن معين وقال: رأيته. (التاريخ الكبير 6/ 289) . [3] في أحوال الرجال 61 رقم 57، وقال: ضعيف الحديث واهي» . [4] وذكر ابن أبي حاتم أن ابن معين ذكر علي بن عابس وكأنّه ضعّفه. (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان: «كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه فيما يرويه، فبطل الاحتجاج به» . ونقل قول ابن معين: «ليس بشيء» . (المجروحون 2/ 105) . وقال ابن عديّ: «ولعليّ بن عابس أحاديث حسان ويروي عن أبان بن تغلب وعن غيره أحاديث غرائب، وهو مع ضعفه يكتب حديثه» . (الكامل 5/ 1835) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 267 209- عليّ بن أبي عليّ القريشيّ اللَّهَبِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] . عَنْ: عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَابْنِ عَجْلانَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَهُوَ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَبِي لَهَبٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وابن أَبِي فُدَيْكٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ الْمَوْضُوعَاتِ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحَارِثِيّ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عن جابر، مَرْفُوعًا. «إِنَّ للَّه دِيكًا بَرَاثِنُهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَعُنُقُهُ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَإِذَا كَانَ هُوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، فَعِنْدَهَا تَصِيحُ الدّيكة» [5] .   [1] انظر عن (علي بن أبي علي اللهبي) في: معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 47، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 288 رقم 2426، والضعفاء الصغير له 270 رقم 253، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 140 رقم 240، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 429، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 240، 241 رقم 1239، والجرح والتعديل 6/ 197 رقم 1083، والمجروحين لابن حبّان 2/ 107، والكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1830، 1831، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 134 رقم 408، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) 39 ب (رقم 1024) حسب ترقيم نسختنا المصوّرة، وفيه «علي بن علي» وهو وهم، والمغني في الضعفاء 2/ 452 رقم 4307، وميزان الاعتدال 3/ 147، 148 رقم 5897، ولسان الميزان 4/ 245 رقم 665. [2] في تاريخه الكبير، وفي الضعفاء الصغير قال: منكر الحديث لم يرضه أحد. [3] في الضعفاء والمتروكين، رقم 429. [4] في المجروحين 2/ 107. [5] ذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» 3/ 241 وقال: ليس في هذا المتن حديث يثبت. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، تركوه. وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: هو من ولد أبي لهب، وهو مديني ضعيف الحديث منكر الحديث. (الجرح والتعديل 6/ 197) . وقال أحمد: علي بن أبي علي اللهبي يروي أحاديث مناكير عن جابر. وقال ابن معين: «ليس بشيء» . وقال الجوزجاني: «ضعيف الحديث، روى عن ابن المنكدر عضلا» . (أحوال الرجال) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 268 210- عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ التَّمِيمِيُّ الْمَكِّيُّ [1]- ن. - الزَّاهِدُ ابْنُ الزَّاهِدِ. رَوَى عَنْ: عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُوهُ لِأَنَّهُ مَاتَ قَبْلَهُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ. وَكَانَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ يُفَضِّلُهُ عَلَى أَبِيهِ فِي الْعِبَادَةِ وَالْخَوْفِ. وَكَانَ إِذَا سَمِعَ آيَاتِ الْوَعِيدِ يُغْشَى عَلَيْهِ [2] . قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ [3] . وَقَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ مِنَ الْوَرَعِ بِمَحَلٍّ عَظِيمٍ [4] . وَقَالَ الْفُضَيْلُ: قَالَ لِيَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا أَحْسَنَ حَالِ مَنِ انْقَطَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنِي فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ [5] . وَقَالَ: أَشْرَفْتُ لَيْلَةً عَلَى ابْنِي وَهُوَ يَقُولُ: النَّارَ، وَحَتَّى الْخَلاصَ مِنَ النَّارِ [6] ؟ وَرَوَى عُمَرُ بْنُ بُسْرٍ، عَنِ الْفُضَيْلِ قَالَ: أَهْدَى لَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ شَاةً، فكان   [ () ] وذكره ابن عديّ في الضعفاء وأوردنا له عدّة أحاديث، وقال: «هذه الأحاديث التي أمليتها لعلي بن أبي علي عن محمد بن المنكدر عن جابر وغيره كلها غير محفوظة، وله غير ما ذكرت من الحديث، وكلّ يشبه بعضه بعضا» . (الكامل 5/ 1831) . [1] انظر عن (علي بن الفضيل) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 468، والثقات لابن حبّان 8/ 464، وحلية الأولياء 8/ 297- 300 رقم 419، وصفة الصفوة 2/ 247، 248 رقم 219، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 988، وسير أعلام النبلاء 8/ 390- 395 رقم 115، والكاشف 2/ 255 رقم 4015، والبداية والنهاية 10/ 183، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 270، وتهذيب التهذيب 7/ 373، 374 رقم 603، وتقريب التهذيب 2/ 42 رقم 396، وخلاصة تذهيب التهذيب 277، والنجوم الزاهرة 2/ 111، والكواكب الدّرية للمناوي 140. [2] تهذيب الكمال 2/ 988. [3] تهذيب الكمال 2/ 989. [4] تهذيب الكمال 2/ 988. [5] تهذيب الكمال 2/ 988. [6] حلية الأولياء 8/ 297. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 269 ابني لا يشرب من لبنها، فسألته فقال: لأنّها رعت بالعراق. وقالا الْفُضَيْلُ: بَكَى ابْنِي عَلِيٌّ فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا بُنَيَّ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ لا تَجْمَعُنَا الْقِيَامَةُ [1] . وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْوَفَ للَّه مِنَ الْفُضَيْلِ، وَابْنَهُ عَلِيٌّ [2] . قُلْتُ: بَلَغَنَا أَنَّ عَلِيًّا سَمِعَ قَارِئًا يَتْلُو بِصَوْتٍ شَجِيٍّ قَوْلَهُ تَعَالَى: وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ 6: 27 [3] فَشَهِقَ وَسَقَطَ مَيِّتًا [4] ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَلَهُ أَخْبَارٌ فِي الْغَشْيِ عِنْدَ التِّلاوَةِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ: نَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُثَنَّى الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَوْمًا: خَيْرُ النَّاسِ الْفُضَيْلُ، وَخَيْرٌ مِنْهُ ابْنُهُ عَلِيٌّ. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: يَا أَبَهْ سَلِ الَّذِي وَهَبَنِي لَكَ فِي الدُّنْيَا أَنْ يَهَبَنِي لَكَ فِي الآخِرَةِ. ثُمَّ بَكَى الْفُضَيْلُ وَقَالَ: كَانَ يُسَاعِدُنِي عَلَى الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ يَا ثَمَرَةَ قَلْبِي، شَكَرَ اللَّهُ لَكَ مَا قَدْ عَلِمَهُ فِيكَ [5] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ فُضَيْلٍ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ «الْقَارِعَةَ» وَلا تُقْرأَ عَلَيْهِ [6] . قُلْتُ: لَهُ فِي النَّسَائِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي التَّسْبِيحِ [7] . 211- عُلَيْلَةُ بْنُ بَدْرٍ الْبَصْرِيُّ [8]- ت. ق. -   [1] حلية الأولياء 8/ 297، صفة الصفوة 2/ 247، طبقات الأولياء 270. [2] حلية الأولياء 8/ 298، صفة الصفوة 2/ 248، طبقات الأولياء 270. [3] سورة الأنعام، الآية 27. [4] طبقات الأولياء 271. [5] حلية الأولياء 8/ 299. [6] حلية الأولياء 8/ 299. [7] سنن النسائي 3/ 76، في السهو، باب، نوع آخر من عدد التسبيح. [8] انظر عن (عليلة بن بدر) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 160، والتاريخ الكبير 3/ 279 رقم 957، والتاريخ الصغير للبخاريّ 119، والضعفاء الصغير له 260 رقم 117، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم الجزء: 11 ¦ الصفحة: 270 أبو العلاء. قيل: اسمه الربيع، وَعُلَيْلَةُ لَقَبُهُ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَيُّوبَ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَسَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ. وعنه: علي بن حجر، وداود بن رشيد، وهشام بن عمار، ولوين،. وإسحاق بن أبي إسرائيل. وحدث عنه من الكبار: عبد الله بن عون. ضعفه قتيبة [1] ، وغيره. وقال النَّسائيّ [2] : متروك الحديث. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه. وروى عباس، عن ابن مَعِين [4] : لَيْسَ بشيء. وقال ابن حِبّان [5] : يروي عن الثّقات المقبولات، وَعَنِ الضُّعَفَاءِ الْمَوْضُوعَاتِ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وسبعين ومائة [6] . 212- عمارة بن حمزة الكاتب [7] .   [200،) ] والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 53 رقم 484، والجرح والتعديل 3/ 455 رقم 2057، والمجروحين لابن حبّان 1/ 297، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 988- 992، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 220، وميزان الاعتدال 2/ 38، 39، رقم 2730، والمغني في الضعفاء 2/ 458 رقم 4370، وهو في جميع المصادر باسم: «الربيع بن بدر» ، ما عدا تصحيفات المحدّثين للعسكريّ. [1] التاريخ الكبير 3/ 280، والتاريخ الصغير 119، والضعفاء الصغير، رقم 117. [2] في الضعفاء والمتروكين، رقم 200. [3] في الكامل 3/ 992. [4] في تاريخه 2/ 160. [5] في المجروحين 1/ 297. [6] وقال الدارميّ: سئل يحيى وأنا أسمع، عن الربيع بن بدر فقال: كان ضعيفا. (الضعفاء للعقيليّ 2/ 53) . وقال أبو حاتم: «لا يشتغل به ولا بروايته فإنه ضعيف الحديث ذاهب الحديث» . (الجرح والتعديل 3/ 455) . [7] انظر عن (عمارة بن حمزة الكاتب) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 271 مولى بني هَاشِمٍ: أَحَدُ الْبُلَغَاءِ وَالْفُصَحَاءِ وَالصُّدُورِ الْكُبَرَاءِ. وَلِيَ وِلايَاتٍ جَلِيلَةً، وَكَانَ جَوَادًا مُمَدَّحًا تَيَّاهًا يُضْرَبُ بِكِبْرِهِ الْمَثَلُ [1] . وَنَاهِيكَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ الْبَرْمَكِيَّ نُكِبَ مَرَّةً، فَبَعَثَ وَلَدَهُ إِلَى عُمَارَةَ لِكَيْ يُقْرِضَهُ ثَلاثَةَ آلافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَعْطَاهُ، فَلَمَّا تَرَاجَعَ أَمْرُهُ وَعَادَ إِلَى رُتْبَتِهِ رَدَّ الْمَالَ إِلَى عُمَارَةَ مَعَ ابْنِهِ، فَقَطَّبَ وَقَالَ: أَكُنْتُ صَيْرَفِيًّا لَهُ؟ ثُمَّ قَالَ لِلْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى: اذْهَبْ فَخُذِ الْمَالَ لَكَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّةِ هَذِهِ الْحِكَايَةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي أَيُّوبَ: وَصَلَ عُمَارَةُ أَبِي بِثَلاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. وَقَالَ أَبُو الْعَيْنَاءِ: حَكَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ داود بن أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا عُمَارَةَ لِيَشْفَعُوا فِي بِرِّ قَوْمٍ فَاسْتَأْذَنُوا. فَأَخْبَرَهُ بِهِمْ حَاجِبُهُ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِمِائَةِ أَلْفٍ [2] . أَخْبَرَنَا الْمُؤَمَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَغَيْرُهُ إِجَازَةً: أَنَا أَبُو الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ، أَنَا الْقَزَّازُ، أَنَا الْخَطِيبُ، نَا الأَزْهَرِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، نَا الصُّولِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: قَالَ الْفَضْلُ: حَلَّ عَلَى أَبِي خَرَاجُ الأَهْوَازِ لِلرَّشِيدِ ثَلاثَةَ آلافِ أَلْفٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِنْ حَمَلْتَ مَا وَجَبَ عَلَيْكَ إِلَى الْعَصْرِ وَإِلا قتلت.   [ () ] تاريخ خليفة 436، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 68، 190، وتاريخ اليعقوبي 2/ 384، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 88، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 159، 283، وتاريخ الطبري 6/ 183 و 8/ 51، والفهرست لابن النديم 131، وتاريخ الموصل للأزدي 209، وثمار القلوب 201، ومقاتل الطالبيين 162، والفرج بعد الشدّة لتنوخي 3/ 51 و 4/ 22- 24، وأمالي المرتضى 1/ 131، 173، 174، 284، وتاريخ بغداد 12/ 280- 282 رقم 6721، وكنايات الجرجاني 4، ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 332، وزهر الآداب 3/ 346، ومعجم الأدباء 15/ 242- 257، ومعجم البلدان 2/ 532، والكامل في التاريخ 6/ 12، 15، 16، 36، 40، 41، والبصائر والذخائر 2/ 730 و 3/ 145، وخلاصة الذهب المسبوك 198، وسير أعلام النبلاء 8/ 244، 245 رقم 69، والوافي بالوفيات 22/ 399- 403 رقم 276، والنجوم الزاهرة 2/ 164، ورغبة الآمل 8/ 144، والأعلام 5/ 192. [1] تاريخ بغداد 12/ 280. [2] تاريخ بغداد 12/ 280. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 272 فقال لي أبي: يا بني قد ترى ما نحن فيه، والله ما عندي عشرها، فامض إلى عمارة بن حمزة. فمضيت إليه، فسمع كلامي فأعرض ولم يجبني. فانصرفت، فلم أجد إلّا وقد سبقني المال. فلمّا كان بعد ذلك وتحصّل المال قَالَ لِي أَبِي: امْضِ إِلَى هَذَا الْكَرِيمِ وَاحْمِلِ الْمَالَ. فَمَضَيْتُ بِهِ وَشَكَرْتُهُ وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَقْبِضَ الْمَالَ. فَقَالَ كَالْمُغْضَبِ: أَتَظُنُّ أَنِّي كُنْتُ قُسْطَارًا لِأَبِيكَ، اذْهَبْ فَهُوَ لَكَ. قَالَ: فَذَهَبْتُ به إلى أبي وعرّفته ما جرى فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا تَسْمَحُ نَفْسِي لَكَ بِالْكُلِّ. وَلَكِنِ خُذْ أَلْفَ أَلْفٍ وَاتْرُكْ أَلْفَيْ أَلْفٍ [1] . 213- عُمَرُ بْنُ رُدَيْحٍ [2] . عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُعَلَّى بْنُ الْفَضْلِ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [3] ، وَقَوَّاهُ غَيْرُهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ [4] . 214- عُمَرُ بْنُ رياح العبديّ البصريّ الضّرير [5]- ق. -   [1] تاريخ بغداد 12/ 281، 282، والحكاية مفصّلة في: الفرج بعد الشدّة للتنوخي 4/ 22- 24 رقم 376. [2] انظر عن (عمر بن رديح) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 428، وفيه (دريغ) ، وتاريخ الثقات للعجلي 357 رقم 1228، والجرح والتعديل 6/ 108، 109 رقم 573، والثقات لابن حبّان 7/ 185، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1683، والمغني في الضعفاء 2/ 466 رقم 4462، وميزان الاعتدال 3/ 196 رقم 6107، ولسان الميزان 4/ 306 رقم 856. [3] الجرح والتعديل 6/ 109 وفيه قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ عمر بن رديح، فقال: شيخ قيل له: قال يحيى بن معين: هو صالح الحديث. فقال: بل هو ضعيف الحديث. [4] وذكره العجليّ، وابن حبّان في «الثقات» ، وقال: «مستقيم الحديث» . وقال ابن عديّ: «يخالفه الثقات في بعض ما يرويه» . وقال ابن معين في تاريخه: «ليس به بأس» . [5] انظر عن (عمر بن رياح) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 273 عَنْ: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. قَالَ الفَلاسِيُّ: هُوَ دَجَّالٌ [1] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : يُقَالُ لَهُ عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ، وَهُوَ مِنْ موالي عبد الله بن طاووس، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، نَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نَا عُمَرُ بْنُ رِيَاحٍ السَّعْدِيُّ [4] نَا ابن طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَعَفَ يَبْنِي عَلَى مَا مَضَى مِنْ صَلاتِهِ» [5] . سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ، نَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: «اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَأَبَى وَقَالَ: إِنَّكَ أَخَذْتَ بِيَدِ يَهُودِيٍّ. فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَناوَلَهُ يَدَهُ فَأَخَذَ بها» [6] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 156 رقم 2009، والتاريخ الصغير له 202، والضعفاء والمتروكين للنسائي 400 رقم 468، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 160 رقم 1149، والجرح والتعديل 6/ 108 رقم 572، والمجروحين لابن حبّان 2/ 86، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1707، 1708، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 66 أ، والضعفاء والمتروكين، له 126 رقم 369، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1009، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 303، والكاشف 2/ 269 رقم 4116، والمغني في الضعفاء 2/ 467 رقم 4464، وميزان الاعتدال 3/ 197 رقم 1109، وتهذيب التهذيب 7/ 447، 448 رقم 738، وتقريب التهذيب 2/ 55 رقم 425، وخلاصة تذهيب التهذيب 282. [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 156 رقم 2009، الكامل لابن عديّ 5/ 1707. [2] في الضعفاء والمتروكين، رقم 468. [3] في الضعفاء الكبير 3/ 160. [4] يقال: العبديّ، والسعدي. (العقيلي) . [5] الضعفاء للعقيليّ 3/ 160. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 160، وقال البخاري: «ضعيف جدّا» . (التاريخ الصغير 202) . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: «كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عن الأثبات، لا يحلّ كتابة حديثه إلّا على جهة التعجّب» . (المجروحون 2/ 86) ، وقال ابن عديّ: «يروي عن ابن طاووس بالبواطيل ما لا يتابعه أحد عليه، والضعف بيّن على حديثه» . (الكامل 5/ 1708) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 274 215- عُمَرُ بْنُ شَاكِرٍ الْبَصْرِيُّ [1]- ت. - عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لَهُ نُسْخَةٌ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا مُنْكَرَةٌ. وَعَنْهُ: نَضْرُ بْنُ اللَّيْثِ الْبَغْدَادِيُّ، وَعُثْمَانُ الطَّرَائِفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ وَقَالَ: لَقِيتُهُ بالمصّيصة. وقد أَدْخَلَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ «الثِّقَاتِ» [2] . فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : رَوَى نُسْخَةً عِشْرِينَ حَدِيثًا غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ ثُلاثِيٌّ فِي «جَامِعِ أَبِي عِيسَى» . 216- عُمَرُ بْنُ صُهْبَانَ الأَسْلَمِيُّ [5]- ق. - شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي طُوَالَةَ. وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بن بكر، وأبو قتادة الحرّانيّ.   [1] انظر عن (عمر بن شاكر) في: الجرح والتعديل 6/ 115 رقم 619، والثقات لابن حبّان 5/ 151، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1711، 1712، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1012، والكاشف 2/ 271 رقم 4134، والمغني في الضعفاء 2/ 468 رقم 4484، وميزان الاعتدال 3/ 203، 204 رقم 6135، وتهذيب التهذيب 7/ 459 رقم 766، وتقريب التهذيب 2/ 57، رقم 451، وخلاصة تذهيب التهذيب 283. [2] وذلك في طبقة «ممن روى عن الصحابة وشافههم في الأقاليم» ، ج 5/ 151. [3] الجرح والتعديل 6/ 115 وفيه قال: «ضعيف الحديث يروي عن أنس المناكير» . [4] في الكامل 5/ 1712. [5] انظر عن (عمر بن صهبان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 428، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 430، 431، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 165 رقم 2050، والتاريخ الصغير له 178، والضعفاء الصغير له 269 رقم 246، وتاريخ خليفة 428، وطبقات خليفة 274، والضعفاء والمتروكين للنسائي 400 رقم 469، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 173 رقم 1165، والجرح والتعديل 6/ 116 رقم 626، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1014، والكاشف 2/ 272 رقم 4139، وميزان الاعتدال 3/ 207، 208 رقم 6149، والمغني في الضعفاء 2/ 469 رقم 4495، وتهذيب التهذيب 7/ 464، 465 رقم 772، وتقريب التهذيب 2/ 58 رقم 457، وخلاصة تذهيب التهذيب 284. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 275 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ. قَالَ أَحْمَدُ: أَدْرَكْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [3] . 217- عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ [4] . عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ. وَعَنْ: عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ، وَعَنْ: أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمَصْرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [5] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. قُلْتُ: لَهُ في «الأدب» [7] للبخاريّ [8] .   [1] في الضعفاء والمتروكين، رقم 469. [2] في تاريخه الكبير، الضعفاء الصغير، ونقله العقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 173. [3] وقال ابن معين: «لا يسوى فلسا» . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» ، ونقل عن معاوية بن صالح أن يحيى بن معين قال: عمر بن صهبان مديني حديثه ليس بذاك» . (3/ 173) . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، منكر الحديث، متروك الحديث» . (الجرح والتعديل 6/ 116) . [4] انظر عن (عمر بن طلحة بن علقمة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 165 رقم 2051، والجرح والتعديل 6/ 117 رقم 631، والثقات لابن حبّان 8/ 440، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1703، 1704، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1014، والمغني في الضعفاء 2/ 469 رقم 4497، وميزان الاعتدال 3/ 208، 209 رقم 6151، وتهذيب التهذيب 7/ 466 رقم 774، وتقريب التهذيب 2/ 58 رقم 459، وخلاصة تذهيب التهذيب 284. [5] الجرح والتعديل 6/ 117. [6] الجرح والتعديل 6/ 117. [7] في الأدب المفرد- ص 419 رقم 1222 وفيه «عمرو بن طلحة» . [8] وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال ابن عديّ: «أحاديثه عن سعيد بن المقبري بعضه مما لا يتابعه الجزء: 11 ¦ الصفحة: 276 218- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّومِيُّ [1] بَصْرِيٌّ، رَوَى عَنْ أَبِيهِ فَقَطْ. وَعَنْهُ: مُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَقُتَيْبَةُ. وَهُوَ صَدُوقٌ. غَلَطَ ابْنُ حِبَّانَ فَلَيَّنَهُ [2] ، وَإِنَّمَا اللَّيِّنُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ. 219- عُمَرُ بْنُ مُسَاوِرٍ الْبَصْرِيُّ [3] . عَنْ: أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَعَفَّانُ، وَالصَّلْتُ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعُقَيْلِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : يَرْوِي عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بُورِكَ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا، وهذا منكر. وقال أبو حاتم [5] : ضعيف.   [ () ] عليه أحد» . (الكامل 5/ 1704) . [1] انظر عن (عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 169، 170 رقم 2064، والجرح والتعديل 6/ 119 رقم 644، والمجروحون لابن حبّان 2/ 94، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1015، وميزان الاعتدال 3/ 212 رقم 6159، وتهذيب التهذيب 7/ 469 رقم 779، وتقريب التهذيب 2/ 58 رقم 465، وخلاصة تذهيب التهذيب 284. [2] في المجروحين 2/ 94 قال: شيخ يروي عن شريك، يقلب الأخبار ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وحديثه منقطع كما في تاريخ البخاري 6/ 169. [3] انظر عن (عمر بن مساور) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 198 رقم 2165، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 192 رقم 1189، والجرح والتعديل 6/ 134 رقم 731 وفيه (عمر بن مسافر) (بالفاء) ، والمجروحين لابن حبّان 2/ 85- 87، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 5/ 1715- 1717، وتاريخ جرجان للسهمي 381، والمغني في الضعفاء 2/ 473 رقم 4543، وميزان الاعتدال 3/ 223 رقم 6215، ولسان الميزان 4/ 330، 331 رقم 937. [4] ليس في تاريخه، بل في (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 193) ، والحديث في (الجرح والتعديل 6/ 134) و (الكامل لابن عدي 5/ 1715 و 1717) . [5] في الجرح والتعديل 6/ 134. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 277 220- عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ [1] . أَبُو حَفْصٍ الْبَصْرِيُّ، نَزِيلُ الْمِصَّيصَةَ. عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وعمرو بن دينار قهرمان ابن الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ: بَقيَّةُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ أَحَدُ الْفُقَهَاءِ بِالثَّغْرِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ بِمُفْتِي الْمَسَاكِينِ. لَمْ يُورِدُهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أَعْرِفُهُ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ فَقِيهًا عَالِمًا يُقَدِّمُهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَغَيْرُهُ لِعِلْمِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ. قُلْتُ: هُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ [3] . 221- عُمَرُ بْنُ ميمون بن بحر بن الرّمّاح [4]- ت. - أبو علي الْفَقِيهِ، قَاضِي بَلْخٍ. رَوَى عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ الْعَتَكِيِّ، وَمُقَاتِلِ بن حيّان، وغيرهم.   [1] انظر عن (عمر بن المغيرة) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 189 رقم 1183، والجرح والتعديل 6/ 136 رقم 746. [2] الجرح والتعديل 6/ 136. [3] وقال العقيلي: «عن داود بن أبي هند ولا يتابع على رفعه» . (الضعفاء الكبير 3/ 189) . [4] انظر عن (عمر بن ميمون) في: عيون الأخبار 1/ 327، والجرح والتعديل 6/ 137 رقم 750، وتاريخ بغداد 11/ 182، 183 رقم 5894، وطبقات الصوفية للسلمي 21 و 49، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1023، 1024، والكاشف 2/ 278 رقم 4180، والجواهر المضية 1/ 399، ومناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 242، وتهذيب التهذيب 7/ 498، 499 رقم 832، وتقريب التهذيب 2/ 63 رقم 514، وأعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار، لمحمود بن سليمان الشهير بالكفوي، (مات سنة 990) ، مخطوطة أياصوفيا (رقم 3401) في آخرها، وخلاصة تذهيب التهذيب 286، ومشايخ بلخ من الحنفيّة للدكتور محمد محروس المدرّس 1/ 35، 60، 76، 80، 84، 129. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 278 وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ قَاضِي نَيْسَابُورَ، وَكَاتِبُهُ ابن سالم البلخيّ، وسريج بْنُ النُّعْمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ. قَالَ الْخَطِيبُ [1] : وَلِيَ قَضَاءَ بَلْخٍ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةٍ، وَكَانَ مَحْمُودًا فِي وِلايَتِهِ، مَذْكُورًا بِالْحِلْمِ وَالْعِلْمِ وَالصَّلاحِ وَالْفَهْمِ، وَقَدْ أَضَرَّ فِي آخِرِ عُمْرِهِ. وَقَالَ أَبُو داود: ثِقَةٌ [2] . مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . 222- عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ [4] . أَبُو حَفْصٍ الأَزْدِيُّ قَاضِي الْمَدَائِنِ. عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَطَاءٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، وَبُهْلُولُ بْنُ حَسَّانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ. لَمْ يُضَعَّفْ. 223- عَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزَ الْكُوفِيُّ [5] . عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَسِمَاكٍ، وأبي إسحاق السّبيعيّ.   [1] في تاريخ بغداد 11/ 182. [2] تاريخ بغداد 11/ 183. [3] المصدر نفسه. [4] انظر عن (عمر بن يزيد) في: ميزان الاعتدال 3/ 231 رقم 6250. [5] انظر عن (عمرو بن أبي المقدام ثابت) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 440، وتاريخ خليفة 448، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4994 و 6074 و 6079، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 319 رقم 2514، والتاريخ الصغير، له 191، والضعفاء الصغير، له 270 رقم 257، والمعرفة والتاريخ 2/ 651 و 3/ 35، 221، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 261 رقم 1268، والضعفاء والمتروكين للنسائي 300 رقم 450، وتاريخ الطبري 4/ 334 و 5/ 467، والجرح والتعديل 7/ 223 رقم 1239، والمجروحين لابن حبّان 2/ 76، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 5/ 1772، 1773، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 133 رقم 401، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1027، والمغني في الضعفاء 2/ 482 رقم 436، وميزان الاعتدال 3/ 249، 250 رقم 6340، وتهذيب الكمال 8/ 9، 10 رقم 11، وتقريب التهذيب 2/ 66 رقم 543، وخلاصة تذهيب التهذيب 287. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 279 وعنه: عمرو بن محمد العنقزيّ، وَأَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ. وَكَانَ شِيعِيًّا مُتَغَالِيًا، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وغيرهم. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ هَنَّادٌ: لَمَّا مَاتَ لَمْ أُصَلِّ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ قَالَ: «لَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَرَ النَّاسُ إِلا خَمْسَةٌ» [2] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سبيل الاعتبار. وقال بن الْمُبَارَكِ: لا تُحَدِّثُوا عَنْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يَسُبُّ السَّلَفَ [4] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَرَوَى عَبَّاسُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [6] : لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ. وقال أبو زرعة [7] ، وأبو حاتم [8] : ضعيف [9] .   [1] في تاريخه 2/ 440 قال: «ضعيف ليس بثقة» ولا مأمون، وأبوه ثقة» . [2] في الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 261: «إلّا أربعة» . وفي روايته: قال هناد بن السري: كتبت عن عمرو بن ثابت قال: حدّثنا كثير، فبلغني عنه أنه كان يوما، عند حبّان بن علي، قال هناد: وأخبرني من سمعه وما أراه إلّا نوفل يقول: كفر الناس بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أربعة، قال: قيل لحبّان: أقال هذا ولم تنكر عليه؟ قال: فقال حبّان: هو جليسنا، كأنه قال: فكرهت أن أقوال له شيئا، قال: وكان حين تكلّم بهذا الكلام يتناوم كأنه ينعس- يعني حبّان- قال: هذا، ومات عمرو بن ثابت، فلما مرّ بجنازته فرآها ابن المبارك دخل المسجد وأغلق عليه بابه حتى جاوزته. [3] في المجروحين 2/ 76. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 262. [5] في تاريخه الكبير، وضعفائه الصغير، وضعفاء العقيلي 3/ 261. [6] في تاريخه 2/ 440، وضعفاء العقيلي 3/ 262، والمجروحين لابن حبّان 2/ 76، والجرح والتعديل 6/ 223. [7] الجرح والتعديل 6/ 223. [8] الجرح والتعديل، وفيه قال: «ضعيف الحديث، يكتب حديثه، كان رديء الرأي شديد التشيّع» . [9] وقال عمرو بن علي: سألت عبد الرحمن بن مهدي عن حديث عمرو بن ثابت فأبى أن يحدّث عنه، وقال: لو كنت محدّثا عنه لحدّثت بحديث أبيه عن سعيد بن جبير في التفسير. (الجرح والتعديل) . وقال النسائي: متروك الحديث. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 280 - عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ. هُوَ سِيبَوَيْهِ. مَرَّ [1] . 224- عَمْرُو بن واقد [2]- ت. ق. - أبو حفص القرشيّ، مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ مُحَدِّثًا شَاعِرًا أَدِيبًا. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَيْسَ بشيء [3] . وقال البخاريّ [4] : منكر الحديث.   [ () ] وكان جرير يخرج حديث عمرو بن ثابت، ويقولون: لا نريده، فيقول: أدركته صالحا، فيقولون: تغيّر بعدك. وقال معاوية بن صالح: سمعت يحيى يقول: عمرو بن ثابت لا يكذب في حديثه. (الضعفاء للعقيليّ 3/ 262 و 263) . [1] برقم (127) من هذا الجزء. [2] انظر عن (عمرو بن واقد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 379، 380 رقم 2698، والتاريخ الصغير له 159، والضعفاء الصغير له 271 رقم 263، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 167 رقم 297، والجامع الصحيح للترمذي 304 رقم 2443، والضعفاء والمتروكين للنسائي 400 رقم 543، والمعرفة والتاريخ 1/ 200 و 3/ 66، 357، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 293 رقم 1296، والجرح والتعديل 6/ 267 رقم 1475، والمجروحين لابن حبّان 2/ 77، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1769، 1770، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 131 رقم 393، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان للعلوي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 110 رقم 48، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 122 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1054، والكاشف 2/ 297، 298 رقم 4314، والمغني في الضعفاء 2/ 491 رقم 4723، وميزان الاعتدال 3/ 291، 292 رقم 6465، وتهذيب التهذيب 8/ 115، 116 رقم 190، ومجمع الزوائد 9/ 59، وتقريب التهذيب 2/ 81 رقم 700، وخلاصة تذهيب التهذيب 294. [3] المجروحون لابن حبّان 2/ 77، الجرح والتعديل 6/ 167. [4] في تاريخه الكبير، والضعفاء والصغير، وقال في تاريخه الصغير: «ليس بشيء» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 281 وقال النّسائيّ [1] ، والدّار الدّارقطنيّ [2] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. هِشَامٌ: نَا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، نَا يُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ مُعَاذٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ كِتَابُ اللَّهِ» [3] . 225- عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الأَشْدَقِ واسمه عمرو بن سعيد بن العاص [4]- خ. ق. - أبو أميّة الأمويّ السّعيديّ المكّيّ.   [1] في الضعفاء والمتروكين، رقم 453. [2] في الضعفاء والمتروكين، رقم 393. [3] الضعفاء الكبير 3/ 293، وقال العقيلي: وروي بإسناد أصلح من هذا. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث. وقال الجوزجاني: «قد كنّا قديما ننكر حديثه، وقد سألت عنه محمد بن المبارك الصوري فقال: كان يتّبع السلطان، وكان صدوقا، وما أدري ما قال الصوري؟ أحاديثه معضلة مناكير. (أحوال الرجال 167 رقم 297) ووقع في (الكامل لابن عدي 5/ 1769) : «أحاديثه مفصلة» وهو غلط. وقال ابن حبّان: «وكان ممن يقلب الأسانيد ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. كان أبو مسهر سيّئ الرأي فيه. وكان أبو مسهر اسمه عبد الأعلى بن مسهر الغساني من أهل دمشق من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدّين الّذي كان يقبل كلامه في التعديل والجرح في أهل بلده كما كان يقبل ذلك من أحمد ويحيى بالعراق، وكان يحيى بن معين يفخم من أمره» . (المجروحون 2/ 77) . وقال ابن عديّ: «هو من الشاميين ممن يكتب حديثه مع ضعفه» . (الكامل 5/ 1770) . وقال الحاكم، نقلا عن أبي مسهر: سمعت عمرو بن واقد يكذب من غير أن يتعمّد. (الأسامي والكنى 1/ 122 أ) . وقال الترمذي: منكر الحديث. (الجامع الصحيح 4/ 3 رقم 2443) . وقال الصوري: كان صدوقا. (مجمع الزوائد 9/ 59) . [4] انظر عن (عمرو بن يحيى بن سعيد) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 456، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 382 رقم 2707، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 7، والجرح والتعديل 6/ 269 رقم 1488 وفيه (عمرو بن يحيى بن عمرو بن سعيد) ، والثقات لابن حبّان 7/ 217، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 552 رقم 869، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 37 أ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 371، 372 رقم 1414، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1055، والكاشف 2/ 298 رقم 4319، وميزان الاعتدال 3/ 293 رقم 6476، وتهذيب التهذيب 8/ 118 رقم 198، وتقريب التهذيب 2/ 81 رقم 709، وهدي الساري 432، وخلاصة تذهيب التهذيب 294. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 282 عَنْ: جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَذَلِكَ فِي «الصَّحِيحِ» . رَوَى عَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَدَنِيُّ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ [1] . 226- عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ [2] . بَصْرِيٌّ جَلِيلٌ. رَوَى عن: الحسن، ومحمد بن سيرين، وثابت. وعنه: معلى بن هلال، وبشر بن معاذ العقدي، وعمر بن يزيد السياري، وغيرهم. ضعفه أبو حاتم [3] ، وغيره. قال ابن حبان [4] : روى العجائب، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ. قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عن ثابت، عن أنس: «أنّ سليمان دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً فَقَالَ: الله اللَّهُ أَكْبَرُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ دَخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً إِكْرَامًا لَهُ لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى تُغْفَرَ ذُنُوبُهُمَا» [5] . 227- عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ القطّان [6] .   [1] لفظه: «صالح» في الجرح والتعديل 6/ 269، وأما في تاريخه فقال: «ليس به بأس» . وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يروي عن كعب المقاطيع» . (7/ 217) . [2] انظر عن (عمران بن خالد) في: المعرفة والتاريخ 3/ 354، والجرح والتعديل 6/ 297 رقم 1648، والمجروحين لابن حبّان 2/ 124، 125، وتاريخ جرجان للسهمي 69، وميزان الاعتدال 3/ 239 رقم 6279، ولسان الميزان 4/ 345 رقم 997. [3] الجرح والتعديل 6/ 297 وفيه: ضعيف الحديث، بابة يوسف بن عطية، وعثمان بن مطهر، وحزم أثبت منه. [4] في المجروحين 2/ 124. [5] أخرجه ابن حبّان 2/ 124، 125. [6] انظر عن (عنبسة بن سعيد القطان) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 283 عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، وَغَيْرُهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ عَنْبَسَةَ الْقَطَّانِ [1] . قُلْتُ: وَيَرْوِي عَنْبَسَةُ هَذَا أَيْضًا عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ. وَعِدَادُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ. وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَخٌ لِأَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ سَعِيدُ بْنُ أَشْعَثَ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ ذَاكَ الْمَجْنُونُ [2] . وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ: ثَنَا عَنْبَسَةُ أَخُو أَبِي الرَّبِيعِ، السَّمَّانِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ- يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ. فَعَرَضَ عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ. فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ أُصِيبَ فِي عَيْنِهِ وَأُصِيبَ فِي بَعْضِ ولده، فرجع إلى رسول الله فَقَالَ: أَقِلْنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الإِسْلامَ لا يُقَالُ، إِنْ رَجَعْتَ ضربت عنقك» [3] .. الحديث.   [ () ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 366 رقم 1404، و 3/ 367، رقم 1406، والجرح والتعديل 6/ 399 رقم 2231، والمجروحين لابن حبّان 2/ 178، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1903، 1904، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 137 رقم 419، وتاريخ جرجان للسهمي 206، ورجال الطوسي 262 رقم 638، والكفاية في علم الرواية 135، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1063، والمغني في الضعفاء 2/ 493 رقم 4750، وميزان الاعتدال 3/ 299، 300 رقم 6503، والإغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 88، 89 رقم 87، وتهذيب التهذيب 8/ 157- 159 رقم 285، وتقريب التهذيب 2/ 88 رقم 781، وخلاصة تذهيب التهذيب 297. [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 366. [2] المجروحون 2/ 178. [3] وتتمّته: «إن الإسلام يسبك الرجال يخرج خبثهم كما يخرج الكور- أو قال: الكير- خبث الذّهب والفضّة والحديد إذا ألقي فيه» . وقال العقيلي: وهذا يروى بغير هذا الإسناد وخلاف هذا اللفظ بإسناد أصلح من هذا. (الضعفاء الكبير 3/ 368) . وقوله: بإسناد أصلح من هذا، فقد رواه البخاري في فضائل المدينة باب (10) بنحوه، حديث رقم (1883) (فتح المغيث 4/ 96) ورقم: (7209- 7211- 7216- 7322) . ومسلم في كتاب الحج، باب المدينة تنفي شرارها، حديث رقم (1383) ، وأخرجه النسائي، وأحمد، ومالك في الموطّأ. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 284 عَنْبَسَةُ أَخُو أَبِي الرَّبِيعِ، ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، والدّار الدّارقطنيّ [2] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا، هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: «قَتْلُ الصَّبْرِ لا يَمُرُّ بِذَنْبٍ إِلا مَحَاهُ» [3] . قَالَ: وَرَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: «الزَّنْجِيُّ إِذَا جَاعَ سَرَقَ، وَإِذَا شَبِعَ زَنَى. أَمَا إِنَّ فِيهِمْ سَمَاحَةً وَنَجْدَةً» [4] . وَنَهَى عَلَيْهِ السَّلامُ عَنْ جِذَاذِ النَّخْلِ بِاللَّيْلِ [5] . 228- عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ الأُمَوِيُّ [6]- ت. ق. - عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبَانِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَداود بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ غِيَاثٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وجماعة.   [1] وجاء في الكامل لابن عديّ أن الدارميّ سأل ابن معين عنه فقال: ثقة. (5/ 1903) . [2] في الضعفاء والمتروكين رقم 419. [3] المجروحون 2/ 178. [4] المجروحون لابن حبّان 2/ 178، والكامل لابن عديّ 5/ 1904. [5] المجروحون 2/ 178. [6] انظر عن (عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 458، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 39 رقم 169، والتاريخ الصغير، له 208، والضعفاء الصغير له، 272 رقم 287، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 428، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 367 رقم 1405، والجرح والتعديل 6/ 402، 403 رقم 2247، والمجروحين لابن حبّان 2/ 178- 180، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 5/ 1900، 1901، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 137 رقم 421، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1063، 1064، والكاشف 2/ 305 رقم 4372، وميزان الاعتدال 3/ 301، 302 رقم 6512، والمغني في الضعفاء 2/ 496 رقم 4756، والكشف الحثيث 329 رقم 579، وتهذيب التهذيب 8/ 160، 161 رقم 287 وفيه (عنبسة بن عبد الرحمن بن عيينة) ، وتقريب التهذيب 2/ 88 رقم 783، وخلاصة تذهيب التهذيب 297. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 285 قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : تَرَكُوهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [2] ، وَالنَّسَائِيُّ [3] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، صَاحِبُ أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةٍ، لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ. رَوَى ابْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [5] . وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَعْدٍ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَتَشْبِيكَ الأَصَابِعِ فِي الصَّلاةِ، فَإِنَّهُ يُورِثُ النِّسْيَانَ» [6] . الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: «إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ، أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْعَجَاجَ الأَسْوَدَ» [7] . الْوَلِيدُ، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ أَنَسِ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مروا نساءكم بالغزل فإنّه أزين لهنّ وخير» [8] . 229- عَنْبَسَةُ بْنُ نَجَّادٍ الْعَابِدُ [9] . عَنْ: جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، وَجَعْفَرٍ الصَّادِقِ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعُثْمَانُ بن أبي شيبة، وغيرهم.   [1] في تاريخه الكبير، والصغير، وضعفائه الصغير. وفي التاريخ الصغير، قال عن ابن معين: متروك. [2] تهذيب الكمال 2/ 1064 وفيه: منكر الحديث واهي الحديث. [3] تهذيب الكمال 2/ 1064، وفي ضعفائه قال: «متروك الحديث» . [4] في المجروحين 2/ 178. [5] في تاريخه 2/ 458، والمجروحين لابن حبّان 2/ 179، وفي الجرح والتعديل 6/ 403: «لا شيء» . [6] ذكره ابن حبّان في (المجروحين 2/ 179) . [7] المجروحون 2/ 179. [8] المجروحون 2/ 179. [9] انظر عن (عنبسة بن نجاد) في: الجرح والتعديل 6/ 403 رقم 2203. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 286 فِيهِ تَشَيُّعٌ. 230- عَوْنُ بْنُ مُوسَى اللَّيْثِيُّ الْبَصْرِيُّ [1] . أَبُو رَوْحٍ. عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَغَيْرُهُمْ. مَسْتُورٌ [2] . 231- عِيسَى بْنُ دَابٍ [3] . هُوَ أَبُو الْوَلِيدِ عِيسَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ بَكْرِ بْنِ دَابٍ الْمَدِينِيُّ، سَكَنَ بَغْدَادَ وَحَظِيَ عِنْدَ الْهَادِي إِلَى الْغَايَةِ، حَتَّى إِنَّهُ أَمَرَ لَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ [4] . وَحَدَّثَ عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَصَالِحَ بْنِ كَيْسَانَ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: شَبَّابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ إخباريا، علّامة، رواية عَنِ الْعَرَبِ، نَسَّابَةً، نَدِيمًا، وَلَكِنَّ أَحَادِيثَهُ سَاقِطَةٌ.   [1] انظر عن (عون بن موسى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 17 رقم 75، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 36، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 172، وتاريخ الثقات للعجلي 378 رقم 1324، والجرح والتعديل 6/ 386 رقم 2151، والثقات لابن حبّان 7/ 280، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 191 ب. [2] وثّقه القواريري، وابن مَعِين، وقَالَ أَبُو حاتم: «لا بأس بِهِ» . (الجرح والتعديل 6/ 386) . وذكره العجليّ، وابن حبّان في «الثقات» . [3] انظر عن (عيسى بن داب) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 466، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 402 رقم 2782، وتاريخ الطبري 1/ 357 و 3/ 434، 593 و 4/ 213، 218، 225 و 5/ 359، 381 و 8/ 178، 202، 220، 223، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 391 رقم 1430، والجرح والتعديل 6/ 291 رقم 1615 والثقات لابن حبّان 7/ 236، وتاريخ بغداد 11/ 148- 152 رقم 5845، والكامل في التاريخ 6/ 105، 106، وميزان الاعتدال 3/ 327، 328 رقم 6625، والمغني في الضعفاء 2/ 502 رقم 4840، والكشف الحثيث 331 رقم 583، ولسان الميزان 4/ 408، 409 رقم 1250. [4] تاريخ بغداد 11/ 150. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 287 قَالَ خَلِيفَةُ الأَحْمَرُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ [1] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ قَبْلَ مَالِكٍ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ لابْنِ مَنَاذِرَ: وَمَنْ يَبْغِ الْوَصَاةَ فَإِنَّ عِنْدِي ... وَصَاةً لِلْكُهُولِ وَلِلشَّبَابِ خُذُوا عَنْ مَالِكٍ وَعَنِ ابْنِ عَوْنٍ ... وَلا تَرْوُوا أَحَادِيثَ ابْنِ دَابٍ [3] 232- عِيسَى بْنُ وَرْدَانَ الْمَدَنِيُّ الْحَذَّاءُ الْمُقْرِئُ المجوّد [4] . أبو الحارث. قراء عَلَى: (أَبِي جَعْفَرٍ) [5] يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، وَشَيْبَةَ بْنِ نَصَاحٍ. ثُمَّ عَرَضَ عَلَى نَافِعٍ، وَهُوَ مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِهِ. قَرَأَ عَلَيْهِ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جعفر، والواقديّ، وقالوا أن غيرهم [6] .   [1] تاريخ بغداد 11/ 152. [2] في تاريخه الكبير. [3] البيتان في تاريخ بغداد 11/ 152 وفيه بيتان آخران. [4] انظر عن (عيسى بن وردان) في: معرفة القراء الكبار 1/ 111 رقم 42، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 616 رقم 2510. [5] بياض في الأصل، استدركته من (معرفة القراء) . [6] قال الجزري: إمام قرئ حاذق وراد محقّق ضابط. وقال: مات فيما أحسب في حدود الستين ومائة. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 288 - حرف الغين- 233- غسّان بن برزين الطّهوريّ المصريّ [1]- ق. - أبو المقدام. عَنْ: أَبِي الْمِنْهَالِ سَيَّارِ بْنِ سَلامَةَ الرِّيَاحِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَمُسَدَّدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ. وَرَوَى لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثًا واحدا [3] .   [1] انظر عن (غسان بن برزين) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 107 رقم 474، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 105، وتاريخ الثقات للعجلي 381 رقم 1341، والجرح والتعديل 7/ 50 رقم 286، والثقات لابن حبّان 7/ 312، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 150، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1089، والكاشف 2/ 322 رقم 4493، وميزان الاعتدال 3/ 333، 334 رقم 6658، وتهذيب التهذيب 8/ 246، 247 رقم 455، وتقريب التهذيب 2/ 105 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 307. [2] الجرح والتعديل 7/ 50. [3] وروى له العسكري حديثا أيضا في النفاق- ص 150. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 289 - حرف الْفَاءِ- 234- فُرَاتُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الْقُرَشِيُّ [1] . بَصْرِيٌّ، لَهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَدُوقٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : الضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ [5] . 235- فَرَجُ بْنُ فضالة التّنوخيّ الحمصيّ [6]- د. ت. ق. -   [1] انظر عن (فرات بن أبي الفرات) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 472، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 129، 130 رقم 582، والجرح والتعديل 7/ 80 رقم 453، والثقات 7/ 321، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2048، وميزان الاعتدال 3/ 343 رقم 6692، والمغني في الضعفاء 2/ 509 رقم 4894، ولسان الميزان 4/ 432 رقم 1317. [2] الجرح والتعديل 7/ 80. [3] في تاريخه 2/ 472، والجرح والتعديل 7/ 80. [4] في الكامل 6/ 2048. [5] وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به. (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان: «حسن الاستقامة في الروايات» . (الثقات 7/ 322) . [6] انظر عن (فرج بن فضالة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 327، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 134 رقم 608، والتاريخ الصغير 187 و 194، والضعفاء الصغير له 273 رقم 300، وتاريخ خليفة 442، وطبقات خليفة 316، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 491، وأنساب الأشراف 3/ 200 وق 4/ 573، والمعرفة والتاريخ 3/ 378، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 462 رقم 1518، والجرح والتعديل الجزء: 11 ¦ الصفحة: 290 وقيل الدمشقيّ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، وَرَبَيْعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. وَعَنْهُ: آدَمُ، وَقُتَيْبَةُ، وَلُوَيْنُ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَخَلْقٌ. وَوَلِيَ بَيْتَ الْمَالِ بِبَغْدَادَ مُدَّةً. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ لا يُحْتَجُّ بِهِ. وقال ابن معين: صالح. وضعّفه النّسائيّ [2] ، والدّار الدّارقطنيّ [3] ، وَابْنُ عَدِيٍّ [4] ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ الْمَدِينِيُّ: مَرَّ الْمَنْصُورُ بِفَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ فَلَمْ يَقُمْ لَهُ، فَعُوتِبَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: خِفْتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ لِمَ قُمْتَ وَيَسْأَلَهُ لِمَ رَضِيتَ [5] ؟ وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ شَامِيًّا أَثْبَتَ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، وَأَنَا اسْتَخِيرُ اللَّهَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ [6] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِذَا حَدَّثَ فَرَجٌ عَنِ الشَّامِيِّينَ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلَكِنْ   [7] / 85، 86 ورقم 483، والمجروحين لابن حبّان 2/ 206، 207، والعقد الفريد 2/ 146، والكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2054، 2055، وتاريخ جرجان للسهمي 321، والسابق واللاحق 123، وتاريخ بغداد 12/ 393- 397 رقم 6856، والكامل في التاريخ 6/ 134، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 181، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1093، والكاشف 2/ 326 رقم 4515، والمغني في الضعفاء 2/ 509 رقم 4896، وميزان الاعتدال 3/ 343- 345 رقم 6696، والكشف الحثيث 335 رقم 588، والبداية والنهاية 10/ 171، وتهذيب التهذيب 8/ 260- 262 رقم 485، وتقريب التهذيب 2/ 108 رقم 15، وخلاصة تذهيب التهذيب 308. [1] الجرح والتعديل 7/ 86. [2] تهذيب الكمال 2/ 1093. [3] في الضعفاء والمتروكين، رقم 491. [4] قال: ضعيف الحديث. (تاريخ بغداد 12/ 396) . [5] في الكامل 6/ 2055 وقال: «وهو مع ضعفه يكتب حديثه» . [6] تاريخ بغداد 12/ 394. [7] تاريخ بغداد 12/ 394. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 291 حَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بِمَنَاكِيرَ [1] . قُلْتُ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ فِي عَصْرِ بَقَايَا الصّحابة. ومات سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، فَرَجٌ ضَعِيفٌ وَأَيْشِ عِنْدَهُ [3] ؟ 236- فَرَجُ بْنُ يَزِيدَ [4] . أَبُو شَيْبَةَ الْكَلاعِيُّ الشَّامِيُّ. عَنْ: يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، وَمُدْرِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ويحيى الوحاظيّ، وعتبة بن السّكن. مستور [5] .   [1] تاريخ بغداد 12/ 395. [2] طبقات ابن سعد 7/ 327، تاريخ بغداد 12/ 397. [3] وقال ابن سعد: «كان ضعيفا في الحديث وقد روي عنه» . (الطبقات الكبرى 7/ 327) . وقال البخاري في تاريخه الكبير 7/ 134) «منكر الحديث» . وفي تاريخه الصغير، والضعفاء الصغير قال: «كان عبد الرحمن لا يحدّث عن فرج بن فضالة ويقول: حدّث عن يحيى بن سعيد أحاديث منكرة مقلوبة» . وقال: سمع منه قتيبة منكر الحديث تركه ابن مهديّ أخيرا. (الضعفاء الصغير، رقم 194) . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، وروى له حديثا لا يتابع عليه. وقال ابن معين: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: صدوق يكتب حديثه ولا يحتجّ به، حديثه عن يحيى بن سعيد فيه إنكار وهو في غيره أحسن حالا وروايته عن ثابت لا تصحّ. (الجرح والتعديل 7/ 86) . وقال ابن حبّان: «كان ممن يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة لا يحلّ الاحتجاج به. (المجروحون) . وقال عمرو بن علي المديني: كنا عند يحيى يوما ومعنا معاذ فقال معاذ: ثنا فرج بن فضالة قال: فرأيت يحيى كلح وجهه. (الكامل لابن عدي 7/ 2054) . [4] انظر عن (فرج بن يزيد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 134 رقم 606، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 2، والجرح والتعديل 7/ 86 رقم 486، والثقات لابن حبّان 7/ 325. [5] ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: روي عنه الشاميّون المقاطيع. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 292 237- فَضَالَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الشَّحَّامُ [1] . شَيْخٌ مُعَمِّرٌ. روى عن: طاووس، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا الْفَرَّاءُ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ [3] . وَلَيَّنَهُ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ [4] . 238- الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُطَّلِبِ [5] . أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ، الأَمِيرُ نَائِبُ دِمَشْقَ. وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ، ثُمَّ وَلِيَ الدِّيَارَ الْمِصْرِيَّةَ لِلْمَهْدِيِّ [6] . مَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَرَّخَهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : حَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ الْعَبَّاسِيَّ وهو متولّي   [1] انظر عن (فضالة بن عبد الملك الشّحّام) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 126 رقم 567، والجرح والتعديل 7/ 78 رقم 442، والمجروحين لابن حبّان 2/ 205. [2] الجرح والتعديل 7/ 78. [3] وقال ابن حبّان: «كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، لا يعجبني الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات» . (المجروحون 2/ 205) . [4] جاء في الهامش هنا: «آخر المجلّد السادس بخط مؤلّفه ومنه نقلت» . [5] انظر عن (الفضل بن صالح العباسي) في: تاريخ خليفة 417، 441، والمحبّر لابن حبيب 34، والمعرفة والتاريخ 1/ 120، 132، 139، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 204، 261، 262 و 2/ 703، وتاريخ اليعقوبي 2/ 350، 384، 390، 400، 402، 405، 431، والمعارف 375، وطبقات الشعراء لابن المعتز 62، وتاريخ الطبري 7/ 191، 499، 520، 623 و 8/ 121، 123، 134، 140، 148، والولاة والقضاة للكندي 104، 128- 130، وولاة مصر له 125، 151- 154، ومروج الذهب 2300، 3642، وتحفة الوزراء 149، وتاريخ العظيمي 135، 221، 234، 318، والكامل في التاريخ 5/ 249، 428، 486 و 6/ 40، 42، 56، 61 د، 118، والروض المعطار 118، ومرآة الجنان 1/ 367، وأمراء دمشق في الإسلام 65 رقم 206، وشذرات الذهب 1/ 281. [6] أمراء دمشق 65. [7] في تاريخه 417. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 293 دِمَشْقَ، وَهُوَ الَّذِي عَمِلَ أَبْوَابَ الْجَامِعِ وَالْقُبَّةَ الَّتِي فِي الصَّحْنِ، وَتُعْرَفُ بِقُبَّةِ الْمَالِ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ قَدْ جَاوَزَ الْمِائَةَ. أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ فِي دَمِ قَتِيلٍ، فَأَبَى وَقَالَ: سَلَمَةُ بْنُ عَمْرٍو يَأْخُذُ الرِّزْقَ، وَأَنَا أَنْظُرُ فِي الدِّمَاءِ؟ فَقَالَ الْفَضْلُ: صَدَقَ. قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] : مَاتَ الْفَضْلُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 239- الْفَضْلُ بْنُ الْمُخْتَارِ [2] . أَبُو سَهْلٍ الْمِصْرِيُّ، وَاهٍ. عَنْ: عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَأَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَالصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْمَهْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، وسعيد بن عفير، وآخرون. أوردنا لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «كَامِلِهِ» [3] أَحَادِيثَ وَقَالَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ مِمَّا لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. وقال أبو حاتم الرازيّ [4] : يحدّث بالأباطيل [5] .   [1] في المعرفة والتاريخ 1/ 139. [2] انظر عن (الفضل بن المختار) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 449 رقم 1501، والجرح والتعديل 7/ 69 رقم 391، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2040- 2042، وميزان الاعتدال 3/ 358، 359 رقم 6750، والمغني في الضعفاء 2/ 513 رقم 2942، ولسان الميزان 4/ 449 رقم 1373. [3] ج 6/ 2040- 2042. [4] الجرح والتعديل 7/ 69. [5] وقال العقيلي: «منكر الحديث» . (الضعفاء الكبير 3/ 449) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 294 - حرف الْقَافِ- 240- الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حفص بن عاصم بن عمر العدويّ العمريّ [1]- ق. - المدنيّ، أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. رَوَى عَنْ: عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي طُوَالَةَ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَرَّاحِ الْقُهُسْتَانِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ. كَذَّبَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] . وَقَالَ البخاريّ [3] : سكتوا عنه.   [1] انظر عن (القاسم بن عبد الله بن عمر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 423، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3136، والتاريخ الصغير للبخاريّ 181، والضعفاء الصغير له 273 رقم 302، وطبقات خليفة 272، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 133 رقم 224، وتاريخ الثقات للعجلي 386 رقم 1366، والمعرفة والتاريخ 2/ 185، 435 و 3/ 43، 139، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 83، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 472- 474 رقم 1529، والجرح والتعديل 7/ 111، 112 رقم 643، والمجروحين لابن حبّان 2/ 212، والكامل لابن عدي 6/ 2058، 2059، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 143 رقم 439، ورجال الطوسي 274 رقم 14، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1111، والكاشف 2/ 336 رقم 4585، والمغني في الضعفاء 2/ 519 رقم 4992، وميزان الاعتدال 3/ 371، 372 رقم 6812، والكشف الحثيث 337 رقم 592، وتهذيب التهذيب 8/ 320، 321 رقم 578، وتقريب التهذيب 2/ 118 رقم 26، وخلاصة تذهيب التهذيب 312. [2] قال: «أفّ أفّ، ليس بشيء» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 478 رقم 3136) وقال: كان يكذب. (التاريخ الصغير 181) وفي الجرح والتعديل 7/ 111، 112، «مديني كذّاب كان يضع الحديث ترك الناس حديثه» . [3] في الضعفاء الصغير. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 295 وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء [1] . مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ، نَا الْقَاسِمُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: «إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ أَرْبَعِينَ قُلَةً لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ» [2] . وَهَذَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ [3] ، وَقَالَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَوْلَهُ، وَرَوَاهُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ [4] ، قَوْلَهُ [5] . 241- الْقَاسِمُ بْنُ معن [6]- د. ن. -   [1] الجرح والتعديل 7/ 112، الضعفاء للعقيليّ 3/ 473. [2] الضعفاء الكبير 3/ 473. [3] بلفظ: «لم ينجّسه شيء» . [4] بلفظ: «لم ينجس، أو كلمة نحوها» . [5] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي، عن القاسم بن عبد الله بن عمر، فقال: أقرّ أنه ليس بشيء. وسمعت أبي مرة أنه يقول: القاسم بن عبد الله بن عمر العمري هو عندي كان يكذب. (الضعفاء للعقيليّ 3/ 473) . وقال ابن أبي مريم: متروك الحديث (3/ 474) ومثله قال أبو حاتم. (الجرح والتعديل 7/ 112) . وقال أبو زرعة الرازيّ: ضعيف لا يساوي شيئا متروك الحديث منكر الحديث. وقال ابن حبّان: «كان رديء الحفظ كثير الوهم ممن يقلب الأسانيد يأتي بالشيء الّذي يشبه المعمول، كان أحمد بن حنبل يرميه بالكذب» . وقال الدارميّ: سمعت يحيى بن معين يقول: قاسم العمري كذّاب خبيث. (المجروحون 2/ 212) . وقال الجوزجاني: القاسم وعبد الرحمن العمريّان منكرا الحديث جدّا، وكانا شريفين. وحدّث ابن أبي مريم: قال قاسم بن عبد الله العمري قال لي عمّي: اعطاني كتابا من كتبه لأكتبه وكان فيه أحاديث ذكره المساجد التي صلّى فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرت الكتاب لبعض من لقيت من محدّثي المدينة قد سمّى لي الرجل فقال لي: هذا والله كتابي أنا وضعته، فإن كنت تريد أن تعرف أنه كما قلت، فاسأله عن فلان، لرجل ممن في الكتاب فإنه لا يعرفه وإنما هو رجل سلاح، كانت عنده أحاديث يسيرة، وكان شيخ بالبقيع قال: وكان أيضا يروي عن عبد الله بن دينار أشياء لا يرويها مالك ولا الليث ولا أحد ممن روى عن عبد الله بن دينار، فقلت له: إنك لتحدّث عن عبد الله بن دينار بأحاديث ليس يحدّث بها أحد ممن روى عنه، فقال لي: كنت آخذ أحاديث نافع وأسأله عنها. وقال ابن عديّ: وعامّة رواياته مما لا يتابع عليه. (الكامل 6/ 2058 و 2059) . [6] انظر عن (القاسم بن معن) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 384، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 483، وطبقات الجزء: 11 ¦ الصفحة: 296 قاضي الكوفة وَعَالِمُ زَمَانِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ الْمَسْعُودِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ. أَخُو أبي عبيدة بن معن. روى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَالْمُعَافَى الرَّسْتَنِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ الرَّازِيُّ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ ثِقَةٌ، صَاحِبُ عَرَبِيَّةٍ وَشِعْرٍ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ، وَلا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ رِزْقًا، قَالَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : ثِقَةٌ، كَانَ أَرْوَى النَّاسِ لِلْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ، وَأَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقْهِ. وَقَالَ بَعْضُ الأَئِمَّةِ: كَانَ يُقَالُ لَهُ شَعْبِيُّ زَمَانِهِ لِسَعَةِ عِلْمِهِ. أَخَذَ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الكوفة للمهديّ، وهو من   [ () ] خليفة 168، وتاريخ خليفة 447، 464، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 584 و 2/ رقم 2482 و 3340، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 170 رقم 765، والتاريخ الصغير، له 204، والمعرفة والتاريخ 2/ 790، 807، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 427، 506، 583، 647، وأنساب الأشراف 3/ 57، والزاهر للأنباري 1/ 166، والأخبار الموفقيّات 336، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 135 و 2/ 184 و 3/ 142، 145، 149، 161، 162، 164، 175- 182، والمعارف 249، وتاريخ الثقات للعجلي 387 رقم 1372، وتاريخ الطبري 4/ 42 و 6/ 163، والجرح والتعديل 7/ 120، 121 رقم 687، والثقات لابن حبّان 7/ 339، ومشاهير علماء الأمصار، له 169 رقم 1348، والعقد الفريد 1/ 246، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 268 رقم 1099، ورجال الطوسي 273 رقم 2، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1117، والكاشف 2/ 339 رقم 4603، وسير أعلام النبلاء 8/ 170، 171 رقم 28، والعبر 1/ 268، والجواهر المضية 1/ 42، وتهذيب التهذيب 8/ 338، 339 رقم 610، وتقريب التهذيب 2/ 120، 121 رقم 57، وخلاصة تذهيب التهذيب 314، وشذرات الذهب 1/ 286. [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 507 رقم 3340، والجرح والتعديل 7/ 121. [2] في الجرح والتعديل 7/ 121. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 297 كبار تلامذة أبي حنيفة في الفقه. وكان عَفِيفًا صَارِمًا مَهِيبًا [1] . تُوُفِّيَ الْقَاسِمُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ شَاخَ. 242- قَحْذَمُ الأَزْدِيُّ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] . عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَمَكْحُولٍ، وَسَالِمِ بن عبد الله. وعنه: وَلَدُهُ أَبُو داود الْمُحَبِّرُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ الْمِصِّيصِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. وَقَدْ وَفَدَ رَسُولا مِنْ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ أَمِيرِ الْعِرَاقِ عَلَى الْخَلِيفَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا. 243- قَزْعَةُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ الْبَاهِلِيُّ [3]- ت. ق. - شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، ومحمد بن المنكدر، وحميد بن قيس الأعرج، وجماعة.   [1] وقال أحمد: «مستور ثقة، ولي قضاء الكوفة، روى عنه ابن مهدي، ليس به بأس، وكان معن بن عبد الرحمن أبوه من خيار المسلمين» . (العلل ومعرفة الرجال 1/ 328 رقم 584) و (أخبار القضاة لوكيع 3/ 175) . [2] انظر عن (قحذم الأزدي) في: تاريخ الطبري 3/ 250 و 4/ 270 و 7/ 207، والجرح والتعديل 7/ 149 رقم 830، والثقات لابن حبّان 7/ 345، والإكمال لابن ماكولا 7/ 101. [3] انظر عن (قزعة بن سويد) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 488، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 192 رقم 854، والضعفاء الصغير، له 274 رقم 305، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 500، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 487 رقم 1547، والجرح والتعديل 7/ 139، 140 رقم 782، والمجروحين لابن حبّان 2/ 35 و 216، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2073، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 143 رقم 443، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1128، 1129، والكاشف 2/ 344 رقم 4647، والمغني في الضعفاء 2/ 225 رقم 585، وميزان الاعتدال 3/ 389، 390 رقم 6894، وتهذيب التهذيب 8/ 376، 377 رقم 666، وتقريب التهذيب 2/ 126 رقم 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 316. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 298 وعنه: عاصم بن علي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وقتيبة، ومسدد، ولوين، وآخرون. ضعفه أبو داود، وقال البخاري [1] : ليس بذاك القوي. وعن ابن معين فيه قولان [2] ، ومشاه ابن عدي، وقال أبو حاتم [3] : لا يحتجّ به [4] .   [1] في تاريخه الكبير، وضعفائه الصغير. [2] فقال في تاريخه برواية الدوري 2/ 488: «قزعة بن سويد ضعيف» . ونقله العقيلي في (الضعفاء الكبير 3/ 488) و (الجرح والتعديل 7/ 139) وفي المجروحين 2/ 216 قال: «ليس بشيء» . وقال الدارميّ: سألت يحيى بن معين عن قزعة بن سويد، فقال: ثقة. (الكامل لابن عديّ 6/ 2073) . [3] عبارته في (الجرح والتعديل 7/ 139، 140) : «ليس بذاك القويّ محلّه الصدق وليس بالمتين، يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . [4] وقال النسائي: ضعيف. وقال عمرو بن عليّ المديني: كنت عنده حتى مات وكان من أهلي وصلّيت خلفه ما لا أحصي، ولم أسمع منه شيئا. (الضعفاء للعقيليّ 3/ 488) . وقال أحمد بن حنبل: قزعة بن سويد مضطرب الحديث. (الجرح والتعديل 7/ 139) . وقال ابن حبّان: «كان كثير الخطأ فاحش الوهم، فلما كثر ذلك في روايته سقط الاحتجاج بأخباره» . (المجروحون 2/ 216) . وقال ابن عديّ: «وقزعة بن سويد له أحاديث غير ما ذكرت أحاديث مستقيمة وأرجو أنه لا بأس به» . (الكامل 6/ 2073) . وقال الدار الدّارقطنيّ: «يغلب عليه الوهم» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 299 - حرف الْكَافِ- 244- كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] . أَبُو هَاشِمٍ الأُبُلِّيُّ الْبَصْرِيُّ. يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ، وَعَنْهُ: أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَمَخْلَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ شَيْخٌ لابْنِ خُزَيْمَةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ شِبْهُ الْمَتْرُوكِ. وَقَدْ وَهَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ [3] وَرَمَاهُ بِالْكَذِبِ، وَقَالَ: هُوَ ابْنُ سُلَيْمٍ. أَعَدْتُهُ لِأَجْلِ تَأَخُّرِ مَوْتِهِ [4] . 245- كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ [5] .   [1] انظر عن (كثير بن عبد الله الأبليّ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 218 رقم 950، والتاريخ الصغير له 181، وفيه (الأيلي) بالياء المثنّاة من تحت، والضعفاء الصغير له 274 رقم 306، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 506، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 8 رقم 1560، والجرح والتعديل 7/ 154 رقم 857، والمجروحين لابن حبّان 2/ 223، 224 وفيه باسم كثير بن سليم) ، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 144 رقم 445، وميزان الاعتدال 3/ 406 رقم 6942، والمغني في الضعفاء 2/ 530، 531 رقم 5083. [2] الجرح والتعديل 7/ 154 وفيه: «منكر الحديث ضعيف الحديث جدا شبه المتروك، بابة زياد بن ميمون» . [3] في المجروحين 2/ 223. [4] وقال البخاري في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير: «منكر الحديث» ، ومثله قال: مسلم، والنسائي، ونقله العقيلي في (الضعفاء الكبير 4/ 8) . [5] انظر عن (كثير بن عبد الله اليشكري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 217 رقم 949، والتاريخ الصغير له 197، والضعفاء الكبير للعقيليّ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 300 هُوَ كَثِيرُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَقِيلَ هُوَ كَثِيرُ بْنُ حَبِيبٍ اللَّيْثِيُّ الْيَشْكُرِيُّ. رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إبراهيم، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدِّمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيِّ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا بَأْسَ بِهِ. وَذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» [2] لِأَجْلِ حَدِيثٍ اسْتَنْكَرَهُ له [3] .   [4] / 5 رقم 1556، والجرح والتعديل 7/ 154 رقم 859، والثقات لابن حبّان 7/ 354، وميزان الاعتدال 3/ 409 رقم 694، والمغني في الضعفاء 2/ 531 رقم 5085، ولسان الميزان 4/ 483 رقم 1525. [1] لم يذكره أبو حاتم بجرح أو تعديل. انظر (الجرح والتعديل لابنه 7/ 154 رقم 859) . [2] ج 4/ 5 رقم 556. [3] وقال البخاري في تاريخه الصغير: مات سنة ثمان أو تسع وسبعين. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 301 - حرف اللام- 246- اللّيث بن سعد [1] .   [1] انظر عن (الليث بن سعد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 517، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 501، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 823 و 846 و 2/ رقم 442 و 670 و 689، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 90 و 602 و 659 و 2/ رقم 1445 و 1765 و 2408 و 3/ رقم 3616 و 5270 و 5884، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 246، 247 رقم 1053، والتاريخ الصغير له 195، وطبقات خليفة 296، وتاريخ خليفة 32، 449، 477، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 26، وتاريخ الثقات للعجلي 399 رقم 1430، والمحبّر لابن حبيب 395، والمعارف 505، 506، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 735، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 164، 276، وانظر فهرس الأعلام 2/ 972، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 107، 132، 144، 277 و 3/ 83، 216، 223، 225، 230، 232، 236، والمنتخب من ذيل المذيّل 685، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 384، وأنساب الأشراف 3/ 100، والمراسيل لابن أبي حاتم 180 رقم 329، والجرح والتعديل 7/ 179، 180 رقم 1015، والثقات لابن حبّان 7/ 360، ومشاهير علماء الأمصار، له 191 رقم 1536، وولاة مصر للكندي 19، 20، 31، 34، 35، 37، 38، 42، 45، 47، 51، 64، 67، 77، 90، 97، 112، 151، 156، 158، والولاة والقضاة، له (انظر فهرس الأعلام) 665، ومروج الذهب 2498، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 275 رقم 1134، وحلية الأولياء 7/ 318- 327 رقم 391، والبدء والتاريخ 6/ 138، وعلماء إفريقية لأبي العرب 23، والعيون والحدائق 3/ 399، والعقد الفريد 2/ 322 و 4/ 307، وأدب القاضي للماوردي 1/ 118، 380، 408، 457، 461، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 633- 635 رقم 1005، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 159، 160 رقم 1398، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 104، 106، 120، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 144 ب، ومعجم ما استعجم للبكري 251، 430، وتاريخ جرجان للسهمي 106، 122، 234، 329، 433، 444، 540، والسابق واللاحق 307، 308 رقم 160، وتاريخ بغداد 13/ 3- 14 رقم 6966، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 24- 26، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 433 رقم 1659، والروض المعطار 22، 273، 389، 454، والإشارات إلى معرفة الزيارات 36، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 302 شَيْخُ إِقْلِيمِ مِصْرَ وَعَالِمِهِ أَبُو الْحَارِثِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَهْمِيُّ، مَوْلاهُمُ الإِصْبَهَانِيُّ الأَصْلُ الْمِصْرِيُّ، أَحَدُ الأَعْلامِ. سَمِعَهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ فِي شَعْبانَ. قُلْتُ: حَجَّ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فَلَقِيَ: عَطَاءً، وَنَافِعًا، وَابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، وسعيد الْمَقْبُرِيَّ، وَأَبَا الزُّبَيْرِ، وَابْنَ شِهَابٍ فَأَكْثَرَ عَنْهُمْ [1] ، وَعَنْ: مِشْرَحَ بْنَ هَاعَانَ، وَأَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبَيْعَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، وَبَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، وَالْجُلاحِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، وَخَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، وَصَفْوَانَ (بْنِ سُلَيْمٍ) [2] ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَقَتَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، وَآخَرُونَ. حَتَّى أَنَّهُ رَوَى عَنْ كَاتِبِهِ أَبِي صَالِحٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَشَبَّابَةُ، وَحُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآدَمُ بْنُ أبي   [ () ] وتاريخ حلب للعظيميّ 230، والكامل في التاريخ 5/ 194 و 6/ 124، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 73، 74 رقم 77، والإقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 304، وملء العيبة للفهري 2/ 280، 284، 289، 290، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1152- 155، ودول الإسلام 1/ 114، وسير أعلام النبلاء 8/ 122- 145 رقم 12، وتذكرة الحفّاظ 1/ 224- 226، والعبر 1/ 266، والمعين في طبقات المحدّثين 62 رقم 607، والكاشف 3/ 12، 13 رقم 4760، وميزان الاعتدال 3/ 423 رقم 6998، ومرآة الجنان 1/ 369، والبداية والنهاية 10/ 166، والجواهر المضية 1/ 416، والوفيات لابن قنفذ 139 رقم 175، وغاية النهاية 2/ 34 رقم 2638، وصفة الصفوة 4/ 281، ووفيات الأعيان 4/ 127- 132، والفهرست لابن النديم 1/ 199، وصبح الأعشى 3/ 399، 400، وتهذيب التهذيب 8/ 459- 465 رقم 832، وتقريب التهذيب 2/ 138 رقم 9، وجامع التحصيل لابن كيكلدي 320 رقم 662، والإنتصار لابن دقماق 21، 72، والنجوم الزاهرة 2/ 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 323، وشذرات الذهب 1/ 285. [1] المعرفة والتاريخ 1/ 166، وتاريخ بغداد 13/ 6. [2] في الأصل بياض، والّذي بين القوسين استدركته من: سير أعلام النبلاء 8/ 123. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 303 إِيَاسٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَوَلَدُهُ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ الْمَغْرِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ، وَأَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ الْبَاهِلِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ومحمد بن رمح، ويزيد بن موهب الرملي، وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، وَعِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. وَكَانَ كَبِيرَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَرَئِيسَهَا وَمُحْتَشِمَهَا وَعَالِمَهَا، وَأَمِيرَ مَنْ بِهَا فِي عَصْرِهِ. بِحَيْثُ أنّ القاضي والنّائب من تَحْتَ أَمْرِهِ وَمَشُورَتِهِ. وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يَتَأَسَّفُ عَلَى فَوَاتِ لُقِيِّهِ. رَوَى جَمَاعَةٌ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا» [1] .. الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] ، وَقَالَ: صَحِيحٌ غَرِيبٌ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ اللَّيْثِ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا اللَّيْثُ فَكَانَ يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَأَتَاهُ أَصْحَابُنَا فَعَرَضُوا عَلَيْهِ، فَلَمْ أَرَ أَخْذَهَا عَرْضًا حَتَّى قَدِمْتُ إِلَى مَالِكٍ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَحَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْهُ قَالَ: كَانَ يَقُولُ لَنَا بَعْضُ أَهْلِي وُلِدْتُ فِي شَعْبَانَ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وتسعين، والّذي أوقنه سنة أربع [3] .   [1] وتتمّته: «فليتبوَّأ مقعده من النار» . [2] في العلم (2661) باب ما جاء في تعظيم الكذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث الزهري، عن أنس، ولهذا الحديث طرق كثيرة عن أنس، فقد أخرجه البخاري في العلم (1/ 179، 180) ، ومسلم في المقدّمة (3) ،. وأحمد في المسند 3/ 98 و 113 و 116 و 166 و 167 و 203 و 209 و 223 و 278 و 280، وابن ماجة (32) ، والدارميّ 1/ 76، والشهاب القضاعي في مسندة 1/ 324 رقم 547 و 548 و 549 و 550، والجريريّ في الجليس الصالح 1/ 170، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) 111 رقم 60، وخيثمة الأطرابلسي في فوائده (انظر: من حديث خيثمة- بتحقيقنا) ص 76، وغيره. قال ابن الجوزي: روى هذا الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ثمانية وتسعون صحابيّا منهم العشرة، ولا يعرف ذلك في غيره. وذكره ابن دحية أنه خرّج من نحو أربعمائة طريق. ومنها: «من نقل عني ما لم أقله فليتبوَّأ مقعده من النار» . قالوا: وهذا أصعب ألفاظه وأشقّها لشموله للمصحّف واللحاف والمحرّف. (كشف الخفاء للجراحي 2/ 379، والأسرار المرفوعة للقارئ 4/ 38) . [3] تاريخ البخاري. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 304 وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنَ (ابْنِ شِهَابٍ) [1] بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةٍ. وَقَالَ ابْنُ زُعْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: أَصْلُنَا مِنْ إِصْبَهَانَ، فَاسْتَوْصُوا بهم خيرا [2] ، وقال: حَجَجْتُ أَنَا وَابْنُ لَهِيعَةَ، فَلَمَّا صِرْتُ بِمَكَّةَ رَأَيْتُ نَافِعًا فَأَقْعَدْتُهُ فِي دُكَّانِ عَلافٍ، فَمَرَّ بِيَ ابْنُ لَهِيعَةَ فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ قُلْتُ: مَوْلًى لَنَا. فَلَمَّا أَتَيْتُ مِصْرَ قُلْتُ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، فَوَثَبَ إِلَيَّ ابْنُ لَهِيعَةَ وَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ! فَقُلْتُ: أَلَمْ تَرَ رَجُلا مَعِيَ فِي دُكَّانِ الْعَلافِ؟ ذَاكَ نَافِعٌ. قَالَ: فَحَجَّ ابْنُ لَهِيعَةَ مِنْ قَابِلٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ. وَقَدِمَ الأَعْرَجُ يُرِيدُ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَرَآهُ ابْنُ لَهِيعَةَ فَأَخَذَهُ، فَمَا زَالَ عِنْدَهُ يُحَدِّثُهُ حَتَّى هَيَّأَ لَهُ سَفِينَةً وَأَحْدَرَهُ إِلَى الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، وَقَعَدَ يَرْوِي عَنْهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَقُلْتُ: مَتَى رَأَيْتَ الأَعْرَجَ؟ فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَهُ فَهُوَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ فَوَجَدَهُ قَدْ مَاتَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ صلَّى عَلَيْهِ [3] . قُلْتُ: هَذِهِ بِهَذِهِ جَزَاءً وِفَاقًا. قَالَ الْفَسَوِيُّ [4] : قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عِلْمًا كَثِيرًا، وَطَلَبْتُ رُكُوبَ الْبَرِيدِ إِلَيْهِ إِلَى الرَّصَافَةِ، فَخِفْتُ أَنْ لا يَكُونَ ذَلِكَ للَّه فَتَرَكْتُهُ. قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ فَسَأَلَنِي، فَقُلْتُ: أَنَا مِصْرِيٌّ، فَقَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ قَيْسٍ [5] ! فقال: ابن كم؟   [1] بياض في الأصل، استدركته من تاريخ البخاري الكبير 7/ 246. [2] حلية الأولياء 7/ 321، تاريخ بغداد 13/ 6. [3] تهذيب الكمال 3/ 1153. [4] في المعرفة والتاريخ 1/ 167، تاريخ بغداد 13/ 5، وفيات الأعيان 4/ 127 و 129. [5] حتى هنا في المعرفة والتاريخ 1/ 166. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 305 قُلْتُ: ابْنُ عِشْرِينَ. قَالَ: أَمَّا لِحْيَتُكَ فَلِحْيَةُ ابْنُ أَرْبَعِينَ. عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: كُلُّ مَا فِي كُتُبِ مَالِكٍ: «أَخْبَرَنِي مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ» ، فَهُوَ: اللَّيْثُ [1] . قَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: لَمْ أَرَ مِثْلَ اللَّيْثِ وَلا أَكْحَلَ مِنْهُ. كَانَ فَقِيهَ الْبَدَنِ، عَرَبِيَّ اللِّسَانِ، يُحْسِنُ الْقُرْآنَ وَالنَّحْوَ، وَيَحْفَظُ الشِّعْرَ وَالْحَدِيثَ، حَسَنُ الْمُذَاكَرَةِ [2] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ يَعْقُوبَ وَزِيرِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا قَدِمَ اللَّيْثُ الْعِرَاقَ: الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ، أَوْ قَالَ أَكْرِمْ، فَقَدْ ثَبَتَ عِنْدِي أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحدٌ أَعْلَمَ بِمَا حَمَلَ مِنْهُ [3] . وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: كُنْتُ مَعَ اللَّيْثِ لَمَّا خَرَجَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِنْ فَوْقِ عَلِيَّةٍ وَالْكِتَابُ بِيَدِي، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ رَمَيْتُ بِهِ إِلَيْهِمْ فَيَنْسَخُوهُ. وَرَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ لِلَّيْثِ: أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ ليس في كتب. فَقَالَ: أَكُلُّ مَا فِي صَدْرِي فِي كُتُبِي؟ لَوْ كَتَبْتُ مَا فِي صَدْرِي مَا وَسِعَهُ هَذَا الْمَرْكَبُ [4] . رَوَاهَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَهَا. ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ الْحُجَّاجِ، وَهِيَ كَثِيرَةُ السَّرْقِينَ [5] ، فَكُنْتُ أَلْبَسُ خفّين، فإذا بلغت باب المسجد نزعت إحداهما   [1] تاريخ بغداد 13/ 7، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 74. [2] تاريخ بغداد 13/ 6، وفيات الأعيان 4/ 130، وتهذيب الأسماء 2/ 74 وفيه «حسن الذاكرة» . [3] تاريخ بغداد 13/ 5. [4] انظر نحوه في حلية الأولياء 7/ 319، وهو بتمامه في وفيات الأعيان 4/ 132. [5] السّرقين: الزبل. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 306 وَدَخَلْتُ. فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: لا تَفْعَلْ هَذَا فَإِنَّكَ إِمَامٌ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ [1] . قَوْلُهُ: أَلْبَسُ خُفَّيْنِ، يُرِيدُ خُفًّا فَوْقَ خُفٍّ. قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: نَا يَحْيَى قَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ مَالِكٍ إِلَى اللَّيْثِ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ فَذَكَرَهَا، فِيهَا: وَأَنْتَ فِي إِمَامَتِكَ وَفَضْلِكَ وَمَنْزِلَتِكَ مِنْ أَهْلِ بَلَدِكَ، وَحَاجَةِ مَنْ قِبَلِكَ إِلَيْكَ، وَاعْتِمَادِهِمْ عَلَى مَا جَاءَهُمْ مِنْكَ [2] . أَحْمَدُ بْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ، إِلا أَنَّ أَصْحَابَهُ لَمْ يَقُومُوا بِهِ [3] . أَبُو زُرْعَةَ، سَمِعَ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ، وَلَكِنْ كَانَتِ الْحَظْوَةُ لِمَالِكٍ [4] . وَقَالَ جَمَاعَةٌ: سَمِعْنَا ابْنَ وَهْبٍ يَقُولُ: لَوْلا مَالِكٌ وَاللَّيْثُ لَضَلَلْنَا [5] . وَقَالَ حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اللَّيْثُ أَتْبَعُ لِلأَثَرِ مِنْ مَالِكٍ [6] . قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ (لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ) [7] : كَيْفَ حَدِيثُهُ، عَنْ نَافِعٍ؟ قَالَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ [8] . وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: اللَّيْثُ أَرْفَعُ (عِنْدِي) [9] مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَقَالَ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: مَا فِي الْمِصْرِيِّينَ أَثْبَتَ مِنَ اللَّيْثِ، لا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. وَلا أحد. رأيت لعمرو بن الحارث مناكير [10] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 1154. [2] تهذيب الكمال 3/ 1154. [3] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 74، وفيات الأعيان 4/ 127، تهذيب الكمال 3/ 1154. [4] الجرح والتعديل 7/ 180. [5] تاريخ بغداد 13/ 7، وفيات الأعيان 4/ 130، تهذيب الكمال 3/ 1154. [6] حلية الأولياء 7/ 319. [7] في الأصل بياض، وما بين القوسين استدركته من تاريخ بغداد. [8] تاريخ بغداد 13/ 13. [9] في الأصل بياض، وما بين القوسين من تاريخ بغداد 13/ 13. [10] الجرح والتعديل 7/ 179، تاريخ بغداد 13/ 12. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 307 وقال عبد الله بن أحمد [1] : سمعت أبي يَقُولُ: أَصَحُّ النَّاسِ حَدِيثًا عَنِ الْمَقْبُرِيِّ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، يَفْصِلُ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِمَّا رُوِيَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. هُوَ ثَبْتٌ فِي حَدِيثِهِ جِدًّا. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: اللَّيْثُ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُفَضَّلِ بْنِ فَضَالَةَ [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ (د) : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: اللَّيْثُ ثِقَةٌ، وَلَكِنْ فِي أَخْذِهِ سُهُولَةٌ [3] . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَدَّعْتُ الْمَنْصُورَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَقْلِكَ، فَالْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ فِي رَعِيَّتِي مِثْلَكَ [4] . فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: لا تُخْبِرُوا بِهَذَا مَا عِشْتُ [5] . قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ أَكْبَرَ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَلَكِنْ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِمَا قُلْتَ: ذَا ابْنُ ذَا [6] . قَالَ عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ: كَانَ أَهْلُ مِصْرَ يَنْتَقِصُونَ عُثْمَانَ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ اللَّيْثُ فَحَدَّثَهُمْ بِفَضَائِلِهِ فَكَفُّوا. وَكَانَ أَهْلُ حِمْصَ يَنْتَقِصُونَ عَلِيَّا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ فَحَدَّثَهُمْ بِفَضَائِلِهِ، فَكَفُّوا عَنْ ذَلِكَ [7] . قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ لِي اللَّيْثُ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: تَلِي لِيَ مِصْرَ؟ قُلْتُ: لا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَضْعَفُ عَنْ ذَلكَ، وإنّي رجل من الموالي.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 350 رقم 659، تاريخ بغداد 13/ 12. [2] الجرح والتعديل 7/ 180. [3] تهذيب الكمال 3/ 1153. [4] المعرفة والتاريخ 1/ 167، الجرح والتعديل 7/ 180. [5] في: المعرفة والتاريخ، وتاريخ بغداد 13/ 10: «ما دمت حيّا» . [6] تاريخ بغداد 13/ 10، وفيات الأعيان 4/ 131. [7] تاريخ بغداد 13/ 7، وفيات الأعيان 4/ 130. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 308 فَقَالَ: مَا بِكَ مِنْ ضَعْفٍ مَعِي، وَلَكِنْ ضَعُفَتْ نِيَّتُكَ [1] ، أَتُرِيدُ قُوَّةً أَقْوَى مِنِّي؟ فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتَ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُقَلِّدُهُ مِصْرَ. قُلْتُ: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ، رَجُلٌ لَهُ صَلاحٌ وَلَهُ عَشِيرَةٌ. قَالَ: فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَعَاهَدَ اللَّهَ أَنْ لا يُكَلِّمَ اللَّيْثَ (بَعْدَهَا) [2] . وَوَلِيَ اللّيث لهم ثَلاثَ وِلايَاتٍ لِصَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ. قَالَ صَالِحٌ لِعَمْرٍو: لا أَدَعُ اللَّيْثَ حَتَّى [3] يَتَوَلَّى لِي. فَقَالَ عَمْرٌو: لا يَفْعَلُ. فَقَالَ: لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ. فَجَاءَهُ عَمْرٌو فَحَذَّرَهُ، فَوَلاهُ الْعَطَاءَ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ أَيَّامَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَوَلِيَ الدِّيوَانَ أَيَّامَ الْمَهْدِيِّ. قُتَيْبَةُ قَالَ: قَفَلْنَا مَعَ اللَّيْثِ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَمَعَهُ ثَلاثُ سُفُنٍ. سَفِينَةٌ فِيهَا مَطْبَخُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا عِيَالُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا أَضْيَافُهُ [4] ، وَصَلَّى، بِنَا فَجَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَسَلَّمَ وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، وَكَانَ ابْنُهُ شُعَيْبٌ إِمَامَهُ، فَحُمَّ لَيْلَةً فَصَلَّى بِنَا اللَّيْثُ [5] . (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ) [6] قَالَ أَبُو عِلاثَةَ الْمُفَرِّضُ: نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَافِقِيُّ: سَمِعْتُ أَشْهَبَ يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةُ مَجَالِسٍ، أَحَدُهَا لِنَائِبَةِ السُّلْطَانِ وَحَوَائِجِهِ، وَكَانَ اللَّيْثُ تَغْشَاهُ الدَّوْلَةُ، فَإِذَا أَنْكَرَ مِنَ الْقَاضِي أَمْرًا، أَوْ مِنَ السُّلْطَانِ، كَتَبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَمَجْلِسٌ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ، وَمَجْلِسٌ لِلْمَسَائِلِ يَغْشَاهُ النَّاسُ فَيَسْأَلُونَهُ، وَمَجْلِسٌ لِحَوَائِجِ النَّاسِ لا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ فَيَرُدُّهُ، كَبُرَتْ حَاجَتُهُ أَوْ صَغُرَتْ. وَكَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ فِي الشّتاء الهرايس بعسل   [1] المعرفة والتاريخ 2/ 441، 442، وحتى هنا في تاريخ بغداد 13/ 5، وفيات الأعيان 4/ 129، 130. [2] في الأصل بياض. [3] في الأصل بياض، والّذي بين القوسين استدركته من سير أعلام النبلاء 8/ 140. [4] حتى هنا في حلية الأولياء 7/ 319، ووفيات الأعيان 4/ 131. [5] تاريخ بغداد 13/ 9، 10. [6] في الأصل بياض، والذين بين القوسين استدركته من (تاريخ بغداد) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 309 النَّحْلِ وَالسَّمْنِ، وَفِي الصَّيْفِ سَوِيقَ اللَّوْزِ بِالسُّكَّرِ [1] . قَالَ أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِيرِيُّ: نَا أَبِي: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ إِلَى جَنْبِهِ: خَرَجَ اللَّيْثُ يَوْمًا فَقَوَّمُوا ثِيَابَهُ وَدَابَّتَهُ وَخَاتَمَهُ، وَمَا عَلَيْهِ ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألف. وَقَالَ سُلَيْمَانُ: خَرَجَ عَلَيْنَا شُعْبَةُ يَوْمًا، فَقَوَّمُوا حِمَارَهُ وَسَرْجَهُ وَلِجَامَهُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا إِلَى عِشْرِينَ. قَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ: كُنَّا عِنْدَ اللَّيْثِ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَدَحٌ فَقَالَتْ، يَا أَبَا الْحَارِثِ إِنَّ زَوْجِي يَشْتَكِي، وَقَدْ وُصِفَ لَهُ الْعَسَلَ. فَأَمَرَ لَهَا بِزِقِّ عَسَلٍ كَبِيرٍ. رَوَاهَا أَبُو صَالِحٍ، وَزَادَ فَقَالَ: سَأَلَتْ عَلَى قَدْرِهَا، وَأَعْطَيْنَا عَلَى قَدْرِنَا [2] . أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّسَائِيُّ، نَا قُتَيْبَةُ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ اللَّيْثِ يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي حَاجًّا، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَبَعَثَ إِلَيْهِ مَالِكٌ بِطَبَقِ رُطَبٍ، فَجَعَلَ أَبِي عَلَى الطَّبَقِ أَلْفَ دِينَارٍ وَرَدَّهُ إِلَيْهِ [3] . وَسَأَلَتْهُ امْرَأَةٌ نَوْبَةً سُكُرُّجَةَ عَسَلٍ، فَأَمَرَ لَهَا بِزِقٍّ [4] . وَكَانَ أَبِي لَيَشْتَغِلُ فِي السَّنَةِ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَأَكْثَرَ، فَمَا يَحُولُ عَلَيْهِ الْحَوْلُ إِلا عَلَيْهِ خَمْسَةُ آلافِ دِينَارِ دَيْنٌ [5] . أَبُو داود قَالَ: قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ يَشْتَغِلُ عِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ فِي الْعَامِ، مَا وَجَبَتْ عَلَيْهِ زَكَاةٌ قَطُّ [6] . وَأَعْطَى ابْنَ لَهِيعَةَ وَمَالِكًا وَمَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ، لِكُلِّ وَاحِدٍ أَلْفَ دِينَارٍ [7] . وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: (كُنَّا عَلَى بَابِ) [8] مَالِكٍ، فامتنع عن الحديث،   [1] تاريخ بغداد 13/ 9، وفيات الأعيان 4/ 131. [2] حلية الأولياء 7/ 319 و 320، وفيات الأعيان 4/ 131. [3] تاريخ بغداد 13/ 9، وفيات الأعيان 4/ 131. [4] حلية الأولياء 7/ 320، تاريخ بغداد 13/ 8. [5] انظر: حلية الأولياء 7/ 322، وتاريخ بغداد 13/ 11، صفة الصفوة 4/ 313. [6] انظر: حلية الأولياء 7/ 322، وتاريخ بغداد 13/ 11، وصفة الصفوة 4/ 313، وتهذيب الأسماء 2/ 74، ووفيات الأعيان 4/ 130. [7] حلية الأولياء 7/ 322، 323. [8] في الأصل بياض، والّذي بين القوسين استدركته من (حلية الأولياء) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 310 فَقُلْتُ: مَا يُشْبِهُ هَذَا صَاحِبُنَا. فَسَمِعَهَا (مَالِكٌ) [1] فَقَالَ: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟ قُلْنَا: اللَّيْثُ. فَقَالَ: تُشَبِّهُونَا بِرَجُلٍ كَتَبْنَا إِلَيْهِ فِي قَلِيلِ عُصْفرٍ يَصْبِغُ ثِيَابَ صِبْيَانِنَا، فَأَنْفَذَ مِنْهُ مَا بِعْنَا فَضْلَتَهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ [2] . عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ: سَمِعْتُ أَسَدَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: كَانَ عبد الله بن عليّ يطلب ابني أُمَيَّةَ يَقْتُلُهُمْ، فَدَخَلْتُ مِصْرَ فِي هَيْئَةٍ رَثَّةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ. فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ مَجْلِسِهِ تَبِعَنِي خَادِمٌ لَهُ فَدَفَعَ إِلَيَّ صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ. وَكَانَ فِي حَوْزَتِي هَمْيَانٌ فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ. فَأَخْرَجْتُ الْهَمْيَانَ وَقُلْتُ: أَنَا عَنْهَا غَنِيٌّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى الشَّيْخِ. فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلْتُ، وَأَخْبَرْتُهُ نَسَبِي، وَاعْتَذَرْتُ مِنْ رَدِّهَا. فَقَالَ: هِيَ صِلَةٌ. فَقُلْتُ: أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِيَ. فَقَالَ: ادْفَعْهَا إِلَى مَنْ تَرَى مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ [3] . قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ اللَّيْثُ يَرْكَبُ فِي جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ إِلَى الْجَامِعِ، وَيَتَصَدَّقُ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى ثَلاثِمِائَةِ مِسْكِينٍ. وَقَالَ أَبُو الشَّيْخِ: نَا إِسْحَاقُ الرَّمْلِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالَ: كَانَ دَخْلُ اللَّيْثِ فِي السَّنَةِ ثَمَانِينَ أَلْفِ دِينَارٍ، مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ زَكَاةَ دِرْهَمٍ قَطُّ [4] . قَالَ سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ: نَا أَبِي قَالَ: دَخَلَتْ عَلَى اللَّيْثِ خَلْوَةً، فَاسْتَخْرَجَ مِنْ تَحْتِهِ كِيسًا فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ وَقَالَ: يَا أَبَا السَّرِيِّ لا تُعْلِمْ بِهَا ابْنِي فَتَهُونُ عَلَيْهِ [4] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: صَحِبْتُ اللَّيْثَ عِشْرِينَ سَنَةً، لا يَتَغَدَّى وَلا   [1] حلية الأولياء 7/ 319، صفة الصفوة 4/ 310، وانظر نحوه في تاريخ بغداد 13/ 7، 8، [2] حلية الأولياء 7/ 321، 322. [3] تاريخ بغداد 13/ 11. [4] حلية الأولياء 7/ 321، صفة الصفوة 4/ 311. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 311 يتعشّى إلّا مع النّاس، وكان لا يَأْكُلُ إِلا بِلَحْمٍ، إِلا أَنْ يَمْرَضَ [1] . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ لَمَّا قَدِمتُ عَلَيْهِ: مَا صَلاحُ بَلَدِكُمْ؟ قُلْتُ: بِإِجْرَاءِ النِّيلِ، وَبِصَلاحِ أَمِيرِهَا. وَمِنْ رَأْسِ الْعَيْنِ يَأْتِي الْكَدَرُ، فَإِنْ صَفَتِ الْعَيْنُ صَفَتِ السَّوَاقِي. قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا الْحَارِثِ [2] . وَعَنِ ابْنِ وَزِيرٍ قَالَ: قَدْ وَلِيَ اللَّيْثُ الْجَزِيرَةَ، وَكَانَ أُمَرَاءُ مِصْرَ لا يَقْطَعُونَ أَمْرًا إِلا بِمَشُورَتِهِ، فَقَالَ أَبُو الْمَسْعَدِ وَبَعَثَ بِهَا إِلَى الْمَنْصُورِ: لِعَبْدِ اللَّهِ عَبْدِ اللَّهِ عِنْدِي ... نَصَائِحُ حُكْتُهَا فِي السِّرِّ وَحْدِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَلافَ مِصْرًا ... فَإِنَّ أَمِيرَهَا لَيْثُ بْنُ سَعْدِ [3] . وَقَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا كِتَابُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ إِلَى حَوْثَرَةَ، وَالِي مِصْرَ: إِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ أَعْرَابِيًّا بَدَوِيًّا فَصِيحًا، مِنْ حَالِهِ وَمِنْ حَالِهِ، فَاجْمَعُوا لَهُ رَجُلا يُسَدِّدُهُ فِي الْقَضَاءِ، وَيُصَوِّبُهُ فِي الْمَنْطِقِ. فَأَجْمَعَ رَأْيُ النَّاسِ عَلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَفِيهِمْ مُعَلِّمَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: أَعْضَلَتِ الرَّشِيدَ مَسْأَلَةٌ [فَجَمَعَ لَهَا] فُقَهَاءَ الأَرْضِ حَتَّى أَشْخَصَ اللَّيْثُ فَأَخْرَجَهُ مِنْهَا [4] . سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: نَا اللَّيْثُ قَالَ: قَدِمْتُ مُكَّةَ، فَجِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَيْنِ فَانْقَلَبْتُ بِهِمَا، ثُمَّ قُلْتُ: لَوْ عَاوَدْتُهُ فَسَأَلْتُهُ أَسَمِعَ هَذَا كُلَّهُ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مِنْهُ مَا سَمِعْتُهُ، وَمِنْهُ مَا حُدِّثْتُ عَنْهُ. فَقُلْتُ: عَلِّمْ لِي عَلَى مَا سَمِعْتَ. فَعَلَّمَ لِي عَلَى هَذَا الَّذِي عِنْدِي. قُلْتُ: قَدْ رَوَى اللَّيْثُ، عَنْ نَافِعٍ نُسْخَةً، ثم روى عن رجل عنه.   [1] حلية الأولياء 7/ 321. [2] حلية الأولياء 7/ 322، وباختصار في وفيات الأعيان 4/ 132. [3] النجوم الزاهرة 2/ 82. [4] أرجّح أنّ المسألة هي اليمين التي أقسم بها الرشيد على ابنة عمّه زبيدة بالطلاق إن لم يكن من أهل الجنة، وهي مفصّلة في (حلية الأولياء 7/ 323، 324) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 312 وَقَالَ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ نَافِعٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا. وَقَدْ رَوَى أَحَادِيثَ، أَعْنِي اللَّيْثُ، عَنِ الْهِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ داود بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ. وَهَذَا مِنْ عَجِيبِ الاتِّفَاقِ، لِأَنَّ اللَّيْثَ- رَحِمَهُ الله- لا يتوقّف في ذَلِكَ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ هَذَا النَّمَطِ أَشْيَاءُ. وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ طَلابَةً لِلْعِلْمِ، وَلا يَرَى التَّدْلِيسَ. وَقَدْ سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي، اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ، عن ابن الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِهِ: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا في الْيَتامى 4: 3 [1] . الْحَدِيثَ. الرَّمَادِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا» . الْحَدِيثَ [2] . وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ جُمْلَةً. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: نات اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أنّه رأى ابن عُمَرَ إِذَا سَجَدَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الأُولَى قَعَدَ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُ مِنَ السُّنَّةِ. قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: وَهَذَا لَمْ يَرْوِهِ إِلا اللَّيْثُ. وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، وَيُونُسَ الْمُؤَدِّبِ: نَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن أنس،   [1] أخرجه الطبراني (8459) ، وتمامه: «قالت: يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليّها، فيرغب في جمالها ومالها، ويريد أن يتزوّجها بأدنى من سنّة صداق نسائها، فنهوا عن ذلك أن ينكحوهنّ إلّا أن يقسطوا، فيكملوا لهنّ الصداق، ثم أمروا أن ينكحوا سواهنّ من النساء إن لم يكملوا لهنّ الصداق» . [2] أخرجه البخاري في التوحيد 3/ 378 باب: في المشيئة والإرادة، ومسلم في الفضائل (2392) ، وتمامه: «ما شاء الله، ثم نزع ابن أبي قحافة ذنوبا أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، وليغفر الله له، ثم استحالت غربا، فأخذ ابن الخطّاب، فلم أر عبقريّا من الناس ينزع نزعه حتى ضرب الناس بعطن» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 313 أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْكَوْثَرِ فَقَالَ: «نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَفِيهِ طيرا كَأَعْنَاقِ الْجُزُرِ» . فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ تِلْكَ الطَّيْرَ نَاعِمَةٌ؟ قَالَ: «آكِلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا عُمَرُ» [1] . وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْهُ. وَعَبْدُ اللَّهِ هُوَ أَخُو الزُّهْريِّ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ اللَّيْثِ، وَمَعَنَا مُسْلِمَةُ بْنُ عَلِيٍّ فَذُكِرَ الْعَدَسُ، فقال مسلمة: بارك فِيهِ سَبْعُونَ نَبِيًّا. قَالَ: فَقَضَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ صَلاتَهُ وَقَالَ: وَلا نَبِيُّ وَاحِدٌ، إِنَّهُ بارد مؤذ [2] . قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: أَعْرِفُ رَجُلا لَمْ يَأْتِ مُحَرَّمًا قَطُّ. فَعَلِمْنَا أَنَّهُ أَرَادَ نَفْسَهُ لِأَنَّ أَحَدًا لا يَعْلَمُ هَذَا مِنْ أَحَدٍ. وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، وَإِنَّ رَبِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ لَيَتَزَحْزَحُوا لَهُ زَحْزَحَةً [3] . وَقَالَ سَعِيدٌ الآدَمُ: قَالَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَيِّدُنَا وَإِمَامُنَا وَعَالِمُنَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ اللَّيْثُ قَدِ اسْتَقَلَّ بِالْفَتْوَى فِي زَمَانِهِ. قُلْتُ: وَمَنَاقِبُ اللَّيْثِ كَثِيرَةٌ، وَعِلْمُهُ وَاسِعٌ، وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، لَكِنَّ الْيَوْمَ (لَيْسَ) عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فِي عَامِ سِتَّةٍ وَعِشْرِينَ وَسَبْعِمِائَةٍ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّيْثِ سِتَّةُ أَنْفُسٍ، وَهَذَا عُلُوٌّ لا نَظِيرَ لَهُ أَصْلا. وَلَقَدْ كَتَبْتُ نُسْخَةَ أَبِي الْجَهْمِ مِنْ بِضْعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً فَرَحًا بُعلُوِّهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَسَمِعْتُهَا مِنْ سِتِّينَ شَيْخًا، وَهِيَ الآنَ مَرْوِيَّةٌ بِالسَّمَاعِ، وَلَوْ رَحَلَ الْيَوْمَ الطَّالِبُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ فَرْسَخٍ لِإِدْرَاكِهَا وَغَرِمَ مائة دينار،   [1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 220، 221 و 236، والطبري في تفسيره 30/ 324، والترمذي (2542) . [2] انظر: تاريخ بغداد 9/ 143، والمنار المنيف لابن القيّم (51) . [3] تهذيب الكمال 3/ 1154. [4] في الطبقات الكبرى 7/ 517. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 314 لَكَانَ لَهُ الْحَظُّ الأَوْفَرِ، نَعَمْ. قَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الصَّدَفِيُّ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ اللَّيْثِ مَعَ وَالِدِي، فَمَا رَأَيْتُ جِنَازَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا، وَرَأَيْتُ النَّاسَ كُلُّهُمْ عَلَيْهِمُ الْحُزْنُ وَهُمْ يُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيَبْكُونَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ، كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ صَاحِبُ هَذِهِ الْجِنَازَةِ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لا تَرَى مِثْلَهُ أَبَدًا [1] . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ اللَّيْثُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] ، زَادَ بَعْضُهُمْ فِي شَعْبانَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَيْلَةَ الجمعة منتصف شعبان، رضي الله عنه.   [1] وفيات الأعيان 4/ 132. [2] أرّخه البخاري في تاريخه الكبير 7/ 242، وفي الطبقات لابن سعد 7/ 517 سنة خمس وستين ومائة في خلافة المهديّ. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 315 - حرف الميم- 247- مالك بن أنس [1]- ع. -   [1] انظر عن (مالك بن أنس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 192، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 543- 546، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 589 و 591 و 2/ 131 و 468 و 471 و 472 و 490 و 779، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 173 و 253 و 476 و 1102 و 1118 و 1195 و 1217 و 1274 و 1275 و 1352 و 2/ 1450 و 1581 و 1582 و 1585 و 1587 و 1588 و 1589 و 2056 و 2373 و 2382 و 2464 و 2543 أ، و 2658 و 3295 و 3592 و 3594 و 3/ 4115 و 4684 و 4733 و 4783 ط، و 5140 و 5145 و 5425، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 310، 311 رقم 1323، والتاريخ الصغير له 197، وطبقات خليفة 275، وتاريخ خليفة 319، 451، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، والمحبّر لابن حبيب 477، والأخبار الموفقيّات 349، والمعارف 135، 227، 484، 492، 498، 499، 503، 521، 549، 595، وأنساب الأشراف 3/ 27، 51 وق 4/ 9، 483، 502، 527، 589، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 736، 737، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ (انظر فهرس الأعلام) 2/ 974- 976، والزاهر للأنباري 2/ 235، 265، 355، 378، 393، وأخبار القضاة لوكيع، انظر فهرس الجزء الأول- ص 39، و 2/ 9 و 3/ 77، 243، 244، 245، 259- 261، 268، 274، 280، وتاريخ الطبري 8/ 133، والمنتخب من ذيل المذيل 106، وتاريخ الثقات للعجلي 417 رقم 1521، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 61، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 215، والمراسيل لابن أبي حاتم 222 رقم 403، والجرح والتعديل له 8/ 204- 206 رقم 902، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 145، والثقات لابن حبّان 7/ 459، ومشاهير علماء الأمصار، له 140 رقم 1110، والولاة والقضاة للكندي 382، 393، 394، 432، 451، 502، 532، 554، 573، 582- 584، وولاة مصر، له 48، ومروج الذهب 2500، 3178، 3315، وأدب القاضي للماوردي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 531، وحلية الأولياء 6/ 316- 355 رقم، 386، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 68، 73، 165، والعيون والحدائق 3/ 236، 272، 297، 298، 359، 361، ومقاتل الطالبيّين 174، 279، 283، 297، 464، 480، 539، والفهرست لابن النديم 198، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 71، 81، 82، 84، 87، 100، 134، 137، 140- 142، وجمهرة أنساب الجزء: 11 ¦ الصفحة: 316 هُوَ الإِمَامُ الْعَالِمُ، شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ غَيْمَانَ [1] بْنِ خُثَيْلِ [2] بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ.   [ () ] العرب لابن حزم 435، 436، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 693، 694 رقم 1138، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 301 رقم 1267، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 220، 221 رقم 1544، وثمار القلوب 683، وتاريخ جرجان للسهمي (انظر فهرس الأعلام) 738، والسابق واللاحق 331- 340 رقم 191، ومعجم ما استعجم للكبري (انظر فهرس الأعلام) 1584، ونشوار المحاضرة للتنوخي 3/ 194 و 5/ 8، 177، 188، 189 و 6/ 19، 38، 138، 139، 156، 181، والهفوات النادرة للصابي 358، وطبقات الفقهاء للشيرازي 67، 68، وجماع العلم للشافعي، رقم 242، والفهرست للطوسي 168 رقم 740، والإنتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء لابن عبد البر 9- 63، وترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 102- 254، والمبهمات في الحديث للنووي 34/ 2، والتذكرة الحمدونية 2/ 093، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 24، 31، 34، وتاريخ حلب للعظيميّ 233، 301، ولباب الآداب 11، 18، 157، واللباب 1/ 86، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 305، وجذوة المقتبس للحميدي (في ترجمة القعنبي) ، وتذكرة الحفّاظ لابن عبد الهادي 49/ 2، وصفة الصفوة 2/ 177- 180 رقم 189، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 75- 79، ونهاية الأرب 22/ 131، والمختصر في أخبار البشر 2/ 14، وخلاصة الذهب المسبوك 122، 123، والإشارات إلى معرفة الزيارات 93، والروض المعطار 7، 30، 43، 95، 144، 277، 292، 364، 401، 454، 560، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 480 رقم 1862، ووفيات الأعيان 4/ 135- 139، والإقتراح لابن دقيق العيد 8، 36، 41، 64، 97، 111، 158، 236، 272، 304، 305، 312، 322، 347، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1296- 1298، والعبر 1/ 272، وسير أعلام النبلاء 8/ 43- 121 رقم 10، والكاشف 3/ 99 رقم 5333، والمعين في طبقات المحدّثين 62 رقم 611، وتذكرة الحفاظ 1/ 207- 213، ودول الإسلام 1/ 116، وجامع التحصيل 333 رقم 721، والبداية والنهاية 10/ 174، 175، ومرآة الجنان 1/ 373- 377، والديباج المذهب 17- 30، وغاية النهاية 2/ 35، 36 رقم 2642، وملء العيبة 2/ 56، 98، 144، 198، 267، 285، 287، 290، 291، 344، 345، 357، والوفيات لابن قنفذ 141 رقم 179، وتهذيب التهذيب 10/ 5- 9 (دون ترقيم) ، وتقريب التهذيب 2/ 223 رقم 859، والنجوم الزاهرة 2/ 96، 97، وشرح البخاري للقسطاني 1/ 6، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 12، 84- 88، والطبقات الكبرى للشعراني 45، وتاريخ الخميس 2/ 332، وخلاصة تذهيب التهذيب 366، وشذرات الذهب 2/ 12- 15 وغيره. وترجمته حافلة في «تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل» 1/ 11- 32. [1] غيمان: بغين معجمة وياء تحتها نقطتان. ويقال: عثمان- بعين مهملة وثاء مثلّثة. [2] خثيل: بخاء معجمة. هكذا ضبطه ابن سعد في الطبقات. ويقال: «جثيل» بجيم وثاء مثلثة وياء ساكنة تحتها نقطتان. وهكذا ضبطه ابن خلكان في (وفيات الأعيان 4/ 135) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 317 وَالْحَارِثُ هُوَ ذُو أَصْبَحَ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبَيْعَةَ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرِبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَإِلَى قَحْطَانَ جِمَاعُ الْيَمَنِ [1] . وَقِيلَ ذُو أَصْبَحَ مِنْ حِمْيَرٍ، الْمَدَنِيُّ، الأَصْبَحِيُّ حَلِيفُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ أَخِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. مَوْلِدُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، سَمِعَهُ مِنْهُ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ خَادِمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أَبُو داود: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ. قُلْتُ الأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ. وَقِيلَ وُلِدَ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَأَوَّلُ طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ فِي حُدُودِ سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ. فَأَخَذَ عَنْ: نَافِعٍ وَلازَمَهُ، وَعَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَإِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ، فَقَلَّ مَا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَهْلِ بَلَدِهِ. رَوَى عَنْهُ: مِنْ شُيُوخِهِ: الزُّهْرِيُّ، وَرَبَيْعَةُ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَمِنْ أَقْرَانِهِ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَاللَّيْثُ، وَخَلْقٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالشَّافِعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بْنُ يحيى، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْقُرْطُبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَمُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سعيد، وعتبة بن عبد الله المروزيّ،   [1] انظر نسبه في الجمهرة لابن حزم 436. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 318 وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَخَلائِقُ آخِرُهُمْ وَفَاةً أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السَّهْمِيُّ. قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الزُّبَيْرِ يَقُولُ: ثَنَا مَالِكٌ قال: رأيت عطاء بن أبي رَبَاحٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَأَخَذَ بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ يَدْعُو [1] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لِمَالِكٍ نَحْوَ أَلْفِ حَدِيثٍ. وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لا يُقَدِّمُ عَلَى مَالِكٍ أَحَدًا [2] . قَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالْوَاقِدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ: حَمَلَتْ بِمَالِكٍ أُمُّهُ ثَلاثَ سِنِينَ [3] . وَعَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ الْمَدَنِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بَيَاضًا قَطُّ وَلا حُمْرَةً أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِ مَالِكٍ، وَلا أَشَدَّ بَيَاضَ ثَوْبٍ مِنْ مَالِكٍ [4] . وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: كَانَ مَالِكٌ رَجُلا طَوِيلا جَسِيمًا، عَظِيمَ الْهَامَةِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ أَشْقَرَ، أَصْلَعَ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، عَرِيضَهَا. وَكَانَ لا يُحْفِي شَارِبَهُ وَيَرَاهُ مُثْلَةً [5] . وَقِيلَ كَانَ أَزْرَقَ الْعَيْنَيْنِ [6] . وَقَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: كَانَ طَوِيلا عَظِيمَ الْهَامَةِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَدِيدَ الْبَيَاضِ بِشُقْرَةٍ [7] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، الْحِزَامِيُّ: كَانَ مَالِكٌ نَقِيَّ الثَّوْبِ رَقِيقَهُ، يَكْرَهُ اخْتِلافَ اللَّبُوسِ [8] . قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: كَانَ مَالِكٌ يَلْبَسُ البياض، ورأيته والأوزاعيّ يلبسان   [1] تذكرة الحفّاظ 1/ 208، سير أعلام النبلاء 8/ 49. [2] تقدمة المعرفة 14، الجرح والتعديل 8/ 204. [3] الإنتقاء 12، ترتيب المدارك 1/ 111، صفة الصفوة 2/ 177. [4] سير أعلام النبلاء 8/ 62. [5] الديباج المذهب 18، زاد المعاد 1/ 178، وفيات الأعيان 4/ 138، صفة الصفوة 2/ 177. [6] الديباج المذهب 18. [7] صفة الصفوة 2/ 177، الديباج المذهب 18. [8] ترتيب المدارك 1/ 113، الديباج المذهب 19. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 319 السِّيجَانَ [1] ، وَلا يَرَيَانِ بِلِبْسِهَا بَأْسًا. قَالَ أَشْهَبُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا اعْتَمَّ جَعَلَ مِنْهَا تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَيُسْدِلُ طَرْفَهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ [2] . وَقَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: رَأَيْتُ عَلَى مَالِكٍ طَيْلَسَانًا وَثِيَابًا مَرْوِيَّةً (جِيَادًا) [3] . قَالَ أَشْهَبُ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا اكْتَحَلَ لِلضَّرُورَةِ جَلَسَ فِي بَيْتِهِ [4] . وَقَالَ مُصْعَبٌ: كَانَ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْعَدَنِيَّةَ الْجِيَادَ وَيَتَطَيَّبُ [5] . قُلْتُ: قَدْ كَانَ هَذَا الإِمَامُ عَظِيمَ الْجَلالَةِ كَثِيرَ الْوَقَارِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [6] : قُلْتُ لِأَبِي: مَنْ أَثْبَتُ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: مَالِكٌ أَثْبَتَ فِي كُلِّ شَيْءٍ [7] . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذَا ذُكِرَ الْعُلَمَاءُ فَمَالِكٌ النَّجْمُ [8] . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» [9] : كَانَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ ثِقَةٌ، ثبتا، حجّة، فقيها، عالما، ورعا.   [1] السّيجان: مفردها ساج، وهي الطيالس السود أو الخضر. Liban ,Beyrouth -P.211.ntschezlesarabes -rinhart -dozy -librairieduوانظر عن لبس الأوزاعي للسّيجان في كتابنا (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) ص 212. [2] ترتيب المدارك 1/ 113، الديباج المذهب 19. [3] في الأصل بياض، استدركته من سير أعلام النبلاء 8/ 63. [4] ترتيب المدارك 1/ 114، والديباج المذهب 19. [5] ترتيب المدارك 1/ 114، والديباج المذهب 19. [6] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 349 رقم 2543 قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كنت أنا وعلي بن المديني، فذكرنا أثبت من يروي عن الزهري، فقال عليّ: سفيان بن عيينة، وقلت أنا: مالك بن أنس. وقلت: مالك أقلّ خطأ عن الزهري، وابن عيينة يخطئ في نحو عشرين حديثا عن الزهري، في حديث كذا، وحديث كذا، فذكرت منها ثمانية عشر حديثا، وقلت: هات ما أخطأ فيه مالك، فجاء بحديثين أو ثلاثة، فرجعت فنظرت فيما أخطأ فيه ابن عيينة فإذا هي أكثر من عشرين حديثا. [7] وقوله «مالك أثبت في كل شيء» في: (الجرح والتعديل 8/ 205) و (تقدمة المعرفة 15) . [8] تقدمة المعرفة 14، الجرح والتعديل 8/ 206، حلية الأولياء 6/ 318. [9] قول ابن سعد ليس في المطبوع من الطبقات الكبرى. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 320 وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ أَفْقَهُ مِنَ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ [1] . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: لَوْلا مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ لَذَهَبَ عِلْمُ الْحِجَازِ [2] . وَمَا فِي الأَرْضِ كِتَابٌ فِي الْعِلْمِ أَكْثَرَ صَوَابًا مِنَ «الْمُوَطَّأِ» [3] . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْخَطِيبُ، وَأَنَا عَلِيُّ بْنُ تَيْمِيَةَ بِمِصْرَ، أَنَا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ الْعَطَّارُ، نَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتَضْرِبَنَّ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ» [4] . وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: نَا لَيْثُ بْنُ الْفَرَجِ بِالْعَسْكَرِ، نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مَرْفُوعًا. وَبِهِ قَالَ ابْنُ مَخْلَدٍ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبُ الْعَطَّارُ، ثَنَا أَبُو مُوسَى الأَنْصَارِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ: أَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يَقُولُ: نَرَى أَنَّهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ يَخْشَى اللَّهَ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا كَانَ أَخْشَى للَّه مِنَ الْعُمَرِيِّ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطَّهْرَانِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَقِيبَهُ: كُنَّا نَرَى أَنَّهُ مَالِكٌ. قُلْتُ: وَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ إِنَّهُ مَالِكٌ. وَقِيلَ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. قَالَ خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَى مَالِكٍ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ اخْتَلَفُوا بالعراق، فضع   [1] تقدمة المعرفة 12. [2] تقدمة المعرفة 12، حلية الأولياء 6/ 322، وتهذيب الأسماء 2/ 76. [3] تقدمة المعرفة 12. [4] أخرجه أحمد في المسند 2/ 299، والترمذي (2682) ، وابن حبّان (2308) ، والحاكم في المستدرك 1/ 91، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 286، وابن أبي حاتم في تقدمة المعرفة 12، والنووي في تهذيب الأسماء 2/ 76. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 321 لِلنَّاسِ كِتَابًا نَجْمَعُهُمْ عَلَيْهِ. فَوَضَعَ «الْمُوَطَّأَ» [1] . قَالَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مِرَارًا، وَكَانَ لا يَدْخُلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْهَاشِمِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ إِلا قَبَّلَ يَدَهُ، فَلَمْ أُقَبِّلْ يَدَهُ قَطُّ [2] . وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ مَالِكٌ إِمَامًا فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَعْمَرٍ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ مَالِكٌ إِمَامًا فِي الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَعْمَرٍ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: كَانَ مَالِكٌ إِذَا شَكَّ فِي حَدِيثٍ طَرَحَهُ كُلَّهُ [3] . قَالَ شُعْبَةُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ، وَإِذَا لِمَالِكٍ حَلْقَةٌ [4] . قُلْتُ: تَصَدَّرَ لِلْعِلْمِ وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الْعِشْرِينَ. قَالَ عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَاصِمٍ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: رَجُلٌ يُحِبُّ أَنْ يَحْفَظَ حَدِيثَ رَجُلٍ بِعَيْنِهِ؟ قَالَ: يَحْفَظُ حَدِيثَ مَالِكٍ؟ قُلْتُ: فَرَأَى؟ قَالَ: رَأْيَ مَالِكٍ [5] . وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: قِيلَ لأُخْتِ مَالِكٍ: مَا كَانَ شُغْلُ مَالِكٍ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتِ: الْمُصْحَفُ وَالتِّلاوَةُ [6] . وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: كَانُوا يَزْدَحِمُونَ عَلَى بَابِ مَالِكٍ حَتَّى يَقْتَتِلُوا مِنَ الزِّحَامِ، وَكُنَّا نَكُونُ عِنْدَهُ فَلا يُكَلِّمُ ذَا ذَا، وَلا يَلْتَفِتُ ذَا إِلَى ذَا، وَالنَّاسُ قَابِلُونَ بِرُءُوسِهِمْ هَكَذَا. وَكَانَتِ السَّلاطِينُ تَهَابُهُ وَهُمْ قَابِلُونَ مِنْهُ وَمُسْتَمِعُونَ. وَكَانَ يَقُولُ: لا وَنَعَمْ، وَلا يُقَالُ لَهُ: مِنْ أين قلت هذا؟ [7] .   [1] تقدمة المعرفة 12. [2] تقدمة المعرفة 25. [3] تقدمة المعرفة 14، حلية الأولياء 6/ 322، تهذيب الأسماء 2/ 76. [4] الجرح والتعديل 8/ 205، حلية الأولياء 6/ 319. [5] تقدمة المعرفة 16. [6] تقدمة المعرفة 18، تهذيب الأسماء 2/ 78. [7] تقدمة المعرفة 26، تهذيب الأسماء 2/ 78. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 322 قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَغَيْرُهُ: كَانَ خَاتَمُ مَالِكٍ فَصُّهُ أَسْوَدُ حَجَرٌ، وَنَقْشُهُ: «حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» [1] . وَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي يَسَارِهِ، وَرُبَّمَا لَبِسَهُ فِي يَمِينِهِ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَهْيَبَ مِنْ مَالِكٍ، وَلا أَتَمَّ عَقْلا، وَلا أَشَدَّ تَقْوًى [2] . قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: الَّذِي نَقَلْنَا مِنْ أَدَبِ مَالِكٍ أَكْثَرَ مِمَّا تَعَلَّمْنَاهُ مِنْ عِلْمِهِ. وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: مَا جَالَسْتُ سَفِيهًا قَطُّ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ: أَفْتَى مَالِكٌ مَعَ نَافِعٍ وَرَبَيْعَةَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: قدم الزّهريّ وحدّثنا فقال له ربيعة: هاهنا مَنْ يَسْرِدُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثْتَ بِهِ أَمْسَ. قَالَ: وَمَنْ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي عَامِرٍ. قَالَ: هَاتِ. فَحَدَّثَهُ بِأَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِنْ نَيِّفٍ وَأَرْبَعِينَ. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كُنْتُ أَرَى مَنْ يَحْفَظُ هَذَا الْحِفْظَ غَيْرِي. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَسَدُوا مَالِكًا وَسَعَوْا بِهِ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَقَالَ إِنَّهُ لا يَرَى بَيْعَتَكُمْ هَذِهِ شَيْئًا، وَيَأْخُذُ بِحَدِيثِ طَلاقِ الْمُكْرَهِ أَنَّهُ لا يَجُوزُ. فَغَضِبَ وَدَعَا بِهِ، وَجُرِّدَ وَمُدَّتْ يَدُهُ حَتَّى انْخَلَعَ كَتِفُهُ. وَفِي رِوَايَةٍ يَدَاهُ، حتّى انخلعت كتفاه [3] . قال الواقديّ: فو الله مَا زَالَ بَعْدَ ذَلِكَ الضَّرْبُ فِي عُلُوٍّ ورفعة. وروى الحافظ أبو الوليد الْبَاجِيُّ قَالَ: حَجَّ الْمَنْصُورُ فَأَقَادَ مَالِكًا مِنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَامْتَنَعَ مَالِكٌ وَقَالَ: مَعَاذَ الله.   [1] حلية الأولياء 6/ 329، وفيه: فقيل له في ذلك، فقال: وَقالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ 3: 173- 174. [2] باختصار في تقدمة المعرفة 27. [3] انظر حلية الأولياء 6/ 316، ووفيات الأعيان 4/ 137. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 323 قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: نَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا ارْتَفَعَ مِثْلَ مَا ارْتَفَعَ مَالِكٌ، مِنْ رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ كَثِيرُ صَلاةٍ، إِلا أَنْ تَكُونَ لَهُ سَرِيرَةٌ [1] . وَقَالَ أَشْهَبُ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ بَيْنَ يَدَيْ مَالِكٍ كَالصَّبِيِّ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ. وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: سَأَلَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَشْيَاءَ ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ وَاللَّهِ أَعْقَلُ النَّاسِ، وَأَنْتَ أَعْلَمُ النَّاسِ. قُلْتُ: لا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ تَكْتُمُ. وَاللَّهِ لَوْ بَقِيتُ لأَكْتُبَنَّ قَوْلَكَ كَمَا تُكْتَبُ الْمَصَاحِفُ، وَلأَبْعَثَنَّ بِهِ إِلَى الآفَاقِ، فَأَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ. حفص بن عبد الله: سمعت إبراهيم بن طَهْمَانَ يَقُولُ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَكَتَبْتُ بِهَا ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: عَمَّنْ كَتَبْتَ؟ أَكَتَبْتَ عَنْ مَالِكٍ شَيْئًا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: جِئْنِي بِمَا كَتَبْتَ عَنْهُ. فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَدَعَا بِقِرْطَاسٍ وَدَوَاةٍ، فَجَعَلْتُ أُمِلُّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَكْتُبُ. وَقَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، نَا حُسَيْنُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ: قَدِمَ الْمَهْدِيُّ فَبَعَثَ إِلَى مَالِكٍ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ، أَوْ قَالَ بِثَلاثَةِ آلافِ دِينَارٍ. قَالَ قُتَيْبَةُ: كُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى مَالِكٍ خَرَجَ إِلَيْنَا مُكَحَّلا مُزَيَّنًا مُطَيَّبًا قَدْ لَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ تَصَدَّرَ فَدَعَا بِالْمَرَاوِحِ، فَأَعْطَى لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنَّا مَرْوَحَةً. ابْنُ سَعْدٍ [2] : نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ مَالِكٌ يَشْهَدُ الصَّلَوَاتِ وَالْجُمُعَةَ وَالْجَنَائِزَ، وَيَعُودُ الْمَرْضَى وَيَقْضِيَ الْحُقُوقَ، وَيَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ. ثُمَّ تَرَكَ الْجُلُوسَ فِي الْمَسْجِدِ، فَكَانَ يُصَلِّي وَيَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ. وَتَرَكَ شُهُودَ الْجَنَائِزِ فَكَانَ يَأْتِي أَصْحَابَهَا فَيُعَزِّيهِمْ، ثُمَّ تَرَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ حَتَّى تَرَكَ الْجُمُعَةَ. وَاحْتَمَلَ النَّاسُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَكَانُوا أَرْغَبَ مَا كَانُوا فِيهِ وَأَشَدَّهُ لَهُ تَعْظِيمًا، حَتَّى مَاتَ عَلَى ذَلِكَ. وَكَانَ ربّما كلّهم فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: لَيْسَ كُلُّ وَاحِدٍ يَقْدِرُ أن يتكلّم بعذره [3] .   [1] حلية الأولياء 6/ 330. [2] قول ابن سعد ليس في المطبوع من (الطبقات الكبرى) ، وهو في «الديباج المذهب» . [3] وفيات الأعيان 4/ 136. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 324 وَكَانَ يَجْلِسُ فِي مَنْزِلِهِ عَلَى ضِجَاعٍ وَنَمَارِقَ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فِي سَائِرِ الْبَيْتِ لِمَنْ يَأْتِيهِ من قريش والأنصار والنّاس. وكان مَجْلِسُ وَقَارٍ وَحِلْمٍ وَعِلْمٍ. وَكَانَ مَهِيبًا نَبِيلا مَا فِي مَجْلِسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْمِرَاءِ وَاللَّغَطِ، وَلا رَفْعِ صَوْتٍ. وَكَانَ الْغُرَبَاءُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَلا يُجِيبُ إِلا فِي الْحَدِيثِ بَعْدَ الْحَدِيثِ. وَرُبَّمَا أَذِنَ لِبَعْضِهِمْ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِ. وَكَانَ لَهُ كَاتِبٌ قَدْ نَسَخَ كُتُبَهُ يُقَالُ له حبيب، يقرأ للجماعة. فليس أحد من يَحْضُرُهُ يَدْنُو، وَلا يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ، وَلا يَسْتَفْهِمُ هَيْبَةً لَهُ وَإِجْلالا [1] . وَكَانَ حَبِيبٌ إِذَا قَرَأَ فَأَخْطَأَ فَتَحَ عَلَيْهِ مَالِكٌ، وَكَانَ ذَلِكَ قَلِيلا [2] . قَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، وَأَبُو حَاتِمٍ: أَنَا أَبُو سَيْفٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ لِيَ الْمَنْصُورُ: مَا عَلَى ظَهْرِهَا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَسَمِّهِمْ لِي. قُلْتُ: لا أَحْفَظُ أَسْمَاءَهُمْ. قَالَ: قَدْ طَلَبْتُ هَذَا الشَّأْنَ فِي زَمَانِ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَدْ عَرَفْتُهُ، فَأَمَّا أَهْلُ الْعِرَاقِ فَأَهْلُ إِفْكٍ وَبَاطِلٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّامِ فَأَهْلُ جِهَادٍ، وَلَيْسَ فِيهِمْ كَبِيرُ عِلْمٍ، وَأَمَّا أَهْلُ الْحِجَازِ، فَفِيهِمْ بَقِيَّةُ الْعِلْمِ فَأَنْتَ عَالِمُ الْحِجَازِ. زَادَ أَبُو حَاتِمٍ: فَلا تَرُدَّنَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَوْلَهُ. ثُمَّ قَالَ: اكْتُبْ هَذَا الْعِلْمَ لِمُحَمَّدٍ [3] . حَمَّادُ بْنُ غَسَّانَ وَاهٍ. نَا ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: لَقَدْ حَدَّثْتُ بِأَحَادِيثَ وَدِدْتُ أَنِّي ضُرِبْتُ بِكُلِّ حَدِيثٍ مِنْهَا سَوْطَيْنِ وَلَمْ أُحَدِّثْ بِهَا [4] . قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: سَأَلَ الرَّشِيدُ مَالِكًا وَهُوَ فِي منزل مالك، ومعه بنحوه،   [1] الديباج المذهب 22، 23. [2] ترتيب المدارك 1/ 153، الإنتقاء 41، الديباج المذهب 23. [3] انظر الخبر بأطول مما هنا في: تقدمة المعرفة 29. [4] وفيات الأعيان 4/ 137، 138. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 325 أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا قَرَأْتُ عَلَى أحد منذ زمان، وَإِنَّمَا يُقْرَأُ عَلَيَّ. فَقَالَ: أَخْرِجِ النَّاسَ حَتَّى أَقْرَأُ أَنَا. فَقَالَ: إِذَا مُنِعَ الْعَامُّ لِبَعْضِ الْخَاصِّ لَمْ يَنْتَفِعِ الْخَاصُّ. وَأَمَرَ مَعْنًا، فَقَرَأَ عَلَيْهِ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: كَانَ مَالِكٌ لا يُفْتِي حَتَّى يَقُولُ: لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه. وَقَالَ أَبُو مُصْعَبٍ: لَمْ يَشْهَدْ مَالِكٌ الْجَمَاعَةَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً. فَقِيلَ لَهُ: مَا يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: مَخَافَةَ أَنْ أَرَى مُنْكَرًا فَأَحْتَاجُ أَنْ أُغَيِّرَهُ. رَوَاهَا إِسْمَاعِيلُ القاضي عنه. وقال الحسين بن الحسن بن مهاجر الْحَافِظُ: سَمِعْتُ أَبَا مُصْعَبٍ يَقُولُ: كَانَ مَالِكٌ بَعْدَ تَخَلُّفِهِ عَنِ الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِي مَنْزِلِهِ في جماعة يصلّون بصلاته. وكان يُصَلِّي صَلاةَ الْجُمُعَةِ فِي مَنْزِلِهِ وَحْدَهُ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَأَلَ سِنْدِيٌّ مَالِكًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ مِنَ النَّاسِ أَحْيَانًا تُخْطِئُ وَأَحْيَانًا لا تُصِيبُ. قَالَ: صَدَقْتَ، هَكَذَا النَّاسُ. فَفَطَّنُوا مالكا فقال: عهدت العلماء لا يتكلّمون بِمِثْلِ هَذَا. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: إِنْ رَأَيْتَ صَاحِبَ كَلامٍ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ فَلا تَثِقَنَّ بِهِ. فَقَالَ مَالِكٌ: إِنْ رَأَيْتَهُ يَمْشِي عَلَى الْهَوَاءِ فَلا تَأْمَنَنَّ نَاحِيَتَهُ، وَلا تَثِقَنَّ بِهِ. النَّجَّادُ: نَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلانِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيَّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: انْظُرُوا أهل المشرق فنزّلوهم بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ، إِذَا حَدَّثُوكُمْ فَلا تُصَدِّقُوهُمْ ولا تكذّبوهم.   [1] وفيات الأعيان 4/ 136. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 326 ثُمَّ رَآنِي، فَكَأَنَّهُ اسْتَحَى فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ غِيبَةً، كَذَا أَدْرَكْتُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ. فَهَذِهِ الْحِكَايَةُ عَنْ مَالِكٍ يُرِيدُ بِهَا مَنْ لَمْ تَثْبُتْ عَدَالَتُهُ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُ بِلا رَيْبٍ مَجْهُولُ الْحَالِ فَلا يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ. وَمَنْ عُلِمَ كَذِبُهُ رُدَّ خَبَرُهُ، أَمَّا مَنْ ثَبُتَ صِدْقُهُ وَإِتْقَانُهُ فَهُمْ كَعُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ. فَلِمَالِكٍ نُظَرَاءٌ فِي أَهْلِ الْمَشْرِقِ مِثْلُ: شُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَيَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ، وَلِشُيُوخِ مَالِكٍ نُظَرَاءٌ كَمَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، وَقَتَادَةَ. وَلِلْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ، وَعُرْوَةَ نُظَرَاءٌ فِي الْجَلالَةِ كَالشَّعْبِيِّ، وَالنَّخَعِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. نَعَمْ، الْكَذَّابُونَ يَنْدُرُونَ بِالْحِجَازِ، وَيَكْثُرُونَ بالعراق. قال البوسنجيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الرَّمَّاحَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا فِي الصَّلاةِ مِنْ فَرِيضَةٍ وَمَا فِيهَا مِنْ سُنَّةٍ؟ فَقَالَ مَالِكٌ: هَذَا كَلامُ الزَّنَادِقَةِ، أَخْرِجُوهُ. وَقَالَ أَشْهَبُ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَسُئِلَ عَنِ الْبَتَّةِ فَقَالَ: هِيَ ثَلاثٌ، فَأَخَذْتُ أَلْوَاحِي لِأَكْتُبَ فَقَالَ: لا تَكْتُبْ فَعَسَى فِي الْعَشِيِّ أَنْ أَقُولَ إِنَّهَا وَاحِدَةٌ. وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُخْطِئُ وَأُصِيبُ، فَانْظُرُوا فِي رَأْيِي، فَكُلُّ مَا وَافَقَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَخُذُوا بِهِ، وَمَا خَالَفَ فَاتْرُكُوهُ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْعِرَاقِ قَالَ لِي: اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، فَكَتَبْتُهَا لَهُ، فَأَخَذَهَا. قُلْتُ لِمَالِكٍ: فَمَا قَرَأَهَا عَلَيْكَ وَلا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: لا، هُوَ كَانَ أَفْقَهَ مِنْ ذَلِكَ. مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَقَمْتُ عَلَى بَابِكَ سَبْعِينَ يَوْمًا وَقَدْ كَتَبْتُ سِتِّينَ حَدِيثًا. فَقَالَ: سِتُّونَ حَدِيثًا! وَكَأَنَّهُ يَسْتَكْثِرُهَا. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنَّا رُبَّمَا كَتَبْنَا بِالْكُوفَةِ فِي الْمَجْلِسِ ستّين حديثا. قال: وكيف العراق دَارُ الضَّرْبِ، يُضْرَبُ بِاللَّيْلِ وَيُنْفَقُ بِالنَّهَارِ. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 327 أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: نَا إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَمَّا يَتَرَخَّصُ فِيهِ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنَ الْغِنَاءِ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَفْعَلُهُ عِنْدَنَا الْفُسَّاقُ. ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ الزُّهْرِيِّ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً لا أُحَدِّثُ بِهَا أَبَدًا. وَقَالَ مَعْنٌ: كَانَ مَالِكٌ يَتَحَفَّظُ مِنَ الْبَاءِ وَالتَّاءِ [1] . وَسَمِعَ ابْنُ وَهْبٍ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا ذَهَبَ يَمْدَحُ نَفْسَهُ ذَهَبَ بَهَاؤُهُ. وَقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ أَبِي رِشْدِينَ: نَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى 20: 5 [2] كَيْفَ اسْتِوَاؤُهُ؟ فَأَطْرَقَ مَالِكٌ وَأَخَذَتْهُ الرُّحَضَاءُ [3] ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَلا يُقَالُ لَهُ كَيْفَ، وَكَيْفَ عَنْهُ مَرْفُوعٌ، وَأَنْتَ رَجُلُ سَوْءٍ صَاحِبُ بِدْعَةٍ، أَخْرِجُوهُ. فَأُخْرِجَ الرَّجُلُ [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ النَّيْسَابُورِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، كَيْفَ اسْتَوَى؟ وذكره نَحْوَهُ وَلَفْظَهُ؟ فَقَالَ: الاسْتِوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ [5] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ: قَالَ مَالِكٌ: اللَّهُ فِي السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ سُرَيْجِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنِ ابْنِ نَافِعٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: التَّوْقِيتُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ بِدْعَةٌ. قُلْتُ: قَدْ صَحَّ التَّوْقِيتُ، وَلَكِنْ لَمْ يَبْلُغْ مَالِكًا ذلك.   [1] حلية الأولياء 6/ 318. [2] سورة طه، الآية 5. [3] الرّحضاء: العرق إثر الحمّى. [4] حلية الأولياء 6/ 325، 326، ترتيب المدارك 1/ 170، 171. [5] سير أعلام النبلاء 8/ 90. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 328 قَالَ الْبُخَارِيّ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي «تَمْهِيدِهِ» : هَذَا كَتَبْتُهُ مِنْ حِفْظِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيَّ كَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يَحُضُّهُ عَلَى الانْفِرَادِ وَالْعَمَلِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَالِكٌ إِنَّ اللَّهَ قَسَّمَ الأَعْمَالَ كَمَا قَسَّمَ الأَرْزَاقَ، فَرُبَّ رَجُلٍ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّلاةِ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الصَّدَقَةِ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِي الصَّوْمِ، وَآخَرَ فُتِحَ لَهُ فِي الْجِهَادِ. وَنَشْرِ الْعِلْمِ مِنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ، وَقَدْ رَضِيتُ مَا فُتِحَ لِي فِيهِ، وَمَا أَظُنُّ مَا أَنَا فِيهِ بِدُونِ مَا أَنْتَ فِيهِ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ كِلانَا عَلَى خَيْرٍ وَبِرٍّ. قُلْتُ: مَا أَحْسَنَ مَا جَاوَبَ الْعُمَرِيَّ عَلَيْهِ بِسَابِقِ مَشِيئَةِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ، وَلَمْ يُفَضِّلْ طَرِيقَتَهُ فِي الْعِلْمِ عَلَى طَرِيقَةِ الْعُمَرِيِّ فِي التَّأَلُّهِ وَالزُّهْدِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [1] : ثَنَا عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ صَالِحٍ صَاحِبُ مَالِكٍ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ: إِنَّكَ تَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ وَهُمْ يَظْلِمُونَ وَيَجُورُونَ. قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَأَيْنَ التَّكَلُّمُ بِالْحَقِّ؟ قَالَ مُوسَى بْنُ داود: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو جَعْفَرٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي: يَا مَالِكُ كَثُرَ شَيْبُكَ. قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ السُّنُونَ كَثُرَ شَيْبُهُ. قَالَ لِي: ما لي أَرَاكَ تَعْتَمِدُ عَلَى قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ مِنْ بَيْنِ الصَّحَابَةِ؟ قَلْتُ: كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ عِنْدَنَا مِنَ الصَّحَابَةِ، فَاحْتَاجَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَسَأَلُوهُ، فَتَمَسَّكُوا بِقَوْلِهِ [2] . قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ فِي مَرَاتِبِ أَصْحَابِ نَافِعٍ: أَيُّوبُ وَفَضْلُهُ، وَمَالِكٌ وَإِتْقَانُهُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَحِفْظُهُ. مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: أَيُّمَا أَعْلَمُ، صَاحِبُنَا أَوْ صَاحِبُكُمْ؟   [1] في تقدمة المعرفة 30. [2] تقدمة المعرفة 30. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 329 قُلْتُ: عَلَى الإِنْصَافِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَنْشُدُكَ باللَّه مَنْ أَعْلَمَ بِالْقُرْآنِ؟ قَالَ: صَاحِبُكُمْ. قُلْتُ: فَمَنْ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ صَاحِبُكُمْ. قُلْتُ: فَمَنْ أَعْلَمَ بِأَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ وَالْمُتَقَدِّمِينَ؟ قَالَ: صَاحِبُكُمْ، يَعْنِي مَالِكًا. قُلْتُ: لَمْ يَبْقَ إِلا الْقِيَاسُ، وَالْقِيَاسُ لا يَكُونُ إِلا عَلَى هَذِهِ الأَشْيَاءِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الأُصُولَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يَقِيسُ [1] ؟ أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكٍ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: جِئْتُكَ مِنْ مَسِيرَةِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، حَمَّلَنِي أَهْلُ بِلادِي مَسْأَلَةً. قَالَ: سَلْ. فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: لا أُحْسِنُ. قَالَ: فَأَيُّ شَيْءٍ أَقُولُ لِأَهْلِ بِلادِي؟ قَالَ: تَقُولُ: قَالَ مَالِكٌ لا أُحْسِنُ [2] . قَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سَأَلْتُ أحمد: من الّذي ضرب مالك؟ قَالَ: ضَرَبَهُ بَعْضُ الْوُلاةِ فِي طَلاقِ الْمُكْرَهِ. كَانَ لا يُجِيزُهُ، فَضَرَبَهُ لِذَلِكَ [3] . وَقَالَ أَبُو داود: ضَرَبَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيُّ مَالِكًا فِي طَلاقِ الْمُكْرَهِ، فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ (وَهْبٍ) [4] ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَنَّ مَالِكًا ضُرِبَ وَحُلِقَ وَحُمِلَ عَلَى بَعِيرٍ، وَقِيلَ لَهُ: نَادِ عَلَى نَفْسِكَ، فَنَادَى: أَلا مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، أَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، أَقُولُ: طَلاقُ المكره ليس بشيء.   [1] تقدمة المعرفة 12، 13، حلية الأولياء 6/ 329، ترتيب المدارك، مناقب الشافعيّ 159، 160، الإنتقاء 24، مناقب أحمد لابن الجوزي 498، وفيات الأعيان 4/ 136، الديباج المذهب 22، طبقات الفقهاء 68. [2] تقدمة المعرفة 18، حلية الأولياء 6/ 323، صفة الصفوة 2/ 179، تهذيب الأسماء 2/ 78. [3] حلية الأولياء 6/ 316. [4] ما بين القوسين في الأصل بياض، استدركته من حلية الأولياء. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 330 قَالَ جَعْفَرُ: أَدْرِكُوهُ أَنْزِلُوهُ [1] . وَعَنْ إِسْحَاقَ الْفَرَوِيِّ، وَغَيْرِهِ قَالَ: ضُرِبَ مَالِكٌ وَنِيلَ مِنْهُ، وَحُمِلَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. فَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: ضُرِبْتُ فِيمَا ضُرِبَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَرَبَيْعَةُ، وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يُؤْذَى فِي هَذَا الأَمْرِ. وَعَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَرْفَعَهُ اللَّهُ بِكُلِّ سَوْطٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ. قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ الأَصْمَعِيُّ: ضَرَبَهُ جَعْفَرُ، ثُمَّ بَعْدُ مَشِيتُ بَيْنَهُمَا، حَتَّى جَعَلَهُ فِي حِلٍّ. سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ: نَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ سَنْدَلٌ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَنْتَ مَرَّةً تُخْطِئُ وَمَرَّةً لا تُصِيبُ. قَالَ: كَذَاكَ النَّاسُ. ثُمَّ فَطِنَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ: أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِحُمَيْدٍ أَخًا مِثْلَ هَذَا مَا رَوَيْتُ عَنْ حُمَيْدٍ. عَنِ ابْنِ وَهْبٍ: أَنَّ مُنَادِيًا نَادَى بِالْمَدِينَةِ: أَلا لا يُفْتِي النَّاسَ إِلا مَالِكٌ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ. حَرْمَلَةُ: نَا ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ؟ قَالَ: طَلَبُ الْعِلْمِ حَسَنٌ لِمَنْ رُزِقَ خَيْرُهُ، وَهُوَ قَسَمٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى [2] . وَقَالَ: لا يَكُونُ إِمَامًا مَنْ حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ. وَقَالَ: إِنَّ حَقًّا عَلَى مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ وَخَشْيَةٌ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا لأثر من مضى قبله [3] .   [1] حلية الأولياء 6/ 316. [2] حلية الأولياء 6/ 320. [3] حلية الأولياء 6/ 324. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 331 قَالَ الرَّمَادِيُّ: ثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، وَسُئِلَ: كَمْ أَتَى عَلَى مَالِكٍ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: تِسْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً. قَالَ: وَمَاتَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَنَةَ تِسْعِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ إِحْدَى وستين. قال إسماعيل بن أبي أويس: اشتكى مالك، فسألت بعض أهلنا عمّا قَالَ عِنْدَ الْمَوْتِ. قَالَ: تَشَهَّدَ ثُمّ قَالَ: للَّه الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ. وَتُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ فَصَلَّى عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُلَقَّبُ بِالإِمَامِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس العباسي- وَأُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيَّةُ وَكَانَ الأَمِيرُ عَبْدُ اللَّهِ يُعْرَفُ بِأُمِّهِ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ زَيْنَبَ. رَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ: ثُمّ قَالَ: وَسَأَلْتُ مُصْعَبًا الزُّبَيْرِيَّ فَقَالَ: بَلْ تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ. وَأَخْبَرَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى بِمِثْلِ ذَلِكَ. وَقَالَ أَبُو مُصْعَبِ الزُّهْرِيُّ: مَاتَ لِعَشْرٍ مَضَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ. وَقَالَ ابْنُ سُحْنُونٍ: مَاتَ فِي حَادِي عَشَرَ رَبِيعٍ الأَوَّلِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ لِثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ. وَاتَّفَقُوا عَلَى سَنَةِ تِسْعٍ. وَمَنَاقِبُ مَالِكٍ وَسِيرَتُهُ يَطُولُ شَرْحُهَا. وَقَدْ أَفْرَدْتُ لَهُ تَرْجَمَةً فِي جُزْءٍ ضَخْمٍ، وَكَذَا أَفْرَدْتُ مَا وَقَعَ لِي عَالِيًا مِنْ حَدِيثِهِ فِي جُزْءٍ. وَقَدْ سَمِعْنَا «مُوَطَّأَ ابْنِ مُصْعَبٍ» عَنْهُ بالإجازة العالية، أو «موطّأ القعنبيّ» ، و «موطّأ يحيى بن بكير» ، و «موطّأ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ» الثَّلاثَةِ بِالاتِّصَالِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 248- مبارك بن سحيم البصريّ [1]- ق. -   [1] انظر عن (مبارك بن سحيم البصري) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 814 و 3/ رقم 5863، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 427 رقم 1872، والتاريخ الصغير، له 191، والضعفاء الصغير له 277 رقم 364، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 575، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 223 رقم الجزء: 11 ¦ الصفحة: 332 لَهُ نُسْخَةٌ عَنْ مَوْلاهُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ. رَوَى عَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، وَحَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ هَالِكٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَعْرِفُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا [1] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [3] : عَرَضْتُ عَلَى أَبِي أَحَادِيثَ مُبَارَكِ بْنِ سُحَيْمٍ الَّتِي نَا بِهَا سُوَيْدٌ، فَأَنْكَرَهَا وَلَمْ يَحْمَدْهُ، وَأَظُنُّهُ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. الْعُقَيْلِيُّ [5] : نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، نَا عَلِيُّ بْنُ الدِّرْهَمِيِّ، نَا مُبَارَكٌ أَبُو سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ قَبِيلَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ الْتَقَيَا بِأَسْيَافِهِمَا إلّا كان القاتل والمقتول في النّار» [6] .   [1815،) ] والجرح والتعديل 8/ 341 رقم 1563، والمجروحين لابن حبّان 3/ 23، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2322- 2324، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 157 رقم 499، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1301، وميزان الاعتدال 3/ 430 رقم 7042، والكاشف 3/ 103 رقم 5368، والمغني في الضعفاء 2/ 540 رقم 5160، وتهذيب التهذيب 10/ 27 رقم 47، وتقريب التهذيب 2/ 227 رقم 901، وخلاصة تذهيب التهذيب 368. [1] الجرح والتعديل 8/ 341 وفيه زيادة: «واهي الحديث، منكر الحديث. وقد حسّنوه بمولى عبد العزيز بن صهيب» . [2] قوله هذا في (تهذيب الكمال 3/ 1301) وفيه أيضا «ليس بثقة» . أما في ضعفائه، فقال: «متروك الحديث» (304 رقم 575) . [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 438 رقم 5863 بتقديم وتأخير وزيادة، وانظر 1/ 400 رقم 814، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 223، والجرح والتعديل 8/ 341. [4] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، ونقله العقيلي في ضعفائه الكبير 4/ 223، وابن عديّ في الكامل 6/ 2322. [5] في الضعفاء الكبير 4/ 223. [6] وقال أبو حاتم: «هو منكر الحديث، وضعيف الحديث» . وقال ابن حبّان: «كان ممن ينفرد بالمناكير عن عبد العزيز بن صهيب، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وإذا وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم يحرج في فعله ذلك» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 333 249- مبارك بن سعيد بن مسروق الثّوريّ [1]- د. ت. - أبو عبد الرحمن الكوفيّ الضّرير، أَخُو سُفْيَانَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَمُوسَى الْجُهَنِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَا بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ [3] . وَقَالَ مُطَيَّنٌ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانِينَ ومائة [4] . 250- المبارك بن مجاهد [5] .   [1] انظر عن (مبارك بن سعيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 385، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 14، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4230 و 4560 و 5070، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 426 رقم 1868، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، وتاريخ الثقات للعجلي 419 رقم 1532، والمعارف 498، والمعرفة والتاريخ 2/ 42، والجرح والتعديل 8/ 339، 340 رقم 1558، والثقات لابن حبّان 9/ 190، والسابق واللاحق 142 رقم 196، وتاريخ بغداد 13/ 216- 219 رقم 7184، والكامل في التاريخ 6/ 153، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1301، والكاشف 3/ 104 رقم 5370، وميزان الاعتدال 3/ 431 رقم 7044، ومرآة الجنان 1/ 378، وتهذيب التهذيب 10/ 28 رقم 49، وتقريب التهذيب 2/ 227 رقم 903، وخلاصة تذهيب التهذيب 368. [2] في الجرح والتعديل 8/ 340. [3] الجرح والتعديل 8/ 340. [4] أرّخه بها ابن سعد في الطبقات 6/ 385. [5] انظر عن (المبارك بن مجاهد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 427 رقم 1870، والتاريخ الصغير، له 179، والضعفاء الصغير، له 277 رقم 365، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 9، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 225، 226 رقم 1817، والجرح والتعديل 8/ 340، 341 رقم 1561، والمجروحين لابن حبّان 3/ 23، والكامل لابن عدي 6/ 2324، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 44 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 406، وميزان الاعتدال 3/ 432 رقم 7049، والمغني في الضعفاء 2/ 540 رقم 5165، ولسان الميزان 5/ 12 رقم 39. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 334 أَبُو الأَزْهَرِ الْمَرْوَزِيُّ، نَزِيلُ الرِّيِّ. عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. وَعَنْهُ: سَلَمَةُ الأَبْرَشُ، وَعِصَامُ بْنُ يُوسُفَ الْبَلْخِيُّ. قَالَ قُتَيْبَةُ: كَانَ قَدَرِيًّا، وَضَعَّفَهُ جِدًّا [1] . 251- مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو [2] . عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيُّ، وَيَزْدَادُ بْنُ أَسَدٍ الدَّيْنَوَرِيُّ. كَذَّبَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : كَانَ يضع الحديث. كذا نقله ابن الجوزيّ [5] .   [1] عبارة قتيبة في التاريخ الكبير، والتاريخ الصغير، والضعفاء الصغير للبخاريّ، وضعفاء العقيلي 4/ 225، والكامل لابن عديّ 6/ 2324، والأسامي للحاكم 1/ 44 أ، وفيها: مات بالريّ قبل الثوري بسنة أو سنتين. وقال مسلم: قال أبو رجا: كان قدريا ضعيف الحديث. وبخط آخر في كتابه الكنى: قال النسائي: ضعّفه قتيبة. مات قبل الثوري. وقال الحاكم: «ليس بالقويّ عندهم» . [2] انظر عن (مجاشع بن عمرو) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 264 رقم 1869، والجرح والتعديل 8/ 390 رقم 1785، والمجروحين لابن حبّان 3/ 18، 19، والكامل لابن عدي 6/ 2449، 2450، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 165 رقم 534، والمستدرك على الصحيحين 3/ 272، وتاريخ جرجان للسهمي 132، وتلخيص المستدرك 3/ 272، والمغني في الضعفاء 2/ 541 رقم 5178، وميزان الاعتدال 3/ 436، 437 رقم 7066، والكشف الحثيث 342 رقم 600، ولسان الميزان 5/ 15، 16 رقم 55. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 264. [4] في المجروحين 3/ 18. [5] وقال العقيلي: «حديثه منكر غير محفوظ» . وقال أبو حاتم: «متروك الحديث ضعيف ليس بشيء» . ونقل ابن حجر في لسان الميزان 5/ 15 أن البخاري قال: مجاشع بن عمرو أبو يوسف منكر مجهول. ولم أجد البخاري يذكر مجاشع في تاريخه الكبير أو الصغير أو الضعفاء الصغير. وقال الحاكم: منكر الحديث، وذكر له حديثا غريبا في المستدرك وليس من شرط هذا الكتاب. وذكره ابن عديّ في ضعفائه. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 335 - مَجْمَعُ بْنُ أَيُّوبَ- د. ت. - مَرَّ سَنَةَ ستّين ومائة. 252- محرز، ويقال محرّز بِالإِهْمَالِ، بْنُ هَارُونَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- ت. - عِنْدَهُ ثَلاثَةُ أَحَادِيثَ عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [2] . وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، ويعقوب بن محمد الزهري، وأبو مصعب الزهري. قال البخاري [3] : منكر الحديث. وقد حسن له، التّرمذيّ، ووهّاه وغيره، والجمهور على تضعيفه [4] . 253- ومحمد بن أبان بن صالح [5] .   [1] انظر عن (محرز بن هارون) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 22 رقم 2012، وفيه (محرر) براءين، والتاريخ الصغير، له 168، والضعفاء الصغير، له 277 رقم 369، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 1582، والمجروحين لابن حبّان 3/ 19 و 94، والكامل لابن عديّ 6/ 2434، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 100 ب، والضعفاء والمتروكين، له 157 رقم 498، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 270، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1308 (محرر) ، وميزان الاعتدال 3/ 443، 444 رقم 7090، والمغني في الضعفاء 2/ 544 رقم 5199، وتهذيب التهذيب 10/ 55 رقم 9. (محرر) ، وتقريب التهذيب 2/ 231 رقم 941 (محرر) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 370 (محرّر) . [2] قال الدار الدّارقطنيّ: «عن الأعرج، عن أبيه، لا يعرف إلّا به» . [3] في التاريخ الكبير، والضعفاء الصغير. وقال في تاريخه الصغير: «عنده مناكير» . [4] قال النسائي: «منكر الحديث» . وذكره العقيلي في الضعفاء ونقل قول البخاري «منكر الحديث» . وقال أبو حاتم: «يروي ثلاثة أحاديث مناكير، ليس هو بالقويّ» . وقال ابن حبّان: «كان ممن يروي عن الأعرج ما ليس من حديثه وعن غيره ما ليس من حديث الأثبات. لا تحلّ الرواية عنه ولا الاحتجاج به» . [5] انظر عن (محمد بن أبان بن صالح) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 385، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 503، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 34 رقم 50، والتاريخ الصغير، له 207، والضعفاء الصغير، له 274 رقم 311، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، وطبقات خليفة 169، وأحوال الرجال للجوزجانيّ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 336 أبو عمر الجعفي، مولاهم الكوفي. جد عبد الله بن عمر مشكدانة. روى عن: عاصم بن بهدلة حروفه. وحدث عن: أبي إسحاق، وحماد بن أبي سليمان. وعنه: نعيم بن يحيى السعيدي، والطيالسيان، ويحيى الحماني، وعبد الحميد بن صالح، وغيرهم. ضعفه ابن معين [1] ، وأبو داود [2] . ويقال أيضا القرشي، لأن ولاءه لعثمان بن عفان. مات سنة إحدى وسبعين ومائة [3] . وأبوه فثقة يروي عن مجاهد.   [74] رقم 94، والمعرفة والتاريخ 3/ 4، 5، 39، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 512، والجرح والتعديل 7/ 199 رقم 1119، والمجروحين لابن حبّان 2/ 260، 261، والكامل لابن عدي 6/ 2139، 2140، ورجال الطوسي 282 رقم 37، وأنساب الأشراف ق 4/ 486، وميزان الاعتدال 3/ 453 رقم 7128، وتعجيل المنفعة 357 رقم 922. [1] في تاريخه 2/ 503 ثلاثة أقوال: ضعيف، ضعيف الحديث، ليس حديثه بشيء. [2] وقال البخاري في تاريخه الكبير: «يتكلمون في حفظه» ، وفي تاريخه الصغير: «ليس بالحافظ عندهم» ، وفي الضعفاء الصغير: «ليس بالقويّ» . وقال النسائي: ضعيف. وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث. وقال أبو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: من محمد بن أبان؟ فقال: أما إنه لم يكن ممن يكذب. قال أبو حاتم: ليس هو بقويّ الحديث، يكتب حديثه على المجاز ولا يحتجّ به، بابة حمّاد بن شعيب الحمّاني. وقال ابن حبّان: كان ممن يقلب الأخبار وله الوهم الكثير في الآثار. وقال أحمد بن حنبل: كان يقول بالإرجاء، وكان رئيسا من رؤسائهم فترك الناس حديثه من أجل ذلك، وكان أصحاب محمد بن الحسن، يكثرون عنه، وكان كوفيّا جعفيا. وقال ابن عدي: «في بعض ما يرويه نكرة ولا يتابع عليه، ومع ضعفه يكتب حديثه» . [3] وقال ابن سعد: «كانت له رواية للحديث» . ومات يوم الرءوس يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائة في خلافة هارون، وهو ابن إحدى وثمانين سنة» . (الطبقات 6/ 385) . وفيه يكنى أبا عمرو، وفي بقية المصادر «أبو عمر» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 337 254- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ [1]- خ. - كَانَ يُفْتِي فِي حَيَاةِ مَالِكٍ، وَمَاتَ بَعْدَهُ [2] . يُؤَخَّرُ. 255- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ: مَنْصُورٍ، وَلَيْثٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَعَبَّادُ الرَّوَاجِنِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : شَيْخٌ صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: شِيعِيٌّ. قُلْتُ: لَهُ فِي خَصَائِصِ عَلِيٍّ شَيْءٌ [5] . 256- مُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ الْكُوفِيُّ [6]- د-. مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. سَكَنَ الدِّينَوَرَ، وَرَوَى عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وسهيل بن أبي صالح، والأعمش. وعنه: علي بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ.   [1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن دينار) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 25 رقم 25، والمعرفة والتاريخ 1/ 652، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 183، والجرح والتعديل 7/ 184 رقم 1044، والثقات لابن حبّان 9/ 39. [2] وثّقه أبو حاتم، وابن حبّان. وقال البخاري: «معروف الحديث» . [3] انظر عن (محمد بن إسماعيل بن رجاء) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 36 رقم 55، والتاريخ الصغير، له 208، والجرح والتعديل 7/ 188 رقم 1068، والثقات لابن حبّان 9/ 41، ورجال الطوسي 281 رقم 17، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1174، وميزان الاعتدال 3/ 480 رقم 7219، والمغني في الضعفاء 2/ 554 رقم 5291، والكاشف 3/ 19 رقم 4793، وتهذيب التهذيب 9/ 57، 58 رقم 56، وتقريب التهذيب 2/ 145 رقم 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 327. [4] الجرح والتعديل 7/ 188 وزاد: لا بأس به، بابة جعفر الأحمر وهريم. [5] قال الطوسي: مات سنة 167 هـ. [6] انظر عن (محمد بن أنس) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 41 رقم 70، والجرح والتعديل 7/ 207 رقم 1149، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، والكاشف 3/ 21 رقم 4808، وتهذيب التهذيب 9/ 68 رقم 80، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 67، وخلاصة تذهيب التهذيب 328. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 338 صَدُوقٌ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ. وَحَدَّثَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَدْ تَفَرَّدَ بِأَحَادِيثَ وَلَمْ يُتْرَكْ [1] . وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ عَمُّهُ. 257- مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ [2] . أَبُو بَكْرٍ الْجُبْلانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ. وَأَبُوهُ صَالِحُ الْحَدِيثِ. 258- مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ [4] . أَبُو عَبْدِ الله البصريّ.   [1] وثّقه أبو زرعة (الجرح والتعديل 7/ 207) . [2] انظر عن (محمد بن أيوب بن ميسرة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 30 رقم 42، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 2/ 376، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 7122 والجرح والتعديل 7/ 197 رقم 1110، والثقات لابن حبّان 7/ 385، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 64 أ، والإكمال لابن ماكولا 2/ 498، وميزان الاعتدال 3/ 487 رقم 7257، وتعجيل المنفعة 359 رقم 928. [3] الجرح والتعديل 7/ 193. [4] انظر عن (محمد بن ثابت العبديّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 370، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 507، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 177، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 50، 51 رقم 105، والتاريخ الصغير، له 192، والضعفاء الصغير، له 274 رقم 312، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 63، وتاريخ الثقات للعجلي 401 رقم 1349، والمعرفة والتاريخ 2/ 127، 664، 665، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 207، 208، 560، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 519، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 38، 39 رقم 1586، والجرح والتعديل 7/ 216 رقم 1201، والمجروحين لابن حبّان 2/ 251، والكامل لابن عدي 6/ 2145- 2147، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1180، وميزان الاعتدال 3/ 495 رقم 7293، والكاشف 3/ 24 رقم 4829، وتهذيب التهذيب 9/ 85 رقم 108، وتقريب التهذيب 2/ 149 رقم 89، وخلاصة تذهيب التهذيب 329، 330. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 339 عن: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَطَائِفَةٍ. وعنه: خلف الْبَزَّارِ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ. قَالَ النَّسَائِيُّ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَمِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، لَكِنْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: [3] عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا [4] . - مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ- ت-. قَدْ ذُكِرَ، وَهُوَ قديم الموت. 259- محمد بن جابر اليمانيّ [5]- د. ق. -   [1] في الضعفاء المتروكين رقم 519. [2] في تاريخه 2/ 507. [3] في الكامل 6/ 2147. [4] وقال البخاري في تاريخه الكبير: «يخالف في بعض حديثه» . وقال في ضعفائه: «يقال في حديثه شيء» . وقال معاوية بن صالح: سمعت يحيى قال: الحسن بن ثابت العبديّ ليس به بأس ينكر عليه حديث ابن عمرو في التيمّم لا غير. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 39) . وقال أبو داود السجستاني: محمد بن ثابت العبديّ ليس بشيء، هو الّذي يحدّث حديث نافع، عن ابن عمر في التيمّم. (العقيلي 4/ 39) . وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن محمد بن ثابت العبديّ، فقال: ليس هو بالمتين، يكتب حديثه وهو أحبّ إليّ من أبي أميّة بن يعلى وصالح المرّي، روى حديثا منكرا. (الجرح والتعديل 7/ 216) . وقال ابن حبّان: «كان على قضاء مرو، مات سنة سبع وأربعين ومائة. روى عنه ابن المبارك، ووكيع، وهم إخوة ثلاثة: عزرة، ومحمد، وعلي، فأما عزرة فثقة، وأمّا علي فصدوق في الرواية قليل الحديث، وأما محمد فإنه كان يرفع المراسيل ويسند الموقوفات توهّما من سوء حفظه، فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به» . (المجروحون 2/ 251) . [5] انظر عن (محمد بن جابر اليمامي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 556، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 507، وتاريخ الدارميّ، رقم 742، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 716، و 719 الجزء: 11 ¦ الصفحة: 340 الضّرير الحنفيّ السّحيميّ، أَخُو أَيُّوبَ بْنِ جَابِرٍ. رَوَى عَنْ: قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ. وَابْنُ عَوْنٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُسَدَّدٌ، وَلُوَيْنُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ الْمَكِّيُّ، وَعِدَّةٌ. وَأَصْلُهُ كُوفِيٌّ فِيمَا قِيلَ. وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَالنَّسَائِيُّ، [2] ، وَغَيْرُهُمَا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : سَاءَ حِفْظُهُ فِي الآخِرِ، وَذَهَبَتْ كُتُبُهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] ، وَغَيْرُهُ: ليس بالقويّ.   [ () ] و 770 و 2/ رقم 2537 و 2644 و 3/ رقم 4170 و 4176، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 53 رقم 111، وتاريخه الصغير 190، وضعفائه الصغير 274 رقم 313، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 104 رقم 160، وتاريخ الثقات للعجلي 401 رقم 1440، والمعرفة والتاريخ 2/ 121 و 3/ 60، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 533 وفيه (اليماني) بالنون، وتاريخ الطبري 7/ 617 و 8/ 44، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 41، 42 رقم 1589، والجرح والتعديل 7/ 219، 220 رقم 1215، والمجروحين لابن حبّان 2/ 270، والكامل لابن عدي 6/ 2158- 2164، ورجال الطوسي 283 رقم 53 وفيه (اليماني) ، والسابق واللاحق 316، 317 رقم 266، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1181، والمغني في الضعفاء 2/ 561 رقم 5349، والكاشف 3/ 24 رقم 2834، وسير أعلام النبلاء 8/ 212 رقم 50، وميزان الاعتدال 3/ 496- 498 رقم 7301، والوافي بالوفيات 2/ 282، 283 رقم 715، وتهذيب التهذيب 9/ 88- 90 رقم 116، وتقريب التهذيب 2/ 149 رقم 96، وخلاصة تذهيب التهذيب 330. [1] قال في تاريخه: «ليس بشيء» . [2] قال في ضعفائه: «ضعيف» . [3] الجرح والتعديل 7/ 219 وزاد: وكان يلقّن. وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدّث عنه ثم تركه بعد، وكان يروي أحاديث مناكير، وهو معروف بالسماع جيد اللقاء، رأوا في كتبه لحقا، وحديثه عن حمّاد فيه اضطراب، روى عنه عشرة من الثقات. وسئل أبو حاتم عن محمد بن جابر وابن لهيعة فقال: محلّهما الصدق، ومحمد بن جابر أحبّ إليّ من ابن لهيعة. [4] في تاريخه الكبير 1/ 53 رقم 111، وقال في تاريخه الصغير: «يتكلمون فيه» . وقال في ضعفائه الصغير: «ليس بالقويّ عندهم» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 341 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] : ثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ حَدِّثْ مِنْ كُتُبِكَ. فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قِيلَ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، فَأَرْسَلَ لَهُ كُتُبَهُ [2] . قَالَ إسحاق بن بي إِسْرَائِيلَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، نَا قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِّ الذَّكَرِ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ [3] . بُنْدَارٌ، نَا غُنْدَرٌ، نَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ، بِهَذَا [4] . وَرَوَاهُ قَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْهُ [5] . وَقَالَ محمد بن عمرو، عن بْنِ أَبِي مَذْعُورٍ: نَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ [6] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [7] : وَرَوَاهُ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ قَيْسِ بْنِ طلق [8] .   [1] في العلل ومعرفة الرجال لابنه عبد الله 2/ 347 رقم 2537. [2] وزاد أحمد: «فكان عبد الرحمن بن مهدي يسأله من حديث حمّاد وعبد الله ساكت» . وفي الضعفاء للعقيليّ زيادة: «قلت لأبي لوين: حدّثنا، عن محمد بن جابر، بحديث جرير بالغامدية، فقال: كان محمد بن جابر ربّما ألحق في كتابه الحديث، وهذا حديث ليس بصحيح وهو كذب» . (4/ 42، 42) . [3] ذكره ابن عديّ في (الكامل 6/ 2159) . [4] الكامل 6/ 2159. [5] المصدر نفسه. [6] نفسه. [7] في الكامل 6/ 2160. [8] وذكره العجليّ في كتاب الثقات وقال: «ضعيف» . وقال الجوزجاني: «غير مقنع هو وأخوه أيوب» . وقال الفسوي في (المعرفة والتاريخ 3/ 60) : «ضعيف» . وسئل أحمد عنه وعن أيوب بن جابر، فقال: محمد يروي أحاديث مناكير وهو معروف بالسماع، يقولون: رأوا في كتبه نحو، عن حماد فيه اضطراب. (الضعفاء للعقيليّ 4/ 41) . وقال الدوري: سمعت يحيى يقول: محمد بن جابر عمي واختلط. وكان كوفيا انتقل إلى اليمامة، قلت: أيوب أخوه؟ قال: ليس هو بشيء ولا محمد، قلت: أيهما كان أمثل؟ قال: لا ولا واحد منهما. وذكر له العقيلي حديثين، وقال لا يتابع عليهما ولا على عامّة حديثه. (الضعفاء الكبير 4/ 42) . وقال أبو حاتم وأبو زرعة: محمد بن جابر يماميّ الأصل، ومن كتب عنه كتب عنه باليمامة الجزء: 11 ¦ الصفحة: 342 260- مُحَمَّدُ بْنُ دَابٍ الْمَدَنِيُّ [1]- د. ت. - عَنْ: صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ. كَذَّبَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] ، وَابْنُ حِبَّانَ [3] . وَعِيسَى بْنُ دَابٍ، مَرَّ [4] . 261- مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ الأَزْدِيُّ الطّاحيّ البصريّ [5]- د. ت. - أبو بكر. عن: يونس بن عبيد، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمَعْمَرٍ. وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وقتيبة، محمد بن عبيد بن حسّاب.   [ () ] وبمكة، وهو صدوق إلا أن في حديثه تخاليط، وأمّا أصوله فهي صحيحة. وقال أبو زرعة: محمد بن جابر ساقط الحديث عند أهل العلم. وقال أبو الوليد الطيالسي: نحن نظلم ابن جابر بامتناعنا التحديث عنه. (الجرح والتعديل 7/ 20) . [1] انظر عن (محمد بن داب) في: الجرح والتعديل 7/ 250 رقم 1370، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1195، والكاشف 3/ 36 رقم 4910، وميزان الاعتدال 3/ 540 رقم 7498، والمغني في الضعفاء 2/ 577 رقم 5481، وتهذيب التهذيب 9/ 153 رقم 220، وتقريب التهذيب 2/ 159 رقم 197، وخلاصة تذهيب التهذيب 335. [2] قال: «هو ضعيف الحديث كان يكذب» . [3] لم أجده عنده في (المجروحين) . [4] قال ابن حجر في (تهذيب التهذيب 9/ 153) : «قال الأصمعي: قال لي خلف الأحمر: ابن داب يضع الحديث بالمدينة، وابن شول يضع الحديث بالسند، وقيل: إن ابن داب الّذي ذكره خلف هو عيسى بن يزيد. له عنده حديث أبي سعيد: من كتم علما. قال ابن حجر: عيسى بغدادي كان ينادم المهدي، فلعلّ خلفا إن كان قصده عنى مدينة المنصور وإلّا فظاهر الإطلاق يدلّ على أنه أراد الأول، وفي عيسى يقول الشاعر: خذوا عن مالك وعن ابن عون ... ولا ترووا أحاديث ابن داب [5] انظر عن (محمد بن دينار الأزدي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 77 رقم 200، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، والجرح والتعديل 7/ 249 رقم 1367، والثقات لابن حبّان 7/ 419، والكامل في الضعفاء لابن عدي 6/ 2205، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 61 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1196، والكاشف 3/ 36 رقم 4914، والمغني في الضعفاء 2/ 578 رقم 5485، وميزان الاعتدال 3/ 541، 542 رقم 7504، وتهذيب التهذيب 9/ 155، 156 رقم 225، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 202، وخلاصة تهذيب التهذيب 335. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 343 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [1] : صَدُوقٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : يَنْفَرِدُ بِأَشْيَاءَ، وَهُوَ صَدُوقٌ [3] . 262- مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ اليشكريّ [4]- ت. -. أَبُو مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ الطَّحَّانُ. وَيُعْرَفُ أَيْضًا بِالْمَيْمُونِيُّ. رَوَى عَنْ: مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَأَبِي ظِلالٍ الْقَسْمَلِيِّ، وَأَبِي عَجْلانَ. وَعَنْهُ: شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَالرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبٍ، قَالَ أَحْمَدُ [5] : كَذَّابٌ أَعْوَرُ يَضَعُ الحديث. وقال الفلّاس سمعته يَقُولُ: نَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: «زَيِّنُوا مَجَالِسَ نِسَائِكُمْ بِالْمِغْزَلِ» [6] . ثُمَّ قَالَ الْفَلاسُ: هُوَ كَذَّابٌ [7] . وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ [8] : كَانَ كذّابا خبيثا.   [1] الجرح والتعديل 7/ 250. [2] في الكامل 6/ 2205. [3] وقال ابن معين: ليس به بأس، وكان على مسائل سوار العنبري ولم يكن له كتاب (الجرح والتعديل 7/ 250) . [4] انظر عن (محمد بن زياد اليشكري) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 516، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5322، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 83 رقم 226، والتاريخ الصغير، له 190، وضعفائه الصغير 274 رقم 317، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 198 رقم 363، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 547، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 67 رقم 1620، والجرح والتعديل 7/ 258 رقم 1412، والمجروحين لابن حبّان 2/ 250، والكامل لابن عدي 6/ 2140- 2142، وتاريخ جرجان للسهمي 100، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1199، والكاشف 3/ 39 رقم 4931، وميزان الاعتدال 3/ 552، 553 رقم 7547، والمغني في الضعفاء 2/ 581 رقم 5518، والكشف الحثيث 372، 373 رقم 665، وتهذيب التهذيب 9/ 170- 172 رقم 251، وتقريب التهذيب 2/ 162 رقم 226، وخلاصة تذهيب التهذيب 337. [5] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 297، 298 رقم 5322، وفيه زيادة: «خبيث» . [6] ذكره ابن عدي في الكامل 6/ 2141. [7] في الكامل لابن عديّ: «كان متروك الحديث منكر الحديث» . [8] في أحوال الرجال 198 رقم 363، وليس فيه لفظ «خبيثا» ، بل فيه: يحمل عن ميمون بن الجزء: 11 ¦ الصفحة: 344 قُلْتُ: وَلَهُ بِهَذَا الإِسْنَادِ: «اتَّخِذُوا الْحَمَامَ الْمَقَاصِيصَ فَإِنَّهَا تُلْهِي الْجِنَّ عَنْ صِبْيَانِكُمْ» [1] . وَبِهِ قَالَ: «سَمْنُ الْبَقَرِ وَأَلْبَانُهَا شِفَاءٌ، وَلُحُومُهَا دَاءٌ» [2] . 263- مُحَمَّدُ بن سليمان بن عليّ [3] .   [ () ] مهران. [1] ذكره ابن عدي في الكامل 6/ 2141. [2] الكامل 6/ 2141، والحديثان منكران موضوعان. وقال ابن معين في محمد بن زياد اليشكري: «كان كذّابا خبيثا» . (التاريخ 2/ 516) . وقال البخاري في تاريخه الكبير، والصغير: «يتّهم بوضع الحديث» . وقال في ضعفائه الصغير: «متروك الحديث» . وقال النسائي: متروك الحديث. ومثله قال أبو حاتم. وقال ابن حبّان: «كان ممن يضع الحديث على الثقات ويأتي عن الأثبات بالأشياء المعضلات، لا يحلّ ذكره في الكتب إلا على جهة القدح، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار عند أهل الصناعة خصوصا ومن غيرهم» . (المجرحون 2/ 250) . وقال ابن عدي: «وهو بيّن الأمر في الضعفاء، يروي عن ميمون بن مهران الأحاديث مناكير لا يرويها غيره لا يتابعه أحد من الثقات عليها» . (الكامل 6/ 2142) . [3] انظر عن (محمد بن سليمان بن علي) في: المحبّر لابن حبيب البغداديّ 37، و 61 و 305، وتاريخ خليفة 354، 422، 423، 430، 432، 438، 440، 445- 448، 461، 469، والمعارف 375، 376، 380، 381، 463، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 130، 132، 139، 160، 191 و 2/ 245، والحيوان للجاحظ 3/ 480 و 5/ 208، 276، والتاريخ الكبير 1/ 97، 98، رقم 270، والبيان والتبيين 1/ 295 و 2/ 129، وأنساب الأشراف 3/ 80، 94- 96، وق 4/ 460، وتاريخ اليعقوبي 2/ 350، 377، 398، وفتوح البلدان 178، وطبقات الشعراء لابن المعتز 67، وعيون الأخبار 1/ 4 و 2/ 316، والشعر والشعراء 3/ 578، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 139، 140، 142، 159 و 3/ 151، و 320، والعقد الفريد 1/ 170 و 2/ 140 و 3/ 9، 242، 306، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 398، وربيع الأبرار 4/ 199، 241، 406، والعيون والحدائق 3/ 251، 254، 255، 257، 284، 292، ومروج الذهب 2474، 2496، 2497، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 313 و 3/ 161- 163، 406، وأمالي المرتضى 1/ 127، 461، والهفوات النادرة 319، والمحمّدون، رقم 307، وجمهرة أنساب العرب 22، 216، 316، وتاريخ بغداد 5/ 201، 292، وأولاد الخلفاء 4، 5، والتذكرة الحمدونية 1/ 450 و 2/ 41، 42، 157، 184، ونثر الدرّ 1/ 448، وخلاصة الذهب المسبوك 102، ونهاية الأرب 22/ 127، والروض المعطار 436، 545، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 319، والفخري في الآداب السلطانية 190، والبداية والنهاية 10/ 162، 163، والوافي بالوفيات 3/ 121، 122، رقم 1061 ولسان الميزان 5/ 188، 189 رقم 652، والأعلام الجزء: 11 ¦ الصفحة: 345 هُوَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ، وَابْنُ عَمِّ الْمَنْصُورِ وَالَّذِي ثَبَّتَ دَوْلَتَهُمْ بِعَدْلِهِ وَبَلائِهِ يَوْمَ بَاخَمْرَا [1] . وَكَانَ قَتْلُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَى يَدِهِ. وَوَلِيَ أَيْضًا إِمْرَةَ فَارِسٍ. وَكَانَ بَطَلا شُجَاعًا مُمَدَّحًا. وَكَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ وَيُبَالِغُ فِي إِكْرَامِهِ. وَقَدْ وَلِيَ أَيْضًا الْكُوفَةَ. قِيلَ إِنَّ الرَّشِيدَ اسْتَوْلَى عَلَى تَرِكَتِهِ وَاصْطَفَاهَا، فَكَانَتْ بنحو خمسين ألف ألف درهم [2] . وكان مَوْلِدُهُ، بِالْحُمَيْمَةِ مِنَ الشَّامِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ الْخَطِيبُ [3] : كَانَ عَظِيمَ قَوْمِهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ فِي مَسْحِ (رَأْسِ الصَّبِيِّ، مُنْقَطِعٌ) [5] . سَمِعَ مِنْهُ: صَالِحٌ النَّاجِيُّ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قِبَلِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ (بْنِ عَلِيٍّ إِلَى الأَعْمَشِ) [6] يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَيَسْتَعْرِضُ حَوَائِجَهُ فَسَكَتَ الأَعْمَشُ وَقَالَ: قَدْ عَلِمَ حَالَ النَّاسِ وَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعْلِمَهُ بِشَيْءٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أربعمائة ردهم. حَكَى الْعُمَرِيُّ الْكَاتِبُ أَنَّ رَجُلا ادَّعَى النُّبُوَّةَ أَيَّامَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَأُدْخِلَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَيَّدٌ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ نَبِيٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَيْلَكَ، مَنْ غَرَّكَ؟ قَالَ: أَبِهَذَا تُخَاطِبُ الأَنْبِيَاءَ يَا جَاهِلُ؟، وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي مُقَيَّدٌ لأَمَرْتُ جِبْرِيلَ أَنْ يُدَمْدِمَهَا عَلَيْكَ. قَالَ لَهُ: فالموثق لا يجاب؟   [7] / 19، ودول الإسلام 1/ 97، وسير أعلام النبلاء 8/ 214، والنجوم الزاهرة 2/ 47، 70، 73، [1] باخمرا: موضع بين الكوفة وواسط وهو إلى الكوفة أقرب. (معجم البلدان 1/ 316) . [2] تاريخ بغداد 5/ 292، وفي تاريخ الطبري 8/ 237 «ستين ألف ألف» . [3] في تاريخ بغداد 5/ 291 ولفظه: «وكان عظيم أهله، وجليل رهطه» . [4] في تاريخه الكبير 1/ 97، 98. [5] في الأصل بياض، والّذي بين القوسين من تاريخ البخاري. [6] ما بين القوسين بياض في الأصل. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 346 قَالَ: أَجَلْ، الأَنْبِيَاءُ خَاصَّةً إِذَا قُيِّدَتْ لَمْ يَرْتَفِعْ دُعَاؤُهَا. فَضَحِكَ وَقَالَ: مَتَى قُيِّدْتَ؟ قَالَ: الْيَوْمُ. قَالَ: فَنَحْنُ نُطْلِقُكَ وَتَأْمُرَ جِبْرِيلَ فَإِنْ أَطَاعَكَ آمَنَّا بِكَ. قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ. فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ 10: 88 فَإِنْ شِئْتَ فَافْعَلْ. فَأُطْلِقَ، فَلَمَّا وَجَدَ رَائِحَةَ الْعَافِيَةِ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، وَمَدَّ بِهَا صَوْتَهُ، ابْعَثُوا مَنْ شِئْتُمْ، فَمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ عَمَلٌ. هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، وَدَخْلُهُ كُلُّ يَوْمٍ مِائَةُ أَلْفٍ، وَأَنَا وَحْدِي، مَا ذَهَبَ لَكُمْ فِي حَاجَةٍ إِلا كَشْحَانُ. أَبُو الْعَيْنَاءِ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: دَخَلَ «فَزَارَةُ» صَاحِبُ الْمَظَالِمِ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ يَعُودُهُ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ مِنَ الْخِلَّنْجِينَ مِقْدَارَ فَارَةٍ، وَمِنْ دَوَاءِ الْكُرْكُمِ مِقْدَارَ خُنْفُسَاءَ، وَسَوِّطْهُ بِمِقْدَارِ مِحْجَمَةٍ مِنْ مَاءٍ، فَإِذَا صَارَ كَالْمُخَاطِ فَتَحَسَّاهُ. فَقَالَ: أَفْعَلُ إِنْ غُلِبْتُ عَلَى عَقْلِي، وَإِلا فَلا. قَالَ: تَجَلَّدْ، أَعَزَّكَ اللَّهُ. قَالَ: الصَّبْرُ عَلَى مَا بِي أَهْوَنُ. قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ مَوْلَى آلِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ كَانَ رَأْسُهُ فِي حجر أخيه جعفر، فقال جعفر: وا انقطاع ظهري. فقال محمد: وا انقطاع ظَهْرِ مَنْ يَلْقَى الْحِسَابَ غَدًا. يَا لَيْتَ أُمَّكَ لَمْ تَلِدْنِي، وَلَيْتَنِي كُنْتُ حَمَّالا، وَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فِيمَا كُنْتُ فِيهِ. وَقِيلَ: إِنَّ نُسَّاكَ الْبَصْرَةِ هَمُّوا بِتَوْبِيخِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَوَعَظَهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فخنقت مُحَمَّدًا الْعَبْرَةُ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْطُبَ، فَقَامَ أَخُوهُ إِلَى جَنْبِهِ، فَتَكَلَّمَ عَنْهُ فَأَحَبَّهُ النُّسَّاكُ وقالوا: مؤمن مذنب. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 347 قال مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [1] : مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَاصْطَفَى الرَّشِيدُ عَامَّةَ مَا خَلَّفَ. 264- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي ضَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ [2] . عَنْ: نَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَالْوُحَاظِيُّ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، وَابْنُهُ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : نَا عَنْهُ الْوُحَاظِيُّ بِأَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةٍ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 265- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن عبيد الله بن أبي مليكة القريشيّ التّيميّ المليكيّ المدنيّ [4] . وهو أبو غرارة [5] ، وزوج جَبْرَةَ الْخُزَاعِيَّةَ. رَوَى عَنْ: عَمِّ أَبِيهِ، وَعَنْ عبيد الله بن عمر، وغيرهما.   [1] في تاريخه 8/ 237. [2] انظر عن (محمد بن سليمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 98 رقم 272، والجرح والتعديل 7/ 268 رقم 1462، والثقات لابن حبّان 7/ 434، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1205، والكاشف 3/ 44 رقم 4963، وتهذيب التهذيب 9/ 200، 201، رقم 273، وخلاصة تذهيب التهذيب 339. [3] في الجرح والتعديل 7/ 268. [4] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ) في: التاريخ الكبير 1/ 157، 158 رقم 468، والتاريخ الصغير 188 و 196، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 101 رقم 1655 و 1656، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 89، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 523، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 80، والجرح والتعديل 3117 رقم 1695، والمجروحين لابن حبّان 2/ 261، والكامل لابن عدي 6/ 2195، 2196، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 148 رقم 455، وجمهرة أنساب العرب 636، ورجال الطوسي 263 رقم 214، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1229، والمغني في الضعفاء 2/ 604، 605 رقم 5732، وميزان الاعتدال 3/ 619، 620 رقم 7834، وتهذيب التهذيب 9/ 291، 292 رقم 485، وتقريب التهذيب 2/ 182 رقم 440، وخلاصة تذهيب التهذيب 347. [5] في بعض المصادر «أبو غرازة» بالزاي. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 348 وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَالْمُقَدَّمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ [3] . 266- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنَ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ الْمَدَنِيُّ [4] . عَاشَ بَعْدَ أَبِيهِ لَيَالِي [5] ، وهو أصغر من أبيه بسبع عَشْرَةَ سَنَةً. سَمِعَ: هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ وَطَبَقَتَهُ. وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ إِلا الْوَاقِدِيُّ. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ، وَأَطْنَبَ فِي وَصْفِهِ [6] . وَضَعَّفَهُ ابْنُ معين [7] .   [1] في تاريخه. [2] في المجروحين 2/ 261. [3] الجرح والتعديل 7/ 312، وقال النَّسائيّ: «متروك الحديث» . وقال ابن عديّ: «وقد قيل إن محمد بن عبد الرحمن الجدعاني هو غير محمد بن عبد الرحمن أبو غرازة غير الجدعاني هذا، وجميعا ينسبان إلى جدعان، وجميعا من أهل المدينة، فإن كان غيره فلأبي غرازة عن القاسم، عن عائشة: في الرّفق يمن. حدّثناه أحمد بن حفص، عن إبراهيم الشافعيّ، عن أبي غرازة، وإن كان أبو غرازة والجدعاني فجميعا لهما غير ما ذكرت فقد اشتبها لأنهما كانا في وقت واحد بالمدينة ويحتمل أن يكونا جميعا واحدا، ويحتمل أن يكون هذا غيره ذاك، وقد ذكرت لكل واحد منهما ما أنكر عليهما» . (الكامل 6/ 2196) . [4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 417 و 7/ 325، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 155 رقم 460، وطبقات خليفة 275 و 328، والمعارف 465، والجرح والتعديل 7/ 317 رقم 1719، والثقات لابن حبّان 9/ 39، ولسان الميزان 5/ 253 رقم 871. [5] في الثقات لابن حبّان: «وكان بينه وبين أبيه سبعة عشرة سنة، وفي الموت إحدى وعشرين ليلة. وقد لقي عامّة رجال أبيه. مات ببغداد سنة أربع وتسعين ومائة وهو ابن سبع وخمسين سنة» . وأقول: الصحيح أن محمدا مات سنة أربع وسبعين ومائة، في السنة نفسها التي مات فيها أبوه. وقد تقدّم ذلك في ترجمة أبيه، برقم (176) من هذا الجزء، والّذي في «الثقات» لابن حبّان غلط. [6] وذكره في موضعين من الطبقات 5/ 417، 418 و 7/ 325. [7] وقال البخاري: «لم يصحّ الحديث» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 349 267- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُشَيْرِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ق-. نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. عَنْ: سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ بِنْتَ شُرَحْبِيلَ. وَهُوَ كَمَجْهُولٌ، وَأَحَادِيثُهُ سَاقِطَةٌ. وقال ابن الجوزيّ: كذّاب. قلت: هو مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ [2] . 268- مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْقَرَظِ بْنِ عَائِذٍ الأَنْصَارِيُّ السَّعْدِيُّ [3] . - ت-. مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُلَقَّبُ بِكُشَاكِشَ. رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، وَأُسَيْدٍ الْبَرَّادِ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نِمْرٍ. وَعَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْمُؤَذِّنِ. وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ [4] ، وغيره.   [1] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن القشيري) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 72 رقم 1659، والجرح والتعديل 7/ 325 رقم 1752، وميزان الاعتدال 2/ 623، 624 رقم 7849، والمغني في الضعفاء 2/ 606 رقم 5748، ولسان الميزان 5/ 250، 251، رقم 864. [2] وقال العقيلي: «محمد بن عبد الرحمن القشيري، عن مسعر، حديثه غير محفوظ، وهو مجهول، ولا يتابع عليه وليس له أصل» . (الضعفاء الكبير 4/ 102) . وقال أبو حاتم: متروك الحديث كان يكذب ويفتعل الحديث. (الجرح والتعديل 7/ 325) . [3] انظر عن (محمد بن عمّار بن حفص) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 532، والتاريخ الكبير 1/ 185، 186 رقم 572، والجرح والتعديل 8/ 43 رقم 197، والثقات لابن حبّان 7/ 436، والكامل لابن عدي 6/ 2234، 2235، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1248، وميزان الاعتدال 3/ 661، 662 رقم 7989، والكاشف 3/ 72 رقم 5150، والمغني في الضعفاء 2/ 618 رقم 5858، وتهذيب التهذيب 9/ 357 رقم 593، وتقريب التهذيب 2/ 193 رقم 556، وخلاصة تذهيب التهذيب 353. [4] تهذيب الكمال 3/ 1248. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 350 وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» [1] ، فَمَا تَكَلَّمَ فِيهِ، بَلْ ذَكَرَ لَهُ حَدِيثًا لَمْ يُتْقِنْهُ [2] . 269- مُحَمَّدُ بن مسلم الطّائفيّ [3]- م. ع. - أبو عبد الله المكّيّ. عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، وابن طاووس، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ. وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعِدَّةٌ.   [1] الصحيح أن البخاري ذكره في «التاريخ الكبير» وليس في «ضعفائه الصغير» ، وقال المؤلّف في «المغني في الضعفاء» 2/ 618: «تكلم فيه البخاري وغيره» ، وهذا يناقض قوله هنا من أن البخاري ذكره فما تكلّم فيه، وهو الصحيح. [2] الحديث هو من طريق محمد بن عمار الأنصاري، عن شريك بن أبي نمر، عن أنس، قال: أقيمت الصلاة فرأى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ناسا يصلّون، فقال: «أصلاتان» ؟. وعن إسماعيل بن جعفر، عن شريك، عن أبي سلمة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال أبو عبد الله: والمرسل أصح- يعني: أبو سلمة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وقال ابن معين: «لم يكن به بأس» . وقال أحمد نحوه. وقال أبو حاتم: ليس به بأس يكتب. حديثه. [3] انظر عن (محمد بن مسلم الطائفي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 522، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 537، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 172 و 2/ رقم 1829، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 223، 224 رقم 700، وتاريخ الثقات للعجلي 414 رقم 1503، وعيون الأخبار 2/ 111، وطبقات خليفة 275، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 244، 311، 527، وتاريخ الطبري 2/ 384، 389 و 4/ 39، والمعرفة والتاريخ 1/ 435 و 2/ 744 و 3/ 214، و 420 و 396، والجرح والتعديل 8/ 77 رقم 322، والثقات لابن حبّان 7/ 399، ومشاهير علماء الأمصار، له 149 رقم 1176، والكامل لابن عدي 6/ 2138، والعقد الفريد 2/ 335، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 205 رقم 1509، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 476، 477 رقم 1846، وتاريخ جرجان للسهمي 281، 475، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1268، 1269، وميزان الاعتدال 4/ 40 رقم 8172، والمغني في الضعفاء 2/ 633 رقم 5982، وسير أعلام النبلاء 8/ 157، 158 رقم 21، والعبر 1/ 270، والكاشف 3/ 85 رقم 5237، والبداية والنهاية 10/ 171، والوافي بالوفيات 5/ 26، 27 رقم 1991، وتهذيب التهذيب 9/ 444، 445 رقم 729، وتقريب التهذيب 2/ 207 رقم 701، وخلاصة تذهيب التهذيب 359. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 351 قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُتُبُهُ صِحَاحٌ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ [2] : ضَعِيفٌ، مَا أَضْعَفَ حَدِيثَهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : لَهُ غَرَائِبُ، وَلَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا. قَالَ مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ بَيْنَ يَدَيْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ يَكْتُبُ. وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ [4] فَسَلِ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْعِرَاقِيَّ فَاسْتَعِذْ باللَّه [5] . قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [6] . 270- مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنً أَبِي عِمْرَانَ الْهِلالِيُّ الْكُوفِيُّ [7] . أَخُو سُفْيَانَ. رَوَى عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الْمَدِينِيِّ، وَعَنْ: شُعْبَةَ. وَمَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ. حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَزَافِرُ بن سليمان بن حرب، وأبو   [1] في التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 223، 224. [2] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 189 رقم 172 و 2/ 148 رقم 1829. [3] في الكامل 6/ 2139. [4] الكامل 6/ 2138. [5] الكامل 8/ 2138. [6] قال ابن مَعِين: «لم يكن به بأس، وكان سفيان بن عيينة أثبت منه، ومن أبيه، ومن أهل قريته، كان إذا حدّث من حفظه يقول- كأنه يخطئ- وكان إذا حدّث من كتابه ليس به بأس» (التاريخ 2/ 537) . وذكره العجليّ في الثقات، وابن حبّان في ثقاته، وقال: كان يخطئ، وزعم عبد الرحمن بن مهدي أن كتب محمد بن مسلم صحاح» . (الثقات 7/ 399) . وقال ابن كتب محمد بن مسلم صحاح» . (الثقات 7/ 399) . وقال ابن حبّان أيضا: «ممن كان له العناية الكثيرة في العلم، وكان يهم في الأحايين» (مشاهير علماء الأمصار، 149 رقم 1176) . [7] انظر عن (محمد بن عيينة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 204 رقم 637، وتاريخ الثقات للعجلي 410 رقم 1488، والمعرفة والتاريخ 2/ 158، والجرح والتعديل 8/ 42 رقم 192، والثقات لابن حبّان 7/ 416، وتاريخ جرجان للسهمي 102، 134. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 352 سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ. مَحَلُّهُ الصِّدْقُ [1] . 271- محمد بن موسى الفطريّ المدينيّ [2]- م. ع. -. أبو عبد الله. مَوْلَى الْفِطْرِيِّينَ مَوَالِي بَنِي مَخْزُومٍ. عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَيَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ اللَّيْثِيِّ، وَعَوْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَسَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. وَثَّقَهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَدُوقٌ يَتَشَيَّعُ. 272- مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ [4] .   [1] قال العجليّ: «كان صدوقا وكان له فقه» . (تاريخ الثقات، رقم 1488) . وقال أبو حاتم: لا يحتجّ بحديثه يأتي بالمناكير» . (الجرح والتعديل 8/ 42 رقم 192) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» 7/ 416 وقال: «كان من العبّاد» . [2] انظر عن (محمد بن موسى الفطري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 237 رقم 748، والجرح والتعديل 8/ 82 رقم 341، والثقات لابن حبّان 9/ 53، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 38 أ، ب (رقم 1001 حسب ترقيم نسختي: وفيها «محمد بن يوسف» وهو وهم، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 210، 211 رقم 1517، وتاريخ جرجان للسهمي 379، ورجال الطوسي 299 رقم 311، والإكمال لابن ماكولا 7/ 148، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 477 رقم 1848، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1278، والكاشف 3/ 89 رقم 5261، وميزان الاعتدال 4/ 50 رقم 5227، وسير أعلام النبلاء 8/ 147 رقم 13، والوافي بالوفيات 5/ 83 رقم 2084، وتهذيب التهذيب 9/ 480 رقم 775، وتقريب التهذيب 2/ 211 رقم 745، وخلاصة تذهيب التهذيب 361. [3] الجرح والتعديل 8/ 82، وقال أيضا: «صدوق صالح الحديث» . [4] انظر عن (محمد بن النضر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 252 رقم 802، وعيون الأخبار 1/ 254 و 2/ 360، 364، والجرح والتعديل 8/ 110 رقم 481، والثقات لابن حبّان 9/ 71 9/ 71، وفيه (محمد بن النصر) بالصاد المهملة، والعقد الفريد 2/ 236 و 3/ 151، 183، وتاريخ جرجان للسهمي 336، وحلية الجزء: 11 ¦ الصفحة: 353 أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَارِثِيُّ الْكُوفِيُّ عَابِدُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ. رَوَى عَنِ الأَوْزَاعِيِّ يَسِيرًا. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ إِذَا ذُكِرَ لَهُ الْمَوْتُ اضْطَرَبَتْ مَفَاصِلُهُ [1] . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَهِدْتُ غُسْلَ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ، فَلَوْ سُلِخَ كُلُّ لَحْمٍ عَلَيْهِ مَا كَانَ رَطْلا. وَعَنْ أَبِي الأحوض سَلامِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لا يَنَامَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاثِ سِنِينَ، إِلا مَا غَلَبَتْ عَيْنُهُ [2] . قَالَ عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ: اخْتَفَى مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ عِنْدِي مِنَ الْوَزِيرِ يَعْقُوبَ بْنِ داود فِي هَذِهِ الْعُلِّيَّةِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَمَا رَأَيْتُهُ نَائِمًا لَيْلا وَلا نَهَارًا [3] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ قَالَ: أَوَّلُ الْعِلْمِ الإِنْصَاتُ، ثُمَّ الاسْتِمَاعُ لَهُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ، ثُمَّ بَثُّهُ [4] . 273- مَرْثَدُ بْنُ عَامِرٍ الْهُنَائِيُّ [5] . عَنْ: كُلْثُومَ بْنِ خَيْرٍ، وَبِشْرِ بْنِ حَرْبٍ. وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المقدّميّ، وحرميّ بن حفص، وقتيبة ابن سعيد.   [ () ] الأولياء 8/ 217- 224 رقم 399، وصفة الصفوة 3/ 159، 160 رقم 448، وسير أعلام النبلاء 8/ 156، 157 رقم 20، والوافي بالوفيات 5/ 131 رقم 2139، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 26 رقم 1626، والكواكب الدرّية للمناوي 163 رقم 169. [1] حلية الأولياء 8/ 218 وفيه زيادة: «حتى تتبيّن الرعدة فيها» ، وهي أيضا في «صفة الصفوة 3/ 160» . [2] حلية الأولياء 8/ 219. [3] صفة الصفوة 3/ 159، وانظر: حلية الأولياء 8/ 219 وفيه «عنبر» بدل «عبثر» ، والخبر باختصار شديد. [4] حلية الأولياء 8/ 217. [5] انظر عن (مرثد بن عامر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 416 رقم 1829، والجرح والتعديل 8/ 300 رقم 1384، والثقات لابن حبّان 7/ 500 و 9/ 199، والإكمال لابن ماكولا 7/ 230، وتعجيل المنفعة 367 رقم 1024. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 354 سُئِلَ عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ [1] . 274- مَرْزُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] . بَصْرِيٌّ. عَنِ: ابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ: التَّبُوذَكِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ. صَالِحُ الْحَدِيثِ [3] . 275- مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ [4] . أَبُو سَعْدٍ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَالأَعْمَشِ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [5] : كَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ وَكَانَ ابْنَ عمّ زهير بن معاوية.   [1] الجرح والتعديل 8/ 300. [2] انظر عن (مرزوق بن عبد الرحمن) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 384 رقم 1667، والجرح والتعديل 8/ 264 رقم 1205. [3] قال أبو حاتم: محلّه الصدق. [4] انظر عن (مسعود بن سعد الجعفي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 388، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 560، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 456، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 423 رقم 1854، والمعرفة والتاريخ 3/ 241، والجرح والتعديل 8/ 283، 284 رقم 1299، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 49، وتاريخ الثقات للعجلي 427 رقم 1564، وفيه (مسعود بن مسعود) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 310 رقم 1322، ورجال الطوسي 317 رقم 604، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 250 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1322، والكاشف 3/ 121 رقم 5196، وتهذيب التهذيب 15/ 117 رقم 213، وتقريب التهذيب 2/ 243 رقم 1064، وخلاصة تذهيب التهذيب 374. [5] قول يحيى بن معين في التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 423، والجرح والتعديل 8/ 283، أما في تاريخه برواية الدوري فقال: ثقة: وكذلك في معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 456. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 355 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. 276- مِسْكِينُ بْنُ صَالِحٍ [2] . أَبُو حَفْصٍ الأَنْصَارِيُّ، مُؤَذِّنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ. وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. 277- مِسْكِينُ بْنُ مَيْمُونٍ [3] . مُؤَذِّنُ الرَّمْلَةِ. عَنْ: عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمَلِيُّ [4] . 278- مُسْلِمُ بن خالد المكّي الفقيه [5]- د. ق. -   [1] الجرح والتعديل 8/ 283، 284. وذكره ابن شاهين في الثقات، ونقل عن يحيى بن سعيد قوله: ثقة مأمون، روى عنه عبد الرحمن المهدي. (310 رقم 1322) . وذكره العجليّ في الثقات. [2] انظر عن (مسكين بن صالح) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 4 رقم 1925، والثقات لابن حبّان 7/ 505، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 123 ب. [3] انظر عن (مسكين بن ميمون) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 561، والمعرفة والتاريخ 2/ 462 و 2/ 146، والجرح والتعديل 8/ 329 رقم 1522، وميزان الاعتدال 4/ 101 رقم 5480. [4] قال عنه أبو حاتم: شيخ، وقال يحيى بن معين: ثقة. [5] انظر عن (مسلم بن خالد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 499، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 561، 562، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 283، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 310، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 260 رقم 1097، والتاريخ الصغير، له 208، وضعفائه الصغير 276 رقم 342، وطبقات خليفة 284، والمعرفة والتاريخ 3/ 51، 354، والمعارف 511، 596، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 569، والضعفاء الكبير الجزء: 11 ¦ الصفحة: 356 أبو خالد الزّنجيّ مولى بني مخزوم. روى عن: الزّهريّ، وابن أبي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَعُتْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوَى حَرْفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْهُ، نَقَلَهُ سَمَاعًا مِنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ. وَتَفَقَّهَ بِهِ: الشَّافِعِيُّ- وَهُوَ الَّذِي أَذِنَ لَهُ فِي الْفُتْيَا- وَرَوَى عَنْهُ: هُوَ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَمُسَدَّدٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعِدَّةٌ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِهِ بأس. وقال البخاري [2] : منكر الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : حَسَنُ الْحَدِيثِ، أَرْجُو أَنَّهُ لا بأس به.   [ () ] للعقيليّ 4/ 150- 152 رقم 1719، والجرح والتعديل 8/ 183 رقم 800، والثقات لابن حبّان 7/ 448، ومشاهير علماء الأمصار، له 149 رقم 1177، والكامل لابن عدي 6/ 2310- 2313، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 173 أ، ب، ورجال الطوسي 309 رقم 471، والسابق واللاحق 342 رقم 195، وطبقات الفقهاء للشيرازي 48، واللباب 1/ 509، والكامل في التاريخ 6/ 45، 147، والمختصر في أخبار البشر 2/ 15، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1325، 1326، والكاشف 3/ 123، 124 رقم 5510، وميزان الاعتدال 4/ 102، 103 رقم 8485، والمعين في طبقات المحدّثين 63 رقم 613، ودول الإسلام 1/ 166، والمغني في الضعفاء 2/ 655 رقم 6206، وسير أعلام النبلاء 8/ 158، 159 رقم 22، وتذكرة الحفاظ 1/ 255، والعبر 1/ 277، والبداية والنهاية 10/ 177، ومرآة الجنان 1/ 378، وتهذيب التهذيب 10/ 128- 130 رقم 228، وتقريب التهذيب 2/ 245 رقم 1079، وخلاصة تذهيب التهذيب 375، والأعلام 8/ 111، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 200، 201 رقم 4. [1] في معرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ 85 رقم 283، وقال في: تاريخه 2/ 561، 562: ثقة، وقال: ثقة صالح الحديث. [2] في ضعفائه الصغير 276 رقم 342، وفي تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير نقل عن علي بن المديني قوله: «ليس بشيء» . [3] الجرح والتعديل 8/ 183، وفيه: «ليس بذاك القوي، منكر الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به، تعرف وتنكر» . [4] في الكامل 6/ 2313. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 357 قَالَ سُوَيْدُ: سُمِّيَ الزَّنْجِيُّ لِسَوَادِهِ، خَالَفَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] ، وَغَيْرُهُ فَقَالُوا: كَانَ أَشْقَرَ، وَلُقِّبَ بِالزَّنْجِيِّ بِالضِّدِّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ: كَانَ فَقِيهًا عَابِدًا يَصُومُ الدَّهْرَ [2] . وَقَالَ أَبُو داود: ضعيف [3] . قلت: مولده سنة مائة، ومات سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: كَانَ مُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ فَقِيهَ مَكَّةَ، وَإِنَّمَا الزَّنْجِيُّ لِأَنَّهُ كَانَ أَشْقَرَ مِثْلَ الْبَصَلَةِ [4] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي الحربيّ حَاتِمٍ [5] : هُوَ إِمَامٌ فِي الْفِقْهِ، كَانَ أَبْيَضَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، وَإِنَّمَا لُقِّبَ بِالزَّنْجِيِّ لِمَحَبَّتِهِ التَّمْرَ. قَالَتْ جَارِيَتُهُ: مَا أَنْتَ إِلا زَنْجِيٌّ لِأَكْلِ التَّمْرِ [6] . 279- مُسْلِمَةُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَجَلِيُّ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ الأَعْوَرُ [7] . عَنِ: الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، وَأَرْطَأَةَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عمران بن أبي ليلى.   [1] في طبقاته 5/ 499. [2] طبقات ابن سعد 5/ 499. [3] تهذيب الكمال 3/ 1325. [4] تهذيب الكمال 3/ 1325. [5] قول ابن أبي حاتم ليس في (الجرح والتعديل) ، والّذي فيه: «والزنجيّ لقبه كان أبيض مليحا» وقوله في (تهذيب الكمال 3/ 1326) . [6] قال ابن سعد: «كان كثير الحديث كثير الغلط والخطأ في حديثه، وكان في بدنه نعم الرجل ولكنه كان يغلط، وداود العطار أرفع منه في الحديث» . وقال ابن حبّان: «يهمّ في الأحايين» . (مشاهير علماء الأمصار 149 رقم 1177) . وقال الحاكم: ليس بالقوي عندهم. ونقل عن ابن معين قوله: كان ضعيفا. وقال أحمد: هو كذا وكذا، وقال ابنه عبد الله: الّذي يقول أبي: كذا وكذا كان يحرّك يده. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 478 رقم 3140) . [7] انظر عن (مسلمة بن جعفر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 388 رقم 1689، والجرح والتعديل 8/ 267 رقم 1219، والثقات لابن حبّان 9/ 180. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 358 ضَعَّفَهُ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ. رَوَى فِي «نَاكِحِ يَدِهِ» . 280- مُسْلِمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ [1] . أَبُو مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ إِمَامُ مَسْجِدِ داود بْنِ أَبِي هِنْدٍ. رَوَى عَنْ: يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وداود. وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] : ضَعِيفٌ، يُحَدِّثُ عَنْ داود بِمَنَاكِيرَ. لَمْ يَكُنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ بالراضي عنه [4] .   [1] انظر عن (مسلمة بن علقمة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 565، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3454، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 388 رقم 1690، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وأنساب الأشراف 3/ 174، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 292 و 2/ 381، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 212، 213 رقم 1799، والجرح والتعديل 8/ 267، 268 رقم 1221، والثقات لابن حبّان 9/ 180، والكامل لابن عدي 6/ 2318، 2319، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 315 رقم 1314، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 272 رقم 1673، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 525 رقم 2043، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1329، وميزان الاعتدال 4/ 109 رقم 8526، والمغني في الضعفاء 2/ 157، رقم 6235، والكاشف 3/ 127 رقم 5538، وتهذيب التهذيب 10/ 44 أ 145 رقم 277، وتقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1124، وخلاصة تذهيب التهذيب 377. [2] في تاريخه 2/ 565. [3] قول أحمد في (الجرح والتعديل 8/ 267) أما في (العلل ومعرفة الرجال) لابنه عبد الله فقال: سمعته يقول: مسلمة بن علقمة شيخ ضعيف الحديث حدّث عن داود بن أبي هند أحاديث مناكير فأسند عنه. (2/ 523، 524 رقم 3454) . [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 212. وقال الخضر بن داود: حدّثنا أحمد بن محمد قال: سألت أبا عبد الله، عن مسلمة بن علقمة قلت: رأيته؟ قال: لا، فقلت له: كيف هو؟ قال: ما أدري ما أخبرك يروون عنه أحاديث مناكير وأراهم قد تساهلوا في الرواية عنه: وقال العقيلي: ولمسلمة بن علقمة، عن داود مناكير ما لا يتابع عليه من حديثه كثير، (الضعفاء الكبير 4/ 213) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 359 281- مُسْلِمَةُ بْنُ قَعْنَبٍ [1]- د. - عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ. وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْقَعْنَبِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّهْمِيُّ. وَهُوَ صَدُوقٌ [2] . 282- مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرحمن العنزيّ [3]- د. - أبو عبد الرحمن الأعنق، شَيْخٌ بَصْرِيٌّ مُعَمِّرٌ. رَوَى عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةَ الرِّيَاحِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ أَبَانٍ بِنْتِ الْوَازِعِ. وَعَنْهُ: أَبُو داود الطَّيَالِسِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : مَحَلُّهُ الصّدق [5] .   [ () ] وقال القواريري: أخبرنا مسلمة بن علقمة وكان عالما بحديث داود بن أبي هند حافظا وكان يقال في حفظه شيء. (ابن شاهين، رقم 1364) . وسئل أبو زرعة عن مسلمة فقال: لا بأس به يحدّث عن داود بن أبي هند أحاديث حسانا. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، (الجرح والتعديل 8/ 267، 268) . [1] انظر عن (مسلمة بن قعنب) في: الجرح والتعديل 8/ 269 رقم 1230، والثقات لابن حبّان 7/ 490، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1330، والكاشف 3/ 188 رقم 5541، وتهذيب التهذيب 10/ 147 رقم 280، وتقريب التهذيب 2/ 249 رقم 1127، وخلاصة تذهيب التهذيب 377. [2] قال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» . (الثقات 7/ 490) . [3] انظر عن (مطر بن عبد الرحمن) في: معرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 308، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 401 رقم 1756، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 68، والجرح والتعديل 8/ 288 رقم 1321، والثقات لابن حبّان 9/ 189، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1334، والكاشف 3/ 132، وتهذيب التهذيب 10/ 169 رقم 317، وتقريب التهذيب 2/ 252 رقم 1165، وخلاصة تذهيب التهذيب 378. [4] الجرح والتعديل 8/ 288. [5] وقال ابن محرز: وسمعت يحيى وسئل عن أبي حفص الأعنق مطر بن عبد الرحمن، قال: ليس به بأس. (معرفة الرجال 1/ 87 رقم 308) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 360 283- مُشْمَعِلُّ بْنُ مِلْحَانَ [1] . أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنْ: حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: أَبُو الْعَوَّامِ الرِّيَاحِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ آدَمَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] صالح. وضعّفه الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [3] . 284- مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ [4] . أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ. ضَلَّ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَلُقِّبَ بِالضَّالِّ. رَوَى عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سيرين، وعطاء بن أبي رباح.   [1] انظر عن (مشمعلّ بن ملحان) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 567، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 46 رقم 2098، والجرح والتعديل 8/ 417 رقم 1901، والثقات لابن حبّان 7/ 517 و 9/ 195، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 309 رقم 1318، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1331، وميزان الاعتدال 4/ 118 رقم 8553، والمغني في الضعفاء 2/ 659 رقم 6256، وتهذيب التهذيب 10/ 157 رقم 298، وتقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1146. [2] في تاريخه 2/ 567. [3] تهذيب الكمال 3/ 1331. وسئل أبو زرعة عنه فقال: كوفيّ ليّن، إلى الصدق، ما هو. (الجرح والتعديل 8/ 417) . وذكره ابن حبّان مرتين في ثقاته، وقال في الثانية: «ربّما أخطأ» . (9/ 195) . وذكره ابن شاهين في ثقاته، ونقل قول ابن معين: صالح الحديث، إلا أن المشمعل بن إياس أوثق منه كثيرا. (309 رقم 1318) . [4] انظر عن (معاوية بن عبد الكريم الضال) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 285، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 573، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 337 رقم 1451، والضعفاء الصغير، له 276 رقم 351، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والمعرفة والتاريخ 2/ 113، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 19، 136، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 86، والجرح والتعديل 8/ 381، 382 رقم 1749، والثقات لابن حبّان 7/ 470، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 303 رقم 1280، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1346، والكاشف 3/ 140 رقم 5628، والمغني في الضعفاء 2/ 666 رقم 6369، وميزان الاعتدال 4/ 136 رقم 8628، وتهذيب التهذيب 10/ 213، 214 رقم 392، وتقريب التهذيب 2/ 260 رقم 1235، وخلاصة تذهيب التهذيب 3982. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 361 وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَلُوَيْنُ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ. وَيُقَالُ إِنَّهُ حَجَّ وَكَانَ فِي رِفْقَتِهِ آخَرُ اسْمُهُ بِاسْمِهِ، فَكَانُوا رُبَّمَا نَادَوْا هَذَا، فَيُجِيبُ هَذَا، فَقَالُوا: الضَّالُّ، لِيُفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا. حَكَى مَعْنَى ذَلِكَ أَبُو حَاتِمٍ [1] . وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [2] ، وَابْنُ معين [3] . قال أحمد بن حنيل: مَا أَثْبَتَ حَدِيثَهُ، مَا أَصَحَّ حَدِيثَهُ [4] . فَقِيلَ لِأَحْمَدَ: بَعْضُ مَا رَوَاهُ عَنْ عَطَاءٍ لَمْ يَسْمَعْهُ، فَأَنْكَرَ هَذَا. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَأَنْكَرَ عَلَى الْبُخَارِيِّ إِخْرَاجَهُ فِي «الضُّعَفَاءِ» . قُلْتُ: لَمْ أَرَهُ فِي «الضُّعَفَاءِ» لِلْبُخَارِيِّ، فَلَعَلَّهُ أَسْقَطَهُ بَعْدُ [6] . وَقِيلَ: أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ [7] . وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْعُقَيْلِيُّ، وَلا الدّولابيّ، ولا أحد في الضّعفاء [8] .   [1] الجرح والتعديل 8/ 381. [2] فقال: ثقة، ما أثبت حديثه، ما أصحّ حديثه، قيل له: بعض ما روى عن عطاء لم يسمعه، فأنكره، وقال: هو يروي بعضها عن قيس، وبعضها يقول: سمعت عطاء أي فلا يدلّس، وهو أحبّ إليّ من إسماعيل بن مسلم. (الجرح والتعديل 8/ 381، 382) . [3] الجرح والتعديل 8/ 382. [4] الجرح والتعديل 3818. [5] الجرح والتعديل 8/ 382. [6] لم يسقطه البخاري من كتابه «الضعفاء الصغير» فهو فيه، برقم 351. [7] القول ليس في (الجرح والتعديل) وفي هو (تهذيب الكمال 3/ 1346) . [8] ذكره البخاري في ضعفائه (376 رقم 351) فقال: «معاوية بن عبد الكريم الثقفي البصري، أبو عبد الرحمن. قال حامد بن عمر، كان يقال له: الضالّ، مولى أبي بكر، وما أعلم رجلا أعقل منه، نسبه زيد بن الحباب. روى عنه موسى بن إسماعيل» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 362 وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلَكِنْ مَا خَرَّجَ لَهُ أَحَدٌ مِنَ السِّتَّةِ، بَلْ عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. 285- مُعَاوِيَةُ بْنُ مَيْسَرَةَ [1] . عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ حَفِيدُ شُرَيْحٍ قَاضِي الْكُوفَةَ. بَقِيَ إِلَى حُدُودِ سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [2] . - مُعَاوِيَةُ بْنُ يحيى الصّدفيّ. مرّ. 286- معاوية بن يحيى [3]- س [4] . ق. -   [1] انظر عن (معاوية بن ميسرة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 336 رقم 1449، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 480، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 196، 197، 200، 208، 408، الجرح والتعديل 8/ 386 رقم 1764، والثقات لابن حبّان 7/ 469، ورجال الطوسي 310 رقم 484، والفهرست له 199 رقم 732 و 742. [2] سئل عنه أبو حاتم، فقال: شيخ (الجرح والتعديل 8/ 386) . [3] انظر عن (معاوية بن يحيى) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 574، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 336 رقم 1447، والجرح والتعديل 8/ 384 رقم 1754، والمجروحين لابن حبّان 2/ 168 و 3/ 3- 5، والكامل لابن عديّ 6/ 2397- 2399، والمعرفة والتاريخ 1/ 386، 611، و 2/ 348، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 117، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 161 رقم 512 وفيه «معاوية بن عمر» وهو غلط، والإكمال لابن ماكولا 1/ 536، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 10/ 11، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 42/ 556- 561، والأنساب لابن السمعاني 1/ 301، واللباب 1/ 57، ومعجم البلدان 1/ 216، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 128 رقم 3363، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 348، وميزان الاعتدال 4/ 139، 140 رقم 8636، والكاشف 3/ 141 رقم 5636، والمغني في الضعفاء 2/ 667 رقم 6326، ولسان الميزان 7/ 392 رقم 4878، وتهذيب التهذيب 10/ 220، 221 رقم 403، وتقريب التهذيب 2/ 161 رقم 1246، وخلاصة تذهيب التهذيب 382، والحياة الثقافية في طرابلس الشام (من تأليفنا) . 340، 341، وموسوعة [4] في الأصل، الرمز «ت» ، والتصحيح من مصادر ترجمته. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 363 أبو مطيع الأطرابلسيّ ثمّ الدّمشقيّ. عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَأَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. قَالَ دُحَيْمٌ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَدُوقٌ. قُلْتُ: لَهُ غرائب وإفراد، وقد قال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [3] : هُوَ أَكْثَرُ مَنَاكِيرَ مِنَ الصَّدَفِيِّ. قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الصَّدَفِيَّ ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْغِلابِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: إِنَّ الطَّرَابُلُسِيَّ أَقْوَى مِنَ الصَّدَفِيِّ. [4] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو مُطِيعٍ هَذَا ثِقَةٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ [5] . وَكَذَا وَثَّقَهُ صَالِحٌ جَزَرَةُ [6] ، وَأَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ [7] . وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ: ضَعِيفٌ [8] . رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحٌ لَيْسَ بِذَاكَ [9] . وَقَدْ خَبَطَ ابْنُ حِبَّانَ وَخَلَطَ تَرْجَمَةَ هَذَا بِهَذَا فِي كِتَابِ «الضّعفاء» [10] .   [ () ] علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (من تأليفنا) 5/ 77- 85 رقم 1692. وقد وضعت عن «معاوية بن يحيى الأطرابلسي» كتابا جمعت فيه الأحاديث والفوائد والأخبار التي رواها، وهو في طريقه إلى الطباعة قريبا بإذن الله. [1] تاريخ دمشق 42/ 556. [2] الجرح والتعديل 8/ 384. [3] في الضعفاء والمتروكين 161 رقم 512. [4] تاريخ دمشق 42/ 557. [5] الجرح والتعديل 8/ 384. [6] تاريخ دمشق 42/ 557. [7] تاريخ دمشق 42/ 557. [8] تاريخ دمشق 42/ 557. [9] تاريخ دمشق 42/ 557. [10] ذكره ابن حبّان في «المجروحين والضعفاء» . باسم: «معاوية بن يحيى الصدفي الأطرابلسي» الجزء: 11 ¦ الصفحة: 364 وهو دِمَشْقِيٌّ نَزَلَ طَرَابُلُسَ [1] . 287- مَعْرُوفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ [2] . أَبُو الْخَطَّابِ الْخَيَّاطُ، أَحَدُ الضُّعَفَاءِ. مَوْلَى عُبَيْدٍ الأُمَوِيِّ الأَعْوَرِ، وَقِيلَ بَلْ هُوَ مِنْ موالي واثلة بْنِ الأَسْقَعِ. رَوَى عَنْ: وَاثِلَةَ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بن مسلم، ويحيى بن بشير الْحَرِيرِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَدُحَيْمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ شَيْخُ ابْنُ جَوْصَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْخَيَّاطُ. قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ [3] : مَعْرُوفٌ أَبُو الْخَطَّابِ مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، رَأَى وَاثِلَةَ يَشْرَبُ الْفُقَّاعَ. وَسَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] لَهُ عِدَّةَ أَحَادِيثَ وَقَالَ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. وَذَكَرَ مُسْلِمٌ [5] ، وَأَصْحَابُ الْكُنَى أَنَّ معروفا رأى واثلة.   [ () ] (3/ 3) ، كما وهم ابن السمعاني فنسبه إلى «طرابلس الغرب» بدل «طرابلس الشام» ، كما ذكره ابن عساكر في تراجم المحمّدين «محمد بن يحيى الأطرابلسي» ، وذلك أراد ابن الأثير أن يبيّن تخليط ابن حبّان فخلّط هو أيضا، وجهله ابن حجر مرّة وقال عنه: «أبو روح، عن الزهري- مجهول- تفرّد عنه: علي بن مجاهد: أحد الضعفاء، لعلّه معاوية بن يحيى الطرابلسي. وقد فرّق بينهما أبو نعيم في جزء أفرده فيمن يكنّى أبا ربيعة» ! (لسان الميزان 6/ 379) . هذا، ولم يقتصر الخلط بين الطرابلسي والصدفي على القدماء فحسب، بل خلط بينهما كثير من المحقّقين المحدّثين، وقد تتبّعت ذلك كله في الكتاب الّذي أفردته عن «معاوية الأطرابلسي» وأرجو الله أن يصدر قريبا. [1] انفرد ابن حبّان بقوله إنه ولد بأطرابلس. (المجروحون 3/ 3) والله أعلم. [2] انظر عن (معروف بن عبد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 413، 414 رقم 1815، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 33، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 166، والجرح والتعديل 8/ 322 رقم 1484، والثقات لابن حبّان 5/ 439، والكامل لابن عدي 6/ 2327، 2328. والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 176 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1352، وميزان الاعتدال 4/ 144، 145 رقم 8658، والمغنى في الضعفاء 2/ 669 رقم 6342، وتهذيب التهذيب 10/ 232 رقم 242، وتقريب التهذيب 2/ 264 رقم 1269، وخلاصة تذهيب التهذيب 383. [3] التاريخ الكبير 7/ 213، 414. [4] في الكامل 6/ 2328، 2328. [5] في الكنى والأسماء، الورقة 33. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 365 وَسَأَلَ ابْنَ أَبِي حَاتِمٍ أَبَاهُ عَنْهُ فَقَالَ [1] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ [2] . 288- مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ الْكُوفِيُّ الطحان [3]- ق. - عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زرارة، ومحمد بن عبيد المحرابيّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ [4] كَذَّابٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: معروف بوضع الحديث [5] . وقال البخاريّ [6] : تركوه.   [1] في الجرح والتعديل 8/ 322. [2] وذكره ابن حبّان في «الثقات» في طبقة من روى عن الصحابة أو شافههم. [3] انظر عن (معلّى بن هلال) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 576، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1192 و 2/ رقم 3540، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 396 رقم 1727، وتاريخه الصغير 189، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 60 رقم 55، والمعرفة والتاريخ 3/ 137، وتاريخ أبي زرعة 471، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 560، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 214، 215 رقم 18001، والجرح والتعديل 8/ 331، 332 رقم 1529، والمجروحين لابن حبّان 3/ 16، والكامل لابن عديّ 6/ 2369، 2370، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 159 رقم 505، وتاريخ جرجان للسهمي 131، 132، ورجال الطوسي 311 رقم 499، والسابق واللاحق 344 رقم 198، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1355، والكاشف 3/ 145 رقم 5664، وميزان الاعتدال 4/ 152، 153 رقم 8679، والمغني في الضعفاء 2/ 671 رقم 6362، والكشف الحثيث 426 رقم 777، وتهذيب التهذيب 10/ 240- 243 رقم 437، وتقريب التهذيب 2/ 266 رقم 1382، وخلاصة تذهيب التهذيب 384. [4] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 510 رقم 1192، وفيه زيادة: «قال ابن عيينة: إن كان المعلّى يحدّث عن ابن أبي نجيج الّذي رأيناه ما أحوجه أن تضرب عنقه» . وانظر 2/ 536 رقم 3540، والجرح والتعديل 8/ 331. [5] الكامل لابن عديّ 6/ 2369، وقال في تاريخه برواية الدوري 2/ 576: «ليس بشيء كذّاب» . [6] في تاريخه الكبير 7/ 396. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 366 وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ مُتَعَبِّدًا يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ مِائَةَ رَكْعَةٍ [1] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُعَلَّى الطَّحَّانِ بِبَعْضِ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فَقَالَ: مَا أَحْوَجَ صَاحِبَ هَذَا إِلَى أَنْ يُقْتَلَ [2] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ مَرَّةً [4] : كَذَّابٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ. وَكَانَ غَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ يَشْتُمُ الصَّحَابَةَ. لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ بِحَالٍ. خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ: نَا مُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يَكُونَ الإِمَامُ مُؤَذِّنًا» [6] . قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُعَلَّى ذَاهِبُ الْحَدِيثِ. ثَنَا ابْنُ أَبِي الْقَاضِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْهَرَوِيُّ، نَا الْمُعَلَّى بْنُ هِلالٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: «أَنَّ مَلَكًا مُوَكَّلا بِالْقُرْآنِ، فَمَنْ قَرَأَهُ فَلَمْ يُقِمْهُ قَوَّمَهُ الْمَلَكُ، ثُمَّ رفعه مقوّما» [7] .   [1] ضعفاء العقيلي 4/ 214. [2] الضعفاء للعقيليّ 4/ 214، 215، والجرح والتعديل 8/ 331، والكامل لابن عديّ 6/ 2369. [3] في تاريخه 2/ 578. [4] في تاريخه أيضا. [5] في المجروحين 3/ 16. [6] رواه ابن حبّان في «المجروحين» 3/ 17. [7] وقال علي بن محمد الطنافسي: سمعت أبا أسامة يقول: وقع في يدي كتاب للمعلّى بن هلال والتنّور يسجر، فرميت به فيه. وقال وكيع بن الجرّاح: أتينا معلّى بن هلال، وإن كتبه لمن أصحّ الكتب، قال: ثم ظهرت أشياء ما نقدر أن نحدث عنه بشيء. وقال أبو حاتم: سمعت عمرو بن محمد الناقد يقول: رأيت وكيعا يعرض عليه أحاديث لمعلّى بن هلال، فجعل يقول: قال أبو بكر الصدّيق رضوان الله عليه: الكذب مجانب للإيمان. قال أبو محمد: يعرّض بأنه كان يكذب. وقال ابن المديني: ما رأيت يحيى بن سعيد يصرّح أحدا بالكذب إلّا معلّى بن هلال وإبراهيم بن أبي يحيى فإنّهما كانا يكذبان. وسئل أبو زرعة عن المعلّى بن هلال: ما كان ينقم عليه؟ قال: الكذب. (الجرح والتعديل 8/ 331 و 332) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 367 289- الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ الحزاميّ المدنيّ [1]- ع-. ويلقّب بقصيّ. عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ وَهُوَ مُكْثِرٌ عَنْهُ، وَعَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، وَالْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، وَعَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ، شَرِيفٌ، كبير القدر.   [ () ] وقال عبد العزيز بن أبان: بلغ سفيان أنّ معلّى بن هلال يقول: الناس كلهم في حلّ غير سفيان الثوري، فقال سفيان: والله ما تقوّلت عليه باطلا. وقال أبو نعيم: كان معلّى بن هلال ينزل بني دالان تمرّ بنا المواكب إليه، وكان الثوري وشريك يتكلّمان فيه فلا يلتفت إلى قولهما، فلما مات فكأنما وقع في بئر. وقال أبو بكر الواسطي، عن خاله قال: سمعت أبا الوليد يقول: رأيت أنا معلّى بن هلال يحدّث بأحاديث قد وضعها، فأتيته فقلت: بيني وبينك السلطان. فكلّموني فيه، فأتيت أبا الأحوص فقال: ما لك ولذاك البائس؟ فأخبرته فقلت: هو كذّاب، فقال: هو يؤذّن على منارة طويلة. وقال ابن عديّ: «هو في عداد من يضع الحديث» . (الكامل 6/ 2369، 2370) . وقال الجوزجاني: كذّاب. وقال الدار الدّارقطنيّ: يكذب عن أبي إسحاق وعبيد الله بن عمر، يروي عنه الحمّاني فيقول: علي بن سويد، ويروي عنه فروة بن أبي المغراء فيقول: عبد الله بن عبد الرحمن، ويروي عنه غيرهما فيقول: أبو عبد الله الطحان. (الضعفاء والمتروكون 159 رقم 505) . [1] انظر عن (المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 421، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 580، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3365، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 321 رقم 1379، وتاريخه الصغير 202، والجرح والتعديل 8/ 225، 226 رقم 1014، والمعرفة والتاريخ 408، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 302 رقم 1272، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 715 رقم 1186، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 225، 226 رقم 1554، وتاريخ جرجان للسهمي 267، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 500 رقم 1948، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1362، 1363، وميزان الاعتدال 4/ 163، 164 رقم 8714، والكاشف 3/ 149 رقم 5695، والمغني في الضعفاء 2/ 673 رقم 6383، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 720، وسير أعلام النبلاء 8/ 148- 150، وتهذيب التهذيب 10/ 266، 267 رقم 476، وتقريب التهذيب 2/ 269، 270 رقم 1322، وخلاصة تذهيب التهذيب 385. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 368 قِيلَ كَانَ عَلامَةً بِالنَّسَبِ [1] . قَالَ أَبُو داود: لا بَأْسَ بِهِ [2] . وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ [3] قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قُلْتُ: حَدِيثُهُ مُتَّفقٌ عَلَيْهِ، لَكِنْ لَهُ مَا يَنْفَرِدُ بِهِ وَيُنْكَرُ عَلَيْهِ. فَمِنْ ذَلِكَ: عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ» [4] . أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ قَالَ: لَيْسَ فِي الْبَابِ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ. وَبِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقُوا الْمَجْذُومَ كَمَا يُتَّقَى الأَسَدُ» [5] . وَهَذَا بِمَا لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ [6] . أَمَّا: - مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ [7] . فَسَيُذْكَرُ في الطبقة الآتية. 290- مفضّل بن صالح [8]- ت-.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1363. [2] تهذيب الكمال 3/ 1363. [3] في تاريخه 2/ 50. [4] أخرجه الشافعيّ في مسندة 150 باب: من كتاب اليمين مع الشاهد الواحد، والترمذي في الأحكام (1358) باب ما جاء في اليمين مع الشاهد، وأبو داود (3610) ، وابن ماجة (2368) ، وله شواهد أخرى من عدّة طرق، فأخرجه مالك في الموطّأ، في كتاب الأقضية 2/ 711، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 357، و 5/ 167 و 6/ 19 و 20، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) 180. [5] أخرجه البخاري في تاريخه الكبير 1/ 155، و 2/ 307، وفي صحيحة 10/ 132، 133 من طريق آخر عن أبي هريرة بلفظ: «وفّر من المجذوم كما تفرّ من الأسد» ، وهذه الشواهد تحسّن الحديث ولا تضعفه. [6] وقال أحمد عن المغيرة: «ما أرى به بأسا حدّث عنه ابن مهدي وكان عنده كتاب عن أبي الزناد» . [7] ستأتي ترجمته في الجزء التالي- ص 410 رقم 364. [8] انظر عن (مفضّل بن صالح) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 369 أَبُو جَمِيلَةَ النَّخَّاسُ الْكُوفِيُّ، وَيُكْنَى أَيْضًا أَبَا عليّ. [1] رَوَى عَنْ: أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عمرو بْنِ الْوَلِيدِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّهَّانُ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : يَرْوِي الْمَقْلُوبَاتِ عَنِ الثِّقَاتِ حَتَّى يَسْبِقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ المتعمّد لذلك [4] . 291- المفضّل بن يونس الكوفيّ [5]- د-.   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 405 رقم 1775، وتاريخه الصغير 209، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 138، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 241، 242 رقم 1834، والجرح والتعديل 8/ 316 رقم 1459، والمجروحين لابن حبّان 3/ 22، والكامل لابن عديّ 6/ 2405، 2406، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 42 ب (رقم 1120 حسب ترقيم نسختي) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 110 ب، ورجال الطوسي 315 رقم 565، والفهرست له 203 رقم 764، والإكمال لابن ماكولا 7/ 373، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1364، وميزان الاعتدال 4/ 167، 168 رقم 8728، والمغني في الضعفاء 2/ 674 رقم 6395، والكاشف 3/ 150 رقم 5705، وتهذيب التهذيب 10/ 271، 272 رقم 487، وتقريب التهذيب 2/ 271 رقم 1333، وخلاصة تذهيب التهذيب 386. [1] رجال الطوسي 315، وقال في الفهرست: كان نخّاسا بيع الرقيق، ويقال إنه كان حدّادا، ولهذا يقال: النخاس، بالخاء المعجمة والحاء المهملة. [2] في تاريخه الكبير، والصغير. [3] في المجروحين 3/ 22. [4] وذكره العقيلي في الضعفاء، وروي له حديثا لا يتابع عليه، وقال أبو حاتم: هو منكر الحديث. وقال ابن عديّ: أرجو أن يكون مستقيما. [5] انظر عن (المفضّل بن يونس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 381، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 406 رقم 1777، والجرح والتعديل 8/ 317، 318 رقم 1462، والثقات لابن حبان 9/ 184، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 312 رقم 1340، والكامل في التاريخ 6/ 145، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1366، والكاشف 3/ 151 رقم 5711، وتهذيب التهذيب 10/ 276، 277 رقم 497، وتقريب التهذيب 2/ 272 رقم 1343، وخلاصة تذهيب التهذيب 386، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 88 رقم 1697. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 370 أبو يونس الجعفيّ. عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، وَأَبِي جَنَابٍ الْوَلِيدِ بْنِ بُكَيْرٍ. وَعَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ، لَكِنَّهُ مَاتَ شَابًّا. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، الْقَتَّادُ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] ثُمَّ قَالَ: لَمَّا نُعِيَ الْمُفَضَّلُ لابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: وَكَيْفَ تَقَرُّ الْعَيْنُ بَعْدَ الْمُفَضَّلِ؟. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي «سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ» . مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . 292- الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ [3] . أَبُو يَحْيَى الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ. سَمِعَ: مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ سَرِيعٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ صَهْبَانَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّادِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَيَزِيدُ بْنُ النَّضْرِ، وَآخَرُونَ. لَهُ مَنَاكِيرُ قَلِيلَةٌ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ كَذَّابًا [4] . وَقَالَ الدّار الدّارقطنيّ [5] : متروك الحديث [6] .   [1] الجرح والتعديل 8/ 317، 318. [2] أرّخه ابن سعد في الطبقات 6/ 381 وقال: هو ثقة. ووثّقه ابن معين، وابن حبّان، وابن شاهين. [3] انظر عن (المنذر بن زياد) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 199 رقم 1778، والجرح والتعديل 8/ 243 رقم 1099، والمجروحين لابن حبّان 3/ 37، والكامل لابن عديّ 6/ 2365، 2366، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 166 رقم 535، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 238، والمغني في الضعفاء 2/ 676 رقم 6415، وميزان الاعتدال 4/ 181، والكشف الحثيث 249 رقم 784، ولسان الميزان 6/ 89، 90 رقم 319. [4] الجرح والتعديل 8/ 243. [5] في الضعفاء والمتروكين، رقم 535. [6] وقال العقيلي: عن زيد بن أسلم منكر الحديث. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 371 293- الْمُنْذِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المنذر بن الْمُغِيرَةِ الْقُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ الْحِزَامِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] . وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ. عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَداود بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَلَمْ يَلْحَقِ ابْنُهُ السَّمَاعَ مِنْهُ. وَكَانَ مِنْ سَرَوَاتِ قُرَيْشٍ وَفُضَلائِهَا لَهُ وَرَعٌ وَعِبَادَةٌ. دَعَاهُ الْمَهْدِيُّ إِلَى قَضَاءِ الْمَدِينَةِ فَامْتَنَعَ [2] . وَرَوَى قُدَامَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَيُؤَخَّرُ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [3] . 294- مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الْكُوفِيُّ [4]- د. ت. ن. - عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَالْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرحمن، وسليمان الأعمش.   [ () ] وقال ابن حبّان: كان ممّن يقلب الأسانيد وينفرد بالمناكير عن المشاهير فاستحق ترك الاحتجاج به إذا انفرد. [1] انظر عن (المنذر بن عبد الله بن المنذر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 359 رقم 1553، وتاريخ خليفة 392، والجرح والتعديل 8/ 243 رقم 1102، والثقات لابن حبّان 7/ 158 و 9/ 176، وجمهرة أنساب العرب 121، وتاريخ بغداد 13/ 244، 245 رقم 7205، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1372، 1373، والبداية والنهاية 10/ 166، وتهذيب التهذيب 10/ 301، 302 رقم 525، وتقريب التهذيب 2/ 274 رقم 1369، وخلاصة تذهيب التهذيب 387. [2] تاريخ بغداد 13/ 244. [3] ذكره مرتين في «الثقات» 7/ 519 و 9/ 176. [4] انظر عن (منصور بن أبي الأسود) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 382، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 587، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 348 رقم 1500، والجرح والتعديل 8/ 170 رقم 754، والثقات لابن حبّان 7/ 475، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 299 رقم 1258، ورجال الطوسي 13 رقم 531، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1374، وميزان الاعتدال 4/ 183 رقم 8770، والمغني في الضعفاء 2/ 678، رقم 5736، وتهذيب التهذيب 10/ 305، 306 رقم 533، وتقريب التهذيب 2/ 275 رقم 1378، وخلاصة تذهيب التهذيب 387. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 372 وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمَعْنٌ الْقَزَّازُ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضّبّي، وأبو الربيع الزّهرانيّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. كَانَ مِنَ الشِّيعَةِ الْكِبَارِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. 295- مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ [3] . أَبُو رِيَاحٍ. شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، سَكَنَ مَرْوَ. مِنْ مَوَالِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَزَعَمَ أَنَّهُ لَقِيَ الصَّحَابَةَ. يَرْوِي عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ، وَابْنِ عَمْرٍو أَبِي هريرة، وأنس بن مالك، وطاووس، وَمَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِمْ. هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [4] . وَعَنْهُ: سَلَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ الْمَرْوَزِيَّانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْخَانِيُّ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : لَهُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ نُسْخَةٌ مَوْضُوعَةٌ نَحْوَ ثَلاثِمِائَةِ حَدِيثٍ، لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ. وَقَالَ قُتَيْبَةُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو رِيَاحٍ بَلْخَ كَانَ يَرْوِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، فَخَرَجَ أَطْرُوشٌ بِالسَّحَرِ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ هَذَا الَّذِي لَقِيَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ [6] . 296- مَنْصُورٌ. أَبُو أميّة.   [1] قوله هذا في (تهذيب الكمال 3/ 1374) ، أما في تاريخه 2/ 587 فقال: ثقة. ونقله ابن شاهين في ثقاته. [2] الجرح والتعديل 8/ 170. [3] انظر عن (منصور بن عبد الحميد) في: الجرح والتعديل 8/ 175، 176 رقم 775، والمجروحين لابن حبّان 3/ 39، والمغني في الضعفاء 2/ 678 رقم 6435، وميزان الاعتدال 4/ 185، 186 رقم 8784، ولسان الميزان 6/ 97 رقم 4337. [4] في الجرح والتعديل. [5] في المجروحين. [6] المجروحون 3/ 39. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 373 عَنْ: مَوْلاهُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَمَكْحُولٍ. وَعَنْهُ: داود بْنُ رُشَيْدٍ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ النَّسَائِيُّ. 297- مَنْصُورٌ النَّمِرِيُّ الشَّاعِرُ [1] . مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، يُعَدُّ مِنْ طَبَقَةِ سَلْمٍ الْخَاسِرِ، وَمَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ. وَمِنْ شِعْرِهِ فِي الرَّشِيدِ: مَا تَنْقَضِي حَسْرَةٌ مِنِّي وَلا جَزَعُ [2] ... إِلا [3] ذَكَرْتُ شَبَابًا لَيْسَ يَرْتَجِعُ مَا كُنْتُ أُوفِي شَبَابِي كُنْهَ غُرَّتِهِ ... حَتَّى انْقَضَى فَإِذَا الدُّنْيَا لَهُ تَبَعُ [4] . مِنْهَا: إِنَّ الْمَكَارِمَ وَالْمَعْرُوفَ أَوْدِيَةٌ ... أَحَلَّكَ اللَّهُ مِنْهَا حَيْثُ تَجْتَمِعُ [5] وَيُقَالُ إِنَّ هَارُونَ الرَّشِيدَ أَجَازَهُ بِمِائَةِ ألف. وهو القائل فيه: جَعَلَ الْقُرْآنَ إِمَامَهُ وَدَلِيلَهُ ... لَمَّا تَخَيَّرَهُ الْقُرْآنُ إماما   [1] انظر عن (منصور النمري الشاعر) في: الشعر والشعراء 2/ 736- 739 رقم 200، وطبقات الشعراء لابن المعتز 42، 241- 247، 438، وتاريخ الطبري 8/ 240، 262، 362، والأغاني 13/ 140، 157، ومقاتل الطالبيين 522، وأمالي القالي 1/ 112، وأمالي المرتضى 1/ 606، 612 و 2/ 274- 278، والفرج بعد الشدّة 1/ 380، والعقد الفريد 5/ 335، وربيع الأبرار 3/ 184 و 679، وتاريخ بغداد 13/ 65- 69 رقم 7050، وخاصّ الخاص 112، والتذكرة الحمدونية 2/ 78، 177، 238، والتذكرة السعدية 359، والتذكرة الفخرية 61، والبصائر 4/ 75، وخلاصة الذهب المسبوك 164 (وفيه النميري) وهو تصحيف، والبداية والنهاية 10/ 102، 103، والمستطرف 1/ 117، وشعره. [2] في شعره- ص 95، وطبقات ابن المعتز 244، والتذكرة الفخرية: «حسرة تنقضي مني ولا جزع» . [3] في أمالي المرتضى 2/ 277 «إذا» وكذا في الأغاني 13/ 145 و 151. [4] البيتان في: شعر النمري 45، 96، وطبقات ابن المعتز 244، 45، والأغاني 13/ 145، والأول في 13/ 151، وخاص الخاص 112، والتذكرة الفخرية 866. [5] البيت في شعر النمري، والأغاني 13/ 147، وأمالي المرتضى 2/ 277، والتذكرة الحمدونية 2/ 238. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 374 298- الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- ت. - عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْريِّ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : كَانَ رَجُلا صَالِحًا كَثِيرَ الْخَطَأِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : قَطَعَتْهُ الْعِبَادَةُ عَنْ مُرَاعَاةِ الْحِفْظِ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ ومائة [5] .   [1] انظر عن (المنكدر بن محمد بن المنكدر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 460، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 590، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 179، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 35 رقم 2064، وتاريخه الصغير 236، وطبقات خليفة 275، تاريخ خليفة 451، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 141 رقم 243، والمعرفة والتاريخ 2/ 701 و 3/ 43، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 579، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 254، 255 رقم 1850، والجرح والتعديل 8/ 406 رقم 1865، والمجروحين لابن حبّان 3/ 24، والكامل لابن عدي 6/ 2446، 2447، وتاريخ جرجان للسهمي 416، وتاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين 176 رقم 618، والإرشاد للخليلي (طبعة ستنسل) 1/ 79، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1378، وميزان الاعتدال 4/ 190، 191 رقم 8803، والمغني في الضعفاء 2/ 679 رقم 6447، والكاشف 3/ 156 رقم 6750، وتهذيب التهذيب 10/ 317، 318 رقم 553، وتقريب التهذيب 2/ 277 رقم 1400، وخلاصة تذهيب التهذيب 398. [2] في الضعفاء والمتروكين، رقم 579. [3] الجرح والتعديل 8/ 406، وزاد: لم يكن بالحافظ لحديث أبيه. [4] في المجروحين 3/ 24. [5] وقال ابن معين: «ليس بشيء» ، وقال الجوزجاني: ضعيف الحديث. وقال البخاري: لم يكن بالحافظ، روى عنه ابن المبارك. وقال سفيان بن عيينة: قدم علينا المنكدر بن محمد بن المنكدر، فقلت لو أتيته لعلّي أستفيد منه شيئا، عن أبيه، فلما صرت إليه، قلت: أختبره، قال: قلت: كيف حديث أبيك رأيت أبا بكر يقدح، قال فقال: حدّثني أبي، عن جابر، قال: فعرفت أنها طريق سهلة، فلم أكتب عنه. وقال أبو زرعة: ليس بقويّ. وقال الخليلي: ليس في الحديث بذاك القويّ لم يرضوا حفظه. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 375 299- مهديّ بن ميمون [1]- ع-. أبو يحيى الأزديّ المعوليّ، مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَبْدَانَ بْنِ جَرِيرٍ، وَأَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو الرَّاسِبِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَوَاصِلٍ الأَحْدَبِ، وَوَاصِلٍ مَوْلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَعِدَّةٍ. قَرَأَ القرآن على شعيب بن الحجاب، وَهُوَ مِنْ مَشْيَخَةِ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيِّ، الَّذِي عَرَضَ عَلَيْهِمُ الْكِتَابَ الْعَزِيزَ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسَدَّدٌ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَارِمٌ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَغَيْرُهُ. وَثَّقَهُ شُعْبَةُ [2] ، وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل [3] .   [1] انظر عن (مهدي بن ميمون) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 280، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 590، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 43 و 300 و 1197، و 2/ 2035 و 3/ 6122، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 425 رقم 1861، وتاريخه الصغير 191، والجرح والتعديل 8/ 335، 336 رقم 1547، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، وتاريخ الثقات للعجلي 442 رقم 1646، وتاريخ خليفة 448، وطبقات خليفة 223، والمعرفة والتاريخ 1/ 225 و 2/ 51، 56، 80- 82، 118، 547، 762، 833، و 3/ 98، وتاريخ أبي زرعة 1/ 682، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، وعمل اليوم والليلة للنسائي 598 رقم 1117، والثقات لابن حبّان 7/ 501، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 308 رقم 1314، ومن حديث خيثمة (بتحقيقنا) 134، 141، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 799 رقم 1236، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 283، 284 رقم 1704، وتاريخ جرجان للسهمي 243، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1380، والكاشف 3/ 158 رقم 5765، وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 316 رقم 3669، وتهذيب التهذيب 10/ 326، 327 رقم 571، وتقريب التهذيب 2/ 279 رقم 1418، وطبقات الحفاظ 103، وخلاصة تذهيب التهذيب 389، وشذرات الذهب 1/ 281. [2] الجرح والتعديل 8/ 336. [3] قال في العلل ومعرفة الرجال 1/ 147 رقم 43 و 2/ 209 رقم 2035: «ثقة، ثقة» . وقال في موضع آخر: «مهدي بن ميمون، وسلام بن مسكين، وأبو الأشهب، وحوشب بن عقيل، كلهم من الثقات، إلا أن مهدي كأنّه أحبّ إلي، هو في القلب أحلاهم» . (1/ 235 رقم 300) وانظر الجزء: 11 ¦ الصفحة: 376 وذكره ابْنُ سَعْدٍ [1] أَنَّهُ كَانَ كُرْدِيًّا [2] . مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . 300- مَهْدِيُّ بْنُ هِلالٍ الْبَصْرِيُّ [4] . عَنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعِيسَى بْنِ الْمُطَّلِبِ، وَنَحْوِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَحَمْدَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّرِيرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ خَلادٍ الْقَطَّانُ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [5] ، كَذَّابٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ، صَاحِبُ بِدْعَةٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ [6] : غَيْرُ ثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ [7] : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ يَقُولُ: مَا أَشْهدُ عَلَى أَحَدٍ أَنَّهُ كَذَّابٌ إِلا عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَمَهْدِيِّ بْنِ هِلالٍ، فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا كَذَّابَانِ [8] .   [1] / 512 رقم 1197، وقال عبد الله بن أحمد لأبيه: مهدي بن ميمون؟ قال: ثقة، قلت: فإنه أخبرني عن سلم العلويّ أنه رأى أبان يكتب عند أنس في سبّورجة، فقال: سلم يروى الهلال قبل الناس. (3/ 494 رقم 6122 وانظر 2/ 436 رقم 2925) . [1] في الطبقات 7/ 280. [2] ووثّقه ابن معين في تاريخه، وابن حبّان، والعجليّ، وابن شاهين، وابن سعد. [3] ورّخه البخاري في تاريخه الكبير. [4] انظر عن (مهدي بن هلال) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 591، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 425 رقم 1863، وتاريخه الصغير 204، وضعفائه الصغير 277 رقم 363، والمعرفة والتاريخ 3/ 34، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 564، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 227 رقم 1819، الجرح والتعديل 8/ 336، 337 رقم 1548، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2458، 2459، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 158 رقم 501، وتاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين 173 رقم 604، وميزان الاعتدال 4/ 195، 196 رقم 8827، والمغني في الضعفاء 2/ 681 رقم 6466، والكشف الحثيث 430 رقم 789، ولسان الميزان 6/ 106، 107 رقم 375. [5] قوله في الكامل لابن عدي 6/ 2458. [6] قوله في التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 425. [7] قوله في الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 228. [8] وقال البخاري: غير ثقة. (الضعفاء الصغير) . وقال النسائي: متروك الحديث. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 377 301- موسى بن أعين [1]- من عدات. - الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ الْجَزَرِيُّ الْحَرَّانِيُّ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، وَمَعْمَرٍ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سماعة، وأحمد بن أبي شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، وَعَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ داود، وَسَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيَّانِ، ويحيى بن يحيى التّميميّ، وجماعة.   [ () ] وقال ابن المديني لعبد الرحمن بن مهدي في قصة مهدي بن هلال؟ قال: أتيته أنا وبشر السريّ فكلّمناه في حديث مالك في التسليمة، فحدّث عن مالك بإسناد عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التسليمة، وعن فلان وفلان، فكتبت إلى إبراهيم بن حبيب المديني، وكان من أصحاب مالك العتق، فجاءني كتابه: إني سألت مالكا فلم يكن عنده فيه حديث إلا عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحيم بن القاسم، عن عائشة، وأنكر ذلك كله. (الجرح والتعديل 8/ 336) . وقال الدار الدّارقطنيّ: يضع عن هشام بن عروة، وجعفر. (الضعفاء والمتروكين، رقم 501) . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه وليس على حديثه ضوء ولا نور لأنه كان يدعو الناس إلى رأيه وبدعته. (الكامل 6/ 2459) . وذكره ابن شاهين في الضعفاء والكذّابين، رقم 604. [1] انظر عن (موسى بن أعين) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 592، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 280، 281، رقم 1190، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، وطبقات خليفة 320، وسنن النسائي 1/ 274، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 385، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، والجرح والتعديل 8/ 136، 137 رقم 616، والثقات لابن حبّان 7/ 458، ومشاهير علماء الأمصار، له 186 رقم 1488، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 699 رقم 1149، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 2/ 260 رقم 1641، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 226 أ، والسابق واللاحق 329، 330 رقم 188، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 484 رقم 1876، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1383، والمعين في طبقات المتحدّثين 69 رقم 721، وسير أعلام النبلاء 8/ 248، 249 رقم 72، والعبر 1/ 271، والكاشف 3/ 160 رقم 5777، والبداية والنهاية 10/ 171، وتهذيب التهذيب 10/ 335 رقم 585، وتقريب التهذيب 2/ 281 رقم 1432، وخلاصة تذهيب التهذيب 389، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 100 رقم 1715. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 378 وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] ، وَغَيْرُهُ [2] . وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . 302- مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ [4] . مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ الضَّرِيرُ، أَبُو هَارُونَ. عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وَالْحَكَمِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَعَبَّادٌ الرُّوَاجِنِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ النَّحَّاسُ، وَعِدَّةٌ. كَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ [5] . وَقَالَ ابن معين [6] : ليس بشيء. وقال الدّار الدّارقطنيّ [7] : ضعيف [8] .   [1] الجرح والتعديل 8/ 137. [2] ووثّقه أبو زرعة، وابن حبّان، وقال في (المشاهير) : من متقي أهل الجزيرة. [3] في مشاهير علماء الأمصار، رقم 1488: سنة خمس وتسعين ومائة!. [4] انظر عن (موسى بن عمير) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 554، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 159، 160 رقم 1731، والجرح والتعديل 8/ 155 رقم 696، والمجروحين لابن حبّان 2/ 238، وفيه موسى بن عمير العنبري، والكامل لابن عدي 6/ 2340، 2341، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 161 رقم 514، ورجال الطوسي 308 رقم 447، وتاريخ بغداد 13/ 20، 21 رقم 6984، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1390، 1392، وميزان الاعتدال 4/ 215، 216 رقم 8904، والمغني في الضعفاء 2/ 685 رقم 6512، وتهذيب التهذيب 10/ 364، 365 رقم 644، وتقريب التهذيب 2/ 287 رقم 1491، وخلاصة تذهيب التهذيب 392. [5] وقال: ذاهب الحديث. (الجرح والتعديل 8/ 155) . [6] ضعفاء العقيلي 4/ 159. [7] في الضعفاء والمتروكين، رقم 514. [8] وضعّفه ابن نمير، وأبو زرعة، قال النسائي: ليس بثقة. وقال العقيلي: منكر الحديث. وقال ابن حبّان: «كان يزعم أنه سمع أنس بن مالك، روى عنه وكيع والكوفيون، كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى ربّما سبق إلى قلب المستمع لها أنه كان المتعمّد لها» . (المجروحون 2/ 238) . وقال ابن عديّ: «وعامّة ما يرويه مما لا يتابعه الثقات عليه» . (الكامل 6/ 2341) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 379 303- مَيْسَرَةُ [1] . هُوَ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْفَارِسِيُّ الْبَصْرِيُّ التَّرَّاسُ، هَكَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ. وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الأَكَّالُ الْمَشْهُورُ. رَوَى عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَمُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، وَغَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعُمَرَ بْنِ سَلامٍ الدِّمَشْقِيِّ، وَمَالِكٍ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، وَمُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو، وَداود بْنُ الْمُحَبِّرِ، وَآخَرُونَ. قَالَ آدَمُ بْنُ مُوسَى: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ [2] : مَيْسَرَةُ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ يُرْمَى بِالْكَذِبِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : متروك الحديث. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [4] : مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، بَغْدَادِيٌّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَكِتَابُ «الْعَقْلِ» تَصْنِيفُهُ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَاقِطٌ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الْفَارِسِيُّ مِنْ أَهْلِ دَوْرَقٍ كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ، وَيَضَعُ فِي الْحَثِّ عَلَى فِعْلِ الْخَيْرِ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُوحٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ: قُلْتُ   [1] انظر عن (ميسرة بن عبد ربّه) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 377 رقم 1620، والتاريخ الصغير، له 187 و 195، وضعفائه الصغير 277 رقم 355، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 580، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 263، 264 رقم 1868، والجرح والتعديل 8/ 254 رقم 1157، والمجروحين لابن حبّان 3/ 11، 12، والكامل لابن عدي 6/ 2422- 2424، وتاريخ بغداد 13/ 222- 224 رقم 7193، وتاريخ جرجان للسهمي 132، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 160 رقم 510، وميزان الاعتدال 4/ 230- 232 رقم 8958، والمغني في الضعفاء 2/ 689 رقم 6553، والكشف الحثيث 435، 436 رقم 800، ولسان الميزان 6/ 138- 140 رقم 480. [2] في ضعفائه الصغير، رقم 355. [3] في الضعفاء والمتروكين، رقم 580. [4] في الضعفاء والمتروكين، رقم 510. [5] في المجروحين 3/ 11. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 380 لِمَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ: مَنْ قَرَأَ كَذَا وَكَذَا كَانَ لَهُ كَذَا؟ قَالَ: وَضَعْتُهُ أُرَغِّبُ النَّاسَ فِيهِ [1] . وَقَالَ أَبُو داود: أَقَرَّ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : كَانَ يَفْتَعِلُ الْحَدِيثَ، رَوَى فِي قَزْوِينَ وَالثُّغُورِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ [4] : وَضَعَ فِي فَضَائِلِ قَزْوِينَ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا وَكَانَ يَقُولُ: إِنِّي أَحْتَسِبُ فِي ذَلِكَ. قُلْتُ: فَأَمَّا إِنْ كَانَ مَيْسَرَةُ التَّرَّاسُ الأَكَّالُ فَهُوَ مُمْكِنٌ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَالتَّرَّاسُ كَانَ مُعَاصِرًا لَهُ. وَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ أَخْبَارٌ مَشْهُورَةٌ فِي كَثْرَةِ الأَكْلِ. وَقَدْ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ الْمُقْرِئُ: نَا غُلامُ خَلِيلٍ، - قُلْتُ: وَغُلامُ خَلِيلٍ وَاهٍ-: نَا زَيْدُ بْنُ أَخْرَمَ، نَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قُلْتُ لِمَيْسَرَةَ التَّرَّاسِ: إِيشْ أَكَلْتَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: أَكَلْتُ أَرْبَعَةَ آلافِ تِينَةٍ، ومائة رغيف، وقوصرتين بصل، وكيلجة [5] سمك ومسلوخ، وَشَرِبْتُ نِصْفَ جَرَّةٍ سَمْنٍ. قَالَ: وَدَخَلْتُ مَنْزِلِي، فما خلّوا شيئا حتّى خبّئوه مِنِّي. وَقَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ: نَا الأَصْمَعِيُّ قَالَ: قَالَ لِيَ الرَّشِيدُ: كَمْ أَكْثَرَ شَيْءٍ أَكَلَ مَيْسَرَةُ؟ قُلْتُ: مِائَةَ رَغِيفٍ وَنِصْفَ مَكُّوكٍ [6] مِلْحٍ. فَدَعَا الرَّشِيدُ بِفِيلٍ، فَطَرَحَ لَهُ مِائَةَ رَغِيفٍ فَأَكَلَهَا إِلا رَغِيفًا. فَهَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيحَةٌ. وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَكِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ قَوْمٍ من أبناء المترفين، إذا أقبل ميسرة على   [1] تاريخ بغداد 13/ 223. [2] تاريخ بغداد 13/ 223. [3] الجرح والتعديل 8/ 254. [4] الجرح والتعديل 8/ 254. [5] الكيلجة: مكيال. [6] المكّوك: مكيال للحبوب. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 381 حِمَارِهِ، فَقَالُوا: أَتَأْكُلُ كَبْشًا؟ قَالَ: مَا أَكْرَهُ ذَلِكَ. قَالَ: فَأَنْزَلُوهُ وَأَخَذُوا حِمَارَهُ إِلَى مَكَانٍ، ثُمَّ بَعْدَ وَقْتٍ جَاءَتِ الْغِلْمَانُ بِجَفْنَةٍ مَلأَى، فَأَقْبَلَ يَأْكُلُ وَيَقُولُ: وَيْحَكُمْ هَذَا لَحْمُ فِيلٍ، وَهَذَا لَحْمُ شَيْطَانَ، حَتَّى فَرَّغَهُ، ثُمَّ قَالَ: حِمَارِي؟ قَالُوا: حِمَارُكَ فِي بَطْنِكَ. قَالَ: إِيشْ تَقُولُونَ؟ فَأَطْعَمُوهُ حِمَارَهُ، وَغَرِمُوا لَهُ ثَمَنَهُ. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَتِيقٌ السَّلْمَانِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بن الخشوعيّ قالا: أنا ابْنُ الْقَاسِمُ، وَابْنُ عَسَاكِرَ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ النَّسِيبُ، أَنَا رَشَأُ الْمُقْرِئُ، أَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِيزِيلَ، ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ لِمَيْسَرَةَ الأَكُولِ: كَمْ تَأْكُلُ؟ قَالَ: مِنْ مَالِي، أَوْ مِنْ مَالِ غَيْرِي؟ قَالُوا: مِنْ مَالِكَ. قَالَ: رَغِيفَيْنِ. قَالُوا: مِنْ مَالِ غَيْرِكَ؟ قَالَ: اخْبِزْ وَاطْرَحْ. مَسْعُودُ بْنُ بِشْرٍ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: نَذَرَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تُشْبِعَ مَيْسَرَةَ التَّرَّاسَ، فَأَتَتْهُ وَقَالَتْ: اقْتَصِدْ عَلِيَّ فَإِنِّي امْرَأَةٌ مُتَجَمِّلَةٌ غَيْرُ مُتَمَوِّلَةٌ. قَالَ: فَإِنِّي أَقْتَصِدُ. فَذَكَرَ لَهَا مِنْ أَصْنَافِ الطَّعَامِ، فَإِذَا هُوَ فَوْقَ سَبْعِينَ رَطْلا فَاتَّخَذَتْهُ، ثُمَّ أَحْضَرَتْ مَيْسَرَةَ، فَأَكَلَهُ عَنْ آخِرِهِ. وَكَانَ مَيْسَرَةُ يُزَوِّقُ السُّقُوفَ، فَدَعَاهُ رَجُلٌ يُزَوِّقُ لَهُ وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ. وَكَانَ الرَّجُلُ قَدْ دَعَا ثَلاثِينَ إِنْسَانًا إِلَى الْمَوْضِعِ، وَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا كَثِيرًا. فَلَمَّا فَرِغَ الطَّبَّاخُ خَرَجَ لِحَاجَةٍ. وَنَظَرَ مَيْسَرَةُ إِلَى الْمَوْضِعِ قَدْ خَلا، فَنَزَلَ فَأَكَلَ ذَلِكَ الطَّعَامَ كُلَّهُ، وَعَادَ إِلَى عَمَلِهِ. فَجَاءَ الطَّبَّاخُ وَلَيْسَ فِي الْمَطْبَخِ إِلا الْعِظَامَ. فَأَعْلَمَ صَاحِبَ الْمَنْزِلِ، وَقَدْ حَضَرَ الْقَوْمُ. فَحَارَ الرَّجُلُ فِي أَمْرِهِ وَلَمْ يَدْرِ مِنْ أَيْنَ أُتِي، وَأَنْكَرَهُ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 382 الْقَوْمُ، فَسَأَلُوهُ عَنْ حَالِهِ، فَصَدَقَهُمْ، فَنَهَضُوا جَمِيعًا حَتَى دَخَلُوا الْمَطْبَخَ وَعَايَنُوا الْحَالَ، فَكَثُرَ تَعَجُّبُهُمْ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا مِنْ فِعْلِ الْجِنِّ. فَلَمَحَ رَجُلٌ، مِنْهُمْ مَيْسَرَةَ، وَكَانَ يَعْرِفُهُ، فَصَاحَ: قَدْ عَرَفْتُ وَاللَّهِ الْخَبَرَ، هَذَا مَيْسَرَةُ عِنْدَكَ، وَهُوَ أَكَلَ طَعَامَكَ. قَالَ: فَاسْتَنْزَلُوهُ مِنَ الْمَوْضِعِ وَقَالَ: أَنَا أَكَلْتُهُ، وَلَوْ كَانَ لِي مِثْلُهُ لأَكَلْتُهُ فَجَرِّبُوا إِنْ شِئْتُمْ. فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَطَلَعَ إِلَى عَمَلِهِ. رَوَاهَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ زَبْرٍ الْقَاضِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيلٍ الْقَاضِي، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ. فَمَيْسَرَةُ هَذَا كَانَ يَأْكُلُ بِالْحَالِ. أَلا تَرَاهُ ذَكَرَ أَنَّ عَادَتَهُ أَكْلُ رَغِيفَيْنِ كَآحَادِ النَّاسِ، وَأَنَّهُ أَكَلَ مَا يَكْفِي سَبْعِينَ رَجُلا وَنَحْوَ ذلك عند ما يَجْمَعُ هِمَّتَهُ. وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا مَنْ يَأْكُلُ إِذَا أَرَادَ بِالْحَالِ. وَهَذَا الْحَالُ لَيْسَ مِنْ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ، فَإِنَّ الأَوْلِيَاءَ أَكْلُهُمْ قَلِيلٌ. وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعَاءٍ وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ. وَأَيْضًا فَالْوَلِيُّ يَأْكُلُ قُوتَ يَوْمٍ فِي أُسْبُوعٍ، يَتَقَوَّتُ بِهِ وَيُبَارَكُ لَهُ فِي طَعَامِهِ وَفِي قُوَاهُ، لا أَنَّهُ يَأْكُلُ نِصْفَ قِنْطَارٍ مِنَ الطَّعَامِ فِي جَلْسَةٍ وَاحِدَةٍ. وَلَعَلَّ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا لا يُسَمِّي اللَّهَ. وَقِيلَ: بِنَفْسِهِ مَادَّةٌ مُحْرِقَةٌ لِلأَكْلِ، وَقَدْ تُعِينُهُ الشَّيَاطِينُ فِي أَكْلِ ذَلِكَ فَيَفْرَغُ وَتَطِيرُ بَرَكَتُهُ، وَيَظُنُّ هو ومن حضره أَنَّ هَذَا الْفِعْلَ مِنْ كَرَامَاتِ الْمُتَّقِينَ وَإِنَّمَا كَرَامَاتِ السَّادَةِ أَنْ يُحْضِرَ أَحَدُهُمْ مَا يَكْفِي وَاحِدًا، فَيُقَوِّتُ بِهِ الْجَمْعَ الْكَبِيرَ، وَيَشْبَعُونَ بِبَرَكَةِ دُعَائِهِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 383 - حرف النُّونِ- 304- نَاصِحُ بْنُ الْعَلاءِ [1] . مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ فِي «تَرْكِ الْجُمُعَةِ لِلْمَطَرِ» . وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَبِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَوَارِيرِيُّ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] . وَحَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَوَثَّقَهُ [3] . وَقَدْ وَثَّقَهُ أَيْضًا أَبُو داود [4] . ما خرّجوا له شيئا [5] .   [1] انظر عن (ناصح بن العلاء) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 12/ 601، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 121 رقم 2424، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 83، والمعرفة والتاريخ 3/ 45، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 49، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 310، 311 رقم 1911، والجرح والتعديل 9/ 503 رقم 2304، والمجروحين لابن حبّان 3/ 55، والكامل لابن عدي 7/ 2512، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 335 رقم 1423، وتاريخ أسماء الضعفاء، له 185 رقم 648 والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 167 رقم 538، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1402، وميزان الاعتدال 4/ 240، 241 رقم 78989 والمغني في الضعفاء 2/ 692 رقم 6579، وتهذيب التهذيب 10/ 403 رقم 722، وتقريب التهذيب 2/ 295 رقم 10، وخلاصة تذهيب التهذيب 399. [2] فقال: ليس بشيء (التاريخ 2/ 601) . [3] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، رقم 1423. [4] تهذيب الكمال 3/ 1402. [5] وقال البخاري: منكر الحديث، وذكره العقيلي، وابن حبان، وابن عدي، وابن شاهين، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 384 305- نَجْمُ بْنُ فَرْقَدٍ [1] . أَبُو عَامِرٍ [2] الْبَصْرِيُّ الْعَطَّارُ. عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بأس به [4] . 306- نعيم بن ميسرة [5]- ت. - أبو عمرو الكوفيّ النّحويّ المقرئ، نَزِيلُ الرَّيِّ. عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَقَيْسِ بْنِ سَلْمٍ الْجَوْنِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ ضُرَيْسٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْقَزْوِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو الربيع الزّهرانيّ، وجماعة.   [ () ] والدار الدّارقطنيّ في الضعفاء. وسئل عنه أبو حاتم، فقال: شيخ بصري، وحرّك رأسه، وهو منكر الحديث. [1] انظر عن (نجم بن فرقد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 125 رقم 2438، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 78، والجرح والتعديل 8/ 500 رقم 2291، والثقات لابن حبّان 7/ 546، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 336 رقم 1428، وميزان الاعتدال 4/ 246 رقم 9016، ولسان الميزان 6/ 148 رقم 522. [2] في ثقات ابن شاهين: أبو محمد. [3] الجرح والتعديل 8/ 500. [4] وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [5] انظر عن (نعيم بن ميسرة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 609، 61، وطبقات خليفة 324، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 99 رقم 2323، وتاريخه الصغير 195، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، والمعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 818 و 3/ 332، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجرح والتعديل 8/ 461، 462 رقم 2116، والثقات لابن حبّان 7/ 536، وتاريخ جرجان للسهمي 227، 228، ورجال الطوسي 326 رقم 33، والكامل في التاريخ 6/ 134، والمختصر في أخبار البشر 2/ 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1422، والكاشف 3/ 183 رقم 5968، وتهذيب التهذيب 10/ 466، 467 رقم 840، وتقريب التهذيب 2/ 306 رقم 134، وخلاصة تذهيب التهذيب 403. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 385 قَالَ أَحْمَدُ: لا بَأْسَ بِهِ [1] . وَكَانَ قَدْ قَدِمَ بَغْدَادَ وَحَدَّثَ بِهَا. قُلْتُ: وَقَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَغَيْرِهِ. قَالَ قُتَيْبَةُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . قَالَ (س) [3] : ثِقَةٌ. 307- نُوحٌ الْجَامِعُ [4] . هُوَ أَبُو عِصْمَةَ نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَرْوَزِيُّ الْفَقِيهُ، أَحَدُ الأَعْلامِ. وَيُلَقَّبُ بِنُوحٍ الْجَامِعِ لِمَعْنًى وَهُوَ أَنَّهُ أَخَذَ الْفِقْهَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَالْحَدِيثَ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي أَرْطَأَةَ، وَالتَّفْسِيرَ عَنِ الْكَلْبِيِّ، وَمُقَاتِلٍ، وَالْمَغَازِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَرَوَى أَيْضًا عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: بُسْرُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَبِيبٍ الفرّاء، وحمّاد بن قيراط،   [1] الجرح والتعديل 8/ 462. [2] التاريخ الكبير 8/ 99، والجرح والتعديل 8/ 462. [3] تهذيب الكمال 3/ 422. [4] انظر عن (نوح الجامع) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 371 (دون ترجمة) ، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 110، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5860، وتاريخ خليفة 426، وطبقات خليفة 323، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 396 رقم 1727 (في ترجمة معلّى بن هلال) و 8/ 111 رقم 2383، وتاريخه الصغير 189، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 86، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 203 رقم 375، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 31، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 304، 305 رقم 1905، والجرح والتعديل 8/ 484 رقم 2210، والمجروحين لابن حبّان 3/ 48، 49، والكامل لابن عدي 7/ 2505- 2508، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 167 رقم 539، ورجال الطوسي 324 رقم 6، والسابق واللاحق 338، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 429، 430، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1427، والكاشف 3/ 186، 187 رقم 5997، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 726، ودول الإسلام 1/ 114، والمغني في الضعفاء 2/ 703 رقم 6683، وميزان الاعتدال 4/ 275، 276 رقم 9131، وفيه قال: «نوح بن ميمونة، أجوّز أن يكون نوح بن أبي مريم» ، وتهذيب التهذيب 10/ 486- 489 رقم 876، وتقريب التهذيب 2/ 309 رقم 169، وخلاصة تذهيب التهذيب 405. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 386 وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَحِبَّانُ بْنُ مُوسَى، وَسُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاسَرْجِسٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَوُلِّيَ قَضَاءَ مَرْوٍ فِي حَيَاةِ شَيْخِهِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَوْعِظَةٍ مَعْرُوفَةٍ عند الْمَرَاوِزَةِ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [1] : قَدْ جَمَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلا الصِّدْقَ. وَقِيلَ: كَانَ مُرْجِئًا. وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ أَنَّهُ وَضَعَ حَدِيثَ «فَضَائِلِ سُوَرِ الْقُرْآنِ» . وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «كَامِلِهِ» [2] ، وَسَاقَ لَهُ عِدَّةَ مَنَاكِيرَ، ثُمَّ قَالَ [3] : وَلَهُ غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ، وَعَامَّتُهُ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. وَهُوَ مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] : لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ بِذَاكَ، يَعْنِي كَانَ لا يُجِيدُ حِفْظَ الْقُرْآنِ. قَالَ: وَكَانَ شَدِيدًا عَلَى الْجَهْمِيَّةَ، وَتَعَلَّمَ ذَلِكَ مِنْهُ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ. وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ [5] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ نُوحٍ الْجَامِعِ فَقَالَ: هُوَ يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ [6] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [7] : ذَاهِبُ الْحَدِيثِ جِدًّا. وَقَالَ ابن حبّان [8] : اسم أبيه أبي مريم يَزِيدَ بْنِ جَعُونَةَ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِنُوحٍ بِحَالٍ، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ   [1] ليس في المجروحين هذا القول، وإنما قال جملته المعروفة: «كان ممن يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال» . (3/ 48) . [2] ج 7/ 2505- 2508. [3] الكامل 7/ 2508. [4] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 437 رقم 5860. [5] في الكنى والأسماء، ورقة 86. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 305. [7] في تاريخه الكبير 8/ رقم 2383، وفي ترجمة (معلّى بن هلال) قال: «قال ابن المبارك لوكيع: عندنا شيخ وهو أبو عصمة نوح بن أبي مريم يضع كما يضع معلّى» . [8] في المجروحين 3/ 48. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 387 الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُقْطَعَ الْخُبْزُ بِالسِّكِّينِ» . وَقَالَ: «أَكْرِمُوا الْخُبْزَ فَإِنَّ اللَّهَ أكرمه» . مات سنة ثلاث وسبعين ومائة [1] .   [1] السابق واللاحق 338، والمجروحين 3/ 48. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 388 - حرف الهاء- 308- هارون بن حبّان الرَّقِّيُّ [1] . عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَخَصِيفٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ حفص الحرّانيّ، وآخرون. قال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قُلْتُ: لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقُدَمَاءِ. وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ [3] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ، فَسَقَطَ الاحْتِجَاجُ بِهِ [5] . 309- هَاشِمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ الْقُرَشِيُّ الْبَكْرِيُّ [6] .   [1] انظر عن (هارون بن حيّان) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 360، 361 رقم 1971، والجرح والتعديل 9/ 88 رقم 362، والمجروحين لابن حبّان 3/ 94، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 174 رقم 569، وميزان الاعتدال 4/ 283 رقم 9154، والمغني في الضعفاء 2/ 704 رقم 6692، والكشف الحثيث 445 رقم 813، ولسان الميزان 6/ 178 رقم 627. [2] الضعفاء والمتروكون، رقم 569. [3] الكشف الحثيث، رقم 813. [4] في المجروحين 3/ 94. [5] وقال البخاري: في حديثه نظر: (الضعفاء الكبير 4/ 360) . [6] انظر عن (هَاشِمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ) في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 239، 325، والولاة والقضاة للكندي 370، 403، 404، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 389 الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ قَاضِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ بَعْدَ الْقَاضِي الْعُمَرِيِّ. وَكَانَ مِنْ سُكَّانِ الْكُوفَةِ مُدَّةً، وَتَفَقَّهَ عَلَى مَذْهَبِهِمْ، وَكَانَ مِمَّنْ يَشْرَبُ النَّبِيذَ الْمُخْتَلَفَ فِيهِ [1] . قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ كَذَا وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . 310- هِشَامُ بْنُ سُلمَانَ [3] . أَبُو يَحْيَى الْمُجَاشِعِيُّ، بَصْرِيٌّ، جائز الحديث. روى عن: يزيد بن الرِّقَاشِيِّ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَرَوْحُ بْنُ عَبَّادَةَ. أَوْرَدَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي «كَامِلِهِ» [4] خَمْسَةَ أَحَادِيثَ، وَمَا ضَعَّفَهُ. وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ [5] : شَيْخٌ [6] . 311- هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن معاوية بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان الأُمَويّ المَروانيّ [7] .   [411- 417،) ] وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 155. [1] الولاة والقضاة 416. [2] في الولاة والقضاة: توفي لمستهلّ المحرّم سنة ستّ وتسعين ومائة. (417) . [3] انظر عن (هشام بن سلمان) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 620، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 199 رقم 2698، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، وتاريخ الثقات للعجلي 457 رقم 1735، والجرح والتعديل 9/ 62 رقم 242، والمجروحين لابن حبّان 3/ 89، والكامل لابن عدي 7/ 2565، والمغني في الضعفاء 2/ 710 رقم 6750، ولسان الميزان 6/ 194 رقم 694. [4] ج 7/ 2565. [5] الجرح والتعديل 9/ 62. [6] وذكره العجليّ في ثقاته، فورد «هشام بن سلمان» و «هشام بن سليمان» . (457 رقم 1735) . وقال ابن معين: «ليس به بأس» . (التاريخ 2/ 620) . وقال مسلم: «منكر الحديث» . (الكنى والأسماء، ورقة 120) . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدا» ، وذكر جملته المعهودة. (المجروحون 3/ 89) . [7] انظر عن (هشام بن عبد الرحمن بن معاوية أمير الأندلس) في: العقد الفريد 4/ 490، وتاريخ ابن القوطية 42، وجذوة المقتبس للحميدي 10، والعيون الجزء: 11 ¦ الصفحة: 390 الأَمِيرُ أَبُو الْوَلِيدِ صَاحِبُ الأَنْدَلُسِ. بَايَعَهُ أَهْلُ الأَنْدَلُسِ بِالْمُلْكِ بَعْدَ مَوْتِ وَالِدِهِ فِي سَنَةِ اثنتين وسبعين، فكانت دولته ثماني سِنِينَ. وَمَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَقَامَ بَعْدَهُ وَلَدُهُ الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ. وَكَانَ هِشَامٌ حَسَنَ السِّيرَةِ، يَعُودُ الْمَرْضَى، وَيُشَيِّعُ الْجَنَائِزَ، وَيُكْثِرُ الصَّدَقَاتِ، وَيَتَعَاهَدُ الْمَسَاكِينَ. عَاشَ سَبْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً، وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا حَوْرَاءُ. 312- هِشَامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [1] . أَبُو الْوَلِيدِ، وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَانَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَعُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَطَائِفَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. 313- الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ الدمشقي [3]- م. ع. -   [ () ] والحدائق 3/ 205، 291، ومروج الذهب 402، وجمهرة أنساب العرب 94- 96، وتاريخ العظيمي 231، 233، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 4، 5، والكامل في التاريخ 5/ 583 و 6/ 10، 110، 112، 117، 123، 124، 133، 135، 144- 148، 379، وبغية الملتمس للضبّي 13، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 40، (22، 43) ، 98، 126، 135، 144 و 2/ 30، 363، 365، 373، 375، وبدائع البدائه 38، 354، والمختصر في أخبار البشر 2/ 14، ودول الإسلام 1/ 116، وسير أعلام النبلاء 8/ 225 رقم 56، والبيان المغرب 2/ 61، وتاريخ ابن خلدون 4/ 124، والمعجب 19، وأخبار مجموعة 120، ونفح الطيب 1/ 334، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 107. [1] انظر عن (هشام بن يحيى الغسّاني) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 192 رقم 3666، والمعرفة والتاريخ 1/ 599- 601، 604 و 2/ 453، والجرح والتعديل 9/ 70 رقم 270، والثقات لابن حبّان 9/ 232. [2] الجرح والتعديل 9/ 70. [3] انظر عن (الهقل بن زياد) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 391 نَزِيلُ بَيْرُوتَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. كَانَ كَاتِبَ الأَوْزَاعِيِّ وَتِلْمِيذَهُ، وَحَامِلَ عِلْمِهِ. رَوَى أَيْضًا عَنْ: هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَالْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، وَطَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْمَكِّيِّ. وَعَنْهُ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وسليمان ابن بنت شرحبيل.   [ () ] التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 622، 623، ومعرفة الرجال له، برواية ابن محرز 1/ 111 رقم 523، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 610، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 248، 249 رقم 2891، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، وتاريخ الثقات للعجلي 460 رقم 1747، والمعرفة والتاريخ 1/ 144 و 2/ 408، 460، 467، 474، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 251، 263، 379، 383، و 2/ 721، وعمل اليوم والليلة للنسائي 476 رقم 821، والسنن، له 2/ 277 والشكر للَّه لابن أبي الدنيا 78 رقم 30، وسنن الدارميّ 1/ 224، 312، 371، والجرح والتعديل 9/ 122، 123 رقم 520، وعلل الحديث لابن أبي حاتم 1/ 37 رقم 77، والثقات لابن حبّان 9/ 245، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 347 رقم 1482، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 329 رقم 1807، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 211، ب، و 283 ب، ومشكل الآثار للطحاوي 1/ 273 وفيه (عقيل بن زياد) وهو تصحيف، والدعاء للطبراني 3/ 1417 رقم 1324، والمعجم الكبير، له 2/ 67 رقم 1313، و 6/ 97 رقم 5576، و 7/ 79 رقم 6397 و 7/ 137 و 8/ 176، و 10/ 99 رقم 10019، و 17/ 25 رقم 29، وذكر أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 2/ 266 رقم 1339، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 98، و 10/ 47، والإكمال لابن ماكولا 7/ 393، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 557 رقم 2166، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 75، والأنساب لابن السمعاني 301 أ، ومعجم البلدان 3/ 362، والمستدرك على الصحيحين 1/ 143، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 169 و 29/ 2 و 38/ 366 و 39/ 206، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1448، وحياة الحيوان للدميري 676 (سلسلة كتاب التحرير) ، والكاشف 3/ 198 رقم 6087، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 729، وتلخيص المستدرك 1/ 143 و 78، وسير أعلام النبلاء 8/ 329 رقم 109، وتذكرة الحفّاظ 1/ 262، والعبر 1/ 227، والبداية والنهاية 10/ 174، وتهذيب التهذيب 11/ 64، 65 رقم 103، وتقريب التهذيب 2/ 321 رقم 106، والنجوم الزاهرة 2/ 97، وخلاصة تذهيب التهذيب 414، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 148- 153 رقم 1773. قال الدميري في (حياة الحيوان الكبرى 2/ 676) : «الهقل بكسر الهاء، الفتى من النعام، وبه لقّب محمد بن زياد الهقل الدمشقيّ كاتب الأوزاعي، وكان يسكن بيروت، فغلب عليه هذا اللقب» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 392 قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [1] : مَا كَانَ بِالشَّامِ أَوْثَقَ مِنْهُ. وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالأَوْزَاعِيِّ وَبِمَجْلِسِهِ وَفُتْيَاهُ [2] . وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ الْهِقْلُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . 314- هيّاج بن بسطام [4]- ت-. أبو خالد التميميّ الحنظليّ الهرويّ. عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَالِدٍ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَداود بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ يحيى بن معين [6] : ضعيف.   [1] وقال في تاريخه 2/ 622: «لم يكن في أصحاب الأوزاعي مثل هقل» . وقال أيضا (2/ 623) : «وليس في أصحاب الأوزاعي أحبّ إليّ من هقل» . وقال في موضع آخر: سمعت أبا مسهر يقول: ما كان ها هنا أحد أثبت في الأوزاعيّ من هقل. (الجرح والتعديل 9/ 123) . [2] الجرح والتعديل 9/ 123، وسئل أبو زرعة فقال: كاتب الأوزاعي وكان ثقة. وقال أَبُو حاتم: صالح الحديث. وقال أحمد: كان أبو مسهر يرضاه. (انظر: العلل ومعرفة الرجال 2/ 363 رقم 2610) . ووثّقه ابن حبّان، وابن شاهين، وروى له مسلم، والنسائي، والدارميّ. [3] وقال ابن قانع: مات سنة إحدى وثمانين ومائة، والأول أصحّ. [4] انظر عن (هيّاج بن بسطام) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 625، 626، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 14، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 242 رقم 2866، والمعرفة والتاريخ 3/ 37، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 366 رقم 1979، والجرح والتعديل 9/ 112 رقم 474، والمجروحين لابن حبّان 3/ 96، والكامل لابن عدي 7/ 2592، 2593، وتاريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين 193 رقم 674، وتاريخ جرجان للسهمي 90، 551، والسابق واللاحق 339، وتاريخ بغداد 14/ 80- 4. رقم 7435، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1453، 1454، والكاشف 3/ 202 رقم 6118، وميزان الاعتدال 4/ 318 رقم 9287، والمغني في الضعفاء 2/ 715 رقم 6790، وتهذيب التهذيب 11/ 88، 89 رقم 147، وتقريب التهذيب 2/ 325 رقم 157، وخلاصة تذهيب التهذيب 412. [5] الجرح والتعديل 9/ 112 وزاد: ولا يحتجّ به. [6] في تاريخه 2/ 626، والجرح والتعديل 9/ 112، وقال أيضا: ليس بشيء. (تاريخه 2/ 625) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 393 وَعَنْ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَا عَلِمْنَا الْهَيَّاجَ إِلا صَادِقًا عَالِمًا [1] . وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ هَنَّادٍ: مَا رَأَيْتُ أَفْصَحَ مِنَ الْهَيَّاجِ، وَلَقَدْ حَدَّثَ بِالطُّرُقِ فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفِ إِنْسَانٍ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ فَصَاحَتِهِ، يَكْتُبُونَ عَنْهُ [2] . وَعَنْ مَالِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيِّ قَالَ: كَانَ الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَأَحْلَمَ النَّاسِ، وَأَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَسْخَى [3] النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَأَرْحَمَ النَّاسِ، يَعْنِي فِي زَمَانِهِ [4] . قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ مُبَالَغَةِ الْعَجَمِ فِي التَّعْظِيمِ. قَالَ أَبُو داود: تَرَكُوا حَدِيثَهُ [5] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [6] : يَرْوِي الْمُعْضَلاتِ عَنِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَتْرُوكٌ [7] .   [1] تاريخ بغداد 14/ 82. [2] تاريخ بغداد 14/ 82. [3] في الأصل «أسخا» . [4] تاريخ بغداد 14/ 82. [5] تاريخ بغداد 14/ 83. [6] هكذا في الأصل، وهو سهو من المؤلّف- رحمه الله-، والصحيح «الضعفاء» ، أو «المجروحين» حيث ورد فيه الكلام (3/ 96) ، وهو ليس في «الثقات» . [7] وقال العقيلي: ولا يتابع عليه ولا على شيء من حديثه. (الضعفاء الكبير 4/ 366) وقال نحوه ابن عدي. (الكامل 7/ 2593) . وقد توفي سنة سبع وسبعين ومائة. (السابق واللاحق 339) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 394 - حرف الْوَاوِ- 315- الْوَضَّاحُ [1] . هُوَ أَبُو عَوَانَةَ الْوَلِيدُ بْنُ طَرِيفِ بْنِ الصَّلْتِ الشَّيْبَانِيُّ، وَقِيلَ التَّغْلِبِيُّ الشَّارِيُّ الْخَارِجِيُّ، أَحَدُ أَشْرَافِ الْعَرَبِ الأَبْطَالِ خَرَجَ فِي ثَلاثِينَ نَفْسًا مِنْ قَوْمِهِ بِطَرَفِ الْفُرَاتِ، وَأَقْبَلَ إِلَى رَأْسِ الْعَيْنِ فَلَقِيَ تَاجِرًا نَصْرَانِيًّا فَقَتَلَهُ وَأَخَذَ مَالَهُ، ثُمَّ أَتَى دَارًا [2] فَعَاثَ وَنَهَبَ، وَقَصَدَ مَيَّافَارِقِينَ وَقَدْ كَثُرَ جَيْشُهُ، فَفَدَوْهَا مِنْهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا. ثُمَّ دَخَلَ أَرْزَنَ [3] وَقَتَلَ رَجُلا مِنْ وُجُوهِ أَهْلِهَا مِنْ بَنِي شَيْبَانَ، ثُمَّ قَصَدَ خِلاطَ [4] وَحَاصَرَهَا عِشْرِينَ يَوْمًا فَصَالَحُوهُ عَلَى ثَلاثِينَ أَلْفًا، ثُمَّ سَارَ إِلَى نَاحِيَةِ أَذْرَبَيْجَانَ. وَسَارَ فِي جَيْشِهِ إِلَى حُلْوَانَ [5] ، فَالْتَقَاهُ الأمير الحرشيّ، فهزم عسكر الحرشيّ. ثم   [1] انظر عن (الوضّاح- الوليد بن طريف) في: تاريخ خليفة 450- 453، والمعارف 503، 504، 531، وتاريخ اليعقوبي 2/ 410، وتاريخ الطبري 8/ 256، 261، والعقد الفريد 3/ 269، والعيون والحدائق 3/ 296، 297، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 101، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 110، وأمالي القالي 2/ 274، والتذكرة الحمدونية 2/ 482 رقم 3، والكامل في التاريخ 6/ 141- 143، 147، والروض المعطار للحميري 500، ومرآة الجنان 1/ 370- 373، ودول الإسلام 1/ 115، وسير أعلام النبلاء 8/ 206، 207 رقم 45، والعبر 1/ 272، ووفيات الأعيان 6/ 31، وسمط اللآلي 913، ومعاهد التنصيص 2/ 161، ونهاية الأرب 22/ 130، ومرآة الجنان 1/ 370- 373، والبداية والنهاية 10/ 171، والذهب المسبوك للمقريزي 48، 49، والنجوم الزاهرة 2/ 95، وشذرات الذهب 1/ 288. [2] دارا: بلد بالجزيرة ذات بساتين ومياه جارية. [3] أرزن: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي، وهي مدينة مشهورة قرب خلاط. (معجم البلدان 1/ 150) . [4] خلاط: بكسر أوله، هي قصبة أرمينية الوسطى. (معجم البلدان 2/ 280، 281) . [5] حلوان: بالضم ثم السكون. وهي في آخر حدود السواد مما يلي الجبال من بغداد. (معجم البلدان 2/ 290) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 395 قَصَدَ حَوْلايَا [1] وَبَلْدَةً أُخْرَى، فَفَدَوْهَا مِنْهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ. ثُمَّ أَتَى نَصِيبِينَ، فَاسْتَبَاحَهَا وَقَتَلَ بِهَا خَمْسَةَ آلافِ نَفْسٍ، وَاسْتَفْحَلَ شَرُّهُ إِلَى أَنْ سار إليه يَزِيدَ بْنِ مَزْيَدٍ فَالْتَقَاهُ، فَظَفَرَ بِهِ يَزِيدُ وَقَتَلَهُ، وَتَمَزَّقَ جَمْعُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [2] . وَقَوْلُهُمُ الشَّارِيُّ [3] ، يَعْنِي مِنْ قَوْلِهِمْ: شَرَيْنَا أَنْفُسَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ رَثَتْهُ أُخْتُهُ بِأَبْيَاتٍ فَائِقَةٍ [4] . 316- الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الْمُرْهِبِيُّ الْكُوفِيُّ [5]- د. ت. ق. - عَنْ: زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمير. وعنه: فروة بن أي الْمِغْرَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِزَامِيُّ، وَعَبَّادُ الرَّوَاجِنِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ صَالِحٌ جَزَرَةُ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ. قَالَ عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ [6] : سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.   [1] حولايا: بفتح الحاء وسكون الواو. قرية كانت بنواحي النهروان. (معجم البلدان 2/ 322) . [2] انظر عنه في حوادث سنة 179 هـ. من هذا الجزء. [3] تقدّم التعريف بهم في حوادث سنة 178 هـ. من هذا الجزء. [4] ذكر المؤلّف بعضها في «سير أعلام النبلاء» 8/ 206، 207. [5] انظر عن (الوليد بن عبد الله الهمدانيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 632، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 3947، والتاريخ الصغير للبخاريّ 191، والتاريخ الكبير، له 8/ 142 رقم 2489، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 319 رقم 1920، والمعرفة والتاريخ 2/ 767، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 604، والجرح والتعديل 9/ 2، 3 رقم 6، والمجروحين لابن حبّان 3/ 79، والكامل لابن عدي 7/ 2538، 2539، وتاريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين 188 رقم 661، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1469، وميزان الاعتدال 4/ 340، 341 رقم 9377، والمغني في الضعفاء 2/ 722 رقم 6862، والكاشف 3/ 210 رقم 6179. وتقريب التهذيب 2/ 333 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 416. [6] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 16 رقم 3947، وضعفاء العقيلي 4/ 319. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 396 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: سَأَلْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ عَنْهُ، فَقَالَ: كَذَّابٌ [1] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : ضعيف. [4] قلت: مات سنة اثنين وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 317- الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ الْحَرَّانِيُّ [5] . عَنْ: عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَعَنْ: أَبِيهِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَسْرُوحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْقَرْدُوَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [6] ، وَالنَّسَائِيُّ [7] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عديّ [8] : مع ضعفه يكتب حديثه [9] .   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 319. [2] في المجروحين 3/ 79. [3] في الضعفاء والمتروكين، رقم 604. [4] وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. (الكامل 7/ 2539) . [5] انظر عن (الوليد بن عمرو) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 633، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 147 رقم 256، والمعرفة والتاريخ 2/ 450، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 602، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 320 رقم 1922، والجرح والتعديل 9/ 11 رقم 47، والمجروحين لابن حبّان 3/ 79، والكامل لابن عدي 7/ 2536، وتاريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين، رقم 662، وميزان الاعتدال 4/ 342، 343 رقم 9391، والمغني في الضعفاء 2/ 723 رقم 6874، ولسان الميزان 6/ 224، 225 رقم 794. [6] في تاريخه 2/ 633، وضعفاء العقيلي 4/ 320، 321. [7] في ضعفائه، رقم 602. [8] في الكامل 7/ 2537. [9] وقال الجوزجاني: «ضعيف الأمر جدّا» (أحوال الرجال 147 رقم 256) . وقال أبو حاتم: الوليد وعثمان ابنا عمرو بن ساج يكتب حديثهما ولا يحتجّ بهما. (الجرح والتعديل 9/ 11) . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدّا» وردّد عبارته المعروفة. (المجروحون 3/ 79) . وذكره ابن شاهين في «الضعفاء» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 397 318- الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ [1] . أَبُو الْعَبَّاسِ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمُ الْمِصْرِيُّ. عَنْ: مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، وَوَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ. قَالَ الْخُزَاعِيُّ: لَمْ أَرَ بِمِصْرَ أَثْبَتَ مِنْهُ. قُلْتُ: لَهُ شَيْءٌ فِي «الْمَرَاسِيلِ» [2] لِأَبِي داود. مَاتَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ ومائة. أرّخه ابن يونس [3] .   [1] انظر عن (الوليد بن المغيرة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 154 رقم 2535، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 82، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 24، والجرح والتعديل 9/ 217 رقم 72، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 338 رقم 1435، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1476، وميزان الاعتدال 4/ 349 رقم 9410، وتهذيب التهذيب 11/ 155 رقم 255، وتقريب التهذيب 2/ 336 رقم 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 417. وقد جاء في حاشية (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين- ص 338) بتحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي: «هو الوليد بن المغيرة المخزومي» ، وأحال إلى ترجمته في «الجرح والتعديل» . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن المخزومي الّذي في «الجرح والتعديل» برقم (73) «مجهول» ، وليس هو صاحب الترجمة هنا، وهذا أشجعي، مصري، معروف. فليصحّح. [2] ص 117 رقم 85. [3] قال أحمد بن صالح: ثقة. (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، رقم 1435) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 398 - حرف الْيَاءِ- 319- يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ [1] . عَنْ: أَبِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ. كُنْيَتُهُ أَبُو جَعْفَرٍ. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَارِثِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : فِي حَدِيثِهِ مَنَاكِيرُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ [3] . قِيلَ: تُوُفِّيَ سنة اثنتين وسبعين. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [5] . وَقِيلَ: قَبْلَ ذَلِكَ، وَالأَوَّلُ أَصَحُّ. وَتَرَكَهُ النَّسَائِيُّ [6] .   [1] تقدّمت ترجمته في الجزء السابق، برقم (426) ، وفيه مصادرها. [2] في تاريخه الكبير، والصغير، وضعفائه الصغير. [3] الجرح والتعديل 9/ 154، وقال في: تاريخه 2/ 648: «ليس بشيء» ، وقال أيضا: «لا يكتب حديثه» . وانظر: تاريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين 194 رقم 679. [4] في الثقات 7/ 595، وقال: «في أحاديث ابنه إبراهيم بن يحيى عنه مناكير» . [5] وقد ذكره ابن حبّان في المجروحين، وقال: «مات سنة ثمان وستين ومائة» . (المجروحون 3/ 113) . [6] في الضعفاء 306 رقم 631، وذكره العجليّ في «الثقات» وقال: «ضعيف الحديث، وكان يغلو في التشيّع» . (472 رقم 1808) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 399 320- يحيى بن عثمان [1]- ق. - أبو سهل القرشيّ التّيميّ، مولاهم البصريّ الدّستوائيّ. عن: ابن طاووس، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ. وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحَرَشِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو شَيْخٍ: وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [3] ، وَأَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ [4] . - يَحْيَى بْنُ يَعْلَى. هُوَ أَبُو الْمُحَيَّاةِ، يأتي بكنيته.   [ () ] وقال الجوزجاني: «ذاهب الحديث هو وأخوه محمد» . (أحوال الرجال 62 رقم 61) . وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ليس بالقويّ. (الجرح والتعديل 9/ 154) . وقال ابن عديّ: «ومع ضعفه يكتب حديثه» . (الكامل 7/ 2655) . [1] انظر عن (يحيى بن عثمان) في: التاريخ الصغير للبخاريّ 194، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 419 رقم 2044، والجرح والتعديل 9/ 174 رقم 716، والمجروحين لابن حبّان 3/ 122، والثقات، له 7/ 599، والكامل لابن عدي 7/ 2678، 2679، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 240 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1512، وميزان الاعتدال 4/ 395 رقم 9583، والكاشف 3/ 231 رقم 6325، والمغني في الضعفاء 2/ 740 رقم 7014، وتهذيب التهذيب 11/ 257، 415، 258 رقم 415، وتقريب التهذيب 2/ 354 رقم 132، وخلاصة تذهيب التهذيب 426. [2] في تاريخه الصغير 194. [3] ج 7/ 599. [4] وقال ابن عدي: «ومقدار ما يرويه غير محفوظ» . (الكامل 7/ 2679) . وقال مسلم: منكر الحديث. (الكنى والأسماء، ورقة 50) . وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدا، يروي أشياء مناكير لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من روايته المناكير حتى كاد أن يقلب حديثه» . (المجروحون 3/ 123) ومع ذلك ذكره في «الثقات» !. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 400 321- يَزِيدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [1] . الأَمِيرُ، وَلِيَ الْمَغْرِبَ وَإِفْرِيقْيَا زَمَانَ الْمَهْدِيِّ، وَالْهَادِي، وَالرَّشِيدِ، وَوَلِيَ قَبْلَ ذَلِكَ إِمْرَةَ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِلْمَنْصُورِ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ، أَوَّلُهَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ الْمَعْدُودِينَ، وَالأَبْطَالِ الْمَوْصُوفِينَ، وَفِيهِ يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَوْلَى الشَّاعِرِ: وَإِذَا تُبَاعُ كَرِيمَةٌ أَوْ تُشْتَرَى ... فَسِوَاكَ بَائِعُهَا وَأَنْتَ الْمُشْتَرِي وَإِذَا الْفَوَارِسُ عُدِّدَتْ أَبْطَالُهَا ... عَدُّوكَ فِي أَبْطَالِهَا [2] بِالْخِنْصَرِ وَعَنْ صَفْوَانَ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: كُنَّا مَعَ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ فَقَالَ: اسْتَنْقُوا لِي ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ. فَكَأَنَّمَا كَانَتْ فِي كُمِّي، فَقُلْتُ: لَمْ أَدْرِ مَا الْجُودُ إِلا مَا سَمِعْتُ بِهِ ... حَتَّى لَقِيتَ يَزِيدًا عِصْمَةَ النَّاسِ لَقِيتُ أَكْرَمَ [3] مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ ... مُفَضَّلا بِرِدَاءِ الْجُودِ والباس   [1] انظر عن (يزيد بن حاتم المهلبي) في: تاريخ خليفة 434، 441، 446، 464، وعيون الأخبار 1/ 6، 129، والمعرفة والتاريخ 1/ 142، وفتوح البلدان 275، وأنساب الأشراف 3/ 138، 183، 247، 249، وتاريخ اليعقوبي 2/ 371، 384، 386، 411، والبرصان والعرجان 136، وطبقات الشعراء لابن المعتز 159، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 234، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 4656، والعقد الفريد 1/ 286، 287، 306 و 4/ 45 و 5/ 305، والزاهر للأنباري 2/ 231، وربيع الأبرار 4/ 164، وولاة مصر للكندي 133- 138، والولاة والقضاة للكندي 111- 117، 362، 367، 368، وأخبار أبي تمّام للصولي 252، والعقد الفريد 1/ 306، 307، والأغاني 16/ 196، والعيون والحدائق 3/ 264، 265، وثمار القلوب 625، وبدائع البدائه 148، والخراج وصناعة الكتابة 348، والبصائر 4 رقم 614، ونثر الدرّ 5/ 29، والتذكرة الحمدونية 2/ 347، 410، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 398، والخطط والآثار للمقريزي 2/ 338، ودول الإسلام 1/ 113، وسير أعلام النبلاء 8/ 208، 209 رقم 46، والبيان المغرب 1/ 78، ووفيات الأعيان 6/ 321، ومرآة الجنان 1/ 361، 396، والنجوم الزاهرة 2/ 1، وخزانة الأدب 3/ 51، ومطالع البدور 1/ 15، والإستقصاء 1/ 58، وتاريخ ابن خلدون 4/ 193، ورغبة الآمل 5/ 203، 204. [2] في وفيات الأعيان 6/ 326 «أبطالهم» . [3] في الوفيات «أجود» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 401 لَوْ نِيلَ بِالْمَجْدِ مُلْكٌ [1] كُنْتَ صَاحِبَهُ ... وَكُنْتَ أَوْلَى بِهِ مِنْ آلِ عَبَّاسِ [2] قَالَ: ثُمَّ كَفَفْتُ، فَقَالَ: لا يَسْمَعَنَّ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ. قَالَ الْجَاحِظُ: وَقَالَ ربَيْعَةُ بْنُ ثَابِتٍ يَمْدَحُ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ، وَيَهْجُو يَزِيدَ بْنَ أُسَيْدٍ السُّلَمِيَّ: لَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْيَزِيدَيْنِ فِي النَّدَى ... يزيد سليم، والأغرّ ابن حاتم فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله ... وهم الفتى القيسي جمع الدراهم ولا يحسب التمتام أَنِّي هَجَوْتُهُ ... وَلَكِنَّنِي فَضَّلْتُ أَهْلَ الْمَكَارِمِ [3] قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ سَنَةَ سَبْعِينَ أَوْ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَاسْتَخْلَفَ ابْنَهُ داود مَكَانَهُ عَلَى إِفْرِيقْيَا. قُلْتُ: وَقَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ السَّالِفَةِ يَزِيدُ، وَأَنَّهُ مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. 322- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] . أَبُو خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ السَّرَّاجُ. عَنْ: مَكْحُولٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْقَاوِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ. مَحَلُّهُ الصِّدْقُ [5] . 323- يَزِيدُ بن عطاء اليشكريّ [6]- د-.   [1] في الوفيات «مجد» . [2] الأبيات في (وفيات الأعيان 6/ 325) وفيه: وكنت أولى به. ثم كففت، فقال: أتمم، من آل عباس، فقلت: لا يصلح، فقال: لا يسمعنّ هذا منك أحد. [3] الوفيات 6/ 323. [4] انظر عن (يزيد بن عبد الله) في: الجرح والتعديل 9/ 300 رقم 1286. [5] قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: شيخ دمشقي، منكر الحديث. (الجرح والتعديل) . [6] انظر عن (يزيد بن عطاء) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 312، وفيه «البزّاز» ، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 675، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 402 ويقال الكنديّ، ويقال السّلميّ، مَوْلاهُمْ أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ. التَّاجِرُ الْبَزَّازُ مَوْلَى أَبِي عَوَانَةَ وَضَّاحٌ الْحَافِظُ. رَوَى عَنْ: مَنْصُورٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ الْخَوْلانِيُّ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ والواسطيّ، وخلق مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ وَالشَّامِيِّينَ. قَالَ أَحْمَدُ [1] : حَدِيثُهُ مُقَارِبٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : هُوَ حسن الحديث.   [ () ] ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 17، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3211، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 351 رقم 3294، وطبقات خليفة 326 وفيه (البزّاز) ، والمعارف 503، وفيه البزّاز، وتاريخ الثقات للعجلي 480 رقم 1850، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 646، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 387 رقم 2003، والجرح والتعديل 9/ 282 رقم 1188، والمجروحين لابن حبّان 3/ 103، 104، والكامل لابن عدي 7/ 2727، 2728، وتاريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين 96 رقم 230 و 917 رقم 700، وتاريخ أسماء الثقات له 351 رقم 1503، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 180 رقم 596، وتاريخ جرجان للسهمي 481، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1539، 1540، وميزان الاعتدال 4/ 434، 435 رقم 9731، والمغني في الضعفاء 2/ 752 رقم 7127، والكاشف 3/ 248 رقم 6455، وتهذيب التهذيب 11/ 350، 351 رقم 671، وتقريب التهذيب 2/ 369 رقم 298، وخلاصة تذهيب التهذيب 433. [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 488 رقم 3211، ونقله ابن شاهين في الثقات، رقم 1503، وزاد: ليس به بأس. [2] في الطبقات 7/ 312. [3] ليس في (الجرح والتعديل) هذا القول، والأشبه أن المؤلّف أراد «ابن حبّان» فسها، فكتبه «أبو حاتم» ، فابن حبّان هو الّذي قال: «لا يجوز الاحتجاج به» . (المجروحون 3/ 103) . [4] في الكامل 7/ 2728. وقال ابن قتيبة: «يضعّف في حديثه» . (المعارف 503) . وقال العجليّ: «جائز الحديث، وأبو عوانة أرفع منه» . (تاريخ الثقات 480 رقم 1850) . وقال العقيلي: «ضعيف» . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 403 324- يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ الْحَضْرَمِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- د. ن. ق. - سَمِعَ أَبَاهُ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . 325- يَزِيدُ بْنُ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ الصَّنْعَانِيُّ [3]- ت. - شَامِيٌّ نَزَلَ بَغْدَادَ. لَهُ عَنْ: حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْرِيِّ، وعمارة بن غزية، ويزيد بن يزيد بن جابر.   [ () ] وقال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي. [1] انظر عن (يزيد بن المقدام) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 676، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 325، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 360 رقم 3329، والجرح والتعديل 9/ 289 رقم 1234، والثقات لابن حبّان 9/ 272، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1543، وميزان الاعتدال 4/ 440 رقم 9756، والكاشف 3/ 250 رقم 6471، وتهذيب التهذيب 11/ 362 رقم 701، وتقريب التهذيب 2/ 371 رقم 330، وخلاصة تذهيب التهذيب 434. [2] تهذيب الكمال 3/ 1543، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: «يكتب حديثه» . [3] انظر عن (يزيد بن يوسف الدمشقيّ) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 679، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله (مذكور في فهرس الأعلام- ص 357 دون ذكر رقم الترجمة) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 369 رقم 3357، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 361، والضعفاء والمتروكين للنسائي 307 رقم 649، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 390 رقم 2009، والجرح والتعديل 9/ 296 رقم 1261، والمجروحين لابن حبّان 3/ 106، والكامل لابن عديّ 7/ 2722، 2723، وتاريخ أسماء الضعفاء لابن شاهين، رقم 703، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 180 رقم 595، وتاريخ بغداد 14/ 333، 334 رقم 7659، والأنساب لابن السمعاني 8/ 95، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1546، وميزان الاعتدال 4/ 442، 443 رقم 9770، والمغني في الضعفاء 2/ 755 رقم 7156، والكاشف 3/ 252 رقم 6484، وتهذيب التهذيب 11/ 373 رقم 716، وتقريب التهذيب 2/ 372 رقم 745، وخلاصة تذهيب التهذيب 435، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 219 رقم 1855. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 404 وكان من فقهاء دمشق. روى عنه: سعيد بن سليمان الواسطي، وخالد بن مرداس، ومنصور بن أبي مزاحم. قال أحمد بن حنبل [1] : قد رأيته. وقال النسائي [2] : متروك الحديث. وقال الدارقطني [3] : لا يَسْتَحِقُّ التَّرْكَ [4] . 326- يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ [5] . أَبُو شَيْبَةَ الْخُرَاسَانِيُّ الْكُوفِيُّ. عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَطَاءٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. قال أبو حاتم [6] : ليس بالقويّ.   [1] في العلل ومعرفة الرجال (انظر فهرس الأعلام- ص 357) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 390. [2] في الضعفاء، رقم 649. [3] في ضعفائه، رقم 595. [4] وقال ابن معين: «ليس بثقة» . وقال أبو حاتم: «لم يكن بالقويّ» . وقال ابن معين في موضع آخر: يزيد بن يوسف صاحب الأوزاعي كان ببغداد لا يساوي شيئا. (الضعفاء للعقيليّ 4/ 390) . وقال ابن حبّان: كان سيّئ الحفظ كثير الوهم ممن يرفع المراسيل ولا يعلم ويسند الموقوف ولا يفهم، فلما كثر ذلك منه في حديثه حتى صار ساقط الاحتجاج به إذا انفرد. أرجو إن احتجّ به فيما وافق الثقات لم يجرّح في فعله لقدم صدقه» . (المجروحون 3/ 106) . وقال ابن عديّ: هو مع ضعفه يكتب حديثه. (الكامل 7/ 2723) . وذكره ابن شاهين في الضعفاء. [5] انظر عن (يزيد بن معاوية) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 2، والجرح والتعديل 9/ 287 رقم 1217، والثقات لابن حبّان 7/ 627، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 272 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1543، والمغني في الضعفاء 2/ 753 رقم 7146، وميزان الاعتدال 4/ 440 رقم 9753، وتهذيب التهذيب 11/ 360 رقم 697، وتقريب التهذيب 2/ 371 رقم 327، وخلاصة تذهيب التهذيب 434. [6] الجرح والتعديل 9/ 287. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 405 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ [1] . 327- يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ هَانِئِ بن عامر بن أبي عامر الأشعريّ [2]- ع. - أبو الحسن القمّيّ مِنْ عُلَمَاءِ الْعَجَمِ، يَرْوِي عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ أبي المغيرة القمّيّ، وعن: زيد بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعِيسَى بْنِ جَارِيَةَ صَاحِبِ جَابِرٍ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِصْبَهَانِيُّ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ شَيْخُ قَزْوِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ [3] : كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ إِذَا رَآهُ قَالَ: هَذَا مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ، يعني لكثرة الرَّافِضَةِ بِقُمٍّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [4] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [5] . قُلْتُ: قَدْ عَلَّقَ لَهُ البخاريّ. مات سنة أربع وسبعين ومائة.   [1] الجرح والتعديل 9/ 287. [2] انظر عن (يعقوب بن عبد الله بن سعد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 382 (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 391 رقم 3443، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 23، وأنساب الأشراف ق 4/ 587، والجرح والتعديل 9/ 209 رقم 874، والثقات لابن حبّان 7/ 645، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 131 أ، وذكر أخبار أصبهان 2/ 351، 352، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 34- 36 رقم 86، وتاريخ جرجان للسهمي 92، 222، 326، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1552، والكاشف 3/ 255 رقم 6508، وميزان الاعتدال 4/ 452 رقم 9815، وتهذيب التهذيب 11/ 390، 391 رقم 752، وتقريب التهذيب 2/ 382، وخلاصة تذهيب التهذيب 436. [3] في ذكر أخبار أصبهان 2/ 351، وقاله أبو الشيخ في طبقات المحدّثين 2/ 34. [4] تهذيب الكمال 3/ 1552. [5] تهذيب الكمال 3/ 1552. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 406 وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. - يَعْلَى بْنُ الأَشْدَقِ. سَيَأْتِي. 328- يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ [1]- ق. - عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ، وَسُنَيْدُ بْنُ داود الْمِصِّيصِيُّ. ضَعَّفَهُ أَبُو داود، وَغَيْرُهُ، وَمَا هُوَ بِمَتْرُوكٍ. قَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: أَحَادِيثُهُ نَحْوَ الْعَشَرَةِ مِنْهَا: رَوَى عبيد بْنُ جُنَادٍ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الإِيمَانِ فَقَالَ: «الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ» [3] . وَبِهَذَا السَّنَدِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَلَبِيِّ، عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى مُغَيَّرَ الْخَلْقِ سَجَدَ، وَإِذَا رأى القرد سجد [4] .   [1] انظر عن (يوسف بن محمد بن المنكدر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 381 رقم 3396، والضعفاء والمتروكين 306 رقم 618، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 456 رقم 2086، والجرح والتعديل 9/ 229 رقم 960، والمجروحين لابن حبّان 3/ 135، 136، والكامل لابن عدي 7/ 2612، 2613، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 180 رقم 598، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1562، وميزان الاعتدال 4/ 472، 473، رقم 9884، والمغني في الضعفاء 2/ 764 رقم 7249، والكاشف 3/ 262 رقم 6565، وتهذيب التهذيب 11/ 422، 423 رقم 824، وتقريب التهذيب 2/ 382 رقم 452، وخلاصة تذهيب التهذيب 439. [2] في الكامل 7/ 2613. [3] أخرجه ابن عديّ في الكامل 7/ 2612. [4] الكامل 7/ 2612، وقال النسائي، متروك الحديث. وقال العقيلي: «عن أبيه ولا يتابع عليه» . (الضعفاء الكبير 4/ 456) . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وقال أبو زرعة: هو صالح، وهو أقلّ رواية من أخيه المنكدر. (الجرح والتعديل 9/ 229) . وضعّفه ابن حبّان، وقال فيه عبارته المعروفة (المجروحون 3/ 136) . وضعّفه الدار الدّارقطنيّ. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 407 329- يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ الْبَصْرِيُّ [1] . عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، وَأَبِي حَرْبٍ الدُّؤَلِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادَةَ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ. وَلَمْ أَرَهُ فِي الثِّقَاتِ وَلا الضُّعَفَاءِ [2] . نَعَمْ لَيَّنَهُ ابْنُ خِرَاشٍ. 330- يونس بن راشد [3]- د. - أبو إسحاق قَاضِي حَرَّانَ. عَنْ: عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، وَخُصَيْفٍ، وَعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ حَفْصٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيَّانِ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [4] : لا بأس به [5] . 331- يونس بن عثمان [6] .   [1] انظر عن (يونس بن أرقم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 410، رقم 3518، والجرح والتعديل 9/ 236 رقم 944، والثقات لابن رقم بن حبّان 9/ 287، 288، وميزان الاعتدال 4/ 477 رقم 9898، والمغني في الضعفاء 2/ 765 رقم 7260، ولسان الميزان 6/ 331 رقم 1179. [2] بل ذكره ابن حبان في «الثقات» 9/ 287، 288، وقال: «كان يتشيّع» . [3] انظر عن (يونس بن راشد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 412 رقم 3527، والجرح والتعديل 9/ 239 رقم 1003، والثقات لابن حبّان 9/ 289، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1567، والكاشف 3/ 265 رقم 6585، وميزان الاعتدال 4/ 480، 481 رقم 9904، وتهذيب التهذيب 11/ 439 رقم 849، وتقريب التهذيب 2/ 384 رقم 477، وخلاصة تذهيب التهذيب 441. [4] في الجرح والتعديل 9/ 239. [5] وقال البخاري في تاريخه الكبير 8/ 412: «يقال: كان مرجئا: وقال أحمد بن شعيب كان داعيا» . وذكره ابن حبّان في ثقاته. [6] انظر عن (يونس بن عثمان) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 408 أَبُو شُعْبَةَ الْحِمْصِيُّ. عَنْ: لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَغَيْرُهُمَا. صُوَيْلِحٌ [1] . 332- يُونُسُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ [2]- خ. - عَنْ: عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. وعنه: ابنه عُمَرَ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السَّيْلَحِينِيُّ، وَمُسَدَّدٌ. لَقِيَهُ مُسَدَّدٌ بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَهُوَ صَدُوقٌ [3] . 333- يُونُسُ بْنُ نَافِعٍ [4] . أَبُو غَانِمٍ، نَزِيلُ خُرَاسَانَ. رَوَى عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَكَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ، وغيرهم.   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 412 رقم 3528، والجرح والتعديل 9/ 243 رقم 1023، والثقات لابن حبّان 7/ 649، 650. [1] قال ابن حبّان: «يعتبر حديثه من غير رواية يحيى بن سعيد العطار، عنه» . (الثقات 7/ 650) . [2] انظر عن (يونس بن القاسم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 410 رقم 3519، والجرح والتعديل 9/ 245 رقم 1030، والثقات لابن حبّان 7/ 651، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 819 رقم 1382، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 585 رقم 2281، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1570، 1571، والكاشف 3/ 266 رقم 6592، وميزان الاعتدال 4/ 484 رقم 9920، وتهذيب التهذيب 11/ 446 رقم 861، وتقريب التهذيب 2/ 385 رقم 487، وخلاصة تذهيب التهذيب 441. [3] قال البخاري: معروف الحديث. وقال ابن معين: ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (يونس بن نافع) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 413 رقم 3534، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 89، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 77، والجرح والتعديل 9/ 247 رقم 1038، والثقات لابن حبّان 7/ 650، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1571، وميزان الاعتدال 4/ 484 رقم 9921، والكاشف 3/ 267 رقم 6596، وتهذيب التهذيب 11/ 449 رقم 866، وتقريب التهذيب 2/ 386 رقم 493، وخلاصة تذهيب التهذيب 441. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 409 وَعَنْهُ: أَهْلُ مَرْوٍ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّونَ. مَا أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا [1] . 334- يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ العبدي [2]- م. ق. - وَاسْمُ أَبِيهِ وَقْدَانُ الْكُوفِيُّ. روى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيفَةَ، والزهري، والأسود بن قيس، وعمار الدهني. وعنه: محمد بن بكر الحضرمي، وسعيد بن منصور، وجعفر بن حميد، وسويد بن سعيد، وعثمان بن أبي شيبة، وعباد بن يعقوب. ضعفه ابن معين [3] . وقال أبو حاتم [4] : صدوق. وقال النّسائيّ [5] : ضعيف.   [1] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: يخطئ، مات سنة تسع وخمسين ومائة» . (7/ 650) ، وإذا صحّ هذا التاريخ كان على هذه الترجمة أن تحوّل من هنا إلى الطبقة الأسبق. [2] انظر عن (يونس بن أبي يعفور) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 689، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 410، 411 رقم 3520، والجرح والتعديل 9/ 247 رقم 1040، والثقات لابن حبّان 7/ 651، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 30 ب (رقم 762 حسب ترقيم نسختي) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 370، 371 رقم 1901، ورجال الطوسي 140 رقم 16 وفيه «يونس بن أبي يعقوب» ، ثم صحّحه في الحاشية (6) ، وأعلاه- ص 337 رقم 70 وقال: اسم أبي يعفور قيس بن يعقوب من بني أشيم، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 586 رقم 2287، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1572، وميزان الاعتدال 4/ 485 رقم 9925، والمغني في الضعفاء 2/ 767 رقم 7279، والكاشف 3/ 267 رقم 6599، وتهذيب التهذيب 11/ 452 رقم 870، وتقريب التهذيب 2/ 386 رقم 497، وخلاصة تذهيب التهذيب 442. [3] في تاريخه 2/ 689. [4] الجرح والتعديل 9/ 247. [5] في ضعفائه 306 رقم 621. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 410 الكنى 335- أبو الأحوص الكوفي [1]- ع. - مَوْلَى بَنِي حَنِيفَةَ. وَهُوَ سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ الْحَافِظُ. رَوَى عنه: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَشْعَثَ بن أبي الشعثاء،   [1] انظر عن (أبي الأحوص الكوفي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 379، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 221، وتاريخ الدارميّ، رقم 54، 86، 89، وسؤالات ابن طهمان، رقم 32، والعلل لابن المديني 74، والمصنّف لابن أبي شيبة 13/ رقم 15782، والعلل لأحمد 1/ 52، 378، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2607 و 3148، و 3149، وتاريخ خليفة 451، وطبقات خليفة 169، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 135 رقم 2231، وتاريخ الصغير 197، والمعارف 509، والمعرفة والتاريخ 1/ 170 و 2/ 641 و 3/ 125، 162، والزهد لابن المبارك 32 رقم 98 و 327 رقم 930، والملحق به 71 رقم 247، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 8، وتاريخ الثقات للعجلي 212 رقم 645، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 111، وعمل اليوم والليلة للنسائي 495 رقم 867، وتاريخ الطبري 7/ 454، 455، والجرح والتعديل 4/ 259، 260 رقم 1121، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 172 رقم 1363، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 149 رقم 450 و 451، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 333، 334 رقم 467، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 281 رقم 611، وحلية الأولياء 6/ 381 (في ترجمة سفيان الثوري) ، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 152- 154، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ 413 أ، والزهد الكبير للبيهقي 219 رقم 561، والسابق واللاحق 225، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 197 رقم 737، والكامل في التاريخ 6/ 147، وتهذيب الكمال 12/ 282- 285 رقم 2655، والعبر 1/ 274، والمعين في طبقات المحدّثين 60 رقم 587، والكاشف 1/ 330 رقم 226، وميزان الاعتدال 2/ 176، 177 رقم 3744، وسير أعلام النبلاء 8/ 250- 252 رقم 74، وتذكرة الحفاظ 1/ 605، وشرح علل الترمذي لابن رجب 376، والبداية والنهاية 10/ 174، ومرآة الجنان 1/ 373، وتهذيب التهذيب 4/ 282، 283 رقم 486، وتقريب التهذيب 1/ 342 رقم 612، وخلاصة تذهيب التهذيب 160، وشذرات الذهب 1/ 392. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 411 وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَشَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَطَبَقَتِهِمْ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ. وَلَمْ يَرْحَلْ. وَعَنْهُ: مُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَخَلَفٌ الْبَزَّارُ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَخَلْقٌ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مُتْقِنٌ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [2] : ثِقَةٌ صَاحِبُ سُنَةٍ وَاتِّبَاعٍ، كان إذا ملئت داره من المحدثين قَالَ لابْنِهِ أَحْوَصَ: قُمْ، فَمَنْ رَأَيْتَهُ يَشْتُمُ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ فَأَخْرِجْهُ. وَكَانَ حَدِيثُهُ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ. قلت: وكان مُتَعَبِّدًا مُتَأَلِّهًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ضَمْرَةَ الزَّيَّاتِ. وَهُوَ خَالُ سُلَيْمٍ الْقَارِئِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [4] ، وَالنَّسَائِيُّ [5] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ. مَا أَقْرَبَهُ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عيّاش [7] .   [1] الجرح والتعديل 4/ 260، وفي ثقات ابن شاهين، رقم 450 و 451 «ثقة» ، وسأله الدارميّ: أبو الأحوص أحب إليك أو أبو بكر بن عياش؟ قال: ما أقربهما (الجرح والتعديل 4/ 260) ، في تاريخه برواية الدوري 2/ 221 قيل ليحيى: أبو بكر بن عيّاش أثبت، أو أبو الأحوص؟ قال: أبو الأحوص. [2] في تاريخ الثقات 212. [3] أرّخ وفاته ابن سعد في الطبقات 6/ 379، وقال كان كثير الحديث صالحا فيه. وأرّخه ابن حبّان في المشاهير، رقم 1363. [4] الجرح والتعديل 4/ 260. [5] تهذيب الكمال 12/ 285. [6] قوله في (الجرح والتعديل لابنه 4/ 260) : «شريك وأبو عوانة وجرير بن عبد الحميد كلهم أحب إليّ من أبي الأحوص» . وسأله ابنه عن أبي الأحوص فقال: صدوق دون زائدة وزهير في الإتقان، قلت لأبي: أبو بكر بن عيّاش أحبّ إليك أو أبو الأحوص، قال: ما أقربهما، لا تبالي بأيّهما بدأت. [7] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ربّما قال لي [أبي] : أبو الأحوص هو أثبت من عبد الرحمن بن الجزء: 11 ¦ الصفحة: 412 336- أبو إسماعيل القنّاد [1]- ت. ن. - إبراهيم بن عبد الملك، بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ. رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ دُرُسْتَ، وَلُوَيْنُ، وإسحاق بن أبي إسرائيل. قال النّسائيّ: لا بَأْسَ بِهِ [2] . وَلَيَّنَهُ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : يَهِمُ فِي الْحَدِيثِ [4] . 337- أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [5]- م. ت. - عَنْ: أَبِيهِ، وَالشَّعْبِيِّ، وَأَبي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عمرو.   [ () ] مهدي- يعني في حديث شعبة- فأقول له: نعم، فيعجبه ذاك. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 362، 363 رقم 2607) . وقال أحمد عن أبي الأحوص: ليس به بأس. (العلل والمعرفة 2/ 479 رقم 3148) . وقال له الأشجعي: كان أبو الأحوص يجلس إلى سفيان يسمع من حديثه؟ فقال: نعم. قد سمعت هذا أو بلغني عنه وهو ثقة ربّما أخطأ الشيء. (العلل والمعرفة 2/ 479، 480 رقم 3149) . [1] انظر عن (أبي إسماعيل القنّاد) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 57، 58 رقم 51، والجرح والتعديل 2/ 113 رقم 336، والثقات لابن حبّان 6/ 26، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 أ، وتهذيب الكمال 2/ 140 رقم 209، والكاشف 1/ 39 رقم 238، وميزان الاعتدال 4/ 491 رقم 9962، وتهذيب التهذيب 1/ 142، وتقريب التهذيب 1/ 39 رقم 238، وخلاصة تذهيب التهذيب 19. [2] تهذيب الكمال 2/ 140. [3] في الضعفاء 1/ 57. [4] وذكره ابن حبّان في الثقات 6/ 26، وقال المؤلّف الذهبي في (ميزان الاعتدال 4/ 491) : «ضعّفه زكريا الساجي بلا مستند» . [5] انظر عن (أبي بكر بن شعيب) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3210 و 3/ 4375، والتاريخ الكبير للبخاريّ 9/ 14 رقم 101، والجرح والتعديل 9/ 343 رقم 1532، والثقات لابن حبّان 7/ 656، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 367، 368 رقم 801، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 273 رقم 1007، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1582، والكاشف 3/ 275 رقم 44، وتهذيب التهذيب 12/ 25، 26 رقم 131، وتقريب التهذيب 2/ 397 رقم 44، وخلاصة تذهيب التهذيب 444. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 413 وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّابٍ. وَثَّقَهُ أَبُو داود [1] . وَاسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ [2] . 338- أَبُو بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ [3] . اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، وَطَائِفَةٌ. رَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ معين [4] : ليس بشيء. وقال أيضا: ليس بثقة. وقال البخاريّ [5] : لا يصحّ حديثه. وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [6] ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [7] : رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ أَحَادِيثَ لا أَصْلَ لَهَا. 339- أَبُو حَرِيزٍ الزَّاهِرِيُّ [8] . اسْمُهُ سَهْلٌ مَوْلَى آلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف. مرّ،   [1] تهذيب الكمال 3/ 1582. [2] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: «سئل أبي عن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب، فقال: لا أعلم إلّا خيرا، هو شيخ يروي عنه. ذكره أبي عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين أنه قال: أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب صالح ليس به بأس» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3210 و 3/ رقم 4375، والجرح والتعديل 9/ 343) . [3] تقدّمت ترجمة (أبي بكر الداهري) في هذا الجزء: (عبد الله بن حكيم) ، رقم (152) . [4] في تاريخه 2/ 302، والأسامي والكنى 1/ 67 أ. [5] في تاريخه الكبير 5/ 74. [6] في ضعفائه، رقم 318. [7] في الضعفاء 2/ 241، وفيه زيادة: «ويحيل على الثقات» . [8] تقدّمت ترجمة أبي حريز، باسم (سهل مولى المغيرة) في هذا الجزء، برقم (125) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 414 يَرْوِي عَنِ: ابْنِ شِهَابٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ. 340- أَبُو الْخَطَّابِ الثَّقَفِيُّ [1] . هُوَ عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ خَطَّابِ بْنِ عُبَيْدِ [2] اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ (الْبَصْرِيُّ) [3] سَمِعَ: عُمَارَةَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ. وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ. لا أَعْلَمُ فِيهِ جَرْحًا. 341- أَبُو الْخَطَّابِ الأَخْفَشُ الْكَبِيرُ [4] . شَيْخُ الْعَرَبِيَّةِ. أَخَذَ عَنْهُ سِيبَوَيْهِ. قِيلَ اسْمُهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ. كَانَ فِي هَذَا الْوَقْتِ، وَلَوْلا سِيبَوَيْهِ لَمَا كَانَ يُعْرَفُ فَإِنَّ الأَخْفَشَ الأَوْسَطَ الَّذِي أخذ عن سِيبَوَيْهِ هُوَ الْمَشْهُورُ، وَسَيَأْتِي بَعْدَ سَنَةِ مِائَتَيْنِ. وَلِأَبِي الْخَطَّابِ هَذَا أَشْيَاءُ غَرِيبَةٌ يَتَفَرَّدُ بِهَا عَنِ الْعَرَبِ. وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُ أَيْضًا: عِيسَى بْنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ المثنّى. ولم أظفر بوفاته [5] . 342- أبو دلامة [6] .   [1] انظر عن (أبي الخطاب الثقفي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 412 رقم 1341، والجرح والتعديل 5/ 349 رقم 1649، والثقات لابن حبّان 8/ 386، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 176 ب، وميزان الاعتدال 2/ 654 رقم 5202. [2] في ميزان الاعتدال: «عبد الله» وهو تحريف. [3] في الأصل بياض، استدركته من تاريخ البخاري. [4] انظر عن (أبي الخطاب الأخفش الكبير) في: الزاهر للأنباري 1/ 482، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 2/ 31، 298، 441، والعقد الفريد 3/ 302، والذيل لأمالي القالي 67، وطبقات النحويين للزبيدي 35، ومراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي 23، ونزهة الألبّاء 44، 55، وبدائع البدائه 148، والبداية والنهاية 10/ 176، والنجوم الزاهرة 1/ 458. [5] توفي سنة 177 هـ. [6] انظر عن (أبي دلامة الشاعر) في: الجزء: 11 ¦ الصفحة: 415 الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، صَاحِبُ الْمُجُونِ. كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا لَهُ نَوَادِرُ عَجِيبَةٌ وَفَصَاحَةٌ وَمُلَحٌ وَشِعْرٌ سَائِرٌ. وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أَسَدٍ، وَاسْمُهُ زِنْدُ بْنُ الْجَوْنِ. وَيُقَالُ: بَلِ اسْمُهُ زَيْدٌ بِمُوَحَّدَةٍ. وَهُوَ عَبْدٌ مُوَلَّدٌ. رَوَى مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْمَنْصُورَ أَلْزَمَ أَبَا دُلامَةَ بِحُضُورِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي جَمَاعَةٍ، فَقَالَ: يكلّفني الأولى جميعا وعصرها ... وما لي وللأولى وما لي وللعصر وَمَا ضَرَّهُ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ [1] ذَنْبَهُ ... لَوْ أَنَّ ذُنُوبَ الْعَالَمِينَ عَلَى ظَهْرِي [2] 343- أَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ الشّاميّ [3]- ق. -   [ () ] الشعر والشعراء 2/ 660- 662 رقم 187، وعيون الأخبار 1/ 164، 182، 183 و 3/ 128، والمعارف 420، وطبقات الشعراء لابن المعتز 54- 62، 71، 126، والمثلّث لابن السيّد البطليوسي 2/ 71، والعقد الفريد 1/ 143، 260- 264، و 2/ 128، 447، والأغاني 10/ 255، وثمار القلوب 26، 27، 361، 364، 367، 392، والمحاسن والمساوئ 487، وربيع الأبرار 3/ 343، والمؤتلف والمختلف للآمدي 131، ونشوار المحاضرة 8/ 152، والهفوات النادرة 382، وأمالي المرتضى 1/ 290، وتاريخ بغداد 8/ 488، وتاريخ العظيمي 220، والمنازل والديار 2/ 138، ومعجم الأدباء 11/ 165، وغرر الخصائص 363، ومجموعة المعاني 43، والكامل في التاريخ 5/ 610، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 101، والأذكياء، له 154، وخلاصة الذهب المسبوك 85، 90، 96، ووفيات الأعيان 2/ 320- 327، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18/ 788 ومعاهد التنصيص 2/ 211- 240، والتذكرة الحمدونية 2/ 483، 484، ومرآة الجنان 1/ 367، وشذرات الذهب 1/ 249، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 2/ 18، ومعجم الشعراء في لسان العرب للدكتور الأيوبي 152 رقم 347. [1] في طبقات ابن المعتز «والله يصلح أمره» ، وكذا في وفيات الأعيان 2/ 322. [2] البيتان في تاريخ بغداد 8/ 491، والبيت الثاني في طبقات الشعراء لابن المعتز 61، ووفيات الأعيان 2/ 322. [3] انظر عن (أبي سلمة العاملي الحكم بن عبد الله بن خطّاف) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 191، والجرح والتعديل 9/ 383، 384 رقم 1795، والإكمال لابن ماكولا 3/ 162، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 459، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1611، والكاشف 3/ 302 رقم 199، والمغني في الضعفاء 2/ 788 رقم 7508، 1/ 183 رقم 1656، وميزان الاعتدال 4/ 532، 5335 رقم 10260، وانظر 1/ 572 رقم 2179، والكشف الحثيث 155 رقم 283، وتهذيب التهذيب 12/ 118، 119 رقم 546، وتقريب الجزء: 11 ¦ الصفحة: 416 عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، وَأُنَيْسَةَ بِنْتِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ. وَعَنْهُ: الثَّوْرِيُّ، وَشَيْبانُ، وَهُمَا مِنْ جِيلِهِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْجَزَائِرِيُّ. وَقِيلَ: إِنَّ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ لَحِقَهُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : كَذَّابٌ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ الْجِعَابِيُّ: هُوَ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَطَّافٍ أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: وَأَبُو سَلَمَةَ الْعَامِلِيُّ دِمَشْقِيُّ. قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ [2] : بَلْ هُمَا وَاحِدٌ. 344- أَبُو الشَّمَقْمَقِ [3] الشَّاعِرُ. اسْمُهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، لَهُ فِي الْجِدِّ وَالْهَزْلِ أَشْيَاءُ. وَكَانَ يَكُونُ بِبَغْدَادَ فِي عَصْرِ أَبِي دُلامَةَ. 345- أَبُو شِهَابٍ الحنّاط [4]- خ. م. د. ت. ق. -   [1] التهذيب 1/ 191 رقم 487 و 2/ 430، 431 رقم 72، وخلاصة تذهيب التهذيب 89 و 451، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 180 رقم 524. (1) الجرح والتعديل 9/ 384 وفيه: «كذاب متروك الحديث، والحديث الّذي رواه باطل» . [2] في تاريخ دمشق 24/ 459. [3] انظر عن (أبي الشمقمق الشاعر) في: البخلاء للجاحظ 64، 114، والحيوان للجاحظ 3/ 317، وعيون الأخبار 2/ 36 و 3/ 247، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 125- 129، والمثلّث لابن السيّد البطليوسي 2/ 232، والعقد الفريد 3/ 35، 36، 40 و 6/ 215، وتحسين القبيح 35، وثمار القلوب 97، 548، وربيع الأبرار 4/ 431، والبخلاء للخطيب 103، 104، 106، 108، 173، 185، وشعراء عباسيون 131، وديوان المعاني 1/ 187، وأمالي المرتضى 1/ 269، والتذكرة الحمدونية 2/ 319، 346، 347، ومعاهد التنصيص 4/ 44 (في ترجمة سلم الخاسر) ، والمستطرف للأبشيهي 1/ 166. [4] انظر عن (أبي شهاب الحناط) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 391، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 778 و 2/ رقم 3299، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 81 رقم 1773، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 54، وتاريخ الثقات للعجلي 500 رقم 1965، والمعرفة والتاريخ 2/ 170، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 6، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 97 رقم 1070، والجرح والتعديل 6/ 42 رقم 217، والثقات لابن حبّان 7/ 154، ومشاهير علماء الأمصار، له 69 رقم 1346، وتاريخ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 417 هُوَ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ الْكُوفِيُّ، ثُمَّ المدائنيّ. رَوَى عَنِ: الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِالْحَافِظِ [2] . قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ بِالْمَوْصِلِ وكان ذا ورع وفضل، رحمه الله [3] .   [ () ] أسماء الثقات لابن شاهين 234 رقم 876، ورجال صحيح البخاري 2/ 490، 491 رقم 753، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 19 رقم 1043، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) 11 أ (رقم 229 حسب ترقيم نسختي) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 276 ب، والإكمال لابن ماكولا 3/ 276، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 322 رقم 1221، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 771 و 3/ 1614، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 252، وميزان الاعتدال 4/ 536 رقم 10291، والكاشف 2/ 137 رقم 3169، وتهذيب التهذيب 6/ 128- 130 رقم 269، وتقريب التهذيب 2/ 289 رقم 1513، وخلاصة تذهيب التهذيب 393. [1] تاريخ لابن معين، رقم 876، الجرح والتعديل 6/ 42 وفيه قال الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: فأبو شهاب أحب إليك أو أبو بكر بن عياش؟ فقال: أبو شهاب أحبّ إليّ من أبي بكر في كل شيء. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 97، الجرح والتعديل 6/ 42، الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 276 ب. [3] وقال ابن عمّار: إنما كان يطعن فيه من أجل أنه كان يشرب النبيذ، (الثقات لابن شاهين، رقم 876) . وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن أبي شهاب الحنّاط فقال: «ما بحديثه بأس» . فقلت له: إن يحيى بن سعيد يقول: ليس هو بالحافظ، فلم يرض بذلك ولم يقرّ به. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 500 رقم 3299، والجرح والتعديل 6/ 42) . وقال أبو حاتم: أبو شهاب الحنّاط عبد ربّه بن نافع صالح الحديث: (الجرح والتعديل 6/ 42) . وقال الحاكم النيسابورىّ: ليس بالحافظ عندهم. (الأسامي والكنى 1/ 276 ب) . وقال ابن سعد: «وكان ثقة كثير الحديث» . (الطبقات الكبرى 6/ 391) . ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين، وقال ابن حبّان: «كان متقنا ثبتا» . (مشاهير علماء الأمصار، رقم 1346) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 418 - أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَزَّازُ. هُوَ عُبَيْسُ بْنُ مَيْمُونٍ. مَرَّ [1] . 346- أَبُو عَبْدِ رَبِّ الْعِزَّةِ الدِّمَشْقِيُّ [2] . يُقَالُ اسْمُهُ عَبْدُ رَبِّهِ. رَوَى عَنْ: مُعَاوِيَةَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ جَابِرٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ. وعمّر دهرا طويلا [3] . 347- أبو عوانة [4]- ع. -   [1] في هذا الجزء، برقم (197) . [2] انظر عن (أبي عبد ربّ العزّة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 465، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 372 رقم 1178 و 1179، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 88، والمعرفة والتاريخ 2/ 333، 412، 417، 418، 420، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 70، والجرح والتعديل 5/ 257 رقم 1215، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 118 رقم 913، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1621، 1622، والكاشف 3/ 313 رقم 258، وتهذيب التهذيب 12/ 152، 153 رقم 726، وتقريب التهذيب 2/ 446 رقم 51، وخلاصة تذهيب التهذيب 454. [3] جاء في الكاشف 3/ 313 رقم 1258 أنه مات سنة 112!، وقد تابعه في ذلك ابن حجر في (تهذيب التهذيب 12/ 153) فإذا كان كذلك، فيفترض أن تتقدّم هذه الترجمة كثيرا عن هذه الطبقة. وقال ابن حبّان: «كان روميّا اسمه قسطنطين، فلما أسلم تسمّى بعبد الرحمن وسكن دمشق، وبها مات. وكان من أيسر أهلها مالا فتصدّق بماله كلّه» . (مشاهير علماء الأمصار، رقم 913) . [4] انظر عن (أبي عوانة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 287، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 547 و 568 و 576 و 582 و 584 و 674، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 629، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 105 و 2/ رقم 2642، و 3040 و 3212 و 3/ 4330 و 5802، وتاريخ البخاري الصغير 201، والتاريخ الكبير، له 8/ 181 رقم 2628، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 87، وتاريخ الثقات للعجلي 464 رقم 1768، والمعارف 503، 504، 531، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 7814، 815، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 47، والجرح والتعديل 9/ 4140، رقم 173، والمجروحين لابن حبّان 1/ 54، 119/ 145، 181، ومشاهير علماء الأمصار، له 160 رقم 1264، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 339 رقم 1443، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 766، 767 رقم الجزء: 11 ¦ الصفحة: 419 هُوَ الْوَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازُ الْوَاسِطِيُّ الحافظ، مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ عَطَاءٍ الْيَشْكُرِيِّ، يُقَالُ: مِنْ سبي جرجان. رأى الحسن، وابن سيرين. وروى عَنْ: قَتَادَةَ، وَالْحَكَمِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، وَمَنْصُورٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَطَبَقَتِهِمْ فَأَكْثَرَ. وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ خَتَنُ أَبِي عَوَانَةَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَعَارِمٌ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَشَيْبَانُ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. قَالَ عَفَّانُ: هُوَ أَصَحُّ حَدِيثًا عِنْدَنَا مِنْ شُعْبَةَ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ صَحِيحُ الْكِتَابِ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ رُبَّمَا يَهِمُ [2] . وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ صَحِيحَ الْكِتَابِ كَثِيرَ الْعُجْمِ وَالنُّقَطِ، ثَبْتًا [3] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ مَوْلاهُ يَزِيدُ قَدْ خَيَّرَهُ بَيْنَ الْحُرِّيَّةِ وَبَيْنَ كِتَابَةِ الْحَدِيثِ، فَاخْتَارَ كِتَابَةَ الْحَدِيثِ. وَفَوَّضَ إِلَيْهِ مَوْلاهُ التِّجَارَةَ، فَجَاءَهُ، سَائِلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي دِرْهَمَيْنِ فَإِنِّي أَنْفَعُكَ. فَأَعْطَاهُ دِرْهَمَيْنِ. فَدَارَ السَّائِلُ عَلَى رُؤَسَاءِ الْبَصْرَةِ بِكَذِبَةٍ يَقُولُ: بَكِّرُوا عَلَى يَزِيدَ، فَإِنَّهُ قَدْ أَعْتَقَ أَبَا عَوَانَةَ. قَالَ: فَاجْتَمَعُوا إِلَى يَزِيدَ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَأَنِفَ مِنْ أَنْ يُنْكِرَ ذلك، فأعتقه حقيقة.   [1297،) ] ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 311، 312 رقم 1771، وتاريخ جرجان للسهمي 481، 482 رقم 968، وانظر: ص 222، 505، وتاريخ بغداد 13/ 465، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 545، 546 رقم 2125، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1461، ودول الإسلام 1/ 115، والكاشف 3/ 207 رقم 6157، وميزان الاعتدال 4/ 334 رقم 9350، وسير أعلام النبلاء 8/ 193- 198 رقم 39، والعبر 1/ 69، 271، وتذكرة الحفّاظ 1/ 236، والبداية والنهاية 10/ 171، ومرآة الجنان 1/ 369، وتهذيب التهذيب 11/ 118، وتقريب التهذيب 2/ 331 رقم 33، وخلاصة تذهيب التهذيب 420. [1] في الجرح والتعديل 9/ 40 «أصح حديثا عندنا من هشيم» . [2] الجرح والتعديل 9/ 40 وفيه «فربّما وهم» . [3] الجرح والتعديل 9/ 40. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 420 وَرَوَى أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هَمَّامِ بْنِ يَحْيَى أَعُودُهُ وهو مريض، وفقال لِي: يَا أَبَا عَوَانَةَ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ لا يُمِيتَنِي حَتَّى يَبْلُغَ وَلَدِي الصِّغَارُ. فَقُلْتُ: إِنَّ الأَجَلَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. فَقَالَ لِي: أَنْتَ بَعْدُ فِي ضَلالِكَ. قُلْتُ: قَدْ صَحَّ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا لأنس وغيره بِطُولِ الْعُمْرِ» [1] . قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: مَا أَشْبَهَ حَدِيثَ أَبِي عَوَانَةَ بِحَدِيثِ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ [2] . قَالَ عَفَّانُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِنْ حَدَّثَكُمْ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَصَدِّقُوهُ، يَعْنِي عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ فِي أَنَّهُ صَدُوقٌ [3] . مَاتَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ. قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كِتَابُ أَبِي عَوَانَةَ أَثْبَتُ مِنْ حِفْظِ هُشَيْمٍ [4] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : ثِقَةٌ، وَكُتُبُهُ صَحِيحَةٌ. فَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ غَلَطَ كَثِيرًا. وَهُوَ أحفظ من حمّاد بن سلمة [6] .   [1] أخرج البخاري حديث دعاء النبي صلّى الله عليه وسلّم لأنس بن مالك رضي الله عنه في صحيحه 11/ 155 في الدعوات، باب الدعاء بكثرة الولد مع البركة، ومسلم في صحيحه (660) باب جواز الجماعة في النافلة، و (2480) باب من فضائل أنس، والترمذي في المناقب (3827) و (3828) . [2] الجرح والتعديل 9/ 40. [3] وقال ابن سعد: «كان ثقة صدوقا» . (الطبقات 7/ 287) . وقال ابن معين: كان أبو عوانة أمّيّا يستعين بإنسان يكتب له، وكان يقرأ الحديث. وكان أبو عوانة واسطيا، ولم يكن يرى القدر. (تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 629) . وقال أحمد: في حديث أبي عوانة: أخطأ أو صحّف فرددنا عليه فرجع إلى ما قلنا له. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 369 رقم 2642) . وقال ابن معين: ثقة. (ثقات ابن شاهين، رقم 1443) . وقال أيضا: اسم أبي عوانة الوضّاح، وكان عبدا ليزيد بن عطاء، وحديث أبي عوانة جائز وحديث يزيد بن عطاء ضعيف، ثبت أبو عوانة وسقط مولاه يزيد. (الجرح والتعديل 9/ 41) . [4] الجرح والتعديل 9/ 40. [5] الجرح والتعديل 9/ 41. [6] وقال ابن حبّان: «كان من أهل الفضل والنسك ممن عني بالعلم صغيرا، وانتفع به كبيرا، وكان ربّما يهمّ إذا حدّث من حفظه» . (مشاهير علماء الأمصار، رقم 1264) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 421 348- أبو المحيّاة [1]- م. ت. ن. ق. - يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ حَرْمَلَةَ التَّيْمِيُّ الْكُوفِيُّ. عن: سلمة بن كهيل، ومنصور بن عبد الْمَلَكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَهَنَّادٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ [3] . 349- أَبُو مُسْلِمٍ [4] .   [1] انظر عن (أبي المحيّاة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 384، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 666، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1657 و 3/ رقم 4147، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 311 رقم 3136، وتاريخه الصغير 209، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 109، والمعرفة والتاريخ 3/ 145، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 107، وعمل اليوم والليلة للنسائي 382 رقم 571، والجرح والتعديل 9/ 196 رقم 819، والثقات لابن حبّان 9/ 261، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 353 رقم 1519، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 352 رقم 1859، وتاريخ جرجان للسهمي 77، 358، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 572 رقم 2231، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1526، والكاشف 3/ 239 رقم 6383، وميزان الاعتدال 4/ 415 رقم 9658، وتهذيب التهذيب 12/ 303، 304 رقم 586، وتقريب التهذيب 2/ 360 رقم 207، وخلاصة تذهيب التهذيب 429. [2] في تاريخه 2/ 666، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، رقم 1519، والجرح والتعديل 9/ 196. [3] وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن أبي المحيّاة يحيى بن يعلى، فقال: هذا كوفي، وسكت عنه، ثم قال: ما أدري- يعني كيف حديثه-. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 91 رقم 1657) . وسئل أحمد عن يحيى بن يعلي الأسلمي، عن أبي المحيّاة التيميّ، فقال: لا أخبرهما. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 56 رقم 4147) . ووقع في طبقات ابن سعد بياض عند تاريخ وفاة أبي المحيّاة، وفيه: «مات بالكوفة سنة ثمان ... ومائة في خلافة هارون، وهو ابن ستّ وتسعين سنة» . (6/ 384) . وفي تهذيب. الكمال، توفي سنة ثمانين ومائة. (3/ 1546) وعلى هذا يكون ما وقع في طبقات ابن سعد غلط، فليراجع. [4] انظر عن (أبي مسلم قائد الأعمش) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 382، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 383 رقم 1226، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 112، والضعفاء الكبير، الجزء: 11 ¦ الصفحة: 422 قَائِدُ الأَعْمَشِ. شَيْخٌ كُوفِيٌّ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. لَهُ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وعنه: حسين بن حفص الأصبهاني، ويحيى بن أبي بكير، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد. قال البخاري [1] : في حديثه نظر. 350- أبو معشر البرّاء [2] خ. م. - اسمه يوسف بن يزيد البصريّ العطّار. وَكَانَ أَيْضًا يَبْرِي النَّبْلَ [3] . رَوَى عَنْ: حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجَ، وَخَالِدِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ. وَعَنْهُ: سِنْدَانُ بْنُ مُضَارِبٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، وَأَبُو كَامِلٍ   [ () ] للعقيليّ 3/ 121 رقم 1102، والجرح والتعديل 5/ 878، والمغني في الضعفاء 2/ 415 رقم 3926، وميزان الاعتدال 4/ 9/ 5914، وتهذيب التهذيب 6/ 16 رقم 30، وتقريب التهذيب 1/ 533 رقم 1450، وخلاصة تذهيب التهذيب 250. [1] الضعفاء للعقيليّ 3/ 121. [2] انظر عن (أبي معشر البرّاء) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 686، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 304 و 611 و 2/ رقم 311، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 385 رقم 3412، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 107، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 120، والمعرفة والتاريخ 1/ 217 و 2/ 7826 والجرح والتعديل 9/ 234، 235 رقم 986، والثقات لابن حبّان 7/ 637 ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 814 رقم 1372، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 376 رقم 1917، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 581 رقم 267، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1564، والمغني في الضعفاء 2/ 764 رقم 7253، وميزان الاعتدال 4/ 475 رقم 9890، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 55، وتهذيب التهذيب 11/ 429، 430 رقم 836، وتقريب التهذيب 2/ 383 رقم 465، وخلاصة تذهيب التهذيب 440. [3] قال ابن محرز: سألت يحيى عن يوسف بن يزيد فقال: بصريّ. قلت: هو أبو معشر البرّاء؟ قال: نعم. قلت: كيف هو؟ قال: ليس به بأس. (معرفة الرجال 1/ 87 رقم 304) أما قوله: ضعيف، فهو في (الجرح والتعديل 9/ 235) . ووثّقه ابن أبي بكر المقدّمي، وقال أبو حاتم: بصريّ يكتب حديثه. (الجرح والتعديل 9/ 235) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 423 الْجَحْدَرِيُّ، وَلُوَيْنُ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَآخَرُونَ. ثِقَةٌ. وَرُوِيَ أَنَّ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ضَعَّفَهُ [1] ، فاللَّه أَعْلَمُ. 351- أَبُو نَوْفَلٍ [2] . هُوَ الْكَلْبِيُّ، اسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ. الدِّمَشْقِيُّ الدَّارِ، الْكُوفِيُّ الأَصْلِ. رَوَى عَنْ: قتادة، وعبد الملك بن عمير، وأبي إسحاق. وعنه: أبو مسهر، ويحيى الوحاظي، وأبو توبة الحلبي، وهشام بن عمار. وثقه هشام. - السيد الحميري. مرّ في السّين [2] .   [1] برقم (128) . [2] انظر عن (أبي نوفل الكلبي) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 142. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 424   [ () ] (بعون الله وتوفيقه، تم إنجاز تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ الذهبي، وتوثيقه، وتخريج أحاديثه، وأشعاره، وضبطه، والتعليق عليه، والإحالة إلى مصادره ومراجعة، بقدر الطاقة، على يد خادم العلم وطالبه الحاج «أبو غازي عمر عبد السلام تدمري» الأستاذ الدكتور في الجامعة اللبنانية، الطرابلسي مولدا وموطنا، وكان البدء في تحقيقه يوم الإثنين، في غرّة شهر شعبان سنة 1410 هـ. / الموافق للسادس والعشرين من شباط 1990 م.، وانتهى العمل به بعد عصر يوم الجمعة 26 من شهر شعبان نفسه 1410 هجرية، الموافق للثالث والعشرين من آذار (مارس) 1990 ميلادية، بمعدّل اثنتي عشرة ساعة عمل يوميا، وذلك بمنزله بساحة النجمة من مدينة طرابلس الشام، حرسها الله، وله الحمد في الأولى والآخرة) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 425 [المجلد الثاني عشر (سنة 181- 190) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الطبقة التاسعة عشرة سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ وَفِيهَا تُوُفِّيَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الثَّقَفِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، وَأَبُو الْمَلِيحِ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ الرَّقِّيُّ، وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ الأَمِيرُ، وَالْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ الأَمِيرُ، وَحَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ [1] ، وَضَيْغَمُ بْنُ مَالِكٍ، وَسَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ، وَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ، بِهَا، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمَرْوَزِيُّ، وروح بن المسيّب الكلبي، قيل: بن مَيْسَرَةَ الْعِجْلِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ، وَعُثْمَانُ بْنُ سَيَّارٍ قَاضِي جُرْجَانَ [2] ، وعلي بن هاشم بن البريد الكوفيّ،   [1] لم يفرد له المؤلّف ترجمة في وفيات هذه الطبقة. وهو في تاريخ الطبري 8/ 268. [2] لم يفرد له المؤلّف ترجمة في وفيات هذه الطبقة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 5 وَعِيسَى بْنُ الْخَلِيفَةِ الْمَنْصُورِ [1] ، وَقِرَانُ بْنُ تَمَّامٍ الأَسَدِيُّ تَخْمِينًا، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَجَّاجٍ الْوَاسِطِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ الْكُوفِيُّ، وَمُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ الْمَرْوَزِيُّ، وَمُغَازِلُ بْنُ فَضَالَةَ قَاضِي مِصْرَ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ، وَأُمُّ عُرْوَةَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُسْلِمٍ [2] ، [فَتْحُ حِصْنِ الصَّفْصَافِ] وَفِيهَا غَزَا الرَّشِيدُ بِلادَ الرُّومِ، فَافْتَتَحَ حِصْنَ الصَّفْصَافِ [3] عَنْوَةً. [مَسِيرُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ إِلَى أَنْقَرَةَ] وَسَارَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ حَتَّى بَلَغَ أَنْقَرَةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ. وَافْتَتَحَ حِصْنًا [4] . وَحَجَّ بِالنَّاسِ الرَّشِيدُ [5] .   [1] لم يفرد له المؤلف ترجمة. [2] لم يفرد لها المؤلّف ترجمة. [3] الصّفصاف: بالفتح والسكون. كورة من ثغر المصّيصة. (معجم البلدان 3/ 413) . [4] الخبر في تاريخ الطبري 8/ 268، وتاريخ اليعقوبي 2/ 431، والكامل في التاريخ 6/ 158، وخلاصة الذهب المسبوك 126، والبداية والنهاية 10/ 177، وتاريخ ابن خلدون 3/ 225، ومآثر الانافة 1/ 195، والنجوم الزاهرة 2/ 102، ودول الإسلام 1/ 116، ونهاية الأرب 22/ 132، والمختصر في أخبار البشر 2/ 15، وتاريخ الخلفاء 288. [5] تاريخ خليفة 456، وتاريخ اليعقوبي 2/ 430، وتاريخ الطبري 8/ 268، ومروج الذهب 4/ 403، والعيون والحدائق 3/ 301، والكامل في التاريخ 6/ 159، ونهاية الأرب 22/ 132، والبداية والنهاية 10/ 177، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 342. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 6 [اسْتِعْفَاءُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ] وَاسْتَعْفَاهُ يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ مِنَ الأُمُورِ، فَعَزَلَهُ وَأَخَذَ مِنْهُ الْخَاتَمَ، وَأَذِنَ لَهُ فِي الْمُجَاوَرَةِ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ [1] . [تَوْلِيَةُ الْعَكِّيِّ عَلَى الْمَغْرِبِ] وَفِيهَا كَتَبَ الرَّشِيدُ إِلَى هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ يُعْفِيهِ مِنْ إِمْرَةِ الْمَغْرِبِ وَيَأْذَنُ لَهُ فِي الْقُدُومِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَغْرِبِ مُحَمَّدَ بْنَ مُقَاتِلٍ الْعَكِّيَّ رَضِيعَ الرَّشِيدِ. وَكَانَ أَبُوهُ مُقَاتِلٌ أَحَدَ مَنْ قَامَ بِالدَّعْوَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ وَبَذَلَ جُهْدَهُ، وَكَانَ لا يُفَارِقُ الْمَنْصُورَ. وَكَانَ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ عَظِيمَ الْعِنَايَةِ بِمُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، فَوَصَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى القيروان في رمضان [2] . والله أعلم.   [1] تاريخ الطبري 8/ 268، البداية والنهاية 10/ 177. [2] الخبر في: الكامل في التاريخ 6/ 154، والبيان المغرب 1/ 89، والحلّة السيراء 1/ 88، 89، ونهاية الأرب 23/ 361. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 7 سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَأَبُو سُفْيَانَ الْحُمَيْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْجَعِيُّ [1] ، وَعَبَّادُ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ الثَّوْرِيِّ [2] ، وَأَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَعْمَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ الْمَدَنِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ الشَّاعِرُ، وَنُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ الْقَاضِي، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوَقَّرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَقَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو يُوسُفَ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ الْمَنْصُورِ.   [1] لم يترجم له المؤلف. [2] لم يترجم له المؤلف. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 8 [الرَّشِيدُ يَأْخُذُ الْبَيْعَةَ لابْنِهِ الْمَأْمُونِ] وَفِيهَا أَخَذَ الرَّشِيدُ الْبَيْعَةَ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ وَلَدِهِ الأَمِينِ لِوَلَدِهِ الآخَرِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ. وَكَانَ ذَلِكَ بِالرَّقَّةِ، فَسَيَّرَهُ إِلَى بَغْدَادَ وَفِي خِدْمَتِهِ جَعْفَرٌ عَمُّ الرَّشِيدِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى، وَوَلاهُ مَمَالِكَ خُرَاسَانَ بِأَسْرِهَا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُرَاهِقٌ [1] . [تَمَلَّكَ رِينِي عَلَى الرُّومِ] وَفِيهَا وَثَبَتِ الرُّومُ عَلَى مَلِكِهِمْ قُسْطَنْطِينَ فَسَمَلُوهُ [2] وَاعْتَقَلُوهُ، وَمَلَّكُوا عَلَيْهِمْ أُمَّهُ، [رِينِي، وَتُلَقَّبُ] [3] أُغَسْطَهْ [4] . وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ موسى العبّاسيّ [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 269، التنبيه والإشراف 299، تاريخ اليعقوبي 2/ 415 (في سنة 183 هـ.) ، الكامل في التاريخ 6/ 161، البداية والنهاية 10/ 179، خلاصة الذهب المسبوك 127، العيون والحدائق 3/ 301، تاريخ ابن خلدون 3/ 221، تاريخ مختصر الدول 129. [2] سملوه: فقئوا عينيه بحديدة محمّاة. [3] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من: تاريخ الطبري 8/ 269، والكامل لابن الأثير 6/ 161، وقال المسعودي في التنبيه والإشراف 142: «تفسير «ريني» صلاح، ثم لقّب بعد ذلك أغسطه..» . وفي تاريخ ابن خلدون 3/ 225 تحرّف الاسم إلى «ربى» ، وفي تاريخ الرمان لابن العبري 15 «ايريني» ، وكذا في تاريخ مختصر الدول له 129. [4] في الأصل «غطية» ، والتصحيح من: الطبري، والمسعودي. وفي الكامل لابن الأثير 6/ 161 «عطسة» ، وفي تاريخ ابن خلدون 3/ 225 «وتلقب عطشة» ، وفي تاريخ خليفة 457 «قصة» ويقال «غصّة» ، والخبر أيضا في: النجوم الزاهرة 2/ 106، وتاريخ مختصر الدول 129، والأغاني 18/ 239. [5] تاريخ خليفة 456، تاريخ اليعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 269، مروج الذهب 4/ 403، الكامل في التاريخ 6/ 161، البداية والنهاية 10/ 179، تاريخ حلب للعظيميّ 234. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 9 سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الْكُوفِيُّ [1] ، وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ ظَنًّا، وَأَزْهَرُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَصْرِيُّ [2] ، وَأُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ الْجَرْمِيُّ [3] ، وَحَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، فِي قَوْلٍ. وَحَيْوَةُ بْنُ مَعْنٍ التُّجِيبِيُّ. وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَادِيُّ، وَخُنَيْسُ بْنُ عَامِرٍ: يَرْوِي عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ، وَدَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّبَعِيُّ الْحَرَّانِيُّ [4] ، وَزِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْبَصْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ الرَّفَّاءُ الْعَابِدُ [5] ، وَعَبَّادُ بْنُ العوّام، في قول،   [1] لم يترجم له المؤلف. [2] لم يترجم له المؤلف. [3] لم يترجم له المؤلف. [4] لم يترجم له المؤلف. [5] لم يترجم له المؤلف. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 10 وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُرَادٍ الْمُرَادِيُّ، وَعَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ الْمَوْصِلِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْهَمْدَانِيُّ [1] ، وَالْمَاضِي بْنُ مُحَمَّدٍ الْغَافِقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ الْوَاعِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ [2] ، وَمُوسَى الْكَاظِمُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَمُوسَى بْنُ عِيسَى الْكُوفِيُّ القاريّ، والنّضر بن محمد الْمَرْوَزِيُّ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَنُوحُ بْنُ قَيْسٍ الْبَصْرِيُّ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَاضِي دِمَشْقَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، فِي قَوْلٍ، وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ صَاحِبُ الْعَرَبِيَّةِ، [خُرُوجُ الْخَزْرِ وَإِيقَاعُهُمْ بِالْمُسْلِمِينَ] وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ الْخَزْرِ بِسَبَبِ ابْنَةِ الْخَاقَانِ، وَقَدْ كَانَتْ فِي الْعَامِ الْمَاضِي حُمِلَتْ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَمَا وَصَلَتْ حَتَّى مَاتَتْ بِبَرْذَعَةَ [3] . فَرَجَعَ مَنْ كَانَ فِي خِدْمَتِهَا مِنَ الْعَسَاكِرِ إِلَى أَبِيهَا فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهَا قُتِلَتْ غَيْلَةً، فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، وَخَرَجَ لِلْقِتَالِ بِجُيُوشِهِ مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ [4] . فأوقعوا بأهل   [1] لم يترجم له المؤلف. [2] لم يترجم له. [3] برذعة: بلد في أقصى أذربيجان، وقيل هي قصبتها. وقيل هي مدينة أرّان. ومعناه بالفارسية: موضع السبي. (معجم البلدان 1/ 379) . [4] باب الأبواب: على بحر طبرستان، وهو بحر الخزر، وهي مدينة تكون أكبر من أردبيل نحو الجزء: 12 ¦ الصفحة: 11 الإِسْلامِ وَبِالذِّمَّةِ، وَسَفَكُوا وَسَبَوْا، فِيمَا قِيلَ أَزْيَدَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ نَسَمَةٍ. وَفِي الْجُمْلَةِ جَرَى عَلَى الإِسْلامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَمْ يُسْمَعْ قَبْلَهُ بِمِثْلِهِ أَبَدًا [1] . فَاسْتَعْمَلَ الرَّشِيدُ عَلَى أَرْمِينِيَّةَ يَزِيدَ بْنَ مَزْيَدَ مَعَ أَذْرَبَيْجَانَ وَأَمَدَّهُ بِالْجُيُوشِ، وَأَرْدَفَهُ بِخُزَيْمَةَ بْنِ قَانِعٍ، وَسَارُوا فَدَفَعُوا الْخَزْرَ عَنْ أَرْمِينِيَّةَ وَأَغْلَقُوا بَابَ الدَّرْبَنْدِ [2] . وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْخَلِيفَةَ الْهَادِي [3] . [تَمَرُّدَ الْعَكِّيِّ بِالْمَغْرِبِ] وَأَمَّا الْمَغْرِبُ فَتَمَرَّدَ مُتَوَلِّيهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْعَكِّيُّ، وَظَلَمَ وَعَسَفَ، وَاقْتَطَعَ مِنْ أَرْزَاقِ الأَجْنَادِ وَآذَى الْعَامَّةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ تَمَّامُ [4] بْنُ تَمِيمٍ التَّمِيمِيُّ وَلَقِيَهُ عَلَى تُونُسَ، فَزَحَفَ إِلَيْهِ، وَبَرَزَ لِمُلْتَقَاهُ الْعَكِّيُّ، وَوَقَعَ الْمَصَافُّ، فَانْهَزَمَ الْعَكِّيُّ وَتَحَصَّنَ بِالْقَيْرَوَانِ فِي الْقَصْرِ. وَغَلَبَ تَمَّامٌ عَلَى الْبَلَدِ [5] ، ثُمَّ نَزَلَ الْعَكِّيُّ بِأَمَانٍ وَانْسَحَبَ إِلَى طَرَابُلْسَ، فَنَهَضَ لِنُصْرَتِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَغْلَبِ، فَتَقَهْقَرَ تَمَّامٌ إِلَى تُونُسَ، وَدَخَلَ ابْنُ الأَغْلَبِ الْقَيْرَوَانَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وخطب   [ () ] ميلين في ميلين. ومعجم البلدان 1/ 303) . [1] تاريخ الطبري 8/ 269 و 270 (حوادث 182 و 183 هـ.) ، والعيون والحدائق 3/ 301، 302، والكامل في التاريخ 6/ 161 و 163 (حوادث 182 و 183 هـ.) ، والبداية والنهاية 10/ 183، ونهاية الأرب 22/ 133، ومرآة الجنان 1/ 392، 393، وتاريخ مختصر الدول 129. [2] تاريخ الطبري 8/ 270، وانظر: الأخبار الطوال 390. [3] تاريخ خليفة 456، تاريخ اليعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 271، مروج الذهب 4/ 403، الكامل في التاريخ 6/ 164، نهاية الأرب 22/ 134، البداية والنهاية 10/ 183، تاريخ حلب للعظيميّ 234، مختصر التاريخ لابن الكازروني 124. [4] في الأصل «ثمامة» والتصويب من: الحلّة السيراء، ونهاية الأرب، والبيان المغرب، والكامل في التاريخ. [5] الحلّة السيراء 1/ 89، نهاية الأرب 24/ 96، 97، البيان المغرب 1/ 90، تاريخ ابن خلدون 4/ 195، النجوم الزاهرة 2/ 110. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 12 وَحَضَّ عَلَى الطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ. ثُمَّ الْتَقَى ابْنُ الأَغْلَبِ وَتَمَّامٌ، فَانْهَزَمَ تَمَّامٌ، وَاشْتَدَّتْ بِغْضَةُ النَّاسِ لِلْعَكِّيِّ، وَكَاتَبُوا الرَّشِيدَ فِيهِ، فَعَزَلَهُ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ إبراهيم بن الأغلب [1] .   [1] الحلّة السيراء 1/ 89، 90 و 93، نهاية الأرب 24/ 97- 99 و 101، الكامل في التاريخ 6/ 154- 156، تاريخ ابن خلدون 4/ 196، البيان المغرب 1/ 90- 92، تاريخ اليعقوبي 2/ 411، النجوم الزاهرة 2/ 110، مآثر الإنافة 1/ 201. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 13 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْمَدَنِيُّ، وَحُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ، وَرَزِينُ بْنُ شُعَيْبٍ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ، وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ [1] ، فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الزَّاهِدُ الْعُمَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ [2] ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، فِي قَوْلٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمَرْوَانُ بن شجاع الجزريّ،   [1] لم يترجم له في هذه الطبقة. [2] لم يترجم له. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 14 وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ. قَالَهُ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو أُمَيَّةَ بُن يَعْلَى، قَالَهُ خَلِيفَةُ، [خُرُوجُ الشَّارِيِّ بِشَهْرَزُورَ] وَفِيهَا خَرَجَ بِشَهْرَزُورَ أَبُو عَمْرٍو الشَّارِيُّ، فَسَارَ لِحَرْبِهِ زُهَيْرٌ الأَمِيرُ فَقَتَلَهُ [1] . [وِلايَةُ الْبَرْبَرِيِّ وَالْمُهَلَّبِيِّ وَابْنِ الأَغْلَبِ وَالرَّازِيِّ] وَفِيهَا وُلِّيَ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ مَكَّةَ وَالْيَمَنَ، وَوُلِّيَ دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ السِّنْدَ، وَابْنُ الأَغْلَبِ الْمَغْرِبَ، وَمَهْرُوَيْهِ الرَّازِيُّ طَبَرِسْتَانَ [2] . [أَمَانُ ابْنِ عِيسَى لِأَبِي الْخَصِيبِ] وَفِيهَا طَلَبَ أَبُو الْخَصِيبِ الْخَارِجُ بِخُرَاسَانَ الأَمَانَ، فَأَمَّنَهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ وَأَكْرَمَهُ [3] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 272، البداية والنهاية 10/ 184، الكامل في التاريخ 6/ 166، البدء والتاريخ 6/ 102، 103، والنجوم الزاهرة 2/ 116. [2] تاريخ الطبري 8/ 272 وفيه أيضا: «ويحيى الحرشيّ الجبل» ، والكامل في التاريخ 6/ 166، والمختصر في أخبار البشر 2/ 16، ومآثر الإنافة 1/ 200. [3] تاريخ الطبري 8/ 272، الكامل في التاريخ 6/ 166، نهاية الأرب 22/ 134، النجوم الزاهرة 2/ 116. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 15 [غَارَةُ الشَّيْبَانِيِّ إِلَى الرُّومِ] وَفِيهَا سَارَ أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الشَّيْبَانِيُّ فَأَغَارَ عَلَى مَمَالِكِ الرُّومِ، فَغَنِمَ وَسَلِمَ [1] . [مَسِيرُ ابْنِ بَيْهَسَ لِلْفِدَاءِ] وَفِيهَا سَارَ ابْنُ بَيْهَسَ الْكِلابِيُّ إِلَى مَلِكَةِ الرُّومِ في الفداء [2] .   [1] تاريخ خليفة 457، النجوم الزاهرة 2/ 116. [2] تاريخ خليفة 457. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 16 سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، فِي قَوْلِ، إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الدِّمَشْقِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَصْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ، وَضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ، بِسَلَمِيَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَابِدُ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الإِمَامِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابن عَمِّ الْمَنْصُورِ، وَقَاضِي مِصْرَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، فِي قَوْلٍ قَوِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ الشَّيْبَانِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونَ، فِي الأصحّ، ويقطين بن موسى الأمير [1] .   [1] لم يترجم له. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 17 [وُثُوبُ أَهْلِ طَبَرِسْتَانَ عَلَى مُتَوَلِّيهِمْ] وَفِيهَا وَثَبَ أَهْلُ طَبَرِسْتَانَ عَلَى مُتَوَلِّيهِمْ مَهْرُوَيْهِ وَقَتَلُوهُ، فَوَلَّى الرَّشِيدُ بَدَلَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ الْحَرَشِيَّ [1] . [وُثُوبُ ابْنِ عِيسَى عَلَى الشَّارِيِّ] وَفِيهَا عَاثَ حَمْزَةُ الشَّارِيُّ بِبَاذَغِيسَ فَوَثَبَ بِهِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَأَبَادَ عَشَرَةَ آلافٍ مِنْ أَصْحَابِهِ [2] . [خُرُوجُ أَبِي الْخَصِيبِ وَاسْتِفْحَالُ أَمْرِهِ] وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو الْخَصِيبِ ثَانِيَةً وَغَدَرَ وَغَلَبَ عَلَى نَيْسَابُورَ، وَطُوسٍ، وَأَبِيوَرْدَ، وَزَحَفَ بِجَيْشِهِ إِلَى مَرْوٍ فَالْتَقُوهُ، فَانْكَسَرَ وَتَأَخَّرَ إِلَى سَرْخَسَ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ [3] . [ظهور ابن عيسى وطول اختفائه] [4] وَفِيهَا ظَهَرَ بِعَبَّادَانَ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْحُسَيْنِيُّ وَبِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، وَبُويِعَ سِرًّا. ثُمَّ عَجَزَ وَهَرَبَ، فَلَمْ يَزَلْ مُسْتَخْفِيًا إِلَى أَنْ مَاتَ بَعْدَ دَهْرٍ طَوِيلٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ. وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا فِي دَوْلَةِ الإِسْلامِ اسْتَقَرَّ فِي طُولِ هَذِهِ المدة أبدا مستخفيا [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 273، الكامل في التاريخ 6/ 168، نهاية الأرب 22/ 134، النجوم الزاهرة 118، البداية والنهاية 10/ 186. [2] تاريخ الطبري 8/ 273، الكامل في التاريخ 6/ 168، نهاية الأرب 22/ 134، البداية والنهاية 10/ 186. [3] تاريخ الطبري 8/ 273، الكامل في التاريخ 6/ 168، نهاية الأرب 22/ 134، البدء والتاريخ 6/ 103. [4] في تاريخ اليعقوبي «يزيد» . [5] انظر تاريخ اليعقوبي 2/ 423، 424. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 18 سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: جَعْفَرُ بْنُ الْمَنْصُورِ، وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، فِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ سَبْعٍ، وَالْحَوْشَبُ بْنُ عُبَيْدَةَ، حِمْصِيٌّ، وَحَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وَصَالِحُ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، وَطَيْفُورُ الأَمِيرُ مَوْلَى الْمَنْصُورِ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، فِي قَوْلٍ، وَعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْوَاقِفِيُّ الْمُقْرِي، وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْمَدَنِيُّ، وَعِيسَى الْبُخَارِيُّ، غُنْجَارٌ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ شَرِيكٍ، بِخُلْفٍ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، [مَقْتَلُ أَبِي الْخَصِيبِ] وَفِيهَا سَارَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى [1] بْنِ مَاهَانَ مِنْ مَرْوٍ لِحَرْبِ أَبِي الْخَصِيبِ،   [1] في البدء والتاريخ 6/ 103 «عيسى بن علي» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 19 فَالْتَقَاهُ بِنَسَا، فَقُتِلَ أَبُو الْخُصَيْبِ، وَتَمَزَّقَتْ جُيُوشُهُ، وَسُبِيَتْ حُرَمُهُ، وَاسْتَقَامَ أَمْرُ خُرَاسَانَ [1] . [سِجْنُ ثُمَامَةَ بْنِ أَشْرَسَ] وَفِيهَا سَجَنَ الرَّشِيدُ ثُمَامَةَ بْنَ أَشْرَسَ الْمُتَكَلِّمُ، لِأَنَّهُ وَقَفَ مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ إِعَانَةِ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بْنِ زَيْدٍ [2] . وَحَجَّ الرَّشِيدُ وَابْنَاهُ الأَمِينُ وَالْمَأْمُونُ، وَفَرَّقَ الأَمْوَالَ بِالْحَرَمَيْنِ [3] . [بَيْعَةُ الرَّشِيدِ لِوَلَدِهِ الْمُؤْتَمَنِ] وَفِيهَا بَايَعَ الرَّشِيدُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لِوَلَدِهِ قَاسِمٍ مِنْ بَعْدِ الأَخَوَيْنِ الأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ، وَلَقَّبَهُ الْمُؤْتَمَنَ، وَوَلاهُ الْجَزِيرَةَ وَالثُّغُورَ وَهُوَ صَبِيٌّ [4] . فَلَمَّا قَسَّمَ الرَّشِيدُ الدُّنْيَا بَيْنَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ، قَالَ بَعْضُ الْعُقَلاءِ: قَدْ أَلْقَى بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَغَائِلَةُ ذَلِكَ يَضُرُّ بِالرَّعِيَّةِ [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 275، تاريخ خليفة 457، الكامل في التاريخ 6/ 174، نهاية الأرب 22/ 135، البداية والنهاية 10/ 187، النجوم الزاهرة 2/ 119، دول الإسلام 1/ 118، البدء والتاريخ 6/ 103. [2] تاريخ الطبري 8/ 275، النجوم الزاهرة 2/ 120. [3] تاريخ خليفة 457، تاريخ اليعقوبي 2/ 415 و 430، المعارف 381، الأخبار الطوال 390، تاريخ الطبري 8/ 275، مروج الذهب، 3/ 364 و 4/ 403، الكامل في التاريخ 6/ 173، نهاية الأرب 22/ 134، البداية والنهاية 10/ 187، العيون والحدائق 3/ 303، خلاصة الذهب المسبوك 140، البيان المغرب 1/ 93، النجوم الزاهرة 2/ 119، شفاء الغرام 2/ 342 و 343، تاريخ حلب للعظيميّ 235. [4] تاريخ الطبري 8/ 276، الأخبار الطوال 391، الكامل في التاريخ 6/ 173، نهاية الأرب 22/ 135، النجوم الزاهرة 2/ 119، خلاصة الذهب 140، البداية والنهاية 10/ 187، العيون والحدائق 3/ 304، البدء والتاريخ 6/ 107، وتاريخ مختصر الدول 129. [5] تاريخ الطبري 8/ 276، الكامل في التاريخ 6/ 173، مروج الذهب 3/ 364. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 20 وقالت الشعراء في البيعة المدائح، ثُمَّ إِنَّهُ عَلَّقَ نُسْخَةَ الْبَيْعَةِ فِي الْبَيْتِ الْعَتِيقِ [1] . وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ إِبْرَاهِيمُ الْمَوْصِلِيُّ: خَيْرُ الأُمُورِ مَغَبَّةً ... وَأَحَقُّ أَمْرٍ بِالتَّمَامِ أَمْرٌ قَضَى إحكامه الر ... حمن في البيت الحرام [2]   [1] تاريخ الطبري 8/ 278، البيان المغرب 1/ 93. [2] تاريخ الطبري 8/ 286، العيون والحدائق 3/ 305، البداية والنهاية 10/ 187 النجوم الزاهرة 2/ 119، تاريخ الخلفاء للسيوطي 290، البدء والتاريخ للمقدسي 6/ 106 وفيه: أمر قضى احكامه ... في الكعبة البيت الحرام الجزء: 12 ¦ الصفحة: 21 سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا، أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا، تُوُفِّيَ: بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، وَجَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ، صُلِبَ، وَرَبَاحُ بْنُ زِيَادٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الذَّارِعُ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، فِي آخِرِهَا، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلائِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، فِي رَجَبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ، أَبُو نَصْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، وَمَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَصْرِيُّ، وَمُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ النَّحْوِيُّ الْمُعَمَّرُ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، فِي قَوْلٍ. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 22 وَفِيهَا مَقْتَلُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ [1] وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي سَبَبِ قتلِهِ عَلَى أَقْوَالٍ، فَقِيلَ: إِنَّ جِبْرِيلَ بْنَ بُخْتِيشُوعَ [2] الطَّبِيبَ قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ، إذ أَتَى يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، وَكَانَ يَدْخُلُ بِلا إِذْنٍ، فَلَمَّا قَرُبَ سَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ الرَّشِيدُ رَدًّا ضَعِيفًا، فَعَلِمَ يَحْيَى أَنَّ أَمْرَهُمْ قَدْ تَغَيَّرَ، فَأَقْبَلَ عَلَى الرَّشِيدِ وَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ أَحَدٌ مَنْزِلَكَ بِلا إِذْنٍ؟ فَقُلْتُ: لا! قَالَ: فَمَا بَالُنَا يُدْخَلُ عَلَيْنَا بِلا إِذْنٍ؟ فَوَثَبَ يَحْيَى فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدَّمَنِي اللَّهُ قِبَلَكَ، وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلا شَيْءٌ خَصَصْتَنِي بِهِ، وَالآنَ فَأَكُونُ فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَهْلِ الإِذْنِ إِنْ أَمَرْتَنِي. فَاسْتَحْيَا الرَّشِيدُ، وَكَانَ مِنْ أَرَقِّ الْخُلَفَاءِ، وَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: مَا أَرَدْتُ مَا تَكْرَهُ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ. قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ لَمْ يَسْنَحْ لَهُ جَوَابٌ يَرْتَضِيهِ، ثُمَّ خَرَجَ يَحْيَى [3] . وَقِيلَ: إِنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أَشْرَسَ قَالَ: أَوَّلُ مَا أَنْكَرَ يَحْيَى بن خالد من أمره أنّ   [1] انظر عن مقتل جعفر البرمكي في: تاريخ خليفة 458، وتاريخ الطبري 8/ 287 وما بعدها، والعيون والحدائق 3/ 306 وما بعدها، ونشوار المحاضرة للتنوخي 7/ 74، 75، والكامل في التاريخ 6/ 175 وما بعدها، والبدء والتاريخ 6/ 104، 105، ومروج الذهب 3/ 384 وما بعدها، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 205- 210، وأمالي المرتضى 1/ 101، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 79 وما بعدها، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج 494، ووفيات الأعيان 1/ 328- 346، والعقد الفريد 5/ 58 وما بعدها، والإمامة والسياسة لابن قتيبة 2/ 203 وما بعدها، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 145 وما بعدها، ونهاية الأرب للنويري 22/ 135 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 16 وما بعدها، ومرآة الجنان لليافعي 1/ 404 وما بعدها، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 189 وما بعدها، ومقدّمة ابن خلدون (مصوّرة دار إحياء التراث، بيروت) 136، وتاريخ بغداد 7/ 152- 160 رقم 3606، والنجوم الزاهرة 2/ 121. وستأتي ترجمته في الوفيات من هذا الجزء، مع مصادرها. [2] هو جبرائيل بن بختيشوع بن جورجيس بن بختيشوع. (تاريخ الزمان لابن العبري 18) . [3] تاريخ الطبري 8/ 287، 288، الكامل في التاريخ 6/ 177، خلاصة الذهب المسبوك 145، 146 وفيه أن القائل «بختيشوع» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 23 مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ رَفَعَ رِسَالَةً إِلَى الرَّشِيدِ يَعِظُهُ وَيَقُولُ: إِنَّ يَحْيَى لا يُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَقَدْ جَعَلْتَهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِكَ [1] إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ [2] ، فَسَأَلَكَ عَمَّا عَمِلْتَ فِي عِبَادِهِ وَبِلادِهِ؟. فَدَعَا الرَّشِيدُ يَحْيَى، وَقَدْ بَلَغَتْهُ الرِّسَالَةُ، فَقَالَ: تَعْرِفُ مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ مُتَّهَمٌ عَلَى الإِسْلامِ، فَأَمَرَ بِابْنِ اللَّيْثِ فَوُضِعَ فِي الْمُطْبَقِ دَهْرًا. فَلَمَّا تَنَكَّرَ الرَّشِيدُ لِلْبَرَامِكَةِ أَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ، فَأَحْضَرَهُ وَقَالَ لَهُ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ. قَالَ: أَتَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَضَعْتَ فِي رِجْلَيَّ الأَكْبَالَ، وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيَالِي بِلا ذَنْبٍ، سِوَى قَوْلِ حَاسِدٍ يَكِيدُ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَيُحِبُّ الإِلْحَادَ وَأَهْلَهُ. فَأَطْلِقْهُ ثُمَّ قَالَ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ قَدْ ذَهَبَ مَا عِنْدِي. فَأَمَرَ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتُحِبُّنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ. فَقَالَ: انْتَقَمَ اللَّهُ مِمَّنْ ظَلَمَكَ وَأَخَذَ لَكَ مِمَّنْ بَعَثَنِي عَلَيْكَ. قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ فِي الْبَرَامِكَةِ فَأَكْثَرُوا، وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ مَا ظَهَرَ مِنْ تَغَيُّرِ حَالِهِمْ [3] . وَقِيلَ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ دَخَلَ بَعْدُ عَلَى الرَّشِيدِ، فَقَامَ الْغِلْمَانُ لَهُ، وَقَالَ الرَّشِيدُ لِمَسْرُورٍ: مُرْهُمْ لا يَقُومُونَ. قَالَ: فَدَخَلَ، فَمَا قَامَ أَحَدٌ، فَارْبَدَّ وَجْهُ يَحْيَى [4] . وَقِيلَ: إِنَّ سَبَبَ قَتْلِ جَعْفَرٍ أَنَّ الرَّشِيدَ سَلَّمَ لَهُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَرَقَّ لَهُ بَعْدَ قَلِيلٍ وَأَطْلَقَهُ. وَكَانَ ابْنُ حَسَنٍ مَرْبُوعًا، أَجْلَحَ، بَطِينًا، حَسَنَ الْعَيْنَيْنِ، فَأَتَى رَجُلٌ بِصِفَتِهِ وَهَيْئَتِهِ إِلَى الرَّشِيدِ وَأَنَّهُ رَآهُ بِحُلْوَانَ. فَأَعْطَى الرَّجُلَ جَائِزَةً [5] .   [1] عند الطبري 8/ 288 «أنت» . [2] عند الطبري «بين يديه» . [3] تاريخ الطبري 8/ 288، الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي للجريري 1/ 580، 581. [4] تاريخ الطبري 8/ 288، الكامل في التاريخ 6/ 177. [5] تاريخ الطبري 8/ 289، العيون والحدائق 3/ 306، الكامل في التاريخ 6/ 175، 176، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 24 وقيل إنّ جعفر بَنَى دَارًا أَنْفَقَ عَلَيْهَا عِشْرِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَسْرَفَ [1] . وَعَنْ مُوسَى بْنِ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ قَالَ: اعْتَمَرَ أَبِي فِي الْعَامِ الَّذِي نُكِبَ فِيهِ وَأَنَا مَعَهُ، فَتَعَلَّقَ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وجعل يقول: اللهم ذنوبي عظيمة لا يحصها غَيْرُكَ، إِنْ كُنْتَ مُعَاقِبِي فَاجْعَلْ عُقُوبَتِي فِي الدُّنْيَا، وَإِنْ أَحَاطَ ذَلِكَ بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَمَالِي وَوَلَدِي حَتَّى أَبْلُغَ رِضَاكَ، وَلا تَجْعَلْ عُقُوبَتِي فِي الآخِرَةِ [2] . وَكَانَ مُوسَى هَذَا أَحَدَ الأَبْطَالِ الْمَوْصُوفِينَ. وَقِيلَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ قَدَحَ فِيهِ عِنْدَ الرَّشِيدِ وَأَعْلَمَهُ طَاعَةَ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَهُ وَمَحَبَّتَهُمْ إِيَّاهُ، وَأَنَّهُ يُكَاتِبُهُمْ وَيَعْمَلُ عَلَى الذَّهَابِ إِلَيْهِمْ، فَاسْتَوْحَشَ الرَّشِيدُ مِنْهُ [3] . ثُمَّ رَكِبَ مُوسَى دَيْنٌ فَاسْتَتَرَ مِنَ الْغُرَمَاءِ، فَتَوَهَّمَ الرَّشِيدُ أَنَّهُ سَارَ إِلَى خُرَاسَانَ، ثُمَّ ظَهَرَ فَحَبَسَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ نَكْبَتِهِمْ. فَأَتَتْ زوجة يحيى بن خالد إلى الرشيد ولا طفته، فَقَالَ: يَضْمَنُهُ أَبُوهُ. فَضَمِنَهُ يَحْيَى [4] . وَكَانَ الرَّشِيدُ قَدْ غَضِبَ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى لِتَرْكِهِ الشُّرْبَ مَعَهُ. وَكَانَ الْفَضْلُ يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ شُرْبَ الْمَاءِ يُنْقِصُ مِنْ مُرُوءَتِي مَا شَرِبْتُهُ، وَكَانَ مَشْغُوفًا بِالسَّمَاعِ [5] . وَأَمَّا جَعْفَرٌ فَكَانَ يُنَادِمُ الرَّشِيدَ، وَأَبُوهُ يَأْمُرُهُ بِالإِقْلالِ مِنْ ذَلِكَ فيخالفه [6] . وقد كان يحيى قال: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَا وَاللَّهِ أَكْرَهُ مُدَاخَلَةَ جعفر   [ () ] نهاية الأرب 22/ 137، شرح البسّامة بأطواق الحمامة 225- 227 (أو كمامة الزهر وصدفة الدرّ) - لعبد الملك بن عبد الله بن عبدون الحضرميّ الإشبيلي- طبعة السعادة 1340 هـ.، بالقاهرة، وفيات الأعيان 1/ 334، 335، مرآة الجنان 1/ 410، البداية والنهاية 10/ 189، الفخري 209. [1] تاريخ الطبري 8/ 291، الكامل في التاريخ 6/ 176، البداية والنهاية 10/ 189، وفيات الأعيان 1/ 344. [2] تاريخ الطبري 8/ 292، الكامل في التاريخ 6/ 176، 177، وفيات الأعيان 1/ 336. [3] الكامل في التاريخ 6/ 177، تاريخ الطبري 8/ 293. [4] تاريخ الطبري 8/ 293. [5] تاريخ الطبري 8/ 293. [6] تاريخ الطبري 8/ 293. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 25 مَعَكَ، لَوِ اقْتَصَرْتَ بِهِ عَلَى الإِمْرَةِ دُونَ الْعِشْرَةِ. قَالَ: يَا أَبَهْ، لَيْسَ لِعَذَابِكَ، وَلَكِنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُقَدِّمَ الْفَضْلَ عَلَيْهِ [1] . قَالَ ابْنُ جرير: حدّثني أحمد بن زهير، أظنّه عَنْ عَمِّهِ، زَاهِرِ بْنِ حَرْبٍ، أَنَّ سَبَبَ هَلاكِ الْبَرَامِكَةِ أَنَّ الرَّشِيدَ كَانَ لا يَصْبِرُ عَنْ جَعْفَرٍ، وَعَنْ أُخْتِهِ عَبَّاسَةَ بِنْتِ الْمَهْدِيِّ. قَالَ وَكَانَ يُحْضِرُهَا مَجْلِسَ الشَّرَابِ، فَقَالَ: أُزَوِّجُكَهَا عَلَى أَنْ لا تَمَسَّهَا. فَكَانَا يَثْمُلانِ مِنَ الشَّرَابِ، وَهُمَا شَابَّانِ، وَيَقُومُ الرَّشِيدُ، فَوَثَبَ جَعْفَرٌ عَلَيْهَا، فَوَلَدَتْ مِنْهُ غُلامًا، فَخَافَتِ الرَّشِيدَ، فَوَجَّهَتْ بِالطِّفْلِ مَعَ حَوَاضِنَ إِلَى مَكَّةَ وَاخْتَفَى الأَمْرُ. ثُمَّ ضَرَبَتْ جَارِيَةً لَهَا فَوَشَتْ بِهَا إِلَى الرَّشِيدِ، فَلَمَّا حَجَّ أَرْسَلَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي بِهِ الْحَوَاضِنُ، وَهَمَّ بِقَتْلِ الصَّبِيِّ، ثُمَّ تَأَثَّمَ مِنْ ذَلِكَ [2] . فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْحِيرَةِ وَنَاحِيَةِ الأَنْبَارِ أَرْسَلَ لَيْلَةَ السَّبْتِ لانْسِلاخِ الْمُحَرَّمِ إِلَى مَسْرُورٍ الْخَادِمِ وَمَعَهُ أَبُو عِصْمَةَ وَأَجْنَادٌ، فَأَحَاطُوا بِجَعْفَرٍ لَيْلا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مَسْرُورٌ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ لَهْوِهِ، فَأَخْرَجَهُ بِعُنْفٍ وَقَيَّدَهُ بِقَيْدِ حِمَارٍ وَأَتَى بِهِ، فَأَعْلَمَ الرَّشِيدَ. فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ، فَفَعَلَ [3] . وَحَدَّثَ مَسْرُورٌ قَالَ: وَقَعَ عَلَى رِجْلَيَّ يُقَبِّلُهَا، وَقَالَ: دَعْنِي أَدْخُلُ فَأُوصِي، قُلْتُ: لا سَبِيلَ إِلَى ذَلِكَ، فَأَوْصِ بِمَا شِئْتَ. فَأَوْصَى وَأَعْتَقَ مَمَالِيكَهُ، ثُمَّ ذَبَحْتُهُ بَعْدَ أَنْ رَاجَعْتُ الرشيد فيه، وأتيته برأسه [4] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 293. [2] تاريخ الطبري 8/ 294، العيون والحدائق 3/ 307، مروج الذهب 3/ 384- 387، الفخري في الآداب السلطانية 209، خلاصة الذهب المسبوك 146، وفيات الأعيان 1/ 332، 333 و 344، البداية والنهاية 10/ 189. [3] تاريخ الطبري 8/ 295، الإنباء في تاريخ الخلفاء 81- 83، مروج الذهب 3/ 387، 388، نشوار المحاضرة 7/ 74، 75، وفيات الأعيان 1/ 336، 337، البداية والنهاية 10/ 190، ومقاتل الطالبيين 494. [4] تاريخ الطبري 8/ 295، العيون والحدائق 3/ 305، 306، الكامل في التاريخ 6/ 177، 178، الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 81- 83 (وفيه رواية مفصّلة) ، البدء والتاريخ 6/ 104، 105 (وفيه أن العباسة حملت من جعفر وولدت توأمين) ، نهاية الأرب 22/ 139، 140، الفخري 210، خلاصة الذهب المسبوك 147، وفيات الأعيان 1/ 338، 339، الوافي بالوفيات 11/ 161. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 26 ثُمَّ وَجَّهَ الرَّشِيدُ جُنْدًا أَحَاطُوا بِأَبِيهِ وَبِجَمِيعِ أَوْلادِهِ وَمَوَالِيهِ، وَأُخِذَتْ أَمْوَالُهُمْ وَأَمْلاكُهُمْ. وَكَتَبَ إِلَى سَائِرِ الْعُمَّالِ بِقَبْضِ مَالِهِمْ [1] . وَبُعِثَتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ إِلَى بَغْدَادَ، فَنُصِبَتْ عَلَى خَشَبَةٍ [2] . وَنُودِيَ أَلا لا أَمَانَ لِمَنْ آوَى أَحَدًا مِنَ الْبَرَامِكَةِ [3] . [مَقْتَلُ أَنَسِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ] ثُمَّ أَمَرَ الرَّشِيدُ يَوْمَ دَخَلَ الرَّقَّةَ بِقَتْلِ أَنَسِ بْنِ أَبِي شَيْخٍ، فَقُتِلَ وَصُلِبَ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، وَكَانَ من أصحاب البرامكة [4] . [حكاية ابن الصابيء عن جعفر البرمكي] وذكر ابن الصابيء فِي كِتَابِ الأَمَاثِلِ وَالأَعْيَانِ [5] عَنْ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: خَلا جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى يَوْمًا بِنُدَمَائِهِ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَبِسَ الْحَرِيرَ وَتَضَمَّخَ بِالطِّيبِ، وَفَعَلَ بِنَا مِثْلَهُ. فَقَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ [6] ، فَدَخَلَ فِي رُصَافِيَّتِهِ وَسَوَادِهِ، فَارْبَدَّ وَجْهُ جَعْفَرٍ، فدعا غلامه   [1] تاريخ الطبري 8/ 296، العيون والحدائق 3/ 306، الإنباء في تاريخ الخلفاء 84، الكامل في التاريخ 6/ 178، وفيات الأعيان 1/ 345، خلاصة الذهب المسبوك 147، البدء والتاريخ 6/ 105، الفخري 210، نهاية الأرب 22/ 140، البداية والنهاية 10/ 190، تاريخ مختصر الدول 129، 130. [2] تاريخ الطبري 8/ 296، الإنباء في تاريخ الخلفاء 84، العيون والحدائق 3/ 306، البدء والتاريخ 6/ 105، الكامل في التاريخ 6/ 178، وفيات الأعيان 1/ 337 و 345، خلاصة الذهب المسبوك 147، نهاية الأرب 22/ 140، البداية والنهاية 10/ 190، تاريخ بغداد 7/ 159 و 160، تاريخ اليعقوبي 2/ 421. [3] تاريخ الطبري 8/ 296، البدء والتاريخ 6/ 105، خلاصة الذهب المسبوك 147، البداية والنهاية 10/ 190. [4] تاريخ الطبري 8/ 297، المعارف 382، خلاصة الذهب المسبوك 148. [5] اسمه الكامل: «الأماثل والأعيان ومنتدى العواطف والإحسان» (معجم الأدباء 7/ 255) . [6] اختصر المؤلّف- رحمه الله- هذا الخبر هنا، ورأيت أن أثبت ما حذفه نقلا عن (وفيات الأعيان لابن خلّكان) لتوضيح أمر قد يلتبس على القارئ، وهو أن جعفر «أمر بأن يحجب عنه كل أحد إلا عبد الملك بن بحران قهرمانه، فسمع الحاجب: «عبد الملك» دون «ابن بحران» ، وعرف عبد الملك بن صالح الهاشمي مقام جعفر بن يحيى في داره، فركب إليه، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 27 فَنَاوَلَهُ سَوَادَهُ وَقَلَنْسُوَتَهُ، وَأَتَى مَجْلِسَنَا، وَقَالَ: أَشْرِكُونَا مَعَكُمْ. فَأَلْبَسُوهُ حَرِيرًا، وَأُحْضِرَ لَهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ، فَقَالَ لِجَعْفَرٍ: وَاللَّهِ مَا شَرِبْتُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ، فَلْيُخَفِّفْ عَلَيَّ. ثُمَّ ضُمِّخَ بِالْخَلُوقِ، فَنَادَمَنَا أَحْسَنَ مُنَادَمَةً، وَسُرِّيَ عَنْ جَعْفَرٍ. فَلَمَّا أَرَادَ الانْصِرَافَ قَالَ لَهُ: اذْكُرْ حَوَائِجَكَ، فَإِنَّنِي مَا أَسْتَطِيعُ مُقَابَلَةَ مَا كَانَ مِنْكَ. قَالَ: فِي قَلْبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ مَوْجِدَةٌ فَتُخْرِجُهَا؟. قَالَ: قَدْ رَضِيَ عَنْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: عَلَيَّ أَرْبَعَةُ آلاف ألف دِرْهَمٍ دَيْنًا. قَالَ: قُضِيَ دَيْنُكَ. قَالَ: وَإِبْرَاهِيمُ ابْنِي أُحِبُّ أَنْ أُزَوِّجَهُ. قَالَ: قَدْ زَوَّجَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْعَالِيَةِ [1] ابْنَتِهِ. قَالَ: وَلَوْ تَرَاهُ يُوَلَّى بَلَدًا. قَالَ: قَدْ وَلاهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إمرة مِصْرَ. فَخَرَجَ وَنَحْنُ مُتَعَجِّبُونَ مِنْ إِقْدَامِ جَعْفَرٍ عَلَى هَذِهِ الأُمُورِ الْعَظِيمَةِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانِ. وَرَكِبَ مِنَ الْغَدِ إِلَى الرَّشِيدِ فَدَخَلَ وَوَقَفْنَا. فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ دُعِيَ بِالْقَاضِي أَبِي يُوسُفَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ. ثُمَّ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ وَعَلْيِهِ الْخُلَعُ، وَاللِّوَاءُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ زُوِّجَ بِالْعَالِيَةِ وَزُفَّتْ إِلَيْهِ، وَحُمِلَتِ الأَمْوَالُ إِلَى دَارِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَخَرَجَ جَعْفَرٌ فَقَالَ لَنَا: وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَرَّفْتُهُ بِأَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَعِلْمِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: حَسَنٌ حَسَنٌ. ثُمَّ قال: فما صنعت معه؟   [ () ] فأرسل الحاجب: أن قد حضر عبد الملك! فقال: أدخله، وعنده أنه ابن بحران، فما راعنا إلّا دخول عبد الملك بن صالح..» . (ج 1/ 330) . [1] في الأصل، ووفيات الأعيان هكذا بالعين المهملة. وفي: الفرج بعد الشدّة، والمستجاد من فعلات الأجواد، والعقد الفريد (الغالية) (بالغين المعجمة) . وفي نهاية الأرب «عائشة» وهو تصحيف. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 28 فَعَرَّفْتُهُ مَا كَانَ مِنْ قَوْلِي، فَاسْتَصْوَبَهُ وَأَمْضَاهُ. قال إبراهيم بن المهديّ: فو الله مَا أَدْرِي أَيُّهُمْ أَعْجَبُ عَمَلا: عَبْدُ الْمَلِكِ فِي شُرْبِهِ النَّبِيذَ، وَلِبَاسِهِ مَا لَيْسَ مِنْ لُبْسِهِ، وَكَانَ صَاحِبَ جِدٍّ وَوَقَارٍ. أَوْ إِقْدَامُ جَعْفَرٍ بِمَا أَقْدَمَ بِهِ. أَوْ إِمْضَاءُ الرَّشِيدِ لِمَا حَكَمَ جَعْفَرٌ بِهِ [1] . [تَرْجَمَةُ جَعْفَرٍ عِنْدَ ابْنِ خَلِّكَانَ] قَالَ الْقَاضِي ابْنُ خَلِّكَانَ [2] عَنِ الْبَرْمَكِيِّ: قَدْ بَلَغَ جَعْفَرٌ مِنْ عُلُوِّ الْمَرْتَبَةِ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ. حَتَّى أَنَّ الرَّشِيدَ اتَّخَذَ ثَوْبًا لَهُ زِيقَانِ، فَكَانَ يَلْبَسُ هُوَ وَجَعْفَرٌ مَعًا [3] . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ عَنْهُ صَبْرٌ [4] . وَكَانَ الرَّشِيدُ شَدِيدَ الْمَحَبَّةِ لأُخْتِهِ عَبَّاسَةَ، وَهِيَ أَعَزُّ النِّسَاءِ عَلَيْهِ، فَكَانَ مَتَى غَابَ أَحَدٌ مِنْهُمَا لا يَتِمُّ سُرُورُ الرَّشِيدِ فَقَالَ: إِنِّي لا صَبْرَ لِي عَنْكُمَا، وَإِنِّي سَأُزَوِّجُكها لِأَجْلِ النَّظَرِ فَقَطْ، فَاحْذَرْ أَنْ تَخْلُوَ بِهَا. فَزَوَّجَهُ بِهَا عَلَى هَذَا الشَّرْطِ. ثُمَّ تَغَيَّرَ عَلَيْهِ [5] . وَاخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ هَذَا التَّغَيُّرِ، فَقِيلَ إِنَّ عَبَّاسَةَ أَحَبَّتْ جَعْفَرًا وَرَاوَدَتْهُ فَخَافَ، وَأَعْيَتْهَا الْحِيلَةُ، فَبَعَثَتْ إِلَى أُمِّ جَعْفَرٍ: أَنِ ابْعَثِي بِي إلى ابنك كأنّني   [1] وفيات الأعيان 1/ 330، 331، الفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 362- 365، المستجاد من فعلات الأجواد 153- 156، الكتّاب والوزراء للجهشياريّ، العقد الفريد 5/ 72، 73، نهاية الأرب 22/ 142، 143، شرح البسّامة بأطواق الحمامة 223- 226، الوافي بالوفيات 11/ 157، 158. [2] وفيات الأعيان 1/ 332. [3] قيل إنّ الرشيد أمر فخيط له قميص ذو جيبين يلبسه هو وجعفر لثقته به. (البدء والتاريخ 6/ 104) . [4] وفيات الأعيان، الوافي بالوفيات 11/ 159 [5] قارن برواية الطبري الّتي تقدّمت قبل قليل (8/ 294) ، والعيون والحدائق 3/ 307، 308، ومروج الذهب 3/ 384- 387، والفخري 209، وخلاصة الذهب 146، والبداية والنهاية 10/ 189. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 29 جَارِيَةٌ لَكِ تُتْحِفِيهِ بِهَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تُتْحِفُهُ كُلَّ جُمْعَةٍ بِجَارِيَةٍ بِكْرٍ، فَيَشْرَبُ ثُمَّ يَفْتَضُّهَا، فَأَبَتْ عَلَيْهَا أُمُّ جَعْفَرٍ، فَقَالَتْ: لَئِنْ لَمْ تَفْعَلِي لأَقُولَنَّ أَنَّكِ خَاطَبْتِنِي بِهَذَا، وَلَئِنِ اشْتَمَلْتُ مِنَ ابْنِكِ عَلَى وَلَدٍ لَيَكُونَنَّ لَكُمُ الشَّرَفُ. فَأَجَابَتْهَا، وَجَاءَتْهَا عَبَّاسَةُ فَأَدْخَلَتْهَا مُتَنَكِّرَةً عَلَى جَعْفَرٍ، وَكَانَ لا يَثَّبَّتُ صُورَتَهَا وَلا يَجْسُرُ أَنْ يَرْفَعَ طَرْفَهُ إِلَيْهَا مِنَ الرَّشِيدِ قَالَ: فَافْتَضَّهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ لَهُ: كَيْفَ رَأَيْتَ خَدِيعَةَ بَنَاتِ الْخُلَفَاءِ؟ قَالَ: وَمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا مَوْلاتُكَ. فَطَارَ السُّكْرُ مِنْ رَأْسِهِ، وَقَامَ إِلَى أُمِّهِ وَقَالَ: بِعْتِنِي وَاللَّهِ، رَخِيصًا. وَعَلِقَتْ مِنْهُ الْعَبَّاسَةُ، فَلَمَّا وَلَدَتْ وَكَّلَتْ بِالْوَلَدِ خَادِمًا [1] وَمُرْضِعًا [2] ، ثُمَّ بَعَثَتْ بِهِ إِلَى مَكَّةَ [3] . ثُمَّ وَشَتْ بِهَا زُبَيْدَةُ إِلَى الرَّشِيدِ، فَحَجَّ وَكَشَفَ عَنِ الأَمْرِ وَتَحَقَّقَهُ، فَأَضْمَرَ السُّوءَ لِلْبَرَامِكَةِ. وَلِأَبِي نُوَاسٍ يُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ: أَلا قُلْ لِأَمِينِ اللَّهِ ... وَابْنِ الْقَادَةِ السَّاسَهْ إِذَا مَا نَاكِثٌ سَرَّكَ ... أَنْ تُعْدِمَهُ [4] رَاسَهْ فَلا تَقْتُلْهُ بِالسَّيْفِ ... وَزَوِّجْهُ بِعَبَّاسَهْ [5] وَقِيلَ إِنَّ الرَّشِيدَ سَلَّمَ إِلَيْهِ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ كَمَا ذَكَرْنَا، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ فِيَّ، وَلا تَجْعَلْ خَصْمِكَ غَدًا جَدِّي. فَرَقَّ لَهُ وَأَطْلَقَهُ، وَخَفَرَهُ إلى مأمنه [6] .   [1] اسمه «رياش» . [2] اسمها «برّة» . [3] في البدء والتاريخ 6/ 105 ولدت له توأمين كأنهما لؤلؤتان! [4] كذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان «تفقده» . [5] وفيات الأعيان 1/ 332- 334، مرآة الجنان 1/ 409، شرح البسّامة 226، الوافي بالوفيات 11/ 164. [6] تاريخ الطبري 8/ 289، العيون والحدائق 3/ 306، الكامل في التاريخ 6/ 175، 176، الفخري في الآداب السلطانية 209، نهاية الأرب 22/ 137، شرح البسّامة 226، وفيات الجزء: 12 ¦ الصفحة: 30 وَسُئِلَ سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ جِنَايَةِ الْبَرَامِكَةِ، فَقَالَ: مَا كَانَ مِنْهُمْ بَعْضُ مَا يُوجِبُ مَا عَمِلَ الرَّشِيدُ بِهِمْ، وَلَكِنْ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ وَكُلُّ طَوِيلٍ مَمْلُولٌ [1] . وَقِيلَ رُفِعَتْ وَرَقَةٌ إِلَى الرَّشِيدِ فِيهَا: قُلْ لِأَمِينِ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ... وَمَنْ إِلَيْهِ الْحَلُّ وَالْعَقْدُ هَذَا ابْنُ يَحْيَى قَدْ غَدَا مَالِكًا ... مِثْلَكَ مَا بَيْنَكُمَا حَدُّ أَمْرُكَ مَرْدُودٌ إِلَى أَمْرِهِ ... وَأَمْرُهُ لَيْسَ لَهُ رَدُّ وَقَدْ بَنَى الدَّارَ الَّتِي مَا بَنَى ... الْفُرْسُ لَهَا مِثْلا وَلا الْهِنْدُ الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ حَصْبَاؤُهَا ... وَتُرْبُهَا الْعَنْبَرُ وَالنَّدُّ وَنَحْنُ نَخْشَى أَنَّهُ وَارِثٌ ... مُلْكَكَ إِنْ غَيَّبَكَ اللَّحْدُ وَلَنْ يُضَاهِي [2] الْعَبْدُ أَرْبَابَهُ ... إِلا إِذَا مَا بَطِرَ الْعَبْدُ [3] فَلَمَّا قَرَأَهَا أَثَّرَتْ فِيهِ،. وَقِيلَ إِنَّ أُخْتَ الرَّشِيدِ قَالَتْ لَهُ: مَا رَأَيْتُ لَكَ سُرُورًا تَامًّا مُنْذُ قَتَلْتَ جَعْفَرًا، فَلِأَيِّ شَيْءٍ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ قَمِيصِي يَعْلَمُ السَّبَبَ لَمَزَّقْتُهُ [4] . وَلَمْ يَزَلْ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ وَابْنُهُ الْفَضْلُ وَعِدَّةٌ مِنَ الْخَدَمِ مَحْبُوسِينَ وَحَالُهُمْ حَسَنٌ إِلَى أَنْ سَخِطَ الرَّشِيدُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ، فَعَمَّهُمْ بِسَخَطِهِ، وَجَدَّدَ لَهُمُ التُّهْمَةَ وَضَيَّقَ عَلَيْهِمْ [5] . وَبَقِيَتْ جُثَّةُ جَعْفَرٍ مُعَلَّقَةً مُدَّةً، وَقُطِّعَتْ أَعْضَاؤُهُ وَعُلِّقَتْ بِأَمَاكِنَ. ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أنزلت وأحرقت [6] .   [ (-) ] الأعيان 1/ 334، 335، مرآة الجنان 1/ 410، البداية والنهاية 10/ 189، الأغاني 18/ 237، 238، الوافي بالوفيات 11/ 159، 160. [1] وفيات الأعيان 1/ 335، مرآة الجنان 1/ 410، الوافي بالوفيات 11/ 160 [2] هكذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان «يباهي» . [3] الأبيات في وفيات الأعيان 1/ 335، 336، ومرآة الجنان 1/ 411. [4] وفيات الأعيان 1/ 336، نهاية الأرب 22/ 143 مرآة الجنان 1/ 411، الوافي بالوفيات 11/ 163، تاريخ اليعقوبي 2/ 422 وفيه قال الرشيد: «لو علمت يميني بالسبب الّذي له فعلت هذا لقطعتها» . [5] تاريخ الطبري 8/ 297. [6] قيل إنّ جعفر قطّع ثلاث قطع، وصلب على جسر بغداد، ولبغداد يومئذ ثلاثة جسور. (تاريخ اليعقوبي 2/ 421) ، وقيل إنّ السنديّ قطّع بدن جعفر قطعتين وصلبه على ثلاثة جسور مع الجزء: 12 ¦ الصفحة: 31 وَحُبِسَ يَحْيَى وَأَوْلادُهُ كُلَّهُمْ سِوَى مُحَمَّدٍ وَبَنِيهِ [1] . وَلِأَبِي الْعَتَاهِيَةِ: قُولا لِمَنْ يَرْتَجِي الْحَيَاةَ أَمَا ... فِي جَعْفَرٍ عِبْرَةٌ وَيَحْيَاهُ كَانَا وَزِيرَيْ خَلِيفَةِ اللَّهِ ... هَارُونَ هُمَا مَا هُمَا وَزِيرَاهُ [2] فَذَاكُمُ جَعْفَرٌ بِرُمَّتِهِ ... فِي حَالِقٍ رَأْسُهُ وَنِصْفَاهُ وَالشَّيْخُ يَحْيَى الْوَزِيرُ أَصْبَحَ قَدْ ... نَحَّاهُ عَنْ نَفْسِهِ وَأَقْصَاهُ شُتِّتَ بَعْدَ التَّجْمِيعِ شَمْلُهُمُ ... فَأَصْبَحُوا فِي البلاد قد تاهوا كذاك مَنْ يُسْخِطِ الإِلَهَ بِمَا ... يُرْضِي بِهِ الْعَبْدَ يُجْزِهِ اللَّهُ سُبْحَانَ مَنْ دَانَتِ الْمُلُوكُ لَهُ ... أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا هُو طُوبَى لِمَنْ تَابَ قَبْلَ [3] غِرَّتِهِ ... فَمَاتَ قَبْلَ الْمَمَاتِ طُوبَاهُ [4] [هَيَاجُ الْقَيْسِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ بِالشَّامِ] وَفِيهَا هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ الْقَيْسِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ بِالشَّامِ، فَوَجَّهَ الرَّشِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ زِيَادٍ فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمُ [5] .   [ () ] رأسه. (الإنباء في تاريخ الخلفاء 84) ، وانظر: تاريخ الطبري 8/ 296، والعيون والحدائق 3/ 306، والبدء والتاريخ 6/ 105، والكامل في التاريخ 6/ 178، وتاريخ بغداد 7/ 159 و 160، ووفيات الأعيان 1/ 337 و 345، وخلاصة الذهب المسبوك 147، ونهاية الأرب 22/ 140، والبداية والنهاية 10/ 190، والمختصر في أخبار البشر 2/ 16، والنجوم الزاهرة 2/ 121 و 123 والوافي بالوفيات 11/ 161. وقال المقدسي ان الرشيد أمر بعبّاسة فحطّت في صندوق ودفنت في بئر وهي حيّة، وأمر بابنيها كأنهما لؤلؤتان فأحضرا فنظر إليهما مليّا وشاور نفسه وبكى ثم رمى بهما البئر وطمّها عليهم. (البدء والتاريخ 6/ 105) . [1] تاريخ الطبري 8/ 296، تاريخ اليعقوبي 2/ 421، خلاصة الذهب 148، المختصر في أخبار البشر 2/ 16، الكامل في التاريخ 6/ 178. [2] في تاريخ الطبري «خليلاه» ، الكامل في التاريخ 6/ 178. [3] عند الطبري «بعد» . [4] الأبيات في تاريخ الطبري 8/ 301، 302. [5] تاريخ الطبري 8/ 302، البداية والنهاية 10/ 193، الكامل في التاريخ 6/ 189. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 32 [الْقَاسِمُ يَغْزُو الصَّائِفَةَ] وَفِيهَا أَغْزَى الرَّشِيدُ وَلَدَهُ الْقَاسِمَ الصَّائِفَةَ، وَوَهَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَوَلاهُ الْعَوَاصِمَ [1] . [الرَّشِيدُ يَعْتَقِلُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ صَالِحٍ] وَكَانَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ وَلَدٌ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَسَعَى هُوَ وَوَزِيرُ أَبِيهِ [2] بِابْنِهِ إِلَى الرَّشِيدِ وَقَالَ إِنَّهُ عَامِلٌ عَلَى الْخِلافَةِ، فَاعْتَقَلَهُ الرشيد في مكان مليح و [بالغ] فِي إِكْرَامِهِ [3] . فَمَا زَالَ مَحْبُوسًا حَتَّى تُوُفِّيَ الرَّشِيدُ فَأَطْلَقَهُ الأَمِينُ، وَوَلاهُ الشَّامَ [4] . ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ الأَمِينِ. وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَيْتِهِ وَفُصَحَائِهِمْ وَنُبَلائِهِمْ. مَرَّ الرَّشِيدُ بِمَنْبِجٍ فَقَالَ لَهُ، وَبِهَا إِذْ ذَاكَ مَقَرُّ عَبْدِ الْمَلِكِ: هَذَا مَنْزِلُكَ؟ قَالَ: هُوَ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وُلِّيَ بِكَ. قَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: دُونَ بِنَاءِ أَهْلِي وَفَوْقَ مَنَازِلِ مَنْبِجٍ. قَالَ: كَيْفَ لَيْلُهَا؟ قَالَ: سَحَرٌ كُلُّهُ [5] . [نِقْفُورُ يَتَمَلَّكُ عَلَى الرُّومِ وَيَنْقُضُ صُلْحَ الْمُسْلِمِينَ] وَفِيهَا انْتَقَضَ الصُّلْحُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَبَيْنَ الرُّومِ، وَمَلَّكُوا عَلَيْهِمْ نِقْفُورَ. وَالرُّومُ تَذْكُرُ أَنَّ نِقْفُورَ هَذَا مِنْ وَلَدِ جَفْنَةَ الغسّاني، وأنّه قبل الملك كان يلي   [1] تاريخ الطبري 8/ 302، الكامل في التاريخ 6/ 189، تاريخ خليفة 458، نهاية الأرب 22/ 148، 149، تاريخ حلب 235، تاريخ ابن خلدون 3/ 225، والنجوم الزاهرة 2/ 121. [2] في تاريخ الطبري «فنصب لأبيه عبد الملك وقمامة فسعيا به إلى الرشيد» . وفي الكامل لابن الأثير «فسعى بأبيه هو وقمامة كاتب أبيه» . [3] تاريخ الطبري 8/ 302، الكامل في التاريخ 6/ 183، تاريخ حلب 235. [4] تاريخ الطبري 8/ 305 البداية والنهاية 10/ 193، الكامل في التاريخ 6/ 183، أمراء دمشق للصفدي 53 رقم 172، نهاية الأرب 22/ 148. [5] تاريخ الطبري 8/ 307، العقد الفريد 6/ 222، مروج الذهب 3/ 405. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 33 دِيوَانَ خَرَاجِهِمْ. وَكَانَ عَقَدَ الْهُدْنَةَ مَعَ الْمَلِكَةِ رِينِي [1] . فَخَلَعَهَا الرُّومُ وَسَلْطَنُوا نِقْفُورَ. [كِتَابُ نِقْفُورَ إِلَى الرَّشِيدِ وَالرَّدُّ عَلَيْهِ] ثُمَّ مَاتَتْ رِينِي بَعْدَ أَشْهُرٍ، فَكَتَبَ: مِنْ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ، إِلَى هَارُونَ مَلِكِ الْعَرَبِ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْمَلِكَةَ الَّتِي قَبْلِي كَانَتْ أَقَامَتْكَ مَقَامَ الرُّخِ [2] وَأَقَامَتْ نَفْسَهَا مَقَامَ الْبَيْدَقِ [3] ، فَحَمَلَتْ إِلَيْكَ مِنْ أَمْوَالِهَا أَحْمَالا، وَذَلِكَ لِضَعْفِ النِّسَاءِ وَحُمْقِهِنَّ [4] ، فَإِذَا قَرَأْتَ كِتَابِي فَارْدُدْ مَا حَصَلَ قِبَلَكَ مِنْ أَمْوَالِهَا وَافْتَدِ نَفْسَكَ [5] ، وَإِلا فَالسَّيْفُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ [6] . قَالَ: فَلَمَّا قَرَأَ الرَّشِيدُ الْكِتَابَ اسْتَشَاطَ غَضَبًا حتى لم يمكن أحد أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ دُونَ أَنْ يُخَاطِبَهُ، وَتَفَرَّقَ جُلَسَاؤُهُ مِنَ الْخَوْفِ، وَاسْتَعْجَمَ الرَّأْيُ عَلَى الْوَزِيرِ. فَدَعَا الرَّشِيدُ بِدَوَاةٍ وَكَتَبَ عَلَى ظَهْرِ كتابه: «بسم الله الرحمن   [1] في الأصل «زبني» ، وقد تقدّم التعليق على هذا الاسم في حوادث سنة 182 هـ. من هذا الجزء. [2] الرّخ: أقوى قطع الشطرنج عند العرب. كالقائد، وكصاحب الجيش، وهو فارس كالفرس، وله فضل رياسة. (أنموذج القتال في نقل العوال، لابن أبي حجلة التلمساني 80 و 86) . [3] البيدق: جمعه: البيادق: أضعف قطع الشطرنج. كالرّجّالة تدفع ما بين أيديها، فإذا صار الرّخّ خلفها واستدبرها أفناها، كفعل الفرسان في الحرب بالرجّالة. (أنموذج القتال 86) وقد استعمل العرب كلمة «بيدق» للدلالة على الرجل القصير القامة. فوصف ملك الروم الخليفة الرشيد بالرّخّ وهو الطائر الضخم القويّ، والملكة بالبيدق الرجل القصير الضعيف. [4] النص عند الطبري: «فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثالها إليها، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهنّ» . [5] عند الطبري زيادة: «بما يقع به المصادرة لك» . [6] تاريخ الطبري 8/ 307، 308، الكامل في التاريخ 6/ 185، مآثر الإنافة 1/ 195، العيون والحدائق 3/ 309، 310، نهاية الأرب 22/ 149، المختصر في أخبار البشر 2/ 17، البداية والنهاية 10/ 194، دول الإسلام 1/ 118، 119، و 153 تاريخ الخلفاء للسيوطي 288، تاريخ مختصر الدول 129، مرآة الجنان 1/ 403. وقد ورد نص الكتاب مختلفا عند أبي الفرج في (الأغاني 18/ 239) : «من نقفور ملك الروم إلى الرشيد ملك العرب، أمّا بعد، فإنّ هذه المرأة كانت وضعتك وأباك وأخاك موضع الملوك ووضعت نفسها موضع السوقة، وإني واضعك بغير ذلك الموضع، وعامل على تطرّق بلادك والهجوم على أمصارك، أو تؤدّي إليّ ما كانت المرأة تؤدّي إليك، والسلام» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 34 الرَّحِيمِ، مِنْ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نِقْفُورَ كَلْبِ الرُّومِ، قَدْ قَرَأْتُ كِتَابَكَ يَا ابْنَ الْكَافِرَةِ، وَالْجَوَابُ مَا تَرَاهُ لا مَا [1] تَسْمَعُهُ» [2] . [مَسِيرُ الرَّشِيدِ إِلَى هِرَقْلَةَ] ثُمَّ سَارَ لِيَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى نَازَلَ مَدِينَةَ هِرَقْلَةَ، وَكَانَتْ غَزْوَةً مَشْهُورَةً وَفَتْحًا مُبِينًا. فَطَلَبَ النِّقْفُورُ الْمُوَادَعَةَ، وَالْتَزَمَ بِخَرَاجٍ يَحْمِلُهُ كُلَّ سَنَةٍ، فَأُجِيبَ. فَلَمَّا رَجَعَ الرَّشِيدُ إِلَى الرَّقَّةِ نَقَضَ الْكَلْبُ الْعَهْدَ لِإِيَاسِهِ مِنْ كَرِّ الرَّشِيدِ فِي الْبَرْدِ، فَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يُبَلِّغَ الرَّشِيدَ نَقْضَهُ، بَلْ قَالَ فِي ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التَّيْمِيُّ [3] : نَقَضَ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ نِقْفُورُ ... فَعَلَيْهِ دَائِرَةُ الْبَوَارِ تَدُورُ [4] أَبْشِرْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ ... غُنْمٌ أَتَاكَ بِهِ الإِلَهُ كَبِيرُ [5] وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ أَبْيَاتًا [6] ، وَعُرِضَتْ عَلَى الرَّشِيدِ، فَقَالَ: أَوَ قَدْ فَعَلَهَا؟ فَكَرَّ رَاجِعًا فِي مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَائِهِ، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى بَلَغَ مُرَادَهُ، وَحَازَ جِهَادَهُ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ: أَلا نَادَتْ هِرَقْلَةُ بِالْخَرَابِ ... مِنَ الْمَلِكِ الْمُوَفَّقِ للصواب   [1] عند الطبري وغيره: «ما تراه دون ما تسمعه» ، وهنا مثل الأغاني. [2] تاريخ الطبري 8/ 308، العيون والحدائق 3/ 310، الكامل في التاريخ 6/ 185، نهاية الأرب 22/ 149، المختصر في أخبار البشر 2/ 17، البداية والنهاية 10/ 194، دول الإسلام 1/ 119، مآثر الإنافة 1/ 195، تاريخ الخلفاء 288، تاريخ مختصر الدول 129، الأغاني 18/ 239، مرآة الجنّان 1/ 403. [3] يكنى أبا محمد، ويقال: هو الحجاج بن يوسف التيمي. (الطبري 8/ 308) . [4] بعد هذا البيت أورد ابن الأثير: فتح يزيد على الفتوح يؤمّنا ... بالنصر فيه لواؤك المنصور [5] البيتان من أبيات كثيرة في تاريخ الطبري 8/ 308، 309 ونهاية الأرب 22/ 154، 155 ومروج الذهب 1/ 330، 331، وأورد ابن الأثير في الكامل (6/ 186) ثلاثة أبيات، وفي العيون والحدائق 3/ 310 البيت الأول فقط، وفيه: وعليه دائرة المنون تدور وفي نهاية الأرب 22/ 150 ثلاثة أبيات مثل الكامل، وفيه «فتح أتاك» بدل «غنم أتاك» وفي تاريخ الخلفاء 289 بيتان. [6] انظر الأبيات في: تاريخ الطبري 8/ 309، 310، والأغاني 18/ 240. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 35 غَدَا هَارُونُ يُرْعِدُ بِالْمَنَايَا ... وَيُبْرِقُ بِالْمُذَكَّرَةِ الْقِضَابِ وَرَايَاتٍ يَحِلُّ النَّصْرُ فِيهَا ... تَمُرُّ كَأَنَّهَا قِطَعُ السَّحَابِ [1] [الرَّشِيدُ يَأْمُرُ بِقَتْلِ ابْنِ نَهِيكٍ] وَفِيهَا أَمَرَ الرَّشِيدُ بِقَتْلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ نَهِيكٍ، لِأَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْهُ أَنَّهُ إِذَا شَرِبَ طَلَبَ سَيْفَهُ وَأَخَذَهُ وَيَقُولُ: لأَقْتُلَنَّ الرَّشِيدَ أَوْ لأَقْتُلَنَّ قَاتِلَ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، ثُمَّ يَبْكِي حَزِنًا عَلَى جَعْفَرٍ [2] . وَحَجَّ وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ ابْنِ أَبِي الْمَنْصُورِ [3] . [وَقْعَةُ الْمُضَرِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ بِدِمَشْقَ] وَوَلِيَ دِمَشْقَ شُعَيْبُ بْنُ حَازِمِ بْنِ خُزَيْمَةَ [4] ، فَهَاجَتِ الأَهْوَاءُ بَيْنَ الْمُضَرِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ، وَجَرَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ مَهُولَةٌ، ظَهَرَتْ فِيهَا الْيَمَانِيَّةُ، وَقُتِلَ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِمِائَةِ نَفْسٍ. ثُمَّ عُزِلَ شُعَيْبٌ بَعْدَ عَامٍ بِمُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ [5] . والله أعلم.   [1] زاد الطبري بيتا في آخرها (8/ 310) ، وكذلك أبو الفرج في (الأغاني 18/ 242) : أمير المؤمنين ظفرت فأسلم ... وأبشر بالغنيمة والإياب وانظر الخبر في: العيون والحدائق 3/ 310، والكامل في التاريخ 6/ 186، ونهاية الأرب 22/ 149، 150، والمختصر في أخبار البشر 2/ 17، والبداية والنهاية 10/ 194، ودول الإسلام 1/ 119 و 153- 155 وتاريخ ابن خلدون 3/ 225، وتاريخ الخلفاء 289 وفيه الأبيات الثلاثة، وتاريخ الزمان لابن العبري 16، وتاريخ مختصر الدول له 129، ومرآة الجنان 1/ 403، 404 وفيه الأبيات الثلاثة. [2] تاريخ الطبري 8/ 310، 311، الكامل في التاريخ 6/ 186، 187، تاريخ خليفة 458، تاريخ حلب 235، البداية والنهاية 10/ 193، النجوم الزاهرة 2/ 121. [3] تاريخ خليفة 458، تاريخ اليعقوبي 2/ 430 وفيه (عبد الله) ، تاريخ الطبري 8/ 312، مروج الذهب 4/ 403 وفيه (عبد الله) ، الكامل في التاريخ 6/ 189 وفيه (عبد الله) ، ونهاية الأرب 22/ 150، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، والبداية والنهاية 10، 194 (وفيه عبد الله) . [4] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 163، أمراء دمشق 41 رقم 133. [5] تاريخ الطبري 8/ 302، الكامل في التاريخ 22/ 189، البداية والنهاية 10/ 193، ولم يذكر الصفدي اسم (محمد بن منصور) في أمراء دمشق. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 36 [سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ] فِيهَا تُوُفِّيَ: إِسْحَاقُ بْنُ مِسْوَرٍ الْمُرَادِيُّ الْمِصْرِيُّ [1] ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وَسُلَيْمٌ أَبُو [2] عِيسَى الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْصَّدَفِيُّ [3] ، وَعَبْدَهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ، وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ الْحَرَّانِيُّ، بِخُلْفٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسُ السَّبِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أَوْ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَطَّارُ الْبَصْرِيُّ، وَمَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانٍ الضَّبِّيُّ [4] ، وَمَهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الرَّازِيُّ،   [1] لم يترجم له. [2] في الأصل «بن» والتصحيح مما سيأتي في ترجمته، وهو: سليم بن عامر الحنفي. [3] لم يترجم له. [4] لم يترجم له. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 37 وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةَ. [غَزْوَةُ دَرْبِ الصَّفْصَافِ] وَفِيهَا غَزَا الْمُسْلِمُونَ الصَّائِفَةَ وَدَخَلُوا مِنْ دَرْبِ الصَّفْصَافِ. فَبَرَزَ نِقْفُورُ بِجُمُوعِهِ، وَالْتَقَوْا فَجُرِحَ نِقْفُورُ ثَلاثَ جِرَاحَاتٍ وَانْهَزَمَ، وَقُتِلَ مِنَ الرُّومِ مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، فَقِيلَ: بَلَغَتِ الْقَتْلَى أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَقِيلَ: أَرْبَعَةَ آلافٍ وَسَبْعَمِائَةٍ [1] . وَحَجَّ بالناس الرشيد [2] .   [1] تاريخ خليفة 458، تاريخ اليعقوبي 2/ 423، تاريخ الطبري 8/ 313، نهاية الأرب 22/ 150، الكامل في التاريخ 6/ 190، البداية والنهاية 10/ 199، 200، تاريخ ابن خلدون 3/ 226، البيان المغرب 1/ 93، 94، النجوم الزاهرة 2/ 125، 126. [2] تاريخ خليفة 458، الأخبار الطوال 391 المعارف 381، تاريخ اليعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 313، مروج الذهب 3/ 353 و 4/ 403، تاريخ حلب 235، الكامل في التاريخ 6/ 190، نهاية الأرب 22/ 150، النجوم الزاهرة 2/ 126، البداية والنهاية 10/ 200، خلاصة الذهب المسبوك 154، مختصر التاريخ لابن الكازروني 127. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 38 سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تُوُفِّيَ: حَكَّامُ بْنُ سَلَمٍ الرَّازِيُّ [1] ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ [2] ، وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى [3] الشَّامِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ الْعَبْدِيُّ، وَمُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ النَّيْسَابُورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَاضِي الْقُضَاةِ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ الْكِسَائِيُّ، شَيْخُ الْقُرَّاءِ [4] ، وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الْعِجْلِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ. [مَسِيرُ الرَّشِيدِ إِلَى الرَّيِّ] وَفِيهَا سَارَ الرَّشِيدُ إِلَى الرَّيِّ بسبب أنّ أهل خراسان كتبوا يشكون   [1] لم يترجم له. [2] هو سليمان بن حيّان. [3] في الأصل «الأعلا» في الموضعين. [4] من حقّ هذا الاسم أن يأتي في موضعه من حرف العين، وقد أبقينا على ترتيب المؤلّف. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 39 عَلِيَّ بْنَ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ وَعَسْفَهُ وَظُلْمَهُ، وَيَطْلُبُونَ عَزْلَهُ. وَتُحَدِّثُ بِأَنَّ ابْنَ مَاهَانَ عَلَى نِيَّةِ الْخُرُوجِ، فَأَقَامَ الرَّشِيدُ بِالرَّيِّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى وَافَاهُ ابْنُ مَاهَانَ بِالأَمْوَالِ وَالْجَوَاهِرِ وَالْمِسْكِ وَالتُّحَفِ وَالْخَيْلِ، ثُمَّ أَهْدَى بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى كِبَارِ الْقُوَّادِ، وَرَأَى مِنْهُ الرَّشِيدُ مَا أَعْجَبَهُ وَأَرْضَاهُ، فَرَدَّهُ إِلَى إِمَارَةِ خُرَاسَانَ وَرَكِبَ مُشَيِّعًا لَهُ [1] . [فِدَاءُ أَسْرَى الْمُسْلِمِينَ] وَفِيهَا كَانَ الْفِدَاءُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ بِمَمَالِكِ الرُّومِ فِي الأَسْرِ مسلم [2] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 314- 316، الكامل في التاريخ 6/ 191، نهاية الأرب 22/ 150، 151، تاريخ اليعقوبي 2/ 425، البداية والنهاية 10/ 201، وتاريخ ابن خلدون 3/ 228، النجوم الزاهرة 2/ 127. [2] تاريخ الطبري 8/ 318، التنبيه والإشراف 160، 161، الكامل في التاريخ 6/ 193، البيان المغرب 1/ 94، نهاية الأرب 22/ 151، تاريخ ابن خلدون 3/ 226 (وفيه سنة ست وثمانين) وهو غلط، تاريخ الزمان 17، مرآة الجنان 1/ 421، البداية والنهاية 10/ 201، النجوم الزاهرة 2/ 127، تاريخ الخلفاء 289، دول الإسلام 1/ 120. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 40 سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا مَاتَ: أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ الْفَقِيهُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن قسطنطين مقريء مَكَّةَ، فِي قَوْلٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ الْقُرَبِيُّ، وَحَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحِمَّانِيُّ، وَشُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ الْمُقْرِئُ، وَعَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، بَيَّاعُ الْهَرَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ قَاضِي إِفْرِيقْيَةَ، وَأَبُو عَلْقَمَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ كَسْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْمَصْرِيُّ [1] ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ اللاحِقِيُّ [2] ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ الْحَذَّاءُ، وَعَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ الْخَفَّافُ، وَعُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَعَافِرِيُّ، بِحَلَبٍ [3] ، ومحمد بن يزيد الواسطيّ،   [1] لم يترجم له. [2] لم يترجم له. [3] لم يترجم له. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 41 وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، فِي رِوَايَةٍ [1] ، وَمَسْلَمَهُ بْنُ عُلَيٍّ الْجُهَنِيُّ، وَمَيْمُونُ بْنُ يَحْيَى، مِصْرِيٌّ، وَوَهْبُ بن واضح أبو الإخريط مقريء مَكَّةَ، وَيَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، مَحْبُوسًا، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا [2] الْغَسَّانِيُّ، بِوَاسِطٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَيْمُونَ الْبَغْدَادِيُّ التَّمَّارُ، وَأَبُو بَحْرٍ الْبَكْرَاوِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ. [رَافِعُ بْنُ اللَّيْثِ يَخْلَعُ الطَّاعَةَ] وَفِيهَا خَلَعَ الطَّاعَةَ رَافِعُ بْنُ اللّيث بْنُ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ بِسَمَرْقَنْدَ، فَوَجَّهَ ابْنُ مَاهَانَ لِحَرْبِهِ ابْنَهُ عِيسَى، فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ عِيسَى [3] . [إِسْلامُ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ] [وَفِيهَا أَسْلَمَ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْمَجُوسِيُّ عَلَى يَدِ الْمَأْمُونِ بْنِ هَارُونَ الرَّشِيدِ [4] . [فَتْحُ الرَّشِيدِ هِرَقْلَةَ] وَفِيهَا افْتَتَحَ الرَّشِيدُ مَدِينَةَ هِرَقْلَةَ، وَبَثَّ جُيُوشَهُ بِأَرْضِ الرُّومِ. وكان في   [1] لم يترجم له. [2] هو غير: يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمدانيّ. [3] تاريخ خليفة 459، تاريخ اليعقوبي 20/ 425، الأخبار الطوال 391، المعارف 382، تاريخ الطبري 8/ 319، 320، العيون والحدائق 3/ 311، الكامل في التاريخ 6/ 195، البدء والتاريخ 6/ 107، الفخري في الآداب السلطانية 196، 197، البداية والنهاية 10/ 203، تاريخ ابن خلدون 3/ 228. [4] انظر الأقوال حول إسلامه في: الكامل في التاريخ 6/ 197، النجوم الزاهرة 2/ 133، المختصر في أخبار البشر 2/ 18، تاريخ الطبري 8/ 320. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 42 مائة ألف فارس وخمسة وثلاثين ألفا سِوَى الْمُطَّوَّعَةِ [1] . وَجَالَ فِي أَرْضِ الْكُفْرِ الأَمِيرُ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى [2] فِي سَبْعِينَ أَلْفًا [3] . [فَتْحُ حِصْنِ الصَّقَالِبَةِ] وَافْتَتَحَ شَرَاحِيلُ بْنُ مَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ حِصْنَ الصَّقَالِبَةِ [4] . وَافْتَتَحَ يَزِيدُ بْنُ مَخْلَدٍ الصَّفْصَافَ وَمَلَقُونِيَّةَ [5] . وَكَانَ فَتْحُ هِرَقْلَةَ فِي شَوَّالٍ، فَأَخْرَبَهَا وَسَبَى أَهْلَهَا، وَكَانَ الْحِصَارُ ثَلاثِينَ يَوْمًا [6] . [غَزْوَةُ حُمَيْدِ بْنِ مَعْيُوفٍ إِلَى قُبْرُسَ] وَوُلِّيَ إِمْرَةَ سَوَاحِلِ الشَّامِ إِلَى مِصْرَ حميد بن معيوف، فسار في البحر   [1] تاريخ خليفة 459، الأخبار الطوال 391، المعارف 382، تاريخ اليعقوبي 2/ 428 و 431، تاريخ الطبري 8/ 320- 322، العيون والحدائق 3/ 312، تاريخ حلب 236، الكامل في التاريخ 6/ 196، تاريخ الزمان 17، نهاية الأرب 22/ 151، مختصر التاريخ لابن الكازروني 127، المختصر في أخبار البشر 2/ 18، مرآة الجنان 1/ 424، تاريخ ابن الوردي 1/ 209، البداية والنهاية 10/ 203، وأعاد ذكر الخبر في حوادث 191 هـ. (10/ 206) تاريخ ابن خلدون 3/ 226، البيان المغرب 1/ 94، مآثر الإنافة 1/ 196، النجوم الزاهرة 2/ 133، تاريخ الخلفاء 289، وانظر رواية مطوّلة في الأغاني 18/ 239- 242. [2] في الأصل «داود بن موسى بن عيسى» والتصحيح من المصادر التالية. [3] تاريخ الطبري 8/ 320، الكامل في التاريخ 6/ 196، نهاية الأرب 22/ 151، تاريخ ابن خلدون 3/ 226، النجوم الزاهرة 2/ 133، تاريخ الخلفاء 289. [4] تاريخ الطبري 8/ 320، الكامل في التاريخ 6/ 196، نهاية الأرب 22/ 151، تاريخ ابن خلدون 3/ 226، النجوم الزاهرة 133. [5] هكذا في الأصل، والكامل في التاريخ 6/ 196، أما في: نهاية الأرب 22/ 152 «ملوقية» ، وتاريخ الطبري 8/ 320 «ملقوبية» ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 226 «قونية» ، وتاريخ الخلفاء 289 كما هنا. [6] الطبري 8/ 320. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 43 إِلَى قُبْرُسَ فَهَدَمَ وَحَرَّقَ وَسَبَى مِنْ أَهْلِهَا سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَأُبِيعُوا فِي الرَّافِقَةِ [1] . وَبَلَغَ ثَمَنُ أُسْقُفِ قُبْرُسَ أَلْفَيْ دِينَارٍ [2] . [اتِّخَاذُ الرَّشِيدِ قَلَنْسُوَةً] وَاتَّخَذَ الرَّشِيدُ قَلَنْسُوَةً كَانَ يَلْبَسُهَا مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا بِالرُّقَمِ «غَازٍ حَاجٌّ» . وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الْمُعَلَّى [3] الْكِلابِيُّ، وَكَانَ شُخُوصُ الرَّشِيدِ إِلَى الرُّومِ فِي رَجَبٍ: فَمَنْ يَطْلُبْ لِقَاءَكَ أَوْ يُرِدْهُ ... فَبِالْحَرَمَيْنِ أَوْ أَقْصَى الثُّغُورِ فَفِي أَرْضِ الْعَدُوِّ عَلَى طِمِرٍّ ... وَفِي الأَرْضِ التَّرَفُّهِ فَوْقَ كور [4]   [1] في الأصل «الرقّة» . والرافقة: بلد متّصل البناء بالرّقّة على ضفّة الفرات، ثم خربت الرّقّة وغلب اسمها على الرافقة، وصار اسم المدينة الرّقّة، وهي من أعمال الجزيرة، مدينة كبيرة. [2] تاريخ الطبري 8/ 320، تاريخ اليعقوبي 2/ 431، الكامل في التاريخ 6/ 196 وفيه: سبعة عشر ألفا، نهاية الأرب 22/ 152، العيون والحدائق 3/ 312 (وفيه حميد بن معتوق) وهو تحريف، مرآة الجنان 1/ 424، تاريخ ابن خلدون 3/ 226 وفيه تحريف «معيوب» و «سبعة عشر ألفا» ، و «الواقعة» بدل «الرافقة» ، وتاريخ الخلفاء 289، وفي فتوح البلدان 279 أن حميد غزا اقريطش، في عهد الرشيد، وذكر ابن كثير خبر قبرس في حوادث سنة 191 هـ. (10/ 206) وقد تولّى بيع الأسرى أبو البختريّ القاضي (الطبري، العيون والحدائق) ويقول محقّق هذا الكتاب، خادم العلم، عمر عبد السلام تدمري (الطرابلسي) : إن أبا البختريّ القاضي هو: وهب بن وهب القرشي المدني، قاضي بغداد للرشيد، انتقل في آخر عمره إلى مدينة صيدا بساحل الشام، فكان يعرف بصاحب صيدا. وقد اتخذ له بها ضيعة. وبقي موجودا حتى سنة 193 هـ. وسأله الرشيد يوما: أين اتخذت لولدك من بعدك؟ قال: بالشام. قال الرشيد: هذا مأواه الفتن فيه العصيّة. قال أبو البختريّ: إنه بلد أرضه ماء وسماؤه أدام. (تاريخ دمشق 44/ 284) انظر عنه في كتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ج 5/ 186 رقم 802 وفيه مصادر ترجمته. [3] في تاريخ الطبري: «أبو المعالي» ، وفي البداية والنهاية «أبو المعلى» . [4] زاد الطبري (8/ 321) بيتا ثالثا: وما حاز الثغور سواك خلق ... من المتخلّفين على الأمور وهي في: البداية والنهاية 10/ 203. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 44 [بَعْثُ نِقْفُورَ بِالْخَرَاجِ إِلَى الرَّشِيدِ] وَفِيهَا بَعَثَ نِقْفُورُ إِلَى الرَّشِيدِ بِالْخَرَاجِ وَبِالْجِزْيَةِ عَنْ رَأْسِهِ أَرْبَعَةِ دَنَانِيرَ [1] . [كِتَابُ نِقْفُورَ إِلَى الرَّشِيدِ] وَكَتَبَ: لِعَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً لا تَضُرُّكَ فِي دِينِكَ وَلا دُنياك، أَنْ تَهَبَ لابْنِي جَارِيَةً مِنْ بَنَاتِ مَدِينَةِ هِرَقْلَةَ قَدْ كُنْتُ خَطَبْتُهَا عَلَى ابْنِي. فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُسْعِفَنِي بِهَا فَعَلْتَ، وَالسَّلامُ» [2] . وَاسْتَهْدَاهُ أَيْضًا سُرَادِقًا وَطِيبًا. فَأَمَرَ الرَّشِيدُ فَأُحْضِرَتِ الْجَارِيَةُ فَحُلِّيَتْ وَزُيِّنَتْ وَبُعِثَتْ مَعَ مَا سَأَلَ مِنَ الْعِطْرِ وَالطُّرَفِ والسُّرَادَقِ. فَوَهَبَ نِقْفُورُ لِلرَّسُولِ خَمْسِينَ أَلْفًا [3] ، وَثَلاثَمِائَةِ ثَوْبٍ [4] ، وَاثْنَيْ عَشَرَ بَازِيًا [5] ، وأربعة أكلب، وثلاثة بَرَاذِينَ [6] . وَطَلَبَ مِنَ الرَّشِيدِ أَنْ لا يُخَرِّبَ حصن ذي الكلاع [7] ولا صمله ولا   [1] تاريخ الطبري 8/ 321، العيون والحدائق 3/ 312، الكامل في التاريخ 6/ 196، البداية والنهاية 10/ 203، مرآة الجنان 1/ 224، نهاية الأرب 22/ 152، تاريخ خليفة 459، تاريخ ابن خلدون 3/ 226، مآثر الإنافة 1/ 196، النجوم الزاهرة 2/ 133، المختصر في أخبار البشر 2/ 18، تاريخ ابن الوردي 1/ 209، تاريخ الزمان 17. [2] النص عند الطبري 8/ 321 وفيه ألفاظ يسيرة زيادة عمّا هنا، وانظر الخبر في: الكامل في التاريخ 6/ 196، وتاريخ ابن خلدون 3/ 226، ونهاية الأرب 22/ 152، ومرآة الجنان 1/ 424، والعيون والحدائق 3/ 312، والبداية والنهاية 10/ 203. [3] في تاريخ الطبري 8/ 321 «خمسين ألف درهم» . [4] في تاريخ الطبري 8/ 321: «مائة ثوب ديباج ومائتي ثوب بزيون» . [5] في الأصل: «بازا» ، والأرجح أنها «بزّا» كما في (دول الإسلام 1/ 120) . [6] الطبري 8/ 321، مرآة الجنان 1/ 424. [7] قال البلاذري في فتوح البلدان 202 رقم 446: «والحصن المعروف بذي الكلاع إنما هو الحصن ذو القلاع لأنه على ثلاث قلاع. فحرّف اسمه. وتفسير اسمه بالروميّة الحصن الّذي مع الكواكب» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 45 حِصْنَ سِنَانٍ، فَاشْتَرَطَ عَلَيْهِ الرَّشِيدُ أَنْ لا يُعَمِّرَ هِرَقْلَةَ، وَأَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ ثَلاثَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ [1] . [انْتِقَاضُ أَهْلِ قُبْرُسَ] وَفِيهَا نَقَضَ أَهْلُ قُبْرُسَ، فَغَزَاهُمْ مَعْيُوفُ بْنُ يَحْيَى، فَقَتَلَ وَسَبَى [2] . والله أعلم.   [1] تاريخ الطبري 8/ 321، 322، العيون والحدائق 3/ 312، البداية والنهاية 10/ 203. [2] في الأصل «سبا» ، والخبر في: تاريخ الطبري 8/ 322، الكامل في التاريخ 6/ 197، تاريخ ابن خلدون 3/ 226، البداية والنهاية 10/ 203، مآثر الإنافة 1/ 196، المختصر في أخبار البشر 2/ 18 وفيه (معتوق بن يحيى) وهو تحريف، النجوم الزاهرة 2/ 133. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 46 تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ [حَرْفُ الأَلِفِ] 1- إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَاسِطِيُّ السَّوَّاقُ [1] . عَنْ: مَنْصُورٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ، وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. لَمْ يُضَعَّفْ. 2- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَنَ الشَّيْبَانِيُّ [2]- ق. - حَدَّثَ بِمِصْرَ عَنْ: مَعْمَرٍ، وَشُعْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى الشَّيْبَانِيِّ وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلُ وَهُوَ شَيْخُهُ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَغَيْرُهُمْ. ضعّفه أبو حاتم [3] .   [1] انظر عن: (إبراهيم بن إسحاق الواسطي) في: الجرح والتعديل 2/ 87 رقم 208، وكتاب المجروحين لابن حبّان 1/ 113 وميزان الاعتدال 1/ 18 رقم 30، والمغني في الضعفاء 1/ 9 رقم 28، ولسان الميزان 1/ 29، 30 رقم 50. [2] انظر عن: (إبراهيم بن أعين الشيبانيّ) في: الجرح والتعديل 2/ 87 رقم 210 و 211، والثقات لابن حبّان 8/ 57، والمغني في الضعفاء 1/ 10 رقم 42، وميزان الاعتدال 1/ 21 رقم 45، والكاشف 1/ 34 رقم 120، ولسان الميزان 1/ 36 رقم 69، وتهذيب التهذيب 1/ 108 رقم 189، وتقريب التهذيب 1/ 32 رقم 176. [3] أقول: ذكر ابن أبي حاتم اثنين باسم (إبراهيم بن أعين) فنسب الأول: الشيبانيّ العجليّ، وقال: بصريّ سكن مصر، وذكر شيوخا له غير الذين هنا، فقال: روى عن: عزرة بن ثابت الأنصاري، والحكم بن أبان. روى عنه: الليث، وأبو صالح كاتبه، وهشام بن عمّار. سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال: هذا شيخ بصريّ ضعيف الحديث منكر الحديث، وقع- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 47 3- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] . عَنْ: عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلَمَةَ الْمِصْرِيُّ. ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ [2] . 4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ [3] . عَنْ: أَبِيهِ وَعَمِّهِ سُلَيْمَانَ، وصالح بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَذُؤَيْبُ بْنُ عَمَامَةَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأَوْسِيُّ، وَعَلِيُّ بن بحر، وإبراهيم بن حمزة الزّبيريّ.   [ () ] إلى مصر. قال أبو محمد: روى عن السريّ بن يحيى، وصالح المرّي. روى عنه: إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي، والوليد بن شجاع السكونيّ. ثم ذكر ثانية (إبراهيم بن أعين) دون أن ينسبه، وقال: روى عن الثوري، روى عنه أبو سعيد الأشج، فقال عنه إنه كان من خيار الناس. وقال البخاري في التاريخ الكبير 1/ 272 رقم 875) : إبراهيم بن أعين البصري العجليّ، عن: الحكم بن أبان، وعمر العبديّ.. فيه نظر في إسناده. قال الحافظ ابن حجر في التهذيب 1/ 108 «فيظهر لي أن الّذي روى عنه الأشج غير الشيبانيّ، وقد فرّق بينهما ابن حبان في «الثقات» فقال في العجليّ: «بصري» . روى عنه: أبو همام بن أبي بدر شجاع بن الوليد، فهذا هو شيخ الأشج. وقد أخرج له ابن خزيمة في صحيحه. ثم قال ابن حبان: «إبراهيم بن أعين الشيبانيّ» . عداده في أهل الرملة. روى عنه: هشام بن عمّار. يغرب. فهذا هو الّذي ضعّفه أبو حاتم الرازيّ، والله أعلم» . [1] انظر عن: (إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر) في: التاريخ الكبير 1/ 276، 277 رقم 888، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 46، 47 رقم 34، والجرح والتعديل 2/ 90 رقم 227، والثقات لابن حبّان 6/ 12، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 47 رقم 16، وميزان الاعتدال 1/ 24 رقم 57، والمغني في الضعفاء 1/ 11 رقم 52،. [2] ولم يتعرّض له أبو حاتم الرازيّ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [3] انظر عن: (إبراهيم بن جعفر بن محمود الأنصاري) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 437، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 278 رقم 894، والجرح والتعديل 2/ 91 رقم 234، والثقات لابن حبّان 6/ 7، والأسامي والكنى، للحاكم (مخطوطة دار الكتب المصرية) ج 1 ورقة 12 ب. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 48 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ [2] . 5- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَيَّةَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ [3] . وَاسْمُ أَبِيهِ: الْيَسَعُ بْنُ أَشْعَثَ [4] . رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وحميد الأعرج، وعدة. وقرأ القرآن على حميد الأعرج. روى عنه: الحميدي، وقتيبة، وأحمد بن عيسى، ونعيم بن حماد، وابن أبي مسرة والد أبي يحيى، وداود بن حماد. ضعفه ابن عديّ [5] ، والنّسائيّ. وقال الدار الدارقطني: متروك [6] . ومن مناكيره، قُتَيْبَةُ، نا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا اسْتَأْذَنَتْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَنِيفٍ بِمِنًى، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهَا [7] . وَقُتَيْبَةُ: عَنْهُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ مرفوعا: «يوم   [1] في الجرح والتعديل 2/ 91. [2] أرّخ ابن سعد وفاته بسنة 191 هـ. [3] انظر عن: (إبراهيم بن أبي حيّة المكيّ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 283 رقم 913، والتاريخ الصغير له 206، والضعفاء الصغير له 251 رقم 2، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 22 ب، 23 أوفيه: (إبراهيم بن أبي يحيى) والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والجرح والتعديل 2/ 95، 96 رقم 260، وكتاب المجروحين لابن حبّان 1/ 103، 104، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 47 رقم 17، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 238، 239، وميزان الاعتدال 1/ 29 رقم 79، والمغني في الضعفاء 1/ 30 رقم 212، ولسان الميزان 1/ 52، 53 رقم 127، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 38 رقم 6. [4] هكذا في: ميزان الاعتدال، والكامل في الرجال، ولسان الميزان، والكشف الحثيث. وعند البخاري في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، وعند ابن حبّان في المجروحين، «اليسع بن أسعد» . [5] قال: «منكر الحديث» (الكامل 1/ 238) . [6] وقد وثّقه ابن معين، (الجرح والتعديل 2/ 96) . [7] الحديث في: المجروحين لابن حبّان 1/ 104، والكامل في الضعفاء 1/ 238، والموضوعات لابن الجوزي 3/ 128، وميزان الاعتدال 1/ 29، ولسان الميزان 1/ 52. ولفظه عند ابن حبّان: «عن عائشة أنها استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في كنيف أن تبنيها بمنى فلم يأذن لها» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 49 الأَرْبِعَاءِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ» [1] . 6- إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، الإِمَامُ [2] أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ. - ع- سَمِعَ: أَبَاهُ، وَالزُّهْرِيَّ، وَصَفْوَانَ بْنَ سُلَيْمٍ، وَصَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ، وَيَزِيدَ بْنَ الْهَادِ، وَابْنَ إِسْحَاقَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ كَثِيرٍ، وَطَائِفَةً. عَنْهُ: ابْنَاهُ يَعْقُوبُ وَسَعْدٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ سَيَّارٍ الْحَرَّانِيُّ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهُمْ أَكْبَرُ مِنْهُ. وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. عَاشَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، وَقَدْ كَانَ أبوه أيضا قاضيها.   [1] ولفظه في (الكامل لابن عديّ 1/ 238) : «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أتاني جبريل فأمرني أن أقضي باليمين مع الشاهد، وقال: يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ» .. المنكر فيه قوله: «يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ» ، ولا يرويه غير إبراهيم بن أبي حيّة. [2] انظر عن: (إبراهيم بن سعد الزهري) في: الطبقات الكبرى 7/ 322، وتاريخ خليفة 456، وطبقات خليفة 275 و 327، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 478 و 551 و 668 و 684 و 1227 و 2014 و 2015 و 2250 و 2251 و 2475 و 2520 و 3422 و 3521 و 3523 و 4709، والتاريخ لابن معين 2/ 9، والتاريخ الكبير 1/ 288 رقم 928، والتاريخ الصغير 200، وتاريخ الثقات للعجلي 52 رقم 23، وتاريخ اليعقوبي. 2/ 403 و 431، والجرح والتعديل 2/ 101 رقم 283، ورجال صحيح مسلم 1/ 38 رقم 27، ورجال صحيح البخاري 1/ 51، 52 رقم 38 والمعرفة والتاريخ 1/ 174، والثقات لابن حبّان 6/ 7، وتاريخ الطبري 4/ 195 و 207 و 7/ 160، وتاريخ بغداد 6/ 81- 86 رقم 3119، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 245- 249، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 16، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ ق 1/ 103 رقم 34، وتهذيب الكامل 2/ 94، 95 رقم 175، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 634، وسير أعلام النبلاء 8/ 270- 275، رقم 81، وتذكرة الحفاظ 1/ 252، والعبر 1/ 288، والكاشف 1/ 37 رقم 137، وميزان الاعتدال 1/ 33- 35 رقم 97، ودول الإسلام 1/ 118، والوافي بالوفيات 5/ 352، 353 رقم 2428، وتهذيب التهذيب 1/ 121- 123 رقم 216، وتقريب التهذيب 1/ 34 رقم 202، وخلاصة تذهيب التهذيب 17. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 50 وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَسْوَدَ اللَّوْنِ [1] . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْعِرَاقَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَأَكْرَمَهُ الرَّشِيدُ وَأَظْهَرَ بِرَّهُ، وَسُئِلَ عَنِ الْغِنَاءِ فَأَفْتَى بِتَحْلِيلِهِ. وَأَتَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ لِيَسْمَعَ مِنْهُ، فَسَمِعَهُ يَتَغَنَّى فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْمَعَ مِنْكَ، فَأَمَّا الآنَ فَلا أَسْمَعُ مِنْكَ. فَقَالَ: إِذًا لا أَفْقِدُ إلا شخصك، وعليّ وَعَلَيَّ إِنْ حَدَّثْتُ بِبَغْدَادَ حَدِيثًا حَتَّى أُغَنِّيَ قَبْلَهُ. وَشَاعَتْ هَذِهِ عَنْهُ بِبَغْدَادَ، وَبَلَغَتِ الرَّشِيدَ، فَدَعَا بِهِ وَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي قَطَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّرِقَةِ [2] ، فَدَعَا بِعُودٍ، فَقَالَ الرَّشِيدُ: أَعُودُ الْبُخُورِ؟ [3] قَالَ: لا وَلَكِنْ عُودُ الطَّرَبِ. فَتَبَسَّمَ، وَفَهِمَهَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ بَلَغَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ السَّفِيهِ الَّذِي آذَانِي بِالأَمْسِ وَأَلْجَأَنِي إِلَى أَنْ حَلَفْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَدَعَا لَهُ الرَّشِيدُ بِعُودٍ، فَغَنَّاهُ: يَا أُمَّ طَلْحَةَ إِنَّ الْبَيْنَ قَدْ أَزِفَا [4] ... قَلَّ الثِّوَاءُ لَئِنْ كَانَ الرَّحِيلُ غَدَا [5] وَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ: مَنْ كَانَ مِنْ فُقَهَائِكُمْ يَكْرَهُ السَّمَاعَ؟ قَالَ: مَنْ رَبَطَهُ اللَّهُ. قَالَ: فَهَلْ بَلَغَكَ عَنْ مَالِكٍ فِي هَذَا شَيْءٌ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا فِي مَدْعَاةٍ كَانَتْ فِي بَنِي يَرْبُوعٍ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ جِلَّةٌ [6] ، وَمَعَهُمْ دُفُوفٌ وَمَغَانٍ [7] وَعِيدَانٌ يُغَنُّونَ وَيَلْعَبُونَ، وَمَعَ مَالِكٍ دُفٌّ مُرَبَّعٌ وَهُوَ يُغَنِّيهِمْ: سُلَيْمَى أَجْمَعَتْ بَيْنَا ... فَأَيْنَ لِقَاؤُهَا أينا   [1] تاريخ الثقات للعجلي 52. [2] في تاريخ بغداد «في سرقة الحليّ» . [3] في تاريخ بغداد «المجمر» . [4] في تاريخ بغداد «قد أفدا» . [5] البيت لعمر بن أبي ربيعة (الديوان 157 و 230- طبعة ليبزغ 1901) . [6] زاد الخطيب في تاريخه: «ومالك أقلّهم من فقهه وقدره» . [7] عند الخطيب «معازف» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 51 وَقَدْ قَالَتْ لِأَتْرَابٍ ... لَهَا زَهْرٌ تَلاقَيْنَا تَعَالَيْنَ فَقَدْ طَابَ ... لَنَا الْعَيْشُ تَعَالَيْنَا فَضَحِكَ الرَّشِيدُ وَوَصَلَهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ [1] . رَوَاهَا غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّفَّارِ، عَنْ عليّ ابن الْحُسَيْنِ بْنِ خَلَفٍ بِمِصْرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهَا. قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] : كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثِقَةً، يُقَالُ كَانَ أَسْوَدَ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عن ابن إِسْحَاقَ، نَحْوٌ مِنْ سَبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ فِي الأَحْكَامِ، سِوَى الْمَغَازِي [3] . قُلْتُ: وَكَانَ عِنْدَهُ عَنْهُ مَغَازِيهِ، رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ. وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ [4] ، وَهُوَ مِنْ صِغَارِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَهُ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» . ثُمّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ هِشَامٍ سِوَاهُ [5] . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيّ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: وَلِيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ بَيْتَ الْمَالِ بِبَغْدَادَ [6] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أحمد: مولد إبراهيم سنة ثمان ومائة [7] .   [1] تاريخ بغداد 6/ 84. [2] في تاريخ الثقات 52. [3] تاريخ بغداد 6/ 83. [4] الطبقات لابن سعد 7/ 322، تاريخ خليفة 456، التاريخ الكبير 1/ 288. [5] تاريخ بغداد 6/ 81. [6] تاريخ بغداد 6/ 82. [7] العلل ومعرفة الرجال لأحمد، رقم 2520، تاريخ بغداد 6/ 82. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 52 وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: سَمَاعُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ لَيْسَ بِذَاكَ لِأَنَّهُ كَانَ صَغِيرًا [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَثْبَتُ مِنَ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي ذِئْبٍ فِي الزُّهْرِيِّ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثِقَةٌ [3] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: صَدُوقٌ [4] . 7- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطِيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، ثُمَّ الْوَاسِطِيُّ [5] ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ. عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَيُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ. وَعَنْهُ: الرَّبِيعُ بْنُ تَغْلِبَ، وَيُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ. وَقِيلَ: إِنَّ هُشَيْمًا رَوَى عَنْهُ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ [6] ، وَقَدْ كَتَبَ عَنْهُ أَحْمَدُ ثُمَّ تَرَكَهُ [7] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [8] : لَهُ مَنَاكِيرُ. قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [9] .   [1] حين سمع من الزهري. (تاريخ بغداد 6/ 82) . [2] تاريخ بغداد 6/ 82. [3] العلل ومعرفة الرجال، رقم 2475، تاريخ بغداد 6/ 83. [4] تاريخ بغداد 6/ 83. [5] انظر عن (إبراهيم بن عطيّة الثقفي) في: التاريخ الكبير 1/ 311 رقم 988، والتاريخ الصغير 200، والضعفاء والمتروكين للنسائي 283 رقم 3، والضعفاء الكبير للعقيليّ 60 رقم 55، والمجروحين لابن حبّان 1/ 108- 110، والجرح والتعديل 2/ 120 رقم 366، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 45 رقم 8، وتاريخ بغداد 6/ 114، 115 رقم 3145، والكامل في الضعفاء 1/ 244، 245، وميزان الاعتدال 1/ 48، 49 رقم 148، والمغني في الضعفاء 1/ 20 رقم 127، ولسان الميزان 1/ 80- 82 رقم 227، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 ب، 24 أ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96. [6] في تاريخ بغداد 6/ 115 عن ابن معين قال: «كان إبراهيم هذا لا يساوي شيئا» . [7] قال ابن خليل: قد كنا كتبنا عنه، ولكنه ممن لا ينبغي أن يروى عنه ولا يكتب من حديثه شيء. (تاريخ بغداد 6/ 115) . [8] في تاريخه الكبير 1/ 311. [9] تاريخ بغداد 6/ 115. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 53 8- أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ [1]- ع- هُوَ الإِمَامُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ الْكُوفِيُّ. أَحَدُ الأَعْلامِ، سَكَنَ الْمَصِيصَةَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَالأَعْمَشِ، وَسُلَيْمَانَ التّيميّ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ. وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وَالثَّوْرِيُّ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَبَقِيَّةُ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الرَّحْبِيُّ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ وَضَّاحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَزَّازُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْبَيْكَنْدِيُّ، وَطَائِفَةٌ. حَدَّثَ بِدِمَشْقَ وَبِالثُّغُورِ، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً فَاضِلا صَاحِبَ سُنَّةٍ وَغَزْوٍ، كثير الخطأ في حديثه.   [1] انظر عن (أبي إسحاق الفزاري) في: طبقات ابن سعد 7/ 488، والتاريخ لابن معين 2/ 13، وطبقات خليفة 317، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد رقم 3014 و 6093 والتاريخ الكبير 1/ 321 رقم 1005، والتاريخ الصغير 2/ 238، والمعرفة والتاريخ 1/ 177، وتاريخ الثقات للعجلي 54 رقم 37، والجرح والتعديل 2/ 128، 129 رقم 402، والثقات لابن حبّان 6/ 23، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 99، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 14 أ، ورجال صحيح مسلم 1/ 45 رقم 43، ورجال صحيح البخاري 1/ 57 رقم 46، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 17، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 252- 256، والكامل في التاريخ 6/ 174، وتهذيب الكمال 1/ 167- 170 رقم 225، ومعجم الأدباء 1/ 283، وطبقات الفقهاء للشيرازي 76 و 85، ومرآة الجنان 1/ 396، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 635، والكاشف 1/ 44، 45 رقم 185، وتذكرة الحفاظ 1/ 273، والعبر 1/ 290، وسير أعلام النبلاء 8/ 473- 477 رقم 142، والوافي بالوفيات 6/ 104 رقم 2537، وتهذيب التهذيب 1/ 151- 153 رقم 271، وتقريب التهذيب 1/ 41 رقم 256، والنجوم الزاهرة 2/ 119، وطبقات الحفاظ 117، وخلاصة تذهيب التهذيب 20. [2] في طبقاته 7/ 488. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 54 وقال النسائي: ثقة مأمون، أحد الأئمة، روى عنه: ابن المبارك. وقال أبو حاتم [1] : ثقة مأمون إمام. وقال علي بن الحسن بن شقيق: ذكر أبو إسحاق الفزاري عند سفيان بن عيينة فقال: ما ينبغي أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ أَبْصَرَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْخُرَيْبِيُّ: قَوْلُ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَفْضَلَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: الأَوْزَاعِيُّ وَالْفَزَارِيُّ إِمَامَانِ فِي السُّنَّةِ. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: مَا رَأَيْتُ أَوْرَعَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، هُوَ أَفْضَلُ مِنْ مَعْمَرٍ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ الأَوْزَاعِيِّ، وَذُكِرَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَقَالَ: لَوْ خُيِّرْتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يَنْظُرُ لَهَا وَيَخْتَارُ لَهَا، مَا أَخْتَارُ لَهَا إِلا سُفْيَانَ أَوِ ابْنَ عَوْنٍ. فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَأَنَا لَوْ خُيِّرْتُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مَنْ يَنْظُرُ لَهَا وَيَخْتَارُ لَهَا مَا اخْتَرْتُ لَهَا غَيْرَكَ، يَعْنِي الأَوْزَاعِيَّ [2] . قال ابن بكار: فقلت أنا في نفسي: لو خيّرت أنا ما اخترت لها غيرك، يعني أبا إسحاق الفزاري. عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَ الأَوْزَاعِيُّ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَنْ حَدَّثَكَ يَا أَبَا عَمْرٍو؟ قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ [3] . مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ: سألت ابْنُ عُيَيْنَةَ عن حديث كنت سمعته من   [1] في الجرح والتعديل 2/ 128. [2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 256. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 256، تهذيب الكمال 2/ 169. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 55 أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مَنْ أُقَدِّمُهُ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ. وَعَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ قَالَ لِكَاتِبِهِ: اكْتُبْ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، وَابْدَأْ بِهِ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنِّي [1] . وَعَنْ مَحْبُوبِ بْنِ مُوسَى قَالَ: لَقِيتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، فَعَزَّانِي بِأَبِي إِسْحَاقَ وَقَالَ: كَانَ وَاللَّهِ كَرِيمًا، اشْتَقْتُ إِلَى الْمَصِيصَةِ، مَا بِي فَضْلُ الرِّبَاطِ إِلا لِأَرَى أَبَا إِسْحَاقَ [2] . قَالَ مَحْبُوبٌ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ بَكَّارٍ يَقُولُ: لَقِيتُ الَّذِينَ لَقِيَهُمْ أَبُو إِسْحَاقَ، ابْنُ عُونٍ وَغَيْرُهُ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ أَفْقَهَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ [3] . إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ إِمَامًا [4] . وَقَالَ نَصْرُ الْجَهْضَمِيُّ: قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَكَانَ بَعْدَهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ. قَالَ نَصْرٌ: وَأَنَا أَقُولُ كَانَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل أفضل أهل زمانه [5] . قال أحمد الْعِجْلِيِّ [6] : أَبُو إِسْحَاقَ أَدَّبَ أَهْلَ الثَّغْرِ وَعَلَّمَهُمُ السُّنَّةَ، وَكَانَ يَأْمُرُ وَيَنْهَى، وَإِذَا دَخَلَ الثَّغْرَ مُبْتَدِعٌ أَخْرَجَهُ. وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ فَقِيهًا. وَكَانَ عَرَبِيًّا فَزَارِيًّا، أَمَرَ سُلْطَانًا يَوْمًا وَنَهَاهُ، فَضَرَبَهُ مِائَتَيْ سَوْطٍ، فَغَضِبَ لَهُ الأَوْزَاعِيُّ وَتَكَلَّمَ فِي أَمْرِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: إِذَا رَأَيْتَ الشَّامِيَّ يحبّ الأوزاعيّ وأبا إسحاق الفزاريّ   [1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 256. [2] تهذيب الكمال 2/ 169. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 256. [4] الجرح والتعديل 2/ 128 تهذيب تاريخ دمشق 2/ 256. [5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 256، 257. [6] في تاريخ الثقات 54، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 257، وتهذيب الكمال 2/ 169. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 56 فَهُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ [1] . وَقَالَ مَرَّةً: فَاطْمَئِنَّ إِلَيْهِ. سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ. أُدْخِلْتُ عَلَى هَارُونَ، فَلَمَّا رَآنِي رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ، إِنَّكَ فِي مَوْضِعٍ وَفِي شَرَفٍ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ ذَلِكَ لا يُغْنِي عَنِّي فِي الآخِرَةِ شَيْئًا [2] . ابْنُ الأَنْبَارِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُهَلَّبِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ وَأَبُو يُوسُفَ جَالِسٌ، فَأُدْخِلَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لا سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَلا قَرَّبَ دَارَكَ ولا حبي مزارك. قال: لم؟ قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تُحَرِّمُ السَّوَادَ؟ قَالَ: مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ لَعَلَّ ذَا أَخْبَرَكَ، وَأَشَارَ إِلَى أَبِي يُوسُفَ وَذَكَرَ كَلِمَةً، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَقَدْ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى جَدِّكَ الْمَنْصُورِ، فَخَرَجَ أَخِي مَعَهُ، وَعَزَمْتُ عَلَى الْغَزْوِ، فَأَتَيْتُ أَبَا فُلانٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِي: مَخْرَجُ أَخِيكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَزَمْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَزْوِ، وَاللَّهِ مَا حَرَّمْتُ السَّوَادَ. فَقَالَ الرَّشِيدُ: سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَقَرَّبَ دَارَكَ وَحَبَا مَزَارَكَ، اجْلِسْ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. يَا مَسْرُورُ، ثَلاثَةَ آلافِ دِينَارٍ لِأَبِي إِسْحَاقَ. فَأَتَى بِهَا فَوَضَعَهَا فِي يَدِهِ وَخَرَجَ. فَانْصَرَفَ وَلَقِيَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَقَالَ: أَنَا عَنْ هَذِهِ الدَّنَانِيرِ غَنِيٌّ. فَقَالَ: إِنْ كَانَ فِي نَفْسِكَ مِنْهَا شَيْءٌ فَتَصَدَّقْ بِهَا. فَمَا خَرَجَ مِنْ سُوقِ الرَّافِقَةِ حَتَّى تَصَدَّقَ بِهَا [3] . إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، وَإِلَى جَنْبِهِ فُرْجَةٌ، فَذَهَبْتُ لِأَجْلِسَ فقال: هذا مجلس أبي إسحاق الفزاريّ [4] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 257. [2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 257. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 257، 258. [4] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 258. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 57 وَقِيلَ: قَدِمَ ابْنُ الْمُبَارَكِ الْمَصِيصَةَ، فَزَارَ أَبَا إِسْحَاقَ الْفَزَارِيَّ، فَأَتَى ابْنَ الْمُبَارَكِ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ فَقَالَ: سَلْ أَبَا إِسْحَاقَ [1] . عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ فَقَالَ: ثِقَةٌ، ثِقَةٌ [2] . نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ النَّاسَ قَدْ جُمِعُوا فِي صَحَرَاءَ، فَغَشِيَتْهُمْ غَبَرَهٌ، فَمَاجَ النَّاسُ. فَسَمِعْتُ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ: اتَّبِعُوا إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيَّ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُهُ وَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ لا تُخْبِرْ بِهِ حَتَّى أَمُوتَ [3] . قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِمَ الْفَزَارِيُّ دِمَشْقَ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ لِيَسْمَعُوا مِنْهُ، فَقَالَ لِمَوْلًى: اخْرُجْ إِلَى النَّاسِ وَقُلْ لَهُمْ: مَنَ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ فَلا يَحْضُرْ مَجْلِسَنَا. فَخَرَجْتُ وَأَخْبَرْتُ النَّاسَ. وَرُوِيَ أَنَّ الرَّشِيدَ أَخَذَ زِنْدِيقًا وَأَمَرَ بِقَتْلِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ وَضَعْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَأَيْنَ أَنْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ وَابْنِ الْمُبَارَكِ يَتَخَلَّلانِهَا فَيُخْرِجَانِهَا حَرْفًا حَرْفًا [4] ؟. نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ: رَأَيْتُ أَبَا دَاوُدَ يَقُولُ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَفْضَلَ مِنْهُ. فِي «صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ» فِي غَزْوِ الْبَحْرِ، حَدِيثٌ لِأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، سَمِعَ أَنَسًا، فَذَكَرَ حَدِيثَ أُمِّ حَرَامٍ [5] . وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ الْحَافِظُ وَغَيْرُهُ. لَمْ يَسْمَعْ أَبُو إسحاق من عبد الله   [1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 256. [2] الجرح والتعديل 2/ 129. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 258، 259. [4] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 257. [5] الحديث في كتاب الجهاد 3/ 221 باب غزوة المرأة في البحر، عن عبد الله بن محمد، حدّثنا معاوية بن عمرو، حدّثنا أبو إسحاق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ قال: سمعت أنسا رضي الله عنه يَقْولُ: دَخَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عَلَى ابنة ملحان فاتّكأ عندها ثم الجزء: 12 ¦ الصفحة: 58 أَبِي طُوَالَةَ، وَالصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ الْفَرَّاءُ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ أبو إسحاق الفزاريّ سنة خمس وثمانين ومائة. وقال ابن سعد [2] وخليفة [3] ، وسليمان بن عمر الرّقّيّ، ومحمد بن فضيل: سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. وَقَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ، وَالْبُخَارِيُّ، وَابْنُ أَبِي السَّرِيِّ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ ومائة. وقيل غَيْرُ ذَلِكَ، رَحِمَهُ اللَّهُ. 9- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَاهَانَ بن بهمن، أبو إسحاق الموصليّ [4] .   [ () ] ضحك، فقالت: لم تضحك يا رسول الله؟ فقال: أناس من أمّتي يركبون البحر الأخضر في سبيل، مثلهم مثل الملوك على الأسرّة. فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: اللَّهمّ اجعلها منهم، ثم عاد فضحك، فقالت له مثل أو ممّ ذلك؟ فقال لها مثل ذلك. فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت من الأوّلين ولست من الآخرين. قال: قال أنس: فتزوّجت عبادة بن الصامت فركبت البحر مع بنت قرظة، فلما قفلت ركبت دابّتها فوقصت بها فسقطت عنها فماتت. [1] العلل ومعرفة الرجال 3/ 489 رقم 6093. [2] الطبقات الكبرى 7/ 488. [3] في الطبقات 317. [4] انظر عن (إبراهيم بن ماهان الموصلي) في: الأغاني 5/ 265- 267، والعقد الفريد 2/ 141 و 5/ 377 و 6/ 31 و 32 و 34 و 46، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 397 و 402 و 4/ 337 و 394 و 416، ونشوار المحاضرة 5/ 284- 286 و 6/ 16، وثمار القلوب للثعالبي 659 رقم 1118، وتاريخ بغداد 6/ 175- 178 رقم 3231، وأمالي المرتضى 2/ 152، ووفيات الأعيان 1/ 42، 43 رقم 10، والتذكرة الفخرية للإربليّ 379، والتذكرة الحمدونية 2/ 55، 56 و 246، وسير أعلام النبلاء 9/ 79، 80 رقم 22، والعبر 1/ 420، والأذكياء لابن الجوزي 150، 151، وخلاصة الذهب المسبوك 155، 156، ومرآة الجنان 1/ 420، 421، والبداية والنهاية 10/ 200، والنجوم الزاهرة 2/ 126، وشذرات الذهب 1/ 318، والوافي بالوفيات 6/ 99، 100 رقم 2529. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 59 كَبِيرُ أَهْلِ الْغِنَاءِ، فَارِسِيٌّ مِنْ أَهْلِ أَرَّجَانَ [1] ، ولاؤه للحنظليّين. لقّب بالموصليّ لغيبته وقتا بِالْمَوْصِلِ، ثُمَّ قَدِمَ مِنْهَا. صَحِبَ فِتْيَانًا بِالْكُوفَةِ فِي طَلَبِ الْغِنَاءِ، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ أَخْوَالُهُ، فَفَرَّ إِلَى الْمَوْصِلِ مُدَيْدَةً. وَكَانَ قَدِمَ مَاهَانَ بِزَوْجَتِهِ مِنْ أَرَّجَانَ وَهَذَا حَمَلٌ، فَوَلَدَتْهُ بِالْكُوفَةِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَبَرَعَ فِي الشِّعْرِ وَالآدَابِ، وَتَتَبَّعَ عَرَبِيَّ الْغِنَاءِ وَعَجَمَتَهُ، وَسَافَرَ فِيهِ إِلَى الْبِلادِ، ثُمَّ اتَّصَلَ بِالْخُلَفَاءِ وَالْمُلُوكِ بِبَغْدَادَ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَنِي غُلامِي وَقَالَ: بِالْبَابِ حائك يطلبك: قلت: ويلك، ما لي وَلَهُ؟ قَالَ: قَدْ حَلَفَ بِالطَّلاقِ لا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُكَلِّمَكَ بِحَاجَتِهِ، قُلْتُ: ائْذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ، قُلْتُ: مَا بِكَ؟ قَالَ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، أَنَا رَجُلٌ حَائِكٌ، وَكَانَ عِنْدِي جَمَاعَةٌ فَتَذَاكَرْنَا الْغِنَاءَ، وَأَجْمَعَ مَنْ حَضَرَ أَنَّكَ رَأْسُ الْقَوْمِ وَسَيِّدُهُمْ وَبُنْدَارُهُمْ، فَحَلَفْتُ بِطَلاقِ بِنْتِ عَمِّي ثِقَةً بِكَرَمِكَ أَنْ تَشْرَبَ عِنْدِي غَدًا وَتُغَنِّينِي، فَمُنَّ عَلَيَّ بِذَلِكَ. فَقَالَ: أَيْنَ مَنْزِلُكَ، وَصِفْ لِلْغُلامِ الْمَوْضِعَ وَانْصَرِفْ فَإِنِّي رَائِحٌ إِلَيْكَ. قَالَ: فَصَلَّيْتُ الظُّهْرَ، وَأَمَرْتُ غُلامِي أَنْ يَحْمِلَ مَعَهُ قِنِّينَةً وَقَدَحًا وَخَرِيطَةَ الْعُودِ، وَأَتَيْتُهُ وَدَخَلْتُ. فَقَامَ إِلَيَّ الْحَاكَةُ، فَأَكَبُّوا وَقَبَّلُوا أَطْرَافِي، وَعَرَضُوا عَلَيَّ الطَّعَامَ، فَقُلْتُ: شَبْعَانُ، وَشَرِبْتُ مِنْ نَبِيذِي، ثُمَّ تَنَاوَلْتُ الْعُودَ وَقُلْتُ: اقْتَرِحْ. فَقَالَ: غَنِّنِي. يَقُولُونَ لِي: لَوْ كَانَ بِالرَّمْلِ لَمْ تَمُتْ ... نُسَيْبَةُ وَالطَّرَّاقُ تَكْذِبُ قَبْلَهَا فَغَنَّيْتُ، فَقَالَ: أَحْسَنْتَ وَاللَّهِ. ثُمَّ قُلْتُ: اقْتَرِحْ. ثُمَّ غَنَّيْتُ لَهُ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا ابْنَ اللَّخْنَاءِ أَنْتَ بِابْنِ سُرَيْجٍ أَشْبَهُ مِنْكَ بِالْحَاكَةِ. فَغَنَّيْتُهُ ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّكَ إِنْ عُدْتَ وَاللَّهِ ثَانِيَةً حَلَّتِ امْرَأَتُكَ لِغُلامِي قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ لَكَ. ثُمَّ انْصَرَفْتُ، وَجَاءَ رَسُولُ الرشيد يطلبني،   [1] مدينة بين فارس والأهواز. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 60 فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: أَيْنَ كُنْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ؟ قُلْتُ: وَلِيَ الأَمَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ- فَأَخْبَرْتُهُ، فَضَحِكَ وَقَالَ: هَذَا أَنْبَلُ الْحُيَّاكِ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَرُمْتَ فِي أَمْرِهِ وَأَحْسَنْتَ. وَبَعَثَ إِلَى الْحَائِكِ فَاسْتَنْطَقَهُ وَسَاءَلَهُ فَأَجَابَ. فَاسْتَطْرَفَهُ وَاسْتَطَابَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ [1] . وَرَوَى الصُّولِيُّ بِإِسْنَادٍ لَهُ أَنَّ الرَّشِيدَ حَبَسَ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيَّ لِشَيْءٍ جَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ جَامِعٍ فِي مَجْلِسِهِ، فَتَابَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ الْغِنَاءِ. فَأَمَرَ بِحَبْسِهِ حَتَّى يُغَنِّيَ، فَكَتَبَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ إِلَى سَلْمٍ الْخَاسِرِ: سَلْمُ يَا سَلْمُ لَيْسَ دُونَكَ سِرُّ ... حُبِسَ الْمَوْصِلِيُّ فَالْعَيْشُ مُرُّ مَا اسْتَطَابَ اللَّذَّاتِ قَدْ سَكَنَ الْمُطْبَقَ ... رَأْسُ اللَّذَّاتِ فِي الأَرْضِ حُرُّ حُبِسَ اللَّهْوُ وَالسُّرُورُ فَمَا فِي ... الأَرْضِ شَيْءٌ يُلْهَى بِهِ وَيُسَرُّ [2] قَالَ عُمْرُ بْنُ شَبَّةَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ الْمَوْصِلِيُّ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: قِيلَ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ [3] . 10- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ الْحَجَبِيُّ الْمَكِّيُّ [4] . عَنْ: أَبِيهِ، وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، وَعَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَعُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوْفِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَلَهُ مناكير.   [1] الحكاية في تاريخ بغداد 6/ 176، 177. [2] تاريخ بغداد 6/ 177. [3] تاريخ بغداد 6/ 177. [4] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن ثابت العبدري) في: التاريخ الكبير 1/ 320، 321 رقم 1004، والجرح والتعديل 2/ 125 رقم 389، والكامل في الضعفاء 1/ 260، 261، والمغني في الضعفاء 1/ 24 رقم 161، وميزان الاعتدال 1/ 56 رقم 187، ولسان الميزان 1/ 98 رقم 292. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 61 11- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ [1] الْهَمْدَانِيُّ الْخَيْوَانِيُّ [2] . عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَالسُّدِّيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وأبو سعيد الأَشَجُّ، وَهَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ. 12- إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ الرَّازِيُّ [4]- ت. ق. - أبو إسماعيل، ولقبه حبّويه، بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ بِمُوَحَّدَةٍ. رَوَى عَنْ: ابْنِ جُرَيْحٍ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَشُعْبَةَ، وعنه: فروة بن أبي المغراء، ومحمد بن حميد، وغيرهما. قال أبو حاتم [5] : صالح الحديث [6] . ومن كلامه، قَالَ: عَلَيْكُمْ بِاللِّبَانِ فَإِنَّهُ يُشَجِّعُ الْقَلْبَ وَيُذْهِبُ النِّسْيَانَ. قِيلَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.   [1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن مالك) في: التاريخ الكبير 1/ 318 رقم 997، والجرح والتعديل 2/ 129 رقم 405، والثقات لابن حبّان 6/ 22. [2] الخيوانيّ: بفتح الخاء وسكون الياء وفتح الواو وبعد الألف نون. هذه النسبة إلى خيوان بن زيد بن مالك بن جشم.. واسم خيوان: مالك، وإليه ينسب الخيوانيون كلهم. [3] في الجرح والتعديل 2/ 129. [4] انظر عن (إبراهيم بن المختار الرازيّ) في: التاريخ الكبير 1/ 329، 330 رقم 1037، والجرح والتعديل 2/ 138 رقم 443، والثقات لابن حبّان 8/ 60، والكامل في الضعفاء 1/ 251، وتاريخ بغداد 6/ 174، 175 رقم 3230، وتهذيب الكمال 2/ 194- 196 رقم 240، والكاشف 1/ 47 رقم 200، والمغني في الضعفاء 1/ 25 رقم 174، وميزان الاعتدال 1/ 65 رقم 213، وتهذيب التهذيب 1/ 162 رقم 288، وتقريب التهذيب 1/ 43 رقم 273. [5] في الجرح والتعديل 2/ 138. [6] قال ابن معين: ليس بذاك، وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو غسان زنيج: تركته. وقال أبو داود: لا بأس به. (ميزان الاعتدال 1/ 65) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 62 13- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ الْمَدَنِيُّ [1] . مِنْ مَوَالِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ. وعنه: معن بن عيسى، وإبراهيم بن منذر الحزامي. قال ابن عدي [2] : لم أجد له أنكر من حديث: «قَرَأَ طَهَ وَيَاسِينَ» ، وَبَاقِي أَحَادِيثِهِ صَالِحَةٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنكَرُ الْحَدِيثِ. وَرَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [4] . 14- إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يحيى الفقيه المدنيّ [5]- ق. -   [1] انظر عن (إبراهيم بن مهاجر بن مسمار) في: التاريخ الكبير 1/ 328 رقم 1033، والضعفاء والمتروكين للنسائي 283 رقم 8 والجرح والتعديل 2/ 133 رقم 422، والكامل في الضعفاء 1/ 218، 219، والمغني في الضعفاء 1/ 27 رقم 188، وميزان الاعتدال 1/ 67 رقم 224، ولسان الميزان 1/ 114، 115 رقم 349، وتهذيب التهذيب 1/ 168، 169 رقم 302، وتقريب التهذيب 1/ 44 رقم 285. [2] في الكامل في الضعفاء 1/ 219. [3] في التاريخ الكبير 1/ 328. [4] وقال النسائي: ضعيف (الضعفاء والمتروكين 283) . [5] انظر عن «إبراهيم بن أبي يحيى» في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 509 رقم 1190 و 2/ 290 رقم 2291 و 2/ 535 رقم 3533 و 2/ 503 رقم 3317 و 3/ 70 رقم 4218، والتاريخ لابن معين 2/ 13، والتاريخ الصغير 107، والتاريخ الكبير 1/ 323، 324 رقم 1013، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 128 رقم 212، والضعفاء للنسائي 283 رقم 5، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 62- 64 رقم 59، والجرح والتعديل 2/ 125 رقم 390، ومناقب الشافعيّ 1/ 532، والمجروحين لابن حبّان 1/ 105- 107، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 47 رقم 14، والكامل في الضعفاء 1/ 219- 227، وتهذيب الكمال 2/ 184- 191 رقم 236، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 103، 104 رقم 35، والمعرفة والتاريخ 3/ 23 و 55، والفهرست لابن النديم 3، والفهرست للطوسي 3، وتذكرة الحفاظ 1/ 246، والعبر 1/ 288، وسير أعلام النبلاء 8/ 397- 400 رقم 119، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 636، والكاشف 1/ 46، 47 رقم 196، والمغني في الضعفاء 1/ 23 رقم 157، وميزان الاعتدال 1/ 57- 61 رقم 189، والكشف الحثيث 47، 48 رقم 23، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 48، ولسان الميزان 1/ 108 رقم 325، وتهذيب التهذيب 1/ 158- 161 رقم 284، وتقريب التهذيب 1/ 42 رقم 269، وخلاصة تذهيب التهذيب 21. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 63 أَحَدُ الأَعْلامِ، وَهُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ. رَوَى عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وصالح مولى التوأمة وطبقتهم. وعنه: الشافعي، وإبراهيم بن موسى الفزاري، والحسن [1] بن عرفة، وطائفة. «مطلب إذا قَالَ الشَّافِعِيُّ أَخْبِرْنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ» . وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ الشَّافِعِيُّ فَيُدَلِّسُهُ وَيَقُولُ: أَخْبِرْنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ. قَالَ الشَّافِعِيُّ [2] : كَانَ قَدَرِيًّا، وَنَهَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْكِتَابَةِ عَنْهُ [3] . وَقَالَ أَبُو يَحْيَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا نُسَمِّي إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْحَدِيثَ: خُرَافَةً [4] . وَقَالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ: نَهَانِي مَالِكٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، فَقُلْتُ: مِنْ أَجْلِ الْقَدَرِ تَنْهَانِي؟ فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ فِي حَدِيثِهِ بِذَاكَ [5] . أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى يَشْتُمُ بَعْضَ السَّلَفِ [6] . سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ: لِمَ تَرَكْتَ حَدِيثَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى؟ قَالَ: كَانَ مُجَاهِرًا بِالْقَدَرِ، وَكَانَ اسْمُ القدر يغلب   [1] في الأصل «الحسين» وهو تحريف. [2] مناقب الشافعيّ 1/ 532، الكامل في الضعفاء 1/ 221. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 290 رقم 2291 قال أبو جعفر الحذّاء لسفيان بن عيينة: «إن هذا يتكلّم في القدر- أعني إبراهيم بن أبي يحيى- قال: عرّفوا الناس بدعته وسلوا ربكم العافية» . وانظر: المجروحين لابن حبّان 1/ 106. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 62. [5] الضعفاء الكبير 1/ 62 وفي نسخة منه «ليس هو في دينه بذاك» ، التاريخ الكبير 1/ 323، الكامل في الضعفاء 1/ 219 و 220، الجرح والتعديل 2/ 126. [6] الضعفاء الكبير 1/ 62. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 64 عَلَيْهِ، وَكَانَ صاحب تَدْلِيسٍ [1] . إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى: أَثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ؟ قَالَ: لا، وَلا فِي دِينِهِ [2] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنِ الْمُعَيْطِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نَتَّهِمُهُ بِالْكَذِبِ، يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى. قَالَ أَبِي: قَدَرِيٌّ جَهْمِيٌّ كُلُّ بلاء فيه، يعني إبراهيم [3] . وسمعت أبي يَقُولُ: أَنْكَرَ النَّاسُ حَدِيثَهُ، وَأَبُوهُ ثِقَةٌ [4] . وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ [5] قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [6] قَالَ: كَانَ قَدَرِيًّا رَافِضِيًّا، أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرْمُطِيِّ، عَنْ يَحْيَى الأَسَدِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، وَأَمْلَى عَلَى رَجُلٍ غَرِيبٍ ثَلاثِينَ حَدِيثًا فَجَاءَ بِهَا مِنَ الْحُسْنِ شَيْئًا عَجَبًا [7] ، وَقَالَ لِلْغَرِيبِ: لَوْ ذَهَبْتَ إِلَى ذَاكَ الْحِمَارِ فَحَدَّثَكَ بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ لَفَرِحْتَ بِهَا، يعني مالك [8] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يُكَذِّبُ: [خَالِدَ بْنَ مَخْدُوجٍ] [9] وزياد بن   [1] الضعفاء الكبير 1/ 63. [2] الضعفاء الكبير 1/ 63، «ولا ثقة في دينه» ، الكامل في الضعفاء 1/ 219، الجرح والتعديل 2/ 126. [3] الضعفاء الكبير 1/ 63، الكامل في الضعفاء 1/ 219 و 220، المجروحين لابن حبّان 1/ 105. [4] قال الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال 2/ 503 رقم 3317: «سألته عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي فقال: ثقة، ولكن ابنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ترك الناس حديثه، وكان قدريّا» . [5] في تاريخه 13. [6] في تاريخه: «كان كذّابا، وكان رافضيّا» ، الكامل في الضعفاء 1/ 220، 221، المجروحين 1/ 107 [7] في الأصل «شيء عجيب» ، والتصحيح من الضعفاء للعقيليّ. [8] الضعفاء الكبير 1/ 64. [9] إضافة من الضعفاء الكبير 1/ 64. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 65 مَيْمُونٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : قَدَرِيٌّ جَهْمِيٌّ، تَرَكَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالنَّاسُ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يُتْرَكْ لِلْقَدَرِ بَلْ لِلْكَذِبِ. ابْنُ خُزَيْمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ أَبِي يَحْيَى أَحْمَقَ، أَوْ قَالَ أَبْلَهَ. كَانَ لا يُمْكِنُهُ جِمَاعَ النِّسَاءِ، فَأَخْبَرَنِي مَنْ رَآهُ، مَعَهُ فَأْسٌ وَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ مَنْ بَالَ فِي ثُقْبِ فَأْسٍ أَمْكَنَهُ الْجِمَاعُ، فَدَخَلَ خَرِبَةً فَبَالَ فِي الْفَأْسِ [2] . وَقَالَ مُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْقَطَّانِ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ يَكْذِبُ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْبَرْقِيِّ فِي «الضُّعَفَاءِ» لَهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى كَانَ يَرَى الْقَدَرَ وَالتَّشَيُّعَ وَالْكَذِبَ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ [4] فَصَلَّحَهُ وَقَالَ: لَمْ أَجِدْ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا إِلا عَنْ شُيُوخٍ يَجْهَلُونَ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، وَالثَّوْرِيُّ، وَالْكِبَارُ، وَلَهُ كِتَابُ «الْمُوَطَّأِ» ، هُوَ أَضْعَافُ «مُوَطَّأِ مَالِكٍ» ، وَأَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ [5] : فِيهِ ضُرُوبٌ مِنَ الْبِدَعِ، وَلا يُشْتَغَلُ بِحَدِيثِهِ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُقْنِعٍ [6] . قُلْتُ: اسْمُ جَدِّهِ أَبُو يَحْيَى: سَمْعَانُ. وَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الضُّعَفَاءِ بِلا رَيْبٍ. وَهَلْ هُوَ مَتْرُوكُ أم لا؟ فيه قولان.   [1] في التاريخ الكبير 1/ 323 ولفظه: «كان يرى القدر وكلام جهم» ، الكامل في الضعفاء 1/ 220. [2] سير أعلام النبلاء 8/ 400. [3] في الضعفاء 283. [4] في الكامل في الضعفاء 1/ 226، 227. [5] في أحوال الرجال 128 رقم 212. [6] وزاد «ولا حجّة» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 66 مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 15- إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] . مِنَ الأَجْوَادِ النُّبَلاءِ، يُعْرَفُ بِابْنِ غُرَيْرٍ، كَانَ بِبَغْدَادَ. 16- أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْمُنْذِرِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ [2] . صاحب أَبِي حَنِيفَةَ، مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ. سَمِعَ مِنْ: يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَمُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ منيع، والحسن بن محمد الزَّعْفَرَانِيِّ، قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : كَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ رَبِيعَةَ وَجَمَاعَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ غَيْرُهُ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.   [1] انظر عن (إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة) في: جمهرة نسب قريش وأخبارها 1/ 129، والأخبار الموفقيّات 286، 287، ونسب قريش 270، وتاريخ بغداد 6/ 316- 318 رقم 3363، وخلاصة الذهب المسبوك 156، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 362. [2] انظر عن (أسد بن عمرو البجلي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 331، وتاريخ خليفة 459، والتاريخ لابن معين 2/ 27، 28، والتاريخ الكبير 2/ 49 رقم 1646، والضعفاء الصغير للبخاريّ 254 رقم 33، والضعفاء للنسائي 285 رقم 53، والجرح والتعديل 2/ 337، 338 رقم 1279، والمجروحين لابن حبّان 1/ 180، والكامل في الضعفاء 1/ 389، وتاريخ بغداد 7/ 16- 19 رقم 3484، والكامل في التاريخ 6/ 198، والمغني في الضعفاء 1/ 76 رقم 609، وميزان الاعتدال 1/ 206، 207 رقم 814، والكشف الحثيث 96، 97 رقم 134، والموضوعات لابن الجوزي 2/ 136، ولسان الميزان 1/ 383- 385 (دون رقم) ، والمختصر في أخبار البشر 2/ 18، والبداية والنهاية 10/ 203. [3] في تاريخه 28، وقال: كان أسد بن عمرو قد سمع من يزيد بن أبي زياد، ومن مطرّف، ومن ربيعة الرأي، ولم يكن به بأس. ولما أنكر بصره ترك القضاء. [4] في الضعفاء الصغير 254 رقم 33، وقال في التاريخ الكبير 2/ 49 رقم 1646: «صاحب رأي ليّن» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 67 وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : لِأَسَدٍ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ، وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئًا مُنْكَرًا، وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِ الرَّأْيِ بَعْدَ أَبِي يُوسُفَ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ. قُلْتُ: قَدْ وَلِيَ قَضَاءَ بَغْدَادَ، وَكَانَ فَقِيهًا عَلامَةً بَارِعًا كَبِيرَ الشَّأْنِ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَدْ ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ [2] وَقَالَ: ضَعَّفَهُ ابْنُ المدينيّ، وعثمان بن أبي شيبة. قال الْخَطِيبُ [3] : وَتَوَلَّى أَيْضًا قَضَاءَ وَاسِطٍ. قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ [4] . 17- إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحِ بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ [5] . أَمِيرُ الدِّيَارِ الْمَصْرِيَّةِ، ثُمَّ أَمِيرُ قِنَّسْرِينَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ طَاهِرٌ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَغَيْرُهُمَا. وُلِدَ بِحَلَبٍ وَبِهَا تُوُفِّيَ، وَلَهُ بِهَا ذُرِّيَّةٌ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عفير: مَا رَأَيْتُ أَخْطَبَ مِنْهُ عَلَى هَذِهِ الأَعْوَادِ [6] . كَانَ جَامِعًا، أَهْلَ سُؤْدُدٍ، وَيَعْرِفُ الْفَلْسَفَةَ وَالنُّجُومَ وضرب العود. قلت: عيبه علومه.   [1] في الكامل في الضعفاء 1/ 389. [2] في تاريخ بغداد 7/ 16 و 17. [3] في تاريخه 7/ 16. [4] وهو قول ابن سعد في طبقاته 7/ 331، تاريخ بغداد 7/ 16. [5] انظر عن (إسماعيل بن صالح بن عليّ العباسي) في: ولاة مصر للكندي 138، والولاة والقضاة له 138، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ 421 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 24، 25، والوافي بالوفيات 9/ 122 رقم 4038، وسير أعلام النبلاء 8/ 318 رقم 103، والنجوم الزاهرة 2/ 105. [6] الولاة والقضاة للكندي 138. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 68 وَقِيلَ: كَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ وَيَحْتَرِمُهُ. وَقِيلَ: كَانَ شَاعِرًا، مُحْسِنًا، رَأْسًا فِي الْغِنَاءِ. اسْتَوْعَبَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْعَدِيمِ أَخْبَارَهُ فِي «تَارِيخِ حَلَبَ» [1] . وناوله الرشيد عودا فيه عَشْرُ جَوْهَرَات، ثَمَنُهَا ثَلاثُونَ دِينَارًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَفِّرْ بِهَذِهِ يَمِينَكَ. فَغَنَّاهُ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا الرَّشِيدُ بِرُمْحٍ وَعَقَدَ لَهُ لِوَاءً عَلَى إمرة مصر. وكان ذلك في سنة اثنتين وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [2] . فَوَلِيَهَا سِتَّ سِنِينَ، فَعَدَلَ وَحَصَّلَ خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى إِمْرَةِ حَلَبَ. وَقَدْ ذَكَرَهُ «ابْنُ عَسَاكِرَ» [3] مُخْتَصَرًا. 18- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الْفَقِيهُ [4] . - د. ت- ن. - مَوْلَى الْعُمَرَيْنِ. صَحِبَ الأَوْزَاعِيَّ وَلازَمَهُ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ. وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَعِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : كان من أجلّ أصحاب الأوزاعيّ وأقدمهم [6] .   [1] المعروف ب «بغية الطلب في تاريخ حلب» . [2] في الولاة والقضاة 138 قدم إسماعيل إلى مصر من قبل الرشيد في شهر رمضان سنة 181 هـ. فوليها إلى أن صرف عنها في جمادى الآخرة سنة 182 هـ. والمؤلّف- رحمه الله- أثبت هنا رواية ابن عساكر، وليس فيها سنة تولية إسماعيل على مصر، ولا سنة عزله عنها. [3] في تاريخ دمشق 2/ 421 ب. [4] انظر عَنْ (إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن سَمَاعة) في: التاريخ الكبير 1/ 363 رقم 1151، وتاريخ الثقات للعجلي 65 رقم 88، والجرح والتعديل 2/ 180 رقم 610، والثقات لابن حبّان 8/ 92، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 23، 24، وتهذيب الكمال 3/ 123، 124 رقم 458، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 84، 85، والكاشف 1/ 74 رقم 390، وتهذيب التهذيب 1/ 309 رقم 566، وتقريب التهذيب 1/ 71 رقم 525، وخلاصة تذهيب التهذيب 35، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (من تأليفنا) ج 1/ 472، 473 رقم 311. [5] في الجرح والتعديل 2/ 180. [6] زاد بعد ذلك: «وهو أحبّ إليّ من عبد السلام بن مكلبة» . وابن مكلبة من أصحاب الأوزاعي، ويأتي. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 69 وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ مِنَ الْفَاضِلِينَ [1] . وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. 19- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ [2] . مقريء مَكَّةَ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ قَبْلَهَا. وَقَدْ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. 20- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ سُلَيْمٍ، الإِمَامُ أَبُو عُتْبَةَ الْعَنْسِيُّ، بالنّون، الحمصيّ الحافظ [3] .   [1] الجرح والتعديل 2/ 180، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 23. [2] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين) في: الجرح والتعديل 2/ 180 رقم 611، والعبر 1/ 305، ومعرفة القراء الكبار 1/ 141- 144 رقم 53، والوافي. بالوفيات 9/ 146 رقم 4049، والعقد الثمين للقاضي الفاسي 3/ 300، 301، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 165، 166 رقم 771، وشذرات الذهب 1/ 236. [3] انظر عن (إسماعيل بن عيّاش الحمصي) في. معرفة الرجال لابن معين 1/ 80 رقم 238 و 2/ 193 رقم 641 و 2/ 239، 240 رقم 825 والتاريخ لابن معين 2/ 36، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 9 رقم 3909، وطبقات خليفة 316، وتاريخ خليفة 32، والتاريخ الكبير 1/ 369، 370 رقم 1169، والتاريخ الصغير 99، والضعفاء للنسائي 284 رقم 34، والضعفاء الكبير للعقيليّ 88- 90 رقم 102، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 173- 175 رقم 311، والمعرفة والتاريخ 1/ 172، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 25، والجرح والتعديل 2/ 191، 192 رقم 650، والمجروحين لابن حبّان 1/ 124- 126، وتاريخ الطبري 1/ 210 و 224 و 2/ 291، وتاريخ بغداد 6/ 221- 228 رقم 3276، والكامل في الضعفاء 1/ 288- 296، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 39، 40، وتهذيب الكمال 3/ 163- 181 رقم 472، وتذكرة الحفاظ 1/ 233، وميزان الاعتدال 1/ 240 رقم 923، والعبر 1/ 227 و 278 و 279، وسير أعلام النبلاء 8/ 277- 291 رقم 83، والمعين في طبقات المحدّثين 16. رقم 643، والمغني في الضعفاء 1/ 85 رقم 697، والكاشف 1/ 76، 77 رقم 403، ودول الإسلام 1/ 116، ومرآة الجنان 1/ 378، والوافي بالوفيات 9/ 184 رقم 4093، وتهذيب التهذيب 1/ 321- 326 رقم 584، وتقريب التهذيب 1/ 73 رقم 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 35، وشذرات الذهب 1/ 294، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 478، 479 رقم 316، تاريخ أبي زرعة 1/ 215 و 227 و 237- 239 و 277 وراجع الفهرس، وروضة الرّيا 28، 31، وفضائل الشام للربعي 28، 76، وكتاب الشكر لابن أبي- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 70 أَحَدُ الأَعْلامِ، وُلِدَ بَعْدَ الْمِائَةِ، وَرَوَى عَنْ: شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، وَتَمِيمِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعْدٍ، وَعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ، وَعَدَدٍ كَثِيرٍ مِنَ الشَّامِيِّينَ وَالْحِجَازِيِّينَ. وَعَنِ: الأَعْمَشِ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالْكُوفِيِّينَ. وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ صَدْرًا مُعَظَّمًا نَبِيلا، حَجَّ بِضْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً، وَبَعَثَهُ الْمَنْصُورُ إِلَى دِمَشْقَ فَعَدَّلَ أَرْضَهَا لِلْخَرَاجِ [1] . قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: كَانَ أَحْوَلَ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. وَقَالَ بَقِيَّةُ: وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ [3] . وَقِيلَ: وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ [4] . فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: مَوْلِدِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، وُوُلِدَ إِسْمَاعِيلُ قَبْلِي بِسِتِّ سِنِينَ [5] . يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: شَهِدْتُ شُعْبَةَ سَمِعَ مِنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ [6] .   [ () ] الدنيا 113، 126، 154. [1] ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق أن المنصور بعث بالمعدّلين إلى كور الشام سنة 140 و 141 منهم عبد الله بن يزيد إلى حمص، وإسماعيل بن عيّاش إلى بعلبكّ في أشياء لهم فعدّلوا تلك الأشرية على من اتّصلت إليه بشراء أو ميراث أو مهر فعدّلوا ما بقي بيد الأنباط من بقية الأرض على تعديل مسمّى. (التهذيب 1/ 182) والخبر في ترجمة ابن عياش عند ابن عساكر 3/ 42. [2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 42. [3] الكامل في الضعفاء 1/ 290. [4] تاريخ بغداد 6/ 228. [5] تاريخ بغداد 6/ 227. [6] الجرح والتعديل 2/ 191، وتاريخ بغداد 6/ 223، والكامل في الضعفاء 1/ 291. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 71 وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كَانَ مَنْزِلُ إِسْمَاعِيلَ إِلَى جَانِبِ مَنْزِلِي، فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ، فَكَانَ رُبَّمَا قَرَأَ ثُمَّ قَطَعَ، ثُمَّ رَجَعَ. فَلَقِيتُهُ يَوْمًا، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي أُصَلِّي فَأَقْرَأُ، فَأَذْكُرُ الْحَدِيثَ فِي الْبَابِ، فَأَقْطَعُ الصَّلاةَ وَأَكْتُبُ الْحَدِيثَ فِي الْبَابِ، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى صَلاتِي، فَأَبْتَدِئُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي قَطَعْتُ مِنْهُ [1] . قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [2] : كُنْتُ أَسْمَعُهُمْ يَقُولُونَ: عِلْمُ الشَّامِ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ. وَسَمِعْتُ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُنَا لَهُمْ رَغْبَةٌ فِي الْعِلْمِ، وَطَلَبٌ شَدِيدٌ بِالشَّامِ وَالْحِجَازِ. وَكَانُوا يَقُولُونَ: نَجْهَدُ فِي الطَّلَبِ وَنَتْعَبُ، فَإِذَا جِئْنَا وَجَدْنَا كُلَّ مَا كَتَبْنَا عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ. قَالَ يَعْقُوبُ [3] : فَتَكَلَّمَ قَوْمٌ فِي إِسْمَاعِيلَ وَإِسْمَاعِيلُ ثِقَةٌ عَدْلٌ، أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ أَهْلِ الشَّامِ، أَكْثَرُ مَا يَتَكَلَّمُونَ فيه قالوا: يغرب عن ثقات الحجازيّين. قال يحيى الْوُحَاظِيِّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَكْبَرَ مَعِينًا مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ. كُنَّا إِذَا أَتَيْنَاهُ إِلَى مَزْرَعَتِهِ لَمْ يَرْضَ لَنَا إِلا بِالْخَرُوفِ وَالْخَبِيصِ. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَرِثْتُ عَنْ أَبِي أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ، فَأَنْفَقْتُهَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ [4] . عُثْمَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: كَانَ الْمِصْرِيُّونَ يَنْتَقِصُونَ عُثْمَانَ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمُ اللَّيْثُ فَحَدَّثَهُمْ بِفَضَائِلِ عُثْمَانَ فَكَفُّوا. وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل فحدّثهم بفضائل علي، فكفّوا عن ذلك [5] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 42، تهذيب الكمال 3/ 169، 170. [2] في المعرفة والتاريخ 2/ 423، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43، تاريخ بغداد 6/ 224، تهذيب الكمال 3/ 171. [3] في المعرفة والتاريخ 2/ 424، وتاريخ بغداد 6/ 224، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 43، وتهذيب الكمال 3/ 171، 172. [4] تاريخ بغداد 6/ 222، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 42، تهذيب الكمال 3/ 170. [5] تهذيب الكمال 3/ 170. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 72 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ دَاوُدَ بْنَ عَمْروٍ قَالَ: نَعَمْ مَا رَأَيْتُ مَعَهُ كِتَابًا قَطُّ. فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ حَافِظًا، كَمْ كَانَ يَحْفَظُ؟ قَالَ: كَانَ يَحْفَظُ شَيْئًا كَثِيرًا. قَالَ: فَكَانَ يَحْفَظُ عَشْرَةَ آلافٍ؟ قَالَ: عَشَرَةُ آلافٍ، وَعَشْرَةُ آلافٍ، وَعَشْرَةُ آلافٍ. فَقَالَ أَبِي: هَذَا مِثْلُ وَكِيعٍ [1] . رَوَى الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَحْمَدَ: لَيْسَ أَحَدًا أَرْوَى لِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ مِنَ ابْنِ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدِ [2] . وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: مَا رَأَيْنَا شَامِيًّا وَلا عِرَاقِيًّا أَحْفَظَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ [3] . وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ، مَا أَدْرِي مَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ [4] ؟ وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ [5] : سَأَلْتُ أَبَا مُسْهِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ وَبَقِيَّة فَقَالَ: كُلٌّ كَانَ يَأْخُذُ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ، فَإِذَا أَخَذْتَ حَدِيثَهُمْ عَنِ الثقات فهو ثِقَةٌ [6] . عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [7] : إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ [8] ثِقَةٌ، وَكَانَ أَحَبَّ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَقِيَّةَ. وَقَدْ مَضَيْتُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ فَرَأَيْتُهُ عِنْدَ دَارِ الْجَوْهَرِيِّ عَلَى غُرْفَةٍ وَمَعَهُ رَجُلانِ يَنْظُرَانِ فِي كِتَابٍ، فَيُحَدِّثُهُمْ خَمْسَمِائَةً فِي الْيَوْمِ، أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، وَهُمْ أَسْفَلَ وَهُوَ فَوْقَ، فَيَأْخُذُونَ كِتَابَهُ فَيَنْسَخُونَ مِنْ غُدْوَةٍ   [1] تاريخ بغداد 6/ 224، تهذيب الكمال 3/ 170، 171، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 42، 43. [2] أي الوليد بن مسلم. (تاريخ بغداد 6/ 223) وتهذيب الكمال 3/ 171. [3] الجرح والتعديل 2/ 191، تهذيب الكمال 3/ 172. [4] تهذيب الكمال 3/ 172، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43. [5] في أحوال الرجال 173- 175، الكامل في الضعفاء 1/ 291. [6] تهذيب الكمال 3/ 178، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43. [7] في تاريخه 36. [8] في الأصل «إسماعيل بن أبي عياش» وهو غلط. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 73 إِلَى اللَّيْلِ. فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَكِنيِّ شَهِدْتُهُ يُمْلِي إِمْلاءً، فَكَتَبْتُ عَنْهُ [1] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي «الْكُنَى» عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ: أَكَتَبْتَ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ؟ قَالَ: نَعَمْ [2] . وَعَنْهُ قَالَ: عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الزَّعِيمُ غَارِمٌ» [3] . وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ بِهِ بَأْسٌ [4] . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالْغِلابِيُّ، وَغَيْرُهُمَا، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثِقَةٌ فِيمَا رَوَى عَنِ الشَّامِيِّينَ، وَأَمَّا عَنْ غَيْرِهِمْ فَفِيهِ شَيْءٌ [5] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: صَدُوقٌ يَغْلَطُ فِي حَدِيثِ الْحِجَازِيِّينَ وَالْعِرَاقِيِّينَ [6] . وقال أحمد بن الحسن التِّرْمِذِيِّ: قَالَ أَحْمَدُ: هُوَ أَصْلَحُ مِنْ بَقِيَّةَ، لبقيّة   [1] عبارة ابن معين في تاريخه: «كان إسماعيل بن عيّاش يقعد، ومعه ثلاثة أو أربعة، فيقرأ كتابا وهم معه. والناس مجتمعون: ثم يلقيه إليهم فيكتبون جميعا، ولم ينظر في الكتاب إلا أولئك الثلاثة أو الأربعة. شهدت إسماعيل بن عيّاش وهو يحدّث هكذا، فلم أكن آخذ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَكِنيِّ شَهِدْتُهُ يُمْلِي إِمْلاءً، فَكَتَبْتُ عنه» . والرواية في: تاريخ بغداد 6/ 222، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 43، والكامل في الضعفاء 1/ 289. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 90. [3] أخرجه الترمذي (2121) ، وأبو داود (2565) ، وأحمد في المسند 5/ 267، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء 1/ 289، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43) ، وكلهم من طريق إسماعيل بن عياش بسنده مرفوعا، ولفظه بتمامه: «العارية مؤدّاة، والمنحة مردودة، والدّين مقضيّ، والزعيم غارم» . [4] تاريخ بغداد 6/ 225، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43. [5] الضعفاء الكبير 1/ 89، تاريخ بغداد 6/ 226، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 43. [6] الجرح والتعديل 2/ 192. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 74 مَنَاكِيرُ عَنِ الثِّقَاتِ [1] . زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ: قَالَ لِي أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: لا تَكْتُبْ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ شَيْئًا، وَاكْتُبْ عَنْ بَقِيَّةَ مَا رَوَى عَنِ الْمَعْرُوفِينَ [2] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ شَيْئًا قَطُّ [3] . وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ، وَالنَّسَائِيُّ [4] : إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] : يَغْلَطُ فِي حَدِيثِ الْحِجَازِيِّينَ. إِمَّا حَدِيثًا بِرَأْسِهِ، أَوْ مُرْسَلا يُوصِلُهُ، أَوْ مَوْقُوفًا بِرَفْعِهِ، وَيُحْتَجُّ بِهِ فِي الشَّامِيِّينَ. قُلْتُ: لَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» . وَقَالَ الدُّولابِيُّ [6] : قَالَ الْبُخَارِيُّ [7] : إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ مَا رَوَى عَنِ الشَّامِيِّينَ فَهُوَ أَصَحُّ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [8] : إِذَا حَدَّثَ عَنْ غَيْرِ أَهْلِ الشَّامِ اضْطَرَبَ وَأَخْطَأَ. أَحْمَدُ بن سعد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: رَجُلانِ صَاحِبَا حَدِيثِ بَلَدِهِمَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ [9] . وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: بَقِيَّةُ أحبّ إليّ [10] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 175. [2] معرفة الرجال لابن معين 2/ 239 رقم 825، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 90، تهذيب الكمال 3/ 178. [3] في معرفة الرجال لابن معين 2/ 193: «كان عبد الرحمن يحدّث عن إسماعيل بن عيّاش، ثم تركه قبل موته» ، والخبر في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 90، وانظر تاريخ بغداد 6/ 226. [4] في الضعفاء 284 رقم 34، وتاريخ بغداد 6/ 227، والكامل في الضعفاء 1/ 290. [5] في الكامل في الضعفاء 1/ 296. [6] تحرّف اسم إسماعيل بن عياش في الكنى والأسماء للدولابي 2/ 25: «إسماعيل بن عباس» . [7] في التاريخ الكبير 1/ 369، 370، الكامل في الضعفاء 1/ 290. [8] في الضعفاء الكبير 1/ 88. [9] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 89، تاريخ بغداد 6/ 222. [10] الضعفاء للعقيليّ 1/ 89. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 75 الْفَلاسُ: سَمِعْتُ أَبَا قُتَيْبَةَ يَقُولُ لِيَحْيَى يَوْمًا، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ، بَحِيرِ [بْنِ سَعْدٍ] [1] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: آخِرُ طَعَامٍ أَكَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [طَعَامٌ] فِيهِ بَصَلٌ، فَقَالَ بَحِيرٌ: مَا هَذِهِ الأَزِقَّةُ يَا أَبَا قُتَيْبَةَ؟ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ جَابِرٍ: نَهَى رسول الله عَنِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ [2] . قُلْتُ: خَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ [3] ، وَالنَّسَائِيُّ الأَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ بَقِيَّةَ، عَنْ بَحِيرٍ، فَأَدْخَلَ بَيْنَ خَالِدٍ وَبَيْنَهَا: خِيَارَ بْنَ سَلَمَةَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: عَرَضْتُ عَلَى أَبِي حَدِيثَ «لا تَقْرَأِ الْحَائِضُ وَلا الْجُنُبُ شَيْئًا» ، فَقَالَ: هَذَا بَاطِلٌ. يَعْنِي أَنَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِمَ [4] . أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، وَمَسْعُودُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كِتَابَةً، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، نا ابْنُ بَيَانٍ أنا ابْنُ مَخْلَدٍ، أنا الصَّفَّارُ، ثنا ابْنُ عَرَفَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تَقْرَأِ الْحَائِضُ وَلا الْجُنُبُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا» [5] . قَالَ مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن   [1] إضافة عن الضعفاء للعقيليّ. [2] الضعفاء للعقيليّ 1/ 89 وفيه تحرّف «بحير» إلى «يحيى» ، وفي الكامل في الضعفاء 1/ 290 تحرّف إلى «بجير» ، والتصحيح من سنن أبي داود. [3] أخرجه في كتاب الطعام (3829) باب في أكل النوم. [4] أخرجه العقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 90) . وأخرجه ابن عديّ في الكامل في الضعفاء 1/ 294 عن: جعفر بن محمد الفريابي، ومحمد بن جعفر بن رزين، قالا: ثنا إبراهيم بن العلاء، قال: ثنا ابن عيّاش، ثنا عبيد الله، وموسى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئا من القرآن» . قال الشيخ: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه غير ابن عيّاش، وعامّة من رواه عن ابن عيّاش، عن موسى بن عقبة، عن ابن عمر، وزاد في هذا الإسناد عن ابن عيّاش: إبراهيم بن العلاء وسعيد بن يعقوب الطالقانيّ، فقالا: عبيد الله وموسى بن عقبة. قال الشيخ: وليس لهذا الحديث أصل من حديث عبيد الله. [5] أخرجه الترمذي في الطهارة (131) باب ما جاء في الجنب والحائض أنهما لا يقرءان القرآن. وابن ماجة في الطهارة وسننها (595) و (596) باب ما جاء في قراءة القرآن على غير طهارة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 76 عَيَّاشٍ فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَ عَنِ الشَّامِيِّينَ فَحَدِيثُهُ صَحِيحٌ. وَإِذَا حَدَّثَ عَنِ الْعِرَاقِيِّينَ وَالْمَدَنِيِّينَ خَلَطَهُ مَا شِئْتَ [1] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : كَانَ إِسْمَاعِيلُ مِنَ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ فِي حَدَاثَتِهِ، فَلَمَّا كَبُرَ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ. قُلْتُ: رَوَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ مِنْ شُيُوخِهِ: الأَعْمَشُ. وَقَدِمَ بَغْدَادَ فَوَلاهُ الْمَنْصُورُ خِزَانَةَ الْكِسْوَةِ [3] . وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، وَابْنُ مُصَفًّى، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [4] . وَزَادَ ابْنُ مُصَفًّى: لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [5] وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَالزِّيَادِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ [6] . 21- إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمَدَانِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ [7]- خ. ت. - نَزِيلُ بَغْدَادَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وبيان بن بِشْر.   [1] المجروحين لابن حبّان 1/ 124. [2] في المجروحين 1/ 125. [3] تاريخ بغداد 6/ 221 و 228. [4] تاريخ بغداد 6/ 228. [5] في الطبقات 32. [6] تاريخ بغداد 6/ 228. [7] انظر عن (إسماعيل بن مجالد الهمدانيّ) في: التاريخ لابن معين 37، والتاريخ الكبير 1/ 374 رقم 1187، والضعفاء للنسائي 284 رقم 35، وتاريخ الثقات للعجلي 66 رقم 91، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 8، 9 رقم 3905، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 74 رقم 92، والجرح والتعديل 2/ 200 رقم 676، والثقات لابن حبّان 6/ 42، ورجال صحيح البخاري 1/ 70، 71 رقم 66، وتاريخ بغداد 6/ 245- 247 رقم 3281، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 28، والكامل في الضعفاء 1/ 313، والكامل في التاريخ 6/ 73، وتهذيب الكمال 3/ 184- 187 رقم 475، وميزان الاعتدال 1/ 246 رقم 930، والكاشف 1/ 77 رقم 406، والمغني في الضعفاء 1/ 86 رقم 701، وتهذيب التهذيب 1/ 327، 328 رقم 588، وتقريب التهذيب 73 رقم 544، وهدي الساري 391، وخلاصة تذهيب التهذيب 36. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 77 وَعَنْهُ: ابْنُهُ عُمَرُ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وروى الحاكم، عن الدار الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ أَنَّهُ ضَعِيفٌ [3] . 22- إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْلَى. هُوَ أَبُو أُمَيَّةَ. يَأْتِي بِكُنْيَتِهِ. 23- أَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ الْمَسْعُودِيُّ الْبَصْرِيُّ [4] . عَنْ: قَتَادَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ. وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [5] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. 24- أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ الْيَمَامِيُّ الْحَنَفِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ [6]- د. ت. -   [1] في تاريخه 2/ 37. [2] في الضعفاء 284 رقم 35. [3] أخرج له البخاري في صحيحه، وقال: صدوق.، وأخرج له الترمذي، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال العجليّ: ليس بالقويّ، وقال الجوزجانيّ: غير محمود، وقال أحمد: سألت أبي فقال: ما أراه إلّا صدوقا. (العلل 3/ 9) ، وقال أبو حاتم: هو كما شاء الله، وسئل أبو زرعة عنه فقال: ليس هو ممّن يكذب بمرّة هو وسط، وقال ابن عديّ: هو خير من أبيه مجالد يكتب حديثه. [4] انظر عن (أغلب بن تميم المسعودي) في: التاريخ لابن معين 2/ 42، والتاريخ الكبير 2/ 70 رقم 1720، والتاريخ الصغير 196، والضعفاء للنسائي 285 رقم 61، والجرح والتعديل 2/ 349 رقم 1323، والمجروحين لابن حبّان 1/ 175 وفيه: (السعدي) ، والكامل في الضعفاء 1/ 406، 407 وفيه (السعودي) ، وميزان الاعتدال 1/ 273، 274 رقم 1041، والمغني في الضعفاء 1/ 93 رقم 778، ولسان الميزان 1/ 464 رقم 1429 وفيه (الشعوذي) . [5] في تاريخه 2/ 42. [6] انظر عن (أيوب بن جابر اليمامي) في: التاريخ لابن معين 2/ 49، والتاريخ الكبير 1/ 410 رقم 1309، والضعفاء للنسائي 284 الجزء: 12 ¦ الصفحة: 78 عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْكُوفِيِّينَ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَخَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ. قَالَ الْفَلاسُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : سَائِرُ حَدِيثِهِ صَالِحٌ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ عَنْهُ، فَقَالَ: كَتَبْتُ عَنْهُ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ [3] . وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى مِثْلَهُ. وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى: ضَعِيفٌ [4] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [5] : وَاهِي الْحَدِيثِ [6] . 25- أَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكِ بْنِ الْعَلاءِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الحنفيّ الدمشقيّ [7] .   [ () ] رقم 25، وطبقات خليفة 290، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 114 رقم 132، والمعرفة والتاريخ 3/ 260، والجرح والتعديل 2/ 242، 243 رقم 862، والمجروحين لابن حبّان 1/ 167، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 105 رقم 161، والكامل في الضعفاء 1/ 347، وتهذيب الكمال 3/ 464- 467 رقم 609، وسير أعلام النبلاء 8/ 209، 210 رقم 48، وميزان الاعتدال 1/ 285 رقم 1068، والكاشف 1/ 93 رقم 518، والمغني في الضعفاء 1/ 95 رقم 805، وتهذيب التهذيب 1/ 399، 400 رقم 735، وتقريب التهذيب 1/ 89 رقم 690، وخلاصة تذهيب التهذيب 43. [1] في الضعفاء 284 رقم 25. [2] في الكامل في الضعفاء 1/ 347. [3] التاريخ لابن معين 2/ 49، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 114، والمجروحين لابن حبّان 1/ 167. [4] الجرح والتعديل 2/ 243. [5] في الجرح والتعديل 2/ 243 وفيه: «واهي الحديث ضعيف وهو أشبه من أخيه» . [6] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 8/ 210: «بقي إلى نحو الثمانين ومائة» . [7] انظر عن (أيوب بن مدرك بن العلاء) في: التاريخ لابن معين 2/ 50، ومعرفة الرجال له 1/ 62 رقم 101، والتاريخ الكبير 1/ 423 رقم 1358، والضعفاء للنسائي 284 رقم 27، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 115 رقم الجزء: 12 ¦ الصفحة: 79 قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى الرُّمَّانِيِّ. وَرَوَى عَنْ: مَكْحُولٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. قَرَأَ عَلَيْهِ: الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبَ، وَرَوَى عَنْهُ: سِبْطُهُ الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو، وَرَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : متروك. وقال أبو زرعة [2] : ضعيف. وقال البخاريّ [3] : حديثه عَنْ مَكْحُولٍ مُرْسَلٌ [4] . 26- أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ بْنِ زياد الْحَنَفِيُّ [5]- خ. م. س. - قَاضِي الْيَمَامَةِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ. رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ.   [ () ] 134، والجرح والتعديل 2/ 258، 259 رقم 925، والمجروحين 1/ 168، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 65 رقم 110، والكامل في الضعفاء 1/ 3540، 341، والمغني في الضعفاء 1/ 98 رقم 831، وميزان الاعتدال 1/ 293 رقم 1100، والكشف الحثيث 108 رقم 162، والموضوعات لابن الجوزي 2/ 105، وتاريخ بغداد 7/ 6، 7 رقم 3468، وغاية النهاية 1/ 173 رقم 809، ولسان الميزان 1/ 488، 489 رقم 1512. [1] في الجرح والتعديل 2/ 259. [2] في الجرح والتعديل. [3] في التاريخ الكبير 1/ 423. [4] قال ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: كذاب. وقال النسائي: متروك. وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن حبّان: يروي المناكير عن المشاهير ويدّعي شيوخا لم يرهم ويزعم أنه سمع منهم، روى عنه مكحول نسخة موضوعة ولم يره، وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك. وقال ابن عديّ: أيوب بن مدرك فيما يرويه عن مكحول وغيره، يتبيّن على رواياته أنه ضعيف. [5] انظر عن (أيوب بن النجّار الحنفي) في: الطبقات الكبرى- لابن سعد 5/ 556، والتاريخ لابن معين 2/ 51، وطبقات خليفة 290، والتاريخ الكبير 1/ 425 رقم 1364، والجرح والتعديل 2/ 260 رقم 931، والثقات لابن حبّان 124، ورجال صحيح مسلم 1/ 64 رقم 87، ورجال صحيح البخاري 1/ 83 رقم 87، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 35 رقم 132، وتهذيب الكمال 3/ 499- 501 رقم 629، والكاشف 1/ 95 رقم 536، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 645، والوافي بالوفيات 10/ 53 رقم 4495، وتهذيب التهذيب 1/ 413 رقم 760، وتقريب التهذيب 1/ 91 رقم 712، وهدي الساري 392، وخلاصة تذهيب التهذيب 44. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 80 وعنه: أحمد بن حنبل، وعمرو النَّاقِدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْهَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ [1] . وَوَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] وَقَالَ: ثِقَةٌ صَدُوقٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: صَالِحٌ، ثِقَةٌ، عَفِيفٌ [3] . قُلْتُ: لَيْسَ لَهُ فِي الْكُتُبِ سِوَى حديث [4] .   [1] الجرح والتعديل 2/ 260. [2] في التاريخ 2/ 51. [3] الجرح والتعديل 2/ 260. [4] على هامش الأصل: «في الأصل بخط سوى هذا الحديث المذكور، ولم يذكره» . أقول: قال الكلاباذي في رجال صحيح البخاري: روى عنه قتيبة بن سعيد في سورة طه. وقال ابن منجويه في رجال صحيح مسلم: روى عن يحيى بن كثير في القدر. وقال ابن معين: كان يقول: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثا واحدا: «التقى آدم وموسى» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 81 [حرف الْبَاءِ] 27- بُخْتِيشُوعُ بْنُ جِرْجِسَ النَّصْرَانِيُّ [1] الْخَبِيثُ. رَأْسُ الأَطِبَّاءِ وَابْنُ شَيْخِهِمْ. قَدِمَ [عَلَى] الرَّشِيدِ وَتَقَدَّمَ فِي أَيَّامِهِ. وَبُخْتِيشُوعُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ أَبِي عَبْدِ الْمَسِيحِ [2] . وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ أَبَاهُ طَبَّبَ الْمَنْصُورَ ورجع مُكْرَمًا إِلَى جُنْدَيْسَابُورَ، وَلَمَّا مَرِضَ الْهَادِي سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ أَمَرَ بِإِقْدَامِ بُخْتِيشُوعَ، وَأُحْضِرَ، فَمَاتَ الْهَادِي قَبْلَ مَجِيئِهِ. وَامْتَحَنَهُ الرَّشِيدُ أَوَّلَ مَا قَدِمَ بِأَنْ قَدَّمَ لَهُ قَارُورَةً فِيهَا بَوْلُ حِمَارٍ، وَقَالَ: مَا يَصْلُحُ لِصَاحِبِ هَذِهِ الْقَارُورَةِ؟ قَالَ: شَعِيرٌ جَيِّدٌ. فَضَحِكُوا [3] . وَلَهُ مِنَ الْمُصَنَّفَاتِ «كِتَابُ التَّذْكِرَةِ» أَلَّفَهُ لِوَلَدِهِ جِبْرِيلَ. قُلْتُ: يُؤَخَّرُ إِلَى الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ، فَإِنَّهُ شَهِدَ مَوْتَ الرَّشِيدِ.   [1] انظر عن (بختيشوع بن جرجس الطبيب) في: الفهرست لابن النديم 296، وثمار القلوب للثعالبي 406 رقم 646 ص 672 رقم 1154، وتاريخ الحكماء للقفطي 100 تحقيق جوليوس ليبرت، ليبسيك 1903، والعقد الفريد 1/ 85، 86، وتاريخ الزمان 17، 18، وتاريخ مختصر الدول 130، 131، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء 1/ 125، والوافي بالوفيات 10/ 89 رقم 4533، وزهر الآداب للحصري 1/ 232 طبعة الأزهرية، المحاسن والمساوئ للبيهقي 589. وبختيشوع ثلاثة أطباء نصارى هم: بختيشوع بن جرجس، وبختيشوع بن جبريل، وبختيشوع بن يوحنا. [2] عيون الأنباء 1/ 125. [3] تاريخ الزمان لابن العبري 17، عيون الأنباء 1/ 125. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 82 28- بَزِيعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو حَازِمٍ اللَّحَّامُ [1] . مَوْلَى أَبِي بِسْطَامٍ مِنْ سَبْيِ بُخَارَى. رَوَى عَنِ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ. وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةُ الضَّرِيرُ، وَيَحْيَى بْنُ سَلامٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : هُوَ قَرِيبٌ مِنَ الأَجْلَحِ فِي اللِّينِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. 29- بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ الْخَثْعَمِيُّ الْمُؤَدِّبُ [4] . عَنْ: أَحْوَصَ بْنِ حَكِيمٍ، وَأَبِي رَوْقٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، وَيُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : لَيْسَ بقويّ. وقال النَّسَائيّ [6] : ضعيف.   [1] انظر عن (بزيع بن عبد الله اللّحّام) في: التاريخ لابن معين 2/ 57، 58، والتاريخ الكبير 2/ 130 رقم 1936، والتاريخ الصغير 254 رقم 42، والضعفاء للنسائي 286 رقم 90، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 155، 156 رقم 197، والجرح والتعديل 2/ 420 رقم 1664، والمجروحين لابن حبّان 1/ 199، 200، والكامل في الضعفاء 2/ 492، وميزان الاعتدال 1/ 307 رقم 1160، والمغني في الضعفاء 1/ 103 رقم 875، ولسان الميزان 2/ 12 رقم 39. [2] في الجرح والتعديل 2/ 420. [3] في الضعفاء 286 رقم 90. [4] انظر عن (بشر بن عمارة الخثعميّ) في: التاريخ الكبير 2/ 80 رقم 1759، والضعفاء الصغير للبخاريّ 254 رقم 40، والضعفاء للنسائي 286 رقم 77، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 140 رقم 170، والجرح والتعديل 2/ 362 رقم 1386، والمجروحين لابن حبّان 1/ 188، 189، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 68 رقم 127، والكامل في الضعفاء 2/ 442، 443، وتهذيب الكمال 4/ 137، 138 رقم 700، وميزان الاعتدال 1/ 321 رقم 1209، والمغني في الضعفاء 1/ 106 رقم 909، وتهذيب التهذيب 1/ 455 رقم 836، وتقريب التهذيب 1/ 100 رقم 67 (وفيه بشر بن عمار) ، ولسان الميزان 2/ 27 رقم 99 (وفيه: بشر بن عمار) . [5] في الجرح والتعديل 2/ 362. [6] في الضعفاء 286 رقم 77. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 83 وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : يُعْرَفُ، وَتَنَكَّرَهُ مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ. عَنْ بِشْرِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ 6: 103 [2] . قَالَ: «لَوْ أَنَّ الإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالشَّيَاطِينَ مُذْ يوم خلقوا إلى يوم نفنى صفا واحدا، مَا أَحَاطُوا باللَّه أَبَدًا» [3] . وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لا يُعْرَفُ إِلا بِبِشْرٍ، وَفِيهِ عَطِيَّةُ ضَعِيفٌ أَيْضًا [4] . 30- بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلَ بْنُ لاحِقٍ الْحَافِظُ [5] ، أبو إسماعيل الرّقاشيّ، مولاهم- ع. - البصريّ.   [1] في التاريخ الكبير 2/ 80، والضعفاء الصغير 254. [2] سورة الأنعام الآية 103. [3] أخرجه ابن عديّ في (الكامل في الضعفاء 2/ 443) ، والعقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 140) وقال: ولا يتابع عليه لا يعرف إلّا به. [4] قال ابن حبّان: كان يُخْطِئُ حَتَّى خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ إذا انفرد، ولم يكن يعلم الحديث ولا صناعته. وقال الدار الدّارقطنيّ: متروك. [5] انظر عن (بشر بن المفضل بن لاحق) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 290، والتاريخ لابن معين 2/ 59 ومعرفة الرجال له 1/ 108 رقم 503 و 2/ 186 رقم 614 و 2/ 209 رقم 698، وتاريخ خليفة 458، والطبقات له 225، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 423 رقم 928 و 2/ 189 رقم 1958 و 2/ 206 رقم 2025 و 2/ 213 رقم 2048 و 2/ 302 رقم 2341 و 3/ 93 رقم 4338 و 3/ 230 رقم 5008 و 3/ 447 رقم 5902، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 84 رقم 1769، والتاريخ الصغير له 203 و 204، والمعرفة والتاريخ 1/ 175 و 179 و 2/ 155 و 168 و 238 و 249 و 787 و 3/ 8 و 22، والجرح والتعديل 2/ 366 رقم 1410، والثقات لابن حبّان 6/ 97، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 68 و 88 و 115 و 143 و 145، و 3/ 147، ورجال صحيح البخاري 1/ 112، 113 رقم 133، ورجال صحيح مسلم 1/ 85، 86 رقم 134، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 161 رقم 1276، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 52، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، وتهذيب الكمال 4/ 147- 151 رقم 707، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 647، والكاشف 1/ 104 رقم 601، وتذكرة الحفاظ 1/ 309، وسير أعلام النبلاء 9/ 36- 39 رقم 9، والمعارف لابن قتيبة 513، والوافي بالوفيات 10/ 156 رقم 4620، والكامل في التاريخ 6/ 174، وتهذيب التهذيب 1/ 458، 459 رقم 844، وتقريب التهذيب 1/ 101 رقم 75، وطبقات الحفاظ للسيوطي 128، وخلاصة تذهيب التهذيب 128، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والأسامي والكنى للحاكم ج 1/ 23 ب، ومرآة الجنان 1/ 404. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 84 عَنْ: سَعِيدِ الْجُرَيْرِيِّ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَطَائِفَةٍ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ رَاهَوَيْهِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ بِالْبَصْرَةِ [1] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعُمِائَةِ رَكْعَةٍ، وَيَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا. وَذَكَرُوا عِنْدَهُ بَعْضَ الْجَهْمِيَّةِ فَقَالَ: لا تَذْكُرُوا ذَاكَ الْكَافِرَ [2] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ بِشْرٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ، سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، 31- بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَبُو صَيْفِيٍّ الْوَاسِطِيُّ [3]- ن. - خُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ. رَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَمُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَبَّادِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وعليّ بن حجر، وطائفة.   [1] الجرح والتعديل 2/ 366. [2] تهذيب الكمال 4/ 150. [3] انظر عن (بشير بن ميمون الواسطي) في: التاريخ لابن معين 2/ 61، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 105 رقم 1847، والتاريخ الصغير له 207، والضعفاء الصغير له 254 رقم 41، والضعفاء للنسائي 286 رقم 78، وتاريخ واسط لبحشل 113، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 152 رقم 267، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 145، 146 رقم 178، والجرح والتعديل 2/ 379 رقم 147، والمجروحين لابن حبّان 1/ 192، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 69 رقم 129، وتاريخ بغداد 7/ 129- 131 رقم 3567، والإكمال لابن ماكولا 1/ 285، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 452، 453، وتهذيب الكمال 4/ 178- 181 رقم 729، وميزان الاعتدال 1/ 330 رقم 1245، والمغني في الضعفاء 1/ 108 رقم 939، والكاشف 1/ 106 رقم 619، والكشف الحثيث 111، 112 رقم 169، والموضوعات 2/ 52، وتهذيب التهذيب 1/ 469، 470 رقم 869، وتقريب التهذيب 1/ 104 رقم 99. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 85 وَكَتَبَ عَنْهُ أَحْمَدُ وَتَرَكَهُ [1] . قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : يُتَّهَمُ بِالْوَضْعِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. 32- بَكَّارُ بْنُ سُقَيْرٍ [4] الْمَازِنِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي رَجَاءِ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَآخَرُونَ. مَا عَلِمْتُ فِيهِ جَرْحًا. 33- بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَارَسْتِ الْمَدَنِيُّ الْمُقْرِئُ النَّحْوِيُّ [5] . مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. رَوَى عَنْ: مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بأس به [6] .   [1] في العلل ومعرفة الرجال، رقم 5323. [2] في تاريخه الصغير 207، وقال في التاريخ الكبير 2/ 105، والضعفاء الصغير 254: «منكر الحديث» . [3] لفظه في الضعفاء والمتروكين 286 «متروك الحديث» . [4] في الأصل اضطراب: «وهمام بن بكار بن سفيان» ، والتصحيح من تاريخ البخاري وغيره. انظر عن (بكار بن سقير) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 122 رقم 1908، والثقات لابن حبّان 6/ 107، والجرح والتعديل 2/ 408 رقم 1607. [5] انظر عن (بكّار بن محمد بن الجارست) في: التاريخ الكبير 2/ 122 رقم 1910، والجرح والتعديل 2/ 407، 408 رقم 1605، والثقات لابن حبّان 6/ 109، والمغني في الضعفاء 1/ 110 رقم 947 وفيه (بكار بن حارست) ، وميزان الاعتدال 1/ 340 رقم 1254، ولسان الميزان 2/ 42 رقم 149. [6] في الجرح والتعديل 2/ 408. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 86 وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ: بَكَّارُ بْنُ جَارَسْتَ، اسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [1] . ثُمَّ لَيَّنَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ. 34- بَكْرُ بْنُ بِشْرٍ السُّلَمِيُّ التِّرْمِذِيُّ [2] . إِمَامُ مَسْجِدِ عَسْقَلانَ. سَمِعَ: عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ سَوَّارٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ. وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 35- الْبُهْلُولُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ الْمَغْرِبِيُّ الْقَيْرَوَانِيُّ الْفَقِيهُ [3] . قِيلَ كَانَ ثِقَةً، صَادِقًا مُجْتَهِدًا، خَيِّرًا، مُجَابَ الدَّعْوَةِ، وَاسِعَ الْعِلْمِ. سَمِعَ مِنْ: يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَالثَّوْرِيِّ، وَمَالِكٍ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ أَنْعَمَ الإِفْرِيقِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ سَمِعَ «الْمُوَطَّأَ» مِنْ أَقْرَانِهِ ابْنِ غَانِمٍ، وَعَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، وَسَمِعَ «جَامِعَ الثَّوْرِيَّ» مِنْ أَبِي الْخَطَّابِ، وَأَبِي خَارِجَةَ. وَدَوَّنَ النَّاسُ عَنْهُ جَامِعًا، وَقَامَ بِفُتْيَاهُمْ. سَمِعَ مِنْهُ: سَحْنُونٌ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَوْنٌ، وَالْحَكَمُ، ويحيي بْنُ سَلامٍ.   [1] وذكر البخاري، وابن أبي حاتم اسم أبيه «محمد» . [2] انظر عن (بكر بن بشر السلميّ) في: التاريخ الكبير 2/ 88 رقم 1783، والجرح والتعديل 2/ 382 رقم 1491، والثقات لابن حبّان 8/ 148، والمغني في الضعفاء 1/ 112 رقم 967، وميزان الاعتدال 1/ 343 رقم 1273، ولسان الميزان 2/ 48 رقم 177 وفيه (بكر بن بشير) . قال الحافظ ابن حجر: كذا سمّاه البخاري في التاريخ، وقال أبو حاتم إنه انقلب فإنّ الصواب بشر بن بكر. يقول خادم العلم عمر عبد السلام تدمري محقّق هذا الكتاب: ليس في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ما يفيد هذا القول. فليراجع. [3] انظر عن (البهلول بن راشد المغربيّ) في: التاريخ الكبير 2/ 145 رقم 1990، والجرح والتعديل 2/ 429 رقم 1708، والثقات لابن حبّان 8/ 152، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 499، وميزان الاعتدال 1/ 355 رقم 1328، والوافي بالوفيات 10/ 309 رقم 4823، ولسان الميزان 2/ 66، 67 رقم 254. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 87 وَقِيلَ: إِنَّ مَالِكًا نَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: هَذَا عَابِدُ أَهْلِ بَلَدِهِ. وَعَنْ بُهْلُولِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَتْقَى للَّه عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْبُهْلُولِ بْنِ رَاشِدٍ. وَيُقَالُ إِنَّ الْعَكِّيَّ أَمِيرَ إِفْرِيقْيَا بَلَغَهُ أَنَّ الْبُهْلُولَ يَقَعُ فِي سُلْطَانِهِ وَيَتَكَلَّمُ فِيهِ، فَهَمَّ بِهِ، فَتَحَاشَدَ النَّاسُ يَمْنَعُونَهُ مِنْهُ، فَزَادَهُ ذَلِكَ حَنَقًا، وَبَعَثَ إِلَيْهِمُ الأجناد، فأحضره وَضَرَبَهُ بِالسِّيَاطِ، فَرَمَى جَمَاعَةٌ أَنْفُسَهُمْ عَلَيْهِ يَقُونَهُ، فَضُرِبُوا، وَكَانُوا نَحْوَ الْعِشْرِينَ. ثُمَّ مَاتَ بَعْدُ مِنْ ذَلِكَ الضَّرْبِ [1] . قِيلَ: تُوُفِّيَ بَعْدَ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْفَقِيهِ بِشَهْرٍ وَأَيَّامٍ، وَذَلِكَ فِي، مَا ذُكِرَ، سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ. 36- بُهْلُولُ بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ [2] . يُكَنَّى: أَبَا عُبَيْدٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد، وابن جريج، وغيرهم. وعنه: موسى بن مروان، والحسين بن أبي زيد، والربيع بن سليمان الجيزي، والحسن بن عرفة. قال ابن حبان [3] : كان يسرق الحديث. وقال ابن عدي [4] : له أحاديث لا يتابعه عليها الثّقات.   [1] لسان الميزان 2/ 66 و 67. [2] انظر عن (بهلول بن عبيد الكندي) في: الجرح والتعديل 2/ 429 رقم 1707، والمجروحين لابن حبّان 1/ 202، والكامل في الضعفاء 2/ 498، والمغني في الضعفاء 1/ 117 رقم 1011، وميزان الاعتدال 1/ 355 رقم 1339، ولسان الميزان 2/ 67 رقم 255، والكشف الحثيث 115 رقم 177. [3] في المجروحين 1/ 202 وزاد: «لا يجوز الاحتجاج به بحال» . [4] في الكامل في الضعفاء 2/ 498 وعبارته: «أحاديثه عمّن روى عنه فيه نظر. وحديثه عن أبي إسحاق أنكر منه عن غيره، وإنما ذكرته لأبيّن أنّ أحاديثه مما يتابعه الثقات عليها إذ لم أر لمن تكلّم في الرجال فيه كلاما» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 88 37- الْبُهْلُولُ الْمَجْنُونُ [1] . هُوَ الْبُهْلُولُ بْنُ عَمْرٍو، أَبُو وُهَيْبٍ الصَّيْرَفِيُّ الْكُوفِيُّ. وُسْوِسَ فِي عَقْلِهِ، وَمَا أَظُنُّهُ اخْتَلَطَ، أَوْ قَدْ كَانَ يَصْحُو فِي وَقْتٍ. فَهُوَ مَعْدُودٌ فِي عُقَلاءِ الْمَجَانِينِ. لَهُ كَلامٌ حَسَنٌ وَحِكَايَاتٌ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَأَيْمَنَ بْنِ نَابُلٍ. وَمَا تَعَرَّضُوا لَهُ بِجَرْحٍ وَلا تَعْدِيلٍ. وَلا كَتَبَ عَنْهُ الطَّلَبَةُ. كَانَ حَيًّا فِي دَوْلَةِ الرَّشِيدِ. طَوَّلَ تَرْجَمَتَهُ «ابْنُ النَّجَّارِ» [2] وَذَكَرَ أَنَّهُ أَتَى بَغْدَادَ. وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَ الرَّشِيدِ مِنْ بَابِ الرُّصَافَةِ، فَإِذَا بُهْلُولُ يَأْكُلُ خَبِيصًا، فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي. قَالَ: لَيْسَ هُوَ لِي. قُلْتُ: لِمَنْ هُوَ؟ قَالَ: لِحَمْدُونَةَ بِنْتِ الرَّشِيدِ أَعْطَتْنِيهِ آكُلُهُ لَهَا [3] . وَعَنِ الأَشْهَلِيِّ قَالَ: بَكَّرْتُ فِي حَاجَةٍ، فَلَقِيتُ الْبُهْلُولَ، فَقُلْتُ: ادْعُ لِي. فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: يَا مَنْ لا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ، اقْضِ لَهُ حَوَائِجَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. فَوَجَدْتُ لِدُعَائِهِ رَاحَةً. فَنَاوَلْتُهُ دِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، تَعْلَمُ أَنِّي آخُذُ الرَّغِيفَ وَنَحْوَهُ؟ لا وَاللَّهِ، لا آخُذُ عَلَى دُعَائِي أَجْرًا. قَالَ: فَقُضِيَتْ حَاجَتِي [4] . وَيُرْوَى أَنَّ الْبُهْلُولَ مَرَّ بِهِ الرَّشِيدُ، فَقَامَ وَنَادَاهُ وَوَعَظَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأسوّد وجه الموعظة.   [1] انظر عن (البهلول المجنون) في: عقلاء المجانين لابن حبيب 139- 160، والبيان والتبيين 2/ 230، والعقد الفريد لابن عبد ربّه 6/ 150 و 151، فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي 1/ 228- 231 رقم 84، والوافي بالوفيات 10/ 309- 312 رقم 4824، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 287 رقم 1217، ومناقب أبي حنيفة للكردري 81، 82، وصفة الصفوة 2/ 519. [2] له ذيل تاريخ بغداد ولم يصلنا منه سوى قسم من تراجم حرف العين. [3] الوافي بالوفيات 10/ 309، 310، وفوات الوفيات 1/ 229، والخبر أيضا في: العقد الفريد 6/ 151 وفيه «لعاتكة» بدل «لحمدونة» . [4] عقلاء المجانين لابن حبيب 141، 142 رقم 240. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 89 وَقِيلَ لَهُ: قَدْ غَلا السِّعْرُ، فَادْعُ اللَّهَ. قَالَ: مَا أُبَالِي وَلَوْ حَبَّةٌ [1] بِدِينَارٍ، إِنَّ للَّه عَلَيْنَا أَنْ نَعْبُدَهُ كَمَا أَمَرَنَا، وَعَلَيْهِ أَنْ يَرْزُقَنَا كَمَا وَعَدَنَا [2] . وَعَنْ حَسَنِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: رَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يَرْمُونَ الْبُهْلُولَ بِالْحَصَى، فَأَدْمَتْهُ حَصَاةٌ فَقَالَ: رُبَّ رَامٍ لِي بِأَحْجَارِ الأَذَى ... لَمْ أَجِدْ بُدًّا مِنَ الْعَطْفِ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: تَعْطِفُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَرْمُونَكَ؟ قَالَ: اسْكُتْ! لَعَلَّ اللَّهَ يَرَى غَمِّي وَوَجَعِي وَشِدَّةَ فَرَحِهِمْ، فَيَهَبُ بَعْضَنَا لِبَعْضٍ [3] . وَمِمَّا نُقِلَ عَنْهُ قَالَ: مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ أَكْبَرَ هَمِّهِ أَتَتْهُ الدُّنْيَا رَاغِمَةً. ثُمَّ قَالَ: يَا خَاطِبَ الدُّنْيَا إِلَى نَفْسِهِ ... تَنَحَّ عَنْ خِطْبَتِهَا تَسْلَمِ إِنَّ الَّتِي تَخْطُبُ غَرَّارَةٌ ... قَرِيبَةُ الْعُرْسِ إِلَى الْمَأْتَمِ [4] وَقَدْ سَاقَ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ فِي كِتَابِ «عُقَلاءِ المجانين» [5] له حكايات وأشعار. ولم أَجِدْ لَهُ وَفَاةً. 38- بُهْلُولُ بْنُ مُؤَرِّقٍ، أَبُو غَسَّانَ [6] . عَنْ: مُوسَى بْنِ عَبِيدَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو خَيْثَمَةَ، وَالْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أبو حاتم [7] : لا بأس به.   [1] في الأصل «جبّة» ، والتصحيح من: فوات الوفيات، والوافي بالوفيات. [2] عقلاء المجانين 155، وفوات الوفيات 1/ 229، والوافي بالوفيات 10/ 310. [3] عقلاء المجانين 143، وفوات الوفيات 1/ 2129، والوافي بالوفيات 10/ 310، بزيادة بيتين. [4] عقلاء المجانين 150. [5] من صفحة 139 حتى صفحة 160 من المطبوع. [6] انظر عن (بهلول بن مورّق) في: الجرح والتعديل 2/ 429، 430 رقم 1710، والثقات لابن حبّان 8/ 152، وتهذيب الكمال 4/ 263، 264 رقم 776، والكاشف 1/ 110 رقم 659، وتهذيب التهذيب 1/ 499 رقم 925، وتقريب التهذيب 1/ 109 رقم 151. [7] في الجرح والتعديل 2/ 430. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 90 [حرف الثَّاءِ] 39- ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ [1] . أَبُو جَبَلَةَ الْكُوفِيُّ. عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ. قَالَ أَبُو حاتم [2] : صالح الحديث [3] .   [1] انظر عن (ثابت بن الوليد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 349 (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 171 رقم 2093، والجرح والتعديل 2/ 458 رقم 1852، والثقات لابن حبّان 8/ 158، والكامل في الضعفاء 2/ 522، وميزان الاعتدال 1/ 369 رقم 1380، ولسان الميزان 2/ 79، 80 رقم 315. [2] في الجرح والتعديل 2/ 458. [3] وذكره ابن عدي في ضعفائه ولم يغمزه، ووثّقه ابن حبّان. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 91 [حرف الْجِيمِ] 40- جَابِرُ بْنُ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] . عَنْ: عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ، وَعَبَّادِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَسُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [2] . 41- جَابِرُ بْنُ نُوحٍ [3] ، أَبُو بَشِيرٍ، الْحِمَّانِيُّ [4] الكوفيّ [5]- ت. -   [1] انظر عن (جابر بن سليم الزّرقيّ) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 282 رقم 450 و 3/ 190 رقم 4820، والجرح والتعديل 2/ 501 رقم 2058، وميزان الاعتدال 1/ 377 رقم 1413، والمغني في الضعفاء 1/ 125 رقم 1072، ولسان الميزان 2/ 86 رقم 353. [2] قال في العلل ومعرفة الرجال 3/ 190 «شيخ ثقة مديني حسن الهيئة» . وقال الأزديّ: منكر الحديث. [3] انظر عن (جابر بن نوح) في: التاريخ لابن معين 2/ 79، والتاريخ الكبير 2/ 210 رقم 2220، والضعفاء للنسائي 287 رقم 99، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 196 رقم 241، والجرح والتعديل 2/ 500 رقم 2056، والمجروحين لابن حبّان 1/ 210، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 90 أ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 544، والمعرفة والتاريخ 2/ 584، وتاريخ بغداد 7/ 237، 238 رقم 3730، وتهذيب الكمال 4/ 459- 463 رقم 876، والكاشف/ 122 رقم 745، والمغني في الضعفاء 1/ 126 رقم 1078، وميزان الاعتدال 1/ 379 رقم 1421، وتهذيب التهذيب 2/ 45، 46 رقم 72، وتقريب التهذيب 1/ 123 رقم 14. [4] الحمّاني: بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم وفي آخرها نون. نسبة إلى حمّان، وهي قبيلة من تميم، وهو: حمّان بن عبد العزيز بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، نزلوا الكوفة. (اللباب لابن الأثير 1/ 386) . [5] يقول خادم العلم عمر عبد السلام تدمري محقّق هذا الكتاب، إن جابر بن نوح صاحب هذه الجزء: 12 ¦ الصفحة: 92 عَنِ: الأَعْمَشِ، وَحُرَيْثِ بْنِ السَّائِبِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ، وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [3] : ضَعِيفٌ [4] . 42- جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الحافظ [5]- ع. -   [ () ] الترجمة توفي سنة 203 هـ. وهذا ما يؤكّده المؤلّف نفسه في (الكاشف 1/ 122) ، وقبله الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 7/ 238) ولذلك فإن هذه الترجمة كان يجب أن تؤخّر إلى الطبقة الحادية والعشرين. [1] في الضعفاء والمتروكين 287 رقم 99. [2] في تاريخه 2/ 79. [3] في الجرح والتعديل 2/ 500. [4] قال ابن حبّان: يروي عن الأعمش وابن أبي خالد المناكير الكثيرة كأنه كان يخطئ حتى صار في جملة من سقط الاحتجاج بهم إذا انفردوا. وذكره العقيلي في الضعفاء، وكذلك ابن عديّ، وأخرج من طريقه، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إن من تمام الحج أن تخرج من دويرة أهلك» . قال ابن عديّ: وجابر بن نوح هذا ليس له روايات كثيرة. وهذا الحديث الّذي ذكرته، لا يعرف إلا بهذا الإسناد، ولم أر له أنكر من هذا. [5] انظر عن (جرير بن عبد الحميد الحافظ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 381، والتاريخ لابن معين 2/ 81، 82 ومعرفة الرجال له 1/ 119 رقم 584، و 2/ 129 رقم 399 و 2/ 208 رقم 694، و 2/ 234، 235 رقم 805، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 521 رقم 1225، و 1/ 543 رقم 1289 و 2/ 335 رقم 2483 و 3/ 484 رقم 6071، وطبقات خليفة 170 و 325، والتاريخ الكبير 2/ 214 رقم 2235، وتاريخ الثقات للعجلي 96 رقم 205، والمعرفة والتاريخ 1/ 286 و 293 و 304 و 354 و 444 و 483 و 499 و 504 و 526 و 715 و 2/ 167 و 183 و 277 و 654 و 677 و 680 و 794 و 796 و 822 و 829، وتاريخ أبي زرعة 1/ 384 و 586، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 200 رقم 244، والجرح والتعديل 2/ 505- 507 رقم 2080، والثقات لابن حبّان 6/ 145، ورجال صحيح البخاري 1/ 145، 146 رقم 179، ورجال صحيح مسلم 1/ 116، 117 رقم 212، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 122، وتاريخ اليعقوبي 2/ 431، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2094، والمعارف 624، والبيان والتبيين 3/ 156، وعقلاء المجانين لابن حبيب 99، 146، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 54، وتاريخ بغداد 7/ 253- 261 رقم 3744، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 74، والكامل في التاريخ 6/ 190، وتهذيب الكمال 4/ 540- 551 رقم 918، وسير أعلام النبلاء الجزء: 12 ¦ الصفحة: 93 أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الرَّازِيُّ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ بِالْكُوفَةِ. سَمِعَ: مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ، وَحُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، وَبَيَانَ بْنَ بِشْرٍ، وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَمُغِيرَةَ بْنَ مِقْسَمٍ، وَالأَعْمَشَ، وَأَئِمَّةً مِنْ طَبَقَتِهِمْ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَالطَّيَالِسِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَقُتَيْبَةُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ. وَقَدِمَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ بَغْدَادَ، وَحَدَّثَ بِهَا. وَيُقَالُ: إِنَّهُ وُلِدَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: كَانَ جَرِيرٌ صاحب لَيْلٍ، وَكَانَ لَهُ رَسَنٌ. يَقُولُونَ: إِذَا أُعْيَى تَعَلَّقَ بِهِ [1] . قَالَ يَعْقُوبُ: وَذُكِرَ لِأَبِي خَيْثَمَةَ إِرْسَالُ جَرِيرٍ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يُدَلِّسُ، لِأَنَّا كُنَّا إِذَا أَتَيْنَاهُ وَهُوَ فِي حَدِيثِ الأَعْمَشِ أَوْ مَنْصُورٍ أَوْ مُغِيرَةَ ابْتَدَأَ فأخذ الكتاب فقال: عَنْ فُلانٍ، ثُمّ يُحَدِّثُ عَنْهُ مُبْهَمًا فِي حديث واحد، يقول: منصور   [9] / 9- 18 رقم 3، ودول الإسلام 1/ 119، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 650، والكاشف 1/ 127 رقم 780، وميزان الاعتدال 1/ 394- 396 رقم 1466، والوافي بالوفيات 11/ 77 رقم 127، ومرآة الجنان 1/ 420، ومعجم البلدان 1/ 57، واللباب 2/ 71، وتذكرة الحفاظ 1/ 250، وغاية النهاية 1/ 190 رقم 874، والبداية والنهاية 10/ 201، والنجوم الزاهرة 2/ 127، وشذرات الذهب 1/ 319، وتاج العروس 10/ 408، وتهذيب التهذيب 2/ 75- 77 رقم 116، وتقريب التهذيب 1/ 127 رقم 56، وهدي الساري 294، وخلاصة تهذيب التهذيب 61. [1] تاريخ بغداد 7/ 257، تهذيب الكمال 4/ 547. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 94 مَنْصُورٌ حَتَّى يَفْرُغَ الْمَجْلِسُ [1] . قَالَ الْخَطِيبُ [2] : هُوَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَرِيرِ بْنِ قُرْطِ بْنِ هِلالٍ الضَّبِّيُّ. قُلْتُ: كَانَ النَّاسُ يَرْحَلُونَ إِلَيْهِ لِعِلْمِهِ وَإِتْقَانِهِ. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قَالَ ابْنُ سَلامَةَ: عَجَبًا لِهَذَا الرَّازِيِّ عَرَضْتُ عَلَيْهِ أَنْ أُجْرِيَ عَلَيْهِ مِائَةَ دِرْهَمٍ فِي الشَّهْرِ صَدَقَةً فَقَالَ: أَيَأْخُذُ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ مِثْلَ هَذَا؟ قُلْتُ: لا! قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، يَعْنِي جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: عُرِضَتْ عليّ بالكوفة ألفا دِرْهَمٍ يُعْطُونِي مَعَ الْقُرَّاءِ فَأَبَيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ الْيَوْمَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَهُمْ [5] . قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [6] : طَلَبَ جَرِيرٌ الْحَدِيثَ خَمْسَ سِنِينَ فَقَطْ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [7] : وَكَانَ جَرِيرُ ثِقَةً، كَثِيرَ الْعِلْمِ، يُرْحَلُ إِلَيْهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ [8] : سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: ضَيَّعْتَ يَا أبا عبد الله.   [1] قال يعقوب الفسوي في (المعرفة والتاريخ 2/ 680) : حدّثنا أحمد بن الخليل وإسحاق قال: حضرت جرير بن عبد الحميد وهو يقرأ علينا كتاب منصور، فقال له يحيى بن معين: يا أبا عبد الله إن عبد العزيز بن أبان يزعم إنما قرأت هذه على منصور قراءة؟ قال جرير: إن كان كاذبا فاستدركه الله، والله ما كنت أحفظها عنده، إلا خمسة أحاديث لم يحدّثني بها إلا مرة، وإني حفظت أربعين حديثا في مجلس حدّثني بها. والخبر في تاريخ بغداد 7/ 259، 260، وتهذيب الكمال 4/ 547. [2] في تاريخ بغداد 7/ 253، [3] التاريخ لابن معين 2/ 81، تاريخ بغداد 7/ 258، تهذيب الكمال 4/ 549. [4] في تاريخه 2/ 81. [5] زاد ابن معين: «أو ما في أيديهم» . والخبر أيضا في: المعرفة والتاريخ 2/ 679، وتاريخ بغداد 7/ 258. [6] في تاريخه 2/ 81. [7] في طبقاته 7/ 381. [8] في الأصل «رنج» والتصحيح من الجرح والتعديل 2/ 506، وتاريخ بغداد، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي 1/ 307 وهو لقب الحافظ أبي غسان محمد بن عمرو. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 95 فَقَالَ: لا، أَمَّا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ فَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ، وَأَمَّا جَابِرٌ فَكَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، وَأَمَّا ابْنُ جُرَيْجٍ فَإِنَّهُ أَوْصَى بَنِيهِ بِسِتِّينَ امْرَأَةً قَالَ: لا تَتَزَوَّجُوا بِهِنَّ فَإِنَّهُنَّ أُمَّهَاتُكُمْ، وَكَانَ يَرَى الْمُتْعَةَ [1] . قَالَ زُنَيْجٌ: وُجِدَ لِجَرِيرٍ عَنِ الْكُوفِيِّينَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو عَوَانَةَ يَتَشَابَهَانِ فِي رَأْيِ الْعَيْنِ، مَا كَانَا يَصْلُحَانِ إِلا أَنْ يَكُونَا رَاعِيَيْ غَنَمٍ. كَتَبْتُ عَنْهُ بِمَكَّةَ أَنَا وَابْنُ مَهْدِيٍّ [2] . قَالَ ابْنُ شَيْبَةَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: قَدِمْتُ الرَّيَّ وَمَعِي أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بِعَقِبِ مَوْتِ شُعْبَةَ، فَكَانَ جَرِيرٌ يُجَالِسُنَا، فَسَمِعَنَا نَتَذَاكَرُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ حِفْظٌ، فَسَمِعَنِي أَذْكُرُ حَدِيثًا فَقَالَ: أكتبه لِي، فَكَتَبْتُهُ وَحَدَّثْتُهُ بِهِ وَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: لَسْتُ أَحْفَظُ وَكُتُبِي غائبة، وأنا أرجو أن أوتي بِهَا. قَدْ كَتَبْتُ فِي ذَلِكَ. فَأَتَتْهُ، فَنَظَرْنَا فِيهَا [3] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ: مَا قَالَ لَنَا جَرِيرٌ قَطُّ بِبَغْدَادَ: حَدَّثَنَا [4] . وَقُلْتُ: تَرَاهُ لا يَغْلَطُ مَرَّةً. وَكَانَ رُبَّمَا نَعَسَ فَنَامَ، ثُمَّ يَنْتَبِهُ، فَيَقْرَأُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ [5] . وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ أَنَّ جَرِيرًا تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ قَلِيلا. قَالَ: وَالْمَعْرُوفُ بِذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. وَتَأَكَّدَ الْعُقَيْلِيُّ بِذِكْرِ جَرِيرٍ الضَّبِّيِّ فِي «الضعفاء» [6] ، وقال: عن   [1] تاريخ بغداد 7/ 255. [2] تاريخ بغداد 7/ 257، تهذيب الكمال 4/ 544. [3] راجع تاريخ بغداد 7/ 256 ففيه رواية مفصّلة. [4] زاد في تاريخ بغداد: «ولا في كلمة واحدة» . [5] تاريخ بغداد 7/ 257. [6] الضعفاء الكبير 1/ 200. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 96 مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيِّ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَامِرٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ لا يَفْصِلُ بَيْنَ مُغِيرَةَ [عَنْ] إِبْرَاهِيمَ، كَانَ يَكْرَهُ [1] . فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِخَلَفِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: أَحْمَدُ: اشْتَكَتْ عَيْنُهُ، فَحَلَفَتْ [2] عَلَيْهِ أُمُّهُ أَنْ لا يَجِيءَ إِلَى جَرِيرٍ مِثْلَ جَرِيرٍ، يُقَالُ [3] لَهُ هَذَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [4] : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ جَرِيرٌ الرَّازِيُّ بِالذَّكِيِّ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: أَرَوَى عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ اخْتَلَطَ عَلَيْهِ حَدِيثُ أَشْعَثَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ بَهْزَ [5] ، وَقَالَ لَهُ: [هَذَا] [6] حَدِيثُ عَاصِمٍ، وَهَذَا حَدِيثُ أَشْعَثَ. قَالَ: فَعَرَفَهَا فَحَدَّثَ بِهَا النَّاسَ [7] . قُلْتُ: كَانُوا لا يَكْتُبُونَ عَلَى النُّسْخَةِ طَبَقَةَ سَمَاعٍ، وَلا اسْمَ الشَّيْخِ، فَكَتَبَ جَرِيرٌ عَنْ هَذَا كِتَابًا، وَعَنْ هَذَا كِتَابًا. وَفَاتَهُ أَنْ يُرَقِّمَ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ اسْمَ مَنْ كَتَبَهُ عَنْهُ. وَطَالَ الْعَهْدُ فَاشْتُبِهَ عَلَيْهِ. وَبِكُلِّ حَالٍ هُوَ ثِقَةٌ، نَحْتَجُّ بِهِ فِي كُتُبِ الإِسْلامِ كُلِّهَا. مَاتَ سَنَةَ ثمان وثمانين ومائة بالرّيّ. رحمه الله.   [1] في الأصل «لا يفصل بين مغيرة وإبراهيم، كان نكرة» ، والتصحيح من الضعفاء للعقيليّ. [2] في الأصل «فخافت» ، والتصحيح من الضعفاء للعقيليّ. [3] في الأصل «وقال» والتصويب من الضعفاء. [4] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 543 رقم 1289. [5] في الضعفاء الكبير 1/ 200 «بهن» وهو غلط، وما أثبتناه عن الأصل فهو يتفق مع (تاريخ ابن معين 2/ 81) حيث قال: «قال جرير بن عبد الحميد، وذكر أحاديث عاصم الأحول: اختلطت عليّ، فلم أفصل بينهما، وبين أحاديث أشعث، حتى قدم علينا بهز البصري فخلّصها، فحدّثت بها. قلت ليحيى: فكيف تكتب هذه عن جرير وهي هكذا؟ فقال: ألا تراه قد بيّن لهم أمرها وقصّتها؟» . وكرّر ابن معين هذا الخبر ثانية في (معرفة الرجال 2/ 129 رقم 399) وعبارته: «قال (جرير) : اضطرب عليّ حديث أشعث وعاصم، فقلت لبهز- يعني ابن أسد- خلّصها لي، فخلّصها لي، وكانت في «دفتر واحد» . [6] ساقطة من الأصل، والإضافة من العلل لأحمد. [7] العلل ومعرفة الرجال 1/ 543، والضعفاء الكبير 1/ 200، التاريخ لابن معين 2/ 81، معرفة الرجال له 2/ 129، المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 678. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 97 قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: جَرِيرٌ أَعْلَمُ بِمَنْصُورٍ مِنْ شَرِيكٍ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : جَرِيرٌ ثِقَةٌ يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هَاشِمٍ قَالَ: قَدِمَ جَرِيرٌ بَغْدَادَ، فَنَزَلَ عَلَى بَنِي الْمُسَيِّبِ الضَّبِّيِّ، فَلَمَّا عَبَرَ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ جَاءَ الْمَدُّ، فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: تَعْبُرُ؟ قَالَ: أُمِّي لا تَدَعُنِي، فَعَبَرْتُ أَنَا، فَلَزِمْتُهُ، وَكَتَبْتُ عَنْهُ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ حَدِيثٍ. وَكَتَبْتُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ [3] . قَالَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ: مَاتَ جَرِيرٌ لِيَوْمٍ خَلا مِنْ جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ [4] . 43- جعفر البرمكيّ [5] .   [1] الجرح والتعديل 2/ 506. [2] في الجرح والتعديل 2/ 506. [3] تاريخ بغداد 7/ 257، تهذيب الكمال 4/ 546، 547. [4] تاريخ بغداد 7/ 261، وقيل مات سنة 187 هـ. (تاريخ البخاري 2/ 214) . [5] انظر عن (جعفر البرمكيّ) في: تاريخ خليفة 458 و 462 و 463 و 465، وتاريخ اليعقوبي 2/ 410 و 421 و 429، والمحبّر لابن حبيب 487، والبرصان والعرجان للجاحظ 36 و 218، والحيوان له 1/ 238 و 263، والشعر والشعراء 2/ 697 و 702 و 760، والأخبار الطوال 391، والمعارف 381 و 382 و 386، والإمامة والسياسة 2/ 203 وما بعدها، وعيون الأخبار 1/ 13 و 93 و 232 و 273 و 299 و 311 و 2/ 173 و 174 و 209 و 3/ 100 و 104، وتاريخ الطبري 6/ 186 و 8/ 137 و 238 و 247 و 252 و 255 و 262 و 263 و 265 و 266 و 286- 289 و 291- 301 و 317 و 347 و 351 و 352 و 385 و 9/ 127 و 403، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 169، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2474 و 2529 و 2559 و 2563، و 2564 و 2588- 2600 و 2602 و 2609 و 2616 و 3374، والكتاب والوزراء للجهشياريّ (انظر فهرس الأعلام) . والجليس الصالح الكافي 1/ 580، 581، والعيون والحدائق (لمؤرّخ مجهول) 3/ 301 و 305- 309 و 319، والعقد الفريد 5/ 72، 73 و 118 و 6/ 222، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 45 و 125 و 130 و 202 و 204 و 213 و 242، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض والأنبياء للأصفهاني 165، والأغاني 18/ 201- 203 و 217- 220 و 223- 226 و 228 و 230 الجزء: 12 ¦ الصفحة: 98 الوزير جعفر بن يحيى بْنِ بَرْمَكَ، أَبُو الْفَضْلِ. أَصْلُهُ مِنَ الْفُرْسِ. كَانَ مَلِيحًا، جَمِيلا، لَسِنًا، بَلِيغًا، عَالِمًا، أَدِيبًا، يُضْرَبُ بِجُودِهِ الْمَثَلُ، وَكَانَ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، غَارِقًا فِي بَحْرِ اللَّذَّاتِ وَالْمَعَاصِي. تَمَكَّنَ مِنَ الرشيد، وبلغ من الجاه والرّفعة ما لا مَزِيدَ عَلَيْهِ. وَوَلِيَ هُوَ وَأَبُوهُ وَإِخْوَتُهُ الأَعْمَالَ الْجَلِيلَةَ، وَكَثُرَتْ عَلَيْهِمُ الأَمْوَالُ. وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ مِنْ أَخْبَارِهِ، وَأَنَّهُ قُتِلَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ، وَقَدْ وُلِّيَ نِيَابَةَ الْمُلْكِ عَلَى دِمَشْقَ [1] ، فَقَدِمَهَا فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَمِنْ أَلْفَاظِهِ: قَالَ مَرَّةً لِلرَّشِيدِ: إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ، فَأَعْطِ، فَإِنَّهَا لا تَفْنَى، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فأعط، فإنّها لا تبقى.   [ () ] و 234 و 237، 238 و 303 و 19/ 236 و 279 و 285 و 286 و 290 و 291 و 295 و 20/ 227 و 341، 342 و 21/ 59 و 23/ 155، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 163 و 256 و 363، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 311 و 361 و 363 و 364 و 366 و 2/ 47 و 159 و 3/ 13 و 14 و 21 و 51 و 108 و 126- 128 و 166 و 173- 177 و 302 و 304 و 305 و 4/ 11 و 114 و 115 و 295 و 331 و 332 و 339 و 341 و 342 و 397 و 398، ونشوار المحاضرة له 7/ 74، 75، وتاريخ بغداد 7/ 152- 160 رقم 3606، وثمار القلوب للثعالبي 73 و 155 و 189 و 204، والأذكياء لابن الجوزي 146، وبدائع البدائه لابن ظافر 123، ومرآة الجنان لليافعي 1/ 404- 415، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 145- 154، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، ومقاتل الطالبيين 494، والبدء والتاريخ 6/ 104، 105، وأمالي المرتضى 1/ 101، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 79 وما بعدها، والكامل في التاريخ 5/ 460 و 6/ 119 و 126 و 140 و 151 و 161 و 168 و 175- 179 و 186 و 192 و 215 و 218 و 233 و 7/ 440، والفخري في الآداب السلطانية 205- 210، ووفيات الأعيان 1/ 328- 346 رقم 132، وشرح البسّامة 222 وما بعدها، ونهاية الأرب 22/ 135 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر 2/ 16 وما بعدها، والبداية والنهاية 10/ 189 وما بعدها، والوافي بالوفيات 11/ 156- 165 رقم 247، والعبر 1/ 298، وأمراء دمشق في الإسلام 24، وفوات الوفيات 1/ 196 و 917 و 2/ 390 و 3/ 183، والتذكرة الحمدونية 2/ 143 و 189 و 196 و 259 و 275، ومحاضرات الأدباء 1/ 59 والبصائر والذخائر 6 رقم 735، ونثر الدر 5/ 33، و 45، والنجوم الزاهرة 2/ 123، وحسن المحاضرة 1/ 591، وشذرات الذهب 1/ 311، وأعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء للطباخي 1/ 157، والأعلام للزركلي 2/ 126، والمستجاد من فعلات الأجواد للتنوخي 153- 156، والمحاسن والمساوئ 199 و 373 و 443 و 511. [1] أمراء دمشق في الإسلام للصفدي 24. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 99 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ [1] : هَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بِالشَّامِ وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ. وَاغْتَمَّ الرَّشِيدُ، فَعَقَدَ وَقَالَ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ أَوْ أَخْرُجَ أَنَا. فَسَارَ إِلَيْهِمْ جَعْفَرٌ، فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ، وَقَتَلَ فِيهِمْ، وَلَمْ يَدَعْ لَهُمْ رُمْحًا وَلا قَوْسًا، فَهَمَدَ الأَمْرُ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى دِمَشْقَ عِيسَى بْنَ الْعَكِّيِّ، وَانْصَرَفَ. قَالَ الْخَطِيبُ [2] : كَانَ جَعْفَرٌ عِنْدَ الرَّشِيدِ بِحَالَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ. وَجُودُهُ وَسَخَاؤُهُ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُذْكَرَ، وَكَانَ مِنْ ذَوِي اللِّسَانِ وَالْبَلاغَةِ. يُقَالُ: إِنَّهُ وَقَّعَ بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ زِيَادَةً عَلَى أَلْفِ تَوْقِيعٍ، وَنَظَرَ فِي جَمِيعِهَا، فَلَمْ يخرج شيئا منها عَنْ مُوجِبِ الْفِقْهِ [3] . وَكَانَ أَبُوهُ يَحْيَى قَدْ ضَمَّهُ إِلَى أَبِي يُوسُفَ الْقَاضِي حَتَّى عَلَّمَهُ وَفَقَّهَهُ [4] . وَعَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَشْرَسَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَبْلَغَ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، وَالْمَأْمُونِ [5] . قِيلَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ إِلَى جَعْفَرٍ فَقَالَ: قَدْ أَغْنَاكَ اللَّهُ بِالْعُذْرِ مِنَّا عَنِ الاعْتِذَارِ إِلَيْنَا، وَأَغْنَانَا بِالْمَوَدَّةِ لَكَ عَنْ سُوءِ الظَّنِّ بِكَ [6] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَهْمَانَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ أَبُو عَلْقَمَةَ [7] الثَّقَفِيُّ صاحب «الْغَرِيبِ» عِنْدَ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، فَقَالَ، وقد أقبلت   [1] في تاريخه 8/ 262 (حوادث 180 هـ.) . [2] في تاريخ بغداد 7/ 152، وعنه ابن خلكان في وفيات الأعيان 1/ 328، والوافي بالوفيات 11/ 156. [3] تاريخ بغداد 7/ 152، وفيات الأعيان 1/ 328، 329، الوافي بالوفيات 11/ 156. [4] تاريخ بغداد 7/ 152، وفيات الأعيان 1/ 329، الوافي بالوفيات 11/ 156. [5] قال ثمامة بن أشرس: كان جعفر بن يحيى أنطق الناس، قد جمع الهدوء والتمهّل، والجزالة والحلاوة، وإفهاما يغنيه عن الإعادة، ولو كان في الأرض ناطق يستغني بمنطقه عن الإعادة. وقال مرة: ما رأيت أحدا كان لا يتحبّس ولا يتوقف، ولا يتلجلج ولا يتنحنح، ولا يرتقب لفظا قد استدعاه من بعد، ولا يلتمس التخلّص إلى معنى قد تعصّى عليه طلبه، أشدّ اقتدارا، ولا أقلّ تكلّفا، من جعفر بن يحيى. (البيان والتبيين 1/ 75، 76) . والخبر المذكور في المتن أورده الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 152. [6] عيون الأخبار 3/ 104، وتاريخ بغداد 7/ 153، الوافي بالوفيات 11/ 156. [7] هكذا في الأصل، وتاريخ بغداد، وفي وفيات الأعيان «أبو عبيد» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 100 عَلَيْهِ خُنْفِسَاءُ: أَلَيْسَ يُقَالُ إِنَّ الْخُنْفِسَاءَ إِذَا أَقْبَلَتْ إِلَى رَجُلٍ أَصَابَ خَيْرًا؟ قَالُوا: بَلَى. فَقَالَ: يَا غُلامُ أَعْطِهِ أَلْفَ دِينَارٍ، فَأَعْطَاهُ وَنَحَّوْهَا عَنْهُ. قَالَ: فَعَادَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا غُلامُ أَعْطِهِ أَلْفًا أُخْرَى [1] . قَالَ جَحْظَةُ: حَدَّثَنِي الرَّشِيدِيُّ: حَدَّثَنِي مُهَذَّبٌ حَاجِبُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّ الْعَبَّاسَ نَالَتْهُ إِضَاقَةٌ، وَكَثُرَ الْغُرَمَاءُ، فَأَخْرَجَ سفطا فيه جوهر شراه ألف أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَحَمَلَهُ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى. والتقاه جعفر فقال: أريد على هذا خَمْسَمِائَةِ أَلْفٍ حَتَّى تَأْتِيَ الْغَلَّةُ. فَقَالَ: أَفْعَلُ، وَرَفَعَ السِّفْطَ. فَلَمَّا رَجَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَجَدَ السِّفْطَ قَدْ سَبَقَهُ، وَمَعَهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ. ثُمَّ مِنَ الْغَدِ دَخَلَ جَعْفَرٌ إِلَى الرَّشِيدِ فَكَلَّمَهُ فِيهِ، فَأَمَرَ لَهُ بِثَلاثِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ. قَالَ ابْنُ الْمَرْزُبَانِ: نا أَبُو يَعْقُوبَ النَّخَعِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ كَاتِبُ الْعَبَّاسِ بْنِ الْمَأْمُونِ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَجَّ الرَّشِيدُ وَمَعَهُ جَعْفَرٌ، وَأَنَا مَعَهُمْ. فَلَمَّا حَضَرْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ لِي جَعْفَرٌ: أُحِبّ أَنْ تَنْظُرَ لِي جَارِيَةً لا يَكُونُ مِثْلُهَا فِي الْغِنَاءِ وَالظُّرْفِ. فَأُرْشِدْتُ إِلَى جَارِيَةٍ لَمْ أَرَ مِثْلَهَا، وَغَنَّتْ فَأَجَادَتْ. وَقَالَ لِي صَاحِبُهَا: لا أَبِيعُهَا بِأَقَلِّ مِنْ أربعين ألف دينار. قلت: قَدْ أَخَذْتُهَا، وَأَشْتَرِطُ عَلَيْكَ نَظْرَةً. قَالَ: لَكَ ذَلِكَ. فَأَتَيْتُ جَعْفَرًا وَقُلْتُ: أَصَبْتُ صَاحِبَتَكَ عَلَى غَايَةِ الْكَمَالِ، فَاحْمِلِ الْمَالَ. فَحَمَلْنَا الْمَالَ عَلَى حَمَّالِينَ، وَجَاءَ جَعْفَرٌ مُسْتَخْفِيًا، فَدَخَلْنَا عَلَى الرَّجُلِ وَأَخْرَجَهَا، فَلَمَّا رَآهَا جَعْفَرٌ أُعْجِبَ بِهَا، فَغَنَّتْ، فَازْدَادَ بِهَا عَجَبًا وَقَالَ: افْصِلْ فِي أَمْرِهَا. فَقُلْتُ لِمَوْلاهَا: خُذِ الْمَالَ. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ: يَا مَوْلايَ فِي أَيِّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ عَرَفْتِ مَا كُنَّا فِيهِ مِنَ النِّعْمَةِ، وَقَدْ نَقَصْتِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَدَّرْتُ أَنْ تَصِيرِي إِلَى هَذَا الْمُلْكِ، فَتَنْبَسِطِي فِي شَهَوَاتِكِ. فَقَالَتْ: لَوْ مَلَكْتُ مِنْكَ مَا مَلَكْتَ مِنِّي مَا بِعْتُكَ بِالدُّنْيَا، فَاذْكُرِ الْعَهْدَ. وَقَدْ كَانَ حَلَفَ أَنْ لا يَأْكُلَ لَهَا ثَمَنًا. فَتَغَرْغَرَتْ عَيْنُ الرَّجُلِ بالدموع وقال: اشهدوا أنّها حرّة لوجه   [1] تاريخ بغداد 7/ 153، وفيات الأعيان 1/ 331، 332. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 101 اللَّهِ، وَأَنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُهَا وَأَمْهَرْتُهَا دَارِي. فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى: انْهَضْ بِنَا. فَدَعَوْتُ الْحَمَّالِينَ لِيَحْمِلُوا الذَّهَبَ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: وَاللَّهِ لا يَصْحَبُنَا مِنْهُ دِرْهَمٌ. وَقَالَ لِمَوْلاهَا: أَنْفِقْهُ عَلَيْكُمَا [1] . وَقِيلَ لَمَّا نُكِبَ الْبَرَامِكَةُ وُجِدَ فِي خَزَائِنِ جَعْفَرٍ جَرَّةٌ فِيهَا أَلْفُ دِينَارٍ فِي الدِّينَارِ مِائَةُ دِينَارٍ سِكَّتَهُ. وَأَصْفرٌ مِنْ ضَرْبِ دَارِ الْمُلُوكِ ... ، يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ يَزِيدُ عَلَى مِائَةٍ وَاحِدًا ... مَتَى يُعْطَهُ مُعْسِرٌ يُوسِرُ [2] مُثَنَّى بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَدِّبُ الْبَرَامِكَةِ قَالَ: أَمَرَ جَعْفَرٌ أَنْ يُضْرَبَ لَهُ دَنَانِيرُ، زِنَةُ الدِّينَارِ ثَلاثُمِائَةِ مِثْقَالٍ، وَيُصَوَّرَ عَلَيْهِ صُورَتُهُ. وَهُوَ مُرَادُ أَبِي الْعَتَاهِيَةِ بِقَوْلِهِ: يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ [3] . قَالَ صاحب «الأَغَانِي» أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الرَّبِيعِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: شَهِدْتُ أَبِي وَهُوَ يُحَدِّثُ جَدِّي يَحْيَى، وَأَنَا صَغِيرٌ، عَنْ بَعْضِ خَلَوَاتِهِ مَعَ الرَّشِيدِ فَقَالَ: يَا أَبَهْ، أَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِيَدِي، ثُمَّ أَقْبَلَ فِي الْحُجَرِ يَخْتَرِقُهَا، حَتَّى انْتَهَى إِلَى حُجْرَةٍ فَفُتِحَتْ لَهُ، وَرَجَعَ مَنْ كَانَ مَعَنَا. ثُمَّ صِرْنَا إِلَى حُجْرَةٍ، فَفَتَحَهَا بِيَدِهِ، ودخلنا معا، وأغلقها من داخل، ثُمَّ صِرْنَا إِلَى رِوَاقٍ، وَفِي صَدْرِهِ مَجْلِسٌ مُغْلَقٌ، فَقَعَدَ عَلَى بَابِهِ وَنَقَرَهُ، فَسَمِعْنَا حِسًّا، ثُمَّ نَقَرَ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ عُودٍ، فَغَنَّتْ جَارِيَةٌ، مَا ظَنَنْتُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِثْلَهَا فِي حُسْنِ الْغِنَاءِ، فَقَالَ لَهَا: غَنِّي صَوْتِي، فَغَنَّتْ: وَمُحَبَّبٌ شَهِدَ الرِّفَاقُ مَقْتَلَهُ ... غَنَّى الْجَوَارِي حَاسِرًا وَمُنَقَّبَا لَبِسَ الدَّلالَ وَقَامَ يَنْقُرُ دُفَّهُ ... نَقْرًا أقرّ به العيون وأطربا   [1] تاريخ بغداد 7/ 154، 155. [2] تاريخ بغداد 7/ 156، خلاصة الذهب المسبوك 150. [3] تاريخ بغداد 7/ 156. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 102 إِنَّ النِّسَاءَ رَأَيْنَهُ فَعَشِقْنَهُ ... وَشَكَوْنَ شِدَّةَ مَا بِهِنَّ فَكَذَّبَا فَطَرِبْتُ وَاللَّهِ. ثُمَّ غَنَّتْ فَرَقَصْنَا مَعًا. ثُمَّ قَالَ لِي: انْهَضْ بِنَا. فَلَمَّا صِرْنَا فِي الدِّهْلِيزِ، قَالَ: أَتَعْرِفُ هَذِهِ؟ قُلْتُ: لا! قَالَ: هِيَ عُلَيَّةُ بِنْتُ الْمَهْدِيِّ، وَاللَّهِ لَئِنْ لَغَطْتَ بِهِ لأَقْتُلَنَّكَ. فَقَالَ لَهُ جَدِّي: وَقَدْ وَاللَّهِ لَغَطْتَ بِهِ، وَاللَّهِ لَيَقْتُلَنَّكَ. قِيلَ: أنشدت جَعْفَرًا امْرَأَةٌ، كِلابِيَّةٌ: إِنِّي مَرَرْتُ عَلَى الْعَقِيقِ وَأَهْلُهُ ... يَشْكُونَ مِنْ مَطَرِ الرَّبِيعِ نُزُورَا مَا ضَرَّهُمْ إِذْ مَرَّ فِيهِمْ جَعْفَرٌ ... أَنْ لا يَكُونَ رَبِيعُهُمْ مَمْطُورَا [1] وَرَوَى الإِسْكَافِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ قَالَ: قَالَ لِي الرَّشِيدُ بَعْدَ قَتْلِ جَعْفَرٍ وَصَلْبِهِ: اخْرُجْ بِنَا نَنْظُرْ إِلَيْهِ. فَلَمَّا عَايَنَهُ أَنْشَأَ يَقُولُ: تَقَاضَاكَ دَهْرُكَ مَا أَسْلَفَا ... وَكَدَّرَ عَيْشَكَ بَعْدَ الصَّفَا وَلا تَعْجَبَنَّ فَإِنَّ الزَّمَانَ ... رَهِينٌ بِتَفْرِيقِ مَا أَلَّفَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ- ثِقَةٌ- قَالَ: لَمَّا بَلَغَ ابْنَ عُيَيْنَةَ قَتْلُ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُ كَانَ قَدْ كَفَانِي مَئُونَةَ الدُّنْيَا، فَاكْفِهِ مَئُونَةَ الآخِرَةِ [2] . ابْنُ الْمَرْزُبَانِيِّ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْبَلَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا صُلِبَ جَعْفَرٌ وَقَفَ الرَّقَاشِيُّ الشَّاعِرُ وَأَنْشَأَ يَقُولُ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا خَوْفُ وَاشٍ ... وَعَيْنٌ لِلْخَلِيفَةِ لا تَنَامُ لَطُفْنَا حَوْلَ جِذْعِكَ وَاسْتَلَمْنَا ... كَمَا لِلنَّاسِ بِالْحَجَرِ اسْتِلامُ فَمَا أَبْصَرْتُ قَبْلَكَ يَا ابْنَ يَحْيَى ... حُسَامًا فَلَّهُ السَّيْفُ الْحُسَامُ عَلَى اللَّذَّاتِ والدنيا جميعا ... لدولة آل برمك السلام   [1] وفيات الأعيان 1/ 329، 330 وفيه: «ما ضرّهم إذ جعفر جار لهم» . [2] تاريخ بغداد 7/ 160، خلاصة الذهب المسبوك 151، وفيات الأعيان 1/ 340، الوافي بالوفيات 11/ 165. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 103 فَطَلَبَهُ الرَّشِيدُ فَأُحْضِرَ، فَقَالَ: كَمْ كَانَ يُعْطِيكَ جَعْفَرٌ؟ قَالَ: فِي السَّنَةِ أَلْفُ دِينَارٍ. فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ [1] . وَقَالَ الْكَوْكَبِيّ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَجْهُ الْهِرَّةِ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَاشِمِيِّ صاحب صَلاةِ الْكُوفَةِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّي يَوْمَ النَّحْرِ، وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ بَرْزَةٌ جَلْدَةٌ فِي أَثْوَابٍ رَثَّةٍ، فَقَالَتْ لِي: أَتَعْرِفُ هَذِهِ؟ قُلْتُ: هَذِهِ عَبَّادَةُ أُمُّ جَعْفَرٍ الْبَرْمَكِيِّ. فَسَلَّمْتُ عَلَيْهَا وَرَحَّبْتُ بِهَا، وَقُلْتُ: فُلانَةُ حَدِّثِينَا بِبَعْضِ أُمُورِكُمْ. قَالَتْ: أَذْكُرُ لَكَ جُمْلَةً فِيهَا عِبْرَةٌ. لَقَدْ هَجَمَ عَلَيَّ مِثْلُ هَذَا الْعِيدِ، وَعَلَى رَأْسِي أَرْبَعُمِائَةِ جَارِيَةٍ، وَأَنَا أَزْعُمُ أَنَّ جَعْفَرًا عَاقٌّ لِي. وَقَدْ أَتَيْتُكُمْ يُقَنِّعُنِي جِلْدُ شَاتَيْنِ، أَجْعَلُ أَحَدَهُمَا شِعَارًا، وَالآخَرَ دِثَارًا [2] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ: وُلِدْتُ يَوْمَ قُتِلَ جَعْفَرٌ الْبَرْمَكِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [3] : وَعَاشَ سَبْعًا وَثَلاثِينَ سَنَةً [4] . وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنْ أَخْبَارِهِ فِي حَوَادِثِ السَّنَةِ الْمَذْكُورَةِ، رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَامَحَهُ. 44- جَرْوَلُ بْنُ حِنْفَلٍ، وَقِيلَ ابْنُ حِيفَلٍ النُّمَيْرِيُّ [5] . أَبُو تَوْبَةَ الحرّانيّ المعلّم.   [1] تاريخ بغداد 7/ 158، وفيات الأعيان 7/ 340، خلاصة الذهب المسبوك 148، الوافي بالوفيات 11/ 162. [2] مروج الذهب 3/ 392، وتاريخ بغداد 7/ 156، 157، وفيات الأعيان 1/ 341، الوافي بالوفيات 11/ 164. [3] في تاريخه 8/ 300. [4] وفي مروج الذهب 3/ 395: «وقتل جعفر بن يحيى وهو ابن خمس وأربعين سنة، وقيل أقلّ من ذلك» . [5] انظر عن (جرول بن حنفل) في: الجرح والتعديل 2/ 551 رقم 2289، والثقات لابن حبّان 8/ 166، وميزان الاعتدال 1/ 391 رقم 1457، والمغني في الضعفاء 1/ 129 رقم 1110، ولسان الميزان 2/ 101 رقم 409. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 104 عَنْ: خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، وَعُمَرَ بْنِ قَيْسِ سَنْدَلَ، وَالنَّضْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، وَابْنِ لَهِيعَةَ. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَمُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَادِيسِيُّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أبو حاتم [1] : لا بأس بِهِ. وقال ابْنُ الْمَدِينِيِّ: رَوَى أَحَادِيثَ مُنْكَرَةً. 45- جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ، أَبُو بَكْرٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ [2] . عَنْ: رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي هَالَةَ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمُجَالِدٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [3] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَاسِقٌ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ خَبَرُهُ فِي الصِّفَةِ مَوْضُوعًا. قُلْتُ: رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كتاب الشمائل» [4] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 551. [2] انظر عن (جميع بن عمر) في: التاريخ الكبير 2/ 242 رقم 2330، وتاريخ الثقات للعجلي 99 رقم 218 وفيه (جميع بن عمير) ، والمعرفة والتاريخ 3/ 284، والجرح والتعديل 2/ 532 رقم 2210، والثقات لابن حبّان 8/ 66، والكامل في الضعفاء 2/ 589، ونسبه إلى جدّه عبد الرحمن وتهذيب الكمال 5/ 122- 124 رقم 964، وميزان الاعتدال 1/ 421 رقم 1549 و 1550، والمغني في الضعفاء 1/ 135 رقم 1176 و 1/ 136 رقم 1177، وتهذيب التهذيب 2/ 111 رقم 175، وتقريب التهذيب 1/ 133 رقم 109 وفيه (ابن عمير) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 64 وفيه (ابن عمير) . [3] في كتاب الثقات 8/ 166. [4] تهذيب الكمال 5/ 124 وفيه أنه روى أكثر حديث صفة النبيّ صلى الله عليه وسلّم مقطّعا في مواضع منه. وهو في الشمائل للترمذي برقم (329) و (344) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 105 46- جُنَادَةُ بْنُ سَلْمِ بْنِ خَالِدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ السُّوَائِيُّ [1] أَبُو الْحَكَمِ الْكُوفِيُّ، وَالِدُ أَبِي السَّائِبِ سَلْمِ بْنِ جُنَادَةَ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. وَعَنْهُ: وَلَدُهُ، وَمِنْجَابُ بن الحارث، ونوح بن حبيب. ضعّفه أَبُو زُرْعَةَ [2] . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [3] . وَأَبُو زُرْعَةَ أَعْرَفُ. 47- جُنَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ الْحَجَّامُ [4] . عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَجَّامِ، وَمُخْتَارِ بْنِ صُبَيْحٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالأَشَجُّ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيُّ. قَالَ أبو زرعة: ثقة [5] .   [1] انظر عن (جنادة بن سلم) في: التاريخ الكبير 2/ 234 رقم 2300، والجرح والتعديل 2/ 515، 516 رقم 2133، والثقات لابن حبّان 8/ 165، والإكمال لابن ماكولا 2/ 152، وميزان الاعتدال 1/ 1572، والمغني في الضعفاء 1/ 137 رقم 1192، والكاشف 1/ 132 رقم 825، وتهذيب الكمال 5/ 135، 136 رقم 972، وتهذيب التهذيب 2/ 116، 117 رقم 185، وتقريب التهذيب 1/ 134 رقم 117، وخلاصة تذهيب التهذيب 64. [2] الجرح والتعديل 2/ 516. [3] ج 8/ 165. [4] انظر عن (جنيد بن عبد الله الحجّام) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 101 رقم 441، والتاريخ الكبير 2/ 236 رقم 2304، والجرح والتعديل 2/ 528 رقم 2194، وتهذيب الكمال 5/ 152- 154 رقم 978، والكاشف 1/ 133 رقم 829، وميزان الاعتدال 1/ 425 رقم 1581، وتهذيب التهذيب 2/ 120 رقم 193، وتقريب التهذيب 1/ 135 رقم 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 64. [5] الجرح والتعديل 2/ 528، ووثّقه ابن معين (معرفة الرجال 1/ 101) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 106 [حرف الْحَاءِ] 48- حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [1]- ع. - الْحَافِظُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الْمَدَانِ، وَأَصْلُهُ كُوفِيٌّ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، وَخَيْثَمِ بْنِ عِرَاكٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مَزْرَدٍ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ. وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَقُتَيْبَةُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كريب، وخلق سواهم.   [1] انظر عن (حاتم بن إسماعيل) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 425، والتاريخ لابن معين 2/ 91، وطبقات خليفة 276، والعلل ومعرفة الرجال 1/ 304، والتاريخ الكبير 3/ 77، 78 رقم 278، والتاريخ الصغير 203، وتاريخ الثقات للعجلي 101 رقم 224، والمعرفة والتاريخ 1/ 248، وتاريخ واسط لبحشل 211، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 321، والجرح والتعديل 3/ 258، 259 رقم 1154، والمراسيل لابن أبي حاتم 51 رقم 69، والثقات لابن حبّان 8/ 210، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 249، ورجال صحيح البخاري 1/ 203، 204 رقم 274، والأسامي والكنى للحاكم- ج 1 ورقة 22 ب، ورجال صحيح مسلم 1/ 174، 175 رقم 356، والسابق واللاحق للخطيب البغدادي 165، وموضّح أوهام الجمع والتفريق، له 2/ 51، 52، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 107 رقم 416، ومعجم البلدان 4/ 24 و 759، وتهذيب الكمال 5/ 187- 191 رقم 992، وسير أعلام النبلاء 8/ 455 رقم 138، والعبر 1/ 292، 293، والكاشف 1/ 135 رقم 841، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 651، وميزان الاعتدال 1/ 428 رقم 1595، وجامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي 189 رقم 108، والوافي بالوفيات 11/ 234، 235 رقم 334، وتهذيب التهذيب 2/ 128 رقم 209، وتقريب التهذيب 1/ 137 رقم 3، والنجوم الزاهرة 1/ 120، وهدي الساري 395، وخلاصة تذهيب التهذيب 66، وشذرات الذهب 1/ 309. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 107 قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدَّرَاوَرْدِيِّ [1] . وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: ثِقَةٌ [2] . يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وَالثَّانِي أَصَحُّ، فَإِنَّ ابْنَ حِبَّانَ قَالَ [3] : مَاتَ فِي تَاسِعِ جُمَادَى الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 49- حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، أَبُو صَالِحٍ السَّعْدِيُّ [4]- خ. م. ن. ت. - شَيْخٌ بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ. عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ صَالِحٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ. مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : لا بَأْسَ بِهِ. 50- الْحَارِثُ بْنُ عَبِيدَةَ، أَبُو وهب المصريّ [6] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 259. [2] وثقة ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ أَبُو حاتم: هو أحبّ إليّ من سعيد بن سالم، وقال ابن سعد: كان ثقة مأمونا كثير الحديث، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [3] في الثقات 8/ 210. [4] انظر عن (حاتم بن وردان السعدي) في: التاريخ لابن معين 2/ 91، والتاريخ الكبير 3/ 77 رقم 275، والتاريخ الصغير 201، وتاريخ الثقات للعجلي 101 رقم 227، والمعرفة والتاريخ 2/ 7 و 120 و 130 و 133، وتاريخ واسط 286، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 33، والجرح والتعديل 3/ 260 رقم 1160، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 156 رقم 1236، والثقات له 6/ 337، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ رقم 250، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 203 رقم 263، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 175 رقم 358، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 108 رقم 418، والكاشف 1/ 136 رقم 848، وتهذيب الكمال 5/ 197، 198 رقم 999، وتهذيب التهذيب 2/ 131 رقم 218، وتقريب التهذيب 1/ 138 رقم 10، وخلاصة تذهيب التهذيب 66. [5] في الجرح والتعديل 3/ 260، ووثّقه ابن معين، والنسائي، وابن حبّان، والعجليّ. [6] انظر عن (الحارث بن عبيدة) في: التاريخ الكبير 2/ 274، 275 رقم 2440، والتاريخ الصغير 202، والجرح والتعديل 3/ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 108 يُقَالُ هُوَ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرَةَ الْكَلاعِيُّ [1] . عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَالْمِصْرِيِّينَ. وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [2] : مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 51- الْحَارِثُ بْنُ مُوسَى الطَّائِيُّ الْبَصْرِيُّ [3] . شَيْخٌ مُعَمَّرٌ، رَوَى عَنْ: حَبِيبٍ الْعَجَمِيِّ. وَعَنْهُ: مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ. 52- الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ الراسبيّ [4]- د. ت. ق. -   [81، 82] رقم 372، والثقات لابن حبّان 6/ 176 و 8/ 182 ومشاهير علماء الأمصار 187 رقم 1494، والمجروحين لابن حبّان 1/ 224، 225، والكامل في الضعفاء 2/ 611، وميزان الاعتدال 1/ 438 رقم 1631، والمغني في الضعفاء 142 رقم 1238، ولسان الميزان 2/ 154 رقم 679، وتعجيل المنفعة 78، 79 رقم 161. [1] ذكره البخاري باسم «الحارث بن عبيدة الحمصي» ثم كناه ونسبه فقال: «أبو وهب الحارث بن عبيدة الكلاعي» . (التاريخ الكبير 2/ 274، 275) ، وفي الثقات لابن حبّان 6/ 176 «الحارث بن عبيدة المصري، كنيته أبو وهب الساوي» .. وهو الّذي يقال له: الحارث بن عميرة الكلاعي» ، وفي (مشاهير علماء الأمصار) : «الحارث بن عبيدة الشاوي» . وذكره ثانية في طبقة من روى عن أتباع التابعين 8/ 182 فقال: «الحارث بن عبيدة، شيخ، يروي عن الزبيدي ... » وقال ابن أبي حاتم الرازيّ في الجرح والتعديل 3/ 81، 82: «الحارث بن عبيدة الحمصي الكلاعي قاضي حمص ... قلت لأبي- رحمه الله-: البخاري جعلهما اثنين؟ فقال: هما واحد. سألت أبي عنه فقال: هو شيخ ليس بالقويّ» . قال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر قول ابن أبي حاتم: «ولم أر في تاريخ البخاري إلّا واحدا» . [2] ج 6/ 176، وكذا في مشاهير علماء الأمصار 187، وقد تناقض ابن حبّان بين توثيق الحارث بن عبيدة، وتوهينه، حين ذكره في المجروحين 1/ 224، 225 فقال: روى عنه أهل بلده، يأتي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. ثم ذكر حديث التجار من طريقه، وقال: وهذا ليس له أصل صحيح يرجع إليه. وحين ذكره ابن حبّان للمرّة الثانية في (الثقات 8/ 182 قال: «شيخ» ، ولم يزد. [3] انظر عن (الحارث بن موسى الطائي) في: الجرح والتعديل 3/ 88 رقم 407. [4] انظر عن (الحارث بن وجيه الراسبي) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 109 لَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ بِحَدِيثِ «تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةٌ» [1] . وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ. ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ [2] ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْسَ بِشَيْءٍ [4] . 53- حَبِيبُ بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ الْكَاهِلِيُّ الْكُوفِيُّ [5] . عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وعبد الله بن الحسن، والأعمش.   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 95، والتاريخ الكبير 2/ 284 رقم 2484، والتاريخ الصغير 191، والضعفاء الصغير للبخاريّ 256 رقم 62، والجامع الصحيح للترمذي، 1/ 178، والمعرفة والتاريخ 2/ 120 و 3/ 60، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 118، والضعفاء الكبير 1/ 216 رقم 264، والجرح والتعديل 3/ 92 رقم 427، والعلل لابن أبي حاتم 53، والمجروحين لابن حبّان 1/ 224، والكامل في الضعفاء 2/ 611، 612، وتهذيب الكمال 5/ 304- 306 رقم 1051، وميزان الاعتدال 1/ 445 رقم 1653، والمغني في الضعفاء 1/ 144 رقم 1255، والكاشف 1/ 141 رقم 890، وتهذيب التهذيب 2/ 162 رقم 282، وتقريب التهذيب 1/ 145 رقم 74، وخلاصة تذهيب التهذيب 69. [1] أخرجه أبو داود في الطهارة (248: باب الغسل من الجنابة، والترمذي في الطهارة (106) باب: ما جاء أن تحت كل شعرة جنابة، وابن ماجة في الطهارة (597) باب: تحت كل شعرة جنابة، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء، والعقيلي في الضعفاء الكبير، وهو: قال الحارث بن وجيه، عن مالك بن دينار، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «تحت كل شعرة جنابة فبلّوا الشّعر وانقوا البشر» . قال أبو داود: الحارث بن وجيه حديثه منكر، وهو ضعيف. وقال الترمذي: هو شيخ ليس بذاك، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة، وقد تفرّد بهذا الحديث عن مالك بن دينار. وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وله غير حديث منكر، وله إسناد غيرهما فيه لين أيضا، ونحوه قال ابن عديّ. [2] في الضعفاء والمتروكين 287 رقم 118. [3] في تاريخه 2/ 95. [4] قال البخاري: فيه بعض المناكير، وذكره في ضعفائه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث في حديثه بعض المناكير، وقال ابن حبّان: كان قليل الحديث، ولكنه يتفرّد بالمناكير عن المشاهير في قلّة روايته. وقال يعقوب الفسوي: بصريّ ليّن الحديث. [5] انظر عن (حبيب بن خالد الأسدي) في: التاريخ الكبير 2/ 317 رقم 2602، والضعفاء الكبير 1/ 264 رقم 323، والجرح والتعديل 3/ 99، 100 رقم 465، والثقات لابن حبّان 6/ 181، وميزان الاعتدال 1/ 454 رقم 1702، والمغني في الضعفاء 1/ 1294، ولسان الميزان 2/ 170 رقم 758. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 110 وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكَدَانَةُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَغَيْرُهُ. أَنْكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَلَيْهِ حَدِيثًا، وَقَالَ: هُوَ صَالِحٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [1] : حَبِيبٌ الْمَالِكِيُّ كُوفِيٌّ: نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَكَمِ بْنِ بَشِيرٍ يَذْكُرُ عَنْ نَوْفَلٍ قَالَ: كَانَ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ حَبِيبٌ الْمَالِكِيُّ، كَانَ لَهُ صِحَّةٌ وَفَضْلٌ، وَذُكِرَ لابْنِ الْمُبَارَكِ فَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَقُلْتُ عِنْدَهُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ حُذَيْفَةَ عَنِ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ. قَالَ: إِنَّهُ لَحَسَنٌ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يُخْرَجَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالسَّيْفِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ وَإِنَّهُ، فأبى، فلمّا أكثرت عَلَيْهِ فِي شَأْنِهِ قَالَ: عَافَاهُ اللَّهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي هَذَا. وَهَذَا الْحَدِيثُ كُنَّا نَسْتَحْسِنُهُ مِنْ حَدِيثِ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ [أَبِي] الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لَمْ يَكُنْ صاحب حَدِيثٍ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ [4] . 54- حُبَيْبٌ- مُصغَّرٌ- ابْنُ حَبِيبٍ الْكُوفِيُّ [5] . أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتُ، يَرْوِي عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. وَرَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ التَّغْلِبِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَخُوهُ أبو بكر.   [1] في الضعفاء الكبير 1/ 264، والمؤلّف- رحمه الله- يحذف بعض عباراته هنا. [2] انظر التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 317. [3] في الجرح والتعديل 3/ 99، 100. [4] ذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (حبيب بن حبيب الكوفي) في: التاريخ الكبير 3/ 126 رقم 423، والجرح والتعديل 3/ 309 رقم 1373. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 111 وَهَّاهُ أَبُو زُرْعَةَ [1] . 55- حُجْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْغَسَّانِيُّ، أَبُو خَلَفٍ الرَّمْلِيُّ [2] . عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْقَارِئِ. وَعَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ. وَلَمْ يُضَعَّفْ [3] . 56- حَجْوَةُ بْنُ مُدْرِكٍ الْغَسَّانِيُّ [4] . شَيْخٌ كُوفِيٌّ نَزَلَ دِمَشْقَ. كَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ الْمُحْسِنِينَ. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد. وعنه: عيسى غنجار، وأبو الجماهر محمد بن عثمان، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى القنطري. قال أبو حاتم: محلّه الصدق. 57- حرب بن ميمون [5] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 309، وقال الدارميّ: سألت يحيى بن معين عن حبيب بن حبيب، فقال: من يروي عنه؟ قلت: ابن أبي شيبة. قال: لا أعرفه. [2] انظر عن (حجر بن الحارث الغسّاني) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 101 رقم 101، والتاريخ الكبير 3/ 73، 74 رقم 262، والجرح والتعديل 3/ 267 رقم 1193، والثقات لابن حبّان 8/ 212. [3] وثّقه ابن معين، وابن حبّان. [4] انظر عن (حجوة بن مدرك الغسّاني) في: الجرح والتعديل 3/ 319 رقم 1428. [5] انظر عن (حرب بن ميمون) في: التاريخ الكبير 3/ 64 رقم 230، والجرح والتعديل 3/ 251 رقم 1116، والثقات لابن حبّان 8/ 213، والكامل في الضعفاء 2/ 824 (في ترجمة: حرب بن ميمون أبي الخطاب البصري) ، وموضح أوهام الجمع 1/ 96، وتهذيب الكمال 5/ 532- 538 رقم 1160، وميزان الاعتدال 1/ 471 رقم 1773، والمغني في الضعفاء 1/ 153 رقم 1348، والكاشف 1/ 153 رقم 981 (في ترجمة أبي الخطاب حرب بن ميمون، وهو الأكبر) ، وسير أعلام النبلاء 7/ 193 رقم 67، وتهذيب التهذيب 2/ 226، 227 رقم 419، وتقريب التهذيب 1/ 158 رقم 196، وخلاصة تذهيب التهذيب 74. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 112 صاحب الأغمية [1] . هو الصالح الزاهد أبو عبد الرحمن العبدي البصري. روى عَنْ: عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ، وخالد الْحَذَّاءِ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَالْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: حُمَيْدَةُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِهِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعِدَّةٌ. قَالَ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ: حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَصْغَرُ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَحَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الأَكْبَرُ: ثِقَةٌ. قُلْتُ: الأَكْبَرُ تَقَدَّمَ، رَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَقَدْ جَعَلَهُمَا وَاحِدًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ. وَالَّذِي لا شَكَّ فِيهِ وَلا مِرْيَةَ أَنَّهُمَا رَجُلانِ. قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ الأَزْدِيُّ [2] : هَذَا مِمَّا وَهِمَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ، أَوَّلُ مَنْ نَبَّهَنِي   [1] الأغمية: جمع غماء، بوزن كساء. [2] في تعقّبه واستدراكه على البخاري في تاريخه الكبير، وهو ملحق مطبوع في آخر الجزء الثامن من التاريخ- ص 453، 454 قال: «ومنه ما روى حرمي بن حفص، نا حرب بن ميمون الأنصاريّ، نا النضر بن أنس، عن أنس بن مالك قال: قلت يا رسول الله، خويدمك أنس اشفع له يوم القيامة، قال: أنا فاعل. قلت: فأين أطلبك؟ قال: اطلبني أول ما تطلبني عند الصراط، فإن وجدتني وإلّا فأنا عند الميزان، فإن وجدتني وإلّا فأنا عند حوضي، لا أخطئ هذه الثلاثة المواضع. وروى حميد بن مسعدة، نا حرب بن ميمون، أنا خالد وهو الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رجل وهو يصلّي فسجد على جبهته ولا يضع أنفه، فقال: ضع أنفك يسجد معك. قال عبد الغني: حرب بن ميمون الأول الّذي يروي عنه حرمي بن حفص، ويروي عن النضر بن أنس هو الأكبر يكنى أبا الخطاب، والثاني الّذي يروي عنه حميد بن مسعدة، وروى عن: خالد الحذّاء هو الأصغر يكنى أبا عبد الرحمن يقال له «صاحب الأغمية» ، وهذا أيضا مما وهم فيه البخاري، وأوّل من نبّهني عليه عليّ بن عمرو، قال: إنّ مسلما تبعه على ذلك وجعل الاثنين واحدا، وقال لي: من ها هنا يستدلّ على أنّ مسلما تبع البخاري وأنه نظر في علمه فعمل عليه» (انتهى) . وقد علّق العلّامة (عبد الرحمن بن يحيى اليماني) على تعقيب الحافظ عبد الغني في الحاشية رقم (1) على الترجمة رقم (235) من الجزء الثالث من التاريخ الكبير للبخاريّ، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 113   [ () ] (حرب بن ميمون يقال: أبو الخطاب البصري) فقال: «تقدّم رقم (230) رجل آخر: حرب بن ميمون أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية» ، وفي تعقّبات عبد الغني المصري المطبوعة آخر هذا الكتاب اعتراض على المؤلّف بأنه جمعهما، وحكى عن المؤلّف ما لا يوجد في هذه الترجمة ولا في ترجمة صاحب الأغمية، وحكى المزّي عبارة عبد الغني ولم يتعقّبها، وكذلك ابن حجر، وكنت أتعجب من ذلك، ثم راجعت الميزان [أي: ميزان الاعتدال للذهبي- انظر ج 1/ 470 رقم 1772 وج 1/ 471 رقم 1773 من المطبوع] فتبيّن منه أنهم اعتمدوا صنيع المؤلّف في كتاب الضعفاء الكبير، فكأنّ المؤلّف رحمه الله جمعهما أولا ثم أصلح ذلك في التاريخ ولم يتفرّغ لإصلاحه في كتاب الضعفاء، وقد كان عليهم أن ينبّهوا على ما وقع في التاريخ من الإصلاح. أما ابن أبي حاتم ففي نسختنا من كتابه ترجمة واحدة لصاحب الأغمية، ولم يذكر هذا الأنصاريّ، والله أعلم» . يقول خادم العلم عمر عبد السلام تدمري، محقّق هذا الكتاب، غفر الله له، وقبل أن أذكر بقيّة تعليقات العلّامة اليمانيّ على تاريخ البخاري، أرى أن أذكر الترجمتين اللتين ذكرهما البخاري مدار التعليق: الأولى برقم (230) وهي لصاحب الترجمة المذكورة في المتن أعلاه: «حرب بن ميمون أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية البصري، كناه علي بن أبي هاشم، قال محمد بن عقبة: كان حرب مجتهدا. سمع حبيب بن حجر، وهشام بن حسان، وقال ابن أبي الأسود: حدّثنا حبّان قال: حدّثنا حرب بن ميمون، عن خالد، عن أبي إياس، قال محمد: قدمت فأتيت النبيّ صلى الله عليه وسلّم فصافحني. مرسل» . الثانية برقم (235) : «حرب بن ميمون، يقال: أبو الخطّاب البصري، مولى النضر بن أنس الأنصاري، عن أنس. سمع منه يونس بن محمد، قال سليمان بن حرب: هذا أكذب الخلق» . وقد حشد العلّامة اليماني تعليقاته على الترجمة الثانية رقم (235) ، فتقدّم تعليقه الأول قبل سطور. أما تعليقه الثاني، فهو عن رواية حرب بن ميمون مولى النضر بن أنس الأنصاري، عن أنس. فقال: «كذا، والّذي في تهذيب المزّي [أي: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، انظر المطبوع، بتحقيق صديقنا البحّاثة الدكتور بشّار عوّاد معروف- ج 5/ 532 وما بعدها] وتهذيبه لابن حجر [أي: تهذيب التهذيب- انظر المطبوع، ج 2/ 226، 227] أنّ حربا يروي عن النضر بن أنس، عن أنس، وكذلك ذكره عبد الغني في تعقّباته عن المؤلّف» . أما تعليقه الثالث فهو عن قول سليمان بن حرب: هذا أكذب الخلق. فقال: «في تهذيب المزّي، وتهذيبه لابن حجر حكاية هذه العبارة عن المؤلّف في ترجمة صاحب الأغمية المتقدّم رقم (230) وفي الميزان، فقال البخاريّ: حدّثني علي بن نصر قال: قلت لسليمان بن حرب، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حرب بن ميمون قال: شهدت الحسن ومحمد بن سيرين يغسّلان النضر بن أنس، فقال سليمان بن حرب: هذا من أكذب الخلق. حدّثني حمّاد بن زيد، عن أيوب قال: قيل لمحمد: لم لم تشهد جنازة الحسن؟ قال: مات أعزّ أهلي عليّ، النضر بن أنس، فما أمكنني أن أشهده. وذكر ابن أبي حاتم مسلم بن الجزء: 12 ¦ الصفحة: 114 عليه الدار الدَّارَقُطْنِيُّ. وَخَلَطَهُمَا ابْنُ عَدِيٍّ [1] أَيْضًا، فَوَهِمَ. وَكَوْنُهُمَا اثْنَيْنِ أَوْضَحُ شَيْءٍ، لِأَنَّ الأَكْبَرَ مِنْ أَصْحَابِ عَطَاءٍ، وَالثَّانِي مِنْ أَصْحَابِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَذَوِيهِ، وَلِأَنَّ الأَكْبَرَ يُكْنَى أَبَا الْخَطَّابِ مَوْلَى النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ الأَنْصَارِيِّ، وَهَذَا يُخَالِفُهُ فِي كُنْيَتِهِ وَفِي نِسْبَتِهِ. 58- حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بن خالد بن الأشعر الخزاعيّ القريريّ [2] .   [ () ] إبراهيم في الرواة عن صاحب الأغمية، وكذلك صنع المزّي، ولكن ما ندري على ماذا اعتمد ابن أبي حاتم، مع أنه ليس عنده إلّا ترجمة واحدة كما مرّ، فأمّا المزّي فلعلّه قلّده، والّذي يظهر أنّ الحامل لهم على صرف هذه العبارة إلى صاحب الأغمية أنّ ابن المديني وعمرو بن عليّ قد ليّناه ووثّقا هذا الأنصاري. ولكن رأى البخاري بعد أن تبيّن له أنهما اثنان أنّ القصّة التي حكاها عليّ بن نصر، عن حرب بن ميمون تتعلّق بالنضر بن أنس، فكان ذلك مشعرا بأنّ حرب بن ميمون الّذي حكاها هو مولى النضر بن أنس، وقد يجاب عن تكذيب سليمان له بأنه اعتمد على ما حكاه عن ابن سيرين أنه لم يشهد النضر بن أنس، ولعلّه شهد غسله ثم عرض له شغل فانصرف ولم يشهد الصلاة والدفن، فقوله «فما أمكنني أن «أشهده» أي أنّ أشهد الصلاة عليه لأنه إنما سئل عن عدم شهوده جنازة الحسن أي الصلاة عليه ودفنه كما هو المتبادر، فتأمّل» . هذا، وقد علّق الصديق الدكتور بشّار عوّاد معروف في تحقيقه لتهذيب الكمال (ج 5/ 535 بالحاشية) على تعليقات العلامة اليماني بما يزيد على الصفحة، ملخّصه أنّ العلّامة اليماني صرف كلامه إلى غير وجهه وبناه على أساس أنّ البخاري قد ذكر ترجمتين في تاريخه الكبير، ولو تدبّر الأمر أكثر من ذلك لوجد أن وجود هاتين الترجمتين في تاريخ البخاري الكبير فيه نظر، ثم عدّد عدّة أوجه، فلتراجع هناك. [1] أثبت ابن عديّ ترجمة «حرب بن ميمون أبو الخطاب البصري» مولى النضر بن أنس، عن أنس. سمعت ابن حمّاد يقول: قال البخاريّ: حرب بن ميمون أبو الخطاب مولى النضر بن أنس، عن أنس، سمع منه يونس بن محمد، قال سليمان بن حرب: هذا أكذب الخلق. ورأيت البخاري في تاريخه الكبير: حرب بن ميمون أبو عبد الرحمن البصري، صاحب الأغمية مولى النضر بن أنس الأنصاريّ، سمع عطاء، والنضر بن أنس، وخالد بن أيوب. روى عنه حبّان، وحرميّ بن عمارة، وعبد الله بن أبي الأسود، ومحمد بن بلال. قال محمد بن عقبة: كان حرب مجتهدا. ثم ذكر ابن عديّ حديثين من طريق «حرب بن ميمون» الأول عن: حميد بن أنس- والثاني عن النضر بن أنس، عن أبيه. وقال: «حرب بن ميمون هذا ليس له كتاب حديث، ويشبه أن يكون من العبّاد والمجتهدين من أهل البصرة والصالحين في حديثهم بعض ما فيه، إلّا أنه ليس بمتروك الحديث» . (الكامل 2/ 824) . [2] انظر عن (حزام بن هشام الخزاعي) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 115 وَفَدَ مَعَ أَبِيهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَأَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَآخَرُونَ. وَبَقِيَ إِلَى قَرِيبِ الثَّمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : ثِقَةٌ [2] . قُلْتُ: هُوَ رَاوِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ [3] . 59- حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيّ [4]- خ. م. د. - الفقيه، أبو هشام [5] ، قاضي كرمان.   [ () ] الطبقات الكبرى 5/ 496، ومعرفة الرجال 1/ 89 رقم 320، والتاريخ الكبير 3/ 116 رقم 390، والجرح والتعديل 3/ 298 رقم 1327، والثقات لابن حبّان 6/ 247، وتاريخ أبي زرعة 1/ 310. [1] في طبقاته 5/ 496. [2] وقال ابن معين: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ، محلّه الصدق، وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] تقدّم الحديث في الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من هذا الكتاب- راجع ص 437 وما بعدها. [4] انظر عن (حسّان بن إبراهيم الكرماني) في: معرفة الرجال 1/ 80 رقم 236، والتاريخ الكبير 3/ 35 رقم 148، والضعفاء للنسائي 289 رقم 158، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 255 رقم 309، والمعرفة والتاريخ 2/ 320، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 28 و 31، والجرح والتعديل 3/ 238 رقم 1056، والثقات لابن حبّان 6/ 224، ورجال صحيح البخاري 1/ 185 رقم 239، ورجال صحيح مسلم 1/ 167، 168 رقم 336، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 216، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 94 رقم 362، والسابق واللاحق 177، وتاريخ بغداد 8/ 260، 261 رقم 4360، ومعجم البلدان 2/ 486، وتهذيب الكمال 6/ 8- 12 رقم 1185، وسير أعلام النبلاء 9/ 40- 42 رقم 11، والكاشف 1/ 156 رقم 1003، والمغني في الضعفاء 1/ 156 رقم 1368، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 652، وميزان الاعتدال 1/ 477، 478 رقم 1801، والوافي بالوفيات 11/ 363 رقم 529، واللباب 3/ 37، وتهذيب التهذيب 2/ 245، 246 رقم 447، وتقريب التهذيب 1/ 161 رقم 225، وهدي الساري 396، والنجوم الزاهرة 2/ 120، وخلاصة تذهيب التهذيب 333، وشذرات الذهب 1/ 309. [5] في الأصل «أبو هاشم» ، والتصحيح من مصادر الترجمة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 116 عَنْ: سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَيُونُسَ الأَيْلِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: الأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَخَلْقٌ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لا بَأْسَ بِهِ. وَاسْتَنْكَرَ لَهُ أَحْمَدُ غَيْرَ حَدِيثٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي «الضُّعَفَاءِ» [3] فَقَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَ أَبِي بِحَدِيثٍ لِحَسَّانِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أُمِّهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: «السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، اللَّهمّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» . وَقَالَ أَبِي: مَا هَذَا مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، هَذَا مِنْ طَرِيقِ لَيْثٍ. وَذَكَرْتُ لِأَبِي، عَنْ حَسَّانٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكُوفِيِّ: سَمِعْتُ الْعَلاءَ، سَمِعَ مَكْحُولا، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، وَوَاثِلَةَ، كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ «إِذَا قَامَ فِي الصَّلاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ، وَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَى مَوْضِعِ سُجُودِهِ» ، فَأَنْكَرَهُ وَقَالَ: اضْرِبْ عَلَيْهِ [4] .   [1] في: معرفة الرجال 1/ 80 وزاد: إذا حدّث عن ثقة. [2] في الضعفاء والمتروكين 789 رقم 158. [3] ج 1/ 255. [4] رواه الترمذي في أبواب الصلاة (313) باب ما جاء ما يقول عند دخوله المسجد، من طريق ليث، عن عبد الله بن الحسين، عن أمّه فاطمة بنت الحسين، عن جدّتها فاطمة الكبرى. وأخرجه في الحديث (314) قال: وقال عليّ بن حجر: قال إسماعيل بن إبراهيم: فلقيت عبد الله بن الحسن بمكة فسألته عن هذا الحديث فحدّثني به. قال: «كان إذا دخل قال: ربّ افتح باب رحمتك، وإذا خرج قال: ربّ افتح لي باب فضلك» . وفي الباب عن أبي حميد، وأبي أسيد، وأبي هريرة. قال أبو عيسى: حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتّصل، وفاطمة ابنة الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى، إنما عاشت فاطمة بعد النبيّ صلى الله عليه وسلّم أشهرا. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 117 قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [1] . 60- حَسَّانُ بْنُ سِيَاهٍ الْبَصْرِيُّ الأَزْرَقُ [2] . عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَالْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: لُوَيْنُ، وَعَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، وَقَاسِمُ بْنُ زَيْدٍ الْكِلابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجُرَشِيُّ، وَآخَرُونَ. له مناكير ساقها ابن عديّ [3] . وقال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ [4] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا. 61- الْحَسَنُ بْنُ ثَابِتٍ التَّغْلَبِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ الأَحْوَلُ [6] . عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمُزَنِيِّ، وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهُوَ قَرِينُهُ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَهَارُونُ بن فلان،   [1] وثّقه أحمد بن حنبل فقال: لا بأس به، وحديثه حديث أهل الصدق. وقال أبو زرعة: لا بأس به. ووثّقه ابن حبّان. [2] انظر عن (حسّان بن سياه البصري) في: الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 81 رقم 184، والمجروحين لابن حبّان 1/ 267، والكامل في الضعفاء 2/ 779- 781، وميزان الاعتدال 1/ 478، 479 رقم 1806، والمغني في الضعفاء 1/ 156 رقم 1371، ولسان الميزان 2/ 187، 188 رقم 853. [3] في الكامل في الضعفاء 2/ 779- 783 ساق له ثمانية عشر حديثا مناكير. (ميزان الاعتدال 1/ 479) . [4] في الضعفاء والمتروكين 81 رقم 184. [5] في المجروحين 1/ 267 وزاد: «يأتي عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه» . [6] انظر عن (الحسن بن ثابت التغلبي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 395، والتاريخ لابن معين 2/ 108، ومعرفة الرجال له 1/ 89 رقم 318، والتاريخ الكبير 2/ 288 رقم 2498، وفيه (الحسن بن ثابت بن الزرقاء أبو علي) ، والجرح والتعديل 3/ 3، 4 رقم 13، والثقات لابن حبّان 6/ 162، وتهذيب الكمال 6/ 64- 67 رقم 1207، وميزان الاعتدال 1/ 481 رقم 1823، والمغني في الضعفاء 1/ 157 رقم 1383، وتهذيب التهذيب 2/ 258 رقم 478، وتقريب التهذيب 1/ 164 رقم 253، وخلاصة تذهيب التهذيب 76. وهو المعروف بابن الروزجار، وكنيته أبو علي. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 118 وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ. وَثَّقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ [1] . 62- الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ بْنِ شَبِيبٍ الطَّائِيُّ [2] . مِنْ أَكْبَرِ قُوَّادِ الرَّشِيدِ، وَأَبُوهُ هُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِأَخْذِ الْعِرَاقِ مِنْ جُيُوشِ بَنِي أُمَيَّةَ، فَغَرِقَ وَقَامَ بِالأَمْرِ بَعْدَهُ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ. وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ كَبِيرَ الدَّوْلَةِ فِي وَقْتِهِ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً. قَالَ الْخَطِيبُ [3] : كَانَ مِنْ رِجَالاتِ النَّاسِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ حَدِيثٌ، يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ [4] . قُلْتُ: لَكِنَّهُ مَوْضُوعٌ، وَآخُذُهُ ممن بعد ابن قحطبة. ورّخه نفطويه.   [1] الجرح والتعديل 3/ 4، ووثّقه ابن معين، وقال ابن سعد: روى عن الأعمش وغيره ثم امتنع من الحديث فلم يحدّث حتى مات، وكان معروفا بالحديث. ووثّقه ابن حبّان. [2] انظر عن (الحسن بن قحطبة) في: تاريخ خليفة 396 و 398 و 400- 402 و 406 و 424 و 437 و 462، وتاريخ اليعقوبي 2/ 343 و 345 و 354 و 358 و 372 و 384 و 398 و 402، والمعارف 371، 372 و 582، والأخبار الطوال 369 و 374، والمعرفة والتاريخ 1/ 150، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 157، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 84، وفتوح البلدان 200 و 220 و 223 و 225 و 226 و 247، وتاريخ الطبري 8/ 268، وانظر فهرس الأعلام 10/ 223، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 164، والعقد الفريد 4/ 213 و 6/ 144، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 4/ 87، 88 و 272 و 273، والخراج وصناعة الكتابة 310 و 316 و 319 و 320 و 334، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2296 و 2464، والعيون والحدائق 3/ 192- 196 و 201 و 209 و 218، وتاريخ بغداد 7/ 403، 404 رقم 3947، وتاريخ حلب للعظيميّ 228، والكامل في التاريخ 6/ 159 وانظر فهرس الأعلام 13/ 96، وخلاصة الذهب المسبوك 58، ووفيات الأعيان 6/ 314، 315 و 318 و 319 و 321، والنجوم الزاهرة 2/ 104، وشذرات الذهب 1/ 255 و 295، ولسان الميزان 2/ 247، والوافي بالوفيات 12/ 208 رقم 183، والعبر 1/ 280، والبداية والنهاية 10/ 177. [3] في تاريخ بغداد 7/ 403، 404. [4] وهو عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «الجبن داء، فإذا أكل الجوز فهو شفاء» . وهو حديث منكر. والقزويني المذكور في إسناده محمد بن علي مجهول. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 119 63- الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الأَصَمُّ [1] . لَهُ حَدِيثٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ، رَوَاهُ عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: خَبَرُهُ مُنْكَرٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ [3] ، وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ [4] . يُكَنَّى أَبَا عَلِيٍّ، وَهُوَ كُوفِيٌّ تَرَكَ بَغْدَادَ. 64- الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ طَهْمَانَ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ [5] . وَهُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَزَّةَ [6] الدَّبَّاغُ، سَكَنَ الرَّيَّ. وَرَوَى عَنْ: هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بن عبيد اللَّهِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَيُوسُفُ بْنُ موسى القطّان، وغيرهم.   [1] انظر عن (الحسن بن يزيد الأصمّ) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 387، 388 رقم 764، والتاريخ الكبير 2/ 309 رقم 2578، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 34، والجرح والتعديل 3/ 43 رقم 183، والثقات لابن حبّان 6/ 170، وتاريخ بغداد 7/ 450، 451 رقم 4021، وتهذيب الكمال 6/ 346، 347 رقم 1287، وميزان الاعتدال 1/ 526 رقم 1962، والمغني في الضعفاء 1/ 169 رقم 1493، وتهذيب التهذيب 2/ 328 رقم 571. [2] في الجرح والتعديل 3/ 43. [3] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 378 وقال: «ثقة ليس به بأس، إلّا أنه حدّث عن السّدّي، عن أوس بن ضبعج، كذا كان يقول، قلت: فأوس بن ضبعج من يحدّث عنه؟ قال: إسماعيل بن رجاء الزبيدي، وأبو إسحاق الهمدانيّ، والسّدّي، وابن أبي خالد» . [4] وقال الدار الدّارقطنيّ: كوفيّ لا بأس به ثقة مستقيم الحديث. ووثّقه ابن حبّان. [5] انظر عن (الحسن بن الحكم بن طهمان) في: التاريخ الكبير 2/ 291 رقم 2507 (دون ترجمة) ، والجرح والتعديل 3/ 7، 8 رقم 25، والكامل في الضعفاء 2/ 737، وميزان الاعتدال 1/ 486 رقم 1838، والمغني في الضعفاء 1/ 158 رقم 1395، ولسان الميزان 2/ 202 رقم 912. [6] في الأصل «ابن أبي عزة» والتصويب من المصادر. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 120 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بِذَاكَ، مُضْطَرِبٌ، وَبِالْبَصْرَةِ لا يَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ مَاتَ قَدِيمًا [2] . 65- الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، أَبُو عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ الْبَرَّادُ [3] . عَنِ: الزُّبَيْرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأَبِي مَوْدُودٍ، وَوَالِدِه. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ [4] ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى. 66- الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يَسَارِ بْنِ مَالِكٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ [5]- خ. م. ن. - عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَبُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. وثّقه أحمد [6] ، والنّسائيّ.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 7، 8. [2] ساق له ابن عديّ حديثين، وقال: والحسن بن الحكم هذا ليس له من الحديث إلّا القليل، وأنكر ما رأيت له ما ذكرته، (الكامل 2/ 737) . [3] انظر عن (الحسن بن علي البرّاد) في: التاريخ الكبير 2/ 298 رقم 2531، والجرح والتعديل 3/ 20 رقم 78. [4] في الأصل «يعقوب بن كاسب» والتصحيح من الجرح والتعديل. [5] انظر عن (الحسين بن الحسن بن يسار) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 358 رقم 2583، وطبقات خليفة 225، والتاريخ الكبير 2/ 385 رقم 2863 و 2/ 386 رقم 2865، والجرح والتعديل 3/ 48، 49 رقم 216، والثقات لابن حبّان 8/ 185، ورجال صحيح البخاري 1/ 171 رقم 216، ورجال صحيح مسلم 1/ 136، 137 رقم 262، والإكمال لابن ماكولا 1/ 317، 318، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 86 رقم 333، وتهذيب الكمال 6/ 363، 364 رقم 1305، والكاشف 1/ 169 رقم 1092، والوافي بالوفيات 12/ 353 رقم 332، وتهذيب التهذيب 2/ 335 رقم 595، وتقريب التهذيب 1/ 175 رقم 355، وخلاصة تذهيب التهذيب 82، وهدي الساري 398. [6] قال: حسين بن حسن من أصحاب ابن عون من المعدودين من الثقات المأمونين، ابن مهدي دلّهم عليه، كان يحفظ عن ابن عون، وكان حسن الهيئة، ما علمته ثقة، كتبنا عنه أحاديث. (العلل لأحمد 2/ 358) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 121 وآخر من حدّث عنه الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 67- الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب [1]- ق. - أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ الزَّيْدِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمِّهِ أبي جعفر الباقر، وابن عمه جعفر الصادق، وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر، وغيرهم. وعنه: نعيم بن حماد، وأبو مصعب الزهري، وعباد الرواجني، وإسحاق بن موسى الخطمي، وأبو عبيد الله سعيد المخزومي. قال ابن عدي [2] : وَجَدْتُ فِي بَعْضِ حديثه بعض النُّكْرَةَ، وَأَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [3] : يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى حُدُودِ التِّسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ بَقِيَّةَ أَهْلِ بَيْتِهِ. 68- الْحُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الكوفيّ [4] .   [1] انظر عن (الحسين بن زيد بن عليّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 434، وطبقات خليفة 269، والتاريخ الصغير 196، والجرح والتعديل 3/ 53 رقم 237، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 204، والمعارف 216، وتاريخ الطبري 7/ 540 و 604، والكامل في الضعفاء 2/ 762، وجمهرة أنساب العرب 57، والتبيين في أنساب القرشيين 180 و 352، ومقاتل الطالبيين 46 و 277، والكامل في التاريخ 5/ 423 و 552، وتهذيب الكمال 6/ 375- 378 رقم 1310، وميزان الاعتدال 1/ 535 رقم 2002، والمغني في الضعفاء 1/ 171 رقم 1525، والكاشف 1/ 169، 170 رقم 1096، والوافي بالوفيات 12/ 367 رقم 352، وتهذيب التهذيب 2/ 339 رقم 600، وتقريب التهذيب 1/ 176 رقم 360، وطبقات المفسّرين 1/ 149، وخلاصة تذهيب التهذيب 83. [2] في الكامل في الضعفاء 2/ 762. [3] في الجرح والتعديل 3/ 53. [4] انظر عن (الحسين بن عيسى الكوفي) في: الجرح والتعديل 3/ 60 رقم 269، والثقات لابن حبّان 8/ 185، والكامل في الضعفاء الجزء: 12 ¦ الصفحة: 122 أَخُو سُلَيْمٍ الْقَارِئِ. عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، وَمَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ. وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، لَهُ مَنَاكِيرُ [2] . 69- حُصَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْفَزَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [3] . عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، وَعَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، وَغَيْرُهُمَا. مَا أَظُنُّ بِهِ بَأْسًا. 70- حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ، أَبُو عُمَرَ [4]- ت. - عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، وَمُخَارِقٍ الأَحْمَسِيِّ، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ.   [ () ] 2/ 766، تهذيب الكمال 6/ 463، 464 رقم 1329، وميزان الاعتدال 1/ 545 رقم 2039، والمغني في الضعفاء 1/ 174 رقم 1559، والكاشف 1/ 172 رقم 1111، وتهذيب التهذيب 2/ 364 رقم 622، وتقريب التهذيب 1/ 178 رقم 382، وخلاصة تذهيب التهذيب 84. [1] في الجرح والتعديل 3/ 60. [2] ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عديّ: عامّة حديثه غرائب، وفي بعض حديثه مناكير. [3] انظر عن (حصين بن جعفر الفزاري) في: الجرح والتعديل 3/ 190 رقم 825. [4] انظر عن (حصين بن عمر الأحمسي) في: التاريخ الكبير 3/ 10 رقم 38، والتاريخ الصغير 207، والضعفاء الصغير 257 رقم 82، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 70، وتاريخ الثقات للعجلي 123 رقم 300، والمعرفة والتاريخ 3/ 377 و 404، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 381 رقم 4020، وتاريخ أبي زرعة 1/ 513 و 611، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 314، 315 رقم 386، والجرح والتعديل 3/ 194 رقم 842، والمجروحين لابن حبّان 1/ 270، 271، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 80 رقم 180، والكامل في الضعفاء 2/ 803، 804، وتاريخ بغداد 8/ 263، 264 رقم 4363، وموضح أوهام الجمع 1/ 315، ومعجم البلدان 3/ 308 و 4/ 238، وتهذيب الكمال 6/ 526- 529 رقم 1363، والإكمال 1/ 136، والأنساب 1/ 146، 147، وميزان الاعتدال 1/ 553 رقم 2087، والمغني في الضعفاء 1/ 177 رقم 1591، والكاشف 1/ 175 رقم 1134، وتهذيب التهذيب 2/ 385، 386 رقم 668، وتقريب التهذيب 1/ 183 رقم 414، وخلاصة تذهيب التهذيب 86. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 123 وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ الْقَطِيعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وقال ابن عَدِيٍّ [3] : عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَعَاضِيلُ. وَرَمَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْكَذِبِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [4] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، قَدِمَ بَغْدَادَ سَائِلا يَسْأَلُ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ [5] : «مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي» . 71- حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ الْوَاسِطِيُّ، أَبُو مُحْصَنٍ الضَّرِيرُ [6]- خ. د. ت. ن. - كوفيّ الأصل.   [1] الجرح والتعديل 3/ 194. [2] الجرح والتعديل. [3] في الكامل 2/ 803، 804. [4] في التاريخ الكبير والصغير والضعفاء. [5] في أبواب المناقب (4020) باب في فضل العرب، من طريقه، عن مخارق بن عبد الله، عن طارق بن شهاب، عن عثمان بن عفّان قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي ولم تنله مودّتي» . قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث حصين بن عمر الأحمسيّ، عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القويّ. [6] انظر عن (حصين بن نمير الواسطي) في: التاريخ لابن معين 2/ 120، والتاريخ الكبير 3/ 10 رقم 37، وتاريخ الثقات للعجلي 123 رقم 303، وتاريخ واسط لبحشل 111، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 107، والجرح والتعديل 3/ 197، 198 رقم 859، والثقات لابن حبّان 6/ 213، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 220، ورجال صحيح البخاري 1/ 206، 207 رقم 267، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 109، وتهذيب الكمال 6/ 546، 547 رقم 1375، وميزان الاعتدال 1/ 554 رقم 2098، والكاشف 1/ 176 رقم 1143، وشرح علل الترمذي 22 و 400، وتهذيب التهذيب 2/ 391، 392 رقم 682، وتقريب التهذيب 1/ 184 رقم 425، والوافي بالوفيات 13/ 92 رقم 87، وخلاصة تذهيب التهذيب 86. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 124 عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن جُحَادَةَ، وَسُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ. وَعَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، وَمُسَدَّدٌ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعِدَّةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [1] ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحٌ [3] . 72- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ [4] . قَاضِي عَمَّانَ [5] . عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَمَّارِ بْنِ يَحْيَى، وَالأَوْزَاعِيِّ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَحْمَدُ، وَحَفِيدُهُ السَّائِبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ، والهيثم بن خارجة، وهشام بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل. صالح الحديث [6] .   [1] الجرح والعديل 3/ 197، 198. [2] في الجرح والتعديل. [3] وقال ابن معين: ليس بشيء، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [4] انظر عن (حفص بن عمر بن حفص المخزومي) في: التاريخ الكبير 2/ 366، 367 رقم 2784، والجرح والتعديل 3/ 182 رقم 782، و 6/ 103 رقم 543 (عمر بن حفص قاضي عمان) ، والثقات لابن حبّان 8/ 198، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 288، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 383، والوافي بالوفيات 13/ 100 رقم 100، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 179 رقم 522، ولسان الميزان 4/ 300 رقم 834، ومعجم البلدان 1/ 489. [5] في التاريخ الكبير: «قاضي البلقاء مدينة الشراة» ، وذكره ياقوت في مادّة «البلقاء» . وذكره ابن أبي حاتم مرتين، في الأولى (3/ 182 رقم 782) وقال: حفص بن عمر بن حفص.. قاضي عمّان البلقاء مدينة الشراة. وفي الثانية (6/ 103 رقم 543) وقال: عمر بن حفص قاضي عمّان ... سألت أبي عنه فقال: ليس بمعروف وإسناده مجهول. وقال ابن عساكر (تاريخ دمشق 11/ 288) : حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب، ويقال: حفص بن عمر بن صالح بن عطاء بن السايب المخزومي القرشي العمّاني. قاضي عمّان. [6] قال ابن عساكر: حديثه مستقيم، وقلب ابن أبي حاتم اسمه، وقد أثبته ابن حجر في لسان الميزان 4/ 300 رقم 834 باسم (عمر بن حفص قاضي عمّان) وقال: وهذا مما انقلب اسمه على ابن أبي حاتم، والصواب أنه حفص بن عمر. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 125 73- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْعَطَّافِ الْمَدَنِيُّ [1]- ق. - مَوْلَى بَنِي سَهْمٍ. عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ. وعنه: إسماعيل بن أبي أُوَيْسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ الْقَطَّانُ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ [3] ، وَجَمَاعَةٌ. وَاتَّهَمَهُ يَحْيَى بِالْكَذِبِ [4] . 74- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ التَّمِيمِيُّ الْمُجَاشِعِيُّ، مَوْلاهُمُ [5] . الْكُوفِيُّ الْمُؤَدِّبُ. عَنْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْر، وأبو سعيد الأشج. قال أبو حاتم: صالح الحديث، ليس به بأس.   [1] انظر عن (حفص بن عمر بن أبي العطّاف) في: التاريخ الكبير 2/ 367 رقم 2787، والتاريخ الصغير 207، والضعفاء 257 رقم 74، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 271، 272 رقم 336، والجرح والتعديل 3/ 177 رقم 764، والمجروحين لابن حبّان 1/ 255، والكامل في الضعفاء 2/ 791، 792، وتهذيب الكمال 7/ 38- 41 رقم 1403، والكاشف 1/ 179 رقم 1166، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1619، وميزان الاعتدال 1/ 560 رقم 2128، وتهذيب التهذيب 2/ 409، 410 رقم 716، وتقريب التهذيب 1/ 187 رقم 456، وخلاصة تذهيب التهذيب 87. [2] في الجرح والتعديل 3/ 177 وزاد: «يكتب حديثه على الضعف الشديد» . [3] الكامل لابن عديّ 2/ 791، 792. [4] ضعّفه العقيلي، وقال ابن حبّان: يأتي بأشياء كأنها موضوعة، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال ابن عديّ: ولحفص بن عمر أحاديث وليس بالكثير، وأحاديثه أفراد عن من يروي عنهم، وليس له حديث منكر المتن فأذكره. [5] انظر عن (حفص بن عمر بن راشد) في: الجرح والتعديل 3/ 179 رقم 771. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 126 75- حَفْصُ بْنُ عُمَرَ [1] . قَاضِي حَلَبَ. عَنْ: الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، وَابْنِ إِسْحَاقَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ جُنَادَةَ، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [2] ، وَآخَرُونَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [3] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [4] : لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ [5] . 76- حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَبُو عُمَرَ الْعُقَيْلِيُّ الصَّنْعَانِيّ [6]- خ. م. ن. ق. -   [1] انظر عن (حفص بن عمر- قاضي حلب) في: الجرح والتعديل 3/ 179، 180 رقم 773، والمجروحين لابن حبّان 1/ 259، والكامل في الضعفاء 2/ 797، 798، وميزان الاعتدال 1/ 563، 564 رقم 2135، والمغني في الضعفاء 1/ 181 رقم 1629، والوافي بالوفيات 13/ 101 رقم 101، ولسان الميزان 2/ 326 رقم 1329. [2] في الجرح والتعديل 3/ 179، 180. [3] الجرح والتعديل. [4] في المجروحين 1/ 259. [5] ساق له ابن عديّ خمسة أحاديث وقال: لحفص بن عمر أحاديث غير ما ذكرته ولم أجد له أنكر مما ذكرته. [6] انظر عن (حفص بن ميسرة العقيلي) في: التاريخ لابن معين 2/ 122، ومعرفة الرجال له 1/ 139 رقم 739 و 2/ 151، 152 رقم 481، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 479 رقم 3142، وتاريخ الدارميّ 267، والتاريخ الكبير 2/ 369، 370 رقم 2800، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 70، والمعرفة والتاريخ 1/ 172 و 2/ 299، و 3/ 376، وتاريخ واسط لبحشل 140 و 194 و 212، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والجرح والتعديل 3/ 187 رقم 809، والثقات لابن حبّان 6/ 200، ومشاهير علماء الأمصار 185 رقم 1475، ورجال صحيح مسلم 1/ 144، 145 رقم 284، وموضح أوهام الجمع 2/ 48، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 92، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 388، 389، ومعجم البلدان 2/ 223 و 3/ 426 و 433، والكامل في التاريخ 6/ 160، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 127 نَزِيلُ عَسْقَلانَ. عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. وَعَنْهُ: آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ [1] ، وَغَيْرُهُ [2] ، وَرَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَكَانَ مِنَ الصُّلَحَاءِ الأَتْقِيَاءِ، له مَوَاعِظُ. مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 77- حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ [3] . شَيْخٌ بَصْرِيٌّ لَهُ عَنْ: أُمِّهِ رَمْلَةَ، وَعَامِرِ بْنِ خَارِجَةَ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : صَالِحٌ. 78- حكّام بن سلم الكنانيّ الرّازيّ [5]- م. 4-   [ () ] وتهذيب الكمال 7/ 73- 77 رقم 1417، والعبر 1/ 279، وسير أعلام النبلاء 8/ 205، 206 رقم 44، والكاشف 1/ 180، 181 رقم 1176، والمغني في الضعفاء 1/ 182 رقم 1643، وميزان الاعتدال 1/ 568، 569 رقم 2164، وتهذيب التهذيب 2/ 419، 420 رقم 728، وتقريب التهذيب 1/ 189 رقم 468، وخلاصة تذهيب التهذيب 88، وشذرات الذهب 1/ 295. [1] قال في العلل 2/ 479: حفص بن ميسرة، ليس به بأس، فقلت: إنهم يقولون: عرض على زيد بن أسلم فقال: ألا ترضى، ثقة. [2] وثّقه ابن معين، وقال أيضا ليس به بأس. ووثّقه أبو حاتم، وأبو زرعة، وابن حبّان، والفسوي. [3] انظر عن (حفص بن النضر السّلميّ) في: التاريخ الكبير 2/ 369 رقم 2797، والجرح والتعديل 3/ 188 رقم 812، وميزان الاعتدال 1/ 569 رقم 2165، والمغني في الضعفاء 1/ 182 رقم 1644، ولسان الميزان 2/ 330 رقم 1353. [4] الجرح والتعديل 3/ 188. [5] انظر عن (حكّام بن سلم) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 128 أبو عبد الرحمن. حَدَّثَ بِبَغْدَادَ، وَمَاتَ بِمَكَّةَ قَبْلَ الْوَقْفَةِ. سَمِعَ: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَحُمَيْدَ الطَّوِيلَ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعِدَّةً. وَعَنْهُ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَالْحَسَنُ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَزَنِّيجُ [1] ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّونَ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [2] وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ [3] . 79- الحكم بن سنان الباهليّ البصريّ القربيّ [4] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 381، والتاريخ لابن معين 2/ 123، والعلل لأحمد 1/ 303، والتاريخ الكبير 3/ 135 رقم 455، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 67، وتاريخ الثقات للعجلي 126 رقم 311، والمعرفة والتاريخ 3/ 83 و 233، وتاريخ الطبري 1/ 59 و 136 و 294 و 357 و 397 و 459 و 2/ 307، والجرح والتعديل 3/ 318، 319 رقم 1427، والثقات لابن حبّان 6/ 242 و 8/ 216، ورجال صحيح مسلم 1/ 143 رقم 280، وتاريخ بغداد 8/ 281، 282، رقم 4379، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 118، وتهذيب الكمال 7/ 83- 85 رقم 1421، وسير أعلام النبلاء 9/ 88 رقم 26، والكاشف 1/ 181 رقم 1180، والوافي بالوفيات 13/ 109 رقم 115، والعبر 1/ 303، واللباب 3/ 52، والعقد الثمين 4/ 314، وتهذيب التهذيب 2/ 422 رقم 735، وتقريب التهذيب 1/ 189 رقم 473، وخلاصة تذهيب التهذيب 89، وشذرات الذهب 1/ 325. [1] في الأصل «زنج» ، وقد تقدّم تصحيحه. [2] في الجرح والتعديل 3/ 318، 319. [3] وثّقه ابن سعد، وابن معين، والعجليّ، والفسوي، ويعقوب بن شيبة، وابن حبّان، والحاكم. وقال أحمد بن حنبل: كان حسن الهيئة، قدم علينا ها هنا مرّ بنا، وكان يحدّث عن عنبسة بن سعيد أحاديث غرائب. [4] انظر عن (الحكم بن سنان الباهليّ) في. الطبقات الكبرى 7/ 292، والتاريخ الكبير 2/ 335 رقم 2656، والضعفاء الصغير 256 رقم 68، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 126، والضعفاء الكبير 1/ 257 رقم 313، والجرح والتعديل 3/ 117 رقم 545، والمجروحين لابن حبّان 1/ 249، والكامل في الضعفاء 2/ 624، والإكمال لابن ماكولا 7/ 143، والأنساب 10/ 88، وتهذيب الكمال 7/ 96- 98 رقم 1428، والمغني في الضعفاء 1/ 183 رقم 1653، وميزان الاعتدال الجزء: 12 ¦ الصفحة: 129 عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ. ضَعَّفُوهُ لِكَثْرَةِ وَهْمِهِ. رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [1] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : يَتَفَرَّدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالْمَوْضُوعَاتِ، لا يُشْتَغَلُ بِهِ. مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ. يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ [3] . 80- الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيّ [4]- ن. ق. - نَزِيلُ دِمَشْقَ. عَنْ: قَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، وَأَبُو مسهر، وطائفة. قد ذكر.   [ () ] 1/ 571 رقم 2176، والوافي بالوفيات 13/ 112 رقم 121، وتهذيب التهذيب 2/ 426 رقم 745، وتقريب التهذيب 1/ 190 رقم 483، واللباب 2/ 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 89. [1] الكامل في الضعفاء 2/ 624. [2] في المجروحين 1/ 249. [3] وضعّفه النسائي، والبخاري، والعقيلي، وقال أبو حاتم، عنده وهم كثير وليس بالقويّ، ومحلّه الصدق يكتب حديثه. [4] انظر عن (الحكم بن هشام الثقفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 127، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 228، 229 رقم 2095، والتاريخ الكبير 2/ 341 رقم 2678، وتاريخ الثقات للعجلي 127، 128 رقم 318، والجرح والتعديل 3/ 130. رقم 588، والثقات لابن حبّان 6/ 187، وجمهرة أنساب العرب 95، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 415، وتهذيب الكمال 7/ 155- 159 رقم 1449، وميزان الاعتدال 1/ 582 رقم 2206، والكاشف 1/ 184 رقم 1203، والمغني في الضعفاء 1/ 186 رقم 1680، وتهذيب التهذيب 2/ 443 رقم 769، وتقريب التهذيب 1/ 193 رقم 506، والوافي بالوفيات 13/ 121، 122 رقم 129، وخلاصة تذهيب التهذيب 90. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 130 81- الْحَكَمُ بْنُ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ الْمُحَارِبِيُّ [1] . كُوفِيٌّ نزل دِمَشْقَ، وَرَوَى عَنْ: مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ [1] الْمِصْرِيِّ. وَعَنْهُ: مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. 82- حَكِيمُ بْنُ خِذَامٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ [3] . عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَعْمَشِ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُزَيْعٍ، وَلُوَيْنُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ. كُنْيَتُهُ: أَبُو سَمِيرٍ. قَالَ أَبُو حاتم [4] : متروك الحديث.   [1] انظر عن (الحكم بن يعلى المحاربي) في: التاريخ الكبير 2/ 342، 343 رقم 2684، والتاريخ الصغير 210، والضعفاء الكبير 1/ 260 رقم 317، والجرح والتعديل 3/ 130، 131 رقم 589، والمجروحين لابن حبان 1/ 251، والكامل في الضعفاء 2/ 628- 630، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 416، وميزان الاعتدال 1/ 583 رقم 2211، والمغني في الضعفاء 1/ 186 رقم 183، ولسان الميزان 2/ 341 رقم 1387. [2] في الجرح والتعديل 3/ 130 ومنكر الحديث، وضعّفه أبو زرعة، والعقيلي، وابن حبّان، وابن عديّ. قال ابن حبّان: يروي عن العراقيّين والشاميّين المناكير الكثيرة التي يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها لا يحتجّ بخبره. وقال البخاري: عنده عجائب ذاهب، تركت أنا حديثه. [3] انظر عن (حكيم بن خذام الأزدي) في: التاريخ الكبير 3/ 18 رقم 74، والضعفاء للنسائي 288 رقم 128، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 317 رقم 390 وفيه (حكيم بن خذام أبو سمير كوفي) ، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 52، والجرح والتعديل 3/ 203 رقم 882، والأسامي والكنى للحاكم ج 1 ورقة 270 أ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 201، والكامل في الضعفاء 2/ 637- 639، وميزان الاعتدال 1/ 585 رقم 2218، والمغني في الضعفاء 1/ 187 رقم 1688، ولسان الميزان 2/ 342 رقم 1393 وفيه (حزام) وهو غلط من الطباعة. [4] في الجرح والتعديل 3/ 203. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 131 وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [2] . 83- حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ الْحِمَّانِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . يُكَنَّى أَبَا شُعَيْبِ بْنَ أَبِي زِيَادٍ. قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ السَّالِفَةِ، ثُمَّ وَجَدْتُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ. قَرَأَ عَلَيْهِ: يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ العليميّ [4] . 84- حمّاد بن عبد الرحمن الكلبيّ الظامي [5]- ق. - عَنْ: إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَصَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيُّ، وَغَيْرُهُمَا. قَالَ أَبُو زرعة الرازيّ [6] : روى أحاديث مناكير.   [1] في الكامل في الضعفاء 2/ 639. [2] وقال البخاري: منكر الحديث، وضعّفه النسائي، والعقيلي، وقال: كان يرى القدر. [3] انظر عن (حمّاد بن شعيب الحمّاني) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 58 رقم 65، والتاريخ له 2/ 132، 133، والتاريخ الكبير 3/ 25، والضعفاء للنسائي 288 رقم 135، والضعفاء الكبير للعقيليّ 311، 312 رقم 381، أحوال الرجال للجوزجانيّ 73 رقم 90، والجرح والتعديل 3/ 142 رقم 625، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 53، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 4، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 275 ب، والمجروحين لابن حبّان 1/ 251، والكامل في الضعفاء 2/ 659- 661، وميزان الاعتدال 1/ 596 رقم 2254، والمغني في الضعفاء 1/ 189 رقم 1713، والوافي بالوفيات 13/ 147 رقم 156، وغاية النهاية 1/ 258 رقم 1170، ولسان الميزان 2/ 348 رقم 1413، وتعجيل المنفعة 102 رقم 224، وأعيان الشيعة 28/ 18 رقم 5737. [4] قال ابن معين: ليس بشيء، وضعّفه، وقال البخاري: فيه نظر، وضعّفه النسائي، والعقيلي، والجوزجاني، وأبو زرعة، وسئل عنه أحمد فقال: لا أدري كيف هو؟ وضعّفه ابن حبّان، وابن عديّ، وقال: وهو ممّن يكتب حديثه مع ضعفه. [5] انظر عن (حمّاد بن عبد الرحمن الكلبي) في: الجرح والتعديل 3/ 143 رقم 628، والكامل في الضعفاء 1/ 659، والأنساب للسمعاني 10/ 244، وتهذيب الكمال 7/ 280، 281 رقم 1485، وميزان الاعتدال 1/ 597 رقم 2256، والمغني في الضعفاء 1/ 189 رقم 1714، والكاشف 1/ 188 رقم 1231، وخلاصة تذهيب التهذيب 92. [6] الجرح والتعديل 3/ 143. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 132 85- حَمَّادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ [1] الْكُوفِيُّ النَّصِيبِيُّ [2] . عَنْ: زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَالأَعْمَشِ، وَالثَّوْرِيِّ. وَعَنْهُ: الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ حَجَرٍ [4] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [5] : يَكْذِبُ. وَقَالَ الْفَلاسُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [6] : يضع الحديث [7] . وسيعاد بعد المائتين.   [1] في الأصل «أبو سلمة» والتصحيح من المصادر. [2] انظر عن (حمّاد بن عمرو بن سلمة) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 63 رقم 112 و 1/ 67 رقم 129، والتاريخ الكبير 3/ 28 رقم 117، والتاريخ الصغير 216، والضعفاء الصغير للبخاريّ 257 رقم 85، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 136، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 308 رقم 376، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 179 رقم 321، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 4، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 ب، والجرح والتعديل 3/ 144 رقم 634، والمجروحين لابن حبّان 1/ 252، والضعفاء والمتروكين 77 رقم 164، والكامل في الضعفاء 2/ 657، وميزان الاعتدال 1/ 598 رقم 2262، والمغني في الضعفاء 1/ 189 رقم 1720، ولسان الميزان 2/ 350، 351 رقم 1420. [3] في التاريخ الكبير، والصغير، والضعفاء. [4] الأسامي والكنى- ج 1 ورقة 23 ب. [5] قال في معرفة الرجال 1/ 67 رقم 129: «شيخ ضعيف، لم يكن يكذب» . وفي موضع آخره (1/ 63 رقم 112) قال: إسحاق بن نجيح الملطي ضعيف كذّاب، ليس بثقة ولا مأمون. وحمّاد بن عمرو النصيبي مثله. [6] قال في المجروحين 1/ 252: يضع الحديث وضعا على الثقات، روى عنه ابن كاسب، لا تحلّ كتابة حديثه إلّا على جهة التعجّب. [7] وضعّفه النسائي، والعقيلي، وقال الجوزجاني: كان يكذب، لم يدع للحليم في نفسه منه هاجسا. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث جدا، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وضعّفه الدار الدّارقطنيّ، وقال ابن عديّ: وعامّة حديثه ما لا يتابعه أحد من الثقات عليه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 133 86- حَمَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ [1] . كُوفِيٌّ، عَنْ: سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ. وعنه: الحسين بن علي الصدائي، والحسن بن عرفة. قال أبو حاتم [2] : شيخ. 87- حميد بن الأسود الكرابيسي البصري [3]- ع. خ. ق. ن. - عَنْ: حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَحُسَيْنِ الْمُعَلَّمِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، وَمُسَدَّدٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [4] . وَكَانَ عَفَّانُ يَحْمِلُ عَلَيْهِ [5] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سُبْحَانَ الله ما أنكر ما يجيء به.   [1] لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفّرة. [2] لم أجده عنده. [3] انظر عن (حميد بن الأسود الكرابيسي) في: العلل لأحمد 1/ 63، والتاريخ الكبير 2/ 357 رقم 2736، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 6، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 9، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 107، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 268 رقم 330، والجرح والتعديل 3/ 218 رقم 960، والثقات لابن حبّان 6/ 190 و 8/ 196، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 185، ورجال صحيح البخاري 2/ 871 رقم 1482، والثقات لابن شاهين 70، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 91، والأسامي والكنى للحاكم ج 1/ 40 أ، وتهذيب الكمال 7/ 350- 352 رقم 1523، وميزان الاعتدال 1/ 609 رقم 2319، والمغني في الضعفاء 1/ 193 رقم 1764، والكاشف 1/ 191 رقم 1255، والوافي بالوفيات 13/ 199 رقم 231، واللباب 3/ 32، وتهذيب التهذيب 3/ 36 رقم 61، وتقريب التهذيب 1/ 201 رقم 586، ومقدّمة فتح الباري 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 94، وأعيان الشيعة 28/ 61 رقم 5849. [4] في الجرح والتعديل 3/ 218. [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 268. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 134 قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ [1] . 88- حُمَيْدُ بن عبد الرحمن بن حميد، أبو عَوْفٍ الرُّؤَاسِيُّ الْكُوفِيُّ [2] . - ع. - أَحَدُ الأَثْبَاتِ. عَنْ: أَبِيهِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ الأَثْرَمُ: أَثْنَى عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَوَصَفَهُ بِخَيْرٍ [3] . وَرَوَى الْكَوْسَجُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ [4] : ثِقَةٌ. وَهُوَ ابْنُ أَخِي إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيِّ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: قَلَّ مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَهُ [5] . قِيلَ: تُوُفِّيَ فِي آخِرِ سنة تسع وثمانين ومائة [6] .   [1] قرنه البخاري بيزيد بن زريع في حديثين رواهما له. انظر: مقدّمة فتح الباري لابن حجر. [2] انظر عن (حميد بن عبد الرحمن بن حميد) في: الطبقات الكبرى 6/ 398، والتاريخ لابن معين 2/ 136، وطبقات خليفة 170، وتاريخ خليفة 459، 460، وتاريخ الدارميّ، رقم 243، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 524 رقم 1227، والتاريخ الكبير 2/ 346 رقم 2698، والتاريخ الصغير 204، والمعارف 624، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 47، وتاريخ الثقات للعجلي 134 رقم 338، والجرح والتعديل 3/ 225 رقم 991، والثقات لابن حبّان 6/ 194، ومشاهير علماء الأمصار 162 رقم 1362، ورجال صحيح البخاري 1/ 179، 180 رقم 229، ورجال صحيح مسلم 1/ 162 رقم 323، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 186، وجمهرة أنساب العرب 133، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 89، والكامل في التاريخ 6/ 194، وتهذيب الكمال 7/ 375- 378 رقم 1531، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 655، والكاشف 1/ 192 رقم 1261، والعبر 1/ 306، وتذكرة الحفّاظ 1/ 288، ومرآة الجنان 1/ 424، والوافي بالوفيات 13/ 200 رقم 232، وتهذيب التهذيب 3/ 44 رقم 75، وتقريب التهذيب 1/ 203 رقم 604، وخلاصة تذهيب التهذيب 94، وشذرات الذهب 1/ 327. [3] الجرح والتعديل 3/ 225 رقم 991. [4] لم يتعرّض له في تاريخه. [5] الجرح والتعديل 3/ 225، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [6] التاريخ الكبير 2/ 346. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 135 89- حَنْظَلَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيُّ الْمَدَنِيُّ [1] . عَنْ: أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيةَ، وَأَبِي حَزْرَةَ يَعْقُوبَ بْنِ مُجَاهِدٍ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ كَاسِبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَمَّالُ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَدُوقٌ. 90- حَيَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو جَبَلَةَ الدَّارِمِيُّ، قِيلَ الْمَازِنِيُّ [3] . شَيْخٌ بَصْرِيٌّ. عَنْ: قَتَادَةَ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلاس، وَبُنْدَارٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : شيخ. وقال الفلّاس: كذّاب.   [1] انظر عن (حنظلة بن عمرو بن حنظلة) في: التاريخ الكبير 3/ 45 رقم 171، والجرح والتعديل 3/ 242، 243 رقم 1076، والثقات لابن حبّان 6/ 226، وتهذيب الكمال 7/ 452، 453 رقم 1564، وتهذيب التهذيب 3/ 63 رقم 114، وتقريب التهذيب 1/ 206 رقم 641، وخلاصة تذهيب التهذيب 96. [2] في الجرح والتعديل 3/ 242، ووثّقه ابن حبّان. [3] انظر عن (حبّان بن عبد الله المازني) في: التاريخ الكبير 3/ 59 رقم 215، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 21، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 137، والجرح والتعديل 3/ 247 رقم 1099، والثقات لابن حبّان 8/ 214 (وفيه: حبّان بن جبلة) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 218 أ، والكامل في الضعفاء 2/ 830 وفيه (حيّان بن عبيد الله) ، وميزان الاعتدال 1/ 622، 623 رقم 2386، والمغني في الضعفاء 1/ 198 رقم 1816 وفيه (أبو حبلة) ، ولسان الميزان 2/ 69 رقم 1524. [4] في الجرح والتعديل 3/ 247. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 136 [حرف الْخَاءِ] 91- خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ الهجيميّ التميميّ الْبَصْرِيُّ [1] . الْحَافِظُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ. رَوَى عَنْ: عُبَيْدِ [اللَّهِ] بْنِ عُمَرَ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وابن أبي عروبة، وابن عجلان، وطبقتهم.   [1] انظر عن (خالد بن الحارث بن عبيد الهجيميّ) في: الطبقات الكبرى 7/ 291، والتاريخ لابن معين 2/ 142، ومعرفة الرجال له 1/ 108 رقم 503 و 1/ 152 رقم 836، وتاريخ خليفة 28 و 457، وطبقات خليفة 225، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 148 رقم 4653 و 3/ 317 رقم 5414 و 3/ 365 رقم 5605، والتاريخ الكبير 3/ 145 رقم 490، والتاريخ الصغير 194، والمعرفة والتاريخ 1/ 178 و 218 و 219 و 346 و 720 و 2/ 44 و 138 و 145 و 168 و 202 و 249 و 372 و 3/ 16، والجامع الصحيح للترمذي 4/ 311، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 280 و 2/ 108 و 119 و 120 و 138 و 153، وتاريخ الطبري 3/ 182، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 73، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 27، والجرح والتعديل 3/ 325 رقم 1460، والثقات لابن حبّان 6/ 267، ومشاهير علماء الأمصار 161 رقم 127، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 275، والثقات لابن شاهين، رقم 314، ورجال صحيح البخاري 1/ 223 رقم 294، ورجال صحيح مسلم 1/ 188 رقم 393، والسابق واللاحق 291، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، ومعجم البلدان 1/ 508، والكامل في التاريخ 6/ 174، وتهذيب الكمال 8/ 35- 39 رقم 1598، والعبر 1/ 293، وتذكرة الحفاظ 1/ 309، وسير أعلام النبلاء 9/ 126- 128 رقم 41، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 656، والكاشف 1/ 201 رقم 1317، ودول الإسلام 1/ 118، ومرآة الجنان 1/ 403، والوافي بالوفيات 13/ 250 رقم 305، واللباب 3/ 285، وتهذيب التهذيب 3/ 82 رقم 155، وتقريب التهذيب 1/ 211 رقم 15، وطبقات الحفاظ 137 رقم 274، وخلاصة تذهيب التهذيب 99، وشذرات الذهب 1/ 309، والأعلام 2/ 295. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 137 وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَالْفَلاسُ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ شُعْبَةُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّتِ بِالْبَصْرَةِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : إِمَامٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ مِثْلَ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلا بِالْكُوفَةِ مِثْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إدريس. وقال يحيى الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا خَيْرًا مِنْ سُفْيَانَ وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ [3] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ خَالِدٌ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ بِالاتِّفَاقِ، وَعَاشَ سِتًّا وَسِتِّينَ سَنَةً. 92- خَالِدُ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ [4] أَخُو إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ. عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مشكدانه، وإبراهيم بن موسى الفرّاء، وغيرهم.   [1] الجرح والتعديل 3/ 325. [2] في الجرح والتعديل. وفيه: سئل أبو زرعة، عن خالد بن الحارث فقال: كان يقال له خالد الصدق. [3] ووثّقه ابن سعد، وابن معين، وابن حبّان، وابن شاهين. [4] انظر عن (خالد بن سعيد بن عمرو الأمويّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 4/ 94، والتاريخ الكبير 3/ 152 رقم 522، والجرح والتعديل 3/ 234 رقم 1500، والثقات لابن حبّان 6/ 251، ورجال البخاري 1/ 226 رقم 299، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 122 رقم 475، وتهذيب الكمال 8/ 81، 82 رقم 1618، والكاشف 1/ 204 رقم 1334، وتهذيب التهذيب 3/ 95 رقم 179، وتقريب التهذيب 1/ 214 رقم 38، وخلاصة تذهيب التهذيب 101. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 138 93- خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ الْمُزَنِيُّ [1]- ع. - وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] ، وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [3] ، وَغَيْرُهُمْ. وَأَمَّا مَنْ قَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ [4] ، وَيَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [5] . وَهُوَ: خَالِدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يزيد أَبُو الْهَيْثَمِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، مَوْلاهُمُ الْوَاسِطِيُّ الْحَافِظُ. يُقَالُ: إِنَّهُ مِنْ مَوَالِي صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيِّ. رَوَى عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد، وأبي بشر، وحصين بن   [1] انظر عن (خالد بن عبد الله الطحّان) في: الطبقات الكبرى 7/ 313، والعلل لابن المديني 60، وتاريخ خليفة 456، وطبقاته 326، والعلل ومعرفة الرجال 1/ 286 رقم 460 و 434، 435 رقم 967 و 968، والتاريخ الكبير 3/ 160 رقم 550، والمعرفة والتاريخ 1/ 171 و 341 و 478 و 499 و 2/ 536 و 549 و 821 و 3/ 80، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 43، وتاريخ أبي زرعة 1/ 143 و 163، وتاريخ واسط لبحشل 55 و 132 و 151، 152 و 170 وغيرها، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 307 و 3/ 312، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 116، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 95 و 156، والجرح والتعديل 3/ 340، 341 رقم 1536، والمراسيل 54 رقم 75، والثقات لابن حبّان 6/ 267، ومشاهير علماء الأمصار 177 رقم 1403، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 276، ورجال صحيح البخاري 1/ 226، 227 رقم 300، ورجال صحيح مسلم 1/ 184، 185 رقم 382، والثقات لابن شاهين 77، وتاريخ الطبري 1/ 43 و 269 و 279، وتاريخ بغداد 8/ 294، 295 رقم 4397، والسابق واللاحق 339، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 119، والأنساب 8/ 214، وتهذيب الكمال 8/ 99- 104 رقم 1625، وتذكرة الحفاظ 1/ 259، والعبر 1/ 273 و 407 و 443، والكاشف 1/ 205 رقم 1342، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 657، وسير أعلام النبلاء 8/ 246- 248 رقم 71، وجامع التحصيل 205 رقم 163، وشرح علل الترمذي 396، وتهذيب التهذيب 3/ 100، 101 رقم 187، وتقريب التهذيب 1/ 215 رقم 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 101، وشذرات الذهب 1/ 292. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 313. [3] في تاريخه 456، وطبقاته 326. [4] تاريخ بغداد 8/ 295. [5] في المعرفة والتاريخ 1/ 171. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 139 عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَخَلْقٍ مِنْ طَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسَدَّدٌ، وَقُتَيْبَةُ، وَوَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ، وإسحاق بن شاهين، وخلْق. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: كَانَ خَالِدٌ الطَّحَّانُ ثِقَةً صَالِحًا مِنْ أَفَاضِلِ الْمُسْلِمِينَ، اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَتَصَدَّقَ بِوَزْنِ نَفْسِهِ فِضَّةً أَرْبَعَ مَرَّاتٍ [1] . هَذِهِ رِوَايَةٌ. وَجَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَيْضًا [2] ، عَنْ أَبِيهِ: اشْتَرَى نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ هُشَيْمٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [3] ، وَأَبُو حَاتِمٍ [4] ، وَالنَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُمْ: ثِقَةٌ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ثِقَةٌ، حَافِظٌ. قُلْتُ: يَقَعُ لِي مِنْ عَالِي رِوَايَتِهِ. 94- خَالِدُ بْنُ مِهْرَانَ، أَبُو الْهَيْثَمِ الْكُوفِيُّ [5] وَيُعْرَفُ بِالْبَلْخِيِّ. عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِد. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ. وَرَآهُ ابْنُ مَعِينٍ وَوَثَّقَهُ. عِنْدَهُ عَنْ هِشَامٍ حَدِيثٌ: (الخراج بالضمان) [6] .   [1] تاريخ بغداد 8/ 294. [2] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 434 رقم 968 وفيه: كان ثقة رجلا صالحا، له في دينه صلاح ... لم يتلبّس من السلطان بشيء. والخبر في: الجرح والتعديل 3/ 341. [3] الجرح والتعديل 3/ 341. [4] في الجرح والتعديل. [5] انظر عن (خالد بن مهران الكوفي) في: تاريخ بغداد 8/ 297، 298 رقم 4399، ولسان الميزان 2/ 387 رقم 1590. [6] أخرجه الخطيب من طريقه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 140 95- خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ الأَشْعَرِيُّ الْكُوفِيُّ [1] . حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، وحمّاد بن أبي سليمان، وسعيد بن أبي بردة. وعنه: مسدّد، ويسار بن موسى، وعبد الله مشكدانة، وأحمد بن حنبل، وشريح بن يونس. قال أبو داود: متروك [2] . وقال النَّسَائِيُّ [3] وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ [4] . وَهُوَ مِنْ أَوْلادِ أَبِي مُوسَى. 96- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، أَبُو هَاشِمٍ الْهَمْدَانِيُّ الشَّامِيُّ الفقيه [5] . - ق. -.   [1] انظر عن (خالد بن نافع الأشعريّ) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 61 رقم 98 و 2/ 227 رقم 780، والتاريخ الكبير 3/ 177 رقم 603، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 169، والجرح والتعديل 3/ 355 رقم 1604، والثقات لابن حبّان 6/ 264 و 8/ 221، والكامل في الضعفاء 3/ 897، 898، وتاريخ بغداد 8/ 298 رقم 4400، وميزان الاعتدال 1/ 643، 644 رقم 2468، والمغني في الضعفاء 1/ 207 رقم 1885، ولسان الميزان 2/ 388 رقم 1592. [2] تاريخ بغداد 8/ 298. [3] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 169. [4] قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أيضا: ليس يتعمّد يكذب، ولكن ليس يحفظ شيئا، وهو ضعيف الحديث ذاهب، كتبنا عنه، عن أبي بكر بن موسى أحاديث وكانت في كتبي ما نسختها. ولم يتعرّض له البخاريّ بجرح، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بقويّ يكتب حديثه وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. ووثّقه ابن حبّان، وذكره ابن عديّ في ضعفائه. [5] انظر عن (خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الهمدانيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 146، والتاريخ الكبير 3/ 184 رقم 620، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 170، والمعرفة والتاريخ 3/ 378، وتاريخ أبي زرعة 1/ 199 و 224 و 256 و 277، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 199 و 201 و 208، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 103، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 17 رقم 427، والجرح والتعديل 3/ 359 رقم 1623، والمجروحين لابن حبّان 1/ 284، والكامل في الضعفاء 3/ 883- 885، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 84 رقم 199، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 119، وتهذيب الكمال 8/ 196- 199 رقم 1663، وميزان الاعتدال 1/ 645 رقم 2475، والمغني في الضعفاء- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 141 عَنْ: أَبِيهِ، وَخَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَأَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ الثُّمَالِيِّ. وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ، وَهِشَامُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [1] وَضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ [2] ، والدار الدّارقطنيّ [3] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَتَرَدَّدَ ابْنُ حِبَّانَ [5] فِي أَمْرِهِ. وَكَانَ مُفْتِيًا إِمَامًا [6] . مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 97- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْهَدَّادِيُّ الْبَصْرِيُّ [7]- د. ت. - عَنْ: قَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَبِشْرِ بْنِ حَرْبٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَ ... بْنُ عَادٍ، وَالْفَلاسُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ الْوَاسِطِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [8] : هُوَ أَثْبَتُ مِنْ عَامِرِ بْنِ يساف.   [1] / 207 رقم 1890، والكاشف 1/ 210 رقم 1374، وسير أعلام النبلاء 9/ 413 رقم 137، وتهذيب التهذيب 3/ 126- 128 رقم 232، وتقريب التهذيب 1/ 220 رقم 90، وخلاصة تذهيب التهذيب 103. [1] الجرح والتعديل 3/ 359. [2] في تاريخه 2/ 146. [3] في الضعفاء والمتروكين 84 رقم 199. [4] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 170. [5] فقال: كان صدوقا في الرواية ولكنه كان يخطئ كثيرا، وفي حديثه مناكير، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد عن أبيه. وما أقربه في نفسه إلى التعديل، وهو ممّن أستخير الله عزّ وجلّ فيه. [6] ضعّفه العقيليّ، وأبو حاتم، وابن عديّ. [7] انظر عن (خالد بن يزيد الهدادي) في: التاريخ الكبير 3/ 183 رقم 619، والجرح والتعديل 3/ 358 رقم 1620، والثقات لابن حبّان 6/ 266. [8] في الجرح والتعديل 3/ 358. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 142 98- خطّاب بن القاسم [1]- د. ن. - أبو عمر، قَاضِي حَرَّانَ. عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَخُصَيْفٍ، وَعَبْدِ الْحَكِيمِ الْجَزَرِيِّ. وَعَنْهُ: أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وَالْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. 99- خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ صَاعِدٍ [4]- خ. م. متابعة-   [1] انظر عن (خطّاب بن القاسم) في: تاريخ الدارميّ، رقم 303، والتاريخ الكبير 3/ 201 رقم 687، والجرح والتعديل 3/ 386 رقم 1768، والثقات لابن حبّان 8/ 232، وتهذيب الكمال 8/ 269- 271 رقم 1699، وميزان الاعتدال 1/ 656 رقم 2520، والكاشف 1/ 214 رقم 1405، وتهذيب التهذيب 3/ 146، 147 رقم 281، وتقريب التهذيب 1/ 224 رقم 132، وخلاصة تذهيب التهذيب 105. [2] الجرح والتعديل 3/ 386. [3] في الجرح والتعديل. [4] انظر عن (خلف بن خليفة بن صاعد) في: الطبقات الكبرى 7/ 313، والتاريخ لابن معين 2/ 149، ومعرفة الرجال له 1/ 83 رقم 267 و 1/ 124، 125 رقم 619 و 1/ 160 رقم 891، وتاريخ خليفة 456، وطبقات خليفة 670 و 326، والتاريخ الكبير 3/ 194، 195 رقم 658، والتاريخ الصغير 200، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 112 رقم 4458 و 3/ 129 رقم 4554، و 3/ 376 رقم 5651، و 3/ 475 رقم 6032 و 3/ 477 رقم 6038، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 6، والمعرفة والتاريخ 2/ 74 و 75 و 565 و 798 و 3/ 245، وتاريخ واسط لبحشل 154، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 14 و 53، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 11، والضعفاء للعقيليّ 2/ 22، 23 رقم 441، والجرح والتعديل 3/ 369 رقم 1681، والثقات لابن حبّان 6/ 269، ومشاهير علماء الأمصار 175 رقم 1387، والأسامي والكنى للحاكم ج 1/ ورقة 3 ب، والثقات لابن شاهين، رقم 327، ورجال صحيح مسلم 1/ 189 رقم 395، وتاريخ بغداد 8/ 318- 320 رقم 4414، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 125، ومعجم البلدان 4/ 100، وتهذيب الكمال 8/ 284- 289 رقم 1707، والعبر 1/ 280، وميزان الاعتدال 1/ 659، 660 رقم 2537، والمغني في الضعفاء 1/ 212 رقم 1933، والكاشف 1/ 214، 215 رقم 1410، وسير أعلام النبلاء 8/ 302، 303 رقم 91، والوافي بالوفيات 13/ 357 رقم 441، وتهذيب التهذيب 3/ 150 رقم 289، وتقريب التهذيب 1/ 225 رقم 140، وخلاصة تذهيب التهذيب 105، وشذرات الذهب 1/ 295. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 143 أَبُو أَحْمَدَ الأَشْجَعِيُّ، مَوْلاهُمُ الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ وَاسِطٍ ثُمَّ بَغْدَادَ، مِنْ بَقَايَا صِغَارِ التَّابِعِينَ، رَأَى عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَرَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَأَبِي مَالِكٍ الأشجعيّ سعد بن طارق، وحفص ابن أَخِي أَنَسٍ، وَأَبِي بِشْرٍ، وَأَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَخَلْقٌ. وَرَآهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ هُشَيْمٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَدْ كَذَّبَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ [3] فِي قَوْلِهِ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ وَاخْتَلَطَ. قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ فِي جُزْءِ ابْنِ عَرَفَةَ. قَالَ أَحْمَدُ [5] : رَأَيْتُهُ. وَضَعَهُ إِنْسَانٌ مِنْ يَدِهِ فَصَاحَ، يَعْنِي مِنَ الْكِبَرِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا أَحْمَدَ حَدَّثَكُمْ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ وَقَصَّ الْحَدِيثَ، فَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ خَفِيٍّ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يُسْأَلُ: رَأَى خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنَّهُ عِنْدِي شُبِّهَ عَلَيْهِ. فَهَذَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ لَمْ يَرَوْا عَمْرًا. خَلَفٌ رَأَيْتُهُ، وَكَانَ لا يُفْهَمُ وَهُوَ مَفْلُوجٌ [6] .   [1] في الجرح والتعديل 3/ 369. [2] في الكامل في الضعفاء 3/ 934. [3] قال ابن عيينة: كَذَبَ، لَعَلَّهُ رَأَى جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حريث. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 112 رقم 4458 و 3/ 376 رقم 5652 و 3/ 475 رقم 6032) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 23. [4] في طبقاته 7/ 313. [5] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 129 رقم 4554، والضعفاء الكبير 2/ 23. [6] تاريخ بغداد 8/ 320. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 144 قَالَ ابن مَعِين [1] : لَيْسَ بِهِ بأس. وقال زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، عَنْ خَلَفِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: فَرَضَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ [2] . قُلْتُ: فَعَلَى قَوْلِهِ هَذَا يُقْتَضَى أَنَّهُ وُلِدَ بَعْدَ التِّسْعِينَ، وَلَمْ يُدْرِكْ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ. وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [3] : قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، عِنْدَنَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، فَقَالَ: كَذَبَ، لَعَلَّهُ رَأَى جَعْفَرَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمُقْرِي، نا صَدَقَةُ بْنُ مَنْصُورٍ بِحَرَّانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَخْرُجُ مِنْ دَارِهِ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ [4] . وَرَوَى قُتَيْبَةُ، عَنْ خَلَفٍ قَالَ: مَرَّ بِي فَارِسٌ عَلَى بَغْلَةٍ دَهْمَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ إِنَّهُ جَاوَزَ الْمِائَةَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [5] : يُقَالُ مَاتَ وَلَهُ مِائَةُ سَنَةٍ وَسَنَةٌ. 100- الْخَلِيلُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ [6] . الْبَصْرِيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ. عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بن عروة، وسليمان التّيميّ.   [1] في التاريخ 2/ 149، ومعرفة الرجال 1/ 83 رقم 267. [2] الكامل في الضعفاء 3/ 932. [3] تقدّم قوله، والمصدر. [4] الكامل في الضعفاء 3/ 932، تاريخ بغداد 8/ 319. [5] في التاريخ الصغير 200 مات هشام سنة ثلاث وثمانين، ومات خلف بن خليفة قبل هشيم. [6] انظر عن (الخليل بن موسى الباهلي) في: الجرح والتعديل 3/ 380، 381 رقم 1739، وميزان الاعتدال 1/ 668 رقم 2573، والمغني في الضعفاء 1/ 214 رقم 1963، ولسان الميزان 2/ 410 رقم 1688. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 145 وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وسليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم [1] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [2] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. 101- خُنَيْسُ بْنُ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بْنِ جُشَيْبٍ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [3] . عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَكَمِ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ. قِيلَ: مَاتَ سنة ثلاث وثمانين ومائة.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 380، 381. [2] الجرح والتعديل. [3] انظر عن (خنيس بن عامر) في: التاريخ الكبير 3/ 216 رقم 735، والجرح والتعديل 3/ 394 رقم 1814، والثقات لابن حبّان 6/ 275. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 146 [حرف الدَّالِ] 102- دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الرَّقَاشِيُّ الْبَصْرِيُّ [1]- ت. ق. م. - نَزِيلُ بَغْدَادَ. عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَأَيُّوبَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَرُوبَةَ، وَشُعْبَةَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. وقال الجوزجانيّ [3] : كذّاب.   [1] انظر عن (داود بن الزبرقان الرقاشيّ) في: تاريخ الدارميّ، رقم 322، والتاريخ لابن معين 2/ 152، ومعرفة الرجال له 1/ 61 رقم 99، والتاريخ الكبير 3/ 243 رقم 835، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 181، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 111 رقم 176، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 391 و 428، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ 158 و 167، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 34 رقم 456، والجرح والتعديل 3/ 412، 413 رقم 1885، والمجروحين لابن حبّان 1/ 292، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 961- 965، وتاريخ بغداد 8/ 357- 359 رقم 4457، والسابق واللاحق 196، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 91، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 202، ومعجم البلدان 4/ 1002، وتهذيب الكمال 8/ 392- 396 رقم 1759، وميزان الاعتدال 2/ 7 رقم 3606، والمغني في الضعفاء 1/ 217 رقم 1990، والكاشف 1/ 221 رقم 1451، وتهذيب التهذيب 3/ 185، 186 رقم 351، وتقريب التهذيب 1/ 231 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 109. [2] في الجرح والتعديل 3/ 412، 413. [3] في أحوال الرجال 111 رقم 176. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 147 وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ [1] وَجَمَاعَةٌ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : حَدِيثُهُ مُقَارِبٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : ضَعِيفٌ، يُكتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. 103- دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْكُوفِيُّ الْمُؤَذِّنُ [5] . أَبُو سُلَيْمَانَ. عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ الْمَجْنُونِ صَاحِبٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [6] : يَكْذِبُ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ [7] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُمْ: متروك [8] .   [1] في سؤالات الآجرّي 3/ رقم 167. [2] في التاريخ الكبير 3/ 243. [3] في الكامل في الضعفاء 3/ 965. [4] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 181. [5] انظر عن (داود بن عبد الجبار الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 153، ومعرفة الرجال له 1/ 59 رقم 78، والتاريخ الكبير 3/ 240، 241 رقم 822، والتاريخ الصغير 192، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 182، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 33، 34 رقم 455، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 46، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 87 رقم 209، والجرح والتعديل 3/ 418 رقم 1910، والمجروحين 1/ 290، والكامل في الضعفاء 3/ 952، وتاريخ بغداد 8/ 355- 357 رقم 4456، والأسامي والكنى للحاكم ج 1 ورقة 246 أ، وميزان الاعتدال 2/ 10، 11 رقم 2622، والمغني في الضعفاء 1/ 219 رقم 2005، ولسان الميزان 2/ 419، 420 رقم 1736. [6] في التاريخ 2/ 153. [7] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 182. [8] قال البخاري: منكر الحديث، وضعّفه العقيلي، وابن حبان، والدار الدّارقطنيّ، وأبو حاتم، وابن عديّ. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 148 104- دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ الْمُزَنِيُّ [1] ، مَوْلاهُمُ- ق. - الْمَدَنِيُّ. عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، وَزَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ وَهُوَ شَيْخُهُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَدْرَمِيُّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] : رَأَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِأَيَّامٍ، وَقَالَ: لا تُحَدِّثْ عَنْهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ آخَرُ: مَتْرُوكٌ [4] . 105- دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ الْقَزَّازُ [5]- د. ق. -   [1] انظر عن (داود بن عطاء المزني) في: العلل ومعرفة الرجال 2/ 47 رقم 1509 و 3/ 297 رقم 5320، والتاريخ الكبير 3/ 243، 244 رقم 836، والتاريخ الصغير 216، والضعفاء الصغير 259 رقم 109، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 46، والمعرفة والتاريخ 2/ 826، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 34، 35 رقم 457، والجرح والتعديل 3/ 420، 421 رقم 1919، والمجروحين لابن حبّان 1/ 289، والكامل في الضعفاء 3/ 953، 954، وتهذيب الكمال 8/ 419، 420 رقم 1775، وميزان الاعتدال 2/ 12 رقم 2631، والمغني في الضعفاء 1/ 219 رقم 2011، والكاشف 1/ 223 رقم 1466، وشرح علل الترمذي لابن رجب 202، وتهذيب التهذيب 3/ 193، 194 رقم 370، وتقريب التهذيب 1/ 233 رقم 28، ولسان الميزان 2/ 421 رقم 1740، وخلاصة تذهيب التهذيب 110، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 241 رقم 576. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 47 رقم 1509، والجرح والتعديل 3/ 421. [3] في التاريخ الكبير، والصغير، والضعفاء. [4] قال أبو حاتم وقد سأله ابنه: هل يكتب حديثه؟ قال: من شاء كتب حديثه زحفا. وسئل أبو زرعة عنه فقال: منكر الحديث، وضعّفه العقيلي، وابن حبّان، وابن عديّ، وابن معين. [5] انظر عن (درست بن زياد البصري) في: التاريخ الكبير 3/ 253 رقم 873، والتاريخ الصغير 216، والضعفاء الصغير 259 رقم 111، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 186، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 24، والجرح والتعديل 3/ 437، 438 رقم 1988، والمجروحين لابن حبّان 1/ 293، 294، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 968، 969، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 88 رقم 213، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 149 عَنْ: يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَأَبَانِ بْنِ طَارِقٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ. وَعَنْهُ: دَاهِرُ بْنُ نُوحٍ، وَمُسَدَّدٌ، وَحَفْصٌ الرَّبَالِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَخَلْقٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ [1] : وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : لَيْسَ حَدِيثُهُ بِالْقَائِمِ. وَقَوَّاهُ ابْنُ عَدِيٍّ [3] . وكلّ قال: ما هو بحجّة [4] .   [ () ] والإكمال لابن ماكولا 3/ 323، وتهذيب الكمال 8/ 480- 485 رقم 1798، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 284، وميزان الاعتدال 2/ 26 رقم 2670، والمغني في الضعفاء 1/ 222 رقم 2042، والكاشف 1/ 226 رقم 1487، وتهذيب التهذيب 13/ 209، 210 رقم 398، وتقريب التهذيب 1/ 236 رقم 55، وخلاصة تذهيب التهذيب 112 (وفيه تحرّف إلى: درسب) . [1] الجرح والتعديل 3/ 437، 438. [2] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء. [3] في الكامل في الضعفاء 3/ 969. [4] وضعّفه النسائيّ، وابن حبّان، والدار الدّارقطنيّ. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 150 [حرف الرَّاءِ] 106- رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ الصَّنْعَانِيُّ [1]- د. ن. - مَوْلَى قُرَيْشٍ. عَنْ: مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خُشْكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْخُزَاعِيُّ الشَّهِيدُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ خِيَارًا. قَالَ أَبِي: فِي زَمَانِهِ مَا كَانَ خَيْرًا مِنْهُ، انْقَطَعَ وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ. وَعَنْ أَحْمَدَ قَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ رَبَاحًا، وَأُحِبُّ حَدِيثَهُ، وَأُحِبُّ ذِكْرَهُ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثَنِي رَبَاحٌ، ورباح رباح [2] .   [1] انظر عن (رباح بن زيد الصنعاني) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 547، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 174 رقم 4775، والتاريخ الكبير 3/ 315 رقم 1074، والتاريخ الصغير 203، والمعرفة والتاريخ 1/ 179، والجرح والتعديل 3/ 490 رقم 2219، والثقات لابن حبّان 8/ 241، وتصحيفات المحدّثين 2/ 623، والسابق واللاحق 254، والإكمال لابن ماكولا 4/ 9، وتهذيب الكمال 8/ 43- 45 رقم 1844، والعبر 1/ 296، والكاشف 1/ 233 رقم 1528، وتهذيب التهذيب 3/ 233، 234 رقم 452، وتقريب التهذيب 1/ 242 رقم 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 114. [2] الجرح والتعديل 3/ 490. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 151 وقال أبو حاتم [1] : جليل ثقة. قلت: مات سنة سبع وثمانين ومائة. 107- الربيع بن زياد الضبي [2] . أبو عمر الكوفي ثم الهمداني. كان يجلب الغنم إلى الكوفة. روى عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَالأَعْمَشِ، وَخُصَيْفٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَسْلَمَ، وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ: أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الأَسَدِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. لَمْ أَرَ فِيهِ جَرْحًا لِأَحَدٍ. 108- الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ: جَدِّهِ، وَسَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُ عَمَّارٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ [4] . 109- رِشْدِينُ بْنُ سَعْدِ بن مفلح بن هلال [5]- ن. ت. ق. - أبو   [1] في الجرح والتعديل 3/ 490. [2] انظر عن (الربيع بن زياد الضبّي) في: الثقات لابن حبّان 298، والكامل في الضعفاء 3/ 996، 997، وميزان الاعتدال 2/ 40 رقم 2736، ولسان الميزان 2/ 444، 445 رقم 1822. [3] انظر عن (الربيع بن سهل بن الركين) في: التاريخ لابن معين 2/ 161، والتاريخ الكبير 3/ 278 رقم 951، والتاريخ الصغير 184، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 198، والضعفاء الكبير للعقيليّ 51 رقم 482، والجرح والتعديل 3/ 463، 464 رقم 2081، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 90 رقم 219، والكامل في الضعفاء 3/ 996، وميزان الاعتدال 2/ 41 رقم 2740، والمغني في الضعفاء 1/ 228 رقم 2093، ولسان الميزان 2/ 446 رقم 1827. [4] وقال ابن معين: ليس هو بِشَيْءٍ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ البخاري: يخالف في حديثه، وضعّفه النسائي، والعقيلي، والدارقطنيّ، وابن عديّ. [5] انظر عن (رشدين بن سعد) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 152 الحجّاج المهريّ المصريّ. عن: زبّان بن فائد، وَأَبِي هَانِي حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، وَعُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، وَيُونُسَ، وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، وَخَلْقٍ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَقُتَيْبَةُ، وَعِيسَى بن حمّاد، وأبو كريب، وأبو الطّاهر بْنُ السَّرْحِ، وَآخَرُونَ. وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ الأَخْيَارِ، لكن سيّئ الْحِفْظِ، لا يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى. وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] : أَرْجُو أَنَّهُ صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : هُوَ أَضْعَفُ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ. وقال أبو زرعة [3] وغيره: ضعيف.   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 517، وتاريخ الدارميّ، رقم 327، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 479 رقم 3145، وطبقات خليفة 297، والتاريخ الكبير 3/ 337 رقم 1145، والتاريخ الصغير 204، والضعفاء الصغير 260 رقم 122، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 203، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 156 رقم 275، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 29، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 76 رقم 54 و 2/ 389 رقم 513 و 4/ 705 رقم 2581 و 4/ 706 رقم 2584 و 4/ 714 رقم 2599، والمعرفة والتاريخ 1/ 180 و 387 و 2/ 186 و 411 و 449 و 3/ 66، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 435، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 144، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 66، 67 رقم 509، والجرح والتعديل 3/ 513 رقم 2320، والمجروحين لابن حبّان 1/ 303، والأسامي والكنى للحاكم ج 1 ورقة 155 أ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1009- 1016، والثقات لابن شاهين، رقم 366، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 91 رقم 220، والسنن له 4/ 114، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 100، 101، والسابق واللاحق 155، وتهذيب الكمال 8/ 191- 195 رقم 1911، والولاة والقضاة للكندي 30 و 37، والأنساب للسمعاني 11/ 539، 540، واللباب 3/ 275، والعبر 1/ 2990، والكاشف 1/ 241 رقم 1588 وفيه (رشد) ، وميزان الاعتدال 2/ 49 رقم 2780، والمغني في الضعفاء 1/ 232 رقم 2123، وشرح علل الترمذيّ، رقم 515، وتهذيب التهذيب 3/ 277- 279 رقم 526، وتقريب التهذيب 1/ 251 رقم 92، وخلاصة تذهيب التهذيب 117، وشذرات الذهب 1/ 319، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 111. [1] قال في العلل ومعرفة الرجال 2/ 479 رقم 3145: رشدين بن سعد كذا وكذا. [2] في الجرح والتعديل 3/ 513. [3] الجرح والتعديل. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 153 وَأَرَّخَ ابْنُ يُونُسَ مَوْلِدَهُ ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا، فَأَدْرَكَتْهُ غَفْلَهُ الصَّالِحِينَ. آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ عِيسَى بْنُ مَثْرُودٍ. مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [1] ، لَيْسَ مِنْ جَمَالِ الْمَحَامِلِ [2] . 110- رِفَاعَةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ نُذَيْرٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ [3] . عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَعَنِ الْحَارِثِ الْعُكْلِيِّ، وَعُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ. وَعَنْهُ: حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الأَشْقَرُ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [5] : شيخ. قيل: عاش تسعين سنة.   [1] الجرح والتعديل، والمجروحين لابن حبّان 1/ 303. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 607، وفيه قال عبد الله: رشدين ليس يبالي عمّن روى، ولكنه رجل صالح يوثّقه هيثم بن خارجة، وكان في المجلس فتبسّم من ذلك أبو عبد الله. ثم قال أبو عبد الله: رشدين بن سعد ليس به بأس في حديث الرقائق. وقال الجوزجاني: مشاكل له، عنده معاضيل ومناكير كثيرة، سمعت ابن أبي مريم يثني عليه في دينه، فأما حديثه ففيه ما فيه. وضعّفه البخاري، والنسائي، وقال ابن حبّان: كان ممّن يجيب في كل ما يسأل ويقرأ كل ما يدفع إليه سواء كان ذلك من حديثه أو من غير حديثه، ويقلب المناكير في أخباره على مستقيم حديثه. وضعّفه الدار الدّارقطنيّ، وقال ابن عديّ: عامّة أحاديثه عن من يرويه عنه ما أقلّ فيها ممن يتابعه أحد عليه وهو مع ضعفه يكتب حديثه. [3] انظر عن (رفاعة بن إياس الضبّي) في: الجرح والتعديل 3/ 493، 494 رقم 2240، وتهذيب الكمال 8/ 199، 200 رقم 1913، وتهذيب التهذيب 3/ 280 رقم 528، وتقريب التهذيب 1/ 251 رقم 94، وخلاصة تذهيب التهذيب 118. [4] في الجرح والتعديل 3/ 493، 494. [5] الجرح والتعديل. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 154 111- رِفْدَةُ بْنُ قُضَاعَةَ الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [1] . عَنْ: ثَابِتِ بْنِ الْعَجْلانِ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ رَاشِدٍ. وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [4] . 112- رَوْحُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَبُو رَجَاءٍ الْكَلْبِيُّ [5] . عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، وَعَبَّاسِ الْجُرَيْرِيِّ. وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، وَنَصْرُ بْنُ عليّ، وأحمد بن   [1] انظر عن (رفدة بن قضاعة الدمشقيّ) في: التاريخ الكبير 3/ 343 رقم 1158، والتاريخ الصغير 207، والضعفاء الصغير 260 رقم 131، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 195، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 65 رقم 506، والجرح والتعديل 3/ 523 رقم 2366، والمجروحين لابن حبّان 1/ 304، والكامل في الضعفاء 3/ 1036، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 486، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 326، وتهذيب الكمال 8/ 212- 214، رقم 1921، وميزان الاعتدال 2/ 53 رقم 2789، والكاشف 1/ 242 رقم 1597، والمغني في الضعفاء 1/ 232 رقم 2129، وتهذيب التهذيب 3/ 283، 284 رقم 538، وتقريب التهذيب 1/ 252 رقم 104، والأنساب للسمعاني 409 أ، وخلاصة تذهيب التهذيب 119، وموسوعة علماء المسلمين 2/ 252، 253 رقم 588. [2] في التاريخ الكبير، والصغير، والضعفاء. [3] في الجرح والتعديل 3/ 523. [4] وضعّفه النسائي، والعقيليّ، وابن حبّان، قال: كان ممّن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، لا يحتجّ به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد عن الأثبات بالأشياء المقلوبات؟ وقال أبو مسهر: لم يكن عنده شيء. وقال ابن عديّ: لم أر له إلّا حديثا يسيرا. [5] انظر عن (روح بن المسيب الكلبي) في: التاريخ الكبير 3/ 309 رقم 1050، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 37، والجرح والتعديل 3/ 496 رقم 2247، والمجروحين لابن حبّان 1/ 299، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 173، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 189 ب، والكامل في الضعفاء 3/ 1003، وميزان الاعتدال 2/ 61 رقم 2812، والمغني في الضعفاء 1/ 234 رقم 2149، ولسان الميزان 2/ 468، 469 رقم 1886. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 155 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَخْرٍ الْغُدَانِيُّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صُوَيْلِحٌ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ، هو صالح. ووهّاه ابن حبّان [3] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 496. [2] الجرح والتعديل. [3] فقال: كان روح ممّن يروي عن الثقات الموضوعات ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات، وهو أنكر حديثا من غطيف، لا تحلّ الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلّا للاختبار. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 156 [حرف الزَّايِ] 113- زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الإِيَادِيُّ الْقُهُسْتَانِيُّ [1]- ت. ق. - أبو اليمان الْفَقِيهُ، نَزِيلُ الرَّيِّ، ثُمَّ نَزِيلُ بَغْدَادَ. عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَابْنِ جُرَيْحٍ، وَشُعْبَةَ، وَجَمَاعَةٍ [2] . وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ ثِقَةً، رَجُلا صَالِحًا. وقال البخاريّ [3] : له مراسيل ووهم.   [1] انظر عن (زافر بن سليمان الإيادي) في: التاريخ لابن معين 2/ 170، ومعرفة الرجال له 1/ 81 رقم 250 و 1/ 112 رقم 538، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 381 رقم 2699، و 3/ 130 رقم 4558، والتاريخ الكبير 3/ 451 رقم 1506، والضعفاء الصغير 261 رقم 129، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 214، وتاريخ واسط لبحشل 162، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 95 رقم 555، والجرح والتعديل 3/ 624، 625 رقم 2825، والمجروحين لابن حبّان 1/ 315، والكامل في الضعفاء 3/ 1087- 1089، وتاريخ جرجان للسهمي 214 رقم 330، وتاريخ بغداد 8/ 494، 495 رقم 4608، والإكمال لابن ماكولا 4/ 161، والأنساب للسمعاني 10/ 264، وتهذيب الكمال 8/ 287- 270، رقم 1947، وميزان الاعتدال 2/ 63، 74 رقم 2819، والكاشف 1/ 246 رقم 1618، والمغني في الضعفاء 1/ 236 رقم 2154، وتهذيب التهذيب 3/ 304 رقم 568، وتقريب التهذيب 1/ 256 رقم 4، وخلاصة تذهيب التهذيب 130. [2] تاريخ بغداد 8/ 494. [3] في الضعفاء الصغير 261 رقم 129، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1087، تاريخ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 157 وَقَالَ أَحْمَدُ [1] : ثِقَةٌ، رَأَيْتُهُ. وَوَثَّقَهُ أَيْضًا ابْنُ مَعِينٍ [2] . 114- الزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام [3] . الأسدي الْمَدَنِيُّ. عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتِهِ. وَعَنْهُ: [يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَعَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ] [4] . وَهُوَ ضَعِيفٌ مُقِلٌّ، كَانَ مُنْقَطِعًا بِقَرْيَتِهِ بِوَادِي الْقُرَى. لَهُ فَضْلٌ وَتَعَبُّدٌ. وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الرَّشِيدِ فَاحْتَرَمَهُ وَأَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ [5] . 115- زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الصُّهْبَانِيُّ النَّخَعِيُّ [6] . عَنْ: أَبِيهِ. وَعَنْهُ: فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ، وَيَحْيَي بْنُ يَحْيَى، وَقُتَيْبَةُ، وَدَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ. 116- زكريا بن منظور بن ثعلبة [7]- ق. -   [ () ] بغداد 8/ 494. [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 381 رقم 2699. [2] في تاريخه 2/ 170، ومعرفة الرجال 1/ 81 رقم 250 و 1/ 112 رقم 538. [3] انظر عن (الزبير خبيب بن ثابت) في: نسب قريش للمصعب الزبيري 242، 243، والتاريخ الكبير 3/ 414 رقم 1378، والجرح والتعديل 3/ 584 رقم 2656، والثقات لابن حبّان 6/ 331، وتاريخ بغداد 8/ 466 رقم 4584، والكامل في الضعفاء 3/ 1081 وفيه (حبيب) ، وميزان الاعتدال 2/ 67 رقم 2832، وفيه (حبيب) ، والمغني في الضعفاء 1/ 237 رقم 2165، ولسان الميزان 2/ 471 رقم 1897 وفيه (حبيب) . [4] ما بين الحاصرتين إضافة من الجرح والتعديل، وفي الأصل بياض. [5] تاريخ بغداد 8/ 466. [6] انظر عن (زكريا بن عبد الله الصهباني) في: التاريخ الكبير 3/ 424 رقم 1405، والجرح والتعديل 3/ 598 رقم 2704، وميزان الاعتدال 2/ 73 رقم 2879، ولسان الميزان 2/ 481 رقم 1935. [7] انظر عن (زكريّا بن منظور بن ثعلبة) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 158 أبو يحيى القرظيّ الأنصاريّ. رَوَى: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي حَازِمٍ. وَأَرْسَلَ عَنْ: أَبِي سَلَمَةَ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ. وعنه: الحميدي، وهارون بن معروف، وإبراهيم بن المنذر، وأبو ثابت محمد بن عبيد الله، وداود بن رشيد، وخلق. ضعفه أبو حاتم [1] وغيره. وقال الدار الدارقطني: متروك [2] . وقيل: كان طفيليا [3] . 117- زكريا بن يحيى بن عمارة [4]- د. ن. ق. - أبو يحيى الأنصاريّ البصريّ الذّارع.   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 437، والتاريخ لابن معين 2/ 174، ومعرفة الرجال له 1/ 73 رقم 184، وتاريخ الدارميّ رقم 340، والتاريخ الكبير 3/ 424 رقم 1408، والتاريخ الصغير 206، والمعرفة والتاريخ 3/ 43، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 84 رقم 536، والجرح والتعديل 3/ 597 رقم 2701، والمجروحين لابن حبّان 1/ 314، والكامل في الضعفاء 3/ 1067- 1069 وفيه (زكريا بن يحيى بن منظور) ، والثقات لابن شاهين، رقم 410، وتاريخ بغداد 8/ 452- 455 رقم 4567، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 385، وتهذيب الكمال 369- 373 رقم 1996، وميزان الاعتدال 2/ 74، 75 رقم 2886، والكاشف 1/ 252، 253 رقم 1662، والمغني في الضعفاء 1/ 240 رقم 2199، وتهذيب التهذيب 3/ 332، 333 رقم 620، وتقريب التهذيب 1/ 261 رقم 56، وخلاصة تذهيب التهذيب 122. [1] في الجرح والتعديل 3/ 597. [2] تاريخ بغداد 8/ 455. [3] التاريخ لابن معين 2/ 174، تاريخ بغداد 8/ 454، وقال ابن معين: ليش بشيء، وضعّفه. وضعّفه العقيلي، والبخاري، وابن حبّان، وابن عديّ. [4] انظر عن (زكريا بن يحيى بن عمارة) في: التاريخ الكبير 3/ 418 رقم 1390، والتاريخ الصغير 203، والجرح والتعديل 3/ 601 رقم 2714، والثقات لابن حبّان 6/ 334، ومشاهير علماء الأمصار 162 رقم 1281، وتهذيب الكمال 8/ 381- 383 رقم 2001، وميزان الاعتدال 2/ 75 رقم 2888، والكاشف 1/ 253 رقم 1667، والمغني في الضعفاء 1/ 240 رقم 2200، وتهذيب التهذيب 3/ 337 رقم 626، وتقريب التهذيب 1/ 262، 263 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 122. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 159 عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَالْفَلاسُ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : شَيْخٌ. وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [2] . 118- زِيَادُ بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو سُفْيَانَ الْمَدِينِيُّ [3] . يُعْرَفُ بِالْمُكَاتِبِ. عَنْ: دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ لَهُ حَدِيثَانِ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغُدَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبَلَةَ الْبَاهِلِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [4] . 199- زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعَ الْيَحْمَدِيُّ، أَبُو خِدَاشٍ الْبَصْرِيُّ [5]- خ. ت. ق. -   [1] في الجرح والتعديل 3/ 601. [2] التاريخ الكبير 3/ 418، وفي التاريخ الصغير للبخاريّ 203 (تسع وثمانين) . [3] انظر عن (زياد بن راشد المديني) في: التاريخ الكبير 3/ 353 رقم 1192، والجرح والتعديل 3/ 531 رقم 2402، والثقات لابن حبّان 6/ 324، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 256 ب.، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 48. [4] في الجرح والتعديل 3/ 531. [5] انظر عن (زياد بن الربيع الحميدي) في: التاريخ الكبير 3/ 353 رقم 1193، والتاريخ الصغير 201، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 34، والمعرفة والتاريخ 2/ 15، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 76 رقم 523، والجرح والتعديل 3/ 531 رقم 2401، والثقات لابن حبّان 6/ 325، ومشاهير علماء الأمصار 155 رقم 1220، والكامل في الضعفاء 3/ 1052، 1053، والثقات لابن شاهين، رقم 594، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 180 ب، ورجال صحيح البخاري 1/ 263، 264 رقم 357، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 147، وتهذيب الكمال 8/ 458- 460 رقم 2040، وميزان الاعتدال 2/ 88، 89 رقم 2937، والكاشف 1/ 258 رقم 1701، والمغني في الضعفاء 1/ 242 رقم 2228، وتهذيب التهذيب 3/ 364، 365 رقم 670، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 160 عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَوَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ الْقَهْرَمَانِ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَالْفَلاسُ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ. مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [1] . 120- زِيَادُ بْنُ سَيَّارٍ الْكِنَانِيُّ، مَوْلاهُمْ [2] . عَنْ: أَبِي قِرْصَافَةَ، كَأَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَعَنْ ضُمْرَةَ، عَنْ أَبِي قِرْصَافَةَ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ بْنُ عَلِيٍّ، والطيب بن زبان العسقلانيان. قاله أبو حاتم [3] وما ضعفه. 121- زياد البكائي [4]- خ. م. ت. ق. -   [ (-) ] وتقريب التهذيب 1/ 267 رقم 104، وهدي الساري 403، وخلاصة تذهيب التهذيب 124. [1] ضعّفه العقيلي، ووثّقه ابن حبّان، وابن شاهين، وقال ابن عديّ: لا أرى بأحاديثه بأسا. [2] انظر عن (زياد بن سيّار الكناني) في: التاريخ الكبير 3/ 357 رقم 1205، والجرح والتعديل 3/ 534 رقم 2410، والثقات لابن حبّان 4/ 255. [3] في الجرح والتعديل 3/ 534. [4] انظر عن (زياد البكائي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 396، والتاريخ لابن معين 2/ 179، ومعرفة الرجال له 1/ 73 رقم 186، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 46 رقم 1507 و 2/ 331 رقم 2467 و 3/ 298 رقم 5325، وطبقات خليفة 171، وتاريخ خليفة 16 و 17 و 28 و 39 و 457، والتاريخ الكبير 3/ 360 رقم 1218، والجامع الصحيح للترمذي 3/ 95، والمعرفة والتاريخ 1/ 444 و 3/ 276، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 226، والضعفاء الكبير للعقيليّ 79، 80 رقم 529، وتاريخ اليعقوبي 2/ 6، وتاريخ الطبري 5/ 139، 140 و 160 و 165، والجرح والتعديل 3/ 537، 538 رقم 2425، والمجروحين لابن حبّان 1/ 306، والكامل في الضعفاء 3/ 1048- 1050، ورجال صحيح البخاري 1/ 266 رقم 361، ورجال صحيح مسلم 1/ 222، 223 رقم 480، وتاريخ بغداد 8/ 476- 478 رقم 4592، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 147، والأنساب للسمعاني 1/ 270، واللباب 1/ 169، ووفيات الأعيان 2/ 338، 339، وتهذيب الكمال 8/ 485- 490 رقم 2053، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 161 هُوَ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الله بن الطّفيل البكّائيّ المعافريّ الكوفيّ. صاحب رِوَايَةِ «السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ» عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ [1] ، وَهُوَ أَتْقَنُ مَنْ رَوَى عَنْهُ السِّيرَةَ. وَرَوَى أَيْضًا عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بن المعتمر، والأعمش، وعاصم الأحوال، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، وَعَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: مَا أَحَدٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ أَثْبَتَ مِنْ زِيَادٍ الْبَكَّائِيِّ لِأَنَّهُ أَمْلَى عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : ثِقَةٌ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ، وَأَمَّا فِي غَيْرِهِ فَلا. وَقَالَ صالح جَزْرَةَ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ضَعِيفٌ، لَكِنَّهُ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ فِي هَذَا الْكِتَابِ، يَعْنِي الْمَغَازِي، وَذَاكَ أَنَّهُ بَاعَ دَارَهُ وَخَرَجَ يَدُورُ مَعَ ابْنِ إِسْحَاقَ [5] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ: لا أَدْرِي عَنْ زِيَادِ بْنِ عبد الله شيئا [6] .   [ () ] وميزان الاعتدال 2/ 91، 92 رقم 2949، والكاشف 1/ 260 رقم 1712، والمغني في الضعفاء 1/ 423 رقم 223، والعبر 1/ 287، وسير أعلام النبلاء 9/ 5- 7 رقم 1، والوافي بالوفيات 15/ 16 رقم 18، وشرح علل الترمذي 102، وتهذيب التهذيب 3/ 375- 377 رقم 685، وتقريب التهذيب 1/ 268 رقم 118، وهدي الساري 404، وخلاصة تذهيب التهذيب 125. [1] العلل ومعرفة الرجال 2/ 331 رقم 2467. [2] الجرح والتعديل 3/ 537. [3] الجرح والتعديل 3/ 538. [4] في التاريخ 2/ 176، وقال: في حديثه ضعف (معرفة الرجال 1/ 73 رقم 186) ، تاريخ بغداد 8/ 477. [5] تاريخ بغداد 8/ 478، الجرح والتعديل 3/ 538. [6] تاريخ بغداد 8/ 478. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 162 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ، عَنِ الْبَكَّائِيِّ، فَضَعَّفَهُ [1] . وَرَوَى عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى [2] يَقُولُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ الْمَغَازِي. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ أَبِي: كَانَ الْبَكَّائِيُّ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ مَنْصُورٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي دِيَةِ الْيَهُودِيِّ، وَالنَّصْرَانِيِّ. وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ ثَابِتٍ الْحَدَّادِ، أَخْطَأَ فِيهِ [3] . وَعَنْ وَكِيعٍ قَالَ: هُوَ أَشْرَفُ مِنْ أَنْ يَكْذِبَ [4] . وَعَدَّهُ وَهِمَ فِيهَا التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: عَنِ الْبُخَارِيِّ، قَالَ وَكِيعٌ: زِيَادٌ عَلَى شَرَفِهِ يَكْذِبُ [5] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [6] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [7] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ [8] : كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ [9] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [10] : فَاحِشُ الْخَطَأِ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِمُفْرَدِهِ يُعْتَبَرُ بِهِ. ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا زَكَرِيَّا زَحْمَوَيْهِ، نا زِيَادٌ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدِيِّ، عَنْ عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذَّنَ بِلالٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم مثنى،   [1] تاريخ بغداد 8/ 478. [2] التاريخ 2/ 176، تاريخ بغداد 8/ 477، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 80. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 80. [4] ضعفاء العقيلي، التاريخ الكبير للبخاريّ. [5] في التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 360 رقم 1218: «هو أشرف من أن يكذب» . [6] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 226. [7] في الجرح والتعديل 3/ 537، 538. [8] في الجامع الصحيح 3/ 95. [9] الجرح والتعديل 3/ 538. [10] في المجروحين 1/ 307. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 163 وَأَقَامَ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [1] : وَهَذَا بَاطِلٌ. وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَالنَّاسُ، عَنْ عَوْنٍ، وَلَمْ يَذْكُرُوا تَثْنِيَةَ الإِقَامَةِ. مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 122- زِيَادٌ، أَبُو السَّكَنِ الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمْ [2] . الصُّغْدِيُّ [3] . سَمِعَ: الشَّعْبِيَّ، وَعَلْقَمَةَ بْنَ مَرْثَدٍ، وَطَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ. وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [5] : لَيْسَ بِثِقَةٍ [6] . 123- زِيَادٌ، أَبُو سُفْيَانَ الزُّهْرِيُّ، مَوْلاهُمُ [7] . الْمَدَنِيُّ. عَنْ: دَاوُدَ بْنِ فراهيج   [1] في المجروحين 1/ 307. [2] انظر عن (زياد أبي السكن الباهلي) في: التاريخ لابن معين 2/ 179، والتاريخ الكبير 3/ 358 رقم 1209، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 224، والكنى لمسلم، الورقة 50، والجرح والعديل 3/ 537 رقم 2424، والثقات لابن حبّان 8/ 248، وتاريخ بغداد 8/ 475، 476 رقم 4591، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 259 أ، والكامل في الضعفاء 3/ 1046، وميزان الاعتدال 2/ 95 رقم 2970، والمغني في الضعفاء 1/ 245 رقم 2250، ولسان الميزان 2/ 498، 499 رقم 1997. [3] في تاريخ البخاري «سغدي» ، وفي الجرح والتعديل «السعدي» ، والمثبت يتفق مع تاريخ بغداد. [4] في التاريخ 2/ 179، الجرح والتعديل 3/ 537، تاريخ بغداد 8/ 475، الكامل في الضعفاء 3/ 1046. [5] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 224، تاريخ بغداد 8/ 476. [6] وثّقه ابن حبّان، وقال ابن عديّ: لا أعرف له شيئا من المسند وإنما له حكايات عن الشعبي يرويها عنه. [7] انظر عن (زياد أبي سفيان الزهري) في: التاريخ الكبير 3/ 353 رقم 1192، والجرح والتعديل 3/ 531 رقم 2402، والثقات لابن حبّان 6/ 324، والأسامي والكنى للحاكم ج 1 ورقة 256 ب. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 164 وَعَنْهُ: يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وَأَحْمَدُ الْغُدَانِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] . 124- زِيَادُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ الْعِجْلِيُّ الْمَوْصِلِيُّ الْفَقِيهُ [2] . سَمِعَ: إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشَ، وَأَبَا حَنِيفَةَ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْخَضِرُ. قَالَ أَبُو زَكَرِيَّا الأَزْدِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 125- زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ ثَابِتٍ، أَبُو حُمَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ [3] . عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَارِجَةَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ. لَهُ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ. 126- زَيْنُ بْنُ شُعَيْبٍ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ [4] . أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. عَنْ: أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ مَعَ جَلالَتِهِ، وَمُرَّةُ الْبُرُلُّسِيُّ، وَيَحْيَي بْنُ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، وَغَيْرُهُمْ. مَاتَ كَهْلا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ فَقِيهًا كَبِيرَ الْقَدْرِ، عَابِدًا، عَابِرًا لِلرُّؤْيَا. قَالَ الْحَارِثُ بْنُ مسكين: كان من علية أصحاب مالك.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 531. [2] انظر عن (زياد بن المغيرة العجليّ) في: الجرح والتعديل 3/ 543 رقم 2457. [3] لم أجده في المصادر المتوفرة. [4] انظر عن (زين بن شعيب المعافري) في: الثقات لابن حبّان 8/ 257. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 165 [حرف السِّينِ] 127- سَابِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَوْصِلِيُّ [1] . الحجّام الزّاهد. أحد البكّاءين مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: رَأَيْتُهُ وَكَانَتْ لا تَجِفُّ عَيْنُهُ مِنَ الْبُكَاءِ. وَقَالَ رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ: كَانَ سَابِقٌ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ، وَمِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ بُكَاءً. وَقِيلَ: إِنَّ الْمُعَافَى بْنَ عِمْرَانَ رَوَى عَنْهُ شَيْئًا. وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَإِنَّمَا ذَاكَ (سَابِقٌ الرَّقِّيُّ) [2] الَّذِي رَوَى عَنْهُ الْمُعَافَى حَدِيثَهُ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسٍ: «إِذَا مُدِحَ الْفَاسِقُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ» . تُوُفِّيَ سَابِقٌ الْمَوْصِلِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 128- سَالِمٌ الدَّوْرَقِيُّ [3] . مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْمَوْصِلِ. قِيلَ: إِنَّ فَتْحًا الْمَوْصِلِيَّ كَانَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ. رَوَى سَهْلٌ ... [3] الْقَطَّانُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسٍ.   [1] لعلّه سابق البربري الزاهد. (انظر لسان الميزان 3/ 2) . [2] انظر عنه في: الجرح والتعديل 4/ 307، 308 رقم 1341، والكامل في الضعفاء 3/ 1307، 1308، والثقات لابن حبّان 6/ 433، والمغني في الضعفاء 1/ 250 رقم 2295، وميزان الاعتدال 2/ 109 رقم 3041، ولسان الميزان 3/ 2، 3 رقم 1 وفيه ترجيحات مفيدة، فلتراجع. [3] لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفرة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 166 تُوُفِّيَ سَالِمُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 129- سَحْبَلُ [1] ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى سَمْعَانُ الأَسْلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَخُو إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى الْفَقِيهِ. وَلَكِنَّ سَحْبَلُ هُوَ الثِّقَةُ. رَوَى عَنْ: أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَبُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَأَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِدَّةٍ. طَالَ عُمْرُهُ، كَانَ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ. رَوَى عَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَقُتَيْبَةُ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] ، وَابْنُ مَعِينٍ [3] ، وَهُوَ مُقِلٌّ [4] . 130- سعدان بن يحيى بن صالح اللّخميّ [5]- خ. ن. ق. - واسمه سعيد، أبو يحيى الكوفيّ، نزيل دمشق. روى عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سليمان، وطبقتهم من الكوفيّين.   [1] انظر عن (سحبل الأسلميّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 420، والتاريخ لابن معين 2/ 329، 330، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 509 رقم 1190، وطبقات خليفة 274، والتاريخ الكبير 5/ 188 رقم 591، والجرح والتعديل 5/ 156 رقم 717، والثقات لابن حبّان 7/ 58، والمعرفة والتاريخ 3/ 55، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 739، والكاشف 2/ 114 رقم 3006، والوافي بالوفيات 17/ 427 رقم 367، وتهذيب التهذيب 6/ 20 رقم 26، وتقريب التهذيب 1/ 448 رقم 616، وخلاصة تذهيب التهذيب 213. [2] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 509 رقم 1190. [3] في التاريخ لابن معين 2/ 329. [4] ووثّقه أبو حاتم، وابن حبّان، والفسوي. [5] انظر عن (سعدان بن يحيى اللخميّ) في: التاريخ الكبير 4/ 196 رقم 2473، والجرح والتعديل 4/ 289، 290 رقم 1250، والثقات لابن حبّان 6/ 431 وفيه (سعدان بن نصر بن يحيى بن صالح) ، ورجال صحيح البخاري 1/ 335، 336 رقم 471، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 205، والمعرفة والتاريخ 2/ 519، وميزان الاعتدال 2/ 119 رقم 1301 وفيه (سعدان بن يحيى الحلبي) ، والمغني في الضعفاء 1/ 253 رقم 2331، والوافي بالوفيات 15/ 190 رقم 265، ولسان الميزان 3/ 15 رقم 54، وهدي الساري 406. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 167 وعنه: هشام بن عمار، وعلي بن حجر، وسليمان ابن بنت شرحبيل. قال أبو حاتم [1] : محلّه الصّدق. وقال الدار الدّارقطنيّ: ليس بذاك. 131- سعيد بن خثيم، أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلالِيُّ الْكُوفِيّ [2]- ت. ن. - عَنْ: أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَحَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ رُشْدِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [3] . وَقَالَ الأَزْدِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ [5] . 132- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الزُّبَيْدِيُّ، أَبُو عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ [6]- ق. -   [1] في الجرح والتعديل 4/ 289، 290. [2] انظر عن (سعيد بن خثيم الهلالي) في: معرفة الرجال لأحمد 1/ 103 رقم 454، والعلل لأحمد 1/ 350، والتاريخ الكبير 3/ 470 رقم 1563، وتاريخ الثقات للعجلي 183 رقم 541، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 105، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 119، والجرح والتعديل 4/ 17 رقم 67، والثقات لابن حبّان 6/ 359، والكامل في الضعفاء 3/ 1244، 1245، وتهذيب الكمال 10/ 413- 416 رقم 2262، وميزان الاعتدال 2/ 133 رقم 3162، والكاشف 1/ 284 رقم 1896، والمغني في الضعفاء 1/ 257 رقم 2373، وتهذيب التهذيب 4/ 22، 23 رقم 32، وتقريب التهذيب 1/ 294 رقم 152، وخلاصة تذهيب التهذيب 137. [3] في معرفة الرجال 1/ 103، والجرح والتعديل 4/ 17. [4] في الكامل في الضعفاء 3/ 244، و 1245. [5] ووثّقه العجليّ، وأبو زرعة، وابن حبّان. [6] انظر عن (سعيد بن عبد الجبار الزبيدي) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 58 رقم 69، والتاريخ الكبير 3/ 495 رقم 1653، والتاريخ الصغير 192، والضعفاء الصغير 261 رقم 137، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 266، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 110، 111 رقم 585، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 74، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 28، والجرح والتعديل 4/ 43، 44 رقم 186، والكامل في الضعفاء 3/ 1222، 1223، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 102 رقم 273، والثقات لابن حبّان 6/ 365، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 37، وتهذيب الكمال 10/ 522، 523، وميزان الجزء: 12 ¦ الصفحة: 168 عَنْ: وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، وَرَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو [1] ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَابْنُ شَابُورَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ. قَالَ قُتَيْبَةُ: رَأَيْتُهُ بِالْبَصْرَةِ، وَكَانَ جَرِيرٌ يُكَذِّبُهُ [2] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] ، وَغَيْرُهُ [4] : ضَعِيفٌ. 133- سَعِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، أَبُو عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ [5] . مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ. عَنْ: عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَابْنِ عَوْنٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو النَّضرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَادِيسِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عُبَادَةَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وقال الْحَسَنُ بْنُ سَلَمَةَ: ثِقَةٌ، سَمِعْتُ مِنْهُ. 134- سُفْيَانُ بن حبيب البصريّ البزّاز [7] .   [ () ] الاعتدال 2/ 147 رقم 3223، والكاشف 1/ 289 رقم 1934، والمغني في الضعفاء 1/ 262 رقم 2420، وتهذيب التهذيب 4/ 53 رقم 87، وتقريب التهذيب 1/ 299 رقم 203، وخلاصة تذهيب التهذيب 140. [1] في الأصل «عمير» . [2] التاريخ الكبير 3/ 495، والتاريخ الصغير 192، والضعفاء الصغير 261. [3] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 266. [4] ضعّفه العقيلي، وابن معين، وأبو حاتم، وابن عديّ، والدار الدّارقطنيّ، ولكن ابن حبّان وثّقه. [5] انظر عن (سعيد بن الفضل القرشي) في: التاريخ الكبير 3/ 507 رقم 1685، والجرح والتعديل 4/ 55 رقم 242، والثقات لابن حبّان 6/ 370، وميزان الاعتدال 2/ 154 رقم 3255، والمغني في الضعفاء 1/ 265 رقم 2442. [6] في الجرح والتعديل 4/ 55. [7] انظر عن (سفيان بن حبيب البصري) في: الطبقات الكبرى 7/ 291 (دون ترجمة) ، والعلل لابن المديني 75، وطبقات خليفة 225، وتاريخ خليفة 456، ومعرفة الرجال لابن معين 2/ 208 رقم 692، والتاريخ الكبير 4/ 90 رقم 2068، والتاريخ الصغير 199 و 202، والمعرفة والتاريخ 1/ 514 و 2/ 134 و 139 الجزء: 12 ¦ الصفحة: 169 عن: عاصم الأحول، وخالد الحذّاء، وسليمان التّيميّ، وَحَجَّاجٍ الصَّوَّافِ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَالْفَلاسُ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ. قَالَ صَاعِقَةٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ وَعُنِيَ بِهِ وَحَفِظَهُ وَأَقَامَ عَلَيْهِ وَلَمْ يَزِلَّ فِيهَ إِلا ثَلاثَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، هَؤُلاءِ لَمْ يَدَعُوهُ وَلَمْ يَشْتَغِلُوا عَنْهُ إِلَى أَنْ حَدَّثُوا [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : ثِقَةٌ، أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ سَنَةَ ستّ [4] . 135- سفيان بن موسى البصريّ [5] .   [ () ] و 242 و 3/ 32، والجرح والتعديل 4/ 228، 229 رقم 979، والثقات لابن حبّان 6/ 405، وتهذيب الكمال 11/ 137- 139 رقم 2398، والعبر 1/ 293، والكاشف 1/ 300 رقم 2008، وسير أعلام النبلاء 8/ 10 رقم 95، وتهذيب التهذيب 4/ 107 رقم 189، وتقريب التهذيب 1/ 310 رقم 302، وخلاصة تذهيب التهذيب 145، وشذرات الذهب 1/ 309. [1] معرفة الرجال لابن معين 2/ 208 رقم 292. [2] في الجرح والتعديل 4/ 229. [3] في الطبقات 225، والتاريخ 456، 457. [4] قال البخاري في التاريخ الكبير 4/ 90: مات قبل خالد بن الحارث، ومات خالد بن الحارث سنة ست وثمانين ومائة، وقال نصر بن علي: أظنّه مات سنة اثنتين وثمانين. [5] انظر عن (سفيان بن موسى البصري) في: الجرح والتعديل 4/ 229 رقم 981، والثقات لابن حبّان 8/ 288، ورجال صحيح مسلم 1/ 288 رقم 618، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وتهذيب الكمال 11/ 197، 198 رقم 2415، وسير أعلام النبلاء 8/ 310، 311 رقم 96، وميزان الاعتدال 2/ 172 رقم 3331، والكاشف 1/ 302 رقم 2022، والمغني في الضعفاء 1/ 269 رقم 2488، وتهذيب التهذيب 4/ 122 رقم 207، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 320، وخلاصة تذهيب التهذيب 146. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 170 عَنْ: أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَغَيْرِهِ، وَعَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ. وَعَنْهُ: الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، وَالْفَلاسُ، وَالْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وُثِّقَ. أَوْرَدَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «تَارِيخِ الثِّقَاتِ» [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَجْهُولٌ. 136- سَلَمَةُ بْنُ بِشْرِ بْنِ صَيْفِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ [3] . وَهُوَ سَلَمَةُ بْنُ صَيْفِيٍّ. رَوَى عَنْ: ابْنِهِ وَاثِلَةَ [4] ، وَحُجْرِ بْنِ الْحَارِثِ الْغَسَّانِيِّ، وجماعة. وعنه: محمد بن يوسف الفريابي، وسليمان ابن بنت شرحبيل، وداود ابن رشيد، وعبد الرحمن بن نافع درخت. له في السنن حديث [5] . 137- سلمة بن رجاء، أو عبد الرحمن التميميّ الكوفيّ [6] . - خ. ت. ق. -   [1] ج 8/ 288. [2] في الجرح والتعديل 4/ 229. [3] انظر عن (سلمة بن بشر الدمشقيّ) في: التاريخ الكبير 4/ 83 رقم 2039 و (سلمة بن بشير الدمشقيّ) رقم 2040، والجرح والتعديل 4/ 157 رقم 690 و 691،. والثقات لابن حبّان 8/ 286 و 6/ 400، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 216، وتهذيب الكمال 11/ 266- 268 رقم 2446، والكاشف 1/ 305 رقم 2045، وميزان الاعتدال 2/ 188 رقم 3387، وتهذيب التهذيب 4/ 142 رقم 242، وتقريب التهذيب 1/ 315 رقم 355، وخلاصة تذهيب التهذيب 147. [4] هي خصيلة بنت واثلة بن الأسقع، ويقال: فسيلة. [5] رواه عن خصيلة بنت واثلة بن الأسقع أنها سمعت أباها يقول: قلت: يا رسول الله، ما المعصية؟ قال: «أن تعين قومك على الظلم» . أخرجه أبو داود في الأدب (5119) باب في العصبية، والطبراني في المعجم الكبير 22/ 98. [6] انظر عن (سلمة بن رجاء التميمي) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 171 عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعْدٍ الْبَقَّالِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَعُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْجُرَشِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ [3] . 138- سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الأَحْمَرُ [4] . حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وأبي إسحاق.   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 224، والتاريخ الكبير 4/ 83 رقم 2042، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 242، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 149، 150 رقم 649، وتاريخ الطبري 8/ 141 و 143، والجرح والتعديل 4/ 160 رقم 705، والثقات لابن حبّان 8/ 286 و 287، والكامل في الضعفاء 3/ 1178، 1179، ورجال صحيح البخاري 1/ 322 رقم 449، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 192، والكامل في التاريخ 6/ 56 و 58، وتهذيب الكمال 11/ 279- 281 رقم 2451، والكاشف 1/ 305، 306 رقم 2049، وميزان الاعتدال 2/ 189، 190 رقم 3395، والمغني في الضعفاء 1/ 275 رقم 2524، وتهذيب التهذيب 4/ 144، 145 رقم 248، وتقريب التهذيب 1/ 316 رقم 361، وهدي الساري 407، وخلاصة تذهيب التهذيب 148. [1] الجرح والتعديل 4/ 160. [2] في الجرح والتعديل 4/ 160. [3] وقال ابن معين: ليس بشيء، وضعّفه العقيلي، وقال ابن عديّ: أحاديثه أفراد وغرائب. ويحدّث عن قوم بأحاديث لا يتابع عليه. وكرّر ذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (سلمة بن صالح الأحمر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 383، والتاريخ لابن معين 2/ 225، ومعرفة الرجال له 1/ 55 رقم 50، وتاريخ خليفة 451، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 53، 54 رقم 1532 و 2/ 528 رقم 3486، والتاريخ الكبير 4/ 84، 85 رقم 2049، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 147، 148 رقم 645، وتاريخ اليعقوبي 2/ 403 و 431، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 59 رقم 53، والمجروحين والضعفاء والمتروكين لابن حبّان 1/ 338، 339، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 96 رقم 243، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 312 و 322، والجرح والتعديل 4/ 165 رقم 726، والكامل في الضعفاء 3/ 1177، 1178، وتاريخ بغداد 9/ 130- 134 رقم 4748، وميزان الاعتدال 2/ 190، 191 رقم 3404، والمغني في الضعفاء 1/ 275 رقم 2540، ولسان الميزان 3/ 69، 70 رقم 260. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 172 وَعَنْهُ: بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ، وَغَيْرُهُمْ. ولي قضاء واسط، وهو جعفيّ كوفيّ، يُكَنَّى: أَبَا إِسْحَاقَ. قَالَ أَحْمَدُ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وقال أبو داود وغيره: متروك الحديث [2] . ومن بلاياه عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَمُوا فِي الْمُوَرَّدِ [3] . مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَيُقَالُ: سَنَةَ ثَمَانٍ [4] . 139- أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ الأزديّ الكوفيّ. الأحمر الحافظ [5] .   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 54 و 528 رقم 3486. [2] قال ابن معين: ليس بشيء، وليس بثقة، وقال البخاريّ: غلّطوه في حمّاد بن أبي سليمان، وذكره العقيلي في الضعفاء، وضعّفه الجوزجاني، وقال ابن حبان: كان ممن يروي عَنِ الأثبات الأشياء الموضوعات لا يحلّ ذكر أحاديثه ولا كتابتها إلّا على جهة التعجب. وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين، وذكر له ابن عديّ أحاديث وقال: ولسلمة أحاديث حسان غير ما ذكرته. وقرأ علينا جعفر بن أحمد بن محمد بن الصّبّاح، عن جدّه محمد بن الصباح، عن سلمة الأحمر، نسخة طويلة عن مشايخه، وهو حسن الحديث، ولم أر له متنا منكرا إنما أرى ربّما يهمّ في بعض الأسانيد. وقال السوسي: ليس بشيء، وقال ابن المديني: كان يروي عن حمّاد بن أبي سليمان فيقلبها ولا يضبطها، وضعّفه. [3] روى أحمد: حدّثني أبي، عن أبي عمران الوركاني قال: مررت بهشيم فقلت: يا أبا معاوية، أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم أحرموا في المورّد. فقال هشيم: هذا حديث الكذّابين. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 53، 54 رقم 1532) ، والضعفاء الكبير 2/ 148، والكامل في الضعفاء 3/ 1177، وتاريخ بغداد 9/ 132. [4] تاريخ بغداد 9/ 133، 134. [5] انظر عن (سليمان بن حيّان الأزدي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 391، والتاريخ لابن معين 2/ 229، ومعرفة الرجال له 1/ 85 رقم 291 و 1/ 96 رقم 387، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 497 رقم 6134، وطبقات خليفة 172، وتاريخ خليفة 458، وتاريخ الدارميّ، رقم 410 و 545 و 546 و 941، والتاريخ الكبير 4/ 8 رقم 1780، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 32، وتاريخ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 173 مَوْلِدُهُ بِجُرْجَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ [1] . وَرَوَى عَنْ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْحَضْرَمِيُّ سَجَّادَةٌ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الضَّبِّيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْمُرَادِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْبِيكَنْدِيُّ، وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، وَحُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [2] : كَانَ ثقة يؤاجر نفسه من التجّار.   [ () ] الثقات للعجلي 201 رقم 607، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 276 و 727 و 2/ 187 و 713 و 871 و 3/ 142 و 143 و 219 و 226، وتاريخ واسط لبحشل 144، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 162، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 124، 125 رقم 604، والجامع الصحيح للترمذي 3/ 166، وتاريخ الطبري 1/ 96 و 155 و 296 و 446، والجرح والتعديل 4/ 106، 107 رقم 477، والثقات لابن حبّان 6/ 395، ومشاهير علماء الأمصار، له 171 رقم 1361، والكامل في الضعفاء 3/ 1129- 1131، والثقات لابن شاهين، رقم 460، والسنن للدار للدّارقطنيّ 2/ 157، وتاريخ جرجان 216، 217 رقم 339، ورجال صحيح البخاري 1/ 313، 314 رقم 436، ورجال صحيح مسلم 1/ 267 رقم 574، وحلية الأولياء 10/ 142 رقم 500، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 173 ب، وتاريخ بغداد 9/ 21- 24 رقم 4615، والسابق واللاحق 215، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 181، والأنساب 1/ 144، وتهذيب الكمال 11/ 394- 398 رقم 2504، وميزان الاعتدال 2/ 200 رقم 3443، والكاشف 1/ 312، 313 رقم 2100، والمغني في الضعفاء 1/ 278 رقم 2572، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 660، وسير أعلام النبلاء 9/ 19- 21 رقم 50، والعبر 1/ 303، وتذكرة الحفاظ 1/ 272، وتهذيب التهذيب 4/ 181، 182 رقم 313، وتقريب التهذيب 1/ 323 رقم 425، وهدي الساري 407، وطبقات الحفاظ للسيوطي 116، وخلاصة تذهيب التهذيب 151، وشذرات الذهب 1/ 325. وأقول: ذكر الصديق الدكتور بشار عوّاد معروف في مصادر ترجمته: المعجم المشتمل، لابن عساكر، وهو غلط، فالمترجم هناك هو: سليمان بن حيّان أو إسماعيل بن حيان بن واقد، أبو إسحاق الثقفي الواسطي (رقم 390) ، كما أن المعجم المشتمل لا يترجم إلّا للمتوفين في القرن الثالث الهجريّ. (انظر حاشية رقم 1 من تهذيب الكمال 11/ 394 بتحقيقه) . [1] تاريخ جرجان 216. [2] في تاريخ الثقات، رقم 607. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 174 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَدُوقٌ. وَوَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَابْنُ عَدِيٍّ [3] : صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِحُجَّةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سُئِلَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ فَقَالَ: ابْنُ نُمَيْرٍ رَجُلٌ صَالِحٌ [4] . وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَكَانَ قَدْ نَزَلَ عِنْدَ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، قَالَ حَجَّاجٌ: كَانَ أَبُو خَالِدٍ يَأْخُذُ كِتَابِي، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ يَقْرَأُهَا عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ [5] . وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ثِقَةٌ. وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. قُلْتُ: أَبُو خَالِدٍ مُحْتَجٌّ بِهِ فِي الْكُتُبِ، وَلَكِنْ مَا هُوَ فِي الثَّبْتِ مِثْلَ يَحْيَى الْقَطَّانِ. وَلَهُ هَفْوَةٌ فِي شَيْبَتِهِ، خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ [6] . مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [7] . وَكَانَ مَذْكُورًا بِالْخَيْرِ وَالدِّينِ. 140- سليمان بن سالم، أبو داود القرشيّ [8] .   [1] في الجرح والتعديل 4/ 106. [2] قال في تاريخه: في حديث أبي خالد الأحمر، حديث ابن عجلان، إذا قرأ فأنصتوا. قال: ليس بشيء، ولم يثبّته، ووهّنه. وقال في معرفة الرجال: ليس به بأس، ثقة، ثقة (1/ 96 رقم 287) . [3] في الكامل في الضعفاء 3/ 1129. [4] تاريخ بغداد 9/ 22، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 124. [5] الضعفاء الكبير 2/ 124. [6] تاريخ بغداد 9/ 22. [7] تاريخ بغداد 9/ 24، تاريخ جرجان 217، وقيل مات سنة 190 هـ. [8] انظر عن (سليمان بن سالم القرشي) في: التاريخ الكبير 4/ 180 رقم 1817، والتاريخ الصغير 193، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 35، والجرح والتعديل 4/ 120 رقم 521، والثقات لابن حبّان 6/ 389، والكامل في الضعفاء 3/ 1119، 1120، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 186 أ، ومينا الجزء: 12 ¦ الصفحة: 175 مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ الْقَطَّانُ. شَيْخٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. رَوَى عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَوْفِيِّ. وعنه: يعقوب بن كاسب، وأبو مصعب، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر. قال ابن عدي [1] : ما أرى بمقدار ما روى بأسا. وقال أبو حاتم [2] : شيخ. وقال البخاري [3] : أتى بخبر لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. 141- سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ ثَوْرٍ، أَبُو الرَّبِيعِ الدِّمَشْقِيُّ الدَّارَانِيُّ [4] . عَنْ: يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ. وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ الْفَرَادِيسِيُّ، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بشيء [5] .   [ () ] الاعتدال 2/ 208 رقم 3467، والمغني في الضعفاء 1/ 280 رقم 2588. [1] في الكامل في الضعفاء 3/ 1120. [2] في الجرح والتعديل 4/ 120. [3] في التاريخ الصغير 193. [4] انظر عن (سليمان بن عتبة بن ثور) في: التاريخ الكبير 4/ 30 رقم 1864، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 37، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 177، وتاريخ أبي زرعة 1/ 289 و 382، والجرح والتعديل 4/ 134 رقم 584، والثقات لابن حبّان 6/ 387 و 8/ 374، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 194 أ، وتهذيب الكمال 12/ 37- 40 رقم 2548، وميزان الاعتدال 2/ 214 رقم 3491، والمغني في الضعفاء 1/ 281 رقم 2605، والكاشف 1/ 318 رقم 2136، وتهذيب التهذيب 4/ 210 رقم 358، وتقريب التهذيب 1/ 328 رقم 471، وخلاصة تذهيب التهذيب 153. [5] الجرح والتعديل 4/ 134، وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: لا أعرفه. وقال أبو الجزء: 12 ¦ الصفحة: 176 مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [1] . 142- سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّا الْمَدَنِيُّ [2] . عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هَرِمٍ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي أويس، وغيرهم [3] . 143- سليمان بْنُ عَمْرٍو. هُوَ أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ، يَأْتِي. 144- سُلَيْمَانُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْمُعَلَّى الْخُزَاعِيُّ [4] . وَيُقَالُ الْعِجْلِيُّ، الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. رَوَى عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ أَشْوَعَ، وأبيه مسلم. وعنه: أبو سلمة التبوذكي، والقواريري، وأحمد بن عبدة، وأبو حفص الفلّاس.   [ () ] حاتم: ليس به بأس، وهو محمود عند الدمشقيين. ووثّقه أبو مسهر (تاريخ أبي زرعة 1/ 289 رقم 486 و 1/ 382 رقم 843) ، وذكره ابن حبّان في الثقات. [1] تاريخ أبي زرعة 1/ 289. [2] انظر عن (سليمان بن داود بن قيس) في: التاريخ الكبير 4/ 11 رقم 1795، والجرح والتعديل 4/ 111 رقم 489، والثقات لابن حبّان 8/ 275، وميزان الاعتدال 2/ 206 رقم 3454، ولسان الميزان 3/ 89 رقم 297 وفيه (الفزاري) . [3] قال أبو حاتم: لا أفهمه كما ينبغي. وقال الأزدي: تكلّم فيه. وقال ابن حجر: وقد خلط المؤلّف (أي الذهبي) ترجمته بترجمة أبيه. قال ابن حبّان في «الثقات» في الطبقة الرابعة: يروي عن أبيه، عن يحيى بن سعيد، وزيد بن أسلم. روى عنه المسيّبي. فهذا يدلّ على أنه لا يروي عن يحيى وطبقته إلا بوساطة أبيه، وأما ابن وهب، وابن أبي أويس فإنّهما يرويان عن أبيه، والله أعلم. (لسان 3/ 89) . [4] انظر عن (سليمان بن مسلم الخزاعي) في: التاريخ الكبير 4/ 37 رقم 1884، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 106، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 139 رقم 630، والجرح والتعديل 4/ 142، 143 رقم 618، والثقات لابن حبّان 6/ 393، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 124. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 177 قال أبو حاتم [1] : ما كان به بأسا [2] . 145- سليم بن عامر الحنفي [3] . مولاهم الكوفي أبو عيسى المقرئ المجود، صاحب حَمْزَةَ وَبَقِيَّةَ الْحُذَّاقِ. فَإِنَّهُ جَوَّدَ عَلَى حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَشْرَ خَتْمَاتٍ. وكان الكسائيّ يهابه ويتأدّب معه.   [1] لم يتعرّض أبو حاتم إليه بجرح أو تعديل. (4/ 143) . [2] اقتصر البخاري في ترجمته على «العجليّ» ، فقال: حدّثني عمرو بن علي، حدّثني سليمان بن مسلم أبو المعلّى العجليّ أخو هارون رأى الشعبي وابن أشوع يقضيان. - زاد الدولابي في «الكنى والأسماء» : في المسجد. وقال محقّق «الجرح والتعديل» (حاشية 5- ص 142 ج 4) : والعجليّ والخزاعي لا يجتمعان في حلق النسب. وزاد في «الثقات» ثالثة، وقع في النسخة (سليمان بن مسلم النخعي) كذا. ويأتي في باب مسلم (مسلم العجليّ) وفي الترجمة ما يظهر منه مخالفة لما هنا والتباس شديد. وفي باب مسلم ذكر ابن أبي حاتم اثنين في الجرح والتعديل 8/ 200، 201 رقم 881: مسلم العجليّ: روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسمرة بن جندب. روى عنه ابنه هارون بن مسلم صاحب الحنّاء. سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: قلت لأبي الظفر عبد السلام بن مطهر: مسلم العجليّ لقي عليّا رضي الله عنه؟ قال: كذا يقولون. قال أبو محمد: كان البخاري جعلهما اسمين مسلم العجليّ عن عليّ على حدة، ومسلم العجليّ عن سمرة على حدة، فقال أبي: هما واحد، وجعل رواية أحدهما عن سليمان، فقال أبي: هو هارون بن مسلم. (انتهى) . أقول: وقد تقدّم في باب سليمان: سليمان بن مسلم أبو المعلّى الخزاعي، العجليّ.. وهو أخو هارون. ثم ذكر ابن أبي حاتم ترجمة ثانية 4/ 202 رقم 887 باسم مسلم الخزاعي، روى عن زياد. روى عنه ابنه سليمان. سمعت أبي يقول ذلك. [3] انظر عن سليم بن عامر الحنفي) في: العلل ومعرفة الرجال 2/ 347 رقم 2536 و 3/ 121 رقم 4508،. والتاريخ الكبير 4/ 127 رقم 2198، والجرح والتعديل 4/ 215 رقم 933، ومعرفة القراء الكبار 1/ 138- 140 رقم 51، وميزان الاعتدال 2/ 231 رقم 3540، والمغني في الضعفاء 1/ 285 رقم 2641، وغاية النهاية 1/ 318، 319 رقم 1397، والوافي بالوفيات 15/ 335 رقم 477. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 178 انْتَصَبَ لِلإِقْرَاءِ مُدَّةً، فَقَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَخَلادُ بْنُ خَالِدٍ الصَّيْرَفِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ زَرْبَى، وَأَحْمَدُ بْنُ جُبَيْرٍ الأَنْطَاكِيُّ، وَتُرْكٌ الْحَذَّاءُ، وَطَائِفَةٌ. وَحَدَّثَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَحَمْزَةَ. وَرَوَى عَنْهُ: ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ رَاتِبُ اللَّيْثِ، وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي «تَارِيخِ طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ» [1] . قَالَ خَلِيفَةُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [2] . 146- سِنَانُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيّ [3]- ت. - أَخُو سَيْفٍ. عَنْ: حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَطَبَقَتِهِمَا. وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ معين [4] : صالح.   [1] ج 1/ 138- 140 رقم 51 (سليم بن عيسى بن سليم) . [2] وقيل سنة 189 وقيل سنة 200 عن سبعين سنة وستة أشهر. (غاية النهاية 1/ 319) . [3] انظر عن (سنان بن هارون البرجمي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 387، والتاريخ لابن معين 2/ 240، ومعرفة الرجال له 1/ 70 رقم 166، والعلل ومعرفة الرجال 3/ 16، 17 رقم 3948، والتاريخ الكبير 4/ 166، 167 رقم 2348، وتاريخ الثقات للعجلي 208 رقم 628، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 171 رقم 688، والجرح والتعديل 4/ 253 رقم 1097، وعلل الحديث، رقم 1252، والمجروحين لابن حبّان 1/ 354، والكامل في الضعفاء 3/ 1276، وكشف الأستار، رقم 1980، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 104 رقم 282 وفيه (سيف بن هارون) وهو غلط، والأنساب للسمعاني 2/ 129، وتهذيب الكمال 12/ 155- 157 رقم 2598، وميزان الاعتدال 2/ 235 رقم 3562، والمغني في الضعفاء 1/ 287 رقم 2657، والكاشف 1/ 324 رقم 2180، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 429، 430، وتهذيب التهذيب 4/ 243 رقم 417، وتقريب التهذيب 1/ 334 رقم 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 156. [4] قال في تاريخه 2/ 240: «سنان أخوه أحسنهما حالا» . (أخوه: يوسف) . وقال في معرفة الرجال 1/ 70 رقم 166: ضعيف. أما قوله عن سنان: صالح، فهو في: الجرح والتعديل 4/ 253. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 179 وقال مرة: ليس بشيء [1] . وقال أبو حاتم [2] : شَيْخٌ. 147- سَهْلُ بْنُ أَسْلَمَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيّ [3]- ت. - عَنِ: الْحَسَنِ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ، وَالصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ثِقَةٌ [5] . وَقَدْ سَمِعَ سَهْلُ بِإِفْرِيقِيَا مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عَنْ أنس حديثا خرّجه التّرمذيّ [6] .   [1] العلل ومعرفة الرجال 3/ 16، 17 رقم 3948 وفيه: سألت يحيى عن سنان بن هارون وسيف بن هارون فقال: سنان بن هارون أوثق من سيف وهو فوقه، فقلت: إنّ سيفا حدّث عن التيميّ، عن أبي عثمان، عن سلمان، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القرى، فقال: ليس بشيء سيف. [2] في الجرح والتعديل 4/ 253. [3] انظر عن (سهل بن أسلم العدوي) في: التاريخ الكبير 4/ 102 رقم 2109، وتاريخ واسط 188، والجرح والتعديل 4/ 193، 194 رقم 834، والثقات لابن حبان 8/ 291، والكاشف 1/ 324 رقم 2183، وتهذيب الكمال 12/ 168- 171 رقم 2603، وتهذيب التهذيب 4/ 246 رقم 421، وتقريب التهذيب 1/ 335 رقم 546، وخلاصة تذهيب التهذيب 157. [4] في الجرح والتعديل 4/ 194. [5] الجرح والتعديل 4/ 194. [6] في الزهد (2371) باب معيشة أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قال سهل بن أسلم العدوي: حدّثنا يزيد بن أبي منصور، عن أنس بن مالك، قال: رأى أبو طلحة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عاصبا بطنه بحجر من الجوع، فقال: يا أمّ سليم، إني رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عاصبا بطنه بحجر من الجوع، فاتّخذي له طعاما. فاتّخذت قرصا مثل القطاة، فدعا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم القرص، ثم أتته أم سليم بعكّة فعصر منها مثل النواة من السمن فأدم بها القرص ثم دعا فيه بالبركة، ثم قال: ادع أهل المسجد. فدعاهم، فأكل من ذلك القرص سبعون رجلا، ثم أكل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن في البيت، ثم بعث إلى أزواجه من ذلك وبقي أكثر مما كان. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 180 148- سِيبَوَيْهِ. شَيْخُ الْعَرَبِيَّةِ. فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، وَقَدْ مَرَّ. 149- سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ الْكُوفِيُّ [1]- ت. - أَخُو عَمَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ. عَنْ: مَنْصُورٍ، وَلَيْثٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالأَعْمَشِ، وَخَالِهِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ. وَسَكَنَ بَغْدَادَ. وَرَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، وَمَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : كَذَّابٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ [3] : كَانَ يضع الحديث، لا يكتب حديثه.   [1] انظر عن (سيف بن محمد الثوري) في: التاريخ لابن معين 2/ 246، وتاريخ الدارميّ، رقم 367، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 245 رقم 326 و 2/ 370 رقم 2644، والتاريخ الكبير 4/ 172 رقم 2380، والتاريخ الصغير 193، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 255، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 87 رقم 121، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 39، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 294 رقم 3118، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 172، 173 رقم 690، والجرح والتعديل 4/ 277 رقم 1193، والعلل، رقم 1733، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 346، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1267- 1271، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 103 رقم 281، وتاريخ بغداد 9/ 226، 227 رقم 4801، وتهذيب الكمال 12/ 328- 332 رقم 2678، والكاشف 1/ 333 رقم 2246، والمغني في الضعفاء 1/ 292 رقم 2718، وميزان الاعتدال 2/ 256، 257 رقم 3639، والكشف الحثيث 205 رقم 336، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 217، وتهذيب التهذيب 4/ 296، 297 رقم 508، تقريب التهذيب 1/ 344 رقم 635، وخلاصة تذهيب التهذيب 161. [2] في تاريخه 2/ 246: ليس بثقة، وضعيف، وليس بشيء، أما قوله عن سيف: كذّاب، فهو في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 370 رقم 2644، والجرح والتعديل 4/ 277. [3] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 245 رقم 326. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 181 وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. الحسين بن الحسن المروزيّ، نا سيف بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ بِالْبَوَارِيجِ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا نَظَرَ إِلَى قَنْطَرَةِ الصَّرَاةِ، فَرَكَضَ دَابَّتَهُ، فَرَكَضْتُ عَلَى أَثَرِهِ وَقُلْتُ: لِأَيِّ شَيْءٍ رَكَضْتَ؟ قَالَ: هَذَا الْمَكَانُ [الَّذِي] [2] يُخْسَفُ بِهِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تُبْنَى مَدِينَةٌ يَجْتَمِعُ فِيهَا جَبَابِرَةُ أَهْلِ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِهَا» . الْحَدِيثَ [3] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [4] : لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ [5] . 150- سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ. مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ هُوَ، لَكِنَّهُ قد ذكر.   [1] في تاريخه 2/ 246. [2] ساقطة من الأصل، والإضافة من ضعفاء العقيلي. [3] أكمله العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 172: «فلهي في الأرض أشدّ ذهابا من السكة توتد في الأرض» . [4] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 370 رقم 2644، وانظر الحديث بلفظ مختلف في: الموضوعات لابن الجوزي، والمجروحين لابن حبّان 1/ 364، والكامل لابن عديّ 3/ 1268. [5] قال البخاريّ: ذكر حديثا في دجلة وصراة لا يتابع عليه، وهو أخو عمّار بن محمد، ضعّفه أحمد. (التاريخ الكبير، والصغير) ، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، متروك، وقال الجوزجاني: سيف وعمّار ابنا أخت سفيان الثوري، ليسا بالقويّين في الحديث ولا قريبا. وقال يعقوب بن سفيان الفسوي في باب من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعّفونهم، منهم سيف بن محمد بن أخت سفيان. وقال ابن حبّان: كان شيخا صالحا متعبّدا، إلّا أنه يأتي عن المشاهير بالمناكير، كان ممّن يدخل عليه فيجيب، إذا سمع المرء حديثه شهد عليه بالوضع. وذكر ابن عديّ عدّة أحاديث له وقال: ولسيف أحاديث غير ما ذكرت يشبه بعضها بعضا عن الثوري وغيره، وعن كل من روى عنه سيف فإنه يأتي عنه بما لا يتابعه عليه أحد وهو بيّن الضعف جدا. وضعّفه الدارقطنيّ. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 182 [حرف الشين] 151- شبيب بن سعيد الحبطيّ [1]- خ. ن. - أبو سعيد البصريّ. عَنْ: أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَشُعْبَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ بِشْرٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : كَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ يُونُسَ، وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: قَدِمَ مِصْرَ لِلتِّجَارَةِ [3] . تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ غَرَائِبُ [4] .   [1] انظر عن (شبيب بن سعيد الحبطي) في: التاريخ الكبير 4/ 233 رقم 2628، والمعرفة والتاريخ 1/ 434 و 629، والجرح والتعديل 4/ 359 رقم 1572، والثقات لابن حبّان 8/ 310، والكامل في الضعفاء 4/ 1346، 1347، ورجال صحيح البخاري 1/ 349، 350 رقم 495 وفيه (شبيب بن سعد) وهو تحريف، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 167، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 212، والأنساب 4/ 48، 49، وتهذيب الكمال 12/ 360- 362 رقم 2690، وميزان الاعتدال 2/ 262 رقم 3658، والمغني في الضعفاء 1/ 295 رقم 2736 وفيه (شبيب بن سعد) ، والكاشف 2/ 4 رقم 2256، والوافي بالوفيات 16/ 103 رقم 117، وتهذيب التهذيب 4/ 306، 307 رقم 524، وتقريب التهذيب 1/ 346 رقم 12، وهدي الساري 409، وخلاصة تذهيب التهذيب 163. [2] في الجرح والتعديل 4/ 359 وزاد: لا بأس به. [3] الكامل في الضعفاء 4/ 1347. [4] وقال أبو زرعة: شبيب بن سعد لا بأس به، بصريّ كتب عنه ابن وهب بمصر. وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن المديني: ثقة كان يختلف في تجارة إلى مصر، وكتابه كتاب صحيح. وقال ابن عديّ: ولشبيب بن سعيد نسخة الزهري عنده، عن يونس، عن الزهري، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 183 152- شُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ [1] . أَبُو نُعَيْمٍ الْمُقْرِئُ الْعَابِدُ، صاحب أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، وَلَهُ عَنْهُ رِوَايَةٌ مَشْهُورَةٌ رَوَاهَا عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ. وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ الأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الدُّورِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَهَارُونُ الْحَمَّالُ. وَثَّقَهُ أَبُو عُبَيْدٍ [2] . وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْهُ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ، وَأَيْنَ مِثْلَ شُجَاعٍ الْيَوْمَ [3] ؟ قُلْتُ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ. 153- شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الْقُرَشِيُّ [4] مَوْلاهُمُ الدِّمَشْقِيُّ الْحَنَفِيُّ- خ. م. د. ن. ق. -   [ (-) ] وهي أحاديث مستقيمة. وحدّث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير، وحدّثني روح بن القاسم الّذي أمليتهما يرويهما ابن وهب، عن شبيب بن سعيد، وكان شبيب إذا روى عنه ابنه أحمد بن شبيب نسخة يونس، عن الزهري إذ هي أحاديث مستقيمة ليس هو شبيب بن سعيد الّذي يحدّث عنه ابن وهب بالمناكير الّذي يرويها عنه، ولعلّ شبيب بمصر في تجارته إليها كتب عنه ابن وهب من حفظه فيغلط ويهمّ، وأرجو أن لا يتعمّد شبيب هذا الكذب. [1] انظر عن (شجاع بن أبي نصر البلخيّ) في: الجرح والتعديل 4/ 379، 380 رقم 1657، والثقات لابن حبّان 8/ 313، وتهذيب الكمال 12/ 381، 382 رقم 2701، وغاية النهاية 1/ 324 رقم 1416، وتهذيب التهذيب 4/ 313 رقم 535، وتقريب التهذيب 1/ 347 رقم 23، وخلاصة تذهيب التهذيب 163. [2] وقال: كان صدوقا مأمونا. (تهذيب الكمال 12/ 382) . [3] غاية النهاية 1/ 324. [4] انظر عن (شعيب بن إسحاق القرشي) في: الطبقات الكبرى 7/ 472، والتاريخ لابن معين 2/ 257، والعلل ومعرفة الرجال 2/ 477 رقم 3127، وتاريخ الدارميّ، رقم 423، وطبقات خليفة 316، والتاريخ الكبير 4/ 223 رقم 2583، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 180 و 2/ 641 و 788، وتاريخ أبي زرعة 1/ 362 و 452 و 470 و 2/ 705، والجرح والتعديل 4/ 341 رقم 1498، والثقات لابن حبّان 6/ 439، ومشاهير علماء الأمصار 186 رقم 1486، والثقات لابن شاهين، رقم 544، ورجال صحيح البخاري 1/ 348 رقم 492، ورجال صحيح مسلم 1/ 303 رقم- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 184 عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَبِي حَنِيفَةَ. وَكَانَ يَذْهَبُ فِي فُرُوعِ الْفِقْهِ مَذْهَبَ أَبِي حَنِيفَةَ. وَرَوَى عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَابْنِ جُرَيْجٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ رَاهَوَيْهِ، وَدَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَدُحَيْمٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الْجَوْبَرِيُّ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ [1] ، مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [2] ، وَلَهُ اثنتان وَسَبْعُونَ. وَهُوَ مَعْدُودٌ فِي كِبَارِ الْفُقَهَاءِ، وَلَمْ يَلْحَقْهُ وَلَدُهُ شُعَيْبُ بْنُ شُعَيْبٍ. 154- شُعَيْبُ بْنُ حَازِمٍ [3] . وُلِّيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، فَهَاجَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ الْمُضَرِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ، وقتل في الوقعة نحو الخمسمائة.   [654،) ] والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 210، ومعجم البلدان 2/ 146، وتاريخ بغداد 12/ 78، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 155، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 323، وتهذيب الكمال 12/ 501- 505 رقم 2742، وسير أعلام النبلاء 9/ 103 رقم 34، والكاشف 2/ 10، 11 رقم 2303، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 662، وشرح علل الترمذي لابن رجب 418، والوافي بالوفيات 16/ 159، 160 رقم 182، وتهذيب التهذيب 4/ 347، 348 رقم 583، وتقريب التهذيب 1/ 351 رقم 70، والجواهر المضيّة في طبقات الحنفية 2/ 250، 251 رقم 644، ورسالة أصحاب الفتيا، لابن حزم (مع جوامع السيرة) 332، وخلاصة تذهيب التهذيب 166، والطبقات السنيّة في تراجم الحنفية، رقم 971، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليفنا) 2/ 341، 342 رقم 674، ومناقب أبي حنيفة للكردري 507. [1] وثّقه ابن معين، وقال أحمد: ما أرى به بأسا ولكنه جالس أصحاب الرأي، كان جالس أبا حنيفة. ووثّقه أبو داود، وقال: وهو مرجئ، وأبو مسهر لم يصلّ عليه. ووثّقه ابن سعد، والنسائي، وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن حزم في باب الفقهاء بالشام، بعد الصحابة، في طبقة الأوزاعي، والوليد بن مسلم. وروى له الشيخان. وقال الوليد بن مسلم: رأيت الأوزاعيّ يقرّب شعيب بن إسحاق ويدنيه. [2] وقيل سنة 198 هـ. [3] انظر عن (شعيب بن حازم) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 162، وأمراء دمشق في الإسلام للصفدي 41 رقم 133 وص 122 رقم 70 وهو شعيب بن حازم بن خزيمة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 185 155- شُقْرَانُ بْنُ عَلِيٍّ [1] . الإِفْرِيقِيُّ الْمَغْرِبِيُّ، الْفَقِيهُ، الْفَرَضِيُّ، الْعَبْدُ الصَّالِحُ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: يُضْرَبُ بِعِبَادَتِهِ الْمَثَلُ بِالْمَغْرِبِ. مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.   [1] انظر عن (شقران بن عليّ) في: الكامل في التاريخ 6/ 174. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 186 [حرف الصَّادِ] 156- صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، أَبُو عُمَرَ الْوَاسِطِيُّ [1]- م. - نَزِيلُ حُلْوَانَ. عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأشجعيّ، ويزيد بن أبي زياد، وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَنَحْوِهِمْ. وَعَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَلُوَيْنٌ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ [2] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَارَ إِلَى الرَّيِّ، لا بَأْسَ بِهِ [3] . قِيلَ: تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [4] . 157- صَالِحُ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ المدنيّ [5] .   [1] انظر عن (صالح بن عمر الواسطي) في: العلل لأحمد 1/ 408، والتاريخ الكبير 4/ 287 رقم 2845، والتاريخ الصغير 203، وتاريخ واسط 141- 155، وتاريخ الثقات للعجلي 226 رقم 687، والجرح والتعديل 4/ 408، 409 رقم 1797، والثقات لابن حبّان 8/ 316، ومشاهير علماء الأمصار 178 رقم 1407، ورجال صحيح مسلم 1/ 314 رقم 680، والثقات لابن شاهين، رقم 569، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 222، وتهذيب الكمال 13/ 75- 77 رقم 2831، والكاشف 2/ 21 رقم 2378، وتهذيب التهذيب 4/ 398 رقم 679، وتقريب التهذيب 1/ 362 رقم 45، وخلاصة تذهيب التهذيب 171. [2] الجرح والتعديل 4/ 409. [3] الجرح والتعديل. [4] أو سنة 187 هـ. (الثقات لابن حبّان 8/ 316، رجال صحيح مسلم 1/ 314) . [5] انظر عن (صالح بن قدامة المدني) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 187 أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ. صَدُوقٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. وعنه: الحميدي، وإسحاق، ونعيم بن حماد، وأبوه مصعب. قال النسائي: ليس به بأس [1] . 158- صالح بن موسى بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيميّ الطَّلْحيّ الكوفيّ [2]- ت. ق. - عَنْ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَمَنْصُورٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَمِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَدَاوُدُ بْنُ عمرو الضّبّيّ، وطائفة.   [ () ] التاريخ الكبير 4/ 288 رقم 2847، والجرح والتعديل 4/ 410 رقم 1807، ومشاهير علماء الأمصار 141 رقم 1118، والثقات لابن حبّان 6/ 462، وتهذيب الكمال 13/ 77، 78 رقم 2832، وميزان الاعتدال 2/ 299 رقم 3820، والكاشف 2/ 21 رقم 2379، وتهذيب التهذيب 4/ 398 رقم 680، وتقريب التهذيب 1/ 362 رقم 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 171. [1] تهذيب الكمال 13/ 78، وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (صالح بن موسى بن إسحاق الطلحي) في: التاريخ لابن معين 2/ 266، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 91 رقم 1656، والتاريخ الكبير 4/ 291 رقم 2864، والتاريخ الصغير 193، والضعفاء الصغير 264 رقم 169، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 298، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 73 رقم 91 وص 89 رقم 127، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 203 رقم 730، والمعرفة والتاريخ 3/ 42، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 644 رقم 3739، وتاريخ أبي زرعة 1/ 476، والجرح والتعديل 4/ 415 رقم 1825، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 369، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1386- 1389، وسنن الدارقطنيّ 2/ 128 و 4/ 208، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 107 رقم 291، والأنساب للسمعاني 8/ 246، وأنساب القرشيّين 269، وتهذيب الكمال 13/ 95- 99 رقم 2841، والكاشف 2/ 22 رقم 2386، والمغني في الضعفاء 1/ 305 رقم 2845، وميزان الاعتدال 2/ 301، 302 رقم 3831، وسير أعلام النبلاء 8/ 161 رقم 25، وتهذيب التهذيب 4/ 404، 405 رقم 690، وتقريب التهذيب 1/ 363 رقم 57، وخلاصة تذهيب التهذيب 172. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 188 قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عليه أحد. وقال الجوزجانيّ [5] : ضَعِيفُ الْحَدِيثَ عَلَى حُسْنِهِ [6] . 159- الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ التّيميّ الْكُوفِيُّ [7]- ق. - نَزِيلُ الرَّيِّ. عَنْ: زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ، وَحُمَيْدِ الأَعْرَجِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَعَنْهُ: عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَاصِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَسَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، وَمُحَمَّدُ بن مقاتل، وموسى بن نصر الرازيّ.   [1] في التاريخ 2/ 266. [2] في الجرح والتعديل 4/ 415. [3] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 298. [4] في الكامل في الضعفاء 4/ 1388 وزاد: إمّا يكون غلطا في الإسناد أو متن يرويه بإسناد لا يرويه غيره، وهو عندي ممّن لا يتعمّد الكذب ولكن يشبّه عليه ويخطئ، وأكبر ما يلحقه في أحاديثه ما يرويه في جدّه طلحة من الفضائل فيما لا يتابعه أحد عليه. [5] في أحوال الرجال 73 رقم 91 وص 89 رقم 127. [6] وسئل أحمد عنه فقال: ما أدري، كأنه لم يرضه. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال العقيلي: لا يتابع عليه، ولا على غير شيء من حديثه. وقال ابن حبّان: عداده في أهل المدينة، روى عنه أهلها، كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج بها. وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء. [7] انظر عن (الصباح بن محارب) في: التاريخ الكبير 4/ 313 رقم 2959 (دون ترجمة) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 214 رقم 751، والجرح والتعديل 4/ 442، 443 رقم 1943، والثقات لابن حبّان 8/ 323، وسؤالات البرقاني للدارقطنيّ، رقم 229، ومعجم البلدان 2/ 549، وتهذيب الكمال 13/ 108، 109 رقم 2847، وميزان الاعتدال 2/ 305، 306 رقم 3847، والمغني في الضعفاء 1/ 306 رقم 2857، والكاشف 2/ رقم 2390، وتهذيب التهذيب 4/ 408 رقم 699، وتقريب التهذيب 1/ 364 رقم 66، وخلاصة تذهيب التهذيب 172. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 189 قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] صَدُوقٌ. وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو زُرْعَةَ [2] . وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ. أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْقَوَّاسِ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ حُضُورًا، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ، أَنَا ابْنُ طَلابٍ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٌ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الرَّازِيُّ بِبَغْدَادَ، نا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ، نا الصَّبَاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُهُ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ. فَإِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» [4] . وَقَدْ رَوَى الصَّبَّاحُ عَنْ حَمْزَةَ حُرُوفَهُ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى التَّيْمِيُّ. 160- صَدَقَةُ بْنُ بَشِيرٍ الْمَدَنِيُّ [5] . مَوْلَى الْعُمَرِيِّينَ. عَنْ: قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَحِيِّ، عن ابن عمر في الحمد [6] .   [1] في الجرح والتعديل 4/ 443. [2] الجرح والتعديل. [3] في الضعفاء الكبير 2/ 214. [4] أخرجه مسلم (2673) ، والترمذي (2790) ، وابن ماجة (52) ، والدارميّ (245) ، والطيالسي (102) ، وابن عبد البرّ في: جامع بيان فضل العلم 1/ 180 و 181 و 182 و 183، والشهاب القضاعي في مسندة 2/ 163، 164 رقم 1107، وابن جميع الصيداوي في: معجم الشيوخ (بتحقيقنا) 200 رقم 156، وابن حمزة الحسيني في: البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف 1/ 187. [5] انظر عن (صدقة بن بشير المدني) في: الجرح والتعديل 4/ 435، 436 رقم 1908، وتهذيب الكمال 13/ 127، 128 رقم 2860، والكاشف 2/ 24 رقم 2403، وتهذيب التهذيب 4/ 414 رقم 714، وتقريب التهذيب 1/ 365 رقم 80، وخلاصة تذهيب التهذيب 173. [6] رواه ابن ماجة (3801) ، والطبراني في المعجم الكبير 12/ 343 رقم 13297 حدّث إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدّثنا صدقة بن بشير مولى العمريين قال: سمعت قدامة بن إبراهيم الجمحيّ يحدّث أنه كان يختلف إلى عبد الله بن عمر، قال: فحدّثنا- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 190 وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَرْعَرَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَغَيْرُهُمْ. 161- صَدَقَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَازِنِيُّ [1] . عَنِ: الْحَارِثِ بْنِ غَنْيَةَ، وخالد الْحَذَّاءِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَوْنٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْمِصِّيصِيُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. 162- الصَّلْتُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّبَيْدِيُّ الْكُوفِيُّ [3] . نَزِيلُ دِمَشْقَ. عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَسُلَيْمَانُ ابْنُ بِنْتِ شُرَحْبِيلَ. قَالَ الْعُقَيْلِيّ: لا يُتَابَعُ على حديثه.   [ () ]- عبد الله بْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حدّثهم: أنّ عبدا من عباد الله قال: يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظم سلطانك، فأعضلت بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها، فصعدا إلى السماء فقالا: يا ربّنا إنّ عبدك قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، فقال الله عزّ وجلّ وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا ربّ إنه قال: يا ربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظم سلطانك. فقال الله عزّ وجلّ لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني عبدي فأجزيه بها. [1] انظر عن (صدقة بن عبيد الله المازني) في: التاريخ الكبير 4/ 298 رقم 2895، والجرح والتعديل 4/ 432 رقم 1896، والثقات لابن حبّان 8/ 320. [2] في الجرح والتعديل 4/ 320، وكذا قال ابن معين. [3] انظر عن (الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 210 رقم 744. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 191 [حرف الضَّادِ] 163- ضِرَارُ بْنُ عَمْرٍو الْغَطَفَانِيُّ الْمُعْتَزِلِيُّ [1] . كَانَ فِي هَذَا الْعَصْرِ مِنْ رُءُوسِ الْبِدَعِ. وَقَدْ ذَكَرْتُ تَرْجَمَتَهُ فِيمَا بَعْدُ. 164- ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [2] . هُوَ الإِمَامُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمَعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ. تَزَوَّجَ بِابْنَةِ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ. وَرَوَى عَنْ: أَبِي قَبِيلٍ حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ، وَمُوسَى بْنِ وردان، وخير بن   [1] ستأتي ترجمته في الطبقة التالية. [2] انظر عن (ضمام بن إسماعيل المعافري) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 91 رقم 343، وسؤالات ابن طهمان لابن معين رقم 288، وسؤالات ابن محرز لابن معين رقم 356، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 478 رقم 3134 و 3/ 235 رقم 5033، والتاريخ الكبير 4/ 343 رقم 3067 وفيه (صمام) وهو خطأ من الطباعة، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 4، وتاريخ الثقات للعجلي 232 رقم 712، والمعرفة والتاريخ 1/ 177 و 473، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والجرح والتعديل 4/ 469 رقم 2060، والثقات لابن حبّان 6/ 485، والقضاة والولاة للكندي 67 و 83 و 164 و 307 و 348 و 351، وولاة مصر له 88 و 105 و 188، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 أ، والكامل في الضعفاء لابن عدي 4/ 1424، 1425، وسؤالات البرقاني للدارقطنيّ رقم 237، والثقات لابن شاهين رقم 599، والإكمال لابن ماكولا 5/ 225، ومعجم البلدان 1/ 283 و 2/ 224، وتهذيب الكمال 13/ 311- 314 رقم 2935، وميزان الاعتدال 2/ 329، 330 رقم 3956، والمغني في الضعفاء 1/ 313 رقم 2922، والعبر 1/ 291، والوافي بالوفيات 16/ 366، 367 رقم 399، وتهذيب التهذيب 4/ 458، 459 رقم 791، وتقريب التهذيب 1/ 374 رقم 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 178، وشذرات الذهب 1/ 308. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 192 نُعَيْمٍ، وَيَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَقُتَيْبَةُ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو شَرِيكٍ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْمُرَادِيُّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : كَانَ صَدُوقًا مُتَعَبِّدًا. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: وُلِدَ بِأَشْمُونَ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [2] . وَمِنْ مَنَاقِبِهِ أَنْ فَاتَتْهُ الصَّلاةُ فِي جَمَاعَةٍ، فَأَلْزَمَ نَفْسَهُ أَنْ لا يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَخْرُجَ جِنَازَتُهُ، إِلا لِحَاجَةِ الإِنْسَانِ. فَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْمَسْجِدِ [3] . لَهُ حَدِيثٌ فِي «الأَدَبِ» لِلْبُخَارِيِّ [4] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [5] صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [6] : ضِمَامُ مِثْلُ أَبِي قَبِيلٍ، لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ: كَانَ ضِمَامٌ لا يَقْدِرُ أَنْ يَمْشِي، وَإِذَا أَرَادَ هُدِّيَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّى يَقُومَ. فَإِذَا اعْتَدَلَ قَائِمًا لَمْ يُبَالِ مَا قَامَ فِي طُولِ صَلاتِهِ. وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التُّسْتَرِيُّ. ثنا ضِمَامٌ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا زِلْنَا نَسْمَعُ «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ [7] .   [1] في الجرح والتعديل 4/ 469. [2] المعرفة والتاريخ 1/ 177. [3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 235 رقم 5033. [4] الأدب المفرد، رقم 594 والحديث من طريق: علي بن أحمد بن سليمان المصري، عن أبي الشريك يحيى بن يزيد بن ضماد، حدّثنا ضمام بن إسماعيل، عن موسى بن وردان، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «تهادوا تحابّوا» . ورواه ابن عدي في الكامل 4/ 1424. [5] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 478 رقم 3134، الجرح والتعديل 4/ 469. [6] قال في معرفة الرجال 1/ 91 رقم 343: كان لا بأس به، شويخ كان بالإسكندرية، وهو قليل الحديث. [7] أخرجه ابن عديّ في الكامل 4/ 1424 وقد سقط من سنده، أحمد بن عيسى التستري. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 193 قُلْتُ: ضِمَامٌ صَادِقٌ، حَسَنُ الْحَدِيثِ [1] . 165- ضَيْغَمُ بْنُ مَالِكٍ [2] . الزَّاهِدُ الْعَابِدُ، أَبُو بَكْرٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ. أَخَذَ عَنِ التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمَ، وَسَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، وَأَبُو أَيُّوبَ مَوْلَى ضَيْغَمَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ فِي الصَّلاحِ وَالْفَضْلِ [3] . وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ فِي «طَبَقَاتِ النُّسَّاكِ» : كَانَ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ، وَكَانَ وِرْدُهُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَرْبَعُمِائَةِ رَكْعَةٍ. وَصَلَّى حَتَّى بَقِيَ رَاكِعًا لا يَقْدِرُ عَلَى السُّجُودِ فَوَقَعَ، وَقَالَ: قُرَّةُ عَيْنِي، ثُمَّ خَرَّ سَاجِدًا. حَكَاهَا عَنْهُ سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ [4] . وَقَالَ الْقَوَارِيرِيُّ: رَأَيْتُ نَدًا فِي مَوْضِعَيْنِ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ: هَذَا وَاللَّهِ مِنْ عَيْنَيْ ضَيْغَمٌ الْبَارِحَةَ [5] . وَعَنْ عِيسَى بْنِ بِسْطَامٍ أَنَّهُ سَمِعَ ضَيْغَمًا يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمُجْتَهِدِينَ إِنَّمَا قَوُوا عَلَى الاجْتِهَادِ بِمَا يَدْخُلُ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْحَلاوَةِ فِي الطَّاعَةِ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ ضَيْغَمٌ قَدْ دَفَنَ كُتُبَهُ، وَكَانَ يَنَامُ ثُلُثَ اللَّيْلِ وَيَتَعَبَّدُ ثُلُثَيْهِ. قِيلَ: مَاتَ ضَيْغَمٌ وَصَدِيقُهُ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. فَإِنْ صَحَّ هَذَا فَأَقُولُ إِلَى ثَمَّ، فَإِنَّ بِشْرًا مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.   [1] وكذا وثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. [2] انظر عن (ضيغم بن مالك) في: الجرح والتعديل 4/ 470 رقم 2068، والثقات لابن حبّان 6/ 486، وصفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 357- 360 رقم 551، وسير أعلام النبلاء 8/ 372 رقم 113، والوافي بالوفيات 16/ 374 رقم 407. [3] الجرح والتعديل 4/ 470. [4] صفة الصفوة 3/ 357. [5] صفة الصفوة 3/ 357، 358. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 194 [حرف الطَّاءِ] 166- طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ. 167- وَطَلْحَةُ بْنُ يحيى، قد ذكرا فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، يَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلا. 168- طَلْحَةُ بْنُ سِنَانِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ الكوفيّ [1] . عن: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَابْنِ أَبْجَرَ. وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُشْكَدَانَةُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَحَلُّهُ الصّدق.   [1] انظر عن (طلحة بن سنان الياميّ) في: الجرح والتعديل 4/ 484 رقم 2125، والثقات لابن حبّان 8/ 326. [2] في الجرح والتعديل 4/ 484. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 195 [حرف الْعَيْنِ] 169- عَاصِمُ بْنُ سُوَيْدٍ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ [1]- ن. - عَنْ: أَبِيهِ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ، وَابْنَيْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، وَمُجَمِّعِ بْنِ يَعْقُوبَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ. وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ قُبَاءٍ. 170- عَاصِمُ بْنُ هِلالٍ، أَبُو النَّصْرِ الْبَارِقِيُّ، ويقال العنبريّ البصريّ [3] .   [1] انظر عن (عاصم بن سويد الأوسي) في: تاريخ الدارميّ، رقم 592، والتاريخ الكبير 6/ 489 رقم 3072، والتاريخ الصغير 1/ 190، والجرح والتعديل 6/ 344 رقم 1903، والثقات لابن حبّان 7/ 359، والكامل في الضعفاء 5/ 1879، 1880، وتهذيب الكمال 13/ 491- 495 رقم 3009، وميزان الاعتدال 2/ 352 رقم 4048، والكاشف 2/ 45 رقم 2525، وتهذيب التهذيب 5/ 44 رقم 74، وتقريب التهذيب 1/ 384 رقم 10، وخلاصة تذهيب التهذيب 182. [2] في الجرح والتعديل 6/ 344. [3] انظر عن (عاصم بن هلال البارقي) في: التاريخ لابن معين 2/ 284، والعلل لابن المديني 86، والعلل لأحمد 1/ 142، والتاريخ الكبير 6/ 490 رقم 3076، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 337 رقم 1360، والجرح والتعديل 6/ 351 رقم 1938، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 129، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1873، 1874، وسؤالات البرقاني للدارقطنيّ، رقم 340، وتهذيب- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 196 إِمَامُ مَسْجِدِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ: قَتَادَةَ، وَغَاضِرَةَ بْنِ عُرْوَةَ، وَالْفُقَيْمِيِّ. شَيْخٌ لَهُ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ شَيْخُهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِجَارَةَ، وَعَنْهُ: سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقُطَعِيِّ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، وَالْفَلاسُ، وَعِدَّةٌ. قَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال أبو حاتم [1] : محلّه الصدق. وقال النّسائيّ، وغيره: ليس بالقويّ. قال الفلّاس: سَمِعْتُ مِنْهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، مِنْ كِبَارِ الأَئِمَّةِ [2] . 171- عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، أَبُو أَحْمَدَ الْكُوفِيُّ [3] . بيّاع الهرويّ.   [ () ] الكمال 13/ 546- 548 رقم 3030، وميزان الاعتدال 2/ 358 رقم 4070، والمغني في الضعفاء 1/ 322 رقم 2996، والكاشف 2/ 48 رقم 2546، وتهذيب التهذيب 5/ 58، 59 رقم 97، وتقريب التهذيب 1/ 386 رقم 33، وخلاصة تذهيب التهذيب 183. [1] في الجرح والتعديل 6/ 351. [2] ذكره العقيلي في الضعفاء، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صالح هو شيخ، ما أدري ما أقول لكم، حدّث عن أيوب بأحاديث مناكير وقد حدّث الناس عنه، وقال ابن حبّان: كان ممّن يقلب الأسانيد توهّما لا تعمّدا حتى بطل الاحتجاج به. وقال ابن عَدِيّ: عامّة ما يرويه لَيْسَ يتابعه عليه الثقات. [3] انظر عن (عائذ بن حبيب الكوفي) في: الطبقات الكبرى 6/ 397، والتاريخ لابن معين 2/ 290، وتاريخ الدارميّ، رقم 641، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 361 رقم 2602 و 3/ 455 و 456 رقم 5936 و 5937، والتاريخ الكبير 7/ 60، 61 رقم 275، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 64 رقم 67، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 411 رقم 1449، والجرح والتعديل 7/ 17 رقم 83، والثقات لابن حبّان 7/ 297، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1993، والثقات لابن شاهين رقم 1110، والإكمال لابن ماكولا 6/ 6، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 33 ب، وتهذيب الكمال 14/ 95- 98 رقم 3070، وميزان الاعتدال 2/ 363 رقم 4099، والمغني في الضعفاء 1/ 324 رقم 3020، والكاشف 2/ 53 رقم 2580، والوافي بالوفيات 16/ 595 رقم 642، وتهذيب التهذيب 5/ 88 رقم 143، وتقريب التهذيب 1/ 390 رقم 77، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، ومجمع الرجال 3/ 242. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 197 عَنْ: أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعِدَّةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ. 172- عَائِشَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ [2] . الأَسَدِيَّةُ، الزُّبَيْرِيَّةُ، الْمَدَنِيَّةُ. رَوَتْ عَنْ جَدِّهَا. وَعَنْهَا: مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، وَغَيْرُهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي «الْعِلَلِ» : سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ: مَا حَالُ عَائِشَةَ؟ قَالَ: حَدَّثَ عَنْهَا الْمَدَنِيُّونَ. 173- عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بن المهلب بن أبي صفرة [3]- ع. -   [1] في التاريخ 2/ 290 وقال: يقال إنه زيدي. وقال الجوزجاني: غال زائغ. وقال أحمد: ليس به بأس، وذكره العقيلي في الضعفاء، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عديّ: سائر أحاديثه مستقيمة. [2] انظر عن (عائشة بنت الزبير بن هشام) في: الثقات لابن حبّان 7/ 307. [3] انظر عن (عبّاد بن عبّاد بن حبيب) في: الطبقات الكبرى 7/ 290 و 337، وتاريخ الدارميّ، رقم 497، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 378 رقم 727 و 728 و 1/ 379 رقم 730 و 1/ 522 رقم 1225 و 2/ 81 رقم 1615 و 2/ 357، 358 رقم 2582، والتاريخ الكبير 6/ 40 رقم 1626، والتاريخ الصغير 197، والمعرفة والتاريخ 2/ 99 و 100 و 197 و 198 و 248، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 9 رقم 2611، والجرح والتعديل 6/ 82، 83 رقم 423، والثقات لابن حبّان 7/ 161، ورجال صحيح البخاري 2/ 501 رقم 771، ومشاهير علماء الأمصار 161 رقم 1275، ورجال صحيح مسلم 2/ 23 رقم 1050، وتاريخ بغداد 11/ 101- 104 رقم 5798، وأخبار القضاة 3/ 73، وتاريخ الطبري 3/ 203، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 1117، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 2188، والمعارف 512 والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 333، والكامل في التاريخ 6/ 147، وتهذيب الكمال 14/ 128- 132 رقم 3083، والعبر 1/ 280، والكاشف 2/ 54 رقم 2592، والمغني في الضعفاء 1/ 326 رقم 3038، وميزان الاعتدال 2/ 367، 368 رقم 4123، وسير أعلام- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 198 الأزديّ، العتكيّ، المهلّبيّ، البصريّ، أبو معاوية. عَنْ: أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَقُتَيْبَةُ، وَمُسَدَّدٌ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، وَطَائِفَةٌ. وَكَانَ شَرِيفًا، جَلِيلا، ثِقَةً، نَبِيلا مِنْ عُقَلاءِ الأَشْرَافِ وَعُلَمَائِهِمْ. وَقَدْ تَعَنَّتَ أَبُو حَاتِمٍ [1] كَعَادَتِهِ وَقَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : لَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: حَدِيثُهُ فِي الْكُتُبِ كُلِّهَا. تُوُفِّيَ فِي ثَامِنَ عَشَرَ رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [3] ، وَكَانَ ابْنُهُ مِنْ أُمَرَاءِ الْبَصْرَةِ الأَجْوَادِ [4] . 174- عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الرَّمْلِيُّ الأُرْسُوفيُّ [5]- د. -   [ () ] النبلاء 8/ 262، 263 رقم 77، وتذكرة الحفاظ 1/ 260، والوافي بالوفيات 16/ 613 رقم 665، وتهذيب التهذيب 5/ 95، 96 رقم 161، وتقريب التهذيب 1/ 392 رقم 95، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، وشذرات الذهب 1/ 295. وقد ذكر الدكتور بشار عوّاد كتاب تاريخ الدوري (أي تاريخ ابن معين) بين مصادر صاحب الترجمة، وهو ليس مذكورا فيه، وقد اختلط عليه، عباد بن عباد بن علقمة المازني، وهو غير عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ. (انظر حاشية رقم (3) من تهذيب الكمال 14/ 128. [1] في الجرح والتعديل 6/ 83. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 290 و 337. [3] وقيل سنة 199 هـ. [4] قَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ ابْنُ معين: ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عبّاد بن عبّاد الرمليّ) في: تاريخ الدارميّ، رقم 495، والتاريخ الكبير 6/ 41 رقم 1627، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 85، وتاريخ الثقات للعجلي 247 رقم 763، والمعرفة والتاريخ 2/ 298 و 368 و 437، وتاريخ أبي زرعة 1/ 224 و 311 و 334 و 374، والجرح والتعديل 6/ 83 رقم 424، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 170، وتهذيب الكمال 14/ 134- 136 رقم 3085، والكاشف 2/ 55 رقم 2593، والمغني في الضعفاء 1/ 326 رقم 3039، وميزان الاعتدال 2/ 368 رقم 4124، وتهذيب التهذيب 5/ 97 رقم 163، وتقريب التهذيب 1/ 392 رقم 97، وخلاصة تذهيب التهذيب 186، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 199 أبو عتبة الخوّاص، الزَّاهِدُ الْعَابِدُ الَّذِي كَتَبَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ بِتِلْكَ الرِّسَالَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي الأَدَبِ وَالْوَعْظِ [1] . رُوِيَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بن أبي عمرو السّيبانيّ، وَحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: ضُمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو مسهر، وفديك بن سليمان، وآخرون. روى عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ [2] ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً. وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [3] : ثِقَةً مِنَ الزُّهَّادِ الْعُبَّادِ. وَقَالَ الْعِجْلِيُّ [4] : ثِقَةً، رَجُلٌ صَالِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : مِنَ الْعُبَّادِ، رَحِمَهُ اللَّهُ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ [6] فَقَالَ: كَانَ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ. قُلْتُ: بَلِ الْعِبْرَةُ بِمَنْ وَثَّقُوهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْغَزِّيُّ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الصُّورِيَّ قَالَ: كَتَبَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْخَوَّاصُ إِلَى أَصْحَابِهِ يَعِظُهُمْ: اعْقِلُوا. وَالْعَقْلُ نِعْمَةٌ، وَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ حَسْرَةً، فَرُبَّ ذِي عَقْلٍ قَدْ شُغِلَ قَلْبُهُ بِالتَّعَمُّقِ فِيمَا هُوَ عَلَيْهِ ضَرَرٌ حَتَّى صَارَ عَنِ الْحَقِّ سَاهِيًا، كَأَنَّهُ لا يَعْلَمُ. إِخْوَانُكُمْ إِنْ أَرْضُوكُمْ لَمْ تُنَاصِحُوهُمْ، وَإِنْ أَسْخَطُوكُمْ أغنيتموهم، فهم في زمن قد رقّ [7] في الورع، وقلّ فيه الخشوع، وحمل العلم مفسدوه، وأحبّوا أن يعرفوا بحمله،   [ (-) ] لبنان الإسلامي (من تأليفنا) 3/ 10 رقم 723. [1] انظر نص الرسالة في: تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 86- 89. [2] تاريخ الدارميّ، رقم 495. [3] في المعرفة والتاريخ 2/ 437. [4] في تاريخ الثقات 247 رقم 763 وليس فيه (رجل صالح) . [5] في الجرح والتعديل 6/ 83. [6] في المجروحين 2/ 170. [7] في الأصل «توفي» ، والتحرير من تهذيب الكمال. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 200 وَكَرِهُوا أَنْ يُعْرَفُوا بِإِضَاعَةِ الْعَمَلِ بِهِ. فَنَطَقُوا فيه بالهدى [1] . فذنوبهم ذنوب لا يستغفر مِنْهَا [2] . وَكَيْفَ يَهْتَدِي السَّائِلُ إِذَا كَانَ الدَّلِيلُ حَائِرًا [3] . 175- عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد الله بن المنذر الكلابيّ [4]- ع. - أبو سهل الواسطيّ. عَنْ: أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَالْجُرَيْرِيِّ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ بن عرفة، وزياد بن   [1] زاد في تهذيب الكمال: «ليزيّنوا ما دخلوا فيه من الخطأ» . [2] زاد في التهذيب: «وتقصيرهم تقصير لا يعترف به» . [3] زاد في تهذيب الكمال 14/ 136: «أحبّوا الدنيا، وكرهوا منزلة أهلها، فشاركوهم في العيش، وزايلوهم بالقول» . [4] انظر عن (عبّاد بن العوّام بن عمر) في: الطبقات الكبرى 7/ 330، والتاريخ لابن معين 2/ 292، ومعرفة الرجال له 1/ 104 رقم 474 و 2/ 26 رقم 23، وطبقات خليفة 328، وتاريخ خليفة 457، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 338 رقم 616 و 1/ 521 رقم 1225 و 1/ 533 رقم 1256 و 1257 و 1/ 542 رقم 1282 و 1284 و 1286، 2/ 56 رقم 1537 و 2/ 323 رقم 2432 و 2/ 327، 328 رقم 2450 و 2451 و 3/ 134 رقم 4582 و 3/ 137، 138 رقم 4602، والتاريخ الكبير 6/ 41، 42 رقم 1632، والتاريخ الصغير 202، وتاريخ الثقات للعجلي 247 رقم 766، والمعرفة والتاريخ 1/ 427 و 2/ 271، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 458 و 491 و 577 و 589 و 590 و 626، وتاريخ واسط (انظر فهرس الأعلام) ، والجرح والتعديل 6/ 83 رقم 425، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، وتاريخ الطبري 1/ 32 و 209 و 376 و 5/ 391، ومشاهير علماء الأمصار 177 رقم 1404، والثقات لابن حبّان 7/ 162، والثقات لابن شاهين، رقم 1012، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 241 أ، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، وتاريخ بغداد 11/ 104- 106 رقم 5799، والسابق واللاحق 275، ورجال صحيح البخاري 2/ 501، 502 رقم 772، ورجال صحيح مسلم 2/ 23 رقم 1051، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 333، والكامل في التاريخ 5/ 563، وتهذيب الكمال 14/ 140- 144 رقم 3089، والمغني في الضعفاء 1/ 326 رقم 3046، والكاشف 2/ 55 رقم 2596، وسير أعلام النبلاء 8/ 449، 450 رقم 134، والعبر 1/ 203 و 293، والوافي بالوفيات 16/ 614 رقم 666، وتذكرة الحفاظ 1/ 261، وشرح علل الترمذي لابن رجب 405، وتهذيب التهذيب 5/ 99، 155 رقم 168، وتقريب التهذيب 1/ 393 رقم 103، وخلاصة تذهيب التهذيب 187، وشذرات الذهب 1/ 310. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 201 أَيُّوبَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ [1] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ سَعْدَوَيْهِ: كَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرجال في كلّ أمره. وقال ابن سعد [2] : كَانَ يَتَشَيَّعُ فَحَبَسَهُ الرَّشِيدُ زَمَانًا، ثُمَّ خَلَّى عَنْهُ، فَأَقَامَ بِبَغْدَادَ. قُلْتُ: فِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ: سَنَةَ ثَلاثٍ، وَسَنَةَ خَمْسٍ، وَسَنَةَ سِتٍّ، وَسَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [3] . 176- عَبَّادُ بْنُ قَيْسٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ الْكَرَابِيسِيُّ- ت. د. ق. - عَنْ: عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ وَهْبٍ، وَبَهْزِ بْنِ حُكَيْمٍ. وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ طَالُوتَ بْنِ عَبَّادِ، وَقَيْسُ بْنُ حميد بن حفص الدّارميّ، وَبُنْدَارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَحَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثًا مِنْ طَرِيقِهِ. 177- الْعَبَّاسُ بن الفضل بن عمرو بن عبيد بن الفضل بن حنظلة [4]- ن. -   [1] تاريخ بغداد 11/ 105. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 330. [3] انظر تاريخ بغداد 11/ 105، 106. وقد وثّقه ابن معين، وأحمد، والعجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. [4] انظر عن (العبّاس بن الفضل الواقفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 294، 295، ومعرفة الرجال له 1/ 59 رقم 76، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 318 رقم 2409 و 2/ 337 رقم 2492، و 3/ 7 رقم 3901، والتاريخ الكبير 7/ 5 رقم 12، والتاريخ الصغير 210، والضعفاء الصغير 272 رقم 285، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 306، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 90، وتاريخ واسط 216، وتاريخ الثقات للعجلي 249 رقم 774، والجرح والتعديل 6/ 211، 213 رقم 1166، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 189، والكامل في الضعفاء 5/ 1664، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 202 أَبُو الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ، الْوَاقِفِيُّ، الْمَوْصِلِيُّ، الْمُقْرِئُ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: أَبِي عَمْرٍو، وَجَوَّدَ الإِدْغَامَ الْكَبِيرَ. مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَسَمِعَ مِنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَرَأَى نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عَمْرَ فِي صِغَرِهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ «الْفَتْحُ» عَامِرُ بْنُ عُمَرَ، وَغَيْرُهُ. وَرَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَوْصِلِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ سَالِمٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى رَحْمَوَيْهِ، وَطَائَفَةٌ مِنَ الْمَوَاصِلَةِ. وَقِيلَ إِنَّهُ نَاظَرَ الْكِسَائِيَّ فِي الإِقَالَةِ، وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَوْصِلِ. بَلَغَنَا عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ قَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِي إِلا عَبَّاسَ لَكَفَانِي. وَهُوَ وَاهِي الْحَدِيثِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَالنَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أحمد بن حنبل [3] : ما أنكرت عَلَيْهِ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَمَا بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ [4] .   [1665،) ] والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 138 رقم 425، والثقات لابن شاهين رقم 824، وتاريخ بغداد 12/ 137 رقم 6588، وتهذيب الكمال 14/ 239- 242 رقم 3135، والكاشف 2/ 61 رقم 2633، والمغني في الضعفاء 1/ 329 رقم 3080، وميزان الاعتدال 2/ 385 رقم 4176، والوافي بالوفيات 16/ 637، وغاية النهاية 1/ 353 رقم 1514، وتهذيب التهذيب 5/ 126، 127 رقم 220، وتقريب التهذيب 1/ 398 رقم 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 189. [1] في تاريخه 2/ 294، وفي معرفة الرجال 1/ 59 رقم 76 قال: لم يكن بثقة ... وضع حديثا لهارون، يعني، الرشيد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابن عباس في الأمراء. لم يكن به بأس لولا أنّه وضع هذا الحديث. ولو أنّ رجلا حتى يهمّ في الحديث بكذب حرف لهتك الله ستره. [2] في الضعفاء والمتروكين 298 رقم 406 ولفظه: «متروك الحديث» . [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 318، 319 رقم 2412. [4] في العلل زيادة قال: «ما أنكرت من حديث عباس الأنصاريّ إلا حديثا واحدا، عن سعيد، عن قتادة، عن عكرمة أو جابر بن زيد، عن ابن عباس، عن كعب، قال: قال لي: يا ابن- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 203 قُلْتُ: أَتَى بِشَيْءٍ بَاطِلٍ. وَهُوَ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الشُّعْثَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: إِذَا جَاءَتْ سَنَةُ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَإِذَا كَانَتْ سَنَةُ مِائَتَيْنِ، تَمَّ كَذَا [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمَ الْمُزَنِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: العبّاس بن الفضل روى حديثا شبه الموضوع [2] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [4] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. 178- الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عباس الأمير [5] .   [ (-) ] عباس يلي من ولدك رجل، وقصّ الحديث. قال أبي: ما حدّثه عن يونس وخالد وداود وشعبة صحيح، ما أرى بحديثه بأس، إلا هذا الحديث حديث سعيد، هو عندي كذب باطل. وانظر: الجرح والتعديل 6/ 212، والكامل في الضعفاء 5/ 1664، 1665، والتاريخ الصغير 210. [1] رواه ابن معين في تاريخه 2/ 294، 295، الجرح والتعديل 6/ 213، والكامل في الضعفاء 5/ 1664. [2] العلل ومعرفة الرجال 3/ 7 رقم 3901. [3] في تاريخ الكبير 7/ 5 رقم 12، والضعفاء الصغير 272 رقم 285، وفي التاريخ الصغير 210 قال: «لا يتابع عليه» . [4] وَقَالَ أَبُو داود: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ ابْنُ المديني: ذهب حديثه، وقال أبو زرعة: كان لا يصدّق، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، وقال ابن عديّ: أنكرت في رواياته أحاديث معدودة، وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وقال ابن حبّان: كان إذا حدّث عن: خالد الحذّاء، ويونس بن عبيد، وشعبة بن الحجّاج أتى عنهم بأشياء تشبه أحاديثهم المستقيمة. وإذا روى عن: عنبسة بن عبد الرحمن، والقاسم بن عبد الرحمن، وأهل الكوفة أتى بأشياء لا تشبه حديث الثقات، كأنه كان يحدّث عن البصريين من كتابه، وعن الكوفيين من حفظه فوقع المناكير فيها من سوء حفظه، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره. [5] انظر عن (العباس بن محمد بن عليّ الأمير العباسي) في: تاريخ خليفة 418 و 428 و 429 و 433 و 445، وتاريخ اليعقوبي 2/ 350 و 384 و 387 و 390 و 402 و 405 و 429، وتاريخ الطبري 7/ 160 و 497 و 500 و 502 و 514 و 524 و 621 و 8/ 12 و 28 و 46 و 47 و 51 و 60 و 61 و 89 و 110 و 113 و 116 و 122 و 139 و 143 و 144 و 148 و 173 و 188 و 196 و 197 و 199 و 209 و 223 و 243 و 275 و 346 و 349، ونسب قريش 428، وتاريخ الموصل 1/ 303، وجمهرة- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 204 أَبُو الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ. وَلِيَ إِمْرَةَ الشَّامِ لأَخِيهِ الْمَنْصُورِ، وَقَدِمَهَا مَعَ ابْنِ أَخِيهِ الْمَهْدِي. رَوَى عَنْهُ: وَلَدُهُ صَالِحٌ، وَمُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ، وَخَالِدُ بن إسماعيل. ولي إمرة الجزيرة لابن ابن أَخِيهِ هَارُونَ الرَّشِيدِ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ مَرَّاتٍ، وَغَزَا الروم مرّة فِي سِتِّينَ أَلْفًا. قَالَ خَلِيفَةُ [1] : دَخَلَ الرُّومَ وَبَثَّ سَرَايَاهُ فَغَنِمَ وَسَلِمَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ الْعَبَّاسَ كَانَ مِنْ رِجَالاتِ قُرَيْشٍ، ذَا رَأْيٍ وَسَخَاءٍ وَجُودٍ، وَكَانَ الرَّشِيدُ يُجِلُّهُ وَيُعَظِّمُهُ. وَكَانَ شَيْخُ بني الْعَبَّاسِ فِي عَصْرِهِ. قَالَ خَلِيفَةُ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. 179- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيّ [3]- د. -   [ (-) ] أنساب العرب 33، 34، وأنساب الأشراف 3/ 114، وفتوح البلدان 220، وطبقات الشعراء لابن المعتز 57 و 157 و 158 و 159، والعيون والحدائق 3/ 225 و 227 و 265 و 275 و 284، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2474 و 3642 و 3644، والمعارف 376 و 377 و 381، والمعرفة والتاريخ 1/ 120 و 134 و 142 و 160 و 196، وبغداد لابن طيفور 167، وتاريخ بغداد 12/ 124، 125 رقم 6580، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 256- 258، وتاريخ حلب للعظيميّ 221 و 227 و 228، والكامل في التاريخ 5/ 488 و 497 و 511 و 578 و 590 و 6/ 6 و 11 و 22 و 32 و 40 و 44 و 53 و 60 و 61 و 83 و 92 و 93 و 353، والمحبّر لابن حبيب 35 و 36 و 37 و 343، ووفيات الأعيان 4/ 306، والعقد الفريد 1/ 192 و 199 و 200 و 226 و 311، وعيون الأخبار 3/ 136، والتذكرة الحمدونية 1/ 414 رقم 1080 و 2/ 273 رقم 724، ومحاضرات الأدباء 1/ 300 و 447، ونثر الدر 3/ 29، وخلاصة الذهب 107 و 109، وربيع الأبرار 4/ 172 و 405، والعبر 1/ 192، وسير أعلام النبلاء 8/ 469 رقم 140، والوافي بالوفيات 16/ 638 رقم 684، والبداية والنهاية 10/ 188، وأمراء دمشق 47، والنجوم الزاهرة 2/ 120. [1] في تاريخه 429. [2] لم يؤرّخ خليفة لوفاته أو ولادته في تاريخه. [3] انظر عن (عبد الله بن أبي جعفر الرازيّ) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 308 رقم 521، والتاريخ الكبير 5/ 62 رقم 151، والجرح والتعديل 5/ 127 رقم 586، والثقات لابن حبّان 8/ 335، والكامل في الضعفاء- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 205 عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، وَشُعْبَةُ، وَجَمَاعَةٌ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ [1] ، وَحَامِدُ بْنُ آدم. وثّقه أبو حاتم، وأبو زرعة [2] . وأما مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَافِظُ فَفَسَّقَهُ، وَقَالَ: رَمَيْتُ بِمَا سَمِعْتُ مِنْهُ [3] . 180- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْجُمَحِيُّ الْحَاطِبِيُّ الْمَدَنِيُّ [4] . أَبُو الْحَارِثِ. عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ. وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَمَّالُ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : صَالِحُ الْحَدِيثِ، والمخزومي أحبّ إليّ منه، يعني سميّه [6] .   [ (- 4] / 1532، 1533، وتهذيب الكمال 14/ 385- 387 رقم 3208، وميزان الاعتدال 2/ 404 رقم 4252، والكاشف 2/ 70 رقم 2697، والمغني في الضعفاء 1/ 334 رقم 3131، وتهذيب التهذيب 5/ 176، 177 رقم 300، وتقريب التهذيب 1/ 407 رقم 234، وخلاصة تذهيب التهذيب 194. واسم أبي جعفر: عيسى بن ماهان. [1] في تهذيب الكمال 14/ 386 بتحقيق الدكتور بشّار عوّاد معروف «ربيح» وهو تحريف. [2] الجرح والتعديل 5/ 127. [3] الكامل في الضعفاء 4/ 1532. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عديّ: وبعض حديثه مما لا يتابع عليه. [4] انظر عن (عبد الله بن الحارث الجمحيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 240، والتاريخ الكبير 5/ 67 رقم 167، والجرح والتعديل 5/ 33 رقم 148، والثقات لابن حبّان 8/ 330، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 145 أ، وتهذيب الكمال 14/ 395، 396 رقم 3215، وميزان الاعتدال 2/ 405 رقم 4261، وتهذيب التهذيب 5/ 179، 180 رقم 309، وتقريب التهذيب 1/ 408 رقم 242، وخلاصة تذهيب التهذيب 194. [5] في الجرح والتعديل 5/ 33. [6] ذكره ابن حبّان في ثقاته. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 206 181- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِك المخزوميّ [1]- م. ع. - المكّيّ. عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَسَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَيُونُسَ الأَيْلِيِّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ. وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَالْحُمَيْدِيُّ، وَإِسْحَاقُ، وَأَحْمَدُ. قَالَ أَحْمَدُ: مَا كَانَ بِهِ بَأْسٌ [2] . وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدلانِيُّ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قُلْتُ: الظَّاهِرُ بَقَاؤُهُ إِلَى سَنَةِ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلْخِيُّ، وَأَبُو قُدَامَةَ السَّرْخَسِيُّ [3] . 182- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ الأَرْطَبَانِيُّ الْبَصْرِيُّ [4]- ت. - عَنْ: ثَابِتِ الْبُنَانِيُّ، وَعَاصِمُ الْجَحْدَرِيُّ. وَعَنْهُ: حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّرَّاعُ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ المروزيّ، وحبّان بن   [1] انظر عن (عبد الله بن الحارث المخزومي) في: التاريخ الكبير 5/ 67 رقم 166، والمعرفة والتاريخ 2/ 825، والجرح والتعديل 5/ 33 رقم 147، والثقات لابن حبّان 8/ 336، ورجال صحيح مسلم 1/ 353 رقم 762، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 271، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1/ ق 1/ 264 رقم 293، وتهذيب الكمال 14/ 394، 395 رقم 3214، والكاشف 2/ 70 رقم 2701، وميزان الاعتدال 2/ 405 رقم 4260، وتهذيب التهذيب 5/ 179 رقم 308، وتقريب التهذيب 1/ 407 رقم 241، وخلاصة تذهيب التهذيب 194. [2] الجرح والتعديل 5/ 33. [3] قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الله بن الحارث المخزومي المكّي أحبّ إليك، أو عبد الله بن الحارث الحاطبي؟ فقال: المخزوميّ أحبّ إليّ من الحاطبي. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (عبد الله بن حفص الأرطباني) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 359 رقم 2590 و 3/ 434 رقم 5845 و 5846، والتاريخ الكبير 5/ 76 رقم 201، والجرح والتعديل 5/ 36 رقم 159، والثقات لابن حبّان 7/ 30، وكشف الأستار، رقم 2317، والثقات لابن شاهين رقم 613، وتهذيب الكمال 14/ 425 رقم 3229، والكاشف 2/ 72 رقم 2715، وتهذيب التهذيب 5/ 189 رقم 325، وتقريب التهذيب 1/ 409 رقم 259، وخلاصة تذهيب التهذيب 195. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 207 هِلالِ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ. فِيهِ ضَعْفٌ يَسِيرٌ [1] . 183- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنُ مَعْبَدٍ الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] . عَنْ: ثَابِت الْبُنَانِيُّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيُّ. وَعَنْهُ: نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُرَيْشِ، وَغَيْرُهُمَا. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : مَجْهُولٌ. 184- عَبْدُ اللَّهِ بن سعد [4]- د. ت. ن. - أبو عبد الرحمن الدّشتكيّ [5] المروزيّ، نَزِيلُ الرَّيِّ. عَنْ: أَبِيهِ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، وَإِبْرَاهِيمَ الصَّايِغِ، وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَمْرُو بْنُ رَافِعٍ الْقَزْوِينِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ. صَدُوقٌ [6] . 185- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ [7]   [1] قال أحمد: ما أرى به بأسا. ووثّقه ابن حبّان، وابن شاهين. [2] انظر عن (عبد الله بن الزبير بن معبد) في: الجرح والتعديل 5/ 56 رقم 262، والكامل في الضعفاء 4/ 1492، وتهذيب الكمال 14/ 516، 517 رقم 3271، والمغني في الضعفاء 1/ 338 رقم 3173، وميزان الاعتدال 2/ 423 رقم 4320، والكاشف 2/ 77 رقم 2750، وتهذيب التهذيب 5/ 216 رقم 373، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 306، وخلاصة تذهيب التهذيب 197. [3] في الجرح والتعديل 5/ 56 رقم 262. [4] انظر عن (عبد الله بن سعد الدشتكي) في: التاريخ الكبير 5/ 107 رقم 314، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 68، والجرح والتعديل 5/ 64 رقم 299، والثقات لابن حبّان 8/ 338، والأنساب 5/ 313، وتهذيب الكمال 15/ 19 رقم 3297، والكاشف 2/ 81 رقم 2775، وتهذيب التهذيب 5/ 234 رقم 403، وتقريب التهذيب 1/ 419 رقم 335، وخلاصة تذهيب التهذيب 199. [5] دشتك: قرية من قرى الريّ. [6] ذكره ابن حبّان في الثقات. [7] انظر عن (عبد الله بن سعيد بن عبد الملك) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 208 - خ. م. د. ت. ن. - أبو صفوان الأمويّ. مَا زَالَ فِي ذِهْنِي أَنَّهُ مَعْدُودٌ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ، لَكِنْ وَجَدْتُ مَا يَدُلُّ عَلَى بَقَائِهِ إِلَى حُدُودِ الْمِائَتَيْنِ، فَكَرَّرْتُ ذِكْرَهُ. قُتِلَ أبوه عند زوال ملك بني أُمَيَّةَ، وَكَانَ هَذَا طِفْلا، فَفَرَّتْ بِهِ أُمُّهُ إِلَى مَكَّةَ. رَوَى عَنِ: ابْنِ جُرَيْجٍ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ. طَلَبُ الْعِلْمِ فِي حُدُودِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. روى عنه: الشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَابْنِ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، وَعِدَّةٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ [1] . وَقَدْ بَقِيَ وَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو السُّكَيْنِ الطَّائِيُّ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ. 186- عَبْدُ الله بن سنان الكوفيّ [2] .   [ (-) ] التاريخ الكبير 5/ 104 رقم 301، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 56، والجامع الصحيح للترمذي 2/ 475 رقم 581، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 12، والجرح والتعديل 5/ 72 رقم 338، والثقات لابن حبّان 8/ 337، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 186 رقم 627، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 286 ب، ورجال صحيح البخاري 1/ 408، 409 رقم 582، ورجال صحيح مسلم 1/ 364، 365 رقم 791، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 252، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 180 ب، ومعجم البلدان 2/ 575، وتهذيب الكمال 15/ 35- 37 رقم 3306، والكاشف 2/ 82 رقم 2782، والمغني في الضعفاء 1/ 340 رقم 3195، وميزان الاعتدال 2/ 429 رقم 4354، والوافي بالوفيات 17/ 195 رقم 180، وتهذيب التهذيب 5/ 238 رقم 413، وتقريب التهذيب 1/ 420 رقم 345، وخلاصة تذهيب التهذيب 199، وهدية العارفين 1/ 438، ومعجم بني أمية 81 رقم 163، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 438، 439. [1] وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق. وذكره ابن حبّان في الثقات. وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين ولكنه قال: من الثقات. [2] انظر عن (عبد الله بن سنان الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 312، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 263 رقم 816، والجرح والتعديل 5/ 68 رقم 324، والكامل في الضعفاء 4/ 1560، 1561، وميزان الاعتدال 2/ 436، 437 رقم 4370، والمغني في الضعفاء 1/ 341 رقم 3209، ولسان الميزان 3/ 297، 298 رقم 1241. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 209 عَنْ: أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. وَعَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ [3] . 187- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ حَيَّانَ الْحَمْرَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ [4] . عَنْ: عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ. وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عُفَيْرٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي جُمَادَى الأُولَى [5] . 188- عَبْدُ اللَّهِ بْن صالح بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الأَمِيرُ [6] . وَلِيَ الثُّغُورَ لِلرَّشِيدِ مُدَّةً. وَلَهُ كَلِمَةٌ نَفِيسَةٌ وَهِيَ: لا يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ، فَإِنَّهُ يَسْعَى في مضرّته ينفعك. مَاتَ بِسَلَمِيَّةَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [7] . 189- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جابر الأزديّ الدمشقيّ [8]   [1] في الجرح والتعديل 5/ 68. [2] في تاريخه 2/ 312، والضعفاء للعقيليّ 2/ 263. [3] ذكره العقيلي في الضعفاء، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه. [4] انظر عن (عبد الله بن سويد الحمراويّ) في: التاريخ الكبير 5/ 109 رقم 324، والجرح والتعديل 5/ 66 رقم 310، والثقات لابن حبّان 8/ 343، وتهذيب الكمال 15/ 73، 74 رقم 3326، وتهذيب التهذيب 5/ 241، 249 رقم 435، وتقريب التهذيب 1/ 422 رقم 368، وخلاصة تذهيب التهذيب 200. [5] سئل عنه أبو زرعة فقال: هو صدوق. وذكره ابن حبّان في الثقات. [6] انظر عن (عبد الله بن صالح بن عليّ الأمير) في: تاريخ خليفة 441 و 457، وتاريخ اليعقوبي 2/ 350 و 384، وتاريخ الطبري 8/ 121 و 149، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2300 و 2550، والمعارف 375، وتاريخ حلب للعظيميّ 232، والكامل في التاريخ 6/ 174. [7] تاريخ خليفة 457. [8] انظر عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 210 - م. ت. ن. ق. - أبو إسماعيل. عَنْ: أَبِيهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وعطاء الخراسانيّ. وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وسليمان بن عبد الرحمن. قال ابن مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ [1] . 190- عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ الزَّاهِدُ [2] . هُوَ السَّيِّدُ الْقُدْوَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدويّ العمريّ المدنيّ الزّاهد أحد   [ (-) ] التاريخ الكبير 5/ 134 رقم 399، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 364، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والجرح والتعديل 5/ 98، 99 رقم 456، والثقات لابن حبّان 8/ 335 و 343، ورجال صحيح مسلم 1/ 372 رقم 814، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 274، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 أ، وتهذيب الكمال 15/ 221- 226 رقم 3387، والكاشف 2/ 93 رقم 2857، وتهذيب التهذيب 5/ 298 رقم 506، وخلاصة تذهيب التهذيب 204 و 205. [1] الجرح والتعديل 5/ 98، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حِبّان في الثقات. [2] انظر عن (عبد الله العمري الزاهد) في: الطبقات الكبرى 5/ 435، ونسب قريش 359، والتاريخ الكبير 5/ 140 رقم 421 (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير 201، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 69، والمعرفة والتاريخ 1/ 556 و 684، والجرح والتعديل 5/ 103، 104 رقم 477، والثقات لابن حبّان 7/ 19 و 8/ 342، ومشاهير علماء الأمصار 129 رقم 1009، وحلية الأولياء 8/ 283- 287 رقم 410، وتاريخ الطبري 8/ 354- 358، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 990، والحيوان 1/ 62، والمعارف 186، والعقد الفريد 2/ 110، والإشارات إلى معرفة الزيارات 94 و 215، والكامل في التاريخ 6/ 166، والتذكرة الحمدونية 1/ 187، وربيع الأبرار 1/ 769، وتقييد العلم 142، وصفة الصفوة 2/ 181- 184 رقم 190، وتهذيب الكمال 15/ 241، 242 رقم 3396، والعبر 1/ 289، وميزان الاعتدال 2/ 457 رقم 4430، والمغني في الضعفاء 1/ 345 رقم 3248، ودول الإسلام 1/ 118، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 668، وسير أعلام النبلاء 8/ 331- 336 رقم 111، والوافي بالوفيات 17/ 292، 293 رقم 243، والبداية والنهاية 10/ 185، ومرآة الجنان 1/ 396، وتهذيب التهذيب 5/ 302، 303 رقم 515، وتقريب التهذيب 1/ 430 رقم 442، والنجوم الزاهرة 2/ 106، وشذرات الذهب 1/ 306، والكواكب الدرية للمناوي 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 205. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 211 الأَعْلامِ. رَوَى الْقَلِيلَ عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ: أَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ: ابن الْمُبَارَكُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ الْعَابِدِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ العاملين، قانتا للَّه حنيفا منعزلا عَنِ النّاسِ إِلا مِنْ خَيْرٍ. وَكَانَ يُنْكِرُ عَلَى مَالِكِ اجْتِمَاعَهُ بِالدَّوْلَةِ. وَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: هُوَ عَالِمُ الْمَدِينَةِ الَّذِي وَرَدَ فِيهِ الْحَدِيثُ، وَالنَّاسُ عَلَى خِلافِ سُفْيَانَ فِي هَذَا. قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِينَ مَرَّةً يَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ فَهُوَ الْعُمَرِيُّ. قَالَ ذَلِكَ لَمَّا ثنا عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَضْرِبُ النَّاسُ أَكْبَادَ الإِبِلِ، فَلا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ» [1] . وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، نا الْمُوَفَّقُ عَبْدُ اللَّطِيفِ، أنا ابْنُ الْبَطِّيِّ، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ، نا أَبُو عَمْرِ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بِن غَالِبٍ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِهَذَا. قُلْتُ: هَذَا الْخَبَرُ مِنْطَبِقٌ عَلَى مَنِ اتَّصَفَ بِأَنَّهُ عَالِمُ زَمَانِهِ، وَهُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي وَقْتِهِ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي وَقْتِهِ. وروى الطّبريّ في «تاريخه» [2] بإسنادٍ عن بعض أولاد عبد الله بن   [1] أخرجه الترمذي في العلم (2821) باب: ما جاء في عالم المدينة. من طريق: سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أبي صالح، عن أبي هريرة رواية: «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة» . قال: هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث ابن عيينة. وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا من عالم المدينة أنه مالك بن أنس. قال إسحاق بن موسى: وسمعت ابن عيينة قال: هو العمريّ الزاهد واسمه عبد العزيز بن عبد الله (كذا) . وسمعت يحيى بن موسى يقول: قال عبد الرزاق: هو مالك بن أنس. وأخرجه أحمد في المسند 2/ 299. [2] ج 8/ 354، 355. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 212 عبد العزيز العُمريّ، أنّ الرشيد قال: والله ما أدري ما آمُرُ في هذا العُمريّ. أكرهُ أن أقدمَ عليه وله سَلَفٌ أكرمهم [1] ، وإنّي أحب أن أعرف رأيه [2] ، يعني فينا. فقال عَمْر بن بزيع، والفضل بن الربيع: نحن له. فخرجنا من العَرْج [3] إلى موضعٍ يقال له خلص [4] ، حتى ورد عليه بالبادية في مسجدٍ له، فأناخا راحلتيهما. بمن معهما، وأتياه على زِيّ الملوك في حشمة. فجلسا إليه وقالا: يا أبا عبد الرحمن نحن رسل من وراءنا من أهل المشرق يقولون لك: اتق الله، وإنْ شئت فانهض. فقال: وَيْحكما، فيمن ولمن؟ قالا: أنت! قال: والله ما أحبّ أنّي لقيت الله عزّ وجلّ بمحجمة دمِ مسلم، وأنّ لي ما طَلَعَتْ عليه الشمس. فلمّا آيسا منه قالا: إن معنا عشرين ألفًا تستعين بها. قال: لا حاجه لي بها. قالا: أعطِها مَن رأيت. قال: أعطياها أنتما. فلما آيسا منه ذَهَبَا ولحِقا بالرشيد، فقال: ما أبالي ما أصنعُ بعد هذا. قال: فحجّ العُمريّ في تلك السّنة، فبينما هو في المسعى اشترى شيئًا، فإذا بالرشيد يسعى على دابّته، فتعرّض له العُمريّ واتاه حتّى أخذ بلجام الدّابّة، فأهْوَوْا إليه، فكفّهم الرشيد، وكلّمه، يعني وعظه، فرأيت دموع الرشيد تسيل على مَعْرفة دابّته، ثمّ انصرف [5] . وروى عليّ بن حرب الطّائيّ، عن أبيه قال: مضى هارون الرشيد على   [1] في تاريخ الطبري «وله خلف أكرههم» . [2] في تاريخ الطبري «طريقه» . [3] العرج: بفتح أوله، وإسكان ثانيه، بعده جيم. قرية جامعة على طريق مكة من المدينة بينها وبين الرّويثة أربعة عشر ميلا. (معجم ما استعجم 3/ 930) . [4] خلص: بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وبالصاد المهملة: واد من أودية خيبر. (معجم ما استعجم 2/ 507) . [5] الخبر باختصار شديد في صفة الصفوة 2/ 183. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 213 حمار ومعه غلام إلى العُمريّ فوعظه، فبكى الرشيد وحُمِلَ مَغْشِيًّا عليه [1] . قال إسماعيل بن أبي أُوَيْس: كتب عبد الله العُمريّ إلى مالك، وابن أبي ذيب، وغيرهما بكُتُب أغلَظَ لهم فيها، وقال: أنتم علماء تميلون إلى الدنيا وتَلْبَسون، وتَدَّعُون التَّقَشُّف. فكتب له ابن أبي ذيب كتابًا أغلظ له، وجاوَبه مالك جواب فقيه. وقيل إن العُمريّ وعظ الرشيد، فتلقّى قَوله بنعم يا عمّ [2] . فلمّا ذهب اتْبعه الأمين والمأمون بكيسين فيهما ألف دينار، فلم يأخذها. وقال: هو أعلم بمن يفرّقها عليه، ثم أخذ من الكيسين دينارّا وقال: كرهتُ أن أجمع عليه سوء القول وسوء الفعل. وشخص إليه بعد ذلك إلى بغداد، فكره الرشيد مجيئَه، وجمع العمريّين وقال: ما لي ولابن عمْكم، احتَمَلْتُه بالحجاز فأتى إلى دار ملكي يُريد أن يُفسد عليّ أوليائي. رُدُّوه عنّي. قالوا: لا يقبل منّا. فكتب إلى الأمير موسى بن عيسى أن يرفَق به حتّى يردّه. أحمد بن زهير: ثنا مُصْعَب الزُّبَيْريّ قال: كان العمريّ جسيما أصفر، لم يكن يقبل من السلطان ولا من غيره، ومَن وُلّي من معارفه وأقاربه لا يكلّمه. وقد وُلّي أخوه عمر المدينة وكرْمان واليمامة، فهجره حتّى مات. ما أدركت بالمدينة رجلا أهْيَبَ عند السلطان والعامّة منه. وكان ابن المبارك يَصِلُه فيقبل منه. قال: وقدِم الكوفة يريد أن يخوّف الرشيد باللَّه. فرجفت لقدومه الدّولة، حتّى لو كان نزل بهم مائة ألف من العدوّ، ما زاد من هيبته، فرجع من الكوفة، ولم يصل إليه. قال يحيى بن أيّوب العابد: حدَّثني بعض أصحابنا قال: كتب مالك بن   [1] انظر: صفة الصفوة 2/ 182 و 183. [2] صفة الصفوة 2/ 182 و 183. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 214 أنس إلى العُمريّ: إنّك بَدَوْت [1] ، فلو كنتَ عند مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فكتب إليه: إنّي أكره مجاورة [2] مثلك [3] ، إنّ الله لم يرك متغيّر الوجه فيه ساعة قطّ. وقيل: كانت أمّ العُمريّ أنصاريّة [4] ، (لم يكن يقبل من أحد شيئًا، ومن ولّي دمشقيا من معارفه وأقاربه لا يكلّمه. وقد وُلّي أخوه عَمْر بن عبد العزيز المدينة وكرْمان واليْمامة فهجره. ولم يكن أحد بالمدينة أهْيب عند السلطان والعامة منه) [5] . وكان زاهدًا، قوْالا بالحقّ، متألِّهًا، متعبدًا، منعزلا بناحيةٍ غربيّ المدينة. ويروى أن العُمريّ كان يلزم المقبرة كثيرًا، ومعه كتاب ينظر فيه، وقال: ليس شيء أوعظ من قبر، ولا آنَسَ من كتاب [6] عمر بن شبّة، ثنا أبو يحيى الزُّهْريّ قال: قال عبد الله بن عبد العزيز عند موته: بنعمة ربّي أحدّث، لو أن الدُّنيا تحت قدمي ما يمنعني من أخْذها إلا أن أزيل قدمي، ما أزلْتُها. إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم ثمن لحا شجر فَتَلْتُهُ بيدي [7] . قال المسيّب بن واضح: سمعتُ العمريّ الزّاهد بمسجد منى يشير بيده ويقول: للَّه دَرُّ ذوي العقول ... والحرص في طلب الفضول   [1] في حلية الأولياء «إنك بدوي» . [2] في الحلية «محاورة» . [3] الخبر حتى هنا في الحلية 8/ 283. [4] وأمّه هي: أمة الحميد بنت عبد الله بن عياض بن عمرو بن بليل بن بلال بن أحيحة بن الجلاح. (نسب قريش 359) . [5] ما بين القوسين تقدّم قبل قليل، ولعلّه مقحم هنا. [6] حلية الأولياء 8/ 283، صفة الصفوة 2/ 181. [7] رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 2/ 83 أوهو باختصار في حلية الأولياء 8/ 283. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 215 سُلاب أكسية [1] الأرامل ... واليتامى والكهول والجامعين المكثرين ... من الحيازة [2] والغلول وَضَعوا عقولهم من الدنيا ... بمُدْرَجَةِ [3] السيول وَلَهَوْا بأطراف الفروع ... وأغفَلُوا علم الأصول وتتبّعوا جمْعَ الحُطام ... وفارقوا أثر الرسول ولقد رأوا غِيلان رَيْبِ [4] ... الدهر غُولا بعد غُولِ [5] . أخبرنا أحمد بن سلامة كتابةً، عن أبي الفضائل الكاغِديّ، أنا أبو عليّ الْحَدَّادِ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ جعفر، نا أحمد بن الأبّار، نا عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم، نا سُفيان قال: دخلتُ على العُمريّ الصّالح فقال: ما أحد يدخل عليّ أحبّ إليّ منك، وفيك عَيْب. قلت: ما هو؟ قال: حُبُّ الحديث، أما إنّه ليس من زاد الموت أو من إبزار الموت [6] . وقال أبو المنذر إسماعيل بن عَمْر: سمعتُ أبا عبد الرحمن العُمريّ الزّاهد يقول: إنّ من غفلتك عن نفسك إعراضك عن الله بأن ترى ما يُسخطه، فتجاوزه، ولا تأمر ولا تنهي [عن المنكر] [7] خوفًا ممّن لا يملك لك ضرًا ولا نَفْعًا [8] ، من ترك الأمر بالمعروف [والنهي عن المنكر] [9] مخافة المخلوقين نُزعت منه [10] الهيبة، فلو أمر بعض ولده لاستخفّ به [11] .   [1] في حلية الأولياء: «بثلاث أكسبه» . [2] في الحلية «الخيانة» ، وفي سير أعلام النبلاء «الجناية» . [3] في الحلية «بملودجة» . [4] في الحلية «غيلان وياسن» . [5] حلية الأولياء 8/ 284، سير أعلام النبلاء 8/ 334. [6] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 8/ 333، وفي حلية الأولياء: «أو من أنذر الموت» . (ج 8/ 284) . [7] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، أضفته من الحلية. [8] حتى هنا في صفة الصفوة 2/ 181. [9] زيادة من الحلية. وفي الأصل: «بالمعروف من مخافة» . [10] في الحلية «ترغيب منه» وهو تحريف. [11] في حلية الأولياء 8/ 284: «فلو أمر ولده أو بعض مواليه لا يستحق به» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 216 قال محمد بن حرب المكّيّ: قدِم العُمريّ فاجتمعنا إليه، فلمّا نظر إلى القصور المحروقة بالكعبة نادى بأعلى صوته: يا أصحاب القبور المشيَّدة اذكروا ظُلْمة القُبُور الموحشة، يا أهل التنعُّم والتلذُّذ اذكروا الدُّودَ والصَّديد، وبلاء الأجسام في التراب. ثمّ غلبه عيّه فنام [1] . أخبرنا إسحاق الأسَديّ، أنا ابن جميل، أنا الكاغديّ، أنا أبو علي، أنا أبو نعيم، نا سُليمان بن أحمد، نا إسحاق الخُزاعيّ، نا الزُّبَير بن بكّار، ثنا سُليمان بن محمد بن يحيى: سمعتُ عبد الله بن عبد العزيز العُمريّ يقول: قال لي موسى بن عيسى: ينهى إلى المؤمنين أنك تشتمه وتدعو عليه، فبأيّ شيء استجزتَ ذلك؟. قلت: أمّا شَتْمُهُ فهو واللهِ أكرم عليّ من نفسي، لقرابته من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمّا الدّعاء عليه فو الله ما قلت اللَّهمّ إنّه قد أصبح عِبئًا ثقيلا على أكتافنا، ولا تطيقُهُ أبداننا، وقَذي في جُفُوننا، لا تطرف عليه جفوننا، وشجيً في أفواهنا لا تسيغه [2] حُلُوقَنا، فاكفنا مئونته [3] ، وفرِّقْ بيننا وبينه. ولكن قلت: اللَّهمّ إنْ كان تَسَمَّى بالرشيد ليُرشِد [4] فأرشِدْهُ، أو لغير ذلك فراجِعْ به. اللَّهمّ إنْ له في الإسلام بالقياس على كلّ مؤمن حقًّا، وله بنبيّك قرابة ورحِم، فقرّبْه من كلّ خير، وباعِدْه من كل سوء. وأسْعِدْنا به، وأصْلِحْه لنفسه ولنا. فقال موسى: رحِمك الله أبا عبد الرحمن كذلك لعمري [5] الظّنّ بك [6] . أَنْبَأَنَا ابْنُ سَلامَةَ، عَنْ أَبِي الْفَضَائِلِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْحَدَّادَ أَخْبَرَهُمْ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا سُلَيْمَانُ بن أحمد، ثنا موسى بن   [1] هكذا في الأصل: وفي حلية الأولياء 8/ 285 وسير أعلام النبلاء 8/ 333 «فغلبته (ثم غلبته) عينه (عيناه) فنام» . [2] في الحلية: «تسفه» . [3] في الحلية: «باكفنا موته» وهو تحريف. [4] في الحلية «لرشد» . [5] في الحلية «كذلك يا عمري» . [6] حلية الأولياء 8/ 285، 286. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 217 مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الشّرِينِيُّ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الزَّبَانِيَةُ أَسْرَعُ إِلَى فَسَقَةِ [1] الْقُرْآنِ مِنْهُمْ إِلَى عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، فَيَقُولُونَ: يُبْدَأُ بِنَا قَبْلَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ. فَيُقَالُ: لَيْسَ مَنْ عَلِمَ كَمَنْ لم يَعْلَمُ» ، تَفَرَّدَ بِهِ الْعُمَرِيُّ [2] ، وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ، وَشَيْخُ الطَّبَرَانِيِّ لا أَعْرِفُهُ. قال مُصْعَب الزُّبَيري: مات العُمريّ سنة أربعٍ وثمانين ومائة، وله ستُّ، وسُتُّون سنة. 191- عبد الله بن عبد القُدّوس التّميميّ السَّعديّ الرّازيّ [3]- س. ت. - عن: عبد الملك بن عُمَيْر، وجابر الْجُعْفيّ، وليث بن أبي سُلَيم، وسُليمان الأعمش. وعنه: عبّاد بن يعقوب الرواجِنيّ، وأحمد بن حاتم الطّويل، ومحمد بن حُمَيْد، وعبد الله بن طاهر الرازيان، وجماعة. قال ابن مَعِين [4] : رافضيّ خبيث.   [1] في الحلية «ضعة» . [2] حلية الأولياء 8/ 286. [3] انظر عن (عبد الله بن عبد القدّوس التميمي) في: سؤالات ابن محرز، رقم 214، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 76 رقم 207، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 601، 602 رقم 3858، والتاريخ الكبير 5/ 141 رقم 424، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 321، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 279، 280 رقم 843، والجرح والتعديل 5/ 104 رقم 479، والثقات لابن حبّان 7/ 48، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1514، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 114 رقم 320، وتهذيب الكمال 15/ 242- 244 رقم 3397، والكاشف 2/ 94 رقم 2864، وميزان الاعتدال 2/ 457 رقم 74431 والمغني في الضعفاء 1/ 346 رقم 3251، والكشف الحثيث 227، 228 رقم 391، وتهذيب التهذيب 5/ 303، 304 رقم 516، وتقريب التهذيب 1/ 430 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 205. [4] في معرفة الرجال 1/ 76 رقم 207. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 218 وقال محمد بن مهران: لم يكن يعلم، وكان شبْه المجنون، تصيح به الصبيان [1] . وقال النَّسائيّ [2] ، وغيره: ضعيف. وقال أحمد بن عَدِيٍّ [3] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ البيت. 192- عبد الله بن عمر بن غانم الرُّعَيْنيّ المغربيّ [4] . أبو عبد الرحمن قاضي إفريقيا. روى: عن عبد الرحمن بن زياد، وإسرائيل بن يونس، وداود بن قيس الفراء، ومالك بن أنس. وعنه: القعنبي. قال أبو داود: أحاديثه مستقيمة. قلت: مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ولم أظفر له بوفاة. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : يَرْوِي عَنْ مَالِكٍ مَا لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ قَطُّ. لا يَحِلُّ ذِكْرُ حَدِيثِهِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الاعْتِبَارِ. رَوَى عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: «الشَّيْخُ فِي بَيْتِهِ كَالنَّبِيِّ فِي قَوْمِهِ» . وَبِهِ مَرْفُوعًا: «مَا مِنْ شَجَرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْحِنَّاءِ» . حَدَّثَنَا بِهِمَا عَلِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الْقُومِسِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بن محمد بن حشيش القيروانيّ، نا   [1] الجرح والتعديل 5/ 104. [2] في الضعفاء والمتروكين 295 رقم 321. [3] في الكامل في الضعفاء 4/ 1514. [4] انظر عن (عبد الله بن عمر بن غانم الرُّعَيْنيّ) في: الجرح والتعديل 5/ 110 رقم 503، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 39، وأنساب السمعاني 1/ 327، وتهذيب الكمال 15/ 343، 344 رقم 3443، والكاشف 2/ 100 رقم 2906، والمغني في الضعفاء 1/ 348 رقم 3278، وميزان الاعتدال 2/ 464 رقم 4470، وتهذيب التهذيب 5/ 331، 332 رقم 567، وتقريب التهذيب 1/ 435 رقم 493، وخلاصة تذهيب التهذيب 207. [5] في المجروحين والضعفاء 2/ 39. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 219 عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ. قُلْتُ: فَلَعَلَّ الْبَلِيَّةَ مِنْ عُثْمَانَ. 193- عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظليّ [1] ، مولاهم التركيّ، ثمّ المَرْوَزِيّ- ع. - الحافظ، فريد الزمان وشيخ الإسلام.   [1] انظر عن (عبد الله بن المبارك) في: الطبقات الكبرى 7/ 372، والتاريخ لابن معين 2/ 328، 329، ومعرفة الرجال له 1/ 109 رقم 504 و 1/ 115، 116 رقم 556، و 1/ 119 رقم 581، و 1/ 131 رقم 668 و 1/ 147 رقم 809، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 272 رقم 420 و 2/ 102، 103 رقم 1708 و 2/ 361 رقم 2599 و 2/ 365 رقم 2622 و 2/ 429 رقم 2893 و 2/ 559 رقم 3641 و 3/ 16 رقم 3946 و 3/ 54، 55 رقم 4139 و 3/ 72 رقم 4230 و 3/ 269 رقم 5194 و 3/ 483، 484 رقم 6070 و 3/ 485 رقم 6075 و 6077 و 6078 و 3/ 486 رقم 6079 و 6080 و 6081 و 6082 و 3/ 489 رقم 6091، وطبقات خليفة 323، والتاريخ الكبير 5/ 212 رقم 679، والتاريخ الصغير 198، وتاريخ الثقات للعجلي 275، 276 رقم 876، وبغداد لابن طيفور 64، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 162 و 207 و 208 و 229 و 418 و 431 و 506 و 537 و 557 و 580 و 591 و 592 و 595 و 614 و 629 و 658 و 665 و 669 و 670 و 2/ 681، 682، وتاريخ خليفة 146، والمعارف 511، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 313، والمعرفة والتاريخ 1/ 220- 222 و 584- 586 و 588- 591 و 2/ 75- 77 و 568- 571، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2501، والبيان والتبيين 2/ 24، والحيوان 1/ 279، والبدء والتاريخ 2/ 153، والعيون والحدائق 3/ 297، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 262- 281، والجرح والتعديل 5/ 179- 181 رقم 838، والولاة والقضاة 368، وحلية الأولياء 8/ 162- 190 رقم 397، وطبقات الفقهاء 61 و 76 و 85 و 94 و 137، والإنتقاء 132، وتاريخ بغداد 10/ 152- 169 رقم 5306، والفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 131، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان (بتحقيقنا) 50- 52، والفهرست 228، ومشاهير علماء الأمصار 194، 195 رقم 1564، والثقات لابن حبّان 7/ 7، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 12 و 31 و 94 و 114 و 123 و 133 و 163 و 169 و 246 و 247 و 3/ 195 و 199 و 200 و 224 و 241 و 246 و 257 و 258 و 262 و 264 و 269 و 275 و 276 و 289 و 292 و 312 و 314 و 318 و 328 و 329 و 338 و 358 و 359 و 376 و 377 و 378 و 393 و 395 و 400 و 406، والعقد الفريد 2/ 221 و 5/ 285، وترتيب المدارك 1/ 300، والإشارات إلى معرفة الزيارات 66، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 285- 287 رقم 329، ورجال صحيح البخاري 1/ 429، 430 رقم 626، ورجال صحيح مسلم 1/ 389، 390 رقم 860، وصفة الصفوة 4/ 134- 147 رقم 695، وخلاصة صفة الصفوة 194، ووفيات الأعيان 3/ 32- 34 رقم 322، وانظر أيضا: 2/ 54- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 220 وكانت أمُّه خوارزميّة. مولده سنة ثمان عشرةَ ومائة، وطلب العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وأقدمُ شيخٍ له الربيع بن أنس الخراسانيّ. ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة فلقي التابعين، وأكثر التّرحال والتّطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحجّ والتّجارة. روى عن: سليمان التّميميّ، وعاصم الأحول، وحُمَيْد، وهشام بن عُرْوَة، والْجُريّريّ، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وبُريد بن عبد الله، وخالد الحذّاء، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، والأجلح الكِنْديّ، وحسين المعلّم، وحنظلة السَّدُوسيّ، وحَيْوَة بن شُرَيْح، وابن عَوْن، وابن جُرَيْج، وموسي بن عقبة، وخلق من طبقتهم.   [ (-) ] و 317 و 387 و 464 و 3/ 39 و 127 و 148 و 4/ 49 و 129 و 202 و 5/ 256 و 406 و 410 و 411 و 6/ 81 و 140 و 141 و 147 و 388 و 401، والأذكياء 77، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 259، 260، وخلاصة الذهب المسبوك 126، 127، والسابق واللاحق 252- 254 رقم 99، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 730، والعبر 1/ 280، 281، وتذكرة الحفاظ 1/ 274- 270، وسير أعلام النبلاء 8/ 336- 371 رقم 112، والكاشف 2/ 160 رقم 2978، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 669، والتذكرة الحمدونية 1/ 186 و 206 و 218 و 2/ 94، ومحاضرات الأدباء 1/ 133، والحكمة الخالدة 168، والوافي بالوفيات 17/ 419، 420 رقم 359، وتاريخ دمشق (مخطوطة المكتبة الأزهرية، رقم 10170) ورقة 37 أ- 68 أ، ومرآة الجنان 1/ 378- 382، ودول الإسلام 1/ 13 أوالبداية والنهاية 10/ 177- 179، والديباج المذهب 1/ 407- 409، وغاية النهاية 1/ 446 رقم 1858، والجواهر المضيّة 1/ 281، 282، وتهذيب التهذيب 5/ 382- 387 رقم 657، وتقريب التهذيب 1/ 445 رقم 583، والنجوم الزاهرة 2/ 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 211، والطبقات الكبرى للشعراني 50، وشذرات الذهب 1/ 295- 297، ومناقب أبي حنيفة للكردري 441- 455، والأعلام 4/ 256، ومعجم المؤلّفين 6/ 106، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 370، وعبد الله بن المبارك- تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي- طبعة حيدرآباد 1386 هـ.، وعبد الله بن المبارك، للدكتور عبد المجيد المحتسب- منشورات وزارة الأوقاف بالأردن، عمّان 1972، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (من تأليفنا) 3/ 207- 213 رقم 897، والكامل في التاريخ 5/ 479 و 8/ 82، وانظر له كتاب الزهد بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، والزهد الكبير للبيهقي رقم 73 و 133 و 529 و 948 و 966 وآثار البلاد وأخبار العباد 252 و 419 و 420 و 456 و 457 و 458، والرحلة في طلب الحديث 90 رقم 16 و 91 رقم 17 و 156، 157 رقم 62. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 221 ثمّ عن: الأوزاعيّ، والثَّوْريّ، وشُعْبة، ومالك، والَّليث، وابن لَهِيعَة، والحمادين، وطبقتهم. ثم عن: هُشَيم، وابن عُيَيْنَة، وخلْق من أقرانه. وصنّف التصانيف النافعة. وعنه: مَعْمر، والثَّوْريّ، وأبو إسحاق الفَزَاريّ، وهم من شيوخه، وبقية، وعبد الرحمن بن مَهْديّ، وأبو داود، وعبد الرزّاق، ويحيى القطّان، وعفّان، وحبّان بن موسى، ويحيى بن مَعِين، وأبو بكر بن شَيْبَة، وأحمد بن منيع، وعليّ بن حُجْر، والحسن بن عيسى، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، والحسن بن عَرَفَة. وقع لنا حديثه عاليًا من جزئه، وأقرب ذلك وأعلاه اليوم من جزء ابن عَرَفَة. قال ابن مهديّ: الأئمة أربعة: مالك، والثَّوْريّ، وحمّاد بن زيد، وابن المبارك [1] . وقال ابن مهديّ: ابن المبارك أفضل من الثَّوْريّ [2] . وقال ابن مهديّ: ثنا ابن المبارك، وكان نسيج وحده [3] . وقال أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه [4] . وعن شُعيب بن حرب قال: ما لقي ابنُ المبارك مثل نفسه [5] .   [1] تقدمة المعرفة للجرح والتعديل 265، والجرح والتعديل 5/ 180، وتاريخ بغداد 10/ 160، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 286. [2] تقدمة المعرفة 266، والجرح والتعديل 5/ 179، وتاريخ بغداد 10/ 161. [3] تقدمة المعرفة 268، والجرح والتعديل 5/ 180، وتاريخ بغداد 10/ 161، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 286. [4] تقدمة المعرفة 262، 263، الجرح والتعديل 5/ 180، الرحلة في طلب الحديث 91 رقم 17، مرآة الجنان 1/ 381. [5] مرآة الجنان 1/ 381. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 222 وقال شعبة: ما قدِم علينا مثل ابن المبارك [1] . وقال أبو إسحاق الفَزَاريّ: ابن المبارك إمام المسلمين [2] . وقال يحيى بن مَعِين: كان ثقة متثبّتا، وَكُتُبُهُ نحوٌ من عشرين ألف حديث [3] . وقال يحيى بن آدم: كنت إذا طلبت الدّقيقَ من المسائل فلم أجده في كتب ابن المبارك آيستُ منه [4] . وعن إسماعيل بن عيّاش قال: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك [5] . قال العباس بن مصعب المروزي: جمع ابن المبارك الحديث، والفقه، والعربية، وأيام الناس، والشجاعة، والسخاء، ومحبة الفرق له [6] . وقال أبو أسامة: ما رأيت رجلا أطلب للعلم في الآفاق منه. وقال شعيب بن حرب: سمعتُ سُفيان الثَّوْريّ يقول: لو جهدت جهْديّ أن أكون في السّنة ثلاثة أيّام على ما عليه ابن المبارك لم أقدر [7] . وقال ابن مَعِين: سمعتُ عبد الرحمن يقول: كان ابن المبارك أعلم من الثّوريّ [8] .   [1] تقدمة المعرفة 265. [2] تقدمة المعرفة 265 وفيه «إمام العالمين» ، الجرح والتعديل 5/ 180، تاريخ بغداد 10/ 163 وفيه «إمام المسلمين أجمعين» : ورواية أخرى دون «أجمعين» ، حلية الأولياء 8/ 163، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 286، مرآة الجنان 1/ 381. [3] تاريخ بغداد 10/ 164، مناقب أبي حنيفة 447: مرآة الجنان 1/ 381. [4] تاريخ بغداد 10/ 156، مناقب أبي حنيفة للكردري 446. [5] تاريخ بغداد 10/ 157. [6] تاريخ بغداد 10/ 155، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 285، مناقب أبي حنيفة 453، تهذيب الكمال 2/ 731. [7] تقدمة المعرفة 226، حلية الأولياء 8/ 163، واجتمع أصحاب الحديث على عبد الرحمن بن مهدي فقالوا له: جالست سفيان الثوري وسمعت منه، وسمعت من عبد الله، فأيّهما أرجح؟ فقال: ما تقولون؟ لو أنّ سفيان جهد جهده على أن يكون يوما مثل عبد الله لم يقدر. (تاريخ بغداد 10/ 161) وانظر الخبر بصيغة أخرى 10/ 161، 162، وصفة الصفوة 4/ 128، ومناقب أبي حنيفة للكردري 446 وقد سقط منه (سفيان الثوري) ، ومرآة الجنان 1/ 382. [8] تاريخ بغداد 10/ 161. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 223 وقال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدّثين مثل أمير المؤمنين في النّاس [1] . قال أسود بن سالم: إذا رأيت من يغمز ابنَ المبارك فاتَّهمه على الإسلام [2] . وقال الحَسَن بن عيسى بن ماسرجس: اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، ومحمد بن النضر وقالوا: تعالوا حتّى نَعُدَّ خِصَالَ ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العِلم، والفقه، والأدب، والنَّحو، واللغَة، والزُّهْد، والشِعر، والفَصاحة، وقيام الليل، والعبادة، والحجّ، والغزو، والشجاعة، والفُرُوسيّة، والقوّة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلّّة الخلاف على أصحابه [3] . قال نعيم بن حماد: قال رجلٌ لابن المبارك: قرأتُ البارحة القرآن في ركعة. فقال ابن المبارك: لكنّي أعرف رجلا لم يزل البارحة يردّد «أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ» إلى الصُّبْح ما قدِر أن يتجاوزها، يعني نفسه. قال نُعَيم: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب «الرقاق» يصير كأنّه ثور يَخُور من البكاء [4] . روى العبّاس بن مُصْعَب الحافظ، عن إبراهيم بن إسحاق البُنانيّ، عن ابن المبارك قال: حملتُ العلم عن أربعة آلاف شيخ، ورويت عن ألف. قال العباس: فتتبّعتهم حتى بقي لي ثمانمائة شيخ له. وقال حبيب الجلاب: سألت ابنَ المبارك: ما خيرُ ما أُعطي الإنسان؟، قال: غريزة عقل.   [1] تاريخ بغداد 10/ 156، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 286. [2] تاريخ بغداد 10/ 169. [3] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 285، تهذيب الكمال 2/ 731. [4] تاريخ بغداد 10/ 167، صفة الصفوة 4/ 128. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 224 قلت: فإن لم يكن؟ قال: حُسْنُ أدب. قلت: فإن لم يكن؟ قال: أخُ شفيق يستشيره. قلت: فإن لم يكن؟ قال: صمتٌ طويل. قلت: فإن لم يكن؟ قال: موتٌ عاجل. وقال عَبَدان بن عثمان: قال عبد الله: إذا غَلَبَتْ محاسنُ الرجل على مساوئه لم تُذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ على المَحاسن لم تُذكر المحاسن. قال نُعَيم: سمعتُ ابن المبارك يقول: عجبت لمن يطلب العلمَ كيف تدعوه نفسه إلى مكرُمة. وقال عَبَدان بن عثمان: سمعته يقول: وُلدتُ سنة تسع عشرة ومائة. قال العبّاس بن مُصْعَب: كان عبد الله لرجل تاجر من همدان من بني حنظلة، فكان إذا قدِم همدان يخضع لولده ويَعِظُهم. وقال: وعن ابن المبارك قال: لنا في صحيح الحديث شُغل عن سقيمه. وقال عبد الله بن إدريس: كلّ حديث لا يعرفه ابن المبارك فنحن منه بُراء [1] . نُعَيم بن حمّاد: سمعتُ ابنَ المبارك يقول: قال لي أبي: أين وجدتُ كُتُبك حَرَّقْتُها. قلت: وما عليّ من ذلك وهو في صدري [2] .   [1] مناقب أبي حنيفة 445. [2] تاريخ بغداد 10/ 166. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 225 وقال عليّ بن الحسن بن شقيق: قُمتُ لأخرج مع ابن المبارك في ليلة باردة من المسجد، فذاكَرَني عند الباب بحديثٍ، أو ذاكَرْتُه، فما زال يذاكرني وأذاكره حتّى جاء المؤذن لصلاة الصُّبْح. وقال فَضالة الفَسَويّ: كنت أجالسهم في الكوفة، فإذا تشاجروا في حديثٍ قالوا مرّوا إلى هذا الطبيب حتّى نسأله، يعنون ابنَ المبارك [1] . قال وهْب بن زَمْعة: حدَّث جرير بن عبد الحميد بحديثٍ عن ابن المبارك، فقالوا له: يا أبا عبد الحميد، تُحدّث عن عبد الله، وقد لقيت منصور بن المعتمر، فغضب وقال: أين مثل عبد الله، حَمَلَ عِلَم خُراسان، وأهل العراق، وأهل الحجاز، وأهل اليمن، وأهل الشام؟. أحمد بن عليّ الحَواريّ قال: جاء رجل من بني هاشم إلى ابن المبارك ليسمع منه، فأبى أن يُحدّثه، فقال الهاشميّ لغلامه: يا غلام قُم، أبو عبد الرحمن لا يرى أن يحدّثنا. فلمّا قام ليركب، جاء ابن المبارك ليمسك بركابه، فقال: يا أبا عبد الرحمن لا ترى أن تحدّثني وتُمسك بركابي؟ فقال: أذلُّ لك بدني ولا أذل لك الحديث. المسيّب بن واضح: سمعت ابن المبارك، وسأله رجلٌ: عمّن نأخذ؟ فقال: قد تَلْقَى الرجلَ ثقة يحدّث عن غير ثقة. وَتَلْقَى الرجلَ غير ثقة يحدّث عن ثقة. ولكن ينبغي أن تكون ثقةً عن ثقة. قال عليّ بن إسحاق بن إبراهيم: قال سُفيان بن عُيَيْنَة: تذكرتُ أمر الصّحابة وأمر عبد الله بن المبارك، فما رأيت لهم عليه فضلا إلا بالصُّحْبة وبجهادهم [2] . عن محمد بن أعْيَن: سمعتُ الفضيل بن عِياض يقول: وربّ هذا البيت ما رأت عيناي مثلَ عبد الله بن المبارك.   [1] تاريخ بغداد 10/ 156، مناقب أبي حنيفة 453. [2] تاريخ بغداد 10/ 163، مناقب أبي حنيفة 446، خلاصة الذهب المسبوك 127، تهذيب الكمال 2/ 731. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 226 عثمان الدّارميّ: سمعتُ نُعَيم بن حمّاد قال: ما رأيتُ ابن المبارك يقول قطّ: حَدَّثَنَا، كان يرى «أنا» [1] أوسع، وكان لا يَرُدّ على أحدٍ حرفًا إذا قرأ. وقال نُعَيم: ما رأيت أعْقَلَ من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهادًا في العبادة منه. عبد الله بن سِنان قال: قدِم ابنُ المبارك مكّة وأنا بها، فلمّا أن خرج شيَّعهُ ابنُ عُيَيْنَة والفضيل وودّعاه، وقال أحدهما: هذا فقيه أهل المشرق، فقال الآخر: وفقيه أهل المغرب [2] . الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ «اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ» [3] : يُفَسِّرُهُ حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ «لا تَقْتُلُوهُمْ مَا صَلَّوْا» [4] . وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي الإِرْجَاءِ قَالَ: عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ أَهْلِ الأَرْضِ لَرَجَحَ، بَلَى إِنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ. نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: السيف الّذي كان بين الصحابة كان فتنة، ولا أقول لأحدٍ منهم مَفْتُون. قال عبد العزيز بن أبي رَزْمة: لم تكن خصلة من خِصال الخير إلا   [1] أنا: اختصار لكلمة: أخبرنا. [2] تاريخ بغداد 10/ 162. [3] أخرجه الطبراني في معجمه الصغير 74 من طريق شعبة، عن الأعمش، عن سالم. وتكملته: «فَإِذَا زَاغُوا عَنِ الْحَقِّ فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عواتقكم، ثم أبيدوا خضراءهم» . وذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد 5/ 228) وقال: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه، ومعنى الحديث: أطيعوهم ما داموا مستقيمين على الدّين وثبتوا على الإسلام. وخضراؤهم: سوادهم، ودهماؤهم. [4] أخرجه أحمد في مسندة 6/ 295 و 302 و 305 و 321 من حديث أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إنه يستعمل عليكم أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد بريء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلّوا» . وأخرجه مسلم (1854) في الإمارة، والترمذي (2266) وأبو داود (4760) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 227 جمعت في ابن المبارك [1] : حُسن خُلُق، وحسن صُحبة، والزُّهد، والورع، وكلّ شيء. وقيل: سُئل ابن المبارك: مَن السِّفْلة؟ قال: الذي يدور على القُضاة يطلب الشهادات [2] . وعنه قال: إنّ البُصَراء لا يأْمنون من أربع خِصال: ذنب قد مضى لا يُدرَى ما يصنع الربٌ فيه، وعُمرٍ قد بَقِيّ لا يُدرَى ما فيه من الهلكات، وفضل قد أُعطي لعلّه مَكْرٌ واستدراجٌ، وضلالةٌ قد زُيِّنَت له يراها هُدى، وزَيغ قلب ساعة، فقد يُسلب دينه ولا يشعر. وعنه قال: لا أفضل من السَّعي على الْعِيَالِ حتّى ولا الجهاد [3] . أبو صالح: سمعتُ ابن المبارك يقول: لا يستحبّ على عالم إلا بذَنب. محبوب بن موسى الأنطاكيّ: سمعتُ ابن المبارك يقول: من يبخل بالعلم ابتُلي بثلاث: إمّا أن يموت فيذهب عِلمه، أو ينسى، أو يتبع السلطان [4] . منصور بن نافع، صاحبٌ لابن المبارك، قال: كان عبد الله يتصدق لمقامه ببغداد كلّ يوم بدينار. وعن عبد الكريم السُّكريّ قال: كان عبد الله يعجبه إذا قرأ القرآن أن يكون دُعاؤه في السجود. إبراهيم بن نوح المَوْصليّ قال: لما قدِم الرشيد عين زَرْبَة [5] أمر أبا   [1] تاريخ بغداد 10/ 157، خلاصة الذهب المسبوك 127. [2] وسئل: من السفلة؟ قال: الذين يعيشون بدينهم. وسئل من سفلة الناس؟ فقال: من يأكل بدينه. (حلية الأولياء 8/ 168، وصفة الصفوة 4/ 140) . [3] صفة الصفوة 4/ 129. [4] حلية الأولياء 8/ 195 وفيه بدل (يتبع السلطان) : «وإما يصحب فيذهب علمه» ، وانظر مناقب أبي حنيفة 452، وتهذيب الكمال 2/ 732. [5] بلد بالثغر من نواحي المصّيصة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 228 سُلَيم أن يأتيه بابن المبارك. قال أبو سُليمان: فقلت: لا آمن أن يُجيب الرشيد بما يكره فيقتله، فقلت: يا أمير المؤمنين هو رجلٌ غليظ الطباع، جِلْف، فأمسك الرشيد. الفضل الشَّعْرانيّ: ثنا عَبْدَةُ بنُ سُليمان: سمعتُ رجلا يسأل ابن المبارك عن الرجل: يصوم يومًا ويُفْطر يومًا. قال: هذا رجلُ يُضيع نصف عمره وهو لا يدري، أي لم لا يصومُها. قلت: فلعلّ عبد الله لم يمرّ له حديث «أفضل الصَّوم صوم داود» [1] . وقال أبو وهْب: سألت ابنَ المبارك: ما الكِبر؟. قال: أنْ تزدري النّاس. وسألته عن العُجْب؟. قال: أن ترى أنّ عندك شيء ليس عند غيرك، لا أعلم في المصلين شيئًا شرًّا من العُجْب. وقال إبراهيم بن شمّاس: قال ابن المبارك: ما بَقِيّ على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عِياض [2] . حاتم بن الجرّاح: سمعتُ عليّ بن الحسن بن شقيق: سمعت ابن المبارك. وسأله رجلٌ قال: قُرْحَةٌ خرجتْ في رُكْبتي مذ سبْع سنين وقد عالجتُها بأنواع العِلاج، وسألت الأطبّاء، فلم أنتفع به. قال: اذهب واحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإنّي أرجو أن يُنْبع هناك عينًا ويُمسك عنك الدّم.   [1] أخرجه البخاري في التهجّد 3/ 13 و 14 باب من نام عند السحر. ومسلم في الصيام (189/ 1159) باب النهي عن صوم الدهر، من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «إنّ أحب الصيام إلى الله صيام داود. وأحبّ الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوما» . [2] انظر حلية الأولياء 8/ 168. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 229 قال: ففعل الرجل، وبرأ. وقال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدّث من كتاب، فلم يكن له سقط كبير [1] ، وكان وكيع يحدّث من حفْظه، فكان يكون له سَقط، كم يكون حفظ الرجل. وروى غير واحد أنّ ابن المبارك سُئل: إلى متى تكتب العِلم؟ قال: لعلّ الكلمة التي أنتفع بها لم أكتُبْها بعد [2] . أخبرنا اليُونينيّ، وابن الفرّاء قالا: أنا ابن صباح، وأنا يحيى بن الصّوّاف، أنا محمد بن عماد قالا: أنا ابن رفاعة، أنا الخلعي، أخبرنا ابن الحاج، أنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن الرَّمْليّ، نا العبّاس بن الفضل الأسفاطيّ، نا أحمد بن يونس: سمعتُ ابن المبارك قرأ شيئًا من القرآن ثمّ قال: من زعم أنّ هذا مخلوق فقد كفر باللَّه العظيم. قال عَمْرو الناقد: سمعتُ ابن عُيَيْنَة يقول: ما قدِم علينا أحدٌ يُشبه ابن المبارك، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة. قال المسيب بن واضح: سمعتُ أبا إسحاق الفَزَاريّ يقول: ابن المبارك إمام المسلمين أجمعين [3] . وقال موسى التبوذكيّ: سمعتُ سلام بن عطيّة يقول لابن المبارك: ما خلّف بالشرق مثله [4] . وقال القواريريّ: لم يكن عبد الرحمن بن مهديّ يقدّم أحدا في الحديث على مالك، وابن المبارك.   [1] تقدمة المعرفة 280، صفة الصفوة 4/ 28، مناقب أبي حنيفة 453. [2] تهذيب الكمال 2/ 731. [3] تاريخ بغداد 10/ 163. [4] تاريخ بغداد 10/ 164. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 230 وهْب بن زَمْعَة: نا مُعاذ بن خالد قال: تعرّضت إلى إسماعيل بن عيّاش بابن المبارك فقال: ما على وجه الأرض مثله. ولا أعلم أنّ الله خلق خصلة من خصال الخير إلّا وقد جعلها في ابن المبارك. ولقد حدَّثني أصحابي أنّهم صحِبوه إلى مكّة من مصر، فكان يُطعمهم الخبيص وهو الدّهر صائم [1] . وقال المسيّب: سمعتُ مُعتَمر بن سُليمان يقول: ما رأيت مثل ابن المبارك، تُصيب عنده الشيء الذي لا يُصاب عند أحد [2] . وقال جعفر الطّيالسيّ: سألت ابن مَعِين عن ابن المبارك فقال: ذاك أمير المؤمنين. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: أَثْبَتُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ ابْنُ الْمُبَارَكِ. سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ أَتَى زَمْزَمَ فَمَلأَ إِنَاءً، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّ ابْنَ أَبِي الْمَوَّالِ، ثنا، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ» . وَهَذَا أَشْرَبُهُ لِعَطَشِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَذَا [3] . والمحفوظ ما رواه الحَسَن بن عيسى وقال فيه: «اللَّهمّ إنّ عبد الله بن المُؤَمَّلِ، عن أبي الوضيء، عن جابر، فذكر نحوه [4] . محمد بن النّضر بن مساور، نا أبي: قلت لابن المبارك: هل تحفظ الحديث؟ قال: ما تحفَّظت حديثًا قطّ، إمّا آخذ الكتاب فأنظر، فما اشتهيتُه علِق بقلبي [5] .   [1] تاريخ بغداد 10/ 157، صفة الصفوة 4/ 144، البداية والنهاية 10/ 178، خلاصة الذهب المسبوك 127، تهذيب الكمال 2/ 731. [2] تقدمة المعرفة 263، الجرح والتعديل 5/ 180، تهذيب الكمال 2/ 731. [3] تاريخ بغداد 10/ 166، صفة الصفوة 4/ 127، مناقب أبي حنيفة للكردري 445. [4] أخرجه أحمد في مسندة 3/ 357، وابن ماجة (3062) من طريق عبد الله بن المؤمّل، وهو ضعيف. وللحديث شاهد، عن ابن عباس، أخرجه الدارقطنيّ في سننه، وأخرج مسلم حديثا طويلا لأبي ذرّ (2473) وفيه قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنها مباركة، وإنها طعام طعم» . وأخرج أبو داود الطيالسي حديثا بلفظ «إنها المباركة، وهي طعام طعم وشفاء سقم» . (2/ 158) . [5] تاريخ بغداد 10/ 165. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 231 وقال عَبَدان: قال ابن المبارك في التدليس قولا شديدا، ثم أنشد: دلّس للنّاس أحاديثَه ... والله لا يقبل تدليسا وعن ابن المبارك: من استخفّ بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخفّ بالأمر ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته. عن أشعث بن شُعبة المَصِّيصيّ قال: قدِم الرشيد الرَّقَّةَ، فانجفل النّاس خَلَف ابن المبارك، وتقطّعت النِّعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أمُّ ولد للخليفة فقالت: هذا واللهِ المُلْك لا مُلْك هارون الذي لا يجمع النّاس إلا بشُرَط وأعوان [1] . أبو حاتم الرّازيّ: سمعتُ عَبَدة بن سُليمان المَرْوَزِيّ يقول: كنّا في سَريّةٍ مع ابن المبارك في بلاد الروم. فصادفنا العدوّ، ولمّا التقى الْجَمْعان خرج رجلُ للمبارزة، فبرز إليه رجل [فقتله] ، ثُمَّ آخر فقتله، ثُمَّ آخر فقتله، ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجلٌ فطارده ساعة، ثمّ طعنه فقتله، فازدحم النّاس، فزاحمتُ فإذا هو ملثَّم وجهُهُ، فأخذت بطرف ثوبه فمددْتهُ، فإذا هو عبد الله بن المبارك، فقال: [وأنت] يا أبا عمرو ممن يُشَنّع علينا؟ [2] . وقال محمد بن المثنَّى: ثنا عبد الله بن سنان قال: كنت مع ابن المبارك، والمعتمر بن سُليمان بطَرَسُوس، فصاح النّاس النفير، فخرج ابن المبارك والناس، فلمّا اصطفّ المسلمون والعدو خرج روميُّ وطلب البراز، فخرج إليه رجلُ، فشدّ العِلْج على المسلم فقتله، حتّى قتل ستة من المسلمين، وجعل يتبختر بين الصَّفّين يطلب المبارزة، ولا يخرج إليه أحد. قال: فالتفت إلى ابن المبارك وقال: يا فلان، إنّ حَدَثَ بي الموت فافعل كذا وكذا. وحرّك دابتهُ وبرز للعِلْج، فعالج معه ساعةً فقتل العِلْج، وطلب   [1] تاريخ بغداد 10/ 156، 157، صفة الصفوة 4/ 127، مناقب أبي حنيفة 446، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 286، البداية والنهاية 10/ 178، وفيات الأعيان 3/ 33، تهذيب الكمال 2/ 732. [2] تاريخ بغداد 10/ 167، صفة الصفوة 4/ 144، وانظر: آثار البلاد وأخبار العباد 458، ومرآة الجنان 1/ 380. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 232 المبارزة، فبرز إليه علْج آخر فقتله، حتّى قتل ستة عُلوج، وطلب البراز. قال: فكأنهم كاعوا عنه فضرب دابّته، وطرد بين الصَّفَّين وغاب. فلم نشعر بشيء إذ أنا بابن المبارك في الموضع الذي كان [1] . فقال لي: يا أبا عبد الله، لئن حدّثت بهذا أحدا وأنا حيّ، وذكر كلمة. قال الحاكم: أخبرني محمد بن أحمد بن عَمْر، نا محمد بن المنذر: حدَّثني عَمْر بن سعيد الطّائيّ، نا عَمْر بن حفص الصوفي بمنبج قال: سار ابن المبارك من بغداد يريد المصّيصة، فصحبه الصُّوفيّة فقال لهم: أنتم لكم أنفسٌ تحتشمون أن تنفق عليكم، يا غلام، هات الطّسْت. فألقى على الطّسْت منديلا ثمّ قال: يُلقي كلُّ رجلٍ منكم تحت المنديل ما معه. قال: فجعل الرجل يُلقي عشرة دراهم، والرجل يلقي عشرين درهمًا. قال: فأنفق عليهم إلى المصِّيصة. فلمّا بلغ المصّيصة قال: هذه بلاد نفير، وقَسَّم ما بَقِيَ، فجعل يعطي الرجل عشرين دينارًا، فيقول يا أبا عبد الرحمن: إنّما أعطيت عشرين درهمًا، فيقول: وما تذكُر [2] أنّ الله يُبارك للغازي في نفقته [3] . أحمد بن الحَسَن المقرئ: ثنا عبد الله بن أحمد الدَّوْرَقيّ: سمعتُ محمد بن عليّ بن الحَسَن بن شقيق: سمعتُ أبي قال: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحجّ اجتمع إليه إخوته من أهلِ مَرْو، ويقولون: نَصْحَبُك، فيقول: هاتوا نفقاتكم، فيجعلها في صندوق، ثمّ يكتري لهم ويُطعمهم أطيب الطّعام والحَلْواء، فإذا وصلوا إلى الحَرَمَيْن يقول لكلّ منهم: ما أمَرك عيالك أن تشتري لهم؟ فيقول: كذا وكذا. ثمّ لا يزال يُنفق عليهم حتّى يصيروا إلى مَرْو. قال: فَيُجصّص دُورهم، ويصنع لهم وليمةً بعد ثلاث، ثمّ يكسوهم. فإذا أكلوا وشربوا دعا بالصّندوق، ويدفع إلى كلّ رجل منهم صرّته عليها اسمه [4] .   [1] مناقب أبي حنيفة 454، 455. [2] في تاريخ بغداد «وما تنكر» . [3] تاريخ بغداد 10/ 157، 158. [4] تاريخ بغداد 10/ 158، صفة الصفوة 4/ 140، 141، البداية والنهاية 10/ 178، مرآة الجنان 1/ 380، تهذيب الكمال 2/ 731. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 233 وأخبرني خادمه أنّه عمل آخر سَفرة سافرها دَعوة، فقدّم إلى النّاس خمسةً وعشرين خِوَانًا فالُوذَج [1] . قال عليّ بن خَشْرم: حدَّثني سَلَمة بن سُليمان قال: جاء رجل إلى ابن المبارك وسَأله أن يقضي عنه دَيْنًا، فكتب إلى وكيله، فلمّا وَرَدَ عليه الكتاب قال للرجل: كم دينك الّذي سألت؟ قال: سبعمائة درهم!. قال: فكتب إلى ابن المبارك: إنّ هذا سألك وفاء سبعمائة درهم، وقد كتبتَ إلي بسبعة آلاف درهم، وقد فَنِيَتِ الغلات. فكتب إليه عبد الله: إنْ كانت الغلات فنِيَتْ فإنّ العمر أيضًا قد فني، فأَجْرِ له ما سبق به قلمي [2] . وروى مثلَها أبو الشّيخ الحافظ: نا أحمد بن إبراهيم، نا عليّ بن محمد بن رَوْح: سمعتُ المسيّب بن وضّاح قال: كنتُ عند ابن المبارك، فكلّموه في رجلٍ عليه سبعمائة درهم، وذكر الحكاية. وفيها أنّ كاتبه لما راجَعه في ذلك أضعفَ السَّبعة آلاف [3] . وفي حكاية أخرى أنّ ابن المبارك قضى عن شابٍّ عشرة آلاف درهم [4] . قال الفتح بن شَخْرَف: نا عبّاس بن يزيد، نا حِبّان بن موسى قال: عُوتب ابن المبارك فيما يفّرق من الأموال في البلدان، ولا يفعل في مَرْو، إني أعرف مكان قومٍ لهم فضل وصِدْق، طلبوا الحديث فأحسنوا الطَّلَب، يحتاج النّاس إليهم، احتاجوا، فإنّ تركتُهُم ضاع عِلْمهم، وإنّ أعَنّاهم بثّوا العِلم، ولا أعلم بعد النُّبُوَّة أفضل من بث العِلم [5] . إبراهيم بن بشّار الخراساني: سمعتُ عليّ بن الفُضَيْلِ يقول: سمعت   [1] صفة الصفوة 4/ 141، تهذيب الكمال 2/ 731، 732. [2] تاريخ بغداد 10/ 158، 159، صفة الصفوة 4/ 142. [3] صفة الصفوة 4/ 143. [4] انظر مناقب أبي حنيفة 451. [5] تاريخ بغداد 10/ 160، صفة الصفوة 4/ 128، تهذيب الكمال 2/ 731. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 234 أبي يقول لابن المبارك: تأمرنا بالزُّهْد والتَّعَلُّل، ونراك تأتي بالبضائع إلى البلد الحرام، كيف هذا؟ قال: إنّما أفعل ذلك لأصون به وجهي، وأُكرم به عِرْضي، وأستعين به على الطّاعة لا أرى للَّه حقًا إلا سارعتُ إليه [1] . فقال له أبي: ما أحسن ذا إنْ تمّ [2] وقال نُعَيم بن حمّاد: كان ابن المبارك يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف استوحش وأنا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه [3] . قَالَ عُبَيْد بن جنّاد: قال لي عطاء بن مسلم: رأيتَ ابن المبارك؟ قلت: نعم! قال: ما رأيت ولا ترى مثله [4] . وقال عبيد بن جناد: سمعت العمري يقول: ما في دهرنا من يصلح لهذا الأمر إلا ابن المبارك. وقال شقيق البلْخيّ: قيل لابن المبارك: إذا صلَّيتَ معنا لم تقف [5] . قال: أجلسُ مع الصحابة والتّابعين، فما أصنع معكم، أنتم تغتابون النّاس [6] . وعن ابن المبارك: ليكن الذي تعتمدون عليه الأَثَر، وخُذوا من الرأي ما يفسّر لكم الحديث. وكان قد تفقه بأبي حنيفة، وغيره.   [1] في تاريخ بغداد زيادة: «متى أقوم به» . [2] تاريخ بغداد 10/ 160، تهذيب الكمال 2/ 731. [3] الزهد الكبير للبيهقي 96، 97 رقم 133، تاريخ بغداد 10/ 154، وانظر: صفة الصفوة 4/ 125 ففيه رواية أخرى. و 4/ 126، ومناقب أبي حنيفة 453. [4] صفة الصفوة 4/ 126. [5] في صفة الصفوة «لم تجلس» . [6] صفة الصفوة 4/ 127 وهو أطول مما هنا. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 235 وعنه قال: حُبُّ الدنيا في القلوب، والذنوبُ قد احتوشته، فمتى يصل إليه الخير [1] ؟. وعنه قال: لو أن رجلا اتقى مائة شيء، ولم يتق شيئًا واحدًا، لم يكن من المتقين، ولو تورع عن مائة شيء، سوى شيء، لم يكن من الورعين، ومن كانت فيه خلة من الجهل، كان من الجاهلين. أما سمعتُ الله يقول لنوح عليه السلام في شأن ابنه: «إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ من الجاهلين» . وَسُئِلَ: من النّاس؟ قال: العلماء! قيل: فمن الملوك؟ قال: الزُّهّاد! قيل: فمن الغَوْغاء؟ قال: خُزَيْمَة وأصحابه! قيل: فمن السُّفَهاء [2] ؟ قال: الذين يعيشون برأيهم [3] ! وعنه قال: لِيَكُنْ مجلسك مع المساكين، وإيّاك أن تجلس مع صاحب بِدْعة. وعنه قال: إذا عرف الرجل نفسه صار أذلّ من كلب [4] . قال أبو أُميّة الأسود: سمعتُ عبد الله يقول: أحبُّ الصالحين ولستُ منهم، وأبغض الطالحين وأنا شرُّ منهم. ثمّ أنشأ يقول:   [1] حلية الأولياء 8/ 167. [2] في الحلية «فمن السفلة» . [3] حلية الأولياء 8/ 168 وفيه «يعيشون بدينهم» ، وكذلك في: صفة الصفوة 4/ 129، وانظر التذكرة الحمدونية 2/ 94، 95 رقم 188 ففيه زيادة، والحكمة الخالدة (جاويدان خرد) لمسكويه- تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي- ص 168- طبعة القاهرة 1952، ومحاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني 1/ 133. [4] حلية الأولياء 8/ 168. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 236 الصَّمْتُ أزْيَنُ بالفتى ... من منطقٍ في غير حِينِهِ [1] والصِّدْق أجملُ بالفتى ... في القول عندي من يمينُه [2] وَعِلْمُ الفتى بوَقارِهِ ... سمَةٌ تَلُوحُ على جبينِه [3] فمن الذي يخفى عليك [4] ... إذا نظرتَ إلى قرينِهْ رُبّ امرئٍ مُتَيَقِّنٍ ... غلب [5] الشَّقَاءُ علي يقينِه فأزاله عن رأيهِ ... فابتاع دُنياه بدينِه [6] قال ابن المبارك: رُبّ عملٍ صغير تُكبّره النيّة، ورُبّ عمل كبير تصغّره النيّة [7] . وقال الحَسَن بن الربيع: لمّا احتضر ابن المبارك في السَّفَر قال: أشتهي سَوِيقًا، فطلبناه له، فلم نجدْه إلا عند رجل كان يعمل للسلطان، فذكرناه لعبد الله فقال: دَعُوه. فمات ولم يشربْه. قال العلاء بن الأسود: ذُكر جَهْمٌ عند ابن المبارك فقال: عجِبتُ لشيطانٍ أتى النّاس داعيًا ... إلى النّار واشتُقَّ اسمُهُ من جَهنَّم قال عليّ بن الحَسَن بن شقيق: سمعتُ ابن المبارك يقول: إنا لنحكي كلامَ اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الْجَهْميّة. أخبرنا إسحاق بن طارق: أنا ابن خليل، نا عبد الرحيم بن محمد، نا أبو علي المقرئ، أنا أبو نعيم الحافظ، نا إبراهيم بن عبد الله، نا محمد بن   [1] في مناقب أبي حنيفة (حبيبه) وهو تحريف. [2] في المناقب (من تكذيبه) . [3] في المناقب: وعلى الفتى سمت ... يلوح على جبينه [4] في المناقب: فمن ذا الّذي يحيى [5] في المناقب: «متقن يغلب» . [6] حلية الأولياء 8/ 170، مناقب أبي حنيفة للكردري 450، 451. [7] التذكرة الحمدونية 1/ 186 رقم 429 وفيه «المنية» في الموضعين. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 237 إسحاق: سمعتُ أبا يحيى: سمعتُ عليّ بن الحَسَن بن شقيق يقول: قلت لابن المبارك: كيف تعرفُ ربَّنا عزّ وجلّ؟ قال: في السماء على العرش، ولا نقول كما قالت الْجَهْميّة: هو معنا هاهنا. قال أبو صالح الفرّاء: سألت ابن المبارك عن كتابة العِلم، فقال: لولا الكتاب ما حفِظْنا. وسمعته يقول: الحِبْرُ في الثوب خُلُوقُ العُلماء. وقال: تواطُؤُ الْجِيران على شيءٍ أحَبُّ إلي من عَدْلَيْن. ويقال: مَرَّ ابن المبارك براهبٍ عند مقبرةٍ ومزْبلةٍ، فقال: يا راهبُ عندك كنز الرجال، وكنز الأموال، وفيهما مُعْتَبٌر. وقد كان ابن المبارك غنيًّا شاكرًا، رأسُ ماله نحوٌ من أربعمائة ألف. قال حيّان بن موسى: رأيتُ سُفرة ابن المبارك حُملت على عَجَلَةٍ. وقال أبو إسحاق الطّالقانيّ: رأيتُ بعيرَين محمَّلين دجاجًا مشْوِيًا لسُفْرة ابن المبارك. وروى عبد الله بن عبد الوهّاب، عن ابن سهم الأنطاكيّ قال: كنت مع ابن المبارك، فكان يأكل كلّ يوم، فيُشوي له جَدْيٌ، ويُتَّخَذُ له فالوذَج، فقيل له في ذلك، فقال: إنّي دفعتُ إلى وكيلي ألف دينار، وأمرته أن يوسّع علينا. قال الحَسَن بن حمّاد: دخل أبو أسامة على ابن المبارك، فوجَدَ في وجهه أثر الضُّرّ، فلمّا خرج بعث إليه أربعة آلاف دِرهم وكتب إليه: وَفَتًى خلا من مالِه ... ومن المروءة غير خالي أعطاك قبل سؤالهِ ... فكفاك مكروه السؤالِ قال المسّيب بن وضّاح: أرسل ابن المبارك إلى أبي بكر بن عيّاش أربعة آلاف درهم وقال: سُدّ بها فتنة القوم عنك. وقال عليّ بن خَشْرَم: قلت لعيسى بن يونس: كيف فَضَلَكُم ابن الجزء: 12 ¦ الصفحة: 238 المبارك ولم يكن بأسَنَّ منكم؟ قال: كان يَقْدَم ومعه الغلْمان الخُراسانيّة، والبِزة الْحَسَنَةُ، فيصِل العلماء ويعطيهم، وكنّا لا نقدر على ذلك. وقال نُعَيم بن حمّاد: قدِم ابن المبارك ليلةً على يونس بن يزيد، ومعه غلامُ مفرَّغ لضرب الفالوذَج، يتَّخذه للمحدّثين [1] . أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ» . فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ: أَيْنَ سَمِعْتَهُ مِنَ ابْنِ الْمُبَارَكِ؟ قَالَ: فِي الْغَزْوِ [2] . وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: فِي أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حِمْدَانَ الْبَصْرِيِّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الدَّوْرَقِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ: حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْقَتْلَى ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ، فَذَلِكَ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ، لا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النُّبُوَّةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ فَرَقَ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قُتِلَ، فَتِلْكَ مَضْمَضَةٌ أَيْ مَطْهَرَةٌ مَحَتْ ذُنُوبَهُ وَخَطَايَاهُ، إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ لِلْخَطَايَا، وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ، فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ سَبَعَةٌ، وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فَذَلِكَ فِي النَّارِ، إنّ السيف لا يمحو النّفاق» [3] .   [1] تقدمة المعرفة 277. [2] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/ 171 من طريق عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن عبد الله، عن نعيم بن حماد (تحرّف فيه إلى جياد) ، عن الوليد بن مسلم، عن ابن المبارك. وأخرجه ابن حبّان (1912) من طريق عمرو بن عثمان، عن الوليد بن مسلم، عن ابن المبارك. وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 62 من طريق أحمد بن سيار، عن وارث بن عبيد الله، عن ابن المبارك. وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. [3] أخرجه الدارميّ في الجهاد (19) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 239 وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَناهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: أنا أبو شُعَيْبٌ الْحَرَّانِيُّ، ثنا يَحْيَى الْبَابلُتِّيُّ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرَ بِهَذَا. وقد كان عبد الله بن المبارك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من فُحُولِ الشعراء المحسنين. قال عبد الله بن محمد قاضي نصيبين: حدَّثني محمد بن إبراهيم بن أبي سُكينة: أملى عليّ ابن المبارك بطَرَسُوس، وودَّعْتُه، وأنفذها معي إلى الْفُضَيْلِ بن عِياض في سنة سبع وسبعين ومائة، هذه الأبيات: يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب جيده [1] بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يتعب خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب وريح العبير لكم ونحن عبيرنا ... رهج [2] السنابك والغبار الأطيب [3] ولقد أتانا من مقال نبينا ... قَوْل صادق لا يكذب لا يستوي وغبار [4] خيل الله في ... أنف أمرئ ودخان نار تلهب [5] هذا كتاب الله ينطق بيننا ... ليس الشهيد بميت [6] لا يكذب [7] فلقيت الْفُضَيْلَ بكتابه في الحَرَم، فلمّا قرأه ذرفت عيناه ثمّ قال: صدق   [1] في الفوائد المنتقاة «خدّه» ، وكذلك في مناقب أبي حنيفة للكردري. [2] في المناقب «وهج» . [3] في المناقب «الأصهب» . [4] في المناقب «لا يجمعن غبار» . [5] في البيت إشارة للحديث الّذي رواه أبو هريرة أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في جوف عبد أبدا، ولا يجتمع الشّحّ والإيمان في قلب عبد أبدا» . أخرجه: أحمد في مسندة 2/ 256 و 342 و 441، والنسائي 6/ 12، 13، 14، والحاكم في المستدرك 2/ 72، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 161. [6] في مناقب أبي حنيفة «كميت» . [7] الأبيات في: الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان، لأبي عبد الله العلويّ، بانتخاب الصوري، (بتحقيقنا) 53، 54، وسير أعلام النبلاء 8/ 364، ومناقب أبي حنيفة للكردري 453، 454. وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي- ج 1/ 151. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 240 أبو عبد الرحمن ونصح. وروى إسحاق بن سُنَين لعبد الله بن المبارك: إني امرؤ ليس في ديني لِغامِزه ... لِينٌ ولستُ على الإسلام طعانًا فلا أسب أبا بكر ولا عمرًا ... ولن أسب معاذ الله عثمانا ولا ابن عم رسول الله اشتم ... حتّى ألبّس تحت التّرب اكفانا ولا الزُّبَير حواري الرسول ولا ... أهدي لطلحة شتمًا عز أو هانا ولا أقول عليّ في السحاب إذا ... قد قلت والله ظلمًا ثمّ عدوانًا ولا أقول بقول الجهم إنّ له ... قولا يضارع أهل الشرك أحيانا ولا أقول تخلى من خليقته ... رب العباد وولى الأمر شيطانا ما قال فرعون هذا في تجبره [1] ... فرعون موسى ولا هامان طغيانا وهي قصيدة طويلة. ومنها قوله: الله يدفعُ بالسلطان معضلة ... عن ديننا رحمة منه ورضوانًا لولا الأئمّة لم تأمن لنا سبل ... وكان أضعفنا نهبا لأقوانا [2] قيل: إنّ الرشيد أعجبه هذا، فلمّا بلغه موت ابن المبارك بِهْيت [3] قال: إنا للَّه وإنّا إليه راجعون، يا فضل ائذن للناس يعزونا في ابن المبارك [4] . أليس هو القائل: الله يدفع بالسلطان معضلة. وذكر البيتين، من الذي يسمع هذا من ابن المبارك ولا يعرف حقنا. قال ابن سهم الأنطاكي: سمعتُ ابن المبارك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ينشد: وطارت الصحف في الأيدي مُنشَّرةً ... فيها السرائر والجبّار مطّلع   [1] في سير أعلام النبلاء «في تمرّده» . [2] هذان البيتان فقط في حلية الأولياء 8/ 164، ومناقب أبي حنيفة للكردري 442. [3] هيت: مدينة على الفرات فوق الأنبار من أعمال العراق، بها قبر ابن المبارك. [4] حلية الأولياء 8/ 164، سير أعلام النبلاء 8/ 365، 366، مناقب أبي حنيفة 442. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 241 فكيف تهون والأنباء واقعة ... عما قليل ولا تدري بما تقع إما الجنان [1] وعيش لا انقضاء له ... أم الجحيم فلا تبقي ولا تدع تهوي بساكنها طورا وترفعه ... إذا رجوا مخرجًا من غمها قمعوا لينفع العلم قبل الموت عالمه ... قد سال بها الرجعي فما رجعوا ومنها وهي طويلة: فكيف قَرَّت لأهل العلم أعيُنُهُم؟ ... أو استَلَذُّوا لذيذ النَّوْم أو هَجَعُوا والنّارُ ضاحيةٌ لا بُدّ مَوْرِدُها ... وليس يَدْرُون مَن يَنْجُو ومَن يَقَعُ. قال سَلْم الخوّاص: أنشدنا ابن المبارك: رأيتُ الذنوب تميت القلوب ... ويتبعها الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها وهل بدل الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها وباعوا النفوس ولم يربحوا ... ببيعهم النفس أثمانها لقد رتع القوم في جيفة ... يبين لذي اللب إنتانُها قال أحمد بن جميل المَرْوَزِيّ: قيل لابن المبارك: إنّ ابن عُلَيَّة قد ولي الصدقة، فكتب إليه: يا جاعلَ العِلم له بَازِيًا ... يصطادُ أموالَ المساكينِ احْتَلْتَ لِلدُّنيا ولَذّاتِها ... بحِيلَةٍ تَذْهَبُ بالدِّين فَصِرَت مجنونا بها بعد ما ... كُنتَ دواءً للمجانينِ أين رِواياتُك في سَرْدِها ... عن ابنِ عونٍ وابنِ سِيرين [2] أين رواياتك فيما مضى ... في ترك أبواب السّلاطين [3]   [1] في سير أعلام النبلاء «إمّا نعيم» (8/ 365) . [2] في حياة الحيوان أثبت الشطر الثاني من البيت التالي هنا فقال: أين رواياتك في سردها ... لترك أبواب السلاطين [3] في حياة الحيوان أثبت الشطر الثاني السابق فقال: أين رواياتك فيما مضى ... عن ابن عوف وابن سيرين وورد في صفة الصفوة: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 242 إنّ قلتَ أُكْرِهْتُ فماذا كذا [1] ... زلّ حِمارُ العلمِ في الطِّينِ [2] ولابن المبارك: جَرَّبت نفسي فما وجدتُ لها ... من بعد تَقْوَى الإلهِ كالأدبِ في كُلِّ حالاتِها وإنْ كَرِهَتْ ... أفْضَلَ من صَمْتها عن الكذِب أو غيبةِ النّاسِ إنّ غِيبَتَهُم ... حَرَّمَها ذو الْجَلال في الكُتُب قلت لها طائِعًا وإكراهًا [3] ... الْحِلْمُ وَالْعِلْمُ زينُ ذي الحَسَب إنْ كان مِن فضةٍ كلامُك يا ... نَفْسُ فإنّ السُّكُوت من ذَهَبِ قال السَّرَاج الثَّقفيّ: أنشدني يعقوب بن محمد لابن المبارك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أبإذن نزلت بي يا شيب؟ ... أي عيش وقد نزلت يطيب وكفى الشيب واعظًا غير أني ... آمل العيش والممات قريب كم أنادي الشباب إذ بان مني ... وندائي موليًا ما يجيب وله: يا عائب الفقر ألا تزدجر ... عيب الغنى أكثر لو تعتبر من شرف الفقر ومن فضله ... على الغنى إنّ صح منك النظر إنك تعصي لتنال الغنى ... وليس تعصي الله كي تفتقر وقال حِبّان بن موسى: سمعتُ عبد الله بن المبارك ينشد: كيف القرارُ وكيف يهدأُ مسلمٌ ... والمسلماتُ مع العدوّ الْمُعْتَدِي   [ () ] أين رواياتك والقول في ... لزوم أبواب السلاطين [1] في حياة الحيوان: «فذا باطل» . [2] الأبيات في: سير أعلام النبلاء 8/ 364، وحياة الحيوان، لكمال الدين محمد بن موسى الدميري (742- 808 هـ.) - ج 1/ 181- طبعة كتاب التحرير 1996- رقم 136 (مادّة البازي) ، وصفة الصفوة 4/ 140، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 149، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 298، 299. [3] في السير: «وأكرهها» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 243 الضاربات خدودهن برنة ... الداعيات نبيهن محمد القائلات إذا خشين فضيحة ... جهد المقالة ليتنا لم نولد ما تستطيع وما لها من حيلة ... إلا التستر من أخيها باليد وله: كل عيش قد أراه نكرًا ... غير ركز الرمح في في الفرس وركوبي في ليال في الدجى ... أحرس القوم وقد نام الحرس أبو إسحاق الطّالقانيّ قال: كنّا عند عبد الله فانهدّ القهندز [1] ، فأتي بسنّين، فوجد وزن إحداهما مَنَوان [2] ، فقال عبد الله بن المبارك رحِمَه الله [3] : أتيت بسنّين قد رمّتا [4] ... من الحِصْن لمّا أثاروا الدَّفينا على وزْن مَنْوَيْنِ إحداهُما ... تُقِلُّ به الْكَفُّ شيئًا رَزينا [5] ثلاثون سِنّا [6] على قَدْرِها ... تباركْتَ يا أحسَنَ الخالقينا   [1] القهندز أو القهندز: قال ياقوت في معجم البلدان، 4/ 419: بفتح أوله وثانيه، وسكون النون، وفتح الدال، وزاي. وهو في الأصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة، وأكثر الرواة يسمّونه قهندز وهو تعريف كهندز معناه القلعة العتيقة، وفيه تقديم وتأخير لأن كهن هو العتيق، ودز: قلعة: ثم كثر حتى اختصّ بقلاع المدن، ولا يقال في القلعة إذا كانت مفردة في غير مدينة مشهورة. وضبطها السمعاني في الأنساب 10/ 274 بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاء، هذه النسبة إلى قهندز، بلاد شتى، وهي المدينة الداخلة المسوّرة. [2] منوان: مثنّى من. وهو معيار قديم كان يوزن به أو يكال، ومقداره 810 غرامات تقريبا. أي أربع أواق ونيّف. [3] الخبر كما رواه الطالقانيّ قال: كنت على الزربق في مسجد العرب عند عبد الله بن المبارك، فانهار ركن من القهندز، فسقطت منها جماجم، فتناثرت من جمجمة أسنانها، فوزنت سنّان منها فكان في كل واحدة منهما منوان، فجعل عبد الله بن المبارك يقلبهما بيده ويتعجّب منهما ويقول: إذا كانت هذه سنّهم فكيف تكون بقيّة أعضاؤهم؟ (آثار البلاد وأخبار العباد 456) . [4] في آثار البلاد «قد قدما» . [5] في آثار البلاد: على وزن منوين إحداهما ... لقد كان يا صاح سنّا رزينا [6] في الآثار «ثلاثون أخرى» . - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 244 فماذا يقومُ لأفواهها ... وما كان يملأ تلك البطونا [1] إذا ما تذكرتُ أجسامهم ... تَصَاغَرَتِ النَّفسُ حتّى تَهُونا وكلُّ على ذاك ذاقَ [2] الرَّدَى ... فبادُوا جميعًا فهم هامدُونا [3] ومن طُرق، عن ابن المبارك، ويُقال بل هي لحُمَيْد النُّخْويّ: اغتنِمْ رَكْعَتَيْنِ زُلْفَى إلى الله ... إذا كُنت فارغا [4] مُسْتَريحًا وإذا ما هَمَمْتَ بالنُّطْق [5] بالباطلِ ... فاجْعَلْ مكانه تسبيحا   [1] يوجد هنا في حاشية الورقة 41 ب تعليقة بقلم الحافظ السخاوي، عن النواجذ والأسنان، وقد غمض قراءة بعض الكلمات في أوائلها، وهي: « ... ... ... بتشديد النون ... قرأ أكثر نسخ الوسيط في مسألة المقلتين، وذكره في المهذّب في ... الغرر في مسائل .... والسنّ في عرفه سنّا على اللغة الفصيحة أسهل. وقوله ثلاثون سنّا لعلّه أراد مع اثنتين. فإنّ مجموع الأسنان والأضراس اثنان وثلاثون. قال بعضهم: ومنتهى ما في فم الإنسان ... من جملة الأضراس والأسنان اثنتان من بعد ثلاثين تعدّ ... على اختلاف جاء في ثمن العدد فأربع منها بالثنايا تعرف ... وأربع رباعيّات ... توصف وبعدها أربعة أنياب ... وأربع ضواحك أتراب ثم اثنتا عشر ضرسا تعلم ... في كلّ شقّ ربعها منتظم وبعدها أربعة نواجذ ... هذا مصاب بالقلوب آخذ وعبارة أبي زيد: الأسنان أربع ثنايا وأربع رباعيات، الواحدة رباعية مخفّفة، وأربعة أنياب وأربعة ضواحك، واثنتا عشرة رحى، ثلاث في كل جانب، وأربعة نواجذ وهي أقصاها. وقال بعضهم: الناجذ ضرس الخلل ... إذا حكم الأمور، وذلك مأخوذ من الناجذ والنواجذ للإنسان والفرس. والله أعلم. وكتبه الحقير محمد بن أبي بكر السّخاوي الشافعيّ خطيب الباسطية بالقاهرة عفا الله عنهم برحمته، آمين» . [2] في الآثار: «لاقى» . [3] في الآثار «وهم خامدونا» . انظر الأبيات في: آثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 456، 457، وسير أعلام النبلاء 8/ 368. [4] في تهذيب الكمال: «خاليا» . [5] في التهذيب: «بالزور» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 245 فاغْتِنامُ السُّكُوتِ أفضلُ من ... خَوْضٍ وإنْ كنتَ بالكلام فصيحا [1] عَبَدان بن عُثمان، عن ابن المبارك أنّه كان يتمثَّل: وكيف تحبُّ أن تُدعى حليمًا ... وأنتَ لكلّ ما تَهْوَى ركوبُ وتضحكُ دائمًا ظهرًا لبطنٍ ... وتَذْكرُ ما عَمِلْتَ فلا تَتُوبُ وسُمع ابن المبارك وهو يُنشد فوق سور طَرَسُوس: ومِن البلاءِ وللبلاءِ علامةٌ ... أن لا يُرَى لك عن هَوَاك نُزُوعُ العبدُ عبدُ النَّفْس في شَهَواتها ... والحُرّ يشبع مرّةً ويَجُوعُ قال أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [2] : حَدَّثَنِي أَبِي قال: لما احتضر ابن المبارك جَعَلَ رجُلٌ يلقِنُه: قل لا إله إلا الله، وأكْثَرَ عليه، فقال: لستَ تُحِسن وأخاف أن تؤذي مسلمًا بعدي إذا لقَّنْتني فقلت: لا إله إلا الله ثمّ لم أُحدِث كلامًا بعدها فَدَعْني، فإذا أحدثْتُ كلامًا بعْدَها فلقِّنِّي حتّى تكون آخر كَلامي. وقيل إنّ الرشيد لما بَلَغَه موتُ ابن المبارك قال: مات اليوم سيّدُ العلماء. قال عَبَدان بن عثمان: خرج عبد الله إلى العراق أول شيء سنة إحدى وأربعين ومائة، ومات بِهِيت وعَانَات [3] في رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة [4] . وقال حسن بن الربيع: قال لي ابن المبارك قبل أن يموت: أنا ابن ثلاث وستّين [5] .   [1] البيت في تهذيب الكمال 2/ 732: فاغتنام السكوت أفضل للمرء ... وإن كان في الكلام فصيحا [2] في تاريخ الثقات 275، صفة الصفوة 4/ 146. [3] عانات: بلد مشهور بين الرّقّة وهيت، يعدّ في أعمال الجزيرة، وهو مشرف على الفرات. [4] تاريخ بغداد 10/ 168. [5] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 489 رقم 6091، تاريخ بغداد 10/ 168. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 246 وقال أحمد بن حنبل: ذهبتُ لأسمع من ابن المبارك فلم أُدْرِكْه. وكان قد قدِم فخرج إلى الثِّغْر ولم أره [1] . قال محمد بن فضيل بن عياض: رأيت ابن المبارك في النوم فقلت: أي العمل أفضل؟ قال: الأمر الذي كنتُ فيه. قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم. قلت: فما صنع بك ربُّك؟ قال: غفر لي مغفرةً ما بعدها مَغْفِرة [2] . رواها اثنان عن محمد. وقال العبّاس بن محمد النَّسَفيّ: سمعتُ أبا حاتم البربري يقول: رأيت ابن المبارك واقفًا على باب الجنّة بيده مُفتاح، فقلت: ما يُوقِفُك هاهنا؟ قال: هذا مفتاح الجنّة دفعه إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقال: حتّى أزور الرَّبَّ تعالى، فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض. وقال إسماعيل بن إبراهيم المصّيصيّ: رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته، فقال: غُفر لي. قلت: فابنُ المبارك؟ قال: بخٍ بخٍ، ذاك في عِلِّيِّين ممّن يلج على الله كلّ يومٍ مرّتين. وقال أبو هشام الرفاعيّ: ثنا ليث بن هارون، عن نوفل قال: رأيت ابن المبارك في النَّوم، فقلت: ما فعل بك ربّك؟ قال: غفر لي برحلتي في الحديث، عليك بالقرآن، عليك بالقرآن.   [1] قال أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/ 72 رقم 4230: ذهبت إلى ابن المبارك لأسمع منه فلقيني رجل فقال: خرج اليوم فرجعت ورأيت الأشجعيّ ونحن عند أبي بدر ولم أسمع منه، تاريخ بغداد 10/ 168. [2] زاد الخطيب في تاريخ الخطيب 10/ 168، 169: «وكلّمتني امرأة من أهل الجنة أو امرأة من الحور العين» ، صفة الصفوة 4/ 147. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 247 قلت: ما فعل سُفيان الثَّوْريّ؟ قال: ذاك عندهم في مكانٍ رفيع. وقال عليّ بن أحمد السّوّاق: ثنا زكريّا بن عَدِيّ قال: رأيت ابن المبارك فِي النَّوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غفر لي برحلتي [1] . ولبعضهم، وهو الوزير ابن المغربيّ: مررتُ بقبر ابن المبارك بكرةً ... فأوسَعَني وعْظًا وليس بناطقِ وقد كنت بالعِلْم الّذي في جوانحي ... غنّيًا وبالشَّيْب الذي في مَفَارِقي ولكنْ أرى الذِّكْرَى تنبّه غافلا [2] ... إذا هي جاءت من رجالِ الحقائقِ 194- عبد الله بن محمد، أبو علقمة الفَرَويّ. في الكنى. 195- عبد الله بن مراد السَّلمانيّ المُراديّ الكوفيّ. عن: أبي إسحاق الشَّيبانيّ، والنعمان بن قيس. وعنه: داود بن إسحاق العائديّ، وهارون بن حاتم. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة. 196- عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوام [3] .   [1] انظر: تاريخ بغداد 10/ 169. [2] في سير أعلام النبلاء 8/ 370 «عاقلا» . [3] انظر عن (عبد الله بن مصعب الزبيري) في: الطبقات الكبرى 5/ 434، وتاريخ خليفة 461، والتاريخ الكبير 5/ 211 رقم 678، والمعرفة والتاريخ 1/ 173، 174، وتاريخ الطبري 4/ 205 و 432 و 453 و 476 و 5/ 476 و 7/ 601 و 8/ 71 و 166 و 248 و 249 و 297 و 346 و 353 و 364، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3326 و 2503- 2505، ونسب قريش 242، والبيان والتبيين 1/ 320، والوزراء والكتّاب 141، 142، والكامل في التاريخ 5/ 554 و 6/ 76 و 171 و 214، والإمتاع والمؤانسة 1/ 41 و 2/ 155، والثقات لابن حبّان 7/ 56، والجرح والتعديل 5/ 178 رقم 833، وميزان الاعتدال 2/ 505، 506 رقم 4609، والمغني في الضعفاء 1/ 358 رقم 3374، وتاريخ بغداد 10/ 173- 176 رقم 5313، ومجالس ثعلب 1/ 81، وسير أعلام النبلاء 8/ 454 رقم 137، والبداية والنهاية 10/ 185، والوافي بالوفيات 17/ 618، 619 رقم 522، وسمط اللآلي 570، ولسان الميزان 3/ 361، 362- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 248 أبو بكر الزُّبَيريّ المدنيّ الأمير، والد مُصْعَب. روى عن: هشام بن عُرْوة، وأبي حازم المَدِينيّ، وموسى بن عقبة، وطبقتهم. وعنه: ابنه مُصْعَب، وهشام بن يوسف الصَّنْعانيّ، وإبراهيم بن خالد الصَّنْعانيّ. وُلّي إمرة المدينة، وإمرة اليمن. وحُمِدت سيرته. وكان وسيمًا جميلا فصيحًا مُفَوَّهًا من سَرَوات قريش. أول ما اتّصل بصُحبة المهديّ أحبّه، وصار من خواصّه [1] . قال مُصْعَب: كان أبي يكره الولاية فألزمه الرشيد، وأقام ثلاث ليالٍ يُلْزمه وهو يمتنع، ثمّ غدا عليه فدعا الرشيد بقناة وعِمامة، وعقد له اللّواء بيده، ثم قال: عليك سمع وطاعة. قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فناوله اللّواء وجعل له في العام اثنى عشر ألف دينار، ووصله بعشرين ألف دينار، وولاه المدينة ومعها اليمن، وزاده معها ولاية عَكّ [2] . قال الزُّبَير بن بكّار بن عبد الله: كان جدّي مِدْرَه قريش، وخطيبها، وواحدها شَرَفًا وَقَدْرًا وصَونًا، وكان وسيمًا جميلا فصيحًا، قد عُرفت له مروءة وقُدرة بالبلد [3] . وقال عبد الله بن نافع بن ثابت الزُّبَيريّ: بعث الوزير أبو عبيد الله إلى عبد الله بن مُصْعَب في أول ما صحِب المهديّ بألفَيْ دينار، فردّها وقال: لا   [ () ] رقم 1454، ومقاتل الطالبيين 285 و 286 و 306 و 307 و 472 و 474 و 475 و 476 و 477 و 478 و 479، والأغاني 19/ 138 و 24/ 236- 243، والتذكرة الحمدونية 2/ 369، ونهاية الأرب 3/ 303، ونثر الدر 3/ 86. [1] نسب قريش 242. [2] عكّ: بفتح أوله. مخلاف باليمن ومقابله مرساها دهلك. (معجم البلدان 4/ 142) والخبر في تاريخ بغداد 10/ 175 وهو بأطول مما هنا. [3] تاريخ بغداد 10/ 174. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 249 أقبل صِلة إلا من خليفة أو وليّ عهد [1] . قال يعقوب الفَسَويّ [2] : ولي بكّار بن عبد الله المدينة وقدم أبوه إلى بغداد. وسُئل ابن مَعِين عن عبد الله بن مُصْعَب فقال: ضعيف الحديث لم يكن له كتاب [3] . وقال أبو حاتم [4] : هو بابَهُ عبد الرحمن بن أبي الزِّناد. قيل: مات عبد الله بالرَّقَّة في سنة أربعٍ وثمانين ومائة، وله نحوٌ من سبعين سنة [5] . وَقَدْ وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ كِتَابَةً أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ الرَّهَاوِيَّ الْحَافِظَ قَالَ: أنا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ (ح) ، وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النَّحْوِيُّ قَالا: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ، بِحَلَبٍ، أنا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ قَالا: أَخْبَرَتْنَا بِيبِي الْهَرْثَمِيَّةُ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تَحْرُمُ النَّارُ غَدًا، عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ» [6] . 197- عبد الله بن معاوية الزُّبَيريّ [7] . أبو معاوية، من ولد الزُّبَير بن العوّام. روى عن: هشام بن عُرْوة، وغيره.   [1] تاريخ بغداد 10/ 174. [2] في المعرفة والتاريخ 1/ 174، وانظر: نسب قريش 242، وتاريخ بغداد 10/ 176. [3] تاريخ بغداد 10/ 176. [4] في الجرح والتعديل 5/ 178. [5] تاريخ بغداد 10/ 176. [6] الحديث مرفوع، قال أبو زرعة: وهم في إسناده ولد مصعب. رواه الليث، وعبدة بن سليمان، عن هشام، فقال: عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن عمرو الأزدي، عن ابن مسعود مرفوعا. وهذا هو الصحيح. (ميزان الاعتدال 2/ 505، 506) . [7] انظر عن (عبد الله بن معاوية الزبيري) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 37 رقم 4062، والتاريخ الكبير 5/ 209 رقم 663، والتاريخ- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 250 وعنه: أبو عاصم النّبيل، وأبو الوليد، ويحيى بن مَعِين، وأبو حفص الفلاس. قال أبو حاتم [1] : مستقيم الحديث. وقال البخاريّ [2] : مُنْكَر الحديث. وقال أيضًا في كتاب «الضعفاء الكبير» [3] : عبد الله بن معاوية من ولد الزُّبَير بن العوّام بصريّ بعض أحاديثه مناكير [4] . قلت: العبارتان معناهما واحد، لأنّ من كان بعض أحاديثه مُنْكَرَة فهو أيضًا مُنْكَر الحديث. إذ قولنا في الرجل منكر الحديث لا نعني به أنّ كل ما رواه مُنْكَر، فإذا روى الرجل جملةً وبعض ذلك مناكير، فهو مُنْكَر الحديث [5] . 198- عبد الله بن المُنيب الأنصاريّ الحارثيّ [6]- د. ن. - عن: جدّه عبد الله بن أبي أُمامة، ووالده، وهشام بن عُرْوة. وعنه: مَعن بن عيسى، والواقديّ، وعبد الرحمن بن مهديّ، وسعيد بن أبي مريم، ومحمد بن خالد بن عثمة.   [ (-) ] الصغير 215، والضعفاء الصغير 226 رقم 194، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 335، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 101، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 307 رقم 886، وتاريخ اليعقوبي 2/ 239، والجرح والتعديل 5/ 178 رقم 834، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 117، والثقات لابن حبّان 7/ 46، والكامل في الضعفاء 4/ 1512، وميزان الاعتدال 2/ 507 رقم 4617، والمغني في الضعفاء 1/ 358 رقم 3381، ولسان الميزان 3/ 363 رقم 1458. [1] في الجرح والتعديل 5/ 178. [2] في التاريخ الصغير 215. [3] كذا، والصحيح «الضعفاء الصغير» . [4] الضعفاء الصغير 266 رقم 194، وكذا قال في تاريخ الكبير 5/ 209 رقم 663. [5] وقد ضعّفه النسائيّ، وقال العقيلي: يحدّث عن هشام بن عروة بمناكير لا أصل لها. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن عديّ: ليس حديثه بالكثير. وقال: أحاديثه مناكير. وقال الساجي: صدوق وفي بعض أحاديثه مناكير. [6] انظر عن (عبد الله بن المنيب الأنصاري) في: التاريخ الكبير 5/ 208 رقم 662، والجرح والتعديل 5/ 152 رقم 700، والثقات لابن حبّان 7/ 55، والكاشف 2/ 120 رقم 3042، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 745، وتهذيب التهذيب 6/ 43 رقم 77، وتقريب التهذيب 1/ 453، 454 رقم 664، وخلاصة تذهيب التهذيب 216. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 251 قال النَّسائيّ [1] : لا بأس به [2] . 199- عبد الله بن موسى بن إبراهيم التّيميّ الطّلحيّ [3]- ق. - أبو محمد المدنيّ. عَنْ: صَفْوان بْن سُلَيم، وأسامة بْن زيد، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الخُزاميّ، وأثنى عليه، ويعقوب بن كاسب، ويعقوب بن محمد، وطائفة. قال ابن مَعِين [4] : صدُوق، كثير الخطأ. قال ابن حِبّان [5] ، وغيره: لا يُحْتَجّ به [6] . وجدّه هو إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله. 200- عبد الأعلى بن عبد الأعلى السّاميّ [7]- ع. -   [1] لم يذكره في ضعفائه. [2] قال الهسنجاني: ثقة، وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (عبد الله بن موسى التيميّ) في: التاريخ الكبير 5/ 205، 206 رقم 649، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 307 رقم 887، والجرح والتعديل 5/ 166، 167 رقم 769، والمجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 16، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 746، وميزان الاعتدال 2/ 508 رقم 4630، والمغني في الضعفاء 1/ 359 رقم 3388، والكاشف 2/ 120 رقم 3046، وتهذيب التهذيب 6/ 44، 45 رقم 82، وتقريب التهذيب 1/ 454 رقم 669، وخلاصة تذهيب التهذيب 216. [4] لم يذكره في تاريخه، ولا في معرفة الرجال. والقول في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 307. [5] قال في المجروحين: في أحاديثه رفع الموقوف، وإسناد المرسل كثيرا، حتى يخطر ببال من الحديث صناعته أنها معمولة من كثرتها. لا يجوز الاحتجاج به عند الانفراد ولا الاعتبار عند الوفاق. [6] قال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسا، وسأله ابنه: يحتجّ بحديثه؟ قال: ليس محلّه ذاك. وذكره العقيلي في الضعفاء. [7] انظر عن (عبد الأعلى بن عبد الأعلى) في: الطبقات الكبرى 7/ 290، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 178 رقم 1923 و 2/ 99. 2329، والتاريخ الكبير 6/ 73 رقم 1748، والتاريخ الصغير 204، وفي التاريخين ورد (الشامي) بالشين المعجمة، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 58، 59 رقم 1020 (بالمهملة) ، والجرح والتعديل 6/ 28 رقم 147 (بالمعجمة) ، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 117 (بالمهملة) ، والثقات لابن حبّان 7/ 130، ورجال صحيح البخاري 2/ 485، 486 رقم 743، ورجال صحيح مسلم 1/ 445 رقم 999 (وفي الرجالين بالسين المهملة) ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 331، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 760 (بالمعجمة) ، وميزان- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 252 الإمام أبو محمد القُرَشيّ البصْريّ. عن: حُمَيْد الطّويل، والْجُرَيْريّ، وَدَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ، وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، وابن أبي عَرُوبة، وخلْق. وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، وعمرو بن عليّ الفلاس، ونصر بن عليّ، وبُنْدار، وخلْق. قال يحيى بن مَعِين: ثقة [1] . وقال عيّاش بن الوليد الرقام: ثنا عبد الأعلى أبو محمد وأبو هَمّام، يعني له كُنْيتان [2] . قلت: احتجّوا به في الكُتُب، وهو صَدُوق، لكن رُمي بالقَدَر [3] . وقال محمد بن سعد [4] : لم يكن بالقويّ [5] . تُوُفّي في شعبان سنة تسعٍ وثمانين ومائة [6] . 201- عبد الجبّار بن سليمان اليَحْصُبيّ المصريّ. يُكَنّى أبا سُليمان. روى عن: حَيَوة بن شُرَيْح، وغيره. وعنه: ابن وهْب مع تقدُّمه، ويحيى بن بكير، وأبو الطاهر بن السّرح. ذكره ابن يونس وقال في ترجمته إنّه قال: أدركت مِصْرَ وليس فيها إلا سائل واحد، ثمّ طرق إلينا سائل آخر.   [ () ] الاعتدال 2/ 531 رقم 4728 (بالمهملة) ، والكاشف 2/ 130 رقم 3118 (بالمهملة) ، والمغني في الضعفاء 1/ 364 رقم 3445 (بالمهملة) ، وتهذيب التهذيب 6/ 96 رقم 199، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 784، وخلاصة تذهيب التهذيب 220 (وكلها بالمهملة، فهو من بني سامة بن لؤيّ) ، والكامل في التاريخ 6/ 167. [1] الجرح والتعديل 6/ 28. [2] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 299 رقم 2329 وكان يغضب من أبي همام. [3] العلل 2/ 178 رقم 1923، الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 58. [4] في الطبقات الكبرى 7/ 290. [5] قال أبو حاتم: صالح الحديث، وسئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة، وحدّث محمد بن بشّار عن عبد الأعلى فقال: والله ما كان يدري عبد الأعلى بن عبد الأعلى أن طرفيه أطول أو أنّ رجليه أطول. وذكره ابن حبّان في الثقات. وروى له البخاري، ومسلم في صحيحهما. [6] ويقال سنة 187 هـ. (التاريخ الكبير 6/ 73) ، ويقال 198 هـ. (الثقات لابن حبّان، وتهذيب التهذيب) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 253 قلت: لو كان هذا في قريةٍ لقضي منه العَجَب، فكيف في مثل عَظَمة مصر. مات عبد الجبّار سنة تسعين ومائة. 202- عبد الحميد بن عَدِيّ، أبو سِنان الْجُهَنّي الدّمشقيّ [1] . عن: الأوزاعيّ، وهشام بن الغاز، وجماعة. وعنه: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمّار، وسُليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم [2] : صالح الحديث. 203- عبد الحميد بن أبي العِشرين الدّمشقيّ [3] .   [1] انظر عن (عبد الحميد بن عديّ) في: الجرح والتعديل 6/ 16 رقم 83، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 219، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 42 رقم 746. [2] في الجرح والتعديل 6/ 16 [3] انظر عن (عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين) في. العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 363 رقم 2610، والتاريخ الكبير 6/ 45 رقم 1652، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 398، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 41، وتاريخ الثقات للعجلي 286 رقم 923، 42 رقم 998، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 44، والمعرفة والتاريخ 1/ 8 و 58 و 2/ 363 و 467، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 185 و 188، والجرح والتعديل 6/ 11 رقم 49، وكتاب السّنّة لأبي بكر عمرو بن أبي عاصم الضحّاك بن مخلد الشيبانيّ (توفي 287 هـ.) - طبعة المكتب الإسلامي- نشره الألباني 1400 هـ. - ج 1/ 218 رقم 497 و 1/ 258 رقم 585 و 1/ 260 رقم 587 و 2/ 450 رقم 924، وعلل الحديث لابن أبي حاتم (240- 327 هـ.) - طبعة المعرفة، بيروت 1405 هـ. / 1985 م. - ج 1/ 31 رقم 58 و 1/ 222 رقم 645، والثقات لابن حبّان 8/ 400، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 55 و 398 و 423 و 2/ 386، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 183 ب و 227 أ، والإلزامات والتتبّع، للدارقطنيّ- تحقيق أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي- طبعة دار الكتب العلمية، بيروت 1405 هـ. / 1985 م. - ص 153، وذكر أسماء التابعين ومن بعدهم، للدارقطنيّ 1/ 233 رقم 658، والمستدرك على الصحيحين 1/ 229، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1959، والإرشاد في معرفة علماء البلاد للخليلي 2/ 37- و 38، وصحيح ابن حبان 1/ 163 رقم 1، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1/ 88 و 2/ 173، وموضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 129، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 171- 184، والجوهر النقي (ملحق بالسنن الكبرى) لعلاء الدين بن علي بن عثمان المارديني الشهير بابن التركماني- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 254 أبو سعيد، كاتب الأوزاعيّ. روى عن الأوزاعي فقط. وعنه: أبو الْجَمَاهر، ومحمد بن عثمان، وهشام بن عمّار، وجنادة بن محمد المُرّيّ. وثقه أحمد [1] ، وأبو حاتم [2] . وقال النَّسائيّ [3] : ليس بالقويّ. وقال ابن مَعِين [4] : ليس به بأس. وقال الدّارقطنيّ: ثقة. وقال ابن عَدِيّ [5] : يغرب عن الأوزاعيّ بأحاديث، وهو ممّن يُكْتَب حديثه. وقال أبو حاتم [6] : لم يكن بصاحب حديث، كان كاتب ديوان [7] .   [ () ] (توفي 745 هـ.) - ج 1/ 55، وتلخيص المستدرك 1/ 229، والكاشف 2/ 133 رقم 3139، والمغني في الضعفاء 1/ 368 رقم 3486، وميزان الاعتدال 2/ 539 رقم 4768، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 765، 766، وتهذيب التهذيب 6/ 112، 113 رقم 224، وتقريب التهذيب 1/ 467 رقم 808، وكشف الخفاء ومزيل الالتباس 2/ 156، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 307، وخلاصة تذهيب التهذيب 222، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 39- 41 رقم 743. [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 363 رقم 2610. [2] وقال: كان كاتب ديوان، لم يكن صاحب حديث. (الجرح والتعديل 6/ 11، علل الحديث 1/ 222 رقم 645) . [3] في الضعفاء والمتروكين 298 رقم 398. [4] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 172. [5] ولفظه: تفرّد عن الأوزاعي بغير حديث لا يرويه غيره. وقال: ربّما يخالف في حديثه. [6] الجرح والتعديل 6/ 11، علل الحديث 1/ 222 رقم 645. [7] وقال البخاري: ربما يخالف في حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال العجليّ في الثقات: لا بأس به، وقال دحيم: ضعيف، وقال أبو زرعة: ثقة مستقيم الحديث، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: ربّما أخطأ، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم. وقال هشام بن عمّار: جلس يحيى بن أكثم هاهنا- وأشار إلى موضع في مسجد دمشق عنده الناس- فسأل: من هم أصحاب الأوزاعيّ عندكم؟ فجعلوا يذكرون الوليد، وعمر بن عبد الواحد، والهقل، وغيرهم، وأنا ساكت. فقال: ما تقول يا أبا الوليد؟ فقلت: أوثق أصحابه كاتبه عبد الحميد بن أبي العشرين. فسكت. (تاريخ دمشق 22/ 182) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 255 وقال أبو أحمد الحاكم [1] : حديثه في سوق الجنّة لا أصل له في حديث أبي هريرة، ولا ابن المسيّب ولا حسّان بن عطيّة [2] ، وقد تَابَعَه عليه سُوَيْد بن عبد العزيز [3] .   [1] في الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 227 أ. [2] زاد في: الأسامي والكنى: «ولا في حديث الأوزاعي» . [3] وزاد: لكنّ متابعته كلا متابعة، ويحتمل أن يكون أخذه منه. والحديث بطوله أخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة (2673) باب ما جاء في سوق الجنة، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا هشام بن عمّار، أخبرنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، أخبرنا الأوزاعي، حدّثنا حسّان بن عطيّة، عن سعيد بن المسيّب: «أنه لقي أبا هريرة، فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنّة. فقال سعيد: أفيها سوق؟ قال: نعم، أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربّهم ويبرز لهم عرشه ويتبدّى لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضّة، ويجلس أدناهم وما فيهم من دنيّ على كثبان المسك والكافور، ما يرون أنّ أصحاب الكراسيّ بأفضل منهم مجلسا. قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله: وهل نرى ربّنا؟ قال: نعم، هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ قلنا: لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم، ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلّا ما ضربه الله محاضرة حتى يقول للرجل منهم: يا فلان بن فلان، أتذكر يوم قلت كذا وكذا، فيذكّره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا ربّ، أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى، فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه، فبينا هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط، ويقول ربّنا: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم، فنأتي سوقا قد حفّت به الملائكة، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم يسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب، فيحمل إلينا ما اشتهينا، ليس يباع فيها ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا. قال: فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما فيهم من دنيّ فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيّل عليه ما هو أحسن منه وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، ثم ننصرف إلى منازلنا فتتلقّانا أزواجنا فيقلن: مرحبا وأهلا لقد جئت وإنّ لك من الجمال أفضل ممّا فارقتنا عليه، فيقول: إنّا جالسنا اليوم ربّنا الجبّار، ويحقّ لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا» . قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. (4/ 90، 91) وقد رواه مسلم في كتاب الجنة (51) باب في سوق الجنة (13) من طريق أنس بن مالك: وروى نحوه الدارميّ في كتاب الرقاق 2/ 44 (116) باب في سوق الجنة، من طريق أنس. وأحمد في مسندة 3/ 284، وابن حبّان في صحيحه 1/ 80 بتحقيق قلعجي، والخليلي في الإرشاد في معرفة علماء البلاد 2/ 37 وقال: ورواه أصحاب الأوزاعي: الوليد بن مزيد، وغيره مرسلا: وذكر طرفا من أوّله العقيلي في الضعفاء 3/ 41. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 256 204- عبد الرحمن بن بشير، أبو أحمد الدّمشقيّ الشَّيْبانيّ [1] . عن: محمد بن إسحاق، وعمّار بن إسحاق. وعنه: زْهير بن عبّاد، ودُحَيْم، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل. وثقه دُحَيْم [2] . وقال أبو حاتم [3] : مُنْكَر الحديث [4] . 205- عبد الرحمن بن الحارث السَّلاميّ [5] . عن: الزُّهْريّ، وعُمْير بن هانئ، ومحمد بن المُنْكَدر، وربيعة الرأي وغيرهم. وعنه: هشام بن عمّار، والحَكَم بن موسى. قال أبو حاتم [6] : حديثه مُقَارِب. 206- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلم العدويّ العمريّ المدنيّ [7]- ت. ق. -   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن بشير الدمشقيّ) في: التاريخ الكبير 5/ 263 رقم 847، والجرح والتعديل 5/ 215 رقم 1013، والثقات لابن حبّان 8/ 373، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 191 و 308 و 478 و 586، وميزان الاعتدال 2/ 550 رقم 4822، والمغني في الضعفاء 2/ 376 رقم 3532، ولسان الميزان 3/ 407 رقم 1606. [2] قال صالح جزرة: لا يدرى من هو ولا يعرف، حدّثنا عن دحيم. قال ابن حجر: بل روى عنه جماعة، فلا يضرّه عدم معرفة جزرة. [3] في الجرح والتعديل 5/ 215. [4] ذكره محمد بن عائذ بخير. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن بشير قال: أنا أصلحت إعراب كتب محمد بن إسحاق. وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عبد الرحمن بن الحارث السلاميّ) في: الجرح والتعديل 5/ 225 رقم 1058، وميزان الاعتدال 2/ 554 رقم 4841. [6] المصدر نفسه. [7] انظر عن (عبد الرحمن بن زيد بن أسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 403، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 135، 136 رقم 1795 و 3/ 271 رقم 5203 و 5204، وطبقات خليفة 275، وتاريخ خليفة 456، والتاريخ الكبير 5/ 284، 285 رقم 922، والتاريخ الصغير 199، والضعفاء الصغير 267 رقم 208، والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 360، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 331- 333 رقم- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 257 مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَابْنِ حَازِمٍ. وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو مُصْعَبٍ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ الطُّوسِيُّ، وَخَلْقٌ. وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: يونس بن عبيد. ضعّفه أحمد [1] ، وغيره. وهو صاحب حَدِيثِ: «أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ» [2] . يَرْوِيهِ عن أبيه، عن   [926،) ] وأحوال الرجال للجوزجانيّ 131 رقم 220، والجرح والتعديل 5/ 233، 234 رقم 1107، وتاريخ الطبري 4/ 202، والمجروحين من المحدّثين لابن حبّان 2/ 57- 59، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 117 رقم 331، والكامل في الضعفاء 4/ 1581- 1585، والمعرفة والتاريخ 1/ 236 و 429 و 4430 و 3/ 43 و 171، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2519، وطبقات علماء إفريقية 142، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 788، 789، والفهرست لابن النديم 1/ 225، وميزان الاعتدال 2/ 564- 566 رقم 4868، والمغني في الضعفاء 2/ 380 رقم 3568، والكاشف 2/ 146 رقم 3237، وسير أعلام النبلاء 8/ 309 رقم 94، وتهذيب التهذيب 6/ 177- 179 رقم 358، وتقريب التهذيب 1/ 480 رقم 941، وخلاصة تذهيب التهذيب 227، وشذرات الذهب 1/ 297. [1] قال أحمد: كان أبي يضعّف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وذلك أنه روى حديث: «ثلاث لا يفطرن الصائم: القيء، والاحتلام، والاحتجام» عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، (العلل ومعرفة الرجال 2/ 135، 136 رقم 1795 و 3/ 271 رقم 5203) . [2] وهو حديث منكر. (العلل 2/ 136 رقم 1795 و 3/ 271 رقم 5204) . أخرجه أحمد في المسند 2/ 97، وابن ماجة 2/ 1102، والبيهقي في السنن الكبرى 1/ 254، والعقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 331، وابن حبّان في المجروحين 2/ 58، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء 4/ 1582 وكلهم من طريق: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعا: «أحلّت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأمّا الدمان فالكبد والطحال» . وعند العقيلي: حدّثنا إسحاق بن عيسى الطباع، قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، يحدّث عن أخيه أسامة بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر قال: أحلّ لنا من الميتة ميتتان، ثم سمعته يحدّث به عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وأخرج البيهقي من طريق ابن وهب: حدّثنا سليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر مرفوعا. وقال: هذا إسناد صحيح وهو في معنى المسند. انظر حول صحّة الحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني 3/ 111 و 112 رقم 1118. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 258 عُمَرَ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ، بِهَذَا. قال الشّافعيّ: ذكر لمالك حديث منقطع فقال: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح عليه السلام [1] . وقال البخاريّ [2] : عبد الرحمن بن زيد ضعّفه عليّ جدًا. قلت: أخواه أقوى منه وأحسن حالا، عبد الله، وأسامة [3] . توفّي عبد الرحمن سنة اثنتين وثمانين ومائة. 207- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [4]- ت. - أبو القاسم العمريّ المدنيّ، أخو قاسم.   [1] الضعفاء الكبير 2/ 331، 332. [2] في الضعفاء الصغير 267 رقم 208، والضعفاء للعقيليّ 2/ 332. [3] قال أبو داود: أولاد زيد بن أسلم: عبد الله، وأسامة، وعبد الرحمن، كلهم ضعيف، وعبد الله أمثلهم، (الضعفاء للعقيليّ 2/ 232) وسئل أحمد بن حنبل عن أسامة بن زيد بن أسلم، قال: أسامة، وعبد الرحمن، وعبد الله، هم ثلاثة، فأما أسامة وعبد الرحمن متقاربان ضعيفان، وعبد الله ثقة. وقال السعدي: بنو زيد بن أسلم: أسامة، وعبد الله، وعبد الرحمن، ضعفاء في الحديث في غير خزية في دينهم ولا زيغ عن الحق في بدعة ذكرت عنهم. وقد ضعّف عبد الرحمن: النسائي، والجوزجاني، والدارقطنيّ، وابن حبّان، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، ضعيف. وقال أبو حاتم: ليس بقويّ الحديث كان في نفسه صالحا وفي الحديث واعيا، ضعّفه عليّ (يعني) ابن المديني جدا، وسئل أبو زرعة فقال: ضعيف الحديث، وقال ابن عديّ: هو ممّن احتمله الناس وصدّقه بعضهم، وهو ممّن يكتب حديثه. [4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر) في: التاريخ لابن معين 2/ 351، ومعرفة الرجال له 1/ 61 رقم 94، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 47 رقم 1508 و/ 98 رقم 4364 و 3/ 186 رقم 4803، والتاريخ الكبير 5/ 316 رقم 1002، والتاريخ الصغير 202، والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 356، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 338، 339 رقم 935، وتاريخ اليعقوبي 2/ 431، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 133 رقم 225، والجرح والتعديل 5/ 253 رقم 1202، والمجروحين لابن حبّان 2/ 53، 54، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 117 رقم 332، والمعرفة والتاريخ 1/ 419، والكامل في الضعفاء 4/ 1587- 1590، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 800، والكاشف 2/ 153 رقم 3284، والمغني في الضعفاء 2/ 382 رقم 3585، وميزان الاعتدال 2/ 571، 572 رقم 4900، وتهذيب التهذيب 6/ 213، 214 رقم 431، وتقريب التهذيب 1/ 487، 488 رقم 1012، وخلاصة تذهيب التهذيب 230. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 259 عن: أبيه، وعُبَيْد الله، وسُهيل بن أبي صالح، وهشام بن عُرْوَة. وعنه: شُرَيْح بن يونس، وأبو الربيع الزَّهْرانيّ، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وجماعة. مُتَّفَقٌ على وَهْنه، مَزّق أحمد ما سمع منه [1] . وقال أبو زُرْعة [2] : متروك. وقال أبو داود: ليس بثقة [3] . قيل: مات في صَفَر سنة ستٍّ وثمانين ومائة. 208- عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد بن حِبّان بن أبجر الهَمَدانيّ الكوفيّ [4]- م. ن. - عنه: أبيه، وسُفْيان الثَّوْريّ. وعنه: سعيد بن محمد الجرميّ، وشُرَيْح بن يونس، والوليد بن شُجاع السَّكُونيّ، وابن مهديّ، وجماعة.   [1] قال أحمد: كان ولي قضاء المدينة خرّقت حديثه منذ دهر ليس بشيء حديثه، أحاديثه مناكير، كان كذّابا وكان يقول: أبي: وعبيد الله سواء بسواء، كان يروي عن سهيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 98 رقم 4364) . [2] لفظه: متروك الحديث، أضعف من أخيه القاسم، كان يكذّب، (الجرح والتعديل 5/ 253) . [3] وقال ابن معين: ضعيف، وقد سمعت منه، كان يجلس في المجلس يقول: حدّثني أبي وعمّي عبيد الله بن عمر سواء بسواء، مثل بمثل، وهو الّذي يروي عنه أحمد بن حاتم الطويل، حديث سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي صلّى الله عليه وسلّم الحديث الطويل. (التاريخ 2/ 351) وقال في معرفة الرجال 1/ 61 رقم 94: كذّاب ليس بشيء، وقال البخاري في تاريخه الصغير 202: سكتوا عنه. وقال النسائي: متروك الحديث، وذكره العقيلي في الضعفاء، وضعّفه الجوزجاني، والدارقطنيّ، وابن حبّان، قال: كان ممّن يروي عن عمّه ما ليس من حديثه، وذاك أنه كان يهم فيقلب الإسناد ويلزق المتن بالمتن، يفحش ذلك في روايته، فاستحق الترك. وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه مناكير إمّا إسنادا وإمّا متنا. [4] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 390، والتاريخ الكبير 5/ 318 رقم 1005، والجرح والتعديل 5/ 258، 259 رقم 1222، وتاريخ الثقات للعجلي 295 رقم 965، والثقات لابن حبّان 8/ 374، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 802، والكاشف 2/ 155 رقم 3297، وتهذيب التهذيب 6/ 221 رقم 446، وتقريب التهذيب 1/ 489 رقم 1027، وخلاصة تذهيب التهذيب 230. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 260 وكان عبدًا صالحًا، أمّ النّاس في الصلاة على الثَّوْريّ [1] ، ما أعلم فيه مَغْمزًا. مات سنة إحدى وثمانين ومائة. قال ابن مَعِين: صالح الحديث [2] . وذكره ابن حِبّان في «الثقات» [3] . وأخرج له مسلم حديثين عن أبيه [4] . 209- عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الحاطبيّ المدنيّ [5] . له عن: أبيه عن ابن عَمْر، وعن عمّه. وعنه: سَعْدُوَيْه الواسطيّ، وأبو مَعْمر القَطِيعيّ، وزكريّا بن يحيى بن صبيح، وعثمان بن أبي شيبة.   [1] تاريخ الثقات للعجلي 295. [2] الجرح والتعديل 5/ 259. [3] ج 8/ 374، ووثّقه العجليّ. [4] الحديث الأول رواه مسلم في كتاب الجمعة (47/ 869) باب تخفيف الصلاة والخطبة، عن شريح بن يونس، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل بن حيّان. قال: قال أبو وائل: خطبنا عمّار، فأوجز وأبلغ. فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفّست. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم يقول: «إنّ طول صلاة الرجل وقصر خطبته، مئنّة من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة، وإنّ من البيان سحرا» . الحديث الثاني، رواه في كتاب الزكاة (40/ 996) باب فضل النفقة على العيال والمملوك، وإثم من ضيّعهم أو حبس نفقتهم عنهم. قال: حدّثنا سعيد بن محمد الجرميّ، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكنانيّ، عن أبيه، عن طلحة بن مصرّف، عن خيثمة قال: كنّا جلوسا مع عبد الله بن عمرو، إذ جاءه قهرمان له، فدخل، فقال: أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال: لا. قال: فانطلق فأعطهم. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كفى بالمرء إثما أن يحبس عمّن يملك قوته» . [5] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم) في: التاريخ الكبير 5/ 330 رقم 1051، والجرح والتعديل 5/ 264 رقم 1249، والثقات لابن حبان 8/ 372، والمغني في الضعفاء 2/ 383 رقم 3600، ولسان الميزان 3/ 422، 423 رقم 1660. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 261 قال أبو حاتم [1] : ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يُسْند. 210- عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي الكوفيّ [2] . عن: أبيه، وهشام بن عُرْوة، والأعمش، ونحوهم. وعنه: أبو إبراهيم التَّرْجُمانيّ، وعَمْرو الناقد، ومحمد بن معاوية بن مَالَج، بفتح اللام. قال الدَّارَقُطْنيّ [3] ، وغيره: متروك. وقال أبو داود: كان يضع الحديث [4] . وقال أحمد بن حنبل [5] : خرقنا حديثه من بعد. وقال ابن مَعِين [6] : رأيته، وليس بثقة [7] . 211- عبد الرحمن بن القطاميّ [8] .   [1] في الجرح والتعديل 5/ 264. [2] انظر عن (عبد الرحمن بن مالك بن مغول) في: التاريخ لابن معين 2/ 357، ومعرفة الرجال له 1/ 61 رقم 96، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 547، 548 رقم 1304 و 3/ 454 رقم 5929، والتاريخ الكبير 5/ 349 رقم 1103، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 345، 346 رقم 946، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 93 رقم 137، والجرح والتعديل 5/ 286 رقم 1368، والمجروحين لابن حبّان 2/ 61، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 118 رقم 334، والكامل في الضعفاء 4/ 1598، وميزان الاعتدال 2/ 584، 585 رقم 4949، والمغني في الضعفاء 2/ 385 رقم 3616، والكشف الحثيث 259 رقم 432، ولسان الميزان 3/ 427، 428 رقم 1676. [3] ذكره في ضعفائه 118 رقم 334 ولم يذكر عنه شيئا. [4] وقال مرّة: كذّاب. [5] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 547، 548 رقم 1304 و 3/ 454 رقم 5929. [6] في التاريخ 2/ 357، وقال في معرفة الرجال 61 رقم 96 «كذّاب» . [7] وقال الجوزجاني: ضعيف جدّا، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال العقيلي: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال أبو زرعة: ليس بقوي. وقال ابن حبّان: كان ممن يروي عن الثقات المقلوبات، وما لا أصل له عن الأثبات. وقال: منكر الحديث. لا يجوز الاحتجاج به. وذكره الساجي، وابن الجارود، وابن شاهين في الضعفاء. وقال ابن عديّ: مع ضعفه يكتب حديثه. [8] انظر عن (عبد الرحمن بن القطاميّ) في: الجرح والتعديل 5/ 279 رقم 1327، والمجروحين لابن حبّان 2/ 48، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1620، 1621، وميزان الاعتدال 2/ 582، 583 رقم 4942، والمغني في الضعفاء 2/ 384 رقم 3611، ولسان الميزان 3/ 426 رقم 1672. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 262 بصريّ، له عن: أبي المُهَزّم، ومحمد بن زياد الْجُمَحّي، وعلي بن جدعان. وعنه: عبد الجبار بن العلاء، وعمر بن شبة، وعبد الرحمن بن معبد، وآخرون. قال الفلاس: لقيته وكان كذابا [1] . وذكره ابن حبان [2] ووهاه، لكن غلط في قوله: روى عن أنس، إنّما يروي عن أصحاب أنس. وأورد ابن عَدِيّ [3] له أحاديث وقال: لعلّ الضَّعْف فيها من قِبَل أبي المُهَزّم، وابن جُدْعان. 212- عبد الرحمن بن أبي الرجال [4]- ع. - مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن حارثة بن النعمان بن نافع الأنصاريّ النّجّاريّ المدنيّ. عن: أبيه، وعُمارة بن غَرِيّة، وعمر مولى عَفْرة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، ويعقوب بن محمد بن طحلاء، وجماعة. وعنه: أبو نُعَيم، وقُتَيْبة، وهشام بن عمّار، ويحيى الوحاظيّ، وسُوَيْد بن   [1] الجرح والتعديل 5/ 279. [2] في المجروحين 2/ 48 وقال: روى عنه أهل البصرة منكر الحديث. يروي عن أنس بن مالك ما لا يشبه حديثه وعن غيره من الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات، على أنه قليل الرواية يجب التنكّب عن روايته. [3] في الكامل في الضعفاء 4/ 1621. [4] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الرجال) في: التاريخ لابن معين 2/ 347، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 476 رقم 3122، والمعرفة والتاريخ 1/ 482، والتاريخ الكبير 5/ 346 رقم 1101، والجرح والتعديل 5/ 281، 282 رقم 1341، والثقات لابن حبّان 7/ 91 و 8/ 376، والكامل في الضعفاء لابن عدي 4/ 1594- 1596، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 786، وميزان الاعتدال 2/ 560 رقم 4861، والمغني في الضعفاء 2/ 379 رقم 3563، والكاشف 2/ 145 رقم 3232، وتهذيب التهذيب 6/ 169 رقم 348، وتقريب التهذيب 1/ 479 رقم 931، وخلاصة تذهيب التهذيب 227. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 263 سعيد، والحكم بن موسى. وكان قد نزل بثغر الشام. وثَّقه ابن مَعِين [1] ، وغيره. وليَّنه أبو حاتم [2] قليلا [3] . 213- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه العَرْزميّ [4] . عن: أبيه، وجابر الْجُعْفيّ، وعبد الملك بن أبي سُليمان، وجُوَيْبر، وغيرهم. وعنه: ابنه محمد، وعليّ بن جعفر الأحمر، وعبد الرحمن بن صالح الأزْديّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ [6] : ضعيف. 214- عبد الرحمن بن مسهر [7] .   [1] في التاريخ 2/ 347. [2] قال في الجرح والتعديل 5/ 282: صالح هو مثل عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. (وقد تقدّمت ترجمته) . [3] وثّقه أحمد في العلل 2/ 476 رقم 3122، وابن حبّان في الثقات، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. [4] انظر عن (عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه) في: الجرح والتعديل 5/ 282 رقم 1343، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 119 رقم 339، والثقات لابن حبّان 7/ 91، وميزان الاعتدال 2/ 585 رقم 4951، والمغني في الضعفاء 2/ 385 رقم 3621، ولسان الميزان 3/ 428، 429 رقم 1979. [5] في الجرح والتعديل 5/ 282. [6] قال في الضعفاء 119 رقم 339: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزميّ أخو إسحاق، وإسحاق متروك أيضا، ولهما أخ ثالث يسمّى حسنا، له مقاطيع يعتبر به. [7] انظر عن (عبد الرحمن بن مسهر) في: التاريخ لابن معين 2/ 357، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 550 رقم 1310، والتاريخ الكبير 5/ 351 رقم 1112، والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 366، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 346- 348 رقم 947، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 317، 318، والمجروحين لابن حبّان 2/ 56، 57، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 118 رقم 335، والجرح والتعديل 5/ 291 رقم 1384، وتاريخ بغداد 10/ 238، 239 رقم 5364، والكامل في الضعفاء- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 264 أبو الهيثم الكوفيّ، قاضي جَبُّل، وهو أخو عليّ بن مُسْهِر. روى عن: هشام بن عروة، وعمرو بن شمر، وأشعث بن سَوّار. وعنه: يحيى بن أيوب العابد، وعبد الله المخرمي، والحسين بن أبي زيد الدباغ، وغيرهم. قال النسائي [1] : متروك. هو الذي ولاه أبو يوسف القاضي قضاء جبل، وأنّ الرشيد انحدر مرّة إلى البصرة، قال عبد الرحمن: فسألت أهل حبّل أن يُثْنوا عليّ، فوعدني ذلك. فلمّا قرُب إلينا الرشيد وأبو يوسف معه في الحرّاقة، فقلت: يا أمير المؤمنين نِعم القاضي قاضي جَبُّلَ، قد عَدَلَ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ، وجعلتُ أُثني، فعرفني أبو يوسف فضحِك، ثمّ أخبر الرشيدَ، فضحك حتّى فحص برِجْلَية، ثمّ قال: هذا شيخ قليل العقل فاعزلْه، فعزلني [2] . قلت: ومن نقص عقله كونه يحكي هذه الورطة عن نفسه. قال ابن مَعِين [3] : ليس بشيء [4] . 215- عبد الرحمن بن ميسرة، أبو ميسرة الحضّرميّ المصريّ الفقيه [5] .   [ (- 4] / 1603، 1604، وميزان الاعتدال 2/ 590، 591 رقم 4977، والمغني في الضعفاء 2/ 387 رقم 3636، ولسان الميزان 3/ 437- 439 رقم 1710. [1] في الضعفاء 296 رقم 366. [2] تاريخ بغداد 10/ 239، وأخبار القضاة 2/ 317. [3] في تاريخه 2/ 357. [4] وقال أحمد: كان لعلي بن مسهر أخ يقال له عبد الرحمن بن مسهر، قال: فكان أصحاب الحديث إذا جاءوا إلى علي يخرج إليهم عبد الرحمن فيحدّثهم، فكان عليّ يخرج وهو يحدّثهم، قال: فيقول: يا شقيق الوجه إنما جاءوا إليّ لم يجيئوا إليك. قال أبي: وبلغني أن أبا يوسف ولّاه القضاء لعبد الرحمن بن مسهر، قال: فخرج يثني على نفسه عند هارون. (العلل ومعرفة الرجال 1/ 550 رقم 1310، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 346) . وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبّان: كان ممّن يخطئ حتى يأتي بالأشياء المقلوبة التي يشهد لها من الحديث صناعته بالقلب، وهو الّذي مدح نفسه عند هارون الرشيد فقال: نعم القاضي قاضي جبّل. وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء. وقال ابن عديّ: لا يعرف له كثير رواية، ومقدار ما له من الروايات لا يتابع عليه. [5] انظر عن (عبد الرحمن بن ميسرة الحضرميّ) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 265 من كبار علماء المصريين وقُرّائهم. وُلد سنة عشر ومائة، وكان أوّل من أقرأ بمصر بحرف نافع، وكان من شُهود القاضي العُمريّ. تُوُفّي سنة ثمان وثمانين ومائة. 216- عبد الرحيم بن زيد بن الحواريّ العمّي البصريّ [1]- ق. - أبو زيد. روى: عن أبيه، ومالك بن دينار. وعنه: سويد بن سعيد، ويحيى الحماني، والمسيب بن واضح، ومحمد بن يحيى العدني، وجماعة. قال البخاري [2] : تركوه. وقال أبو حاتم [3] : ترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه، يحدّث عنه بالطّامّات. وقال ابن معين [4] : ليس بشيء.   [ (-) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 457، والمعارف 397، والمعرفة والتاريخ 2/ 347 و 429 و 430 و 755 و 3/ 174، والجرح والتعديل 5/ 285 رقم 1362، والثقات لابن حبّان 5/ 109. [1] انظر عن (عبد الرحيم بن زيد بن الحواري) في: التاريخ لابن معين 2/ 362، والتاريخ الكبير 6/ 104 رقم 1744، والتاريخ الصغير 206، والضعفاء الصغير 269 رقم 235، والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 368، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 78، 79 رقم 1045، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 197 رقم 360، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 40، والجرح والتعديل 5/ 339، 340 رقم 1603، والمجروحين لابن حبّان 2/ 161، 162، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 204 ب، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 124 رقم 342، والكامل في الضعفاء 5/ 1920، 1921، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 180، والكاشف 2/ 170 رقم 3403، والمغني في الضعفاء 2/ 391 رقم 3675، وميزان الاعتدال 2/ 605 رقم 5030، وسير أعلام النبلاء 8/ 317 رقم 102، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 827، وتهذيب التهذيب 6/ 305 رقم 599، وتقريب التهذيب 1/ 504 رقم 1174، وخلاصة تذهيب التهذيب 237. [2] في التاريخ الكبير، والتاريخ الصغير، والضعفاء الصغير. [3] في الجرح والتعديل 5/ 340. [4] في تاريخه 2/ 362. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 266 وقال أبو داود: ضعيف. وقال النَّسائيّ [1] : متروك الحديث [2] . مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة. 217- عبد الرحيم بن سليمان الرازيّ [3]- ع. د. م. - أبو عليّ، نزيل الكوفة. عن: عاصم الأحول، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وسُليمان الأعمش، وطائفة. وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأبو كُرَيِب، وهنّاد، وأبو سعيد الأشجّ، وعدّة. وهو رفيق حفص بن غِياث في طلب العلم، وله تصانيف. وثقه يحيى بن مَعِين [4] ، وغيره.   [1] في الضعفاء والمتروكين 296 رقم 368. [2] ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال الجوزجانيّ: غير ثقة. وقال أبو زرعة: واهي ضعيف الحديث. وقال ابن حبّان: يروي عن أبيه العجائب لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو مقلوبة كلها.. فأما ما روى عن أبيه فالجرح ملزق بأحدهما أو بهما. وهذا لا سبيل إلى معرفته إذ الضعيفان إذا انفرد أحدهما عن الآخر بخبر لا يتهيّأ حكم القدح في أحدهما دون الآخر، وإذا كان وجود المناكير في حديث منهما معا أو من أحدهما استحقّ الترك. وقال ابن عديّ: وعبد الرحيم بن زيد يروي عن أبيه، عن شقيق، عن عبد الله غير حديث منكر وله أحاديث غير ما ذكرت كلها لا يتابعه الثقات عليها. وقال الحاكم: ذاهب الحديث. [3] انظر عن (عبد الرحيم بن سليمان الرازيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 362، والتاريخ الكبير 6/ 102 رقم 1838، وتاريخ الثقات للعجلي 302 رقم 998، والمعارف 375، والجرح والتعديل 5/ 339 رقم 1602، والثقات لابن حبّان 8/ 412، ورجال صحيح البخاري 2/ 488 رقم 748، ورجال صحيح مسلم 2/ 6، 7 رقم 1010، والمعرفة والتاريخ 1/ 233 و 2/ 306 و 3/ 123، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 35، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 323، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 827، 828، والكاشف 2/ 170 رقم 3404، وسير أعلام النبلاء 8/ 317 رقم 101، وتذكرة الحفاظ 1/ 268، والعبر 1/ 296، والوافي بالوفيات 16/ 82، وتهذيب التهذيب 6/ 306 رقم 600، وتقريب التهذيب 1/ 504 رقم 1175، وخلاصة تذهيب التهذيب 237. [4] في تاريخه 2/ 362. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 267 تُوُفّي في آخر سنة سبعٍ وثمانين ومائة. ويقال سنة أربعٍ وثمانين. قال أبو حاتم [1] : صالح الحديث، صنّف الكتب [2] . 218- عبد الرّزّاق بن عَمْر، أبو بكر الدّمشقيّ [3] . عن: الزُّهْريّ، وإسماعيل بن أبي المهاجر. وعنه: حفيده إسحاق بن عَقِيل، وأبو مُسْهِر، وأبو الْجَمَاهر محمد بن عثمان، ويسيرة بن صَفْوان، والحَكَم بن موسى، وجماعة. قال البخاريّ [4] : مُنْكَر الحديث. وقال النَّسائيّ [5] : ليس بثقة. وقال الحَسَن بن عليّ: سألت هُشَيْمًا، عن عبد الرّزّاق بن عَمْر فقال: ذَهَبَتْ كُتُبه. خرج إلى بيت المقدس فجعل كُتبَه في خُرجٍ جديد وثيابة في خرج خَلِق، فجاء اللصوص فأخذوا الخرج الجديد، فذهبت كُتُبه. فكان بعدُ إذا سمع حديثًا للزّهريّ قال: هذا ممّا سمعت [6] . وروى عباس، عن ابن معين [7] : ليس بشيء [8] .   [1] في الجرح والتعديل 5/ 339. [2] وقد نظر وكيع في حديث عبد الرحيم بن سليمان فقال: ما أصحّ حديثه. ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [3] انظر عن (عبد الرزاق بن عمر الدمشقيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 362، والتاريخ الكبير 6/ 130، 131 رقم 1934، والتاريخ الصغير 189، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 378، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 106 رقم 1081، والمعرفة والتاريخ 1/ 488 و 3/ 41 و 53، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 12، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 162 رقم 289، والجرح والتعديل 6/ 39، رقم 205، والمجروحين لابن حبّان 2/ 159، 160، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 123 رقم 354، والكامل في الضعفاء 5/ 1947، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 829، وميزان الاعتدال 2/ 608 رقم 5041، والمغني في الضعفاء 2/ 392 رقم 3685، وتهذيب التهذيب 6/ 309، 310 رقم 606، وتقريب التهذيب 1/ 505 رقم 1181، وخلاصة تذهيب التهذيب 238. [4] في التاريخ الكبير، وزاد: ليس بشيء. والتاريخ الصغير. [5] في الضعفاء والمتروكين، رقم 378. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 106، 107. [7] في تاريخه 2/ 362، والضعفاء الكبير 3/ 107، وقال مرة: كذّاب. [8] قال الجوزجاني: سمعت من يوهّن حديثه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث لا- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 268 219- عبد السلام بن حرب الملائي [1]- خ. ع. - كوفيّ أصله من البصرة. وكان شريكًا لأبي نُعَيم في بيع الْمُلاءِ، وكان حافظًا معمِّرًا. روى عن: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسحاق بن أبي فَروة، وعطاء بن السائب، وخالد الحذّاء، وطائفة. وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وهناد، وأبو سعيد الأشجّ، والحسن بن عَرَفَة، وخلْق سواهم. ومن الكبار: ابن إسحاق، وقيس بن الربيع، وهما أكبر منه. قال يعقوب بن شَيْبَة: ثقة، وفي حديثه لِين. وقال التِّرْمِذيّ: ثقة حافظ. قال ابن شَيْبَة: وكان عَسِرًا في الحديث: سمعتُ ابن المَدِينيّ يقول: كان يجلس في كلّ عام مرّة مجلسًا للعامّة. فقلت لعليّ: أكْثَرْتَ عنه؟ قال: نعم، حضرت له مجلسَ العامّة، وقد كنتُ أستنكر بعض حديثه حتى نظرت في   [ (-) ] يكتب حديثه. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، ولم يقرأ علينا حديثه، روى عن الزهري أحاديث مقلوبة، وضعّفه الدارقطنيّ، وقال ابن حِبّان: كَانَ ممّن يقلب الأخبار من سوء حفظه وكثرة وهمه، فلما كثر ذلك في روايته استحقّ التّرك، وذكره ابن عديّ في الضعفاء. [1] انظر عن (عبد السلام بن حرب الملائي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 386، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 107 رقم 492 و 2/ 216 رقم 728، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 57 رقم 1539 و 3/ 485 رقم 6075 و 6076 و 6077، وطبقات خليفة 170، وتاريخ خليفة 458، والتاريخ الكبير 6/ 66 رقم 1729، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 12، وتاريخ الثقات للعجلي 303 رقم 1001، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 119 والجرح والتعديل 6/ 47 رقم 246، ومشاهير علماء الأمصار 172 رقم 1366، والثقات لابن حبّان 7/ 128، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 108 و 3/ 413، ورجال صحيح البخاري 2/ 487 رقم 746، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 324، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 830، 831، وميزان الاعتدال 2/ 614، 615 رقم 5046، وسير أعلام النبلاء 8/ 297، 298 رقم 87، والعبر 1/ 297، وتذكرة الحفاظ 1/ 271، والكاشف 2/ 171، 172 رقم 3413، وتهذيب التهذيب 6/ 316، 317 رقم 611، وتقريب التهذيب 1/ 505 رقم 1186، وخلاصة تذهيب التهذيب 238، وشذرات الذهب 1/ 316، ومرآة الجنان 1/ 404. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 269 حديث من يُكْثر عنه فإذا حديثه مُقارب عن مغيرة والناس. وذلك أنّه كان عسِرًا، فكانوا يجمعون عن أبيه في موضع، وكنت انظر إليها مجموعةً فاستنكرْتُها. قال ابن مَعِين: هو ثقة [1] ، والكوفيّون يُوَثّقونه. وقال القواريريّ: أتيت عبد السلام بن حرب، قلت: حدِّثني فإنّي رجلٌ غريب من البصْرة. فقال لي: كأنّك تقول جئت من السماء، ولم يحدّثْني [2] . وقال غيره: وُلد سنة إحدى وتسعين، ومات سنة سبعٍ [3] وثمانين ومائة. 220- عبد السلام بن مَكْلَبة [4] . الفقيه البيروتيّ صاحب الأوزاعيّ. روى عن: جريح، والأوزاعيّ، وأبي أُميّة الشّعبانيّ يُحمد. وعنه: الوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد، وأبو مسهر، وآخرون. قال مروان بن محمد: أعلم النّاس بحديث الأوزاعي وفُتْياه عشرةٌ منهم: عبد السلام بن مَكْلَبَة [5] . 221- عبد الصّمد بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عبد المطلب [6] .   [1] معرفة الرجال 1/ 107 رقم 492 وقال في موضع آخر: كان عبد السلام يعني ابن حرب الملائي يحدّث كل إنسان بحديث شريف. (معرفة الرجال 2/ 216 رقم 728) . [2] وقال أحمد: ذكر لابن المبارك عبد السلام بن حرب، فقال: ما تحملني رجليّ إليه. وسئل ابن المبارك عنه فقال: قد عرفته، وكان إذا قال: قد عرفته فقد أهلكه. وقال ابن سعد: كان به ضعف في الحديث، وكان عسرا. وقال العجليّ: هو عند الكوفيين ثقة، ثبت، والبغداديون يستنكرون بعض حديثه، والكوفيون أعلم به. وقال أبو حاتم: ثقة صدوق. ووثّقه ابن حبّان. [3] وقيل 186 هـ. (تاريخ البخاري) . [4] انظر عن (عبد السلام بن مكلبة) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 67 و 77، والجرح والتعديل 6/ 47، 48 رقم 252، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 128، 129، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 135 رقم 805 (وفيه تحرّف إلى «مطلبة» ) . [5] أوّلهم: الهقل، والثاني: يزيد بن السّمط، والثالث: عبد السلام بن مكلبة. (الجرح والتعديل، وتاريخ دمشق) . [6] انظر عن (عبد الصمد بن عليّ الأمير الهاشمي) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 270 الأمير أبو محمد الهاشمي. روى عن: أبيه. عنه: المهديّ، ومات قبله بدهر. وقد ورد أنّه تُوُفّي بأسنانه التي وُلد بها، وكانت ملتصقة [1] ، وكان عظيم الخلْق، ضخمًا، ذا قُعْدُد في النَّسب، وقد خرج عند موت السّفاح مع أخيه عبد الله بن عليّ [2] ، وحارب أبا مسلم، ثمّ تقلَّبت به الأيّام، وبَقِيّ إلى هذا الوقت. وكان الرشيد يحترمه ويجلّه لأنّه عمّ جدّه المنصور [3] .   [ (-) ] تاريخ خليفة 425، 430، 431، 435، 440، 441، 448، 457، 462، وتاريخ اليعقوبي 2/ 322، 350، 366، 369، 383، 390، 408، 429، والمعارف 126 و 374، والمعرفة والتاريخ 1/ 119 و 125 و 131 و 132 و 135 و 136 و 141 و 144 و 146 و 154 و 155 و 162 و 177 و 724، وتاريخ الطبري 7/ 29 و 39 و 423 و 440 و 444 و 445 و 477 و 478 و 514 و 636 و 8/ 10 و 26 و 28 و 32 و 49 و 53 و 99 و 115 و 116 و 140 و 143 و 147 و 148 و 163 و 175 و 209 و 235 و 243 و 346 و 9/ 326، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2433 و 2478 و 3643 و 3646، ونسب قريش 29، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 103 و 203، والحيوان 4/ 56 و 6/ 138، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 84 رقم 1053، والجرح والتعديل 6/ 50 رقم 266، وتاريخ بغداد 11/ 37- 39 رقم 5713، وتاريخ حلب للعظيميّ 231، والعيون والحدائق 3/ 203 و 219، وطبقات الشعراء لابن المعتز 41، 42، وأنساب الأشراف 3/ 67 و 72 و 93 و 101 و 106 و 108 و 143 و 170 و 176 و 178 و 224 و 230، والعقد الفريد 5/ 788 89 و 6/ 231، ووفيات الأعيان 3/ 195، 196 رقم 388، والتذكرة الحمدونية 1/ 166 و 2/ 31، وحلية الأولياء 7/ 38، والكامل في التاريخ 5/ 134 و 409 و 425 و 433 و 510 و 564 و 576 و 578 و 583 و 590 و 594 و 6/ 8 و 13 و 36 و 41 و 56 و 58 و 74 و 115 و 125 و 128 و 169 و 215، والعبر 1/ 290، وسير أعلام النبلاء 9/ 129- 131 رقم 43، وميزان الاعتدال 2/ 620 رقم 5074، ودول الإسلام 1/ 118، وخلاصة الذهب المسبوك 139، والمختصر في أخبار البشر 2/ 16، ومرآة الجنان 1/ 399، 400، ونكت الهميان 193، ولسان الميزان 4/ 21، 22 رقم 57، وشذرات الذهب 307. [1] تاريخ بغداد 11/ 38، وفيات الأعيان 3/ 195. [2] تاريخ بغداد 11/ 38. [3] تاريخ بغداد 11/ 38. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 271 مَولدُه بالحُمَيْمة من أرض البلْقاء [1] ، وقد وُلّي إمرة دمشق [2] ، ثمّ وُلّي إمرة البصْرة، فكان في هذا العصر عبد الصّمد ولد عليّ، والفضل بن جعفر بن العبّاس بن موسى بن عيسى بن محمد ولد عليّ. وهذا من غريب الاتفاق. قال ابن عساكر [3] : وحدَّث عنه إسماعيل ابنه، وعبد الواحد، ويعقوب ابنا جعفر بن سُليمان. قَالَ عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفٍ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بَهْتَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُجِيبٍ الرَّقَّاقُ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَنْتَابٍ، وَابْنُ الصَّلْتِ الْمُجَبَّرُ: ثناهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبِي، نا عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا الشُّهُودَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَسْتَخْرِجُ بِهِمُ الْحُقُوقَ وَيَدْفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ» [4] . أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي مُحْيِي الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم الأسديّ، وابن عمّه أيّوب، والتّقيّ بْنُ مُؤْمِنٍ، وَابْنُ الْفَرَّاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَبِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ قَالُوا: أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، أنا عَلِيُّ بْنُ تَاجِ الْقُرَّاءِ، وَابْنُ الْبَطِّيِّ (ح) وَأنا سُنْقُرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ، وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَنْجَبُ الْحَمَّامِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْفَخَّارِ، وَابْنُ السَّمَّاكِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ بُغَا قَالُوا: أنا ابْنُ الْبَطِّيِّ (ح) وَأنا أَبُو الْمَعَالِي الزَّاهِدُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعَالِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ الْخَطِيبُ، وَعُمَرُ بْنُ بَرَكَةَ، وَالأَنْجَبُ الْحَمَّامِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ يَاسِينَ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالُوا: أنا ابن البطّيّ: قال هود ابن تَاجِ الْقُرَّاءِ: أنا مَالِكٌ الْبَانيَاسِيُّ، أنا ابْنُ الصَّلْتِ، وَذَكَرَهُ. قال العُقَيْليّ [5] : الحديث غير محفوظ، انفرد به عبد الصمد.   [1] وفيات الأعيان 3/ 196. [2] أمراء دمشق في الإسلام 52 رقم 168. [3] في تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 24/ 152. [4] قال الذهبي في ميزان الاعتدال 2/ 620: «هذا منكر، وما عبد الصمد بحجّة، ولعلّ الحفّاظ إنّما سكتوا عنه مداراة للدولة» . [5] في الضعفاء الكبير 3/ 84. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 272 قلت: ولا يروى عنه إلا بهذا الإسناد وعبد الصّمد بن موسى. قال الخطيب [1] : قد ضعفوه. قال نِفْطَوَيْه: كان عبد الصّمد بن عليّ أقعد أهل دهره نَسَبًا [2] ، فبينه وبين عبد مَناف كما بين يزيد بن معاوية وبين عبد مَناف. قال: وكان أسنان عبد الصّمد وأضراسه قطعة واحدة. وقال أحمد بن كامل القاضي: كان في القعدد يناسب سعيد بن زيد أحد العشرة، وكان عمّ جدّه الخليفة الهادي. وعاش بعد الهادي دهرًا، وهو أعرق النّاس في الْعَمَى، فإنّه عمي بآخره. فهو أعمى ابن أعمى ابن أعمى. كان طُرح ببيتٍ فيه ريش، فطارت ريشه فسقطت في عينه [3] . قال ثعلب: أخبرني عافية بن شبيب أنّ عبد الصّمت مات بأسنانه التي وُلد بها [4] . وأمّه هي كثيرة [5] التي كان عبد الله بن قيس الرُّقَيّات يشبِّب بها في قوله: عَادَ لَهُ مِنْ كَثِيرَةَ [5] الطَّرَبُ ... فَعَيْنُهُ بِالدُّمُوعِ تنسكبُ [6] . قال جعفر الفِرْيابيّ: ثنا محمد بن سعيد الفِرْيابيّ: سمعتُ سيف بن محمد ابن أخت الثَّوْريّ يقول: مرض خالي سُفيان، فَعَاده عبد الصّمد بن عليّ، وكان سيّدَ بني هاشم، فقال لنا سُفيان: لا تأذَنُوا له. قلنا: لا يمكن ذلك. فحوّل وجهه إلى الحائط. ودخل فسلّم، فلم يردّ عليه، وجلس مليّا   [1] القول ليس في تاريخه. [2] تاريخ بغداد 11/ 37. [3] تاريخ بغداد 11/ 38، نكت الهميان 193، ولم يذكره الجاحظ في البرصان والعرجان والعميان مع أنه منهم. [4] تاريخ بغداد 11/ 38. [5] في وفيات الأعيان 3/ 196 «كبيرة» . [6] في أبيات ذكرها الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 38، 39، والبيت مطلع قصيدة في ديوان ابن الرقيّات 1- 6. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 273 وقال: يا سيف، كأن أبا عبد الله نائم؟ فقلت: أحسب ذاك، أصلحك الله. فقال سفيان: لا تكذب، لست بنائم. وقال عبد الصّمد: يا أبا عبد الله، ألَكَ حاجة؟ قال: نعم، لا تعود إلي، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحّم عليّ. فخجِل عبد الصّمد وخرج، وقال: لقد هممتُ ألا أخرج إلا ورأسُهُ معي. قلت: سيف تالف. مات عبد الصّمد بالبصّرة سنة خمسٍ وثمانين ومائة، عن ثمانين سنة. 222- عبد الصّمد بن مَعْقِلِ بن منبه اليمانيّ [1] . روى عن عمّه وهْب، وعن: طاووس، وعِكْرِمة. وعنه: ابناه يحيى، ويونس، وابن أخته إسماعيل بن عبد الكريم، وعبد الرزّاق، ومحمد بن خالد الصّنْعانيّون. قال أحمد بن حنبل: كان قد عُمِّر وأظنُّه مات أيّام هُشَيم، وهو ثقة. وكذا وثَقه يحيى بن مَعِين [2] . قال أحمد بن علي الأبَّار وغيره: مات عبد الصّمد بن معقل سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة. قال الأبَّار: حدَّثني بعض ولده أنّه عاش خمسًا وتسعين سنة. 223- عبد العزيز بن أبي حازم [3]- ع. -   [1] انظر عن (عبد الصمد بن معقل اليماني) في: الطبقات الكبرى 5/ 547، وطبقات خليفة 288، والتاريخ الكبير 6/ 104 رقم 1845، وتاريخ الثقات للعجلي 303 رقم 1004، والجرح والتعديل 6/ 50 رقم 265، والثقات لابن حبّان 7/ 134، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 322، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 834، وميزان الاعتدال 2/ 621 رقم 5076، وتهذيب التهذيب 6/ 328 رقم 631، وتقريب التهذيب 1/ 507 رقم 1204، وخلاصة تذهيب التهذيب 239. [2] الجرح والتعديل 6/ 50، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [3] انظر عن (عبد العزيز بن أبي حازم) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 274 واسم أبيه سَلَمة بن دينار. الفقيه أبو تمّام المدنيّ. روى: عن أبيه، وزيد بن أسلم، والعلاء بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وهشام بن عُرْوَة، وموسى بن عُقبة، وعدّة. وعنه: الحُمَيْديّ، وأبو مُصْعَب، وعليّ بن حجر، وعمرو النّاقد، ويعقوب الدّورقيّ، ويحيى بن أكثم، وخلْق سواهم. وكان إمامًا كبير الشأن. قال يحيى بن مَعِين: صدوق [1] . وقال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: قيل لمصعب بن عبد الله: ابن أبي حازم ضعيف في حديث أبيه. فقال: أَوَقَد قالوها؟ أمّا ابن أبي حازم فسمع مع سُليمان بن بلال، فلمّا مات سُليمان أوصى إليه بكُتُبه، فكانت عنده، فقال: بالَ عليها الفأر فذهب بعضُها. فكان يقرأ ما استبان، ويدع ما لا يعرف منها. أما حديث أبيه فكان يحفظ [2] .   [ (-) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 424، وطبقات خليفة 276، وتاريخ خليفة 51، والتاريخ الكبير 6/ 25، 26 رقم 1571، والتاريخ الصغير 2/ 336، والمعارف 479، والمعرفة التاريخ 429 و 685، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 10، 11 رقم 964، وتاريخ الثقات للعجلي 304 رقم 1008، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 17، والجرح والتعديل 5/ 382، 383 رقم 1787، ومشاهير علماء الأمصار 141 رقم 1119، والثقات لابن حبّان 7/ 117، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 390، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 93 أوب، ورجال صحيح البخاري 1/ 472، 473 رقم 716، ورجال صحيح مسلم 1/ 427، 428 رقم 961، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 308، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 835، 836، وتذكرة الحفاظ 1/ 247، والعبر 1/ 289، وسير أعلام النبلاء 8/ 321- 323 رقم 105، وميزان الاعتدال 2/ 626 رقم 5093، ودول الإسلام 1/ 118، والكاشف 2/ 174 رقم 3428، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 676، وتهذيب التهذيب 6/ 333، 334 رقم 641، وتقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1212، وخلاصة تذهيب التهذيب 239، وشذرات الذهب 1/ 306، ومرآة الجنان 1/ 396. [1] الجرح والتعديل، وفيه عنه: صدوق، ثقة، ليس به بأس. (5/ 383) . [2] ميزان الاعتدال 2/ 626. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 275 قال أحمد بن حنبل: لم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه من عبد العزيز بن أبي حازم [1] . وقال أبو حاتم [2] : هو أفقه من الدّراورديّ. وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِين يقول: ابن أبي حازم ليس بثقة في حديث أبيه. كذا قال. قلت: بل هو حجة في أبيه وغير أبيه. وقال أحمد بن حنبل: يرون أنه سمع من أبيه، وأمّا هذه الكُتُب التي عن غير أبيه فيقولون إنّ كُتُب سُليمان بن بلال صارت إليه [3] . وقال أحمد بن حنبل مرّة: لم يكن يعرف بطلب الحديث، إلا كُتُب أبيه، فيقولون: سمعها [4] . وقال ابن سعد [5] : وُلد سنة سبعٍ ومائة، وتُوُفّي ساجدًا في سنة أربع وثمانين ومائة [6] . 224- عبد العزيز بن خالد التِّرْمِذيّ [7]- ن. - روى عن: أبيه خالد بن زياد، عن حَجّاج بن أرطأة، وطلحة بن عَمْرو المكّي، وابن جريج، وأبي قتيبة، وغيرهم.   [1] الجرح والتعديل 5/ 382. [2] الجرح والتعديل 5/ 383. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 10. [4] الجرح والتعديل 5/ 382. [5] في الطبقات الكبرى 5/ 424 وليس فيه لفظ «ساجد» ، واللفظ في تاريخ البخاري 6/ 26. [6] وقال ابن سعد: كان كثير الحديث دون الدراوَرْديّ، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ابن أبي حازم أفقه من الدراوَرْديّ، والدراوَرْديّ أوسع حديثا. وثّقه العجليّ. [7] انظر عن (عبد العزيز بن خالد الترمذي) في: الجرح والتعديل 5/ 380، 381 رقم 1779، والكاشف 2/ 174 رقم 3429، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 836، وتهذيب التهذيب 6/ 334، 335 رقم 642، وتقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1213، وخلاصة تذهيب التهذيب 239. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 276 وعنه: أحمد بن يعقوب، وداود بن حماد، والفضل بن مقاتل، ومحمد بن عصمة، ويحيى بن موسى البلخيون، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. قال أبو حاتم [1] : شيخ. 225- عبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري [2]- ع. - أبو عبد الصمد. أحد الثقات الحفاظ. روى عن: أبي عِمران الْجُونيّ، ومنصور بن المعتمر، ومطر الورّاق، وحصين بن عبد الرحمن. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق، والفلاس، وبندار، وزياد بن يحيى الحسّانيّ، والحسن بن عرفة، وخلق. وثّقه أحمد بن حنبل [3] ، وغيره. وقال القواريريّ: نا عبد العزيز العمّيّ، وكان حافظا [4] . وقال الفلّاس: سمعت عبد الرحمن بن مهديّ يقول يوم مات عبد العزيز بن عبد الصمد: ما مات لكم شيخ منذ ثلاثين سنة مثله [5] .   [1] الجرح والتعديل 5/ 381. [2] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الصَّمَد العَمِّيّ) في: طبقات خليفة 225، والتاريخ الكبير 6/ 26 رقم 1574، وتاريخ الثقات للعجلي 305 رقم 1013، والجرح والتعديل 5/ 388، 389 رقم 1809، والثقات لابن حبّان 8/ 393، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 71، ورجال صحيح البخاري 1/ 474، 475 رقم 721، ورجال صحيح مسلم 1/ 429 رقم 965، والثقات لابن شاهين 162، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 310، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 840، والكاشف 2/ 177 رقم 3447، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 677، وسير أعلام النبلاء 8/ 327، 328 رقم 108، وتذكرة الحفّاظ 1/ 270، والعبر 1/ 297، ومرآة الجنان 1/ 404، وتهذيب التهذيب 6/ 346، 347 رقم 664، وتقريب التهذيب 1/ 510 رقم 1235، وخلاصة تذهيب التهذيب 240، وشذرات الذهب 1/ 316. [3] الجرح والتعديل 5/ 388. [4] الجرح والتعديل 5/ 389. [5] الجرح 5/ 389. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 277 قلت: توفي سنة سبع وثمانين ومائة [1] . 226- عبد العزيز الدراوردي بن محمد بن عبيد [2]- م. 4. خ. ق. ن. - الإمام أبو محمد الْجُهَنّي مولاهم المَدنيّ، أصله من دَرَاوَرْد، قرية بخُراسان فيما قيل. وقال الطّبرانيّ: ثنا أحمد بن رِشْدِين: سمعتُ أحمد بن صالح يقول: كان الدَّرَاوَرْدِيّ من أهل إصبهان، ترك المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل: أنْدَرُون [3] ، فلقّبه أهل المدينة الدَّرَاوَرْدِيّ. روى عن: صَفْوان بن سليم، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وأبي طُوَالَةَ عبد الله بن عبد الرحمن، وثور بن زيد، وأبي حازم، وجعفر بن محمد، وشريك بن أبي نَمِر، والعلاء بن عبد الرحمن، وعَمْرو بن أبي عَمْرو، وسهيل بن أبي صالح، وعدّة. وعنه: سُفيان، وشُعبة، وهما أكبر منه، وإسحاق بن راهويه، وعليّ بن   [1] وثّقه العجليّ، وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح، ووثّقه ابن حبّان، وابن شاهين. [2] انظر عن (عبد العزيز الدراوَرْديّ) في: الطبقات الكبرى 5/ 424، والتاريخ لابن معين 2/ 367، ومعرفة الرجال له 1/ 85 رقم 284، وطبقات خليفة 276، والتاريخ الكبير 6/ 5 رقم 1569، والتاريخ الصغير 202، وتاريخ الثقات للعجلي 306 رقم 1016، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 20، 21 رقم 977، والمعارف 525، وتاريخ اليعقوبي 2/ 431، والمعرفة والتاريخ 1/ 215 و 344 و 349 و 426، و 428، و 249 و 469 و 683 و 2/ 187 و 485 و 739 و 3/ 32 و 33 و 138 والجرح والتعديل 5/ 395، 396 رقم 1833، ومشاهير علماء الأمصار 142 رقم 1120، والثقات لابن حبّان 7/ 116، ورجال صحيح البخاري 2/ 861، 862 رقم 1455، ورجال صحيح مسلم 1/ 429، 430 رقم 966، والثقات لابن شاهين 162، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 312، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 842، وتاريخ الطبري 2/ 391 و 4/ 39 و 197 و 7/ 561 و 605، والكامل في التاريخ 6/ 162، وميزان الاعتدال 2/ 633، 634 رقم 5125، والكاشف 2/ 178 رقم 3454، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 678، وتذكرة الحفاظ 1/ 269، ومرآة الجنان 1/ 404، وتهذيب التهذيب 6/ 353- 355 رقم 677، وتقريب التهذيب 1/ 512 رقم 1248، وخلاصة تذهيب التهذيب 241، وشذرات الذهب 1/ 316. [3] أندرون: كلمة فارسية بمعنى باطن البيت. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 278 خَشْرَم، وأحمد بن عَبْدة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وأبو حُذافة السّهْميّ، وخلْق سواهم. قال مَعن بن عيسى: يصلح أن يكون أميرَ المؤمنين. وقال يحيى بن مَعِين [1] : هو أثبت من فُلَيح بن سُليمان. وقال أبو زرعة: هو سيّئ الحِفظ [2] . وقال الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهديّ يحدّث عن الرجل بالحديث والشيء، لا يحدّث بحديثه كلّه: وأنّه حدَّث عن الدَّرَاوَرْدِيّ بحديث [3] . وَقَالَ الأَثْرَمُ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّرَاوَرْدِيِّ: «تَرْوِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يُرْخِي عِمَامَتَهُ مِنْ خَلْفِهِ» . فتبسّم وأنكره. وقال: إنّما هذا موقوف [4] . وعن أحمد قال: إذا حدَّث من حفْظه يهمّ، ليس هو بشيء، وإذا حدَّث من كتابه فنَعَم [5] . وقال أبو حاتم [6] : لا يحتج به. قلت: أخرج له الأئمة السّتّ، لكن قذفه البخاريّ بآخر. مات سنة سبع وثمانين ومائة [7] .   [1] في تاريخه 2/ 367. [2] وزاد: فربّما حدّث من حفظه الشيء فيخطئ. (الجرح والتعديل 5/ 396) . [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 20، 21. [4] الضعفاء الكبير 3/ 21 وقال العقيلي: وهذا الحديث حدّثناه أبو يحيى بن أبي مسرّة، قال: حدّثنا يحيى بن محمد الجابري، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان إذا اعتمّ سدل عمامته بين كتفيه» . أخرجه الترمذي في الشمائل (110) وفي الجامع الصحيح (1736) من طريق هارون بن إسحاق الهمدانيّ، عن يحيى بن محمد المدني، عن عبد العزيز الدراوَرْديّ، عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه أحمد في المسند 6/ 148 و 152، والحاكم في المستدرك 4/ 193، 194، والهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 120. [5] الجرح والتعديل 5/ 395، 396. [6] قوله ليس في الجرح والتعديل. وفيه: سئل أبو حاتم عن عبد العزيز بن محمد ويوسف بن الماجشون فقال: عبد العزيز محدّث، ويوسف شيخ. [7] وفي تاريخي البخاري الكبير، والصغير، مات سنة 186 هـ. وقيل سنة 189 هـ. والمثبت- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 279 227- عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سَلَمة ميمون [1] ويعقوب هو الماجشُون، أخو يوسف التَّيْميّ مولى آل المُنْكَدر، أحد العلماء بالمدينة. وهو ابن عمّ عبد العزيز بن عبد الله الماجشُون، يُقال: لُقِّب يعقوب بالماجشُون لحُمرة خَدَّيْه. يروى عن: ابن عَمْر، وعن الأعرج. روى عبد العزيز عن أبيه، ومحمد بن المُنْكَدر. وعنه: أحمد، ومحمود بن خُداش، وشُرَيْح بن يونس، والزَّعْفرانيّ، وعليّ بن هاشم الرّازيّ. كنيته أبو الأصبغ، بقي إلى حدود سنة تسعين ومائة. ويوسف أخوه أكبر منه وأشهر، وهو صدُوق، مُقِلّ. قال أبو حاتم [2] : لا بأس بِهِ. 228- عَبْد القاهر بن السّريّ [3]- د. ق. - أبو رفاعة السّلميّ البصريّ.   [ () ] يتّفق مع طبقات ابن سعد 5/ 424. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث يغلط. ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين، فيما ذكره العقيلي في الضعفاء. [1] انظر عن (عبد العزيز بن يعقوب بن أبي سَلَمة) في: الجرح والتعديل 5/ 399 رقم 1851، والثقات لابن حبّان 7/ 115. [2] في الجرح والتعديل 5/ 399 ووثّقه ابن حبّان. [3] انظر عن (عبد القاهر بن السّريّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 368، والتاريخ الكبير 6/ 129 رقم 1929، والمعرفة والتاريخ 1/ 295 و 3/ 59، والجرح والتعديل 6/ 57 رقم 304، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 846، وميزان الاعتدال 2/ 642 رقم 5154، والكاشف 2/ 3466، وتهذيب التهذيب 6/ 368 رقم 701، وتقريب التهذيب 1/ 514 رقم 1270، وخلاصة تذهيب التهذيب 242. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 280 عن: أبيه، وحميد الطّويل، وعبد الله بن كِنانة بن عبّاس بن مرداس، وغيرهم. وعنه: عيسى البركيّ [1] ، ومحمد بن أبي بكر المقدَّميّ، والفلاس، والْجَهْضميّ، وغيرهم. سُئل عنه يحيى بن مَعِين فقال: صالح [2] . 229- عبد الغنيّ بن سَمُرة الرُّعَيْنيّ البصْريّ. عن: أبيه، وابن عَوْن، وهشام بن حسّان. وعنه: زيد بن أخزم، ونصر بن عليّ، ويزيد بن سنان القزّاز. 230- عبد القُدُّوس بن بكر بن خُنَيْس [3]- ت. ق. - أبو الجهم الكوفيّ، أخو خُنَيْس، وزيد. روى عن: أبيه، وحبيب بن سُلَيم، وحجاج بن أرطأة. وعنه: أحمد بن منيع، وصالح بن الهيثم الواسطي. وهو قليل الرواية. ما رأيت لأحد فيه كلاما [4] . 231- عبد الكريم بن يعفور الجعفيّ [5] .   [1] البركيّ: بكسر أوله، وفتح الراء، تليها كاف مكسورة. وهو عيسى بن إبراهيم، كان ينزل سكّة البرك بالبصرة، فنسب إليها. (توضيح المشتبه 1/ 469) . [2] الجرح والتعديل 6/ 57، وفي تاريخه لم يزد على قوله: بصريّ. [3] انظر عن (عبد القدّوس بن بكر) في: التاريخ الكبير 6/ 121 رقم 1902، والجرح والتعديل 6/ 56 رقم 298، والثقات لابن حبّان 8/ 419، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 109 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 846، والكاشف 2/ 180 رقم 3468، وميزان الاعتدال 2/ 642 رقم 5155، وتهذيب التهذيب 6/ 369 رقم 704، وتقريب التهذيب 1/ 515 رقم 1273، وخلاصة تذهيب التهذيب 242. [4] قال أبو حاتم: لا بأس بحديثه، وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عبد الكريم بن يعفور الجعفي) في: التاريخ الكبير 6/ 91 رقم 1806، والكنى والأسماء، لمسلم، الورقة 123، والجرح والتعديل 6/ 61 رقم 320، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 169، وميزان الاعتدال 2/ 647 رقم 5178، والمغني في الضعفاء 2/ 403 رقم 3790، ولسان الميزان 4/ 53 رقم 152 وفيه- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 281 أبو يعفور، شيخ كوفي من أجلاد الشيعة. له عن: جابر الْجُعْفيّ، ومُشَمْرِخ. وعنه: قُتَيْبة، وإسحاق بن موسى الأنصاريّ. قال أبو حاتم: كان من عتقي الشيعة [1] ، وكان قزّازًا. 232- عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد [2] . أبو الحسن العبْسيّ الكوفيّ. عن: داود بن أبي هند، والأعمش. وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بن حنبل. قال أبو حاتم [3] : مجهول [4] . 233- عُبَيْد الله بن شُمَيْط [5]- ت. - ابن عجلان البصريّ. عن: أبيه، وعمّه الأخضر بن عَجْلان، وأيّوب السَّخْتيانيّ. وعنه: سُليمان بن حرب، وعَبَدان بن عثمان، ومحمد بن أبي بكر المقدَّميّ، وحُمَيْد بن مسعدة، وطائفة.   [ () ] تحرّف إلى: عبد الكريم بن يعقوب. [1] في الجرح والتعديل 6/ 61 وقال أبو حاتم: هو شيخ ليس بالمعروف. [2] انظر عن (عبد المؤمن بن عبد الله بن خالد) في: التاريخ الكبير 6/ 116، 117 رقم 1885، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 93- 96 رقم 1067، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 24، والجرح والتعديل 6/ 66 رقم 345، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 133 أ، ورجال الطوسي 237 رقم 224، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 148، وميزان الاعتدال 2/ 670 رقم 5276، والمغني في الضعفاء 2/ 409 رقم 3861، ولسان الميزان 4/ 76 رقم 123. [3] في الجرح والتعديل 6/ 66. [4] وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ. [5] انظر عن (عبيد الله بن شميط) في: التاريخ لابن معين 2/ 383، والتاريخ الكبير 5/ 384، 385 رقم 1235، والجرح والتعديل 5/ 319 رقم 1514، والثقات لابن حبّان 8/ 403، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 878، والكاشف 2/ 199 رقم 3603، وخلاصة تذهيب التهذيب 250، 251. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 282 وثقه ابن مَعِين [1] ، وغيره [2] . يقال: تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة. 234- عُبَيْد الله بن عُبَيْد الرحمن الأشجعيّ الكوفيّ [3]- خ. م. ت. ن. ق. - أحد الأئمة يُكَنَّى أبا عبد الرحمن. روى عن: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، والطبقة. وصحِب الثَّوْريّ، وقال: سمعتُ منه ثلاثين ألف حديث [4] . قال يحيى بن مَعِين [5] : ما بالكوفة أعلم بسفيان من عُبَيْد الله الأشجعيّ. روى عنه: يحيى بن آدم، وهاشم بن القاسم، ويحيى بن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وأبو كُرَيِب، وعثمان بن أبي شَيْبَة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وآخرون. قال قبيصة: لمّا مات سُفيان الثَّوْريّ قعد الأشجعيُّ موضِعَه. قلت: نزل بغداد، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة [6] .   [1] لم يتعرّض له بجرح أو تعديل في تاريخه. وهو في الجرح والتعديل 5/ 319. [2] قال أبو حاتم: لا بأس به، كان سليمان بن حرب يثني عليه. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 728، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 115 رقم 553 و 2/ 155 رقم 491 و 2/ 226 رقم 775، والتاريخ الكبير 5/ 390، 391 رقم 1255، وتاريخ الثقات 318 رقم 1063، والجرح والتعديل 5/ 323، 324، رقم 1539، والثقات لابن حبّان 7/ 150، ورجال صحيح البخاري 1/ 465، 466 رقم 702، ورجال صحيح مسلم 2/ 15 رقم 1031، والثقات لابن شاهين 165، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 67، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 68، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 884، والكاشف 2/ 201، 202 رقم 3621، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 683، وتهذيب التهذيب 7/ 34، 35 رقم 64، وتقريب التهذيب 1/ 536 رقم 1481، وخلاصة تذهيب التهذيب 252، ومرآة الجنان 1/ 382. [4] معرفة الرجال لابن معين 2/ 226 رقم 775. [5] في معرفة الرجال 1/ 115 رقم 553. [6] وثّقه العجليّ، وأبو حاتم، وابن حبّان، وابن شاهين. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 283 235- عُبَيْد الله بن عَمْرو. شيخ الرَّقَّةِ، وقد مرّ. 236- عُبَيْد الله بن مالك الفِهْريّ. أبو الأشعث، قاضي قُرْطُبة في أواخر دولة عبد الرحمن بن معاوية الداخل. وقد وُلّي أيضًا قضاء إشبيلية. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين. 237- عبدُ رَبِّهِ بنُ بارق الحنفيّ، ثمّ اليَماميّ الكوفيّ الكوْسَج [1]- ت. - عن: جدّه لأمه أبي زُميل سِماك الحنفيّ. وعنه: عليّ بن المدينيّ، وزياد بن يحيى الحسّانيّ، وبِشْر بن الحَكَم بن الحَكَم، والفلاس، ونصر بن عليّ، وجماعة. قال أحمد [2] : ما به بأس. وقال ابن مَعِين [3] : ضعيف. وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ [4] . 238- عبدُ ربِّه بن صالح القُرَشيّ الدّمشقيّ [5] .   [1] انظر عن (عبد ربّه بن بارق) في: التاريخ لابن معين 2/ 297 (عبد الله بن بارق) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 477 رقم 3128، والتاريخ الكبير 6/ 78، 79 رقم 1768، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 98 رقم 1071، والجرح والتعديل 6/ 43 رقم 220، والثقات لابن حبّان 7/ 153، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 770) ، والكاشف 2/ 36، 37 رقم 3165، والمغني في الضعفاء 1/ 370 رقم 3511، وميزان الاعتدال 2/ 544 رقم 4797، وتهذيب التهذيب 6/ 125 رقم 260، وتقريب التهذيب 1/ 470 رقم 843، وخلاصة تذهيب التهذيب 223. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 477 رقم 3128. [3] قوله في تاريخه 2/ 297 «ليس بشيء» . [4] وذكره العقيلي في الضعفاء، وابن حبان في الثقات. [5] انظر عن (عبد ربّه بن صالح القرشي) في: التاريخ الكبير 6/ 79، 80 رقم 1771، والجرح والتعديل 6/ 440 رقم 228، والثقات لابن حبّان 7/ 155. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 284 عن: مكحول، وعُرْوَة بن رُوَيْم، ومحمد بن عبد الرحمن صاحب واثلة. وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم. 239- عبدُ ربِّه بنُ ميمون [1] . أبو عبد الملك الأشعريّ النّحّاس، قاضي دمشق. عن: يونس بن مَيْسَرة، والعلاء بن الحارث، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وزُرْعة بن إبراهيم، وعدّة. وعنه: أبو مُسْهِر، والهيثم بن خارجة، وهشام بْن عمّار، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل. وثقه أبو زُرْعة الدّمشقيّ. 240- عَبْدة بن سليمان [2]- ع. - أبو محمد الكلابيّ الكوفيّ. عن: عاصم الأحول، وهشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وعدّة.   [1] انظر عن (عبد ربّه بن ميمون) في: الجرح والتعديل 6/ 44 رقم 231، والثقات لابن حبّان 8/ 422. [2] انظر عن (عبده بن سليمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 390، والتاريخ لابن معين 2/ 379، 380، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 73 رقم 1590، و 2/ 416 رقم 2862 و 2862 و 2/ 430 رقم 2897، وطبقات خليفة 171، والتاريخ الكبير 6/ 115 رقم 1879، والتاريخ الصغير 203، وتاريخ الثقات للعجلي 315 رقم 1048، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 98، وتاريخ الطبري 1/ 117، والمعرفة والتاريخ 2/ 167، والجرح والتعديل 6/ 89 رقم 457، والثقات لابن حبّان 7/ 164، ورجال صحيح البخاري 2/ 503 رقم 775، ورجال صحيح مسلم 2/ 22 رقم 1049، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 336، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 872، والكاشف 2/ 195 رقم 3574، وسير أعلام النبلاء 8/ 449 رقم 133، وتذكرة الحفاظ 1/ 312، والعبر 1/ 299، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 682 وتهذيب التهذيب 6/ 458، 459 رقم 946، وتقريب التهذيب 1/ 530 رقم 1417، وخلاصة تذهيب التهذيب 249. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 285 وعنه: ابن راهَوَيْه، وأبو خَيْثَمَة، وأبو كُرَيِب، وأبو سعيد الأشجّ، وآخرون. قال أحمد بن حنبل [1] : ثقة، ثقة وزيادة مع صلاح وشدّة. فقير، عليه فَرْوَةٌ خلِقه لا تساوي كبير شيء. قلت: تُوُفّي سنة ثمان [2] وثمانين في ثالث رجب، وصلى عليه محمد بن ربيعة الكِلابيّ. وقال العِجْليّ [3] : ثقة، صالح، صاحب قرآن، يُقرئ [4] . 241- عُبَيْدة بن الأسود الهَمَدانيّ الكوفيّ [5]- ت. ق. - عن: أبي إسحاق السبيعيّ، ومجالد بن سعيد، والقاسم بن الوليد الهَمَدانيّ. وعنه: عثمان بن أبي شَيْبَة، ويوسف بن عَدِيّ، وعبد الله بن عُمر مُشْكَدَانَة، وآخرون. قال أبو حاتم [6] : ما بحديثه بأس.   [1] قال في العلل ومعرفة الرجال 2/ 73 رقم 1590: رأيت عبدة بن سليمان الكلابي عنده غلام يملّ عليه الحديث في ألواحه، فلما فرغ قال له: اقرأه، فلم يحسن، فقال له: امحه، ثم أملى عليه حتى أحكم قراءتها، وأثنى عليه بخير. وبعض القول المذكور في المتن من الجرح والتعديل 6/ 89. [2] في العلل 2/ 416 رقم 2862 سنة سبع وثمانين، وكذلك في التاريخ الصغير للبخاريّ 203، والمثبت عن طبقات ابن سعد 6/ 391. [3] في تاريخ الثقات 315 رقم 1048. [4] ووثّقه ابن سعد، وابن معين، وابن حبّان، وأبو حاتم. [5] انظر عن (عبيدة بن الأسود) في: التاريخ الكبير 6/ 127 رقم 1924، والجرح والتعديل 6/ 94، 95 رقم 488، والثقات لابن حبّان 8/ 437، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 899، والكاشف 2/ 212 رقم 3703، وتهذيب التهذيب 7/ 86 رقم 188، وتقريب التهذيب 1/ 548 رقم 1601، وخلاصة تذهيب التهذيب 257. [6] في الجرح والتعديل 6/ 95. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 286 242- عبيدة بن حميد بن صهيب [1]- خ. ع. - أبو عبد الرحمن الكوفي الحذّاء النحوي. روى عن: الأسود بن قيس، وسعد بن طارق الأشجعيّ، وعبد العزيز بن رفيع، وعبد الملك بن عُمَيْر، ومنصور، والأعمش، وطائفة سواهم. وعنه: سُفيان الثَّوْريّ مع تقدمه وجلالته، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، والحسن بن الصّبّاح البزّار، والحسن بن محمد الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وعمرو الناقد، ومحمد بن سعيد بن غالب العطّار، وآخرون. وثقه أحمد [2] ، ويحيى [3] . وكان حُجّة، ثبتًا، عالمًا، صاحب حديث ونحوٍ وعربية وقرآن. أدب محمدا الأمين. قال أحمد: أتيته أنا وابن مَعِين فأملى علينا، ثمّ كثُر عليه النّاس حتّى غلبونا، وكثر الزّحام.   [1] انظر عن (عبيدة بن حميد بن صهيب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 329، والتاريخ لابن معين 2/ 387، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 248 رقم 336 و 2/ 46 رقم 1507 و 2/ 335 رقم 2482، و 2/ 414 رقم 2848، وطبقات خليفة 328، والتاريخ الكبير 6/ 86 رقم 1788، والتاريخ الصغير 206، وتاريخ الثقات للعجلي 324 1090، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 69، والجرح والتعديل 6/ 92 رقم 479، والثقات لابن حبّان 7/ 162، والمعرفة والتاريخ 2/ 171، ورجال صحيح البخاري 2/ 505، 506 رقم 779، والثقات لابن شاهين 175، ومشاهير علماء الأمصار 171 رقم 1360، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 67، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 337، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 898، والكاشف 2/ 211 رقم 3697، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 684 وتهذيب التهذيب 7/ 81، 82 رقم 180، وتقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1593، وخلاصة تذهيب التهذيب 256، ومرآة الجنان 1/ 414. [2] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 248 رقم 336 و 2/ 46 رقم 1507 و 2/ 335 رقم 2482 و 2/ 414 رقم 2848. [3] قال: ما به المسكين بأس، ليس له بخت. (الجرح والتعديل 6/ 92) ولم يتعرّض له بجرح في تاريخه 2/ 387. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 287 ثمّ قال: وهو أحب إليّ من زياد البكّائيّ وأصلح حديثًا [1] . وقال الأثرم: أحْسَنَ أبو عبد الله الثَّناء على عبيدة ورفع أمره. وقال: ما أدري ما للناس وله. كان قليل السّقط. وروى عثمان الدّارميّ، عن يحيى قال: ما به المسكين بأس، ليس له بَخْت [2] ، عابوه بأنّه يقعد عند أصحاب الكُتُب. وقال عبد الله بن علي بن المَدِينيّ، عن أبيه: أحاديثه صِحاح، وما رويت عنه شيئًا، وضعّفه. وقال في موضع آخر: ما رأيت أصحّ حديثًا منه. وقال يعقوب بن شَيْبَة: لم يكن من الحفاظ المتقنين. وقال زكريّا الساجيّ: ليس بالقويّ في الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . وَقَالَ هارون بن حاتم: سألت عبِيدة بن حُمَيْد: متى وُلدتَ؟ قال: سنة سبعٍ ومائة. ومات سنة تسعين. قلت: مات سنة تسعين ومائة، ومولده قبل العشْر ومائة. 243- عَتّاب بن أعْيَن [4] . أبو القاسم الكوفيّ، سكن الرَّيّ. وروى عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومسعر، وأبي العميس، وطائفة.   [1] العلل 1/ 248 رقم 336 و 2/ 46 رقم 507، والجرح والتعديل 6/ 95. [2] حتى هنا في الجرح والتعديل 6/ 92. [3] وثّقه العجليّ، وابن سعد، وابن حبّان، والدارقطنيّ، وابن شاهين. وحديثه في صحيح البخاري. [4] انظر عن (عتّاب بن أعين) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 332 رقم 1353، والجرح والتعديل 7/ 12 رقم 52، والثقات لابن حبّان 8/ 523، وميزان الاعتدال 3/ 27 رقم 5465، والمغني في الضعفاء 2/ 422 رقم 3989، ولسان الميزان 4/ 127 رقم 282. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 288 وعنه: جرير بن عبد الحميد وهو أكبر منه، وهشام بن عبيد الله، وعبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ، ومحمد بن حميد، وآخرون. وثقه أبو حاتم [1] . ولا شيء له في الكتب. 244- عتّاب بن بشير الأمويّ، مولاهم الحرّانيّ [2]- خ. د. ت. ن. - عن: خُصَيْف بن عبد الرحمن، وثابت بن عَجْلان، وعُبَيْد الله بن أبي زِناد القداح، وغيرهم. وعنه: أبو جعفر النُّفَيليّ، وإسحاق، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن سلام البَيْكَنْديّ، وأبو نُعَيم الحلبيّ، وجماعة. قال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، أتى عن خُصَيْف بمناكير أراها من قِبل خُصَيف [3] . وقال يحيى بن معين: ثقة [4] .   [1] في الجرح والتعديل 7/ 12، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ العقيلي: في حديثه وهم. وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (عتّاب بن بشير الأموي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 246، 247 رقم 331، و 2/ 481 رقم 3158، وطبقات خليفة 321، والتاريخ الكبير 7/ 56 رقم 255، والتاريخ الصغير 205، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 24، والضعفاء الكبير 3/ 331 رقم 1532، وتاريخ الثقات للعجلي 326 رقم 1095، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 148، والجرح والتعديل 7/ 12، 13 رقم 56، والثقات لابن حبّان 8/ 522، ورجال صحيح البخاري 2/ 598 رقم 951، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1994، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 407، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 900، 901، وميزان الاعتدال 3/ 27 رقم 5465، والمغني في الضعفاء 2/ 422 رقم 3990، والكاشف 2/ 213 رقم 3707، وتهذيب التهذيب 7/ 90، 91 رقم 192، وهدي الساري 423، وتقريب التهذيب 2/ 3 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 257، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 272 رقم 991. [3] الجرح والتعديل 8/ 13. [4] الجرح والتعديل 7/ 13. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 289 وقال مرّة: ضعيف [1] . وقال عثمان الدّارميّ: سمعتُ عليّ بن المَدِينيّ يقول: ضربنا على حديث عَتَّاب بن بشير [2] . قلت: قواه غير واحد، وفيه شيء [3] . مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة [4] . وقيل سنة تسعين [5] . 245- عتّاب بن محمد بن شَوْذَب البلْخيّ [6] . عن: هشام بن عُرْوة، وعاصم الأحول، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه: يحيى بن موسى خت، ويونس بن يوسف البلخيّان. ما اعرفه [7] . 246- عثمان بن حصن بن علاق القُرَشيّ الدّمشقيّ [8]- ن. -   [1] الضعفاء الكبير 3/ 331. [2] الضعفاء الكبير 3/ 331. [3] قال النسائي: ليس بذاك في الحديث، وذكره العقيلي في الضعفاء، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وسئل أبو زرعة: عتّاب بن بشير أحفظ أو محمد بن سلمة؟ قال: عتّاب أحبّ إليّ. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. [4] هكذا في الكامل لابن عديّ. [5] التاريخ الصغير للبخاريّ 205. [6] انظر عن (عتّاب بن محمد بن شوذب) في: التاريخ الكبير 7/ 56 رقم 254، والجرح والتعديل 7/ 13 رقم 60، والثقات لابن حبّان 7/ 295. [7] قال ابن حبّان في الثقات: يروي عن إسماعيل بن أبي خالد وكعب بن عبد الرحمن مستقيم الحديث. ويقول محقّق هذا الكتاب، خادم العلم الشريف، عمر عبد السلام تدمري الطرابلسي، إنه ليس في المصادر الثلاثة واحد من شيوخ أو تلاميذ صاحب الترجمة المذكورين هنا!. [8] في اسم أبيه وجدّه خلاف، فيقال: عثمان بن حصن بن علاق، ويقال: ابن حصن بن عبيدة بن علاق، ويقال: عثمان بن عبيدة بن حصن بن علاق، ويقال: عثمان بن عبد الرحمن بن حصن بن عبيدة بن علاق، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله. ويقال: عثمان بن حصين بن علاق. انظر عنه في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 290 عن: عُرْوَة بن رُوَيْم، وموسى بن يسار، وثور بن زيد، وجماعة. وعنه: هشام بن عمّار، وعليّ بن حُجْر، والحكم بن موسى، وأبو نُعَيم الحلبيّ. قال أبو زُرْعة الرّازيّ: لا بأس به [1] . وقال أبو مسهر: ثقة، من طلبة العلم [2] . وفي «التهذيب» [3] قيل: هو عثمان بن حفص بن عبيدة بن علاق، وقيل: عثمان بن عبد الرحمن بن علاق، وقيل غير ذلك. 247- عثمان بن زائدة المقرئ [4] . نزيل الرَّيّ، يُكَنَّى أبا محمد. عرضَ القرآن على حَمزة. وسمع: الزُّبَير بن عَدِيّ، وعطاء بن السّائب، وعمارة بن القعقاع.   [ (-) ] التاريخ الكبير 6/ 238 رقم 2268 (عثمان بن عبد الرحمن بن علاق) ، والجرح والتعديل 6/ 157 رقم 867 (عثمان بن عبد الرحمن بن حصين بن عبيدة بن علاق) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 788 (عثمان بن حصن بن علاق) ، والثقات لابن حبّان 7/ 196، 197 (عثمان بن حصين بن عبيدة بن علاق) والإكمال 7/ 31، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 906 (عثمان بن حصن بن علاق، وانظر الأقوال فيه) ، والكاشف 2/ 217 رقم 3739 وعثمان بن حصن بن علاق) ، وكذا في تهذيب التهذيب 7/ 110 رقم 236، وتقريب التهذيب 2/ 7 رقم 44، وخلاصة تذهيب التهذيب 258، 259 (عثمان بن حصين بن غلاق) وهو تحريف، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 278 رقم 1000. [1] الجرح والتعديل 7/ 157. [2] تهذيب الكمال 2/ 906. [3] أي تهذيب الكمال 2/ 906. [4] انظر عن (عثمان بن زائدة المقرئ) في: التاريخ الكبير 6/ 222 رقم 2229، وتاريخ الثقات للعجلي 327 رقم 1103، والجرح والتعديل 6/ 150، 151 رقم 826، والثقات لابن حبّان 7/ 195، ورجال صحيح مسلم 2/ 46 رقم 1114، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 352، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 908، وميزان الاعتدال 3/ 33، 34 رقم 5507، والمغني في الضعفاء 2/ 425 رقم 4020، والكاشف 2/ 218 رقم 3748، وتهذيب التهذيب 7/ 115 رقم 247، وتقريب التهذيب 2/ 8 رقم 55، وخلاصة تذهيب التهذيب 259. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 291 روى عنه القراءة: عبد الصّمد بن عبد العزيز الرّازيّ. وحدَّث عنه غير واحد منهم: عيسى بن أبي فاطمة، وأبو الوليد الطّيالسيّ، وإسحاق بن سُليمان، وعيسى بن جعفر القاضي، وموسى بن داود قاضي طَرَسُوس، وغيرهم. قال أبو حاتم [1] : عثمان بن زائدة من أفاضل المسلمين. وقال بعض الحفاظ [2] : ما رأينا أورع منه. وعن ابن عيينة قال: ما جاءنا أحد أفضل من عثمان بن زائدة [3] . وقال أبو الوليد: ما رأيت رجلا أفضل منه [4] . وقال العِجْليّ [5] : هو ثقة، رجل صالح [6] . 248- عثمان بن عبد الرحمن الْجُمحيّ البصْريّ [7]- ت. ق. - عن: محمد بن زياد الْجُمحيّ صاحب أبي هريرة، وعن نُعَيم المُجْمِر، وأيّوب، وعدّة. وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، وأحمد بن عَبْدة الضّبيّ، وِبشْر بن الحَكَم، ونصر بن عليّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [8] : لا يُحْتَجّ بِهِ.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 151. [2] هو أبو أحمد الروذي صاحب الثوري قال: أدركت أربعة ما رأت عيناي مثلهم، ما رأيت رجلا أورع من عثمان بن زائدة، وما رأيت رجلا أعبد من وهيب بن الورد ... (الجرح والتعديل) . [3] الجرح والتعديل. [4] الجرح والتعديل. [5] في تاريخ الثقات 327 رقم 1103. [6] وقال هشام بن عبيد الله الرازيّ: كنّا لا نقدّم عليه في بلادنا أحدا. (الجرح) ووثّقه ابن حبّان. [7] انظر عن (عثمان بن عبد الرحمن الجمحيّ) في: الجرح والتعديل 6/ 158 رقم 869، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 814، وميزان الاعتدال 3/ 47 رقم 5537، والمغني في الضعفاء 2/ 427 رقم 4040، والكاشف 2/ 221 رقم 3773، وتهذيب التهذيب 7/ 135، 136 رقم 281، وتقريب التهذيب 2/ 12 رقم 89، وخلاصة تذهيب التهذيب 261. [8] في الجرح والتعديل 6/ 158. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 292 249- عثمان بن عثمان، أبو عَمْرو الغَطَفانيّ [1]- م. د. ن. - قاضي البصرة. عن: زيد بن أسلم، وسُليمان بن خَرَّبوذ، وعليّ بن زيد بن جُدْعان، وعمر بن نافع العُمريّ، وهشام بن عُرْوة. وعنه: أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وعلي بن المَدِينيّ، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وجماعة. وكان رجلا صالحا، حَسَن الحديث، فيه شيء. قال البخاريّ [2] : مضطرب الحديث. وقال العُقَيْليّ [3] : في حديثه نظر [4] . 250- عثمان بن كنانة [5] . الفقيه، أبو عمرو المدني، مولى آل عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قال يحيى بن بُكَير: لم يكن في حلْقة مالك أضبط ولا أدرس من ابن كِنانة، وكان ممّن يخصّه مالك بالإذن عند اجتماع الناس عليه على بابه.   [1] انظر عن (عثمان بن عثمان الغطفانيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 394، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 194، 195 رقم 1983 و 3/ 149، 150 رقم 4660، والتاريخ الكبير 6/ 243، 244 رقم 2286، والتاريخ الصغير 208، والضعفاء الكبير 3/ 209، 210 رقم 1212، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 123، و 143، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجرح والتعديل 6/ 159، 160 رقم 879، والثقات لابن حبّان 7/ 203، والكامل في الضعفاء 5/ 1819، 1820، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 914، 915، وميزان الاعتدال 3/ 48 رقم 5539 والمغني في الضعفاء 2/ 427 رقم 4042، والكاشف 2/ 222 رقم 3777، وسير أعلام النبلاء 9/ 428 رقم 155، وتهذيب التهذيب 7/ 137، 138 رقم 286، وتقريب التهذيب 2/ 12 رقم 94، وخلاصة تذهيب التهذيب 261. [2] في التاريخ الكبير 6/ 244. [3] في الضعفاء الكبير 3/ 209. [4] وثّقه ابن معين، وقال أحمد: رجل صالح، ثقة من الثقات. وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن عديّ: مضطرب الحديث. [5] انظر عن (عثمان بن كنانة) في: طبقات الفقهاء للشيرازي 146- 148. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 293 وقال ابن عبد البر: كان من الفقهاء، وليس له في الحديث ذِكْر. قال ابن مفرّج القُرْطُبيّ: تُوُفّي سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ [1] : تُوُفّي بعد مالك بسنتين. وهو عثمان بن عيسى بن كِنانة. وقال يحيى بن بُكَيْر: تُوُفّي بمكة بعد مالك بعشر سِنين. 251- عديّ بن أبي عُمارة البصريّ الذّارع القسّام [2] . عن: معاوية بن قُرَّةَ، وقَتَادة، وزياد النُّمَيْريّ، وعليّ بن جُدْعان. وعنه: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بن موسى، وابنه. قال أبو حاتم [3] : ليس به بأس [4] . 252- عُرابي بن معاوية الحضْرميّ [5] . يكنى أبا زمعه. روى عن: أبي قَبِيلٍ المَعَافِريّ، وعبد الله بن هبيرة. وعنه جماعة من أهل مصر. مات في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة. 253- عطاء بن مسلم الخفّاف [6]- ن. ق. -   [1] في طبقات الفقهاء 147. [2] انظر عن (عديّ بن أبي عمارة) في: التاريخ لابن معين 2/ 398، ومعرفة الرجال له 1/ 76 رقم 209، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 133 رقم 4574، والتاريخ الكبير 7/ 46 رقم 202، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 370، 371 رقم 1409، والجرح والتعديل 7/ 4 رقم 15، والثقات لابن حبّان 7/ 292، وميزان الاعتدال 3/ 62 رقم 5592، ولسان الميزان 4/ 160، 161 رقم 381. [3] في الجرح والتعديل 7/ 4. [4] وهكذا قال ابن معين في تاريخه، وقال في معرفة الرجال 1/ 76 رقم 209 «لا أعرفه» ! وقال أحمد: شيخ. وقال العقيلي: في حديثه اضطراب، وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عرابي بن معاوية) في: الكنى والأسماء لمسلم، الورقة 42، والجرح والتعديل 7/ 45 رقم 250. [6] انظر عن (عطاء بن مسلم الخفّاف) في: التاريخ الكبير 6/ 476 رقم 3023، والضعفاء الكبير 3/ 405 رقم 1443، والجرح- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 294 محدِّث كوفي، سكن حلب. وروى عن: الأعمش، والمسيب بن رافع، وجعفر بن برقان، ومحمد بن سُوقه. وعنه: ابن المبارك، وأبو نُعَيم الحلبيّ، ومحمد بن مِهران الجمّال، وموسى بن أيّوب النَّصيبيّ، وأبو هَمَّام السَّكونيّ، وجماعة. قال أبو حاتم: كان شيخًا صالحًا يشبه يوسف بن أسباط، يعني في الخير. قال: وكان قد دفنَ كُتُبَه [1] . وقال أبو زُرْعة: كان يَهِمّ [2] . وقال أبو داود: ضعيف [3] . قلت: مات سنة تسعين ومائة. 254- عطْوان بن مُشْكان التّميميّ الخيّاط [4] . عن مولاته جَمْرة اليَرْبُوعيّة، ولها صحبة. وحدّث عنه: يحيى الحمّانيّ، وأبو معمر إسماعيل الهُذْليّ، وَمُعَلَّى بن منصور الرّازيّ، وبكر بن الأسود الكوفيّ.   [ (-) ] والتعديل 6/ 336 رقم 1859، والثقات لابن حبّان 7/ 255، والكامل في الضعفاء 5/ 2004، 2005، ورجال الطوسي 260 رقم 615، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 939، وميزان الاعتدال 3/ 76 رقم 5648، والمغني في الضعفاء 2/ 435 رقم 4128، والكاشف 2/ 232 رقم 3859، وتهذيب التهذيب 7/ 211، 212 رقم 392، وتقريب التهذيب 2/ 22 رقم 198، وخلاصة تذهيب التهذيب 267. [1] في الجرح والتعديل 6/ 336 وزاد: «فلا يثبت حديثه» . [2] قال في الجرح والتعديل: كان من أهل الكوفة قدم حلب. روى عنه ابن المبارك. دفن كتبه، ثم روى من حفظه فيهم فيه وكان رجلا صالحا. [3] جهله البخاري فقال: لا أعرفه، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلّا به، ووثّقه ابن معين، وابن حبّان، ووثّقه الفضل بن موسى، ووكيع، وقال ابن عديّ: في حديثه بعض ما ينكر عليه. [4] انظر عن (عطوان بن مشكان) في: الجرح والتعديل 7/ 41 رقم 232. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 295 قال ابن أبي حاتم [1] : شيخ وليس بمنكر الحديث. قلت: وقع لنا من حديثه عاليًا فيما قرب سنده لأبي قاسم بن السَّمَرْقَنديّ. 255- عفّان بن سيّار الباهليّ الجرجانيّ [2]- ن. - أبو سعيد قاضي جُرْجان. روى عن: أبي إسحاق، وعَنْبَسة بن الأزهر، وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وخارجة بن مُصْعَب. وعنه: أحمد بن أبي طيبة الْجُرْجانيّ، والحسين بن عيسى البسْطاميّ، وعبّاد بن يعقوب الرواجنيّ، وعبد الجبّار بن عاصم النَّسائيّ، وغيرهم. تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة [3] . قال أبو زُرْعة الرّازيّ: وسئل عنه أبو حاتم فقال: شيخ [4] . 256- عفيف بن سالم [5] .   [1] في الجرح والتعديل. [2] انظر عن (عفان بن سيار الباهلي) في: التاريخ الكبير 7/ 72 رقم 329، والضعفاء الكبير 3/ 414 رقم 1455، والجرح والتعديل 7/ 30، 31 رقم 166، وتاريخ جرجان 280 رقم 478 وانظر ص: 57 و 159 و 213 و 329 و 395 و 517، والثقات لابن حبّان 8/ 522، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 941، والكاشف 2/ 236 رقم 3883، وتهذيب التهذيب 7/ 229، 230 رقم 422، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 225، وخلاصة تذهيب التهذيب 268. [3] تاريخ جرجان 281. [4] في الجرح والتعديل 7/ 31 وقال البخاري: لا يعرف بكبير حديث. وقال العقيلي: لا يتابع على رفع حديثه. وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عفيف بن سالم) في: التاريخ لابن معين 2/ 408، وطبقات خليفة 321، والمعرفة والتاريخ 1/ 174 و 2/ 452، والتاريخ الكبير 7/ 75 رقم 343 (دون ترجمة) ، والجرح والتعديل 7/ 29، 30 رقم 161، والثقات لابن حبّان 8/ 523، والفقيه والمتفقّه 1/ 12، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 943، وميزان الاعتدال 3/ 84 رقم 5680، والمغني في الضعفاء 2/ 436 رقم 4148، وتهذيب التهذيب 7/ 235، 236 رقم 424، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 228، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 288، 289 رقم 1019. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 296 أبو عمرو البجليّ، مولاهم الموصليّ الفقيه. رحل وطوّف وروى عن: الأوزاعيّ، وعبد الله بن طاووس، وموسى بن عبيدة، ويونس بن أبي إسحاق، وقرة بن خالد، وفطر بن خليفة، وشعبة، وطائفة. وعنه: إسحاق بن أبي إسرائيل، وحرب بن محمد الطائي، وداود بن رشيد، وعلي بن حجر، ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وسعدان بن نصر. وثقه أبو حاتم [1] ، وغيره. وقال ابن عمار: كان أحفظ من المعافى بن عمران. قلت: كان أحد علماء الموصل، مات كهلا سنة ثلاث أو أربع وثمانين، هكذا وجدت تاريخَ وفاته، ولم يلْحَقْه عليّ بن حرب. وذكره الدَّارَقُطْنيّ فقال: ربّما أخطأ ولا يُترك. 257- عقبة بن إسحاق السّلوليّ الكوفيّ [2] . عن: إسماعيل بن أبي خالد، وليث بن أبي سُليم، وأبي شراعة. وعنه: إسحاق بن إدريس، وأبو نعيم، وإسحاق بن منصور السّلوليّ. قاله أبو حاتم [3] ولم يُضعَّف. 258- عقبة بن خالد السّكونيّ [4]- ع. -   [1] في الجرح والتعديل 7/ 29، 30. [2] انظر عن (عقبة بن إسحاق السلولي) في: التاريخ لابن معين 2/ 408، والتاريخ الكبير 6/ 444 رقم 2933، وفيه (السلمي) ، والجرح والتعديل 6/ 308 رقم 1718، والثقات لابن حبّان 7/ 247 (السلمي) . [3] في الجرح والتعديل 6/ 308 وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (عقبة بن خالد السكونيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 395، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 106 رقم 4416، والتاريخ الكبير 6/ 444 رقم 2940 (عقبة بن خالد بن عقبة بن خالد) ، والجرح والتعديل 6/ 310 رقم 1726، والثقات لابن حبّان 7/ 248، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 104، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 297 أبو مسعود الكوفيّ. عن: هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي سعد البقّال سعيد، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأبو سعيد الأشجّ. قَالَ أبو حاتم [1] : لا بأس بِهِ. وقال التِّرْمِذيّ: تُوُفّي سنة ثمان وثمانين ومائة [2] . 259- عِكْرِمة بن سُليمان [3] . شيخ القراء بمكة. هو عِكْرِمة بن سُليمان بن كثير بن عامر مولى آل شَيْبَة العَبْدريّ الحَجَبيّ المكّيّ المقرئ، أبو القاسم. قرأ القرآن وجوده على: شِبل بن عبّاد، ومعروف بْن مِشْكَان، وإِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بن قُسْطَنْطِين. تلا عليه أبو الحسن أحمد بن موسى بن محمد البزّيّ، وغيره. 260- عليّ بن ثابت الجزريّ [4]- د. ت. -   [ (-) ] والكنى والأسماء للدولابي 2/ 113، ورجال الطوسي 148 رقم 533، وتهذيب الكمال، (المصوّر) 2/ 944، ورجال صحيح البخاري 2/ 565 رقم 890، ورجال صحيح مسلم 2/ 108 رقم 1269، ومشاهير علماء الأمصار 172 رقم 1364، وميزان الاعتدال 3/ 85 رقم 5686، والكاشف 2/ 237 رقم 3893، وتهذيب التهذيب 7/ 239، 240 رقم 433، وتقريب التهذيب 2/ 26 رقم 237، وخلاصة تذهيب التهذيب 268. [1] في الجرح والتعديل 6/ 310. [2] سئل عنه الإمام أحمد: هو ثقة؟ فقال: أرجو إن شاء الله. وذكره ابن حبّان في ثقاته. [3] انظر عن (عكرمة بن سليمان) في: طبقات القراء الكبار 1/ 146، 147 رقم 56، وغاية النهاية 1/ 515 رقم 2131. [4] انظر عن (عليّ بن ثابت الجزري) في: التاريخ لابن معين 2/ 416، ومعرفة الرجال له 1/ 80 رقم 237، والعلل ومعرفة الرجال الأحمد 2/ 362 رقم 2606، و 3/ 24 رقم 3981، والتاريخ الكبير 6/ 264، 265 رقم- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 298 أبو أحمد نزيل بغداد. عن: جعفر بن بَرْقان، وبُكَير بن مِسْمار، وابن عَوْن، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عُبَيْد، وابن عَرَفَة، وحُمَيْد بن الربيع، والحسين بن الحسن المَرْوَزِيّ. وقال أحمد [1] : ثقة صدُوق، يحدّث ببعض الحديث ثمّ يقطعه ويجيء بآخر. وقال ابن مَعِين [2] : ثقة. وقال الأزْديّ: ضعيف [3] . 261- عليّ بن حمزة بن عبد الله بن بِهْمَن بن فيروز، مولى بني أسد، أبو الحسن الأسديّ الكوفيّ الكسائيّ [4] .   [ (- 2358،) ] وتاريخ الثقات للعجلي 344 رقم 1178، والجرح والتعديل 6/ 177 رقم 968، والثقات لابن حبّان 8/ 456، وتاريخ بغداد 11/ 356- 358 رقم 6211، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 956، 957، والكاشف 2/ 243 رقم 3944، والمغني في الضعفاء 2/ 444 رقم 4229، وميزان الاعتدال 3/ 116 رقم 5796، وتهذيب التهذيب 7/ 288، 289 رقم 499، وتقريب التهذيب 2/ 32 رقم 301، وخلاصة تذهيب التهذيب 271، 272. [1] قال في العلل ومعرفة الرجال 3/ 24 رقم 3981: ليس به بأس إذا حدّث عن الثقات. والقول المثبت في المتن عن تاريخ بغداد 11/ 357. [2] في التاريخ 2/ 416، ومعرفة الرجال 1/ 80 رقم 237. [3] وثّقه العجليّ، وابن حبّان، وهشام بن عمّار. [4] انظر عن (علي بن حمزة الكسائي النحويّ) في: التاريخ الكبير 6/ 268 رقم 2368، والتاريخ الصغير 204، والمعارف 545، وعيون الأخبار 4/ 26، والجرح والتعديل 6/ 182 رقم 1000، والزاهر للأنباري 1/ 123 و 146 و 181 و 209 و 242 و 378 و 413 و 435 و 436، و 2/ 86 و 314 و 359 و 398، والعقد الفريد 3/ 170، ومراتب النحويين 74، 75، وطبقات النحويين 138 و 142، والفهرست لابن النديم 29، وثمار القلوب 569، وأمالي القالي 1/ 9 و 59 و 67 و 169 و 193، والذيل 43، ومروج الذهب (محمد محيي الدين عبد الحميد) 3/ 354، وتاريخ بغداد 11/ 403- 415 رقم 6290، والمقتبس 283- 291، وإنباه الرواة 2/ 256، ونور القبس 283، والأنساب 10/ 419، ونزهة الألبّاء 67 و 75، ومجالس العلماء 9، 10 و 257 للزجّاجي أبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق (توفي 340 هـ.) - تحقيق محمد عبد السلام هارون- طبعة الكويت 1962، وشرح أدب الكاتب 20 و 29 و 30 و 100 و 108 و 255 و 348 و 400 و 407 والمثلّث لابن البطليوسي 2/ 68 و 169 و 196، ومعجم الأدباء- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 299 شيخ القراء والنُّحاة، نزل بغداد وأدّب الرشيد، ثمّ ولده الأمين. قرأ القرآن على حمزة الزّيّات أربع مرّات، وقرأ أيضًا على مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عرْضا. وروى عن: جعفر الصّادق، والأعمش، وسليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عيّاش. وتلا أيضًا على عيسى بن عَمْر الهَمَدانيّ. واختار لنفسه قراءة صارت إحدى القراءات السَّبْع، وتعلّم النَّحْوَ على كِبَر سنّه، وخرج إلى البصْرة، وجالّس الخليلَ فقال له: من أين أخذت؟ قال: ببَوَادي الحجاز، ونجْد، وتِهامَة. فخرج الكسائيّ إلى أرض الحجاز، وغاب مدةً، ثمّ قدم وقد أنفد خمسَ عشرةَ قَنّينة حِبْر في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ في قلبه. ورجع والخليل قد مات، وجلس يونس بعده، فمرّت بين الكسائيّ وبين يونس مسائل أقرّ له فيها يونس [1] . قال عبد الرحيم بن موسى: سألته لِم سُمِّيت الكِسائيّ؟ قال: لأنّي أحْرَمْتُ في كساء [2] .   [ (- 13] / 167- 203 رقم 24، ووفيات الأعيان 3/ 295- 297 رقم 433، وبدائع البدائه 46، والحمقى والمغفّلين 141، والظرفاء 68 و 69 و 72 و 73، ولباب الأدباء 166 و 301، وخلاصة الذهب المسبوك 157- 106، والمختصر في أخبار البشر 2/ 17، ودول الإسلام 1/ 120، وسير أعلام النبلاء 9/ 131- 134 رقم 44، والعبر 1/ 302، ومرآة الجنان 1/ 421، 422، والبداية والنهاية 10/ 201 و 212، ومعرفة القراء الكبار 1/ 120- 128 رقم 45، وتهذيب التهذيب 7/ 313، 314 رقم 532، وغاية النهاية 1/ 535- 540 رقم 2212، والنجوم الزاهرة 2/ 130، وبغية الوعاة 2/ 162- 165 رقم 1701، وطبقات المفسّرين 1/ 399، وشذرات الذهب 1/ 321، وتخليص الشواهد لابن هشام الأنصاري 58 و 175 و 194 و 307 و 336 و 373 و 485 و 496 و 511، وأمالي المرتضى 1/ 335 و 2/ 266، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 966 (مذكور دون ترجمة) ، وتاريخ الطبري 8/ 366، والكامل في التاريخ 6/ 159، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 133 ب- 34 أ، ونزهة الظرفاء للملك الأفضل الغساني 68، 69 و 72 و 73. [1] تاريخ بغداد 11/ 404، معجم الأدباء 13/ 169. [2] تاريخ بغداد 11/ 404، وفيات الأعيان 3/ 296، 297، معجم الأدباء 13/ 170. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 300 وقال الشّافعيّ: من أراد أن يتبحر في النَّحْو فهو عَيَّالٌ على الكِسائي [1] . قال أبو بكر بن الأنباريّ: اجتمع في الكِسائيّ أمورٌ: كان أعلم النّاس بالنَّحْو، وواحَدَهم في الغريب. وكان أوحد النّاس في القرآن، وكانوا يكثرون عليه حتّى لا يضبط عليهم، فكان يجمعهم ويجلس على كرسيّ ويتلو القرآن من أوّله إلى آخره وهم يسمعون، ويضبطون عنه حتّى المقاطع والمبادئ [2] . قال إسحاق بن إبراهيم: سمعتُ الكِسائيّ يقرأ القرآن على النّاس مرتين. وعن خلف بن هشام قال: كنت أحضر بين يدي الكِسائيّ وهو يقرأ على النّاس، وينقّطون مَصَاحفَهم على قراءته [3] . قلت: وتلا على الكِسائيّ أبو عَمْر الدُّوريّ، وأبو الحارث اللَّيث بْن خالد، ونصير بن يوسف الرّازيّ، وقُتَيْبة بن مهران الأصبهانيّ، وأبو جعفر أحمد بن أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكيّ، وأبو حمدون الطّيّب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان الشّيزريّ. وروى عَنْهُ: أبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، ويحيى الفرّاء، وخَلَف البزّار، وعدّة. قال خَلَف: أولَمْتُ وليمةً فدعوت الكِسائيّ واليَزِيديّ، فقال اليَزِيديّ: يا أبا الحَسَن، أمورٌ تبلُغُنا عنك ننكر بعضها. فقال الكسائيّ: أومثلي يخاطَبُ بهذا؟ وهل مع العالم إلا فَضْلُ بُصاقي في العربية. ثمّ بَصَق، فسكت اليَزِيديّ [4] . وللكِسائيّ كُتُب مصنَّفة، منها: كتاب «معاني القرآن» ، «ومختصر في النَّحْو» ، وكتاب في القراءات، وكتاب «النّوادر» الكبير، وتصانيف أخر.   [1] تاريخ بغداد 11/ 407. [2] تاريخ بغداد 11/ 409. [3] تاريخ بغداد 11/ 409. [4] تاريخ بغداد 11/ 409. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 301 وقيل: إنّما عُرف بالكِسائيّ لأنّه أيّام قراءته على حمزة كان يلْتَفّ في كساء، فلقَّبه أصحاب حمزة بالكِسائيّ [1] . أبو العبّاس بن مسروق: نا سَلَمة بن عاصم قال: قال الكِسائيّ: صلَّيْتُ بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آيةٍ ما أخطأ فيها صبيٌّ قط، أردت أن أقول (لعلّهم يرجعون) فقلت (يرجعين) فو الله ما اجترأ الرشيد أن يقول أخطأت، لكنّه لما سلّم قال: أيُّ لغةٍ هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثُرُ الجواد. قال: أمّا هذه فنعم [2] . وعن سَلَمة: سمعتُ الفرّاء: سمعتُ الكِسائيّ يقول: ربّما سبقني لساني باللَّحْن فلا يمكنني أن أرد لساني [3] . وذكر ابن الدَّوْرَقيّ قال: اجتمع الكِسائيّ واليزيديّ عند الرشيد، فحضرت العشاء فقدّموا الكِسائيّ، فارْتُجّ عليه قراءة قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1 [4] فقال اليزيديّ: قراءة هذه السورة ترتجّ على قارئ أهل الكوفة! قال: فحضرت صلاة فقدّموا اليزيديّ فارتجّ عليه في الحمد، فلمّا سلم قال: احْفَظْ لسانك لا يقول فتُبْلَى ... إنّ البلاء مُوكل بالمنطِق [5] وعن خَلَف قال: كان الكِسائيّ يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يومًا: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا 18: 34. فسألوه عن العِلَّة، فثُرْت في وُجوههم، فَمَحَوْه من كُتُبهم، ثمّ قال لي: يا خَلَف، يكون أحد من بعدي يسلم من اللّحن [6] ؟   [1] تاريخ بغداد 11/ 405، وفيات الأعيان 3/ 297، معجم الأدباء 13/ 170. [2] تاريخ بغداد 11/ 407، 408، إنباه الرواة 2/ 263، غاية النهاية 1/ 538. [3] تاريخ بغداد 11/ 408. [4] أول سورة «الكافرون» . [5] تاريخ بغداد 11/ 408. [6] تفصيل الخبر في تاريخ بغداد 11/ 408: عن خلف قال: كان الكسائي إذا كان شعبان وضع له منبر، فقرأ هو على الناس في كل يوم نصف سبع يختم ختمتين في شعبان، وكنت أجلس أسفل المنبر، فقرأ يوما في سورة الكهف (أنا أكثر منك) فنصب: أكثر، فعلمت أنه قد وقع فيه، فلما فرغ أقبل الناس يسألون عن العلّة في أكثر لم نصبه؟ فثرت في وجوههم أنه أراد- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 302 قال الفرّاء: ناظرت الكِسائيّ يومًا وزدت، فكأنيّ كنت طائرًا يشرب من بحر [1] . وعن الفرّاء قال: إنما تعلّم الكِسائيّ النَّحْو على كِبَر، لأنّه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عَيَّيْتُ. فقالوا له: تُجالِسُنا وأنت تَلْحن؟ قال: وكيف؟ قالوا: إنّ أردت من التعب فقل أعَيَّيْتُ، وإنّ انقطعت الحيلةُ في الأمر فقل عَيِيت. فأنِفَ من هذا وقام، وسأل عمَّن يعلّم النَّحْو، فأُرشِد إلى مُعاذ الهرّاء، فلزِمَه حتّى أنفد ما عنده، ثمّ خرج إلى الخليل [2] . قلت: وقد كانت للكِسائيّ عند الرشيد منزلة رفيعة، وسار معه إلى الرَّيّ، فمرض ومات بقرية رَنْبَوَيْه، فلمّا اعتل تمثّل وقال: قَدَرٌ أَحَلَّك ذا النخيل وقد رأى ... وأبي، ومالك [3] ذو النخيل بدارِ ألا كداركم [4] بذي بقر الحمى ... هيهات ذو بقرٍ من المزوارِ ومات ومعه محمد بن الحسن الفقيه، فقال الرشيد لمّا رجع إلى العراق: دفنتُ الفقه والنَّحْو برَنْبَوَيْه [5] . وقال نُصير بن يوسف: دخلت على الكِسائيّ في مرض موته فأنشأ يقول: قَدَرٌ أَحَلَّك. وذكر البيتين، فقلت: كلّا، ويمتع الله الجميع بك.   [ (-) ] في فتحه أقلّ (إن ترن أنا أقلّ منك مالا) . فقال الكسائي: أكثر، فَمَحَوْه من كُتُبهم ثمّ قال لي: يا خَلَف يكون أحدٌ من بعدي يَسْلَم من اللحن؟ قال: قلت: لا، أما إذا لم تسلم أنت فليس يسلم أحد بعدك، قرأت القرآن صغيرا، وأقرأت الناس كبيرا وطلبت الآثار فيه والنحو. [1] تاريخ بغداد 11/ 419. [2] تاريخ بغداد 11/ 404، معجم الأدباء 13/ 168، 169. [3] في الأصل «وقد ترى وأبي وأنا لك» ، والمثبت عن تاريخ بغداد. [4] في تاريخ بغداد «كدركما» . [5] تاريخ بغداد 11/ 414، وانظر وفيات الأعيان 3/ 296، معجم الأدباء 13/ 200. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 303 فقال: أين قلتَ ذاك؟ لقد كنت أُقرئ في مسجد دمشق، فأغفيت في المحراب، فرأيتُ النّبيّ صلى الله عليه وسلم داخلا من باب المسجد، فقام إليه رجلٌ، فقال: بحرف من نقرأ؟ فأومأ إلي. قال الدُّوريّ: تُوُفّي الكِسائيّ بقرية أرْنَبَوَيْه [1] ، وكذا سماها أحمد بن جبير، وزاد فقال: في سنة تسعٍ وثمانين ومائة. وكذا أرخه جماعة. وقيل إنه عاش سبعين سنة. وفي وفاته أقوال واهية، سنة إحدى وثمانين، وسنة اثنتين، وسنة ثلاثٍ وسنة خمسٍ وثمانين وقيل: سنة ثلاثٍ وتسعين، والأول أصحّ. 262- عليّ بن زياد التُّونسيّ الفقيه [2] . أبو الحَسَن العبسيّ، شيخ المغرب. أصله من بلاد العجم، ومولده بأطرابلس، وكان إمامًا ثقة متعبدًا، بارعًا في العلم. رَحَلَ وسمع من: سُفيان الثَّوْريّ، ومالك، واللَّيْث، وطبقتهم. وسمع قبل أن يرحل من قاضي إفريقيا خالد بن أبي عِمران، فهو أكبر شيخ له. وصنّف في الفقه كتابًا سمّاه «خيرًا من زِنَته» ، يشتمل على البيوع والأنكِحَة. قال أسد بن الفرات: كان عليّ بن زياد من أكابر أصحاب مالك. روى عنه: بُهْلُولُ بن راشد، وسَمُرة التونسيّ، وسَحْنُون، وأسد بن الفرات.   [1] وهي: رنبويه: بفتح الراء وسكون النون وبعدها الباء والواو بالفتح، وسكون الياء. قرية من قرى الريّ، وقيل كورة من كور الري. [2] انظر عن (علي بن زياد التونسي) في: طبقات الفقهاء للشيرازي 152، وترتيب المدارك وتقريب المسالك، للقاضي عياض- تحقيق د. أحمد بكر محمود- بيروت 1967- ج 1/ 326، ومعجم المؤلّفين 7/ 96. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 304 وسنذكر في الطبقة الآتية، إنّ شاء الله، عليّ بن زياد الإسكندريّ. 263- عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشميّ العَلوَيّ المدنيّ الطبيب [1] . قال أبو حاتم الرّازيّ [2] : سمعتُ داود بن عبد الله الجعفريّ يقول: قال لي عليّ بن عُبَيْد الله بن محمد، وكان أبصرَ النّاس في الطّبّ. وذكر حكاية. 264- عليّ بن غراب [3]- ن. ق. - أبو الحَسَن، ويقال أبو الوليد الفَزَاريّ الكوفيّ القاضي. روى عن: إسماعيل بن أبي خالد، وأحوص بن حكيم، وهشام بن عُرْوَة، وعمر مولى عَفْرَة. وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيّوب، والحسين بن الحَسَن المَرْوَزِيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمارة، وعدة. قال ابن معين: صدوق [4] .   [1] انظر عن (عليّ بن عبيد الله بن عمر الطبيب) في: الجرح والتعديل 6/ 194 رقم 1066، ورجال الطوسي 241 رقم 290، والفهرست للطوسي 124، 125 رقم 405. [2] في الجرح والتعديل 6/ 194. [3] انظر عن (عليّ بن غراب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 391، والتاريخ لابن معين 2/ 422، ومعرفة الرجال له 1/ 83 رقم 271 و 1/ 91 رقم 7344 والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 297 رقم 5318، وطبقات خليفة 172، والتاريخ الكبير 6/ 291، 292 رقم 2438، والتاريخ الصغير 216، والضعفاء الكبير 3/ 247، 248 رقم 1245، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 24، والجرح والتعديل 6/ 200 رقم 1099، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 148، والمجروحين لابن حبّان 2/ 105، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 61 رقم 59، والفهرست للطوسي 125، 126 رقم 413، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 133 أ، وتاريخ بغداد 12/ 45- 47 رقم 6418، والكامل في الضعفاء 5/ 1848، 1849، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 987، 988 والكاشف 2/ 254، 255 رقم 4014، والمغني في الضعفاء 2/ 453 رقم 4313، وميزان الاعتدال 3/ 149، 150 رقم 5906، وتهذيب التهذيب 7/ 371- 373 رقم 601، وتقريب التهذيب 2/ 42 رقم 394، وخلاصة تذهيب التهذيب 276، 277، وشذرات الذهب 1/ 306. [4] الجرح والتعديل 6/ 200، وقال في تاريخه: ثقة، وفي معرفة الرجال: ليس به بأس، كان- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 305 وضعّفه أبو داود. وقال ابن حِبّان [1] : كان غاليًا في التشيُّع، كثير الخطأ. وقال الجوزجانيّ [2] : ساقط. وقال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة [3] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو الشَّعْثَاءِ، نا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُسَمَّى كَلْبٌ وَكُلَيْبٌ» . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [4] : لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ [5] . قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ مِنْهُ مَجْلِسًا [6] . 265- عليّ بن مجاهد الكِنْديّ الكابُليّ الرّازيّ [7]- ت. -   [ (-) ] شيخا صالحا. [1] في المجروحين 2/ 105 وقال: كثير الخطأ فيما يروي، حتى وجد الأسانيد المقلوبة في روايته كثيرا، والأشياء الموضوعة التي يرويها عن الثقات، فبطل الاحتجاج به وإن وافق الثقات. [2] في أحوال الرجال 61 رقم 59. [3] في تاريخ بغداد 12/ 47 «كوفيّ يعتبر به» . [4] في الضعفاء الكبير 3/ 248 وزاد: ولا يعرف إلّا به. [5] قال أحمد عن ابن غراب: ليس لي به خبر، سمعت منه مجلسا واحدا وكان يدلّس، وما أراه إلّا صدوقا. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 297 رقم 5318، التاريخ الكبير 6/ 292، التاريخ الصغير 216، الجرح والتعديل 6/ 200) وقال ابن نمير: يعرفونه بالسماع وله أحاديث منكرة، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وحكى عن يحيى بن معين أنه قال: ظلمه الناس حين تكلّموا فيه. وقال أبو سعيد: ليس بقويّ. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عديّ: هو ممّن يكتب حديثه. [6] تاريخ بغداد 12/ 46. [7] انظر عن (علي بن مجاهد الكندي) في: التاريخ الكبير 6/ 297 رقم 2457، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 252 رقم 1254، والجرح والتعديل 6/ 205 رقم 1023، والثقات لابن حبّان 8/ 459، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 107، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 990، وميزان الاعتدال 3/ 152 رقم 5919، والمغني في الضعفاء 2/ 454 رقم 4323، والكاشف 2/ 256 رقم 4021، والكشف- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 306 عن: ابن إسحاق، وموسى بن عُبَيْدة، ومِسْعَر، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وزياد بن أيّوب، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وجماعة. ووُلّي قضاء الرَّيّ. رماه بالكذِب يحيى بن الضُّرَيس، ومحمد بن مِهران الجمّال [1] . ووثقه ابن حِبّان [2] فاللَّه أعلم. 266- عليّ بن مسهر [3]- ع- أبو الحسن القرشيّ مولاهم الكوفيّ الحافظ، قاضي المَوْصل. وهو أخو عبد الرحمن قاضي جبّل. روى عن: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، وعاصم   [ (-) ] الحثيث 303 رقم 521، وتهذيب التهذيب 7/ 377، 378 رقم 612، وتقريب التهذيب 2/ 43 رقم 403، وخلاصة تذهيب التهذيب 277. [1] الجرح والتعديل 6/ 205. [2] في الثقات 8/ 459، وقد تركه أبو غسّان زنيج ولم يرضه. وذكره العقيلي في الضعفاء. [3] انظر عن (عليّ بن مسهر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 388، والتاريخ لابن معين 2/ 424، 423، ومعرفة الرجال له 1/ 96 رقم 386، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 382 رقم 742 و 1/ 413 رقم 878، و 1/ 550 رقم 1310 و 2/ 375 رقم 2670، و 2/ 478 رقم 3132، وتاريخ الثقات للعجلي 351 رقم 1199، وتاريخ اليعقوبي 2/ 403 و 431، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 24، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 474، والمعرفة والتاريخ 1/ 495 و 2/ 554 و 561 و 764 و 3/ 193 و 258، ومشاهير علماء الأمصار 171 رقم 1357، والثقات لابن حبّان 7/ 214، والجرح والتعديل 6/ 204 رقم 1119، ورجال صحيح البخاري 2/ 533 رقم 831، ورجال صحيح مسلم 2/ 58، 59 رقم 1146، وأخبار القضاة لوكيع و 1/ 300 و 2/ 425 و 3/ 219، 220 و 316 و 317 و 325، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1، ورقة 131 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 355، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 991، والكامل في التاريخ 6/ 74 و 121، ووفيات الأعيان 6/ 387، وسير أعلام النبلاء 8/ 426- 429 رقم 128، وتذكرة الحفاظ 1/ 290، والكاشف 2/ 257 رقم 4029، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 686، والوافي بالوفيات 22/ 196 رقم 146، ونكت الهميان 19، وتهذيب التهذيب 7/ 383، 384 رقم 623، وتقريب التهذيب 2/ 44 رقم 413، وخلاصة تذهيب التهذيب 377، وشذرات الذهب 1/ 325. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 307 الأحول، وزكريا بن أبي زائدة، وأبي مالك الأشجعيّ، وخلْق من هذه الطبقة. وعنه: بِشْر بن آدم، وسويد بن سعيد، وابنا أبي شَيْبَة، وعليّ بن حُجْر، وهناد بن السَّرِيّ، وآخرون. قال أحمد [1] : هو أثبت من أبي معاوية في الحديث. وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ [2] : كان ممّن جمع الفقه، والحديث، ثقة. وروى عبّاس، عن ابن مَعِين [3] : كان ثبتًا. وُلّي قضاء أرمينية، فلمّا قدِمَها اشتكى عينَه، فجعل يختلف إليه متطبّب، فقال قاضٍ كان بأرمينية للكحّال: أكحلْه بما يُذهب عينه حتّى أعطيك مالا. ففعل، فذهبت عينُه. فرجع عليّ بن مُسْهِر إلى الكوفة أعمى [4] . وقال ابن نُمير: دفنَ عليّ بن مُسْهِر كُتُبَه [5] . قلت: تُوُفّي سنة تسعٍ وثمانين ومائة. 267- عليّ بن نصر بن عليّ بن صُهْبان [6]- ع. -   [1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 382 رقم 742، والجرح والتعديل 6/ 204. [2] في تاريخ الثقات 351. [3] في التاريخ 2/ 422، وقال في معرفة الرجال: كان ثقة. [4] التاريخ لابن معين 2/ 423. [5] تاريخ ابن معين 2/ 423. [6] انظر عن (علي بن نصر الجهضمي) في: التاريخ الكبير 6/ 299 رقم 2464، والتاريخ الصغير 103، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 25 (على الهامش) ، والجرح والتعديل 6/ 207 رقم 1133، والثقات لابن حبّان 8/ 471، ورجال صحيح البخاري 2/ 534 رقم 833، ورجال صحيح مسلم 2/ 59، 60 رقم 1148، وتاريخ الطبري 2/ 328 و 366 و 375 و 421 و 3/ 70 و 82 و 163، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 119 و 252، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 360، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 993، 994، والكاشف 2/ 258 رقم 4036، وغاية النهاية 1/ 582 رقم 2364، والوافي بالوفيات 22/ 271 رقم 195، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 308 أبو الحسن الجهضميّ البصريّ والد الحافظ نصر بن عليّ. روى عن: حمزة الزّيّات، وقُرّة بن خالد، وهشام الدُّسْتَوائيّ، وشعبة، والخليل بن أحمد، وعدّة. وعنه: ولده، وأبو نُعَيم، وَمُعَلَّى بن أسد. خرج الستة عن ولده نصْر، عن أبيه. وقد روى القراءات عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وأبان بن يزيد العطّار، وهارون بن موسى، وشبل بن عباد [1] . حمل عنه ولده نصر بن علي، وكان من كبار أصحاب الخليل بن أحمد في العربية، وكان صديقا لسيبويه. مات سنة سبع وثمانين ومائة وهو في عشر السبعين [2] . 268- عليّ بن هاشم بن البريد [3]- م. ع. - أبو الحسن القرشيّ، مولاهم الخزّاز الكوفيّ.   [ (-) ] وتهذيب التهذيب 7/ 390، 391 رقم 631، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 421، وخلاصة تذهيب التهذيب 278. [1] غاية النهاية 1/ 582. [2] قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثقة صدوق. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (عليّ بن هاشم بن البريد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 392، والتاريخ لابن معين 2/ 423، ومعرفة الرجال له 1/ 160 رقم 890، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 552 رقم 1315 و 2/ 490 رقم 3225 و 3/ 352 رقم 5556، والتاريخ الكبير 6/ 300 رقم 2465، والتاريخ الصغير 204، وتاريخ الثقات للعجلي 251 رقم 1201، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 73 رقم 89، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 24، والجرح والتعديل 6/ 207، 208 رقم 1137، والثقات لابن حبّان 7/ 213، ومشاهير علماء الأمصار 171 رقم 1359، والمجروحين 2/ 110، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 132 أ، ورجال صحيح مسلم 2/ 60 رقم 1150، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 360، ورجال الطوسي 241 رقم 294، والكامل في الضعفاء 5/ 1828، 1829، وتاريخ بغداد 12/ 116- 118 رقم 6561، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 994، وميزان الاعتدال 3/ 160 رقم 5960، والمغني في الضعفاء 2/ 456 رقم 4353، والكاشف 2/ 258 رقم 4039، والوافي بالوفيات 22/ 279 رقم 207، وتهذيب التهذيب 7/ 392، 1393، وتقريب التهذيب 2/ 45 رقم 423، وخلاصة تذهيب التهذيب 278. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 309 عن: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وابن أبي ليلى، وطبقتهم. وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن أَبِي شَيْبَة، وأخوه عثمان، وأحمد بن مَنِيع، والحسن بن حمّاد سَجَّادة، وعبد الله مُشْكَدَانَة، وجماعة. وثقه ابن معين [1] ، وغيره. وكان شيعيًا بغيضًا. قال أبو داود: ثَبْتٌ يتشيَّع [2] . وقال أحمد بن حنبل [3] : سمعتُ منه مجلسًا واحدا. وقال ابن حبّان [4] : روى المناكير عن المشاهير [5] . قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة. 269- عمّار بن محمد، أبو اليقظان الثَّوْريّ [6]- م. ت. ق. - أخو سيف، كوفي سكن بغداد. وروى عن: الصَّلْت بن مؤيد، ومنصور بن المعتمر، وليث، والأعمش.   [1] في تاريخه 2/ 423. [2] تاريخ بغداد 12/ 117. [3] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 552 رقم 1315. [4] في المجروحين 2/ 110. [5] وقال ابن المديني: كان صدوقا، وكان يتشيّع. وقال الجوزجاني عنه وعن أبيه هاشم: غاليان في سوء مذهبهما. وقال النسائي: ليس به بأس. ووثّقه العجليّ، وذكره ابن حبّان في الثقات. [6] انظر عن (عمّار بن محمد الثوري) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 388 و 7/ 328، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 197 رقم 4852، والتاريخ الكبير 7/ 29 رقم 130، والتاريخ الصغير 204، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 123، والجرح والتعديل 6/ 393 رقم 2190، والمجروحين لابن حبّان 2/ 195، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 87 رقم 121، ورجال صحيح مسلم 2/ 90، 91 رقم 1229، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 400، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 169، وتاريخ بغداد 12/ 252، 253 رقم 6699، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 997، وميزان الاعتدال 3/ 168 رقم 6002، والمغني في الضعفاء 2/ 459 رقم 4385، والكاشف 2/ 261 رقم 4059، وتهذيب التهذيب 7/ 405، 406 رقم 659، وتقريب التهذيب 2/ 48 رقم 450، ومرآة الجنان 1/ 382، وخلاصة تذهيب التهذيب 279. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 310 وعنه: أحمد بن حنبل، وعمْرو النّاقد، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة، ومحمد بن حاتم المؤدّب. قال ابن عرفة: كان لا يضحك، وكنّا لا نشك أنّه من الأبدال [1] . وقال أبو حاتم [2] ، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال عليّ بن حُجْر: كان ثبتًا، حُجَّة [3] . وروى عن سُفيان الثَّوْريّ قال: إنّ نجا أحد من أهل بيتي فَعمّار [4] . وقال ابن حِبّان [5] : كان ممّن فحش خلافة، وكثُر وضْعُه حتّى استحقّ التَّرْك [6] . قلت: هو ابن أخت سُفيان. وقع لنا من عواليه في جزء ابن عَرَفَة. مات في المحرَّم سنة اثنتين وثمانين ومائة. 270- عَمْر بن أيّوب العبدي الموصليّ [7]- م. د. ن. ق. - أبو حفص.   [1] تاريخ بغداد 12/ 253. [2] في الجرح والتعديل 6/ 393. [3] تاريخ بغداد 12/ 253 وفيه: كان ثبتا ثقة. [4] تاريخ بغداد 12/ 253. [5] في المجروحين 2/ 195. [6] ذكره أحمد ولم يتعرّض له بشيء، وقال: حدّثنا عمّار بن محمد.. في سنة ثمانين. وقال ابن معين: ليس به بأس وأخوه سيف كذّاب، وعمّار أكبرهما. وقال الجوزجاني: سيف وعمّار.. ليسا بالقويّين في الحديث. وقال عمرو بن محمد: كان (عمّار) أوثق من سيف. [7] انظر عن (عمر بن أيوب العبديّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 425، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 535 رقم 1263، وطبقات خليفة 321، والتاريخ الكبير 6/ 143 رقم 1964، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 22، والجرح والتعديل 6/ 98، 99 رقم 513، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 151، والمعرفة والتاريخ 1/ 180، والثقات لابن حبّان 8/ 439، ورجال صحيح مسلم 2/ 33 رقم 1078، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 123 ب، وتاريخ بغداد 11/ 185- 187 رقم 5898، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 344، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1003، وميزان الاعتدال 3/ 183 رقم 6059، والكاشف 2/ 265 رقم 4088، والوافي بالوفيات 22/ 439 رقم 309، وتهذيب التهذيب 7/ 428، 429 رقم 699، وتقريب التهذيب 2/ 52 رقم 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 281. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 311 عن: جعفر بن بَرْقان، وابن أبي ليلى، وأفلح بن حُمَيْد، وإبراهيم بن نافع المكيّ. وعنه: أحمد بن حنبل، وداود بن رُشَيد، وأبو سعيد الأشجّ، وأيّوب الوزّان، وعليّ بن حرب، وجماعة. قال يحيى بن مَعِين [1] : ثقة مأمون. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: ما رأيته يذكر الدُّنيا، وكان من أشد الناس حَياء [2] . وذكره أحمد بن حنبل [3] فقال: كانت له هيئة، وجعل يُطْريه [4] . قيل: مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة [5] . 271- عَمْر بن أبي خليفة حَجّاج بن عتّاب العبديّ البصْريّ [6]- ن. - أبو حفص. عن: أبيه، ومحمد بن زياد الْجُمَحّي، وأبي غالب حزوَّر، وعليّ بن زيد، وعدّة. وعنه: خليفة بن خَيّاط، وعمرو بن عليّ، وابن مثنّى، وبندار، ويعقوب الدّورقيّ، وجماعة.   [1] في تاريخه 2/ 425. [2] تاريخ بغداد 11/ 186. [3] ذكره في العلل وقال: ليس به بأس. [4] تاريخ بغداد 11/ 186. [5] وثّقه أبو داود، والدّارقطنيّ، وابن حبّان، وقال أبو حاتم: صالح. [6] انظر عن (عمر بن أبي خليفة حجّاج العبديّ) في: التاريخ الكبير 6/ 152، 153 رقم 2002، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 156 رقم 1143، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 22، والجرح والتعديل 6/ 106 رقم 563، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 152، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 123 ب، والكامل في الضعفاء 5/ 1678، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1008، وميزان الاعتدال 3/ 192 رقم 6093، والمغني في الضعفاء 2/ 465 رقم 4450، والكاشف 2/ 268، 269 رقم 4111، وتهذيب التهذيب 7/ 443 رقم 729، وتقريب التهذيب 2/ 54 رقم 418، وخلاصة تذهيب التهذيب 282. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 312 قال أبو حاتم [1] : صالح الحديث. وقال العُقَيْليّ [2] : مُنْكَر الحديث. رَوَى عَنْ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آخِرُ كَلامٍ فِي الْقَدَرِ لِشِرَارِ أُمَّتِي» [3] . ويُرْوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، لَيِّنٍ أَيْضًا [4] . تُوُفّي سنة تسعٍ وثمانين [5] . 272- عُمر بن الدِّرَفْس الغَسَّانيّ الدّمشقيّ [6]- ق. - من رؤساء البلد. عن: عبد الرحمن بن أبي قُسَيْمة، وزُرْعة بن إبراهيم. وعنه: ابنه الوليد، والوليد بن مسلم، وأبو مُسْهِر، وهشام، وابن بنت شُرَحْبيل، وغيرهم. قال أبو حاتم [7] : صالح ما في حديثه إنكار. 273- عمر بن عبد الرحمن الأبّار. يأتي بكنيته.   [1] في الجرح والتعديل 6/ 106. [2] في الضعفاء الكبير 3/ 156. [3] رواه العقيلي في الضعفاء الكبير، وزاد في آخره: «في آخر الزمان» . [4] الضعفاء للعقيليّ. [5] قال أبو حاتم: هو صالح الحديث. وقال ابن عديّ: يحدّث عن محمد بن زياد القرشي ممّا لا يوافقه أحد عليه. وقال أيضا: لم أر للمتقدّمين فيه كلاما، إلّا أني لما رأيت له من الحديث وإن قلّ لم أجد بدّا من أن أذكره وأبيّن. [6] انظر عن (عمر بن الدرفس الدمشقيّ) في: الجرح والتعديل 6/ 107 رقم 564، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 122 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1008، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 31/ 402، والكاشف 2/ 269 رقم 4112، وتهذيب التهذيب 7/ 443، 444 رقم 730، وتقريب التهذيب 2/ 54 رقم 419، وخلاصة تذهيب التهذيب 282. [7] في الجرح والتعديل 6/ 107. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 313 274- عَمْر بن عُبَيْد الطّنَافسيّ الكوفيّ الحافظ [1]- ع. - أخو يَعْلَى، ومحمد، وإبراهيم، وهو أسنّ إخوته. روى عن: آدم بن عليّ، ومنصور، وسِمَاك، وعبد الملك بن عُمَيْر، وجماعة. وعنه: أخواه يَعْلَى، وإبراهيم، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة، وجماعة. وُثّق. وقال أبو حاتم [2] : محلُّه الصَّدْق. قلت: تُوُفّي سنة خمسٍ وثمانين ومائة. وهو أكبر شيخ لقيه محمد بن عبد الله بن نُمير [3] . 275- عمر بن عُبَيْد الخَزَّاز [4] . أبو حفص البصْريّ السّابريّ بيّاع الخمر.   [1] انظر عن (عمر بن عبيد الطنافسي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 387، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 523 رقم 1227، والتاريخ الكبير 6/ 177 رقم 2088، وتاريخ الثقات للعجلي 359 رقم 1241، والجرح والتعديل 6/ 123 رقم 668، والثقات لابن حبّان 7/ 189، ورجال صحيح مسلم 2/ 39، 40 رقم 1098، ومشاهير علماء الأمصار 172 رقم 1365، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 341، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1019، وميزان الاعتدال 3/ 213 رقم 6165، والمغني في الضعفاء 2/ 470 رقم 4507، والكاشف 2/ 275 رقم 4157، وتهذيب التهذيب 7/ 480، 481 رقم 796 (والرقم خطأ 896) ، وتقريب التهذيب 2/ 60 رقم 481، وخلاصة تذهيب التهذيب 285. [2] في الجرح والتعديل 6/ 123. [3] وثّقه العجليّ، وابن حبّان، وقال ابن معين: صالح. [4] انظر عن (عمر بن عبيد الخزّاز) في: التاريخ الكبير 6/ 177 رقم 2089، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 180، 181 رقم 1176، والجرح والتعديل 6/ 123 رقم 669، والثقات لابن حبّان 8/ 441، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 123 ب، والكامل في الضعفاء 5/ 1718، 1719، وميزان الاعتدال 3/ 212 رقم 6164، والمغني في الضعفاء 2/ 470 رقم 4506، ولسان الميزان 4/ 316 رقم 899. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 314 نزل مكّة وجاور. وحدّث عن سُهيل بن أبي صالح. وعنه: أبو عبد الرحمن المقرئ، والحميديّ، وغيرهما. ضعّفه أبو حاتم [1] . وقال العُقَيْليّ [2] : في حديثه اضطّراب [3] . 276- عمر بن علي بن عطاء بن مقدَّم [4]- ع. - أبو حفص المقدّميّ، مولى بني ثقيف، بصْريّ حافظ. وهو والد محمد، وعاصم، وعمّ محمد بن أبي بكر الحافظ. روى عن: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، وأبي حازم الأعرج، وخالد الحذّاء، وطبقتهم.   [1] في الجرح والتعديل 6/ 123. [2] في الضعفاء الكبير 3/ 180. [3] ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: لم أر في القلب من حديثه إلّا ما حدّثنا أبو يعلى بالموصل، وذكر حديثا. وذكر ابن عديّ الحديث فرواه عن أبي يعلى مثله، وروى عنه أيضا حديثا خولف فيه وقال: ما أظنّ له غيرهما. [4] انظر عن (عمر بن علي بن عطاء) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 292، والتاريخ لابن معين 2/ 433، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 14 رقم 3933، و 3934 و 3/ 124 رقم 4524، وطبقات خليفة 225، وتاريخ خليفة 6 و 459، والتاريخ الكبير 6/ 180 رقم 2098، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 179، 180 رقم 117، وتاريخ الثقات للعجلي 360 رقم 1244، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 22، والمعرفة والتاريخ 1/ 169 و 595 و 613 و 619 و 2/ 95، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 151، والجرح والتعديل 6/ 124 رقم 678، والثقات لابن حبّان 7/ 188، ومشاهير علماء الأمصار 161 رقم 1274، ورجال صحيح البخاري 2/ 512، 513 رقم 790، ورجال صحيح مسلم 2/ 40 رقم 1099، وتاريخ الثقات لابن شاهين 231، والأسامي والكنى للحاكم، ج ورقة 125 ب، والكامل في الضعفاء 5/ 1702، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 341 والكامل في التاريخ 6/ 198، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1020، والكاشف 2/ 276 رقم 4164، والمغني في الضعفاء 2/ 471 رقم 4514، وميزان الاعتدال 3/ 214 رقم 6172، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 688، وتهذيب التهذيب 7/ 485، 486 رقم 807، وتقريب التهذيب 2/ 61 رقم 491، وخلاصة تذهيب التهذيب 285. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 315 وعنه: أحمد بن عَبَدة، وأحمد بن المقدام، وخليفة بن خيّاط، وحفص الرباليّ، وبندار، وعمرو الفلاس، وطائفة. قال ابن مَعِين: ما به بأس [1] . وقال ابن سعد [2] : ثقة. كان يدلّس تدليسًا شديدًا، يقول: سمعتُ، وثنا، ثمّ يسكت ساعةً، ثمّ يقول: هشام بن عُرْوة، والأعمش. قلت: قد أهمل تدليسَه النّاسُ واحتجوا به في الكتب السّتّة، مع أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ [3] : لا يُحْتَجُّ بِهِ [4] . تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة تسعين ومائة. 277- عمرو بن جُمَيْع، أبو المنذر [5] . قاضي حُلوان. عن: ليث بن أبي سُلَيم، والأعمش، وجُوَيْبر، وابن جُرَيْج. وعنه: الحَكَم بن سُليمان، وشُرَيْح بن يونس، والربيع بن ثعلب، وأبو إبراهيم الترجمانيّ، وآخرون.   [1] قال في التاريخ 2/ 433، قد رأيته ولم أكتب عنه شيئا، وكان يدلّس. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 292. [3] في الجرح والتعديل 6/ 124. [4] وأثنى عليه أحمد وقال: كان يدلّس. وقال مرة أخرى: رجل صالح عفيف، مسلم رجل عاقل، وكان به من العقل أمر عجب.. وكان من أعقل الناس. وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. [5] انظر عن (عمرو بن جميع) في: التاريخ لابن معين 2/ 452 (عمرو بن مجمع) ، والتاريخ الكبير 6/ 373، 374 رقم 679، (عمرو بن مجمع) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 226، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 264 رقم 1270، والبرصان والعرجان للجاحظ 139، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 103 (عمرو بن مجمّع) ، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 131، والجرح والتعديل 6/ 224 رقم 1245، والضعفاء والمتروكين 130 رقم 387، والمجروحين لابن حبّان 2/ 77، 78، والثقات له 7/ 330، (عمرو بن مجمع) ، وتاريخ بغداد 12/ 191، 192 رقم 6654، والكامل في الضعفاء 5/ 1764، 1765، وميزان الاعتدال 3/ 251 رقم 6345، والمغني في الضعفاء 2/ 482 رقم 4639، والكشف الحثيث 322 رقم 563، ولسان الميزان 4/ 358، 359 رقم 1050. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 316 مُتَّفَقٌ على تركه. قال يحيى بن مَعِين: كان كذابًا خبيثًا [1] . وقال ابن عَدِيّ [2] : يُتهم بوضع الحديث [3] . 278- عمرو بن صالح بن المختار الزُّهْريّ الفقيه [4] . قاضي رامَهُرْمُز. سمع: أبا مالك الأشْجَعيّ، وعُبَيْد الله بن عَمْر. وعنه: محمد بن المثنَّى، وإسماعيل بن عبد الله بن زرارة. وثقه يحيى بن معين [5] . 279- عمرو بن قاسم بن حبيب [6] . أبو عليّ التّمّار الكوفيّ. مُنْكَر الحديث. روى عن: منصور، ويزيد بن أبي زياد. وعنه: إسماعيل بن موسى الفزاري، ومحمد بن مروان، وعباد بن يعقوب الرّواجنيّ، وآخرون.   [1] الجرح والتعديل 6/ 224، تاريخ بغداد 12/ 191. [2] في الكامل في الضعفاء 5/ 1765. [3] وضعّفه النسائي، والعقيلي، وأبو حاتم، والدارقطنيّ، ويبدو أنه اختلط على ابن حبّان فذكره باسم (عمرو بن جميع) في المجروحين، وباسم (عمرو بن مجمع) في الثقات. [4] انظر عن (عمرو بن صالح الزهري) في: الجرح والتعديل 6/ 240 رقم 1330، والكامل في الضعفاء 5/ 1783، والمغني في الضعفاء 2/ 485 رقم 4667، وميزان الاعتدال 3/ 269 رقم 6388، ولسان الميزان 4/ 367، 368 رقم 1079. [5] الجرح والتعديل 6/ 240، وذكر له ابن عديّ حديثا وقال: وله غير هذا الحديث مما لا يتابع عليه. [6] انظر عن (عمرو بن قاسم بن حبيب) في: رجال الطوسي 247 رقم 390، والكامل في الضعفاء 5/ 1783، والمغني في الضعفاء 2/ 488 رقم 4691، وميزان الاعتدال 3/ 284 رقم 6424، ولسان الميزان 4/ 373 رقم 1102. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 317 ضعفه ابن عدي [1] . 280- عمرو بن قيس بن بشير الكوفي [2] . عن أبيه. وعنه: أبو نعيم، وإبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن مهران الجمال، وأبو سعيد الأشج. وثقه أبو حاتم [3] . وقال ابن معين: لا شيء [4] . 281- عمرو بن النُّعمان بن جَبَلَة الباهليّ البصْريّ [5]- ق. - عن: عليّ بن الحزور، وعُبَيْد الله بن أبي زياد، وسُليمان التَّيْميّ، وجماعة. وعنه: زيد بن الحُباب، وعيسى بن إبراهيم البركيّ، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وأحمد بن عَبْدة. قال أبو حاتم [6] : صدوق لَا بأس به [7] .   [1] في الكامل في الضعفاء 5/ 1783. [2] انظر عن (عمرو بن قيس بن بشير) في: التاريخ الكبير 6/ 364 رقم 2648، والجرح والتعديل 6/ 255 رقم 1408، والثقات لابن حبّان 7/ 220، والكامل في الضعفاء 5/ 1793، والمغني في الضعفاء 5/ 488 رقم 4692، وميزان الاعتدال 3/ 284 رقم 6425، ولسان الميزان 4/ 374 رقم 1103. [3] في الجرح والتعديل 6/ 255. [4] الجرح والتعديل. وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عمرو بن النعمان الباهلي) في: الجرح والتعديل 6/ 265 رقم 1464، والثقات لابن حبّان 8/ 482، والكامل في الضعفاء 5/ 1771، 1772، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1053، والمغني في الضعفاء 2/ 490 رقم 4717، وميزان الاعتدال 3/ 290 رقم 6459، والكاشف 2/ 296، 297 رقم 4306، وتهذيب التهذيب 8/ 110 رقم 181، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 691، وخلاصة تذهيب التهذيب 294. [6] في الجرح والتعديل 6/ 265. [7] ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن عديّ: ليس بالقويّ في الحديث.. روى عن جماعة من الضعفاء أحاديث منكرة، فلا أدري البلاء منه أو من الضعيف الّذي يروي هو عنه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 318 282- عِمران بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ليلى [1]- ن. ق. - عن والده. وعنه: ابنه محمد، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وسَهْل بن عثمان. ذكره ابن حِبّان في «الثقات» [2] 283- عنبسة بن عبد الواحد بن أُميّة بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن العاص، أبو خالد الأمويّ الكوفيّ الأعور [3]- د. - عن: عبد الملك بن عُمَيْر، وبيان بن بِشْر، وهشام بن عُرْوة، وطائفة. وعنه: شُرَيْح بن يونس، وعبد الله بْن عُمَر بْن أبان، وأبو عُبَيْد، القاسم، وإبراهيم بن موسى الرّازيّ، وأبو هَمَّام السَّكُونيّ. وثقه أبو حاتم [4] وغيره [5] . 284- عُوَيْدُ بن أبي عمران الجونيّ [6] .   [1] انظر عن (عمران بن محمد بن عبد الرحمن) في: الجرح والتعديل 6/ 305 رقم 1694، والثقات لابن حبّان 8/ 496، وتهذيب الكمال (المصور) 2/ 1058، والكاشف 2/ 301 رقم 4341، وتهذيب التهذيب 8/ 137 رقم 237، وتقريب التهذيب 2/ 84 رقم 738، وخلاصة تذهيب التهذيب 296. [2] ج 8/ 496. [3] انظر عن (عنبسة بن عبد الواحد بن أميّة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 326 (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين 2/ 458، 459، ومعرفة الرجال له 1/ 111 رقم 535، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 81 رقم 4273، والتاريخ الكبير 7/ 38 رقم 163، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 32، والجرح والتعديل 6/ 401 رقم 2242، والثقات لابن حبّان 7/ 288، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1064، والكاشف 2/ 305 رقم 4373، وتهذيب التهذيب 8/ 161، 162 رقم 288، وتقريب التهذيب 2/ 88 رقم 784، وخلاصة تذهيب التهذيب 298. [4] في الجرح والتعديل 6/ 401. [5] ووثّقه ابن معين في تاريخه، وفي معرفة الرجال، وابن حبّان. [6] انظر عن (عويد بن أبي عمران الجوني) في: التاريخ لابن معين 2/ 460، وفيه (عوبد) بالباء الموحّدة والدال المهملة، والتاريخ الكبير 7/ 92 رقم 413، وفيه (عويذ) بالياء والذال، والتاريخ الصغير 194، وفيه (عويد) بالياء والدال، والضعفاء الصغير 272 رقم 290، وفيه (عوبد) بالباء الموحّدة والدال المهملة، وكذلك في: الضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 442، والضعفاء الكبير للعقيليّ- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 319 روى عن أبيه. وعنه: أحمد بن أيّوب بن راشد، ومحمد بن المثنَّى، ونصر الْجَهْضَميّ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو زرعة: ضعيف الحديث [2] . وقال النَّسائيّ [3] : متروك الحديث [4] . 285- عيسى بن حنيفة، أبو عَمْرو الكِنْديّ [5] . عن: مالك بن دينار، ومحمد بن واسع، ويزيد الرَّقاشيّ، وفرقد السَّبْخيّ، وحُمَيْد الطّويل. وعنه: الحسين بن عمرو العنقزيّ، وأبو سعيد الأشجّ.   [ (- 3] / 423، 424 رقم 1464، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 107 رقم 167، والجرح والتعديل 7/ 45 رقم 253، والمجروحين لابن حبّان 2/ 191، 192، والثقات لابن حبّان 8/ 526 وفيه (عويذ) بالياء المثناة والذال المعجمة، والكامل في الضعفاء 5/ 2018، وفيه (عويد) بالياء المثنّاة، وميزان الاعتدال 3/ 304 رقم 6526 في المطبوع (عوبد) بالباء والدال، وفي نسخة مخطوطة (عويد) ، والمغني في الضعفاء 2/ 495 رقم 4770 وفيه (عوبد) ، ولسان الميزان 4/ 386، 387 رقم 1168 وفيه (عويد) . وقد أثبتناه كما ورد في الأصل. [1] في تاريخه 2/ 460. [2] الجرح والتعديل 7/ 45. [3] في الضعفاء والمتروكين 299 رقم 442. [4] وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الجوزجاني: آية من الآيات: وذكره العقيلي في الضعفاء، وروى من طريقه، عن أبيه، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذرّ رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «زر غبّا تزدد حبّا» ، فقال: لا يتابع عليه، والأحاديث في هذا الباب فيها لين. وقال ابن عديّ: حدّثناه محمد بن أحمد بن نجيب الموصلي: سألت عباس بن يزيد بن أبي حبيب البحراني أبو الفضل البصريّ عن حديث عويد هذا (زر غبا) فقال: ما أصنع به لقّنه إيّاه ذاك الفاجر سليمان الشاذكوني. قال ابن عديّ: ليس في أحاديث عويد أنكر من هذا، والضعف على حديثه بيّن. وذكره ابن حبّان في (الثقات) بقلّة توفيق، مع أنه ذكره في المجروحين وقال: كان ممّن ينفرد عن أبيه بما ليس من حديثه توهّما على قلّة روايته، فبطل الاحتجاج بخبره. وقال أبو داود في سؤالات الآجرّي: حديثه شبه البواطيل، وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن أبيه أحاديث منكرة. [5] انظر عن (عيسى بن حنيفة الكندي) في: الجرح والتعديل 6/ 274 رقم 1519. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 320 ذكره أبو حاتم وما تكلّم فيه، وكأن محلَّه الصَّدْق. 286- عيسى بن سَوَادة بن الجعْد النّخعيّ الكوفيّ [1] . نزيل الرَّيّ. عن: الزُّهْريّ، ومحمد بن المُنْكَدر، وعمرو بن دينار، وليث بن أبي سُلَيم، وجماعة. وعنه: هشام بن عُبَيْد الله، وزُنَيج، وأبو سعيد الأشجّ، وعمرو بن رافع، ويوسف بن واقد، وآخرون. ضعّفه أبو حاتم [2] . 287- عيسى بن موسى [3]- ق. - أبو أحمد البخاريّ الأزرق الحافظ، ولقّبوه غُنْجارًا لحُمرة وجهه. سمع: أبا حمزة السُّكَّريّ، وسفيان الثّوريّ، وعيسى بن عبيد الكنديّ،   [1] انظر عن (عيسى بن سوادة النخعيّ) في: الجرح والتعديل 6/ 277 رقم 1539، والثقات لابن حبّان 7/ 236، ورجال الطوسي 258 رقم 577 وفيه: (ابن أبي الجعد) ، وتاريخ بغداد 11/ 156، 157 رقم 5848 وفيه (ابن أبي الجعد) ، وميزان الاعتدال 3/ 312 رقم 6569، والمغني في الضعفاء 2/ 498 رقم 4801، ولسان الميزان 4/ 396 رقم 1210. [2] في الجرح والتعديل 6/ 277، وذكره ابن حبّان في الثقات. ونقل في موضع آخر عن أبيه أنه قال: عيسى بن سوادة كان ها هنا سمعت منه ببغداد، ليس حديثه بشيء. وقال في موضع آخر: ابن سوادة كان هاهنا يحدّث عن إسماعيل وعن هؤلاء كان كذّابا، قد رأيته وكتبت عنه. (تاريخ بغداد) . [3] انظر عن (عيسى بن موسى البخاري) في: التاريخ الكبير 6/ 394 رقم 2751، والتاريخ الصغير 202، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 7، والجرح والتعديل 6/ 285، 286 رقم 1586، والثقات لابن حبّان 8/ 492، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 32 ب.، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1084، وميزان الاعتدال 3/ 325 رقم 6614، والمغني في الضعفاء 2/ 501 رقم 4832، وسير أعلام النبلاء 8/ 429، 430 رقم 129، والكاشف 2/ 318، 319 رقم 4470، وتهذيب التهذيب 8/ 232- 234 رقم 433، وتقريب التهذيب 2/ 102 رقم 920، وخلاصة تذهيب التهذيب 303، وشذرات الذهب 1/ 310، والفوائد المنتقاة (بتحقيقنا) 69، والوافي بالوفيات 1/ 48، ولسان الميزان 4/ 406 رقم 1242. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 321 وورقاء بن عَمْر، وخلقًا. وعنه: بُجَيْر بن النَّضْر، ومحمد بن أُميّة السّاويّ، ومحمد بن سلام البِيكَنْدِيّ، وإسحاق بن حمزة البخاريّ، وآخرون. قال الحاكم: هو إمام عصره. طلب العلم على كِبَر سنِّه، ورحل، وهو في نفسه صدُوق. تتبَّعْتُ رواياته عن الثقات فوجدتُها مستقيمة. قال: وروى عن أكثر من مائة شيخ من المجهولين. قُلْتُ: فِي «صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ» فِي أَوَّلِ (بَدْءِ الْخَلْقِ) [1] عَقِيبَ حَدِيثِ: «كَانَ اللَّهُ وَلا شَيْءَ غَيْرُهُ» . وروى عيسى، عن رَقَبَة، عن قيس بن مسلم، عن طارق [2] : سمعتُ عمرًا، كذا في الصحيح [3] . وقد سقط بين عيسى وبين رَقَبَة رجلٌ وهو أبو حمزة السُّكَّريّ، وبهذا الإسناد نسخة عند غُنْجار. ولم يَلْقَ رَقَبَة. مات غُنْجار في آخر سنة ستٍ وثمانين ومائة [4] ، وله نسخة عند ابن طَبَرْزَد ليست بالعالية. وقال الدَّارَقُطْنيّ: عيسى غنجار لا شيء [5] .   [1] ج 4/ 73 والحديث رواه البخاري، عن عمر بن حفص بن غياث، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، حدّثنا جامع بن شدّاد، عن صفوان بن محرز أنّه حدّثه عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال: «أقبلوا البشرى يا بني تميم» قالوا: قد بشّرتنا فأعطنا مرّتين، ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال: «أقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم» قالوا: قبلنا يا رسول الله قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: «كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فو الله لوددت أنّي كنت تركتها. [2] هو طارق بن شهاب. [3] ج 4/ 73. [4] التاريخ الكبير، والتاريخ الصغير. [5] وذكره ابن حبّان في الثقات. ولم يتناوله أبو حاتم بجرح. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 322 288- عيسى بن يونس بْن أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله السّبيعيّ [1]- ع. - أبو عمرو الكوفيّ الحافظ. أحد الأئمة الأعلام، وشيخ الإسلام. نزل الثَّغْر بالحَدَث [2] مُرابطًا في سبيل الله، وهو أصغر من أخيه إسرائيل.   [1] انظر عن (عيسى بن يونس السبيعيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 488، والتاريخ لابن معين 2/ 466، 467، ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 119 رقم 581، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 559 رقم 1334 و 1335 و 1/ 560 رقم 1336 و 2/ 38 رقم 1481 و 2/ 479 رقم 3146 و 3/ 347 رقم 5532، وطبقات خليفة 317، والتاريخ الكبير 6/ 406 رقم 2798، والتاريخ الصغير 203، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 75، وتاريخ الثقات للعجلي 380 رقم 1338، والمعارف 452، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 468 و 622 و 646، والمعرفة والتاريخ 1/ 261 و 305 و 531 و 701 و 2/ 295 و 555 و 598 و 600 و 603 و 607 و 636 و 3/ 194 و 229 و 279، وتاريخ الطبري 7/ 634، والجرح والتعديل 6/ 291، 292 رقم 1618، ومشاهير علماء الأمصار 186 رقم 1487، والثقات لابن حبّان 7/ 238، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 69 و 164 و 2/ 379، والزهد الكبير للبيهقي 79، ورجال صحيح البخاري 2/ 580، 581 رقم 918، ورجال صحيح مسلم 2/ 114، 115 رقم 1288، ورجال الطوسي 258 رقم 579، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 392، وتاريخ بغداد 11/ 152- 156 رقم 5847، والكامل في التاريخ 5/ 63، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1086، 1087، وتذكرة الحفاظ 1/ 279، والعبر 1/ 202 و 300 و 301 و 449، وسير أعلام النبلاء 8/ 430- 435 رقم 130، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 690، والكاشف 2/ 319 رقم 4878، وميزان الاعتدال 3/ 328 رقم 6629، وتهذيب التهذيب 8/ 237- 240 رقم 439، وتقريب التهذيب 2/ 103 رقم 933، وخلاصة تذهيب التهذيب 304، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 34/ 285 وما بعدها، وصفة الصفوة 4/ 260، 261 رقم 792، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 2 ج 1/ 47، 48 رقم 49، ووفيات الأعيان 2/ 400 و 458، وشذرات الذهب 1/ 320، والفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) 149، والسابق واللاحق 287 رقم 151، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 410، 411 رقم 1191، وكتاب الشكر لابن أبي الدنيا 102. [2] الحدث: بالتحريك، قلعة حصينة بين ملطية وسميساط ومرعش من الثغور، ويقال لها الحمراء لأنّ تربتها جميعا حمراء، وقلعتها على جبل يقال له الأحيدب، (معجم البلدان 2/ 227) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 323 رأى جدّه، وسمع: أباه، وهشام بن عُرْوة، وحُسينًا المعلم، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، والجريريّ، ومجالدا، وزكريّا بن أبي زائدة، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين، وعمرو مولى عَفْرَة، وخلْقًا سواهم. وعنه: حمّاد بن سَلَمة أحد شيوخه، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأحمد، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو بكر بْن أبي شَيْبَة، وسُفيان بن وكيع، وعليّ بن حُجْر، وعليّ بن خَشْرَم، ونصر بن عليّ، والحسن بن عَرَفَة، وأُمم. سُئِلَ عنه ابن المَدِينيّ فقال: بخٍ بخٍ، ثقة مأمون [1] . وقال يعقوب السَّدُوسيّ: نا إبراهيم بن هاشم: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كان عيسى بن يونس يعجبُه خطّي، ويأخذ القِرْطاس فيقرأه. فكتبت من نسخة قوم شيئًا كان ليس من حديثه، فكأنّهم لمّا رأوا إكرامه أدخلوا عليه أحاديث. فجعل يقرأ عليّ ويضرب على تلك الأحاديث، فغمّني ذلك. فقال: لا يغمّك، لو كان وَاوًا ما قدروا أن يدخلوا هذا عليّ [2] . وقال أحمد بن داود الحرّانيّ: سمعتُ عيسى بن يونس يقول: لم يكن في أسناني [3] أحد أبصر بالنَّحْو منّي. فدخلني منه نخْوَة فتركته [4] . قال أحمد بن حنبل: الذي كنّا نخبر أنّ عيسى بن يونس كان سنةً في الغزو وسنةً في الحجّ، وقد قدِم بغداد في شيءٍ من أمر الحصون، فأُمِرَ له بمال، فأبى أن يقبله [5] . وقال أحمد بن جَناب: غزا عيسى بن يونس خَمْسًا وأربعين غزوة، وحجّ خمسًا وأربعين حجّة [6] .   [1] الجرح والتعديل 6/ 292، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 48، وتهذيب الكمال 2/ 1086. [2] زاد في تهذيب الكمال (المصوّر) : «أو قال: لو كان واوا لعرفته» ، وسير أعلام النبلاء 8/ 434. [3] أو قال من أترابي. [4] تهذيب الكمال 2/ 1087. [5] تاريخ بغداد 11/ 154. [6] تهذيب الكمال 2/ 1087، تهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 48. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 324 وقال جعفر البرمكيّ: ما رأيت في القُرّاء مثل عيسى بن يونس [1] . وذُكر أنه عُرض عليه مائة ألف درهم فقال: والله لا يتحدّث أهل العلم أنّي أكلتُ للسُّنّة ثمنًا [2] . قال الوليد بن مسلم: ما أبالي من خالفني في الأوزاعيّ، ما خلا عيسى بن يونس، فإنّي رأيت أخذه أخذًا مُحكمًا [3] . وقال ابن مَعِين [4] : رأيتُ عيسى بن يونس وعليه قِباءٌ محشُوّ وخُفّان أحْمَران، يعني أنّه كان بلباس الأجناد. قال الوليد بن مسلم: أفضل مَن بَقِيّ من علماء العرب أبو إسحاق الفَزَاريّ، وعيسى بن يونس، ومَخْلَد بن الحسين [5] . وقال محمد بن عُبَيْد الطَّنَافِسِيّ: يا أصحاب الحديث، ألا تكونون مثل عيسى بن يونس. كان إذا جاء إلى الأعمش ينظرون إلى هديه وسمته [6] . قال وكيع: وذكر عيسى: ذاك رجلٌ قد قهر العِلْم. وقال أبو زُرْعة: حافظ [7] .   [1] تهذيب الكمال 2/ 1087. [2] الخبر مع الّذي قبله في تاريخ بغداد 11/ 154 ونصّه كاملا: عن جعفر بن يحيى بن خالد قال: ما رأينا في القرّاء مثل عيسى بن يونس، أرسلنا إليه فأتانا بالرّقّة، فاعتلّ قبل أن يرجع، فقلت له: يا أبا عمر قد أمر لك بعشرة آلاف، فقال: هيه، فقلت: هي خمسون ألفا، قال: لا حاجة لي فيها، فقلت: ولم؟ أما والله لا هنيتكها، هي والله مائة ألف، قال: لا والله لا يتحدّث أهل العلم أنّي أكلتُ للسّنّة ثمنا، ألا كان هذا قبل أن ترسلوا إليّ؟ فأمّا على الحديث فلا والله ولا شربة ماء ولا هليلجة!! (وانظر: صفة الصفوة 4/ 260 و 261، وتهذيب الكمال 2/ 1087، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 48) . والهليلج أو الإهليلج: مفردة إهليلجة، شجر ينبت في الهند والصين، ثمره على هيئة حبّ الصنوبر الكبار. [3] التاريخ الكبير 6/ 406، والجرح والتعديل 6/ 292، تاريخ بغداد 11/ 155، تاريخ دمشق 34/ 288. [4] في التاريخ 2/ 467. [5] تهذيب الكمال 2/ 1086. [6] تهذيب الكمال 2/ 1086. [7] الجرح والتعديل 6/ 292. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 325 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: حُجّة، هو أثبت من أخيه إسرائيل [1] . وقال ابن سعد [2] : ثِقة ثَبت. وسُئل أحمد بن حنبل عن عيسى بن يونس فقال: عيسى يُسأل عنه [3] ؟ قال محمد بن المنذر الكِنْديّ إنّ المأمون جاء إلى عيسى بن يونس فسمع منه، وأعطاه عشرة آلاف دِرهم، فردها وقال: ولا شُربة ماء عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . قال أحمد بن جَنَاب: مات عيسى سنة سبعٍ وثمانين ومائة [5] . وكذا أرّخه سُليمان بن عَمْر الرَّقّيّ، وعليّ بن بحر، وعبد الله بن جعفر. وقال محمد بن مُصَفَّى: مات في نصف شعبان سنة ثمان وثمانين ومائة [6] . وفيها أرّخه المدائنيّ، ومحمد بن المثنَّى، وأبو داود. وقال ابن سعد [7] ، وغيره: مات سنة إحدى وتسعين ومائة.   [1] تاريخ بغداد 11/ 155. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 488. [3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 479 رقم 3146، الجرح والتعديل 6/ 292. [4] تقدّم نحوه وتخريجه قبل قليل. [5] التاريخ الكبير 6/ 406، والتاريخ الصغير 203. [6] تاريخ بغداد 11/ 156. [7] في الطبقات 7/ 488، والتاريخ الكبير 6/ 406. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 326 [حرف الغين] 289- غسان بن مُضَر الأزْديّ النَّمِريّ البصْريّ المكفوف [1] . - س. - عن: أبي سَلَمة سعيد بن يزيد ليس إلا. وعنه: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ، وعدّة. قال: أحمد [2] : ثقة، ثقة. وقال: كان شيخًا عسِرًا. وقال أبو حاتم [3] : لا بأس بِهِ، صالح الحديث [4] .   [1] انظر عن (غسّان بن مضر الأزدي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 193 رقم 1979 و 2/ 543 رقم 3577 و 3/ 149 رقم 4659، والتاريخ الكبير 7/ 107 رقم 476، والتاريخ الصغير 201، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 108، والمعرفة والتاريخ 3/ 200 و 331، والجرح والتعديل 7/ 51 رقم 289، والثقات لابن حبّان 7/ 312، ومشاهير علماء الأمصار 159 رقم 1261، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 116، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1089، 1090، وميزان الاعتدال 3/ 335 رقم 6665، والكاشف 2/ 322 رقم 4495، وتهذيب التهذيب 8/ 247، 248 رقم 458، وتقريب التهذيب 2/ 105 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 307 (وفيه غسان بن مطر الأزدي أبو مطر..) !. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 193 رقم 1979 و 3/ 149 رقم 4659، والجرح والتعديل 7/ 51. [3] في الجرح والتعديل 7/ 51. [4] ووثّقه ابن معين، وقال أبو زرعة: صدوق. ووثّقه ابن حبّان. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 327 قيل: مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة. خرّج له (س) [1] «الصلاة في النّعلين» [2] .   [1] رمز للنسائي. [2] أخرج النسائي في سننه 2/ 74 كتاب القبلة، باب الصلاة في النعلين قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع وغسّان بن مضر قالا: حدّثنا أبو مسلمة واسمه سعيد بن يزيد- بصريّ ثقة- قال: سألت أنس بن مالك: أكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلّي في النعلين؟ قال: نعم. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 328 [حرف الفاء] 290- الفرج بن سعيد، أبو رَوْح المأربيّ [1] . عن: عمّه ثابت، وعن خالد بن عَمْرو بن سعيد الأشدق. وعنه: محبوب بن موسى الفرّا، والحُمَيْدِيّ، وغيرهما [2] . 291- فَضَالَةُ بن حُصَين الضّبيّ، أبو معاوية [3] . شيخ بصْريّ، له عن: حُمَيْد الطويل، ويزيد بن نَعَامة، ويونس بن عُبَيْد. وعنه: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المقدّميّ، وإبراهيم بن موسى.   [1] انظر عن (الفرج بن سعيد المأربيّ) في: الجرح والتعديل 7/ 86 رقم 484، والثقات لابن حبّان 9/ 13، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 192 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1093، والكاشف 2/ 326 رقم 4514، وتهذيب التهذيب 8/ 260 رقم 484، وتقريب التهذيب 2/ 108 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 308. وفي الأصل «الفرج بن سعد» . [2] قال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (فضالة بن حصين الضبّي) في: التاريخ الكبير 7/ 125 رقم 562، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 455، 456 رقم 1510، والجرح والتعديل 7/ 78 رقم 441، والمجروحين لابن حبّان 2/ 205، 206، والثقات لابن حبّان 9/ 10، وفيه: فضالة بن حسين، وهو تحريف.، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2046، 2047 والمغني في الضعفاء 2/ 510 رقم 4905، وميزان الاعتدال 3/ 348 رقم 6707، ولسان الميزان 4/ 434، 435 رقم 1328. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 329 قال أبو حاتم [1] : مضطَّرب الحديث، وكذا قال البخاريّ [2] . 292- الفضل بن عثمان، أبو محمد المُراديّ الكوفيّ الصَّيرفيّ [3] . عن: الزُّهْريّ، وأبي الزُّبَير. وعنه: أبو كُرَيِب، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ. ما يكاد يعرف. 293- فضيل بن سليمان النّميريّ [4]- ع. -   [1] في الجرح والتعديل 7/ 78. [2] في تاريخه الكبير 7/ 86. وقال ابن حبّان في (المجروحين) : شيخ يروي عن محمد بن عمرو الّذي لم يتابع عليه وعن غيره من الثقات ما ليس من أحاديثهم. روى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا وضعت الحلوى بين يدي أحدكم فليصب منها ولا يردّها» . وفي الأفراد لابن شاهين من طريقه، عن محمد بن عمرو بهذا السند حديث: «من أطعم أخاه لقمة حلوة لم يذق مرارة يوم القيامة» . وقد أورده المحبّ الطبري في أحكامه وقال: هذا غريب يتلقّى بالقبول ويعمل به، وما دري أنّ فضالة متّهم بالوضع، فإن ابن عديّ أخرج له، عن أبي يعلى، عن ابن عرعرة، عنه، بهذا السند: ما عرض على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم طيب قطّ فردّه. وقال: لا يرويه عن محمد إلّا فضالة، وكان عطّارا فاتّهم بهذا الحديث لينفق العطر. وقال ابن حبّان في الثقات: كان راويا لمحمد بن عمرو. ويقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري، محقّق هذا الكتاب: لقد أخطأ الحافظ ابن حجر في هذا، فابن حبّان لم يذكر محمد بن عمرو بين شيوخ فضالة في الثقات، وإنما ذكره في المجروحين، فقط. (انظر: لسان الميزان 4/ 435) . وقال الساجي: صدوق فيه ضعف وعنده مناكير. وقال الحاكم والنقاش: روى عن عبيد الله بن عمر، ومحمد بن عمرو مناكير. وذكره العقيلي، والدولابي، وابن الجارود، وغيرهم في الضعفاء. وقال أبو نعيم: روى المناكير، لا شيء. [3] لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفرة بين يديّ، وهو مما لا يكاد يعرف فعلا كما ذكر المؤلّف، رحمه الله. [4] انظر عن (فضيل بن سليمان النّميري) في: التاريخ لابن معين 2/ 476، وطبقات خليفة 225، والتاريخ الكبير 7/ 123 رقم 551، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 393، والمعرفة والتاريخ 1/ 408 و 3/ 32، والجرح والتعديل 7/ 72 رقم 413، والثقات لابن حبّان 7/ 316، والأسامي والكنى الجزء: 12 ¦ الصفحة: 330 أبو سليمان البصريّ. روى عن: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عَمْرو، وموسى بن عُقْبة، وخَيْثم بن عراك، وطبقتهم. وعنه: عليّ بن المدينيّ، وخليفة بن خيّاط، وأحمد بن عَبْدة، وأحمد بن المقدام، ونصر الْجَهْضَميّ، والفلاس، ومحمد بن موسى الحَرَشيّ، وآخرون. قال أبو حاتم [1] : ليس بالقوي. وقال ابن معين [2] : ليس بثقة، رواه عبّاس الدُّوريّ، عنه. وقال أبو زُرْعة: لين [3] . وقال النَّسائيّ [4] : بصري، ليس بالقويّ. قلت: قد احتجّ به الجماعة [5] . مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ستٍّ وثمانين ومائة [6] . 294- فُضَيْلُ بن عياض بن مسعود الأستاذ الإمام [7]- خ. م. د. ن. -   [ (-) ] للحاكم، ج 1 ورقة 244 أ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2045 2046، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1102، والمغني في الضعفاء 2/ 515 رقم 4958، وميزان الاعتدال 3/ 361 رقم 6767، والكاشف 2/ 331 رقم 4553، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 692، وتهذيب التهذيب 8/ 291، 292 رقم 534، وتقريب التهذيب 2/ 112 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 310. [1] في الجرح والتعديل 7/ 72. [2] في تاريخه برواية الدوري 2/ 476. [3] الجرح والتعديل 7/ 72. [4] في الضعفاء والمتروكين 301 رقم 393. [5] ذكره ابن حبّان في ثقاته، وقال ابن عديّ: ولفضيل بن سليمان رواية عن موسى بن عقبة، وعنده عن موسى، عن أبي حازم، عن أبي هريرة سبعون حديثا. وقال عبدان: كان لعباس بن عبد العظيم، على أبي كامل مجلسان في حديث فضيل بن سليمان لا ينظر له في غيرها. وقال الحافظ المؤلّف في ميزانه: حديثه في الكتب الستّة، وهو صدوق. [6] وفي طبقات خليفة 225 توفي سنة 183 هـ. [7] انظر عن (فضيل بن عياض الإمام) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 331 شيخ الإسلام، أبو عليّ التّميميّ، ثمّ اليَرْبُوعيّ المروزيّ، الزّاهد.   [ (-) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 500، والتاريخ لابن معين 2/ 476، ومعرفة الرجال له 2/ 214 رقم 714، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 168 رقم 101 و 1/ 561 رقم 1338 و 2/ 102، 103 رقم 1708 و 3/ 139 رقم 4611، وطبقات خليفة 284، وتاريخ خليفة 458، والتاريخ الكبير 7/ 123 رقم 550، والتاريخ الصغير 202، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 74، وتاريخ الثقات للعجلي 384 رقم 1357، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 258 و 3/ 139، وتاريخ اليعقوبي 2/ 415، والمعارف 511، وعيون الأخبار 1/ 307 و 2/ 300 و 357، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 468 و 557، والمعرفة والتاريخ 1/ 179 و 2/ 146 و 269 و 538 و 3/ 388، وتاريخ الطبري 1/ 294 و 324، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 35، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 24، والجرح والتعديل 7/ 73 رقم 416، ومشاهير علماء الأمصار 149 رقم 1179، والثقات لابن حبّان 7/ 315، والجليس الصالح 3/ 185، ومروج الذهب (طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) 3/ 364، 365، ورجال صحيح البخاري 2/ 608، 609 رقم 966، وطبقات الصوفية للسلميّ 6- 14، 27، 40، 44، 137، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 60 و 4/ 28 و 131 و 142 و 168 و 186 و 323، و 322، و 372، و 383، وحلية الأولياء 8/ 84- 139 رقم 397، ورجال صحيح مسلم 2/ 134، 135 رقم 1337، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان للعلوي (بتحقيقنا) 51، 52، والسابق واللاحق للخطيب 292، 293 رقم 154، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 414 رقم 1584، والكامل في التاريخ 6/ 189، وطبقات علماء إفريقية 166، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 67 و 88، والعقد الفريد 2/ 227 و 236 و 422 و 3/ 169 و 170 و 179 و 203 و 210 و 221 و 225 و 233، ورجال الطوسي 271 رقم 18، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، والتذكرة الحمدونية 1/ 144 و 178 و 183- 186 و 207 و 219 و 220 و 2/ 91 و 95 و 224، وصفة الصفوة 2/ 237- 247 رقم 218، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 34/ 638 إلى آخر المجلّد، و 35/ 1- 9، والرسالة القشيرية 11، والتوّابون للمقدسي 27، ووفيات الأعيان 4/ 47- 50 رقم 531، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 51، 52 رقم 56، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1103- 1105، والمختصر في أخبار البشر 2/ 17، وخلاصة الذهب المسبوك 154 وقد تحرّف فيه اسم عياض إلى (عباس) ، ودول الإسلام 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 8/ 372- 390 رقم 114، والعبر 1/ 298، وتذكرة الحفاظ 1/ 245، 246 رقم 232، وميزان الاعتدال 3/ 361 رقم 6768، والكاشف 2/ 331 رقم 4558، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 693، ومرآة الجنان 1/ 415- 417، ورياض الرياحين لليافعي 41، والبداية والنهاية 10/ 198، 199، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 6 و 29 و 109 و 225 و 245 و 246 و 271 و 508 و 556، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 35 و 53 و 77 و 129 و 131 و 150 و 151 و 152 و 153 و 156 و 240 و 245 و 254 و 270 و 290 و 291 و 336 و 347 و 410 و 467 و 475 و 484 و 548 و 932 و 941، والتهذيب 8/ 294- 297 رقم 538، وتقريب التهذيب 2/ 113 رقم 67، والنجوم الزاهرة 2/ 121- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 332 عن: منصور، وبيان بن بِشْر، وأبان بن أبي عيّاش، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وهشام بن حسّان، وصَفْوان بن سُليم، وأبي هارون العبْديّ، والأعمش. وعنه: سُفيان الثَّوْريّ وهو أكبر منه، وابن عُيَيْنَة، وابن المبارك، ويحيى القطّان، وحسين الْجُعْفيّ، وابن مهديّ، والشيزريّ، ومُسَدَّد، وقُتَيْبة، ويحيى بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبيّ، ويحيى بن أيّوب، وأحمد بن المقدام العِجْليّ، وخلْق سواهم. وكان إمامًا، ثقة، حُجّةً، زاهدًا، عابدًا، نبيهًا، صمدانيًا، كبير الشأن. قال ابن سعد [1] : وُلد الْفُضَيْلُ بخُراسان بكورة أبيورد، وقدِم الكوفةَ وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثمّ تعبَّد ونزل مكّة، وكان ثقة نبيلا، فاضلا، عابدًا، كثير الحديث. وقال إبراهيم بن الأشعث [2] وغيره: سمعنا فضيلا يقول:   [ (-) ] و 143، والبصائر والذخائر 4/ 188، وخلاصة تهذيب التهذيب 310، والجواهر المضيّة في طبقات الحنفية 2/ 700- 702 رقم 1108، والعقد الثمين 7/ 13- 19، د وطبقات الحفاظ للسيوطي 104، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 68، 69، والكواكب الذّرية للمناوي 1/ 148- 150، والطبقات السنيّة، رقم 1710، وشذرات الذهب 1/ 316- 318، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 235، وشرح نهج البلاغة 2/ 97 و 6/ 339 و 11/ 100، والمستطرف 1/ 68 و 1/ 79- 81، وسراج الملوك 51، و 253، والذهب المسبوك 212، ومحاضرات الأدباء 1/ 511 و 538، والمصباح المضيء 149- 2/ 152، ومحاضرات الأبرار 1/ 193، 194، ونثر الدر 7/ 65 رقم 30 و 7/ 66 رقم 37، و 7/ 68 رقم 61، والروضة الريّا 37، وكتاب الشكر 92 و 93 و 124، وعقلاء المجانين 35، 334. [1] في الطبقات الكبرى 5/ 500. [2] يقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري، محقّق هذا الكتاب إن المؤلّف- رحمه الله- قد شطح به القلم، أراد «إبراهيم بن شمّاس» فقال «إبراهيم بن الأشعث» ، فالذي روى عن الفضيل أنه ولد بسمرقند هو «ابن شمّاس» وليس «ابن الأشعث» . وفي طبقات الصوفية للسلمي ما يوضح ذلك، حيث قال بعد أن ذكر اسم صاحب الترجمة: «كذلك ذكره إبراهيم بن الأشعث صاحبه، فيما أخبرنا به يحيى بن محمد العكرمي، بالكوفة قال: سمعت الحسين بن محمد بن الفرزدق بمصر، قال: سمعت أحمد بن حمّوك قال: سمعت نصر بن الحسين البخاري قال: سمعت إبراهيم بن الأشعث يذكر ذلك. وذكر إبراهيم بن شمّاس، أنه ولد بسمرقند، ونشأ بأبيورد. كذلك سمعت أحمد بن محمد بن- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 333 وُلدت بسمرقَنْد. وقال أبو عبد الرحمن السُّلميّ [1] : أنا أبو بكر محمد بن جعفر: نا الحسين بن عبد العزيز العسكريّ، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكريّ، قال: ثنا ابن أخي أبي زُرْعة: ثنا محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، نا أبو عمّار [2] ، عن الفضل بن موسى قال: كان الفُضَيّل بن عِياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرْخَس. وكان سبب توبته أنّه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الْجُدران إليها سمع رجلا يتلو أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ من الْحَقِّ 57: 16 [3] فقال: يا ربّ قد آن. فرجع. فآواه الليل إلى خَربةٍ، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل؟ وقال قوم: حتى نُصْبح، فإنّ فُضَيْلا على الطريق يقطع علينا. فتاب الْفُضَيْلُ وأمّنهم [4] . وجاور بالحَرَم حتّى مات. إبراهيم بن اللَّيْث النَّخْشبيّ: نا عليّ بن خَشْرم: أخبرني رجل من جيران الْفُضَيْلِ من أبِيوَرْد قال: كان الفضيل يقطع الطّريق وحده، فبينا هو ذات لَيْلَةٍ وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدِلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفُضَيْل يقطع الطريق. فسمع ذلك وأرعد، فقال: يا قوم جُوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله. وجاء نحوها من وجهٍ آخر فيه جَهْضَم، وهو ساقط. وبالجملة فالشِّرْك أعظم من كل إفْك، وقد أسلَم خلقٌ صاروا أفضل هذه الأمَّة. نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإنّ قلوب العباد بيده يصرّفها كيف يشاء.   [ (-) ] رميح يقول: سمعت إبراهيم بن نصر الضبي بسمرقند يقول: سمعت محمدا بن عليّ بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت إبراهيم بن شمّاس، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ولدت بسمرقند ونشأت بأبيورد، ورأيت بسمرقند عشرة آلاف جوزة بدرهم» . (ص 7، 8) . [1] الخبر ليس في طبقاته. [2] هو: الحسين بن حريث. [3] سورة الحديد، الآية 16. [4] الخبر في وفيات الأعيان 4/ 47، وتهذيب الكمال 2/ 1103. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 334 قال ابن عيينة [1] ، والعجليّ [2] ، وغيرهما: فضيل ثقة. وقال أبو حاتم [3] : صدُوق. وقال إبراهيم بن شمّاس: قال ابن المبارك: ما بَقِيّ على ظهر الأرض عندي أفضل من الْفُضَيْلِ بن عِياض [4] . وقال أحمد بن عبّاد التّميميّ المَرْوَزِيّ: سمعتُ النَّضْر بن شُمَيْلٍ: سمعتُ هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهْيَبَ من مالك، ولا أورع من الْفُضَيْلِ [5] . وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فُضَيْلِ بن عِياض. دخلْت عليه فقال لي: يا أمير المؤمنين، فرّغ قلبَك للحزن والخوف حتّى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي، ويُباعداك من النّار [6] . عن ابن أبي عَمْر العنسي قال: ما رأيت بعد الْفُضَيْلِ أعْبَدَ من وكيع [7] . وعن شريك قال: إنّ فُضَيْلَ بن عِياض حُجّة لأهل زمانه. وقال الهيثم بن جميل نحوه. قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سُفيان بن عُيَيْنَة يُقبل يد الْفُضَيْلِ بن عِياض مرّتين [8] . وقال مَرْدَوَيْه الصّائغ: قال لي ابن المبارك: إنّ الْفُضَيْلَ صَدَق الله فأجرى الحكمة على لسانه، وهو ممّن نفعه الله بعلمه   [1] قوله في الجرح والتعديل 7/ 73. [2] في تاريخ الثقات 384 رقم 1357. [3] في الجرح والتعديل 7/ 73. [4] تهذيب الكمال 2/ 1103. [5] تهذيب الكمال 2/ 1103. [6] سير أعلام النبلاء 8/ 386. [7] السير 8/ 387. [8] السير 8/ 387. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 335 وقال مَرْدَوَيْه: وقال لي رَباح بن خالد: إنّ ابن المبارك قال له: إذا نظرتُ إلى فُضَيْلِ بن عِياض جدّد لي الحزنَ ومَقَتُّ نفسي. ثم بكى [1] . وعن ابن المبارك قال: إذا مات الْفُضَيْلُ ارتفع الحُزْن [2] . وقال أبو بكر الصُّوفيّ: سمعتُ وَكِيعًا يقول يوم مات الْفُضَيْلُ: ذهب الحُزْن اليوم من الأرض [3] . وقال يحيى بن أيّوب: دخلت مع زافر بن سُليمان على الْفُضَيْلِ بن عِياض بالكوفة. فإذا الْفُضَيْلُ وشيخ معه. فدخل زافر، وأقعدني على الباب. قال زافر: فجعل الْفُضَيْلُ ينظر إلي، ثمّ قال: يا أبا سُليمان هؤلاء المُحَدِّثين يُعجبهم قُربُ الإسناد. ألا أخبرك بإسنادٍ لا شكّ فِيهِ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ الله تعالى: نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ 66: 6 [4] فأنا وأنتَ يا أبا سُليمان من النّاس. قال: ثمّ غشي عليه وعلى الشّيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثمّ تحرّج الْفُضَيْلُ فقمنا، والشيخ مغشي عليه [5] . إبراهيم بن الأشعث: كنّا إذا خرجنا مع الْفُضَيْلِ في جنازة لا يزال يعِظ ويُذكِّر ويبكي لَكَأَنّه مُوَدِّعٌ أصحابَه، ذاهبٌ إلى الآخرة، حتّى يبلغ المقابر، فيجلس فَكَأَنّه بين الموتى في الحُزْن والبكاء [6] . قال سهل بن راهَوَيْه: قلت لسفيان بن عُيَيْنَة: ألا ترى إلى أبي عليّ،   [1] السير 8/ 387. [2] رواه أبو نعيم في الحلية 8/ 87 عن محمد بن إبراهيم، عن المفضّل بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن ابن المبارك، وهو في وفيات الأعيان 4/ 49. [3] تهذيب الكمال 2/ 1105. [4] سورة التحريم، الآية 6. [5] سير أعلام النبلاء 8/ 387. [6] أخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 84 من طريق محمد بن جعفر، عن إسماعيل بن يزيد، عن إبراهيم بن الأشعث، وفيه: «فكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم، ولكأنّه رجع من الآخرة يخبر عنها.» ، تهذيب الكمال 2/ 1104. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 336 يعني فضيلا، لا تكاد تجفّ له دمعه. قال سُفيان: إذا قَرح القلب نَدِيَت العَيْنان [1] . ثمّ تّنهد سُفيان. قال عبد الصّمد مَرْدَوَيْه الصائغ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإنْ قَلّ عملُه [2] . وقال: إنّ الله يَزْوي عن عبده الدنيا ويُمرّرها [3] عليه، مرةً يجوع، ومرّة يعرى، كما تصنع الوالدة بولدها، مرَّة صبرًا، ومرّة بُغضًا [3] ، ومرّة مراعاة له، وبذلك ما هو خيرٌ له [4] . وفي «المجالسة» للدِّيَنَوَرِيّ: نا يحيى بن المختار: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كنتُ بمكة مع الْفُضَيْلِ بن عِياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثمّ قام يطوف إلى أن قلت: يا أبا عليّ، ألا تنام؟ قال: ويْحك، وهل أحدُ يسمع بذِكر النّار تطِيب نفسُه أن ينام. وقال الأصمعيّ: نظر الْفُضَيْلُ بن عياض أنّ رجلا يشكو إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك [5] . وقيل سُئل الْفُضَيْلُ: متى يبلغ المرء غاية حب الله؟ قال: إذا كان عطاؤك إيّاه ومنه سواء. وعنه قال: تَرْك العمل من أجل النّاس رِياء، والعمل من أجل النّاس شِرْك، والإخلاص أن تعافى منهما [6] .   [1] سير أعلام النبلاء 8/ 387. [2] حلية الأولياء 8/ 103، 104. [3] في العقد الفريد «يمرمرها» . وفي الحلية: «كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها، تسقيه مرّة حضيضا، ومرّة صبرا، وإنما تريد بذلك ما هو خير له» . [4] حلية الأولياء 8/ 90، العقد الفريد 3/ 203 وفيه: « ... مرّة بالجوع، ومرّة بالعرى، ومرّة بالحاجة، كما تصنع الأم الشفيقة بولدها، تفطمه بالصبر مرة، وبالحضض مرّة،..» . [5] سير أعلام النبلاء 8/ 387. [6] سير أعلام النبلاء 8/ 377. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 337 وقال يونس بن محمد المكّيّ: قال فُضَيْلٌ لرجل: لَأعلمنَّك كلمةً خير لك من الدنيا وما فيها. والله لئن علِم الله منك إخراجكَ الأدميّين من قلبك حتّى لا يبقى في قلبك مكان لغيره، ثمّ تسأله شيئًا إلّا أعطاك. وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذّابٌ أم مُرائي. وروى عليّ بن عثام: قال الْفُضَيْلُ: ما دخلت على أحدٍ إلا خفتُ أن أتصنّع له، أو يتصنّع لي. قال أحمد بن أبي الحواريّ: ثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا فُضَيْلَ بن عِياض نسمع منه، قال: لقد تعوّذتُ باللَّه من شرِّكم. قلنا: ولم يا أبا عليّ؟ قال: أكره أن تزيّنوا لي وأتزيّن لكم. قال ابن أبي الحواريّ، ونا أبو عبد الله الأنطاكيّ قال: اجتمع فُضَيْلٌ، والثَّوْريّ فتذاكروا، فرق سُفيان وبكى، ثمّ قال لِفُضَيْلٍ: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة. فقال له الْفُضَيْلُ: لكنّي يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضرّ علينا من غيره. ألستَ تخلّصت إلى أحسن حديثك، وتخلَّصتُ أنا إلى أحسن حديثي، فتزيّنتُ لك، وتزيّنتُ لي. فبكى سُفيان وقال: أحْييتني أحياك الله [1] . وقال الفَيض بن إسحاق: قال لي الْفُضَيْلُ: لو قيل لك يا مُرائي غضبتَ وَشُقَّ عليك وعسى ما قيل لك حقّ، تزيّنت للدنيا، وتصنّعت لها [2] ، وقصَّرت ثيابك، وحسّنتَ سمتك، وكففت أذاك حتّى يقولوا: أبو زيد عابد، ما أحسن سَمْتَه، فيُكرمونك، وينظرونك، ويُهدون إليك مثل الدِّرْهم السُّتُّوق [3] ، لا يعرفه كلّ أحد، فإذا قشروا، قشروا عن نحاس [4] . ويْحك، ما تدري في أي الأصناف تُدْعَى غدا.   [1] سير أعلام النبلاء 8/ 387. [2] حتى هنا في حلية الأولياء 8/ 94. [3] الدرهم السّتّوق: الرديء المزيّف. (اللسان) . [4] حتى هنا في سير أعلام النبلاء 8/ 387، 388، وهو باختصار أيضا في: صفة الصفوة 2/ 240. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 338 ابن مسروق: سمعتُ السَّريّ بن المُغَلّس: سمعتُ الْفُضَيْلَ بن عِياض يقول: من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعْه أحد. الفَيْض بن إسحاق الرَّقّي: سمعتُ الْفُضَيْلَ. وسُئل: ما الخلاص؟ قال: أخبرني، من أطاع الله هل تَهُمُّه مَعْصية أحد؟ قال: لا. قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا. قال: هذا الخلاص [1] . قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلّموا عمِلوا، وإذا عمِلوا شُغِلُوا، وإذا شُغِلُوا فُقِدوا، وإذا فُقِدوا طُلبوا، فإذا طُلِبوا هربوا [2] . وقال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: رحم الله امرأً أخطأ وبكى على خطيئته قبل أن يُرزق بعمله. وقال الفَيض بن إسحاق: قال الْفُضَيْلَ: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصلَ مَن قَطَعَك، وتُعطي من حَرَمك، وتعفُوَ عمَّن ظلمك. وعنه قال: ما أجدُ راحة ولا لذّة إذا خَلَوْتُ. وعنه قال: كفى باللَّه محبًّا، وبالقرآن مؤانسًا، وبالموت واعظًا. اتّخذ الله صاحبًا، ودَع النّاسَ جانبًا. كفى بخشية الله عِلْمًا، وبالاعتذار جهلا. رهبةُ المؤمن الله على قدر علْمه باللَّه، وزهادتُه في الدنيا، على قَدْر شَوقه إلى الجنّة [3] . قال إبراهيم بن الأشعث خادم الْفُضَيْلِ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو أنّ الدنيا عرضت عليّ حلالا أحاسَب عليها لَكُنْتُ أتقذَّرُها كما يتقذر أحدكم الجيفة. وسمعته يقول: مَن سَاءَ خُلُقُه شان دِينه، وحَسَبُه، ومروءته [4] .   [1] حلية الأولياء 8/ 788، تهذيب الكمال 2/ 1104. [2] السير 8/ 388. [3] حلية الأولياء 8/ 89 بلفظ مقارب. [4] تهذيب الكمال 2/ 1104. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 339 وقال: لن يهلك عبد حتّى يؤثر بشهوته على دينه [1] . خِصْلتان تقسّيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل. أكْذَبُ النّاس العائد في ذَنْبه، وأجهلُ النّاس الْمُدِلُّ بحَسَناته، وأعلم النّاس باللَّه أخوفهم منه [2] . وعنه قال: أمس منل، واليوم عَمَلٌ، وغدًا أمَلٌ. قال فيض بن إسحاق الرَّقّيّ: قال الْفُضَيْلُ: ما يَسُرُّني أن أعرف الأمرَ حقّ معرفته إذا طاش عقلي. إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ، وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالُك؟ قال له: عن أيّ حال تسأل؟ حال الدنيا، أو حال الآخرة؟. أمّا الدنيا فإنّها مالت بنا، وذهبت كلَّ مَذْهب. والآخره، فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعُف عملُه، وفني عُمره، ولم يتزوّد لِمَعَاده [3] . الفيْض بن إسحاق. سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا أراد الله أن يُتْحفَ العبدَ سلَّط عليه من يظلمه. الأصمعيّ: قال الْفُضَيْلُ: إذا قيل لك: أَتخاف الله؟ فاسكُتْ. فإنك إنّ قلت لا، أتيتَ بأمرٍ عظيم، وإنّ قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه. وعن الْفُضَيْلِ: يا مسكين، أنت مُسيء، وترى أنّك محسِن، وأنت جاهل، وترى أنك عالِم، وأنت بخيل، وترى أنّك كريم، وأنت أحمق، وترى أنّك عاقل. وأجلُك قصير، وأمَلُك طويل. قلت: صدق والله.   [1] تهذيب الكمال 2/ 1104. [2] حلية الأولياء 8/ 89، تهذيب الكمال 2/ 1104. [3] حلية الأولياء 8/ 85، 86 وفيه تكملة طويلة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 340 وأنت ظالم، وترى أنّك مظلوم، وأنت فاسق، وترى أنّك عدْل، وأنت آكل للحرام، وترى أنّك متورِّع. محرز بن عَوْن: أتيت الْفُضَيْلَ وسلمت عليه، فقال: وأنت أيضًا من أصحاب الحديث؟ ما فعل القرآن؟ والله لو نزل حرف باليمن لكَان ينبغي أن تذهب حتّى تَسمعه، والله لأن تكون راعي الحُمُر وأنت طائع، خيرٌ لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاصٍ [1] . إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو طلبت منّي الدنانير كان أيْسَرَ من أن تطلب منّي الأحاديث. فقلت: لو حدّثتني بأحاديث كان أحبّ إلي من عِدّتها دنانير. قال: أنت مفتون: أما والله لو عملتَ بما سمعت لكان لك في ذلك مُنْشَغلٌ عمّا لم تسمع. سمعتُ سُليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللُّقْمة وترمي بها خلفَ ظهرك، فمتى تشبع [2] ؟. عبّاس الدُّوريّ: ثنا محمد بن عبد الله الأنباريّ: سمعتُ فُضَيْلا يقول: لما قدِم هارون الرشيد إلى مكّة، قعد في الحِجْر هو وولده وقومٌ من الهاشميّين، وأحضروا المشايخ. فبعثوا إليَّ، فأردت أن لا أذهب، واستشرت جاري فقال: اذهب، لعلّه يريد أن تحدّثه أو تَعِظه. فدخلت المسجدَ فلمّا صرت إلى الحِجْر قلت لأدناهم إلي: أيُّكم أميرُ المؤمنين؟ فأشار إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فردّ علي وقال: أقعد. ثمّ قال: إنّما دعوناك لتحدّثنا بشيءٍ وتعِظنا. قال: فأقبلت عليه وقلت: يا حَسَن الوجه، حِسَابُ الخلق كلّهم عليك. قال: فجعل يبكي ويشْهق. فرددت عليه وهو يبكي، حتّى جاء الخادم، فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام [3] .   [1] تهذيب الكمال 2/ 1104. [2] حلية الأولياء 8/ 87، تهذيب الكمال 2/ 1104. [3] سير أعلام النبلاء 8/ 388، 389. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 341 وقال محرز بن عَوْن: كنت عند الْفُضَيْلِ، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا عليّ يُسلّم عليك. قال: أيُّكم هو؟ قالوا: هذا قال: يا حسَن الوجه، لقد طُوِّقْتَ أمرًا عظيمًا [1] ، وكررها. ثمّ قال: حدَّثني عُبَيْد المكتّب، عن مجاهد في قوله تعالى وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ 2: 166 [2] قال: الأوصال التي كانت في الدنيا. وأَوْمَأ بيده إليهم. قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو كانت لي دعوة مُسْتَجابة ما صيّرتها إلا في الإمام. لو صيرتُها في نفسي لم تُنْجِدْني، ومتى صيّرتها في الإمام إصلاح العباد والبلاد [3] . وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كلّ يوم لكَلَّمُته في عُلماء السّوء، أقول: يا أمير المؤمنين لا بدّ للناس من راع، ولا بدّ للراعي من عالِم يشاوره، ولا بدّ له من قاضٍ ينظر في أحكام المسلمين. وإذا كان لا بدّ من هذين فلا يأتِك عالِمٌ ولا قاضٍ إلا على حمار بأَكافٍ، فبالْحَرِيّ، أن يؤدّوا إلى الرّاعي النّصيحة. يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدُّوا إليك النصيحة ومركب أحدِهم كذا وكذا. قال فُضَيْلُ بن عبد الوهّاب: سمعتُ الْفُضَيْلَ بمكة يقول لهم: لا تُؤذوني ما خرجت إليكم. حتّى بال نحوًا من ستّين مرة. قال محمد بن زنبور المكّي وغيره: أُحصِر بَوْلُ الْفُضَيْلِ، فرفع يديه وقال: اللَّهمّ بحبّي لك إلّا ما أطلقته، فما رُحْنا حتّى بال [4] . قال عبد الله بن خُبَيْق: قال الْفُضَيْلُ: تباعدْ من القرّاء، فإنّهم إن أحبّوك   [1] حتى هنا في حلية الأولياء 8/ 105. [2] سورة البقرة، الآية 199. [3] حلية الأولياء 8/ 91 وفيه زيادة، ربيع الأبرار 4/ 223، الجليس الصالح 3/ 185، وفيات الأعيان 4/ 48، المصباح المضيء 1/ 149. [4] حلية الأولياء 8/ 109. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 342 مدحوك بما ليس فيك، وإنّ غضِبوا [1] شهِدوا عليك وَقُبِلَ منهم [2] . قال قُطْبة بن العلاء: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: آفة القُرّاء الْعُجْبُ. قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسَنَاته، وأعلم النّاس أخْوَفُهم من الله [3] . قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله [4] . من جلس مع مُبتدع لم يُعط الحكمة [5] . قال المفضّل الْجَنَدِيّ: نا إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: ما رأيت أحدًا كان أخْوَف على نفسه ولا أرجى للناس من الْفُضَيْلِ [6] . كانت قراءاته حزينة، شهيّة، بطيئة، مترسّلة، كأنّه يخاطب إنسانًا، إذا مرّ بآية فيها ذِكْر الجنّة تردّد فيها وسأل. وكانت صلاته باللّيل، أكثر ذلك قاعدّا، يُلقى له حصير، فيصلّي من أول الليل ساعة، ثمّ تغلبه عينُه، فينام [7] قليلا ثمّ يقوم، فإذا غلبه النومُ نام، ثم يقوم، هكذا حتّى يصبح. وكان دأبُه إذا نعس أن ينام، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدّث. وكان يثقل عليه الحديث جدّا [8] .   [1] في طبقات الصوفية «وإن أبغضوك» . [2] طبقات الصوفية 11. [3] حلية الأولياء 8/ 89، تهذيب الكمال 2/ 1104 وقد تقدّم. [4] حلية الأولياء 8/ 103، 104 وقد تقدّم قبل ذلك. [5] طبقات الصوفية للسلمي 10 عن أبي محمد عبد الله بن محمد الرازيّ، عن محمد بن نصر بن منصور الصائغ، قال: سمعت مردويه الصائغ..، حلية الأولياء 8/ 103. [6] حلية الأولياء 8/ 86. وأخرج أبو نعيم نحوه (8/ 84، 85) : عن عبد الله بن جعفر، حدّثنا أحمد بن الحسين الحذّاء، حدّثنا إبراهيم الثقفي، حدّثني محمد بن شجاع أبو عبد الله، عن سفيان بن عيينة قال: ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وأبيه. وهو في تهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 52. [7] في الأصل «فيبكي» ، وهو سبق قلم. [8] حلية الأولياء 8/ 86، صفة الصفوة 2/ 238، تهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 52، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 343 وعن فضيل قال: لو خيّرت بين أن أُبعث فأدخل الجنّة وبين أن لا أُبعث، لاخترت أن لا أُبعث. قال أبو الشّيخ: نا أبو يحيى الداريّ، نا محمد بن عليّ بن شقيق، نا أبو إسحاق قال: قال الْفُضَيْلُ بن عِياض: لو خُيِّرتُ بين أن أكون كلبًا ولا أرى يوم القيامة، لاخترتُ ذلك [1] . إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحًا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل. وقال: من استوحش من الوحدة وأنِس بالناس لم يَسلم من الرّياء. وقال الفَيْض: سمعته يقول: لا حَجّ ولا جهاد أشدّ من حبْس اللسان، وليس أحد أشدّ غمًّا ممّن سجنه لسانه. قلت: لِلْفُضَيْلِ ترجمة في «تاريخ دمشق» وفي «الحلية» . وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع عن جوائز السلطان. وعن هشام بن عمّار قال: تُوُفّي الْفُضَيْلُ رحِمه الله يوم عاشوراء سنة سبْعٍ وثمانين ومائة. وفيها أرّخه يحيى بن المَدِينيّ، وجماعة. وعن رجلٍ قال: كنّا جُلُوسًا مع فُضَيْلِ بن عِياض، فقلنا له: كم سِنُّك؟ فقال: بلغت الثمانين أو جُزْتُها ... فماذا أُؤَمِّلُ أو [2] أنتظر علَّتْني السِّنُون فأبلينني ... فدقّ العظم [3] وكلّ البصر [4]   [ (-) ] تهذيب الكمال 2/ 1104. [1] حلية الأولياء 8/ 84، صفة الصفوة 2/ 238، 239. [2] في الأصل «أو مالي» ، والتصحيح من: صفة الصفوة، وسير أعلام النبلاء. [3] في صفة الصفوة «فرقّت عظامي» ، وفي سير أعلام النبلاء «فدقّ العظام» . [4] البيتان في: صفة الصفوة 2/ 239 وفيه زيادة بيت: أتى ثمانون من مولدي ... وبعد الثمانين ما ينتظر؟ وهما أيضا في كتاب الزهد الكبير للبيهقي 251 وفيه الزيادة: أتت لي ثمانون من مولدي ... ودون الثمانين ما يعتبر- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 344 295- فُضَيْلُ بن عِياض الصَّدفيّ المصريّ [1] . من طبقة الأعمش، وإنّما ذكرته هنا للتمييز. حَدّث عن: أبي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن. روى عنه: حَيْوَة بن شُرَيْح، وعبد الله بن لَهِيعة، وغيرهما.   [ () ] وهما أيضا في تهذيب الكمال 2/ 1104، وسير أعلام النبلاء 8/ 390. [1] انظر عن (فضيل بن عياض المصري) في: تهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1105، وميزان الاعتدال 3/ 362 رقم 6770، وتهذيب التهذيب 8/ 297 رقم 540، وتقريب التهذيب 2/ 113 رقم 69، وخلاصة تذهيب التهذيب 310. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 345 [حرف القاف] 296- قدامة بن شهاب المازنيّ البصْريّ [1]- ن. - عن: بُرْد بن سِنان، ويحيى البكّاء، وأمّ داود الوابشيّة التي رأت عليًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وعن جماعة. وعنه: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، ويوسف بن موسى، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون. قَالَ أَبُو زُرْعة [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . 297- قُرّان بن تمّام الأسديّ الكوفيّ [4]- د. ت. ن. -   [1] انظر عن (قدامة بن شهاب) في: التاريخ الكبير 7/ 179 رقم 806، والجرح والتعديل 7/ 128 رقم 733، والثقات لابن حبّان 9/ 21، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1125، والكاشف 2/ 342 رقم 4627، وتهذيب التهذيب 8/ 363، 364 رقم 645، وتقريب التهذيب 2/ 124 رقم 89، وخلاصة تذهيب التهذيب 315. [2] في الجرح والتعديل 7/ 128. [3] وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (قرّان بن تمّام الأسدي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 399، والتاريخ لابن معين 486، والتاريخ الكبير 7/ 203 رقم 892، والجرح والتعديل 7/ 144 رقم 803، والثقات لابن حبّان 7/ 346 و 9/ 23، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1126، والكاشف 2/ 343 رقم 4633، والمغني في الضعفاء 2/ 523 رقم 5037، وميزان الاعتدال 3/ 386، 387 رقم 6875، وتهذيب التهذيب 8/ 367 رقم 652، وتقريب التهذيب 2/ 124 رقم 96، وخلاصة تذهيب التهذيب 318، 319. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 346 حدَّث عن: جميل بن أبي صالح، وهشام بن عُرْوة، وموسى بن عُبَيْدة، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن مَنيع، وعليّ بن حُجْر، وسعيد بن محمد الجرميّ، والحسن بن عرفة. وثّقه أحمد [1] . وكان يبيع الدّوابّ [2] . تُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة.   [1] وقال أيضا: لا بأس به. [2] قاله ابن معين في تاريخه 2/ 386 ووثّقه، وزاد: وكان نخّاسا، وكان ينزل ناحية المخرم، ومات هاهنا. ووثّقه أيضا الدارقطنيّ، وقال ابن سعد: كانت عنده أحاديث ومنهم من يستضعفه. وقال أبو حاتم: شيخ ليّن. وذكره ابن حبّان في الثقات. له عند أبي داود، والنسائي. (تهذيب التهذيب) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 347 [حرف الكاف] 298- كثير بن مروان الفِهْريّ [1] . عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، والحسن بن عُمارة. وعنه: النفيليّ، وأحمد بن حنبل، والحسن بن عَرَفَة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ. كذّبه يحيى بْن مَعِين، وقال مرّة: لَيْسَ بشيء [2] .   [1] انظر عن (كثير بن مروان) في: التاريخ لابن معين 2/ 495، والمعرفة والتاريخ 2/ 450، والضعفاء الكبير 4/ 7 رقم 1559، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 144 رقم 447، والمجروحين لابن حبّان 2/ 225، 226، والكامل في الضعفاء 6/ 2089، 2090، والمغني في الضعفاء 2/ 531 رقم 5089، وميزان الاعتدال 3/ 409، 410 رقم 6950، ولسان الميزان 4/ 483، 484 رقم 1530. وهو: شاميّ في تاريخ ابن معين، والمعرفة والتاريخ للفسوي. وهو: المقدسي في الضعفاء للعقيليّ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ. وهو: السلمي من أهل فلسطين، في المجروحين لابن حبان. وهو: الفلسطيني في الكامل لابن عديّ. [2] في تاريخه 2/ 495، وقال الفسوي: ليس حديثه بشيء، وضعّفه العقيلي، والدارقطنيّ، والساجي، وابن شاهين. وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدّا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلّا على جهة التعجّب. وقال ابن عديّ: ومقدار ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات. وقال محمود بن غيلان: أسقطه أحمد وابن معين وأبو خيثمة. قال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 4/ 484) : وقال أبو حاتم: يكذب في حديثه ولا يحتجّ به. ويقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري: إن الموجود في (الجرح والتعديل 7/ 157 برقم 874) : كثير بن مروان [دون نسبة] روى عن لقمان بن عامر، روى عنه ابنه محمد بن كثير بن مروان، نا عبد الرحمن قال: سمعت ابن الجنيد يقول: كثير بن مروان ليس- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 348   [ (-) ] بقويّ، نا عبد الرحمن قال: سئل أبي عنه فقال: يكتب حديثه ولا يحتجّ به. وليس في المصادر التي ترجمت لكثير بن مروان الشامي المقدسي الفهري الفلسطيني ما يدلّ على روايته عن لقمان بن عامر، فهو مشهور بروايته عن: إبراهيم بن أبي عبلة. كما ليس في المصادر ما يدلّ على رواية ابنه محمد عنه، إذ المشهور رواية أبي جعفر النفيلي عنه. والّذي عند ابن حجر «يكذب في حديثه» ، وعند ابن أبي حاتم «يكتب حديثه» ! والله أعلم بصحة ذلك. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 349 [حرف اللام] 299- اللّيث بن عاصم بن العلاء الخَوْلانيّ المصريّ [1] . عن: الحَسَن بن ثَوْبان. وعنه: ابن وهْب، وعبد الرحمن بن أبي السّمح. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة [2] .   [1] انظر عن (الليث بن عاصم الخولانيّ) في: المعرفة والتاريخ 1/ 173 (وفيه يكنى: أبا الحارث) ، ويكنّى: (أبا زرارة القتباني) في: الثقات لابن حبان 9/ 29، أمّا في تهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1155، 1156 فهو: (أبو الحسن المصري) ، وكذلك في: تهذيب التهذيب 8/ 469 رقم 835، وتقريب التهذيب 2/ 139 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 323. [2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب عمر تدمري: لقد خلط ابن حبّان في (الثقات) بين الليث بن عاصم الخولانيّ أبي الحسن المتوفى 182 هـ. والليث بن عاصم أبي زرارة القتباني المتوفى سنة 211 فقال في (باب اللام) : «قال أبو حاتم رضي الله عنه: وممن روى من الطبقة الرابعة عن أتباع التابعين ممّن ابتدأ اسمه على اللام: الليث بن عاصم القتباني، أبو زرارة، من أهل مصر، يروي عن ابن جريج، روى عنه المصريون، كان مولده سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة، وكان ياسين بن عبد الأحد القتباني كثير الرواية عنه» . وأقول: إن الموجود في (الجرح والتعديل 7/ 181 برقم 1023) غير هذا تماما: «ليث بن عاصم أبو زرارة القتباني، مصري، روى عن أبي قبيل، وأبي الخير الجيشانيّ. روى عنه ابن وهب، وأبو شريك يحيى بن يزيد المصري الّذي كتب عنه أبي، وأبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح» . وقد جاء في (المعرفة والتاريخ 1/ 173) : قال ابن بكير: ولد الليث بن عاصم- يكنى أبا الحارث الخولانيّ- سنة ثلاثين ومائة، وتوفي سنة اثنتين وثمانين ومائة. إذن، فالمتوفّى سنة 182 هـ. هو «الخولانيّ» وليس القتباني، وكنية الخولانيّ: أبو الحارث- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 350 300- اللّيث بن نصر بن سَيّار [1] . أبو هشام الكِنانيّ، أمير بُخارَى. سمع: عبد الله بن عَوْن، وابن إسحاق، وسعيد بن أبي عَروبة. وعنه: عَمْرو بن مُصْعَب، وغيره. وكان صدُوقًا.   [ (-) ] أو أبو الحسن. بينما كنية القتباني: أبو زرارة وهو الّذي توفي سنة 211 هـ. والملفت أن ترجمة الليث بن عاصم عند ابن حبّان تختلف تماما عن ترجمة الليث بن عاصم عند ابن أبي حاتم، مع أنّ ابن حبّان ينصّ على أن ما كتبه هو عن أبي حاتم! وهو خلط واضح. ويتّضح لنا أن المذكور في (الجرح والتعديل) هو غير صاحب الترجمة، وقد فرّق بينهما: المزي، والحافظ ابن حجر. وأشار المزّي إلى هذا الموضوع في ترجمة الليث بن عاصم الخولانيّ أبي الحسن المصري، فقال: ذكره ابن حبان في كتاب الثقات. وقال أبو سعيد بن يونس: توفي يوم السبت أول يوم من صفر سنة اثنتين وثمانين ومائة، حدّثني بوفاته هذه أبو بكر أحمد بن علي بن رزاح بن رجب الخولانيّ، قال: توفي أبو الحسن الليث بن عاصم، وذكر هذه الوفاة، قال أبو سعيد: والليث بن عاصم هذا أخو أبي رجب العلاء بن عاصم وهو أسنّ من أبي رجب، وصلّى بالناس في الجامع قبل أخيه أبي رجب. وذكر غير أبي سعيد بن يونس أن مولده سنة ثلاثين ومائة، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ليث بن عاصم أبو زرارة القتباني مصري، روى عن أبي قبيل، وأبي الخير الجيشانيّ. روى عنه ابن وهب، وأبو شريك يحيى بن يزيد المصري الّذي كتب عنه أبي وأبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح. كذا قال ابن أبي حاتم. وما ذكره ابن يونس أولى، فإنه أخبر بأهل بلده. والله أعلم، ذكرناه للتمييز. [1] انظر عن (الليث بن نصر بن سيّار) في: الكامل في التاريخ 6/ 39. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 351 [حرف الميم] 301- الماضي بن محمد [1]- ق. - أبو مسعود الغافقيّ المصريّ. عن: ليث بن أبي سُلَيم، وهشام بن عروة، وجويبر بن سعيد. روى عنه ابن وهْب وحده. وكان ورّاقًا نَسَخ المصاحف. قال ابن عَدِيّ [2] : هو مُنْكَر الحديث [3] . وقال ابن يونس، مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة. 302- مبارك بن سُحَيْم. قد تقدّم، وكونه هنا، أولى.   [1] انظر عن (الماضي بن محمد الغافقي) في: الجرح والتعديل 8/ 442 رقم 2021، والمجروحين لابن حبّان 2/ 231 (في ترجمة: ليث بن أبي سليم بن زنيم الليثي) وذكر نسبته في فهرس الكتاب بالفائقي!، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2425، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1295، والكاشف 3/ 98، 99 رقم 5331، والمغني في الضعفاء 2/ 537 رقم 5131، وميزان الاعتدال 3/ 424 رقم 7005، وتهذيب التهذيب 10/ 2، 3 رقم 1، وتقريب التهذيب 2/ 223 رقم 857، وخلاصة تذهيب التهذيب 394. [2] في الكامل في الضعفاء 6/ 2425 وذكر له ثلاثة أحاديث، وقال: وللماضي غير ما ذكرت قليل، وعامّة ما يرويه لا يتابع عليه، ولا أعلم روى عنه غير ابن وهب. [3] قال أبو حاتم: لا أعرفه، والحديث الّذي رواه باطل. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 352 303- مبشّر بن عبد الله بن رزين [1]- ن. - أبو بكر الشّمندريّ النّيسابوريّ، أخو عمر، ومسعود. وكان مبشّر أكبرهم، ولم يرحل من نَيْسابور. روى عن: حَجّاج بن أرطأة، وابن إسحاق، وإبراهيم بن طَهْمان، وسُفيان بن حسين. وعنه: أخوه عمر، وعلي بن سلمة اللبقي، وعلي بن الحسن الذهلي، وقال: ثقة، وبِشْر بن الحَكَم [2] . مات سنة تسعٍ [3] وثمانين ومائة. 304- محبوب بن محرز التّميميّ الكوفيّ القواريريّ [4] . عن: داود بن يزيد الأوديّ، وأسامة بن زيد، وكامل أبي العلاء، وجماعة. وعنه: شُرَيْح بن يونس، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وأبو سعيد الأشجّ، وأبن عَرَفَة، وغيرهم. قال أبو حاتم [5] ، يكتب حديثه.   [1] انظر عن (مبشر بن عبد الله بن رزين) في: التاريخ الكبير 8/ 11 رقم 1961، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 13، والجرح والتعديل 8/ 344 رقم 1575، والثقات لابن حبّان 9/ 193، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1302، والكاشف 3/ 104 رقم 5373، وتهذيب التهذيب 10/ 32 رقم 52، وتقريب التهذيب 2/ 228 رقم 906، وخلاصة تذهيب التهذيب 368. [2] لم يتعرّض له ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثقات. [3] وقيل مات سنة 188 هـ. (التاريخ الكبير، والثقات لابن حبان) . [4] انظر عن (محبوب بن محرز القواريري) في: الجرح والتعديل 8/ 388 رقم 1778، والثقات لابن حبّان 9/ 205، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1307، والكاشف 3/ 108 رقم 5400، وميزان الاعتدال 3/ 442 رقم 7083، والمغني في الضعفاء 2/ 543 رقم 5192، وتهذيب التهذيب 10/ 52 رقم 84، وتقريب التهذيب 2/ 231 رقم 936، وخلاصة تذهيب التهذيب 370. [5] في الجرح والتعديل 8/ 388. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 353 وقال الدَّارَقُطْنيّ [1] : ضعيف [2] . 305- محمد بن إبراهيم بن دينار المدنيّ [3] . مولى جهينة، أبو عبد الله الفقيه، صاحب مالك. روى عن: يزيد بن أبي عُبَيْد الأكْوَعيّ، وموسى بن عُقْبة، وابن أبي ذيب، وعدّة. وعنه: ابن وهْب، ويعقوب بن محمد الزُّهْريّ، وذُؤَيب بن عمارة، وأبو مُصْعَب، وآخرون. قال أشهب: ما رأيت في أصحاب مالك أفْقَهَ من ابن دينار [4] . وقال ابن مَعِين: ثقة. وقال القاضي عِياض [5] : تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال ابن عبد البر [6] : كان مفتي أهل المدينة مع مالك [7] . قلت: روى له البخاريّ حديثا واحدا [8] .   [1] لم يرد في المطبوع من كتابه (الضعفاء والمتروكين) . [2] ذكره ابن حبّان في الثقات، ووثّقه شريح بن يونس. (تهذيب التهذيب) . [3] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن دينار) في: التاريخ الكبير 1/ 25 رقم 25، والمعرفة والتاريخ 1/ 652، والجرح والتعديل 7/ 184 رقم 1044، والثقات لابن حبّان 9/ 39، ورجال صحيح البخاري 2/ 636 رقم 1008، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 456 رقم 738، وطبقات الفقهاء للشيرازي 146، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، وترتيب المدارك 1/ 291، والانتقاء 54، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1157، والكاشف 3/ 14 رقم 4765، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 695، وتهذيب التهذيب 9/ 7، 8 رقم 11، وتقريب التهذيب 2/ 140 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 324. [4] طبقات الشافعية للشيرازي 146 والقول للشافعي. [5] في ترتيب المدارك 1/ 291. [6] في الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء، طبعة القاهرة 1350 هـ. - ص 54. [7] قال البخاري في تاريخه الكبير: معروف الحديث. وقال أبو حاتم: كان من فقهاء المدينة نحو مالك، وكان ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [8] روى عنه أبو مصعب أحمد بن أبي بكر في (العلم) ، و (مناقب جعفر) . وله حديث عند النسائي في: عمل اليوم والليلة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 354 306- محمد بن الإمام إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بن عباس العباسي الأمير [1] . وُلّي دمشق للمهديّ، وللرشيد، ووُلّي مكّة والموسم. وكان كبير القدْر، معظَّمًا. روى عن: جعفر بن محمد، وعن المنصور. وعنه: ابنه موسى، وحفيده عبد الصمد بن موسى الهاشمي، وغيرهما. وهو صاحب حَدِيثِ: «أََكْرِمُوا الشُّهُودَ» [2] . مات ببغداد سنة خمسٍ وثمانين ومائة وله: ثلاثٌ وستّون سنة. 307- محمد بن القاضي أبي شَيْبَة إبراهيم بن عثمان العبسيّ الكوفيّ [3]- ت. -   [1] انظر عن (محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن عليّ الإمام) في: تاريخ خليفة 425 و 431 و 438 و 439 و 450 و 461 و 463، والمعارف 376، وتاريخ اليعقوبي 2/ 350 و 384 و 390 و 401 و 402 و 430 و 431، والمعرفة والتاريخ 1/ 134- 136 و 138- 140 و 142- 144 و 146 و 147 و 154 و 169 و 170 و 203، وتاريخ الطبري 7/ 191 و 423 و 510 و 8/ 28 و 32 و 40 و 41 و 43 و 44 و 49 و 53 و 58 و 243 و 260 و 346، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2374 و 3643- 3646، وفتوح البلدان 224 و 226 و 227 و 228، والخراج وصناعة الكتابة 321، وتاريخ بغداد 1/ 384- 387 رقم 357، والعيون والحدائق 3/ 266، 667، والوزراء والكتّاب 195، 196، والمستجاد من فعلات الأجواد 64، والمحاسن والمساوئ 203، والتذكرة الحمدونية 2/ 116، 117، وأنساب الأشراف 3/ 94 و 127 و 178، وخلاصة الذهب المسبوك 89 و 184، وأمراء دمشق في الإسلام 75 رقم 231، والوافي بالوفيات 1/ 341 رقم 219، والكامل في التاريخ 6/ 176، والعبر 1/ 292، وسير أعلام النبلاء 9/ 88، 89 رقم 27، والعقد الثمين 1/ 401- 404، وشذرات الذهب 1/ 309، ورجال الطوسي 280 رقم 11. [2] حديث منكر، وقد تقدّم في ترجمة (عبد الصمد بن علي بن عبد الله الأمير الهاشمي) من هذا الجزء. [3] انظر عن (محمد بن القاضي أبي شيبة) في: التاريخ لابن معين 2/ 503، والتاريخ الصغير 199، والتاريخ الكبير 1/ 25، 26 رقم 27، والجرح والتعديل 7/ 185 رقم 1047، والثقات لابن حبّان 7/ 440، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1158، والكاشف 3/ 15 رقم 4769، وتهذيب التهذيب 9/ 12 رقم 16، وتقريب التهذيب 2/ 141 رقم 10، وخلاصة تذهيب التهذيب 324. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 355 عن: أبيه، والأعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة. وعنه: ابناه الحافظان أبو بكر، وعثمان، ويزيد بن هارون. ووُلّي قضاء بعض مملكة فارس وتُوُفّي هناك، وقد جاوز سبعين سنة، في سنة اثنتين وثمانين ومائة. وثقه يحيى بن مَعِين [1] . له حديث ينفرد بروايته في ذِكر الموت [2] . 308- محمد بن إبراهيم بن المطّلب بن السّائب بن أبي وداعة السّهميّ المدنيّ [3] .   [1] لم يتعرّض له بجرح أو تعديل في تاريخه. بل ذكر أنه ولي قضاء بعض فارس. وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] أخرجه النسائي في كتاب الجنائز 4/ 4 باب كثرة ذكر الموت، أخبرنا الحسين بن حريث قال: أنبأنا الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، عَنْ محمد بْنِ عَمْرٍو، وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدّثنا يزيد قال: أنبأ محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أكثروا ذكر هادم اللّذات» . وأخرجه ابن ماجة في الزهد (2458) باب ذكر الموت والاستعداد له، من طريق الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. والترمذي في الزهد (2409) باب ما جاء في ذكر الموت، من طريق الفضل بن موسى، وفيه «هازم اللّذات» بالزاي، وقال: يعني الموت. هذا حديث غريب حسن، وفي الباب عن أبي سعيد. وأخرجه ابن حبّان (2559) و (2560) و (2561) ، والحاكم في المستدرك 4/ 221، والشهاب القضاعي في المسند 1/ 391 رقم 668 وفيه زيادة: «فما ذكره عبد قط وهو في ضيق إلّا وسّعه عليه، ولا ذكره وهو في سعة إلّا ضيّقه عليه» . وأخرجه ابن جميع الصيداوي في (معجم الشيوخ- بتحقيقنا) 244، 245 رقم 201 من طريق القاسم بن محمد الأسدي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أكثروا ذكر هاذم اللذات فإنه لا يكون في كثير إلّا قلّله ولا في قليل إلّا كثّره» . وأخرجه الخطيب في تاريخه 1/ 384 من طريق محمد بن إبراهيم يعني أبا أبي بكر بن أبي شيبة، ولفظه «أكثروا ذكر هادم اللّذات» و 9/ 470 بلفظ «هادم» بالدال المهملة، وإسقاط «من» بين (أكثروا) و (ذكر) . قال السيوطي: هاذم اللذات: بالذال المعجمة، أي قاطعها، ويحتمل أن يكون بالدال المهملة، والمراد على التقديرين الموت فإنه يقطع لذّات الدنيا قطعا. [3] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن المطّلب السهمي) في: التاريخ الكبير 1/ 25 رقم 23، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 63، والجرح والتعديل 7/ 185، 186 رقم 1054، والثقات لابن حبّان 9/ 62، وتهذيب الكمال (المصوّر) - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 356 أبو عبد الله. عن: زهرة بن عَمْرو [1] ، وعبد الله [2] بن موسى التَّيْميّ، وابنه. وعنه: ابن أخته إبراهيم بن المنذر، وعبد الرحمن بن شَيْبَة الحرَاميّان [3] . 309- محمد بن إسحاق. هو ابن محصَن، يأتي. 310- محمد [4] بن أنس الكوفيّ [5]- د. - نزيل الدِّيَنَور. عن: حُصَين بن عبد الرحمن، وسهيل بن أبي صالح، والأعمش. وعنه: عليّ بن يحيى، وإبراهيم بن موسى الفرّا. وثقه أبو زُرْعة [6] . 311- محمد بن الحَجَّاج بن يوسف الدّمشقيّ [7] .   [ (- 3] / 1159، والكاشف 3/ 15 رقم 4773، وتهذيب التهذيب 9/ 17 رقم 22، وتقريب التهذيب 2/ 141 رقم 16، وخلاصة تذهيب التهذيب 325. [1] في الأصل «زهرة بن عبد الرحمن» والتصويب من الجرح والتعديل، وتهذيب التهذيب. [2] في الجرح والتعديل «عبيد الله» . وفي تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب «موسى بن عبد الله» . [3] لم يتعرّض له ابن أبي حاتم بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] في الأصل «محمود» وهو خطأ. [5] انظر عن (محمد بن أنس الكوفي) في: ورقة 9، والجرح والتعديل 7/ 207 رقم 1149، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1176، والكاشف 3/ 21 رقم 4808، وتهذيب التهذيب 9/ 68 رقم 80، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 67، وخلاصة تذهيب التهذيب 328. [6] الجرح والتعديل 7/ 207، وقال الحافظ المزّيّ في تهذيب الكمال 3/ 1176: «ذكره ابن حبّان في كتاب الثقات وقال: يغرب» . يقول: لم أجده في كتاب الثقات المطبوع: [7] انظر عن (محمد بن الحجاج الدمشقيّ) في: التاريخ الكبير 1/ 63 رقم 139، والجرح والتعديل 7/ 235 رقم 1281، والثقات لابن حبّان 9/ 34، والمعارف 398. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 357 عن: ربيعة بن يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله، ويونس بن مَيْسَرة، والتابعين. وعنه: بقية، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن. قال أبو حاتم [1] : شيخ [2] . 312- محمد بن الحَسَن بن فرقد الشَّيْبانيّ مولاهم الكوفيّ [3] . الفقيه العلامة، مفتي العراقين، أبو عبد الله، أحد الأعلام.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 235. [2] ذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (محمد بن الحسن بن فرقد الشيبانيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 336، والتاريخ لابن معين 2/ 511، ومعرفة الرجال له 1/ 155 رقم 854 و 2/ 21 رقم 7، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 299 رقم 5329، وطبقات خليفة 328، وتاريخ خليفة 458، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 55 رقم 1607، والمعرفة والتاريخ 2/ 791، والمعارف 500 و 545 و 625، وتاريخ اليعقوبي 1/ 246 و 2/ 432، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 77 رقم 98، وتاريخ الطبري 8/ 247 و 520، والجرح والتعديل 7/ 227 رقم 1253، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2508 و 2893 و 2894 و 3192، والمجروحين لابن حبّان 2/ 275، 276، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 166، والانتقاء لابن عبد البر 24، والفهرست لابن النديم 257، وتاريخ بغداد 2/ 172- 182 رقم 593، وطبقات الفقهاء للشيرازي 135، وتاريخ حلب للعظيميّ 236، والأنساب 7/ 433، واللباب 2/ 219، والإشارات إلى معرفة الزيارات 98، والكامل في التاريخ 6/ 125، والكامل في الضعفاء 6/ 2183، 2184، ووفيات الأعيان 4/ 184، 185 رقم 567، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 40، والعيون والحدائق 3/ 35، 351، وترتيب المدارك 1/ 394، وخلاصة الذهب المسبوك 160، والمختصر في أخبار البشر 2/ 18، والعبر 1/ 302، وسير أعلام النبلاء 9/ 134- 136 رقم 45، والمغني في الضعفاء 2/ 567 رقم 5403، ودول الإسلام 1/ 120، وميزان الاعتدال 3/ 513 رقم 7374، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 701، ومرآة الجنان 1/ 422- 424، والوافي بالوفيات 2/ 332- 334 رقم 782، ولسان الميزان 5/ 121، 122 رقم 410، والجواهر المضيّة 2/ 42، ومناقب أبي حنيفة للكردري 56، وتهذيب الأسماء واللغات ج 1 ق 1/ 80- 82 رقم 10، والنجوم الزاهرة 2/ 130 و 131، وشذرات الذهب 1/ 321، والفوائد البهيّة للكنوي 72، والطبقات السنيّة للغزّيّ (مخطوطة التيمورية) رقم 540 تاريخ، ج 3/ 288، وكشف الظنون 2/ 1014، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 152- 155 رقم 1373، ومقدّمة كتاب السير الكبير للشيباني، إملاء محمد بن أحمد السرخسي، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد- طبعة معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية، القاهرة 1971. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 358 قيل أصله من حَرَسْتا من غُوطة دمشق، ومولده بواسِط، ثمّ إنّه نشأ بالكوفة. سمع أبا حنيفة وأخذ عنه بعضَ كُتُب الفقْه، وسمع: مسْعرًا، ومالك بن مِغْوَلٍ، والأوزاعيّ، ومالك بن أنس. ولزِم القاضي أبا يوسف وتفقه به. أخذ عنه: الشافعي، وأبو عبيد، وهشام بن عبيد الله، وعلي بن مسلم الطوسي، وعمرو بن أبي عمرو الحراني، وأحمد بن حفص البخاري، وخلق سواهم. وقد أفردت له ترجمة حسنة في جزء [1] . قال ابن سعد [2] : أصله من الجزيرة، وسكن أبوه الشام، ثم قدم واسطا، فولد له بها محمد في سنة اثنتين وثلاثين ومائة. وسمع الكثير ونظر في الرأي وغلب عليه، وسكن بغداد، واختلف النّاس إليه فسمعوا منه. وقال آخر: وُلّي محمد بن الحَسَن القضاء للرشيد بعد القاضي أبي يوسف، وكان إمامًا مجتهدًا من الأذكياء الفُصَحاء. قال أبو عُبَيْد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه [3] . وقال الشافعيّ: لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحَسَن لقلتُ لفصاحتِه [4] . وقد حملتُ عنه وقْر بُخْتِيّ كُتُبًا [5] . وعن الشّافعيّ قال: ما ناظرتُ سمينًا أذكى من محمد. وناظرتُه مرّةً فاشتدّت مناظرتي له، فجعلتْ أوداجُه تنتفخ وأزراره تتقطّع زرّا زرّا [6] .   [1] حقّقه ونشره الشيخ محمد زاهد الكوثري بعنوان: (بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيبانيّ) ومعه ترجمة أبي حنيفة والقاضي أبي يوسف. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 336. [3] تاريخ بغداد 2/ 175، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 81. [4] حتى هنا في تاريخ بغداد 2/ 175. [5] طبقات الفقهاء للشيرازي 135 وفيه «وقر بعير» وكذا في وفيات الأعيان 4/ 184، والمثبت يتّفق مع: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ق 1 ج 1/ 81 وفيه «وقري بختي» ، وتاريخ بغداد 2/ 176. [6] تاريخ بغداد 2/ 177، وفيات الأعيان 4/ 185. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 359 قال الشّافعيّ: قال محمد بن الحَسَن: أقمتُ عند مالك ثلاث سنين وكسْرًا، وسمعت من لفظه سبعمائة حديث [1] . وقال يحيى بن مَعِين [2] : كتبت «الجامع الصغير» عن محمد بن الحَسَن. وقال: إبراهيم الحربيّ: قلت لأحمد بن حنبل: من أين لك هذه المسائل الدّقاق؟ قال: من كُتُب محمد بن الحَسَن [3] . وقال عَمرو بن أبي عَمْرو الحرّانيّ: قال محمد بن الحَسَن: خلّف أبي ثلاثين ألف دِرهم، فأنفقت على النَّحْو والشّعر خمسة عشرَ ألفًا، وأنفقت على الحديث والفِقه خمسة عشر ألفًا [4] . وقال ابن عَدِيّ في «كامله» [5] : سمع محمد «الموطأ» من مالك. وقال إسماعيل بن حمّاد: قال محمد بن الحَسَن: بلغني أن داود الطّائيّ كان يسأل عنّي وعن حالي، ويقول: إنْ عاش فسيكون له شأن. وعن الشّافعيّ قال: ما ناظرتُ أحدًا إلا تغيّر [6] وجهه، ما خلا محمد بن الحسن [7] .   [1] تاريخ بغداد 2/ 173، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 81. [2] قال في معرفة (الرجال 1/ 155 رقم 854) سمعت محمد بن الحسن صاحب الرأي وسأله رجل قال: سمعت هذه الكتب من أبي يوسف؟ قال: لا والله، ولكني أعلم الناس بها، وما سمعت منها إلّا جامع الصغير، والخبر في تاريخ بغداد 2/ 176، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 81. [3] تاريخ بغداد 2/ 177، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 82. [4] تاريخ بغداد 2/ 173، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 81. [5] ج 6/ 2184. [6] في تاريخ بغداد: تمعر» . [7] طبقات الفقهاء للشيرازي 135، وتاريخ بغداد 2/ 177 وجاء في هامش المخطوط منه ما نصّه: «هذا شاهد بكذب الحكاية التي بعدها لما بينهما من التناقض، فاعرف ذلك» . وأقول: إن الحكاية تقدّمت قبل قليل والتي جاء فيها «.. فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطّع..» ، وانظر الخبر في تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 82، ووفيات الأعيان 4/ 184. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 360 قال بن أبي سُرَيْج: سمعتُ الشّافعيّ يقول: أنفقتُ عَلَى كُتُب محمد بْن الحَسَن ستين دينارًا [1] ، ثمّ تدبرتُها فوضعت إلى جَنْب كلّ مسألة حديثًا. وقال محمد بن الحَسَن فيما سمعه منه محمد بن سَمَاعة: هذا الكتاب، يعني كتاب «الْحِيَلَ» ، ليس من كُتُبنا، إنما أُلقي فيها. قال أحمد بن أبي عِمران: إنّما وضعه إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة. الطّحاويّ: نا يونس قال: قال الشّافعيّ: كان محمد بن الحَسَن إذا قعد للمناظرة والفِقه أقعدَ حَكَمًا بينه وبين مَن يناظره، فيقول لهذا: زِدْتَ ولهذا: أنقصتَ. أبو حازم القاضي، عن بكر بن محمد العَمّيّ، عن محمد بن سَمَاعة قال: كان سبب مخالطة محمد بن الحَسَن السلطانَ أنّ يوسف القاضي شُوِّرَ في رجل يُولّي قضاء الرَّقَّةِ، فقال: يصلحُ محمد بن الحَسَن. فأشخصوه، فلمّا قدِم جاء إلى أبي يوسف، فدخل به على يحيى بن خالد، فولّوه قضاء الرَّقَّةِ. قلت: قد احتجّ بمحمدٍ أبو عبد الله الشّافعيّ. وقال الدَّارَقُطْنيّ: لا يستحق محمد عندي التَّرْكَ [2] . وقال النَّسائيّ: حديثه ضعيف، يعني من قبل حِفْظه. وقال حنبل: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: كان أبو يوسف منصفًا في الحديث، وأما محمد فكان مخالفًا للأثر [3] ، يعني يخالف الأحاديث ويأخذ بعموم القرآن. وكان رحمه الله تعالى آية في الذكاء، ذا عقلٍ تامّ، وسؤدد، وكثرة تلاوة للقرآن.   [1] تاريخ بغداد 2/ 178. [2] تاريخ بغداد 2/ 181. [3] تاريخ بغداد 2/ 179. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 361 وحكى أحمد بن أبي عمران قاضي مصر، عن بعض أصحاب محمد بن الحَسَن: أنّ محمدًا كان حزبه في كل يوم وليلة ثُمْن القرآن. وقال أبو حازم القاضي: سمعتُ بكرًا العمّيّ يقول: إنما أخذ ابن سَمَاعة، وعيسى بن أبان حُسَن الصّلاة من محمد بن الحَسَن. وقال عليّ بن سعيد: حدَّثني الرجل الرّازيّ الذي مات محمد بن الحَسَن في بيته قال: حضرتُهُ وهو يموت، فبكى. فقلت له: أتبكي مع العلم؟ فقال لي: أرأيت إنّ أوقفني الله تعالى وقال: يا محمد ما أقدمك إليّ؟ الجهاد في سبيلي، أم لابتغاء مرضاتي؟، ماذا أقول؟ وقال أحمد بن محمد بن أبي رجاء: سمعتُ أبي يقول: رأيت محمد بن الحَسَن في النوم، فقلت: إلى ما صرْتَ؟ قال: غُفِر لي. قلتُ: بم؟ قال: قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك وإلّا نحن نغفر لك [1] . قلت: تُوُفّي إلى رضوان الله في سنة تسعٍ وثمانين ومائة [2] . 313- محمد بن الحَجَّاج اللَّخْميّ الواسطيّ [3] . حدَّث ببغداد عَنْ: عَبْد المُلْك بْن عُمَير، ومجالد.   [1] تاريخ بغداد 2/ 182 بنحوه، وكذا في تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 82. [2] قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: لا أروي عنه شيئا، وذكره العقيلي في الضعفاء، وضعّفه الجوزجاني في أحوال الرجال، وقال ابن حبّان: كان عاقلا ليس في الحديث بشيء، كان يروي عن الثقات ويهمّ فيها فلما فحش ذلك منه استحقّ تركه من أجل كثرة خطئه لأنه كان داعية إلى مذهبهم. [3] انظر عن (محمد بن الحجّاج الواسطي) في: التاريخ لابن معين 2/ 510، والتاريخ الكبير 1/ 64 رقم 142، والتاريخ الصغير 198، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 44، 45 رقم 1594، والجرح والتعديل 7/ 234 رقم 1278، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 149 رقم 460، والمجروحين لابن حبّان 2/ 295، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2155، 2156، وتاريخ بغداد 2/ 279- 282 رقم 754، والمغني في الضعفاء 2/ 565 رقم 5383، وميزان الاعتدال 3/ 509 رقم 7351، والكشف الحثيث 358 رقم 636، والموضوعات 1/ 95، ولسان الميزان 5/ 116، 117 رقم 390. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 362 وعنه: يحيى بن أيّوب، وشُرَيْح بن يونس. قال الدَّارَقُطْنيّ [1] : كذّاب. وقال ابن عَدِيّ [2] : هو وضع حديث الهريسة [3] . وقال البخاريّ [4] : مُنْكَر الحديث [5] . قلت: مات سنة إحدى وثمانين ومائة. 314- محمد بن حُمران [6] . أبو عبد الله القيسي البصْريّ. عن: داود بن أبي هند، وخالد الحذّاء، والْجُرَيْريّ. وعنه: حُمَيْد بن مَسْعَدة، وخليفة بن خيّاط، ونصر بن عليّ، والقواريري. قال أبو حاتم [7] . صالح. وقال أبو زُرْعة: محلُّه الصِّدْق [8] .   [1] في الضعفاء والمتروكين 149 رقم 460. [2] في الكامل في الضعفاء 6/ 2155. [3] أخرجه من طريق داود بن مهران الدبّاغ، عن محمد بن الحجّاج الواسطي، وكان ثقة عسيرا، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أبي ليلى وربعي بن خراش، عن حذيفة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجبريل: «أطعمني هريسة أشدّ بها ظهري لقيام الليل» . [4] في تاريخيه الكبير والصغير. [5] وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال مرة: كذّاب، وضعّفه العقيلي، والدارقطنيّ، وابن حبان. [6] انظر عن (محمد بن حمران) في: التاريخ الكبير 1/ 70 رقم 169، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 536، والجرح والتعديل 7/ 239 رقم 1314، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، والثقات لابن حبّان 9/ 40، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2251، 2252، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1189، 1190، والكاشف 3/ 31 رقم 4880، وميزان الاعتدال 3/ 528 رقم 7447، وتهذيب التهذيب 9/ 126 رقم 177، وتقريب التهذيب 2/ 156 رقم 156، وخلاصة تذهيب التهذيب 333. [7] في الجرح والتعديل 7/ 234. [8] الجرح والتعديل. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 363 وقال النَّسائيّ [1] : ليس بالقويّ [2] . 315- محمد بن زائدة [3] . أبو هشام التّميميّ. عن: ليث بن أبي سُليم، ورَقَبَة بن مَصْقَلَة، وداود بن يزيد. وعنه: أبو سعيد الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ [4] . 316- محمد بن سليمان ابن الأصبهانيّ، أبو عليّ، الكوفيّ [5] . - ت. ن. ق. - عمّ محمد بن سعيد بن الأصبهاني. روى عن: أبيه، وسهيل بن أبي صالح، وعطاء بن السّائب، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وطائفة. وعنه: ابنا أبي شَيْبَة، وقُتَيْبة بن سعيد، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، ويحيى بن يحيى، ولوين، وآخرون.   [1] في الضعفاء والمتروكين 303 رقم 536. [2] وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عديّ بعد أن أورد أحاديث له: ومحمد بن حمران له غير ما ذكرت من الحديث إفرادات وغرائب، ما أرى به بأسا، وعامّة ما يرويه مما يحتمل له عمّن روى عنهم. [3] انظر عن (محمد بن زائدة) في: الجرح والتعديل 7/ 260 رقم 1423، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1198، وتهذيب التهذيب 9/ 166 رقم 243، وتقريب التهذيب 2/ 161 رقم 218، وخلاصة تذهيب التهذيب 336. [4] قال أبو حاتم: ليس بمعروف. [5] انظر عن (محمد بن سليمان بن الأصبهاني) في: التاريخ لابن معين 2/ 519، والتاريخ الكبير 1/ 99 رقم 278، وتاريخ الثقات للعجلي 404 رقم 1461، والمعرفة والتاريخ 3/ 318 و 355، والجرح والتعديل 7/ 267، 268 رقم 1461، والثقات لابن حبّان 9/ 52، ورجال الطوسي 288 رقم 124، والكامل في الضعفاء 6/ 2234، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1205، 120، والكاشف 3/ 44 رقم 4964، والمغني في الضعفاء 2/ 587 رقم 5578، وميزان الاعتدال 3/ 569 رقم 7619، وتهذيب التهذيب 9/ 201 رقم 313، وتقريب التهذيب 2/ 166 رقم 274، وخلاصة تذهيب التهذيب 339. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 364 قال أبو حاتم [1] : لا يحتجّ به. قال ابن عَدِيّ [2] : هو قليل الحديث. أخطأ في غير شيء [3] . قلت: مات سنة إحدى وثمانين. 317- محمد بن سعدان بن عبد الله بن حيّان القُرَشيّ العامريّ [4] . عن: أبيه، ويزيد بن أبي عُبَيْد، وابن عجلان. وعنه: معن بن عيسى، والحُمَيْدِيّ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وآخرون. قال أبو حاتم [5] : شيخ. 318- محمد بن سُليمان بن مَسْمول المخزومي المكّيّ [6] . عن: نافع، وحزام بن هشام، وجعفر بن محمد بن عبّاد. وعنه: محمد بن القاسم سُحَيم، وأبو جعفر النّفيليّ، ومحمد بن عبّاد المكّيّ، وآخرون.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 268. [2] في الكامل في الضعفاء 6/ 2234 وقال أيضا: مضطرب الحديث. [3] وقال ابن معين: ليس بشيء، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [4] انظر عن (محمد بن سعدان العامري) في: التاريخ الكبير 1/ 104 رقم 293، والجرح والتعديل 7/ 282 رقم 1523، والثقات لابن حبّان 7/ 410. وابن حيّان هو: ابن جابر. [5] في الجرح والتعديل 7/ 282. [6] انظر عن (محمد بن سليمان بن مسمول) في: التاريخ الكبير 1/ 97 رقم 269، والتاريخ الصغير 206، والضعفاء الصغير 275 رقم 321، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 517، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 69، 70 رقم 1624، والجرح والتعديل 7/ 267 رقم 1458، والمجروحين لابن حبّان 2/ 260، والثقات لابن حبّان 7/ 439، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2213، 2214، والمغني في الضعفاء 2/ 588 رقم 5583، وميزان الاعتدال 3/ 569، 570 رقم 7622، ولسان الميزان 5/ 185، 186 رقم 642 وفيه: محمد بن سليمان بن مشمول المشمولي، بالشين المعجمة!. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 365 ضعَّفه أبو حاتم [1] . وقال الحُمَيْدِيّ: يُتكلَّم فيه [2] . 319- محمد بن سُليم القُرَشيّ البلْخيّ ثمّ المكّيّ [3] . عن: الضحّاك، وابن أبي مُلَيْكة، وقَتَادة. عُمِّر دهرًا. روى عنه: وكيع، وأبو عاصم، ومحمد بن عيسى بن الطّبّاع، ومنصور بن أبي مزاحم، وإبراهيم بن موسى الفرّا. وكان ابن عُيَيْنَة يُكْرِمُه. وروى الكَوْسَج، عن ابن مَعِين توثيقة [4] . وقال أبو حاتم [5] : صالح الحديث [6] . 320- محمد بن سهل الأسَديّ الكوفيّ المُقعَد [7] . عن: عاصم بن بهدلة، وأبي حصين الأسديّ.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 267. [2] التاريخ الكبير 1/ 97، والضعفاء الصغير للبخاريّ 275 رقم 331، والجرح والتعديل. وقال البخاري في الضعفاء: منكر. وضعّفه النسائي، والعقيلي، وقال ابن حبّان في المجروحين: كان كثير الخطأ فاحش الوهم، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وكان الحميدي شديد الحمل عليه. وذكره ابن حبّان في الثقات، وابن شاهين، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه في إسناده ولا متنه. [3] انظر عن (محمد بن سليم القرشي) في: التاريخ لابن معين 2/ 519، والتاريخ الكبير 1/ 105، 106 رقم 298، والجرح والتعديل 7/ 274 رقم 1485، والثقات لابن حبّان 9/ 48. [4] قال ابن معين في تاريخه: محمد بن سليم الّذي روى عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة» . قال يحيى بن معين: هذا محمد بن سليم المكيّ. [5] في الجرح والتعديل 7/ 274. [6] ذكره ابن حبّان في الثقات. [7] انظر عن (محمد بن سهل الأسدي المقعد) في: التاريخ الكبير 1/ 108 رقم 307، والجرح والتعديل 7/ 277 رقم 1502، والثقات لابن حبّان 9/ 51، ورجال الطوسي 289 رقم 149. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 366 وعنه: عليّ بن حمزة الكِسائيّ، ومنْجاب بن الحارث، وغيرهما [1] . 321- محمد بن سَوَاء بن عنبر السّدوسيّ [2]- خ. م. د. ن. ق. - أبو الخطّاب البصريّ المكفوف. روى عن: حسين المعلّم، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وابن عَوْن، وطبقتهم. وأكثر عن سعيد. روى عنه: ابن أخيه محمد بن ثَعْلبة، وإسحاق بن راهَوَيْه، وأحمد بن المقدام، وخليفة، وأبو حفص الفلاس، وجماعة. وكان ثقة، نبيلا، صاحب حديث [3] . أرّخ موته الفلاس سنة سبْعٍ وثمانين ومائة. 322- ابن السمّاك [4] .   [1] لم يتعرّض له ابن أبي حاتم بجرح أو تعديل، وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (محمد بن سواء بن عنبر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 294، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 355 رقم 2567 و 2/ 356 رقم 2576، والتاريخ لابن معين 2/ 520، والتاريخ الكبير 1/ 106 رقم 300، والتاريخ الصغير 204، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 33، والجرح والتعديل 7/ 282 رقم 1521، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 166، والثقات لابن حبّان 9/ 42، ورجال صحيح البخاري 2/ 650، 651 رقم 1042، ورجال صحيح مسلم 2/ 179 رقم 1441، والثقات لابن شاهين 211، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 177 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1207، والكاشف 3/ 45 رقم 4969، وميزان الاعتدال 3/ 576 رقم 7658، وتهذيب التهذيب 9/ 208 رقم 327، وتقريب التهذيب 2/ 168 رقم 287، وخلاصة تذهيب التهذيب 340. [3] سئل ابن معين عن حديث رواه ابن سواء (فلما تجلّى ربّه للجبل) فقال: ما أدري، وما أنكره. وقال أحمد: محمد بن سواء هو عند أصحاب الحديث أحلى من الخفاف، إلّا أن الخفاف أقدم سماعا. [4] انظر عن (ابن السمّاك محمد بن صبيح) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 93 رقم 783، والتاريخ الكبير 1/ 118، 119 رقم 349، والمعرفة والتاريخ 2/ 671، والجرح والتعديل 7/ 290 رقم 1573، والثقات لابن حبّان- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 367 هو محمد بن صَبيح أبو العبّاس العِجْليّ، مولاهم الكوفيّ الواعظ الزّاهد، أحد الأعيان. سمع: هشام بن عُرْوة، وسُليمان الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، ونحوهم. وعنه: يحيى بن يحيى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن أيّوب المقابريّ، ومحمد بن عبد الله بن نُمير، وآخرون. وقال ابن نمير: كان صدوقا [1] . قال الخطيب [2] : قدِم بغداد فمكث فيها مدّة ثمّ رجع. وعنه قال: كم من شيء إذا لم ينفع لم يضرّ، ولكنّ العِلْم إذا لم ينفع ضرّ [3] . وعن مُغيرة بن شُعيب قال: حضرتُ يحيى بن خالد البرمكيّ يقول لابن السّماك: إذا دخلت على أمير المؤمنين فأوجِزْ ولا تُكثِر عليه. قال: فلمّا دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إنّ لك بين يدي الله مقاما،   [ (- 9] / 32، وحلية الأولياء 8/ 203- 217 رقم 399، وتاريخ حلب للعظيميّ 234، وصفة الصفوة 3/ 174- 177 رقم 455، وتاريخ بغداد 5/ 368- 373 رقم 2895، والتذكرة الحمدونية 1/ 187 و 221، والبصائر والذخائر 2/ 109، وربيع الأبرار 2/ 774، ونثر الدرّ 4/ 71 و 7/ 70 رقم 75، وشرح نهج البلاغة 2/ 99، ودرر الحكماء ونوادر العلماء (نشر ضمن كتاب رسائل فلسفية) لعمر بن ظفر السراجي- تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي، بيروت 1980- ص 297، وخلاصة الذهب المسبوك 134، 135، ونزهة الظرفاء وتحفة الخلفاء للملك الأشرف الغساني 49، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2517، والبيان والتبيين 1/ 104، وتاريخ الطبري 8/ 357، والكامل في التاريخ 6/ 165، والمغني في الضعفاء 2/ 593 رقم 5633، وميزان الاعتدال 3/ 584 رقم 7696، والعبر 1/ 287، ووفيات الأعيان 4/ 301، 302 رقم 629، وطبقات المعتزلة 42، واللباب (مادّة السمّاك) ، وسير أعلام النبلاء 8/ 291- 293 رقم 84، والوافي بالوفيات 3/ 158 رقم 118، ومرآة الجنان 1/ 193، 194، والطبقات الكبرى للشعراني 52، والكواكب الدرّية للمناوي 168، والنجوم الزاهرة 2/ 212، وشذرات الذهب 1/ 303، وكتاب الشكر لابن أبي الدنيا 106 و 163، وعقلاء المجانين لابن حبيب 182. [1] تاريخ بغداد 5/ 373 وفيه زيادة: ما علمته ربّما حدّث عن الضّعفى. [2] في تاريخ بغداد 5/ 369. [3] تاريخ بغداد 5/ 370. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 368 وإنّ لك من مقامك منصرفًا. فأنظر إلى أين مُنْصرفك، إلى الجنّة أم إلى النّار. فبكى الرشيد حتى كاد أن يموت [1] . وقال عبد الله بن صالح العِجْليّ: سمعتُ ابن السّمّاك يقول: كتب إلي رجل من إخواني من أهل بغداد: صِفْ لي الدَّنيا. فكتبت إليه: أمّا بعد، فإنّه حَفّها بالشَّهَوات، وملأها بالآفات. ومزج حلالها بالمؤونات، وحرامها بالتَّبِعات. حلالُها حساب، وحرامها عذاب، والسلام [2] . وعنه قال: همّة العاقل في النجاة والهرب. وهمّة الأحمق في الّلهْو والطَّرب [3] . عَجَبًا لعَيْن تلذّ بالرُّقاد ومَلَك الموت معه على الوسادة [4] . حتّى متى يبلّغنا الواعظون أعلامَ الآخرة، حتّى كأن نفوسَنا عليها واقفة. وكأن العيون إليها ناظرة، ألا منتبه من نومته، أو مستيقظ من غَفْلَته، ومُفيق من سكرته، وخائف من صرعته. كَدْحًا للدنيا كدحًا، أما تجعل للآخرة منك حَظًّا [5] . أُقسم باللَّه لو قد رأيت القيامة تخفق بزلزال أهوالها [6] ، والنّارُ قد عَلَتْ مُشْرفة على أهلها، وقد وضع الكتاب، ونُصب الميزان، وجيء بالنبيين والشُّهداء، لسَرَّك أن تكون لك في ذلك الجمع منزلة. أبَعْدَ الدنيا دار   [1] تاريخ بغداد 5/ 372، صفة الصفوة 3/ 174. [2] حلية الأولياء 8/ 204، تاريخ بغداد 5/ 371، والبصائر والذخائر 2/ 1/ 109، والتذكرة الحمدونية 1/ 187 رقم 430. [3] حلية الأولياء 8/ 204 عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن أبي بكر بن عبيد، عن الحسين بن علي العجليّ، قال: قال محمد بن السمّاك. [4] حلية الأولياء 8/ 204، 205 عن أبي بكر محمد بن أحمد المؤذّن، عن أحمد بن محمد بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن سفيان، عن علي بن محمد البصري، عن ابن السمّاك. [5] العبارة في حلية الأولياء «الرجا للدنيا يجعل للآخرة منك حظّا» . [6] في حلية الأولياء «تخفف نزلا لهدأ أهوالها» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 369 محتمل، أم إلى غير الآخرة مُنتقل؟ هيهات، كلا واللهِ. ولكن صُمَّت الآذان عن المواعظ، وذهلت القلوب عن المَنَافِع، فلا الواعظ ينتفع، ولا السامع ينتفع [1] . وعنه قال: هَبِ الدُّنيا كلّها في يديك، ودنيا أخرى مثلها ضُمّت إليك، وهَب المشرقَ والمغربَ يجيء إليك، فإذا جاءك الموت فماذا بين يديك؟ ألا مَن امتطى الصَّبر، قوي على العبادة، ومن أجْمع اليأس استغفر عن النّاس، ومَن أهَمَّتْه نفسُه لم يولّ مرمّتها [2] غيره، ومن أحبّ الخير وُفِّقَ له، ومَن كرِه الشرّ جُنِّبه [3] . ألا متأهّبٌ فيما يوصف أمامه، ألا مستعدُّ ليوم فَقْره وفاقَته، ألا شيخٌ مبادر انقضاء مدّته، وفناء أجَله [4] . ما ينتظر مَن ابيضَّتْ وفْرته بعد سَوَادها، وتكرّش وجهُه بعد انبساطه، وتقوَّس ظهره بعد انتصابه، وَكَلَّ بصرُه، وضعُف ركْنُه، وقَلّ نومه، وَبَلِيَ منه شيء بعد شيء في حياته. فرحم الله امرأً عَقَلَ الأمر، وأحْسَنَ النظر، واغتنم أيّامه. قال عبد الحميد بن صالح: نا ابن السماك، عن سُفيان الثَّوْريّ قال: احتاجت امرأة العزيز فلبست ثيابها، فقال لها أهلها: إلى أين؟ قالت: أريد أسأل يوسف. قالوا: نخافه عليك. قالت: كلا، إنّه يخاف الله ولست أخاف ممّن يخاف الله. قال: فجلَست على طريقه، وقامت إليه لما أقبل، فقالت: الحمد للَّه   [1] حلية الأولياء 5/ 205 باختلاف بعض الألفاظ. [2] هكذا في الأصل وصفة الصفوة، وفي حلية الأولياء «مسرّتها» . [3] صفة الصفوة 3/ 175، وفي حلية الأولياء 8/ 206 «ومن كره الشرّ حبه» وهو تحريف. [4] كذا في الأصل، وفي حلية الأولياء 8/ 210: «ألا شاب عادم مبادر لمنبّته ليس يغرّه شبابه ولا شدّة قوّته» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 370 الذي جعل العبيد بطاعته ملوكًا، وجعل الملوك بمعصيته عبيدًا، أصَابتنا حاجةٌ. قال: فأمر لها بما يُصلحها [1] . قال ابن ثعلب: نا ابن الأعرابيّ قال: كان ابن السماك يتمثل بهذا الشعر: إذا خلا في القبور ذو خطرٍ ... فزُرْه يومًا وانظرْ إلى خَطَره [2] أبرزه الدهرُ من مساكنه ... ومن مقاصيره ومن حجره [3] وعن ابن السّمّاك قال: الدُّنيا كلّها قليل، والذي بَقِيّ منها في جنب ما مضى قليل. والذي لك من الباقي قليل، ولم يبق من قليلك إلا قليل. وقد أصبحت في دار الفناء والعزاء، وغدًا تصير إلى دار الجزاء، فاشترِ نفسك لعلك تنجو من عذاب ربك. تُوُفّي ابن السّمّاك رحِمه الله سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة وقد شاخ. 323- محمد بن عبد الرحمن بن رداد المدنيّ [4] . من ولد ابن أمّ مكتوم. روى عن: عبد الله بن دينار، وسُهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد. وعنه: بِشْر بن مُعاذ، ويعقوب بن كاسب.   [1] حلية الأولياء 8/ 209، 210. [2] البيت في حلية الأولياء: الأجل في القبور في خطر ... فرده يوما وانظر إلى خطره [3] في حلية الأولياء 8/ 210: أبرزه الموت من منكبه ... ومن معاصيره ومن حجره [4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن ردّاد) في: التاريخ الكبير 1/ 160 رقم 476، والجرح والتعديل 7/ 315 رقم 1705، والثقات لابن حبّان 7/ 431، والكامل في الضعفاء 6/ 2197، 2198، والمغني في الضعفاء 2/ 606 رقم 5747، وميزان الاعتدال 3/ 623 رقم 7848، ولسان الميزان 5/ 249، 250 رقم 862. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 371 قال ابن عدي [1] : عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال المؤلّف في كتابه «المغني» [2] : ضعفوه. وقال أبو حاتم [3] : ليس بقويّ [4] . 324- محمد بن عبد الرحمن بن عَمْرو، أبو عبد الله بن الإمام أبي عمرو الأوزاعيّ [5] . كان رجلا صالحا عابدا. روى عن أبيه. وعنه: أبو مُسْهِر، ومغيره بن تميم، وجماعة من أهل بيروت. قال العبّاس بن الوليد البيروتيّ: أدركته وأدركت زمانَه. وكانوا لا يشكون أنه من الأبدال [6] . 325- محمد بن عبد الرحمن السَّهميّ الباهليّ [7] . يُكَنَّى: أبا عبد الرحمن. روى عن: حُصَين بن عبد الرحمن، وغيره.   [1] في الكامل في الضعفاء 6/ 2197. [2] 2/ 606 رقم 5747. [3] في الجرح والتعديل 7/ 315. [4] وقد وثّقه ابن حبّان. [5] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي) في: الجرح والتعديل 7/ 318 رقم 1722، والثقات لابن حبّان 9/ 49، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 327، 328، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 13، 14، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 225- 227 رقم 1472. [6] الجرح والتعديل 7/ 318. [7] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن السهمي) في: التاريخ الكبير 1/ 162 رقم 481، والتاريخ الصغير 203، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 68، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 101، 102 رقم 1656، والجرح والتعديل 7/ 326 رقم 1757، والثقات لابن حبّان 9/ 72، ورجال الطوسي 293 رقم 215، والكامل في الضعفاء لابن عدي 6/ 2198، 2199، والمغني في الضعفاء 2/ 604 رقم 5727، وميزان الاعتدال 3/ 618 رقم 7831، ولسان الميزان 5/ 245 رقم 849. وقد مات سنة 187 هـ. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 372 وعنه: نصر بن عليّ، ومحمد بن المثنَّى الغفريّ. قال البخاريّ: لا يُتابع على حديثه [1] . قلت: له حديث واحد في الدعاء [2] ، مضطّرب الإسناد [3] . 326- محمد بن عبد الرحمن القُشَيريّ المَقْدسيّ [4] . عن: حُمَيْد الطويل، وجعفر بن محمد، وخالد الحذّاء، وطبقتهم. وعنه: بقيّة، وأبو بدر السكُونيّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل. قال أبو حاتم [5] : كان يكذب ويفتعل الحديث [6] . 327- محمد بن عبد الرحمن الطّفاويّ [7]- خ. د. ت. ق. - أبو المنذر البصريّ.   [1] في التاريخ الكبير 1/ 162. [2] التاريخ الكبير. [3] ذكره العقيلي في الضعفاء، وابن حبّان في الثقات. وقال أبو حاتم: ليس بمشهور. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وهو عندي لا بأس به. [4] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن القشيري) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 102، 103 رقم 1659، والجرح والتعديل 7/ 325 رقم 1752، والكامل في الضعفاء لابن عدي 6/ 2261، والمغني في الضعفاء 2/ 606 رقم 5748، وميزان الاعتدال 3/ 623، 624 رقم 7849، ولسان الميزان 5/ 250، 251 رقم 864. [5] في الجرح والتعديل 7/ 325. [6] وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ، وهو مجهول، ولا يتابع عليه وليس له أصل. وقال ابن عديّ: منكر الحديث. [7] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الطفاوي) في: التاريخ لابن معين 2/ 527، وطبقات خليفة 225، والتاريخ الكبير 1/ 156 رقم 465، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 103، والجرح والتعديل 7/ 324 رقم 1747، والثقات لابن حبّان 7/ 442، ورجال صحيح البخاري 2/ 663 رقم 1067، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 205، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 131، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2200- 2202، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 461 رقم 1765، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1234، والكاشف 3/ 62 رقم 5084، والمغني في الضعفاء 2/ 604 رقم 5726، وميزان الاعتدال 3/ 618 رقم 7830، وتهذيب التهذيب 9/ 309، 310 رقم 509، وتقريب التهذيب 2/ 185 رقم 467، وخلاصة تذهيب التهذيب 349. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 373 سمع: أيّوب السّخْتيانيّ، وهشام بن عُرْوة، والأعمش. وعنه: أحمد، وابن المَدِينيّ، وعمرو الناقد، وأحمد بن المقدام. قال ابن معين [1] : ما به بأس. ووثقه غير واحد [2] . وقال أبو زُرْعة: مُنْكَر الحديث [3] . وقاله أبو حاتم [4] . مات سنة سبْعٍ وثمانين ومائة. 328- محمد بن عبد الملك الأنصاريّ [5] . أبو عبد الله. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَابْنِ المُنْكَدر، وسالم بن عبد الله، والزُّهْريّ، وغيرهم. وعنه: عامر بن سيّار، ويحيى بن صالح الوحاظيّ، ويحيى بن سعيد العطّار، وأبو المغيرة عبد القدّوس، وآخرون.   [1] في تاريخه 2/ 527. [2] مثل ابن حبّان، وابن شاهين. [3] الجرح والتعديل 7/ 324. [4] في الجرح والتعديل، وقال ابن عديّ: يكتب حديثه، ولم أر للمتقدّمين فيه كلاما.. لا بأس به. [5] انظر عن (محمد بن عبد الملك الأنصاري) في: التاريخ لابن معين 2/ 528، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 212 رقم 4918، والتاريخ الكبير 1/ 164 رقم 487، والتاريخ الصغير 196، والضعفاء الصغير 275 رقم 331، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 527، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 63، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 103 رقم 1660، والجرح والتعديل 8/ 4 رقم 15، والمجروحين لابن حبّان 2/ 269، 270، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، ورجال الطوسي 294 رقم 223، وتاريخ بغداد 2/ 340- 342 رقم 845، والكامل في الضعفاء 6/ 2166- 2170، والمغني في الضعفاء 2/ 610 رقم 5783، وميزان الاعتدال 3/ 631 رقم 7889، والكشف الحثيث 387 رقم 695، وبحر الدم، ليوسف بن عبد الهادي- نسخة مصوّرة عن مكتبة برلين- ورقة 33 ب، ولسان الميزان 5/ 265، 266 رقم 912. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 374 وهو مدني سكن حمص، وما بَقِيّ إلى هذا الوقت، كأنه مات قبل السبعين ومائة، نعمْ. ثمّ وجدت أنّ الإمام أحمد [1] [قال] : قد رأيته وكان أعمى، وكان يضع الحديث ويكذب. وقال النَّسائيّ [2] : متروك. وَمِنْ بَلايَاهُ: يَحْيَى الوحاظيّ، عنه، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُتَخَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، وَقَالَ «إِنَّهُمَا يَسْقِيَانِ [3] عِرْقَ الْجُذَامِ» [4] . يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الْخَلالُ، عَنْهُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ مَرْفُوعًا: «مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً «وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» [5] . 329- محمد بن عثمان بن صَفْوان الْجُمَحيّ المكّيّ [6]- ق. - عن: حُمَيْد بن قيس الأعرج، وهشام بن عُرْوة، والحَكَم بن أبان. وعنه: الحُمَيْدِيّ، وأحمد بن حنبل، وشُرَيْح بن يونس، وأحمد بن محمد بن عون النبال. قال أبو حاتم [7] : مُنْكَر الحديث، ضعيف [8] .   [1] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 212 رقم 4918. [2] في الضعفاء والمتروكين 303 رقم 527. [3] هكذا في الأصل والكامل لابن عديّ، وتاريخ بغداد. وفي الضعفاء للعقيليّ «يشفيان» . [4] ذكره العقيلي في الضعفاء 4/ 103، وابن عديّ في الكامل 6/ 2166، والخطيب في تاريخ بغداد 2/ 341. [5] ذكره البخاري في التاريخ الكبير 1/ 164 رقم 487 وقال: منكر الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال عن أحاديثه: كلها لا يتابع عليها من جهة أوهن من جهته. وذكره ابن عديّ في الكامل 6/ 2167 وقال: كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه، وهو ضعيف جدا. وقد أجمع أهل الحديث على ضعفه ووضعه للحديث. [6] انظر عن (محمد بن عثمان بن صفوان) في: التاريخ الكبير 1/ 180 رقم 549، والجرح والتعديل 8/ 24، 25 رقم 108، والثقات لابن حبّان 7/ 424، والكامل في الضعفاء 6/ 2214، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1241، والكاشف 3/ 68 رقم 5120، والمغني في الضعفاء 2/ 612 رقم 5809، وميزان الاعتدال 3/ 641 رقم 7929، وتهذيب التهذيب 9/ 337 رقم 557، وتقريب التهذيب 2/ 190 رقم 517، وخلاصة تذهيب التهذيب 351. [7] في الجرح والتعديل 8/ 24. [8] ذكره ابن حبّان في الثقات، وابن عديّ في الكامل في الضعفاء. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 375 330- محمد بن عَمْر الطّائي المحرّي الحمصيّ [1] . أبو خالد. عن: ثابت بن سعد الطّائيّ، وعبد الله بن بسر الحبرانيّ، وأبي الزناد، وابن عبد ربّه الزّاهد. وعنه: بقيّة، ويحيى الوحاظيّ، وخطّاب الفوريّ، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل. قال أبو حاتم [2] : ما به بأس. 331- محمد بن عمر بن صالح الكَلاعيّ الحمصيّ ثمّ الحَمَويّ [3] . وحماه قريش من أعمال حمص ذاك الوقت، واليوم [4] هي في قدْر حمص مرّتين.   [1] انظر عن (محمد بن عمر الطائي) في: التاريخ الكبير 1/ 176 رقم 535 وفيه (المحرّري) ، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 32 وقد أثبته أولا: (المحوي) ، ثم قيّده مضبوطا فوقه (المحرّي) وكتب بجانبه (صح) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 604، 605، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 162 وقد تحرّف فيه إلى (المخزومي) ، والمعرفة والتاريخ 2/ 307 وقد أثبته الدكتور أكرم ضياء العمري (المحرمي) معتمدا على ما جاء في الخلاصة، وهامش تهذيب التهذيب (انظر المتن والحاشية رقم (3) ، والجرح والتعديل 8/ 18 رقم 79، والثقات لابن حبّان 5/ 381 وفيه (المحرمي) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 173 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1251، وتهذيب التهذيب 9/ 369 رقم 607 وفيه (الحربي) ، وكذا في تقريب التهذيب 2/ 194 رقم 570، وخلاصة تذهيب التهذيب 353 وفيه (المحرمي) وضبطه: بفتح الميم وإسكان المهملة الأولى، وبعد الثانية ياء نسبة. ويقول خادم العلم عمر تدمري: لقد أثبتنا النسبة (المحرّي) كما جاءت في الأصل وكما صحّحت في الكنى والأسماء لمسلم، وكما وردت في الجرح والتعديل، والأسامي والكنى للحاكم، وتهذيب الكمال للمزّي. والملفت أنّ المؤلّف- رحمه الله- لم يذكر صاحب الترجمة في كتبه: الكاشف، والمغني، والميزان، مع أن شرطه في الكاشف أن يذكر رجال تهذيب الكمال للمزّي. [2] في الجرح والتعديل 8/ 18 وزاد: صالح الحديث- وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (محمد بن عمر بن صالح الكلاعي) في: المجروحين لابن حبّان 2/ 291، 292، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2215- 2217، والمغني في الضعفاء 2/ 619 رقم 5864، وميزان الاعتدال 3/ 666، 667 رقم 7996، ولسان الميزان 5/ 318، 319 رقم 1049. [4] أي في عصر المؤلّف، في النصف الأول من القرن الثامن الهجريّ/ الرابع عشر الميلادي. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 376 روى عن: الحَسَن، ومحمد بن سيرين، وقتادة، وإسحاق بن يزيد صاحب البراء. وعنه: سُوَيْد بن سعيد، والمسيب بن وضّاح. قال ابن عَدِيّ [1] : مُنْكَر الحديث، ثمّ ساق له حديثًا باطلا عن قَتَادة، عن أنس [2] . وقد وقع لي من عواليه. 332- محمد بن الفرات [3]- ق. - أبو عليّ الكوفيّ. عن: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، ومحارب بن دِثار. وعنه: أبو توبة الحلبيّ، وقُتَيْبة، وسُوَيْد بن سعيد، وشُرَيْح بن يونس، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ. وهو واه بالاتفاق. عُمِّرَ دهرًا، وجاوز المائة. كذّبه أحمد، وابن أبي شيبة [4] .   [1] في الكامل في الضعفاء 6/ 2215 وزاد: «عن ثقات الناس» . [2] انظر الحديث بطوله في الكامل 6/ 2215، 2216. [3] انظر عن (محمد بن الفرات) في: التاريخ لابن معين 2/ 533، والتاريخ الكبير 1/ 208 رقم 656، والتاريخ الصغير 190، والضعفاء الصغير 276 رقم 339، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 74، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 544، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 123، 124 رقم 1681، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 35، والجرح والتعديل 8/ 59، 60 رقم 270، والمجروحين لابن حبّان 2/ 281، 282، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 2148- 2150، وتاريخ بغداد 3/ 163، 164 رقم 1205، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1257، والكاشف 3/ 78 رقم 5192، والمغني في الضعفاء 2/ 623 رقم 5895، وميزان الاعتدال 4/ 3 رقم 8047، والكشف الحثيث 397، 398 رقم 715، وتهذيب التهذيب 9/ 396، 397 رقم 648، وتقريب التهذيب 2/ 199 رقم 617، وخلاصة تذهيب التهذيب 355. [4] قال ابن معين: ليش بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب الحديث، يروي عن أبي إسحاق أحاديث منكرة. وقال أبو زرعة: كوفي ضعيف الحديث، وقال ابن حبّان: كان ممن يروي المعضلات عن الأثبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها موضوعة. لا يحلّ الاحتجاج به. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: هذا شيخ كذّاب. وقال ابن عديّ: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 377 قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: أنا مُحَلِّمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الضَّبِّيُّ: أنا الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي: نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ: نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ: سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ: سَمِعْتُ ابْنُ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «شَاهِدُ الزُّورِ لا تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتَّى يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى النّار» . أخرجه ابن ماجة [1] ، عن سويد عن محمد. 333- محمد بن الفضل بن عطيّة العبسيّ مولاهم الكوفيّ [2]- ت. ق. - أبو عبد الله، نزيل بُخارَى. وقد حدَّث في آخر أيّامه بالعراق عن: أبيه، وزياد بن علاقة، وعَمْرو بن دينار، وعاصم بن بَهْدَلَة، ومنصور بن المُعْتَمِر، وجماعة. وعنه: بقية، وأسد بن موسى، وعبّاد بن يعقوب، ويحيى بن يحيى،   [ (-) ] الضعف بيّن على ما يرويه عن ما روى عنه. [1] برقم (2373) في كتاب الأحكام، باب شهادة الزور، وهو بلفظ: «لن تزول قدما شاهد الزور حتى يوجب الله له النار» . وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 98، والبخاري في تاريخه الكبير، والعقيلي في الضعفاء، وابن عديّ في الكامل، والعلويّ في الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان (بتحقيقنا) 40، 41 رقم 3، والخطيب في تاريخ بغداد 3/ 164، ووكيع في أخبار القضاة 3/ 34، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 200 ونسبه للطبراني في (المعجم الأوسط) ، وهو بألفاظ مختلفة. وانظر: الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان للعلوي- ص 41 رقم 4 ففيه إضافة للحديث في أوله. [2] انظر عن (محمد بن الفضل بن عطية) في: التاريخ لابن معين 2/ 534، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 549 رقم 3601 و 3/ 396، 397 رقم 5744، والتاريخ الكبير 1/ 208 رقم 655، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 65، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 120، 121 رقم 1679، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 202 رقم 372، والجرح والتعديل 8/ 56، 57 رقم 262، والكامل في الضعفاء 6/ 2170- 2174، وتاريخ بغداد 3/ 147- 152 رقم 1180، ورجال الطوسي 297 رقم 278، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1258، والكاشف 3/ 79 رقم 5196، والمغني في الضعفاء 2/ 624 رقم 5903، وميزان الاعتدال 4/ 6، 7 رقم 8056، وتهذيب التهذيب 9/ 401، 402 رقم 656، وتقريب التهذيب 2/ 200 رقم 626، وخلاصة تذهيب التهذيب 356. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 378 ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني، وآخرون. قال أحمد [1] : حديثه حديث أهل الكذِب. وقال يحيى بن مَعِين [2] : لا يُكْتَب حديثه. وقال غير واحد: متروك الحديث [3] . وقيل إنّه حجّ بضعًا وثلاثين حَجَّة. وقال محمد بن الفضل: كنت ابن خمس سنين حيث كان يذهب بي والدي إلى الفُقهاء [4] . قلت: مات سنة إحدى وثمانين أو بعدها أو قبلها. وقع لنا من عواليه. 334- محمد بن كثير، أبو إسحاق القُرَشيّ الكوفيّ [5] . نزيل بغداد. عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس المُلائي، والأعمش. وعنه: يحيى بن مَعِين، وقُتَيْبة، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائي، والحسن بن عَرَفَة. كان ابن مَعِين حسن الرأي فيه وقال [6] : لم يكن به بأس.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 549 رقم 3601، وقال مرة: ليس بشيء. [2] قال في تاريخه: ليس بشيء. [3] رماه ابن أبي شيبة، وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال الجوزجاني: كان كذّابا. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث ترك حديثه. وضعّفه أبو زرعة. وقال ابن عديّ: عامّة حديثه ما لا يتابعه الثقات عليه. وقال الخطيب: سكن بخارى وحدّث بها مناكير وأحاديث معضلة. [4] تاريخ بغداد 3/ 148. [5] انظر عن (محمد بن كثير القرشي) في: التاريخ لابن معين 2/ 536، ومعرفة الرجال له 1/ 88 رقم 316، و 2/ 129 رقم 393 و 2/ 212 رقم 710، والتاريخ الكبير 1/ 217 رقم 683، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 2، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 829، 130 رقم 17688، والجرح والتعديل 8/ 68، 69 رقم 308، والمجروحين لابن حبّان 2/ 287، والكامل في الضعفاء 6/ 2257، 2258، وتاريخ بغداد 3/ 191- 193 رقم 1234، والمغني في الضعفاء 2/ 626 رقم 5925، وميزان الاعتدال 4/ 17، 18 رقم 8098، والكشف الحثيث 401، 402 رقم 722، والموضوعات 1/ 349، ولسان الميزان 5/ 351، 352 رقم 1154. [6] في تاريخه 2/ 536 وقال: وهو شيعيّ، وقد سمعت منه أنا. وفي معرفة الرجال قال: كان- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 379 وقال أبو حاتم [1] : ضعيف. وقال البخاريّ [2] : مُنْكَر الحديث [3] . 335- محمد بن كثير البصْريّ القصّاب [4] . له عن: عبد الله بن طاووس، ويونس بن عُبَيْد. وعنه: نُعَيم بن حمّاد، وعثمان بن أبي شَيْبَة. قال أبو حاتم [5] : مُنْكَر الحديث، ضعيف. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [6] : لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَالَ الفلاس: ذاهب الحديث [7] . 336- محمد بن مُجيب الثقفيّ الكوفيّ الصّائغ [8] .   [ (-) ] يحدّث بالتفسير عن الكلبي. [1] في الجرح والتعديل 8/ 69. [2] في تاريخه الكبير 1/ 217. [3] وسئل عنه أبو بكر بن أبي شيبة فقال: ليس بشيء، هو ضعيف. (معرفة الرجال لابن معين 2/ 212 رقم 710) وقال أحمد: حرقنا حديثه ولم نرضه. وذكره العقيلي في الضعفاء. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ بِالأَشْيَاءِ الْمَقْلُوبَاتِ الَّتِي إِذَا سَمِعَهَا مَنِ الحديث صناعته علم أنها معمولة أو مقلوبة لا يحتجّ به بحال. وقال ابن عديّ: منكر الحديث.. والضعف على حديثه ورواياته بيّن. [4] انظر عن (محمد بن كثير البصري) في: التاريخ الكبير 1/ 218 رقم 686، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 130 رقم 1689، والجرح والتعديل 8/ 70 رقم 310، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 152 رقم 473، والمجروحين لابن حبّان 2/ 287، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2256، 2257، والمغني في الضعفاء 2/ 5924، وميزان الاعتدال 4/ 17 رقم 8097، ولسان الميزان 5/ 351 رقم 1153. [5] في الجرح والتعديل 8/ 70 قال: ضعيف الحديث منكر الحديث. [6] في الضعفاء الكبير 4/ 130. [7] وقال البخاري: منكر الحديث، قال لي عمرو بن علي: كان في الدبّاغين ذاهب الحديث. وقال ابن حبّان: كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد على قلّة روايته. وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء، وقال ابن عديّ: منكر الحديث. [8] انظر عن (محمد بن مجيب الثقفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 537، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 141 رقم 1703، والجرح والتعديل 8/ 96 رقم 415، ورجال الطوسي 301 رقم 334، والكامل في الضعفاء لابن- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 380 عن: ليث بن أبي سليم، وجعفر بن محمد. وعنه: محمود بن خداش، وجمهور بن منصور، ومحمد بن إسحاق البلْخيّ، ومحمد بن عبد الله الأزريّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق. قال أبو حاتم [1] : ذاهب الْحَدِيثِ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ [2] : عدُّو للَّه كذّاب [3] . 337- محمد بن مِحْصَن العُكّاشيّ [4] . وهو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسديّ. روى عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَةَ، والأوزاعيّ، وجماعة. وعنه: محمد بن أبي خراش الموصلي، ومعلل بن نفيل، وجماعة. قال البخاريّ [5] : يقال له الأندلسيّ، منكر الحديث.   [ (-) ] عديّ 6/ 72266 وتهذيب الكمال المصوّر) رقم 3/ 1265، والمغني في الضعفاء 2/ 628 رقم 5939، وميزان الاعتدال 4/ 24، 25 رقم 8116، وتهذيب التهذيب 9/ 428، 429 رقم 699، وتقريب التهذيب 2/ 204 رقم 669، وخلاصة تذهيب التهذيب 357. [1] في الجرح والتعديل 8/ 96. [2] في التاريخ 2/ 537. [3] ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن عديّ: ليس له كثير حديث، ويحدّث عن جعفر بن محمد بأشياء غير محفوظة. [4] انظر عن (محمد بن محصن العكّاشي) في: التاريخ الكبير 1/ 40 رقم 63، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 29 رقم 1579، والجرح والتعديل 7/ 194 رقم 1089، والمجروحين لابن حبّان 2/ 284، 285، وجذوة المقتبس 42، وتاريخ علماء الأندلس 2/ 4 رقم 1099، وبغية الملتمس 59 رقم 56، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 360، 361، والأنساب 396 أ، واللباب 2/ 351، والكامل في الضعفاء 6/ 2126، 2127، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1265، والكاشف 3/ 83 رقم 5223، والمغني في الضعفاء 2/ 553 رقم 5278، وميزان الاعتدال 4/ 25 رقم 8120، والكشف الحثيث 402 رقم 724، وتهذيب التهذيب 9/ 430 رقم 431 رقم 701، وتقريب التهذيب 2/ 204، 205 رقم 671، ولسان الميزان 5/ 67 رقم 219، وخلاصة تذهيب التهذيب 357، 358، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 115، 116 رقم 1324. [5] في تاريخه الكبير 1/ 40. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 381 وقال ابن مَعِين: كذّاب [1] . 338- محمد بن مروان السُّدّيّ الصغير [2] . هو محمد بن مروان بن عبد اللَّه بن إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدّيّ الكوفيّ. روى عن: الكَلْبيّ في تفسيره، وعن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، والأعمش، وجُوَيْبر. وعنه: الأصمعيّ، ومحمد بن عُبَيْد المُحاربيّ، وأبو عَمْر الدّوريّ، والحسن بن عَرَفَة. تركوا حديثه، وقد اتُّهم. قال البخاريّ [3] : سكتوا عنه. وقال ابن مَعِين [4] : ليس بثقة. وقال عبد الله بن نمير: كذّاب.   [1] الضعفاء الكبير 4/ 29 وقال ابن أبي حاتم: روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري، وسمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو مجهول وسليمان بن سلمة كان يكذب. وقال ابن عديّ: ومحمد بن إسحاق هذا الّذي ذكره البخاري ليس له عن الأوزاعيّ إلّا الشيء اليسير وهو رجل مجهول لا يعرف. [2] انظر عن (محمد بن مروان السّدّيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 537، والتاريخ لابن معين 2/ 537، ومعرفة الرجال له 2/ 226 رقم 776، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 482 رقم 3170، والتاريخ الكبير 1/ 232 رقم 729، والضعفاء الصغير 276 رقم 340، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 538، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 58 رقم 50، والمعرفة والتاريخ 3/ 186، والجرح والتعديل 8/ 86 رقم 364، والمجروحين لابن حبّان 2/ 286، 287، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2266، 2267، وتاريخ بغداد 3/ 291- 293 رقم 1377، والأنساب 7/ 63، واللباب 2/ 110، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1267، والمغني في الضعفاء 2/ 631 رقم 5966، وميزان الاعتدال 4/ 32، 33 رقم 8154، وتهذيب التهذيب 9/ 436، 437 وتقريب التهذيب 2/ 206 رقم 689، وخلاصة تذهيب التهذيب 358. [3] في تاريخيه الكبير والصغير. [4] الجرح والتعديل 8/ 86 وقال ابن معين: ذكر السّدّي عند إبراهيم النخعي فقال: إن كانت أحاديث السدّي كلها هكذا كذب قال: وكان يضعّفه. (معرفة الرجال 2/ 226 رقم 776) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 382 وقال أحمد بن حنبل [1] : أدركته قد كبُر فتركْتُه [2] . 339- محمد بن مسروق بن مَعْدان الكِنْديّ الكوفيّ [3] . الفقيه، أبو عبد الرحمن، من أصحاب الرّازيّ. روى عن: محمد بن عَمْرو، ومِسْعَر، وسُفيان الثَّوْريّ. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وهشام بن عمار، وآخرون. وولي قضاء مصر ثمانية أعوام في دولة الرشيد، وصرف سنة خمس وثمانين ومائة. وكان قد ولي بعد مفضل بن فضالة. وكان عجبا في التيه والصلف والتكبر [4] . قال سعيد بن عفير: قدم علينا قاضيا وكان متجبرا، فاعتدى على العمال وأنصف منهم. أرسل إليه الأمير عبد الله بن المسيب يأمره يحضر مجلسه، فقال لرسوله: لو كنتُ تقدّمت إليه في هذا لفعلت به وفعلت. فانقطع ذلك عن القُضاة بعده [5] . قال سعيد: ولما قدِم مصرَ اتّخذ قومًا للشهادة، وأوقف سائر الشهود،   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 482 رقم 1370. [2] وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الحديث. وقال الجوزجاني: ذاهب. وقال أبو حاتم: هو ذاهب الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه البتّة. وضعّفه ابن حبّان، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ والضعف على رواياته بيّن. [3] انظر عن (محمد بن مسروق بن معدان) في: فتوح مصر لابن عبد الحكم 245، تاريخ اليعقوبي 2/ 432، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 238، والجرح والتعديل 8/ 104، 105 رقم 447، والثقات لابن حبّان 9/ 68 و 77، والولاة والقضاة للكندي 388- 394، والوافي بالوفيات 5/ 21 رقم 1980، ورفع الإصر عن قضاة مصر 127. [4] الولاة والقضاة 388. [5] الولاة والقضاة 388. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 383 فوثبوا به وشتموه وشتمهم. وكانت منه هَنات إلى أشرافهم [1] . وقال يحيى بن بُكَيْر: ما كان بأحكامه بأس، لكنّه كان من أعظم النّاس تكبُّرًا [2] . 340- محمد بن الْمُعَلَّى اليامي الكوفي [3]- ت. - هو ابن أخي زَبيد بن الحارث. روى عن: زياد بن خَيْثَمَة، وزكريّا بن أبي زائدة، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وأشعث بن سوار. واستوطن الرَّيّ. روى عنه: محمد بن عمرو زنيج، ومحمد بن مِهران، ومحمد بن حُمَيْد، وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم [4] : صدُوق. 341- محمد بْن يزيد الواسطيّ الزّاهد [5]- د. ت. ن. -   [1] الولاة والقضاة 389. [2] الولاة والقضاة 390، 391. [3] انظر عن (محمد بن المعلّى اليامي) في: التاريخ الكبير 1/ 244، 245 رقم 774، والجرح والتعديل 8/ 101 رقم 434، والثقات لابن حبّان 9/ 43، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1274، 1275، والكاشف 3/ 87 رقم 5248، وميزان الاعتدال 4/ 45 رقم 8191، وتهذيب التهذيب 9/ 466 رقم 752، وتقريب التهذيب 2/ 209 رقم 720، وخلاصة تذهيب التهذيب 360. [4] في الجرح والتعديل 8/ 101. [5] انظر عن (محمد بن يزيد الواسطي) : في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 314، والتاريخ لابن معين 2/ 542، ومعرفة الرجال له 1/ 133 رقم 685، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 34، 35 رقم 1468، والتاريخ الكبير 1/ 260 رقم 831، والتاريخ الصغير 205، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 44، وتاريخ اليعقوبي 2/ 432، وتاريخ خليفة 458، وأخبار القضاة لوكيع 103 و 340 و 2/ 194 و 3/ 310، والجرح والتعديل 8/ 126 رقم 568، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 122 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 129، والكاشف 3/ 96 رقم 5313، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 709، وسير أعلام النبلاء 9/ 302، 203 رقم 88، والعبر 1/ 300، وتهذيب التهذيب- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 384 أبو سعيد. ويقال أبو إسحاق الخولانيّ مولاهم. أصله شاميّ. روى عن: أيّوب أبي العلاء القصّاب، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم بن رجاء بن حَيْوَة، والعوّام بن حَوْشَب، ومُجَالد بن سعيد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وبشر بن مطر، وأبو عمارة الحَسَن بن حُرَيْث، ومحمد بن وزير، وشُرَيْح بن يونس، ويحيى بن مَعِين، وآخرون. قال وكيع: إنْ كان أحدُ من الأبدال فهو محمد بن يزيد. وقال أحمد [1] : كان ثَبْتًا في الحديث. وقال ابن مَعِين [2] ، وأبو داود، والنّسائيّ: ثقة. وقال محمد بن وزير [3] : مات سنة تسعين ومائة. وقيل: مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة [4] . وقال مُطَيِّن: سنة إحدى وتسعين [5] . 342- محمد بن يوسف بن معدان [6] .   [ (- 9] / 527، 528 رقم 864، وتقريب التهذيب 2/ 219، 220 رقم 829، وخلاصة تذهيب التهذيب 365، وشذرات الذهب 1/ 320. وقال يحيى بن معين: محمد بن يزيد يعني الواسطي أصله شامي وهو كلاعي، وليس هو بواسطي. (معرفة الرجال 1/ 133 رقم 685) . [1] قال في العلل ومعرفة الرجال 2/ 34 رقم 1468: ما كان بمحمد بن يزيد الواسطي بأس، كتبه صحاح.. أثبت من إسحاق الأزرق. [2] في تاريخه 2/ 542. [3] التاريخ الكبير 1/ 260. [4] التاريخ الكبير 1/ 260، التاريخ الصغير 205. [5] قال علي بن حجر: نعم الشيخ كان. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. [6] انظر عن (محمد بن يوسف بن معدان) في: الجرح والتعديل 8/ 121 رقم 540، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 21- 24 رقم 83، وحلية الأولياء 8/ 225- 237 رقم 400، وذكر أخبار أصبهان 2/ 171- 173، وصفة الصفوة 4/ 81- 82 رقم 664، وسير أعلام النبلاء 9/ 125، 126 رقم 40، والبداية والنهاية 10/ 389، والوافي بالوفيات 5/ 244 رقم 2312، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 404 رقم 110، والنجوم الزاهرة- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 385 أبو عبد الله الأصبهانيّ الزّاهد، ويُلقّب بعَرُوس الزُّهّاد. روى عن: الأعمش، ويونس بن عُبَيْد، وسفيان الثَّوْريّ، والحمَّادَين آثارًا ومقاطيع. حدَّث عنه: عبد الرحمن بن مهديّ، ويحيى القطّان، وابن المبارك، وسليمان الشّاذكونيّ، وزهير بن عبّاد، وعصام بن جبر، وصالح بن مِهران، وطائفة. قال أبو الشّيخ [1] : لم أره روى حديثًا مُسْندًا، إلا حديثًا واحدًا. قلت: وهو حديث مُنْكَر. قال الحَسَن بن عَمْرو مولى ابن المبارك: ما رأيت ابن المبارك أعجبه أحدٌ ممّن كان يأتيه إعجابَه لمحمد بن يوسف الأصبهانيّ، كان كالعاشق له. قلت: هو من أجداد الحافظ أبي نُعَيم لأمّه، وقد استوفى ترجمته [2] . قال يحيى بن سعيد: ما رأيت رجلا خيرًا من محمد بن يوسف [3] . فقال له: محمد بن حنبل: ولا الثَّوْريّ؟ فقال: كان الثَّوْريّ شيئًا ومحمد بن يوسف شيئًا [4] . عُبَيْد بن جناد: نا عطاء بن سلم الحلبيّ قال: كان محمد بن يوسف الأصبهانيّ يختلف إلي عشرين سنة لم أعرفه. يجيء إلى الباب فيقول: رجلُ غريب يسأل. ثمّ يخرج، حتّى رأيته يومًا في المسجد. فقيل لي: هذا محمد بن يوسف. فقلت: هذا يختلف إليّ منذ عشرين سنة لم أعرفه [5] . قلت: كان يرابط بالمصِّيصة مدّة. قال أحمد بن عصام الأصبهانيّ: بلغني أنّ ابن المبارك كان يسمّي   [ (- 2] / 117، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 70. [1] في ذكر طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 21، ذكر أخبار أصبهان 2/ 171، صفة الصفوة 4/ 83. [2] في أخبار أصبهان، وحلية الأولياء. [3] ذكر أخبار أصبهان 2/ 172، حلية الأولياء 8/ 225، صفة الصفوة 4/ 81. [4] انظر حلية الأولياء 8/ 225. [5] طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 722 ذكر أخبار أصبهان 2/ 172، حلية الأولياء 8/ 225، صفة الصفوة 4/ 81. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 386 محمد بن يوسف «عروس الزُّهاد» [1] . وقال أحمد الدَّوْرَقيّ: حدّثني حكيم الخُراسانيّ قال: كان محمد بن يوسف الأصبهاني يأتيه من عند أهله في كل سنة سبعون دينارًا أو نحوها، فيأخذ على الساحل فيأتي مكّة، ثمّ يرجع إلى الثغر [2] . وقال عُبَيْد بن جناد: قال محمد بن يوسف: أرُوني قبرَ أبي إسحاق الفَزَاريّ، فأرَيتُه إيّاه. فقال: إنّ متّ فادفنوني إلى جَنْبه [3] . وقال عبد الرحمن بن مهديّ: بايَنْتُ محمد بن يوسف في الشتاء والصيف، فلم يكن يضع جنْبه. وأما ليالي الشتاء، فكان حين يطلع الفجر يتمدّد وهو جالس، ثمّ يقوم ويتمسّح [4] . قلت: لعلّه بقي إلى المائتين. 343- مَخْلَد بن خِداش الكوفيّ [5] . عن: الأعمش، وأبان بن ثعلب. وعنه: أبو الصلت عبد السلام الهَرَويّ، وأبو سعيد الأشجّ. قال أبو حاتم [6] : صالح الحديث. 344- مُخَيّس بن تميم، أبو بكر الأشجعيّ [7] .   [1] طبقات المحدّثين 2/ 23، حلية الأولياء 8/ 226، طبقات الأولياء 404. [2] حلية الأولياء 8/ 228. [3] حلية الأولياء 8/ 229. [4] حلية الأولياء 8/ 234. [5] انظر عن (مخلد بن خداش في) : الجرح والتعديل 8/ 348 رقم 1594، والثقات لابن حبّان 7/ 505، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1312، والكاشف 3/ 113 رقم 5435، وتهذيب التهذيب 10/ 74 (دون رقم) ، وتقريب التهذيب 2/ 235 رقم 979، وخلاصة تذهيب التهذيب 372. [6] في الجرح والتعديل 8/ 348. [7] انظر عن (مخيّس بن تميم) في: التاريخ الكبير 8/ 72 رقم 2205، والجرح والتعديل 8/ 442 رقم 2019، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 263 رقم 1867، والمغني في الضعفاء 2/ 649 رقم 6143، وميزان الاعتدال- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 387 عن: بهز بن حكيم، وحازم بن عطاء البَجَليّ، وجعفر بن عَمْر. وعنه: هشام بن عمّار، وأحمد بن الضّحّاك إمام جامع دمشق. وهو شاميُّ مُقِلّ. قال العُقَيْليّ [1] : لا يتابع على حديثه. 345- مدرك بن أبي سعد الفَزَاريّ الدّمشقيّ [2] . أبو سعد. عن: يونس بن مَيْسرة بن حَلْبَس، وإسماعيل بن أبي المهاجر، وحيّان بن أبي النضر. وقرأ القرآن على يحيى بن الحارث. قرأ عليه هشام بن عمار. وروى عنه: هشام، وعليّ بن حُجْر، وسعيد بن منصور، وسُليمان بن عبد الرحمن، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ. 346- مرحوم بن عبد العزيز البصريّ العطّار [4]- ع. -   [ (- 4] / 85 رقم 8399، ولسان الميزان 6/ 11 رقم 35. وقيّده الأمير ابن ماكولا في الإكمال 7/ 220 بضمّ الميم وفتح الخاء المعجمة وبعدها ياء مشدّدة وبعدها سين مهملة. وقيل فيه: (مخيس) بكسر الميم وسكون الخاء وتخفيف الياء. [1] في الضعفاء الكبير 4/ 263. [2] انظر عن (مدرك بن أبي سعد الفزاري) في: التاريخ الكبير 8/ 2، 3 رقم 1922، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 49، والجرح والتعديل 8/ 328 رقم 516، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 186، والثقات لابن حبّان 7/ 505 والأسماء والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 250 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1313، والكاشف 3/ 114 رقم 5443، وتهذيب التهذيب 10/ 79، 80 رقم 138، وتقريب التهذيب 2/ 236 رقم 989، وخلاصة تذهيب التهذيب 395. [3] في الجرح والتعديل 8/ 328. [4] انظر عن (مرحوم بن عبد العزيز البصري) في: التاريخ لابن معين 2/ 55، والتاريخ الكبير 8/ 60 رقم 2145، والتاريخ الصغير 204، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 388 عن: أبي عمران الْجَوْنيّ، وثابت البُنانيّ، ومالك بن دينار، وحبيب المعلّم، وأبي نَعَامة السَّعْديّ. وعنه: ابنه عيسى، وحفيده بِشْر بن عبيس بن مرحوم، وإسحاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ومسدّد، وبكر بن خَلَف، والفلاس، ونصر بن عليّ. قال الخُريبي: ما رأيت بصريًا أفضل منه، ومن سُليمان بن المغيرة. ووثقه أحمد وغيره [1] . مات سنة سبعٍ وثمانين. وقيل: سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. وروى البخاريّ عن حفيده بِشْر أنّ مولده سنة ثلاثٍ ومائة. 347- مروان بن أبي حفصة سُليمان بْن يحيى بْن أبي حفصة يزيد بن عبد الله الأمويّ [2] .   [ (-) ] وتاريخ الثقات للعجلي 424 رقم 1554، والمعارف 527، والمعرفة والتاريخ 1/ 230 و 3/ 137، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 22، والجرح والتعديل 8/ 436 رقم 1991، والثقات لابن حبّان 7/ 521، ورجال صحيح البخاري 2/ 740، 74 رقم 1239، ورجال صحيح مسلم 2/ 280، 281 رقم 1695، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 520 رقم 2024، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1314، 1315، وسير أعلام النبلاء 8/ 293- 295 رقم 85، والعبر 1/ 291، والكاشف 3/ 115 رقم 5451، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 712، ومرآة الجنان 1/ 420، وتهذيب التهذيب 10/ 85 رقم 148، وتقريب التهذيب 2/ 237 رقم 997، وخلاصة تذهيب التهذيب 396. [1] الجرح والتعديل 8/ 436، ووثّقه ابن معين، والعجليّ، وابن حبّان. [2] انظر عن (مروان بن أبي حفصة الأموي) في: المعرفة والتاريخ 1/ 173، والشعر والشعراء 2/ 649- 651 رقم 183، ومعجم الشعراء للمرزباني 318، و 396، وتاريخ الطبري 8/ 153 و 181 و 225، والأغاني 10/ 71- 95، وطبقات الشعراء لابن المعتز 42- 54، وخاص الخاص 76، وتاريخ الموصل 51، والحماسة البصرية 1/ 162، وحماسة ابن الشجري 109، ومقاتل الطالبيين 470 و 491 و 599، والجليس الصالح 1/ 329، وأمالي القالي 2/ 72 أوأمالي المرتضى 1/ 224 و 226 و 518- 525 و 532- 536 و 540- 546 و 553 و 562 و 566- 574 و 578- 589، والموشح 251، وتاريخ بغداد 13/ 142- 145 رقم 7127، ورغبة الآمل 6/ 82 و 7/ 37 و 45، ولباب الآداب 265، والمنازل والديار 1/ 355، وديوان المعاني- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 389 مولاهم الشاعر الشهير. يكنى أبا السِّمْط، ويقال أبو الهِنْدام. وولاؤه لمروان بن الحَكَم. مدح الخلفاء والأمراء. وسائر شِعرِه سائرٌ لحُسْنِه وفُحُولته، واشتهر اسمه. حكى عنه خَلَف الأحمر، والأصمعيّ. وقيل: كان مُوَلَّدًا، قليل الخبرة باللُّغة. وقد أجازه المهدي على قصيدة واحدة مائة ألف [1] ، وكذا أجازه الرشيد مرّةً بستّين ألف دِرهم. وكان بخيلا مقتّرًا على نفسه. خرج مرّةً بجائزة المهديّ ثمانين ألف درهم، فسأله مسكين [2] فأعطاه ثُلُثَيْ دِرهم، وقال: لو كان حصل له مائة ألف لكملت لك درهمًا [3] . وقيل: إنّه كان لا يُسْرِج عليه [4] ، وله حكايات في الْبُخْلِ. وما أحلى قوله يمدح بني مطر: هُمُ الْقَوْمُ إنْ قالوا أصابوا، وإن دعوا ... أجابوا، وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا   [ (- 1] / 48، والتذكرة الحمدونية 2/ 151 و 305- 307، و 322 و 323، والأذكياء لابن الجوزي 41، وبدائع البدائه 92 و 148 و 268، والفخري في الآداب السلطانية 201، وزهر الآداب 843، والكامل في التاريخ 6/ 217 و 7/ 56، ووفيات الأعيان 5/ 189- 193 رقم 716، والفهرست لابن النديم 160، وخلاصة الذهب المسبوك 127 و 129 (وفيه: مروان بن أبي سليمان) ، والعقد الفريد 1/ 276 و 308 و 311 و 3/ 40 و 4/ 213 و 5/ 272 و 6/ 131 و 177 و 178 و 185، وعيون الأخبار 4/ 16، ونهاية الأرب 3/ 187، والمختصر في أخبار البشر 2/ 15، وسير أعلام النبلاء 8/ 422، 423 رقم 124، ومرآة الجنان 1/ 389- 392، والفلاكة والمفلوكون 80، ومحاضرات الأدباء 1/ 226 و 4/ 405، ومطالع البدور 1/ 73، والمستطرف 1/ 135، ونزهة الظرفاء 34، وثمرات الأوراق لابن حجّة 2/ 208، وشذرات الذهب 1/ 301، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 2/ 31، ومعجم الشعراء في لسان العرب (طبعة ثانية) 386 رقم 982، والكامل للمبرّد 2/ 94، وشعر مروان بن أبي حفصة- جمعه فحطان رشيد التميمي- طبعة النجف 1972،. [1] تاريخ بغداد 13/ 144، 145. [2] في تاريخ بغداد «زمن» . [3] تاريخ بغداد 13/ 143. [4] تاريخ بغداد 13/ 143. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 390 هم يمنعون الجار حتّى كأنّهم [1] ... لجازهم بين السِّماكَيْنِ مَنْزلُ [2] وعن الفضل بن بزيع قال: رأيت مروان بن أبي حفصه دخل على المهديّ بعد موت مَعْن بن زائدة، فأنشده. فقال: من أنت؟ قال: شاعرك مروان. قال: ألست القائل: وقلنا أين نَرْحَلُ بعد مَعْن ... وقد ذهب النَّوَالُ فلا نَوَالا؟ وقد جئتَ تطلب نَوَالا. خذوا برِجْلِه. فلمّا كان بعد عام، تلطّف حتّى دخل مع الشعراء. وإنّما كانت الشعراء تدخل على الخُلفاء في العام مرّةً، فأنشده: طرقَتْكَ زائرةٌ فحيِّ خيالَها ... بيضاءُ تخلِط بالحياء [3] دلالَها قادت فؤادك فاستقادوا وقبْلها [4] ... قاد القلوبَ إلى الصِّبا وأمالها منها: هل يطلبون [5] من السماء نُجُومَها ... بأكُفِّهم أو يَسْتُرُون [6] هلالَها أو تدفعُون [7] مقالةً عن ربّكم ... جبريلُ بلغها النّبيّ فقالها شهِدَتْ من الأنفال آخرُ آيةٍ ... ببراءتهم [8] فأردتم إبطالها. يعني بني العبّاس وبني عليّ. فرأيت المهديّ وقد زحف من صدر   [1] في المصادر «كأنما» . [2] البيتان من قصيدة لاميّة في: طبقات الشعراء لابن المعتز 43، 44، والشعر والشعراء 6572، وحماسة ابن الشجري 109، 110، والعقد الفريد 1/ 135، وأمالي المرتضى 1/ 587، والأغاني 10/ 90، وزهر الآداب 843، ووفيات الأعيان 5/ 190، ولباب الآداب 265 و 365، وسير أعلام النبلاء 8/ 423، والتذكرة الحمدونية 2/ 152 (البيت الثاني) ، و 2/ 307، ومحاضرات الأدباء 1/ 226، والمستطرف 1/ 135، والعقد الفريد 1/ 356، وشعر مروان 257. [3] في الأغاني 10/ 81 و 87 «بالجمال» . [4] في الأغاني «ومثلها» . [5] في الأغاني وفي تاريخ بغداد «هل تطمسون» . [6] في الأغاني وفي تاريخ بغداد «بأكفكم أو تسترون» . [7] في الأغاني «أو تجحدون» . [8] في الأغاني وفي تاريخ بغداد «بتراثهم» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 391 مُصلاه حتّى صار على البساط إعجابًا. وقال: كم أبياتها؟ قال: مائة. فأمر له بمائة ألف درهم [1] . وروى عليّ بن محمد النَّوْفَليّ، عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصه لا يأكل اللَّحْمُ بُخْلا حتّى يُقَدَّم إليه. فإذا قُدِّم بعث غلامه فاشترى له رأسًا فأكله. فقيل له: لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرءوس. قال: نعم لإني أعرف سِعْرَه فآمَنُ خيانة الغلام. وإنْ مس عينه أو خدّه وقفت على ذلك، وَآكُلُ منه ألوانًا، وأُكفي مئونة الطبْخ [2] . وقال جَهْم بن خَلَف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمرًا، وأرسل غلامه بَفْلس وسُكُرُّجَة [3] يشتري به زيتًا. فلمّا جاءه بالزيت قال: خُنْتَني. قال: من فَلْس كيف أخونك؟ قال: أخذت الفَلْس واستوهبت زيتًا [4] . قال الفَسَويّ [5] : مات مروان سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل: مولده سنة خمسٍ ومائة. 348- مروان بن سالم الشّاميّ ثم الجزريّ [6]- ق. -   [1] الأغاني 10/ 87 و 88، وتاريخ بغداد 13/ 144، 145. [2] الأغاني 10/ 77. [3] السكرّجة: الصّحفة. [4] الأغاني 10/ 78. [5] في المعرفة والتاريخ 1/ 173. [6] انظر عن (مروان بن سالم الشامي) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 55 رقم 49، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 210 رقم 4909، والتاريخ الكبير 7/ 373 رقم 1602، والتاريخ الصغير 185، والضعفاء الصغير 277 رقم 353، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 558، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 204، 205 رقم 1787، والمعرفة والتاريخ 3/ 42 و 50، والجرح والتعديل 8/ 274، 275 رقم 1255، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 164 رقم 529، والمجروحين لابن حبّان 3/ 13، والكامل في الضعفاء 6/ 2380، 2381، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1316، والكاشف 3/ 116، 117 رقم 5463، والمغني في الضعفاء 2/ 651 رقم 6164، وميزان الاعتدال 4/ 90، 91 رقم 8425، وسير أعلام النبلاء 9/ 35، 36 رقم 8، والكشف الحثيث 418 رقم 761، وتهذيب التهذيب 10/ 93، 94 رقم 171، وتقريب- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 392 عن: صَفْوان بن سُلَيم، والأعمش، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان، وجماعة. وعنه: الوليد بن مسلم، ونُعَيم بن حمّاد، وأبو هَمّام السَّكُونيّ، وغيرهم. تركه غير واحدٍ لأنّ عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابِعُ عَلَيْهِ. قَالَ أحمد بْن حنبل [1] : لَيْسَ بثقة. وقال البخاريّ [2] : مُنْكَر الحديث. وقال النَّسائيّ [3] : متروك [4] . 349- مروان بن شُجاع الْجَزَريّ الحرّانيّ [5]- خ. د. ت. ق. -   [ (-) ] التهذيب 2/ 239 رقم 1020 وخلاصة تذهيب التهذيب 373، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 60، 61 رقم 1664. [1] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 210 رقم 4909. [2] في تاريخه الكبير والصغير، وفي الضعفاء الصغير. [3] في الضعفاء والمتروكين. [4] وضعّفه ابن معين، والعقيلي، والدارقطنيّ. وسأل ابن أبي حاتم أباه عن مروان بن سالم فقال: منكر الحديث جدا ضعيف الحديث ليس له حديث قائم. قلت: يترك حديثه؟ قال: لا، بل يكتب حديثه. وقال ابن حبّان: كان ممن يروي المناكير عن المشاهير ويأتي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره. وقال ابن عديّ: عامّة حديثه مما لا يتابعه الثقات عليه. [5] انظر عن (مروان بن شجاع الجزري) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 328 و 485، والتاريخ لابن معين 2/ 556، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 524 رقم 1227، و 3/ 193، 194 رقم 4834، وطبقات خليفة 320، والتاريخ الكبير 7/ 372 رقم 1597، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 76، والمعرفة والتاريخ 2/ 452، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجرح والتعديل 8/ 273، 274 رقم 1249، والثقات لابن حبّان 9/ 179، والمجروحين له 3/ 13، 14، وتاريخ بغداد 13/ 147- 149 رقم 7129، ورجال صحيح البخاري 2/ 717 رقم 1190، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 502 رقم 1955، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1316، والكاشف 3/ 117 رقم 5464، والمغني في الضعفاء 2/ 651 رقم 6166، وميزان الاعتدال 4/ 91 رقم 8428، والعبر 1/ 289، وسير أعلام النبلاء 9/ 34 رقم 7، وتذكرة الحفاظ 1/ 296، وتهذيب التهذيب 10/ 94 رقم 173، وتقريب التهذيب 2/ 239 رقم 1022، وطبقات الحفاظ للسيوطي 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 373. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 393 أبو عمرو مولى بني أُميّة. حدَّث ببغداد عن خُصَيف فأكثر، وعن: عبد الكريم بن مالك، وسالم الأفطس. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن مَنِيع، وشُرَيْح بن يونس، وزياد بن أيّوب، ويحيى بن مَعِين، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة. قال أحمد [1] : لا بأس به. وقال غيره: صدُوق. وقال أبو حاتم [2] : ليس بحُجَّه. وقال ابن حِبّان [3] : يروي المقلوبات عَنِ الثَّقات [4] . قلت: مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة. 350- مَرْوان، أبو عبد الملك الرَّماديّ [5] . دمشقيٌّ من أعيان قُرّاء البلد. قرأ على: يحيى الرَّماديّ، وزيد بن واقد، وحدَّث عنهما، ووُليّ قضاء دمشق. روى عنه: مروان بن محمد، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل، ومحمد بن حسّان الأسديّ. ما علِمْتُ فيه جَرْحًا. 351- مَسْلَمَة بن علْقمة المازنيّ. قد مرّ، فيحوّل إلى هنا، وإلا فقد نبّهنا على طبقته.   [1] الجرح والتعديل 8/ 273. [2] قوله ليس في الجرح والتعديل وفيه (8/ 274) : سألت أبي عن مروان بن شجاع فقال: صالح ليس بذاك القويّ في بعض ما يرويه مناكير، يكتب حديثه. [3] في المجروحين 3/ 13. [4] وثّقه ابن معين، وابن سعد، وابن حبّان، وقال أبو داود: لا بأس به. [5] انظر عن (مروان الرمادي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 327. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 394 352- مَسْلَمَة بن عليّ بن خَلَف الخشنيّ الدّمشقيّ الغوطيّ البلاطيّ [1]- ق. - والبلاط قرية على فرسخ من البلد [2] . يُكَنّى: أبا سعيد. روى عن: يحيى الذِّماريّ، والأعمش، وابن عَجْلان، ومحمد بن الوليد الزُّبَيْديّ، وابن جُرَيْح، وطائفة. وعنه: بقية بن الوليد، وابن وهْب، وأبو توبة الحلبيّ، ومحمد بن رُمْح، وهشام بن عمّار، وآخرون. قال البخاريّ [3] : مُنْكَر الحديث. وقال أبو حاتم [4] : هو في حدّ التَّرْك. وقال الدَّارَقُطْنيّ [5] : متروك الحديث. وسُئل ابن مَعِين [6] عنه وعن الحَسَن بن يحيى الخشنيّ فقال: ليسا بشيء، والحسن أحبّهما إليّ.   [1] انظر عن (مسلمة بن علي بن خلف) في: التاريخ لابن معين 2/ 565، والتاريخ الكبير 7/ 388، 389 رقم 1692، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 570، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 211، 212 رقم 1798، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 163 رقم 291، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 61، والمعرفة والتاريخ 2/ 191 و 308 و 309 و 449 و 3/ 45، والجرح والتعديل 8/ 268 رقم 1222، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 164 رقم 526، والمجروحين لابن حبّان 3/ 33- 35، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 227 ب، والكامل في الضعفاء 6/ 2314- 2318 وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 41/ 345- 349، ومعجم البلدان 1/ 477 و 519، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1329، 1330، والكاشف 3/ 127 رقم 5539، والمغني في الضعفاء 2/ 657 رقم 6236، وميزان الاعتدال 4/ 109- 112 رقم 8527، والكشف الحثيث 420 رقم 765، والمشتبه في أسماء الرجال 469، وتهذيب التهذيب 10/ 146، 147 رقم 278، وتقريب التهذيب 2/ 249 رقم 1125، وخلاصة تذهيب التهذيب 377، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 66، 67 رقم 1677. [2] معجم البلدان 1/ 477 و 519. [3] في التاريخ الكبير 7/ 389. [4] في الجرح والتعديل 8/ 3268 وزاد: منكر الحديث. [5] في الضعفاء والمتروكين 164 رقم 526. [6] عبارته في التاريخ 2/ 565: مسلمة الشامي ليس بشيء. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 395 قُلْتُ: وَمِنْ مَفَارِيدِهِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ قَالَ: حَضَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْعِلْمِ قَبْلَ ذَهَابِهِ. فَقِيلَ: كَيْفَ يذهب وقد تعلّمنا وَعَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا؟ فَغَضِبَ وَقَالَ: «أَوَلَيْسَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ فِي يَدِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَمَا أَغْنَيَا عَنْهُمْ» . وَلِمُسْلِمَةَ أَحَادِيثُ عِدَّةٌ مُنْكَرَةٌ [1] . مَاتَ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ. 353- المُسيب بن شَرِيك [2] . أبو سعيد التّميميّ الشَّقرِيّ [3] الكوفيّ. عن: هشام بن عُرْوة، والأعمش. وعنه: يحيى بن مَعِين، وأحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل وقال: هو   [1] راجع بعضها في: الضعفاء الكبير للعقيليّ، والمجروحين لابن حبّان، والكامل لابن عديّ. [2] انظر عن (المسيّب بن شريك) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 732، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 67 رقم 130، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 558 رقم 3638، وطبقات خليفة 172 و 328، والتاريخ الكبير 7/ 408 رقم 1789، والتاريخ الصغير 202، والضعفاء الصغير 277 رقم 361، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 571، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 44، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 243، 244 رقم 1837، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 195 رقم 355، والجرح والتعديل 8/ 294 رقم 1353، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 159، 160 رقم 508، والمجروحين لابن حبّان 3/ 24، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 224 أ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2382، وتاريخ بغداد 13/ 137- 141 رقم 7123، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 419 والأنساب 7/ 363، 364، والمغني في الضعفاء 2/ 659 رقم 6250، وميزان الاعتدال 4/ 114، 115 رقم 8544، ولسان الميزان 5/ 38، 39 رقم 154. [3] الشقريّ: بفتح الشين المعجمة، والقاف. وفي آخرها راء مهملة. هذه النسبة إلى بني (شقرة) بكسر القاف، وكذا جاء هذا النسب بالفتح، وهو شقرة بن الحارث بن تميم بن مرّ. قاله ابن الكلبي. وقال غيره: شقرة هم بنو الحارث بن عمرو بن تميم. وقال ابن حبيب: في بني تميم بن مرّ: شقرة، وهو: معاوية بن الحارث بن تميم. وإنما سمّي شقرة ببيت قاله: وقد أحمل الرمح الأصمّ كعوبه ... به من دماء القوم كالشقرات (الأنساب 7/ 361، 362) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 396 أول من كتبتُ عنه الحديث [1] . قال مسلم [2] ، والدَّارَقُطْنيّ [3] : متروك الحديث. قال ابن سعد [4] : وُلّي بيت المال للرشيد [5] . مات سنة ستٍّ وثمانين ومائة. 354- مُصْعَب بن الزُّبَير العُذْريّ المصريّ. مؤذّن جامع الفُسطاط. عن: يزيد بن أبي حبيب. وعنه: ابنه عُذْرة، ويوسف بن عَدِيّ. مات في صفر سنة أربعٍ وثمانين ومائة. قاله ابن يونس. 355- مصعب بن سلّام التّميميّ الكوفيّ [6]- ق. -   [1] تاريخ بغداد 13/ 138 وفيه زيادة: قيل له: فكيف حديثه؟ قال: حديث أهل الصدق، إلا أنه حدّث بحديث، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. «اصطنع المعروف إلى كذا» لم يذكر الكلام. أراه من حديث أبي البختري، وروى أحاديث غرائب منها عن الأعمش، عن شيخ قال: رأيت ابن عمر نصب فخّا فاصطاد، فرأيته يضحك. وسأل عبد الله بن أحمد بن حنبل أباه: ترى المسيّب بن شريك كان يكذب؟ قال: معاذ الله، ولكنه كان يخطئ. قال أبي: سمعته يدعو دعاء حسنا وكان في دعائه بعض ما ينكره الجهميّة. سمعته يقول: نور أشرق له وجهك. (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 558 رقم 3638) . [2] في الكنى والأسماء، الورقة 44. [3] في الضعفاء والمتروكين 159، 160 رقم 508. [4] في الطبقات الكبرى 7/ 732. [5] ذكر المسيّب بن شريك، فقال أبو خيثمة: لم يكن يكذب. فقال يحيى بن معين: ولكنه كان مغفلا ضعيفا. (معرفة الرجال 1/ 67 رقم 130) ، وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال النسائي: متروك الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال الجوزجاني: سكت الناس عن حديثه. وقال ابن حبّان: كان شيخا صالحا كثير الغفلة لم تكن صناعة الحديث من شأنه. يروي فيخطئ، ويحدّث فيهم من حيث لا يعلم، فظهر من حديثه المعضلات التي يرويها عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل التعجّب. وقال الساجي: متروك الحديث يحدّث بمناكير. [6] انظر عن (مصعب بن سلام التميمي) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 397 عن: زبرقان السّرّاج، ومحمد بن سوقة، وعبد الله بن شُبْرُمَة. وعنه: إسحاق بن موسى الأسديّ، وزياد بن أيّوب. قال ابن حِبّان [1] : كثير الغَلَط، لا يُحْتَجّ به. وقال ابن عَدِيّ [2] : أرجو أنه لا بأس به، له غلط. وقال أبو حاتم [3] : محلُّه الصِّدْق. وضعّفه عليّ بن المَدِينيّ. وروى عنه أيضًا أحمد [4] ، والأشجّ [5] . 356- مُصْعَب بن ماهان المَرْوَزِيّ ثمّ العسْقلانيّ [6] . عن: سفيان الثّوريّ، وعبّاد بن كثير.   [ (-) ] التاريخ لابن معين 2/ 567، ومعرفة الرجال له 2/ 213 رقم 712، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 296، 297 رقم 5317، التاريخ الكبير 7/ 354 رقم 1529، والتاريخ الصغير 209، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 195 رقم 1773، والجرح والتعديل 8/ 307، 308 رقم 1425، والمجروحين لابن حبّان 3/ 28، والكامل في الضعفاء 6/ 2360، 2361، وتاريخ بغداد 13/ 108- 110 رقم 7094، ورجال الطوسي 317 رقم 595، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1132، 1133، والكاشف 3/ 130 رقم 5561، والمغني في الضعفاء 2/ 660 رقم 6263، وميزان الاعتدال 4/ 120 رقم 8562، وتهذيب التهذيب 10/ 161 رقم 306، وتقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1154، وخلاصة تذهيب التهذيب 378. [1] عبارته في المجروحين 3/ 28: «روى عنه أهل العراق انقلبت عليه صحائفه فكان يحدّث ما سمع من هذا عن ذاك وهو لا يعلم وما سمع من ذاك عن هذا من حيث لا يفهم فبطل الاحتجاج بكل ما روى عن شعبة إنما هو ما سمع من الحسن بن الحسن بن عمارة» . [2] في الكامل في الضعفاء 6/ 2361 وفيه زيادة: وأما ما انقلبت عليه فإنه غلط منه لا تعمّد. [3] في الجرح والتعديل 8/ 308. [4] قال في العلل ومعرفة الرجال 3/ 296، 297 رقم 5317 انقلبت عليه أحاديث يوسف بن صهيب جعلها عن الزبرقان السراج وقدم ابن أبي شيبة مرة فجعل يذاكر عنه أحاديث عن شعبة هي أحاديث الحسن بن عمارة انقلبت عليه أيضا. [5] قال ابن معين: ليس به بأس. وذكره العقيلي في الضعفاء. [6] انظر عن (مصعب بن ماهان المروزي) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 198 رقم 1776، والجرح والتعديل 8/ 308، 309 رقم 1427، والثقات لابن حبّان 9/ 175، والكامل في الضعفاء 6/ 2360، 2361، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1333، والمغني في الضعفاء 2/ 661 رقم 6267، وميزان الاعتدال 4/ 121 رقم 8568. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 398 وعنه: أبو توبة الربيع بن نافع، وزُهير بن عبّاد، وسعيد بن نُضَير، وإبراهيم بن شمّاس السّمرقنديّ، وآخرون. وكان عبدًا صالحًا، وكان أُمّيًّا لا يكتب. قَالَ أبو حاتم [1] : شيخ [2] . قِيلَ: مات سنة إحدى وثمانين ومائة. 357- مطر بن العلاء الفَزَاريّ الدّمشقيّ [3] . شيخ قليل الحديث. روى عن: أبي سُليمان الحَرسْتانيّ، وعبد الملك بن يسار الثَّقَفيّ، وروح بن القاسم. وعنه: ختنة يحيى بن الغمر، وسليمان بن عبد الرحمن، وعلي بن حجر. قال أبو حاتم [4] : شيخ. قَالَ سُلَيْمَانُ: نا مَطَرُ بْنُ الْعَلاءِ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ، نا أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا: حَدَّثَنِي مُعَاذٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلاثُونَ سَنَةً نُبُوَّةٌ وَخِلافَةٌ، وَثَلاثُونَ سَنَةً نُبُوَّةٌ وَمُلْكٌ، وَثَلاثُونَ سَنَةً مُلْكٌ وَتَجَبُّرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَلا خَيْرَ فيه» .   [1] في الجرح والتعديل 8/ 309. [2] قال العقيلي: حدّثني الخضر بن داود قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر مصعب بن ماهان صاحب الثوري، فأثنى عليه خيرا، وقال: جاءني إنسان مرة بكتاب عنه، فإذا كثير الخطأ، فإذا أخال من الّذي كتب عنه، فلما نظرت بعد في حديثه فإذا أحاديثه متقاربة، وفيها شيء من الخطأ. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عديّ: حدّث عن الثوري وغيره بأسانيد ومتون لا تعرف ولا يرويها غيره. [3] انظر عن (مطر بن العلاء الفزاري) في: التاريخ الكبير 7/ 401 رقم 1757، والمعرفة والتاريخ 2/ 361، 3/ 360، والجرح والتعديل 8/ 289 رقم 1327، والثقات لابن حبّان 9/ 189، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 41/ 578. [4] في الجرح والتعديل 8/ 289. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 399 رَوَاهُ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ [1] ، وَالطَّبَرَانِيُّ. وَفِي السَّنَدِ مَجْهُولانِ. 358- المطّلب بن زياد الكوفيّ [2]- ق. - عن: زياد بن علاقة، وزيد بن عليّ بن الحسين، وعبد الملك بن عُمَيْر، وإسماعيل السُّدّيّ، وأبي إسحاق السَّبِيعيّ. وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بْن محمد الْجَرميّ، وشُرَيْح بن يونس، وابن نُمير، ويحيى بن مَعِين، وسُفيان بن وكيع، وعدّة. وثقه أحمد [3] ، ويحيى [4] . وقال أبو حاتم [5] : لا يُحْتَجّ به. وقال أبو داود: هو عندي صالح. وقال ابن سعد [6] : ضعيف. وقال أحمد: لم ألقَ بالكوفة أحدًا أسَنَّ منه [7] . قلت: توفّي سنة خمس وثمانين ومائة.   [1] في المعرفة والتاريخ 2/ 361 و 3/ 360، وهو في (الإصابة) 4/ 14 ووقع فيه (الشيبانيّ) بدل (الشعبانيّ) . [2] انظر عن (المطّلب بن زياد الكوفي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 387، والتاريخ لابن معين 2/ 570، وتاريخ الكبير 8/ 8 رقم 1945، وتاريخ الثقات للعجلي 431 رقم 1587، والمعرفة والتاريخ 3/ 180، والجرح والتعديل 8/ 360 رقم 1647، والمجروحين لابن حبان 2/ 199، ورجال الطوسي 310 رقم 641، والكامل في الضعفاء 6/ 2455، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1336، والكاشف 3/ 133 رقم 5580، والمغني في الضعفاء 2/ 663 رقم 6287، وميزان الاعتدال 4/ 128 رقم 8591 وسير أعلام النبلاء 8/ 295- 297 رقم 86، ومرآة الجنان 1/ 399، وتهذيب التهذيب 10/ 177، 178 رقم 331، وتقريب التهذيب 2/ 254 رقم 1175، وخلاصة تذهيب التهذيب 379. [3] الجرح والتعديل 8/ 360. [4] في تاريخه 2/ 570. [5] في الجرح والتعديل 8/ 360. [6] في الطبقات الكبرى 6/ 387. [7] وثّقه العجليّ، وقال ابن عديّ: للمطّلب أحاديث حسان وغرائب ولم أر له حديثا منكرا فأذكره وأرجو أنه لا بأس به. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 400 359- مُعاذ بن مسلم النحوي الكوفيّ [1] . الهرّاء، لأنّه كان يتّجر في الثياب الهَرَويّة. روى عن: عطاء بن السّائب، وجعفر بن محمد، وغيرهما. وصنّف في النَّحْو في دولة بني أُميّة. وعُمِّر دهرًا طويلا. روى عنه: عبد الرحمن المحاربيّ، والحسن بن الحسين الكوفيّ. وقال عثمان بن أبي شَيْبَة: رأيته يشدّ أسنانه بالذَّهب [2] . وأخذ عنه الكسائيّ جملة من النّحو. وفيه يقول سهل بن أبي غالب تِيك الأبيات السائرة: إنّ مُعاذَ بنَ مسلم رجُلٌ ... ليس لِميقات عُمْره [3] أَمَدُ [4] قد شاب رأسُ الزَّمان واكْتَهَل ... الدّهْرُ وأثوابُ عُمره جُدُدُ يا بِكْرَ حَوّاءَ كم تَعيشُ وكَمْ [5] ... تَسْحَبُ ذَيْلَ [6] الحياة يا لبد [7] .   [1] انظر عن (معاذ بن مسلم النحويّ) في: تاريخ خليفة 424 و 437 و 441، والحيوان 6/ 327 و 7/ 51، وطبقات النحويين واللغويين 135، 136، وتاريخ الطبري 8/ 29 و 128 و 134 و 149 و 197 و 300، والعيون والحدائق 3/ 203، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1260، والفهرست لابن النديم 96، 97، ومجمع الأمثال 1/ 512، وثمار القلوب 477، وإنباه الرواة 3/ 288- 295، ونزهة الألباء 32، والكامل في التاريخ 6/ 189، ووفيات الأعيان 5/ 218، 219 رقم 725، ونور القبس 276، وعيون الأخبار 4/ 59، والعبر 1/ 198، وسير أعلام النبلاء 8/ 424- 426 رقم 127، والمختصر في أخبار البشر 2/ 17، ومرآة الجنان 1/ 404، وتخليص الشواهد 159، وبغية الوعاة 2/ 290- 293 رقم 2006، ولسان الميزان 6/ 55 رقم 206. [2] وفيات الأعيان 5/ 218. [3] في عيون الأخبار «ليس يقينا لعمره» . [4] في بغية الوعاة: إن معاذ بن مسلم رجل ... قد ضجّ من طول عمره الأبد [5] في عيون الأخبار، وحياة الحيوان، وبغية الوعاة: يا نسر لقمان كم تعيش وكم [6] في عيون الأخبار: «تخدم ثوب الحياة» ، وفي ثمار القلوب: «تخلق ثوب الحياة» . [7] لبد: كزفر، آخر نسور لقمان الحكيم. وفي الأساطير أن لقمان كان أطول الناس عمرا بعد الحضر، وأنه أعطي عمر سبعة أنسر، فجعل يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل الّذي- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 401 الأبيات [1] . تُوُفّي سنة سبْعٍ وثمانين ومائة. وقيل: سنة تسعين. وعاش تسعين سنة. ذكره ابن البخّار مختصرًا، وقال: هو مولى محمد بن كعب القُرظِيّ. ووُلد في دولة يزيد بن عبد الملك. وكان من أعيان النُّحاة. وكان له أولاد وأحفاد فماتوا وهو باقٍ. وله شِعرٌ جيّد. 360- الْمُعَافَى بن عِمران بن نُفَيْلِ بن جابر بن جبلة [2]- خ. د. ن. -   [ (-) ] هو في أصله فيعيش منه ما عاش، فإذا مات أخذ آخر فربّاه، حتى كان آخرها لبدا. (انظر: المعمّرين للسجستاني 3، وحياة الحيوان 2/ 412 طبعة بولاق، ولسان العرب- مادة: لبد) . [1] الأبيات في حياة الحيوان 7/ 51 منسوبة إلى الخزرجي، وعيون الأخبار 4/ 59 وفيه ينسبها إلى بعض الشعراء، ونسبت في العقد الفريد 1/ 323 إلى محمد بن مناذر، وثمار القلوب 477، وفي إنباه الرواة 3/ 290 بدون نسبة، ونسبها ابن خلكان في وفيات الأعيان 5/ 218 إلى أبي السري سهل بن أبي غالب الخزرجي الشاعر المشهور، وقال إنه نشأ بسجستان وادّعى رضاع الجنّ وأنه صار إليهم، ووضع كتابا ذكر فيه أمر الجنّ وحكمتهم وأنسابهم وأشعارهم، وزعم أنه بايعهم للأمين بن هارون الرشيد وليّ العهد فقرّبه الرشيد وابنه الأمين وزبيدة أم الأمين، وبلغ معهم، وأفاد منهم، وله أشعار حسان وضعها على الجنّ والشياطين والسعالي، وقال له الرشيد: إن كنت رأيت ما ذكرت لقد رأيت عجبا، وإن كنت ما رأيته لقد وضعت أدبا. وأخباره كلها غريبة عجيبة. (5/ 221) . والأبيات أيضا في بغية الوعاة وهي لمحمد بن مناذر. ويؤكد ابن مكتوم أنها لمحمد بن مناذر، ولكنه لم يقلها في معاذ بن مسلم هذا، بل قالها في معاذ الحاجب. (الجمع المتناه في أخبار اللغويين والنحاة) . [2] انظر عن (المعافى بن عمران بن نفيل) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 119 رقم 580، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 487، والتاريخ الكبير 8/ 60 رقم 2146، وطبقات خليفة 321، والمعرفة والتاريخ 1/ 177 و 524 و 2/ 780، وتاريخ الثقات للعجلي 432 رقم 1590، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 350، والجرح والتعديل 8/ 399، 400 رقم 1835، ومشاهير علماء الأمصار 186 رقم 1489، والثقات لابن حبّان 7/ 529، وتاريخ بغداد 13/ 226- 229 رقم 798، والعيون والحدائق 3/ 303، والأنساب 8/ 304، واللباب 2/ 300، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1341، 1342، وفهرست ابن خير 208، والأذكياء 202، والكامل في التاريخ 6/ 166 و 476، وخلاصة الذهب المسبوك 138، ودول الإسلام 1/ 118، والعبر 1/ 291، وسير أعلام النبلاء 9/ 80- 86 رقم 23، وتذكرة الحفاظ 1/ 287، والكاشف 3/ 137 رقم 5611، وميزان الاعتدال 4/ 134 رقم 8618، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 716، ومرآة الجنان 1/ 399، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 116، وصفة الصفوة 4/ 180، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 402 أبو مسعود الأزديّ، الموصليّ، الحافظ، القدوة، شيخ أهل الموصل وعالمهم وزاهدهم. مولده بعد العشرين ومائة. سمع: ثور بن يزيد، وهشام بن حسّان، وابن جُرَيْج، وجعفر بْن بُرْقان، وحنظلة بْن أبي سُفيان، وسيف بن سُليمان، وأفلح بن حُمَيْد، وموسى بن عُبَيْدة، ومِسْعَر، والأوزاعيّ، وعبد الحميد بن جعفر، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وسفيان الثَّوْريّ، وطبقتهم. وعنه: بقيّة، وابن المبارك، ووَكِيع، وموسى بن أعْيَن، وهم من أقرانه، وبِشْر الحافي، والحسن بن بِشْر، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ومحمد بن جعفر الوَرْكانيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وعبد الله بن أبي خُداش، وآخرون. وله ترجمة في «تاريخ يزيد بن محمد الأزْديّ» [1] في بضع وعشرين ورقة. وقال: ثنا موسى بن هارون الزّيّات: نا أحمد بن عثمان: سمعتُ محمد بن داود الحرّانيّ: نا عيسى بن يونس قال: خرج علينا الأوزاعيّ ونحن ببيروت أنا والمُعَافَى بن عِمران، وموسى بن أَعْيَن، ومعه كتاب «السُّنَن» لأبي حنيفة. فقال: لو كان هذا الخطأ في أمّةٍ لأَوْسَعَه خطًأ. قال الأزْديّ: صنّف الْمُعَافَى في الزُّهد، والسُّنَن، والفِتَن، والأدب، وغير ذلك.   [181] رقم 722، والكامل في التاريخ 6/ 166 و 476، التهذيب 10/ 199، 200 رقم 372، وتقريب التهذيب 2/ 258 رقم 1215، والنجوم الزاهرة 2/ 117، وطبقات الحفاظ 120، وخلاصة تذهيب التهذيب 380، وشذرات الذهب 1/ 308، ومنية الأدباء 119، ومعجم المؤلفين 2/ 303، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 72- 74 رقم 1687. [1] هو (تاريخ الموصل) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 403 وقال أحمد بن يونس: كان سُفيان الثَّوْريّ يقول: الْمُعَافَى بن عِمران ياقوتة العلماء [1] . وقال بِشْر بن الحارث: إني لأذْكر الْمُعَافَى اليوم فأنتفع بذِكره، وأذكر رؤيته فأنتفع. وقال وكيع: نا المعافى وكان من الثّقات. وعن بشر الحافي قال: كان ابن المبارك يقول: حدَّثني الرجل الصالح، يعني الْمُعَافَى [2] . أحمد بن عبد الله بن يونس، عن الثَّوْريّ قال: امتحنوا أهل المَوْصل بالمُعَافَى. وَرُوِيَ عن الأوزاعيّ قال: لا أقدّم على المَوْصليّ أحدًا. قال ابن سعد [3] : كان الْمُعَافَى ثقة، خيرًا، فاضلا، صاحب سُنَّةٍ. بِشْر بن الحارث: سمعتُ الْمُعَافَى: سمعتُ الثَّوْريّ يقول: إذا لم يكن للَّه في العبد حاجة نبذة إلى السلطان. قال بِشْر: كان الْمُعَافَى يحفظ الحديث والمسائل. سألته عن الرجل يقول للرجل: أقعدْ هنا ولا تَبْرَح. قال: يجلس حتّى يأتي وقت الصلاة ثمّ يقوم. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: سمعتُ الْمُعَافَى ولم أرَ أفضل منه. يُسأل عن تجصيص القبور فكرهه. وقال عليّ بن مضاء: نا هشام بن بِهرام: سمعتُ الْمُعَافَى يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق. قال الهيثم بن خارجة: ما رأيت رجلا آدب من المعافى.   [1] الجرح والتعديل 8/ 400، وتاريخ بغداد 13/ 228. [2] تاريخ بغداد 13/ 228. [3] في الطبقات الكبرى 7/ 487. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 404 وورد أن الْمُعَافَى كان أحد الأسخياء الموصوفين. أفنى ماله الجود والحقوق. كان إذا جاءه مغلة، أرسل إلى أصحابه ما يكفيهم سنة، وكانوا أربعة وثلاثين رجلا. قال بِشْر: كان الْمُعَافَى في الفرح والحُزن واحدًا. قتلت الخوارج له ولدين فما تبيّن عليه شيء، وجمع أصحابه وأطعمهم، ثمّ قال لهم: آجركم الله في فلان وفلان، رواها جماعة [1] . عن بِشْر: قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار: كنتُ عند عيسى بن يونس فقال: أسمعت من الْمُعَافَى؟ قلت: نعم. قال: ما أحسب أحدًا رأى الْمُعَافَى وسمع من غيره يريد بعِلمه الله. قال بِشْر: سمعتُ الْمُعَافَى يقول: أجمع العلماء على كراهة السُّكْنَى، يعني ببغداد. وقيل لبشر الحافي: نراك تعشق الْمُعَافَى بن عِمران. فقال: وما لي لا أعشقه وقد كان سُفيان يسمّيه الياقوتة [2] . قال عليّ بن حرب: رأيت الْمُعَافَى أبيض الرأس واللّحية، عليه قميص غليظ، وكُمّه تَبِين منه أطراف أصابعه. وقال يحيى بن معين: ثقة [3] . وقال بشر: كان المعافى صاحب دنيا واسعة وضياع كثيرة. قال رجلٌ: ما أشدُّ البرد اليوم، فالتفت إليه الْمُعَافَى وقال: استدفأت الآن؟ لو سكتَّ لكان خيرًا لك. قُلْتُ: وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِي الْمُعَافَى حَدِيثٌ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَلَوِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَطِيعِيِّ: أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الزَّاغُونِيِّ (ح) ، وَأنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ: أنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّهْرَوَرْدِيُّ: أنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ   [1] صفة الصفوة 4/ 180. [2] صفة الصفوة 4/ 180. [3] الجرح والتعديل 8/ 400 وقال في معرفة الرجال 1/ 119 رقم 580: كان رجلا صالحا. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 405 أَحْمَدَ الْقَصَّارُ قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ: أَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ: ثنا مُحَمَّدٌ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَمِينَةَ، نا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُنْتُ أَسْكُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ عَنْ جَمِيعِ أَزْوَاجِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ» . تَابَعَهُ وَكِيعٌ، عَنْ صَالِحٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ [1] مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ. وَهُوَ غَرِيبٌ. قال عليّ بن حسين الخوّاصّ، وغيره: مات الْمُعَافَى بن عِمران سنة أربع وثمانين ومائة. وقال ابن عمّار، وَسَلَمَةُ بن أبي نافع: مات سنة خمسٍ وثمانين. وقال الهيثم بن خارجة وغيره: سنة ستّ. وللمعافى تريجمة في «حلية الأولياء» [2] . 361- مُعْتَمِر بن سُليمان بن طرخان [3]- ع. -   [1] في كتاب الطهارة وسننها (589) باب ما جاء فيمن يغتسل من جميع نسائه غسلا واحدا. [2] لم أجدها في المطبوع. وله روايات في ترجمة بشر بن الحارث. [3] انظر عن (معتمر بن سليمان بن طرخان) في: الطبقات الكبرى 7/ 290، والتاريخ لابن معين 2/ 575، ومعرفة الرجال له 1/ 108 رقم 503 و 1/ 116 رقم 558 و 1/ 129 رقم 652 و 1/ 136 رقم 710 و 1/ 146 رقم 795 و 1/ 149، 150 رقم 821 و 1/ 150 رقم 822 و 2/ 26 رقم 22 و 2/ 30 رقم 34 و 2/ 39، 40 رقم 61 و 2/ 133، 134 رقم 416 و 2/ 157 رقم 495، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 174 رقم 118 و 1/ 522 رقم 1227 و 2/ 298 رقم 2322 و 2/ 342 رقم 2516 و 2/ 467 رقم 3065 و 3/ 20 رقم 365 و 3/ 21 رقم 3966 و 3/ 93 رقم 4338 و 3/ 111 رقم 4454 و 3/ 112 رقم 4455 و 3/ 229 رقم 5005 و 3/ 266 رقم 5175 و 5177 و 3/ 447 رقم 5902، وطبقات خليفة 224، وتاريخ خليفة 6 و 338 و 458، والتاريخ الكبير 8/ 49 رقم 2110، والتاريخ الصغير 203 و 204، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 433 رقم 1602، والمعارف 476، وتاريخ اليعقوبي 2/ 432، والمعرفة والتاريخ 1/ 178 و 179 و 214 و 223 و 225 و 447 و 490 و 527 و 709 و 711 و 725 و 726 و 2/ 50 و 166 و 652 و 3/ 139، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 17 و 279 و 327 و 332 و 2/ 13 و 18 و 138 و 3/ 133 و 280، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 102، وتاريخ الطبري 1/ 14 و 160 و 243 و 363 و 2/ 415- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 406 الإمام أبو محمد التَّيميّ البصْريّ. وإنّما ولاؤه لبَني مُرَّة. وقيل له التَّيميّ لنُزوله في بني تَيْم بالبصْرة. روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وأيّوب السّختيانيّ، وعمرو بن دينار القهرمان، والدُّكَيْن بن الربيع، وليث بن أبي سُليم، وحُمَيْد الطويل، وخلْق. وقد روى عمّن هو أصغر منه. روى عن: عبد الرّزّاق، وعاشَرَ أصحاب عبد الرّزّاق بعد معُتْمَر مائة سنة. روى عنه: ابن المهديّ، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، والفلاس، وأبو كُرَيِب، وخليفة، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحَسَن بن عَرَفَة، وخلْق. وكان إمامًا حُجّةً، زاهدًا، عابدًا، كبير القدْر. قال قُرَّةُ بن خالد: ما مُعْتَمِر عندنا بدون والده وسُليمان التّيميّ. وقال محمد بن سعد [1] : أنا أحمد بن إبراهيم العبْديّ: حدَّثني عبّاس البصْريّ، حدَّثني الأصمعيّ: حدَّثني مُعْتَمِر بن سُليمان قال: قال أبي عُدّ لنفسك من سنة ستّ ومائة.   [ (-) ] و 4/ 354 و 383 و 499، والجرح والتعديل 8/ 402، 403 رقم 845 أومشاهير علماء الأمصار 161 رقم 1271، والثقات لابن حبّان 7/ 521، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2572، والبيان والتبيين 1/ 23 و 307 و 2/ 333، وفتوح البلدان 200 و 226، والخراج وصناعة الكتابة 310، ورجال صحيح البخاري 2/ 739، 740 رقم 1237، ورجال صحيح مسلم 2/ 271، 272 رقم 1672، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 520 رقم 2023، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، والعقد الفريد 3/ 41، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 104، 105 رقم 151، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1351، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 717، ودول الإسلام 1/ 119، والكاشف 3/ 142 رقم 5645، وميزان الاعتدال 4/ 142 رقم 8648، وسير أعلام النبلاء 8/ 420- 422 رقم 23 أ، وتذكرة الحفاظ 1/ 245، ومرآة الجنان 1/ 404، وتهذيب التهذيب 10/ 227، 228 رقم 415، وتقريب التهذيب 2/ 23 رقم 1260، وخلاصة تذهيب التهذيب 397، والرسالة المستطرفة 82، وشرح ألفيّة العراقي 3/ 84، وشذرات الذهب 1/ 316. [1] في الطبقات الكبرى 7/ 290. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 407 وقال سعيد بن عيسى الكُرَيزيّ: مات مُعْتَمِر يوم قتل زبّان الطّليقيّ، وكان النّاس يقولون: مات اليوم أعبدُ النّاس، وقيل: أشطر النّاس [1] . قلت: تُوُفّي مُعْتَمِر في صَفَر سنة سبْعٍ وثمانين ومائة عن إحدى وثمانين سنة. 362- مَعَدَّى بن سُليمان البصْريّ [2]- ت. ق. - صاحب الطعام. روى عن: عليّ بن زيد بن جدعان، وعمران القصير، ومحمد بن عجلان، وعنه: بدلُ بن المحبَّر، وبُنْدار، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وغيرهم. قال سُليمان الشّاذكُونيّ: كان يُعدُّ من الأبدال، وكان من أفضل النّاس [3] . وَرَوَى عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ السَّيَّارِيُّ، عَنْهُ قَالَ: مَرَرْتُ بِوَادِي الْقُرَى فَإِذَا بِهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ شُعَيْبُ بْنُ مُطَيْرٍ [4] ، فَقُلْنَا لَهُ: أَدْخِلْنَا عَلَى أَبِيكَ. فَأَدْخَلَنَا وَقَالَ: يَا أَبَة حَدِّثْ هَؤُلاءِ بِحَدِيثِ ذِي الْيَدَيْنِ. قَالَ: وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَأَبَى وَقَالَ: اذْكُرْهُ أَنْتَ يَا بُنَيَّ. فَقَالَ: حَدَّثْتَنَا يَا أَبَهْ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِذِي خُشُبٍ، فَلَقِيتَ ذَا الْيَدَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَحَدَّثَكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ: وَذَكَرَ الحديث [5] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 1351. [2] انظر عن (معدّى بن سليمان) في: الجرح والتعديل 8/ 438 رقم 1997، والمجروحين لابن حبّان 3/ 40، 41، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1351، والمغني في الضعفاء 2/ 668 رقم 6337، وميزان الاعتدال 4/ 142، 143 رقم 8652، وتهذيب التهذيب 10/ 229 رقم 418، وتقريب التهذيب 2/ 263 رقم 1263، وخلاصة تذهيب التهذيب 397. [3] تهذيب الكمال 3/ 1351. [4] تحرّف في الإصابة 1/ 489 إلى «مطين» . [5] رواه الطبراني في المعجم الكبير 4/ 276 رقم 4224 قال: حدّثنا الحسين بن إسحاق- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 408 مَعْدِيّ: ضعفه النَّسائيّ. وقال ابن حِبّان [1] : لا يجوز الاحتجاج به. 363- مُعَلَّى بْنُ رَاشِدٍ، أَبُو الْيَمَانِ الْبَصْرِيُّ [2]- ق. - الْقَوَّاسُ، النَّبَّالُ. عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ عَاصِمٍ. رَوَتْ لَهُ، عَنْ نُبَيْشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَثُرَ مَضْغُهُ اسْتَغْفَرْتُ له» [3] .   [ () ]- التستري، ثنا محمد بن المثنّى، ثنا معدى بن سليمان، ثنا شعيب بن مطير، عن أبيه مطير، ومطير حاضر يصدّقه بمقالته، فقال: كيف كنت أخبرتك؟ قال: يا أبتاه أخبرتني أنه لقيك ذو اليدين بذي خشب فأخبرك أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى بهم إحدى صلاتي العشيّ وهي العصر فصلّى ركعتين ثم سلّم وخرج سرعان الناس وهم يقولون: قصرت الصلاة، وقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأتبعه أبو بكر وعمر رحمهما الله فلحقه ذو اليدين فقال: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: «ما قصرت الصلاة وما نسيت» ثم أقبل على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال: «ما يقول ذو اليدين» ؟ فقالا: صدق يا رسول الله، فرجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وثاب الناس فصلّى ركعتين ثم سلّم ثم سجد سجدتي السهو. ورواه أحمد في المسند 4/ 77 وتحرّف فيه «معدي» إلى «معدل» . وأخرجه التنوخي في الفوائد العوالي المؤرّخة (بتحقيقنا) - ص 88- 103 من عدّة طرق، رقم (2) و (3) و (4) وقال: هذا حديث صحيح من حديث أبي بكر محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، اتفق الشيخان: البخاري ومسلم على إخراجه. وذو خشب: بضمّ أوله وثانيه، وبالباء المعجمة بواحدة. موضع يتّصل بالكلاب. وهو على مرحلة من المدينة، على طريق الشام. (معجم ما استعجم 2/ 499، 500) . وذو اليدين: يسمّى الخرباق، ويكنى أبا العريان، من بني سليم. وقيل الخرباق لقبه. واسمه: عمير بن عبد عمرو. (انظر عنه في: المعارف 322، والاستيعاب 1/ 491- 494، والمعجم الكبير للطبراني 4/ 275- 277، وأسد الغابة 2/ 145، 146، والمرصّع 350، 351، وثمار القلوب 288، 289، والإصابة 1/ 489 رقم 2481) . [1] في المجروحين 3/ 40. [2] انظر عن (معلّى بن راشد) في: التاريخ الكبير 7/ 395 رقم 1723، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 122، والجرح والتعديل 8/ 333 رقم 1538، والثقات لابن حبّان 7/ 493، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 168، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1353، 1354، والكاشف 3/ 144 رقم 5660، وتهذيب التهذيب 10/ 237 رقم 433، وتقريب التهذيب 2/ 265 رقم 1278، وخلاصة تذهيب التهذيب 383. [3] أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/ 333 بلفظ: «من لحس قصعة استغفرت له- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 409 رَوَى عَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، وَنَصْرٌ الْجَهْضَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. لَمْ أَرَ فِيهِ مَقَالا بِجَرْحٍ وَلا تَوْثِيقٍ. وَهُوَ شَيْخٌ [1] . 364- الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة [2]- خ. د. ت. ق. - واسم أَبِي رَبِيعَةَ عَمْرُو بْن المُغِيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم، الإمام أبو هاشم المخزوميّ المدنيّ الفقيه. سمع: هشام بن عُرْوة، ويزيد بن عُبَيْد، وابن عَجْلان، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وغيرهم. وعنه: ولده عيّاش، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأبو مُصْعَب، وأحمد بن عَبْدة، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وغيرهم. وكان أحد الفقهاء الأعلام، وثّقه ابن مَعِين [3] .   [ (-) ] القصعة» . وهو في تهذيب الكمال 3/ 1354 بلفظ: «من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة» . رواه الترمذي من طريق المعلّى بن راشد في كتاب الأطعمة (1864) باب ما جاء في اللقمة تسقط، وابن ماجة في كتاب الأطعمة (3271) و (2372) باب تنقية الصحفة. والدارميّ في الأطعمة 7، وأحمد في المسند 5/ 76. [1] الجرح والتعديل 8/ 333، وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عَنِ (الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ) في: التاريخ لابن معين 2/ 581، وطبقات خليفة 245، والتاريخ الكبير 7/ 321 رقم 1378، والتاريخ الصغير 202، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 115، والمعرفة والتاريخ 3/ 408، والجرح والتعديل 8/ 225 رقم 1013، ومشاهير علماء الأمصار 134 رقم 1053، والثقات لابن حبّان 7/ 466، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 148، وطبقات الفقهاء للشيرازي 146 و 147 و 148 و 150، والانتقاء 53، وترتيب المدارك 1/ 283، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1362، والكاشف 3/ 149 رقم 5694، والمغني في الضعفاء 2/ 673 رقم 6384، وميزان الاعتدال 4/ 164 رقم 8716، ومرآة الجنان 1/ 403، وتهذيب التهذيب 10/ 264، 265 رقم 474، وتقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1320، وخلاصة تذهيب التهذيب 385. [3] في تاريخه 2/ 581. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 410 قال الزُّبَير بن بكّار: عَرض عليه الرشيد قضاء المدينة فامتنع، فأعفاه ووصله بألفَيْ دينار [1] . قال: وكان فقيه المدينة بعد مالك [2] . وقال محمد بن سَلَمَةَ المخزوميّ: قال المغيرة بن عبد الرحمن: نحن أعلم النّاس بالقرآن وأجهلهم به. صيّرنا العِلم بعظيم قدرِه إلى الجهل بكثير من معانيه. وقال ابنه عيّاش: مات أبي في سابع صفر سنة ستِّ وثمانين ومائة [3] . قلت: عاش اثنتين وستين سنة، وقد وثّقه جماعة، وضعفه أبو داود وحده. 365- المغيرة بن [أبي] المغيرة، أبو هارون الرَّبَعِيّ الرمليّ [4] . عن: أبي زُرْعة يحيى السّيبانيّ، وعُرْوة بن رويم، وجماعة. وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن عائذ، وهشام بن عمّار، وجماعة. قال أبو حاتم الرّازيّ [5] : لا بأس به. 366- المغيرة بن موسى، أبو عثمان البصْريّ [6] . مولى عائذ بن عمرو المزنيّ رضي الله عنه.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1362. [2] طبقات الفقهاء 146، تهذيب الكمال 3/ 1362. [3] التاريخ الكبير 7/ 321، التاريخ الصغير 202. [4] انظر عن (المغيرة بن أبي المغيرة الرمليّ) في: الجرح والتعديل 8/ 230 رقم 1038. [5] في المصدر نفسه. [6] انظر عن (المغيرة بن موسى البصري) في: التاريخ الكبير 7/ 319 رقم 1370، والتاريخ الصغير 205، والضعفاء الصغير 276 رقم 349، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 176، 177 رقم 1753، والجرح والتعديل 8/ 230 رقم 1037، والمجروحين لابن حبّان 3/ 7، والثقات له 9/ 169، والكامل في الضعفاء 6/ 2356، 2357، والمغني في الضعفاء 2/ 673 رقم 6388، وميزان الاعتدال 4/ 166 رقم 8724، ولسان الميزان 6/ 79، 80 رقم 288. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 411 سمع: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وغيرها. وحدّث ببلد خوارِزْم. روى عنه: يعقوب بن الجراح الخوارزميّ، وبكير بن جعفر الْجُرْجانيّ، وعمّار بن عيسى النَّسَويّ. قال البخاريّ [1] : مُنْكَر الحديث. وقال ابن عَدِيّ [2] : ثقة، لا أعلم له حديثًا مُنْكَرًا [3] . 367- المفضَّل بن عبد الله الكوفيّ [4] . - ق. - عن: أبي إسحاق السَّبِيعيّ، وجابر الْجُعْفيّ. وعنه: سُوَيْد بن سعيد، ومحمد بن أبي السَّريّ العسقلانيّ. ضعّفه أبو حاتم [5] . وقواه ابن حبّان [6] . 368- المفضّل بن فضالة القتبانيّ المصريّ [7]- ع. -   [1] في التاريخ الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير. [2] في الكامل في الضعفاء 6/ 2357. [3] وذكره العقيلي، والدولابي، وابن الجارود، والساجي في الضعفاء، وذكره ابن حبّان في المجروحين فقال: منكر الحديث، يأتي عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات. ثم ذكره في كتاب الثقات! [4] انظر عن (المفضل بن عبد الله الكوفي) في: الجرح والتعديل 8/ 319 رقم 1468. [5] المصدر نفسه. [6] الموجود في الثقات لابن حبّان 9/ 184: مفضل بن عبيد الله الكوفي: يروي عن أبان بن ثعلب، وعمرو بن عامر. روى عنه أبو معمر القطيعي، حدّثنا السراج، ثنا أبو معمر، ثنا المفضل بن عبيد الله، عن عمرو بن عامر، عن الحجاج بن الحجاج، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يصلّي على ناقته حيث وجّهت. «أقول» : الّذي في الثقات «ابن عبيد الله» ، وهو يروي عن أبان بن ثعلب، وعمرو بن عامر، وهذان لم يذكرهما أبو حاتم في الجرح والتعديل. وفي الثقات: روى عنه أبو معمر القطيعي، وهو لم يذكره أبو حاتم أيضا. وهذا يجعلنا نميل إلى التفريق بينهما. والله أعلم بالصواب. [7] انظر عن (المفضّل بن فضالة القتباني) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 412 القاضي أبو معاوية، أحد الأعلام. روى عن: عيّاش بن عبّاس القِتْبانيّ، ويزيد بن أبي حبيب، وعبد الله بن سليمان الطّويل، ويونس، وَعُقَيْلٍ الأَيْلِيّين، وطائفة. وعنه: حسّان بن عبد الله الواسطيّ ثمّ المصريّ، وأبو صالح الكاتب، وزكريّا بن يحيى كاتب العُمريّ، ومحمد بن رُمْح، ويزيد بن مَوهب الرَّمْليّ، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين [1] ، وغيره. وشذَّ ابن سعْد فقال [2] : مُنْكَر الحديث. قال ابن يونس في تاريخه: كان من أهل الدِّين والوَرَع والفضْل. وقال أبو داود: كان مُجاب الدَّعوة. لم يحدّث عنه ابن وهْب لأنّه قضى عليه بقضية. وروى عَبْد الرحمن بْن عَبْد الله بْن عبد الحكم، عن بعض   [ (-) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 517، والتاريخ لابن معين 2/ 582، 583، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 443 رقم 5884، وطبقات خليفة 298، والتاريخ الكبير 7/ 405 رقم 1774، والتاريخ الصغير 199، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 563، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 101، والمعارف 190، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 23 و 237 و 238 و 325، وتاريخ اليعقوبي 2/ 401، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 117، والجرح والتعديل 8/ 317 رقم 1461، والثقات لابن حبّان 9/ 184، والمجروحين له 2/ 46 و 308، ورجال صحيح البخاري 2/ 740 رقم 1238، ورجال صحيح مسلم 2/ 253 رقم 1625، وتاريخ أسماء الثقات 230، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2404، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 511، 512 رقم 1996، والولاة والقضاة للكندي 377- 385، وحلية الأولياء 8/ 321- 323 رقم 427، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1365، والكاشف 3/ 151 رقم 5708، والمغني في الضعفاء 2/ 675 رقم 6398، وميزان الاعتدال 4/ 170 رقم 8733، وسير أعلام النبلاء 8/ 153، 154 رقم 17، والعبر 1/ 282، وتذكرة الحفاظ 1/ 251، ومرآة الجنان 1/ 378، والبداية والنهاية 10/ 179، وتهذيب التهذيب 10/ 273، 274 رقم 491، وتقريب التهذيب 2/ 271 رقم 1337، وخلاصة تذهيب التهذيب 386، وشذرات الذهب 1/ 297. [1] قال في تاريخه 2/ 582: رجل صدق. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 517. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 413 مشايخه أنّ رجلا لقي المفضّل بن فضالة بعد ما عُزل من القضاء فقال: قضيت عليّ بالباطل، وفعلتَ وفعلتَ. فقال له: ولكنّ الذي قضيت له يُطيبُ الثناء عليّ [1] . وقال عيسى بن حمّاد: كان الْمُفَضَّلُ قاضيًا علينا، وكان مُجاب الدَّعوة. وكان مع ضعف بدنه طويل القيام [2] رحمه الله. وقال يحيى بن مَعِين [3] : كان مصريًا وَرَجُلَ صِدْق. كان إذا جاءه من انكسرت يده أو رِجْله جَبَرها. وكان يصنع الأرحية. وقال لَهِيعة بن عيسى: كان الْمُفَضَّلُ قد دعا الله تعالى أن يُذِهب عنه الأملَ، فأذهبه الله عنه، فكاد أن يختلس عقله ولم يهنّه شيء من الدنيا، فدعا الله أن يردّ إليه الأملَ فردَه، فرجع إلى حاله [4] . قال ابن يونس: وُلد سنة سبْعٍ ومائة، وتُوُفّي سنة إحدى وثمانين ومائة. وقد مرّ المفضّل بن فضالة البصريّ أخو مبارك. 369- مُلازم بن عَمْرو الحنفيّ اليَماميّ [5]- ع. - عن: موسى بن نجدة، وعن جدّه عبد الله بن بدر اليماميّ، وعبد الله بن النُّعمان السُّحَيْميّ، وغيرهم. ولم أجد له شيئًا عن يحيى بن أبي كثير.   [1] الولاة والقضاة 382. [2] حلية الأولياء 8/ 321. [3] في تاريخه 2/ 582، 583. [4] حلية الأولياء 8/ 321. [5] انظر عن (ملازم بن عمرو الحنفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 585، والتاريخ الكبير 8/ 73 رقم 2215، وتاريخ الثقات للعجلي 439 رقم 1630، والمعرفة والتاريخ 1/ 275 و 2/ 119 و 171، والجرح والتعديل 8/ 435، 636 رقم 1989، والثقات لابن حبّان 9/ 195، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1396، والكاشف 3/ 169 رقم 5853، وميزان الاعتدال 4/ 180 رقم 8755، وتهذيب التهذيب 10/ 384، 385 رقم 689، وتقريب التهذيب 2/ 291 رقم 1538، وخلاصة تذهيب التهذيب 398، 399. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 414 روى عنه: عليّ بْن المَدِينيّ، ومُسَدَّد، ويحيى بْن مَعِين، وهنّاد، وأحمد بن المقدام، وجماعة. وثقه ابن مَعِين [1] ، وغيره [2] . وما علمتُ فيه مقالا. له في مسّ الذَّكَر [3] . 370- المِنْهال بن بحر، أبو سَلَمة القُشَيريّ العُقَيْليّ [4] . عن: ابن عَوْن، وهشام بن حسّان، وابن أبي عِرُوبة، وقرّة بن خالد، وعدّة.   [1] في تاريخه 2/ 585. [2] ووثّقه أحمد بن حنبل، وقال: حاله مقارب. وقال أبو حاتم: لا بأس به، صدوق. وقال أبو زرعة: ثقة. ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [3] رواه الترمذي في كتاب الطهارة (85) باب ما جاء في ترك الوضوء من مسّ الذكر، قال: حدّثنا هنّاد: حدّثنا ملازم بن عمرو، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طلق بن عليّ هو الحنفيّ، عن أبيه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «وهل هو إلّا مضغة منه؟ أو بضعة منه؟» . قال: وفي الباب: عن أبي أمامة. قال أبو عيسى: وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبعض التابعين أنهم لم يروا الوضوء من مسّ الذكر. وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك. وهذا الحديث أحسن شيء روي في هذا الباب. وقد روى هذا الحديث أيوب بن عتبة، ومحمد بن جابر، عن قيس بن طلق، عن أبيه. وقد تكلّم بعض أهل الحديث في محمد بن جابر وأيوب بن عتبة. وحديث ملازم بن عمرو عن عبد الله بن عمرو أصحّ وأحسن. [4] انظر عن (المنهال بن بحر) في: التاريخ الصغير 227، والجرح والتعديل 8/ 357، 358 رقم 1638، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 91، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 236 أ، 236 ب. ويقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري محقق هذا الكتاب: جاء في التاريخ الكبير للبخاريّ- ج 8/ 12 رقم 1965 ما نصّه: «منهال بن بحر البصري (العقيلي) أبو سلمة. مات سنة عشرين ومائتين (سمع أبا الحواري) » . ولا شك أن ترجمة المنهال بن بحر اختلطت هنا بغيرها. فهو لم يمت في سنة 220 بل هو متقدّم الوفاة عن ذلك، كما أنه لم يسمع أبا الحواري!. إذن، فالترجمة حتى قوله: «أبو سلمة» صحيحة. وما بعد ذلك فهو مقحم من ترجمة الجزء: 12 ¦ الصفحة: 415 وعنه: أبو الوليد، وعليّ بن المَدِينيّ، وأبو حفص الفلاس، وآخرون. وثقه أبو حاتم [1] . ولا شيء له في الكُتُب. 371- مهران بن أبي عَمْر الرّازيّ العطّار [2]- ق. - عَنْ: أبي حيّان يحيى بْن سَعِيد التَّيْميّ، وإسماعيل بن أبي خالد، وسعيد بن سنان، وسعيد بن أبي عَرُوبة. وعنه: عبد الله بن الجرّاح القَهَسّتانيّ، ومحمد بن عَمْرو زنيج، ويحيى بن مَعِين، ويحيى بن أكثم، ويوسف بن موسى القطّان، وغيرهم. قال أبو حاتم [3] : ثقة صالح الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: كتبتُ عنه وعنده غلط كثير في حديث سُفيان الثَّوْريّ [4] . وقال البخاريّ [5] : في حديثه اضطراب [6] .   [ (-) ] أخرى سقطت من النسخة المطبوعة. ويؤيّد قولنا ما جاء في التاريخ الصغير للبخاريّ- ص 227 حيث ذكر صاحب الترجمة دون أيّ ذكر لتاريخ أو تعليق، فقال: «والمنهال بن بحر البصري أبو سلمة العقيلي» . ثم ذكر بعده: محمد بن مخلد الحضرميّ، وعثمان بن الهيثم بن جهم، وخلف بن موسى بن خلف، والحسن بن الربيع، وخلاد القاري أبو عيسى سنة عشرين ومائتين. فليراجع. [1] في الجرح والتعديل 8/ 357. [2] انظر عن (مهران بن أبي عمر الرازيّ) في: التاريخ الكبير 7/ 429 رقم 1881، والضعفاء الصغير 277 رقم 366، والجرح والتعديل 8/ 301 رقم 1391، والثقات لابن حبّان 7/ 523 و 9/ 205، والكامل في الضعفاء 6/ 2453، 2454، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1380، 1381، والكاشف 3/ 158 رقم 5766، والمغني في الضعفاء 2/ 681 رقم 6467، وميزان الاعتدال 4/ 196 رقم 8828، وتهذيب التهذيب 10/ 327، 328 رقم 572، وتقريب التهذيب 2/ 279 رقم 1419، وخلاصة تذهيب التهذيب 389. [3] في الجرح والتعديل 8/ 302. [4] الجرح والتعديل 8/ 301. [5] في تاريخه الكبير والصغير. [6] ذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 416 372- موسى الكاظم [1]- ت. ق. - هو الإمام أبو الحسن موسى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْعَلَوِيُّ الحُسَينيّ. والد عليّ بن موسى الرِّضا. وببغداد مشهد موسى، والجواد. روى عن: أبيه، وعن: عبد الملك بن قُدامة الْجُمَحيّ. روى عنه: بنوه: عليّ، وإبراهيم، وإسماعيل، وحسين. وأخوَاه: محمد، وعليّ ابنا جعفر. مولده كان في سنة ثمان وعشرين ومائة. قال أبو حاتم [2] : ثقة إمام. وقال غيره: حجّ الرشيد فحمل معه موسى من المدينة إلى بغداد وحبسه إلى أن تُوُفّي غير مُضَيَّق عليه [3] . وكان صالحًا، عالما، عابدا، متألّها.   [1] انظر عن (موسى الكاظم) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 383 و 414 و 415، وتاريخ الطبري 7/ 422 و 436 و 8/ 177 و 271، والعيون والحدائق 3/ 301، 302، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية/ 1909، و 1512، 1513 و 2532 و 2798 و 2800، والجرح والتعديل 8/ 139 رقم 925، والتذكرة الحمدونية 1/ 112 رقم 224 و 1/ 269 رقم 215، ورجال الطوسي 342، وتاريخ حلب للعظيميّ 234، وخلاصة الذهب المسبوك 135، 136، والكامل في التاريخ 6/ 85 و 164 و 455، وتاريخ بغداد 13/ 27- 32 رقم 6987، والمختصر في أخبار البشر 2/ 15، 16، ومرآة الجنان 1/ 394، 395، ودول الإسلام 117، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1384، 1385، والكاشف 3/ 161 رقم 5787، وميزان الاعتدال 4/ 201، 202 رقم 8855، وتهذيب التهذيب 10/ 339، 340 رقم 597، وتقريب التهذيب 2/ 282 رقم 1444، وخلاصة تذهيب التهذيب 390، وشذرات الذهب 1/ 304، والأئمة الاثني عشر لابن طولون 87- 93، ووفيات الأعيان 5/ 308- 310 رقم 746، وصفة الصفوة 2/ 184- 187 رقم 191، ومنهاج السنّة 2/ 115 و 124، والعبر 1/ 287، وتاريخ ابن خلدون 4/ 115، ومقاتل الطالبيين 499- 505، والفخري في الآداب السلطانية 176، 177، والبداية والنهاية 10/ 183، ونهاية الأرب 22/ 134، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 124. [2] في الجرح والتعديل 8/ 139. [3] تاريخ بغداد 13/ 27. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 417 بلغنا أنّه بعث إلى الرشيد برسالة يقول: إنّه لن ينقضي عنّي يَوْمٌ من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتّى نقضي جميعًا إلى يومٍ ليس له انقضاء يخسر فيه المُبْطِلُون [1] . قال عبد الرحمن بن صالح الأزْديّ: زار الرشيد قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عمّ، يفتخر بذلك. فتقدّم موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبَه. فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر حقًا يا أبا حسن [2] . وقال النسّابة يحيى بن جعفر العلويّ المدنيّ، وكان موجودا بعد الثلاثمائة: كان موسى يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده. وكان سخيًّا، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصُرّة فيها الألف دينار. وكان يُصَرِّر الصُّرَرَ مائتي دينار وأكثر ويرسل بها. فمن جاءته صُرّة استغنى [3] . قلت: هذا يدلّ على كثرة إعطاء الخلفاء العباسيين له. ولعلّ الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبَهْ. فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا. روى الفضل بن الربيع، عن أبيه: أنّ المهديّ حبس موسى بن جعفر، فرأى في المنام عليًّا وهو يقول: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ 47: 22 [4] . قال: فأرسل إليّ ليلا، فراعني ذلك، وقال: عليّ بموسى. فجئته به، فَعَانَقَهُ وقصّ عليه الرؤيا، وقال: تُؤَمِّنَني أن تخرج عليّ أو على ولدي. فقال: والله لا فعلت ذاك، ولا هو من شأني. قال: صدقت، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار وجهّزه إلى المدينة [5] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 32، صفة الصفوة 2/ 187. [2] تاريخ بغداد 13/ 31، الكامل في التاريخ 6/ 164، الأئمة الاثنا عشر 90، 91. [3] تاريخ بغداد 13/ 27، 28. [4] سورة محمد، الآية 22. [5] تاريخ بغداد 13/ 30، 31، صفة الصفوة 2/ 184، 185، وفيات الأعيان 5/ 308، 309، الأئمة الاثنا عشر 89، 90. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 418 عبد الله بن أبي سَعْد الورّاق: حدَّثني محمد بن الحسين الكِنانيّ: حدَّثني عيسى بن مغيث القُرَظيّ قال: زرعتُ بِطّيخًا وقِثّاءً في موضع بالجوّانيّة على بئر. فلمّا استوى بيَّتَه الجرادُ فأتى عليه كلَّه. وكنتُ عرضت عليه مائة وعشرين دينارًا. فبينما أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر فسلّم ثمّ قال: أيْش حالُك؟ فقلت: أصبحت كالعديم، بيّتني الجراد. فقال: يا عَرَفَة، غُلامهُ، زِنْ له مائة وخمسين دينارًا. ثمّ دعا لي فيها. فبعث منها بعشرة آلاف درهم [1] . مات موسى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقيل: سنة ست، والأول أصحّ. وعاش بِضعًا وخمسين سنة كأبيه وجدّه وجدّ أبيه، وجدّ جدّه، ما في الخمسة مَن بلغ الستّين. 373- موسى بن شَيْبَة بن عَمْرو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ السُّلميّ [2] . الأنصاريّ المدنيّ. عن: عمومة أبيه: خارجة، ونعمان، وعُمَيرة بني عبد الله. وعنه: الحُمَيْدِيّ، وأبو مُصْعَب، وإبراهيم بن حمزة الزّبيديّ. قال أبو حاتم [3] : صالح الحديث [4] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 29. [2] انظر عن (موسى بن شيبة السلمي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 116، 117 رقم 4488، والتاريخ الكبير 7/ 286 رقم 1219، والجرح والتعديل 8/ 146، 147 رقم 664، والثقات لابن حبّان 9/ 158، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1387، والمغني في الضعفاء 2/ 684 رقم 6497، وميزان الاعتدال 4/ 207 رقم 8878، وتهذيب التهذيب 10/ 349 رقم 623، وتقريب التهذيب 2/ 284 رقم 1470، وخلاصة تذهيب التهذيب 391. [3] في الجرح والتعديل 8/ 147. [4] وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 419 374- موسى بن ربيعة، أبو الحَكَم الْجُمَحيّ مولاهم المصريّ [1] . الزّاهد، العابد، أحد الأولياء. قال أبو الطاهر بن السَّرْح: كان إذا قدِم الإسكندريَّة يُصلّي اللَّيْلَ أجمع، ويصوم النهار، ويُكثر الذِّكر. وكانت الأساقفة يسمّونه «راهب المسلمين» . وقال غيره: كان وصي الإمام عَمرو بن الحارث. روى عن: يزيد بن الهاد، ويحيى بن سعيد، وجماعة. روى عنه: موسى بن أَعْيَن، ويحيى بن بُكَير، وسعيد بن عُفَيْر، وأحمد بن عَمْرو بن السَّرْح، وسعيد بن أبي مريم. قال أبو زُرْعة الرّازيّ: كان ثقة [2] . وقال أحمد بن السَّرْح: مات في آخر سنة تسعٍ وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة تسعين ومائة. وعاش ثمانين سنة رحمه الله. 375- موسى بن عيسى البستي الكوفيّ [3]- م. - القارئ. روى عن: زائدة وغيره. وعنه: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، وسُفْيَان بن وكيع. وثّقه مُطَيِّن. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة كهلا.   [1] انظر عن (موسى بن ربيعة المصري) في: الجرح والتعديل 8/ 142، 143 رقم 642. [2] الجرح والتعديل 8/ 143 وزاد: ليس به بأس. [3] انظر عن (موسى بن عيسى البستي) في: الثقات لابن حبّان 9/ 160. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 420 وله في الصحيح حديث واحد أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ، عَنْ زَيْنَبَ الشَّغْرِيَّةِ، وَالْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُثْمَانَ قَالُوا: أنا وَجِيهٌ الشَّامِيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَنْطَرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا مُوسَى الْقَارِئُ، ثنا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ: وَضَعْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً وَسَتَرْتُهُ فَاغْتَسَلَ.. وَسَاقَ الْحَدِيثَ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ. 376- موسى بن منصور بن هشام بن أبي رقبة اللَّخْمي البصْريّ. أبو العلاء. عن: أبيه. وعنه: ابنه العلاء، وابن وهْب، والقاسم بن هانئ، وغيرهم. قال ابن يونس: مُنْكَر الحديث. يقال مات سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة. 377- مُؤَمَّل بن أَمْيَلَ المُحاربيّ الكوفيّ [2] . كان شاعرًا مُحسنًا، مدح المهديّ مرَّةً فأجازه بألف دينار. ذكره الخطيب. 378- المؤمّل بن أبي حفصة الشاعر [3] . هو ابن عمّ مروان بن أبي حفصة.   [1] في كتاب الحيض (73/ 337) باب تستّر المغتسل بثوب ونحوه. [2] انظر عن (مؤمّل بن أميل المحاربي) في: تاريخ الطبري 8/ 73، والزاهر للأنباري 1/ 137 و 187، وتاريخ بغداد 13/ 177- 180 رقم 7156، وخلاصة الذهب المسبوك 62 و 99، وأمالي المرتضى 1/ 100 و 580، والأضداد 373، (نشر في ثلاثة كتب في الأضداد وهي للأصمعيّ، وابن الأنباري، والسجستاني- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- طبعة الكويت 1960) . [3] هو (المؤمّل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة) ، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد 13/ 180 رقم 7157. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 421 كان من أعيان شعراء المهديّ. 379- ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشجّ [1] . أبو أُميّة المدنيّ. حدَّث بمصر عن مَخْرمَة بن بُكَير. وعنه: يحيى بن بُكَير، وأحمد بن سعيد الهَمَدانيّ، وغيرهما. مات سنة تسعين ومائة. 380- ميمون بن زيد [2] . بو إبراهيم البصْريّ السّقّاء. عن: ليث بن أبي سُليم، والحسن بن ذكوان. وعنه: شُرَيْح بن النُّعمان، وعمرو الفلاس، ونصر بن عليّ، وغيرهم. قال أبو حاتم [3] : ليّن الحديث.   [1] انظر عن (ميمون بن يحيى الأشجّ) في: التاريخ الكبير 7/ 342 رقم 1475، والثقات لابن حبّان 9/ 174، والجرح والتعديل 8/ 239 رقم 1078. [2] انظر عن (ميمون بن زيد) في: التاريخ الكبير 7/ 341 رقم 1466، والجرح والتعديل 8/ 239، 240 رقم 1081، والثقات لابن حبّان 9/ 173. [3] في الجرح والتعديل 8/ 240. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 422 [حرف النون] 381- نُصَيْر بن زياد الطّائيّ الكوفيّ [1] . عن: أبي اليقظان عثمان بن عُمَيْر، وأبي هارون العبْديّ، وصلْت الدَّهّان. وعنه: حسين الأشقر، ومعاوية بن هشام، وإسماعيل بن أبان الورّاق، ويحيى الحِمانيّ، وأبو سعيد الأشجّ. ذكره بصادٍ مِهملة البخاريّ، ومُطَيِّن، وابن أبي حاتم. وأمّا الدّارقطنيّ فقال: هذا وهم، بل هو بمعجمة (نُضَيْر) . قال الأزْديّ: مُنْكَر الحديث. 382- النَّضْر بن إسماعيل [2]- ت. ن. -   [1] انظر عن (نصير بن زياد الطائي) في: التاريخ الكبير 8/ 116 رقم 2405، والجرح والتعديل 8/ 492 رقم 2253، والثقات لابن حبّان 9/ 219، والمغني في الضعفاء 2/ 699 رقم 6649 وفيه (نضير) بالضاد المعجمة، وكذلك في ميزان الاعتدال 4/ 264 رقم 9089، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 643، وفي لسان الميزان 6/ 166 رقم 581. [2] انظر عن (النضر بن إسماعيل) في: التاريخ لابن معين 2/ 605، والتاريخ الكبير 8/ 90 رقم 2298، والتاريخ الصغير 209، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 595، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 102، والضعفاء الكبير 4/ 290، 291 رقم 1884، وتاريخ الثقات للعجلي 449 رقم 1690، والمعرفة والتاريخ 3/ 55، والجرح والتعديل 8/ 474 رقم 2177، والمجروحين لابن حبّان 3/ 51، والكامل في الضعفاء 7/ 2491، 2492، وتاريخ بغداد 13/ 431- 434 رقم 7305، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 125، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1411، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 423 أبو المغيرة البجليّ الكوفيّ القاصّ. إمام جامع الكوفة. عن: الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، ومحمد بن سُوقة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو عُبَيْد، وأحمد بن منيع، وزياد بن أيّوب، والحسن بن عَرَفَة. ضعّفه ابن مَعِين [1] . وقال البخاريّ [2] ، وأحمد [3] : لم يكن يحفظ الإسناد [4] . وقال ابن عَدِيّ: أرجو أنه لا بأس به [5] . 383- النَّضْر بن محمد المروزيّ [6]- ن. - أبو عبد الله مولى بني عامر. روى عن: محمد بن المُنْكَدر، وعبد العزيز بن رفيع، ويزيد بن أبي   [ (-) ] والكاشف 3/ 179 رقم 5930، والمغني في الضعفاء 2/ 697 رقم 6628، وميزان الاعتدال 4/ 255 رقم 9057، وتهذيب التهذيب 10/ 434، 435 رقم 791، وتقريب التهذيب 2/ 301 رقم 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 401. [1] قال في تاريخه: ليس بشيء. وهو في الجرح والتعديل 8/ 474. [2] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير. [3] الجرح والتعديل 8/ 474. [4] في الكامل في الضعفاء 7/ 2492. [5] وقال أبو زرعة: ليس بقويّ، وكذا قال النسائي. وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال ابن حبّان: كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه، واستحقّ الترك من أجله. ووثّقه العجليّ، وقال يعقوب الفسوي: صدوق ضعيف الحديث. وقال الدارقطنيّ: كوفيّ صالح. [6] انظر عن (النضر بن محمد المروزيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 373، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 77 رقم 215، وطبقات خليفة 323، والتاريخ الكبير 8/ 89 رقم 2294 وفيه (المروي) وهو كالمروزي نسبة واحدة، والضعفاء الصغير 278 رقم 377، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 64، والجرح والتعديل 8/ 478 رقم 2191، والثقات لابن حبّان 7/ 535، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1413، 1414، والكاشف 3/ 180 رقم 9544، والمغني في الضعفاء 2/ 698 رقم 6643، وميزان الاعتدال 4/ 262 رقم 9082، وتهذيب التهذيب 10/ 444، 445 رقم 809، وتقريب التهذيب 2/ 303 رقم 101، وخلاصة تذهيب التهذيب 402، ومناقب أبي حنيفة للكردري 511، 512. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 424 زياد، والعلاء بن المسيب، وأبي حنيفة. وعنه: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس. وثقه النسائي [1] . مات سنة ثلاث وثمانين ومائة. 384- النضر بن منصور الكوفي [2]- ت. - عن: أبي الْجَنُوب، عن عليّ، وعن سهل الفَزَاريّ. وعنه: أبو هشام الرفاعيّ، وأبو كُرَيِب، وأبو سعيد الأشجّ، وآخرون. ضعّفه النَّسائيّ [3] ، وغيره [4] . 385- النُّعمان بن عبد السّلام بن حبيب التّيميّ [5] .   [1] سئل عنه ابن معين فقال: لا أعرفه! وضعّفه البخاري، ومسلم، وذكره ابن حبّان في الثقات. والمعروف أن رأي رجال الحديث في الفقهاء وأصحاب الرأي يميل في الغالب إلى تضعيفهم. وقال ابن سعد فيه: كان مقدّما عندهم في العلم والفقه والعقل والفضل. [2] انظر عن (النضر بن منصور الكوفي) في: التاريخ الكبير 8/ 91 رقم 2302، والتاريخ الصغير 209، والضعفاء الصغير 278 رقم 376، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 596، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 293، 294 رقم 1889، والجرح والتعديل 8/ 479 رقم 2196، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 69، والمجروحين لابن حبّان 3/ 50، والكامل في الضعفاء 7/ 2489، 2490، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1414، والكاشف 3/ 181 رقم 5945، والمغني في الضعفاء 2/ 699 رقم 6648، وميزان الاعتدال 4/ 264 رقم 9088، وتهذيب التهذيب 10/ 445 رقم 810، وتقريب التهذيب 2/ 303 رقم 102، وخلاصة تذهيب التهذيب 402. [3] في الضعفاء والمتروكين 305 رقم 596. [4] وضعّفه البخاري، والعقيلي، وأبو حاتم، وابن معين، وابن حبّان، وابن عديّ. [5] انظر عن (النعمان بن عبد السلام بن حبيب) في: التاريخ الكبير 8/ 80 رقم 2251، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 103، والجرح والتعديل 8/ 449 رقم 2061، والثقات لابن حبّان 9/ 209، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 131، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 5- 15 رقم 81، وذكر أخبار أصبهان 2/ 328، 329، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1418، 1419، والكاشف 3/ 182 رقم 5953، وسير أعلام النبلاء 8/ 396، 397 رقم 118، والعبر 1/ 287 والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 724، ومرآة الجنان 1/ 395، وتهذيب التهذيب 10/ 454 رقم 823، وتقريب التهذيب 2/ 304 رقم 116، وخلاصة تذهيب التهذيب 402، 403، ومناقب أبي حنيفة للكردري 509، وشذرات الذهب 1/ 305. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 425 تَيْمُ الله بنُ ثعلبة، أبو المنذر الأصبهانيّ الفقيه، شيخ أصبهان وعالمها. وأصله نيسابوريّ. قدِم أصبهانَ في فتنة ظهور أبي مسلم الخُراسانيّ وهو صغير مع أبيه. ثمّ رحل وطلب العلم. وكان من كبار الزُّهّاد الورِعين. وله تصانيف نافعة. روى عن: جُرَيْح، وأبي حنيفة، ومِسْعَر، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وطبقتهم. وعنه: ابن مهديّ، وعفّان، وعامر بن إبراهيم، وصالح بن مِهْران، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيّان، ومحمد بن مبارك، ومحمد بن المِنْهال، وسُليمان بن داود الشاذكُونيّ. قال أبو حاتم [1] : محلُّه الصِّدْق. وقال أبو نُعَيم الحافظ [2] : كان أحد العُبّاد والزّهاد. زَهد في ضياع أبيه لمُلامسته للسلطان، وكان يتفقّه على مذهب سُفيان. وجالس أبا حنيفة. قال: وتوفّي سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة [3] . 386- نُعَيم بن المُوَرّع بن توبة العنبري البصري [4] . عن: هشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج. وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن يسار الواسطيّ، ومحمد بن أيّوب البجليّ.   [1] في الجرح والتعديل 8/ 449. [2] في ذكر أخبار أصبهان 2/ 328، 329، وطبقات المحدّثين لأبي الشيخ. [3] في المطبوع من أخبار أصبهان 2/ 329 (سنة ثلاث وثلاثين ومائة) وهو غلط من الطباعة. (وقيل سنة سبعين) . [4] انظر عن (نعيم بن المورّع بن توبة) في: الضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 588، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 294، 295 رقم 1891، والجرح والتعديل 8/ 464 رقم 2126، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 170 رقم 552، والمجروحين لابن حبّان 3/ 57، ورجال الطوسي 326 رقم 34، والكامل في الضعفاء 7/ 2481، والمغني في الضعفاء 2/ 701 رقم 6665، وميزان الاعتدال 4/ 271 رقم 9111، ولسان الميزان 6/ 170، 171 رقم 600. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 426 قال س [1] : ليس بثقه. وقال ابن عَدِيّ [2] : يسرق الحديث [3] . 387- نوح بن دَرّاج [4] . أبو محمد النّخعيّ، مولاهم الكوفيّ الفقيه، أحد المجتهدين. تفقه وبرع على الإمام أبي حنيفة، وعلى عبد الله بن شُبْرُمَة، وروى عنهما، وعن: الأعمش، وابن أبي ليلى. وعنه: سعيد بن منصور، وأبو نُعَيم ضِرار بن صُرَدَ، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن الصّبّاح الْجَرْجرائيّ، وآخرون. وُلّي قضاء الكوفة مدّة، ثمّ وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد [5] .   [1] النسائي في الضعفاء والمتروكين 305 رقم 588. [2] في الكامل في الضعفاء 7/ 2481 وضعيف. [3] قال العقيلي: حديثه غير محفوظ إلّا عن أبي مسعد السدّي، وفيه نظر. وقال البخاري: منكر الحديث. وضعّفه الدارقطنيّ، وابن حبّان فقال: شيخ يروي عن الثقات العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال. [4] انظر عن (نوح بن درّاج) في: التاريخ لابن معين 2/ 611، 612، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 457 رقم 3029، وطبقات خليفة 171، وتاريخ خليفة 464، والتاريخ الكبير 8/ 112 رقم 2386، والتاريخ الصغير 199، والضعفاء الصغير 278 رقم 379، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 591، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 305 رقم 1906، وتاريخ الثقات للعجلي 453 رقم 1705، والمعرفة والتاريخ 2/ 612 و 3/ 55، 56، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 57 رقم 46، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 91 و 107 و 182 و 183 و 184 و 185 و 325، والجرح والتعديل 8/ 484، 485 رقم 2213، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 167 رقم 540، والمجروحين لابن حبّان 3/ 46، 47، والعقد الفريد 3/ 417، والكامل في الضعفاء 7/ 2509، 2510، ورجال الطوسي 323 رقم 3، وتاريخ بغداد 13/ 315- 318 رقم 7287، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1425، 1426، والمغني في الضعفاء 2/ 702 رقم 6676، وميزان الاعتدال 4/ 276 رقم 9133، والكشف الحثيث 443 رقم 810، وتهذيب التهذيب 10/ 482- 484 رقم 871، وتقريب التهذيب 2/ 308 رقم 164، وخلاصة تذهيب التهذيب 404، ومناقب أبي حنيفة للكردري 2: 5. [5] تاريخ بغداد 13/ 315. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 427 ضعّفه في الحديث النَّسائيّ [1] ، وغيره. وكان من كبار أصحاب أبي حنيفة. يُقال إنه أضرَّ، وبَقِيّ يحكم نحْوًا من ثلاث سنين حتّى فطِنوا به [2] . وقد كذّبه يحيى بن مَعِين [3] . وقال ابن حِبّان [4] : روى موضوعات [5] . مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. 388- نوح بن قيس الحدّانيّ الطّاحيّ البصريّ [6]- م. ع. - أبو روح.   [1] في الضعفاء والمتروكين 305 رقم 591. [2] التاريخ لابن معين 2/ 612. [3] في تاريخه. [4] في المجروحين 3/ 46. [5] وضعّفه البخاري، والنسائي، والعقيلي، والجوزجاني قال: زائغ، والدارقطنيّ، وابن عديّ. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، أرى حديثه في أيدي الناس، فيعتبر بحديثه، أمسك الناس عن رواية حديثه. وقال أبو زرعة: أرجو أن لا يكون به بأس. وقال الساجي: كان صاحب رأي ممن أخذ عن أبي حنيفة، حدّث عن محمد بن إسحاق بأحاديث لم يتابع عليها ليس هو عندهم بشيء. [6] انظر عن (نوح بن قيس الحدّاني) في: الطبقات الكبرى 7/ 289، والتاريخ لابن معين 2/ 612، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 478 رقم 3139، والتاريخ الكبير 8/ 111، 112 رقم 2385، والتاريخ الصغير 201، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 37، وتاريخ الثقات للعجلي 453 رقم 1706، والمعارف 453 و 625، والمعرفة والتاريخ 3/ 278، وفيه تحرّف إلى (الحرّاني) ، والجرح والتعديل 8/ 483 رقم 2209، والثقات لابن حبّان 9/ 210 وفيه (الحرّاني) ، والأنساب 4/ 77، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 172، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 191 ب، و 192 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1426، 1427، والكاشف 3/ 186 رقم 5996، وميزان الاعتدال 4/ 279 رقم 9140، وتهذيب التهذيب 10/ 485، 486 رقم 875، وتقريب التهذيب 2/ 308 رقم 168، وخلاصة تذهيب التهذيب 404 وقيّده (الجذامي) وقال: بالجيم والذال المعجمة، وهو غلط. فقد أكّد السمعاني أنه (الحدّاني) : بضم الحاء، وتشديد الدال المهملتين وفي آخرها نون بعد الألف، هذه النسبة إلى حدّان وهم من الأزد وعامّتهم بصريون وهم: حدّان بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 428 روى عن: محمد بن زياد الْجُمَحيّ فيما قيل، وعن: أبي هارون عمارة بن جُوَين العبْديّ، وأيّوب السّخْتيانيّ، ومحمد بن واسع، ويزيد الرَّقاشيّ، ويزيد بن كعب، وجماعة. وهو أخو خالد بن قيس. روى عنه: خليفة بن خيّاط، وقُتَيْبة، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، وأحمد بن المقداد، وزياد الحسّاني، ونصر الْجَهْضَميّ، وخلْق سواهم. روى عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [1] : ثِقَةً. وَقَالَ النَّسائيّ: ليس به بأس [2] . قلت: تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ وثمانين ومائة، رحمه الله. 389- نوح بن أبي مريم الجامع. وقد ذُكر في الطبقة الماضية، والله أعلم.   [1] في التاريخ 2/ 612. [2] ووثّقه الإمام أحمد، والعجليّ، وابن حبان. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 429 [حرف الهاء] 390- هارون بن مسلم بن هُرْمُز [1] . أبو الحَسَن صاحب الحِنّاء. روى عن: أبيه، وعُبَيْد الله بن الأخنس، ودَفّاع، والقاسم بن عبد الرحمن. وعنه: عبد العزيز بن المغيرة، وقتيبة، وسويد، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد السلام بن مظهر. قال أبو حاتم [2] : لين. وقال الحاتم: ثقة. وخرج له في «مستدركه» ، وهو بصري. 391- هارون بن المغيرة البجلي الرازي الحافظ [3]- د. ت. -   [1] انظر عن (هارون بن مسلم بن هرمز) في: التاريخ الكبير 8/ 224 رقم 2801، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 28، والجرح والتعديل 9/ 94 رقم 392، والثقات لابن حبّان 9/ 237، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 140 ب، والمغني في الضعفاء 2/ 705 رقم 6707، وميزان الاعتدال 4/ 286 رقم 9172، وتهذيب التهذيب 11/ 11 رقم 23، وتقريب التهذيب 2/ 312 رقم 23. [2] في الجرح والتعديل 9/ 94. [3] انظر عن (هارون بن المغيرة البجلي) في: التاريخ لابن معين 2/ 614، ومعرفة الرجال له 2/ 167 رقم 533، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 371 رقم 2649 و 3/ 5 رقم 3889، والتاريخ الكبير 8/ 225 رقم 2804، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 27، والجرح والتعديل 9/ 95، 96 رقم 396، والثقات لابن حبّان 9/ 238، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 157، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 151 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1431، والكاشف 3/ 190 رقم 6024، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 430 عن: عُبَيْد الله بن عَمْر، وحَجّاج بْن أرطأة، وعَمْرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وغيرهم. وعنه: ابنه إبراهيم، ويحيى بن مَعِين، وإبراهيم بْن مُوسَى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد، وزُنَيْج، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [1] . 392- هزال بن سعيد السّبئيّ. أبو مروان المصريّ. عن: يزيد بن أبي حبيب، وخير بن نُعَيم، وبكر بن عَمْرو. وعنه: حَجّاج بن ريّان، وسعيد بن عُفَير، وغيرهما. وكان ضريرًا، مات سنة إحدى وثمانين ومائة. وقد سمع هزال من أم الصَّعْبة قالت: ثنا أبو الدرداء. 393- هشام بن لاحق المدائنيّ [2] . عن: عاصم الأحول، وغيره. وعنه: أحمد بن حنبل، وهشام بن بهرام. قال النَّسائيّ: ليس به بأس [3] .   [ (-) ] وميزان الاعتدال 4/ 287 رقم 9173، وتهذيب التهذيب 11/ 12، 13 رقم 26، وتقريب التهذيب 2/ 313 رقم 26، وخلاصة تذهيب التهذيب 407. [1] وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ أَحْمَدُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ جرير بن عبد الحميد: لا أعلم في هذه البلدة رجلا أصحّ حديثا من هارون بن المغيرة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (هشام بن لاحق المدائني) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 345 رقم 2531 و 3/ 300 رقم 5334، والتاريخ الكبير 8/ 200، 201 رقم 2709، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 337 رقم 1942، والجرح والتعديل 8/ 69، 70 رقم 268، والمجروحين لابن حبّان 3/ 90، 91، والثقات له 7/ 567، والكامل في الضعفاء 7/ 2568، والمغني في الضعفاء 2/ 762 رقم 6763، وميزان الاعتدال 4/ 306 رقم 9247، ولسان الميزان 6/ 198 رقم 707. [3] قال الإمام أحمد: كان يحدّث عن عاصم أحاديث لم يكن به بأس. رفع عن عاصم أحاديث لم ترفع، أسندها إلى سليمان، وأنكر شبابة حديثا حدّثنا به هشام، عن نعيم بن حكيم، عن- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 431 394- هُشَيم بن بشير بن أبي خازم قاسم بن دينار [1]- ع. -   [ () ] أبي مريم، عن عليّ (في الحج سجدتين) فقال شبابة: أنا قد سمعت منه حديث هذا الشيخ، وأنكر يعني حديث نعيم. (العلل 3/ 300 رقم 5334) وقال مرة أخرى: تركت حديثه. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به. وذكره العقيلي في الضعفاء وقال البخاري: هو مضطرب الحديث عنده مناكير، أنكر شبابة أحاديثه. وقال الساجي: وهو لا يتابع. وقال ابن عديّ: أحاديثه حسان وأرجو أنه لا بأس به. وذكره ابن حبّان في الثقات. [1] انظر عن (هشيم بن بشير) في: الطبقات الكبرى 7/ 313 و 325، والتاريخ لابن معين 2/ 620- 622، ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 131 رقم 671 و 1/ 132 رقم 674 و 2/ 26 رقم 23 و 2/ 140 رقم 439 و 2/ 161 رقم 508 و 2/ 243 رقم 835 و 836 و 837، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 138 رقم 21 و 1/ 146 رقم 37 و 1/ 255 رقم 363 و 1/ 333 رقم 601 و 1/ 338 رقم 616 و 1/ 342 رقم 631 و 1/ 347 رقم 646 و 1/ 351 رقم 662 و 1/ 370 رقم 712 و 1/ 424 رقم 931 و 1/ 434، 435 رقم 968 و 1/ 436 رقم 972 و 1/ 438، 439 رقم 979 و 980، وانظر فهرس الأعلام 4/ 342- 345، وتاريخ خليفة 465، وطبقات خليفة 326، والتاريخ الكبير 8/ 242، 243 رقم 2867، والتاريخ الصغير 200، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 101، وتاريخ الثقات للعجلي 459 رقم 1745، والمعرفة والتاريخ 1/ 1174 و 178 و 227 و 232 و 234 و 291 و 427 و 440 و 515 و 518 و 2/ 22 و 23 و 33 و 100 و 110 و 119 و 126 و 139 و 169 و 201 و 271 و 458 و 470 و 548 و 610 و 623 و 656 و 666 و 694 و 767 و 810 و 832 و 3/ 36 و 43 و 50 و 73 و 77 و 80 و 124 و 126 و 133 و 141 و 205 و 382، وأخبار القضاة 1/ 108 و 278 و 291 و 372 و 2/ 7 و 9 و 11 و 50 و 189 و 191 و 195 و 229 و 237 و 245 و 246 و 256 و 264 و 269 و 279 و 284 و 292 و 294 و 297 و 298 و 313 و 374 و 376- 379 و 391 و 400 و 3/ 44 و 45 والكنى والأسماء للدولابي 2/ 117، والجرح والتعديل 9/ 115 و 116 رقم 486، ومشاهير علماء الأمصار 177 رقم 1402، والثقات لابن حبّان 7/ 587، ورجال صحيح البخاري 2/ 782، 783 رقم 1312، ورجال صحيح مسلم 2/ 326، 327 رقم 1803، وتاريخ الطبري 1/ 87 و 186 و 3/ 216، ومقاتل الطالبيين 359- 377، والفهرست لابن النديم 1/ 288، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2595- 2598، وتاريخ بغداد 14/ 85- 94 رقم 7436، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 556 رقم 2163، وتاريخ حلب للعظيميّ 234، والكامل في التاريخ 6/ 165، والتذكرة الحمدونية 1/ 159، والبيان والتبيين 3/ 171، وربيع الأبرار 1/ 808، ومحاضرات الأدباء 2/ 412، ووفيات الأعيان 1/ 203 و 4/ 129، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 138- 139 رقم 213، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1446- 1448، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 728، والكاشف 3/ 198 رقم 6085، والمغني في الضعفاء 2/ 712 رقم 6765، وميزان الاعتدال 4/ 306- 308 رقم 9250، ودول الإسلام 1/ 117، والعبر 1/ 286، وسير أعلام النبلاء الجزء: 12 ¦ الصفحة: 432 الحافظ، أبو معاوية السّلميّ الواسطيّ، أحد الأعلام. عن: الزُّهْريّ، وعَمْرو بن دينار، وأيّوب، وأبي بِشْر، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ومنصور بن زاذان، وخلْق سواهم. وعنه: شعبة مع تقدُّمه، وابن المبارك، ويحيى القطّان، وعبد الرحمن بن مهديّ، وقُتَيْبة، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة، وزياد بن أيّوب، وإبراهيم بن مُجَشَّر، وخلْق كثير. سكن بغداد، وانتهت إليه مَشْيَخة العِلم ببغداد في زمانه. مولده سنة أربعٍ ومائة. قال عَمْرو بن عَوْن: كان هُشيم قد سمع من الزُّهْريّ، وعَمْرو بن دينار، وابن الزُّبَير بمكة أيام الحجّ [1] . وقال يعقوب الدَّوْرَقيّ: كان عند هُشيم عشرون ألف حديث [2] . وقال أحمد [3] : لم يسمع هُشَيم من يزيد بن أبي زياد ولا من الحَسَن بن عُبَيْد الله، ولا من أبي خالد ولا من سيّار، ولا من موسى الْجُهَنيّ، ولا من عليّ بن زيد. ثمّ سمّى طائفة كبيرة. يعني حدَّث عنهم بصيغة عن. وكان من كبار المدلِّسين [4] مع حفظه وصدقه [5] .   [ (- 8] / 255- 261 رقم 76، وتذكرة الحفاظ 1/ 148، 149، ومرآة الجنان 1/ 393، وخلاصة الذهب المسبوك 136، وتهذيب التهذيب 11/ 59- 64 رقم 100، وتقريب التهذيب 2/ 320 رقم 103، وطبقات المدلّسين 18، وطبقات المفسّرين 2/ 352، 353، وخلاصة تذهيب التهذيب 414، وشذرات الذهب 1/ 303. [1] تاريخ بغداد 14/ 87. [2] تاريخ بغداد 14/ 88، تهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 139، تهذيب الكمال 3/ 1447. [3] العلل ومعرفة الرجال، رقم 459 و 2238. [4] قال ابن الصلاح في مقدّمته 171: إن ما رواه المدلّس بلفظ محتمل لم يبيّن فيه السماع، والاتصال، حكمه حكم المرسل وأنواعه، وما رواه بلفظ مبيّن للاتصال نحو: سمعت، وحدّثنا، وأخبرنا ... وأشباهها فهو مقبول محتجّ به. وفي الصحيحين وغيرهما من الكتب المعتمدة من حديث هذا الضرب كثير جدا، ك: قتادة، والأعمش، والسفيانيين، وهشيم بن بشير وغيرهم، وهذا لأن التدليس ليس كذبا وإنما هو ضرب من الإيهام بلفظ محتمل..» . [5] العلل 2257 و 2261- 2268، و 4906 وانظر فهرس الأعلام (4/ 342) عن تدليسه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 433 قال إبراهيم الحربيّ: كان والد هُشيم صاحب صِحْناة وكامُخٍ [1] ، وكان يمنع هُشَيْمًا من الطَّلَب، فكتب العِلم حتّى جالس أبا شَيْبَة القاضي وناظره في الفقه. قال: فمرض هُشَيم، فجاء أبو شَيْبَة يعوده، فمضى رجل إلى بشير، قال: الحق ابنك، فقد جاء القاضي يعوده، فجاء، فوجد القاضي في داره، فقال: متى أمَّلْتُ أنا هذا؟ قد كنت أمنعك، أمّا اليوم فلا بقيت أمنعُك [2] . قال وهْب بن جرير: قلنا لشُعْبة: تكتب عن هُشَيم؟ قال: نعم، ولو حدَّثكم عن ابن عَمْر فصدّقوه [3] . وقال أحمد بن حنبل: لزِمْت هُشَيْمًا أربع سنين، ما سألته عن شيء إلا مرّتين هيبةً له. وكان كثير التسبيح بين الحديث. يقول بين ذلك: لا إله إلّا الله، يمدّ بها صوته [4] . وعن عبد الرحمن بن مهديّ قال: كان هُشَيم أحفظ للحديث من سُفيان الثَّوْريّ [5] . وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحدا أحفظ للحديث من هُشَيم إلا سُفيان إنّ شاء الله [6] . قال أحمد العِجْليّ [7] : هُشَيم ثقة. يُعَدّ من الحفاظ. وكان يدلّس. وقال ابن أبي الدنيا: حدَّثني من سمع عَمْرو بن عون يقول: مكث   [1] الصّحناة: بكسر الصاد المهملة وسكون الحاء المهملة إدام يتّخذ من السمك يمدّ ويقصر. والكامخ: ما يؤتدم به، أو المخلّلات الفاتحة للشهيّة، والكلمتان معرّبتان. (القاموس) . وقيل له ذلك لأنه كان طبّاخا للحجّاج بن يوسف. (تاريخ بغداد 14/ 86) . [2] تاريخ بغداد 14/ 87، تهذيب الكمال 3/ 1447. [3] تاريخ بغداد 14/ 88. [4] العلل ومعرفة الرجال 1/ 438، 439 رقم 979 و 1/ 342 رقم 631، تاريخ بغداد 14/ 89. [5] تاريخ بغداد 14/ 90، تهذيب الكمال 3/ 1447. [6] تاريخ بغداد 14/ 90، الكامل في الضعفاء 7/ 2597. [7] في تاريخ الثقات 459 رقم 1745. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 434 هُشَيم يصلّى الفجر بوضوء العشاء قبل أن يموت عشر سنين [1] . وعن حمّاد بن زيد قال: ما رأيت في المحدثين أنبل من هُشَيم. سمعها عَمْرو بن عَوْن، منه [2] . وَسُئِلَ أبو حاتم الرّازيّ، عن هُشَيم فقال: لا يُسأل عنه في صِدقه وأمانته وصلاحه [3] . وقال ابن المبارك: من غيَّر الدهرُ حِفظه، فلم يغيّر حِفْظَ هُشَيم. وقال يحيى بن أيّوب العابد: سمعتُ نصرَ بن بسّام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا معروفًا الكَرْخيّ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام وهو يقول لهُشَيم: «جزاك الله عن أمَّتي خيرًا» . فقلت لمعروف: أنت رأيت؟ قال: نعم، هُشَيم خير مما تظنّ [4] . قال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: نا سُليمان بن أبي شيخ، نا أبو سُفيان الحُمَيْدِيّ، عن هُشَيم قال: قدِم الزُّبَير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الكوفة في خلافة عثمان، وعلى الكوفة سعيد بن العاص، فبعث إليه بسبعمائة ألف وقال: لو كان في بيت المال أكثر من هذا لبعثت به إليك: فقبلها الزُّبَير. قال أحمد: فحدَّثت بهذا مُصْعَب بن عبد الله، فقال: ما كان الذي بعث به إليه عندنا إلا الوليد بن عُقْبة، وكنّا نشكرها لهم. وهُشَيم أعلم. قال أبو سُفيان: سألت هُشَيْمًا عن التفسير: كيف صار فيه اختلاف؟ فقال: قالوا برأيهم فاختلفوا. قال إبراهيم بن عبد الرحمن الهَرَويّ: سمع هُشَيم، وابن عُيَيْنَة من الزُّهْريّ سنة ثلاثٍ وعشرين في ذي الحجّة.   [1] تاريخ بغداد 14/ 93، تهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 139. وفي الأصل «عشرين سنة» . [2] تاريخ بغداد 14/ 88، تهذيب الكمال 3/ 1447. [3] في الجرح والتعديل 9/ 116 قال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن هشيم ويزيد بن هارون فقال: هشيم أحفظهما. [4] تاريخ بغداد 14/ 93، تهذيب الكمال 3/ 1448. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 435 قال سفيان: أقام عندنا إلى عمرة المحرّم، ثم خرج إلى الجعرانة فاعتمر منها، ثمّ نَفَر ومات من سنته. قال إبراهيم بن عبد الله: كتبت حديثًا لم يسمعه هُشَيم من الزُّهْريّ، ولم يرو عنه سوى أربعة أحاديث سماعًا. منها: «حديث السقيفة» [1] ، و «حديث المضامين والملاقيح» [2] ، و «حديث ما استيسر من الهدي» [3] ، و «حديث اعتكف، فأتته صفيّة» [4] .   [1] حديث سقيفة بني ساعدة، ذكره البخاري في فضائل أصحاب النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/ 193- 195 من طريق هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وعبد الرزاق في المصنّف 5/ 439- 445 عن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة، عن ابن عباس (رقم 9758) . وابن هشام في السيرة (بتحقيقنا) ج 4/ 308- 312 من طريق ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عتبة، عن عبد الله بن مسعود. ورواه الطبري في تاريخه 3/ 203- 206 عن عليّ بن مسلم، عن عبّاد بن عبّاد، عن عبّاد بن راشد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس. وأحمد في المسند 1/ 55، 56 من حديث مالك بن أنس، عن الزهري. وكلها ليس فيها: هشيم بن بشير عن الزهري. [2] قال الإمام مالك في الموطّأ 453، 454 رقم 1351 في كتاب البيوع، باب ما لا يجوز من بيع الحيوان: عن سعيد بن المسيّب أنه قال: لا ربا في الحيوان، وإنما نهي من الحيوان عن ثلاثة: عن المضامين، والملاقيح، وحبل الحبلة. والمضامين: بيع ما في بطون إناث الإبل. والملاقيح: بيع ما في ظهور الجمال. قال مالك: لا ينبغي أن يشتري أحد شيئا من الحيوان بعينه إذا كان غائبا عنه وإن كان قد رآه ورضيه على أن ينقد ثمنه لا قريبا ولا بعيدا. قال مالك: وإنما كره ذلك لأن البائع ينتفع بالثمن، ولا يدرى هل توجد تلك السلعة على ما رآها المبتاع أم لا، فلذلك كره ذلك، ولا بأس به إذا كان مضمونا موصوفا. والحديث في (زوائد مسند البزار) رقم (1267) من طريق: محمد بن المثنى، عن سعيد بن سفيان، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم نهى عن بيع الملاقيح والمضامين. [3] ذكره الطبري في التفسير 2/ 216 قال: حدّثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدّثنا هشيم، قال الزهري: أخبرنا، وسئل عن قول الله جلّ ثناؤه: فَمَا اسْتَيْسَرَ من الْهَدْيِ 2: 196 سورة البقرة آية 196 قال: كان ابن عباس يقول: من الغنم. [4] أخرجه البخاري في الاعتكاف 2/ 257 باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد. من طريق: الزهري، عن علي بن الحسين، عن صفية بنت حييّ. وأخرجه بهذا السند كلّ من: مسلم في كتاب السلام (2175) باب بيان أنه يستحب لمن رئي خاليا بامرأة وكانت زوجته أو محرما له أن يقول: هذه فلانة. ليدفع ظن السّوء به. وابن ماجة في الصيام (1779) باب في المعتكف يزوره أهله في المسجد، وأحمد في المسند 6/ 337 ولفظه- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 436 قال أحمد بن حنبل: [1] ليس أحد أصح حديثًا من هُشَيم، عن حُصَين. وقال ابن مهديّ: حِفْظُ هُشَيم عندي أثبت من حفْظ أبي عَوَانه، وكتاب أبي عوانة أثبت [2] . قال عبد الله بن أحمد [3] : سمعت أبي يقول: الذين رأيتهم يَخْضِبون: هُشَيم، مُعْتَمر، يحيى بن سعيد، مُعاذ بن مُعَاذ، ابن إدريس، ابن مهديّ، إسماعيل بن إبراهيم، عبد الوهّاب الثَّقفيّ، يزيد بن هارون، أبو معاوية، خِضابٌ جَيّدٌ قان. حفص بن غياث، عبّاد بن العوّام إلى السَّواد. جرير بن نُمير، ابن فُضَيْلٍ، غُنْدَر البُرسانيّ، عبد الرّزّاق، عبّاد بن عبّاد ابن أبي زائدة، الوليد بن مسلم خِضابًا خفيفًا. مرحوم العطّار، حَجّاج، سعد ويعقوب ابنا إبراهيم، أبو داود، أبو النَّضْر، أبو نُعَيم، خِضابًا خفيفًا. محمد وَيَعْلَى ابنا عُبَيْد، أخوهما عَمْر، خِضابّا خفيفًا. أبو قَطَن، أبو المغيرة، عليّ بن عيّاش، أبو اليَمَان، عصام بن خالد، بِشْر بن شُعيب القُرَشيّ، يحيى بن أبي بُكَيْر، غنّام بن عليّ، مروان بن شُجاع، شُجاع بن الوليد، حُمَيْد الرؤاسيّ، إبراهيم بن خالد، رأيت هؤلاء يخضبون.   [ (-) ] عن صفية بنت حييّ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدّثته ثم قمت فانقلبت فقام معي يقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمرّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أسرعا، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «على رسلكما، إنها صفيّة بنت حييّ» فقالا: سبحان الله يا رسول الله. فقال: «إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرّا» أو قال: «شيئا» . ومعنى يقلبني: يردّني إلى منزلي. [1] العلل ومعرفة الرجال 1/ 370 رقم 712. [2] تهذيب الكمال 3/ 1447. [3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 521 رقم 1224 و 1225 و 1227. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 437 وحديث هُشَيم من أعلاه يقع اليوم: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْخَيْرِ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي عَصْرُونٍ، وَالْخَضِرُ بْنُ حَمُّوَيْهِ فِي كِتَابِهِمْ، عَنِ ابن كليب، أنا ابْنُ بَيَانٍ، أنا ابْنُ مَخْلَدٍ، أنا الصَّفَّارُ، نا ابْنُ عَرَفَةَ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنْ كُنْتُ لأَجِدُهُ [1] فِي ثَوْبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحُتُّهُ عَنْهُ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ هُشَيْمٍ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ. قالوا: تُوُفّي في شعبان سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة. قلت: كان من أبناء الثمانين، وكتب عن الزُّهْريّ نسخة كبيرة فضاعت. علّق، على وَهْنَه، منها. 395- هُشَيم بن أبي ساسان [3] . أبو عليّ الكوفيّ. إسم أبي ساسان: هشام. عن: أمي الصّيرفيّ، وابن جُرَيْح، وعُبَيْد الله بن عَمْر. وعنه: إبراهيم بن موسى الفراء، ومحمد بن خلاد الباهليّ، وقُتَيْبة، وأبو سعيد الأشجّ، وأحمد بن حنبل. سُئِل أبو حاتم [4] عنه فقال: صالح الحديث.   [1] أي تجد المنيّ. [2] في كتاب الطهارة (107/ 288) باب حكم المني. والحتّ: هو الحكّ بطرف حجر أو عود. وفي لفظ «أفركه» وفي لفظ «أحكّه» ، وفي لفظ «أغسله» . [3] انظر عن (هشيم بن أبي ساسان) في: التاريخ لابن معين 2/ 622، والتاريخ الكبير 8/ 243 رقم 2868، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 74، وتاريخ الثقات للعجلي 460 رقم 1746، والمعرفة والتاريخ 2/ 199، والجرح والتعديل 9/ 116 رقم 488، والثقات لابن حبّان 7/ 587. [4] في الجرح والتعديل 9/ 116. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 438 وقال أبو داود: لا بأس به [1] . 396- الهيثم بن حُمَيْد الغسّانيّ [2]- ع. - مولاهم أبو أحمد، ويقال: أبو الحارث. روى عن: العلاء بن الحارث، وتميم بن عطية، وأبي وهْب الكَلاعيّ، وثَوْر بن يزيد، ومُطْعِم بن المِقْدام، وزيد بن واقد، والأوزاعيّ، ويحيى الذّماريّ، وداود بن أبي هند. وعنه: الوليد بن مسلم، وعبد الله بن يوسف، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، ومحمد بن عائذ، وعدة. قال دحيم: كان أعلم الأولين والآخرين، بقول مكحول. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو داود: قدريّ ثقة [3] .   [1] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [2] انظر عن (الهيثم بن حميد الغسّاني) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 53 رقم 4129، والتاريخ الكبير 8/ 215 رقم 2765، والمعرفة والتاريخ 2/ 395 و 3/ 13 و 261، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 221 و 239 و 327 و 396 و 2/ 701، والجرح والتعديل 9/ 82 رقم 334، والثقات لابن حبّان 9/ 235، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1455، والكاشف 3/ 203 رقم 6122، والمغني في الضعفاء 2/ 716 رقم 6798، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 730، وميزان الاعتدال 4/ 321 رقم 9298، وسير أعلام النبلاء 8/ 312، 313 رقم 98، وتذكرة الحفاظ 1/ 285، وتهذيب التهذيب 11/ 92، 93 رقم 154، وتقريب التهذيب 2/ 326 رقم 164، ولسان الميزان 7/ 422 رقم 5131، وخلاصة تذهيب التهذيب 412، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 154 رقم 1775. [3] قال فيه أحمد: ما علمت إلّا خيرا. وقال ابن معين: لا بأس به، وذكره ابن حبّان في الثقات. وضعّفه أبو مسهر، وقال: وكان صاحب كتب ولم يكن من الأثبات ولا من أهل الحفظ، وقد كنت أمسكت عن الحديث عنه، استضعفته. وقال أبو زرعة الدمشقيّ: أعلم أهل دمشق بحديث مكحول: الهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة. وكان مروان بن محمد الطاطري يقدّم الهيثم على يحيى بن حمزة في الحديث. وستأتي ترجمة يحيى بن حمزة في حرف الياء، من هذا الجزء. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 439 [حرف الواو] 397- وكيع بن محرز الناجي السامي البصري [1]- ق. - عن: زيد العمّيّ، وعثمان بن الْجَهْم، وعباد بن منصور. وعنه: محمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، ونصر الْجَهْضَميّ، والعبّاس بن يزيد البحرانيّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بَأْسَ بِهِ. وقال البخاريّ: عنده عجائب [3] . 398- الوليد بن بكير التّميمي الطّهويّ [4]- ق. -   [1] انظر عن (وكيع بن محرز الناجي) في: التاريخ الكبير 8/ 178 رقم 2616، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 328 رقم 1933، والجرح والتعديل 9/ 37 رقم 166، والثقات لابن حبّان 7/ 561 و 9/ 230، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1466، والكاشف 3/ 209 رقم 6166، والمغني في الضعفاء 2/ 721 رقم 6844، وميزان الاعتدال 4/ 336 رقم 9357، وتهذيب التهذيب 11/ 131 رقم 213، وتقريب التهذيب 2/ 332 رقم 42، وخلاصة تذهيب التهذيب 415. [2] في الجرح والتعديل 9/ 37. [3] القول ليس في تاريخه، وهو في ضعفاء العقيلي 4/ 328. وقد ذكره ابن حبّان في موضعين من كتابه الثقات. [4] انظر عن (الوليد بن بكير) في: التاريخ الكبير 8/ 141 رقم 2487 (دون ترجمة) ، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 35، والجرح والتعديل 9/ 2 رقم 4، والثقات لابن حبّان 9/ 223، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 166، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 184 أ، والمؤتلف لعبد الغني بن سعيد 41، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1466، والكاشف 3/ 209 رقم 6167، وميزان- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 440 أبو خبّاب [1] الكوفيّ. عن: الأعمش، وعَمْر بن نافع الثقفي، وسلام الخرّاز. وعنه: سعيد بْن سُليمان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن نمير، وعبيد بن يعيش، والحَسَن بن عَرَفَة، والحسن بن محمد الطّنافسيّ. قال أبو حاتم [2] : شيخ. 399- الوليد بن محمد الموقّريّ البلقاويّ [3]- ت. ق. -   [ (-) ] الاعتدال 4/ 336 والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 204، وتهذيب التهذيب 11/ 131، 132 رقم 314، وتقريب التهذيب 2/ 332 رقم 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 415. والطّهويّ: بضم الطاء المهملة، وفتح الهاء. هذه النسبة إلى بني (طهيّة) وهم بطن من تميم، وطهيّة بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وقد تسكّن الهاء فيقال: طهوي. وقد تفتح الطاء مع إسكان الهاء، فيقال: طهويّ. ثلاث لغات. قال أبو علي الغسّاني: هكذا قيّدناه في «غريب المصنّف» لأبي عبيد. (الأنساب 8/ 278) . [1] في الأصل، والكاشف، وتهذيب التهذيب، والتقريب، والخلاصة «أبو جناب» ، وقال في التقريب: أبو جناب: بفتح الجيم، ثم نون. وقال في الخلاصة: أبو جناب: بجيم. وقد تحرّف في المطبوع من الكاشف إلى «أبو جنياب» وهو غلط من الطباعة. والصحيح «أبو خبّاب» كما أثبتناه، وكما قيّده عبد الغني بن سعيد في المؤتلف، ومسلم في الكنى، وكذلك الحاكم في الأسامي، والبخاري، وابن أبي حاتم، والدولابي، هذا فضلا عن المؤلّف الذهبي في كتابه المشتبه. فليراجع. [2] في الجرح والتعديل 9/ 2. [3] انظر عن (الوليد بن محمد الموقري) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 52 رقم 18، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 349 رقم 2543 أو 2/ 486 رقم 3197، والتاريخ الكبير 8/ 155 رقم 2542، والتاريخ الصغير 192، والضعفاء الصغير 278 رقم 385، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 603، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 15، والضعفاء والمتروكين للعقيليّ 4/ 318 رقم 1919، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 161 رقم 286، والمعرفة والتاريخ 2/ 449، والجرح والتعديل 9/ 15 رقم 65، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 172 رقم 558، والمجروحين لابن حبّان 3/ 76- 78 والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 82 أ، والكامل في الضعفاء 7/ 2534- 2536، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1473، 1474، والأنساب 11/ 525، 526، واللباب 3/ 270، 271، ومعجم البلدان 5/ 226، وفيه مات سنة 281، وهو غلط، والمغني في الضعفاء 2/ 724، والكاشف 3/ 213 رقم 6199، وميزان الاعتدال 4/ 346 رقم 9400، وتهذيب التهذيب 11/ 148- 150 رقم 251، وتقريب التهذيب 2/ 325 رقم- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 441 أبو بشير [1] ، مولى بني أُميّة. عن: الزُّهْريّ، وعطاء الخُراسانيّ. وعنه: أبو مُسْهر، وسُوَيْد بن سعيد، وصاحب بن الوليد، والحَكَم بن موسى، وعليّ بن حُجْر، ومحمد بن عائذ. قال أبو حاتم [2] : ضعيف الحديث. وقال ابن المَدِينيّ: لا يُكْتَب حديثه [3] . وقال ابن خُزَيْمَة: لَا أحتجّ به. وقال ابن مَعِين: يكذِب [4] . وقال النَّسائيّ: ليس بثقة [5] . سليمان ابن بنت شُرَحْبيل: استحسنت الوليد المُوَقَّريّ في كُتُب الزُّهْريّ فقال: أنت تريد أن تأخذ في مجلسٍ ما قد أقمت أنا فيه مع الزُّهْريّ عشرَ سِنين [6] ! وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: لم يزل حديث الوليد بن محمد مقاربًا حتّى ظهر أبو طاهر المقدّسي لا جُزي خيرًا. فقال له سُليمان بن عبد الملك:   [ (- 86،) ] ولسان الميزان 7/ 427 رقم 5174، وخلاصة تذهيب التهذيب 417، وشذرات الذهب 1/ 298. والموقّريّ: بضم الميم، وفتح الواو، وتشديد القاف، وفتحها، وكسر الراء المهملة. (الأنساب 11/ 525) هذه النسبة إلى الموقّر، وهو حصن بالبلقاء من نواحي دمشق. قال جرير: أشاعت قريش للفرزدق خزية ... وتلك الوفود النازلون الموقّرا (معجم البلدان 5/ 226) . [1] ويقال «أبو بشر» وهو الأكثر. [2] في الجرح والتعديل 9/ 15. [3] وسئل ابن المديني عن الوليد فقال: يروي عنه أهل الشام، وأرى أن كتبه من نسخ الزهري من الديوان. (الجرح والتعديل) . [4] الجرح والتعديل. وفي معرفة الرجال 1/ 52 رقم 18 قال: ليس بشيء. [5] في الضعفاء له 305 رقم 603: «متروك الحديث» . [6] تهذيب الكمال 3/ 1474. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 442 ويْحك، أهلكت علينا الوليد بن محمد [1] . قال أبو زُرْعة: وظهرت له بحمص أحاديث أُنكرت أيضًا. وظهرت أحاديث بخُراسان يُستَوْحش منها [2] . قال عبد الله بن أحمد [3] : قلت لأبي: المُوَقَّريّ يروي العجائب عن الزُّهْريّ، فقال: آهٍ ليس ذاك بشيء. وقال أبو حاتم [4] : سألت ابن المَدِينيّ، عن المُوَقَّريّ، فقال: يروي عنه أهلُ الشام. أرى كُتُبه من نُسَخ الزُّهْريّ من الديوان. وقال أبو زُرْعة: ليِّن في الحديث [5] . قال محمد بن مُصَفَّى: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقيل: مات سنة إحدى [6] . 400- وهْب بن إسماعيل الأسديّ الكوفيّ [7]- ق. -   [1] تهذيب الكمال 3/ 1474. [2] تهذيب الكمال 3/ 1474. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 349 رقم 2543 أ، وفي موضع آخر 2/ 486 رقم 3197 قال: ما أظنّه، أي، بثقة، ولم أره يحمده. [4] في الجرح والتعديل 9/ 15. [5] الجرح والتعديل. [6] قال البخاري: منكر الحديث. وقال علي بن حجر: كان لا يقرأ من كتابه وإذا دفع إليه كتاب قرأه. وقال العقيلي: له عن الزهري مناكير لا يتابع عليها ولا تعرف إلّا به. وقال الجوزجاني: غير ثقة، يروي عن الزهري أحاديث ليس لها أصول. وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء، وقال ابن حبّان: كان ممّن لا يبالي ما دفع إليه قراءة، روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يحدّث بها الزهريّ قطّ كما روي عنه. وكان يرفع المراسيل ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال ابن عديّ: كل أحاديثه غير محفوظة. وقال الحاكم: في حديثه بعض المناكير، كتبنا له كتابا بالشام عن المسيب بن واضح أحاديث مستقيمة، لكن حاجب بن الوليد وعلي بن حجر حدّثنا عنه بأحاديث معضلة. [7] انظر عن (وهب بن إسماعيل الأسدي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 517، 518 رقم 3414، والتاريخ الكبير 8/ 169 رقم 2577، والضعفاء الكبير للعقيليّ 323 رقم 1926، والجرح والتعديل 9/ 27 رقم 119، والمجروحين لابن حبّان 1/ 67، والثقات لابن حبّان 9/ 228، والكامل في الضعفاء- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 443 عن: جدّه محمد بن قيس، وعَمْر بن ذر، والأوزاعيّ. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ. قَالَ أحمد [1] : له مناكير. 401- وهْب بن راشد الرَّقّيّ [2] . ويقال: بصْريّ. عن: ثابت، وفرقد السَّبخيّ، ومالك بن دينار، وهشام الدُّسْتَوائيّ. وعنه: سُليمان بن عُمَر، وعليّ بن سعيد بن شدّاد، وداود بن رشيد، وغيرهم. قال ابن عَدِيّ [3] : ليس بالمستقيم. وقال الدَّارَقُطْنيّ [4] : متروك [5] . 402- وهْب بن واضح [6] . أبو الإخريط المكّيّ، شيخ القرّاء، ويكنّى أبا القاسم. من موالي   [ (- 7] / 2529، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1477، والكاشف 3/ 214 رقم 6209، والمغني في الضعفاء 2/ 726 رقم 6900، وميزان الاعتدال 4/ 350 رقم 9422، وتهذيب التهذيب 11/ 158، 159 رقم 269، وتقريب التهذيب 2/ 337 رقم 105، وخلاصة تذهيب التهذيب 418، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 185 رقم 1800. [1] عبارته في العلل ومعرفة الرجال 2/ 517، 518 رقم 3414: روى بعدنا أحاديث مناكير عن وقاء بن إياس. [2] انظر عن (وهب بن راشد الرقّيّ) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 322، 323 رقم 1924، والجرح والتعديل 9/ 27 رقم 13، والمجروحين لابن حبّان 3/ 75 76، والكامل في الضعفاء 7/ 2529، 253، والمغني في الضعفاء 2/ 727 رقم 6905، وميزان الاعتدال 4/ 351، 352 رقم 9428، ولسان الميزان 6/ 230، 231 رقم 823. [3] لفظه في الكامل 7/ 2529: عن ثابت، ومالك بن دينار، وفرقد السبخي ليست روايته عنهم بالمستقيمة. وزاد في آخر ترجمته 7/ 2530: أحاديثه كلها فيها نظر. [4] قوله ليس في كتابه الضعفاء. [5] قال العقيلي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث حدّث بأحاديث بواطيل. وقال ابن حبّان: لا يحلّ الرواية عنه ولا الاحتجاج به. [6] انظر عن (وهب بن واضح) في: معرفة القراء الكبار 1/ 146 رقم 55، وغاية النهاية 2/ 361 رقم 3814. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 444 عبد العزيز بن أبي روّاد. قرأ على إسماعيل بن عبد الله القِسْط، وعلى: شِبْلِ بن عبّاد، ومعروف ابن مُشْكان. وتصدّر للإقراء. وأخذ عنه جماعة منهم: أبو الحَسَن أحمد بن محمد النّبّال، وأبو الحَسَن البزّيّ، وغيرهما. مات سنة تسعين ومائة. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 445 [حرف الياء] 403- يحيى بن بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ [1] . ابن أبي موسى الأشعريّ. عن: أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: العلاء بن عَمْرو، وعُبَيْد الله القواريريّ. وسمع منه يحيى بن مَعِين [2] وضعّفه [3] . 404- يحيى بن حمزة بن واقد الحضْرَميّ [4]- ع. -   [1] انظر عن (يحيى بن بريد الأشعري) في: التاريخ لابن معين 2/ 640، 641، ومعرفة الرجال له 2/ 223 رقم 762، والتاريخ الكبير 8/ 264، 265 رقم 2940، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 411 رقم 2037، والجرح والتعديل 9/ 131، 132 رقم 555، والثقات لابن حبّان 9/ 254، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2681، 2682، والمغني في الضعفاء 2/ 731 رقم 6935، وميزان الاعتدال 4/ 365، 366 رقم 9464، ولسان الميزان 6/ 242، 243 رقم 853. [2] في التاريخ 2/ 641 وقيل له: كيف هو؟ قال: ليس به بأس، وقال في معرفة الرجال 2/ 223 رقم 762: ليس بشيء. [3] وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالمتروك ويكتب حديثه. وضعّفه الساجي وابن الجارود، وقال صالح جزرة: ضعيف روى عشرة أحاديث مناكير. وقال ابن حبّان في الثقات: يغرب ويخطئ. [4] انظر عن (يحيى بن حمزة بن واقد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 469، والتاريخ لابن معين 2/ 641، 642، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 459 رقم 3031، وطبقات خليفة 316 و 317، والتاريخ الكبير 8/ 268 رقم 2956، والتاريخ الصغير 198، و الكنى والأسماء لمسلم، الورقة 69، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 397 رقم 2018، وتاريخ الثقات للعجلي 470 رقم 1801، وتاريخ أبي زرعة- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 446 مولاهم السُّلميّ الدّمشقيّ أبو عبد الرحمن الفقيه قاضي دمشق. وُلد سنة ثلاث ومائة. قاله أبو مُسِّهر. وقال مُفَضَّلٌ الغُلابيّ: سنة ثمانٍ ومائة. قرأ القرآن على يحيى الذّماريّ. وروى عن: عُرْوَة بن رُوَيْم، وعَمْرو بن مهاجر، وعطاء الخُراسانيّ، وأبي وهب عبيد الله الكلاعي، ومحمد بن يزيد، والزبيدي، ويزيد بن أبي بكير، وعدة. قرأ عليه: الربيع بن ثعلب، وحدَّث عنه: أبو مُسْهِر، وولده محمد بن يحيى، وعبد الرحمن بن مهديّ، ومحمد بن عائذ، ومحمد بن المبارك الصُّوريّ، وهشام بن عمّار، وعليّ بن حُجْر، والحكم بن موسى. قال دُحَيْم: ثقة عالم [1] .   [ (-) ] الدمشقيّ 1/ 66 و 173 و 174 و 204 و 206 و 218 و 222 و 225 و 277 و 325 و 328 و 332 و 339 و 358 و 359 و 396 و 447 و 448 و 569- 571 و 594 و 637 و 2/ 689 و 704 و 711 و 712، والمعرفة والتاريخ 1/ 174 و 255 و 327 و 329 و 578 و 579 و 587 و 588 و 2/ 288 و 290 و 296 و 297 و 302 و 304 و 329 و 357 و 439 و 400 و 459 و 784 و 786 و 3/ 27 و 164 و 260 و 306 و 409، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 69، والجرح والتعديل 9/ 136، 137 رقم 580، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 80، والمجروحين لابن حبّان 3/ 73 و 144، والثقات لابن حبّان 7/ 614، ورجال صحيح البخاري 2/ 788، 789 رقم 1318، ورجال صحيح مسلم 2/ 336، 337 رقم 1822، وسنن الدارميّ 1/ 36، والسنن الكبرى للبيهقي 2/ 430، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 558، 559 رقم 2171، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 114 وما بعدها، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1494، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 733، والكاشف 3/ 223 رقم 6269، والمغني في الضعفاء 2/ 733 رقم 6952، وميزان الاعتدال 4/ 369، 370 رقم 9486، وتذكرة الحفاظ 1/ 264، والعبر 1/ 222 و 288، وسير أعلام النبلاء 8/ 314، 315 رقم 99، ومرآة الجنان 1/ 396، وتهذيب التهذيب 11/ 200، 201 رقم 339، وتقريب التهذيب 2/ 346 رقم 49، وخلاصة تذهيب التهذيب 422، وشذرات الذهب 1/ 305، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 193، 194 رقم 1814. [1] تاريخ دمشق 46/ 115، تهذيب الكمال 3/ 1494 وفيهما: ثقة عالم عالم لا أشك إلا أنه لقي علي بن يزيد، وقد لقيه محمد بن شعيب وكان أصغر منه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 447 وقال أحمد: ليس به بأس [1] . وقال أبو حاتم [2] : عاش ثمانين سنة. وقال عبّاس، عن ابن مَعِين [3] : يُرمَى بالقَدَر. وقال مرّةً [4] : كان قدريًا. وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ [5] : وُلّي يحيى بعد سَلَمة بن عَمْرو، فحدّثني أحمد بن أبي الحواريّ، عن مروان قال: لما قدِم المنصور دمشق سنة ثلاثٍ وخمسين ومائة استعمل يحيى بن حمزة على القضاء، وقال له: يا شابّ، أرى أهل بلدك قد أجمعوا عليك، فإيّاك والهديّة، فلم يزل قاضيًا حتّى مات. قال أبو زُرْعة: وأعلم النّاس مكحول، والهيثم بن حُمَيْد، ويحيى بن حمزة. قال دحيم، وجماعة: مات يحيى سنة ثلاث وثمانين ومائة [6] . 405- يحيى البرمكيّ [7] .   [1] الجرح والتعديل 9/ 137. [2] في الجرح والتعديل. [3] في تاريخه 2/ 642. [4] في تاريخه أيضا. [5] في تاريخه 1/ 204، 205 رقم 162. [6] قال ابن سعد: كان كثير الحديث صالحه، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، والغلابي، وقال أبو حاتم: كان صدوقا. ووثّقه أبو داود، والنسائي، وقال ابن سيار: لا بأس به. ووثّقه ابن شيبة. وذكره العقيلي في الضعفاء. [7] انظر عن (يحيى البرمكيّ الوزير) في: تاريخ خليفة 465، وتاريخ اليعقوبي 2/ 406 و 419 و 421- 423 و 429، والمعارف 381، 382، وعيون الأخبار 1/ 24 و 25 و 51 و 232 و 259 و 265 و 268 و 281 و 284 و 300 و 311 و 2/ 10 و 130 و 329 و 3/ 80 و 98 و 269 و 294 و 4/ 110، وأخبار القضاة 1/ 249، وو 2/ 143- 145، و 3/ 17 و 182 و 263 و 271 و 304، وتاريخ الطبري 6/ 186 و 7/ 519 و 8/ 54 و 56 و 141 و 146 و 148 و 187 و 188 و 206- 212 و 230 و 232 و 233 و 235 و 243 و 251 و 256 و 265 و 266 و 273 و 287 و 288 و 293 و 296 و 299 و 305 و 314 و 351 و 352 و 9/ 126، 127، والعيون والحدائق 3/ 282 و 283 و 285 و 2486 و 2494 و 2508 و 2510 و 2525 و 2559 و 2561 و 2562 و 2565- 2578 و 2588 و 2593 و 2594 و 2609 و 2612 و 2613 و 3222 و 3374، والعقد الفريد 1/ 3 و 278 و 2/ 124 و 251 و 266 و 273- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 448 هو الوزير يحيى بن خالد بن برمك، أبو عليّ. كان المهديّ قد ضمّ إليه هارون الرشيد وجعله في حجره، فأحسن   [ (-) ] و 448- 459 و 460 و 3/ 249 و 4/ 165 و 170 و 215 و 5/ 58 و 60 و 61 و 63- 70 و 6/ 181 و 203 و 222 و 382 و 385 و 386، وتاريخ جرجان 175 رقم 225 (في ترجمة جعفر بن أحمد البرمكي) ، وبغداد لابن طيفور 5 و 9، وطبقات الشعراء لابن المعتز 43 و 46 و 100- 102 و 125 و 131 و 132 و 213 و 240 و 256- 258 و 421 و 435، وخاص الخاص 7 و 56 و 90، وربيع الأبرار 1/ 316 و 4/ 50 و 122 و 159 و 191 و 478، وأمالي القالي 3/ 212، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ (في صفحات متفرقة) ، ومعجم الشعراء للمرزباني 488، والأغاني 18/ 65- 68 و 201 و 229 و 240 و 303 و 20/ 227 و 22/ 48، 49 و 23/ 155، 156، والفرج بعد الشدّة 1/ 229 و 270 و 282 و 307 و 309 و 366 و 2/ 235 و 236 و 333 و 368 و 3/ 19 و 22 و 126 و 169 و 170 و 173 و 176 و 241 و 243 و 246- 249 و 251 و 254- 256 و 326 و 358 و 4/ 10- 12 و 22- 24 و 94 و 98 و 116 و 117 و 270 و 339 و 341 و 342 و 5/ 21، ونشوار المحاضرة 6/ 176 رقم 112 و 7/ 219، 220، و 8/ 194، 195 و 245- 248، وفضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب 11، وأمالي المرتضى 1/ 102 و 283 و 290 و 524 و 609، وتحفة الوزراء 77 و 115 و 118 و 139 و 145- 147 و 161، وثمار القلوب 152 و 162 و 316 و 360، وتاريخ بغداد 14/ 128- 132 رقم 7459، والهفوات النادرة 157 و 193، ونزهة الأنباء 63، والإنباء في تاريخ الخلفاء 73 و 75 و 82 و 84- 86 و 95، والتذكرة الحمدونية 227 و 249 و 419 و 442 و 2/ 49 و 78 و 117 و 132 و 182 و 188 و 189 و 239 و 259 و 264 و 273 و 275 و 346 و 371، والمحاسن والأضداد 118، والتمثيل والمحاضرة 145، والبصائر والذخائر 1/ 159 و 7/ 41 وغرر الخصائص 353، ونثر الدرّ 1/ 447 و 3/ 37، و 5/ 22 و 45، ومحاضرات الأدباء 2/ 598، و 3/ 300 و 1/ 251، وشرح نهج البلاغة 19/ 271، وزهر الآداب 620 و 660 وسراج الملوك 59، والمستطرف 1/ 665 و 188، والأجوبة المسكتة، رقم 258، وتحسين القبيح 46، 47، والمستجاد من فعلات الأجواد 138- 140، والبخلاء للخطيب البغدادي 77، والمحاسن والمساوئ 156 و 170 و 194- 199 و 324 و 325 و 387 و 388 و 437 و 447 و 510 و 511 و 535- 538، وبدائع البدائه 91، ومعجم الأدباء 2/ 259 و 3/ 62 و 11/ 241 و 13/ 178 و 185 و 15/ 253 و 16/ 119 و 17/ 28 و 118 و 20/ 5، ووفيات الأعيان 6/ 219- 229 رقم 806، وتاريخ إربل 1/ 103، والفخري في الآداب السلطانية 64 و 187 و 197- 200 و 208 و 209 و 221، وخلاصة الذهب المسبوك 160- 163، والكامل في التاريخ 6/ 15 و 16 و 56 و 60 و 88 و 96 و 99 و 100 و 106 و 145 و 152 و 177 و 179 و 183 و 197 و 198 و 218، والعبر 1/ 306، وسير أعلام النبلاء 9/ 89- 91 رقم 28، ومرآة الجنان 1/ 424، والبداية والنهاية 10/ 204، والبيان المغرب 1/ 80، وشذرات الذهب 1/ 288 و 327. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 449 سياسته وأدّبه، فلمّا استُخْلِف نوّه بذِكره ورفع محلَّه، فكان يقول: قال أبي. وردّ إصدار الأمور وإيرادها إليه. فلمّا قَتل ابنه جعفرًا خلّد يحيى في السجن [1] . قال الأصمعيّ: سمعته يقول: الدنيا دُوَلٌ، والمال عارية، ولنا بمن قبلنا أسوة، ولمن بعدنا عبرة [2] . قال إسحاق المَوْصليّ: كانت صِلات يحيى إذا ركب لمن تعرّض له مائتي درهم [3] . وقال المَوْصليّ: قال أبي: أتيت يحيى بن خالد فشكوتُ ضيقة، فقال: ما أصنع لك؟ ليس عندي شيء. ولكن أدلّك على أمر فكن فيه رجلا. قد جاءني خليفة صاحب مصر يسألني أن أستهدي صاحبه شيئًا، وقد أبيت فألَح، وقد بلغني أنك أعطيت بجاريتك ثلاثة آلاف دينار [4] . فهو ذا، استهديه إياها، وإيّاك أن تُنقصها عن ثلاثين ألف دينار شيئًا، وانظر كيف تكون. قال: فو الله ما شعرت بالرجل إلا وقد وافاني، فساومني بالجارية، فلم يزل حتّى بذل لي عشرين ألفًا. فلمّا سمعتها ضعُف قلبي عن ردّها، فبِعْتُها. فلمّا صرت إلى يحيى قال: إنّك لخسيس. كنتَ صبرت، وهذا خليفة صاحب فارس قد جاءني في مثل هذا. فخذ جاريتك، فإذا ساومك لا تُنقصها عن خمسين ألف دينار. قال: فجاءني فبعتها بثلاثين ألف دينار. ولما صرت إلى يحيى قال: ألم نؤدّبك؟ خذ جاريتك إليك.   [1] تاريخ بغداد 14/ 128، و 129، وفيات الأعيان 6/ 221. [2] تاريخ بغداد 14/ 129 وفيه «ونحن لمن بعدنا عبرة» . [3] تاريخ بغداد 14/ 129، وفيات الأعيان 6/ 223. [4] في تاريخ بغداد «ثلاثة آلاف دنانير» ، وفي وفيات الأعيان «فلانة ثلاثة آلاف دينار» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 450 فقلت: جارية قد أفدت بها خمسين ألف دينار ثمّ تعود إلى؟ أُشْهِدُك أنها حُرَّة، وأنّي قد تزوّجتها [1] . وقيل إن ولد يحيى قال له وهم في السجن والقيود: يا أبَهْ، بعد الأمر والنَّهيْ والأحوال صرنا إلى هذا؟ فقال: يا بُنيّ، دعوة مظلوم غفِلْنا عنها، لم يغفل الله عنها [2] . مات يحيي سنة تسعين ومائة في حبس الرقة، وله سبعون سنة. 406- يحيى بن أبي زائدة [3]- ع- هو يحيى بن زكريًا بن أبي زائدة، أبو سعيد الهمدانيّ الوادعيّ، مولاهم الكوفيّ، الفقيه، أحد الأئمّة والأعلام.   [1] تاريخ بغداد 14/ 131، وفيات الأعيان 6/ 222. [2] تاريخ بغداد 14/ 132. [3] انظر عن (يحيى بن أبي زائدة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 393، والتاريخ لابن معين 2/ 643، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 423 رقم 925 و 1/ 522 رقم 1225 و 3/ 163 رقم 4728، وطبقات خليفة 170، وتاريخ خليفة 457، والتاريخ الكبير 8/ 273، 274 رقم 2974، والتاريخ الصغير 200، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 44، وتاريخ الثقات للعجلي 471 رقم 1804، والمعرفة والتاريخ 2/ 215 و 595 و 597 و 792 و 3/ 51 و 201، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، وتاريخ الطبري 1/ 77، والجرح والتعديل 8/ 144، 145 رقم 609، والثقات لابن حبّان 7/ 615، ومشاهير علماء الأمصار 174 رقم 1381، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 223 أ، ورجال صحيح البخاري 2/ 791 رقم 1322، ورجال صحيح مسلم 2/ 337، 338 رقم 1824، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 261، والفهرست لابن النديم 1/ 226، وتاريخ بغداد 14/ 114- 119 رقم 7454- وأخبار القضاة لوكيع 1/ 49 و 2/ 205، وتاريخ جرجان 333 و 483، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1496، 1497، والكامل في التاريخ 6/ 165، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 734، والكاشف 3/ 224 رقم 6278، والمغني في الضعفاء 2/ 734 رقم 6963، وميزان الاعتدال 4/ 374 رقم 9505، والعبر 1/ 283 و 415، وتذكرة الحفاظ 1/ 146، ودول الإسلام 1/ 117، ومرآة الجنان 1/ 382، وسير أعلام النبلاء 8/ 299- 302 رقم 90، وتهذيب التهذيب 11/ 208- 210 رقم 349، وتقريب التهذيب 2/ 347 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 423، ومفتاح السعادة 2/ 119، والجواهر المضيّة 2/ 211، وشذرات الذهب 1/ 298، وهدية العارفين 2/ 513، ومناقب أبي حنيفة للكردري 485، 486. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 451 روى عن: أبيه، وعاصم الأحول، وداود بْن أَبِي هند، وهشام بْن عُرْوة، وعُبَيْد الله بن عَمْرو، وأبي مالك الأشجعيّ، وليث بن أبي سُليم، وطائفة كبيرة. وتفقه بأبي حنيفة، ولزمه مدّة حتّى برع في الرأي، وصار من أكبر أصحابه، مع الحِفْظ للحديث والإتقان له. روى عنه: أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى، وأبو كُرَيِب، وابن مَعِين، وهَنّاد، ويحيى بن يحيى، وأحمد بن مَنِيع، وابن المَدِينيّ، وابنا أبي شيبة، وعليّ بن مُسلم الطوسيّ، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، والحسن بن عَرَفَة، وخلْق كثير. قال علي بن المدينيّ: لم يكن بالكوفة بعد الثّوريّ أثبت منه [1] . وقال ابن المَدِينيّ أيضًا: انتهى العلم إلى يحيى بن زكريّا في زمانه [2] . قلت: وُلّي قضاء المدائن [3] . وقال عَمْرو الناقد: سمعتُ ابن عُيَيْنَة يقول: ما قدِم علينا أحدٌ يُشبه هذين الرجلين: ابن المبارك، وابن أبي زائدة [4] . وقال يحيى القطّان: ما بالكوفة أحد يخالفني أشدّ عليّ من ابن أبي زائدة [5] ،. وقال: إنه ما غلط قطّ [6] . وأمّا قول أبي نُعَيم الملائيّ: ما هو بأهلٍ أن أحدّث عنه، فما ذكر   [1] تاريخ بغداد 14/ 115، تهذيب الكمال 3/ 1497. [2] تاريخ بغداد 14/ 115، تهذيب الكمال 3/ 1497. [3] تاريخ بغداد 14/ 117 «أربعة أشهر ثم مات» ، تهذيب الكمال 3/ 1497، مناقب أبي حنيفة للكردري 485. [4] تاريخ بغداد 14/ 117، مناقب أبي حنيفة 486. [5] تاريخ بغداد 14/ 116، وتهذيب الكمال 3/ 1496، مناقب أبي حنيفة 485. [6] قال ابن معين: كان يحيى بن زكريا كيّسا، ولا أعلمه أخطأ إلّا في حديث واحد، حدّث عن سفيان، عن أبي إسحاق، وقال الغلابي: عن حصين، ثم اتفقا عن قبيصة بن برمة. (التاريخ لابن معين 2/ 643، تاريخ بغداد 14/ 117، وتهذيب الكمال 3/ 1497) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 452 مستندَ ذلك فلا يُلتفت إلى ذلك، ولا إلى كثيرٍ من كلام الأقران بعضهم في بعض. قال ابن نُمير: كان ابن أبي زائدة في الإتقان أكبر من ابن إدريس [1] . وقال النَّسائيّ: ثقة، ثبت. وقال العِجْليّ [2] : كان يُعدّ من الحفاظ، مُفْتيًا، ثبتًا، صاحب سُنّة، ووكيع إنما صنف كتبه على كتب يحيى. وقال عباس، عن يحيى: ما أعلم يحيى بن أبي زائدة أخطأ إلا في حديث واحد [3] . وقال إسماعيل بن حمّاد: يحيى بن زكريّا في الحديث مثل العَروس العطرة [4] . وقال زياد بن أيّوب: كان يحيى بن أبي زائدة يحدّث من حِفْظه [5] . ويقال: إنّ يحيى أوّل من صنّف الكُتُب بالكوفة [6] . مرّ أنّه مات بالمدائن سنة اثنتين وثمانين ومائة. ويقال: سنة ثلاثٍ وثمانين، وله ثلاثٌ وستون سنة [7] . 407- يحيى بن راشد المازنيّ البصريّ [8]- ق. - البراء.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1497. [2] في تاريخ الثقات، 471، تاريخ بغداد 14/ 116، مناقب أبي حنيفة 485. [3] تاريخ بغداد 14/ 117، تهذيب الكمال 3/ 1497. [4] تاريخ بغداد 14/ 116، تهذيب الكمال 3/ 1497، مناقب أبي حنيفة 486 وفيه (المعطّرة) . [5] تاريخ بغداد 14/ 118. [6] تاريخ بغداد 14/ 116، مناقب أبي حنيفة 486. [7] وثّقه ابن سعد، وابن معين، والنسائي، والعجليّ، وابن حبّان، وغيرهم. [8] انظر عن (يحيى بن راشد المازني) في: التاريخ لابن معين 2/ 642، والتاريخ الكبير 8/ 272 رقم 2971، والتاريخ الصغير 223، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 394، 395 رقم 2014، والمعرفة والتاريخ 1/ 336 و 3/ 358، والجرح والتعديل 9/ 142، 143 رقم 603، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 178 رقم 584، والمجروحين لابن حبّان 1/ 97، والثقات له 7/ 601، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2667- 2669، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1496، والكاشف- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 453 عن: أبي الزُّبَير المكّيّ، وخالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وجماعة. وعنه: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، وأبو حفص الفلاس. ضعّفه أبو حاتم [1] . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ [2] . وَقَالَ ابْنُ مَعِين [3] : ليس بشيء [4] . قلت: سكن مصر وحدَّث بها. 408- يحيى بن أبي زكريّا الغسّانيّ الواسطيّ [5]- خ. - أبو مروان. أصله شاميّ. روى عن: هشام بن عُرْوة، وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم، ويونس بن عُبَيْد. وعنه: عبد الوهّاب بن عيسى التّمّار، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، وغيرهما. ضعّفه أبو داود.   [ (- 3] / 224 رقم 6276، والمغني في الضعفاء 2/ 734 رقم 6960، وميزان الاعتدال 4/ 373 رقم 9499، وتهذيب التهذيب 11/ 206، 207 رقم 346، وتقريب التهذيب 2/ 347 رقم 60، وخلاصة تذهيب التهذيب 423. [1] في الجرح والتعديل 9/ 143. [2] الجرح والتعديل. [3] الجرح والتعديل. ولم يتعرّض له بجرح أو تعديل في تاريخه، الضعفاء الكبير 4/ 394. [4] ذكره العقيلي في الضعفاء، وضعّفه الدارقطنيّ، وذكره ابن حبّان في الثقات، وضعّفه النسائي. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. [5] انظر عن (يحيى بن أبي زكريا الغساني) في: التاريخ الكبير 8/ 274 رقم 2975، والتاريخ الصغير 206، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 65، والجرح والتعديل 9/ 146 رقم 614، والمجروحين لابن حبّان 3/ 126، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1497، والكاشف 3/ 224 رقم 6279، والمغني في الضعفاء 2/ 735 رقم 6966، وميزان الاعتدال 4/ 376 رقم 9508، وتهذيب التهذيب 11/ 211 رقم 351، وتقريب التهذيب 2/ 347 رقم 65، وخلاصة تذهيب التهذيب 423. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 454 وقال أبو حاتم [1] : شيخ. قلت: قد خرّج له البخاريّ حديثًا واحدًا. 409- يحيى بن سابق المدنيّ [2] . عن: أبي حازم، وزيد بن أسلم. وعنه: قُتَيْبة، وعليّ بن حُجْر، وحُجَين بن المثنَّى. فيه ليِّن [3] . وقال أبو حاتم [4] : ليس بقويّ [5] . 410- يحيى بْن عُبْد الله بْن حسن بْن الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الحسنيّ [6] . أخو اللَّذَين خرجا على المنصور، وهما محمد بالمدينة، وإبراهيم   [1] في الجرح والتعديل 9/ 146 وقال: شيخ ليس بمشهور. وسئل عنه ابن معين فقال: لا أدري. وضعّفه ابن حبّان في المجروحين. [2] انظر عن (يحيى بن سابق المدني) في: التاريخ الكبير 8/ 280 رقم 2997، والجرح والتعديل 9/ 153، 154 رقم 635، والمجروحين لابن حبّان 3/ 114، 115، ورجال الطوسي 443 رقم 16، والمغني في الضعفاء 2/ 735 رقم 6968، وميزان الاعتدال 4/ 377 رقم 9512، ولسان الميزان 6/ 256 رقم 903. [3] الجرح والتعديل 9/ 154. [4] الجرح والتعديل 9/ 153. [5] قال ابن حبّان: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به في الديانة ولا الرواية عنه بحيلة. [6] انظر عن (يحيى بن عبد الله بن حسن الهاشمي) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 408، وتاريخ الطبري 8/ 193 و 200 و 201 و 241- 250 و 280 و 290، والعيون والحدائق 3/ 292 و 293 و 394 و 306 و 307، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2405- 2406، ونسب قريش 54، والمعرفة والتاريخ 1/ 159 و 168، وتاريخ بغداد 14/ 110- 112 رقم 7450، ورجال الطوسي 332 رقم 2، والكامل في التاريخ 6/ 90 و 122 و 125 و 175، والفخري في الآداب السلطانية 294 و 295، وطبقات الشعراء لابن المعتز 245، ومقاتل الطالبيين 443 و 444 و 446 و 448 و 456 و 463- 472 و 474- 476 و 478- 486 و 624، وشرح نهج البلاغة 4/ 302، 303، وشرح شافية أبي فراس 158، وشذرات الذهب 1/ 338، 339. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 455 بالبصرة. ولمّا هلكا إلى عفو الله ورحمته هرب هذا إلى جبال الدَّيْلم في نحوٍ من سبعين رجلا [1] . ثمّ إنّ الرشيد أمّنه بعد، وأشهد عليه بذلك، ووصله بمائة ألف دينار [2] . ثمّ خاف من غائلته فحبسه إلى أن مات في سنة بضعٍ وثمانين ومائة. 411- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْد اللَّه بن أُنَيْس، أبو زكريّا الأنصاريّ المدنيّ [3] . عن: طلحة بن خِراش، وعبد الرحمن، ومحمد ابنا جابر بن عبد الله، وعيسى بن سبرة. وعنه: أبو جعفر النُّفَيليّ، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ويحيى بن مَعِين، وعمرو بن رافع، وجماعة. قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس [4] . 412- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ، أبو زكريّا الخُزاعيّ الكوفيّ [5]- م. ت. ن. مد. خ. ق. -   [1] تاريخ بغداد 14/ 110. [2] تاريخ بغداد 14/ 110 وفيه «وأجازه بمائتي ألف دينار» ، والمثبت يتفق مع ما جاء في تاريخ الطبري 8/ 251. [3] انظر عن (يحيى بن عبد الله بن يزيد) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 93 رقم 4337، والتاريخ الكبير 8/ 287 رقم 3026، والجرح والتعديل 9/ 163 رقم 676، والثقات لابن حبّان 7/ 613، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 179، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 210 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1507، وتهذيب التهذيب 11/ 242، 343 رقم 397، وتقريب التهذيب 2/ 352 رقم 114، وخلاصة تذهيب التهذيب 425. [4] الجرح والتعديل 9/ 163 والقول فيه للإمام أحمد وأثنى عليه. وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 456 عن: أبيه، والعلاء بن المسيّب، وهشام بن عُرْوة، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأبو سعيد الأشجّ، وزياد بن أيّوب، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة. قال أحمد [1] : هو رجل صالح، له هيئة. وقال أبو داود: ثقة. وقال أحمد العِجْليّ [2] : قيل له إنّ دواء عينيك تَرْكُ البكاء، قال: فما جَبْرُهما إذّن؟!. قلت: خرّج له البخاريّ مقرونًا بآخر، وهو قليل الحديث [3] . مات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. 413- يحيى بن عُبَيْد الله الْجُرَشِيّ [4] . شيخ بصْريّ. عن: أبيه، وزاجر بن الهيثم.   [ (-) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 393، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 238 رقم 308 و 3/ 189 رقم 4815 و 4816 و 3/ 310 رقم 5383، والتاريخ الكبير 8/ 291 رقم 3038، وتاريخ الثقات للعجلي 474 رقم 1817، والجرح والتعديل 9/ 171 رقم 699، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 179، والثقات لابن حبّان 7/ 614، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 209 أ، ورجال صحيح البخاري 2/ 884، 885 رقم 588 أ، ورجال صحيح مسلم 2/ 345 رقم 1839، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2665، 2666، ورجال الطوسي 335 رقم 37 وفيه تحرّف إلى (ابن أبي عتبة) ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 563 رقم 2185، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1510، والكاشف 3/ 230 رقم 6316، وميزان الاعتدال 4/ 394 رقم 9578، وتهذيب التهذيب 11/ 252 رقم 405، وتقريب التهذيب 2/ 353 رقم 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 426. [1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 238 رقم 308. [2] في تاريخ الثقات 474 رقم 1817. [3] قال ابن سعد: كان ثقة صالح الحديث، ووثّقه أحمد فقال: رجل صالح، هو ثقة، هو وأبوه متقاربان في الحديث، وقال ابن معين: ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (يحيى بن عبيد الله الجرشى) في: التاريخ الكبير 8/ 294، 295 رقم 3055، والجرح والتعديل 9/ 168 رقم 693، والثقات لابن حبّان 9/ 254. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 457 وعنه: مسلم بن إبراهيم، ومحمد بن سعيد الخزاعي، ومحمد بن المثنَّى [1] . 414- يحيى بن عُقْبة بن أبي العيزار، أبو القاسم الكوفيّ [2] . عن: ابن أبي ليلى، ومحمد بن جحادة، وإدريس الأودي، وهشام بن عُرْوة. وعنه: محمد بن بكّار بن الرّيّان، والربيع بن ثعلب. قال البخاريّ [3] : مُنْكَر الحديث. وكذّبه ابن مَعِين [4] . وقال النَّسائيّ [5] : ليس بثقة [6] . 415- يحيى بن مُضَر، أبو زكريّا القَيْسيّ الشاميّ، ثمّ القُرْطُبيّ [7] . سمع من: سفيان الثّوريّ، ومالك يسيرا.   [1] لم يتناولوه بشيء، وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (يحيى بن عقبة الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 651، ومعرفة الرجال له 1/ 61 رقم 93، والتاريخ الكبير 8/ 297 رقم 3070، والتاريخ الصغير 205، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 628، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 421، 422 رقم 2048، والجرح والتعديل 9/ 179 رقم 740، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 85، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 176 رقم 575، والمجروحين لابن حبّان 2/ 117 و 3/ 117، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2679، 2680، وتاريخ بغداد 14/ 112، 113 رقم 7452، والمغني في الضعفاء 2/ 741، وميزان الاعتدال 4/ 397 رقم 9590، والكشف الحثيث 460 رقم 839، ولسان الميزان 6/ 270 رقم 948. [3] في التاريخ الكبير والصغير. [4] قال في التاريخ: ليس بشيء. وفي معرفة الرجال قال: كذّاب خبيث، عدوّ للَّه، كان يسخر به، ليس ممن يكتب حديثه. [5] في الضعفاء والمتروكين 306 رقم 628. [6] ذكره العقيلي في الضعفاء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يفتعل الحديث. وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء، وابن حبّان في المجروحين وقال: لا يجوز الاحتجاج به. وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه لا يتابع عليه. [7] انظر عن (يحيى بن مضر القيسي) في: البيان المغرب 2/ 71. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 458 وروى عليه مالك أيضًا شيئًا، وعبد الله بن وهْب، ويحيى بن يحيى الأندلُسيّ. وكان فقيهًا، مُفْتيًا. وروى عن عبد الملك بن حبيب الفقيه قال: صُلِب يحيى بن مُضَر وأصحابه سنة تسع وثمانين ومائة. كانوا أرادوا خَلْعَ الحَكَم صاحب الأندلس، فحدّثني محمد بن عيسى أنّ الجذوع التي للمصلَّبين مائة وأربعين جذعًا. 416- يحيى بن ميمون التمّار [1]- د. - نزيل بغداد. عن: ليث بن أبي سليم، وغيره. وعنه: الحسن بن الصّبّاح البزّار، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ. ترَكه الدَّارَقُطْنيّ [2] ، وغيره [3] . وقال أحمد: حذفنا حديثه [4] .   [1] انظر عن (يحيى بن ميمون التمّار) في: التاريخ الكبير 8/ 303 رقم 3093، والتاريخ الصغير 207، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 6، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 426 رقم 2054، والجرح والتعديل 9/ 88 أ 189 رقم 785، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 177 رقم 580، والمجروحين لابن حبّان 3/ 121، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2682، 2683، وتاريخ بغداد 14/ 124- 126 رقم 7457، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 30 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1523، والكاشف 3/ 236 رقم 6367، والمغني في الضعفاء 2/ 74 رقم 7058، وميزان الاعتدال 4/ 411 رقم 79640 وتهذيب التهذيب 11/ 290، 291 رقم 566، وتقريب التهذيب 2/ 359 رقم 186، وخلاصة تذهيب التهذيب 428. [2] في الضعفاء والمتروكين 177 رقم 580. [3] قال البخاري في تاريخه الصغير 207: قدم بغداد سنة تسعين ومائة. قال لي عمرو بن عليّ: كذّاب يروي عن عبد الله بن مثنّى. وقال مسلم: منكر الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال ابن حبّان: لا تحلّ الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحال. وقال ابن عديّ: عامّة ما يرويه ليس بمحفوظ. [4] في الضعفاء للعقيليّ 4/ 426: حدّثني عبد الله قال: سألت عن أيوب البخاري يحدّث عن ثابت، وعلي بن زيد، فقال: ليس بشيء حذفنا حديثهم كان يتلقّن الأحاديث. أقول في المطبوع تحريف، والصحيح: سألت عن أبي أيوب التمّار. فليراجع. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 459 417- يحيى بن يَعْلَى الأسلميّ القَطَوانيّ الكوفيّ [1] . عن: حميد بن عطاء الأعرج، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، ويونس بن خبّاب، وناجح المحلّميّ. وعنه: قُتَيْبة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن إشُكاب، وأبو هشام الرفاعيّ. قال المحاربيّ: مضطّرب الحديث [2] . وقال أبو حاتم [3] : ضعيف [4] .   [1] انظر عن (يحيى بن يعلى الأسلمي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 91 رقم 1657، و 3/ 56 رقم 4147، والتاريخ الكبير 8/ 311 رقم 3138، والتاريخ الصغير 206، والكنى والأسماء ولمسلم، الورقة 40، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 435 رقم 2066، والجرح والتعديل 9/ 196 رقم 820، والمجروحين لابن حبّان 3/ 120، 121، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 3688، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 209 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1526، والكاشف 3/ 239 رقم 6384، والمغني في الضعفاء 2/ 746 رقم 7072، وميزان الاعتدال 4/ 415 رقم 9657، وتهذيب التهذيب 11/ 304 رقم 587، وتقريب التهذيب 2/ 361 رقم 208، وخلاصة تذهيب التهذيب 429. والقطوانيّ، بالتحريك. قال ابن طاهر المقدسي: موضع بالكوفة.. ينسب إليه:.. يحيى بن يعلى أبو زكريا الأسلمي القطواني ... وقطوان أيضا: قرية من قرى سمرقند. (معجم البلدان 4/ 375) ، وفي الأنساب للسمعاني 10/ 198: وأبو زكريا يحيى بن يعلى الأسلمي القطواني من قطوان الكوفة. قال أبو حاتم بن حبّان: وقطوان موضع بالكوفة، وليس هو يحيى بن يعلى المحاربي، ذاك ثقة، وانظر أيضا: الأنساب المتفقة لابن القيسراني- ص 122. وهذا يصحّح ما جاء في حاشية تهذيب التهذيب 11/ 304 حاشية (1) من أن صاحب الترجمة منسوب إلى قطوان من قرى سمرقند، نقلا عن المشتبه للذهبي. ونقول: ليس في متن المشتبه ذكر لصاحب الترجمة، وهو مذكور في الحاشية 2/ 532 رقم 2 منسوبا إلى قطوان الكوفة. فليراجع ويصحّح. [2] الأسامي والكنى للحاكم. [3] في الجرح والتعديل 9/ 196. [4] سكت عنه أحمد، ثم قال: ما أدري- يعني كيف حديثه- وقال البخاري في تاريخه الصغير مضطرب الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء. وقال ابن حبّان: روى عن الثقات الأشياء المقلوبات، فلست أدري وقع ذلك في روايته منه أو من أبي نعيم لأن أبا نعيم ضرار بن صرد سيّئ الحفظ كثير الخطأ، فلا يتهيّأ إلزاق الجرح بأحدهما فيما رويا دون الآخر ووجب الجزء: 12 ¦ الصفحة: 460 وأمّا: يحيى بن يعلى، أبو المحيّاه التَّيْميّ فقد ذُكر. 418- يحيى بن اليَمَان العِجْليّ الكوفيّ، أبو زكريّا الحافظ [1]- د. م. - عن: هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خالد، والمِنْهال بن خليفة، وسفيان الثَّوْريّ، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة، وكان من العلماء العاملين. روى عنه: ابنه داود بن يحيى، وبِشْر الحافي، وأبو كُرَيِب، وسُفيان بن وكيع، والحسن بن عَرَفَة، وعليّ بن حرب، وطائفة. قال أحمد [2] : ليس بحجّة. وقال ابن المَدِينيّ: هو صَدُوق، فُلِج فتغيّر حِفظه [3] . وذكره أبو بكر بن عيّاش فقال: ذاك راهبٌ [4] .   [ (-) ] التنكّب عمّا رويا جملة وترك الاحتجاج لهما على كل حال. وقال الحاكم في الأسامي والكنى: ليس بالمتين عندهم ... ووجدت في كتابي عن محمد بن سليمان ولم أر عليه أثر السماع. وقال ابن عديّ: هو في جملة شيعتهم. [1] انظر عن (يحيى بن اليمان العجليّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 391، والتاريخ لابن معين 2/ 667، ومعرفة الرجال له 1/ 68 رقم 137 و 1/ 81 رقم 252، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 247 رقم 334، وطبقات خليفة 172، وتاريخ خليفة 458، والتاريخ الكبير 8/ 313 رقم 3142، وتاريخ الثقات للعجلي 477 رقم 1830، والمعرفة والتاريخ 1/ 681 و 721 و 722 و 727 و 2/ 225، والجرح والتعديل 9/ 199 رقم 830، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 210 أ، والثقات لابن حبان 9/ 255 تاريخ جرجان 241 و 340، ورجال صحيح مسلم 2/ 353 رقم 1861، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2691، 2692، وتاريخ بغداد 14/ 120- 124 رقم 7456، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 572 رقم 2232، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1527، والكاشف 3/ 339 رقم 6386، والمغني في الضعفاء 2/ 746 رقم 7075، وميزان الاعتدال 4/ 416 رقم 9661، وسير أعلام النبلاء 8/ 315، 316 رقم 100، والعبر 1/ 304، وتهذيب التهذيب 11/ 306، 307 رقم 589، وتقريب التهذيب 2/ 361 رقم 210، وخلاصة تذهيب التهذيب 429، وشذرات الذهب 1/ 325. [2] قال في العلل ومعرفة الرجال: في حديث يحيى، عن سفيان، عن قيس بن مسلم، عن إبراهيم: (ولا يبدين زينتهنّ) قال: أخطأ يحيى بن يمان، إنما هو عن علقمة بن مرثد، عن إبراهيم، وقال مرة: يحيى يضطرب في بعض حديثه. [3] تاريخ بغداد 14/ 122. [4] تاريخ بغداد 14/ 121. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 461 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، نا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، أنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، نا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» . رَوَاهُ التِّرْمِذيُّ [1] ، عَنِ ابْنِ وَكِيعٍ. وعن وكيع قال: ما كان أحدٌ من أصحابنا أحفظ للحديث من يحيى بن يمان. كان يحفظ في المجلس خمسمائة حديث، ثمّ نسي [2] . وقال يحيى بن مَعِين [3] : أرجو أن يكون صدوقًا. وقال مرةً: ليس به بأس [4] . وقال مرةً [5] : ضعيف. وقال النَّسائيّ: ليس بالقويّ [6] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: كان سريع الحِفْظ سريع النِّسْيان. وقال يعقوب بن شَيْبَة: كان يُعدّ في الكثرة عن سُفيان مع الأشجعيّ، وإنّما أنكروا عليه كثرة الغلط [7] .   [1] في الحج (867) باب ما جاء في فضل الطواف. وفي الباب عن أنس وابن عمر. [2] تاريخ بغداد 14/ 121. [3] لفظه في معرفة الرجال في موضعين: «ليس به بأس، صدوق، ليس هو بذاك القويّ» . وقال في تاريخه: ربّما عارضت بأحاديث يحيى بن يمان أحاديث الناس فما خالف فيها الناس ضربت عليه، وقد ذكر لوكيع شيئا من حديثه، عن سفيان، فقال وكيع: ليس هذا سفيان الّذي سمعنا نحن منه. أمّا اللفظ المثبت في المتن فهو في تاريخ بغداد 14/ 123. [4] معرفة الرجال 1/ 68 و 81. [5] معرفة الرجال: تاريخ بغداد 14/ 123. [6] تاريخ بغداد 14/ 124. [7] تاريخ بغداد 14/ 123، 124. وقال أبو داود: يخطئ في الأحاديث ويقلبها. وقال الساجي: ضعّفه أحمد بن حنبل، قال حدّث عن الثوريّ بعجائب لا أدري لم يزل هكذا أو تغيّر حين لقيناه أو لم يزل الخطأ في كتبه. وروى من التفسير عن الثوريّ عجائب، وذكره العجليّ، وابن حبّان في الثقات. وقال الحاكم: تغيّر بآخره. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ وابن يمان في نفسه لا يتعمّد الكذب إلا أنه يخطئ ويشتبه عليه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 462 قيل مات سنة تسعٍ وثمانين ومائة. وقيل سنة ثمانٍ. 419- يزيد بن زُرَيْع [1]- ع. - الإمام، أبو معاوية العيْشيّ [2] البصْريّ الحافظ. عن: أيّوب، وحبيب المعلّم، وحسين المعلّم، والجريريّ، وخالد   [1] انظر عن (يزيد بن زريع) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 289، والتاريخ لابن معين 2/ 670، ومعرفة الرجال له 1/ 102 رقم 451 و 1/ 108 رقم 503 و 1/ 146 رقم 793 و 2/ 208 رقم 692، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 355 رقم 675 و 676 و 1/ 391 رقم 775 و 1/ 342، 343 رقم 2519 و 2/ 355 رقم 2570 و 2/ 357 رقم 2581 و 2/ 460 رقم 3037 و 2/ 461 رقم 3039 و 3/ 118 رقم 4495 و 3/ 147 رقم 4647، وطبقات خليفة 224، وتاريخ خليفة 6 و 24 و 329 و 456 و 579، والتاريخ الكبير 8/ 335 رقم 3223، والتاريخ الصغير 200، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 101، وتاريخ الثقات للعجلي 478 رقم 1841، وتاريخ اليعقوبي 2/ 432، والمعارف 508، والمعرفة والتاريخ 1/ 173 و 371 و 419 و 2/ 127 و 134 و 139 و 199 و 242 و 255 و 257 و 259 و 274 و 287 و 574 و 579 و 640 و 711 و 830، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 118، والجرح والتعديل 9/ 263- 26 رقم 1113، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 157 و 430 و 633 و 2/ 684، ومشاهير علماء الأمصار 162 رقم 1280، والثقات لابن حبّان 7/ 632، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 46 و 303، ورجال صحيح البخاري 2/ 807 رقم 1355، ورجال صحيح مسلم 2/ 358 رقم 1872، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 256، وتاريخ الطبري 1/ 76 و 77 و 98 و 100 و 105 و 132 و 188 و 209 و 285 و 349 و 354 و 360 و 405 و 436 و 2/ 19 و 398 و 433 و 630 و 4/ 503، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 573، 574 رقم 2237، والكامل في التاريخ 6/ 160، وتاريخ جرجان 481، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1532، 1533، والمعين في طبقات المحدّثين 71 رقم 739، ودول الإسلام 1/ 117، والكاشف 3/ 243 رقم 6413، والعبر 1/ 284، وتذكرة الحفاظ 1/ 256، وسير أعلام النبلاء 8/ 263- 266 رقم 78، ومرآة الجنان 1/ 382، وتهذيب التهذيب 11/ 325- 328 رقم 626، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 371، وشذرات الذهب 1/ 298. [2] العيشيّ: بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى «عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمي» .. وهكذا يقول المحدّثون: بنو عيش. وقال خليفة بن خياط وغيره: هو منسوب إلى بني عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابه بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. (الأنساب 9/ 106 و 108) وهي في الثقات لابن حبان «العبسيّ» . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 463 الحذّاء، ويونس، وابن أبي عَرُوبة، وخلْق. وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، وبَهْز بن أسد، والقَعْنَبيّ، وعفّان. وقال بعضهم: كان أبوه زُرَيع والى الأبلّة [1] ، مات عن خمسمائة ألف ما أخذ منها يزيد حبة. قاله ابن حِبّان [2] . تُوُفّي يزيد سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومولده سنة إحدى ومائة. قال أحمد بن أبي خَيْثَمَة: نا أحمد بن محمد الصّفّار: سمعتُ يزيد بن زُرَيع وَسُئِلَ عن التدليس فقال: التَّدْلِيس كَذِب. وقال: ثنا عفان، نا يزيد بن زُرَيع قال: أملى عليّ سعيد هذه المسائل من كتابه، يعني مسائل الحَكَم، وحمّاد [3] . وعن القطّان: أنّه كان لا يُقّدم على يزيد بن زَرِيع أحدًا في سعيد [4] . قلت: لم يرحل في الحديث، وكان من بحور العلم. قال ابن المَدِينيّ: لم يزل مشتغلا بإتقان الحديث. قلت: أقدم شيوخه أيّوب [5] ، وعمْرو الفلاس، وقُتَيْبة، ومُسَدَّد، ويحيى بن يحيى، وبُنْدار، وأُميّة بن بِسطام، ومحمد بن المنهال الضّرير، ومحمد بن المنهال أخو حجّاج، وأحمد بن المِقْدام، ونصر بن عليّ، وأحمد بن عَبْدَة، وخلْق كثير. قال أحمد بن حنبل [6] : كان رَيْحانة البصرة، ما أتقنه وما أحفظه.   [1] الأبلّة: بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها. بلد على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الّذي يدخل إلى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة. (معجم البلدان 1/ 76، 77) . [2] في الثقات 7/ 632. [3] قال أحمد في العلل 2/ 357 رقم 2581: كان يزيد بن زريع يحفظ أصناف سعيد بن أبي عروبة. [4] الجرح والتعديل 9/ 263، معرفة الرجال لابن معين 1/ 102 رقم 451. [5] وثّقه ابن معين، والعجليّ، وأحمد، وابن حبّان، وابن شاهين، وابن سعد، وغيرهم. [6] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 355 رقم 676 و 2/ 355 رقم 2570، والجرح والتعديل 9/ 264، وتهذيب الكمال 3/ 1533. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 464 وقال أبو حاتم [1] : ثقة، إمام. وقال أبو عَوَانة: صحِبت يزيد بن زَرِيع أربعين سنةً يزداد في كلّ سنة خيرًا [2] . وقال بِشْر الحافي: كان يزيد بن زَرِيع مُتْقِنًا حافظًا. ما أعلم أنّي رأيت مثله ومثل صحّة حديثه، رحمه الله [3] . وقال يحيى القطّان: لم يكن هاهنا أحدٌ أثبت منه [4] . وقال نصر الْجَهْضَميّ: رأيتُ يزيد بن زَرِيع فِي النَّوم، فقلتْ: ما فَعل اللَّه بك؟ قال: دخلتُ الجنّة. قلت: بماذا؟ قال: بكثرة الصلاة [5] . 420- يزيد بن عبد الله، أبو خالد القُرَشيّ [6] . ويُقال له البَيْسَريّ، قيّده ابن نُقْطة بموحَّدة وبسين مهمَلَة. روى عن: ابن جُرَيْج، وأبي مالك الأشجعيّ، وإبراهيم الخوزيّ، وعَمْر بن محمد العُمريّ. وعنه: عليّ بن أبي هاشم الطبراني، وقَطَن بن نُسَير، وغيرهما، والقواريريّ، وأبو كامل الجحدريّ. وَبَقِيَ إلى بعد الثمانين ومائة. قال ابن عَدِيّ [7] : ليس بالمنكر الحديث.   [1] في الجرح والتعديل 9/ 265. [2] الثقات لابن حبّان 7/ 632، تهذيب الكمال 3/ 1533. [3] تهذيب الكمال 3/ 1533. [4] الجرح والتعديل 9/ 264، تهذيب الكمال 3/ 1533. [5] تهذيب الكمال 3/ 1533. [6] انظر عن (يزيد بن عبد الله القرشي) في: التاريخ الكبير 8/ 346 رقم 3266، والجرح والتعديل 9/ 276 رقم 11611، والثقات لابن حبّان 9/ 273، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2734، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 174 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 751 رقم 7121 وتوضيح المشتبه 1/ 515، وميزان الاعتدال 4/ 431، 432 رقم 9722، ولسان الميزان 6/ 290 رقم 1032،. [7] في الكامل 7/ 2734. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 465 قلت: تُكلِّم فيه ولم يُتْرَك [1] . 421- يزيد بن مزيد بن زائدة [2] . الأمير، أبو خالد الشَّيْبانيّ، أحد الأبطال المذكورين، والأجواد المُمَدَّحين، وهو ابن أخت معن بن زائدة. وُلّي إمرةَ اليمن للرشيد، وولي أرمينية. وأذْرَبَيْجان مَعًا للرشيد سنة ثلاثٍ وثمانين. ولصريع الغواني قصيدة فيه [3] يقول فيها:   [1] ذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (يزيد بن مزيد بن زائدة) في: تاريخ خليفة 432 و 451 و 452 و 457 و 463، وتاريخ اليعقوبي 2/ 385 و 397 و 410 و 426- 428، والمعارف 100 و 382 و 413 و 414، والأخبار الطوال 290، وعيون الأخبار 1/ 318، وفتوح البلدان 247، وأنساب الأشراف 3/ 238، وتاريخ الطبري 8/ 124 و 152 و 164 و 207 و 227 و 236 و 269 و 270 و 273 و 315 و 353، وأمالي القالي 2/ 84 و 91، والمعرفة والتاريخ 1/ 178، وطبقات الشعراء لابن المعتز 217 و 235، والخراج وصناعة الكتابة 334 و 399، والعيون والحدائق 285 و 296 و 297 و 302، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2519، والبيان والتبيين 1/ 432 و 3/ 238 و 4/ 85، وحياة الحيوان 4/ 283، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 174، وديوان أبي الشمقمق 264 و 281، والكامل للمبرّد 470 و 761، والأغاني 18/ 213 و 243 و 19/ 31 و 35 و 42 و 49 و 52 و 55 و 268 و 286 و 20/ 44 و 47، و 23/ 92، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 401، وأمالي المرتضى 1/ 146، وديوان مسلم بن الوليد (في مواضع عدّة) ، وتاريخ حلب للعظيميّ 232، والتذكرة الحمدونية 1/ 419 و 2/ 141 و 482، ونثر الدر 3/ 37، وربيع الأبرار 1/ 744، والمستطرف 1/ 191، والأخبار الموفقيات 381، ووفيات الأعيان 6/ 327- 342 رقم 820، وتاريخ بغداد 14/ 334- 337 رقم 7660، والعقد الفريد 1/ 108 و 109 و 253 و 2/ 130 و 148 و 3/ 198 و 287 و 293 و 4/ 35 و 45 و 5/ 342 و 6/ 248، والكامل في التاريخ 5/ 206 و 6/ 43 و 66 و 75 و 96 و 141 و 143 و 163 و 166 و 169 و 303، وجمهرة أنساب العرب 307، وسير أعلام النبلاء 9/ 71- 73 رقم 19، والمختصر في أخبار البشر 2/ 16 وفيه تحرّف (مزيد) إلى (مرثد) ، ومرآة الجنان 1/ 400- 403، وخزانة الأدب 3/ 54، وهبة الأيام للبديعي 211 و 215، وشذرات الذهب 1/ 308 وفيه (ابن مرثد) ، ولباب الآداب 110 و 111 و 138- 141، ومعجم الشعراء للمرزباني 75، وديوان الحماسة بشرح المرزوقي 337 و 808. [3] هي من 79 بيتا، انظر ديوان مسلم بن الوليد- ص 2- 20 طبعة ليدن، و 58- 62 طبعة مصر. وبعضها في لباب الآداب 139، 140، وطبقات الشعراء لابن المعتز 235، 236. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 466 قد عوَّد الطَّيْرَ عاداتٍ وثِقْنَ بها ... فهنَّ يتْبَعْنَه في كلّ مُرْتَحَلِ [1] . يعني وقائعة، وأنّ الطَّير تفترس أشلاء القتلَى. قال: فأمر يزيد حاجبه أن يبيع ضيعةً له، ويعطي الشاعر خمسين ألفًا. فبلغ ذلك الرشيد، فأرسل إليه بمال عظيم. وقال: زده خمسين ألفًا [2] . وقيل إنّ سَلْمًا الخاسر هجاه فقال: فليت الأميرَ أبا خالد ... يزيد، يزيد كما ينتقصُ [3] . فحلف ليقتُلُنَّه، فمدحه بقوله: إنّ للَّه في البريّة سَيْفَين ... يزيدًا وخالدَ بنَ الوليد ذاك سيف الرسول [4] في سالف الدَّهر ... وهذا سيف الإمام الرشيدِ [5] . قال خليفة [6] : مات يزيد سنة خمسٍ وثمانين ومائة. وله ابنان، أحدهما خالد ممدوح أبي تمّام الطائي، والآخر محمد أحد الأجواد. ومن «كامل» المبرِّد [7] : أنّ يزيد بن مزيد نظر إلى لحيةٍ عظيمة مخضوبة، فقال لصاحبها: أما أنّك من لحيتك في مئونة. فقال: أجل، ولذلك أقول: لها درهمُ للدهنِ في كلّ ليلة [8] ... وآخر للحنّاء يبتدران   [1] طبقات الشعراء لابن المعتز 236، وتاريخ بغداد 14/ 334، وفيات الأعيان 6/ 331 وقبله: لا يعبق الطيب كفّيه ومفرقه ... ولا يمسح عينيه من الكحل [2] تاريخ بغداد 14/ 334، 335، وفيات الأعيان 6/ 331. [3] تاريخ بغداد 14/ 335. [4] في تاريخ بغداد 14/ 336 «سيف النبي» . [5] زاد في تاريخ بغداد بيتا: ما مقامي على الثماد وقد فاضت ... بحور الندى يكفّى يزيد [6] في تاريخه 457. [7] ج 2/ 128. [8] في الكامل: «في كل جمعة» ، والمثبت يتفق مع وفيات الأعيان. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 467 ولولا نوال من يزيد بن مَزْيد ... لصوّت في حافاتها الْجَلَمانِ [1] . وفي «الأغاني» [2] أن يزيد بن مَزْيد أهديِت له جارية، فلمّا رفع يده من طعامه وطئها، فلم ينزل عنها إلا ميتًا. وذلك ببلد بَرْذَعَة. وكان عنده مسلم بن الوليد صريع الغواني فرثاه، وقال: قبرٌ ببَرْذَعَة استَسَرَّ ضريحُهُ ... خَطَرًا تقاصَرَ دُوَنُه الأخطار أبقى الزَّمانُ على ربيعة بعده ... حُزْنًا لَعْمر [3] اللَّهِ ليس يُعارُ سلكت بك العُربُ السبيلَ إلى الْعُلَى ... حتّى إذا استبق الردى [4] بك صاروا نَفَضَتْ بك الإفلاسَ [5] آمالُ الغنى ... واسترجعت زُوَّارَها الأمصارُ [6] فاذهبْ كما ذَهَبَتْ غوادي مُزْنَةٍ ... أثْنَى عليها السَّهْلُ والأمر عارُ [7] وقيل: إنّما رثى مسلم بهذه يزيد بن أحمد السُّلميّ [8] ، فاللَّه أعلم. وعن عَمْر بن المتوكل، عن أمّه قالت: كان «ذو الفقار» مع محمد بن عبد الله بن حسن يوم قُتِل بالمدينة. فلمّا أحسّ بالموت دفع «ذا الفقار» إلى رجُلٍ معه كان له عليه أربعمائة دينار، وقال: خُذْه فإنّك لا تلقى طالبيًا إلا أخذه منك وأعطاك حقّك [9] . فلمّا ولي جعفر بن سُليمان العبّاسيّ المدينةَ واليمن دعا الرجل وأخذ   [1] الكامل 2/ 128، الفرج بعد الشدّة 2/ 401 (بالحاشية) ، وفيات الأعيان 6/ 336 وفيه: الجلمان: بفتح الجيم واللام، تثنية جلم، وهو المقصّ. وقد ورد في الأصل «الحكمان» . [2] ج 19/ 42، 43. [3] في الأغاني 19/ 43 (كعمر) والمثبت يتفق مع وفيات الأعيان. [4] في الأصل «الردا» ، وفي الأغاني: «حتى إذا بلغوا المدى بك» ، وفي وفيات الأعيان «حتى إذا سبق الردى» ، وكذا في رواية أخرى في الأغاني. [5] هكذا في الأصل، وفي الأغاني والوفيات «الأحلاس» . [6] البيت في الأغاني: نفضت بك الأحلاس نفض إقامة ... واسترجعت روّادها الأمصار [7] الأغاني 19/ 43، وفيات الأعيان 6/ 339. [8] وفيات الأعيان 6/ 340. [9] وفيات الأعيان 6/ 330. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 468 منه السيف، وأعطاه أربعمائة دينار، فلم يزل عنده حتّى ولي المهديّ، فبلغه خبرُه، فأخذه منه، ثمّ صار إلى الرشيد [1] . وقال الأصمعيّ: رأيت الرشيد مُتَّقلِدًا سَيْفًا، فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ ذَا الْفَقَارِ؟ قلت: بلى. فقال: استّل سيفي. قال: فاستلَلْتُه، فرأيت فيه ثماني عشرة فقارة [2] . ولمنصور بن سَلَمة النَّمريّ [3] : لو لم يكن لبني شيبانَ من حَسَب ... سوى يزيد لفاتوا الناسَ بالحَسَب ما أعْرفَ النّاس أنّ الجودَ مَدْفَعَةً ... للذَّمّ لكنّه يأتي على النَّشَبِ [4] وهو الذي ظفر بالوليد بن طريف رأس الخوارج [5] . وكان يزيد مع كمال شجاعته من دهاة العرب، ما زال يُقابل ابن طريف بالجيوش ويقاتله إلى أن أهلكه بعد أن بارزه بنفسه. وبقيت مبارزتهما نحو ساعتين من النهار أو أكثر، حتّى تعجّب منهما الْجَمْعان- ثمّ أمكنت يزيدَ الفرصةُ فضرب رِجْلَ ابن طريف فسقط [6] . وكان من بني شيبان أيضًا. فلمّا قدِم يزيد على الرشيد، قال: يا يزيد ما أكثر أمراء المؤمنين في قومك. قال: نعم، إلا أن منابرهم الْجُذُوع [7] . وقيل فيما حكاه ابن خلّكان: أنّ الرشيد لما جهّزه إلى حرب ابن طريف الشَّيْبانيّ أعطاه «ذا الفقار» سيف النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقال: خُذْه فإنك ستنصر به.   [1] وفيات الأعيان 6/ 330. [2] وفيات الأعيان 6/ 330. [3] في الأصل: «النميري» ، والتصويب من طبقات الشعراء لابن المعتز 241، والشعر والشعراء لابن قتيبة 2/ 736، والأغاني 13/ 140، وتاريخ بغداد 13/ 65، ووفيات الأعيان 6/ 336، والعقد الفريد 3/ 287. [4] وفيات الأعيان 6/ 336. [5] انظر: تاريخ الطبري 8/ 256 و 261، وتاريخ اليعقوبي 2/ 410. [6] وفيات الأعيان 6/ 328. [7] وفيات الأعيان 6/ 329، وفي العقد الفريد 2/ 130: قال المأمون ليزيد بن مزيد: ما أكثر الخلفاء في ربيعة ... وأعاد الخبر عن الرشيد في ج 4/ 35 وج 6/ 248. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 469 وفي ذلك يقول مسلم بن الوليد: أذكرتَ سيفَ رسول الله سنته ... وبأس أوَّلَ من صلَّى ومن صاما. ويُريد بأْسَ عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [1] . 422- يزيد بن يحيى، أبو خالد القُرَشيّ الدّمشقيّ [2] . عن: يحيى بن يحيى الغسّانيّ، وثور بن يزيد، وموسى بن سيّار، وعمْرو بن مهاجر. وعنه: هشام بن عمّار، والهيثم بن خارجة، وسُليمان بن عبد الرحمن، وغيرهم. ما ذكره البخاريّ، ولا ابنُ أبي حاتم [3] . 423- اليسع بن طلحة بن أبزوذ المكّيّ [4] . عن: طاووس، ومجالد، وعطاء. وعنه: سبطه عبد الوهّاب بن فليح، وفيض الرقي، ونُعَيم بن حمّاد، والوليد بن عطاء بن الأغرَّ. قال أبو حاتم [5] : ليس بقويّ، منكر الحديث.   [1] وفيات الأعيان 6/ 329. [2] انظر عن (يزيد بن يحيى القرشي) في: الثقات لابن حبّان 9/ 271، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 162. [3] ذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (اليسع بن طلحة) في: التاريخ الكبير 8/ 425 رقم 3577، والضعفاء الصغير 280 رقم 414، والضعفاء الكبير 4/ 462، 463 رقم 2096، والجرح والتعديل 9/ 309 رقم 1333، والمجروحين لابن حبّان 3/ 145، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2744، 2745، والمغني في الضعفاء 2/ 756 رقم 7169، وميزان الاعتدال 4/ 445، 446 رقم 9786، ولسان الميزان 6/ 298، 299 رقم 1074. وورد «أبرود» في الأصل، وفي الجرح، والميزان أبزوذ. [5] في الجرح والتعديل 9/ 309 وزاد: كان الحميدي يحمل عليه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 470 وقال ابن عَدِيّ [1] : أحاديثه غير محفوظة [2] . قلت: وقع لنا من عواليه في المخلصات [3] . 424- يعقوب بن داود [4] . وزير المهديّ. مرّت أخباره في حوادث سنة ستٍّ وستين ومائة. وَبَقِيَ إلى هذا الوقت معزولا مجاورًا مكّة. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. 425- يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري المدنيّ الزّهريّ، حليفهم [5] . - س. ق. -   [1] في الكامل 7/ 2745. [2] وقال البخاري: منكر الحديث، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن حبّان: روى عنه العراقيون منكر الحديث، يروي عن عطاء ما لا يشبه حديثه، لا يجوز به بحال لما في روايته من المناكير. [3] انظر: ميزان الاعتدال 4/ 445، 446. [4] انظر عن (يعقوب بن داود الوزير) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 400، وتاريخ خليفة 444، وعيون الأخبار 1/ 254 و 2/ 24، ومعجم الشعراء للمرزباني 495، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 158- 163، وتاريخ الطبري 6/ 183 و 7/ 607 و 8/ 117 و 118 و 133 و 136 و 139 و 154- 162 و 181 و 302، ومروج الذهب طبعة الجامعة اللبنانية) 2440، وحماسة أبي تمّام 1/ 399، 400، والعيون والحدائق 3/ 270- 273 و 275- 278 و 281، ومقاتل الطالبيين 411، وتحفة الوزراء للثعالبي 25 و 115، والإنباء في تاريخ الخلفاء للعمراني 72، والفخري في الآداب السلطانية 185 و 188، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 120، والكامل في التاريخ 6/ 37 و 41 و 49 و 55 و 69- 72 و 86 و 103 و 160، ووفيات الأعيان 1/ 273 و 274 و 427 و 428 و 3/ 231 و 7/ 19- 26 رقم 830، وتاريخ بغداد 14/ 262- 265 رقم 7559، وتاريخ حلب للعظيميّ 135، وأمالي المرتضى 1/ 141، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 150 و 176 و 233 و 3/ 241 و 4/ 104- 106 و 5/ 98، وطبقات الشعراء لابن المعتز 24، 25، وبدائع البدائه 35، 36، وخلاصة الذهب المسبوك 133، والعقد الفريد 2/ 147 و 4/ 170، وأخبار القضاة 3/ 251، وسير أعلام النبلاء 8/ 306- 309 رقم 93، والعبر 1/ 247، ومرآة الجنان 1/ 417، والبداية والنهاية 10/ 147، ونكت الهميان 309، وتاريخ ابن خلدون 3/ 211، وشذرات الذهب 1/ 261. [5] انظر عن (يعقوب بن عبد الرحمن القاري) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 471 نزل في الآخر الإسكندرية. وحدَّث عن: زيد بن أسلم، وسُهيل بن أبي صالح، وعَمرو بن أبي عَمْرو، وأبي حازم. وعنه: يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بُكَير، وقُتَيْبة، وأبو شَرِيك يحيى بن يزيد المُراديّ، وطائفة. وهو ثقة [1] ، عالم. مات سنة إحدى وثمانين ومائة. 426- يعقوب بن الوليد، أبو يوسف الأزْديّ المدنيّ [2] . عن: أبي حازم، وهشام بن عُرْوة، وجعفر الصادق. وعنه: محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، ويحيى المقابريّ، ومحمود بن   [ (-) ] التاريخ لابن معين 2/ 681، والتاريخ الكبير 8/ 398 رقم 3471، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 223 و 236 و 246 و 552 و 554 و 560 و 562- 564 و 568- 570 و 579 و 580 و 583 و 595 و 596 و 611 و 633 و 676 و 678، والجرح والتعديل 9/ 210 رقم 877، ومشاهير علماء الأمصار 191 رقم 1535، والثقات لابن حبّان 7/ 644، ورجال صحيح مسلم 2/ 372 رقم 1906، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 265، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 588 رقم 2294، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1552، 553 أوالكاشف 3/ 255 رقم 6510، وتهذيب التهذيب 11/ 391، 392 رقم 754، وتقريب التهذيب 2/ 376 رقم 384، وخلاصة تذهيب التهذيب 436، 437، وشذرات الذهب 1/ 297. [1] وثّقه ابن معين، وابن حبّان، وابن شاهين. [2] انظر عن (يعقوب بن الوليد الأزدي) في: التاريخ لابن معين 2/ 681، ومعرفة الرجال له 1/ 55 رقم 48، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 548 رقم 1305 و 2/ 532 رقم 3518، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 448، 449 رقم 2076، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 134 رقم 226، والمعرفة والتاريخ 3/ 42، والجرح والتعديل 9/ 216، 217 رقم 903، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 180 رقم 597، والمجروحين لابن حبّان 3/ 137، 138، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2604- 2606، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1555، والكاشف 3/ 257 رقم 6521، والمغني في الضعفاء 2/ 759 رقم 7205، وميزان الاعتدال 4/ 455 رقم 9829، وتهذيب التهذيب 11/ 397، 398 رقم 765، وتقريب التهذيب 2/ 377 رقم 395، وخلاصة تذهيب التهذيب 437. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 472 خِداش، وأحمد بن مَنِيع، والحسن بن عَرَفَة. قال أحمد بن حنبل [1] : حرقنا حديثه. وكذّبه أبو حاتم [2] . وقال النَّسائيّ، وغيره: متروك [3] . 427- يَعلى بن الأشدق العُقَيْليّ [4] . أحد المتروكين. أصله من بادية الطائف. روى عن: عبد الله بن جراد، وزِياد بن ربيعة، وكُليب بن جُريّ. وزعم أنّ لهم صحبة وسكن الرَّقَّةَ. وعنه: داود بن رشيد، وإسماعيل بن عبد الله الرقي، وأيوب بن محمد الوزان، وطائفة. وحدث بحران، وطال عمره، وصار يسأل الناس. قال البخاري [5] : لا يكتب حديثه.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 532 رقم 3518 وفيه: كتبت عنه وخرقنا حديثه منذ دهر، وكان من الكذّابين وكان يضع الحديث، يحدّث عن أبي حازم وهشام بن عروة وابن أبي ذئب. [2] في الجرح والتعديل 9/ 216 فقال: منكر الحديث، ضعيف الحديث، كان يكذب، والحديث الّذي رواه موضوع، وهو متروك الحديث. [3] قال ابن معين: لم يكن بشيء. وكذّبه مرة أخرى، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، وترك حديثه. وقال ابن حبّان: كان ممن يضع الحديث على الثقات لا يحلّ كتابة حديثه إلا على جهة التعجّب. وقال ابن عديّ: هو بيّن الأمر في الضعفاء. وقال الجوزجاني: غير ثقة ولا مأمون، هو صاحب حديث سهل بن سعد في الرطب والقثاء. [4] انظر عن (يعلى بن الأشدق العقيلي) في: التاريخ الكبير 8/ 419 رقم 3554، والتاريخ الصغير 189، والمعرفة والتاريخ 1/ 257، والجرح والتعديل 9/ 303، 304 رقم 1305، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 182 رقم 605، والمجروحين لابن حبّان 3/ 141، 142، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2742، 2743، والمغني في الضعفاء 2/ 760 رقم 7208، وميزان الاعتدال 4/ 456، 457 رقم 9834، وسير أعلام النبلاء 8/ 241، 242 رقم 65، ولسان الميزان 6/ 312 رقم 1225. [5] في التاريخ الصغير 189. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 473 وقال ابن حبان [1] : لا تحل الرواية عنه. وقال ابن عَدِيّ [2] : بلغني عن أبي مُسْهِر قال: قلت لِيَعْلَى بن الأشدق: ما سمع عَمُّك عبدُ الله بنُ جراد مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «جامع» سُفيان، و «موطّأ» مالك. وَسُئِلَ عنه أبو زُرْعة فقال: لا يُصَدَّق [3] . قلت: لا ينبغي التشاغل بتخريج عواليه فإنّها ممّا لا يُفرح به [4] . 428- يَعْلَى بن شبيب المكّيّ [5]- ت. - ق. - مولى آل الزُّبَير. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وهشام بن عُرْوة. وعنه: الحُمَيْدِيّ، وقُتَيْبة، وإبراهيم بن بشار الرّماديّ. روى اليسير، ومحلُّه الصِّدْق. 429- يغنم بن سالم بن قنبر البصريّ [6] .   [1] في المجروحين 3/ 142. [2] في الكامل 7/ 2743 وزاد: «وشيئا من الفوائد، فإن كانت الحكاية عن أبي مسهر صحيحة فرواية يعلى لهذه النسخة لا يجوز الاشتغال بها» . [3] الجرح والتعديل 9/ 303 وفيه قال: هو عندي لا يصدق، ليس بشيء، قدم الرقّة فقال: رأيت رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له عبد الله بن جراد، فأعطوه على ذلك فوضع أربعين حديثا، وعبد الله بن جراد لا يعرف، وقرأ علينا كتاب الدلالات فانتهى إلى حديثه فترك قراءته. [4] قال أبو حاتم: قال أبو مسهر: قدم علينا يعلى بن الأشدق دمشق وكان أعرابيّا، فحدّث عن عبد الله بن جراد سبعة أحاديث. فقلنا: لعلّه حقّ. ثم جعله عشرة، ثم جعله عشرين، ثم جعله أربعين، فكان هو ذا يزيد، وكان سائلا يسأل الناس. وقال أيضا: كنا نسخر بيعلى بن الأشدق، وكان يدور الآفاق. [5] انظر عن (يعلى بن شبيب المكيّ) في: التاريخ الكبير 8/ 418، 419 رقم 3551، والجرح والتعديل 9/ 304 رقم 1311، والثقات لابن حبّان 7/ 652، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1556، والكاشف 3/ 258 رقم 6529، وتهذيب التهذيب 11/ 401، 402، رقم 776، وتقريب التهذيب 2/ 378 رقم 405، وخلاصة تذهيب التهذيب 438. [6] انظر عن (يغنم بن سالم) في: الجزء: 12 ¦ الصفحة: 474 له نسخه عن أنس بن مالك كأنّها موضوعة. حدَّث بمصر. روى عنه: عبد الغني بن سعيد، وعبد الغني بن رفاعة المصريان، وإبراهيم بن صدقة العامريّ، ومحمد بن مَخْلَد الرُّعَينيّ، وعيسى بن مُساور، وأبو مسلم عبد الرحمن بن واقد، وغيرهم. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ: أَخْبَرَكُمُ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْجُودِ بِبَغْدَادَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ الزَّاهِدُ، أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ، ثنا يَغْنَمُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ لِي أَنَسٌ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً لَمْ تَمَسَّ وَجْهَهُ النَّارُ» [1] . يَغْنَمُ مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ فَلا يُفْرَحُ بِعَوَالِيهِ. قال أبو سعيد بن يونس: روى عن أنس فكُذِّب. وقال أبو حاتم [2] : هو مجهول، ضعيف الحديث. وقال ابن عَدِيّ [3] : عامّة ما يرويه غير محفوظ. قال الطَّحاويّ: سمعتُ يونس بن عبد الأعلى يقول: قدِم علينا يَغْنَم بن سالم مصر، فجئته فسمعته يقول: تزوّجت امرأةً من الجنّ. فلم أرجع إليه [4] . وقال ابن حبّان [5] : كان يضع الحديث على أنس.   [ (-) ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 466 رقم 2101، والجرح والتعديل 9/ 314 رقم 136، والمجروحين لابن حبّان 3/ 145، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2738، 2739، والمغني في الضعفاء 2/ 760 رقم 7216، وميزان الاعتدال 4/ 459 رقم 9845، ولسان الميزان 6/ 315 رقم 1131، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في (نعيم بن تمام) 6/ 169 رقم 593 ورقم 594 (باسم: نعيم بن سالم) . [1] حديث منكر، ورد في جزء ابن الطلّاية (ميزان الاعتدال 4/ 459) . [2] في الجرح والتعديل 9/ 314. [3] في الكامل 7/ 2739. [4] ميزان الاعتدال 4/ 459. [5] في المجروحين 3/ 145. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 475 قلت: بَقِيَ إلى حدود التسعين ومائة. 430- يوسف بن خالد بن عُمَيْر السّمتي البصْريّ [1]- ق. - الفقيه. عن: عاصم الأحول، ويونس بن عُبَيْد، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عَمْرو، ولزِم أبا حنيفة الإمام حتّى برع وصار من نُجباء أصحابه. روى عنه: ابنه خالد بن يوسف، وداهر بن نوح، وزيد بن الحُرَيش وخليفة بن خيّاط، ومحمد بن أبي يعقوب الكِرْمانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ. رماه ابن مَعِين بالكذب [2] . وقال أبو حاتم [3] : رأيت له كتابا ألّفه في التجهّم ينكر فيه الميزان والقيامة.   [1] انظر عن (يوسف بن خالد بن عمير) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 292، والتاريخ لابن معين 2/ 684، 685، ومعرفة الرجال له 1/ 62 رقم 102، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 14 رقم 3932، وطبقات خليفة 225، وتاريخ خليفة 22 و 23 و 459، والتاريخ الكبير 8/ 388 رقم 3426 والتاريخ الصغير 204، والضعفاء الصغير 280 رقم 411، وجزء ابن التّمّار (الملحق بالضعفاء والمتروكين للنسائي) ص 310 والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 453 رقم 2082، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 107 رقم 165، والمعرفة والتاريخ 2/ 665 و 3/ 32، والجرح والتعديل 9/ 221، 222 رقم 925، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 181 رقم 600، والمجروحين لابن حبّان 1/ 278 و 2/ 173 و 237 و 3/ 131، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2616- 2619، والأنساب 7/ 132، 133، واللباب 2/ 136، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1559، والكاشف 3/ 260 رقم 6549، والمغني في الضعفاء 2/ 762 رقم 7232، وميزان الاعتدال 4/ 463، 464 رقم 9863، وتهذيب التهذيب 11/ 411- 413 رقم 803، وتقريب التهذيب 2/ 380 رقم 431، وخلاصة تذهيب التهذيب 438، 439. والسّمتي: بفتح السين المهملة، وسكون الميم، والتاء المثنّاة من فوق. هذه النسبة إلى السمت والهيئة. [2] في التاريخ 2/ 684، 685: زنديق كذّاب لا يكتب عنه شيء، وقال: كان يكذب ويخاصم اليهود والنصارى. وقال في معرفة الرجال 1/ 62 رقم 102: كان كذّابا، عدوّا للَّه، خبيثا. من يحدّث عنه؟ .. ما ظننت أن مسلما يحدّث عن ذاك، كان كذّابا خبيثا. [3] في الجرح والتعديل 9/ 222. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 476 وقال ابن سعد [1] : كان بصيرًا بالفتوى ضعيفًا. وقال النَّسائيّ: ليس بثقه [2] . قلت: مات في رجب سنة تسعٍ وثمانين ومائة. خرّج له (ق.) [3] حديثًا. 431- يوسف بن عطيّة بن ثابت الصّفّار [4] . أبو سهل السَّعْديّ ثمّ الأنصاريّ، مولاهم البصْريّ. رأى ابنَ سيرين، وروى عن: قَتَادة، وثابت، ومحمد بن واسع، وفرقد السبخيّ، وجماعة. وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأحمد بْن منيع، وعبد الله بن عون الخرّاز، وزياد بن يحيى، وعَمْر بن شبّة، والحسن بن محمد الزّعفرانيّ، وغيرهم.   [1] في الطبقات الكبرى 7/ 292. [2] قال أحمد في العلل 3/ 14 رقم 3932: سمعت يحيى وذكر يوسف بن خالد السمتي، كذّاب خبيث، عدوّ الله رجل سوء يخاصم للدّين، لا يحدّث عنه أحد فيه خير. رأيته ما لا أحصي بالبصرة. (الجرح والتعديل 9/ 221) ، وضعّفه العقيلي، والجوزجاني، والدارقطنيّ، وابن حبّان، وابن عديّ. وقال ابن التمّار في جزئه: كذّاب.. [3] رمز لابن ماجة. [4] انظر عن (يوسف بن عطية بن ثابت) في: التاريخ لابن معين 2/ 685، ومعرفة الرجال له 1/ 60 رقم 87، والتاريخ الكبير 8/ 387 رقم 3424، والتاريخ الصغير 198، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 50، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 617، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 455 رقم 2085، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 118 رقم 193، والمعرفة والتاريخ 2/ 121 و 3/ 60، والجرح والتعديل 9/ 227 رقم 952، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 181 رقم 602، والمجروحين لابن حبّان 3/ 134، 135، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2609، 2610، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 241 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1561، والمغني في الضعفاء 2/ 763 رقم 7244، وميزان الاعتدال 4/ 468، 469 رقم 9877، والكشف الحثيث 468 رقم 857، وتهذيب التهذيب 11/ 418، 419 رقم 815، وتقريب التهذيب 2/ 381 رقم 443، وخلاصة تذهيب التهذيب 439. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 477 قال البخاري [1] : منكر الحديث. وقال أبو حاتم [2] والدَّارَقُطْنيّ [3] : ضعيف الحديث. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال الفلاس: كان يَهِمّ، وما علمته يكذِب. وقال النَّسائيّ [4] : متروك. قلت: روى له ابن ماجة في تفسيره، ومات سنة سبعٍ وثمانين ومائة [5] . 432- يوسف بن عطيّة الباهليّ، أبو المنذر الكوفيّ الورّاق [6] . صاحب مناكير. روى عن: عمْرو بن شمير، وغير واحد. وعنه: عَمْرو بن عليّ، وزيد بن مَوهب الرَّمْليّ، وغيرهما. قال الفلاس: هو أكذب من الصّفّار [7] . وقال الدارقطنيّ [8] وغيره [9] : ضعيف.   [1] في تاريخه الكبير والصغير. [2] في الجرح والتعديل 9/ 227. [3] في الضعفاء والمتروكين 181 رقم 602. [4] في الضعفاء والمتروكين 306 رقم 617. [5] قال ابن معين: ليس بشيء. وضعّفه العقيلي، والجوزجاني وابن حبّان وقال: كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الموضوعة بالأسانيد الصحيحة ويحدّث بها، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال ابن عديّ: عامّة حديثه مما لا يتابع عليه. وقال الحاكم: منكر الحديث. وقال عمرو بن علي: كثير الوهم والخطأ، سمعته يقول: حدّثنا قتادة، عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم: «خير الناس قرني» ، وكان يهمّ وما علمته كان يكذب وقد كتبت عنه. [6] انظر عن (يوسف بن عطية الباهلي) في: التاريخ الكبير 8/ 387 رقم 3425، والجرح والتعديل 9/ 227 رقم 952، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 181 رقم 602، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2611، 2612، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 131، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1561، والمغني في الضعفاء 2/ 763 رقم 7245، وميزان الاعتدال 4/ 470 رقم 9878، والكشف الحثيث 467 رقم 856، وتهذيب التهذيب 11/ 419، 420 رقم 816، وتقريب التهذيب 2/ 381 رقم 444، وخلاصة تذهيب التهذيب 439. [7] الجرح والتعديل 9/ 227. [8] في الضعفاء والمتروكين 181 رقم 602. [9] ضعّفه البخاري، وابن عديّ. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 478 433- يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب بن سنان الروميّ المدنيّ [1] . روى عن ابن عمّه عبد الحميد بن زياد، وعن أبيه. وعنه: هشام بن عمّار، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وجماعة. قال البخاريّ [2] : فيه نظر. وقال أبو حاتم [3] : لا بأس به [4] . 434- يوسف بن يعقوب بن أبي سَلَمة الماجشون المدني [5] . أبو سَلَمة، مولى آل المُنْكَدر التَّيْميّ.   [1] انظر عن (يوسف بن محمد بن يزيد الرومي) في: التاريخ الكبير 8/ 379، 380 رقم 3390، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 450، 451 رقم 2079، والجرح والتعديل 9/ 228، 229 رقم 959، والمجروحين لابن حبّان 2/ 261، والثقات له 9/ 278، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2626، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1562، والكاشف 3/ 262 رقم 6564، والمغني في الضعفاء 2/ 764 رقم 7251، وميزان الاعتدال 4/ 473، 474 رقم 9886، وتهذيب التهذيب 11/ 422 رقم 823، وتقريب التهذيب 2/ 382 رقم 451، وخلاصة تذهيب التهذيب 439. [2] في تاريخه الكبير. [3] في الجرح والتعديل 9/ 229. [4] وذكره ابن حبّان في الثقات، وابن عديّ في الكامل. [5] انظر عن (يوسف بن يعقوب الماجشون) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 415، والتاريخ لابن معين 2/ 686، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 235، رقم 2111، والتاريخ الكبير 8/ 381، 382 رقم 3399، والتاريخ الصغير 201، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 47 (وقد قلب فيه إلى: يعقوب بن يوسف بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون) ، والمعارف 461، 462، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 191، والجرح والتعديل 9/ 234 رقم 984، ومشاهير علماء الأمصار 129 رقم 1104، والثقات لابن حبّان 9/ 279، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 235 ب، ورجال صحيح البخاري 2/ 814 رقم 1371، ورجال صحيح مسلم 2/ 377 رقم 1920، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 580، 581 رقم 2266، والكامل في التاريخ 6/ 165، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1564، والكاشف 3/ 264 رقم 6576، والعبر 1/ 292، وسير أعلام النبلاء 8/ 330، 331 رقم 110، ومرآة الجنان 1/ 396، وتهذيب التهذيب 11/ 430، 431 رقم 837، وتقريب التهذيب 2/ 383 رقم 466، وخلاصة تذهيب التهذيب 440، وشذرات الذهب 1/ 309. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 479 عن: أبيه، والزُّهْريّ، ومحمد بن المُنْكَدر، وصالح بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وعنه: أبو مُصْعَب، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن المَدِينيّ، وشُرَيْح بن يونس، ومحمد بن أبي بكر المُقَدَّميّ، وعليّ بن مسلم الطُّوسيّ، وخلْق سواهم. وثقه يحيى بن مَعِين [1] ، وأبو داود. وقال يحيى بن أيّوب المقابريّ: سمعتُ يوسف بن الماجشون يقول: وُلدتُ في عهد سُليمان بن عبد الملك ففرض لي في المقاتلة. فلمّا قام عَمْر بن عبد العزيز مَرَّ باسمي، وكان بنا عارفًا، فقال: ما أعرَفَني بمولد هذا الغلام. فنحّاني من المقاتلة وردّني عَيِّلا [2] . قال يحيى بن مَعِين: كنّا نأتي يوسفَ بنَ الماجشون يحدّثنا وجواريه في بيت آخر يَضْرِبنَ بالمعزفة [3] . قلت: أهل المدينة معروفون بالترخّص في الغناء. تُوُفّي يوسف بن الماجشون سنة خمسٍ وثمانين ومائة، وله ثمان وثمانون سنة. 435- يونس بن حبيب [4] .   [1] في تاريخه 2/ 686. [2] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 236 رقم 2111. [3] تهذيب التهذيب 11/ 431. [4] انظر عن (يونس بن حبيب الضبيّ) في: التاريخ الكبير 8/ 413 رقم 3533، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 69، والجرح والتعديل 9/ 237 رقم 999، والثقات لابن حبّان 9/ 290، والمعارف 541، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي 32، 33، والبيان والتبيين 1/ 77، وتاريخ الطبري 7/ 23، ومراتب النحويين 21، وطبقات النحاة للزبيدي 48، والفهرست لابن النديم 42، ونزهة الألبّاء 31، ومعجم الأدباء 20/ 64- 67 رقم 39، والكامل في التاريخ 6/ 165، ووفيات الأعيان 7/ 244- 249 رقم 852، والزاهر للأنباري 1/ 128 و 225 و 244 و 268 و 416 و 553 و 604، والمثلّث للبطليوسي 2/ 297 و 301، وغريب الحديث 3/ 287، ومعجم مقاييس- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 480 العلامة، أبو عبد الرحمن الضّبيّ مولاهم البصْريّ. إمام أهل النَّحْو. أخذ عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وحمّاد بن سلمة، وغيرهما. أخذ عنه: الكسائي، وسيبويه، والفراء. وله مصنفات في العربية، وطال عمره، وعاش ثلاثا وثمانين سنة. قال خليفة بن خياط [1] : مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.   [ (-) ] اللغة 4/ 284، وعيون الأخبار 1/ 245 و 2/ 121 و 4/ 320 و 327، وطبقات الشعراء لابن المعتز 96، وثمار القلوب 170 و 260، وشرح أدب الكاتب 143 و 172 و 191 و 388، والمختصر في أخبار البشر 2/ 16، وسير أعلام النبلاء 8/ 171 رقم 29، ومرآة الجنان 1/ 388، 389، ونور القبس 48- 55، والعقد الفريد 4/ 5 و 5/ 306 و 307 و 6/ 267، وتخليص الشواهد 159 و 268 و 408 و 421، وهمع الهوامع 1/ 91، والمقتضب 3/ 167، والتسهيل لابن مالك 68، وخزانة الأدب 2/ 112، والمزهر 2/ 231، وبغية الوعاة 2/ 365 رقم 2206. [1] لم أجده في طبقاته ولا في تاريخه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 481 الكنى 436- أبو إسحاق الفزاريّ- ع. - هو إبراهيم بن محمد [1] . 437- أبو إسماعيل المؤدّب [2]- ق. - هو إبراهيم بن سُليمان بن رَزِين البغداديّ مؤدّب أولاد الوزير أبي عُبَيْد الله. له عن: عطيّة العَوْفيّ، وعاصم بن بَهْدَلَة، وعبد الملك بن عمر، وعاصم الأحول، وطائفة. وعنه: يحيى بن مَعِين، وعثمانٍ بن أبي شيبة، وأخوه وأبو بكر،   [1] تقدّم في (إبراهيم) من هذا الجزء. [2] انظر عن (أبي إسماعيل المؤدّب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 327، (دون ترجمة) ، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 152 رقم 834 و 2/ 171 رقم 550، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 490 رقم 3226، والتاريخ الكبير 1/ 289، 290 رقم 930، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 4، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 50 رقم 37، وتاريخ الثقات للعجلي 52 رقم 25، والجرح والتعديل 2/ 102، 103 رقم 286، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، ومشاهير علماء الأمصار 175، 176 رقم 1393، والثقات لابن حبّان 6/ 14، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 22 أ، والكامل في الضعفاء 1/ 249، 250، وتاريخ بغداد 6/ 86- 88 رقم 3121، وتهذيب الكمال 2/ 99- 101 رقم 178، والكاشف 1/ 37، 38 رقم 141، والمغني في الضعفاء 1/ 16 رقم 92، وميزان الاعتدال 1/ 36 رقم 104، و 4/ 491 رقم 9959، وتهذيب التهذيب 1/ 125، 126 رقم 220، وتقريب التهذيب 1/ 35، 36 رقم 206، وخلاصة تذهيب التهذيب 18. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 482 ومحمد بن الصّبّاح الدُّولابيّ، وأبو عَمْر الدُّوريّ، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون. وثقه يحيى بن مَعِين [1] . وقال مَرّة: ضعيف [2] . وقال مَرة: ليس به بأس [3] . وكذا قال أحمد [4] . وقال أبو داود: ثقة. رأيتُ ابن حنبل يكثر أحاديثه بنزول [5] . وقال النَّسائيّ: ليس به بأس [6] . قيل: مات قريبًا من سنة ثلاثٍ وثمانين ومائة [7] . 438- أبو أُميّة بن يَعْلَى الثّقفيّ [8] . يقال اسمه إسماعيل.   [1] تاريخ بغداد 6/ 87. [2] الضعفاء الكبير 1/ 50، الكامل في الضعفاء 1/ 249. [3] الجرح والتعديل 2/ 103، تهذيب الكمال 2/ 100. [4] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 490 رقم 3226، الجرح والتعديل 2/ 102، 103. [5] تاريخ بغداد 6/ 88 وفيه (يكتب أحاديثه) . [6] تاريخ بغداد 6/ 87، تهذيب الكمال 2/ 101. [7] ذكره العقيلي في الضعفاء، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وقال ابن عديّ: لم أجد في ضعفه إلّا ما حكاه معاوية بن صالح، عن يحيى. وهو عندي حسن الحديث ليس كما رواه معاوية، عن يحيى، وله أحاديث كثيرة غرائب حسانا تدلّ على أن أبا إسماعيل من أهل الصدق وهو ممن يكتب حديثه. [8] انظر عن (أبي أميّة بن يعلى) في: التاريخ الكبير 9/ 3 رقم 5، والتاريخ الصغير 201، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 335 رقم 2484، والضعفاء والمتروكين للنسائي 308 رقم 656، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 7، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 95، 96 رقم 110، والمعرفة والتاريخ 1/ 120 و 121 و 2/ 173 و 718 و 729 و 738 و 3/ 279، والجرح والتعديل 2/ 203 رقم 686، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 58 رقم 78، والمجروحين لابن حبّان 1/ 126، والكامل في الضعفاء 1/ 309- 311، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 113، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 36 ب. وفيه (إسماعيل بن يحيى) وهو غلط، والمغني في الضعفاء 1/ 89 رقم 737 و 2/ 771 رقم 7311، وميزان الاعتدال 1/ 254، 255 رقم 971، و 4/ 493 رقم 9973، ولسان الميزان 1/ 445 رقم 1382، و 7/ 12 رقم 72. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 483 مدنيّ، معمِّر. له عن: نافع، وسعيد المَقْبُريّ، وأبي الزناد، وهشام بن عروة. وحضر جنازة سالم بن عبد الله. روى عنه: زيد بن الحباب، ومحمد بن أبان، ومحمد بن عقبة السّدوسيّ، وشيبان بن فرّوخ، وداهر بن نوح، والقواريري، وسعيد بن هبيرة. قال البخاري: سكتوا عنه [1] . وقال الدارقطني [2] : بصري متروك. وكذا تركه النسائي [3] . وقال ابن عدي [4] بعد أن ساق له أحاديث: هو ممّن يُكْتَب حديثه. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابن مَعِين [5] : لَيْسَ بشيء. وقال شُعبة: اكتبوا عنه فإنّه شريف لا يكذب [6] . 439- أبو بحر البكراويّ [7]- د. ت. -   [1] الضعفاء الكبير 1/ 95. [2] في الضعفاء والمتروكين 58 رقم 78. [3] في الضعفاء والمتروكين 308 رقم 656. [4] في الكامل في الضعفاء 1/ 311. [5] الجرح والتعديل 2/ 203. [6] في سؤالات الآجرّي لأبي داود، قلت لأبي داود: حكى رجل عن سفيان الأيلي أنه سمع شعبة يقول: اكتبوا عن أبي أميّة بن يعلى فإنه شريف لا يكذب، واكتبوا عن الحسن بن دينار فإنه صدوق، فكذّب أبو داود الّذي حكى هذا. قال الآجرّي: غلام خليل حكى هذا. قال الحافظ ابن حجر: وغلام خليل كما تقدم مجمع على تكذيبه فكيف جزم المؤلف أن شعبة قال: اكتبوا عنه! (لسان الميزان 1/ 445) وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث أحاديثه منكرة. قال أبو زرعة: واهي الحديث ضعيف الحديث ليس بقويّ. وقال ابن حبّان: كثير الخطأ فاحش الوهم. [7] انظر عن (أبي بحر البكراوي) في: التاريخ لابن معين 2/ 352، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 101 رقم 4383، والتاريخ الكبير 5/ 331 رقم 1054، والتاريخ الصغير 212، والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 357، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 15، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 335 رقم 932، والجرح والتعديل 5/ 264، 265 رقم 1252، والكامل في الضعفاء 4/ 1605، 1606، - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 484 هو عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أُميّة بن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفيّ البصريّ. عن: حسين المعلم، وَدَاوُد بن أَبِي هند، وَمُحَمَّد بن عَمرو، وجماعة. وعنه: أحمد بن عبدة، وحفص الرباليّ، وخليفة بن خيّاط، وبُنْدار، وعدّة. ضعّفه ابن مَعِين [1] . وقال أبو حاتم [2] : يُكْتَب حديثه. ونقل بن الجوزيّ أنّ أحمد بن حنبل قال [3] : طرحَ الناسُ حديثه [4] . مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة. 440- أبو حفص الأبّار [5]- د. ن. ق. -   [ (-) ] والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 84 ب، 85 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 383 رقم 3601، وميزان الاعتدال 2/ 578 رقم 4918 و 4/ 494 رقم 9983. [1] في تاريخه 2/ 253، والجرح والتعديل 5/ 265، الضعفاء الكبير 2/ 335، والأسامي والكنى 1/ 85 أ. [2] في الجرح والتعديل 5/ 265. [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 101 رقم 4383، والتاريخ الكبير 5/ 331، والتاريخ الصغير 212 وقال البخاري: لم يتبين طرحه؟ الجرح والتعديل 5/ 265، الضعفاء الكبير 2/ 335، الكامل في الضعفاء 4/ 1606. [4] وقال ابن المديني: ذهب حديثه. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سألت علي بن المديني، عن أبي بحر البكراوي فسكت، فظننت أنه لا بجسر أن يذكره بسوء لأن له عشيرة وأهل بيت، قيل لأبي: ما حاله؟ قال: ليس بقويّ يكتب حديثه ولا يحتجّ به. وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال البخاريّ: بعضهم يكتب عنه، إلا أنه بلغني عن عليّ أنه تكلّم فيه. وضعّفه النسائي. وقال ابن عديّ: هو ممّن يكتب حديثه. [5] انظر عن (أبي حفص الأبّار) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 329، والتاريخ لابن معين 2/ 431، 432، ومعرفة الرجال له 1/ 104 رقم 468 و 2/ 126 رقم 424 و 2/ 160 رقم 504، والتاريخ الكبير 6/ 174 رقم 2077، وتاريخ الثقات للعجلي 359 رقم 1239، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 22، والجرح والتعديل 6/ 121، 122 رقم 661، والمعرفة والتاريخ 3/ 82، ومشاهير علماء الأمصار 171 رقم 1358، والثقات لابن حبّان 7/ 189، وتاريخ بغداد 11/ 191، 192- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 485 هو عَمْر بن عبد الرحمن بن قيس. كوفيّ ثقة. نزل بغداد وروى عن: منصور، وليث بن أبي سُلَيم، والأعمش، وعمّار الدُّهْنيّ، وعدّة. وعنه: يحيى بن مَعِين، وداود بْن رشيد، وعثمان بْن أَبِي شَيْبَة، وشُرَيْح بن يونس، والحسن بن عَرَفَة، وآخرون. وكان له غلمان يحملون الإبَر وهو معلِّمُهم [1] . أضرَّ بآخِرِه وثقه ابن مَعِين [2] ، وغيره [3] . 441- أبو خالد الأحمر- ع. - هو سليمان بن حيّان. مرّ. 442- أبو داود النّخعيّ [4] .   [ (-) ] رقم 5900، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 151، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 122 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1016 و 3/ 599 أوالمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 687، والكاشف 2/ 274 رقم 4151، وتهذيب التهذيب 7/ 473، 474 رقم 787، وتقريب التهذيب 2/ 59 رقم 473، وخلاصة تذهيب التهذيب 284. [1] تاريخ بغداد 11/ 192. [2] في التاريخ 2/ 431 وفيه: كان يعمل الإبر بمطرقته (2/ 432) ، وسئل: هل ينقمون عليه شيئا؟ فقال: لا (معرفة الرجال 1/ 104 رقم 468) . [3] وثّقه العجليّ، وابن سعد، وابن أبي شيبة، وقال أحمد: ما كان به بأس. ووثّقه الدارقطنيّ، وابن حبّان. [4] انظر عن (أبي داود النخعي) في: التاريخ لابن معين 2/ 232، ومعرفة الرجال له 1/ 51 رقم 9 و 2/ 245 رقم 843، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 542 رقم 3569، والتاريخ الكبير 4/ 28 رقم 853 أوالتاريخ الصغير 216، والضعفاء الصغير 262 رقم 43 أوالضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 247، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 35، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 134، 135 رقم 620، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 194 رقم 354، والمعرفة والتاريخ 3/ 57، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 169، والجرح والتعديل 4/ 232، 133 رقم 576، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 184 رقم 614، والمجروحين لابن حبّان 1/ 65 و 333، والأسامي- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 486 هو سُليمان بن عَمْرو، وهو ابن عمّ شريك القاضي. روى عن: أبي طُوالَةَ، وعبد الملك بن عُمَيْر، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، والمختار بن فُلْفُلٍ، وغيرهم. وعنه: آدم بن أبي إياس، ويحيى بن أيّوب المقابريّ، وعبّاد بن يعقوب، والمسيّب بن وضّاح، وطائفة. قال أبو مَعْمَر الهُذَليّ: كان بِشْر المريسي قد أخذ رأي جهْم من أبي داود النّخعيّ، وكان أبو داود كذّابًا [1] . قلت: كان وقِحًا، جريئًا، قَدَريًا من الخير بريئًا. قال عليّ بن المَدِينيّ: كان من الدّجّالين [2] . وقال يحيى بن مَعِين [3] : هو كذّاب النَّخَع. وقال البخاريّ [4] : معروف بالكذِب. قاله قُتَيْبة، وإسحاق. وقال أحمد بن حنبل [5] : كذّاب. وروى عبّاس، عن يحيى [6] قال: أبو داود النّخعيّ رجل سَوْء، كذّاب، خبيث، قَدَريّ. لم يكن ببغداد رجل إلّا وهو خير من النّخعيّ. كان يضع الحديث.   [ (-) ] والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 186 أ، والكامل في الضعفاء 4/ 1096- 1100، وتاريخ بغداد 9/ 15- 21 رقم 4613، والمغني في الضعفاء 2/ 282، وميزان الاعتدال 2/ 216- 218 رقم 3495، والكشف الحثيث 202، 203 رقم 331، ولسان الميزان 3/ 97- 99 رقم 332. [1] تاريخ بغداد 9/ 17. [2] تاريخ بغداد 9/ 17. [3] في معرفة الرجال 1/ 51 رقم 9، وقال مرّة 2/ 245 رقم 843: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة قال: كان حفص بن غياث لا يقطع على أحد بالكذب إلا على أبي داود النخعي. [4] في التاريخ الكبير 4/ 28 رقم 1853، والصغير 216، والضعفاء الصغير 262 رقم 143. [5] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 542 رقم 3569. [6] في التاريخ 2/ 232، وتاريخ بغداد 9/ 18. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 487 سمعته يقول: سمعتُ خصيف وخصّاف ومخصّف. وكان من أكذب النّاس [1] . 443- أبو رُويم [2] . هو طلاب بن حَوْشَب الرَّبَعِيّ، أخو العّوَّام بن حَوْشَب. عُمِّر دهرًا، وحدّث عن: مُجالد، وإسماعيل بن أبي خالد. وعنه: موسى بن عبد الرحمن المسروقي، والحسين بن علي الصدائي. لا يدرى من ذا [3] . 444- أبو سفيان المعمريّ [4]- م. ن. ق. - اسمه محمد بن حميد، شيخ بصريّ ثبت، سكن بغداد.   [1] تركه النسائي، والحاكم، وذكره العقيلي في الضعفاء، وضعّفه الدارقطنيّ، وابن حبّان، وابن عديّ، وقال الحاكم: متروك الحديث. قال الجوزجاني: كان يضع الحديث. سمعت أحمد بن حنبل يقول: أتوه، فقال: فلان عن إبراهيم، وفلان عن الشعبي، ويزيد بن أبي حبيب عن مكحول، فقالوا له: يا أبا داود: يزيد بن أبي حبيب أين كنت رأيته؟ فقال: يا أحمق، تراني قلته، ولم أعدّ له جوابا، رأيته بالباب والأبواب. ثم يقول أحمد: يزيد ما كان يصنع بالباب والأبواب. فانظر إلى جسارته وجرأته وتهاونه ببليّته. وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: قدريّ، رجل سوء، كذّاب، كان يكذّب مجاوبه ... وكان هو وأبو البختريّ يضعون الحديث. وقال أبو زرعة: كان آية، وذكر عنه أشياء منكرة وغلّظ القول فيه جدا. [2] انظر عن (أبي رويم) في: الجرح والتعديل 4/ 502 رقم 2209، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 201 ب. [3] قال أبو حاتم الرازيّ: صالح. [4] انظر عن (أبي سفيان المعمري) في: التاريخ لابن معين 2/ 512، ومعرفة الرجال له 1/ 83 رقم 269 و 125، 126 رقم 623، والتاريخ الكبير 1/ 69 رقم 166، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 48، والجرح والتعديل 7/ 231 رقم 1273، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 199، والثقات لابن حبّان 9/ 63، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 257 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1191، والكاشف 3/ 32 رقم 4884، وميزان الاعتدال 3/ 529 رقم 7452، وتاريخ بغداد 2/ 257- 259 رقم 732، وتهذيب التهذيب 9/ 131، 132 رقم 181، وتقريب التهذيب 2/ 156 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 333. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 488 وإنّما لقّب بالمعمريّ لرحلته إلى مَعْمَر باليمن [1] . وكان من الصُّلَحاء العُبّاد. روى عن: مَعْمَر، وهشام بن حسّان، وسفيان الثَّوْريّ، وغيرهم. وعنه: شُرَيْح بن يونس، وأبو خَيْثَمَة، وأبو سعيد الأشجّ، وَالنُّفَيْليُّ، وابن نُمير، وعَمرو الناقد، وسُفيان بن وكيع، وحُمَيْد بن الربيع. وثقه يحيى بن مَعِين [2] ، وأبو داود. ولم يُخرّج له البخاريّ، بل خرّج لأبي سُفيان الحِمْيَريّ. وفيه شيء. قال الخطيب [3] : محمد بن حُمَيْد البكْريّ المعمري، كان مذكورًا بالصلاح والعبادة. وقال ابن مَعِين أيضًا: عبد الرزّاق أحبّ إليّ منه [4] . قال ابن قانع: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة [5] . وسيأتي أبو سُفيان الحِمّيَريّ بعدُ. 445- أبو سليمان الداراني الكبير [6]- ق. وما هو بالزاهد الشهير. اسم الكبير عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن العنْسيّ، بتون، الدّمشقيّ. له رحلة في الحديث.   [1] الأسامي والكنى 1/ 257 ب. [2] في تاريخه 2/ 512، وقال في معرفة الرجال: صدوق. [3] في تاريخ بغداد 2/ 257. [4] تاريخ بغداد 2/ 258 وفيه أيضا رواية مقلوبة: المعمري أحبّ إليّ من عبد الرزاق. [5] تاريخ بغداد 2/ 259. [6] انظر عن (أبي سليمان الدارني الكبير) في: التاريخ الكبير 5/ 289 رقم 940، والجرح والتعديل 5/ 240 رقم 1136، والثقات لابن حبّان 8/ 371، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1596، 1597، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 792، والمغني في الضعفاء 2/ 381 رقم 3576، وميزان الاعتدال 2/ 567، 568 رقم 4882، وتهذيب التهذيب 6/ 88 أ 189 رقم 381، وتقريب التهذيب 1/ 482، 483 رقم 963، وخلاصة تذهيب التهذيب 228. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 489 روى عن: الأعمش، وليث بْن أبي سُلَيم، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعمرو بن شراحيل الدَّارانيّ، وجماعة. روى عنه: إسماعيل بن عيّاش وهو أكبر منه، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وأبو توبة الحلبيّ، ومحمد بن عائذ، وصَفْوان بن صالح، وهشام بن عمّار، وعدّة. وثقه دُحَيْم. وقال أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ عدي [2] : أرجو أنه لا بأس به. قلت: بَقِيَ إلى قريب التسعين ومائة. 446- أبو عاصم العبّادانيّ [3]- ق. - اسمه عبد الله، وقيل عُبَيْد الله بن عبيد. شيخ بصْريّ الأصل. روى عن: عليّ بن زيد بن جدعان، والفضل بن عيسى الرَّقاشيّ، وفايد أبي الورقاء، وغيرهم. وعنه: سويد بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، والفلاس، وغيرهم. قَالَ أبو حاتم [4] وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس.   [1] في الجرح والتعديل 5/ 240. [2] في الكامل 4/ 1597. [3] انظر عن (أبي عاصم العبّاداني) في: التاريخ لابن معين 2/ 713، والتاريخ الكبير 5/ 139، 140 رقم 419، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 274، 275 رقم 837 والجرح والتعديل 5/ 100، 101 رقم 465، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 21، والثقات لابن حبّان 7/ 46، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1618، والكاشف 3/ 316 رقم 240، والمغني في الضعفاء 2/ 793 رقم 7563، وميزان الاعتدال 2/ 458 رقم 4437 و 4/ 543 رقم 10343، وتهذيب التهذيب 12/ 142، 143 رقم 680، وتقريب التهذيب 2/ 443 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 453. [4] في الجرح والتعديل 5/ 100. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 490 وقال العقيلي [1] : منكر الحديث [2] . 447- أبو عبد الرحمن الزاهد [3] . اسمه عبد الله بن محمد. روى عن: الأعمش، وأبي عقال، وخلاد بن زيد، وإبراهيم بن أدهم. وعنه: أسود بن سالم، وسَعْدُوَيْه [4] الواسطيّ، ومهديّ بن جعفر، وداود بن مِهران، وهشام بن عمّار، ويحيى بن أيّوب الزّاهد. لم أرَ لهم فيه كلامًا. 448- أبو عبد الرحمن الفرّاء. من أفضل مشايخ المَوْصل. اسمه سعيد، وقيل نوح. حدّث عن: عوف الأعرابيّ، وسعيد بن أبي عَرُوبه، وهشام بن حسّان. وعنه: القاسم بن يزيد الْجَرْميّ، وَمُعَلَّى بن مهديّ. قال يزيد الأزْديّ: مات سنة ستٍّ وثمانين ومائة. 449- أبو عُبَيْدة الحدّاد [5] خ. د. ت. ن. -   [1] في الضعفاء 2/ 274 وزاد: وكاد أن يغلب على حديثه الوهم. [2] قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس، صالح الحديث. وذكره ابن حِبّان في الثقات. [3] انظر عن (أبي عبد الرحمن الزاهد) في: الجرح والتعديل 5/ 157 رقم 721. [4] في الجرح والتعديل «سعيد بن سليمان الواسطي» . [5] انظر عن (أبي عبيدة الحداد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 329 (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين 2/ 377، ومعرفة الرجال له 2/ 166 رقم 531، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 310 رقم 530 و 2/ 178 رقم 1924 و 3/ 208 رقم 4896 و 4897 و 3/ 259 رقم 5143، والتاريخ الكبير 6/ 61 رقم 1711، والمعرفة والتاريخ 2/ 90 و 114 و 163 و 3/ 123، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 79، وتاريخ الثقات للعجلي 314 رقم 045 أوالجرح والتعديل 6/ 6/ 24 رقم 27، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والثقات لابن حبّان 8/ 426، ورجال صحيح البخاري 2/ 485 رقم 742، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 161، والجمع بين رجال الصحيحين الجزء: 12 ¦ الصفحة: 491 هو عبد الواحد بن واصل السّدوسيّ، مولاهم البصْريّ. نزيل بغداد. روى عن: بَهْز بن حكيم، وعوف، ويونس بن إسحاق، وعثمان بن أبي رَوّاد، وطبقتهم. وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وزهير بن حرب، وعمرو الناقد، وزياد بن أيوب. وثقه أبو داود. وقال أحمد: لم يكن صاحب حِفْظ، إلا أنّ كتابه كان صحيحًا [1] وقال عليّ بن الحسين بن حِبّان: وجدتُ بخطّ أبي: ذكر ابن مَعِين أبا عُبَيْدة الحدّاد فقال: كان متثبتًا، ما أعلم أنّا أخذنا عليه خطًأ البَتّة، جيد القراءة لكتابه [2] وقال أبو قلابة الرَّقاشيّ: مات سنة تسعين ومائة. 450- أبو عُبَيْدة العُصْفُريّ [3] . بصريٌّ فاضل، اسمه إسماعيل بن سِنان. له عن: عكرمة بن عمّار، وغيره. وعنه: عليّ بن المدينيّ، وخليفة بن خيّاط. 451- أبو علقمة الفرويّ [4]- م. د. ن. -   [ (- 1] / 320، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 867 و 3/ 1624، 1625، والكاشف 2/ 192 رقم 3556، وميزان الاعتدال 3/ 677 رقم 5303، ومرآة الجنان 1/ 424، وتهذيب التهذيب 6/ 440 رقم 920، وتقريب التهذيب 1/ 526 رقم 1392 وفيه (عبد الواحد بن واصله) وهو غلط مطبعي، وخلاصة تذهيب التهذيب 247. [1] الجرح والتعديل 6/ 24. [2] تهذيب الكمال 2/ 867. [3] انظر عن (أبي عبيدة العصفري) في: التاريخ الكبير 1/ 358، 359، رقم 1134 والجرح والتعديل 2/ 2176 رقم 592، والثقات لابن حبّان 6/ 39. [4] انظر عن (أبي علقمة الفروي) في: - الجزء: 12 ¦ الصفحة: 492 هو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي فروة المدنيّ. عن: عمّه إسحاق بن أبي فروة، وعن: صَفْوان بن سليم، ومحمد بن المُنْكَدر، ويزيد بن خُصَيفة. ورأى سعيد المَقْبُريّ. روى عنه: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وإبراهيم بن المنذر، وأحمد بن عَبْدة الضّبيّ، ويحيى بن يحيى التّميميّ، وآخرون. وقال ابن سعد [1] : إنّه لقي نافعًا، وسعيد المَقْبُريّ، والصلت بن زُبيد، وروى عنهم. وعُمّر حتّى لقيناه في سنة تسعٍ وثمانين ومائة، وكان ثقة. وقال يحيى بن مَعِين [2] : ثقة. قلت: ما أدري لِمَ لَمْ يُخَرِّج البخاريّ له. مات في المحرَّم سنة تسعين ومائة. 452- أبو المليح الرقّيّ [3]- د. ت. -   [ (-) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 424، والتاريخ لابن معين 2/ 329، ومعرفة الرجال له 1/ 100 رقم 435، و 2/ 107 رقم 300 و 2/ 171 رقم 551 و 2/ 186 رقم 614، وطبقات خليفة 276، والتاريخ الكبير 5/ 190 رقم 599، والتاريخ الصغير 205، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 84، والجرح والتعديل 5/ 155، 156 رقم 714، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 36، ومشاهير علماء الأمصار 142 رقم 1123، والثقات لابن حبّان 7/ 61، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 735، والكاشف 2/ 113 رقم 2996، وتهذيب التهذيب 6/ 10، 11 رقم 14، وتقريب التهذيب 1/ 447 رقم 602، وخلاصة تذهيب التهذيب 213. [1] في طبقاته 5/ 424. [2] في التاريخ 2/ 329، ومعرفة الرجال 1/ 100 رقم 435 و 1072 رقم 300. [3] انظر عن (أبي المليح الرقّيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 484، والتاريخ لابن معين 2/ 116، ومعرفة الرجال له 1/ 139 رقم 740 و 1/ 144 رقم 783 و 2/ 84 رقم 200، وتاريخ الدارميّ، رقم 938، وطبقات خليفة 321، والتاريخ الكبير 2/ 299 رقم 2537، والتاريخ الصغير 199، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 107، والمعارف 468، والمعرفة والتاريخ 1/ 172 و 2/ 420، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 247- 249، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 129، والجرح والتعديل 3/ 24، 25 رقم 103، ومشاهير علماء الأمصار 186 رقم 1485، والثقات لابن- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 493 اسمه الحَسَن بن عَمْر، ويقال الحسن بن عمرو. حجّ ورأى عطاء بن أبي رباح. وروى عن: ميمون بن مِهران، والزُّهْريّ، وزياد بن بيان الرَّقّيّ، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وغيرهم. وعنه: عبد الله بن جعفر الرقي، وعمرو بن خالد الحراني، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وأبو جعفر النفيلي، وأبو نعيم عبيد بن هشام، وعبد الجبار بن عاصم، وآخرون. وثقه أحمد بن حنبل، وأبو زرعة [1] . مات في عشر المائة في سنة إحدى وثمانين ومائة. وقع لي من عوالية. 453- أبو الْهَوْلِ الحِمْيَريّ [2] . الشاعر المشهور. اسمه عامر بن عبد الرحمن. كان آية في الهجاء المُقْذِع. وله مدائح في المهديّ والرشيد. 454- أبو الهَيْذام المرّيّ [3] .   [ (-) ] حبّان 6/ 66 أومعجم البلدان 1/ 729، وتهذيب الكمال 6/ 280- 283 رقم 1255، والكاشف 1/ 165 رقم 06 أوالعبر 1/ 279، وتهذيب التهذيب 2/ 309، 310 رقم 535، وتقريب التهذيب 1/ 169 رقم 300، وخلاصة تذهيب التهذيب 80. [1] الجرح والتعديل 3/ 25. [2] انظر عن (أبي الهول الحميريّ) في: طبقات الشعراء لابن المعتزّ 153، 154، وثمار القلوب 622، 623، والحيوان 5/ 87، 88، وتاريخ بغداد 12/ 237، 238 رقم 6682، والتذكرة الحمدونية 2/ 468 و 471 رقم 1203، ووفيات الأعيان 4/ 29، 30، والفخري في الآداب السلطانية 202. [3] انظر عن (أبي الهيذام المرّي) في: الأخبار الموفقيّات 381، والشعر والشعراء 2/ 731، وأنساب الأشراف 3/ 195، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 293 و 402، والأمالي للقالي 1/ 267، وتاريخ الطبري 7/ 94 و 8/ 251، وجمهرة أنساب العرب 252، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 179، 196، والتذكرة الحمدونية 1/ 455، والبيان والتبيين 1/ 301، والكامل في التاريخ 5/ 182- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 494 أمير عرب الشام، وزعيم قيس وفارسها الشهير. وهو قائد العرب المُضَريّة في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق بين القيسيّة واليمانية في دولة الرشيد. حتّى تفاقم الأمر وكثر القتل. وله شِعرٌ جيد مشهور. وقد خرج على الرشيد لكونه قتل أخاه، ثمّ ظُفِر بأبي الهيذام، وحُمل مقيّدًا إلى الرشيد. فلما مثل بين يديه أنشده أبياتًا يستعطفه، فمنّ عليه وعفا عنه [1] . اسمه عامر بن عمارة بن خُرَيْم، وهو والد المحدّث موسى بن عامر صاحب الوليد بن مسلم، وراوي كُتُبه. قال المَرْزُبانيّ: قتل عامِل الرشيد بسجستان أخًا لأبي الهَيذام، فخرج أبو الهيذام بالشام، وجمع جمْعًا عظيمًا. ورثى أخاه، وغلُظ أمره، وأعْيَت الرشيد الحيلةُ فيه، فاحتال عليه بأخٍ له أرغبه، فشدّ على أبي الهيذام وقيده، وسار به إلى الرشيد. وهو القائل: فأحسنْ أمير المؤمنين فإنّه ... أبي الله إلّا أنْ يكون لك الفضلُ. فمنّ عليه وأطلقه [2] . أنشد الزُّبَير بن بكّار لأبي الهيذام: سأبكيكَ بالبِيض الرِّقاق وبالقَنَا ... فإنّ بها ما يطلُب الماجد [3] الوترا   [ (-) ] و 6/ 127- 132، وأمراء دمشق في الإسلام 47 و 90، ونثر الدرّ 6/ 111، وتاريخ اليعقوبي 2/ 410. [1] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 179، الكامل في التاريخ 6/ 128. [2] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 179. [3] في أمالي القالي: «ما يدرك الماجد» ، وفي تهذيب تاريخ دمشق «ما يدرك الطالب» ، وكذا في الكامل في التاريخ. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 495 ولستُ [1] كمن يبكي أخاه بَعْبَرةٍ [2] ... يُعصِّرها في جَفْن [3] مُقْلَتِه عَصْرا وإنا أُناسٌ ما تَفِيضُ دُموعُنا ... على هالكٍ منّا وإنْ قَصَم الظَّهَرا [4] قيل: تُوُفّي سنة اثنتين وثمانين ومائة [5] . 455- القاضي أبو يوسف [6] .   [1] في تهذيب تاريخ دمشق، والكامل في التاريخ «ولسنا» ، والمثبت يتفق مع أمالي القالي. [2] هذا الشطر وقع فيه تحريف في الكامل في التاريخ. «ولسنا كما ينعى أخاه بغيره» ! [3] في تهذيب تاريخ دمشق، والكامل في التاريخ: «يعصّرها من ماء مقلته» . [4] الأبيات في أمالي القالي 1/ 267، وفي تهذيب تاريخ دمشق 7/ 179، والكامل في التاريخ 6/ 127، 128 بزيادة بيت رابع: ولكنني أشفي الفؤاد بغارة ... ألهّب في قطري كتائبها جمرا [5] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 196. [6] انظر عن (القاضي أبي يوسف) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 330، 331، والتاريخ لابن معين 2/ 680، ومعرفة الرجال له 2/ 21 رقم 7. والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 356 رقم 679، و 2/ 356 رقم 2575، وطبقات خليفة 328، وتاريخ خليفة 456، والتاريخ الصغير 199، والتاريخ الكبير 8/ 397 رقم 3463، والضعفاء الصغير 280 رقم 413، وجزء ابن التمار (الملحق بالضعفاء والمتروكين للنسائي) 310، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 22 أ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 438- 444 رقم 2071، وتاريخ اليعقوبي 2/ 431، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 76 رقم 97، والمعرفة والتاريخ 1/ 173 و 2/ 229 و 782- 784 و 789- 791 و 3/ 4، 5، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 145 و 154 و 174، و 3/ 95 و 158- 160 و 174 و 253- 264، وتاريخ الطبري 4/ 225 و 5/ 573 و 583 و 6/ 74 و 8/ 162، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 159، والمعارف 489 و 499 و 625، والجرح والتعديل 9/ 201، 202 رقم 841، والجليس الصالح 3/ 264، والمجروحين لابن حبّان 2/ 275 و 3/ 8 و 15 و 65 و 71، ومشاهير علماء الأمصار 171 رقم 1356، والثقات لابن حبّان 7/ 645، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2502 و 2552 و 2975، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2602- 2604، وطبقات الشعراء لابن المعتز 43 و 261، والعقد الفريد 1/ 268 و 308 و 2/ 208 و 5/ 73 و 6/ 5 و 11، وأمالي المرتضى 1/ 252، والفهرست لابن النديم 203، ونشوار المحاضرة 1/ 251 و 252 و 254 و 2/ 234 و 238 و 176 و 202 و 205 و 8/ 151، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 365 و 2/ 223 و 228 و 231 و 387، وشرح أدب الكاتب 13 و 80، والانتقاء لابن عبد البر 172، وتاريخ بغداد 14/ 242- 262 رقم 7558، وتاريخ جرجان 444، 445، وطبقات الفقهاء للشيرازي 134، وتاريخ حلب للعظيميّ 234، والتذكرة الحمدونية 1/ 348 و 2/ 219، وربيع الأبرار 1/ 818، والبيان- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 496 هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن حُبَيْش بن سعد بن بُجَيْر بن معاوية الأنصاريّ. وسعد بن بُجَيْر هو سعد بن قُتَيْبة. وحَبْتَهُ أمُّهُ ابنةُ خوَّات بن جُبَير. شهد سعد الخندق، ونسبُهُ في بُجَيلة. وإنّما حالف الأنصار. وُلد أبو يوسف بالكوفة سنة ثلاث عشرة ومائة، وطلب العلم سنة ثلاثٍ وثلاثين. وسمع من: هشام بن عُرْوة، وعطاء بن السّائب، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن أبي زياد، والأعمش، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وحَجّاج بن أرطأة، وعُبَيْد الله بن عمر، وطائفة. وتفقّه بالإمام أبي حنيفة حتّى صار المقدَّم في تلامذته. تفقه به: محمد بن الحَسَن، وهلال الرائيّ، ومعلّى بن منصور، وعدد كثير. وروى عنه: ابن سماعة، ويحيى بن مَعِين، وأحمد بن حنبل، وعليّ بن الجعد، وأحمد بن منَيِع، وعليّ بن مسلم الطّوسيّ، وإبراهيم بن الجرّاح،   [ (-) ] والتبيين 2/ 89 أ، وبهجة المجالس 1/ 365، والأذكياء لابن الجوزي 77 و 81، والحمقى والمغفّلين له 23 و 37، ومجالس العلماء 257، ووفيات الأعيان 6/ 378- 390 رقم 824، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 273 رقم 446، والإشارات إلى معرفة الزيارات 73، والكامل في التاريخ 6/ 73 و 152 و 159 و 218، والمختصر في أخبار البشر 2/ 15، وخلاصة الذهب المسبوك 129- 133، وسير أعلام النبلاء 8/ 470- 473 رقم 141، والعبر 1/ 284، 285، ودول الإسلام 1/ 117، ومرآة الجنان 1/ 382- 388، والبداية والنهاية 10/ 180، وتذكرة الحفاظ 1/ 292، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 129 و 133، ونزهة الظرفاء 26، 27 و 72، والمغني في الضعفاء 2/ 756، 757 رقم 7176، وميزان الاعتدال 4/ 447 رقم 9794، وتاج التراجم 60، وألفيّة العراقي 2/ 163، ومناقب أبي حنيفة للمكي 463- 508، ومناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 389- 418، ولسان الميزان 6/ 300، 301 رقم 1081، والعيون والحدائق 3/ 290، والجواهر المضيّة 2/ 220، والفوائد البهيّة 225، والنجوم الزاهرة 2/ 107، ومفتاح السعادة 2/ 100- 107، وشذرات الذهب 1/ 389- 301، وهدية العارفين 2/ 536، وتاريخ الأدب العربيّ 3/ 245، وعقلاء المجانين لابن حبيب 79 و 165. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 497 وأسد بن الفرات، وعمرو بن أبي عمرو الحرّانيّ، وعمرو الناقد، وخلْق سواهم. وكان والده إبراهيم فقيرًا، فكان أبو حنيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يتعاهد أبا يوسف بالمائة دِرهم بعد المائة، يُعينه على طلب لعلم. فروى عليّ بن حَرْمَلَة، عن أبي يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مُقِلّ. فجاء أبي يومًا وأنا عند أبي حنيفة، فقال: لا تَمُدَّنّ يا بُنيّ رِجْلك مع أبي حنيفة فأنت محتاجٌ إلى المَعَاش. فآثرت طاعة أبي. فتفقّدني أبو حنيفة، فجعلتُ أتعاهده، فدفعَ لي مائة درهم وقال لي: الْزَم الحَلْقة، فإذا نفذت هذه فأَعْلِمْني. ثمّ أعطاني بعد أيام مائة أخرى، وكان يتعاهدني [1] . ويُقال إنّ أمَّه هي التي لامته، وأنّ أباه مات وأبو يوسف صغير، فأسلمته عند قصار [2] . فاللَّه أعلم. قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف، فعاده أبو حنيفة، فلما خرج قال: إنْ يَمُتْ هذا الفتى فهو أعلمُ مَن عليها. وأومأ إلى الأرض [3] . قال عبّاس الدَّوْرَقيّ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: أول ما كتبتُ الحديث اختلفت إلى أبي يوسف فكتبت عنه، ثمّ اختلفتُ بعدُ إلى النّاس [4] . وكان أبو يوسف أَمْيَلَ إلى المحدثين من أبي حنيفة ومحمد [5] . إبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسيّ: سمعتُ ابن معين يقول: ما رأيت في   [1] تاريخ بغداد 14/ 244، ووفيات الأعيان 6/ 380، ومناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 469، ومناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 393. [2] تاريخ بغداد 14/ 244، ووفيات الأعيان 6/ 380، ومناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 470، ومناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 393. [3] نشوار المحاضرة 6/ 202، وتاريخ بغداد 14/ 246، ووفيات الأعيان 6/ 382، ومناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 398 بنحوه. [4] تاريخ بغداد 14/ 255، مناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 396. [5] التاريخ لابن معين 2/ 680، الجرح والتعديل 9/ 202، تاريخ بغداد 14/ 255. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 498 أصحاب الرأي أثبت في الحديث، ولا أحفظ، ولا أصحّ رواية من أبي يوسف [1] . وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: أَبُو يوسف صاحب حديث، صاحب سُنّة [2] . محمد بن سَمَاعة، عن يحيى بن خالد البرمكيّ قال: قدِم علينا أبو يوسف وأقلّ ما فيه الفقه، وقد ملأ بفقهه ما بين الخافقين. وقال الخُريبيّ: كان أبو يوسف قد أطلع الفِقه والعِلم إطلاعًا، يتناوله كيف شاء. قال عَمْرو النّاقد: كان أبو يوسف صاحب سُنّةٍ [3] . قال أحمد: كان أبو يوسف منصفًا في الحديث [4] . بِشْر بن غِياث: سمعتُ أبا يوسف يقول: صحِبت أبا حنيفة سبْعَ عشرةَ سنة، ثمّ رتعتُ في الدنيا تسع عشرة سنة [5] ، وأظنُّ أجَلي قد قَرُب. فما نجد إلا يسيرًا حتّى مات [6] . وروى بُكَير [7] العمّيّ، عن هلال الرائي قال: كان أبو يوسف يحفظ التفسير، والمغازي، وأيّام العرب. وكان أحد علومه الفقه [8] . وروى أحمد بن عطيّة، عن محمد بن سماعة قال: كان أبو يوسف، بعد ما وُلّي القضاء يُصلّى كلّ يوم مائتي ركعة [9] .   [1] الكامل في الضعفاء 7/ 2603، وتاريخ بغداد 14/ 259. [2] الكامل في الضعفاء 7/ 2603، مناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 396. [3] تاريخ بغداد 14/ 253. [4] تاريخ بغداد 14/ 260. [5] في تاريخ بغداد: «ثم قد انصبت على الدنيا سبع عشرة سنة» ، ولعلّ الصواب: «انصبت» . [6] تاريخ بغداد 14/ 252. [7] هكذا الأصل، وفي تاريخ بغداد 14/ 246 «بكر» . [8] تاريخ بغداد 14/ 246، 247 وفيه: «وكان أقلّ علومه الفقه» ، وكذا في وفيات الأعيان 6/ 382، ومناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 488. [9] تاريخ بغداد 14/ 255، مناقب أبي حنيفة للمكي 489، وفي مناقب أبي حنيفة للكردري- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 499 وقال عليّ بن المَدِينيّ: ما أُخذ على أبي يوسف إلا حديثه في الحَجْر، عن هشام بن عُرْوة. وكان صدوقًا [1] . وقال يحيى بن يحيى التّميميّ: سمعتُ أبا يوسف يقول عند وفاته: كلّ ما أفتيت به فقد رجعت عنه، إلا ما وافق الكتاب والسُّنَّة. وفي لفظٍ: إلا ما في القرآن واجتمع عليه المسلمون. وقال بِشْر بن الوليد: سمعتُ أبا يوسف يقول: مَن تتَّبع غريب الحديث كُذِّب، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس، ومن طلب الدِّين بالكلام تَزَنْدَق [2] . وقال محمد بن سَمَاعة: سمعتُ أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول: اللَّهمّ إنك تعلم إنّي لم أجُر في حُكْمٍ حكمت به. ولقد اجتهدت في الحُكم بما وافق كتابَك وسُنَّة نبيك [3] . قال الفلاس: أبو يوسف صدوق، كثير الغلط [4] . وقال ابن عَدِيّ [5] : لا بأس به.   [ (- 2] / 409 «مائة ركعة» ، ثم ذكر ما يتفق مع الرواية أعلاه (2/ 410) . [1] تاريخ بغداد 14/ 255. [2] القول في: الكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2603. وفي أخبار القضاة لوكيع 3/ 258: «أخبرني علي بن إشكاب قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف يقول: من طلب العلم بالكلام تزندق، ومن طلب المال بالكيمياء افتقر، ومن طلب الحديث بالغرائب كذب» . وفي تاريخ بغداد 14/ 253: «لا تطلب الحديث بكثرة الرواية فترمى بالكذب، ولا تطلب الدنيا بالكيمياء فتفلس، ولا تحصل بيدك شيء، ولا تطلب العلم بالكلام فإنك تحتاج تعتذر كل ساعة إلى واحد» ، وهو في مناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 489 وانظر 1/ 492، والمناقب للكردري 2/ 409. وفي العقد الفريد 2/ 208: «وثلاثة لا يسلمون من ثلاثة: من طلب الدّين بالفلسفة لم يسلم من الزندقة، ومن طلب المال بالكيمياء لم يسلم من الفقر، ومن طلب غرائب الحديث لم يسلم من الكذب» . [3] تاريخ بغداد 14/ 254، ووفيات الأعيان 6/ 388، ومناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 503، والمناقب للكردري 2/ 417. [4] تاريخ بغداد 14/ 260. [5] في الكامل في الضعفاء 7/ 2604 وفيه قال: «ولأبي يوسف أصناف، وليس من أصحاب- الجزء: 12 ¦ الصفحة: 500 وقال أبو حاتم [1] : يُكْتَب حديثه. قلت: وأبو يوسف هو أوّل من لُقّب قاضي القضاة، وكان عظيم الرُّتبة عند هارون الرشيد. قال الطّحاويّ: نا بكّار بن قُتَيْبة: سمعتُ أبا الوليد الطّيالسيّ [2] يقول: لمّا قدِم أبو يوسف البصرةَ مع الرشيد، اجتمع أصحاب الرأي وأصحاب الحديث على بابه. فأشرف عليهم ولم يأذن لفريق منهم، وقال: أنا من الفريقين جميعًا. ولا أُقَدَّم فرقة على فِرقة. لكنّي أسأل عن مسألة، فمن أصاب دخلوا. ثمّ قال: رجل مضغ خاتمي هذا حتى هشمه، ما لي عليه؟ فاختلف أصحاب الحديث، فلم يُعجبه قولهم. وقال فقيه: عليه قيمته صحيحًا، ويأخذ الفضة المهشومة إلا أن يشاء [صاحب] الخاتم أن يمسكه لنفسه، ولا شيء على هاشمه. فقال أبو يوسف: يدخل أصحاب هذا القول، فدخلتُ معهم. فسأله المستملي، فأملى حديثًا، عن الحَسَن بن صالح [3] . وقال [4] : ما أخاف على رجل من شيء خوفي عليه من كلامه في الحَسَن بن صالح. فوقع لي أنّه أراد شُعبة، فقمت وقلت: لا أجلس في مجلس يُعرَّض فيه بأبي بِسطام. ثمّ خرجت، فرجعت إلى نفسي، فقلت: هذا قاضي الأفاق، ووزير أمير المؤمنين، وزميله في حجّه، وما يضرّه   [ (-) ] الرأي أكثر حديثا منه إلا أنه يروي عن الضعفاء الكثير مثل الحسن بن عمارة وغيره، وهو كثيرا ما يخالف أصحابه ويتبع أهل الأثر إذا وجد فيه خبرا مسندا، وإذا روى عنه ثقة ويروي هو عن ثقة فلا بأس به وبرواياته» . [1] في الجرح والتعديل 9/ 202 وزاد: «وهو أحبّ إليّ من الحسن اللؤلؤي» . [2] في مناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 482: «بكار بن قتيبة: سمعت هلال الرائي» ، وفي آخر الرواية يتّضح أن القائل هو هلال، حيث يسأله أبو يوسف عن اسمه: فقلت هلال، قال: ستصير قمرا» . [3] مناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 482، 483. [4] هنا يعود السند إلى أبي بكرة بكار بن قتيبة، حدّثني أبو الوليد الطيالسي. (في مناقب أبي حنيفة للمكي) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 501 غضبي، فرجعتُ وجلست حتّى فرغ المجلس. فأقبل عليّ إقبالَ رجُلٍ ما كان له همٌّ غيري، فقال: يا هشام، وإذا هو يُثنيني لأني كنت عنده ببغداد، والله ما أردت بأبي بسطام سوءًا. وله في قلبي أكبر منه في قلبك فيما أرى. ولكنْ، لا أعلم أني رأيت رجلا مثل الحَسَن بن صالح [1] . قال بكّار: فذكرت هذا لهلال الرائي فقال: أنا والله أجبت أبا يوسف عن مسألة الخاتم. محمد بن شجاع: سمعت الحَسَن بن أبي مالك: سمعتُ أبا يوسف يقول: القرآن كلام الله، مَن قال كيف؟ ولِمَ؟ تعاطى مِرَاءً ومجادلةً استوجبت الحبّس وَالضَّرْبَ المُبْرح. ولا يفلح من استحلى شيئًا من الكلام. ولا يُصَليّ خَلَف من قال: القرآن مخلوق. أبو حازم القاضي: نا الحَسَن بن موسى قاضي هَمَذان، ثنا بِشْر بن الوليد قال: كان أبو يوسف يقول: إذا ذُكر محمد بن الحسن: أيّ سيف هو، غير أنّ فيه صَدَأ يحتاج إلى جلاء. وإذا ذُكر الحَسَن بن زياد اللؤلؤيّ يقول: هو عندي الصَّيْدلانيّ إذا سأله رجلٌ أن يعطيه ما يُسْهِله أعطاه ما يُمْسكه [2] . وإذا ذكر بِشْرًا [3] يقول: هو كإبرة الرَّفَّاء، طرفها دقيق، ومدخلها لطيف، وهي سريعة الانكسار [4] . وإذا ذكر الحَسَن بن أبي مالك قال: هو كَجَمَل حُمِّلَ حملا في يوم مَطِير، فتذهب يدُه مَرّةً هكذا، ومرة هكذا، ثمّ يسلم [5] . أبو سُليمان الْجَوْزجانيّ: سمعتُ أبا يوسف يقول: من طلب المال   [1] مناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 483. [2] مناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 495، ومناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 412. [3] في مناقب أبي حنيفة: «وكان يقول: الريسي (؟) عندي كإبرة الرفّاء..» ، وكذا في المناقب للكردري 2/ 413. [4] مناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 495. [5] مناقب أبي حنيفة للمكي 1/ 495، والمناقب للكردري 2/ 413. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 502 بالكيمياء أفلس، ومن طلب العلم بالكلام تَزَنْدق [1] . محمد بن سَعْدان: سمعتُ أبا سُليمان الْجَوْزجانيّ: سمعتُ أبا يوسف يقول: دخلتُ على الرشيد وفي يده دُرَّتان يقلِّبهما، فقال: هل رأيت أحسن منهما؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين!. قال: وما هو؟ قلت: الوعاء الذي هما فيه. فرمى بهما إلي وقال: شأنك بهما. قال المؤلّف: قد أفردتُ سيرة القاضي أبي يوسف. رحمه الله في جُزء. قال بِشْر بن الوليد: مات أبو يوسف يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأوّل سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال غيره في ربيع الآخر. وعاش سبعين سنة إلا سنة. وقد قال عبّاد بن العوّام يوم جنازته: ينبغي لأهل الإسلام أن يُعزّي بعضهم بعضًا بأبي يوسف رحمه الله. (بعون الله وتوفيقه انتهى تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» للحافظ الذهبي، على يد خادم العلم وطالبه الفقير إليه تعالى أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية الدكتور الحاج أبو غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا، وكان الفراغ منه بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام حرسها الله، وذلك في الأصيل من يوم الإثنين الواقع في العشرين من شهر المحرّم الحرام 1410 هجرية، الموافق للحادي والعشرين من شهر آب (أغسطس) 1989 ميلادية، والحمد للَّه وحده) . يتلوه (حوادث ووفيات 191- 200 هـ.)   [1] تقدّم مثل هذا القول قبل قليل، وانظر تخريجه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 503 [المجلد الثالث عشر (سنة 191- 200) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الطَّبَقَةُ الْعِشْرُونَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَمَنْ تُوُفِّيَ فِيهَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ الْخَرَّازُ [1] ، سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الأَبْرَشُ، بِالرَّيِّ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، عِيسَى بْنُ يُونُسَ، فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَابْنِ سَعْدٍ، الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ الْفَقِيهُ، مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُهَلَّبِيُّ [2] بِالْمِصِّيصَةِ، مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ، قَاضِي صَنْعَاءَ، مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّخَعِيُّ الرَّقِّيُّ. وَتُوُفِّيَ فِيهَا جَمَاعَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِمْ، وَسَيُذْكَرُونَ. خُرُوجُ ثَرْوَانَ بْنِ سَيْفٍ بَحَوْلايَا وَفِيهَا خَرَجَ ثَرْوَانُ بْنُ سَيْفٍ بَحَوْلايَا [3] ، فَسَارَ إِلَيْهِ طَوْقُ بْنُ مَالِكٍ فَهَزَمَهُ طَوْقٌ وَقَتَلَ أَصْحَابَهُ، وهرب مجروحا [4] .   [1] لم يترجم له في هذه الطبقة. [2] لم يترجم له في هذه الطبقة. [3] حولايا: بفتح الحاء، وسكون الواو، وبعد الياء ألف. قرية كانت بنواحي نهروان. (معجم البلدان 2/ 322) . [4] تاريخ الطبري 8/ 323، الكامل في التاريخ 6/ 205، البداية والنهاية 10/ 206. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 5 خُرُوجُ أَبِي النِّدَاءِ بِالشَّامِ وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو النِّدَاءِ [1] بِالشَّامِ، فَتَوَجَّهَ لِقِتَالِهِ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ [2] . اسْتِغْلاظُ أَمْرِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ وَمَقْتَلُ عِيسَى مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ وَفِيهَا غَلُظَ أَمْرُ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ بِسَمَرْقَنْدَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَهْلُ نَسَفَ بِالطَّاعَةِ، وَأَنْ يُوَجِّهَ إِلَيْهِمْ مَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى قِتَالِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ. فَوَجَّهَ صَاحِبَ الشَّاشِ [3] فِي أَتْرَاكِهِ وَقَائِدًا مِنْ قُوَّادِهِ، فَأَحْدَقُوا بِعِيسَى وَلَدِ عَلِيٍّ وَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْقِعْدَةِ [4] . وِلايَةُ حَمُّوَيْهِ بَرِيدَ خُرَاسَانَ وَفِيهَا وَلَّى الرَّشِيدُ حَمُّوَيْهِ الْخَادِمَ [بَرِيدَ] [5] خُرَاسَانَ. غَزْوَةُ يَزِيدَ بْنِ مَخْلَدٍ الرُّومَ وَفِيهَا غَزَا يزيد بْنُ مَخْلَدٍ [6] الرُّومَ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَأَخَذَتِ الرُّومُ عَلَيْهِ الْمَضِيقَ، فَقُتِلَ بِقُرْبِ طَرَسُوسَ، وَقُتِلَ مَعَهُ سبعون [7] رجلا [8] .   [1] في الأصل «الفداء» وهو تحريف، والتصحيح من تاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير. [2] تاريخ الطبري 8/ 323، الكامل في التاريخ 6/ 205، البداية والنهاية 10/ 206. [3] في الأصل «الباس» ، والتصحيح من تاريخ الطبري، وفيه «صاحب الشاش في أتراكه قائدا» . [4] تاريخ الطبري 8/ 323، العيون والحدائق 3/ 313، تاريخ خليفة 459، المعارف 382 الكامل في التاريخ 6/ 205، الأخبار الطوال 391، تاريخ حلب للعظيميّ 236، تاريخ اليعقوبي 2/ 425. [5] زيادة من تاريخ الطبري 8/ 323، النجوم الزاهرة 2/ 136 [6] في الأصل «خالد» والتصويب عن الطبري، وابن الأثير، وغيره. [7] عند الطبري، وابن الأثير، وابن كثير «قتلوه في خمسين» والمثبت يتفق مع: النجوم الزاهرة. [8] تاريخ الطبري 8/ 323، العيون والحدائق 3/ 312، 313، الكامل في التاريخ 6/ 205، تاريخ حلب 236، البداية والنهاية 10/ 206، النجوم الزاهرة 2/ 136، وفي تاريخ خليفة 459 غزا يزيد بن مخلد فسلم وغنم! الجزء: 13 ¦ الصفحة: 6 تَوْلِيَةُ هَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ الصَّائِفَةَ فَوَلَّى الرَّشِيدُ غَزْوَ الصَّائِفَةِ هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ، وَضَمَّ إِلَيْهِ ثَلاثِينَ أَلْفًا مِنْ جُنْدِ خُرَاسَانَ وَمَعَهُ مَسْرُورٌ الْخَادِمُ إِلَيْهِ النَّفَقَاتُ وَجَمِيعُ الأَمْرِ خَلا الرِّئَاسَةِ [1] . مضيّ الرشيد إلى درب الحديث وَمَضَى الرَّشِيدُ إِلَى دَرْبِ الْحَدَثِ فَرَتَّبَ الأُمُورَ، ثُمَّ انْصَرَفَ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي رَمَضَانَ، فَنَزَلَ الرَّقَّةَ، وَأَمَرَ بِهَدْمِ الْكَنَائِسِ فِي الثُّغُورِ [2] . عَزْلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَعَزَلَ عَلِيَّ بْنَ عيسى بن مَاهَانَ عَنْ خُرَاسَانَ بَهَرْثَمَةَ بْنِ أَعْيَنَ [3] . وَقَدْ ذَكَرْنَا سَبَبَ هَلاكِ وَلَدِهِ عِيسَى، فَلَمَّا قُتِلَ وَلَدُهُ خَرَجَ عَنْ بَلْخَ فَأَتَى مَرْوَ خَوْفًا مِنْ رَافِعٍ أَنْ يَأْتِيَ مَرْوَ فَيَمْلِكُهَا. وَكَانَ ابْنُهُ دَفَنَ فِي بُسْتَانِ دَارِهِ أَمْوَالا، نَحْوَ ثَلاثِينَ أَلْفَ أَلْفٍ، وَلَمْ يَدْرِ بِهَا عَلِيٌّ. فَأَعْلَمَتْ جَارِيَةٌ لِعِيسَى بَعْضَ الْخَدَمِ، وَتَحَدَّثَ بِهِ النَّاسُ، فَاجْتَمَعَ أَعْيَانُ الْبَلَدِ وَانْتَهَبُوا الْمَالَ هُمْ وَالعَامَّةُ. فَعَلِمَ الرَّشِيدُ فَغَضِبَ، وَعَزَلَهُ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ، فَبَلَغَتْ ثَمَانِينَ أَلْفَ أَلْفٍ [4] . وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى قَدْ عَتَا وَتَجَبَّرَ عَلَى الْقُوَّادِ، وَكَانَتْ كتب قد وردت   [1] الأخبار الطوال 391، تاريخ الطبري 8/ 323، العيون والحدائق 3/ 313، البدء والتاريخ 6/ 107، الكامل في التاريخ 6/ 206، البداية والنهاية 10/ 206، النجوم الزاهرة 2/ 136، تاريخ حلب 236. [2] تاريخ الطبري 8/ 324، الكامل في التاريخ 6/ 206، العيون والحدائق 3/ 312، 313، البداية والنهاية 10/ 206، النجوم الزاهرة 2/ 136، تاريخ اليعقوبي 2/ 431، تاريخ حلب 236، المعارف 382. [3] تاريخ خليفة 459، تاريخ اليعقوبي 2/ 431، الأخبار الطوال 391، تاريخ الطبري 8/ 324، العيون والحدائق 3/ 313، البدء والتاريخ 6/ 107، الكامل في التاريخ 6/ 206، تاريخ حلب 236، النجوم الزاهرة 2/ 136، نهاية الأرب 22/ 158، البداية والنهاية 10/ 206 وفيه (علي بن موسى) ! [4] تاريخ الطبري 8/ 324، العيون والحدائق 3/ 313، 314، الكامل في التاريخ 6/ 203، 204 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 7 عَلَى الرَّشِيدِ أَنَّ رَافِقًا لَمْ يَخْلَعْ، وَلا نَزَعَ السَّوَادَ، وَلا مَنْ شَايَعَهُ، وَأَنَّ غَايَتَهُمْ عَزْلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الَّذِي قَدْ سَامَهُمُ الْمَكْرُوهَ [1] . حَجُّ هَذَا الْعَامِ وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ مَكَّةَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ [2] . امْتِنَاعُ الصَّائِفَةِ وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ بَعْدَ هذا السَّنَةِ صَائِفَةٌ إِلَى سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ [3] .   [1] العيون والحدائق 3/ 313. [2] تاريخ خليفة 459، تاريخ يعقوبي 2/ 430، تاريخ الطبري 8/ 337، الكامل في التاريخ 6/ 206، نهاية الأرب 22/ 158، البداية والنهاية 10/ 206، النجوم الزاهرة 2/ 136. [3] تاريخ الطبري 8/ 337. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 8 سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: صَعْصَعَةُ بْنُ سَلامٍ خَطِيبُ قُرْطُبَةَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمِصْرِيُّ، عَرْعَرَةُ بْنُ الْبَرْنَدِ الشَّامِيُّ الْبَصْرِيُّ، عَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ، الْفَضْلُ بْنُ يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ، تُوُفِّيَ مَسْجُونًا، يَحْيَى بْنُ كريب الرّعينيّ المصريّ [1] ، يوسف ابن الْقَاضِي أَبِي يُوسُفَ. شُخُوصُ هَرْثَمَةَ إِلَى خُرَاسَانَ وَفِيهَا شَخَصَ هَرْثَمَةُ إِلَى خُرَاسَانَ، وَوَجَّهَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ عِيسَى فِي الظَّاهِرِ أَمْوَالا وَخُلَعًا وَسِلاحًا. فَلَمَّا نَزَلَ نَيْسَابُورَ جَمَعَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ فَخَلا بِكُلٍّ مِنْهُمْ وَأَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ يَكْتُمَ أَمْرَهُ، وَوَلَّى كُلَّ رَجُلٍ بَلَدًا وَدَفَعَ إِلَيْهِ عَهْدَهُ وَجَهَّزَهُ سِرًّا إِلَى بَلَدِهِ. فَعَلَ هَذَا خَوْفًا مِنْ ثَوْرَةِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى. ثُمَّ سَارَ، فَلَمَّا كَانَ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ مَرْوَ دَعَا ثِقَاتِ أَصْحَابِهِ وَكَتَبَ أَسْمَاءَ   [1] لم يترجم له في هذه الطبقة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 9 وَلَدِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَدَفَع إِلَى كُلِّ رَجُلٍ رُقْعَةً بِاسْمِ مَنْ وَكَّلَهُ بِحِفْظِهِ إِذَا دَخَلَ مَرْوَ. ثُمَّ وَجَّهَ إِلَى عَلِيٍّ: إِنْ أَحَبَّ الأَمِيرُ أَنْ يُوَجِّهَ ثِقَاتِهِ لِقَبْضِ مَا مَعِي فَعَلَ، فَإِنَّهُ إِذَا تَقَدَّمَتِ الأَمْوَالُ أَمَامَ دُخُولِي كَانَ أَقْوَى لِلأَمِيرِ وَأَفَتَّ فِي عَضُدِ أَعْدَائِهِ. فَوَجَّهَ عَلِيٌّ جَمَاعَةً لِقَبْضِ الأَمْوَالِ فَقَالَ هَرْثَمَةُ: اشْغِلُوهُمُ اللَّيْلَةَ. فَفَعَلُوا. ثُمَّ سَارَ إِلَى مَرْوَ، فَلَمَّا صَارَ مِنْهَا عَلَى مِيلَيْنِ تَلَقَّاهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى وَوَلَدُهُ وَقُوَّادُهُ فَلَمَّا وَقَعَتْ عَيْنُ هَرْثَمَةَ عَلَيْهِ ثَنَى رِجْلَهُ لِيَنْزِلَ، فَصَاحَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ لَئِنْ نَزَلْتَ لأَنْزِلَنَّ. فثبت ودنا [1] ، فاعتنقا، ثم سارا إِلَى قَنْطَرَةٍ لا يَجُوزُهَا إِلا فَارِسٌ. فَحَبَسَ هَرْثَمَةُ لِجَامَ الْفَرَسِ وَقَالَ لِعَلِيٍّ: سِرْ، فَقَالَ: لا وَاللَّهِ. فَقَالَ هَرْثَمَةُ: لا وَاللَّهِ، أَنْتَ أَمِيرُنَا. ثُمَّ نَزَلَ بِمَنْزِلِ عَلِيٍّ، وَأَكَلا مِنَ السِّمَاطِ. ثُمَّ دَفَعَ الْخَادِمُ كِتَابَ الرَّشِيدِ إِلَى عَلِيٍّ، فَلَمَّا رَأَى أَوَّلَ حرف مِنْهُ سُقِطَ مِنْ يَدِهِ. ثُمَّ أَمَرَ هَرْثَمَةُ بِتَقْيِيدِهِ وَتَقْيِيدِ وَلَدِهِ وَعُمَّالِهِ. ثُمَّ صَارَ إِلَى الْجَامِعِ فَخَطَبَ وَبَسَطَ مِنْ آمَالِ النَّاسِ، وَأَخْبَرَ أَنَّ الرَّشِيدَ وَلاهُ ثُغُورَهُمْ بِمَا بَلَغَهُ مِنْ سُوءِ سِيرَةِ الْفَاسِقِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، وَإِنِّي مُنْصِفُكُمْ مِنْهُ. فَأَظْهَرُوا السُّرُورَ وَضَجُّوا بِالدُّعَاءِ. ثُمَّ انْصَرَفَ وَدَعَا بِعَلِيٍّ وَآلِهِ فَقَالَ: أَعْفُونِي مِنَ الإِقْدَامِ بِالْمَكْرُوهِ عَلَيْكُمْ. وَنُودِيَ بِبَرَاءَةِ الذِّمَّةِ مِنْ رَجُلٍ عِنْدَهُ لِعَلِيٍّ وَدِيعَةٌ فَأَخْفَاهَا. فَأَحْضَرَ النَّاسُ شَيْئًا كَثِيرًا إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَاسْتَصْفَى هَرْثَمَةُ حَتَّى حُلِيِّ النِّسَاءِ وَالثِّيَابِ، وَبَالَغَ فِي ذَلِكَ. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَقَامَهُمْ لِمَظَالِمِ النَّاسِ وَشَدَّدَ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ حَمَلَ عَلِيًّا إِلَى الرَّشِيدِ [2] . تَوَجُّهُ الرَّشِيدِ لِحَرْبِ رَافِعٍ وَفِيهَا تَوَجَّهَ الرَّشِيدُ نَحْوَ خُرَاسَانَ لِحَرْبِ رافع. فذكر محمد بن الصّباح   [1] في الأصل «ثبت ودعا ودنا» . [2] الخبر مطوّلا في: تاريخ الطبري 8/ 328- 337 (حوادث 191 هـ.) ، وهو باختصار في: تاريخ اليعقوبي 2/ 425، والعيون والحدائق 3/ 314، 315، والكامل في التاريخ 6/ 204، 205، والبداية والنهاية 10/ 206، والمعارف 382، وسنيّ ملوك الأرض والأنبياء 166. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 10 الطَّبَرِيُّ أَنَّ أَبَاهُ شَيَّعَ الرَّشِيدَ إِلَى النَّهْرَوَانِ، فَجَعَلَ يُحَادِثُهُ فِي الطَّرِيقِ إِلَى أَنْ قَالَ: يَا صَبَّاحُ، لا أَحْسَبُكَ تَرَانِي بَعْدَهَا. فَقُلْتُ: بَلْ يَرُدُّكَ اللَّهُ سَالِمًا. ثُمَّ قَالَ: وَلا أَحْسَبُكَ تَدْرِي مَا أَجِدُ. فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ. فقال: تعالى حَتَّى أُرِيَكَ. وَانْحَرَفَ عَنِ الطَّرِيقِ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْخَوَاصِّ فَتَنَحَّوْا، ثُمَّ قَالَ: أَمَانَةَ اللَّهِ يَا صَبَّاحُ أَنْ تَكْتُمَ عَلَيَّ. وَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ، فَإِذَا عُصَابَةُ حَرِيرٍ حَوْلَ بَطْنِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ عِلَّةٌ أَكْتُمُهَا النَّاسَ كُلَّهُمْ. وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ وَلَدِي عَلَيَّ رَقِيبٌ، فَمَسْرُورٌ رَقِيبُ الْمَأْمُونِ، وَجِبْرِيلُ بْنُ بَخْتَيْشُوعَ رَقِيبُ الأَمِينِ وَنَسِيتُ الثَّالِثَ- مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا وَهُوَ يُحْصِي أَنْفَاسِي وَيَعُدُّ أَيَّامِي وَيَسْتَطِيلُ دَهْرِي. فَإِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ ذَلِكَ فَالسَّاعَةَ أَدْعُو بِبِرْذَوْنَ، فَيَجِيئُونَ بِهِ أعْجَفَ لِيَزِيدَ فِي عِلَّتِي. ثُمَّ دَعَا بِبِرْذَوْنَ، فَجَاءُوا بِهِ كَمَا وَصَفَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ رَكِبَهُ وَانْصَرَفَ [1] . تَحَرُّكُ الْخُرَّمِيَّةِ وَفِيهَا تَحَرُّكُ الْخُرَّمِيَّةِ بِبِلادِ أَذْرَبَيْجَانَ، فَسَارَ لِحَرْبِهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ فِي عَشَرَةِ آلافٍ، فَأَسَرَ وَسَبَى [2] . قَتْلُ أَبِي النِّدَاءِ وَفِيهَا قَدِمَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ عَلَى الرشيد ومعه أبو النّداء، فقتله [3] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 338، 339، الكامل في التاريخ 6/ 207، 208، خلاصة الذهب المسبوك 168، 169 (حوادث سنة 193 هـ.) . [2] في الأصل: «سبا» وهو غلط. والخبر في: تاريخ الطبري 8/ 339، الأخبار الطوال 391، 392، الكامل في التاريخ 6/ 208، البداية والنهاية 10/ 207، تاريخ ابن خلدون 3/ 227، النجوم الزاهرة 2/ 139. وفي تاريخ خليفة 460: «خرج الخرميّة بالجبل، فأغزاهم أمير المؤمنين هارون: خزيمة بن خازم، فقتل وسبى» . [3] تاريخ الطبري 8/ 339، الكامل في التاريخ 6/ 208، النجوم الزاهرة 2/ 139. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 11 تَحَرُّكُ ثَرْوَانَ الْحَرُورِيِّ وَفِيهَا تَحَرُّكُ ثَرْوَانَ الْحَرُورِيِّ فَقَتَلَ عَامِلَ الطَّفِّ [1] . حَبْسُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَقُدِمَ بِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى بَغْدَادَ، فَحُبِسَ فِي دَارِهِ [2] . وَقَتَلَ فِيهَا الرَّشِيدُ هَيْثَمًا الْيَمَانِيَّ، وَكَانَ قد خرج [3] . والله أعلم.   [1] الطّف: بالفتح، والفاء مشدّدة. سمّي بذلك لأنه مشرف على العراق. وهو طفّ الفرات أي الشاطئ. وقيل: أرض من ضاحية الكوفة في طريق البريّة فيها كان مقتل الحسين بن علي، رضي الله عنه. (معجم البلدان 4/ 36) والمقصود هنا: طفّ البصرة. والخبر في: تاريخ الطبري 8/ 340، والكامل في التاريخ 6/ 208، والبداية والنهاية 10/ 207، وتاريخ خليفة 460. [2] تاريخ الطبري 8/ 340. [3] تاريخ الطبري 8/ 340، الكامل في التاريخ 6/ 209، البداية والنهاية 10/ 207، النجوم الزاهرة 2/ 139 وفيها كلها (الهيصم) بالصاد. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 12 سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. تُوُفِّيَ فِيهَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، أَبُو بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ [1] ، زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَبَطُونُ، سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ، الْعَبَّاسُ بْنُ الأَحْنَفِ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، الْعَبَّاسُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَلَوِيُّ الشَّاعِرُ، الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَاجِبُ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُلَيْبٍ الْمُرَادِيُّ، بِمِصْرَ، عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَسْعُودِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيُّ، غُنْدَرٌ، مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، مَرْوَانُ بْنُ مَعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، نَزِيلُ دِمَشْقَ، أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ الْمُقْرِئُ، بِالْكُوفَةِ. مُوَافَاةُ الرَّشِيدِ جُرْجَانَ وَفِيهَا وَافَى الرَّشِيدُ جُرْجَانَ، فَأَتَتْهُ بِهَا خَزَائِنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى على ألف   [1] لم يترجم له. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 13 وَخَمْسِمِائَةِ بَعِيرٍ، ثُمَّ رَحَلَ مِنْهَا فِي صَفَرٍ وَهُوَ عَلِيلٌ إِلَى طُوسَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ [1] . الْوَقْعَةُ بَيْنَ هَرْثَمَةَ وَأَصْحَابِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ هَرْثَمَةَ وَأَصْحَابِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ، فَانْتَصَرَ هَرْثَمَةُ وَأَسَرَ أَخَا رَافِعٍ، وَمَلَكَ بُخَارَى، وَقَدِمَ بِأَخِي رَافِعٍ عَلَى الرَّشِيدِ، فَسَبَّهُ، وَدَعَا بِقَصَّابٍ وَقَالَ: فصّل أعضاءه، ففصّله [2] . غلط جبريل بَخْتَيْشُوعَ فِي تَطْبِيبِ الرَّشِيدِ وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ جِبْرِيلَ بْنَ بَخْتَيْشُوعَ غَلِطَ عَلَى الرَّشِيدِ فِي عِلَّتِهِ فِي عِلاجٍ عَالَجَهُ بِهِ كَانَ سَبَبَ مَنِيَّتِهِ، فَهَمَّ الرَّشِيدُ بِأَنْ يُفَصِّلَهُ كَمَا فَعَلَ بِأَخِي رَافِعٍ، وَدَعَا بِهِ فَقَالَ: انْتَظِرْ إِلَى غَدٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّكَ تُصْبِحُ فِي عَافِيَةٍ، فَمَاتَ ذَلِكَ الْيَوْمَ [3] . وَقِيلَ إِنَّ الرَّشِيدَ رأى مناما أنه يؤم بطوس، فيكى وقال: احفروا لي قبرا. فحفروا له، ثُمَّ حُمِلَ فِي قُبَّةٍ عَلَى جَمَلٍ وَسِيقَ به حتى نظر إلى القبر   [1] تاريخ خليفة 460، تاريخ اليعقوبي 2/ 429، المعارف 382، الأخبار الطوال 392، العيون والحدائق 3/ 318، التنبيه والإشراف 299، مروج الذهب 3/ 375، تاريخ الطبري 8/ 341، البدء والتاريخ 6/ 107، الإنباء في تاريخ الخلفاء 86، تاريخ حلب 237، الفخري في الآداب السلطانية 196، مختصر تاريخ الدول 130، تاريخ الزمان 17، الكامل في التاريخ 6/ 211، مختصر التاريخ لابن الكازروني 127، خلاصة الذهب المسبوك 170، نهاية الأرب 22/ 158، المختصر في أخبار البشر 2/ 18، مرآة الجنان 1/ 443، تاريخ ابن الوردي 1/ 209، دول الإسلام 1/ 121، البداية والنهاية 10/ 212، مآثر الإنافة 1/ 193، البيان المغرب 1/ 94، تاريخ الخميس 2/ 371، النجوم الزاهرة 2/ 141، 142، تاريخ الخلفاء 290، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 166. [2] تاريخ الطبري 8/ 342، العيون والحدائق 3/ 317، الكامل في التاريخ 6/ 212، البداية والنهاية 10/ 212، 213، النجوم الزاهرة 2/ 142. [3] تاريخ الطبري 8/ 344. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 14 فقال: يا ابن آدَمَ تَصِيرُ إِلَى هَذَا. وَأَمَرَ قَوْمًا فَنَزَلُوا فَخَتَمُوا فِيهِ خَتْمَةً، وَهُوَ فِي مِحَفَّةٍ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ [1] . الرَّشِيدُ يَقْتَفِي أَخْلاقَ الْمَنْصُورِ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ [2] : وَكَانَ يَقْتَفِي أَخْلاقَ الْمَنْصُورِ، وَيَطْلُبُ الْعَمَلَ بِهَا. إِلا فِي بَذْلِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ لَمْ يُرَ خَلِيفَةٌ قَبْلَهُ أَعْطَى مِنْهُ لِلْمَالِ [3] . وَكَانَ يُحِبُّ الشِّعْرَ، وَيَمِيلُ إِلَى أَهْلِ الأَدَبِ وَالْفِقْهِ، وَيَكْرَهُ الْمِرَاءَ فِي الدِّينِ، وَيَقُولُ: هُوَ شَيْءٌ، لا نَتِيجَةَ لَهُ، وَبِالْحَرِيِّ أَنْ لا يَكُونَ فِيهِ ثَوَابٌ. وَكَانَ يُحِبُّ الْمَدِيحَ وَيَشْتَرِيهِ بِأَغْلَى [4] ثَمَنٍ. إِجَازَةُ الرَّشِيدِ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ أَجَازَ مَرَّةً مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ عَلَى قَصِيدَةٍ خَمْسَةَ آلافِ دِينَارٍ، وَخُلْعَةً، وَعَشَرَةً مِنْ رَقِيقِ الرُّومِ، وَفَرَسًا مِنْ مَرَاكِبِهِ [5] . صُحْبَةُ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِضْحَاكِ لِلرَّشِيدِ وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ مَعَ الرَّشِيدِ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْمَدَنِيُّ، وَكَانَ مُضْحِكًا فَكِهًا إِخْبَارِيًّا، فَكَانَ الرَّشِيدُ لا يَصْبِرُ عَنْهُ وَلا يَمَلُّ مِنْهُ لِحُسْنِ نَوَادِرِهِ وَمُجُونِهِ [6] . مَوْعِظَةُ ابْنِ السَّمَّاكِ لِلرَّشِيدِ وَرُوِيَ أَنَّ ابْنَ السَّمَّاكِ دَخَلَ عَلَى الرَّشِيدِ يَوْمًا فَاسْتَسْقَى، فَأُتِيَ بِكُوزٍ، فَلَمَّا أَخَذَهُ قَالَ: عَلَى رِسْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ مُنِعْتَ هَذِهِ الشَّرْبَةَ بِكَمْ كُنْتَ تَشْتَرِيهَا؟ قَالَ: بِنِصْفِ مُلْكِي. قَالَ: اشرب هنّأك الله. فلما شربها قال:   [1] تاريخ الطبري 8/ 344، الكامل في التاريخ 6/ 212، 213. [2] في تاريخه 8/ 347. [3] في الأصل «لولي» والتحرير من الطبري. [4] في الأصل «بأغلا» . [5] تاريخ الطبري 8/ 347- 349 وانظر قصيدة ابن أبي حفصة فيه، الكامل في التاريخ 6/ 217، نهاية الأرب 22/ 163. [6] تاريخ الطبري 8/ 349، الكامل في التاريخ 6/ 217، 218. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 15 أَسْأَلُكَ لَوْ مُنِعْتَ خُرُوجَهَا مِنْ بَدَنِكَ، بِمَاذَا كُنْتَ تَشْتَرِي خُرُوجَهَا؟ قَالَ: بِجَمِيعِ مُلْكِي. فَقَالَ: إِنَّ مُلْكًا قِيمَتُهُ شَرْبَةُ مَاءٍ لَجَدِيرٌ أَنْ لا يُنافَسَ فِيهِ. قَالَ: فَبَكَى هَارُونُ [1] . وَقَدْ ذَكَرْتُ الرَّشِيدَ فِي الأَسْمَاءِ أَيْضًا. الْبَيْعَةُ لِلأَمِينِ وَبُويِعَ لابْنِهِ الأَمِينِ مُحَمَّدٍ فِي الْعَسْكَرِ صَبِيحَةَ اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا الرَّشِيدُ. وَكَانَ الْمَأْمُونُ حِينَئِذٍ بِمَرْوَ، وَالأَمِينُ بِبَغْدَادَ. فَأَتَاهُ الْخَبَرُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْجُمُعَةَ وَخَطَبَ، وَنَعَى الرَّشِيدَ إِلَى النَّاسِ وَبَايَعَهُ النَّاسُ وَأَمَرَ لِلْجُنْدِ بِرِزْقِ سَنَتَيْنِ [2] مَسِيرُ رَجَاءٍ الْخَادِمِ بِالْخَلْعِ إِلَى الأَمِينِ [3] وَأَخَذَ رَجَاءٌ الخادم البرد والقضيب والخاتم. وسار عَلَى الْبَرِيدِ فِي اثْنَى عَشَرَ يَوْمًا مِنْ مرو حتّى قدم بغداد فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ، فَدَفَعَ ذَلِكَ إِلَى الأَمِينِ. وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْمَأْمُونَ فَبَايَعَ لِأَخِيهِ ثُمَّ لِنَفْسِهِ، وَأَعْطَى الْجُنْدَ عَطَاءَ سَنَةٍ، وَأَخَذَ يَتَأَلَّفُ أُمَرَاءَهُ وَقُوَّادَهُ وَيُظْهِرُ الْعَدْلَ فَأَحَبُّوا الْمَأْمُونَ [4] . بِنَاءُ الأَمِينِ لِمَيْدَانِ الْكُرَةِ أَمَّا الأَمِينُ فَإِنَّهُ بَعْدَ بَيْعَتِهِ بِيَوْمٍ أَمَرَ بِبِنَاءِ مَيْدَانٍ جِوَارَ قَصْرِ الْمَنْصُورِ لِلَعِبِ الْكُرَةِ. ثُمَّ قَدِمَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ زبيدة في شعبان، فتلقّاها ابنها الأمين.   [1] تاريخ الطبري 8/ 357، الكامل في التاريخ 6/ 219، 220. [2] تاريخ الطبري 8/ 365، الكامل في التاريخ 6/ 221، نهاية الأرب 22/ 164، البداية والنهاية 10/ 223، تاريخ ابن خلدون 3/ 230. [3] تاريخ الطبري 8/ 370، الكامل في التاريخ 6/ 221، تاريخ اليعقوبي 2/ 433، الإنباء في تاريخ الخلفاء 89، نهاية الأرب 22/ 164، البداية والنهاية 10/ 222: خلاصة الذهب 174. [4] تاريخ الطبري 8/ 370. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 16 قَدِمَتْ مِنَ الرَّقَّةِ وَمَعَهَا جَمِيعُ الْخَزَائِنِ [1] . الْمَأْمُونُ يُهْدِي الأَمِينَ التُّحَفَ وَأَقَامَ الْمَأْمُونُ عَلَى خُرَاسَانَ وَإِمْرَتِهَا، وَأَهْدَى لِلأَمِينِ تُحَفًا وَنَفَائِسَ [2] دُخُولُ هَرْثَمَةَ سَمَرْقَنْدَ وَفِيهَا دَخَلَ هَرْثَمَةُ حَائِطَ سَمَرْقَنْدَ، فَلَجَأَ رَافِعٌ إِلَى الْمَدِينَةِ الدَّاخِلَةِ. وَرَاسَلَ رَافِعٌ التُّرْكَ فَوَافَوْهُ، فَصَارَ هَرْثَمَةُ فِي الْوَسَطِ. ثُمَّ لَطَفَ اللَّهُ بِهِ وَرَدَّ التُّرْكَ، فَضَعُفَ أَمْرُ رَافِعٍ [3] . مَقْتَلُ نِقْفُورَ مَلِكِ الرُّومِ وَفِيهَا قُتِلَ نِقْفُورُ مَلِكُ الرُّومِ فِي حَرْبِ بُرْجَانَ، وَبَقِيَ فِي الْمَمْلَكَةِ تِسْعَ سِنِينَ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنُهُ إِسْتَبْرَاقُ شَهْرَيْنِ وَهَلَكَ، فَمَلَكَ مِيخَائِيلُ بْنُ جِرْجِسَ زَوْجُ أخته [4] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 373، الكامل في التاريخ 6/ 225، 226، نهاية الأرب 22/ 164، البداية والنهاية 10/ 223، تاريخ ابن خلدون 3/ 230، خلاصة الذهب 174. [2] تاريخ الطبري 8/ 373، الكامل في التاريخ 6/ 225، العيون والحدائق 3/ 321، البداية والنهاية 10/ 223، نهاية الأرب 22/ 369. [3] تاريخ الطبري 8/ 373، تاريخ اليعقوبي 2/ 435، 436. [4] تاريخ الطبري 8/ 373، العيون والحدائق 3/ 315 (وفيه مات سنة 192 وملك بعده ابن عمه ميخائيل) ، التنبيه والإشراف 143، الكامل في التاريخ 6/ 226، تاريخ الزمان 19، البداية والنهاية 10/ 223. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 17 سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: حَفْصُ بْنُ عُثْمَانَ النَّخَعِيُّ، فِي آخِرِهَا، الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ الْعَابِدُ، ضَعِيفٌ، سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَاضِي بَعْلَبَكَّ. شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَنْصُورِ، عُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ، أَبُو حَفْصٍ، مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْخَوْلانِيُّ الأَبْرَشُ، مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ الْكُوفِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ، أخو محمد، القاسم بن يزيد الجرميّ [1] .   [1] من حقّ هذا الاسم أن يأتي في موضعه حسب الترتيب الأبجدي، وقد أبقينا عليه في موضعه كما رتّبه المؤلّف. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 18 ثَوْرَةُ أَهْلِ حِمْصَ بِعَامِلِهِمْ وَفِيهَا ثَارَ أَهْلُ حِمْصَ بِعَامِلِهِمْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ، فَخَرَجَ إِلَى سَلَمْيَةَ، فَوَلَّى عَلَيْهِمُ الأَمِينَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ الْحَرَشِيَّ، فَحَبَسَ عِدَّةً مِنْ وُجُوهِهِمْ وَقَتَلَ عِدَّةً، وَضَرَبَ النَّارَ فِي نَوَاحِي حِمْصَ، فَسَأَلُوهُ الأَمَانَ فَأَمَّنَهُمْ. وَسَكَنُوا ثُمَّ هَاجُوا فَقَتَلَ طَائِفَةً مِنْهُمْ [1] . عَزْلُ الأَمِينِ لِأَخِيهِ الْقَاسِمِ عَنِ الْوِلايَاتِ وَفِيهَا عَزَلَ الأَمِينُ أَخَاهُ الْقَاسِمَ عَنْ مَا كَانَ الرَّشِيدُ وَلاهُ، وَذَلِكَ إِمْرَةُ الشَّامِ وَقِنَّسْرِينَ وَالثُّغُورِ، وَوَلَّى مَكَانَهُ خُزَيْمَةَ بْنَ خَازِمٍ [2] . الأَمْرُ بِالدُّعَاءِ لِمُوسَى ابْنِ الأَمِينِ وَفِيهَا أَمَرَ الأَمِينُ بِالدُّعَاءِ لابْنِهِ مُوسَى عَلَى الْمَنَابِرِ بِالإِمْرَةِ، بَعْدَ ذِكْرِ الْمَأْمُونِ وَالْقَاسِمِ [3] . تَنَكُّرُ الأَمِينِ لِلْمَأْمُونِ وَتَنَكَّرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ لِصَاحِبِهِ، وَظَهَرَ الْفَسَادُ بَيْنَهُمَا [4] . الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ يُؤَلِّبُ الأَمِينَ عَلَى الْمَأْمُونِ وَقِيلَ إِنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ عَلِمَ أَنَّ الْخِلافَةَ إِذَا أَفْضَتْ إِلَى الْمَأْمُونِ لَمْ يُبْقِ عَلَيْهِ، فَأَعْدَى الأَمِينُ بِهِ، وَحَثَّهُ عَلَى خَلْعِهِ، وَأَنْ يُوَلِّيَ الْعَهْدَ لابْنِهِ مُوسَى. وَأَعَانَهُ عَلَى رَأْيِهِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ ماهان، والسّنديّ [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 374، الكامل في التاريخ 6/ 227، نهاية الأرب 22/ 165، البداية والنهاية 10/ 224، النجوم الزاهرة 2/ 145، مآثر الإنافة 1/ 207. [2] تاريخ الطبري 8/ 374، الكامل في التاريخ 6/ 226، البداية والنهاية 10/ 223، العيون والحدائق 3/ 322، خلاصة الذهب 175. [3] تاريخ الطبري 8/ 374، الكامل في التاريخ 6/ 227، البداية والنهاية 10/ 224. [4] الطبري 8/ 374. [5] الطبري 8/ 375، الكامل في التاريخ 6/ 227، تاريخ اليعقوبي 2/ 436، الفخري 212، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 19 وَلَمَّا بَلَغَ الْمَأْمُونُ عَزْلُ أَخِيهِ الْقَاسِمِ عَنِ الشَّامِ قَطَعَ الْبَرِيدِيَّةَ عَنِ الأَمِينِ، وَأَسْقَطَ اسْمَهُ مِنَ الطَّرْزِ وَالضَّرْبِ [1] . الْتِحَاقُ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ بِالْمَأْمُونِ وَكَانَ رَافِعُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ لَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ حُسْنُ سِيرَةِ الْمَأْمُونِ فِي عَمَلِهِ وَإِحْسَانِهِ إِلَى الْجَيْشِ، بَعَثَ فِي طَلَبِ الْمَأْمُونِ لِنَفْسِهِ، فَسَارَعَ إِلَى ذَلِكَ هَرْثَمَةُ، وَلَحِقَ رَافِعٌ بِالْمَأْمُونِ فَأَكْرَمَهُ. قُدُومُ هَرْثَمَةَ عَلَى الْمَأْمُونِ وَقَدِمَ هَرْثَمَةُ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْجُيُوشِ مِنْ سَمَرْقَنْدَ عَلَى الْمَأْمُونِ. وَكَانَ مَعَهُ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَتَلَقَّاهُ الْمَأْمُونُ وَوَلاهُ حَرَسَهُ [2] . إِرْسَالُ الأَمِينِ وُجُوهًا إِلَى الْمَأْمُونِ ثُمَّ إِنَّ الأَمِينَ أَرْسَلَ وُجُوهًا إِلَى الأَمِينِ يَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُقَدِّمَ مُوسَى عَلَى نَفْسِهِ، وَيَذْكُرَ أَنَّهُ قَدْ سَمَّاهُ النَّاطِقَ بِالْحَقِّ، فَردَّ الْمَأْمُونُ ذَلِكَ وَأَبَاهُ [3] . مُبَايَعَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُوسَى الْمَأْمُونَ سِرًّا وَكَانَ الرَّسُولُ إِلَيْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى، فَبَايَعَ الْمَأْمُونَ بِالْخِلافَةِ سِرًّا، ثُمَّ كَانَ يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِالأَخْبَارِ وَيُنَاصِحُهُ مِنَ الْعِرَاقِ [4] . إِسْقَاطُ اسْمِ الْمَأْمُونِ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ وَرَجَعَ وَأَخْبَرَ الأَمِينَ بِامْتِنَاعِ الْمَأْمُونِ. فَأَسْقَطَ اسْمَهُ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَطَلَبَ الْكِتَابَ الَّذِي كَتَبَهُ الرَّشِيدُ وَجَعَلَهُ بِالْكَعْبَةِ لِعَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ عَلَى   [ () ] 213، البداية والنهاية 10/ 224، خلاصة الذهب 175. [1] الطبري 8/ 375، العيون والحدائق 3/ 322، خلاصة الذهب 175، البدء والتاريخ 6/ 108. [2] تاريخ الطبري 8/ 375، الكامل في التاريخ 6/ 229، العيون والحدائق 3/ 322. [3] تاريخ الطبري 8/ 375، 736، الكامل في التاريخ 6/ 229، العيون والحدائق 3/ 322. [4] تاريخ الطبري 8/ 376. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 20 الأَمِينِ، فَأَحْضَرَهُ فَمَزَّقَهُ وَقَوِيَتِ الْوَحْشَةُ [1] . إِرْسَالُ الْمَأْمُونِ الرَّسُولَ بِالْبَقَاءِ عَلَى عَهْدِهِ لِلأَمِينِ وَأَحْضَرَ الْمَأْمُونُ رُسُلَ الأَمِينِ إِلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَيَّ فِي أَمْرٍ كَتَبْتُ إِلَيْهِ جَوَابَهُ، فَأَبْلِغُوهُ بِالْكِتَابِ، وَاعْلَمُوا أَنِّي لا أَزَالُ عَلَى طَاعَتِهِ حَتَّى يَضْطَرَّنِي بِتَرْكِ الْحَقِّ الْوَاجِبِ إِلَى مُخَالَفَتِهِ. فَخَرَجُوا وَقَدْ رَأَوْا جِدًّا غَيْرَ مَشُوبٍ بِهَزْلٍ [2] . نَصَائِحُ أُولِي الرَّأْيِ لِلأَمِينِ وَنَصَحَ الأَمِينَ أُولُو الرَّأْيِ فَلَمْ يَنْتَصِحْ، وَأَخَذَ يَسْتَمِيلُ الْقُوَّادَ بِالْعَطَاءِ. وَقَالَ لَهُ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَنْ يَنْصَحَكَ مَنْ كَذَبَكَ، وَلَنْ يَغُشُّكَ مَنْ صَدَقَكَ. لا تُجَرِّئِ الْقُوَّادَ عَلَى الْخَلْعِ فَيَخْلَعُوكَ، وَلا تَحْمِلْهُمْ عَلَى نَكْثِ الْعَهْدِ فَيَنْكُثُوا بَيْعَتَكَ وَعَهْدَكَ، فَإِنَّ الْغَادِرَ مَغْلُولٌ، وَالنَّاكِثَ مَخْذُولٌ [3] . بَيْعَةُ الأَمِينِ لابْنِهِ مُوسَى بِوِلايَةِ الْعَهْدِ وَفِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ [4] بَايَعَ الأَمِينُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ لابْنِهِ مُوسَى، وَلَقَّبَهُ النَّاطِقَ بِالْحَقِّ، وَجَعَلَ وَزِيرَهُ عليّ بن عيسى بن ماهان [5] .   [1] الطبري 8/ 377، تاريخ اليعقوبي 2/ 436. [2] تاريخ الطبري 8/ 380، 381. [3] الكامل في التاريخ 6/ 228 وفيه «فإن الغادر مخزول، والناكث مغلول» وكذلك في مروج الذهب 3/ 398، الأخبار الطوال 396، خلاصة الذهب 175. [4] من سنة 195 هـ. (الكامل في التاريخ 6/ 234) ، تاريخ الطبري 8/ 387 (194 هـ.) ، تاريخ اليعقوبي 2/ 436. [5] تاريخ الطبري 8/ 387، الكامل في التاريخ 6/ 235، خلاصة الذهب 176، البدء والتاريخ 6/ 107 و 108، مروج الذهب 3/ 405. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 21 وُثُوبُ الرُّومِ عَلَى مَلِكِهِمْ وَفِيهَا وَثَبَ الرُّومُ عَلَى مِيخَائِيلَ صَاحِبِ الرُّومِ فَهَرَبَ وَتَرَهَّبَ، وَكَانَ ملكه سنتين، فملّكوا عليهم ليون القائد [1] .   [1] الطبري 8/ 387، 388، الكامل في التاريخ 6/ 237، التنبيه والإشراف 143، تاريخ الزمان 20، البداية والنهاية 10/ 225، تاريخ ابن خلدون 3/ 231، تاريخ حلب 238 (حوادث 195 هـ.) الجزء: 13 ¦ الصفحة: 22 سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، وَاسِطِيٌّ، بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ الْوَاعِظُ، بِمَكَّةَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ، عُبَيْدُ اللَّهِ [بْنُ] الْمَهْدِيِّ، فِيهَا فِي قَوْلٍ، غَنَّامُ بْنُ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ [1] ، وَقِيلَ سَنَةَ اربع، مورّج بْنُ عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ النَّحْوِيُّ، مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ. الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، فِي أَوَّلِهَا بِذِي الْمَرْوَةِ، يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، بِمَكَّةَ، أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ [2] . بَعْضُ الشِّعْرِ الَّذِي قِيلَ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ لِمُوسَى وَفِيهَا قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِيمَا جَرَى مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ لِمُوسَى وَهُوَ طِفْلٌ، وَذَلِكَ بِرَأْيِ الْفَضْلِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَرَأْيِ بَكْرِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ. أَضَاعَ الْخِلافَةَ غِشُّ الْوَزِيرِ ... وَفِسْقُ الأَمِيرِ وَجَهْلُ [3] المشير   [1] لم يترجم له. [2] ذكره في المحمّدين وقال: «سيأتي» ، ولم يترجم له! [3] في مروج الذهب: «ورأي» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 23 فَفَضْلٌ وَزِيرٌ وَبَكْرٌ مُشِيرٌ ... يُرِيدَانِ مَا فِيهِ حَتْفُ الأَمِيرْ لِوَاطُ الْخَلِيفَةِ أُعْجُوبَةٌ ... وَأَعْجَبُ مِنْهُ خِلاقُ الْوَزِيرْ فَهَذَا يَدُوسُ وَهَذَا يُدَاسُ ... وَهَذَا لَعَمْرِي خِلافُ الأُمُورْ وَلَوْ يَسْتَعِينَانِ هَذَا بِذَاكَ ... لَكَانَا بِعُرْضَةِ آمْرٍ سَتِيرْ وَأَعْجَبُ مِنْ ذَا وَذَا أَنَّنَا ... نُبَايِعُ لِلطِّفْلِ فِينَا الصَّغِيرْ وَمَنْ لَمْ [1] يُحْسِنْ غَسْلَ أَسْتِهِ [2] ... وَمَنْ لَمْ يَخْلُ مِنْ بَوْلِهِ [3] حِجْرُ ظِيرْ [4] تَسْمِيَةُ الْمَأْمُونِ بِإِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَمَّا تَيَقَّنَ الْمَأْمُونُ خَلْعَهُ تَسَمَّى بِإِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ، وَكُوتِبَ بِذَلِكَ. عَقْدُ الأَمِينِ الْوِلايَاتِ لِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَفِي رَبِيعٍ الآخَرِ عَقَدَ الأَمِينُ لِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ عَلَى بَلَدِ الجبال: همدان، ونهاوند، وقمّ، وأصبهان، وأقر له فِيمَا قِيلَ بِمِائَتَيْ أَلْفِ دِينَارٍ، وَأَعْطَى لِجُنْدِهِ مَالا عَظِيمًا [5] . جَمْعُ الأَمِينِ أَهْلَ بَغْدَادَ لِقِرَاءَةِ الْعَهْدِ لابْنِهِ وَلَمَّا جَمَعَ الأَمِينُ الْمَلأَ لِقِرَاءَةِ الْعَهْدِ عَلَى ابْنِهِ مُوسَى قَالَ: يَا مَعْشَرَ خُرَاسَانَ، يَعْنِي الَّذِينَ بِبَغْدَادَ، إِنَّ الأَمِيرَ مُوسَى قَدْ أَمَرَ لَكُمْ مِنْ صُلْبِ مَالِهِ بِثَلاثَةِ آلاف ألف درهم [6] .   [1] عند الطبري «ومن ليس» ، وكذلك في مروج الذهب. [2] في مروج الذهب «مسح أنفه» . [3] في مروج الذهب «نتن» . [4] ذكرها الطبري في تاريخه 8/ 396 وكان ذكر منها البيتين الأولين فقط 8/ 389، وذكر ابن الأثير 6/ 245 ثلاثة أبيات فقط، وقال إنه ترك بقيتها «لما فيها من القذف الفاحش، ولقد عجبت لأبي جعفر حيث ذكرها مع ورعه» ، وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي 298 ثمانية أبيات، وفي مروج الذهب ثمانية أبيات أيضا (3/ 405، 406) . [5] تاريخ الطبري 8/ 389، 390، الكامل في التاريخ 6/ 240، العيون والحدائق 3/ 323، البداية والنهاية 10/ 226، تاريخ ابن خلدون 3/ 233. [6] الطبري 8/ 390. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 24 شُخُوصُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى لِلْقَبْضِ عَلَى الْمَأْمُونِ وَشَخَصَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى فِي نِصْفِ جُمَادَى الآخِرَةِ مِنْ بَغْدَادَ، وَأَخَذَ مَعَهُ قَيْدَ فِضَّةٍ لِيُقَيِّدَ بِهِ الْمَأْمُونَ بِزَعْمِهِ. وَسَارَ مَعَهُ الأَمِينُ إِلَى النَّهْرَوَانِ، فَعَرَضَ بِهَا الْجُنْدَ الَّذِينَ جَهَّزَهُمْ مَعَ عَلِيٍّ. اسْتِعْمَالُ ابْنِ حُمَيْدٍ عَلَى هَمْدَانَ وَسَارَ حَتَّى نَزَلَ هَمْدَانَ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُمَيْدِ بْنِ قَحْطَبَةَ. لِقَاءُ جَيْشِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بِجَيْشِ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ ثُمَّ شَخَصَ عَلِيٌّ مِنْهَا حَتَّى بَلَغَ الرَّيَّ وَهُوَ عَلَى أُهْبَةِ الْحَرْبِ فَلَقِيَهُ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعَةِ آلافٍ [1] ، وَكَانَ قَدْ جَهَّزَهُ الْمَأْمُونُ، فَأَشْرَفَ عَلَى جَيْشِ عَلِيٍّ وَهُمْ يَلْبَسُونَ السِّلاحَ، وامتلأت بهم الصحراء بياضا وصفرة من السلاح المذهب [2] . فَقَالَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ: هَذَا مَا لا قِبَلَ لَنَا بِهِ، وَلَكِنْ نَجْعَلُهَا خَارِجِيَّةً، نَقْصِدُ الْقَلْبَ. فَهَيَّأَ سَبْعَمِائَةٍ مِنَ الْخَوَارِزْمِيَّةِ [3] . رَفْعُ نُسْخَةِ الْبَيْعَةِ عَلَى الرُّمْحِ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ الأَمِيرُ: فَقُلْنَا لِطَاهِرٍ: نُذَكِّرُ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى الْبَيْعَةَ الَّتِي كَانَتْ، وَالْبَيْعَةَ الَّتِي أَخَذَهَا هُوَ لِلْمَأْمُونِ عَلَيْنَا مَعْشَرَ أَهْلِ خُرَاسَانَ. قَالَ: نَعَمْ. فَعَلَّقْنَاهُمَا عَلَى رُمْحَيْنِ، وَقُمْتُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، فَقُلْتُ: الأَمَانَ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا عَلِيُّ بْنَ عِيسَى أَلا تَتَّقِي اللَّهَ؟ أَلَيْسَ هَذِهِ نُسْخَةَ الْبَيْعَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا أَنْتَ خَاصَّةً؟ اتَّقِ اللَّهَ، فَقَدْ بَلَغْتَ بَابَ قبرك. قال: من أنت؟   [1] تاريخ الطبري 8/ 391، الكامل في التاريخ 6/ 242، العيون والحدائق 3/ 323، تاريخ اليعقوبي 2/ 437 وفيه أن جند طاهر كانوا خمسة آلاف، البداية والنهاية 10/ 226، تاريخ ابن خلدون 3/ 233، مروج الذهب 3/ 399، الفخري 214، تاريخ الخلفاء 298. [2] تاريخ الطبري 8/ 392، العيون والحدائق 3/ 324، مروج الذهب 3/ 399. [3] الطبري 8/ 392. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 25 قُلْتُ: أَحْمَدُ بْنُ هِشَامٍ! وَكَانَ عَلِيٌّ ضَرَبَهُ أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ. فَصَاحَ عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ خُرَاسَانَ، مَنْ جَاءَ بِهِ فَلَهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ. وَكَانَ مَعَنَا قَوْمُ بُخَارِيَّةَ، فَرَمَوْهُ وَزَنَّدَهُ وَقَالُوا: نَقْتُلُكَ وَنَأْخُذُ مَالَكَ [1] . مَقْتَلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَخَرَجَ مِنْ عَسْكَرِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسُ بْنُ اللَّيْثِ وَرَجُلٌ آخر، فشدّ عليه طاهر فضربه قتله، وَشَدَّ دَاوُدُ سِيَاهٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عِيسَى فَصَرَعَهُ وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ [2] . فَقَالَ طَاهِرُ بْنُ التَّاجِيِّ: أَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ! وَظَنَّ أَنَّهُ يُهَابُ فَلا يَقْدِمُ عَلَيْهِ أَحَدٌ. فشَدَّ عَلَيْهِ وَذَبَحَهُ بِالسَّيْفِ، ثُمَّ انْهَزَمَ جَيْشُهُ [3] . انْهِزَامُ الْبُخَارِيَّةِ قَالَ أَحْمَدُ: فَتَبِعْنَاهُمْ فَرْسَخَيْنِ، وَأَوْقَفُونَا اثنتي عشر مَرَّةً كُلُّ ذَلِكَ نَهْزِمُهُمْ. فَلَحِقَنِي طَاهِرُ بْنُ التَّاجِيِّ وَمَعَهُ رَأْسُ عَلِيٍّ [4] ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ شُكْرًا. وَوَجَدْنَا فِي عَسْكَرِهِ سَبْعَمِائَةِ كِيسٍ، فِي كُلِّ كِيسٍ أَلْفُ دِرْهَمٍ. وَوَجَدْنَا عِدَّةَ بِغَالٍ عَلَيْهَا له خَمْرٌ سَوَادِيٌّ. فَظَنَّتِ الْبُخَارِيَّةُ أَنَّهُ مَالٌ، فَكَسَرُوا تِلْكَ الصَّنَادِيقَ فَرَأَوْهُ خَمْرًا، فَضَحِكُوا وَقَالُوا: عَمِلْنَا الْعَمَلَ [5] حَتَّى نَشْرَبَ. التَّسْلِيمُ بِالْخِلافَةِ لِلْمَأْمُونِ وَأَعْتَقَ طَاهِرٌ مَنْ كَانَ بِحَضْرَتِهِ مِنْ غِلْمَانِهِ شُكْرًا. فَلَمَّا وَصَلَ الْبَرِيدُ إِلَى الْمَأْمُونِ سَلَّمُوا عَلَيْهِ بالخلافة، وطيف بالرأس في خراسان [6] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 393، الكامل في التاريخ 6/ 243، 244. [2] الطبري 8/ 393، الكامل 6/ 244، العيون والحدائق 3/ 324، تاريخ ابن خلدون 3/ 233، مروج الذهب 3/ 399، مرآة الجنان 1/ 447. [3] الطبري 8/ 393، العيون والحدائق 3/ 324، تاريخ اليعقوبي 2/ 437، الأخبار الطوال 398، تاريخ الخلفاء 298. [4] مروج الذهب 3/ 400، تاريخ اليعقوبي 2/ 437. [5] في تاريخ الطبري 8/ 394 «عملنا الجدّ» . [6] تاريخ الطبري 8/ 394، العيون والحدائق 3/ 325، تاريخ ابن خلدون 3/ 234. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 26 انْشِغَالُ الأَمِينِ بِصَيْدِ السَّمَكِ وَجَاءَ الْخَبَرُ بِقَتْلِهِ إِلَى الأَمِينِ وَهُوَ يَتَصَيَّدُ السَّمَكَ، فَقَالَ لِلَّذِي أَخْبَرَهُ وَيْلَكَ دَعْنِي، فَإِنَّ كَوْثَرًا قَدْ صَادَ سَمَكَتَيْنِ وَأَنَا مَا صِدْتُ شَيْئًا بَعْدُ [1] . شِعْرٌ فِي مَقْتَلِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَقَالَ شاعر من أصحاب علي: لَقِينَا اللَّيْثَ مُفْتَرِشًا يَدَيْهِ [2] ... وَكُنَّا مَا يُنَهْنِهُنَا [3] اللِّقَاءُ نَخُوضُ الْمَوْتَ وَالْغَمَرَاتِ قِدْمًا ... إِذَا مَا كَرَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ فَضَعْضَعَ رُكْنَنَا [4] لَمَّا الْتَقَيْنَا ... وَرَاحَ الْمَوْتُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ وَأَوْدَى [5] كَبْشَنَا وَالرَّأْسَ مِنَّا ... كَأَنَّ بِكَفِّهِ كَانَ الْقَضَاءُ [6] تَوْجِيهُ الأَمِينِ لِلأَبْنَاوِيِّ ثُمَّ وَجَّهَ الأَمِينُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَبَلَةَ الأَبْنَاوِيَّ وَأَمِيرَ الدِّينَوَرِ بِالْعُدَّةِ وَالْقُوَّةِ، فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ هَمْدَانَ [7] . قِلَّةُ تَدْبِيرِ الأَمِينِ مَعَ كَثْرَةِ الْجَيْشِ وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ أَنَّهُ قَالَ: يُرِيدُ مُحَمَّدُ إِزَالَةَ الْجِبَالِ وَفَلَّ الْعَسَاكِرِ بِالْفَضْلِ وَتَدْبِيرِهِ، وهيهات. وهو والله كما قيل:   [1] الطبري 8/ 395، الكامل في التاريخ 6/ 245، العيون والحدائق 3/ 325، الإنباء في تاريخ الخلفاء 90 وفيه إن (كوثر اصطاد ثلاث سمكات وما اصطدت إلا سمكتين) ، البداية والنهاية 10/ 226، نهاية الأرب 22/ 174، الفخري في الآداب السلطانية 214، مرآة الجنان 1/ 448، تاريخ الخلفاء 298، 299، النجوم الزاهرة 2/ 149، 150، تاريخ مختصر الدول 134. [2] عند الطبري «مفترسا لديه» . [3] في الأصل «يهنهنا» ، والتصحيح من الطبري. [4] عند الطبري «ركبنا» . [5] عند الطبري «وأردى» . [6] تاريخ الطبري 8/ 395. [7] تاريخ الطبري 8/ 412، الكامل في التاريخ 6/ 246 وفيه (الأنباري) وهو تحريف، وكذا في العيون والحدائق 3/ 324، الأخبار الطوال 398. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 27 قَدْ ضَيَّعَ اللَّهُ ذَوْدًا أَنْتَ رَاعِيهَا [1] . وَقِيلَ إِنَّ الْجَيْشَ الَّذِي كَانُوا مَعَ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى أَرْبَعُونَ أَلْفًا فِي حَمِيَّةٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا [2] . مَقْتَلُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بِسَهْمٍ وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُجَالِدٍ أَنَّ الْوَقْعَةَ اشْتَدَّ فِيهَا الْقِتَالُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ عِيسَى قُتِلَ بِسَهْمٍ جَاءَهُ. وَأَنَّ طَاهِرًا بَعَثَ بِالأَسْرَى وَالرُّءُوسِ إِلَى الْمَأْمُونِ [3] . شَغَبُ الْجُنْدِ بِبَغْدَادَ عَلَى الأَمِينِ وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْجَرْمِيُّ أَنَّ عَلِيًّا لَمَّا قُتِلَ أَرْجَفَ النَّاسُ بِبَغْدَادَ إِرْجَافًا شَدِيدًا. وَنَدِمَ مُحَمَّدٌ عَلَى خَلْعِهِ أَخَاهُ. وَطَمِعَ الأُمَرَاءُ فِيهِ، وَشَغَّبُوا جُنْدَهُمْ بِطَلَبِ الأَرْزَاقِ مِنَ الأَمِينِ، وَازْدَحَمُوا عَلَى الْجِسْرِ يَطْلُبُونَ الأَرْزَاقَ وَالْجَوَائِزَ فَرَكِبَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ فِي طَائِفَةٍ مِنْ قُوَّادِ الأَعْرَابِ فَتَرَامَوْا بِالنِّشَابِ وَاقْتَتَلُوا. فَسَمِعَ الأَمِينُ الضَّجَّةَ، وَأَرْسَلَ يَأْمُرُ ابْنَ خَازِمٍ بِالانْصِرَافِ، وَأَنْزَلَهُمْ بِأَرْزَاقِ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَزَادَ فِي عَطَائِهِمْ، وَأَمَر لِلْقُوَّادِ بِالْجَوَائِزِ [4] . اسْتِعْدَادُ الأَبْنَاوِيِّ لِمُحَارَبَةِ طَاهِرٍ وَجَهَّزَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيُّ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا، فَسَارَ إِلَى هَمْدَانَ وَضَبَطَ طُرُقَهَا، وَحَصَّنَ سُورَهَا، وَجَمَعَ فِيهَا الأَقْوَاتَ، وَاسْتَعَدَّ لِمُحَارَبَةِ طَاهِرٍ [5] . حَبْسُ يَحْيَى بْنِ عَلِيٍّ لِلْمُنْكَسِرِينَ مِنْ جَيْشِ أَبِيهِ وَقَدْ كَانَ يَحْيَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى لَمَّا قُتِلَ أَبُوهُ أَقَامَ بَيْنَ الرَّيِّ وهمدان،   [1] الطبري 8/ 395. [2] الكامل في التاريخ 6/ 240، 241، وفي الأخبار الطوال 396 كان معه ستون ألف رجل. و397، الفخري في الآداب السلطانية 213، 214 وفيه: خمسون ألفا، تاريخ الخلفاء 298. [3] تاريخ الطبري 8/ 411. [4] تاريخ الطبري 8/ 412، العيون والحدائق 3/ 325، الكامل في التاريخ 6/ 246. [5] تاريخ الطبري 8/ 413، العيون والحدائق 3/ 326، البداية والنهاية 10/ 226. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 28 فَكَانَ لا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُنْكَسِرِينَ إِلا حَبَسَهُ عِنْدَهُ بِنَاءً مِنْهُ أَنَّ الأَمِينَ يُوَلِّيهِ مَكَانَ أَبِيهِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الأَمِينُ يَأْمُرُهُ بِالْمُقَامِ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيِّ. فَلَمَّا سَارَ يَحْيَى إِلَى قُرْبِ هَمْدَانَ تَفَرَّقَ أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ [1] . تَرَاجُعُ الأَبْنَاءِ أَمَامَ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَمَّا طَاهِرٌ فَقَصَدَ مَدِينَةَ هَمْدَانَ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِا. فَالْتَقَى الْجَيْشَانِ وَصَبرَ الْفَرِيقَانِ وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى. ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيَّ تَقَهْقَرَ وَدَخَلَ مَدِينَةَ هَمْدَانَ فَأَقَامَ بِهَا يَلُمُّ شَعَثَ أَصْحَابِهِ [2] . حِصَارُ طَاهِرٍ لِهَمْدَانَ ثُمَّ زَحَفَ إِلَى طَاهِرٍ، وَقَدْ خَنْدَقَ طَاهِرٌ عَلَى عَسْكَرٍ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا. وَجَعَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَرِّضُ أَصْحَابَهُ، وَيُقَاتِلُ بِيَدِهِ، وَحَمَلَ حَمَلاتٍ مُنْكَرَةً مَا مِنْهَا حَمْلَةٌ إِلا وَهُوَ يُكْثِرُ الْقَتْلَ فِي أَصْحَابِ طَاهِرٍ. فَشَدَّ رَجُلٌ عَلَى صَاحِبِ عَلَمٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ. وَحَمَلَ أصحاب طاهر حملة صادقة حتى ألجئوهم إِلَى مَدِينَةِ هَمْدَانَ، وَنَزَلَ طَاهِرٌ مُحَاصِرًا لَهَا [3] . طَاهِرٌ يُؤَمِّنُ الأَبْنَاوِيَّ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ فَيُقَاتِلُ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ. وَتَضَرَّرَ بِهِمْ أَهْلُ الْبَلَدِ وَجُهِدُوا، فَطَلَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ طَاهِرٍ الأَمَانَ فَأَمَّنَهُ وَوَفَى لَهُ [4] . ظُهُورُ أَبِي الْعُمَيْطِرِ السُّفْيَانِيِّ بِدِمَشْقَ وَفِيهَا ظَهَرَ بِدِمَشْقَ السُّفْيَانِيُّ أَبُو الْعُمَيْطِرِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن خالد بن   [1] تاريخ الطبري 8/ 413، العيون والحدائق 3/ 325، 326، البداية والنهاية 10/ 226، 227. [2] تاريخ الطبري 8/ 413، 414، الكامل في التاريخ 6/ 246، الأخبار الطوال 398. [3] تاريخ الطبري 8/ 414، الكامل في التاريخ 6/ 246، 247، العيون والحدائق 3/ 326. [4] الطبري 8/ 414، 415، الكامل 6/ 247، العيون والحدائق 3/ 326، البداية والنهاية 10/ 226. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 29 يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَطَرَدَ عَنْهَا سُلَيْمَانَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ بَعْدَ حَصْرِهِ إِيَّاهُ بِالْبَلَدِ. وَكَانَ عَامِلَ الأَمِينِ، فَلَمْ يُفْلِتْ مِنْهُ إِلا بَعْدَ الْيَأْسِ. فَوَجَّهَ الأَمِينُ لِحَرْبِهِ الحسين بْن علي بْن عيسى بْن ماهان فَلَمْ يَنْفُذْ إِلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ وَصَلَ إِلَى الرَّقَّةِ فَأَقَامَ بِهَا [1] . أَبُو الْعُمَيْطِرِ يَضْبِطُ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهَا حَتَّى السَّاحِلِ وَعَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ بَيْهَسٍ قَالَ: ضَبَطَ أَبُو الْعُمَيْطِرِ [2] دِمَشْقَ وَانْضَمَّتْ إِلَيْهِ الْيَمَانِيَّةُ مِنْ كُلِّ ناحية، وبايعه أقل الْغُوطَةِ وَالسَّاحِلِ وَحِمْصَ وَقِنَّسْرِينَ، وَاسْتَقَامَ لَهُ الأَمْرُ إِلا أَنَّ قَيْسًا لَمْ تُبَايِعْهُ وَهَرَبُوا مِنْ دِمَشْقَ [3] . وَجَاءَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ دِمَشْقَ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ: عِنْدَكَ مِنْ عِظَامِ أَبِي الْعُمَيْطِرِ شَيْءٌ؟ قَالَ: هُوَ أَقَلُّ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا. وَلَكِنْ هَرَبَ إِلَيْنَا وَخَلَعَ نَفْسَهُ فَسَتَرْنَاهُ. غَلَبَةُ طَاهِرٍ عَلَى كُوَرِ الْجِبَالِ وَغَلَبَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى قَزْوِينَ وَطَرَدَ عَنْهَا عَامِلَ الأَمِينِ وَغَلَبَ على سائر كور الجبال [4] .   [1] الطبري 8/ 415، تاريخ اليعقوبي 2/ 438، 439، الكامل في التاريخ 6/ 249، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 2/ 113 و 35/ 110 و 38/ 105 و 355 و 45/ 518 و 531، خلاصة الذهب المسبوك 176، نهاية الأرب 22/ 165- 167، تاريخ حلب للعظيميّ 239 (حوادث سنة 197 هـ.) ، البداية والنهاية 10/ 227، تاريخ ابن خلدون 3/ 234، 235، مرآة الجنان 1/ 448، النجوم الزاهرة 2/ 147، 148 و 159. [2] كان أبو العميطر يقول: أنا من شيئي صفّين، يعني عليّا ومعاوية. وكان يلقّب بأبي العميطر لأنه قال يوما لجلسائه: أيّ شيء كنية الحرذون؟ قالوا: لا ندري. قال: هو أبو العميطر، فلقبوه به. (الكامل في التاريخ 6/ 249) . [3] الكامل في التاريخ 6/ 249. [4] تاريخ الطبري 8/ 415. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 30 غَدْرُ الأَبْنَاوِيِّ بِجُنُودِ طَاهِرٍ وَذَكَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ الأَمِينَ لَمَّا وَجَّهَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيَّ إِلَى هَمْدَانَ أَتْبَعَهُ بِعَبْدِ اللَّهِ وَأَحْمَدَ ابْنَيِ الْحَرَشِيِّ فِي جَيْشٍ مَدَدًا لَهُ. فَلَمَّا خَرَجَ بِالأَمَانِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، أَقَامَ يُرِي طَاهِرًا وَجُنْدَهُ أَنَّهُ لَهُمْ مُسَالِمٌ رَاضٍ بِعُهُودِهِمْ، ثُمَّ اغْتَرَّهُمْ وَهُمْ آمِنُونَ فَرَكِبَ فِي أَصْحَابِهِ، وَلَمْ يَشْعُرْ طَاهِرٌ وَأَصْحَابُهُ بِهِمْ إِلا وَقَدْ هَجَمُوا عَلَيْهِمْ فَوَضَعُوا فِيهِمُ السَّيْفَ. وَرَدَّتْ عَنْهُمْ بِالأَثَرِ سُوءُ حَالَتِهِمْ حَتَّى أَخَذَتِ الْفُرْسَانَ عُدَّتَهَا وَصَدَقُوهُمُ الْقِتَالَ حَتَّى تَقَطَّعَتِ السُّيُوفُ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ [1] . مَقْتَلُ الأَبْنَاوِيِّ ثُمَّ هَرَبَ أَصْحَابُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَتَرَجَّلَ هُوَ وَجَمَاعَةٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. وَوَصَلَ الْمُنْهَزِمَةُ إِلَى عَسْكَرِ ابْنَيِ الْحَرَشِيِّ، فَدَاخَلَهُمُ الرُّعْبُ فَوَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ حَتَّى أَتَوْا بَغْدَادَ [2] . طَاهِرٌ يُخُنْدِقُ عَلَى جُنْدِهِ قُرْبَ حُلْوَانَ وَسَارَ طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَقَدْ خَلَتْ لَهُ الْبِلادُ حَتَّى قَارَبَ حُلْوَانَ فَعَسْكَرَ بِهَا وَخَنْدَقَ على جندة [3] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 416. [2] تاريخ الطبري 8/ 416، 417، الكامل في التاريخ 6/ 248، الأخبار الطوال 399، العيون والحدائق 3/ 327، البداية والنهاية 10/ 227. [3] الطبري 8/ 417، الكامل 6/ 248، الأخبار الطوال 399. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 31 سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ تُوُفِّيَ فِيهَا: الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى، قُتِلَ كَمَا يَأْتِي، سَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ، قَاضِي شِيرَازَ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ الطَّوِيلُ الدِّمَشْقِيُّ، عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الأَمِيرُ، عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ الْجَزَرِيُّ، فِي قَوْلٍ، مُخَلَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، فِي قَوْلٍ، وَكِلاهُمَا مَرَّ، مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ الْقَاضِي، الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ بِالشَّامِ [1] ، قَالَهُ ابْنُ قَانِعٍ، أَبُو نُوَاسٍ الشَّاعِرُ، هُوَ الْحَسَنُ بْنُ هَانِئٍ. الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ يَحُثُّ أَسَدَ بْنَ يَزِيدَ عَلَى نُصْرَةِ الأَمِينِ وَفِيهَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَثَّابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَسَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَزْيَدٍ، أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ الْحَاجِبَ بَعَثَ إِلَيْهِ بَعْدَ مَقْتَلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَبْنَاوِيِّ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ مُغْضَبًا، فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَارِثِ أَنَا وَإِيَّاكَ نَجْرِي إِلَى غَايَةٍ إِنْ قَصَّرْنَا عَنْهَا ذُمِمْنَا، وَإِنِ اجْتَهَدْنَا في بلوغها انقطعنا. وإنّما نحن   [1] لم يترجم له. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 32 شَعْرَةٌ مِنْ أَصْلٍ، إِنْ قَوِيَ قَوِينَا، وَإِنْ ضَعُفَ ضَعُفْنَا، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ، يَعْنِي الأَمِينَ، قَدْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى الأُمَّةِ الْوَكْعَاءَ، يُشَاوِرُ النِّسَاءَ وَيَعْتَرِضُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ [1] ، وَقَدْ أَمْكَنَ مَسَامِعَهُ مِنَ اللَّهْوِ وَالْجَسَارَةِ [2] فَهُمْ يُكَبِّدُونَهُ [3] الظَّفَرَ. وَالْهَلاكُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنَ السَّيْلِ إِلَى قِيعَانِ الرَّمْلِ، وَقَدْ خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ نَهْلِكَ بِهَلاكِهِ، وَنَعْطَبُ بِعَطَبِهِ، وَأَنْتَ فَارِسُ الْعَرَبِ وَابْنُ فَارِسِهَا، قَدْ فَزِعَ إِلَيْكَ فِي لِقَاءِ هَذَا الرَّجُلِ، وَأَطْمَعَهُ فِيمَا قَبْلَكَ أَمْرَانِ. أَمَّا أَحَدَهُمَا فَصِدْقُ طَاعَتِكَ وَفَضْلُ نَصِيحَتِكَ، وَالثَّانِي يُمْنُ نَقِيبَتِكَ وَشِدَّةُ بَأْسِكَ. وَقَدْ أَمَرَنِي بِإِزَاحَةِ عِلَّتِكَ وَبَسْطِ يَدِكَ فِيمَا أَحْبَبْتَ، فَعَجِّلِ الْمُبَادَرَةَ إِلَى عَدُوِّكَ. فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُوَلِّيَكَ اللَّهُ تَعَالَى شَرَفَ هَذَا الْفَتْحِ، ويلم بك شَعَثَ هَذِهِ الْخِلافَةِ. أَسَدُ بْنُ يَزِيدَ يَطْلُبُ نَفَقَةَ سَنَةٍ لِجُنْدِهِ فَقُلْتُ: أَنَا لِطَاعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُقْدِمٌ، وَلِكُلِّ مَا أَدْخَلَ الْوَهَنَ وَالذُّلَّ عَلَى عَدُوِّهِ حَرِيصٌ. غَيْرَ أَنَّ الْمُحَارِبَ لا يَعْمَلُ بِالْغَدْرِ [4] ، وَلا يَفْتَتِحُ أَمْرَهُ بِالتَّقْصِيرِ وَالْخَلَلِ. وَإِنَّمَا مِلاكُ الْمُحَارِبِ الْجُنُودُ، وَمِلاكُ الْجُنُودِ الْمَالُ. وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقَدْ [مَلأَ] [5] فِي أَيْدِي مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْعَسْكَرِ، وَتَابَعَ عَلَيْهِمْ بِالأَرْزَاقِ وَالصِّلاتِ. فَإِنْ سِرْتُ بِأَصْحَابِي وَقُلُوبُهُمْ مُتَطَلِّعَةٌ إِلَى مَنْ خَلْفِهِمْ مِنْ إِخْوَانِهِمْ لَمْ أَنْتَفِعْ بِهِمْ فِي لِقَاءٍ. وَقَدْ فَضُلَ أَهْلُ السِّلْمِ عَلَى أَهْلِ الْحَرْبِ. وَالَّذِي أَسْأَلُهُ أَنْ يُؤْمَرَ لِأَصْحَابِي بِرِزْقِ سَنَةٍ، وَيُحْمَلَ مَعَهُمْ أَرْزَاقُ سَنَةٍ، وَلا أُسْأَلُ عَنْ مُحَاسَبَةِ مَا افْتَتَحْتُ مِنَ الْمُدُنِ. فَقَالَ: قد اشتططت، ولا بدّ من مناظرة أمير المؤمنين.   [1] في تاريخ الطبري 8/ 419 «ويعتزم على الرؤيا» ، وفي الكامل 6/ 253 «ويعتزم على الرياء» . [2] في الأصل «الخسارة» ، والتصحيح من الطبري، وابن الأثير. [3] عند الطبري، وابن الأثير «يعدونه» . [4] في تاريخ الطبري 8/ 419 «بالغرور» ، والمثبت يتفق مع ابن الأثير 6/ 254. [5] إضافة من الطبري. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 33 حبْس الأمين لأسد بْن يزيد ثمّ ركب معي إِلَيْهِ فدخلتُ، فما دار بيني وبينه إلا كلمتان حتّى غضب وأمر بحبسي [1] . اختيار أحْمَد بْن مَزْيد لقتال طاهر بْن الحسين وذكر زياد [بْن عليّ] [2] قَالَ: ثمّ قَالَ الأمين: هَلْ في أهل بيت هذا مِن يقوم مقامه؟ فأنا أكره أن أستفسدهم مَعَ سابقتهم وطاعتهم. قَالُوا: نعم، فيهم أحمد بْن مَزْيد عَمُّهُ وأثنوا عَلَيْهِ، فاستقدمه عَلَى البريد. قَالَ أحمد: فبدأت بالفضل بْن الربيع، فإذا عنده عَبْد الله بْن حُمَيْد بن قحطبة، وهو يريده عَلَى الشخوص إلى طاهر بْن الحسين وعبد الله يشتطّ في طلب المال والإكثار مِن الرجال. فلمّا رآني رحّب بي وصيّرني معه إلى صدر المجلس، فكلّمني ثمّ قام معي حتّى دخلنا عَلَى الأمين، فلم يزل يأمرني بالدّنوّ حتى كدت أُلاصقه، فقال: إنّه قد كثُر عليّ تخليط ابن أخيك وتنكُّره، وطالَ خِلافهُ. وقد وُصفتَ لي بخير، وأحببت أن أرفع قدرك وأُعْلي منزلتك. وأنّ أُوَلّيك جهاد هذه الفئة الباغية. فقلت: سأبذل في طاعتكم مهجتي. وصيّة الأمين لأحمد بْن مزيد قَالَ: وانتخبت الرجال، فبلغ عدّة مِن صحّحتُ اسمَه ألف رَجُل، ثمّ سرت بهم إلى حُلْوان. ودخلت عَلَيْهِ قبل ذَلِكَ وقلت: أوصِني. قَالَ: إيّاك والبغي، فإنه عِقال النصر. ولا تُقدّم رجلا إلا بالاستخارة، ولا تُشْهر سيفًا إلا بعد إعذار، ومهما قدرت عَلَيْهِ باللّين فلا تتعدّه بالحرب، في كلام طويل.   [1] تاريخ الطبري 8/ 418- 420، الكامل في التاريخ 6/ 252- 254، العيون والحدائق 3/ 327. [2] إضافة من الطبري. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 34 وأطلق لَهُ ابن أخيه أسدًا [1] . احتيال طاهر عَلَى جيوش الأمين حتى تقاتلوا وتفرّقوا وذكر يزيد بْن الحارث أنّ الأمين وجّه معه عشرين ألفًا مِن الأعراب، ومع عَبْد الله بْن حُمَيْد عشرين ألفًا مِن الأبناء وأمرهم أن ينزلوا حُلْوان ويدفعوا طاهرًا عَنْهَا، وينصبا لَهُ الحرب. فنزلا في خانِقين [2] ، فدَسّ طاهر العيون إلى عسكرهما، فكانوا يأتون الجيش بالأراجيف ويخبرونهما أنّ الأمين قد وضَع العطاء لأصحابه، وقد أمر لهم بالأرزاق. ولم يزل يحتال في وقوع الاختلاف والشغْب بينهم حتى اختلفوا، وانتفض أمرهم وقاتلوا بعضهم بعضًا، ورجعوا [3] . تسليم ما احتواه طاهر إلى هَرْثَمَة بْن أَعْيَن ثمّ دخل طاهر حُلوان، وأتاه هَرْثَمَة بْن أَعْيَن بكتابي المأمون والفضل بْن سهل يأمرانه بتسليم ما حوى مِن المدن إلى هَرْثَمَة، والتَّوجُّه إلى الأهواز. فسلّم ذَلِكَ إِلَيْهِ، وأقام هَرْثَمَة بحُلْوان فحصّنها وأحكم أموره. ومضى طاهر إلى الأهواز [4] . تولية المأمون للفضل بْن سهل عَلَى جميع المشرق ودعا المأمون الفضل بْن سهل فولاه عَلَى جميع المشرق مِن هَمَدان إلى جَبَل سِقْينان [5] والتَّبت طولا، ومن بحر فارس والهند إلى بحر الدّيلم   [1] تاريخ الطبري 8/ 420- 423، الكامل في التاريخ 6/ 255، 256. [2] خانقين: بلدة من نواحي السواد في طريق همدان من بغداد. (معجم البلدان 2/ 340) . [3] تاريخ الطبري 8/ 423، العيون والحدائق 3/ 327، الكامل في التاريخ 6/ 256، نهاية الأرب 22/ 176، المختصر في أخبار البشر 2/ 19، البداية والنهاية 10/ 235، 236، تاريخ ابن خلدون 3/ 235، 236. [4] تاريخ الطبري 8/ 423، الكامل في التاريخ 6/ 256، العيون والحدائق 3/ 327. [5] في الأصل «سفيان» ، والتصحيح من تاريخ الطبري 8/ 424، وفي: البدء والتاريخ 6/ 108 (جبل سقين) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 35 وجُرجان عرضًا، وقرّر لَهُ عُمالة ثلاثة آلاف [ألف] درهم [1] ، ولقّبه ذا الرئاستين. تولية الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج ثمّ ولّى أخاه الحَسَن بْن سهل ديوان الخراج [2] . إطلاق عَبْد المُلْك بْن صالح مِن الحبس وكان في حبْس الرشيد عَبْد المُلْك بْن صالح بْن عليّ، فأطلقه الأمين وقرّبه، فدخل عَلَيْهِ أحد الأيام وقال: يا أمير المؤمنين إنّي أرى الناس قد طمعوا فيك، وقد بذلت سماحتك، فإنْ بقيت عَلَى أمرك أبطَرْتهم، وإنْ كَفَفْت عَنِ البذْل سخطْتَهم، ومع هذا فإنّ جُنْدك قد داخَلَهم الرعبُ وأضْعَفَتْهُمُ الوقائع، وهابوا عدوَّهم. فإنْ سيّرتهم إلى طاهر غلب بقليلِ مَنْ معه كثيَرهم. وأهل الشام قوم قد مرّستهم الحرب وأَدَّبَتْهم الشدائد، وجُلُّهم مُنْقادُ إليّ، مُسارعٌ إلى طاعتي. فإنْ وجّهتني أتّخذت لك منهم جُنْدًا تعظُم نكايته في عدوّه. فولاه الشام والجزيرة واستحثّه عَلَى الخروج [3] ، فلمّا بلغ الرَّقّة أقام بها، وأنفذ رُسُلَه وكُتُبَه إلى رؤساء الأجناد بجمع الأمداد والرجال والزواقيل والأعراب مِن كلّ فَجّ، وخلع عليهم. ثمّ إنّ بعض جُنْده الخُراسانيّة نظر إلى فرسٍ كانت أُخِذت منه في وقعة سليمان بْن أَبِي جعفر بالشام تحت بعض الزَّواقيل. فتعلق بها، فتنازعا الفرس، واجتمع   [1] زيادة من: الطبري 8/ 424، الكامل 6/ 257، والمنتقى من تاريخ الإسلام لابن الملا. [2] تاريخ الطبري 8/ 424، الكامل في التاريخ 6/ 256، 257، العيون والحدائق 3/ 327، 328، البدء والتاريخ 6/ 108، 109، نهاية الأرب 22/ 176، المختصر في أخبار البشر 2/ 20، البداية والنهاية 10/ 236، النجوم الزاهرة 2/ 151، مآثر الإنافة 1/ 215، تاريخ سنيّ ملوك الأرض 166، 167. [3] تاريخ الطبري 8/ 424، الكامل في التاريخ 6/ 257، النجوم الزاهرة 2/ 151. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 36 الناس وتأهّبوا، وأعان كلٌ منهم صاحبه، وتضاربوا بالأيدي. فاجتمعت بعض الأبناء إلى محمد بْن أَبِي خَالِد الحربيّ وقالوا: أنت شيخنا، وقد ركب الزواقيلُ منّا ما سَمِعْتُ، فاجمع أمرنا وإلا استذلّونا، فقال: ما كنت لأدخل في شَغْب، ولا أشاهدكم [1] عَلَى مثل هذه الحال. فاستعدّ الأبناء وأتوا الزّواقيل وهم غارّون، فوضعوا فيهم السيف، وقتلوا منهم مقتلة عظيمة. فتنادى الزواقيل ولبسوا لأمَة الحرب. ونشبت الحرب بينهم، فوجّه عَبْد المُلْك رسولا يأمرهم بالكَفّ. فرموه بالحجارة. وكان عَبْد المُلْك مريضًا مُدْنَفًا، وقال: واذُلاه! تُستضام العربُ في دُورها وبلادها وتُقتل. فغضب مِن كَانَ أَمْسك عَنِ الشرّ مِن الأبناء، وتفاقم الأمرُ. وقام بأمر الأبناء الحسين بْن علي بْن عيسى بْن ماهان، وأصبح الزواقيل وقد جَيَّشوا بالرَّقّة، واجتمع الأبناء والخُراسانيّة بالرافقة. وقام رجلٌ مِن أهل حمص فقال: يا أهل حمص، الهربُ أهون مِن العطب، والموت أهون من الذلّ، النفير النفير قبل أن ينقطع الشمل [2] ويعسر المهرب [3] ، ثمّ قام نمر بْن كلب [4] فقال نحو ذَلِكَ، فسار معه عامّة أهل الشام ورحلوا [5] . وأقبل نصر بْن شبت في الزّواقيل، وهو يَقُولُ: فرسانَ قيسٍ اصبري [6] للموت ... لا تُرْهِبُنّي عَنْ لقاء الفَوْت دعي التَّمنّي بعسى وليت [7] . ثمّ حمل هو وأصحابه، فقاتل قتالا شديدًا، وكثُر القتل والبلاء في   [1] في الأصل «اساعدكم» ، والتصحيح من الطبري. [2] عند الطبري 8/ 426، «ينقطع السبيل» ، وكذلك في الكامل 6/ 258. [3] عند الطبري 8/ 426 «المذهب» ، والمثبت يتفق مع ابن الأثير 6/ 258. [4] عند الطبري وابن الأثير «رجل من كلب» . [5] في الأصل «هللوا» ، والخبر في تاريخ الطبري 8/ 426، 427، والكامل في التاريخ 6/ 258. [6] عند الطبري «اصمدنّ» . [7] تاريخ الطبري 8/ 427. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 37 الزّواقيل، وحملت الأبناء فانهزمت الزّواقيل [1] . وفاة عَبْد المُلْك وعودة الرجّالة ثمّ تُوُفّي عَبْد المُلْك في هذه الأيام. فنادى الحسين بْن عليّ بْن عيسى في الْجُنْد، وصَيّر الرَّجَّالَةَ في السفن، والفُرسان عَلَى الظَّهْر، ووصّلهم حتى أخرجهم مِن بلاد الجزيرة في رجب، ودخل بغداد [2] . فلمّا كان في جوف الليل طلبه الأمين، فقال للرسول: ما أَنَا مُغَنّ ولا مُسامِر ولا مُضْحك، ولا وُلِّيتُ لَهُ عملا، فلأيّ شيءٍ يريدني؟ انصرف فَمِن الغد آتيه. خطبة الحسين بْن عليّ في الأبناء قَالَ: فأصبح الحسين فوافى باب الجسر، واجتمع إِلَيْهِ النّاس، فأمر بإغلاق الباب الَّذِي يخرج منه إلى عُبَيْد الله [3] بْن عليّ وباب سوق يحيى، وقال: يا معشر الأبناء، إنّ خلافة الله لا تُجاوَر بالبَطر، وَنِعْمَةٌ لا تُسْتَصْحب بالتجبُّر، وإن محمدًا يريد أن يزيغ [4] أديانكم، وينكث بيعتكم، ويفرق أمركم. وتاللَّه إنّ طالت يده [5] ، وراجعه مِن أمره قوّة، ليَرجعّن وَبَالُ ذَلِكَ عليكم، ولتعرفّن ضرره. فاقْطعوا أثَره قبل أن يقطع آثاركم، وَضَعُوا عزّه قبل أن يضع عزّكم. بيعة الحسين المأمون وخلعه الأمين ثمّ أمر الناس بعبور الجسر، فعبروا حتى صاروا إلى سكّة باب خُراسان، واجتمعت الحربيّة وأهلُ الأرباض ممّا يلي بابَ الشام، فتسرّعت   [1] تاريخ الطبري 8/ 427، الكامل في التاريخ 6/ 259، العيون والحدائق 3/ 328، البداية والنهاية 10/ 236، البداية والنهاية 10/ 236. [2] تاريخ الطبري 8/ 428، الكامل في التاريخ 6/ 259، البداية والنهاية 10/ 236. [3] هكذا، وعند الطبري 8/ 428 «عبد الله» ، انظر الحاشية. [4] عند الطبري 8/ 429 «يونغ» ، وعند ابن الأثير 6/ 259 «يوقع» . [5] عند الطبري وابن الأثير «إن طالت به مدّة» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 38 خيولٌ مِن خيول الأمين مِن الأعراب وغيرهم إلى الحسين، فاقتتلوا اقتتالا شديدًا، ثمّ استظهر عليهم الحسين وتَفَرّقوا. فخلع الحسينُ محمدًا لإحدى عشرة لَيْلَةً خَلَت مِن رجب، وبايع المأمونَ مِن الغد، ثمّ غدا إلى محمد. حبس الأمين وأمّه في قصر المنصور فوثب العبّاس بْن موسى بْن عيسى الهاشميّ فدخل قصر الخُلْد وأخرج منه محمدًا إلى قصر المنصور، فحبسه هناك إلى الظهر. وأخرج أمّه، أمّ جعفر، بعد أنْ أبت، وقنعها بالسَّوط وسَبَّها [1] ، وأُدخلت إلى قصر المنصور [2] . خطبة محمد بْن أبي خَالِد لاعتزال الحسين بْن عليّ فلمّا أصبح الناسُ مِن الغد طلبوا مِن الحسين بْن عليّ بْن عيسى بْن ماهان الأرزاق، وقد ماج الناس بعضهم في بعض. وقام محمد بْن أَبِي خَالِد كبير الأبناء بباب الشام فقال: أيّها الناس، والله ما أدري بأيّ سبب تَأمّر الحسين علينا؟ والله ما هُو بأكبرنا سنّا، ولا أكرمنا حسبًا، ولا أعظمنا منزلة وغَناء. وإنّ فينا مِن لا يرضي بالدَّنَيَّةِ، ولا ينقاد بالمخالفة، وإني أوّلكُم نقض عهده، وأنكر فِعله، فمن كَانَ رأيُه رأيي فلْيعتزلْ معي [3] . وقام أسد الحربيّ فقال نحو مقالته [4] . خطبة الشَّيْخ الكوفي وإخراج الأمين مِن حبسه وأقبل شيخ كبير مِن أبناء الكوفة فصاح: اسكتوا أيّها النّاس فسكتوا لَهُ، فقال: هَلْ تعتدون [5] عَلَى محمدٍ بقطع أرزاقكم؟ قَالُوا: لا! قَالَ: فهل قصّر بأحدٍ مِن أعيانكم؟ قالوا: ما علمنا! قال: فهل عزل أحدا من قوّادكم؟   [1] عند الطبري 8/ 429 «وساءها» . [2] خلاصة الذهب 181، نهاية الأرب 22/ 178، البداية والنهاية 10/ 236، تاريخ ابن خلدون 3/ 236، الكامل في التاريخ 6/ 260، التنبيه والإشراف 301. [3] تاريخ الطبري 8/ 428- 430، الكامل في التاريخ 6/ 259، 260، العيون والحدائق 3/ 328، 329، المعارف 385. [4] الطبري 8/ 430، ابن الأثير 6/ 260. [5] هكذا في الأصل، وتاريخ الطبري، والكامل، وفي العيون والحدائق 3/ 329 «تغدرون» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 39 قَالُوا: لا! قَالَ: فما بالكم خذلتموه وأَعَنْتُم عدوّه عَلَى اضطّهاده وأسْره؟ والله ما قتل قوم خليفتهم إلا سلَّط الله عليهم السيف. انهضوا إلى خليفتكم فادفعوا عَنْهُ، وقاتِلوا مِن أراد خلعه. فنهضت الحربيّة، ونهض معهم عامّة أهل الأرباض، فقاتلوا الحسين وأصحابه قتالا شديدًا، وأكثروا في أصحابه الجراح، وأُسِر الحسين. فدخل أسد الحربيّ [1] عَلَى الأمين، فكسر قيودَه وأقعده في مجلس الخلافة. فنظر محمد إلى قومٍ لَيْسَ عليهم لباس الْجُنْد، ولا عليهم سلاح، فأمرهم فأخذوا مِن الخزائن حاجتهم مِن السلاح، ووعدهم ومَنّاهم. الصفح عَنِ الحسين بْن عليّ وأحضروا الحسين، فلامَه عَلَى خِلافه وقال: ألم أقدّم أباك عَلَى الناس، وأُشرّف أقداركم؟ قَالَ: بلى! قَالَ: فما الَّذِي استحققتُ بِهِ منك أن تخلع طاعتي، وتؤلّب النّاس عَلَى قتالي؟ قَالَ: الثّقة بعفو أمير المؤمنين وحُسْن الظّنّ بصفحه. قَالَ: فإنّي قد فعلت ذَلِكَ، وولَّيْتُك الطلب بثأر أبيك. ثمّ خلع عَلَيْهِ وأمرَه بالمسير إلى حُلوان، فخرج [2] . هرب الحسين بْن عليّ وقتله فلمّا خفَّ النّاس قطع الجسر، وهرب في نفر مِن حَشَمه ومواليه. فنادى الأمين في الناس فركبوا وأدركوه. فلما بُصر بالخَّيل نزل فصلّي ركعتين ثمّ تهيّأ، فلقِيهم وحمل عليهم حملات في محلّها يهزمهم، ثمّ عثر به فرسه   [1] هكذا في الأصل، وتاريخ الطبري 8/ 430. وفي العيون والحدائق 3/ 329، «الحرميّ» (بالميم) . [2] تاريخ الطبري 8/ 430، 431، الكامل 6/ 260، 261، العيون والحدائق 3/ 329، الفخري 215، نهاية الأرب 22/ 178، البداية والنهاية 10/ 236، 237، تاريخ ابن خلدون 3/ 236، 237، النجوم الزاهرة 2/ 151. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 40 فسقط فابتدره الناس فقتلوه، وذلك عَلَى فرسخ من بغداد لست من رجب. وأتوا برأسه [1] . وقيل إنّ الأمين لما عفى عَنْهُ استوزره ودفع إِلَيْهِ خاتمه [2] . تجديد البيعة للأمين وصبيحة قتله جدّد الْجُنْد البيعة للأمين [3] . هرب الفضل بْن الربيع وليلة قتله هرب الفضل بْن الربيع [4] . مسير طاهر بْن الحسين لقتال محمد بْن يزيد المهلّبي ولما سار طاهر إلى الأهواز بلغه أنّ محمد بْن يزيد بْن حاتم المهلَّبيّ عامل الأمين عليها قد توجّه في جمع عازما النزول بجنديسابور وهو ما بين حَدّ الأهواز، والجبل، ليحمي الأهواز مِن أصحاب طاهر، فدعا طاهر عدّة أمراء مِن جُنْده بأن يكمّشوا السير [5] . ثمّ سارت عساكره حتى أشرفوا عَلَى عسكر مُكْرَم، وبه محمد بْن يزيد، فرجع ودخل الأهواز. ثمّ عبّى أصحابه عَلَى بابها والتقوا، وطال الحرب بينهم [6] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 431، الكامل في التاريخ 6/ 261، العيون والحدائق 3/ 329، 330، الفخري 215، نهاية الأرب 22/ 178، البداية والنهاية 10/ 237، تاريخ ابن خلدون 3/ 237، التنبيه والإشراف 301. المعارف 385، تاريخ الزمان 21. [2] الطبري 8/ 431، الكامل 6/ 261، نهاية الأرب 22/ 178، التنبيه الإشراف 301، تاريخ الزمان 21. [3] الطبري 8/ 432، الكامل 6/ 261، البداية والنهاية 10/ 237. [4] الطبري 8/ 432، الكامل 6/ 261، نهاية الأرب 22/ 178، البداية والنهاية 10/ 237، تاريخ ابن خلدون 3/ 237. [5] كمّش السير: أسرع وجدّ فيه. والخبر في تاريخ الطبري 8/ 432، والكامل في التاريخ 6/ 262. [6] الطبري 8/ 432، 433، الكامل 6/ 262. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 41 مصرع محمد بْن يزيد وما قِيلَ في رثائه ثمّ نزل محمد بْن يزيد هُوَ وغلمانه عن خيلهم وعرقبوهم، وقاتل حتى طعنه رَجُل برمح [1] . وذكر بعضهم مصرعَه ورثاه فقال: مِن ذاق طعم الرُّقاد مِن فرحٍ ... فإنّي قد أَضَرَّ بي سَهَري وليّ فتى الرُّشْد فافتقدتُ بِهِ ... قلبي وسمعي وغرَّني بصْريّ كَانَ غِياثًا لدى الْمُحُولِ فقد ... ولّي غمامُ الرّبيع والمطرِ [2] . تولية طاهر العمال عَلَى البحرين وأخذ الطاعة مِن الكوفة والموصل وغيرها وأقام طاهر بالأهواز، وولّي عمّاله عَلَى اليَمامة والبحرين. ثمّ أخذ عَلَى طريق البَرّ متوجهًا إلى واسط، وبها يومئذٍ السّنْدي بْن يحيى الحَرَشيّ. وجعلت المسالح كلّما قُرب طاهر من واحدة هرب مِن يحفظها. فجمع السّنْديّ والهيثم بْن شُعبة أصحابهما وهَمّا بالقتال، ثمّ هربا عَنْ واسط، فدخلها طاهر، ووجّه إلى الكوفة أحمد بْن المهلّب القائد، وعليها يومئذٍ العبّاس بْن موسى الهادي، فبلغه الخبر، فخلع الأمين، وكتب بالطّاعة إلى طاهر. ونزلت خيله واسط ثمّ فم النيل، وكتب عاملُ البصرة، منصور بْن المهدي، إلى طاهر بالطّاعة. ثمّ نزل طاهر جرجرايا [3] وخندق عَلَيْهِ [4] . وكتب بالطّاعة أمير الموصل المطّلب بْن عَبْد الله بْن مالك للمأمون. كلّ ذَلِكَ في رجب [5] .   [1] الطبري 8/ 433، الكامل 6/ 263، النجوم الزاهرة 2/ 152. [2] الأبيات في تاريخ الطبري 8/ 434، بزيادة ثلاثة أبيات أخرى. [3] هكذا في الكامل 6/ 264، وتاريخ ابن خلدون 3/ 237، وعند الطبري 8/ 435 «طرنايا» [4] تاريخ الطبري 8/ 435، الكامل 6/ 264، العيون والحدائق 3/ 330. [5] الطبري 8/ 436، الكامل 6/ 264، العيون 3/ 330، نهاية الأرب 22/ 177، تاريخ ابن خلدون 3/ 237. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 42 إقرار العمّال عَلَى أعمالهم ولمّا كتب هَؤلاءِ إلى طاهر بالطّاعة، أقرّهم عَلَى أعمالهم، واستعمل عَلَى مكّة والمدينة دَاوُد بْن عيسى بْن موسى الهاشميّ، وعلي اليمن يزيد بْن جرير القسْريّ [1] . هزيمة محمد البربريّ عند جسر صرصر ثمّ غلب طاهر عَلَى المدائن، ثمّ صار منها إلى نهر صَرْصَرٍ، فعقد عَلَيْهِ جسرًا [2] ، فوجّه الأمين محمد بْن سليمان القائد، ومحمد بْن حمّاد البربريّ [3] ليُبيّتا يَزَكَ [4] طاهر، فكانت بينهم وقعة شديدة، فانهزم محمد القائد [5] . انهزام الفضل بْن موسى عَنِ الكوفة ووجّه الأمين عَلَى الكوفة الفضل بْن موسى بْن عيسى الهاشميّ وولاه عليها، فالتقاه محمد بْن العلاء ببعض قوّاد طاهر، فاقتتلوا وانهزم أصحاب فضل، وهمّ في أقفيتهم قتلا وأسرًا، فأسروا إسماعيل بْن محمد الْقُرَشِيّ وجمهور النّجّاريّ [6] . إدبار أمر الأمين وبقي أمرُ الأمين كلّ يوم في إدبار، والناس معذورون في خلْعه، لكونه نكث وخلع أخويه المأمون والمؤتمن. وأقام بَدَلَهما ابنه طفلا رضيعًا، مَعَ ما هُوَ فيه مِن الانهماك على اللهو والجهل.   [1] الطبري 8/ 436، الكامل 6/ 264، ولم يقف على اسمه القلقشندي (مآثر الإنافة 1/ 207) . [2] الطبري 8/ 436، الكامل 6/ 265، العيون 3/ 330، تاريخ ابن خلدون 3/ 237. [3] في (مآثر الإنافة) 1/ 207 (حمّاد اليزيدي) ، والمثبت عن الأصل، والطبري 8/ 436، والكامل 6/ 264. [4] اليزك: بالفتح. الحرس. [5] تاريخ الطبري 8/ 436، 437، الكامل 6/ 264، تاريخ ابن خلدون 3/ 237. [6] الطبري 8/ 437. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 43 ذكر خبر خلع دَاوُد بْن عيسى الأمين [1] وأما داود بْن عيسى الهاشميّ فإنه كَانَ عَلَى الحرمين، فأسرع في خلع الأمين [2] . وبايع للمأمون وجوهُ أهل الحرمين، فاستخلف عليهما ولده سليمان [3] ، وسار في حظيرة مِن أقاربه يريد المأمون بمَرْو. فلمّا قدِم عَلَيْهِ تيمّن المأمون ببركة مكّة والمدينة، إذ كانوا أوّل مِن بايعه بعد خراسان [4] . ووصل داود بخمسمائة ألف درهم، ثمّ رجع مسرعًا ليقيم موسم الحجّ، ومعه ابن أخيه الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، فمرّا بالعراق عَلَى طاهر، فبالغ في إكرامهما، ووجّه معهما يزيد بْن جرير بْن يَزِيدَ بْنَ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقِسْرِيَّ، وقد عقد لَهُ طاهر عَلَى ولاية اليمن [5] . إقامة الموسم وأقام الموسم العبّاس بْن موسى المذكور [6] . وأحسن يزيد السيرة باليمن. انهزام عليّ بن نهيك أمام هَرْثَمَة وفي شَعْبان عقد الأمين لعليّ بْن محمد بْن عيسى بْن نهيك الإمرة على   [1] العنوان ليس في الأصل. [2] الطبري 8/ 348، الكامل 6/ 266، العيون 3/ 330، 331، نهاية الأرب 22/ 178، تاريخ ابن خلدون 3/ 237. [3] الطبري 8/ 440، الكامل 6/ 266، العيون 3/ 331، نهاية الأرب 22/ 179، تاريخ ابن خلدون 3/ 238. [4] الطبري 8/ 440، الكامل 6/ 266، 267، العيون 3/ 331، نهاية الأرب 22/ 179. [5] تاريخ الطبري 8/ 440، 441، الكامل 6/ 266، 267، العيون 3/ 331، 332، نهاية الأرب 22/ 179، تاريخ ابن خلدون 3/ 238. [6] تاريخ خليفة 467، تاريخ اليعقوبي 2/ 442، تاريخ الطبري 8/ 441، مروج الذهب 4/ 404، الكامل في التاريخ 6/ 269، البداية والنهاية 10/ 237، تاريخ حلب 238. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 44 نحو أربعمائة قائد، وأمرَه بالمسير إلى هَرْثَمَة. فساروا بحُلوان [1] في رمضان، فهزمهم هَرْثَمَة وأسر أمير الجيش عليّ بْن محمد، وبعث بِهِ إلى المأمون. وزحف هَرْثَمَة فنزل النهروان [2] . شغب الْجُنْد عَلَى طاهر وقتالهم لَهُ وأقام طاهر [عَلَى] [3] نهر صَرْصَرٍ، فكان لا يأتيه جيش مِن جهة الأمين إلا هزمه. وأخذ الأمين يدسّ الجواسيس إلى قوّاد طاهر يعدهم ويمنّيهم، فشغبوا عَلَى طاهر، واستأمَن خلقٌ إلى الأمين فأسنى عطاياهم، ثمّ كرّوا إلى صَرْصَرٍ لحرب طاهر. فالتقوا ودام القتال. تفريق الأمين الخزائن والذخائر عَلَى الناس ثمّ انهزم جيش بغداد، وانتهَب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم. فبلغ الأمينَ الخبرُ، فأخرج خزائنه وذخائره، وفرّق الصلات، وجمَع أهل الأرباض. واعترض الناس عَلَى عينه، فكان لا يرى أحدًا وسيمًا حسن الرّواء إلا خلع عَلَيْهِ وأمّره، وغلّف لحيته بالغالية، فسُمّوا قوّاد الغالية. وأعطى كلّ واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية [4] . مكاتبة طاهر لقوّاد الأمين واستمالتهم ثمّ كاتب طاهرُ قوّادَ الأمين فاستمالهم، فشغبوا على الأمين، وذلك لست خلون مِن ذي الحجّة. فشاور قوّاده. فقيل لَهُ: تدارك أمرهم. فبذل   [1] في تاريخ الطبري 8/ 441 «فساروا فالتقوا بجللتا» ، وكذلك في العيون والحدائق 3/ 332، وفي الكامل 6/ 267 «فالتقوا بنواحي النهروان» . [2] تاريخ الطبري 8/ 441، الكامل 6/ 267، العيون 3/ 332، نهاية الأرب 22/ 180، البداية والنهاية 10/ 237. [3] زيادة من الطبري. [4] تاريخ الطبري 8/ 442، 443، تاريخ اليعقوبي 2/ 440، الكامل 6/ 268، مروج الذهب 3/ 409، نهاية الأرب 22/ 180، البداية والنهاية 10/ 237. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 45 فيهم بالعطاء وأسرف. ونزل معسكرًا بالبستان، ففتح أهل السجونِ السجونَ وخرجوا، ووثب على العامّة السواد، وساءت حال الناس وعظم الشرّ، وتواكل الفريقان [1] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 443، 444، الكامل 6/ 268، 269، العيون 3/ 332، البدء والتاريخ 6/ 109، مروج الذهب 3/ 409، نهاية الأرب 22/ 180، البداية والنهاية 10/ 237، تاريخ ابن خلدون 3/ 238. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 46 سنة سبَع وتسعين ومائة تُوُفّي فيها: أحمد بْن بشير، أبو بَكْر الكوفيّ، بقيّة بْن الوليد، أبو يُحْمد الكلاعيّ، إبراهيم بْن عُيَيْنة [1] ، أخو سُفْيان، بهز بْن أسد، مصريّ ثقة، ربعيّ بْن عُلَيّة [2] ، أبو الحَسَن أخو إسماعيل، الحَسَن بْن حبيب بْن نَدْبه، بصْريّ، زيد بْن أَبِي الزرقاء المَوْصِليّ، سلامة بْن رَوْح الأيليّ، عَنْ عُقيل، شُعَيْب بن حرب المدائني الزّاهد، عبد الله بن وهب، أبو محمد، بمصر، عَبْد العزيز بْن حمران الزُّهْرِيّ الْمَدَنِيّ، الفضل بْن عَنْبَسَةَ الواسطيّ، ثقة، القاسم بْن يحيى بْن عطاء بْن مقدّم، حدّث فيها، محمد بْن فُلَيْح بْن سليمان المدنيّ، هشام بن يوسف الصّنعانيّ الفقيه،   [1] من حقّه أن يتقدّم على الّذي قبله. [2] من حقّه أن يتأخر إلى ما بعده، وهو ربعيّ بن إبراهيم الأسدي. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 47 ورش المقرئ، واسمه عثمان بْن سَعِيد، وكيع بن الجرّاح الرّواسيّ الإمام، أبو سَعِيد مولى هاشم، هُوَ عَبْد الرَّحْمَن. التحاق المؤتمن ومنصور بالمأمون وفيها لحِق القاسم الملقّب بالمؤتمن، وهو أخو الأمين، ومنصور بْن المهديّ بالمأمون [1] . شكوى المسلمين مِن أعمال زهير بْن المسيبّ وفيها نزل زُهير بْن المسيّب الضّبيّ بكَلْواذي [2] ، ونصب المجانيق، واحتفر الخندق. وجعل يخرج في الأوقات عند اشتغال الْجُنْد بحرب طاهر، فيرمي بالمجانيق والعرّادات مِن أقبل وأدبر، ويعشّر أموال التّجار. وجعل يرمي المسلمين، فأتوا طاهرًا يشكون منه. وبلغ ذَلِكَ هَرْثَمَة بْن أَعْيَن، فأمدّه بالجنود [3] . اشتداد الحصار عَلَى الأمين ببغداد ثم نزل هرثمة نهربين [4] وبنى عَلَيْهِ حائطًا وخندقًا، وأعدّ المجانيق، وأنزل   [1] تاريخ الطبري 8/ 445، خلاصة الذهب 183، البداية والنهاية 10/ 238. [2] في الأصل «بكلواذى» وكذا في مروج الذهب 3/ 411، والّذي أثبتناه عن الطبري، وابن الأثير، وتاريخ اليعقوبي 2/ 441، ومعجم البلدان 4/ 477، وقال: آخره ألف تكتب ياء مقصورة. وهو طوّح قرب مدينة السلام بغداد، وناحية الجانب الشرقي من بغداد من جانبها، وناحية الجانب الغربي من نهر بوق. [3] تاريخ الطبري 8/ 445، الكامل 6/ 271. [4] في الأصل «تير» ، والمثبت عن الطبري 8/ 446، والكامل 6/ 271. وجاء في معجم البلدان 5/ 318 «نهربيل» : بكسر الباء وياء ساكنة ولام. طسّوج من سواد الجزء: 13 ¦ الصفحة: 48 عُبَيْد الله بْن الوضّاح الشمّاسيّة. ونزل طاهر بن الحسين البستان الَّذِي بباب الأبناء، فضاق الأمين ذَرْعًا، وتفرّق ما كَانَ في يده مِن الأموال العظيمة. فأمر ببيع ما في الخزائن مِن الأمتعة، وضربَ آنية الذهب والفضّة دنانير ودراهم لينفقها [1] . دَرْس محاسن بغداد ثمّ أمر برمي الحربيّة بالنَّفط والمجانيق، وهلك جماعة، وكثُر الخراب والهدْم حتّى دُرست محاسن بغداد، وعُمِلت فيها المراثي [2] . تسلُّم طاهر لقصر صالح ولم يزل طاهر مُصابرًا للأمين وجنده، حتَّى مل أهل بغداد قتاله، فاستأمن إلى طاهر الموكّلون للأمين بقصر صالح، وسلّموا إِلَيْهِ القصر بجميع ما فيه في جُمَادَى الآخرة في منتصفه. ثمّ استأمن إلى طاهر صاحب شُرَطة الأمين محمد بْن عيسى. فضعُف ركن الأمين واستسلم [3] . مقتل جماعة في قصر صالح وقُتِل داخل قصر صالح: أبو العبّاس يوسف بْن يعقوب الباذغيسي وجماعة من القوّاد، وقُتِل خلْق مِن أصحاب طاهر [4] . التحاق جماعة مِن القادة والعباسيين بطاهر ثمّ لحِق بطاهر عَبْد الله بْن حُمَيْد الطّائيّ، وإخوته، وابن الحَسَن بْن قَحْطَبة، ويحيى بْن عليّ بْن ماهان، ومحمد بْن أَبِي العباس [5] الطّائيّ. وكاتبه   [ () ] بغداد متّصل بنهربوق. أما في تاريخ اليعقوبي 2/ 440 «نهريين» . [1] نهاية الأرب 22/ 181، البداية والنهاية 10/ 238، تاريخ ابن خلدون 3/ 238. [2] تاريخ الطبري 8/ 446، العيون والحدائق 3/ 332، الكامل في التاريخ 6/ 271، مروج الذهب 3/ 412. [3] تاريخ الطبري 8/ 454، 455، الكامل في التاريخ 6/ 272. [4] الطبري 8/ 455، الكامل 6/ 273. [5] في تاريخ الطبري 8/ 456، «محمد بن أبي العاص» ، والمثبت يتفق مع الكامل 6/ 273، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 49 قوم في السّرّ مِن العباسيّين [1] . إقبال الأمين على اللهو والشرب وسوء حال أهل بغداد ولما كانت وقعة يوم قصر صالح أقبل محمد عَلَى اللهو والشرب، ووكّل الأمر إلى محمد بْن عيسى بْن نَهيك وإلى الهِرْش. فأقبل أصحاب الهِرْش يؤذون الرعيّة وينهبونهم، فلجأ خلْق ولاذوا إلى طاهر، فرأوا مِن أصحابه الأمن والخير. وبقي الناس في بغداد بأسوأ حال، وطال الأمر [2] . ولبعضهم: بكيت دما على [3] بغداد لمّا ... فقدت غضارة العيش الأنيقِ أصابتها [4] مِن الحسّاد عينٌ ... فأفْنَتْ أهلَها بالمنجنيق وهي طويلة [5] . قتال الغوغاء والعيّارين والحرافيش عَنِ الأمين وما قِيلَ فيهم وبقي يقاتل عَنِ الأمين غوغاء بغداد والعيّارون والحرافشة وأنكوا في أصحاب طاهر. وكانوا يقاتلون بلا سلاح، فقال بعض الشعراء: خرّجت هذه الحروب رجالا ... لا لقحطانها ولا لنزارِ [6] مَعْشَرًا في جواشن الصوف يَغْدون ... إلى الحرب كالأُسود [7] الضَّواري وعليهم مغافر الخوص تجزى ... هم عن البيض والتّراس البواري [8]   [ () ] ونهاية الأرب 22/ 181. [1] تاريخ الطبري 8/ 456، الكامل 6/ 273. [2] الطبري 8/ 456، الكامل 6/ 273. [3] في مروج الذهب: «بكت عيني على» . [4] في المروج «أصابتنا» ، وكذلك في الكامل (6/ 273) . [5] ذكر الطبري 15 بيتا (8/ 457) ، والمسعودي في مروج الذهب 3/ 414 (12 بيتا) ، وابن الأثير (6/ 273، 274) (14 بيتا) ، والبيتان في تاريخ الخلفاء للسيوطي 299. [6] في مروج الذهب: «لا لقحطان، لا، ولا لنزار» . [7] في المروج «كالليوث» . [8] البواري: مفردها بارية، وهي الحصيرة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 50 ليس يدرون ما الفرار إذا الأب ... طال عاذوا مِن القَنا بالفرارِ واحدٌ منهم يُشدّ على أل ... فين [1] عُرْيَانُ ما لَهُ مِن إزارِ [2] كم شريفٍ قد أخملِتْهُ وكم قد ... رفعتْ مِن مُقامرٍ عيّارِ [3] . وقال آخر في غوغاء البغاددة: إذا حضروا قَالُوا بما يعرفونه [4] ... وإن لم [5] يروا شيئًا قبيحًا تخّرصوا ترى البطلَ المشهورَ في كلّ بلدةٍ ... إذا ما رَأَى العريان يومًا يُبَصْبِصُ [6] وقعة درب الحجارة ثمّ كانت بينهم وقعة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد الأمين عَلَى أصحاب طاهر، فقُتل فيها خلْق كثير [7] . وقعة باب الشّماسية ثمّ كانت وقعة باب الشّماسيّة، وأُسِر فيها هَرْثَمَة، وانتصر فيها أصحاب محمد. وَأُسَرَ هَرْثَمَة رجلٌ مِن العُراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هَرْثَمَة عَلَى الرجل فقطع يده وخلّصه، فمرّ منهزمًا، وبلغ خبرهُ أهل عسكره   [1] في خلاصة الذهب «الباقين» . [2] زاد الطبري بعده، وهو أيضا في المروج، والخلاصة: ويقول الفتى إذا طعن الطعنة ... : خذها من الفتى العيّار [3] في تاريخ الطبري 8/ 458، «طرّار» ، والأبيات كلها في مروج الذهب 3/ 415 ما عدا البيت الأخير، وهي كلها أيضا في خلاصة الذهب المسبوك 184 وفيه «مغامر طرار» ، وقد تحرّفت إلى «طراد» في الطباعة. [4] في مروج الذهب «يبصرونه» ، والمثبت يتفق مع الطبري، وابن الأثير. [5] «لم» ساقطة من تاريخ الطبري، وهي في الأصل، والمروج، والكامل. [6] هذا البيت ليس في مروج الذهب 3/ 415، ولا الكامل 6/ 275، 276، وقد أورد الطبري في تاريخه 8/ 459، 460 (14 بيتا) ، والمسعودي (6 أبيات) ، وابن الأثير (8 أبيات) . [7] تاريخ الطبري 8/ 463، الكامل في التاريخ 6/ 276، البداية والنهاية 10/ 239. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 51 فتقوضّ بما فيه، وهرب أهله نحو حُلوان. وكان عَلَى العُراة حاتم بْن الصّقْر [1] . وقعة العُراة وما قِيلَ فيهم ثمّ نَجَدَ هَرْثَمَة وأصحابَه طاهرُ بنُ الحسين وأصحابُه، وقتلوا مِن العُراة خلائق، فأيقن محمد بالهلاك، وهرب مِن عنده عَبْد الله بْن خازم بْن خُزَيمة إلى المدائن في السُّفن بعياله [2] . وقيل في قتل العُراة: كم قتيلٍ قد رأينا ... ما سألنا لأَيْش دارعًا تلقاه وعُريانٌ ... بجهلٍ وطيش حبشّيًا يقتل الناسَ ... عَلَى قطعة خَيْش مُرتدٍ بالشمس راضٍ ... بالمُنَى مِن كلٌ عيش يحمل الحملة لايق ... تل إلا رأس الجيش احْذرِ الرّميةَ يا طاهرُ ... مِن كفَّ الحُبَيش [3] . ودام حصار بغداد خمسة عشر شهرًا، هكذا، فلا قّوة إلا باللَّه. ظهور السفيانيّ بالشام وفيها أوفى السّفيانيّ بالشام، واستولى عَلَى سائرها باليَمانية، وهربت القيسيّة مِن الغوطة.   [1] تاريخ الطبري 8/ 464، 465، الكامل 6/ 276، البداية والنهاية 10/ 239، النجوم الزاهرة 2/ 154. [2] تاريخ الطبري 8/ 466 و 467، الكامل 6/ 276، 277. [3] تاريخ الطبري 8/ 469 وفيه بزيادة بيتين. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 52 حصار ابن بَيْهس لدمشق ثمّ إنّه توثّب عَلَيْهِ مسلمة بْن يعقوب الأموي المروانيّ، وقبض عَلَيْهِ في أثناء السَّنَةِ، وقيده. واستبدّ بالأمر وبايع لنفسه [1] ، فلم يبلع رِيقَه حتى حاصره ابن بَيْهَس بدمشق أيامًا، ثمّ نصب عَلَى السور السلالم، كما يأتي.   [1] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) ج 16/ ورقة 231، أمراء دمشق 83 رقم 251، معجم بني أميّة 166 رقم 347. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 53 سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. تُوُفّي فيها: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، أيّوب بْن تميم التّميميّ المقرئ، بدمشق، سُفْيان بْن عُيَيْنَة، أبو محمد الهلالّي، صَفْوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ، والأصحّ بعد ذَلِكَ، عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، أبو سَعِيد، عُمَر بْن حفص العبديّ، في قَوْل، عَمْرو بْن الهيثم، أبو قطن، بصْريّ ثِقة، عَنْبَسة بْن خَالِد الأَيْليّ، مالك بْن سُعير بْن الخمس الكوفيّ، محمد بْن شعيب بْن شابور، في قَوْل، محمد بْن معن الغِفَاريّ المدنيّ، تقريبًا، مسكين بْن بُكَيْر الحرّانيّ الحدّاد، محمد بْن هارون الأمين الخليفة، قُتِل، معن بْن عيسى القزاز المدنيّ، يحيى بْن سَعِيد القطّان، يحيى بْن عبّاد الضُّبَعيّ البصريّ، ببغداد. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 54 ذكر استيلاء طاهر عَلَى بغداد وفيها الحصار كما هُوَ عَلَى بغداد، ففارق محمدًا خُزَيْمَة بْن خازم مِن كبار قوّاده. وقفز إلى طاهر بْن الحسين هُوَ ومحمد بْن عليّ بْن عيسى بْن ماهان، فوثبا عَلَى جسر دِجلة في ثامن المحرَّم فقطعاه، وركّزا أعلامهما، وخلعا الأمين، ودعيا للمأمون. فأصبح طاهر بْن الحسين وألحّ في القتال عَلَى أصحاب محمد الأمين، وقاتل بنفسه. فانهزم أصحاب محمد، ودخل طاهر قسْرًا بالسيف، ونادي مناديه: مِن لَزِم بيته فهو آمن [1] . ثمّ أحاط بمدينة المنصور، وبقصر زُبيدة، وقصر الخُلْد، فثبت عَلَى قتال طاهر حاتم بْن الصَّقْر والهِرْش والأفارقة. فنصب المجانيق خَلَف السّور وعلى القصرين ورماهم. فخرج محمد بأمّه وأهله مِن القصر إلى مدينة المنصور، وتفرّق عامة جُنْده وغلمانه، وقلّ عليهم القُوت والماء، وفنيت خزائنه عَلَى كثْرتها [2] . ذِكر غناء الجارية ضَعْف وذُكِر عَنْ محمد بْن راشد: أخبرني إبراهيم بْن المهديّ أنّه كَانَ مَعَ محمد بمدينة المنصور في قصر باب الذهب، فخرج لَيْلَةً مِن القصر مِن الضَّيق والضَّنك، فصار إلى قصر القرار فطلبني، فأتيتُ، فقال: ما ترى طِيبَ هذه الليلة، وحُسن القمر، وضوءه في الماء، هَلْ لك في الشراب؟ قلت: شأنك. فدعا برطلٍ مِن نبيذ فشرِبه، ثمّ سُقيتُ مثله، وابتدأتُ أُغنّيه مِن غير أن يسألني، لِعِلمي بسوء خُلُقهِ، فغنّيت. فقال: ما تَقُولُ فيمن يضرب عليك؟ فقلت: ما أحوجني إلى ذلك.   [1] تاريخ الطبري 8/ 472- 474، العيون والحدائق 3/ 335، الكامل في التاريخ 6/ 278، 279، نهاية الأرب 22/ 181، 182. [2] تاريخ الطبري 8/ 474، العيون والحدائق 3/ 335، الكامل في التاريخ 6/ 279، 280، نهاية الأرب 22/ 182. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 55 فدعا بجاريةٍ اسمها ضَعْف، فتطيّرت مِن اسمها. ثمّ غَنَّتْ بشِعر النّابغة الْجَعْديّ: كُلَيْبٌ لَعَمْري كَانَ أكثَرَ ناصرًا ... وأيْسَرَ ذَنبًا منك ضُرّج بالدَّم [1] فتطيّر مِن ذَلِكَ، وقال: غنّي غيرَ هذا، فغنّت: أبكَى فِراقُهُمُ عينيِ فأرّقها [2] ... إنّ التفرُّقَ للأحباب بَكّاءُ ما زال يعدو عليهم رَيْبُ دهرهُم ... حتى تفانَوْا وريْبُ الدَّهْر عَدَّاءُ فاليوم أبكيهم جهدي وأندبهم ... حتى أءوب وما في مُقلتي ماءُ [3] فقال لها: لعنكِ الله، أما تعرفين غير هذا؟ فقالت: ظننتُ أنّك تحبّ هذا! ثمّ غنّت: أما وَرَبّ السُّكُون والحَرَكِ ... إنّ المنايا كثيرةُ الشَّركِ ما اختلف اللَّيْلُ والنهار ولا ... وارت نجومُ السماء في الفلكِ [4] إلا لنقل السلطان عَنْ ملْكٍ ... قد زال سلطانه الى ملك [5]   [1] البيت في ديوان النابغة الجعديّ 143، وتاريخ الطبري 8/ 476، والعيون والحدائق 336 وفيه (وأيسر حزما منك) ، وكذلك في نهاية الأرب 22/ 186 وقيّد: ضرّج «ضرح» ، وفي الكامل في التاريخ 6/ 280 (وأيسر جرما) . وفي نسخة (حزما) وفي مروج الذهب 3/ 401 (وأكثر حزما منك) ، تاريخ الخلفاء 299، والهفوات النادرة 10، والأغاني 4/ 427. [2] في تاريخ الطبري «وأرّقها» ، وكذلك في العيون والحدائق، والهفوات النادرة، والمثبت يتّفق مع الإنباء في تاريخ الخلفاء، والكامل لابن الأثير، ونهاية الأرب، وتاريخ الخلفاء. [3] البيتان الأولان فقط في كل من: تاريخ الطبري 8/ 477، والعيون والحدائق 3/ 336، والإنباء في تاريخ الخلفاء 92، والكامل في التاريخ 6/ 281، ونهاية الأرب 22/ 186، والهفوات النادرة 11، والأبيات كلها في تاريخ الخلفاء للسيوطي 299، 300. [4] في العيون والحدائق «في فلك» . [5] البيت في تاريخ الطبري والهفوات النادرة: إلا لنقل النعيم من ملك ... عان بحبّ الدنيا إلى ملك وفي العيون والحدائق: إلا لنقل السلطان عن ملك ... عات بسلطانه إلى ملك وفي الإنباء بتاريخ الخلفاء: إلا بنقل النعيم من ملك ... عات بسلطانه إلى ملك وفي الكامل في التاريخ: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 56 وَمُلْكُ ذيِ العرش دائمٌ أبدًا ... لَيْسَ بفانٍ ولا بمشتَركِ [1] فقال لها: قومي لعنك الله. فقامت فَتَعثّرت في قدح بِلَّور لَهُ قيمة فكسرته [2] ، فقال: ويحْك يا إبراهيم، أما ترى، والله ما أظنّ أمري إلا وقد قرُب. فقلت: بل يُطيل الله عُمرك، ويُعز مُلكَك. فسمعتُ صوتًا مِن دجلة: قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ 12: 41 [3] . فوثب محمد مغتمّا، ورجع إلى موضعه بالمدينة، وقُتِل بعد لَيْلَةٍ أو ليلتين [4] . حكاية المسعودي عَنْ مقرطة الأمين وحكى «المسعودي» في «المروج» [5] قَالَ: ذكر إبراهيم بْن المهديّ قَالَ: استأذنتُ عَلَى الأمين في شدّة الحصار، فإذا هُوَ قد قطع دِجلة بالشِباك، وكان في القصرِ برْكة عظيمة، يدخُل مِن دجلة إليها الماءُ في شُبّاك حديد. فسلّمتُ وهو مقيم عَلَى الماء، والخَدَم قد انتشروا في تفتيش الماء، وهو كالوَالِه، فقال: لا تؤذيني يا عمّ، فإنّ مقْرطتي قد ذهبت مِن البركة إلى دجلة. والمقرطة سمكة كانت قد صيدت لَهُ، وهي صغيرة، فقرطها بحلقتي ذهب،   [ () ] إلا لنقل النعيم من ملك ... قد زال سلطانه إلى ملك وفي البداية والنهاية: إلا لنقل السلطان من ملك ... قد انقضى ملكه إلى ملك [1] الأبيات في: تاريخ الطبري 8/ 477، والعيون والحدائق 3/ 336، 337، والإنباء في تاريخ الخلفاء 92، 93، والكامل في التاريخ 6/ 281، والبداية والنهاية 10/ 240، وتاريخ الخلفاء 300، والهفوات النادرة 11 وورد البيت الأول فقط في: مروج الذهب 3/ 402، ونهاية الأرب 22/ 186. [2] تجمع المصادر كلها على ذكر هذه الرواية، باستثناء ابن العمراني في الإنباء في تاريخ الخلفاء 93 حيث قال إن الأمين «كان بين يديه قدح بلّور اسمه زب رباح وكان يحبه ويحب الجارية حبّا شديدا فضربها به فانكسر وأدمى ساقها ... » . [3] سورة يوسف- الآية 41. [4] تاريخ الطبري 8/ 477، العيون والحدائق 3/ 337، مروج الذهب 3/ 402، الإنباء في تاريخ الخلفاء 93، الكامل في التاريخ 6/ 281، 282، نهاية الأرب 22/ 186، كمامة الزهر 246، 247، البداية والنهاية 10/ 240، تاريخ الخلفاء 300، الهفوات النادرة 10، 11، أخبار الحمقى 48، ثمرات الأوراق 186. [5] مروج الذهب 3/ 402، 403. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 57 فيها جوهرتان، وقيل ياقوتتان، فخرجت وأنا آيس مِن فَلاحه. شدّة بطش الأمين وكان محمد فيما نقل «المسعوديّ» ، في نهاية الشدّة والبطْش والحُسْن، إلا أنّه كَانَ مَهينًا، عاجز الرأي، ضعيف التدبير [1] . وحُكى أنّه اصطبح يومًا، فأتي بسبْعٍ هائلٍ عَلَى جمل في قفص، فوُضع بباب القصر، فقال: افتحوا القفص وخّلوه. فقيل: يا أمير المؤمنين، إنّه سبعٌ هائل أسود كالثور، كثير الشّعْر. قَالَ: خلّوا عَنْهُ. ففعلوا، فخرج فزأر وضرب بذَنَبه الأرضَ، فتهارب الناس، وأغلقت الأبواب، وبقي الأمين وحده غير مكترِث. فأتاه الأسد وقصَده ورفع يده، فجذبه الأمين وقبض عَلَى ذنبه، وغمزه وهزّه ورماه إلى الخلف، فوقع السَّبْع عَلَى عجزه ميتًا. وجلس الأمين كأنّه لم يعمل شيئًا. وإذا أصابعه قد تخلّعت. فشقّوا بطن الأسد فإذا مرارته قد انشقّت عَلَى كبده [2] . الإشارة عَلَى الأمين بالخروج إلى الجزيزة والشام وعن محمد بْن عيسى الْجُلُودي قَالَ: دخل على محمد بْن زُبيدة: حاتمُ بْن صقْر، ومحمد بْن الأغلب الإفريقيّ، وقوّاده، فقالوا: قد آلت حالُنا إلى ما ترى، وقد رأينا أن تختار سبعة آلافِ رجلٍ مِن الْجُنْد فتحملهم عَلَى هذه السبعة آلاف فَرَس التي عندك، وتخرج ليلا، فإنّ الّليل لأهله، فتلحق بالجزيرة والشام، وتصير في مملكةٍ واسعة يتسارع إليك الناس. فعزم عَلَى ذَلِكَ، فبلغ الخبر إلى طاهر، فكتب إلى سليمان بْن المنصور، والى محمد بْن عيسى بْن نَهِيك، والسّنْديّ بْن شاهك: لئن لم تَرُدُّوه عَنْ هذا الرأي لا تركتُ لكم ضيعة. فدخلوا عَلَى محمد، وخوّفوه مِن الذين أشاروا عَلَيْهِ أنّهم يأخذونه أسيرًا، ويتقرّبون بِهِ إلى المأمون. وضربوا له الأمثال، فخاف   [1] مروج الذهب 3/ 403. [2] مروج الذهب 3/ 403، وانظر: كمامة الزهر 248، ونهاية الأرب 22/ 187، 188. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 58 ورجع إلى قبول ما يبذلونه لَهُ مِن الأَيْمان، ويخرج إلى هَرْثَمَة [1] . النصح للأمين بالاستسلام لهَرْثَمَة وعن عليّ بْن يزيد قَالَ: وفارق محمدًا: سليمان بْن المنصور، وإبراهيم بْن المهديّ ولحِق بعسكر المهديّ. وقوي الحصار عَلَى محمد يوم الخميس والجمعة والسبت، وأشار عَلَيْهِ السّنْديّ بأنّه لَيْسَ لَهُ فرج إلا عند هَرْثَمَة. فقال: وكيف لي بهَرْثَمَة وقد أحاط الموتُ بي مِن كلّ جانب؟ فلمّا همّ بالخروج إِلَيْهِ مِن دون طاهر، اشتدّ ذَلِكَ عَلَى طاهر وقال: هُوَ في جُنْدي، وأنا أخرجته بالحرب، ولا أرضي أن يخرج إلى هَرْثَمَة دوني. فقالوا لَهُ: هُوَ خائف منك، ولكن يدفع إليك الخاتم والقضيب والبُردة، فلا يفسُد هذا الأمر. فرضي بذلك [2] . وقوع الأمين في الأسر ثمّ إنّ الهِرْش لمّا علم بذلك أراد التقرُّب إلى قلب طاهر، فقال في كتاب إِلَيْهِ: الَّذِي قالوه لك مَكْرٌ، ولا يدفعون إليك شيئًا. فاغتاظ وكَمَن حول قصر أمّ جعفر في السلاح والرجال، وذلك لخمسٍ بقين مِن المحرّم. فلمّا خرج محمد وصار في الحرّاقة رموه بالنّشّاب والحجارة، فانكفأت الحرّاقة، وغرِق محمد وهَرْثَمَة، ومن كَانَ بها. فسبح محمد حتى صار إلى بستان موسى، فعرفه محمد بْن حُمَيْد الطّاهريّ، فصاح بأصحابه، فنزلوا ليأخذوه، فبادر محمد الماء، فأُخذ برجْله وَحُمِلَ على برذون، وخلفه من يمسكه كالأسير [3] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 478، 479، العيون والحدائق 3/ 337، الكامل في التاريخ 6/ 282، 283، خلاصة الذهب المسبوك 184. [2] تاريخ الطبري 8/ 480- 482، العيون والحدائق 3/ 338، الكامل في التاريخ 6/ 284، خلاصة الذهب المسبوك 184، 185، تاريخ مختصر الدول 133. [3] تاريخ الطبري 8/ 482، 483، خلاصة الذهب 185، البدء والتاريخ 6/ 110. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 59 ما رُوِيَ حول أسر الأمين وعن خطّاب بْن زياد أنّ محمدًا وهَرْثَمَة لما غِرقا أتانا محمد بْن حُمَيْد، فأسَرَّ إلى طاهر أنّه أسَرَ محمدًا. فدعا طاهر بمولاه قريش الدَّنْدانيّ، وأمره بقتل محمد [1] . وأمّا المدائنيّ فروى عَنْ محمد بْن عيسى الْجُلُوديّ: أنّ محمدًا دعا بعد العِشاء بفَرَس أدهم كَانَ يسمّيه الزُّهَيريّ، وقبّل وَلَدَيْه، ودمعت عيناه. ثمّ ركب وخرجنا بين يديه، فرِكْبنا دوابَّنا، وبين يديه شمعة، وأنا أقِيه بيدي خوفًا مِن أن تَجيئه ضربةُ سيف بغَتةً. ففُتح لنا باب خُراسان، وخرجنا إلى المُشْرَعَة، فإذا حرّاقة هَرْثَمَة، فنزلنا ورجعنا بالفَرَس وغلّقنا باب المدينة، ثمّ سمعنا الضّجّة، فصعدنا إلى أعلى الباب [2] . وذُكِر عَنْ أحمد بْن سلام صاحب المظالم قَالَ: كنت فيمن كان مع هرثمة من القُوّاد في الحرّاقة، فلمّا دخل محمد الحرّاقة قمنا لَهُ، وجثا هَرْثَمَة عَلَى رُكبتيه فقال: يا سيّدي، لم أقدر عَلَى القيام لمكان النَّقْرس. ثمّ قّبل يديه ورِجْلَيه، وجعل يَقُولُ: يا سيّدي ومولاي، وابن مولاي. وجعل يتصفَّح وجوهنا، ونظر إلى عُبَيْد الله بْن الوضّاح، فقال: أيُّهم أنت؟ قَالَ: عُبَيْد الله. قَالَ: جزاك الله خيرًا، فما أشكرني لِمَا كَانَ منك في أمر الثلج. فشدّ علينا أصحاب طاهر في الزواريق والحرّاقات، وصَبّحوا، وتعلّق بعضهم بالحرّاقة، وبعضهم يسوقها، وبعضهم يرمي بالآجُرّ والنّشّاب، فنُقبت الحرّاقة، ودخلها الماء وغرِقت. فعلِق الملاح بشعر هَرْثَمَة، فأخرجه وخرجنا. وشقّ محمد عَنْهُ ثيابه ورمى بنفسه. فطلعتُ فعلِق بي رجلٌ مِن أصحاب طاهر، وذهب بي إليه، فقال: ما فعل محمد؟ قلت: قد رَأَيْته حين شقّ ثيابَه وقذف بنفسه. فركِب، وأُخذتُ معهم وفي عنقي حبل، وأنا أعدو، فتعبتُ. فقال الَّذِي يجنُبني: هذا لَيْسَ يُصَاد. فقال: انزل فجزّ رأسه.   [1] تاريخ الطبري 8/ 483، خلاصة الذهب 185. [2] تاريخ الطبري 8/ 483، 484، العيون والحدائق 3/ 338، مروج الذهب 3/ 419. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 60 فقلت: جُعلتُ فِداك، وَلِمَ؟ وأنا رجلٌ مِن الله في نعمة، ولم أقدر عَلَى الْعَدْوِ، وأنا أفدي نفسي بعشرة آلاف درهم. فقال: وأين هِيَ؟ فقلت: حتى نُصبح أَنَا أرسلُ مِن ترى أنتَ إلى وكيلي في منزلتي بعسكر المهديّ، فإنْ لم يأتِكَ بالعشرة آلاف فاقتلني. فأمر بحملي فحُملت رِدفًا، وردّوني إلى منزلتهم. وبعد هُويّ مِن اللَّيْلِ إذا نَحْنُ بحركة الْخَيْلِ، ثمّ دخلوا وهم يقولون: «يُسَر زُبيدة» [1] . فأُدخِل عليّ رجلٌ عُريان عَليْهِ سراويل وعمامة ملثَّم بها، وعلى كِتَفْيه خرقة خَلقة، وصيّروه معي، ووكّلوا بنا، فلمّا حسَر العمامة عَنْ وجهة إذا هُوَ محمد. فاستعبرتُ واسترجعت في نفسي. ثمّ قَالَ: مِن أنت؟ قلت: أَنَا مولاك أحمد بْن سلام. فقال: أعرفكَ كنتَ تأتيني بالرَّقَّة. قلت: نعم. قَالَ: كنت تأتيني وتُلْطفني كثيرًا، لستَ مولاي بل أنتَ أخي ومنّي. أُدْنُ مِنّي، فإنّي أجدُ وحشةً شديدة. فضممته إليّ، ثمّ قَالَ: يا أحمد، ما فعل أخي؟ قلت: هُوَ حيّ. قَالَ: قبّح الله صاحب البريد ما أكذبه، كَانَ يَقُولُ لي قد مات. قلت: بل قبّح الله وزراءك. قَالَ: لا تقُل، فما لَهُم ذنب، ولست أول مِن طلب أمرًا فلم يقدر عَلَيْهِ. ثمّ قَالَ: ما تراهم يصنعون بي؟ يقتلوني أو يَفُون لي بأمانهم؟ قلت: بل يَفُون لك يا سيّدي. وجعل يمسك الخِرْقة بعضُدَيْه، فنزعتُ مبطَّنةً عليّ وقلت: أَلْقِها. فقال: ويْحك! دعني، فهذا مِن الله لي في هذا الموضع خير كثير.   [1] أي: ابن زبيدة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 61 ذكر خبر قتل الأمين ثمّ قمت أوتِر، فلمّا انتصف اللَّيْلُ دخل الدار قوم مِن العجم بالسيوف، فقام وقال: إنّا للَّه وإنّا إِلَيْهِ راجعون، ذَهَبَتْ والله نفسي في سبيل الله، أما مِن حيلةٍ، أما مِن مُغيث. فأحجموا عَنِ التقدُّم، وجعل بعضهم يَقُولُ لبعض: تقدَّم، ويدفع بعضُهم بعضًا، فقمت وصرتُ وراء الحُصُر المُلَفَّفة. وأخذ محمدٌ بيده وسادة وقال: ويحكم إنّي ابن عمّ رسول الله، أَنَا ابن هارون، أَنَا أخو المأمون، الله الله في دَمي. فوثب عَلَيْهِ خمارويه، غلام لقريش الدنْدانيّ، فضربه بالسيف عَلَى مقدَّم رأسه، فضربه محمد بالوسادة واتّكى عَلَيْهِ ليأخذ السيف مِن يده. فصاح خمارويه: قتلني قتلني، فتكاثروا عَلَيْهِ فذبحوه مِن قفاه، وذهبوا برأسه إلى طاهر [1] . وذُكِر عَنْ أحمد بْن سلام في هذه القصّة قَالَ: فلقَّنْته لما حدَّثته ذِكَر الله والاستغفارَ، فجعل يستغفر. قَالَ: ونُصِب رأسه عَلَى حائط بستان. وأقبل طاهر يَقُولُ: هذا رأس المخلوع محمد. ثمّ بعث بِهِ مَعَ البُرْد والقضيب والمصلّي، وهو مِن سَعَفٍ مُبطّن، مَعَ ابن عمّه محمد بْن مُصْعَب، فأمر لَهُ بألف درهم. ولما رَأَى المأمون الرأس سجد [2] .   [1] الخبر بطوله في: تاريخ الطبري 8/ 484- 487، العيون والحدائق 3/ 339، 340، مروج الذهب 3/ 421، 422، الإنباء في تاريخ الخلفاء 93، 94، الكامل في التاريخ 6/ 285- 287، خلاصة الذهب المسبوك 185، زهرة العيون وجلاء القلوب، للمصري- مخطوطة لايدن رقم، OR -2610 ورقة 107 ب، شرح قصيدة ابن عبدون، لابن بدرون، نشره دوزي، طبعة لايدن 1846- ص 260، ريحان الألباب وريعان الشباب في مراتب الآداب، للمواعيني- مخطوطة لايدن، رقم، Or.415 وورقة 216 ب. نهاية الأرب 22/ 184، 185، البداية والنهاية 10/ 241، مختصر تاريخ الدول 133، 134، تاريخ الزمان 21، تاريخ ابن خلدون 3/ 240، 241. [2] تاريخ الطبري 8/ 488، العيون والحدائق 3/ 340، 341، الكامل في التاريخ 6/ 287، خلاصة الذهب 185، 186، نهاية الأرب 22/ 186، الإنباء في تاريخ الخلفاء 97، 98. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 62 رثاء إبراهيم بْن المهديّ للأمين ولما بلغ إبراهيم بن المهدب قتْلُ محمد، وأنّ جثته جُرَّت بحبلٍ بكى طويلا، ثمّ قَالَ: عُوجا بمغْنَى طلل [1] داثرٍ ... بالخُلْد ذات الصخر والأجُرِ والمَرْمَر المسنونِ [2] يُطلَى بِهِ ... والبابِ باب الذَّهَب الناضرِ [3] وأبلِغا عنِّي مقالا إلى ... المولى عَنِ [4] المأمور وَالآمِرِ قولا لَهُ: يا ابنَ وليّ الهُدى [5] ... طهّر بلاد الله مِن طاهرِ لم يكفه أن جَزَّ [6] أوداجَه ... ذَبْحَ الهدَايا بمُدَى الجازرِ حتى أتى تُسحبُ [7] أوصاله [8] ... في شَطَنٍ يُفْني بِهِ السّائِرِ [9] قد برد الموتُ عَلَى جفنه [10] ... فطرفُه منكسِرُ الناظرِ [11] وبلغ ذَلِكَ المأمونَ فاشتدّ عَلَيْهِ. وثوب الْجُنْد بطاهر ثمّ إنّ طاهرًا صلّي بالناس يوم الجمعة، وخطبهم خطبةً بليغة. ثمّ إنّ الْجُنْد وثبوا بِهِ للأرزاق، ولم يكن في يديه مال، وضاق بِهِ أمره، فخشي وهرب مِن البُستان، وانتهبوا بعض متاعه، وأحرق الْجُنْد باب الأنبار، وحملوا السلاح يومهم. ومن الغد نادوا: «موسى يا منصور» . ثمّ تعبّى طاهر ومن معه   [1] هكذا عند الطبري، وفي الكامل «الطلل» . [2] في الكامل «المنسوب» ، وفي نسخة «المنصوب» . [3] زاد الطبري، وابن الأثير بعده بيتا هو: عوجا بها فاستيقنا عندها ... على يقين قدرة القادر [4] عند الطبري، وابن الأثير: «على» . [5] في الكامل: «قولا له يا ابن أبي الناصري» . [6] في تاريخ الطبري، والكامل «حزّ» وفي نسخة للكامل مثل ما هنا. [7] عند الطبري وابن الأثير «يسحب» . [8] في الكامل «أوداجه» . [9] في تاريخ الطبري: «في شطن يفني مدى السائر» وفي الكامل «في شطن هذا مدى السائر» . [10] عند الطبري، وابن الأثير: «جنبه» . [11] الأبيات في تاريخ الطبري 8/ 489، والكامل 6/ 288. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 63 لقتالهم، فأتاه الوجوه، واعتذروا بأنّ ما جرى مِن فعل السُّفَهاء الأحداث، فأمر لهم برزق أربعة أشهر، ووصل البريد إلى المأمون في ستّة عشر يومًا وهو بمَرْو [1] . ما قِيلَ في رثاء الأمين وممّا قِيلَ في الأمين: لِمَ نُبَكّيك لماذا لِلطَّربْ ... يا أبا موسى وترْويج اللُّعَبْ ولِتَرْك الخَمْس في أوقاتها ... حرصًا مِنك عَلَى ماء الْعِنَبْ وشنَيفٍ أَنَا لا أبكى لَهُ ... وعلى كوثَر لا أخشى الْعَطَبْ لم تكن تصلُح للمُلْك ولم ... تُعْطكَ الطّاعة بالمُلك الْعَرَبْ لِمَ نُبَكّيك لما عرَّضْتَنا ... للمجانيق وَطَوْرًا للسَّلَبْ [2] وساق ابن جرير [3] عدّة قصائد في مراثيه. ولخُزَيْمَة بْن الحَسَن عَلَى لسان أمّ جعفر قصيدة يَقُولُ فيها: أتى طاهرٌ لا طهّر الله طاهرًا ... فما طاهرٌ فيما أتى بمُطهَّرِ [4] قد [5] خرّجني [6] مَكشوفَةَ الوجه حاسرًا ... وأَنْهَبَ أموالي وأحرق [7] آدُري يَعُزُّ عَلَى هارون ما قد لِقيتُهُ ... وما مرّ بي [8] مِن ناقص الخلق أعور تَذَكَّرْ أميرَ المؤمنينَ قَرابتي ... فديتك من ذي حرمة متذكّر [9]   [1] تاريخ الطبري 8/ 495، 496، الكامل في التاريخ 6/ 296، المعارف 385. [2] تاريخ الطبري 8/ 500، الكامل في التاريخ 6/ 292، وفيهما زيادة. [3] في تاريخه 8/ 500- 507. [4] في مروج الذهب: «وما طاهر في فعله بمطهّر» . [5] كذا في الأصل، وعند الطبري وابن الأثير: «فأخرجني» . [6] في مروج الذهب «فأبرزني» . [7] في مروج الذهب، والكامل «وأخرب» . [8] في مروج الذهب «وما نالني» . [9] تاريخ الطبري 8/ 506، مروج الذهب 3/ 424، الكامل في التاريخ 3/ 290، 291. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 64 ذكر إسراف الأمين في اللهو والإنفاق قَالَ ابن جرير [1] : ذُكِر عَنْ حُمَيْد بْن سَعِيد بْن بحر قَالَ: لما ملك محمد، ابتاع الخِصْيان، وغالى بهم وصيّرهم لخلْوته، ورفض النّساء والجواري. وقال حُمَيْد: لما ملك وجَّه إلى البُلدان في طلب المُلهين [2] ، وأجرى لهم الأرزاق، واقتني الوحوش والسباع والطيور، واحتجب عَنْ أهل بيته وأمرائه، واستخفّ بهم، ومَحَقَ ما في بيوت الأموال، وضيّع الجواهر والنفائس. وبنى [3] عدّة قصور لِلَّهْوِ في أماكن. وعمل خمس حرّاقات عَلَى خِلْقة الأسد والفيل والعُقاب والحيّة والفَرَس، وأنفق في عملها أموالا. فقال أبو نُواس: سَخَّر الله للأمين مطايا ... لم تُسخَّر لصاحب المحرابِ فإذا ما رِكابُه سِرْنَ برًّا ... سار في الماء راكبًا ليث غابِ أسدًا باسِطًا ذراعيه يهوي [4] ... أهْرَتَ الشَّدْق كالحَ الأنيابِ [5] وعن الحسين بْن الضّحّاك قَالَ: ابتنى الأمين سقيفةً عظيمة، أنفق في عملها نحو ثلاثة آلاف ألف درهم [6] . وعن أحمد بْن محمد البرمكيّ، أنّ إبراهيم بْن المهديّ غنّي محمد بْن زبيدة:   [1] تاريخ الطبري 8/ 508. [2] في الأصل «الملهيين» . [3] في الأصل «بنا» . [4] في الديوان «يعدو» . [5] ديوان أبي نواس 116، تاريخ الطبري 8/ 509 وفيه زيادة، والكامل في التاريخ 6/ 294 وفيه زيادة دون البيت الأخير، وفي تاريخ مختصر الدول لابن العبري 134 بيتان غير الأبيات التي هنا. [6] تاريخ الطبري 8/ 509. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 65 هجرتُكِ حتى قلتِ [1] : لا يعرف الهوى [2] ... وزُرْتك حتى قِيلَ [3] : لَيْسَ لَهُ صبرُ [4] فطرِب محمد وقال: أوقِروا لَهُ زَورقه ذَهَبًا [5] . وجاء عَنْهُ أخبار في مثل هذا، وكان كثير الأكل. رجاء ابن حنبل الرحمة للأمين قَالَ أحْمَد بْن حنبل: إنّي لأرجو أن يرحم الله الأمين بإنكاره عَلَى إسماعيل بن عُلَيَّة، فإنّه أُدخل عَلَيْهِ فقال لَهُ: يا ابنَ الفاعلة، أنت الَّذِي تَقُولُ: كلام الله مخلوق [6] ؟! استيلاء ابن بَيْهَس عَلَى دمشق وفيها قوي محمد بْن صالح بْن بَيْهَس الكلابيّ، وظهر عَلَى السُّفيانيّ الَّذِي خرج بدمشق، وحاصرها، ثمّ نصب عليها السلالم وتسوّرها أصحابه. وكان قد تغلّب عَلَى دمشق مَسْلَمة بْن يعقوب الأُمويّ، فهربَ وعمد إلى أَبِي العُمَيْطِر، وكان في حبْسه، ففكّ قيده، ثمّ خرجا بزيّ النّساء في السرّ إلى المِزَّة. واستولى ابن بَيْهَس عَلَى البلد. ثم جرى بينه وبين أهل   [1] في تاريخ الطبري «قيل» . [2] في الأمالي، وتاريخ الطبري «القلى» . [3] في الأمالي «قلت» . [4] البيت لأبي صخر الهذليّ، وهو في أمالي القالي 1/ 150، تاريخ الطبري 8/ 521. [5] تاريخ الطبري 8/ 521. [6] قال الإمام أحمد بن حنبل أن ابن عليّة أدخل على محمد بن هارون، فلما رآه زحف إليه وجعل يقول له: يا بن ... يا بن ... تتكلم في القرآن!؟ قال: وجعل إسماعيل يقول له: جعله الله فداه زلّة من عالم جعله الله فداه زلّة من عالم، وردّده في غير مرة وفخّم كلامه. ثم قال ابن حنبل: لعلّ الله أن يغفر له لإنكاره على إسماعيل. (تاريخ بغداد 6/ 238) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 66 المِزّة ودَارَيّا حرب. وبقي حاكمًا عَلَى دمشق مدّة مِن جهة المأمون إلى سنة ثمانٍ ومائتين [1] . ذكر خروج ابن الهِرش في سِفْلة الناس وفي ذي الحجّة خرج الحَسَن الهِرش في سِفْلة الناس وخلْق مِن الأعراب يدعو إلى الرضا مِن آل محمد. وأتى النّيل، وجبى الخراج، وصادر التّجّار، ونهب القرى والمواشي [2] . استعمال المأمون للحسن بْن سهل عَلَى جميع البلاد المفتوحة وفيها استعمل المأمون الحَسَن بْن سهل أخا الفضل عَلَى جميع ما افتتحه طاهر بْن الحسين مِن كُوَر الجبال والعراق والحجاز واليمن [3] . ولاية طاهر الجزيرة والشام ومصر والمغرب وكتب إلى طاهر أن يسير إلى الرَّقَّةِ لحرب نصر بْن شبث، وولاه، الجزيرة والشام ومصر والمغرب [4] . وأمر هَرْثَمَة أن يردّ إلى خراسان [5] .   [1] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 35/ 110 و 38/ 105 و 355 و 45/ 518 و 531، أمراء دمشق للصفدي 78 رقم 239، الوافي بالوفيات 3/ 156 رقم 1111، البدء والتاريخ 6/ 110، النجوم الزاهرة 2/ 159. [2] تاريخ الطبري 8/ 527، الكامل في التاريخ 6/ 301. [3] تاريخ الطبري 8/ 527، الكامل في التاريخ 6/ 297، العيون والحدائق 3/ 344، خلاصة الذهب 188، تاريخ ابن خلدون 3/ 241، مآثر الإنافة 1/ 215. [4] تاريخ الطبري 8/ 527، الكامل 6/ 298، العيون والحدائق 3/ 344، خلاصة الذهب 188، تاريخ ابن خلدون 3/ 241. [5] الطبري 8/ 527 الكامل 6/ 298، العيون والحدائق 3/ 344. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 67 ذِكر ثورة أهل قُرْطُبَة وفي رمضان ثار أهل قُرْطُبَة بأميرهم الحَكَم بْن هشام الأمويّ وحاربوه لجوره وفسْقه، وتُسمّى وقعة الرَّبَض. وخرج عَلَيْهِ أهل رَبَض البلد، وشهروا السلاح، وأحاطوا بالقصر، واشتدّ القتال، وعظُم الخطْب، واستظهروا عَلَى أهل القصر. فأمر الحَكَم أمراءه فحملوا عليهم، وأمر طائفةً فَنَقبوا السُّور، وخرج منه عسكر، فأتوا القوم مِن وراء ظهورهم، وقتلوا منهم مقتلةً عظيمة، ونهبوا الدُّور، وأسَروا وعملوا كلّ قبيح، ثمّ لقوا الحَكَم، فانتقى مِن الأسرى ثلاثمائة مِن وجوه البلد، فصُلبوا عَلَى النهر مُنَكَّسِين. وبقي النَّهْب والسَّلْب والحريق في أرباض قُرْطُبَة ثلاثة أيام ثمّ أمّنهم، فهجّ أهل قُرْطُبَة وتفرّقوا أيادي سبأ في الطُّرُق، ومضى خلْق منهم إلى الإسكندريّة فسكنها [1] .   [1] الكامل في التاريخ 6/ 298- 300، نهاية الأرب 23/ 270- 272، الحلّة السيراء 1/ 44، 45، النجوم الزاهرة 2/ 158. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 68 سنة تسعٍ وتسعين ومائة تُوُفّي فيها: إِسْحَاق بْن سليمان الرّازيّ، أبو يحيى، إبراهيم بْن عُيَيْنَة، في قَوْل، وقد مّر، حفص بْن عبد الرَّحْمَن قاضي نَيْسابور، الحَكَم بْن عَبْد الله، أَبُو مطيع البلْخيّ، سليمان بْن المنصور [1] أَبِي جعفر، في صَفَر، سيّار بْن حاتم، شُعيب بْن اللَّيْثُ بْن سعْد، في صَفَر، عَبْد الله بْن نُمَيْر الخارفي الكوفيّ، عُمَر بْن حفص العبْديّ، بصْريّ، عَمْرو بْن محمد العنقزيّ الكوفي، محمد بْن شُعيب بْن شابور، ببيروت، الهيثم بْن مروان العنْسيّ الدّمشقيّ، يونس بْن بُكَيْر الكوفيّ، راوي المغازي. وفيها قِدم الحَسَن بْن سهل مِن عند المأمون إلى بغداد، ففرّق عماله في البلاد [2] .   [1] في الأصل «منصور» . [2] تاريخ الطبري 8/ 528، العيون والحدائق 3/ 344، خلاصة الذهب 197، تاريخ خليفة الجزء: 13 ¦ الصفحة: 69 وجهّز أزهر بْن زهير بْن المسيّب إلى الهِرش في المحرَّم فقتل الهِرش [1] . خروج ابن طباطبا بالكوفة وفي جُمَادَى الآخرة خرج بالكوفة محمد بْن إبراهيم بْن طباطبا واسمه إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب يدعو إلى الرضا مِن آل محمد، والعمل بالكتاب والسُّنَّة. وكان القائم بأمره أبو السرايا سريّ بْن منصور الشَّيْبانيّ. فهاجت الفِتَن، وتسرّع الناس إلى ابن طباطبا، واستوسقت لَهُ الكوفة. وأتاه الأعراب وأهل النواحي، فجهّز الحَسَن بْن سهل لحربه زهير بْن المسيّب في عشرة آلاف، فالتقوا، فَهُزِم زُهير واستباحوا عسكره، وغنِموا السلاح والخيل، وقووا في ذَلِكَ في سلخ جُمَادَى الآخرة. ذكر أمر أَبِي السرايا فلمّا كَانَ مِن الغد أصبح محمد بن إبراهيم بن طباطبا ميتًا فجأة. وقيل أنّ أبا السرايا سمّه لكون ابن طباطبا أحرز الغنيمة ولم يُحسن جائزة أَبِي السرايا، أو لغير ذَلِكَ. وأقام أبو السرايا في الحال مكانه شابا أمرد اسمه محمد بْنُ زَيْدِ [2] بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب [3] . ثمّ جهّز الحَسَن بْن سهل جيشًا، عليهم عَبْدُوس بْن محمد المَرْوَرُوذيّ لحرب أَبِي السرايا. فالتقوا في رجب، فقُتِل عَبْدُوس، وأُسِر عمّه هارون بن   [468،) ] تاريخ اليعقوبي 2/ 445، تاريخ حلب 240، البداية والنهاية 10/ 244. [1] الطبري 8/ 528، البداية والنهاية 10/ 244، النجوم الزاهرة 2/ 164. [2] في مروج الذهب 4/ 26 «محمد بن محمد بن يحيى بن زيد» . [3] تاريخ الطبري 8/ 528، 529، الكامل في التاريخ 6/ 304، 305 المعارف 387، 388، العيون والحدائق 3/ 345، 346، تاريخ خليفة 468، 469، تاريخ اليعقوبي 2/ 445، نهاية الأرب 22/ 191- 193، البداية والنهاية 10/ 244، تاريخ ابن خلدون 3/ 242، 243 النجوم الزاهرة 2/ 164. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 70 أَبِي خَالِد، وقُتِل أكثر جيشه وأُسِروا. وقوي الطالبيّون، وضرب أبو السرايا على الدراهم: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا 61: 4 [1] . الآية [2] . ثمّ سار أبو السرايا قُدُمًا حتى نزل بقصر ابن هُبَيرة، وجهّز جيوشًا إلى البصرة وإلى واسط فدخلوها، وأوقعوا أمير واسط مِن جهة الحَسَن بْن سهل فهزمه، وانحاز إلى بغداد، وعظُم ذَلِكَ عَلَى الحَسَن، فبعث بردّ هَرْثَمَة بْن أَعْيَن مِن حلوان لحرب أَبِي السرايا، فامتنع، فأرسل إِلَيْهِ ثانيًا يلاطفه، فرجع هَرْثَمَة، وعقد لَهُ الحَسَن بْن سهل عَلَى حرب أَبِي السرايا، وجهّز معه منصور بْن المهديّ. فَعَسكر بنهر صَرْصَرٍ بإزاء أَبِي السرايا، والنهر بينهما. ثمّ تقهقر أبو السرايا فطلبه هَرْثَمَة، وقتل مِن تطرّف مِن جُنْده. وقعة قصر ابن هبيرة ثمّ كانت وقعة عند قصر ابن هبيرة، قُتِل فيها خلْق مِن أصحاب أَبِي السرايا، فتحيّز إلى الكوفة، وعمد محمد بْن محمد والطالبيّون إلى دُور العباسيّين بالكوفة وضياعهم، فأحرقوا ونهبوا أموالهم، وأخرجوهم مِن الكوفة [3] . توجيه أَبِي السرايا عمّاله عَلَى المدينة ومكة ثمّ وجّه أبو السرايا عَلَى المدينة محمد بْن سليمان بْن داود بْن الحَسَن بْنِ الْحُسَيْنِ [4] بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فدخلها ولم يقاتلْه أحد. ووجّه عَلَى مكّة والموسم حُسين بْن حسن الأفطس بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب [5] ، فلمّا قرُب توقّف عَنْ مكّة هيبةً لمن فيها، وأميرها داود بن   [1] سورة الصف- الآية 4. [2] تاريخ الطبري، الكامل، البدء والتاريخ 6/ 109، تاريخ خليفة 469، تاريخ اليعقوبي 2/ 447، نهاية الأرب 22/ 193، 194، البداية والنهاية 10/ 244. [3] تاريخ الطبري 8/ 530، 531، الكامل في التاريخ 6/ 305، العيون والحدائق 3/ 346، 347، تاريخ اليعقوبي 2/ 447، نهاية الأرب 22/ 194، 195، البداية والنهاية 10/ 245. [4] في مروج الذهب «الحسن» (4/ 26) . [5] البدء والتاريخ 6/ 109، 110، تاريخ حلب 240، البداية والنهاية 10/ 245، تاريخ ابن الجزء: 13 ¦ الصفحة: 71 عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ العبّاسيّ، فلمّا بلغ أميرها داود ذَلِكَ، جمع موالي بني العباسي وعبيد حوائطهم [1] . ذكر خروج داود بْن عيسى مِن مكّة وكان مسرور الخادم قد حجّ في تِلْكَ السُّنَّةِ في مائتي فارس، فقال لداود: أقِم لي شخصك أو شخص بعض ولدك، وأنا أكفيك قتالهم. فقال دَاوُد: لا أستحلٌ القتال في الحرم، ولئن دخلوا مِن هذا الفجّ لأخرجنّ مِن الفجّ الآخر. فقال: تُسلَّم مكّة وولايتك إلى عدوّك؟ فقال داود: أيّ حال لي؟ والله لقد أقمت معكم حتى شختُ، فما وُلِّيتُ ولايةً حتى كبرتُ وفني عُمري، فولّوني مِن الحجاز ما فيه القوت. وإنّما هذا المُلْك لك ولأشباهك، فقاتلْ عَليْهِ أو دَعْ. ثمّ انحاز داود إلى جهة المُشاش بأثقاله، فوجّه بها عَلَى درب العراق، وافتعل كتابًا مِن المأمون بتولية ابنه محمد بْن داود عَلَى صلاة الموسم وقال لَهُ: أخرج فَصَلّ بالناس بمِنى الظُّهر والعصر والمغرب والعشاء، وبتْ بمنى، وصلَّ الصبح، ثمّ اركب دوابّك فانزل طريق عَرَفَة، وخُذ عَلَى يسارك في شِعْب عَمْرو حتى تأخذ طريق المُشاش، حتى تلحقني ببستان ابن عامر. ففعل ذَلِكَ، فخاف مسرور وخرج في أثر داود راجعا إلى العراق، وبقي الوفد بعَرَفَة. فلمّا زالت الشمس حضرت الصلاة، فتدافعها قوم مِن أهل مكّة، فقال أحمد بْن محمد بْن الوليد الأزرقيّ [2] ، وهو المؤذّن وقاصُّ الجماعة: إذا لم تحضر الوُلاة يا أهل مكّة، فليُصَلِ قاضي مكّة محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي، ولْيخُطبْ بهم. قَالَ: فلمن أدعو، وقد هرب هَؤلاءِ، وأطلّ هَؤلاءِ عَلَى الدخول؟ قَالَ: لا تَدْعُ لأحد.   [ () ] خلدون 3/ 243. [1] أي عبيد مزارعهم وبساتينهم. [2] في تاريخ الطبري 8/ 532 «الردميّ» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 72 قَالَ: بل تقدّم أنت. دخول حسين بْن حسن مكّة وظُلم أهلها فأبي الأزرقيّ، حتى قدّموا رجلا فصلّي الصلاة بلا خطبة، ثمّ مضوا فوقفوا بعَرَفَة. ثمّ دفعوا بلا إمام. وحسين بْن حسن متوقّف بسَرف، فبلغه خُلُوّ مكّة، وهروب داود، فدخلها قبل المغرب في نحو عشرة، فطافوا وَسَعَوْا، ومضوا بعد المغرب فأتوا عَرَفَة ليلا، فوقفوا ساعة، وأتى مُزْدلفة فصلّي بالناس الفجر [1] . ثمّ إنه أقام بمكة وعسَف وظلم وصادر التجار، وكانت أعوانه تهاجم بيوت التجار لأجل الودائع، فيتّهمون البريء ويعذّبونه وأخذ ما في خزائن الكعبة مِن مال [2] . ذكر انهزام أَبِي السرايا وأما هَرْثَمَة فواقَع أبا السرايا ثانيًا فانكسر، ثمّ ثبت وانهزم أصحاب أَبِي السرايا، ثمّ أخذ هَرْثَمَة يكاتب رؤساء الكوفة [3] . وثوب عليّ بْن محمد بالبصرة وفيها وثب عليّ بْن محمد بْن جعفر الصّادق بالبصرة، واستولى عليها مِن غير حرب [4] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 532، 533، الكامل في التاريخ 6/ 306، 307، مروج الذهب 4/ 27، تاريخ خليفة 469، 470، البداية والنهاية 10/ 245، تاريخ ابن خلدون 3/ 243، مقاتل الطالبيين 533. [2] تاريخ الطبري 8/ 537، العيون والحدائق 3/ 348، نهاية الأرب 22/ 195 و 197، تاريخ ابن خلدون 3/ 243. [3] تاريخ الطبري 8/ 533، الكامل في التاريخ 6/ 307، تاريخ خليفة 470. [4] البدء والتاريخ 6/ 109، مروج الذهب 4/ 26، تاريخ خليفة 469. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 73 ظهور إبراهيم بْن عليّ باليمن وظهر باليمن إبراهيم بْن عليّ بْن موسى [1] الرضا، فنفى عاملها عَنْهَا، وسبي، وأخذ الأموال. وكان يقال لَهُ الجزّار لكثرة ما قتل [2] . والله أعلم.   [1] في تاريخ الطبري «إبراهيم بن موسى» ، وكذلك في العيون والحدائق، والبدء والتاريخ، ومروج الذهب، وتاريخ اليعقوبي. [2] تاريخ الطبري 8/ 536، العيون والحدائق 3/ 347، 348، البدء والتاريخ 6/ 110، مروج الذهب 4/ 26، وفي تاريخ خليفة 469: وأتى إبراهيم بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن على اليمن، ونفى عنها إسحاق بن موسى بن عيسى، تاريخ اليعقوبي 2/ 445، تاريخ ابن خلدون 3/ 244، مآثر الإنافة 1/ 216، نهاية الأرب 22/ 196، المختصر في أخبار البشر 2/ 22، الكامل في التاريخ 6/ 310، 311. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 74 سنة مائتين تُوُفّي فيها: أسباط بْن محمد الكوفيّ، في المحرَّم، أُمَيَّة بْن خَالِد البصْريّ، أخو هدْبة، أيّوب بْن المتوكّل البصْريّ المقرئ، أنس بن عِياض، أبو حمزة اللَّيْثي، سَلْم بْن قُتَيْبة الخُراسانيّ، بالبصرة، سيّار بْن حاتم العَقديّ، فيها بخُلْف، صَفْوان بْن عيسى الزُّهْرِيّ البصْريّ، عُمَر بْن عَبْد الواحد السُّلَميّ الدّمشقيّ، عَبْد المُلْك بْن الصّبّاح المسمعيّ، بصْريّ، عِمارة بْن بِشْر، فيها، حدّث بدمشق، قَتَادة بْن الفضيل الرَّهاوي، مبشّر بْن إسماعيل الحلبيّ، محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي فُدَيْك المدنيّ، محمد بْن الحَسَن الأسديّ ابن التَّلّ، محمد بْن حُمَيْد السُّليحيّ الحمصيّ، محمد بْن شُعيب بْن شابور [1] ، قاله دحيم،   [1] تكرّر ذكره أكثر من مرة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 75 مُعَاذ بْن هشام الدَّسْتُوائيّ، معروف الكرْخيّ العابد، عَلَى الأصحّ، المغيرة بْن سَلَمَةَ المخزوميّ، بصْريّ، أبو البَخْتَرِيّ القاضي وهْب بْن وهْب. مقتل أَبِي السرايا وفيها هرب أبو السرايا والطالبيّون مِن الكوفة في المحرَّم إلى القادسيّة، فدخلها هَرْثَمَة ومنصور بْن المهديّ وأمّنوا أهلها. ثمّ أتى أبو السرايا إلى ناحية واسط، ثمّ مضى حتى أتى السُّوس وأنفق الأموال. فجاءهم الحَسَن بْن عليّ الباذغيسيّ فأرسل إليهم: اذهبوا حيث شئتم، فلا حاجة لي في قتالكم، ولست بتابعكم. فأتى أبو السرايا إلى قتاله، فاتقوا، فهزمهم الحَسَن واستباح عسكرهم، وجُرح أبو السرايا، وهرب هُوَ ومحمد بْن محمد، وأبو الشوك، وطلبوا رأس العين والجزيرة. فلمّا انتهوا إلى جَلُولا عثر بهم حمّاد الكُنْدُغُوش [1] فأخذهم، وجاء بهم إلى الحَسَن بْن سهل وهو بالنهْروان، فقتل أبا السرايا في عاشر ربيع الأوّل، وبعث محمد بْن زيد بْن عليّ إلى مَرْو إلى المأمون [2] . افتتاح البصرة واختفاء الطالبيين وسار عليّ بْن أبي سَعِيد إلى البصرة فافتتحها، وكان بها زيد بن   [1] في تاريخ خليفة 470 «الأندغوش» ، والمثبت يتفق مع الطبري، وابن الأثير، والمسعودي. [2] تاريخ الطبري 8/ 534، 535، تاريخ خليفة 470، مروج الذهب 4/ 27، تاريخ حلب 240، الكامل في التاريخ 6/ 309، نهاية الأرب 22/ 195، المختصر في أخبار البشر 2/ 21، البداية والنهاية 10/ 245، تاريخ ابن خلدون 3/ 244، دول الإسلام 1/ 126، تاريخ ابن الوردي 1/ 212، النجوم الزاهرة 2/ 166 وانظر عن أبي السرايا في: مقاتل الطالبيين 518- 536 و 542- 559، والمحبّر 489، والمعارف 387، 388 ولطف التدبير للإسكافي 181، 182 ... الجزء: 13 ¦ الصفحة: 76 موسى بْن جعفر أخو عليّ بْن موسى الرضا، وهو الَّذِي يقال لَهُ زيد النار، لكثرة ما حرّق من دُور العباسيّين بالبصرة. وكان يأتي بالرجل مِن المُسَوَّدَة فيحرّقه بالنار. وانتهب تُجّار البصرة، فأسره عليّ بْن أَبِي سَعِيد، واختفى الطالبيّون [1] . ذكر ما فعله الأفطس بمكة وأما حُسين بْن حسن الأفطس فبدّع بمكة حتى تردّه طائفة مِن أهلها، فهدم دُورهم، وأخذ أبناءهم، وجعل أصحابه يَحلّون ما عَلَى الأساطين مِن الذَّهَب اليسير، ويقلعون الشبابيك. فبلغهم قتْلُ أَبِي السرايا، فأتى حسين إلى محمد بْن جعفر الصّادق، وكان شيخًا فاضلا مُحبّبًا إلى الناس، تاركًا للخروج، قد روى العلم عَنْ أَبِيهِ، فقال: قد تعلم ما لك في الناس، فابرز نبايعك بالخلافة، فلا يختلف عليك اثنان، فأبى ذَلِكَ. فلم يزل بِهِ ابنه عليّ وحسين بْن حسن حتى غلبا عَلَى رأيه، وأقاموه يوم الجمعة في ربيع الآخر، فبايعوه، وحشروا الناسَ لمبايعته طَوْعًا وكرهًا. فأقام كذلك أشهرًا [2] . ووثب حُسين عَلَى امرَأَة قُرَشِيّة بارعة الحُسن، فأخذها قهرًا مِن بيت زوجها، وبقيت عنده أيامًا، ثمّ هربت [3] . ووثب عليّ بن محمد عليّ أمْرَدٍ بديع الجمال، فأخذه مِن دارهم، وأركبه فَرَسه في السَّرْج، وركب عَلَى الكفل، وذهب بِهِ في السّوق حتى خرج بِهِ إلى بئر ميمون في طريق مِنى. فاجتمع أهل مكة والمجاورون، وأغلقت   [1] تاريخ الطبري 8/ 535، تاريخ خليفة 470، تاريخ اليعقوبي 2/ 447، العيون والحدائق 3/ 347، تاريخ حلب 240، الفخري 220، الكامل في التاريخ 6/ 310، نهاية الأرب 22/ 195، 196، البداية والنهاية 10/ 246، مقاتل الطالبيين 534. [2] تاريخ الطبري 8/ 533، 537، العيون والحدائق 3/ 348، الكامل التاريخ 6/ 311، 312، نهاية والأرب 22/ 197، البداية والنهاية 10/ 245، تاريخ ابن خلدون 3/ 244. [3] الطبري 8/ 537، الكامل 6/ 312، نهاية الأرب 22/ 198. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 77 الأسواق، وأتوا محمد بْن جعفر وقالوا: والله لنخلعنّك، ولنقتلنّك، أو لُتردنّ هذا الغلام الَّذِي أخذه ابنك جهرةً. فقال: والله ما علمتُ. وأمَرَ حُسَيْنًا أن يذهب إلى ابنه، فقال: إنّك والله لَتَعلم أنّي لا أقوى عَلَى ابنك، وأخاف محاربته. فقال محمد بْن جعفر لأهل مكة: أمّنوني حتى أركب إليه، فأمّنوه، فركب حتى صار إلى ابنه وأخذ الغلام، فسلّمه إلى أهله [1] . وبعد قليل أقبل إِسْحَاق بْن موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد العبّاسيّ فارًا عَنِ اليمن، لِتَغَلُّب إبراهيم بْن موسى بْن جعفر عليها، فنزل المُشَاش فاجتمع العلويّون إلى محمد بْن جعفر فقالوا: قد رأينا أن نُخَنْدِق علينا بأعلي مكّة. ثمّ حشدوا الأعراب، فقاتلهم إِسْحَاق أيامًا، ثمّ كرِه الحربَ وطلب العراق. فلقِيه ورقاء [2] بْن جميل في جُنْدٍ، فقال: ارجعْ بنا إلى مكّة، فرجع. واجتمع إلى محمد غَوْغاءَ أهل مكّة، وسُودان أهل المياه والأعراب، فعَبّأهم ببئر ميمون، وأقبل ورقاء وإسحاق بْن موسى بمن معهم مِن القُوّاد والْجُنْد فالتقوا وقُتِل جماعة. ثمّ تحاجزوا ثمّ التقوا مِن الغد، فانهزم محمد وأهل مكّة. وطلب محمد الأمان، فأجابوه إِلَيْهِ، ثمّ نزح عَنْ مكّة، ودخلها إِسْحَاق وورقاء في جُمَادَى الآخرة [3] . ذكر تفرُّق الطالبيّين عَنْ مكّة وتفرّق الطالبيّون عَنْ مكّة كلّ قوم ناحية، فأخذ محمد ناحية جُدّة، ثمّ   [1] تاريخ الطبري 8/ 538، الكامل في التاريخ 6/ 312، نهاية الأرب 22/ 198، تاريخ ابن خلدون 3/ 244. [2] هكذا في الأصل، وتاريخ الطبري- أما في: الكامل في التاريخ، وتاريخ ابن خلدون وغيرهما: «رجاء» . [3] تاريخ الطبري 8/ 538، 539، العيون والحدائق 3/ 349، نهاية الأرب 22/ 198، الكامل في التاريخ 6/ 312. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 78 طلب الْجُحْفة. فخرج عَليْهِ محمد بْن حكيم من موالي آل العبّاس. وفد كَانَ الطالبيّون انتهبوا داره بمكة، وبالغوا في عذابه. فجمع عبيدًا ولحِق محمدًا بقرب عُسفان، فانتهب جميع ما معه حتى بقي في وسط سراويل. وهمّ بقتله، ثمّ رحِمَه وطرح عَليْهِ ثوبًا وعمامة، وأعطاه دُريهمات. فمضى وتوصّل إلى بلاد جُهَينة عَلَى الساحل، فأقام هناك أشهرًا يجمع الْجُمُوع، فكان بينه وبين والى المدينة هارون بْن المسيّب وقعات عند الشجرة وغيرها. فهُزم محمد، وفُقئت عينه بسهم، وقُتِل خلْق مِن أصحابه، ورُدّ إلى موضعه. ثمّ طلب الأمان مِن الْجُلُوديّ، ومن ابن عمّ [1] الفضل بْن سهم رجاء، ورُدّ إلى مكّة في آخر السَّنَةِ [2] . فصعد عيسى بْن يزيد الْجُلُوديّ المنبرَ بمكة، وصعِد دونه محمد بْن جعفر، عَليْهِ قِباء أسود فخلع نفسه، واعتذر عَنْ خروجه بأنّه بلغه موت المأمون. وقد صحّ عنده الآن أنّه حيّ، وخلع نفسه، واستغفر مِن فِعْله [3] . ثمّ خرج بِهِ عيسى الْجُلُوديّ إلى العراق، واستخلف عَلَى مكة ابنه محمد بْن عيسى. فبعث الحَسَن بْن سهل بمحمد إلى المأمون [4] . ذكر الحج هذا العام وأقام الحجّ أبو إِسْحَاق المعتصم بْن الرشيد [5] .   [1] هكذا في الأصل، وتاريخ الطبري، وفي المطبوع من الكامل 6/ 313 «ابن عمّة» . وفي نسخة منه: «عم» . [2] تاريخ اليعقوبي 2/ 448، تاريخ الطبري 8/ 539. نهاية الأرب 22/ 198 أ، تاريخ ابن خلدون 3/ 245، الكامل في التاريخ 6/ 312، 313. [3] تاريخ الطبري 8/ 539، الكامل في التاريخ 6/ 312، 313، نهاية الأرب 22/ 198، 199، البداية والنهاية 10/ 246. [4] تاريخ الطبري 8/ 539. [5] تاريخ خليفة 470، تاريخ الطبري 8/ 545، مروج الذهب 4/ 404، نهاية الأرب 22/ 201، الكامل في التاريخ 6/ 320، البداية والنهاية 10/ 246. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 79 مقتل هَرْثَمَة وأما هَرْثَمَة، فلمّا فرغ مِن حرب أَبِي السرايا سار نحو خُرَاسان، فأتته الكتب مِن المأمون أن يرجع فيلي الشام أو الحجاز. فقال: لا أرجع حتى آتي أمير المؤمنين. إدلالا منه عَليْهِ، وليُشافِهه بمصالح، وليؤذي الفضل بْن سهل بأنّه لَيْسَ بناصح لَهُ. ففهم الفضل مُراده، فقال للمأمون: إنّ هَرْثَمَة قد ظاهَرَ عليك عدوّك، وعادي وليّك، وخالف كتبك. وإن خلّيته كَانَ ذَلِكَ مفسدةً لغيره. فتوحّشَ عَليْهِ. وأبطأ هَرْثَمَة، ثمّ قِدم في أواخر السَّنَةِ، فقال لَهُ المأمون: مالأتَ علينا العلويّين، وداهَنْتَ، وحسّنت في السّرّ لأبي السرايا الخروج؟ فذهب هَرْثَمَة ليتكلّم ويدفع عَنْ نفسه، فلم يُقبل منه. وأُمِر بِهِ، فَوُجِئ عَلَى أنفه، ودِيس بطْنُه، وسُحِب وحُبس. ودسّ الفضل إلى الأعوان الغِلْظَة عَليْهِ، ثمّ قتلوه، وقيل مات [1] . ذكر فتنة الْجُنْد ببغداد وفيها هاج الْجُنْد ببغداد، لكون الحَسَن بْن سهل لم يُنصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة أيامًا [2] . ذكر توجيه رجاء بْن أَبِي الضحّاك لإشخاص عليّ الرضا وفيها وجّه المأمون رجاء بْن أبي الضحّاك، وهو الّذي قدم عليه   [1] تاريخ الطبري 8/ 542، 543، تاريخ اليعقوبي 2/ 449، 450، العيون والحدائق 3/ 349، 340، الكامل في التاريخ 6/ 314، 315، نهاية الأرب 22/ 199، 200، المختصر في أخبار البشر 2/ 22، البداية والنهاية 10/ 246، تاريخ ابن خلدون 3/ 245، دول الإسلام 1/ 126، تاريخ ابن الوردي 1/ 212. [2] تاريخ الطبري 8/ 543، العيون والحدائق 3/ 351، الكامل في التاريخ 6/ 315، نهاية الأرب 22/ 200، تاريخ ابن خلدون 3/ 245، النجوم الزاهرة 2/ 166. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 80 محمد بْن جعفر ومعه قرناس الخادم، لإشخاص عَلَى بْن موسى الرضا [1] . ذكر إحصاء ولد العبّاس وفيها أُحْصي وَلَدُ العبّاس، فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفًا ما بين ذكرٍ وأنثى [2] . ذكر قتل الروم ملكهم اليون وفيها قتلت الروم ملكها اليون [3] ، وكان قد تملّك عليهم سبْعٍ سنين ونصفًا. ثمّ ملّكوا عليهم ميخائيل بْن جورجس ثانية [4] . ذكر قتل يحيى بْن عامر وفيها قتل المأمون يحيى بْن عامر بْن إسماعيل، لكونه أغلظ لَهُ وقال له: يا أمير الكافرين [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 544، تاريخ اليعقوبي 2/ 448، مروج الذهب 4/ 27، الإنباء في تاريخ الخلفاء 98، الكامل في التاريخ 6/ 319. [2] تاريخ الطبري 8/ 545، مروج الذهب 4/ 28، العيون والحدائق 3/ 351، الكامل في التاريخ 6/ 319، المختصر في أخبار البشر 2/ 22، البداية والنهاية 10/ 246، مآثر الإنافة 1/ 212، تاريخ ابن الوردي 1/ 212، النجوم الزاهرة 2/ 166. [3] في تاريخ الطبري «ليون» ، والمثبت يتفق مع ابن الأثير. [4] تاريخ الطبري 8/ 545، تاريخ حلب 240، التنبيه والإشراف 144، تاريخ الزمان 24، الكامل في التاريخ 6/ 319، المختصر في أخبار البشر 2/ 22، البداية والنهاية 10/ 246، تاريخ ابن خلدون 3/ 255، تاريخ ابن الوردي 1/ 212، النجوم الزاهرة 2/ 166. [5] تاريخ الطبري 8/ 545، الكامل في التاريخ 6/ 320، البداية والنهاية 10/ 246، النجوم الزاهرة 2/ 166. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 81 تراجم الأعيان في هذا العَشْر حرف الألِف 1- أحمد بن بشير الكوفيّ [1]- خ. ت. ق. - أبو بكر مَوْلَى بني مخزوم. عَنْ: هاشم بْن هاشم الزُّهْرِيّ، والأعمش، وعبد الله بْن شُبْرُمة، ومجالد، وغيرهم. وعنه: محمد بْن سلام البيكَنْديّ، وسلْم بن جنادة، والحسن بن عرفة، وغيرهم [2] .   [1] انظر عن (أحمد بن بشير الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 19، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 495 رقم 6125، والتاريخ الكبير 2/ 1 رقم 1477، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 128 رقم 156، والمعرفة والتاريخ 1/ 228 و 559، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 109، والجرح والتعديل 2/ 42 رقم 14، والمجروحين لابن حبّان 1/ 140، والكامل في الضعفاء 1/ 169، وتاريخ بغداد 4/ 46- 48 رقم 1615، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ 65 ب، وتهذيب الكمال 1/ 273- 276 رقم 14، والكاشف 1/ 13، رقم 11، والمغني في الضعفاء 1/ 34 رقم 248، وميزان الاعتدال 1/ 85، رقم 308، وتهذيب التهذيب 1/ 18، 19 رقم 16، وتقريب التهذيب 1/ 12 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 4. [2] قال ابن معين: كان يقين وليس بحديثه بأس. وقال عبد الله بن ميسرة: إني لأحسبه خير أهل الأرض (العلل 3/ 495) وقال العقيلي: حدّثني أحمد بن محمود الهروي، حدثنا عثمان بن سعيد، قال: قلت ليحيى بن معين: عطاء بن المبارك تعرفه؟ قال: من روى عنه؟ قلت: ذاك الشيخ الضعيف: أحمد بن بشير. قال: مه! كأنه يتعجّب من ذكري أحمد بن بشير. قال: لا أعرفه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 82 تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين. 2- أحمد بْن موسى بْن أَبِي مريم [1] . أبو بَكْر، وقيل أبو عبد الله الخزاعيّ البصريّ اللّؤلؤيّ المقرئ. سَمِعَ: ابن عَوَانة، وأبان بْن تَغْلِب، وعامر الْجُحْدُريّ. وروى القراءة عَنْ: عيسى بْن عَمْرو، وعاصم الْجُحْدُريّ، وأبي عَمْرو بْن العلاء، وإسماعيل القسْط. وروى عَنْهُ: رَوْح بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن يحيى القطعيّ، وخليفة بْن خيّاط، ونصر الْجَهْضَميّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وطائفة. قال أبو زرعة الرازيّ: صدوق قدريّ. وكنّاه مُسْلِم [2] : أبا بَكْر. 3- إبراهيم بْن الأغلب بْن سالم التّميميّ القيرواني الشهيد [3] أمير المغرب.   [ () ] قال عثمان: أحمد بن بشير كان من أهل الكوفة ثم قدم بغداد، وهو متروك. وقال أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ: أَبُو زُرْعَةَ: صدوق. وقال ابن حبّان: ينفرد بالمناكير عن المشاهير. وقال ابن عديّ: له أحاديث صالحة.. وهو في القوم الذين يكتب حديثهم. وقال الخطيب: ليست حاله الترك، وإنما له أحاديث تفرّد بروايتها، وقد كان موصوفا بالصدق. وقال ابن نمير: كان صدوقا حسن المعرفة بأيام الناس، حسن الفهم، وكان رأسا في الشعوبية أستاذا يخاصم فيها، فوضعه ذاك عند الناس، وكتب الدارقطنيّ بخطّه: كوفيّ ضعيف يعتبر بحديثه، وقال النسائي: ليس بذاك القويّ. [1] انظر عن (أحمد بن موسى بن أبي مريم) في: التاريخ الكبير 2/ 1 رقم 1478، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، والجرح والتعديل 2/ 75 رقم 154، والثقات لابن حبّان 6/ 3، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 67 أ، وغاية النهاية 1/ 143 رقم 666. [2] في الكنى والأسماء ورقة 13. [3] انظر عن (إبراهيم بن الأغلب) في: تاريخ خليفة 464، وفتوح البلدان 276، وتاريخ اليعقوبي 2/ 412، وتاريخ الطبري 8/ 198 و 272، والعيون والحدائق 302 و 303 و 352، والخراج وصناعة الكتابة 348- 350، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 411 و 3105 و 3393، والحلّة السيراء 1/ 52 و 55 و 69 و 76 و 77 و 89- 112 و 163 و 166 و 168 و 175 و 2/ 361 و 384، وإعتاب الجزء: 13 ¦ الصفحة: 83 كَانَ مِن وجوه جنْد مصر، فوثب، بعد موت أبيه، هُوَ واثنا عشر رجلا بمصر، فأخذوا مِن بيت المال مقدار أرزاقهم، لم يزيدوا عَلَى ذَلِكَ، وهربوا فلحقوا بالزّاب مِن نواحي قيروان. فاعتقد إبراهيم بْن الأغلب عَلَى مِن كَانَ في تِلْكَ الناحية مِن الْجُنْد وغيرهم الرئاسة. وأقبل بُهدي إلى هَرْثَمَة بْن أَعْيَن أمير القيروان يومئذٍ ويُلاطفه، ويُعلمه أنّي عَلَى الطاعة، وأنّني ما دعاني إلا الحاجة ومَطَل الدَّيوان لي. فاستعمله هَرْثَمَة عَلَى ناحية الزّاب، فكفاه أمرَها وضبطها. وقِدم عَلَى المغرب محمد بْن مقاتل العكّي، فأساء إلى الناس وَظَلَمَ، فقاموا عَليْهِ، فَنَجَدَه ابنُ الأغلب وأعاده إلى القيروان بعد أن طردوه منها [1] . ثمّ كاتبوا الرشيد يستقيلونه مِن ابن مقاتل. فاستعمل عليهم ابن الأغلب لمّا رَأَى نهضته وحُسْن طاعته وانقيادَ اهل القيروان لَهُ [2] . وكان فقيهًا، دينًا، خطيبًا، شاعرًا، ذا رأي وحزم وبأس ونجدة، وسياسة، وحُسن سيرة. قَلّ أنْ ولي أفريقيةَ أحدٌ مثله في العدل والسياسة [3] . وقد طلب العلم وأخذ عَنْ: اللَّيْثُ بْن سعْد، وغيره [4] . وكان اللَّيْثُ يكرمه، وأعطاه جارية حسناء هي أمّ ابنه زيادة الله. وكان لَهُ بمصر أخ اسمه عَبْد الله، محتشم نبيل. وأرسل أولاده إلى عند   [ () ] الكتّاب، لابن الأبّار- تحقيق الدكتور صلاح الأشتر- طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق 1961- ص 105- 107، والاستقصاء 1/ 60، وتاريخ حلب للعظيميّ 234، والكامل في التاريخ 6/ 139 و 155- 157 و 166 و 235 و 332، والعقد الفريد 1/ 275، ووفيات الأعيان 2/ 193، 194، ونهاية الأرب 24/ 100- 105، وسير أعلام النبلاء 9/ 128، 129 رقم 42، وتاريخ ابن الوردي 1/ 211، وفيه وفاته سنة 197 هـ-، والوافي بالوفيات 5/ 327- 329 رقم 2400، والبيان المغرب 1/ 92، وتاريخ ابن خلدون 4/ 196، ومآثر الإنافة 1/ 201، و 207، وكنز الدرر (الدّرة المضيّة) 40- 43. [1] الحلّة السيراء 1/ 89 و 90. [2] الحلّة السيراء 1/ 90 و 93. [3] الحلّة السيراء 1/ 93، ونهاية الأرب 24. 105. [4] الحلّة السيراء 1/ 93، ونهاية الأرب 24/ 2105. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 84 عمّهم إبراهيم [1] . وكان مما رفع منزلة إبراهيم بْن الأغلب عند [الرشيد] [2] ظَفَرُهُ بإدريس بْن عَبْد الله بن حسن الحَسَنيّ نزيل المغرب وقتْله [3] . وأشار هَرْثَمَة بْن أَعْيَن عَلَى الرشيد أيضًا بتوليته. وبالغ في وصفه، فولاه في أثناء سنة أربعٍ وثمانين ومائة [4] . وردّ محمد العَكّي إلى المشرق، وانقمع الشرّ بالمغرب، وحسُنت حال إفريقية. وبني مدينة سمّاها العباسية. وكان يتولّى الصلاة بنفسه في جامع القَيروان [5] . وكان عالمًا عاملا بعِلْمه، عَثَر يومًا في حصيرة المسجد، فدخل وقال لرؤساء الدولة: الستنكهوني. ففعلوا. فقال: إنّي خشيت أن يقع لأحدكم أنّي سَكْران. وخرج عَليْهِ بتونس حمديس بْن عبد الرَّحْمَن الكِنْديّ، فحاربه وظفر بِهِ، وقتل عشرة آلاف مِن عسكر حمديس في سنة ستٌّ وثمانين، وبعث برأس حمديس إلى الرشيد. وكان قائد جيوشه عِمران بْن مَخْلَد [6] ، وكان نازلا عنده في قصره، ثمّ خرج عَلَى ابن الأغلب وحشد، واستولى عَلَى أكثر بلاد إفريقية. وخَنْدَق إبراهيم عَلَى نفسه. وأقامت الحرب بينهما سنة [7] ، وهما كفَرسَي رهان، فأمدّه الرشيد بخزانة مالٍ مَعَ جماعة قُوّاد. فقوي ابن الأغلب، وتقلّل الجند عن   [1] الحلّة السيراء 1/ 93. [2] مكان «الرشيد» بياض في الأصل. [3] الحلّة السيراء 1/ 100. [4] الكامل في التاريخ 6/ 155. [5] الكامل في التاريخ 6/ 156، نهاية الأرب 24/ 102. [6] كذا في الكامل لابن الأثير 5/ 104، وفي بعض نسخه «ابن مخالد» وكذلك في تاريخ ابن خلدون 4/ 420، وفي الحلّة السيراء 1/ 102- 106 «ابن مجالد» ، وكذا في نهاية الأرب 24/ 103. [7] الحلّة السيراء 1/ 105. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 85 ابن مَخْلَد، والتفوا عَلَى ابن الأغلب لأخْذ أُعطياتهم. تُوُفّي ابن الأغلب عَلَى إمرة المغرب لثمان بقين مِن شوّال سنة ستٌّ وتسعين ومائة. وله ستٌّ وخمسون سنة. وولي بعده ابنه عَبْد الله، فأمّن عِمران وأكرمه وصيّره معه في قصره. ثم خاف غائلته فقتله. واشتغل الأمين والمأمون بأنفسهما واختبط أمر المغرب وغيرهما. 4- أبان بن عَبْد الحميد الرّقاشيّ [1] . مولاهم البصْريّ الشّاعر الشهير. مقدّم في الشّعْر والأدب، وله بَصَرٌ بالعِلم والفِقه. وكان ديّنًا خيَّرًا مُتَألَّهًا، مُتَهَجِّدًا. نظم للبرامكة كتاب «كليلة ودِمْنَة» أُرجوزة في أربعة آلاف بيت [2] ، فأجازه الوزير يحيى بْن خَالِد بعشرة آلاف دينار، فتصدّق بنصفها [3] . أثنى عَليْهِ الخطيب، وذكره في «تاريخه» [4] .   [1] انظر عن (أبان بن عبد الحميد الرقاشيّ اللاحقي) في: البرصان والعرجان للجاحظ 89، وتاريخ الطبري 8/ 242، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 202 و 204 و 240 و 241، وتحفة الوزراء للثعالبي 43، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 438، والأغاني 8/ 101 و 23/ 155- 176، وإعتاب الكتّاب لابن الأبّار 77، والعقد الفريد 4/ 205، وأمالي المرتضى 1/ 131 و 187، والبدء والتاريخ للمقدسي 4/ 43 و 6/ 104، وتاريخ بغداد 7/ 44، 45 رقم 3500، وبدائع البدائه لابن ظافر 149 و 242، والفهرست لابن النديم 72 و 232، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 198، وعيون التواريخ، لابن شاكر الكتبي (مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس رقم 1588) - ص 20 وفيه زعم أن وفاته كانت سنة 220 هـ. وهذا غلط، والوافي بالوفيات 5/ 302، 303، رقم 2365، والنجوم الزاهرة 2/ 167، وذيل تاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 1/ 238، وعصر المأمون 1/ 429 و 2/ 317- 326، وقد جمع المرحوم محمد فريد غازي أشعار أبان في أطروحة تكميلية بباريس سنة 1958 ولكنها لم تنشر. [2] كذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «أربعة عشر ألف بيت» ، وكذلك في: خلاصة الذهب المسبوك 198. [3] في تاريخ بغداد «فتصدق بثلث المال» . [4] تاريخ بغداد 7/ 44، 45 رقم 3500. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 86 5- إبراهيم بْن صدقة [1] . أبو عامر الأنصاريّ، بصْريّ، قليل الرواية. سَمِعَ: قيس بْن عُبَيْد، وسُفْيان بْن حسين. وعنه: محمد بْن الْمُثَنَّى العنْبريّ، وأحمد بْن نصر المقرئ. 6- إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك بن أبي محذورة الْجُمَحيّ الْمَكَّيّ [2]- عخ، ت، س- عَنْ: جَدّه، وأبيه. وعنه: الشافعيّ، والحميديّ، وجماعة [3] . 7- إبراهيم بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران الهلاليّ [4]- د. س. ق-   [1] انظر عن (إبراهيم بن صدقة) في: التاريخ الكبير 1/ 294 رقم 943، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 78، والجرح والتعديل 2/ 106 رقم 303، والثقات لابن حبّان 8/ 58، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 23، وتهذيب الكمال 2/ 108 رقم 184، والكاشف 1/ 38 رقم 146، وتهذيب التهذيب 1/ 128 رقم 229، وتقريب التهذيب 1/ 36 رقم 213، وخلاصة تذهيب التهذيب 18. [2] انظر عن (إبْرَاهِيم بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك) في: التاريخ الكبير 1/ 304 رقم 966، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، والجرح والتعديل 2/ 113 رقم 338، والثقات لابن حبّان 6/ 7، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 21 ب، 22 أ، وتهذيب الكمال 2/ 138، 139 رقم 207، والكاشف 1/ 42 رقم 168، وتهذيب التهذيب 1/ 141 رقم 252، وتقريب التهذيب 1/ 39 رقم 236، وخلاصة تذهيب التهذيب 19. [3] ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: يخطئ. وقال الحافظ المزّي: روى له البخاري في كتاب «أفعال العباد» ، والترمذي، والنسائي. وقال الحافظ ابن حجر: نقل عن ابن معين تضعيفه. وقال الأزدي: إبراهيم بن أبي محذورة وإخوته يضعّفون. [4] انظر عن (إبراهيم بن عيينة) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 73 رقم 185 و 1/ 82 رقم 259، والتاريخ الكبير 1/ 310 رقم 983، والتاريخ الصغير 214، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3، وتاريخ الثقات للعجلي 53 رقم 33، والجرح والتعديل 2/ 118، 119 رقم 362، والثقات لابن حبّان 8/ 59، والكنى والأسماء للحاكم، ج 1 ورقة 15 ب، وتهذيب الكمال 2/ 163- 165 رقم 223، والكاشف 1/ 44 رقم 83 أوميزان الاعتدال 1/ 51 رقم 164، والمغني في الضعفاء 1/ 21 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 87 مولاهم الكوفيّ، أخو سُفْيان، وعِمران، وآدم، ومحمد. يكنّى أبا إسحاق. روى عن: أبي حِبّان يحيى بْن سَعِيد التَّيْميّ، ومِسْعر بْن كَدَام، وعَمرو بْن منصور الهمَدانيّ. وعنه: أحمد بْن بُديل، ويحيى بْن مَعِين، وعليّ بْن محمد الطَّنَافسيّ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان العامريّ، وهو آخر أصحابه. وتوفّي سنة سبْعٍ [1] وتسعين أيضًا. قَالَ النَّسَائيّ [2] : لَيْسَ بالقويّ. 8- إبراهيم بْن هُدْبة، أبو هُدْبة البصْريّ [3] .   [ () ] رقم 141، وتهذيب التهذيب 1/ 149، 150 رقم 269، وتقريب التهذيب 1/ 41 رقم 253، وخلاصة تذهيب التهذيب 20. [1] في تاريخ وفاته أقوال، ففي التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 310 «وقال لي أحمد بن أبي رجاء: مات سنة تسع وتسعين ومائة أو سبع وتسعين، شك محمد» (والصحيح: شك أحمد) ، وفي تاريخه الصغير 214 قال: «مات عمرو بن محمد العنقزي سنة تسع وتسعين ومائة، حدّثني أحمد بن أبي رجاء قال: مات فيها ابن نمير، وإبراهيم بن عيينة» . وقال ابن حبّان في الثقات 8/ 60: «مات سنة تسع وتسعين ومائة بعد سفيان» ، وكان قد ذكر وفاة أخيه سفيان بن عيينة سنة 198 هـ. (6/ 403) ، وذكر المزّي، عن محمد بن عبد الله الحضرميّ قال: مات سنة سبع وتسعين ومائة. وقال أبو بكر بن أبي عاصم: مات سنة تسع وتسعين ومائة، وقال الخطيب: حدّث عنه حمزة الزيات، والحسن بن علي بن عفان وبينهما مائة وأربع عشرة، وقيل: مائة واثنتا عشرة سنة. (تهذيب الكمال 2/ 164، 165) وذكر المؤلّف وفاته في (الكاشف 1/ 44) سنة 199 هـ. وقال في (ميزان الاعتدال 1/ 51) : «مات قبل أخيه بعام» (أي أخيه: سفيان، وقد سبق القول إن سفيان مات سنة 198 هـ.) ، ونقل ابن حجر قول الحضرميّ بوفاته سنة 197، وقول ابن أبي عاصم سنة تسع، يعني بتقديم التاء. (التهذيب 1/ 150) . [2] لم يذكره في الضعفاء، وقال ابن معين وقد سئل عن: عمران بن عيينة فقال: ضعيف، سمعت منه. قيل: وأخوهم إبراهيم؟ قال: لم يكن بذاك، كان ضعيفا. وقال مرة أخرى: إبراهيم بن عيينة أخو سفيان بن عيينة كان صدوقا. (معرفة الرجال 1/ 73 و 82) وقال أبو حاتم: شيخ يأتي بمناكير. وذكره العجليّ، وابن حبّان في الثقات. فقال العجليّ: صدوق. وقال المؤلّف في (الميزان) : «وحديثه صالح» . [3] انظر عن (إبراهيم بن هدبة) في: التاريخ لابن معين 2/ 14، 15، والضعفاء والمتروكين للنسائي 283 رقم 9، والضعفاء الجزء: 13 ¦ الصفحة: 88 يحدّث عَنْ أنَس بالبواطيل. روى عَنْهُ: حُمَيْد بْن الربيع، ومحمد بْن عُبَيْد الله بْن المنادي، وسعدان ابن نصرة، والخضر بْن أبان، وله عَنْهُ نسخة، ورُسْتَة [1] . قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ [2] : قِدم أصبهان فحدّث عَلَى المنبر، عَنْ أنس، فرُفع ذَلِكَ إلى جرير بْن عَبْد الحميد، فصدقه. قَالَ: وكان المأمون أيضًا يُصدّقه فيها. وتصديقهما لا ينفعه، فإنّه ذاهب الحديث، مُتهمٌ عندَ الحُفّاظ بالكِذب. ولمحمد بْن سُلَيْم المقرئ عَنْهُ نسخة. قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قِدم أبو هُدْبة، فاجتمع عَليْهِ الناس وقالوا لَهُ: اخْرِجْ رِجْلَك. خافوا أن تكون رِجْلُه رجلَ حمار أو شيطان [3] . وقال أحمد بْن سيّار القطّان: سَمِعْتُ محمد بْن بلال الكِنْديّ يَقُولُ: كَانَ أبو هُدْبة عدوَّ الله يُحَفّل النغم [4] عندنا بواسط. وقال أبو حاتم الرّازيّ [5] : كذّاب [6] .   [ () ] الكبير للعقيليّ 1/ 69 رقم 70، والجرح والتعديل 2/ 143، 144 رقم 471، الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 46 رقم 12، والمجروحين لابن حبّان 1/ 114، 115، وذكر أخبار أصبهان 1/ 170، 171، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 211، 212، وتاريخ بغداد 6/ 200- 202 رقم 3258، والمغني في الضعفاء 1/ 29، رقم 199، وميزان الاعتدال 1/ 71، 72، رقم 242، والكاشف الحثيث 48، رقم 24، ولسان الميزان 1/ 119- 121 رقم 370. [1] رستة: هو: عبد الرحمن بن عمر. (لسان الميزان 1/ 119) . [2] في ذكر أخبار أصبهان 1/ 170. [3] التاريخ لابن معين 2/ 15، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 69، الكامل لابن عدي 1/ 211. [4] في الأصل «يجفّل الغنم» وما أثبتناه عن: المجروحين 1/ 115، وحفّل الشاة: بالتشديد: جمع اللبن في ضرعها ليرى حافلا وهو استعمال يصلح للمغنيّن، لأنه كان يرقص ويغنّي في الأعراس. وفي الجرح والتعديل 2/ 144 «يحفل الغنم» ، وكذا في رواية أخرى في المجروحين. [5] في الجرح والتعديل 2/ 144. [6] أقول: لم يأت البخاريّ على ذكره لا في تاريخيه، ولا في الضعفاء. وقال النسائي: متروك الجزء: 13 ¦ الصفحة: 89 قلت: بقي إلى سنة مائتين. 9- إبراهيم بْن يزيد بْن مَرْدانبَة الكوفيّ [1] . مولى عَمْرو بْن حريث.   [ () ] الحديث. وذكره العقيلي في الضعفاء، والدارقطنيّ، وقال ابن حبّان في المجروحين: كان رقّاصا بالبصرة، يدعى إلى الأعراس فيرقص فيها، فلما كبر جعل يروي عن أنس، ويضع عليه. وقال أيضا: ولم يكن أبو هدبة يعرف بالحديث ولا يكتبه، إنما كان يلعب ويسخر به في المجالس والأعراس ولم يزل على هذا يحفّل النغم ويرقص في المجالس حتى شاخ، فلما كبر زعم أنه سمع أنس بن مالك، وجعل يضع عليه مثل ما ذكرت، فلا يحلّ لمسلم أن يكتب حديثه ولا يذكره إلا على وجه التعجب. وقال ابن عديّ: هو متروك الحديث بيّن الأمر في الضعف جدّا. وذكره برهان الدين الحلبي في الكشف الحثيث عمّن رمي بوضع الحديث. [1] انظر عن (إبراهيم بن يزيد بن مردانبة) في: التاريخ الكبير 1/ 336 رقم 1056 وفيه (ابن مردانية) ، ويقال: ابن مردانبه، والجرح والتعديل 2/ 145 رقم 476، والثقات لابن حبّان 8/ 60، وتهذيب الكمال 2/ 241، 242، رقم 266، والكاشف 1/ 51، رقم 221، والمغني في الضعفاء 1/ 29، رقم 206، وميزان الاعتدال 1/ 74، رقم 250، وتهذيب التهذيب 1/ 179، رقم 326، وتقريب التهذيب 1/ 46 رقم 302. و (مردانبه) : بفتح الميم وسكون الراء المهملة وفتح الدال المهملة وبعد الألف نون ساكنة. هكذا ضبطه المؤلّف في (الكاشف) ، وفي (المغني في الضعفاء) ضبطه ناشره بفتح النون (1/ 29 رقم 206 د. نور الدين العتر) ، وكذا فعل ناشر (ميزان الاعتدال 1/ 74 رقم 250) الأستاذ علي محمد البجاري، وناشر (تقريب التهذيب 1/ 46 رقم 302) الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف. ونقل الدكتور بشار عوّاد معروف في حاشيته على (تهذيب الكمال، رقم 1- ص 241 من الجزء 2) عن صاحب (الخلاصة 23) : «إبراهيم بن يزيد يزرانبه بفتح التحتانية والمهملة وبينهما زاي ساكنة ثم نون بعد الألف وموحّدة» ، وعلّق الدكتور بشّار على ذلك بقوله: «ولا أدري من أين جاء بهذا الضبط الغريب فضلا عن سقوط لفظة «ابن» بعد «يزيد» ولم ينبّه على ذلك الشيخ الفاضل أبو غدّة في تصحيحاته» . ويقول خادم العلم عمر عبد السلام تدمري: إن «إبراهيم بن يزيد يزرانبه» المذكور في الخلاصة هو: «إبراهيم بن يزيد بن يزرانبة القرشي» ، وقد ذكره البخاري في تاريخه الصغير 173 وذكر أنه يروي عن محمد بن عبّاد، وعمرو بن دينار، وسمع منه وكيع. فهو غير (إبراهيم بن يزيد بن مردانبه) مولى عمرو بن حريث، المترجم له هنا. ومن الواضح أن «إبراهيم بن يزيد بن يزرانبة» قد ركب على ترجمة «إبراهيم بن يزيد بن مردانبة» ولم يتنبّه إلى ذلك ناشر (تهذيب التهذيب) ولا ناشر (تقريب التهذيب) ولا ناشر (الخلاصة) ولا الدكتور بشّار في (تهذيب الكمال) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 90 عَنْ: رَقَبَة بْن مَصْقَلَة [1] ، وإسماعيل بْن أَبِي هالة. وعنه: أبو كُرَيْب، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وجماعة [2] . 10- إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله الهمَدانيّ السَّبِيعيّ الكوفيّ [3]- س. ت. ق. - عَنْ: أَبِيه وجدّه. وعنه: أبو كُرَيْب، وإسحاق بن منصور السّلوليّ، وأبو عبيدة ابن أَبِي السَّفَر. ضعّفه ابن مَعين [4] . وقال أبو حاتم [5] : حسن الحديث. وقال النَّسَائيّ [6] : لَيْسَ بالقويّ [7] . قلت: حديثه في الصحيحين [8] .   [1] في التاريخ الكبير «مسقلة» بالسين المهملة، وهو بالصاد، مشهور. [2] قال أبو حاتم: هو شيخ يكتب حديثه ولا يُحْتَجّ بِهِ. وذكره ابن حِبّان في الثَّقات. [3] انظر عن (إبراهيم بن يوسف بن إسحاق) في: التاريخ لابن معين 2/ 18، والتاريخ الكبير 1/ 337 رقم 1063، والضعفاء والمتروكين للنسائي 283، رقم 16، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 71، رقم 74، والمعرفة والتاريخ 2/ 625، والجرح والتعديل 2/ 148، والثقات لابن حبّان 8/ 61، ورجال صحيح البخاري 1/ 61، 62، رقم 53، ورجال صحيح مسلم 1/ 48، رقم 51، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 237، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 19، رقم 63، وتهذيب الكمال 2/ 249- 251 رقم 269، والكاشف 1/ 51 رقم 224، والمغني في الضعفاء 1/ 30 رقم 214، وميزان الاعتدال 1/ 76 رقم 258، وتهذيب التهذيب 1/ 183، 184 رقم 333، وتقريب التهذيب 1/ 47 رقم 305، وهدي الساري 388، وخلاصة تذهيب التهذيب 23، 24. [4] قال في تاريخه: ليس بشيء، والضعفاء الكبير 1/ 71. [5] في الجرح والتعديل 2/ 148. [6] في الضعفاء والمتروكين 283 رقم 16. [7] ذكره العقيلي في الضعفاء، وابن حبّان في الثقات، وقال ابن عديّ: وإبراهيم بن يوسف هذا روى عنه: أبو غسان مالك بن إسماعيل، وشريح بن مسلمة، وأبو كريب، وغيرهم بأحاديث صالحة وليس هو بمنكر الحديث، يكتب حديثه. [8] عند البخاري في: الوضوء، وصفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومناقب ابن مسعود، وغيره. وعند مسلم في: الحج، وصفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وغيرهما. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 91 وتُوُفّي في سنة ثمانٍ وتسعين. 11- أسامة بْن حفص المدنيّ [1] . عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، ويحيى بْن سَعِيد. وعنه: أبو ثابت محمد بْن عُبَيْد الله المدنيّ، وإبراهيم بْن حمزة الزُّبَيْريّ، وغيرهما. روى لَهُ الْبُخَارِيّ حديثًا [2] ، وأغفله في تاريخه [3] ، وكذا ابن أَبِي حاتم [4] . 12- أسباط بْن محمد، أبو محمد بْن أبي عمرو الكوفيّ [5]- ع-   [1] انظر عن (أسامة بن حفص المدني) في: التاريخ الكبير 2/ 23 رقم 1563، وتهذيب الكمال 2/ 332، 333، والكاشف 1/ 57 رقم 260، والمغني في الضعفاء 1/ 66 رقم 518، وميزان الاعتدال 1/ 174 رقم 704، وتهذيب التهذيب 1/ 206، 207 رقم 389، وتقريب التهذيب 1/ 52 رقم 355. [2] في كتاب الذبائح، باب ذبيحة الأعراب ونحوهم، هو عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة: إن قوما قالوا للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إن قوما يأتونا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا، فقال: «سمّوا عليه أنتم وكلوه» . قالت: وكانوا حديثي عهد بالكفر. [3] وكذا قال المزّي في تهذيب الكمال 2/ 333، بل ذكره البخاري في آخر من اسمه «أسامة» ج 2/ 23 برقم 1563. [4] لم يذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولا ابن حبّان في: المجروحين، أو الثقات، أو المشاهير. [5] انظر عن (أسباط بن محمد الكوفي) : الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 393، والتاريخ لابن معين 2/ 23، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 302 رقم 5343، وطبقات خليفة 172، والتاريخ الكبير 2/ 53 رقم 1657، وتاريخ الثقات للعجلي 60 رقم 61، والمعرفة والتاريخ 2/ 652، والجرح والتعديل 2/ 332، 333 رقم 1263، ومشاهير علماء الأمصار 173 رقم 1378، والثقات لابن حبّان 6/ 85، ورجال صحيح البخاري 1/ 104، 105 رقم 121، ورجال صحيح مسلم 1/ 73 رقم 106، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 72 رقم 96، وتاريخ بغداد 7/ 45- 47 رقم 3502، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 45 رقم 168، وتهذيب الكمال 2/ 354- 357 رقم 320، ورجال الطوسي 153 رقم 221، والكاشف 1/ 57، 58 رقم 266، والمغني في الضعفاء 1/ 66 رقم 521، وميزان الاعتدال 1/ 175 رقم 711، والعبر 1/ 332، والوافي بالوفيات 8/ 383، 384 رقم 3822، وتهذيب التهذيب 1/ 211 رقم 395، وتقريب التهذيب 1/ 53 رقم 361، وهدي الساري 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 26. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 92 والد عُبَيْد بْن أسباط. عَنْ: الأعمش، وأبي إسحاق الشيباني، وعمرو بْن قيس المُلائيّ وزكريّا بن أبي زائدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، والحسن الزَّعْفرانيّ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان. وثقه ابن مَعِين [1] . تُوُفّي سنة مائتين في المحرَّم. قَالَ ابن عمّار المَوْصِليّ: قَالَ لنا وكيع: إنّ لأسباط بْن محمد الْقُرَشِيّ ألف حديث، فاسمعوا منه [2] . 13- إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بْن الحسين الهاشميّ الحُسَينيّ الْمَدَنِيُّ [3]- ت. ق. - عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر المَخْرميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْر المليكيّ. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن حميد. قَالَ ابن مَعِين [4] : ما أراه إلا كان صادقا [5] .   [1] في تاريخه 2/ 23. [2] وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقا إلا أن فيه بعض الضعف، وقد حدّثوا عنه. وسئل أحمد: أيّما أحبّ إليك في سعيد الخفّاف أو أسباط بن محمد؟ فقال: أسباط أحبّ إليّ لأنه سمع بالكوفة. ووثّقه العجليّ فقال: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح. وذكره ابن حبّان في الثقات، وابن شاهين، عن عثمان بن أبي شيبة: أرجو أنه يكون صادقا. وقال أبو زكريا الساجي: ثقة والكوفيّون يضعّفونه. [3] انظر عن (إسحاق بن جعفر الهاشمي الحسيني) في: التاريخ الكبير 1/ 383 رقم 1225، والتاريخ الصغير 216، والجرح والتعديل 2/ 215 رقم 739، والثقات لابن حبّان 8/ 111، ورجال الطوسي 149 رقم 127، وتهذيب الكمال 2/ 416، 417 رقم 347، والكاشف 1/ 61 رقم 291، وتهذيب التهذيب 1/ 229 رقم 424، وتقريب التهذيب 1/ 56 رقم 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 28. [4] الجرح والتعديل 2/ 215. [5] قال البخاري في تاريخه الصغير 216: كان أوثق من أخيه محمد وأقدم سنّا، وذكره ابن حبّان الجزء: 13 ¦ الصفحة: 93 14- إسحاق بْن إسماعيل [1] . أبو يزيد الرّازيّ حيَّوَيْه. عَنْ: عَمْرو بن أبي قُبَيس، ونُعَيْم بْن مَيْسَرة، ونافع بْن عمر الْجُمَحيّ. وعنه: محمد بْن سَعِيد بْن الأصبهاني، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو بكر بْن أبي شَيْبة، وأخوه عثمان، وآخرون. قَالَ ابن مَعِين: أرجو أن يكون صدوقًا [2] . 15- إسحاق بْن الربيع العُصْفُري الكوفيّ [3] . عَنْ: الأعمش، وداود بْن أَبِي هند، ومِسْعَر، وأبي مالك النَّخَعيّ. وعنه: محمد بْن عُمَر بْن الوليد الكندي، وأحمد بْن بُدَيْل، ومحمد بْن إسماعيل الأحْمُسيّ، وغيرهما. ولا جَرْح فيه [4] .   [ () ] في الثقات، وقال: كان يخطئ. [1] انظر عن (إسحاق بن إسماعيل- حيّويه) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 381، والتاريخ الكبير 1/ 380 رقم 1214، والجرح والتعديل 2/ 212 رقم 724، والثقات لابن حبّان 8/ 110. [2] الجرح والتعديل 2/ 212. [3] انظر عن (إسحاق بن الربيع العصفري) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 5، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والجرح والتعديل 2/ 220 رقم 758، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 أ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 334، وتهذيب الكمال 2/ 425 رقم 352، والمغني في الضعفاء 1/ 71 رقم 557، وميزان الاعتدال 1/ 191 رقم 755، وتهذيب التهذيب 1/ 232 رقم 431، وتقريب التهذيب 1/ 57 رقم 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 28. ويقول خادم العلم عمر عبد السلام تدمري محقّق هذا الكتاب. وفي كتاب «الثقات 8/ 107» لابن حبّان: «إسحاق بن الربيع بصري يروي عن داود بن أبي هند، ويغرب، روى عنه عبد الله بن أبي زياد القطواني» . أقول: لعلّ هذه الترجمة دخلت في غيرها، لأن إسحاق بن الربيع البصري هذا هو أبو حمزة العطار، ذكره البخاري، وابن أبي حاتم، وابن عديّ، وغيرهم، ولم يذكروا بين شيوخه: داود بن أبي هند، فهو شيخ إسحاق بن الربيع الكوفي العصفري الّذي يكنّى أبا إسماعيل، وهذا يجعلنا نميل إلى أن هناك سقطا في (الثقات) لابن حبّان. والله أعلم. [4] ذكر ابن عديّ حديثين من طريقه، هما: «كل معروف صدقة» و «ليس منّا من لطم الخدود الجزء: 13 ¦ الصفحة: 94 16- إسحاق بن سليمان الرازيّ [1]- ع- أبو يحيى الكوفيّ. نزل الرَّيّ. عَنْ: حنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وابن أَبِي ذيب، وحَرِيز بْن عثمان، وطبقتهم. وعنه: محمد، وأحمد، ومحمد بْن رافع، وإسحاق الكَوْسج، وأحمد بْن الأزهر، وخِلْق آخرهم الحَسَن بْن مُكْرَم البزّاز. وكان سيّدًا صالحًا خاشعًا ثقة حُجّة [2] . قَالَ أحمد بْن الفُرات: رَأَيْته يروي حديثًا، فضحك غلام فأخرجه. قَالَ: ويقال إنّه كَانَ مِن الأبدال. تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وقيل سنة مائتين.   [ () ] وشقّ الجيوب ودعا بدعوى أهل الجاهلية» ، وقال: وهذان الحديثان عن العلاء بن المسيّب لا أعلم يرويهما عن العلاء غير إسحاق بن الربيع. [1] انظر عن (إسحاق بن سليمان الرازيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 381، وطبقات خليفة 325، والتاريخ الكبير 1/ 391 رقم 1248، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، وتاريخ الثقات للعجلي 61 رقم 64، والمعرفة والتاريخ 1/ 161 و 162 و 386 و 430 و 2/ 630، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 2/ 223، 224 رقم 773، والثقات لابن حبّان 8/ 111، ورجال صحيح البخاري 1/ 75 رقم 75، ورجال صحيح مسلم 1/ 53، 54 رقم 63، وتاريخ بغداد 6/ 324- 326 رقم 3368، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 29 رقم 109، وتهذيب الكمال 2/ 429- 431 رقم 356، والكاشف 1/ 62 رقم 297، والعبر 1/ 329، والوافي بالوفيات 8/ 413 رقم 3871، وتهذيب التهذيب 1/ 235 رقم 437، وتقريب التهذيب 1/ 58 رقم 402، وخلاصة تذهيب التهذيب 28. [2] وثّقه ابن سعد فقال: كان ثقة له فضل في نفسه وورع. ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به. ووثّقه النسائي، ومحمد بن سعيد بن الأصبهاني. وقد روى له الجماعة. وقد ذكر الدكتور بشار عوّاد معروف في حاشيته على تهذيب الكمال (2/ 431 رقم 9) بين المصادر التي وثّقت صاحب الترجمة كتاب «المعجم المشتمل» لابن عساكر. ويقول خادم العلم عمر عبد السلام تدمري: ليس في المعجم المشتمل أيّ ذكر لإسحاق بن سليمان الرازيّ، فضلا عن أن الكتاب المذكور لا يترجم إلا للمتوفين بعد المائتين للهجرة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 95 قَالَ إسحاق الكَوْسج: ما كَانَ أَبْيَنَ خشوعه. كَانَ يبكي كلّ ساعة [1] . 17- إسحاق بْن عيسى البغداديّ [2] . أبو هاشم سبط داود بْن أبي هند. سَمِعَ: الأعمش، وابن أَبِي ذيب، والثَّوريّ. وعنه: الحسن بن الصّبّاح البزّار، وإسحاق بْن بُهْلُولٍ التّنُوخيّ. قَالَ الخطيب [3] : وكان ثقة. جاور بمكة. 18- إسحاق بْن نَجِيح المَلَطيّ [4] . أبو صالح نزيل بغداد. عَنْ: هشام بْن حسّان، وابن جريج، وجماعة.   [1] تاريخ بغداد 6/ 325، تهذيب الكمال 2/ 431. [2] انظر عن (إسحاق بن عيسى البغدادي) في: التاريخ الكبير 1/ 399 رقم 1267، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 148، والجرح والتعديل 2/ 230 رقم 805، والثقات لابن حبّان 8/ 108، وتاريخ بغداد 6/ 318 رقم 3364، وتهذيب الكمال 2/ 464- 466 رقم 375، وتهذيب التهذيب 1/ 245 رقم 460، وتقريب التهذيب 1/ 60 رقم 425، وخلاصة تذهيب التهذيب 29. [3] في تاريخ بغداد 6/ 318، وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 108 وقال: ربّما أخطأ. [4] انظر عن (إسحاق بن نجيح الملطي) في: التاريخ لابن معين 2/ 27، ومعرفة الرجال له 1/ 51 رقم 7 و 52 رقم 22 و 63 رقم 112، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 30 رقم 1454، والتاريخ الكبير 1/ 404 رقم 1293، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 55، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 48، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 105 رقم 123، أحوال الرجال للجوزجانيّ 178 رقم 320، والمعرفة والتاريخ 2/ 451، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 61، رقم 93، والجرح والتعديل 2/ 235، 236، رقم 832، والمجروحين لابن حبّان 1/ 134، 135، وتاريخ جرجان 203، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 323- 325، وتاريخ بغداد 6/ 321- 324 رقم 3366، واللباب 3/ 255 وتهذيب الكمال 2/ 484- 487 رقم 387، والكاشف 1/ 65 رقم 324، والمغني في الضعفاء 1/ 74 رقم 589، وميزان الاعتدال 1/ 200- 202 رقم 795، والكشف الحثيث 94 رقم 127، والأنساب 11/ 469، وتهذيب التهذيب 1/ 252، 253 رقم 476، وتقريب التهذيب 1/ 62 رقم 440، وخلاصة تذهيب التهذيب 30، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 462 رقم 295. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 96 وعنه: سُوَيد بْن سَعِيد، وعليّ بْن حجر. قَالَ ابن مَعِين [1] : كذّاب عدوّ الله. وقال أبو حاتم بْن حِبّان [2] : هُوَ دجّال مِن الدَّجاجلة. وقال الفلاس: يضع الحديث [3] . 19- إسحاق بْن يوسف بن مرداس [4]- ع. - أبو محمد القرشيّ الواسطيّ الأزرق الحافظ. عَنِ: الأعمش: وابن عَوْن، وفُضَيْل بْن غَزْوان، ومِسْعَر. وعنه: أحمد، وابن مَعِين، وأحمد بْن مَنِيع، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وسَعْدان بن نصر، وآخرون.   [1] في معرفة الرجال 1/ 51 رقم 7 وزاد «رجل سوء، خبيث» . وقال مرة: ضعيف كذّاب، ليس بشيء، ولا مأمون. [2] في المجروحين 1/ 134. [3] تاريخ بغداد 6/ 324، وقال أحمد: هو من أكذب الناس، يحدّث عن النبيّ، عن ابن سيرين، برأي أبي حنيفة (العلل ومعرفة الرجال 1/ 30 رقم 1454) ، وقال البخاري: منكر الحديث، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال الجوزجاني: غير ثقة ولا من أوعية الأمانة، وضعّفه النسائي، والدارقطنيّ، وابن عديّ، وغيرهم. [4] انظر عن (إسحاق بن يوسف بن مرداس) في: الطبقات الكبرى 7/ 315، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 504 505 رقم 1177، 1/ 522، رقم 1227 و 2/ 34، 35 رقم 1468، وطبقات خليفة 327، وتاريخ خليفة 466، والتاريخ الكبير 1/ 406 رقم 1300، والتاريخ الصغير 212، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، وتاريخ الثقات للعجلي 62 رقم 73، والمعرفة والتاريخ 2/ 603 و 621، وأنساب الأشراف 3/ 33، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 93، والجرح والتعديل 2/ 238 رقم 841، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 226، ومشاهير علماء الأمصار 177 رقم 1405، والثقات لابن حبّان 6/ 52، وتاريخ واسط 156، ورجال صحيح البخاري 1/ 79، 80 رقم 83، ورجال صحيح مسلم 1/ 54 رقم 64، وتاريخ جرجان 511، وتاريخ بغداد 6/ 319- 321 رقم 3365، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 30 رقم 113، وتهذيب الكمال 2/ 496- 500 رقم 395، والكاشف 1/ 66 رقم 332، ودول الإسلام 1/ 123، والعبر 1/ 318 وتذكرة الحفاظ 1/ 320، وسير أعلام النبلاء 9/ 171، 172 رقم 51، ومرآة الجنان 1/ 448، والوافي: بالوفيات 8/ 431 رقم 3909، وغاية النهاية 1/ 158 رقم 738، وتهذيب التهذيب 1/ 257، 258 رقم 486، وتقريب التهذيب 1/ 63 رقم 450، وطبقات الحفاظ للسيوطي 133، وخلاصة تذهيب التذهيب 30، وشذرات الذهب 1/ 343. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 97 وكان ثقة ثَبْتًا مِن العابدين [1] . ولد سنة بضْعَ عشرة ومائة. وقيل: إنّه مكث عشرين سنة لم يرفع رأسه إلى السماء [2] . تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين [3] . وكان أعلم الناس بشرِيك. وقد قرأ القرآن عَلَى حمزة، وسمع الحروف مِن أَبِي بَكْر بْن عيّاش، وله اختيار في القراءة يروي عَنْ جملة. عَنْهُ: إسماعيل بْن هُود الواسطيّ، وعبد الله بْن هانس، وغيرهما [4] . 20- إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم [5]- ع. -   [1] قال ابن سعد: كان ثقة، وربّما خلّط. وقال أحمد: محمد بن يزيد أثبت من إسحاق الأزرق، الأزرق كثير الخطأ عن سفيان، وكان الأزرق حافظا إلّا أنه كان يخطئ. ووثّقه العجليّ، وأبو حاتم وقال: هو صحيح الحديث صدوق لا بأس به. وقال ابن حبّان: هو من متقني الواسطيين. وقال الخطيب: وكان من الثقات المأمونين، وأحد عباد الله الصالحين. وهو كذلك إن شاء الله، فقد روى له البخاري ومسلم في صحيحيهما. [2] تاريخ بغداد 6/ 320. [3] وقيل سنة 194 هـ. (التاريخ الكبير 1/ 406) . [4] غاية النهاية 1/ 158. [5] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 325، 326، والتاريخ لابن معين 2/ 29- 31، ومعرفة الرجال له 1/ 104 رقم 471 و 1/ 108 رقم 503 و 1/ 119 رقم 1/ 58 و 1/ 152 رقم 835 و 1/ 151 رقم 840 و 2/ 28 رقم 30 و 2/ 39 رقم 60 و 2/ 52 رقم 89 و 2/ 208 رقم 693 و 2/ 237 رقم 815، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 244، 245 رقم 323 و 1/ 356 رقم 681 و 1/ 377 رقم 724 و 1/ 438 رقم 976 و 1/ 461 رقم 1051 و 1/ 521 رقم 1224 و 1/ 535 رقم 1266 و 1/ 545 رقم 1294 و 2/ 57 رقم 1539 و 1541 و 2/ 68 رقم 1574 و 2/ 344 رقم 2526 و 2/ 345 رقم 2529 و 2/ 353، 354 رقم 2562 و 2/ 363 رقم 2608 و 2609 و 2/ 372 رقم 2653 و 2654 و 2/ 388 رقم 2731 و 2/ 407 رقم 2824 و 2/ 425 رقم 2881 و 2/ 539 رقم 3555 و 2/ 540 رقم 3561 و 2/ 542 رقم 3568 و 3/ 116 رقم 4486 و 3/ 118 رقم 4495 و 3/ 182- 185 من رقم 4784 إلى رقم 4795 و 3/ 256 رقم 5131 و 3/ 295، 296 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 98 أبو بشر الأسديّ، مولاهم البصْريّ، الإِمَام ابن عُلَيّة، وهي أمّه. أصله كوفيّ. سَمِعَ: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسحاق بْن سُوَيد العَدويّ، وحُمَيْد الطويل، وعليّ بْن زيد، وعطاء بْن السّائب، ومحمد بْن المُنْكَدِر، وعبد الله بْن أبي نَجِيح، ويونس بْن عُبَيْد، وسُهيل بْن أَبِي صالح، والْجُريريّ، وأبا التّيّاح الضُّبعيّ، وعبد العزيز بْن صُهَيب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وابن عَوْن، وطائفة. وعنه: شُعبة، وابن جُرَيج، وحمّاد بْن زيد وهم أكبر منه. وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأحمد، وإسحاق، وابن معين، وعليّ بن المدينيّ،   [ () ] رقم 5314 و 3/ 317 رقم 5412، وطبقات خليفة 224 و 327، وتاريخ خليفة 466، والتاريخ الكبير 1/ 342 رقم 1078، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 5 أ، والبرصان والعرجان للجاحظ 131، وأنساب الاشراف 3/ 35 و 37 و 173، والمعرفة والتاريخ 1/ 181 و 182 و 214 و 217 و 224 و 427 و 438 و 542 و 2/ 53 و 61 و 88 و 89 و 128 و 130- 134 و 159 و 168 و 199 و 222 و 223 و 242 و 243 و 258 و 282 و 287 و 589 و 694 و 3/ 22 و 47 و 96 و 125 و 239، وتاريخ اليعقوبي 2/ 443، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 143 و 302 و 444 و 467، والمعارف 374 و 384 و 507 و 520 و 598، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 127، وتاريخ الطبري 1/ 91 و 134 و 240 و 247 و 255 و 268 و 285 و 295 و 324 و 2/ 236 و 337 و 4/ 201 و 203 و 204 و 226 و 371 و 5/ 81 و 303 و 8/ 136 و 637 و 639، والجرح والتعديل 2/ 153- 155 رقم 513- ومشاهير علماء الأمصار 161 رقم 1277 والثقات لابن حبّان 6/ 44، ورجال صحيح البخاري 1/ 63، 64 رقم 55، وتاريخ جرجان 128 و 314 و 321 و 543، ورجال صحيح مسلم 1/ 54، 55 رقم 65، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 29 رقم 16، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 81 ب، وموضح أوهام الجمع والتفريق 411، 412، وتاريخ بغداد 6/ 229- 240 رقم 3277، وطبقات ابن أبي يعلى 1/ 99، ومرآة الجنان 1/ 443 والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 23 رقم 86، وتاريخ حلب للعظيميّ 237، والكامل في التاريخ 6/ 226 و 7/ 53، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 120، 121 رقم 55، وخلاصة الذهب المسبوك 174، وتهذيب الكمال 3/ 23- 33 رقم 417، ودول الإسلام 1/ 122، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 640، والكاشف 1/ 69 رقم 352، وميزان الاعتدال 1/ 216- 220 رقم 843، والعبر 1/ 310، وتذكرة الحفاظ 1/ 322، وسير أعلام النبلاء 9/ 107- 120 رقم 38، والوافي بالوفيات 9/ 70 رقم 3988 والوفيات لابن قنفذ 156 رقم 192 وتهذيب التهذيب 1/ 275- 279 رقم 513، وتقريب التهذيب 1/ 65، 66 رقم 476، والنجوم الزاهرة 2/ 144، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 133، وخلاصة تذهيب التهذيب 32، وشذرات الذهب 1/ 333. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 99 وبُنْدار، وخلْق كثير آخرهم موسى بْن سهل الوشّاء. وكان حُجّة حافظًا فقيهًا. ولد سنة عشرٍ ومائة. وكان يَقُولُ: مَن قَالَ ابن عُلَيّة فقد اغتابني [1] . قَالَ مؤمّل بْن هشام: سمعته يَقُولُ: لقيت محمد بْن المُنْكَدِر، وسَمِعْتُ منه أربعة أحاديث. فَقُلْتُ: ذا شيخ. فلمّا قدمت البصرة إذا أيّوب يَقُولُ: ثنا محمد بْن المُنْكَدِر [2] . وقال غُنْدَر: نشأت في الحديث يوم نشأن وليس أحدٌ يُقَدَّم في الحديث عَلَى ابن عُليّة [3] . وقال أبو دَاوُد: ما أحدٌ مِن المحدّثين إلا أخطأ، إلا ابن عُلَيَّة، وبِشْر بْن الْمُفَضَّلِ [4] ، وقال ابن مَعِين [5] : كَانَ ابن عُلَيَّة ثقة ورِعًا تقيًا. وقال يُونُس بْن بُكَيْر: سَمِعْت شُعْبَة يَقُولُ: ابْن عليّة سيّد المحدّثين [6] . وقال عمرو بْن زُرارة: صحِبْتُ ابنَ عُلَيَّة أربَعَ عشرةَ سنة فما رأيته تبسّم فيها [7] .   [1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 372 رقم 2653 وفيه: كان إسماعيل بن إبراهيم يكره أن يقال له: ابن عليّة. والقول المثبت أعلاه، في (تاريخ بغداد 6/ 231) . [2] تاريخ ابن بغداد 6/ 231. [3] تاريخ بغداد 6/ 231. [4] تاريخ بغداد 6/ 233. [5] في معرفة الرجال 1/ 104 رقم 471 وزاد: صدوقا، مسلما. وهو في تاريخ بغداد 6/ 234. [6] تاريخ بغداد 6/ 234. [7] تاريخ بغداد 6/ 235 والعبارة فيه: «صحِبْتُ ابنَ عُلَيَّة أربَعَ عشرةَ سنة فما رأيته ضحك فيها، وصحبته سبع سنين فما رأيته تبسّم فيها» . وانظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 425 رقم 2881. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 100 قَالَ عفّان: نا خَالِد بْن الحارث قَالَ: كنّا نُشبّه ابن عُلَيَّة بيونس بْن عُبَيْد [1] . وقال إبراهيم بْن عَبْد الله الهروي: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: دخلت البصرة وما بها خلقٌ يفضل عَلَى ابن عُلَيَّة في الحديث [2] . وقال زياد بْن أيوب: ما رأيتُ لابن عُلَيَّة كتابًا قطّ [3] . وكان يُقال ابنُ عُلَيَّة يَعُدّ الحروف [4] . وقال حَمّاد بْن سَلَمََةَ: ما كُنَّا نُشبّه شمائل إسماعيل إلا بشمائل يونس بْن عُبَيْد، حتى دخل فيما دخل فيه [5] . قلت: وقد ولّي القضاء ولعث إِلَيْهِ ابن المبارك يُعنّفه بأبياتٍ حسنة لدخوله في الصَّدَقات [6] . وروى الخطيب في «تاريخه» [7] ، إنّ الحديث الَّذِي أُخِذ عَليْهِ شيء يتعلّق بالكلام في القرآن. دخل عَلَى محمد بْن هارون الأمين فشمه، فقال: [8] أخطأت (8) .   [1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 57، 58 رقم 1541 و 3/ 365 رقم 5603، والجرح والتعديل 2/ 153، وتاريخ بغداد 6/ 237. [2] الجرح والتعديل 2/ 154، تاريخ بغداد 6/ 231. [3] تاريخ بغداد 6/ 232. [4] تاريخ بغداد 6/ 232. [5] العلل ومعرفة الرجال 2/ 57، 58 رقم 1541 و 3/ 365 رقم 5603، والجرح والتعديل 2/ 153، وتاريخ بغداد 6/ 237. [6] الأبيات في: تاريخ بغداد 6/ 236، وحياة الحيوان لكمال الدين محمد بن موسى الدميري (742- 808 هـ.) - طبعة سلسلة كتاب التحرير، بالقاهرة 1966- 1/ 181 (رقم العدد 136) - مادّة البازي. وأولها: يا جاعل الدين له بَازِيًا ... يصطادُ أموالَ المساكينِ احْتَلْتَ لِلدُّنيا ولذّاتها ... بحيلة تذهب بالدّين وقيل: يا جاعل العلم. [7] ج 6/ 237. [8] روى ابن حنبل قال: «أخبرني رجل أنّ ابن عليّة لما تكلّم في القرآن دخل على محمد بن الجزء: 13 ¦ الصفحة: 101 وكان حدّث بهذا: تجيء البقرة وآل عِمران كأنّهما غمامتان يُحَاجّان عَنْ صاحبهما. فقيل لابن عُلَيَّة: أَلَهُما لسان؟ قَالَ: نعم. فقالوا: إنّه يَقُولُ القرآن مخلوق وإنّما غلط. وقال الفضل بْن زياد: سَأَلت أحمد بْن حنبل عَنْ وُهيب وابن عُلَيَّة: أيُّهما أحبّ إليك إذا اختلفا؟ قَالَ: وُهيب، ما زال إسماعيل وضيعًا مِن الكلام الَّذِي تكلّم فيه إلى أن مات. قلتُ: أليس قد رجع وتاب عليّ رءوس الناس؟ قَالَ: بلى، ولكنْ ما زال لأهل الحديث بعد كلامه ذَلِكَ مبغضًا [1] . وكان لا يُنْصف في الحديث. كان يحدّث بالشفاعات [2] . وكان معنا رجلٌ مِن الأنصار يختلف إلى الشيوخ فأدخلني عَليْهِ، فلمّا رآني غضب، وقال: مَن أدخل هذا عليَّ؟ [3] . قَالَ أحمد [4] : وبلغني أنّه أُدخِل عَلَى الأمين، فلمّا رآه زحف إليه وقال: يا ابن- يا ابن تتكلَّم في القرآن؟ وجعل إسماعيل يَقُولُ: جعلني الله فِداك، زَلَّةٌ مِن عالم. ثمّ قَالَ أحمد: إنّ يغفر الله لَهُ فيها، يعني الأمين. ثمّ قَالَ: وإسماعيل ثَبْت. وقال الفضل بْن زياد: قلت يا أبا عَبْد الله إنّ عَبْد الوهاب قَالَ: لا يحبّ قلبي إسماعيل أبدًا. لقد رَأَيْته في المنام وكان وجهه أسود. فقال: عافي الله عَبْد الوهاب [5] .   [ () ] هارون، وكان جالسا على سرير ملكه فلما رأى ابن عليّة قال: يا ابن كذا وكذا- ذكر الزاي- تركت كل شيء حتى تكلّت في القرآن! قال: فقال ابن عليّة: جعلت فداك، زلّة من عالم» . وانظر: المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 132. [1] تاريخ بغداد 6/ 238. [2] تاريخ بغداد 6/ 239. [3] تاريخ بغداد 6/ 238. [4] الرواية في تاريخ بغداد 6/ 238 وقد مرّ مثلها قبل قليل. [5] تاريخ بغداد 6/ 238. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 102 ثمّ قَالَ أحمد: لقد لزِمتُ إسماعيل عشرَ سِنين إلا أن أُغيب. ثمّ جعل يحرّك رأسه كأنه يتلهَّف، ثمّ قَالَ: وكان لا يُنْصِف في التحديث، ويحدّث بالشفاعات [1] . قَالَ المؤلّف: لا ينبغي إلا تعظيم ابن عُلَيَّة، فقد كانت منه هفوة ثمّ تاب منها. فكان ماذا [2] ؟ مات ابن عُلَيَّة في ذي القِعْدة سنة ثلاثٍ وتسعين. وحديثه بعُلُوّ درجتين في «الغيلانيّات» . 21- إسماعيل بْن إبراهيم الكرابيسيّ البصْريّ [3] ق. - صاحب القُوهيّ. عَنْ: ابن عَوْن، وسُلَيْم القاصّ. وعنه: محمد بْن عَبْد الله بْن حفص الأنصاريّ، وحفص بن عمرو الربالي، ومُثَنَّى بْن مُعَاذ. تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين. وثّقه (حد) [4] .   [1] تاريخ بغداد 6/ 238، 239، وفي العلل ومعرفة الحديث لأحمد 2/ 345 رقم 2529 قال: «لزمنا إسماعيل بعد ما مات هشيم عشر سنين كل يوم لا نخلّ إلا أن تكون الحاجة. رآني إسماعيل يوما وقد دخلت عليه مع صاحب شفاعة مع رجل من الأنصار فتكلم بكلمة وقال له رجل من أصحاب الحديث، أظنّه أبا مسلم أو غيره: هذا من أصحابنا، يعني ممّن يلزم الباب» . [2] انظر للمؤلّف: ميزان الاعتدال 1/ 220. [3] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي) في: التاريخ الكبير 1/ 342 رقم 1081، والثقات لابن حبّان 8/ 94، 95، وتهذيب الكمال 3/ 37، 38 رقم 421، والكاشف 1/ 70 رقم 356، والمغني في الضعفاء 1/ 78 رقم 626، وميزان الاعتدال 1/ 214 رقم 834، وتهذيب التهذيب 1/ 280، 281 رقم 517، وتقريب التهذيب 1/ 66 رقم 480، وخلاصة تذهيب التهذيب 32. [4] هكذا في الأصل، ويعني: ابن حبّان، وهو الّذي أرّخ وفاة الكرابيسي وذكره في ثقاته. ولا ذكر له في الجرح والتعديل. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 103 22- إسماعيل بْن إبراهيم، أبو يحيى التَّيْميّ الكوفيّ الأحْوَل [1]- ت. ن. - عَنْ: عطاء بْن السّائب، والأعمش، ومخارق الأحمسيّ، ومطر، وطائفة. وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن عُبَيْد المحاربيّ، وآخرون. ضعّفه (ن) [2] ، وغيره [3] . وقال ابن نُمَير: ضعيف جدّا [4] . 23- إسماعيل بْن حكيم [5] . صاحب الزيّاديّ. بصْريّ. روى عن: محمد بن المنكدر، والفضل بن عيسى الرّقاشي، والجريريّ، وجماعة.   [1] انظر عن (إسماعيل بن إبراهيم التيميّ الأحوال) في: التاريخ لابن معين 2/ 31، والتاريخ الكبير 1/ 342 رقم 1082 والتاريخ الصغير 7/ 20، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، والضعفاء والمتروكين للنسائي 284 رقم 30، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 73، 74 رقم 77، والجرح والتعديل 2/ 155 رقم 514، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والمجروحين لابن حبّان 1/ 122، والكامل في الضعفاء 1/ 302، 303، وتهذيب الكمال 3/ 38- 40 رقم 422، والكاشف 1/ 70 رقم 357، والمغني في الضعفاء 1/ 77 رقم 621، وميزان الاعتدال 1/ 213 رقم 829، وتهذيب التهذيب 1/ 281 رقم 518، وتقريب التهذيب 1/ 66 رقم 481، وخلاصة تذهيب التهذيب 32. [2] رمز للنسائي. انظر: الضعفاء والمتروكين 284 رقم 30. [3] ضعّفه ابن المديني، وذكره العقيلي في الضعفاء، وضعّفه أبو حاتم، وابن حبّان. وقال ابن عديّ: ولأبي يحيى التيميّ هذا أحاديث حسان وليس فيما يرويه حديث منكر المتن، ويكتب حديثه. [4] في تاريخ البخاري، الكبير، والصغير، والضعفاء الكبير للعقيليّ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم، والمجروحين لابن حبّان، والكامل في الضعفاء لابن عديّ. [5] انظر عن (إسماعيل بن حكيم) في: الجرح والتعديل 2/ 165 رقم 551. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 104 وعنه: عٌقبة بْن مُكْرَم، وأزهر بْن جميل، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رسْتة. كذا ذكره ابن أَبِي حاتم ولم يُضعّفْه. 24- إسماعيل بْن زياد [1]- ت. - أو ابن أبي زياد السّكونيّ قاضي الموصل [2] .   [1] انظر عن (إسماعيل بن زياد) في: الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 59 رقم 85، والمجروحين لابن حبّان 1/ 129، والفهرست للطوسي 40، 41 رقم 38، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 308، 309، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 111 (طبع بمطبعة المجد بالقاهرة، ونشرته المكتبة السلفية بالمدينة المنوّرة) ، وتهذيب الكمال 3/ 96، 97 رقم 446، والكاشف 1/ 73 رقم 379، والمغني في الضعفاء 1/ 81 رقم 660، وميزان الاعتدال 1/ 230 رقم 881، والكشف الحثيث 98، 99 رقم 138 و 100 رقم 142، وتهذيب التهذيب 1/ 298- 301 رقم 552، وتقريب التهذيب 1/ 69 رقم 512 وفيه تحرّف «السكونيّ» إلى «الكوفي» وخلاصة تذهيب التهذيب 34،. وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة 18 برقم 14. [2] أقول: ذكره الخطيب في (موضّح أوهام الجمع والتفريق 1/ 407- 410) باسم: إسماعيل بن أبي زياد السكونيّ الشامي، الّذي يروي عن جويبر، عن الضحّاك، عن ابن عباس. وقال: وهو إسماعيل بن مسلم الّذي روى عنه عيسى بن عثمان الآجرّي الكوفي. وقال: يقال له إسماعيل الكندي الّذي روى عنه بقيّة بن الوليد. وقال: وقيل هو فافاه الّذي روى عنه ابن جريج. ثم قال في آخر ترجمته: «أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمريّ، حدّثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، حدّثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابيّ قال: وإسماعيل مولى كندة يحدّث عنه بقيّة، قيل هو إسماعيل بن مسلم السكونيّ، وهو ابن أبي زياد، وهو فافاه الّذي يحدّث عن الأعمش، هكذا ذكر أبو العباس، يعني ابن عقدة» . وقال ابن ماكولا في (الإكمال 1/ 162، 163) : «وأمّا فافاه بفاء مكرّرة فهو محمد بن خازم أبو معاوية الضرير» وذكر حديثا عنه، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة، وقال بعده: وكذا ذكر أحمد أنه محمد بن خازم، ولعلّه على الظّن لما رأى روايته عن الأعمش. وفافاه إسماعيل بن أبي زياد مسلم مولى السّكون، قال المظفّر بن الحسن، أنا ابن لال، أنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا محمد بن عبد الواحد الخزاعي، ثنا محمد بن عمر الجعابيّ، حدّثني أحمد بن زياد بن عجلان، ثنا عمر بن عثمان بن عيسى الآجرّي، حدّثني أبي، ثنا إسماعيل- هو ابن أبي زياد- وهو إسماعيل بن مسلم مولى السكون، وهو فافاه الّذي يحدّث عنه ابن جريج، وهو إسماعيل الكندي الّذي يحدّث عنه بقيّة، عن عبيد الله بن عمر بن حفص، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف- وساق حديث السقيفة قال الأمير: فدلّ هذا على أنّ الأول الّذي روى عنه ابن جريج هو هذا، إذ قد بيّنه في هذا الحديث، ولم يبيّن في ذلك أنه أبو معاوية، وإنما الجزء: 13 ¦ الصفحة: 105   [ () ] قال أحمد بن عبد الرحمن أنه أبو معاوية لروايته عن الأعمش» . وقال ابن حجر في (تهذيب التهذيب 1/ 299، 300) : «الّذي وقع في ابن ماجة: إسماعيل بن زياد، غير منسوب، ولفظ الاسم لا الكنية، وقد فرّق الخطيب بين إسماعيل بن زياد وبين إسماعيل بن أبي زياد قاضي الموصل، وبيّن أن قاضي الموصل قيل فيه أيضا ابن زياد، والصواب بلفظ الكنية. وقد ذكر الدارقطنيّ أن اسم أبي زياد: مسلم، وسيأتي بيان ذلك في إسماعيل بن مسلم. وذكر الخطيب أن الأزدي قال في قاضي الموصل إنه إسماعيل بن أبي زياد، يروي عن نصر بن طريف، وضعّفه، وساق الخطيب من طريق مسعود بن جويرية الموصلي، عن إسماعيل بن زياد قاضي الموصل: حدّثنا عن شعبة، وروح بن مسافر، كذا وقع: ابن زياد. ثم ترجم لقاضي الموصل بأنه ابن أبي زياد، وأنه شاميّ سكن خراسان، وسيأتي من كلام المزّي أنه: السّكونيّ. وكلام ابن عديّ إنّما ذكره في قاضي الموصل وذكر الاختلاف في اسم أبيه وساق له الحديث الّذي أخرجه ابن ماجة. قال: ثنا أبو عروبة، وأحمد بن حفص قالا: ثنا أبو بكر العطّار، وهو عبد القدّوس شيخ ابن ماجة فيه فقال أحمد بن حفص: إسماعيل بن زياد، كما وقع عند ابن ماجة. وأمّا أبو عروبة فقال: إسماعيل بن أبي زياد وهو الراجح. وذكر ابن حبّان: إسماعيل بن زياد فقال: شيخ دجّال لا يحلّ ذكره في الكتب إلّا على سبيل القدح فيه، روى عن غالب القطان، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «أبغض الكلام إلى الله الفارسية، وكلام الشياطين الخوزية، وكلام أهل النار البخارية، وكلام أهل الجنة العربية» . رواه عنه أبو عصمة عامر بن عبد الله البلخي. قال ابن حبّان: هذا حديث موضوع لا أصل له عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا حدّث به أبو هريرة ولا المقبري ولا غالب القطان، كذا قال، واتّهم به إسماعيل هذا. وإسماعيل هذا بلخيّ من شيوخ البخاري خارج الصحيح. ذكره الخطيب فقال: روى عن حسين الجعفي وزيد بن الحباب. ثم أسند من طريق التاريخ الكبير للبخاريّ قال: حدّثنا إسماعيل بن زيد أبو إسحاق البلخي، ثنا حسين الجعفي، فذكر حديثا موقوفا على عليّ رضي الله عنه في زكاة الركاز، ثم قال البخاري: مات سنة 247 (انتهى) ، فلعلّ الآفة في الحديث ممّن دون البلخي، وهذا دون طبقة قاضي الموصل. وذكر الخطيب ممن يقال له إسماعيل بن زياد ثلاثة منهم كوفيّ يروي عن جعفر الصادق وهذا من الطبقة، والآخر يروي عن جرير بن عبد الحميد وهذا من طبقة دونها، وذكر آخر يقال له الفافا من الطبقة، وذكر آخر أبليّ بضمّ الهمزة والموحّدة وتشديد اللام يروي عنه جنيد بن حكيم ولم يذكر في واحد منهم جرحا. وذكر ممن يقال له: إسماعيل بن أبي زياد بالكنية ثلاثة، اثنين مختلف في أبيهما هل هو زياد أو أبو زياد أحدهما قاضي الموصل، والآخر السكونيّ. وذكر غيرهما ممّن وافقهما في اسم الأب في من اسمه إسماعيل بن مسلم. وتبيّن لي أن الّذي تكلم فيه أبو زرعة، والدارقطنيّ، هو السكونيّ. وفي سؤالات سعيد بن عمرو البرذعي لأبي زرعة الرازيّ أن إسماعيل بن أبي زياد روى أحاديث مفتعلة. قلت: في أين هو؟ قال: كوفي قلت: فهذا هو السكونيّ. فقد قال الخطيب: أنا البرقاني قال: سألت الدارقطنيّ عن إسماعيل بن أبي زياد فقال: هو السكونيّ، متروك يضع الحديث. والثالث مجزوم به وهو: إسماعيل بن أبي زياد مولى الضحاك، وهو جدّ محمد بن ماهان، روى عن يونس بن عبيد، وهشام بن حسّان، ولم يذكر له راويا سوى الجزء: 13 ¦ الصفحة: 106 عَنْ: ثور بْن يزيد، وابن جُرِيج، والثَّوْريّ، وشُعْبَة. وعنه: مسعود بْن جُوَيْرية، ونائل بْن نَجيح، ومحمد بْن الحسين البُرْجُلانيّ، وآخرون. قَالَ ابن عدي [1] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْقَدْحِ فيه (3) . 25- إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ [3] بْنِ زَيْدِ بْن ثابت، أبو مُصْعَب الأنصاريّ [4] نافلة كاتب الوحي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.   [ () ] حفيده المذكور ولم يذكر فيه جرحا» . ويقول خادم العلم عمر عبد السلام تدمري: إن في التاريخ الكبير للبخاريّ اثنان: الأول: إسماعيل بن زياد أبو إسحاق البلخي، وهو مات سنة 246 (1/ 355 رقم 1122) . والثاني: إسماعيل بن أبي زياد- يرفعه مرسل- روى عنه شعيب بن ميمون. (1/ 356 رقم 1123) . وفي الجرح والتعديل ثلاثة: أولهم: إسماعيل بن زياد أبو إسحاق البلخي. قال عنه أبو حاتم: مجهول. (الجرح والتعديل 2/ 170 رقم 572) . ثانيهم: إسماعيل بن زياد الفافا. كوفي روى عن الأعمش حكايات. روى عنه يحيى بن مصعب الكلبي. (الجرح 2/ 171 رقم 575) . ثالثهم: إسماعيل بن أبي زياد بن مقدم، روى عنه شعيب بن ميمون. قال أبو حاتم: مجهول. (الجرح 2/ 171 رقم 577) . وليس في الجميع من يعرف بالسكوني أو ينسب إلى الموصل، حسب الظاهر، والله أعلم. [1] في الكامل في الضعفاء 1/ 308. [2] في المجروحين 1/ 129 ووصفه بالشيخ الدّجّال. [3] وقال الدارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين 59 رقم 85: «إسماعيل بن أبي زياد هو إسماعيل بن مسلم السكونيّ ويقال: الشعيريّ. كوفي. عن داود بن أبي هند، وابن عون. يضع الحديث، كذّاب متروك» . [4] انظر عن (إسماعيل بن قيس بن سعد) في: التاريخ الكبير 1/ 370 رقم 1172، والتاريخ الصغير 222، والضعفاء الصغير 252 رقم 18، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 105، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 43، والضعفاء الكبير للعقلي 1/ 91 رقم 103، والمعرفة والتاريخ 1/ 504 و 3/ 70، وأنساب الأشراف 3/ 4، والمجروحين لابن حبّان 1/ 127، 128، والكامل في الضعفاء 1/ 296، 297، والمغني في الضعفاء 1/ 86 رقم 699، وميزان الاعتدال 1/ 245 رقم 927، ولسان الميزان 1/ 429، 43 رقم 1329. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 107 روى عَنْ: أَبِيه وأبي حازم الأعرج. وعنه: إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبو بكر عبد الرحمن بْن شَيبة الحزاميّ. قَالَ أبو حاتم [1] : مدنيّ ضعيف الحديث [2] . وقال غيره: إنّه عُمّر إحدى وتسعين سنة [3] . 26- إسماعيل بْن محمد بْن جُحادة الكوفيّ العطّار الضّرير [4] . عَنْ: أَبِيه، وداود بْن أَبِي هند، وأبي مالك الأشجعيّ، وغيرهم. وعنه: الأشجّ، وسُفْيان بْن وكيع، ونصر الْجَهْضَميّ، وأحمد بْن بُدَيْل، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [5] : صَدُوق. 27- إسماعيل بْن يحيى بْن عُبَيْد الله التّيميّ البكريّ الكوفيّ [6] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 193 وزاد: منكر الحديث يحدّث بالمناكير لا أعلم له حديثا قائما. وأتعجّب من أبي زرعة حيث أدخل حديثه عن ابن عبد الملك بن شيبة في فوائده ولا يعجبني حديثه. [2] وقال البخاري: منكر الحديث، وكان عنده كتاب عن أبي حازم فضاع منه ولم يكن عنده كتاب إلا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قاله لي عبد الرحمن بن شيبة. وضعّفه النسائي، والعقيلي، وابن حبّان وقال: في حديثه المناكير والمقلوبات التي يعرفها من ليس الحديث صناعته. وقال ابن عديّ: وعامّة ما يرويه منكر. [3] تاريخ البخاري، الكبير، والصغير، الضعفاء. والمجروحين لابن حبّان. [4] انظر عن (إسماعيل بن محمد بن جحادة) في: التاريخ لابن معين 2/ 37، والتاريخ الكبير 1/ 371 رقم 1176، والمعرفة والتاريخ 2/ 199، والجرح والتعديل 2/ 195 رقم 9/ 65، والثقات لابن حبّان 8/ 96، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 51 رقم 11، وتهذيب الكمال 3/ 188، 189 رقم 477، والكاشف 1/ 77 رقم 408، والمغني في الضعفاء 1/ 86 رقم 703، وميزان الاعتدال 1/ 246 رقم 933، وتهذيب التهذيب 1/ 328، 329 رقم 591، وتقريب التهذيب 1/ 73 رقم 546، وخلاصة تذهيب التهذيب 36. [5] في الجرح والتعديل 2/ 195 وزاد: صالح الحديث. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن معين: «لم يكن به بأس» . [6] انظر عن (إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 108 أبو عليّ. عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأبي حنيفة، وغيرهما. وعنه: محمد بْن حرب النَّسَائيّ، وسَعْدان بْن نصر. قَالَ صالح جزرة وغيره: كان يضع الحديث [1] . وقال ابن حِبّان [2] : لا تحلّ الرواية عَنْهُ، ولا الاحتجاج بِهِ بحال. وقال [3] : يروي عَنْ مِسْعَر، وفِطْر بْن خليفة أيضا [4] . 28- أشجع بن عمرو السلمي [5] . الشاعر، بصريّ.   [ () ] الجرح والتعديل 2/ 203 رقم 687، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 58 رقم 81، والمجروحين لابن حبّان 1/ 126، 127، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 297- 302، وتاريخ بغداد 6/ 247- 249 رقم 3284، والمغني في الضعفاء 1/ 89 رقم 732، وميزان الاعتدال 1/ 253، 254 رقم 965، ولسان الميزان 1/ 441، 442 رقم 1373. [1] ميزان الاعتدال 1/ 253. [2] في المجروحين 1/ 126. [3] في المجروحين. [4] وقال الدارقطنيّ: متروك كذّاب. وقال الأزدي: ركن من أركان الكذب لا تحلّ الرواية عنه. وقال أبو عليّ النيسابورىّ: كذّاب. وقال ابن عديّ: تحدّث عن الثقات بالبواطيل. [5] انظر عن (أشجع بن عمرو السلمي) في: أمالي القالي 2/ 118 و 3/ 165، والشعر والشعراء 2/ 758- 762 رقم 206، وطبقات الشعراء لابن المعتز 250- 253، وكتاب الأوراق للصولي (قسم أخبار الشعراء) ص 74، وتاريخ الطبري 8/ 73، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2603 و 2607 و 2608 و 2642، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 192 و 215 و 267، وخاصّ الخاصّ للثعالبي 88، وثمار القلوب له 152، وعيون الأخبار 1/ 12 و 31 و 90، ومعاني الشعر للعسكريّ 1/ 17 و 63 و 92 و 145 و 2/ 185، وحماسة أبي تمّام 1/ 354 و 389، والأغاني 18/ 212- 252، ومقاتل الطالبيّين 491 و 568، وأمالي المرتضى 1/ 525، والموشح 295، ومجالس ثعلب 447، والزهرة 158، والإنباء في تاريخ الخلفاء 69، 70، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 62- 66، وتاريخ بغداد 7/ 45 رقم 3501، والمنازل والديار 1/ 13 و 110 و 2/ 40، ووفيات الأعيان 1/ 221 و 222 و 329 و 336 و 475 و 4/ 89، والتذكرة الفخرية 312، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 129، والبداية والنهاية 3/ 87، والوافي بالوفيات 9/ 265- 267 رقم 4188، ومعاهد التنصيص 4/ 62- 87، وخزانة الأدب 1/ 143- 145، وديوان المعاني 1/ 145، ومعجم الشعراء في لسان العرب (طبعة ثانية) 40 رقم 43. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 109 له نظم بديع، مدح الرشيد وغيره وكان جعفر البرمكي يجري عليه في الجمعة مائة دينار [1] . 29- أشعث بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي الكوفي [2]- ت. - عن: مجالد، وعبيد الله بن عمر. وعنه: أحمد بن منيع، وأبو سعيد الأشج، والحسن بن عرفة. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [3] . وَقَالَ أَبُو حاتم [4] : محله الصدق [5] . 30- أشعث بن عبد الله الخراساني السجستاني [6]- د. - نزيل البصرة. عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وعوف، وشُعْبَة. وعنه: محمد بْن أَبِي بكر المقدّميّ، ومحمد بن عمر المقدّميّ،   [1] الأغاني 18/ 219. [2] انظر عن (أشعث بن عبد الرحمن بن زيد اليامي) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 65 رقم 122، والتاريخ الكبير 1/ 432، 433 رقم 1391، والضعفاء المتروكين للنسائي 285 رقم 55، والمعرفة والتاريخ 2/ 820، والجرح والتعديل 2/ 274 رقم 989، والثقات لابن حبّان 8/ 128، والكامل في الضعفاء لابن عدي 1/ 370، وتهذيب الكمال 3/ 274- 276 رقم 529، والكاشف 1/ 83 رقم 448، والمغني في الضعفاء 1/ 91 رقم 759، وميزان الاعتدال 1/ 266 رقم 1000، وتهذيب التهذيب 1/ 356 رقم 250، وتقريب التهذيب 1/ 80 رقم 605 وخلاصة تذهيب التهذيب 39. [3] الجرح والتعديل 2/ 274. [4] في الجرح والتعديل. [5] وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، كان يكذب. وقال النسائي: ليس بثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن عديّ: له أحاديث ولم أر في متون أحاديثه شيئا منكرا. ولم أجد في أحاديثه كلاما إلا من النسائي، وعندي أن النسائي أفرط في أمره حين قال: ليس بثقة، فقد تبحّرت حديثه مقدار ما له، فلم أر له حديثا منكرا. [6] انظر عن (أشعث بن عبد الله الخراساني) في: التاريخ الكبير 1/ 433 رقم 1393، والجرح والتعديل 2/ 274 رقم 987، والثقات لابن حبّان 8/ 128، وتهذيب الكمال 3/ 274 رقم 528، والكاشف 1/ 83 رقم 447، وتهذيب التهذيب 1/ 356 رقم 649، وتقريب التهذيب 1/ 80 رقم 604، وخلاصة تذهيب التهذيب 39. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 110 ونصر بْن عليّ الْجَهْضَميّ، والفلاس. وثّقه أبو داود [1] . روى لَهُ حديثًا. 31- أشعث بْن شُعْبَة [2]- د. - أبو أحمد المصّيصيّ. أصله خُرَاسانيّ، سكن الثَّغْر. روى عَنْ: إبراهيم بن أدهم، وأرطاة بن المنذر، والمنهال بن خليفة، وورقاء بن عمر. وعنه: محمد بن عيسى بن الطباع، والمسيب بن وضاح، وأبو الطّاهر ابن السرح، ويعقوب بن كعب الأنطاكي. قال أبو زرعة: لين [3] . وذكره ابن حبان في «الثقات» [4] . 32- أميّة بن خالد القيسيّ [5]- م. د. ن. -   [1] تهذيب الكمال 3/ 274، وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (أشعث بن شعبة) في: الجرح والتعديل 2/ 272، 273 رقم 981، والثقات لابن حبّان 8/ 129، وتهذيب الكمال 3/ 270، 271 رقم 525 والكاشف 1/ 83 رقم 444، والمغني في الضعفاء 1/ 91 رقم 757، وميزان الاعتدال 1/ 265 رقم 997، وتهذيب التهذيب 1/ 354 رقم 646، وتقريب التهذيب 1/ 79 رقم 601، وخلاصة تذهيب التهذيب 38. [3] الجرح والتعديل 2/ 273. [4] ج 8/ 129. [5] انظر عن (أميّة بن خالد القيسي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 301 (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير 2/ 10 رقم 1524، والتاريخ الصغير 216، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 128، 129 رقم 158، وتاريخ الثقات للعجلي 72 رقم 115، والمعرفة والتاريخ 1/ 233 و 2/ 55 و 109، وأنساب الأشراف 3/ 82، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 591، 592، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 53، والجرح والتعديل 2/ 302، 303 رقم 1123، والثقات لابن حبّان 8/ 123، ورجال صحيح مسلم 1/ 71 رقم 101، والجمع بين رجال الجزء: 13 ¦ الصفحة: 111 أبو عبد الله، أخو هدبة. بصريّ، ثبت. روى عن: شُعْبَة، والثَّوْريّ، وأبي الجارية العبْديّ، وطائفة. وعنه: أبو حفص الفلاس، وبُنْدار، ومحمد بْن مُثَنَّى، وطبقتهم. وثّقه أبو حاتم [1] . مات في آخر سنة مائتين عَلَى الصحيح [2] . قَالَ الأثرم: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله يُسأل عَنْ أُمَيَّة بْن خَالِد فلم أره يحمده في الحديث وقال: إنّما كَانَ يحدَّث مِن حِفْظه ولا يُخْرِج [3] . 33- أنس بن عياض اللّيثيّ [4]- ع. -   [ () ] الصحيحين 1/ 47 رقم 174، وتهذيب الكمال 3/ 330- 332 رقم 554، والكاشف 1/ 86 رقم 471، وميزان الاعتدال 1/ 275 رقم 1029، والوافي بالوفيات 9/ 407 رقم 4335، وتهذيب التهذيب 1/ 370، 371 رقم 676، وتقريب التهذيب 1/ 83 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 40. [1] في الجرح والتعديل 2/ 303. [2] أرّخ البخاري وفاته سنة 201 هـ. في التاريخين الكبير والصغير، وكذلك ابن حبّان في الثقات. [3] أي لا يخرج كتابا. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 128) . [4] انظر عن (أنس بن عياض الليثي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 436، والتاريخ لابن معين 2/ 43، وطبقات خليفة 276، والتاريخ الكبير 2/ 33 رقم 1591، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 57، والمعرفة والتاريخ 1/ 190 و 317 و 442 و 513 و 650 و 651 و 2/ 165 و 823، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 277 و 415، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 15، وتاريخ الطبري 1/ 14 و 3/ 223 و 225 و 262 و 495 و 587 و 615 و 4/ 65 و 7/ 376 و 394، والجرح والتعديل 2/ 289 رقم 1055، والعيون والحدائق 3/ 350، ومشاهير علماء الأمصار 142 رقم 1122، والجرح والتعديل 2/ 289 رقم 1055، والعيون والحدائق 3/ 350، ومشاهير علماء الأمصار 142 رقم 1122، والثقات لابن حبّان 6/ 76، والإحسان في صحيح ابن حبان 1/ 272 رقم 108 والفهرست للطوسي 67 رقم 124، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 72 رقم 97، ورجال صحيح مسلم 1/ 67، 68 رقم 91، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 293، وتاريخ جرجان 491، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 36، 37 رقم 137، والكامل في التاريخ 6/ 153، وتهذيب الكمال 3/ 349- 353 رقم 567، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 644، والكاشف 1/ 88 رقم 482، ودول الإسلام 1/ 126، والوافي بالوفيات 9/ 417 رقم 4345، وتهذيب التهذيب 1/ 375، 376 رقم 689، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 112 أبو ضمرة المدنيّ، بقيّة المُسْنِدين الثَّقات. ولد سنة أربعٍ ومائة. وروى عَنْ: شَريك بْن أَبِي نَمِر، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صالح، وهشام بْن عُرْوة، وأبي خازم الأعرج، وربيعة الرأي، وصَفْوان بْن سُلَيْم، وطبقتهم مِن صغار التّابعين. وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، وأحمد بْن صالح، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وخلْق كثير. وروى عَنْهُ مِن أقرانه بقيّة بْن الوليد. قَالَ أبو زُرعة [1] ، والنَّسَائيّ: لا بأس بِهِ [2] . وقَالَ يُونُس بْن عَبْد الأعلى: ما رَأَيْت أحدًا أحسنَ خُلُقًا من أَبِي ضَمْرة، ولا أسمح بِعلْمه منه. قَالَ لنا: والله لو تهيّأ لي أن أحدّثكم بكلّ ما عندي في مجلسٍ لَفَعَلْتُ [3] . قلت: مات سنة مائتين [4] ، وله ستٌّ وتسعون سنة. 34- أوس بْن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزيّ [5] .   [ () ] وتقريب التهذيب 1/ 84 رقم 643، وخلاصة تذهيب التهذيب 40، وشذرات الذهب 1/ 358، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 484، 485 رقم 325. [1] الجرح والتعديل 2/ 289. [2] تهذيب الكمال 3/ 352. [3] تهذيب الكمال 3/ 352. وقد وثّقه ابن سعد، فقال: كان ثقة كثير الحديث. وقال ابن معين: ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] التاريخ الكبير 2/ 33. [5] انظر عن (أوس بن عبد الله بن بريدة) في: التاريخ الكبير 2/ 17 رقم 1542، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 59، والمعرفة والتاريخ 3/ 354، والجرح والتعديل 2/ 305، 306 رقم 1140، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 67 رقم 121، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 124، 125 رقم 149، والثقات لابن حبّان 8/ 135، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 401، 402، والمغني في الضعفاء 1/ 94 رقم 702، وميزان الاعتدال 1/ 278 رقم 1046، ولسان الميزان 1/ 470، 471 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 113 روى عَنْ: أخيه سهل، والحسين بْن واقد. ولم يدرك أَبَاهُ، لعلّه مات وأوس حَمْل. روى عَنْهُ: سليمان بْن عُبَيْد الله، ومحمد بْن مقاتل، والحسين بْن حُرَيْث المَرْوَزِيُّون. قَالَ أبو حاتم [1] : سألنا المَرَاوِزة عَنْهُ فعرفوه وقالوا: تَقَادَمَ موتُه [2] . 35- أوس بْن عَبْد الله السَّلُوليّ البصْريّ [3] . عَنْ: بُرَيْد بْن أَبِي مريم [4] . وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، ومُسَدّد، وغيرهم. وهو قديم الوفاة. 36- أيّوب بْن تميم، أبو سليمان التّميميّ الدّمشقيّ [5] . مقريء أهل الشام. قرأ عَلَى: يحيى الذَّماريّ، وأبي عَبْد المُلْك الذَّماريّ. تلا عَليْهِ: ابن ذَكْوان، والوليد بن عتبة.   [ () ] رقم 1415، وتعجيل المنفعة 43 رقم 69. [1] في الجرح والتعديل 2/ 306. [2] وقال البخاريّ: فيه نظر. وقال النَّسائي: ليس بثقة. وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال الدارقطنيّ: متروك. وذكره ابنُ حِبّان فِي الثّقات وقَالَ: كان مِمَّنْ يخطئ، فأما المناكير في روايته فإنّها من قبل أخيه سهل لا منه. وقال ابن عديّ: في بعض أحاديثه مناكير. [3] انظر عن (أوس بن عبد الله السلولي) في: التاريخ الكبير 2/ 19 رقم 1551، والجرح والتعديل 2/ 305 رقم 1139 وفيه (أوس بن عبيد الله) ، والثقات لابن حبّان 6/ 73، وتعجيل المنفعة 43، 44 رقم 70. [4] قال ابن حبّان في الثقات 6/ 73: «كلما كان من رواية العراقيين فهو: بريد بن أبي مريم، وكلما كان من رواية الشاميين فهو: يزيد بن مريم، وهما اثنان» . [5] انظر عن (أيوب بن تميم الدمشقيّ) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 628، وتقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 205، والثقات لابن حبّان 6/ 59، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 205، ومعرفة القراء الكبار 1/ 148 رقم 58، وغاية النهاية 1/ 172 رقم 804، والوافي بالوفيات 10/ 38 رقم 4481، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 486، 487 رقم 328. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 114 وحمل عَنْهُ الحروف: أبو مُسْهٍر، وهشام بْن عمّار. وقد روى الحديث عَنْ: الأوزاعيّ، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وغيرهما. حدَّث عَنْه: هشام، ودُحَيْم، وآخرون. وهو ثقة، في الحديث والقراءة [1] . مات بعد التّسعين ومائة [2] . 37- أيّوب بْن حسّان الْجُرشيّ الدّمشقيّ [3] . أبو حسّان. عَنْ: هشام بْن عروة، ويونس بن يزيد، والأوزاعيّ، وثور بْن يزيد، وطائفة. وعنه: هشام بْن عمّار، ودُحَيْم، وسليمان الشُّرَحْبيليّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعة الدّمشقيّ [5] : مقارِب. 38- أيوب بن المتوكّل البصريّ الصّيدلانيّ [6] .   [1] كان قارئ الجند. وقال عبد الله بن ذكوان: قال لي عبيد بن أبي السائب: إذا حدّثك أيوب بن تميم عن الأوزاعيّ فشدّ يدك به. (تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل 1/ 205، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 205) . [2] في تهذيب تاريخ دمشق: مات في سنة بضع وتسعين ومائة، وقال المؤلّف في (معرفة القراء الكبار 1/ 148) توفي أيوب سنة ثمان وتسعين ومائة، وهكذا أرّخه ابن الجزري في غاية النهاية 1/ 172، وقال أيضا: قال القاضي أسد بن الحسين: سنة تسع عشرة ومائتين في أيام المعتصم وله تسع وتسعون سنة وشهران. [3] انظر عن (أيوب بن حسّان الجرشي) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 2/ 713، والجرح والتعديل 2/ 244 رقم 869، والإكمال لابن ماكولا 2/ 235، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 205، 206، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 487، 488 رقم 319. [4] في الجرح والتعديل 2/ 244. [5] في تاريخ أبي زرعة 2/ 713. [6] انظر عن (أيوب بن المتوكل الصيدلاني) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 113، 114 رقم 549، والتاريخ الكبير 1/ 424 رقم 1360، والمعرفة والتاريخ 2/ 647، والجرح والتعديل 2/ 259 رقم 926، والثقات لابن حبّان الجزء: 13 ¦ الصفحة: 115 المقرئ الإِمَام. سَمِعَ: فَضَيْلَ بْن سليمان، وطبقته. وتلا عَلَى: الكِسائيّ، وعلى: سلام الطّويل، وحُسين الْجُعْفيّ. واختار لنفسه مَقْرءًا. روى عَنْهُ: عليّ بْن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن يحيى القُطَعيّ. وَأَجَلُّ مِن تلا عَليْهِ القُطَعيّ. قَالَ ابن المَدِينيّ: نا أيّوب بْن المتوكّل، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: لا يكون إمامًا مِن أخذ بالشاذّ مِن العِلْم، ولا مِن روى عَنْ كلّ أحد، ولا مِن روى كلّ ما سمِع [1] . ويقال: إنّ يعقوبَ الحضرميّ وقف عَلَى قبر أيّوب لما دُفِن، وقال: يرحمك الله يا أيّوب، ما تركتَ خَلَفًا أعلم بكتاب الله منك [2] . وعن أيّوب قَالَ: ما غلبتُ يعقوبَ إلا بالأثر. وقال إسحاق بْن إبراهيم الشهيديّ: دخلت الكوفة فأتيتُ ابنَ إدريس الأَوْديّ، فأوّل ما سألني عَنْ أيّوب، ما فعل أيّوب؟ قلت: بخير، قَالَ: يُقرئ؟ قلت: نعم! قَالَ: ذاك أقرأ الناس. وقال أحمد بْن سِنان القطّان: سَمِعْتُ أيّوب بْن المتوكّل يَقُولُ: قرأت عَلَى يحيى القطّان، وطلب منّي كتاب الحروف، فسمِعه منه. قَالَ أبو حاتم السّجسْتانيّ: أيّوب بْن المتوكّل مِن أقرأ القرّاء وأرواهم للآثار في القرآن.   [ () ] 8/ 126، وتاريخ بغداد 7/ 7، 8 رقم 9/ 346، وخلاصة الذهب المسبوك 198، ومعرفة القراء الكبار 1/ 148، 149 رقم 59، وغاية النهاية 1/ 172، 173 رقم 808. [1] انظر نحوه في التاريخ الكبير 1/ 424. [2] غاية النهاية 1/ 173. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 116 قلت: وثّقه ابن المَدِينيّ [1] . ومات سنة مائتين كهْلا. 39- أيّوب بْن واصل البصْريّ [2] . سَمِعَ: ابن عون. وعنه: إبراهيم بن المنذر، وعَبْد اللَّه بْن محمد المسِنديّ، ومحمد بْن أسد الخشنيّ، وجماعة. وهو قليل الحديث. قَالَ أبو حاتم [3] : يكتب حديثه [4] . 40- أيّوب بن واقد الكوفيّ [5]- ت. - أبو الحسن، ويقال أبو سهل. سكن البصرة وحدَّث عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وعثمان بن حكيم.   [1] تاريخ بغداد 7/ 8، وقال ابن معين: أيوب بن المتوكل من القرّاء البصراء. ووثّقه الدارقطنيّ. [2] انظر عن (أيوب بن واصل البصري) في: التاريخ الكبير 1/ 425 رقم 1367، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 46، والجرح والتعديل 2/ 261 رقم 935، والثقات لابن حبّان 8/ 124، وميزان الاعتدال 1/ 295 رقم 1115، ولسان الميزان 1/ 491 رقم 1520. [3] في الجرح والتعديل 2/ 261. [4] قال البخاري: قال علي: جهدنا به فلم يحدّثنا. وقال ابن معين: ما أعرفه. [5] انظر عن (أيوب بن واقد الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 52، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 318 رقم 5416، والتاريخ الكبير 1/ 426 رقم 1370، والتاريخ الصغير 209، والضعفاء الصغير 253 رقم 28، والكنى والأسماء لمسلم 24، والضعفاء والمتروكين للنسائي 284 رقم 28، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 115، 116 رقم 136، والجرح والتعديل 2/ 260، 261 رقم 934، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 65 رقم 111، والمجروحين لابن حبّان 1/ 169، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 347، 348، ورجال الطوسي 151 رقم 173، والمغني في الضعفاء 1/ 99 رقم 841، وميزان الاعتدال 1/ 295 رقم 1114. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 117 وعنه: بِشْر بْن مُعَاذ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَدَاهِرُ بْنُ نوح، وجماعة. قَالَ أحمد [1] : ضعيف الحديث. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه [3] .   [1] العلل ومعرفة الرجال 3/ 318 رقم 5416، والجرح والتعديل 2/ 261. [2] في الكامل 1/ 348. [3] وقال ابن مَعِين: ليس بثقة. وقال البخاريّ في التاريخ الكبير، وفي الضعفاء: حديثه ليس بالمعروف، ومنكر الحديث. وضعّفه النسائي، والعقيلي. وقال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث وحديثه ليس بمعروف، منكر. وقال الدارقطنيّ: منكر الحديث، وقال ابن حبّان: كان يروي المناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان يتعمّد لها، لا يجوز الاحتجاج بروايته. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 118 حرف الباء 41- بشّار بْن قيراط [1] . أبو نُعَيْم النَّيْسابوريّ نزيل الرَّيّ. وهو أخو حمّاد بْن قيراط. روى عَنْ: هشام بْن حسّان، وابن جُرَيج، وبكر بن معروف، والثوري، وجعفر بن محمد، وشعبة، وطبقتهم. وعنه: عبد الله بن الوليد بن مهران، وعمرو بن رافع القزويني، ونوح بن أنس. قال أبو حاتم [2] : لا يُحْتَجّ بِهِ. وقال أبو زُرعة: يكذب، وأخوه حمّاد صَدُوق [3] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : هُوَ إِلَى الضَّعْفِ أَقْرَبُ [5] . 42- بزيع بن حسّان [6] .   [1] انظر عن (بشّار بن قيراط) في: الجرح والتعديل 2/ 417، 418 رقم 1652، والمجروحين لابن حبّان 1/ 191، والكامل في الضعفاء لابن عدي 2/ 456، والمغني في الضعفاء 1/ 104 رقم 886، وميزان الاعتدال 1/ 310 رقم 1178، ولسان الميزان 2/ 17 رقم 63. [2] في الجرح والتعديل 2/ 418. [3] الجرح والتعديل 2/ 418، والمجروحين لابن حبّان 1/ 191. [4] في الكامل في الضعفاء 2/ 456. [5] وقال ابن حبّان: كان ينتحل مذهب الرأي. [6] انظر عن (بزيع بن حسّان) في: التاريخ الكبير 2/ 131 رقم 1942، والضعفاء الكبير 1/ 156، 157 رقم 198، والكنى الجزء: 13 ¦ الصفحة: 119 أبو الخليل البصْريّ الخصّاف. عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وثابت البُنانيّ. وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن المبارك، وأزهر بْن جميل، ومحمد بْن بكّار، ويحيى بْن سَعِيد العطّار، ومحمد بْن صُدران. وهو متروك، اتّهمه ابن حِبّان [1] ، وغيره [2] ، أتى بعجائب لا تُحتَمل. 43- بِشْر بْن إبراهيم الأنصاريّ المفلوج [3] . عَنْ: ثور بْن يزيد، والأوزاعي، وأبي مُرَّة الرّقاشيّ، ومبارك بْن فَضَالَةَ. وعنه: داهر بْن نوح، وعبد الله بْن يوسف الْجُبيريّ، ويوسف بْن بحر، ومحمد بْن عَبْد الله بن بزيع، وجماعة. ضعّفه أبو حاتم [4] ، وغيره [5] ،   [ () ] والأسماء للدولابي 1/ 165، والجرح والتعديل 2/ 421 رقم 1669، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 69 رقم 132، والمجروحين لابن حبّان 1/ 198، 199، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 493، والمغني في الضعفاء 1/ 103 رقم 874، وميزان الاعتدال 1/ 306، 307 رقم 1159، ولسان الميزان 2/ 11، 12 رقم 38. [1] في المجروحين 1/ 199 قال: «يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمّد لها» . [2] ذكره العقيلي في الضعفاء. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث. وقال الدارقطنيّ: متروك (يروي) بواطيل. وقال ابن عديّ: هو قليل الحديث. [3] انظر عن (بشر بن إبراهيم الأنصاري) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 142 رقم 174، والجرح والتعديل 2/ 351 رقم 1333، والمجروحين لابن حبّان 1/ 189، 190، والكامل في الضعفاء 2/ 446، 447، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 227، وتاريخ دمشق (تحقيق دهمان 10/ 28) ، والمغني في الضعفاء 1/ 104 رقم 889، وميزان الاعتدال 1/ 311، 313 رقم 1181، ولسان الميزان 2/ 18- 20 رقم 766 وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 10، 11 رقم 337، والكشف الحثيث 110 رقم 166، والموضوعات 1/ 30. [4] في الجرح والتعديل 2/ 351. [5] ذكره العقيلي في الضعفاء 2/ 142 وقال: «عن الأوزاعي بأحاديث موضوعة لا يتابع عليها» . وقال ابن حبّان: «يضع الحديث على الثقات لا يحلّ ذكره في الكتب إلّا على سبيل القدح فيه» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 120 وقال ابن عَدِيّ [1] : هُوَ عندي ممّن يضع الحديث. 44- بشر بن الحسن [2]- ن. - أبو مالك البصريّ، أخو حسين بْن الحَسَن. عَنْ: ابن عَوْن، وأشعث بن سوار، وابن جريح. وعنه: عُمَر بْن شُعْبَة، وهارون الحمّال، وعثمان بْن أَبِي صفْوان، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ. قَالَ هارون الحمّال: ثقة ثقة [3] . وقيل: كَانَ يحافظ عَلَى الصّفّ الأوّل خمسين سنة بجامع البصرة [4] . 45- بشر بن السّريّ [5]- ع-   [1] في الكامل في الضعفاء 2/ 447. [2] انظر عن (بشر بن الحسن) في: التاريخ الكبير 2/ 72 رقم 1730، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 100، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 103، والجرح والتعديل 2/ 355 رقم 1351، والثقات لابن حبّان 8/ 139، وتهذيب الكمال 3/ 113 رقم 113، 114 رقم 684، والكاشف 1/ 101 رقم 581، وتهذيب التهذيب 1/ 447 رقم 820، وتقريب التهذيب 1/ 98 رقم 51، وخلاصة تذهيب التهذيب 48. [3] تهذيب الكمال 3/ 113. [4] تهذيب الكمال 3/ 113. [5] انظر عن (بشر بن السريّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 500 (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين 2/ 59، ومعرفة الرجال له 2/ 27 رقم 28، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 340، 341 رقم 625 و 3/ 131 رقم 4564 و 4566 و 3/ 305 رقم 5353،. وتاريخ الدارميّ، رقم 195، وطبقات خليفة 284، والتاريخ الكبير 2/ 75 رقم 1741، والتاريخ الصغير 212، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 143 رقم 175، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، وتاريخ الثقات للعجلي 80 رقم 150، والمعرفة والتاريخ 1/ 718 و 724 و 2/ 20 و 691، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجرح والتعديل 2/ 358 رقم 1363، والثقات لابن حبّان 8/ 139، والكامل في الضعفاء 2/ 4409، 450، ورجال صحيح البخاري 1/ 109، 110 رقم 129، ورجال صحيح مسلم 1/ 86 رقم 136، وتاريخ جرجان 521، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 52 رقم 198، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 4 وتهذيب الكمال 3/ 122- 126 رقم 689، والمعين في طبقات المحدّثين 64 رقم 646، والكاشف الجزء: 13 ¦ الصفحة: 121 أبو عمرو البصريّ الواعظ العابد الملقَّب بالأَفْوَه. نزيل مكّة، سَمِعَ: مِسْعَرا، والثَّوْريّ، وزائدة، ومالكًا، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وطائفة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن المَدِينيّ، والفلاس. قَالَ أحمد بْن حنبل [1] : كَانَ متقنًا للحديث عَجَبًا. وقال أبو حاتم [2] : ثَبْتُ صالح. وقال يحيى بْن مَعِين [3] : ثقة. وقال ابن عديّ [4] : يقع في حديثه ما ينكر، وهو في نفسه لا بأس بِهِ. وقال العُقَيْليّ [5] : هُوَ في الحديث مستقيم. حَدَّثَنَا أحمد الأبّار، نا عوّام قَالَ: قَالَ الحُمَيْديّ: كَانَ بِشْر بْن السَّريّ جَهْميًا، لا يحلّ أن يُكْتَب حديثه [6] . قلت: قد صحّ رجوعه عَنِ التجهُّم [7] . حَدَّثَنَا جعفر الفِرْيابيّ، ثنا أحمد بْن محمد المقدمي [8] ، ثنا سليمان بْن حرب قَالَ: سَأَلَ بِشْر بْن السَّريّ حمّادَ بْن زيد فقال: الحديث الَّذِي جاء أنّ الله ينزل إلى سماء الدنيا يتجوّل مِن مكان إلى مكان فسكت حمّاد ثم قال:   [ () ] 1/ 102 رقم 586، والمغني في الضعفاء 1/ 105 رقم 902، وميزان الاعتدال 1/ 317، 318 رقم 1195، وتذكرة الحفاظ 1/ 355، والعبر 1/ 318، والعقد الثمين 3/ 396، والوافي بالوفيات 10/ 149 رقم 4608، وتهذيب التهذيب 1/ 450، 451 رقم 825، وتقريب التهذيب 1/ 99 رقم 56، وطبقات الحفاظ 150، وخلاصة تذهيب التهذيب 48، وشذرات الذهب 1/ 343. [1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 340، 341 رقم 625 و 3/ 131 رقم 4566 و 3/ 305 رقم 5353. [2] في الجرح والتعديل 2/ 358. [3] الجرح والتعديل 2/ 358. [4] في الكامل في الضعفاء 2/ 450. [5] في الضعفاء الكبير 2/ 143. [6] الضعفاء الكبير 1/ 143. [7] انظر سؤالات البرقاني الدارقطنيّ 70. [8] في الضعفاء الكبير للعقيليّ تحرّف «المقدّمي» إلى «المقري» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 122 هُوَ في مكانه يقربُ مِن خلْقه كيف شاء [1] . قلت: كَانَ مِن حمّاد أن يزجر السائل ويقول: الله ورسولُه أعلم، فإنّ الخوض في هذا لا ينبغي، بل تمرّ الأحاديث كما جاءت ولا يُعترض عليها. وقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: بِشْر بْن السَّريّ تكلّم بمكّة بشيء، فوثب عَليْهِ ابن الحارث بْن عُمَير، يعني حمزة، فلقد ذُلّ بمكّة حتى جاء فجلس إلينا ممّا أصابه مِن الذُّلِّ. قَالَ عَبْد الله: يعني تكلّم في القرآن [2] . ثمّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ الثَّوْريّ يستقله. قلتُ: لِمَ؟ قَالَ: سأله عَنْ شيء، يعني عَنْ أطفال المشركين، فقال لَهُ سُفْيان: ما أنت وذا يا صَبي؟ [3] قلت: مات في سنة خمسٍ وتسعين ومائة، أو سنة ستٌّ. 46- بِشْر بْن سَلْم بْن المسيّب البَجَليّ [4] . كوفيّ، روى عَنْ: إسماعيل بْن خَالِد، ومِسْعَر. وعنه: ابنه الحسن، وأحمد بن إبراهيم الدورقي. قال أحمد بن حنبل: قد رأيته ولم أسمع منه [5] . 47- بشر بن عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مروان الأموي [6] . روى عَنْ: عمّه عَبْد العزيز بْن عُمَر. وعنه: محمد بْن معاوية الأنماطيّ، ويحيى بن معين.   [1] الضعفاء 1/ 143. [2] الضعفاء 1/ 143. [3] الضعفاء 1/ 143 وزاد في آخره: «فكان يختلف إلى سفيان شبه المختفي» . [4] انظر عن (بشر بن سلم بن المسيب) في: الجرح والتعديل 2/ 358 رقم 1365، ورجال الطوسي 155 رقم 2 وفيه (بشر بن مسلم) ، وتاريخ بغداد 7/ 54 رقم 3513 وفيه (بشر بن سالم) . [5] تاريخ بغداد 7/ 54. [6] انظر عن (بشر بن عبد الله بن عمر الأموي) في: التاريخ الكبير 2/ 77 رقم 1749، والجرح والتعديل 2/ 361 رقم 1377. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 123 وقال يحيى [1] : لا بأس بِهِ. 48- بقيّة بْن الوليد بْن صائد [2]- م. أ. الحافظ، أبو يُحْمِد [3] الكَلاعيّ الحِمْيَريّ الميْتميّ الحمصيّ. أحد أعلام الحديث.   [1] لم يذكره في تاريخه، ولا في معرفة الرجال، ولم يتعرّض له ابن أبي حاتم بجرح أو تعديل. [2] انظر عن (بقيّة بن الوليد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 469، والتاريخ لابن معين 2/ 61، ومعرفة الرجال له 1/ 79 رقم 235 و 1/ 84 رقم 273 و 1/ 99 رقم 425 و 2/ 239، 240 رقم 825، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 339 رقم 500 و 2/ 366 رقم 2624، و 2/ 479 رقم 3141، و 3/ 53 رقم 4128، وطبقات خليفة 317، والتاريخ الكبير 2/ 150 رقم 2012، والتاريخ الصغير 199 و 213، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 162، 163 رقم 203، وتاريخ الثقات للعجلي 83 رقم 160، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 174، 175 رقم 312، وتاريخ الدارميّ، رقم 190، وتاريخ اليعقوبي 2/ 403، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 69 و 195 و 214 و 263 و 279 و 280 و 341 و 350 و 353 و 357 و 389 و 398- 400 و 407 و 409 و 432 و 433 و 435 و 505 و 585 و 603 و 605 و 621 و 647 و 705 و 706 و 715 و 722، والمعرفة والتاريخ 1/ 117 و 120 و 185 و 278 و 287 و 312 و 314 و 340 و 361 و 383 و 430 و 479 و 611 و 636 و 712 و 2/ 162 و 286 و 304 و 343 و 346 و 348 و 351- 357 و 382- 385 و 387 و 408 و 424 و 429 و 431 و 432 و 450 و 456 و 460 و 480 و 826 و 3/ 368 و 389 و 390، وأنساب الأشراف 3/ 35، والمراسيل 19 رقم 29، والجرح والتعديل 2/ 434- 436 رقم 1728، وطبقات أبي العرب القيرواني 176 و 197، والمجروحين لابن حبّان 1/ 200- 202، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 19 و 31 و 64 و 69 و 318 و 327 و 2/ 201 و 215 و 277، والكامل في الضعفاء 2/ 504- 512، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 80 رقم 133، ورجال صحيح مسلم 1/ 99 رقم 170، وتاريخ جرجان 104 و 186 و 265 و 319 و 477، و 478، وتاريخ بغداد 7/ 123- 127 رقم 3561، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63 رقم 241، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 273- 277، والعيون والحدائق 3/ 350، وتهذيب الكمال 4/ 192- 200 رقم 738، والعقد الفريد 3/ 201، ودول الإسلام 1/ 124، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 649، والكاشف 1/ 106، 107 رقم 626، والمغني في الضعفاء 1/ 109 رقم 944، وميزان الاعتدال 1/ 331- 339 رقم 1250، وسير أعلام النبلاء 8/ 455- 469 رقم 139، وتذكرة الحفّاظ 1/ 266، ومرآة الجنان 1/ 457، وجامع التحصيل 178، 179 رقم 64، والوافي بالوفيات 10/ 184 رقم 4666 وتهذيب التهذيب 1/ 473- 471 رقم 878، وتقريب التهذيب 1/ 105 رقم 108، وخلاصة تذهيب التهذيب 54، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 20- 23 رقم 344. [3] هكذا ضبطت في الأصل بضم الياء، وكسر الميم. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 124 روى عَنْ: محمد بْن زياد الأَلْهانيّ، وبَحير بْن سعْد، وثور بْن يزيد، وعبد الله بْن عُمَر، والزُّبَيْديّ، والأوزاعيّ، وابن جُرَيج، وصَفوان بْن عَمرو، ويونس بْن يزيد، وخلْق لا يُحصَون، تسعة أعشارهم عامّة مجهولون. وعنه: مِن شيوخه: الأوزاعي، وشُعْبَة. ومن أقرانه: ابن المبارك، والوليد بْن مُسْلِم، وإسماعيل بْن عيّاش، وطائفة. وأبو مُسْهٍر، وحَيوة بْن شُرَيْح، وهشام بْن عمّار، ومحمد بْن مُصَفَّى، وداود بْن رُشَيْد [1] ، وكثير بْن عُبَيْد، وعَمْرو بْن عفّان، وأبو عُتبة أحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلْق، فالحجازي آخرُهم موتًا. قَالَ يحيى بْن مَعِين [2] ، وأبو زُرْعة [3] ، وغيرها: إذا روى عَنْ ثقة فهو ثقة حُجّة. وقال ابن المبارك: أعياني بقيّة، يسمّي الكَنى ويكنّي الأسامي [4] . وقال أبو حاتم [5] : سَأَلت أبا مُسْهٍر عَنْ حديثٍ لبقيّة فقال: احذَرْ حديثَ بقيّةْ ... وكن منها عَلَى تقيّهْ فإنّها غير نقيّهْ وقال النَّسَائيّ: إذا قَالَ: ثنا وحَدَّثَنَا فهو ثقة، وإن قَالَ: عَنْ، فلا [6] .   [ () ] وفي (تهذيب تاريخ دمشق 3/ 277) : أبو يحمد بفتح الياء المثنّاة التحتيّة والحاء ساكنة والميم مفتوحة. [1] هكذا في الأصل وسير أعلام النبلاء 8/ 456، وفي تهذيب الكمال 4/ 194 «رشد» . [2] في معرفة الرجال 1/ 79 رقم 235: «إذ حدّث عن ثقة فليس به بأس» . و 1/ 84 رقم 273. «إذا حدّث عن ثقة فهو صدوق» . و 1/ 99 رقم 425: «إذا حدّث عن ثقة فهو صدوق ثقة» . [3] قال أبو زرعة: «بقيّة أحبّ إليّ من إسماعيل بن عيّاش، ما لبقيّة عيب إلّا كثرة روايته عن المجهولين، فأما الصدق فلا يؤتى من الصدق، وإذا حدّث عن الثقات فهو ثقة» . [4] تاريخ بغداد 7/ 124. [5] في الجرح والتعديل 2/ 435، وتاريخ بغداد 7/ 124، والكامل في الضعفاء 2/ 504. [6] تاريخ بغداد 7/ 126. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 125 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ الصَّفَّارِ، أَنَا هِبَةُ الرَّحْمَنِ الْقُشَيْرِيُّ، أَنَا عَبْدُ الحميد البحتريّ، نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَسَنِ، نَا أَبُو عَوَانَةَ، ثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ بَقِيَّةَ، وَسَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، وَأَبُو عُتْبَةَ قَالُوا: ثَنَا بَقِيَّةُ، نا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ دُعِيَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ نَحْوِهِ فَلْيُجِبْ» . خرّجه مُسْلِمٌ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ بَقِيَّةَ [1] ، وَلَيْسَ لَهُ فِي «الصَّحِيحِ» عَنْ بَقِيَّةَ سِوَاهُ. قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: وُلدت سنة عشر ومائة [2] . قَالَ ابن مَعِين: كَانَ شُعْبَة مبجَّلا لبقيّة حيث قِدم عَليْهِ [3] . وقال حَيوة بْن شُرَيْح: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: لما قرأت عليّ شُعْبَة نسخة بَحير بْن سعْد، قَالَ لي: يا أبا يُحْمِد، لو لم أسمع هذا منك لطرْت [4] . وقال زكريّا بْن عَدِيّ: قَالَ لنا أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ: خُذوا عَنْ بقيّة ما حدَّث عَنِ الثَّقات، ولا تأخذوا عَنْ إسماعيل بْن عيّاش ما حدَّث عَنِ الثقات وغير الثقات [5] . إبراهيم بْن موسى الفرّاء، عَنْ رباح، عَنِ ابن المبارك، قَالَ: إذا اجتمع بقيّة وإسماعيل بْن عيّاش فبقيّة أحبّ إليّ [6] . ورواه سُفْيان بْن عَبْد المُلْك، عَنِ ابن المبارك، وقال: كَانَ صدوق الّلسان، ولكن يأخذ عمّن أقبل وأدبر.   [1] صحيح مسلم، كتاب النكاح (101/ 1429) باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة. [2] الكامل في الضعفاء 2/ 505، تاريخ بغداد 7/ 126. [3] الجرح والتعديل 2/ 435. [4] الجرح والتعديل 2/ 435، 436، تاريخ بغداد 7/ 123، الكامل في الضعفاء 2/ 506. [5] الرواية في: معرفة الرجال لابن معين 2/ 239، 240 رقم 825 قال: «حدّثنا ابن محرز قال: حدّثني بعض أصحابنا، عن زكريا بن عديّ، عن أبي (في المطبوع «بن» وهو غلط) إسحاق الفراري قال: سألته عن إسماعيل بن عيّاش فقال: إذ حدّثك عمّن يعرف فاكتب عنه، وقال: وسألته عن بقيّة بن الوليد، فقال: إذا حدّثك عمّن تعرف وعمّن لا تعرف فلا تكتب عنه» . [6] تاريخ بغداد 7/ 125. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 126 وعن ابن المبارك: نعم الرجل بقيّة، لولا أنّه يُكنيّ الأسامي ويُسميّ الكنَى. كَانَ دهْرًا يحدّثنا عَنْ أَبِي سَعِيد الوحاظيّ فنظرنا فإذا هُوَ عَبْد القُدُّوس [1] . وقال أحمد بْن حنبل [2] : بقيّة أحبّ إليّ مِن إسماعيل، وإذا حدّث عَنِ المجهولين فلا تقبلوه. وقال أحمد، روى بقيّة عَنْ عُبَيْد الله مناكير [3] . عثمان الدارميّ، عَنِ ابن مَعِين: بقيّة ثقة. قلت لَهُ: هُوَ أحبّ إليك أو محمد بْن حرب؟ فقال: ثقة وثقة [4] . وقال أحمد العِجليّ [5] ، ويعقوب بْن شَيْبة: بقيّة ثقة عَنِ المعروفين [6] . وقال أبو إِسْحَاق الْجَوْزجانيّ [7] : رحِم الله بقيّة، ما كَانَ يبالي إذا وجد خُرافة عمّن يأخذه. فإذا حدَّث عن الثقات فلا بأس. قلت: شرط أن يصرّح بالإخبار ولا يَقُولُ: عَنْ فلان. فإنّه قد دلّس عَنِ ابن جُرَيج، وعن الأوزاعي بطامّات. وقال ابن عَدِيّ [8] : ولبقيّة حديث صالح، وفي بعض رواياته يخالف الثقات. وإذا روى عَنْ أهل الشام فهو ثَبْت، وإذا روى عَنْ غيرهم خلّط كإسماعيل بْن عيّاش. وقال أحمد بْن الحَسَن التَّرْمِذيّ، عَنْ أحمد بن حنبل: لبقيّة مناكير عن الثقات [9] .   [1] المعرفة والتاريخ 2/ 424، وتاريخ بغداد 7/ 124. [2] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 53 رقم 4128. [3] تاريخ بغداد 7/ 125. [4] في المجروحين والضعفاء لابن حبّان 1/ 201. [5] في تاريخ الثقات 83 رقم 160. [6] تاريخ بغداد 7/ 126. [7] في أحوال الرجال 175. [8] في الكامل في الضعفاء 2/ 512. [9] المجروحين لابن حبّان 1/ 200. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 127 وقال حجّاج بْن الشّاعر: سُئِل ابن عُيَيْنَة عَنْ حديثٍ مِن هذه المُلَح، فقال: أبو العَجَب: أَنَا، أبَقيّةُ بنُ الوليد أَنَا!؟ [1] . وقال ابن خُزَيْمَة: لا احتجّ ببقيّة [2] . قلت: وكان في بقيّة دُعابه وحُسن خلق. قَالَ أبو التّقيّ اليَزَنيّ: سَمِعْتُ بقيّة يَقُولُ: ما أرحمني ليوم الثلاثاء ما يصومه أحد. وقال بركة بْن محمد الحلبي: كنّا عند بقيّة في غُرْفة، فسمع الناس يقولون: لا لا، فأخرج رأسه مِن الطاقة وجعل يصيح معهم: لا لا فقلنا: يا أبا يُحمد، سبحان الله أنت إمام يُقتدَى بك. قَالَ: أُسْكُتْ هذه سُنّة بلدنا [3] . وعن قَثَم بْن أَبِي قَتَادة قَالَ: سَمِعْتُ مِن يسأل بقيّة: كيف يُقال للعروس إذا دخلت عَلَى زوجها؟ قَالَ: ما زلنا نسمع عجائز الحيّ يقُلْن: ادخلي رجْلَك اليمني عَلَى المال والبنين [4] . وقال عطيّة بْن بقيّة: قَالَ أَبِي: دخلت على الرشيد، فقال لي: يا بقيّة إنّي لأُحبّك فقلت: ولأهل بلدي؟ قَالَ: لا، إنهم جُنْد سَوْءٍ، لهم كذا وكذا غَدْرَة. ثمّ قَالَ: حَدَّثَنِي، فَقُلْتُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الْفُرْسِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ، وَبِلالٌ سَابِقُ الحبشة» [5] .   [1] تاريخ بغداد 7/ 124. [2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 279. [3] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 505، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 280. [4] الكامل في الضعفاء 2/ 505، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 280. [5] رواه ابن عديّ في الكامل في الضعفاء 2/ 507) وقال: وليس يعرف هذا الحديث إلا لبقيّة، عن محمد بن زياد. وهو في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 279. وقال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 8/ 465: «وهذا حديث منكر فرد، والأظهر الجزء: 13 ¦ الصفحة: 128 وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: «وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي» [1] . قَالَ: فامتلأ مِن ذَلِكَ فرحًا وقال: يا غلام ناولني الدَّوَاة. وكان القيّم بأمره الفضل بْن الربيع ومرتبته بُعَيْدَة، فناداني وقال: يا بقيّة ناوِلْ أمير المؤمنين الدَّواة بجانبك. قلت: ناوِلْه أنت يا هامان. فقال: سَمِعْتُ ما قَالَ لي يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: اسكتْ، فما كنت عنده هامان حتّى أكون عنده فرعون (1) . قَالَ يعقوب الفَسَويّ [2] : بقيّة يّذْكَر بحِفْظ، إلا أنّه يشتهي المُلح والطرائف فيروي عَنِ الضُّعفاء. وروى عَبْد الرَّحْمَن بن الحَكَم بْن بشير، عَنْ وكيع قَالَ: ما سَمِعْتُ أحدًا أجرأ عَلَى أَنْ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِن بقيّة. قُلْتُ: قَدْ خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ حَدِيثًا تُوبِعَ فِيهِ، وَاسْتَشْهَدَ به البخاريّ، وله نسخة عن ابن جريح، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْهَا: «تَرِّبُوا الْكِتَابَ» [3] . وَمِنْهَا: «مَنْ أَدْمَنَ عَلَى حَاجِبِهِ الْمُشْطَ عوفي من الوباء» [4] .   [ () ] أن بلالا ليس بحبشيّ، وأما صهيب فعربيّ من النمر بن قاسط. [1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 280. [2] في المعرفة والتاريخ 2/ 424، وتاريخ بغداد 7/ 124. [3] ذكره ابن عديّ في الكامل 2/ 505 ونصّه من طريق: أحمد بن أبي يحيى البغدادي قال: سألت أحمد بن حنبل في السجن، عن حديث يزيد بن هارون، عن بقية، عن أبي أحمد، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إذا كتبت كتابا فترّبه فإنه أنجح للحاجة والتراب مبارك» . وذكره ابن حبّان في (المجروحين 1/ 202) بلفظ: «ترّبوا الكتاب وسجّوه من أسفله فإنه أنجح للحاجة» . [4] رواه ابن حبّان في المجروحين 1/ 202: «عن سليمان بن محمد الخزاعي بدمشق، ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا بقية، عن ابن جريج» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 129 وَمِنْهَا: «إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ فَلا يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا، فَإِنَّهُ يُورِثُ الْعَمَى» . [1] قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: وَهَذِهِ النُّسْخَةُ كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ. يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ بَقِيَّةُ سَمعِهَا مِنْ إِنْسَانٍ ضَعِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَدَلَّسَ عَنْهُ [2] . وقال أبو حاتم [3] : لا يُحْتَجّ ببقيّة. قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه، وأحمد، وأبو عُبَيْد، وخليفة [4] ، وابن مُصَفَّى، وابن سعْد [5] : تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. وقال الوليد بْن عُتْبَة: سنة ستٌّ، وقيل: سنة ثمانٍ. 49- بكّار بْن عَبْد اللَّه بْن مُصْعَب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْن العوّام الأسَديّ [6] . الأمير أبو بَكْر، وُلّي المدينةَ للرشيد اثنتي عشرة سنة وأشهُرًا [7] . وكان بِهِ مُعْجَبًا وعنده وجيهًا [8] . أخرج عَلَى يديه أعطية جليلة ضخمة   [1] المجروحين 1/ 202، والكامل في الضعفاء 2/ 507 بقية: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس. [2] المجروحين 1/ 202، الكامل في الضعفاء 2/ 507. [3] في المجروحين 1/ 201. [4] في طبقاته 317. [5] في الطبقات الكبرى 7/ 469. [6] انظر عن (بكار بن عبد الله بن مصعب) ويعرف ب (أبي بكر بن عبد الله) في: نسب قريش 242، وجمهرة نسب قريش وأخبارها 156 رقم 294 و 163- 197 من رقم 303 حتى 344، والمعرفة والتاريخ 1/ 174 و 175 و 178، وتاريخ الطبري 8/ 244 و 246 و 247 و 346، والعيون والحدائق 352، وجمهرة أنساب العرب 123، والعقد الفريد 4/ 214، ومقاتل الطالبيين 472 و 479 و 495 و 497، ووفيات الأعيان 6/ 37، والوافي بالوفيات 10/ 187 رقم 4671، والنجوم الزاهرة 2/ 148، والأعلام 2/ 34. [7] في جمهرة نسب قريش وأخبارها: أقام عليها اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما. وفي نسب قريش لمصعب: أقام واليا على المدينة ثلاث عشرة سنة. والأصح ما قاله ابنه الزبير في الجمهرة رقم (304) وكانت ولايته سنة 183 هـ. (المعرفة والتاريخ 1/ 174) . [8] جمهرة نسب قريش 163 رقم 305. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 130 لأهل المدينة في ثلاث مرّات [1] ، مجموع ذَلِكَ ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار [2] . وكان يكتب إِلَيْهِ: مِن عَبْد الله هارون، إلى أبي بكر بن عبد الله [3] . ذكر هذا ولده الزُّبَيْر بْن بكّار [4] . ثمّ قَالَ: وكان جوادًا ممدّحًا، قويّ الولاية، متفقَّدًا لمصالح العوامّ، شديدا عَلَى المُبْتَدعَة. أمِنَت أعمالُ المدينة في أيامه [5] . مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وقد طَوّل الزُّبَيْر ترجمة أَبِيه وبالَغَ فيه [6] . 50- بكّار بْن عَبْد الله بْن عُبَيْدة الرَّبَذيّ [7] . عَنْ: عمّه موسى بْن عُبَيْدة. وعنه: أبو جعفر بْن نُفَيْلٍ، ومحمد بْن مِهْران الحمّال، وحفص بْن عُمَر الْجَنَدِيّ، وأبو حُصَين الرّازيّ. ذكره ابن أبي حاتم [8] .   [1] مرة في سنة 181 ومرّتان في سنة 186 هـ. (ص 163 رقم 305) والأرجح سنة 183 و 186 كما جاء في الحاشية رقم (3) . [2] جمهرة نسب قريش 164 (رقم 306) قيمة كل عطاء أربعمائة ألف دينار. [3] الجمهرة 164 رقم 308. [4] في جمهرة نسب قريش 163، 164. [5] جمهرة نسب قريش 164 و 165 رقم 309 و 310 و 311. [6] في الجمهرة، من صفحة 163 إلى 197. [7] انظر عن (بكار بن عبد الله بن عبيدة) في: التاريخ الكبير 2/ 121 رقم 1903، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 149، 150 رقم 186، والجرح والتعديل 2/ 409 رقم 1610، والمجروحين لابن حبّان 1/ 197، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 476، والمغني في الضعفاء 1/ 111 رقم 954، والأنساب 6/ 74، 75، وميزان الاعتدال 1/ 341 رقم 1260، ولسان الميزان 2/ 43 رقم 157. والرّبذيّ: بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة وفي آخرها ذال منقوطة، هذه النسبة إلى الرَّبَذَة وهي من قرى المدينة على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد إلى مكة. بها قبر أبي ذرّ الغفاريّ. وكان يسكنها وتوفي بها. (الأنساب 6/ 73) . [8] يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد فات المؤلّف- رحمه الجزء: 13 ¦ الصفحة: 131   [ () ] الله- حين كتب قوله: «ذكره ابن أبي حاتم» ، أن البخاريّ ذكره، وكذلك العقيلي، وابن حبّان، وابن عديّ، والسمعاني، ولهذا اكتفى في (المغني في الضعفاء) بقوله: «وبكار بن عبد الله الرَّبَذيّ، عن موسى بن عبيدة الرَّبَذيّ، وهو عمّه، فما نعلم فيهما جرحا» (ج 1/ 111 رقم 954) . ويبدو أن هذا القول كان منه قديما، وقد استدرك بعض ما فاته في (ميزان الاعتدال 1/ 341 رقم 1260) حيث ذكر ما نصّه. «وبكار بن عبد الله الرَّبَذيّ. عن عمّه موسى بن عبيدة، فما علمت بهما بأسا، بلى، ضعف الرَّبَذيّ، وعمّه أوهى عنه. قال البخاري: بكار بن عبد الله الرَّبَذيّ ترك من أجل عمّه موسى بن عبيدة» . يقول خادم العلم «عمر تدمري» : قال البخاري في تاريخه الكبير 2/ 121 رقم 1903: «بكار بن عبد الله بن عبيدة الرَّبَذيّ: عن عمّه موسى بن عبيدة. قاله عليّ، عن يحيى بن سعيد: كنّا نتقي موسى تلك الأيام، هو الحميري» . وذكره العقيلي في الضعفاء 2/ 149، 150 رقم 186 ونقل رواية البخاري، ووقع في المطبوع: «قال علي بن يحيى بن سعيد» . ثم قال: «ومن حديثه ما حدّثنا به محمد بن إسماعيل قال: حدّثنا جعفر بن عمر الجديّ، قال: حدّثنا بكار بن عبد الله، عن موسى، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، عن أبي ذرّ، قال: بينما النبي عليه السلام واقف إذ أقبل رجل يتخلّل الناس على راحلة، فأثنى عليه النبيّ عليه السلام ثناء غير طائل، ثم أقبل آخر كأنه يحكي صاحبه يتخلّل الناس، فأثنى عليه النبي صلّى الله عليه وسلّم، ثناء غير طائل، وذكر الحديث بطوله. قال فيه كلام دار بين عثمان وأبيّ، ولا يحفظ إلّا عن بكار هذا» . وقال ابن حبّان في (المجروحين 1/ 197) : «بكار بن عبد الله بن عبيدة الرَّبَذيّ ابن أخي موسى بن عبيدة، يروي عن عمّه موسى بن عبيدة بأشياء مناكير لا يتابع عليها، فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من عمّه أو منهما معا؟ لأن موسى ليس في الحديث بشيء، وأكثر رواية بكار عنه. فمن هنا احترزنا عنه لئلّا نطلق على مسلم شيئا بغير علم فيكون خصمنا في القيامة، نعوذ باللَّه من ذلك» . وقال ابن عديّ: «ثنا أحمد بن عبد الرحمن التيمي بحرّان، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا بكار بن عبد الله بن عبيدة الرَّبَذيّ، حدّثني عمّي موسى بن عبيدة، أخبرني أيوب بن خالد بن صفوان الأنصاري، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أبي هريرة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «اليوم الموعود يوم القيامة، والمشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة ما طلعت الشمس ولا غربت، على يوم أفضل من يوم الجمعة، فيه ساعة لا يسأل الله عزّ وجلّ واحد فيها خيرا إلا استجاب له، ولا يستعيذ فيها من شيء إلا أعاذه» . قال الشيخ: وهذا الحديث العهد فيه على موسى بن عبيدة، ليس على بكار لأن هذا قد رواه عن موسى جماعة، وإنما روى بكار عن موسى لأن بكار لا يروي إلا عن موسى» . ثم روى ابن عديّ حديثين آخرين من طريقه، أحدهما: عن جابر، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده غفر له ما تقدّم من ذنبه» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 132 51- بَكْر بْن سليمان [1] أبو يحيى البصْريّ. عَنْ: ابن إسحاق، وغيره. وعنه: خليفة بْن خيّاط، وشهاب بْن معمّر، ومحمد بْن عبّاد الْهُذَلِيِّ. قَالَ الْبُخَارِيّ: معروف [2] . وقال أبو حاتم [3] : مجهول. 52- بَكْر بْن سُلَيْم الصّوافّ الطّائفيّ ثمّ المدنيّ [4]- ق. - عَنْ: زيد بْن أسلم، وربيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، وأبي طَوَالة، وسُهيل، وابن المنكدر، وأبي صخر حميد بن زياد.   [ () ] قال الشيخ ولبكار بن عبد الله غير ما ذكرت أحاديث، ولم أر له رواية إلّا عن موسى بن عبيدة عمّه، وموسى أضعف منه. قال الشيخ: وهذا الحديث الّذي هو «من قضى نسكه» البلاء فيه من موسى بن عبيدة أيضا، ليس من بكار، وموسى قد يقبل بأخيه، يروي عن أخيه؟ أبدا الأحاديث. وأخوه عبد الله بن عبيدة، عن جابر. ويقال: إن عبد الله لم يلق جابرا. وإذا كان صورة بكار بن عبد الله ما وصفت الأحاديث التي ذكرها عن عمّه، البلاء من غيره. فبكار هذا لا يكون به بأس، لأني لم أجد له شيئا أنكر مما ذكرته، وهو إنما يروي عن عمّه موسى، فالبلاء من عمّه لا منه» . (انتهى) . [1] انظر عن (بكر بن سليمان البصري) في: التاريخ الكبير 2/ 90 رقم 1793، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، والجرح والتعديل 2/ 387 رقم 1506، والثقات لابن حبّان 8/ 148، والمغني في الضعفاء 1/ 113 رقم 977، وميزان الاعتدال 1/ 345 رقم 1283، ولسان الميزان 2/ 511 رقم 192. [2] ليس في تاريخ البخاري هذا القول. [3] في الجرح والتعديل 2/ 387. [4] انظر عن (بكر بن سليم الصّوّاف) في: تاريخ الدارميّ، رقم 196، والتاريخ الكبير 2/ 90 رقم 1792، والجرح والتعديل 2/ 386، 387 رقم 1505 وبيان خطأ البخاري في تاريخه 16 رقم 63، والثقات لابن حبّان 8/ 149، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 462، 463، وتهذيب الكمال 4/ 212- 214 رقم 745، والكاشف 1/ 107 رقم 633، والمغني في الضعفاء 1/ 113 رقم 976، وميزان الاعتدال 1/ 345 رقم 1282، وتهذيب التهذيب 1/ 483 رقم 887، وتقريب التهذيب 1/ 105 رقم 115، وخلاصة تذهيب التهذيب 51. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 133 وعنه: إسحاق الخَطْميّ، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو الطّاهر أحمد بْن السرْح، وآخرون. وعُمَّر دهرًا. قَالَ أبو حاتم [1] : يُكَتب حديثه. وذكره ابن حبّان في «الثقات» [2] . وقال ابن عَدِيّ [3] : ضعيف ينفرد بما لا يُتابع عَليْهِ. 53- بَكْر بْن الشَّرُود [4] . وهو بَكْر بْن عَبْد الله بْن الشَّرُود الصّنعانيّ. عَنْ: مَعْمَر، وسُفْيان الثَّوْريّ، ومالك، وعبد الله بْن عُمَر العُمريّ، ويحيى بْن مالك بْن أنس، وغيرهم. وعنه: محمد بْن السَّريّ العسقلانيّ، ومَيمون بْن الحَكَم، ومحمد بْن يحيى بْن جَميل، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [5] . وَقَالَ النّسائي [6] ، وغيره: ضعيف.   [1] في الجرح والتعديل 2/ 386. [2] ج 8/ 149. [3] في الكامل في الضعفاء 2/ 463. [4] انظر عن (بكر بن الشرود) في: التاريخ الكبير 2/ 90 رقم 1794، والضعفاء والمتروكين للنسائي 286 رقم 86، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 149 رقم 185، والمعرفة والتاريخ 3/ 41، بكر بن الشروس الصنعاني 3/ 53، والجرح والتعديل 2/ 388 رقم 151 وهو بكر بن عبد الله بن شروس ويقال: ابن شرود الصنعاني، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 69 رقم 131، والمجروحين لابن حبّان 1/ 196، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 459، 460، والمغني في الضعفاء 1/ 113 رقم 979 و 980 بكر بن شروس وبكر بن عبد الله بن الشرود، وميزان الاعتدال 1/ 346 رقم 1285 و 1286 مثل الّذي قبله، ولسان الميزان 2/ 52- 54 رقم 196 و 197. [5] في التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 90 رقم 1794: قال ابن معين: رأيته، ليس بثقة. والمثبت في الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 149، وفيه أيضا عن ابن معين: بكر بن الشرود كذّاب. والجرح والتعديل 2/ 388. [6] في الضعفاء والمتروكين 286 رقم 86، والكامل لابن عديّ 2/ 459. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 134 وقال ابن حِبّان [1] : يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل [2] . 54- بَكْر بْن يزيد الحمصيّ الطّويل [3] . سكن بغداد، وحدّث عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وأبي بَكْر بْن أَبِي مريم. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو سَعِيد الأشج. صالح الحديث [4] . 55- بَكْر بْن النّطّاح [5] . أبو وائل الحنفيّ البصْريّ. شاعر بديع القول، مدح الرشيد، وغيره.   [1] في المجروحين 1/ 196. [2] وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء، وذكر ابن عديّ بعض الأحاديث وقال: «ولبكر غير ما ذكرت من الروايات مما لا يتابعه الثقات عليه، وكلها غير محفوظة ما ذكرتها، وما لم أذكرها» . [3] انظر عن (بكر بن يزيد الحمصي الطويل) في: الجرح والتعديل 2/ 394 رقم 1538، والثقات لابن حبّان 8/ 146، وتاريخ بغداد 7/ 92 رقم 3527. [4] قال أبو سعيد الأشجّ: كتبت عنه ببغداد. (الجرح والتعديل 2/ 394) ، وقال ابن المديني: كان صدوقا. [5] انظر عن (بكر بن النطّاح) في: طبقات الشعراء لابن المعتزّ 217- 225 و 435، والأغاني 19/ 105- 120، وثمار القلوب 186، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 67، وأمالي المرتضى 2/ 97، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2824، والفهرست لابن النديم 232، والحيوان للجاحظ 3/ 196، و 4/ 332، والمحاسن والمساوئ 209، والعقد الفريد 3/ 194، وتاريخ بغداد 7/ 90، 91 رقم 3526، ولباب الآداب 209، ومعجم الأدباء 3/ 92، والتذكرة الحمدونية 2/ 453- 455 و 483، والجامع الكبير لضياء الدين بن الأثير 92، ومحاضرات الأدباء 1/ 88 و 493، 494، والمستطرف 1/ 225، 226، وربيع الأبرار 3/ 334، وأمالي القالي 1/ 247، والتذكرة السعدية 139 و 297 و 329، وفوات الوفيات 1/ 219- 221 رقم 80، والوافي بالوفيات 10/ 218- 221 رقم 4704، والموشح 298، والنهاية 2/ 18، والتشبيهات 102 و 390، وخلاصة الذهب المسبوك 164، 165. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 135 ولما تُوُفّي رثاه أبو العَتَاهية بأبيات [1] . 56- بَكْر بْن يونس بْن بُكَير بْن واصل الشَّيْبانيّ الكوفي [2]- ت. ق. - عَنْ: موسى بْن عليّ بْن رباح، وعبد الله بْن لَهِيعة. وعنه: أبو كُرَيْب، وعُبَيْد بْن يَعِيش. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه [4] . 57- بهز بن أسد [5]- ع. -   [1] أولها: مات ابن نطّاح أبو وائل ... بكر فأمسى الشعر قد بانا (تاريخ بغداد 7/ 91) . [2] انظر عن (بكر بن يونس الشيبانيّ) في: التاريخ الصغير 216، وتاريخ الثقات للعجلي 85 رقم 166، والجرح والتعديل 2/ 393، 394 رقم 1535، والثقات لابن حبّان 8/ 147، والكامل في الضعفاء 2/ 464، وتهذيب الكمال 4/ 232- 234 رقم 759، والكاشف 1/ 109 رقم 646، والمغني في الضعفاء 1/ 114 رقم 988، وميزان الاعتدال 1/ 348 رقم 1299، وتهذيب التهذيب 1/ 488، 489 رقم 902، وتقريب التهذيب 1/ 107 رقم 130، وخلاصة تذهيب التهذيب 52. [3] في الكامل في الضعفاء 2/ 464. [4] وقال البخاري في تاريخه الصغير: «منكر الحديث» . وقال العجليّ: «لا بأس به، وبعض الناس يضعّفونهما يعني هو وأبوه وهم الأكثرون» . وقال أبو حاتم: «منكر الحديث ضعيف الحديث» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (بهز بن أسد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 298، والتاريخ لابن معين 2/ 64، وتاريخ الدارميّ، رقم 200، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 266 رقم 394، و 2/ 18، 19 رقم 1405 و 2/ 344 رقم 2527، والتاريخ الكبير 2/ 143 رقم 1983، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 6، وتاريخ الثقات للعجلي 87 رقم 174، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 457، والمعرفة والتاريخ 1/ 306 و 2/ 140 و 202 و 633 و 678 و 3/ 156، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 107، والجرح والتعديل 2/ 431 رقم 1715، والثقات لابن حبّان 8/ 155، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 40 أ، والإكمال 1/ 380، ورجال صحيح البخاري 1/ 125 رقم 154، ورجال صحيح مسلم 1/ 98، 99 رقم 169، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 80 رقم 134، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 62، 63 رقم 236، رقم 134، والأنساب 9/ 64، وتهذيب الكمال 4/ 257- 259 رقم 774، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 756، والكاشف 1/ 110 رقم 657، وميزان الاعتدال 1/ 353 رقم الجزء: 13 ¦ الصفحة: 136 أبو الأسود العمّي [1] البصريّ، أخو مُعَلَّى بْن أسد. ثقة مشهور. يروى عَنْ: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَرِيّ، وأبي بَكْر بْن النَّسَائيّ. وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وأحمد بْن سِنان، وعبد الرَّحْمَن بْن هاشم الطُّوسيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر العبْديّ، وآخرون. قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر: ما رَأَيْت رجلا خيرًا منه [2] . يقال: مات سنة سبع وتسعين ومائة [3] .   [ () ] 1324، وتهذيب التهذيب 1/ 497، 498 رقم 923، وتقريب التهذيب 1/ 109 رقم 149، وخلاصة تذهيب التهذيب 53. [1] العمّي: بفتح العين المهملة، وتشديد الميم. هذه النسبة إلى العم، وهو بطن من تميم. وقد ذكره جرير في شعره فقال: سيروا بني العمّ، فالأهواز منزلكم ... ونهر تيري: فلم تعرفكم العرب (الأنساب 9/ 62) . وفي طبقات ابن سعد 7/ 298 وردت نسبته «من بلعم» . [2] في الأنساب والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 40 أ. [3] وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث حجّة. وقال العجليّ: «بصريّ ثقة ثبت في الحديث رجل صالح صاحب سنة» ، وقال أبو زرعة الدمشقيّ: رفع أحمد من قدر بهز. وقال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى في التثبّت. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: إمام، صدوق، ثقة. ووثّقه النسائي، وابن حبّان، وابن شاهين، وغيرهم. وروى له الجماعة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 137 حرف التاء 58- تَلِيد بْن سليمان المُحَاربيّ الكوفيّ [1]- ت. - عَنْ: أبي الجحّاف داود، وعبد المُلْك بْن عُمَير، وعطاء بْن السّائب، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن موسى، وابن نُمير، وأبو سَعِيد الأشجّ. قَالَ أحمد بْن حنبل: كَانَ مذهبه التشيّع، ولم نر بِهِ بأسًا [2] . وَقَالَ دَاوُد وغيره: رافضي خبيث [3] . وقال يحيى بْن مَعِين [4] : قَعَد مَعَ مولى لعثمان رضي الله عنه، فتذاكروا   [1] انظر عن (تليد بن سليمان المحاربي) في: التاريخ لابن معين 2/ 66، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 455 رقم 5935، والتاريخ الكبير 2/ 158، 159 رقم 2050، والضعفاء والمتروكين للنسائي 286 رقم 91، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 171 رقم 213، وتاريخ الثقات للعجلي 88 رقم 176، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 74 رقم 93، والجرح والتعديل 2/ 447 رقم 1799، المجروحين لابن حبّان 1/ 204، 205، والكامل في الضعفاء 2/ 516، 517، ورجال الطوسي 160 رقم 1، وتهذيب الكمال 4/ 320- 323 رقم 798، وتاريخ بغداد 7/ 136- 138 رقم 3582، والكاشف 1/ 113 رقم 677، والمغني في الضعفاء 1/ 118 رقم 1017، وميزان الاعتدال 1/ 358 رقم 1339، والكشف الحثيث 117 رقم 180، والتبيين لأسماء المدلّسين 17 رقم 7، وتعريف أهل التقديس 139 رقم 132، وتهذيب التهذيب 1/ 509، 510 رقم 948، وتقريب التهذيب 1/ 112 رقم 6، وخلاصة تذهيب التهذيب 56. [2] تاريخ بغداد 7/ 137. [3] تاريخ بغداد 7/ 138. [4] التاريخ لابن معين 2/ 66، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 171، والكامل في الضعفاء الجزء: 13 ¦ الصفحة: 138 أمر عثمان، فتناوله تَلِيد، فقام إليه المولى فرماه مِن أعلى سطحٍ، فانكسرت رِجْلُه، فكان يمشي عَلَى عصا. وكان مقيمًا ببغداد. سَمِعْتُ منه وليس بشيء [1] . وكذا ضعّفه ابن عَدِيّ [2] . وكذّبه الجوزجانيّ [3] .   [ () ] 2/ 516، وتاريخ بغداد 7/ 127. [1] قال ابن معين في تاريخه: «تليد كذّاب، كان يشتم عثمان، وكل من يشتم عثمان، أو طلحة، أو أحدا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دجّال لا يكتب عنه، وعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين» . [2] في الكامل 2/ 516 و 517. [3] في أحوال الرجال 74 رقم 93. وضعّفه النسائي، والعقيلي، وابن حبّان. وذكره العجليّ في الثقات فقال: روى عنه أحمد بن حنبل، لا بأس به، وكان يتشيّع ويدلّس. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 139 حرف الجيم 59- الجرّاج بن مليح [1] ن. ت. - أبو عبد الرحمن البهرانيّ الحمصيّ. عَنْ: الزُّبَيْديّ، وحَجَّاج بْن أرطأة، وبكر بْن زُرْعة، وغيرهم. وعنه: الحَسَن بْن خُمَير الحَرازيّ، وهشام بْن عمّار، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبِيل، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابن مَعِين [3] : لا أعرفه.   [1] انظر عن (الجراح بن مليح) في: التاريخ لابن معين 2/ 78، وتاريخ الدارميّ، رقم 214، والتاريخ الكبير 2/ 228 رقم 2287، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 65، والجرح والتعديل 2/ 523، 524 رقم 2176، والثقات لابن حبّان 6/ 149 و 8/ 164، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 583، 584، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 90 رقم 173، وتهذيب الكمال 4/ 520- 522 رقم 911، والكاشف 1/ 126 رقم 775، والمغني في الضعفاء 1/ 128 رقم 1104، وميزان الاعتدال 1/ 390 رقم 1452، والكشف الحثيث 123 رقم 188، وتهذيب التهذيب 2/ 68، وتقريب التهذيب 1/ 126 رقم 49، وخلاصة تذهيب التهذيب 61. [2] في الجرح والتعديل 2/ 524. [3] الجرح والتعديل 2/ 524، بينما قال في تاريخه 2/ 78: «ليس به بأس» وقال ابن عديّ في الكامل 2/ 584. «وقول يحيى بن معين: لا أعرفه، كان يحيى إذا لم يكن له علم ومعرفة بأخباره ورواياته يقول: لا أعرفه. والجراح بن مليح هو مشهور في أهل الشام، وهو لا بأس به في رواياته وله أحاديث صالحة جياد نسخ نسخة يرويها عن الزبيدي، عن الزهريّ، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 140 وقوّاه النّسائيّ [1] .   [ () ] وغيره. لإبراهيم بن ذي حماية، وأرطاة بن المنذر، مقدار عشرين حديثا، حدّثناه بالنسخة أحمد بن عبد الله بن زياد بن زكريا الأعرج بجبلة. ثنا يزيد بن قيس، عن الجراح بذلك. وقد روى الجراح، عن شيوخ الشام جماعة منهم أحاديث صالحة مستقيمة، وهو في نفسه صالح» . [1] تهذيب الكمال 4/ 521، وذكره ابن حبّان في الثقات مرّتين، ووثّقه ابن شاهين. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 141 حرف الحاء 60- الحارث بْن مرّة بْن مُجّاعة الحنفيّ اليمانيّ [1]- د. - أبو مرّة. قدِم بغداد، وحدَّث عَنْ: كُلَيْب بْن منفعة، ويزيد الرقاشيّ، وجماعة فيهم نَكارة وجَهَالة. وعنه: ابن المَدِينيّ، وأحمد، ونصر بْن عليّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن أكثم، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . قلت: روى لَهُ أبو داود حديثًا عَنْ كُلَيب، عَنْ جَدّه [4] .   [1] انظر عن (الحارث بن مرّة الحنفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 94، والتاريخ الكبير 2/ 283 رقم 2475، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 107، والجرح والتعديل 3/ 90 رقم 418، والثقات لابن حبّان 8/ 183، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 107 رقم 266، وتهذيب الكمال 5/ 280، 281 رقم 1043، وتاريخ بغداد 8/ 298 رقم 4327، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 364، والعلل لابن المديني 89، والكاشف 1/ 140 رقم 883، وتهذيب التهذيب 2/ 156 رقم 272، وتقريب التهذيب 1/ 144 رقم 65، وخلاصة تهذيب التهذيب 69. [2] في تاريخه 2/ 94، والجرح والتعديل 3/ 90 وقال مرة: صالح. [3] قال أبو حاتم: يكتب حديثه. وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] الحديث «عن جدّه أنه أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، من أبرّ؟ قال: «أمّك، وأباك، وأختك، وأخاك، ومولاك الّذي يلي، ذاك حقّ واجب ورحم موصولة» . رواه أبو داود في الأدب (5140) باب: في برّ الوالدين. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 142 61- الحارث بْن عُبَيْدة [1] . أبو وهْب الكَلاعيّ الحمصيّ، قاضي حمص. روى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة، وإسماعيل بن رافع، وغيرهم. وعنه: يزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن عبد الجبّار الخبائريّ، وعمرو بن عثمان، وآخرون. وَقِيلَ أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ. وقد فرّق بينه وبين صاحب ابن خثيم أبو عَبْد الله الْبُخَارِيّ [2] . وقال أبو حاتم: هما واحد [3] .   [1] انظر عن (الحارث بن عبيدة الكلاعي) في: التاريخ الكبير 2/ 274، 275 رقم 2440، والتاريخ الصغير 202، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 113، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 144، والجرح والتعديل 3/ 81، 82 رقم 372، والمجروحين لابن حبّان 1/ 224، 225، والثقات له 6/ 176 باسم (الحارث بن عبيدة المصري، كنيته: أبو وهب الساوي) ، و 8/ 182 (باسم الحارث بن عبيدة، شيخ) ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 611، والمغني في الضعفاء 1/ 142 رقم 1438، وميزان الاعتدال 1/ 438 رقم 1631، ولسان الميزان 2/ 154 رقم 679، وتعجيل المنفعة 78، 79 رقم 161. [2] ليس في تاريخ البخاري سوى ترجمة واحدة لابن عبيدة الكلاعي الحمصي. [3] قال ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) : «الحارث بن عبيدة الحمصي الكلاعي قاضي حمص. روى عن الزبيدي، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة اليحصبي، روى عنه: الربيع بن روح، ويزيد بن عبد ربّه، وعبد الله بن عبد الجبّار، وعمرو بن عثمان. سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: وروى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، والنضر بن شفيّ. حدّثنا عبد الرحمن قال: قلت لأبي رحمه الله: البخاري جعلهما اثنين؟ فقال: هما واحد. سألت أبي عنه فقال: هو شيخ ليس بالقويّ» . ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن قوله: «قال أبو محمد: وروى عن عبد الله بن عثمان ابن (كذا) خثيم، والنضر بن شفي» هو جملة مقحمة ليست من أصل الترجمة» ومن هنا جاء سؤال ابن أبي حاتم إن كانا اثنين. وفي تاريخ البخاري وردت ترجمة واحدة هي: «الحارث بن عبيدة الحمصي، سمع الزبيدي، قال لي إسحاق: أخبرنا يزيد بن عبد ربّه الزبيدي قال: حدّثنا أبو وهب الحارث بن عبيدة الكلاعي، سمع الزبيدي، وقال يزيد بن عبد ربّه: مات الحارث بن عبيدة أبو وهب سنة ست الجزء: 13 ¦ الصفحة: 143 قَالَ: وليس بالقويّ [1] . وقال الدّارَقُطْنيّ [2] : ضعيف. 62- حَجَّاج بْن سليمان الرُّعَيْنيّ [3] . أبو الأزهر الْمَصْرِيّ. ويُعرف بابن القمريّ [4] .   [ () ] وثمانين في ذي القعدة يعني ومائة» . ووجدت في الكنى للبخاريّ (9/ 78 رقم 750) : «أبو وهب الكلاعي. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. رَوَى عَنْهُ عبد الرحمن بن مرزوق» . والظاهر أن هذا غير صاحب الترجمة، فشيخه وتلميذه لا ذكر لهما في ترجمة الحارث بن عبيدة. وقد علّق العلّامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى اليماني على قول ابن أبي حاتم: «قلت لأبي رحمه الله: البخاري جعلهما اثنين؟ فقال: هما واحد» بقوله: «كذا قال، فكأنه كان في نسخته: ففي الطبقة الثالثة من الثقات «الحارث بن عبيد (كذا- والصحيح ابن عبيدة كما وردت في المطبوع من الثقات لابن حبّان 6/ 176) المصري، كنيته أبو وهب ... مات في ذي القعدة سنه ست وثمانين ومائة وهو الّذي يقال له الحارث بن عميرة الكلاعي عداده في أهل الشام سكن مصر» . وقال في الطبقة الرابعة «الحارث بن عبيدة شيخ يروي عن الزبيدي» . (انظر ج 8/ 182) . وقال الحافظ ابن حجر في (تعجيل المنفعة 78 رقم 161) : «قال ابن حبّان، يعني في الضعفاء: روى عنه أهل بلده وأتى عن الثقات بما ليس من أحاديثهم لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. قلت: وقد تناقض ابن حبّان فذكره في كتاب الثقات وقال: روى عنه أهل مصر وهو الّذي يقال له الحارث بن عميرة الكلاعي عداده في أهل الشام. سكن مصر. وقال ابن أبي حاتم: الحارث بن عبيدة الكلاعي قاضي حمص فذكره شيوخه والرواة عنه، ثم قال: قلت لأبي: جعله البخاري اثنين فقال: هما واحد، وسألته عنه فقال: شيخ ليس بالقوي. قلت: ولم أر في تاريخ البخاري إلا واحدا» . انتهى. يقول «عمر تدمري» لقد أصاب الحافظ ابن حجر- رحمه الله- في بيان التناقض الّذي وقع فيه ابن حبّان حين ذكر صاحب الترجمة في (المجروحين) وفي (الثقات) ، وفات ابن حجر أن ابن حبّان ذكره مرتين في الثقات. وتنبّه إلى ذلك العلّامة اليماني في حاشيته على البخاري (2/ 274، 275 رقم (1)) . [1] في الجرح والتعديل 3/ 82. [2] لم يذكره في الضعفاء. [3] انظر عن (حجّاج بن سليمان الرعينيّ) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 110، والجرح والتعديل 3/ 162 رقم 687 و 688، والثقات لابن حبّان 8/ 202، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 651، 652، والمغني في الضعفاء 1/ 150 رقم 1319، وميزان الاعتدال 1/ 462، 463 رقم 1737، ولسان الميزان 2/ 177 رقم 795 و 796. [4] فرّق ابن أبي حاتم بين (الرعينيّ) والّذي يعرف ب (ابن القمري) فجعلهما اثنين، في الجرح الجزء: 13 ¦ الصفحة: 144 روى عَنْ: حَرْملة بْن عِمران، وَاللَّيْثِ، ومالك، وابن لَهِيعَة. وعنه: محمد بن سلمة المرادي، وغيره. قال ابن يونس: في حديثه خطأ ومناكير. توفي فجأة على حماره سنة سبع وتسعين ومائة. 63- حجاج بن سليمان الحضرمي المصري. أبو الأسود. روى أيضا عَنْ: اللَّيْثُ، ومالك، وغيرهما. وعنه: ابنه محمد. 64- حُذيفة المَرْعشيّ. الزّاهد القُدْوَة، صاحب سُفْيان الثَّوْريّ. سيأتي بعد المائتين. 65- الحَسَن بن حبيب بن ندبة [1]- ن. -   [ () ] والتعديل 3/ 162 رقم 687 و 688) ، وقد أفردهما ابن عديّ في (الكامل في الضعفاء 2/ 651، 652) فقال: «حجاج بن سليمان الرعينيّ، مصري، يكنى أبا الأزهر. يحدّث عن الليث وابن لهيعة أحاديث منكرة» ثم ذكر حديثا فقال: «حجّاج بن سليمان المعروف بابن القمري، عن ابن لهيعة» . وقد نبّه الحافظ ابن حجر- رحمه الله- إلى أنهما واحد في (لسان الميزان 2/ 177 رقم 795 و 796) فبعد أن ذكر «حجاج بن سليمان الرعينيّ أبو الأزهر» وترجم له برقم (795) ذكر حجاج بن سليمان المعروف بابن القمري برقم (796) فقال: «عن ابن لهيعة، عن مشرح عن عقبة بن عامر مرفوعا: «إذا تمّ فجور العبد ملك عينيه فبكى بهما ما شاء» . وبه مرفوعا: لعن الله القدريّة الذين يؤمنون بقدر ويكفرون بقدر. انتهى. وقد أوهم سياق المؤلف أنهما اثنان وليس كذلك بل واحد. وقد أورد ابن عديّ هذين الحديثين في ترجمة الرعينيّ أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه عن محمد بن سلمة به، وقال: لم يكن هذا الحديث عند أحد إلّا عند حجّاج، ولم يكن في كتب الليث. حجّاج: شيخ معروف. وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات. وقال الحاكم في المستدرك: ثقة مأمون. وأورد الدارقطنيّ له في غرائب مالك حديثا عن مالك خولف في سنده وسمّى جدّه أفلح» . [1] انظر عن (الحسن بن حبيب بن ندبة) في: التاريخ الكبير 2/ 292 رقم 2512، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، وتاريخ الطبري 3/ 288، والجرح والتعديل 3/ 8 رقم 27، والثقات الجزء: 13 ¦ الصفحة: 145 أبو سعد البصريّ. عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وهشام بْن عُروة، وجماعة. وعنه: يعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وعليّ بْن الحسين الدَّرْهميّ، وجماعة. قَالَ أحمد: ما بِهِ بأس [1] . قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. 66- الحَسَن بْن عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب الواسطيّ [2] . مات قبل والده، وقد أدرك التّابعين. وروى عَنْ: أيمن بْن نابل، وعن الأوزاعيّ. روى عنه: أخوه عاصم بن علي، وأحمد بن حنبل. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ به [4] .   [ () ] لابن حبّان 8/ 169، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 94 رقم 196، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 225 أ، وتهذيب الكمال 6/ 78- 80 رقم 1212، والكاشف 1/ 159 رقم 1025، والوافي بالوفيات 11/ 415 رقم 596، وتهذيب التهذيب 2/ 261 رقم 484، وتقريب التهذيب 1/ 164 رقم 259، وخلاصة تذهيب التهذيب 77. وقد ذكره ابن شاهين في ثقاته باسم «الحسن بن ندبه» فأسقط اسم أبيه. ولم يعرفه ناشر الكتاب الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي. [1] الجرح والتعديل 3/ 8 ومثله قال أَبُو زُرْعَةَ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وابن شاهين في ثقاته، وقال: ما كان به بأس. [2] انظر عن (الحسن بن عليّ الواسطي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 524 رقم 1228 و 2/ 543 رقم 3573، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 235 رقم 248، والثقات لابن حبّان 8/ 170، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 734، وتاريخ بغداد 7/ 363، 364 رقم 3882، والمغني في الضعفاء 1/ 163 رقم 1437، وميزان الاعتدال 1/ 504 رقم 1893، ولسان الميزان 2/ 226 رقم 979، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 117 رقم 437. [3] في الكامل في الضعفاء 2/ 734. [4] قال ابن معين: علي بن عاصم ليس بشيء، ولا ابنه الحسن. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 146 67- الحَسَن بْن محمد البلْخيّ [1] . الفقيه أبو محمد، قاضي مَرْو. متروك الحديث. روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعوف الأعرابيّ، وهشام بْن حسّان. وعنه: وارث بن الفضل، وإبراهيم بْن مهديّ، وأحمد بْن عَبْد الله الفِرْيانانيّ. وغيرهم. قَالَ ابن عَدِيّ [2] : كل أحاديثه مناكير [3] . الحَسَن بْن هانئ. أبو نُوَاس، في الكنى. 68- الحَسَن بْن يحيى الخشنيّ الدّمشقيّ الغوطيّ البلاطيّ [4] .   [1] انظر عن (الحسن بن محمد البلخي) في: الضعفاء الكبير للعقلي 1/ 242 رقم 288، والجرح والتعديل 3/ 35 رقم 148، والمجروحين لابن حبّان 1/ 238، الكامل في الضعفاء لابن عدي 2/ 734، 735، والمغني في الضعفاء 1/ 166 رقم 1471، وميزان الاعتدال 1/ 519، 520 رقم 1937، ولسان الميزان 2/ 248، 249 رقم 1043. [2] في الكامل 2/ 735. [3] وقال ابن حبّان: يروي الموضوعات، لا يحلّ الرواية عنه. وقال ابن حجر في (لسان الميزان 2/ 249) : «وقد غفل ابن حبّان فذكره في الثقات» . وذكره العقيلي في الضعفاء فقال: منكر الحديث. وقال أبو نعيم: لا شيء، حدّث عن حميد مناكير. وقال أبو سعيد النقاش: حدّث عن حميد عن أنس أحاديث موضوعة. [4] انظر عن (الحسن بن يحيى الخشنيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 116، والتاريخ الكبير 2/ 309 رقم 2580، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 80، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 150، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 244، 245 رقم 292، والجرح والتعديل 3/ 44 رقم 186، والمجروحين لابن حبّان 1/ 235، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 736، 737، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 82 رقم 190 والأسامي والكنى للحاكم، ج 11 ورقة 237 ب، والإكمال 3/ 211، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 283، وتهذيب الكمال 6/ 339- 342 رقم 1283، والكاشف 1/ 167 رقم 1081، والمغني في الضعفاء 1/ 168 رقم 1491، وميزان الاعتدال 1/ 524، 525 رقم 1958، وتهذيب التهذيب 2/ 326، 327 رقم 567، وتقريب التهذيب 1/ 172 رقم 330، وخلاصة تذهيب التهذيب 81، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 131، 132 رقم 462 ... الجزء: 13 ¦ الصفحة: 147 أبو عبد المُلْك. عَنْ: زيد بْن واقد وهشام بْن عُرْوة، وابن جُرَيج، وعمر بْن قيس، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه: سليمان بن عَبْد الرَّحْمَن، وهشام بْن عمّار، والحكم بْن موسى، وهشام بْن خَالِد الأزرق، وآخرون. قَالَ دُحَيْم: لا بَأْسَ بِهِ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَدُوقٌ سيئ الحِفْظ. وقال النَّسَائيّ [3] وغيره: لَيْسَ بثقة. وقال الدّارَقُطْنيّ [4] : متروك. وقال ابن مَعِين [5] : لَيْسَ بشيء. قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، ثنا الحسن بن يحيى، نا بِشْرُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ: أَقْبَلَ وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ حَتَّى وقَفَ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ نَبْنِي مَسْجِدَنَا هذا، يعني مسجد البلاط، فَقَالَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ بَنَى للَّه مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ له بيتا في الجنة أفضل منه» [6] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 44. [2] في الجرح والتعديل. [3] في الضعفاء والمتروكين 288 رقم 150. [4] في الضعفاء والمتروكين 82 رقم 190. [5] في تاريخه 2/ 116، والضعفاء الكبير 2/ 244. [6] أخرجه العقيلي في الضعفاء وقال: «ولا يتابع عليه فهذا المتن فيه أحاديث عن جماعة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأسانيد صالحة» . والحديث أخرجه البخاري في كتاب الصلاة 1/ 122 من طريق يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، عن بكير، عن عاصم، ولفظه: «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة» . وأخرجه مسلم في كتاب المساجد (533) ، من طريق هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى، عن ابن وهب، وفي صلاة المسافرين، من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن أبي بكر الحنفي، وعبد الملك بن الصباح. وفي الزهد، من طريق زهير بن حرب ومحمد بن المثنى، كلاهما عن الضحاك بن مخلد، ثلاثتهم عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن لبيد، عن عثمان بن عفان. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 148 69- الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب [1]- ق. - أبو عبد الله العلويّ الكوفيّ، أحد الأشراف النبلاء. روى عَنْ: أَبِيه، وعن عمّه أَبِي جعفر الباقر، وإسماعيل بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وابن جُرَيج، وجعفر بْن محمد. وعنه: أبو مُصْعَب الزُّهْرِيّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، وإسحاق بْن موسى الخَطْميّ، وعبّاد بْن يعقوب، وسعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي. قَالَ ابن عَدِيّ [2] : وجدت في حديثه بعض النّكْرة، وأرجو أنّه لا بأس بِهِ [3] . قلت: كَانَ شيخ الطالبيّة في عصره.   [ () ] وأخرجه الترمذي في كتاب الصلاة (317) باب: ما جاء في فضل بنيان المسجد، من طريق: عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن لبيد، عن عثمان بن عفان. وأخرجه ابن ماجة في كتاب الإقامة. وأبو داود في التطوّع، والنسائي في المساجد، والدارميّ في الصلاة. وهو حديث صحيح بأسانيده القويّة. [1] انظر عن (الحسين بن زيد بن علي) في: الطبقات الكبرى 5/ 434، وطبقات خليفة 269، والتاريخ الصغير 196، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 204، وتاريخ الطبري 7/ 540 و 604، والجرح والتعديل 3/ 53 رقم 237، والكامل في الضعفاء 2/ 762، ورجال الطوسي 168 رقم 55، وجمهرة أنساب العرب 57، والتبيين في أنساب القرشيين 180 و 352، والمرصّع لابن الأثير 175، والكامل في التاريخ 5/ 423 و 552، وتهذيب الكمال 6/ 375- 378 رقم 1310، وميزان الاعتدال 1/ 535 رقم 2002، والمغني في الضعفاء 1/ 171 رقم 1525، والكاشف 1/ 169، 170 رقم 1096، والوافي بالوفيات 12/ 367 رقم 353، وتهذيب التهذيب 2/ 339 رقم 600، وتقريب التهذيب 1/ 176 رقم 360، وخلاصة تذهيب التهذيب 83. وقد أضاف الدكتور بشّار عوّاد معروف في تحقيقه لتهذيب الكمال 6/ 375 إلى مصادر ترجمته بالحاشية رقم (1) كتاب «طبقات المفسّرين» الجزء 1- ص 149، وهذا تسرّع منه لأن صاحب الترجمة في المصدر المذكور هو «الحسين بن زيد المفسّر الحلبي التنبيّ» (رقم الترجمة 146) وشتّان بين هذا وذاك، فاقتضى التنويه. [2] في الكامل في الضعفاء 2/ 762. [3] قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: ما تقول فيه؟ فحرّك يده وقلبها، يعني: تعرف وتنكر (أحاديثه- عمر) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 149 أحسبه عاش بضعًا [1] وثمانين سنة. 70- حفص بْن نُبَيْلٍ المرْهبيّ الهمَدانيّ- د. - روى عَنْ: الثَّوْريّ، وزائدة، وداود الطّائيّ. وعنه: أبو كريب، وأحمد بن بديل، وجماعة. محله الصدق. 71- حفص بن عبد الرحمن [2]- ن. - الإمام أبو عمر البلخيّ الفقيه المشهور بالنَّيْسابوريّ. أحد الأعلام، روى عَنْ: عاصم الأحول، وداود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وأبي حنيفة، وابن أَبِي عَرُوبة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وعيسى بْن طهمان، وإسرائيل، وطائفة. وعنه: الحسين بْن منصور، ومحمد بْن رافع القُشَيْريّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ومحمد بْن عقيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله السَّعْديّ، وإسحاق بْن عَبْد الله بْن رَزِين، وعلي بْن الحَسَن الذُّهْليّ، وخلْق. قَالَ الحاكم: كَانَ أَبُوهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عمر بن فرّوخ بن فضالة البلخيّ   [1] في الأصل «بضع» وهو غلط نحوي. [2] انظر عن (حفص بن عبد الرحمن البلخي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 371، والتاريخ الكبير 2/ 367 رقم 2786، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، والجرح والتعديل 3/ 176 رقم 758، والثقات لابن حبّان 8/ 199، وتهذيب الكمال 7/ 22- 25 رقم 1395، والعبر 1/ 329، وميزان الاعتدال 1/ 560 رقم 2126، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1618، والكاشف 1/ 178 رقم 1159، وسير أعلام النبلاء 9/ 310، 311 رقم 96، ومرآة الجنان 1/ 460، والوافي بالوفيات 13/ 101 رقم 102، وتهذيب التهذيب 2/ 404، 405 رقم 706، وتقريب التهذيب 1/ 186 رقم 448، ولسان الميزان 2/ 324 رقم 1325، والنجوم الزاهرة 2/ 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 87، وشذرات الذهب 1/ 356. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 150 قد وُلّي قضاء نَيْسابور في أيام قُتَيْبة بْن مُسْلِم الباهليّ الأمير، وهو في الكوفة. وحفص هذا أفقه أصحاب أَبِي حنيفة الخُراسانيّة [1] . وكان ولي القضاء ثمّ ندم وأقبل عَلَى العبادة. وكان ابن المبارك يزوره. وقال فيه ابن المبارك: هذا اجتمع فيه الفقه، والوقار، والورع. قَالَ الحاكم: سكّة حفص بنَيْسابور منسوبة إليه. وكان أبو عبد الله الْبُخَارِيّ إذا قدِم نَيْسابور يحدّث في مسجده. قلت: ثمّ ساق لَهُ الحاكم عدّة أحاديث غرائب وأفراد. وقد احتجّ بِهِ النَّسَائيّ. وقال أبو حاتم [2] : مضطّرب الحديث [3] . قَالَ إبراهيم بْن حفص: مات أَبِي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين ومائة. 72- حفص بن عمر [4] .   [1] تهذيب الكمال 7/ 24. [2] في الجرح والتعديل 3/ 176. [3] ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «كان مرجئا» . [4] انظر عن (حفص بن عمر) في: التاريخ الكبير 2/ 367 رقم 2788، والتاريخ الصغير 216، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 81، وتاريخ واسط لبحشل 35 و 67 و 73 و 94 و 148 و 154 و 176 و 257، والضعفاء لأبي زرعة، رقم 489، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 276 رقم 340، والجرح والتعديل 3/ 180، 181 رقم 778 و 184 رقم 794، والثقات لابن حبّان 8/ 199، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 792، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 78 رقم 169، وتاريخ جرجان للسهمي 518، وتهذيب الكمال 7/ 49- 51 رقم 1411، والمغني في الضعفاء 1/ 181 رقم 1632، وميزان الاعتدال 1/ 564، 565 رقم 2145، وتهذيب التهذيب 2/ 413، 414 رقم 721، وتقريب التهذيب 1/ 188 رقم 461، وخلاصة تذهيب التهذيب 88. وقد ذكر الدكتور بشّار عوّاد معروف في تحقيقه لتهذيب الكمال 7/ 49 في جملة مصادر الإمام أبي عمران الرازيّ (الحاشية رقم 3) ، كتاب «المعجم المشتمل» لابن عساكر، الترجمة 295، وهذا خطأ لسببين، الأول: إن صاحب الترجمة في «المعجم المشتمل» هو: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 151 الإمام أبو عِمران الرّازيّ الواسطيّ، نزيل البصرة. عَنْ: العَوّام بْن حَوْشَب، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعبد الحميد بْن جعفر، وابن المبارك. وعنه: حفص الرَّبَاليّ، والعلاء بْن سالم الطَّبَريّ. قَالَ أبو حاتم [1] والدارقطنيّ [2] : ضعيف. وقال الْبُخَارِيّ [3] : يتكلّمون فيه. قَالَ ابن عَدِيّ [4] : لَيْسَ بِهِ حديث مُنْكَر المتن. ومنهم مِن يفرّق بين الرّازيّ وبين الواسطي، ولا فرق [5] . 73- حفص بن غياث بن طلق [6]- ع. -   [ () ] حفص بن عمر أبو عمر الرازيّ المهرقاني، وهو غير: أبي عمران الواسطي الإمام. ولم يتنبّه الدكتور الفاضل أن «المهرقاني» مرّت ترجمته في «تهذيب الكمال» بتحقيقه (ج 7/ 3 رقم 1400) ولم يذكر «المعجم المشتمل» بين مصادر الترجمة. والسبب الثاني: إن كتاب «المعجم المشتمل» لا يترجم للمتوفين في سنة 200 هـ-. وما قبلها، بل هو يترجم للمتوفين من سنة 201 هـ-. وما فوق. [1] في الجرح والتعديل 3/ 181. [2] في الضعفاء والمتروكين 78 رقم 169. [3] في تاريخه الكبير، والصغير. [4] في الكامل في الضعفاء 2/ 792. [5] فرّق بينهما ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، فذكر الإمام الواسطي الّذي يقال له النّجار، برقم 778، وذكر الرازيّ من سكة الباغ، برقم 794، فضعّفه أبوه في الأولى، وقال في ترجمته الثانية: كان يكذب. [6] انظر عن (حفص بن غياث بن طلق) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 389، 390، والتاريخ لابن معين 2/ 121، 122، ومعرفة الرجال له 1/ 160 رقم 893 و 1/ 161 رقم 898، والعلل لابن المديني 69، 70، وطبقات خليفة 170، وتاريخ خليفة 464 و 466، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 292 رقم 469 و 1/ 308 رقم 523 و 1/ 521 رقم 1225 و 1/ 567 رقم 1359 و 2/ 183 رقم 1939 و 2/ 184 رقم 1941 و 2/ 457 رقم 3029 و 2/ 504 رقم 3324 و 3/ 277 رقم 5231 و 3/ 492 رقم 6110، والتاريخ الكبير 2/ 370 رقم 2804، والتاريخ الصغير 212، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، وعيون الأخبار 1/ 267 و 2/ 137، والمعارف 510، وتاريخ الثقات للعجلي 125 رقم 310، والمعرفة والتاريخ 1/ 183 و 229 و 273 و 324 و 495 و 496 و 563 و 726 و 2/ 24 و 61 و 167 و 460 و 537 و 540 و 554 و 557 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 152 الإمام أبو عمر النّخعيّ القاضي. أحد الأعلام. مولده سنة سبْعَ عشرة ومائة. وروى عَنْ: جَدّه طَلْق بْن معاوية، وعن عاصم الأحول، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وهشام بْن عُرْوة، والأعمش، وداود بْن أَبِي هند، وأبي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، وأبن أَبِي خَالِد، وعُبَيْد الله بن عمر، وخلق سواهم.   [ () ] و 618 و 639 و 640 و 646 و 764 و 765 و 770 و 771 و 789 و 801 و 803 و 807 و 3/ 9 و 85 و 120 و 128 و 144 و 147 و 148 و 150 و 195 و 222- 227 و 360 و 362 و 365، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 122 و 123 و 293 و 494 و 552 و 561 و 616 و 645 و 651- 653 و 655 و 666 و 667 و 671 و 675، وتاريخ واسط لبحشل 41 و 68، وأنساب الأشراف 3/ 38، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 60 و 2/ 3 و 51 و 54 و 261 و 268 و 316 و 370 و 3/ 8 و 163 و 172 و 185 و 188 و 285، وتاريخ الطبري 8/ 79، والاشتقاق لابن دريد 404 رقم 242، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والجرح والتعديل 3/ 185، 186 رقم 803، والثقات لابن حبّان 6/ 200، ومشاهير علماء الأمصار 172 رقم 1370، وأسماء التابعين للدارقطنيّ رقم 238، والسنن له 1/ 317 رقم 2 و 3، والمؤتلف والمختلف له، ورقة 89 أ، ورجال الطوسي 118 رقم 50 و 175 رقم 176 و 347 رقم 16، والفهرست له 90 و 91 و 243، والعيون والحدائق 3/ 180- 199، وطبقات الصوفية للسلمي 366، والرجال للنجاشي 97، والعقد الفريد 6/ 353، وربيع الأبرار 1/ 696، 4/ 66، 67، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 181، 182 رقم 233، ورجال صحيح مسلم 1/ 144 رقم 283، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 415، وتاريخ جرجان 486، وطبقات الفقهاء للشيرازي 137، وتاريخ بغداد 8/ 188- 200 رقم 4313، والسابق واللاحق 183، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 92، 93 رقم 356، وتاريخ حلب للعظيميّ 237، التذكرة الحمدونية 2/ 162، والأنساب لابن السمعاني 12/ 61، 62، ومعجم البلدان 4/ 327، والكامل في التاريخ 6/ 237، ووفيات الأعيان، 2/ 197- 201 و 400، والاقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 3/ 4، وتهذيب الكمال 7/ 56- 70 رقم 1415، ودول الإسلام 1/ 122، وتذكرة الحفاظ 1/ 297، 298، والعبر 1/ 314، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 653، والكاشف 1/ 180 رقم 1174، وميزان الاعتدال 1/ 567، 568 رقم 2160، وسير أعلام النبلاء 9/ 22- 34 رقم 6، والوافي بالوفيات 13/ 98، 99 رقم 98، الجواهر المضية 1/ 138، 139 رقم 530، ومناقب أبي حنيفة للكردري 481- 483، والتبيين لأسماء المدلّسين 22 رقم 16، وتهذيب التهذيب 2/ 415- 418 رقم 725، وتقريب التهذيب 1/ 189 رقم 465، وشرح علل الترمذي 22 و 417، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 24، وأعلام الأخبار، رقم 88، وذيل الجواهر المضية 2/ 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 88، والطبقات السنية، رقم 795، وشذرات الذهب 1/ 340، والفوائد البهية 68. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 153 وعنه: ابنه عُمَر بْن حفص، وأحْمَد بْن حنبل، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، والحسن بْن حمّاد سَجّادة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وأخوه عثمان، وعَمُرو الناقد، ومحمد بْن مُثَنَّى، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ويحيى بْن مَعِين، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد العُطارديّ، وخلْق. وقد وُلّي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد، ثمّ بُعِث عَلَى قضاء الكوفة بعد شَرِيك [1] . روى عَبَّاس، عَنِ ابن مَعِين [2] : حفص أثبت مِن عَبْد الواحد بْن زياد، وهو أثبت مِن عَبْد الله بْن إدريس. وقال العِجْليّ [3] ، وغيره: ثقة، مأمون، فقيه. وقال داود بْن رُشَيد: حفص كثير الغلط [4] . وقال يعقوب بْن شَيْبة: هُوَ ثَبْتٌ إذا حدَّث مِن كتابه ويُتَّقَى بعض حِفْظه [5] . وقال ابن عمّار: عِسرٌ في الحديث جدًّا [6] . روى سَعِيد بن سعيد الجاريّ، عن طلْق بْن غنّام قَالَ: خرجت مَعَ حفص بْن غِياث في زُقاق. فأتت امرَأَة حسناء، فقالت: أيها القاضي زوّجني فإنّ إخوتي يضرّون بي. فالتفت إليّ فقال: يا طلْق اذهب فزوَّجْها إنّ كَانَ الَّذِي يخطبها كَفُؤًا، فإن كَانَ يسكر مِن النّبيذ أو رافضيًا فلا تزوّجْه. فإن الَّذِي يسكر يطلّق وهو لا يدري، والرافضي فالطلاق عنده واحدة [7] . وقيل: إنّ أبا يوسف القاضي قال لأصحابه: تعالوا نكتب نوادر   [1] تاريخ بغداد 8/ 189. [2] في تاريخه 2/ 122، وتاريخ بغداد 8/ 198. [3] في تاريخه 125. [4] تاريخ بغداد 8/ 198. [5] تاريخ بغداد 8/ 198. [6] تاريخ بغداد 8/ 199. [7] أخبار القضاة لوكيع 3/ 185، و 188 تاريخ بغداد 8/ 193 و 194. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 154 حفص بْن غياث في القضاء. فلمّا وردت أحكامُه عَلَى أَبِي يوسف قِيلَ لَهُ: فأين النوادر التي زعمت؟ قَالَ: ويْحكم، إنّ حَفْصًا أراد الله فوفّقه [1] . وقال أحمد بْن زهير: نا محمد بْن زيد: سَمِعْتُ حفص بْن غياث قال: كنّا بغداد يجيئنا أصحاب الحديث، فيقول لهم ابن إدريس: عليكم بالشِّعْر والعربيّة. فقلت: ألا تتّقي الله؟ قوم يطلبون آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تأمرهم يطلبون هذا. لئن عُدت لأسوءَنَّك [2] . قَالَ بِشْر الحافي: قَالَ حفص بْن غِياث: لو رَأَيْت أني أُسُرٌ بما أَنَا فيه لهلكت [3] . ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْن حفص قَالَ: لما احتضر أَبِي بكيت، فقال: ما يُبكيك؟ قلت: لفراقك ولدخولك في هذا الأمر. قَالَ: لا تبكِ، فما حللت سراويلي عَلَى حرام، ولا جلس إليّ خصمان فباليت مِن توجّه لَهُ الحَكَم [4] . قَالَ حفص: مرض أبي خمسة عشر يومًا، فردّ معي مائة درهم إلى العامل وقال: هذه لا حظّ لي فيها، لم أحكم هذه الأيام [5] . قَالَ يحيى القطّان: هُوَ أوثق أصحاب الأعمش [6] . وقال ابن مَعِين: جميع ما حدَّث بِهِ حفص بْن غياث ببغداد وبالكوفة إنّما هو من حفظه، ولم يخرج كتابا [7] .   [1] تاريخ بغداد 8/ 193. [2] تاريخ بغداد 8/ 190. [3] تاريخ بغداد 8/ 190. [4] تاريخ بغداد 8/ 190. [5] تاريخ بغداد 8/ 190، 191. [6] تاريخ بغداد 8/ 197. [7] تاريخ بغداد 8/ 195. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 155 كتبوا عَنْه ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف حديث [1] . وقال إبراهيم بْن مهديّ: سَمِعْتُ حفْصًا يَقُولُ لرجل يسأله عَنْ مسائل القضاء: لعلك تريد أن تكون قاضيًا. لأن يُدخل الرجلُ إصبَعه فيقلع عينه خيرٌ مِن أن يكون قاضيًا [2] . قال أبو جعفر المسنديّ: كَانَ حفص بْن غياث مِن أسخى العرب. وكان يَقُولُ: مِن لم يأكل طعامي لا أحدّثه [3] . وإذا كَانَ لَهُ يوم ضيافة لا يبقي رأس في الرواسين. قَالَ الحَسَن سَجّادة: كَانَ يُقال: ختم القُضاةَ حفصُ بْنُ غياث. وقال حفص: والله مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لِيَ الْمَيْتَةُ [4] . ومات وعليه تسعمائة درهم [5] . قَالَ أحْمَد بْن حنبل [6] : رَأَيْت مقدَّم فم حفص، مضبَّبة أسنانُه بذَهَب. أَخْبَرَنَا المؤمّل البالِسيّ إجازة: أَنَا الكِنْديّ، أَنَا القزّاز، أَنَا أَبُو بَكْر الخطيب، أَنَا العشامي، أَنَا عليّ بْن عُمَر، أَنَا ابن مَخْلَد: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن أحمد، سَمِعْتُ أبا مَعْمَر يَقُولُ: لما جيء بحفص بْن غِياث وابن إدريس ووكيع إلى القضاء طرّي حفصُ خضابَه حين قُرب إلى بغداد، فالتفت ابن إدريس إلى وكيع: أمّا هذا فقد قَبِلَ [7] . قَالَ ابن أَبِي شيبة: ولي القضاء ببغداد سنتين، وولي بالكوفة ثلاث عشرة سنة [8] . قَالَ أبو داود: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ لا يقدّم بعد الكبار من   [1] تاريخ بغداد 8/ 195. [2] تاريخ بغداد 8/ 190. [3] تاريخ بغداد 8/ 194. [4] تاريخ بغداد 8/ 193. [5] تاريخ بغداد 8/ 193. [6] 1 في العلل ومعرفة الرجال 1/ 308 رقم 523، وتاريخ بغداد 8/ 199. [7] تاريخ بغداد 8/ 189. [8] تاريخ بغداد 8/ 193. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 156 أصحاب الأعمش غير حفص بْن غِياث، وقال حفص [1] . قلت: مات في آخر سنة أربعٍ وتسعين ومائة. وفي هذا العام أرّخه أحمد بْن عَبْد الجبّار، وجماعة. قَالَ سَلْم بْن جنادة، سنة خمسٍ وتسعين [2] ، وقيل سنة ستٌّ، والأوّل الصحيح. 74- الحَكَم بْن أيّوب العبْديّ [3] . مولاهم الأصبهاني الفقيه، أبو محمد، مِن كبار أهل بلده. روى عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبة، والثّوريّ، زفر بْن الهّذَيل، وإسرائيل بْن يونس. روى عَنْهُ: محمد بْن المغيرة، وغيره. وحفيده هُوَ محمد بْن أحمد بْن الحَكَم الأصبهاني مِن مشيخة أبي الشَّيْخ. 75- الحَكَم بْن بشير [4]- ت. ق. - حدَّث عَنْ: أَبِيه، وعمرو بْن قيس المُلائي، وخلاد بْن عيسى الصَّفّار. وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن زُنَيْج، وَمُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَمُوسَى بْنُ نَصْرٍ الرَّازِيُّونَ.   [1] تاريخ بغداد 8/ 197. [2] تاريخ بغداد 8/ 200. [3] انظر عن (الحكم بن أيوب العبديّ) في: ذكره أخبار أصبهان 1/ 297، 298. [4] انظر عن (الحكم بن بشير) في: التاريخ الكبير 2/ 343 رقم 2685، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 77 و 304، وتاريخ الطبري 4/ 227، والجرح والتعديل 3/ 114 رقم 530، والثقات لابن حبّان 8/ 194، وتهذيب الكمال 7/ 89، 90 رقم 1423، والكاشف 1/ 181 رقم 1182، وتذيب التهذيب 2/ 424 رقم 739 وفيه (الحكم بن بشر) وهو تحريف، وتقريب التهذيب 1/ 190 رقم 477، وخلاصة تذهيب التهذيب 89. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 157 وكان مِن علماء الرَّيّ. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق [2] . 76- أبو مطيع البلْخيّ، هُوَ الحَكَم بْن عبد الله الفقيه [3] . صاحب كتاب «الفقه الأكبر» . تفقَّه بأبي حنيفة وروى عَنْهُ. وعن: ابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وعبد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة، وأبي الأشهب جعفر العُطارِديّ، وإبراهيم بْن طهمان، والحسن بْن دينار، وطبقتهم. وتفقه بِهِ أهل خُرَاسان، وولى قضاء بلخ، وكان بصيرًا بالرأي، حافظًا للمسائل [4] . كَانَ ابن المبارك يعظّمه ويُجلُّه [5] . روى عَنْهُ: أحمد بْن منيع، وأيّوب بْن الحَسَن الفقيه، وعقيق بْن محمد، وعليّ بْن الحسين الذُّهْليّ، ونصر بْن زياد، والخُراسانيّون. وقدِم بغدادَ مرّات.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 114. [2] وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (الحكم بن عبد الله أبي مطيع البلخي) في: الطبقات الكبرى 7/ 374، والتاريخ لابن معين 2/ 124، وطبقات خليفة 324، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 299، 300 رقم 5331، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 256، 257 رقم 312، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 117، والجرح والتعديل 3/ 121، 122 رقم 560، والمجروحين لابن حبّان 1/ 250، والكامل في الضعفاء 2/ 631، 632، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 77 رقم 162، وتاريخ جرجان 350، وتاريخ بغداد 8/ 223- 225 رقم 4336، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 131، والعبر 1/ 330، والمغني في الضعفاء 1/ 183 رقم 1658، وميزان الاعتدال 1/ 574، 575 رقم 2181 ودول الإسلام 1/ 126، والوافي بالوفيات 13/ 113 رقم 122، ومناقب أبي حنيفة للكردري 515، والكشف الحثيث 155، 156 رقم 254 ولسان الميزان 2/ 334 رقم 1369، وشذرات الذهب 1/ 357. [4] تاريخ بغداد 8/ 223. [5] تاريخ بغداد 8/ 224. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 158 قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: سَمِعْتُ حاتمًا السَّقَطيّ: سَمِعْتُ ابن المبارك يَقُولُ: أبو مطيع لَهُ المنّة عَلَى جميع أهل الدنيا [1] . قلتُ: حاتم لا يُعرف، وما اعتقد في ابن المبارك أنّه يُطلق مثل هذه العبارة. قَالَ محمد بْن الفُضَيْل البلْخيّ: وقال حاتم: قَالَ مالك بْن أنس لرجل: مِن أَيْنَ أنت؟ قَالَ: مِن بلْخ. قَالَ: قاضيكم أبو مطيع إنّه قام مقام الأنبياء [2] . قَالَ محمد بْن الفُضَيْل: سَمِعْتُ عَبْد الله بْن محمد العابد يَقُولُ: جاء كتابٌ، يعني مِن الخلافة، وفيه لوليّ العهد: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 19: 12 [3] لُيْقرأ عَلَى الناس. فسمع أبو مطيع فدخل عَلَى الوالي وقال: بلغ مِن خطر الدنيا أنّا نكفر بسببها. وكرّر هذا مرارًا حتى أبكى الأمير وقال لَهُ: إنّي معك ولكن لا أجترئ بالكلام، فتكلّم وكنْ منّي آمنًا [4] . وكان أبو مطيع قاضيًا فذهب [الناس إلى الجمعة] . وذهب أبو معاذ متقلّدا سيفا. وأخّرا يوم الجمعة، فارتقى أبو مطيع المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ أخذ لحيته وبكى وقال: يا معشر المسلمين بلغ مِن خطر الدنيا أن تجرّ إلى الْكُفْرِ. مِن قَالَ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا 19: 12 لغير يحيى بْن زكريّا فهو كافر. قَالَ: فرجّ أهل المسجد بالبكاء وهرب اللّذان أتيا بالكتاب [5] .   [1] تاريخ بغداد 8/ 224. [2] تاريخ بغداد 8/ 224. [3] سورة مريم، الآية 12. [4] تاريخ بغداد 8/ 224. [5] تاريخ بغداد 8/ 224. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 159 وعن النضر بْن شُمَيْلٍ: قَالَ أبو مطيع: نزل الإيمان والإسلام في القرآن عَلَى وجهين، وهو عندي عَلَى وجهٍ واحد. فقلت لَهُ: ممّن ترى الغلط منك، أم مِن الرَّسُول عَليْهِ السلام، أو مِن جبريل، أو مِن الله تعالى؟ فبقي باهتًا [1] . وقد كَانَ أبو مطيع فيما نقل الخطيب [2] مِن رءوس المُرْجِئة. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي مطيع فقال: لا ينبغي أن يُروى عَنْهُ. ذكروا عَنْهُ أنّه كَانَ يَقُولُ: الجنّة والنّار خُلِقتا وسَتَفْنَيان، وهذا كلام جَهْم [3] . وقال ابن مَعِين: هُوَ ضعيف [4] . وقال أبو داود: تركوا حديثه، كَانَ جَهْميًا [5] . قلت: وممّن روى عنه: محمد بن القاسم البلخيّ، وخلاد بْن أسلم الصَّفّار، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ. ومات سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وثمانون سنة. 77- الحَكَم بْن عَبْد الله [6]- خ. م. ت. ن. - أبو النّعمان البصريّ.   [1] تاريخ بغداد 8/ 225. [2] في تاريخه 8/ 225. [3] تاريخ بغداد 8/ 225. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 257، تاريخ بغداد 8/ 225، وقال في تاريخه: ليس بشيء. [5] تاريخ بغداد 8/ 225. [6] انظر عن (الحكم بن عبد الله البصري) في: التاريخ الكبير 2/ 342 رقم 2682، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 111، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 608، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 139، والجرح والتعديل 3/ 122 رقم 562، والثقات لابن حبّان 8/ 194، ورجال صحيح البخاري 1/ 197، 198 رقم 256، ورجال صحيح مسلم 1/ 141 رقم 274، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 101 رقم 393، وتهذيب الكمال 7/ 104- 106 رقم 1432، والكاشف 1/ 182 رقم 1188، وميزان الاعتدال 1/ 575، 576 رقم 2182، والوافي بالوفيات 13/ 113 رقم 123، وتهذيب التهذيب 2/ 429 رقم 750، وتقريب التهذيب 1/ 191 رقم 488، وخلاصة تذهيب التهذيب 89. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 160 عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبة، وشُعْبَة. وعنه: أحمد بْن محمد البزّي [1] ، ومحمد بْن المِنْهال، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وأبو قُدامة السَّرْخَسيّ، وغيرهم. وكان ثِقةً من الحُفاظ [2] . مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة. 78- الْحَكَمُ بنُ مروان الكوفيّ [3] . أبو محمد. قَالَ الخطيب [4] : حدَّث عَنْ: كامل أبي العلاء، وأزهر بْن سِنان، وفُرات بْن السّائب، وزهير بن معاوية. وعنه: أَحْمَد بْن حنبل، وعبد الله بْن محمد بْن أيّوب المخرميّ، والعبّاس بْن الفضل، ورُشَيد الطَّبَريّ. قَالَ أبو حاتم [5] : لا بأس بِهِ. وقال ابن مَعِين [6] : ضرير لَيْسَ بِهِ بأس.   [1] هكذا في الأصل وتهذيب التهذيب. وفي تهذيب الكمال «بن أبي بزّة» . (7/ 105) . [2] قال البخاري: كان يحفظ، سمع شعبة، حديثه معروف، وقال ابن أبي حاتم في ترجمته: كان يحفظ، ثم قال إنه سأل أباه عنه فقال: مجهول! وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: كان حافظا ربّما أخطأ. وقد روى له البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي. [3] انظر عن (الحكم بن مروان الكوفي) في: التاريخ لابن معين 2/ 126، والجرح والتعديل 3/ 129 رقم 585، والثقات لابن حبّان 8/ 194، وتاريخ بغداد 8/ 225، 226 رقم 4337، وميزان الاعتدال 1/ 579 رقم 2198، ولسان الميزان 2/ 338 رقم 147. [4] في تاريخه 8/ 225. [5] في الجرح والتعديل 3/ 129. [6] في تاريخه 2/ 126. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 161 79- حَمَّاد بن خَالِد الخَيَّاط الْمَدَنِيّ [1]- م. ع. - عن: ابن أَبِي ذئب، ومعاوية بن صالح، وأفلح بن حُمَيْد. وَعَنْهُ: ابن معين، وَأَحْمَد بن حنبل، والحسن الزعفرانيّ، وإسحاق بن بهلول. وكان أمّيّا، لا يكتب [2] ، بل كَانَ يتحفظ. وَهُوَ صدوق. قَالَ أحمد [3] : كَانَ حافظا [4] . 80- حَمَّاد بن دليل المدائني [5]- د. -   [1] انظر عن (حمّاد بن خالد الخياط) في: التاريخ لابن معين 2/ 129، ومعرفة الرجال له 1/ 118 رقم 577 و 2182 رقم 733، والعلل لأحمد 1/ 82 و 293، والتاريخ الكبير 3/ 26 رقم 105، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 63، والمعرفة والتاريخ 1/ 686 و 3/ 183، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 54، والجرح والتعديل 3/ 136 رقم 613، والثقات لابن حبّان 8/ 206، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 308، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 102، رقم 241 ورجال صحيح مسلم 1/ 160 رقم 319، وتاريخ جرجان 66، وتاريخ بغداد 8/ 149- 151 رقم 4251، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 105 رقم 405، وتهذيب الكمال 7/ 233- 236 رقم 1479، والكاشف 1/ 187 رقم 1226، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 253، والوافي بالوفيات 13/ 150 رقم 159، وتهذيب التهذيب 3/ 7 رقم 10، وتقريب التهذيب 1/ 196 رقم 539، وخلاصة تذهيب التهذيب 91. [2] تاريخ ابن معين 2/ 129 وفيه «ثقة» ، وفي معرفة الرجال 1/ 118 رقم 577: «يقرأ ولا يكتب» . وفي الجرح والتعديل عن ابن معين قال: حماد بن خالد الخياط ثقة، وهو مدني، وكان أميّا لا يكتب، وكان يقرأ الحديث. [3] تاريخ بغداد 8/ 150. [4] وقال أبو حاتم: لا أعرفه بأنه أمّيّ، وهو صالح الحديث ثقة. وقال أبو زرعة: شيخ ثقة. وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (حماد بن دليل المدائني) في: التاريخ لابن معين 2/ 129، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 304 و 32، والكنى والأسماء للدولابي، 1/ 180، والجرح والتعديل 3/ 136، 137 رقم 614، والثقات لابن حبّان 8/ 206، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 666، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 101 رقم 237، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 205 ب، وتاريخ بغداد 8/ 151- 153 رقم 4253، والإكمال لابن ماكولا 3/ 331، 332 بالحاشية، وتهذيب الكمال 7/ 236- 238 رقم 1480، والكاشف 1/ 187 رقم 1227، والمغني في الضعفاء 1/ 189 رقم 1708، وميزان الاعتدال 1/ 590 رقم 2247، وتهذيب التهذيب 3/ 8 رقم 11، وتقريب التهذيب 1/ 196 رقم 540، وخلاصة تذهيب التهذيب 92. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 162 قاضي المدائن. نزل مَكَّة وترك القضاء وصار يتجر. رَوَى عن: أَبِي حنيفة، وَالحَسَن بن عمارة، وسفيان الثوري. وعنه: الحميدي، وأسد بن موسى، وأحمد بن أبي الحواري. وثقه يحيى بن معين [1] . 81- حماد بن واقد الصفار [2]- ت. - شيخ بصري. عن: ثابت البناني، وابن التياح، وأبان بن أَبِي عَيَّاش، وَعَبْد العزيز بن صهيب. وَعَنْهُ: أحمد بن المقدام، وَبِشْر بن معاذ، وَعُمَر بن شبه، وحفص الربالي، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتة، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله الأرزي، وابنه فطر بن حَمَّاد الصَّفَّار. قَالَ الْبُخَارِيُّ [3] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ معين [4] : ضعيف [5] .   [ () ] ودليل: بالتصغير، بضم الدال المهملة، وفتح اللام الأولى. [1] في تاريخه 2/ 129، ووثّقه أبو حاتم، وابن حبّان. [2] انظر عن (حمّاد بن واقد الصفّار) في: التاريخ لابن معين 2/ 133، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 95 رقم 1677، والتاريخ الكبير 3/ 28 رقم 118، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ، رقم 760، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 566، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 312 رقم 382، والجرح والتعديل 3/ 150 رقم 653، والمجروحين لابن حبّان 1/ 253، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 665، 666، وتهذيب الكمال 7/ 289- 292 رقم 1491، والكاشف 1/ 189 رقم 1235، والمغني في الضعفاء 1/ 191 رقم 1732، وميزان الاعتدال 1/ 600، 601 رقم 2277، وتهذيب التهذيب 3/ 21 رقم 23، وتقريب التهذيب 198 رقم 551، وخلاصة تذهيب التهذيب 92. [3] في تاريخه 3/ 28 رقم 118. [4] في تاريخه 2/ 133. [5] وقال أحمد بن حنبل: لا أعرفه، وضعّفه أبو زرعة، والعقيلي، وابن حبان، وابن عديّ، وليّنه أبو حاتم، وأبو زرعة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 163 82- حميد بن حمّاد بن خوار [1]- د. - ويقال: ابن أبي الخُوَار، أبو الْجَهْم الكوفيّ. عَنْ: حمّاد بْن أبي سليمان الفقيه، وسماك بْن حرب، والأعمش، وجماعة. وعنه: زيد بْن الحُباب، وَأَبُو كُرَيْب، ومحمد بْن مَعْمَر البَحْرانيّ، ومحمود بْن غَيْلان. ضعّفه أبو دَاوُد [2] . وقال أبو حاتم [3] : يُكَتب حديثه [4] . 83- حنان بْن سَدِير الصَّيْرفيّ [5] . عَنْ: جعفر بْن محمد، وأُمَيّ الصَّيْرفيّ، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، ومحمد بْن طلحة بن مصرّف.   [1] انظر عن (حميد بن حمّاد بن خوار) في: التاريخ الكبير 2/ 357، 358 رقم 2738، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19 (بالهامش) ، والجرح والتعديل 3/ 220 رقم 965، والثقات لابن حبّان 8/ 196، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 693، 694، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 63 أ، والإكمال لابن ماكولا 3/ 201، والأنساب 5/ 197، وتهذيب الكمال 7/ 352- 354 رقم 1524، والكاشف 1/ 191، 192 رقم 1256، والمغني في الضعفاء 1/ 194 رقم 1768، وميزان الاعتدال 1/ 611 رقم 2324، وتهذيب التهذيب 3/ 37، 38 رقم 64، وتقريب التهذيب 1/ 201 رقم 588، وخلاصة تذهيب التهذيب 94. [2] تهذيب الكمال 7/ 353. [3] في الجرح والتعديل 3/ 220 وزاد: «وليس بالمشهور» . [4] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: ربّما أخطأ. وقال ابن عديّ: يحدّث عن الثقات بالمناكير، وقال في موضع آخر: قليل الحديث، وبعض حديثه على قلّته لا يتابع عليه. وقال أبو زرعة: شيخ. [5] انظر عن (حنان بن سدير الصيرفي) في: الجرح والتعديل 3/ 299 رقم 1331، والثقات لابن حبّان 8/ 219، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 124، والمؤتلف والمختلف الدارقطنيّ، ورقة 48 ب، 49 أ، والفهرست للطوسي 93 رقم 256، والإكمال لابن ماكولا 2/ 317، 318، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 131، ولسان الميزان 2/ 367، 368 رقم 1510. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 164 وعنه: العلاء بْن عَمْرو الحنفيّ، وعلي بْن محمد الطّنافسيّ، ومحمد بْن ثواب الهبَّاريّ، وعيسى بْن سَعِيد الرّازيّ، ومحمد بْن الْجُنيَد العابد. وثّقه ابن حبّان [1] .   [1] في الثقات 8/ 219، وكذا وثّقه الطوسي وقال: روينا كتابه بالإسناد. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 165 حرف الخاء 84- خالد بن حيّان الرّقّيّ [1]- ن. - أبو يزيد الكنديّ مولاهم الخرّاز. مُهْمَل الأوسط. عَنْ: سالم بْن أَبِي المهاجر، وعليّ بْن عُرْوة الدّمشقيّ، وجعفر بْن بُرْقان. وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو كُرَيْب، وابن عَرَفَة. قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس. مات بالرَّقَّة في ذي القِعْدة سنة إحدى وتسعين. وقال أحمد [2] : لم يكن به بأس. كتبت عنه غرائب. ووثّقه ابن معين [3] .   [1] انظر عن (خالد بن حيّان الرقّيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 486، والتاريخ الكبير 3/ 145 رقم 491، والتاريخ الصغير 210، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 162، والجرح والتعديل 3/ 326 رقم 1462، والثقات لابن حبّان 8/ 223، ومشاهير علماء الأمصار له 79 رقم 571 (فيه خالد بن أبي حيّان) ، وتاريخ بغداد 8/ 295- 297 رقم 4398، والإكمال لابن ماكولا 2/ 186، وتهذيب الكمال 8/ 42- 45 رقم 1601، والكاشف 1/ 202، رقم 1319، والمغني في الضعفاء 1/ 201 رقم 1839، وميزان الاعتدال 1/ 629 رقم 2417، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 160، وتهذيب التهذيب 3/ 84، 85 رقم 159، وتقريب التهذيب 1/ 212 رقم 19، وخلاصة تذهيب التهذيب 100. [2] الجرح والتعديل 3/ 326، تاريخ بغداد 8/ 296. [3] تاريخ بغداد 8/ 296. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 166 وأما الفلاس فقال [1] : ضعيف [2] . 85- خَالِد بْن سليمان [3] . أبو مُعَاذ البلْخيّ، فقيه أهل بلْخ [4] . مات سنة تسع وتسعين ومائة. كذا وجدته. 86- خَالِد بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ الأمويّ الكوفيّ [5] . أبو سَعِيد. أحد المتروكين.   [1] تاريخ بغداد 8/ 297. [2] وسئل علي بن ميمون الرقّيّ عن خالد بن حيّان فقال: كان منكرا، وكان صاحب حديث. قال الخطيب: قلت: قوله كان منكرا يعني في الضبط والتحفّظ، وشدّة التّوقّي، والتّحرّز. وقال الدارقطنيّ: لا بأس به. [3] انظر عن (خالد بن سليمان البلخي) في: الجرح والتعديل 3/ 335 رقم 1510 وفيه (الخراساني الحدّاني) ، والثقات لابن حبّان 8/ 224، والمغني في الضعفاء 1/ 203 رقم 1849، وميزان الاعتدال 1/ 631 رقم 2427، ولسان الميزان 2/ 377 رقم 1561. [4] ضعّفه ابن معين ومشّاه غيره. وقال الخليلي في الإرشاد: «تعرف روايته وتنكر. حدّث بأحاديث من حديثه مستقيمة ومنها ما لا يتابع عليه ومنها ما يرويه عن الضعفاء» . (لسان الميزان 2/ 377) . [5] انظر عن (خالد بن عمرو القرشي) في: التاريخ لابن معين 2/ 144، ومعرفة الرجال له 1/ 60 رقم 85، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 254 رقم 5122، والتاريخ الكبير 3/ 164 رقم 563، والتاريخ الصغير 213، والضعفاء الصغير 259 رقم 103، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3 رقم 112، وتاريخ واسط لبحشل 235، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 168، والضعفاء لابي الرازيّ 434 و 446 و 613، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 10، 11 رقم 413، والجرح والتعديل 3/ 343، 344 رقم 1551، والمجروحين لابن حبّان 1/ 283، والثقات له 8/ 223، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 900- 903، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 85 رقم 201، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 224 ب، 225 أ، وتاريخ بغداد 8/ 299، 300 رقم 4401، وتهذيب الكمال 8/ 138- 341 رقم 1638، والكاشف 1/ 206 رقم 1353، والمغني في الضعفاء 1/ 205 رقم 1866، وميزان الاعتدال 1/ 635، 636 رقم 2447، والكشف الحثيث 162 رقم 266، وتهذيب التهذيب 3/ 109، 110 رقم 203، وتقريب التهذيب 1/ 216 رقم 60، وخلاصة تذهيب التهذيب 102. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 167 عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ. وعنه: يوسف بْن عَدِيّ، وأبو عُبَيْد القاسم. قَالَ أحمد: متروك الحديث [1] . وقال صالح جَزْرَة: كَانَ يضع الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الْبُخَارِيّ [3] : مُنْكَر الحديث [4] . وهو مذكور أيضًا بعد المائتين. 87- خالد بن يزيد العتكيّ [5] .   [1] قال في العلل ومعرفة الرجال: «ليس بثقة، وهو ابن عمّ عبد العزيز بن أبان يروي أحاديث بواطيل» . [2] في تاريخه 2/ 144، وقال في معرفة الرجال 1/ 60 رقم 85: «لم يكن بشيء كان يكذب» . [3] في تاريخيه الكبير والصغير، والضعفاء. [4] وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: هو متروك الحديث ضعيف. وقال أبو زرعة الرازيّ: منكر الحديث. وقال ابن حبّان: كان ممّن ينفرد عن الثقات بالموضوعات لا يحلّ الاحتجاج بخبره. وقد ناقض ابن حبّان نفسه فذكره في الثقات، وقال ابن عديّ: روى عن الليث بن سعد وغيره أحاديث مناكير. [5] انظر عن (خالد بن يزيد العتكيّ) في: التاريخ الكبير 3/ 182 رقم 616، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 162، والجرح والتعديل 3/ 361 رقم 1635، والثقات لابن حبّان 8/ 223، وتهذيب الكمال 8/ 210- 213 رقم 1667، والكاشف 1/ 210 رقم 1378، والمغني في الضعفاء 1/ 208 رقم 1895، وميزان الاعتدال 1/ 648 رقم 2484، وسير أعلام النبلاء 9/ 415 رقم 143، وتهذيب التهذيب 3/ 129، 130 رقم 236، وتقريب التهذيب 1/ 220 رقم 94 وفيه (صاحب اللواء) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 104. والعتكيّ: بفتح العين المهملة، والتاء المنقوطة بنقطتين من فوق، وكسر الكاف. هذه النسبة إلى «عتيك» وهو بطن من الأزد. وهو عتيك بن النضر بن الأزد بن الغوث.. (الأنساب 8/ 387) . ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ذهب الحافظ المزّي في (تهذيب الكمال 8/ 211- 213) وتابعه الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب 3/ 129) إلى أن خالد بن يزيد الأزدي العتكيّ، يقال له الهدادي أبو يزيد، ويقال أبو حمزة، ويقال أبو سلمة صاحب اللؤلؤ، والعتيك، وهداد: من الأزد. وقد استند «المزّيّ» في الجمع بين (العتكيّ) و (الهدادي) إلى حديث رواه الترمذيّ في كتاب العلم (2785) باب فضل طلب العلم، من طريق نصر بن علي، عن خالد بن يزيد العتكيّ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 168   [ () ] (تحرّف في المطبوع إلى «العتلي- باللام بدل الكاف) - وسمّاه المزّي «خالد بن يزيد الهدادي» بدل «العتكيّ» - عن أبي جعفر الرازيّ، عن الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع» . قال المزّي: «رواه الترمذيّ، عن نصر بن علي، فوافقناه فيه بعلوّ. وقال: حسن غريب، وقد رواه بعضهم فلم يرفعه. وقال: خالد بن يزيد العتكيّ. ورواه غير واحد عن نصر بن علي، فقال: خالد بن يزيد صاحب اللؤلؤ، فدلّ أنّ الجميع لواحد، والله أعلم» . وتابعه الحافظ ابن حجر. وتعقّبه العلّامة الشيخ اليماني في حاشية رقم (2) من (الجرح والتعديل 3/ 358) فأشار تعليقا على ترجمة «خالد بن يزيد الهدادي» (ج 3/ 358 رقم 1620) إلى أنه: «يؤخذ من التهذيب أن هذا، والراويّ عن شريك، وصاحب اللؤلؤ، وسيأتيان فيما بعد، واحد» . وقد أخذ الدكتور بشار عواد معروف في تحقيقه لتهذيب الكمال بالجمع بين (خالد بن يزيد الهدادي برقم 1620) و (خالد بن يزيد أبو يزيد صاحب اللؤلؤ برقم 1635) - انظر (تهذيب الكمال 8/ 210 حاشية رقم 5) . يقول «عمر تدمري» : إن في النفس شيئا من مقولة الجمع بين (العتكيّ) و (الهدادي) لعدّة أوجه، منها: - إن البخاريّ فرّق بين الاثنين في تاريخه الكبير فذكر (خالد بن يزيد اللؤلؤي) برقم (616) و (خالد بن يزيد بن جابر الهدادي) برقم (619) ، وفرّق ابن أبي حاتم بينهما. فذكر الهدادي) برقم (1620) و (صاحب اللؤلؤ) برقم (1635) ، وفرّق ابن حبّان بينهما أيضا في الثقات فذكر (الهدادي) الّذي يكنى أبا حمزة في أول كتاب أتباع التابعين (ج 6/ 266) وذكر (الأزدي) وكناه بأبي حمزة أيضا في من روى عن أتباع التابعين (ج 8/ 223) . - إن مسلم ذكر ترجمة واحدة في الكنى والأسماء (121) (أبو يزيد خالد بن يزيد اللؤلؤي) . ومثله فعل الدولابي في (الكنى والأسماء 2/ 162) . أما الحاكم فذكر في (الأسامي والكنى ج 1 ورقة 151 أ) (أبو حمزة خالد بن يزيد الأزدي الهدادي) ، وقال: يعدّ في البصريين، وكان أوثق من أخيه الوليد بن يزيد. فلم يذكر أبا يزيد العتكيّ ولا أبا سلمة. ومثله فعل ابن السمعاني حيث ذكر (أبا حمزة خالد بن يزيد بن جابر الأزدي الهدادي) في (الأنساب 12/ 211) ولم يذكر (العتكيّ أو صاحب اللؤلؤ، أو اللؤلؤي) . - إن الحافظ ابن حجر فرّق بين (العتكيّ) و (العدادي) في (التقريب 1/ 220 و 221 رقم 94 و 95) وذكر في آخر ترجمة الثاني: «وقيل هو الّذي قبله» . - إن الترمذي ذكر في سنده في حديث فضل طلب العلم رقم (2785) «خالد بن يزيد العتكيّ» ولم يذكر «الهدادي» ، بينما أثبته المزّي في سنده «الهدادي» وقال: رواه الترمذي. وقال: خالد بن يزيد العتكيّ. - إن خالد بن يزيد الهدادي توفي سنة 182 هـ. كما أرّخ وفاته ابن حبّان في (الثقات 6/ 266) ، والمؤلّف «الذهبي» يترجم الآن للمتوفين بين سنة 191 و 200 هـ. فلو كان هو الجزء: 13 ¦ الصفحة: 169 أبو يزيد البصْريّ اللُّؤلؤيّ. عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وورقاء اليشْكُريّ. وعنه: أبو حفص الفلاس، ونصر الْجَهْضَميّ. قَالَ أبو زُرْعَة [1] : لَيْسَ بِهِ بأس. 88- خلف بن أيّوب العامريّ البلخيّ [2]- ت. - أبو سعيد. مِن علماء أهل بلْخ. روى عَنْ: عوف الأعرابيّ، ومَعْمَر بْن راشد، وإسرائيل، وقيس بْن الربيع. وعنه: أحمد بْن حنبل، وزكريّا بْن يحيى اللؤلؤيّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، وطائفة. ذكره ابن حِبّان [3] في «الثقات» وقال: كَانَ مُرْجِئًا غاليًا يبغض مِن ينتحل السنن.   [ () ] الهدادي لاقتضى ذكره في الطبقة الماضية. والله أعلم. [1] الجرح والتعديل 3/ 361. [2] انظر عن (خلف بن أيوب العامري) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 375، والتاريخ الكبير 3/ 196 رقم 664، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 201 رقم 4867، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 24 رقم 443، والجرح والتعديل 3/ 370 رقم 1687، والثقات لابن حبّان 8/ 227، وتهذيب الكمال 8/ 273- 275 رقم 1701، والعبر 4/ 367، والكاشف 1/ 214 رقم 1407، رقم 1701، والعبر 4/ 367، والكاشف 1/ 214 رقم 1407، والمغني في الضعفاء 1/ 211 رقم 1930، وميزان الاعتدال 1/ 659 رقم 2534، وسير أعلام النبلاء 9/ 541- 543 رقم 211، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 27 وفيه: مات سنة 205 و 215 وقيل: 22 هـ. والوافي بالوفيات 13/ 356، 357 رقم 440، والجواهر المضيّة 2/ 170- 172 رقم 562، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 43، وتهذيب التهذيب 3/ 147، 148 رقم 283، وتقريب التهذيب 1/ 225 رقم 134، وخلاصة تذهيب التهذيب 105، وأعلام الأخيار، رقم 108، وشذرات الذهب 4/ 34، والطبقات السنية، رقم 845، والفوائد البهية 71، وإيضاح المكنون 1/ 48، وهدية العارفين 1/ 348، ومعجم المؤلفين 4/ 104. [3] ج 8/ 227. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 170 وقال ابن مَعِين [1] : ضعيف [2] . قلت: هُوَ معَادٌ في طبقة مكّيّ بْن إبراهيم البلْخيّ. والذي تحرّر لي أنّه يُحّول مِن هناك ومن هنا فيُقرَّر في طبقة الشّافعيّ رحمه الله. 89- الخليل بْن أحمد بْن بِشْر بْن المستنير السُّلَميّ البصْريّ [3] . قليل الرؤية. سَمِعَ: المستنير بْن أخضر بْن معاوية بْن قُرّة. وعنه: محمد بْن أَبِي سمينة، وإبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، والعبّاس العنبريّ، وعبد الله بْن محمد الجعفيّ [4] . وثّقه ابن حبّان [5] .   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 24. [2] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كنت سألت أبي عن هذا الشيخ خلف بن أيوب فلم يثبته. (العلل 3/ 201 رقم 2867) وقال ابن سعد: روي عنه. وقال العقيلي: حدّث عن قيس وعوف بمناكير لم يتابع عليها وكان مرجئا. وقال أبو حاتم: يروى عنه. [3] انظر عن (الخليل بن أحمد بن المستنير) في: التاريخ الكبير 3/ 200 رقم 684، والجرح والتعديل 3/ 380 رقم 1735، والثقات لابن حبّان 8/ 231، وتهذيب الكمال 8/ 333، 334 رقم 1726، وتهذيب التهذيب 3/ 164- 166 رقم 313، وتقريب التهذيب 1/ 228 رقم 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 107. [4] جزم البخاري أن الجعفيّ هذا سمع من: الخليل بن أحمد الفراهيدي. صاحب علم العروض. (انظر تاريخه الكبير 3/ 200 رقم 681) ثم ذكر أنه سمع الخليل بن أحمد بن بشر صاحب الترجمة هذا. وقد توقّف الخطيب عند هذا التضارب في كتابه (المتفق والمفترق) فقال: رأيت شيخا يشار إليه بالفهم والمعرفة جمع أخبار الخليل العروضيّ وأدخل فيه أحاديث هذا- أي الخليل بن أحمد المزني ويقال السلمي- ولو أمعن النظر لعلم أنّ المسندي (قال عمر: هو الجعفي) وابن أبي سمينة، والعنبري يصغرون عن إدراك العروضيّ. (انتهى) . وتعقّب الحافظ ابن حجر قول الخطيب فقال: «وقد جزم البخاري في التاريخ بأن عبد الله المسندي سمع من الخليل بن أحمد النحويّ ولم يترجم البخاري للمزني، وفرّق بينهما النسائي وابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهم، وهو الصواب. وأما قول الخطيب أن المسنديّ ما أدرك الخليل النحويّ فهو ظاهر بالنسبة إلى ما أرّخ به الخطيب وفاة الخليل، فإنّ أقدم شيخ للمسندي وهو فضيل بن عياض مات بعد الخليل بمدة طويلة تزيد على عشر سنين، لكن البخاري أعلم بمشيخة المسندي من غيره» . (التهذيب 3/ 165) . [5] في الثقات 8/ 231. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 171 90- خيران بْن العلاء الكَيْسانيّ الأصمّ [1] . عَنْ: الأوزاعي، وحمّاد بْن سَلَمَةَ. وعنه: عَبْد العزيز الأويْسيّ، وعليّ بْن حُجْر، وأحمد بْن عيسى التُّسْتَرِيّ. سكن مصر وروى اليسير [2] .   [1] انظر عن (خيران بن العلاء) في: التاريخ الكبير 3/ 229 رقم 769 وفيه (خيران الدمشقيّ الكلبي) ، وكذا في الجرح والتعديل 3/ 405 رقم 1854، وفي ترجمة قال: هو (خيران بن العلاء الكسائي) بدل (الكيساني) ، والثقات لابن حبّان 8/ 232، وفيه (خيران الدمشقيّ (الكلبي) ، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 12/ 584، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 185، وفيهما (الكسائي) ، وميزان الاعتدال 1/ 669 رقم 2585 (الكيساني) ، ولسان الميزان 2/ 412، رقم 1699 (الكيساني) ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 235 رقم 568. [2] قال أحمد بن عيسى المصري: كان خيران من خيار أصحاب الأوزاعي (تاريخ دمشق 12/ 584) وقد روى عنه الأوزاعي وهو شيخه. وروى خيران خبر وفاة الأوزاعي. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 172 حرف الراء 91- رِبْعيّ بْن إبراهيم الأسَديّ [1] . أبو الحَسَن البصْريّ، أخو الإمام إسماعيل بْن عُلَيَّة لأبويه. عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن مسروق، ويونس بْن عُبَيْد، وعوف الأعرابيّ. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن الْمُثَنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر النَّيْسابوريّ، والحسن الزَّعْفرانيّ، وآخرون. وحدَّث عَنْهُ مِن القدماء عَبْد الرحمن بْن مهديّ. وقال: كنّا نَعُدُّه مِن بقايا شيوخنا [2] . وقال أحمد الدّورقيّ: كان يفضّل على أخيه إسماعيل [3] .   [1] انظر عن (ربعي بن إبراهيم) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 109 رقم 505، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 171 رقم 1902 و 3/ 364 رقم 5599، والتاريخ الكبير 3/ 328 رقم 1108، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والجرح والتعديل 3/ 509، 510 رقم 2311، والثقات لابن حبّان 8/ 244، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 130، 131 رقم 357، وتهذيب الكمال 9/ 52- 54 رقم 1849، والكاشف 1/ 234 رقم 1533، وتهذيب التهذيب 3/ 336 رقم 457، وتقريب التهذيب 1/ 243 رقم 27، وخلاصة تذهيب التهذيب 114. [2] الجرح والتعديل 3/ 510، وفي العلل ومعرفة الرجال 2/ 171 رقم 1902 قال عبد الرحمن بن مهدي- وجاءه ربعيّ بن عليّة- فقال: بقي من أشياخنا هذا، وسعيد بن عامر. [3] ورد هذا القول في سند حديث من طريقه في مسند أحمد 2/ 254. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 173 وقال يحيى بْن مَعِين [1] : ثقة مأمون. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ وَغَيْرُهُ قَالُوا: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْكَاتِبُ، أَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا الْخُلَعِيُّ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، نَا رِبْعِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: جَاءَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا رسول الله اشهد إِنِّي قَدْ نَحَلْتُ النُّعْمَانَ مِنْ مَالِي كَذَا وَكَذَا قَالَ: «كُلُّ بَنِيكَ نَحَلْتَ مِثْلَ الَّذِي نَحَلْتَ النُّعْمَانَ» ؟ قَالَ: لا. قَالَ: «فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي، أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا إِلَيْكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً» ؟ قَالَ: بَلَى! قَالَ: «فَلا إِذًا» [2] هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ فِي الصِّحَاحِ، مِنْ طَرِيقِ حُصَيْنٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَجَمَاعَةٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ. مات رِبْعيّ سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. 92- ريْحان بْن سَعِيد بْن الْمُثَنَّى الشاميّ [3] .   [1] في معرفة الرجال 1/ 109 رقم 505، الجرح والتعديل 3/ 510 وزاد «مأمون» ، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 131 وفيه أيضا: «هو صالح» . [2] أخرجه مسلم في الهبات (17/ 1623) باب: كراهة تفضيل بعض الأولاد في الهبة، عن محمد بن المثنّى، حدّثنا عبد الوهاب وعبد الأعلى. وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم، ويعقوب الدورقي، جميعا عن ابن عليّة (واللفظ ليعقوب) قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن داود بن أبي هند. والنسائي في النحل 6/ 258 باب ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر النعمان بن بشير في النحل، من طرق مختلفة، وابن ماجة في أول كتاب الهبات (2375) باب الرجل ينحل ولده، من طريق: يزيد بن زريع، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير. وأحمد في المسند 4/ 269. [3] انظر عن (ريحان بن سعيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 299، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 22 رقم 3975، والتاريخ الكبير 3/ 330 رقم 1115، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 86، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 235، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 31، والجرح والتعديل 3/ 517 رقم 2335، والثقات لابن حبّان 8/ 245، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 131 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 174 شيخ بصْريّ. عَنْ: عبّاد بْن منصور. وعنه: أبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أبي شيبة، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ. قَالَ يحيى بْن معين [1] : ما أرى به بأسا [2] .   [ () ] رقم 360، وتاريخ بغداد 8/ 427 رقم 4532، والإكمال لابن ماكولا 4/ 378، وتاريخ جرجان 83، وتهذيب الكمال 9/ 260، 261 رقم 1943، والكاشف 1/ 245 رقم 1614، والمغني في الضعفاء 1/ 234 رقم 2152، وميزان الاعتدال 2/ 62 رقم 2815، وتهذيب التهذيب 3/ 301 رقم 563، وتقريب التهذيب 1/ 255 رقم 128. [1] الجرح والتعديل 3/ 517، ثقات ابن شاهين 131. [2] وقال أبو حاتم: شيخ لا بأس به، يكتب حديثه ولا يحتجّ به. وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذلك ابن شاهين. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 175 حرف الزاي 93- زاجر بْن الصَّلْت [1] الطاحي [2] النَّمِريّ. عَنْ: الحارث بْن مالك، وجماعة. وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بْن مِهران الجمّال، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، ومحمد بْن مرزوق الْبَاهِلِيَّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ [3] . 94- زياد بْن الحَسَن بْن الفُرات التّميميّ الكوفيّ القزّاز [4]- ت. - روى عَنْ: جدّه فُرات القزّاز، وأبان بن تَغْلِب، ومِسْعَر. وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الله بن برّاد   [1] انظر عن (زاجر بن الصلت) في: التاريخ الكبير 3/ 446 رقم 1492، والجرح والتعديل 3/ 620، 621 رقم 2810، والثقات لابن حبّان 4/ 269، والأنساب 8/ 170. [2] الطاحي: بفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الحاء المهملة. هذه النسبة إلى بني طاحية، وهي محلّة بالبصرة. وطاحية قبيلة من الأزد نزلت هذه المحلّة فنسبت إليهم. (الأنساب 8/ 169) . [3] الجرح والتعديل 3/ 621. [4] انظر عن (زياد بن الحسن بن الفرات) في: التاريخ الكبير 3/ 350 رقم 1186، والجرح والتعديل 3/ 529، 530 رقم 2392، والثقات لابن حبّان 8/ 248، ورجال الطوسي 198 رقم 39، وتهذيب الكمال 9/ 452- 454 رقم 2036، والكاشف 1/ 258 رقم 1697، والمغني في الضعفاء 1/ 242 رقم 2226، وميزان الاعتدال 2/ 88 رقم 2935، وتهذيب التهذيب 3/ 362، 363 رقم 665، وتقريب التهذيب 1/ 266 رقم 99، وخلاصة تذهيب التهذيب 124. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 176 الأشعريّ، وجماعة. ذكره ابن حِبّان في «الثَّقات» [1] . 95- زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زهير بْن ناشرة. الفقيه الأندلسيّ شَبَطُون اللَّخْميّ، عالم الأندلس، وتلميذ مالك. كَانَ أول مِن أدخل مذهب مالك إلى الجزيرة الأندلُسيّة. وقبل ذَلِكَ كانوا يتفقّهون للأوزاعي، وغيره. قَالَ ابن القاسم الفقيه: سمعتُ زيادًا فقيه الأندلس يسأل مالكًا. قلت: وعليه تفقّه يحيى بْن يحيى اللَّيْثي قبل أن يرحل. وسمع زيادًا مِن معاوية بْن صالح وتزوّج بابنته [3] ، وحدّث عنه، وعن: مالك، واللّيث، وسليمان بْن بلال، ويحيى بْن أيّوب، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وأبي مَعْشَر السّنْديّ، وطبقتهم [4] . وكان أحد النُّسّاك الوَرِعين. أراده هشام صاحب الأندلس عَلَى القضاء فأبى وهرب [5] . وكان هشام يُكْرمه ويحترمه ويسأله. قَالَ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ: كُنَّا جُلُوسًا عَنْدَ زِيَادٍ، إِذْ جاء كتاب من   [1] ج 8/ 248، وقال أبو حاتم: «منكر الحديث» . [2] انظر عن (زياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي) في: تاريخ علماء الأندلس 1/ 154، 155 رقم 458، وجذوة المقتبس للحميدي 218، 219 رقم 439، وبغية الملتمس للضبي 294 رقم 751، وقضاة قرطبة 14 رقم 2، وطبقات الفقهاء للشيرازي 152، وترتيب المدارك للقاضي عياض 6/ 349، ووفيات الأعيان 6/ 143، 144، والعبر 1/ 313، والوافي بالوفيات 15/ 16، 17 رقم 19، والديباج المذهب 118، 119، ونفح الطيب 1/ 344. [3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 154. [4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 155. [5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 154. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 177 بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَكَتَبَ فِيهِ وَخَتَمَهُ، فَذَهَبَ بِهِ الرَّسُولُ. فَقَالَ لَنَا زِيَادٌ: أَتَدْرُونَ عَمَّا يَسْأَلُ هذا؟ سأل عَنْ كِفَّتَيِ الْمِيزَانِ، أَمِنْ ذَهَبٍ هِيَ أَمْ مِنْ فِضَّةٍ؟ فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثَ: ثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» [1] وكان الأمير هشام يَقُولُ: صحبتُ الناس وبَلَوْتُهُم، فما رَأَيْت رجلا يُسِرّ الزُّهْد أكثر ممّا يُظْهِر إلا زياد بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] . قَالَ ابن يونس: كنية زياد أبو عَبْد الله. تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة. قَالَ: وقيل مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة [3] . 96- زيد بْن الحَسَن الْقُرَشِيّ الكوفيّ [4]- ت. - أبو الحسين صاحب الأنماط.   [1] أخرجه الترمذي في الزهد (2419) من طريق الأوزاعي، عن قرّة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم إلا من هذا الوجه. و (2420) من طريق مالك بن أنس، عن الزهري، عن علي بن الحسين. وقال: هكذا روى غير واحد من أصحاب الزهري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ النبي صلّى الله عليه وسلّم نحو حديث مالك. وأخرجه ابن ماجة في الفتن (3976) باب كفّ اللسان في الفتنة، من طريق قرّة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وأخرجه مالك في الموطإ (1629) باب ما جاء في حسن الخلق، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب. [2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 154. [3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 155 وقيل سنة 192 هـ. (الديباج المذهب) . [4] انظر عن (زيد بن الحسن القرشي) في: التاريخ الكبير 3/ 392، 393 رقم 1306، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 28، والجرح والتعديل 3/ 560 رقم 2533، والثقات لابن حبّان 6/ 314، ورجال الطوسي 197 رقم 27، والأنساب لابن السمعاني 1/ 376، والتبيين في أنساب القرشيين 106، وتهذيب الكمال 10/ 50، 51 رقم 2098، والكاشف 1/ 265 رقم 1848، والمغني في الضعفاء 1/ 246 رقم 2269، وميزان الاعتدال 2/ 102 رقم 3001، وتهذيب التهذيب 3/ 406 رقم 741، وتقريب التهذيب 1/ 273 رقم 171، وخلاصة تذهيب التهذيب 127. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 178 روى: عَنْ جعفر بْن محمد، وعليّ بْن المبارك الهُنائيّ، ومعروف بْن خَرَّبُوذ. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، ونصر الوشّاء، وسَعْدُوَيْه. قَالَ أبو حاتم [1] : مُنْكَر الحديث. وذكره ابن حِبّان في «الثَّقات» [2] . 97- زيد بْن أبي الزَّرقاء الموصليّ [3]- د. ن. - أبو محمد. روى عَنْ: جعفر بن بُرْقان، وعيسى بْن طَهْمان، وشُعْبَة، وعدّة. وعنه: عليّ بْن سهل، وأبو عُمَير عيسى الرَّمليّان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمّار، وسعيد بن أسد بْن موسى، وابنه هارون بْن زيد. قَالَ ابن مَعِين [4] : لَيْسَ بِهِ بأس. كَانَ عنده جامع سُفْيان عَنْهُ. قلت: سكن الرملة قبلَّ موته سنة. وكان أحد العُبّاد والنسّاك مِن أصدقاء الُمَعافَى بْن عِمران. ويُقال: إنّه غزا فأُسر ومات في الأسر [5] . مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. وقيل مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 560. [2] ج 6/ 314. [3] انظر عن (زيد بن أبي الزرقاء) في: التاريخ لابن معين 2/ 183، والتاريخ الكبير 3/ 388، 389 رقم 1294 و 395 رقم 1316، والمعرفة والتاريخ 2/ 461، والجرح والتعديل 3/ 575 رقم 2605، وتاريخ الموصل 322، والثقات لابن حبّان 8/ 250، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 135 رقم 374، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 118، وتاريخ جرجان 213، وتهذيب الكمال 10/ 70- 75 رقم 2109، والكاشف 1/ 266 رقم 1755، وميزان الاعتدال 2/ 103 رقم 3008، وسير أعلام النبلاء 9/ 316، 317 رقم 99، والوافي بالوفيات 15/ 44، رقم 52، وتهذيب التهذيب 3/ 413 رقم 754، وتقريب التهذيب 1/ 274 رقم 183، وخلاصة تذهيب التهذيب 128. [4] قاله في تاريخه 2/ 183، والجرح والتعديل 3/ 575: «ثقة» . [5] تاريخ الموصل 322. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 179 وقال ابن حِبّان في «الثَّقات» [1] : يُغرب. وقال ابن عمّار: لم أر في الفضل مثل زيد، والمعافى، وقاسم الجرميّ [2] . وروى بِشْر الحافي، عَنْ زيد قَالَ: ما سألتُ إنسانا شيئا منذ خمسين سنة [3] . وسمعتُ زيد بْن أَبِي الزَّرقاء يَقُولُ: إذا كَانَ للرجل عَيَّالٌ وخاف عَلَى دينه فليهرُب [4] . وروى زيد، عَنِ اللَّيْثُ، عن عبد الله بن بي جعفر قَالَ: خير النّاس مِن كَانَ مِن نفسه في عَناء، والناسُ منه في راحة [5] .   [1] ج 8/ 250. [2] تهذيب الكمال 10/ 73. [3] تهذيب الكمال 10/ 73. [4] تهذيب الكمال 10/ 73. [5] تهذيب الكمال 10/ 73. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 180 حرف السين 98- سالم بْن نوح العطّار البصْريّ [1] . أبو سَعِيد. عَنْ: يونس بْن عبيد، وسعيد الْجُرَيريّ، وعبد الله بْن عُمَر، وعمر بْن عامر، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبة. وعنه: بَكْر بْن خَلَف، ومحمد بْن بشّار، وابن مُثَنَّى، وإسحاق بْن إبراهيم الصّوافّ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] : مَا أَرَى بِهِ بأسًا، وقد كتبت عنه.   [1] انظر عن (سالم بن نوح) في: التاريخ لابن معين 2/ 188، ومعرفة الرجال له 1/ 61 رقم 95، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 508 رقم 3351، والتاريخ الكبير 4/ 120 رقم 2173، والتاريخ الصغير 217، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 335، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 228، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والمعرفة والتاريخ 3/ 562، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 307، والجرح والتعديل 4/ 188 رقم 813، والثقات لابن حبّان 6/ 411، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1183- 1185، والسنن للدارقطنيّ 1/ 330 رقم 16، ورجال صحيح مسلم 1/ 261 رقم 567، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 225 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 190 رقم 713، والتبيين في أنساب القرشيين 36، وتهذيب الكمال 10/ 172- 175 رقم 2158، والمغني في الضعفاء 1/ 251، 252 رقم 2309، والكاشف 1/ 272 رقم 1800، وميزان الاعتدال 2/ 113 رقم 3059، وسير أعلام النبلاء 9/ 325 رقم 106، وتهذيب التهذيب 3/ 443 رقم 817، وتقريب التهذيب 1/ 281 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 142. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 508 رقم 3351 وفيه: «قد كتبت عنه عن عمر بن عامر حديثا واحدا، وكان عطارا» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 181 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. وقال أبو زُرْعة [2] : صدُوق ثقة. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : لَيْس بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : ليس بالقويّ. وقال الدارَقُطْنيّ: فيه شيء [5] . 99- سَبْرة بْن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني [6]- د. - أخو حَرْمَلَة بْن عَبْد العزيز. يروى عَنْ: أَبِيه، وعمّه عبد الملك. وعنه: ابن وهب، وهشام بن عمار، ويعقوب بن كاسب، والحكم بن موسى، وآخرون. وثق [7] . 100- سعد بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانَ الْمَقْبُرِيُّ المدني [8]- ق. -   [1] في الجرح والتعديل 4/ 188. [2] الجرح والتعديل، وزاد: لا بأس به. [3] في تاريخه 2/ 188 ومعرفة الرجال 1/ 61 رقم 95، وقال في تاريخه أيضا: «ليس بحديثه بأس» . [4] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 228. [5] وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عديّ: حدّث عنه من أهل البصرة جماعة، ولم يختلفوا في الرواية عنه عنده غرائب وإفرادات، وأحاديثه محتملة متقاربة» . [6] انظر عن (سبرة بن عبد العزيز) في: تاريخ الدارميّ، رقم 387، والتاريخ الكبير 4/ 189 رقم 2437، والجرح والتعديل 4/ 296 رقم 1288، والثقات لابن حبّان 8/ 301، وتهذيب الكمال 10/ 201 رقم 2179، والكاشف 1/ 274 رقم 1817، وتهذيب التهذيب 3/ 452، 453 رقم 845، وتقريب التهذيب 1/ 283 رقم 51، وخلاصة تذهيب التهذيب 133. [7] قال ابن معين: «ليس به بأس» (الجرح والتعديل) ، وذكره ابن حبّان في الثقات. [8] انظر عن (سعد بن سعيد المقبري) في: التاريخ الكبير 4/ 56 رقم 1949، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 117 رقم 593، والجرح والتعديل 4/ 85 رقم 371، والمجروحين لابن حبّان 1/ 357، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1190، 1191، والضعفاء والمتروكين الجزء: 13 ¦ الصفحة: 182 عَنْ: أخيه عَبْد الله، ولم يدرك أَبَاهُ. وعنه: الحُمَيْديّ، وإبراهيم بْن المنذر، وإسحاق بْن موسى، والزُّبَيْر بْن بكّار. عداده في الضعفاء، وقد رُمي بالقَدر [1] . 101- سعْد بْن الصَّلْت بْن بُرْد بْن أسلم البَجَليّ الكوفيّ [2] . الفقيه قاضي شيراز. ولاؤه لجرير بْن عَبْد الله البَجَليّ. سكن شيراز مدّة. وروى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وأبان بْن تغلِب، ومُطَرَّف بْن طريف، وطبقتهم. وعنه: محمد بْن عَبْد الله الأنصاريّ، ويحيى الحِمّانيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، وسبْطه إِسْحَاق بْن إبراهيم شاذان الفارسيّ. سَأَلَ عَنْهُ سُفْيان الثَّوْريّ فقال: ما فعل سعْد؟ قالوا: ولّي قضاء شيراز.   [ () ] للدارقطنيّ 101 رقم 268، وتهذيب الكمال 10/ 361، 362 رقم 2207، والكاشف 1/ 277 رقم 1844، والمغني في الضعفاء 1/ 254 رقم 2341، وميزان الاعتدال 2/ 120 رقم 3110، وتهذيب التهذيب 3/ 469، 470 رقم 775، وتقريب التهذيب 1/ 287 رقم 83، وخلاصة تذهيب التهذيب 134. [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 117، وقال أبو حاتم: «في نفسه مستقيم، وبليّته أنه يحدّث عن أخيه عبد الله بن سعيد، وعبد الله بن سعيد ضعيف الحديث ولا يحدّث عن غيره فلا أدري منه أو من أخيه. وقال ابن حبّان: «يروي عن أخيه وأبيه عن جده بصحيفة لا تشبه حديث أبي هريرة يتخايل إلى المستمع لها أنها موضوعة أو مقلوبة أو موهومة، لا يحلّ الاحتجاج بخبره» . وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه غير محفوظ، ولم أر للمتقدّمين فيه كلاما إلا أني ذكرته لأبيّن أن رواياته عن أخيه، عن أبيه، عن أبي هريرة عامّتها لا يتابعه أحد عليها» . [2] انظر عن (سعيد بن الصلت) في: التاريخ الكبير 3/ 483، 484 رقم 1616 وفيه «سعيد» ، والتاريخ الصغير 15، والجرح والتعديل 4/ 86 رقم 377، والثقات لابن حبّان 6/ 378، ورجال الطوسي 202 رقم 2، والعبر 1/ 320، وسير أعلام النبلاء 9/ 317- 319 رقم 100، ومرآة الجنان 1/ 449، وشذرات الذهب 1/ 345. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 183 قَالَ: دُرّة وقعت في الحُشّ [1] . قلت: ما رأيت لأحد فيه جرحا فمحلّه الصّدق. أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودِيُّ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ، أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْبُرْجِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ شَاذَانُ، نا سعيد بن الصّلت، نا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، نَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَجَّ عَنْ أَبَوَيْهِ وَلَمْ يَحُجَّا جَزَأَ عَنْهُمَا وَعَنْهُ، وَنُشِرَتْ أَرْوَاحُهُمَا فِي السَّمَاءِ وَكُتِبَ عَنْدَ اللَّهِ بَرًّا [2] » . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ فَرْدٌ، لا نَعْرِفُهُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ أَبُو الشَّيْخِ الْحَافِظُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، وَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا. وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ هُوَ الْكُوفِيُّ الْمُقْرِئُ، صَدُوقٌ. مات سعْد بْن الصَّلْت سنة ستٌّ وتسعين ومائة. 102- سَعِيد بْن زكريّا القرشيّ المدائنيّ [3]- ت. ن. -   [1] الحشّ: هو بيت الخلاء خارج المضارب لقضاء الحاجة. [2] أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 5/ 226 رقم 5083 عن محمد بن عبد الله الحضرميّ، عن هارون بن إسحاق الهمدانيّ، ثنا المحاربي، عن سلام بن مسكين، عمّن حدّثه، عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «من حجّ عن أبيه أو عن أمّه أجزأ ذلك عنه وعنهما» . وذكره الهيثمي في (مجمع الزوائد 2/ 283) وقال: فيه راو لم يسمّ. [3] انظر عن (سعيد بن زكريا القرشي) في: سؤالات ابن محرز لابن معين، رقم 272 و 393، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 83 رقم 262، و 1/ 95 رقم 380، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 301 رقم 5337، والتاريخ الكبير 3/ 474 رقم 1584، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 109 رقم 581، والجرح والتعديل 4/ 23 رقم 93، والثقات لابن حبّان 8/ 263، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 143 رقم 415، وتاريخ بغداد 9/ 69- 71 رقم 4655، وتهذيب الكمال 10/ 435- 439 رقم 2272، والكاشف 1/ 285 رقم 1904، والمغني في الضعفاء 1/ 259 رقم 2390، وميزان الاعتدال 2/ 137 رقم 3179، وتهذيب التهذيب 4/ 30، 31 رقم 46، وتقريب التهذيب 1/ 295 رقم 164، وخلاصة تذهيب التهذيب 138. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 184 أبو عثمان [1] . عَنْ: الزُّبَيْر بْن سَعِيد الهاشميّ، وحمزة الزيات، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، والزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن غالب العطّار، وطائفة. وثّقه صالح جزْرة، وغيره. وقد لُيّن [2] . 103- سَعِيد بْن سالم القدّاح المكّيّ [3] .   [1] ويقال: أبو عمر، كذا قال البخاري: كناه أحمد بن سليمان. [2] قَالَ ابن مَعِين: «لَيْسَ بِهِ بأس» ، وقال في موضع آخر: «شيخ صالح» . (معرفة الرجال) ، وقال أحمد بن حنبل: «ما بِهِ بأس إن شاء الله، كتبنا عَنْهُ أحاديث زمعة ثم عرضتها بعد على أبي داود الطيالسيّ فحدّثني بها كلها إلّا شيء من يسير أربعة أحاديث أو خمسة أو أقل أو أكثر» . (العلل ومعرفة الرجال) . وقال البخاري: «صدوق» . وقال العقيلي في (الضعفاء) : «حدّثني الخضر بن داود، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: قلت لأبي عبد الله: سعيد بن زكريا. قال: المدائنيّ؟ قلت: نعم. فقال: هذا قد كتبنا عنه، ثم تركناه، قلت له: لم؟ قال: لم يكن به- أرى في نفسه- بأس، ولكن لم يكن بصاحب حديث» . وقال أبو حاتم: «هو مدائني صالح ليس بذاك القويّ» . وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذلك ابن شاهين، وذكر أن عثمان بن أبي شيبة قال فيه: «لا بأس به، صدوق، ولكنه لم يكن يعرف الحديث» . وضعّفه زكريا الساجي، وقال الخطيب: «خالف زكريا في هذا القول جماعة من الأئمة فوصفوا سعيدا بالصلاح والثقة» . ووثّقه صالح بن محمد الأسدي، ووصفه النسائي بالصلاح. [3] انظر عن (سعيد بن سالم القدّاح) في: التاريخ لابن معين 2/ 200، ومعرفة الرجال له 1/ 80 رقم 243 و 1/ 90 رقم 330، وتاريخ الدارميّ، رقم 363، وسؤالات ابن محرز، رقم 253 و 342، وطبقات خليفة 284، والتاريخ الكبير 3/ 482 رقم 1611، والضعفاء الصغير للبخاريّ 261 رقم 136، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 62، والمعرفة والتاريخ 3/ 54، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 28، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 108 رقم 579، وأنساب الأشراف 3/ 32، والجرح والتعديل 4/ 31 رقم 128، والمجروحين لابن حبّان 1/ 320، 321، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1233- 1235، والسابق واللاحق 219 رقم 83، وتاريخ جرجان 327، والأنساب لابن السمعاني 10/ 72، واللباب لابن الأثير 3/ 17، وتهذيب الكمال 10/ 454- 457 رقم 2279، وميزان الاعتدال 2/ 139 رقم 3186، والمغني في الضعفاء 1/ 260 رقم 2395، والكاشف 1/ 286 رقم 1911، وسير أعلام النبلاء 9/ 319، 320 رقم 101، والعقد الثمين 4/ 564، وتهذيب التهذيب 4/ 35 رقم الجزء: 13 ¦ الصفحة: 185 أبو عثمان. عن: ابن جريج، وعبيد الله بْن عُمَر، ويونس بْن إسحاق، وسُفْيان الثَّوْريّ. وعنه: الحسين بْن حُرَيث، وأسد بْن موسى، وعليّ بْن حرب الطّائيّ. وحدّث عَنْهُ مِن الكبار: بقيّة بْن الوليد، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة، والشافعيّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [1] لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وقال عثمان بْن سَعِيد الدّارميّ [2] : لَيْسَ بذاك [3] . وقال محمد بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: قد كتبت عَنْهُ. وكان مُرْجِئًا [4] . وقال الحُمَيْديّ: ثنا يحيى بْن سُلَيْم قَالَ: قَالَ سَعِيد بْن سالم لابن عَجْلان: أرأيتَ إنّ أَنَا لم أرفع الأذى عَنِ الطريق أكون ناقص الإيمان؟ فقَالَ ابن عَجْلان: مِن يعرف هذا؟ هذا مرجئ [5] . قَالَ يحيى: فلمّا قمنا عاتبته، فردّ عليّ القول. فقلت لَهُ: هَلْ لك أن أقف أَنَا وأنت عَلَى الطَّواف، فتقول أنت: يا أهل الطَّواف إنّ طوافكم ليس   [ () ] 54، وتقريب التهذيب 1/ 296 رقم 172، وخلاصة تذهيب التهذيب 138. [1] في تاريخه 2/ 200، وقال فيه أيضا: «ثقة» . وفي معرفة الرجال قال: «لم يكن به بأس، صدوقا» ، وفي موضع آخر منه قال: «ليس به بأس، إنما كان يتكلم في رأي أبي حنيفة، ولكنه صدوق» . [2] في تاريخه، رقم 363. [3] وقال البخاري: «يرى الإرجاء» ، وذكره أبو زرعة الرازيّ في الضعفاء، وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: «كان له رأي سوء، وكان داعية، مرغوب عن حديثه وروايته» . وقال أبو حاتم: «محلّه الصدوق» . وقال أبو زرعة: «هو عندي إلى الصدق ما هو» . وقال ابن حبّان: «كان يرى الإرجاء وكان يهمّ في الأخبار حتى يجيء بها مقلوبة حتى خرج بها عن حدّ الاحتجاج بِهِ» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «هُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ، وأحاديثه مستقيمة، ورأيت الشافعيّ كثير الرواية عنه، كتب عنه بمكة، عن ابن جريج، والقاسم بن معن وغيرهما، وهو عندي صدوق لا بأس به مقبول الحديث» . [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 108. [5] الضعفاء الكبير 2/ 108. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 186 مِن الإيمان. وأقول أَنَا: طوافكم مِن الإيمان، فنظر ما يصنعون؟ قَالَ: تُريدُ أن تُشَهَّرني؟ فقلت: ما تريدُ إلى قولٍ إذا أنت أظهرته شهَّرك [1] . 104- سعيد بن سلمة بن عطية [2]- ن. - عَنْ: مَعْمَر. وعنه: محمد بْن عثمان بْن أَبِي صَفْوان. وقال: كَانَ خير أهل زمانه [3] . قلت: خرّج لَهُ النَّسَائيّ في الاستعاذة [4] . 105- سَعِيد بْن عبد الله بْن سعْد [5] . الفقيه مِن علماء المصريّين.   [1] الضعفاء الكبير 2/ 108. [2] انظر عن (سعيد بن سلمة) في: سنن النسائيّ 8/ 258. [3] قال فيه النسائي: «شيخ ضعيف» . [4] ج 8/ 258 باب الاستعاذة من الحزن. قال النسائي: أخبرنا أبو حاتم السجستاني قال: حدّثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدّثني سعيد بن سلمة، قال: حدّثني عمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب، عن عبد الله بن المطلب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا قال: «اللَّهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدّين وغلبة الرجال» . قال أبو عبد الرحمن: سعيد بن سلمة شيخ ضعيف، وإنّما أخرجناه للزيادة في الحديث. [5] يقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لم أجد ترجمة لسعيد بن عبد الله بن سعد الفقيه، وإنما وجدت اثنين قد يحتمل أن يكونا هو أو يكون أحدهما هو، وقد لا يكون. ففي التاريخ الكبير ترجمتان باسم «سعيد بن عبد الله بن سعيد الأيلي» (ج 3/ 488 و 489 رقم 1627 و 1632) وجمع بينهما ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل بترجمة واحدة (ج 4/ 37 رقم 158) وذكر اسمه «سعيد بن عبد الله بن سعد الأيلي» ، غير أن ابن حبّان تابع البخاري في الترجمتين وفي اسم الجد «سعيد» بدل «سعد» (انظر: الثقات ج 8/ 260 و 261) . وفي التاريخ الكبير أيضا 3/ 489 رقم 1630 «سعيد بن عبد الله الجهنيّ» ، روى عنه ابن وهب. وكذا في الجرح والتعديل 4/ 37 رقم 159 وقال أبو حاتم: هو مجهول. وكذا في الثقات لابن حبّان 8/ 261، والله أعلم أيّهما هو، أو غيرهما. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 187 تفقَّه عَليْهِ: ابن وهب، وابن القاسم بمصر. وكان معدودًا مِن زُهّاد الفقهاء. قَالَ ابنُ شَعْبان: هُوَ الَّذِي أعان ابن وهب عَلَى تأليفه. مات بالإسكندرية سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة. 106- سَعِيد بْن عُمَرو الزُّبَيْريّ [1] . روى عَنْ: أَبِي الزَّناد. وعنه: ابن أخيه محمد بْن الوليد، وأحمد بن عبده الضّبّيّ، وإبراهيم بن المنذر، والزّبير بن بكّار [2] . قاله ابن أبي حاتم [3] . 107- سعيد بن محمد الثّقفيّ الورّاق [4]- ت. ق. - أبو الحسن الكوفيّ، نزيل بغداد. روى عن: يحيى بْن سَعِيد، وموسى الجهنيّ، وفضيل بن غزوان،   [1] انظر عن (سعيد بن عمرو الزبيري) في: التاريخ الكبير 3/ 499، 500 رقم 1665 وقد تحرّفت نسبته إلى «الزبيدي» (بالدال) ثم صحّحت في آخر الترجمة، والجرح والتعديل 4/ 50، 51 رقم 217، والثقات لابن حبّان 8/ 264 وفيه تحرّفت النسبة أيضا إلى «الزبيدي» (بالدال) . [2] بسببه رجّحنا نسبة سعيد بن عمرو بالزبيري. [3] في الجرح والتعديل 4/ 50. [4] انظر عن (سعيد بن محمد الثقفي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 399، والتاريخ لابن معين 2/ 206، والتاريخ الكبير 3/ 515 رقم 1714، والتاريخ الصغير 213، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 199 رقم 365، والمعرفة والتاريخ 3/ 45، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 273، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 117 رقم 591، والجرح والتعديل 4/ 58، 59 رقم 260، والثقات لابن حبّان 6/ 374، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1238، 1239، وتاريخ بغداد 9/ 71- 73 رقم 4656، وتهذيب الكمال 11/ 47- 50 رقم 2349، وميزان الاعتدال 2/ 156 رقم 3263، والمغني في الضعفاء 1/ 265 رقم 2448، والكاشف 1/ 295 رقم 1971، والكشف الحثيث 193 رقم 311، وتهذيب التهذيب 4/ 77 رقم 135، وتقريب التهذيب 1/ 304 رقم 250، وخلاصة تذهيب التهذيب 142. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 188 وبسام الصيرفي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن عرفة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وعلي بن حرب، وآخرون. وآخرون. ضعفه جماعة [1] . وقال الدارقطني: متروك [2] . 108- سفيان بن عبد الملك المروزي [3]- د. ت. - صاحب ابن المبارك وتلميذه [4] . روى عَنْهُ: إسحاق بْن راهَوَيْه، وعَبْدان بْن عثمان مَعَ تقدّمه، ووهْب بْن زمعة، وحِبّان بْن موسى المَرْوَزِيُّونَ. قَالَ الْبُخَارِيّ [5] : مات قبل المائتين. 109- سُفْيان بْن عُيَيْنَة بْن أَبِي عِمران [6]- ع. -   [1] منهم ابن سعد في طبقاته، وابن معين في تاريخه فقال: ليس حديثه بشيء. ونقل البخاري في تاريخه قول ابن معين: ليس بشيء. وقال الجوزجاني: ليس بثقة. وقال النسائي: ليس بثقة. وضعّفه العقيلي، وقال أبو حاتم: ليس بقويّ. وذكره الفسوي في باب «من يرغب عن الرواية عنهم وكنت أسمع أصحابنا يضعّفونهم» . (المعرفة والتاريخ 3/ 45) وقال ابن عديّ: «يبين على رواياته ضعفه» . وانفرد ابن حبّان فذكره في الثقات. [2] تاريخ بغداد 9/ 73. [3] انظر عن (سفيان بن عبد الملك) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 377، والتاريخ الكبير 4/ 95 رقم 2083، والتاريخ الصغير 215، والجرح والتعديل 4/ 230 رقم 987، والثقات لابن حبّان 8/ 288، وتهذيب الكمال 11/ 173، 174 رقم 2410، والكاشف 1/ 301 رقم 2018، وشرح علل الترمذي لابن رجب 55، وتهذيب التهذيب 4/ 116 رقم 202، وتقريب التهذيب 1/ 311 رقم 315، وخلاصة تذهيب التهذيب 145. [4] قال ابن سعد في طبقاته: «كان عبد الله بن المبارك يثق به ويرفع إليه كتبه» . كذا بالراء، ولعلّها «يدفع» (بالدال) . [5] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير. [6] إن مصادر ترجمة (سفيان بن عيينة) أكثر من أن تحصى، وأخباره مبثوثة في مئين الكتب، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 189   [ () ] نذكر منها: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 497، 498، والتاريخ لابن معين 2/ 216- 220، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 587 و 592 و 629 و 2/ 159 و 443 و 748، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 87 و 96 و 97 و 99 و 103 و 132 و 135 و 163 و 166 و 176 و 177 و 178 و 187 و 194 و 197 و 407 و 493 و 568 و 722 و 750 و 964 و 1001 و 1022 و 1026 و 1046 و 1136 و 2/ 1413 و 1546 و 1561 و 1653 و 1833 و 2080 و 2175 و 2190 و 2439 و 2441 و 2458 و 2519 و 2661 و 2682 و 2954 و 1833 و 3020 و 3588 و 3796 و 3/ 4223 و 4610 و 4611 و 4666 و 4667 و 4737 و 4997 و 5015 و 5131 و 5136 و 5137 و 5653 و 5683 و 5906 و 6012 و 6032 و 6062 و 6159، وتاريخ الدارميّ، رقم 4 و 67 و 68 و 362، والعلل لابن المديني 38 و 44 و 47 و 57 و 59 و 67 و 71 و 75 و 78 و 80 و 96 و 99، وطبقات خليفة 284، والتاريخ له 468، والتاريخ الكبير 4/ 94 رقم 2082، والتاريخ الصغير 214، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 194، 195 رقم 577، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 132 و 133، والمعارف 506، والمعرفة والتاريخ 1/ 185- 187 وانظر فهرس الأعلام (3/ 560- 562) ، وأنساب الأشراف 1/ 186 و 222 و 223 و 226 و 342 و 403 و 405 و 411 و 446 و 507 و 518 و 540 و 589 و 3/ 27 و 31 و 32 و 46 و 48 و 50 و 91، وق 4 ج 1/ 29 و 279 و 435، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 145 وانظر فهرس الأعلام (2/ 872، 873) ، وتاريخ اليعقوبي 2/ 431 و 443، والبرصان والعرجان 75، والورع لابن حنبل 8 و 9 و 50 و 80 و 135، وعيون الأخبار 1/ 337 و 2/ 112 و 135 و 210 و 317 و 3/ 26، وتاريخ الطبري 1/ 10- 12 و 129 و 252 و 266 و 337 و 399 و 431 و 2/ 21 و 3/ 192 و 421 و 429 و 5/ 337 و 9/ 138، والمنتخب من ذيل المذيل 661، وتقدمة المعرفة 1/ 32- 54 وهي ترجمة حافلة، والجرح والتعديل 4/ 225- 227 رقم 973، والمراسيل 85، 86 رقم 136، والثقات لابن حبّان 6/ 403، ومشاهير علماء الأمصار 149، 150 رقم 1181، والعيون والحدائق 3/ 345، والولاة والقضاة للكندي 23 و 39 و 576، وأمالي القالي 2/ 302 و 3/ 48 و 174، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 120، وأخبار القضاة لوكيع (انظر فهرس الأعلام 1/ 16 و 2/ 476، 477 و 3/ 351) ، ومن حديث خيثمة (بتحقيقنا) 130 و 198 وربيع الأبرار 1/ 61 و 4 و 805، 806، 59 و 125 و 139 و 142 و 224 و 261 و 372، وأمالي المرتضى 1/ 632، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان (بتحقيقنا) 48 و 65 و 80 و 81 و 85 و 86، وتحفة الوزراء 141، وثمار القلوب 594، ورجال الطوسي 212 رقم 163، والفهرست لابن النديم 316، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2531، وتاريخ جرجان (انظر فهرس الأعلام 706) ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 87 و 145 و 146 و 200 و 4/ 387، وحلية الأولياء 7/ 270- 318 رقم 390، والعقد الفريد 2/ 140 و 214 و 230 و 290 و 455 و 3/ 188 و 221 و 6/ 9 و 10، وأخبار مكة 1/ 12 و 31 و 2/ 97، ورجال صحيح البخاري 1/ 330، 331 رقم 463، ورجال صحيح مسلم الجزء: 13 ¦ الصفحة: 190 واسم أبي عِمران ميمون مولى محمد بْن مُزاحم الهلاليّ أخي الضحّاك المفسّر. أبو محمد الكوفيّ ثمّ الْمَكَّيّ. الإمام شيخ الإسلام. مولده سنة سبع ومائة، في نصف شعبان.   [ () ] 1/ 285- 287 رقم 616، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 154، 155 رقم 476، وطبقات الصوفية للسلمي 98 و 124 و 363 و 427، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 2 و 59 و 63 و 65 و 73 و 194 و 219 و 238 و 441 و 598 و 636، والفوائد العوالي المؤرّخة 101 و 112 و 113 و 114 و 129 و 131 و 154، وطبقات الفقهاء للشيرازي 64 و 70 و 72 و 73 و 84 و 86 و 94 و 100، وجمهرة أنساب العرب 18 و 117 و 143 و 167 و 191 و 425، وتاريخ بغداد 9/ 174- 184 رقم 4764، والسابق واللاحق 227- 231 رقم 87، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 195 رقم 731، والتبيين في أنساب القرشيين 249، والتذكرة الحمدونية 1/ 181 و 183 و 207 و 2/ 93 و 216، وسرح العيون 262، وترتيب المدارك 2/ 19 و 20 و 23 و 24، والبصائر والذخائر 1/ 77، وسراج الملوك 51، ومحاضرات الأدباء 1/ 538، والذهب المسبوك 212، والمصباح المضيء 2/ 152، وتاريخ حلب للعظيميّ 239، والمستطرف 1/ 68، وشرح السير الكبير 1/ 17، والإشارات إلى معرفة الزيارات 88، والأذكياء لابن الجوزي 98، وآثار البلاد للقزويني 289، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 224، 225 رقم 217، ووفيات الأعيان 1/ 200 و 203 و 377 و 340 و 2/ 56 و 73 و 243 و 311 و 386 و 389 و (391- 393) و 469 و 3/ 217 و 296 و 4/ 47 و 48 و 164 و 177 و 276 و 351 و 398 و 5/ 256 و 6/ 80 و 140 و 141 و 144 و 147 و 7/ 250، والإلمام بالإعلام للنويري السكندري 1/ 144، وتهذيب الكمال 11/ 177- 196 رقم 2413، وخلاصة الذهب المسبوك 194- 196، والتقييد لابن الصلاح 548، 459، والمقدّمة له 355، والتبصرة 3/ 271، 272، وسير أعلام النبلاء 8/ 400- 418 رقم 120، وتذكرة الحفاظ 1/ 262، وميزان الاعتدال 2/ 170، 171 رقم 3327، والمغني في الضعفاء 1/ 268، 269 رقم 2485، والكاشف 1/ 301 رقم 20021، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 658، وتذكرة الحفاظ 1/ 262، والعبر 1/ 208، 209، وملء الغيبة للسبتي 2/ 140 و 263 و 266 و 278 و 279 و 281- 283 و 287 و 290 و 367، ودول الإسلام 1/ 125، ومرآة الجنان 1/ 459، والوفيات لابن قنفذ 149 رقم 190، والوافي بالوفيات 15/ 281، 282 رقم 391، وجامع التحصيل 226 رقم 250، والإغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 64، 65 رقم 48، والاقتراح لابن دقيق العيد 8 و 202 و 304 و 305، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 270، وشرح علل الترمذي لابن رجب 69، والعقد الثمين 4/ 591، وغاية النهاية 1/ 308 رقم 1358، وتهذيب التهذيب 4/ 117- 122 رقم 205، وتقريب التهذيب 1/ 312 رقم 318، وطبقات المدلّسين 22، والتبيين لأسماء المدلّسين 5، وتدريب الراويّ 2/ 377، وفتح المغيث 2/ 343- 345، وطبقات المفسّرين 1/ 190- 192 رقم 187، وخلاصة تذهيب التهذيب 145، وشذرات الذهب 1/ 354، والكواكب الدرية للمناوي 117، والطبقات الكبرى للشعراني 40، وإيضاح المكنون 203، والرسالة المستطرفة 31، وأعيان الشيعة 35/ 151- 154. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 191 وقيل: هُوَ مولى عَبْد الله بْن رُوَيْبة الهلاليّ. طلب الحديث وهو غلام. لقي الكبار، وسمع مِن: قاسم الرحّال في سنة عشرين ومائة. وسمع مِن: الزُّهْرِيّ، وعمرو بْن دينار، وزياد بْن علاقة، والأسود بْن قيس، وعاصم بْن أَبِي النَّجُود، وأبي إسحاق، وزيد بْن أسلم، وعبد الله بْن أَبِي نَجِيح، وسالم أَبِي النَّصْر، وعَبْدة بْن أَبِي لُبابة، وعبد الله بْن دينار، ومنصور بْن المُعْتمر، وسُهيل بْن أَبِي صالح، وخلْق كثير. وانفرد بالرواية عَنْ أكثرهم. وَرُحِلَ إليه مِن الآفاق. روى عَنْهُ: الأعمش، وابن جُرَيج، وشُعْبَة، وهم مِن شيوخه، وابن المبارك، وابن مَهديّ، والشّافعيّ، وابن المَدِينيّ، والحُمَيْديّ، وسعيد بْن منصور، ويحيى بْن مَعِين، وأحمد، وإسحاق، وأحمد بْن صالح، وإسحاق الكَوْسَج، وأحمد بْن مَنِيع، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأبو كُرَيْب، ويحيى بْن يحيى، والنُّفَيْليّ، ومحمد بْن يحيى العَدنيّ، وعَمْرو النّاقد، والفلاس، وأحمد بْن شيبان، وبِشْر بْن مطر، وزكريّا بْن يحيى المَرْوَزِيّ، وسَعْدان بْن نصر، وعليّ بْن حرب، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر، ومحمد بْن عاصم الثَّقَفيّ، ومحمد بْن عيسى المدائني، والزَّعْفرانيّ، والزُّبَيْر بْن بكّار، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأُمَم سواهم. وقد كَانَ طلبة العِلْم يحجّون وما همّهم إلا لُقيّ سُفْيان، فيزدحمون عَليْهِ في الموسم ازدحامًا عظيمًا إلى الغاية لإمامته وعُلُوّ إسناده وحِفْظه، كَانَ مِن بُحور العِلْم. قَالَ الشّافعيّ: لولا مالك وسُفْيان بْن عُيَيْنَة لذهب عِلم الحجاز [1] . وعنه قَالَ: تطلّبت أحاديث الأحكام، فوجدتها كلّها سوى ثلاثين حديثًا عند مالك، ووجدتها كلّها سوى ستّة أحاديث عند ابن عيينة.   [1] تقدمة المعرفة 1/ 32، تاريخ بغداد 9/ 179، تهذيب الكمال 11/ 189. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 192 وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: كَانَ ابن عُيَيْنَة مِن أعلم الناس بحديث الحجاز [1] . وقال التَّرْمِذيّ: سمعتُ محمدًا، يعني الْبُخَارِيّ، يَقُولُ: ابن عُيَيْنَة أحفظ مِن حمّاد بْن زيد. وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت أحدًا فيه مِن آله العِلْم ما في سُفْيان. وما رَأَيْت أكفّ عَنِ الفُتيا منه [2] . وما رأيتُ أحدًا أحسن لتفسير الحديث منه [3] . وقال ابن وهْب: لا أعلم أحدًا أعلم بالتفسير مِن ابن عُيَيْنَة [4] . وقال أحمد: ما رَأَيْت أعلم بالسُّنَن منه [5] . قَالَ وكيع: كتبنا عَنِ ابن عُيَيْنَة أيّام الأعمش [6] . وقال ابن المَدِينيّ: ما في أصحاب الزُّهْرِيّ أتقن مِن سُفْيان [7] . قَالَ أحْمَد بْن حنبل: دخل سُفْيان بْن عُيَيْنَة عَلَى معن بْن زائدة باليمن، ولم يكن سُفْيان تلطّخ بشيء بعدُ مِن أمر السلطان، فجعل يعِظُه [8] . وقال سُفْيان بْن عُيَيْنَة: حجّ بي أَبِي وعطاء حيّ [9] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [10] : كَانَ ابن عُيَيْنَة ثبْتًا في الحديث، وكان حديثه نحوًا مِن سبعة آلاف، ولم يكن له كتب.   [1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 482 رقم 6062، وتقدمة المعرفة 1/ 32، الجرح والتعديل 4/ 227. [2] تهذيب الكمال 11/ 190. [3] تقدمة المعرفة 1/ 32، 33. [4] تقدمة المعرفة 1/ 33، الجرح والتعديل 4/ 227، تاريخ بغداد 9/ 183، تهذيب الكمال 11/ 190. [5] تقدمة المعرفة 1/ 33، تاريخ بغداد 9/ 183. [6] تقدمة المعرفة 1/ 50، تاريخ بغداد 9/ 176. [7] قارن بتاريخ الثقات للعجلي 195، وتهذيب الكمال 11/ 189. [8] تقدمة المعرفة 1/ 53. [9] تاريخ بغداد 9/ 176. [10] في تاريخ الثقات 195، تهذيب الكمال 11/ 189. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 193 وقال بَهْز بْن أسد: ما رأيت مثل سُفْيان بْن عُيَيْنَة. فقيل لَهُ: ولا شُعْبَة؟ قَالَ: ولا شُعْبَة [1] . وقال ابن مَعِين [2] : هُوَ أثبت الناس في عَمْرو بْن دينار. وقال ابن مهديّ: عند ابن عيينة مِن معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ما لم يكن عند سُفْيان الثَّوْريّ [3] . وقال عليّ بْن حرب الطّائيّ: سمعت أبي يَقُولُ: كنت أحبّ أن تكون لي جارية في غُنْج ابن عُيَيْنَة إذا حدَّث. وقال رباح بْن خَالِد، كوفيّ ثقة، إنّه سَأَلَ ابن عُيَيْنَة: يا أبا محمد، أبو معاوية يحدّث عنك بشيء لَيْسَ تحفظ اليوم، وكذلك وكيع. فقال: صدَّقْهم، فإنّي كنت قبل اليوم أحفَظَ منّي اليوم. قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ ذَلِكَ لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة. وقال حامد البلْخيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: رأيتُ كأنّ أسناني سقطت، فذكرتُ ذَلِكَ للزُّهْرِيّ، فقال: تموت أسنانك وتبقى أنت، فمات أسناني وبقيتُ أَنَا. فجعل الله كلّ عُدُولي محدّثًا [4] . قَالَ غِياث بْن جَعْفَر: سمعتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: أول مِن أسندني إلى أسطوانة مِسْعَر. فقلت: إنّي حَدَث. قَالَ: إنّ عندك الزُّهْرِيّ، وعَمْرو بْن دينار [5] . وقال الرّامَهُرْمُزِيّ: نا موسى بْن زكريّا، نا زياد بْن عُبَيْد الله بن خزاعيّ:   [1] تاريخ بغداد 9/ 180. [2] في تاريخه 2/ 216، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 188 رقم 166، والجرح والتعديل 4/ 226، وتاريخ بغداد 9/ 181 و 182. [3] تاريخ بغداد 9/ 181، وانظر: تقدمة المعرفة 1/ 33، 34. [4] تاريخ بغداد 9/ 178، تهذيب الكمال 11/ 188، 189. [5] تاريخ بغداد 9/ 176. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 194 سَمِعْتُ سفيان يَقُولُ: كَانَ أَبِي صيرفيًا بالكوفة، فركبَه الدَّين، فحَمَلَنَا إلى مكّة، فصرتُ إلى المسجد، فإذا عَمْرو بْن دينار، فحدَّثني بثمانية أحاديث. فأمسكتُ لَهُ حماره حتّى صلّي وخرج، فعرضت الأحاديث عَليْهِ. فقال: بارك الله فيك. وقال مجاهد بْن موسى: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: ما كتبتُ شيئًا إلا حفِظته قبل أن أكتبه [1] . قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت أحدًا أعلم بالسُّنَن مِن سُفْيان بْن عُيَيْنَة [2] . رواها صالح، عَنْ أَبِيه. وقال ابن المبارك: سُئل الثَّوْريّ، عَنْ سُفْيان بْن عُيَيْنَة فقال: ذاك أحد الأَحَدين ما أغربه [3] . وقال ابن المَدِينيّ: قَالَ لي القطّان: ما بقي مِن مُعَلَّميَّ أحدٌ غير سُفْيان بْن عُيَيْنَة. سفيان إمام منذ أربعين سنة [4] . وقال ابن المدينيّ: سمعت بشر بن المفضّل يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة [5] . وذكر حَرْمَلَة بْن يحيى أنّ ابن عُيَيْنَة قَالَ لَهُ وأراه خبز شعير: هذا طعامي منذ ستّين سنة [6] . الحميديّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: لا تدخل هذه المحابرُ بيت رجل إلّا أشقى أهله وولده.   [1] تاريخ بغداد 9/ 179. [2] تقدمة المعرفة 1/ 33. [3] تقدمة المعرفة 2/ 33، الجرح والتعديل 4/ 226، تاريخ بغداد 9/ 180، تهذيب الكمال 11/ 189. [4] تهذيب الكمال 11/ 189. [5] تهذيب الكمال 11/ 189. [6] حلية الأولياء 7/ 272، تهذيب الكمال 11/ 191. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 195 وقال سُفْيان لرجل: ما حاجتك؟ قَالَ: طلب الحديث! قَالَ: بشّر أهلك بالإفلاس. قَالَ أبو مسلم المُسْتَملي، عَنْهُ: سَمِعْتُ مِن عُمَرو بْن دينار ما لبث نوح في قومه [1] . وقال علي بْن الْجَعْد: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: مِن زيد في عَقْله نقص مِن رزقه [2] . وروى سَعِيد بْن داود، عَنِ ابن عُيَيْنَة قال: من كانت معصيته في الشهوة فأرجِ لَهُ، ومن كانت معصيته في الكِبْر فأخش عَليْهِ. فإنّ آدم عصا مشتهيًا فغُفر لَهُ، وإبليس عصا متكبّرًا فلُعن [3] . وقال ابن عُيَيْنَة: الزُّهْد: الصبر وارتقاب الموت [4] . وقال: العِلْم إذا لم ينفعك ضرّك [5] . قَالَ عثمان بْن زائدة: قلت للثَّوْريّ: ممّن أسمع؟ قَالَ: عليك زائدة بْن قُدامة، وسُفْيان بْن عُيَيْنَة [6] . وقال ابن المبارك: سُئِل الثَّوْريّ، عَنِ ابن عُيَيْنَة، فقال: ذاك أحد الأحَدَيْن يَقُولُ: لَيْسَ لَهُ نظير [7] . قَالَ نُعَيْم بْن حمّاد: ما رأيتُ يحدًا أجمع لمُتَفَرَّقٍ مِن ابن عُيَيْنَة [8] . وقال عليّ بْن نصر الجهضميّ: نا شُعْبَة قَالَ: رَأَيْت ابن عُيَيْنَة غلامًا معه ألواح طويلة عند عَمْرو بْن دينار، وفي أذنه قرط، أو قال: شنف [9] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 181، تهذيب الكمال 11/ 190. [2] حلية الأولياء 7/ 271، وتهذيب الكمال 11/ 191. [3] حلية الأولياء 7/ 272. [4] حلية الأولياء 7/ 272 وتهذيب الكمال 11/ 191. [5] حلية الأولياء 7/ 277، وتهذيب الكمال 11/ 192. [6] تقدمة المعرفة 1/ 33، الجرح والتعديل 4/ 226. [7] تقدمة المعرفة 1/ 33. [8] تقدمة المعرفة 1/ 33، 34. [9] تقدمة المعرفة 1/ 34، والشنف: بفتح الشين وسكون النون: ما يعلّق في أعلى الأذن من الحليّ. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 196 ابن المَدِينيّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: جالست عَبْد الكريم الْجَزَريّ سنتين وكان يَقُولُ لأهل بلده: أُنظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني [1] . وقال ذؤيب السَّهْميّ: سَأَلت ابن عُيَيْنَة: أسمعت من صالح مولى التّوأمة؟ قَالَ: نعم! هكذا وهكذا. وأشار بيديه، يعني كثرة [2] . وسمعتُ منه ولُعابه يسيل [3] . قَالَ أبو محمد بْن أَبِي حاتم: [4] ولا نعلمه روى عَنْهُ شيئًا. كَانَ منتقدًا للرُّواة. قَالَ ابن المَدِينيّ: سَمِعْتُ سُفْيان يَقُولُ: كَانَ عَمْرو بْن دينار أكبر مِن الزُّهْرِيّ، سَمِعَ مِن جَابِر، والزُّهْرِيّ لم يسمع منه. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِيُّ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَطَرٍ قَالَ: كُنَّا عَلَى بَابِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَاسْتأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَنَا. فَقُلْنَا: ادْخُلُوا حَتَّى نَهْجِمَ عَلَيْهِ. قَالَ: فَكَسَرْنَا بَابَهُ وَدَخَلْنَا، وَهُوَ جَالِسٌ، فَنَظَرَ إِلَيْنَا فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، دَخَلْتُمْ دَارِي بِغَيْرِ إِذْنِي، وَقَدْ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَهْلٍ أَنَّ رَجُلا اطَّلَعَ فِي حُجْرٍ مِنْ بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرَعًا يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُنِي لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ. إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النّظر» [5] .   [1] تقدمة المعرفة 1/ 34. [2] تقدمة المعرفة 1/ 35. [3] تقدمة المعرفة 1/ 35. [4] في تقدمة المعرفة 1/ 35. [5] الحديث أخرجه البخاري في الديات 8/ 44، 45 باب: من اطّلع في بيت قوم ففقئوا عينه فلا دية له، وفي اللباس، باب الامتشاط، وفي الاستئذان، باب الاستئذان من أجل البصر. ومسلم في الآداب (2156) باب تحريم النظر في بيت غيره، وعبد الرزاق في «المصنّف» (19431) ، والحميدي في «المسند» (924) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 197 قال: فقلنا له: ندمنا يا با مُحَمَّدٍ. فَقَالَ: ندمْتُمْ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ» [1] . أخرجوا فقد أخذتم رأس مال ابن عُيَيْنَة. سليمان هُوَ أخو قتادة بْن مطر صدوق إنّ شاء الله. وزياد هُوَ ابن أَبِي مريم. قَالَ الفِريابيّ: كنت أمشي مَعَ سُفْيان بْن عُيَيْنَة، فقال لي: يا أبا محمد ما يزهدني فيك إلا طلبُك الحديث. قلت: أنت يا أبا محمد أيّ شيء كنتَ تعمل إلا طلب الحديث؟ قَالَ: كنت إذْ ذاك صبيًا لا أعقِل. قَالَ عَبْد الكريم بْن يونس: نا ابن عُيَيْنَة قَالَ: أول ما جالست عَبْد الكريم أبو أُمَيَّة، جالسته وأنا ابن خمس عشرة سنة. قَالَ: وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة. قَالَ يحيى بْن آدم: ما رأيتُ أحدًا يختصر الحديث إلا وهو يخطئ، إلا سُفْيان بْن عُيَيْنَة. قَالَ أحمد بْن خَيْثَمَة: ثنا الحَسَن بْن حمّاد الحضْرميّ، نا سفيان قَالَ: قَالَ حمّاد، يعني ابن أَبِي سليمان، ولم نسمعه منه، إذا قال لا مرأته: أنتِ طالِق، أنتِ طالقِ، أنتِ طالِق، بانت الأولى، وبطُلَت الاثنتين. قَالَ ابن عُيَيْنَة: رَأَيْت حمّاد بن أَبِي سليمان جاء إلى طبيب عَلَى فَرَس. قَالَ إبراهيم بْن محمد الشّافعيّ: ربّما سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة وقد بلغ إحدى وتسعين سنة، ولم أر فقيهًا أكثر تمثلا بالشِعّر منه، ينشد: سَئِمتُ تكاليفَ الحياةِ ومَن يعشْ ... ثمانينَ عامًا لا أبًا لك يَسْأمِ   [1] أخرجه ابن ماجة في الزهد (4252) باب ذكر التوبة، وأحمد في المسند 1/ 376 و 423 و 433. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 198 وقال أبو قدامة السَّرْخَسِيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة كثيرًا ما يَقُولُ: ذهبَ الزّمان فُسدْتُ غير مُسَوَّد ... ومن العناء تفرّدي بالسؤددِ [1] . قَالَ أبو حاتم [2] : ابن عُيَيْنَة إمام ثقة. وكان أعلم بحديث عَمْرو بْن دينار مِن شُعْبَة. وأثبت أصحاب الزُّهْرِيّ: مالك، وابن عُيَيْنَة. وقال عَبْد الرزّاق: ما رَأَيْت بعد ابن جُرَيج مثل ابن عُيَيْنَة في حُسن المنطق [3] . وروى الكَوْسج، عَنِ ابن مَعِين: ثقة [4] . وقال يحيى بْن سَعِيد القطّان: اشهدوا أنّ ابن عُيَيْنَة اختلط سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. فمن سَمِعَ منه في هذه السَّنَةِ فسَماعه لا شيء [5] . قلت: أَنَا أستبعد صحّة هذا القول. فإنّ القطّان مات في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين بُعَيد قدوم الحَجّاج بقليل. فمن الَّذِي أخبره باختلاط سُفْيان؟ ومتى لحق يَقُولُ هذا القول؟ فسُفيان حُجّة مطلقًا بالإجماع مِن أرباب الصَّحاح. وقد حجّ سُفْيان سبعين حَجّة، وكان يَقُولُ ليلة الموقف: اللَّهمّ لا تجعله آخر العهد منك. فلمّا كَانَ عام موته لم يَقُلْ ذَلِكَ، وقال: قد استحييت من الله تعالى [6] .   [1] رواه أبو نعيم من طريق محمد بْن عَمْرو الباهليّ عَنْ ابن عُيَيْنَة في الحلية 7/ 274 و 290 و 291. خلت الديار فسدت غير مسوّد ... ومن الشقاء تفرّدي بالسؤدد وكذلك في تاريخ بغداد 9/ 178، ووفيات الأعيان 2/ 392، وتهذيب الكمال 11/ 188، والعقد الفريد 2/ 290 والبيت في تقدمة المعرفة 1/ 51. ذهب الزمان فصرت غير مسوّد ... ومن الشقاء تفرّدي بالسودد [2] في الجرح والتعديل 4/ 227، وتقدمة المعرفة 1/ 52. [3] تقدمة المعرفة 1/ 52. [4] تقدمة المعرفة 1/ 52. [5] تاريخ بغداد 9/ 183. [6] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 498، وانظر: تاريخ بغداد 9/ 183 و 184، ووفيات الأعيان 2/ 392، 393، وتهذيب الكمال 11/ 196. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 199 وروى سليمان بْن أيوب، عَنْ سُفْيان قَالَ: سمعته يَقُولُ: شهدت ثمانين موقفًا [1] . قلت: هذا أشبه. قَالَ أحمد بْن عَبْدة الضّبّيّ: سَمِعْتُ ابن عُيَيْنَة يَقُولُ: الزُّهْد في الدنيا هُوَ الصبر وارتقاب الموت [2] . وعن ابن عُيَيْنَة قَالَ: الورع طلب العِلْم الَّذِي يُعرف بِهِ الورع [3] . وكان لَهُ تسعة إخوة، حدَّث منهم أربعة: عِمران، ومحمد، وآدم، وإبراهيم [4] . قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: كَانَ سُفْيان لا يكاد يَقُولُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيّ [5] . قلتُ: ابن عُيَيْنَة معروف بالتدليس، لكنّه لا يدلّس إلا عَنْ ثقة. وقد وقع لنا مِن عواليه جملة وافرة. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، وَيُوسُفُ بْنُ غَالِيَةَ قَالا: أَنَا أَبُو نَصْرٍ مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْبَغَوِيُّ، نَا عُثْمَانُ بْنُ أبي شيبة، نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ: «إنّكم ملاقوا اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا» [6] . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. تُوُفّي سُفْيان في جُمَادَى الآخرة، وقيل في شهر رجب سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.   [1] تهذيب الكمال 11/ 195. [2] تهذيب الكمال 11/ 191 وقد تقدّم. وانظر نحوه في الزهد الكبير للبيهقي 77 رقم 65. [3] تهذيب الكمال 11/ 194. [4] تاريخ بغداد 9/ 174. [5] انظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 187 رقم 163. [6] أخرجه البخاري في الرقاق 7/ 194 باب: كيف الحشر. ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2860) باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة. وأحمد في المسند 1/ 220. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 200 قَالَ الواقدي [1] : في أول رجب، رحمه الله. 110- سُقلاب بْن شُنَيْنَة [2] . أبو سَعِيد الْمَصْرِيّ المقرئ. قرأ عَلَى: نافع بْن أَبِي نُعَيْم. أخذ عَنْهُ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وغيره. تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائة. وشُنَيْنَة: بشين معجمة. 111- السَّكَن بْن إسماعيل البصْريّ الأصمّ [3] . عَنْ: يونس بْن عُبَيْد، وهشام بْن حسّان، وحُمَيْد الطويل، وطائفة. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، ومُسَدَّد، ويحيى بْن مَعِين، وعَمْرو النّاقد. وثّقة أبو داود [4] ، ولم يخرّجوا له شيئا [5] .   [1] طبقات ابن سعد 5/ 498. [2] انظر عن (سقلاب بن شنينة) في: الإكمال لابن ماكولا 4/ 264، ومعرفة القراء الكبار 1/ 160 رقم 67، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 353، وغاية النهاية 1/ 308، 309 رقم 308 وفيه (سقلاب بن شيبة) وهو تحريف، وحسن المحاضرة 1/ 485 وفيه تحرّف إلى (شيبة) ، وقد قيّده الذهبي في (المشتبه) وقال: «بشين ونونين: سقلاب بن شنينة المقرئ صاحب نافع» وقال ابن ماكولا: «وشنينة بطن من عقيل منهم جماعة من أمرائها» . [3] انظر عن (السكن بن إسماعيل) في: التاريخ الكبير 4/ 183 رقم 2416، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 279، وتاريخ الثقات للعجلي 195 رقم 581، والجرح والتعديل 4/ 287، 288 رقم 1239 و 288 رقم 1242، والثقات لابن حبّان 6/ 428 وفيه (السكن بن أبي السكن البرجمي) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 156 و 157 رقم 482 و 483، وتهذيب الكمال 11/ 207- 209 رقم 2421، وتهذيب التهذيب 4/ 125، 126 رقم 213، وتقريب التهذيب 1/ 313 رقم 326، وخلاصة تذهيب التهذيب 146. [4] سؤالات الآجرّي، رقم 279. [5] وثّقه أبو حاتم، وابن معين. (الجرح والتعديل 4/ 288) وابن حبّان، وابن شاهين، والعجليّ وقال: «ثقة، لا بأس به» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 201 112- سلامة بْن رَوْح الأَيْليّ [1]- ن. ق. - روى عَنْ: عمّه عُقَيْلِ بْن خَالِد الأَيْليّ كتابه عَنِ الزُّهْرِيّ. وحدَّث عَنْهُ: أحمد بْن صالح، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بن عُزَيزي الأَيْليّ، وغيرهم. ضعّفه أبو زُرْعة وقال: مُنْكَسر الحديث [2] . وقال أبو حاتم [3] : لَيْسَ بالقوي. محلّه عندي محلّ الغَفْلة. وقال أحمد بْن صالح: أخبرني ثقة بأيْلَة أنّ سلامة لم يسمع مِن عُقيل بل حدّث عن كتب عقيل [4] . له حديث منكر تفرّد به: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنٍ الْقُرَشِيُّ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، أَنَا ابْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا الْخُلَعِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَاجِّ، نَا أحمد بن محمد بن السّنديّ إملاء، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ، نَا سَلامَةُ، نَا عُقَيْلٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْثَرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْبُلْهُ» [5] . رَوَاهُ عَدَدٌ كَثِيرٌ، مِنْهُمُ ابْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامَةَ. ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ [6] عَنِ اثْنَيْنِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَيْلِيِّ أَحَدِ مَشْيَخَةِ النَّسَائِيِّ، عَنْ سَلامَةَ. وَلِسَلامَةَ أَحَادِيثُ مَنَاكِيرُ مِنْهَا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أنس: قال رسول   [1] انظر عن (سلامة بن روح الأيليّ) في: التاريخ الكبير 4/ 195 رقم 2469، والجرح والتعديل 4/ 301، 302 رقم 1311، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1160- 1162، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 315، والمغني في الضعفاء 1/ 272 رقم 2512، وميزان الاعتدال 2/ 183، 184 رقم 3361. [2] الجرح والتعديل 4/ 302 وقال في أول كلامه: «ضعيف» . [3] في الجرح والتعديل 4/ 301، 302. [4] الجرح والتعديل 4/ 301. [5] الجرح والتعديل 4/ 302. [6] في الكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1160. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 202 اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «امْلِكُوا الْعَجِينَ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْبَرَكَةِ» [1] . وَبِهِ إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: «بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّ مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» [2] . وَبِهِ: «إِنِّي وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» [3] . 113- سلام بْن أبي خُبزة البصْريّ [4] . عن: ثابت البُناني، وابن جدْعان، ويونس بْن عُبَيْد، ومحمد بْن المُنْكَدِر، وعاصم القارئ، وجماعة. وعنه: صالح بْن حرب، وإسحاق بْن أَبِي إسرائيل، وسعيد بْن محمد الْجَرْميّ، وأبو كامل الجحدريّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُبَيْد الله الحلبيّ، وآخرون. وهو والد سَعِيد بْن سلام العطّار. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [6] : متروك الحديث. وقال الْبُخَارِيّ [7] : سلام بْن أبي خُبزة أبو سعيد ضعّفه قتيبة.   [1] الكامل لابن عديّ 3/ 1160. [2] الكامل لابن عديّ 3/ 1161. [3] الكامل لابن عديّ 3/ 1161. [4] انظر عن (سلام بن أبي خبزة) في: التاريخ الكبير 4/ 134 رقم 2226، والتاريخ الصغير 196، والضعفاء الصغير 263 رقم 153، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 238، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 160 رقم 667، والجرح والتعديل 4/ 260، 261 رقم 1123، والمجروحين لابن حبّان 1/ 340، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1149- 1151، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد 25، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 195، وتاريخ جرجان 330، والإكمال لابن ماكولا 7/ 288، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 100 رقم 294، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 132، والمغني في الضعفاء 1/ 270 رقم 2493، وميزان الاعتدال 2/ 174 رقم 3340، والكشف الحثيث 198 رقم 322، ولسان الميزان 3/ 57 رقم 216. [5] في الجرح والتعديل 4/ 261. [6] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 238، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1149. [7] في التاريخ الكبير 4/ 134 رقم 2226 ولفظه: «سلام بن أبي خبزة بصريّ، ضعّفه قتيبة الجزء: 13 ¦ الصفحة: 203 وقال ابن عَدِيّ [1] : عامّة ما يرويه لَيْسَ يُتَابع عَليْهِ. 114- سَلَمَةُ بْن عَقَّار البغداديّ [2] . عَنْ: حمّاد بْن زيد، وفضيل بْن عِياض. وعنه: سَعْدان بْن يزيد، وأحمد وهو الدَّوْرقيّ. وثّقه ابن مَعِين [3] . 115- سَلَمَةُ بْن سليمان المَرْوَزِيّ [4]- خ. م. س. - المؤدَّب أحد الأئمّة، وصاحب ابن المبارك. أخذ عَنْهُ: ابن راهَوَيْه، ومحمد بْن عبد الله بن قهزاد، وجماعة.   [ () ] جدا، لم يحدّث عنه» ، وكذا في التاريخ الصغير 196، والضعفاء الصغير، والجرح والتعديل 4/ 260، والكامل في الضعفاء 3/ 1149 وليس فيه «جدا» ، وكذلك في الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 160. [1] في الكامل 3/ 1151. [2] انظر عن (سلمة بن عقار) في: الجرح والتعديل 4/ 167 رقم 736، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 282، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 85 أ، والإكمال لابن ماكولا 6/ 222، وتاريخ بغداد 9/ 134 رقم 4749، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 465. وقد ورد في الأصل «غفار» بالغين المعجمة، والفاء، وهكذا ورد في نسخة خطية من (الجرح والتعديل) فأفرد في (باب الغين) «سلمة بن غفار» . وأثبتناه بالقاف كما قيّده: العسكري، والدارقطنيّ، حيث قال العسكري: «بعد العين قاف مشدّدة» ، وقال الدارقطنيّ: «عقّار: بالعين والقاف والراء» وذكر سلمة بن عقّار وابن أخيه الحسن بن هارون. وكذا قيّده ابن ماكولا، والمؤلّف في (المشتبه) . [3] تاريخ بغداد 9/ 134. [4] انظر عن (سلمة بن سليمان المروزي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 378، والتاريخ الكبير 4/ 84 رقم 2048، والتاريخ الصغير 218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 46، والجرح والتعديل 4/ 163 رقم 716، والثقات لابن حبّان 8/ 287، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 860 رقم 1452، ورجال صحيح مسلم 1/ 277، 278 رقم 599، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 192 رقم 719، وتهذيب الكمال 11/ 282، 283 رقم 2454، والكاشف 1/ 306 رقم 2052، وسير أعلام النبلاء 9/ 433 رقم 160، وتهذيب التهذيب 4/ 145، 146 رقم 251، وتقريب التهذيب 1/ 316 رقم 364، وخلاصة تذهيب التهذيب 148 وفيه (سلمة بن سليم) وهو تحريف. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 204 وثّقه النَّسَائيّ [1] . قِيلَ: تُوُفّي سنة ستٌّ وتسعين ومائة [2] . 116- سلمة بن الفضل الأبرش الرّازيّ [3]- د. ت. - أبو عبد الله قاضي الريّ. روى المغازي عَنِ: ابن إِسْحَاق. وروى عَنْ: أَعْيَن بْن نابِل، وحَجّاج بْن أرطأة، وعَمْرو بْن أَبِي قيس، وسُفْيان الثَّوْريّ، وغيرهم. وعنه: عَبْد الله بْن محمد المُسْنَديّ، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، ويحيى بْن مَعِين، ويوسف بْن موسى القطّان، وابن حُمَيْد، وعدّة.   [1] تهذيب الكمال 11/ 283، وقال أبو حاتم: «سلمة بن سليمان من أجلّة أصحاب ابن المبارك» . وقال أحمد بن منصور المروذي: «حدّث سلمة بن سليمان بنحو من عشرة آلاف حديث فقال للناس: قد حدّثتكم بعشرة آلاف حديث من حفظي فهل أحد منكم يقول: غلطت في شيء» ؟ وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] وقيل مات سنة ثلاث ومائتين (التاريخ الكبير) . [3] انظر عن (سلمة بن الفضل الأبرش) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 381، والتاريخ لابن معين 2/ 226، ومعرفة الرجال له 1/ 83 رقم 268، وسؤالات ابن محرز، رقم 279، والعلل لأحمد 1/ 247 و 410، والتاريخ الكبير 4/ 84 رقم 2044، والتاريخ الصغير 210، والضعفاء الصغير 262 رقم 149، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 63، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 362، وتاريخ واسط لبحشل 77، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 241، 300 و 306 و 309، والمعرفة والتاريخ 1/ 235 و 505 و 507 و 557 و 2/ 774 و 3/ 291 و 293 والكنى والأسماء للدولابي 2/ 56، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 150 رقم 650، والجرح والتعديل 4/ 168- 170 رقم 739، والمجروحين لابن حبّان 1/ 337، 338، والثقات لابن حبّان 8/ 287، وتاريخ جرجان 296، وتهذيب الكمال 11/ 305- 309 رقم 2464، والعبر 1/ 307، والكاشف 1/ 308 رقم 2063، والمغني في الضعفاء 1/ 275 رقم 2544، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 659، وميزان الاعتدال 2/ 192 رقم 3410، وسير أعلام النبلاء 9/ 49، 50 رقم 14، وتذكرة الحفاظ 1/ 316، والوافي بالوفيات 15/ 322 رقم 453، وتهذيب التهذيب 4/ 153، 154 رقم 265، وتقريب التهذيب 1/ 318 رقم 377، وطبقات الحفاظ 130، وخلاصة تذهيب التهذيب 338، وشذرات الذهب 1/ 329. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 205 وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا يحتج بِهِ. وقال الْبُخَارِيّ [3] : عنده مناكير. وضعّفه النَّسَائيّ [4] . وقال أبو زُرْعة [5] : كَانَ أهل الرَّيّ لا يرغبون فيه لسوء رأيه وَظُلْمٍ فيه. وقال ابن مَعِين: كَانَ يتشيّع، وكان معلّم كُتّاب [6] . وقال أبو حاتم أيضًا [7] : محلّه الصَّدْق. في حديثه إنكار لا يمكن أن أُطلق لساني فيه بأكثر مِن هذا. وقال محمد بْن سعْد [8] : ثقة. كَانَ يقال: إنّه مِن أخشع الناس في صلاته [9] . قلت: وورد عَنْهُ أنّه مِن الحُفّاظ الذين يحفظون الشيء عَلَى البديهة. وقال عليّ بْن المَدِينيّ: ما خرجنا مِن الرَّيّ حتى رمينا بحديث سلمة الأبرش [10] .   [1] قال في تاريخه 2/ 226: «كان يتشيّع، قد كتبت عنه، وليس به بأس» . وقال في معرفة الرجال: «قاضي الريّ صاحب المغازي، ليس به بأس» ولم يذكر شيئا عن تشيّعه أو الكتابة عنه» . [2] في الجرح والتعديل 4/ 169 وسعيده بعبارة أطول. [3] في تاريخه الكبير. وقال في (الضعفاء الصغير) : «عنده مناكير، وفيه نظر» . وقال في (التاريخ الصغير) : «قال عليّ: رمينا بحديثه قبل أن يخرج من الريّ، وضعّفه إسحاق بن إبراهيم» . [4] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 241. [5] في الضعفاء 362. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 150، الجرح والتعديل 4/ 169. [7] في الجرح والتعديل 4/ 169. [8] في الطبقات الكبرى 7/ 381. [9] الطبقات الكبرى 7/ 381. [10] التاريخ الصغير للبخاريّ 210، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 150، الجرح والتعديل 4/ 169. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 206 قلت: كَانَ قويًا في ابن إسحاق [1] . أتى عَليْهِ مائة وعشر سنين. قلت: إنْ صحّ هذا فكان يمكنه لقاء الصحابة وكبار التّابعين. مات سَلَمَةَ بْن الفضل سنة إحدى وتسعين ومائة. 117- سَلْم بْن جعفر البَكْراويّ الأعمى [2]- د. ت. - روى عن: الْجُرَيْريّ، والحَكَم بْن أبان. وعنه: يحيى بْن كثير العنْبريّ، ونُعَيْم بْن حمّاد. ذكره ابن حِبّان في «تاريخ الثَّقات» [3] . 118- سَلْم بْن سالم البلخيّ [4] . أبو محمد الزّاهد العابد.   [1] وقال ابن حبّان (المجروحين 1/ 337) : «ضعّفه ابن راهويه وقال: في حديثه بعض المناكير» . وقال ابن عديّ: «ولم أجد في حديثه حديثا قد جاوز الحدّ في الإنكار وأحاديثه مقاربة مجملة» . (المجروحين 1/ 338) . [2] انظر عن (سلمة بن جعفر البكراوي) في: التاريخ الكبير 4/ 158 رقم 2317، والجرح والتعديل 4/ 265 رقم 1143، والثقات لابن حبّان 8/ 297، وتاريخ الثقات للعجلي 151 رقم 460، وتهذيب الكمال 11/ 214- 217 رقم 2425، والكاشف 1/ 302 رقم 2028، والمغني في الضعفاء 1/ 273 رقم 2518، وميزان الاعتدال 2/ 184 رقم 3368، وتهذيب التهذيب 4/ 127، 128 رقم 217، وتقريب التهذيب 1/ 313 رقم 330، وخلاصة تذهيب التهذيب 142. [3] ج 8/ 297، وقال يحيى بن كثير العنبري: «سلم بن جعفر، وكان ثقة» (الجرح والتعديل 4/ 265) . [4] انظر عن (سلم بن سالم البلخي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 374، والتاريخ لابن معين 2/ 222، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5464، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 208 رقم 385، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 235، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 165 رقم 678، والجرح والتعديل 4/ 266، 267 رقم 1049، والمجروحين لابن حبّان 1/ 344، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 100 رقم 262، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1173، 1174، وتاريخ بغداد 9/ 140- 145 رقم 4755، والمغني في الضعفاء 1/ 273 رقم 2521، وميزان الاعتدال 2/ 184 رقم 3371، والوافي بالوفيات 15/ 300 رقم 419. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 207 حدَّث ببغداد عَنْ: عُبَيْد الله بْن عُمَر، وحُمَيْد الطويل، وابن جُرَيج، وسُفْيان. وعنه: أحمد بْن منيع، والحسن بْن عَرَفَة، وسَعْدان بْن نصر، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وغيرهم. وقال أبو مقاتل السَّمَرْقَنْديّ: سَلْم في زماننا كعمر بْن عَبْد العزيز في زمانه. وقال ابن سعْد [1] : كَانَ أمّارًا بالمعروف، وكان مطاعًا، فأقدمه الرشيد وحبسه، حتى مات الرشيد فأطلقوه. قَالَ [2] : وكان مُرْجِئًا ضعيفًا. قَالَ الخطيب [3] : كَانَ مذكورًا بالعبادة والزُّهْد، ويذهب إلى الإرجاء. وقال يحيى بْن ماهان: سَمِعْتُ محمد بْن إسحاق اللّؤلؤيّ يَقُولُ: رَأَيْت سَلْم بْن سالم مكث أربعين سنةً لم يرفع رأسه إلى السماء، ولم يُر لَهُ فراش، ولم يُر مُفْطرًا إلا في العيد [4] . وقيل: إنّ الرشيد إنّما حبسه لأنّه قَالَ: لو شئت أن أضرب الرشيد بمائة ألف سيف لفعلت [5] . وعن سَلْم قَالَ: ما يَسُرّني أن ألقي الله بعمل مِن مضى، وأن أقول: الإيمان قول وعمل [6] . وقال ابن المَدِينيّ: أخبرني أبو يحيى قَالَ: صحِبْت سَلْم بْن سالم في طريق مكّة، فما رَأَيْته وضع جبينه في المحمل، إلا مرّة مدّ رِجْلَه وجلس [7] .   [1] في الطبقات 7/ 374. [2] في الطبقات 7/ 374. [3] في تاريخ بغداد 9/ 141. [4] تاريخ بغداد 9/ 141. [5] تاريخ بغداد 9/ 142. [6] تاريخ بغداد 9/ 143. [7] تاريخ بغداد 9/ 141. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 208 وقال أبو معاوية: دعاني الرشيد لأحدّثه، فقلت: سَلْم هَبةُ لي. فعرفت منه الغضب، وقال: إنّ سَلْمًا لَيْسَ عَلَى رأيك ورأي أصحابك في الإرجاء، وقد جلس في مكّة وقال: لو شئت أن أضرب أمير المؤمنين بمائة ألف سيفٍ لَفَعَلْت. قَالَ: فكلّمته فيه، فخفّف عَنْهُ مِن قيوده [1] . وقال أحمد بْن حنبل: رأيته أتى أبا معاوية، وكان صديقًا لَهُ، وكان، عبدًا صالحًا ولم أكتب عَنْهُ. كَانَ لا يحفظ ويخطئ [2] . وقال النَّسَائيّ [3] : ضعيف. وقال ابن مَعِين [4] : لَيْسَ بشيء. أَخْبَرَنَا غَنَّامُ بْنُ مَحَاسِنَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْقَاضِي سَنَةَ عِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى، السُّكَّرِيُّ، أن إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، نَا سَعْدَانُ، نَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَجَبَتْ لَهُ الجنّة» [5] . قلت: اتّهم به ابن عروة [6] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 142. [2] تاريخ بغداد 9/ 143. [3] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 235. [4] في تاريخه 2/ 222، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 165. [5] الحديث منكر. [6] وقال الجوزجاني: سلم بن سالم البلخي، غير ثقة، وقال عباس بن صالح ذكرت الأسود بن سالم: سلم بن سالم البلخي، فقال: لا تذكره لي. وقال أحمد بن حنبل: ليس بذاك في الحديث، كأنه ضعّفه. (الضعفاء الكبير للعقيليّ) وقال ابن المبارك: اتّق حيّات سلم بن سالم لا تلسعك. وقال أبو زرعة: «ما أعلم أني حدّثت عن سلم بن سالم إلا أظنّه مرة. وسئل: كيف كان في الحديث؟ فقال: لا يكتب حديثه، كان مرجئا وكان لا- وأومى بيده إلى فيه- يعني لا يصدق. (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان: «حجّ فكتب عنه أهل بغداد منكر الحديث يقلب الأخبار قلبا، وكان مرجئا شديد الإرجاء داعية إليها، كان ابن المبارك يكذّبه» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 209 ومات سَلْم سنة أربعٍ وتسعين ومائة. 119- سَلْم بن قتيبة [1] الخراسانيّ الفريابيّ الشّعيريّ [2]- خ. ع. -   [ () ] وقال ابن عديّ «لسلم بن سالم أحاديث إفرادات وغرائب» وقال: «وأرجو أن يحتمل حديثه» . [1] انظر عن (سلم بن قتيبة الشعيري) في: التاريخ لابن معين 2/ 223، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 23 رقم 3977، والتاريخ الكبير 4/ 159 رقم 2320، والتاريخ الصغير 217، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 92، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 166 رقم 680، والجرح والتعديل 4/ 266 رقم 1148، والثقات لابن حبّان 8/ 297، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 151 رقم 462، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 334، 335 رقم 469، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 198 رقم 739، والأنساب لابن السمعاني 7/ 352، واللباب لابن الأثير 2/ 200، وتهذيب الكمال 11/ 232- 235 رقم 2433، والعبر 1/ 332، وميزان الاعتدال 2/ 186 رقم 3377، وسير أعلام النبلاء 9/ 2034، وتهذيب التهذيب 4/ 133، 134 رقم 225، وتقريب التهذيب 1/ 314 رقم 338، وهدي الساري 407، وخلاصة تذهيب التهذيب 146، 147، وشذرات الذهب 1/ 358. يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد أضاف محقّق الجزء التاسع من كتاب «سير أعلام النبلاء» - 308 الأستاذ كامل الخراط، بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط، إلى مصادر ترجمة «سلم بن قتيبة الشعيري» كلّا من المصادر التالية: «طبقات خليفة» و «تاريخ خليفة» و «المعارف» و «تهذيب ابن عساكر» ، فجعلها من مصادر ترجمته، وهي ليست له، وإنما لأمير البصرة الّذي يتفق مع صاحب هذه الترجمة باسمه واسم أبيه، ولكنه يختلف عنه بالنسبة وتاريخ الوفاة، فهو «سلم بن قتيبة الباهلي» أمير البصرة الّذي قتل سنة 149 هـ. بينما «سلم بن قتيبة الشعيري» المترجم هنا مات سنة 200.-. وقيل 201 هـ-. وقد أخطأ الدكتور بشار عوّاد معروف أيضا، فذكر بين مصادر ترجمة «الشعيري» كتاب «تهذيب تاريخ دمشق» ولم يتنبّه أن المترجم في «تاريخ دمشق» هو الأمير الباهلي، والّذي لا تتفق قائمة شيوخه وتلاميذه مع قائمة شيوخ وتلاميذ «الشعيري» ، كما يختلف تاريخ وفاة الاثنين وظروفها كثيرا عن بعضهما البعض. (انظر الحاشية رقم (3) من الجزء 11- ص 232 من تهذيب الكمال) . ويمكن أن نلتمس للمحقّقين الفاضلين العذر، لأن الحافظ الذهبي نفسه سها في كتابه «ميزان الاعتدال» فكتب «سلم بن قتيبة الباهليّ» بدل أن يكتب «سلم بن قتيبة الشعيري» وذكر أقوال العلماء من جرح وتعديل فيما يتعلّق بصاحب الترجمة «الشعيري» . فقال: «سلم بن قتيبة [2] الشّعيري: بفتح الشين المعجمة، وكسر العين المهملة، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بيع الشعير. (الأنساب 7/ 352) . وفي الثقات لابن حبّان قيّد اسمه: (سلم بن قتيبة الشعير) بحذف ياء النسبة من آخره. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 210   [ () ] الباهلي، صدوق مشهور، وهم في سند حديث. قال فيه يحيى بن سعيد القطان: ليس من جمال المحامل. وقال أبو حاتم: كثير الوهم، ليس به بأس. وقال أبو داود وأبو زرعة: ثقة» (انظر ميزان الاعتدال- ج 2/ 186 رقم 3377) ولم يتنبّه الحافظ ابن حجر إلى هذا الوهم مع تحرّيه في مثل هذه الحالات، فمشّاه وذكر عن «الرشاطي في الأنساب: العرماني، بالعين المفتوحة والراء والميم والنون، نسبة إلى عرمان من الأزد، منهم سلم بن قتيبة. انتهى. فيحتمل أن قولهم: الفريابي، تصحيف» . (انظر: تهذيب التهذيب 4/ 133، 134) وأفرد ابن حجر ترجمتين، الأولى لسلم بن قتيبة الشعيري، برقم (225) ، والثانية لسلم بن قتيبة الباهلي الأمير، برقم (226) وكذا فعل في «تقريب التهذيب» رقم (338) و (339) وقال في آخر ترجمة الثاني- الباهلي-: «ولم يذكره المزّي» . كذلك فرّق بين الترجمتين: البخاري في تاريخه الكبير، فقدّم «الباهلي» برقم (2319) وثنّى ب «الشعيري» برقم (2320) ، وتعقّبه ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) فذكر «الباهلي» برقم (1147) و «الشعيري» برقم (1148) . وممّن أخطأ في نسبة صاحب الترجمة أيضا: «العقيلي» في «الضعفاء الكبير» ، وتابعه «المزّي» في «تهذيب الكمال» ، فقد ذكر العقيلي اسمه فقال: «سلم بن قتيبة أبو قتيبة الباهلي بصري» ، وذكر حديثا من طريقه، ونقل «المزّي» الحديث عن «العقيلي» في ترجمة «سلم بن قتيبة الشعيري» دون أن يشير إلى أنّ العقيلي نسبه بالباهلي، وكذلك مشّاه الدكتور بشّار عوّاد معروف فلم يتحقّق إن كان الحديث للباهلي أم للشعيري، مع أنهما اثنان. قال المزّي في «تهذيب الكمال 11/ 234، 235» : في ترجمة «الشعيري» : «وقال أبو جعفر العقيلي: حدّثنا محمد بن أحمد المطرّز، قال: حدّثنا أبو حفص عمرو بن عليّ، قال: حدّثنا سلم بن قتيبة، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى في نعليه. قال أبو حفص: فقلت لأبي قتيبة: إنما هذا حديث أبي مسلمة. فقال: حدّثناه شعبة، عن أبي عمران، وعن أبي مسلمة. قال أبو حفص: فأتيت يحيى بن سعيد القطان فقلت له: تحفظ عن شعبة، عن أبي عمران، عن أنس أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلّى في نعليه؟ قال: حدّثناه شعبة، عن أبي مسلمة، عن أنس. قلت: حدّثنا عن شعبة، عن أبي عمران وأبي مسلمة، عن أنس. قال: من يقول هذا؟ قلت: أبو قتيبة. قال: ليس أبو قتيبة من الحمال (في الضعفاء: الجمال) التي تحمل المحامل» . وزاد المزّي فذكر بعد الحديث مباشرة ما نصّه: وقال محمد بن إسحاق الثقفي: سمعت أبا يعلى الثقفي يقول: جرى ذكر رجل في مجلس سلم بن قتيبة، فتناوله بعض أهل المجلس، فقال سلم: يا هذا، أوحشتنا من نفسك وآيستنا من مودّتك، ودللتنا على عورتك. قال أبو بكر بن أبي عاصم: مات سنة مائتين. وقال غيره: مات بعد المائتين» . وقال خادم العلم «عمر تدمري» : وهنا يناقض الحافظ المزّي نفسه، فهو ينقل حكاية الرجل الجزء: 13 ¦ الصفحة: 211   [ () ] في مجلس سلم بن قتيبة عن «تاريخ دمشق» لابن عساكر (انظر تهذيبه 6/ 240) ثم يعقبها بذكر تاريخ وفاته بسنة 200 أو بعدها. مع أن ابن عساكر يذكر الحكاية في ترجمة «سلم بن قتيبة الباهلي» أمير البصرة، الّذي مات سنة 149 بالريّ وصلّى عليه المهديّ لعظم شأنه! (التهذيب 6/ 240 و 241) . من هنا يظهر الخلط بين ترجمة الباهلي والشعيري عند الحافظ المزّي، ولم يتنبّه إليه الحافظ الذهبي، ولا الحافظ ابن حجر، ولا الدكتور بشّار، ولا محقّق سير أعلام النبلاء. ومثلهم، خلط الدكتور أحمد محمد نور سيف في تحقيقه لكتاب «التاريخ لابن معين» ، حيث ذكر في المتن (ج 2/ 223) : «سلم بن قتيبة بن سلم» ، وأشار إلى الحاشية رقم (3) فقال: «صدوق، من السابعة 149/ تمييز. تقريب 314» وهكذا خلط أيضا بين الباهلي والشعيري، فالذي في متن تاريخ ابن معين هو «الشعيري» فهو الّذي قال فيه «ليس به بأس» . أما الّذي أحال إليه المحقّق الدكتور أحمد سيف في الحاشية فهو: «الباهلي» الّذي مات سنة 149 والّذي ذكر (ابن حجر) في آخر ترجمته رقم (339) تمييز. (التقريب 1/ 314) . والّذي يؤيّد ما ذهبت إليه من أن «الباهلي» غير «الشعيري» غير كل الّذي ذكرته، هو أنني لم أجد في جميع المصادر التي بين يديّ من أضاف إلى «سلم بن قتيبة الشعيري» نسبة «الباهلي» أو العكس، وهذا يقطع بأنهما اثنان، وبذلك يكون الإمام البخاري، وابن أبي حاتم قد أصابا حين فرّقا بين الاثنين. والله أعلم. ويجدر أن أشير هنا إلى المحدّث «شعبة بن الحجّاج العتكيّ» ، فهو قاسم مشترك بين الباهلي والشعيري، ولكنه قاسم يفرّق بينهما ولا يجمع، ف «سلم بن قتيبة الشعيري» ، يروي عن «شعبة» فهو شيخه، بينما «شعبة» نفسه يروي عن «سلم بن قتيبة الباهلي» فهو تلميذه. وبهذا يتّضح الفرق أيضا. ونحيل في هذا المجال إلى ترجمة «شعبة بن الحجّاج» في (تهذيب الكمال 12/ 479 وما بعدها بتحقيق الدكتور بشّار) . وللوقوف على ترجمة «سلم بن قتيبة الباهلي» أحيل إلى جملة مصادر هي: الأخبار الموفقيات 116 و 128، وتاريخ خليفة 38 و 403 و 405 و 407 و 409 و 423 و 432، وتاريخ اليعقوبي 2/ 157 و 168 و 177، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 158 رقم 2319، وأنساب الأشراف 3/ 94 و 149 و 150 و 154 و 172 و 178 و 210 و 219- 221، والمعارف 371 و 407 و 602، والشعر والشعراء 2/ 496، وعيون الأخبار 1/ 26 و 44 و 225 و 290 و 2/ 220 و 3/ 101 و 176 و 178 و 228 و 4/ 75، والجرح والتعديل 4/ 266 رقم 1147، وتاريخ الطبري 5/ 333 و 6/ 476 و 7/ 154 و 156 و 194 و 419 و 420 و 565 و 639 و 644 و 655 و 8/ 24، والعيون والحدائق 3/ 252- 254، والوزراء والكتّاب 111، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2386، وثمار القلوب 60، وربيع الأبرار 4/ 247، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 239- 241، والتذكرة الحمدونية 1/ 450، ووفيات الأعيان 3/ 153، وتاريخ جرجان 317، والعقد الفريد 1/ 80 و 233 و 3/ 9 و 5/ 77 و 78 و 6/ 112، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 11 و 44 و 81، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات 141- 160 هـ-.) - بتحقيقنا- ص 154، وتهذيب التهذيب الجزء: 13 ¦ الصفحة: 212 أبو قتيبة نزيل البصرة. روى عَنْ: يونس بْن أَبِي إسحاق، وعيسى بْن طَهْمان، وعِكْرمة بْن عمّار، وشُعبة، وطبقتهم. وعنه: زيد بْن أَخْرم، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون. وثّقه أبو دَاوُد [1] . تُوُفّي سنة مائتين. 120- سليمان بْن الخليفة أبي جعفر [2] عبد الله بن محمد بن عليّ العبّاسيّ. أبو أيّوب. نائب دمشق للرشيد وللأمين. وقد وُلّي أيضًا البصْرة. روى عن: أبيه،   [ () ] 4/ 134 رقم 226، وتقريب التهذيب 1/ 1/ 314 رقم 339، وغيره. [1] تهذيب الكمال 11/ 234، وقال يحيى بن معين: ليس به بأس. ووثّقه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: «ليس به بأس، كثير الوهم، يكتب حديثه» . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، وذكر نسبه «الباهلي» خطأ، وذكره ابن حبّان في الثقات. وابن شاهين في ثقاته. [2] انظر عن (سليمان ابن الخليفة أبي جعفر المنصور) في: تاريخ خليفة 445 لا 447- 449 و 461 و 463، وعيون الأخبار 3/ 54، والمعرفة والتاريخ 1/ 157 و 159 و 160 لا 162 لا 167، وأنساب الأشراف 3/ 276، 277، وتاريخ اليعقوبي 2/ 405 و 406 و 409 و 419 و 430 و 441، وتاريخ الطبري 8/ 63 و 102 و 196 و 197 و 199 و 204 و 254 و 304 و 346 لا 360 و 365 و 415 و 478 و 480 و 518 و 529، والعيون والحدائق 3/ 268 و 284، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2051 و 2433 و 2474 و 2631 و 2647 و 2683 و 3645 و 3646، والوزراء والكتّاب 295، 296، والمعارف 379، وأولاد الخلفاء 10- 17، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 286 و 4/ 295، والعقد الفريد 1/ 166 و 4/ 214، وتاريخ بغداد 9/ 24 رقم 4616، وتاريخ حلب للعظيميّ 231 و 232 و 239، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 281، والكامل في التاريخ 6/ 215 و 258، ووفيات الأعيان 3/ 195، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 117، والفخري 190، وخلاصة الذهب المسبوك 108 و 177، والوافي بالوفيات 15/ 394، 395 رقم 541، وأمراء دمشق في الإسلام 38 رقم 125. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 213 وعنه: ابنته زينب، وابن أخيه إبراهيم بْن عيسى. مات في صَفَر سنة تسعٍ وتسعين ومائة، وله خمسون سنة. ذكره ابن عساكر مختصرًا [1] . 121- سليمان بْن عامر الكِنْديّ المَرْوَزِيّ [2] . عَنِ الربيع بْن أنس فقط. وعنه: إسحاق بْن راهَوَيْه، وعَمْرو بْن رافع القَزْوينيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أيّوب الثَّقَفيّ، وغيرهم. قَالَ أبو حاتم [3] : صَدُوق حسن الحديث [4] . سُلَيْم: هُوَ صاحب حمزة الزّيّات. [5] 122- سُلَيْم بْن عيسى بْن سُلَيْم بن عامر بن غالب [6] .   [1] في تاريخ دمشق (التهذيب 6/ 281) . [2] انظر عن (سليمان بن عامر الكندي) في: الجرح والتعديل 4/ 133 رقم 577، والثقات لابن حبّان 6/ 383، ومعجم البلدان 1/ 562، وتهذيب الكمال 12/ 13، 14 رقم 2532، والكاشف 1/ 316 رقم 2124، وتهذيب التهذيب 4/ 203 رقم 342، وتقريب التهذيب 1/ 326 رقم 455، وخلاصة تذهيب التهذيب 152. [3] في الجرح والتعديل 4/ 133. [4] وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] هكذا في الأصل، وهو التالي. انظر تعليقنا بعد المصادر. [6] انظر عن (سليم بن عيسى بن سليم) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 347 رقم 2536 و 3/ 120 رقم 4507، والتاريخ الكبير 4/ 127 رقم 2198، والجرح والتعديل 4/ 215 رقم 933، والثقات لابن حبّان 8/ 295، ورجال الطوسي 211 رقم 144، ومعرفة القراء الكبار 1/ 138- 140 رقم 51، وميزان الاعتدال 2/ 231 رقم 3540، والمغني في الضعفاء 1/ 285 رقم 2641، والوافي بالوفيات 15/ 335 رقم 477، وغاية النهاية 1/ 318، 319 رقم 1397. ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ذكر العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 163، 164 رقم 674) : «سليم بن عيسى: مجهول في النقل، حديثه منكر غير محفوظ. حدّثناه يحيى بن عثمان، قال: حدّثنا أبو صالح كاتب الليث قال: حدّثنا سليم بن الجزء: 13 ¦ الصفحة: 214 أبو عيسى الحنفي، مولاهم الكوفيّ المقرئ، أحد الأعلام، وأخصّ تلامذة حمزة بِهِ، والمقدّم في الحِذْق بحروفه. مولده سنة ثلاثين ومائة، ومات سنة مائتين. هكذا أرّخه محمد بْن سعْد. وأما خَلَف القزّاز فقال: ولد سنة تسع عشرة ومائة، ومات سنة ثمانٍ وثمانين ومائة. وهذا أشبه كما تقدّم. 123- سُلَيْم بْن مُسْلِم الجمحيّ المكّيّ الخشّاب [1] .   [ () ] عيسى أبو يحيى، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن عائشة أنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أبغض العباد إلى الله- عزّ وجلّ- من كان ثوباه خير من عمله أن يكون ثيابه ثياب الأنبياء وعمله عمل الجبّارين» . وقد شكّ المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في كون الّذي ذكره العقيلي هو صاحب الترجمة هذا فقال في (ميزان الاعتدال 2/ 231 رقم 3540) : «سليم بن عيسى الكوفي القارئ إمام في القراءة. روى عن الثوري خبرا منكرا ساقه العقيلي، ولعلّ هذا الرجل غير القارئ» ، ثم ذكر الحديث نقلا عن العقيلي وقال في آخره: «هذا باطل» . وفي (المغني في الضعفاء 1/ 285 رقم 2641) جزم الذهبي بأن الّذي ذكره العقيلي هو القارئ صاحب الترجمة، فقال: «سليم بن عيسى، عن الثوري. قال العقيلي: مجهول، وحديثه منكر. قلت- أي الذهبي-: بل إمام في القراءة، جائز الحديث» . ويقول خادم العلم «عمر» : الله أعلم بصحّة ذلك. فصاحب الترجمة هنا يكنى: أبو عيسى. أمّا الّذي في ضعفاء العقيلي، فكنيته: أبو يحيى. ولعلّ اسم «عيسى» تصحّف إلى «يحيى» وهو أشبه. وبسبب هذا الإشكال ذكر المؤلّف هنا اسم «سليم» مفردا، وقال: هو صاحب حمزة الزيات. ثم، أعاد اسمه كاملا. وكأنه جزم بأن الّذي عند العقيلي هو هذا نفسه. وهذا ما نرجّحه، خصوصا أن البخاري يذكر أن سليم القارئ سمع الثوريّ، وحمزة الزيات. (التاريخ الكبير 4/ 127 رقم 2198) ومثله قال ابن أبي حاتم، وابن حبّان. [1] انظر عن (سليم بن مسلم الجمحيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 238، ومعرفة الرجال له 1/ 58 رقم 70، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 393 رقم 5726، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 244، والمعرفة والتاريخ 3/ 38 و 51 و 52، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 164 رقم 676، والمجروحين لابن حبّان 1/ 354، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1165- 1167، والأنساب لابن السمعاني 5/ 119، والمغني في الضعفاء 1/ 285 رقم 2648، وميزان الاعتدال 2/ 322 رقم 3457، ولسان الميزان 3/ 113 رقم 376. ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : وفي الرجال آخر اسمه الجزء: 13 ¦ الصفحة: 215 روى عَنْ: النَّضر بْن عربي [1] ، وابن أَبِي ليلى، وابن جُرَيج، ويونس بْن يزيد الأَيْليّ، وموسى بْن عُبَيْدة. وعنه: يحيى بْن حكيم المقدّم، وابن راهَوَيْه، ومحمد بْن مِهران الجمّال، ويعقوب بْن كاسب، وجعفر بْن مِهْران، والمسيّب بْن واضح [2] ، ومحمد بْن بحر البصْريّ. قَالَ يحيى بْن مَعِين [3] : جهْميٌ خبيث. وقال النَّسَائيّ [4] : متروك الحديث. وقال أَبُو حاتم [5] : ضعيف مُنْكَر الحديث. [6]   [ () ] «سليمان بن مسلم الخشّاب» ولكنه بصريّ، ويقال كوفي، ذكره ابن عدي، وقال: «وأظنّه يكنى أبا المعلّى» ، وهو يروي عن سليمان التيميّ أحاديث منكرة جدّا، (الكامل في الضعفاء 3/ 1134، 1135) وذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال 2/ 223 رقم 3513) والعقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 139 رقم 630) واسمه: «سليمان بن مسلم الخزاعي أبو المعلى» ، وابن حبّان في (المجروحين 1/ 332) ، وابن حجر في (لسان الميزان 3/ 106 رقم 350) باسم «سليمان بن مسلم الخشاب» و (3/ 112 رقم 369) باسم «سليم بن محمد الخشاب» . وقيل إنهما واحد. قال ابن حجر (3/ 113 رقم 376) : «وممّن فرّق بينهما ابن عديّ فقال في «سليم الخشاب» ولم يقله في «سليمان» قال- أي ابن عديّ- لا أعلم للمتقدّمين فيه كلاما، إلى آخر كلامه. واختلف في سين سليم، فقيل بفتحها، وقيل بالتصغير، وكنيته أبو مسلم» . يقول خادم العلم «عمر» : الأرجح أنهما اثنان كما قال ابن حجر. [1] في الكامل في الضعفاء 3/ 1166 «والنضر بن عزيز» وهو تصحيف. انظر عن النضر في (تهذيب التهذيب 10/ 442 رقم 805) . [2] في الأصل «وضاح» وهو غلط. والصواب ما أثبتناه. [3] في تاريخه 2/ 238، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 164 رقم 676، والكامل لابن عدّي 3/ 1166 وفي معرفة الرجال 1/ 58 رقم 70 قال: «كذّاب» . وقال مرة «ليس بثقة» (الكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 1166) . [4] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 244. [5] لم يذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، بل ذكر «سليمان بن مسلم أبو المعلّى الخزاعي» (ج 4/ 142، 143 رقم 618) ولم يقل فيه شيئا، وهو غير صاحب الترجمة كما أوضحنا قبل قليل. أما أبو حاتم بن حبّان فقال في (المجروحين 1/ 354) : «يروي عن الثقات الموضوعات الّذي يتخايل إلى المستمع لها- وإن لم يكن الحديث صناعته- أنها موضوعة، كان يحيى بن معين يزعم أنه كان جهميّا خبيثا» . [6] وقال أحمد بن حنبل: «قد رأيته بمكة، ليس يسوى حديثه شيئا، ليس بشيء. وكان يتّهم الجزء: 13 ¦ الصفحة: 216 124- سهل بْن زياد البصْريّ الطّحّان [1] . عَنْ: سليمان التَّيميّ، وداود بْن أَبِي هند، وشَرِيك. وعنه: أحمد بْن حنبل، ونُعَيْم بْن حمّاد، وحفص الرَّباليّ، وبِشْر بْن يوسف. صَدُوق. قَالَ أبو حاتم: تُكِلّم فيه، وما رأينا إلا خيرًا [2] .   [ () ] برأي جهم» . (العلل ومعرفة الرجال 3/ 393 رقم 5726) . وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: «وسليم بن مسلم المكيّ الخشاب، مولى بني عبد الدار، وابن له قد رأيته لم يكن موضعا للحديث ولم يكتب عنه، مرض مرضة فدخل عليه الناس وأقرانه، كان يحدّث ما لم يسمع، ثم صحّ، فعاد يحدّث تلك الأحاديث التي قال في مرضه لم يسمع منهم» (المعرفة والتاريخ 3/ 38) . وقال في موضع آخر (3/ 51، 52) : كان يحيى بن سليم الطائفي السّنّي وسعيد بن سالم القدّاح شهدا «على سليم الخشاب مولى الشيبيين ونزل بسليم مكروه وشدّة، فقال سليم: أما يحيى فرجل سليم لم يدر ما قلت ولا ما شهد به فهو في حل، ولكنّ القدّاح شهد عليّ بالباطل، على علم ومعرفة فحكم الله بيني وبينه» . وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه غير محفوظ» . [1] انظر عن (سهل بن زياد البصري) في: التاريخ الكبير 4/ 102، 103 رقم 2112، والجرح والتعديل 4/ 197 رقم 850، والثقات لابن حبّان 8/ 291، وميزان الاعتدال 2/ 237 رقم 3576، ولسان الميزان 3/ 118 رقم 405. وقد ورد في الأصل «سهاف» وهو غلط. [2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : الموجود في (الجرح والتعديل ج 4/ 197) ترجمتان، الأولى برقم (850) ل «سهل بن زياد الطحان يعدّ في البصريّين. روى عن داود بن أبي هند. روى عنه بشر بن يوسف، وأحمد بن حنبل. سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: وروى عن الأزرق بن قيس، وروى عنه نعيم بن حمّاد» . والثانية برقم (851) : «سهل بن زياد القطان، وهو ابن زياد بن مسلم أبو علي الباهلي الرازيّ. روى عن شريك، وابن المبارك، وأبي بكر بن عيّاش، ويحيى بن الضريس، وعبد الرحمن بن مغراء. روى عنه أبي، وسألته عنه فقال: تكلّموا فيه وما رأيت فيه إلا خيرا» . فيتّضح ممّا تقدّم أن قول أبي حاتم: «تكلّموا فيه» هو عن سهل بن زياد القطان الباهلي الرازيّ ويكنى أبا علي. مع أن المؤلّف الذهبي ذكر قوله في «سهل بن زياد البصري الطحّان» ، فكأنه جمع بينه وبين «القطان الباهلي الرازيّ» دون أن يذكر أنّ ابن أبي حاتم فرّق بينهما. مع أنّه فرّق بين الاثنين في (ميزان الاعتدال 2/ 237 و 238) فقال في الأول (رقم 3576) : «سهل بن زياد، أبو زياد. عن أيوب. ما ضعّفوه. له ترجمة في تاريخ الإسلام» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 217 125- سهل بْن هاشم بْن بلال الحبشيّ الواسطيّ ثمّ البَيْروتيّ [1]- ن. - عَنْ: الأوزاعيّ، وشُعْبَة، وسُفْيان، وجماعة. وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عمّار، ودُحَيْم، وسليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لا بَأْسَ بِهِ. 126- سهل بن يوسف البصريّ الأنماطيّ [3]- خ. 4.-   [ () ] وقال في الثاني برقم (3577) : «سهل بن زياد، أبو علي القطان. حدّث عن شريك. وتكلّم فيه ولم يترك وقال أبو حاتم: ما رأيت إلا خيرا» . وفرّق بينهما أيضا ابن حجر فقال برقم (405) : «سهل بن زياد أبو زياد. عن أيوب. ما ضعّفوه. وله ترجمة في تاريخ الإسلام انتهى. وفي ثقات ابن حبّان سهل بن زياد من أهل البصرة. يروي عن داود بن أبي هند. وعنه بشر بن يوسف. فالظاهر أنه هو. وقال الأزدي: سهل بن زياد الطحان أبو زياد عن سليمان التيمي وطبقته. منكر الحديث» . وقال برقم (406) : «سهل بن زياد أبو علي القطان. حدّث عن بشر. تكلّم فيه ولم يترك. وقال أبو حاتم: ما رأيت إلا خيرا. انتهى. وهذا اسم جده سلم وهو الباهلي. وروى أيضا عن ابن المبارك، وأبي بكر بن عياش روى عنه أبو حاتم» . قال خادم العلم «عمر تدمري» : يظهر بعد كل هذا أن قول أبي حاتم: «تكلّم فيه، وما رأينا إلّا خيرا» هو بحقّ «سهل بن زياد بن مسلم القطان الباهلي الرازيّ» الّذي يكنى أبا عليّ، وليس في حقّ «سهل بن زياد البصري الطحان» كما قيّده المؤلّف الذهبي هنا. لأن ابن أبي حاتم هو تلميذ «القطّان الباهليّ» وليس الطحان» وهو أدرى بذلك. والخلاصة أن جملة (قال أبو حاتم: تكلّم فيه..) هي مقحمة في الترجمة هنا، ويجب أن تحوّل. والله أعلم. [1] انظر عن (سهل بن هاشم البيروتي) في: التاريخ لابن معين 2/ 241، ومعرفة الرجال له 2/ 100 رقم 270، والمعرفة والتاريخ 1/ 478، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 403 و 2/ 683، والجرح والتعديل 4/ 205 رقم 884، والسنن للنسائي 1/ 181، والثقات لابن حبّان 8/ 290، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 26 أ، وتهذيب الكمال 12/ 209- 212 رقم 2622، والكاشف 1/ 326 رقم 2199، وميزان الاعتدال 2/ 241 رقم 3593، وتهذيب التهذيب 4/ 259 رقم 443، وتقريب التهذيب 1/ 337 رقم 569، وخلاصة تذهيب التهذيب 158، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 330 رقم 668. [2] في الجرح والتعديل 4/ 205. [3] انظر عن (سهل بن يوسف الأنماطي) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 218 عَنْ: حُمَيْد الطَّوِيلِ، وعَوْف، والعَوَّام بْن حَوْشَب، وعدّة. وعنه: أحمد، والفلاس، وبُنْدار، ونصر بْن عليّ. قَالَ النَّسَائيّ: ثقة [1] . 127- سُوَيْد بْن عَبْد العزيز بن نمير [2]- ت. ق. -   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 242، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 184، 185 رقم 1944، والتاريخ الكبير 4/ 102 رقم 2110، والتاريخ الصغير 205، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، والجرح والتعديل 4/ 205 رقم 886، والثقات لابن حبّان 6/ 407، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 325 رقم 454، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 158 رقم 492، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 187 رقم 701، وتهذيب الكمال 12/ 213، 214 رقم 2623، والكاشف 1/ 326 رقم 2200، وتهذيب التهذيب 4/ 259، 260 رقم 444، وتقريب التهذيب 1/ 337 رقم 570، وخلاصة تذهيب التهذيب 158. [1] تهذيب الكمال 12/ 214، وقال يحيى بن معين: «ثقة، سمعت منه» ، وقال أحمد: «أملى عليّ من كتابه في سنة ستّ وثمانين في رجب. وهي أول سنة دخلت فيها البصرة، وسمعت منه بعد ذلك أيضا في السنة الثانية سنة تسعين، ولم أسمع منه بعد سنة تسعين شيئا، أراه كان قد مات» . وقال أبو حاتم: «لا بأس به» . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [2] انظر عن (سويد بن عبد العزيز) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 470، والتاريخ لابن معين 2/ 243، 244، ومعرفة الرجال له 1/ 51 رقم 11، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 477 رقم 3126، والتاريخ الكبير 4/ 148 رقم 2282، والتاريخ الصغير 208، والضعفاء الصغير 263 رقم 151، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 498 و 623، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3/ رقم 283 و 309، والمعرفة والتاريخ 1/ 183 و 2/ 307 و 316 و 399 و 412 و 451 و 453 و 780 و 3/ 395، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 278 و 645 و 2/ 689 و 705 و 714، وتاريخ واسط لبحشل 91 و 106 و 111، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 259، والسنن لابن ماجة 2/ رقم 4115، والأوائل لابن أبي عاصم 81 رقم 186، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 96، وتاريخ الطبري 3/ 159 و 5/ 105 و 239، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 157، 158 رقم 662، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 72 و 74 و 76 و 84 و 86 و 138 و 200، والمعجم الكبير للطبراني 1/ رقم 58 و 2/ رقم 1219 و 1835 و 5/ رقم 4838 و 7/ رقم 7157 و 8/ رقم 8119، و 9/ رقم 9073 و 10/ رقم 9948 و 10695 و 11/ رقم 11091 و 12/ 12445 و 12994 و 13083 و 13333 و 18/ رقم 285 و 517 و 19/ رقم 6 و 19 و 257 و 643 و 682 و 20/ رقم 159 و 22/ رقم 89 و 23/ رقم 161 و 25/ رقم 399، والمعجم الصغير 1/ 157 و 158، والجرح والتعديل 4/ 238، 239 رقم 1020، والمجروحين لابن حبّان 1/ 350، 351، والكامل في الضعفاء لابن الجزء: 13 ¦ الصفحة: 219 أبو محمد السلميّ، مولاهم الدّمشقيّ القاضي. وُلّي قضاء بَعْلَبَكّ، وشارك في قضاء دمشق يحيى بْن حمزة في وقت. وكان مِن كبار العلماء، قرأ القرآن عَلَى يحيى الذَّماريّ، وغيره. أخذ عَنْهُ: أبو مُسْهٍر، وهشام، والربيع بْن ثعلب القراءة. وقد روى الحديث عَنْ: أيّوب، وأبي الزُّبَيْر، وحسين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وثابت بْن عَجْلان، وعاصم الأحْوَل، وحميد الطويل، وطائفة. وقرأ أيضا على الحسن بن عمران تلميذ عطية بن قيس، وقد قرأ عطيّة عَلَى أمّ الدَّرْداء. روى عَنْهُ: دُحَيْم، ومحمد بْن عائذ، وداود بْن رشيد، وابن ذَكْوان، ومحمد بْن أَبِي السَّريّ، وعدّة. قال: أبو نعيم الحلبيّ: نا سُوَيْدٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نَهَى عَنْ بَيْعِ السُّنْبُلِ حَتَّى يَيْبَسَ» [1] . رَوَى دُحَيْمٌ، عَنْ سويد قال: ولدت سنة ثمان ومائة.   [ () ] عديّ 3/ 1260- 1263، وسنن الدارقطنيّ 2/ 199 رقم 4 و 4/ 284 رقم 47، ومسند الشهاب للقضاعي 2/ 83 رقم 931، والسنن الكبرى للبيهقي 7/ 448، والمستدرك على الصحيحين للحاكم 1/ 440، ومعجم البلدان 1/ 675 و 2/ 27 و 33 و 150 و 4/ 758، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 17/ 648 وما بعدها، وتهذيب الكمال 12/ 255- 262، رقم 2644، والكاشف 1/ 329 رقم 2216، والمغني في الضعفاء 1/ 194 رقم 2708، وميزان الاعتدال 2/ 251، 252 رقم 3623، والعبر 1/ 314، وسير أعلام النبلاء 9/ 18 19 رقم 4، وغاية النهاية 1/ 321 رقم 1407، والوافي بالوفيات 16/ 52 رقم 70، وتهذيب التهذيب 4/ 276، 277 رقم 473، وتقريب التهذيب 1/ 340 رقم 599، وخلاصة تذهيب التهذيب 159، وشذرات الذهب 1/ 340، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 331- 336 رقم 669. [1] أخرجه مسلم في البيوع (1535) باب النهي عن بيع الثمار قبل بدوّ صلاحها بغير شرط القطع، من طريق: أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عن بيع النخل حتى يزهو وعن السنبل حتى يبيضّ ويأمن العاهة. نهى البائع والمشتري. والترمذي في البيوع (1245) باب ما جاء في النهي عن المحاقلة والمزابنة. والنسائي في البيوع 7/ 270، 271 باب بيع السنبل حتى يبيضّ- وأبو داود في البيوع (3368) باب في بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وأحمد في المسند 2/ 5. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 220 وقال ابْنُ مَعِينٍ [1] : سُوَيْدٌ وَاسِطِيٌّ، انْتَقَلَ إِلَى دِمَشْقَ. لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ، كَانَ يَقْضِي بَيْنَ النَّصَارَى. وروى محمد بْن عوف، عنِ ابن مَعِين قَالَ: سُوَيْد لا يجوز في الضحايا [2] . وقال أحمد [3] : متروك. وقال الْبُخَارِيّ [4] : في حديثه نظر لا يُحتَمَل [5] . وقال النَّسَائيّ [6] : لَيْسَ بثقة. وقال أبو حاتم [7] : لَيْسَ بالقويّ. وقال الدّارَقُطْنيّ: يُعْتَبَر بِهِ. قَالَ عليّ بْن حُجْر: قُلت لهُشَيْم: شيخ مِن أهل واسط بدمشق يُقال لَهُ سُوَيْدة فأثني عَليْهِ [8] . وقال ابْن سعْد [9] : أَنَا أبو عَبْد الله الشاميّ قَالَ: وُلّي سُوَيْد قضاء بَعْلَبَكّ، وكان محتاجًا، فلقيه داود بْن أبي شَيْبان فقال: يا أبا محمد وُلَّيت القضاء بعد العِلم والحديث؟ قَالَ: نعم، نَشَدْتُكَ باللَّه أَتَحْت جُبّتك شِعار؟ فقال داود: نعم! فرفع سُوَيْد جُبّته فإنّما تحتها ثوب. ثمّ قَالَ: أنْشُدُك الله هَلْ هذا الطَّيْلسان لك؟ قال: نعم! قال: فو الله ما هذا الطَّيْلسان لي، أفلا ألي القضاء؟ فو الله لو ولّيت بيت   [1] في تاريخه 2/ 244، وقال أيضا: ليس حديثه بشيء. وفي معرفة الرجال 2/ 51 رقم 11 قال: «ليس بثقة» . [2] تهذيب الكمال 12/ 259. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 477 رقم 3126 «متروك الحديث» . [4] في الضعفاء الصغير 263 رقم 151. [5] وفي تاريخه الكبير قال: «عنده مناكير، أنكرها أحمد» . [6] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 259. [7] في الجرح والتعديل 4/ 239 لم يقل: «ليس بالقويّ» بل قال: «سويد بن عبد العزيز هو سلمي قاضي دمشق، في حديثه نظر، هو ليّن الحديث» . [8] تهذيب الكمال 12/ 261. [9] في طبقاته 7/ 470. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 221 المال لوليته. قلت: قد روى عَنْهُ مِن البعالكة [1] : إبراهيم بْن النَّضْر [2] ، وعبد الحميد بْن حمّاد الْقُرَشِيّ [3] ، وأبو سُلَيْم عَبْد الرَّحْمَن بْن ضحّاك [4] ، ومحمد بْن هاشم [5] . وقد وثّقه دُحَيْم وحده [6] . مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة. 128- سيّار بْن حاتم [7]- ت. ن. ق. - أبو سلمة البصريّ العنزيّ العابد. روى عَنْ: جعفر بْن سُليمان، وصَحِبه مُدة، وعن: الحارث بْن نَبْهان، وعبد الواحد بن زياد، وطائفة.   [1] هكذا في الأصل، وهي نسبة إلى بعلبكّ تفرّد بها المؤلّف- والمشهور في النسبة إليها: بعلبكّيّ، أو بعليّ. [2] هكذا في الأصل. وفي تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 4/ 460 «إبراهيم بن النضير» ويكنى أبا إسحاق البعلبكي. روى عنه ابن أخيه حميد بن محمد بن النضير. (انظر: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- بتأليفنا- ج 1/ 264 رقم 64) . [3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 190 «القرني التعليلي» ، ويكنى: أبا الوليد، انظر: (موسوعة علماء المسلمين 3/ 41، 42 رقم 744) . [4] يكنّى: أبا سليم، الفارسيّ البعلبكي ويعرف بابن كسرى. (موسوعة العلماء 3/ 52، 53 رقم 763) . [5] هو أبو عبد الله القرشي البعلبكي، من كبار محدّثيها. انظر عنه في (موسوعة العلماء 4/ 27- 31 رقم 1629) . [6] المعرفة والتاريخ 1/ 183. [7] انظر عن (سيّار بن حاتم العنزي) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 96 رقم 388، والتاريخ الكبير 4/ 161 رقم 2334، والتاريخ الصغير 215، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 48، والمعرفة والتاريخ 2/ 145 و 3/ 228، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 91، والجرح والتعديل 4/ 257 رقم 1111، والثقات لابن حبّان 8/ 298، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ 236 أ، وتهذيب الكمال 12/ 307 رقم 2666، والكاشف 1/ 332 رقم 2235، والمغني في الضعفاء 1/ 291 رقم 2711، والعبر 1/ 331، وميزان الاعتدال 2/ 253، 254 رقم 3628، وتهذيب التهذيب 4/ 290 رقم 497، وتقريب التهذيب 1/ 343 رقم 623، وخلاصة تذهيب التهذيب 160. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 222 ويغلب عَلَى حديثه القَصَص والرقائق. روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وهارون الحمّال، وعليّ بْن مُسْلِم. الطُّوسيّ، ومؤمَّل بْن إهاب، وعبد الله بْن الحَكَم القَطَوانيّ، وآخرون. ذكره ابن حِبّان في «الثَّقات» [1] . وقيل: كَانَ مِن الصُّلَحاء السَّليمي الباطن. قَالَ أبو داود: سَأَلت القواريريّ عَنْهُ فقال: لم يكن لَهُ عقل. كَانَ معي في الدُّكّان. قلت: أيتهم بكَذِب؟ قَالَ: لا! [2] . وقال الحاكم: كَانَ عابد عصره. أكَثْرَ عَنْهُ أحمد بْن حنبل [3] . وقال الأزديّ: عنده مناكير [4] . قِيلَ: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة. وقيل: سنة مائتين.   [1] ج 8/ 298. [2] تهذيب الكمال 12/ 308. [3] وقال الحاكم في (الأسامي والكنى) : «في حديثه بعض المناكير» . [4] قال يحيى بن معين: «يتكلم فيه القواريري. كان صدوقا ثقة ليس به بأس، ولم أكتب عنه شيئا قط» . (معرفة الرجال) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 223 حرف الشين 129- شبيب بْن سُلَيْم [1] الأُسَيديّ البصْريّ. رَأَى الحَسَن البصْريّ سَلْم واحدةً [2] . وروى عَنْ: مِقْسَم، وعن أَبِي هانئ. وعنه: إبراهيم بْن مهديّ، والفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، ونُعَيْم بْن حمّاد، ورسته، ضعّفه الفلّاس، والدّارقطنيّ [3] . 130- شعيب بن حرب [4]- خ. د. ن. -   [1] انظر عن (شبيب بن سليم) في: الجرح والتعديل 4/ 359 رقم 1570، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1349، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 105 رقم 285، والمغني في الضعفاء 1/ 295 رقم 2737، وميزان الاعتدال 2/ 262 رقم 3659، ولسان الميزان 3/ 138 رقم 481. [2] في الجرح والتعديل 4/ 359: «روى عن الحسن أنه رآه سلّم من الصلاة تسليمة واحدة» . [3] في الضعفاء والمتروكين رقم 285. وقال ابن عديّ: «لم يحضرني لشبيب بن سليم هذا حديثا مسندا فأذكره» . [4] انظر عن (شعيب بن حرب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 320، والتاريخ لابن معين 2/ 257، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 370، وتاريخ الدارميّ، رقم 422، والورع 6 و 9، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 750 و 753 و 3/ 5136 و 5838، والتاريخ الكبير 4/ 222 رقم 2578، والمعرفة والتاريخ 1/ 444 و 722، وتاريخ واسط لبحشل 89، والجرح والتعديل 4/ 342، 343 رقم 1504، والثقات لابن حبّان 8/ 308، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 519، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 282 ب، وتاريخ بغداد 9/ 239- 242 رقم 4814، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 211 رقم 788، ووفيات الأعيان 2/ 470، 471 رقم 293 وصفة الصفوة الجزء: 13 ¦ الصفحة: 224 أبو صالح المدائنيّ البغداديّ الزّاهد العابد، نزيل مكّة. روى عَنْ: عِكْرمة بْن عمّار، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وشُعْبَة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح البزار، ويعقوب الدورقي، ومحمد بن عيسى المدائني، وطائفة سواهم. وثقه أبو حاتم [1] ، وغيره [2] . وكان منعوتا بالعبادة والورع، أمارا بالمعروف [3] . أثنى عليه سري السقطي [4] . وقال أحمد: شعيب حمل على نفسه في الورع [5] . وقال عبد الله بن خبيق: سَمِعْتُ شعيب بْن حرب يَقُولُ: أكلتُ في عشرة أيام أكلة [6] . وقال أبو حمدون الطَّيّب بْن إسماعيل: ذهبنا إلى شُعيب إلى المدائن وقد بنى لَهُ كوخًا، وعنده خبز يابس [7] ، يبلّه، وهو جلد وعظم [8] .   [ () ] 3/ 7- 10 رقم 372، وتهذيب الكمال 12/ 511- 516 رقم 2746، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 663، والكاشف 2/ 11 رقم 2307، والعبر 1/ 263 و 281 و 323، وسير أعلام النبلاء 9/ 188- 191 رقم 54، ومرآة الجنان 1/ 457، والوافي بالوفيات 16/ 162 رقم 188، وشرح علل الترمذي لابن رجب 82 و 159، وغاية النهاية 1/ 327 رقم 1424، والعقد الثمين 5/ 11، وتهذيب التهذيب 4/ 350، 351 رقم 587، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 74، وخلاصة تذهيب التهذيب 166، وشذرات الذهب 1/ 349. [1] قال في الجرح والتعديل 4/ 343: «ثقة مأمون» . [2] قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كان ثقة له فضل. ووصفه أحمد بالرجل الصالح، وكذا قال العجليّ ووثّقه. وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [3] تاريخ بغداد 9/ 239، وفيات الأعيان 2/ 470. [4] قال السريّ: «أربعة كانوا في الدنيا أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، ولم يدخلوا أجوافهم إلا الحلال، فقيل له: من هم يا أبا الحسن؟ قال: وهيب بن الورد، وشعيب بن حرب، ويوسف بن أسباط، وسليمان الخوّاص» . (تاريخ بغداد 9/ 241) . [5] تاريخ بغداد 9/ 240، 241، صفة الصفوة 3/ 7. [6] تاريخ بغداد 9/ 241، صفة الصفوة 3/ 8. [7] في الأصل: «وعنده خبزا يابسا» وهو غلط نحوي. [8] تاريخ بغداد 9/ 240، صفة الصفوة 3/ 7. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 225 وقد كان قرأ القرآن غير مرّة على حمزة الزّيّات وصحِبَه. قال عَبْد الله بْن أيوب المخرميّ: قَالَ شُعيب بْن حرب: مِن طلب الرئاسة ناطَحَتْه الكِباش. ومن رضي أن يكون ذَنَبًا أبى الله إلا أن يجعله رأسًا [1] . قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة [2] . 131- شُعَيْب بن العلاء الرازي [3] . أَبُو مُحَمَّد السَّرَّاج، ولقبه أَبُو هُرَيْرَةَ. رَوَى عن: حجاج بن أرطأة، وابن جريج، وجويبر، وسفيان الثوري. وعنه: عمرو بن رافع، ومحمد بن عمرو زنيج. صدوق [4] . 132- شعيب بن الليث بن سعد الفهميّ [5]- م. د. ن. - مولاهم المصريّ.   [1] صفة الصفوة 3/ 10. [2] تاريخ بغداد 9/ 242 وفيه قيل سنة 199 هـ-. وكذا أرّخ وفاته ابن خلّكان (2/ 471) ، وجزم ابن الجوزي بوفاته سنة 197 هـ-. [3] انظر عن (شعيب بن العلاء) في: الجرح والتعديل 4/ 350 رقم 1535، والثقات لابن حبّان 4/ 357. [4] قال أبو حاتم: «صالح الحديث» . [5] انظر عن (شعيب بن الليث) في: التاريخ الكبير 4/ 224 رقم 2590، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 80، والمعرفة والتاريخ 1/ 167 و 188 و 2/ 441 و 444، والجرح والتعديل 4/ 351 رقم 1538، والثقات لابن حبّان 8/ 309، والولاة والقضاة للكندي 410، والسنن للدارقطنيّ 1/ 305 رقم 14، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 166، 167 رقم 518، ورجال صحيح مسلم 1/ 302 رقم 652، والسابق واللاحق 121، وتاريخ جرجان 122، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 211 رقم 789، والكاشف 2/ 12 رقم 2315، والعبر 1/ 330، والوافي بالوفيات 16/ 161 رقم 187، وتهذيب التهذيب 4/ 355 رقم 597، وتقريب التهذيب 1/ 353 رقم 83، وحسن المحاضرة 1/ 128، وخلاصة تذهيب التهذيب 167، وشذرات الذهب 1/ 357. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 226 عَنْ: أَبِيه، وموسى بْن عليّ بْن رباح. وعنه: ولده عَبْد المُلْك، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُليمان، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عَبْد الحَكَم، وغيرهم. وكان إمامًا مُفْتيًا ثقة [1] . قَالَ ابن وهْب: ما رَأَيْت ابنًا لعالم أفضل مِن شُعيب بْن اللَّيْثُ [2] . قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ تسعٍ وتسعين ومائة، وله أربعٌ وستّون سنة. 133- شقيق البلخيّ [3] .   [1] قال ابن أبي حاتم: «سَأَلت أبي عَنْهُ قلت: هو أحب إليك أو عبد الله بن عبد الحكم؟ فقال: شعيب أحلى حديثا» . (الجرح والتعديل 4/ 351) وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن شاهين: «قال أحمد بن صالح في شعيب بن الليث: ثقة. قيل لأحمد: سمع شعيب الكتب من أبيه؟ فقال: كان يقول: سمعت بعضا وفاتني بعض، وهذا من ثقته، قيل له: سمعت منه شيئا؟ فقال: أخذت منه كتاب التاريخ لأبيه، سمعت منه شيئا قرئ عليه وأنا حاضر» . [2] تهذيب الكمال 12/ 533. [3] انظر عن (شقيق البلخي) في: الزهد لابن المبارك 349 رقم 982، وعيون الأخبار 2/ 140، والجرح والتعديل 4/ 373 رقم 1623، وطبقات الصوفية للسلمي 61- 66 رقم 7، وحلية الأولياء 8/ 58- 73 رقم 395، والزهد الكبير للبيهقي 211 رقم 530، وصفة الصفوة 4/ 159، 160 رقم 703، والرسالة القشيرية 13، والتذكرة الحمدونية 1/ 174 و 181 و 182، وربيع الأبرار 1/ 696، 697، والمستطرف 1/ 70، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 329- 335، ووفيات الأعيان 1/ 32 و 2/ 26 و (475 و 476) و 7/ 318، والعبر 1/ 315، وسير أعلام النبلاء 9/ 313- 316 رقم 98، ودول الإسلام 1/ 123، وميزان الاعتدال 2/ 279 رقم 3741، والمختصر في أخبار البشر 2/ 19، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 362، ومرآة الجنان 1/ 445، ونزهة الظرفاء وتحفة الخلفاء لابن رسول الغساني 48، 49، وفوات الوفيات 2/ 105، والجواهر المضيّة 2/ 254، 255 رقم 647، والكامل في التاريخ 6/ 237، والوافي بالوفيات 16/ 173، 174 رقم 206، والمغني في الضعفاء 1/ 300 رقم 2789، وطبقات الأولياء 8/ 9 و 11- 15 و 178 و 244 و 401 و 468 و 494، والنجوم الزاهرة 2/ 21 و 146، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 76، وذيل الجواهر المضيّة 2/ 555، والطبقات السنية، رقم 975، وشذرات الذهب 1/ 341، والكواكب الدريّة للمناوي 1/ 121، 122، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 42، ولسان الميزان 3/ 151، 152 رقم 544. وقد أخطأ محقق (سير أعلام النبلاء) الأستاذ كامل الخراط فذكر تاريخ ابن معين في أول مصادر الترجمة وهو خطأ. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 227 هُوَ أبو عليّ شقيق بْن إبراهيم الأزديّ، الزّاهد، أحد الأعلام، صاحب إبراهيم بْن أدهم. حدَّث عَنْ: إسرائيل، وعبّاد بْن كثير، وكثير بْن عَبْد الله الأَيْليّ. وعنه: حاتم الأصم، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، ومحمد بن أبان المستملي، والحسين بن داود البلخي، وغيرهم. عن علي بن محمد بن شقيق البلخي قال: كانت لجدّي ثلاثمائة قرية، ثمّ مات بلا كفن. وسيفه إلى الساعة يتبرّكون بِهِ [1] . وخرج إلى التُّرْك تاجرًا، فدخل عَلَى عَبَدة الأوثان، فرأى عالِمهم قد حلق لِحْيته، فقال: هذا باطل، ولكم خالق وصانع قادر عَلَى كلّ شيء. فقال لَهُ: لَيْسَ يوافق قولك فِعلك. قَالَ: وكيف؟ قَالَ: زعمت أنّه قادر عَلَى كلّ شيء، وقد تعنّيت [2] إلى هنا تطلب الرزق، فلو كَانَ كما تَقُولُ، كَانَ الَّذِي يرزقك هنا يرزقك هناك وتريح العناء. قَالَ: فكان هذا سبب زهدي [3] . وعن شقيق قَالَ: كنتُ شاعرًا فرزقني الله التوبة. وخرجت من ثلاثمائة ألف درهم، وكنتُ مُرابيًا [4] ، لبستُ الصُّوف عشرين سنة وأنا لا أدري، حتى لقيت عَبْد العزيز بْن أَبِي رَواد فقال: لَيْسَ الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف. الشأن أن تعرف الله بقلبك لا تُشْرِك بِهِ شيئًا. والثانية: الرضى عَنِ الله، والثالثة: تكون بما في يدي الله أوثق منك بما في أيدي الناس [5] .   [1] حلية الأولياء 8/ 59، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 331، صفة الصفوة 4/ 159. [2] في الحلية «تغيبت» . [3] حلية الأولياء 8/ 59، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 330، الرسالة القشيرية 13، صفة الصفوة 4/ 159، وفيات الأعيان 2/ 476. [4] هكذا في الأصل والحلية، وفي تهذيب تاريخ دمشق: «مرائيا» . [5] حلية الأولياء 8/ 59، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 331، صفة الصفوة 4/ 59 أ، 160. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 228 وعن شقيق قَالَ: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميّزت بين الدنيا والآخرة، فأصبته في حرفين. قوله تعالى: وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا [1] 28: 60 وَما عِنْدَ الله خَيْرٌ وَأَبْقى 28: 60 [2] . وعن حاتم الأصمّ، عَنْ شقيق قَالَ: لو أن رجلا عاش مائتي سنة لا يعرف هذه والأربعة لم يَنْجُ: أوّلها معرفة الله تعالى، الثاني: معرفة النفس، الثالث: معرفة أمر الله ونهيه، الرابع معرفة عدّو الله وعدّو النفس [3] . قَالَ أبو عقيل الرَّصافيّ: نا أحمد بْن عَبْد الله الزّاهد: سَمِعْتُ شقيق بْن إبراهيم يَقُولُ: ثلاث خِصال هِيَ نتاج الزُّهْد: الأولى: أن تميل عَنِ الهوى. الثانية: تنقطع إلى الزُّهْد بقلب. الثالث: أن يذكر إذا خلا كيف مدخله ومخرجه، كيف يدخل قبره؟ ويذكر الجوع، والعطش والحساب والصراط والعري والفضيحة وطول القيام [4] . وقد ذُكِر عَنْ شقيق مَعَ انقطاعه وزُهده أنّه من كبار المجاهدين في سبيل الله. وكذا فلْيكن زُهد الأولياء رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. روى محمد بْن عِمران، عَنْ حاتم الأصمّ قَالَ: كنّا مَعَ شقيق ونحن مُصافُّوا العدّو وَالتُّرْكَ، في يوم لا أرى فيه إلا رءوسًا تندر، وسيوفًا تُقطع، ورِماحًا تُقصف. فقال لي: كيف ترى نفسك؟ هِيَ مثل الليلة التي زُفّت فيها إليك امرأتك؟ قلت: لا والله! قَالَ: ولكنّي أرى نفسي كذلك. ثمّ نام بين الصَّفَّيْن ودَرَقَتُه [5] تحت رأسه حَتَّى سمعت غطيطُه. فأخذني يومئذ تركيّ   [1] سورة الشورى، الآية 46. [2] سورة القصص، الآية 60، وسورة الشورى، الآية 36. والخبر في حلية الأولياء 8/ 60، وطبقات الصوفية للسلمي 64. [3] باختصار عن الحلية 8/ 60، 61. [4] باختصار عن الحلية 8/ 62. [5] الدرقة: الترس من جلد ليس فيه خشب ولا عقب. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 229 وأضجعني للذَّبْح. فبينا هُوَ يطلب السَّكّين مِن خُفّه إذ جاء. سهمٌ عَائر، فذبحه وألقاه عنّي [1] . وعن حاتم، عَنْ شقيق قَالَ: مَثَلُ المؤمن مثل رجلٍ غرس نخلةً فخاف أن تحمل شوكًا، ومثل المنافق كَمَثل رجلٍ زرع شوكًا يطمع أن يحمل تمرًا.. هيهات [2] . وعن شقيق قَالَ: لَيْسَ شيء أحبّ إلي مِن الضَّعيف لأنّ رُزْقه عَلَى الله، وأجره لي [3] . وقال الحسين بْن داود: نا شقيق: الزّاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، المداوم عَلَى العبادة قَالَ: ثنا أبو هاشم الأَيْليّ فذكر حديثًا. وعن شقيق قَالَ: لقِيت سُفْيان الثَّوْريّ فأخذت منه لباسَ الدون، رَأَيْت لَهُ إزارًا ثمنه أربعة دراهم إذا جلس متربّعًا أو مدَّ رِجْلَيه يخاف أن تبدو عورته [4] . وأخذت الخشوع مِن إسرائيل [5] . وقال محمد بْن أبان المستمليّ: سَمِعْتُ شقيقًا يَقُولُ: أخذت العبادة مِن عبّاد بن كثير [6] ، والفِقْه مِن زُفَر. قَالَ ابن أَبِي الدنيا: ثنا محمد بْن الحسين قَالَ: سُئِل شقيق: ما علامة التوبة؟ قَالَ: إدمان البكاء عَلَى ما سلف مِن الذَّنوب، والخوف المُقْلِق مِن الوقوع فيها، وهجران إخوان السُّوء، وملازمة أهل الخير [7] .   [1] حلية الأولياء 8/ 64، الرسالة القشيرية 13، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 335، صفة الصفوة 4/ 160، طبقات الأولياء 13 باختصار شديد. [2] حلية الأولياء 8/ 71، صفة الصفوة 4/ 160. [3] حلية الأولياء 8/ 71، طبقات الصوفية للسلمي 65 رقم 21، طبقات الأولياء لابن الملقّن 14. [4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 331. [5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 331. [6] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 332، صفة الصفوة 4/ 160. [7] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 334، طبقات الأولياء لابن الملقّن 13. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 230 وقال ابن أَبِي الدنيا: نا أحمد بْن سَعِيد: قِيلَ لشقيق: ما علامة العبد المباعَد المطرود؟ قَالَ: إذا رَأَيْته قد ضيّع الطاعة، واستوحش قلبه منها وحَلَتْ لَهُ المعصية، واستأنس بها ورغِب في الدنيا وزهِد في الآخرة [1] . وعن شقيق قَالَ: ما للعبد صاحب خير مِن الخوف والهمّ فيما مضى مِن ذنوبه وما ينزل بِهِ [2] . وعنه قَالَ: مِن شكا مصيبة نزلت بِهِ إلى غير الله، لم يجد حلاوة الطاعة أبدًا [3] . قَالَ الحاكم في تاريخه: قِدم شقيق نَيْسابور عند خروجه راجلا، في ثلاثمائة مِن زُهّاد خُراسان معه، أيّام المأمون، يعني أيّام ولايته خُراسان. قَالَ: فطلب المأمون الاجتماع بِهِ، فامتنع حتّى تشفّع إليه المأمون. روى عَنْهُ مِن أهل نَيْسابور: أيّوب بْن الحَسَن الزّاهد، وعليّ بْن الحَسَن الأفطس، وغيرهما. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتٍ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازُ عُرِفَ بِابْنِ الْخَالِ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ، نَا شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ، نَا أَبُو هَاشِمٍ الأَيْلِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا ابْنَ آدَمَ لا تَزُولُ قَدَمَاكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عُمْرُكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ، وَجَسَدُكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ، ومالك من أين اكتسبه وأين أنفقته» [4] . إسناده واه، ومعناه صحيح.   [1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 334، طبقات الأولياء لابن الملقّن 13. [2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 334. [3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 334، طبقات الأولياء لابن الملقّن 13. [4] أخرجه الترمذي في صفة القيامة (2417) من طريق: عبد الله بن عبد الرحمن، عن الأسود بن عامر، عن أبي بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة الأسلمي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل الجزء: 13 ¦ الصفحة: 231 ذكر أبو يعقوب القرّاب أنّ شقيق بْن إبراهيم رحِمه الله تعالى قُتِل في غزوة كولان [1] سنة أربع وتسعين ومائة [2] .   [ () ] عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 73، والدارميّ 1/ 135. [1] كولان: بالضم، وآخره نون. بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر. (معجم البلدان 4/ 494) . [2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 335، وفي وفيات الأعيان 2/ 476 كانت وفاته سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكذا جزم ابن الجوزي. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 232 حرف الصاد 134- صالح بْن بَيان الثَّقَفيّ [1] . ويُقال العبْديّ، قاضي بلد سِيراف مِن أعمال فارس. ويعرف بالسّاحليّ. حكى عن: شعبة، وسفيان، وفُرات بْن السّائب. وعنه: محمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سمينة، وأحمد بْن مطهّر، وغيرهما. قَالَ الدّارَقُطْنيّ [2] : متروك الحديث. [3] 135- صالح بْن مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ   [1] انظر عن (صالح بن بيان الثقفي) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 200 رقم 724، والكامل في الضعفاء 4/ 1384، وتاريخ بغداد 9/ 310، 311 رقم 4846، والمغني في الضعفاء 1/ 302 رقم 2818، وميزان الاعتدال 2/ 290 رقم 3775، ولسان الميزان 3/ 166، 167 رقم 674. [2] في تاريخ بغداد 9/ 311. [3] ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: «الغالب على حديثه الوهم، ويحدّث بالمناكير عمّن لم يحتمل» . وقال محمد بن مطهر المصيصيّ: «كان شيخا صالحا» . وقال ابن عديّ: وصالح بن بيان لا أعرف له إلا الشيء اليسير. وقال الخطيب: «كان ضعيفا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات» . [4] انظر عن (صالح بن موسى بن عبد الله) في: التاريخ لابن معين 2/ 266، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1656، والتاريخ الكبير 4/ 291 رقم 2864، والتاريخ الصغير 193، والضعفاء الصغير 264 رقم 169، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 73 رقم 91 و 89 رقم 127، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 627، والمعرفة والتاريخ 3/ 42، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 476، والضعفاء والمتروكين الجزء: 13 ¦ الصفحة: 233 التَّيميّ الطَّلْحيّ الكوفيّ- ت. ق. - عَنْ: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْن رُفيع، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صالح، ومعاوية بْن إِسْحَاق، وهشام بْن عُرْوة. وعنه: داود بن عمرو الضّبّيّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ. قَالَ الْبُخَارِيّ [1] : مُنْكَر الحديث. وقال س [2] : متروك الحديث [3]   [ () ] للنسائى 293 رقم 298، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 203 رقم 730، والجرح والتعديل 4/ 415 رقم 1825، والمجروحين لابن حبّان 1/ 369، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1386- 1389، ورجال الطوسي 219 رقم 8، والسنن للدارقطنيّ 2/ 128 رقم 1 و 4/ 208 رقم 17، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 107 رقم 291، والأنساب لابن السمعاني 8/ 246، والضعفاء لأبي نعيم، رقم 99، والتبيين في أنساب القرشيّين 269، وتهذيب الكمال 13/ 95- 99 رقم 2841، والكاشف 2/ 22 رقم 2386، والمغني في الضعفاء 1/ 305 رقم 2845، وميزان الاعتدال 2/ 301 رقم 3831، وسير أعلام النبلاء 8/ 161 رقم 25، وتهذيب التهذيب 4/ 404، 405 رقم 690، وتقريب التهذيب 1/ 363، رقم 57، وخلاصة تذهيب التهذيب 172. [1] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 138. [2] أي النسائي، في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 298، وفي موضع آخر قال: «لا يكتب حديثه، ضعيف» (تهذيب الكمال 13/ 97) . [3] وقال الجوزجاني (رقم 91) : «ضعيف الحديث» ، وقال أيضا (رقم 127) : «يضعّف حديثه» . وقال ابن معين: «صالح بن موسى ليس بشيء» . (تاريخ ابن معين 2/ 266، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 203) . وذكر العقيلي حديثا من طريقه عن الصلاة في الرجال، وقال: «لا يتابع عليه ولا على غير شيء من حديثه» . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، منكر الحديث جدّا، كثير المناكير عن الثقات. ليس يعجبني حديثه» . وقال ابن حبّان: «كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به» . وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه إما يكون غلطا في الإسناد أو متن يرويه الجزء: 13 ¦ الصفحة: 234 136- صَعْصَعَةُ بنُ سلام [1] . ويقال ابن عَبْد الله الدّمشقيّ. روى عَنِ: الأَوْزَاعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَالِكِ. ثمّ دخل الأندلس وصار عالِمها ومُفتيها، وولي خطابة قُرْطُبَة. حدَّث عَنْهُ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أيّوب القُرْطُبيّ، وموسى بْن ربيعة. قال ابن يونس: كنْيته أبو عَبْد الله. وكان أول مِن أدخل الحديث الأندلس. قال: وتوفّي سنة اثنتين وتسعين ومائة. وقيل سنة ثمانين ومائة [2] . 137- صغديّ بن سنان [3] .   [ () ] بإسناده لا يرويه غيره، وهو عندي ممّن لا يتعمّد الكذب ولكن يشبّه عليه ويخطئ، وأكبر ما يلحقه في أحاديثه ما يرويه في جدّه طلحة من الفضائل فيما لا يتابعه أحد عليه» . وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء. [1] انظر عن (صعصعة بن سلّام) في: تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 203، 204 رقم 610، وجذوة المقتبس للحميدي 244، 245 رقم 510، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 425، وبغية الملتمس للضّبي 324 رقم 853، ومرآة الجنان 1/ 430، والعبر 1/ 309، والوافي بالوفيات 16/ 308، 309 رقم 336، وشذرات الذهب 1/ 332، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 365، 366 رقم 698. [2] ذكرت مصادره التاريخين لوفاته. وقيل: هو فقيه من أصحاب الأوزاعي، وهو أول من أدخل مذهب الأوزاعيّ في الأندلس. وكانت الفتيا دائرة عليه في الأندلس أيام عبد الرحمن بن معاوية، وصدرا من أيام هشام، وولي الصلاة بقرطبة، وفي أيامه غرست الأشجار في المسجد الجامع، وهو مذهب الأوزاعي والشاميين، ويكرهه مالك وأصحابه. [3] انظر عن (صغديّ بن سنان) في: التاريخ لابن معين 2/ 270، والضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 309، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 216 رقم 755، والجرح والتعديل 4/ 453، 454 رقم 2000، والمجروحين لابن حبّان 1/ 376، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1409، 1410، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 177 رقم 566، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 108 رقم 297، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 235 أبو معاوية البصْريّ. عَنْ: يونس بْن عُبَيْد، وابن جُرَيج، وجعفر بْن الزُّبَيْر، ومحمد بْن مضاء. وعنه: محمد بْن صالح البغداديّ، وزيد بْن الحُرَيْش، والوليد بن عمرو بْن سُكَين، ومحمد بْن هشام بْن أبي خيرة السُّدُوسيّ، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ غيره [2] : ضعيف [3] . 138- صَفْوان بْن عيسى [4] ، أبو محمد الزّهريّ البصريّ القسّام- م. ع. -   [ () ] والأنساب 8/ 70، واللباب 2/ 243، والمغني في الضعفاء 1/ 309 رقم 2885، وميزان الاعتدال 2/ 316 رقم 3894، وفيه تحرّف إلى «صغذي» ، ولسان الميزان 3/ 190 رقم 860 وتحرّف إلى «صفدي» بالفاء. قال الدارقطنيّ: اسمه عمر، وصغدي لقب. وكنّاه ابن الأثير: أبا يحيى. [1] في تاريخه 2/ 270، والجرح والتعديل 4/ 453، والكامل لابن عديّ 4/ 1409، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين رقم 566. [2] النسائي في الضعفاء والمتروكين 294 رقم 309. [3] وقال العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 216 رقم 754) : «حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلّا به» . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، ليس بقويّ» . وقال ابن حبّان: «كان صدوقا في الرواية غير أنه كان يخطئ في الرواية كثيرا حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد» . وقال ابن عديّ: «يتبيّن على حديثه ضعفه» . وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء. [4] انظر عن (صفوان بن عيسى) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 294، وطبقات خليفة 227، وتاريخ خليفة 30 و 473، والتاريخ الكبير 4/ 309 رقم 2938، والتاريخ الصغير 214، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 228، رقم 701، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 98، والجرح والتعديل 4/ 425 رقم 1865، والثقات لابن حبّان 8/ 321، والولاة والقضاة للكندي 505، وتاريخ الطبري 3/ 591، والسنن للدارقطنيّ 1/ 58 رقم 1، ورجال صحيح البخاري 2/ 877 رقم 1498، ورجال صحيح مسلم 1/ 318 رقم 693، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 223، 224 رقم 829، والكامل في التاريخ 6/ 320، وتهذيب الكمال الجزء: 13 ¦ الصفحة: 236 عَنْ: ثور بْن زيد، وابن عَجْلان، ويزيد بن أبي عبيد، ومَعْمَر، وجماعة. وعنه: أحمد، وإسحاق، والفلاس، وأبو قدامة السّرخسيّ، ومحمد بن يحيى، وطائفة. قَالَ ابن سعْد [1] : كَانَ ثقة صالحًا. وقال البخاريّ [2] : مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وقيل [3] : سنة مائتين [4] . 139- صِلةُ بنُ سليمان الواسطيّ العطّار [5] . نزل بغداد وحدّث عَنْ: ابن جُرَيج، وهشام بْن حسّان، وأشعث بْن عَبْد المُلْك. وعنه: محمد بْن حرب النَّسَائيّ، وسليمان بن أحمد الواسطيّ، وصمدون بْن عَبْد الله الطّحّان. كذّبه ابن معين [6] .   [ () ] 13/ 208- 210 رقم 2890، والكاشف 2/ 28 رقم 2427، والعبر 1/ 333، وسير أعلام النبلاء 9/ 309 رقم 94، والوافي بالوفيات 16/ 319 رقم 351، وتهذيب التهذيب 4/ 429، 430 رقم 743، وتقريب التهذيب 1/ 368 رقم 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 174، وشذرات الذهب 1/ 359. [1] في طبقاته 7/ 294. [2] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير. [3] في تاريخ البخاري الكبير والصغير. [4] وثّقه العجليّ، وابن حبّان. وقال أبو حاتم: «صالح الحديث» . [5] انظر عن (صلة بن سليمان الواسطي) في: التاريخ لابن معين 2/ 271، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد، والتاريخ الكبير 4/ 322 رقم 2988، والضعفاء الصغير 264 رقم 175، والضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 304، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 215 رقم 753، والجرح والتعديل 4/ 447 رقم 1966، والمجروحين لابن حبّان 1/ 376، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1406، 1407، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 107 رقم 294، والمغني في الضعفاء 1/ 310 رقم 2898، وميزان الاعتدال 2/ 320 رقم 3918، ولسان الميزان 3/ 198، 199 رقم 883. [6] في تاريخه 2/ 271، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 215 رقم 753، والجرح والتعديل 4/ 447، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1406. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 237 وقال أبو حاتم [1] : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ: نا صِلَةُ الْعَطَّارُ، نَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن جابر بن مُعَاذٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَمَّنَ رَجُلا ثُمَّ قَتَلَهُ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا» [3] . وَيَرْوِي عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ بِإِسْنَادٍ صَالِحٍ [4] . 140- صَيْفيّ بْن رِبْعيّ الأنصاريّ [5] . كوفيّ. عَنْ: أبيه، وابن أبي ذئب، وشُعْبَة، وطبقتهم. وعنه: أبو كُرَيْب، ومحمد بْن منصور العِجْلي، والحسين بْن يزيد الطّحّان، وغيرهم. قَالَ أبو حاتم [6] : صالح الحديث ما أرى بحديثه بأسًا [7] . قلت: لَهُ حديث مُنْكر في التَّرْمِذيّ [8] ، عَنْ عَبْد الله بْن عمر العمريّ.   [1] في الجرح والتعديل 4/ 447. [2] في الضعفاء الصغير 264 رقم 175. [3] رواه العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 215 وقال: لا يتابع عليه. [4] رواه العقيلي، فقال: يروى عن عمرو بن الحمق، عن النبيّ عليه السلام بأسانيد صالحة، قال: «من أمّن رجلا على دمه فقتله، فأنا بريء من القابل، وإن كان المقتول كافرا» . أخرجه أحمد في المسند من طريق عمرو بن الحمق (5/ 223، 224 و 437) . [5] انظر عن (صيفي بن ربعيّ) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 148، والجرح والتعديل 4/ 448 رقم 1974 و 1975، والثقات لابن حبّان 6/ 476 و 8/ 323، وتهذيب الكمال 13/ 247، 248 رقم 2909، والكاشف 2/ 30 رقم 2443، وتهذيب التهذيب 4/ 440، 441 رقم 764، وتقريب التهذيب 1/ 371 رقم 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 175. [6] في الجرح والتعديل 4/ 448 رقم 1975. [7] وذكره ابن حبّان في الثقات. [8] في كتاب الفتن، باب: ما جاء في الخسف، برقم (2285) وهو من طريق: أبي كريب قال: أخبرنا صيفي بن ربعي، عن عبد الله بن عمر، عن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يكون في آخر هذه الأمّة خسف ومسخ وقذف» قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا ظهر الخبث» . قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وعبد الله بن عمر تكلّم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 238 حرف الضاد ضمرة بْن ربيعة. شيخ الرملة. سيأتي بعد المائتين. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 239 حرف العين 141- عاصم بْن حُمَيْد الكوفيّ الحنّاط [1] . عَنْ: سِماك بْن حرب، وأبي حمزة ثابت الثُّماليّ. وعنه: يحيى بْن عبد الحميد، وابن نُمَيْر، ومحمد بْن مِهْران الْجَمَّالُ. وثّقه أبو زُرْعة [2] . 142- عاصم بْن سليمان [3] . أبو محمد العبْديّ، ثم الكوزيّ [4] الحذّاء.   [1] انظر عن (عاصم بن حميد) في: الجرح والتعديل 6/ 342 رقم 1892 وفيه (الخياط) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 220 رقم 794، وفيه (الخياط) ، ورجال الطوسي 262 رقم 151، وتهذيب الكمال 13/ 482 رقم 3005، وتهذيب التهذيب 5/ 41 رقم 70، وتقريب التهذيب 1/ 383 رقم 6 وفيه: «الحنّاط» : بمهملة ونون، وخلاصة تذهيب التهذيب 182 وفيه (الخياط) . [2] الجرح والتعديل 6/ 342، وقال أبو حاتم: «شيخ» وسكت عنه. وقال أبو نعيم: «ما كان بالكوفة ممّن يتشيّع أوثق من: عاصم بن حميد الخياط» كذا، بالخاء المعجمة. (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 219، 220. [3] انظر عن (عاصم بن سليمان العبديّ) في: الضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 439، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 337 رقم 1362، والجرح والتعديل 6/ 344 رقم 1901، والمجروحين لابن حبّان 2/ 126، والكامل في الضعفاء لابن عدّي 5/ 1877- 1879، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 135 رقم 411، ورجال الطوسي 263 رقم 653، والأنساب لابن السمعاني 10/ 493، 494، واللباب 3/ 117، والمغني في الضعفاء 1/ 320 رقم 2982، وميزان الاعتدال 2/ 350- 352 رقم 4047، والكشف الحثيث 219 رقم 360، ولسان الميزان 3/ 218، 219 رقم 980. [4] قال ابن السمعاني في الأنساب: الكوزي: نسبة إلى الكوز. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 240 شيخ بصريّ، ضعيف. عن: عاصم الأحوال، وداود بْن أَبِي هند، وهشام بْن حسّان. وعنه: محمد بْن موسى الحَرشيّ، ومحمد بْن عيسى بْن الطّبّاع، والحَسَن بْن عَرَفَة. كذّبه الفلاس [1] . وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ. ابْنِ الطَّبَّاعِ: ثنا عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر: وَمَقامٍ كَرِيمٍ 26: 58 [3] قَالَ: الْمَنَابِرُ [4] . 143- عاصم بْن عَبْد العزيز الأشجعيّ [5]- ت. ق. - المدنيّ، أبو عبد الرحمن.   [ () ] وقال المؤلّف في (المغني في الضعفاء) : والكوز قبيلة. وقال ابن عديّ: قبيلة في البصرة. [1] قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6/ 344: «رآه عمرو بن علي، نا عبد الرحمن، نا محمد بن إبراهيم أنه حدّثه عمرو بن علي أن عاصما الكوزيّ كان كذابا يحدّث بأحاديث ليس لها أصول، كذب عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه» . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث متروك الحديث» . [2] في المجروحين 2/ 126. [3] سورة الشعراء الآية 58، وسورة الدخان، الآية 26. [4] أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 3/ 337 وقال: «لا يعرف إلا به» . وقال في أول ترجمته: «غلب على حديثه الوهم» . وقال النسائي: «متروك الحديث» . وقال الدارقطنيّ: «كذّاب عن هشام وغيره» . وقال ابن عديّ: «يعدّ فيمن يضع الحديث» . [5] انظر عن (عاصم بن عبد العزيز الأشجعي) في: التاريخ الكبير 6/ 49 رقم 3089، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 84، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 389، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 72، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 338، 339، رقم 1364، والجرح والتعديل 6/ 348 رقم 1919، والثقات لابن حبّان 8/ 505، والسنن للدارقطنيّ 1/ 331 رقم 19، وتهذيب الكمال 13/ 499، 500 رقم 3013، والكاشف 2/ 45 رقم 2529، والمغني في الدارقطنيّ 1/ 321 رقم 2986، وميزان الاعتدال 2/ 353 رقم 4054، وتهذيب التهذيب 5/ 46 رقم 78، وتقريب التهذيب 1/ 384 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 182. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 241 عَنْ: الحارث بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي دياب، وهشام بْن عُرْوة، وسعد بْن إِسْحَاق. وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وإسحاق بْن موسى الخطميّ، ومحمد بْن المُثَنَّى وقال: هُوَ ثقة. وقال النَّسَائيّ [1] ، والدارَقُطْنيّ: لَيْسَ بالقوي [2] . 144- عامر بْن صالح بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ الأسَديّ المدنيّ- ت. - نزل بغداد، وحدّث عَنْ عمّ أبيه هشام بْن عُرْوة، وابن أبي ذئب،   [1] في السنن 1/ 331 رقم 19 وذكر حديثا من طريقه. عن أبي سهيل، عن عون، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تكفيك قراءة الإمام خافت أو جهر» . وقال: «عاصم ليس بالقويّ، ورفعه وهم» . [2] وقال البخاري: فيه نظر. وقال العقيلي: «ليس له من حديث أبي سهيل أصل» . وقال إسحاق بن موسى الخطميّ: سألت معن بن عيسى عن عاصم بن عبد العزيز الأشجعي فقال: أكتب عنه وأثنى عليه خيرا. وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (عامر بن صالح بن عبد الله) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 435، والتاريخ لابن معين 2/ 288، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 19، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 855، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 26، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 426، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 437، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 309 رقم 1322، والجرح والتعديل 6/ 324 رقم 1805، والمجروحين لابن حبّان 2/ 187، 188، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1737، 1738، وجمهرة أنساب العرب 245، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 226 رقم 833، وتاريخ بغداد 12/ 234- 237 رقم 6681، والتبيين في أنساب القرشيين 232، وتهذيب الكمال 14/ 45- 49 رقم 3046، والكاشف 2/ 50 رقم 2560، والمغني في الضعفاء 1/ 323 رقم 3008، وميزان الاعتدال 2/ 360 رقم 4081، وتهذيب التهذيب 5/ 70 رقم 113، وتقريب التهذيب 1/ 388 رقم 50، وخلاصة تذهيب التهذيب 184. أقول: ذكره ابن حبّان باسم: «عامر بن صالح المديني من آل الزبير بن العوّام، وقد قيل: إنه عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوّام، وهو الّذي يقال له: عامر بن أبي عامر الخزّاز، يروي عن هشام بن عروة. روى عنه خلف بن هشام البزّار والعراقيون» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 242 ويونس بْن يزيد. وعنه: أحمد بْن حنبل، والصَّلْت الْجَحْدَريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن حاتم الزَّمِّيَّ. وكان فقيهًا إخباريًا علامة لكنّه واهٍ. قَالَ أبو داود: قِيلَ ليحيى بْن مَعِين: إنّ أحمد بْن حنبل حدَّث عَنْ عامر بْن صالح. فقال: ما لهُ، جُنّ؟ [1] . وضعّفه غير واحد. وقال الدّارَقُطْنيّ: يُتْرَك عندي [2] . وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ كذّابًا [3] يروي عَنْ هشام كلّ حديث سمعه. وقال أحمد بْن محمد بْن محرز، عَنِ ابن مَعِين: كذّاب، عدّو للَّه. قَالَ لي حَجّاج: إنّ هذا أتاه، فكتب عَنْهُ حديث هشام بْن عُرْوة، حدّثه بِهِ عَنِ اللَّيْثُ بْن سعْد، وابن لَهِيعَة، عنه [4] . وقال س [5] : لَيْسَ بثقة. وقال ابن عَدِيّ [6] : عامّة حديثه مسروق من الثّقات [7] .   [1] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1737، تاريخ بغداد 12/ 236. [2] تاريخ بغداد 12/ 236. [3] المجروحون لابن حبّان 2/ 188. [4] في معرفة الرجال 1/ 52 رقم 19 وفيه: «كذّاب خبيث، عدوّ للَّه، هو زبيريّ، قد كتبت عنه، فقلت ليحيى: إن أحمد بن حنبل يحدّث عنه، فقال له: ما له؟ وهو يعلم أنّا تركنا هذا الشيخ في حياته. فقلت: ولم؟ قال: قال لي حجّاج يعني ابن محمد الأعور: جاءني فكتب عنّي حديث هشام بن عروة، عن ابن لهيعة، وليث بن سعد، ثم ذهب فادّعاها فحدّث بها عن هشام» . [5] هو النسائي في الضعفاء والمتروكين 299 رقم 437. [6] في الكامل في الضعفاء 5/ 1738. [7] قال ابن سعد في طبقاته: «وكان عامر شاعرا عالما بأمور الناس» . وقال ابن معين في تاريخه: «لم يكن حديثه بشيء» «كان ضعيفا» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 243 145- عامر بن صالح بن رستم الخزّاز [1]- ت. - أبو بكر البصريّ. وهو عامر بن أبي عامر. روى عن: أَبِيه، ويونس بْن عُبَيْد، وأيّوب بْن موسى. وعنه: عُبَيْد الله القواريريّ، وخَلَف البزَّار، ومحمد بْن أَبِي بَكْر المُقَدَّمّي، والفلاس، وابن مُثَنَّى، ونصر بْن عليّ، وعدّة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ [3] : لم أر له حديثا منكرا [4] .   [ () ] وقال أحمد في العلل: «ثقة، لم يكن صاحب كذب» . وقال العقيلي في الضعفاء الكبير: «في حديثه وهم» . وقال أبو حاتم: «صالح الحديث، ما أرى بحديثه، بأسا، كان يحيى بن معين يحمل عليه وأحمد بن حنبل يروي عنه» . وقال ابن حبّان في المجروحين: «كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الأَثْبَاتِ. لا يحلّ كتابة حديثه إلّا على جهة التعجّب» . وذكره ابن شاهين في ثقاته، واقتبس قول أحمد بن حنبل فيه: «ثقة، لم يكن صاحب كذب» . [1] انظر عن (عامر بن صالح بن رستم) في: تاريخ خليفة 29، والتاريخ الكبير 6/ 459 رقم 4987، وفيه (الخرّاز) ، وتاريخ الثقات للعجلي 244، رقم 752، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12 وفيه: (أبو بكر عامر بن أبي عامر الخزاز) ، وسؤالات الآجريّ لأبي داود 3/ رقم 23، والمعرفة والتاريخ 1/ 346 و 726، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 308، 309 رقم 1321، والجرح والتعديل 6/ 324 رقم 1804، والثقات لابن حبّان 8/ 501، والمجروحين لابن حبّان 2/ 187، 188 في ترجمة (عامر بن صالح المديني) ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1740، 1741، وموضّح أوهام الجمع 2/ 315، وتهذيب الكمال 14/ 43- 45 رقم 3045، والكاشف 2/ 50 رقم 2559، والمغني في الضعفاء 1/ 323 رقم 3007، وميزان الاعتدال 2/ 360 رقم 4082، وتهذيب التهذيب 5/ 70 رقم 113، وتقريب التهذيب 1/ 387 رقم 49، وخلاصة تذهيب التهذيب 184. [2] في الجرح والتعديل 6/ 324. [3] الكامل في الضعفاء 5/ 1741. [4] ووثّقه العجليّ. وقال العقيلي في الضعفاء: «لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلّا به» . وقال ابن معين: «ليس بشيء» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 244 146- عامر بْن عبد الله [1] . أبو وهْب الْمَصْرِيّ. عَنْ: عَمْرو بْن شراحيل المَعَافِريّ. وعنه: سَعِيد بْن عُفَير، وأحمد بْن سَعِيد الهمَدانيّ. مات سنة مائتين. 147- العبّاس بْن الأحنف [2] . شاعر زمانه، لَهُ أخبار كثيرة مَعَ الرشيد وغيره. وكان طريفًا كيسًا حلو النادرة مجيدًا في الغزل.   [ () ] وقال أبو حاتم: «يكتب حديثه، ليس بقويّ» . وذكره ابن حبّان في الثقات. واضطرب عليه في المجروحين فاعتبره مع (عامر بن صالح الزبيري) الّذي تقدّم قبله واحدا. [1] لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفرة. [2] انظر عن (العبّاس بن الأحنف الشاعر) في: البرصان والعرجان للجاحظ 3 و 6، والشعر والشعراء 2/ 707- 711 رقم 195، والهفوات النادرة 359، ومقدّمة ديوان أبي نواس (طبعة البابي الحلبي) 35، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 228 و 253- 256، والأغاني 8/ 352- 375، والموشح للمرزباني 290، وتاريخ بغداد 12/ 127- 133 رقم 6582، وسمط اللآلي 313 و 497، وثمار القلوب 48 و 53 و 566 و 586 و 667، وبدائع البدائه لابن ظافر 93 و 231، والحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 51، ومعجم الأدباء 12/ 40- 44 رقم 17، ووفيات الأعيان 3/ 20- 27 رقم 319، وخلاصة الذهب المسبوك 165، 166، وآثار البلاد وأخبار العباد 392، ومرآة الجنان 1/ 442، 443، والعبر 1/ 312، ومعاهد التنصيص 1/ 54، والبداية والنهاية 10/ 209، والوافي بالوفيات 16/ 638- 644 رقم 685، وسير أعلام النبلاء 9/ 98 رقم 32، وتخليص الشواهد 141، وشرح الشواهد للعيني 1/ 431، وهمع الهوامع 1/ 91، والدرر اللوامع 1/ 69، وشرح الأشموني 1/ 151، والتصريح بمضمون التوضيح 1/ 133، 134، والتذكرة الحمدونية 1/ 255، وربيع الأبرار 3/ 91، والمنازل والديار 2/ 9، والأمالي للقالي 1/ 101 و 208 و 209 و 229 و 230 و 2/ 287 والذيل 66، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2412 و 2930 و 2932، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 5/ 15 و 43 و 45، وأمالي المرتضى 1/ 400 و 437 و 459 و 460 و 574 و 2/ 64، والتذكرة الفخرية للإربلي 677 و 215 و 337، والتذكرة السعدية للعبيدي 331، وشذرات الذهب 1/ 334، وديوانه، طبعة إسطنبول 1298، ونشر بتحقيق الدكتورة عاتكة الخزرجي، القاهرة 1954، والعقد الفريد 5/ 377 و 6/ 382 و 385- 387، وخاص الخاص 117. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 245 ومن شِعْره: يا أيها الرجل المعذَّب نفسَهُ ... أقصِرْ فأنّ شفاءك الإقصارُ نَزَف البكاءُ دموعَ عينك فاستَعٍرْ ... عينًا يُعينك دمعُها المِدرار مِن ذا يُعيرك عينهُ تبكي بها ... أرأيت عينًا للبكاء تُعارُ [1] ومن شِعْره: وحدَّثْتني يا سعد عَنْهَا فزِدْتَني ... جُنُونًا فزِدْني مِن حديثك يا سَعْد هواها هويً لم يعرف القلبُ غيرَه ... فليس لَهُ قبلٌ وليس لَهُ بعدُ [2] ومن شِعْره: قد سحب الناسُ أذيالِ الظُّنُون بنا ... وفرّق الناسُ فينا قولَهم فِرقا فكاذبٌ قد رمى في الحبّ غيركم ... وصادق لَيْسَ يَدْري أَنَّهُ صَدَقا [3] مات العبّاس بْن الأحنف سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة. وقيل: مات سنة اثنتين وتسعين ومائة، قبل أبي نؤاس. 148- العبّاس بْن الحسين بْن عُبَيْد الله [4] بْن عباس ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. أبو الفضل العلويّ المدنيّ. قِدم بغدادَ في دولة الرشيد، وبقي في صحبته، ثمّ صحِب بعده ولدَه المأمون. وكان شاعرًا بليغًا مفوّهًا حتّى قِيلَ إنّه أشعر آل أبي طالب كلّهم.   [1] ديوانه 116، وفيات الأعيان 3/ 20، الوافي بالوفيات 16/ 639، 640. [2] البيتان في: وفيات الأعيان 3/ 21. [3] البيتان في الأغاني 8/ 367، وتاريخ بغداد 12/ 129، ووفيات الأعيان 3/ 24، وخلاصة الذهب المسبوك 165. [4] انظر عن (العباس بن الحسين بن عبيد الله) في: عيون الأخبار 2/ 170، وتاريخ بغداد 12/ 126، 127 رقم 6581، والبصائر والذخائر 3/ 1/ 325، وزهر الآداب 91، 92، والتذكرة الحمدونية 2/ 194، 195 رقم 471، والكامل في التاريخ 6/ 114، والوافي بالوفيات 16/ 648 رقم 688، ونثر الدرّ 1/ 384- 386. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 246 149- العبّاس بْن الفضل بْن الربيع بْن يونس [1] . مولى المنصور. مِن كبار الأمراء، وُلّي حجابة الأمين، وكان مِن الشعراء والفصحاء. تُوُفّي في حياة أَبِيهِ. 150- عَبْد الله بْن الأجلح الكِنْديّ الكوفيّ [2]- ت. ق. - أبو محمد. روى عَنْ: أَبِيهِ، ومنصور بْن المعتمر، ويزيد بْن أبي زياد، وعاصم الأحول، وعطاء بن السائب، والأعمش. وعنه: أبو كريب، ويحيى بن جعفر البيكندي، وعبد الله بن عامر بن زرارة. قال أَبُو حاتم [3] : لا بأس بِهِ [4] . 151- عَبْد اللَّه بْن إدريس بْن يزيد بْن عبد الرحمن [5]- ع. -   [1] انظر عن (العباس بن الفضل بن الربيع) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 419، وتاريخ الطبري 8/ 63 و 84 و 206 و 297، والعيون والحدائق 3/ 342، والعقد الفريد 5/ 119، والوزراء والكتّاب 289، وتاريخ بغداد 12/ 133، 134 رقم 6583، وخلاصة الذهب المسبوك 113، والوافي بالوفيات 16/ 651 رقم 690. [2] انظر عن (عبد الله بن الأجلح) في: التاريخ الكبير 5/ 45 رقم 88، والمعرفة والتاريخ 1/ 292 و 712 و 2/ 648 و 649 و 710، والجرح والتعديل 5/ 10 رقم 51، والثقات لابن حبّان 8/ 334، وتهذيب الكمال 14/ 278- 280 رقم 3154، والكاشف 2/ 63 رقم 2648، وتهذيب التهذيب 5/ 139، 140 رقم 242، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 175، وخلاصة تذهيب التهذيب 190. [3] في الجرح والتعديل 5/ 10. [4] وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] انظر عن (عبد الله بن إدريس بن يزيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 389، والتاريخ لابن معين 2/ 295- 297، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 556 و 2/ رقم 39 و 40 و 41 و 43 و 47 و 48 و 611 و 698 و 726، وتاريخ الدارميّ، رقم 51، وسؤالات ابن محرز 39 و 568، وطبقات خليفة 170، وتاريخ خليفة 460، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 714 و 973 و 1225 و 2/ رقم 2647 و 3/ رقم 4655 و 6108 و 6109، والتاريخ الكبير 5/ 47 رقم 97، والتاريخ الصغير الجزء: 13 ¦ الصفحة: 247 أبو محمد الأودي الكوفيّ. أحد الأئمّة الأعلام. مولده سنة عشرين ومائة. وروى عَنْ: أَبِيهِ، وسهيل بْن أَبِي صالح، وأبي إسحاق الشَّيْبانيّ، وحُصين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وهو أقدم شيخ لِقَيه، وهشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وابن جُرَيج، وطائفة.   [ () ] 210، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، والمعارف 51، والمعرفة والتاريخ 1/ 172 و 181 و 218 و 219 و 231 و 265 و 316 و 395 و 406 و 444 و 481 و 490 و 505 و 506 و 507 و 512 و 519 و 2/ 24 و 35 و 229 و 277 و 536 و 557 و 558 و 583 و 602 و 606 و 647 و 668 و 682 و 763 و 781 و 785 و 795 و 799 و 803 و 807 و 3/ 4 و 6 و 30 و 31 و 32 و 58 و 152 و 154 و 160 و 192 و 222 و 226 و 238 و 264 و 348، وأنساب الأشراف 3/ 30، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 406 و 432، 470، وتاريخ واسط 218 و 231، وتاريخ اليعقوبي 2/ 431، والجرح والتعديل 5/ 8، 9 رقم 44، والمراسيل 115 رقم 192، وتاريخ الطبري 2/ 649 و 4/ 367 و 5/ 93، وتاريخ الموصل للأزدي 313، والثقات لابن حبّان 7/ 59، ومشاهير علماء الأمصار 173 رقم 1376، وكشف الأستار عن زوائد البزّار 3194، وسنن الدارقطنيّ 4/ 224 رقم 76، وأخبار القضاة لوكيع 128 و 135 و 167 و 2/ 237 و 245 و 255، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 188 رقم 618، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 396، 397 رقم 561، ورجال صحيح مسلم 1/ 356 رقم 768، ورجال الطوسي 229 رقم 59، والفهرست له 145 رقم 459، وجمهرة أنساب العرب 411، وتاريخ جرجان 424، والعقد الفريد 6/ 148 و 149 و 371، وتاريخ بغداد 9/ 415- 421، رقم 5028، والسابق واللاحق 255 رقم 100، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 246، 247 رقم 901، والتبيين في أنساب القرشيين 218، وتاريخ حلب للعظيميّ 237، والتذكرة الحمدونية 1/ 169، وحلية الأولياء 7/ 343، في ترجمة (داود بن نصير الطائي) ، وصفة الصفوة 3/ 167- 170 رقم 452، ومعجم البلدان 4/ 42 و 327، وتهذيب الكمال 14/ 293- 300 رقم 3159، والكاشف 2/ 64 رقم 2653، ودول الإسلام 1/ 121، وسير أعلام النبلاء 9/ 42- 48 رقم 12، والعبر 1/ 308، وتذكرة الحفاظ 1/ 283، والمغني في طبقات المحدّثين 66 رقم 667، ومرآة الجنان 1/ 430، والوافي بالوفيات 17/ 64، 65 رقم 56، والبداية والنهاية 10/ 208، 209، وجامع التحصيل 252 رقم 337، وغاية النهاية 1/ 409 رقم 1742، والجواهر المضيّة 2/ 297، 298 رقم 694، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 34، وتهذيب التهذيب 5/ 144- 146 رقم 248، وتقريب التهذيب 1/ 401 رقم 181، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 281، والأنساب لابن السمعاني 1/ 382، 383، وطبقات الحفاظ 118، وخلاصة تذهيب التهذيب 190، 191، وشذرات الذهب 1/ 330، والطبقات السنيّة، رقم 1049. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 248 وكان من جلّة المقرءين. قرأ عَلَى الأعمش، وعلى نافع. وأقرأ القرآن. روى عَنْهُ: مالك مَعَ تقدّمه، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وابن مَعِين، وابنا أبي شَيبة، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطارِديّ، وخلْق. وقد أقدمه الرشيد ليُوَلّيه قضاء الكوفة فامتنع [1] . قَالَ بِشْر الحافي: ما شرب أحد ماء الفرات فَسَلِم إلا عَبْد الله بن إدريس [2] وقال أحمد بْن حنبل [3] : كَانَ نسيج وحده. وقال يعقوب بْن شيبة: كَانَ عابدًا فاضلا. كَانَ يسلك في كثير من فتاويه ومذاهبه مسلك أهل المدينة. يخالف الكوفيّين، وكان بينه وبين مالك صداقة [4] . ثمَّ قَالَ: إنّ جميع ما يرويه مالك في «الموطَّأ» بلغني عَنْ عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فيرسلها أنّه سمعها مِن ابن إدريس [5] . قَالَ أبو حاتم الرّازيّ [6] : هُوَ إمام مِن أَئمّة المسلمين، حُجّة. وقيل: لم يكن بالكوفة أعبد للَّه مِنه. قال الحسن بن عرقة: لم أر بالكوفة أفضل منه [7] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 416. [2] تاريخ بغداد 9/ 418. [3] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 973، والجرح والتعديل 5/ 9، وتاريخ بغداد 9/ 418، وصفة الصفوة 3/ 167. [4] تاريخ بغداد 9/ 420. [5] تاريخ بغداد 9/ 420. [6] في الجرح والتعديل 5/ 9. [7] تاريخ بغداد 9/ 419. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 249 وروى أبو داود، عَنْ إسحاق بْن إبراهيم، عَنِ الكِسائيّ قَالَ: قَالَ لي الرشيد: مِن أقرأ الناس؟ قلت: عَبْد الله بْن إدريس!. قَالَ: ثمّ مِن؟ قَالَ: قلتُ: حسين الْجُعْفيّ!. قَالَ: ثمّ مَن؟ قلت: رَجُل آخر! [1] . وعن حسين العَنْقزيّ قَالَ: لما نزل بابن إدريس الموت بَكَت ابنتُه فقال: لا تبكي يا بُنّية، فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة [2] . قَالَ ابن عمّار: كَانَ ابن إدريس إذا لَحَن أحدٌ في كلامه لم يحدّثه [3] . وقال ابن مَعِين [4] : سَمِعْتُ ابن إدريس يَقُولُ: عندي قَوْصَرَّة ملكاية، وراوية مِن حوض الرّبّابين، ودبَّة زيت، ما أحدٌ أغنى منّي. وكان ابن إدريس يحرّم النبيذ. وقال: قلت لحفص بْن غِياث: اترك الجلوس في المسجد. فقال: أنتَ قد تركتَ ذَلِكَ ولم تُتْرك. قلتُ: يأتيني البلاء وأنا فارّ، أحبّ إليّ من أن يأتيني وأنا متعرّض لَهُ. قَالَ أبو خَيْثَمَة: سَمِعْتُ ابن إدريس يَقُولُ: كلّ شرابٍ مُسْكِرٍ كثيرُهُ فإنّه   [1] تاريخ بغداد 9/ 418. [2] تاريخ بغداد 9/ 421، صفة الصفوة 3/ 170. [3] تاريخ بغداد 9/ 419. [4] في معرفة الرجال 2/ 32 رقم 39 وفيه قال ابن إدريس: «عندنا راوية من حوض الزّبابين وقوصرّة ملكاي ودبّة فيها زيت ونحن من الله بكل نعمة. قال يحيى بن معين: يحمد الله ويشكره، ويعظم أمره على شيء لعلّ قيمته أربعة دوانيق، راوية بقيراط وقوصرّة ملكاي لعلّ ثمنها دانق ونصف، وزيت في دبّة لعل ثمنه دانقان» . وفي تاريخ ابن معين 2/ 296: «الحمد للَّه، عندنا دبّة من زيت، وقوصرّة ملكايا، وراوية من ماء من الرّبابين. الحمد لله» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 250 محرَّمٌ يسيرُه، إنّي لكم منه نذير. أبو بَكْر بْن أَبِي شيبة: سَمِعْتُ ابن إدريس قَالَ: كتبت حديث أَبِي الحوراء، فخفتُ أن يتصحّف بأبي الجوراء، فكتبت تحته: حورٌ عين. وقال يعقوب السّدوسيّ: ثنا عبيد بن نعين، ثنا الحسن بن الربيع الثورانيّ قَالَ: قُرئ كتاب الخليفة إلى ابن إدريس وأنا حاضرٌ: مِن عَبْد الله هارون أمير المؤمنين إلى عَبْد الله بْن إدريس. قَالَ: فشهق ابن إدريس شهقة، وسقط بعد الظهر، فقمنا إلى العصر وهو عَلَى حاله، وانتبه قُبَيْلَ المغرب، وقد صَبَبنا عَليْهِ الماء، فلا شيء. قَالَ: إنّا للَّه وإنّا إِلَيْهِ راجعون، صار يعرفني حتّى يكتب إليّ. أيّ ذَنْبٍ بلغ بي هذا؟ قلت: وقد وثّقه ابن مَعِين [1] ، وعبد الرَّحْمَن بْن خراش، والناس [2] . وقيل: بل ولد سنة خمس عشرة ومائة [3] . ووقع لي مِن عالي حديثه. تُوُفّي في شهر ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين ومائة بالكوفة [4] . 152- عَبْد الله بْن إسماعيل بْن خَالِد الكوفيّ [5]- ت. ق. -   [1] في معرفة الرجال 1/ 116 رقم 556، والجرح والتعديل 5/ 9. [2] ومنهم ابن المديني، والنسائي، وابن حبّان، وغيرهم، ويكفيه أن الجماعة رووا عنه في الصحاح. وفي تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين (188 رقم 617 و 618) : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدّثني عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث، قال: كنت عند محمد بن عبد الله بن نمير، فجاء رجل، فسأله: أيّما أثبت: حفص بن غياث أو ابن إدريس؟ فجعل ينظر إليّ، ثم أقبل على الرجل، إذا حدّثك حفص بن غياث من كتابه، فحسبك به. فعلمت أنه يقدّم ابن إدريس، يعني عبد الله بن إدريس. [3] تاريخ بغداد 9/ 419، رجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 397، ورجال صحيح مسلم 1/ 356. [4] طبقات ابن سعد 6/ 389، التاريخ الكبير 5/ 47، تاريخ بغداد 9/ 421، رجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 397، رجال صحيح مسلم 1/ 356. [5] انظر عن (عبد الله بن إسماعيل بن خالد) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 251 عَنْ: أَبِيهِ، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبة، ومُجالد. وعنه: أبو كُرَيْب [1] . 153- عَبْد الله بْن خِراش الشَّيْبانيّ الكوفيّ [2]- ق. - أخو شهاب بْن خِراش. عَنْ: عمّه العَوّام، وموسى بْن عُقْبَة. وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وزيد بْن الحُرَيش، والحَسَن بْن قَزَعَة، وأحمد بْن المِقْدام، وقيس بْن حفص الدّلاميّ، وآخرون. ضعّفوه. قَالَ الْبُخَارِيّ [3] : مُنْكَر الحديث. وقال الدّارقطنيّ [4] : ضعيف [5] .   [ () ] التاريخ الكبير 5/ 44 رقم 84، والجرح والتعديل 5/ 3 رقم 14، والثقات لابن حبّان 7/ 18، وتهذيب الكمال 14/ 308، 309 رقم 3164، وميزان الاعتدال 2/ 393 رقم 4213، والكاشف 2/ 64 رقم 2657، وتهذيب التهذيب 5/ 148 رقم 253، وتقريب التهذيب 1/ 402 رقم 186، وخلاصة تذهيب التهذيب 191. [1] قال أبو حاتم: «مجهول» ، وذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. [2] انظر عن (عبد الله بن خراش) في: التاريخ الكبير 5/ 80 رقم 219، والتاريخ الصغير 189، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 326، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 243، 244 رقم 797، والجرح والتعديل 5/ 45، 46 رقم 214، والثقات لابن حبّان 8/ 340، 341، والكامل في الضعفاء 4/ 1525، 1526، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 116 رقم 325، والمغني في الضعفاء 1/ 336 رقم 3150، وميزان الاعتدال 2/ 413 رقم 4287. وفي الأصل: «عبد الله بن إسماعيل بن خراش» وهو وهم. [3] في تاريخه الكبير 5/ 80، وتاريخه الصغير 189، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 244. [4] في الضعفاء والمتروكين 116 رقم 325. [5] وذكر العقيلي من طريقه ثلاثة أحاديث وقال: «كلها غير محفوظة ولا يتابعه عليها إلا من هو دونه أو مثله» . وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو حاتم: «منكر الحديث، ذاهب الحديث، ضعيف الحديث» . وقال أبو زرعة: «ليس بشيء ضعيف الحديث» . وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «ربّما أخطأ» . وقال ابن عديّ: «لا أعلم أنه يروي عن غير العوّام أحاديث، وعامّة ما يرويه غير محفوظ» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 252 154- عبد الله بن داود التّمّار [1]- ت. - أبو محمد الواسطيّ. عَنْ: ابن جُرَيج، وحَنْظلة بْن أَبِي سُفْيان، والحمَّادَيْن. وعنه: محمد بْن المُثَنَّى، وأحمد بْن سِنان القطّان، وهارون بْن سليمان الأصبهاني، وآخرون. وكان صاحب سُنّة. قَالَ أبو أحمد الحاكم: لَيْسَ بالمتين. وقال الْبُخَارِيّ [2] : فيه نظر. قلت: روى أحاديث موضوعة فكأنّه آفَتها [3] . 155- عَبْد الله بْن رجاء الْمَكَّيّ [4]- م. د. ن. ق. -   [1] انظر عن (عبد الله بن داود التمار) في: تاريخ خليفة 474، والتاريخ الكبير 5/ 82 رقم 226، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 398، وتاريخ واسط 47 و 192 و 243 و 290، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 338، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 249، 250 رقم 803، والجرح والتعديل 5/ 48 رقم 222، والمجروحين لابن حبّان 2/ 34، 35، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1556، 1557، وتهذيب الكمال 14/ 467- 469 رقم 3249، والكاشف 2/ 75 رقم 2733، والمغني في الضعفاء 1/ 336 رقم 3155، وميزان الاعتدال 2/ 415، 416 رقم 4294، والكشف الحثيث 234، 235 رقم 385، وتهذيب التهذيب 5/ 200، 201 رقم 346، وتقريب التهذيب 1/ 413 رقم 281، وخلاصة تذهيب التهذيب 196. [2] في التاريخ الكبير 5/ 82، وضعفاء العقيلي، والكامل لابن عديّ. [3] ضعّفه أبو زرعة الرازيّ، والنسائي، والعقيلي، وقال عبّاد بن الوليد الغبري: ليس بقويّ، حدّث بحديث منكر عن حنظلة بن أبي سفيان، وفي حديثه مناكير. وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدا، يروي المناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمّد لها، لا يجوز الاحتجاج بروايته» . وقال ابن عديّ: «وهو كما قال أبو موسى صاحب سنّة، ويروي في السّنّة أحاديث، وهو ممّن لا بأس به» . [4] انظر عن (عبد الله بن رجاء المكيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 500، والتاريخ لابن معين 2/ 306، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5839، والتاريخ الكبير 5/ 91 رقم 249، والمعرفة والتاريخ 3/ 52 و 140، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 252، 253 رقم 807، والجرح والتعديل 5/ 54، 55 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 253 بصْريّ الأصل. عَنْ: أيّوب السّخْتيانيّ، وإسماعيل بْن أُمَيَّة، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وابن عَجْلان، وعبد الله بْن عثمان بْن خيثم، وموسى بْن عُقْبة، وابن جُرَيج. وما في هَؤلاءِ أحد أدركهم، عَبْد الله بْن رجاء الغُدّانيّ [1] . وعنه: أحمد، وإسحاق، وشُرَيح بْن يونس، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، وابن مَعِين، وبُنْدار، وعَمْرو النّاقد. كنْيته أبو عِمران. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] ، وَغَيْرُهُ [3] . 156- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي رِفاعة راشد. أبو عَبْد الرَّحْمَن الخَوْلانيّ، مولاهم الْمَصْرِيّ الزّاهد القُدْوة. كَانَ يقال هُوَ أجلٌ أهل الإسكندرية. مات سنة مائتين، وعاش ثمانيًا وستّين سنة.   [ () ] رقم 254، والثقات لابن حبّان 8/ 339، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين. 185 رقم 603 و 190 رقم 628، ورجال الطوسي 228 رقم 97، وتاريخ جرجان 131 و 426 و 465، وتهذيب الكمال 14/ 500- 504، رقم 3263، والكاشف 2/ 77 رقم 2745، وميزان الاعتدال 2/ 421 رقم 4308، وسير أعلام النبلاء 10/ 3709، 380 رقم 100، والعقد الثمين 5/ 136، 137، وتهذيب التهذيب 5/ 211 رقم 364، وتقريب التهذيب 1/ 414 رقم 297، وطبقات الحفاظ 172، وخلاصة تذهيب التهذيب 197. [1] قال هذا ليفرّق بينه وبين المكيّ صاحب هذه الترجمة. [2] في تاريخه 2/ 306، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 185. [3] وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ. وسمع منه الإمام أحمد حديثين. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 433 رقم 5839) . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير فقال: حدّثني الخضر بن داود، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن هانئ، قال: قلت لأبي عبد الله. تحفظ عن عبد الله بن رجاء، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: الحلال بيّن، فقال: هذا حديث منكر ما أرى هذا بشيء، وقال لي أبو عبيد الله: إن ابن رجاء هذا زعم أن كتبه كانت ذهبت، فجعل يكتب من حفظه، ولعلّه توهّم هذا» . وقال أبو حاتم: «شيخ صالح، هو صدوق» . وقال ابن شاهين: «شيخ ثقة، مبرّز» (رقم 628) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 254 ذكره ابن يونس مختصرًا. 157- عَبْد الله بْن سعيد [1]- خ. - أبو بكير النّخعيّ الكوفيّ. روى عَنْ العلاء بْن المسيّب، وأجلح بْن عَبْد الله، وحَجّاج بْن أرطأة. وعنه: ابن راهَوَيْه، وَأَبُو سَعِيد الأشجّ. لم يذكره ابن أَبِي حاتم [2] . 158- عَبْد الله بْن سُفْيان [3] بْن عُقْبة اللَّيْثي. مولاهم المدنيّ، أبو سُفْيان. عَنْ: جَدّه عُقْبة بْن أبي عَائِشَةَ، وأبي طُوَالَةَ، وغَنْم بْن نِسْطاس، وجماعة. وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، وأبو مُصْعَب، وإسحاق بْن موسى. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 159- عَبْدُ الله بن سلمة [5] .   [1] انظر عن (عبد الله بن سعيد النخعي) في: التاريخ الكبير 5/ 104 رقم 302، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 16، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 124، والجرح والتعديل 5/ 72 رقم 340، والثقات لابن حبّان 8/ 338، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ ورقة 87 ب و 88 أ. [2] بل ذكره باسم «عبد الله بن سعيد» فحسب، وقال: روى عن الأجلح. روى عنه محمد بن سلام. ولم يذكر كنيته، لا البخاري، ولا ابن حبّان. [3] انظر عن (عبد الله بن سفيان) في: التاريخ الكبير 5/ 101 رقم 290، والجرح والتعديل 5/ 66، 67 رقم 314، والثقات لابن حبّان 7/ 338. [4] في الجرح والتعديل 5/ 67. [5] انظر عن (عبد الله بن سلمة الأفطس) في: التاريخ لابن معين 2/ 312، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3256 و 3/ 4384 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 255 أبو عَبْد الرحمن البصْريّ الأفطس. عَنْ: الأعمش، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وابن أبي ليلى، وموسى بْن عُقْبة. وعنه: الفلاس، وأبو كامل الْجَحْدَريّ، وعمر بْن شَبَّة، وآخرون. قَالَ يحيى القطّان: لَيْسَ بثقة [1] . وقال أحمد بْن حنبل [2] : تركوا حديثه. وقال ابن عَدِيّ [3] : يُكتب حديثُه مَعَ ضَعْفه [4] . قلت: كَانَ يستخف بالأئمّة، قَالَ: يكذِب سُفْيان. وتكلّم في غُنْدَر. وقال عَنِ القطّان: ذاك الأحوال. وكذا سُنّة الله في كلّ مِن ازدرى العلماء بقي حقيرا [5] .   [ () ] و 4545، والتاريخ الكبير 5/ 100 رقم 288، والتاريخ الصغير 116، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 68، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 343، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 261، 262 رقم 814، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 64، والمعرفة والتاريخ 3/ 48، والجرح والتعديل 5/ 69 رقم 320، والمجروحين لابن حبّان 2/ 20، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1512، 1513، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 113 رقم 313، والمغني في الضعفاء 1/ 341 رقم 3200، وميزان الاعتدال 2/ 431 رقم 4361، ولسان الميزان 3/ 292 رقم 1232. [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 262، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1512. وفي الجرح والتعديل 5/ 69 قال عليّ بن المديني ليحيى بن سعيد القطّان: ان عبد الله بن سلمة الأفطس يزعم أنه كان يسأل المحدّثين، فقال يحيى: ما سأل عنه أحد وأنا معه، وأنا كنت أسأل وأكتب، ثم ينسخها منّي. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3256 و 3/ رقم 4384 و 4545، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 100، والجرح والتعديل 5/ 69. [3] في الكامل في الضعفاء 4/ 1513. [4] وقال ابن معين: «ليس بثقة» . وقال مسلم: «متروك الحديث» . وقال النسائي مثله. وقال ابن حبّان: «كان سيّئ الحفظ فاحش الخطأ كثير الوهم، تركه أحمد ويحيى» . [5] قال أحمد: ترك الناس حديثه، ثم قال: كان يجلس إلى أزهر، فيحدّث أزهر، فيكتب على الأرض: كذب، كذب، وكان خبيث اللسان. وقال أيضا: كان من أصحاب يحيى وكان سيّئ الخلق، تركنا حديثه، وتركه الناس، خاصم الأفطس يحيى بن معين بمكة، فقال: دعوني، فأنا له قرن، هذا قول الأفطس. (انظر العلل 3/ رقم 4545، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 262 والجرح والتعديل 5/ 69) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 256 160- عَبْد الله بْن عَبْد القُدُّوس الكوفيّ ثمّ الرّازيّ [1] . عَنْ: الأعمش، وغيره. وعنه: محمد بْن حُمَيْد، وعبد الله بْن داهر، وعَبَّاد بْن يعقوب الرَّواجنيّ. قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء، رافضيّ خبيث [2] . وقال غير واحد: ضعيف [3] . 161- عَبْد الله بْن عَبْد الله بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الهُذْليّ المسعوديّ الكوفيّ.   [1] انظر عن (عبد الله بن عبد القدّوس الرازيّ) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 207، وسؤالات ابن محرز رقم 214، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3858، والتاريخ الكبير 5/ 141 رقم 424، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 321، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 279 رقم 843، والجرح والتعديل 5/ 104 رقم 479، والكامل في الضعفاء 4/ 1514، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 114 رقم 320، وتهذيب الكمال 15/ 242- 244 رقم 3397، والكاشف 2/ 94 رقم 2864، والمغني في الضعفاء 1/ 346 رقم 3251، وميزان الاعتدال 2/ 457 رقم 4431، والكشف الحثيث 237، 238 رقم 391، وتهذيب التهذيب 5/ 303، 304 رقم 516، وتقريب التهذيب 1/ 430 رقم 443، ولسان الميزان 3/ 311 رقم 1286 في ترجمة عبد الله بن عبد القدوس الكرخي، وخلاصة تذهيب التهذيب 205. [2] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 601، 602 رقم 3858، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 279، وفي الجرح والتعديل 5/ 104 بدون قوله: رافضي خبيث. والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1514. وفي معرفة الرجال لابن معين 1/ 76 رقم 207: قال عنه: «شيخ كان يقدم الريّ، لا أعرفه» . [3] قال النسائي: ليس بثقة. وقال زنيج: «تركته، لم أكتب عنه شيئا» ولم يرضه. وقال أبو جعفر الجمّال: لم يكن عبد الله بن عبد القدّوس بشيء، كان يسخر منه، يشبه المجنون، يصيح الصبيان في أثره. وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه في فضائل أهل البيت» . وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين، وأهمله ابن حبّان فلم يذكره. [4] انظر عن (عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة) في: التاريخ الكبير 5/ 141 رقم 423، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 68، والجرح والتعديل 5/ 105 رقم 480، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 275 رقم 838، وميزان الاعتدال 2/ 457 رقم 4434، ولسان الميزان 3/ 312 رقم 1290. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 257 أبو عَبْد الرَّحْمَن. عَنْ: الحارث بْن حصيرة، والأعمش. وعنه: أحمد بْن يعقوب، وهارون بْن حاتم، وآخرون. لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا [1] . 162- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عيسى الخزّاز [2]- ت. - أبو خلف البصريّ الحريريّ. روى عن: يحيى البكّاء، ويونس بْن عُبَيْد، وداود بْن أَبِي هند. وعنه: عُقْبة بْن مُكْرَم، وعُمر بْن شَبَّة، وغيرهم. لَهُ في «جامع أبي عيسى» حديث واحد. وهو ضعيف عندهم [3] .   [1] قال العقيلي: «فيه نظر» . وقال أبو حاتم: «هو حسن الحديث، لا بأس به عنده غرائب عن الأعمش» . [2] انظر عن (عبد الله بن عيسى الخزّاز) في: العلل لابن المديني 86، والعلل لأحمد 1/ 100 و 412، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 33، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 529، والمعرفة والتاريخ 2/ 69، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 286، 287 رقم 856، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 165، والجرح والتعديل 5/ 127 رقم 585، والثقات لابن حبّان 8/ 334، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1564- 1566، ومشتبه النسبة (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 14 أ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 178 أ، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 200، وتهذيب الكمال 15/ 416، 417 رقم 3474، والكاشف 2/ 104 رقم 2936، والمغني في الضعفاء 1/ 350 رقم 3295، وميزان الاعتدال 2/ 470 رقم 4496، وتهذيب التهذيب 5/ 353، 354 رقم 605، وتقريب التهذيب 1/ 439 رقم 531، وخلاصة تذهيب التهذيب 209. [3] قال أبو زرعة: «منكر الحديث» . وقال النسائي: ليس بثقة. وقال العقيلي: لا يتابع على أكثر حديثه. وقال ابن حبّان في الثقات: «يخطئ ويخالف» . وقال ابن عديّ: «يروي عن يونس بن عبيد، وداود بن أبي هند ممّا لا يوافقه عليه الثقات» . وقال أيضا: «وهو مضطرب الحديث، وأحاديثه إفرادات كلها وتختلف عليه لاختلافه في رواياته، ألا ترى أنه قال مرة، عن يونس، عن الحسن عن أبي بكرة، وقال مرة: عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس في الحديث الّذي ذكر فيه: جعلني الله فداك، وقد أمليت الروايتين جميعا، وليس هو ممّن يحتجّ بحديثه» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 258 163- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كثير الدّمشقيّ الطّويل [1] . المقرئ، إمام جامع دمشق. روى عَنْ: الأوزاعيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وشَيبان النَّحْويّ، وغيرهم. وعنه: هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، ومحمود بن خالد، والعباس بن الوليد الخلال. قال محمد بن الفيض: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: صلّي بنا عَبْد الله بْن كثير القارئ فقرأ وَإِذْ قال إِبْراهِيمُ 2: 126 [2] فقَالَ: إبراهام. فبعث إِليْهِ والى دمشق نصر بْن حمزة فخفقه بالدَّرَّة وعزله عَنِ الصَّلاة. قَالَ أبو زُرْعة الدّمشقيّ: كَانَ لا بأس بِهِ [3] . وقال أبو حفص بْن شاهين: تُوُفّي سنة ستٌّ وتسعين ومائة [4] ، روى بدمشق. 164- عَبْد الله بْن قُبَيْصة [5] . أبو قُبَيْصة الفَزَاريّ، كوفيّ. روى عَن: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وغيرهما. وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء.   [1] انظر عن (عبد الله بن كثير الدمشقيّ الطويل) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 250 و 2/ 695 و 725، والجرح والتعديل 5/ 144 رقم 674، والثقات لابن حبّان 8/ 346، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 284، 285، وتاريخ دمشق (تحقيق دهمان) 10/ 98، وتهذيب الكمال 15/ 471- 473 رقم 3500، وتهذيب التهذيب 5/ 368، 369 رقم 635، وتقريب التهذيب 1/ 442 رقم 561، وخلاصة تذهيب التهذيب 211، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 205، 206 رقم 896. [2] سورة الزخرف، الآية 26. [3] الجرح والتعديل 5/ 144، تاريخ دمشق 10/ 99. [4] تاريخ دمشق 10/ 100. [5] انظر عن (عبد الله بن قبيصة) في: الجرح والتعديل 5/ 142 رقم 662. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 259 قَالَ أَبُو حاتم: شَيْخ [1] . 165- عَبْد اللَّه بْن كُلَيْب [2] بْن كَيْسان المُراديّ الْمَصْرِيّ. أبو عَبْد المُلْك. ولد سنة مائة، وعُمَّر دهرًا. تفقَّه على ربيعة الرأي، وروى عن: يزيد بن أَبِي حبيب، وقيس بْن الحَجَّاج. روى عَنْهُ: أبو صالح، ويحيى بْن بُكَيْر، وعَمْرو بْن سَوّاد، ومحمد بْن سَلَمَةَ المراديّ، وأحمد بْن السَّرْح. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة. 166- عَبْد الله بْن مُعَاذ بْن نَشيط [4] الصّنْعَانيّ- ت. ق. - نزيل مكّة. عن: يونس بْن يزيد، ومَعْمَر بْن راشد. وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن أَبِي عُمر العَدَنيّ،   [1] انفرد بذكره وسكت عنه الآخرون. [2] انظر عن (عبد الله بن كليب) في: تاريخ خليفة 246، والتاريخ الكبير 5/ 180 رقم 566 (وفيه مجرّدا) ، والمعرفة والتاريخ 1/ 181، وتاريخ الثقات للعجلي 273 رقم 871، والجرح والتعديل 5/ 143، 144 رقم 672، والثقات لابن حبّان 7/ 57، وتهذيب الكمال 15/ 477، 478 رقم 3504، وتهذيب التهذيب 5/ 370 رقم 639، وتقريب التهذيب 1/ 443 رقم 565. [3] في الجرح والتعديل 5/ 144، وكذا قال العجليّ في ثقاته. [4] انظر عن (عبد الله بن معاذ) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4559، والتاريخ الكبير 5/ 212 رقم 682، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 308 رقم 888، والمعرفة والتاريخ 1/ 345، والجرح والتعديل 5/ 173 رقم 809، والثقات لابن حبّان 7/ 34، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 744، والكاشف 2/ 118 رقم 3031، والمغني في الضعفاء 1/ 358 رقم 3378، وميزان الاعتدال 2/ 506 رقم 4615، وتهذيب التهذيب 6/ 37، 38 رقم 62، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 649، وخلاصة تذهيب التهذيب 215. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 260 والزُّبَيْر بْن بكّار، وجماعة. وثّقه مُسْلِم [1] ، وغيره، حتى يحيى بْن مَعِين [2] ، وأمّا عَبْد الرّزّاق فكان يكذَّبه [3] . قَالَ أبو حاتم [4] : هُوَ أوثق مِن عَبْد الرّزّاق [5] . 167- عَبْد الله بْن موسى بْن إبراهيم [6] بْن طلحة التَّيْميّ الطَّلْحيّ المدنيّ- ق. - عَنْ: صَفْوان بْن سُلَيم، وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأثنى عَليْهِ، ويعقوب بْن محمد، ويعقوب بْن كاسب، وجماعة. قَالَ ابن مَعِين: صَدُوق، كثير الخطأ [7] .   [1] الجرح والتعديل 5/ 173 وفيه قال: «الثقة الصدوق» . [2] التاريخ الكبير 5/ 212. [3] التاريخ الكبير 5/ 212، الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 308. [4] قوله ليس في الجرح والتعديل. وفي تهذيب ابن حجر 6/ 38 قال أبو زرعة وأنا أقول: هو أوثق من عبد الرزاق. والموجود في الجرح والتعديل: قلت لأبي: عبد الله بن معاذ الصنعاني أحبّ إليك أو محمد بن ثور؟ فقال: ابن ثور أحبّ إليّ. [5] قال أحمد بن حنبل: «رأيت عبد الله بن معاذ الصنعاني بمكة ولم أكتب عنه شيئا» . (العلل ومعرفة الرجال 3/ 130 رقم 4559، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 308) . وقال هشام بن يوسف: «صدوق» . وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن عديّ: «أرجو أنه لا بأس به» . ذكر ابن خلفون أنه مات سنة 181 هـ-. [6] عبد الله بن موسى بن إبراهيم) في: التاريخ الكبير 5/ 205، 206 رقم 649، وتاريخ الثقات للعجلي 281 رقم 894، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 307 رقم 887، والجرح والتعديل 5/ 166، 167 رقم 769، والمجروحين لابن حبّان 2/ 16، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 746، والكاشف 2/ 120 رقم 3046، والمغني في الضعفاء 1/ 359 رقم 3388، وميزان الاعتدال 2/ 508 رقم 4630، وتهذيب التهذيب 6/ 44، 45 رقم 82، وتقريب التهذيب 1/ 454 رقم 669، وخلاصة تذهيب التهذيب 216. [7] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 307. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 261 وقال بعض الحُفّاظ: لَيْسَ بحُجَّة [1] . 168- عَبْد الله بن ميمون بن داود القداح المخزومي [2]- ت. - مولاهم الْمَكَّيّ. عَنْ: يحيى بْن الأنصاريّ، وجعفر الصّادق، وعُبَيْد الله بْن عُمر. وعنه: إبراهيم الخزاميّ، ومُؤمَّل بْن إهاب، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، وأحمد بْن الأزهر، وعبد الوهّاب بْن فُلَيح. قَالَ الْبُخَارِيّ [3] : ذاهب الحديث. وقال أبو زُرْعة [4] : واهي الحديث. وقال أبو حاتم [5] : متروك [6] .   [1] وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: «ما أرى بحديثه بأسا، قلت: يحتجّ. بحديثه؟ قال: ليس محلّه ذاك» . وقال ابن حبّان: «في حديثه رفع الموقوف وإسناد المرسل كثيرا حتى يخطر ببال من الحديث صناعته أنها معمولة من كثرتها. لا يجوز الاحتجاج به عند الانفراد ولا الاعتبار عند الوفاق» . [2] انظر عن (عبد الله بن ميمون القدّاح) في: التاريخ الكبير 5/ 206 رقم 653، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 336، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 302 رقم 877، والمعرفة والتاريخ 2/ 195، 196، والجرح والتعديل 5/ 172 رقم 799، والمجروحين لابن حبّان 2/ 21، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1504- 1506، ورجال الطوسي 225 رقم 40، والفهرست له 133 رقم 443، وتاريخ جرجان 367، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 747، والكاشف 2/ 121 رقم 3052، والمغني في الضعفاء 1/ 359، 360 رقم 3392، وميزان الاعتدال 2/ 512 رقم 5642، وتهذيب التهذيب 6/ 49 رقم 91، وتقريب التهذيب 1/ 455 رقم 679، وخلاصة تذهيب التهذيب 216. [3] في تاريخه الكبير 5/ 206 رقم 653، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 302، والكامل في الضعفاء 4/ 1504. [4] الجرح والتعديل 5/ 172. [5] الموجود في الجرح والتعديل 5/ 172: «هو منكر الحديث» . [6] وقال النسائي: «ضعيف» . وقال ابن حبّان: «يروي عن جعفر بن محمد وأهل العراق والحجاز المقلوبات. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» . وقال ابن عديّ: «وعامّة ما يرويه لا يتابع عليه» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 262 قلت: مات في حدود المائتين. 169- عَبْد الله بن نمير [1]- ع. - أبو هشام الهمدانيّ ثم الخارفيّ الكوفيّ الحافظ. روى عَنْ: هشام بْن عروة، والأعمش، وأشعث بْن سوار، وابن أَبِي خَالِد، وزكريا بن أبي زائدة، وإبراهيم بن الفضل المخزومي، وعبيد الله بن عمر، ويزيد بن أبي زياد، وطائفة كبيرة. وعنه: أحمد، وابن معين، وإسحاق الكوسج، وأحمد بن الفرات، وعلي بن حرب، والحسن بن علي بن عفان، وأبو عبيدة بن أبي السفر، وآخرون. وثقه يحيى بن معين [2] ، وغيره [3] .   [1] انظر عن (عبد الله بن نمير) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 394، والتاريخ لابن معين 2/ 334، 335، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 327، وطبقات خليفة 172، وتاريخ خليفة 32 و 470، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 621 و 1225 و 1335 و 3/ رقم 5377، والتاريخ الكبير 5/ 216 رقم 700، والتاريخ الصغير 215، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، وتاريخ الثقات للعجلي 282 رقم 901، وتاريخ اليعقوبي 2/ 443، والمعرفة والتاريخ 1/ 496 و 2/ 228 و 363 و 542 و 555 و 656 و 763 و 765 و 801 و 3/ 149 و 161 و 188 و 222 و 225 و 235 و 361، وأنساب الأشراف 3/ 30 و 47، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 153، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 76، والجرح والتعديل 5/ 186 رقم 869، ومشاهير علماء الأمصار 173 رقم 1377، والثقات لابن حبّان 7/ 60، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 431، 432 رقم 630، ورجال صحيح مسلم 1/ 394 رقم 873، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 260 رقم 954، وتاريخ جرجان 506، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 749، والكاشف 2/ 122 رقم 3062، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 670، وسير أعلام النبلاء 9/ 244، 245 رقم 70، والعبر 1/ 330، وتذكرة الحفاظ 1/ 327، والمختصر في أخبار البشر 2/ 21، والوافي بالوفيات 17/ 654 رقم 554، وتهذيب التهذيب 6/ 57، 58 رقم 109، وتقريب التهذيب 1/ 457 رقم 698، والاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 73 رقم 63، والنجوم الزاهرة 2/ 165، وطبقات الحفّاظ 137، وخلاصة تذهيب التهذيب 217، وشذرات الذهب 1/ 357. [2] قال في معرفة الرجال 1/ 89 رقم 327: «ليس به بأس» . وقال في تاريخه 2/ 335: «وكان ابن نمير يروي عن عبيد الله بن عمر أربعمائة حديث، أو أكثر، كتبتها كلها عنه» . [3] وكان ابن حنبل يختار ابن نمير على عيسى بن يونس. وقال أحمد في موضع آخر: قال الجزء: 13 ¦ الصفحة: 263 وكان مولده في سنة خمس عشرة ومائة. ومات سنة تسع وتسعين ومائة. وقع لنا من عواليه. 170- عبد الله بن وهب بن مسلم [1]- ع. -   [ () ] عبد الله بن نمير: كل شيء حدّثتكم أخبرنا به الأعمش يعني أحاديث الأعمش. وقال ابن سعد: «كان ثقة كثير الحديث صدوقا» . ووثّقه العجليّ. وقال أبو حاتم: «هو مستقيم الأمر» . وقال أبو خالد الأحمر: «نعم الرجل عبد الله بن نمير» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [1] انظر عن (عبد الله بن وهب بن مسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 518، والتاريخ لابن معين 2/ 336، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 813، وطبقات خليفة 297، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1784 و 2362 و 3/ رقم 4556 و 5190، والتاريخ الكبير 5/ 218 رقم 710، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 283 رقم 906، والمعرفة والتاريخ 1/ 544- 551 و 596- 599 و 651- 656 و 667- 677 وانظر فهرس الأعلام 3/ 655، 656، وتاريخ أبي زرعة 1/ 146 و 154 و 176 و 180 و 184 و 185 و 195 و 205 و 214 و 217 و 217 و 286 و 290 و 306 و 327 و 379 و 380 و 386 و 405 و 406 و 410 و 412 و 418 و 421- 424 و 428 و 429 و 435 و 440 و 493 و 498 و 499 و 503 و 504 و 517 و 542 و 567 و 573 و 608 و 618 و 642 و 644 و 649، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 98، والجرح والتعديل 5/ 189، 190 رقم 879، والثقات لابن حبّان 8/ 346، وولاة مصر للكندي 167، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3178، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1518- 1521، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 187، 188 رقم 616، والفهرست لابن النديم 199، وتاريخ جرجان 140 و 298 و 301 و 402 و 485 و 495، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 432، 433 رقم 632، ورجال صحيح مسلم 1/ 396، 397 رقم 8777، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 260، 261 رقم 955، وطبقات الفقهاء للشيرازي 68 و 78 و 99 و 150 و 153 و 157 و 161 و 163، وترتيب المدارك 2/ 421، ووفيات الأعيان 1/ 240 و (3/ 63، 37) و 180 و 181 و 4/ 127 و 130 و 135 و 194 و 6/ 144 و 393، و 7/ 61 و 250، والانتقاء لابن عبد البرّ 48، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 753، ودول الإسلام 1/ 124، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 671، والكاشف 2/ 126 رقم 3086، والمغني في الضعفاء 1/ 362 رقم 3416، وميزان الاعتدال 2/ 521- 523 رقم 4677، وسير أعلام النبلاء 9/ 223- 234 رقم 63، والعبر 1/ 322، ومرآة الجنان 1/ 458، والوافي بالوفيات الجزء: 13 ¦ الصفحة: 264 الإمام أبو محمد الفهريّ، مولاهم الْمَصْرِيّ. أحد الأعلام، وعالم الديّار المصريّة. قَالَ أبو سَعِيد بْن يونس: ولد سنة خمس وعشرين ومائة. قَالَ: وقيل إنّه مِن موالي الأنصار. طلب العِلْم وله سبْعٍ عشرة سنة، فعن ابن وهْب قَالَ: دعوت يونس بْن يزيد لوليمة عُرسي. قلت: روى عَنْ: يونس، وابن جُرَيج، وحبي بن عبد الله المعافري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعمرو بن الحارث، وأسامة بن زيد الليثي، وعمر بن محمد العمري، وعبد الحميد بن جعفر، وأبي صخر حميد بن زياد، وعبد الله بن عامر الأسلمي، وموسى بن علي، والليث، ومالك، وخلائق. وتفقه: بمالك، والليث. وعنه قَالَ: رأيتُ عُبَيْد الله بْن عُمَر قد عَمي وقطع الحديث. ورأيت هشام بْن عُرْوة جالسًا فِي مسجد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: آخذ عَنِ ابن سمعان وأصير إلى ابن هشام، فلما فرغت قمتُ إلى منزل هشام فقالوا: قد نام. فقلت: أحجّ وأرجع، فرجعتُ فوجدته قد مات [1] . قَالَ محمد بْن سَلَمَةَ: سَمِعْتُ ابن القاسم يَقُولُ: لو مات ابن عُيَيْنَة لَضُرِبَت إلى ابن وهْب أكباد الإبل. ما دَوَّن العِلْم أحدٌ تدوينهَ [2] . قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى، عَنِ ابن وهْب قَالَ: أقرأني نافع بن أبي نعيم.   [ () ] 17/ 665، 666 رقم 563، وصفة الصفوة 4/ 313، 314 رقم 837، وتذكرة الحفاظ 1/ 304- 306، وغاية النهاية 1/ 463 رقم 1927، وتهذيب التهذيب 6/ 71، 72 رقم 140، وتقريب التهذيب 1/ 460 رقم 728، وحسن المحاضرة 1/ 302، 303 رقم 36، وطبقات الحفّاظ 126، وخلاصة تذهيب التهذيب 218، وشذرات الذهب 1/ 347، 348، والديباج المذهب 1/ 413- 417. [1] ترتيب المدارك 2/ 427. [2] ترتيب المدارك 2/ 425. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 265 وقال أبو زُرْعة: نظرتُ في نحو ثلاثين ألف حديث لابن وهْب لا أعلم أنّي رَأَيْت لَهُ حديثًا لا أصل لَهُ. وهو ثقة. وقد سَمِعْتُ يحيى بْن بُكَيْر. يَقُولُ: هُوَ أفقه مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم [1] . قلت: وله «مُوَطَّأ» كبير إلى الغاية، وله كتاب «الجامع» ، وكتاب «الْبَيْعَةِ» ، وكتاب «المناسك» ، وكتاب «المغازي» ، وكتاب «الرّدّة» ، وكتاب «تفسير غريب الموطّأ» ، وغير ذَلِكَ. روى عَنْهُ: اللَّيْثُ بْن سعْد، وأصبغ بْن الفَرَج، وأبو صالح، وأحمد بْن صالح، وحَرْمَلَة، والحارث بْن مِسْكين، ويحيى بْن أيّوب المقابريّ، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ، والربيع بْن سليمان المُراديّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأبو الماهر بْن السَّرْح، وبحر بْن نصر، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن رُمْح، وعليّ بن خشرم، وعمرو بْن سَوَّاد، وعيسى بْن مَثْرُود، ومحمد بْن عبد الله بن عبد الحكم، وهارون بن سعيد الأَيْليّ، وعبد المُلْك بْن شُعيب بْن اللَّيْثُ، وعيسى بْن أحمد العسقلاني، وأحمد بْن عيسى التّستريّ، وإبراهيم بن منقذ الخولانيّ، وسحنون بْن سعْد القَيْروانيّ، وأحمد بْن عَبْد الرحمن بْن وهْب ابن أخيه، وأَمَم سواهم. وكان ثقة ثْبتًا مِن كبار الزُّهاد. قَالَ أحمد بْن صالح: حدَّث ابن وهْب بمائة ألف حديث، ما رَأَيْت أحدًا أكثر حديثًا منه. وقد وقع عندنا عَنْهُ سبعون ألف حديث [2] . وقال يحيى بْن بُكَيْر: ابن وهْب أفقه مِن ابن القاسم [3] . وقال عليّ بْن الْجُنَيْد: سَمِعْتُ أبا مُصْعَب يعظَّم ابنَ وهْب ويقول: مسائله عَنْ مالك صحيحة. وقال أبو حاتم [4] : صالح الحديث، صدوق.   [1] الانتفاء لابن عبد البرّ 49. [2] الانتقاء لابن عبد البرّ 49، الجرح والتعديل 5/ 189. [3] تقدّم هذا القول. (الانتقاء لابن عبد البرّ 49) . [4] في الجرح والتعديل 5/ 190. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 266 وقال ابن عَدِيّ في «كامله» [1] : ابن وهْب مِن الثَّقات. لا أعلم لَهُ حديثًا مُنْكَرا. إذا حدَّث عَنْهُ ثقة. وروى أبو طَالِب، عَنْ أحمد بْن حنبل: ابن وهْب يفصل السَّماعَ مِن العرْض. ما أصحّ حديثه وأثبته. وقد كَانَ يُسيء الأخذ، لكن ما رواه وحدّثه صحيحًا [2] . وقال ابن مَعِين [3] : ثقة. قَالَ خَالِد بْن خِداش: قُرئ عَلَى ابن وهْب كتاب «أهوال يوم القيامة» - تأليفه- فخرّ مَغشيا عَليْهِ. فلم يتكلّم بكلمةٍ، حتى مات بعد أيّام، رحمه الله [4] . وعن سُحْنُون قَالَ: كَانَ ابن وهْب قد قسّم دَهره أثلاثًا: ثُلُثًا في المَرَابط، وَثُلُثًا يُعلّم الناس بمصر، وَثُلُثًا في الحجّ. وقيل إنّه حجّ ستٌّا وثلاثين حجَّة. وكان مالك يكتب إِلَيْهِ: إلى عَبْد الله بْن وهْب مفتي أهل مصر، ولم يفعل هذا مَعَ غيره [5] . وقد ذُكر ابن وهْب وابن القاسم عند مالك، فقال مالك: ابن وهب عالم، وابن القاسم فقيه [6] . وقال أحمد بْن سَعِيد الهمَدانيّ: دخل ابن وهْب الحمّام، فسمع قارئا   [1] ج 4/ 1521. [2] الجرح والتعديل 5/ 189، 190. [3] في تاريخه 2/ 336، والجرح والتعديل 5/ 190، والكامل في الضعفاء 4/ 2520، وفي موضع آخر منه (4/ 1518) قال ابن معين: عبد الله بن وهب المصري ليس بذاك، وابن جريج كان يستصغره. وفي موضع آخر (8/ 1520) قيل لابن معين: فعبد الله بن وهب كيف هو عندك؟ قال: أرجو أن يكون صدوقا. [4] الانتقاء 49، صفة الصفوة 4/ 314، وفيات الأعيان 3/ 37. [5] الانتقاء 49، وطبقات الفقهاء للشيرازي 150، وفيات الأعيان 3/ 36. [6] وفيات الأعيان 3/ 36. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 267 يقرأ: وَإِذْ يَتَحاجُّونَ في النَّارِ 40: 47 [1] ، فغُشي عَليْهِ [2] . قَالَ أبو زيد بْن أَبِي الغَمْر: كنّا نسمّي ابنَ وهْب: ديوان العِلْم. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يَقُولُ: نظرت في حديث ابن وهْب نحو ثمانين ألف حديث [3] . قلت: مرّ هذا. وقال: ثلاثين ألف حديث. فاللَّه أعلم. قَالَ أبو عُمَر بْن عَبْد البَرّ [4] : جَدُّ ابن وهْب هُوَ مُسْلم مولى رَيْحانة مولاة عَبْد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن أنس الفِهْريّ. وقال ابن أخي ابن وهْب: طلب عبّاد بْن محمد الأمير عمّي ليولّيه القضاء، فتغّيب، فهدم عبّاد بعض دارنا. فقال الصّبّاحي لعبّاد: مَتَى طمع هذا الكذا وكذا أن يلي القضاء؟ فبلغ ذَلِكَ عمّي، فدعا عَليْهِ بالعَمَى، فعَمي بعد جمعة. وقال حجّاج بن رشيدين: سَمِعْتُ ابن وهْب يتذمّر ويصيح، فأشرفت عَليْهِ مِن غرفتي، فقلت: ما شأنك يا أبا محمد؟ قَالَ: يا أبا الحَسَن، بينما أَنَا أرجو أن أُحشر في زُمْرة العلماء أحشرُ في زُمْرة القُضاة. فتغّيب في يومه، فطلبوه. قَالَ ابن الطّاهر بْن عَمْرو: جاء نَعي ابن وهْب، ونحن في مجلس سُفْيان، فقال: إنّا للَّه وإنّا إِلَيْهِ راجعون، أُصيبَ المسلمون بِهِ عامّة، وأُصِبتُ بِهِ خاصّة [5] . وقال النَّسَائيّ: ابن وهْب ثقة، ما أعلمه روى عَنِ الثقات حديثا منكرا.   [1] سورة غافر، الآية 47. [2] صفة الصفوة 4/ 313، 314 وفيه زيادة: «فغسلت عنه النّورة وهو لا يعقل» . والنّورة: حجر الكلس الممزوج بأخلاط أخرى تستعمل لإزالة الشعر. [3] الجرح والتعديل 5/ 190. [4] في الانتقاء 48. [5] ترتيب المدارك 2/ 423، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1520. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 268 قلت: بعض الأئمّة تَمَعْقَل عَلَى ابن وهْب في أخذه للحديث، وأنّه كَانَ يترخّص في الأخْذ. وابن وهْب فحُجّة باتفاق. يكفيه قولُ الإمامين أَبِي زُرْعة والنَّسَائيّ فيه. وما مَن يروي مائة ألف حديث ولا يستلحق عَليْهِ في شيء إلا وهو ثَبْت حافظ. والله لو غلط في المائة ألف في مائتي حديث لما أثر ذَلِكَ في ثقته. قَالَ أحمد بْن صالح: كَانَ ابن وهْب يتساهل في المشايخ، ولو أخذ مأخذ مالك في ذَلِكَ لكان خيرًا لَهُ [1] . قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى: مات في شَعْبان سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. قَالَ: وكانوا أرادوه عَلَى القضاء فتغيّب. قلت: وقع لي جملة مِن عَوَاليه. 171- عَبْد الحكيم بْن منصور الخزاعيّ الواسطيّ [2]- ت. - عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السّائب. وعنه: عَبْد الله بْن عَون الخرّاز، وإسحاق بن شاهين، ومحمد بن   [1] قال المؤلّف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 9/ 228) : «هكذا والله كان العلماء، وهذا هو ثمرة العلم النافع، وعبد الله حجّة مطلقا، وحديثه كثير في الصحاح، وفي دواوين الإسلام، وحسبك بالنسائي وتعنّته في النقد حيث يقول: وابن وهْب ثقة، ما أعلمه روى عَنِ الثَّقات حديثا منكرا. قلت: أكثر في تواليفه من المقاطيع والمعضلات، وأكثر عن ابن سمعان وبابته، وقد تمعقل بعض الأئمة على ابن وهب في أخذه الحديث، وأنه كان يترخّص في الأخذ. وسواء ترخّص ورأى ذلك سائغا، أو تشدّد، فمن يروي مائة ألف حديث، وينذر المنكر في سعة ما روى، فإليه المنتهي في الإتقان» . [2] انظر عن (عبد الحكيم بن منصور الخزاعي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 314، والتاريخ لابن معين 2/ 341، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 126، والتاريخ الكبير 6/ 125 رقم 1915، والتاريخ الصغير 208، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 399، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 104 رقم 1078، والجرح والتعديل 6/ 35 رقم 188، والمجروحين لابن حبّان 2/ 144، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1972 وفيه (عبد الحكم) وهو تصحيف، والمغني في الضعفاء 1/ 368 رقم 3478، وميزان الاعتدال 2/ 537 رقم 4760. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 269 عَبْد الله بْن بَزيع، ومحمد بْن حرب النَّشَاسْتجيّ [1] ، وآخرون. وليس هُوَ بقويّ. كذّبه يحيى بْن مَعِين [2] ، وقال مرّة: لَيْسَ حديثه بشيء. وقال أبو داود: ضعيف. وقال النَّسائيّ [3] ، وغيره: متروك الحديث [4] . 172- عبد الخالق بْن زيد بْن واقد الدّمشقيّ [5] . عَنْ: أَبِيهِ، والوضين بْن عطاء وغيرهما. وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شرحبيل. قال الدّارقطنيّ [6] : متروك الحديث.   [1] النشاستجي: بفتح النون والشين المعجمة بعدها الألف ثم السين المهملة والتاء المفتوحة ثالث حرف وفي آخرها الجيم. هذه النسبة إلى النشاستج، وهو شيء يؤخذ من الحنطة، ويقال له: النشا، والنسبة إليه نشائي ونشاستجي، (الأنساب 12/ 84) . [2] في تاريخه 2/ 341، والجرح والتعديل 6/ 35، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 104، وقال في معرفة الرجال 1/ 66 رقم 126: «ليس بشيء، سرق حانوتا بواسط، فقيل له: يا أبا زكريّا! كيف سرقه؟ قال: كان إلى جنب منزله حانوت لرجل فنقب إليه بابا من داره من الليل، وسدّ بابه من ناحية الطريق، وأدخله في داره» . [3] في الضعفاء والمتروكين 298 رقم 399. [4] وقال البخاريّ: «فيه نظر» . وقال ابن سعد: «وكان ضعيفا في الحديث» . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير. وقال أبو حاتم: «لا يكتب حديثه» . وقال ابن حبّان: «كان شيخا مغفّلا، يحدّث بما لا يعلم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.» [5] انظر عن (عبد الخالق بن زيد بن واقد) في: التاريخ الكبير 6/ 125 رقم 1918، والتاريخ الصغير 194، والضعفاء الصغير 269 رقم 241، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 400، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 105، 106 رقم 1080، والجرح والتعديل 6/ 37 رقم 198، والمجروحين لابن حبّان 2/ 149، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1984، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 124 رقم 358، والمغني في الضعفاء 1/ 370 رقم 3507، وميزان الاعتدال 2/ 543 رقم 4791، ولسان الميزان 3/ 400، 401 رقم 1583. [6] في الضعفاء والمتروكين 124. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 270 وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ [2] . 173- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سعْد بْن عمّار [3] . ابن مؤذَّن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعْد القَرِظ، أبو محمد الْقُرَشِيّ المخزومي المَدِينيّ المؤذّن. روى عَنْ: أَبِيهِ، وأعمامه، وعن: صَفْوان بْن سُلَيْم، وأبي الزَّناد، وغيرهم. وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وهشام بْن عمّار، والحميديّ، ويعقوب بْن كاسب، وإبراهيم بْن المنذر، وجماعة. ضعّفه يحيى بْن مَعِين [4] ، وغيره [5] ، وصلّحه بعضهم. 174- عَبْد الرحمن بْن سعيد الخُزاعيّ. مولاهم الْمَصْرِيّ، أبو سعْد. عَنْ: نافع بْن يزيد، ومالك، واللّيث. مات كهلا.   [1] في الضعفاء والمتروكين 298 رقم 400. [2] وقال البخاري: «منكر الحديث» ، واقتبس عنه العقيلي وذكره في الضعفاء، وكذلك ابن عديّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فقال: ليس بقويّ منكر الحديث. قلت: يكتب حديثه؟ قال: زحفا. وقال ابن حبّان: «يروى المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المستمع شهد أنها مقلوبة أو معمولة، لا يجوز الاحتجاج به» . [3] انظر عن (عبد الرحمن بن سعد بن عمّار) في: التاريخ الكبير 5/ 287 رقم 933، والجرح والتعديل 5/ 237، 238 رقم 1123، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1621، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 790، وميزان الاعتدال 2/ 566 رقم 4874، والمغني في الضعفاء 2/ 380 رقم 3570، والكاشف 2/ 147 رقم 3244، وتهذيب التهذيب 6/ 183 رقم 367، وتقريب التهذيب 1/ 481 رقم 949، وخلاصة تذهيب التهذيب 227. [4] الجرح والتعديل 5/ 238. [5] وقال البخاري: «فيه نظر» الجزء: 13 ¦ الصفحة: 271 روى عَنْهُ: يحيى بْن بُكَيْر، ويونس بْن عَبْد الأعلى. مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة. 175- عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن [1] العَنْسي الدّارانيّ الدّمشقيّ- ق. - عَنْ: إسماعيل بْن أبي خَالِد، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، ولَيث بْن أَبِي سُلَيْم، ومحمد بْن صالح الْمَدَنِيّ، والأعمش، وراشد بْن سعْد المقرئيِ. وعنه: إسماعيل بْن عيّاش وهو أكبر منه، ومحمد بْن عائذ، وهشام بْن عمّار، وصفوان بْن صالح، وعدّة. قَالَ دُحَيْم، لا أعلمه إلا ثقة. وذكره ابن حِبّان في «الثَّقات» [2] . وَقَالَ أَبُو حاتم [3] : لا يُحْتَج بِهِ [4] . قلت: هذا أكبر مِن زاهد الشام أبي سليمان الدّارانيّ. 176- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله. أَبُو سَعِيد، مولى بني هاشم. سيأتي بكنيته.   [1] انظر عن (عَبْد الرَّحْمَن بْن سُليمان بْن أبي الْجَوْن) في: التاريخ الكبير 5/ 289 رقم 940، والجرح والتعديل 5/ 240 رقم 1136، والثقات لابن حبّان 8/ 371، والكامل في الضعفاء 4/ 1596، 1597، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 32 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 792، والكاشف 2/ 148 رقم 3253 وفيه (عبد الرحمن بن سلمان) ، وهو خطأ، وميزان الاعتدال 2/ 567، 568 رقم 4882، والمغني في الضعفاء 2/ 381 رقم 3576، وتهذيب التهذيب 6/ 188، 189 رقم 381، وتقريب التهذيب 1/ 482، 483 رقم 963، وخلاصة تذهيب التهذيب. [2] ج 8/ 371. [3] في الجرح والتعديل 5/ 240. [4] وقال ابن عديّ: «عامّة أحاديثه مستقيمة وفي بعضها بعض الإنكار.. وقد روى عنه الوليد بن مسلم ونظراؤه من الناس من أهل دمشق، وأرجو أنه لا بأس به» الجزء: 13 ¦ الصفحة: 272 177- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الحميد المَهْريّ [1]- د. ن. - مولاهم الْمَصْرِيّ، أبو رجاء المكفوف. مِن فضلاء المصريّين. روى عن: عُقَيْل بْن خَالِد، وبكر بْن عَمْرو المَعَافِريّ، وغيرهما. وعنه: ابن أخته أبو الطّاهر بْن السَّرْح، وعبد الله بْن وهْب مَعَ تقدَّمه، ويونس بْن عَبْد الأعلى. وثقة أبو داود [2] . مات سنة اثنتين وتسعين ومائة. 178- عَبْد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أُميّة [3] بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي بكرة. - د. ن. ق. - أبو يحيى، الثّقفيّ البكراويّ البصريّ. رَوَى عن: حُمَيْد الطويل، وحسين المعلم، وَدَاوُد بن أَبِي هند، وَمُحَمَّد بن عَمْرو، وَمُحَمَّد بن السّائب الكلبيّ، وطائفة.   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 173، والجرح والتعديل 5/ 261 رقم 1234، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 801، والكاشف 2/ 154 رقم 3293، وميزان الاعتدال 2/ 577 رقم 4912، والمغني في الضعفاء 2/ 383 رقم 3596، وتهذيب التهذيب 6/ 219 رقم 441، وتقريب التهذيب 1/ 489 رقم 1022، وخلاصة تذهيب التهذيب 230. [2] تهذيب الكمال 2/ 801. [3] انظر عن (عبد الرحمن بن عثمان بن أميّة) في: التاريخ لابن معين 2/ 352، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4383، التاريخ الكبير 5/ 331 رقم 1054، والتاريخ الصغير 212، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 15، والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 357، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 335 رقم 932، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، والجرح والتعديل 5/ 264، 265 رقم 1252، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1605، 1606، ورجال الطوسي 232 رقم 126 وفيه (البكرواني) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 84 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 803، 804، والكاشف 2/ 156 رقم 3304، وميزان الاعتدال 2/ 578 رقم 4918، والمغني في الضعفاء 2/ 383 رقم 3601، وتهذيب التهذيب 6/ 226، 227 رقم 456، وتقريب التهذيب 1/ 490 رقم 1036، وخلاصة تذهيب التهذيب 231. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 273 وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، ويحيى بْن حكيم، والفلاس، وخلْق كثير. قَالَ ابن المَدِينيّ: كَانَ يحيى بْن سَعِيد حسن الرأي فيه. وحدَّث عَنْهُ وأنا فلا أحدث عنه [1] . وقال ابن معين [2] : ضعيف. وقال: أحمد بن حنبل [3] : طرح الناس حديثه. هكذا راويه عبد الله، عَنْ أَبِيهِ. وأمّا أبو داود فقال: سَمِعْتُ أحمد يَقُولُ: لا بأس بِهِ [4] . وقال النَّسَائيّ [5] : ضعيف [6] . قَالَ الجرّاح بْن مَخْلَد: تُوُفّي في صَفَر أو المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وقال ابن المَدِينيّ أيضًا: ذهبَ حديثه [7] . 179- عَبْد الرحمن بْن القاسم بن خالد بن جنادة [8]- خ. ن. -   [1] تهذيب الكمال 2/ 804. [2] في تاريخه 2/ 352، والكامل لابن عديّ 4/ 1605. [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 4383، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 335، والجرح والتعديل 5/ 265، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1605 و 1606. [4] تهذيب الكمال 2/ 804. [5] في الضعفاء والمتروكين 296 رقم 357. [6] وقال البخاري: «طرح الناس حديثه» . ونقل العقيلي، عن البخاري أنه قال: «بعضهم يكتب عنه، إلّا أنه بلغني عن عليّ أنه تكلّم فيه» . وقال أبو حاتم: «سألت علي بن المديني عن أبي بحر البكراوي فسكت، فظننت أنه لا يجسر أن يذكره بسوء لأن له عشيرة وأهل بيت» . وقال ابن أبي حاتم: قيل لأبي: ما حاله؟ قال: «ليس بقويّ يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . وقال ابن عديّ: «له أحاديث غرائب عن شعبة وعن غيره من البصريين، هو ممّن يكتب حديثه» . [7] الجرح والتعديل 5/ 265. [8] انظر عن (عبد الرحمن بن القاسم العتقيّ) في: المعرفة والتاريخ 1/ 181 و 477 و 699، والجرح والتعديل 5/ 279 رقم 1325، والثقات الجزء: 13 ¦ الصفحة: 274 الإمام أبو عبد الله العتقيّ [1] . مولاهم الْمَصْرِيّ الفقيه. أحد الأعلام، وأكبر أصحاب مالك القائمين بمذهبه. سَمِعَ منه ومن: نافع بْن أَبِي نُعَيْم، وعبد الرحمن بْن شُرَيح، وبكر بْن مُضَر، وجماعة. وعنه، أصْبَغ بْن الفَرَج، وأبو الطّاهر بْن السّرْح، والحارث بْن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، وعيسى بْن مَثْرُود، وآخرون. وقد أنفق أموالا جمَّه في طلب العِلْم. قَالَ النَّسَائيّ: ثقة مأمون. أحد الفقهاء [2] . وعن مالك أنّه ذُكر عنده ابن القاسم فقال: عافاة الله، مثله كمثل جراب مملوءٍ مِسكًا. وقيل إنّ مالكًا سُئل عَنِ ابن القاسم، وابن وهب فقال: ابن وهب رجل   [ () ] لابن حبّان 8/ 374، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 214 (بدون ترقيم) ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 452 رقم 674، والانتقاء لابن عبد البرّ 50، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 293 رقم 21107، وطبقات الفقهاء للشيرازي 67 و 149 و (150) و 152 و 154 و 156 و 157 و 161 و 163، وترتيب المدارك 2/ 433، والولاة والقضاة للكندي 503، والأنساب لابن السمعاني 8/ 385، واللباب لابن الأثير 2/ 321، ووفيات الأعيان 1/ 238 و 240 و 2/ 56 و 3/ 36 و (129) و 180- 182 و 222 و 320 و 6/ 144، 145، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 811، والكاشف 2/ 160 رقم 3333، والعبر 1/ 307، وسير أعلام النبلاء 9/ 120- 125 رقم 39، وتذكرة الحفاظ 1/ 356، ودول الإسلام 1/ 121، والديباج المذهب 146، 147، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 297 و 2/ 202، وتهذيب التهذيب 6/ 252- 254 رقم 500، وتقريب التهذيب 1/ 495 رقم 1079، وطبقات الحفاظ 50، وحسن المحاضرة 1/ 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 233، وشذرات الذهب 1/ 329 وقد حشد محقّق الجزء 9 من سير أعلام النبلاء، السيد كامل الخراط بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط في مصادر صاحب الترجمة- ص 120: طبقات خليفة، وتاريخ خليفة، والمعارف، وتهذيب الأسماء واللغات، على أنها من مصادر ترجمته، وهي ليست كذلك، إذ لا ذكر له فيها، ووقع الوهم بينه وبين «عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق» ، وشتّان بينهما. [1] العتقيّ: بضم العين المهملة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وكسر القاف. هذه النسبة إلى «العتقيين» و «العتقاء» ، ليسوا من قبيلة واحدة، وهم جماعة من قبائل شتّى، منهم من حجر حمير، ومن كنانة مضر، ومن سعد العشيرة، وغيرهم. (الأنساب 8/ 385) . [2] تهذيب الكمال 2/ 811. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 275 علم، وابن القاسم فقيه. وعن أسد بْن الفُرات قَالَ: كَانَ ابن الْقَاسِم يختم كل يوم وليلة ختمتين، فنزل لي حين جئت إِلَيْهِ عن ختمة رغبة في إحياء العلم. وبلغنا عن ابن الْقَاسِم أَنَّهُ قَالَ: خرجت إلى الحجاز اثنتى عشرة مرة، أنفقت كل مرة ألف دينار [1] . وَرُوِيَ عن ابن الْقَاسِم أَنَّهُ كَانَ لا يقبل جوائز السُّلْطَان. وكان يَقُولُ: لَيْسَ في قُرب الوُلاة ولا الدُّنُوَّ منهم خير. قَالَ أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وهْب: سَمِعْتُ عمّي يَقُولُ: خرجت أَنَا وعبد الرَّحْمَن بْن القاسم بِضع عشرة سنة إلى مالك. سنةً أسأل أَنَا مالكًا، وسنةً ابن القاسم. فما سألت أَنَا، كَانَ عند ابن القاسم: سَمِعْتُ مالكا. وما سأل هو، كان عندي: سمعت مالكا. إلّا أنّ ابن القاسم ترك من قوله ما خالف الأصل، وتركته أَنَا عَلَى حاله، أو كما قَالَ. وقال الحارث بْن مسكين: أخبرني أَبِي قَالَ: كَانَ ابن القاسم وهو حَدَث في العبادة أشهر منه في العِلْم. قَالَ الحارث: كَانَ في ابن القاسم: العبادة والسّخاء والشجاعة والعلم والورع والزُّهْد. قَالَ ابن وضّاح: أخبرني ثقة ثقة. عَنْ عليّ بْن مَعْبَد قَالَ: رَأَيْت ابن القاسم في النَّوم، فقلت: كيف وجدت المسائل؟ فقال: أُفٍ أُفٍ: قلت: فما أحسَنَ ما وجدتَ؟ قَالَ: الرَّباط بالإسكندرية. قَالَ: ورأيت ابن وهْب أحسن حالا منه. وقد حدّث سحنون أنّه رَأَى ابن القاسم في النَّوم، فقال: ما فعل الله بك؟   [1] تهذيب الكمال 2/ 811. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 276 قَالَ: وجدت عنده ما أحببت! قَالَ: فأيّ عمل وجدت أفضل؟ قَالَ: تلاوة القرآن! قَالَ: قلتُ: فالمسائل؟ فكان يُشِير بإصبعه يُكشّيها [1] قَالَ: فكنتُ أسأله عَنِ ابن وهْب، فيقول: هُوَ في عِلَّيّين. قَالَ أبو جعفر الطَّحاويّ: بَلَغَني عَنِ ابن القاسم أنّه قَالَ: ما أعلم في فلان عَيْبًا إلا دخوله إلى الحُكّام، ألا اشتغل بنفسه؟ قَالَ الحارث بْن مسكين: سَمِعْتُ ابن القاسم يَقُولُ في دعائه، الّلهم امنع الدنيا منّي، وامنعني منها. قَالَ الحارث: فكان في الورع والزُّهْد شيئًا عَجَبًا. قَالَ أبو سَعِيد بْن يونس: ولد ابن القاسم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وتوفّي في صَفَر سنة إحدى وتسعين ومائة. أَخْبَرَنَا يوسف بن أبي نصر، وجماعة، قالوا: أنا ابْنُ الزُّبَيْدِيِّ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ، أَنَا الدَّاوُدِيُّ، أَنَا ابْنُ حَمُّوَيْهِ، أَنَا الْفَرَبْرِيُّ، ثنا الْبُخَارِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ، نا ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ بُكَيْرِ بْنُ مُضَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سلمة (ح) . وَأنا أَحْمَدُ بْنُ الْعمَادِ عَالِيًا، وَهَذَا لَفْظُهُ: أَنَا ابْنُ قُدَامَةَ، أَنَا ابْنُ الْبَطَّيِّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، نا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ» . وَقَالَ: «لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مِثْلَ مَا لَبِثَهُ يُوسُفُ، ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ» . وَقَالَ: «رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، فَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا بعد إلّا في ثروة قومه» .   [1] ترتيب المدارك 2/ 446 وفيه: فقال: لا، وأشار بيده، أي وجدناها هباء. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 277 لَمْ يَذْكُرِ الْبُخَارِيُّ الْفَصْلَ الأَوَّلَ مِنْهُ [1] ، وَهُوَ: إِنَّ الْكَرِيمَ. وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا [2] . وَمِنْ حَيْثُ الْعَدَدِ إِلَى أَبِي سَلَمَةَ، كَأَنَّ شَيْخًا لَقِيَ الْفِرَبْرِيَّ، وَسَمِعَهُ مِنْهُ. - عَبْد الرحمن بْن محمد المُحَاربيّ- ع. - ذُكر بنسبته. 180- عَبْد الرَّحْمَن بْن مسعود بْن أشرس الإفريقيّ. مولى الأنصار. روى عَنْ: مالك، وعبد الله بْن عُمَر. وعنه: ابن وهب، وسعيد بن تليد، ومهدي بن جعفر، وعمران بن هارون. لقوه بمصر. 181- عبد الرحمن بن مغراء [3]- ع. -   [1] في صحيحه 6/ 217 في تفسير سورة يوسف، باب قوله: فلما جاء الرسول قال ارجع إلى ربّك فاسأله.. ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يرحم الله لوطا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي، ونحن أحقّ من إبراهيم إذ قال له: أو لم تؤمن؟ قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي» . أما الفصل الأول، فقد أخرجه البخاري في باب قوله: ويتمّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب.. من طريق: عبد الصمد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» . [2] في الفضائل (152/ 151) باب من فضائل إبراهيم الخليل صلّى الله عليه وسلّم. من طريق: يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «نحن أحقّ بالشكّ من إبراهيم، إذ قال ربّ أرني كيف يحيى. قال: أو لم تؤمن؟ قال: بلى ولكن ليطمئنّ قلبي. ويرحم الله لوطا. لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبث في السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعي» . وأخرج جزءا من طريق أخرى (153) . [3] انظر عن (عبد الرحمن بن مغراء) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 347 و 2/ رقم 568، والتاريخ الكبير 5/ 355 رقم 1127، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 41، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 183 وفيه الجزء: 13 ¦ الصفحة: 278 أبو زهير الدّوسيّ الرّازيّ. عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والأعمش، وجماعة. وعنه: محمد بْن عائذ الكاتب، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن حُمَيْد، وزُنَيْج، ويوسف بْن موسى القطّان، وإسحاق بْن الفَيْض الأصبهاني، وعدّة. وولي في أواخر عمره قضاء الأردنّ. قَالَ أبو زرعة: صدوق [1] . وضعّفه ابن عَدِيّ [2] . وفي حديثه عَنِ الأعمش مناكير. وكان طلابةً للعِلْم، حسن الحديث [3] . مات قبل المائتين. 182- عَبْد الرحمن بن مهديّ [4]- ع. -   [ () ] (عبد الرحمن بن معز) وهو تصحيف، والمعرفة والتاريخ 1/ 329، والجرح والتعديل 5/ 290، 291 رقم 1383، والثقات لابن حبّان 7/ 92، وتاريخ جرجان 47 و 136، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 4/ 1599، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 208 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 818، والكاشف 2/ 165 رقم 3363، وميزان الاعتدال 2/ 592 رقم 4980، والمغني في الضعفاء 2/ 388 رقم 3641، وسير أعلام النبلاء 9/ 300، 301 رقم 85، وتهذيب التهذيب 6/ 274، 275 رقم 542، وتقريب التهذيب 1/ 499 رقم 1119، وخلاصة تذهيب التهذيب 235. [1] الجرح والتعديل 5/ 291. [2] في الكامل في الضعفاء 4/ 1599 وفيه يقول: «إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها، وله عن غير الأعمش غرائب، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم» . [3] قال ابن معين في (المعرفة 1/ 92 رقم 347) : «لم يكن به بأس، مات قبل أن ندخل نحن الريّ، فلم نكتب عنه شيئا» . وقال وكيع: «طلب الحديث قبلنا وبعدنا» . وقال أبو جعفر محمد بن مهران: «ذاك صاحب سمر» . وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال علي بن عبد الله المديني: «عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث تركناه، لم يكن بذاك» . [4] انظر عن (عبد الرحمن بن مهدي) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 279 ابن حسّان بن عبد الرحمن العنبريّ، مولاهم. وقيل مولى الأزد، أبو سَعِيد البصْريّ اللّؤلؤيّ الحافظ، أحد الأئمّة الأعلام.   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 297، والتاريخ لابن معين 2/ 359، 360، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 553 و 831 و 2/ رقم 162 و 422 و 526، و 610 و 641، وطبقات خليفة 267، وتاريخ خليفة 468، والعلل لابن المديني 40 و 45 و 47، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 86 و 279 و 790 و 925 و 928 و 94 و 1109 و 1119 و 1136 و 1210 و 1224 و 1277 و 2/ 1368 و 1372 و 1404 و 1494 و 1686 و 2423 و 2426 و 2607 و 2996 و 3289 و 3333 و 3582 و 3616 و 3796 و 3/ 4109 و 4211 و 4241 و 4279 و 4329 و 4381 و 4390 و 4579 و 4695 و 4783 و 4826 و 5158 و 5159 و 5350 و 5384 و 5847 و 6069، والتاريخ الكبير 5/ 354 رقم 1123، والتاريخ الصغير 214، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، وتاريخ الثقات للعجلي 299 رقم 985، وأنساب الأشراف 3/ 36، والمعرفة والتاريخ 1/ 186- 188 و 714- 718 و 2/ 137- 140 وانظر فهرس الأعلام 3/ 622، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 303 و 411 و 438 و 462 و 463 و 472 و 507 و 540 و 553 و 559 و 625 و 2/ 681 و 686 و 691، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187 و 190، والمعارف 513، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 53 و 260، و 2/ 12 و 18 و 90 و 219 و 232 و 252 و 270 و 415 و 3/ 19 و 73 و 245، وتقدمة المعرفة 1/ 251- 262، والجرح والتعديل 5/ 288- 290 رقم 1382، والثقات لابن حبّان 8/ 373، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 213 رقم 760، وحلية الأولياء 9/ 3- 63 رقم 414، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 225 أ، ب، وتاريخ بغداد 10/ 240- 248 رقم 5366، والسابق واللاحق 263، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 454، 455 رقم 679، ورجال صحيح مسلم 1/ 420، 421 رقم 943، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 288 رقم 1084، وتاريخ جرجان 83 و 127 و 139 و 246 و 283 و 392 و 552، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 321، 322) ، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 595 و 786، والورع لأحمد 88 و 122 و 124، والتذكرة الحمدونية 1/ 167، وصفة الصفوة 4/ 5- 7 رقم 566، والكامل في التاريخ 6/ 301، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 304، 305 رقم 362، ووفيات الأعيان 2/ 387، 388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 819- 821، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 206، 207 رقم 277، والعبر 1/ 326، وتذكرة الحفاظ 1/ 329، ودول الإسلام 1/ 125، والكاشف 2/ 165 رقم 3368، وسير أعلام النبلاء 9/ 192- 209 رقم 56، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 675، ومرآة الجنان 1/ 460، وشرح العلل لابن رجب 1/ 196، 197، وتهذيب التهذيب 6/ 279- 281 رقم 549، وتقريب التهذيب 1/ 499 رقم 1126، والنجوم الزاهرة 2/ 159، وطبقات الحفاظ 139، وخلاصة تذهيب التهذيب 235، وشذرات الذهب 1/ 355. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 280 ولد سنة خمسٍ وثلاثين ومائة. قاله أحمد. سمع: أيمن بْن نابل، وعمر بْن أَبِي زائدة، وهشام بْن أَبِي عَبْد الله، ومعاوية بْن صالح، وإسماعيل بْن مسلم العبْديّ قاضي جزيرة قيس، وعبد الله بْن بُدَيل الْمَكَّيّ، وعبد الجليل بْن عطيّة، وأبا خَلْدة خَالِد بْن دينار السعّديّ، وشُعْبَة، وسُفْيان، والمسعوديّ، وخلقًا كثيرًا. وعنه: ابن المبارك، وابن وهْب، وأحمد، وإسحاق، وعليّ، ويحيى، وابن أبي شَيبة، وأبو خَيْثَمَة، وبُنْدار، وأحمد بْن سِنان، وعبد الرَّحْمَن رُسْتَة، والقَوَاريريّ، وأبو ثور، وأبو عُبَيد، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن مَنْصُور الحارثيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأُمم سواهم. قَالَ أحمد بْن حنبل: هُوَ أفقه مِن يحيى بْن سَعِيد [1] . وقال: إذا اختلف هُوَ ووكيع، فابن مهديّ أثبت، لأنّه أقرب عْهدًا بالكتاب [2] . واختلفا في نحو خمسين حديثًا للثَّوْريّ، فنظرنا، فإذا عامَّةُ الصَّواب في يد عَبْد الرَّحْمَن [3] . وقال أيّوب بْن المتوكّل: كنّا إذا أردنا أن ننظر إلى الدُّنيا والدَّين ذهبنا إلى دار عبد الرَّحْمَن بْن مهديّ [4] . قَالَ إسماعيل القاضي: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: أعلم الناس بالحديث عَبْد الرحمن بْن مهديّ [5] . قلت لَهُ: قد كنتَ كتبت حديث الأعمش، وكنتُ عند نفسي أنّي قد بلغت   [1] حلية الأولياء 9/ 3، تاريخ بغداد 10/ 242. [2] تاريخ بغداد 10/ 243. [3] تاريخ بغداد 10/ 244. [4] تاريخ بغداد 10/ 247. [5] تقدمة المعرفة 1/ 253، الجرح والتعديل 5/ 289، تاريخ بغداد 10/ 244 و 245، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 305. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 281 فيها. فقلتُ: ومَن يفيدني عَنِ الأعمش؟. قَالَ: فقال لي: مَن يفيدك عَنِ الأعمش؟ قلت: نعم! فأطرق، ثمّ ذكر ثلاثين حديثًا ليست عندي. تتبّع أحاديث الشيوخ الذين لم ألقهم أَنَا لم أكتب حديثهم نازلا [1] . قَالَ إسماعيل القاضي: أحفظ أنّ ممّن ذكره منصور بْن أَبِي الأسود [2] . وقال محمد بْن أبي بَكْر المُقَدَّميّ: ما رَأَيْت أحدًا أتقن لِما سَمِعَ، ولما لم يسمع، ولحديث الناس مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ [3] . إمام ثَبْت، أثبت مِن يحيى بْن سَعِيد، وأتْقن مِن وَكيع [4] . كَانَ عرض حديثه عَلَى سُفْيان [5] . قَالَ القواريريّ: أملي عليّ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ عشرين ألف حديث حفظا [6] . وقال عبيد الله بن سعيد: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ: لا يجوز أن يكون الرجل إمامًا حتى يعلم ما يصحّ ممّا لا يصحّ [7] . وقال ابن المَدِينيّ: كَانَ عِلم عبد الرحمن بن مهديّ في الحديث كالسَّحْر [8] . وقال أبو عُبَيْد: سمعت عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: ما تركت حديث رَجُل إلا دعوت الله لَهُ وأُسمّيه [9] . وقال إبراهيم بْن زياد سبلان: قلت لعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ: ما تقول   [1] تاريخ بغداد 10/ 245. [2] تاريخ بغداد 10/ 245. [3] تقدمة المعرفة 1/ 253، الجرح والتعديل 5/ 290، تاريخ بغداد 10/ 243. [4] تقدمة المعرفة 1/ 255، الجرح والتعديل 5/ 290، تاريخ بغداد 10/ 243. [5] تقدمة المعرفة 1/ 255، الجرح والتعديل 5/ 290. [6] حلية الأولياء 9/ 3. [7] حلية الأولياء 9/ 3، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 305. [8] حلية الأولياء 9/ 4، تاريخ بغداد 10/ 246. [9] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 544 رقم 3582. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 282 فيمن يَقُولُ القرآن مخلوق؟ فقال: لو كَانَ لي سلطان لقمت عَلَى الجسر، فلا يمرّ بي أحد إلا سَأَلْتُهُ، فإذا قَالَ: مخلوق ضربت عُنُقُه وألْقيته في الماء [1] . وقال أبو داود السّخْتيانيّ: التقى وكيع وعبد الرَّحْمَن في الحَرَم بعد العشاء، فتواقَفَا حتّى سمعا أذان الصُّبْح. وعن ابن مهديّ قَالَ: لولا أنّي أكره أن يُعْصَى الله تعالى لَتَمنَّيت أن لا يبقى أحدٌ في المِصر إلا اغتابني. وأيّ شيء أهنأ حَسَنَةً يجدها الرجل في صحيفته لم يعمل بها [2] . وعنه قَالَ: كنت أجلس يوم الجمعة، فإذا كثر الخلق، فرحت، وإذا قَلُّوا حزِنْت. فسألت بِشْر بْن منصور، فقال: هذا مجلس سوءٍ، فلا تعُد إليه، فما عدت إِليْهِ [3] . قَالَ رُسْتَة: نا يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ أنّ أَبَاهُ قام ليلةً، وكان يُحيي اللَّيْلَ كلّه. قَالَ: فلمّا طلع الفجر رمى بنفسه عَلَى الفراش حتّى طلعت الشمس، ولم يُصلَّ الصُّبْحَ، فجعل عَلَى نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض شيئًا شهرين، فقرّح فخذاه جميعًا [4] . قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ لفتى مِن ولد الأمير جعفر بن سليمان: بلغني أنك تتكلم في الرب وتصفه وتشبهه؟ قَالَ: نعم، نظرنا فلم نر مِن خلْق الله شيْئًا أحسن مِن الإنْسَان. وأخذ يتكلّم في الصفة والقامة، فقال: رُوَيْدك يا بُنَيَّ حتّى تتكلّم أول شيء في المخلوق، وإنّ عجزنا عَنْهُ، فنحن عَنِ الخالق أعجز. أخبرني عمّا حدَّثني شُعْبَة، عَنِ الشَّيْبانيّ، عَنْ سَعِيد بْن جُبير، عَنْ عَبْد الله: لقد رأى آية من آيات ربّه الكبرى؟   [1] الورع لأحمد 88، حلية الأولياء 9/ 7. [2] حلية الأولياء 9/ 11، صفة الصفوة 4/ 5، 6. [3] حلية الأولياء 9/ 12. [4] حلية الأولياء 9/ 12. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 283 قَالَ: رَأَى جبريل لَهُ ستّمائة جَناح. ثمّ قَالَ عَبْد الرَّحْمَن: فصِفْ لي مخلوقًا لَهُ ستّمائة جناح؟ فبقي الغلام ينظر، فقال: أَنَا أهون عليك، صِفْ لي خلْقًا بثلاثة أجنحة، وركِب الجناحُ الثالث منه موضعًا حتّى أعلم؟ قَالَ: يا أبا سَعِيد، عجزنا عَنْ صفة المخلوق، فأشهِدُك أنّي قد عجزت ورجعت [1] . قَالَ أبو حاتم [2] : سُئل أحمد بْن حنبل عَنْ يحيى، وعبد الرَّحْمَن، فقال: عبد الرحمن أكثر حديثا. قال أحمد بن عبد الله العجلي: شرب عبد الرحمن بن مهدي البلاذر، وكذا الطيالسي، فبرص عبد الرحمن، وجذم الآخر. قال: وقال رَجُل لعبد الرَّحْمَن: لو قِيلَ لك: يُغفر لك ذنب أو تحفظ حديثًا، أيّما أحبُّ إليك؟ قَالَ: أحفَظُ حديثًا [3] !. قَالَ أبو الربيع الزَّهْرانيّ: سَمِعْتُ جريرًا الرّازيّ يَقُولُ: ما رَأَيْت مثل عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ووصف بصره بالحديث وحِفْظه [4] . وقال نُعَيْم بْن حمّاد: قلت لابن مهديّ: كيف تعرف الكذّاب؟ قَالَ: كما يعرف الطبيب المجنون [5] !. قَالَ أبو حاتم [6] : ثنا محمد بْن أبي صَفْوان: سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ يَقُولُ: لو أُخذتُ فِأحلفتُ بين الركن والمقام لحَلفْت باللَّه أنّي لم أر أحدا قطّ   [1] حلية الأولياء 9/ 8. [2] في تقدمة المعرفة 1/ 261. [3] تاريخ الثقات للعجلي 299، تاريخ بغداد 10/ 242. [4] تاريخ بغداد 10/ 242. [5] تقدمة المعرفة 1/ 252، حلية الأولياء 9/ 4، تاريخ بغداد 10/ 246 و 247، تهذيب الأسماء واللغات. [6] ق 1 ج 1/ 305 تقدمة المعرفة 1/ 252، تاريخ بغداد 10/ 244. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 284 أعلم بالحديث مِن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ. قَالَ ابن المَدِينيّ: ثمّ كَانَ بعد مالك عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يذهب مذهب تابعي أهل المدينة، ويقتدي بطريقتهم [1] . وقال: نظرت فإذا الإسناد يدور عَلَى ستّة، ثمّ صار عِلمهم إلى اثني عشر، ثمّ صار عِلْمهم إلى ستّة: يحيى بْن سَعِيد، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ويحيى بْن زكريّا بْن أَبِي زائدة، ووكيع، وابن المبارك، ويحيى بْن آدم [2] . وقال عليّ: أوثق أصحاب سُفْيان يحيى القطّان، وعبد الرَّحْمَن [3] ، وقال أحمد بْن حنبل: ابن مهديّ ثقة، خيار، مِن معادن الصَّدق، صالح، مُسْلِم [4] . وقال ابن مهديّ: أبو الأسود يتيم عُرْوة، أخٌ لهشام بْن عُرْوة مِن الرّضاعة. وقد قَالَ هشام بْن عُرْوة: حدَّثني أخي عَبْد الرَّحْمَن بْن نوفل، عَنْ أَبِي قَالَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلا حتى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم. فقالوا فيهم بالرأي، فضلّوا وأضلّوا. قَالَ أيّوب بْن المتوكّل: كَانَ حمّاد بْن زيد إذا نظر إلى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ في مجلسه تهلَّل وجهه [5] . قَالَ صدقة بْن الفضل المَرْوَزِيّ: أتيت يحيى بْن سَعِيد أسأله، فقال لي: الْزَم عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وأفادني عَنْهُ أحاديث. فسألت عبد الرحمن عنها، فحدّثني بها [6] .   [1] تقدمة المعرفة 1/ 252، ومنه جزء في تاريخ بغداد 10/ 243 وسيعيده المؤلّف. [2] تقدمة المعرفة 1/ 252، 253. [3] تقدمة المعرفة 1/ 253. [4] تقدمة المعرفة 1/ 254، العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 4109 و 5847، الجرح والتعديل 5/ 290، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 213. [5] تقدمة المعرفة 1/ 256، الجرح والتعديل 5/ 289. [6] تقدمة المعرفة 1/ 256، الجرح والتعديل 5/ 289، تاريخ بغداد 10/ 241. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 285 أحمد بْن سنان قَالَ: سَمِعْتُ مهديّ بْن حسّان قَالَ: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن يكون عند سُفْيان عشرة أيام وخمسة عشر يومًا بالليل والنّهار، فإذا جاءنا ساعة جاء رسول سُفْيان في أثره يطلبه، فَيَدَعُنا ويذهب إليه [1] . قَالَ أحمد بْن سنان: وسمعت ابن مهديّ يَقُولُ: أفتى سُفْيان في مسألة، فرأى كأنّي أنكرتُ فُتْياه، فقال: أنت ما تَقُولُ؟ قلت: كذا وكذا، خلاف قوله، فسكت [2] . عليّ بْن المَدِينيّ: ثنا عَبْد الرَّحْمَن. قَالَ: قَالَ لي سُفْيان: لو أنّ عندي كُتُبي لأفدتك علمًا [3] . قَالَ أحمد بْن سِنان: كَانَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ لا يُتحدَّث في مجلسه، ولا يُبرا قلم، ولا يُتبسّم، ولا يقوم أحد قائمًا كأنّ عَلَى رءوسهم الطّير، وكأنهم في صلاة. فإذا رَأَى أحدًا منهم تبسّم أو تحدّث، لبس نَعْله وخرج [4] . قَالَ أحمد بْن سِنان: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن يَقُولُ: عندي عَنِ المغيرة بْن شُعْبَة في المسح على الخُفَّين ثلاثة عشر حديثًا [5] . وقال بُنْدار: سمعت ابن مهديّ: لو استقبلت مِن أمري ما استدبرت كتبتُ تفسيرَ الحديث إلى جنبه، وَلأَتيتُ المدينةَ، حتّى أنظر في كتب قومٍ سَمِعْتُ منهم [6] . قَالَ صاعقة: سَمِعْتُ عليّا يَقُولُ: وذكر الفقهاء السبعة فقال: كَانَ أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب، ثمّ بعده مالك. ثمّ بعد مالك عَبْد الرَّحْمَن بن مهديّ [7] .   [1] تقدمة المعرفة 1/ 256. [2] تقدمة المعرفة 1/ 256. [3] تقدمة المعرفة 1/ 257. [4] انظر نحوه في حلية الأولياء 9/ 6. [5] تقدمة المعرفة 1/ 261. [6] تقدمة المعرفة 1/ 262. [7] تاريخ بغداد 10/ 243. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 286 وقال أحمد بْن حنبل: إذا حدَّث عَبْد الرَّحْمَن عَنْ رَجُل فهو ثقة [1] . وقال عليّ: كَانَ وِرْد عَبْد الرَّحْمَن كلّ ليلة نصف القرآن [2] . وقال محمد بْن يحيى الذُّهْليّ: ما رَأَيْت في يد عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ كتابًا قط [3] . وقال رُسْتَة: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يَقُولُ: كَانَ يقال إذا لقى الرجلُ الرجلَ فوقه في العِلْم كَانَ يوم غنيمة، وإذا لقي مَن هو مثله دارسَهُ وتعلَّم منه، وإذا لقي مِن هُوَ دونه تواضع لَهُ وعلّمه. ولا يكون إمامًا في العِلْم مِن حدَّث بكلّ ما سَمِعَ، ولا يكون إمامًا مِن حدَّث عَنْ كلّ أحد، ولا مِن يحدّث بالشّاذّ. والحفظ الإتقان [4] . وقال ابن نُمَير: قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: معرفة الحديث إلهامٌ. قَالَ يوسف بْن ضحّاك: سَمِعْتُ القواريريّ يَقُولُ: كَانَ ابن مهديّ يعرف حديثه وحديث غيره [5] . وكان يحيى القطّان يعرف حديثُه [6] . وسمعت حمّاد بْن زيد يَقُولُ: إنْ عاش عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ ليُخرجن رَجُل مِن أهل البصرة [7] . أبو بَكْر بْن أبي الأسود: سَمِعْتُ ابن مهديّ يَقُولُ ويحيى القطّان جالس وذكر الْجَهْميّة فقال: ما كنت لأُناكِحهم ولا أصلّي خلفهم [8] . وقال عَبْد الرَّحْمَن رُسْتَة: سَمِعْتُ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يَقُولُ: الْجَهْميّة يريدون أن ينفوا عَنِ الله الكلام، وأن يكون القرآن كلام الله، وأنّ الله كلّم   [1] طبقات الحنابلة 1/ 207 وفيه «فهو حجّة» . [2] صفة الصفوة 4/ 5، تاريخ بغداد 10/ 247، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 305. [3] حلية الأولياء 9/ 4، صفة الصفوة 4/ 5. [4] تاريخ بغداد 10/ 247. [5] تاريخ بغداد 10/ 245. [6] حلية الأولياء 9/ 5. [7] حلية الأولياء 9/ 5. [8] حلية الأولياء 9/ 7. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 287 موسى، وقد وكّده الله فقال وَكَلَّمَ الله مُوسى تَكْلِيماً 4: 164 [1] . قَالَ رُسْتَة: سَأَلت ابن مهديّ عَنِ الرجل يبني بأهله، يترك الجماعة أيامًا؟ قَالَ: لا، ولا صلاة واحدة. وحضرت ابن مهديّ صبيحة بنى على ابنيه، فخرج فأذّن، ثمّ مشى إلى بابهما، وقال للجارية: قولي لهما يخرجان إلى الصلاة. فخرج النّساء والجواري فقلن: سُبحان الله، أيّ شيء هذا؟ فقال: لا أبرح حتّى يخرجا إلى الصلاة، فخرجا بعدَ ما صلّي، فبعث بهما إلى مسجد خارج مِن الدَّرْب. قلت: هكذا كَانَ السلف رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ [2] . قَالَ رُسْتَة: وكان عَبْد الرَّحْمَن يحجّ كلّ عام، فمات أَبُوهُ وأوصى إِليْهِ، فأقام عَلَى أيتامه، فسمعته يَقُولُ: ابتُليت بهؤلاء الأيتام، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم [3] . وقد طوّل أبو نُعَيْم الحافظ ترجمة عَبْد الرَّحْمَن في «الحلْية» [4] ، بحيث أنّه روى فيها مائتين وثمانين حديثًا ونيّفًا. وقال: أدرك مِن التّابعين عدَّة منهم: المُثَنَّى بْن سَعِيد، وَأَبُو خلدة، ويزيد بْن أَبِي صالح، وداود بْن قيس، وصالح بْن دِرهم، وجرير بْن حازم. قلت: كَانَ قد ذهب إلى أصبهان في آخر عمره وحدّث بها. تُوُفّي بالبصرة في شهر جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. 183- عَبْد السّلام بْن عَبْد القُدُّوس بْن حبيب الوُحاظيّ الشاميّ [5]- ن. -   [1] سورة النساء- الآية 164. [2] حلية الأولياء 9/ 7. وقد قال الإمام أحمد: «سمعت الرحمن بن مهديّ يقول: من زعم أنّ الله تبارك وتعالى لم يكلّم موسى يستتاب، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه» . (العلل ومعرفة الرجال 3/ 181 رقم 4783 ي) . [3] حلية الأولياء 9/ 14. [4] من أول الجزء التاسع حتى صفحة 63 منه. [5] انظر عن (عبد السلام بن عبد القدّوس الوحاظي) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 67 رقم 1031، والجرح والتعديل 6/ 48 رقم 253، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 288 أبو محمد. عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وثَوْر بْن يزيد، وإبراهيم بْن أبي عبلة. وعنه: كثير بْن عُبَيْد، وأبو التَّقيّ هشام اليَزَنيّ، والعبّاس بْن الخلال، وجماعة. وهو ضعيف كأبيه. قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [1] : لا يُتابع عَلَى شيء مِن حديثه. وقال ابن حِبّان [2] : يروي الموضوعات [3] . 184- عَبْد العزيز بْن عِمران بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [4] بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْن عوف الزُّهْرِيّ الأعرج- ت. -   [ () ] والمجروحين لابن حبّان 2/ 150، 151، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1967، وحلية الأولياء 5/ 224 و 228، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 120، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 832، 833، والكاشف 2/ 172 رقم 3419، والمغني في الضعفاء 2/ 394 رقم 3697، وميزان الاعتدال 2/ 617 رقم 5054، وتهذيب التهذيب 6/ 623، 324 رقم 619، وتقريب التهذيب 1/ 506 رقم 1193، وخلاصة تذهيب التهذيب 238، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلاميّ 3/ 127، 128 رقم 799. [1] في الضعفاء الكبير 3/ 67 وزاد: «وليس من يقيم الحديث» . [2] في المجروحين 2/ 151. [3] وقال أبو حاتم: «هو وأبوه ضعيفان» وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه غير محفوظ، وقد روى عن الأعمش أحاديث مناكير» [4] انظر عن (عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 436، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5321، والتاريخ الكبير 6/ 29 رقم 1585، والتاريخ الصغير 207، والضعفاء الصغير 268 رقم 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 17 وفيه (عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 393، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 13، 14 رقم 969، والجرح والتعديل 5/ 390، 391 رقم 1817، والمجروحين لابن حبّان 2/ 139، 140، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1924، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 121 رقم 349، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 95 أ، وتاريخ بغداد 10/ 440- 442 رقم 5603. وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 841، والكاشف 2/ 177 رقم 3452، والمغني في الضعفاء 2/ 399 رقم 3747، وميزان الاعتدال 2/ 632، 633 رقم 5119، وتهذيب التهذيب 6/ 350، 351 رقم 671، وتقريب التهذيب 1/ 511 رقم 1242، وخلاصة تذهيب التهذيب 240. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 289 عَنْ: جعفر بْن محمد، وأفلح بْن سَعِيد، وعبد الله بن جعفر المخرميّ، وجماعة. وعنه: أبو مُصْعَب، وإبراهيم بْن المنذر الخزاميّ، وأحمد بْن إسماعيل السَّهْميّ، وآخرون. وكان شاعرًا نَسابة. وهو عَبْد العزيز بْن أبي ثابت. اتّفقوا عَلَى تضعيفه. وقال النَّسَائيّ [1] : متروك الحديث. وقال الْبُخَارِيّ [2] : لا يُكْتب حديثه، مُنْكَر الحديث. وقال ابن مَعِين: لم يكن صاحب حديث، كَانَ نسّابة لم يكن بثقة [3] . وقال الخطيب [4] : قِدم بغداد، واتّصل بصُحبة يحيى البرمكيّ، وكان ذا بِرًّ وإفضال [5] . قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. 185- عَبْد العزيز بْن أَبِي عثمان الكوفيّ [6] . خَتَنُ عثمان بْن زائدة. يروي عَنْ: موسى بْن عُبَيْدة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وجماعة.   [1] في الضعفاء والمتروكين 298 رقم 293. [2] في تاريخه، الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير. [3] وقال أيضا: «ليس بثقة إنما كان صاحب شعر» . [4] في تاريخه 10/ 440. [5] قال العقيلي: «حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلّا به» . وقال أبو حاتم: «متروك الحديث، ضعيف الحديث، منكر الحديث جدا» . وقال ابن حبّان: «ممّن يروي المناكير عن المشاهير، فلما أكثر مما لا يشبه حديثه الأثبات لم يستحقّ الدخول في جملة الثقات فكان الغالب عليه الشعر والأدب دون العلم» . وقال ابن عديّ: «حدّث عنه جماعة من الثقات أحاديث غير محفوظة» . وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين. [6] انظر عن عبد العزيز بن أبي عثمان الكوفي) في: الجرح والتعديل 5/ 389، 390 رقم 1811، والثقات لابن حبّان 8/ 395. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 290 وعنه: زهير بن عباد، وعلي بن ميسرة، وهارون بن إسحاق الهمداني أبو هشام الرفاعي. وكان كبير الشأن. قال الرفاعي: قَالَ لنا وكيع: اذهبوا فاسمعوا منه، فهو أثبت مِن بقي في جامع سُفْيان [1] . وقال عَبْد الرَّحْمَن بن الحكم بن بشير: ثنا عبد العزيز ابن أَبِي عثمان، ولم أر مثله [2] . وقال أبو حاتم [3] : كَانَ ثقة. 186- عَبْد الكريم بْن محمد الْجُرجانيّ [4] . الفقيه أبو سهل. رَوَى عن: أَبِي حنيفة، والصَّلْت بْن دينار، وزُهير بْن محمد، وقيس بن الربيع، وسليمان بْن هَوْذه، وجماعة. وعنه: أبو يوسف القاضي مَعَ تقدّمه، والشافعيّ، وقُتَيْبة بْن سَعِيد. وُلّي قضاء جُرْجان، ثمّ كرِه القضاء وتركه. وحج وجاور بمكة. ذكره حمزة السَّهميّ في «تاريخه» ولم يذكر وفاةً. 187- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيِّ [5] بْنِ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس بْن عَبْد المطّلب.   [1] الجرح والتعديل 5/ 389. [2] الجرح والتعديل 5/ 390. [3] في الجرح والتعديل 5/ 390. [4] انظر عن (عبد الكريم بن محمد الجرجاني) في: تاريخ جرجان 239- 241 رقم 389. [5] انظر عن (عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيُّ) في: تاريخ خليفة 441 و 449 و 450 و 458، وتاريخ اليعقوبي 2/ 410 و 423 و 424 و 431 و 434 و 439، وعيون الأخبار 1/ 21 و 109 و 117 و 283، والمعارف 370 و 374، والحيوان للجاحظ 4/ 423، وفتوح البلدان 156 و 183 و 201، وأنساب الأشراف 3/ 50، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 291 الأمير أبو عَبْد الرَّحْمَن الهاشميّ العباسيّ. وُلّي المدينة والصّوائف للرشيد. ثمّ ولي الشام والجزيرة للأمين. وحدّث عَنْ: أَبِيهِ، ومالك بْن أنس. روى عَنْهُ: ابنه عليّ، والأصمعيّ، وفُلَيح بْن إسماعيل، وغيرهم حكايات [1] . وقد كَانَ الرشيد بلغه أنّ عَبْد المُلْك عَلَى نيّة الخروج عَليْهِ، فخاف منه وطلبه ثمّ حبسه. ثمّ لاح لَهُ بُطْلان ذَلِكَ، فأطلقه وأنعم عَليْهِ [2] . وعن عَبْد الرَّحْمَن مؤدّب أولاد عَبْد المُلْك بْن صالح قَالَ: قَالَ عَبْد الملك: لا تُطْريني في وجهي، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تعينني على ما يقبح، ودع: كيف أصبح الأمير؟ وكيف أمسى؟ واجعل مكان التعريض لي صواب الاستماع منّي [3] .   [ () ] والمعرفة والتاريخ 1/ 162 و 169، وتاريخ الطبري 8/ 145 و 188 و 239 و 241 و 256 و 268 و 269 و 276 و 297 و 302 و 346، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2509 و 2510 و 2553 و 2625 و 2644، والعيون والحدائق 3/ 301 و 303 و 304 و 328، وتحسين القبيح 46 و 47 و 95، والعقد الفريد 1/ 254 و 267 و 268 و 2/ 129 و 130 و 152- 154 و 425 و 3/ 309 و 4/ 99 و 5/ 72 و 73 و 6/ 222، وأمالي المرتضى 1/ 290، وخاص الخاص 51، والفرج بعد الشدّة 1/ 316 و 2/ 21 و 3/ 180 و 4/ 8 و 9 و 272 و 377، والإنباء في تاريخ الخلفاء 79، والتذكرة الحمدونية 2/ 51 و 77 و 78 و 181 و 182 و 419، ومحاضرات الأدباء 1/ 230، 231 و 251، والبيان والتبيين 2/ 109، وربيع الأبرار 3/ 317، وغرر الخصائص 346، وشرح نهج البلاغة 1/ 317 و 15/ 115، والأجوبة المسكتة، رقم 258، وتاريخ حلب للعظيميّ 238 و 239، وزهر الآداب للحصري 660، وديوان المعاني 1/ 132، ونثر الدر 1/ 444 و 447 و 458 و 3/ 36، و 663، والأذكياء لابن الجوزي 153، 154، والكامل في التاريخ 6/ 40 و 60 و 95 و 109 و 113 و 118- 122 و 140 و 141 و 158 و 173 و 179 و 180- 183 و 214 و 257- 259 و 7/ 372، ووفيات الأعيان 1/ 330 و 331 و 342 و 343 و (6/ 30) و 327 و 7/ 54، 55، وخلاصة الذهب المسبوك 145 و 168، والفخري في الآداب السلطانية 205، وأمراء دمشق في الإسلام 53 رقم 172، وآثار البلاد وأخبار العباد 274، ومعجم ما استعجم 3/ 971، وذيل تاريخ بغداد 15/ 48- 78 رقم 21. [1] ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 15/ 49. [2] ذيل تاريخ بغداد 15/ 70. [3] انظر موعظة عبد الملك بأطول من هذا في: عيون الأخبار 1/ 21. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 292 روى أسحاق بْن إبراهيم النّديم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنت بين يدي الرشيد، والناسُ يعزُّونه في طفل، ويهنّونه بمولودٍ ولد تِلْكَ الليلة، فقال عَبْد المُلْك بْن صالح: يا أمير المؤمنين آجَرَك الله فيما ساءك. ولا ساءك فيما سرّك. وجعل هذه بهذه جزاءً للشاكر، وثوابًا للصابر [1] . الرياشيّ: ثنا الأصمعي قَالَ: كنتُ عند الرشيد، فأُتي بعبد المُلْك بْن صالح يرفُل في قُيُوده، فلمّا مثُل بين يدي الرشيد، التفت الرشيد يحدّث يحيى بْن خَالِد، وتمثّل ببيت عمرو بن معديكرب: أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد [2] . ثم قَالَ: يا عَبْد المُلْك، لَكأنّي، والله، أنظر إلى شُؤبُوبها [3] قد هَمَع [4] ، وإلى عارضها قد لمع، وكأنّي بالوعيد قد أوري نارًا، فأبرز عَنْ [5] بَراجم [6] بلا مَعَاصم. ورءوس بلا غلاصم [7] ، فمهلا مهلا بني هاشم بي. والله، سَهُل لكم الوَعر، وصفا لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور أزِمَّتَها، فيه اربدادٌ لكم مِن حُلول داهية، أو خَبُوط باليد والرّجِل [8] . فقال: أتكلّم يا أمير المؤمنين؟ قَالَ: قلَّ!. قَالَ: اتّقِ الله فيما ولاك، واحفظْه في رعاياك الّتي استرعاك، ولا   [1] العقد الفريد 3/ 309 وفيه زيادة، والأذكياء لابن الجوزي 153، 154، وذيل تاريخ بغداد 15/ 53، وفوات الوفيات 2/ 28. [2] البيت من قصيدة لعمرو بن معديكرب في وصف الحرب. وهو في العقد الفريد 2/ 152، وفي الكامل في الأدب للمبرّد 550، وذيل تاريخ بغداد 15/ 64 «أريد حباءه» . [3] الشؤبوب: الدفعة من المطر. [4] همع: سال وانصبّ. [5] في العقد الفريد: وكأني بالوعيد قد وقع، فأقلع عن» . [6] البراجم: مفاصل الأصابع، واحدتها: برجمة. (بضم أولها) . [7] في العقد: «وجماجم بلا غلاصم» ، والغلاصم: جمع غلصمة (بالفتح) ، وهي رأس الحلقوم، والموضع الناتئ في الحلق. [8] العبارة في العقد: «فمهلا مهلا، بي والله يسهل لكم الوعر، ويصفو لكم الكدر، وألقت إليكم الأمور مقاليد أزمّتها، فالتدارك التدارك قبل حلول داهية خبوط باليد لبوط بالرجل» . وانظر النص في: وفيات الأعيان 7/ 55، وذيل تاريخ بغداد 15- 64، 65. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 293 تجعل الكفرَ بموضع الشُّكر، والعقابَ بموضع الثواب. فقد، والله، سهلت لك الوعور، وجُمعت عَلَى خوفك ورجائك الصُّدُور. وشددت أَوَاخي مُلكك بأوثق مِن رُكني يَلَمْلَم [1] . فأعاده إلى محبسه، ثمّ أقبل علينا وقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف مِن عُنقه مرارًا، فمنعني مِن قتله إبقائي عَلَى مثله. قَالَ: فأراد يحيى بْن خَالِد أن يضع مِن عَبْد المُلْك إرضاءً للرشيد، فقال لَهُ: يا عَبْد المُلْك بلغني أنّك حقود. قَالَ: أيُّها الوزير إنْ كَانَ الحِقْد هُوَ بقاء الخير والشّرّ، إنّهما لَبَاقيان في قلبي [2] . فقال الرشيد: ما رَأَيْت أحدًا أقبحَ للحقد بأحسن مِن هذا [3] . ويقال إنّه إنّما حبسه لمّا رآه نظيرًا لَهُ في أشياء مِن النُّبل والفصاحة. مات بالرَّقَّة سنة ستٌّ وتسعين ومائة. قاله خليفة بْن خيّاط [4] . 188- عَبْد المُلْك بْن الصّبّاح المسْمعيّ [5] الصَّنْعانيّ ثمّ البصْريّ- خ. م. ن. ت. -   [1] يلملم: بفتح أوله وثانيه، جبل على ليلتين من مكة، من جبال تهامة، وأهله كنانة، تنحدر أوديته إلى البحر، وهو في طريق اليمن إلى مكة، وهو ميقات من حجّ من هناك. (معجم ما استعجم 4/ 1398) فركن يلملم هو الركن اليماني. وقارن النص بما في العقد الفريد 2/ 152، 153 ففيه زيادة. [2] تحسين القبيح 46، 47، ووفيات الأعيان 7/ 55، والأجوبة المسكتة، رقم 258، ومحاضرات الأدباء 1/ 251، وديوان المعاني 1/ 132، ونثر الدر 1/ 447، وتاريخ الموصل 265، وزهر الآداب 660، والتذكرة الحمدونية 2/ 181، 182 رقم 433، والكامل في التاريخ 6/ 732، والشريشي 1/ 42، 43، وذيل تاريخ بغداد 15/ 64، 65، وتاريخ اليعقوبي 2/ 224. [3] وفيات الأعيان 7/ 55. [4] في تاريخه. [5] انظر عن (عبد الملك بن الصبّاح المسمعي) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 416، والتاريخ الكبير 5/ 420 رقم 1361، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 99، والجرح والتعديل 5/ 354 رقم 1674، والثقات لابن حبّان 8/ 385، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 854، والكاشف 2/ 185 رقم 3504، وميزان الاعتدال 2/ 656 و 657 رقم 216 و 5217، وتهذيب الجزء: 13 ¦ الصفحة: 294 أبو محمد. عَنْ: ثور بْن يزيد، وابن عَون، وهشام بْن حسّان، وشُعْبَة، وجماعة. وعنه: إسحاق بْن راهَوَيْه، وبُنْدار، ورُسْتَة، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وآخرون. مات سنة مائتين. قَالَ أبو حاتم [1] : صالح الحديث. 189- عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّنْعانيّ الذَّماريّ [2]- د. ن. - وذِمار من قُرى صنعاء. روى عَنْ: إبراهيم بن أبي عبلة، وسفيان بْن سَعِيد، والأوزاعي، ومحمد بن جابر السُّحَيْميّ. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بْن صالح، والفلاس، ونوح بن حبيب القومسيّ.   [ () ] التهذيب 6/ 399 رقم 850، وتقريب التهذيب 1/ 519 رقم 1317، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 237 رقم 935. [1] في الجرح والتعديل 5/ 354. [2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري) في: التاريخ الكبير 5/ 422 رقم 1371 و 1372، والتاريخ الصغير 204، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 82، والمعرفة والتاريخ 1/ 460 و 710، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 27، 28 رقم 982 (وهو أبو العباس الشامي) ، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 24، والجرح والتعديل 5/ 355، 356 رقم 1685 و 1686، وهو (الأبناوي) ، والثقات لابن حبّان 8/ 386، والمجروحين له 2/ 133، 134 وفيه (عبد الملك بن عبد العزيز أبو العباس الشامي المرواني الّذي يقال له: المصلّي، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1943، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 855، والكاشف 2/ 185 رقم 3507، وميزان الاعتدال 2/ 657 رقم 5221، والمغني في الضعفاء 2/ 406 رقم 3824، وتهذيب التهذيب 6/ 400- 402 رقم 854، وتقريب التهذيب 1/ 520 رقم 1322 و 1323، ولسان الميزان 4/ 66 رقم 195، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 238 رقم 936. وانظر حاشية الإكمال لابن ماكولا 1/ 141 رقم (2) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 295 وثّقه الفلاس [1] . وقال أبو حاتم [2] : لَيْسَ بالقويّ. وقال أبو داود: ضُربت عُنق عَبْد المُلْك الذَّماريَّ صَبْرًا. قَضَى بقَوَدٍ، فدخلت الخوارج فقتلته [3] . وقال ابن عديّ [4] : كَانَ قد نزل البصرة. وقال الْبُخَارِيّ [5] : هُوَ شاميّ نزل البصْرة. وأمّا إبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، ونوح بْن حبيب فسَمَّياه عَبْد المُلْك بن هشام [6] ، فلعلّهما اثنان. 190- عَبْد المُلْك بْن محمد [7] البَرْسَميّ الصَّنْعانيّ الدّمشقيّ- د. ن. ق. - عَنْ: ثابت بْن عَجْلان، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، ومَعْمَر بْن راشد، والأوزاعيّ، وأبي سَلَمَةَ العامليّ، وعدّة. وعنه: زيد بْن المبارك الصَّنْعانيّ، وهشام بْن عمّار، وعمرو بن عثمان   [1] الجرح والتعديل 5/ 356. [2] في الجرح والتعديل 5/ 356. [3] تهذيب الكمال 2/ 855. [4] في الكامل في الضعفاء 5/. [5] في تاريخه الكبير 5/ 422 رقم 1372. [6] الجرح والتعديل 5/ 374، 375 رقم 1749. [7] انظر عن (عبد الملك بن محمد البرسميّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 470، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 41، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 182، والجرح والتعديل 5/ 369 رقم 1728، والمعرفة والتاريخ 2/ 315 و 363 و 757 و 3/ 292 و 297، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 76، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 459، والمجروحين لابن حبّان 2/ 136، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 214 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 861، 862، والكاشف 2/ 188 رقم 3526، والمغني في الضعفاء 2/ 407، 408 رقم 3838، وميزان الاعتدال 2/ 663 رقم 5242، وتهذيب التهذيب 6/ 421، 422 رقم 876، وتقريب التهذيب 1/ 522 رقم 1345، وخلاصة تذهيب التهذيب 245، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 239 رقم 938. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 296 الحمصيّ، وداود بْن رشيد، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وجماعة. وثّقه سليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وابنه دُحَيْم [1] . وقال أبو حاتم [2] : يُكَتب حديثه [3] . 191- عَبْد المُلْك بْن مهْران [4] . أبو هاشم الرفاعيّ المَوْصِليّ المَغَازِليّ. روى عَنْ: عَمْرو بْن دينار، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وجماعة. وعنه: بقيّة، وأحمد بْن أَبِي الحَواريّ، وسُلَيمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، وموسى بْن أيّوب النّصيبيّ. قال العقيليّ [5] : صاحب مناكير. وقال ابن عَدِيّ [6] : مجهول [7] . قلت: كذا ذكره أبو القاسم بن عساكر.   [1] الجرح والتعديل 5/ 369. [2] في الجرح والتعديل 5/ 369. [3] وضعّفه ابن حبّان فقال: «كان ممن يجيب في كل ما يسأل حتى تفرّد عن الثقات بالموضوعات، لا يجوز الاحتجاج بروايته» . (المجروحون 2/ 136) . [4] انظر عن (عبد الملك بن مهران) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 34، 35 رقم 989، والجرح والتعديل 5/ 370 رقم 1733، والثقات لابن حبّان 7/ 103، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1944، 1945، والمغني في الضعفاء 2/ 408 رقم 3845، وميزان الاعتدال 2/ 665 رقم 5254، ولسان الميزان 4/ 69 رقم 208. [5] في الضعفاء الكبير 3/ 34 وزاد: «غلب على حديثه الوهم، لا يقيم شيئا من الحديث» . وذكر له ثلاثة أحاديث، وقال: «كلها ليس لها أصل، ولا يعرف منها شيء من وجه يصحّ» . [6] في الكامل في الضعفاء 5/ 1945، وكذا جهله أبو حاتم، وذكر له حديثا باطلا. [7] ذكره ابن حبّان في الثقات 7/ 103، 104 وقال: «يعتبر حديثه من غير رواية سهل بن عبد الله عنه» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 297 192- عَبْد المنعم بْن نُعَيْم [1] الأَسْواريّ [2] البصْريّ. أبو سعيد صاحب السّقاء. عن: الجريريّ، ويحيى بْن مُسْلِم البَكَّاء. وعنه: يونس بْن محمد المؤدَّب، ومحمد بْن أبي بَكْر المُقَدَّميّ، وعُقْبة بْن مُكْرَم العمّي، وغيرهم. قَالَ الْبُخَارِيّ [3] : مُنْكَر الحديث. وقال الدّارَقُطْنيّ [4] : ضعيف [5] . 193- عَبْد الواحد بْن سليمان الأزْديّ البصْريّ البرّاء [6] . عَنْ: ابن عَوْن، وحُمَيْد الطّويل. وعنه: مُسْلِم بْن إبراهيم، وعبد الصَّمد، ومحمد بْن جعفر المدائنيّ، وإبراهيم بن عبد الله بن خَالِد المصَّيصيّ، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم.   [1] انظر عن (عبد المنعم بن نعيم الأسواري) في: التاريخ الكبير 6/ 137، 138 رقم 1950، والتاريخ الصغير 198، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 111، 112 رقم 1083، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، والجرح والتعديل 6/ 67 رقم 352، والمجروحين لابن حبّان 2/ 157، 158، والكامل في الضعفاء 5/ 1974، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 124 رقم 361، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 226 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 864، والكاشف 2/ 190 رقم 3544، والمغني في الضعفاء 2/ 409 رقم 3859، وميزان الاعتدال 2/ 669 رقم 5272، وتهذيب التهذيب 6/ 431، 432 رقم 906، وتقريب التهذيب 1/ 525 رقم 1377، وخلاصة تذهيب التهذيب 305. [2] الأسواريّ: بالفتح، نسبة إلى قرية بأصبهان. [3] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والكامل في الضعفاء 5/ 1974، والأسامي والكنى للحاكم، ج ورقة 226 أ. [4] في الضعفاء والمتروكين 124 رقم 361. [5] وقال العقيلي: «منكر الحديث» ، وكذا قال أبو حاتم، وابن حبّان الّذي زاد: «لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد بأوابده» . وقال ابن عديّ: «هو قليل الحديث» . [6] انظر عن (عبد الواحد بن سليمان الأزدي) في: الجرح والتعديل 6/ 21 رقم 110، والثقات لابن حبّان 8/ 425. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 298 محلُّه الصَّدْق. قَالَ أبو حاتم [1] : مجهول [2] . 194- عَبْد الوهاب بْن حُمَيْد اليَحْصُبيّ. عَنْ: طلحة بْن عُمَر، وعبد الجليل بْن حُمَيْد. وعنه: عِمران الصُّوفيّ، وأحمد بْن السَّرْح. تُوُفّي قريبًا مِن سنة خمسٍ وتسعين ومائة بمصر. 195- عَبْد الوهاب الثّقفيّ [3]- ع. -   [1] في الجرح والتعديل 6/ 21. [2] وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (عبد الوهاب الثقفي) في: الطبقات الكبرى 7/ 289، والتاريخ لابن معين 2/ 378، 379، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 858، والعلل لابن المديني 86، وطبقات خليفة 225، وتاريخ خليفة 466، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 118 و 258 و 740 و 1225 و 3/ رقم 4035 و 5905، والتاريخ الكبير 6/ 97 رقم 1822، والتاريخ الصغير 211، والمعارف 514، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 314 رقم 1047، وتاريخ اليعقوبي 2/ 443، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 75، 76 رقم 1040، والمعرفة والتاريخ 1/ 177 و 518 و 650 و 717 و 2/ 104 و 130 و 132 و 133 و 239 و 272 و 743، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 99، وتاريخ الطبري 1/ 91 و 127 و 363 و 2/ 292 و 447 و 3/ 215، والجرح والتعديل 6/ 71 رقم 369، ومشاهير علماء الأمصار 160 رقم 1269، والثقات لابن حبّان 7/ 132، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 242 رقم 931، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 494، 495 رقم 757، ورجال صحيح مسلم 2/ 5 رقم 1007، ورجال الطوسي 238 رقم 247 و 267 رقم 721، وتاريخ جرجان 64، وتاريخ بغداد 11/ 18- 21 رقم 5687، وأمالي المرتضى 1/ 187، وعيون الأخبار 3/ 52، ووفيات الأعيان 3/ 440، والكامل في التاريخ 6/ 167 و 238، ومقدّمة ابن الصلاح 355، والتقييد 458، والتبصرة 3/ 269، 270، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 870، والعبر 1/ 314، وسير أعلام النبلاء 9/ 237- 240 رقم 67، وتذكرة الحفّاظ 1/ 321، وميزان الاعتدال 2/ 680، 681 رقم 5321، ودول الإسلام 1/ 123، والمغني في الضعفاء 2/ 412 رقم 3894، والكاشف 2/ 194 رقم 3567، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 680، والاغتباط 79 رقم 72 و 80 رقم 73، وتهذيب التهذيب 6/ 449، 450 رقم 934، وتقريب التهذيب 1/ 528 رقم 1405، وفتح المغيث 3/ 340، وتدريب الراويّ 2/ 377، وطبقات الحفاظ 133، وخلاصة تذهيب التهذيب 248، وشذرات الذهب 1/ 340. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 299 هُوَ ابن عَبْد المجيد بْن الصَّلْت بْن عُبَيْد الله بْن الحَكَم بْن أبي العاص. أبو محمد البصريّ الحافظ، أحد الأئمّة. روى عن: أيّوب السّخْتياني، وخالد الحذّاء، ومالك بْن دينار، وحُمَيْد الطّويل، وطبقتهم. وعنه: أحمد بْن حنبل، والشّافعيّ، وَأَبُو حفص الفلاس، وبُنْدار، وحفص الرَّباليّ، والحسن بْن عَرَفة، وخلْق كثير. رُوِيَ عَنِ الفلاس قَالَ: كانت غلّة عَبْد الوهاب الثَّقَفيّ في السُّنَّةِ نحو أربعين ألفًا، يُنفقها كلّها عَلَى أصحاب الحديث [1] . وقال الحافظ: ذُكر عَبْد الوهاب الثَّقَفيّ عند النَّظّام فقال: هُوَ والله أحلى مِن أمْن بعد خوف، وبُرْءٍ بعد سَقَم، وخِصْب بعد جَدْب، وغِنى بعد فَقْر، ومن طاعة المحبوب، وفرج المكروب [2] . وقال عليّ بْن المَدِينيّ، وابن مَعين [3] : ثقة. وقال قُتَيْبة: ما رَأَيْت مثل هَؤلاءِ الفقهاء الأربعة. مالك، وَاللَّيْثُ، وعبّاد بن عبّاد، وعبد الوهاب الثَّقَفيّ. وقال ابن المَدِينيّ: لَيْسَ في الدُّنيا كتاب عَنْ يحيى بْن سَعِيد أصحّ مِن كتاب عَبْد الوهّاب الثَّقَفيّ [4] . وقال أحمد العِجْليّ [5] : ثقة. وقال العُقَيْليّ [6] : نا محمد بْن زكريّا، ثنا عقبة بن مكرم قال: كان   [1] تاريخ بغداد 11/ 20. [2] أمالي المرتضى 1/ 187، 188، تاريخ بغداد 11/ 19 مع زيادة: «ومن الوصال الدائم مع الشباب الناعم» . [3] الجرح والتعديل 6/ 71. [4] تاريخ بغداد 11/ 20. [5] في تاريخ الثقات 314 رقم 1047. [6] في الضعفاء الكبير 3/ 75. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 300 عَبْد الوهّاب الثَّقَفيّ قد اختلط قبل موته بثلاث سِنين أو أربع. قَالَ [1] : وثنا الحسين بن عبد الله الذّارع، نا أَبُو دَاوُدَ. قَالَ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَعَبْدُ الوهاب الثَّقَفيّ تغيرا، فحجب الناس عنهم. الْحُمَيْدِيُّ: نا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ: أنّ رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ [2] . قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : قَالَ مَالِكٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، وَالدَّرَاوَرْدِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، مُرْسَلا. قُلْتُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ ثِقَةٌ [4] . وَالثِّقَةُ يَهِمُ فِي الشَّيْءِ بَعْدَ الشَّيْءِ. وَأَمَّا اخْتِلاطُهُ فَمَا ضَرَّ حديثه، لأنّه حجب، فبقي بمنزله من مات. وكان مولده في سنة عشر ومائة [5] ، ومات في سنة أربعٍ وتسعين ومائة.   [1] في الضعفاء الكبير 3/ 75. [2] أخرجه مرفوعا من هذا الطريق: ابن ماجة في الأحكام (2369) باب القضاء بالشاهد واليمين، والترمذي في الأحكام (1359) باب ما جاء في اليمن مع الشاهد، وأحمد في المسند 3/ 305. والحديث له شواهد على صحّته، فقد أخرجه الإمام مالك في الموطأ، كتاب الأقضية (1404) باب القضاء باليمين مع الشاهد، وهو مرسل. (ص 511) ومسلم في صحيحه (1712) ، وأبو داود في الأقضية (3608) و (3610) باب القضاء باليمين والشاهد. وأحمد 1/ 315، وابن ماجة (2368) ، والترمذي (1358) وقال: حسن غريب. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 357 من رواية عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ طريق بلال بن الحارث، وانظر ج 5/ 167 رقم 4909 و 6/ 19 و 20 رقم 5361 و 5362 بزيادة: «الواحد في الحقوق» . وأخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) 180 رقم 129 من طريق مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه مرسلا. [3] في الضعفاء الكبير 3/ 76. [4] وقال ابن سعد: «كان ثقة وفيه ضعف» . ووثقه الإمام أحمد، وقال هو أثبت من عبد الأعلى بن عبد الأعلى الشامي. وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [5] قال ابن سعد: ولد سنة ثمان ومائة. والمثبت يتفق مع تاريخ بغداد 11/ 21 وغيره. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 301 196- عُبَيْد الله بْن المهديّ بْن المنصور العباسيّ [1] . وأُمّه رائطة بِنْت السّفّاح. مات سنة أربعٍ أو خمسٍ وتسعين ومائة. وله عَقِب. وكان عظيم الجلالة في دولة أخيه الرشيد. 197- عُبَيْد الله بْن سُهيل بْن صخر الغُدّانيّ [2] . أبو صخر. عَنْ: عُقْبة بْن أَبِي جُبيرة، وغيره. وعنه: ابنه أحمد، وعليّ بْن المَدِينيّ، ومحمد بن يحيى القطعيّ. قاله ابن أبي حاتم. 198- عُبَيْد بْن سَعِيد بْن أبَان [3] . أبو محمد الْقُرَشِيّ الأمويّ الكوفيّ، أخو يحيى، وعَنْبَسَة، ومحمد، وعبد الله. حدَّث عَنْ: الأعمش، وكامل أبي العلاء، وسفيان، وشعبة.   [1] انظر عن (عبيد الله بن المهديّ بن المنصور) في: تاريخ خليفة 463، وتاريخ اليعقوبي 2/ 402 و 419، وأنساب الأشراف 3/ 277، 278، وتاريخ الطبري 8/ 236، والعيون والحدائق 3/ 214 و 281، وتاريخ بغداد 10/ 311 رقم 5458، وتاريخ حلب للعظيميّ 231، والكامل في التاريخ 6/ 118. [2] انظر عن (عبيد الله بن سهيل) في: التاريخ الكبير 5/ 384 رقم 1232، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 56، والجرح والتعديل 5/ 318 رقم 1510، والثقات لابن حبّان 8/ 404، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 289 أ. [3] انظر عن (عبيد بن سعيد بن أبان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 406، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 3903 و 3955، والتاريخ الكبير 6/ 450 رقم 1465، والتاريخ الصغير 215، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 100، والجرح والتعديل 5/ 407، 408 رقم 1889، والثقات لابن حبّان 8/ 430، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 240 رقم 916، ورجال صحيح مسلم 2/ 27 رقم 1063، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 331، 332 رقم 1256، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 893، 894، والكاشف 2/ 208 رقم 3671، وتهذيب التهذيب 7/ 66 رقم 136، وتقريب التهذيب 1/ 543 رقم 1548، وخلاصة تذهيب التهذيب 255. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 302 وعنه: ابن راهويه، وابنا أبي شيبة، وأبو كريب، وعلي بن محمد الطنافسي. وثقه أبو حاتم [1] . وقال ابن حبان [2] : مات سنة مائتين [3] . 199- عبيد بن القاسم الأسدي الكوفي [4]- ن. - عَنْ: هشام بن عروة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خَالِد. وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وداود بْن رشيد، وأحمد بْن المقدام. قَالَ ابن حِبّان [5] : حدَّث عَنْ هشام بنسخة موضوعة. وقال الْبُخَارِيّ [6] : لَيْسَ بشيء، لا يُعرف. ثُمَّ قال: حدّثني عبد للَّه، نَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، نَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأكل من كلّ طعام ممّا   [1] في الجرح والتعديل 5/ 408. [2] في الثقات 8/ 430. [3] ووثّقه أحمد وقال: ليس به بأس. وقال ابن معين: «ثقة ليس به بأس قد رأيته» . وقال أبو زرعة «ثقة» . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [4] انظر عن (عبيد بن القاسم الأسدي) في: التاريخ لابن معين 2/ 386، 387، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 403، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 116 رقم 1093، والمعرفة والتاريخ 3/ 64، والجرح والتعديل 5/ 412 رقم 1914، والمجروحين لابن حبّان 2/ 175، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1987، 1988، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 131 رقم 395، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 895، والكاشف 2/ 209 رقم 3682، والمغني في الضعفاء 2/ 420 رقم 3972، وميزان الاعتدال 3/ 21، 22 رقم 5436، وتهذيب التهذيب 7/ 72، 73 رقم 152، وتقريب التهذيب 1/ 544 رقم 1565، وخلاصة تذهيب التهذيب 255 وفيه (عبيد بن الأسيدي) . [5] في المجروحين 2/ 175. [6] لم يذكره في تاريخه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 303 يَلِيهِ. فَإِذَا أُتِيَ بِالتَّمْرِ جَالَتْ يَدُهُ [1] . قَالَ يحيى بْن مَعِين [2] : سمعنا منه، وكان كذّابًا [3] . 200- عُبَيْد بْن واقد القَيْسيّ [4]- ت. - بصْريّ، يقال اسمه عبّاد. حدَّث عَنْ: سَعِيد بْن عطيّة اللَّيْثي، وزَربيّ أَبِي يحيى، وجماعة مِن الغرباء الذين لا يكادون يُعرفون. وعنه: نصر بْن عليّ، وابن مُثَنَّى، وعَمْرو بْن شَبَّة، وعبد الله بْن عُمَر الأصبهاني أخو رُسْتَة. ضعّفه أبو حاتم [5] . 201- عتبة بن حمّاد [6]- ق. -   [1] الحديث في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1987، وهو ليس بمحفوظ. [2] في تاريخه 2/ 387، وقال أيضا: «ليس بثقة» . [3] وقال النسائي: «متروك الحديث» . وذكره العقيلي في الضعفاء، واقتبس قول ابن معين بأنه كذّاب. وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، ذاهب الحديث ولم يحدّثني بحديثه» وقال أبو زرعة: «حدّث بأحاديث منكرة، لا ينبغي أن يحدّث عنه» . وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين. [4] انظر عن (عبيد بن واقد القيسيّ) في: الجرح والتعديل 6/ 5 رقم 18، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1989، 1990، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 897، والكاشف 2/ 210 رقم 3689، والمغني في الضعفاء 2/ 421 رقم 3979، وميزان الاعتدال 3/ 24 رقم 5448، وتهذيب التهذيب 7/ 77، 78 رقم 166، وتقريب التهذيب 1/ 546 رقم 1579، وخلاصة تذهيب التهذيب 256. [5] في الجرح والتعديل 6/ 5 وزاد: «يكتب حديثه» . وذكره ابن عديّ في الكامل وقال: «عامّة ما يرويه لا يتابع عليه» . [6] انظر عن (عتبة بن حمّاد) في: التاريخ الكبير 6/ 529 رقم 3218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 35، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 267 و 271 و 439 و 2/ 720، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 164، والجرح والتعديل 6/ 370 رقم 2043، والثقات لابن حبّان 8/ 508، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 184 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 902، والكاشف 2/ 214 رقم 3715، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 304 أبو خليد الحكميّ الدمشقيّ القارئ. إمام جامع دمشق. حدَّث عَنْ: الزُّبَيْديّ، والأوزاعيّ، وابن ثَوْبان، والوضين بْن عطاء، وسعيد بْن عَبْد العزيز، ومنيب بْن مُدْرك. وعنه: ابنه خُلَيْد، وسليمان بْن أحمد الواسطي، ومحمد بْن وهْب بْن عطيّة. وثّقه أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بَكْر الخطيب. وقال أبو حاتم [1] : شيخ. 202- عَثَّام بْن عليّ [2] بْن هُجَيْر الكلابيّ العامري الكوفي- خ. 4- والد عليّ بْن عَثّام. روى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، والأعمش، وغيرهما. وعنه: ابنه، وأبو سَعِيد الأشجّ، وأحمد بْن بُدَيْل، وخليفة بْن خيّاط، وعليّ بْن حرب، وجماعة. قال أبو حاتم [3] : صدوق [4] .   [ () ] وتهذيب التهذيب 7/ 95، 96 رقم 202، وتقريب التهذيب 2/ 4 رقم 12، وخلاصة التهذيب 257، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 274 رقم 994. [1] في الجرح والتعديل 6/ 370. [2] انظر عن (عثّام بن عليّ بن هجير) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 392، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 369، والعلل، ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1227، والتاريخ الكبير 7/ 93 رقم 415، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والمعرفة والتاريخ 2/ 415، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 35 وفيه (غنام بن علي) وهو تحريف، والجرح والتعديل 7/ 44 رقم 247، والثقات لابن حبّان 7/ 305، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 191، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 259 رقم 1050، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 92 أ، وتاريخ جرجان 144، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 905، والكاشف 2/ 216 رقم 3730، وتهذيب التهذيب 7/ 105، 106، رقم 226، وتقريب التهذيب 2/ 6 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 305. وضبطه الدارقطنيّ: «عتّام: بالعين غير معجمة والتاء معجمة بثلاث» . [3] في الجرح والتعديل 7/ 44. [4] ووثّقه أبو زرعة الرازيّ: وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. وقال ابن معين: «ليس به الجزء: 13 ¦ الصفحة: 305 وقال غيره: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وقيل سنة أربع. 203- عثمان بن فرقد البصري العطار [1]- خ- ت- عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وعنه: ابن المَدِينيّ، وزيد بْن أخْزَم، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد شيخ الْبُخَارِيّ. وكنيته أبو مُعَاذ. وُثَّق، وقد ليَّنَه بعضهم يسيرًا [2] . 204- عِراك بْن خَالِد بْن يزيد [3] بْن صالح بْن قُبَيح المُرّيّ. أبو الضّحّاك، الدّمشقيّ المقرئ. قرأ عَلَى يحيى الذَّماريّ. وحدَّث عَنْ: أبيه، وإبراهيم بْن أبي عَبْلَةَ، وعثمان بْن عطاء الخُراسانيّ، وغيرهم. وأقرأ النّاس مدّةً، فقرأ عَليْهِ: هشام بْن عمّار، والربيع بْن ثعلب.   [ () ] بأس» . وقال عثمان: «كان صدوقا» . [1] انظر عن (عثمان بن فرقد) في: التاريخ الكبير 6/ 245 رقم 2294، والجرح والتعديل 6/ 164 رقم 899، والثقات لابن حبّان 7/ 195 و 8/ 450، ورجال صحيح البخاري 2/ 865 رقم 1465، ورجال الطوسي 259 رقم 594 والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 351 رقم 1324، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 918، 919، والكاشف 2/ 223 رقم 3787، والمغني في الضعفاء 2/ 428 رقم 4053، وميزان الاعتدال 3/ 52 رقم 5553، وتهذيب التهذيب 7/ 148 رقم 295، وتقريب التهذيب 2/ 13 رقم 104، وخلاصة تذهيب التهذيب 262. [2] قال أبو حاتم: شيخ بصريّ. وذكر حديثا من طريقه وقال إنه حديث منكر. وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «مستقيم الحديث» . (7/ 195) . [3] انظر عن (عراك بن خالد) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 159، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 72 و 276 و 349 والجرح والتعديل 7/ 38 رقم 205، والثقات لابن حبّان 8/ 525، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 925، والمغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4087، ومعرفة القراء الكبار 1/ 150 رقم 60، وميزان الاعتدال 3/ 63 رقم 5597، وغاية النهاية 1/ 511 رقم 2113، وتهذيب التهذيب 7/ 171، 172 رقم 338، وتقريب التهذيب 2/ 17 رقم 144. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 306 وحدَّث عَنْهُ: ابن ذَكْوان، ومحمد بْن وهْب، وموسى بْن عامر المُرَّيّ، وطائفة. قَالَ الدّارَقُطْنيّ: لا بأس بِهِ. وقال أبو حاتم [1] : مُضْطَرب بالحديث [2] . قلت: روى لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ لَهُ. 205- عَرْعَرَة بْن البِرِند [3] بْن النّعمان بن علجة- ن- أبو محمد القرشيّ، السّاميّ [4] النّاجيّ البصريّ، والد محمد، وسليمان، وإسماعيل. روى عَنْ: خاله عبّاد بْن منصور، وهشام بْن عُروة، وابن عَوْن، ومحمد بْن عَمرو بْن عَلْقمة. وعنه: حفيده إبراهيم بْن محمد بْن عَرْعَرَة، وإسحاق بْن راهَوَيْه، والفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، وحُمَيْد بْن الربيع. ضعّفه ابن المَدِينيّ، وقوّاه ابن حبّان [5] ، وغيره [6] .   [1] في الجرح والتعديل 7/ 38 وزاد: «ليس بالقويّ» . [2] وذكره ابْن حِبّان فِي الثّقات، وقال: «ربّما أغرب وخالف» . [3] انظر عن (عرعرة بن البرند) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 292، والتاريخ لابن معين 2/ 399، والعلل ومعرفة الرجال لمسلم، ورقة 98، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 430 رقم 1473، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 322 و 323 و 332، والجرح والتعديل 7/ 46 رقم 260، والثقات لابن حبّان 8/ 526، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 133، والإكمال لابن ماكولا 1/ 252، و 4/ 557، والأنساب لابن السمعاني 7/ 16، واللباب لابن الأثير 2/ 95، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 926، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 668، والكاشف 2/ 228 رقم 3823، والمغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4089، وميزان الاعتدال 3/ 63 رقم 5600، وتهذيب التهذيب 7/ 175، 176 رقم 343، وتقريب التهذيب 2/ 18 رقم 149، وخلاصة تذهيب التهذيب 305. والبرند: بكسر الباء الموحّدة المكسورة، والراء المكسورة، وسكون النون، وفي آخره الدال. [4] السامي: سامة من قريش. [5] في الثقات 8/ 526. [6] وثّقه ابن معين في تاريخه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 307 مات سنة اثنتين وتسعين ومائة. 206- عِصمةُ بنُ محمد بْن فَضَالَةَ [1] بْن عُبَيْد الأنصاريّ المدنيّ. عَنْ: موسى بْن عُقْبة، وسُهيل بْن أَبِي صالح، وهشام بْن عُرْوة، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وجماعة. وعنه: سَعِيد بْن سَلَمَةَ الأنصاريّ، ومحمد بن سعْد، وعبد الله بْن إبراهيم الغِفَاريّ، والسَّريّ بْن عاصم. قَالَ ابْن مَعِين: كذّاب [2] . وقال العُقَيْليّ [3] : يحدّث بالبواطيل. قُلْتُ: لَهُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: «كُلُوا التَّمْرَ عَلَى الرَّيقِ فَإِنَّهُ يَقْتُلُ الدُّودَ» [4] . هَذَا مَوْضُوعٌ. قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ [5] . 207- عطاء بْن جَبَلَة الفَزَاريّ [6] . شيخ بغدادي واهٍ، لَهُ عَنْ: عبّاد بْن منصور، والأعمش، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وابن جُرَيج.   [ () ] وقال أحمد: «كنّا بالبصرة وعرعرة حيّ فلم نقدر نكتب عنه شيئا» . [1] انظر عن (عصمة بن محمد بن فضالة) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 340 رقم 1366، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 49 والجرح والتعديل 7/ 20 رقم 106، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 2009، 2010، والمغني في الضعفاء 2/ 433 رقم 4114، وميزان الاعتدال 2/ 68 رقم 5631، والكشف الحثيث 289 رقم 489، ولسان الميزان 4/ 170 رقم 418. [2] الضعفاء الكبير 3/ 340: «كذّاب يضع الحديث» . [3] في الضعفاء الكبير، وزاد: «عن الثقات، ليس ممن يكتب حديثه إلا على جهة الاعتبار» . [4] ذكره ابن عديّ في الكامل 5/ 2009. [5] وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «لَيْسَ بِقَوِيٍّ» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ: «كل حديثه غير محفوظ وهو منكر الحديث» . [6] انظر عن (عطاء بن جبلة الفزاري) في: الجرح والتعديل 6/ 331 رقم 1842، وتاريخ بغداد 12/ 295، 296 رقم 6741، والمغني في الضعفاء 2/ 433 رقم 4119، وميزان الاعتدال 3/ 69 رقم 5637. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 308 وعنه: محمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وجماعة. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ أَبُو حاتم [2] : لَيْسَ بالقويّ [3] . 208- عليّ بْن أبي بكر الرازي [4] الأسفذني [5]- ت. ق. - وأسْفَذْن بذال مُعْجَمَةٍ. لَهُ عَنْ: فُضَيْل بْن مرزوق، ومحمد بْن إِسْحَاق، ومهديّ بْن ميمون، وسُفْيان الثَّوْريّ. وعنه: مخلد بن مالك الحمال، ومحمد بن حميد، ومحمد بن عبيد الهمداني، وغيرهم. وكان رجلا صالحا ورعا.   [1] تاريخ بغداد 12/ 296. [2] في الجرح والتعديل 6/ 331. [3] وقال ابن معين: «ليس بشيء» . (تاريخ بغداد 12/ 295) . [4] انظر عن (عليّ بن أبي بكر الرازيّ) في: التاريخ الكبير 6/ 263 رقم 2351، والجرح والتعديل 6/ 176 رقم 966، والثقات لابن حبّان 8/ 461، والأنساب لابن السمعاني 1/ 235، واللباب 1/ 55، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 956، والكاشف 2/ 243 رقم 3943، وميزان الاعتدال 3/ 115، 116 رقم 5792، وتوضيح المشتبه 1/ 227، وتهذيب التهذيب 7/ 287، 288 رقم 498، وتقريب التهذيب 2/ 32 رقم 300، وخلاصة تذهيب التهذيب 271. [5] الإسفذني: بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والذال المعجمة وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى إسفذن وهي من قرى الريّ. (الأنساب 1/ 235، اللباب 1/ 54، 55) . وفي توضيح المشتبه 1/ 227: «الإسفذني: بفاء مفتوحة بدل العين، ثم ذال معجمة ساكنة، تليها نون مكسورة. وقد وقع في ذلك ابن ماكولا في نسب أحمد بن علي بن إسماعيل الرازيّ شيخ الطبراني، فذكره في ترجمة الأسعدي، بالعين والدال المهملتين، وقال: لا أعلم إلى أيّ شيء نسب، فقال أبو بكر بن نقطة، وهو وهم، ولا أدري كيف وقع هذا، وقد وقع إليّ خمس نسخ بمعجم الطبراني الصغير، منها نسخة بخط الشيخ أبي بكر بن الخاضبة الحافظ، وأخرى بخط عبد الوهاب الأنماطي، وفي كلها: الإسفذني» . وقد ضبط ياقوت (إسفذن) بالكسر، في (معجم البلدان 1/ 177) وهو الصحيح. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 309 وثقه أبو حاتم [1] . وقال مخلد الحمال، ما رأيت أحدا أورع منه [2] . وقال القاسم بن زكريا: كان عند محمد بن حميد الرازي، عَنْ عليّ بْن أَبِي بَكْر عشرة آلاف حديث. وقيل كَانَ مِن الأبدال [3] . 209- عليّ بْن حَرْمَلَة التَّيْميّ [4] . تيم الرّباب. وُلّي قضاء القُضاة بعد محمد بْن الحَسَن. وكان مِن جِلّة. أصحاب أَبِي حنيفة، وأبي يوسف. ذكره الخطيب [5] . 210- عليّ بْن زياد. الفقيه أبو الحَسَن السَّهْميّ مولاهم الإسكندرانيّ، يُعرف بالمحتسب. روى عَنْ: مالك وغيره. وعنه: سَعِيد بْن أبي مريم، ويونس بْن عَبْد الأعلى. وكان زاهدًا عابدًا. قَالَ ابن عَبْد الحَكَم: قام عليُّ بْن زياد إلى الرشيد وهو يخطب الناس بمكة، فقال: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ 61: 3 [6] ، فأمر بِهِ، فضُرب مائة سَوْط. فكان في البيت يتأوّه ويقول: الموت الموت. ثمّ أرسل إِليْهِ الرشيد يطلب أن يُحالِلَه، فأَحَلّه. وعن ابن وهْب قَالَ: ما تشبّه عليّ بْن زياد إلّا بنوح عليه السلام في   [1] في الجرح والتعديل 6/ 176. [2] تهذيب الكمال 2/ 956، وزاد: «إلا وكيعا» [3] تهذيب الكمال 2/ 956. [4] انظر عن (عليّ بن حرملة) في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 288 و 294 و 322- 324، وتاريخ بغداد 11/ 415 رقم 6291. [5] ووكيع أيضا. [6] سورة الصف، الآية 3. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 310 قومه، لا يَمَلّ ولا يَفْتَر مِن الموعظة والأمر بالمعروف والنهي عَنِ المُنْكَر. مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى. 211- عليّ بْن ظَبْيان أبو الحَسَن العَبْسيّ الكوفيّ [1]- ق. - قاضي القُضاة للرشيد. يقال وُلّي بعد موت محمد بْن الحَسَن، وقبل ذَلِكَ كَانَ عَلَى قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد. روى عَنْ: إسماعيل بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وأبي حنيفة، وعدّة. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وداود بْن رشيد، وعثمان بْن أَبِي شَيْبَة، وعليّ بْن مُسْلِم الطّوسيّ، ومحمد بْن قُدامة المَصَّيصيّ، ومحمد بْن قُدامة الجوهريّ، وجماعة. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : ليس بثقة. وقال الخطيب [4] : كَانَ جليلا دينًا متواضعًا فقيها من أصحاب الإمام أبي   [1] انظر عن (علي بن ظبيان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 402، والتاريخ لابن معين 2/ 420، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 1 و 55، وطبقات خليفة 172، وتاريخ خليفة 460، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 433، وتاريخ اليعقوبي 2/ 432، والمعرفة والتاريخ 3/ 56، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 234 رقم 1235، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 23 و 286 و 288 و 294 و 322 و 324، والجرح والتعديل 6/ 191 رقم 1054، وتاريخ الطبري 8/ 339، والمجروحين لابن حبّان 2/ 105، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1832- 1834، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 135 رقم 410، وتاريخ بغداد 11/ 443- 446 رقم 6347، وتاريخ للعظيميّ 237، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 975، 976، والكاشف 2/ 251 رقم 3992، والمغني في الضعفاء 2/ 450 رقم 4288، وميزان الاعتدال 3/ 134 رقم 5871، وتهذيب التهذيب 7/ 341- 343 رقم 569، وتقريب التهذيب 2/ 39 رقم 364، وخلاصة تذهيب التهذيب 275. [2] في تاريخه 2/ 420. [3] تهذيب الكمال 2/ 975، وفي الضعفاء له قال: متروك الحديث. [4] في تاريخ بغداد 11/ 445. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 311 حنيفة، محمود الأحكام. تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين، ومائة بقَرْمِيسين [1] . قَالَ الْبُخَارِيّ [2] : مُنْكَر الحديث. وَمِمَّا انْفَرَدَ بِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا قَالَ: الْمُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ [3] . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ [4] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْهُ: وَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. وَقَدْ رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ظِبْيَانَ، فَلَمْ يَرْفَعْهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ ابْنُ ظِبْيَانَ: كُنْتُ أَرْفَعُهُ، فَقَالَ أَصْحَابُنَا: لَيْسَ بِمَرْفُوعٍ، فَوَقَفْتُهُ [5] . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ وَاهِي الْحَدِيثِ جِدًّا [6] . وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحْرِزٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ [7] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [8] : الضَّعْفُ عَلَى رِوَايَاتِهِ بَيِّنٌ. وَأَمَّا الْحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ فَقَالَ: لا بَأْسَ بِهِ [9] . 212- عليّ بن عيسى بن ماهان [10] .   [1] قرميسين: بالفتح ثم السكون، وكسر الميم، وياء مثنّاة من تحت، وسين مهملة مكسورة، وياء أخرى ساكنة، ونون، وهو تعريب كرمان شاه: بلد معروف بينه وبين همذان ثلاثون فرسخا قرب الدّينور وهو بين همذان وحلوان على جادّة الحاجّ. (معجم البلدان 4/ 330) . [2] سكت عنه فلم يذكره في تاريخه الكبير، ولا تاريخه الصغير، ولا الضعفاء الصغير، والقول في تهذيب الكمال 2/ 975. [3] المدبّر: هو اصطلاح فقهيّ يقصد به العبد المملوك، ويعني به هنا أنه اعتبره كالوصيّة، لا ينفذ عتقه إلا من ثلث المال. [4] في كتاب العتق من سننه (2514) باب المدبّر، وهو في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 56 رقم 55، وتاريخ بغداد 11/ 444 و 445. [5] تهذيب الكمال 2/ 975. [6] تهذيب الكمال 2/ 975. [7] معرفة الرجال 1/ 50 رقم 1. [8] في الكامل في الضعفاء 5/ 1834. [9] تاريخ بغداد 11/ 445. [10] انظر عن (عليّ بن عيسى بن ماهان) في: تاريخ خليفة 447 و 457 و 459 و 462 و 463 و 465 و 466، وتاريخ اليعقوبي 2/ 406 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 312 الأمير، مِن كبار قُوّاد الدّولة، وهو الَّذِي أشار عَلَى الأمين بخلع أخيه المأمون مِن ولاية العهد، فأمّره الأمين عَلَى أصبهان والجبال، فسار في جيش لَجْبٍ، وقدّم جيش المأمون عليهم طاهرَ بْن الحسين، فالتقى الجمعان، فكان عليّ بْن عيسى أول قتيل. وذلك في سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وكان قد شاخ، وكان مقتله بظاهر الرَّيّ [1] . 213- عليّ بْن القاسم الكِنْديّ الكوفيّ [2] . عَنْ: عاصم الأحول، وعاصم بْن رجاء بْن حَيْوَة، ومعروف بْن خَرَّبُوذ. وعنه: سَعِيد بْن محمد الْجَرْميّ، وأبو سَعِيد الأشجّ، وعبيد بن إسحاق العطّار.   [ () ] و 425 و 428 و 435 و 436- 438، والأخبار الطوال. 39 و 391 و 396- 398، وتاريخ الطبري 8/ 60 و 112 و 113 و 144 و 164 و 189 و 207 و 217 و 266 و 269 و 270 و 275 و 286 و 293 و 314 و 315 و 319 و 324- 336 و 340 و 347 و 375 و 376 و 387 و 389- 397 و 405- 408 و 411 و 415 و 424 و 493، والعيون والحدائق 3/ 285 و 311 و 312- 315 و 322- 325 و 344، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2601 و 2626- 2628 و 2645، و 2646، والبيان والتبيين 3/ 195، والوزراء والكتّاب (انظر فهرس الأعلام) ، والبدء والتاريخ 6/ 105 و 106، والهفوات النادرة 52 و 139، وربيع الأبرار 4/ 363، وثمار القلوب 20 و 114 و 195، وتحسين القبيح 33، وتاريخ حلب للعظيميّ 237 و 240 و 278، والتذكرة الحمدونية 422، والكامل في التاريخ 6/ 34 و 75 و 103 و 150 و 151 و 163 و 166 و 174 و 177 و 184 و 191 و 195 و 203- 205 و 215 و 237- 230 و 233 و 235 و 239- 246 و 256، ووفيات الأعيان 1/ 340 و 4/ 39 و 42 و 76 و 77 و 2/ 517 و 518 و 522، والفرج بعد الشدّة 3/ 198، والإنباء في تاريخ الخلفاء 74 و 89 و 90 و 97، وخلاصة الذهب المسبوك 174 و 176، والفخري في الآداب السلطانية 213، 214، وآثار البلاد وأخبار العباد 333، وشذرات الذهب 1/ 309 و 321 و 342. [1] تاريخ خليفة 466. [2] انظر عن (علي بن القاسم الكندي) في: التاريخ الكبير 6/ 293 رقم 2442، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 248، 249 رقم 1246، والجرح والتعديل 6/ 201 رقم 1105، والثقات لابن حبّان 8/ 459، والمغني في الضعفاء 2/ 453 رقم 4317، وميزان الاعتدال 3/ 151 رقم 5910، ولسان الميزان 4/ 249، 250. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 313 قَالَ أبو حاتم: [1] : لَيْسَ بالقويّ. 214- عليّ بْن المبارك الأحمر [2] . شيخ العربيّة وتلميذ الكِسائيّ. كَانَ مؤدّب الأمين بتعيين الكِسائيّ لَهُ [3] . جرت بينه وبين سِيَبَويْه مناظرة [4] . قَالَ ثعلب: كَانَ الأحمر يحفظ سوى ما يحفظ أربعين ألفَ بيتٍ مِن الشعر. شاهدًا في النّحو [5] . وقال الأحمر: قعدت ساعة، فوصل إليّ فيها ثلاثمائة ألف درهم. وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ في أَوَّل أمره من رجالة النوبة [6] بباب الخلافة [7] ، وكان يتوقَّد ذكاء. فرأى الكِسائيّ يغدو ويروح، فأحبّ العربيّة، ولزِم الكِسائيّ إلى أن برع، وصيّره الكِسائيّ يعلم أولاد الرشيد عوضا عَنْ نفسه.   [1] في الجرح والتعديل 6/ 201. [2] انظر عن (علي بن المبارك الأحمر) في: الزاهر للأنباري 1/ 156 و 157 و 203 و 624 و 2/ 15، وغريب الحديث لابن قتيبة 2/ 208، وطبقات النحويّين للزبيدي 95، وأمالي المرتضى 1/ 354، وتاريخ بغداد 12/ 104، 105 رقم 6544، والأنساب لابن السمعاني 1/ 145، ومعجم الأدباء 13/ 5- 11 رقم 1 و 14/ 107، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 313- 317، ووفيات الأعيان 6/ 176، وسير أعلام النبلاء 9/ 92، 93 رقم 30، والمزهر للسيوطي 2/ 410، وبغية الوعاة 2/ 158، 159 رقم 1694. وقد جعل محقّق (سير أعلام النبلاء- ج 9/ 92) السيد كامل الخراط: كتابي: العلل للإمام أحمد، والتاريخ لابن معين، في مقدّمة مصادر صاحب هذه الترجمة، وهو خطأ بيّن، فعليّ بن المبارك المذكور في المصدرين السابقين هو: الهنائي البصريّ، المحدّث، وهو غير علي بن المبارك الأحمر اللغوي النحويّ. وهذا نتيجة التسرّع في حشد المصادر دون التأكّد من صاحب الترجمة إن كان هو المقصود أو غيره ممّن يشبهه في التسمية. [3] تاريخ بغداد 12/ 104، معجم الأدباء 13/ 7. [4] تاريخ بغداد 12/ 104، الأنساب 1/ 145. [5] تاريخ بغداد 12/ 104، الأنساب 1/ 145، إنباه الرواة 2/ 314، معجم الأدباء 13/ 11. [6] النّوبة: بفتح النون المشدّدة وسكون الواو: الحراسة. [7] معجم الأدباء 13/ 6. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 314 وللأحمر عدّة تلامذة. أخذ عَنْهُ: إسحاق النّديم، وَسَلَمَةُ بْن عاصم. وقيل: إنّ محمد بْن الْجَهْم [1] أدركه، فقال: كنّا إذا أتينا الأحمر تلقّانا الْخَدَمُ، فندخل قصرًا مِن قصور الملوك، ثمّ يخرج لنا، عَليْهِ ثياب الملوك، ينفح مِنه المِسْك وهو يبتسم. ونصير إلى الفَرّاء، فيخرج إلينا مُعَّبسًا، فيجلس عَلَى بابه، ونجلس عَلَى الأرض بين يديه، فيكون أحلى عندنا مِن الأحمر [2] . وقال سَلَمَةُ بْن عاصم: كَانَ الفرّاء بينه وبين الأحمر متباعدًا. فمات الأحمر بطريق مكّة، فاسترجع الفرّاء وتوجّع لَهُ [3] . تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائة. ويقال: اسمه عليّ بْن الحَسَن، فاللَّه أعلم. 215- عُمارةُ بْن بِشْر الدّمشقيّ [4]- ن. - عَنْ: الأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر. وعنه: عليّ بْن سهل الرمليّ، ونُصَير بْن الفرج. ويوسف بْن سَعِيد بن مسلم [5] . حدّث عام مائتين [6] .   [1] هو السّمريّ، كما عند ياقوت في معجم الأدباء. [2] معجم الأدباء 13/ 9، 10. [3] معجم الأدباء 13/ 10. [4] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 127 و 30/ 213، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1000، والكاشف 2/ 262 رقم 4063، وفيه (عمارة بن بشير) ، والمغني في الضعفاء 2/ 460 رقم 4393 وفي الحاشية (عمارة بن بشير) ، وميزان الاعتدال 3/ 173 رقم 6015، وتهذيب التهذيب 7/ 411، 412 رقم 668، وتقريب التهذيب 2/ 49 رقم 458 وفيه (عمارة بن بشير) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 280، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 370 رقم 1133. [5] تاريخ دمشق 3/ 127. [6] قال الأزدي: متروك الحديث. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 315 216- عُمر بْن حفص العبْديّ البصْريّ [1] . عَنْ: ثابت البُنانيّ، ومالك بْن دينار، ومطر الورّاق. وعنه: العلاء بْن سالم، وأحمد بْن بشّار. ضعّفه مُسْلِم، وغيره [2] . مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وقيل سنة تسعٍ وتسعين [3] . 217- عُمَر بْن حفص بْن عُمَر بْن ثابت الأنصاريّ [4] . أبو سعْد.   [1] انظر عن (عمر بن حفص العبديّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 344، والتاريخ لابن معين 2/ 426، والتاريخ الكبير 6/ 150، رقم 1993، والتاريخ الصغير 216، والضعفاء والمتروكين للنسائي 300 رقم 461، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 97 رقم 143، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 155 رقم 1142، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 151، والجرح والتعديل 6/ 103 رقم 542، والمجروحين لابن حبّان 2/ 84، 85، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1705، 1706، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 126 رقم 370، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 31 أ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 123 ب، وتاريخ بغداد 11/ 192- 194 رقم 5901، وميزان الاعتدال 3/ 189، 190 رقم 6075، ولسان الميزان 4/ 298، 299 رقم 832. [2] قال ابن سعد: «كان ضعيفا عندهم في الحديث، كتبوا عنه ثم تركوه» وقال ابن معين: «ليس بشيء» وقال البخاريّ: «ليس بقويّ» . وقال الجوزجانيّ: قريب من عمارة بن جوين، يرفض حديثه. وقال النسائي: «ليس بثقة» . وقال أحمد: «تركنا حديثه وحرقناه» . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث ليس بقويّ، هو على يدي عدل» . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يشتري الكتب ويحدّث بها من غير سماع، ويجيب فيما يسأل وإن لم يكن ممّا يحدّث به» . وقال ابن عديّ: «الضعف بيّن على رواياته» . وضعّفه: العقيلي، وعبد الغني بن سعيد، والدارقطنيّ. [3] وفي تاريخ البخاري: يقال مات بعد المائتين. [4] انظر عن (عمر بن حفص بن عمر الأنصاري) في: التاريخ الكبير 6/ 149 رقم 1990، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 409، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 186، والجرح والتعديل 6/ 102 رقم 535، والثقات لابن حبّان 8/ 439، والأسامي والكنى للحاكم ج 1 ورقة 251 أ. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 316 عَنْ: أَبِيهِ، وأبي حُمَيْد السّاعديّ. وعنه: يعقوب بْن كعب الحلبيّ، وداود بْن رشيد، وهشام بْن عمّار. كنّاه الحاكم [1] . 218- عُمَر بْن حفص المعيطيّ [2] . عَنْ: أَبِي حَيّان التَّيْميّ، وهشام بْن عُرْوة، وعبد المُلْك بْن أَبِي سليمان. وعنه: أحمد بْن حنبل، وَغَيْرِهِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا بَأْسَ بِهِ. 219- عُمَر بْن زُرْعة الخارَفيّ [4] . عن: محمد بْن سالم، وعيسى بْن عُمَر. وعنه: قُتَيْبة، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وابن نُمَير، وأبو سَعِيد الأشجّ [5] . 220- عُمَر بْن صالح بْن أبي الزّاهرية [6] الأزْديّ البصْريّ الأوقص. نزيل دمشق. عَنْ: أَبِي جَمْرَة الضُّبَعيّ، وأيّوب السّختيانيّ، ومالك بن دينار.   [1] في الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 351 أ. [2] انظر عن (عمر بن حفص المعيطي) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 152، والجرح والتعديل 6/ 103 رقم 541. [3] في الجرح والتعديل 6/ 103. [4] انظر عن (عمر بن زرعة الخارفي) في: التاريخ الكبير 6/ 157 رقم 2015، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 22، والجرح والتعديل 6/ 110 رقم 581، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1709. والخارفي: بفتح الراء. [5] قال البخاري: «فيه نظر» . [6] انظر عن (عمر بن صالح بن أبي الزاهرية) في: الضعفاء الصغير للبخاريّ 269 رقم 247، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 174 رقم 1167، والضعفاء والمتروكين للنسائي 300 رقم 265، والجرح والتعديل 6/ 116 رقم 628، والثقات لابن حبّان 7/ 183، والمغني في الضعفاء 2/ 469 رقم 4491، وميزان الاعتدال 3/ 205 رقم 6143، ولسان الميزان 4/ 300 رقم 833. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 317 وعنه: داود بْن رشيد، وسليمان بْن عَبْد الرَّحْمَن، ومحمد بْن مُصَفَّى، وموسى بْن عامر. قَالَ أبو حاتم [1] : ضعيف. وقال النَّسَائيّ [2] : متروك [3] . 221- عمر بن عبد الواحد بن قيس [4]- د. ن. ق. - أبو حفص السّلميّ الدّمشقيّ. عَنْ: يحيى بْن الحارث الذَّماريَّ وتلا عَليْهِ كتاب الله. وروى عَنْ: الأوزاعي، وعمر بْن محمد العُمريّ، وعبد الرحمن بن ثوبان، والنعمان بن المنذر، وجماعة. قرأ عليه هشام بن عمار، وروى عنه: هو، ودحيم، وإسحاق بن راهويه، ومحمود بن خالد، وموسى بن عامر، وأبو عتبة الحجازي، وعدة. وثقه أحمد العجلي [5] ، وغيره [6] .   [1] في الجرح والتعديل 6/ 116. [2] في الضعفاء والمتروكين 300 رقم 265. [3] وقال البخاري في الضعفاء: «منكر الحديث» . وقال العقيلي في الضعفاء: «لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلّا به» ، واقتبس قول البخاري. [4] انظر عن (عمر بن عبد الواحد بن قيس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 471، والتاريخ الكبير 6/ 176 رقم 2083، وتاريخ الثقات للعجلي 359 رقم 1240، والمعرفة والتاريخ 1/ 190 و 701 و 2/ 483 و 788 و 3/ 4 و 263 و 386 و 399، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 20 و 75 و 264 و 265 و 279 و 344 و 358 و 379 و 415 و 459 و 575 و 2/ 705 و 718 و 723، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 151، والجرح والتعديل 6/ 122 رقم 666، والثقات لابن حبّان 8/ 441، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 140، والفقيه والمتفقّه للخطيب 1/ 18، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 129 و 32/ 90- 96، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1018، والكاشف 2/ 275 رقم 4155، وتهذيب التهذيب 7/ 479 رقم 794، وتقريب التهذيب 2/ 60 رقم 479، وخلاصة تذهيب التهذيب 285، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 383، 384 رقم 1158. [5] في تاريخه 359 رقم 1240. [6] ووثّقه ابن سعد في طبقاته 7/ 471. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 318 ولد سنة ثمان عشرة ومائة، وتوفي سنة مائتين. ولم يلحق الأخذ عَنْ والده، مات قديما. 222- عمر بن هارون البلخيّ [1]- ت. ق. - أبو حفص الثقفيّ مولاهم. عَنْ: جعفر بْن محمد، وابن جُرَيج، وأسامة بْن زيد، وأيمن بْن نَابِلٍ، وطائفة. وعنه: قُتَيْبة، وعثمان بْن أَبِي شَيبة، وأبو سَعِيد الأشجّ، وشُرَيْح بْن يونس، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وأحمد بْن حنبل، ويحيى بْن موسى، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة سواهم. وكان قد جاور بمكة، وتزوّج ابن جُرَيج بأخْته فيما قِيلَ. ضعّفه ابن مَعِين [2] ، والنّاس.   [ () ] وقال مروان بن محمد الطاطريّ: «نظرنا في كتب أصحاب الأوزاعيّ، فما رأيت أحدا يصحّ حديثا عن الأوزاعيّ، من عمر عبد الواحد» . (الجرح والتعديل 6/ 122) . وذكره ابن حبّان في الثقات. [1] انظر عن (عمر بن هارون البلخيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 374، والتاريخ لابن معين 2/ 435، ومعرفة التاريخ له 1/ رقم 36 وطبقات خليفة 324، والعلل لأحمد 378، والتاريخ الكبير 6/ 204، 205 رقم 2177 (عمر بن أبي هوذة) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي 300 رقم 475، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 208 رقم 386، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 194، 195 رقم 1192، والجرح والتعديل 6/ 140، 141 رقم 765، والمجروحين لابن حبّان 2/ 90، 91، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1688- 1690، ورجال الطوسي 253 رقم 486، وتاريخ جرجان 104 و 241 و 316، وتاريخ بغداد 11/ 187- 191 رقم 5899، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1024، 1025، والكاشف 2/ 279 رقم 4184، والمغني في الضعفاء 2/ 475 رقم 4568، وميزان الاعتدال 3/ 228، 229 رقم 6237، وسير أعلام النبلاء 9/ 267- 276 رقم 75، والعبر 1/ 316، وتذكرة الحفاظ 1/ 340، وغاية النهاية 1/ 598، 599 رقم 2437، وتهذيب التهذيب 7/ 501- 505 رقم 839، وتقريب التهذيب 2/ 64 رقم 521، وطبقات الحفاظ 142، وخلاصة تذهيب التهذيب 286، وشذرات الذهب 1/ 341، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 387- 390 رقم 1166. [2] قال في تاريخه 2/ 435: «ليس بشيء» ، وفي معرفة الرجال 1/ 54 رقم 36 قال: «ليس هو ثقة» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 319 وقال النَّسَائيّ [1] ، وجماعة: متروك وبعضهم كذَّبَه. قَالَ محمد بْن عَمْرو زُنَيْج: قَالَ عُمَر بْن هارون: ألقيتُ مِن حديثي سبعين ألفًا لأبي جُزْءٍ عشرين ألفًا، ولعثمان البُرَّيّ كذا وكذا. فسئل زُنَيْج عَنْهُ فقال: قَالَ بَهْز: لدى يحيى بْن سَعِيد القطّان خسارة. قَالَ: أكثر عَنِ ابن جُرَيج، مِن يلازم رجلا اثنتي عشرة سنة لا يريد أن يُكثر عَنْهُ؟ قَالَ زُنَيْج: وبلغني أنّ أُمّه كانت تُعينه عَلَى الكتاب [2] . قلت: قد طوّل شيخنا أبو الحجاج [3] ترجمته، وهو مَعَ ضَعفه حافظ وإمام مقريء مُكْثِر. قَالَ فيه قُتَيْبة: كَانَ شديدًا عَلَى المُرْجِئَة مِن أعلم الناس بالقراءات [4] . وقال غيره: مات ببلْخ في أوّل يومٍ مِن رمضان سنة أربعٍ وتسعين ومائة [5] . وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: قَالَ هَنَّادٌ السَّرِيُّ: نَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ طُولِهَا وَعَرْضِهَا. فَهَذَا لا يُعْرَفُ إِلا بِهِ [6] . وَيُخَالِفُهُ مَا ثَبَتَ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ السلام: «أعفوا اللّحى» [7] .   [1] في الضعفاء والمتروكين 300 رقم 475. [2] تاريخ بغداد 11/ 187، 188. [3] في تهذيب الكمال 2/ 1024، 1025. [4] تاريخ بغداد 11/ 189. [5] تاريخ بغداد 11/ 191. [6] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 195. [7] حديث: «أعفوا اللّحى واحفوا الشوارب» مشهور، أخرجه مسلم في الطهارة (52) باب خصال الفطرة، من طريق: عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وأبو داود في الترجّل (4199) من طريق: عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن أبي بكر، عن نافع، عن ابن عمر. والترمذي في الأدب (2763) باب: ما جاء في إعفاء اللحية، من طريق: الحسن بن علي الخلّال، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 320 قَالَ ابن سعْد [1] : كتب عَنْهُ الناس كثيرًا وتركوا حديثه. وقال أحمد بْن سيار: كَانَ أبو رجاء، يعني قُتَيْبة، يُطْريه ويُوثَّقه ويقول: كَانَ شديدًا عَلَى المُرْجِئَة، وكان مِن أعلم الناس بالقراءات. كان القرّاء يقرءون عَليْهِ ويختلفون إِليْهِ في الحروف، فسألت عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ عَنْهُ وقلت: قد أكثر عَنْهُ، وبلغنا أنّك تذكره. فقال: أعوذ باللَّه ما قلت فيه إلّا خيرا. ما هو عندنا بمتّهم [2] . وقال ابن الجنيد: سمعت ابن مَعِين يَقُولُ: كذّاب [3] ، قدِم مكّة وقد مات جعفر بْن محمد، فحدّث عَنْهُ [4] . 223- عِمران بن عيينة بن أبي عمران [5] .   [1] في طبقاته 7/ 374 وفيه: «كتب الناس عنه كتابا كبيرا» . [2] تاريخ بغداد 11/ 189. [3] المجروحين والضعفاء لابن حبّان 2/ 91، وتاريخ بغداد 11/ 189 و 190. [4] وقال الجوزجاني: «لم يقنع الناس بحديثه» . وقال يحيى بن المغيرة: «سمعت ابن المبارك يغمز عمر بن هارون في سماعه من جعفر بن محمد وكان عمر يروي عنه ستين حديثا أو نحو ذلك» . وقال أبو سعيد الأشجّ: «هو ضعيف الحديث نسخه ابن المبارك نخسة، فقال: إن عمر بن هارون يروي عن جعفر بن محمد وقد قدمت قبل قدومه وكان قد توفي جعفر بن محمد» . وقال أبو زرعة: «سمعت إبراهيم بن موسى- وقيل له: لم لا تحدّث عن عمر بن هارون؟ - فقال: الناس تركوا حديثه» . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يروي عن الثقات المعضلات ويدّعي شيوخا لم يرهم، وكان ابن مهديّ حسن الرأي فيه» . وقال أبو حاتم: «كان عمر بن هارون صاحب سنّة وفضل وسخاء، وكان أهل بلده يبغضونه لتعصّبه في السّنّة والذّبّ عنها، ولكن كان شأنه في الحديث ما وصفت وفي التعديل ما ذكرت، والمناكير في روايته تدل على صحّة ما قال يحيى بن معين فيه، وقد حسّن القول فيه جماعة من شيوخنا كان يصلهم في كل سنة بصلات كثيرة من الدراهم والثياب وغيرها، يبعث إليهم من بلخ إلى بغداد» . (المجروحين 2/ 91) . وقال أحمد بن حنبل: «عمر بن هارون لا أروي عنه شيئا، وهو من أهل بلخ، وقد أكثرت عنه، ولكن كان عبد الرحمن بن مهديّ يقول: لم تكن له قيمة عندي، وبلغني أنه قال: حدّثني بأحاديث فلما قدم مرة أخرى حدّث بها عن إسماعيل بن عياش، عن أولئك، فتركت حديثه» . (الكامل لابن عديّ 5/ 1688، 1689) . [5] انظر عن (عمران بن عيينة) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 321 أبو الحَسَن الهلاليّ الكوفيّ، أخو سُفْيان الإمام. روى عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ السّائب، وأبي إسحاق السَّبِيعيّ، وعبد المُلْك بْن عُمَير. وعنه: زيد بْن الحراش، وعبده بْن عَبْد الرحيم المَرْوَزِيّ، وأبو سَعِيد الأشجّ، وعَمرو بْن عليّ الباهليّ، وآخرون. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أبو حاتم [2] : لا يُحْتَجّ بِهِ، يأتي بالمناكير. وقال العُقَيْليّ [3] : لَهُ وهْم وخطأ. وضعّفه أبو زُرْعة [4] ، وقوّاه غيره. 224- عمرو بن بكر السّكسكيّ الشاميّ [5] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 398، والتاريخ لابن معين 2/ 438، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 148 و 185، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5451، والتاريخ الكبير 6/ 427 رقم 2874، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 301، 302 رقم 1310، والجرح والتعديل 6/ 302 رقم 1680، والثقات لابن حبّان 7/ 240، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 256 رقم 1028، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 بن، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1058، والكاشف 2/ 301 رقم 4340، والمغني في الضعفاء 2/ 479 رقم 4610، وميزان الاعتدال 3/ 240 رقم 3301، وتهذيب التهذيب 8/ 136، 137 رقم 235، وتقريب التهذيب 2/ 84 رقم 736، وخلاصة تذهيب التهذيب 296. وقد كنا ابن سعد: «أبا إسحاق» . [1] في تاريخه 2/ 438 وقال في معرفة الرجال 1/ 69 رقم 148: «ليس بشيء، ضعيف» . [2] في الجرح والتعديل 6/ 302. [3] في الضعفاء الكبير 3/ 301. [4] قال: «بصريّ ليّن» . (الجرح والتعديل 6/ 302) . [5] انظر عن (عمرو بن بكر السكسكي) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 258 رقم 1264، والجرح والتعديل 6/ 222 رقم 1233، والمجروحين لابن حبّان 2/ 78، 79، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1795، والأنساب لابن السمعاني 7/ 98، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1027، والكاشف 2/ 280 رقم 4196، والمغني في الضعفاء 2/ 481 رقم 4634، وميزان الاعتدال 3/ 247 رقم 6337، وتهذيب التهذيب 7/ 8 رقم 9، وتقريب التهذيب 2/ 66 رقم 541، وخلاصة تذهيب التهذيب 287. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 322 عَنْ: إبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، وابن جُرَيج، وثور بْن يزيد. وعنه: إبراهيم بْن محمد الفِرْيابيّ، وأبو الدرداء هاشم بْن محمد المَقْدِسيّان. اتهمه ابن حِبّان [1] بالوضع [2] . 225- عَمْرو بْن حُمران [3] . شيخ بصْريّ نزل الرَّيّ. لَهُ عَنْ: عوف، وهشام بْن حسّان، وابن عَوْن. وعنه: يوسف بن موسى القطان، ومحمد بن عيسى الدامغاني، وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. 226- عمرو بن خليفة البكراوي [4] . أخو هوذة، يكنى أبا عثمان. شيخ بصري صدوق. روى عَنْ: محمد بْن عَمْرو، وأشعث الحُمْرانيّ. وعنه: محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، وغيرهما. 227- عمرو بن مجمّع الكوفيّ [5] .   [1] في المجروحين 2/ 79. [2] وقال العقيلي: «حديثه غير محفوظ» ، وقال ابن عديّ: «له أحاديث مناكير عن الثقات» . [3] انظر عن (عمرو بن حمران) في: الجرح والتعديل 6/ 227 رقم 1263. [4] انظر عن (عمرو بن خليفة البكراوي) في: الثقات لابن حبّان 7/ 229. [5] انظر عن (عمرو بن مجمع) في: التاريخ لابن معين 2/ 452، والتاريخ الكبير 6/ 373، 374 رقم 2679، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 446، وفيه (عمرو بن جميع) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 131، والجرح والتعديل 6/ 265 رقم 1461، والمجروحين لابن حبّان 2/ 77، 78 وفيه (عمرو بن جميع) ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1782، وتاريخ بغداد 12/ 194، 195 رقم 6657، والمغني في الضعفاء 2/ 489 رقم 4704، وميزان الاعتدال 3/ 286 رقم 6440، والكشف الحثيث 322 رقم 563، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 323 عن: إسماعيل بن أبي خالد، ويونس بن خباب، وغيرهما. وعنه: أحمد بن أبي شريح، وأبو كريب، ومحمد بن هشام المروزي، وَآخَرُونَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الدارقطني: ضعيف [2] . 228- عمرو بن محمد [3] العنقزيّ [4]- م. 4- أبو سعيد الكوفي. محدّث مشهور، والعنقز: هو المرزنجوش [5] .   [ () ] ولسان الميزان 4/ 375 رقم 1109، وتعجيل المنفعة 315 رقم 804. [1] تاريخ بغداد 12/ 195، وفي تاريخه 2/ 452 قال ابن معين: «عمرو بن مجمع أو جميع أيضا- لم يكن به بأس» . [2] وقال النسائي: «مَتْرُوكٌ» ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» . وَقَالَ ابن حبّان: «كان ممّن يروي الموضوعات عن الأثبات والمناكير عن المشاهير لا يحلّ كتابة حديثه ولا الذكر عنه إلّا على سبيل الاعتبار» . وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه لا يتابع عليه، إمّا إسنادا وإمّا متنا» . [3] انظر عن (عمرو بن محمد العنقزي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 403، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 313 و 2/ رقم 725، والتاريخ الكبير 6/ 374، 375 رقم 2680، والتاريخ الصغير 214، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، وتاريخ الثقات للعجلي 370 رقم 1284، والمعرفة والتاريخ 1/ 190، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 190، والجرح والتعديل 6/ 262 رقم 1450، والثقات لابن حبّان 8/ 482، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 224 رقم 815، ورجال صحيح مسلم 2/ 80 رقم 1203، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 374، 375 رقم 1433، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 225 ب، والأنساب لابن السمعاني 9/ 81، والإكمال لابن ماكولا 6/ 97، واللباب 2/ 362، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1049، والكاشف 2/ 295 رقم 4294، وتهذيب التهذيب 8/ 98، 99 رقم 158، وتقريب التهذيب 2/ 78 رقم 672، وخلاصة تذهيب التهذيب 293. [4] العنقزيّ: بفتح العين المهملة، والقاف، بينهما النون الساكنة، وفي آخرها الزاء المعجمة. (الأنساب) . [5] التاريخ الكبير 6/ 374، 375. وهو الشاهسفرم، ويقال الرّيحان. قال الأخطل: ألا أسلم سلمت أبا مالك ... وحيّاك ربّك بالعنقز (الإكمال 6/ 67) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 324 حدَّث عَنْ: ابن جُرَيج، وأبي حنيفة، وحنظلة بْن أبي سُفْيان، وعيسى بْن طهمان، والثَّوْريّ، وإسرائيل. وعنه: قُتَيْبة، وابن راهَوَيْه، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وجماعة. وثّقه أحمد بْن حنبل [1] ، وغيره [2] . مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة. 229- عمرو بن هاشم الجنبيّ [3]- د. ن. - أبو مالك الكوفيّ. عن: هشام بن عُرْوة، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وابن إِسْحَاق، وطبقتهم. وعنه: يحيى بْن مَعِين، وإسحاق بْن موسى الحكميّ، والحسن بن   [ () ] واعتبر ابن سعد (العنقز) متاعا كان يبيعه. [1] الجرح والتعديل 6/ 262. [2] وقال ابن معين: «ليس به بأس» . وفي معرفة الرجال 2/ 216 رقم 725 قال أبو بكر: سمعت أبا داود الحفريّ يقول لعمرو العنقزي: هاه، ويشير بإصبعه السبّابة إلى فيه، أي ليسكته، يعني أنه يكذب. ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. وقال أبو حاتم: «محلّه الصدق» . [3] انظر عن (عمرو بن هاشم الجنبي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 392، والتاريخ لابن معين 2/ 455، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 294، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4146، والتاريخ الكبير 6/ 381 رقم 2702، والتاريخ الصغير 205، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 100، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 294 رقم 1298، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 103، والجرح والتعديل 6/ 267 رقم 1478، والمجروحين لابن حبّان 2/ 77، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1792، والأنساب لابن السمعاني 3/ 313، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1053، والكاشف 2/ 297 رقم 4308، والمغني في الضعفاء 2/ 490، 491 رقم 4719، وميزان الاعتدال 3/ 290 رقم 6461، وتهذيب التهذيب 8/ 111، 112 رقم 184، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 694، وخلاصة تذهيب التهذيب 294. والجنبيّ: بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى جنب، قبيلة من اليمن. (الأنساب) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 325 حمّاد، والحضْرميّ، وعبد الله بْن الوضّاح، ومحمد بْن أَبِي السَّريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ. قَالَ ابن عَدِيّ [1] : هُوَ صَدُوق إنّ شاء الله. وقال ابن حِبّان [2] : كَانَ ممّن يقلب الأخبار. لا يجوز الاحتجاج بِهِ. وقال أحمد [3] : صدوق. وقال النَّسَائيّ: لَيْسَ بالقويّ [4] . أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، أَنَا هِبةَ اللَّهِ الْحَاسِبَ، أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، نَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، إِمْلاءً قَالَ: قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ صَاعِدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: حَدَّثَكُمُ الحسن بن حماد سجادة، وعبد الله بن الْوَضَّاحِ اللُّؤْلُؤّيُ قَالا: ثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِي قَوْمًا فَتَسْتَعِيرُ مِنْهُمُ الْحُلِيَّ، ثُمَّ تُمْسِكُهُ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لِتَتُبْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ وَتَرُدُّ عَلَى النَّاسِ مَتَاعَهُمْ، قُمْ يَا فُلانُ فَاقْطَعْ يَدَهَا» . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنَ الْعَوَالِي أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ [5] ، عَنْ عثمان بن عبد الله بن خرّزاذ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ [6] . - عَمْرو بْن الهيثم- م. 4- أبو قَطَن. يأتي بالكنية.   [1] في الكامل في الضعفاء 5/ 1792. [2] في المجروحين 2/ 77. [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 55 رقم 4146 وزاد: «ولم يكن صاحب حديث» . [4] تهذيب الكمال 2/ 1053. [5] في كتاب السارق 8/ 71 باب ما يكون حرزا وما لا يكون. [6] قال ابن سعد عن الجنبي: «كان صدوقا ولكنه كان يخطئ كثيرا» . وقال ابن معين: «كتبت عنه أحاديث من أحاديث الحجّاج» . وقال البخاريّ: «فيه نظر» . وذكره العقيلي في الضعفاء، واقتبس قول أحمد، والبخاري. وقال أبو حاتم: «يكتب حديثه» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 326 230- عُمير بْن عَبْد المجيد [1] . أبو المغيرة الحنفيّ- هُوَ أخو أَبِي بَكْر الحنفيّ. روى عَنْ: عَبْد الحميد بْن جعفر. وعنه: أبو خَيْثَمَة، وبُنْدار، ومحمد بْن مَعْمَر، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 231- عَنْبَسة بنُ خَالِد بْن يزيد الأَيْليّ [3]- د. خ مقرونًا- عَنْ: عمّه يونس، وابن جُرَيج، ورجاء بْن جميل. يُكنيّ أبا عثمان. روى عَنْهُ: ابن وهْب مَعَ تقدَّمه، ومحمد بْن مهديّ الأصمعيّ، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ. قَالَ أبو داود: عَنْبَسة أحبُّ إلينا مِن اللَّيْثُ، كأنّه يعني في يونس بْن يزيد خاصّة [4] . قلت: غمزه يحيى بْن بُكَيْر، وقال: ما كَانَ أهلا للأخذ عنه [5] .   [1] انظر عن (عمير بن عبد المجيد) في: التاريخ الكبير 6/ 544 رقم 3265، والجرح والتعديل 6/ 377 رقم 2087، والثقات لابن حبّان 8/ 509. [2] في الجرح والتعديل 6/ 377. [3] انظر عن (عنبسة بن خالد) في: التاريخ الكبير 7/ 38 رقم 168، والتاريخ الصغير 213، والمعرفة والتاريخ 2/ 65 و 175 و 3/ 4 و 333 و 367، والجرح والتعديل 6/ 402 رقم 2246، والثقات لابن حبّان 8/ 515، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 865 رقم 1466، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 401 رقم 1536، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1063، والكاشف 2/ 304 رقم 4365، وميزان الاعتدال 3/ 298 رقم 6499، وتهذيب التهذيب 8/ 154 رقم 276، وتقريب التهذيب 2/ 88 رقم 775، وخلاصة تذهيب التهذيب 297. [4] تهذيب الكمال 2/ 1063، وقال ابن أبي حاتم: سمعت محمد بن مسلم يقول: روى ابن وهب عن عنبسة بن خالد، قلت لمحمد بن مسلم: فعنبسة بن خالد أحبّ إليك أو وهب الله بن راشد؟ فقال: سبحان الله! ومن يقرن عنبسة إلى وهب الله، ما سمعت بوهب الله إلّا الآن منكم. [5] تهذيب الكمال 2/ 1063. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 327 وقال أبو حاتم [1] : كَانَ على الخراج، فكان يعلّق النّساء بالثَّدْيِ. مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة [2] . 232- عَوْن بْن عَبْد الله بْن عَوْن [3] بْن عُتْبَة بْن مسعود الهُذْليّ الكوفيّ. وُلّي القضاء ببغداد في أيّام المهديّ، ويقال في أيّام الرشيد. أخذ عن: الأعمش، وغيره. ولا يُحفظ عَنْهُ شيء مُسْنَد [4] . قَالَ الخطيب [5] : مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة. 233- عَوْن بن كَهْمَس [6] بْن الحَسَن البصْريّ التَّيْميّ. عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان التّيميّ، وهشام بن حسّان.   [1] في الجراح والتعديل 6/ 402. [2] وقيل مات سنة 197 هـ-. (رجال صحيح البخاري) . [3] انظر عن (عون بن عبد الله بن عون) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 313، والتاريخ الكبير 7/ 13، 14 رقم 60، وتاريخ الثقات للعجلي 377 رقم 1323، والمعرفة والتاريخ 1/ 550 و 564 و 2/ 157 و 616 و 714 و 3/ 398، والجرح والتعديل 6/ 384 رقم 2138، والثقات لابن حبّان 5/ 263، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 257، رقم 1037، وتاريخ جرجان 240 و 409، وتاريخ بغداد 12/ 292 رقم 6737، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 60 و 267 و 326، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1066، والكاشف 2/ 307 رقم 4386، وجامع التحصيل 305 رقم 598، وتهذيب التهذيب 8/ 171- 173 رقم 310، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 801، وخلاصة تذهيب التهذيب 298. [4] وثّقه العجليّ في تاريخه. وقال ابن سعد: «كان ثقة كثير الإرسال» . وقال ابن معين: «ثقة» . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [5] في تاريخ بغداد 12/ 292. [6] انظر عن (عون بن كهمس) في: التاريخ الكبير 7/ 18 رقم 82، والجرح والتعديل 6/ 388 رقم 2159، والثقات لابن حبّان 8/ 515، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1067، والكاشف 2/ 307 رقم 4388، وتهذيب التهذيب 8/ 173، 174 رقم 312، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 803، وخلاصة تذهيب التهذيب 298. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 328 وعنه: خَلَف بْن خليفة، ومحمد بْن بشّار، وأحمد، وعبد الله بْن ميمون، وآخرون. قَالَ أبو داود: لم يبلغني إلا خير [1] . 234- العلاء بن الحصين الكوفيّ الوضين [2] . الفقيه، قاضي الرّيّ. روى عَنْ: عائذ بْن شُرَيْح، والثَّوْريّ، وَاللَّيْثُ، وخالد بْن إياس، وطائفة. وعنه: عَبْد الله بْن الْجَهْم، ويوسف بْن واقد، ومحمد بْن الحَسَن بْن المختار، ومحمد بْن حُمَيْد الحافظ. وكان يقضي بحصن الأردان [3] . قَالَ أبو حاتم [4] : كوفيّ، صالح الحديث. 235- عيسى بْن شُعيب [5] . أبو الفضل البصْريّ النَّحْويّ الضّرير. عَنْ: مطر الورّاق، وسعيد بْن أبي عَرُوبة، وأبو مُرَّة واصل، ورَوْح بن القاسم.   [1] تهذيب الكمال 2/ 1067، وقال أحمد: لا أعرفه. [2] انظر عن (العلاء بن الحصين) في: التاريخ الكبير 6/ 518 رقم 3176، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 29، والجرح والتعديل 6/ 354 رقم 1954، والثقات لابن حبّان 8/ 503، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 156 ب. [3] الجرح والتعديل 6/ 354. [4] في الجرح والتعديل 6/ 354. [5] انظر عن (عيسى بن شعيب) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 90، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 80، والجرح والتعديل 6/ 278 رقم 2546، والمجروحين لابن حبّان 2/ 120، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1079، 1080، والمغني في الضعفاء 2/ 498 رقم 4803، وميزان الاعتدال 3/ 313 رقم 6571 وتهذيب التهذيب 8/ 213 رقم 395، وتقريب التهذيب 2/ 98 رقم 874، وبغية الوعاة 2/ 235 رقم 1877، وخلاصة تذهيب التهذيب 302. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 329 وعنه: عَمْرو الفلاس، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن موسى الحَرَشيّ، وعبّاس بْن يزيد البحْرانيّ، وآخرون. صدَّقه الفلاس [1] ، وتركه غيره. قَالَ ابن حِبّان [2] : فَحُشَ خطؤه فاستحقّ التَّرْك. قلت: وممّا نقموا عَلَى عيسى بْن شُعيب حديث: «قُدّس الْعَدَسُ عَلَى لسان سبعين نبيًا [3] » وهذا باطل. سمعه منه عُبَيْد بْن سَعِيد. ولم أجد لَهُ ذِكرًا في كثير مِن كُتُب المجروحين. وما ذكره العُقَيْليّ بل ذكر آخر، قَالَ [4] : 236- عيسى بْن شعيب بْن ثَوْبان المدنيّ. عَنْ: فُلَيْح، لا يُتَابع عَلَى حديثه [5] . رواه عَنْهُ إبراهيم بْن المنذر الخزاميّ، ثمّ ساق لَهُ العقيليّ [6] خبرا منكرا.   [1] كونه روى عنه. (الجرح والتعديل 6/ 278، المجروحين 2/ 120) . [2] في المجروحين 2/ 120. [3] وتمامه في المجروحين 2/ 120: «منهم عيسى بن مريم يرقّق القلب ويسرع الدمع» . [4] في الضعفاء والكبير 3/ 380 رقم 1417. [5] وله ترجمة في: التاريخ الكبير 6/ 387 رقم 2728، والجرح والتعديل 6/ 278 رقم 1545، والثقات لابن حبّان 8/ 492، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1080، وميزان الاعتدال 3/ 313، 314 رقم 6572، وتهذيب التهذيب 8/ 214، 215 رقم 396، وتقريب التهذيب 2/ 98 رقم 885، وخلاصة تذهيب التهذيب 302. [6] في الضعفاء الكبير 3/ 380، 381. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 330 حرف الغين 237- الغازي بْن قيس [1] . أبو محمد الأندلسيّ، أحد الأئمّة المشاهير. ارتحل إلى المشرق، وروى عَنْ: ابن جُرَيج، والأوزاعي، ومالك وأخذ عَنْهُ «الموطّأ» وحفِظه [2] . وكان كبير الشأن، مُجاب الدّعوة. وكان يقول: ما كذبت منذ احتملت [3] . روى عَنْهُ: عَبْد المُلْك بْن حبيب صاحب «الواضحة» . وقال القاضي عِياض [4] : كَانَ مِن أفقه أهل إفريقيّة. قرأ القرآن عَلَى نافع. حدَّث عَنْهُ: عثمان بْن أيّوب، وأَصْبغ بْن خليل، وغيرهما. وعن أصْبَغ قَالَ: سَمِعْتُ الغازي يَقُولُ: والله ما كذبتُ كِذبةً قطّ منذ اغتسلت، ولولا أنّ عُمَر بْن عَبْد العزيز رحِمه الله قاله ما قلته [5] .   [1] انظر عن (الغازي بن قيس) في: طبقات النحويين للزبيدي 276- 278، وتاريخ علماء الأندلس 1/ 345 رقم 1015، وجذوة المقتبس 324 رقم 748، وطبقات الفقهاء للشيرازي 25، وبغية الملتمس 439 رقم 1272، والحلّة السّيراء 1/ 88، وترتيب المدارك 1/ 347، والديباج المذهب 2/ 136، وغاية النهاية 2/ 2 رقم 2534، وبغية الوعاة 2/ 240 رقم 1886، وشجرة النور الزكية 1/ 63، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 7 رقم 1193. [2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 345. [3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 345. [4] في ترتيب المدارك 1/ 348. [5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 345. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 331 قَالَ أبو عُمَرو الدالي: الغازي بْن قيس الأمويّ القُرْطُبيّ، قرأ عَلَى نافع وضبط عَنْهُ اختياره، وسمع مِن ابن أبي ذئب، وهو أول مِن أدخل قراءة نافع وموطّأ مالك الأندلس. وعنه قَالَ: عرضت مُصْحَفي هذا، مُصْحَف نافع بْن أبي نُعَيْم ثلاث عشرة مرّة. روى عَنِ الغازي القراءة: ابنُه عَبْد الله. [وكان] صالحًا عابدًا كثير التهجُّد بالليل، رحمه الله. مات الغازي سنة تسع وتسعين ومائة. 238- غالب بْن فائد [1] الأسديّ الكوفيّ المقرئ. عرض عَلَى حمزة. وسمع مِن: سُفْيان، وإسرائيل. وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، وسهل بْن عثمان، وغيرهما. قَالَ أبو حاتم: لَيْسَ بِهِ بأس [2] . 239- غسّان بْن عُبَيْد [3] المَوْصِليّ الأزْديّ. عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وعِكْرِمة بْن عمّار، وغيرهما. وعنه: عَبْد الجبّار بْن عاصم، وسعدان بْن نصر، وغيرهما. ضعّفه أحمد [4] .   [1] انظر عن (غالب بن فائد) في: الجرح والتعديل 7/ 49 رقم 279. [2] وجهله أبو زرعة. [3] انظر عن (غسان بن عبيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 469، والعلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 605، والجرح والتعديل 7/ 51 رقم 293، والثقات لابن حبّان 9/ 1، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 261 رقم 1059، والمغني في الضعفاء 2/ 506 رقم 4869، وميزان الاعتدال 3/ 334، 335 رقم 6661، ولسان الميزان 4/ 418، 419 رقم 1282، [4] قال في العلل ومعرفة الرجال 2/ 550 رقم 3605: «كتبنا عن غسان بن عبيد الموصلي، قدم علينا ها هنا، وكان قد سمع من سفيان أحاديث يسيرة فكتبت منها أحاديث وخرقت حديثه مذ حين، وإنما كان سمع من سفيان شيئا يسيرا وأنكر أن يكون سمع «الجامع» من سفيان» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 332 واختلف قول ابن مَعِين [1] فيه. وقال الدارَقُطْنيّ: صالح. وقال ابن عمّار: كَانَ يعالج الكيمياء. قلت: هذا يدلّ عَلَى قلّة ورعِه. 240- غسّان بْن مُضَر الأزْديّ البصْريّ [2]- ن. - سَمِعَ مِن: سعيد بْن يزيد حديثًا واحدًا. رواه عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وخليفة بْن خيّاط، وأبو حفص الفلاس، ومحمد بْن يحيى القطعيّ. وثّقوه.   [1] وثّقه في تاريخه 2/ 469، وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [2] جاء في هامش الأصل بجانبه عبارة: «تقدّم ذكره في الطبقة الماضية» . وانظر عنه في: التاريخ الكبير 7/ 107 رقم 476، والتاريخ الصغير 201، والجرح والتعديل 7/ 51 رقم 289، والمعرفة والتاريخ 3/ 200 و 331، والثقات لابن حبّان 7/ 312، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 261 رقم 1058، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1089، 1090، والكاشف 2/ 322 رقم 4495، وميزان الاعتدال 3/ 335 رقم 6665، وتهذيب التهذيب 8/ 247، 248 رقم 458، وتقريب التهذيب 2/ 105 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 307 وفيه (غسان بن مطر) . وهو توفي سنة 184 هـ-. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 333 حرف الفاء 241- الفُراتُ بْن خالد الرّازيّ [1]- ع. - والد الحافظ أحمد. روى عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثي، ومِسْعَر بْن كُدام، ومالك بْن مِعْوَلٍ، ويونس بْن أبي إسحاق. وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن حُمَيْد. وثّقه أبو حاتم [2] ، وما أحسب ابنه أدرك الأخذ عنه. 242- فرج بن سعيد بن علقمة [3]- د. ن. - أبو روح المأربيّ السّبئيّ اليمانيّ. عَنْ: عمّ أَبِيهِ ثابت بْن سَعِيد بْن أبيض بْن حمّال، وخالد بْن سَعِيد الأُمويّ.   [1] انظر عن (فرات بن خالد) في: التاريخ الكبير 7/ 129 رقم 582، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3، والجرح والتعديل 7/ 80 رقم 456، والثقات لابن حبّان 9/ 13، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1092، وتهذيب التهذيب 8/ 258 رقم 480، وتقريب التهذيب 2/ 107 رقم 10، وخلاصة تذهيب التهذيب 308. [2] في الجرح والتعديل 7/ 80. [3] انظر عن (فرج بن سعيد بن علقمة) في: التاريخ الكبير 7/ 134 رقم 607، والجرح والتعديل 7/ 86 رقم 484، والثقات لابن حبّان 7/ 324، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 192 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1093، والكاشف 2/ 326 رقم 4514، وتهذيب التهذيب 8/ 260 رقم 484، وتقريب التهذيب 2/ 108 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 308. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 334 وعنه: الحُمَيْديّ، ومحمد بْن يحيى العدنيّ، وسهل بْن عاصم. قَالَ أبو زُرْعة: لا بأس بِهِ [1] . 243- الفضل بْن حبيب المدائني السَّرَّاج [2] . عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وجماعة. وعنه: ابن مَعِين، ويزيد بْن عُمَر المدائنيّ. قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس. 244- الفضل بْن عَبْد الصّمد الرّقاشيّ البصْريّ [3] . مِن فُحُولِ الشُّعَراء، مدح الخلفاء الكِبار، وكان بينه وبين أبي نؤاس مهاجات ومباسطات. 245- الفضل بن العلاء [4]- ن. خ. مقرونا- أبو العبّاس الكوفيّ، نزيل البصرة. عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّة، وأشعث بْن سَوّار، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وخليفة بن خيّاط، والفلّاس، ومحمد بن   [1] الجرح والتعديل 7/ 86. [2] انظر عن (الفضل بن حبيب المدائني) في: الجرح والتعديل 7/ 60 رقم 347. [3] انظر عن (الفضل بن عبد الصمد الرقاشيّ) في: الشعر والشعراء 2/ 695، وطبقات الشعراء لابن المعتز 226 و 227 و 435، وتاريخ بغداد 12/ 345، 346 رقم 6786، وديوان أبي نؤاس 179، وتحسين القبيح للثعالبي 102، والمنازل والديار لابن منقذ 1/ 49. [4] انظر عن (الفضل بن العلاء) في: التاريخ لابن معين 2/ 474، والتاريخ الكبير 7/ 117 رقم 522، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 82، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 24، والجرح والتعديل 7/ 65، رقم 368، والثقات لابن حبّان 7/ 318 و 9/ 5، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 866 رقم 1468، ورجال الطوسي 270 رقم 2، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1100، والكاشف 2/ 329 رقم 4541، وتهذيب التهذيب 8/ 282، 283 رقم 518، وتقريب التهذيب 2/ 111 رقم 47، وخلاصة تذهيب التهذيب 309. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 335 عَبْد الله الرُّزّيّ، وجماعة. أخرج لَهُ الْبُخَارِيّ مقرونًا بآخر [1] . وقال النَّسَائيّ [2] : لَيْسَ بِهِ بأس [3] . 246- الفضلُ بْن عَنْبَسة الواسطي الخزّاز [4]- خ. س-. أبو الحسن. عن: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم، وهُشَيْم. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأحمد بْن سِنان القطّان، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ، وجماعة. قرنه الْبُخَارِيّ بآخر. وقال فيه أحمد بْن حنبل [5] : ثقة من كبار أصحاب الحديث [6] .   [1] في كتاب التوحيد 8/ 164 باب ما جاء في دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمّته إلى توحيد الله تبارك وتعالى. قال البخاريّ: حدّثني عبد الله بن أبي الأسود، حدّثنا الفضل بن العلاء، حدّثنا إسماعيل بن أميّة ... [2] تهذيب الكمال 2/ 1100. [3] وقال ابن مَعِينٍ: «لا بَأْسَ بِهِ» . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «هو شيخ يكتب حديثه» . وذكره ابن حبان في الثقات مرّتين. [4] انظر عن (الفضل بن عنبسة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 315، وطبقات خليفة 327، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5728، والتاريخ الكبير 7/ 117 رقم 524، والتاريخ الصغير 218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 24، وتاريخ واسط لبحشل، والجرح والتعديل 7/ 65 رقم 369، والثقات لابن حبّان 9/ 6، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 309، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 264 رقم 1073، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 866 رقم 1469، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 413 رقم 1582، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1100، والكاشف 2/ 329 رقم 4540، وتهذيب التهذيب 8/ 281، 282 رقم 517، وتقريب التهذيب 2/ 111 رقم 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 309. [5] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 393 رقم 5728، والجرح والتعديل 7/ 65، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 264 رقم 1073. [6] وقال ابن سعد: «كان ثقة معروفا» . وذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 336 قلت: مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. وقيل سنة ثلاثٍ ومائتين [1] . 247- الفضل بْن مساور البصْريّ [2]- خ. - خَتَن أَبِي عَوَانة. روى عَنْ: أَبِي عوانة، وعوف الأعرابيّ، وحجاج بن أرطأة. وعنه: محمد بن المثنى، وبندار، وجماعة. صدوق. 248- الفضل بن موسى [3]- ع. -   [1] وقيل مات سنة إحدى ومائتين. (طبقات خليفة 327) . [2] انظر عن (الفضل بن مساور) في: التاريخ الكبير 7/ 118 رقم 525، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 110، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 114، والجرح والتعديل 7/ 68 رقم 388 ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 606 رقم 961، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 413 رقم 1579، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1100، والكاشف 2/ 330 رقم 4545، وتهذيب التهذيب 8/ 285 رقم 523، وتقريب التهذيب 2/ 111 رقم 52، وخلاصة تذهيب التهذيب 309. [3] انظر عن (الفضل بن موسى) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 372، والتاريخ لابن معين 2/ 475، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 819، وطبقات خليفة 323، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3641، والتاريخ الكبير 7/ 117 رقم 523، والتاريخ الصغير 210، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 163، والمعارف 422، والمعرفة والتاريخ 1/ 357 و 518 و 2/ 18، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 505 و 545 و 546 و 630 و 665 و 666، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، والجرح والتعديل 7/ 68، 69 رقم 390، ومشاهير علماء الأمصار 197 رقم 1586، والثقات لابن حبّان 7/ 319، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 264 رقم 1072، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 605، 606 رقم 960، ورجال صحيح مسلم 2/ 132، 133 رقم 1333، وتاريخ جرجان 358 و 487، والسابق واللاحق 354، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 411، 412 رقم 1576، والأنساب لابن السمعاني 7/ 230، واللباب لابن الأثير 2/ 169، ومعجم البلدان 3/ 300، والكامل في التاريخ 6/ 206، وتهليب الكمال (المصوّر) 2/ 1101، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 691، ودول الإسلام 1/ 121، والكاشف 2/ 330 رقم 4546، وميزان الاعتدال 3/ 360 رقم 6754، وسير أعلام النبلاء 9/ 103- 105 رقم 35، والعبر 1/ 307، وتذكرة الحفاظ 1/ 296، وتهذيب التهذيب 8/ 286، 287 رقم 525، وتقريب التهذيب 2/ 111، 112 رقم 54، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 337 أبو عبد الله السّينانيّ المروزيّ، أحد الأئمة الأعلام. وسينان: من قرى مرو. رحل وسمع من: هشام بن عروة، وخثيم بْن عِراك، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمة، وحسين المعلّم، ومَعْمَر بْن راشد، وآخرين. وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وعليّ بْن حُجْر، ويحيى بْن أكثم، والحسين بْن حُرَيْث، وعليّ بْن خَشْرم، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمود بْن آدم، وطائفة سواهم. قَالَ أبو نُعَيْم: هُوَ أثبت مِن ابن المبارك [1] . وقال وكيع: أعرفه ثقة، صاحب سُنّة [2] . وقال الأبّار: ثنا عليّ بْن خشرم، نا الفضل بْن موسى قَالَ: كَانَ علينا عامل بمَرْو، وكان نَسَّاء، فقال: اشتروا لي غلامًا وسمّوه بحضرتي حتى لا أنسى اسمه. وقال: ما سمَّيتموه؟ قَالُوا: واقد. قَالَ: فَهَلا اسْمًا لا أنساه أبدًا، قم يا فرقد. قَالَ الحسين بْن حُرَيْث: سَمِعْتُ السَّينَانيّ يَقُولُ: طلبُ الحديث حِرْفةُ المَفَاليس. ما رَأَيْتُ أذلَّ مِن أصحاب الحديث. قَالَ إِسْحَاق بْن راهَوَيْه: كتبتُ العِلْم، فلم أكتب لأحدٍ أوثق في نفسي مِن هذين: الفضل بْن موسى، ويحيى بْن يحيى. قَالَ غيره: مولد الفضل سنة خمس عشرة ومائة. وقال محمد بْن حَمْدَوَيْه المَرْوَزِيّ: مات ليلة دخل هَرْثَمَة بْن أَعْيَن واليًا عَلَى خُراسان، لإحدى عشرة ليلة مِن ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين ومائة [3] .   [ () ] وطبقات الحفاظ 124، وخلاصة تذهيب التهذيب 309، وشذرات الذهب 1/ 329. [1] تهذيب الكمال 2/ 1101. [2] تهذيب الكمال 2/ 1101. [3] وثّقه ابن سعد، وابن معين، وابن حبّان، وابن شاهين. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 338 249- الفضل البَرْمَكيّ [1] . هُوَ الفضل بْن يحيى بْن خَالِد بْن برمك البغداديّ الوزير. أحد رجال الدّهر سؤددا وحزما وعزما وخبرة ورأيا. ولي الأعمال الجليلة من الوزارة   [1] انظر عن (الفضل بن البرمكي) في: التاريخ لابن معين 2/ 475، 476: وتاريخ خليفة 455 و 462 و 463، وتاريخ اليعقوبي 2/ 407 و 426 و 429، والمعرفة والتاريخ 1/ 168، 169، وعيون الأخبار 1/ 25 و 2/ 29 و 3/ 210، والمعارف 381، 3832، والشعر والشعراء 2/ 715، والأغاني 18/ 219 و 237 و 336- 338 و 19/ 59 و 60 و 216 و 278 و 279 و 282 و 283 و 291 و 292 و 20/ 51 و 52 و 140 و 240- 343 و 21/ 60 و 61، و 22/ 253 و 23/ 11- 14 و 19 و 20 و 154 و 155 و 160 و 161، وربيع الأبرار 4/ 50 و 91 و 113 و 353، وطبقات الشعراء لابن المعتز 125 و 131 و 132 و 135 و 153 و 155 و 157 و 213 و 217 و 237 و 256- 260 و 291، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 307، 308 و 2/ 251 و 3/ 51 و 126 و 171 و 173 و 176 و 4/ 10 و 11 و 22، ونشوار المحاضرة 1/ 19 و 5/ 53 و 8/ 245، وأمالي المرتضى 2/ 9 و 13، وبدائع البدائه لابن ظافر 118، وثمار القلوب 203 و 370، ومقاتل الطالبيين 465 و 467- 471 و 493 و 502 و 503، ونزهة الألباء 86، وأمالي القالي 1/ 124 و 2/ 172 و 3/ 99، وتحفة الوزراء 119 و 140 و 142 و 161 و 163، والإعجاز والإيجاز 99، والهفوات النادرة 193 و 257، والإنباء في تاريخ الخلفاء 75 و 79 و 83 و 84، والتذكرة الحمدونية 1/ 442، 2/ 116 و 117 و 189 و 226 و 275 و 346 و 357 و 358 و 364 و 371، ووفيات الأعيان 1/ 333- 335 و 337 و 340 و 344 و 2/ 121 و (4/ 27- 36) و 45 و 219 و 220 و 224 و 227 و 228 و 7/ 325، وتاريخ الطبري 8/ 210 و 212 و 230 و 240 و 242 و 255 و 257- 261 و 266 و 269 و 293 و 296 و 299 و 341 و 347 و 351 و 9/ 1327، والعيون والحدائق 3/ 292 و 296 و 302 و 308 و 309 و 319، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2559 و 2561 و 2588 و 2602 و 2603 و 2609 و 613- 2615، والبدء والتاريخ 6/ 101- 103، والعقد الفريد 1/ 172 و 270 و 313 و 2/ 124 و 272 و 4/ 203 و 205 و 5/ 310 و 312- 314 و 316 و 317 و 6/ 211 و 382، والكامل في التاريخ 5/ 585 و 6/ 89 و 106 و 122 و 125 و 140 و 145 و 146 و 152 و 161 و 176 و 178 و 184 و 210 و 215 و 221 و 7/ 11، والفخري 193 و 194 و 201- 204 و 209 و 232، وخلاصة الذهب المسبوك 166- 128، والمختصر في أخبار البشر 2/ 18، والعبر 1/ 309، ودول الإسلام 1/ 121، ومرآة الجنان 1/ 430- 442، وسير أعلام النبلاء 9/ 91، 92 رقم 29، وشذرات الذهب 1/ 330، والوزراء والكتّاب 195، 196، 198، والمستجاد 64، 135، والمستطرف 1/ 162 و 2/ 10، والأجوبة المسكتة، رقم 1202، ونثر الدر 3/ 90، وتاريخ بغداد 12/ 334- 339 رقم 6782، وزهر الآداب 364، والنجوم الزاهرة 2/ 140. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 339 والإمارة بخُراسان وغيرها لهارون الرشيد. فلمّا قتل أخاه جعفر بْن يحيى سجن هذا وأباه حتّى تُوُفِّيَا في الحبْس [1] . قِيلَ: إنّ الفضل بْن يحيى كَانَ أندى كفّا، وأسمح مِن جعفر، لكنّه كَانَ ذا كِبْرٍ مُفْرِط، وتيهٍ زائد. رُوِيَ أنّه مر بعَمْرو بْن جميل التَّيْميّ وهو يُطعم الناسَ، فلمّا نزل قَالَ: ينبغي أن نعين عَمْرًا عَلَى مروءته، فبعث إِليْهِ بألف درهم [2] . فعطايا هذا الرجل كانت مِن هذا النَّحو. وكان أخًا للرشيد مِن الرَّضاعة [3] . مولده سنة سبْعٍ وأربعين ومائة، وأُمُّه بربريةّ اسمُها زُبَيدة، مِن مولّدات المدينة النبويّة [4] . مات في آخر سنة اثنتين وتسعين ومائة [5] . 250- فَيَّاض بْن محمد الرَّقَّيّ [6] . عَنْ: جعفر بْن بُرقان، وأبي جنَاب الكلبيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق. وعنه: أحْمَد بْن حنبل، وأبو يوسف محمد بْن أحمد بْن الحجّاج الرّقّيّ، وغيرهما.   [1] تاريخ بغداد 12/ 334. [2] تاريخ بغداد 12/ 335، 336. [3] تاريخ بغداد 12/ 334. [4] تاريخ بغداد 12/ 334، وفيات الأعيان 4/ 27. [5] تاريخ بغداد 12/ 339. [6] انظر عن (فيّاض الرقّيّ) في: التاريخ الكبير 7/ 135 رقم 611، والجرح والتعديل 7/ 87 رقم 493، والثقات لابن حبّان 9/ 11. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 340 فأمّا. - فيّاض بْن محمد البصْريّ الرّاوي [1] . عَنْ يحيى بن أبي كثير، ففيه جهالة.   [1] انظر عن (فيّاض البصريّ الراويّ) في: التاريخ الكبير 7/ 135 رقم 610، والجرح والتعديل 7/ 87 رقم 491، والثقات لابن حبّان 9/ 11، والمغني في الضعفاء 2/ 516 رقم 4973، وميزان الاعتدال 3/ 366 رقم 6786، ولسان الميزان 4/ 455 رقم 1408. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 341 حرف القاف 251- القاسم بن مالك المزنيّ [1]- خ. م. ت. ن. ق. - أبو جعفر الكوفيّ. عَنْ: حُصَين بْن عَبْد الرَّحْمَن، وعاصم بْن كُلَيب، والمختار بْن فلفل، وأيّوب بْن عائذ. وعنه: أحمد، وأبو خَيْثَمَة، وعَمْرو النّاقد، وسعيد الْجَرْميّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، والحسن بْن عَرَفَة، وجماعة. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا يحتجّ به.   [1] انظر عن (القاسم بن مالك) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 390، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 418، والتاريخ الكبير 7/ 171 رقم 768، وتاريخ الثقات للعجلي 387 رقم 1369، وتاريخ اليعقوبي 2/ 432، والمعرفة والتاريخ 1/ 700، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 134، والجرح والتعديل 7/ 121 رقم 693، والثقات لابن حبّان 7/ 339، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 268 رقم 1097، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 618، رقم 981، ورجال صحيح مسلم 2/ 141 رقم 1355، وتاريخ بغداد 12/ 400، 401 رقم 6864، وتاريخ جرجان 105، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 420 رقم 1609، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1115، والكاشف 2/ 338 رقم 4596، والمغني في الضعفاء 2/ 521 رقم 5008، وميزان الاعتدال 3/ 378 رقم 6834، وسير أعلام النبلاء 9/ 324 رقم 105، وتهذيب التهذيب 8/ 332 رقم 599، وتقريب التهذيب 2/ 119 رقم 46، وهدي الساري 435، وخلاصة تذهيب التهذيب 313. [2] في تاريخ الثقات 387 رقم 1369. [3] قوله في الجرح والتعديل 7/ 122: «صالح الحديث ليس بالمتين» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 342 وضعّفه السّاجيّ [1] . 252- القاسم بْن يحيى بْن عطاء بْن مقدّم [2]- خ-. أبو محمد الهلاليّ المقدّميّ الواسطيّ. روى عَنْ: أيّوب بْن خُوط، وعن: داود بْن أَبِي هند، وسُليمان الأعمش، وعُبَيْد الله بْن عُمر. وعنه: ابن أخيه مقدَّم بْن محمد، ومحمد بْن موسى الدُّولابيّ. حدَّث في سنة سبْعٍ وتسعين [3] . 253- القاسم بْن يزيد الجرمي الموصلي [4]- ن. - العابد الزّاهد، أحد العلماء. روى عَنْ: أفلح بْن حُمَيْد، وابن أبي ذئب، وثور بْن يزيد، وإبراهيم بْن نافع، وجرير بْن عثمان، وَشِبْلِ بْن عَبَّاد، وسُفيان الثَّوْريّ. وعنه: صالح وعبد الله ابنا عَبْد الصّمد بْن أَبِي خِداش، وأحمد وعليّ ابنا حرب الطّائيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمّار المَوَاصِلة.   [1] تهذيب الكمال 2/ 1115، ووثّقه ابن معين. (معرفة الرجال 1/ 99 رقم 418) ، والعجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. وقال ابن سعد: كان ثقة صالح الحديث. [2] انظر عن (القاسم بن يحيى بن عطاء) في: التاريخ الصغير 214، والثقات لابن حبّان 7/ 336، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1118، والكاشف 2/ 339 رقم 4608، وتهذيب التهذيب 8/ 340، 341 رقم 617، وتقريب التهذيب 2/ 121 رقم 64، وخلاصة تذهيب التهذيب 314. [3] التاريخ الصغير 214. [4] انظر عن (القاسم بن يزيد الجرمي) في: معرفة الرجال لابن معين 2/ رقم 687، والتاريخ الكبير 7/ 170 رقم 764، والجرح والتعديل 7/ 123 رقم 703، والثقات لابن حبّان 9/ 16، وتاريخ بغداد 12/ 426 رقم 6873 وفيه (القاسم الحربي) ، والأنساب لابن السمعاني 3/ 233، وتاريخ جرجان 107، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1118، والكاشف 2/ 340 رقم 4609، وسير أعلام النبلاء 9/ 281- 283 رقم 78، وتذكرة الحفاظ 1/ 352، وتهذيب التهذيب 8/ 341، 342 رقم 618، وتقريب التهذيب 2/ 121 رقم 65، وخلاصة تذهيب التهذيب 314. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 343 وثّقه أبو حاتم [1] . وقال يزيد بْن محمد الأزديّ في تاريخه: كنيته أبو يزيد. قال: وكان زاهدًا ورعًا مِن أصحاب سُفْيان. رحل وكتبَ عمّن لحِق مِن الحجازييّن والكوفييّن والبصْريّين والشاميّين والمَوَاصلَة [2] . وكان حافظًا للحديث متفقّهًا [3] . قَالَ بِشْر بْن الحارث: كَانَ يقال إنّ قاسمًا الْجَرْميّ مِن الأبدال، كانَ لا يشبههم في الزّيّ، يعني أنّ لباسه وحاله دون حال الُمَعافَى بْن عِمْران، وزيد بْن أبي الزَّرقاء [4] . قَالَ عليّ بْن حرب: دخلت منزل قاسم بْن يزيد، فرأيتُ خَرْنُوبًا في زاوية البيت كَانَ يتقوَّت منه، وسيفًا وَمُصْحَفًا [5] . قَالَ: ورأى قاسمُ الْجَرْميّ في النَّوم كأنّ المَوْصِل عَلَى كتفه، قد أخذها مِن عَلَى كِتف فتح المَوْصِليّ، ففسّرها قاسم عَلَى رجلٍ فقال: المَوْصِل تقوم بفتح فيموت، وتقوم بك بعد [6] . قَالَ بشر الحافي: كان قاسم يحفظ المسائل والحديث. قَالَ لنا المعافى: اسمعوا منه فإنّه الأمين المأمون [7] . وقال يزيد الأزْديّ: نا عَبْد الله بْن المغيرة مولى بني هاشم، عن بِشْر الحافي، أنّه ذُكر عنده أصحاب سُفْيان، فأجمعوا عَلَى تفضيل المعافى. فقال بِشْر: رُزق المعافى شهرةً، وما رأت عيناي مثل قاسم الْجَرْميّ [8] ، رحمه الله.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 123. [2] تهذيب الكمال 2/ 1118. [3] تهذيب الكمال 2/ 1118. [4] تهذيب الكمال 2/ 1118. [5] تهذيب الكمال 2/ 1118. [6] تهذيب الكمال 2/ 1118. [7] تهذيب الكمال 2/ 1118. [8] تهذيب الكمال 2/ 1118. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 344 وقال هشام بْن بَهْرام: سمعتُ قاسمًا الْجَرْميّ يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق [1] . وقال: عليّ الخوّاصّ: تُوُفّي قاسم الْجَرْميّ سنة أربعٍ وتسعين ومائة. ولم أشهد جنازته. قلت: وقع لنا مِن عَوَاليه. 254- قبيصة بْن اللَّيْثُ الأَسَديّ [2]- ت. أبو عيسى الكوفيّ. عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي زياد، ومطَرَّف بْن طريف، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وغيرهم. وعنه: عثمان بْن أبي شَيبة، وسعيد بْن محمد الْجَرْميّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ. قَالَ أبو حاتم [3] : شيخ محلُّه الصَّدق. قلت: لَهُ في «الجامع» فرْدُ حديث [4] . 255- قتادة بن الفضيل الرّهاويّ [5] .   [1] تهذيب الكمال 2/ 1118. [2] انظر عن (قبيصة بن الليث) في: الجرح والتعديل 7/ 126 رقم 720، والثقات لابن حبّان 9/ 20، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1120، والكاشف 2/ 341 رقم 4617، وتهذيب التهذيب 8/ 349، 350 رقم 631، وتقريب التهذيب 2/ 122 رقم 77، وخلاصة تذهيب التهذيب 315. [3] في الجرح والتعديل 7/ 126. [4] أخرجه الترمذي في البرّ والصلة (2071) باب ما جاء في حسن الخلق، قال: حدّثنا أبو كريب، حدّثنا قبيصة بن الليث، عن مطرّف، عن عطاء عن أمّ الدرداء، عن أبي الدرداء قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة» . وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. [5] انظر عن (قتادة بن الفضيل) في: التاريخ الكبير 7/ 187 رقم 832، والكنى والأسماء للدولابي 6/ 159، والجرح والتعديل 7/ 135 رقم 760 وفيه (قتادة بن الفضل) ، والثقات لابن حبّان 9/ 22 (وفيه قتادة بن الجزء: 13 ¦ الصفحة: 345 أبو حُمَيْد. عَنْ: الأعمش، وثور بْن يزيد، وإبراهيم بْن أَبِي عبلة. وعنه: عليّ بْن بحر القطّان، وأحمد بْن سليمان الرُّهَاوِيُّ. قَالَ أبو حاتم [1] : شيخ. قِيلَ: مات سنة مائتين. وذكره ابن حبّان في «الثقات» [2] .   [ () ] الفضل) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 267 رقم 1092، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 19 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1122، والكاشف 2/ 341 رقم 4622، وتهذيب التهذيب 8/ 356، 357 رقم 636، وتقريب التهذيب 2/ 123 رقم 82، وخلاصة تذهيب التهذيب 315 وفيه (قتادة بن الفضل) . والرّهاوي: بضم الراء المشدّدة، نسبة إلى مدينة الرّها. [1] في الجرح والتعديل 7/ 135. [2] ج 9/ 22، وقال عبد الغني: أخرجه أبو عروبة في تاريخ الجزريين. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 346 حرف الكاف 256- كُرَيْد بْن رَوَاحة القَيْسيّ [1] . شيخ بصْريّ. عن: شُعْبَة، وأبي هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ. وعنه: حسّان بْن إبراهيم، والهيثم بْن المهلّب البلديّ والد إبراهيم، وعبد الغفّار بْن عَبْد الله شيخ أَبِي يَعْلَى. قَالَ ابن عَدِيّ [2] : في أحاديثه غرائب إفرادات. ثمّ ساق لَهُ عَنْ شُعْبَة، عَنْ قتادة، عَنْ عِكْرمة قَالَ: كَانَ ابن عَبَّاس يَحدُر سَوْرَة البقرة وهو جُنُب يَقُولُ: القرآن في جوفي. رواه حسّان بْن إبراهيم، عَنْهُ.   [1] انظر عن (كريد بن رواحة) في: الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2099، والمغني في الضعفاء 2/ 532 رقم 5095، وميزان الاعتدال 3/ 411 رقم 6959. [2] في الكامل في الضعفاء 6/ 2099. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 347 حرف الميم 257- مالكُ بنُ سُعَيْر [1] بْن الخِمْس [2] التّميميّ الكوفيّ- ت. ن. ق. - عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وابن أَبِي ليلى، والأعمش. وعنه: زياد بْن الأزهر، وعبد الرحمن بْن بِشْر العبْديّ، وآخرون. قَالَ أبو زُرْعة: صدوق [3] . قلت: خرّج لَهُ الْبُخَارِيّ متابعةً. وضعّفه أبو داود [4] . مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. 258- مبشر بن إسماعيل الحلبيّ [5]- م. 4. خ. مقرونا-   [1] انظر عن (مالك بن سعير) في: التاريخ الكبير 7/ 315 رقم 1341، والمعارف 134، والجرح والتعديل 8/ 209، 210 رقم 924، والثقات لابن حبّان 7/ 462، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1299، والكاشف 3/ 101 رقم 5346، والمغني في الضعفاء 2/ 535 رقم 5141، وميزان الاعتدال 3/ 426، 427 رقم 7018، وتهذيب التهذيب 10/ 17 رقم 20، وتقريب التهذيب 2/ 225 رقم 976، وخلاصة تذهيب التهذيب 367. [2] الخمس: بكسر الخاء المعجمة من فوق. [3] الجرح والتعديل 8/ 210. [4] تهذيب الكمال 3/ 1299. [5] انظر عن (مبشّر بن إسماعيل) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 471، وطبقات خليفة 317، والتاريخ الكبير 8/ 11 رقم 1958، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، والمعرفة والتاريخ 1/ 236 و 2/ 364، وتاريخ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 348 أبو إسماعيل مولى بني كَلْب. عَنْ: جعفر بْن بَرْقان، وتمّام بْن نَجِيح، وحسّان بْن نوح، والأوزاعيّ، وحريز بْن عثمان. روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، ودُحَيْم، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن سلام، وطائفة. قَالَ ابن سعد [1] : كان ثقة مأمونا [2] . قَالَ: ومات سنة مائتين. قلت: تكلّم فيه بعضهم بلا حُجّة. 259- محرزُ بْن الوضّاح المَرْوَزِيّ [3]- ن. - عَنْ: إسماعيل بْن أُمَيَّة، ومحمد بْن ثابت قاضي مَرْو. وعنه: محمد بْن عليّ بْن حرب المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن يحيى بْن أيّوب، ومحمود بْن غَيْلان المَرَاوِزة. وَثَّقَهُ ابن حبّان.   [ () ] أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 248 و 340 و 520 و 659، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، وتاريخ الطبري 1/ 41، والجرح والتعديل 8/ 343، 344 رقم 1574، والعيون والحدائق 3/ 352، والثقات لابن حبّان 9/ 193، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 146، 147، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 883 رقم 1515، ورجال صحيح مسلم 2/ 280 رقم 1693، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 22 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 521 رقم 2027، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1302، والكاشف 3/ 104 رقم 5372، والمغني في الضعفاء 2/ 540 رقم 5167، وميزان الاعتدال 3/ 433 رقم 7051، وسير أعلام النبلاء 9/ 301، 302 رقم 86، والعبر 1/ 334، وتهذيب التهذيب 10/ 31، 32 رقم 51، وتقريب التهذيب 2/ 228 رقم 905، وخلاصة تذهيب التهذيب 368، وشذرات الذهب 1/ 359، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 4/ 47، 48 رقم 1238. [1] في الطبقات 7/ 471. [2] ووثّقه ابن معين. (الجرح والتعديل 8/ 344) وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (محرز بن الوضاح) في: الثقات لابن حبّان 9/ 191، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1309، والكاشف 3/ 109 رقم 5410، وتهذيب التهذيب 10/ 58 رقم 94، وتقريب التهذيب 2/ 232 رقم 946. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 349 260- محمد بْن إسماعيل بْن مسلم بْن أَبِي فُدَيْك دينار الدّيليّ [1]- ع. - مولاهم المدنيّ الحافظ، أبو إسماعيل. عَنْ: سَلَمَةَ بْن ورْدان، وابن أبي ذئب، والضحّاك بْن عثمان، وإبراهيم بْن الفضل المخزومي، وجماعة. وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وأحمد بْن الأزهر، وَسَلَمَةَ بْن شبيب، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو عُتْبَة أحمد بْن الفَرَج، ومحمد بْن عَبْد الله بْن الحَكَم، وهارون بْن عَبْد الله الحمّال، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ، ومحمد بْن مُصَفَّى. وخلْق سواهم. وكان ثقة صاحب حديث، لكنّه لا رحلة لَهُ. قَالَ أبو داود: قد سَمِعَ مِن محمد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمة حديثًا واحدًا [2] . قَالَ ابن سعد [3] وحده: ليس بحجّة.   [1] انظر عن (محمد بن إسماعيل الديليّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 437، والتاريخ لابن معين 2/ 505، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 241 و 447، والتاريخ الكبير 1/ 37 رقم 58، والتاريخ الصغير 215، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، والمعرفة والتاريخ 1/ 145 و 280 و 329 و 379 و 422 و 435 و 454 و 2/ 165 و 3/ 41 و 53 و 408، وأنساب الأشراف 3/ 7 و 294، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 576 و 618، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والجرح والتعديل 7/ 188، 189 رقم 1071، والثقات لابن حبّان 9/ 42، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 286 رقم 1178، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 637 رقم 1010، ورجال صحيح مسلم 2/ 164، 165 رقم 1406، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 22 ب، وتاريخ جرجان 220 و 221 و 434، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 434، 435 رقم 1664، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1175، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 697، والكاشف 3/ 20 رقم 478، والمغني في الضعفاء 2/ 556 رقم 5302، وميزان الاعتدال 3/ 483 رقم 7236، وسير أعلام النبلاء 9/ 486، 487 رقم 180، وتذكرة الحفاظ 1/ 345، والعبر 1/ 333، ومرآة الجنان 1/ 460، والوافي بالوفيات 2/ 205 رقم 586، وتهذيب التهذيب 9/ 61 رقم 62، وتقريب التهذيب 2/ 145 رقم 52، وطبقات الحفاظ 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 328، وشذرات الذهب 1/ 359. [2] تهذيب الكمال 3/ 1175. [3] في طبقاته 5/ 437. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 350 قال [1] : وتوفّي سنة تسعٍ وتسعين ومائة. وقال الْبُخَارِيّ [2] : تُوُفّي سنة مائتين [3] . 261- محمد بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم الأَسَديّ العُكاشيّ [4] . عَنْ: يحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وإبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، والأوزاعي، وجعفر بْن بُرقان، وابن زياد الإفريقيّ. وعنه: هاشم بْن القاسم الحرّانيّ، وسليمان بن سلمة الخبائريّ، وغيرهما. كذّبه أبو حاتم [5] ، وغيره. [6] .   [1] في الطبقات. وكذلك في الثقات لابن حبّان. [2] في تاريخه الكبير 1/ 37 رقم 58، وثقات ابن حبّان. [3] وثّقه ابن معين في تاريخه 2/ 505، وقال في معرفة الرجال 1/ 80 رقم 241: «ليس به بأس» . وذكره ابن حِبّان فِي الثّقات وقال: «ربّما أخطأ» . وذكره ابن شاهين في ثقاته. [4] انظر عن (محمد بن إسحاق العكاشي) في: التاريخ الكبير 1/ 40 رقم 63، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 29 رقم 1579، والجرح والتعديل 7/ 194 رقم 1089، والمجروحين لابن حبّان 2/ 284، 285، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2126، 2127، وتاريخ علماء الأندلس 2/ 4 رقم 1099، وتاريخ جرجان 85، وجذوة المقتبس 42، 43 رقم 20، والأنساب لابن السمعاني 396 أ، وبغية الملتمس 59 رقم 56، واللباب 2/ 351، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 11265 (باسم: محمد بن محصن العكاشي) ، والمغني في الضعفاء 2/ 553 رقم 5278، والكاشف 3/ 83 رقم 5223 (محمد بن محصن) ، وميزان الاعتدال 4/ 25 رقم 8120 (محمد بن محصن) ، والكشف الحثيث 351 رقم 621، و 402 رقم 724، وتهذيب التهذيب 9/ 430، 431 رقم 701 (محمد بن محصن) ، وتقريب التهذيب 2/ 204، 205 رقم 671 (محمد بن محصن) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 357، 358، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 115، 116 رقم 1324. وهو المعروف بالأندلسي الغنوي. [5] في الجرح والتعديل 7/ 94. [6] وقال البخاري في تاريخه الكبير 1/ 40: «منكر الحديث» . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يضع الحديث على الثقات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب عند أهل الصناعة» . وقال ابن عديّ: «محمد بن إسحاق هذا الّذي ذكره البخاري ليس له عن الأوزاعي إلا الشيء الجزء: 13 ¦ الصفحة: 351 لَهُ أحاديث بواطيل. 262- محمد بْن ثور الصّنْعانيّ [1]- د. ت. - أبو عبد الله العابد. عَنْ: عوف الأعرابيّ، ومَعْمَر، وابن جُرَيج. وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ، ومحمد بْن عُبَيْد بْن حساب، وطائفة. وثّقه ابن مَعِين [2] ، وغيره. وكان صوّامًا قوّامًا قانتًا للَّه [3] . قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [4] : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: الفضلُ والعبادة والصّدق، رحمه الله [5] . 263- محمد بْن جعفر [6]- ع. -   [ () ] اليسير وهو رجل مجهول لا يعرف» . وقال الدارقطنيّ: «يضع الحديث» . [1] انظر عن (محمد بن ثور) في: طبقات خليفة 288، والتاريخ الكبير 1/ 52 رقم 108، والمعرفة والتاريخ 1/ 179 و 418 و 434 و 507 و 713 و 2/ 223 و 3/ 16 و 29، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 415، والجرح والتعديل 7/ 217، 218 رقم 1208، والثقات لابن حبّان 9/ 57، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 295 رقم 1219، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1181، والكاشف 243 رقم 4832، وسير أعلام النبلاء 9/ 302 رقم 87، وتهذيب التهذيب 9/ 87 رقم 114، وتقريب التهذيب 2/ 149 رقم 94، وخلاصة تذهيب التهذيب 330. [2] الجرح والتعديل 7/ 218. [3] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 52 رقم 108. [4] في الجرح والتعديل 7/ 218. [5] وقد ذكره ابن حبّان، وابن شاهين في ثقاتهما. [6] انظر عن (محمد بن جعفر- غندر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 296، والتاريخ لابن معين 2/ 508، 509، ومعرفة الرجال 1/ رقم 903 و 908 و 2/ رقم 65، وتاريخ خليفة 466، وطبقات خليفة 226، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 118 و 514 و 599 و 117 و 2/ رقم 1383 و 1881 و 1918 و 1931 و 1936 و 3/ 4795 و 4797 و 4802 و 5163، والتاريخ الكبير 1/ 57، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 352 أبو عبد الله بن غندر البصريّ التّاجر الكرابيسيّ الطّيالسيّ الحُجّة الثَّبْت، مولى هذيل، أحد الحُفّاظ الأعلام. سَمِعَ: حُسَيْنًا المعلّم، وابن أَبِي عَرُوبة، وعبد الله بْن سَعِيد بْن أَبِي هند، وعوفًا الأعرابيّ، ومعمر بْن راشد، وابن جُرَيج، وشعبة، فأكثر عَنْهُ. روى عَنْهُ: أحمد، وابن المَدِينيّ، وإسحاق، وابن مَعِين، وَأَبُو خَيْثَمَة، والفلاس، وابن شَيبة، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن الوليد البُسْريّ، وخلْق سواهم. قَالَ يحيى بْن مَعِين [1] : كَانَ أصحّ الناس كتابًا. وأراد بعض الناس أن يُخَطِّئَ غُنْدَرا فلم يقدر. وقال أحمد بْن حنبل: قَالَ غُنْدَر: لزِمتُ شُعْبَة عشرين سنة. قلت: وابن جُرَيج، هُوَ الَّذِي سمّاه غُنْدَرًا لكونه شغب عَلَى ابن جُرَيج أهل الحجاز. وذلك لأنّ ابن جُرَيج تعنّت في الأخذ. قَالَ ابن مَعِين [2] أخرج إلينا غُنْدَر ذات يوم جُرابًا فيه كتب وقال:   [ () ] 58 رقم 119، والتاريخ الصغير 211، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، وتاريخ الثقات للعجلي 402 رقم 444 أو المعرفة والتاريخ 1/ 182 و 188 و 219 و 220 و 234 و 2/ 101 و 103- 105 و 107- 112 و 120 و 156 و 157 و 201- 203 و 272- 276 و 296 و 551 و 3/ 29 و 48 و 80 و 178 و 280 و 385 و 391، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 161 و 567 و 608 و 2/ 685، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، وتاريخ الطبري 1/ 13 و 14 و 91 و 127 و 141 و 157 و 264 و 268 و 2/ 293 و 310 و 3/ 11 و 112 و 158، والجرح والتعديل 7/ 221، 222 رقم 1223، والثقات لابن حبّان 9/ 50، وتاريخ جرجان 71 و 73 و 260، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1183، والكاشف 3/ 26 رقم 4843، ودول الإسلام 1/ 122، وميزان الاعتدال 3/ 502 رقم 7324، وسير أعلام النبلاء 9/ 98- 102 رقم 33، والعبر 1/ 311، وتذكرة الحفاظ 1/ 300، وخلاصة الذهب المسبوك 174، 175، ومرآة الجنان 1/ 443، والوافي بالوفيات 2/ 302 رقم 741، وتهذيب التهذيب 9/ 96- 98 رقم 129، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 108، وطبقات الحفاظ 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 330، وشذرات الذهب 1/ 333. [1] في تاريخه 2/ 508. [2] قال في (معرفة الرجال 2/ 41 رقم 65) : «قال لي غندر مرة: أنتم تقولون إن غندرا ضبط هذه الأحاديث عن شعبة لكثرة ما درأت عليه، هذا ابن عيينة قد كتبت جرابين فانظر فيهما، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 353 اجْهدوا أن تُخْرجوا فيه خطأ. فما وجدنا فيه شيئًا. وكان يصوم يومًا ويُفطر يومًا منذ خمسين سنة [1] . قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: كنّا نستفيد مِن كتب غُنْدَر في حياة شُعْبَة [2] . قلت: وكان يتّجِر في الطَّيالسة والكرابيس، وكان مِن خيار المحدّثين، عَلَى تغفُّلٍ فيه في غير العِلم. قَالَ الحسين بْن منصور النَّيْسابوريّ: سَمِعْتُ عليّ بْن هشام يَقُولُ: أتيت غُنْدَرًا فذُكر من فضله وعِلمه بحديث شُعْبَة. فقال: هاتِ كتابك، فأبيت إلا أن يُخرج كتابه، فأخرج وقال: يزعم النّاس أنّي اشتريت سمكًا فأكلوه ولطّخوا بِهِ يدي وأنا نائم، فلمّا استيقظت طلبته، فقالوا: أكلت فشُمّ يدك. أفما كان يدلّني بطني [3] ؟. قَالَ ابن عَثّام: وكان مغفَّلا. وقال ابن المَدِينيّ: هُوَ أحبّ إليّ في شُعْبَة مِن ابن مهديّ [4] . وقال ابن مهديّ: غُنْدَر في شُعْبَة أثبت منّي [5] . وروى سَلَمَةُ بْن سليمان، عَنِ ابن المبارك قَالَ: إذا اختلف الناس في شُعْبَة فكتاب غُنْدَر حكم بينهم.   [ () ] فإن أخرجت حديثا واحدا خطأ فأنت أنت. قال: فقلت له: هات، أو كما قال يحيى. قال: فأخرج إليّ جرابين عن ابن عيينة، قال: فنظرت في أحدهما وأنا مقتدر أو كما قال يحيى بن معين، حتى انتهيت إلى آخره، فلم أر شيئا، ثم نظرت في الآخر حتى قاربت أن أفرغ منه فلم أجد عليه فيه شيئا، فكدت أن أخجل، ثم إنه مرّ بي حديث ذكره يحيى بن معين وأنسيته، فقلت: ها هو ذا واحد، فقال لي: أيّ شيء هو؟ هو حديث كذا وكذا. قلت: نعم، قال: ذاك من ابن عيينة، لا منّي، هل مرّ بك قبل؟ قلت: لا. قال: فإنه سيمرّ بك في موضع آخر على الاستواء، قال: ففتّشت ما بقي، أو كما قال يحيى، فإذا الحديث- قد مرّ بي- صحيح، فعلمت أنه كما قال، أو كما قال يحيى في هذا الكلام كله» . [1] في معرفة الرجال 1/ 162 رقم 903: «صام غندر أربعين سنة، يوم، ويوم لا» ، وانظر: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1137 و 3/ رقم 4225. [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 57. [3] تاريخ ابن معين 2/ 509. [4] التاريخ الكبير 1/ 57. [5] الجرح والتعديل 7/ 221. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 354 وقال أبو حاتم: كان غُنْدَر صَدُوقًا مؤدّبًا، وفي حديث شُعْبَة ثقة [1] . وقال: في غير حديث شُعْبَة، يُكْتَب حديثه ولا يُحْتَجّ بِهِ [2] . وقال عَبَّاس، عَنِ ابن مَعِين [3] : كَانَ غُنْدَر يجلس عَلَى رأس المنارة يفرّق زكاته. فقيل لَهُ: لِمَ تفعل هذا؟ قَالَ: أُرَغّبّ الناسَ في إخراج الزّكاة. واشترى سمكًا وقال لأهله: أصْلِحُوه، ونام، فأكل عياله السّمك ولطَّخوا يده. فلمّا انتبه قَالَ: هاتوا السّمّك. قَالُوا: قد أكلت! قَالَ: لا. قَالُوا: فشٌمّ يدك. ففعل ثمّ قَالَ: صدقتم ولكنْ ما شبِعت [4] . وقال الدَّيَنَوريّ: ثنا جعفر بْن أَبِي عثمان: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: دخلنا عَلَى غُنْدَر فقال: لا أحدّثكم بشيء حتى تجيئوا معي إلى السّوق، فيراكم الناس فيُكرِموني. قَالَ: فمشينا خلفه إلى السّوق، فجعل الناس يقولون: مِن هَؤلاءِ يا أبا عَبْد الله؟ فيقول: هَؤلاءِ أصحاب الحديث جاءوني مِن بغداد يكتبون عنّي [5] . قَالَ يحيى بْن مَعِين: والتفت يومًا إليّ فقال: اعلم أنّي منذ خمسين سنة أصوم يومًا وأُفطِر يومًا [6] . قلت: تُوُفّي رحمه الله في ذي القِعْدة سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة في عشر الثمانين.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 222. [2] يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن هذه العبارة ليست في ترجمة (غندر) ، بل هي في ترجمة «محمد بن جعفر المدائني» الّذي روى عن شعبة، وقد ذكره ابن أبي حاتم بعد ترجمة (غندر) مباشرة، فظنّ المؤلّف رحمه الله- أن ما جاء في (المدائني) هو في (غندر) ، وليس هو كذلك. انظر: (الجرح والتعديل 7/ 222 رقم 1224) . [3] في تاريخه 2/ 509، ومعرفة الرجال 1/ 163، 164 رقم 908. [4] تاريخ ابن معين 2/ 509 وقد تقدّم نحوه. [5] تاريخ ابن معين 2/ 509. [6] تاريخ ابن معين 2/ 508. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 355 264- محمد بْن الحارث بْن زياد الحارثي [1]- ت. - شيخ بصْريّ. روى عَنْ: أَبِي الزَّناد، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن البيلمانيّ [2] . وعنه: عفان، وسويد بن سعيد، وعمر بن شبة، وبندار. قال أبو زرعة: متروك [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ عدي [5] : عامة ما يرويه غير محفوظ [6] . 265- محمد بن حرب الخولاني الحمصيّ الأبرش [6]- ع. -   [1] انظر عن (محمد بن الحارث الحارثي) في: التاريخ لابن معين 2/ 509، 510، والتاريخ الكبير 1/ 65 رقم 147، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 48 رقم 1599، والجرح والتعديل 7/ 231 رقم 1270، والمجروحين لابن حبّان 2/ 293، والثقات له 9/ 57، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2185، 2186، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 291 رقم 1204، وتاريخ جرجان 412، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1185، والكاشف 3/ 27 رقم 4854، والمغني في الضعفاء 2/ 63 رقم 5367، وميزان الاعتدال 3/ 505، 506 رقم 7341، وتهذيب التهذيب 9/ 105 رقم 140، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 119، وخلاصة تذهيب التهذيب 331. [2] الجرح والتعديل 7/ 231. [3] في تاريخه 2/ 509، والجرح والتعديل 7/ 231، وقال مرة: «ليس بثقة» . [4] في الكامل في الضعفاء 6/ 2186. [5] وقال عمرو بن علي: «روى أحاديث منكرة وهو متروك الحديث» . وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدا، فأما ما روى عن ابن البيلماني، عن مالك في الصحيفة فالبليّة فيها ممّن فوقه إلا أنه أكثر عن ابن البيلماني حتى يسبق إلى القلب القدح فيه لكثرته، وإن كان البيلماني في نفسه ليس بشيء في الحديث فقد روى عن غير ابن البيلماني أيضا مناكير مما تشبه حديث الثقات» . ومع هذا، فقد ذكره ابن حبّان في الثقات! وذكره في الثقات أيضا ابن شاهين، فقال: «ثقة، قاله عبيد الله بن عمر القواريري» . [6] انظر عن (محمد بن حرب الخولانيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 470، وطبقات خليفة 217، والتاريخ الكبير 1/ 69 رقم 161، والتاريخ الصغير 212، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، وتاريخ الثقات للعجلي 402 رقم 1445، والمعرفة والتاريخ 1/ 385 و 2/ 316 و 3/ 4، 5، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 240 و 415 و 564 و 568 و 613، 628، والكنى والأسماء للدولابي، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 356 كاتب الزُّبَيْديّ، يُكَنَّى أبا عَبْد الله. حدّث عَنْ: الزُّبَيْديّ، وبُجَيْر بْن سعْد، ومحمد بْن زياد الألهانيّ، وعمر بن روبة، والأوزاعي، وصفوان بن عمرو، وعدة. وعنه: أبو مسهر، ومحمد بن وهب بن عطية، وإسحاق بن راهويه، وكثير بن عبيد، ومحمد بن مصفى، وأبو التقي هشام بن عبد الملك، وأبو عتبة أحمد بن الفرج، وخلق. ذكر ابن سعد [1] أنّه وُلّي قضاء دمشق. وثّقه ابن مَعِين [2] ، وغيره [3] . قَالَ يزيد بْن عَبْد ربّه: مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة [4] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [5] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. 266- مُحَمَّدُ بْنُ الحسن بن الزّبير الأسديّ الكوفيّ [6]- خ. ن. ق. -   [ () ] 2/ 59، والجرح والتعديل 7/ 237 رقم 1299، والثقات لابن حبّان 9/ 50، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 644 رقم 1026، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 437 رقم 1674، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 330، 331، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1186، والمغني في طبقات المحدّثين 68 رقم 700، والكاشف 3/ 28 رقم 4859، وسير أعلام النبلاء 9/ 57- 59 رقم 17، والعبر 1/ 315، وتذكرة الحفاظ 1/ 360، والوافي بالوفيات 2/ 327 رقم 772، وتهذيب التهذيب 9/ 109، 110 رقم 148، وتقريب التهذيب 2/ 153 رقم 128، والنجوم الزاهرة 2/ 146، وطبقات الحفاظ للسيوطي 128، وخلاصة تذهيب التهذيب 332، وشذرات الذهب 1/ 341، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 147، 148 رقم 1363. [1] في طبقاته 7/ 470. [2] الجرح والتعديل 7/ 237. [3] ووثّقه العجليّ في تاريخه، وابن حبّان في ثقاته. [4] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 69. [5] في الجرح والتعديل 7/ 237. [6] انظر عن (محمد بن الحسن الأسدي) في: التاريخ لابن معين 2/ 511، والتاريخ الكبير 1/ 67 رقم 152، وتاريخ الثقات للعجلي 403 رقم 1449، والمعرفة والتاريخ 3/ 56، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 50 رقم 1602، والجرح والتعديل 7/ 225، 226 رقم 1249، والكامل في الضعفاء 6/ 2181- 2183، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 293 رقم 1212، والسابق واللاحق 114، 115 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 357 ويقال له ابن التلّ، بمُثَنَّاة. عَنْ: أبان بْن عَبْد الله البَجَليّ، ومَطَر بْن خليفة، وسُفْيان، وإبراهيم بْن طَهْمان، وطائفة. وعنه: ابنه عُمَر، وأبو بَكْر، وعثمان ابنا أبي شَيبة، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [1] : شيخ. وذكره ابن عَدِيّ في «الكامل» [2] وقال: لم أر بحديثه بأسا. وقال العقيليّ [3] : لا يُتَابع عَلَى حديثه. وروى عبّاس، عَنْ يحيى [4] قَالَ: قد أدركته وحدّثنا، وليس بشيء. وقال الْبُخَارِيّ [5] : مات سنة مائتين أو نحوها. قلت: 267- ومحمد بْن الحَسَن الأسَديّ. عَنِ الأعمش، وعنه: داود بْن عَمْرو الضّبّيّ. قَالَ فيه ابن معين أيضا [6] : ليس بشيءٍ. 268- محمد بْن الحَسَن بْن أَبِي سارة [7] .   [ () ] وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1188، والكاشف 3/ 29 رقم 4868، والمغني في الضعفاء 2/ 567 رقم 5398، وميزان الاعتدال 3/ 512، 513 رقم 7372 والكشف الحثيث 359- 361 رقم 639 وتهذيب التهذيب 9/ 117، 118 رقم 161، وتقريب التهذيب 2/ 154 رقم 139، وخلاصة تذهيب التهذيب 332. [1] في الجرح والتعديل 7/ 226. [2] ج 6/ 2183. [3] في الضعفاء الكبير 4/ 50. [4] في تاريخه 2/ 511. [5] في تاريخه الصغير 215. [6] في تاريخه 2/ 511. [7] انظر عن (محمد بن الحسن الرؤاسيّ) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 358 أبو جعفر الرّؤاسيّ الكوفيّ المقرئ. روى عَنْ: أَبِي عَمْرو حروفه، وله في القراءات اختيار. وسمع مِن: الأعمش، وغيره. أخذ عَنْهُ: الكسائيّ، ويحيى الفرّاء، وخلاد بْن خَالِد، وعليّ بْن محمد الكِنْديّ. ذكره أبو عمرو الدّانيّ في طبقات المقرءين. ولم يذكره ابن أَبِي حاتم وهو شيخ. 269- محمد بْن الحَسَن بْن عِمران المزني الواسطي [1]- خ. ت. ق. - قاضي واسط. روى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، والعوَّام بْن حَوْشَب، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وعوف الأعرابيّ، وجماعة. وعنه: أحمد، ومحمد بْن سلام البِيكَنْديّ، وزيد بْن الْحُرَيْشِ، ومحمد بْن إسماعيل الأَحمسيّ، ومحمد بْن إسماعيل الحسّانيّ، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين [2] . 270- محمد بْن الحَسَن بْن أبي يزيد الهمَدانيّ الكوفيّ [3]- ت. -   [ () ] رجال الطوسي 254 رقم 62، وغاية النهاية 2/ 116، 117 رقم 2924، والوافي بالوفيات 2/ 334 رقم 783. [1] انظر عن (محمد بن الحسن المزني) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 315، والتاريخ الكبير 1/ 67 رقم 155، والمعرفة والتاريخ 2/ 828، والجرح والتعديل 7/ 226 رقم 1250، والثقات لابن حبّان 7/ 411، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 288 رقم 1189، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1188، والكاشف 3/ 30 رقم 4870، وسير أعلام النبلاء 9/ 303، 304 رقم 89، وتهذيب التهذيب 9/ 118، 119 رقم 163، وتقريب التهذيب 2/ 154 رقم 141، وخلاصة تذهيب التهذيب 332. [2] الجرح والتعديل 7/ 226، وقال أحمد: لَيْسَ بِهِ بأس. وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [3] انظر عن (محمد بن الحسن بن أبي يزيد) في: التاريخ الكبير 1/ 66 رقم 150، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 537، والضعفاء الجزء: 13 ¦ الصفحة: 359 نزيل واسط. عَنْ: الأعمش، وثور بْن يزيد، وجعفر بْن محمد، وعمرو بْن قيس الملائيّ. وعنه: أحمد بْن منيع، وشُرَيْح بْن يونس، والحسن بْن حمّاد، وعمرو بْن زُرارة، وجماعة. قَالَ النَّسَائيّ [1] ، وغيره: متروك. وقال ابن مَعِين: كَانَ يكذب [2] . وقال غير واحد: ضعيف [3] . 271- محمد بْن حمزة [4] . أبو وهْب الأسَديّ الرَّقَّيّ، وَيُعْرَفُ بختن حبيب بن أبي مرزوق. حدّث عَنْ: الخليل بْن مُرّة، وجعفر بْن بُرْقان، وزيد بْن رُفَيع، والثَّوْريّ. وعنه: بقيّة وهو مِن أقرانه، وداود بْن رُشيد، وسليمان بْن عُمَر الأقطع، وسعيد بْن يحيى الأمويّ، وموسى بن أيّوب، وآخرون.   [ () ] الكبير للعقيليّ 4/ 48، 49 رقم 1600، والجرح والتعديل 7/ 225 رقم 1248، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2181، ورجال الطوسي 284 رقم 57، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1188، 1189، والكاشف 3/ 30 رقم 4872، والمغني في الضعفاء 2/ 568، 569 رقم 5413، وميزان الاعتدال 3/ 514، 515 رقم 7382، والكشف الحثيث 363، 364 رقم 644، وتهذيب التهذيب 9/ 120، 121 رقم 164، وتقريب التهذيب 2/ 154 رقم 143، وخلاصة تذهيب التهذيب 333. [1] في الضعفاء والمتروكين 303 رقم 537. [2] الجرح والتعديل 7/ 225، الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 49. [3] ضعّفه أحمد وقال: ما أرى يسوى شيئا. وقال أبو حاتم: ليس بالقويّ. وذكره العقيلي، وابن عديّ في الضعفاء. وقال ابن عديّ: ومع ضعفه يكتب حديثه. [4] انظر عن (محمد بن حمزة) في: التاريخ الكبير 1/ 59 رقم 128، والجرح والتعديل 7/ 236 رقم 1290، والثقات لابن حبّان 9/ 49 و 73، والمغني في الضعفاء 2/ 573 رقم 5448، وميزان الاعتدال 3/ 529 رقم 7449، ولسان الميزان 5/ 148 رقم 500. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 360 قَالَ أبو عَبْد الله بْن مَنْدَه: في حديثه مناكير [1] . 272- محمد بْن حِمْيَر بْن أنيس السليحي الحمصي [2]- خ. ن. ق. - وسليح بطن مِن قُضَاعة. يُكَنّى أبا عَبْد الله. وقيل: كنيته أبو عَبْد الحميد. روى عَنْ: محمد بْن زياد الألهانيّ، وثابت بْن عَجْلان، وعَمْرو بن قيس الكنديّ، والزّبيديّ، إبراهيم بْن أَبِي عبلة، وطائفة. وعنه: حطّان بْن عثمان، ومحمد بْن مُصَفَّى، وهشام بْن عمّار، وكثير بْن عُبَيْد، وأحمد بْن الفَرَج، وطائفة. وقد حدَّث عَنْهُ مِن شيوخه عَبْد الله بْن لَهِيعة. وثّقه دُحَيْم، ويحيى بْن مَعِين [3] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [4] . وَقَالَ أَبُو حاتم [5] : لا يُحْتَجّ بِهِ. بقيّة أحبُ إليّ منه.   [1] وذكره ابن حِبّان في الثقات وَقَالَ: «يُعتبر بحديثه إِذَا رَوَى عنه غير الخليل بن مرّة لأنه ضعيف» . [2] انظر عن (محمد بن حمير) في: التاريخ الكبير 1/ 68 رقم 159، والتاريخ الصغير 215، والمعرفة والتاريخ 2/ 308، 309، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 266 و 370 و 2/ 724، والجرح والتعديل 7/ 239، 240 رقم 1315، والثقات لابن حبّان 7/ 441، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 295 رقم 1223، والإكمال لابن ماكولا 2/ 516، والسابق واللاحق 320، 321 رقم 173 وتلخيص المتشابه 1/ 270 رقم 422، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 24، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1191، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 703، والكاشف 3/ 32 رقم 4886، والمغني في الضعفاء 2/ 574 رقم 5454، وميزان الاعتدال 3/ 532 رقم 7459، وسير أعلام النبلاء 9/ 234، 235 رقم 64، والعبر 1/ 334، والوافي بالوفيات 3/ 29 رقم 904، وتهذيب التهذيب 9/ 134، 135 رقم 185، وتقريب التهذيب 2/ 156 رقم 163 وفيه (السلمي) وضبطه: بفتح أوله ومهملتين، ومقدّمة فتح الباري 438، وخلاصة تذهيب التهذيب 334، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 172، 173 رقم 1396. [3] الجرح والتعديل 7/ 240. [4] تهذيب الكمال 3/ 1191. [5] في الجرح والتعديل 7/ 240. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 361 وقال يعقوب الفَسَويّ [1] : لَيْسَ بالقويّ. قُلْتُ: انْفَرَدَ بِحَدِيثِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلا أَنْ يَمُوتَ» . رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ. قلت: مات في صَفَر سنة مائتين [2] . - محمد بْن خازم- ع. - أبو معاوية. سيأتي. 273- محمد بْن خَالِد بْن محمد الوَهْبيّ الكِنْديّ الحمصيّ [3]- د. ت. - أخو أحمد بْن خَالِد. روى عَنْ: إسماعيل بْن أبي خَالِد، وابن جُرَيج، وأبي حنيفة، وعبد العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد العزيز، وطائفة. وعنه: محمد بْن مُصَفَّى، وعَمْرو بْن عثمان، وكثير بن عبيد، وعمر بْن أيّوب الحمصيّون. قِيلَ: إنّه مات قبل بقيّة بقليل [4] . قَالَ أبو داود: لا بأس به [5] .   [1] في المعرفة والتاريخ 2/ 309. [2] قال فيه أحمد: «ما علمت إلّا خيرا» ، وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [3] انظر عن (محمد بن خالد الوهبي) في: التاريخ الكبير 1/ 74 رقم 188، والجرح والتعديل 7/ 243 رقم 1335، والثقات لابن حبّان 9/ 66، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1193، والكاشف 3/ 34 رقم 4896، وسير أعلام النبلاء 9/ 540، 541 رقم 210، وتهذيب التهذيب 9/ 143 (دون رقم) ، وتقريب التهذيب 2/ 157 رقم 175، وخلاصة تذهيب التهذيب 334. [4] ذكره ابن حِبّان فِي الثقات، وقال: مات قبل التسعين والمائة. [5] تهذيب الكمال 3/ 1193. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 362 274- محمد بْن خَالِد [1] الْجَنَديّ [2] الصَّنْعانيّ- ق. - مؤذّن الْجَنَد. روى عَنْ: أبان بْن صالح، وعبد الصّمد بْن معقل، وشبل بْن عبّاد الْمَكَّيّ. وعنه: الشّافعيّ، وزيد بن السّكن، ومنصور بن البلخي العابد. قال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث [3] . وقال الحاكم: مجهول. قلت: هو صاحب داك الحديث المنكر: «لا مهديّ إلا عيسى بْن مريم» [4] . 275- محمد بْن ربيعة الكلابيّ الرّؤاسيّ الكوفيّ [5]- 4- أبو عَبْد الله ابن عمّ وكيع. روى عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وابن أَبِي خالد، وكامل أبي العلاء.   [1] انظر عن (محمد بن خالد الجندي) في: مشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 10 أ، والأنساب لابن السمعاني 3/ 320، ومعجم البلدان 2/ 169، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1193، والكاشف 3/ 34 رقم 4897، والمغني في الضعفاء 2/ 576 رقم 5468، وميزان الاعتدال 3/ 535، 536 رقم 7479، وتهذيب التهذيب 9/ 143- 145 رقم 200، وتقريب التهذيب 2/ 157 رقم 176، وخلاصة تذهيب التهذيب 334. [2] الجندي: بفتح المعجمتين، نسبة إلى الجند، بفتح الجيم والنون، وفي آخرها الدال. بلدة من بلاد اليمن مشهورة. (الأنساب) . [3] وثّقه ابن معين وقال: إمام أهل الجند وهو ثقة. وقال ابن السمعاني: «وقد تكلّموا فيه» . [4] أخرجه ابن ماجة، كما قال المؤلّف في ميزانه. [5] انظر عن (محمد بن ربيعة الكلابي) في: التاريخ لابن معين 2/ 515، والتاريخ الكبير 1/ 79، 80 رقم 208، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 306، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، والجرح والتعديل 7/ 252 رقم 1383، والثقات لابن حبّان 7/ 443، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 286 رقم 1177 و 298 رقم 1251، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1197، والكاشف 3/ 37 رقم 4919، وميزان الاعتدال 3/ 545 رقم 7515، والوافي بالوفيات 3/ 69 رقم 969، وتهذيب التهذيب 9/ 162، 163 رقم 235، وتقريب التهذيب 2/ 160 رقم 210، وخلاصة تذهيب التهذيب 336. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 363 وعنه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وزياد بن أيوب، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وأحمد بن حرب الطائي، والحسين بن محمد بن أبي معشر. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : صَالِحُ الْحَدِيثِ [2] . 276- مُحَمَّدُ بْنُ الزّبرقان [3]- خ. م. د. ن. - أبو همّام الأهوازيّ. طوّف الأقاليم ولقي الكبار. وحدّث عن: سليمان التَّيْميّ، وابن عَوْن، وموسى بْن عُقْبة، وثور بْن يزيد. وعنه: زُهير بْن حرب، وخلاد بْن أسلم، وزيد بْن الحُرَيْش، وعبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المثنى، وآخرون. وهو ثقة [4] . 277- محمد بْن سعْد الأنصاريّ الأشهليّ المدنيّ [5] .   [1] في الجرح والتعديل 7/ 252. [2] وقال ابن معين في تاريخه: ثقة، وقال أيضا: ليس به بأس، وقد روى عن المستقيم، والمستقيم رجل من أهل مكة، ليس به بأس. وما رأينا أحدا يحدّث عنه إلّا ابن ربيعة، ورجل آخر. وقال أيضا: ثقة صدوق. (الجرح والتعديل) وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [3] انظر عن (محمد بن الزبرقان) في: التاريخ لابن معين 2/ 515، 516، ومعرفة الرجال له 1/ 86 رقم 301، والتاريخ الكبير 1/ 87 رقم 239، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 155، والجرح والتعديل 7/ 260 رقم 1419، والثقات لابن حبّان 7/ 441، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 287 رقم 1184، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 649 رقم 1038، ورجال صحيح مسلم 2/ 178 رقم 1439، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 438 رقم 1680، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1198، والكاشف 3/ 38 رقم 4925، والوافي بالوفيات 3/ 75 رقم 983، وتهذيب التهذيب 9/ 166 رقم 244، وتقريب التهذيب 2/ 161 رقم 219، وخلاصة تذهيب التهذيب 336. [4] قال ابن معين في تاريخه 2/ 516: «لم يكن صاحب حديث، ولكن لا بأس به» . وقال أبو حاتم: «صالح الحديث صدوق» ، وقال أبو زرعة: «صالح هو وسط» . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [5] انظر عن (محمد بن سعد الأنصاري) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 364 نزل بغداد. عَنْ: ابن عَجْلان، وغيره وعنه: محمد بْن عَبْد الله المخرميّ. وثّقه ابن مَعِين [1] . وقال الْبُخَارِيّ [2] : مات قبل المائتين. 278- محمد بْن سعْد المقدسيّ [3] . عَنْ: ابن لَهِيعة، ورُديح بْن عطيّة. وعنه: صَفْوان بْن صالح. قَالَ أبو حاتم [4] : مجهول. قلت: لَيْسَ ذِكر هذا مِن شرط كتابنا. 279- مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الأُمَوِيُّ الْكُوفِيُّ [5] . حدَّث ببغداد عَنْ: عَبْد المُلْك بْن عُمير، وأبي إِسْحَاق الشيباني وكان مصاحبًا للدولة، فَقَلّ مِن كتب عَنْهُ. روى عَنْهُ: ابن أخيه سَعِيد بْن يحيى، وله عدّة إخوة.   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 518، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 310، والتاريخ الكبير 1/ 90 رقم 250، وأنساب الأشراف 3/ 176، والجرح والتعديل 7/ 261 رقم 1429، والثقات لابن حبّان 9/ 41، وتاريخ بغداد 5/ 320، 321 رقم 2843، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1202، والكاشف 3/ 41 رقم 4945، وتهذيب التهذيب 9/ 184 رقم 276، وتقريب التهذيب 2/ 164 رقم 247، وخلاصة تذهيب التهذيب 338. [1] قال: «ليس به بأس» (الجرح والتعديل 7/ 261) . وذكره ابن حبّان في الثقات. ووثّقه النسائي. (تاريخ بغداد 5/ 321) . [2] في تاريخه 1/ 90. [3] انظر عن (محمد بن سعد المقدسي) في: الجرح والتعديل 7/ 262 رقم 1433، والمغني في الضعفاء 3/ 584 رقم 5550، وميزان الاعتدال 3/ 560 رقم 7586، ولسان الميزان 5/ 175 رقم 607. [4] في الجرح والتعديل 7/ 262. [5] انظر عن (محمد بن سعيد بن أبان) في: التاريخ الكبير 1/ 92 رقم 253، والمعرفة والتاريخ 1/ 182 و 2/ 30، والجرح والتعديل 7/ 264 رقم 1443، والثقات لابن حبّان 7/ 426. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 365 قَالَ يحيى بْن سَعِيد، وغيره: مات سنة ثلاث وتسعين ومائة عَنْ إحدى وثمانين سنة [1] . 280- محمد بْن سَلَمَةَ الحرّانيّ [2]- ت. م. - أبو عبد الله محدّث حَرَّان. روى عَنْ: خاله أَبِي عَبْد الرحيم خَالِد بْن أبي يزيد، وعن ابن عَجْلان، وابن إِسْحَاق، وخصيف، وهشام بْن حسّان. وعنه: النُّفَيْليّ، وأحمد بْن حنبل، ومحمد بْن الصّبّاح الْجَرجرائيّ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةٌ، فاضلا [4] .   [1] التاريخ الكبير 7/ 92. [2] انظر عن (محمد بن سلمة الحرّاني) في: طبقات ابن سعد 7/ 485، وطبقات خليفة 321، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1227 و 3/ رقم 4255 و 5867، والتاريخ الكبير 1/ 107 رقم 302، والتاريخ الصغير 210، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 63، والمعرفة والتاريخ 1/ 387 و 506 و 511 و 513 و 3/ 162، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 155، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، والجرح والتعديل 7/ 276 رقم 1494، والثقات لابن حبّان 9/ 51، ورجال صحيح مسلم 2/ 181 رقم 1445، والسابق واللاحق 113، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 471، 472 رقم 1815، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1204، والمعين في طبقات المحدّثين 68، رقم 705، والكاشف 3/ 43 رقم 4957، وسير أعلام النبلاء 9/ 49 رقم 13، والعبر 1/ 307، وتذكرة الحفاظ 1/ 316، ومرآة الجنان 1/ 429، والوافي بالوفيات 3/ 121 رقم 1058، وتهذيب التهذيب 9/ 193، 194 رقم 296، وتقريب التهذيب 2/ 166 رقم 265، وطبقات الحفاظ 130، وخلاصة تذهيب التهذيب 338، وشذرات الذهب 1/ 329. وقد زاد السيد (كامل الخراط) في تحقيقه لسير أعلام النبلاء، كتاب التاريخ لابن معين، واعتبره من مصادر ترجمته، وهو ليس كذلك، وقد اشتبه عليه بمحمد بن سلمة بن كهيل، وهو غير الحرّاني هذا. (انظر تاريخ ابن معين 2/ 519، وسير أعلام النبلاء 9/ 49 بالحاشية) . [3] في طبقاته 7/ 485، وزاد له رواية وفتوى. [4] قال أحمد في (العلل ومعرفة الرجال 3/ 77 رقم 4255) : «حدّثنا محمد بن سلمة بحديث فقال: عن بشر بن سعيد، فقلت له: إنما هو بسر بن سعيد، فقال لي هكذا: بشر بن سعيد مرتين وأبي أن يرجع. وقال: لم يكن من أصحاب الحديث ولم يكن به بأس أراه رجلا صالحا وأثنى عليه خيرا» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 366 تُوُفّي في آخر سنة إحدى وتسعين. وقال النّفيليّ: مات في أول سنة اثنتين وتسعين ومائة [1] . 281- محمدُ بنُ شُجاع بْن نَبْهان المَرُّوذِيّ [2] . عَنْ: حسن المعلّم، وزيد العَمّيّ، وأبي هارون العبْديّ. وعنه: عيسى غُنْجار، ونُعَيْم بْن حمّاد، وهُدْبة بْن عَبْد الوهاب، وغيرهم. قَالَ الْبُخَارِيّ [3] : سكتوا عَنْهُ. وقال ابن المبارك: لَيْسَ بشيء [4] . وقال غير واحد: متروك [5] . 282- محمد بْن شعيب [6] بن شابور [7]- 4.-   [ () ] وقال أيضا: صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 276) . وقال أبو حاتم: «كان له فضل ورواية» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [1] في طبقات ابن سعد، وتاريخ البخاري: مات في آخر سنة إحدى وتسعين ومائة. [2] انظر عن (محمد بن شجاع) في: طبقات خليفة 316، والتاريخ الكبير 1/ 115 رقم 331، والتاريخ الصغير 235، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 84، 85 رقم 1640، والجرح والتعديل 7/ 286 رقم 1549، والثقات لابن حبّان 9/ 135، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2222، ورجال الطوسي 291 رقم 176، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1209، والكاشف 3/ 46 رقم 4978، وميزان الاعتدال 3/ 577 رقم 7663، وتهذيب التهذيب 9/ 219 رقم 342، وتقريب التهذيب 2/ 169 رقم 301، وخلاصة تذهيب التهذيب 341. [3] في تاريخه الكبير 7/ 115، والضعفاء للعقيليّ 4/ 84. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 84 وزاد: «ولا يعرف الحديث» . [5] وضعّفه نعيم بن حمّاد فقال: «محمد بن شجاع ضعيف، أخذ ابن المبارك كتبه، وأراد أن يسمع منه فرأى منكرات فلم يسمع منه» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 84) . وقال أبو حاتم: «سكتوا عنه» . وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن عديّ: «لم يرو من الحديث إلّا الشيء اليسير» . [6] انظر عن (محمد بن شعيب) في: [7] يقع التحريف كثيرا في (شابور) فيرد «سابور بالسين المهملة. وهو في الأصل «شاهبور» وهي تسمية أعجمية، وقيل «شابور» تخفيفا. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 367   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 475، والتاريخ الكبير 1/ 113 رقم 324، وتاريخ الثقات للعجلي 405 رقم 1465، والمعرفة والتاريخ 1/ 190 و 251 و 2/ 102 و 340 و 349 و 400 و 823 و 3/ 263- 265، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 74 و 75 و 227 و 230 و 262 و 278 و 305 و 320 و 362 و 364 و 365 و 369 و 388 و 400 و 445 و 492 و 502 و 566 و 605- 607 و 621 و 622 و 624 و 636 و 637 و 640 و 2/ 690 و 695 و 705 و 720 و 722، والجرح والتعديل 7/ 286 رقم 1548، والثقات لابن حبّان 9/ 50، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 292 رقم 1209، والسابق واللاحق 317، 318 رقم 167، وموضع أوهام الجمع 2/ 200، 201، وتاريخ بغداد 10/ 265 و 11/ 180 و 200، والإكمال 1/ 264 و 4/ 249 و 6/ 52 و 141 و 347 و 7/ 272، وحلية الأولياء 3/ 217 و 5/ 149 و 153 و 182، والأنساب لابن السمعاني 123 ب، والأنساب المتفقة لابن القيسراني 11، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 104، و 105، ومسند أمير المؤمنين عمر 164، ومن أمالي ابن مندة، من الجزء الثالث (مخطوطة الظاهرية) - مجموع 35 حديث، ورقة 31 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 125 وما بعدها، ومعجم البلدان 1/ 116 و 2/ 109 و 4/ 469، وبغية الطلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات بالقاهرة) 2/ 254، وتقدمة المعرفة 1/ 185، وسنن ابن ماجة، رقم 10 و 280 و 289 و 2399 و 2714 و 2770 و 3129 و 3952 و 3976، وسنن النسائي 3/ 6 و 5/ 5، و 4/ 149 و 178، وسنن أبي داود، رقم 907 و 3551 و 3839 و 4681، وسنن الدارقطنيّ 1/ 135 و 136 و 3/ 52 و 287، والمعجم الكبير للطبراني 4/ رقم 4233 و 7/ رقم 7198 و 8/ رقم 7467 و 7739 و 7802 و 7884 و 7886 و 10/ رقم 10128 و 11/ رقم 11142 و 12/ رقم 13212 و 13216 و 17/ رقم 296 و 297 و 506 و 18/ رقم 556 و 19/ رقم 168 و 1051 و 22/ رقم 187 و 188 و 196 و 592 و 773 و 774 و 882، وسنن الدارميّ 1/ 129 و 230، وبيان خطأ البخاري 9/ 25 رقم 105، وعلل الحديث لابن أبي حاتم 1/ 77، 78 رقم 207 و 2/ 373 رقم 2634، والسنة لابن أبي عاصم 1/ 141 رقم 322 و 142 رقم 323 و 2/ 632 رقم 1495، وصحيح ابن حبّان 1/ 387 رقم 221، و 396، رقم 229، والدعاء للطبراني 2/ 935، 936 رقم 310، والجليس الصالح 1/ 168، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 33 و 105 و 10/ 13 و 241، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 53، 54، و 2/ 41، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ 252 أ، ومشكل الآثار للطحاوي 3/ 119، والمستدرك على الصحيحين 1/ 113، و 143 و 155 و 520، وتقييد العلم 95، والمعجم الأوسط 2/ 448، 449 رقم 1774، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 288، والأسماء والصفات للبيهقي 2/ 74، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ 73، وتلخيص المتشابه 1/ 279 رقم 435، وروضة المحبّين ونزهة المشتاقين لابن قيّم الجوزية 422، 423 و 432- 434، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1210، 1211، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 706، والكاشف 3/ 47 رقم 4982، وأهل المائة فصاعدا (نشر في مجلّة المورد العراقية- عدد 3 سنة 1973- ص 121) ، وميزان الاعتدال 3/ 580 رقم 7672، وسير أعلام النبلاء 9/ 376- 378 رقم 122، وتذكرة الجزء: 13 ¦ الصفحة: 368 أبو عَبْد الله الدّمشقيّ، أحد علماء الحديث مِن موالي بْني أُمَيَّة. سكن بيروت. روى عَنْ: عُرْوة بْن رُوَيْم، ويحيى بْن الحارث الذّماريّ، ويحيى بن أبي عمرو السّيبانيّ، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن حسّان الكِنانيّ، وشَيْبان النَّحْويّ، وعمر مولى عَفْرة، ويزيد بْن أَبِي مريم السّاميّ، وَقُرَّةَ بْن جبريل، وعَمرو بْن الحارث الْمَصْرِيّ، وطائفة. وعنه: سليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل، ودُحَيْم، وكثير بْن عُبَيْد، ومحمد بْن مُصَفَّى، ومحمد بْن هاشم البعليّ [1] ، ومحمود بْن خَالِد السُّلَميّ، وخلْق سواهم. وثَّقه دُحَيْم. وقال أحمد [2] : ما أرى بِهِ بأسًا. كَانَ رجلا عاقلا. وقال أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ يحيى الذّماريّ، وكان يفتي في مجلس الأوزاعيّ [3] .   [ () ] الحفاظ 1/ 315، والعبر 1/ 331، والوافي بالوفيات 3/ 153 رقم 1106، وغاية النهاية 2/ 154 رقم 3066، وموارد الظمآن للهيثمي 31 رقم 8 و 112 رقم 380 و 401 رقم 1666، والبداية والنهاية 10/ 117، وتهذيب التهذيب 9/ 222- 224 رقم 349، وتقريب التهذيب 2/ 170 رقم 308، والنجوم الزاهرة 2/ 165، وطبقات الحفاظ 132، وخلاصة تذهيب التهذيب 341، وشذرات الذهب 1/ 375، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 197- 210 رقم 1443، ومن حديث خيثمة بن سليمان (بتحقيقنا) 11 و 65 و 67 و 185 و 189 و 202. [1] في الأصل «البيلي» ، والبعلي اختصار «البعلبكيّ» نسبة إلى مدينة بعلبكّ. [2] الجرح والتعديل 7/ 286. [3] الجرح والتعديل 7/ 286. وذكر ابن معين أنه كان مرجئا، وليس به في الحديث بأس. وكان عبد الله بن المبارك عند ما يروي عن محمد بن شعيب يقول: أخبرنا الثقة من أهل العلم. وقال مروان الطاطري: كان يفتي في مجلس الأوزاعي وهو الرابع من العشرة الذين كانوا أعلم الناس بالأوزاعي وبحديثه وفتياه. وقد أحصيت في «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» أكثر شيوخه وتلاميذه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 369 قَالَ ابن مُصَفَّى: مات سنة تسعٍ وتسعين ومائة. وقال هشام بْن عمّار: سنة ثمانٍ. وقال دُحَيْم: سنة مائتين. 283- محمد بْن طلحة بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] بْن طلحة التَّيْميّ الْقُرَشِيّ المدنيّ. أبو عَبْد الله، ويقال لَهُ ابن الطَّوِيلِ. يروي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن ساعدة، وأبي شُمَيْلٍ نافع بْن مالك، وعبد الله بْن مُسْلِم بْن جندب. وعنه: الحُمَيْديّ، وعليّ بْن المَدِينيّ، ودُحَيْم، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ. قَالَ أبو حاتم [2] : محلُّه الصَّدق يُحْتَجّ بِهِ. وذكره ابن حِبّان في «الثَّقات» [3] ، ولكنّه غلط في تاريخ موته حيث قَالَ: تُوُفّي سنة ثمانين ومائة. 284- محمد بْن عبد الله الكوفيّ [4] .   [1] انظر عن (محمد بن طلحة بن عبد الرحمن) في: التاريخ الكبير 1/ 120، 121 رقم 355، والمعرفة والتاريخ 1/ 263 و 502، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 260، والجرح والتعديل 7/ 292 رقم 1582، والثقات لابن حبّان 9/ 53، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1214، والكاشف 3/ 49، 50 رقم 5001، والمغني في الضعفاء 2/ 595 رقم 5650، وميزان الاعتدال 3/ 588 رقم 7716، وتهذيب التهذيب 9/ 237، 238 رقم 378، وتقريب التهذيب 2/ 173 رقم 335، وخلاصة تذهيب التهذيب 342. [2] في الجرح والتعديل 7/ 292. [3] ج 9/ 53 وقال: «ربما أخطأ» ، ولم يؤرّخ لوفاته، ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري: «إن المؤلّف رحمه الله نقل هذا القول عن (تهذيب الكمال) للمزي، وليس في الثقات ذلك. [4] انظر عن (محمد بن عبد الله الكوفي) في: الجرح والتعديل 7/ 310، 311 رقم 1691، والمغني في الضعفاء 2/ 600 رقم 5698، وميزان الاعتدال 3/ 603 رقم 7779، وغاية النهاية 2/ 189 رقم 3196. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 370 المقرئ. لقبُه داهرْ [1] . سكن الرَّيّ، وحدَّث عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن شَمِر، والأعمش. وعنه: ابنه عَبْد الله بْن داهر، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بن حُمَيْد. لَهُ مناكير. تكلّم فيه أبو حاتم [2] . 285- محمد بْن عَبْد الله بْن رزين [3] . الشّاعر المشهور، الملقَّب بأبي الشّيص، وهو ابن عمّ دِعْبِل الخُزَاعيّ الشّاعر. وهو صاحب تيك القصيدة التي أوّلها: أبقى الزمانُ بِهِ نُدوبَ عِضَاضِ ... ورمى سوادَ قرونهِ ببياضِ [4] 286- محمد بْن عيسى المَرْوَزِيّ [5] . رحل وسمع مِن: ثور بْن يزيد، وهمّام بْن يحيى، وابن عَوْن، وشُعْبَة، وعبد المُلْك بن أبي سليمان، وطبقتهم. وعنه: حامد بْن آدم، ومحمد بْن عَبْدُوَيْه، ومحمد بن تميم، وغيرهم.   [1] في غاية النهاية «زاهر» وهو تصحيف. [2] قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أحاديث رواها داهر وعرضت عليه تلك الأحاديث فقال: ليس تدل هذه الأحاديث على صدقه. (الجرح والتعديل 7/ 311) . [3] انظر عن (محمد بن عبد الله المعروف بأبي الشيص) في: الشعر والشعراء 2/ 721- 726 و 728، وطبقات الشعراء لابن المعتز 29 و 72- 87 و 354 و 413 و 464، والأغاني 16/ 400- 407، وثمار القلوب 47 و 323، وأمالي القالي 1/ 218 والذيل 67، وأمالي المرتضى 2/ 133، ولباب الآداب 121، والكامل في التاريخ 6/ 197، ووفيات الأعيان 2/ 270 و 3/ 238 و 6/ 7/ 20، والوافي بالوفيات 3/ 302، 303 رقم 1341، ومعاهد التنصيص 4/ 87- 94. [4] طبقات الشعراء 75. [5] لم أجد له ترجمة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 371 ذكره محمد بْن حَمْدَوَيْه. 287- محمد بْن عثمان بْن صَفْوان الْجُمَحيّ [1]- ق. - عَنْ: حُمَيْد الأعرج، وهشام بْن عُرْوة. وعنه: الحُمَيْديّ، ونُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن مهران الحمّال. ضعّفه أبو حاتم [2] . 288- محمد بْن أَبِي عَدِيّ السُّلَميّ [3]- ع. - مولاهم البصْريّ الحافظ. يُكَنَّى أبا عَمْرو. وقيل: هُوَ محمد بْن إبراهيم بْن أَبِي عَدِيّ، وقيل: أبو عَدِيّ هُوَ إبراهيم.   [1] انظر عن (محمد بن عثمان بن صفوان) في: تاريخ خليفة 466 وطبقاته 226، والتاريخ الكبير 1/ 180 رقم 549، والجرح والتعديل 8/ 24، 25 رقم 108، والثقات لابن حبّان 7/ 424، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2214، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1241، والكاشف 3/ 68 رقم 5120، والمغني في الضعفاء 2/ 612 رقم 5809، وتهذيب التهذيب 9/ 337 رقم 557، وتقريب التهذيب 2/ 190 رقم 517، وخلاصة تذهيب التهذيب 351. [2] في الجرح والتعديل 8/ 24 فقال: «هو منكر الحديث، ضعيف الحديث» . وذكره ابن حبّان في الثقات. وذكره ابن عديّ في الضعفاء. [3] انظر عن (محمد بن أبي عدي) في: طبقات ابن سعد 7/ 292، والتاريخ لابن معين 2/ 503، والتاريخ الكبير 6/ 23 رقم 19، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، وتاريخ الثقات للعجلي 410 رقم 1485، والمعرفة والتاريخ 1/ 219 و 2/ 100 و 102 و 103 و 105 و 106 و 111 و 275 و 610، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجرح والتعديل 7/ 186 رقم 1058، ومشاهير علماء الأمصار 162 رقم 1282، والثقات لابن حبّان 7/ 440، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 636 رقم 1009، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 434 رقم 1663، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1158، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 696، والكاشف 3/ 15 رقم 2770، وسير أعلام النبلاء 9/ 220، 221 رقم 61، والعبر 1/ 315، وتذكرة الحفاظ 1/ 324، وشرح العلل لابن رجب 2/ 1567، والنجوم الزاهرة 2/ 146، وتهذيب التهذيب 9/ 12، 13 رقم 17، وتقريب التهذيب 2/ 141 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 324، وطبقات الحفاظ 136، وشذرات الذهب 1/ 341. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 372 روى عن: حُمَيْد الطّويل، وابن عَوْن، وداود بْن أَبِي هند، وعوف الأعرابيّ، وحُسين المعلّم، وعدّة. وعنه: أحمد بْن حنبل، والفلاس، والحسن بن محمد الزّعفرانيّ، وبندار، ومحمد بْن المُثَنَّى، وجماعة. وثّقه أبو حاتم [1] ، وغيره. مات سنة أربع وتسعين ومائة [2] . 289- محمد بن عيسى بن القاسم ابن سُميع الأُمويّ [3]- د. ن. ق. - مولاهم الدّمشقيّ المحدَّث. عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وهشام بْن عُرْوة، والأوزاعي، وغيرهم. وعنه: هشام بْن عمّار ووثّقه، وهارون بْن محمد بْن بكّار، والعبّاس بْن الوليد الخلال، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [4] : لا يُحْتَجّ بِهِ. وذكره ابن عَدِيّ في «الكامل» [5] وقال: لا بأس بِهِ. 290- محمد بْن عيسى الوابشيّ [6] .   [1] في الجرح والتعديل 7/ 186. [2] طبقات ابن سعد 7/ 292، مشاهير علماء الأمصار 162 رقم 1282، التاريخ الكبير 1/ 23 [3] انظر عن (محمد بن عيسى الأموي) في: التاريخ الكبير 1/ 203 رقم 630، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 48، والجرح والتعديل 8/ 37، 38 رقم 173، والثقات لابن حبّان 9/ 43، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2250، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 257 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1256، والكاشف 3/ 77 رقم 5186، والمغني في الضعفاء 2/ 622 رقم 5888، وميزان الاعتدال 3/ 677 رقم 8033، وتهذيب التهذيب 2/ 198 رقم 606، وخلاصة تذهيب التهذيب 355. [4] في الجرح والتعديل 8/ 38. [5] ج 6/ 2250. [6] انظر عن (محمد بن عيسى الوابشي) في: التاريخ الكبير 1/ 203 رقم 631، والجرح والتعديل 8/ 37 رقم 170، والأنساب لابن السمعاني 12/ 190، واللباب لابن الأثير 3/ 343. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 373 عَنْ: شَرِيك القاضي، وابن الأحْوَص، ووالده. وعنه: يزيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المفتي، وشهاب بْن عبّاد، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وآخرون. صُوَيْلح. - محمد بْن الفضل بْن عطيّة. قد ذُكِر. 291- محمد بن فضيل بن غزوان [1]- ع. -   [ () ] والوابشي: بفتح الواو والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الشين المعجمة. هذه النسبة إلى وابش بن زيد بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان. (الأنساب) . [1] انظر عن (محمد بن فضيل بن غزوان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 389، والتاريخ لابن معين 2/ 534، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 792، وتاريخ خليفة 466، وطبقات خليفة 171، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1225 و 3/ رقم 607، والتاريخ الكبير 1/ 207، 208 رقم 652، والتاريخ الصغير 212، وتاريخ الدارميّ 551، والبرصان والعرجان 177، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 62 رقم 63، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، وتاريخ الثقات للعجلي 411 رقم 1490، والمعارف 510 و 624، والمعرفة والتاريخ 1/ 124 و 172 و 177 و 180- 184 و 186 و 195- 197 و 210 و 448 و 449 و 453 و 499 و 536 و 564 و 2/ 173 و 546 و 551 و 593 و 610 و 614 و 621 و 622 و 651 و 666 و 679 و 680 و 709 و 829 و 3/ 68 و 80 و 85 و 112 و 147 و 241 و 242 و 355 و 369 و 372، وأنساب الأشراف 3/ 17 و 24 و 29 و 295، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 118- 120 رقم 1678، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 42، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 68، وتاريخ الطبري 1/ 33 و 50 و 149 و 260 و 343، والجرح والتعديل 8/ 57، 58 رقم 263، ومشاهير علماء الأمصار 172 رقم 1369، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 291 رقم 1202، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 674 رقم 1089، ورجال صحيح مسلم 2/ 201، 202 رقم 1499، ورجال الطوسي 297 رقم 281، وفهرست ابن النديم 226، والسابق واللاحق 319 رقم 170، وتاريخ جرجان 47 و 77 و 210 و 297 و 303 و 323 و 336 و 337، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 447، 448 رقم 1706، والكامل في التاريخ 6/ 251، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1259، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 707، والكاشف 3/ 79 رقم 5198، والمغني في الضعفاء 2/ 624 رقم 5907، وسير أعلام النبلاء 9/ 173- 175 رقم 52، والعبر 1/ 319، وتذكرة الحفاظ 1/ 315، والوافي بالوفيات 4/ 322 رقم 1870، ومرآة الجنان 1/ 448، وغاية النهاية 2/ 229 رقم 3367 وفيه الجزء: 13 ¦ الصفحة: 374 أبو عبد الرحمن الضّبيّ، مولاهم الكوفيّ الحافظ. عَنْ: أَبِيهِ، وإبراهيم الهَجَريّ، وبيان بن بشر، وحبيب بْن أَبِي عَمْرة، وعاصم الأحول، وحُصين بْن عبد الرَّحْمَن، وعمارة بْن القَعْقاع، وخلْق كثير. وعنه: أحمد، وإسحاق، وأحمد بْن بُدَيل، وعليّ بْن حرب، وأخوه أحمد بْن حرب، وأحمد بن سنان القطّان، والحسن بْن عَرَفَة، والأشجّ، وأبو كُرَيْب، وأبو حفص الفلاس، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وخلْق كثير. وكان مِن أجلاس الحديث. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ [1] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] : حسن الحديث شيعيّ. وقال أبو داود: كَانَ شيعيًا منحرفًا [3] . قلت: إنّما كَانَ متواليًا فقط، مبجِلا للشيخين، وقد قرأ القرآن عَلَى حمزة. ودخل عَلَى منصور بْن المعتمر فوجده مريضًا، فسماعاته مِن هذا الوقت. قَالَ ابن سعْد [4] : بعضهم لا يُحْتَجّ بِهِ. وكان أبو الأحوص يَقُولُ: أنشدُ الله رجلا يجالس محمد بْن فُضَيْل، وعَمْرو بْن ثابت أن يُجالسنا [5] . وقال يحيى الحِمّانيّ: سَمِعْتُ فُضَيْل أو حدّثت عَنْهُ، قَالَ: ضربتُ أَبِي البارحَة إلى الصّبّاح أن يترحَّم عَلَى عثمان رضي الله عنه فأبي عليّ [6] .   [ () ] محمد بن فضل بن غزون) وتهذيب التهذيب 9/ 405، 406 رقم 658، وتقريب التهذيب 2/ 200، 201 رقم 628، والنجوم الزاهرة 2/ 148، وطبقات الحفاظ 130، وخلاصة تذهيب التهذيب 356، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 223، 224 رقم 560، وشذرات الذهب 2/ 344. [1] الجرح والتعديل 8/ 58. [2] الجرح والتعديل 8/ 57. [3] تهذيب الكمال 3/ 1259. [4] في طبقاته 6/ 389. [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 1219. [6] الضعفاء الكبير 4/ 119. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 375 وقال الحَسَن بْن عيسى بْن ماسرجس: سألتُ ابن المبارك عَنْ أسباط وابن فُضَيْل، فسكت. فلما كان بعد ثلاثة أيام قَالَ: يا حسن صاحبيك لا أرى أصحابنا يرضونهما [1] . قلتُ: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة [2] . وقيل: سنة أربع. 292- محمد بن فليح بن سليمان [3]- خ. ن. ق. - أبو عبد الله المدنيّ. عَنْ: أَبِيهِ، وموسى بْن عُقْبة، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الخزاميّ، وهارون بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن إِسْحَاق المسْلي. قَالَ أبو حاتم: ما بِهِ بأس، لَيْسَ بذاك القويّ. وروى مُعَاوِيَة بْن صالح، عَن يحيى بْن مَعِين قَالَ: لَيْسَ بثقة ولا ابنه [4] .   [1] الضعفاء الكبير 4/ 119. وقد وثّقه العجليّ، وقال أَبُو حاتم: شيخ. وقال أَبُو زرعة: صدوق من أهل العلم. وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [2] طبقات ابن سعد 6/ 389، التاريخ الكبير للبخاريّ. [3] انظر عن (محمد بن فليح) في: التاريخ الكبير 1/ 209 رقم 657، والتاريخ الصغير 213، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، والمعرفة والتاريخ 1/ 146 و 171 و 324 و 338 و 2/ 786 و 3/ 250 و 293 و 296 و 327، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 124، 125 رقم 1682، والجرح والتعديل 8/ 59 رقم 269، ومشاهير علماء الأمصار 142 رقم 1121، والثقات لابن حبّان 7/ 440، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 673 رقم 1088، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 463 رقم 1776، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1259، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 708، والكاشف 3/ 79 رقم 5199، والمغني في الضعفاء 2/ 625 رقم 5908، والوافي بالوفيات 4/ 337 رقم 1892، وتهذيب التهذيب 9/ 406، 407 رقم 659، وتقريب التهذيب 2/ 201 رقم 629، وخلاصة تذهيب التهذيب 356. [4] الجرح والتعديل 8/ 59. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 376 وقال العُقَيْليّ [1] : لا يُتَابع عَلَى بعض حديثه [2] . قلت: كثير مِن الثَّقات قد تفردوا، فيصحّ أن يقال فيهم: لا يُتابَعُون عَلَى بعض حديثهم. قَالَ الْبُخَارِيّ [3] : مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. 293- محمد بْن القاسم الأسَديّ الكوفيّ [4]- ت- عَنْ: ثور بْن يزيد، وجعفر بْن محمد بْن بُرْقان، وموسى بْن عُبَيْدة، والأوزاعيّ. وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، والحسين بْن عيسى البَسْطاميّ، وعُبَيْد بْن يَعِيش، ومحمد بْن مَعْمَر البحرانيّ، وجماعة. ضعّفه أحمد، وابن عديّ [5] .   [1] في الضعفاء الكبير 4/ 124. [2] وقال ابن معين أيضا: «ما به بأس ليس بذاك القويّ» . (الجرح والتعديل 8/ 59) . وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال في مشاهيره: «من متقني أهل الحجاز» . [3] في تاريخه الكبير 1/ 209، والتاريخ الصغير 213. [4] انظر عن (محمد بن القاسم الأسدي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 401، والتاريخ لابن معين 2/ 534، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 3 و 2/ رقم 842، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1899، والتاريخ الكبير 1/ 214 رقم 672، التاريخ الصغير 221، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 5، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 545، وتاريخ الثقات للعجلي 411 رقم 1491، والمعرفة والتاريخ 3/ 46، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 126 رقم 1684، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 95، والجرح والتعديل 8/ 65 رقم 295، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2252- 2254، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 296، 297 رقم 1233، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 154 رقم 479، والسابق واللاحق 320 رقم 171، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 26 أ، ورجال الطوسي 298 رقم 298، وتهذيب الكمال (المصور) 3/ 1259، 1260، والكاشف 3/ 80 رقم 5200، والمغني في الضعفاء 2/ 625 رقم 5915، وتهذيب التهذيب 9/ 407، 408 رقم 661، وتقريب التهذيب 2/ 201 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 356، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 329، 330 رقم 1571. [5] قال في الكامل 6/ 2254: «عامّة أحادثه لا يتابع عليها» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 377 وكنّاه العُقَيْليّ [1] أبا إبراهيم وقال: لا يتابع عَلَى حديثه. وقال أحمد أيضًا [2] : أحاديثه أحاديث سوءٍ، موضوعة [3] . وقال الْبُخَارِيّ [4] : مات سنة سبْعٍ ومائتين، يُعَرف ويُنْكر. 294- محمد بْن مروان العُقَيْليّ [5]- ت. - أبو بكر. شيخ بصْريّ يُعرف بالعِجْليّ. لَهُ عَنْ: سَعِيد المَقْبُريّ إنْ صحّ، وعن: داود بْن أَبِي هند، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وهشام بْن حسّان. وعنه: يعقوب، وأحمد ابنا الدَّوْرقيّ، والفلاس، ونصر بن عليّ،   [1] في الضعفاء الكبير 4/ 126. [2] قال في العلل ومعرفة الرجال 2/ 171 رقم 1899: «محمد بن القاسم يكذب، أحاديثه أحاديث موضوعة، ليس بشيء» . [3] وقال ابن معين: «ثقة كتبت عنه» . وقال أبو حاتم: «ليس بالقويّ، لا يعجبني حديثه» . وقال أبو زرعة: شيخ. وقال ابن سعد: «كانت عنده أحاديث» . وقال النسائي: «متروك الحديث» . ووثّقه العجليّ في تاريخه، وابن شاهين في ثقاته. وضعّفه الدارقطنيّ. [4] في تاريخه الكبير 1/ 214، رقم 672، وفي تاريخه الصغير 221 قال إنه مات في سنة سبع ومائتين لأربع عشرة خلت من ربيع الآخر سنة ست، كذّبه أحمد! يقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» ، لو صحّ أنه تأخر إلى ما بعد المائتين لوجب تأخير ترجمته إلى الطبقة التالية، وليس هنا. [5] انظر عن (محمد بن مروان العقيلي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 3927 و 4563، والتاريخ الكبير 1/ 232 رقم 727، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، والمعرفة والتاريخ 1/ 585، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 133 رقم 1691، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 122، والجرح والتعديل 8/ 85، 86 رقم 361، والثقات لابن حبّان 7/ 427 و 9/ 41، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 287 رقم 1183 و 2095، والأسامي والكنى للحاكم ج 1/ 66 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1266، 1267، والكاشف 3/ 84 رقم 5230، والكشف الحثيث 404، 405 رقم 729، وتهذيب التهذيب 9/ 435، 436 رقم 717، وتقريب التهذيب 2/ 206 رقم 687، وخلاصة تذهيب التهذيب 358. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 378 ويحيى بْن مَعِين، وطائفة. صدوق [1] . 295- محمد بْن معن الغِفاريّ المدنيّ [2]- خ. د. ت. ق. - عَنْ: جَدّه محمد بْن معن بْن نضلة، وعن أَبِيهِ، وربيعة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، ويحيى بْن سَعِيد، وداود بْن خالد. وعنه: ابن المدينيّ، وإبراهيم بن المنذر الخزاميّ، وأبو مُصْعَب، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وجماعة. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ ثِقَةً، قَلِيلَ الْحَدِيثِ [4] .   [1] قال أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/ 12، 13، رقم 3927: «محمد بن مروان العقيلي شيخ بصري. حدّثنا عنه ابن أبي شيبة قال: ليس به بأس، قد كتبت عنه أحاديث عن عمارة بن أبي حفصة وعن غير عمارة، قلت له: كان عنده حديث عن عبد الملك بن أبي نضرة، عن أبيه، عن أبي سعيد؟ قال: نعم، سمعت منه عن عبد الملك، عن أبيه، عن أبي سعيد إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى 2: 282. وقال في موضع آخر (3/ 131 رقم 4563) : «ورأيت محمد بن مروان العقيلي وحدّث بأحاديث وأنا شاهد فلم أكتبها وكتبها أصحابنا، وكان يروي عن عمارة بن أبي حفصة، تركته على عمد، ولم أكتب عنه شيئا، كأنه ضعّفه» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 133) . وقال ابن معين: «ليس به بأس» (الضعفاء الكبير 4/ 133) وقال مرة أخرى: «صالح» . (الجرح والتعديل 8/ 86) . وقال أبو زرعة: «ليس عندي بذاك» . وذكره ابن حبّان في الثقات، وكرّر ذكره ابن شاهين في ثقاته. [2] انظر عن (محمد بن معن الغفاريّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 436، والعلل لابن المديني 96، والتاريخ لابن معين 2/ 539، والتاريخ الكبير 1/ 229 رقم 719، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 108، والمعرفة والتاريخ 1/ 668، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 121، وتاريخ الطبري 7/ 560، والجرح والتعديل 8/ 99، 100 رقم 429، والثقات لابن حبّان 9/ 59، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 291 رقم 1203، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 679 رقم 1099، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 463 رقم 1777، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1275، والكاشف 3/ 87 رقم 5250، وتهذيب التهذيب 9/ 468 رقم 756، وتقريب التهذيب 2/ 209 رقم 724، وخلاصة تذهيب التهذيب 360. [3] في طبقاته 5/ 436. [4] وقال ابن معين في تاريخه 2/ 539: «ليس به بأس» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 379 مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة [1] . 296- محمد بْن ميمون الزَّعْفرانيّ الكوفيّ المفلوج [2]- د. - عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيان. وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، وأبو كُرَيْب، ويعقوب الدَّوْرقيّ. وثّقه أبو داود [3] ، وغيره [4] . ووهّاه ابن حبّان [5] . 297- محمد الأمين [6] .   [ () ] وقال عليّ بن المدينيّ: «ثقة» . وقال أبو حاتم: صَدُوق. وذكره ابن حِبّان، وابن شاهين في الثقات. [1] التاريخ الكبير 1/ 229 رقم 719. [2] انظر عن (محمد بن ميمون الزعفرانيّ) في: التاريخ لابن معين 2/ 541، والتاريخ الكبير 1/ 234 رقم 738، والضعفاء الكبير للعقيليّ 137 رقم 1697، وتاريخ الطبري 2/ 292، والجرح والتعديل 8/ 80، 81 رقم 337، والمجروحين لابن حبّان 2/ 281، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2268، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 287 رقم 1179، ورجال الطوسي 301 رقم 332، وتاريخ بغداد 3/ 269، 270 رقم 1360، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1279، 1280، والكاشف 3/ 90 رقم 5268، والمغني في الضعفاء 2/ 638 رقم 6032، وتهذيب التهذيب 9/ 485، 486 رقم 791، وتقريب التهذيب 2/ 212 رقم 761، وخلاصة تذهيب التهذيب 361. [3] تهذيب الكمال 3/ 1280. [4] وثّقه ابن معين في تاريخه. وقال أبو حاتم: «لا بأس به، كان كوفيّ الأصل، وليس هذا بمحمد بن ميمون المكيّ، ومن لا يفهم لا يميّز بينهما» . [5] قال في (المجروحين 2/ 281) : «منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات بالأشياء المستقيمة، فكيف إذا انفرد بأوايد» . وقال البخاري في تاريخه الكبير 1/ 234 رقم 738: «منكر الحديث» . وذكره العقيلي في الضعفاء 4/ 137 ونقل قول البخاري. وذكر حديثا له وقال: لا يتابع عليه. وقال أبو زرعة: «كوفيّ ليّن» . وذكره ابن عديّ في الضعفاء، ونقل قول البخاري أيضا. وقال: «ليس له كثير حديث» . [6] انظر عن (محمد الأمين الخليفة) في: تاريخ خليفة 457 و 460 و 466 و 467 و 468، والمعرفة والتاريخ 1/ 161 و 173 و 182 و 2/ 132، وأنساب الأشراف 3/ 94 و 276 و 278 و 279، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 380 أمير المؤمنين، أبو عبد الله بْن الرشيد هارون بن المهديّ محمد بن   [ () ] وتاريخ اليعقوبي 2/ 407 و 408 و 416- 421 و 430 و 433، وعيون الأخبار 1/ 58 و 3/ 56، والأخبار الطوال 392- 394 و 396 و 398 و 399، والمعارف 381 و 413 و 520، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 254، وتاريخ الطبري 8/ 233 و 240 و 267 و 275- 286 و 292 و 305 و 338 و 359- 361 و 363 و 365- 525 و 9/ 223، وربيع الأبرار 3/ 664 و 4/ 256، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 32 و 770 و 2520- 2529 و 2556 و 2597 و 2613- 2693 و 3427 و 3451 و 3617 و 3626، والعيون والحدائق 3/ 319 و 579، والعقد والفريد 1/ 166 و 2/ 154 و 3/ 196 و 254 و 261 و 262 و 277 و 297 و 4/ 165 و 5/ 65 و 266 و 340 و 6/ 46 و 405، والشعر والشعراء 2/ 687 و 688 و 691 و 692 و 698 و 727، والأغاني 17/ 75، 76 و 18/ 71 و 72 و 226 و 228 و 312 و 361 و 364 و 19/ 379 و 20/ 49 و 50 و 52 و 54 و 131 و 179 و 270 و 301 و 302 و 323 و 21/ 61 و 66 و 23/ 38، وطبقات الشعراء لابن المعتز 75 و 149 و 209- 213 و 272 و 299 و 300، وثمار القلوب 49 و 178 و 188- 190 و 194 و 291 و 513، والفرج بعد الشدّة (انظر فهرس الأعلام) 5/ 119، 120، ونشوار المحاضرة 4/ 9 و 5/ 12 و 41 و 43 و 151 و 152 و 180 و 6/ 9 و 73 و 187 و 189 و 192 و 7/ 213 و 8/ 45، 46، وفتوح البلدان 173 و 199 و 220 و 363 و 382، والبرصان والعرجان 247، والتنبيه والإشراف 300- 302، والخراج وصناعة الكتابة 310 و 317، وبدائع البدائه 124، (وتاريخ حلب للعظيميّ 136، وتحسين القبيح 33، ومقاتل الطالبيين 423 و 509، ونزهة الألباء 61 و 69 و 80 و 93 و 96، وتحفة الوزراء 119، والإنباء في تاريخ الخلفاء 21 و 6، و 78 و 87- 98 و 109، والهفوات النادرة 10 و 12 و 139 و 372 و 383، والفخري 211- 215، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 25 و 127 و 1328 و 130- 132 و 135 و 139، والتذكرة الحمدونية 1/ 439 و 453 و 2/ 51 و 130 و 131 و 133 و 2162، ومحاضرات الأدباء 1/ 230، 231، و 462، ونثر الدر 1/ 458، والوزراء والكتّاب 298، 299، وتاريخ الزمان لابن العبري 18 و 19 و 21 و 22، والكامل في التاريخ 1/ 336 و 3/ 397 و 6/ 107 و 122 و 161 و 173 و 183 و 207 و 208 و 216 و 221- 234 و 239 و 240 و 245- 261 و 266- 297 و 303 و 346 و 361 و 413 و 420 و 432 و 7/ 153 و 189 و 10/ 187، ووفيات الأعيان 1/ 338 و 353 و 386 و 2/ 98 و 99 و 162 و 163 و 212 و 297 و 270 و 314- 316 و 351 و 517 و 518 و 520 و 521 و 3/ 295 و 464 و 4/ 14 و 28 و 36 و 38 و 39 و 41 و 42 و 122 و 5/ 221 و 6/ 184 و 224 و 339، وخلاصة الذهب المسبوك 107 و 108 و 112 و 119 و 170، ومآثر الإنافة 1/ 203- 208، وتاريخ بغداد 3/ 336- 342 رقم 1450، وسير أعلام النبلاء 9/ 334- 339 رقم 110، ودول الإسلام 1/ 124، والعبر 1/ 325، والبداية النهاية 10/ 222، ومرآة الجنان 1/ 458، 459، وآثار البلاد وأخبار العباد 314، وتاريخ الخلفاء 297، والوافي بالوفيات 5/ 135، وشذرات الذهب 1/ 350، وغيره. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 381 المنصور عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ العبّاس بْن عَبْد المطلب الهاشميّ العباسيّ البغداديّ. كَانَ وُلّي عهد أَبِيهِ، فولي الخلافة بعد موت أَبِيهِ. وكان مِن أحسن الشباب صورة، أبيض، طويلا، جميلا [1] ، ذا قوّة مُفْرِطة وبطْش وشجاعة معروفة، وفصاحة، وأدب، وفضيلة، وبلاغًا. لكن كَانَ يسيء التدبير، كثير التبذير، ضعيف الرأي، أرعن، لا يصلُح للإمارة. ومن شدّته قيل أنّه قتل مرّة أسدا بيديه، وهذا شيء عجيب [2] . وَوَرَد أنّه كتب بخطّهِ رُقعة إلى طاهر بْن الحسين فيها: يا طاهر، ما قام لنا منذ قمنا قائم بحقّنا، فكان جزاؤه عندنا إلا السيف، فانظر لنفسك أو دَعْ. قَالَ: فلم يزل طاهر يتبيّن موقع الرُّقعة منه. قلت: وكان طاهر قد انتُدب لحربه مِن جهة أخيه المأمون، فكتب لَهُ هذه الورقة، وهي غاية في التخذيل، لأنه لوّح فيها بأبي مُسْلِم وأمثاله الذين بذلوا نفوسهم في النُّصْحِ، فكان مآلُهُم إلى القتل. قَالَ المسعوديّ [3] : إلى وقتنا هذا، ما وُلّي الخلافة هاشميّ ابن هاشميّة، سوى عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ومحمد بْن زُبَيْدة، يعني الأمين. وقد مرّ في الحديث دولة الأمين وحروبه وما صار إِليْهِ. وكنّاه بعضهم أبا موسى. عاش سبْعًا وعشرين سنة. وآخر أمره خُلِع ثمّ أُسِر وقُتِل صبرًا في المحرَّم سنة ثمانٍ وتسعين ومائة بظاهر بغداد، وطيف برأسه. الصُّوليّ: ثنا أبو العَيناء: حدَّثني محمد بْن عَمْرو الرُّوميّ قَالَ: خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه، فجلس يبكي، وجعل   [1] تاريخ بغداد 3/ 337. [2] انظر حكايته مع الأسد وقتله في مروج الذهب 3/ 403. [3] في مروج الذهب 3/ 404، 405. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 382 الأمين يمسح الدم عَنْ وجهه ثمّ قَالَ: ضربوا قُرَّةَ عيني ... مِن أجلي ضربوه أخذ الله لقلبي ... مِن أُناسٍ احرقوه قَالَ: ولم يؤاته طبعه لزيادة، فأحضر عَبْد الله بْن أيّوب التَّيْميّ الشّاعر، وقال لَهُ: قلَّ عليهما. فقال: ما لمن أهوى شَبيهُ ... فَبِهِ الدنيا تتيهُ وَصْلُهُ حُلْوٌ ولكن ... هجرهُ مُرٌّ كريهُ مَنْ رَأَى الناسُ لَهُ ... فضلا عليهم حَسَدوهُ مثل ما حسدَ القائمَ ... بالمُلْك أَخُوهُ فقال الأمين: أحسنَت والله. بحياتي يا عبّاسيّ، أنظر، فإنْ كَانَ جاء عَلَى ظهر فأوقره لَهُ، وإن كَانَ جاء في زورق فأوقره لَهُ. قال: فأوقر له ثلاثة أبغال دراهم [1] . وقيل: إنّ سليمان بْن منصور رفع إلى الأمين أنّ أبا نواس هجاه، فقال: يا عمّ، أقتله بعد قوله: أهدي الثَّناء إلى الأمينِ محمدٍ ... ما بعده بتجارةٍ متربَّصُ صَدَقَ الثَّناءُ عَلَى الأمين محمدٍ ... ومِن الثناء تكذُّبٌ وتخرُّصُ قد يَنْقُصُ البدرُ [2] المنيرُ إذا اسْتَوَى ... وبهاءُ نورِ محمدٍ ما ينقُصُ وإذا بُنوا المنصورِ عُدّ حَصَاهُم ... فمحمدٌ ياقوتُها المتخلَّصُ فغضب سليمان، فقال الأمين: فكيف يا عمّ أعمل بقوله، ثمّ أنشده أبياتًا أخَر، ثمّ أبياتًا. ثمّ أرضى سليمان بحبْس أَبِي نُواس [3] . وكانت خلافته أربع سنين وأياما.   [1] تاريخ بغداد 3/ 339. [2] في تاريخ بغداد «القمر» . [3] تاريخ بغداد 3/ 340. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 383 298- مخلد بن الحسين [1]- ن. م. س. - أبو محمد الأزديّ المهلّبيّ البصريّ، نزيل المصَّيصة. وكان أحد أوعية العِلْم. روى عَنْ: موسى بْن عُقْبة، وهشام بْن حسّان، ويونس الأَيْليّ، والأوزاعي، وعدة. وعنه: حجاج الأعور، والحسن بن الربيع البوراني، وأبو صالح محبوب الفراء، والمسيب بن واضح، وموسى بن أيوب النصيبي، وجماعة. قال أحمد العجلي [2] : ثقة، رجل صالح عاقل. وقال أبو داود [3] : كان أعقل أهل زمانه. وروي أنّ هارون الرشيد قَالَ لَهُ: ما قرابة بينك وبين هشام بْن حسّان؟ قَالَ: هُوَ والد إخوتي [4] ، يعني لم يَقُلْ زوج أمّي. قَالَ سُنيد بْن داود: سَمِعْتُ مَخْلَد بْن الحسين يَقُولُ: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين، ما يبالي بأيّهما أُظْفِر: إمّا غلوّ فيه، وإمّا تقصير عنه.   [1] انظر عن (مخلد بن الحسين) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 489، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 381 و 581، وطبقات خليفة 318، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 6093، والتاريخ الكبير 7/ 347 رقم 1911، والتاريخ الصغير 212، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 422 رقم 1547، والمعرفة والتاريخ 1/ 181 و 3/ 390، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 411 و 449 و 558، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 276 و 3/ 210، والجرح والتعديل 8/ 347 رقم 1592، والثقات لابن حبّان 9/ 185، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 315 رقم 1365، وتاريخ حلب للعظيميّ 236، والمعجم المشتمل لابن عساكر 288 رقم 1033، وتهذيب الكمال (المصور) 3/ 1312، والكاشف 3/ 112 رقم 5433، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 710، وسير أعلام النبلاء 90/ 236 رقم 65، وتهذيب التهذيب 10/ 72، 73 رقم 124، وتقريب التهذيب 235 رقم 976، وخلاصة تذهيب التهذيب 371، وموسوعة علماء المسلمين 5/ 57، 58 رقم 1660. [2] في تاريخه 422 رقم 1547، ومعرفة الرجال لابن معين 1/ 119 رقم 581. [3] تهذيب الكمال 3/ 1312. [4] تاريخ الثقات للعجلي 422. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 384 مات مَخْلَد سنة إحدى وتسعين ومائة [1] . وعن بعضهم أنّه تُوُفّي سنة ستٌّ [2] وتسعين ومائة. 299- مَخْلَد بْن يزيد الحراني [3]- خ. م. د. ن. ق. - عَنْ: يحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وابن جُرَيْج، وجعفر بْن بُرْقان، وحنظلة بْن أبي سفيان، والأوزاعيّ. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابنا أَبِي شَيبة، وابن نُمَير، ومحمد بْن سلام البِيكَنْديّ، وآخرون. قَالَ أبو حاتم [4] : صدوق. قلت: مُجْمَعٌ عَلَى ثقته [5] . مات سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة [6] . 300- مرجّى بن وداع الراسبيّ البصريّ [7] .   [1] طبقات ابن سعد 7/ 489، الثقات لابن حبّان 9/ 185. [2] التاريخ الكبير 7/ 347. [3] انظر عن (مخلد بن يزيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 554، والتاريخ الكبير 7/ 437، 438 رقم 1913، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 34، والمعرفة والتاريخ 2/ 459، والجرح والتعديل 8/ 347 رقم 1591، والثقات لابن حبّان 9/ 186، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 315 رقم 1366، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 725 رقم 1205، ورجال صحيح مسلم 2/ 259 رقم 1638، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 180 ب، وتاريخ بغداد 12/ 33، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 507 رقم 1974، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1313، والكاشف 3/ 113 رقم 5439، وميزان الاعتدال 4/ 84 رقم 8394، وتهذيب التهذيب 10/ 77 رقم 133، وتقريب التهذيب 2/ 235 رقم 985، وخلاصة تذهيب التهذيب 372، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 58، 59 رقم 1661. [4] في الجرح والتعديل 8/ 337. [5] قال ابن معين: «ليس به بأس» . ووثّقه. (الجرح والتعديل 8/ 347) . وقال أحمد: «كان لا بأس به، كتبت عنه وكان يهمّ» . وذكره ابن حبّان في الثقات، وابن شاهين أيضا. [6] الثقات لابن حبّان. [7] انظر عن (مرجّى بن وداع) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 385 عَنْ: عطاء السُّلَميّ الزّاهد، وغالب القطّان، وأيّوب بْن وائل، وجماعة. وعنه: سيَّار بْن حاتم، وعارم، وأحمد بْن حنبل، وعليّ بْن الحسين الدَّرهميّ، وَجَمَاعَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لا بَأْسَ بِهِ. وقال ابن مَعِين [2] : ضعيف [3] . 301- مروان بْن معاوية بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ عيينة بن حصن الفزاري الحافظ [3]- ع. -   [ () ] التاريخ لابن معين 2/ 555، وفيه (مرجّى بن رجاء، ومرجّى بن وداع) ، والتاريخ الكبير 8/ 62 رقم 2154، والمعرفة والتاريخ 2/ 120، والضعفاء الكبير 4/ 265 رقم 1870، والجرح والتعديل 8/ 412، 413 رقم 1883، والكامل في الضعفاء 6/ 2438، 2439، والمغني في الضعفاء 2/ 650 رقم 6156، وميزان الاعتدال 4/ 87 رقم 8412، ولسان الميزان 6/ 14 رقم 48. [1] في الجرح والتعديل 8/ 413. [2] الجرح والتعديل، والتاريخ لابن معين 2/ 555، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 265، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2438. [3] انظر عن (مروان بن معاوية الفزاري) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 329، والتاريخ لابن معين 2/ 556، 557، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 536 و 537 و 826، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 2588 و 3143، والتاريخ الكبير 7/ 372 رقم 1598، والتاريخ الصغير 211، وتاريخ الثقات للعجلي 424، رقم 1556، والمعرفة والتاريخ 1/ 183 و 301 و 344 و 2/ 160 و 189 و 229 و 270 و 271 و 667 و 740 و 826 و 3/ 97 و 131 و 189 و 236 و 241 و 242 و 408، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 31 و 462 و 560 و 618 و 637، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 203 رقم 1785، والجرح والتعديل 8/ 272، 273 رقم 1246، ومشاهير علماء الأمصار 172 رقم 1367، والثقات لابن حبّان 7/ 483، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 314 رقم 1360، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 717 رقم 1189، ورجال صحيح مسلم 2/ 233، 234 رقم 1575، ورجال الطوسي 318 رقم 618، وتاريخ بغداد 13/ 149- 152 رقم 7130، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2015، وتاريخ جرجان 73 و 556، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 501 رقم 1953، والكامل في التاريخ 6/ 130 و 226، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1317، والمغني في طبقات المحدّثين 69 رقم 713، والكاشف 3/ 117 رقم 5467، والمغني في الضعفاء 2/ 652 رقم 6174، وميزان الاعتدال 4/ 93، 94 رقم 8437، وسير أعلام النبلاء 9/ 51- 53 رقم الجزء: 13 ¦ الصفحة: 386 أبو عبد الله الكوفيّ نزيل مكّة، ثمّ دمشق. وهو ابن عم الإمام أَبِي إِسْحَاق الفَزَاريّ. روى عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وعاصم الأحول، وابن أَبِي خَالِد، وأبي مالك سعْد بْن طارق الأشجعيّ، ومحمد بْن سُوقة، وموسى الْجُهَنّي، وخلْق كثير فيهم عدد من المجاهيل، فإنّه كان طلّابة للحديث، يكتب عَنْ كل واحد. روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وإسحاق، وابن خَيْثَمَة، والحسين بْن حُرَيْث، والحسن بْن عَرَفَة، ودُحَيْم، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن هشام بْن ملاس، وأُمم سواهم. قَالَ أحْمَد بْن حنبل: ثَبْت حافظ، كَانَ يحفظ حديثه كله [1] . وقال ابن المدينيّ: ثقة فيما روى عن المعروفين [2] . وقال غيره: أكثر عَنِ المجهولين، فينبغي أن يُتَأمّل حالُ شيوخه، وهو في نفسه ثقة [3] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: كان يلتقط الشيوخ مِن السَّكك [4] . وقال يحيى بْن مَعِين [5] : وجدت عند مروان بخطّه: وكيع رافضيّ. فقلت لَهُ: وكيع خيرٌ منك. فسبَّني. وقيل: كَانَ مروان فقيرًا مُعِيلا، كَانَ الناس يَبُرُّونه [6] .   [ () ] 15، وتذكرة الحفاظ 1/ 295، والعبر 1/ 311، وتهذيب التهذيب 10/ 96- 98 رقم 177، وتقريب التهذيب 2/ 239 رقم 1026، وطبقات الحفاظ للسيوطي 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 373، وشذرات الذهب 1/ 333. [1] تاريخ بغداد 13/ 151. [2] تاريخ بغداد 13/ 151. [3] انظر تاريخ بغداد 13/ 151. [4] الجرح والتعديل 8/ 273. [5] في التاريخ 2/ 556. [6] تاريخ بغداد 13/ 151. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 387 قِيلَ: مات فجأة في عشر ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومائة [1] . 302- مُزاحم بْن زُفَر التَّيْميّ الكوفيّ [2] . أخو عثمان بْن زُفَر. روى عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وشُعْبَة، وأيّوب بْن خُوط. وعنه: أبو مُسْهِر، وإبراهيم بْن المنذر الخزاميّ، وهارون بْن موسى، وأبو الربيع الزّهْرانيّ. وكان من أشراف أهل الكوفة. حدَّث بدمشق، ولا رواية لَهُ في الكُتُب السّتّة. وقد وثّقه ابن حِبّان [3] . وله سَميٌّ وهو: - مزاحم بْن زُفَر. مِن طبقة صغار التابعين، قد ذُكِر. 303- مسعدة بن اليسع الباهليّ البصريّ [4] .   [1] ويقال سنة 194 هـ-. (تاريخ بغداد 13/ 152) . [2] انظر عن (مزاحم بن زفر التيمي) في: الثقات لابن حبّان 9/ 201، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1318، والكاشف 3/ 118 رقم 5472 (في ترجمة مزاحم بن أبي مزاحم) ، وتهذيب التهذيب 10/ 100، 101 رقم 184، وتقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1033، وخلاصة تذهيب التهذيب 373. [3] في الثقات 9/ 201. [4] انظر عن (مسعدة بن اليسع) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 5179، والتاريخ الكبير 8/ 26 رقم 2029، والتاريخ الصغير 185، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 245 رقم 1839، والجرح والتعديل 8/ 370، 371 رقم 1693، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2386، 2387، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 159 رقم 507، ورجال الطوسي 314 رقم 544، والمغني في الضعفاء 2/ 6196، وميزان الاعتدال 4/ 98، 99 رقم 8467، ولسان الميزان 6/ 23 رقم 84. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 388 أحد الضعفاء. عَنْ: بَهْز بْن حكيم، وجعفر بْن محمد، ومحمد بْن حُمَيْد. وعنه: عُمَر بْن حفص، والحسن بْن عَرَفَة، وأحمد بْن أَبِي الحواريّ، ومُغيرة بْن أحمد، ومحمد بْن وزير الواسطيّ. قَالَ أحْمَد بْن حنبل [1] : خرقنا حديثه مِن دهرٍ. روى ذَلِكَ الْبُخَارِيّ [2] عَنْ أحمد. وقال أبو حاتم [3] : يكذب عَلَى جعفر بْن محمد. وكذا كذّبه أبو داود، ومحمد بْن وزير [4] . نَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَسَا عَلِيًّا عِمَامَةً يُقَالُ لَهَا السَّحَابُ، فَأَقْبَلَ وَهِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: «هَا عَلِيٌّ قَدْ أَقْبَلَ فِي السَّحَابِ» . قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: قَالَ أَبِي: فَحَرَّفَهَا هَؤُلاءِ وَقَالُوا: عَلِيٌّ فِي السَّحَابِ [5] . 304- مسكين بن بكير الحرّانيّ الحذّاء [6]- ع. -   [1] في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 5179، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 245، والكامل لابن عديّ 6/ 2386. [2] في تاريخه الكبير 8/ 26. [3] في الجرح والتعديل 8/ 371. [4] وقال ابن عديّ: «ضعيف الحديث كل ما يرويه من المراسيل ومن المسند وغيره» . [5] الكامل في الضعفاء 6/ 2386. [6] انظر عن (مسكين بن بكير) في: التاريخ الكبير 8/ 3 رقم 1927، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 221، 222 رقم 1812، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 69، والجرح والتعديل 8/ 329 رقم 1521، والثقات لابن حبّان 9/ 194، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 741 رقم 1241، ورجال صحيح مسلم 2/ 280 رقم 1694، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 311 رقم 1337، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 520 رقم 2025، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 41/ 312- 317، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1323، والكاشف 3/ 122 رقم 5501، والمغني في الضعفاء 2/ 655 رقم 6203، وميزان الاعتدال 4/ 101 رقم 8479، والعبر 1/ 328، وسير أعلام النبلاء 9/ 209 رقم 57، وتهذيب التهذيب 1/ 120، 121 رقم 318، وتقريب التهذيب 2/ 244 رقم 1069، وخلاصة الجزء: 13 ¦ الصفحة: 389 أبو عبد الرحمن. عَنْ: ثابت بْن عَجْلان، وأرطأة بْن المنذر، وجعفر بْن بُرْقان، والأوزاعيّ: وشُعْبَة. وعنه: العُقَيْليّ، وأحمد بْن حنبل، وأحمد بْن شُعيب الحرّانيّ، وولده الحَسَن بْن أحمد، ومحمد بْن وهْب بْن أبي كريمة، وموسى بْن أيّوب النَّصيبيّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: [1] : لا بَأْسَ بِهِ، صالح الحديث. وقال غير واحد: صدوق. وقيل: لَهُ عَنْ شُعْبَة ما يُنكر [2] . وقال أبو أحمد الحاكم: لَهُ مناكير كثيرة، كذا قَالَ [3] . قِيلَ: مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة [4] . 305- مُسْلِم بن الوليد [5] .   [ () ] تذهيب التهذيب 396، وشذرات الذهب 1/ 355، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 64، 65 رقم 1672،. [1] في الجرح والتعديل 8/ 329. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 221 و 222. [3] وقال العقيلي في الضعفاء: حدّثنا الخضر بن داود قال: حدّثنا أحمد بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر أبا جعفر النفيلي، فأثنى عليه خيرا، وقال: كان يجيء معي إلى مسكين ابن بكير، وكأنه حسّن أمره، قلت لأبي عبد الله: نظرت في حديث مسكين عن شعبة فإذا فيها خطأ، فقال: من أين كان يضبط هو عن شعبة؟ وسئل أحمد عن مسكين بن بكير فقدّمه على مخلد بن يزيد وقال: حدّث عن شعبة بأحاديث لم يروها عنه أحد. وقال ابن معين: لا بأس به وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. [4] الثقات لابن حبّان 9/ 194. [5] انظر عن (مسلم بن الوليد الشاعر المعروف بصريع الغواني) في: الشعر والشعراء 2/ 690 و 707 (و 712- 720) و 728 و 745، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 30 و 72 و 73 و 86 و 207 و 234 و 240 و 254 و 354 و 369 و 437، ومعجم الشعراء للمرزباني 372، والأغاني 19/ 31- 72، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 303 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 390 صريع الغّواني، شاعر. مولى الأنصار أبو الوليد. أحد فُحُولِ الشُّعَراء. مدح الرشيد وآل برمك، وسار شِعْره. ويُقال إنّ الرشيد هُوَ الَّذِي لقّبه بصريع الغواني لقوله: أديرا عليّ الكأسَ لا تَشْربا قبلي ... ولا تَطْلُبا مِن عند قاتلتي ذَحْلي [1] هَلِ العيشُ إلا أن تَرُوح مَعَ الصَّبا ... وَتَغْدُو صريعَ الكأس والأَعْيُنِ النُّجْلِ [2] . وهو القائل: أرادوا لِيُخْفُوا قبره عَنْ عدوّهِ ... فطيب تراب القبر دلّ على القبر [3]   [ () ] و 3/ 87، 88، وخاصّ الخاصّ 100 و 114، وثمار القلوب 339 و 460 و 503، وأمالي المرتضى 1/ 438، و 488 و 522 و 554 و 568 و 607 و 608 و 2/ 41 و 250، وتاريخ بغداد 13/ 96- 98 رقم 7084، والموشح 289، ولباب الآداب 110 و 137 و 138 و 139 و 140 و 141، والكامل في التاريخ 6/ 143، وبدائع البدائه 42 و 44 و 45 و 91 و 231، والفخري 221، وخلاصة الذهب المسبوك 181، والتذكرة السعدية 145، 146، ومعاهد التنصيص 3/ 55- 92، وسير أعلام النبلاء 8/ 323، 324 رقم 106، والنجوم الزاهرة 2/ 186. وقد نشر دي خويه ديوان مسلم سنة 1875 عن مخطوطة ليدن، ثم أعاد نشره، وتحقيقه الدكتور سامي الدهان- طبعة دار المعارف- سلسلة ذخائر العرب، رقم 26. وقد حشد السيد نذير حمدان تحت هذه الترجمة في تحقيقه لسير أعلام النبلاء- ج 8/ 323 بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط الكتب التالية: التاريخ لابن معين، وطبقات خليفة، والتاريخ الكبير، والتاريخ الصغير، والضعفاء للعقيليّ، والجرح والتعديل. وهذه المصادر لا علاقة لها مطلقا بترجمة الشاعر صريع الغواني، ولا أدري كيف لم يتنبّه المحقّق الفاضل والمشرف على التحقيق إلى أن هذه المصادر الحديثية والرجالية لا علاقة لها بالشعر والشعراء. وقد تبيّن لي أنها من مصادر «عبد العزيز بن محمد الدراوَرْديّ» صاحب الترجمة رقم 107 في سير أعلام النبلاء 8/ 324، فتكرّرت هنا وهناك. [1] الذحل: الثأر. [2] ديوان مسلم- ص 43 تحقيق د. الدهان. وفيه: «أروح وأغدو صريع الراح» . وورد البيت الثاني في: الشعر والشعراء 2/ 712، وطبقات الشعراء لابن المعتز 73 و 235، وخلاصة الذهب 181، والبيتان في تاريخ بغداد 13/ 97. والبيت الأول في طبقات الشعراء 235. [3] الأغاني 19/ 34، تاريخ بغداد 13/ 97، خاص الخاص 114، معاهد التنصيص 3/ 56. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 391 ومن هجائه ما قَزَع: أمّا الهجاءُ فَدَقَّ عِرضك دونَه ... والمدحُ فيك كما علمتَ قليلُ [1] فاذْهَبْ فأنت طليقُ عِرْضك إنّه ... عِرْضُ عَزَزْتَ بِهِ وأنت ذليلُ [2] قَالَ الخطيب [3] : ومسلم بْن الوليد كوفيّ نزل بغداد، وكان مدّاحًا مفوَّهًا بليغًا. قَالَ بعضهم: لمسلم ثلاثة أبيات: أرثَى بيت، وأمدح بيت، وأهجي بيت. فالأول: أرادوا ليُخْفُوا قبَره ... والبيت الثاني، وهو أمدح بيت، قوله: يجود بالنَّفسِ إذ ضنّ البخيلُ بها ... والْجُودُ بالنَّفس أقصى غايةِ الْجُود [4] والثالث قوله: قَبُحَتْ مَنَاظِرُهُ، فحِين خبْرتُهُ ... حُسنَتْ مَنَاظِرُهُ لقُبْح المُخبرِ [5] وله في الشّيب: أكره شَيْبيْ وآسَى أن يُزَايِلَني ... أعجبُ بشيءٍ عَلَى البغضاء مودودِ [6] . وله يمدح يزيد بْن مَزْيَد الشَّيْبانيّ مِن قصيدة: يكسو السُّيُوفَ نفوس [7] النّاكثين بها ... ويجعل الهام تِيجان القنا الُّذبُل [8] إذا انتضى سيفَه كانت مسالكُهُ ... مسالكَ الموت في الأبدان والقَللِ.   [1] في الأغاني: «والمدح عنك كما علمت جليل» . [2] الأغاني 19/ 47 و 50، خاص الخاص 114، ثمار القلوب 504. [3] في تاريخ بغداد 13/ 96. [4] تاريخ بغداد 13/ 97، الأغاني 19/ 34، معاهد التنصيص 3/ 56. [5] تاريخ بغداد 13/ 97، الأغاني 19/ 34، خاص الخاص ص 114، معاهد التنصيص 3/ 56. [6] تاريخ بغداد 13/ 97. [7] في الشعر والشعراء «رءوس» [8] في الأصل «الذابل» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 392 كالّليث إنْ هجَّهُ فالموتُ راحتُهُ ... لا يستريح إلى الأيّام والدُّوَلِ قد عوَّد الطَّيْرَ عاداتٍ وثِقْنَ بها ... فهنَّ يَصْحَبْنَه [1] في كلّ مُرْتحَلِ للَّه مِن هاشمٍ في أرضه جبلٌ ... وأنت وابنُك رُكْنا ذَلِكَ الجبلِ [2] وله في جعفر البرمكيّ: كأنّه قمر أو ضيغَمٌ هَصِرٌ ... أو حيّةٌ ذَكَرٌ أو عارضٌ هَطِلُ لا يضحك الدَّهر إلا حين تسألُه ... ولا يُعبَّسُ إلا حين لا يُسَلُ [3] 306- مسروح. أبو شهاب الكوفيّ. عَنْ: الحَسَن بْن عُمارة، وسُفيان الثَّوْريّ، وعَمْرو بْن خَالِد. وعنه: يزيد بْن مَوْهب الرَّمليّ، وعمر بْن زُرَارة الحَدَثيّ. قَالَ أبو أحمد الحاكم: لَيْسَ حديثه بالقائم. 307- مَسْلَمة بْن يعقوب بْن مَسْلَمة بْن عَبْد المُلْك بْن مروان الأُمويّ [4] . أحد أشراف الشاميّين. كَانَ أحد مِن خرج عَلَى الدّولة العباسية. وذلك أنّ أبا العُميطر الأُمويّ السُّفْيانيّ لمّا ظهر وغلب عَلَى دمشق في سنة خمسٍ وتسعين ومائة، وبعدها تمكّن مَسْلَمة هذا مِن الأمور، وعمل عَلَى أَبِي العُميطر وقبض عَليْهِ، لأنّ أبا العُميطر كَانَ شيخًا كبيرًا، فقيّده ودعا لنفسه وبايعوه. ثمّ قام عَليْهِ محمد بْن صالح بْن بيهس الكلابيّ أمير العرب، فأخذ   [1] في الشعر والشعراء «يتبعنه» . [2] الأبيات في الديوان 11- 14، وبعضها في الشعر والشعراء 2/ 714، والأغاني 19/ 35 و 40 و 53، ومعاهد التنصيص 3/ 59. [3] البيتان في الديوان 250. [4] انظر عن (مسلمة بن يعقوب الأموي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16 ورقة 231، والكامل في التاريخ 6/ 250، ومعجم بني أميّة 166 رقم 347. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 393 منه دمشق. فبادر مَسْلَمة وفَكّ قيد أَبِي العُميطر، وخرجا هاربَيْن بزيّ النَّساء إلى المِزّة. ثمّ إنّ مسلمة جاءه الموت بالمِزّة، فصلّي عَليْهِ أبو العُميطر، ثمّ مات بعده بقليل، وعَمّوا قبَره لئلا يُنبش، وذلك في حدود المائتين [1] . 308- مُسْهِر بْن عَبْد المُلْك بْن سَلَع الهمَدانيّ الكوفيّ [2] . روى عَنْ: أَبِيهِ، وعن: الأعمش، وعيسى بْن عُمَر القارئ. وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، والحسن بْن عليّ الحلوانيّ، ومحمد بْن عَبْد الله المخرميّ، وجماعة. قَالَ الْبُخَارِيّ [3] : فيه بعض النظر [4] . 309- مطرّف بن مازن [5] . قاضي صنعاء.   [1] أخباره فصّلها ابن عساكر في تاريخ دمشق. [2] انظر عن (مسهر بن عبد الملك) في: التاريخ الكبير 8/ 73 رقم 2212، والتاريخ الصغير 211، والجرح والتعديل 8/ 401 رقم 1841، والثقات لابن حبّان 9/ 197، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2449، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1330، ورجال الطوسي 321 رقم 666، والمغني في الضعفاء 2/ 658 رقم 6443، وميزان الاعتدال 4/ 113 رقم 8534، وتهذيب التهذيب 10/ 149 رقم 283، وتقريب التهذيب 2/ 249 رقم 1130، وخلاصة تذهيب التهذيب 396. [3] في تاريخه الصغير 211، والكامل في الضعفاء 6/ 2449. [4] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يخطئ ويهمّ» . ووثّقه الحسين بن حمّاد الورّاق. (الكامل 6/ 2449) . [5] انظر عن (مطرّف بن مازن) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 548، والتاريخ لابن معين 2/ 570، وطبقات خليفة 288، والتاريخ الكبير 7/ 398 رقم 1737، والتاريخ الصغير 209، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 150 رقم 262، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 565، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 216، 217 رقم 805 أ، والمعرفة والتاريخ 3/ 45، والجرح والتعديل 8/ 314 رقم 352 أوالمجروحين لابن حبّان 3/ 29، 30، والكامل في الضعفاء 6/ 2373، 2374، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 89، والمغني في الضعفاء 2/ 662 رقم 6280، وميزان الاعتدال 4/ 125، 126 رقم 8582، ومرآة الجنان 1/ 429، 430، ولسان الميزان 6/ 47، 48 رقم 182 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 394 روى عَنْ: ابن جُرَيج، ومَعْمَر. وعنه: الشافعيّ، وداود بْن رشيد. وكان من الأخيار الصُّلحاء، لكنّه واهٍ. قَالَ النَّسَائِيُّ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : كذاب. وأسقطه ابن حِبّان [3] ، وضعّفه آخرون. وأما أبو أحمد بْن عَدِيّ فقال [4] : لم أر لَهُ شيئًا مُنْكَرا [5] . وسمعتُ عُمَر بْن سِنان: نا حاجب بْن سليمان قَالَ: كَانَ مطرَّف بْن مازن قاضي صنعاء، وكان رجلا صالحًا، فأتاه رجلٌ وقال: حلفتُ بطلاق امرأتي ثلاثًا أنّي أخرا عَلَى رأسك. فقام ودخل ووضع عَلَى رأسه منديلا، ثمّ قَالَ للرجل: اصعد واقلل، أو كما قَالَ [6] . 310- مُطَهَّرُ بنُ الهيثم الطّائيّ البصريّ [7]- ق. -   [1] في الضعفاء والمتروكين 304 رقم 565. [2] قال في تاريخه 2/ 570: «قال لي هشام بن يوسف: جاءني مطرّف بن مازن، فقال: أعطني حديث ابن جريج ومعمر حتى أسمعه منك، فأعطيته، فكتبها، ثم جعل يحدّث بها عن معمر نفسه، وعن ابن جريج، فقال لي هشام: انظر في حديثه، فهو مثل حديثي سواء، فأمرت رجلا فجاءني بأحاديث مطرّف بن مازن، فعارضت بها، فإذا هي مثلها سواء، فعلمت أنه كذّاب» . والخبر في المجروحين لابن حبّان 3/ 29، 30. [3] قال في (المجروحين 3/ 29) : «كان يحدّث بما لم يسمع، ويروي ما لم يكتب عمّن لم يره. لا تجوز الرواية عنه إلّا عند الخواصّ للاعتبار فقط» . [4] في الكامل في الضعفاء 6/ 2374. [5] وقال الجوزجاني في (أحوال الرجال 150 رقم 262) : «يتثبت في حديثه، حتى يبلى ما عنده» . [6] الكامل في الضعفاء 6/ 2373. [7] انظر عن (مطهّر بن الهيثم الطائي) في: التاريخ الكبير 8/ 51 رقم 2116، والضعفاء الكبير 4/ 261 رقم 1863، والجرح والتعديل 8/ 396 رقم 1815، والمجروحين لابن حبّان 3/ 26، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1337، والكاشف 3/ 133 رقم 5584، والمغني في الضعفاء 2/ 663 رقم 6290، وميزان الاعتدال 4/ 129 رقم 8596، وتهذيب التهذيب 10/ 180 رقم 335، وتقريب التهذيب 2/ 254 رقم 1179، وخلاصة تذهيب التهذيب 397. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 395 روى عَنْ: عَلْقَمة بْن أَبِي حمزة الضُّبَعيّ، وموسى بْن عليّ بْن رباح. وعنه: عَبّاد بْن الوليد الغُبْريّ، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن منصور كزبران، وجماعة. قَالَ ابن حِبّان [1] : مُنْكَر الحديث. وقال ابن يونس: متروك [2] . 311- مُعَاذ بْن مُعَاذ بْن نصر بن حسّان [3]- ع. - الإمام أبو المثنّى العنبريّ التّيميّ البصريّ الحافظ، قاضي البصرة. روى عَنْ: حُمَيْد، وسليمان التَّيْميّ، وابن عَوْن، وبَهْز بْن حكيم، وعوف، ومحمد بْن عَمْرو، وشُعْبَة، وآخرون. وعنه: ابناه عُبَيْد الله والمثني، وأحمد، وإسحاق، وبُنْدار، وإسحاق بن   [1] في المجروحين 3/ 26. [2] وقال العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 261 «لا يصحّ حديثه» . [3] انظر عن (معاذ بن معاذ) في: التاريخ لابن معين 2/ 572، (دون ترجمة) ، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 503 و 836 و 2/ رقم 652، وطبقات خليفة 226، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1224، و 2 رقم 2081 و 2104 و 2340 و 2545 و 2595 و 3/ 5293 و 6050، والتاريخ الكبير 365، 366 رقم 1571، والتاريخ الصغير 212، والمعرفة والتاريخ 1/ 720 و 2/ 24 و 153 و 202 و 238 و 245- 247 و 249 و 256 و 262 و 278 و 388 و 656 و 786 و 787 و 3/ 76 و 178 و 315 و 394، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 105، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 117 و 290 و 305 و 2/ 8 و 55 و 82 و 83 و 86 و 87 و 137- 143 و 45 و 147 و 148- 2154 و 297 و 298، والجرح والتعديل 8/ 248، 249 رقم 1132، ومشاهير علماء الأمصار 160 رقم 1270، والثقات لابن حبّان 7/ 482، ورجال صحيح مسلم 2/ 232، 233 رقم 1573، وتاريخ بغداد 13/ 131- 134 رقم 7118، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 487، 488 رقم 1896، وتاريخ جرجان 83، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1340، والكاشف 3/ 136 رقم 5606، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 714، ودول الإسلام 1/ 124، وسير أعلام النبلاء 9/ 54- 57 رقم 16، والعبر 1/ 320، وتذكرة الحفاظ 1/ 324، ومرآة الجنان 1/ 449، وتهذيب التهذيب 10/ 194، 195 رقم 364، وتقريب التهذيب 2/ 257 رقم 1209، وطبقات الحفاظ 136، وخلاصة تذهيب التهذيب 380، وشذرات الذهب 1/ 345. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 396 موسى، وعبد الله بْن هاشم الطّوسيّ، وسَعدان بْن نصر، وخلْق كثير. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [1] : إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي التَّثَبُّت بالبصرة. ما رأينا أحدًا أعقل منه. وقال يحيى بْن سَعِيد القطّان: ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أثبت مِن مُعَاذ بْن مُعَاذ [2] . قلت: كَانَ مِن أقران القطّان. قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] ، وأبو حاتم [5] : ثقة. قلت: يحيى القطّان أسنّ منه بشهرين. قَالَ أحمد بْن حنبل: ولد مُعَاذ بْن مُعَاذ سنة ستٌّ [6] عشرة ومائة. وقال المدائني: كَانَ جدّهُ نصر واليًا لخالد القسْريّ بإصْطَخْر، ومُعَاذ بْن نصر مات في حياة نصر سنة تسع عشرة ومائة. قلت: مات مُعَاذ بْن مُعَاذ في ربيع الآخر سنة ستٌّ وتسعين ومائة [7] . 312- مُعَاذ بْن هشام بْن أَبِي عبد الله الدّستوائيّ [8]- ع. -   [1] الجرح والتعديل 8/ 249، تاريخ بغداد 13/ 133. [2] الجرح والتعديل 8/ 249، تاريخ بغداد 13/ 133. [3] تهذيب الكمال 3/ 1340. [4] في معرفة الرجال 1/ 108 رقم 503، والجرح والتعديل 8/ 249. [5] في الجرح والتعديل 8/ 249. [6] هكذا في الأصل. وفي التاريخ الكبير 7/ 365، «سنة تسع عشرة» ، وفي نسخة أخرى منه «سبع عشرة» ، وقال الحافظ ابن حجر في (التهذيب 10/ 195) : «قال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن سعيد قال: ولدت في سنة عشرين ومائة في أولها، وولد معاذ في سنة تسع عشرة في آخرها كان أكبر مني بشهرين» . وانظر: تاريخ بغداد 13/ 131 و 134. [7] تاريخ بغداد 13/ 134. [8] انظر عن (معاذ بن هشام الدستوائي) في: التاريخ لابن معين 2/ 572، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 575، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 1493، والتاريخ الكبير 7/ 366 رقم 1572، والتاريخ الصغير 215، والمعرفة والتاريخ 2/ 88 و 146 و 3/ 265، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 151 و 469، والجرح والتعديل 8/ 249، 250 رقم 1133، والثقات لابن حبّان 9/ 176، والكامل في الضعفاء لابن عديّ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 397 البصريّ الحافظ. عَنْ: أَبِيهِ، وابن عَوْن، وأشعث بْن عَبْد المُلْك، وغيرهم. وعنه: أحمد بْن حنبل، وإسحاق، وبُنْدار، وابن المَدِينيّ، ومحمد بْن إسماعيل بْن أَبِي سُمَينة، وعمرو الفلاس، وأبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن المُثَنَّى، وإسحاق الكَوْسج، ويزيد بْن سِنان البصْريّ، وجماعة. قَالَ ابن عَدِيّ [1] : ربّما يغلط وأرجو أنّه صدوق. وروى عبّاس، عَنِ ابن مَعِين [2] : صَدُوق، وليس بحجّة. وقال عَبَّاس بْن عَبْد العظيم الحافظ: كَانَ عنده، عَنْ أَبِيه، عشرة آلاف حديث [3] . قلت: وفاته في ربيع الآخر سنة مائتين [4] . 313- معروف الكَرْخيّ [5] .   [ () ] 6/ 2426، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 702 رقم 1155، ورجال صحيح مسلم 2/ 233 رقم 1574، وتاريخ جرجان 247 و 373، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 488 رقم 1897، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1341، والكاشف 3/ 137 رقم 5608، والمغنى في الضعفاء 2/ 665 رقم 6307، وميزان الاعتدال 4/ 133 رقم 8615، وسير أعلام النبلاء 9/ 372- 374 رقم 119، والعبر 1/ 334، وتذكرة الحفاظ 1/ 325، وتهذيب التهذيب 10/ 196، 197 رقم 367 (مكرّرة خطأ) ، وتقريب التهذيب 2/ 257 رقم 1211، وطبقات الحفاظ 136، وخلاصة تذهيب التهذيب 380، وشذرات الذهب 1/ 359. [1] في الكامل في الضعفاء 6/ 2427. [2] في تاريخه 2/ 572، وقال في (معرفة الرجال 1/ 118 رقم 575) : «وهشام ثقة، وأما ابنه يعني معاذ بن هشام فلم يكن بالثقة، إنما رغب فيه أصحاب الحديث للإسناد، وليس عند الثقات الذين حدّثوا عن هشام هذه الأحاديث.» وسأل الدارميّ يحيى بن معين: معاذ بن هشام في شعبة أثبت أو غندر؟ فقال: ثقة، وثقة؟ (الجرح والتعديل 8/ 250) . [3] معرفة الرجال 1/ 118 رقم 575. [4] التاريخ الكبير 7/ 366، والتاريخ الصغير 215. [5] انظر عن (معروف الكرخي) في: طبقات الصوفية للسلمي 83- 90، وحلية الأولياء 8/ 360- 368 رقم 436، والثقات لابن حبّان 9/ 206، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 470 و 526، والرسالة القشيرية 1/ 79، وربيع الجزء: 13 ¦ الصفحة: 398 هُوَ زاهد العراق، وشيخ الوقت. أبو محفوظ معروف بْن الفَيْرزان، وقيل ابن فَيْروز، مِن أهل كرْخ بغداد. وقيل: كنيته أبو الحَسَن. وكان أَبُوهُ مِن أعمال واسط مِن الصّابئة. وعن أَبِي عليّ الدّقّاق قَالَ: كَانَ أبواه نَصْرانيّين فاسلماه إلى مؤدّب نَصرانيّ، فكان يَقُولُ لَهُ: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هُوَ الواحد. فيضربه. فهرب، فكان أبواه يقولان: ليته رجع. ثمّ أسلم أبواه [1] وذكر السُّلَميّ [2] أن معروفًا صحِب داود الطّائيّ، ولم يصحّ. أَنْبَأَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ عِلانَ، وَمُؤَمَّلٌ الْبَالِسِيُّ قَالا: أَنَا الْكِنْدِيُّ، أَنَا الشَّيْبَانِيُّ، أَنَا الْخَطِيبُ، أَنَا ابْنُ رِزْقٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ   [ () ] الأبرار 4/ 381، والأنساب 10/ 389، وتاريخ بغداد 13/ 199- 209 رقم 7177، والأنساب المتفقة 1/ 12، والكامل في التاريخ 6/ 320 و 9/ 415 و 10/ 55 و 156 و 159 و 12/ 308، وصفة الصفوة 2/ 318- 324 رقم 260، والتذكرة الحمدونية 1/ 189 و 190 و 224، ونثر الدرّ 7/ 86 رقم 162، ومعجم البلدان 4/ 448، 449، واللباب 3/ 91، ووفيات الأعيان 2/ 357 و 3/ 298 و 4/ 330 و (5/ 231- 233) و 6/ 50 و 54 و 61 و 239، وطبقات الحنابلة 1/ 381- 389 رقم 498، والعبر 1/ 335، ودول الإسلام 1/ 126، وسير أعلام النبلاء 9/ 339- 345 رقم 111، وخلاصة الذهب المسبوك 199، والمختصر في أخبار البشر 2/ 22، ومرآة الجنان 1/ 460- 463، وآثار البلاد في أخبار العباد 323 و 445، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 84- 86 و 160 و 233 و 280 و 285 و 350 و 493 و 496 و 504 و 528، وشذرات الذهب 1/ 360، والإشارات للهروي 74، وثمرات الأوراق لابن حجة 295- 297، والفرق بين الفرق للبغدادي 51. وانظر: مناقب معروف الكرخي وأخباره، لابن الجوزي، بتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري- طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1406 هـ 0/ 1985 م. [1] طبقات الصوفية 83، ووفيات الأعيان 5/ 231، ومرآة الجنان 1/ 460، والرسالة القشيرية 1/ 79، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 281، وصفة الصفوة 2/ 318، 319، والكواكب الدّرّية في تراجم السادة الصوفية، لعبد الرؤوف المناوي 1/ 268. [2] في طبقات الصوفية 85. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 399 عَائِشَةَ قَالَتْ: لَوْ أَدْرَكْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا سَأَلْتُ اللَّهَ إِلا الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ [1] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، أَنَا الْبَهَاءُ عَبْد الرَّحْمَن بْن إبراهيم، أنا تجنّي الوَهْبانيّة، أنا الحسين بْن طلحة، أَنَا أبو الحَسَن بْن رزقوْية، أَنَا إسماعيل الصَّفّار، نا زكريّا بْن يحيى بْن أسد المَرْوَزِيّ، ثنا معروف الكَرْخيّ قَالَ: قَالَ بَكْر بْن خُنَيْس: إن في جهنم لواديا تتعوذ جهنم من ذَلِكَ الوادي كل يوم سبع مرات. وإنّ في الوادي لَجُبًّا يتعوّذ الوادي وجهنّمُ مِن ذَلِكَ الْجُبّ كلّ يوم سبْع مرّات. وإن في الجب لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم من تِلْكَ الحية كل يوم سبع مرات. يُبدأ بِفَسَقة حَمَلَة القرآن، فيقولون: أي ربّ بدئ بنا قبل عَبَدَة الأوثان؟! قِيلَ لهم: لَيْسَ من يعلم كمن لا يعلم [2] . وقد روى معروف عَنْ بَكْر بْن خُنَيْس، وابن السّمّاك شيئًا يسيرًا، وعن: الربيع بن صبيح.   [1] تاريخ بغداد 3/ 199، وقد أخرج الإمام أحمد نحوه في (المسند 6/ 182) من طريق: يزيد بن هارون، عن سعيد بن إياس الحريري، عن عبد الله بن بريدة أن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر، فما أدعو؟ قال: «قولي: اللَّهمّ إنّك عفو تحبّ العفو فاعف عنّي» . وهو عنده أيضا في المسند 6/ 171 و 183 و 208، وأخرجه الترمذي في الدعوات (3580) من طريق جعفر بن سليمان الضبعيّ، عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجة في الدعاء (3850) ، والحاكم في المستدرك 1/ 530 من طريق سفيان الثوري، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بريدة، عن عائشة، وتابعه الذهبي في تلخيصه. وانظر: حلية الأولياء 6/ 312، وجامع الأصول 4/ 325، ومشكاة المصابيح 1/ 646. [2] أخرج الترمذيّ نحوه في الزهد (2490) باب 36 من طريق: المحاربيّ، عن عمّار بن سيف الضبّي، عن أبي معان البصري، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تعوّذوا باللَّه من جبّ الحزن» . قالوا: يا رسول الله، وما جبّ الحزن؟ قال: «واد في جهنّم يتعوّذ منه جهنّم كل يوم مائة مرة» ، قيل: يا رسول الله، ومن يدخله؟ قال: «القرّاءون المراءون بأعمالهم» . وقال الترمذي: هذا حديث غريب. وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة (256) باب الانتفاع بالعلم والعمل به. من الطريق نفسها: وفيه بلفظ: «واد في جهم يتعوّذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة» قالوا: يا رسول الله، ومن يدخله؟ قال: «أعدّ للقرّاء المراءين بأعمالهم وإنّ من أبغض القرّاء إلى الله الذين يزورون الأمراء» . وانظر: التخويف من النار لابن رجب 93، ومناقب معروف 80. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 400 روى عَنْهُ: خَلَف البزّار، وزكريّا بْن يحيى المَرْوَزِيّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وغيرهم. وقد ذُكِر معروف عند أحمد بْن حنبل فقالوا: قصير العِلْم. فقال للقائل: أمسِكْ، وهل يُراد مِن العِلْم إلا ما وصل إليه معروف؟ [1] . قَالَ إسماعيل بْن شدّاد: قَالَ لنا سُفْيان بْن عُيَيْنَة: ما فعل ذَلِكَ الْحَبْرُ الَّذِي فيكم ببغداد؟. قُلْنَا: مَن هُوَ؟. قَالَ: أبو محفوظ، معروف!. قلنا: بخير. قَالَ: لا يزال أهل تِلْكَ المدينة بخيرٍ ما بقي فيهم [2] . وقال السَّرَّاج، أَنَا أبو بَكْر بْن أَبِي طَالِب قَالَ: دخلت مسجد معروف، فخرج وقال: حيّاكم الله بالسّلام، ونَعِمْنا وإيّاكم بالأحزان. ثمّ أذّن، فارتعد ووقف شِعْره، وانحنى حتّى كاد يسقط [3] . وعن معروف قَالَ: إذا أراد الله بعبدٍ شرًا أغلق عَنْهُ باب العمل، وفتح عليه باب الجدل [4] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 201، صيد الخاطر 66، الكواكب الدرّية 1/ 268، مناقب معروف 60 و 87، طبقات الحنابلة 1/ 382، طبقات الأولياء 284. [2] حلية الأولياء 8/ 366، طبقات الحنابلة 1/ 482، مناقب معروف 83، 84. [3] الخبر في (مناقب معروف 107، 108) : «حدّثنا أبو بكر يحيى بْن أَبِي طَالِب، قَالَ: «دخلت مسجد معروف، وكان في منزله، فخرج إلينا ونحن جماعة، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرددنا عليه السلام، فقال: حيّاكم الله بالسلام في دار السلام، ونعمنا وإيّاكم في الدنيا بالأحزان، ثم أذّن، فلمّا أخذ في الأذان، اضطرب، وارتعد حين قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فقام شعر حاجبيه ولحيته، واضطرب حتى خفت أن لا يتمّ أذانه، وانحنى حتى كاد يسقط» . [4] طبقات الصوفية 87، وفيه: «وأغلق عليه باب الفترة والكسل» ، حلية الأولياء 8/ 361، مناقب معروف 123، طبقات الحنابلة 1/ 384، الزهد الكبير للبيهقي 210 رقم 526، التذكرة الحمدونية 1/ 190 رقم 440، ونسب هذا القول للإمام الأوزاعي في: أدب الدنيا والدين 54، والمستطرف للأبشيهي 2/ 62، وانظر: بهجة المجالس 1/ 428. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 401 وقال جُشَم بْن عيسى: سَمِعْتُ عمّي معروف بْن الفيرُزان يَقُولُ: سَمِعْتُ بَكْر بْن خُنَيْس يَقُولُ: كيف تتّقي وأنت لا تدري ما تتّقي؟ رواها أحمد الدَّوْرقيّ عَنْ معروف قَالَ: ثمّ يَقُولُ معروف: إذا كنت لا تُحسن تتّقي أكلت الرَّبا، ولقيت المرأة فلم تغَضّ طَرْفَك، ووضعت سيفك عَلَى عاتقك، إلى أن قَالَ: ومجلسي هذا ينبغي أن يُتّقى، ومجيئكم معي مِن المسجد ينبغي لنا أن نتّقيه، فإنّه فتنةٌ للمتبوع، وذلةٌ للتابع [1] . وعن معروف، وبعث إليه رَجُل بعشرة دنانير فلم يأخذها. ومرّ سائل فأعطاها لَهُ [2] . وقيل: كَانَ يبكي ثمّ يَقُولُ: يا نفس كم تبكين، أَخْلِصي تَخْلُصي [3] . وقيل: سأله رَجُل: يا أبا محفوظ كيف تصوم؟ فبقي يغالطه ويقول: صوم نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ كذا، وصوم داود كَانَ كذا. فألحّ عَليْهِ فقال: أصبح دهري صائمًا، فمن دعاني أكلت، ولم أقل إنّي صائم [4] . وقيل: قصّ إنسان شاربَ معروف وهو يُسبَّح فقال: كيف أقصّ وأنت تسبّح؟ فقال: أنت تعمل وأنا أعمل [5] . وقال رَجُل: حضرتُ معروفًا، فاغتاب رجلٌ رجلا عنده، فقال: أذكر القُطْن إذا وُضع عَلَى عَيْنَيْك [6] . وعنه قَالَ: ما أكثر الصالحين، وما أقلّ الصّادقين [7] .   [1] حلية الأولياء 8/ 365، مناقب معروف 79، 80. [2] تاريخ بغداد 13/ 57، مناقب معروف 99 بأطول مما هنا. [3] صفة الصفوة 2/ 320، مناقب معروف 109. [4] تاريخ بغداد 13/ 202، مناقب معروف 111، صفة الصفوة 2/ 320، طبقات الحنابلة 1/ 386. [5] حلية الأولياء 8/ 362، ومناقب معروف 112، وفيهما: «أنت تعمل وأنا لا أعمل» . [6] حلية الأولياء 8/ 364، صفة الصفوة 2/ 320، مناقب معروف 113 و 114، صيد الخاطر 197. [7] طبقات الصوفية 87، مناقب معروف 117 وفيهما: «وأقلّ الصادقين في الصالحين» . وفي الكواكب الدريّة للمناوي 1/ 269: «وما أقلّ الصادقين منهم» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 402 وعنه قَالَ: مِن كابر الله صَرَعه، ومن نازعه، قمعه، ومن مناكره خَدَعه، ومن توكَّل عَليْهِ مَنَعه، ومن تواضَعَ لَهُ رَفَعه [1] وعنه: كلام العبد فيما لا يعنيه خِذْلان مِن الله [2] . وقيل جاءه ملهوف وقال: ادع لي أن يردّ الله عليّ كيسي، سُرق مِنه ألف دينار، فقال: ماذا أدعو ما زَوَيْتَه عَنْ أنبيائك، وأوليائك، فردّه عَليْهِ [3] . وقيل: إنّه أنشد مرّة في السَّحَر: ما يضرّ الذُّنوب لو اعتقتني ... رحمةً لي، فقد علاني المَشِيب [4] وعنه قَالَ: مَن لعن إمامَهُ حُرِمَ عَدْلَهُ [5] . وعن محمد بْن منصور الطّوسيّ قَالَ: قعدت مرّة إلى جنب معروف، فلعلّه قال: وا غوثاه باللَّه عشرة آلاف مرّة. وتلا [6] : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ 8: 9 [7] . وعن ابن شِيرَوَيْه: قلت لمعروف: بلغني أنّك تمشي عَلَى الماء. قَالَ: ما وقع هذا، ولكنْ إذا هَممتُ بالعُبور جُمع لي طرفًا النَّهر فأتخَطَاه [8] . أبو العبّاس بْن مسروق: نا محمد بْن منصور الطّوسيّ قَالَ: كنت عند معروف، ثمّ جئت وفي وجهه أثر. فسأله رجلٌ عَنِ الأثر فقال: سلْ عمّا يعنيك عافاك الله. فألحّ عَليْهِ وأقسم عَليْهِ، فتغيّر ثمّ قَالَ: صلَّيت البارحة هنا، واشتهيت أن أطوف بالبيت، فمضيت إلى مكّة فطفتُ، وجئت لأشرب من   [1] مناقب معروف 119. [2] حلية الأولياء 8/ 361، مناقب معروف 122، طبقات الحنابلة 1/ 383، الكواكب الدريّة 1/ 269 وفيه: «مقت من الله» . [3] مناقب معروف 126. [4] صفة الصفوة 2/ 321، مناقب معروف 129، طبقات الأولياء 283. [5] مناقب معروف 132، طبقات الحنابلة 1/ 386. [6] الخبر في: مناقب معروف 138، طبقات الحنابلة 1/ 385. [7] سورة الأنفال- الآية 9. [8] تاريخ بغداد 3/ 206، صفة الصفوة 2/ 322، مناقب معروف 148، 149. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 403 زمزم، فزلقتُ، فأصاب وجهي هذا [1] . وقال ابن مسروق: نا يعقوب ابن أخي معروف قَالَ: قَالُوا لمعروف: استسقِ لنا، وكان يومًا حارًا. فقال: ارفعوا ثيابكم. قَالَ: فما استتمُّوا رفْعَ ثيابهم حتّى مُطِروا [2] . وقد استجاب الله لمعروف في غير ما قضية. وقد أفرد ابن الجوزيّ كتابًا في مناقبه [3] . وقال عُبَيْد بْن محمد الورّاق: مرّ معروف وهو صائم بسقّاء يَقُولُ: رحم الله مِن شرب، فشربَ رجاء الرحمة [4] . وقد حكى السّلميّ [5] شيئا منكرا، وهو أنّ معروفًا كَانَ يحجب عليّ بْن موسى الرّضا، قَالَ: فكسروا ضلْع معروفٍ فمات. فهذا إنْ صحّ، يكون حاجبٌ اسمُهُ باسم معروف. وعن إبراهيم الحربيّ قَالَ: قبر معروف التّرياق المجرَّب [6] . يُريد الدّعاء عنده، لأن البقاع المباركة يستجاب فيها الدعاء. كما أن الدعاء في المساجد وفي السَّحَر أفضل. ودعاء المُضطَّر مُجابٌ في كلّ مكان. قَالَ محمد بْن عُبَيْد الله بْن المنادي، وثعلب: مات معروف سنة مائتين [7] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 202، مناقب معروف 149، طبقات الحنابلة 1/ 383، طبقات الأولياء 284. [2] تاريخ بغداد 13/ 207، مناقب معروف 152. [3] حقّقه الدكتور عبد الله الجبوري ببغداد، وكنت سببا في حمل المسوّدة ونقلتها إلى بيروت، حيث نشرته دار الكتاب العربيّ 1406 هـ- 0/ 1985 م. [4] صفة الصفوة 2/ 322، مناقب معروف 171. [5] في طبقات الصوفية 85. [6] طبقات الصوفية 85، مناقب معروف 200، صفة الصفوة 2/ 324، وفيات الأعيان 5/ 232 و 6/ 239، مرآة الجنان 1/ 461، 462، طبقات الحنابلة 1/ 382، طبقات الأولياء 281، الكواكب الدريّة 1/ 269. [7] تاريخ بغداد 13/ 208، مناقب معروف 180، طبقات الحنابلة 1/ 389. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 404 وقال عَبْد الرّزّاق بْن منصور: سنة إحدى ومائتين [1] . وشدّ يحيى بْن أَبِي طَالِب فقال: مات سنة أربعٍ ومائتين [2] . وقال أبو بَكْر الخطيب [3] : الصحيح سنة مائتين، رحمه الله ورضي عنه. 314- معمّر بن سليمان الرّقّي [4]- د. ت. ن. ق. - أبو عبد الله النّخعيّ. عَنْ: خُصَيف، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وحَجّاج بْن أرطأة، وزيد بْن حبان الرَّقَّيّ، وطائفة. وعنه: أبو عُبَيْد، وأحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيبة، وعليّ بْن حُجْر، وَأَبُو سَعِيد الأشجّ، وسَعدان بْن نصر، وجماعة. وثّقه ابن مَعِين [5] . وذكره أحمد [6] فذكر مِن فضله وهيبته. وقال أبو عُبَيْد: كَانَ مِن خير من رأيت [7] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 208، مناقب معروف 180. [2] تاريخ بغداد 13/ 208، مناقب معروف 181. [3] في تاريخ بغداد 13/ 208. [4] انظر عن (معمّر بن سليمان الرقّيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 486، والتاريخ لابن معين 2/ 578، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 212 و 371 و 591 و 592 و 594 و 915، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 527 و 3/ رقم 4389 و 4838، والتاريخ الكبير 8/ 47 رقم 2103، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، والمعرفة والتاريخ 2/ 457، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، والجرح والتعديل 8/ 372، 373 رقم 1704، والثقات لابن حبّان 9/ 192، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 315 رقم 1367، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1357، والمعين في طبقات المحدّثين 69 رقم 718، والكاشف 3/ 146 رقم 5672، وميزان التعديل 4/ 156 رقم 8692، وسير أعلام النبلاء 9/ 210 رقم 58، والعبر 1/ 308، ومرآة الجنان 1/ 429، وتهذيب التهذيب 10/ 249، 250 رقم 445، وتقريب التهذيب 2/ 266، 267 رقم 1291، وخلاصة تذهيب التهذيب 384، وشذرات الذهب 1/ 329. [5] في تاريخه 2/ 578، وقال في معرفة الرجال 1/ 94 رقم 371: «ثقة صدوق» . [6] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 194 رقم 4838، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 47 رقم 47. [7] تهذيب الكمال 3/ 1357 وفيه زيادة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 405 قلت: مات في شَعْبان سنة إحدى وتسعين ومائة [1] . وقع لي مِن عواليه. 315- معن بْن عيسى بْن يحيى بْن دينار بْن عَبْد الله الأشجعيّ [2]- ع. - مولاهم الْمَدَنِيّ القزّاز الحافظ أبو يحيى، أحد الأعلام. كَانَ صاحب حانوت وأُجَراء ينسجون لَهُ الْقَزَّ. روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ومالك، وأُبَيّ بْن عَبَّاس بْن سهل، وأبي الغصن ثابت بْن قيس، وزُهير بْن محمد، وسعيد بْن السّائب الطّائفيّ، وهشام بْن سعْد، ومعاوية بْن صالح، وموسى بْن عليّ، وإبراهيم بن طَهْمان، وطبقتهم. ولزِم مالكًا زمانًا، وكان مِن خيار أصحابه ومتقنيهم ومُفتيهم. روى عَنْهُ: أحمد بْن خالد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وأبو خَيْثَمَة، وهارون الحمّال، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وخلْق سواهم. قَالَ أبو حاتم [3] : هو أوثق أصحاب مالك وأثبتهم.   [1] التاريخ الكبير 8/ 47، الثقات لابن حبّان 9/ 192. [2] انظر عن (معين بن عيسى الأشجعي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 437، والتاريخ لابن معين 2/ 578، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 490 و 800، وطبقات خليفة 276، وتاريخ خليفة 468، والتاريخ الكبير 7/ 390، 391 رقم 1703، والتاريخ الصغير 214، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، والمعرفة والتاريخ 1/ 223 و 347 و 399 و 456 و 467 و 479 و 633 و 684 و 685 و 714 و 3/ 335 و 338 و 348 و 349 و 371، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 556 و 612، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 8/ 277، 278 رقم 1271، والثقات لابن حبّان 9/ 181، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 711، 712 رقم 1178، ورجال صحيح مسلم 2/ 252 رقم 1622، وتاريخ جرجان 115 و 273، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 497، 498 رقم 1938، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1358، والمعين في طبقات المحدّثين 79 رقم 857، والكاشف 3/ 147 رقم 5676، وسير أعلام النبلاء 9/ 304- 306 رقم 91، والعبر 1/ 327، وتذكرة الحفاظ 1/ 332، ومرآة الجنان 1/ 460، والديباج المذهب 347، وتهذيب التهذيب 10/ 252، 253 رقم 452، وتقريب التهذيب 2/ 267 رقم 1298، وطبقات الحفاظ 139، وخلاصة تذهيب التهذيب 384، وشذرات الذهب 1/ 355. [3] في الجرح والتعديل 8/ 278. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 406 وقال ابن سعْد [1] : كَانَ يعالج القزّ بالمدينة، وله غلمان حاكة. وقيل: كان مالك يتّكئ عَلَى يده في خروجه إلى المسجد، حتّى كان يقال لَهُ: عصا مالك. وقال أبو حاتم [2] أيضًا: هُوَ أحبّ إليّ مِن ابن وهْب. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْعَاصِي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، نَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، نَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُصَافِحُ امْرَأَةً قَطُّ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي كِتَابِ مَالِكٍ مِنْ تَأْلِيفِهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا جِدًّا. تُوُفّي معن في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. 316- المغيرة بن سلمة [3]- م. د. ن. ق. - أبو هشام المخزوميّ البصريّ. عَنْ: أبان العطّار، ونافع بْن عمر، والقاسم بْن المفضّل الحُدّانيّ. وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وإسحاق الكَوْسج، وبُنْدار، وعلي بْن المَدِينيّ، ومحمد بْن عَبْد الله المخرمي. قَالَ ابن المَدِينيّ: ما رَأَيْت قُرَشيًا أفضل منه، ولا أشدّ تواضعا. أخبرني   [1] في طبقاته 5/ 437. [2] في الجرح والتعديل 8/ 278. [3] انظر عن (المغيرة بن سلمة) في: التاريخ الكبير 7/ 323 رقم 1387 (دون ترجمة) ، والتاريخ الصغير 215، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 153، والجرح والتعديل 8/ 223 رقم 1003، والثقات لابن حبّان 9/ 169، ورجال صحيح مسلم 2/ 225 رقم 1553، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 500 رقم 1949، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1360، والكاشف 3/ 148 رقم 5689، وتهذيب التهذيب 10/ 261 رقم 469، وتقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1315، وخلاصة تذهيب التهذيب 385. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 407 بعض جيرانه: كَانَ يصلّي طول اللَّيْلِ [1] ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قلت: مات سنة مائتين. ورّخه الْبُخَارِيّ [2] ، واستشهد بِهِ في «الصّحيح» [3] . وقال يعقوب بْن شَيبة: كَانَ ثقة ثبتًا [4] . 317- المفضّل بْن صالح الكوفيّ [5] . أبو جميلة الدّلال النّخّاس. عَنْ: زياد بْن عِلاقة، وابن المنكدر، وعمرو بْن دينار، وجماعة. وعنه: محمد بْن عُمَر بْن الوليد الكِنْديّ، ومحمد بْن إسماعيل، الأحمسيّ، وأحمد بْن بُديل، ومحمد بْن عُبَيْد المُحَاربيّ، وآخرون. وعُمَّر دهرًا. قَالَ الْبُخَارِيُّ [6] : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [7] : يروي المقلوبات عَنِ الثَّقات حتى يتّهمه القلبُ. وقال التَّرْمِذيّ [8] : لَيْسَ بذاك الحافظ [9] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 1360. [2] في تاريخه الصغير 215، والثقات لابن حبّان 9/ 169. [3] تهذيب الكمال 3/ 1360. [4] تهذيب الكمال 3/ 1360، وكذا قال ابن الجنيد. (الجرح والتعديل 8/ 223) . [5] انظر عن (المفضّل بن صالح) في: التاريخ الكبير 7/ 405 رقم 1775، والتاريخ الصغير 209، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 241، 242 رقم 1834، والجرح والتعديل 8/ 316، 317 رقم 1459، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 138، والمجروحين لابن حبّان 3/ 22، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2405، 2406، ورجال الطوسي 315 رقم 565، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 110 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1364، والكاشف 3/ 150 رقم 5705، والمغني في الضعفاء 2/ 674 رقم 6395، وميزان الاعتدال 4/ 167، 168 رقم 8728، وتهذيب التهذيب 10/ 271، 272 رقم 487، وتقريب التهذيب 2/ 271 رقم 1333، وخلاصة تذهيب التهذيب 386. [6] في التاريخ الصغير 209، والكامل لابن عديّ 6/ 2405. [7] في المجروحين 3/ 22. [8] تهذيب الكمال 3/ 1364. [9] وقال أبو حاتم: «هو منكر الحديث» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 408 318- منصور بْن عَبْد الحميد بْن راشد [1] . أبو رياح. عَنْ: أنس بْن مالك، وابن عُمَر، وأبي أمامة. وعن: طاووس اليَمَانيّ، وعدّة. حدَّث بمَرْو عَنْهُمْ قُبَيْلَ المائتين. وعنه: مُعَاذ بْن أسد، وسلمة بْن سليمان المَرْوَزِيّان، ويحيى بْن خالد البلْخيّ، وعبد الله بْن مُثَنَّى الحلميّ، وغيرهم. لَيْسَ بثقة. وهّاه ابن حِبّان [2] . وقال ابن عساكر في سُباعيّاته: ذكر هبةُ الله بْن فاخر السَّجْزيّ هذا، وأنّ الرواية لا تحلّ عَنْهُ. 319- منصور بْن عمّار بْن كثير [3] . أبو السَّريّ السُّلَميّ الخُراساني.   [ () ] وقال ابن عديّ: «وأنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي حيث قال له: اكتشف عن بطنك، وسائره غير ذاك، أرجو أن يكون مستقيما» . [1] انظر عن (منصور بن عبد الحميد) في: الجرح والتعديل 8/ 175، 176 رقم 775، والمجروحين لابن حبّان 3/ 39. [2] في المجروحين 3/ 39. [3] انظر عن (منصور بن عمّار) في: التاريخ الكبير 7/ 350 رقم 1509، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 193، 194 رقم 1771، والجرح والتعديل 8/ 176 رقم 777، والثقات لابن حبّان 9/ 170، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2389- 2391، وطبقات الصوفية للسلمي 130- 136، وحلية الأولياء 9/ 325- 331 رقم 455، وربيع الأبرار 1/ 170 و 4/ 10 و 315، وو الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 259 ب، وتاريخ جرجان 403، وتاريخ بغداد 13/ 71- 79 رقم 7052، والرسالة القشيرية 18، والتذكرة الحمدونية 1/ 190، 191، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 43/ 433- 435، وصفة الصفوة 2/ 308، 309 رقم 256، ووفيات الأعيان 4/ 127 و 130، وسير أعلام النبلاء 9/ 93- 98 رقم 31، وميزان الاعتدال 4/ 187، 188 رقم 8790، والمغني في الضعفاء 2/ 678 رقم 6438، ولسان الميزان 6/ 98- 100 رقم 340، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 286 و 287 و 340، وآثار البلاد وأخبار العباد 337، والنجوم الزاهرة 2/ 244، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 96، 97 رقم 1708. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 409 ويُقال إنّه بصْريّ. كَانَ زاهدًا، واعظًا، كبير الشأن. روى عَنْ: اللَّيْثُ، وابن لهيعة، والمنكدر بن محمد، ومعروف الخياط، والهقل بن زياد، وبشير بن طلحة، وآخرين. وعنه: ابناه سليم، وداود، وزهير بن عباد الرؤاسي، ومحمد بن جعفر الأحول، وأحمد بن منيع، وعلي بن خشرم، ومنصور بن الحارث، وعبد الرحمن بن يونس الرقي، وغيرهم. وكان إليه المنتهى في بلاغة الموعظة وتحريك القلوب إلى الله. أقام ببغداد مدة، ووعظ بها وبالشام ومصر. وسار ذكره وبعد صيته. قال أبو حاتم [1] : صاحب مواعظ لَيْسَ بالقويّ. وقال ابن عَدِيّ [2] : مُنْكَر الحديث. وقال الدّارَقُطْنيّ: لَهُ أحاديث لا يُتَابع عليها. قَالَ ابن يونس: قصّ بمصر عَلَى النّاس، وسمعه اللَّيْثُ فأعجبه ووصله بألف دينار [3] . وقد حدّث عَنْهُ أيضًا: يحيى بْن بُكَيْر، وسعيد بْن عُفَير. ما قصّ عَلَى الناس أحدٌ مثله [4] . أبو شُعيب الحرّانيّ: نا عليّ بْن خشرم: قَالَ منصور بْن عمّار: لما قدِمتُ مصر كانوا في قَحْط، فلمّا صلّوا الجمعة ضجّوا بالبكاء والدّعاء. فحضَرَتْني نيةٌ، فصرتُ إلى الصَّحن وقلت: يا قوم تقرَّبوا إلى الله بالصَّدَقة، فما تُقرَّب إليه بأفضل منها. ثمّ رميت بكِسائي وَقُلْتُ: اللَّهمّ هذا كسائيِ وهو جَهْدي. فتصدّقوا حتى جعلت المرأة تُلقي خرصها، حتى فاض الكساء من   [1] في الجرح والتعديل 8/ 176. [2] في الكامل في الضعفاء 6/ 2391. [3] وفيات الأعيان 4/ 127 و 130. [4] تاريخ بغداد 13/ 72، صفة الصفوة 2/ 308. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 410 أطرافه، ثمّ هطلت السماء ومُطِرنا. فخرج الناس في الطّين والمطر، فَدُفِعَت، يعني الصَّدقات، إلى اللّيث وابن لهيعة، فنظرا إلى كثرة المال فقال أحدهما لصاحبه: لا يُحَرَّك. ووكّلوا بِهِ الثَّقات حتى أصبحوا. فرحتُ أَنَا إلى الإسكندريّة، فبينا أَنَا أطوف عَلَى حصنها إذا رجلٌ يرمقني، فقلت: ما لك؟ قَالَ: أنت المتكلّم يوم الجمعة؟ قلت: نعم! قَالَ: إنّك صرت فتنة. قَالُوا: ذاك الخَضِر دعا، فاستُجيب لَهُ. قلت: بل أَنَا العبد الخاطئ. فقدِمتُ مصر، فلقيت اللَّيْثُ فلمّا نظر إلى قَالَ: أنت المتكلّم يوم الجمعة؟ قلت: نعم!. فأقطعني خمسة عشر فَدَّانًا، وصرت إلى ابن لهيعة فأقطعني خمسة فدادين [1] . عليّ بْن خَشْرم: نا منصور (ح) وأبو داود، عَنْ قُتَيْبة، عَنْ منصور قَالَ: قدِمت مصر وبها قحط، فتكلّمتُ، فبذلوا صدقات كثيرة. فأُتيّ بي إلى اللّيث فقال: ما حملك على أن تكلّمت ببلدنا بغير أمرنا. قلتُ: أصلحك الله، أعرضُ عليك، فإن كَانَ مكروهًا نهيتني. قَالَ: تكلّم. فتكلَّمت، فقال: قم، لا يحلّ أن أسمع هذا وحدي. قَالَ: وأخرج إليّ بعد هذا حلية قيمتها ثلاثمائة دينار. ثمّ لمّا خرج النّاس ناولني كيسًا فيه ألف دينار، وقال: لا تُعْلِم بِهِ ابني فتهون عَليْهِ [2] . وقال أبو حاتم: نا سُلَيْم بْن منصور، نا أَبِي قَالَ: أعطاني اللَّيْثُ ألف دينار [3] . قَالَ عليّ بْن خَشْرَم: سمعت منصورًا يَقُولُ: المتكلّمون ثلاثة: الحَسَن البصْريّ، وعمر بْن عَبْد العزيز، وعون بْن عَبْد الله. قلت: فأنت الرابع [4] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 72، 73، تاريخ دمشق 43/ 434، 435. [2] تاريخ بغداد 13/ 73، 74، تاريخ دمشق 43/ 435. [3] وفيات الأعيان 4/ 127. [4] تاريخ بغداد 13/ 74. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 411 وقيل: إنّ الرشيد لمّا سَمِعَ وعظه قَالَ: مِن أَيْنَ تعلّمت هذا؟ قَالَ: تَفَلَ في في النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ وقال: «يا منصور قُلْ» [1] . السَّرَّاج: نا أحمد بن موسى الأنصاريّ قَالَ: قَالَ منصور بْن عمّار: حججتُ فَبِتّ بالكوفة، فخرجت في الظَّلْماء فإذا بصارخٍ يَقُولُ: إلهي وعزّتك ما أردتُ بمعصيتي مخالفتك، ولقد عصيتك وما أَنَا بنَكالِك جاهل، ولكنْ خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي، وغرّني سَتْرُك، والآن مِن ينقذني؟ فتلوت هذه الآية قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ 66: 6 [2] فسمعت دكدكةً، فلمّا كَانَ مِن الغد مررتُ هناك، فإذا بجنازةٍ، وإذا عجوز تَقُولُ: مرّ البارحة رجلٌ فَتَلا آية، فتفطّرت مرارته، فوقع مَيْتًا [3] . قَالَ أبو بَكْر، وعثمان ابنا أبي شيبة: كنّا عند ابن عُيَيْنَة فجاء منصور بْن عمار فسأله عَنِ القرآن، فزبره وأشار بالعكّاز إليه. وانتهره. فقيل: يا أبا محمد إنّه عابد. قَالَ: ما أرى إلا شيطانًا. قَالَ منصور: دخلت عَلَى سُفْيان بْن عُيَيْنَة، فحدَّثني ووعظته، فلمّا أثارت الأحزان دموعه رفع رأسه وردّها في عينيه، فقلت: هلا أسبلتها إسبالا، وتركتها تجري سجالا. قَالَ: إنّ الدمعة إذا بقيت كَانَ أبقى للحزن في الجوف [4] . قَالَ سُلَيْم بْن منصور: كتب بِشْر المريْسي إلى أَبِي: أخبرني عَنِ القرآن. فكتب إليه: عافانا الله وإيّاك، وجعلنا مِن أهل السُّنَّةِ، فإن يفعل فأعظم بها منّه، وإلا فهي الهلكة. نَحْنُ نرى أنّ الكلام في القرآن بدعة تشارك فيها السّائل والمجيب. تعاطى السائل ما ليس له، وتكلف المجيب   [1] تاريخ بغداد 13/ 74 وزاد: «فأنطقت بإذن الله» [2] سورة التحريم، الآية 6. [3] الخبر مطوّل في الحلية 1/ 328، 329، والتذكرة الحمدونية 1/ 191 رقم 445. [4] حلية الأولياء 9/ 327. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 412 ما لَيْسَ عَليْهِ. وما أعرفُ خالقًا إلا الله، وما دونه مخلوق، والقرآن كلام الله. فانْتَهِ بنفسك وبالمختلفين فيه معك إلى أسمائه الّتي سمّاه الله بها، ولا تُسَمَّ القرآن باسمٍ مِن عندك، فتكون مِن الضّالّين [1] . رواها أبو الحسن الميمونيّ، وغيره، عَنْ سُلَيْم. أبو عليّ الكوكبيّ: نا حريز بْن أحمد بْن أَبِي داود: حدَّثني سلمويه بْن عاصم قَالَ: كتب بِشْر إلى منصور بْن عمار يسأله عن قوله: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى 20: 5 [2] كيف استوى؟. فكتب إليه: استواؤه غير محدود، والجواب فيه تكلّف، مساءلتك عَنْهُ بدعة، والإيمان بجملة ذَلِكَ واجب [3] . عَنْ عَبْدَك العابد قَالَ: قِيلَ لمنصور بْن عمّار: تتكلّم بهذا الكلام، ونرى منك أشياء؟ قَالَ: احسبوني دُرّة وجدتموها عَلَى كناسة [4] . وعن بِشْر الحافي أنّه كتب إلى منصور بْن عمّار أنِ اكتب إليَّ بما مَنَّ الله علينا. فكتب إليه: يا أخي، قد أصبحنا في نِعَمٍ لا نُحصيها في كثرة ما نعصي. فلا أدري كيف أشكره بجميل ما نَشَرَ، أو قبيح ما سَتَر [5] . قلت: ساق ابن عَدِيّ [6] لمنصور تسعة أحاديث منكرة. وَرُوِيَ أنّه رُئِيَ بعد موته فَقِيلَ: ما فعل اللَّه بك؟. قَالَ: غفر لي وقال: يا منصور قد غفرتُ لك عَلَى تخليطك، إلا أنّك تحوش الناس إلى ذكري [7] .   [1] حلية الأولياء 9/ 326، تاريخ بغداد 13/ 75، 76. [2] سورة طه، الآية 5. [3] تاريخ بغداد 13/ 76. [4] حلية الأولياء 9/ 327. [5] تاريخ بغداد 13/ 74 وفيه تتمّة. [6] في الكامل في الضعفاء 6/ 2389، 2391. [7] حلية الأولياء 9/ 325، 326، تاريخ بغداد 13/ 79. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 413 وقيل هذا لأبي العتاهية: إنّ يومَ الحسابِ يَوْمٌ عسيرٌ ... لَيْسَ للظّالمين فيه مُجيرُ فاتّخذ عدَّةً لمطلع القبر ... وَهَوْلِ الصَّراط يا منصور [1] . 320- منصور بن وردان الأسَديّ الكوفيّ [2]- ت. ق. - عَنْ: أبان بْن تَغْلِب، وعليّ بْن عَبْد الأعلى الثَّعْلبيّ. وعنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وابن نُمَير، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ. وثقه أحمد. وله سَمِيّ في طبقة منصور بْن المعتمر. وقال بعض الحُفَّاظ: إنّ صاحب الترجمة لا يُحْتَجّ بِهِ، بل هُوَ صُوَيْلح [3] . 321- مؤرَّجُ بْن عَمْرو السَّدُوسيّ البصْريّ النّحويّ [4] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 76. [2] انظر عن (منصور بن وردان) في: التاريخ الكبير 7/ 347 رقم 1496، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 190، رقم 1767، والجرح والتعديل 8/ 180 رقم 784، والثقات لابن حبّان 9/ 171، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1377، والكاشف 3/ 156 رقم 5748، والمغني في الضعفاء 2/ 679 رقم 6444، وميزان الاعتدال 4/ 189 رقم 8796، وتهذيب التهذيب 10/ 316 رقم 549، وتقريب التهذيب 2/ 277 رقم 1395، وخلاصة تذهيب التهذيب 388. [3] قال البخاري: لا يعرف له إسناد. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 190) و (الكامل لابن عدي 6/ 2388) . وقال أبو حاتم: «يكتب حديثه» . (الجرح والتعديل 8/ 180) . وذكره ابن حبّان في الثقات، وأورد له حديثا منكرا. [4] انظر عن (مؤرّج السدوسي) في: التاريخ الكبير 8/ 71 رقم 2200، والمعارف 543، والشعر والشعراء 1/ 181، والجرح والتعديل 8/ 443 رقم 2027، ومراتب النحويين للزبيدي 67، والمؤتلف والمختلف للآمدي 54، وجمهرة أنساب العرب 299، وتاريخ بغداد 13/ 258، 259 رقم 7211، والأنساب لابن السمعاني 7/ 60، 61، ونزهة الألباء 179، ومعجم الأدباء 19/ 196- 198 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 414 أبو فَيْد، أحد أئمّة العربية واللُّغة. أخذ عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وشُعْبَة، والخليل بْن أحمد. وسكن نَيْسابور وبثّ بها علومه، وأخذ عَنْهُ أهلُها، وصنّف «غريب القرآن» . أخذ عَنْ: أحمد بْن خَالِد الذُّهْليّ، وخليل بْن أسد، وغيرهما. وكان يَقُولُ: اسمي وكنيتي غريبان. تَقُولُ العرب: أرّتّ بين القوم، إذا حَرّشت بينهم [1] . والفَيْد وَرْدُ الزَّعْفران، وفاد الرجل فَيْدًا: مات [2] . تُوُفّي أبو فَيْد سنة خمسٍ وتسعين ومائة. 322- موسى بْن إبراهيم بْن كثير الأنصاريّ الحزامي المدني [3]- ت. ق. - عَنْ: طلحة بن خِراش، ويحيى بْن عَبْد الله بْن أبي قَتَادة. وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحَزاميّ، وعَبده بْن عَبْد اللَّه الصَّفّار، وعلي بْن المَدِينيّ، ودُحَيْم، ويحيى بْن حبيب بْن عربيّ. صدوق، مقلّ. 323- موسى بن طارق [4]- ن. -   [ () ] رقم 65، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 327، وأمالي القالي 3/ 113، ووفيات الأعيان 2/ 246، 247 و (5/ 304- 307) ، وسير أعلام النبلاء 9/ 309، 310 رقم 95، ومرآة الجنان 1/ 449 وفيه تصحّف الى (مروج) ، والمزهر 2/ 232، وبغية الوعاة 2/ 305 رقم 2037، ونور القبس 104، وتخليص الشواهد 136. [1] تاريخ بغداد 13/ 258، وفيات الأعيان 5/ 307. [2] تاريخ بغداد 13/ 258، وفيات الأعيان 5/ 307. [3] انظر عن (موسى بن إبراهيم) في: الجرح والتعديل 8/ 133، 134 رقم 604، والثقات لابن حبّان 7/ 449، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 11 ب، وميزان الاعتدال 4/ 199 رقم 8843. [4] انظر عن (موسى بن طارق) في: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 415 ابو قرّة الزّبيديّ، قاضي زَبِيد وعالمُها. روى عَنْ: عُبَيْد الله بْن عُمَير، وموسى بْن عُقْبة، وابن جُرَيج، وأيمن بن نابل، وأخذ القراءة عَنْ: نافع بْن أَبِي نُعَيْم. وصنّف السُّنَن. روى عَنْهُ: أحمد، وإسحاق، وصامت بْن مُعَاذ، وأبو جُمّة محمد بْن يوسف الزُّبَيْديّ. قَالَ أبو حاتم [1] : محلُّه الصَّدْق [2] . 324- موسى بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ بْن أبي طَالِب [3] . أبو الحَسَن الهاشميّ العلويّ المدنيّ. أخو محمد وإبراهيم الذين حاربا المنصور. روى عن: أبيه. وعنه: عَبْد العزيز الدَّرَاوَرْديّ مَعَ تقدُّمه، ومروان بْن محمد الطَّاطَريّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله الهَرَويّ، وَسَلَمَةُ بْن بِشْر، وولده عَبْد الله بْن موسى. اختفى مدّةً بالبصْرة بعد قتل أخَوَيه، ثمّ أخذ فحمل إلى المنصور،   [ () ] الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 92، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 86، والجرح والتعديل 8/ 148 رقم 669، والثقات لابن حبّان 9/ 159، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 20 ب، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 58، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1387، والكاشف 3/ 163 رقم 5804، وسير أعلام النبلاء 9/ 346 رقم 112، وميزان الاعتدال 4/ 207 رقم 8882، وتهذيب التهذيب 10/ 349، 350 رقم 624، وتقريب التهذيب 2/ 284 رقم 1471، وخلاصة تذهيب التهذيب 391. [1] في الجرح والتعديل 8/ 148. [2] وذكره ابنُ حِبّان فِي الثّقات، وقَالَ: «كان مِمَّنْ جمع وصنّف وتفقّه وذاكر، يغرب» . [3] انظر عن (موسى بن عبد الله الهاشمي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 9/ 381، وطبقات خليفة 258، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3334، والتاريخ الكبير 7/ 287، والجرح والتعديل 8/ 150 رقم 678، ورجال الطوسي 307، رقم 429، وتاريخ بغداد 13/ 25- 27 رقم 6986، والمغني في الضعفاء 2/ 684 رقم 5، 65، وميزان الاعتدال 4/ 211 رقم 8889، ولسان الميزان 6/ 123 رقم 425. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 416 فضربه سبعين سَوْطًا، ثمّ عفا عَنْهُ [1] . قَالَ أبو بَكْر الخطيب [2] : روى شيئًا كثيرًا [3] عَنْ أبيه. وقال يحيى بْن مَعِين [4] : قد رَأَيْته وهو ثقة. وقال الْبُخَارِيّ [5] : فيه نظر. وقيل: إنّه امتنع مِن التحديث [6] ، وله شِعْر حسنٌ سائر [7] . 325- موسى بْن يحيى بْن خَالِد بْن بَرْمَك [8] . مِن كبار أمراء الدّولة، ولاه الرشيد إمرة الشام في أيام فتنة أَبِي الهيذام، فقدِم وأصلح بين القَيْسيّة واليَمَانية. وكان شابًا شجاعًا كافيًا ذا دَهاء ورأي. عزم المأمون أن يولّيه ثغر السَّند لشجاعته. حكى عَنْهُ: ابنه هارون، والأصمعيّ، وعليّ بْن المَدِينيّ. ولا أعلم متى توفّي.   [1] تاريخ بغداد 13/ 25. [2] في تاريخ بغداد 13/ 25. [3] في التاريخ: «شيئا يسيرا» . [4] تاريخ بغداد 13/ 27. [5] في تاريخه الكبير. [6] قال ابن معين: «دخلت على موسى ها هنا ببغداد- وتشفّع إليه رجل- فقال: قد منعت من الحديث، ولولا ذلك لحدّثتك، فلم نسمع منه شيئا» . (تاريخ بغداد 13/ 27) . [7] أورد الخطيب بعضه في تاريخه. [8] انظر عن (موسى بن يحيى البرمكي) في: تاريخ اليعقوبي 2/ 458، وتاريخ الطبري 8/ 251 و 292 و 299، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2559، وفتوح البلدان 544، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 170، وتحفة الوزراء 140، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 435، 436، والتذكرة الحمدونية 2/ 275 رقم 731، والوزراء والكتّاب 198، والكامل في التاريخ 6/ 177 و 178، ووفيات الأعيان 6/ 220 و 222، وأمراء دمشق في الإسلام 90 رقم 271. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 417 326- مؤمّل بْن عبد الرَّحْمَن بْن العبّاس البصْريّ [1] . أبو العبّاس. حدَّث بمصر عَنْ: حُمَيْد الطّويل، وعَوْن، وابن عَجْلان، وأبي أُمَيَّة بْن يَعْلَى. وعنه: أبو يحيي الوتّار، وعبد الغني بْن عبد العزيز العسّال، وعمرو بْن سَوّار، ومحمد بْن عَبْد الله بْن ميمون، وآخرون. عِداده في الضًّعفاء. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : عامّة حديثه غير محفوظ. 327- مَيْسَرةُ بنُ عَبْد ربّه التُّسْتَرِيّ [4] . عَنْ: سُفْيان الثَّوْريّ، وموسى بْن عُبَيْدة، وابن جُرَيج. وعنه: يحيى بْن يزيد الخوّاص، وعمر بْن مطر السَّكسكيّ. قال البخاريّ [5] : يرمى بالكذب.   [1] انظر عن (مؤمّل بن عبد الرحمن) في: الجرح والتعديل 8/ 374، 375 رقم 1710، والمجروحين لابن حبّان 1/ 349 و 2/ 171، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2432، 2433، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1395، والمغني في الضعفاء 2/ 689 رقم 6550، وميزان الاعتدال 4/ 229 رقم 8953، وتهذيب التهذيب 10/ 382، 383 رقم 685، وتقريب التهذيب 2/ 290 رقم 1534. [2] في الجرح: «ليّن الحديث، ضعيف الحديث» . [3] في الكامل 6/ 2433. [4] انظر عن (ميسرة بن عبد ربّه) في: التاريخ الكبير 7/ 377 رقم 1620، والتاريخ الصغير 187 و 195، والضعفاء الصغير 277، والضعفاء والمتروكين للنسائي 304 رقم 580، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 263، 264 رقم 1868، والجرح والتعديل 8/ 254 رقم 1157، والمجروحين لابن حبّان 3/ 11، 12، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2422- 2424، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 160 رقم 510، وتاريخ جرجان 132، والمغني في الضعفاء 2/ 689 رقم 6553، وميزان الاعتدال 4/ 230- 232 رقم 8958، ولسان الميزان 6/ 138- 140 رقم 480. [5] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء للعقيليّ. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 418 وقال النَّسَائيّ [1] : متروك الحديث [2] . قلت: هُوَ واضع كتاب «العقل» [3] ، وقد تقدّم ذكره أيضا.   [1] في الضعفاء والمتروكين 304 رقم 580. [2] وقال العقيلي: «أحاديثه بواطيل غير محفوظة» . وقال أبو حاتم: كان يرمى بالكذب، وكان يفتعل الحديث، روى في فضل قزوين والثغور بالكذب. وقال أبو زرعة: كان يضع الحديث وضعا، قد وضع في فضائل قزوين نحو أربعين حديثا، كان يقول: إني أحتسب في ذلك. وقال ابن حبّان: كان ممن يروي الموضوعات عن الإثبات، ويضع المعضلات عن الثقات في الحثّ على الخير والزجر عن الشرّ، لا يحلّ كتابة حديثه إلّا على سبيل الاعتبار. وقال ابن حمّاد: ميسرة الّذي يحدّثون عنه تلك الأحاديث الطوال كان كذّابا. وقال ابن عديّ: عامّة حديثه يشبه بعضها بعضا في الضعف. [3] الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 160 رقم 510. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 419 حرف النون 328- نَصْر بْن باب [1] . أبو سهل الخُراسانيّ. سَمِعَ: أبا إِسْحَاق السَّبِيعيّ، وإسماعيل بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأحْمَد بْن حنبل، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن يزيد السُّلَميّ، وعليّ بن سلمة، وأهل نيسابور. وثّقه أحمد [2] .   [1] انظر عن (نصر بن باب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 345 و 376، والتاريخ لابن معين 2/ 604، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 51، وطبقات خليفة 323، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5338، والتاريخ الكبير 8/ 105، 106 رقم 2357، والتاريخ الصغير 209، والضعفاء الصغير 278 رقم 372، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 197 رقم 362، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 302 رقم 1902، والجرح والتعديل 8/ 469 رقم 2145، والمجروحين لابن حبّان 3/ 53، والكامل في الضعفاء 7/ 2500- 2502، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 169 رقم 545، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 241 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 695 رقم 6606 وفيه (نصر بن ناب) ، وميزان الاعتدال 4/ 250 رقم 9025، ولسان الميزان 6/ 150، 151 رقم 531 وفيه (نصر بن ثابت بن سهل الخراساني) . [2] قال عبد الله بن أحمد بن حنبل في (العلل ومعرفة الرجال 3/ 301 رقم 5338) : «سألت أبي عن نصر بن باب، فقال: إنما أنكر الناس عليه حين حدّث عن إبراهيم الصائغ وما كان به بأس، قلت له: إن أبا خيثمة قال: نصر بن باب كذّاب، قال: ما أجترئ على هذا أن أقوله، أستغفر الله» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 420 وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ ابْنُ حِبّان [2] : لا يُحْتَجّ بِهِ. وقال الْبُخَارِيّ [3] : يرمونه بالكذب. وقال غير واحد: متروك [4] . 329- النّضر بْن كثير [5]- د. ن. -   [1] في تاريخه 2/ 604، وقال في (معرفة الرجال 1/ 55، 56 رقم 51) : «أتيت نصر بن باب أنا وابن الحجّاج بن أرطاة، فخرج إلينا وجعل يقرأ من الكتاب وقد طوى رأسه. أخبرنا، أحمد، حدّثنا جعفر، حدّثنا أحمد بن محمد بن محرز قال: وسمعت يحيى بن معين مرة أخرى يقول، وذكرت عنده نصر بن باب فقال: كذّاب، خبيث، وعدوّ للَّه. ذهبت إليه أنا وابن الحجاج بن أرطاة فأخرج إلينا كتبا كان فيها كتاب عوف، فجعل يحدّثنا، فطوى رأس الكتاب، فاستربت به، فقلت: ناولني الكتاب- وظننت أنه قد خنس عنّا بعض الأحاديث- فأبي أن يعطيني، فوثبت عليه، فأخذت الكتاب منه، فنظرت فيه- وكان يحدّث عن عوف- فإذا أوله: «بسم الله الرحمن الرحيم- حدّثني نوح بن أبي مريم أبو عصمة الخراساني، عن عوف» ، فطرحت الكتاب من يدي وقمت وتركناه، فقلت له: كيف هذا؟ فقال: هاه كتبتها عن أبي عصمة، ثم سمعتها بعد، فقمنا وتركناه» . [2] في المجروحين 3/ 53. [3] في تاريخه الكبير 8/ 106، والضعفاء الصغير 278، وقال في تاريخه الصغير 209- «سكتوا عنه» . [4] قال ابن سعد في الطبقات 7/ 345 و 376: «حدّث عن إبراهيم الصائغ فاتّهموه فتركوا حديثه» . وقال الجوزجاني: «لا يستوي حديثه شيئا» . وذكره العقيلي في الضعفاء، واقتبس قول أحمد، وابن معين، والبخاري. وذكر له حديثا وقال: لا يعرف إلّا به. وقال أبو حاتم: «هو متروك الحديث» . وقال العباس بن مصعب: «لم يكن بثقة» . وقال النسائي: «متروك الحديث» . وقال ابن عديّ: «وهو مع ضعفه يكتب حديث» . وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء. [5] انظر عن (النضر بن كثير) في: التاريخ الكبير 8/ 91 رقم 2303، والتاريخ الصغير 205، والضعفاء الصغير 278 رقم 374، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 292 رقم 1887، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، والجرح والتعديل 8/ 478، 479 رقم 2192، والمجروحين لابن حبّان 3/ 49، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2492، والأسامي الجزء: 13 ¦ الصفحة: 421 أبو سهل البصريّ العابد. عن: عبد الله بن طاووس، وداود بْن أَبِي هند، ويحيى بْن سَعِيد، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وعُقبة بْن مُكْرَم، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وعمر بْن شَبَّه. وقال الفلاس: كَانَ يُعَدّ مِن الأبدال [1] . وقال أحْمَد: ضعيف الحديث [2] . وقال الْبُخَارِيّ [3] : عنده مناكير [4] .   [ () ] والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 240 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1413، والكاشف 3/ 180 رقم 5942، والمغني في الضعفاء 2/ 698 رقم 6642، وميزان الاعتدال 4/ 262 رقم 9081، وتهذيب التهذيب 10/ 443، 444 رقم 807، وتقريب التهذيب 2/ 302 رقم 99، وخلاصة تذهيب التهذيب 402. [1] تهذيب الكمال 3/ 1413، [2] تهذيب الكمال 3/ 1413. [3] الكامل في الضعفاء 7/ 2492، وفي تاريخ البخاري الكبير «فيه نظر» . [4] وقال ابن الجنيد: «ضعيف الحديث» . (الجرح والتعديل 8/ 479) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يروي الموضوعات عن الثقات على قلّة روايته، حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال» . وقال ابن عديّ: «وهو ممّن يكتب حديثه» . وقال الحاكم: «ليس بالقويّ عندهم» وذكر حديثا له عن ابن عبد الله بن طاووس، في رفع اليدين إذا رفع رأسه من الركوع، وقال: هذا حديث منكر من حديث ابن طاووس. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 422 حرف الهاء 330- هارون بْن أَبِي عيسى [1]- ن. - روى السّيرة النَّبويَّة عَنِ ابن إسحاق. قَالَ الْبُخَارِيّ: يخطئ عَنْ غير ابن إسحاق [2] . قلت: حدَّث عَنْهُ ابنه عَبْد الله، وَمُعَلَّى بْن أسد. 331- هارون الرشيد [3] .   [1] انظر عن (هارون بن أبي عيسى) في: التاريخ الكبير 8/ 224 رقم 2802، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 358، 359 رقم 1968، والجرح والتعديل 9/ 93 رقم 387، والمجروحين لابن حبّان 1/ 341، والثقات لابن حبّان 9/ 238، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1430، والكاشف 3/ 189 رقم 6019، والمغني في الضعفاء 2/ 705 رقم 6702، وميزان الاعتدال 4/ 285 رقم 9167، وتهذيب التهذيب 1011 رقم 20، وتقريب التهذيب 2/ 312 رقم 20، وخلاصة تذهيب التهذيب 407. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 358، وليس في تاريخ البخاري هذا القول. وقال العقيلي في الضعفاء: «لا يتابع على حديثه» . وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] أخبار (هارون الرشيد) كثيرة في مصادر لا حصر لها، أذكر بعضها: تاريخ خليفة 437 و 461، والمعارف 381 و 383، والأخبار الطوال 386، 387، والمعرفة والتاريخ 1/ 161 و 182، وتاريخ اليعقوبي 2/ 387 و 395 و 402- 404 و 405- 434 و 442 و 454، وأنساب الأشراف 3/ 94 و 95 و 181 و 191 و 214 و 254 و 255 و 275- 278 و 280 و 282 و 296 و 309 و 310، وتاريخ الطبري 8/ 230 وانظر فهرس الأعلام (10/ 440) ، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 757- 768 و 2493- 2558 و 2588- 2600 وانظر فهرس الأعلام (1/ 339) ، والتنبيه والإشراف 299، 300، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام 669) ، والخراج وصناعة الكتابة 382 و 383 و 386، والأخبار الموفقيّات 36 و 70 و 74 و 144 و 145 و 283 و 368 و 381، وطبقات الشعراء لابن الجزء: 13 ¦ الصفحة: 423   [ () ] المعتزّ 73- 75 و 80 و 89 و 110 و 114 و 121 و 149- 152 و 155 و 158 و 159 و 217 و 218 و 224 و 231 و 232 و 235 و 238 و 242- 247 و 250- 252 و 255- 260 و 438، وولاة مصر للكندي 154- 169 و 171 و 172 و 175، والولاة والقضاة 131- 146 و 148 و 384 و 385 و 388 و 390 و 394 و 397 و 410 و 411 و 442 و 503، والبدء والتاريخ 6/ 101- 107، والعيون والحدائق 3/ 290- 319 وانظر فهرس الأعلام (607) ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام 5/ 157) ، ونشوار المحاضرة له (انظر فهارس الأعلام 1/ 374 و 2/ 385 و 3/ 59 و 4/ 302 و 5/ 310 و 6/ 289 و 7/ 302 و 8/ 289) ، وعيون الأخبار 1/ 17 و 19 و 82 و 93 و 94 و 318 و 2/ 367 و 3/ 17 و 54 و 59 و 117 و 204 و 300، وتحسين القبيح 32 و 64، وثمار القلوب 68 و 96 و 113 و 114 و 154 و 166 و 167 و 187 و 188 و 190 و 331 و 513 و 590 و 599 و 635 و 638 و 639 و 669، وخاصّ الخاصّ 50، وتحفة الوزراء 65 و 115 و 118 و 119 و 142، وبغداد لابن طيفور 14 و 15 و 88 و 139 و 166، ولطف التدبير للإسكافي 24 و 25، ومقاتل الطالبيين (انظر فهرس الأعلام) 774، والأغاني 17/ 159 و 18/ 65 و 67 و 68 و 184 و 198 و 201- 203 و 208 و 212 و 214 و 216 و 220 و 221 و 223- 226 و 228 و 232 و 233 و 235 و 237 و 238 و 240- 242 و 244 و 246- 249 و 300- 304 و 307- 309 و 311 و 312 و 314- 316 و 319 و 338 و 340 و 343 و 19/ 35 و 38 و 39 و 41 و 54 و 59 و 74 و 107 و 162 و 223 و 229 و 236 و 246 و 247 و 262 و 269 و 270 و 279 و 280 و 283 و 284 و 286 و 287 و 289- 291 و 294 و 295 و 298 و 20/ 9 و 32 و 47 و 55 و 115 و 116 و 145 و 179- 181 و 213 و 216 و 217 و 226 و 227 و 229 و 236 و 239 و 302 و 358 و 21/ 60 و 252 و 22/ 46- 48 و 212 و 253 و 342 و 343 و 23/ 1 و 2 و 38 و 90 و 93 و 136- 138 و 161 و 176 و 218 و 219 و 221 و 222 و 24/ 137، والشعر والشعراء (انظر فهرس الأعلام) 2/ 789، والفتوح لابن أعثم الكوفي 8/ 243- 286، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 159) ، وربيع الأبرار 4/ 20 و 24 و 29 و 91 و 109 و 125 و 128 و 163 و 164 و 183 و 194 و 224 و 225 و 229 و 236 و 238 و 254 و 315 و 327 و 362 و 363 و 377 و 426 و 450، والأوائل للعسكريّ 180- 183، والجليس الصالح 1/ 423، 424 و 515 و 580 و 2/ 73 و 3/ 13 و 53 و 127 و 147 و 224 و 245 و 255 و 295، وتاريخ بغداد 14/ 5- 13 رقم 7347، والإنباء في تاريخ الخلفاء 26 و 28 و 29 و 71 و 73- 77 و 80- 85 و 87- 89 و 94- 97 و 100 و 103 و 107 و 109، والهفوات النادرة 16 و 17 و 36 و 45 و 53 و 76 و 135 و 136 و 146 و 147 و 174 و 176- 182 و 184 و 189 و 193 و 325 و 348 و 355 و 375، والتذكرة الحمدونية 1/ 3 و 183- 186 و 212 و 249 و 308 و 347 و 348 و 414 و 419 و 425 و 427 و 439 و 442 و 2/ 47 و 49 و 77 و 78 و 93 و 116 و 141- 143 و 188 و 189 و 194 و 219 و 238 و 273 و 274 و 322 و 331 و 419 و 417 و 469، والكامل في التاريخ 6/ 106 وانظر فهرس الأعلام (13/ 380) ، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 424 أمير المؤمنين أبو جعفر بْن محمد المهديّ ابن المنصور أبي جعفر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بن عباس العبّاسيّ البغداديّ. استُخْلِف بعهدٍ مِن أبيه سنة سبعين ومائة عند موت أخيه الهادي. حدَّث عَنْ: أَبِيهِ، وجدّه المنصور، ومبارك بن فضالة. روى عنه: ابنه المأمون، وغيره.   [ () ] ولباب الآداب 84 و 109 و 140 و 141 و 200 و 343 و 391، وبدائع البدائه 45 و 46 و 79 و 110 و 123 و 148 و 153 و 155 و 219 و 220 و 335 و 369، والفخري 193- 211 وانظر فهرس الأعلام 357، ووفيات الأعيان 1/ 331- 339 و 342- 345 و 2/ 314- 317 و 3/ 171- 174 و 4/ 35- 39 و 5/ 235- 238 و 6/ 326- 332 وانظر فهرس الأعلام (8/ 234) ، وخلاصة الذهب المسبوك 77 و 99 و 100 و 106- 108، ونهاية الأرب 22/ 158- 163، والمختصر في أخبار البشر 1/ 305، ومختصر التاريخ لابن الكازروني (انظر فهرس الأعلام 345) ، ومختصر تاريخ الدول لابن العبري 128- 132، وأخبار الزمان له 13- 18، وأمالي المرتضى 1/ 82- 84 و 142 و 146 و 147 و 149 و 275 و 300 و 335 و 459 و 463 و 464 و 2/ 9- 13 و 105 و 274 و 277، وأمالي القالي 1/ 31 و 66 و 74 و 123- 125 و 254 و 2/ 191 و 3/ 183 والذيل 67، والجامع الكبير لابن الأثير 92 و 101 و 128 و 129، والأذكياء لابن الجوزي 47 و 77 و 78 و 93 و 131 و 132 و 140 و 146 و 150 و 151 و 153 و 154 و 174- 176 و 214 و 217، والحمقى والمغفلين له 23 و 101 و 177، والوزراء والكتّاب (انظر فهرس الأعلام) ، وأخبار النساء لابن القيّم 126 و 127 و 181 و 198 و 249- 252، وحلية الأولياء 8/ 105- 108، وسراج الملوك 51، والذهب المسبوك للحميدي 212، والمصباح المضيء لابن الجوزي 2/ 152، ومحاضرات الأبرار لابن عربي 1/ 193، 194، ومحاضرات الأدباء 447، 1/ 538، والبصائر والذخائر 1/ 159 و 2/ 433، ونثر الدرّ 29- 37 و 3/ 35، والتمثيل والمحاضرة 145، وغرر الخصائص 346، 353، والبيان والتبيين و 377 و 378 و 3/ 40 و 353، ومعجم الشعراء للمرزباني 245، وأدب الدنيا والدين 91، وشرح نهج البلاغة 19/ وزهر الآداب 663، وشرح العيون 262، وترتيب المدارك 2/ 19 و 20 و 23 و 24، والإلمام للنويري السكندري 1/ 144، والمستجاد 138- 140، ومناقب أبي حنيفة للمكي 181، والبخلاء للخطيب 82، ومجموعة المعاني 34، والعبر 1/ 312، وسير أعلام النبلاء 9/ 286- 295 رقم 81، ودول الإسلام 1/ 113- 121، ومآثر الإنافة 1/ 192- 203، وتاريخ الخلفاء 283، وثمرات الأوراق لابن حجّة 23، و 55 و 56 و 66 و 67 و 123 و 124 و 125 و 207 و 285 و 306- 310 و 338 و 383 و 384، والنجوم الزاهرة 2/ 142، وشذرات الذهب 1/ 334، وآثار البلاد للقزويني 633، وأخبار الدول للقرماني 149- 152، وتاريخ ابن خلدون 3/ 217- 229، وغيره. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 425 وكان من أميز الخلفاء، وأجل ملوك الدنيا. وكان كثير الغزو والحج كما قيل فيه: فمن يطلب لقاك أو يرده ... فبالحرمين أو أقصى الثغور [1] . مولده بالري حين كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان، في سنة ثمان وأربعين ومائة. وأمه أُمّ ولد اسمها الخَيْزُران [2] . وكان أبيض طويلا جميلا مليحًا، مُسمَّنًا، فصيحًا، لَهُ نظر في العِلْم والآداب، وقد وَخَطَه الشَّيْب [3] . أغزاه والده أرضَ الروم وهو ابن خمس عشرة سنة. وبلغني أنّه كَانَ يصلّي في خلافته في اليوم مائة ركعة إلى أن مات. ويتصدّق كلَّ يوم مِن صُلْب ماله بألف درهم [4] ، فاللَّه أعلم. وكان يحبّ العِلْم وأهله، ويُعظَّم حُرُمات الإسلام، ويبغض المِراء في الدّين، والكلام في معارضة النَّصّ [5] . وكان يبكي عَلَى نفسه وعلى إسرافه وذنوبه، سيّما إذا وُعِظ. وكان يحبّ المديح ويُجيز عَليْهِ الأموال الجزيلة الجليلة [6] . وله: شعر يروق.   [1] تاريخ بغداد 14/ 6، والبيت لأبي المعالي الكلابي، وهو في تاريخ بغداد (أبو الشغلي) ، ويتبعه بيتان آخران: ففي أرض العدوّ على طمرّ ... وفي أرض الترفه فوق كور وما حاز الثغور سواك خلق ... من المتخلفين على الأمور (تاريخ الطبري 8/ 321، تاريخ بغداد 14/ 6) وفي: الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 75: وفي أرض الثنيّة» . [2] تاريخ بغداد 14/ 5، 6 وفيه ولد سنة 149 هـ-. والتاريخ في: الإنباء في تاريخ الخلفاء 75. [3] تاريخ بغداد 14/ 5، 6. [4] تاريخ بغداد 14/ 6، الفخري 193. [5] تاريخ بغداد 14/ 7، الفخري 193. [6] تاريخ بغداد 14/ 7. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 426 دخل عَليْهِ مرّةً ابن السّمّاك الواعظ، فبالَغَ في احترامه، فقال لَهُ ابن السّمّاك: تواضُعك في شرفك أشرفُ مِن شَرَفك. ثمّ وعظه فأبكاه [1] . وقد وعظه الفُضَيْل بْن عياض حتى جعل يشهق بالبكاء. وكان هُوَ أتى بنفسه إلى بيت الفُضَيْل [2] . ومن محاسنه أنّه لمّا بلغه موتُ ابن المبارك جلس للعزاء، وأمر الأعيان أن يُعَزُّوه في ابن المبارك. قَالَ نِفْطَوَيْه في تاريخه: حكى بعض أصحاب الرّشيد أنّ الرشيد كَانَ يصلّي في اليوم مائة ركعة، لم يتركها إلا لِعلّة. وكان يقتفي آثار جدّه أَبِي جعفر، إلا في الحرْص وَالْبُخْلِ [3] . قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ: مَا ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيِ الرَّشِيدِ إِلا قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِي. وَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَدِدْتُ أَنِّي أُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أحبى ثُمَّ أُقْتَلُ» [4] ، فَبَكَى حَتَّى انْتَحَبَ [5] . وعن خُرَّزاذ القائد قَالَ: كنت عند الرشيد، فدخل أبو معاوية الضّرير، وعنده رَجُل مِن وجوه قريش، فذكر أبو معاوية حديث: «احتجّ آدمُ وموسى» [6] ، فقال الْقُرَشِيّ: فأين لِقيه؟ فغضب الرشيد وقال: النّطع والسّيف،   [1] تاريخ الخلفاء للسيوطي 284. [2] تاريخ بغداد 14/ 8. [3] قارن بتاريخ بغداد 14/ 6 و 7. [4] هذا الحديث جزء من حديث طويل رواه البخاري من حديث أبي هريرة في الجهاد، باب تمنّي الشهادة، وفي التمنّي، باب ما جاء في تمنّي الشهادة» . ورواه مسلم في الإمارة (103 و 106/ 1876) باب: فضل الشهادة. وابن ماجة في الجهاد (2753) . وأحمد في المسند 2/ 231 و 424. [5] تاريخ بغداد 14/ 7. [6] الحديث أخرجه أحمد في المسند 2/ 287 و 314. ورواه البخاري في القدر باب: تحاجّ آدم وموسى. ومسلم في القدر (2652) باب: حجاج آدم موسى. ومالك (2/ 898) في القدر، باب النهي عن القول بالقدر. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 427 زنديق يطعن في حديث النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فما زال أبو معاوية يُسَكَّنه ويقول: يا أمير المؤمنين كانت منه بادرة، حتّى سكن [1] . وعن أَبِي معاوية قَالَ: أكلت مَعَ الرشيد يومًا، ثمّ صَبَّ عَلَى يديّ رجلٌ لا أعرفه. ثمّ قَالَ الرشيد: تدري مِن يصبّ عليك؟ قلت: لا!. قَالَ: أَنَا، إجلالا للعِلم [2] . وقال منصور بْن عمّار: ما رَأَيْت أغزر دمعًا عَنِ الذّكِر مِن ثلاثة: الفُضَيْل بْن عِياض، والرشيد، وآخر [3] . وقال عُبَيْد الله القَواريريّ: لمّا لقي الرشيد فضيلا قَالَ لَهُ: يا حَسَن الوجه، أنت المسئول عَنْ هذه الأمّة [4] . ثنا ليث، عَنْ مجاهد: وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ 2: 166 [5] قَالَ: الْوُصَلُ التي كانت بينهم في الدنيا. فجعل هارون يبكي ويشهق [6] . قَالَ الأصمعيّ: قَالَ لي الرشيد: يا أصمعيّ، ما أغفلك عنّا، وأجفاك لنا؟ قلت: والله يا أمير المؤمنين، ما ألاقَتْني بلادٌ بعدك حتّى أتيتك. فسكتَ، فلمّا تفرّق الناسُ قَالَ: اجلس، فلم يبق سوى الغلمان، ما ألاقتني؟ فقال الأصمعيّ:   [ () ] وأبو داود في السنّة (4701) باب في القدر. والترمذي في القدر (2134) . وابن ماجة في المقدّمة (80) . [1] تاريخ بغداد 14/ 7، 8. [2] تاريخ بغداد 14/ 8، الفخري 194. [3] هو: أبو عبد الرحمن الزاهد، كما في تاريخ بغداد 14/ 8. [4] تاريخ بغداد 14/ 8. [5] سورة البقرة، الآية 199. [6] تاريخ بغداد 14/ 8. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 428 كفاك كفّ ما تُليق بدرهم [1] ... جودًا وأخرى تُعْطِ بالسّيف الدّما فقال: أحسنتَ، وهكذا فكنْ، وقَّرْنا في المَلأ، وعَلَّمْنا في الخلاء. وأمر لي، بخمسة آلاف دينار. رواها أبو حاتم عَنْهُ [2] . قَالَ الثعالبيّ في كتاب «لطائف المعارف» : قَالَ الصُّوليّ: خَلَف الرشيد مائة ألف ألف دينار. قَالَ الثعالبيّ: وحكى غيره أنّ الرشيد خَلَف مِن الأثاث والعَين والوَرِق والجواهر والدّوابّ ما قيمته مائة ألف ألف دينار وخمسة وعشرون ألف دينار. وفي «مروج» المسعوديّ قَالَ: رام الرشيد أن يوصل ما بين بحر الروم وبحر القُلْزُم ممّا يلي الفَرَما [3] ، فقال لَهُ يحيى بْن خَالِد البرمكيّ: كَانَ يختطف الرومُ الناسَ مِن المسجد الحرام وتدخل مراكبهم إلى الحجاز، فتركه. وَرُوِيَ عَنْ إسحاق المَوْصِليّ أنّ الرشيد أجازه مرّة بمائتي ألف درهم [4] . وعن العبّاس بْن الأحنف أنّ الرشيد قَالَ في خطّيّة لَهُ مِن أشعاره: أَمَا يَكْفِيكِ أَنَّكِ تَمْلِكِينِي ... وَأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَبِيدِي وَأَنَّكِ لَوْ قَطَعْتِ يَدِي وَرِجْلِي ... لَقُلْتُ مِن الهوى أحسنت زِيدي [5] . قَالَ عَبْد الرّزّاق بْن همّام: كنتُ مَعَ الفُضَيْل بمكّة، فمرّ هارون، فقال فُضَيْل: النّاسُ يكرهون هذا، وما في الأرض أعزّ عليّ منه، لو مات لرأيت أمورا عظاما [6] .   [1] في تاريخ بغداد «درهما» . [2] تاريخ بغداد 14/ 9. [3] الفرما: بالتحريك، مدينة على الساحل من ناحية مصر، بين العريش والفسطاط. (معجم البلدان 4/ 255، 256) . [4] تاريخ بغداد 14/ 11. [5] تاريخ بغداد 14/ 12. [6] تاريخ بغداد 14/ 12. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 429 قَالَ الجاحظ: اجتمع للرشيد ما لم يجتمع لغيره: وزراؤه البرامكة، وقاضيه أبو يوسف، وشاعره مروان بْن أَبِي حفصة، ونديمه العبّاس بْن محمد عمّ أَبِيهِ، وحاجبه الفضل بْن الربيع أَتْيَه الناسِ وأعظمهم، ومغّنيه إبراهيم المَوْصِليّ، وزوجته زُبَيدة [1] . ويُروَى أنّ الرشيد أعطى سُفْيان بْن عُيَيْنَة مرّة مائة ألف. وأخبارُ الرشيد يطول شرحها. ومحاسنها جَمَّة، وله أخبار في الّلهْو واللَّذّات المحظورة والغناء، والله يسامحه. قَالَ أبو محمد بْن حزم: أُراه كَانَ لا يشرب النّبيذ المختلف فيه إلا الخمر المتَّفق عَلَى تحريمها، ثمّ جاهر بها جهارًا قبيحًا. قلت: تُوُفّي في الغزو بمدينة طُوس مِن خُراسان في ثالث شهر جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، وصلّي عَليْهِ ابنه صالح، ودُفِن بطوس، رحمه الله. عاش خمسًا وأربعين سنة. 332- هاشم بْن أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ التَّيْميّ البكْريّ [2] . أبو بَكْر المدنيّ الفقيه. وُلّي قضاء مصر، فقدِمَها بعد انفصال العُمريّ عَنْهَا. ولاه الأمين في سنة أربع وتسعين ومائة [3] . وكان قد تفقَّه بالكوفة عَلَى مذهب أَبِي حنيفة، وكان يتناول النّبيذ [4] ولم تطل ولايته. ومات في المحرَّم سنة ستٌّ وتسعين ومائة [5] .   [1] تاريخ بغداد 14/ 11. [2] انظر عن (هاشم بن أبي بكر) في: كتاب الولاة والقضاة للكندي 370 و 403 و 404 و 411- 417. [3] الولاة والقضاة 411، 412. [4] الولاة والقضاة 416. [5] الولاة والقضاة 417. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 430 333- هاشم بْن القاسم التَّيْميّ الكوفيّ. روى عَنِ: الأعمش. وعنه: حُمَيْد بْن الربيع، والعبّاس بْن يزيد البَحْرانيّ. 334- هُذَيْلُ بْن ميمون الْجُعْفيّ الكوفيّ [1] . عَنْ: يحيى بْن أبي أنيسه، ومطرح الشّاميّ. وعنه: محمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وأحمد بْن حنبل [2] . 335- هشام بْن سليمان بْن عِكرمة بْن خَالِد المخزوميّ الْمَكَّيّ [3]- م. ق. - عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وابن جُرَيج، ويونس بْن يزيد الأَيْليّ. وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وسعيد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزومي، وسُوَيد بْن سَعِيد، ومحمد العدنيّ. صدوق فيه أدنى شيء [4] ، وله أثر في «البيوع» مِن الْبُخَارِيّ. 336- هشام بْن عَبْد الله بْن عِكْرمة بْن خالد المخزوميّ المكّيّ [5] .   [1] انظر عن (هذيل بن ميمون) في: الجرح والتعديل 8/ 113 رقم 479. [2] قال أبو حاتم: لا أعرفه، لا أعلم روى عنه غير يحيى بن أيوب الزاهد. [3] انظر عن (هشام بن سليمان) في: التاريخ الكبير 8/ 200 رقم 2708، والجرح والتعديل 9/ 62 رقم 244، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 338 رقم 1944، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1440، والكاشف 3/ 196 رقم 6071، والمغني في الضعفاء 2/ 710 رقم 6751، وميزان الاعتدال 4/ 299، 300 رقم 9227، وتهذيب التهذيب 11/ 41، 42 رقم 82، وتقريب التهذيب 319 رقم 83، وخلاصة تهذيب التهذيب 409، 410. [4] قال أبو حاتم: «مضطرب الحديث ومحلّه الصدق ما أرى به بأسا» . وقال العقيلي: «في حديثه عن غير ابن جريج وهم» . [5] انظر عن (هشام بن عبد الله) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 442، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 241- 243 والمجروحين لابن حبّان 3/ 91، والمغني في الضعفاء 2/ 711 رقم 6753، وميزان الاعتدال 4/ 300 رقم 9228. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 431 ابن عم الَّذِي قبله من نبلاء الشرفاء. صحب هشام بن عُرْوَة، وَكَانَ من خاصته، فأكثر عَنْهُ، إلا أَنَّهُ لم يحدث. وَكَانَ جليل القدر يحتسب، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر. ذكر هَذَا ابن سَعْد [1] ، ثُمَّ قَالَ: دخل على الرشيد، فدعا لَهُ، وكلمه بكلام أعجبه، ووعظه، فولاه قضاء المدينة، وأجازه بأربعة آلاف دينار. وَكَانَ سخيا، وصولا لرحمه. قُلْتُ: كنيته أَبُو الوليد. وقد غمزه ابن حبان [2] لأجل الحديث الّذي أخبرناه أحمد بن محمد الْحَافِظُ، وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أَنَا أَبُو الْمُنَجَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. (ح) ، وَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُؤَيَّدِ، أَنَا زَكَرِيَّا الْعُلِيُّ قَالا: أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا يُبْنَى الْهَرْثَمِيَّةُ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، ثَنَا الْبَغَوِيُّ، نا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِمْلاءً سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ» [3] . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ مُصْعَبٌ، عَنْ هِشَامٍ. قَالَ عَبْد الملك بن حبيب الفقيه: قَالَ لي مُطَرِّف بن عَبْد الله: أتى هشام بن عَبْد الله وَهُوَ قاضي المدينة، ومن صالح قضاتها برجل خبيث   [1] في طبقاته الكبرى 5/ 422. [2] في المجروحين 3/ 91 فقال: «ينفرد بما لا أصل له من حديث هشام، ولا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد» . [3] الحديث رواه أبو يعلى، والطبراني في المعجم الأوسط، والبيهقي في السنن الكبرى، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه هشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي، ضعّفه ابن حبّان. وقال النسائي. ذو حديث منكر. وقال ابن طاهر: حديث لا أصل له، وإنما هو من كلام عروة. وقد ذكره وكيع في أخبار القضاة 1/ 242. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 432 معروف باتباع الصبيان، قد لصق بصبي في زحمة حتى أفضى. فجلده أربعمائة سوط وسجنه، فما لبث أن مات. 337- هشام بن يوسف الصّنعانيّ الفقيه [1]- خ. 4.- أبو عبد الرحمن قاضي صنعاء وعالمها. روى عَنْ: ابن جُرَيج، ومَعْمَر، والثَّوْريّ، والقاسم بْن فياض، وجماعة. وعنه: ابن المَدِينيّ، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وإسحاق بْن راهَوَيْه، وابن مَعِين، وعبد الله بْن محمد المُسنْديّ، وجماعة. قَالَ ابن مَعِين [2] : هُوَ أثبت من عبد الرزّاق في ابن جُرَيج. وقال أبو حاتم [3] : ثقة متقن [4] .   [1] انظر عن (هشام بن يوسف) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 548، والتاريخ لابن معين 2/ 619، 620، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 845 و 912 و 2/ رقم 64، وطبقات خليفة 288، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 388 و 2/ رقم 2173 و 2545 و 2546 و 2547 و 3/ رقم 5572، والتاريخ الكبير 8/ 194 رقم 2675، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، وتاريخ الثقات للعجلي 459 رقم 1744، والمعرفة والتاريخ 1/ 497 و 710 و 721 و 2/ 833 و 834 و 3/ 16 و 163، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 472 و 515 و 516 و 551، وتاريخ الطبري 4/ 353 و 476 و 5/ 476، والجرح والتعديل 9/ 70، 71 رقم 271، والثقات لابن حبّان 9/ 232، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2569، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 773، رقم 1293، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 548 رقم 2135، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1446، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 727، والكاشف 3/ 198 رقم 6083، وسير أعلام النبلاء 9/ 580- 582 رقم 221، والعبر 1/ 324، وتذكرة الحفاظ 1/ 346، ومرآة الجنان 1/ 457، وتهذيب التهذيب 11/ 57، 58 رقم 97، وتقريب التهذيب 2/ 320 رقم 100، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 410، وشذرات الذهب 1/ 349. [2] الجرح والتعديل 9/ 71. [3] في الجرح والتعديل 9/ 71. [4] في الأصل «متفنن» ، والتصحيح من الجرح والتعديل. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 433 وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ [1] قَالَ: سَمِعْتُ بعض أصحابنا قَالَ مرةً: قَالَ يحيى بْن مَعِين: كتب لي عَبْد الرّزّاق إلى هشام قَالَ: إنّك تأتي رجلا إنّ كَانَ غيّره السلطان، فإنّه لم يغيّر حديثه. وقال يحيى: مكثنا عَلَى باب هشام بْن يوسف خمسين يومًا، لا يحدّثنا بحديث، نذهب معه إلى باب الأمير. وقال أحمد: سَمِعْتُ عَبْد الرّزّاق قَالَ: أتاه، يعني يحيى، فأجزَره شاة، وفعل به وفعل. قال أحمد: هشام ألأم مِن أن يُذْبَح لَهُ. قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. قَالَ إبراهيم بْن موسى الفرّاء: سَمِعْتُ هشام بْن يوسف يَقُولُ: قدِم الثَّوْريّ اليمنَ، فقال: اطلبوا لي كاتبًا سريع الخطّ. فارتادوني، فكنت أكتب [2] . قَالَ أبو زُرْعة: هشام أصحّ اليَمانيّين كتابًا [3] . وقال عبد الرّزّاق: إنْ حدّثكم القاضي فلا عليكم أن لا تكتبوا عَنْ غيره [4] . 338- الهيثم بْن مروان العَنْسيّ [5] . أبو الحكم الدّمشقيّ. عن: يونس بن ميسرة.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 359 رقم 5572. [2] التاريخ لابن معين 2/ 620، الجرح والتعديل 9/ 71. [3] الجرح والتعديل 9/ 71. [4] الجرح والتعديل 9/ 70، 71. [5] انظر عن (الهيثم بن مروان) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 213 و 39/ 342، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1456، 1457، والكاشف 3/ 203 رقم 6129، وتهذيب التهذيب 11/ 99 رقم 168، وتقريب التهذيب 2/ 327 رقم 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 413، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 156، 157 رقم 1779. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 434 وعنه: هشام بْن عمّار، ومحمود بْن خَالِد، وأبو همام السَّكُونيّ، وجماعة. وعُمّر دهرًا، لم أر لأحدٍ فيه كلامًا. محلُّه الصَّدْق [1] . مات سنة تسع وتسعين ومائة.   [1] قال النسائي: لا بأس به. وروى عنه أبو داود في غير السنن. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 435 حرف الواو 339- والبة بْن الحُباب [1] . أبو أسامة الكوفيّ. شاعر مشهور، مُحِسن النَّعْت للغزل والخمر عَلَى منهاج الشُّعَراء. وكان بينه وبين أَبِي العَتَاهية مُهَاجاة. وكان أبو نُواس يُثْني عَلَى شِعْره. ولما مات والبة رثاه أبو نُواس. 340- وَرْش المقرئ [2] . عثمان بْن سَعِيد بْن عَبْد الله بْن عَمْرو بْن سليمان. وقيل: عثمان بْن سَعِيد بْن عَدِيّ بْن غَزْوان بْن داود بن سابق القبطيّ المصريّ المقرئ.   [1] انظر عن (والبة بن الحباب) في: الشعر والشعراء 2/ 680، 681، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 86- 89 و 194 و 201 و 208 و 269 و 271، وتاريخ الطبري 8/ 182، وخاصّ الخاصّ 61 و 114، وثمار القلوب 378 و 514، وأمالي المرتضى 1/ 131، 132، ووفيات الأعيان 2/ 95 و 96 و 6/ 198. [2] انظر عن (ورش المقرئ) في: الجرح والتعديل 6/ 153 رقم 836، ومعجم الأدباء 12/ 116- 121 رقم 34، ووفيات الأعيان 5/ 276 و 368 و 7/ 250، وسير أعلام النبلاء 9/ 295- 299 رقم 82، والعبر 1/ 324، ومعرفة القراء الكبار 1/ 152- 155 رقم 63، ودول الإسلام 1/ 124، والوفيات لابن قنفذ 154 رقم 197، وغاية النهاية 1/ 502 و 503 رقم 2090، والتحفة اللطيفة 3/ 383، والنجوم الزاهرة 2/ 155، وحسن المحاضرة 1/ 485، وشذرات الذهب 1/ 349، وتاج العروس 4/ 364. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 436 إمام القرّاء أبو سعيد، ويقال: أو عمرو، ويقال: أبو القاسم. أصله مِن القَيْروان، وعِدادُه في مَوَالِي آل الزُّبَيْر بْن العوّام. ويقال لَهُ الرّآس. وشيخه نافع هُوَ الَّذِي لقّبه بِورْش لشدّة بياضه [1] . والوَرْش: شيء يُصنع مِن اللَّبن [2] . وقيل: بل لقبه وَرْشان، باسم طائر معروف [3] . فكان يُعجبه هذا الَّلقب ويقول: أستاذي نافع سمّاني بِهِ. ويفتخر بذلك. وكان في حداثته رأسًا في ما قِيلَ، ثمّ اشتغل وبرع في التلاوة، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالدّيار المصرية. وكان بصيرًا بالعربية. وكان أبيض أشقر أزرق، سمينًا مربوعًا، يلبس ثيابًا، قصارًا [4] . مولده سنة عشر ومائة، وكذا أرّخه الأهوازي. وكانت قراءته عَلَى نافع في سنة خمسٍ وخمسين ومائة [5] . قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: تلا عَلَى نافع ختْمات كثيرة، ثمّ رجع إلى مصر. قلتُ: قرأ عَليْهِ: أبو يعقوب الأزرق، وأحمد بْن صالح، وداود بْن أَبِي طيْبة، وأبو الأزهر عبد الصمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العتَقيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وطائفة سواهم. وقد وقع لي إسناد القرآن العظيم مِن طريقه في غاية العُلُوّ: تلوتُ كتابَ الله عَلَى سُحْنُون الفقيه، عَنْ قراءته عَلَى ابن الصّفراويّ، عن ابن عطيّة، عن   [1] معجم الأدباء 12/ 118. [2] معجم الأدباء 12/ 118. [3] معجم الأدباء 12/ 117. [4] معجم الأدباء 12/ 117. [5] معجم الأدباء 12/ 117. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 437 ابن الفحّام، عَنِ ابن نفيس، عَنْ أَبِي عديّ، عن أبي بكر ابن سيف، عَنِ الأزرق، عَنْ وَرْش، عَنْ نافع، عَنْ خمسةٍ مِن أصحاب أُبيّ بْن كعب، وزيد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد استوفيت أخبار وَرْش في «طبقات القرّاء» [1] . وهو ثَبْت حُجّة في القراءة. مات بمصر في سنة سبْعٍ وتسعين ومائة ولا أعلمه روى حديثًا. 341- وكيع بْن الجرّاح بْن مليح [2]- ع. -   [1] هو معرفة القراء الكبار 1/ 152- 155. [2] انظر عن (وكيع بن الجرّاح) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 394، والتاريخ لابن معين 2/ 630- 632، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 504 و 788، و 839، و 2/ رقم 46 و 126 و 156 و 527 و 737، وطبقات خليفة 170، والعلل لابن المديني 40 و 69 و 77، والورع 91، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 41 و 42 و 44 و 45 و 47 و 58 و 145 و 228 و 331 و 439 و 492 و 533 و 567 و 573 و 575 و 608 و 651 و 714 و 790 و 940 و 1108 و 1136 و 1207 و 245 و 1253 و 1366 و 1373 و 1382 و 2/ رقم 1385 و 1389 و 1423 و 1449 و 1463 و 1601 و 1603 و 1605 و 1678 و 1726 و 1737 و 1862 و 2059 و 2079 و 2259 و 2637 و 2792 و 2802 و 2803 و 3326 و 3333 و 3386 و 3467 و 3468 و 3470 و 3796 و 3/ رقم 4087 و 4107 و 4222 و 4695 و 5172 و 5690 و 5691 و 6096، والتاريخ الكبير 8/ 1709 رقم 2618، والتاريخ الصغير 213، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 48، وتاريخ الثقات للعجلي 464 رقم 1769، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 815، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 303 و 311 و 457 و 462 و 463 و 472 و 507 و 540 و 561 و 565 و 578 و 580 و 636 و 652 و 655 و 2/ 682 و 725، والمعارف 507، وتاريخ اليعقوبي 2/ 432 و 443، وأنساب الأشراف 6 و 7 و 36 و 54، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 184، وتاريخ الطبري 1/ 33 و 51 و 144 و 267 و 346 و 360 و 2/ 304 و 310 و 315 و 3/ 193 و 197 و 4/ 196 و 227، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 199، والجرح والتعديل 9/ 37- 39 رقم 168، ومشاهير علماء الأمصار 173 رقم 1374، والثقات لابن حبّان 7/ 562، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 120 و 253، وحلية الأولياء 8/ 368- 391 رقم 437، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 19 ب، وفهرست ابن النديم 1/ 226، وتاريخ بغداد 13/ 466- 481 رقم 7332، والسابق واللاحق 354، 355 رقم 208، وربيع الأبرار 1/ 215 و 4/ 12، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 767، 768 رقم 1288، ورجال صحيح مسلم 2/ 309، 310 رقم 1767، وتاريخ جرجان 86 و 127 و 191 و 195 و 196 و 222 و 229 و 328 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 438 الإمام أبو سفيان الرؤاسيّ الأعور الكوفيّ. أحد الأعلام. ورُؤاس بطنٌ مِن قيس عَيْلان. ولد سنة تسعِ وعشرين ومائة، وأصله مِن خُراسان. سَمِعَ مِن: الأعمش، وهشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وابن عَوْن، وابن جُرَيج، وداود بْن يزيد الأوْديّ، وأسود بْن شيبان، ويونس بن أبي إسحاق، وهشام بْن الغاز، والأوزاعي، وشُعْبَة، والثَّوْريّ، وإسرائيل، وجعفر بن برقان، وحنظلة بْن أَبِي سُفيان، وزكريا بْن أَبِي زائدة، وطلحة بْن عَمْرو الْمَكَّيّ، وطلحة بْن يحيى التَّيْميّ، وفضيل بْن غزوان، وموسى بْن عليّ، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وأبي جِناب الكلبيّ، وخلْق. وعنه: ابن المبارك وهو أكبر منه، وعبد الرَّحْمَن بْن مهديّ، ويحيى بْن آدم، والحُمَيْديّ، ومُسددَّ، وأحمد بْن حنبل، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، وابن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وابنا أَبِي شَيبة، وأبو كريب، وعبد الله بن هاشم   [ () ] و 387 و 469 و 491 و 492 و 544 و 554، والعقد الفريد 2/ 222 و 446 و 4/ 201 و 6/ 149 و 371، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 546 رقم 2126، والأنساب 6/ 174، 175، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 257 ب، والتذكرة الحمدونية 1/ 208 و 2/ 94 و 149، ومحاضرات الأدباء 2/ 323، والمصنّف لابن أبي شيبة 12/ 221، والكامل في التاريخ 6/ 74 و 277، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 144، ووفيات الأعيان 2/ 73 و 198 و 201 و 339 و 401 و 464 و 3/ 261 و 442 و 5/ 256 و 406 و 6/ 80 و 140 و 388، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1463، وتاريخ حلب للعظيميّ 239، ودول الإسلام 1/ 124، وتذكرة الحفاظ 1/ 306، والعبر 1/ 324، وسير أعلام النبلاء 9/ 140- 168 رقم 48، وميزان الاعتدال 4/ 335، 336 رقم 9356، والكاشف 3/ 208 رقم 6164، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 731، ومرآة الجنان 1/ 457، 458، وشرح العلل لابن رجب 1/ 200، وتهذيب التهذيب 11/ 123- 131 رقم 211، وتقريب التهذيب 2/ 331 رقم 40، والنجوم الزاهرة 2/ 153، وطبقات الحفاظ 127، وخلاصة تذهيب التهذيب 415، ومفتاح السعادة 2/ 117 والجواهر المضيّة 2/ 280، وشذرات الذهب 1/ 349، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 169- 171 رقم 1787، وتقدمة المعرفة 219- 232، وطبقات الحنابلة 1/ 391، 392، والأعلام 9/ 135، ومعجم المؤلّفين 13/ 166، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 274، وصفة الصفوة 3/ 170- 172 رقم 453. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 439 الطّوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد الله القصّار، وأُمَم سواهم. وكان رأسًا في العِلْم والعمل. وكان أَبُوهُ الجرّاح بْن مليح بْن عَدِيّ بْن فرس بن جُمجمة ناظرًا عَلَى بيت المال بالكوفة [1] . وقد أراد الرشيد أن يُوليّ وكيعًا القضاءَ فامتنع [2] . قال يحيى بن يمان: لما مات الثوري، جلس وكيع موضعه [3] . قال القعنبي: كنا عند حماد بن زيد، فلما خرج وكيع قَالُوا: هذا راوية سُفْيان. فقال حمّاد: إنّ شئتم قلت: أرجح مِن سُفْيان [4] . وعن يحيى بْن أيّوب المَقَابِريّ قَالَ: ورث وكيع مِن أمّه مائة ألف درهم [5] . وقال الفضل بْن محمد الشّعرانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن أكثم يَقُولُ: صحِبْت وكيعًا في الحَضَر والسَّفَر، وكان يصوم الدَّهر، ويختم القرآن كلّ ليلة [6] .   [1] الثقات لابن حبّان 7/ 562، وتاريخ بغداد 13/ 467. [2] تاريخ بغداد 13/ 467. [3] تاريخ بغداد 13/ 469. [4] تاريخ بغداد 13/ 469. [5] تاريخ بغداد 13/ 469. [6] تاريخ بغداد 13/ 470، الأنساب 6/ 175، وصفة الصفوة 3/ 171، وقال المؤلف- رحمه الله- في (سير أعلام النبلاء 9/ 143) : «هذه عبادة يخضع لها، ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة، فقد صحّ نهيه عليه السلام عن صوم الدهر، وصحّ أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، والدّين يسر، ومتابعة السّنّة أولى، فرضي الله عن وكيع، وأين مثل وكيع؟ ومع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الّذي يسكر الإكثار منه فكان متأوّلا في شربه، ولو تركه تورّعا، لكان أولى به، فإنّ من توقّى الشبهات فقد استبرأ لدينه، وعرضه، وقد صحّ النهي والتحريم للنبيذ المذكور، وليس هذا موضع هذه الأمور، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك، فلا قدوة في خطأ العالم، نعم، ولا يوبّخ بما فعله باجتهاد، نسأل الله المسامحة» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 440 قَالَ يحيى بْن مَعِين: وكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه [1] . وقال أحمد بْن حنبل [2] : ما رَأَيْت أوعى للعِلم ولا أحفظ مِن وكيع. وقال أحمد بْن سهل بْن بحر النَّيْسابوريّ الحافظ: دخلت عَلَى أحمد بْن حنبل بعد المحنة، فسمعته يَقُولُ: كَانَ وكيع إمام المسلمين في وقته [3] . وروى نوح بْن حبيب، عَنْ عَبْد الرّزّاق قال: رأيت الثّوريّ ومَعْمَرا ومالكًا، فما رأت عيناي مثل وكيع قط [4] . وقال ابن معين: ما رأيت أفضل من وكيع. كان يحفظ حديثه، ويقوم الليل، ويسرد الصوم، ويفتي بقول أبي حنيفة [5] . وكان يحيى القطّان يفتي يقول أبي حنيفة أيضا [6] . وقال قتيبة: سَمِعْتُ جريرًا يَقُولُ: جاءني ابن المبارك. فقلت: مِن رَجُل الكوفة اليوم؟ فسكت عنّي ثمّ قَالَ: رَجُل المصْرَين ابن الجرّاح، يعني وكيعًا [7] . قَالَ سَلْم بْن جُنادة: جالستُ وكيعًا سبْعٍ سنين، فما رَأَيْته بَزَق، ولا مسّ حَصاةً، ولا جلس مجلسًا فتحرّك. ولا رَأَيْته إلا استقبل القِبلة، وما رَأَيْته يحلف باللَّه [8] . وقد روى غير واحدٍ أنّ وكيعًا كَانَ يترخّص في شرب النّبيذ.   [1] حلية الأولياء 8/ 371، تاريخ بغداد 13/ 474، الأنساب 6/ 175، تهذيب الكمال 3/ 1465. [2] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 58 و 567، تاريخ بغداد 13/ 474، تهذيب الكمال. 3/ 1464. [3] تهذيب الكمال 3/ 1465. [4] تاريخ بغداد 13/ 474. [5] تاريخ بغداد 13/ 470، صفة الصفوة 3/ 171. [6] تاريخ بغداد 13/ 471. [7] تاريخ بغداد 13/ 476. [8] حلية الأولياء 8/ 369، صفة الصفوة 3/ 172، تهذيب الكمال 3/ 1466. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 441 قَالَ إسحاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ: قِدم علينا وكيع، يعني الأنبارَ، فنزل في المسجد عَلَى الفُرات. فصِرت إِليْهِ لأسمع منه. فطلب منّي نبيذًا، فجئته بِهِ، فأقبل يشرب وأنا أقرأ عَليْهِ. فلمّا نفذ أطفأ السَّرَّاج، فقلتُ: ما هذا؟ قال: لو زدتنا لزدناك! [1] . وقال أبو سَعِيد الأشجّ: كنّا عند وكيع، فجاءه رَجُل يدعوه، إلى عُرْسٍ فقال: أثَمَّ نبيذ؟ قَالَ: لا! قَالَ: لا نحضُر عرسًا لَيْسَ فيه نبيذ. قَالَ: فإنيّ آتيكم بِهِ. فقام. قَالَ ابن مَعِين: سال رَجُل وكيعًا أنّه شربَ نبيذًا، فرأى في النّوم كأن رجلا يقول له: إنّك شربت خمرًا. فقال وكيع: ذاك الشيطان [2] . وقال نُعَيْم بْن حمّاد: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: هُوَ عندي أحلّ مِن ماء الفُرات [3] . ويُروى عَنْ وكيع أنّ رجلا أغلظ لَهُ، فدخل بيتا فعفّر وجهه ثمّ خرج إلى الرجل وقال: زد وكيعًا بذنْبه. فلولاه ما سُلَّطت عَليْهِ [4] . وقال إبراهيم بْن شِمَاس: لو تمنّيت كنت أتمني عقل ابن المبارك وورعه، وزُهد فُضَيْل ورِقَّته، وعِبادة وكيع وحِفظه، وخشوع عيسى بْن يونس، وصبر حُسين الْجُعْفيّ [5] . وقال نصر بْن المغيرة البخاريّ: سَمِعْتُ إبراهيم بْن شِماس يَقُولُ: رَأَيْت أفقه الناس وكيعًا، وأحفظ الناس ابن المبارك، وأورع الناس فضيل بن عياض.   [1] تاريخ بغداد 13/ 472. [2] معرفة الرجال لابن معين 1/ 152 رقم 839، تاريخ بغداد 13/ 472. [3] تاريخ بغداد 13/ 472. [4] تاريخ بغداد 13/ 473، صفة الصفوة 3/ 171، 172. [5] تاريخ بغداد 13/ 473 وتتمّة القول: «صبر ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا» ، تهذيب الكمال 3/ 1466. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 442 وقال مروان بن محمد الطّاطَريّ: ما رأيتُ فيمن رَأَيْت أخشع مِن وكيع. وما وُصفَ لي أحدٌ قطّ إلا رَأَيْته دون الصّفة، إلا وكيعًا، فإنّي رَأَيْته فوق ما وُصِفَ لي [1] . قَالَ سَعِيد بْن منصور: قِدم وكيع مكّة، وكان سمينًا، فقال لَهُ الفُضَيْل بْن عياض: ما هذا السُّمْن وأنت راهبُ العراق؟. قَالَ: هذا مِن فرحي بالإسلام [2] ! فأفحمه. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه [3] . وقال أبو داود: ما روي لوكيع، كتاب قط، ولا لهُشَيم، ولا لحمّاد، ولا لمَعْمَر [4] . قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رأت عيني مثل وكيع قطّ. يحفظ الحديث، ويذاكر بالفقه، فيحسن مع ورع واجتهاد. ولا يتكلّم في أحد [5] . قَالَ حمّاد بْن مَسْعَدة: قد رَأَيْت سُفْيان الثَّوْريّ، فما كَانَ مثل وكيع. وقال أحمد أيضًا: ما رَأَيْت أوعى للعلم مِن وكيع. كَانَ حافظًا [6] . وقال ابن أَبِي خَيْثَمَة، وغيره: سمعنا يحيى بْن مَعِين يَقُولُ: مِن فضّلَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ على وكيع فعليه، وذكر اللعنة [7] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 1466. [2] في حلية الأولياء 8/ 369 من طريق أبي الحريش الكلابي، ثنا يونس بن عبد الأعلى قال: قيل لوكيع: أنت رجل تديم الصيام وأنت كذا (؟) فعلى ماذا؟ قال: بفرحي على الإسلام. وقد ورد في المطبوع من الحلية بعد قوله: تديم الصيام وأنت كذا من (؟) ، وأعتقد أن المراد: «وأنت كذا سمين» ، وهذا يؤيّده ما جاء في رواية سعيد بن منصور، أعلاه، والرواية في تهذيب الكمال 3/ 1466. [3] تاريخ بغداد 13/ 475. [4] تاريخ بغداد 13/ 475. [5] تاريخ بغداد 13/ 474، صفة الصفوة 3/ 170، 171، تهذيب الكمال 3/ 1464. [6] تاريخ بغداد 13/ 474، تهذيب الكمال 3/ 1464. [7] المعرفة والتاريخ 1/ 728، تاريخ بغداد 13/ 478. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 443 قلت: ما أدري ما عُذر يحيى في هذا اللعن. وقال أبو حاتم [1] : وكيع أحفظ مِن ابن المبارك. وقال أحمد بْن حنبل: عليكم بمُصَنَّفات وكيع [2] . وقال عليّ بْن المَدِينيّ: كان وكيع يلحن [3] ، ولو حَدّثت عَنْهُ بألفاظه لكان عجبًا. كَانَ يَقُولُ: عَنْ عَيْثة [4] . وروى أبو هشام الرفاعيّ، وغيره، عَنْ وكيع قَالَ: مَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر. قَالَ وكيع: الجهر بالبسملة بِدْعة [5] . سمعها أبو سَعِيد الأشجّ منه. قَالَ أحمد بْن زُهير: نا محمد بْن يزيد: حدَّثني حُسين أخو زيدان قَالَ: كنتُ مَعَ وكيع، فأقبلنا جميعًا مِن المصَّيصة أو طَرَسُوس فأتينا الشامَ. فما أتينا بلدًا، إلا استقبلنا واليها، وشهدْنا الجمعة بدمشق. فلمّا سلّم الإمام أطافوا بوكيع، فما انصرف إلى أهله. فحدّثت بِهِ مليحًا ولدهُ فقال: رأيتُ في جسده آثارًا خضراء مما زُحِم. قَالَ الفضل بْن عَنْبَسة: ما رَأَيْت مثل وكيع مِن ثلاثين سنة [6] . محمود بْن غَيْلان: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: اختلفتُ إلى الأعمش سنتين [7] . قَالَ ابن راهَوَيْه: حِفْظي وحِفْظ ابن المبارك تكلُّف، وحفظ وكيع   [1] في الجرح والتعديل 9/ 39. [2] تاريخ بغداد 13/ 476. [3] وقيل كان في لسان وكيع عجمة. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 158 رقم 1862) . [4] ورد في هامش الأصل عبارة: «ث: هذه لغة مشهورة» . [5] الإجماع على أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وصحابته أبا بكر، وعمر، وعثمان، لم يجهروا بالبسملة في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام، والأحاديث كثيرة ومتواترة في هذا، عند البخاري، ومسلم، والنسائي، والترمذي، وابن حبّان، وغيرهم. ولذا فإن الجهر بها يعتبر بدعة. [6] تقدمة المعرفة 220. [7] تقدمة المعرفة 220، وفي العلل ومعرفة الرجال لأحمد قال: سمعت الأعمش سنة خمس وأربعين. (1/ 182 رقم 145) ، تهذيب الكمال 3/ 1465. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 444 أصلّي. قام وكيع واستند وحدّث بسبعمائة حديث حفظًا [1] . وقال محمود بْن آدم: تذاكر بِشْر بْن السَّريّ ووكيع ليلة وأنا أراهما مِن العشاء، إلى أن نُودي بالصبُّح. فقلت لبِشْر: كيف رَأَيْته؟. قَالَ: ما رأيت أحفظ منه. وكذا قَالَ سهل بْن عثمان: ما رأيت أحفظ مِن وكيع [2] . وقال عَبْد الله بْن أحمد: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظًا، كَانَ أحفظ مِن عَبْد الرَّحْمَن بكثير [3] . وقال ابن نُمَير: كانوا إذا رأوا وكيعًا سكتوا. يعني في الحِفظ والإجلال [4] . وقال أبو حاتم: سُئِل أحمد عَنْ وكيع، ويحيى، وابن مهديّ فقال: كَانَ وكيع أسردهم [5] . قَالَ أبو زُرعة الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا جعفر الجمّال يَقُولُ: أتينا وكيعًا، فخرج بعد ساعة وعليه ثياب مغسولة، فلمّا بصُرنا بِهِ فزعنا مِن النّور الَّذِي رأينا يتلألأ مِن وجهه. فقال رَجُل بجنبي: أهذا مَلَك؟ فتعجّبنا مِن ذَلِكَ النّور [6] . قَالَ أحمد بْن سِنان القطّان: رأيتُ وكيعًا إذا قام في الصلاة لَيْسَ يتحرّك منه شيء، لا يزول ولا يميل عَلَى رِجلٍ دون الأخرى [7] . وقال أحمد بْن أَبِي الحواريّ: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما نعيش إلا في سُترة، ولو كشف الغطاء لكشف عن أمر عظيم [8] .   [1] تقدمة المعرفة 221. [2] تقدمة المعرفة 221. [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 395 رقم 5736، وتقدمة المعرفة 221، والجرح والتعديل 9/ 38، تهذيب الكمال 3/ 1464. [4] تقدمة المعرفة 221، الجرح والتعديل 9/ 38، تهذيب الكمال 3/ 1466. [5] تقدمة المعرفة 221. [6] تقدمة المعرفة 222. [7] تقدمة المعرفة 222. [8] تقدمة المعرفة 223. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 445 وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الصَّدْق النِّيّة [1] . قَالَ صالح بْن أحمد: قلت لأبي: أيهُّما أصلح، وكيع أو يزيد؟ فقال: ما منهما والحمد للَّه إلا كلّ، ولكنّ وكيع لم يختلط بالسلطان [2] . قَالَ الفلاس: ما سَمِعْتُ وكيعًا ذاكرًا أحدًا بسوءٍ قط [3] . وقال ابن عمّار: أحْرَمَ وكيع مِن بيت المقدس. وقال ابن سعْد [4] : كَانَ وكيع ثقة مأمونًا رفيعًا كثير الحديث حُجّة. وقال محمد بْن خَلَف التَّيْميّ: أَنَا وكيع قَالَ: أتيتُ الأعمش فقلت: حدَّثني. قَالَ: ما اسمك؟. قلت: وكيع!. قَالَ: اسمٌ نبيل، وما أحسب إلا سيكون لك نبأ [5] . أَيْنَ تنزل مِن الكوفة؟. قلت: في بني رُؤاس!. قَالَ: أَيْنَ من منزل الجرّاح؟. قلت: هو أبي. وكان عَلَى بيت المال. قَالَ: اذهب فجئني بعطائي، وتعال حتّى أحدّثك بخمسة أحاديث. فجئت أَبِي فقال: خذ نصف العطاء واذهب. فإذا حدّثك بالخمسة فخذ النصف الآخر، حتّى تكون عشرة. فأتيته بذلك، فأملي عليّ حديثين، فقلت: وعدتني خمسة. قَالَ: فأين الدراهم كلّها؟ أحسب أن أباك درّبك بهذا ولم يدرِ أنّ الأعمش مدرَّب قد شهد الوقائع.   [1] تقدمة المعرفة 223. [2] تقدمة المعرفة 223، الجرح والتعديل 9/ 38 وفيه «يتلطّخ بالسلطان» ، وكذلك في تهذيب الكمال 3/ 1464. [3] تقدمة المعرفة 223. [4] في طبقاته 6/ 394. [5] حتى هنا في تهذيب الكمال 3/ 1465. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 446 قَالَ: فكنت إذا جئته بالعطاء في كلّ شهر حدَّثني بخمسة [1] . قَالَ قاسم الحَرَميّ: كَانَ سُفْيان يتعجبّ مِن حفظ وكيع ويقول: تعال يا رُؤاسي، ويتبسَّم [2] . قَالَ ابن عمّار: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما نظرت في كتابٍ منذ خمس عشرة سنة، إلا في صحيفة يومًا. فقلت لَهُ: عَدّوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها. قَالَ: وَحدَّثتهم بعَبادان بنحوْ مِن ألف وخمسمائة حديث. أربعة ما هِيَ كثيرة في ذَلِكَ [3] . قَالَ ابن مَعِين: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: ما كتبتُ عَنِ الثَّوْريّ: حَدَّثَنَا قطّ. إنّما كنت أحفظ، فإذا رجعتُ كتبتها [4] . قَالَ يحيى بْن يَمَان: نظر سُفيان في عينيّ وكيع فقال: لا يموت هذا حتى يكون لَهُ شأن. فمات سُفْيان وجلس وكيع مكانه [5] . قَالَ سليمان الشاذكونيّ: قَالَ لنا أبو نُعَيْم: ما دام هَذَا التَّنَّين حيًا ما يُفلح أحدٌ معه. يعني وكيعًا [6] . وقال يحيى بْن أيّوب العابد: حدَّثني صاحب لوكيع أنّ وكيعًا كَانَ لا ينام حتّى يقرأ ثُلُث القرآن، ثمّ يقوم في آخر اللَّيْلِ فيقرأ المفصَّل، يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر [7] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 468، الأنساب 6/ 174، 175. [2] تاريخ بغداد 13/ 475، تهذيب الكمال 3/ 1465. [3] تاريخ بغداد 13/ 475، تهذيب الكمال 3/ 1465. [4] التاريخ لابن معين 2/ 630، والمعرفة والتاريخ 1/ 716، 717، وتاريخ بغداد 13/ 475 و 476. [5] حلية الأولياء 8/ 369، تهذيب الكمال 3/ 1465. [6] قارن بتاريخ بغداد 13/ 479، وتهذيب الكمال 3/ 1465. [7] تاريخ بغداد 13/ 471، الأنساب 6/ 175، صفة الصفوة 3/ 171، تهذيب الكمال 3/ 1466. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 447 قَالَ إبراهيم بْن وكيع: كَانَ أَبِي يصلّي اللَّيْلَ، فلا يبقي في دارنا أحدٌ إلا صلّي، حتى جارية لنا سوداء [1] . ابن مَعِين: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: أيّ يومٍ لنا مِن الموت [2] . وأخذ وكيعًا في قراءة كتاب «الزُّهْد» ، فلمّا بلغ حديثًا منه قام فلم يحدّث، وكذا فعل مِن الغد. وهو حديث: كن في الدنيا كأنّك غريب [3] . الدّارَقُطْنيّ: نا القاضي أبو الحَسَن محمد بْن علي بْن أمّ شيبان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن سُفيان، عَنْ وكيع، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَبِي يجلس لأصحاب الحديث مِن بكرة إلى ارتفاع النهار، ثمّ ينصرف فيقبل، ثمّ يصلّي الظهر، ويقصد طريق المشرعة التي يصعد منها أصحاب الزوايا، فيريحون نواضحهم، فيعلّمهم مِن القرآن ما يؤدّون بِهِ الْفَرْضَ إلى حدود العصر، ثمّ يرجع إلى مسجده، فيصلّي، العصر، ثمّ يجلس يتلو ويذكر الله إلى آخر النهار. ثمّ يدخل منزله فيُفْطر عَلَى نحو عشرة أرطال نبيذ، فيشرب منها، ثمّ يصلّي وِرده، كلّما صلّي ركعتين شرب منها حتّى ينفذها ثمّ ينام [4] . قَالَ نُعَيْم بْن حمّاد: تعشَّينا عند وكيع، فقال: أيّ شيء تريدون أجيئكم بنبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان؟ فقلت: تتكلّم بهذا؟! قَالَ: هُوَ عندي أحلّ مِن ماء الفُرات [5] . قلت: ماء الفرات لم يُختلف فيه، وقد اختُلف في هذا. وقال الفسَويّ [6] : قد سُئل أحمد إذا اختلف وكيع وعبد الرَّحْمَن فقال: عَبْد الرَّحْمَن يوافق أكثر خاصّة في سُفْيان. وعبد الرَّحْمَن كَانَ يسلّم عَليْهِ السَّلَف ويجتنب المسكِر، ولا يرى أن يزرع في أرض الفرات.   [1] تاريخ بغداد 13/ 471، صفة الصفوة 3/ 171، تهذيب الكمال 3/ 1466. [2] التاريخ لابن معين 2/ 631، تاريخ بغداد 13/ 472. [3] التاريخ لابن معين 2/ 631، 632، تاريخ بغداد 13/ 472، 473. [4] تاريخ بغداد 13/ 471. [5] تاريخ بغداد 13/ 472. [6] في المعرفة والتاريخ 2/ 170. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 448 وقال عَبَّاس: قلت لابن مَعِين: إذا اختلف وكيع وأبو معاوية في حديث الأعمش، قالَ: يوقف حتى يجيء مِن يتابع أحدهما [1] . ثمّ قَالَ: كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه [2] . قَالَ ابن مَعِين: لقيت عند مروان بْن معاوية لوحًا فيه: فلان رافضيّ، وفلان كذا، ووكيع رافضيّ، فقلت لمروان: وكيع خيرٌ منك. فبلغ وكيعًا ذَلِكَ، فقال: يحيى صاحبنا. وكان بعد ذَلِكَ يعرف لي ويُرَحَّب [3] . قَالَ أحمد بن سنان: كَانَ وكيع يكونون في مجلسه كأنّهم في صلاة. فإن أنكر مِن أحدٍ شيئًا قام [4] . وكان عَبْد الله بْن نُمَير يغضب ويصيح، وإذا رَأَى مِن يبري قلمًا تغيّر وجهه غضبًا. قَالَ تميم بْن محمد الطّوسيّ: سَمِعْتُ أحمد يَقُولُ: عليكم بمُصَنَفَّات وكيع [5] . وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث. [6] قَالَ أبو هشام الرفاعيّ: سمعتُ وكيعًا يَقُولُ: مَن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد زعم أنّه مُحدَث، ومن زعم أنّ القرآن مُحدَث فقد كفر. فيقول: احتجّ بعض المبتدعة بقول الله تعالى: مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ من رَبِّهِمْ 21: 2 [7] مُحْدَث، وبقوله تعالى: لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً 65: 1 [8] ،   [1] التاريخ لابن معين 2/ 632، تهذيب الكمال 3/ 1465. [2] التاريخ لابن معين 2/ 632. [3] تاريخ بغداد 13/ 470، تهذيب الكمال 3/ 1465. [4] تقدمة المعرفة 232. [5] تاريخ بغداد 13/ 476، تهذيب الكمال 3/ 1465. [6] تهذيب الكمال 3/ 1464. [7] سورة الأنبياء- الآية 2. [8] سورة الطلاق- الآية 1. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 449 وهذا قَالَ فيه علماء السلف معنا، وأنّه أحدث إنزاله إلينا، وكذا في الحديث الصحيح: «إنّ الله يُحدِث مِن أمره ما شاء» . وإنّ ممّا أحدث أن لا تكلّموا في الصلاة. فالقرآن العظيم كلام الله ووحيه وتنزيله، وهو غير مخلوق. قَالَ أحمد بْن الحواري: ذكرت لابن مَعِين وكيعًا، فقال: وكيع عندنا ثَبْت [1] . وقال عَبْد الرَّحْمَن بْن الحَكَم بْن بشير: وكيع، عَنْ سُفْيان غاية الإسناد، لَيْسَ بعده شيء. ما أعدل بوكيع أحدا. فقيل لَهُ: أبو معاوية، فنفَر مِن ذَلِكَ [2] . نوح بْن حبيب: نا وكيع، ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ قَالَ: حضرت موت سُفْيان، فكان عامّة كلامه: ما أشدّ الموت [3] . قَالَ نوح: فأتيتُ ابن مهديّ وقلتُ: حَدَّثَنَا وكيع عنك، وحَكيت لَهُ الكلام، وكان متَّكئًا فقعد وقال: أَنَا حدّثت أبا سُفْيان؟ جزى الله أبا سُفْيان خيرًا، ومن مثل أَبِي سُفْيان، وما يقال لمثل أَبِي سُفْيان [4] . عليّ بْن خَشْرم: نا وكيع، عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ عَبْد الله البهيّ [5] ، أنّ أبا بَكْر الصديق جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته، فأكبّ عَليْهِ فقبّله   [1] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 463 رقم 1186، تقدمة المعرفة 230، الجرح والتعديل 9/ 38، تهذيب الكمال 3/ 1465. [2] تقدمة المعرفة 230. [3] تقدمة المعرفة 230. [4] تقدمة المعرفة 231. [5] ورد السند في (المعرفة والتاريخ 1/ 175) هكذا: «حدّث وكيع بن الجراح بمكة عن إسماعيل بن أبي خالد البهيّ، أن رسول الله ... » ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد سقط من السند المذكور بين: ابن أبي خالد، وبين البهيّ: «عن عبد الله» ، ويكون النص الصحيح: «عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ عَبْد الله البهيّ» . وتجاه هذا السقط في أصل كتاب المعرفة، اضطرب الأمر على محقّق الكتاب الدكتور أكرم ضياء العمري، فعلّق في الحاشية رقم (2) الجزء: 13 ¦ الصفحة: 450 وقال: بأبي أنت وأميّ، ما أطيب حياتك ومماتك [1] . ثمّ قَالَ البهيّ: وكان النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُرِك يومًا وليلة حتى ربَا بطنُه، وأنثنت خِنْصراه [2] . قَالَ ابن خشرم: فلمّا حدّث وكيع بهذا بمكة اجتمعت قريش وأرادوا صَلْبه، ونصبوا خشبة ليصلبوه، فجاء ابن عُيَيْنَة، فقال لهم: الله، هذا فقيه أهل العراق وابن فقيهه، وهذا حديث معروف. قَالَ: ولم أكن سمعته، إلّا أنّي أدرت تخليص وكيع [3] . قَالَ ابن خشرم: سمعته مِن وكيع بعد ما أرادوا صلبه. فتعجّبت مِن جسارته. وأُخْبِرتُ أنّ وكيعًا احتجّ فقال: إنّ عِدّةً مِن الصحابة منهم عُمَر قَالُوا: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يمت، فأحبّ الله أن يريهم آية الموت [4] .   [ () ] على نسبة (البهيّ) فقال: «هكذا في الأصل، ولم أجد هذه النسبة في تبصير المنتبه، وفي ترجمة إسماعيل بن أبي خالد في كتب علم الرجال أنه «البجلي الأحمسي مولاهم» وذكر بعض مصادر الترجمة لإسماعيل، وقال أخيرا: «وأحسب أن «البهيّ» تصحيف، والصواب «البجلي» . وأقول: لقد ذهب الدكتور العمري بعيدا في حسابه، ولم ينتبه إلى السقط الحاصل في أصل كتاب المعرفة بحيث التصقت نسبة «البهيّ» بإسماعيل بن أبي خالد، وهي ليست كذلك، و «البهيّ» هو عبد الله الّذي يروي عن السيدة عائشة، رضي الله عنها. (تاريخ بغداد 4/ 17 رقم 1610) في ترجمة حفيده (أحمد بن إبراهيم بن أحمد) . فليراجع. [1] انظر نحوه في طبقات ابن سعد من طريق عقيل، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة. (2/ 265، 266) . [2] في المعرفة والتاريخ 1/ 175 «خنصره» . وفي الأصل، والكامل لابن عدي 5/ 1983 «أنتنت» بالتاء المثنّاة. [3] انظر: الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1983. [4] عقّب المؤلّف- رحمه الله- على هذا في (سير أعلام النبلاء 9/ 164، 165) بقوله: «قلت: فرضنا أنه ما فهم توجيه الحديث على ما تزعم، أفمالك عقل وورع؟ أما سمعت قول الإمام عليّ: «حدّثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبّون أن يكذّب الله ورسوله؟» أما سمعت في الحديث: «ما أنت محدّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلّا كان فتنة لبعضهم» . وقال في (ميزان الاعتدال 2/ 649، 650) في ترجمة: «عبد الحميد بن عبد العزيز» : الجزء: 13 ¦ الصفحة: 451 رواها أحمد بْن محمد بْن عليّ بْن رَزِين الباشانيّ، عَنْ عليّ بْن خشرم. ورواها قُتَيْبة، عَنْ وكيع [1] . وَهَذِهِ هفوة مِن وكيع، كادت تَذهب فيها نفسه. فما لَهُ ولرواية هذا الخبر المنكرَ المنقطع وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» . ولولا أنّ الحافظ ابن عساكر وغيره ساقوا القصّة في تواريخهم [2] لتركتها وَلَمَا ذكرتها، ولكنْ فيها عِبرة [2] . قَالَ الفَسويّ في تاريخه [3] : وفي هذه السَّنَةِ حدَّث وكيع بمكة عَنْ إسماعيل، عَنِ البهيّ، وذكر الحديث.   [ () ] «قلت: النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سيّد البشر، وهو بشر، يأكل ويشرب وينام، ويقضي حاجته، ويمرض ويتداوى، ويتسوّك ليطيّب فمه، فهو في هذا كسائر المؤمنين، فلما مات- بأبي هو وأمّي صلّى الله عليه وسلّم- عمل به كما يعمل بالبشر من الغسل والتنظيف والكفن واللحد والدفن، لكن ما زال طيّبا مطيّبا، حيّا وميتا، وارتخاء أصابعه المقدّسة، وانثناؤها، وربو بطنه ليس معنا نصّ على انتفائه، والحيّ قد يحصل له ريح وينتفخ منه جوفه، فلا يعدّ هذا- إن كان قد وقع- عيبا، وإنما معنا نصّ على أنه لا يبلى، وأنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام، بل ويقع هذا لبعض الشهداء رضي الله عنهم. أمّا من روى حديث عبد الله البهيّ ليغضّ به من منصب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فهذا زنديق، بل لو روى الشخص حديث: إن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سحر، حاول بذلك تنقّصا كفر وتزندق، وكذا لو روى حديث أنه سلّم من اثنتين، وقال: ما دري كم صلّى! يقصد بقوله شينه، فالغلوّ والإطراء منهيّ عنه، والأدب والتوقير واجب، فإذا اشتبه الإطراء بالتوقير توقّف العالم وتورّع، وسأل من هو أعلم منه حتى يتبيّن له الحق، فيقول به، وإلّا فالسكوت واسع له، ويكفيه التوقير المنصوص عليه في أحاديث لا تحصى، وكذا يكفيه مجانبة الغلوّ الّذي ارتكبه النصارى في عيسى، ما رضوا له بالنّبوّة حتى رفعوه إلى الإلهيّة وإلى الوالديّة، وانتهكوا رتبة الرّبوبية الصمديّة، فضلّوا وخسروا، فإنّ إطراء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يؤدّي إلى إساءة الأدب على الربّ. نسأل الله تعالى أن يعصمنا بالتقوى، وأن يحفظ علينا حبّنا للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما يرضى» . [1] الكامل في الضعفاء 5/ 1983. [2] انظر تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) في ترجمة وكيع 45/ 262 وما بعدها. [3] المعرفة والتاريخ 1/ 175، 176. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 452 قَالَ: فرُفِع إلى العثماني فحبَسه، وعزم عَلَى قتله، ونُصِبت خشبته خارج الحرم. وبلغ وكيعًا وهو محبوس. قَالَ الحارث بْن صِدّيق: فدخلت عَليْهِ لمّا بلغني، وقد سَبقَ إليه الخبر. قَالَ [1] : وكان بينه وبين سُفْيان بْن عُيَيْنَة يومئذ تَبَاعد فقال: ما أرانا إلا قد اضطُّررنا إلى هذا الرجل واحتجْنا إليه، يعني سُفْيان. فقلت: دعْ هذا عنك، فإنْ لم يُدرك قُتِلْتَ. فأرسل إليه وفزع إليه. فدخل سُفْيان عَلَى العثمانيّ فكلّمه فيه. والعثماني يأبى عَليْهِ، فقال لَهُ سُفْيان: إنّي لك ناصحُ. إنّ هذا رجل مِن أهل العِلْم، وله عشيرة، وولده بباب أمير المؤمنين، فَتُشخَص لمناظرتهم. قَالَ: فعمل فيه كلام سُفْيان، وأمر بإطلاقه. فرجِعتُ إلى وكيع فأخبرته. وأُخرِجَ، فركب حمارًا، وحملناه ومتاعه، فسافر. فدخلت عَلَى العثمانيّ مِن الغد وقلت: الحمد للَّه الَّذِي لم تُبْلَ بهذا الرجل، وسلَّمك الله. قَالَ: يا حارث ما ندمت عَلَى شيء ندامتي عَلَى تَخْلِيته. خطر ببالي هذه الليلة حديث جَابِر بْن عبد الله قَالَ: حوّلت أَبِي والشهداء بعد أربعين سنة فوجدناهم رِطابًا يُثبتون [2] ، لم يتغيّر منهم شيء. قَالَ الفسويّ [3] : فسمعت سَعِيد بْن منصور يَقُولُ: كنّا بالمدينة، فكتب أهل مكّة، إلى أهل المدينة بالذي كَانَ مِن وكيع، وقالوا: إذا قِدم عليكم فلا تتّكلوا عَلَى الوالي، وارجموه حتى تقتلوه. قَالَ: ففرضوا عليَّ ذَلِكَ، وبلَغنا الَّذِي هُمْ عَليْهِ. فبعثنا بريدًا إلى وكيع   [1] القائل هو: الحارث بن الصّدّيق، كما في (المعرفة والتاريخ 1/ 175 و 176) وكما سيأتي في السياق. [2] هكذا في الأصل. وفي المعرفة والتاريخ 1/ 176 «ينشون» ، وانظر تعليق المحقّق. [3] في المعرفة والتاريخ 1/ 176. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 453 أن لا يأتي المدينة، ويمضي عَنْ طريق الرَّبَذَة. وكان قد جاور مفرق الطريقين. فلمّا أتاه البريد ردَّ ومضى [1] إلى الكوفة. وقد ساق ابن عديّ هذه الواقعة في ترجمة عَبْد المجيد بن أَبِي روّاد [2] ، ونقل أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أفتى بقتل وكيع. وقال: أَخْبَرَنَا محمد بْن عيسى المَرْوَزِيّ فيما كتب إليّ، ثنا أبو عيسى محمد، نا العبّاس بنُ مُصْعَب، نا قُتَيْبة، نا وكيع، نا ابن أَبِي خَالِد، فساق الحديث. ثمّ قَالَ قُتَيْبة: حدَّث وكيع بهذا سنة حجّ الرشيد، فقدّموه إِليْهِ، فدعا الرشيد سُفْيان بْن عُيَيْنَة وعَبْد المجيد. فأمّا عَبْد المجيد فإنّه قَالَ: يجب أن يُقْتَلَ، فإنّه لم يروِ هذا إلا مِن في قلبه غشٌّ للنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال سُفْيان: لا قتْلَ عَليْهِ، رجلٌ سَمِعَ حديثًا فرواه. المدينة شديدة الحرّ. تُوُفّي النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتُرِك ليلتين لأنّ القوم كانوا في إصلاح أمر الأمّة. واختلفت قريش والأنصار، فمن ذَلِكَ تغيَّر. قَالَ قُتَيْبة: فكان وكيع إذا ذَكَر فعل عَبْد المجيد قَالَ: ذاك جاهلٌ سمعَ حديثًا لم يَعرف وجهه، فتكلَّم بما تكلّم. عَنْ مليح، عَنْ وكيع قَالَ: لما نزل بأبي الموت أخرج يديه وقال: يا بُنيّ ترى يديّ ما ضربتُ بها شيئًا قطّ [3] . قَالَ مليح: فحدَّثني داود بْن يحيى بْن يَمَان قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوم، فَقُلْتُ: يَا رسول الله مِن الأبدال؟. قَالَ: الذين لا يضربون بأيديهم شيئا، وإنّ وكيعا منهم [4] .   [1] تصحّفت في المطبوع من المعرفة والتاريخ 1/ 176 إلى «معنى» . [2] في الكامل في الضعفاء 5/ 1983. [3] حلية الأولياء 8/ 371، تاريخ بغداد 13/ 479، تهذيب الكمال 3/ 1466. [4] حلية الأولياء 8/ 371، تاريخ بغداد 13/ 479، 480، تهذيب الكمال 3/ 1466. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 454 قلتُ: بل مَن ضربَ بيديه في سبيل الله فهو أفضل [1] . قال عليّ بْن عَثّام: مرض وكيع فدخلنا عَليْهِ، فقال: إنّ سُفْيان أتاني فبشّرني بجواره، فأنا مبادرٌ إِليْهِ [2] . غُنْجار في تاريخه: نا أحمد بْن سهل: سمعتُ قيس بْن أنيف: سَمِعَت يحيى بْن جعفر: سَمِعْتُ عَبْد الرّزّاق يَقُولُ: يا أهل خُرَاسان، إنّه نُعِيَ لي إمام خُرَاسان، يعني وكيعًا. قَالَ: فاهتممنا لذلك. ثمّ قَالَ: بُعْدًا لكم يا معشر الكلاب، إذا سمعتم مِن أحدٍ شيئًا اشتهيتم موته. قُلْتُ: ومن جسارة وكيع كونه حج بعد تيك المحنة. قال أبو هشام الرفاعيّ: مات وكيع سنة سبْعٍ وتسعين ومائة يوم عاشوراء وَدُفِنَ بفَيْد، يعني راجعًا مِن الحجّ. وقال أحمد [3] : حجّ وكيع سنة ستٌّ وتسعين ومائة، ومات بفَيْد [4] . 342- الوليد بْن عُقْبة بْن المغيرة الشَّيْبانيّ الطّحّان الكوفيّ [5]- د. -   [1] وقد علّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على هذا في (سير أعلام النبلاء 9/ 159) فقال: «محنة وكيع- وهي غريبة- تورّط فيها، ولم يرد إلّا خيرا، ولكن فاتته سكتة، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سمع، فليتّق عبد ربّه، ولا يخافنّ إلّا ذنبه» . [2] تهذيب الكمال 3/ 1466. [3] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 491 رقم 1136 و 2/ 589 رقم 3796 و 3/ 71 رقم 4222، وكذا أرّخه الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 184 برواية محمد بن فضيل، وأرّخه أيضا أبو زرعة الدمشقيّ 1/ 303 رقم 546. [4] وأرّخ ابن المديني وفاته في سنة 199 هـ-. (العلل- ص 40 رقم 3) . وفيد: بفتح أوله، وبالدال المهملة. كان فلاة في الأرض بين أسد وطيِّئ في الجاهلية، فلما أقدم زيد الخيل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أقطعه فيد. وهو بشرقيّ سلمى، وسلمى أحد جبلي طيِّئ. (انظر: معجم ما استعجم 3/ 1032 و 1033) . [5] انظر عن (الوليد بن عقبة) في: التاريخ لابن معين 2/ 633، والتاريخ الكبير 8/ 150 رقم 2520، والجرح والتعديل 9/ 12 رقم 53، والثقات لابن حبّان 9/ 224، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1472، والكاشف 3/ 211 رقم 6189، وتهذيب التهذيب 11/ 144 رقم 241، وتقريب التهذيب 2/ 334 رقم 75، وخلاصة تذهيب التهذيب 417. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 455 أخو محمد. روى عَنْ: حنظلة بْن أَبِي سُفْيان، وحمزة الزّيّات، وزائدة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وعليّ بْن محمد الطنافسيّ، ومحمد بْن رافع، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [1] : صَدُوق. وقَالَ أبو داود: لَيْسَ بِهِ. بأس [2] . 343- الوليد بْن كثير المُزَنّي المدنيّ [3]- ن. - نزيل الكوفة. روى عَنْ: ربيعة الرأي، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، والضّحّاك بْن عثمان. وعنه: أبو سَعِيد الأشجّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ويوسف بْن عَدِيّ، وأخوه زكريّا. قَالَ أبو حاتم [4] . يُكْتَب حديثه. 344- الوليد بن مسلم [5]- ع. -   [1] في الجرح والتعديل 9/ 12: «صدوق لا بأس به صالح الحديث» . [2] تهذيب الكمال 3/ 1473، ونحوه قال أبو زرعة، (الجرح والتعديل) . [3] انظر عن (الوليد بن كثير المزني) في: التاريخ الكبير 8/ 152 رقم 2527، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، والجرح والتعديل 9/ 14 رقم 63، والثقات لابن حبّان 9/ 222، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1473، والكاشف 3/ 212 رقم 6197، وميزان الاعتدال 4/ 345 رقم 9398، وتهذيب التهذيب 11/ 147 رقم 249، وتقريب التهذيب 2/ 335 رقم 83. [4] في الجرح والتعديل 9/ 14. [5] انظر عن (الوليد بن مسلم الدمشقيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 470، والتاريخ لابن معين 2/ 634 (5061) ، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 435 و 441، وطبقات خليفة 317، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1225، والتاريخ الكبير 8/ 152، 153 رقم 2532، والتاريخ الصغير 212، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 82، وتاريخ الثقات للعجلي 466 رقم 1778، والمعرفة والتاريخ 2/ 420- 424 وانظر فهرس الأعلام (3/ 817، 818) ، وأنساب الأشراف 3/ 14 و 52، وتاريخ اليعقوبي 2/ 443، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 168 و 170- 173 و 175- 178 و 183 و 184 و 190 و 199- 202 و 205 و 214 و 215 و 217 و 218 و 224 و 226 الجزء: 13 ¦ الصفحة: 456 الإمام أبو العبّاس الأُموي، مولاهم الدّمشقيّ، أحد الأعلام. قرأ القرآن عَلَى يحيى الذَّماريَّ، وحدَّث عَنْهُ، وعن: ثور بْن يزيد، وابن جُرَيج، وابن عَجْلان، وَالْمُثَنَّى بْن الصّبّاح، ويزيد بْن أبي مريم، وصَفْوان بْن عَمْرو، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، والثَّوْريّ، ومالك، واللّيث، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وأبي بَكْر بْن مريم، وعُفَير بْن مَعْدان، ومروان بْن جَناح، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وخلْق. وعنه: اللَّيْثُ بْن سعْد شيخه، وبقيّة، وابن وهْب، وأحمد بْن حنبل، ودُحَيْم، وأبو خَيْثَمَة، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وإسحاق بْن موسى الخطْميّ، وموسى بْن عامر المُرّيّ، ومحمد بْن مُصَفَّى، ومحمود بْن غَيْلان، وعَمرو بْن عثمان، وخلق كثير. وصنّف التصانيف.   [ () ] و 231 و 237 و 256 و 263- 265 و 280 و 286 و 287 و 308 و 309 و 316 و 318 و 319 و 328 و 331 و 332 و 334 و 344 و 346 و 348 و 350 و 351 و 353 و 355- 357 و 360 و 362- 364 وانظر فهرس الأعلام (2/ 1035) ، وتاريخ الطبري 1/ 361 و 481 و 4/ 111 و 262 و 7/ 32، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 24، والجرح والتعديل 9/ 16، 17 رقم 70، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 758، 759 رقم 1270، ورجال صحيح مسلم 2/ 302 رقم 1748، والأنساب 8/ 118، وتاريخ جرجان 413 و 476 و 493، والسابق واللاحق 353، 354 رقم 207، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 537 رقم 2093، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 147، 148 رقم 231، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 45/ 487- 509، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1474- 1476، والعبر 1/ 319، وتذكرة الحفاظ 1/ 302، وسير أعلام النبلاء 9/ 211- 220 رقم 60، ودول الإسلام 1/ 123، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 732، والكاشف 3/ 213 رقم 6202، وميزان الاعتدال 4/ 347، 348 رقم 9405، ومرآة الجنان 1/ 448، 449، وشرح العلل لابن رجب 2/ 608، والتبيين لأسماء المدلّسين لسبط ابن العجمي 60 رقم 83، وتعريف أهل التقديس 127- 134، وتهذيب التهذيب 11/ 151- 155 رقم 254، وتقريب التهذيب 2/ 336 رقم 89، وغاية النهاية 2/ 360 رقم 3807، والوفيات لابن قنفذ 152 رقم 195، وشرح ألفيّة العراقي 2/ 235، 236، وطبقات الحفاظ 126، وخلاصة تذهيب التهذيب 417، وشذرات الذهب 1/ 344، وهديّة العارفين 2/ 500، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 180- 183 رقم 1796. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 457 قَالَ محمد بْن سعْد [1] : كَانَ الوليد ثقة كثير الحديث والعلم. حجّ سنة أربعٍ وتسعين ومائة، ثمّ رجع فمات بالطريق. وقال دُحَيْم: مولده سنة تسع عشرة ومائة [2] . قَالَ ابن عساكر [3] : قرأ عَليْهِ: هشام بْن عمّار، والربيع بْن ثعلب. وقال الفسويّ [4] : سَأَلت هشام بْن عمّار عَنِ الوليد، فأقبل يصف عِلمَه وورعه وتواضُعه. وقال: كَانَ أَبُوهُ مِن رقيق الإمارة، وتفرّقوا عَلَى أنهم أحرار. وكان للوليد أخ جلِف [5] متكبّر يركب الخيل، ويركب معه غلمان كثير ويتصَيَّد. وقد حُمَّلَ الوليد دِيةً فأدى [6] ذَلِكَ في بيت المال، أَخْرَجَهُ عَنْ نفسه إذ اشتبه عَليْهِ أمرُ أَبِيهِ. قَالَ: فوقع بينه وبين أخيه في ذَلِكَ شغب وجفاء وقطيعة. وقال: فضحتنا، ما كَانَ حاجَتُك إلى ما فعلت؟. وقال أبو التُّقَى الحمصيّ، ثنا سَعِيد بْن مَسْلَمة الْقُرَشِيّ قَالَ: أَنَا أعتقتُ الوليد بْن مسلم، كَانَ عبدي [7] . وقال ابن سعْد [8] ، عَنْ رجلٍ إنّ الوليد كَانَ مِن الأخماس فصار لآل مَسْلَمة بْن عَبْد المُلْك، فلمّا قِدم بنو هاشم في دولتهم قبضوا رقيق الأخماس وغيره، فصار الوليد وأهل بيته لصالح بْن عليّ، فوهبهم لابنه الفضل فأعتقهم. ثمّ إنّ الوليد اشترى نفسه منهم، فأخبرني سَعِيد بْن مَسْلَمة قَالَ: جاءني الوليد فأقرّ لي بالرّقّ، فأعتقته.   [1] في طبقاته 7/ 471. [2] تاريخ دمشق 45/ 488. [3] في تاريخ دمشق 45/ 488. [4] في المعرفة والتاريخ 2/ 422 و 423. [5] في المعرفة والتاريخ «صلف» . [6] في الأصل: «فأدا» . [7] الطبقات الكبرى 7/ 471. [8] في طبقاته 7/ 470، 471. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 458 وكان للوليد أخ اسمه جَبَلَة، كَانَ لَهُ قَدْرٌ وجاه [1] . قَالَ أحمد: لَيْسَ أحد أروى لحديث الشاميّين مِن الوليد، وإسماعيل بْن عيّاش [2] . إبراهيم بْن المنذر: قدِمتُ البصرة، فجاءني عليّ بْن المَدِينيّ فقال: أول شيء أطلب، أخرجْ إليَّ حديث الوليد بْن مُسلم. فقلت: يا ابنَ أُمّ، سُبحان الله، وأين سماعي مِن سماعك؟ فجعلتُ أأبى ويُلِحّ، فقلتُ لَهُ: أخبرني عَنْ إلحاحك ما هُوَ؟. قَالَ: أُخْبِرك الْوَلِيدُ رجلُ أهل الشام، وعنده علم كثير، ولم أستمكن. منه، وقد حدّثكم بالمدينة في المواسم، ورفع عندكم الفوائد، لأنّ الحُجّاج يجتمعون بالمدينة مِن الآفاق، فيكون مَعَ هذا بعض فوائده، ومع هذا شيء. قَالَ: فأخرجت إِليْهِ، فتعجب مِن كتابه، كاد أن يكتبه عليّ [3] . ... (؟) سمعنا الْفَسَوِيَّ بْن إبراهيم: قَالَ أبو اليَمان: ما رَأَيْتُ مثل الوليد بْن مُسْلِم. وقيل لأبي زُرْعة: الوليد أفقه أم وكيع؟ فقال: الوليد بأمر المغازي، ووكيع بحديث العراقيّين. وقال أبو مُسْهِر: كَانَ الوليد مِن حُفّاظ أصحابنا. وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْن عَدِيّ: الثَّقات مِن أهل الشام مثل الوليد بْن مُسْلِم. وقال ابن مؤمن: لم نزل فسمع أنّه مِن كتب مصنّفات الوليد صَلُح أن يلي القضاء. ومصنّفاته سبعون كتابا.   [1] الطبقات الكبرى 7/ 471. [2] وفي المعرفة والتاريخ 2/ 423: «وقال أبو يوسف: وكنت أسمع أصحابنا يَقُولُونَ: عِلْمُ الشَّامِ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ والوليد بن مسلم» . والقول في تاريخ دمشق 45/ 492، وتهذيب الكمال 3/ 1475. [3] المعرفة والتاريخ 2/ 422. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 459 قلت: الكتاب منها جزء صغير، وجزء كبير، ونحو ذَلِكَ. الفَسَويّ [1] : سمعتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: خرجتُ يوم القَدَر والوليد في مسجد مِنى وعليه زِحام كثير. وجئت في آخر الناس فوقفت بالبُعد، وعليّ بْن المَدِينيّ بجنْبه، فجعلوا يسألونه ويحدّثهم، ولا أفهم. فجمعتُ جماعةً مِن المكّيّين وقلت لهم: جلّبوا وأفسِدوا عَلَى من بالقرب منه. فجعلوا يصيحون ويقولون: لا نسمع. وجعل ابن المَدِينيّ يَقُولُ: اسكتوا نُسمعكم. فاعترضتُ وَصِحْتُ، ولم أكن بعد حَلَقْتُ، فنظر ابن المَدِينيّ إليّ ولم يثبتني وقال: لو كَانَ فيك خير لم يكن شَعْرك عَلَى ما أرى. قَالَ: فتفرّقوا ولم يحدّثهم بشيء. قلت: وكان الوليد مَعَ حفظه وثقته قبيح التدليس. يحملُ عن أناس كذّابين. وتلفى عَنِ ابن جُرَيج، وغيره، ثمّ يُسْقِط الَّذِي سمع منه ويقول: عَنِ ابن جُرَيج. قَالَ أبو مُسْهِر: كَانَ الوليد يأخذ مِن ابن أَبِي السَّفَر حديث الأوزاعيّ، وكان ابن أَبِي السفر كذّابًا، وهو يَقُولُ فيها: قَالَ الأوزاعيّ. قَالَ صالح جَزرة. سَمِعْتُ الهيثم بْن خارجة يَقُولُ: قلت للوليد: قد أفسدتَ حديث الأوزاعيّ، قَالَ: وكيف؟ قلت: تروي عَنِ الأوزاعي، عَنْ نافع، وعن الأوزاعيّ، عَنِ الزُّهْرِيّ، وعنه، عَنْ يحيى. وغيرك يُدخل بين الأوزاعيّ، ونافع، عَبْد الله بْن عامر الأسلميّ، وبينه وبين الزُّهْرِيّ مرّة وغيره. فما يحملك عَلَى هذا؟. قَالَ: أُنْبلُ الأوزاعيّ أن يروي عَنْ مثل هَؤلاءِ. قلت: فإذا روى الأوزاعيّ عَنْ هَؤلاءِ الضُّعفاء مناكير، فأسقطتهم أنتَ وصيّرتها مِن رواية الأوزاعيّ عَنِ الثَّقات ضعّفت الأوزاعيّ فلم يلتفت إلى قولي. قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت في الشّاميّين أعقل من الوليد.   [1] في المعرفة والتاريخ 2/ 421، 422. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 460 وقال ابن المَدِينيّ: ما رَأَيْت في الشّاميّين مثل الوليد. وقد أغرب أحاديث صحيحة لم يَشْرُكْه فيها أحد. وقال صدقة بن الفضل المَرْوَزِيّ: ما رَأَيْت رجلا أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم مِن الوليد بْن مُسْلِم. وكان يحفظ الأبواب [1] . وقال أبو مُسْهِر: ربّما دَلّسَ الوليد عَنِ الكذّابين. قلت: إذا قَالَ: حَدَّثَنَا، فهو ثقة. وصاحبا الصحيح ينقّبان حديثه إذا أخرجا لَهُ. قَالَ حَرْمَلَة بْن عبد العزيز الْجُهَنّي: نزل عليَّ الوليد بْن مُسْلِم بِذِي المَرْوَة قافلا مِن الحجّ، فمات عندي بِذِي المَرْوَة. قَالَ محمد بْن مُصَفَّى، وغيره: تُوُفّي في المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين ومائة، رحمه الله [2] . 345- وَهْبُ بنُ عثمان المخزوميّ المدنيّ [3] . عَنْ: أَبِي حازم الأعرج، وموسى بن عقبة. وعنه: إبراهيم بْن حمزة، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ويعقوب بْن كاسب. وهو صَدُوق مُقِل. استشهد به البخاريّ [4] .   [1] المعرفة والتاريخ 2/ 421. [2] ترجمته كلها منقولة عن تاريخ دمشق لابن عساكر 45/ 487- 509. [3] انظر عن (وهب بن عثمان) في: التاريخ الكبير 8/ 70 رقم 2583، والجرح والتعديل 9/ 28 رقم 125، والثقات لابن حبّان 7/ 557، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1479، والكاشف 3/ 215 رقم 6221، وتهذيب التهذيب 11/ 165 رقم 165 رقم 283، وتقريب التهذيب 2/ 339 رقم 121، وخلاصة تذهيب التهذيب 419. [4] في تاريخه الكبير. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 461 حرف الياء 346- يحيى بْن زكريّا بْن إبراهيم بْن سُوَيْد النَّخَعيّ [1] . عَنْ: عَبْد المُلْك بْن أبي سليمان، والحسن بْن الحَكَم النَّخَعيّ. وعنه: عثمان بْن أبي شَيبة، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن المسروقيّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بأس. 347- يحيى بْن سَعِيد الأمويّ [3]- ع. -   [1] انظر عن (يحيى بن زكريا) في: الجرح والتعديل 9/ 145 رقم 610، والثقات لابن حبّان 9/ 256. [2] في الجرح والتعديل، وزاد: «هو صالح الحديث» . [3] انظر عن (يحيى بن سعيد الأموي (في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 398 و 7/ 339، والتاريخ لابن معين 2/ 644، والتاريخ الكبير 8/ 277 رقم 2984، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 6، والمعارف 514، والمعرفة والتاريخ 3/ 133، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 102، والجرح والتعديل 9/ 151، 152 رقم 625، والثقات لابن حبّان 7/ 599، ومشاهير علماء الأمصار 175 رقم 1391، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 353 رقم 1521، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 793، 794 رقم 1325، ورجال صحيح مسلم 2/ 340 رقم 1829، وتاريخ بغداد 14/ 132- 135 رقم 7460، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 153 و 164 و 171، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 31 أ، وتاريخ جرجان 377، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 562 رقم 2180، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1497، 1498، والكامل في التاريخ 6/ 238، والعبر 1/ 315، وتذكرة الحفاظ 1/ 325، وسير أعلام النبلاء 9/ 139 رقم 47، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 735، والكاشف 3/ 225 رقم 6282، وتهذيب التهذيب 11/ 213، 214 رقم 355، وتقريب التهذيب 2/ 348 رقم 69، ومرآة الجنان 1/ 445، وخلاصة تذهيب التهذيب 423، وشذرات الذهب 1/ 341. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 462 هُوَ ابن سَعِيدُ بْنُ أَبَانِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شمس. أبو أيّوب الْقُرَشِيّ الأمويّ الكوفيّ الحافظ. وله عدة إخوة. روى عَنْ: بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، ويحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ، وهشام بْن عُرْوة، والأعمش، وابن أَبِي خَالِد، والثَّوْريّ، وخلْق. وحمل المغازي عن ابن إسحاق. حدَّث عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وشُرَيْح بْن يونس، وحُمَيْد بْن الربيع، وابنه سَعِيد بْن يحيى، وجماعة كثيرة. قَالَ أحمد بْن حنبل: عنده عَنِ الأعمش غرائب، وليس بِهِ بأس [1] . (وكذا قال غير واحد: إنّه لا بأس بِهِ) [2] . وروى أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، عَنِ ابن مَعِين: ثقة [3] . قلت: سكن بغداد، وكانوا يلقّبونه جَمَلايا [4] . مات سنة أربعٍ وتسعين ومائة وهو في عشر الثمانين. ومات أخوه محمد بْن سَعِيد قبله بعام. وأخوهما عُبَيْد بْن سَعِيد، يروي عَنْ: إسرائيل، وعدّة. وأخوهم عَبْد الله بْن سَعِيد فَعَالِم باللُّغة والشّعْر. وأخوهم الخامس عَنْبَسة بْن سَعِيد روى عَنْ: ابن المبارك، وطائفة، وهو أصغرهم ولهم أخ سادس سَمِعَ: زهير بْن معاوية، ومفضّل بن صدقة. ذكرهم الدّارقطنيّ. 348- يحيى القطّان [5]- ع. -   [1] تاريخ بغداد 14/ 134. [2] ما بين القوسين تكرّر في الأصل. [3] تاريخ بغداد 14/ 134. [4] تاريخ بغداد 14/ 134. [5] انظر عن (يحيى القطان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 293، والتاريخ لابن معين 2/ 645، ومعرفة الرجال له الجزء: 13 ¦ الصفحة: 463 هو يحيى بن سعيد بن فرّوخ، مولى بني تميم. الحافظ العِلْم أبو سَعِيد البصْريّ القطّان الأحول. أحد الأئمّة الكبار. مولده في أول سنة عشرين ومائة.   [ () ] 1/ رقم 504 و 521 و 553 و 844 و 880 و 2 رقم 56 و 157 و 163 و 421 و 422 و 692 و 729، وطبقات خليفة 225، وتاريخ خليفة 468، والعلل لابن المديني 40 و 44- 48 و 57 و 100، والتاريخ الكبير 8/ 276 رقم 2983، والتاريخ الصغير 214، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 118 و 161 و 212 و 278 و 282 و 318 و 452 و 734 و 746 و 925 و 941 و 950 و 1181 و 1187 و 1218 و 1224 و 1227 و 1231 و 1249 و 2/ 1482 و 1673 و 1933 و 2029 و 2425 و 2468 و 2495 و 2525 و 2566 و 2571 و 2630 و 2668 و 2683 و 2992 و 3081 و 3289 و 3563 و 3581 و 3613 و 3615 و 3/ 4223 و 4280 و 4286 و 4319 و 4320 و 4323 و 4456 و 4516 و 4527 و 4934 و 4954 و 4955 و 5767 و 5866، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، وتاريخ الثقات للعجلي 472 رقم 1807، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 823) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 145 و 298 و 303 و 306 و 307 و 419 و 423 و 459 و 462 و 464- 466 و 471 و 474 و 475 و 588، وتاريخ اليعقوبي 2/ 443، والبرصان والعرجان 116 و 355، والجرح والتعديل 9/ 150، 151 رقم 124، ومشاهير علماء الأمصار 761، 162 رقم 1278، والثقات لابن حبان 7/ 611، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 352، 353 رقم 1515، ورجال صحيح مسلم 2/ 338، 339 رقم 1827، وحلية الأولياء 8/ 370- 391 رقم 438، وتاريخ بغداد 14/ 135- 144 رقم 7461، والسابق واللاحق. 37 رقم 220، وتاريخ جرجان 47 و 61 و 101 و 130 و 142 و 335 و 553 و 560، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 19 و 45 و 53 و 60 و 139 و 223 و 2/ 13 و 48 و 54 و 138 و 139 و 153 و 204 و 226 و 238 و 249 و 274 و 302 و 415 و 3/ 7 و 8 و 13 و 132 و 133 و 200، ورجال الطوسي 333 رقم 6، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ ورقة 224 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 561، 562 رقم 2179، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2/ ج 1/ 154، 155 رقم 243، ووفيات الأعيان 2/ 419 و 4/ 277 و 6/ 80، وصفة الصفوة 3/ 365- 367 رقم 557، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1498- 1500، ودول الإسلام 1/ 125، وسير أعلام النبلاء 9/ 175- 188 رقم 53، والعبر 1/ 327، وتذكرة الحفاظ 1/ 298، والكاشف 3/ 225 رقم 6285، والمعين في طبقات المحدّثين 70 رقم 73، وميزان الاعتدال 4/ 380، رقم 9522، ومرآة الجنان 1/ 460، وشرح ألفية العراقي 1/ 53، 54، والوفيات لابن قنفذ 151 رقم 194، وتهذيب التهذيب 11/ 216- 220 رقم 358، وتقريب التهذيب 2/ 348 رقم 72، وشرح العلل لابن رجب 1/ 192، وطبقات الحفاظ 125، وخلاصة تذهيب التهذيب 423، وشذرات الذهب 1/ 355، وقد أفرد له ابن أبي حاتم ترجمة نفيسة في تقدمة المعرفة 232- 251، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 209 رقم 1837. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 464 روى عَنْ: سليمان التَّيْميّ، وهشام بْن عُرْوة، وعطاء بْن السائب، وحُسين المعلّم، وخيثم بْن عِراك، وحُميد الطويل، ويحيى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، والأعمش، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وسُفْيان، وشُعْبَة، وخلْق كثير. وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ، وعفّان، ومسدّد، وأحمد، وإسحاق، وابن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، وإسحاق الكَوْسج، ويعقوب الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن شدّاد المُسْمِعيّ، وأمم سواهم. وكان يَقُولُ: لزمتُ شُعْبَة عشرين سنة [1] . قَالَ ابن عمّار: روى عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ في تصانيفه ألفي حديث عَنْ يحيى القطّان، فحدّث بها عَنْهُ ويحيى حيٌّ [2] . قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رَأَيْت بعيني مثل يحيى بْن سعيد القطّان [3] . وقال ابن المَدِينيّ: ما رأيتُ أحدًا أعلم بالرجال مِن يحيى بْن سَعِيد [4] . وقال بُنْدار: ثنا يحيى بْن سَعِيد إمام أهل زمانه. وقال أحمد بْن الحَسَن التَّرْمِذيّ: سمعتُ أحمد، وَسُئِلَ عَنْ يحيى بْن سَعِيد ووكيع فقال: ما رأيت بعيني مثل يحيى [5] . وقال ابن عمار: كنت إذا نظرت إلى يحيى القطان ظننت أنّه لا يُحسن شيئًا بزيّ التّجّار، فإذا تكلّم أنصتَ لَهُ الفقهاء [6] . وقال أحْمَد بْن محمد بْن يحيى القطّان: لم يكن جدّي يمزح ولا يضحك إلا تبسّما، ولا دخل حمّاما. وكان يخضب [7] .   [1] تقدمة المعرفة 249، تاريخ بغداد 14/ 136، حلية الأولياء 8/ 380. [2] تاريخ بغداد 9/ 138. [3] العلل ومعرفة الرجال 1/ 505 رقم 1181، تقدمة المعرفة 233-، الجرح والتعديل 9/ 150، تاريخ بغداد 14/ 139، صفة الصفوة 3/ 365. [4] تاريخ بغداد 14/ 138. [5] تاريخ بغداد 14/ 139. [6] تاريخ بغداد 14/ 140. [7] سيعيده بزيادة عمّا هنا. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 465 وقال يحيى بْن مَعِين: أقام يحيى بْن سَعِيد عشرين سنةً يختم القرآن في كلّ ليلة [1] . وعن عليّ بْن المَدِينيّ: كَانَ يحيى يختم كلّ ليلة [2] . وقال بُنْدار: اختلفتُ إليه عشرين سنةً، فما أظنّ أنّه عصى الله قطّ [3] . قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: كنّا عند يحيى بْن سَعِيد، فقرأ رَجُل سَوْرَة الدُّخان، فَصُعِقَ يحيى وغُشيَ عَليْهِ [4] . قَالَ أحمد بْن حنبل: لو قدر أحدٌ أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى، يعني الصَّعق. قَالَ أحمد بْن محمد بْن يحيى بْن سَعِيد القطّان: ما أعلم أنّ جدّي قهقه قطّ، ولا دخل حمّامًا قطّ، ولا اكتحل ولا ادَّهنَ. وكان يخضبُ خضابًا حَسَنًا [5] . وروى عَبَّاس، عَنْ يحيى بْن مَعِين قَالَ: كَانَ يحيى القطّان إذا قُرئ عنده القرآن سقط حتّى يصيب وجهه الأرض [6] . وقال: ما دخلتُ كنيفًا قطّ إلا ومعي امرَأَة، يعني مِن ضعف قلبه [7] . قَالَ ابن معين [8] : وجعل جار له يشتمه ويقع فيه ويقول: هذا الخوزيّ، ونحنُ في المسجد. قَالَ: فجعل يحيى يبكي ويقول: صَدق، ومَن أَنَا وما أنا.   [1] تاريخ بغداد 14/ 141، صفة الصفوة 3/ 366. [2] تاريخ بغداد 14/ 141. [3] تاريخ بغداد 14/ 141. [4] تاريخ بغداد 14/ 141. [5] تقدمة المعرفة 250، 251، تاريخ بغداد 14/ 141. [6] التاريخ لابن معين 2/ 647. [7] التاريخ لابن معين 2/ 646. [8] في تاريخه 2/ 646 و 647. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 466 قَالَ ابن مَعِين [1] : كَانَ يحيى يجيء معه بمسباح، فيدخل يده في ثيابه فيُسبّح. قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ: اختلفوا يومًا عند شُعْبَة فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكمًا. قَالَ: قد رضيت بالأحول، يعني القطّان. فجاء فقضى عَلَى شُعْبَة. فقال شُعْبَة: ومن يطيق نقدَك أصول [2] . وقال ابن سعْد [3] : كَانَ ثقة مأمونًا رفيعًا حُجّة. وقال النَّسَائيّ: أُمناء الله عَلَى حديث رسوله: شُعْبَة، ومالك، ويحيى القطّان. وقال محمد بْن بُنْدار الْجُرْجانيّ: قلت لابن المَدِينيّ: مَن أنفع مِن رَأَيْت للإسلام وأهله؟. قَالَ: يحيى بْن سَعِيد القطّان [4] . قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: سمعتُ عليّ بْن عَبْد الله يَقُولُ: كُنَّا عند يحيى بْن سَعِيد، فلمّا خرج مِن المسجد خرجنا معه، فلمّا صار بباب داره قام وقمنا معه، فانتهى إليه الروبيّ، فقال يحيى لما رآه: ادخلوا. فدخلنا. فقال للروبيّ: اقرأ. فَلَمَّا أخذ في القراءة نظرتُ إلى يحيى يتغيّر حتى بلغ: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ 44: 40 [5] صُعِق يحيى وغُشي عَليْهِ، وارتفع صوته. وكان ببابٍ منه، فانقلب فأصاب الباب فقِار ظهره وسال الدَّم. فصرخ النّساء وخرجنا، ووقفنا بالباب حتّى أفاق بعد كذا وكذا. ثمّ دخلنا عَليْهِ، فإذا هُوَ نائم عَلَى فراشه، وهو يقول: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ 44: 40. فما   [1] في تاريخه 2/ 647. [2] تقدمة المعرفة 232، الجرح والتعديل 9/ 150، تاريخ بغداد 14/ 136 وفيه «فقدك» . [3] في طبقاته 7/ 293. [4] تقدمة المعرفة 246. [5] سورة الدخان، الآية 40. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 467 زالت بِهِ تِلْكَ القُرْحة حتى مات [1] . وروى أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن العَنْبريّ، عَنْ زُهير البابيّ قَالَ: رَأَيْت يحيى بْن سَعِيد في النَّوم، عَليْهِ قميص بين كتفَيه مكتوب: بسم الله الرَّحْمَن الرحيم، كتابٌ مِن الله العزيز العليم ببراءة ليحيى بْن سَعِيد القطّان مِن النار [2] . وَرَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَخْطَأْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَخْطَأْتَ يَا يَحْيَى. فَرَوَى يَوْمًا عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نار جهنّم» . فقلت: أخطأت يا با عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: وَكَيْفَ هُوَ؟. قُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] !. فَقَالَ لي: صدقت يا يحيى، اعرض عليّ كُتُبَك. قلت: تريد أن ألقى مثل ما لقي زائدة؟. قَالَ: وما لقي زائدة؟ أصلحت لَهُ كتبَه وذكَرته حديثه [4] . وقال أحمد: إلى يحيى القطّان المنتهى في التثبّت [5] . قَالَ محمد بْن أَبِي صَفْوان: كَانَ يحيى القطّان نفقته مِن غلّته. إنْ دخل مِن غلّته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرًا، وإن دخل تمر أكل تمرًا [6] .   [1] حلية الأولياء 8/ 382، صفة الصفوة 3/ 366. [2] تاريخ بغداد 14/ 142. [3] أخرجه مسلم في أول اللباس (2065) ، وابن ماجة في الأشربة (3413) باب الشرب في آنية الفضة. [4] تاريخ بغداد 14/ 136، 137. [5] تقدمة المعرفة 246 وزاد: «في البصرة» ، وكذلك في الجرح والتعديل 9/ 150، وتاريخ بغداد 14/ 139. [6] تاريخ بغداد 14/ 142. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 468 قَالَ ابن معين [1] : إنّ يحيى بْن سَعِيد لم يَفُتْه الزوال في المسجد أربعين سنة. وقال عفّان: رَأَى رَجُل ليحيى بْن سعيد قبل موته: أنْ بِشْر يحيى بْن سَعِيد بأمانٍ مِن الله يوم القيامة [2] . وقال أحمد: ما رَأَيْت أحدًا أقلَّ خطأ مِن يحيى بْن سَعِيد. ولقد أخطأ في أحاديث. ثمّ قَالَ: ومَن يُعَرَّى مِن الخطأ والتصحيف [3] ؟. قَالَ أحمد العِجْلي [4] : كَانَ يحيى بْن سَعِيد نقيّ الحديث، لا يحدّث إلا عَنْ ثقة. قَالَ أبو قُدامة السَّرْخَسِيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: أدركت الأئمة يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص [5] . وسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أخافُ أن يضيق عَلَى الناس تتّبع الألفاظ، لأنّ القرآن أعظم حُرمةً، وَوَسِعَ أن يُقرأ عَلَى وجوه إذا كَانَ المعنى واحدًا. قَالَ شاذي بْن يحيى: قَالَ يحيى بْن سعيد: مَن قَالَ: أنْ قل هو الله أحد، مخلوق، فهو زِنديق والله الَّذِي لا إله إلا هُوَ [6] . قَالَ الفلاس: كَانَ هجير يحيى بْن سَعِيد إذا سكت ثمّ تكلّم يَقُولُ: يُحيي ويُميت وإليه المصير. وقلتُ لَهُ في مرضه: يعافيك الله إنّ شاء الله. فقال: أحبّه إليّ أحبه إلى الله.   [1] في تاريخه 2/ 647، وتاريخ بغداد 14/ 141، وصفة الصفوة 3/ 366. [2] التاريخ لابن معين 2/ 646، تاريخ بغداد 14/ 142. [3] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 352، 353، تاريخ بغداد 14/ 140. [4] في تاريخ الثقات 472 رقم 1807، وتاريخ بغداد 14/ 142، 143. [5] حلية الأولياء 8/ 381. [6] حلية الأولياء 8/ 381. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 469 وقال أبو حاتم [1] : إذا اختلف ابن المبارك والقطّان وابن عُيَيْنَة في حديث، أُخِذَ بقول يحيى بْن سَعِيد. ابن المديني: سألتُ يحيى بْن سَعِيد، عَنْ أحاديث عِكرِمة بْن عمّار، عَنْ يحيى بْن أبي كثير، فقال: ليست بصحاح [2] . الفلاس: سَمِعْتُ يحيى يَقُولُ: كنتُ أَنَا وخالد بْن الحارث، ومعاذ بْن مُعَاذ، وما تقدّماني في شيء- يعني مِن العِلْم- كنتُ أذهب معهما إلى ابن عون، فيقعدان ويكتبان، وأجيء أَنَا فأكتبها في البيت [3] . قَالَ محمد بْن يحيى بْن سَعِيد: قَالَ أَبِي: كنتُ أخرج مِن البيت أطلب الحديث، فلا أرجع إلا بعد العتمة [4] . قَالَ عَبْد الله بْن قَحْطبة: نا عبّاس العنبريّ: سمعتُ ابن مهديّ يَقُولُ: لما قِدم سُفْيان الثَّوْريّ البصرة قَالَ لي: جئني بمَن أُذاكره، فأتيته بيحيى بْن سعيد. فلما خرج قال: قلت لك جئني بإنسان جئتني بشيطان! وقال ابن مَعِين [5] : قَالَ لي يحيى بْن سَعِيد: لو لم أروِ إلا عمّن أرضى، ما رويت إلا عَنْ خمسة. قَالَ ابن مَعِين [6] : وروى يحيى عَنِ الأوزاعيّ حديثًا واحدًا. قلت: تفقَّه يحيى بْن سَعِيد في هذا الشأن بشُعْبَة، وسُفْيان. ولزِم شُعْبَة دهْرًا. وأخصّ أصحاب يحيى بْن سعيد بن عليّ بْن المديني. وإذا وثَّق يحيى بْن سَعِيد شيخًا فَتَمَسَّك بِهِ، أمّا إذا ليّن أحدًا فتأنَّ في أمره، فإنّ الرجل متعنَّت جدًا. وقد ليّن مثل إسرائيل، وغيره مِن رجال الصّحيح. ولم أقف   [1] في تقدمة المعرفة 234. [2] تقدمة المعرفة 236. [3] تقدمة المعرفة 248، الجرح والتعديل 9/ 150. [4] تقدمة المعرفة 249، 250. [5] في تاريخه 2/ 646. [6] في تاريخه 2/ 646. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 470 عَلَى كتابه في الضُّعفاء، لكن يقع مِن كلامه في أسئلة ابن المَدِينيّ، والفلاس، وابن مَعِين أشياء نافعة. وكان رأسًا في معرفة الْعِلَلِ. أخذ ذَلِكَ عَنْهُ ابن المديني، وأخذ ذَلِكَ عَنِ ابن المَدِينيّ أبو عَبْد الله الْبُخَارِيّ. (قَالَ عُتْبَة: وأخذ عَنِ الْبُخَارِيّ التَّرْمِذيّ عِلله الكبرى) [1] . وَأَعْلَى [2] شَيْءٍ يَقَعُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى مَا وَقَعَ فِي الْغَيْلانِيَّاتِ، أَنْبَأْنَاهُ جَمَاعَةٌ: أَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ، أَنَا ابْنُ غَيْلانَ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ، نَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا رَحِمَ اللَّهُ مَنْ لا يَرْحَمُ النَّاسَ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدَةَ الْعَنْقَزِيُّ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْحَارِثِ فِي النَّوم، فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟. قَالَ: غُفر لي عَلَى أنّ الأمر شديد. قلت: فما فعل يحيى القطّان. قَالَ: نراه كما يُرى الكوكب الدُّرّي في أُفق السماء [3] . قلت: قَالُوا مات يحيى بْن سَعِيد في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. قبل موت ابن عُيَيْنَة وابن مهديّ بأربعة أشهر [4] ، رحمهم الله. 349- يحيى بْن سَعِيد الأنصاريّ الحمصيّ العطّار [5] .   [1] ما بين القوسين عن هامش الأصل. [2] في الأصل «وأعلا» . [3] تاريخ بغداد 14/ 144، صفة الصفوة 3/ 367. [4] تاريخ بغداد 14/ 143. [5] انظر عن (يحيى بن سعيد العطار) في: التاريخ الكبير 8/ 277 رقم 2985، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 40، والضعفاء الكبير للعقيليّ 403، 404 رقم 2026، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 445 و 509 و 510 و 517 و 525 و 528 و 576 و 628 و 635 و 2/ 685 و 718، والكنى والأسماء للدولابي الجزء: 13 ¦ الصفحة: 471 أبو زكريّا المحدّث. روى عَنْ: يونس بْن يزيد الأَيْليّ، وحَرِيز بْن عثمان، ويحيى بْن أيّوب الْمَصْرِيّ، وفُضَيْل بْن مرزوق، والمسعوديّ، ومحمد بْن عبد الرَّحْمَن بْن عرق اليَحْصُبيّ، وأبي غسّان محمد بْن مطرَّف، وطائفة كبيرة بالحجاز والشام والعراق ومصر. وعنه: عَبْد الوهاب بْن نجدة، والوليد بْن شجاع، ومحمد بْن مصفى، وَأَبُو تقيّ هشام بْن عَبْد المُلْك، ومحمد بْن عَمْرو بْن حِبّان، وجماعة. وثّقه ابن مُصَفَّى وحده. وضعّفه ابن مَعِين [1] ، والدّارَقُطْنيّ، وغيرهما. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ ابن عدي [2] : له مصنف في حفظ اللسان. وهو بيّن الضعف [3] . قلت: بقي إلى حدود المائتين، وسيُعاد بعد المائتين. 350- يحيى بْن سَعِيد السعيديّ البصريّ [4] .   [ () ] 1/ 179، والجرح والتعديل 9/ 152 رقم 628، والمجروحين لابن حبّان 1/ 109 و 116 و 125 و 127 و 129 و 151 و 158 و 208 و 258 و 2/ 75 و 3/ 144، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2650، 2651، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 209 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1500، والمغني في الضعفاء 2/ 735 رقم 6974، وميزان الاعتدال 4/ 379 رقم 9519، وتهذيب التهذيب 11/ 220، 221 رقم 359، وتقريب التهذيب 2/ 348 رقم 73، وخلاصة تذهيب التهذيب 423، 424. [1] فقال: «ليس بشيء» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 404) وفي الجرح والتعديل 9/ 152 قال محمد بن عوف الحمصي: سمعت يحيى بن معين يضعّف يحيى بن سعيد العطار صاحبنا، وذكر أنه احترق كتبه، وأنه روى أحاديث منكرة. [2] في الكامل في الضعفاء 7/ 2651. [3] قال العقيلي: «منكر الحديث» وقال أيضا: «لا يتابع على حديثه وليس بمشهور النقل» . [4] انظر عن (يحيى بن سعيد) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 404 رقم 2027 (العبشمي) ، والمجروحين لابن حبان 3/ 129، 130، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2699، والمغني في الضعفاء 2/ 735 رقم 6970. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 472 عَنِ: ابن جُرَيج. وعنه: الحسن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن غالب تمتام، وجماعة. واهٍ، وهو الأمويّ، والعبْشَميّ. قَالَ ابن حِبّان [1] : يروي المقلوبات والمُلْزَقات، لا يجوز الاحتجاج بِهِ إذا انفرد [2] . وهو غير: 351- يحيى بْن سَعِيد التّميميّ المدنيّ [3] . وغير: 352- يحيى بْن سَعِيد قاضي شيراز [4] ، وقيل التّميميّ هُوَ قاضي شيراز [5] . أحد الضُّعفاء. 353- يحيى بن سلام البصريّ [6] .   [1] في المجروحين 3/ 129 وفيه (يحيى بن سعيد الشهيد) . [2] وقال العقيلي: «عن ابن جريج، لا يتابع على حديثه، وليس بمشهور النقل» . [3] ترجمته في: التاريخ الكبير 8/ 277 رقم 2986 (منكر الحديث) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 402، 403 رقم 2024، والجرح والتعديل 9/ 152 رقم 626 (قال أبو حاتم: هو منكر الحديث، ولا أعرفه، هو مجهول) ، والمجروحين لابن حبّان 3/ 118، 119، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2652، 2653، والمغني في الضعفاء 2/ 735 رقم 6971 (وقال هو: قاضي شيراز) ، وميزان الاعتدال 4/ 378 رقم 9515 (قاضي شيراز) ، ولسان الميزان 6/ 258 رقم 907 و 259 رقم 909. [4] ترجمته في: المجروحين لابن حبّان 3/ 118، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2651، 2652، ولسان الميزان 6/ 258 رقم 908. [5] فرّق بينهما ابن حبّان، وابن عديّ، وابن حجر، الّذي قال في لسان الميزان 6/ 259 رقم 909 في ترجمة (يحيى بن سعيد التميمي المذكور قبل) : « ... فالغالب على الظنّ أنهما اثنان، قاضي شيراز فارسيّ اصطخريّ تميميّ مازنيّ أنصاريّ، والمازني أو الضبيّ بصريّ أو جزريّ، ويحتمل أن يكونا ثلاثة» . [6] انظر عن (يحيى بن سلام) في: الجرح والتعديل 9/ 155 رقم 642. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 473 عن: فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أبي عَرُوبة، والثَّوْريّ. وعنه: بحر بْن نصر، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم. قَالَ أبو حاتم: صدوق. قلت: سيُعاد بعد المائتين. ثمّ ظفِرت بموته في صَفَر سنة مائتين. نزل إفريقية ونشر بها العِلْم. 354- يحيى بْن سُلَيْم الْقُرَشِيّ الطائفي الخرّاز الحذّاء [1]- ع. - نَزِيلُ مَكَّةَ. روى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان بْن خَيْثم، وعُبَيْد الله بْن عُمَر، وإسماعيل بْن أُمَيَّة الْقُرَشِيّ، وموسى بن عقبة، وابن جريج. وعنه: الشافعي، وإسحاق، والحسن الزعفراني، والحسن بن عرفة، وكثير بن عبيد، ومحمد بن يحيى العدني، وآخرون. روى أحمد بن حنبل عنه حديثا واحدا [2] .   [1] انظر عن (يحيى بن سليم الطائفي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 500 و 522، والتاريخ لابن معين 2/ 648، 649، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 506، وطبقات خليفة 284، والتاريخ الكبير 8/ 279 رقم 2995، والتاريخ الصغير 212، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 633، والمعرفة والتاريخ 1/ 435 و 756 و 3/ 51 و 276 و 277 و 396، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 406 رقم 2030، والجرح والتعديل 9/ 156 رقم 647، والمجروحين لابن حبّان 1/ 290 و 2/ 123، والثقات له 7/ 615، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2675، 2676، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 353 رقم 1520، و 354 رقم 1528، ورجال الطوسي 335 رقم 38، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1502، 1503، والمغني في الضعفاء 2/ 737 رقم 6986، والمعين في طبقات المحدّثين 71 رقم 737، والكاشف 3/ 226 رقم 6290، وميزان الاعتدال 4/ 383، 384 رقم 9538، وسير أعلام النبلاء 9/ 307، 308 رقم 92، والعبر 1/ 320، وتذكرة الحفاظ 1/ 326، وتهذيب التهذيب 11/ 426، 427 رقم 366، وتقريب التهذيب 2/ 349 رقم 81، وطبقات الحفاظ 137، وخلاصة تذهيب التهذيب 424، وشذرات الذهب 1/ 344. [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 406. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 474 قال ابن سعد [1] : ثقة كثير الحديث. وعن الشافعي قَالَ: كَانَ رجلا فاضلا، وكنّا نُعدّه مِن الأبدال. وكان إذا ركب حمارًا أو دابّة لا يقول له أُغْدُ إنّما يَقُولُ: لا إله إلا الله. وقال النَّسَائيّ [2] : لَيْسَ بالقويّ. وقال أحمد [3] : رَأَيْته يخلط في الأحاديث فتركته. وقال ابن مَعِين [4] : ثقة [5] . وقال البزّي المقرئ: مات يحيى بْن سُلَيْم سنة خمسٍ وتسعين ومائة. 355- يحيى بْن الضّريس بن يسار [6]- م. ت. - أبو زكريّا البَجَليّ، مولاهم الرّازيّ الحافظ، قاضي الرَّيّ. عَنْ: ابن جُرَيج، وابن إِسْحَاق، وعكرمة بن عمّار، والثّوريّ، وأبي   [1] في الطبقات 5/ 500. [2] في الضعفاء والمتروكين 306 رقم 633. [3] الضعفاء الكبير 4/ 406، وفيه أيضا عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ يحيى بن سليم، فقال: كذا وكذا، ليس حديثه فيه شيء وكأنه لم يحمده، وقال: قد أتقن حديث ابن خيثم، كان عنده في كتاب. [4] في تاريخه 2/ 648، وقال (649) : «أتيت يحيى بن سليم الطائفي، وكان يعطي نسخته ويأخذ رهنها مصحفا، فقلت له، فقال: إن شئت قرأت عليّ كما قرأت أنا على ابن خثيم» . وفي الكامل لابن عديّ 7/ 2675 قال ابن معين: ليس به بأس يكتب حديثه. [5] وقال أبو حاتم: «شيخ محلّه الصدق ولم يكن بالحافظ، يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . وقال ابن عديّ (7/ 2676) : «وسائر مشايخه أحاديث صالحة وإفرادات وغرائب ينفرد بها عنهم، وأحاديثه متقاربة، وهو صدوق لا بأس به» . [6] انظر عن (يحيى بن الضريس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 380، وطبقات خليفة 325، والتاريخ الكبير 8/ 282، 283 رقم 3011، والتاريخ الصغير 218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 40، والجرح والتعديل 9/ 158، 159 رقم 659، والثقات لابن حبّان 9/ 252، ورجال صحيح مسلم 2/ 343 رقم 1833، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 210 أ، ب، وتاريخ جرجان 74 و 142 و 213، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 570 رقم 2218، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1504، والكاشف 3/ 227 رقم 6296، وتذكرة الحفاظ 1/ 347، وسير أعلام النبلاء 9/ 499، 500 رقم 189، وتهذيب التهذيب 11/ 232، 233 رقم 376، وتقريب التهذيب 2/ 350 رقم 92، وطبقات الحفاظ 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 424. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 475 جعفر الرّازيّ، وزائدة، وجماعة. وعنه: ابن مَعِين، وإسحاق، ومحمد بْن حُمَيْد، وأبو غسّان زُنَيْج، وإسحاق بْن الفيض، وجماعة. وكان محدّث الرَّيّ في زمانه. وثّقه ابن مَعِين [1] . وقال أبو حاتم [2] : كَانَ عنده عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ. وَقَالَ وكيع: يحيى بْن ضُرَيْس مِن حفّاظ الناس، لولا أنّه خلط في حديثين [3] . وقال إبراهيم بْن موسى الفرّاء: تعلّمنا علم الحديث مِن يحيى بْن ضُرَيْس [4] . 356- يحيى بن عبّاد الضّبعيّ البصريّ [5]- خ. م. ت. ن. - أبو عبّاد، نزيل بغداد. روى عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبَة، والحَمَّادَيْن، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو ثَور، ومحمد بْن حاتم السّمين، والحسن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وهارون بن سليمان الأصبهانيّ، وآخرون.   [1] الجرح والتعديل 9/ 159. [2] في الجرح والتعديل 9/ 159. [3] الجرح والتعديل 9/ 159. [4] الجرح والتعديل 9/ 159. [5] انظر عن (يحيى بن عبّاد) في: التاريخ الكبير 8/ 292 رقم 3044، والتاريخ الصغير 214، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 86، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 25، والجرح والتعديل 9/ 173 رقم 712، والثقات لابن حبّان 9/ 256، وتاريخ بغداد 14/ 144- 146 رقم 7463، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1505، والكاشف 3/ 228 رقم 6301، وميزان الاعتدال 4/ 387 رقم 9550، وتهذيب التهذيب 11/ 235، 236 رقم 382، وتقريب التهذيب 2/ 350 رقم 98، وخلاصة تذهيب التهذيب 425. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 476 قَالَ ابن مَعِين: لم يكن بذاك [1] ، وكان صدوقًا. وضعّفه زكريّا السّاجيّ، لكن احتجّ بِهِ الشيخان [2] . مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائة [3] . 357- يحيى بْن كثير [4] . صاحب البصْريّ. يُكَنَّى أبا النَّضْر. مذكور في «تهذيب الكمال» [5] : إنّه روى عَنْ: عطاء بْن أَبِي رباح، وهذا بعيد، وأحسبه سقط مِن بينها. وروى عَنْ: أيّوب، وعطاء بْن السّائب، وعاصم الأحول، ومحمد بن عمرو، ويزيد الرقاشيّ، وسليمان التّيميّ، والجريريّ.   [1] هكذا في الأصل، وفي الجرح والتعديل 9/ 173: «قال أول ما رأيته في مجلس أسباط كان يذاكر الحديث، وكتبت عنه ... ما أعلم عليه حجّة» . وفي تاريخ بغداد 14/ 145: «لم يكن بذاك» . [2] قال الساجي: «لم يكن بذاك، قد سمع وكان صدوقا. وقد أتيناه فأخرج كتابا فإذا هو لا يحسن يقرأه فانصرفنا عنه» . وقال أيضا: «ضعيف، حدّث عنه أهل بغداد» . (تاريخ بغداد 14/ 145) . وقال الخطيب: ترك أهل البصرة الرواية عنه، لا يوجب ردّ حديثه، وحسبك برواية أحمد بن حنبل، وأبي ثور عنه. ومع هذا فقد احتجّ بحديثه محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابورىّ، وأحاديثه مستقيمة لا نعلمه روى منكرا. وقال الدارقطنيّ: «يحتجّ به» . [3] التاريخ الصغير للبخاريّ 214. [4] انظر عن (يحيى بن كثير) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 424، 425 رقم 2052، والجرح والتعديل 9/ 182، 183 رقم 759، والمجروحين لابن حبّان 3/ 130، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2695، 2696، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 176 رقم 578، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1515، والمغني في الضعفاء 2/ 742 رقم 7033، وميزان الاعتدال 4/ 403 رقم 9608، والكاشف 3/ 233 رقم 6346، وتهذيب التهذيب 11/ 267، 268 رقم 538، وتقريب التهذيب 2/ 356 رقم 157، وخلاصة تذهيب التهذيب 427. [5] ج 3/ 1515. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 477 وعنه: شيبان بن فروخ، وحشيش بن أصرم، ومحمد بن يحيى القطعي، وعباس بن أبي طالب، وولده أبو مالك كثير بن يحيى صاحب البصْريّ. قَالَ أبو زُرْعة، وغيره: ضعيف الحديث [1] . وقال الدّارَقُطْنيّ [2] : متروك [3] . 358- يحيى بْن المتوكّل الباهليّ [4] . عَنِ: ابن جُرَيج، وعن: عَبْد العزيز بْن أَبِي رواد. وعنه: سليمان الشّاذْكُونيّ، ومحمد بْن حرب النَّسَائيّ، ويعقوب بْن كعب الحلبيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن غالب العطّار، والحسن بْن الصّبّاح البزّار، وطائفة. ما علمت بِهِ بأسًا [5] . وهو أصغر مِن أَبِي عقيل يحيى بْن المتوكّل صاحب بهيّة. 359- يحيى بْن محمد بن قيس [6]- ت. ن. ق. م. -   [1] الجرح والتعديل 9/ 183. [2] في الضعفاء والمتروكين 176 رقم 578 لفظه: «ضعيف» . [3] وضعّفه ابن معين، وقال عمرو بن علي: «كان لا يتعمّد الكذب، ويحدّث بكثير الغلط والوهم» . وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ذاهب الحديث جدّا. وقال العقيلي: «منكر الْحَدِيثِ» . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: «يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ ما لَيْسَ من أحاديثهم، لَا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» . وقال ابن عديّ: «هو في جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم» . [4] انظر عن (يحيى بن المتوكل) في: التاريخ الكبير 8/ 306 رقم 3108، والجرح والتعديل 9/ 190 رقم 789، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1516، والمغني في الضعفاء 2/ 742 رقم 7039، وتهذيب التهذيب 11/ 271، 272 رقم 541، وتقريب التهذيب 2/ 356 رقم 161، وخلاصة تذهيب التهذيب 427. [5] قال في المغني: «صدوق» . [6] انظر عن (يحيى بن محمد بن قيس) في: التاريخ الكبير 8/ 304 رقم 3095، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 42، والضعفاء الكبير الجزء: 13 ¦ الصفحة: 478 أبو زكير المدنيّ ثم البصريّ. مؤدَّب جعفر بْن سليمان الأمير. طال عُمره وعَمي. حدّث عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَصَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، والعلاء بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي حازم، وهشام بْن عُرْوة، وطائفة. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، والفلاس، وبُنْدار، وحفص الرباليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وآخرون. قَالَ أبو حاتم [1] : يُكتب حديثه. لَهُ حديث مُنْكَر في أكل البلح. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] . لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ غيره: صدوق. وروى الكَوْسج، عَنْ يحيى: ضعيف [3] . وقال الفلاس: لَيْسَ بمتروك [4] . قُلْتُ: تَفَرَّدَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: «كُلُوا البلح بالتمر [5] » ، وذكر الحديث.   [ () ] للعقيليّ 4/ 427 رقم 2055، والجرح والتعديل 9/ 184 رقم 764، والمجروحين لابن حبّان 3/ 119، 120، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2698، 2699، ورجال صحيح مسلم 2/ 350 رقم 1853، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 215 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 572 رقم 2230، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 517، والمغني في الضعفاء 2/ 743 رقم 7043، والكاشف 3/ 234 رقم 6353، وميزان الاعتدال 4/ 405 رقم 9616، وتهذيب التهذيب 11/ 274، 275 رقم 548، وتقريب التهذيب 2/ 357 رقم 168، وخلاصة تذهيب التهذيب 427. [1] في الجرح والتعديل 9/ 184. [2] في المجروحين 3/ 119. [3] الجرح والتعديل 9/ 184. [4] الكامل في الضعفاء 7/ 2698. [5] ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 427، وتتمّته: «فإن الشيطان يغضب، ويقول: عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق» . وهو في الكامل لابن عديّ 7/ 2698. وهذا الحديث لا يعرف إلا به. وهو لا يتابع على حديثه. وقال أبو حاتم: «يكتب حديثه» . وقال أبو زرعة: أحاديثه متقاربة إلّا حديثين حدّث بهما» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 479 وَرَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَنَسٍ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَسْتُ مِنْ دَدٍ وَلا الدَّدُ مِنِّي» [1] . قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً [2] . 360- يحيى بْن محمد بْن عبّاد بْن هاني الشجريّ المدنيّ [3] . عَنْ: ابن إِسْحَاق، وابن أخي الزُّهْرِيّ، وموسى بْن يعقوب الزّمعيّ. وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بْن عَبْد الله بْن سَعِيد المساحقيّ، ومحمد بْن منذر القابوسيّ. قَالَ أبو حاتم [4] : ضعيف الحديث [5] . - يحيى بْن واضح. أبو تُميلة. سيأتي بكنيته. 361- يحيى بْن يَزِيدُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الحارث بْن عَبْد المطَّلب الهاشميّ النَّوفليّ المدنيّ [6] .   [1] ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 427، وقال: تابعه عليه من هو دونه. والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2698. والدّد: اللهو واللعب. [2] انظر: رجال صحيح مسلم 2/ 350، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 572. [3] انظر عن (يحيى بن محمد بن عبّاد) في: التاريخ الكبير 8/ 304 رقم 3096 و 3099، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 427، 428 رقم 2056، والجرح والتعديل 9/ 185 رقم 766، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1517، والمغني في الضعفاء 2/ 743 رقم 7045، والكاشف 3/ 234 رقم 6351، وميزان الاعتدال 4/ 406، 407 رقم 9618، وتهذيب التهذيب 11/ 273 رقم 545، وتقريب التهذيب 2/ 357 رقم 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 427. والشّجري: نسبة إلى الشجرة قرية بالمدينة. [4] في الجرح والتعديل 9/ 185. [5] وقال العقيلي: «في حديثه مناكير وأغاليط، وكان ضريرا. فيما بلغني أنه يلقّن» . [6] انظر عن (يحيى بن يزيد النوفلي) في: الجرح والتعديل 9/ 198 رقم 727، والمجروحين لابن حبّان 1/ 45 و 3/ 102، 103، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2702، 2703، وجمهرة أنساب العرب 70، والمغني في الضعفاء 2/ 745 رقم 767، وميزان (الاعتدال 4/ 414 رقم 9651، ولسان الميزان الجزء: 13 ¦ الصفحة: 480 روى عَنْ: أَبِيهِ. روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، والهيثم بْن خارجة، ودُحَيْم، ومحمد بْن إِسْحَاق المسيبيّ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وغيرهم. قَالَ أبو حاتم [1] : مُنْكَر الحديث. وقال ابن عَدِيّ [2] : ضعيف [3] . قلت: أَبُوهُ يروي عَنْ سَعِيد المَقْبُريّ. 362- يزيد بْن سَمْرة الرّهاويّ [4] . أبو هِزّان [5] . يروي عَنْ: عطاء الخُراساني، وأبي زُرْعة، ويحيى السّيبانيّ. روى عَنْهُ: أبو مُسْهِر، ومحمد بْن عائذ، ويحيى بْن بُكَير. قَالَ أبو سَعِيد بن يونس: لم يذكروه بجرح [6] .   [ () ] 6/ 281، 282 رقم 988. [1] في الجرح والتعديل 9/ 198 وزاد: «لا أدري منه أو من أبيه، لا ترى في حديثه حديثا مستقيما» . [2] في الكامل 7/ 2703 وزاد: «ووالده يزيد ضعيف والضعف على أحاديثه التي أمليت والّذي لم أمله بيّن وعامّتها غير محفوظة» . [3] وقال أبو زرعة: «لا بأس به، إنما الشأن في أبيه، بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: يحيى بن يزيد لا بأس به، ولم يكن عنده إلا حديث أبيه، ولو كان عنده غير حديث أبيه لتبيّن أمره» . وقال ابن حبّان: «كان ممّن ساء حفظه حتى كان يروي المقلوبات عن الثقات ويأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه من غير أن يحتجّ به لم أر بذلك بأسا. كان أحمد بن حنبل سيّئ الرأي فيه» . [4] انظر عن (يزيد بن سمرة الرهاوي) في: التاريخ الكبير 8/ 337 رقم 3230، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 118، والمعرفة والتاريخ 3/ 402، والجرح والتعديل 9/ 268 رقم 1126، والثقات لابن حبّان 9/ 272، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 153، والإكمال لابن ماكولا 7/ 414، ولسان الميزان 6/ 288 رقم 1022. [5] في الثقات لابن حبّان، ولسان الميزان: «أبو هران» بالراء. وقد أكّد ابن ماكولا على أنه «أبو هزّان» بالزاي. [6] ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «ربّما أخطأ» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 481 قلت: ويُحتمل أن يُصيَّر في رجال الطبقة الماضية. 363- يعقوب بْن إسحاق [1] . أبو عُمارة. بصْريّ نزل الرَّيّ. عَنْ: يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وابن عَوْن. وعنه: عَمْرو بْن رافع، وعيسى بْن إبراهيم البركيّ، ومحمد بْن حُمَيْد، والحسن بْن عَرَفَة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا. وقال ابن عَدِيّ [3] : روى ما لا يُتابع عَليْهِ. 364- يعقوب بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [4] . روى القراءة عَنْ: نافع بْن أَبِي نُعَيْم. وعنه: حمزة بْن القاسم، ومحمد بْن سَعْدَان، وأبو عَمرو الدوريّ، وغيرهم. 365- يَمَان بْن عَدِيّ الحضرميّ الحمصي [5] .   [1] انظر عن (يعقوب بن إسحاق) في: الجرح والتعديل 9/ 203 رقم 847، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2609. [2] في الجرح والتعديل. [3] في الكامل. [4] انظر عن (يعقوب بن جعفر) في: غاية النهاية 2/ 389، 390 رقم 3894. [5] انظر عن (يمان بن عديّ) في: التاريخ الكبير 8/ 425 رقم 3580، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 464 رقم 2098، والجرح والتعديل 9/ 311 رقم 1343، والمجروحين لابن حبّان 3/ 144، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2639، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 183 رقم 610، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1558، والمغني في الضعفاء 2/ 761 رقم 7220، والكاشف 3/ 259 رقم 6540، وميزان الاعتدال 4/ 460 رقم 9849، والكشف الحثيث 465، 466 رقم 852، وتهذيب التهذيب 11/ 406 رقم 788، وتقريب التهذيب 2/ 379 رقم 420، وخلاصة الجزء: 13 ¦ الصفحة: 482 عَنْ: الزُّبَيْديّ، وبُرْدة بْن سِنان، وسُفْيان الثَّوْريّ. وعنه: إبراهيم بْن موسى الفرّاء، وعمرو بْن عثمان الحمصيّ، وأخوه يحيى بْن عثمان، وموسى بْن أيّوب، وآخرون. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق. وضعّفه أحمد، والدارَقُطْنيّ [2] . 366- يوسف بْن أسباط الزّاهد [3] . أحد مشايخ القوم لَهُ مواعظ وحِكَم. روى عَنْ: مُحِلّ بْن خليفة، وسُفْيان الثَّوْريّ، وزائدة، وطائفة سواهم. روى عنه: المسيب بن وضاح، وعبد الله بن خبيق الأنطاكيّ، وغيرهما.   [ () ] تذهيب التهذيب 438. [1] في الجرح والتعديل 9/ 311. [2] في الضعفاء والمتروكين 183 رقم 610. وقال البخاري في تاريخه الكبير: «فيه نظر» . واقتبس قوله العقيلي في الضعفاء الكبير. وقال ابن حبّان: «كان ممّن يخطئ، لم يفحش خطؤه حتى خرج به عن حدّ العدالة إلى الجرح، ولا اقتصر منه على ما لم ينفك منه البشر فيكون محتجا به، فهو عندي يترك الاحتجاج بما انفرد من الأخبار، وإن اعتبر بما وافق الثقات معتبرا لم أر بذلك بأسا» . وقال ابن عديّ: «لليمان أحاديث يروي عن الزبيدي وعن غيره من أهل حمص بأحاديث غرائب، وأرجو أنه لا بأس به» . [3] انظر عن (يوسف بن أسباط) في: التاريخ لابن معين 2/ 684، والورع لأحمد 8- 10 و 17 و 97 و 192 و 194 والتاريخ الكبير 8/ 385 رقم 3414، والتاريخ الصغير 209، وتاريخ الثقات للعجلي 485 رقم 1873، وعيون الأخبار 2/ 356، والمعرفة والتاريخ 1/ 727، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 454 رقم 2084، والجرح والتعديل 9/ 218 رقم 910، والثقات لابن حبّان 7/ 638، ومشاهير علماء الأمصار له 186، 187 رقم 1490، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2614- 2616، وحلية الأولياء 8/ 237- 253 رقم 401، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 310- 320 و 404 و 936، وصفة الصفوة 4/ 261- 266 رقم 793، والتذكرة الحمدونية 1/ 187، وألف باء البلوي 1/ 446، ووفيات الأعيان 2/ 471، والمغني 2/ 761 رقم 7237، وميزان الاعتدال 4/ 462 رقم 9856، وسير أعلام النبلاء 9/ 169- 171 رقم 50، وآثار البلاد وأخبار العباد 69. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 483 وكان مرابطا بالثغور الشامية. قال المسيب: سألته عَنِ الزُّهْد فقال: أن تزهد في الحلال، فأمّا ما حرّم الله فإنِ ارتكبته عذَّبَك [1] . وقال تميم بْن سَلَمَةَ: سالت يوسف بْن أسباط: ما غاية التواضع؟ قَالَ: أن تخرج مِن بيتك فلا تلقى أحدًا إلا رَأَيْت لَهُ الفضل عليك [2] . وقال ابن خُبيق: قَالَ يوسف: خرجت مِن [3] فأتيتُ المصَّيصةَ وجرابي عَلَى عُنقي، فقام ذا مِن حانوته يسلّم عليّ، وقام ذا يسلّم عليّ، فدخلت المسجد أركع، فأحدقوا بي، فتطلّع رَجُل في وجهي، فقلت في نفسي: كم بقاء قلبي [4] عَلَى هذا؟ فرجعتُ بِعَرَقي إلى، فما رجع إلى قلبي إلى سنتين [5] . وقال يوسف بْن أسباط: للصّادق ثلاث خصال: الحلاوة، والملاحة، والمهابة [6] . وعنه قَالَ: خلْق الله القلوبَ مساكن للذَّكْر، فصارت مساكن للشّهوات [7] ، لا يمحوا الشهوات مِن القلوب إلا خوف مزعج، أو شوق مُغْلِق [8] . وعنه قَالَ: الزُّهْد في الرئاسة أشدّ مِن الزُّهْد في الدنيا [9] . وقال ابن خُبَيق: قلت ليوسف: مالك لم تأذن لابن المبارك يسلّم عليك؟.   [1] حلية الأولياء 8/ 237، الزهد الكبير للبيهقي 70 رقم 32. [2] حلية الأولياء 8/ 238، وفيه: «فلا تلقى أحدا إلّا رأيت أنه خير منك» ، وكذا في صفة الصفوة 4/ 265. [3] هكذا في الأصل، وفي الحلية «سنح» ، ولم أتبيّن صحّتهما، والمثبت يتفق مع صفة الصفوة. [4] في الحلية «كم يقابلني» ، والمثبت يتفق مع صفة الصفوة. [5] حلية الأولياء 8/ 244 وفيه «سنين» . والمثبت يتفق مع صفة الصفوة 4/ 262. [6] صفة الصفوة 4/ 264. [7] صفة الصفوة 4/ 261. [8] حلية الأولياء 8/ 238، وفيه «مفلق» بالفاء، والمثبت يتفق مع صفة الصفوة 4/ 262. [9] حلية الأولياء 8/ 238، صفة الصفوة 4/ 262. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 484 قَالَ: خشيت أن لا أقوم بحقّه وأنا أحبّه [1] . وقال لي: إنّي أخاف أن يعذّب الله الناس بذنوب العلماء [2] . قَالَ: ونظر يومًا إلى رَجُل في يده كتاب، فقال: تزيّنوا بما شئتم، فلن يزيدكم الله إلا اتّضاعًا [3] . وقال أحمد بْن يوسف بْن أسباط: قلت لأبي: أكان مَعَ حذيفة المَرْعَشيّ علمٌ؟. قَالَ: كَانَ معه العِلْم الأكبر: خشية الله [4] . وقال يوسف: سَمِعْتُ الثَّوْريّ يَقُولُ: لم يفقه من لم يعُدّ البلاء نعمة، والرخاء مصيبة [5] . وعن يوسف: إذا رَأَيْت الرجل قد أشِر وبطِر فلا تَعِظْه، فليس للعِظة فيه موضع [6] . وعن يوسف قَالَ: لي أربعون سنة، ما حلّ [7] في صدري شيء إلا تركته [8] . قَالَ شُعيب بْن حرب: ما أقدّم على يوسف بْن أسباط أحدًا [9] . وقال سهل أبو الحَسَن: سَمِعْتُ يوسف بْن أسباط يَقُولُ: يُجزي قليل الورع مِن كثير العمل، وقليل التواضع مِن كثير الاجتهاد [10] . أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ: أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللّبان، عن الحدّاد: أنا أبو   [1] حلية الأولياء 8/ 239، صفة الصفوة 4/ 264. [2] حلية الأولياء 8/ 239، صفة الصفوة 4/ 262. [3] حلية الأولياء 8/ 239. [4] حلية الأولياء 8/ 240. [5] حلية الأولياء 8/ 242. [6] حلية الأولياء 8/ 242، صفة الصفوة 4/ 264. [7] هكذا في الأصل، وفي الحلية: «حاك» ، وفي صفة الصفوة: «حكّ» . [8] حلية الأولياء 8/ 244، صفة الصفوة 4/ 262. [9] صفة الصفوة 4/ 265. [10] حلية الأولياء 8/ 243. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 485 نُعَيْمٍ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَحِيُّ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ، نَا يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: ثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: «إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [1] » . وذكر الحديث. قلت: يوسف وثَّقه يحيى بْن مَعِين [2] . وقَالَ أَبُو حاتم [3] : لا يحتج بِهِ. وقال الْبُخَارِيّ [4] : كَانَ قد دَفَنَ كُتُبه، فكان لا يجيء حديثُه كما ينبغي. 367- يوسف بن السّفر بن الفيض [5] .   [1] أخرجه البخاري في بدء الخلق 4/ 78 باب ذكر الملائكة، من طريق: أبي الأحوص، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ عبد الله: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ الصادق المصدوق قال: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات ويقال له: اكتب عمله ورزقه وأجله وشقيّ أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح فإنّ الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار، ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة» . وأخرجه في أول كتاب القدر 7/ 210 من طريق: سليمان الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله. وأخرجه في التوحيد 8/ 188 باب: ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. وأخرجه مسلم في القدر (2643) باب كيفية الخلق الآدمي. وأخرجه أبو داود في السّنّة (4708) باب في القدر. وأخرجه الترمذي في القدر (2220) باب ما جاء أن الأعمال بالخواتيم. وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة (76) باب في القدر. [2] في تاريخه 2/ 684 وقال: رجل صدق. والجرح والتعديل. [3] في الجرح والتعديل 9/ 218. [4] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير. [5] انظر عن (يوسف بن السفر) في: التاريخ الكبير 8/ 387 رقم 3423 (يوسف بن أبي السفر) ، والتاريخ الصغير 198، والضعفاء الصغير 280 رقم 410، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 160 رقم 285، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 90، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 452 رقم 2081، والجرح والتعديل 9/ 223 رقم 935 و 9/ 228 رقم 956 (يوسف بن الفيض) وهو غلط، وفي أصل النسخة نقص (انظر الحاشية) ، تقدمة المعرفة 1/ 205، والمجروحين لابن حبّان 3/ 133 و 136، 137، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2619- 2621، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 180 رقم 599، والأنساب 470 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 763 رقم 7239، وميزان الجزء: 13 ¦ الصفحة: 486 أبو الفيض الدّمشقيّ، كاتب الأوزاعي. روى عَنْهُ: الأوزاعيّ، وبكر بْن خُنَيْس، ومالك بْن أنس. وعنه: هشام بْن عمّار، وموسى بْن أيّوب، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن مُصَفَّى، والعبّاس بْن الوليد البيروتيّ، وعدّة. وحدّث عَنْهُ: بقيّة وهو أكبر منه. قَالَ النَّسَائيّ: لَيْسَ بثقة [1] . وقال الدّارَقُطْنيّ [2] : متروك يكذب. وقال ابن عديّ [3] : روى أحاديث بواطيل. وقال البَيْهَقيّ: هُوَ في عِداد مِن يضع الحديث. وقال أبو بِشْر الدُّولابيّ: كذّاب. وقال يحيى بْن مَعِين، قَالَ أبو مُسْهِر: كَانَ ابن أبي السَّفْر كذّابًا [4] .   [ () ] الاعتدال 4/ 466، 467 رقم 9871، والكشف الحثيث 467، 468 رقم 856، والموضوعات 2/ 85، ولسان الميزان 6/ 322- 324 رقم 1153، وموسوعة علماء المسلمين 5/ 229، 230 رقم 1869. [1] وفي الكامل في الضعفاء لابن عديّ 7/ 2620: «متروك الحديث» . [2] في الضعفاء والمتروكين 180 رقم 599. [3] في الكامل 7/ 2621. [4] وكذّبه أيضا الجوزجاني في أحوال الرجال. وقال البخاري، ومسلم: منكر الحديث. وقال دحيم: «ليس بشيء» . وقال أبو زرعة: «ذاهب الحديث» . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: «مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا» . وَقَالَ سعد بن محمد البيروتي: سمعت إنسانا قال لدحيم: ما تقول في يوسف بن السفر الّذي يروي عن الأوزاعي وكان ينزل بيروت؟ فقال له دحيم: لا في السماء ولا في الأرض. (الضعفاء الكبير للعقيليّ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ) . وقال أبو مسهر: قيل للأوزاعي: ابن السّفر يحدّث عنك. قال: كيف وليس يجالسني! (الكامل في الضعفاء 7/ 2619) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يروي عن الأوزاعي ما ليس من أحاديثه، من المناكير التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها موضوعة، لا يحلّ الاحتجاج به بحال» . وقال في موضع آخر: (يوسف بن الفيض) شيخ يروي عن الأوزاعي المناكير الكثيرة، والأوهام الفاحشة كأنه كان يعملها تعمّدا، لا يجوز الاحتجاج به بحال. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 487 قُلْتُ: وَمِنْ بَلايَاهُ، وَسَمِعَهُ مِنْهُ أَبُو هَمَّامٍ السَّكُونِيُّ، وَغَيْرُهُ: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: «مَا جُبِلَ وَلِيٌّ للَّه إِلا عَلَى السَّخَاءِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ» . 368- يوسف بْن الغَرِق بْن لُمازة [1] . قاضي الأهواز. عَنْ: سُكَين بْن أَبِي سراح، وأبي شَيبة إبراهيم بْن عثمان العبْسيّ، وعثمان التَّيْميّ، والدَّسْتُوائيّ. وعنه: مروان الرَّقَّيّ، ومحمود بْن خِداش، وأحمد بْن أَبِي سُرَيْج. ذكره ابن عَدِيّ [2] ، وما رَأَيْته ضعّفه. وبلغني عَنْ بعضهم تكذيبه، ولا أحقّق الآن مِن هُوَ [3] . وأمّا أبو حاتم [4] فقال: لَيْسَ بالقويّ. 369- يوسف بْن قاضي القضاة [5] أَبِي يوسف يعقوب بْن إبراهيم الفقيه. وُلّي القضاء بالجانب الغربيّ مِن بغداد في أيّام والده [6] ، وروى عَنْ: يوسف بْن أَبِي إِسْحَاق، وغيره. وعنه: أحمد بْن منيع، والحسن بْن شبيب.   [1] انظر عن (يوسف بن الغرق بن لمازة) في: الجرح والتعديل 9/ 227، 228 رقم 955، والثقات لابن حبّان 9/ 279، والكامل في الضعفاء 7/ 2624، 2625، وتاريخ بغداد 14/ 297، 298 رقم 7608، والمغني في الضعفاء 2/ 763 رقم 7246، وميزان الاعتدال 4/ 471 رقم 9879، ولسان الميزان 6/ 326، 327 رقم 1156. [2] في الكامل 7/ 2624. [3] قال المؤلّف- رحمه الله في ميزان الاعتدال 4/ 471 كذّبه أبو الفتح الأزدي، وقال أبو علي الحافظ: منكر الحديث. [4] في الجرح والتعديل 9/ 228. [5] انظر عن (يوسف ابن قاضي القضاة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 337، والجرح والتعديل 9/ 234 رقم 983، وأخبار القضاة 3/ 255- 257 و 282 و 326، وتاريخ بغداد 14/ 296، 297 رقم 7607. [6] طبقات ابن سعد 7/ 337، تاريخ بغداد 14/ 296. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 488 مات سنة اثنتين وتسعين ومائة [1] . 370- يونس بْن بكير بن واصل [2]- م. ع. ت. د. ق. - الحافظ أبو بكر الشّيبانيّ الكوفيّ الحمّال، صاحب المغازي. روى عَنْ: الأعمش، وابن إِسْحَاق، وهشام بْن عُرْوة، وكَهْمَس، وعمر بْن ذَرّ الهمَدانيّ، وأقرانهم. وعنه: ولده عبد الله، ويحيى بن معين، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وأحمد بن عبد الجبار، وطائفة. قال ابن معين [3] : صدوق. وقال أبو حاتم [4] : محله الصدق. وسئل أبو زرعة عنه فقال: أما في الحديث فلا أعلم، فما ينكر عليه [5] .   [1] طبقات ابن سعد، الجرح والتعديل، تاريخ بغداد. [2] انظر عن (يونس بن بكير) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 399، والتاريخ لابن معين 2/ 687، والتاريخ الكبير 8/ 411 رقم 3523، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، وتاريخ الثقات للعجلي 487 رقم 1881، والمعرفة والتاريخ 1/ 711 و 3/ 141 و 249، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 618 و 639، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 461 رقم 2093، والجرح والتعديل 9/ 236 رقم 995، والثقات لابن حبّان 7/ 651، والكامل في الضعفاء 7/ 2633- 2635، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 352 رقم 1513 و 358 رقم 554 أو 1555، ورجال صحيح مسلم 2/ 369 رقم 1897، وتاريخ جرجان 83، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 125، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 65 ب، 66 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 586 رقم 2285، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1566، والمغني في الضعفاء 2/ 765 رقم 7261، والمعين في طبقات المحدّثين 71 رقم 741، والكاشف 3/ 264، 265 رقم 6581 وفيه (يوسف بن بكير) وهو خطأ مطبعي، وميزان الاعتدال 4/ 477، 478 رقم 9900، وسير أعلام النبلاء 9/ 245- 248 رقم 71، والعبر 1/ 331، وتذكرة الحفاظ 1/ 326، ومرآة الجنان 1/ 460، وتهذيب التهذيب 11/ 434- 436 رقم 844، وتقريب التهذيب 2/ 384 رقم 472، والنجوم الزاهرة 2/ 165، وطبقات الحفاظ 137، وخلاصة تذهيب التهذيب 440، وشذرات الذهب 1/ 357. [3] في تاريخه 2/ 687. [4] في الجرح والتعديل 9/ 236. [5] الجرح والتعديل 9/ 236. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 489 وقال أبو داود: ليس بحجة عندي. سَمِعَ وهو وزياد البكّائيّ من ابن إسحاق بالري [1] . قلت: ومما ينقم عليه التشيع. ورواية مسلم له [2] ، ففي الشواهد لا في الأُصُولِ. وقال يحيى بْن مَعِين [3] : هُوَ ثقة، إلا أنّه مُرجئ. وقال النَّسَائيّ. لَيْسَ بالقويّ [4] . وقال أحمد العِجْلي [5] : ضعيف الحديث عند بعضهم. وقال النَّسَائيّ في مكان آخر: ضعيف. قلت: وقد استشهد الْبُخَارِيّ بِهِ. وأرّخ مُطَيَّن موته في سنة تسع وتسعين ومائة [6] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 1566. [2] انظر رجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 369 رقم 1897. [3] في تاريخه 2/ 687. [4] تهذيب الكمال 3/ 1566. [5] في تاريخ الثقات 487 رقم 1881. [6] طبقات ابن سعد 6/ 399. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 490 [الْكُنَى] 371- أبو البَخْتَرِيّ [1] . القاضي وهْب بْن وهْب بْن كثير بْن عَبْد الله الْقُرَشِيّ المدنيّ الفقيه.   [1] انظر عن (أبي البختريّ وهب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 332، والتاريخ لابن معين 2/ 637، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 8، وطبقات خليفة 328، والتاريخ له 464 و 466 و 468، والتاريخ الكبير 8/ 170 رقم 2581، والتاريخ الصغير 223، والضعفاء الصغير 278 رقم 386، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 134 رقم 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 16، والضعفاء والمتروكين للنسائي 305 رقم 605، والمعارف 516، وتاريخ اليعقوبي 2/ 6 و 88 و 431، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 324، 325 رقم 1929، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 125، وتاريخ الطبري 8/ 247 و 320 و 346 و 498، ونسب قريش 85 و 222، والجرح والتعديل 9/ 25، 26 رقم 116، والمجروحين لابن حبّان 1/ 65 و 3/ 65 و 74 و 75 و 80، والكامل في الضعفاء 7/ 2526- 2529، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 171 رقم 557، والعيون والحدائق 3/ 352، ورجال الطوسي 327 رقم 19، والفهرست له 206 رقم 778، وتاريخ بغداد 13/ 451- 457 رقم 7323، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2078، والفهرست لابن النديم 146، 147، ومعجم الأدباء 19/ 260 رقم 95، وطبقات علماء إفريقية 148، والإنباء في تاريخ الخلفاء 95، وعيون الأخبار 3/ 182، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 45/ 618- 620، والأنساب 8/ 199، ووفيات الأعيان 6/ 37- 42 و 389، والكامل في التاريخ 6/ 126، وخلاصة الذهب المسبوك 199، وأخبار القضاة 1/ 243- 254 و 2/ 269 و 326، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 86 أ، وخلاصة الذهب المسبوك 196، والمغني في الضعفاء 2/ 727 رقم 6909، وميزان الاعتدال 4/ 353، 354 رقم 9434، وسير أعلام النبلاء 9/ 374، 375 رقم 120، والعبر 1/ 334، ومرآة الجنان 1/ 463، 464، والكشف الحثيث 453 رقم 828، ولسان الميزان 6/ 231- 234 رقم 830، وشذرات الذهب 1/ 360، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 186 رقم 1802. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 491 روى عَنْ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وجعفر بْن محمد، وجماعة. وعنه: جابر بن سهل الصنعاني، ونوح بن هيثم، والربيع بن ثعلب، والمعافي بن سليمان بن واضح، وعبد الله بن محمد الأدرمي، وآخرون. سكن بغداد، وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي، ثم عزله [1] . ليس بثقة، وقد مدحه شاعر مرّة، فوصلة بخمسمائة دينار [2] . قال يحيى بن معين: كان عدو الله، يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال عثمان بْن أَبِي شَيبة، أرى أنّه يُبعث يوم القيامة دجّالا [3] . وَهُوَ الَّذِي رَوَى حَدِيثَ: «لا سَبْقَ إِلا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ» . فَزَادَ فِيهِ: أَوْ جَنَاحٍ، لِيُسَرَّ بِذَلِكَ الْخَلِيفَةُ [4] . عَنْ أَبِي سَعِيد العُقَيْليّ قَالَ: لما قِدم الرشيد المدينة أعظم أن يَرْقى منبر النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قِباء أسود ومِنْطَقة، فقال أبو البَخْتَرِيّ: ثنا جعفر بْن محمد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نزل جبريل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قباء أسود، ومنطقة، مُحتَجزًا، فيها خنجر. فقال المعافى التَّيْميّ: ويْلٌ وعَوْلٌ لأبي البَخْتَرِيّ ... إذا تَوَافَى الناسُ للمحشرِ [5] . مِن قوله الزُّور وإعلانه ... بالكذِب في الناس عَلَى جعفرِ والله ما جالسَه ساعةً ... للفِقه في بدْوٍ ولا مَحْضَرِ يزعم أنّ المصطفى أحمدًا ... أتاه جبريل التّقيّ السّري   [1] تاريخ بغداد 13/ 451. [2] الأبيات التي مدح بها، في تاريخ بغداد 13/ 451. [3] تاريخ بغداد 13/ 455. [4] تاريخ بغداد 13/ 455. [5] في تاريخ بغداد: «إذا ثوى الناس في المحشر» ، والمثبت يتفق مع أخبار القضاة، وفيه: إذا توافي الناس في المحشر» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 492 عَليْهِ خُفٌّ وقِبا أسود ... مُمَنْطَقًا [1] في الْحَقْو بالخنجر [2] . عمر بن الحسن الأشنانيّ- وليس بثقة-: ثنا جعفر الطَّيالسيّ، عَنْ يحيى بْن مَعِين أنّه وقف عَلَى حلقة أَبِي البَخْتَرِيّ، فإذا هُوَ يحدّث بهذا الحديث، فقال لَهُ: كذْبت يا عدو الله. فأخذني الشُّرَط، فقلت لهم: هذا يزعم أنّ رسول ربّ العالمين جبريل نزل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه قِباء. فقالوا لي: هذا والله قاضٍ كذّاب. وأفرجوا عنّي [3] . قَالَ أحْمَد بْن حنبل: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله يَقُولُ: ما أشكّ في كذب أَبِي البَخْتَرِيّ. إنّه يضع الحديث. وقال الكَوْسج: قَالَ أحمد بْن حنبل: أبو البَخْتَرِيّ أكذب الناس [4] . وقال أبو زُرْعة، وغيره: كذّاب [5] . وقال الْبُخَارِيّ [6] : سكتوا عَنْهُ. قَالَ ابن عساكر [7] : هو وهْب بْن وهْب بْن كثير بْن عَبْد اللَّه بْن زَمْعةَ بْن الأسود بْن المطَّلب بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ بْن كلاب الأسَديّ. وقال ابن سعْد [8] : تحوّل مِن المدينة إلى الشام، ثمّ قِدم بغداد فوُلي القضاء بعسكر المهديّ. ثمّ وُلّي المدينة بعد والد الزُّبَيْر بْن بكار. ثمّ عُزل وقدم بغداد، فسكنها حتى مات سنة مائتين. قَالَ المبَّرد: روى لنا رَجُل [9] باد الهيئة، ودخل عَلَى قوم يشربون فحطّوا   [1] في تاريخ بغداد «مخنجرا» ، وفي أخبار القضاة «محتجزا» . [2] تاريخ بغداد 13/ 452، 453، أخبار القضاة 1/ 248 وفيهما زيادة. [3] تاريخ بغداد 13/ 453. [4] الجرح والتعديل 9/ 26. [5] الجرح والتعديل 9/ 26. [6] في تاريخه الكبير، وزاد: كان وكيع يرميه بالكذب، التاريخ الصغير 223، الضعفاء الصغير 278 رقم 386. [7] في تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 45/ 618. [8] في طبقاته 7/ 332. [9] في الأصل «رجلا» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 493 مرتبته في الشراب، فقال: نبيذان في مجلسٍ واحدٍ ... لإيثار مُثْرٍ عَلَى مُقْتِرِ ولو كنت تفعل ذا في الطعام [1] ... لزِمت قياسَك في المُسْكرِ ولو كنتً تفعلُ فعل الكرامِ ... سلكتَ سبيلَ أَبِي البَخْتَرِيّ [2] تتبَّعَ أصحابَه [3] في البلاد ... فأغْنَى الْمُقِلَّ عَنِ المُكثرِ [4] قَالَ: فبعث إِليْهِ أبو البَخْتَرِيّ بألف [5] دينار. 372- أبو بَكْر بْن عيّاش بن سالم الأسديّ الحنّاط [6] ، بالنّون. - خ. م. -   [1] في الأغاني، ووفيات الأعيان: «فلو كان فعلك ذا في الطعام» . [2] في عيون الأخبار: فلو كنت تطلب شأو الكرام ... فعلت كفعل أبي البختري وفي الأغاني، ووفيات الأعيان: ولو كنت تطلب شأو الكرام ... صنعت صنيع أبي البختري وفي تاريخ بغداد، وأخبار القضاة: هلّا فعلت- هداك المليك ... - فينا كفعل أبي البختري؟ [3] في عيون الأخبار وأخبار القضاة، والأغاني، وتاريخ بغداد، ووفيات الأعيان: «إخوانه» . [4] الأبيات في: الأغاني 8/ 255، ووفيات الأعيان 6/ 38، ومنها البيتان الأخيران في: عيون الأخبار 3/ 182، وتاريخ بغداد 13/ 452، وأخبار القضاة 1/ 244. [5] في الأغاني 8/ 256، ووفيات الأعيان 6/ 39: «فبعث إليه بثلاثمائة دينار» ، وفي تاريخ بغداد 13/ 452: «فبعث إليه مالا» . ولا شيء في عيون الأخبار. [6] انظر عن (أبي بكر بن عياش) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 386، والتاريخ لابن معين 2/ 696، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 154 و 255 و 546 و 2/ رقم 420 و 532 و 715 و 829، وطبقات خليفة 170، وتاريخه 466، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 76 و 643 و 963 و 2/ رقم 1527 و 2674 و 3155 و 3/ رقم 4875 و 6073، والورع له 88، والعلل لابن المديني 92 و 99، والتاريخ الصغير 211، والتاريخ الكبير 9/ 14 رقم 100، والمعارف 174، والمعرفة والتاريخ 1/ 150 و 182 و 2/ 172، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، وتاريخ الثقات للعجلي 492 رقم 1913، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 295 و 302 و 479 و 541 و 657 و 660 و 662، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 93، 94 و 2/ 3 و 38 و 199 و 227 و 268 و 269 و 404 و 423 و 3/ 3 و 4 و 24 و 31 و 129 و 144 و 146 و 186، ومشاهير علماء الأمصار 173 رقم 1373، والثقات لابن حبّان 7/ 668، ومروج الذهب الجزء: 13 ¦ الصفحة: 494 الكوفيّ، المقرئ، العابد، أحد الأئمّة الكبار. مولى واصل الأحدب. في اسمه عدّة أقوال أشهرها: شعبة. قال: أنا هشام الرفاعيّ، وحسين بْن عَبْد الأوّل سألاه عَنِ اسمه فقال: شُعْبَة. وسأله يحيى بْن آدم وغيره فقال: اسمي كنيتي. وقال النَّسَائيّ: اسمه محمد وقيل: مُطَرَّف وقيل: رُؤبة، وعتيق، وسالم، وغير ذَلِكَ. وقال هارون بْن حاتم: سَأَلْتُهُ عَنْ مولده، فقال: سنة خمسٍ وتسعين. قلت: هُوَ أنبل أصحاب عاصم. قرأ القرآن عَلَى عاصم ثلاث مرات، وسمع منه، ومن: إسماعيل السُّدّيّ، وأبي إِسْحَاق، وأبي حُصين عثمان بْن عاصم، وَحُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عمير، وصالح بن أبي   [ () ] 3/ 398، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 829، 830، رقم 1403، ومشتبه النسبة لعبد الغني (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 11 أ، وحلية الأولياء 8/ 303- 313 رقم 421، والزهد الكبير للبيهقي 66 رقم 18، وثمار القلوب للثعالبي 68، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 63 ب، والسابق واللاحق 156- 158، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 594 رقم 2317، وتاريخ جرجان للسهمي 300 و 471 و 472 و 538، والكامل في التاريخ 6/ 226، وصفة الصفوة 3/ 164- 167 رقم 451، والتذكرة الحمدونية 1/ 358 رقم 928، وعيون الأخبار 2/ 179، ونور القبس 61، 62، وربيع الأبرار 1/ 781، وبهجة المجالس 1/ 80، وزهر الآداب 984، والآداب 49، والجوهر النفيس 38، ومحاضرات الأبرار 2/ 308، ومختار الحكم 299، وتسهيل النظر 59، والمحاسن والأضداد 17، والتمثيل والمحاضرة 426، والمستطرف 1/ 82، وتاريخ حلب للعظيميّ 237، ووفيات الأعيان 2/ 241 و 242 و (353- 354) ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1586، 1587، والعبر 1/ 304، وتذكرة الحفاظ 1/ 265، 266، وسير أعلام النبلاء 8/ 435- 446 رقم 131، ومعرفة القراء الكبار 1/ 134- 138 رقم 50، والمغني في الضعفاء 2/ 774 رقم 7346، والمعين في طبقات المحدّثين 71 رقم 742، والكاشف 3/ 277 رقم 58، وميزان الاعتدال 4/ 449 رقم 10016، ودول الإسلام 1/ 122، ومرآة الجنان 1/ 444، وغاية النهاية 1/ 325- 327 رقم 1321، والاغتباط 111، 112 رقم 126، وتهذيب التهذيب 12/ 34- 37 رقم 151، وتقريب التهذيب 2/ 399 رقم 65، والنجوم الزاهرة 2/ 144، وطبقات الحفاظ 113، 114، وخلاصة تذهيب التهذيب 445، وشذرات الذهب 1/ 334. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 495 صالح مولى عَمْرو بْن حُرَيْث حدّثه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ونقل أبو عمرو الدّانيّ أنّ أبا بَكْر عرض القرآن أيضًا عَلَى: عطاء بْن السّائب، وأسلم المنقريّ. وقرأ عطاء، عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ. ولكنْ ما رأينا مِن يُسٍند قراءة أبي بَكْر في مصنَّفات القراءات إلا عَنْ عاصم لَيْسَ إلا. قرأ عَليْهِ: الكِسائيّ، ويحيى العُليميّ، ويعقوب الأعشى. وحدّث عَنْهُ: ابن المبارك، وأبو داود الطَّيَالِسيّ، وأحمد، وإسحاق، وابن نُمَير، وَأَبُو كُرَيْب، والحسن بْن عَرَفَة، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وأبو هشام الرّفاعيّ، وأحمد بْن عَبْد الجبّار العُطَارِديّ، وبَشَر كثير. فإنّه عُمّر دهرًا حتّى قارب المائة. وساء حِفظه قليلا ولم يختلط. قال أحمد بْن حنبل [1] : ثقة، ربما غلط. وهو صاحب قرآن وخير. وقال ابن المبارك: ما رَأَيْت احدًا أسرع إلى السُّنَّةِ مِن أَبِي بَكْر بْن عيّاش. وقال عثمان بْن أَبِي شَيبة: أحضر الرشيد أبا بَكْر مِن الكوفة ومعه وكيع، فدخل وكيع يقوده لضعف بصره، فأدناه الرشيد وقال لَهُ: يا أبا بَكْر، أدركت أيام بني أميّة وأيّامنا، فأيّنا خير؟ قَالَ: أولئك كانوا أنفع للناس، وأنتم أقْوَم بالصلاة. قَالَ: فصرفه الرشيد، وأجازه بستّة آلاف دينار. وأجاز وكيعًا بثلاثة آلاف دينار. رواها محمد بْن عثمان، عنْ أَبِيهِ. وعن أَبِي بَكْر بْن عيّاش قال: الدخول في هذا الأمير يسير، والخروج منه إلى الله شديد. رواها أيّوب بْن الأصبهاني الحافظ، عَنْهُ. قَالَ أبو هشام الرّفاعيّ: سَمِعْتُ أبا بَكْر يَقُولُ: أبو بكر الصّديق خليفة   [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3155. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 496 رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) في القرآن. لأن الله يَقُولُ: لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ 59: 8، إلى قوله، أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ 59: 8 [1] . فمن سمّاه الله صادقا ليس يكذب. وهم قالوا: يا خليفة رسول الله، يعني أنّهم اتّفقوا عَلَى خطابه بذلك. قَالَ يعقوب بْن شَيبة: كَانَ أبو بَكْر بْن عيّاش معروفًا بالصّلاح البارع. وكان لَهُ فِقْه وعلم بالأخبار. في حديثه اضّطراب. وقال أبو نُعَيْم: لم يكن في شيوخنا أكثر غلطًا مِن أَبِي بَكْر. وأمّا أبو داود فقال: ثقة. وقال يزيد بْن هارون: كَانَ أبو بَكْر خيَّرًا فاضلا، لم يضع جنْبه إلى الأرض أربعين سنة [2] . وقال يحيى بْن مَعِين: لم يُفرش لَهُ فراش خمسين سنة [3] . وقال يحيى الحِمّانيّ: حدَّثني أبو بَكْر بْن عيّاش قَالَ: جئتُ ليلةً إلى زمزم، فاستقيت منها دلْوًا لبنًا وعسلا [4] . وقد جاء مِن غير وجه، عَنْ أَبِي بَكْر أنّه مكث أربعين عامًا يختم القرآن في كلّ يوم وليلة مرّة [5] . قَالَ أبو العبّاس بْن مسروق: نا يحيى الحماني قَالَ: لما حضرت أبا بَكْر الوفاةُ بكت أخته، فقال لها: ما يُبكيك؟ أنظري إلى تِلْكَ الزّاوية، ختمت فيها ثماني عشرة ألف ختمة [6] . وروى بِشْر بْن الوليد عَنْهُ أنّه استقى دلْوًا فطلع فيه عسل ولبن [7] .   [1] سورة الحشر، الآية 8. [2] صفة الصفوة 3/ 166. [3] صفة الصفوة 3/ 166. [4] حلية الأولياء 8/ 303، صفة الصفوة 3/ 64. [5] وفي رواية للهيثم بن خارجة أن أبا بكر مضى عليه ست وثمانون سنة. (حلية الأولياء 8/ 303) وفي (صفة الصفوة 3/ 165) : «ستون سنة» . وفي موضع آخر 166 «ست وثمانون سنة» . [6] حلية الأولياء 8/ 304. [7] حلية الأولياء 8/ 303. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 497 وقال يحيى الحمّانيّ: سمعته يَقُولُ: الخلْق أربعة: معذور، ومخبور، ومجبور، ومثبور، فالمعذور: البهائم. والمخبور: ابن آدم. والمجبور: الملائكة. والمثبور: إبليس [1] . وعن أَبِي بَكْر قَالَ: أدني نفع السكوت السلامة، وكفى بها عافية. وأدنى ضرّ المنطق الشهرة، وكفى بها بليّة [2] . وقال أبو بَكْر: القرآن كلام الله، غير مخلوق [3] . وقال أبو داود: ثنا حمزة بْن سَعِيد المَرْوَزِيّ قَالَ: سَأَلت أبا بَكْر بْن عيّاش عَنِ القرآن فقال: مِن زعم أنّ القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زِنْديق [4] . وعن أَبِي بَكْر قَالَ: إمامُنا يَهْمِز: (مؤصدة) فأشتهي أن أسُدّ أذني إذا هَمَزَها. أحمد بْن يونس: قلت لأبي بَكْر بْن عيّاش: لي جار رافضيّ قد مرض. قَالَ: عُدْهُ مثلما تعود اليهوديّ والنصْرانيَّ، لا تنوي فيه الأجر. وقال يوسف بْن يعقوب الصَّفّار: سَمِعْتُ أبا بَكْر يَقُولُ: وُلدت سنة سبْعٍ وتسعين، وأخذت رزق عُمَر بْن عَبْد العزيز، ومكثت خمسة أشهر ما شربت ماء، ما أشرب إلا النّبيذ. وقال يوسف: ومات في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ وتسعون ومائة. قلت: مناقبه كثيرة، وقد سُقْتُ منها في «طبقات القراء» [5] . وكان قد قطع الإقراء قبل موته بنحو عشرين سنة، لكنّه كَانَ يروي الحروف. وأثبت مِن حمل عَنْهُ قراءاته: يحيى بْن آدم. وعليه دارت قراءته، مع   [1] حلية الأولياء 8/ 303. [2] حلية الأولياء 8/ 303، 304. [3] الورع 88. [4] الورع 88. [5] ج 1/ 134- 138. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 498 أنها سماع للحروف فقط، تلا بها عَلَى يحيى شعيب الصّريفيّ، وغيره. وأعلى [1] ما يقع حديثه اليوم فِي جزء ابن عَرَفَة، والله أعلم. قَالَ يعقوب بْن شَيبة: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله المُعيطيّ يَقُولُ: رَأَيْت أبا بَكْر بْن عيّاش بمكة، فأتاه ابن عُيَيْنَة وبرك بين يدي أبي بَكْر، فجعل يَقُولُ: يا سُفْيان كيف أنت، وكيف عائلة أبيك؟ فجاء رَجُل سَأَلَ سُفْيان عَنْ حديث فقال: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعدا. 373- أبو تميلة [2]- ع. - يحيى بن واضح المروزيّ الحافظ. حدَّث عَنْ: موسى بْن عُبَيْدة، ومحمد بْن إسحاق، وأبي طيبة عَبْد الله بْن مُسْلِم، وحسين بْن واقد، والأوزاعيّ، وطبقتهم. وعنه: أحمد، وإسحاق، وسعيد بْن محمد الْجَرميّ، وزياد بْن أيّوب، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، والحسن بْن عَرَفَة، وعدد كثير. قَالَ أحمد: لَيْسَ بِهِ بأس إن شاء الله، كتبنا عَنْهُ عَلَى باب هشيم [3] .   [1] في الأصل: «وأعلا» . [2] انظر عن (أبي تميلة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 375، والتاريخ لابن معين 2/ 666، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 537 و 2/ رقم 575 و 678، وطبقات خليفة 323، والتاريخ الكبير 8/ 309 رقم 3124، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 17، والجرح والتعديل 9/ 194 رقم- 71، والثقات لابن حبّان 7/ 601، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 131 وفيه (أبو تميمة) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 353 رقم 1517، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 801 رقم 1343، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 351 رقم 1856، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 308، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 94 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 564، 565، رقم 2192، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1524 و 1590، والمغني في الضعفاء 2/ 745 رقم 7062، والمعين في طبقات المحدّثين 71 رقم 738، والكاشف 3/ 237 رقم 6372، وميزان الاعتدال 4/ 413 رقم 9644، وسير أعلام النبلاء 9/ 210، 211 رقم 59، وتهذيب التهذيب 11/ 293، 294 رقم 573، وتقريب التهذيب 2/ 359 رقم 193، وخلاصة تذهيب التهذيب 429، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 208، 209 رقم 1835. [3] تهذيب الكمال 3/ 1524. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 499 وقال ابن مَعِين [1] : ثقة. وقال ابن الجوزيّ في «الضُّعفاء» لَهُ: قد أدخله الْبُخَارِيّ في كتاب الضعفاء. قلت: لا، ما هُوَ في الضعفاء، فعندي كتابا الْبُخَارِيّ في الضعفاء وما هُوَ فيهما [2] . وأيضًا فقد احتجّ بِهِ الْبُخَارِيّ في صحيحه [3] . وقيل: كان أديبا شاعرا أيضًا نعمْ. وكذا وهم أبو حاتم حيث حكى أنّ الْبُخَارِيّ تكلّم في أَبِي تُمَيلة [4] . 374- أبو سَعِيد [5]- خ. ن. ق. - مولى بني هاشم. هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله. شيخ بصْريّ حافظ. جاور بمكة. سَمِعَ: قُرّة بْن خَالِد، وشُعْبَة، وزائدة، وصخر بْن جُوَيْرية، وأبان بْن وهب. وعنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بن محمد الطّنافسيّ، وأبو قدامة   [1] في تاريخه 2/ 666، ومعرفة الرجال 1/ 112 رقم 537 و 2/ 176 رقم 575، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 353 رقم 1517. [2] صدق المؤلّف في هذا، رحمه الله. [3] انظر: رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 810. [4] انظر: تهذيب الكمال 3/ 1524. [5] انظر عن (أبي سعيد مولى بني هاشم) في: التاريخ لابن معين 2/ 351، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2013، والتاريخ الكبير 5/ 316 رقم 1001، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، والجرح والتعديل 5/ 254 رقم 1205، وتاريخ الثقات لابن شاهين 216 رقم 773، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 448 رقم 665، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 224 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 292، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 798، والكاشف 2/ 152 رقم 3280، وميزان الاعتدال 2/ 574 رقم 4906، وتهذيب التهذيب 6/ 209، 210 رقم 426، وتقريب التهذيب 1/ 487 رقم 1007، وخلاصة تذهيب التهذيب 229، 230. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 500 عُبَيْد الله بْن سَعِيد، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وآخرون. وثّقه أحمد [1] ، وغيره. مات في سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. 375- أمّ عُمَر [2] . بِنْت أَبِي الغُصْن حسّان بن زيد الثَّقفيّة. عَنْ: أبيها، عَنْ عليّ. وعن: زوجها سعيد بْن يحيى بن قيس الثقفيّ. وعنها: أحمد بْن حنبل، ومحمد بْن الصّبّاح الجرجرائيّ، وأبو إبراهيم التّرجمانيّ، وإبراهيم بْن عبد الله الهَرَويّ، وعليّ بْن مُسْلِم الطّوسيّ. قَالَ أحمد [3] : عجوز صدوق. وروى أحمد بْن محمد بْن محرز، عَنِ ابن مَعِين قَالَ: قد سَمِعْتُ منها وليست بشيء. وكنّاها محمد بن الصّبّاح أمّ عَمْرو، والأول أصحّ. 376- أبو العُمَيْطر [4] .   [1] قال في العلل ومعرفة الرجال 2/ 203 رقم 2013: «كان متهارما جدّا يعني في الحديث» . وهو في الجرح والتعديل 5/ 254: «ثقة» . وسئل أبو حاتم عن أبي سعيد فقال: كان أحمد يرضاه. قيل له: ما تقول فيه؟ فقال: ما كان به بأس. وقال ابن معين في تاريخه: «ثقة» . وذكره ابن شاهين في الثقات. [2] انظر عن (أم عمر) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4725 و 5324، وميزان الاعتدال 4/ 613 رقم 11027. [3] في العلل ومعرفة الرجال. [4] انظر عن (أبي العميطر) في: تاريخ الطبري 8/ 415، والكامل في التاريخ 6/ 249، 250، ونهاية الأرب 22/ 165- 167، وتاريخ دمشق 35/ 110 و 38/ 105 و 355 و 45/ 518 و 531، ومرآة الجنان 1/ 448، والبداية والنهاية 10/ 227، والنجوم الزاهرة 2/ 159. ولقّب بأبي العميطر لأنه قال يوما لجلسائه: أيّ شيء كنية الحرذون؟ قالوا: لا ندري. قال: الجزء: 13 ¦ الصفحة: 501 هُوَ الأمير عليّ بْن خَالِد بْن الخليفة يزيد بْن معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأمويّ السُّفيانيّ. وأُمُّه هِيَ نفيسة بِنْت عُبَيْد الله بن عباس ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. ولذلك كَانَ يفتخر ويقول: أَنَا ابن شَيْخَيْ صِفّين. أَنَا ابن العِير والنَّفير. وكان يسكن قرية المِزّة. وداره بدمشق غَربيّ الرَّحبة. خرج بالمِزّة طالبًا المُلْك، وقد كبُر وشاخ، فبُويع بالخلافة، وغلب عَلَى دمشق في دولة الأمين، وتخلخلها، في سنة خمسٍ وتسعين ومائة. وكان خيّرًا في نفسه، دينًا، محمود الطريقة، معتزلا للدولة. وقد كتب العِلْم فأفسدوه. وما زالوا به حتّى خرج [1] . وكان الَّذِي نهض بأعباء دولته خَطَّاب بْن وَجْه الفَلْس الدّمشقيّ [2] ، والقُرَشيّون والعرب اليمانية. وكان أن يتم لَهُ الأَمر. وبقي مُديدة، فانتُدب لحربه محمد بْن صالح بْن بَيْهس الكلابيّ الأمير في المُضَريّة، وحاصروا دمشق في آخر سنة سبْعٍ وتسعين ومائة. ثمّ تسوّروا البلد وهجموه، وتخاذل الناسُ عَنْ نصر أَبِي العُميطر السُّفيانيّ، فبادر ولبس زيّ امرَأَة، وخرج بين الحُرمُ مِن الخضراء، وذهب إلى المِزّة [3] . ثمّ جرت بينه وبين ابن بَيْهس حروب، وقام معه المِزّيّون وغيرهم. ومات في حدود المائتين، وقد جاوز الثمانين. قَالَ موسى بْن عامر: سَمِعْتُ الوليد بْن مُسْلِم غير مرّة يَقُولُ: لو لم يبق مِن سنة خمسٍ وتسعين ومائة إلّا يوم لخرج السّفيانيّ.   [ () ] هو أبو العميطر، فلقّبوه به. (الكامل في التاريخ 6/ 249) . [1] الكامل 6/ 249. [2] كان قد تغلّب على مدينة صيد، كما في الكامل لابن الأثير 6/ 249. [3] الكامل 6/ 250. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 502 قَالَ موسى: فخرج أبو العُميطر فيها [1] . ورواه هشام بْن عمّار عَنِ الوليد. وكان الوليد رأسًا في الملاحم ومعرفتها. ولعلّه ظفر بأثر في ذَلِكَ. وعن أحمد بْن حنبل أنّه قَالَ للهيثم بْن خارجة: كيف كَانَ مُخَرَّج السُّفيانيّ؟ فوصفه بهيئة جميلة واعتزالٍ للشرّ، ثمّ وصفه حين خرج بالظُّلم، وقال: أرادوه عَلَى الخروج مِرارًا ويأبى، فحفرَ لَهُ خَطَّاب سَرَبًا تحت الأرض إلى تحت بيته. ثمّ دخلوا ونادوه في اللَّيْلِ: أخرج فقد آن لك. فقال: هذا شيطان. ثمّ أتوه ثاني ليلة، فوقع في نفسه. وأتوه ثالث ليلة فخرج. فقال الإمام أحمد: أفسدوه. قَالَ أحمد بْن تبوك بْن خَالِد السُّلَميّ: نا أَبِي قَالَ: خرج أبو العُميطر إلى قرية الْجُرجُلّة فأحرقها، وقتل في بني سُلَيْم. ثمّ كَانَ القُرَشيّون في أصحابه واليَمانية يمرّون بالدّار مِن دُور دمشق فتقول: ريح قيسي تشمّ من هاهنا، فيضربونها بالنّار [2] . 377- أبو القاسم بْن أَبِي الزَّناد [3]- ق. -   [1] تاريخ دمشق 45/ 518. [2] تاريخ دمشق 38/ 355. [3] انظر عن (أبي القاسم بن أبي الزناد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 416، والتاريخ لابن معين 2/ 720، ومعرفة الرجال له 2/ رقم 829 و 831، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4081، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 91، وتاريخ الثقات للعجلي 254 رقم 800، والمعرفة والتاريخ 1/ 300 و 352 و 354 و 501 و 551 و 563 و 579 و 594 و 633 و 649 و 660 و 698 و 749، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 46 و 405 و 406 و 412 و 413 و 428 و 434 و 435 و 443 و 444 و 521 و 596 و 661 و 2/ 710 و 716، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 86، والجرح والتعديل 9/ 427 رقم 2109، والثقات لابن حبّان 7/ 6، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1637، 1638، والكاشف 3/ 325 رقم 333، وتهذيب التهذيب 2/ 203 رقم 943، وتقريب التهذيب 2/ 463 رقم 2، وخلاصة تذهيب التهذيب 457. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 503 عبد الله بن ذكوان المدنيّ. لم يلحق أَبَاهُ، فربّاه أخوه عَبْد الرَّحْمَن. يروي عَنْ سَلَمَةَ بْن وردان، ونوح بْن نُمَير، وإسحاق بن خازم. وعنه: أحمد بْن حنبل، ويعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، وإبراهيم بْن المنذر، وعبد الرَّحْمَن بْن يونس الرَّقَّيّ. قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ سعيد بن يحيى الأمويّ: سألته عَنْ أسمه فقال: اسمي كنيتي [2] . 378- أبو قَطَن عَمْرو بْن الهيثم القُطَعيّ [3]- م. ع. - شيخ بصْريّ، لَهُ عَنْ: حمزة الزيّات، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وأبو حُرّة واصل، وشُعْبَة، وطائفة. وعنه: أحمد، وأبو ثور، وبندار، وأحمد بْن سِنان القطّان، ونصر الوشّاء. قَالَ أبو حاتم [4] : صدوق، صالح الحديث. وقال ابن معين [5] : ثقة. قيل: مات سنة ثمان وتسعين ومائة.   [1] في تاريخه 2/ 720. [2] الجرح والتعديل 9/ 427. [3] انظر عن (أبي قطن القطعي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 336، والتاريخ لابن معين 2/ 455، 456، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 249، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 146 و 678 و 1227 و 2/ رقم 1688 و 2574 و 3/ رقم 4711، والتاريخ الكبير 6/ 381 رقم 2703، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 93، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 87، والجرح والتعديل 6/ 268 رقم 1480، والثقات لابن حبّان 8/ 484، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 224 رقم 818، وتاريخ حلب للعظيميّ 239، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1053، 154، والكاشف 2/ 297 رقم 4312، وتهذيب التهذيب 8/ 114، 115 رقم 188، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 698، وخلاصة تذهيب التهذيب 294. [4] في الجرح والتعديل 6/ 268. [5] في تاريخه 2/ 455. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 504 379- أبو مسعود الزجّاج [1] . هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن حسن التّميميّ المَوْصِليّ. روى عَنْ: مَعْمَر، وأبي سعد البقّال، وسُفْيان الثَّوْريّ. وعنه: يحيى بْن آدم، ويحيى الحمّانيّ، وعبد الله بْن عُمَر بْن أبان، وأبو هاشم محمد بْن أَبِي خِداش، وابن عمّار، وعليّ بْن حرب، وإسحاق بْن راهويه، وغيرهم. صالح الأمر، وقال أبو حاتم [2] : لا يحتجّ به. 380- أبو معاوية [3]- ع. -   [1] انظر عن (أبي مسعود الزّجاج) في: التاريخ الكبير 5/ 276 رقم 896، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 113، والجرح والتعديل 5/ 227 رقم 1071، والثقات لابن حبّان 8/ 372، والمغني في الضعفاء 2/ 378 رقم 3553، وميزان الاعتدال 2/ 556 رقم 4851، ولسان الميزان 3/ 411. [2] في الجرح والتعديل 5/ 227. [3] انظر عن (أبي معاوية) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 392، والتاريخ لابن معين 2/ 512، 513، ومعرفة الرجال له 1/ رقم 385 و 872 و 874 و 921 و 925، وطبقات خليفة 170، والعلل لابن المديني 74 و 77، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 298 و 688 و 726 و 991 و 1196 و 1225 و 1281 و 2/ رقم 2664 و 2680 و 3100 و 3517 و 3552 و 3558 و 3/ رقم 4090، والتاريخ الكبير 1/ 74، 75 رقم 191، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 101، وتاريخ الثقات للعجلي 403 رقم 1450، والمعارف 510، والمعرفة والتاريخ 1/ 184 و 227 و 228 و 484، و 2/ 105، و 144 و 181 و 225 و 484 و 545 و 548 و 549 و 553 و 557 و 572 و 576، و 585 و 617 و 624 و 653 و 691 و 762 و 764 و 765 و 769 و 803 و 3/ 59 و 116 و 120 و 130 و 143 و 150 و 216 و 236 و 244 و 318 و 350، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 302 و 303، وتاريخ اليعقوبي 2/ 443، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 117، والجرح والتعديل 7/ 246، 247 رقم 1360، والثقات لابن حبّان 7/ 441، ومشاهير علماء الأمصار 172 رقم 1863، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 145، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 646 رقم 1031، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 175، 176 رقم 1433، وتاريخ بغداد 5/ 242- 249 رقم 2735، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 437، 438 رقم 1676، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1192، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 704، والكاشف 3/ 33 رقم 4889، وسير أعلام الجزء: 13 ¦ الصفحة: 505 هو محمد بن خازم الكوفيّ الضرير الحافظ. أحد أئمة الأثر. روى عَنْ: هشام بْن عُرْوة، والأعمش، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وأبي إِسْحَاق الشَّيْبانيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، وعاصم الأحوال، وطبقتهم. وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، والحسن بْن عَرَفَة. وأحمد بْن أبي الحواريّ، ويعقوب الدَّوْرقيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وأحمد بْن عبد الجبار العُطارديّ، وخلق كثير. مولده سنة ثلاث عشرة ومائة [1] . قال أبو نعيم: سَمِعْتُ الأعمش يَقُولُ لأبي معاوية: أمّا أنتَ فقد ربطت رأس كيسَك [2] . وكان شُعْبَة إذا حدَّث بحضرة أَبِي معاوية يراجعه في حديث الأعمش ويقول: أليس كذا، أليس كذا [3] ؟. وقال أبو نُعَيْم: لزِم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة [4] كذا قَالَ أبو نُعَيْم، ولعلّه أراد عشر سنين. قَالَ أحمد: كَانَ أبو معاوية إذا سئل عَنْ حديث الأعمش يَقُولُ: قد صار في فمي علْقمًا [5] . قَالَ أحمد: وكان والله حافظًا للقرآن، وكان يضطّرب في غير الأعمش [6] .   [ () ] النبلاء 9/ 73- 78 رقم 20، والعبر 1/ 318، ودول الإسلام 1/ 123، وتذكرة الحفاظ 1/ 294، وميزان الاعتدال 4/ 575 رقم 10618، ومرآة الجنان 1/ 448، ونكت الهميان 247، والوافي بالوفيات 3/ 34 رقم 914، وشرح العلل لابن رجب 2/ 669، وتهذيب التهذيب 9/ 137- 139 رقم 191، وتقريب التهذيب 2/ 157 رقم 167، والنجوم الزاهرة 2/ 148، وطبقات الحفاظ 122، وخلاصة تذهيب التهذيب 334. [1] تاريخ بغداد 5/ 244. [2] تاريخ بغداد 5/ 244. [3] تاريخ بغداد 5/ 245. [4] تاريخ بغداد 5/ 245. [5] العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 991، تاريخ بغداد 5/ 246. [6] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 726، والجرح والتعديل 7/ 247، وتاريخ بغداد 5/ 247. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 506 قَالَ ابن المَدِينيّ: كتبنا عَنْ أَبِي معاوية، عن الأعمش ألفا وخمسمائة حديث [1] . وقال جرير بْن عَبْد الحميد: كنّا نرفع الحديث عند الأعمش، ثم نخرج، فلا يكون أحفظ منّا لَهُ مِن أبي معاوية [2] . وكان الرشيد يُبَجَّل أبا معاوية ويُحضره فيسمع منه [3] . أَخْبَرَنَا المؤمّل بْن محمد في كتابه: أَنَا الكِنْديّ، أَنَا أبو منصور القزّاز، أَنَا الخطيب، أَنَا ابن رزق، أَنَا الصّوافّ: نا عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كَانَ أبو معاوية إذا سئل عَنْ حديث الأعمش يقول: قد صار في فمي علقما، لكثرة ما يُرددّ عَليْهِ [4] . قَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ عند أَبِي معاوية عَنِ الأعمش ألف ومائتان [5] . وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: وأبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطأه. يخطئ عَلَى هشام بْن عُرْوة، وعلى إسماعيل، وعُبَيْد الله بْن عمر [6] . وكذا قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن خِراش [7] . وروى عَبَّاس، عنِ ابن مَعِين [8] قَالَ: روى عَنْ عُبَيْد الله مناكير. وقال أحمد بْن داود الحدّانيّ: سمعتُ أبا معاوية يَقُولُ: البُصَراء كانوا عليّ عيالا عند الأعمش [9] . وقال أحمد بْن الحسن السُّكّريّ: أبو معاوية أعرف من سفيان ومن   [1] تاريخ بغداد 5/ 246. [2] العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 1281. [3] تاريخ بغداد 5/ 243 وما بعدها. [4] تاريخ بغداد 5/ 245. [5] التاريخ لابن معين 2/ 512، تاريخ بغداد 5/ 246. [6] تاريخ بغداد 5/ 248. [7] تاريخ بغداد 5/ 248. [8] في تاريخه 2/ 512. [9] تاريخ بغداد 5/ 245. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 507 شُعْبَة بالأعمش [1] . وقال عليّ بْن حسن: قَالَ لي وكيع: إنْ تركتَ أبا معاوية ذهب علم الأعمش، على أنّه مرجئ. فقلت: قد دعاني إلى الإرجاء [2] . وعن ابن المبارك: أبو معاوية مُرجئ كبير [3] . وقال يعقوب بْن شَيبة: أبو معاوية مِن الثَّقات، وربّما دلّس، وكان يرى الإرجاء. قَالَ: فيقال إنّ وكيعًا ما حضر جنازته لذلك [4] . قَالَ الجماعة: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة [5] ، وقيل: سنة أربع. 381- أبو معاوية الأسود [6] . أحد الزهّاد، صحِب إبراهيم بْن أدهم والثَّوْريّ، وكان منقطعًا إلى العبادة. حكى عَنْهُ: أحْمَد بْن أَبِي الحواريّ، وقاسم الجوعيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق العكّاويّ، وغيرهم. قَالَ قاسم الجوعيّ: اسمه يَمَان. وقال يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ: إنّ كَانَ بقي أحد مِن الأبدال فحُسين الْجُعْفيّ، وأبو معاوية الأسود. وكان بطَرَسُوس.   [1] الجرح والتعديل 7/ 248. [2] العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3552، تاريخ بغداد 5/ 247. [3] تاريخ بغداد 5/ 247. [4] تاريخ بغداد 5/ 249. [5] المعرفة والتاريخ 1/ 184. [6] انظر عن (أبي معاوية الأسود) في: حلية الأولياء 8/ 271- 273، رقم 405، وصفة الصفوة 4/ 271- 273 رقم 797 رقم، وسير أعلام النبلاء 78، 79 رقم 21. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 508 وقال ابن معين: رأيته يلتقط الخرق ويغسلها ويلبسها. وأغلظ لَهُ رَجُل فقال: أستغفر الله مِن ذنبٍ سلّطَكَ بِهِ عليّ. قلت: ومن قول الفقراء: مِن جُنيَ عَليْهِ فليستغفر. وفي الكرامات للالكائيّ أن أبا معاوية الأسود ذهبَ بصره، فكان إذا أراد أن يقرأ في المصحف ردّ الله عَليْهِ بصره [1] . قَالَ ابن أَبِي الحواري: جاء جماعة إلى أَبِي معاوية الأسود فقالوا: ادْعُ لنا. فقال: اللَّهمّ ارحمني بهم ولا تجرمهم بي. عَبْد الرَّحْمَن بْن عفّان: سَمِعْتُ أبا معاوية يَقُولُ: مِن كانت الدنيا همّه طال في القيامة غمّه ومن خاف الوعيد لها [2] عَنِ الدنيا عمّا يريد إنّ كنتَ تريد لنفسك الجزيل فلا تنم بالليل ولا تُقيل [3] بادِرْ بادر قبل أن ينزل بك ما تحاذر أوه مِن يومٍ يتغّير فيه لوني، ويتلجلج فيه لساني، ويقلّ فيه زادي [4] . 382- أبو نواس [5] .   [1] صفة الصفوة 4/ 272. [2] في الأصل «لهى» . [3] في الحلية «فلا تنامن الليل إلا القليل» . [4] حلية الأولياء 8/ 272، 273، صفة الصفوة 4/ 271، 272. [5] انظر عن (أبي نواس) في: الشعر والشعراء 2/ 680- 706 رقم 194، وعيون الأخبار 1/ 303 و 2/ 130 و 3/ 250 و 4/ 111، وطبقات الشعراء لابن المعتز 29 و 31 و 72- 74 و 86- 88 و 142 و 148 و 193- 217 و 226 و 229 و 240 و 241 و 248 و 268- 271 و 306 و 308 و 369 و 409 و 434 و 435 و 464، والموشح 263، والزاهر للأنباري 1/ 237، وتاريخ الطبري 1/ 194 و 508 و 8/ 300 و 316 و 364 و 509 و 514- 519 و 524، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 537 و 768 و 1286 و 1296 و 2452 و 2534 و 2603 و 2765 و 3480 و 3546- 3549 و 3566، والأغاني 20/ 61- 73، وبغداد لابن طيفور 164 و 165 و 966، وتحفة الوزراء 77، 112، وثمار القلوب 31، 32 و 53 و 100 و 116 و 152 و 166 و 177 و 188 و 189 و 203 و 216 و 242 و 266 و 271 و 279 و 358 و 450 و 608 و 613 و 632 و 633 و 692، وخاص الخاص 22 و 60 و 61 و 99 و 108 و 111 و 150، وتاريخ بغداد 7/ 436- 449 رقم 4017، والفرج بعد الشدّة للتنوخي الجزء: 13 ¦ الصفحة: 509 هُوَ شاعر العصر أبو عليّ الحَسَن بْن هانئ، وقيل الحَسَن بْن وهْب الحَكَميّ. مولده بالأهواز، ونشأ بالبصرة.   [ () ] 1/ 396 و 3/ 48 و 5/ 69، وأمالي المرتضى 1/ 102 و 131 و 132 و 143 و 172 و 189 و 197 و 198 و 279 و 282 و 400 و 415 و 525 و 573 و 596 و 597 و 607، والعقد الفريد 2/ 238 و 3/ 293 و 4/ 205 و 5/ 91 و 308 و 326 و 6/ 59 و 64 و 161 و 170 و 198 و 214 و 381، وربيع الأبرار 1/ 65، و 4/ 29 و 47 و 55، و 115 و 129 و 252 و 253 و 259 و 278، والعيون والحدائق 3/ 318 و 343 و 366 و 457، والهفوات النادرة 37 و 38 و 50 و 170 و 171 و 359، والتذكرة الحمدونية 1/ 213 و 359، و 2/ 207 و 325، والبيان والتبيين 2/ 79 و 199، وبهجة المجالس 85، وأدب الدنيا والدين 299، وكتاب الآداب 109، وغرر الخصائص 181، وتشبيهات ابن أبي عون 399، ونثر الدرّ 3/ 103، والبخلاء للجاحظ 19، ونزهة الألباء لابن الأنباري 53 و 65- 69 و 88 و 161 و 192، والبخلاء للخطيب 95 و 111 و 162 و 163 و 165، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 102، ولباب الآداب لابن منقذ 274 و 276 و 340، والمنازل والديار 1/ 18 و 105 و 126 و 156- 158 و 244 و 303 و 313 و 2/ 34 و 99 و 105 و 244، والجامع الكبير لابن الأثير 46 و 156 و 188 و 190، والكامل في التاريخ 5/ 289 و 6/ 179 و 251 و 294 و 295، وبدائع البدائه 39- 42 و 61 و 92 و 144 و 148 و 193 و 209 و 231 و 251 و 252 و 290 و 331 و 333 و 346، والفخري 19 و 197 و 134 و 211 و 222، ووفيات الأعيان 1/ 61 و 85 و 135 و 137 و 203 و 222 و 288 و 334 و 386 و (2/ 95- 104) و 126 و 163 و 392 و 3/ 79 و 91 و 171 و 185 و 270 و 351 و 4/ 14 و 15 و 35 و 38- 40 و 318 و 319 و 327 و 328 و 406 و 5/ 238 و 242 و 306 و 6/ 9 و 111 و 112 و 334 و 339 و 354 و 7/ 70 و 138، وأخبار النساء 100 و 101 و 155- 165، والأذكياء 219، وخلاصة الذهب المسبوك 176- 180، والتذكرة السعدية 260 و 277 و 278 و 378- 390، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 131، 133، والتذكرة الفخرية 17 و 36 و 52 و 54 و 71 و 79 و 131 و 139 و 143 و 147 و 165 و 181 و 283 و 285 و 299 و 304 و 307 و 313 و 333 و 335 و 336 و 343 و 344 و 349 و 352 و 366 و 369 و 372 و 397 و 464، والعبر 1/ 321 ودول الإسلام 1/ 124، وسير أعلام النبلاء 9/ 279- 281 رقم 77، والمختصر في أخبار البشر 2/ 19، ومرآة الجنان 1/ 449- 457، والبداية والنهاية 10/ 227- 235، والوافي بالوفيات 12/ 283- 289 رقم 260، والفهرست لابن النديم 234، ومعاهد التنصيص 1/ 83 وما بعدها، وآثار الدول 327 و 328 و 418، ومختار الأغاني لابن منظور 3/ 5- 304، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 257- 283، والنجوم الزاهرة 2/ 156، وشذرات الذهب 1/ 345، وخزانة الأدب 1/ 168، وحسن المحاضرة 1/ 240، وروضات الجنات 210، وأعيان الشيعة 24/ 3 وما بعدها، ومعجم الشعراء في لسان العرب 432 رقم 1110. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 510 وسمع مِن: حمّاد بْن زيد، وعبد الواحد بْن زياد. وعرض القرآن عَلَى يعقوب الحضرميّ. وأخذ اللُّغة عَنْ أَبِي زيد الأنصاريّ، وأبي عُبَيْدة، ثم سكن بغداد فمدح الخلفاء والوزراء. وكان رأسا في اللغة، وشعره في الذروة. قال شيخه أبو عبيدة: أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين [1] . وعن محمد بن مسعر قَالَ: كنّا عند سُفْيان بْن عُيَيْنَة، فتذاكروا شِعْر أَبِي نُواس، فقال ابن عُيَيْنَة: أنشدوني لَهُ. فأنشدوه. ما هوًى إلا لهُ سببُ ... يبتدي منه وينشعبُ فَتَنَتْ قلبي محبّتهُ [2] ... وجهُها بالحُسْنِ مُنْتِقِبُ تُركت والحُسنُ تأخذه ... تنتقي منه وتنتخب فاكتسب منه طرائِفه [3] ... واستزادتْ بعضَ ما تهبُ [4] . فقال ابن عُيَيْنَة. آمنت بالذي خلقها. ولقب أبو نواس بهذا لذؤابتين كانتا تنوس عَلَى عاتقيه [5] ، أي تضطّرب. وهو مِن موالي الجرّاح بْن عَبْد الله الحَكَميّ الأمير. ومن شِعْره: خلّ حبيبك لرامي [6] ... وامضِ عَنْهُ بسلامِ متْ بداء الصمتِ خير ... - لك مِن داء الكلام   [1] تاريخ بغداد 7/ 437، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 258. [2] في ديوان أبي نواس «محجبة» . [3] في تاريخ بغداد «طرائقه» بالقاف، والمثبت يتفق مع ما في الديوان. [4] الأبيات في الديوان، وتاريخ بغداد 7/ 438. [5] الوافي بالوفيات 12/ 285. [6] هكذا في الأصل، وفي تهذيب تاريخ دمشق: «كرام» . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 511 إنّما العاقل مِن ... ألجَمَ فاهُ بلجام شبْتَ يا هذا وما ... تترك أخلاقَ الغلام والمنايا آكلاتٌ ... شاربات للأنام [1] . ومن شِعْره: سبحان ذي الملكوت أيَّةُ لَيْلَةٍ ... مَخَضَت صبيحتُها بيوم الموقفِ لو أنّ عينًا وَهَّمتْها نفسُها ... ما في المعاد مُحَصَّلا لم تَطْرفِ [2] . قَالَ الجمّاز: كَانَ أبو نواس نجلس معه في حلقة يونس، فينتصف منّا في النّحو [3] . وقال أبو عَمْرو الشيبانيّ: لولا أنّ أبا نواس أفسدَ شِعره بهذه الأقذار، يعني الخمور، لاحتججنا بِهِ في كُتُبنا [4] . ومن شِعْر أَبِي نواس: يا قمرًا أبْصَرتُ في مأتمٍ [5] ... يَنْدُب شَجْوًا بين أترابِ تبكي فتُذْري الدُّرَّ مِن نرجسٍ [6] ... وتلطم الوردَ بعُنّابِ فقلت: لا تبكي عَلَى هالكٍ [7] ... وآبكِ قتيلا لكِ بالبابِ لا زال موتًا [8] دأب أحبابه ... ولم تزل رؤيته دأبي [9]   [1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 276. [2] البيتان غير موجودين في ديوانه، ولا في مختار الأغاني. وهما في: تهذيب تاريخ دمشق بزيادة بيت ثالث 4/ 278، وفيه: ولو أنّ عينا وهمّتها نفسها ... يوم الحساب ممثلا لم تطرف [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 258. [4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 288. [5] في الأغاني: «يا قمرا أبرزه مأتم» ، ثم ذكره كما هنا. [6] في الأغاني: «يبكي فيذري الدّرّ من عينه» . [7] في الأغاني: «لا تبك ميتا حلّ في حفرة» . [8] في الأصل «موت» . [9] الأبيات في الأغاني 20/ 68 و 69، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 260. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 512 ومن شِعْره في عليّ بْن موسى الرضا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قِيلَ أنت أشعرُ الناسِ طُرّا ... في رَوِيّ تأتي بِهِ وبَدِيهِ فلماذا تركتَ مدحَ ابنِ موسَى ... والخلال التي تجمّعن فيه قلت: لا أهتدي لمدح إمامٍ ... كَانَ جبريل خادمًا لأبيه. وله: ألا كلّ حيّ هالكُ، وابنُ هالكٍ ... وذو نَسَب في الهالكين عريقِ إذا امتحنَ الدُّنيا لبيب تكشَّفَت ... لَهُ عَنْ عدوٍ في ثياب صديقِ [1] . وله: فتًى يشتري الثناء بماله ... ويعلم أنّ الدائرات تدورُ فما جزاه [2] جُودٌ ولا حَلَّ دونه ... ولكن يصيرُ الجودُ حيثُ يصير [3] . مات أبو نُواس سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وقيل: سنة ستٌّ وقيل: سنة خمس. وترجمته سبْعٍ ورقات في «تاريخ بغداد» [4] . وأفرد لَهُ أبو العبّاس بْن شاهين جزءا في أخباره. 383- المحاربيّ [5]- ع. -   [1] البيتان في الديوان 465، وتاريخ بغداد 7/ 443، ووفيات الأعيان 2/ 97، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 259 و 260، والبيت الثاني في: الشعر والشعراء 2/ 697. [2] في مختار الأغاني: «فما فاته» . [3] ديوان أبي نواس 481، والبيت الثاني في مختار الأغاني 3/ 37. [4] ج 7/ 436- 449. [5] انظر عن (المحاربي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 392، والتاريخ لابن معين 2/ 357، وطبقات خليفة 171، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2644، و 3/ رقم 5597، والتاريخ الكبير 5/ 347 رقم 1102، والتاريخ الصغير 212، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ أسماء الثقات 299 رقم 981، والمعرفة والتاريخ 1/ 238 و 2/ 711، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 347، 348 رقم 948، والجرح والتعديل 5/ 282 رقم 1342، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 99، والثقات لابن حبّان 7/ 92، ومشاهير علماء الأمصار 173 رقم 1372، الجزء: 13 ¦ الصفحة: 513 عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن زياد. أبو محمد الكوفيّ الحافظ. عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَيْثِ بْنِ أبي سُلَيْم، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وفُضَيْل بْن غَزْوان، وطبقتهم. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو كُرَيْب، وهنّاد، والحسن بْن عَرَفَة، والأشجّ، وعليّ بْن حرب، وخلْق. قَالَ وكيع: ما كَانَ أحفظه للطوال [1] . وقال ابْن معين [2] : ثقة. وقال أَبُو حاتم [3] : صدوق. وقال أبو داود: ابنه عبد الرحيم المُحَاربيّ أحفظ منه [4] . وقال أبو نُعَيْم: كنّا نكون عند الثَّوْريّ، فإذا مرّ حديث مِن أحاديث الزُّهْد قَالَ: أَيْنَ المُحَاربيّ؟ خُذ إليك هذا مِن بَابتِك [5] . وقال أبو حاتم [6] أيضًا: يروي عن المجهولين.   [ () ] وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 215 رقم 769، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 453 رقم 676، ورجال صحيح مسلم 1/ 422 رقم 946، والسابق واللاحق 49 والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 287، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 815، والعبر 1/ 319، وميزان الاعتدال 2/ 585 رقم 4952، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 674، والمغني في الضعفاء 2/ 385 رقم 3622، وتذكرة الحفاظ 1/ 312، والكاشف 2/ 163 رقم 3350، وسير أعلام النبلاء 9/ 136، 138 رقم 46، ومرآة الجنان 1/ 448، وتهذيب التهذيب 6/ 265، 266 رقم 524، وتقريب التهذيب 1/ 497 رقم 1112، والنجوم الزاهرة 2/ 148، وطبقات الحفاظ 129، وخلاصة تذهيب التهذيب 234، وشذرات الذهب 1/ 343. [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 348. [2] في تاريخه 2/ 357. [3] في الجرح والتعديل 5/ 282. [4] تهذيب الكمال 2/ 815. [5] تهذيب الكمال 2/ 815. [6] في الجرح والتعديل 5/ 282. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 514 وقال العُقَيْليّ [1] : نا عَبْد الله بْن أحمد قَالَ: بَلَغَنا أنّ المُحَاربيّ كَانَ يدلّس، ولا نعلم أنّه سَمِعَ مِن مَعْمَر شيئًا. وأنكر أَبِي روايته عَنْ مَعْمَر. قَالَ: قِيلَ لأبي إنّ المُحَاربيّ روى عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ حديث: «تُبنى مدينة بين دجلة ودجيل» . فقال أبي: كَانَ المُحَاربيّ جليسًا لسيف بْن محمد ابن أخت الثَّوْريّ، وكان سيف كذّابًا. وأظنّ المُحَاربيّ سَمِعَ هذا منه [2] . قلت: ما بين عبد الله وبين المُحَاربيّ منقطع، فما صحّ عَنِ المُحَاربيّ هذا. وقد مات المُحَاربيّ رحمه الله سنة خمسٍ وتسعين ومائة [3] . والحمد للَّه تمت الطبقة العشرون. ومن خط مؤلفها نقلت. وحسبنا الله ونعم الوكيل. وأنهى المؤلّف تبيضها ثانيًا في سنة 736. يتلوه في الذي يليه الطبقة الحادية والعشرون [4] . سنة 201 إحدى ومائتين.   [1] في الضعفاء الكبير 2/ 348، والعلل ومعرفة الرجال 3/ 5597. [2] العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 2644، الضعفاء الكبير 2/ 348. [3] التاريخ الكبير 5/ 347. [4] في الأصل «الحادية عشر» وهو وهم. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 515 [المجلد الرابع عشر (سنة 201- 210) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الطَّبَقَةُ الْحَادِيَةُ وَالْعِشْرُونَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ [بَيْعَةُ الْمَأْمُونِ لِعَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا بِوِلايَةِ الْعَهْدِ] فِيهَا [1] جَعَلَ المأمونُ وَلِيَّ العهد من بعده عليَّ بْن موسى الرِّضا، وخلع أخاه القاسم بْن الرشيد. وأمر بترك السَّواد ولِبْس الخُضْرة في سائر الممالك، وأقام عنده بخراسان. فعظم هذا عَلَى بُنيّ العبّاس، لا سيما في بغداد. وثاروا وخرجوا عَلَى المأمون، وطردوا الحَسَن بْن سهل من بغداد. وكتب المأمون إلى إسماعيل بْن جعفر بْن سليمان العبّاسيّ أمير البصرة بِلْبس الخُضْرة، فامتنع ولم يبايع بالعهد لعليّ الرِّضا. فبعث المأمون عسكرًا لحربه، فسلّم نفسه بلا قتال، فَحُمِلَ هُوَ وولده إلى خراسان وبها المأمون، فمات هناك [2] .   [1] من هنا عن «المنتقى» لابن الملّا. [2] انظر خبر بيعة المأمون للرضا بولاية العهد، في: تاريخ خليفة 470، وتاريخ اليعقوبي 2/ 448، 449، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 192، وتاريخ الطبري 8/ 554 وما بعدها، والعيون والحدائق لمؤرّخ مجهول 3/ 353، ومروج الذهب للمسعوديّ 4/ 28، والبدء والتاريخ للمقدسي 110، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 98، والكامل في التاريخ لابن الأثير 6/ 326، ونهاية الأرب للنويري 22/ 202، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 22، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 217، وتاريخ حلب للعظيميّ 241، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 2، والبداية والنهاية 10/ 247، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 209 و 211، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 307، وتاريخ ابن خلدون 3/ 247، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 134. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 5 [خلع المأمون والدعوة لإبراهيم بْن المهديّ] وفيها عسكر منصور ابن المهديّ بكلواذى، ونصّب نفسه نائبًا للمأمون ببغداد، فسمّوه الْمُرْتَضَى، وسلَّموا عَلَيْهِ بالخلافة، فامتنع من ذَلِكَ وقال: إنّما أَنَا نائب للمأمون. فلمّا ضَعُف عَنْ قبول ذَلِكَ عدلوا عَنْهُ إلى أخيه إبراهيم بْن المهدي فبايعوه. وجرت فتنة كبيرة 7 واختبط العراق [1] . [ولاية زيادة اللَّه بْن الأغلب عَلَى المغرب] وفيها وُلّي المغربَ زيادة اللَّه بْن إبراهيم الأغلب التَّميميّ لبني العبّاسيّ بعد موت أخيه عَبْد اللَّه. وبقي في الإمرة اثنتين وعشرين سنة [2] . [تحرك بابَكُ الخُرَّميّ] وفيها تحرك بابك الخرّميّ [3] .   [1] انظر عن هذا الخبر وتفاصيله، في: تاريخ خليفة 470، وتاريخ الطبري 8/ 546 وما بعدها، والعيون والحدائق 3/ 352، والكامل في التاريخ 6/ 327، ونهاية الأرب 22/ 203، والمختصر في أخبار البشر 2/ 23، ومرآة الجنان 2/ 2، والبداية والنهاية 10/ 247، والنجوم الزاهرة 2/ 169. [2] الكامل في التاريخ 6/ 328، والعيون والحدائق 3/ 355، ونهاية الأرب 24/ 107، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 163، والبيان المغرب 1/ 96، وتاريخ ابن خلدون 4/ 197، والنجوم الزاهرة 2/ 169. [3] تاريخ الطبري 8/ 556، الكامل في التاريخ 6/ 328، النجوم الزاهرة 2/ 172. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 6 سنة اثنتين ومائتين [البيعة لإبراهيم بْن المهديّ] في أولها بايع العباسيون وأهل بغداد إبراهيم بْن المهديّ، وخلعوا المأمون لكونه أخرجهم من الأمر وبايع بولاية العهد لعليّ بْن موسى الرِّضا، وأمرهم والدولة بإلغاء السَّواد ولْبس الخُضْرة. فلمّا كَانَ يوم الجمعة خامس المحرَّم صعد إبراهيم بْن المهديّ، الملقب بالمبارك، المنبر. فأول من بايعه عُبَيْد اللَّه بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن منصور ابن المهديّ أخوه، ثمّ بنو عمّه، ثمّ القُوّاد [1] . وكان المطِّلب بْن عَبْد اللَّه بْن مالك الخُزاعيّ هُوَ المتولّي لاجل البَيْعة. وسعى في ذَلِكَ، وقام به السِّنْديّ، وصالح صاحب الْمُصَلَّى، ونُصَيْر الوصيف [2] . [خروج مهديّ الحروريّ عَلَى إبراهيم بْن المهديّ] ثمّ بايع أهل الكوفة والسَّواد. وعسكر بالمدائن، واستعمل عَلَى جانبي بغداد العبّاس بْن موسى الهاشْميّ، وإِسْحَاق بْن موسى الهادي. فخرج عَلَيْهِ مهديّ بْن عُلْوان الحَرُورِيّ محكِّم [3] ، فجهّز لقتاله أبا إِسْحَاق بْن الرشيد، وهو المعتصم، فهزم مَهْديًّا [4] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 557، الكامل في التاريخ 6/ 341. [2] يضيف الطبري إلى المبايعين «منجاب» . (ج 8/ 557) . [3] في الأصل «محكّما» . [4] تاريخ الطبري 8/ 558، الكامل في التاريخ 6/ 341. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 7 وقيل: بل وجه لقتاله المطَّلب. [خروج أَبِي السرايا بالكوفة] وخرج أخو أَبِي السّرايا بالكوفة، فلبس البياض، وتجمّع إِلَيْهِ طائفة، فلقيه غسان بْن [أَبِي] الفَرَج في رجب فقتله، وبعث برأسه إلى إبراهيم بْن المهديّ [1] . فولاه إبراهيم الكوفة. وَبَيَّتَ عسكرُ إبراهيم بعض أصحاب الحَسَن بْن سهل. وخامر حُمَيْد بْن عَبْد الحميد إلى الحَسَن بْن سهل، ثمّ إنّه بعثه إلى الكوفة، فولّى عليها العبّاس بْن موسى، وأمره أنّ يلبس الخُضْرة، وأن يدعو لأخيه عليّ الرِّضا بعد المأمون. وقال لَهُ: قاتِلْ عَنْ أخيك عسكر ابن المهديّ، فإن أهل الكوفة شيعتكم، وأنا معك [2] . فلمّا كَانَ الليل خرج حُمَيْد وتركه [3] . ثمّ تواقع بعضُ عسكر ابن المهديّ وأصحاب ابن سهل، فانكسر عسكر ابن سهل، وجرت أمور وحُرُوبٌ بين أهل الكوفة، وأهل العراق عند إبراهيم بْن المهديّ [4] . ثمّ أمر إبراهيم عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد، وهو أكبر قواده، بالمسير إلى ناحية واسط، وبها الحَسَن بْن سهل. وأمر ابن عَائِشَةَ الهاشْميّ، ونُعَيْم بْن خازم أنّ يسيرا، ولحق بهم سَعِيد بْن السّاجور، وأبو البطّ، ومحمد الإفريقيّ، فعسكروا بقُرب واسط، وأمير الكلّ عيسى [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 558. [2] انظر الخبر مفصّلا في تاريخ الطبري 8/ 559، والكامل في التاريخ 6/ 342، 343، ونهاية الأرب 22/ 204، 205. [3] الطبري 8/ 560، ابن الأثير 6/ 343. [4] راجع تفاصيل الخبر عند الطبري 8/ 560، 561، ابن الأثير 6/ 343، 344. [5] تاريخ الطبري 8/ 561، 562، الكامل في التاريخ 6/ 344، نهاية الأرب 22/ 205، وانظر: تاريخ اليعقوبي 2/ 451. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 8 وأمّا الحَسَن بْن سهل فكان متحصنًا بواسط، ومعه أصحابه، والتقوا في رجب، فاقتتلوا أشدّ قتال. ثمّ انهزم جيش إبراهيم بْن المهديّ، وأخذ أصحاب الحَسَن أثقالهم وأمتعتهم وقووا [1] . [ظفر إبراهيم بْن المهديّ بسهل بْن سلامة] وفي السنة ظفر إبراهيم بْن المهديّ بسهل بْن سلامة الأَنْصَارِيّ المطَّوِّعيّ، فحبسه وعاقبه. وكان ببغداد يدعو إلى العمل بالكتاب والسُّنَّة، واجتمع لَهُ عامة بغداد. فكانوا ينكرون بأيديهم عَلَى الدولة ويغيرون، ولهم شوكة، وفيهم كثرة، حتّى هَمّ إبراهيم بقتاله. فلمّا جاءت الهزيمة أقبل سهل بْن سلامة يَقُولُ لأصحابه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فكان كلّ من أجابه لذلك عمل عَلَى باب داره برجًا بآجر وجَصّ، ينصب عَلَيْهِ السّلاح والمصحف. فلمّا وصل عيسى من الهزيمة أتى هُوَ وإخوته وأصحابه نحو سهل، لأنّه كَانَ يذكرهم بالفسق ويسبهم، فقاتلوه أيامًا. ثمّ خذله أهل الدُّرُوب، لأن عيسى وهبهم حملا من الدراهم، فكفوا. فلمّا وصل القتال إلى دار سهل بْن سلامة ألقى سلاحه واختلط بالنظارة، واختفى ودخل بين النساء. فجعلوا العيون عليه، فأخذوه في الليل من بعض الدُّرُوب، وأتوا بِهِ إِسْحَاق بْن الهادي، وهو وليّ عهد بعد عمّه إبراهيم، وكلمهُ وحاجّهُ وقال: حرضت علينا النّاس وعبتنا! فقال: إنّما كانت دعواي عبّاسيّة، وإنّما كنت أدعو إلى الكتاب والسُّنَّة. وأنا عَلَى ما كنت عَلَيْهِ، أدعوكم إِلَيْهِ السّاعة. فلم يقبل منه وقال: أخرج إلى النّاس وقل: ما كنت أدعوكم إِلَيْهِ باطل. فخرج إلى النّاس وقال: يا مَعْشَر النّاس، قد علمتم ما كنت أدعوكم إليه من الكتاب والسّنّة، وأنا أدعوكم إلى ذَلِكَ السّاعة. فوجأ الأعرابُ في رقبته ولطموه، فنادى: يا مَعْشَر الحربية، المغرور مَن غررتموه. ثمّ قُيِّد وبُعِث بِهِ إلى المدائن، إلى إبراهيم بن المهديّ. فجرى بينه وبين   [1] الطبري 8/ 562، ابن الأثير 6/ 344، النويري 22/ 205. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 9 إبراهيم كنحو ما جرى بين ابن الهادي وبينه. فأمر بسجنه [1] . وكانوا قد أخذوا رجلا من أصحابه، يقال له محمد الرواعيّ، فضربه إبراهيم ونتف لحيته وقهره [2] . [هياج العامة عَلَى بشر المريسي] واستعمل إبراهيم عَلَى قضاء بغداد قيس بْن زياد الخُراسانيّ الحنفيّ، فهاجت في أيّامه العامّة عَلَى بِشْر الْمَرِيسيّ [3] ، وسألوا إبراهيم بْن المهديّ أنّ يستتيبه، فأمر قيس بذلك. قَالَ محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّيْرفيّ: شهدتُ جامع الرّصافة وقد اجتمع النّاس، وقُتَيْبة جالس. وأقام بِشْر الْمَرِيسيّ عَلَى صُنْدوق، ومُستَمْلي سُفْيَان بْن عُيَيْنَة أبو مُسْلِم، ومستملي يزيد بْن هارون يذكر أنّ أمير المؤمنين إبراهيم أمر قاضيه أنّ يستتيب بشرًا من أشياء عدّدها. منها ذِكْر القرآن. فرفع بِشْر صوته يَقُولُ: مَعَاذَ اللَّه لست بتائب. وكثر النّاس عَلَيْهِ حتّى كادوا يقتلونه، فأُدخل إلى باب الخَدَم. [الحوار بين المأمون والرضا] وأما المأمون، فذكر أنّ عليّ بْن موسى الرِّضا حدَّثَ المأمون بما فيه النّاس من القتال والفتن منذ قتل الأمين. وبما كَانَ الفضل بْن سهل يستره عَنْهُ من الأخبار. وأن أهل بيته والناس قد نقموا عَلَيْهِ أشياء، وانهم يقولون إنّك مسحور أو مجنون، وقد بايعوا عمك إبراهيم. فقال: لم يبايعوه بالخلافة. وإنّما صيّروه أميرا يقوم بأمرهم. فبين لَهُ أنّ الفضل قد كتمه وغشه. فقال: من يعلم هذا؟ قَالَ: يحيى بْن مُعَاذ، وعبد العزيز بْن عِمران، وعدة من أمرائك فأدخلهم   [1] تاريخ الطبري 8/ 562، 563، الكامل في التاريخ 6/ 345، 346. [2] الطبري 8/ 563. [3] ستأتي ترجمته في الجزء التالي من هذا الكتاب، حرف الباء. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 10 عَلَيْهِ [1] ، فسألهم، فأبوا أنّ يخبروه إلا بأمان من الفضل أنّ لا يعرض لهم. فضمن المأمون ذَلِكَ، وكتب لكل واحدٍ منهم بخطه كتابًا. فأخبروه بما فيه النّاس من البلاء، ومن غضبه أهل بيته وقواده عَلَيْهِ في أشياء كثيرة. وما موه عَلَيْهِ الفضل من أمر هَرْثَمَة. وأن هَرْثَمَة إنّما جاءه لنصحه وهدايته إلى الأمر. وأنّ الفضل دسّ إلى هَرْثَمَة من قتله. وأنّ طاهر بْن الحُسين قد أبلى في طاعتك ما أبلى، وفتح الأمصار، وقاد إليك الخلافة مزمومة، حتّى إذا وطَّأ الأمر أخرج من ذَلِكَ كله، وصير في زاويةٍ من الأرض بالرقة. قد منع من الأموال حَتَّى ضعف أمره، وشغب عليه جنده. وأنه لو كان عَلَى بغداد لضبط الملك بخلاف الْحَسَن بْن سهل. وقد تنوسي طاهر بالرَّقَّة لا يستعان بِهِ في شيء من هذه الحروب [2] . [خروج المأمون إلى العراق] ثمّ سألوا المأمون الخروج إلى العراق، فإنّ بني هاشم والقواد لو رأوا غرّتك سكتوا وأذعنوا بالطّاعة. فنادى بالمسير إلى العراق. ولمّا علم الفضل بْن سهل بشأنهم تعنّتهم حتّى ضرب البعض وحبس البعض. فعاود عليّ الرِّضا المأمون في أمرهم، وذكره بضمانه لهم. فذكر المأمون أَنَّهُ يداري ما هُوَ فيه. ثمّ ارتحل من مَرْو وقدم سرخس، فشد قوم عَلَى الفضل بْن سهل وهو في الحمّام فضربوه بالسيوف حتّى مات في ثاني شَعْبان. وكانوا أربعةً من حَشَم المأمون: غالب المسعوديّ الأسود، وقسطنطين الرُّوميّ، وفرج الدَّيْلَمّي، وموفق الصّقلبي، فعاش ستين سنة، وهرب هَؤُلاءِ، فجعل المأمون لمن جاء بهم عشرة آلاف دينار. فجاء بهم العبّاس بْن الهَيْثَم الدِّيَنَوَريّ، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله. فضرب أعناقهم [3] . وقد قِيلَ إنهم اعترفوا أنّ عليّ ابن أخت الفضل بْن سهل دسّهم. ثمّ إنّه طلب عَبْد العزيز بْن عِمران، وعليَّ بْن أخت الفضل، وخلفا   [1] من هنا يعود النصّ إلى «تاريخ الإسلام» للمؤلّف. [2] تاريخ الطبري 8/ 564، 565، ابن الأثير 6/ 346، 347، العيون والحدائق 3/ 355. [3] الطبري 8/ 565، ابن الأثير 6/ 347، العيون والحدائق 3/ 356، 357. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 11 الْمَصْرِيّ، ومؤنسًا، فقررهم، فأنكروا. فلم يقبل ذَلِكَ منهم، وضرب أعناقهم أيضًا، وبعث برءوسهم إلى واسط، إلى الحَسَن بْن سهل، وأعلمه بما دخل عَلَيْهِ من المصيبة بقتل الفضل، وأنّه قد صيّره مكانه. فتأخّر في المسير ليحصّل مغل واسط. ورحل المأمون نحو العراق [1] . وكان عيسى بْن محمد، وأبو البط، وسعيد يواقعون عسكر الحَسَن كل وقت. [دعوة المطلب بْن عَبْد اللَّه للمأمون سرًا] وأما المطلب بْن عَبْد اللَّه فإنه قدِم من المدائن من عند إبراهيم، واعتل بأنه مريض، وأخذ يدعو في السر للمأمون، عَلَى أنّ يكون منصور بْن المهديّ خليفة المأمون ويخلعون إبراهيم. فأجابه إلى ذَلِكَ منصور بْن المهديّ وخزيمة بْن خازم وطائفة، فكتب إلى حُمَيْد بْن عَبْد الحميد، وعليّ بْن هشام أنّ يتقدما إلى نهر صَرْصَر والنهروان. ففهم إبراهيم بْن المهديّ حركتهم، وبعث إلى المطلب ومنصور وخزيمة ليحضروا. فتعللوا عَلَى الرَّسُول. فبعث إبراهيم إلى عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد وإخوته. فأما منصور وخزيمة فأعطيا بأيديهم. وأمّا المُطَّلب فغافل عَنْهُ أصحابه وعبر منزله حتي كثر عليهم النّاس. وأمر إبراهيم بنهب دياره واختفى هُوَ. ولما بلغ ذَلِكَ حُمَيْدًا وعليّ بْن هشام، بعث حُمَيْد قائدًا إلى المدائن ثمّ نزلاها. فندم إبراهيم عَلَى ما صنع بالمطّلب ولم يقع به [2] .   [1] الطبري 8/ 565، 566، العيون والحدائق 3/ 357، ابن الأثير 6/ 347، 348، تاريخ اليعقوبي 2/ 452، نهاية الأرب 22/ 208- 210. [2] تاريخ الطبري 8/ 566، الكامل لابن الأثير 6/ 347، 348. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 12 سنة ثلاثٍ ومائتين تُوُفّي فيها: الحُسين [بْن عليّ] [1] الْجُعْفيّ. وزيد بْن الحُبَاب. وعليّ بْن موسى الرِّضا. وأبو دَاوُد المقرئ. ومحمد بْن بِشْر [2] العبْديّ. ويحيى بْن آدم. والوليد بْن مُزْيَد البَيْروتيّ. [وفاة الرِّضا] ولمّا وصل المأمون إلى طوس أقام بها عند قبر أَبِيهِ أيامًا، ثمّ إنّ عليّ بْن موسى الرِّضا أكل عنبًا فأكثر منه فمات فجأة في آخر صَفَرها. فدفن عند قبر الرشيد، واغتمّ المأمون لموته. ثمّ كتب إلى بغداد يعلمهم إنّما نقموا عَلَيْهِ بيعته لعليّ بْن موسى وها هُوَ قد مات. فجاوبوه بأغلظ جواب [3] . ولما قدِم المأمون الرّيّ أسقط عَنْهَا ألف [4] ألف درهم.   [1] في الأصل: «بن الحسين الجعفي» . [2] في الأصل: «وبشير العبديّ» ، والتصحيح من المعرفة والتاريخ 1/ 195. [3] تاريخ الطبري 8/ 568، الكامل في التاريخ 6/ 351، العيون والحدائق 3/ 357، نهاية الأرب 22/ 210. [4] هكذا في الأصل، وفي تاريخ الطبري 8/ 586: «ألفي ألف درهم» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 13 وفيها مرض الحَسَن بْن سهل مرضًا شديدًا، وأعقبه السوداء، وتغير عقله حتّى رُبِط وحُبِس. وكتب قُوّاده بذلك إلى المأمون، فأتاهم الخبر أنّ يكون عَلَى عسكره دينار بْن عَبْد اللَّه، وها أَنَا قادم إليكم [1] . [الخلاف بين ابن المهديّ وعيسى بْن محمد] وأما عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد فشرع بمكاتبة حُمَيْد، والحَسَن بْن سهل سرًا. وبقي إبراهيم بْن المهديّ كلّما لحّ عَلَيْهِ في الخروج إلى المدائن لقتال حُمَيْد يعتل عَلَيْهِ بأرزاق الْجُنْد مرة، وحتى يستغلوا مرة. حتّى إذا توثق بما يريد ممّا بينه وبين حُمَيْد والحسن فارقهم، وكان قد ناوشهم بعض القتال في الصورة، ثمّ وعدهم أنّ يسلم إليهم إبراهيم بْن المهديّ. فلمّا وصل بغداد قَالَ للناس: إني قد سالمت حميدًا وضمنت لَهُ أنّ لا أدخل عمله ولا يدخل عملي. ثم خندق عَلَى باب الجسر وباب الشام. فبلغ إبراهيم ما هُوَ فيه فحذر [2] . وقيل: إنّ الّذي نم إِلَيْهِ هارون أخو عيسى، فطلبه إبراهيم، فاعتل عَلَيْهِ عيسى. ثمّ ألح عَلَيْهِ في المجيء، فأتاه، فحبسه بعد معاتبةٍ بينهما، وبعد أنّ ضربه وحبس [3] معه عدة من قواده في آخر شوّال. فمضى بقية أصحابه ومواليه بعضهم إلى بعض، وحرضوا إخوته عَلَى إبراهيم بْن المهديّ، فتجمعوا، وكان رأسهم عَبَّاس نائب عيسى، فطردوا كل عاملٍ لإبراهيم في الكرخ وغيره. ثمّ كثروا عَلَى عامل باب الجسر وطردوه. فدخل إلى إبراهيم وقطع الجسر. ثمّ ظهر الأوباش والشطار [4] . وكتب عيسى إلى حُمَيْد يحثه عَلَى المجيء ليتسلم بغداد. ولم يصلوا جمعة بل ظهرًا. فقدم حُمَيْد وخرج للقيه عبّاس وقوّاد أهل بغداد، فوعدهم   [1] الطبري 8/ 568، 569، العيون والحدائق 3/ 357، النجوم الزاهرة 2/ 174. [2] تاريخ الطبري 8/ 569، الكامل في التاريخ 6/ 351، 352. [3] حتى هنا من «تاريخ الإسلام» للمؤلّف، والآتي من «المنتقى» لابن الملّا، لوجود خرم في نسخة الأصل للمؤلف. [4] تاريخ الطبري 8/ 569، 570، العيون والحدائق 3/ 357، الكامل في التاريخ 6/ 352، البداية والنهاية 10/ 249. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 14 ومناهم وأن ينجز لهم العطاء عَلَى أنّ يصلوا الجمعة فيدعون للمأمون، ويخلعوا إبراهيم، فأجابوه. فبلغ إبراهيم بْن المهديّ الخبرٌ، فأخرج عيسى من الحبْس، وسأله أنّ يكفيه أمر حُمَيْد، فأبى عَلَيْهِ. فلمّا كَانَ يوم الجمعة بعث عَبَّاس إلى محمد بْن أَبِي رجاء الفقيه فصلّى بالناس ودعا للمأمون، ووصل حُمَيْد إلى الياسريّة [1] ، فعرض بعض الْجُنْد وأعطاهم الخمسين درهمًا التي وعدهم بها، فسألوه أنّ ينقصهم عشرة عشرة لأنهم تشاءموا لما أعطاهم عليّ بْن هشام خمسين خمسين، فغدرهم وقطع العطاء عَنْهُمْ. فقال حميد: بل أزيدكم عشرة عشرة وأعطيكم ستين. فدعا إبراهيم عيسى، وسأله أيضًا أنّ يقابل حميدًا فأجابه، فخلى سبيله وضمن عَلَيْهِ. فكلَّم عيسى الْجُنْد أنّ يُعطيهم كعطاء حُمَيْد فأَبَوْا عَلَيْهِ. فعبر إليهم هُوَ وإخوته إلى الجانب الغربيّ وقال: أزيدكم عَنْ عطاء حميد. فسبّوه، وقالوا: لا نريد إبراهيم. فدخل عيسى وأصحابه المدينة وأغلقوا الأبواب، وصعدوا السور وقاتلوا ساعة. ثمّ انصرفوا إلى ناحية باب خراسان، فركبوا في السفن. وردّ عيسى كأنه يريد مقاتلتهم، ثمّ احتال حتّى صار في أيديهم شبه الأسير، فأخذ بعض قواده فأتى بِهِ منزله، ورجع فرقة إلى إبراهيم فأخبروه بأسر عيسى، فاغتمّ. وكان قد ظفر في هذه الليالي بالمُطَّلِب بْن عَبْد اللَّه وحبسه ثلاثة أيّام، ثمّ إنّه خلّى عَنْهُ [2] . وكان النّاس يذكرون أنّ إبراهيم قد قتل سهل بْن سلامة المطَّوِّعيّ، وإنّما هُوَ في حبسه. فأخرجه إبراهيم، فكان يدعو النّاس في مسجد الرّصافة إلى   [1] الياسريّة: قرية كبيرة على ضفّة نهر عيسى، بينهما وبين بغداد ميلان. منسوبة إلى رجل اسمه ياسر. (معجم البلدان 5/ 425) . [2] تاريخ الطبري 8/ 570، 571، الكامل في التاريخ 6/ 353، 354. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 15 إبراهيم بالنّهار. فإذا كَانَ الليل ردّه إلى حبسه. فأتاه أصحابه فأتاه أصحابه ليكونوا معه فقال: الزموا بيوتكم فإني أُداري إبراهيم. ثمّ إنّ إبراهيم خلّى سبيله في أول ذي الحجة، فذهب واختفى. فلمّا رأى إبراهيم تفرق الجيش عَلَيْهِ أخرج جميع من عنده للقتال فالتقوا عَلَى جسر نهر ديالى فاقتتلوا، فهزمهم حُمَيْد. فقطعوا الجسر وراءهم [1] . [اختفاء إبراهيم بْن المهديّ] ولما كَانَ يوم الأضحى أمر إبراهيم بْن المهديّ القاضي أنّ يصلّي بالناس في عِيساباذ [2] . فلمّا انصرف النّاس من صلاتهم اختفى الفضل بْن الربيع، ثمّ تحول إلى حُمَيْد، وتبعه عَلَى ذَلِكَ عليّ [بْن] ريطة، وأخذ الهاشميون والقواد يتسللون إلى حُمَيْد، فاسقط في يد إبراهيم وشُقّ عَلَيْهِ. وبلغه أنّ من بَقِيّ عنده من القواد يعملون عَلَى قبضه. فلمّا جنّه الليل اختفى لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة، وبقي مختفيًا مدة سنتين [3] . وأما سهل بْن سلامة فأحضره حُمَيْد بْن عَبْد الحميد وأكرمه، وحمله عَلَى بغل وردّه إلى داره. فلمّا قدِم المأمون أتاه فأجازه ووصله، وأمره أنّ يجلس في منزله [4] . وكانت أيّام إبراهيم سنتين إلا بضعة عشر يومًا [5] . [وصول المأمون إلى همدان] ووصل المأمون إلى همدان في آخر السنة [6] .   [1] الطبري 8/ 571، 572، ابن الأثير 6/ 354، 355. [2] عيساباذ: معنى باذ العمارة، فكأن معناه عمارة عيسى، ويسمّون العامر آبادان. وهذه محلّة كانت بشرقيّ بغداد منسوبة إلى عيسى بن المهديّ. وبها بني المهديّ قصره الّذي سمّاه قصر السلام. (معجم البلدان 4/ 172، 173) . [3] تاريخ تاريخ الطبري 8/ 572، الكامل في التاريخ 6/ 354، 355. [4] الطبري 8/ 572، 573، تاريخ اليعقوبي 2/ 454. [5] الطبري 8/ 573، الكامل 6/ 355. [6] الطبري 8/ 573. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 16 سنة أربعٍ ومائتين [وصول المأمون إلى النهروان] فيها وصل المأمون إلى النهروان، فتلقاه بنو هاشم والقواد. [العودة إلى لبس السواد] وقدم عَلَيْهِ من الرَّقَّةِ بإذنه طاهر بْن الحُسين، ودخل بغداد في نصف صَفَر. ولباسهم وأعلامهم خُضْر. فنزل الرّصافة، وبعد ثمانية أيّام كلّمه بنو هاشم العباسيون وقالوا لَهُ: يا أمير المؤمنين، تركت لبْس آبائك وأهل دولتك ولبست الخُضْرة. وكاتَبَه قُوّاد خُراسان في ذَلِكَ [1] . وقيل: إنّه أمر طاهر بْن الحُسين أنّ يسأله لَهُ حوائجه فقال: أسأل طَرْحَ الخُضْرة، ولبْس السّواد زيّ آبائك [2] . ثمّ جلس يومًا وعليه الثياب الخضر، فلمّا اجتمع الملأ دعا بسواد فلبسه، ثمّ دعا بخلعه سوداء فألبسها طاهرًا، ثمّ ألبس عِدَّةَ قُوّاده أقبية وقلانس سوداء، فطرح النّاس الخُضْرة ومزقت. وأسرعوا إلى لبس السّواد [3] .   [1] بغداد لابن طيفور 2، تاريخ الطبري 8/ 574، 575، العيون والحدائق 3/ 358، 359، الكامل في التاريخ 6/ 357. [2] بغداد لابن طيفور 15، الطبري 8/ 575، نهاية الأرب 22/ 211. [3] تاريخ خليفة 472، تاريخ اليعقوبي 2/ 453، 454، بغداد لابن طيفور 3، تاريخ الطبري 8/ 575، العيون والحدائق 3/ 359، مروج الذهب 4/ 29، الإنباء في تاريخ الخلفاء 99، البدء والتاريخ 6/ 111، نهاية الأرب 22/ 211، الكامل في التاريخ 6/ 357، المختصر في أخبار البشر 2/ 26، البداية والنهاية 10/ 250، الفخري 219، تاريخ حلب للعظيميّ 242، مآثر الإنافة 1/ 211، 212، تاريخ ابن خلدون 3/ 250، النجوم الزاهرة 2/ 175، تاريخ الخلفاء 307. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 17 [ولاية يحيى بْن مُعَاذ الجزيرة] وفيها ولّى المأمون يحيى بْن معاذ الجزيرة، فواقع بابَكُ الخُرَّميّ، فلم يظفر واحد منهم بصاحبه [1] . [الولاية عَلَى الكوفة والبصرة] واستعمل المأمون أبا عيسى، أخاه، عَلَى الكوفة [2] . واستعمل صالحًا أخاه أيضًا على البصرة [3] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 576، الكامل في التاريخ 6/ 358. [2] تاريخ اليعقوبي 2/ 454، 455. [3] تاريخ اليعقوبي 2/ 454، تاريخ الطبري 376. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 18 سنة خمس ومائتين [استعمال طاهر بْن الحُسين عَلَى خراسان] فيها استعمل المأمون عَلَى جُمَيْع خُراسان والمشرق طاهر بْن الحُسين [1] . فسار إلى عمله في ذي القعدة، وأعطاه عشرة آلاف ألف درهم. [ولاية ابن طاهر الجزيرة] وكان ولده عَبْد اللَّه بْن طاهر قد قدِم عَلَى المأمون من الرَّقَّةِ بعد أَبِيهِ، فولاه الجزيرة [2] . [ولاية عيسى بْن محمد آذربيجان وأرمينية] وولّى عَلَى آذَرْبَيْجان وأرمينية عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد، وأمره بقتال بابَكُ [3] . [استعمال بِشْر بن داود على السّند] واستعلم عَلَى السند بِشْر بْن دَاوُد، عَلَى أَنَّهُ يحمل إِلَيْهِ في كل سنة ألف ألف درهم [4] . [استعمال الْجُلُودي لمحاربة الزُّطّ] واستعمل عَلَى محاربة الزّطّ عيسى بن يزيد الجلوديّ [5] .   [1] بغداد لابن طيفور 13، و 17، و 29، تاريخ الطبري 8/ 577، الكامل في التاريخ 6/. 36. نهاية الأرب 22/ 211، المختصر في أخبار البشر 2/ 27، النجوم الزاهرة 2/ 178. [2] بغداد لابن طيفور 18 و 29، تاريخ الطبري 8/ 580، العيون والحدائق 3/ 362 و 363، الكامل في التاريخ 6/ 362، نهاية الأرب 22/ 212، البداية والنهاية 10/ 255، النجوم الزاهرة 2/ 178، 179. [3] تاريخ الطبري 8/ 580، الكامل في التاريخ 6/ 362، النجوم الزاهرة 2/ 179. [4] تاريخ الطبري 8/ 580، الكامل في التاريخ 6/ 362، وفيه «بشير بن داود» وهو غلط. [5] تاريخ الطبري 8/ 580، الكامل في التاريخ 6/ 362، البداية والنهاية 10/ 255. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 19 [الحج هَذَا الموسم] وحجّ بالنّاس عُبَيْد اللَّه بن الحسن العلويّ أمير الحرمين [1] .   [1] تاريخ خليفة 472، المعرفة والتاريخ 1/ 195، بغداد لابن طيفور 12، تاريخ الطبري 8/ 580، مروج الذهب 4/ 404، تاريخ حلب للعظيميّ 243 وفيه «عبد الله بن الحسن» ، الكامل في التاريخ 6/ 362، نهاية الأرب 22/ 212، البداية والنهاية 10/ 255، تاريخ أمراء الحجّ، للدكتور بدري محمد فهد، دراسة منشورة في مجلّة «المورد» العراقية، المجلّد 9، العدد 4، سنة 1981، ص 182. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 20 سنة ستٍّ ومائتين [المدّ يغرق سواد العراق] فيها كَانَ المدّ الّذي غرق فيه السَّواد، وذهبت الغلات. وغرقت قطيعة أمّ جعفر، وقطيعة العبّاس [1] . [تغلُّب بابَكّ عَلَى عيسى بْن محمد] وفيها غلب [2] بابَكُ عيسى بْن محمد بْن أَبِي خَالِد وبَيَّته. [تعيين ابن طاهر لمحاربة نَصْر بْن شبث] وفيها، ويقال في الّتي قبلها، دعا المأمون عَبْد اللَّه بْن طاهر وقال: أستخير اللَّه منذ شهر، وقد رأيت أنّ الرجل يصف ابنه ليُطْريه ويرفعه. وقد رأيتك فوق ما وضعك أبوك. وقد مات يحيى بْن مُعَاذ واستخلف ابنه أحمد وليس بشيء. وقد رأيت تَوْلِيَتَك مُضَر، ومُحاربةَ نَصْر بْن شَبَث. فقال: السَّمعُ والطاعة، وأرجو أنّ يجعل اللَّه الخيرة لأمير المؤمنين. فعقد لَهُ لواء مكتوبًا عَلَيْهِ [بصُفْرة] [3] وزاد فيه المأمون: «يا منصور» . وركب الفضل بْن الربيع إلى داره مَكْرُمةً لَهُ [4] . [استعمال إِسْحَاق بْن إبراهيم عَلَى بغداد] وفيها استعمل المأمون عَلَى بغداد إسحاق بن إبراهيم [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 581، الكامل في التاريخ 6/ 379، البداية والنهاية 10/ 259، النجوم الزاهرة 2/ 180. [2] هكذا في الأصل، أمّا في تاريخ الطبري 8/ 581، والكامل في التاريخ 6/ 379: «نكب» . [3] زيادة من الطبري 8/ 582. [4] تاريخ الطبري 8/ 581، 582. [5] الطبري 8/ 592، ابن الأثير 6/ 363. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 21 سنة سبْعٍ ومائتين [الدَّعوة للرضى في اليمن] فيها، وقيل قبلها، خرج عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب ببلاد عَكّ من اليمن يدعو إلى الرّضى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنّ عامل اليمن أساء السّيرة. فبايع عَبْد الرَّحْمَن خلقٌ. فوجّه المأمون لحربه دينارَ بْن عَبْد اللَّه، وكتب معه بأمانه. وحجّ دينار، ثمّ سار إلى اليمن حتّى قرُب من عَبْد الرَّحْمَن، فبعث إِلَيْهِ بأمانه فقبله، وجاء مَعَ دينار إلى المأمون. وعند ظهوره منع المأمون الطّالبيّين من الدخول عَلَيْهِ، وأمرهم بلبْس السَّواد [1] . [موت طاهر بْن الحُسين] وفيها أصابت طاهرَ بْن الحُسين حُمَّى وحرارة فوُجد عَلَى فراشه ميتًا [2] . وذُكر أنّ عُمَر بْن عليّ بْن مُصْعَب، وحُمَيْد بْن مُصْعَب عاداه [وهو] يُغَلّس [3] ، فقال الخادم: هُوَ نائم. فانتظروا ساعة، فلمّا انبسط الفجر قالا للخادم: أيْقِظْه. قَالَ: لا أجسر. فدخلا فوجداه ميتًا [4] . وقيل: إنّه قطع الدُّعاء يوم الجمعة للمأمون ولم يزد عَلَى: اللَّهمّ أصْلِح أُمَّةَ محمد بما أصلحْتَ بِهِ أولياءك، واكْفِها مَئُونة مَن بَغَى عليها. وطرح عنه   [1] تاريخ الطبري 8/ 593، الكامل في التاريخ 6/ 381، النجوم الزاهرة 2/ 183. [2] تاريخ الطبري 8/ 593، الكامل في التاريخ 6/ 381، النجوم الزاهرة 2/ 183. [3] يغلّس: أي يصلّي في الغلس وهو آخر الظلمة. [4] تاريخ الطبري 8/ 593، 594، النجوم الزاهرة 2/ 184. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 22 السَّواد. فعرض لَهُ عارضّ فمات لليلته. وأتى الخبر إلى المأمون أوّل النّهار من النُّصَحاء، ووافى الخبر بموته ليلا. وقام بعده ابنه طلحة بْن طاهر، فأقرّه المأمون، فبقي عَلَى خراسان سبْعٍ سِنين، ثمّ تُوُفّي، فتولّى بعده أخوه عَبْد اللَّه بْن طاهر وهو يحارب بابَكُ، فسار إلى خُراسان، وولي حربَ بابَكُ عليّ بْن هشام [1] . وقيل: لما جاء نعيُ طاهر بْن الحُسين قَالَ المأمون: لليدين وللفم، الحمد للَّه الّذي قدّمه وأخّرنا [2] . وقد كَانَ في نفس المأمون منه شيء لكونه قتل أخاه الأمين لمّا ظفر بِهِ، ولم يبعث بِهِ إلى المأمون ليرى رأيه فيه. ومات طاهر في جُمَادَى الأولى [3] . [ولاية موسى بْن حفص] وفيها وُلّي موسى بْن حفص طَبَرِسْتان، والرُّويان، ودُنْباوَنْد [4] . [الحجّ هذا الموسم] وحجّ بالنّاس أبو عيسى أخو المأمون [5] . [ظهور الصناديقي باليمن وهلاكه] وفيها ظهر الصناديقيّ باليمن واستولى عليها وقتل النساء والولدان وادّعى النُّبُوَّة، وتبعه خلق وارتدّوا عَنِ الإسلام. ثمّ أهلكه اللَّه بالطّاعون.   [1] تاريخ الطبري 8/ 594، 595. [2] في الأصل: «قدّمه وأخّره» والتصويب من تاريخ الطبري 8/ 595، والكامل في التاريخ 6/ 382، ونهاية الأرب 22/ 213، والبداية والنهاية 10/ 260، والعيون والحدائق 3/ 365. [3] الطبري 8/ 595. [4] الطبري 8/ 596، الكامل في التاريخ 6/ 385. [5] تاريخ خليفة 472، المعرفة والتاريخ 1/ 196، تاريخ الطبري 8/ 596، مروج الذهب 4/ 404، تاريخ حلب للعظيميّ 244، الكامل في التاريخ 6/ 385، نهاية الأرب 22/ 214، البداية والنهاية 10/ 261 وفيه «أبو علي بن الرشيد» ، تاريخ أمراء الحج 183. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 23 سنة ثمان ومائتين [امتناع الحَسَن بْن الحُسين عَلَى المأمون] فيها سار الحَسَن بْن الحُسين أخو طاهر بْن الحُسين من خراسان إلى كرمان ممتنعًا بها، فسار خلفه أحمد بْن أَبِي خَالِد حتّى أخذه وقدم بِهِ عَلَى المأمون، فعفا عَنْهُ [1] . [ولاية قضاء عسكر المهديّ] وفيها ولي المأمون محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزوميّ قضاءَ عسكر المهديّ [2] . [ولاية القضاء] وفيها استعفى محمد بن سماعة من القضاء فأعفي، ووُلّي مكانه إسماعيل بْن حمّاد بْن أَبِي حنيفة، ثمّ عزل المخزومي عَنِ القضاء، ووُلّي بِشْر بْن الوليد الكِنْديّ [3] . [الحج هذا الموسم] وفيها حجّ بالنّاس صالح بْن هارون الرشيد [4] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 597، الكامل في التاريخ 6/ 386، نهاية الأرب 22/ 214، البداية والنهاية 10/ 261، النجوم الزاهرة 2/ 185. [2] تاريخ الطبري 8/ 597، النجوم الزاهرة 2/ 185. [3] تاريخ الطبري 8/ 597، الكامل في التاريخ 6/ 386، البداية والنهاية 10/ 261، النجوم الزاهرة 2/ 185. [4] تاريخ خليفة 473، المعرفة والتاريخ 1/ 196، تاريخ الطبري 8/ 597، مروج الذهب 4/ 404، الكامل في التاريخ 6/ 386، تاريخ حلب للعظيميّ 245، نهاية الأرب 22/ 214، البداية والنهاية 10/ 262، تاريخ أمراء الحج 183. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 24 سنة تسعٍ ومائتين [تقريب المأمون أهل الكلام] فيها كَانَ المأمون يقرّب أهل الكلام، ويأمرهم بالمناظرة بحضرته، وينظر ما دلّ عَلَيْهِ العقل. ومجانسة بِشْر بْن غياث الْمَرِيسيّ، وثُمامة بْن أشرس [1] ، وهؤلاء الْجُنُوس النُّحُوس [2] . [طلب نَصْر بْن شبث الأمان] وكان قد طال القتال بين عَبْد اللَّه بْن طاهر، ونصر بْن شَبَث العُقَيْليّ. ثمّ إنّ عَبْد اللَّه استظهر عَلَيْهِ وحصره في حصن له، وضيّق له حتّى طلب الأمان. فقال المأمون لثُمامة بْن أشرس: ألا تدُلُّني عَلَى رجلٍ من اهل الجزيرة لَهُ عقل وبيان يؤدّي عنّي رسالة إلى نَصْر بْن شَبَث. فقال: بلى يا أمير المؤمنين: جعفر بْن محمد من بُنيّ عامر. قَالَ جعفر: فأحضرني ثُمامة، فكلّمني المأمون بكلامٍ كثير لأبلّغه نصرًا. قَالَ: فأتيته وهو بسَرُوج وأبلغته، فأذعن، وشرط أنّ لا يطأ لَهُ بساطًا. فأتيت المأمون وأخبرته. فقال: لا أجيبه واللَّه حتّى يطأ بساطي. وما باله ينفر منّي؟ قلت: لجُرْمه. قَالَ: أتراه أعظم جُرْمًا عندي من الفضل بْن الربيع، ومن عيسى بْن أَبِي خَالِد؟ أتدري ما صنع الفضل؟ أخذ قُوّادي وأموالي وجنودي وذهب بذلك إلى   [1] ستأتي ترجمتهما في وفيات الجزء التالي من هذا الكتاب، باب: الباء، والثاء. [2] النجوم الزاهرة 2/ 187. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 25 أخي وتركني وحيدًا، وأفسد عليَّ أخي حتّى جرى ما جرى. وعيسى طرد خليفتي عَنْ بغداد، وذهب بخَراجي وفَيْئي، وأقعد إبراهيم في الخلافة. قلت: الفضل وعيسى لهم سوابق، ولسلفهم وهم مواليكم. وهذا رَجُل لم يكن لَهُ يد قطّ يحتمل عليها ولا لسَلَفه. وإنّما كانوا جُنْد بُنيّ أُمَيَّةَ. قَالَ: إنْ كَانَ ذَلِكَ كما تَقُولُ فكيف بالحنْق والغيظ؟ فأتيت نصرا وأخبرته بأنّه لا بدّ أنّ يطأ بساطه. فصاح بالخيل صيحة فجالت وقال: ويلي عَلَيْهِ! هُوَ لم يقو عَلَى أربعمائة ضِفْدعٍ تحت جناحه يعني الزُّطّ يقوى عَلَى حَلْبة العرب [1] ! ثمّ إنّ عَبْد اللَّه بْن طاهر حصره ونال منه فطلب الأمان، وخرج إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر، وكتب لَهُ المأمون كتابًا أمانًا. فهدم عَبْد اللَّه كَيْسوم [2] وخرّبها [3] . [ولاية أرمينية وآذربيجان وحرب بابَكُ] وفيها ولى المأمون صدقة عَلَى أرمينية وآذَرْبَيْجان ومحاربة بابَكُ، وأعانه بأحمد بْن الْجُنَيْد الإسكافيّ، فأسره بابَكُ. فولّى إبراهيم بْن ليث آذَرْبَيْجان [4] . [الحج هذا الموسم] وحجّ بالناس أمير مكّة صالح بن العبّاس بن محمد بن عليّ [5] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 598، 599، الكامل في التاريخ 6/ 388، 389 وفيه: «يقوى عليّ بحلبة العرب» . [2] كيسوم: بالسين المهملة، وهو الكثير من الحشيش. يقال: روضة أكسوم ويكسوم، وكيسوم فيعول منه. وهي قرية مستطيلة من أعمال سميساط. (معجم البلدان 4/ 497) . [3] تاريخ اليعقوبي 2/ 459، الطبري 8/ 601، الكامل في التاريخ 6/ 390، أخبار الزمان لابن العبري 25. [4] تاريخ الطبري 8/ 601، الكامل في التاريخ 6/ 390. [5] تاريخ خليفة 473، المعرفة والتاريخ 1/ 197، تاريخ الطبري 8/ 601، مروج الذهب الجزء: 14 ¦ الصفحة: 26 [موت ملك الروم] وفيها مات طاغية الروم ميخائيل بْن جورجس، وكان ملْكه تسع سنين، وملك بعده ابنه توفيل [1] .   [ () ] 4/ 404، الكامل في التاريخ 6/ 390، تاريخ حلب 245، نهاية الأرب 22/ 214، البداية والنهاية 10/ 263، تاريخ أمراء الحج 183. [1] تاريخ الطبري 8/ 601، الكامل في التاريخ 6/ 390، البداية والنهاية 10/ 263، المختصر في أخبار البشر 2/ 29، تاريخ الزمان لابن العبري 26، 27، النجوم الزاهرة 2/ 189. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 27 سنة عشر ومائتين [دخول نَصْر بغداد] فيها في صَفَر دخل نَصْر بْن شَبَث بغداد، فأنزله المأمون بمدينة أَبِي جعفر وعليه الحَرَس [1] . [ظهور المأمون بابن عَائِشَةَ ورفاقه] وفيها ظهر المأمون عَلَى إبراهيم بْن عَائِشَةَ، وهو إبراهيم بْن محمد بْن عَبْد الوهّاب بْن إبراهيم الإِمَام، ومحمد بْن إبراهيم الإفريقيّ، وملك بْن شاهي، وفرج البغواريّ، ومن كَانَ معهم ممّن كَانَ يسعى في البيعة لإبراهيم بْن المهديّ ثانيًا. فأَطْلعه عِمران القَطْرَبُّليّ، وأرسل إليهم المأمون في صَفَر، وأمر بابن عَائِشَةَ أنّ يُقام ثلاثة أيّام في الشمس عَلَى باب المأمون، ثمّ ضربه بالسِّياط وحبسه في المُطْبَق. وضرب الباقين [2] . [الظفر بإبراهيم بْن المهديّ] وفي ربيع الآخر أُخذ إبراهيم بْن المَهديّ وهو منتقب بين امرأتين. أخذه حارس الليل، وقال: أنتنَّ وأين تردن؟   [1] تاريخ اليعقوبي 2/ 459، تاريخ الطبري 8/ 602، الكامل في التاريخ 6/ 391. [2] بغداد لابن طيفور 96 وما بعدها، تاريخ اليعقوبي 2/ 459، تاريخ الطبري 8/ 602، الكامل في التاريخ 6/ 391، مروج الذهب 4/ 35، 36، البداية والنهاية 10/ 264، نهاية الأرب 22/ 214، 215، تاريخ الزمان 26. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 28 فاعطاه إبراهيم فيما قِيلَ خاتم ياقوت لَهُ قيمة. فلمّا رأى الخاتم استراب وقال: هذا خاتم من لَهُ شأن، فرفعهنّ إلى صاحب الجسر، فبدت لحية إِبْرَاهِيم فعرفه، وذهب بِهِ إلى المأمون. فلمّا كَانَ في الغد، وحضر الأمراء أقعده والمقنعة في رقبته والملحفة عَلَى جسده يوهنه بذلك. ثمّ إنّ الحَسَن بْن سهل كلّمه فيه، فرضي عَنْهُ [1] . وقيل إنّ المأمون استشار الملأ في إبراهيم، فقال بعضهم: اقطَعْ أطرافه، وقال بعضهم: اصلُبْه. وقال أحمد بْن أَبِي خَالِد: إنّ قتلته وجدت مثلك قتل مثله كثيرًا [2] ، وإنْ عفوت لم تجد مثلك عفا عَنْ مثله. وإنّما أحب إليك [3] . وكان سنّه ثمانية [4] وستين، فصيَّره عند أحمد بْن أَبِي خَالِد في سَعَة، وعنده أُمُّه وعياله. وكان يركب إلى المأمون ومعه قائدان يُحيطانه. وأمّا إبراهيم بْن عَائِشَةَ ومن معه في الحبس فإنهم همّوا بنقْب السجن، وسدّوا بابه من عندهم. فركب المأمون بنفسه، فدعا بإبراهيم وسأله [5] فأقرّ، وقتلهم صبرًا وصُلْبوا عَلَى الجسر [6] . [زواج المأمون ببوران] وفيها في رمضان سار الخليفة المأمون إلى واسط، [7] ودخل بُبوران بنت   [1] تاريخ الطبري 8/ 603، العيون والحدائق 3/ 365، الكامل في التاريخ 6/ 392، نهاية الأرب 22/ 215، البداية والنهاية 10/ 264، وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 458 إن الظفر بإبراهيم بن المهديّ كان في أول سنة 208 هـ، وانظر: البدء والتاريخ 6/ 113، وتاريخ مختصر الدول 135. [2] في الأصل «كثير» . [3] انظر تاريخ اليعقوبي 2/ 458، 459، وبغداد لابن طيفور 105. [4] في الأصل «ثمان» . [5] في الأصل «وسئلته» . [6] في الأصل «فقرّ» . [7] تاريخ الطبري 8/ 603، 604. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 29 الحَسَن بْن سهل [1] . وأقام عنده سبعة عشر يومًا. وخلع الحَسَن عَلَى القُوّاد عَلَى مراتبهم. وتكلّف هذه الأيام بكل ما ينوب جيش المأمون، فكان مبلغ النَّفقة عليهم خمسين ألف ألف درهم. ووصله المأمون بعشرة آلاف ألف درهم، وأعطاه مدينة فم الصِّلْح [2] . وذكر أحمد بْن الحَسَن بْن سهل قَالَ: كَانَ أهلنا يتحدّثون أنّ الحَسَن كُتُب رقاعًا فيها أسماء ضِياع لَهُ ونثرها عَلَى القُوّاد والعبّاسيّين، فمن وقعت في يده رقعة باسم ضَيْعة تسلَّمهًا. ونثر صينية مَلأَى جواهر بين يدي المأمون عند ما زُفَّت إِلَيْهِ [3] . [شخوص عَبْد اللَّه بْن طاهر إلى مصر] وفيها كُتُب المأمون إلى عَبْد اللَّه بْن طاهر بْن الحُسين أنّ يسير إلى مصر. فلمّا قرب منها، وكان بها ابن السَّرِيّ [4] ، خندق عليها وتهيّا للحرب. ثمّ التقوا فانهزم ابن السَّرِيّ، وتساقط عامة جُنْده في خندقه. ودخل هُوَ الفُسْطاط وتحصَّن. ثمّ خرج إلى ابن طاهر بالأمان، وبذل لَهُ أموالا [5] .   [1] انظر خبر زواج المأمون ببوران، في: تاريخ اليعقوبي 2/ 459، وبغداد لابن طيفور 113 وما بعدها، وتاريخ الطبري 8/ 606 وما بعدها، والعيون والحدائق 3/ 365، 366، ومروج الذهب 4/ 30، والإنباء في تاريخ الخلفاء 101، 102، والكامل في التاريخ 6/ 395 وما بعدها، ونهاية الأرب 22/ 220 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر 2/ 29، ومرآة الجنان 2/ 47، والبداية والنهاية 10/ 265، ومآثر الإنافة 1/ 212، وتاريخ الخلفاء 308، والنجوم الزاهرة 2/ 190. [2] فم الصّلح: بكسر الصاد المهملة. هو نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبّل عليه عدّة قرى. (معجم البلدان 4/ 276) . [3] تاريخ الطبري 8/ 607، بغداد لابن طيفور 115. [4] هو: «عبيد الله بن السّريّ» . [5] ولاة مصر للكندي 204، 205، والولاة والقضاة له 429، 430، وتاريخ اليعقوبي 2/ 460، وتاريخ الطبري 8/ 610، والعيون والحدائق 3/ 367، والكامل في التاريخ 6/ 396، ونهاية الأرب 22/ 225، والبداية والنهاية 10/ 265، وتاريخ الزمان لابن العبري 26. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 30 [فتح ابن طاهر للإسكندرية] ثمّ فتح عَبْد اللَّه بْن طاهر الإسكندرية، وكان قد تغلَّب عليها طائفة أتوا من الأندلس في المراكب، وعليهم رَجُل يُكَنَّى أبا حفص. ثمّ إنّهم نزحوا عَنْهَا خوفًا من ابن طاهر، ونزلوا جزيرة أَقْرِيطش فسكنوها، وبها بقايا من أولادهم [1] . [ظفر عليّ بْن هشام بأهل قمّ] وفيها امتنع أهل قُمّ، فوجّه المأمون إليهم عليّ بْن هشام فحاربهم وظفر بهم، وهدم سورها، واستخرج منهم سبعة آلاف ألف درهم [2] . واللَّه أعلم.   [1] تاريخ اليعقوبي 2/ 461، وولاة مصر للكندي 207، وتاريخ الطبري 8/ 613، والعيون والحدائق 3/ 369، والكامل في التاريخ 6/ 398، 399، ونهاية الأرب 22/ 226، وتاريخ مختصر الدول 26، وخطط المقريزي 1/ 311، والنجوم الزاهرة 2/ 192 و 204، وحسن المحاضرة 2/ 11. [2] تاريخ الطبري 8/ 614، الكامل في التاريخ 6/ 399، نهاية الأرب 22/ 228. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 31 تراجم رجال هذه الطبقة [حرف الألف] 9 1- أحمد بْن عطاء الهُجَيْميّ الْبَصْرِيّ العابد [1] . تلميذ عَبْد الواحد بْن زيد. قَالَ ابن الأَعْرابيّ: برّز في العبادة والاجتهاد، وأخذ المعلوم من القوت. وذكر أنّ الطريق إلى اللَّه تعالى لا تكون إلا من هذه الأبواب: الصوم، والصلاة، والجوع. وكان يميل إلى اكتساب القُوت نهارَه. ولِزم طريق شيخه في اللُّطْف، فكان قَدَرِيًّا غير مُعْتَزِليّ. وكتب شيئًا من الحديث. قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة: مرّ بي عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ يوم جمعة، فرآني جالسًا إلى جنب أحمد بْن عطاء، وكان من اهل البِدَع يتكلّم في القدر، وكان أزهد من رأيت. فأتيت عَبْد الرَّحْمَن أعتذر، فقال: لا تُجالِسْه، فإنّ أَهْوَن ما ينزلُ بك أنّ تسمع منه شيئًا يجب للَّه عليك أنّ تَقُولُ لَهُ كَذَبْتَ. ولعلك لم تفعل. وكان أحمد بْن عطاء قد نصب نفسه للأستاذيّة، ووقف دارا في بلهجيم [2]   [1] انظر عن (أحمد بن عطاء الهجيمي) في: المغني في الضعفاء للذهبي 1/ 47 رقم 360، وميزان الاعتدال له 1/ 119 رقم 468، وسير أعلام النبلاء 9/ 408، 409، رقم 132، ولسان الميزان لابن حجر 1/ 221 رقم 688. [2] بلهجيم: كلمة مركّبة في الأصل من «بني الهجيم» ، والهجيم: بضمّ الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الميم. نسبة إلى محلّة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلّة إليهم. (الأنساب 12/ 309) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 33 للمتعبدين والمُرِيدين والمنقطعين يَقُصّ عليهم في العشيات. وأحسبها أوّل دار وقف بالبصْرة للعبادة. وقد صحبه جماعة منهم: أحمد بْن غسّان، وجلس بعده، ووقف دارًا لنفسه أيضًا، وأبو بَكْر العَطَشيّ، وأبو عَبْد اللَّه الحمّال. قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: أحمد بْن عطاء الهُجَيْميّ يروي عَنْ: خالد العبد وعن الضعفاء، وهو متروك. قال الساجي: وهو صاحب المضمار، وكان مجتهدًا، يعني في العبادة. وكان مغفَّلا يحدّث بما لم يسمع. قَالَ ابن المَدِينيّ: أتيته يومًا فوجدت معه دَرَجًا [1] يحدِّث بِهِ. فقلت لَهُ: أَسَمِعْتَ هذا؟ قَالَ: لا، ولكن اشتريته وفيه أحاديث حِسان أحدِّث بها هَؤُلاءِ. قلت: أما تخاف اللَّه! تقرِّب العباد إلى اللَّه بالكذب عَلَى رسول اللَّه. 2- أحمد بْن أَبِي طيبة [2] عيسى بْن سليمان الدّارميّ الْجُرْجانيّ. عَنْ: أَبِيهِ أَبِي طيبة، وحمزة الزّيّات، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وعُمَر بْن ذَرّ الهَمْدانيّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، ومالك بْن أنس. وعنه: الحُسين بْن عيسى البِسْطاميّ، ومحمد بْن يزيد النّيسابوريّ، وعمّار بن رجاء الأستراباذيّ.   [1] الدّرج: بفتح الدال المهملة وسكون الراء، وهو الورق الموصول. [2] انظر عن (أحمد بن أبي طيبة) في: التاريخ الصغير للبخاريّ 218، والجرح والتعديل 2/ 64 رقم 108، والثقات لابن حبّان 8/ 3، والإرشاد في معرفة علماء الحديث لأبي يعلى الخليلي 58، وتهذيب الكمال 1/ 359- 362 رقم 53، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي 2/ 422، والكاشف 1/ 20 رقم 43 وفيه (أحمد بن طيبة) ، وتهذيب التهذيب 1/ 45 رقم 74، وتقريب التهذيب 1/ 17 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 7. وفي التقريب، والخلاصة: «ابن أبي ظبية» بالظاء المعجمة، وتقديم الباء على الياء، وهو وهم، والتصويب من المصادر الأخرى المذكورة، وخاصّة كتاب «المشتبه» للمؤلّف، الّذي أكّد أنه بالطاء المهملة وتقديم الياء على الباء. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 34 كَانَ عالمًا زاهدًا نبيلا. ولاه المأمون قضاء جُرجْان، ووثَّقهُ ابن حِبّان [1] . وقال أبو حاتم [2] ، يكتب حديثه. تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين [3] بقومس [4] عَلَى قضائها [5] . 3- إبراهيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم [6] . أبو إِسْحَاق القاريّ، حليف بني زُهرة. قاضي مصر. كَانَ رجلا صالحًا. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة [خمس ومائتين] [7] . 4- إبراهيم بْن أيّوب العَنْبريّ الفُرْسانيّ [8] . عَنْ: الثَّوريّ، ومبارك بْن فَضَاله. وعنه: هذيل بْن معاوية، والنضر بْن معاوية، وأهل أصبهان. وكان صاحب عبادة وليل. قِيلَ: لم يُعرف لَهُ فراش أربعين سنة [9] . 5- إبراهيم بن بكر [10] .   [1] في الثقات 8/ 3. [2] في الجرح والتعديل 2/ 64. [3] التاريخ الصغير للبخاريّ 218، الثقات لابن حبّان 8/ 3. [4] قومس: بالضم ثم السكون، وكسر الميم. تعريب كومس. وهي كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبال طبرستان وأكبر ما يكون في ولاية ملكها، وقصبتها المشهورة دامغان. (معجم البلدان 4/ 414) . [5] قال أبو يعلى الخليلي في الإرشاد 58: «ثقة.. يتفرّد بأحاديث» . [6] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق القاري) في: الولاة والقضاة للكندي 427. [7] ما بين الحاصرتين عن كتاب: الولاة والقضاة، وفي الأصل بياض. [8] انظر عن (إبراهيم بن أيوب العنبري) في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 89 رقم 220، وذكر أخبار أصبهان 1/ 172، 173، وميزان الاعتدال 1/ 21 رقم 46 وفيه. «البرساني» ، وهو و «الفرساني» سواء، حيث تقلب الباء فاء في الفارسية، فيقال: أصبهان وأصفهان. [9] ذكر أخبار أصبهان 1/ 172، 173. وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 89: «سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه» . [10] ذكره ابن حجر في لسان الميزان 1/ 40، نقلا عن: المتّفق والمفترق للخطيب البغداديّ، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 35 أبو الأصبغ البَجَليّ الدّمشقيّ. أخو بِشْر بْن بَكْر. عَنْ: ثور بْن يزيد، وزرعة بْن إبراهيم. وعنه: أبو بَكْر الرَّقّيّ، وجامع بْن سوار. تُوُفّي قريبًا من سنة عشر ومائتين. 6- إبراهيم بْن بَكْر [1] الشَّيْبانيّ [2] . عَنْ: شُعْبَة. وعنه: محمد بْن الحُسين البرجلاني، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وغيرهما. وهو مُتَّهَمٌ، ساقط الحديث. قَالَ أحمد بن حنبل: أحاديثه موضوعة [3] . وقال الدّار الدّارقطنيّ [4] : متروك [5] .   [ () ] والموضوعات لابن الجوزيّ، وقد تحرّفت كنيته وغيرها. (انظر في ذلك تعليقنا على الترجمة التالية رقم 6) . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن في (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 203، 204) ما يحتمل أنه صاحب الترجمة «البجلي» هذا، ففيه: «إبراهيم بن بكير (كذا) أبو الأصبع (كذا) البجلي من أهل دمشق، أخذ الحديث عن أهل مصر ... » . والأرجح أن «بكير» تحريف عن «بكر» ، و «أبو الأصبع» تحريف لأبي «الأصبغ» . ولكن الّذي يلفت هو أن ابن عساكر يؤرّخ لصاحب الترجمة عنده بوفاته في سنة «ستّ وسبعين ومائة» ! فلعلّ من حقّ هذه الترجمة أن تتقدّم على هذه الطبقة، خصوصا وأن المؤلّف الذهبي لم يؤكّد تاريخ وفاته، بل قال: (توفي «قريبا» من سنة عشر ومائتين) ، ولم يجزم بذلك، والله أعلم. [1] في الأصل: «إبراهيم بن أبي الشيبانيّ» والتصحيح من مصادره. [2] انظر عن (إبراهيم بن بكر الشيبانيّ) في: الجرح والتعديل 2/ 90 رقم 228، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 45، 46 رقم 32، والثقات لابن حبّان 8/ 64، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 256، وفيه هو: «إبراهيم بن بكر أبو إسحاق الكوفي الأعور» ، وتاريخ بغداد 6/ 46، 47 رقم 3069، والمغني في الضعفاء 1/ 11 رقم 51، وميزان الاعتدال 1/ 24 رقم 56، ولسان الميزان 1/ 40، 41 رقم 81. [3] تاريخ بغداد 6/ 47. [4] تاريخ بغداد 6/ 47. [5] وقال العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 45: «كثير الوهم» . وقال ابن عديّ في الكامل 1/ 256: «كان ببغداد يسرق الحديث» . وقال أيضا: «وإبراهيم بن بكر هذا هو الشيبانيّ يسرق هذا الحديث من الهذيل ولا أعلم له كبير رواية، وأحاديثه إذا روى، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 36 7- إبراهيم بْن حبيب بْن الشهيد. أبو إِسْحَاق البصريّ [1] . عن: أبيه. وعنه: ابنه إسحاق، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي صفوان.   [ () ] إمّا أن تكون منكرة بإسناده، أو مسروقا ممّن تقدّمه» . وقال أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ: «منكر الحديث» . (تاريخ بغداد 6/ 47) وقال الأزدي: «تركوه» . وقال الذهبيّ: قال ابن الجوزيّ: «وإبراهيم بن بكر ستّة لا نعلم فيهم ضعفا سوى هذا. قلت: لو سمّاهم لأفادنا، فما ذكر ابن أبي حاتم منهم أحدا» . (ميزان الاعتدال 1/ 24) . وقد ذكرهم الخطيب في (المتّفق والمفترق) ، ومنه نقل ابن الجوزي، فأحدهم: إبراهيم بن بكر أبو الأخنع (كذا) أخو بشر بن بكر. عن أبي زرعة بن إبراهيم. وعنه ابن العرفي (كذا) . ثانيهم: عن مؤمّل بن سليمان. وعنه محمد بن مروان، وهو إبراهيم بن بكر بن خنيس. ثالثهم: إبراهيم بن بكر المروزي. عن عبد الله بن بكر السهمي، وغيره. وعنه الأصمّ، وابن حسنويه. رابعهم: إبراهيم بن بكر بن خلف المكيّ. عن أحمد بن أحمد بن عبد الله الصنعاني. وعنه أبو الحسن المادري. وخامسهم: إبراهيم بن بكر بن الزبرقان الجوزجاني. عن الفضل بن محمد الجندي: وعنه الإسماعيلي. سادسهم: صاحب الترجمة. قال الحافظ ابن حجر: «ولهم سابع لم يذكراه جميعا» . وأمّا قول المؤلّف عن ابن عديّ قال: كان يسرق الحديث ففيه نظر، فإنّ لفظ ابن عديّ: حديثه إمّا مسروق وإمّا منكر وليس له كبير رواية، وهكذا الأزدي إنما قال فيه منكر الحديث، ولكن المصنّف تبع صاحب الحافل» . (لسان الميزان 1/ 40، 41) . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد جاء في (لسان الميزان 1/ 40) : «إبراهيم بن بكر أبو الأخنع» . وهذه الكنية لا أصل لها، والصحيح «أبو الأصبغ» أو «أبو الإصبع» كما جاء في الترجمة السابقة مباشرة رقم (5) من هذا الكتاب. وجاء في (لسان الميزان 1/ 40) أيضا: «وعنه ابن العرفي» ، وأشار ناشره في الحاشية رقم (1) : «لعله ابن العربيّ» . وأقول: هو أبو بكر الرقيّ، كما جاء في ترجمة البجلي السابقة أيضا. [1] انظر عن (إبراهيم بن حبيب بن الشهيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 303 (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 281 رقم 904، والجرح والتعديل 2/ 95 رقم 255، والثقات لابن حبّان 8/ 63، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 15 أ، وتهذيب الكمال 2/ 67- 69 رقم 160، والكاشف 1/ 34 رقم 125، وتهذيب التهذيب 1/ 113 رقم 198، وتقريب التهذيب 1/ 33 رقم 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 16. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 37 وثّقه النّسائيّ [1] . توفّي سنة ثلاثٍ ومائتين [2] . 8- إبراهيم بْن الحَكَم بْن أبان العَدَنيّ [3] . أبو إِسْحَاق. عَنْ: أَبِيهِ. وعنه: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن رَاهَوَيْه، وَسَلَمَةُ بْنُ شبيب. قَالَ الأثرم: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه يَقُولُ: في سبيل اللَّه دراهم أنفقناها في الذَّهاب إلى عدن إلى إبراهيم بْن الحَكَم [4] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [5] : لَيْس بِشَيْءٍ [6] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [7] : لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [8] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابع عليه [9] .   [1] تهذيب الكمال 2/ 67. [2] أرّخ وفاته البخاري في التاريخ الكبير 1/ 281، وابن حبّان في الثقات 8/ 63. [3] انظر عن (إبراهيم بن الحكم بن أبان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 548 (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين (برواية الدّوري) 2/ 8 رقم (304) ، ومعرفة الرجال له 1/ 54 رقم 35، والعلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد 3/ رقم 3917 و 3918، وطبقات خليفة 289، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 284 رقم 915، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 147 رقم 257 والضعفاء والمتروكين للنسائي 283 رقم 12، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 41 و 54، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 50 رقم 36، والجرح والتعديل 2/ 94 رقم 252، والمجروحين لابن حبّان 1/ 114، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 241، 242، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 44 رقم 2، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 16 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 525، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 74- 76 رقم 164، والمغني في الضعفاء للذهبي 1/ 12 رقم 64، وميزان الاعتدال له 1/ 27 رقم 72، وتهذيب التهذيب لابن حجر 1/ 115، 116 رقم 205 وتقريب التهذيب له 1/ 34 رقم 190، وخلاصة تذهيب التهذيب 16. [4] الجرح والتعديل 2/ 94، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 44 رقم 2. [5] في معرفة الرجال 1/ 54 رقم 35. [6] وقال ابن معين في تاريخه 2/ 8 رقم (304) : «ضعيف» . [7] في الضعفاء والمتروكين 283 رقم 12 وزاد: ليس بثقة. [8] في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 242. [9] وقال البخاريّ في تاريخه الكبير: «سكتوا عنه» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 38 9- إبراهيم بْن خَالِد بْن عُبَيْد الصَّنْعانيّ المؤذِّن [1] . عَنْ: مَعْمَر، ورباح بْن زيد، وسفيان الثَّوريّ، وأبي وائل القاصّ عَبْد اللَّه بْن بحير، وأمية بْن شِبْلٍ. وعنه: أحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وأحمد بْن حنبل، وبكر بْن خَلَف، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والرَّماديّ. وثّقه ابن مَعِين [2] ، وأحمد [3] . وقال ابن حِبّان [4] : كَانَ مؤذّن مسجد صنعاء سبعين سنة. 10- إبراهيم بن رستم [5] .   [ () ] ونقل الإمام أحمد عن ابن معين قوله: «ليس بشيء، ليس بثقة» (العلل ومعرفة الرجال 3/ 10 رقم 3917) ، وقال أحمد: وقت ما رأيناه لم يكن به بأس، ثم قال: كان حديثه يزيد بعدنا. ولم يحمده. (العلل 3/ 10، 11 رقم 3918) . وقال الجوزجاني في أحوال الرجال: «ساقط» . ونقل العقيلي في الضعفاء الكبير ما قاله أحمد، وابن معين، والبخاري. ونقل ابن أبي حاتم قول ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ليس بقويّ ضعيف. وقال ابن حبّان: كان يخطئ، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وقال الحاكم في الأسامي والكنى: ضعيف. [1] انظر عن (إبراهيم بن خالد الصنعاني) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1227 و 2/ رقم 2773 و 2777 و 3878، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 284 رقم 917، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 721 و 2/ 6- 8، والجرح والتعديل 2/ 97 رقم 264، والثقات لابن حبّان 8/ 59، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 58، 59 رقم 40، وتاريخ جرجان للسهمي 115 و 220 و 389، وتهذيب التهذيب 1/ 117، 118 رقم 210، وتقريب التهذيب 1/ 35 رقم 196، وخلاصة تذهيب التهذيب 17. [2] الجرح والتعديل 2/ 97، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 58، 59. [3] في العلل ومعرفة الرجال له 2/ 398 رقم 3777 وفيه أثنى عليه خيرا، و 2/ 605 رقم 3878 وقال: كان صديقا لي وكان ثقة وما كتبت عنه حديثا. وزاد أيضا: ثقة، وأثنى عليه خيرا. (الجرح والتعديل 2/ 97) . [4] في الثقات 8/ 59. [5] انظر عن (إبراهيم بن رستم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 377 (دون ترجمة) وفيه (ابن رسيم) ، وطبقات خليفة 324 وفيه: (ابن رستم) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 52، 53 رقم 41، وكذلك في الجرح والتعديل الجزء: 14 ¦ الصفحة: 39 أبو بَكْر المَرْوَزِيّ العَقَبيّ. أحد الأَئِمَّةِ. سمع: ابن أَبِي ذئب، وشُعْبة. وعنه: أحمد بْن حنبل، ويوسف القطان. وثّقه ابن مَعِين [1] . وكان نبيلا جليلا، قرّبه المأمون وعرض عَلَيْهِ القضاء فامتنع [2] . وكان قد تفقّه عَلَى محمد بْن الحَسَن. تُوُفّي سنة عشر ومائتين [3] . 11- إبراهيم بْن سليمان [4] .   [ () ] 2/ 99 رقم 274، والثقات لابن حبّان 8/ 70، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 261، 262، وتاريخ بغداد 6/ 72- 74 رقم 3107 وفيه (المروذي) ، والمغني في الضعفاء 1/ 14 رقم 76، وميزان الاعتدال 1/ 30، 31 رقم 87، ولسان الميزان لابن حجر 1/ 56- 58 رقم 143. [1] الجرح والتعديل 2/ 100. [2] قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كان يرى الإرجاء، قلت: ما حاله في الحديث؟ قال: ليس بذاك، محلّه الصدق، وكان آفته الرأي: وكان يذكر بستر وعبادة. وكان طاهر بن الحسين أراد أن يستقضيه على خراسان فدعا بسواد فألبسه، وجعل إبراهيم يأبى أن يدخل في القضاء ويمتنع منه، فلمّا ألبس السواد امتخط في كمّه، فغضب وقال: انزعوا عنه السواد فقد أعفيناه. (الجرح والتعديل 2/ 99) . [3] ذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 70 وقال: يخطئ. وقال ابن عديّ في الكامل 1/ 261: حدّث عن يعقوب القمّي، وفضيل بن عياض وغيرهما مناكير. وذكره العقيلي في الضعفاء 1/ 52 وقال: كثير الوهم. وقال الخطيب: كان إبراهيم أولا من أصحاب الحديث فحفظ الحديث، فنقم عليه من أحاديث فخرج إلى محمد بن الحسن وغيره من أهل الرأي، فكتب كتبهم وحفظ كلامهم فاختلف الناس إليه، وعرض عليه القضاء فلم يقبله، فدعاه المأمون فقرّبه منه وحدّثه، وأتاه ذو الرئاستين إلى منزله مسلّما، فلم يتحرّك له، ولا فرّق أصحابه عنه، فقال له إشكاب- وكان رجلا متكلّما-: عجبا لك، يأتيك وزير الخليفة فلا تقوم من أجل هؤلاء الدّباغين عندك؟! فقال رجل من أولئك المتفقّهة: نحن من دبّاغي الدّين الّذي رفع إبراهيم بن رستم حتى جاءه وزير الخليفة، فسكت إشكاب. (تاريخ بغداد 6/ 73) . [4] انظر عن (إبراهيم بن سليمان) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 99، والثقات لابن حبّان 8/ 67، 68، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 264، والمغني في الضعفاء 1/ 16 رقم 93، وميزان الاعتدال 1/ 37 رقم 105، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 40 أبو إِسْحَاق البلْخيّ الزّيّات. عَنْ: سَعِيد، وسُفْيَان، وعبد الحكم [1] صاحب أنس. وعنه: محمد بن أسلم الطّوسيّ، ومحمد بن أشرس [2] . 12- إبراهيم بْن عَبْد الحميد [3] . أبو إِسْحَاق الْجُرَشيّ. عَنْ: شُعْبَة، وسعيد بْن بشير، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وعبد الوهّاب بْن مجاهد. وعنه: إبراهيم بْن أيّوب الحورانيّ، وموسى بْن عامر المُرِّيّ، ومحمد بْن الحُسين بْن أَبِي الدَّرْداء. قَالَ أبو زُرْعة الرّازيّ: ما به بأس [4] .   [ () ] ولسان الميزان 1/ 65 رقم 163. وذكر ابن حجر في اللسان، في الترجمة التالية رقم (164) من اسمه «إبراهيم» وقال: «أظنّهما واحدا. وقد أورد ابن حبّان في ترجمة بكر بن المختار في الضعفاء حديثا منكرا من رواية إبراهيم بن سليمان الزيات الكوفي عنه. وقال الخليلي في «الإرشاد» : صدوق سمع بالعراق عبد الحكيم (كذا) صاحب أنس وينفرد عن الثوري بأحاديث. وسيأتي في ترجمة محمد بن أسامة أنّ المصنّف قال في ترجمة الراويّ عنه: إبراهيم بن سليمان لا أعرفه، وقد كنت ظننت أنه هذا، ثم ظهر لي أنه غيره كما سأبيّنه» . [1] في لسان الميزان 1/ 65 رقم (164) في ترجمة إبراهيم: «عبد الحكيم» ، والمثبت يتّفق مع ثقات ابن حبّان، وتهذيب التهذيب 6/ 107 رقم 216 وهو «القسملي» . [2] قال ابن حبّان في الثقات 8/ 68: «مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات، وهو الّذي يروي عن عبد الحكم، عن أنس بصحيفة، لم ندخله في أتباع التابعين لأنّ عبد الحكم لا شيء، وأدخلناه في هذه الطبقة لأن أقل ما يصحّ بينه وبين النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثلاث أنفس، وهو أقرب من الضعفاء ممّن أستجير (كذا) الله فيه» . وقال ابن عديّ في الكامل 1/ 64: «ليس بالقويّ» وقال أيضا: «وسائر أحاديث إبراهيم بن سليمان غير منكرة» . [3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الحميد) في: الجرح والتعديل 2/ 113 رقم 337، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 10، رقم (197) حسب ترقيم نسختنا المصوّرة، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 226، 227. [4] الجرح والتعديل 2/ 113، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 227. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 41 13- إبراهيم بْن عليّ بْن حَسَن بْن عليّ بْن أَبِي رافع الرافعيّ الْمَدَنِيّ [1] مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قدِم بغداد وبها مات. عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه أيّوب، وكثير بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف. وعنه: إبراهيم بْن المنذر، وأحمد الدَّوْرقيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق المسيّبيّ. ضعّفه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [2] ، وغيره [3] . 14- إبراهيم بْن قرة الأَسَديّ الأصمّ [4] . من أهل قاشان [5] . عَنْ: الثَّوريّ، وصحبه. وله صنف الثَّوريّ كتاب «الجامع» ، وقرأه في أُذُنه.   [1] انظر عن (إبراهيم بن علي الرافعي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 310 رقم 985، والجرح والتعديل 2/ 115، 116 رقم 348، والمجروحين لابن حبّان 1/ 103، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 256، 257، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 44 رقم 3، وتاريخ بغداد 6/ 131 رقم 3161، والأنساب 6/ 41، واللباب لابن الأثير 2/ 8، وتهذيب الكمال 2/ 155، 156 رقم 216، والكاشف 1/ 43 رقم 177، والمغني في الضعفاء 1/ 20 رقم 132، وميزان الاعتدال 1/ 49، 50 رقم 154، وتهذيب التهذيب 1/ 146، 147 رقم 262، وتقريب التهذيب 1/ 40 رقم 245، وخلاصة تذهيب التهذيب 20. [2] في الضعفاء والمتروكين 44 رقم 3 فقال: «مقلّ» . [3] وقال البخاريّ: فيه نظر. وقال ابن حبّان: «كان يخطئ حتى خرج عن حدّ من يحتجّ به إذا انفرد، مرّض يحيى بن معين القول فيه» . وقال الدارميّ: سألت يحيى بن معين قلت: إبراهيم بن عليّ الرافعي، من هو؟ فقال: شيخ مات بالقرب كان ها هنا ليس به بأس. (الجرح والتعديل 2/ 116، الكامل في الضعفاء 1/ 256، تاريخ بغداد 6/ 131) . وقال ابن عديّ: هو وسط. [4] انظر عن (إبراهيم بن قرّة) في: طبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 37- 39 رقم 87، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 172، والأنساب لابن السمعاني 10/ 19. [5] قاسان: (أو قاشان) : بفتح القاف والسين المهملة والمعجمة. (الأنساب 10/ 17) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 42 سكن الرّيّ، وسمع منه: عَمْرو بْن بزيع، ومحمد بْن حُمَيْد، وإبراهيم بْن أيّوب [1] . 15- إبراهيم بْن موسى [2] . أبو يحيى المَوْصِليّ الزّيّات. رحل وسمع من: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بن عُرْوة، وعوف الأَعْرابيّ، والْجُرِيريّ، والأعمش. وعنه: محمد بْن جامع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، ومحمد بْن أحمد ابن أَبِي المُثَنَّى [3] . تُوُفّي سنة خمس ومائتين [4] . 16- الأحنف بْن حكيم [5] . أبو بحر [6] . حدَّثَ بأصبهان عَنْ: جرير بْن حازم، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وأبي ثعلبة الصابر. قَالَ يونس بْن حبيب: حدّثنا الأحنف، عَنْ حمّاد بْن سلمة: سمع إياس بْن معاوية يَقُولُ: أذكر الليلة التي ولدتُ فيها، وضعت أمّي على رأسي جفنة [7] .   [1] أرّخ أبو نعيم وفاته بسنة 210 هـ. [2] انظر عن (إبراهيم بن موسى الموصليّ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 327 رقم 1027، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 136، 137 رقم 435، والثقات لابن حبّان 8/ 64، 65، والكامل في التاريخ لابن الأثير 6/ 362. [3] وروى عنه أيضا: إسحاق بن عبد الواحد الموصلي. (الجرح والتعديل 2/ 229 رقم 797) . [4] أرّخ وفاته ابن الأثير في كامله 6/ 362. وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 64، 65 وقال: كان يخطئ. ونبّه إلى أنه ليس هو بإبراهيم بن سليمان الزيّات. (وقد تقدّم في الترجمة رقم 11) . [5] انظر عن (الأحنف بن حكيم) في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 323 رقم 1230، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 88 رقم 106، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 225، والمغني في الضعفاء 1/ 63 رقم 496، وميزان الاعتدال 1/ 166 رقم 672، ولسان الميزان 1/ 329 رقم 1005. [6] ويقال: أبو محمد. (ذكر أخبار أصبهان) . [7] طبقات المحدثين بأصبهان 2/ 88، ذكر أخبار أصبهان 1/ 225. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 43 قَالَ صاحب الأصل: الأحنف مجهول [1] ، وبهذه الحكاية تبيَّن كَذِبُه. 17- إدريس بْن محمد الرّازيّ [2] . أبو أحمد. عَنْ: الثَّوريّ، وعبد العزيز بْن أَبِي روّاد، وعثمان بْن زائدة. وعنه: محمد بْن عَمْرو زُنَيْج، وَسَلَمَةُ بْن شبيب. وثّقه أبو حاتم [3] . 18- أزهر بن سعد السّمّان [4] .   [ () ] وقال الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 1/ 329) : «هذه حكاية منكرة، ويؤيّد بطلانها ما روى ابن قتيبة عن أبي حاتم السجستاني، عن الأصمعيّ، عن معتمر بن سليمان قال: ردّ رجل جارية اشتراها فخاصمه البائع إلى إياس، فقال له: لم تردّها؟ فقال: أردّها بالحمق. فقال لها إياس: أيّ رجليك أطول؟ قالت: هذه. قال: أتذكرين ليلة ولدت؟ قالت: نعم. قال: ردّ، فردّ. فهذا يجعله إياس من الحمق فيبعد أن يحكيه عن نفسه» . [1] وقال أبو حاتم: لا أعرفه وليس بالكرماني. (الجرح والتعديل 2/ 323) . [2] انظر عن (إدريس بن محمد الرازيّ) في: الجرح والتعديل 2/ 266 رقم 960. [3] في الجرح والتعديل. [4] انظر عن (أزهر بن سعد السّمّان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 294، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 921 و 3/ رقم 4338 و 5115، وطبقات خليفة 226، وتاريخ خليفة 472، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، والمعارف لابن قتيبة 513، والمعرفة والتاريخ 2/ 68 و 72 و 76 و 85 و 112 و 203 و 241 و 388 و 3/ 89، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 262، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 65 و 104 و 331 و 2/ 420، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 119، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 132، 133 رقم 164، وتاريخ الطبري 8/ 77، والجرح والتعديل 2/ 315 رقم 1187، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 2761 و 2762، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 162 رقم 1279، والثقات له 6/ 69، والعيون والحدائق لمؤرّخ مجهول 3/ 368، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 91 رقم 100، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 83 رقم 130، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 586، وتاريخ جرجان للسهمي 191 و 489، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 66 أ، والسابق واللاحق للخطيب 148، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 40 رقم 149، والكامل في التاريخ 6/ 385، ووفيات الأعيان 1/ 194، وتهذيب الكمال 2/ 323- 325 رقم 307، والعبر للذهبي 1/ 329، والمعين في طبقات المحدّثين له 64 رقم 637، والكاشف 1/ 56 رقم 253، وميزان الاعتدال 1/ 172 رقم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 44 أبو بَكْر الباهليّ، مولاهم الْبَصْرِيّ. عَنْ: ابن عَون، وسليمان التَّيْميّ، ويونس بْن عُبَيْد [1] . وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعليّ بْن المَدِينيّ، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعباس الدُّوريّ، وأحمد بْن الفُرات، والكُدَيْميّ. ومن الكبار: عَبْد اللَّه بْن المبارك. وكان ثقة نبيلا، أوصى إِلَيْهِ ابن عَون. وعُمَّر وعاش أربعًا وتسعين سنة [2] . توفّي سنة ثلاث ومائتين [3] .   [ () ] 696، وسير أعلام النبلاء 9/ 441، 442 رقم 166، وتذكرة الحفاظ 1/ 342، ومرأة الجنان 2/ 10، وجمع الجواهر للحصري 82 و 103، والوافي بالوفيات 8/ 372 رقم 3808، وتهذيب التهذيب 1/ 202، 203 رقم 382، وتقريب التهذيب 1/ 51 رقم 348، وهدي الساري 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 25، وشذرات الذهب 2/ 5. وقال الصديق الدكتور «بشّار عوّاد معروف» في تحقيقه لتهذيب الكمال 2/ 324 بالحاشية رقم [1] : «وذكره أبو حفص ابن شاهين في «الثقات» وروى أنّ حمّاد بن زيد كان يأمر بالكتابة عن أزهر السمّان (الورقة 11) » . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : إن الّذي كان حمّاد بن زيد يأمر بالكتابة عنه هو «أزهر بن القاسم» وليس «أزهر بن سعد السمّان» . انظر المطبوع من: تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 69 رقم 85، وهو ليس فيه ذكر لأزهر السمّان. قال ابن شاهين: «حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان، حدّثنا بهز بن أسد، قال: كان حمّاد بن زيد يأمرنا بالكتابة عن أزهر بن القاسم، أخبرنا عبد الله بن سليمان، أخبرنا عبد الله بن أحمد قال: سألت عن أزهر بن القاسم، فقال: بصريّ، سكن مكة، وكان ثقة» . [2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 294. [3] أرّخ وفاته ابن حبّان في: الثقات، والمشاهير، ولكنه ذكر أن مولده في سنة 111 هـ. وعلى هذا يكون قد عمّر 92 سنة. وقال الإمام أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/ 93 رقم 4338: «حدّثنا أزهر بن سعد أبو بكر السمّان في سنة ست وثمانين ومائة، ومعتمر، وبشر بن المفضّل، وزياد بن الربيع، كل هؤلاء أحياء» . وقال في موضع آخر (3/ 252، 253 رقم 5115) : «قرأ علينا أزهر مجلسا بالبصرة في سنة ست وثمانين، فيه نحو من سبعين حديثا قال فيها كلها: أخبرنا ابن عون، أخبرنا ابن عون، قال: ثم لم أسمعه بعد ذلك يذكر الإخبار» . وقال الفسويّ في (المعرفة والتاريخ 2/ 241) : «وقال عليّ بن المدينيّ: كان يحيى [بن سعيد القطّان] يقدّم أزهر على سليمان [بن حرب] ، وكان عبد الرحمن [بن مهديّ] يقول مثلهم، فكنت الجزء: 14 ¦ الصفحة: 45 قِيلَ: إنّه كَانَ صاحبًا لأبي جعفر المنصور قبل أنّ يُسَتَخْلف. فلمّا وُلّي جاء ليهنّيه فقال: أعطوه ألف دينار وقولوا لَهُ لا تَعُدْ. فاخذها ثمّ عاد من قابل فحُجِب، ثمّ دخل عَلَيْهِ في مجلسٍ عام، فقال: ما جاء بك؟ قَالَ: سَمِعْتُ أنّك مريض فجئت أعودك. فقال: أعطوه ألف دينار. قد قضيت حقَّ العيادة، فلا تَعُد فإنّي قليل الأمراض. قَالَ: فعاد من قابلٍ ودخل في مجلس عام. فقال: ما جاء بك؟ قال: دعاءٌ سَمِعْتُهُ منك جئت لأتعلمه. فقال: يا هذا، إنّه غير مستجاب. أني في كلّ سنة أدعو بِهِ أنّ لا تأتينيّ وأنت تأتيني!. 19- أزهر بن القاسم [1] .   [ () ] أقول ليحيى، فقال: اسكت، أزهر لم يكن منهم أحد ألزم منه ولا أصحّ» . وذكره العقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 132، 133) وقال: «محمد بن جعفر بن محمد البغدادي، ابن أخي الإمام، قال: سمعت أبا حفص عمرو بن علي، قال: قلت ليحيى: حدّثنا أزهر، عن ابن عون، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خير الناس قرني» ، قال لي محمد: ليس فيه عن عبد الله، إنما هو عن عبيدة. قلت: أسمعته من ابن عون؟ قال: لا، حدّثني به سفيان، عن منصور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «خير الناس قرني» ، قال: فقلت له: فأزهر، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله؟ فقال لي: ليس في حديثه عبد الله. قال: قلت له: أسمعته منه؟ قال: لا، ولكن رأيت أزهر يحدّث به من كتابه لا يزيد عن عبيدة، ليس فيه: عن عبد الله، قال: فأتيت أزهر، فاختلفت إليه أياما، فأخرج إليّ كتابه، فإذا فيه عن إبراهيم، عن عبيدة، كما قال يحيى. حدّثنا عبد الله قال: سمعت أبي يقول: ابن أبي عديّ أحبّ إليّ من أزهر السمّان، إذ هو كان إنما حدّث بالحديث فيقول: ما حدّثت به» . وقال يحيى بن معين: أروى الناس عن ابن عون وأعرفهم به أزهر. وسأله عثمان بن سعيد الدارميّ عن أزهر السمّان كيف حديثه؟ فقال: ثقة. (الجرح والتعديل 2/ 315) وقال أبو حاتم: صالح الحديث. [1] انظر عن (أزهر بن القاسم) في العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1093 و 1229، والجرح والتعديل 2/ 314، 315 رقم 1186، والثقات لابن حبّان 8/ 131، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 69 رقم 85، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 66، وتهذيب الكمال 2/ 329، 330 رقم 311، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 46 أبو بَكْر الراسبيّ الْبَصْرِيّ. نزيل مكة. عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وزكريّا بْن إِسْحَاق الْمَكِّيّ. وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، ومحمد بْن رافع، ومحمود بْن غَيْلان، وآخرون. وثّقه النَّسائيّ [1] . 20- إِسْحَاق بْن إبراهيم [2] . أبو عليّ السَّمَرْقَنْديّ، قاضي سمرقنْد وبلْخ. عَنْ: ابن جُرَيْج، والحسين بْن واقد. وعنه: عَبْدة، وأحمد بْن منصور زاج. ذكره ابن أَبِي حاتم [3] . 21- إسحاق بن إدريس الأسواريّ البصريّ [4] .   [ () ] والكاشف 1/ 56 رقم 257، والمغني في الضعفاء 1/ 65 رقم 515، وميزان الاعتدال 1/ 173 رقم 701، وتهذيب التهذيب 1/ 205 رقم 386، وتقريب التهذيب 1/ 52 رقم 352، وخلاصة تذهيب التهذيب 25. [1] تهذيب الكمال 2/ 329. وقال أحمد: بصريّ سكن مكة وكان ثقة، كان يقول بشيء من القدر. (العلل ومعرفة الرجال- الفهارس 91 وقد أعطى صانعه رقما غير صحيح في الفهرس، فليراجع) وانظر: تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 69 رقم 85، وقد تقدّم أن أشرت إليه في التعليق على ترجمة أزهر السمّان. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتجّ به. (الجرح والتعديل 2/ 315) . وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 131 وقال: كان يخطئ. [2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم السمرقندي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 378 رقم 1202، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 2/ 207 رقم 705، والثقات لابن حبّان 8/ 109. [3] في الجرح والتعديل 2/ 207، وقال البخاري: «معروف الحديث» . [4] انظر عن (إسحاق بن إدريس الأسواري) في: التاريخ لابن معين 2/ 24 رقم (4213) و (4677) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 382 رقم 1220، والتاريخ الصغير له 222، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 46، والمعرفة والتاريخ 2/ 669، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 100، 101 رقم 117، والجرح والتعديل 2/ 213 رقم 729، والمجروحين لابن حبّان 135، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 327، 328، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 61 رقم 91، والمغني في الضعفاء 1/ 69 رقم 542، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 47 عَنْ: همام، وسُوَيْد بْن أَبِي حاتم، وأبي معاوية، وطائفة. وعنه: محمد بْن المُثَنَّى، وعُمَر بْن شَبَّة. تركه عليّ بْن المَدِينيّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ ابْنُ مَعِين [2] : لَيْسَ بشيء، يضع الأحاديث. وقال الْبُخَارِيّ [3] : تركه النّاس [4] . 22- إِسْحَاق بْن بِشْر بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سالم [5] . أبو حذيفة البخاريّ، مولى بني هاشم.   [ () ] وميزان الاعتدال 1/ 184 رقم 734، ولسان الميزان 1/ 352 رقم 1088. [1] الجرح والتعديل 2/ 213 وزاد: «ضعيف الحديث، روى عن سويد بن إبراهيم وأبي معاوية أحاديث منكرة» . [2] في تاريخه 2/ 24 رقم (4213) ، وقال أيضا: «كذّاب» رقم (4677) وانظر الضعفاء للعقيليّ 1/ 101. [3] في تاريخه الكبير 1/ 382 رقم 1220، وقال في تاريخه الصغير (222) : «سكتوا عنه» . [4] وقال النسائي: «متروك» . وقال الفسوي: «حدّثنا محمد بن المثنّى قال: حدّثنا إسحاق بن إدريس، وبلغني عن ابن معين أنه قال: ليس بشيء يصنع الأحاديث. ويشبه أن يكون كما قال» .. (المعرفة والتاريخ 2/ 669) . وقال العقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 100) : «كان يذهب إلى القدر» . وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان في (المجروحين 1/ 135) : «كان يسرق الحديث، وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب» . وقال ابن عديّ: «رواياته إلى الضعف أقرب» . (الكامل في الضعفاء 1/ 328) . وقال الدار الدّارقطنيّ: «منكر الحديث» . [5] انظر عن (إسحاق بن بشر البخاري) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 29، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 100 رقم 116، والمجروحين لابن حبّان 1/ 135- 137، وفيه نسبته «الكاهلي» وهذا وهم، والكامل في ضعفاء الرجال 1/ 331، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 61 رقم 92، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 157 ب، وتاريخ بغداد 6/ 326- 328 رقم 3370، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 434- 436، ومعجم الأدباء 6/ 70- 73 رقم 5، والمغني في الضعفاء 1/ 69 رقم 545، وميزان الاعتدال 1/ 184- 186 رقم 739، والعبر 1/ 349، والبداية والنهاية 10/ 259، والوافي بالوفيات 8/ 405، 406 رقم 3854، ولسان الميزان 1/ 354، 355 رقم 1096، وشذرات الذهب 2/ 15. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 48 صاحب كتاب «المبتدأ» [1] . عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وحجّاج بْن أرطأة، وعَبْد اللَّه بْن طاوس، ومحمد بْن إِسْحَاق، وابن جُرَيْج، وجويبر، ومقاتل بْن سليمان. وعنه: أيّوب بْن الحَسَن، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، وأحمد بْن حفص، ومحمد بْن يزيد النَّيْسابوريّ، ومحمد بْن قُدَامة الْبُخَارِيّ، وعليّ بْن حرب النَّيْسابوريّ [2] ، وإسماعيل بْن العطّار، وطائفة. قَالَ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّارَبُجُرْدِيُّ: ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ، ثِقَةٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَلْيَسْتَلِمِ الأَرْكَانَ كُلَّهَا» [3] . تفرّد الدّاربُجُرْديّ بتوثيق أَبِي حذيفة، وما هُوَ ممّن يُعبأ بتوثيقه. والحديث كما ترى ساقط. وقال مُسْلِم [4] : أبو حذيفة تركوا حديثه. وقال عليّ بن المَدِينيّ: كذاب، كَانَ يحدث عَنِ ابن طاوس، فجاءوا ابن عُيَيْنَة فأخبروه بسِنِّه، فإذا ابن طاوس قد مات قبل أنّ يُولَد [5] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ [6] : متروك الحديث. وقال أحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ: [7] كَانَ يروي عمّن لم يدرك، فإذا سئل عن   [1] أي بدأ الخلق. (تاريخ بغداد 6/ 327) . [2] حتى هنا ينتهي النقل من «المنتقى» لابن الملّا، ويعود الاعتماد على نصّ المؤلّف الذهبي، في تاريخه. [3] ذكره ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 435) . [4] وفي ميزان الاعتدال للمؤلّف 1/ 185: «تفرّد الدرابجرديّ بتوثيق أبي حذيفة، فلم يلتفت إليه أحد، لأن أبا حذيفة بيّن الأمر لا يخفى حاله على العميان» . [5] في الكنى والأسماء، ورقة 29، ولفظه: «ترك الناس حديثه» . [6] وقال أبو رجاء قتيبة بن سعيد: بلغني أن أبا حذيفة البخاري قدم- أراه مكة- فجعل يقول: حدّثني ابن طاوس، قال: فقيل لسفيان بن عيينة: قدم إنسان من أهل بخارى وهو يقول: حدثنا ابن طاوس؟ فقال: سلوه ابن كم هو؟ قال: فسألوه، فنظروا فإذا ابن طاوس مات قبل مولده بسنتين. (تاريخ بغداد 6/ 327) . [7] في الضعفاء والمتروكين 61 رقم 91. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 49 آخرين دونهم يَقُولُ: من أَيْنَ أُدرك أَنَا هَؤُلاءِ. وكانت فيه ختلة مَعَ أَنَّهُ كَانَ يُزَنُّ بحِفْظٍ [1] . وقال غُنْجار: تُوُفّي في رجب سنة ستٍّ ومائتين ببُخَارَيّ [2] . قلت: لَهُ عجائب أوردها ابن حِبّان [3] ، وابن عديّ [4] ، وغير واحد [5] . نسأل اللَّه السّتْر. 23- إِسْحَاق بْن عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس [6] .   [1] تاريخ بغداد 6/ 8327. [2] تاريخ بغداد 6/ 328، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 436، ومعجم الأدباء 6/ 71. [3] في المجروحين 1/ 135- 137، وقد أخطأ فقال: إسحاق بن بشر الكاهلي كنيته أبو حذيفة القرشي. وليس هو الكاهلي، بل «البخاري» ، أما «الكاهلي» فكنيته أبو يعقوب الكوفي، توفي سنة 228 هـ. وقال ابن حبّان في صاحب الترجمة «البخاري» : «كان يضع الحديث على الثقات، ويأتي بما لا أصل له عن الأثبات مثل مالك وغيره. يروي عنه البغداديّون وأهل خراسان، لا يحلّ كتب حديثه إلّا على جهة التعجّب فقط. قال إسحاق بن منصور الكوسج: قدم علينا أبو حذيفة فكان يحدّث عن ابن طاوس ورجال كبار من التابعين ممّن ماتوا قبل حميد الطويل، قال: فقلنا له: كتبت عن حميد الطويل؟ قال: ففزع، وقال: جئتم تسخرون بي، (حميد عن أنس) جدّي لم ير حميدا، فقلنا: أنت تروي عمّن مات قبل حميد بكذا وكذا سنة؟ قال: فعلمنا ضعفه، وأنه لا يعلم ما يقول» . [4] في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 331، وقال: روى عن ابن جريج والثوري وغيرهما ما لا يرويه غيره. وقال أيضا- بعد أن ذكر بعض حديثه-: وهذه الأحاديث مع غيرها ممّا يرويه إسحاق بن بشر هذا غير محفوظة كلها. وأحاديثه منكرة إمّا إسنادا أو متنا لا يتابعه أحد عليها» . [5] وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 100 وقال: «مجهول، حدّث بمناكير» . وقال الخطيب: حدّث عن خلق من أئمة أهل العلم أحاديث باطلة. روى عنه جماعة من الخراسانيّين، ولم يرو عنه من البغداديّين فيما أعلم سوى إسماعيل بن عيسى العطار، فإنّه سمع منه مصنّفاته، ورواها عنه. وذكر الحسن بن علوية القطان أنّ هارون الرشيد بعث إلى أبي حذيفة فأقدمه بغداد، وكان يحدث في المسجد المنسوب إلى ابن رغبان. (تاريخ بغداد 6/ 326 و 327) وانظر: معجم الأدباء 6/ 71، 72. وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث ساقط رمي بالكذب. (تاريخ بغداد 6/ 328) . وقال الحاكم في (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 157 ب) : «ذاهب الحديث» . [6] انظر عن (إسحاق بن عيسى الهاشمي الأمير) في: المحبّر لابن حبيب 60، وتاريخ خليفة 462، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 52 و 73 و 78 و 83 و 87 و 88 و 89 و 152 و 155 و 183 و 186 و 196 و 198 و 268 و 277 و 283، وأخبار الدولة الجزء: 14 ¦ الصفحة: 50 الأمير أبو الحَسَن الهاشْميّ. وُلّي إمرة دمشق للرشيد، ووُلّي البصرة، وغيرها. وحدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وعن المنصور. وعنه: إبراهيم بْن المهديّ، وغيره. وبقي إلى بعد المائتين. قَالَ خليفة [1] : تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين. وحكى المدائنيّ قَالَ: تناظر قوم في مجلس إِسْحَاق بْن عيسى الهاشْميّ، فألزم قومٌ دم عُثْمَان عليا وعابوه بذلك، فردَّ قوم عليهم وعابوا عثمان، فتكلّم إِسْحَاق وقال: أعيذ عليًّا باللَّه أنّ يكون قتل عثمان، وأُعيذ عثمان باللَّه أنّ يكون قتله عليّ. قَالَ: فاستحسنوا كلامه [2] . 24- إِسْحَاق بْن عيسى القُشَيريّ ابن بنت دَاوُد بْن أَبِي هند [3]- مد. -. رأى جَدّه. وروى عَنْ: الأعمش، وعبّاد بْن راشد، وجماعة. وعنه: الحَسَن بْن الصّبّاح البزّار، وأبو كريب، وإسحاق بن بهلول،   [ () ] العباسية لمؤلّف مجهول 163 و 229 تحقيق د. عبد العزيز الدوري وعبد الجبار المطلبي- طبعة دار الطليعة، بيروت 1971، والمعارف لابن قتيبة 374، وتاريخ الطبري 7/ 645 و 8/ 89 و 105، و 165، 192 و 346 و 370 و 511، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 22 و 35، والعقد الفريد 2/ 482 و 483 و 4/ 304، ومقاتل الطالبيين للأصفهاني 443، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 451، 452، والكامل في التاريخ لابن الأثير 6/ 28 و 76 و 215، والوافي بالوفيات للصفدي 8/ 420 رقم 3886. [1] في تاريخه 462، وكذلك في تهذيب تاريخ دمشق 2/ 452. [2] العقد الفريد 4/ 304، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 451. [3] انظر عن (إسحاق بن عيسى القشيري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 399 رقم 1267، وتاريخ واسط لبحشل 78، والجرح والتعديل 2/ 230 رقم 805، والثقات لابن حبّان 8/ 108، وتاريخ بغداد 6/ 318 رقم 3364، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 464- 466 رقم 375، وتهذيب التهذيب 1/ 245 رقم 460، وتقريب التهذيب 1/ 60 رقم 425، وخلاصة تذهيب التهذيب 29. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 51 ورزق اللَّه بْن موسى، وعَبْد اللَّه بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وآخرون [1] . 25- إِسْحَاق بْن الفُرات المصري الفقيه [2]- ن. -. قاضي مصر، مولى التُّجَيْبِيّين. كنْيته أبو نُعَيْم. كَانَ من جِلَّةِ أصحاب مالك. حدَّثَ عَنْ: مالك، ويحيى بْن أيّوب، والَّليْث، وحُمَيْد بْن هانئ وهو أكبر شيخ لَهُ. ذكره ابن يونس هنا، وفي ترجمة حُمَيْد. لكن قَالَ ابن وزير: سَمِعْتُ ابن الفُرات يَقُولُ: وُلدت سنة خمسٍ وثلاثين ومائة. قلت: وذكر ابن يونس وفاة حُمَيْد بْن هانئ سنة اثنتين وأربعين ومائة، ويبعد أن يكون ابن الفُرات سمع وله سبْعٍ سنين. وعنه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وأبو الطّاهر بْن السَّرْح، وبحر بْن نَصْر، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، وطائفة. روى عَنِ الشّافعيّ قَالَ: ما رأيت بمصر أحدًا أعلم باختلاف العلماء من إِسْحَاق بْن الفرات [3] .   [1] قال البخاريّ: جاور مكة سنين. ولم يتعرّض له بجرح أو تعديل. وكذلك فعل أبو حاتم، بل قال: شيخ. وقال ابن حبّان في الثقات 8/ 108: «ربّما أخطأ» . ووثّقه الخطيب البغدادي في تاريخه 6/ 318. [2] انظر عن (إسحاق بن الفرات المصري) في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 238، 239، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 138، والجرح والتعديل 2/ 231 رقم 810، والولاة والقضاة للكندي 30 و 345 و 346 و 392- 394، وولاة مصر له 53، والثقات لابن حبّان 8/ 110، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 459، وتاريخ جرجان للسهمي 395، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 466- 468 رقم 376، والعبر 1/ 344، 345، وسير أعلام النبلاء 9/ 503- 505 رقم 191، وميزان الاعتدال 1/ 195 رقم 778، والكاشف 1/ 64 رقم 314، ودول الإسلام 1/ 127، والبداية والنهاية 10/ 255، والوافي بالوفيات 8/ 421 رقم 3889، والديباج المذهّب لابن فرحون 1/ 298، وتهذيب التهذيب 1/ 246، 247 رقم 462، وتقريب التهذيب 1/ 60 رقم 427، ورفع الإصر عن قضاة مصر لابن حجر 23، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 305، وخلاصة تذهيب التهذيب 29، وشذرات الذهب 2/ 11. [3] الولاة والقضاة للكندي 393 وفيه: «باختلاف الناس» بدل «العلماء» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 52 وقال ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين في ثاني ذي الحجّة، وله سبعون سنة. وقال بحر بْن نَصْر: سَمِعْتُ ابن عُلَيَّة يَقُولُ: ما رأيت ببلدكم أحدًا يُحسن العلم إلا إِسْحَاق بْن الفُرات [1] . وقال ابن عَبْد الحَكَم [2] : ما رأيت فقيهًا أفضل منه. وقال أحمد بْن سَعِيد الهمذانيّ: قرا علينا إِسْحَاق بْن الفُرات «مُوَطّأ مالك» ، ونحن بين يديه، فما يسقط حرفًا فيما أعلم. وقال إِسْحَاق: مولدي سنة خمس وثلاثين ومائة. وهو إسحاق بْن الفُرات بْن الْجَعْد بْن سليم مولى معاوية بْن حُدَيْج. ولي قضاءَ مصر نيابة عَنْ محمد بْن مسروق [3] . سُئل أبو حاتم عَنْهُ فقال [4] : شيخ لَيْسَ بالمشهور، يعني لَيْسَ بمشهور الحديث [5] . 26- إِسْحَاق بْن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن المسيّب [6]- د. -.   [1] الولاة والقضاة 393، ترتيب المدارك 2/ 459. [2] في فتوح مصر. [3] الولاة والقضاة 393، أخبار القضاة لوكيع 3/ 238، وهو أول مولى ولي القضاء بها. (الولاة والقضاة) . وكانت ولايته في سنة 184 وبقي إلى صفر سنة 185 هـ. [4] في الجرح والتعديل لابنه 2/ 231. [5] وقال ابن قديد: كان إسحاق بن الفرات من أكابر أصحاب مالك وكان قد لقي أبا يوسف وأخذ عنه. وقال الشّافعيّ: أشرت على بعض الولاة بأن يولّي إسحاق بن الفرات القضاء وقلت له: إنّه يتخيّر وهو عالم باختلاف من مضى. (الولاة والقضاة 393) . وزاد المزّي في (تهذيب الكمال 2/ 467) : «وولي القضاء، وكان موفّقا شديدا» . وذكره ابن حِبّان فِي الثّقات 8/ 110 وقال: «ربّما أغرب» . [6] انظر عن (إسحاق بن محمد المسيّبي) في: التاريخ لابن معين 2/ 27 رقم (1002) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 401 رقم 1280، والجرح والتعديل 2/ 234 رقم 822، وتهذيب الكمال 2/ 473 رقم 381، والكاشف 1/ 64 رقم 319، وميزان الاعتدال 1/ 200 رقم 791، ومعرفة القراء الكبار 1/ 147 رقم 57، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 157، 158 رقم 734، وتهذيب التهذيب 1/ 249 رقم 467، وتقريب التهذيب 1/ 60 رقم 432، وخلاصة تذهيب التهذيب 30. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 53 أبو محمد المسيّبيّ المدنيّ المقرئ. صاحب نافع بْن أَبِي نُعَيْم. قرأ عَلَيْهِ: ولده محمد بْن إِسْحَاق، وخلف بْن هشام، ومحمد بْن سَعْدان، وأبو حمدون الطبيب. وكان إمامًا في القراءة مقبولا. تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين. وقد روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ونافع بْن عُمَر. روى لَهُ: [أبو] [1] دَاوُد [2] . 27- إِسْحَاق بْن مرار [3] . أبو عَمْرو الشَّيْبانيّ الكوفي صاحب اللغة. حدَّثَ عَنْ: ذكن الشاميّ، وغيره. وأخذ العربية عَنْ جماعة ونزل بغداد، وطال عمره.   [1] ساقطة من الأصل. [2] قال المزّي: كان أحد القرّاء بالمدينة وهو جليل القدر. [3] انظر عن (إسحاق بن مرار) في: المعارف لابن قتيبة 545، وطبقات النحويين للزبيدي 211، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 101 أ (من نسختنا المصوّرة) ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 24 أ، رقم (593) حسب ترقيمنا لتراجم نسختنا المصوّرة، وتاريخ بغداد 6/ 329- 332 رقم 3373، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي 6/ 77- 84 رقم 8، ونزهة الألبّاء لابن الأنباري 77- 80، والفهرست لابن النديم 68، والكامل في التاريخ 6/ 380، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 221، ووفيات الأعيان لابن خلّكان 1/ 201، 202 رقم 86، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 2632، والمختصر في أخبار البشر 2/ 28، ودول الإسلام 1/ 129، ومرآة الجنان 2/ 48 و 57 وفيه وفاته سنة 214 هـ.، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 265، والوافي بالوفيات للصفدي 8/ 425، 426 رقم 3896، ونور القبس 277، ومراتب النحويين لأبي الطيّب اللغوي 148، وتهذيب التهذيب 12/ 182- 184 رقم 853، وتقريب التهذيب 2/ 455 رقم 179، والنجوم الزاهرة 2/ 191، وبغية الوعاة 1/ 439، 440 رقم 2897. والمزهر 2/ 411 و 319 و 463، ومقدّمة تهذيب اللغة 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 30، وشذرات الذهب 2/ 23، وروضات الجنات للخوانساري 100. قال الدار الدّارقطنيّ في (المؤتلف والمختلف 101) : «مرار بكسر الميم والراء مخفّفة» . أما عبد الغني بن سعيد الأزدي فقد خالفه في (مشتبه النسبة 24 أ) فقيّده بفتح الميم. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 54 وكان موثقًا فيما ينقله. أخذ عَنْهُ: ابنه عَمْرو، وأحمد بْن حنبل، وأبو عُبَيْد، ومحمد بْن حبيب. وكان ثعلب يفضّله عَلَى أَبِي عبيدة [1] . وكان صاحب أمن ونزاهة وصدق. قال ابنه: لمّا سمع أَبِي أشعار العرب، كانت نيفًا وثمانين قبيلة، فكان كلمّا عمل منها قبيلةً وأخرجها إلى النّاس كَتَب مُصْحفًا وجعله في مسجد الكوفة، حتّى كَتَب بخطّه نيِّفًا وثمانين مُصْحفًا [2] . وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يلزم مجالس أَبِي عَمْرو الشَّيْبانيّ ويكتب أماليه [3] . وقال ثعلب: دخل أبو عَمْرو البادية وأكثر عَنِ العرب. إلا أَنَّهُ كَانَ مستهترًا بشرب النبيذ [4] . وقال الجاحظ: إنّما قِيلَ لَهُ الشَّيْبانيّ لانقطاعه إلى أُناسٍ من بني شَيْبان [5] . وقال الجاحظ: صنف أبو عَمْرو كتاب «الحروف في اللغة» وسمّاه «كتاب الجيم» . ولم يذكر لِمَ سمّاه بذلك. ولا علم أحد من العلماء ذَلِكَ. وقد سُئل ابن القطاع عَنْ تسميته بذلك فأبى أن يخبر بذلك إلا بمائة دينار [6] .   [1] قال ثعلب: كان مع أبي عمرو الشيبانيّ من العلم والسماع عشرة أضعاف ما كان مع أبي عبيدة. ولم يكن من أهل البصرة مثل أبي عبيدة في السماع والعلم. (تاريخ بغداد 6/ 330) . [2] تاريخ بغداد 6/ 329، نزهة الألبّاء 78، وفيات الأعيان 1/ 202، معجم الأدباء 6/ 79، إنباه الرواة 1/ 221. [3] تاريخ بغداد 6/ 330، نزهة الألبّاء 80، إنباه الرواة 1/ 222. [4] تاريخ بغداد 6/ 331، نزهة الألبّاء 80، وفيات الأعيان 1/ 201 وفيه «مشتهرا» بدل «مستهترا» ، معجم الأدباء 6/ 83، إنباه الرواة 1/ 224. [5] تاريخ بغداد 6/ 329، نزهة الألبّاء 78، وفيات الأعيان 1/ 201، معجم الأدباء 6/ 78، وإنباه الرواة 1/ 221. [6] قال القفطي في (إنباه الرواة 1/ 225) : «لقد ذكر لي أبو الجود حاتم بن الكناني الصيداويّ نزيل مصر- وكان كاتبا يخالط أهل الأدب، وأسنّ رحمه الله- قال: سئل ابن القطّاع السّعديّ الصّقلّي اللّغويّ- نزيل مصر- عن معنى «الجيم» فقال: من أراد علم ذلك من الجماعة فليعطني مائة دينارا، حتى أفيده ذلك، فما في القوم من نبس بكلمة، ومات ابن القطّاع ولم يفدها أحدا. ولمّا سمعت ذلك من أبي الجود- رحمه الله- اجتهدت في مطالعة الكتب والنظر في اللغة، إلى الجزء: 14 ¦ الصفحة: 55 وله عدة تصانيف في اللغة. تُوُفّي سنة عشر ومائتين [1] ، وله نيف وتسعون سنة. قِيلَ: بل جاوز المائة [2] . 28- إِسْحَاق بْن منصور [3] . أبو عَبْد الرَّحْمَن السَّلُوليّ مولاهم الكوفيّ. عَنْ [4] : عَبْد اللَّه بْن واقد الهَرَوِيّ، وإسرائيل، وهُرَيْم بْن سُفْيَان. وعنه: أبو كُرَيْب محمد بْن العلاء، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وعبّاس الدّوريّ، وعمرو النّاقد، وجماعة.   [ () ] أن عثرت على الكلمة في مكان غامض من أمكنة اللغة، فكنت أذاكر الجماعة، فإذا جرى اسم «الجيم» أقول: من أراد علم ذلك فليعط عشرة دنانير، فيسكت الحاضرون عند هذا القول. فانظر إلى قلّة همّة الناس وفساد طريق العلم، ونقض العزم! فلعن الله دنيا تختار على استفادة العلوم!» . يقول خادم العلم «عمر» محقّق هذا الكتاب: رحم الله القفطي فهو لم يفصح أيضا عن معنى «الجيم» . وقد جاء في (كشف الظنون 1410) : «المشهور في وجه تسميته أنه بدأ من حرف الجيم، لكن قال أبو الطيّب اللّغويّ: وقفت على نسخة منه، فلم أجده مبدوءا من الجيم، والله سبحانه وتعالى أعلم، روى أنه أودعه تفسير القرآن وغريب الحديث، وكان ضنينا به، ولم ينسخ في حياته، ففقد بعد موته» . [1] تاريخ بغداد 6/ 332، نزهة الألبّاء 80، وفيات الأعيان 6/ 202، وانظر: إنباه الرواة 1/ 224. [2] في وفاته وعمره روايات عدّة، فقتل مات سنة 205 وقيل 206 وقيل 213 وقيل 216 هـ. فقيل له مائة سنة وسنتان، وقيل بلغ مائة سنة وعشر سنين، وقيل مات وله مائة سنة وثماني عشرة سنة. [3] انظر عن (إسحاق بن منصور) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 405، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 403 رقم 1286، والتاريخ الصغير له 218، 219، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، وتاريخ الثقات للعجلي 62 رقم 71، والجرح والتعديل 2/ 234 رقم 824، والثقات لابن حبّان 8/ 112، وتهذيب الكمال 2/ 478- 480 رقم 384، والعبر 1/ 347 وفيه (السكونيّ) وهو غلط، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 748، والكاشف 1/ 65 رقم 322، والبداية والنهاية 10/ 255، والوافي بالوفيات 8/ 426 رقم 3897، وتهذيب التهذيب 1/ 250، 251 رقم 472، وتقريب التهذيب 1/ 61 رقم 437، وخلاصة تذهيب التهذيب 30. [4] من هنا يعود النقص في نسخة الأصل من (تاريخ الإسلام) للمؤلّف، ونعتمد على (المنتقى) لابن الملّا. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 56 وكان أحد الثِّقات الأعلام. روى عَنْهُ من أقرانه: أبو نُعَيْم الفضل بْن دُكَيْن. قَالَ ابن معين: ليس به بأس [1] . وقال البخاري [2] : تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. والأصحّ أَنَّهُ تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين [3] . 29- إِسْحَاق بْن منصور بْن حيّان الأَسَديّ الكوفيّ [4] . عَنْ: عُقْبة بْن إِسْحَاق السَّلُولِيِّ، وعاصم بْن محمد العُمَريّ. وعنه: عثمان بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمير، وسُفْيَان بْن وكيع. ذكره [ابن] أَبِي حاتم [5] ، وغيره. قَالَ ابن سعْد [6] : كَانَ خيّرا فاضلا [7] . 30- إسماعيل بن أبان [8] .   [1] الجرح والتعديل 2/ 234. [2] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير. وكذا أرّخه ابن حبّان في (الثقات 8/ 112) . [3] وهذا قاله ابن سعد في (الطبقات الكبرى 6/ 283) ، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وأبو داود، والترمذي. (تهذيب الكمال 2/ 480) . وقد ذكره: العجليّ، وابن حبّان في ثقاتهما. [4] انظر عن (إسحاق بن منصور بن حيّان الأسدي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 406، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 402، 403، رقم 1285، وتاريخ الثقات للعجلي 61 رقم 70، والجرح والتعديل 2/ 234 رقم 823، والثقات لابن حبّان 8/ 112. [5] في الجرح والتعديل 2/ 234 ولم يتناوله بشيء. [6] في الطبقات الكبرى 6/ 406. [7] وقال العجليّ في (تاريخ الثقات) : «ثقة متعبّد، رجل صالح، وقد رأيته ولم أكتب عنه» . وقال ابن حبّان في (الثقات 8/ 112) : «كان عابدا فاضلا» ، وأرّخ وفاته سنة 4 أو 205 هـ. [8] انظر عن (إسماعيل بن أبان الغنوي) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4912، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 347 رقم 1093، والتاريخ الصغير له 226، والضعفاء الصغير له 252 رقم 16، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 84 رقم 113، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3، والضعفاء والمتروكين للنسائي 284 رقم 31، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 57 أبو إِسْحَاق الغنوي [1] الكوفي الخيّاط [2] . عَنْ: هشام بْن عُرْوة، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومحمد بْن عجلان، وجماعة. وعنه: أحمد بْن الوليد الفحّام، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة [3] ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح. قَالَ ابن مَعِين [4] : كذاب. وقال البخاريّ [5] ، وجماعة [6] : متروك الحديث.   [ () ] والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 77 رقم 82، والجرح والتعديل 2/ 160 رقم 537، والثقات لابن حبان 8/ 91 في ترجمة إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي، والمجروحين لابن حبّان 1/ 128، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 330، 304، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 57 رقم 75، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 52 في ترجمة «إسماعيل بن أبان الوراق» رقم 12، وتاريخ بغداد 6/ 240- 242 رقم 3278، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 248، وتهذيب الكمال 3/ 11- 13 رقم 412، والمغني في الضعفاء 1/ 77، وميزان الاعتدال 1/ 211، 212 رقم 824، والكشف الحثيث 97 رقم 135، وتهذيب التهذيب 1/ 270، 271 رقم 507، وتقريب التهذيب 1/ 65 رقم 471، وخلاصة تذهيب التهذيب 32. [1] الغنويّ: بفتح الغين المعجمة والنون وكسر الواو. هذه النسبة إلى غني وهو غنيّ بن يعصر وقيل أعصر، واسمه منبّه بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر. (الأنساب 9/ 184) . [2] في الأصل: «الحنّاط» بالحاء المهملة، والنون. وكذا جاء في (التاريخ الكبير للبخاريّ) ، و (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 303) و (المغني في الضعفاء للمؤلّف 1/ 77) . أما بقيّة المصادر- وهي الأكثر- فقد جاء فيها كما أثبتناه «الخيّاط» بالخاء المعجمة والياء، خصوصا وأن المؤلّف- رحمه الله- لم يدرجه في باب (الحناط) في كتابه (المشتبه في أسماء الرجال) . [3] غرزة: بتحريك حروفه، كما في المشتبه 2/ 457. [4] في الكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 303، وقد سئل ابن معين عن إسماعيل بن أبان الغنوي فقال: وضع أحاديث على سفيان لم تكن. (المجروحون لابن حبّان 1/ 128) . [5] في تاريخ الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير. [6] قال مسلم، في (الكنى والأسماء) : «متروك الحديث وقال س: ليس بثقة» . وقال الجوزجاني في (أحوال الرجال) : «ظهر منه عليّ الكذب» . وقد كتب عنه أحمد، عن هشام بن عروة، ثم تركه. (العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 4912) . وذكره العقيلي في (الضعفاء الكبير) ونقل قول البخاري، وقول الإمام أحمد. وقال ابن معين أيضا: وضع حديثا عن فطر، عن أبي الطفيل، عن علي قال: السابع من ولد العباس يلبس الخضرة. وقال أبو حاتم: متروك الحديث كان كذّابا. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 58 تُوُفّي سنة عشر ومائتين [1] . وأما 31- إسماعيل بْن أبان الورّاق. فبعد، سيأتي [2] . 32- إسماعيل بْن حكم [3] . شيخ بصْريّ من جهالة. عَنْ: يونس بْن عُبَيْد. وعنه: محمد بْن يونس الكُدَيْميّ [4] . 33- إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله بن جبير الثّقفيّ البصريّ [5] .   [ () ] وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ترك حديثه. (الجرح والتعديل 2/ 160) . وقال ابن حبّان في (المجروحين 1/ 128) : «كان يضع الحديث على الثقات، وهو صاحب حديث السابع من ولد العباس يلبس الخضرة، كان أحمد بن حنبل رحمه الله شديد الحمل عليه» . ونقل ابن عديّ في (الكامل 1/ 303، 304) أقوال البخاري، وأحمد، والجوزجاني، وابن معين، ثم ذكر بعض حديثه، وقال: «ولإسماعيل بن أبان غير ما ذكرت من الروايات عن هشام بن عروة وغيره وعامّتها ممّا لا يتابع عليه إمّا إسنادا وإمّا متنا» . وقال الخطيب في (تاريخ بغداد 6/ 240) : «كان سيّئ الحال في الرواية. وقدم بغداد وحدّث بها أحاديث تبيّن الناس كذبه فيها فتجنّبوا السماع منه، واطّرحوا الرواية عنه» . وقال أحمد بن عبد الله العجليّ: ضعيف الحديث، يحدّث عن ابن أبي خالد، وهشام بن عروة أدركناه ولم نكتب عنه شيئا. وقال زكريّا السّاجي: متروك الحديث، عنده مناكير. (تاريخ بغداد 6/ 242) . وقال المزّي في (تهذيب الكمال 3/ 12) : «وهو مجمع على ضعفه» . [1] أرّخه محمد بن عبد الله الحضرميّ. (تهذيب الكمال 3/ 13) . [2] في الطبقة التالية، رقم (39) . [3] انظر عن (إسماعيل بن حكم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 350 رقم 1105، والجرح والتعديل 2/ 165 رقم 551 وفيه (إسماعيل بن حكيم) ، ويحتمل أنهما واحد. [4] إن كان صاحب الترجمة هو الموجود في تاريخ البخاري، فقد أثنى عليه محمد بن عقبة خيرا. [5] انظر عن (إسماعيل بن سعيد الثقفي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 357 رقم 1129، والجرح والتعديل 2/ 173 رقم 586، والثقات لابن حبّان 8/ 92، وفيه (إسماعيل بن سعيد بن زياد بن عبد الله) ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 10 ب، رقم (222) حسب ترقيم نسختنا المصوّرة، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 59 عَنْ: أَبِيهِ. وعنه: بِشْر بْن آدم الأصغر، وبُنْدار، وسعيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، والكُدَيْميّ. قَالَ أبو حاتم [1] : أدركته ولم أكتب عَنْهُ. 34- إسماعيل بْن مرزوق [2] . أبو يزيد المُرَاديّ الْمَصْرِيّ. عَنْ: يحيى بْن أيّوب، ونافع بْن يزيد. وعنه: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ. 35- إسماعيل بْن الوزير أَبِي عُبَيْد اللَّه مُعَاوِيَة بْن عُبَيْد اللَّه الأشعريّ [3] . أبو الحَسَن. نزيل الرّيّ. عَنْ: شريك، وابن أَبِي الزناد، وهُشَيْم. وعنه: عليّ بن ميسرة.   [ () ] والإكمال لابن ماكولا 2/ 254، والأنساب لابن السمعاني 3/ 188، وفيها كلها: سعيد بن عبيد الله بن زياد بن جبير، وكذلك في: اللباب لابن الأثير 1/ 258، وفي تهذيب الكمال 3/ 103، 304 رقم 449 بإسقاط زياد، والكاشف 1/ 73 رقم 382، وتهذيب التهذيب 1/ 303 رقم 556، وتقريب التهذيب 1/ 70 رقم 515، وخلاصة تذهيب التهذيب 34. وقال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني- رحمه الله- في حاشيته على (الإكمال 2/ 254 رقم 2) في تعليقه على قول ابن ماكولا: سعيد بن عبيد الله بن زياد بن جبير، وابنه إسماعيل بن سعيد، وعبيد الله بن يوسف الجبيريّ، وقد علّم فوق «زياد» . وقال: «كذا، ووقع مثله لعبد الغني، وفي التوضيح [أي توضيح المشتبه لابن ناصر الدين] أن الصواب إسقاط «بن زياد» وأنه عبيد الله بن جبير وأن زيادا أخوه [أي أخو سعيد] لا أبوه، وهذا صحيح كما يعلم من مراجعة تراجمهم في تاريخ البخاري وغيره. ولجبير ابن ثالث اسمه «عبد الله» مكبّرا» . هذا، وسيعيد المؤلّف ترجمته في الجزء التالي، الترجمة رقم (44) . [1] في الجرح والتعديل 2/ 173، وقد سأله ابنه عبد الرحمن عنه ما حاله؟ فقال: شيخ. [2] انظر عن (إسماعيل بن مرزوق) في: الثقات لابن حبّان 8/ 100. [3] انظر عن (إسماعيل بن الوزير أبي عبيد الله) في: الجرح والتعديل 2/ 201 رقم 678. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 60 وأدركه أبو حاتم [1] . قَالَ ابن مَعِين: قد سُمِع، ولكنه كَانَ يشرب الخمر. لَيْسَ بشيء [2] . 36- إسماعيل بْن نَصْر [3] . عَنْ: أَبِي بَكْر الهُذليّ، وغيره. وعنه: زياد بْن أَبِي مُسْلِم، وغيره. قال أبو حاتم: قد رأيته [4] ، ولا أريد بحديثه بأسًا. 37- إسماعيل بْن عَبْد الكريم بْن معقل بْن مُنَبِّه اليَمَانيّ الصَّنعانيّ [5] . عَنْ: عمه عَبْد الصَّمد بْن معقل، وابن عمه إبراهيم بْن عَقِيل. وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وعبد بْن حميد، وأحمد بن الأزهر، والحارث بن أبي أسامة. قال النّسائيّ: لا بأس بِهِ [6] . مات سنة عشْرٍ ومائتين [7] . 38- إسماعيل بن عمر [8] .   [1] الجرح والتعديل 2/ 201. [2] المصدر نفسه. [3] انظر عن (إسماعيل بن نصر) في: الجرح والتعديل 2/ 202 رقم 682. [4] في الجرح والتعديل: «هذا شيخ قد روى ولم أكتب عنه» . [5] انظر عن (إسماعيل بن عبد الكريم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 548، وطبقات خليفة 289، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 367 رقم 1164، والجرح والتعديل 2/ 187 رقم 631، والثقات لابن حبّان 8/ 96، وتاريخ جرجان للسهمي 81، وتهذيب الكمال 3/ 138- 141 رقم 463، والكاشف 1/ 75 رقم 395، وتهذيب التهذيب 1/ 315، 316 رقم 574، وتقريب التهذيب 1/ 72 رقم 532، وخلاصة تذهيب التهذيب 35 ومن حق هذه الترجمة والتي بعدها أن تتقدّما عمّا هنا، وأبقينا على ترتيب المؤلّف. [6] تهذيب الكمال 3/ 140. [7] أرّخه ابن سعد في الطبقات 5/ 548. [8] انظر عن (إسماعيل بن عمر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 324، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1683، والتاريخ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 61 أبو المنذر الواسطيّ ثمّ البغداديّ. عَنْ: عيسى بْن طِهْمان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وداود بْن قيس الفرّاء. وعنه: أحمد، وابن مَعِين، ومحمد بْن رافع، وعبّاس الدُّوريّ. وكان عبدًا صالحًا. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق. وقال أحمد [2] : كَانَ ربما يصلّي حتّى تورم قدماه [3] . 39- الأسود بْن عامر، شاذان [4] . شاميّ ثقة. نزل بغداد. عَنْ: هشام بْن حسان، وشُعْبة، وسُفْيَان، وجرير بن حازم، وطلحة بن   [ () ] الكبير للبخاريّ 1/ 370 رقم 1170، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 2، والجرح والتعديل 2/ 189 رقم 638، والثقات لابن حبّان 8/ 94، وتاريخ بغداد 6/ 242، 243، رقم 3279، وتهذيب الكمال 3/ 154- 157 رقم 468، والكاشف 1/ 76 رقم 400، وبحر الدم لابن عبد الهادي، ورقة 6 أ، وتهذيب التهذيب 1/ 319 رقم 579، وتقريب التهذيب 1/ 72 رقم 537، وخلاصة تذهيب التهذيب 35. [1] في الجرح والتعديل 2/ 189. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 97 رقم 1683، وفي بحر الدم لابن عبد الهادي 6 أ: «حتى ترمّ» . [3] وقال أحمد بن منصور المروزي: قلت لأحمد بن حنبل: عمّن أكتب من المشيخة؟ قال: أبو المنذر إسماعيل بن عمر وحجين بن المثنّى. (الجرح والتعديل 2/ 189) . وقال الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد 6/ 243) : «كان ثقة» . وقال ابن معين: ليس به بأس. (تاريخ بغداد 6/ 243) . [4] انظر عن (الأسود بن عامر بن شاذان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 336، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 6151، وطبقات خليفة 325، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 448 رقم 1431، والتاريخ الصغير 221، والمعرفة والتاريخ 2/ 172 و 609 و 789 و 3/ 317، والجرح والتعديل 2/ 294 رقم 1079، والثقات لابن حبّان 8/ 130، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 85، 86 رقم 92، ورجال صحيح مسلم لابن منجوية 1/ 81 رقم 24، والسابق واللاحق للخطيب 148، وتاريخ بغداد له 7/ 34، 35 رقم 3497، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 38 رقم 141، وتهذيب الكمال 3/ 226- 228 رقم 503، والكاشف 1/ 80 رقم 425، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 752، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 262، والوافي بالوفيات للصدفي 9/ 253 رقم 4164، وتهذيب التهذيب 1/ 340 رقم 619، وتقريب التهذيب 1/ 76 رقم 573، وخلاصة تذهيب التهذيب 37، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 118، 119 رقم 137. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 62 عَمْرو، والحمَّادَيْن، وعبد العزيز الماجِشُون. وعنه: أحمد، وابن المَدِينيّ، وأبو ثَوْر الكلْبيّ، وأحمد بْن الوليد الفحام، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، وعَمْرو النّاقد، والحارث بْن أبي أسامة، والدارمي، ويعقوب بْن شَيْبة. وثّقه ابن المَدِينيّ [1] ، وغيره [2] . وروى عَنْهُ من القدماء بقية بْن الوليد. مات في أوّل سنة ثمانٍ ومائتين [3] . 40- أشعثُ بْن عطاف الأَسَديّ الكوفي المقرئ [4] . نزيل الرّيّ، أبو النَّضْر. روى القراءة عَنْ حمزة الزّيّات، والحديث عن الثَّوريّ. وعنه: محمد بْن عيسى التَّيْميّ، ومحمد بْن مُقَاتِل، ومحمد بْن حُمَيْد الرّازيّ، وإبراهيم بْن موسى. سُئل عَنْهُ أبو حاتم [5] فقال: صالح الحديث.   [1] الجرح والتعديل 2/ 294. [2] قال ابن سعد في (الطبقات الكبرى 7/ 336) : «كان صالح الحديث» . وقال أبو حاتم: هو صدوق صالح. وقال ابن معين: لا بأس به، (الجرح والتعديل 2/ 294) . وقال حنبل بن إسحاق: سمعت أبا عبد الله- يعني أحمد بن حنبل- يقول: أسود بن عامر ثقة. قلت له: ثقة؟ قال: وزاد. (تاريخ بغداد 7/ 35) . [3] في الأصل: «سنة ثمان عشرة ومائتين» وهو وهم، والتصويب من مصادر ترجمته، وقد وقع غلط في (الثقات 8/ 130) لابن حبّان، حيث جاء فيه أنه مات ببغداد سنة ثمان وثمانين!. [4] انظر عن (أشعث بن عطّاف) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 433 رقم 1395، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 111، والجرح والتعديل 2/ 276 رقم 993، والثقات لابن حبّان 8/ 129، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 370، 371، والمغني في الضعفاء 1/ 92 رقم 761، وميزان الاعتدال 1/ 268 رقم 1003، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 171 رقم 797، ولسان الميزان 1/ 456، 457 رقم 1409. [5] في الجرح والتعديل 2/ 276. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 63 وقال أبو زُرْعة [1] : كَانَ شيخًا صالحًا [2] . 41- أشهب بْن عَبْد العزيز بْن داود بْن إبراهيم [3] . أبو عَمْرو القَيْسيّ العامريّ الْمَصْرِيّ الفقيه. قِيلَ اسمه سكين، وأشهب لَقَبُه. سمع: الَّليْث، ومالكًا، ويحيى بْن أيّوب، وسليمان بْن بلال، وداود العطّار، وجماعة. وعنه: الحارث بْن مسكين، وبحر بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن إبراهيم بْن الموّاز الفقيه، وسَحْنُون بْن سَعِيد، وعبد الملك بْن حبيب، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، وغيرهم. قَالَ الشّافعيّ: ما أخرجتْ مصر أَفْقَهَ من أشهب لولا طَيْش فيه [4] . وكان أشهب عَلَى خَرَاج مصر، وله أموال وحِشْمة. وقال سُحْنُون: رحِم اللَّه أشهب ما كَانَ يزيد في سماعه حرفا واحدا [5] .   [1] الجرح والتعديل 2/ 276. [2] وقال ابن عديّ في الكامل 1/ 371: «والأشعث غير ما ذكرته عن الثوريّ. لا يتابع عليها وكان قد تقبّل بالثوريّ ولم أر له منكرا إلا أنه يخالف الثقات في الأسانيد، ولأشعث بن عطاف أحاديث حسان عن الثوريّ وغيره، وهو عندي لا بأس به» . [3] انظر عن (أشهب بن عبد العزيز) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 57 رقم 1673، والمعرفة والتاريخ 1/ 195 و 477 و 556 و 569 و 591، والجرح والتعديل 2/ 342 رقم 1297، والثقات لابن حبّان 8/ 136، وطبقات الفقهاء للشيرازي 128، والانتقاء لابن عبد البرّ 51 و 112، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 447، والعيون والحدائق لمؤرّخ مجهول 3/ 361، 362، ووفيات الأعيان 1/ 238، 239 رقم 100، وتهذيب الكمال 3/ 296- 299 رقم 533، والعبر 1/ 345، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 753، ودول الإسلام 1/ 127، وسير أعلام النبلاء 9/ 500- 503 رقم 190، والكاشف 1/ 84 رقم 452، والديباج المذهّب لابن فرحون 1/ 307، والبداية والنهاية 10/ 255، ومرآة الجنان 2/ 28، والوافي بالوفيات 9/ 278، 279 رقم 4200، والوفيات لابن قنفذ 157، وتهذيب التهذيب 1/ 359، 360 رقم 654، وتقريب التهذيب 1/ 80 رقم 609، وحسن المحاضرة 1/ 305، وخلاصة تذهيب التهذيب 45، وشذرات الذهب 2/ 12. [4] ترتيب المدارك 2/ 447، وفيات الأعيان 1/ 238 و 239. [5] ترتيب المدارك 2/ 448. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 64 وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : كَانَ فقيهًا حَسَن الرأي والنَّظَر. فضّله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَلَى ابن القاسم في الرأي. فذُكر ذَلِكَ لمحمد بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسيّ فقال: إنّما قَالَ ذَلِكَ ابن عَبْد الحَكَم لأنّه لازم أشهب، وكان أخْذُهُ عَنْهُ أكثر. وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها [2] . قالَ ابن عَبْد البر [3] : أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه، وهو أعلم بهما لكثرة مجالسته لهما وأخذه عَنْهُمَا. قَالَ [4] : ولم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب، وابن عَبْد الحَكَم. قَالَ سَعِيد بْن مُعَاذ: سَمِعْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ: أشهب أفقه من ابن القاسم مائة مرة [5] . وعن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذَلِكَ للشافعي، فأنشد: تمنّى رجال أنّ أموت وإن أمتْ ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي تمنّى [6] خلاف الّذي مضى ... تهيّأ [7] لأُخرى مثلَها [8] ، فكأن قد [9]   [1] في الانتقاء 112. [2] ترتيب المدارك 2/ 448. [3] في الانتقاء 112، وتهذيب الكمال 3/ 297. [4] في الانتقاء، والديباج المذهب 1/ 307، ووفيات الأعيان 1/ 239. [5] ترتيب بالمدارك 2/ 448. [6] هكذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان «يبغي» ، وكذلك في: أمالي القالي، والوافي بالوفيات. [7] في أمالي القالي، ووفيات الأعيان: «تجهّز» . وفي الوافي بالوفيات «تزوّد» . [8] في وفيات الأعيان «غيرها» ، وكذلك في الوافي. [9] البيتان مع بيت ثالث في: أمالي القالي 2/ 218 وفيه أن يزيد بن عبد الملك كتب إلى هشام هذه الأبيات، فكتب إليه هشام بيتين. وعاد يزيد فكتب إليه أبياتا كثيرة أخرى. وذكر ابن عبد ربّه في (العقد الفريد 4/ 443) بيتين، الأول كما هنا، أما الثاني فهو: لعلّ الّذي يبغي رداي ويرتجي ... به قبل موتي أن يكون هو الردي وقد خرّج الدكتور إحسان عباس في حاشية (وفيات الأعيان 1/ 239) البيتين فقال إنهما ينسبان لعبيد بن الأبرص، وقال الراجكوتي في ذيل السمط 104 إنه وجد الشعر في كتاب الاختيارين منسوبا لمالك بن القين الخزرجي. وأضاف إلى التخريج: مروج الذهب 3/ 136، وقد الجزء: 14 ¦ الصفحة: 65 قَالَ: فمات الشّافعيّ في رجب سنة أربعٍ ومائتين، ومات بعده أشهب بثمانية عشر يومًا [1] . واشترى أشهب من تركه الشّافعيّ أسمه فتيان، اشتريته أَنَا من تركه أشهب [2] . قَالَ ابن يونس: وُلِد أشهب سنة أربعين ومائة لثمانٍ بقين من شَعْبان [3] . قَالَ صاحب الأصل: وقول ابن عبد البر: أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه وَهْمٌ، فإن محمدًا لم يدرك ابن القاسم، وإن الّذي أدركه أَبُوهُ عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. ولعله أراد عَبْد اللَّه، بدليل ما قَالَ بعد ذَلِكَ: لم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصرًا أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب وابن عَبْد الحَكَم [4] . وكان أشهب من كبار أصحاب مالك، وما هُوَ بدون ابن القاسم. وإن كَانَ ابن القاسم أبصر بفقه مالك منه. لكن أشهب أعلم بالحديث من ابن القاسم. 42- أشهل بْن حاتم الْجُمَحيّ [5] . مولاهم البصريّ أبو عمرو، وقيل أبو عمر.   [ () ] راجعت طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد فلم أهتد إلى البيتين حسب هذا الترقيم. والبيتان أيضا في (تهذيب الكمال 3/ 298) و (الوافي بالوفيات 9/ 278، 279) . [1] وقيل بعده بشهر. (وفيات الأعيان 1/ 238) . [2] وفيات الأعيان 1/ 239، تهذيب الكمال 3/ 298. [3] التاريخ الكبير 2/ 57، المعرفة والتاريخ 1/ 195، الثقات لابن حبّان 8/ 136، وفيات الأعيان 1/ 239. [4] وفيات الأعيان 1/ 239، تهذيب الكمال 3/ 297. [5] انظر عن (أشهل بن حاتم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 68 رقم 1715، وتاريخ الثقات للعجليّ 70 رقم 107، والجرح والتعديل 2/ 347، 348 رقم 1319، والمجروحين لابن حبّان 1/ 184، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 105 رقم 122، والسابق واللاحق للخطيب 148، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 51 رقم 191، وتهذيب الكمال 3/ 299، 300 رقم 534، والكاشف 1/ 84 رقم 453، والمغني في الضعفاء 1/ 92 رقم 765، وميزان الاعتدال 1/ 269 رقم 1007، وتهذيب التهذيب 1/ 360، 361 رقم 655، وتقريب التهذيب 1/ 80 رقم 610، وهدي الساري 390، وخلاصة تذهيب التهذيب 45. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 66 عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَون، وكَهْمس بْن الحَسَن، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وابن لَهِيعة، وغيرهم. وعنه: محمد بْن المُثَنَّى، وعبد اللَّه بْن منير المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصّاغانيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، والكُدَيْميّ. ومن القدماء: عَبْد اللَّه بْن وهْب. وقال: لا أعلم أحدًا من أهل العلم سُمِّيَ بهذا الأسم غيره [1] . قَالَ أبو زُرْعة: محلُّه الصُّدْق، وليس بقويّ [2] . مات سنة ثلاثٍ ومائتين [3] . 43- أصْرَمُ بْنُ حَوْشب [4] . أبو هشام الكِنْديّ الهمدانيّ. أحد المتروكين.   [1] تهذيب الكمال 3/ 300. [2] لم يقل أبو زرعة سوى «ليس بقويّ» أمّا القول «محلّه الصدق» فهو لأبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 347، 348، فهو قال: «محلّه الصدق وليس بالقويّ رأيته يسند عن ابن عون حديثا الناس يوقفونه» . ويظهر أنّ المؤلّف- رحمه الله- لم يرجع إلى كتاب «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم» ، بل اكتفى بالنّقل عن «تهذيب الكمال» للمزّي، وهو صاحب الوهم. وقد ذكره العجليّ في «تاريخ الثقات» ولكنه قال إنه ضعيف! وقال ابن حبّان في «المجروحين» : في حديثه أشياء انفرد بها كأنه يخطئ حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد. [3] السابق واللاحق 148. [4] انظر عن (أصرم بن حوشب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 382، والتاريخ الصغير للبخاريّ 216، والضعفاء الصغير له 254 رقم 35، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 205 رقم 378، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، والضعفاء والمتروكين للنيائي 286 رقم 66، وتاريخ الدارميّ 168، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 153، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 118 رقم 142، والجرح والتعديل 2/ 336 رقم 1273، والمجروحين لابن حبّان 1/ 181- 183، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 394- 397، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 66 رقم 116، والفهرست للطوسي 67 رقم 121، وتاريخ جرجان للسهمي 184، والمغني في الضعفاء 938 رقم 774، وميزان الاعتدال 1/ 272، 273 رقم 1017، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 107 رقم 160، ولسان الميزان 1/ 461، 462 رقم 1424. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 67 عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وقرة بْن خَالِد، وهشام بْن عُرْوَة، ومالك. قِيلَ: وعن الأعمش. وعنه: أحمد بْن الفُرات، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهْليّ. كذبه يحيى بْن مَعِين [1] . قِيلَ: مات سنة اثنتين ومائة. 44- أصرم بن غياث [2] .   [1] تكلّم فيه، وقال: كذّاب خبيث. (الجرح والتعديل 2/ 336) وانظر: المجروحين لابن حبّان 1/ 181، والكامل في الضعفاء 1/ 394. وقال البخاري: «متروك الحديث» (التاريخ الصغير، الضعفاء الصغير، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 118، الكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 394) . وقد ضعّفه الجوزجاني في (أحوال الرجال) ولكنه وهم في التأريخ له، فقال: «رأيته بهمذان، وكتبت عنه سنة ثلاثين ومائتين. ضعيف» . ولقد نقل ابن عديّ في (الكامل في الضعفاء) هذه العبارة عنه، ولم يتنبّه إلى التاريخ أو ينبّه عليه، كما لم يتنبّه محقّق (أحوال الرجال) السيد صبحي البدري السامرّائي إلى هذا الوهم الكبير. ويظهر أن الجوزجاني أصلح هذا الغلط في نسخة أخرى من كتابه، وهي التي اعتمدها الحافظ ابن حجر، فقال في (لسان الميزان 1/ 461) : «وقال السعدي: كتبت عنه بهمدان سنة اثنتين ومائتين، وهو ضعيف» . وهذا التاريخ يتّفق مع تاريخ وفاته كما قيل. وقال مسلم في (الكنى والأسماء) : متروك الحديث. وقال النسائي في (الضعفاء والمتروكين) : منكر الحديث. وذكره العقيلي في (الضعفاء الكبير) وأورد حديثا من طريقه (إذا كان الفيء ذراعا..) وقال: لا يتابع عليه ولا يعرف إلّا به. وقال أبو حاتم: هو متروك الحديث فإنه ذكر أنه سمع من زياد بن سعد فأنكر عليه. (الجرح والتعديل 2/ 336) . وقال ابن حبّان: كان يضع الحديث على الثقات. وقال ابن عديّ: عامّة رواياته غير محفوظة وهو بيّن الضعف. [2] انظر عن (أصرم بن غياث) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1612، والتاريخ الصغير للبخاريّ 216، والضعفاء الصغير له 254 رقم 34، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 89، والضعفاء والمتروكين للنسائي 286 رقم 65، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 78، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 118 رقم 141، والجرح الجزء: 14 ¦ الصفحة: 68 أبو غياث النَّيْسابوريّ. عَنْ: عاصم الأحول، وأبي حنيفة، ومقاتل بْن حيان. وعنه: أحمد بْن حرب الزّاهد، وأيوب بْن الحَسَن، وعليّ بْن الحَسَن الدّارابُجُرْديّ. وهو متروك عند الجماعة [1] . 45- أُمية بن خالد القيسيّ البصريّ [2] .   [ () ] والتعديل 2/ 336 رقم 1272، والمجروحين لابن حبّان 1/ 183، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 394، والمغني في الضعفاء 1/ 93 رقم 775، وميزان الاعتدال 1/ 273 رقم 1018، ولسان الميزان 1/ 462، 463 رقم 1425. [1] قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «سمعت أبي يقول: شيخ من أهل نيسابور قدم علينا فسمعته يحدّث عن مقاتل بن حيّان، عن الحسن، عن جابر: رأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم توضّأ فخلّل لحيته بأصابعه كأنه أنياب مشط. ثم قال أبي: ما أرى هذا الشيخ كان بشيء، ضعّفه جدّا. حدّثنا عبد الله قال: حدّثناه بعض المشايخ قال: حدّثنا أصرم النيسابورىّ، ذكر هذا الحديث» . (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 79، 80 رقم 1612) . وقد أخرج هذا الحديث ابن عديّ في (الكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 394) وقال: «وأصرم بن غياث هذا له أحاديث عن مقاتل مناكير. قاله البخاري والنسائي وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق، وليس له كثير حديث» . وقال البخاري: «منكر الحديث» (التاريخ الصغير، الضعفاء الصغير، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 118، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 394) . وقال النسائي: «متروك الحديث» (الضعفاء والمتروكون 386 رقم 65، الكامل في الضعفاء، لابن عديّ 1/ 394) . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، وأورد حديثا من طريقه (لا يمرّ السيف بذنب إلّا محاه) وقال: لا يتابع عليه وليس له من حديث عاصم أصل. وقال: أبو زرعة: ليس بقويّ. وقال أبو حاتم: منكر الحديث. (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان: كان مرجئا منكر الحديث. أخرج حديثه عن أصحاب الرأي لا يتابع على ما روى. [2] انظر عن (أميّة بن خالد القيسيّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 301، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 10 رقم 1524، والتاريخ الصغير له 216، وتاريخ الثقات للعجلي 72 رقم 715، وتاريخ خليفة 24، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 233 و 2/ 55 و 109، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 591، 592، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 128، 129 رقم 158، والجرح والتعديل 2/ 302، 303 رقم 1123، والثقات لابن حبّان 8/ 123، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 113 و 291 و 3/ 356، ورجال صحيح الجزء: 14 ¦ الصفحة: 69 أخو هُدْبَةَ. عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، وشعبة، والثوري، والمسعوديّ، وأبي الجارية العبْديّ. وعنه: أحمد بْن المِقْدام، والفلاس، وبندار، ومحمد بْن عثمان بْن أَبِي صَفْوان الثَّقْفيّ، ومُسَدّد. قَالَ أبو زُرْعة: ثقة [1] . وقال الْبُخَارِيّ [2] : مات سنة إحدى ومائتين. 46- أوس بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسْلَميّ المَرْوَزِيّ [3] . عُمَر دهرًا، ولم يدرك أَبَاهُ. عَنْ: أخيه سهل، والحسين بْن واقد. وعنه: محمد بْن مقاتل المَرْوَزِيّ، والحسين بْن حُرَيْث، وسليمان بْن عُبَيْد اللَّه. قَالَ أبو حاتم الرازيّ [4] : سألت المراوزة عنه فعرفوه.   [ () ] مسلم لابن منجويه 1/ 71 رقم 101، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 47 رقم 174، وتهذيب الكمال 3/ 330- 332 رقم 554، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 754، والكاشف 1/ 86 رقم 471، وميزان الاعتدال 1/ 275 رقم 1029، والوافي بالوفيات 9/ 407 رقم 4335، ولسان الميزان 1/ 466 رقم 1437، وتهذيب التهذيب 1/ 370، 371 رقم 676، وتقريب التهذيب 1/ 83 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 40. [1] الجرح والتعديل 2/ 303، وكذا قال أبو حاتم. وذكره العجليّ، وابن حبّان في الثقات. وقال أحمد بن محمد بن هانئ: سَمِعْتُ أبا عَبْد الله يُسأل عَنْ أُمَيَّة بْن خَالِد، فلم أره يحمده في الحديث، وقال: إنما كان يحدّث من حفظه لا يخرج كتابا. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 128) . [2] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير. وأرّخه ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (أوس بن عبد الله بن بريدة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 17 رقم 1542، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 59، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 354، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 124، 125 رقم 149، والجرح والتعديل 2/ 305، 306 رقم 1140، والثقات لابن حبّان 8/ 135، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 401، 402، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 67 رقم 121، والمؤتلف والمختلف له (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 61 أ، وتاريخ جرجان 241، والمغني في الضعفاء 1/ 94 رقم 792، وميزان الاعتدال 1/ 278 رقم 1046، وتعجيل المنفعة لابن حجر 43 رقم 69، ولسان الميزان 1/ 470، 471 رقم 1415. [4] في الجرح والتعديل 2/ 306، وزاد: «وقالوا تقادم موته» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 70 وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] : متروك. تُوُفّي بعد خروج المأمون من مَرْو [2] . 47- أيّوب بْن خَالِد [3] . أبو عثمان الْجُهَنيّ الحرّانيّ. عَنْ: الأوزاعي، وغيره. وعنه: أحمد بْن الأزهر، وسليمان بْن سيف، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وإبراهيم بْن هانئ النَّيْسابوريّ. ووثَّقهُ [4] . قَالَ ابن عديّ: حدَّثَ بالمناكير [5] . وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لا يُتَابَعُ عَلَى أكثر حديثه [6] .   [1] في الضعفاء والمتروكين 67 رقم 121. [2] قَالَ الْبُخَارِيُّ: «فِيهِ نَظَرٌ» . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: «لَيْسَ بثقة» . وذكره العقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 124) ونقل قول البخاري. وقال ابن حبّان في (الثقات 8/ 135) : «كان ممّن يخطئ، فأما المناكير في روايته فإنّها من قبل أخيه سهل لا منه» . [3] انظر عن (أيوب بن خالد الجهنيّ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 412 رقم 1315، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والثقات لابن حبّان 8/ 125، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 350، 351، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 207، وتهذيب الكمال 3/ 470، 471 رقم 613، والمغني في الضعفاء 1/ 96 رقم 807، وميزان الاعتدال 1/ 286 رقم 1073، وتهذيب التهذيب 1/ 401، 402 رقم 740، وتقريب التهذيب 1/ 89 رقم 695، وخلاصة تذهيب التهذيب 43، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 488، 489 رقم 330. [4] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 207. [5] في الكامل في الضعفاء 1/ 350 وقال: سألت أبا عروبة عنه فقال: ولي يزيد بيروت فسمع من الأوزاعيّ هناك، فجاء بأحاديث مناكير. وقال أيضا: ولأيوب بن خالد غير ما ذكرت في أخباره قلّ أن يتابعه عليه أحد. [6] ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «يخطئ» . وقال الحافظ المزّي في (تهذيب الكمال) إنه ذكر صاحب الترجمة هذا تمييزا بينه وبين أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس البخاري. فقال الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب 1/ 402) : «ولا الجزء: 14 ¦ الصفحة: 71 48- أيّوب بْن سُوَيد الرَّمْليّ [1] . أبو مسعود الحِمْيَريّ السَّيبانيّ. عَنْ: ابن جُرَيْج، ويونس الأَيْليّ، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السَّيبانيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، والأوزاعيّ، وطائفة. وعنه: أبو الطّاهر أحمد بْن السَّرْح، وعبد الرحيم بْن إبراهيم دُحَيْم، وكثير بْن عُبَيْد الحمصيّ، والربيع المُرَاديّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. عَنْ أبن مَعِين [2] : لَيْسَ بشيء، يسرق الأحاديث. وقال النَّسائيّ [3] : لَيْسَ بثقة. وقال أبو حاتم [4] : ليِّن الحديث.   [ () ] حاجة لذكره لأنهما لا يشتبهان بوجه لا من طبقة واحدة ولا من بلدة، وهذا ضعيف وذاك ثقة، والله أعلم، ولو كان المزّي يلزم أن يذكر كل مشتبه في الاسم والأب خاصّة للزمه أن يذكر في من اسمه أيوب بن سليمان جماعة نحو العشرة ولم يذكر أحدا منهم، والله الموفّق» . [1] انظر عن (أيوب بن سويد الرمليّ) في: التاريخ لابن معين (برواية الدوري) 2/ 49، 50 رقم (5248) و (5084) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 417 رقم 1333، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 155 رقم 273، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104، والضعفاء والمتروكين للنسائي 384 رقم 29، وتاريخ الدارميّ 135، والمعرفة والتاريخ 1/ 619 و 639، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 410 و 420 و 421 و 449 و 2/ 721، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 113، 114 رقم 131، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 113، والجرح والتعديل 2/ 249، 250 رقم 891، والثقات لابن حبّان 8/ 125، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 351- 354، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 24 أ، رقم 595 حسب ترقيم نسختنا، والسابق واللاحق للخطيب 144، وتاريخ دمشق لابن عساكر (تحقق دهمان) 10/ 106، وتهذيب الكمال 3/ 474- 477 رقم 616، وميزان الاعتدال 1/ 287، 288 رقم 1079، والكاشف 1/ 93، 94 رقم 7524 والمغني في الضعفاء 1/ 96 رقم 811، وسير أعلام النبلاء 9/ 430- 432 رقم 158، والبداية والنهاية 10/ 249، والوافي بالوفيات 10/ 52 رقم 4489، وفيه (البرمكي) بدل (الرمليّ) وهو غلط، وتهذيب التهذيب 1/ 405، 406 رقم 745، وتقريب التهذيب 1/ 90 رقم 699، وخلاصة تذهيب التهذيب 43، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 489، 490 رقم 331. [2] في التاريخ 2/ 49، وزاد: قال أهل الرملة: حدّث عن ابن المبارك بأحاديث، ثم قال: حدّثني أولئك الشيوخ الذين حدّث عنهم ابن المبارك. [3] في الضعفاء والمتروكين 284 رقم 29. [4] في الجرح والتعديل 2/ 250. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 72 وقال ابن عديّ [1] : يُكتَب حديثه في جملة الضُّعفاء. وذكره ابن حِبّان في «الثقات» [2] ، لكن قَالَ: كَانَ رديء الحِفْظ. وقال الْبُخَارِيّ [3] : يتكلمون فيه [4] . وقد روى عَنْهُ من القدماء: بقية، والشافعي، [ومحمد بْن أَبِي الجسريّ] [5] . قَالَ ابن أبي عاصم: توفّي سنة اثنتين ومائتين [6] .   [1] في الكامل في الضعفاء 1/ 354. [2] ج 8/ 125، وزاد: «يتّقى حديث من رواية ابنه محمد بن أيوب عنه لأن أخباره إذا سيّرت من غير رواية ابنه عنه وجد أكثرها مستقيما» . [3] في التاريخ الكبير 1/ 417، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 114. [4] ما بين الحاصرتين ليس في «المنتقى» لابن الملّا، أضفناه من (سير أعلام النبلاء 9/ 432) . [5] وقال الجوزجاني: واهي الحديث وهو بعد متماسك. وقال عبد الله بن المبارك: أيّوب بن سويد ارم به. وقال يحيى بن معين أيضا: كان يدّعي أحاديث الناس. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 113) . وقال أيضا: كان يقلب حديث ابن المبارك والّذي حدّث به عن مشايخه الذين أدركهم فيقلبه على نفسه. (الجرح والتعديل 2/ 250) . [6] قال البخاري في (التاريخ الكبير 1/ 417) : «وقال لي محمد بن إسحاق: سمعت عبد الله بن أيوب: غرق أيوب بن سويد في البحر سنة ثلاث وتسعين» . وقال ابن حبّان في (الثقات 8/ 125) : «حجّ ثم رجع وركب البحر، فلما أشرف على الرملة غرق، وذلك في سنة ثلاث وتسعين ومائة» . قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 9/ 432 بعد أن ذكر روايتي ابن أبي عاصم، والبخاري: الأول هو الصحيح، أي مات سنة 202 هـ. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 73 [حرف الباء] 49- بشر بن بكر التّنّيسيّ [1]- خ. د. ن. ق. - أبو عبد الله البجليّ الدّمشقيّ الأصل. عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وعَبْدَة بنت خَالِد بْن مَعْدان، والأوزاعيّ، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، والحارث بْن أسد الهَمْدانيّ، ودُحَيْم، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع المُرَاديّ، وأبو الطّاهر بْن السّرح، وخلق. ومن القدماء: الشافعيّ.   [1] انظر عن (بشر بن بكر التّنيسيّ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 70 رقم 1724، والتاريخ الصغير له 219، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 76، وتاريخ الثقات للعجلي 80 رقم 148، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 53، وتاريخ الطبري 2/ 333، والجرح والتعديل 2/ 352 رقم 1336، والثقات لابن حبّان 8/ 141، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 107، 108 رقم 126، والسابع واللاحق للخطيب 158، وتاريخ بغداد 9/ 105، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 112 و 114 و 442 و 10/ 60، وصحيح ابن حبّان 1/ 274 رقم 110، ومشكل الآثار للطحاوي 1/ 25، والمستدرك على الصحيحين للحاكم 1/ 178 و 383 و 496 و 570، وسنن النسائي 3/ 253، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 53 رقم 202، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 127، وتاريخ دمشق (بتحقيق محمد أحمد دهمان) 10/ 30- 33، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 231، وتهذيب الكمال 4/ 95- 97 رقم 679، والكاشف 1/ 101 رقم 578، وتلخيص المستدرك على الصحيحين 1/ 178 و 383 و 496، وميزان الاعتدال 1/ 314 رقم 1186، والبداية والنهاية 10/ 255، وتهذيب التهذيب 1/ 443، 444 رقم 815، وتقريب التهذيب 1/ 98 رقم 46، ولسان الميزان 5/ 93، وحسن المحاضرة 1/ 114، وخلاصة تذهيب التهذيب 48، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (من تأليفنا) 2/ 11، 12 رقم 338. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 74 وثّقه أبو زرعة [1] ، والدّار الدّارقطنيّ [2] . وقال محمد بْن وزير: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ولدت سنة أربعٍ وعشرين ومائة [3] . وقال ابن يونس: كَانَ أكثر مقامه بتِنِّيس ودمياط [4] . تُوُفّي بدمياط في ذي القعدة سنة خمسٍ ومائتين [5] . قَالَ الخطيب [6] : حدَّثَ عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ، وبين وفاتيهما ستٌّ وسبعون سنة. 50- بِشْر بْن ثابت الْبَصْرِيّ البزّار [7]- د. ق. - أبو محمد. عَنْ: أَبِي خَلَدة خَالِد بْن دينار، وشُعْبة، وموسى بن عليّ بن رباح، وعليّ.   [1] الجرح والتعديل 2/ 352. [2] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 127، تاريخ دمشق (تحقيق دهمان) 10/ 32، التهذيب 3/ 231، تهذيب الكمال 4/ 96. [3] تاريخ دمشق (المخطوط) 23/ 127، (دهمان) 10/ 33، التهذيب 3/ 231، تهذيب الكمال 4/ 96، 97. [4] المصادر نفسها. [5] أرّخ وفاته: البخاري في التاريخ الصغير 219، فقال: في آخر سنة خمس ومائتين. وأرّخه أيضا ابن حبّان في الثقات 8/ 141، والكلاباذي في رجال صحيح البخاري 1/ 108، والخطيب، وابن القيسراني، وابن عساكر. وقال ابن عساكر: ويقال إنه توفي سنة مائتين، وهو خطأ. وهو قول حنبل بن إسحاق، عن دحيم. (تهذيب الكمال 4/ 97) . أما في الكاشف للذهبي 1/ 101 فقد وقع فيه أنه توفي سنة 250، وهذا غلط. [6] في السابق واللاحق 158. [7] انظر عن (بشر بن ثابت) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 94، والجرح والتعديل 2/ 352 رقم 1338، والثقات لابن حبّان 8/ 141، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 5 ب، رقم الترجمة (89) حسب ترقيمنا لنسختنا المصوّرة، والإكمال لابن ماكولا 1/ 425، وتهذيب الكمال 4/ 97- 99 رقم 680، والكاشف 1/ 101 رقم 579، والمغني في الضعفاء 1/ 105 رقم 893، وميزان الاعتدال 1/ 314 رقم 1187، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 71، وتهذيب التهذيب 1/ 444 رقم 816، وتقريب التهذيب 1/ 98 رقم 47، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 485، وخلاصة تذهيب التهذيب 48. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 75 وعنه: أبو عبيدة بْن أَبِي السَّفَر، وأبو داود الحرّانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، والدّارميّ. وثّقه ابن حِبّان [1] . 51- بِشْر بْن الحُسين الهلالي الأصبهانيّ [2] . أبو محمد. عَنْ: الزُّبَيْر بْن عديّ، عَنْ أَنَس، وعن: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. وعنه: يحيى بْن أَبِي بُكَيْر، وهو من أقرانه، ومحمد بْن زياد الكلْبيّ، وأحمد بْن سليمان المَرْوَزِيّ، والحَجّاج بْن يوسف بْن قُتَيْبة، وغيرهم. قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ [3] : تُوُفّي بعد المائتين. قال: وجاء إلى أبي داود الطّيالسيّ فقال: حدَّثني الزُّبَيْر بْن عديّ، فكذبه أبو داود، وقال: ما نعرف للزُّبَيْر، عَنْ أنس إلا حديثًا واحدًا [4] . قَالَ ابن حِبّان [5] : روى عَنِ الزّبير، عن أنس نسخة موضوعة [6] .   [1] في الثقات 8/ 141. وسئل أبو حاتم عنه، فقال: مجهول. (الجرح والتعديل 2/ 352) . وقال بشر بن آدم: حدّثنا بشر بن ثابت، وكان ثقة. (تهذيب الكمال 4/ 98) . [2] انظر عن (بشر بن الحسين الهلالي) في: التاريخ الكبير 2/ 71 رقم 1726، والتاريخ الصغير له 151، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 94، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 141 رقم 172، والجرح والتعديل 2/ 355 رقم 1350، والمجروحين لابن حبّان 1/ 190، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 443، 444، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 1/ 384- 386 رقم 48، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 68/ رقم 126، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 232، والمغني في الضعفاء 1/ 105 رقم 898، وميزان الاعتدال 1/ 315، 316 رقم 1192، ولسان الميزان 2/ 21، 22 رقم 74. [3] في ذكر أخبار أصبهان 1/ 384، وطبقات المحدّثين لأبي الشيخ 1/ 384. [4] طبقات المحدّثين 1/ 385. [5] في المجروحين 1/ 190. [6] عبارة ابن حبّان: «يروي عن الزبير بن عديّ بنسخة موضوعة: ما لكثير حديث منها أصل، يرويها عن الزبير عن أنس شبيها بمائة وخمسين حديثا مسانيد كلها، وإنما سمع الزبير، عن أنس حديثا واحدا ... » . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 76 وقال الْبُخَارِيّ [1] : فيه نظر [2] . 52- بِشْر بْن عُمَر الزّهرانيّ البصريّ [3]- ع. - أبو محمد.   [1] في تاريخه الكبير 2/ 71، وتاريخه الصغير 151. [2] وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير ونقل قول البخاري. (1/ 141) . وقال ابن أبي حاتم: «سئل أبي عن بشر بن حسين الأصبهاني فقال: لا أعرفه، فقيل له إنه ببغداد قوم يحدّثون عن محمد بن زياد بن زبار، عن بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس نحو عشرين حديثا مسندة، فقال: هي أحاديث موضوعة ليس يعرف للزبير، عن أنس، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا أربعة أحاديث أو خمسة أحاديث، وأتيت محمد بن زياد بن زبار ببغداد وكان شيخا شاعرا ولم يكن من البابة فلم نكتب عنه» . (الجرح والتعديل 2/ 355) . وقال أبو الشيخ: «وكتب عنه يحيى بن أبي بكير- وهو مارّ إلى الريّ- فكتب عنه ولم يعرفه» . (طبقات المحدّثين بأصبهان 1/ 384) . وسئل علي بن المديني عن بشر بن الحسين: روى عن الزبير بن عديّ، عن أنس، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يبتاعنّ أحدكم على بيع أخيه» روى عنه ابن أبي بكير؟ فضعّفه. وقال ابن عديّ: «له قريب من مائة حديث مسند، ولا يصحّ منها شيء ... وعامّة حديثه ليس بالمحفوظ. وليس للزبير بن عديّ سوى نسخة حجّاج بن يوسف الّذي حدّثناه ابن عفير من الحديث غير ما ذكره إلا مقدار عشرة أو نحوها. حدّث عن الثوري وغيره. وأحاديثه سوى هذه النسخة التي ذكرتها مستقيمة، وإنما أتى ذلك من قبل بشر بن الحسين لأنه يبطل في روايته عن الزبير ما لا يتابعه أحد عليه، والزبير ثقة، وبشر ضعيف» . (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 443، 444) . وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين 68 رقم 124. [3] انظر عن (بشر بن عمر الزهراني) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 300، وتاريخ خليفة 473، وطبقات خليفة 228، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4555، وتاريخ الثقات للعجلي 81 رقم 152، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 80 رقم 1758، والتاريخ الصغير له 220، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، والمعارف لابن قتيبة 521، والمعرفة والتاريخ 3/ 33، وأخبار القضاء لوكيع 2/ 194، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 94، والجرح والتعديل 2/ 361 رقم 1379، والثقات لابن حبّان 8/ 141، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 111 رقم 131، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 86 رقم 135، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 52 رقم 199، والكامل في التاريخ 6/ 385، وتهذيب الكمال 4/ 138- 140 رقم 701، والكاشف 1/ 103 رقم 595، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 755، وتذكرة الحفاظ 1/ 337، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 261، وتهذيب التهذيب 1/ 455، 456 رقم 837، وتقريب التهذيب 1/ 100 رقم 68، وخلاصة تذهيب التهذيب 49. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 77 عَنْ: شُعْبَة، وعكرمة بْن عمّار، وهَمّام، وأبان العطّار، وعاصم بْن محمد السَّرِيّ، وجماعة. وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وبِشْر بْن آدم، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ومحمد بْن يحيى، وبَهْز بْن عليّ، ومحمد بْن يحيى القطعي، وآخرون. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق. ووثَّقهُ ابن سعْد [2] ، وقال: تُوُفّي بالبصرة سنة سبْعٍ. وقال غيره: تُوُفّي في آخر يوم من سنة ستٍّ [3] . 53- بِشْر بْن مبشّر [4] . أبو المسيّب الواسطيّ. عَنْ: شُعْبَة، وأبي الأشهب، ومهديّ بْن ميمون. وعنه: أحمد بْن سِنان، ومحمد بْن وزير الواسطيان، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن سَعِيد القطّان، ومحمد بن عبد الله المخرميّ، وغيرهم [5] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 361. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 300، «وكان ثقة راوية مالك بن أنس، وتوفي بالبصرة في شعبان تسع ومائتين، وصلّى عليه يحيى بن أكثم وهو يومئذ يلي القضاء بالبصرة» . وجاء في المعارف لابن قتيبة. أيضا (ص 521) أنه توفي سنة 209. كذلك ذكر ابن حبّان في ثقاته أنه قد قيل: توفي سنة تسع في شعبان. (ج 8/ 141) . وهذا ينفي أن يكون لفظ «تسع» مصحّفا عن «سبع» كما ذهب الدكتور بشار عواد معروف في حاشية (تهذيب الكمال رقم (1) ج 4/ 139) . [3] وفي ثقات ابن حبّان: «مات ليلة الأحد في آخر سنة ست ومائتين أو أول سنة سبع، وقد قيل سنة تسع في شعبان» . وقد وثّقه العجليّ، وقال: «كتبت عنه» . (تاريخ الثقات 81 رقم 152) . [4] انظر عن (بشر بن مبشّر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 316 (دون ترجمة) ، وطبقات خليفة 327، والتاريخ الكبير 2/ 84 رقم 1768، والتاريخ الصغير له 214، 215، والجرح والتعديل 2/ 361، 367 رقم 1411، والثقات لابن حبّان 8/ 138، والمغني في الضعفاء 1/ 107 رقم 920، وميزان الاعتدال 1/ 324 رقم 1219، ولسان الميزان 2/ 32 رقم 109. [5] لم يتناوله أحد بجرح أو تعديل، وقد ذكره ابن حبّان في الثقات. لم يؤرّخ خليفة لوفاته، بل ذكره في «الطبقة الرابعة» من أهل واسط، وكان قد ذكر المتوفين في الجزء: 14 ¦ الصفحة: 78 54- بشر بن المعتمر [1] . أبو سهل. شيخ المعتزلة، وصاحب التّصانيف. تُوُفّي سنة عشرٍ ومائتين. ورّخه ابن النّجّار. 55- بَكْر بْن بكّار [2] . أبو عَمْرو القَيْسيّ الْبَصْرِيّ. عَنْ: ابن عَون، وعَبّاد بْن منصور، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وحمزة الزّيّات، ومِسْعر، وشُعْبة، وغيرهم. وعنه: أبو داود الطَّيالِسيّ، وهو من طبقته، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وإبراهيم بْن سعدان، ومحمد بن إبراهيم الجيرانيّ [3] ، وآخرون.   [ () ] الطبقة الثالثة وأقدمهم وفاة في سنة 163 وآخرهم وفاة سنة 206 هـ. وقال البخاري: «وقال محمد بن وزير: مات سنة تسع وتسعين» . (التاريخ الكبير 2/ 84، والتاريخ الصغير 214، 215) . وقال ابن حبّان: «بشر بن مبشّر الواسطي. يروي عن الحكم بن فضيل. روى عنه محمد بن موسى الواسطي. مات سنة تسع وتسعين ومائة» . (الثقات 8/ 138) . وقال ابن حجر: «وذكره ابن حبّان في الثقات ونسبه واسطيا، مات سنة تسع وسبعين ومائة..» . أقول: «وسبعين» تصحيف «وتسعين» . وقد ضعّفه الأزدي. (لسان الميزان 2/ 32) . [1] انظر ترجمته في الجزء التالي برقم (58) فهي أطول قليلا من هنا. [2] انظر عن (بكر بن بكار) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 88 رقم 1782، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، والضعفاء والمتروكين للنسائي 286 رقم 87، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 152 رقم 190، وفيه «القرشي» بدل «القيسي» ، والجرح والتعديل 2/ 382، 383 رقم 1492، والثقات لابن حبّان 8/ 146، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 51- 55 رقم 94، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 234، 235، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 464، 465، والمغني في الضعفاء 1/ 112 رقم 968، وميزان الاعتدال 1/ 343 رقم 1274، ولسان الميزان 2/ 48، 49 رقم 178. [3] الجيراني: بفتح الجيم وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها الراء وفي آخرها النون بعد الألف، هذه النسبة إلى جيران، وهي من قرى أصبهان على فرسخين منها، ينسب إليها محمد بن إبراهيم الجيراني، روى عن بكر بن بكار، آخر من حدّث عنه أبو بكر القبّاب الأصبهاني. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 79 وثّقه أبو عاصم النّبيل [1] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِين: لَيْسَ بشيء [3] . وقال ابن حِبّان [4] : ثقة رُبّما يخطئ. وقال أبو نُعَيْم الحافظ [5] : قدِم أصبهان سنة ستٍّ ومائتين، وحدَّثَ بها سنة سبْعٍ [6] . 56- بَكْر بْن خداش [7] . أبو صالح الكوفيّ. نزل أصبهان، وحدّث عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وعيسى بْن المسيّب البَجَليّ، وحبان بْن عليّ. وعنه: أبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن يونس الضَّبّيّ، وسليمان بْن توبة النَّهْروانيّ، وآخرون. لا أعلم فيه ضَعْفًا [8] . 57- بَكْر بْن الخطيب الرام. أبو يونس الباقلانيّ. عن: يونس الكديميّ، والنّسويّ.   [1] طبقات المحدّثين لأبي الشيخ 2/ 52، وذكر أخبار أصبهان 1/ 234. [2] في الجرح والتعديل 2/ 383. [3] الجرح والتعديل 2/ 383. [4] في الثقات 8/ 146. [5] في ذكر أخبار أصبهان 1/ 234، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 51. [6] وسئل أشهل بن أبي حاتم الجمحيّ عنه فقال: ثقة. (طبقات المحدّثين 2/ 52، أخبار أصبهان 1/ 234) . [7] انظر عن (بكر بن خداش) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 55، والجرح والتعديل 2/ 385 رقم 1498، والثقات لابن حبّان 8/ 148، والأسامي والكنى للحاكم 2 ج 1 ورقة 283 أ، وتاريخ بغداد للخطيب 7/ 92، 93 رقم 3528. [8] ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «ربما يخالف» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 80 كنّاه الحاكم، وهو أخو خَالِد بْن الخصيب الّذي رَوَى عَنْهُ أحمد، وخالد. لم أر أحدًا ذكره. 58- بَكْر بْن عيسى الراسبيّ [1] . أبو بِشْر، صاحب الْبَصْرِيّ. عَنْ: شُعْبَة بْن الحَجّاج. وعنه: أحمد بْن حنبل [2] ، وبُنْدار، وجماعة [3] . تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين [4] . 59- بَكْر بْن يحيى [5] بْن زبّان [6] البصريّ.   [1] انظر عن (بكر بن عيسى الراسبي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 92 رقم 1800، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 15، والجرح والتعديل 2/ 391 رقم 1519، والثقات لابن حبّان 8/ 146، 147 و 149، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 82 أ، وتهذيب الكمال 4/ 224، 225 رقم 752، والكاشف 1/ 108 رقم 640، وتهذيب التهذيب 1/ 486 رقم 895، وتقريب التهذيب 1/ 106 رقم 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 52. [2] قال الأثرم: «سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل حدّث عن بكر بن عيسى بحديث فأحسن الثناء عليه» . (الجرح والتعديل 2/ 391) 8. [3] وثّقه النّسائي. وذكره ابن حبّان مرتين في ثقاته، قال في الأولى: «بكر بن عيسى الراسبي، من أهل البصرة، يروي عن جامع بن مطر الحبطي، عن معاوية بن قرّة قال معقل بن يسار: حرّمت الخمر ونحن نشرب الفضيخ ثنا ابن منيع، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا بكر بن عيسى» . (الثقات 8/ 146، 147) . والحديث أخرجه أحمد في مسندة 3/ 227 من طريق: حمّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال. كنت ساقي القوم يوم حرّمت الخمر ... فأنزل الله عزّ وجلّ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا 5: 93، (سورة المائدة، الآية 93) قال: وكان خمرهم يومئذ الفضيح البسر والتمر. وقال ابن حبّان في المرة الثانية: «بكر بن عيسى أبو بشر، من أهل البصرة، يروي عن أبي عوانة. روى عنه أحمد بن محمد بن حنبل» . (الثقات 8/ 149) . [4] أرّخ وفاته أبو أحمد بن عديّ. (تهذيب الكمال 4/ 225) ولم يذكره في الكامل في ضعفاء الرجال. [5] انظر عن (بكر بن يحيى) في: الجرح والتعديل 2/ 394 رقم 1536، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 169، وتهذيب الكمال 4/ 231، 232 رقم 758، والكاشف 1/ 109 رقم 645، وتهذيب التهذيب 1/ 338 رقم 901، وتقريب التهذيب 1/ 107 رقم 129، وخلاصة تذهيب التهذيب 52. [6] زبّان: بالزاي المعجمة والباء المشدّدة. (تصحيفات المحدّثين 168 و 169) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 81 عَنْ: أَبِيهِ، وشعبة، وحِبّان بْن عليّ. وعنه: عَبّاد بْن الوليد الغُبْريّ [1] ، وأبو قلابة الرَّقاشيّ، وأبو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسيّ. وثّقه ابن حِبّان [2] . 60- بُكَيْر بن جعفر السّلميّ الْجَرْجَرائيّ الزّاهد [3] . قاضي جُرجْان. روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوريّ، وحسن بْن فَرْقَد، ومغيرة بْن موسى. وعنه: إبراهيم بْن موسى، وأحمد بْن يحيى السَّابَرِيّ، ومحمد بْن بُنْدار السَّبَّاك، وآخرون. قَالَ ابن عديّ [4] : حدَّثَ بمناكير عَنِ المعروفين. وأرجو أنه لا بأس به.   [1] الغبريّ: بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحّدة وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى بني غبر وهم بطن من يشكر من ربيعة وهو غبر بن غنم بن حبيّب بن كعب بن يشكر.. (الأنساب 9/ 122- 124) . [2] كونه ذكره في ثقاته 8/ 150 وقد تصحّف في المطبوع بشكل يصعب فيه التعرّف عليه لأول وهلة، فهو ورد باسم «بكر بن بحر العمري» ! ولهذا كتب محقّقه في الحاشية رقم (1) : «لم نظفر به» . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد أكّد الحافظ المزّي في تهذيب الكمال 4/ 232 أن أبا حاتم بن حبّان ذكره في كتاب الثقات، ولكن صديقنا الدكتور بشّار لم يهتد إلى صاحب الترجمة في نسخته، فاكتفى بتوثيق الذهبي له في الكاشف وقول ابن حجر في التقريب أنه مقبول، وأن الذهبي ذكره في تاريخ الإسلام. قال «عمر» : إن معرفة واحد من شيوخ صاحب الترجمة، وواحد من تلاميذه كافية للدلالة عليه، وخصوصا لمن كان التحقيق ومعرفة الرجال صنعته. فقد ذكر ابن حبّان: «بكر بن بحر العمري، يروي عن شعبة، روى عنه أبو قلابة، وغيره من أهل العراق» . (الثقات 8/ 150) . وهكذا نرى أن «يحيى» تصحّف إلى «بحر» و «البصري» تصحّف إلى «العمري» ، وشيخه «شعبة» ، وتلميذه «أبو قلابة الرقاشيّ» كما في ترجمته. [3] انظر عن (بكير بن جعفر السليمي) في: تاريخ جرجان للسهمي 169، 170 رقم 204 و 252 و 502، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 473، 474، والمغني في الضعفاء 1/ 114 رقم 991، وميزان الاعتدال 1/ 349 رقم 1302، ولسان الميزان 2/ 61 رقم 233. [4] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 473 و 474 وزاد: «وله عن الثقات أحاديث وكذلك عن جماعة الجزء: 14 ¦ الصفحة: 82 ومن قوله: لو كَانَ ما أخطأ فلان [1] جوزًا لاكتفى بِهِ ناسٌ كثير. 61- بهز بْن أسد العَمِّيّ. أحد الثقات. تقدّم سنة سبْعٍ وتسعين [2] . 62- بُهْلُولُ بْن حسّان بْن سِنان [3] . أبو الهَيْثَم التَّنُّوريّ الأنباريّ. عَنْ: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وابن أَبِي ذئب، وشُعْبَة، وشَيْبان، ووَرْقاء، ومالك، وطائفة. وعنه: ابنه إِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ الحافظ. وقد كَانَ أديبًا لُغَوّيًّا إخباريًّا زاهدًا. تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين [4] . 63- بُهْلولُ بْن مورق الشّاميّ البصريّ [5] .   [ () ] من الضعفاء مثل حسن بن فرقد، وغيره. وإذا روى عن ضعيف فيكون ضعيف الحديث من جهة الضعيف الّذي روى عنه وإنما أنكرت عليه إذا روى عن ثقة لا يتابعه عليه أحد» . [1] في تاريخ جرجان 169، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 473: «لو كان ما أخطأ به أبو حنيفة» . [2] انظر ترجمته في الطبقة الماضية من الجزء السابق من هذا الكتاب. [3] انظر عن (بهلول بن حسّان) في: تاريخ بغداد 7/ 108، 109 رقم 3549، والمغني في أسماء الرجال للهندي 44، وهو ضبط «بهلول» بضم الباء. [4] تاريخ بغداد 7/ 109. [5] انظر عن (بهلول بن مورّق) في: الجرح والتعديل 2/ 429، 430 رقم 1710، والثقات لابن حبّان 8/ 152، وتهذيب الكمال 4/ 263، 264، رقم 776، والكاشف 1/ 110 رقم 659، وتهذيب التهذيب 1/ 499، 500 رقم 925، وتقريب التهذيب 1/ 109 رقم 151، وفيه «المصري» بدل «البصري» وهو تصحيف، وخلاصة تذهيب التهذيب 54، 55، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 31 رقم 356 وقد تصحّف «مورّق» إلى «مورة» . وذكر الدكتور «بشّار عوّاد معروف» في آخر الحاشية رقم (1) على تهذيب الكمال 4/ 263 أن صاحب «الخلاصة» أخلّ به فلم يذكره هو واللّذين بعده. قال خادم العلم «عمر تدمري» : الجزء: 14 ¦ الصفحة: 83 أبو غسان. عَنْ: ثور بْن يزيد، وموسى بْن عُبَيْدة، والأوزاعيّ. وعنه: أبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق الكَوْسَج، والفلاس، والكُدَيْميّ، وأبو قلابة، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام. قَالَ أبو حاتم [1] : لا بأس بِهِ [2] . 64- بَهيم العِجْليّ [3] . العابد. من نُسّاك عَبّادان، وَيُكَنَّى أبا بَكْر. كَانَ قد غلب عَلَيْهِ الخوف والبكاء والخشوع. تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين رحمه اللَّه عَلَيْهِ. وروى عَنْهُ: عبد الله بن داود الخريبيّ، وغيره.   [ () ] بلى قد ذكره صاحب الخلاصة في (فصل التفاريق) - ص 54، 55 فقال بعد أن رمز بأوله (ق) : «بهلول بن مورّق بكسر الراء، أبو غسان البصري. عن ثور بن يزيد والأوزاعي. وعنه أبو خيثمة، وإسحاق الكوسج. قال ابن معين: لا بأس به» . [1] في الجرح والتعديل 2/ 430. [2] وسئل أبو زرعة عنه فقال: أحاديثه مستقيمة لا بأس به. [3] انظر عن (بهيم العجليّ) في: الجرح والتعديل 2/ 436 رقم 1730، والثقات لابن حبّان 8/ 153، 154، وصفة الصفوة 3/ 109. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 84 [حرف الثاء] 65- ثابت بْن نَصْر بْن مالك بْن الهَيْثَم الخُزاعيّ الأمير [1] . أخو الشهيد أحمد بْن نَصْر. وُلِّيَ إمرة الثغور [سبْعٍ عشرة] [2] سنة. ومات بالمصيصة سنة ثمانٍ ومائتين. قَالَ الخطيب [3] : يذكر عنه فضل وصلاح.   [1] انظر عن (ثابت بن نصر الخزاعي) في: المعارف لابن قتيبة 549، وتاريخ الطبري 8/ 338، وتاريخ بغداد للخطيب 7/ 142، 143 رقم 3590، وتاريخ حلب للعظيميّ 237، والكامل في التاريخ 6/ 208، 209. [2] ما بين الحاصرتين زيادة من تاريخ بغداد 7/ 143، وقد سقط من الأصل، وزاد الخطيب: وحسن أثره فيها. [3] تاريخ بغداد 7/ 142. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 85 [حرف الجيم] 66- الجارود بْن يزيد [1] . أبو عليّ العامريّ. وقيل: أبو الضّحّاك الفقيه النَّيْسابوريّ، أحد أصحاب أَبِي حنيفة. وخُطبته بنَيْسابور مشهورة، ومسجده عَلَى رأس السّكّةِ. روى عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خالد، وسليمان التَّيْميّ، وعُمَر بْن ذَرّ، وشُعْبة، وسُفْيَان، وطائفة. وعنه: أبو سَلَمَةَ التَّبُوذَكيّ، وأحمد بْن رجاء الهَرَوِيّ، والحسين بْن عَرَفَة، وَسَلَمَةُ بْن شَبِيب، ومحمد بْن عَبْد الملك بْن زَنْجَوَيه، وطائفة. قَالَ أبو حاتم [2] : لا يكتب حديثه. وقال النّسائيّ [3] : متروك [4] .   [1] انظر عن (الجارود بن يزيد) في: التاريخ لابن معين 2/ 76، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 237 رقم 2308، والضعفاء الصغير له 255 رقم 53، والتاريخ الصغير له 222، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 100، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 202 رقم 248، والجرح والتعديل 2/ 525 رقم 2183، والمجروحين لابن حبّان 1/ 220، 221، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 595، 596، وتاريخ جرجان للسهمي 115 و 202، وسير أعلام النبلاء 9/ 424- 426 رقم 152، وميزان الاعتدال 1/ 384، 385 رقم 1428، والمغني في الضعفاء 1/ 126 رقم 1081، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 120، 121 رقم 184، ولسان الميزان 2/ 90، 91 رقم 371. [2] في الجرح والتعديل 2/ 525، وفيه زيادة: «منكر الحديث.. كذّاب» . وقال أبو حاتم أيضا: كان أبو أسامة يرميه بالكذب. (الجرح والتعديل 2/ 525) . [3] في الضعفاء والمتروكين 287 رقم 100. [4] وقال ابن معين: «ليس بشيء» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 86 مات سنة ثلاث. وقيل: سنة ستٍّ. 67- جَابِر بن نوح [1]- ت. - أبو بشر الحمانيّ الكوفي. عَنْ: حُرَيْث بْن السّائب، وإسماعيل بْن أَبِي خالد، والأعمش، ومحمد ابن عَمْرو، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن بُدَيْل، ومحمد بْن جعفر الفَيْديّ، وأبو كُرَيْب، ومحمد بْن آدم المصِّيصيّ، ومحمد بْن طريف البَجَليّ. قَالَ أبو حاتم [2] : ضعيف الحديث. وقال النسائي [3] : ليس بالقويّ [4] .   [ () ] وقال البخاري: «منكر الحديث» . وذكره العقيلي في الضعفاء، ونقل قول ابن معين، والبخاري، وأبي أسامة، وأورد حديثا من طريقه، عن بهز بن حكيم «أترعوون عن ذكر الفاجر ... » ، وقال: ليس له من حديث بهز أصل، ولا من حديث غيره ولا يتابع عليه. وقال ابن حبّان: «يروي عن الثقات ما لا أصل له» . وذكره ابن عديّ في الكامل في الضعفاء، ونقل قول ابن معين، والبخاري، وأبي أسامة، والنسائي، وقد تصحفت فيه، «كان أبو أسامة يرميه بالكذب» إلى: «كان أبو أسامة يوصيه بالكذب» . وأورد له عدّة أحاديث، وقال: «وهذه الأحاديث التي ذكرتها مع غيرها مما لم أذكرها عن الجارود عن كل من روى الجارود من ثقات الناس ومن ضعفائهم فالبليّة فيهم من الجارود لا ممّن يروي عنه، فالجارود بيّن الأمر في الضعف» . [1] انظر عن (جابر بن نوح) في: التاريخ لابن معين 2/ 75، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 210 رقم 2220، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 584، والضعفاء والمتروكين للنسائي 287 رقم 99، وتاريخ الطبري 1/ 304 و 326 و 443 و 445 و 447، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 196 رقم 241، والجرح والتعديل 2/ 500 رقم 2056، والمجروحين لابن حبّان 1/ 210، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 544، وتاريخ بغداد 7/ 237، 238 رقم 3730، وتهذيب الكمال 4/ 459- 463 رقم 876، والكاشف 1/ 122 رقم 745، والمغني في الضعفاء 1/ 126 رقم 1078، وميزان الاعتدال 1/ 379 رقم 1421، وتهذيب التهذيب 2/ 45، 46 رقم 72، وتقريب التهذيب 1/ 123 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 59. [2] في الجرح والتعديل 2/ 500. [3] في الضعفاء والمتروكين 287، رقم 99. [4] وقال ابن معين في تاريخه: «لم يكن بثقة، وكان أبوه نوح ثقة» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 87 وقال مطين: مات سنة ثلاث ومائتين. جَابِر بْن نوح الحمانيّ. ذكرناه في الطبقة الماضية [1] . ويُقال إنّه مات سنة ثلاث ومائتين، فيحول إلى هنا. 68- جعفر بْن عَون بْن جعفر بن عمرو بن حريث [2]- ع. -   [ () ] وقال في موضع آخر: «ليس حديثه بشيء، كان حفص بن غياث يضعّفه» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 196) و (الجرح والتعديل 2/ 500) وانظر: الكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 544. وذكره العقيلي في الضعفاء، وأورد له حديثا لا يتابع عليه. وقال ابن حبّان: «يروي عن الأعمش وابن أبي خالد المناكير الكثيرة، كأنه كان يخطئ حتى صار في جملة من سقط الاحتجاج بهم إذا انفردوا. وروى ابن عديّ حديثه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن تمام الحجّ أن تحرم من دويرة أهلك» . وقال: ليس له روايات كثيرة، وهذا الحديث الّذي ذكرته لا يعرف إلا بهذا الإسناد، ولم أر له أنكر من هذا. [1] انظر ترجمته في الجزء السابق. [2] انظر عن (جعفر بن عون) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 396، والتاريخ لابن معين 2/ 86، 87، والعلل لابن المديني 78، وطبقات خليفة 176، وتاريخه 28 و 472، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5081 و 5598، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 197 رقم 2179، والتاريخ الصغير له 220، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 81، وتاريخ الثقات للعجلي 98 رقم 215، والمعارف لابن قتيبة 517، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 196، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 636، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 54 و 2/ 211 و 290 و 302 و 428 و 3/ 48 و 54، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 38، وتاريخ الطبري 2/ 497 و 540 و 541 و 4/ 186 و 189 و 190، والجرح والتعديل 2/ 485 رقم 1981، والثقات لابن حبّان 6/ 141، ومشاهير علماء الأمصار له 174 رقم 1380، وأسماء التابعين. للدارقطنيّ، رقم 168، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 88 رقم 162، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 140 رقم 173، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 124 رقم 231، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 29 ب، رقم 734 (حسب ترقيم نسختنا المصوّرة) ، وتاريخ جرجان للسهمي 521 و 535، والسابق واللاحق للخطيب 209، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 70 رقم 270، والكامل في التاريخ 6/ 385، وتهذيب الكمال 5/ 70- 73 رقم 948، والكاشف 1/ 130 رقم 805، والعبر 1/ 351، وسير أعلام النبلاء الجزء: 14 ¦ الصفحة: 88 أبو عون المخزومي العمريّ الكوفيّ، أحد الأبدال. وُلِد سنة نيفٍ وعشرة ومائة. سمع: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وهشام بْن عُرْوَة، ويحيى بْن سَعِيد، وأبي العُمَيْس عُتْبة بْن عَبْد اللَّه، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه: ابن رَاهَوَيْه، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه القصّار، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي المُثَنَّى، وخلق. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق. وقال غيره: تُوُفّي في أول السنة راجعًا من الحجّ، وله نيِّفٌ وتسعون سنة [2] . وقال أحمد: رَجُل صالح لَيْسَ بِهِ بأس [3] . وقال محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء: قَالَ لي أحمد بْن حنبل: أَيْنَ تريد؟ قلت: الكوفة! قال: عليك بابن عون [4] .   [ () ] 9/ 439- 441 رقم 165، ودول الإسلام 1/ 128، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 757، والبداية والنهاية 10/ 261، والوافي بالوفيات 11/ 118 رقم 200، وتهذيب التهذيب 2/ 101 رقم 153، وتقريب التهذيب 1/ 131 رقم 90، والنجوم الزاهرة 1/ 230، وخلاصة تذهيب التهذيب 63، وشذرات الذهب 2/ 17. [1] في الجرح والتعديل 2/ 485. [2] هذا قول ابن حبّان في الثقات. [3] الجرح والتعديل 2/ 485، ونقله ابن شاهين في ثقاته 88، وقال أحمد في موضع آخر: حدثنا محمد بن بشر سمع مسعرا وذكر جعفر بن عون فقال: ما يزيدك عليه شاب فضلا. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 245 رقم 5081) وفي موضع آخر قال: «حدّثنا جعفر بْن عَون بْن جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ أَبُو عَوْنٍ وكان عابدا من العبّاد» . (العلل ومعرفة الرجال 3/ 364 رقم 5598) . [4] تهذيب الكمال 5/ 72، 73. وقال ابن معين: «حديث جعفر بن عون، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، يقال يوم القيامة: أين الذين كانوا ينزّهون أبصارهم وأسماعهم. قال يحيى: ليس هذا من حديث منصور، عن مجاهد. أظنّه شبّه لهم» . (التاريخ 2/ 86، 87 رقم 1528) . وقال أيضا: «قال أبو الفضل: سمعت جعفر بن عون بالكوفة، وتبعناه فجاء إلى القصّابين، فقال: لم تتبعوني؟ ألم أقعد معكم منذ غدوة فحدّثتكم؟ قلنا: قد بقي معنا شيء، فقال: اذهبوا عنّي، لربّما اتبعتموني وأنا أريد أن أشتري شحما أو لحما بنصف درهم، فإذا رأيتكم اشتريت بدرهم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 89 قلت: مات في أول سنة سبْعٍ [1] . وقال الْبُخَارِيّ: مات سنة ستٍّ [2] . 69- جُنَيْد الحجّام [3]- ن. - عَنْ: أستاذه أَبِي أسامة زيد الحجّام. عَنْ: عكرمة، وغيره. وعنه: قُتَيْبة بْن سَعِيد، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وعليّ بْن محمد الطّنافسيّ، وهارون بْن إِسْحَاق، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامريّ. قَالَ أبو زُرْعة: ثقة [4] . وقال [النسائي] [5] : ليس به بأس [6] .   [ () ] استحيي منكم» (2/ 87 رقم 2643) . وقال العجليّ في ثقاته: «ثقة وكان متعبّدا» . [1] المعارف 517. [2] الموجود في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير أنه مات سنة 207 هـ. وقال ابن حبّان في الثقات 6/ 141 «مات منصرفا من الحج في رجب أو شعبان سنة سبع ومائتين وهو ابن سبع وتسعين سنة» . وقد كرّر المؤلّف الذهبي- رحمه الله- أن وفاة جعفر بن عون في سنة 206 في كتابه الكاشف 1/ 130، ولم يذكر هذا التاريخ في كتابه «السير» بل نقل فقط ما قاله ابن حبّان في «الثقات» . وقد نقل الحافظ المزّي في (تهذيب الكمال 5/ 73) عن البخاري أنه قال: مات بالكوفة سنة ست ومائتين، وهكذا نقل الحافظ الذهبي عنه، ثم نقل الحافظ ابن حجر عنهما قول البخاري بوفاته سنة 206، والموجود عند البخاري (207 هـ.) حيث أكده في التاريخ الكبير، والتاريخ الصغير، وقاله ابن قتيبة، وأبو داود، وابن حبّان، وهو الصحيح، إن شاء الله. ووقع في (الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 396) أنه «توفي بالكوفة يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة تسع ومائتين في خلافة المأمون» . و «سنة تسع» تصحيف، والصواب «سنة سبع» . [3] انظر عن (جنيد الحجّام) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 104 رقم 441، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 236 رقم 2304، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، والجرح والتعديل 2/ 528 رقم 2194، وتهذيب الكمال 5/ 152- 154 رقم 978، والكاشف 1/ 133 رقم 829، وميزان الاعتدال 1/ 425 رقم 1581، وتهذيب التهذيب 2/ 120 رقم 193، وتقريب التهذيب 1/ 135 رقم 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 65. [4] الجرح والتعديل 2/ 528. [5] ساقطة من الأصل، والإضافة من تهذيب الكمال 5/ 153. [6] وقال ابن معين: «ثقة» . (معرفة الرجال 1/ 101 رقم 441) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 90 [حرف الحاء] 70- حاتم بْن عَبْد اللَّه [1] . أبو عبيدة النُّمَيْريّ الْبَصْرِيّ. حدَّثَ بأصبهان سنة بضْعٍ ومائتين عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، والقاسم بْن الفضل الحُدانيّ، وأبي هلال، وجماعة. وعنه: عبد الرحمن بن عمر رستة، وإبراهيم بن راشد، وسمويه في فوائده. قال أبو نعيم الحافظ [2] : كان من الثقات [3] . 71- الحارث بن أسد العتكي البصري. مات في ذي القعدة سنة عشر. 72- الحارث بن أسد الإفريقي. صاحب مالك. قال ابن يونس: مات سنة ثمان ومائتين. 73- الحارث بن عطيّة البصريّ [4]- ن. -   [1] انظر عن (حاتم بن عبد الله) في: الجرح والتعديل 3/ 260، 261 رقم 1163 وفيه (حاتم بن عبيد الله) ، والثقات لابن حبّان 8/ 211، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 296، 297، وفيه (حاتم بن عبيد الله) ، ولسان الميزان 2/ 145 رقم 645. [2] في ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 296، 297. [3] وقال أبو حاتم. «نظرت في حديثه فلم أر في حديثه مناكير» . (الجرح والتعديل 3/ 261) . [4] انظر عن (الحارث بن عطية) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 91 نزيل المصِّيصة. عَنْ: هشام بْن حسان، وهشام بْن أَبِي عَبْد اللَّه، والأوزاعيّ، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بْن الحُسين الأنطاكيّ، وحاجب بْن سليمان المنبجيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّار، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين [1] . وكان من الزُّهّاد المذكورين [2] . 74- الحارث بْن عِمران الجعفريّ الْمَدَنِيّ [3]- ق. - عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وجعفر الصّادق، ومحمد بْن سُوقَة، وغيرهم. وعنه: الأشجّ، وإبراهيم بْن يوسف الصَّيْرفيّ، وعبد اللَّه بْن هاشم الطُّوسيّ، ومحمود بْن غيلان، وجماعة. ضعّفه أبو زرعة [4] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 490، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 278 رقم 2455، والجرح والتعديل 3/ 85 رقم 391، والثقات لابن حبّان 8/ 182، 183، وتاريخ بغداد 4/ 252، وتهذيب الكمال 5/ 261، 262 رقم 1031، والكاشف 1/ 139 رقم 872، وتذهيب التهذيب 2/ 150، 151 رقم 256، وتقريب التهذيب 1/ 142 رقم 48، وخلاصة تذهيب التهذيب 68، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 75، 76 رقم 389. [1] تهذيب الكمال 5/ 261. [2] هذا قول عبد الرحمن بن خالد الرقّيّ. وذكره ابن حبّان في (الثقات) وقال: «كان من أصدقاء مخلد بن الحسين، ربّما أخطأ» . [3] انظر عن (الحارث بن عمران الجعفري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 278 رقم 2454، والجرح والتعديل 3/ 84 رقم 385، والمجروحين لابن حبّان 1/ 225، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 614، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 75 رقم 154، وميزان الاعتدال 1/ 439 رقم 1637، والمغني في الضعفاء 1/ 142 رقم 1244، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 130 رقم 203. [4] فقال: «ضعيف الحديث، واهي الحديث» . وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن الحارث بن عمران الجعفري فقال: ليس بقويّ، والحديث الّذي رواه عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «تخيّروا نطفكم» ليس له أصل. وقد رواه مندل أيضا. (الجرح والتعديل 2/ 84) . وقال ابن حبّان: «كان يضع الحديث على الثقات» . (المجروحون 1/ 225) . وذكره ابن عديّ في الكامل، وروى من طريقه، عن جعفر بن محمد حديث: توضّأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرة مرة، وقال: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن جعفر غير الحارث هذا، وللحارث عن الجزء: 14 ¦ الصفحة: 92 75- الحارث بْن مُسْلِم المَرْوَزِيّ المقرئ [1] . عَنِ: الربيع بْن صُبَيْح، وسُفْيان الثَّوريّ، وجماعة. وعنه: محمد بْن مِهْران الجمّال، ومحمد بْن حمّاد الطّهرانيّ. نزل الرّيّ. ذكره أبو هاشم وقال [2] : ثقة عابد، صلَّيت خلفه. 76- الحارث بْن النُّعْمان بْن سالم [3] . أبو النَّضْر الطُّوسيّ الأكفاني [4] البزّاز. مولى بني هاشم. سكن بغداد. وحدَّثَ عَنْ: سَمِيِّه الحارث بْن النعمان، وسالم اللَّيْثيّ ابن أخت سَعِيد بْن جُبَيْر، وحَرِيز، وعثمان، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وشَيْبان. وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمد بْن حرب النَّسائيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز، وآخرون. 77- حَجّاج بْن زيان. أبو محمد السَّهميّ، مولاهم الْمَصْرِيّ. عبدٌ صالح، مُجاب الدَّعوة، كبير القدْر.   [ () ] جعفر بهذا الإسناد غير حديث لا يتابع عليه الثقات ... والضعف بيّن على رواياته. (الكامل 2/ 614) وذكره الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء والمتروكين. [1] انظر عن (الحارث بن مسلم المروزي) في: الجرح والتعديل 3/ 88 رقم 406. [2] لفظه في (الجرح والتعديل) : «الحارث بن مسلم عابد شيخ ثقة صدوق، رأيته وصلّيت خلفه» . وسئل أبو زرعة عنه فقال: «صدوق لا بأس به كان رجلا صالحا» . [3] انظر عن (الحارث بن النعمان) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 137، وتاريخ بغداد 8/ 207، 208 رقم 4326، وتهذيب الكمال 5/ 292 رقم 1048 (وذكره للتمييز) ، وميزان الاعتدال 1/ 445 رقم 1651، وتهذيب التهذيب 2/ 160 رقم 278، وتقريب التهذيب 1/ 144 رقم 70، وخلاصة تذهيب التهذيب 69. وقد أضاف الدكتور بشّار عوّاد معروف «كتاب الثقات» لابن حبّان، إلى مصادر «الحارث بن النعمان» في تحقيقه لتهذيب الكمال- ج 5/ 292، الحاشية رقم (1) ، وقد التبس عليه وجود اثنين باسم «الحارث بن النعمان» فظنّ أنه واحد منهما. [4] الأكفاني: نسبة إلى الأكفان. قال الخطيب في تاريخه 8/ 207: «كان يبيع الأكفان بباب الشام» . أي ببغداد. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 93 روى عَنْ: عزّان بْن سَعِيد. وعنه: أبو الطاهر بْن السَّرْح. مات سنة خمس ومائتين. 78- حجّاج بن محمد [1] . - ع. - أبو محمد المصِّيصيّ الأعور. مولى سليمان بْن مُجالد. تِرْمِذِيّ الأصل، سكن بغداد، ثمّ نزل المصِّيصَة. سمع: حَريز بْن عثمان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وابن جُرَيْج، وعُمَر بْن ذَرّ، وشُعْبة، وحمزة الزّيّات، وجماعة. وعنه: أحمد، وابن مَعِين، وأبو عبيدة بْن أَبِي السَّفَر، وأحمد الرَّماديّ، والحَسَن الزَّعْفرانيّ، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد صاعِقَة، وهارون الحمّال، ويوسف بن   [1] انظر عن (حجّاج بن محمد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 333 و 489، والتاريخ لابن معين 2/ 102، وتاريخ خليفة 472، وطبقاته 318 و 329، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 281 و 351 و 352 و 572 و 117 و 2/ رقم 1575 و 2403 و 2629 و 3610، والمحبّر لابن حبيب 476، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 380 رقم 2840، والتاريخ الصغير له 220، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 108 رقم 204، والمعرفة والتاريخ 1/ 195 و 232 و 727 و 2/ 9 و 16 و 17 و 68 و 401 و 609 و 832 و 3/ 13 و 206- 208 وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 380 و 461 و 647 و 669 و 676، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 146، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 94، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 218، والجرح والتعديل 3/ 166 رقم 708، والثقات لابن حبّان 8/ 201، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2758، والحدائق والعيون 3/ 313، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 246، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 194، 195 رقم 252، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 154 رقم 309، والفهرست لابن النديم 56، وتاريخ بغداد للخطيب 8/ 236- 239 رقم 4342، والسابق واللاحق له 96، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 99 رقم 386، ومعجم البلدان لياقوت 2/ 149، والكامل في التاريخ 6/ 362، وتهذيب الكمال 5/ 451- 457 رقم 1127، والعبر 1/ 349، وتذكرة الحفاظ 1/ 345، وسير أعلام النبلاء 9/ 447- 450 رقم 169، والكاشف 1/ 149 رقم 952، وميزان الاعتدال 1/ 464 رقم 1746، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 259، والوافي بالوفيات 11/ 317، وغاية النهاية 1/ 203 رقم 936، والاغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط 47، 48 رقم 21، وتهذيب التهذيب 2/ 205، 206 رقم 371، وتقريب التهذيب 1/ 154 رقم 161، ولسان الميزان 7/ 194 رقم 2591، ومقدّمة فتح الباري 395، 396، والنجوم الزاهرة 2/ 181، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 127، 128 رقم 125، وخلاصة تذهيب التهذيب 73، وشذرات الذهب 2/ 15. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 94 مُسْلِم، وهلال بْن العلاء، وخلْق. قَالَ الإِمَام أحمد: مَا كَانَ أضْبَطه، وأصحّ حديثه، وأشد تعاهده للحروف، وَرَفَعَ أمرَه جدًّا وقال: كَانَ صاحب عربية [1] . وكان يَقُولُ: ثنا ابن جُرَيْج، وإنّما قرأ عَلَيْهِ ثمّ ترك ذَلِكَ، فكان يَقُولُ: قَالَ ابن جُرَيْج [2] . وقد قرأ الكتب كلها عَلَى ابن جُرَيْج إلا «كتاب التَّفسير» ، فإنّه سمعه منه إملاء [3] . وقال أبو داود: رَحَلَ أحمد ويحيى إلى الحَجّاج الأعور. قَالَ: وبلغني أنّ يحيى كُتُب عَنْهُ نحوًا مِنْ خمسين ألف حديث [4] . وقال ابن مَعِين: كَانَ أثبت أصحاب ابن جُرَيْج [5] . وقال إبراهيم بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ الخُشْك: حَجّاج بْن محمد نائما، أوثق من عبد الرزّاق يقظانًا [6] . وقال ابن سعْد [7] : قدِم حَجّاج بغداد في حاجةٍ، فمات بها في ربيع الأوَّل سنة ستٍّ [8] . وقد تغيّر في آخر عُمره حين رجع إلى بغداد، وكان ثقة إنّ شاء الله.   [1] الجرح والتعديل 3/ 166، وقال صالح بْن أَحْمَد بْن محمد بْن حنبل: سئل أبي وأنا شاهد: أيّما أثبت عندك حجّاج الأعور أو الأسود بن عامر؟ فقال: حجّاج أثبت من الأسود. (الجرح والتعديل) . [2] تهذيب الكمال 5/ 454. [3] قال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: سمع حجّاج الأعور التفسير من ابن جريج بالهاشمية، وهي التي دون الكوفة، سماعا، سمع التفسير جميعا، قال حجّاج: أحاديث طوال سمعتها منه سماعا والباقي عرضا وأحاديث أيضا. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 69 رقم 1575) . [4] تهذيب الكمال 5/ 455. [5] انظر: الجرح والتعديل 3/ 166. [6] تهذيب الكمال 5/ 456. [7] في طبقاته الكبرى 7/ 333، وقال في موضع آخر منه (7/ 489) : «وكان ثقة كثير الحديث» . [8] وفي تاريخ البخاري الكبير 2/ 380: «قال الفضل: مات سنة خمس ومائتين ببغداد» . وكذا أثبت قول فضل بن يعقوب في (التاريخ الصغير 220) ثم أثبت قول الإمام أحمد. ولهذا لم يؤكّد ابن حبّان سنة وفاته فقال: «مات ببغداد سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين يوم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 95 79- حُجَيْن بْن المُثَنَّى. في الطبقة الأتية [1] . 80- حُذَيْفة بْن قَتَادة المَرْعَشيّ الزّاهد [2] . صاحب سُفْيَان الثَّوْريّ. قد ذكرناه في الطبقة العشرين، وكان موته سنة سبْعٍ ومائتين، فينقل. لَهُ قدِم في العبادة وكلام نافع. وهو القائل: إنْ لم تخْشَ أنّ يعذّبك اللَّه عَلَى أفضل عملك فأنت هالك [3] . قلت يعني: لِمَا يَعتوره من الآفات. وقال: لو وجدتُ من يبغضني في اللَّه لأوجبت عَلَى نفسي حُبَّه [4] . 81- حَرَميُّ بْن عمارة بن أبي حفصة [5]- سوى ت. -.   [ () ] الإثنين ليومين مضيا من ربيع الأول» ! (الثقات 8/ 201) . قال خادم العلم «عمر تدمري» : لا شك أن لفظ «وثلاثين» لا أصل لها وهي مقحمة من الناسخ، أو هي من أوهام ابن حبّان. وقد قال ابن حجر في (التهذيب 2/ 206) : «ذكره ابن حِبّان فِي الثقات وقال: مات في ربيع الأول» ! واكتفى ابن حجر بهذا القدر، ولم يعلّق على تردّد ابن حبّان في التأريخ أو الوهم الحاصل في نسخته!. ورجّح الكلاباذي قول ابن سعد بوفاته سنة 206 هـ. بعد أن ذكر قول البخاري. وأثبت الخطيب في تاريخه قول ابن سعد، وهو الأرجح. والله أعلم. [1] انظر ترجمته في الجزء التالي، رقم (80) . [2] انظر عن (حذيفة بن قتادة) في: حلية الأولياء 8/ 267- 271 رقم 404، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 722 و 939، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 696، 697، والتذكرة الحمدونية 1/ 181، 182 رقم 422، وصفة الصفوة 4/ 268- 270 رقم 796. [3] حلية الأولياء 8/ 267، صفة الصفوة 4/ 268. [4] حلية الأولياء 8/ 268. [5] انظر عن (حرميّ بن عمارة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 303 (دون ترجمة) ، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 106، والتاريخ له برواية الدارميّ، رقم 107 و 274، والعلل لأحمد 1/ 139، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 122 رقم 410، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 37، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 171، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 270 رقم 334، والجرح والتعديل 3/ 3/ 307، 308 رقم 1368، والثقات لابن حبّان 8/ 216، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 96 أبو روح العتكيّ. مولاهم الْبَصْرِيّ لم يدرك الأخذ عَنْ والده. روى عَنْ: قُرَّةَ بْن خَالِد، وأبي خَلْدة خَالِد بْن دينار، وشُعْبة، وهشام بْن حسّان وهو آخر شيخ لَهُ. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وأبو حفص الفلاس، وبُنْدار، وهارون الحمّال، والرَّماديّ، وطائفة. قَالَ ابن مَعِين [1] : صدوق [2] . قلت: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين. 82- حَرْمَلَة بْن عَبْد العزيز بن الربيع بن سبرة [3] .   [ () ] 252، والسنن له 1/ 181 رقم 22، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 210 رقم 273، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 179 رقم 368، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 191 رب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 113، 114 رقم 441، وتهذيب الكمال 5/ 556- 558 رقم 1169، والعبر 1/ 336، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 761، وميزان الاعتدال 1/ 473، 474 رقم 1784، والمغني في الضعفاء 1/ 154 رقم 1352 رقم 1352، والكاشف 1/ 154 رقم 988، والبداية والنهاية 10/ 248 وقد تصحّف فيه إلى «حرسي» ، والوافي بالوفيات 11/ 342 رقم 504، وغاية النهاية 1/ 203 رقم 940، وتهذيب التهذيب 2/ 232، 233 رقم 429، وتقريب التهذيب 1/ 159 رقم 206، ومقدّمة فتح الباري 396، والنجوم الزاهرة 2/ ج 170، وخلاصة تذهيب التهذيب 75، وشذرات الذهب 2/ 2. [1] في تاريخه برواية الدارميّ، رقم 274، والجرح والتعديل 3/ 308. [2] وذكره العقيلي في الضعفاء (1/ 270) وقال: «حدّثنا الخضر بن داود قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال: قال أبو عبد الله في حرميّ بن عمارة كلاما معناه أنه صدوق، ولكن كانت فيه غفلة، فذكرت له عن عليّ بن المديني، عن حرميّ بن عمارة، عن شعبة، عن قتادة، وأنس: من كذب، فأنكره، وقال عليّ أيضا: حدّث عنه حديثا آخر منكرا في الحوض، عن حارثة بن وهب، فقلت: حديث معبد بن خالد؟ قال: نعم، ترى هذا حقّا، وتبسّم كالمتعجّب. أنكرهما من حديث شعبة، وهما معروفان من حديث الناس» . وقال أبو حاتم: هو صدوق. وقال عبد الرحمن: سئل أبي عن محلّ حرميّ بن عمارة، فقال: ليس هو في عداد يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، وهو مع: عبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، وأمثالهما. (الجرح والتعديل 3/ 307) . ووثّقه الدار الدّارقطنيّ في سننه 1/ 181 رقم 22. [3] انظر عن (حرملة بن عبد العزيز) في: تاريخ الدارميّ، رقم 261 و 262، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 69 رقم 244، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، وتاريخ الطبري 6/ 572، والجرح الجزء: 14 ¦ الصفحة: 97 الْجُهَنيّ الحجازي. عَنْ: أَبِيهِ، وعمه عَبْد الملك. وعنه: عليّ بْن حُجْر، ودُحَيْم، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم الفقيه، وأبو عُتْبة أحمد بْن الفَرَج الحمصيّ. قَالَ ابن مَعِين [1] ، لَيْسَ بِهِ بأس [2] . مات سنة أربعٍ ومائتين. 83- الحسن بن زياد اللّؤلؤيّ الفقيه [3] .   [ () ] والتعديل 3/ 274 رقم 1223، والثقات لابن حبّان 6/ 233 و 8/ 210، وتهذيب الكمال 5/ 543- 545 رقم 1164، والكاشف 1/ 154 رقم 984، وتهذيب التهذيب 2/ 228 رقم 424، وتقريب التهذيب 1/ 158 رقم 201، وخلاصة تذهيب التهذيب 74. [1] في تاريخ الدارميّ بروايته، رقم 261، والجرح والتعديل 3/ 274، وزاد أن الدارميّ سأل ابن معين: قلت: فيروي حرملة عن عثمان وعمر ابني مضرّس حديث عمرو بن مرة الجهنيّ من هما؟ قال: ما أعرفهما. [2] قال خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ذكر حرملة مرتين في الثقات لابن حبّان، الأولى في أتباع التابعين 6/ 233، والثانية في من روى عن أتباع التابعين وشافههم من المحدّثين 8/ 210، ولكن الثانية اختلطت بغيرها، ولم يتنبّه محقّق الكتاب المطبوع إلى هذا الخلط، فقد جاء في المرة الثانية ما نصّه: «حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهنيّ، كنيته أبو سعيد، من أهل مصر، يروي عن أشعث بن سعد، وكان راويا لابن وهب، حدّثنا عنه ابن مسلم وغيره من شيوخنا، مات سنة ثلاث وأربعين ومائتين» !. قال «عمر» : إن المحقق أضاف على أصل النسخة [أبو سعيد] ، وقال في الحاشية رقم (6) إنه زادها من التاريخ الكبير (للبخاريّ) والتهذيب (لابن حجر) ، فلم يصب في نقله. مما يدلّ على أنّ هناك خرما في الأصل المخطوط ضاع معه الاسم الحقيقي لصاحب الترجمة، وهو حرملة بن يحيى المصري، وهو ابن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي، وقد ذكره البخاري في التاريخ الكبير 3/ 69 رقم 245 بعد ترجمة «حرملة بن عبد العزيز» مباشرة، وكذلك فعل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 274 رقم 1224) ، وهو روى عن ابن وهب والشافعيّ.. وعلى هذا يقتضي تصحيح المطبوع من كتاب الثقات، فيما يتعلّق بهذه الترجمة، فمن حقّها أن يحذف منها: «حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهنيّ، كنيته أبو سعيد» ، ويوضع مكانها: «حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي» . [3] انظر عن (الحسن بن زياد اللؤلؤي) في: البيان والتبيين للجاحظ 3/ 278 و 4/ 75، والتاريخ لابن معين 2/ 114 رقم (1765) ، وتاريخ الدارميّ 82 رقم 187، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3029، وأحوال الرجال الجزء: 14 ¦ الصفحة: 98 أبو عليّ. مولى الأَنْصَار، صاحب أَبِي حنيفة. أخذ عنه: محمد بن شجاع الثّلجيّ، وشعيب بن أيّوب الصّريفينيّ. وهو كوفيّ نزل بغداد. قال محمد بن شجاع: سمعته يَقُولُ- وقد سأله رَجُل- زُفَرُ قيّاسًا؟. فقال: وما قولك قيّاسًا؟ هذا كلام الْجُهّال. كَانَ عالمًا. فقال الرجل: أكان زُفَرُ نظرَ في الكلام؟. فقال: ما أسخفك. نقول لأصحابنا نظروا في الكلام وهم بيوت الفِقْه والعِلم. إنّما يقال: نظر في الكلام من لا عقل لَهُ، وهؤلاء كانوا أعلم باللَّه وبحدوده من أن يتكلّموا في الكلام الّذي تعني. ما كَانَ هَمُّهم إلا الفِقْه. قَالَ محمد بْن شجاع الثَّلْجيّ: سَمِعْتُ الحَسَن بْن أَبِي مالك يَقُولُ: كَانَ الحَسَن بْن زياد إذا جاء إلى أَبِي يوسف أهمّتْ أبا يوسف نفسه من كثرة سؤالاته.   [ () ] للجوزجانيّ 77 رقم 99، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 156 والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 22، 228 رقم 276، وتاريخ خليفة 464، وبغداد لابن طيفور 34، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 188- 190، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 30، والجرح والتعديل 3/ 15 رقم 49، والعيون والحدائق 3/ 362، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 731، 732، والفهرست لابن النديم 204، وتاريخ بغداد 7/ 314- 317 رقم 3827، وطبقات الفقهاء للشيرازي 136 و 140، وأخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري 131- 133، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 132، 133 رقم 164، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 420 رقم 1094، ونثر الدرّ 3/ 36، والعقد الفريد 3/ 7، ومحاضرات الأدباء 1/ 187، ومناقب أبي حنيفة للموفق المكيّ 1/ 46 و 170 و 173 و 185 و 264 و 2/ 132، والأذكياء لابن الجوزي 40، ونزهة الظرفاء للغساني 30، والكامل في التاريخ 6/ 359، واللباب 3/ 72، ووفيات الأعيان 5/ 411، والمختصر في أخبار البشر 2/ 27، والعبر 1/ 345، وميزان الاعتدال 1/ 491 رقم 1849، والمغني في الضعفاء 1/ 159 رقم 1405، ودول الإسلام 1/ 127، ومرآة الجنان 2/ 29، والبداية والنهاية 10/ 255، والوافي بالوفيات 12/ 22 رقم 15، وغاية النهاية 1/ 213 رقم 975، ومناقب أبي حنيفة للكردري 56 و 229 و 353، والوفيات لابن قنفذ 157، ولسان الميزان 2/ 208، 209 رقم 927، وجامع المسانيد 2/ 433، والنجوم الزاهرة 2/ 188، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 18- 20، ومفتاح السعادة 2/ 120، والجواهر المضيّة 2/ 56، 57 رقم 448، وشذرات الذهب 2/ 12، والفوائد البهيّة 60، 61، والطبقات السنيّة، رقم 686، وكشف الظنون 2/ 1415 و 1470 و 1574. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 99 قَالَ ابن كاس النَّخَعيّ: ثنا أحمد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ قَالَ: ما رأيت أحسن خُلُقًا من الحسن بْن زياد، ولا أقرب مأخذًا منه، ولا أسهل جانبًا، مَعَ توفر فقهه وعلمه وزُهده ووَرَعه. وكان يكسو مماليكه ككسْوهِ نفسَه [1] . وقال جعفر بْن محمد بْن عُبَيْد الهَمْدانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن آدم يَقُولُ: ما رأيت أفْقه من الحَسَن بْن زياد. وقال ابن كاس: نا محمد بْن أحمد بْن الحَسَن بْن زياد، عَنْ أَبِيهِ أنّ الحَسَن بْن زياد سُئل عَنْ مسألة فأخطأ فيها. فلمّا ذهب السائل ظهر لَهُ الحقّ، فاكترى مناديًا فنادى: إنّ الحَسَن بْن زياد استُفتي فأخطأ في كذا، فمن كَانَ أفتاه الحَسَن في شيء فلْيرجع إِلَيْهِ. فما زال حتّى وجد صاحب الفتوى وأعلمه بالصواب. قَالَ زكريّا الساجي: يقال إنّ اللُّؤلُؤيّ كَانَ عَلَى القضاء، وكان حافظًا لقولهم، يعني أصحاب الرأي. فكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التّوفيق حتى يسأل أصحابه عَنِ الحُكْم. فإذا قام عاد إِلَيْهِ حِفْظُه [2] . قَالَ نِفْطَوَيْه: تُوُفّي حفص بْن غِياث سنة أربعٍ وتسعين ومائة، فولي مكانه الحَسَن بْن زياد اللُّؤلُؤيّ [3] . قَالَ أحمد بْن يونس: لمّا ولي الحَسَن بْن زياد لم يُوفَّق، وكان حافظًا لقول أصحابه، فبعث إِلَيْهِ البكّائي: إنّك لم تُوَفَّق للقضاء، وأرجو أنّ يكون هذا لخيرةٍ أرادها اللَّه بك، فاستعف. فاستعفى واستراح [4] . قالَ مُحَمَّد بْن سماعة، سمعتُ الْحَسَن بْن زياد يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث كلّها يحتاج إليها الفُقَهاء [5] .   [1] تاريخ بغداد 7/ 314، 315، أخبار أبي حنيفة وأصحابه للمصيري 131. [2] تاريخ بغداد 7/ 314. [3] تاريخ بغداد 7/ 314. [4] تاريخ بغداد 7/ 314. [5] تاريخ بغداد 7/ 314. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 100 وقال أحمد بْن عَبْد الحميد الحارثيّ: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد، ولا أسهل جانبًا. وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه [1] . ضعفه ابن المَدِينيّ [2] . وكان لَهُ كُتُبٌ في المذهب. وقال محمد بْن رافع: كَانَ الحسن اللُّؤلُؤيّ يرفع قبل الإِمَام ويسجد قبله [3] . قلت: قد ساق في ترجمة هذا أبو بَكْر الخطيب أشياء لا ينبغي ذِكْرها [4] . وتوفّي سنة أربع ومائتين [5] . وقد روى القراءة عَنْ عيسى بْن عُمَر، زكريّا بْن سِياه. روى عَنْهُ الحروف: الوليد بْن حمّاد اللُّؤلُؤيّ. 84- الحَسَن بْن محمد بْن أعين الحرّانيّ [6]- خ. م. ق. -   [1] أخبار أبي حنيفة للصيمري 131، تاريخ بغداد 7/ 314، 315 وقد تقدّم. [2] ذكره الجوزجاني مع «محمد بن الحسن» في (أحوال الرجال 77 رقم 99) وقال: «قد فرغ الله منهم» . وقال ابن معين: «كذّاب» . (التاريخ 2/ 114) وأخبار القضاة لوكيع 3/ 189. وقال النسائي: «ليس بثقة ولا مأمون» . (الضعفاء والمتروكون 289 رقم 156) . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 227، 228، ونقل قول ابن معين عنه: كان ضعيف الحديث، وقوله: ليس بشيء. وقوله كذّاب. ونقل عن غيره كلاما قبيحا فيه. وقال أبو حاتم مثل النسائي: «ليس بثقة ولا مأمون» . (الجرح والتعديل 3/ 15) . وذكره ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 731، 732) ونقل عنه أقوالا قبيحة لا تجوز على عالم مثله. وقال: «وللحسن بن زياد أحاديث وليست صنعته الحديث فيدري ما يحدّث عن من حدّثه، والكلام فيه وعليه فضل، وهو ضعيف كما ذكره عن ابن نمير وغيره أنه كان يكذب على ابن جريج» . [3] أخبار القضاة لوكيع 3/ 189، تاريخ بغداد 7/ 316. [4] راجع تاريخ بغداد 7/ 314- 317 فقد حشد في معظم ترجمته أخبارا قبيحة تحطّ من قدره، أضرب عنها المؤلّف- رحمه الله- والمعروف أن أهل الحديث لا يوثّقون أهل الرأي والفقهاء بشكل مطّرد. [5] تاريخ بغداد 7/ 316. [6] انظر عن (الحسن بن محمد بن أعين) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 34، والجرح والتعديل 3/ 35 رقم 150، والثقات لابن حبّان 8/ 171، وأسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ، رقم 195، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 162 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 101 أبو عليّ. مولى بني أُمَيَّةَ. عَنْ: عمّه موسى بْن أَعْيَن، وزُهَير بْن معاوية، ومغفّل بْن عُبَيْد اللَّه، وفُلَيْح بْن سليمان، وفضيل بْن غَزْوان، وجماعة. وعنه: لُوَيْن، وَسَلَمَةُ بْن شُعَيْب، والفضل بن يعقوب الرّخاميّ، ومحمد ابن يحيى بْن كثير، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وطائفة. مات سنة عشر. ووثَّقهُ ابن حِبّان [1] . 85- الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي يزيد الْمَكِّيُّ [2] . أبو محمد المقرئ. قرأ عَلَى: شبل بْن عبّاد. عن: ابن كثير، وابن محيصن. وسمع من: ابن جُرَيْج. روى عَنْهُ القراءة: حامد بْن يحيى البلْخيّ، واحمد بْن محمد البزّيّ [3] ، وغيرهما. 86- الحسن بن موسى الأشيب [4] .   [ () ] رقم 205، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 133 رقم 253، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 82 رقم 308، وتهذيب الكمال 6/ 306، 307 رقم 1268، والعبر 1/ 358، والكاشف 1/ 166 رقم 1068، والوافي بالوفيات 12/ 214 رقم 190، وتهذيب التهذيب 2/ 317 رقم 550، وتقريب التهذيب 1/ 170 رقم 313، وخلاصة تذهيب التهذيب 80، وشذرات الذهب 2/ 24. [1] في الثقات 8/ 171، وقال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه. (الجرح والتعديل 3/ 35) . [2] انظر عن (الحسن بن محمد بن عبيد الله) في. العلل لأحمد 1/ 68، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ رقم 408، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 242، 243 رقم 289، والجرح والتعديل 3/ 36 رقم 152، وتهذيب الكمال 5/ 313- 315 رقم 1271، والكاشف 1/ 166 رقم 1070، والمغني في الضعفاء 1/ 167 رقم 1478، وميزان الاعتدال 1/ 520 رقم 1940، والعقد الثمين للتقيّ الفاسي 4/ 180، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 232 رقم 1058، وتهذيب التهذيب 2/ 319 رقم 553، وتقريب التهذيب 1/ 170 رقم 316 وفيه (الحسن بن محمد بن عبد الله) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 80. [3] في غاية النهاية 1/ 232 «أحمد بن محمد بن أبي بزّ» . [4] انظر عن (الحسن بن موسى الأشيب) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 102 أبو عليّ البغداديّ. قاضي المَوْصِل مرة، وقاضي حمص، وقاضي طبرستان. سمع من: ابن أَبِي حبيب، والحَمَّادَيْن، وشُعْبة، وسُفْيَان، وحَرِيز بْن عثمان، وزُهير بْن معاوية، وطائفة. وعنه: أحمد، وأبو خَيْثَمَة، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن مَنِيع، وحجاج بْن الشاعر، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن العوّام، والحارث بْن أَبِي أسامة، وبِشْر بْن موسى، وإِسْحَاق الحَرْبيّ، وخلْق. وثّقه ابن مَعِين [1] ، وغيره. قَالَ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار: وكان بالموصل بيعة قد خربت، فاجتمع النَّصارِي عَلَى الحَسَن الأشْيَب، وجمعوا لَهُ مائة ألف درهم، عَلَى أنّ يحكم لهم بها حتّى تُبْنى. فقال: ادفعوا المال إلى بعض الشهود. فلمّا حضروا الجامع قَالَ: اشهدوا عليّ بأنّي قد حكمت بأن لا تُبني. فنفر النّصارى وردّ عليهم المال [2] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 337، وتاريخ الدارميّ، رقم 273، وطبقات خليفة 329، وتاريخ خليفة 473، والعلل لأحمد 1/ 23 و 121 و 255 و 257 و 262، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 306 رقم 2567، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 61 و 99، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 360، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 34، وتاريخ الطبري 1/ 77 و 118 و 187 و 276 و 295 و 327 و 328 و 2/ 12 و 293 و 4/ 418، والجرح والتعديل 3/ 36 رقم 160، والثقات لابن حبّان 8/ 170، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ، رقم 201، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 134 رقم 256، وتاريخ بغداد 7/ 426، 427 رقم 4000، والسابق واللاحق 757، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 82 رقم 311، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 139، 140 رقم 175، والكامل في التاريخ 6/ 359 و 379، و 387، واللباب 1/ 54، وتهذيب الكمال 6/ 328- 333 رقم 1277، والعبر 1/ 357 ودول الإسلام 1/ 129، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 763، وتذكرة الحفّاظ 1/ 369، وميزان الاعتدال 1/ 524 رقم 1956، والمغني في الضعفاء 1/ 168 رقم 1488، وسير أعلام النبلاء 9/ 559، 560 رقم 217، والكاشف 1/ 167 رقم 1076، والوافي بالوفيات 12/ 280 رقم 254، والبداية والنهاية 10/ 263، وتهذيب التهذيب 2/ 323 رقم 560، وتقريب التهذيب 1/ 171 رقم 323، ومقدّمة فتح الباري 395، وطبقات الحفّاظ 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 81. [1] تاريخ الدارميّ، رقم 273، الجرح والتعديل 3/ 38، تاريخ بغداد 7/ 428. [2] تاريخ بغداد 7/ 427. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 103 قَالَ أبو حاتم [1] : مات بالرِّيّ وحضرت جنازته [2] . وقال ابن سعْد [3] : ولي قضاء حمص والموصل لهارون الرشيد، ثمّ قدِم بغداد إلى أنّ ولاه المأمون قضاء طَبَرِسْتان، فتوجه إليها، فمات بالرِّيّ في ربيع الأوَّل سنة تسعٍ ومائتين. 87- الحُسين بْن الحَسَن بْن عطية بْن سعْد العَوْفيّ الكوفيّ [4] . أبو عَبْد اللَّه. ولي قضاء الشرقية ببغداد. ثمّ ولي قضاء عسكر المهديّ [5] . وحدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، والأعمش، وأبي مالك الأشجعيّ، وعبد الملك بْن أَبِي سليمان. وعنه: ابنه الحَسَن، وابن أخيه سعْد بْن محمد، وعُمَر بْن شَبَّة، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وَبَقِيَّةُ بْن الوليد، وهو أكبر منه. ضعفه أبو حاتم [6] ، وغيره [7] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 38، وقال: «هو صدوق» . [2] وقال أبو بكر بن أبي عتّاب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الحسن بن موسى الأشيب من متثبّتي بغداد. ووثّقه عليّ بن المدينيّ. (الجرح والتعديل 3/ 28) . وذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 170) . وذكره ابن حبّان في الثقات (8/ 170) . [3] في الطبقات الكبرى 7/ 337. [4] انظر عن (الحسين بن الحسن بن عطيّة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 331، والتاريخ لابن معين 2/ 117 رقم (2406) ، وتاريخ خليفة 458 و 465 و 470، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 53، و 2/ 265- 267، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 54، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 250 رقم 298، والجرح والتعديل 3/ 48 رقم 215، والمجروحين لابن حبّان 1/ 246، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 773، وتاريخ بغداد 8/ 29- 32 رقم 4079، والمغني في الضعفاء 1/ 170 رقم 1516، وميزان الاعتدال 1/ 532، 533 رقم 1991، ولسان الميزان 2/ 278 رقم 1156. [5] طبقات ابن سعد 8/ 331، أخبار القضاة لوكيع 2/ 265، تاريخ بغداد 8/ 29. [6] الجرح والتعديل 3/ 48. [7] ضعّفه ابن سعد. (الطبقات 7/ 331) . ولم يكتب عنه ابن معين. (التاريخ 2/ 117) . وسئل عنه فقال: ذاك العوفيّ ضعيف. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 250) . وقال ابن حبّان: «روى عنه البغداديون والكوفيون منكر الحديث، يروي عن الأعمش وغيره أشياء لا يتابع عليها كأنه كان يقلبها وربّما رفع المراسيل وأسند الموقوفات ولا يجوز الاحتجاج بخبره» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 104 قَالَ ابن مَعِين، كَانَ ضعيفًا في القضاء، ضعيفًا في الحديث [1] . وقال الحارث بْن أَبِي أسامة: حدَّثني بعض أصحابنا قَالَ: جاءت امرأة إلى العَوْفيّ ومعها صبيّ ورجل، فقالت: هذا زوجي وهذا ابني منه. فقال لَهُ: هذه امرأتك؟. قَالَ: نعم. قَالَ: وهذا ابنك؟ قَالَ: أصلح اللَّه القاضي أَنَا خَصِيّ. قَالَ: فألزمه الولد، فأخذه عَلَى رقبته وانصرف، فلقيه صديق لَهُ خصيّ. فقال: ما هذا؟. قَالَ: القاضي يفرق أولاد الزِّنا عَلَى الخصْيان [2] . وقال الحُسين بْن فهم: كانت لحية العَوْفيّ تبلغ إلى رُكْبته [3] . وعن زكريّا السّاجيّ قَالَ: اشترى رَجُل من أصحاب القاضي العَوْفيّ جاريةً، فغَاضَبتْه، فشكا ذَلِكَ إلى العَوْفيّ. فقال: انفِذْها إليّ. وقال لها العَوْفيّ: يا لَعُوب يا عَزُوب [4] ، يا ذات الجلاليب، ما هذا التمنُّع المُجانِب للخيرات والاختيار للأخلاق المشْنُوءات؟. قَالَتْ: أيّد اللَّه القاضي، ليست لي فيه حاجة، فمُرْهُ يبيعني. فقال: يا هُنْيَة [5] كل حكيم وبَحّاث عَنِ اللّطائف عليم. أما علمتِ أنّ فرط الاعتياصات من الموموقات عَلَى طالبي المودات، والباذلين الكرائم المصونات، مؤدّيات إلى عدم المفهومات؟.   [ () ] (المجروحون 1/ 246) . وقال ابن عديّ: «للحسين بن الحسن أحاديث، عن أبيه، عن الأعمش، وعن أبيه، وعن غيرهما، وأشياء مما لا يتابع عليه» . (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 773) . [1] تاريخ بغداد 8/ 30. [2] تاريخ بغداد 8/ 30 وفي رواية «على الناس» . [3] تاريخ بغداد 8/ 31. [4] في تاريخ بغداد 8/ 31 «يا عروب» بالراء المهملة. [5] في تاريخ بغداد: «يا منية» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 105 فقالت لَهُ: لَيْسَ في الدنيا أصلح لهذه العثنونات المنتشرات عَلَى صدور أهل الركاكات من المواسي الحالقات. وضحكت، فضحكت من حضر. وكان العَوْفيّ عظيم اللّحية [1] . ولبعضهم: لحية العَوْفيّ أبدت ... ما اختفي من حَسَن شعري هِيَ لو كانت شراعًا ... لذوي متجر بحري [2] جعلوا السير من الصين ... إليها نصف شهر [2] قَالَ خليفة [3] : تُوُفّي سنة إحدى ومائتين [4] . وضعفه النَّسائيّ [5] . وقيل: مات سنة اثنتين. 88- الحُسين بن الحسن الأشقر [6]- ن. -.   [1] تاريخ بغداد 8/ 31، 32. [2] زاد الخطيب بيتا: هي في الطول وفي العرض ... تعدّت كلّ قدر وفي تاريخ بغداد 8/ 31 حكاية أخرى عن لحية العوفيّ، وحكاية في أخبار القضاة لوكيع 2/ 267. [3] في تاريخه 470، وتاريخ بغداد 8/ 32. [4] وقال ابن سعد في طبقاته 7/ 331: توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين. [5] لم يذكره في الضعفاء والمتروكين، وقوله في تاريخ بغداد 8/ 30. [6] انظر عن (الحسين بن الحسن الأشقر) في: التاريخ لابن معين 2/ 117، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 764، والعلل لأحمد 1/ 138 و 361، والعلل ومعرفة الرجال له 2/ رقم 2583 و 3/ رقم 6151، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 71 رقم 85 والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 385 رقم 2862، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 146، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 249، 250 رقم 297، والجرح والتعديل 3/ 49، 50 رقم 220، والثقات لابن حبّان 8/ 184، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 771، 772، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 83 رقم 195 وفيه (حسين بن خالد الأشقر) ، وتهذيب الكمال 6/ 366- 369 رقم 1307، والكاشف 1/ 169 رقم 1093، والمغني في الضعفاء 1/ 170، رقم 1514، وميزان الاعتدال 1/ 531، 532 رقم 1986، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 147، 148 رقم 237، وتهذيب التهذيب 2/ 335، 336 رقم 596، وتقريب التهذيب 1/ 175 رقم 356، وخلاصة تذهيب التهذيب 82. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 106 أبو عبد الله الفزاريّ الكوفيّ. عَنْ: الحَسَن بْن صالح بْن حيّ، وقيس بْن الربيع، وشريك، ورفاعة بْن إياس الضَّبّيّ، وزهير بن معاوية. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بْن عَبْدة، والفلاس، والكُدَيْميّ، وطائفة. قَالَ الْبُخَارِيّ [1] : عنده مناكير [2] . وقال أبو حاتم [3] : لَيْسَ بقويّ. واتهمه ابن عديّ [4] . وقال أبو زُرْعة: مُنكر الحديث [5] . ومات سنة ثمانٍ ومائتين [6] . وله حديث في «ن» [7] . 89- الحسين بن الحسن [8] .   [1] قوله ليس في تاريخه، بل هو في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 771) . [2] وقال في تاريخه الكبير 2/ 385: «فيه نظر» ، ونقله العقيلي في (الضعفاء الكبير 1/ 250) ، وابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 771) . [3] الجرح والتعديل 3/ 49. [4] في الكامل 2/ 772 فقد ذكر عدّة أحاديث ضعيفة من طريقه، وقال: «والحسن الأشقر له غير هذا من الحديث، وليس كل ما يروى عنه من الحديث فيه الإنكار يكون من قبله، وربما كان من قبل من يروي عنه لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر، على أن حسينا هذا في حديثه بعض ما فيه» . [5] الجرح والتعديل 3/ 49، 50. [6] الثقات لابن حبّان 8/ 184. [7] أي عند النسائي في سننه الكبرى (انظر: تحفة الأشراف للمزّي 6/ 301 حديث رقم 8653) . وقال الجوزجاني في (أحوال الرجال 71 رقم 85) : «كان غاليا من الشتّامين للخيرة» . [8] هو (الحسين بن الحسن بن يسار) ويقال: (الحسين بن الحسن بن بشر بن مالك بن يسار) ، ويقال: (الحسين بن الحسن أبو عبد الله البصري من آل مالك بن يسار مولى بني غلاب) ، انظر عنه في: طبقات خليفة 225، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 385 رقم 2863 و 2/ 386 رقم 2865، والجرح والتعديل 3/ 48، 49 رقم 216، والثقات لابن حبّان 8/ 185، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 171 رقم 216، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 136، 137 رقم 262، والإكمال لابن ماكولا 1/ 317، 318، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 86 رقم 333، وتهذيب الكمال 6/ 363- 365 رقم 1305، والكاشف 1/ 69 رقم 1093، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 107 شيخ جليل. عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، ونُعَيْم بْن حمّاد، ومحمد بْن بشّار، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وغيرهم. قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد، عَن أَبِيهِ: كَانَ من الثقات المأمونين. دلهم عَلَيْهِ ابن مهديّ، وكان حَسَن الهيئة، يحفظ عَنِ ابن عَون. كتبنا عَنْهُ [1] . 90- الحُسين بْن عُلْوان بْن قُدَامة [2] . أبو عليّ الكوفيّ. نزيل بغداد. عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، والأعمش، وابن عَجْلان، وغيرهم. وعنه: إسماعيل بْن عيسى العطّار، وزيد بْن إسماعيل الصّائغ، وأحمد بن   [ () ] وتهذيب التهذيب 2/ 335 رقم 595، وتقريب التهذيب 1/ 175 رقم 355، ومقدّمة فتح الباري 398، وخلاصة تذهيب التهذيب 82. ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : من حقّ هذه الترجمة أن تنقل من هنا لتوضع في تراجم الطبقة التاسعة عشرة من المتوفين بين 181 190 هـ. لأن الحسين بن الحسن هذا توفي سنة 188 هـ. حيث أرّخ وفاته فيها خليفة بن خياط في طبقاته (ص 225) ونقل المزّي قول أبي موسى بن المثنّى: مات سنة ثمان وثمانين ومائة بعد معتمر بسنة (تهذيب الكمال 6/ 365) وكذا أرّخه المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (الكاشف 1/ 69 رقم 1093) ، وهكذا فعل الحافظ ابن حجر في: التهذيب، والتقريب. ولم أر أحدا نبّه على هذا، بل إن صديقنا الدكتور بشار عوّاد معروف توقف في مصادر صاحب الترجمة عند كتاب (الجمع لابن القيسراني) ، فلم يذكر كتاب الكاشف للذهبي وما بعده لابن حجر، والخزرجي. (انظر: تهذيب الكمال بتحقيقه 5/ 363 حاشية رقم 4) . [1] الجرح والتعديل 3/ 49، وقد أكّد البخاري في موضعين من تاريخه الكبير على حسن هيئة الحسين بن الحسن هذا. (ج 2/ 385 رقم 2863 و 2/ 386 رقم 2865) . [2] انظر عن (الحسين بن علوان) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 118 رقم (4893) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1499، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 251، 252 رقم 302، والجرح والتعديل 3/ 61 رقم 277، والمجروحين لابن حبّان 1/ 244- 246، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 769- 771، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 83 رقم 192، والفهرست للطوسي 84 رقم 208، ورجال الطوسي 171 رقم 101، وتاريخ جرجان للسهمي 104 و 42 و 265، وتاريخ بغداد 8/ 62- 64 رقم 4138، والمغني في الضعفاء 1/ 173 رقم 1547، وميزان الاعتدال 1/ 542، 543 رقم 2027، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 151، 152 رقم 244، ولسان الميزان 2/ 299، 300 رقم 1244. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 108 عُبَيْد بْن ناصح، وغيرهم. وهو كذاب. رَوَى عَنْ: هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْغَائِطَ أَدْخُلُ عَلَى أَثَرِهِ فَلا أَرَى شَيْئًا [1] . فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَمَا عَلِمْتِ أَجْسَادُنَا تَنْبُتُ عَلَى أَرْوَاحِ أَهْلِ الْجَنَّةِ [2] ، فَمَا خَرَجَ مِنَّا مِنْ شَيْءٍ ابْتَلَعَتْهُ الأَرْضُ» . سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ هَذَا، فَقَالَ: كَذَّابٌ [3] . وَقَالَ صَالِحٌ جَزْرَةُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ [4] . قلت: توفّي بعد المائتين، لا بل في حدود بضع عشرة ومائتين، فإن أبا حاتم الرازيّ سمع منه وقال: ضعيف متروك [5] . وقال ابن أبي حاتم [6] : ثنا عَنْهُ صالح بْن بِشْر الطَّبَرانيّ. 91- الحُسين بن عليّ بن الوليد الجعفيّ [7]- ع. -.   [1] في المجروحين لابن حبّان 1/ 245 هنا زيادة بعد «شيئا» ، هي: «إلا أنّي أجد ريح الطيب» . [2] واللفظ في (المجروحين 1/ 246) هو: «أما علمت أنّا معشر الأنبياء نبتت أجسادنا على أرواح أهل الجنة» . ورواه ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 770) . [3] تاريخ ابن معين 2/ 118، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 251، 252، الجرح والتعديل 3/ 61، الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 70) . وقال الدار الدّارقطنيّ في الضعفاء 83 رقم 192 مثل ابن معين: «كذّاب» . [4] وكذا قال ابن عديّ في الكامل 2/ 769 و 771. [5] الجرح والتعديل 3/ 61. [6] الجرح والتعديل 3/ 61 وزاد: «وسمع منه أبي ولم يحدّث عنه» . [7] انظر عن (الحسين بن علي بن الوليد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 396، وتاريخ الدارميّ، رقم 272، وتاريخ خليفة 471، وطبقات خليفة 171، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 2716، و 3627، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 381 رقم 2848، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، وتاريخ الثقات للعجلي 120 رقم 292، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 195 و 453 و 2/ 146 و 3/ 241، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 474، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 411 و 3/ 4 و 31 و 32، والجرح والتعديل 3/ 55 رقم 252، والثقات لابن حبّان 8/ 184، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 96 رقم 206، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 196، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ، رقم 213، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 171، 172 رقم 217، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 135، 136 رقم 259، وتاريخ جرجان للسهمي 474، والسابق واللاحق الجزء: 14 ¦ الصفحة: 109 مولاهم الكوفي المقرئ الزّاهد، أبو عَبْد اللَّه، وأبو محمد. عَنْ: حمزة الزّيّات، وكان قد قرأ عَلَيْهِ. وأخذ الحروف عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وعن: أَبِي بَكْر بْن عياش. وسمع: الثَّوْريّ، والاعمش، وفضيل بْن مرزوق، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وزائدة، وجعفر بْن برقان، ومجمع بْن يحيى الأَنْصَارِيّ. وصحب: الفضيل، وغيره. وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عُمَر الوكيعيّ، وعبد بْن حُمَيْد، وهارون الحمّال، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وخلق. قَالَ أحمد بْن حنبل: ما رأيت أفضل [1] من حسين الْجُعْفيّ [2] . وقال ابن مَعِين [3] : ثقة. وقال قُتَيْبة: قِيلَ لسفيان بْن عُيَيْنَة: قدِم حسين الْجُعْفيّ، فوثب قائمًا وقال: قدِم أفضل رجلٍ يكون قطّ [4] . وقال موسى بْن داود: كنت عند ابن عُيَيْنَة، فجاء حسين الْجُعْفيّ، فقام   [ () ] للخطيب 186، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 87 رقم 334، ومعجم البلدان لياقوت 1/ 550 و 2/ 149، وتهذيب الكمال 6/ 449- 454 رقم 1324، والعبر 1/ 339، وتذكرة الحفّاظ 1/ 318، ودول الإسلام 1/ 127، والكاشف 1/ 171 رقم 1106، وسير أعلام النبلاء 9/ 39- 401 رقم 129، ومعرفة القراء الكبار 1/ 164، 165 رقم 72، ومرآة الجنان 2/ 8، والوافي بالوفيات 13/ 20، 21 رقم 11، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 247 رقم 1123، وتهذيب التهذيب 2/ 357- 359 رقم 616، وتقريب التهذيب 1/ 177. رقم 376، والنجوم الزاهرة 2/ 174، وطبقات الحفّاظ 146، وخلاصة تذهيب التهذيب 84، وشذرات الذهب 2/ 5. [1] في الجرح والتعديل 2/ 56 «أتقن» . [2] القول منسوب إلى «محمد بن عبد الرحمن الهروي» وليس إلى «أحمد بن حنبل» ، قال ابن أبي حاتم: «حدّثنا عبد الرحمن، نا محمد بن عبد الرحمن الهروي قال: ما رأيت أتقن من حسين الجعفي، ورأيت في مجلسه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلفا المخرّميّ بالكوفة، وجعل في الأسبوع مجلسين» . [3] تاريخ الدارميّ، رقم 272، الجرح والتعديل 3/ 56. [4] تهذيب الكمال 6/ 452. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 110 سُفْيَان وقبّل يده [1] . وقال يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ: إنّ بَقِيّ من الأبدال أحد فحُسين الْجُعْفيّ [2] . وسُئل أبو مسعود أحمد بْن الفُرات: من أفضل من رأيت؟ قَالَ: الحفريّ وحسين الْجُعْفيّ، وذكر آخرين [3] . وقال محمد بْن رافع: ثنا الحُسين الْجُعْفيّ، وكان راهب أهل الكوفة [4] . وروى أبو هشام الرّفاعيّ، عَنِ الكسائي قَالَ: قَالَ لي هارون الرشيد: من أقرأ النّاس؟ قلت: حسين بْن عليّ الْجُعْفيّ [5] . وقال حُمَيْد بْن الربيع: رأى حسين الْجُعْفيّ كأن القيامة قد قامت، وكأن مناديًا يناديِ: ليقم العلماءُ فيدخلوا الْجَنَّةَ، فقاموا وقمتُ معهم، فقيل لي: اجلس، لست منهم، فأنت لا تحدّث. قَالَ: فلم يزل يحدّث بعد أنّ لم يكن يحدّث حتّى كتبنا عَنْهُ أكثر من عشرة آلاف حديث [6] . وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ [7] : هُوَ ثقة. وكان يُقرئ القرآن، رأسًا [8] فيه. وكان رجلا صالحًا، لم أر رجلا قطّ أفضل منه. وروى عنه سُفْيَان بْن عُيَيْنَة حديثين، ولم يره إلا مُقْعدًا [9] . ويقال إنّه لم ينحر، ولم يطأ أنثى قطّ.   [1] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 397. [2] تهذيب الكمال 6/ 452. [3] تهذيب الكمال 6/ 452. [4] تهذيب الكمال 6/ 452، ونقل العجليّ نحوه في (تاريخ الثقات 120) قال: وكان سُفْيَان الثَّوْريّ إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفيّ» . [5] تهذيب الكمال 6/ 352، 453. [6] تهذيب الكمال 6/ 453. [7] في تاريخ الثقات 120. [8] في الأصل «رأس» ، والتحرير من تاريخ الثقات. [9] وزاد العجليّ في ثقاته: «كان يحمل في محفّة على مقعد في مسجد على باب داره، وربما دعا بالطشت، فبال مكانه» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 111 وكان جميلا لباسًا [1] ، يخضب إلى الصفرة خضابه. وخلف ثلاثة عشر دينارًا. وكان من أروى النّاس عَنْ زائدة. كَانَ زائدة يختلف إِلَيْهِ إلى منزله يحدثه. وكان سُفْيَان الثَّوْريّ إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفي. قِيلَ إنّه وُلِد سنة تسع عشر ومائة، ومات في ذي العقدة سنة ثلاث ومائتين [2] . 92- الحُسين بْن عياش بْن حازم [3]- ن. - أبو بكر السّلميّ مولاهم اللغوي الجزري الباجدائي [4] الرَّقّيّ. عَنْ: جعفر بْن برقان، وحرام بْن عثمان، وزهير بْن معاوية، وغيرهم. وعنه: عليّ بْن حُمَيْد الرَّقّيّ، وعبد الحميد بن المستام الحرّانيّ،   [1] هكذا، وعند العجليّ: «وكان جميل اللباس» . [2] أرّخ وفاته ابن سعد في الطبقات 6/ 396، فقال: «كان عبد الله بن إدريس وأبو أسامة ومشايخ أهل الكوفة يعظّمونه ويأتونه فيتحدّثون إليه، وكان مألفا لأهل القرآن وأهل الخير. وتوفي بالكوفة في ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون» . وأرّخه فيها أيضا البخاري في تاريخه الكبير 2/ 381، وابن حبّان في الثقات 8/ 7184 والكلاباذي في رجال صحيح البخاري 1/ 172، وخليفة في طبقاته وتاريخه، وغيرهم. وقد ذكره ابن حبّان في الثقات، وكذلك ابن شاهين، ونقل عن عثمان بن أبي شيبة قوله: «ثقة صدوق» . (تاريخ أسماء الثقات 96 رقم 206) . [3] انظر عن (الحسين بن عياش) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 120، والجرح والتعديل 3/ 62 رقم 379، والثقات لابن حبّان 8/ 185، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 65 ب، وتهذيب الكمال 6/ 459، 460 رقم 1327، والمغني في الضعفاء 1/ 174 رقم 1558، والكاشف 1/ 171 رقم 1109، وميزان الاعتدال 1/ 545 رقم 2038، وتهذيب التهذيب 2/ 362، 363 رقم 620، وتقريب التهذيب 1/ 178 رقم 380، وخلاصة تذهيب التهذيب 84. [4] الباجدّائيّ: هكذا ضبطها المؤلّف الذهبي. بضمّ الجيم وتشديد الدال المهملة. ولم يذكر ابن السمعاني، وابن الأثير هذه النسبة في كتابيهما، وكذلك لم يذكرها ابن ناصر الدين في توضيحه. بل ذكر ابن السمعاني «الباجدّائي» : بفتح الجيم. (الأنساب 2/ 17) وتابعه ابن الأثير في (اللباب 1/ 102) وذلك نسبة إلى «باجدّا» ، وهي قرية كبيرة بين رأس عين والرقّة، و «باجدّا» أخرى من قرى بغداد. (معجم البلدان 1/ 313) . والأرجح أن ابن عيّاش من «باجدّا» القرية التي بين رأس عين والرّقّة، لأنه يعرف أيضا بالرقّي. يبقى من المحتمل أن النسبة يجوز فيها فتح الجيم وضمّها والله أعلم. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 112 وهلال بْن العلاء، وهو آخر من روى عَنْهُ. وثّقه النَّسائيّ [1] . وله مصنف في غريب الحديث [2] . قَالَ هلال: مات بباجدًا سنة أربع ومائتين [3] . 93- الحُسين بْن الوليد الْقُرَشِيّ [4]- ن. خ. ت. - مولاهم النَّيْسابوريّ، الفقيه أبو عَبْد اللَّه، وأبو عليّ. عَنْ: ابن جُرَيْج، وعكرمة بْن عمار، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وعبد الرَّحْمَن بْن الغسيل، وطائفة. وعنه: أحمد بْن الأزهر، وأحمد بْن فيض السُّلَميّ، وأحمد بْن حنبل، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وخلْق. وثّقه أحمد بْن حنبل [5] وأثنى عَلَيْهِ خيرًا. وقال آخر: كَانَ يطعم أصحاب الحديث الفالوذَج، وكان يصلهم [6] . كَانَ كريمًا جوادا، متموّلا فيها، جليل القدر [7] . وذكره الحاكم فقال: الثقة المأمون، شيخ بلدنا في عصره.   [1] تهذيب الكمال 6/ 459. [2] تهذيب الكمال 6/ 460 ونقله عن الخطيب البغدادي. [3] أرّخه ابن حبّان في الثقات 8/ 185. [4] انظر عن (الحسين بن الوليد القرشي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 377، وطبقات خليفة 324، والعلل لأحمد 1/ 29 و 356، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ رقم 152، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 391 رقم 2885، والتاريخ الصغير 218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، والجرح والتعديل 3/ 66، 67 رقم 303، والثقات لابن حبّان 8/ 186، وتاريخ بغداد للخطيب 8/ 143- 145 رقم 4240، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 368، 369، ومعجم البلدان 2/ 148، وتهذيب الكمال 6/ 495- 500 رقم 1347، والكاشف 1/ 174 رقم 1124، والعبر 1/ 339، وسير أعلام النبلاء 9/ 520، 521 رقم 202، وتهذيب التهذيب 2/ 374، 375 رقم 643، وتقريب التهذيب 1/ 181 رقم 399، وخلاصة تذهيب التهذيب 85. [5] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 185 رقم 152، وتاريخ بغداد 8/ 144 و 145. [6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 369. [7] تاريخ بغداد 8/ 144. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 113 وكان من أسخى النّاس وأورعهم وأقرئهم للقرآن [1] . قرأ عَلَى: الكسائي [2] . وغزا الترك مرات، وحج مرات [3] . ومات سنة اثنتين ومائتين، قاله محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء [4] . وقال الْبُخَارِيّ [5] : سنة ثلاث. 94- حفص بْن سَلْم [6] . أبو مقاتل السَّمَرْقَنْديّ. عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، ومسعر، وأبي حنيفة، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر. وقيل: روى عَنْ: أيّوب، وله مناكير. روى عَنْهُ، عليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وعتيق بْن محمد، وأيوب بْن الحَسَن النَّيْسابوريّ. سُئل عَنْهُ إبراهيم بْن طِهْمان [7] فقال: خذوا عنه عبادته وحسبكم.   [1] تهذيب الكمال 6/ 499. [2] تاريخ بغداد 8/ 144. [3] قال الخطيب: «كان يغزو في كل ثلاث سنين، ويحجّ في كل خمس سنين» . (تاريخ بغداد 8/ 144) . [4] تاريخ بغداد 8/ 145. [5] في تاريخه الكبير 2/ 391، وتاريخه الصغير 218، وكذا أرّخه ابن حبّان في (الثقات 8/ 186) . [6] انظر عن (حفص بن سلم) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 128، والجرح والتعديل 3/ 174 رقم 148، والمجروحين لابن حبّان 1/ 256، 257، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 800، 801، وميزان الاعتدال 1/ 557، 558 رقم 2120، والمغني في الضعفاء 1/ 179 رقم 1614، ولسان الميزان 2/ 322، 323 رقم 1322. [7] الموجود في (المجروحين لابن حبّان 1/ 2256) : «سئل ابن المبارك عنه فقال: خذوا عن أبي مقاتل عبادته وحسبكم. وكان قتيبة بن سعيد يحمل عليه شديدا ويضعّفه بمرّة وقال: كان لا يدري ما يحدّث به، وكان عبد الرحمن بن مهديّ يكذّبه، قال نصر بن الحاجب المروزي: ذكرت أبا مقاتل لعبد الرحمن بن مهدي فقال: والله لا تحلّ الرواية عنه، فقلت له: عسى أن يكون كتب له في كتابه وجهل ذلك، فقال: يكتب في كتابه الحديث، فكيف بما ذكرت عنه أنه قال: ماتت أمّي بمكة فأردت الخروج منها فتكاريت فلقيت عبيد الله بن عمر فأخبرته بذلك فقال: حدّثني نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من زار قبر أمّه كان كعمرة» قال: فقطعت الجزء: 14 ¦ الصفحة: 114 قَالَ الحاكم في تاريخه: قد أفحش القول فيه قُتَيْبة بْن سَعِيد [1] ، وغيره [2] . وتُوُفّي سنة ثمان ومائتين. 95- حفص بْن عَبْد الله بن راشد [3]- خ. د. ت. ق. - أبو عَمْرو السُّلَميّ النَّيْسابوريّ: ويقال: أبو سهل. قاضي نَيْسابور. عَنْ: إبراهيم بْن طِهْمان وهو مجوّد عَنْهُ، وابن أَبِي ذئب، وعُمَر بْن ذَرّ، وسفيان، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، وقطن بْن إبراهيم، ومحمد بْن عَقِيل الخُزاعيّ، ومحمد بْن عَمْرو قشمرد، ومحمد بْن يزيد محمش، وطائفة من أهل نَيْسابور.   [ () ] الكراء وأقمت، فكيف يكتب هذا في كتابه؟ وكذلك وكيع بن الجراح كان يكذّبه، وليس لهذا الحديث أصل يرجع إليه» . [1] المجروحون لابن حبّان 1/ 256 [2] وقال الجوزجاني: أبو مقاتل السمرقندي كان فيما حدّث ينشئ لكلام الحسن إسنادا. (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 800) . وقال أبو الدرداء المروزي: سألت أبا رجاء قتيبة بن سعيد عن حديث كور الزنابير فقال: ثنا أبو مقاتل السمرقندي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، سئل عليّ عن كور الزنابير فقال: هم من صيد البحر لا بأس به، قال: قلت: يا أبا مقاتل هو موضوع؟ قال: بابا هو في كتابي وتقول هو موضوع؟ قال: قلت: نعم وضعوه في كتابك. وروى ابن عديّ عدّة أحاديث له وقال: «وأبو مقاتل هذا له أحاديث كثيرة، ويقع في أحاديثه مثل ما ذكرته أو أعظم منه، وليس هو ممن يعتمد على رواياته» . (الكامل 2/ 801) . [3] انظر عن (حفص بن عبد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 361 رقم 2753، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، والجرح والتعديل 3/ 175 رقم 752، والثقات لابن حبّان 8/ 199، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ، رقم 239، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 182 رقم 234، والسابق واللاحق للخطيب 99، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 93 رقم 357، وتهذيب الكمال 7/ 18- 21 رقم 1393، والعبر 1/ 357، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 766، وسير أعلام النبلاء 9/ 485، 486 رقم 179، والكاشف 1/ 178 رقم 1157، وتذكرة الحفّاظ 1/ 334، والبداية والنهاية 10/ 263، والوافي بالوفيات 13/ 101 رقم 103، وتهذيب التهذيب 2/ 403 رقم 445، وتقريب التهذيب 2/ 403 رقم 703، وطبقات الحفّاظ 158 رقم 347، وخلاصة تذهيب التهذيب 87، وشذرات الذهب 2/ 22. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 115 قَالَ محمد بْن عَقِيل: كَانَ قاضيًا عشرين سنة بالأثر، ولا يقضي بالرأي البتة [1] . وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس [2] . وقال ابنه أحمد: تُوُفّي لخمس بقين من شَعْبان سنة تسع ومائتين [3] قلت: يقع لنا حديثه بعد. 96- حفص بْن عُمَر. أبو عُمَر الزبيدي المَوْصِليّ. سمع: أبا الأحوص، وشريكًا، وعنبر بن القاسم، وجماعة. روى عَنْهُ: عليّ بْن حرب، وغيره. مات سنة سبْعٍ ومائتين. 97- حفص بْن عُمَر الحبطي الرَّمْليّ [4] . نزيل بغداد. حدَّثَ عَنْ: ابن جُرَيْج، وأبي زُرْعة يحيى الشَّيْبانيّ. وعنه: محمد بْن إِسْحَاق الصاغاني، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، وجماعة. قال ابن معين [5] : ليس بشيء [6] .   [1] تهذيب الكمال 7/ 20. [2] تهذيب الكمال 7/ 20. [3] قال ابن حبّان: «ومن أصحابنا من زعم أن أبا سهل الخراساني الّذي يروي عنه أبو نعيم الفضل بن دكين، عن إبراهيم بن طهمان هو حفص بن عبد الله هذا، وما أراه بمحفوظ» . (الثقات 8/ 199) . وقال أبو حاتم: «هو أحسن حالا من حفص بن عبد الرحمن» . وقال أحمد بن سلمة النيسابوريّ: كان حفص بن عبد الله كاتبا لإبراهيم بن طهمان كاتب الحديث. (الجرح والتعديل 3/ 175) . [4] انظر عن (حفص بن عمر الحبطي) في: التاريخ لابن معين 2/ 121 رقم (4969، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 795، 796 وتاريخ بغداد 8/ 200، 201 رقم 4314، والمغني في الضعفاء 1/ 181 رقم 1628، وميزان الاعتدال 1/ 562، 563 رقم 2133، ولسان الميزان 2/ 325، 326 رقم 1328. [5] في تاريخه 2/ 121، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 795. [6] وقال ابن عديّ: «وحفص بن عمر الحبطي هذا ليس له إلا اليسير من الحديث وأحاديثه غير الجزء: 14 ¦ الصفحة: 116 وفي أتباع التّابعين 98- حفص بْن عُمَر الْمَدَنِيّ [1]- ق. - اسم جَدّه أَبِي العطاف. منكر الحديث [2] . روى عَنْ: أَبِي الزناد، وغيره. خرج لَهُ ابن ماجه في سننه عن إبراهيم بْن المنذر، عَنْهُ. 99- حفص بْن عُمَر الرّازيّ [3]- ق. - روى عن: ابن المبارك.   [ () ] محفوظة» . وقال علي بن الحسين بن حيّان: «وجدت في كتاب أبي بخط يده قال: أبو زكريا الحبطي جار سعيد بن مسلم صاحب الشيبانيّ، قد رأيته ولم يكن بثقة ولا مأمون، وأحاديثه أحاديث كذب» . (تاريخ بغداد 8/ 201) . [1] انظر عن (حفص بن عمر المدني) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 367 رقم 2787، والتاريخ الصغير 207، والضعفاء الصغير له 257 رقم 74، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 271، 272 رقم 336، والجرح والتعديل 3/ 177 رقم 764، والمجروحين لابن حبّان 1/ 255، 256، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 791، 792، وتهذيب الكمال 7/ 38- 41 رقم 1403، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1619، وميزان الاعتدال 1/ 560 رقم 2128، والكاشف 1/ 179 رقم 1166، وتهذيب التهذيب 2/ 409، 410 رقم 716، وتقريب التهذيب 1/ 187 رقم 456، وخلاصة تذهيب التهذيب 87. [2] قاله البخاري في تاريخه الكبير 2/ 367، وتاريخه الصغير 207، والضعفاء الصغير 257 رقم 74، ونقله العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 271، وابن عديّ في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 791. وقال البخاري: رماه يحيى بن يحيى النيسابورىّ بالكذب. (التاريخ الكبير 2/ 367) . وقال البخاري في موضع آخر: «حفص سمع أبا رافع عن أبي بكر، سمع منه موسى بن أبي عائشة، روى عنه حسين الأشقر، عن زهير في حديثه نظر» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 271) . وقال النسائي: ضعيف. (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 791) . وقال ابن عديّ: وحديثه كما ذكره البخاري، منكر الحديث. (2/ 972) . [3] انظر عن (حفص بن عمر الرازيّ) في: الجرح والتعديل 3/ 184 رقم 794، والمغني في الضعفاء 1/ 181 رقم 1632، وميزان الاعتدال 565 رقم 2147، ولسان الميزان 2/ 328 رقم 1339. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 117 قَالَ أبو حاتم: كَانَ يكذب [1] . نقل لَهُ ابن ماجه في تفسيره. 100- حفص بْن عُمَر الشامي البزار [2] . من طبقة بقية، مجهول. روى لَهُ ابن ماجة. 101- حفص بْن عُمَر العَدَنيّ المعروف بالفرخ. يذكر في الطبقة الآتية. وَاهٍ. 102- حفص بْن عُمَر بْن عُبَيْد الطنافسيّ [3]- د. ت. - مقل، مقبول [4] . خرج لَهُ التِّرْمِذيّ. 103- حَفْص بْن عُمَر الحوضي. أبو عُمَر النمري. ثقة مشهور، سيأتي إنّ شاء اللَّه. 104- حفص بْن عُمَر الضّرير. أبو عَمْرو الْبَصْرِيّ. سيأتي أيضًا فيما بعد.   [1] الجرح والتعديل 3/ 184. [2] انظر عن (حفص بن عمر الشامي) في: الجرح والتعديل 3/ 181 رقم 779، وتهذيب الكمال 7/ 48، 49 رقم 1410، وميزان الاعتدال 1/ 565 رقم 2147، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1621. [3] انظر عن (حفص بن عمر بن عبيد الطنافسي) في: تاريخ الثقات للعجلي 125 رقم 308، والجرح والتعديل 3/ 181 رقم 781، وتهذيب الكمال 7/ 38 رقم 1402، والكاشف 1/ 179 رقم 1165، وتهذيب التهذيب 2/ 409 رقم 715، وتقريب التهذيب 1/ 187 رقم 455، وخلاصة تذهيب التهذيب 87. [4] قال العجليّ: ثقة. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 118 105- حفص بْن عُمَر بْن جابان [1] . شيخ مجهول، روى عَنْ: شُعْبَة. لَهُ ذكر. 106- حفص بْن عُمَر الرفاء [2] . يروى أيضًا عَنْ شُعْبَة. قَالَ أبو حاتم: كذاب [3] . 107- حفص بْن عُمَر الواسطيّ [4] . النّجّار [5] الإِمَام. عَنِ: العوام بْن حوشب. ضعفوه. قَالَ ابن عديّ [6] : روى عَنْ شُعْبَة، وعبد الحميد بْن جعفر. يتكلمون فيه [7] . وقال أبو أحمد الحاكم: يكنى أبا عمران، ويقال له الإمام. روى عنه: أحمد بن سليمان الرهاوي، وعمرو بن رافع القزويني، ووهب بن بيان، وغيرهم.   [1] انظر عن (حفص بن عمر بن جابان) في: الجرح والتعديل 3/ 182 رقم 784. [2] انظر عن (حفص بن عمر الرفّاء) في: الجرح والتعديل 3/ 183 رقم 791، وميزان الاعتدال 1/ 564 رقم 2142، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1624، ولسان الميزان 2/ 327 رقم 1336. [3] وقال أبو حاتم: هو ذاهب الحديث، كان يكذب، روى عن شعبة حديثا واحدا كذب فيه. [4] انظر عن (حفص بن عمر الواسطي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 367 رقم 2788، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 676 رقم 340، والجرح والتعديل 3/ 180، 181 رقم 778، والثقات لابن حبّان 8/ 199، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 792، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1625، وميزان الاعتدال 1/ 564، 565 رقم 2145، ولسان الميزان 2/ 327، 328 رقم 1337. [5] تحرّف «النجار» إلى «البخاري» في: ميزان الاعتدال 1/ 564، ولسان الميزان 2/ 327. [6] في الكامل 2/ 792. [7] القول منقول عن البخاري في (الضعفاء الكبير 1/ 276) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 119 قال أبو حاتم [1] : ضعيف الحديث. روى أيضا: عَنْ ثور بْن يزيد، وهمام بْن يحيى، وأبان بْن أَبِي سِنان الشَّيْبانيّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ [2] . وَقَالَ أَبُو زُرْعة [3] : لَيْسَ بقوي [4] . 108- حفص بْن عُمَر البغداديّ العَدَويّ. عَنْ: معاوية بْن سلام، وجماعة. وعنه: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه بْن الجنيد، وعبد اللَّه بْن أَبِي سَعِيد الورّاق. وهو مقل. 109- حفص بْن عُمَر الكفر. روى الأباطيل. يأتي فيما بعد، وهو كبير. 110- حفص بْن عُمَر [5] . قاضي حلب. قديم الموت.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 181. [2] الجرح والتعديل 3/ 181. [3] قوله في الجرح والتعديل 3/ 181. [4] وقال عمّار بن رجاء: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: لا يروي عن حفص الإمام شيئا. وسمعت يزيد بن هارون يقول: حفص الإمام لا بأس به. وقال أبو حاتم: قال لي أبو الوليد وذكر حفص الإمام فقال: لم يسمع من أبي سنان الشيبانيّ إلّا حديثا واحدا، ثم قدم البصرة فحدّثهم بأحاديث كثيرة عن أبي سنان. وذكره بذكر سيّئ وقال: بيننا وبينه سبب فلا يظهر هذا عني. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن حفص الإمام فقال: هو ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل 3/ 181) . وقال ابن عديّ: «لحفص بن عمر أحاديث وليس بالكثير وأحاديثه أفراد عن من يروي عنهم. وليس له حديث منكر المتن فأذكره» . (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 792) . [5] انظر عن (حفص بن عمر قاضي حلب) في: الجرح والتعديل 3/ 179، 180 رقم 773، والمجروحين لابن حبّان 1/ 259، والكامل في ضعفاء الرجال 2/ 797، 798، وميزان الاعتدال 1/ 563، 564 رقم 2135، والمغني في الضعفاء 1/ 181 رقم 1629، ولسان الميزان 2/ 326، 327 رقم 1329. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 120 روى عَنْ: هشام بْن حسان، ومحمد بْن إِسْحَاق، وصالح بْن حسّان، والفضل بْن عيسى الرقاشي، وجماعة. وعنه: يحيى بن صالح الوحاظي، ومحمد بن بكار، وعامر بن سيار الحلبي، وهو منكر الحديث، لم يخرجوا له. قال أبو حاتم [1] : ضعيف. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ [3] . 111- حفص بْن عُمَر بْن مرة الشني [4] . أقدم من هَؤُلاءِ. روى عَنْهُ: أبو سَلَمَةَ التبوذكي. وهو صدوق. خرج لَهُ أبو داود، والترمذي، وغيره. ذكرناه استطرادًا، واللَّه أعلم. 112- حفص بن عمر بن حفص المخزوميّ [5] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 180، وفيه: «هو ضعيف الحديث، وهو دون حفص بن سليمان في الضعف» . [2] في المجروحين 1/ 259. [3] وسئل أبو زرعة عنه فقال: «منكر الحديث» . [4] انظر عن (حفص بن عمر الشنّي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 365 رقم 2774، والجرح والتعديل 3/ 181 رقم 780، وتهذيب الكمال 7/ 41، 42 رقم 1404، وميزان الاعتدال 1/ 564 رقم 2144، والكاشف 1/ 179 رقم 1167، وتهذيب التهذيب 2/ 410 رقم 717، وتقريب التهذيب 1/ 188 رقم 457، وخلاصة تذهيب التهذيب 88. [5] انظر عن (حفص بن عمر المخزومي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 366، 367 رقم 2784، والجرح والتعديل 3/ 182 رقم 782، و 6/ 103 رقم 543، والثقات لابن حبّان 8/ 198، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 384، 385، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 11/ 288، ولسان الميزان 4/ 300 رقم 834 وفيه (عمر بن حفص قاضي عمّان) ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 179 رقم 522. ذكره ابن أبي حاتم مرتين، فقلبه في الثانية إلى (عمر بن حفص قاضي عمّان) ، وقال «روى عن عمّار بن يحيى. روى عنه محمد بن وهب بن عطية، وسليمان بن شرحبيل (كذا) ، والهيثم بن خارجة، وهشام بن عمّار. سألت أبي عنه فقال: ليس بمعروف وإسناده مجهول» . (الجرح 6/ 103 رقم 543) وقد نبّه إليه الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 4/ 300 رقم 834) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 121 قاضي عمان. عَنْ: الزُّهْرِيّ، وغيره. وعنه: الهَيْثَم بْن خارجة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار. أحاديثه مستقيمه. قاله ابن عساكر [1] . 113- الحكم بن عبد الله [2]- خ. م. ت. ن. - أبو النّعمان البصريّ. عَنْ: سَعِيد بْن أبي عَرُوبَة، وشُعْبة، وأبي عَوَانة. وعنه: محمد بْن الْمُثَنَّى، وعُقْبة بْن مُكْرَم، وأحمد البزّيّ المقرئ، وأبو قُدَامة عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد السَّرْخَسيّ. وكان ثقة حافظًا [3] .   [1] تاريخ دمشق (المخطوط) 11/ 288، التهذيب 4/ 385. [2] انظر عن (الحكم بن عبد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 342 رقم 682، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 111، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 608، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 139، والجرح والتعديل 3/ 122 رقم 562، الثقات لابن حبّان 8/ 194، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 197، 198 رقم 256، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 141 رقم 274، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 632، 633 وفيه: (الحكم بن عبد الله أبو مروان البصري البزّاز وقيل: أبو النعمان صاحب البصري) ، والجمع بين رجال الصحيح لابن القيسراني 1/ 101 رقم 393، وتهذيب الكمال 7/ 104- 106 رقم 1432، وميزان الاعتدال 1/ 575 رقم 2182، والمغني في الضعفاء 1/ 184 رقم 1662، والكاشف 1/ 182، والوافي بالوفيات 13/ 113 رقم 123، وتهذيب التهذيب 2/ 429 رقم 750، وتقريب التهذيب 1/ 191 رقم 488، ومقدّمة فتح الباري 398، وخلاصة تذهيب التهذيب 89. [3] يقول خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» : إن قول المؤلّف: «كان ثقة حافظا» ينقض ما ذكره في (المغني في الضعفاء 1/ 184 رقم 1662) من أنه يروي عن ابن أبي عروبة بخبر منكر، وأن أبا حاتم قال: لا أعرفه. مع أن البخاري قال: حديثه معروف، كان يحفظ، ووثّقه ابن حبّان، وقال: كان حافظا ربّما أخطأ. وقال الخطيب البغدادي: كان ثقة، يوصف بالحفظ. ومن كانت هذه حاله من التوثيق والحفظ والحديث المعروف، كيف يكون مجهولا؟!. وفي الواقع، إن التناقض يرجع في الأساس إلى أبي حاتم الرازيّ فقد قال ابنه عبد الرحمن: «الحكم بن عبد الله أبو نعمان البصري كان يحفظ. روى عن شعبة. روى عنه أبو موسى محمد بن المثنى. سمعت أبي يقول ذلك. سألت أبي عنه فقال: مجهول. حدثنا عبد الرحمن، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 122 قَالَ الْبُخَارِيّ [1] : حديثه معروف، كَانَ يحفظ. 114- الحَكَم بْن مروان الكوفي [2] . عَنْ: كامل أَبِي العلاء، وزهير بْن معاوية، وإسرائيل. وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبد اللَّه المُخَرِّميّ. قَالَ أبو حاتم [3] : لا بأس به [4] .   [ () ] أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: نا عقبة بن مكرم البصري نا أبو النعمان الحكم بن عبد الله وكان من أصحاب شعبة من الثقات» . (الجرح والتعديل 3/ 122 رقم 562) فهو يقول: «كان يحفظ» «كان من أصحاب شعبة من الثقات» فكيف يكون مجهولا؟ أما قول الذهبيّ- رحمه الله- في (المغني في الضعفاء) «عن ابن أبي عروبة بخبر منكر» ، فهو منقول عن (الكامل في الضعفاء (لابن عديّ) انظر: ج 2/ 632، وقد أشرت قبل قليل أن ابن عديّ يكنّي «الحكم» : (أبا مروان) ، وروى حديثا من طريقه، قال ابن أبي بزّة: ثنا الحكم بن عبد الله أبو مروان البصري البزاز، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من لقي أخاه المسلم بما يحبّ ليسره به سرّه الله يوم القيامة» . قال ابن عديّ: وهذا حديث منكر بهذا الإسناد. ثم روى ابن عديّ من طريقه حديث «كل مسكر خمر ... » ، وحديث «من أدرك أحد والديه فلم يغفر له، فأبعده الله» وهو عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم. قال ابن عديّ: «وهذا الحديث غريب عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، وهو عندي: من قال عن قتادة، عن أنس صحّف فإن قتادة يروي هذا عن زرارة بن أوفى، عن أبيّ بن مالك، فصحّف وظنّ أنه أنس بن مالك، فقال: أنس بن مالك، وإنما ذكر الحكم بهذه المناكير التي يرويها الّذي لا يتابعه أحد عليها» . (الكامل 2/ 632، 633) . إذن، فكما صحّف أبيّ بن مالك إلى «أنس بن مالك» - كما قال ابن عديّ- فمن الأرجح أن «الحكم بن عبد الله» المكنّى أبا مروان هو غير «الحكم بن عبد الله أبي النعمان» ، فهذا حافظ ثقة وحديثه معروف، وذاك ضعيف يروي المناكير، والنفس تميل إلى تأييد الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب 2/ 430) حيث قال: «ويهجس في خاطري أن الراويّ عن سعيد هو أبو مروان، وهو غير أبي النعمان الراويّ عن شعبة، فاللَّه أعلم» . [1] في تاريخه الكبير 2/ 344. [2] انظر عن (الحكم بن مروان) في: الجرح والتعديل 3/ 129 رقم 585، والثقات لابن حبّان 8/ 194، وتاريخ بغداد 8/ 225، 226 رقم 4337، وميزان الاعتدال 1/ 579 رقم 2198، وتعجيل المنفعة لابن حجر 100 رقم 219. [3] في الجرح والتعديل 3/ 129. [4] وقال ابن معين: ليس به بأس. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 123 115- الحَكَم بْن هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان [1] . الأمير أبو العاص الأُمَويّ الأندلسي، ملك الأندلس. ولي الأمر بعد والده. وامتدت أيامه، وأقام في الإمرة سبعًا وعشرين سنة وشهرًا. ولقب نفسه بالمرتضى. وكان فارسًا شجاعًا فاتكًا جبارًا ذا حَزْم ودهاء. وعاش خمسين سنة. وهو الّذي أوقع بأهل الربض الوقعة المشهورة [2] . وكان الربض محلة متصلة بقصره، فهدمه ومساجده. وفعل بأهل طليطلة أعظم من ذَلِكَ في سنة إحدى وتسعين ومائة. وتظاهر في صدر ولايته بالخمور والفسق، فقامت الفُقَهاء والكبار فخلعوه في سنة تسع وثمانين. ثمّ أعادوه لما تنصّل وتاب، فقتل طائفة من الكبار.   [ () ] وقال ابن حيّان: «وجدت في كتاب أبي بخط يده سئل أبو زكريا عن الحكم بن مروان فقال: ما أراه إلّا كان صدوقا. قلت له: ما أنكرتم عليه بشيء؟ قال: أما أنا فما أنكرت عليه بشيء. قلت له: إنه حدّث بحديث عن زهير، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق؟ فقال أبو زكريا: هذا باطل، ريح شبّه له» ، (تاريخ بغداد 8/ 226) . [1] انظر عن (الحكم بن هشام) في: تاريخ الطبري 6/ 65 و 84، ومروج الذهب 3/ 402، والعيون والحدائق 205 و 299 و 300 و 301 و 363، والعقد الفريد 4/ 490، وجذوة المقتبس للحميدي 11، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 95- 97، والكامل في التاريخ 6/ 377، وأخبار مجموعة 124، والمغرب في حلى المغرب 1/ 38، والمعجب للمراكشي 44، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 43- 50 و 88 و 113 و 123 و 135 و 136 و 143 و 145 و 155 و 160 و 2/ 30 و 363 و 364 و 365 و 372 و 373 و 375، وخلاصة الذهب المسبوك 53، ونهاية الأرب للنويري 23/ 359 و 363 و 364 و 365- 375، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 107، والمختصر في أخبار البشر 2/ 27، والبيان المغرب لابن عذاري 2/ 70، وسير أعلام النبلاء 8/ 225- 231 رقم 57، و 9/ 521، 522 رقم 203، وفوات الوفيات 1/ 393 رقم 141، والوافي بالوفيات 13/ 117- 119 رقم 127، وتاريخ ابن خلدون 4/ 272، ونفح الطيب 1/ 318، ومعجم بني أميّة 26، 27 رقم 69، والأعلام 2/ 267. [2] كانت في سنة 198 هـ، ويقال سنة 202 هـ. انظر عنها في: الكامل في التاريخ 6/ 298، والحلّة السيراء 1/ 44، 45، ونهاية الأرب 23/ 270- 272، والنجوم الزاهرة 2/ 158. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 124 قِيلَ: بلغوا سبعين نفسًا. وصلبهم بإزاء قصره. وكان يومًا شنيعًا ومنظرًا فظيعًا، فلا قوة إلا باللَّه. فمقتته القلوب وأضمروا لَهُ الشّرّ، وأسمعوه الكلام المُرّ، فتحصّن واستعدّ، وجرت لَهُ أمور يطول شرحُها. قَالَ الوزير الفقيه أبو محمد بْن حزْم [1] : كَانَ من المجاهرين بالمعاصي، سفّاكًا للدماء. كَانَ يأخذ أولاد النّاس الملاح فيْخصيهم ثمّ يُمسكهم لنفسه. وله أشعارٌ. ولي الأمرَ بعده ابنهُ أبو المُطَرِّف عَبْد الرَّحْمَن. مات سنة ستٍّ. 116- حمّاد بْن أُسامة بْن زيد الحافظ [2] .   [1] جمهرة أنساب العرب 95، 96. [2] انظر عن (حمّاد بن أسامة الحافظ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 394، 395، والتاريخ لابن معين 2/ 128، وتاريخ الدارميّ، رقم 242، وطبقات خليفة 171، والعلل لأحمد 1/ 11 و 125 و 140 و 146 و 185 و 409، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ رقم 745 و 772 و 1222 و 2/ رقم 1726 و 3/ رقم 484 و 4845 و 4891 و 4903 و 5397 و 5980 و 5981، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 28 رقم 113، والتاريخ للفسوي 3/ 63 و 188 و 220، وانظر فهرس الأعلام 3/ 505، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 500، وتاريخ واسط لبحشل 41، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 105، وتاريخ الطبري 1/ 245 و 246 و 295 و 358 و 2/ 292 و 319 و 325 و 3/ 79 و 136 و 4/ 207، والجرح والتعديل 3/ 132 رقم 600، والثقات لابن حبّان 6/ 222، ومشاهير علماء الأمصار له، رقم 1379، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ، رقم 229، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 200، 201 رقم 259، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 158، 159 رقم 315، والسابق واللاحق للخطيب 184، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 49 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 103، 104 رقم 400، وتاريخ حلب للعظيميّ 241، ومعجم البلدان 1/ 191 و 835 و 2/ 6 و 385 و 4/ 380، وتهذيب الكمال 7/ 217- 224 رقم 1471، ودول الإسلام 1/ 126، والعبر 1/ 335، والمعين في طبقات المحدّثين 65 رقم 654، وتذكرة الحفّاظ 1/ 295 رقم 769 وميزان الاعتدال 1/ 588 رقم 2235، والكاشف 1/ 186 رقم 1221، وسير أعلام النبلاء 9/ 277- 279 رقم 76، ومرآة الجنان 2/ 3، والبداية والنهاية 10/ 248، والوافي بالوفيات 13/ 148 رقم 157، وشرح العلل لابن رجب 2/ 679، وشرح ألفية العراقي 1/ 318، والوفيات لابن قنفذ 161، وتهذيب التهذيب 3/ 32، رقم 1، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 125 أبو أسامة الكوفيّ، مولى بني هاشم. عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، والأجلح الكِنْديّ، وإدريس الأَوْديّ، وبُرَيْد بن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بُرْدَة، وحبيب بْن الشَّهيد، وبهز بْن حكيم، وحسين المعلّم، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، والْجُرِيريّ، وهشام بْن عُرْوَة، وخلْق. وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ مَعَ تقدُّمِهِ ونُبْله، وأحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد الدَّوْرقيّ، والحَسَن الحَلْوانيّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، وعليّ بْن محمد الطنافسي، ومحمد بْن عبد الله بْن نُمَيْر، ومحمد بن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأبو كُرَيْب، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بْن عَبْد الحميد الحارثي، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، والحَسَن بْن عليّ العامريّ، وخلائق. قَالَ أحمد: أبو أسامة ثقة. كان أعلم النّاس بأمور النّاس بأمور النّاس وأخبار الكوفة. وما كَانَ أرواه عَنْ هشام بْن عُرْوَة [1] . وقال أيضًا: كَانَ ثَبْتًا لا يكاد يخطئ [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: كتبتُ بإصْبَعَيَّ هاتين مائة ألف حديث [3] . وقال ابن الفُرات: كَانَ عنده ستّمائة حديث عن هشام بن عروة [4] .   [ () ] وتقريب التهذيب 1/ 195 رقم 529، ومقدّمة فتح الباري 399، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 134، وخلاصة تذهيب التهذيب 91، وشذرات الذهب 2/ 2، والأعلام 2/ 271. [1] تهذيب الكمال 7/ 222. [2] العلل ومعرفة الرجال 1/ 383 رقم 745، وفيه روى عبد الله بن أحمد بن حنبل فَقَالَ: «سمعت أبي وذكر أبا أسامة قال: كان ثبتا لا يكاد يخطى، ما كان أثبته. قال أبي: قال يحيى بن سعيد: وذاك أنه قيل له إن أبا أسامة يزعم أن شعبة أملى عليه إملاء فقال يحيى: كذب أبو أسامة، قال شعبة: ما أمليت على أحد إلّا فلان، أراه ذكر ابن بزيع إنسانا كان مع المهديّ، قال: إن أمليت عليّ وإلّا نلت منك- مكروها، قال: فأمليت عليه» . وانظر: الجرح والتعديل 3/ 132. [3] العلل ومعرفة الرجال 3/ 313 رقم 5397. [4] تهذيب الكمال 7/ 223. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 126 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: كَانَ أبو أسامة في زمن الثَّوْريّ يعد من النُّسّاك [1] . وروى يحيى بْن اليَمَان: عَنْ سُفْيَان قَالَ: ما بالكوفة شابّ أعقل من أَبِي أسامة [2] . قَالَ الْبُخَارِيّ [3] : مات في ذي القعدة سنة إحدى ومائتين، وهو ابن ثمانين سنة، فيما قِيلَ [4] . قَالَ الفَسَويّ [5] : سَمِعْتُ ابن نُمَيْر يوهن أبا أسامة، ثمّ يعجب من أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، مَعَ معرفته بأبي أسامة، ثمّ هُوَ يحدِّث عَنْهُ. قَالَ ابن نُمَيْر: وهو الّذي يروي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، نرى بأنّه لَيْسَ بابن جَابِر، بل هُوَ رَجُل تسمى بِهِ. قلت: تلقت الأَئِمَّةُ حديث أَبِي أسامة بالقبول لحفظه ودينه، ولم يُنْصفه ابن نُمَيْر. قَالَ محمد بْن عثمان بْن كرامة سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: وضعت بنو أُمَيَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعةَ آلاف حديث [6] . قلت: هذه مجازفة من أَبِي أسامة وغُلُوّ. والكوفيّ لا يُسمع قولُه في الأمويّ.   [1] (تهذيب الكمال 7/ 223. [2] تاريخ الثقات للعجلي 130 رقم 328، تهذيب الكمال 7/ 223. [3] في تاريخه الكبير 3/ 28، وتاريخه الصغير 216. [4] وقال ابن سعد في (الطبقات الكبرى 6/ 395) : «وتوفي أبو أسامة بالكوفة يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوّال سنة إحدى ومائتين في خلافة المأمون، وكان ابن ثمانين سنة، وصلّى عليه محمد بْن إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس الهاشمي، وكان حضر جنازته فقدّموه لسنّه ومكانه ولم يكن يومئذ بوال. وكان ثقة مأمونا كثير الحديث يدلس وتبيّن تدليسه، وكان صاحب سنة وجماعة» . وأرّخه الفسوي أيضا في سنة 201 هـ. (المعرفة والتاريخ 1/ 192) . [5] في المعرفة والتاريخ 2/ 801. [6] وذكر الفسوي خبرا آخر فيه اتّهام بتشيّعه، فقال: «قال عمر: سمعت أبي يقول: كان أبو أسامة إذا رأى عائشة في الكتاب حكّها فليته لا يكون إفراط في الوجه الآخر» . (المعرفة والتاريخ 2/ 801) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 127 قَالَ أحمد العِجْليّ [1] : أبو أسامة ثقة [وكان يُعَدّ] [2] من حكماء أصحاب الحديث، شهِدْت جَنَازته في شوّال سنة إحدى ومائتين [3] . 117- حمّاد بْن خالد [4]- م. 4.- أبو عبد الله القرشيّ البصريّ الخيّاط. نزيل بغداد. عَنْ: أفلح بْن حُمَيْد، وأفلح بْن سَعِيد، وابن أَبِي ذئب، ومعاوية بْن صالح الحضرميّ، وهشام بْن سعْد، وَعِدَّةٍ. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن مَنِيع، والحَسَن الزَّعْفرانيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وعَمْرو النّاقد، وابن نُمَيْر، وجمْعٌ. قَالَ أحمد: كَانَ حافظًا، وكان يحدّثنا وهو يخيط. كتبت عَنْهُ أَنَا ويحيى بْن مَعِين [5] . وقال ابن مَعِين: كَانَ أُمِّيًّا لا يكتب، ثقة. كان يقرأ الحديث [6] .   [1] في تاريخ الثقات 130 رقم 328. [2] إضافة على الأصل من ثقات العجليّ. [3] هذا يؤكّد ما قاله ابن سعد في طبقاته. والّذي في (المغني 1/ رقم 1662) : «الحكم بن عبد الله البصري البزاز، عن ابن أبي عروبة، بخبر منكر، وعنه ابن أبي بزة. قال أبو حاتم: لا أعرفه» . [4] انظر عن (حمّاد بن خالد) في: التاريخ لابن معين 2/ 129، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ 118 رقم 577 و 2/ 218 رقم 733، والعلل لأحمد 1/ 82 و 293، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 26 رقم 105، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 686 و 3/ 183، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 54، وفيه (الحناط أو الخياط) ، والجرح والتعديل 3/ 136 رقم 613، والثقات لابن حبّان 8/ 206، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 11 أ، رقم 236 (حسب ترقيم نسختنا) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 160 رقم 319، وتاريخ بغداد 8/ 149- 151 رقم 4251، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 105 رقم 405، وتهذيب الكمال 7/ 233- 236 رقم 1479، والكاشف 1/ 187 رقم 1226، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 253، والوافي بالوفيات 13/ 150 رقم 159، وتهذيب التهذيب 3/ 7 رقم 10، وتقريب التهذيب 1/ 196 رقم 536، وخلاصة تذهيب التهذيب 91. [5] تاريخ بغداد 8/ 150، وتهذيب الكمال 7/ 235، [6] الجرح والتعديل 3/ 136، وقد وثّقه ابن معين في تاريخه 2/ 129، ومعرفة الرجال 1/ 118 رقم 577 و 2/ 218 رقم 733. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 128 وقال غيره: كان مدنيّا يخِيط عَلَى باب مالك [1] . 118- حمّاد بْن عيسى بْن عبيدة الْجُهَنيّ الواسطيّ [2] . وقيل الْبَصْرِيّ. عَنْ: جعفر الصادق، وابن جُرَيْج، وموسى بْن عبيدة، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيَان وغيرهم. وعنه: عَبْد بْن حُمَيْد، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأبو بَكْر الصاغاني، وعباس الدُّوريّ، والكُدَيْميّ، وآخرون. قَالَ ابن مَعِين: شيخ صالح [3] . وقال أبو حاتم [4] : شيخ ضعيف الحديث [5] . قلت: يقال لَهُ غريق الجحفة، لأنّه حجّ في سنة ثمانٍ [6] فغرق بوادي الجحفة.   [1] تاريخ بغداد 8/ 150. وقد وثقه أبو زرعة. وقال أبو حاتم: لا أعرفه بأنه أميّ وهو صالح الحديث ثقة. [2] انظر عن (حمّاد بن عيسى) في: سؤالات الآجريّ لأبي داود 16، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 464، والجرح والتعديل 3/ 145 رقم 636، والمجروحين لابن حبّان 1/ 253، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 78 رقم 165، ورجال الطوسي 174 رقم 152، و 346 رقم 1، والفهرست له 90 رقم 242، ورجال الكشي 268، وتهذيب الكمال 7/ 281- 283 رقم 1486، والكاشف 1/ 188 رقم 1232، والمغني في الضعفاء 1/ 190 رقم 1721، وميزان الاعتدال 1/ 598 رقم 2263، والوافي بالوفيات 13/ 151 رقم 161، وتهذيب التهذيب 3/ 18 رقم 18، وتقريب التهذيب 1/ 197 رقم 546، وخلاصة تذهيب التهذيب 92، وإيضاح المكنون 2/ 559، وأعيان الشيعة 28/ 20 رقم 5751، والأعلام 4/ 73، ومعجم المؤلّفين 4/ 73. و «عبيدة» بفتح العين وكسر الباء الموحّدة المنقوطة من تحت. (الإكمال 6/ 54) . [3] تهذيب الكمال 7/ 282. [4] في الجرح والتعديل 3/ 145. [5] وقال الآجريّ، عن أبي داود: ضعيف، روى أحاديث مناكير. (سؤالات الآجري 16) . وقال ابن حبّان: «شيخ يروي عن ابن جريج وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أشياء مقلوبة تتخايل إلى من هذا الشأن صناعته أنها معمولة. لا يجوز الاحتجاج به» . (المجروحون 1/ 253، 254) . [6] وقيل سنة 209، وله نيّف وتسعون سنة. وقال الطوسي: غريق الجحفة ثقة، له كتاب النوادر، وله كتاب الزكاة، وكتاب الصلاة. (رجال الطوسي 90 رقم 442) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 129 119- حمّاد بْن قيراط [1] . أبو عَلَى النَّيْسابوريّ. حدَّثَ بالرِّيّ. عَنْ: سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وشعبة بْن الحجاج. وعنه: إبراهيم بْن مُوسَى الفراء، وإِسْحَاق بْن إبراهيم المَرْوَزِيّ. نزيل الرّيّ، ثمّ خرج إلى الشام وتعبد هناك. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا يحتج بِهِ. قلت: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين. 120- حمّاد بن مسعدة [4]- ع. -   [1] انظر عن (حمّاد بن قيراط) في: الجرح والتعديل 3/ 145 رقم 640، والثقات لابن حبّان 8/ 206، والمجروحين له 1/ 254، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 667، 668، والمغني في الضعفاء 1/ 190 رقم 1723، وميزان الاعتدال 1/ 599 رقم 2266، ولسان الميزان 2/ 352 رقم 1423. [2] الجرح والتعديل 3/ 145. [3] في الجرح والتعديل، ولفظه: مضطرب الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: يخطئ. وذكره في المجروحين 1/ 254 فقال: «يقلب الأخبار على الثقات ويجيء عن الأثبات بالطّامّات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار، وكان أبو زرعة الرازيّ يمرّض القول فيه» . وقال ابن عديّ في الكامل 2/ 668: وعامّة ما يرويه فيه نظر. [4] انظر عن (حمّاد بن مسعدة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 294، وتاريخ خليفة 471، وطبقاته 227، والعلل لأحمد 1/ 122، و 147 و 173 و 185 و 257، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1227 و 2/ رقم 1746، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 26 رقم 106، والتاريخ الصغير 217، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، وتاريخ واسط لبحشل 178، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 206، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والجرح والتعديل 3/ 148 رقم 645، والثقات لابن حبّان 6/ 222، ومشاهير علماء الأمصار له 162 رقم 1284، والعيون والحدائق 3/ 355، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 201، 202 رقم 260، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدار للدّارقطنيّ، رقم 232، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 102 رمق 240، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 159 رقم 316، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 225 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 104 رقم 401، وتهذيب الكمال 7/ 283- 285 رقم 1488 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 130 أبو سَعِيد التَّميميّ، ويقال الباهلي، مولاهم الْبَصْرِيّ. عَنْ: يزيد بْن أَبِي عبيدة، وهشام بْن عُرْوَة، وابن عَون، وابن جُرَيْج، وعُبَيْد اللَّه بن عمر، وسليمان التّيميّ. وعنه: أحمد، وإسحاق، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وأحمد بْن الفُرات، وطائفة. وثّقه أبو حاتم [1] . وتُوُفّي في رجب [2] سنة اثنتين ومائتين. وقع لنا حديثه بعُلُوٍّ. 121- حمّاد بْن سليمان بْن المَرْزُبان الفقيه أبو سليمان النيسابوري، صاحب محمد بْن الحَسَن، ويلقب قيراط. عَنْ: شُعْبَة، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وداود بْن أَبِي هند، والثَّوْريّ. قَالَ الحاكم، لقي جماعةً من التّابعين، وتفقّه عَلَى كِبَر سِنّه عند محمد. روى عَنْهُ: أحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب. 122- حمّاد بْن معقل [3] . أبو سلمة البصريّ.   [1] والعبر 1/ 336، وسير أعلام النبلاء 9/ 356 رقم 117، والكاشف 1/ 189 رقم 1233، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 253، والعبر 1/ 336، والبداية والنهاية 10/ 248، والوافي بالوفيات 13/ 150 رقم 160، وتهذيب التهذيب 3/ 19 رقم 20، وتقريب التهذيب 1/ 197 رقم 548، والنجوم الزاهرة 2/ 170، وخلاصة تذهيب التهذيب 92. (1) في الجرح والتعديل 3/ 148، وسئل أبو حاتم عن حمّاد بن مسعدة ومحاضر فقال: حمّاد بن مسعدة أحبّ إليّ من محاضر. وقال ابن سعد: «وكان ثقة إن شاء الله» . (الطبقات الكبرى 7/ 294) . وقال ابن شاهين: «ثقة ثقة، لا بأس به» . (تاريخ أسماء الثقات 102 رقم 240) . [2] في طبقات ابن سعد 7/ 294: «توفي بالبصرة في جمادى في سنة اثنتين ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون» . [3] انظر عن (حمّاد بن معقل) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 48، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 191، والجرح والتعديل 3/ 148 رقم 644، والثقات لابن حبّان 8/ 204، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 136 ب. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 131 عَنْ: مالك بْن دينار، وغالب القطّان. وعنه: عُمَر بْن الصَّلْت، ومَسْلَمَة بْن إبراهيم، وجعفر بْن عليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق [2] . 123- حمزة بْن الحارث بن عمير [3]- ت. ق. - أبو عمارة العدويّ، مولى آل عُمَر رضى الله عنه. الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّةَ. روى عَنْ: أَبِيهِ. وعنه: إبراهيم بْن عَبْد اللَّه الهَرَوِيّ، وأحمد بْن أَبِي شُعَيب الحرّانيّ، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسماعيل، وبكر بْن خَلَف خَتَنُ المقّري، ورجاء بْن السِّنْديّ. الإسْفَرائينيّ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ. 124- حمزة بْن زياد بْن سعْد الطُّوسيّ [5] . أبو مُحَمَّد نزيل بغداد. حدَّثَ عَنْ: شُعْبَة، والثّوريّ، ومالك، وفليح بن سليمان.   [1] في الجرح والتعديل 3/ 148. [2] وقال أبو زرعة الرازيّ: «لا بأس به» . (الجرح والتعديل) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وقال الحاكم: «حديثه في البصريين» (الأسامي والكنى) . [3] انظر عن (حمزة بن الحارث) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 501، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 52 رقم 197، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 787 و 788، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، والجرح والتعديل 3/ 210 رقم 918، والثقات لابن حبّان 8/ 209، وتهذيب الكمال 7/ 313، 314 رقم 1500، والكاشف 1/ 190 رقم 1241، والعقد الثمين للتقيّ الفاسي 4/ 226، وتهذيب التهذيب 3/ 26، 27 رقم 36، وتقريب التهذيب 1/ 199 رقم 563، وخلاصة تذهيب التهذيب 93. [4] في طبقاته 5/ 501. [5] انظر عن (حمزة بن زياد) في: الجرح والتعديل 3/ 211، والثقات لابن حبّان 8/ 210، وتاريخ جرجان للسهمي 448، وتاريخ بغداد 8/ 179 رقم 4299، والمغني في الضعفاء 1/ 192 رقم 1751، وميزان الاعتدال 1/ 607، 608 رقم 2303، ولسان الميزان 2/ 329 رقم 1461. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 132 وعنه: ابنه محمد، وموسى بن هارون الطوسي، وأحمد بن زياد السمسار. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا بَأْسَ بِهِ [1] . وَقَالَ مهنا الشّاميّ: سألت الإِمَام أحمد عَنْهُ فقال: لا تكتب عَنْهُ الخبيث [2] . 125- حمزة بْن القاسم [3] . أبو عُمارة الأَزْدِيّ الكوفي الأحول المقرئ. قرأ عَلَى: حمزة مرتين وروى عَنْهُ. وعنه: أبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو الحارث الَّليْث بْن خَالِد، وعبد الرَّحْمَن بْن واقد. 126- حُمَيْد بْن عَبْد الحميد [4] . الأمير. من كبار قوّاد المأمون. تُوُفّي سنة عشر. 127- حنيفة بْن مرزوق [5] . أبو الحَسَن. عَنْ: شُعْبَة، وشريك. وعنه: خلاد بْن أسلم، وعبّاس الدُّوريّ، وعليّ بن شيبة السّدوسيّ.   [1] الجرح والتعديل 3/ 211، تاريخ بغداد 8/ 179. [2] تاريخ بغداد 8/ 179. [3] انظر عن (حمزة بن القاسم) في: غاية النهاية 1/ 264 رقم 1196. [4] انظر عن (حميد بن عبد الحميد) في: المعارف 387 و 389، والشعر والشعراء 2/ 742- 746 رقم 202، وبغداد لابن طيفور 2 و 3 و 9 و 55 و 57 و 161 و 162، وطبقات الشعراء لابن المعتز 178- 182، وتاريخ الطبري 8/ 609، والحيوان 6/ 421، والأغاني (طبعة بولاق) 18/ 100، والعيون والحدائق 3/ 432 و 439 و 444- 447، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 1/ 245، ووفيات الأعيان 1/ 288 و 3/ 351- 354، والكامل في التاريخ 6/ 342 و 348 و 352- 355، والعبر 1/ 389 (حوادث 224 هـ.) ، والوافي بالوفيات 13/ 197، 198 رقم 228، والأعلام 2/ 283. [5] انظر عن (حنيفة بن مرزوق) في: الثقات لابن حبّان 8/ 217، وتاريخ بغداد 8/ 283 رقم 4381. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 133 [حرف الخاء] 128- خَالِد بْن إسماعيل [1] . أبو الوليد المخزومي، أحد المتروكين. روى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وابن جُرَيْج، وعبيد الله بن عمر، وابن أبي ذئب. وعنه: الحسين بن الحسن الشيلماني، والعلاء بن مسلمة، وسعدان بن نصر، وأبو يوسف محمد بن أحمد الصيدلاني، ومحمد بن المغيرة الشهرزوري. وقال ابن عدي [2] : يضع الحديث على الثقات. وقال ابن حبان [3] : لا تجوز الرواية عَنْهُ. قلت: من موضوعاته، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً 66: 3 [4] قَالَ: أسرّ إليها أنّ أبا بَكْر خليفتي من بعدي [5] . رواه عنه سعدان.   [1] انظر عن (خالد بن إسماعيل) في: المجروحين لابن حبّان 1/ 281، 282، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 912، 913، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 86 رقم 206، ورجال الطوسي 185 رقم 4، وميزان الاعتدال 1/ 627 رقم 2404، والمغني في الضعفاء 1/ 201 رقم 1827، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 160 رقم 260، ولسان الميزان 2/ 372، 373 رقم 1540. [2] في الكامل 3/ 912، وقال أيضا:» وعامّة حديثه هكذا كما ذكرت وتبيّنت أنها موضوعات كلها ولم أر لمن تقدّم وتكلّم في الرجال تكلّم فيه على أنهم قد تكلّموا في من هو خير منه بدرجات» . (الكامل 3/ 913) . [3] في المجروحين 1/ 281. [4] سورة التحريم، الآية 2. [5] ذكره الكامل لابن عديّ 3/ 912. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 134 129- خَالِد بْن الحُسين [1] . أبو الْجُنَيْد الضّرير. كَانَ ببغداد، روى عَنْ: يحيى بْن القاسم، وحمّاد الرَّبَعِيّ، وعثمان بن مقسم، وغيرهم. وعنه: الحسن بن يزيد الجصاص، وسليمان بن توبة، وأيوب الوزان. قال ابن معين: ليس بثقة [2] . ووهى ابن عدي حديثه [3] . 130- خالد بن عبد الرحمن [4]- د. ت. - أبو الهيثم الخراسانيّ المرورّوذيّ. نزيل ساحل دمشق. عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ومالك بْن مغول، وشُعْبة، وطائفة. سيأتي في الطبقة المقبلة. 131- خَالِد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن سلمة المخزوميّ المكّيّ [5] . شيخ.   [1] انظر عن (خالد بن الحسين) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 139، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 910، 911، والمغني في الضعفاء 1/ 201 رقم 1738، وميزان الاعتدال 1/ 629 رقم 2415، ولسان الميزان 3/ 375 رقم 1552. [2] الكامل لابن عديّ 3/ 910. [3] قال: «وعامّة حديثه عن الضعفاء أو قوم لا يعرفون فإذا كان سبيله هذا السبيل إذا وقع لحديثه نكرة يكون البلاء منه أو من غيره لا منه» . [4] انظر ترجمته في الجزء التالي، برقم (110) . [5] انظر عن (خالد بن عبد الرحمن) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 8 رقم 409، والجرح والتعديل 3/ 342 رقم 1541، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 908 (متداخل في ترجمة خالد بن عبد الرحمن أبي الهيثم الخراساني ساكن ساحل الشام) ، وتاريخ جرجان للسهمي 132 و 395، وتهذيب الكمال 8/ 124، 125 رقم 1631، والمغني في الضعفاء 1/ 303 رقم 1857، وميزان الاعتدال 1/ 633 رقم 2439، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 160 رقم 262، والعقد الثمين للتقي الفاسي 4/ 282، وتهذيب التهذيب 3/ 103، 104 رقم 192، وتقريب التهذيب 1/ 215 رقم 51، وخلاصة تذهيب التهذيب 101. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 135 روى عَنْهُ: أبو يحيى بْن أَبِي مُرَّةَ أيضًا، وأبو الدَّرْدَاء عَبْد العزيز بْن مُنيب، ويحيى بْن عَبْدل القَزْوينيّ، وجماعة. سمع: مِسْعَرًا، والثَّوْريّ، ووَرْقاء. قَالَ الْبُخَارِيّ [1] ، وأبو حاتم [2] : ذاهب الحديث. وقد جعله ابن عديّ والذي قبلَه واحدًا [3] ، وفرّق بينهما العُقَيْليّ، وهو الصّواب. 132- خَالِد بن عَمْرو بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ [4]- د. ق-   [1] لم يذكره في تاريخه الكبير، ولا الصغير، ولا الضعفاء. وقوله في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 8. [2] الجرح والتعديل 3/ 342 وزاد: «تركوا حديثه» . [3] في الكامل 3/ 907- 909، وهو يميّز بشيخه وصاحبه الثوريّ (ص 908) ، فقد روى ابن عديّ من طريقه، عن سفيان الثوريّ، عن يحيى بن سعيد، عن سالم ونافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صلّى المغرب بعد ما ذهب ربع الليل. وحديثا من طريقه، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن أنس بن مالك، وعن مسروق قالا: «حج النبيّ صلى الله عليه وسلّم على رحل وقطيفة لا تساوي أربعة دراهم وقال في حجّته: اللَّهمّ حجّة لا رياء وسمعة» . وحديثا من طريقه- وسمّاه: خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني- عن سفيان الثوري، عن خالد الحذّاء، عن أبي قلابة، عن أنس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة. قال الشيخ (ابن عديّ) : وهذا عن الثوريّ، عن خالد مشهور، إلّا أن الّذي يستغرب من هذه الرواية قول أنس: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وغير هذه الرواية يقولون: عن أنس: أمر بلال. قال خادم العلم «عمر» : لقد وهم ابن عديّ هنا في «خالد بن عبد الرحمن المخزومي المكيّ» الّذي يروي عن سفيان الثوري، فجعل كنيته «أبو الهيثم الخراساني» ، وبهذا خلطه بالذي قبله، وهو غيره، فهذا «مخزوميّ» وذاك «خراساني» . وروى ابن عديّ حديثا آخر من طريق صاحب الترجمة، قال: حدّثنا أحمد بن محمد الشرقيّ، ثنا خشنام بن صديق، ثنا خالد بن عبد الرحمن المخزومي بمكة، حدّثنا مسعر، عن محارب بن دثار، عن جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من مات لا يشرك باللَّه شيئا دخل الجنة، ومن مات وهو يشرك باللَّه دخل النار» . قال الشيخ: وهذا عن مسعر لا أعلم يرويه عنه غير خالد. [4] انظر عن (خالد بن عمرو بن محمد) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 144، ومعرفة الرجال له 1/ 60 رقم 85، والعلل ومعرفة الجزء: 14 ¦ الصفحة: 136 أبو سعيد الأمويّ الكوفيّ، ابن عمّ عَبْد العزيز بْن أبان. عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبَة، وسُفْيان. ومالك بْن مغْوَل، وطائفة كبيرة. وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلال، والرَّماديّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وأحمد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر، ويوسف بْن مُسْلِم، وخلق. قَالَ أحمد بْن حنبل [1] : لَيْسَ بثقة. وقال أبو زُرْعة: منكر الحديث [2] . وقال صالح جَزَرَة [3] : كَانَ يضع الحديث [4] .   [ () ] الرجال لأحمد 3/ رقم 5122، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 164 رقم 563، والتاريخ الصغير له 213، والضعفاء الصغير له 259 رقم 103، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 44، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 112، وتاريخ واسط لبحشل 235، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 168، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 434 و 446 و 613، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 10، 11 رقم 413، والجرح والتعديل 3/ 343، 344 رقم 1551، والمجروحين لابن حبّان 1/ 283، والثقات له 8/ 223، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 900- 903، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 85 رقم 201، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 224 ب، 225 أ، وتاريخ بغداد 8/ 299، 300 رقم 4401، وتهذيب الكمال 8/ 138- 141 رقم 1638، وميزان الاعتدال 1/ 635، 636 رقم 2447، والمغني في الضعفاء 1/ 205 رقم 1866، والكاشف 1/ 206 رقم 1353، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 162، وتهذيب التهذيب 3/ 109، 110 رقم 203، وتقريب التهذيب 1/ 216 رقم 60، وخلاصة تذهيب التهذيب 102. [1] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 254 رقم 5122 وزاد: «يروي أحاديث بواطيل» . [2] الجرح والتعديل 3/ 343. [3] قوله في تاريخ بغداد 8/ 300. [4] وقال ابن معين: «ليس حديثه بشيء» . (تاريخ ابن معين 2/ 144) وقال في (معرفة الرجال 1/ 60 رقم 85) : «لم يكن بشيء كان يكذب» . وقال البخاري: «منكر الحديث» . وقال أبو داود: «ليس بشيء» . وقال النسائي: «ليس بثقة» . وضعّفه أبو زرعة، والعقيلي، وهو ينقل أقوال: أحمد، وابن معين، والبخاري. وقال أحمد بن سنان: بعثت إلى أحمد بن حنبل رقعة أسأله عن حديث رواه خالد بن عمرو القرشي فوقّع فيها: نظرنا في هذا الحديث فلم نجد له أصلا، وهذا الشيخ منكر الحديث. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 137 133- خَالِد بْن نَجِيح [1] . أبو يحيى الْمَصْرِيّ، مولى آل الخطّاب. عَنْ: حيوة بْن شُرَيْح، وموسى بْن عليّ، واللَّيث بْن سعْد، ومالك، وطائفة. قَالَ ابن يونس: منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرّازيّ [2] : كذّاب، كَانَ يضع الحديث. والأحاديث الّتي أُنكِرت عَلَى عَبْد اللَّه بْن صالح يُتَوَهَّم أنّها فِعْله. كَانَ يصحبه. تُوُفّي في شوّال سنة أربعٍ ومائتين [3] . قلت: وهذا غير المدائني، ذاك في الطبقة الآتية [4] . 134- خَالِد بْن يزيد بْن الأمير خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أسد القسريّ الدّمشقيّ [5] .   [ () ] وقال أبو حاتم: «متروك الحديث ضعيف» . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «مُنْكَرُ الْحَدِيثِ» . وَقَالَ ابْنُ حبّان: «كان ممّن ينفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يحلّ الاحتجاج بخبره، تركه يحيى بن معين» . (المجروحون 1/ 283) ، وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن عديّ: «أحاديثه مناكير» وقال أيضا: أحاديثه كلّها أو عامّتها موضوعة، وهو بيّن الأمر في الضعفاء. وقال الحاكم: فيه نظر. ونقل قول البخاري. وقال أبو زكريا الساجي: رأيت خالد بن عمرو هذا بالكوفة، وبغداد، وكتبت عنه، كان كذّابا يكذب، حدّث عن شعبة أحاديث موضوعة. وقال ابن الغلابي: سألت أبا زكريا عن خالد بن عمرو بن محمد.. فذمّه ذمّا شديدا، ولم يوثّقه. (تاريخ بغداد 8/ 299، 300) . [1] انظر عن (خالد بن نجيح) في: الجرح والتعديل 3/ 355 رقم 1605، والسابق واللاحق للخطيب 95، والمغني في الضعفاء 1/ 207 رقم 1886، وميزان الاعتدال 1/ 644 رقم 2469، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 163، 164 رقم 469، ولسان الميزان 2/ 388 رقم 1593. [2] في الجرح والتعديل 3/ 355. [3] السابق واللاحق 95. [4] يشير إلى: «خالد بن القاسم المدائني» انظر ترجمته في الجزء التالي برقم (112) . [5] انظر عن (خالد بن يزيد) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 138 عن: هشام بن عُرْوة، وإسماعيل بن أبي خَالِد، وأبي حيّان التَّيْميّ، وابن عَون، وجماعة. وعنه: الوليد بن مسلم، وهو أكبر منه، ودُحَيْم، وأحمد بْن بَكْر البالِسيّ، وأحمد بْن جناب المصِّيصيّ، وآخرون. قَالَ ابْن عديّ [1] : أحاديثه لا يُتابَع عليها لا إسنادًا ولا مَتْنًا، ولم أرَ لهم فيه قولا [2] . وقال أبو حاتم [3] : لَيْسَ بقويّ [4] . 135- خَالِد بْن أَبِي يزيد [5] . ويُقال ابن يزيد أبو الهَيْثَم الفارسي القَرْنيّ. وَقَرْنُ قرية من ناحية قطربُّل. عَنْ: شُعْبَة، ووَرْقاء، وأبي شهاب الحنّاط، وجماعة. وعنه: عَبَّاس الدُّوريّ، وأبو بَكْر الصّاغانيّ، وبِشْر بْن موسى، وجماعة. وعن ابن معين قال: لم يكن به بأس [6] .   [ () ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 15 رقم 425، والجرح والتعديل 3/ 359 رقم 1624، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 885- 888، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 117، 118، والمغني في الضعفاء 1/ 208 رقم 1894، وميزان الاعتدال 1/ 647 رقم 2479، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 164، 165 رقم 271، ولسان الميزان 2/ 391، 392 رقم 1602. [1] في الكامل 3/ 888. [2] زاد ابن عديّ: ولعلّهم غفلوا عنه، وقد رأيتهم تكلّموا في من هو خير من خالد هذا، فلم أجد بدّا من أن أذكره وأن أبيّن صورته عندي، وهو عندي ضعيف، إلّا أن أحاديثه إفرادات ومع ضعفه كان يكتب حديثه» . (الكامل 3/ 888) . [3] في الجرح والتعديل 3/ 359. [4] وقال العقيلي: «لا يتابع على حديثه» . [5] انظر عن (خالد بن أبي يزيد) في: الجرح والتعديل 3/ 360 رقم 1626 و 3/ 361 رقم 1634، وتاريخ بغداد 8/ 304 رقم 4404، والأنساب لابن السمعاني 10/ 115، ومعجم البلدان 4/ 73، وتهذيب الكمال 8/ 215، 216 رقم 1671، وتهذيب التهذيب 3/ 131 رقم 242، وتقريب التهذيب 1/ 221 رقم 100، وخلاصة تذهيب التهذيب 104 وسيعيده المؤلّف في الجزء التالي، برقم (116) . [6] أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد عن أحمد بن محمد الكاتب، عن محمد بن حميد، عن ابن حبّان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا: وقد كتب عن خالد المزرقي ولم يكن به بأس. (8/ 304) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 139 قلت: تُوُفّي قريبًا من سنة عشر. 136- خَالِد بْن يزيد السُّلَميّ الدّمشقيّ [1] د. ق. - والد محمود بْن خَالِد، عَنْ: ليث بْن أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وابن أَبِي ليلى الفقيه، ومُطْعِم بْن المِقْدام، وجماعة. وعنه: ابنه، ودُحَيْم، وسُليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وأحمد بْن بكرويه البالِسيّ. وثّقه ابن حِبّان [2] . 137- خُزَيْمة بْن خازم بْن خُزَيْمة الخُراسانيّ الأمير [3] . من كبار قُوّاد المأمون، ومن أبناء الدّولة الْعَبَّاسِيَّةِ. لَهُ ذِكْر في الحروب. تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين بعد ما عَمي [4] . وقد روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب.   [1] انظر عن (خالد بن يزيد السلمي) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 700، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 454، والجرح والتعديل 3/ 360 رقم 1628، والثقات لابن حبّان 8/ 222، وفيه (خالد بن أبي خالد الأزرق) ، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 123، 124، وتهذيب الكمال 8/ 213، 214 رقم 1668، والكاشف 1/ 210 رقم 1379، وسير أعلام النبلاء 9/ 415 رقم 144، وتهذيب التهذيب 3/ 130، 131 رقم 237، وتقريب التهذيب 1/ 221 رقم 96، وخلاصة تذهيب التهذيب 104. [2] ذكره في الثقات. [3] انظر عن (خزيمة بن خازم) في: تاريخ خليفة 460 و 462 و 463 و 465، والمحبّر لابن حبيب 298 و 375، والمعرفة والتاريخ 1/ 120، وبغداد لابن طيفور 157، 158، والمعارف 407، والشعر والشعراء 2/ 713، وتاريخ الطبري 7/ 360 و 386 و 8/ 232 و 270 و 298 و 316 و 346 و 373 و 374 و 400 و 435 و 472 و 481 و 546 و 548 و 549، وفتوح البلدان 247 و 405، والخراج وصناعة الكتابة 79 و 334 و 381، والعيون والحدائق 3/ 302 و 315 و 322 و 358 و 431 و 432 و 435 و 444 و 543، وطبقات الشعراء لابن المعتز 421، والفرج بعد الشدّة 2/ 270- 275، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 144، ورجال الطوسي 189 رقم 15، والكامل في التاريخ 6/ 356، وخلاصة الذهب المسبوك 108 و 175، وتاريخ بغداد 8/ 341 رقم 4448، والنجوم الزاهرة 2/ 145، وشذرات الذهب 2/ 6. [4] البرصان والعرجان للجاحظ 294. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 140 وعنه: يعقوب بْن يوسف. 138- الخصيب بْن ناصح الحارثيّ الْبَصْرِيّ [1] . نزيل مصر. عَنْ: هشام بْن حسان، وشُعْبة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَريّ، ونافع بْن عُمَر، وهمام بْن يحيى، وجماعة. وعنه: الربيع المُرَاديّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ، وجماعة. قَالَ أبو زُرْعة: ما بِهِ بأس إنّ شاء اللَّه [2] . لم يخرجوا لَهُ. قَالَ ابن يونس: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين، وقيل: سنة سبْعٍ. وقيل: أصله بلْخيّ [3] . 139- خلاد بْن يزيد الْجُعْفيّ [4] . كوفيّ مُقِلّ. روى عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وزُهير بْن معاوية، وشَرِيك. وعنه: أبو كُرَيْب، وعبيد بن يعيش، وابن نمير.   [1] انظر عن (الخصيب بن ناصح) في: الجرح والتعديل 3/ 397 رقم 1827، والثقات لابن حبّان 8/ 232، وتهذيب الكمال 8/ 255، 256 رقم 1692، والوافي بالوفيات 13/ 320، 321 رقم 397، وتهذيب التهذيب 3/ 143 رقم 274، وتقريب التهذيب 1/ 223 رقم 125، وحسن المحاضرة 1/ 284، 285 رقم 210، وخلاصة تذهيب التهذيب 105. [2] الجرح والتعديل 3/ 397. [3] ذكره ابن حبان في الثقات وقال: «ربما أخطأ» . [4] انظر عن (خلاد بن يزيد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 189 رقم 639، والجرح والتعديل 3/ 366، 367 رقم 1666، والثقات لابن حبّان 8/ 229، ورجال الطوسي 187 رقم 30، وفيه (خلاد بن زيد) ، وتهذيب الكمال 8/ 362، 363 رقم 1742، والكاشف 1/ 218 رقم 1436، وفيه (الجعفري- بدل الجعفي) ، والمغني في الضعفاء 1/ 211 رقم 1928، وميزان الاعتدال 1/ 657 رقم 2527، وتهذيب التهذيب 3/ 175 رقم 332، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 107. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 141 ذكره ابن حبان في «الثقات» [1] ، وقال: ربما أخطأ [2] . 140- خَلَف بْن تميم بْن أَبِي عتّاب مالك [3] . - ن. ق. - أبو عبد الرحمن الكوفيّ، نزيل المصّيصة. عن: سفيان، وزائد، وأبي بَكْر النَّهْشليّ، وإسرائيل، وجماعة. وعنه: أبو إِسْحَاق الفَزَاريّ مَعَ تقدُّمِهِ، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، وأحمد بْن بكرويه البالِسيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح البزّاز، وعباس التُّرْقُفيّ، وعباس الدُّوريّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وخلق. وقال ابن شَيْبة: ثقة، صدوق: أحد النُّسّاك والمجاهدين، صحب إبراهيم بْن أدهم [4] . وقال أبو حاتم [5] : ثقة. قَالَ ابن سعْد [6] : تُوُفّي سنة ثلاث عشرة بالمصِّيصة [7] . وقال أبو مُسْلِم المُسْتَمليّ، وغيره: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين [8] .   [1] ج 8/ 229. [2] وقال البخاري: «لا يتابع عليه» . (التاريخ الكبير 3/ 189) . [3] انظر عن (خلف بن تميم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 491، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 149، وتاريخ الدارميّ رقم 306، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 197 رقم 668، والتاريخ الصغير 222، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 611، والكنى والأسماء للدولابي 6/ 571، وتاريخ الطبري 6/ 571، والجرح والتعديل 3/ 370 رقم 1684، والثقات لابن حبّان 8/ 228، وطبقات الصوفية للسلمي 36، وبغية الطلب لابن العديم (مخطوط) 5/ ورقة 211- 213، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 171، وتهذيب الكمال 8/ 276- 279 رقم 1702، وتذكرة الحفّاظ 1/ 344 رقم 63، وسير أعلام النبلاء 10/ 212 رقم 51، والكاشف 1/ 214 رقم 1408، والوافي بالوفيات 13/ 356 رقم 439، وتهذيب التهذيب 3/ 148 رقم 284، وتقريب التهذيب 1/ 225 رقم 135، وخلاصة تذهيب التهذيب 105، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 208 (في ترجمة إبراهيم بن أدهم) . [4] تهذيب الكمال 8/ 278. [5] في الجرح والتعديل 3/ 370 وزاد: «صالح الحديث» . [6] في الطبقات 7/ 491. [7] وقيل: توفي بدمشق ودفن بباب الصغير. [8] وهكذا أرّخه ابن حبّان في الثقات 8/ 229، وابن العديم في بغية الطلب 5/ ورقة 213. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 142 141- خَلَف بْن أيّوب الفقيه [1] . أبو سَعِيد العامري البلْخيّ الحنفيّ. مفتي أهل بلْخ وزاهدهم وعابدهم. أخذ الفقه عَنْ أَبِي يوسف، وقيل إنّه أدرك مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وتفقّه عَلَيْهِ، وقد سمع منه. ومن: عَوْف الأَعْرابيّ، ومعمر، وإبراهيم بْن أدهم وصحبة مدة. روى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وابن مَعِين، وأبو كُرَيْب، وعليّ بْن مَسْلَمَة اللَّبَقيّ، وجماعة. وكان من أعلام الأَئِمَّةِ رحمه اللَّه تعالى. وقد ليّنه ابن مَعِين [2] . وَقَدْ رَوَى لَهُ (ت.) [3] حَدِيثًا فِي بَابِ فَضْلِ الْفِقْهِ عَلَى الْعِبَادَةِ [4] : ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا خَلَفُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَصْلَتَانِ لا يَجْتَمِعَانِ في منافق: حسن سمعت، ولا فقه في الدّين» .   [1] انظر عن (خلف بن أيوب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 375، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4867، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 196 رقم 664، والضعفاء والكبير للعقيليّ 2/ 24 رقم 443، والجرح والتعديل 3/ 370 رقم 1687، والثقات لابن حبّان 8/ 227، وتهذيب الكمال 8/ 273- 275 رقم 1701، والكاشف 1/ 214 رقم 1407، وسير أعلام النبلاء 9/ 541- 543 رقم 211، والعبر 1/ 367، والمغني في الضعفاء 1/ 211 رقم 1930، وميزان الاعتدال 1/ 659 رقم 2534، والوافي بالوفيات 13/ 356، 357 رقم 440، والجواهر المضيّة للقرشي 2/ 170- 172 رقم 562، وتهذيب التهذيب 3/ 147، 148 رقم 283، وتقريب التهذيب 1/ 225 رقم 134، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 27، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 105، وشذرات الذهب 2/ 34، وأعلام الأخيار رقم 108، والطبقات السنيّة رقم 845، والفوائد البهيّة 71، وإيضاح المكنون 1/ 48، وهدية العارفين 1/ 348، ومعجم المؤلفين 4/ 104. [2] قال: ضعيف. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 24) . [3] رمز الترمذي. [4] في كتاب العلم، (2684) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 143 قَالَ (ت.) : غريب، تفرّد بِهِ خَلَف. ولا أدري كيف هُوَ [1] . قَالَ الحاكم في تاريخه: سَمِعْتُ محمد بْن عَبْد العزيز المذِّكر: سَمِعْتُ محمد بْن عليّ البيكَنْديّ الزّاهد يَقُولُ: سَمِعْتُ مشايخنا يذكرون أنّ السبب لثبات مُلْك آل سامان أنّ أسد بْن نوح جدّ الأسير الماضي إسماعيل خرج إلى المعتصم، وكان شجاعًا عاقلا، فتعجّبوا من حُسْنه وعقله. فقال لَهُ المعتصم: هَلْ في أهل بيتك أشجع منك؟ قَالَ: لا. قَالَ: فهل في أهل بيتك أعقل وأعلم منك؟ قَالَ: لا. فما أعجب الخليفة ذَلِكَ. ثمّ بعد ذَلِكَ سأله كذلك فأعاد قوله وقال: هلا قلت ولِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ويحك ولِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأنّه لَيْسَ في أهل بيتي من وطأ بساط أمير المؤمنين وشاهد طلعته غيري! ثمّ سأل عَنْ علماء بلْخ، فذكروا لَهُ خَلَف بْن أيّوب ووصفوا لَهُ زُهده وعِلْمه. فتحين مجيئه للجمعة وركب إلى ناحيته. فلمّا رآه ترجّل وقصده. فقعد خَلَف وغطّى وجهه. فقال: السّلام عليكم. فأجاب ولم يرفع رأسه. فرفع الأمير أسد رأسه إلى السماء، وقال: اللَّهمّ إنّ هذا العبد الصالح يبغضنا فيك، ونحن نحبّه فيك. ثمّ ركب ومرَّ. فأخبر بعد ذَلِكَ أنّ خَلَف بْن أيّوب مرض، فعاده وقال: هَلْ لك من حاجة؟ قال: نعم!   [1] قال العقيلي: «ليس له أصل من حديث عوف، وإنما يروى هذا عن أنس بإسناد لا يثبت» . (الضعفاء الكبير 2/ 24) . وأخرجه ابن حبّان في الثقات 8/ 227. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 144 حاجتي أنّ لا تعود إليّ، وإنْ مِتُّ فلا تُصلِّ عليَّ وعليك السّواد. فلمّا تُوُفّي شهِد أسد جنازته راجلا، ثمّ نزع السَّواد وصلّى عَلَيْهِ، فسمع صوتًا بالليل: بتواضعك وإجلالك لخلف ثبتت الدَّولة في عُنقك. قَالَ: عَبْد الصَّمد بْن الفضل: تُوُفّي في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين. قلت: هذا يوضح لك أنّ وفادة أسد بْن نوح لم تكن عَلَى المعتصم بل على المأمون، إن صحّت الحكاية. تُوُفّي خَلَف سنة خمس ومائتين في أول رمضان، وله تسع وستّون سنة [1] . 142- الخليل بْن زكريّا الْبَصْرِيّ الشَّيْبانيّ العبْديّ [2]- ق. - عَنْ: حبيب الشهيد، وابن جُرَيْج، وابن عَون، وعَمْرو بْن عُبَيْد، وهشام بْن حسّان، ومجالد.   [1] روى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أبيه، عن عبد الأعلى، عن معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لا عدوى ولا صفر ولا هامة» فقال أعرابيّ: يا رسول الله ما بال الإبل تكون في الرمال كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فتجرب كلها؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فمن أعدى الأول» ؟. قال عبد الله: حدّثني أبي قال: حدّثنا خلف بن أيوب العامري، عن معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة بهذا الحديث، نحوه، يعني خلف بن أيوب العامري، وقد كنت سألت أبي عن هذا الشيخ خلف بن أيوب فلم يثبته، فلما حدّثني بحديث عبد الأعلى، عن معمر قال لي في أثره: حدّثنا عنه حفظا، وإنما ذكرته عند حديث عبد الأعلى، أو كما قال أبي. (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 200 و 201 رقم 4865 و 4867) وانظر (الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 24) . وقال العقيلي: «حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا معاوية، قال: سمعت يحيى قال: خلف بن أيوب بلخيّ ضعيف» . قال: أما الحديث الأول فإسناده مستقيم، ولكن حدّث خلف هذا عن قيس، وعوف بمناكير يتابع عليها وكان مرجئا (2/ 24) . [2] انظر عن (الخليل بن زكريا) في: المعرفة والتاريخ 2/ 16، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 20 رقم 436، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 930، 931، والموضوعات لابن الجوزي 3/ 209، وتهذيب الكمال 8/ 334- 337 رقم 1727، والكاشف 1/ 216 رقم 1423، والمغني في الضعفاء 1/ 214 رقم 1958، وميزان الاعتدال 1/ 667 رقم 2567، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 169، 170 رقم 280، والوافي بالوفيات 13/ 394 رقم 494، وتهذيب التهذيب 3/ 166، 167 رقم 314، وتقريب التهذيب 1/ 228 رقم 161، وخلاصة تذهيب التهذيب 107. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 145 وعنه: محمد بْن عَقِيل النَّيْسابوريّ، وإبراهيم بْن نَصْر الكِنْديّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وفضل بْن أَبِي طَالِب، وأحمد بْن الخلال التّاجر، وجعفر بْن محمد بْن شاكر، وأحمد بْن الهَيْثَم بْن خَالِد البزّاز. قَالَ أبو جعفر العقيلي [1] : يحدث عن الثقات بالبواطيل. وقال ابن عديّ [2] : عامة حديثه لا يتابع عَلَيْهِ. 143- خُنَيْس بْن بَكْر بْن خُنَيْس [3] . عَنْ: أَبِيهِ، ومسْعَر، ومالك بْن مِغْوَلٍ، والثَّوْريّ. وعنه: محمد بْن عَبْد الملك الدَّقيقيّ، وداود بْن سليمان السّامُرّيّ، والحَسَن بْن عَرَفَة، وحمدان الورّاق، وابن الفُرات.   [1] في الضعفاء الكبير 3/ 20. [2] في الكامل 3/ 931. [3] انظر عن (خنيس بن بكر) في: الجرح والتعديل 3/ 394 رقم 1813، والثّقات لابن حبّان 8/ 233، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 60 ب، وميزان الاعتدال 1/ 669 رقم 2579، والمغني في الضعفاء 1/ 215 رقم 1969، ولسان الميزان 2/ 111 رقم 1693. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 146 [حرف الدال] 144- داود بْن عيسى بْن عليّ العبّاسيّ [1] . أمير الكوفة للرشيد. روى عَنْ: أَبِيهِ. وعنه: حفيده محمد بْن عيسى بْن داود، وسعيد بْن عَمْرو، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخزوميّ. وقد ولي إمرة الحَرَمين [2] . وأقام الموسم سنة إحدى ومائتين [3] . قَالَ وكيع [4] : أهل الكوفة اليوم بخير أميرهم داود بْن عيسى، وقاضيهم حفص بْن غياث، ومحتسبهم حفص الدَّوْرقيّ. 145- داود بن المحبّر بن قحذم بن سليمان [5]- ن. ق. -   [1] انظر عن (داود بن عيسى) في: أخبار القضاء لوكيع 1/ 256 و 3/ 184، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 210- 215، والوافي بالوفيات 13/ 493 رقم 586. [2] في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 210. [3] في تهذيب تاريخ دمشق 5/ 211 حجّ بالناس سنة خمس وتسعين ومائة. [4] في أخبار القضاة 3/ 184، ونقله ابن عساكر (التهذيب 5/ 211) . [5] انظر عن (داود بن المحبّر) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 154 رقم (4920) ، والعلل لأحمد 1/ 125، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ رقم 766، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 244 رقم 837، والتاريخ الصغير له 216 و 220، والضعفاء الصغير له أيضا 259 رقم 110، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 198 رقم 364، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 804، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 509 و 615، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 232، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 193، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 35 رقم 458، والجرح والتعديل 3/ 424 رقم 1931، والعقد الفريد الجزء: 14 ¦ الصفحة: 147 أبو سليمان الطّائيّ، ويقال الثّقفيّ البصريّ، نزيل بغداد الّذي جمع كتاب «العقل» . يروي عَنْ: شُعْبَة، وهمام، والربيع بْن صبيح، والحمادين، ومقاتل بْن سليمان، والأسود بْن شَيْبان، وطائفة. وعنه: محمد بن يحيى الأَزْدِيّ، وعليّ بْن إشكاب، وأبو شُعَيْب، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ، وأبو أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسيّ، وإسماعيل بْن أَبِي الحارث، ومحمد بْن أحمد بْن العوّام، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [1] : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فضحك، وقال: شبْه لا شيء. كَانَ لا يدري ما الحديث. وقال عَبَّاس الدُّوريّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين [2] ، وذكره داود بْن المحبّر. فأحسن الثّناء عَلَيْهِ، وقال: ما زال معروفًا يكتب الحديث، ثمّ ترك ذَلِكَ فصحب قومًا من المعتزلة فأفسدوه. وهو ثقة.   [3] / 174، والمجروحين لابن حبّان 1/ 291، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 965- 967، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 101 أ، والضعفاء والمتروكين له 87 رقم 208، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 117، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 123 رقم 333، والضعفاء لأبي نعيم رقم 61، وذكر أخبار أصبهان 1/ 165، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 246 أ، وتاريخ بغداد 8/ 359- 362 رقم 4459، والإكمال لابن ماكولا 7/ 101 و 209، والأنساب لابن السمعاني 8/ 197، والموضوعات لابن الجوزي 2/ 96، والاقتراح لابن دقيق العيد 185، وتهذيب الكمال 8/ 443- 449 رقم 1784، وميزان الاعتدال 2/ 20 رقم 2646، والمغني في الضعفاء 1/ 220 رقم 2024، والكاشف 1/ 224 رقم 1473، وشرح علل الترمذي لابن رجب 520، والبداية والنهاية 10/ 259، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 174، 175 رقم 287، وتهذيب التهذيب 3/ 199- 201 رقم 381، وتقريب التهذيب 1/ 234 رقم 38، وخلاصة تذهيب التهذيب 110، 111. [1] في العلل 1/ 125، ونقله العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 35 بلفظ: «كان يدرك ذاك ايش الحديث» !!. وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 424، والحاكم في الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 246 أ. [2] قول الدوري عن ابن معين ليس في تاريخه، وهو في تاريخ بغداد 8/ 360 وقد أسقط المؤلّف الذهبي- رحمه الله- بعض الألفاظ. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 148 وقال في موضع آخر [1] : كَانَ ثقة، ولكنه جفا الحديث. (وكان يتنسك، وجالس الصوفيين بعبادان، وكان يعمل الخوص. ثمّ قدِم بغداد. فلمّا أسنّ أتاه أصحاب الحديث فكان يحدثهم، وكان يخطئ كثيرًا ويصحف) [2] . وقال أبو زُرْعة [3] : ضعيف. وقال أبو حاتم [4] : ذاهب الحديث. وقال أبو داود [5] : ثقة، شبه الضعيف. وقال النَّسائيّ [6] : ضعيف. وقال الدَّارَقُطْنيّ [7] : متروك الحديث. وقال عَبْد الغني بن سعيد، عن الدّار الدَّارَقُطْنيّ: كتاب «العقل» وضعه أربعة: أولهم ميسرة بْن عَبْد ربّه، ثمّ سرقه منه داود بْن المحبر فركبه بأسانيد غير ميسرة، وسرقه عَبْد العزيز بْن أَبِي رجاء فركبه بأسانيد أُخَر، ثمّ سرقه سليمان بْن عيسى السِّجْزيّ، فأتى بأسانيد أخر. أو كما قال [8] .   [1] قال ابن معين برواية الدوري في تاريخه 2/ 154 رقم (4920) : «داود بن محبّر، ليس بكذّاب. قال يحيى: وقد كتبت عن أبيه المحبّر بن قحذم، وكان داود ثقة، ولكنه جفا الحديث، ثم حدّث» . [2] ما بين القوسين جاء في تهذيب الكمال للمزيّ (8/ 445، 446) موصولا برواية ابن معين، وهو غير موجود في تاريخه، ولا في تاريخ بغداد للخطيب الّذي ينقل عنه، وهو في الكامل لابن عدي 3/ 965. [3] في الضعفاء 509، وزاد: إلا أنه كان ثقة. [4] الجرح والتعديل 3/ 424 وزاد: «غير ثقة» . [5] في سؤالات الآجرّي له 3/ رقم 232 وفيه زيادة: «بلغني عن يحيى فيه كلام أنه يوثّقه» . [6] لم يذكره في الضعفاء والمتروكين، وقوله في تاريخ بغداد 8/ 361. [7] في الضعفاء والمتروكين 87 رقم 208 ولفظه: «يضع، متروك» . وقال في «المؤتلف والمختلف» : «منكر الحديث، صاحب كتاب العقل، وهو موضوع» . (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 101 أ. [8] تاريخ بغداد 8/ 360، وذكره الدار الدّارقطنيّ في (المؤتلف والمختلف) ورقة 101 أوقال: هو موضوع. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 149 وقال الخطيب [1] : لو لم يكن لَهُ غير وضعه كتاب «العقل» بأسره لكَان دليلا كافيًا عَلَى ما ذكرته من أَنَّهُ غير ثقة. قُلْتُ: رَوَى (ق.) [2] ، عَنْ ثِقَةٍ، عَنْ دَاوُدَ: ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَنْفَتِحُ عَلَيْكُمْ مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا قَزْوِينُ، مَنْ رَابَطَ فِيهَا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً كَانَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ عَامُودٌ مِنْ ذَهَبٍ وَزُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ، عَلَى يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ، لَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مِصْرَاعٍ» . الْحَدِيثَ [3] . وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ [4] . تُوُفّي في جمادى الأولى سنة ستّ ومائتين [5] .   [1] في تاريخ بغداد 8/ 360. [2] رمز لابن ماجة. [3] أخرجه ابن ماجة في الجهاد (2780) وتتسّمته: لها سبعون ألف مصراع «من ذهب، كل باب فيه زوجة من الحور العين» . [4] قال المزّي: «هو حديث منكر لا يعرف إلّا من روايته داود بن المحبّر» . وقال الحافظ الذهبي- رحمه الله- «شان ابن ماجة سننه بإدخاله هذا الحديث الموضوع وفيها» . (ميزان الاعتدال 2/ 20) . [5] أرّخه ابن حبّان في المجروحين 1/ 291، وابن عديّ في الكامل 3/ 965، والخطيب في تاريخ بغداد 8/ 362. وقال البخاري: «منكر الحديث، قال أحمد: شبه لا شيء لا يدري ما الحديث» . وقال الجوزجاني: «كان يروي عن كلّ، وكان مضطرب الأمر» . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، ونقل قول أحمد، والبخاري فيه، وقال: «حدّثنا محمد بن عيسى قال: حدّثنا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى يقول: داود بن المحبّر ليس بكذاب، ولكنه كان رجلا قد سمع الحديث بالبصرة، ثم صار إلى عبّادان، فصار مع الصوفية فعمل الخوص والأسل، فنسي الحديث وجفاه، ثم قدم بغداد فجاء أصحاب الحديث، فجعل يخطئ في الحديث لأنه لم يجالس أصحاب الحديث، ولكنه كان في نفسه ليس يكذب» . (2/ 35) . وقال علي بن المديني: «ذهب حديثه» . وقال فضل الأعرج: سألت ابن معين عن داود بن المحبّر فقال: قد سمع إلا أنه لم يكن له بخت. وسئل أبو حاتم عن داود بن المحبّر ورشدين بن سعد فقال: ما أقربهما. (الجرح والتعديل 3/ 424) . وقال ابن حبّان: «كان يضع الحديث على الثقات ويروي عن المجاهيل المقلوبات. كان أحمد بن حنبل- رحمه الله- يقول: هو كذّاب، وهو الّذي روى عن همّام بن يحيى، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من كانت الدنيا همّه وسدمه لها يشخص ولها ينصب شتت الله عزّ وجلّ عليه، وضيعته همّته وجعل الفقر بين عينيه ولم يأته منها إلّا ما كتب له، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 150 146- داود بْن يحيى بْن يمان العِجْليّ الكوفيّ [1] . ثبت حافظ ماهر. روى عَنْ: أَبِيهِ. وكتب في حدود السبعين ومائة وبعدها. سمع منه: معاوية بْن عَمْرو الأَزْدِيّ. تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين شابًا. ولو عاش لكان لَهُ شأن. 147- داود بْن يزيد [2] . أمير السند. تُوُفّي سنة خمس ومائتين. 148- دبيس بن حميد الملائيّ [3] .   [ () ] ومن كانت الآخرة همّه وسدمه لها يشخص ولها ينصب جعل الله في قلبه وجمع له أمره وأتته الدنيا وهي صاغرة» . حدّثناه الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، ثنا داود بن المحبّر، ثنا همّام بن يحيى، عن قتادة» . وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال: «ليس بكذّاب» (123 رقم 333) . ذكره ابن عديّ في ضعفاء الكامل، ونقل قول: أحمد، والبخاري، وابن معين، وروى من طريقه عدّة أحاديث منكرة. وقال: «وعند داود كتاب قد صنّفه في فضائل العقل وفيه أحاديث مسندة وكل تلك الأخبار أو عامّتها غير محفوظات، وداود له أحاديث صالحة خارج كتاب العقل ويشبه أن تكون صورته ما ذكره يحيى بن معين أنه كان يخطئ ويصحّف الكثير، وفي الأصل أنه صدوق كما ذكره» . (الكامل 3/ 967) . وقال الحاكم: «ذاهب الحديث» (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 246 أ) [1] انظر عن (داود بن يحيى العجليّ) في: الجرح والتعديل 3/ 428 رقم 1945. [2] انظر عن (داود بن يزيد) في: تاريخ خليفة 463 و 464 و 470، وفتوح البلدان للبلاذري 544، وطبقات الشعراء لابن المعتز 149 و 290، وتاريخ الطبري 8/ 272 و 580، والخراج وصناعة الكتابة 423، والكامل في التاريخ 5/ 602 و 6/ 108 و 113 و 124 و 166 و 8362. [3] انظر عن (دبيس بن حميد) في: الجرح والتعديل 3/ 446 رقم 2021، ورجال الطوسي 191 رقم 33، والمغني في الضعفاء 1/ 221 رقم 2035، وميزان الاعتدال 2/ 23 رقم 2663، ولسان الميزان 2/ 427، 428 رقم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 151 عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وحمزة الزّيّات، وعبد الحميد بْن حميد الرؤاسي. وعنه: علي بْن جَعْفَر الأحمر، ومحمد بْن الأصبهانيّ، وعليّ بْن محمد الطنافسي، وعبد المؤمن بْن عليّ الزَّعْفرانيّ. قَالَ أبو حاتم [1] : ضعيف.   [1760] . [1] في الجرح والتعديل 3/ 446 «ضعيف الحديث» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 152 [حرف الراء] 149- روح بن أسلم [1]- ت. - أبو حاتم الباهليّ البصريّ. عَنْ: زائدة، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وجماعة. وعنه: أبو محمد الدّارميّ، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون. قَالَ أبو حاتم [2] : لين الحديث. وذكره ابن حبان في «الثقات» [3] . وقال البخاريّ [4] : يتكلّمون فيه [5] .   [1] انظر عن (روح بن أسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 302، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 168، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 310 رقم 1054، والتاريخ الصغير له 222، والضعفاء الصغير له أيضا 260 رقم 119، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 28، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 193، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 141، وتاريخ الطبري 1/ 160، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 56، 57 رقم 492، والجرح والتعديل 3/ 499 رقم 2256، والثقات لابن حبّان 8/ 243، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1002، 1003، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 91 رقم 223، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 129 رقم 349، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 153 أ، وتهذيب الكمال 9/ 231- 233 رقم 1928، والكاشف 1/ 243 رقم 1604، والمغني في الضعفاء 1/ 233 رقم 2136، وميزان الاعتدال 2/ 57، 58 رقم 2798، وتهذيب التهذيب 3/ 291، 292 رقم 547، وتقريب التهذيب 1/ 253 رقم 112، وخلاصة تذهيب التهذيب 118. [2] في الجرح والتعديل 3/ 499 وزاد: يتكلّم فيه. [3] ج 8/ 243. [4] في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، والضعفاء الصغير. ونقله الحاكم في الأسامي والكنى 1/ 153 أ. [5] سئل يحيى بن معين عن روح بن أسلم، فلم يقل إلّا خيرا. وقال: شيخ مسكين. وقد كان معاذ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 153 150- رَوْح بْن عبادة بْن العلاء بْن حسان [1]- ع. -   [ () ] أدخله في شيء من عمله. (التاريخ برواية الدوري 2/ 168) . وقال النسائي: «ضعيف» . (الضعفاء والمتروكون 292 رقم 193) . وذكره العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 56) ونقل قول البخاري. وروى: «ومن حديثه ما حدّثناه زكريا بن يحيى، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الصوّاف، قال: حدّثنا روح بن أسلم، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، وعطاء بن السائب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري: أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه» . ولا يتابع عليه. وحدّث ابن أبي الثلج قال: سمعت عفّان يقول: «روح بن أسلم كذّاب» . وقال ابن معين: «ليس بذاك، لم يكن من أهل الكذب» . (الجرح والتعديل 3/ 499) . وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذا فعل ابن شاهين، ونقل قول ابن معين: لم يكن من أهل الكذب. وقال فيه ابن أبي خيثمة: لم يزل أبي يحدّث عن روح بن أسلم حتى مات. وسئل ابن معين عنه فلم يقل إلا خيرا. (تاريخ أسماء الثقات 129 رقم 349) . وذكره ابن عدي في ضعفاء الكامل، ونقل قول البخاري، وروى من طريقه ثلاثة أحاديث، وقال: «وهذه الأحاديث عن حمّاد غير محفوظة إلا حديث أبيّ، فإنه شورك فيه، وحديث يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير موقوف، وحديث أبي هاشم الرّماني بإسناده معضل منكر» . (الكامل 3/ 1003) . وقال الحاكم: «ليس بالقويّ عندهم» . [1] انظر عن (روح بن عبادة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 296، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 168، 169، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 833، وتاريخ الدارميّ، رقم 332، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 672 و 673 و 674 و 1225 و 2/ رقم 2569 و 3093 و 3/ رقم 5427، والعلل له 1/ 55 و 83 و 109 و 138 و 142 و 155 و 162 و 168 و 184 و 196 و 204 و 264 و 374، وتاريخ خليفة 176، وطبقات خليفة 226، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 309 رقم 1052، والتاريخ الصغير 219، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 162 رقم 447، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ 224، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 439 و 715 و 2/ 61 و 3/ 352، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 516، وتاريخ واسط لبحشل 121 و 127 و 265 و 268، وتاريخ الطبري 1/ 115 و 135 و 209 و 2/ 292 و 385 و 387 و 390 و 4/ 523، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 95، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 59 رقم 496، والجرح والتعديل 3/ 499، 499 رقم 2255، والثقات لابن حبّان 8/ 243، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 129 رقم 351، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 249، 250 رقم 334، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 32 ب، رقم 837 (حسب ترقيمنا لنسختنا) ، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 1/ 201، 202 رقم 425، وتاريخ جرجان للسهمي 482، والسابق واللاحق للخطيب 200، وتاريخ بغداد 8/ 401 رقم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 154 أبو محمد القَيْسيّ البصري الحافظ. سمع: ابن عَون، وأيمن بْن نابل، وَحُسَيْنًا المعلّم، وحاتم بْن أَبِي صغيرة، وابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وأشعث بْن عَبْد الملك الحمراني، وزكريّا بْن إِسْحَاق، وشُعْبة، وخلقًا. وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وبُنْدار، وابن نُمَيْر، وهارون الحمّال، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن سَعِيد الرباطي، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعبد بْن حُمَيْد، والحارث بْن أَبِي أسامة، وبِشْر بْن موسى، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام، والكُدَيْميّ، وأبو قلابة، وخلق كثير. قَالَ الكُدَيْميّ: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: نظرت لرَوْح بْن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث، كتبتُ منها عشرة آلاف [1] . وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ رَوْح أحد من يتحمل الحمالات، وكان سَرِيًّا، كثير الحديث جدًّا، سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ يَقُولُ: من المحدثين قوم لم يزالوا في الحديث لم يشغلوا عنه. نشئوا، فطلبوا، ثم صنفوا، ثمّ حدثوا. منهم رَوْح بْن عبادة [2] . وقال أبو بَكْر الخطيب [3] : رَوْح بْن عبادة قدم بغداد وحدَّثَ بها مدة، ثمّ انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث. صنّف الكتب في السّنن،   [4503،) ] وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 95، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2758، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 249، 250 رقم 334، ومعجم البلدان 4/ 523، وتهذيب الكمال 9/ 238- 245 رقم 1930، وتذكرة الحفّاظ 1/ 349 رقم 337، والعبر 1/ 347، وميزان الاعتدال 2/ 58- 60 رقم 2802، والكاشف 1/ 244 رقم 1606، والمغني في الضعفاء 1/ 233، 234 رقم 2140، وسير أعلام النبلاء 9/ 402- 407 رقم 131، ودول الإسلام 1/ 127، والمعين في طبقات المحدّثين 74 رقم 772، ومرآة الجنان 2/ 29، وشرح علل الترمذي لابن رجب 403، والوافي بالوفيات 14/ 153 رقم 203، وتهذيب التهذيب 3/ 293 رقم 549، وتقريب التهذيب 1/ 353 رقم 114، ومقدّمة فتح الباري 400، والنجوم الزاهرة 2/ 179، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 146، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 173، 174 رقم 171، وخلاصة تذهيب التهذيب 118، وشذرات الذهب 2/ 13. [1] تاريخ بغداد 8/ 401. [2] تاريخ بغداد 8/ 403، 404. [3] في تاريخ بغداد 8/ 401. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 155 والأحكام، وجمع التفسير. وكان ثقة. وقال أبو مسعود الرّازيّ: ضعف عَلَى رَوْح بْن عبادة اثنا عشر أو ثلاثة عشر، فلم ينفد قولهم فيه. قلت: صدقة ابن مَعِين [1] ، وغيره. وما تكلَّم فيه أحدٌ بحجة. وتكلم فيه ابن مهدي، ثمّ رجع عَنْ ذَلِكَ [2] . تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ ومائتين [3] ، وغلط من قَالَ سنة سبْعٍ [4] . وحديثه في الكتب السّتّة ومسانيد الإسلام [4] .   [1] في تاريخه برواية الدوري 2/ 168، وقال في موضع آخر: «ليس به بأس صدوق، حديثه يدلّ على صدقه، يحدّث عن ابن عون، ثم يحدّث عن حمّاد بن زيد، عن ابن عون» . (تاريخ بغداد 8/ 404) . وقال ابن محرز: «سمعت يحيى يقول: أتينا روح بن عبادة يوم الروس أنا ونعيم بن حمّاد فقال لنا: الحمد للَّه. كنت والله على أن أرسل إليكم. قال يحيى: وكان نعيم قد لزمه، وكتب عنه كتابا كثيرا. يريد يقول: روح أرسل أي ليتغدّوا عنده» (معرفة الرجال 1/ 151 رقم 833) . وقال محمد بن عمر: قلت ليحيى: زعموا أنّ يحيى القطّان كان يتكلّم فيه؟ فقال: باطل، ما تكلّم يحيى القطّان فيه بشيء، هو صدوق. وقال جدّي: سمعت عليّ بن المديني يذكر هذه القصة فلم يضبطها عنه، فحدّثني عبد الرحمن بن محمد قال: سمعت عليّ بن المديني يذكر هذه القصة فلم يضبطها عنه، فحدّثني عبد الرحمن بن محمد قال: سمعت عليّ بن عبد الله قال: كانوا يقولون إن يحيى بن سعيد كان يتكلّم في روح بن عباد، قال عليّ: فإنّي لعند يحيى بن سعيد يوما إذ جاء روح بن عبادة، فسأله عن شيء من حديث أشعث، فلما قام قلت ليحيى بن سعيد: أما تعرف هذا؟ قال: لا- يعني أنه لم يعرفه يحيى باسمه- قلت: هذا روح بن عبادة، قال: هذا روح؟ ما زلت أعرفه يطلب الحديث ويكتبه! قال علي: ولقد كان عبد الرحمن بن مهديّ يطعن على روح بن عبادة وينكر عليه أحاديث ابن أبي ذئب، عن الزهري، مسائل كانت عنده، قال عليّ: فلما قدمت على معن بن عيسى بالمدينة سألته أن يخرجها لي- يعني أحاديث ابن أبي ذئب، عن الزهري، هذه المسائل- قال: فقال لي معن: وما تصنع بها؟ هي عندي بصريّ لكم يقال له روح، كان عندنا ها هنا حين قرأ علينا ابن أبي ذئب هذا الكتاب، قال عليّ: فأتيت عبد الرحمن بن مهديّ فأخبرته، فأحسبه قال: استحلّه لي» . (تاريخ بغداد 8/ 404) . [2] أرّخه خليفة في الطبقات 226، والبخاري في تاريخه الكبير 3/ 309، وتاريخه الصغير 219، وثقات ابن حبّان 8/ 143. [3] أرّخه محمد بن يونس الكديمي. (تاريخ بغداد 8/ 406) . [4] قال ابن سعد: «ثقة إن شاء الله» (الطبقات 7/ 296) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 156 151- ريحان بن سعيد بن المثنّى [1] ش- د. ت. - أبو عصمة القرشيّ السّاميّ النّاجي، أخو الْمُثَنَّى، وروح، والمغيرة. كَانَ إمام مسجد عَبّاد بْن منصور بالبصرة. سمع: عَبّاد بْن منصور، وشعبة، وروح بن القاسم.   [ () ] وقال أحمد بن حنبل: سمعت عبد الوهاب الخفّاف قال: استعار منّي روح كتاب ابن أبي ذئب فلم يردّه عليّ، قال أبي: فذكرت ذلك لروح، فقال: بلى، قد بعثت به مع أخيه أو ابن أخيه. وقال: كانوا يقولون: إنّ روحا لا يعرف- يعني في الحديث- سمعت عثمان بن عمر قال: استعرت من روح كتاب هشام، فكان كتابا تامّا. وقيل لأبي عاصم وسألوه عن روح: هل تعرفه؟ قال: كيف لا أعرفه، كان يشفعنا عند ابن جريج، وقال أبو زيد الهروي يحكي عن شعبة: كنّا عنده فاستفهمه رجل فقال: لا تكن كأخي قيس بن ثعلبة- يعني روح بن عبادة-. (العلل ومعرفة الرجال 1/ 354 رقم 672 و 673 و 674) و (2/ 355 رقم 2569) . وسئل أحمد عن: محمد بن سواء، وروح في سعيد بن أبي عروبة، فقال: ما أقربهما. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 472 رقم 3093) . وقد وثّقه العجليّ في تاريخه 162 رقم 447 وابن حبّان في الثقات 8/ 243، وابن شاهين في تاريخه 129 رقم 351 وقال فيه: صدوق صالح، قاله يحيى بن معين، ووثّقه مرة أخرى. وقال الدارميّ في تاريخه 332 عن ابن معين: «ليس به بأس» . وذكره العقيليّ في الضعفاء الكبير 2/ 59 رقم 496 وقال: «حدّثنا محمد بن يحيى بن الضريس، قال: أخبرنا حفص بن عمر، قال: سمعت أبا الوليد يقول: أعرف روح بن عبادة منذ أربعين سنة، لم أره عند عالم قطّ، وكان ورّاقا» . وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن روح بن عبادة فقال: صالح محلّه الصدق. قلت له: فروح، وعبد الوهاب الخفّاف، وأبو زيد النحويّ أيّهم أحبّ إليك في ابن أبي عروبة؟ فقال: روح أحبّ إليّ. وقال محمد بن مسلم بن وارة: ذكر أبو عاصم النبيل روح بن عبادة فذكره بخير وقال: كتب عن ابن جريج الكتب. (الجرح والتعديل 3/ 498) . [1] انظر عن (ريحان بن سعيد) في: الطبقات الكبير لابن سعد 7/ 299، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 3975، والتاريخ الكبير 3/ 330 رقم 1115، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 86، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 235، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 31، والجرح والتعديل 3/ 517 رقم 2335، والثقات لابن حبّان 8/ 245، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 131 رقم 360، وتاريخ جرجان للسهمي 83، وتاريخ بغداد 8/ 427 رقم 4532، والإكمال لابن ماكولا 4/ 378، وتهذيب الكمال 9/ 260، 261 رقم 1943، والكاشف 1/ 245 رقم 1614، والمغني في الضعفاء 1/ 234 رقم 215، وميزان الاعتدال 2/ 62 رقم 2815، وتهذيب التهذيب 3/ 3091 رقم 563، وتقريب التهذيب 1/ 255 رقم 128، وخلاصة تذهيب التهذيب 119. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 157 وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وإبراهيم الدَّوْرقيّ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق، وآخرون. قَالَ النَّسائيّ، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس [1] . قَالَ ابن سعْد [2] : تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربعٍ ومائتين [3] .   [1] تهذيب الكمال 9/ 261. [2] في طبقاته 7/ 299. [3] قال أحمد بن حنبل: سئل يحيى وأنا أسمع عن ريحان بن سعيد فقال: حدّث عن عبّاد بن منصور، فقيل له: ما تقول فيه؟ فحرّك رأسه ثم قال: ما أرى به بأس. (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 22 رقم 3975) و (الجرح والتعديل 3/ 517) . وسئل أبو حاتم عن ريحان بن سعيد فقال: شيخ لا بأس به، يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . (الجرح والتعديل 3/ 517) . وقال ابن حبّان في الثقات 8/ 245: «يعتبر حديثه من غير روايته عن عبّاد بن منصور» . وذكره ابن شاهين في ثقاته، ونقل قول ابن معين فيه «ما أرى به بأسا» . (131 رقم 360) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 158 [حرف الزاي] 152- الزَّحّاف بْن أَبِي الزَّحّاف الأصبهانيّ [1] . أبو محمد. عَنْ: هشام بْن حسان، وابن جُرَيْج، وَالْمُثَنَّى بْن الصّبّاح. وله بأصبهان عَقِب. وعنه: ابنه جعفر، وعقيل بْن يحيى، وغيرهما. 153- زُحَر بْن حصْن الطّائيّ [2] . يروي عَنْ: أَبِيهِ، وعمّه. وعنه: زكريا بن يحيى الطائي. توفي سنة أربع ومائتين [3] . 154- زهير بن نعيم البابي الزّاهد [4] .   [1] انظر عن (الزحّاف بن أبي الزحّاف) (في: ذكر أخبار أصبهان 1/ 321، 322. [2] انظر عن (زحر بن حصن) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 445 رقم 1486، والجرح والتعديل 3/ 619 رقم 2803، والثقات لابن حبّان 8/ 258، 259. [3] أرّخه ابن حبّان في (الثقات 8/ 259) . [4] انظر عن (زهير بن نعيم) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 66، وحلية الأولياء 10/ 147- 150 رقم 513، والأنساب لابن السمعاني 2/ 15، واللباب 1/ 102، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ 8، 9 رقم 568 وفيه تحرّف إلى «الباني» بالنون، وتهذيب الكمال 9/ 426- 428 رقم 2020، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 295، وتهذيب التهذيب 3/ 353 رقم 649، وتقريب التهذيب 1/ 265 رقم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 159 أبو عبد الرحمن. نزل البصرة وروى عَنْ: سلام بْن أَبِي مُطِيع، وبِشْر بْن منصور السّليميّ. وعنه: عارم، والفلاس، وأحمد الدَّوْرقيّ، وعبد الرَّحْمَن رُسْتَة، وأحمد بْن عصام الأصبهانيّ، وطائفة. قَالَ سهل بْن عاصم: سألت زُهَيْر البابيّ: ألَك حاجة؟ قَالَ: نعم، أنّ تتقي اللَّه [1] ! وعنه قَالَ: جالستُ النّاس خمسين سنة، فما رأيت أحدًا إلا وهو يتبع الهوى، حتّى أَنَّهُ ليُخطئ، فيحبّ أنّ النّاس قد أخطأوا [2] . وعنه: وددت أنّ الخلق أطاعوا اللَّه، وأنّي عُذبت بالمقاريض [3] . 155- زيد بن الحباب بن الرّيّان [4] .   [83،) ] وخلاصة تذهيب التهذيب 123. والبابي: نسبة إلى باب الأبواب موضع بالثغور وهي مدينة دربند المعروفة. (الأنساب 2/ 15) . [1] حلية الأولياء 10/ 149، وزاد: «فو الله تتّقي الله أحبّ إليّ من أن يصير هذا الحائط ذهبا» . وانظر: صفة الصفوة 4/ 8. [2] حلية الأولياء 10/ 149. [3] حلية الأولياء 10/ 150، صفة الصفوة 4/ 9. [4] انظر عن (زيد بن الحباب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 402، وتاريخ الدارميّ، رقم 342، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 408 (في ترجمة عفان بن مسلم، انظر رقم 4407) ، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 2/ 214 رقم 717، وتاريخ خليفة 471، وطبقات خليفة 172، والعلل لأحمد 1/ 17 و 28 و 64 و 122 و 184 و 198 و 248 و 251 و 301 و 335 و 345 و 362 و 413 و 414، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 77 و 749 و 2/ رقم 1680 و 1702، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 391 رقم 1302، والتاريخ الصغير له 182، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 28، وتاريخ الثقات للعجلي 171 رقم 486، والمعارف لابن قتيبة له 182، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 28، وتاريخ الثقات للعجلي 171 رقم 486، والمعارف لابن قتيبة 517 و 624، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 138 و 195 و 264 و 2/ 647، وتاريخ واسط لبحشل 239 و 256، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 108 و 110 و 131 و 329 و 3/ 8 و 231 و 243، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 149، وتاريخ الطبريّ 1/ 187 و 218 و 263 و 329، والجرح والتعديل 3/ 561 رقم 2538، والثقات لابن حبّان 8/ 250، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1065، 1066، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 135 رقم 375، وتاريخ جرجان للسهمي 145 و 185 و 324، والسابق واللاحق للخطيب 203، وتاريخ بغداد 8/ 442 رقم 4552، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 160 أبو رومان. وأبو الحُسين [1] العُكْليّ الخُراسانيّ، ثمّ الكوفيّ. والحُباب ضرْبٌ من الحيات. كَانَ حافظًا زاهدًا جوالا. روى عَنْ: أُسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وأسامة بْن زيد بْن أسلم، وأيمن بْن نابل، وسيف بْن سليمان الْمَكِّيّ، وعكرمة بْن عمّار، والضّحّاك بْن عثمان، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وموسى بْن عبيدة، ويحيى بْن أيّوب، ومعاوية بْن صالح، والحسين بْن واقد المَرْوَزِيّ، وخلق. طلب العلم بعد الخمسين ومائة. وروى عَنْهُ: أحمد بْن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن رافع، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وسَلَمَةُ بْن شبيب، وابن نُمَيْر، وأبو كُرَيْب، ويحيى بْن أَبِي طَالِب. ومن القدماء: يزيد بْن هارون، وهو أكبر منه. وثّقه ابن المدينيّ [2] وغيره. وقال أحمد: كان صاحب حدث كيسًا، قد رحل إلى مصر وخُراسان في الحديث، وما كَانَ أصبره عَلَى الفقر. كتبت عنه بالكوفة وهاهنا. وقد ضرب في الحديث إلى الأندلس. نقله المرّوذيّ، عن أحمد [3] .   [ () ] وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 100، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 216، 217 رقم 462، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 145، 146 رقم 569، والأنساب لابن السمعاني 9/ 32، وتهذيب الكمال 10/ 40- 47 رقم 2095، والكاشف 1/ 265 رقم 1746، وميزان الاعتدال 2/ 100، 101 رقم 2997، وسير أعلام النبلاء 9/ 393- 39 رقم 126، والعبر 1/ 339، وتذكرة الحفّاظ 1/ 350، والمعين في طبقات المحدّثين 74 رقم 774، وشرح علل الترمذي لابن رجب 459، ومرآة الجنان 2/ 8، والوافي بالوفيات 15/ 44 رقم 51، وتهذيب التهذيب 3/ 402- 404 رقم 738، وتقريب التهذيب 1/ 273 رقم 168، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 148، وخلاصة تذهيب التهذيب 127، وشذرات الذهب 2/ 6. [1] تحرّف في المعارف إلى «الخير» . [2] الجرح والتعديل 3/ 561. [3] تاريخ بغداد 8/ 443. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 161 قَالَ الخطيب [1] : ظن أحمد أبو عَبْد اللَّه أنّ زيدًا سمع من معاوية بْن صالح بالأندلس، وكان عَلَى قضائها، وهذا وهم. وأحسب أنّ زيدًا سمع منه بِمَكَّةَ، فإن عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي سمع منه بِمَكَّةَ. وقال الخطيب [2] : روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن وهْب، ويحيى بْن أَبِي طَالِب وبين وفاتيهما ثمان وسبعون سنة. وقال مُطِّين، وغيره: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين [3] . وقال بعضهم، عَنْ عليّ بْن حرب قَالَ: أتينا زيدًا، فلم يكن لَهُ ثوب يخرج فيه إلينا، فجعل الباب بيننا وبينه حاجزًا، وَحَدَّثَنَا من ورائه [4] . 156- زيد بْن واقد [5] . أبو عليّ السَّمتيّ الْبَصْرِيّ. نزيل الرّيّ.   [1] في تاريخ بغداد 8/ 443. [2] في السابق واللاحق 203. [3] أرّخه ابن سعد في الطبقات 6/ 402، والبخاري في التاريخ الكبير 3/ 391 رقم 1302، وأرّخه ابن قتيبة في المعارف، والخطيب في تاريخ بغداد 8/ 444. [4] وقال ابن معين: كان عفان [بن مسلم الصفّار] أثبت من زيد بن حباب فيما رويا، (التاريخ برواية الدوري 2/ 408) . وقال عليّ بن المديني: «وسمعت أبا بكر بن أبي شيبة وذكروا عنده زيد بن حباب فقال: كان والله خيرا من أبي نعيم، أعفّ عفّة، وأكثر صوما، وأكثر صدقة» . (معرفة الرجال 2/ 214 رقم 717) . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، أنه سمع أباه يقول: «كان رجل صالح ما نفذ في الحديث إلّا بالصلاح، لأنه كان كثير الخطأ، قلت له: من هو؟ قال: زيد بن الحباب» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 96 رقم 1680) . وقال أحمد: زيد بن حباب ثقة ليس به بأس. (العلل والمعرفة 2/ 101 رقم 1702) . ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين، وهو عن عثمان بن أبي شيبة (135 رقم 375) . وقال أبو حاتم: هو صدوق صالح الحديث. وقال ابن المديني: زيد بن الحباب.. ثقة. وقال الدارميّ: سألت يحيى بن معين، قلت: زيد بن الحباب؟ فقال: ثقة. (الجرح والتعديل 3/ 562) . [5] انظر عن (زيد بن واقد) في: الجرح والتعديل 3/ 574، 575 رقم 2602، والمغني في الضعفاء 1/ 248 رقم 2286، وميزان الاعتدال 2/ 106 رقم 3029، ولسان الميزان 2/ 512 رقم 2055. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 162 عَنْ: أَبِي هارون العبْديّ، وإسماعيل السُّديّ، وحُمَيْد الطويل. وعنه: سهل بْن زَنْجلة، وأبو حاتم الرازيّ وقال: كَانَ شيخًا كبيرًا فانيًا [1] . وقال أبو زُرْعة: رأيته يحدّث، لَيْسَ بشيء [2] . قلت: هذا أكبر شيخ لأبي حاتم، وهو آخر من روى فِي الدُّنيا عَنِ السُّدِّيّ. قَالَ أبو حاتم: هُوَ بصْريّ ثقة [3] . 157- زيد بْن يحيى بن عبيد [4]- د. ن. ق. - أبو عبد الله الخزاعيّ الدّمشقيّ. عَنْ: أَبِي سَعِيد حفص بْن غَيْلان، وخليد بْن دَعْلَج، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بْن ثابت بْن ثوبان، وعفير بْن مَعْدان، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن الأزهر، وأيوب بن محمد الوزّان، وشعيب بن شعيب بْن إِسْحَاق، وعباس التُّرْقُفيّ، وأبو محمد الدّارميّ، ويحيى بْن عثمان الحمصيّ، وطائفة. وثّقه أحمد [5] ، وغيره.   [1] الجرح والتعديل 3/ 574 رقم 2602. [2] الجرح والتعديل 3/ 575. [3] هذا اللفظ ليس في الجرح والتعديل، بل فيه: «بصريّ شيخ» وقد كرّر المؤلّف الذهبي- رحمه الله- توثيق أبي حاتم لصاحب الترجمة في المغني، والميزان، ولهذا تعقّبه ابن حجر فقال: لم أر توثيقه. (لسان الميزان 2/ 512 رقم 2055) . [4] انظر عن (زيد بن يحيى بن عبيد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 409 رقم 1357، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، وتاريخ الثقات للعجلي 172 رقم 491، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 642، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 9/ 25 و 281 و 2/ 706، والجرح والتعديل 3/ 575 رقم 2603، والثقات لابن حبّان 8/ 250، وتاريخ بغداد 8/ 444- 446 رقم 4553، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 14/ 661، وتهذيبه 6/ 38، 39، وتهذيب الكمال 10/ 118، 119 رقم 2133، والكاشف 1/ 269 رقم 1777، وتهذيب التهذيب 3/ 428، 429 رقم 783، وتقريب التهذيب 1/ 277. رقم 211، وخلاصة تذهيب التهذيب 129، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 265 رقم 602. [5] تهذيب الكمال 10/ 119. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 163 وشهد جنازته أبو زُرْعة الدّمشقيّ سنة سبْعٍ، ودُفن بباب الصغير [1] . قَالَ أبو زُرْعة [2] : وكان من أهل الفتوى بدمشق. وقال ابن مَعِين [3] : كتبت عَنْهُ، وكان صاحب رأي [4] . 158- زينب بنت الأمير سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاس الْعَبَّاسِيَّةُ الْهَاشِمِيَّةُ [5] . كانت صغيرة مَعَ أهلها بالحميمة في آخر أيّام بُنيّ أمية. ثمّ نشأت في السعادة والنّعمة، وأدركت عدة خلفاء من بني عمّها، وعاشت إلى هذا الوقت. وإليها ينسب بنو العبّاس الزينبيون أولاد عَبْد اللَّه ولدها ابن محمد بْن إبراهيم الإِمَام. روت عَنْ: أبيها. وعنها: عاصم بْن عليّ، وأحمد بْن الخليل بْن مالك، ومحمد بْن صالح الْقُرَشِيّ، وعبد الصمد الهاشْميّ، والد إبراهيم. وحكى عَنْهَا المأمون، وكان يحترمها ويجلّها [6] . ويقال إنها عاشت بعد المأمون، فاللَّه أعلم. ذكرها ابن عساكر [7] .   [1] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 281 و 2/ 706، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 642، والثقات لابن حبّان 8/ 250، وتاريخ بغداد 8/ 445، 446. [2] في تاريخه 1/ 281. [3] الجرح والتعديل 3/ 575. [4] وقد وثّقه العجليّ، وقال الحسين بن علي بن يزيد النيسابورىّ: ثقة مأمون. وقال الدار الدّارقطنيّ: ثقة. [5] انظر عن (زينب بنت الأمير سليمان) في: المعارف لابن قتيبة 375، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 29 و 94 و 127 و 181 و 182، وتاريخ الطبري 7/ 635 و 8/ 86 و 197 و 263، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2443- 2446 و 3492 و 3494، 434، 435 رقم 7803، والأنساب لابن السمعاني (الزينبي) ، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 114- 126 رقم 32، واللباب لابن الأثير (الزينبي) ، والكامل في التاريخ 6/ 122، ومقاتل الطالبيين 452، والفخري لابن طباطبا 305، وخلاصة الذهب المسبوك 218. وسيعيد المؤلّف ذكرها في تراجم الطبقة التالية، انظر رقم (142) . [6] انظر: تاريخ بغداد 14/ 434. [7] في تاريخ دمشق (تراجم النساء) 114- 126 رقم 32. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 164 [حرف السين] 159- سالم بْن نوح الْبَصْرِيّ العطّار [1]- م. د. ت. ق. - عَنْ: سَعِيد الْجُرِيريّ، ويونس بْن عُبَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر. وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بْن حنبل، وبُنْدار، وخليفة بْن خيّاط، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن حفص الأَنْصَارِيّ، وعُمَر بْن شَبَّة. قَالَ الْبُخَارِيّ [2] : تُوُفّي بعد المائتين. ووثَّقهُ أبو زرعة [3] .   [1] انظر عن (سالم بن نوح) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 188، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ 61 رقم 95، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3351، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 120 رقم 2173، والتاريخ الصغير له 217، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 335، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 228، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 562، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188، والجرح والتعديل 4/ 188 رقم 813، والثقات لابن حبّان 6/ 411، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1183- 1185، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 330 رقم 16، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 261 رقم 567، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 190 رقم 713، والتبيين في أنساب القرشيين 36، وتهذيب الكمال 10/ 172- 175 رقم 2158، والمغني في الضعفاء 1/ 251، 252 رقم 2309، والكاشف 1/ 272 رقم 1800، وميزان الاعتدال 2/ 113 رقم 3059، وسير أعلام النبلاء 9/ 325 رقم 106، وتهذيب التهذيب 3/ 443 رقم 817، وتقريب التهذيب 1/ 281 رقم 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 132. [2] في تاريخه الصغير 217، ونقله ابن حبّان في الثقات. [3] الجرح والتعديل 4/ 188. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 165 وقال أبو حاتم [1] : لا يُحْتَجّ بِهِ. قَالَ أحمد بْن حنبل [2] : كتبنا عَنْهُ حديثًا واحدًا لا بأس بِهِ [3] . 160- سعْد بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [4]- خ. ن. - أبو إسحاق، أخو يعقوب، ووالد عَبْد اللَّه، وعُبَيْد اللَّه الزُّهْرِيّ. سمع: أَبَاهُ، وابن أَبِي ذئب، وعبيدة بْن أَبِي رائطة. وعنه: ابناه، ومحمد بْن سعْد الكاتب، ومحمد بْن الحُسين البُرْجُلانيّ. قَالَ أحمد: لم يكن بِهِ بأس. ولكن يعقوب أقرأ للكتب وأحدّ رأسا منه [5] .   [1] في الجرح والتعديل 4/ 188، وزاد: يكتب حديثه. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 508 رقم 3351، وزاد: «قد كتبت عنه عن عمر بن عامر حديثا واحدا وكان عطّارا» . [3] وقال ابن معين في تاريخه 2/ 188، وفي معرفة الرجال 1/ 61 رقم 65: «ليس بشيء» . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بأسًا قد كتبت عنه. (الجرح والتعديل 4/ 188) . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: «لَيْسَ بِالْقَوِيِّ» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «عنده غرائب وإفرادات، وأحاديثه محتملة متقاربة» . (الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1185) . [4] انظر عن (سعد بن إبراهيم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 343، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ 148 رقم 814، وتاريخ الدارميّ، رقم 886، والعلل لأحمد 1/ 121 و 278 و 283، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 158 و 373 و 2/ رقم 1875 و 2346 و 3/ 4667 و 5561 و 6105، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 52 رقم 1929، والتاريخ الصغير 144، وتاريخ الثقات للعجلي 177 رقم 514، والمعرفة والتاريخ 1/ 314 و 411 و 415 و 448 و 457 و 461 و 468 و 567 و 681 و 682 و 687 و 2/ 24 و 25 و 156 و 187 و 213 و 214 و 308 و 664 و 695 و 741 و 3/ 31 وأخبار القضاة لوكيع 1/ 150- 167 و 178 و 179، والجرح والتعديل 4/ 79، 80 رقم 343، والثقات لابن حبّان 8/ 283، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 141 رقم 406، وتاريخ بغداد 9/ 123، 124 رقم 4741، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 306 (في ترجمة سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رقم 424) ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 161 رقم 620، وتهذيب الكمال 10/ 238- 240 رقم 2198، وسير أعلام النبلاء 9/ 493، 494 رقم 185، والعبر 1/ 336، والكاشف 1/ 276 رقم 1835، وتقريب التهذيب 1/ 286 رقم 71، وخلاصة تذهيب التهذيب 133. [5] تاريخ بغداد 9/ 123، 124، وزاد: وعند سعد شيء لم يسمعه يعقوب، كتاب عاصم بن محمد العمري. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 166 وقال أحمد العِجْليّ [1] : لا بأس بِهِ، وكان عَلَى قضاء واسط. وقال غيره: عُزل عَنِ القضاء، فلحق بالحسن بْن سهل، فولاه قضاء عسكر بفم الصِّلْح، ومات بالمبارك [2] سنة إحدى ومائتين. وله ثلاثٌ وستّون سنة [3] . 161- سَعِيد بْن زكريّا الآدم [4] . أبو عثمان الْمَصْرِيّ، مولى مروان بْن الحَكَم الأُمَويّ. سمع: الَّليْث، وشهاب بْن خراش، ومفضل بْن فَضَالَةَ. وعنه: الحارث بْن مسكين، وأبو الطاهر بْن السَّرْح، وسليمان المهْرِيّ، وسليمان بْن شُعَيْب الكَيْسانيّ. قَالَ سليمان المهْرِيّ: كَانَ سَعِيد الآدم لو قِيلَ لَهُ إنّ القيامة تقوم غدًا مَا استطاع أنّ يزداد من العبادة [5] . وقال الحارث بْن مسكين، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن القاسم: رأيتُ كأنّه يُقال لي إنّ اللَّه يصلّي عليك وعلى سَعِيد بن زكريّا.   [1] في تاريخ الثقات 177 رقم 514. [2] المبارك بلدة كانت بين بغداد وواسط. [3] الطبقات الكبرى 7/ 343، الثقات لابن حبّان 8/ 283، تاريخ بغداد 9/ 124. وسئل ابن معين عن سعد بن إبراهيم فقال: قد رأى ابن عمر، وكان يصوم الدهر، وكان يختم القرآن في كل ليلة أو في كل ليلتين. (معرفة الرجال 1/ 148 رقم 814) . وقال أحمد بن حنبل: «سعد بن إبراهيم أثبت من عمر بن أبي سلمة خمسين مرة» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 162 رقم 1875) . وقال في موضع آخر: «سعد بن إبراهيم ثقة ولي قضاء المدينة وكان فاضلا وكان الزهري يقول: سعد سعد» أوقال عليّ بن المديني: «كان سعد بن إبراهيم لا يحدّث بالمدينة فلذلك لم يكتب عنه أهل المدينة، ومالك لم يكتب عنه، وإنما سمع شعبة وسفيان عنه بواسط، وسمع منه ابن عيينة بمكة شيئا يسيرا» . (الجرح والتعديل 4/ 79) . [4] انظر عن (سعيد بن زكريا الآدم) في: الجرح والتعديل 4/ 33 رقم 92، وتهذيب الكمال 10/ 434، 435 رقم 2271، وتهذيب التهذيب 4/ 30، 31 رقم 46، وتقريب التهذيب 1/ 295 رقم 163، وخلاصة تذهيب التهذيب 138. [5] تهذيب الكمال 10/ 434. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 167 تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وكانت لَهُ عبادة وفضل. تُوُفّي بإخميم. ورّخه ابن يونس. 162- سَعِيد بْن زكريّا المدائني مرّ قبل المائتين [1] . 163- سَعِيد بْن سُفْيَان الْجَحْدَرِيّ الْبَصْرِيّ [2]- ت. - عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وابن عَوْن، وكَهْمُس، وشُعْبة، وعبد اللَّه بْن مَعْدان. وعنه: بُنْدار، وزيد بْن أخرم، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعُقْبة بْن مُكْرَم، وغيرهم. تُوُفّي سنة أربع أو خمس ومائتين [3] . قَالَ أبو حاتم [4] : محله الصدق. وقال عليّ بْن المَدِينيّ [5] : سَعِيد بْن سُفْيَان ذهب حديثه [6] . 164- سَعِيد بْن سَلْم بْن قُتَيْبة بْن مسلم [7] .   [1] انظر ترجمته ومصادرها في الطبقة العشرين، من الجزء السابق، برقم (102) . [2] انظر عن (سعيد بن سفيان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 476 رقم 1592، والتاريخ الصغير له 219، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 148، والجرح والتعديل 4/ 27 رقم 111، والثقات لابن حبّان 8/ 265، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 136، وتهذيب الكمال 10/ 473، 474 رقم 2285، وميزان الاعتدال 2/ 140 رقم 3192، والكاشف 1/ 287 رقم 1916، وتهذيب التهذيب 4/ 40 رقم 63، وتقريب التهذيب 1/ 297 رقم 181، وخلاصة تذهيب التهذيب 139. [3] أرّخه البخاري في تاريخه الكبير 3/ 476، وتاريخه الصغير 219، وابن حبّان في الثقات 8/ 265. [4] في الجرح والتعديل 4/ 27. [5] تهذيب الكمال 10/ 474. [6] وقال ابن حبّان: «كان ممّن يخطئ، حمل عليه عليّ بن المديني، وليس من سلك مسلك الأثبات، ثم لم يتعرّ من الوهم والخطأ، استحق الحمل عليه حتى يعدل به عن مسلك الأثبات إلى غير حمل الثقات» . (الثقات 8/ 265) . [7] انظر عن (سعيد بن سلم) في: تاريخ خليفة 209 و 430 و 456 و 475، والمعارف 407، وتاريخ الطبري 7/ 639 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 168 الأمير أبو محمد الباهلي الخُراسانيّ. ولي بعض خُراسان، وكان بصيرًا بالحديث والعربية. سمع: ابن عَوْن، وأبا يوسف القاضي، وغيرهما. وعنه: عليّ بْن خَشْرَم، وابن الأَعْرابيّ صاحب العربيّة، ومحمود بْن غَيْلان. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [1] : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أتيته وكان عنده حديث عَنِ ابن عَوْن، محله الصُّدْق. 165- سَعِيد بْن الصّبّاح. أبو سَعِيد النَّيْسابوريّ الزّاهد. أخو يحيى بْن الصّبّاح وإليهما ينسب بنَيْسابور محلَّةٌ وخانٌ كبير. رحل وسمع من: مالك بْن مِغْوَلٍ، ومسعر، وشُعْبة، وسفيان. وعنه: أحمد بْن يوسف، وأحمد بْن حفص، وعليّ بْن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وأحمد بْن يحيى بْن الصّبّاح، وآخرون. قَالَ أحمد بْن حفص: لم أر أعبد ولا أزهد منه. وقال ابن أَبِي حاتم [2] : ثنا يوسف بْن إِسْحَاق الرّازيّ [3] : ثنا أحمد بْن الوليد، ثنا سَعِيد بْن الصّبّاح: سَمِعْتُ سُفْيَان الثَّوْريّ، وذكر عنده رجل، فقال:   [ () ] و 8/ 214 و 218 و 219 و 227 و 228 و 266 و 269 و 324 و 362، وبغداد لابن طيفور 7 و 10، وطبقات الشعراء لابن المعتز 239، وعيون الأخبار 1/ 307 و 2/ 32 و 4/ 37، والعقد الفريد 1/ 137 و 247 و 284 و 285 و 2/ 129 و 132 و 155 و 432 و 3/ 298 و 454، والتذكرة الحمدونية 2/ 195 و 319، وعين الأدب والسياسة 177، 178، والمستجاد من فعلات الأجواد 180، ونهاية الأرب 3/ 207، والفرج بعد الشدة 4/ 420، وتاريخ بغداد 9/ 74، 75 رقم 4658، والكامل في التاريخ 6/ 104 و 118 و 152 و 163 و 206، ووفيات الأعيان 4/ 88 و 5/ 101، والبيان والتبيين 2/ 40 و 254. وهو في: الجرح والتعديل 4/ 31 رقم 129 باسم (سعيد بن سالم البصري) ، وقال محقّقه في الحاشية رقم (3) : «لم أجد هذا الرجل» . وهو في نسخة خطية من الجرح «سعيد بن سلم» . [1] في الجرح والتعديل 4/ 31. [2] لم أجد قوله في الجرح والتعديل. [3] هو يوسف بن إسحاق بن الحجّاج الطاحوني الرازيّ السريّ، أبو يعقوب. (الجرح والتعديل 9/ 219 رقم 912) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 169 لقد شرع في الدين ما لم يأذن بِهِ اللَّه. 166- سَعِيد بْن عامر [1] . أبو محمد الضُّبَعيّ الْبَصْرِيّ الزّاهد، مولى بني عجيف. وأخوالُهُ بنو ضبيعة. عَنْ: حبيب بْن الشهيد، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة، وابن أَبِي عَرُوبَة، وحُمَيْد بْن الأسود، ويونس بْن عُبَيْد، وهَمَّام بْن يحيى، وصالح بْن رُسْتم، وجماعة. وعنه: احمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وابن المَدِينيّ، وبُنْدار، وعبد، والدارمي، ومحمود بْن غَيْلان، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن مُضَر الثَّقْفيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، وأحمد بْن الفُرات، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وخلْق. قَالَ محمد بْن الوليد البُسْريّ: سَمِعْتُ يحيى بْن سَعِيد يَقُولُ: هُوَ شيخ المصر منذ أربعين سنة.   [1] انظر عن (سعيد بن عامر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 296، وتاريخ الدارميّ رقم 395، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 2/ 23 رقم 13، وطبقات خليفة 226، وتاريخ خليفة 473، والعلل لأحمد 1/ 93 و 250 و 281، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 502 رقم 1671، والتاريخ الصغير له 27 و 221، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 357، والبيان والتبيين للجاحظ 3/ 142، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 122 و 124 و 486 و 566 و 613 و 615 و 617 و 619 و 631 و 659 و 2/ 18 و 32 و 46 و 47 و 48 و 50 و 51 و 54 و 55 و 56 و 64 و 66 و 86 و 239 و 252 و 264 و 265 و 267 و 268 و 274 و 415 و 416 و 552 و 603 و 609 و 791 و 3/ 390، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 96 والجرح والتعديل 4/ 48، 49 رقم 208، والثقات لابن حبّان 8/ 264، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 289 رقم 397، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 242 رقم 517، وتاريخ جرجان للسهمي 394 و 497، والسابق واللاحق 219، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 166 رقم 635، وتهذيب الكمال 10/ 510- 514 رقم 2300، وسير أعلام النبلاء 9/ 385- 387 رقم 124، وتذكرة الحفاظ 1/ 351، ودول الإسلام 1/ 128، والكاشف 1/ 289 رقم 1929، والمعين في طبقات المحدّثين 74 رقم 778، ومرآة الجنان 2/ 42، والبداية والنهاية 10/ 262، والوافي بالوفيات 15/ 231 رقم 322، وتهذيب التهذيب 4/ 50، 51 رقم 79، وتقريب التهذيب 1/ 299 رقم 197، وخلاصة تذهيب التهذيب 139، 40، وشذرات الذهب 2/ 20. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 170 وقال أبو داود [1] : قَالَ يحيى بْن سَعِيد: إني لأغبط [2] جيران سَعِيد بْن عامر. وقال زياد بْن أيّوب، وابن الفُرات: ما رأينا بالبصرة مثل سَعِيد بْن عامر [3] . وقال ابن مَعِين: ثنا سَعِيد بْن عامر الثقة المأمون [4] . وقال أبو حاتم [5] : كَانَ رجلا صالحًا صدوقًا، في حديثه بعض الغَلَط. وقال أحمد بْن حنبل: ما رأيت أفضل منه، ومن الحُسين الْجُعْفيّ. وقال الخطيب [6] : حدَّثَ عَنْهُ ابن المبارك، ومحمد بْن يحيى بْن المنذر القزّاز، وبين وفاتَيْهما مائة وتسع سنين. وقال ابن حِبّان [7] : مات لأربع بقين من شوّال سنة ثمانٍ ومائتين، وهو ابن ستٍّ وثمانين سنة رحمه اللَّه [8] . 167- سَعِيد بْن هُبَيْرة بْن عديس بْن أنس بْن مالك الكَعْبيّ [9] . أبو مالك المَرْوَزِيّ. عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، وجرير بْن حازم، وجُوَيْريه بْن أسماء، وأبي عَوَانَة، وداود بْن أَبِي الفُرات. وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وأحمد بْن منصور زاج، ورجاء بْن مُرَجّا،   [1] في سؤالات الآجري 3/ رقم 357. [2] تحرّفت في تهذيب الكمال بتحقيق د. بشار عوّاد معروف 10/ 512 «لأغيظ» . [3] تهذيب الكمال 10/ 512. [4] الجرح والتعديل 4/ 49 وليس فيه «المأمون» . [5] الجرح والتعديل 4/ 49. [6] السابق واللاحق 219. [7] في الثقات 8/ 264. [8] قال ابن سعد: كان ينزل في بني ضبيعة، ويكنى أبا محمد، وكان ثقة صالحا، وقال عفّان: أكتب عنه الزهد، ومات بالبصرة في شوال سنة ثمان ومائتين. (الطبقات 7/ 296) . [9] انظر عن (سعيد بن هبيرة) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 100، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 103، والجرح والتعديل 4/ 70، 71 رقم 298، والمجروحين لابن حبّان 1/ 326، و 327، والسابق واللاحق للخطيب 82، والمغني في الضعفاء 1/ 267 رقم 2464، وميزان الاعتدال 2/ 162 رقم 3289، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 195 رقم 314، ولسان الميزان 3/ 48، 49 رقم 181. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 171 والسِّريّ بْن خُزَيْمة. قَالَ أبو حاتم [1] : لَيْسَ بالقويّ [2] . 168- سَعِيد بْن مَسْلَمَة بْن هشام بْن عَبْد الملك بْن مروان [3]- ت. ق. - ومنهم من زاد في نسبه أُميَّة بين مَسْلَمَة، وهشام. وكان بالجزيرة. وروى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وإسماعيل بْن أُميَّة، وابن عَجْلان، والاعمش، وجعفر الصادق، وجماعة. وعنه: محمد بن الصباح الجرجرائي، وأيوب بن محمد الوزان، وعبد الله بن ذكوان القارئ، ودحيم، ومحمد بن مسعود العجمي، ويونس بن بحر قاضي جبلة، وجماعة. قال البخاري [4] : منكر الحديث، في حديثه نظر. وضعفه النسائي [5] . وقال ابن عدي [6] : أرجو أَنَّهُ ممّن لا يترك حديثه [7] .   [1] في الجرح والتعديل 4/ 71 وزاد: «روى أحاديث أنكرها أهل العلم» . [2] وقال ابن حبّان: «كان ممّن رحل وكتب، ولكن كثيرا ما يحدّث بالموضوعات عن الثقات كأنه كان يضعها أو توضع له فيجيب فيها، لا يحلّ الاحتجاج به بحال» (المجروحون 1/ 327) . [3] انظر عن (سعيد بن مسلمة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 207، وتاريخ الدارميّ، رقم 368، والتاريخ الكبير 3/ 516 رقم 1724، والضعفاء الصغير 262 رقم 140، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 111 رقم 586، والضعفاء للرازي 621، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 272، والجرح والتعديل 4/ 67 رقم 281، والمجروحون لابن حبّان 1/ 321، والثقات لابن حبّان 6/ 374، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1215، 1216، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 186 رقم 629، وتاريخ جرجان للسهمي 542، والفهرست للطوسي 107 رقم 327، وتهذيب الكمال 10/ 63- 66 رقم 2357، والكاشف 1/ 296 رقم 1978، والمغني في الضعفاء 1/ 266 رقم 2454، وميزان الاعتدال 2/ 158 رقم 3273، وتهذيب التهذيب 4/ 83، 84 رقم 144، وتقريب التهذيب 1/ 305 رقم 259، وخلاصة تذهيب التهذيب 142. [4] في تاريخه الكبير 3/ 516، والضعفاء الصغير 262 رقم 140. [5] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 272. [6] في الكامل 3/ 1216. [7] وقال ابن معين: كان عنده كتاب عن منصور، فقال له رجل: سمعت هذا من منصور؟ قال: حتى الجزء: 14 ¦ الصفحة: 172 169- سَعِيد بْن واصل [1] . أبو عُمَر الحَرَشِيّ [2] الْبَصْرِيّ. عَنْ: شُعْبَة، وجعفر بْن برقان. وعنه: سَعِيد بْن عَوْن، ومحمد بْن المختار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعباس الدُّوريّ، وجماعة. وقال ابن المَدِينيّ: ذهب حديثه [3] . وقال النَّسائيّ [4] : متروك. وقال أبو حاتم [5] : ليّن الحديث [6] .   [ () ] يجيء ابني فاسأله. (التاريخ 2/ 207) و (الجرح والتعديل 4/ 67) . وقال الدارميّ: سألت يحيى بن معين قلت: سعيد بن مسلمة الأموي؟ قال: ليس بشيء. (تاريخ الدارميّ، رقم 368، الجرح والتعديل 4/ 67، والمجروحون لابن حبّان 1/ 321) . وقال أبو حاتم: «ليس بقويّ، هو ضعيف الحديث منكر الحديث» . (الجرح والتعديل 4/ 67) . وقال ابن حبّان في (الثقات 6/ 375) . «روى عنه الناس» . وقال في (المجروحين 1/ 321) : «روى عنه العراقيون والشاميون منكر الحديث جدّا فاحش الخطأ في الأخبار» . وقال الدار الدّارقطنيّ: «ضعيف يعتبر به» . [1] انظر عن (سعيد بن واصل) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 518 رقم 1733، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، والضعفاء والمتروكين للنسائي 293 رقم 279، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 116 رقم 589، والجرح والتعديل 4/ 70 رقم 296، والثقات لابن حبّان 8/ 266، والمجروحين لابن حبّان 1/ 325، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1240، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 102 رقم 274، والمغني في الضعفاء 1/ 267، وميزان الاعتدال 2/ 162 رقم 3293، ولسان الميزان 3/ 49 رقم 184. [2] هكذا في الأصل وأكثر المصادر، وفي تاريخ البخاري، وثقات ابن حبّان «الجرشي» بالجيم. [3] قوله في (الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71) . [4] في الضعفاء والمتروكين 293 رقم 279. [5] في الجرح والتعديل 4/ 70. [6] وقال البخاري: «ذهب حديثه» ، ونقل العقيلي قول البخاري في الضعفاء الكبير 2/ 116. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: تكلّم عليّ بن المديني فيه قال: ذهب حديثه، فقلت لأبي: ما قولك فيه؟ قال: لا أتقن أمره، لا يمكنني الكلام فيه، البصريّون يروون عنه، وليس بالقويّ عندي، ثم سمعت أبي يقول: سعيد بن واصل ليّن الحديث. (الجرح والتعديل 4/ 70) . وقال ابن حبّان في (الثقات 8/ 266) : «ربّما أغرب» . وقال في (المجروحين 1/ 325) : «كان الجزء: 14 ¦ الصفحة: 173 170- سَعِيد بْن وهْب [1] . أبو عثمان السّاميّ مولاهم البصريّ الشاعر المشهور. وكان مختصّا بآل برمك، ثمّ إنّه تنسّك وغسل أشعاره. تُوُفّي سنة تسعٍ ومائتين. وهو القائل: قَدَمَيَّ اعتورا رمل الكثيب [2] .. الأبيات. 171- سعيد بن يحيى [3]- خ. ت. - أبو سفيان الحميريّ الواسطيّ. سمع: معمرًا، والعوام بْن حوشب، وعوفًا الأَعْرابيّ، والضّحّاك بن حمزة، وجماعة.   [ () ] ممّن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد» . وقال ابن عديّ: «ولسعيد أحاديث عن شعبة وغيره وأحاديثه عنهم، عامّته لا يتابعونه عليه وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق» . (الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1240) . [1] انظر عن (سعيد بن وهب) في: عيون الأخبار لابن قتيبة 2/ 128، وطبقات الشعراء لابن المعتز 202 و 256- 261، والأغاني 24/ 1- 3 و 15، والفهرست لابن النديم 123، وتاريخ بغداد 9/ 73، 74 رقم 4657، والوافي بالوفيات 15/ 272، 273 رقم 380. [2] انظر: تاريخ بغداد 9/ 74. [3] انظر عن (سعيد بن يحيى) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 314، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 686، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 521 رقم 1744، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 48، والمعرفة والتاريخ 3/ 281، وتاريخ واسط لبحشل 46 و 66 و 72 و 91 و 100، و 104 و 106 و 110 و 111 و 116 و 117 و 147 و 148 و 172 و 174 و 175 و 184 و 191 و 203 و 209 و 232 و 262، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 199، والجرح والتعديل 4/ 74 رقم 313، والثقات لابن حبّان 8/ 265، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 296، 297 رقم 409، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 257 ب، وتاريخ بغداد 9/ 75، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 173، 174 رقم 658، وتهذيب الكمال 10/ 108- 111 رقم 2379، وميزان الاعتدال 2/ 163 رقم 3295، و 4/ 531 رقم 1250، وسير أعلام النبلاء 9/ 432، 433 رقم 159، والكاشف 1/ 298 رقم 1995، وتهذيب التهذيب 4/ 99 رقم 166، وتقريب التهذيب 1/ 308 رقم 281، ومقدّمة فتح الباري 407، وخلاصة تذهيب التهذيب 144. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 174 وعنه: يعقوب الدَّوْرقيّ، وعَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، ومحمد بْن وزير، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأحمد بْن سِنان، وجماعة. وثّقه أبو داود [1] ، وغيره. تُوُفّي سنة اثنتين في شَعْبان، وله تسعون سنة [2] . وقد ضعفه ابن سعْد [3] . 172- سُفْيَان بْن حمزة بن سفيان بن عروة الأسلميّ [4]- ق. - المدنيّ، أبو طلحة، عمّ حمزة بْن مالك. عَنْ: عُرْوَة بْن سُفْيَان، وكثير بْن زيد. وعنه: إبراهيم بْن حمزة الزبيدي، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [5] : صالح الحديث [6] . 173- سُفْيَان بْن عقبة السّوائيّ الكوفيّ [7]- 4.-   [1] تاريخ بغداد 9/ 76. [2] أرّخه ابن سعد، والبخاري، وابن حبّان، ونقله الخطيب عن ابن سعد. وقال بحشل: ولد أبو سفيان سنة 112 وتوفي سنة 182 وقدم أبوه مع مسلمة إلى واسط وكان يعرف بالقصير. (تاريخ واسط 175، رجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 197) . [3] في طبقاته 7/ 314، وقال أبو زرعة: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال الدار الدّارقطنيّ: متوسط الحال ليس بالقويّ، وقال الخطيب: قدِم بغدادَ وحدّث بها، وكان صدوقا. [4] انظر عن (سفيان بن حمزة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 90 رقم 2069، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 57، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 17، والجرح والتعديل 4/ 230 رقم 983، والثقات لابن حبّان 8/ 288، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 295 أ، وتهذيب الكمال 10/ 142، 143 رقم 2400، والكاشف 1/ 300، وتهذيب التهذيب 4/ 109 رقم 192، وتقريب التهذيب 1/ 310 رقم 305، وخلاصة تذهيب التهذيب 145. [5] في الجرح والتعديل 4/ 230. [6] وقال أبو زرعة: صدوق. وذكره ابن حبّان في الثقات. [7] انظر عن (سفيان بن عقبة) في: تاريخ الدارميّ، رقم 370، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 95 رقم 2085، وتاريخ الثقات للعجلي 194 رقم 573، والجرح والتعديل 4/ 230 رقم 985، والثقات لابن حبّان 8/ 288، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1249، 1250، وتاريخ جرجان للسهمي 448، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 175 أخو قَبِيصَة. عَنْ: حسين المعلّم، ومسعر، وحمزة الزّيّات، وسفيان. وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وأبو كُرَيْب، ومحمود بْن غَيْلان، وعَبْد اللَّه بْن محمد بْن شاكر، وطائفة. قَالَ ابن نُمَيْر [1] : لا بأس بِهِ [2] . 174- سَلْم بْن سلام الواسطيّ [3] . عَنْ: شُعْبَة، وشَيْبان، وبكر بْن خُنَيْس. وعنه: أحمد بْن سِنان، وخلف بْن محمد كردوس، ومحمد بن عبد الملك، وعليّ بْن إبراهيم الواسطيّون، وغيرهم [4] . 175- سَلَمَةُ بْن سليمان المروزيّ [5]- خ. ن. - المؤدّب.   [ () ] وتهذيب الكمال 10/ 174، 175 رقم 2411، والكاشف 1/ 301 رقم 2019، وسير أعلام النبلاء 10/ 135، 136 رقم 17، وميزان الاعتدال 2/ 169 رقم 3325، وتهذيب التهذيب 4/ 116، 117 رقم 203، وتقريب التهذيب 1/ 311 رقم 316، وخلاصة تذهيب التهذيب 145. [1] الجرح والتعديل 4/ 230. [2] وقال ابن معين: «لا أعرفه» . (تاريخ الدارميّ، رقم 370) ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. وقال ابن عديّ: «لا بأس بِهِ ولا برواياته» . (الكامل 3/ 1250) . [3] انظر عن (سلم بن سلّام) في: تاريخ واسط لبحشل 104 و 149 و 193 و 276، والجرح والتعديل 4/ 268 رقم 1154، وتهذيب الكمال 10/ 226، 227 رقم 2429، وتهذيب التهذيب 4/ 131 رقم 221، وتقريب التهذيب 1/ 313 رقم 334، وخلاصة تذهيب التهذيب 146. [4] لم يتعرّضوا له بجرح أو تعديل. [5] انظر عن (سلمة بن سليمان) في: الطبقات الكبرى 7/ 378، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 84 رقم 2048، والتاريخ الصغير 218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 46، والجرح والتعديل 4/ 163 رقم 716، والثقات لابن حبّان 8/ 287، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 322 رقم 450، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 277، 278 رقم 599، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 192، والكاشف 1/ 306 رقم 2052، وسير أعلام النبلاء 9/ 433 رقم 160، وتهذيب التهذيب 4/ 145، 146 رقم 247، وتقريب التهذيب 1/ 316 رقم 364، وخلاصة تذهيب التهذيب 148 وفيه (سلمة بن سليم) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 176 عَنْ: أَبِي حمزة السُّكّريّ، وعَبْد اللَّه بْن المبارك. وعنه: أحمد بْن أَبِي رجاء الهَرَوِيّ، وأحمد بْن سَعِيد الرِّباطيّ، وعَبَدة بْن عَبْد الرَّحْمَن المَرْوَزِيّ، ومحمد بْن أسلم الطُّوسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاد، وجماعة. وكان من جلة العلماء. قَالَ أحمد بْن منصور زاج: حَدَّثَنَا بنحوٍ من عشرة آلاف حديث من حفظه [1] . وقال النَّسائيّ: ثقة [2] . قِيلَ: مات سنة ثلاث أو أربع ومائتين [3] . وأمّا الْبُخَارِيّ فقال [4] : قَالَ محمد بْن الَّليْث: توفي سنة ست وتسعين ومائة. 176- سلمة بن سليمان الأَزْدِيّ المَوْصِليّ. عَنْ: عَبْد العزيز بْن أَبِي رَوّاد، وخليل بْن دَعْلَج، وسفيان الثَّوْريّ. وعنه: عليّ بْن حرب، ومحمد بْن يزيد الرّياحيّ. لينه ابن عديّ [5] ، وأبو الفتح الأَزْدِيّ. توفّي سنة سبع ومائتين. 177- سَلَمَةُ بْن عَبْد الملك العَوْصيّ الحمصيّ [6]- ت. -   [1] الجرح والتعديل 4/ 163 وزاد: «فقال للناس: قد حدّثتكم بعشرة آلاف حديث من حفظي فهل أحد منكم يقول غلطت في شيء» ؟. [2] تهذيب الكمال 10/ 283. [3] الثقات لابن حبّان 8/ 287. [4] في تاريخه الكبير 4/ 84، وقال في تاريخه الصغير: مات سنة 203 وقال بعضهم: مات قبل ذلك. [5] لم أجده عند ابن عديّ في الكامل. [6] انظر عن (سلمة بن عبد الملك) في: الجرح والتعديل 4/ 178 رقم 776، والثقات لابن عبد الملك 8/ 286، وتهذيب الكمال 10/ 296- 298 رقم 2460، والكاشف 1/ 307 رقم 2059، وميزان الاعتدال 2/ 191 رقم 3407، وتهذيب التهذيب 4/ 149 رقم 259، وتقريب التهذيب 1/ 317 رقم 372، وخلاصة تذهيب التهذيب 149. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 177 [1] شيخ ن، [2] ، أحد شيوخ الحديث. سمع: إسرائيل، والحَسَن بْن حيّ وأخاه عليًّا، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وعبد العزيز بْن أَبِي رَوّاد. وعنه: أحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وأحمد بْن أَبِي الحواريّ، وغيرهم. لَهُ حديث في النَّسائيّ [3] . ذكره صاحب الأصل في الطبقة الخامسة، وقد تحوّل إلى طبقة الشّافعيّ [4] . [5] 178- سَلَمَةُ بْن عقار [6] . وثّقه ابن مَعِين [7] . يروي عَنْ: فضَيْل بْن عِيَاض، وحماد بْن زيد. وعنه: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وسعدان بن يزيد. 179- سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي [8] . حدث عَنْ: أَبِيهِ، والعلاء بْن كثير الشامي، والقاسم بْن الوليد الكوفيّ. وعنه: محمد بْن الصّبّاح الْجَرْجَرائيّ، ومحمد بن قدامة المصّيصيّ،   [1] من هنا ساقط من «تاريخ الإسلام» والاستدراك من «المنتقى» . [2] رمز للنسائي. [3] أخرجه في المجتبى (8/ 86) في قطع السارق، باب: ما لا يقطع فيه. قال: أخبرنا محمد بن خالد بن خلي الحمصي، قال: حدّثني أبي عن سلمة بن عبد الملك العوصيّ، عن الحسن بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ القاسم بن محمد، عن رافع بن خديج، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لا قطع في ثمر ولا كثر» . [4] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» ، وقال: «ربّما أخطأ» . [5] إلى هنا ينتهي النقل من «المنتقى» . [6] انظر عن (سلمة بن عقار) في: الجرح والتعديل 4/ 167 رقم 736، وتاريخ بغداد 9/ 134 رقم 4749. [7] قال عنه: «ثقة مأمون» . (تاريخ بغداد) . [8] انظر عن (سليمان بن الحكم) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 229 رقم (3270) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 9 رقم 1783، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 248، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 128 رقم 611، والجرح والتعديل 4/ 107 رقم 479، والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 67 رقم 249، وميزان الاعتدال 2/ 199، 200 رقم 3442، ولسان الميزان 3/ 82، 83 رقم 294، وسيعيده المؤلّف في الطبقة التالية، انظر رقم (170) في الجزء الآتي. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 178 ومحمد بن أبي العوّام الرّياحيّ. متروك [1] . 180- سليمان بن داود بن الجارود [2] .   [1] قال ابن معين في تاريخه: قال النفيلي: «لا بأس به» . وقال النسائي: «متروك الحديث» . وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير ونقل قول ابن معين. وروى من طريقه حديث «الفخر والخيلاء والكبرياء..» وقال: لا يتابع عليه من حديث الأعمش. وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «كان يزعم أنه ثقة» . وذكره ابن عديّ في الكامل ونقل قول ابن معين، والنسائيّ، وروى من طريقه حديثين، وقال: «ولسليمان بن الحكم بن عوانة أخبار مسندة ليس بكثير إلا أنه يروي من الأخبار أخبارا حسانا عن العوّام بن حوشب وغيره، ولم أر في مقدار ما يرويه حديثا منكرا فأذكره» . [2] انظر عن (سليمان بن داود) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 298، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 229، 230، وتاريخ الدارميّ، رقم 107 و 110، وطبقات خليفة 227، وتاريخ خليفة 472، والعلل لأحمد 1/ 69 و 353، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1228 و 2/ رقم 2415، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 10 رقم 1788، والتاريخ الصغير له 217، وتاريخ الثقات للعجلي 201، 202 رقم 609، والمعارف لابن قتيبة 520، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 567 و 2/ 101 و 103 و 107 و 108 و 110 و 163 و 275 و 276 و 425 و 562 و 653 و 771 و 772 و 3/ 9 و 64 و 170 و 209، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 456، وتاريخ واسط لبحشل 62 و 74 و 122 و 123 و 195 و 305 و 313- و 317، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 37 و 46- 48 و 52 و 99 و 293 و 2/ 203 و 317 و 3/ 245، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 170، وتاريخ الطبري 1/ 91 و 158 و 178 و 421 و 2/ 235 و 304 و 389 و 621 و 3/ 178 و 181، والجرح والتعديل 4/ 111- 113 رقم 491، والثقات لابن حبّان 8/ 275، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ الأنصاري 1/ 48- 50 رقم 93، والزاهر للأنباري 2/ 328، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2737، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 332، 333، والعيون والحدائق 3/ 358 و 362، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1127- 1129، ورجال صحيح البخاري لابن منجويه 1/ 299 رقم 577، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 186 ب، وتاريخ بغداد 9/ 24- 29 رقم 4617، والسابق واللاحق 215، وأدب القاضي للماوردي 1/ 131 و 153 و 240 و 351 و 240 و 352 و 390 و 405 و 455 و 506 و 652 و 2/ 207 و 309، والإرشاد الخليلي 1/ 12 و 44، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 184 رقم 687، والأنساب لابن السمعاني 8/ 282، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 579، واللباب 2/ 293، والكامل في التاريخ 6/ 359، وتهذيب الكمال 16/ 401- 408 رقم 2507، ووفيات الأعيان 1/ 280 و 2/ 243، والمختصر في أخبار البشر 2/ 27، وتذكرة الحفّاظ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 179 أبو داود الْبَصْرِيّ، الفارسي الأصل. مولى آل الزُّبَيْر الطَّيالِسيّ الحافظ مصنف المُسْنَد المشهور. سمع: هشاما الدّستوائيّ، ومعروف بْن خَرَّبُوذ، وأَيْمَن بْن نَابِلٍ، وشُعْبة، وسفيان، وبسطام، وبسطام بْن مُسْلِم، وصالح بْن أَبِي الأخضر، وأبو عامر الخزّاز، وطلحة بْن عَمْرو، وخلقًا سواهم. وعنه: جرير بْن عَبْد الحميد أحد شيوخه، وأبو حفص الفلاس، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن سعْد الكاتب، وبُنْدار، ويعقوب الدَّوْرقيّ، واخوه أحمد، والكُدَيْميّ، وهارون بْن سليمان، وأحمد بْن الفُرات، ويونس بْن حبيب، وخلق. قَالَ الفلاس: ما رَأَيْت أحفظ منه [1] . وقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: هُوَ أصدق النّاس [2] . وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ [3] : رحلت إلى أَبِي داود فأصَبْته قد مات قبل قدومي بيوم. قَالَ: وكان قد شرب البلاذُر فجُذِم. وقال سليمان بْن حرب: كَانَ شُعْبَة يحدث، فإذا قام قعد أبو داود وأملى من حفظه ما مَرّ في المجلس [4] . وقال عامر بْن إبراهيم: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن ألف شيخ.   [1] / 351، وميزان الاعتدال 2/ 203، 204، والكاشف 1/ 313 رقم 2102، وسير أعلام النبلاء 9/ 378- 384 رقم 123، والمغني في الضعفاء 1/ 279 رقم 2580، والمعين في طبقات المحدّثين 74 رقم 782، ودول الإسلام 1/ 127، ومرآة الجنان 2/ 29، والبداية والنهاية 10/ 255، وشرح علل الترمذي لابن رجب 71، وطبقات المدلّسين 30 رقم 29، وتهذيب التهذيب 4/ 182- 186، وتقريب التهذيب 1/ 323 رقم 428، وتعريف أهل التقديس 63 رقم 53، وطبقات الحفاظ 1/ 322، وخلاصة تذهيب التهذيب 151، وشذرات الذهب 2/ 12، والأعلام 3/ 187، ومعجم المؤلفين 4/ 262، 263، وتاريخ التراث 1/ 275، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 319، 320 رقم 658. [1] تاريخ بغداد 9/ 27. [2] تاريخ بغداد 9/ 28. [3] في تاريخ الثقات 201، 202 رقم 609. [4] تاريخ بغداد 9/ 25. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 180 وجاء عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يسرد من حِفْظه ثلاثين ألف حديث [1] . وحدَّثَ عَبْد الرحيم بْن أبي حاتم، عن يونس بْن حبيب قَالَ: قَالَ أبو داود: كنّا ببغداد، وكان شُعْبَة وابن إدريس يجتمعان يتذاكرون، فذكروا باب المجذوم فقلت: ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْن زَيْدُ قَالَ: كَانَ مُعَيْقيب يحضر طعام عُمَر، فقال لَهُ: يا مُعَيْقيب، كُلْ مما يليك. فقال شُعْبَة: يا أبا داود لم تجيء بشيء أحسن مما جئت بِهِ [2] . وقال وكيع: ما بَقِيّ أحد أحفظ لحديث طويل من أَبِي داود. قَالَ: فذُكر ذَلِكَ لأبي داود، فقال: قُلْ لَهُ ولا قصير [3] . وقال عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر: سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: ما رأيت أحفظ من أَبِي داود الطَّيالِسيّ [4] . وقال عُمَر بْن شَبَّة: كتبوا عَنْ أَبِي داود بأصبهان أربعين ألف حديث، وليس معه كتاب [5] . وقال حفص بْن عُمَر المِهْرقاني: كَانَ وكيع يَقُولُ: أبو داود جبل العِلم [6] . وقال إبراهيم بْن سَعِيد [7] الجوهريّ: أخطأ أبو داود في ألف حديث [8] . قَالَ خليفة [9] وغيره: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. وآخر من روى عَنْ أَبِي داود محمد بْن أسد المَدِينيّ، سمع منه مجلسا   [1] تاريخ بغداد 9/ 27. [2] تاريخ بغداد 9/ 24، 25. [3] تاريخ بغداد 9/ 27. [4] تاريخ بغداد 9/ 27. [5] تاريخ بغداد 9/ 27. [6] تهذيب الكمال 11/ 406. [7] في الأصل: «سعيد بن إبراهيم» والتصويب من (الكامل لابن عديّ، وتهذيب الكمال) . [8] تهذيب الكمال 10/ 407، وفي تاريخ بغداد 9/ 26 قال الخطيب: قال الخلّال وحدّثني إسماعيل بن الفضل، حدّثنا محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: سمعت أبا مسعود قال: كتبوا إليّ من أصبهان أنّ أبا داود أخطأ في تسعمائة- أو قالوا ألف- فذكرت ذلك لأحمد بن حنبل فقال: يحتمل لأبي داود. قلت: كان أبو داود يحدّث من حفظه، والحفظ خوّان فكان يغلط، مع أن غلطه يسير في جنب ما روى على الصحة والسلامة. [9] في تاريخه 472. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 181 واحدًا. وقد سمعنا «مُسْنِد أَبِي داود» من أصحاب ابن خليل الآدميّ الحافظ. وقد تكلَّم فيه مُحَمَّد بن المنهال الضّرير، وقال: كنت أتهمه. قَالَ لي: لم أسمع من ابن عَوْن. قَالَ: ثمّ سألته بعد ذَلِكَ: أسمعت من ابن عَوْن؟ فقال: نعم، نحو عشرين حديثًا [1] . 181- سليمان بْن صالح [2] . أبو صالح اللَّيْثيّ مولاهم المَرْوَزِيّ سلمويه، صاحب ابن المبارك أكثر عَنْهُ. وسمع من: أوس بْن عَبْد اللَّه بْن بريدة. وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأحمد بْن شَبّوَيْه، ومحمد بْن عَبْد العزيز بْن أَبِي رزْمة. وعُمِّر دهرًا. قِيلَ إنّه عاش نحوًا من مائة سنة. روى لَهُ خ مقرونًا بغيره، وهو من أكبر أصحاب ابن المبارك. 182- سليمان بن عيسى السّجزيّ [3] .   [1] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1128، تاريخ بغداد 9/ 25. [2] انظر عن (سليمان بن صالح) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 20 رقم 1826، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 229 و 591 و 592 و 595 و 658 و 659 و 669 و 670، والجرح والتعديل 4/ 123، 124 رقم 537، وتهذيب الكمال 11/ 453، 454 رقم 2529، والكاشف 1/ 315، 316 رقم 2120، وسير أعلام النبلاء 9/ 433، 434 رقم 161، وتهذيب التهذيب 4/ 199، 200 رقم 338، وتقريب التهذيب 1/ 326 رقم 451، وخلاصة تذهيب التهذيب 152. [3] انظر عن (سليمان بن عيسى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 30 رقم 1865، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 207 رقم 384، والجرح والتعديل 4/ 134 رقم 586، والثقات لابن حبّان 6/ 394، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1136- 1138، وتاريخ جرجان للسهمي 130 و 469، وميزان الاعتدال 2/ 218، 219 رقم 3496، والكشف الحثيث 203 رقم 332، ولسان الميزان 3/ 99، رقم 333. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 182 يروي عن: ابن عون، وشعبة. وعنه: أحمد بن يوسف، ومحمد بْن أشرس، ومحمد بْن يزيد السَّلَمِيُّون. وكان متهمًا بالكذب. لَهُ عدة أحاديث موضوعة، ساقها ابن عديّ [1] وقال: وضّاع. وذكره الحاكم في تاريخه وقال: يكنى أبا يحيى، ويقال: أبو الربيع، روى عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وابن عَوْن، وداود بن أبي هند، وأكثر عَنِ الثَّوْريّ، ومالك. روى عنه جماعة من أكابر مشايخ الحديث عَنْ غير معرفة فهم بحاله. إلى أنّ قَالَ: وأكثر تَعَجُّبي من إمام أهل الحديث يحيى بْن يحيى أَنَّهُ روى عَنْهُ وخفي عَلَيْهِ حاله [2] . 183- سُلَيْم بْن عثمان الفَوْزيّ [3] . أخو خطّاب، حمصيّ. زعم أَنَّهُ سمع من محمد بْن زياد الألْهانيّ، فروي عَنْهُ أحاديث مُنْكَرَة. روى عَنْهُ: محمد بْن عَوْف، وأخوه خطّاب، وأبو حُمَيْد أحمد بْن محمد بْن سيّار العَوْهيّ، وسليمان بن سلمة.   [1] في الكامل في الضعفاء 3/ 1136- 1138. [2] وقال الجوزجاني: «كان يدّعي آداب سفيان كان كذّابا مصرّحا» (أحوال الرجال 207 رقم 384) . وقال أبو حاتم: «روى أحاديث موضوعة وكان كذّابا» . (الجرح والتعديل 4/ 134) وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عديّ: «سليمان بن عيسى هذا ليس له حديث صالح وأحاديثه كلها أو عامّتها موضوعة، وهو في الدرجة الّذي يضع الحديث، وله كتاب في تفضيل العقل يصنّف جزء ويروي منه أخبارا في فضل العقل عن شيوخ ثقات، يروي ذلك الكتاب عن سليمان بن عيسى، الخليل بن سعيد الفارسيّ، والخليل هذا وإن كان قد حدّثنا عنه غير واحد فليس هو بالمعروف» . [3] انظر عن (سليم بن عثمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 125 رقم 2191، والجرح والتعديل 4/ 216 رقم 940، والثقات لابن حبّان 6/ 415، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1164، 1165، والمغني في الضعفاء 1/ 284 رقم 2639، وميزان الاعتدال 2/ 230، 231 رقم 3537، ولسان الميزان 3/ 111، 112 رقم 367. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 183 قَالَ ابن عَوْف: لم نكن نتّهمه [1] . قلت: روى ابن عديّ [2] ، عَنِ الغسَّانيّ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن، فذكر حديثًا [3] . 184- السَّمَيْدَعُ بْن واهب بْن سَوَّار الْجَرْميّ الْبَصْرِيّ [4]- ت. - عَنْ: شُعْبَة، ومبارك بْن فَضَالَةَ. قَالَ أبو حاتم [5] : مات قديمًا، سمع من شُعْبَة سبعة آلاف حديث. وروى عَنْهُ: صالح بْن عديّ، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ. قَالَ أبو حاتم [6] : صدوق [7] .   [1] في الكامل في الضعفاء 3/ 1164 قال ابن عديّ: «سمعت ابن جوصاء يقول: سألت أبا زرعة بن عمرو، عن أحاديث سليم بن عثمان الفوزي، عن محمد بن زياد، وعرضتها عليه فأنكرها وقال: لا تشبه حديث الثقات. عن محمد بن زياد، وقال مرة: مسوّاة موضوعة. وقال لنا ابن جوصاء: قال ابن عوف، وسألت عن أحاديث سليم عن محمد بن زياد فقال: قد كان شيخا صالحا يحدّث بها من حفظه فكتبها الناس عنه، قلت: فتتّهمه فيها؟ قال: لم نكن نتّهمه وقد تحدّث الناس بها عنه» . [2] في الكامل في الضعفاء 3/ 1164. [3] رواه سليم بن عثمان الفوزي، ثنا محمد بن زياد الألهاني، ثنا أبو أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من قرأ خواتم الحشر في ليل أو نهار فمات من يومه أو من ليلته فقد أوجب الجنة» . واللفظ للنسائي. وقال البخاريّ في تاريخه الكبير: «عنده عجائب» . وقال أبو حاتم: «عنده عجائب وهم مجهولون» . وقال ابن حبّان في الثقات: «روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري الأعاجيب الكثيرة، ولست أعرفه بعدالة ولا جرح ولا له راو غير سليمان، وسليمان ليس بشيء، فإن وجد له راو غير سليمان بن سلمة اعتبر حديثه، ويلزق به ما يتأهّله من جرح أو عدالة» . وقال ابن عديّ: «روى عن محمد بن زياد الألهاني مناكير ... ومحمد بن زياد الألهاني هو من ثقات أهل الشام، روى عنه الثقات من الناس، وإنما أنكروها على سليم لأنه روى عن محمد من زياد ومحمد من ثقاتهم، وسليم معروف بهذه الأحاديث، وما أظنّ أن له غيرها إلّا اليسير من الحديث» . [4] انظر عن (السميدع بن واهب) في: الجرح والتعديل 4/ 326 رقم 1427، والثقات لابن حبّان 8/ 303، وتهذيب الكمال 12/ 143- 145، والكاشف 1/ 323 رقم 2173، وتهذيب التهذيب 4/ 239، 240 رقم 408، وتقريب التهذيب 1/ 333 رقم 532، وخلاصة تذهيب التهذيب 162. [5] في الجرح والتعديل 4/ 326. [6] في الجرح والتعديل 4/ 326. [7] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «ربّما أغرب» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 184 قلت: لَهُ حديث في الغسَّانيّ [1] يقع بعُلُوّ في الغيلانيّات. 185- السِّنْديّ بْن شاهك [2] . الأمير أبو نَصْر، مولى أَبِي جعفر المنصور. ولي إمرة دمشق للرشيد، ثمّ وليها بعد المائتين. وكان ذميم الخَلْق سِنديًّا كاسْمه. قَالَ الجاحظ: كَانَ لا يستحلف المكاري ولا الملاح ولا الحائك، بل يجعل القول قول المدّعي [3] . ويروى أنّ السِّنْديّ هدم سُور دمشق. وقد ضرب مَرَّةً رجلا طويل اللّحية، فجعل يَقُولُ: العفو يا ابن عمّ رسول الله فقال: وا لك أَهَاشِميٌّ أَنَا؟! فقال: يا سيّدي، تريد لحية وعقلا!. وقال خليفة [4] : تُوُفّي السِّنْديّ سنة أربعٍ ومائتين ببغداد. 186- السِّنْديّ بْن عَبْدُوَيْه الكلْبيّ الرّازيّ [5] .   [1] رواه في (السنن الكبرى) ، ذكره المزيّ في (تحفة الأشراف 1/ 421 رقم 1641) . [2] انظر عن (السندي بن شاهك) في: المحبّر لابن حبيب 375، والمعارف لابن قتيبة 388، وعيون الأخبار 1/ 70، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 335 و 3/ 118 و 367، وبغداد لابن طيفور 9 و 15 و 17 و 70 و 191، وتاريخ الطبري 7/ 519 و 523 و 8/ 214 و 296- 298 و 324 و 365 و 479 و 481 و 530 و 557، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2595 و 2681 و 2683 و 2895، والعيون والحدائق 3/ 248، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 358، والهفوات النادرة 124 و 192 و 193، ومقاتل الطالبيّين 211 و 503 و 504 و 535، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 428، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 236، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 83، 84، والفخري لابن طباطبا 196، والعقد الفريد 4/ 214 و 221، ووفيات الأعيان 1/ 337 و 338 و 2/ 199 و 5/ 310، والكامل في التاريخ 6/ 164 و 283، وخلاصة الذهب المسبوك 176 و 185، وأمراء دمشق للصفدي 39 رقم 129، والوافي بالوفيات 15/ 487، 488 رقم 650. [3] عيون الأخبار 1/ 70 وزاد: «مع يمينه، ويقول: اللَّهمّ إني أستخيرك في الجمّال ومعلّم الصّبيان» . [4] لم يذكره في تاريخه. [5] انظر عن (السندي بن عبدويه) في: الجرح والتعديل 4/ 201 رقم 867 باسم (سهل بن عبد الرحمن) و 4/ 318، 319 رقم 1386، والثقات لابن حبّان 8/ 304، وتاريخ جرجان للسهمي 382 و 385، والوافي بالوفيات 15/ 488 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 185 أبو الهيثم قاضي قزْوين وهَمَذان. واسمه سُهَيْلُ بْن عَبْد الرَّحْمَن. روى عَنْ: إبراهيم بْن طِهْمان، وأبي بَكْر النَّهْشَليّ، وجرير بْن حازم، وعمرو بن أبي قيس. وعنه: أحمد بن الفُرات، ومحمد بْن حمّاد الطِّهْرانيّ، ومحمد بْن عمّار. ورآه أبو حاتم [1] وسمع كلامه. وَرُوِيَ أنّ أبا الوليد الطَّيالِسيّ قَالَ: ما رأيت بالريّ أعلم من السِّنْديّ بْن عَبْدُوَيْه، ومن يحيى بْن الضُّرَيْس [2] . قلت: وقع حديثه بعُلُوٍّ في جزء ابن ثابت، ويقال: اسمه سهل بْن عَبْدُوَيْه [3] . 187- سَوْرة بْن الحَكَم الكوفيّ [4] . الفقيه، نزيل بغداد. يروي عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وسليمان بْن أرقم. وعنه: محمد بْن هارون، وعباس الدُّوريّ، وجماعة. وكان من كبار الْحَنَفِيَّةِ. 188- سُوَيد بن عمرو [5]- م. ت. ن. ق. -   [ () ] رقم 651، ولسان الميزان 3/ 116 رقم 392. [1] قال في الجرح والتعديل 4/ 318: «رأيته مخضوب الرأس واللحية ولم أكتب عنه وسمعت كلامه» . [2] الجرح والتعديل 4/ 201 رقم 867 و 4/ 319 رقم 1386. [3] سئل أبو حاتم عنه، فقال: شيخ. وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «يغرب» . [4] انظر عن (سورة بن الحكم) في: الجرح والتعديل 4/ 327 رقم 1432، وتاريخ جرجان للسهمي 400، وتاريخ بغداد 9/ 227، 228، رقم 4802، والجواهر المضيّة للقرشي 2/ 242 رقم 635، والطبقات السنيّة، رقم 957. [5] انظر عن (سويد بن عمرو) في: الطبقات لابن سعد 6/ 408، وتاريخ الدارميّ، رقم 369، والعلل لأحمد 1/ 374، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2567، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 148 رقم 2281، وتاريخ الطبري 3/ 246 و 247 و 249 و 352 و 353 و 369 و 377 و 4/ 23 و 83 و 116 و 126 و 128 و 137 و 139 و 147 و 151 و 153 و 269، وتاريخ الثقات للعجلي 211، 212 رقم 642، والجرح والتعديل 4/ 239 رقم 1022، والمجروحين لابن حبّان 1/ 351، وصحيح الجزء: 14 ¦ الصفحة: 186 أبو الوليد الكلبيّ الكوفيّ العابد. روى عَنْ: داود الطّائيّ، وعبد العزيز بْن أَبِي سَلَمَةَ الماجِشُون، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وغيرهم. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو كُرَيْب، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وجماعة. وكان ثقة [1] . 189- سهل بْن حسام بْن مِصَكّ [2] . عَنْ: شُعْبَة، وغيره. وعنه: محمد بْن مرزوق. تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين. 190- سهل بن حمّاد العنقزيّ [3] .   [ () ] مسلم لابن منجويه 1/ 290 رقم 625، وتاريخ جرجان للسهمي 265، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 200 رقم 748، والتبيين في أنساب القرشيين 435، وتهذيب الكمال 12/ 263- 265 رقم 2646، والكاشف 1/ 329 رقم 2217، وميزان الاعتدال 2/ 253 رقم 3624، والكشف الحثيث 334، وتهذيب التهذيب 4/ 277، 278 رقم 475، وتقريب التهذيب 1/ 341 رقم 601، وخلاصة تذهيب التهذيب 159. [1] وثّقه ابن معين، والنسائي، وقال العجليّ: «ثقة ثبت في الحديث وكان رجلا صالحا متعبّدا» (وتصحّفت كلمة «متعبّدا» إلى «سعيدا» في المطبوع من ثقات العجليّ، والتحرير من تهذيب الكمال 12/ 264) . وقال ابن حبّان في المجروحين: «كان يقلب الأسانيد، ويضع الأسانيد الصحاح المتون الواهية، لا يجوز الاحتجاج به بحال» . وقال ابن حجر في التقريب: أفحش ابن حبّان القول فيه، ولم يأت بدليل. وقال ابن سعد: مات بالكوفة سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون. [2] انظر (سهل بن حسام) في: الجرح والتعديل 4/ 197 رقم 847. [3] انظر عن (سهل بن حمّاد) في: تاريخ الدارميّ، رقم 391، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 102 رقم 2111، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 87، والمعارف لابن قتيبة 252، وفيه (المنقري) وهو غلط، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 546، وتاريخ الثقات للعجلي 209 رقم 632، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 25، والجرح والتعديل 4/ 196 رقم 845، والثقات لابن حبّان 8/ 290، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1282، 1283، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 257 رقم 558، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 187 رقم 704، وتهذيب الكمال 12/ 179- 181 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 187 أبو عتّاب الدّلال الْبَصْرِيّ [1] . عَنْ: عَبّاد بْن منصور، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وشُعْبة، وجماعة. وعنه: الدّارميّ، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، ومحمد بْن يحيى بْن المنذر القزّاز، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ [2] . قلت: تُوُفّي سنة ثمانٍ [3] ، وهو بكنيته أشهر. وقال أبو حاتم [4] : صالح الحديث. 191- سهل بْن المغيرة [5] . أبو عليّ البزّاز، إمام مسجد عثمان ببغداد. حدَّثَ عَنْ: أَبِي مَعْشَر السِّنْديّ، وإسماعيل بْن جعفر، وعبد الرَّحْمَن بْن زيد بْن أسلم، وعَبّاد بْن عَبّاد، وطائفة. وعنه: ابنه عليّ، ويحيى بْن مُعَلَّى بْن منصور، ومحمد بن سهل بن عسكر.   [ () ] رقم 2608، والكاشف 1/ 325 رقم 2188، وميزان الاعتدال 2/ 237 رقم 3573، وتهذيب التهذيب 4/ 249، 250 رقم 426، وتقريب التهذيب 1/ 335، 336 رقم 551، وخلاصة تذهيب التهذيب 157 وفيه (العنبري) وهو غلط. والعنقزي: بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح القاف. نسبة إلى العنقز وهو نوع من النباتات ذات الرائحة المنعشة، فلعلّه كان يبيعه أو يزرعه. [1] في المعارف 252 تصحّف إلى «المصري» . [2] تهذيب الكمال 12/ 181. [3] أرّخه ابن قانع. (تهذيب الكمال 12/ 181) وقال ابن حبّان: توفي بعد سنة 106 (الثقات) . [4] الجرح والتعديل 4/ 196، وكذا قال أبو زرعة. وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: سألت يحيى بن معين عن سهل بن حمّاد فقال: من سهل؟ قلت: هو الّذي مات قريبا، الأزدي. ثنا عنه أبو مسلم وغيره، فقال: ما أعرفه. (تاريخ الدارميّ، رقم 391) . قال ابن عديّ: «وقول يحيى بن معين إنه لا يعرفه، هو كما قال ليس بمعروف، وقول عثمان الدارميّ ثنا عنه أبو مسلم فإنما يعني عبد الرحمن بن يونس المستملي، وسهل غير معروف ولم يحضرني له حديث فأذكره» . (الكامل 3/ 1282، 1283) . [5] انظر عن (سهل بن المغيرة) في: تاريخ بغداد 9/ 114، 115 رقم 4723. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 188 محلّه الصّدق. 192- سيف بن عبيد الله [1]- ن. - أبو الحسن الجرميّ البصريّ السّرّاج. عَنْ: شُعْبَة، والأسود بْن شَيْبان، والمسعوديّ، ووَرْقاء، وجماعة. وعنه: عَمْرو بْن الفلاس، وعُمَر بْن الخطّاب السِّجِسْتانيّ، وحفص بْن عُمَر السَّيّاريّ، وإِسْحَاق بْن يسار النَّصِيبيّ، وآخرون. قَالَ الفلاس: كَانَ من خِيار الخلْق [2] . وقال عَمْرو بْن يزيد الجرميّ: ثقة [3] .   [1] انظر عن (سيف بن عبيد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 172 رقم 2379، والثقات لابن حبّان 8/ 300، وتهذيب الكمال 12/ 323 رقم 2675، والكاشف 1/ 332 رقم 2244، وتهذيب التهذيب 4/ 295 رقم 505، وتقريب التهذيب 1/ 344 رقم 632، وخلاصة تذهيب التهذيب 161. [2] تهذيب الكمال 12/ 323. [3] تهذيب الكمال 12/ 323، وذكره ابن حِبّان فِي الثّقات وقال: ربّما خالف. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 189 [حرف الشين] 193- شبابة بن سوّار [1]- ع. - أبو عمرو الفزاريّ مولاهم المدائني. عَنْ: ابن أَبِي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق، وشعبة، وإسرائيل،   [1] انظر عن (شبابة بن سوار) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 320، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 247، وتاريخ الدارميّ، رقم 108 و 416، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 663، والعلل لابن المديني 68، وطبقات خليفة 325، وتاريخ خليفة 472، والعلل لأحمد 1/ 71 و 164 و 368، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 270 رقم 2770، والتاريخ الصغير له 220، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، وتاريخ الثقات للعجلي 214 رقم 451، والمعارف لابن قتيبة 527، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 453 و 3/ 112، وتاريخ واسط لبحشل 75 و 103، وتاريخ الطبري 1/ 354، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 195، 196 رقم 719، والجرح والتعديل 4/ 392 رقم 1715، والثقات لابن حبّان 8/ 312، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2758، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1365، 1366، وتاريخ الثقات لابن شاهين 170 رقم 533، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) 79 ب، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 353 رقم 12، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 356 رقم 405، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 311، 312 رقم 675، وتاريخ بغداد 9/ 295- 299 رقم 4839، ومقاتل الطالبيين 27، والإكمال لابن ماكولا 5/ 12، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 218، 219 رقم 809، والأنساب لابن السمعاني 9/ 295، ومعجم البلدان 1/ 253، والكامل في التاريخ 6/ 362، وتهذيب الكمال 12/ 343- 349 رقم 2684، والعبر 1/ 349 و 2/ 18 و 21 و 51 و 57، وتذكرة الحفّاظ 1/ 361، والمغني في الضعفاء 1/ 294 رقم 2732، والكاشف 2/ 3 رقم 2250، وميزان الاعتدال 2/ 260، 261 رقم 3653، وسير أعلام النبلاء 9/ 513- 516 رقم 197، والوافي بالوفيات 16/ 98 رقم 111، والبداية والنهاية 10/ 259، وتهذيب التهذيب 4/ 300- 302 رقم 518، وتقريب التهذيب 1/ 345 رقم 6، ومقدّمة فتح الباري 409، والنجوم الزاهرة 2/ 181، وخلاصة تذهيب التهذيب 168، وشذرات الذهب 2/ 15. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 190 وحَريز بْن عثمان، وعَبْد اللَّه بْن العلاء بْن زيد، وطائفة. وعنه: أحمد، وابن رَاهَوَيْه، وابن المَدِينيّ، وابن مَعِين، وأحمد بْن الفُرات، والحَسَن الحَلْوانيّ، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق. قَالَ ابن المَدِينيّ، وغيره: كَانَ يرى الإرجاء [1] . وقال أحمد العِجْليّ [2] : قِيلَ لشَبَابَة: أليس الإيمان قولا وعملا؟ قَالَ: إذا قَالَ فقد عمل. وقال أبو زُرْعة: رجع شَبَابةُ عَنِ الإرجاء [3] . وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ شُعْبَة يتفقد أصحاب الحديث، فقال يومًا: ما فعل ذاك الغلام الجميل، يعني شَبَابةُ [4] . وقال ابن قُتَيْبة [5] : خرج إلى مَكَّةَ فمات بها. وقال جماعة [6] : تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين [7] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 299. [2] في تاريخ الثقات 214، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 196. [3] تاريخ بغداد 9/ 299. [4] تاريخ بغداد 9/ 295. [5] في المعارف 527. [6] انظر: تاريخ بغداد 9/ 299. [7] وقال ابن سعد: «كان ثقة صالح الأمر في الحديث وكان مرجيا» . (الطبقات 7/ 320) . وقال أحمد بن محمد بن هانئ لأبي عبد الله: شبابة أيّ شيء يقول فيه؟ فقال: شبابة كان يدعو إلى الإرجاء. وحكى عن شبابة قولا أخبث من هذه الأقاويل، ما سمعت عن أحد بمثله، قال: قال شبابة: إذا قال فقد عمل، قال: الإيمان قول وعمل، كما تقولون، فإذا قال فقد عمل بجارحته أي بلسانه حين تكلم به. قال أبو عبد الله: هذا قول خبيث، ما سمعت أحدا يقول، ولا بلغني. قلت: كيف كتبت عن شبابة؟ فقال لي: نعم كتبت عنه قديما شيئا يسيرا قبل أن نعلم أنه يقول بهذا. قيل له: كنت كلّمته في شيء من هذا؟ قال: لا. قال: وحدّثني بعض الأشياخ أن شبابة قدم من المدائن قاصدا للذي أنكر عليه أحمد بن حنبل، فكانت الرسل تختلف بينه وبينه، قال: فرأيته تلك الأيام مغموما مكروبا قال: ثم انصرف إلى المدائن قبل أن يصلح أمره عنده. وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي ينكر حديث شبابة، عن شعبة، عن مسعر، كان ينتبذ لعبد الله الجزء: 14 ¦ الصفحة: 191 194- شجاع بْن الوليد بْن قيس [1] . أبو بدر السّكونيّ الكوفيّ العابد، نزيل بغداد.   [ () ] في جرّ. (الضعفاء الكبير 2/ 196) . وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: شبابة أحبّ إليك أو الأسود بن عامر؟ فقال: شبابة أحبّ إليّ، وقال: شبابة ثقة. (تاريخ الدارميّ رقم، 108، الجرح والتعديل 4/ 392) . وقال أبو حاتم: «صدوق يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . (الجرح والتعديل 4/ 392) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «مستقيم الحديث» . (8/ 312) . وذكره ابن شاهين في «الثقات» ونقل قول ابن معين «صدوق» وقال: قال عثمان: شبابة صدوق، حسن العقل، ثقة، نذكر له الإرجاء عنه، فقال: كذب. (تاريخ أسماء الثقات 170) . وقال ابن عديّ: «شبابة عندي إنما ذمّه الناس للإرجاء الّذي كان فيه، وأما في الحديث فإنه لا بأس به كما قال علي بن المديني والّذي أنكر عليه الخطأ ولعلّ حدّث به حفظا. [1] انظر عن (شجاع بن الوليد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 334، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 249، والعلل لأحمد 1/ 53 و 186، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ رقم 1227، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 261 رقم 2742، والتاريخ الصغير له 219، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 16، وتاريخ الثقات للعجلي 215 رقم 655 م، وقد تحرّف فيه إلى «شجاعة» ، وتاريخ واسط لبحشل 262، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 126، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 184، 185 رقم 706، والجرح والتعديل 4/ 378، 379 رقم 1654، والثقات لابن حبّان 6/ 451، ومشاهير علماء الأمصار له 176 رقم 1395، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 350 رقم 496، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 308 رقم 617، وتاريخ جرجان للسهمي 138 و 476، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 89 ب، والسابق واللاحق للخطيب 238، وتاريخ بغداد 9/ 247- 250 رقم 4826، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 213 رقم 795، وتهذيب الكمال 12/ 382- 388 رقم 2702، وسير أعلام النبلاء 9/ 353- 355 رقم 115، والعبر 1/ 346، وتذكرة الحفّاظ 1/ 328، وميزان الاعتدال 2/ 264 رقم 3668، والكاشف 1/ 5 رقم 2266، والمغني في الضعفاء 1/ 295 رقم 2743، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 661، ودول الإسلام 1/ 127، ومرآة الجنان 2/ 29، والبداية والنهاية 10/ 255، والوافي بالوفيات 16/ 117 رقم 129، وتهذيب التهذيب 4/ 313، 314 رقم 536، وتقريب التهذيب 1/ 347 رقم 24، ومقدّمة فتح الباري 409، وخلاصة تذهيب التهذيب 163، وشذرات الذهب 1/ 12. وقد أضاف الدكتور «بشار عواد معروف» كتاب «المعجم المشتمل» لابن عساكر، إلى مصادر الترجمة في تحقيقه لتهذيب الكمال 12/ 382 حاشية رقم (3) ، وهو وهم، فالمذكور في «المعجم المشتمل» هو «شجاع بن الوليد، أبو الليث البخاري مؤدّب الحسن بن العلاء الأمير، روى عنه البخاري» ، انظر المعجم، ص 140 رقم 421، فهو غير صاحب الترجمة الّذي يكنّى أبا بدر السكونيّ. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 192 عَنْ: عطاء بْن السائب، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، ومغيرة بْن مُقْسِم، وقابوس بْن أَبِي ظبيان، وخصيف، والأعمش، وموسى بْن عُقْبة، وهشام بْن عُرْوَة، وجماعة. وعنه: ابنه أبو همّام، والوليد بْن شجاع، وأحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وأبو عُبَيْد، وعلى بْن المَدِينيّ، وأبو بَكْر الصَّنعانيّ، وسَعْدان بْن نَصْر، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن المنادي، وعَبْد اللَّه بْن رَوْح، وخلْق. قَالَ أحمد بْن حنبل: صدوق. وقال ابن سعْد [1] : كَانَ أبو بدر كثير الصّلاة وَرِعًا. وقال الثَّوْريّ: لم يكن بالكوفة أعبد منه [2] . وقال المَرُّوذِيّ: قَالَ أبو عَبْد اللَّه: كنت مَعَ ابن مَعِين، فلقي أبا بدر فقال لَهُ: يا شيخ اتق اللَّه، وانظر هذه الأحاديث لا يكون ابنك يعطيك. قَالَ أبو عَبْد اللَّه: فاستحييت وتنحيت. فبلغني أَنَّهُ قَالَ: إنّ كنت كاذبًا فعل اللَّه بك وفعل [3] . قَالَ أبو عَبْد اللَّه: أرجو أنّ يكون صدوقًا [4] . ثمّ وثّقه ابن مَعِين [5] وأنصفه. وروى عَنْهُ توثيقه أحمد بْن زُهير، وغيره. وَأَمَّا أبو حاتم فقال [6] : ليِّن الحديث، لا يُحْتَجّ بِهِ، إلا أنّ عنده عَنْ محمد بْن عَمْرو أحاديث صِحاح. قَالَ ابن سعْد [7] ، وأبو حسّان الزّياديّ: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين [8] .   [1] في الطبقات 7/ 334. [2] تاريخ بغداد 9/ 248. [3] تاريخ بغداد 9/ 249. [4] تاريخ بغداد 9/ 249. [5] في تاريخه 2/ 249. [6] في الجرح والتعديل 4/ 379. [7] في طبقاته 7/ 334. [8] تاريخ بغداد 9/ 250، وانظر التاريخ الصغير للبخاريّ 219. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 193 وقال الْبُخَارِيّ [1] : سنة خمس [2] . 195- شُرَيْح بْن يزيد [3] د. ن. - أبو حيوة الحضرميّ الحمصيّ. المقرئ المؤذِّن. عَنْ: صَفْوان بْن عَمْرو، وسعيد بْن عَبْد العزيز، وأبي البَرّ هُشَيْم حُدَير بْن مَعْدان، وجماعة. وعنه: ابنه حَيْوَة بْن شُرَيْح، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وأحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وآخرون. توفّي سنة ثلاث ومائتين [4] .   [1] في تاريخه الكبير 4/ 261، وتاريخه الصغير 219. [2] وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كنّا عند حفص بن غياث وذكر عنده أبو بدر شجاع بن الوليد فقلت لحفص: حدّث عن مغيرة، وعطاء بن السائب، فقال لي حفص: أيش حدّث عن مغيرة؟ قلت: حدّث عن مغيرة بكذا وكذا، فسكت حفص، فما تكلّم بشيء، وإلى جانب حفص رجل كان يجالس حفصا من كندة، فجعل يقع في أبي بدر ويتكلّم فيه. وسمعت أبي يقول: كنت أنا ويحيى بن معين، فلقينا أبا بدر في الطريق، فدنا إليه يحيى فقال له: يا شيخ كنت حدّثتنا عن خصيف بواحد، ثم قد حدّثت بآخر، انظر لا يكون ابنك يجيئك بهذه الأحاديث؟ قال أبي: فدعا عليه، فقال: اللَّهمّ إن كان يبهتني فافعل به ودعا عليه، قال: ثم لم آته بعد، استحييت منه، وذهب إليه يحيى بعد ذلك. قلت لأبي: وايش الّذي حدّث به بعد عن خصيف؟ قال: قال أبو بدر: سأل زائدة خصيف، قال أبي: إنما كان يقول لنا ذكره سليمان بن مهران، ولم يكن يقول: الأعمش، وذكره مغيرة وذكره سعيد بن أبي عروبة، ولم يكن يكاد يقول لنا: حدّثنا، فقلت لأبي: فإن أبا خيثمة يروي عنه يقول: أخبرنا عاصم بن كليب فقال: أنا تركته حين لم آته، سماعي منه قديم، ثم كان بعد ذلك يقول: حدّثنا موسى بن عقبة، وحدّثنا فلان، ولم يكن يقول لنا إلا ذكره مغيرة. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 184) . وقال أبو عبد الله: وكان أبو بدر شجاع- يعني ابن الوليد- شيخا صالحا، صدوقا كتبنا عنه قديما. قال: ولقيه يحيى بن معين يوما فقال له: يا كذّاب، فقال له الشيخ: إن كنت كذّابا فهتكك الله. قال أبو عبد الله: فأظنّ دعوة الشيخ أدركته. (تاريخ بغداد 9/ 249) 8. وقال العجليّ: كوفيّ لا بأس به. [3] انظر عن (شريح بن يزيد) في: طبقات خليفة 317، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 364، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 409، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 161، والجرح والتعديل 4/ 334 رقم 1467، والثقات لابن حبّان 8/ 313، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 168 ب. [4] أرّخه ابن حبّان في «الثقات» 8/ 313. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 194 قرأ عَلَى الكسائي، وله اختيار في القراءة شاذّ. 196- شُعَيْب بْن بَيَان الْبَصْرِيّ الصّفّار [1] . عَنْ: أَبِي ظِلالٍ القَسْمَليّ، وشُعْبة، وغيرهما. وعنه: سليمان بْن سيف الحرّانيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وإبراهيم بْن المُسْتَمرّ العروقي، وجماعة. تُوُفّي سنة بضع ومائتين [2] .   [1] انظر عن (شعيب بن بيان) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 183، 184 رقم 705، وتهذيب الكمال 12/ 507- 509 رقم 2744، والمغني في الضعفاء 1/ 298 رقم 2773، وميزان الاعتدال 2/ (275 رقم 3710، والكاشف 2/ 11 رقم 2305، وتهذيب التهذيب 4/ 349، 350 رقم 585، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 72، وخلاصة تذهيب التهذيب 166. [2] قال العقيلي: «يحدّث عن الثقات بالمناكير، وكاد أن يغلب على حديثه الوهم» . (الضعفاء الكبير 2/ 183) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 195 [حرف الصاد] 197- صالح بْن عَبْد الكريم البغداديّ العابد [1] . أخذ عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ. حكى عَنْهُ: عليّ بْن الموفق، ومحمد بْن الحُسين البُرْجُلانيّ. وكان يَقُولُ: يا أصحاب الحديث ما ينبغي أنّ يكون أحدٌ أزهد منكم، إنّما تقلّبون دواوين الموتى لَيْسَ بينكم وبين النبي صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدٌ إلا وقد مات [2] . 198- صدقة بْن سابق الكوفيّ [3] . سمع: محمد بْن إِسْحَاق. وعنه: أبو يحيى صاعقة، ومحمد بْن أَبِي عتاب الأعين، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وسَعْدان بْن نَصْر، وغيرهم. وما علمت أحدًا ضعّفه. 199- صفوان بن هبيرة [4]- ق. -   [1] انظر عن (صالح بن عبد الكريم) في: الجرح والتعديل 4/ 408 رقم 1795، وتاريخ بغداد 9/ 312، 313 رقم 4848. [2] رواه الخطيب من طريق: خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، عن أبي العباس النسائي صاحب أبي ثور، عن بعض الأشياخ يقول: قال لي صالح بن عبد الكريم يوما: أيش في كمّك يا أبا يوسف؟ قلت: حديث، قال: يا أصحاب الحديث ... وذكره. (تاريخ بغداد 9/ 312) قال الزيادي: مات سنة 208 هـ. [3] انظر عن (صدقة بن سابق) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 298 رقم 2897، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 295، والجرح والتعديل 4/ 434 رقم 190، والثقات لابن حبّان 8/ 320. وكنيته: أبو عمرو، وهو الّذي يقال له: صدقة المقعد مولى بني هاشم. [4] انظر عن (صفوان بن هبيرة) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 196 أبو عبد الرحمن التّيميّ العيشيّ البصريّ. عَنْ: أَبِيهِ، وعيسى بْن المسيّب البَجَليّ، وابن جُرَيْح، وأبي مكين نوح بْن ربيعة، وغيرهم. وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلال، ومحمد بْن عُمَر المُقَدَّمّي، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وأبو قِلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [1] : شيخ. لَهُ حديث واحد عند ابن ماجة [2] في المريض يشتهي شيئًا [3] . 200- صلة بْن سليمان [4] . أبو زيد العطّار. عَنْ: محمد بْن عَمْرو، وهشام بن حسّان.   [ () ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 212 رقم 746، والجرح والتعديل 4/ 425 رقم (ورقم الترجمة 1861 وهو غلط، والصحيح 1867) ، والثقات لابن حبّان 8/ 321، وتاريخ جرجان للسهمي 296، وتهذيب الكمال 13/ 216 رقم 2893، والكاشف 1/ 28 رقم 2430، والمغني في الضعفاء 1/ 309 رقم 2890، وميزان الاعتدال 2/ 316 رقم 3901، وتهذيب التهذيب 4/ 431 رقم 746، وتقريب التهذيب 1/ 369 رقم 113، وخلاصة تذهيب التهذيب 174. [1] في الجرح والتعديل 4/ 425. [2] برقم (3440) وهو: عن أبي مكين، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم عاد رجلا من الأنصار، فقال له: «أتشتهي شيئا» ؟ قال: نعم، خبزا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم للقوم: «من كان عنده شيء من خبز فليأتني به، فجاء رجل بكسرة، فأطعمها إيّاه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه إيّاه» . وهو في مجموع رقم 82 ورقة 28 أ. وب. من حديث خيثمة الأطرابلسيّ، بالظاهرية. [3] ذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» وروى له حديث «إذا اشتهى مريض..» وقال: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلّا به. (2/ 212) وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [4] انظر عن (صلة بن سليمان) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 271، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (انظر فهرس الأعلام 4/ 194) دون رقم، وطبقات خليفة 327، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 322 رقم 2988، والضعفاء الصغير له 264 رقم 175، والضعفاء والمتروكين للنسائي 294 رقم 304، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 215 رقم 753، والجرح والتعديل 4/ 447 رقم 1966، والمجروحين لابن حبّان 1/ 376، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1406، 1407، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 107 رقم 294، وتاريخ بغداد 9/ 336، 337 رقم 4882، والمغني في الضعفاء 1/ 310 رقم 2898، وميزان الاعتدال 2/ 320، 321 رقم 3918، ولسان الميزان 3/ 198، 199 رقم 883. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 197 وعنه: محمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وغيره. قَالَ أبو داود، وغيره: كذاب [1] . وقد ذكره ابن عديّ [2] ، وأورد لَهُ بلايا منها: محمد بْن حرب النَّسائيّ: ثنا صِلَةُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: «مَنْ حَجَّ عَنْ وَالِدَيْهِ أَوْ قَضَى عَنْهُمَا مَغْرَمًا بُعِثَ مَعَ الأَبْرَارِ» [3] . وله عَنْ أشعث الحُدّانيّ، وعنه أيضًا: القاسم بْن عيسى الطّائيّ، وسليمان بْن أحمد الواسطيّ. وَرَوَى عَبَّاسُ الدُّورِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ [4] قَالَ: كَانَ صلة ببغداد يكذب. ترك النّاس حديثه [5] . 201- صيفي بْن ربعي الأنصاريّ الكوفيّ [6] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 337. [2] في الكامل 4/ 1406، 1407. [3] الكامل 4/ 1406. [4] لفظه في «التاريخ» (2/ 271) : «صلة بن سليمان كان واسطيا، وكان ببغداد، وكان كذّابا» . [5] وقد سمع أحمد بن حنبل منه حديثا واحدا. وقال البخاري: «ليس بذلك القويّ» ، وروى في تاريخه الكبير حديثا مرسلا عنه. وقال النسائي: «متروك الحديث» . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» ، ونقل قول يحيى بن معين: ليس بثقة، وقوله: كان كذّابا، وقوله «ضعيف» ، ونقل أيضا قول البخاري: ليس بذاك القويّ. ثم ذكر له حديثين وقال: لا يتابع عليهما ولا على كثير من حديثه. وقال أبو حاتم: «متروك الحديث، أحاديثه عن أشعث منكرة» . (الجرح والتعديل) . وقال ابن حبّان: «يروي عن الثقات المقلوبات وعن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات» . (المجروحون 1/ 376) . وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه لا يتابعه الناس عليه» . (الكامل) . وقال الدار الدّارقطنيّ: يترك حديثه عن ابن جريج، وشعبة، ويعتبر بحديثه عن أشعث بن عبد الملك الحمراني» . (الضعفاء والمتروكين) . [6] انظر عن (صيفي بن ربعي) في: الجرح والتعديل 4/ 448 رقم 1974 و 1975، والثقات لابن حبّان 6/ 476 و 8/ 323، وتهذيب الكمال 13/ 247، 248 رقم 2909، والكاشف 2/ 30 رقم 2443، وتهذيب التهذيب 4/ 440، 441 رقم 764، وتقريب التهذيب 1/ 371 رقم 129، وخلاصة تذهيب التهذيب. 175. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 198 عن: ابن أبي ذئب، وشعبة. والثّوريّ، وجماعة. وعنه: أبو كُرَيْب، والحسين بْن يزيد الطّحّان، وغيرهما. قَالَ أبو حاتم [1] : صالح الحديث [2] .   [1] الجرح والتعديل 4/ 448 رقم 1975 وزاد: «ما رأى بحديثه بَأْسًا» . [2] وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» وَقَالَ: «يخطئ» (6/ 476) وقال أيضا: «ربّما خالف» (8/ 323) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 199 [حرف الضاد] 202- الضّحّاك بْن عثمان بْن الضّحّاك بْن عثمان بْن عَبْد اللَّه الحزاميّ الصغير [1] . يروي عَنْ: جَدّه، ومالك. وعنه: ابنه محمد، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وغيرهما. وكان نسّابةَ قُرَيش، عارفًا بالأخبار وأيّام النّاس. 203- ضَمْرَةُ بْن ربيعة [2]- 4.-   [1] انظر عن (الضحّاك بن عثمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 422 و 9/ 397، وجمهرة نسب قريش للزبير بن بكار 401- 403، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 11 ب، رقم 1242 (حسب ترقيم نسختنا المصوّرة) ، وتهذيب الكمال 13/ 275 رقم 2923 (ذكر تمييزا) ، وميزان الاعتدال 2/ 324، 325 رقم 3938، وتهذيب التهذيب 4/ 447، 448 رقم 778، وتقريب التهذيب 1/ 373 رقم 12، وخلاصة تذهيب التهذيب 176. [2] انظر عن (ضمرة بن ربيعة) في: الطبقات الكبير لابن سعد 7/ 471، وتاريخ الدارميّ، رقم 441، وطبقات خليفة 317، والعلل لأحمد 1/ 154 و 203 و 280، والعلل ومعرفة الرجال له 2/ رقم 2624 و 3604، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 337 رقم 3045، والكنى لمسلم، ورقة 63، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 133، وانظر فهرس الأعلام (3/ 594) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ (انظر فهرس الأعلام) 2/ 893، 894، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 316 و 2/ 426 و 3/ 319، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 57، وتاريخ الطبري 1/ 230 و 265 و 4/ 226 و 6/ 381، والجرح والتعديل 4/ 467 رقم 2052، والثقات لابن حبّان 8/ 324، 325، والعيون والحدائق 3/ 355، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 178 رقم 569، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 18/ 215، والتهذيب 7/ 39، 40، واللباب 1/ 391، وتهذيب الكمال 13/ 316- 321 رقم 2938، والعبر 1/ 337، والمعين في طبقات المحدّثين 66 رقم 665، وسير أعلام الجزء: 14 ¦ الصفحة: 200 أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ مولاهم الدّمشقيّ. ثمّ الرَّمْليّ. سمع: عَبْد اللَّه بْن شوذب، ويحيى بْن أَبِي عَمْرو السَّيبانيّ، والأوزاعيّ، ومولاه عليّ بْن أَبِي حملة، ورجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعثمان بن عطاء الخُراسانيّ، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وجماعة. وعنه: يحيى بْن بُكَيْر، ودُحَيْم، وأبو عُمَيْر عيسى بْن النّحّاس، وعَمْرو بْن عثمان، وهشام بْن عمار، وابن ذَكْوان، ومحمد بْن عَمْرو بْن حنان، وأحمد بْن الفَرَج الحجازيّ، وخلق. وكان عالمًا نبيلا، لَهُ غلطات، وهو من الثّقات المأمونين. لم يكن بالشام رجل يشبهه [1] . وفي لفظ عن أحمد بْن حنبل [2] : بقية أحب إليّ منه. والأول أصحّ عند أحمد. قَالَ ابن مَعِين [3] : ثقة. قلت: تُوُفّي في رمضان سنة اثنتين ومائتين [4] عَنْ سنٍّ عالية. وقد روى عَنْهُ من شيوخه: إسماعيل بْن عياش. وقال فيه آدم بْن أَبِي أياس: ما رأيت أحدًا أعقل لما يخرج من رأسه منه [5] .   [ () ] النبلاء 9/ 325- 327 رقم 107، وميزان الاعتدال 2/ 330 رقم 3959، والكاشف 2/ 34 رقم 3466، وتذكرة الحفّاظ 1/ 353، والبداية والنهاية 10/ 249، والوافي بالوفيات 16/ 368 رقم 402، وتهذيب التهذيب 4/ 460، 461 رقم 794، وتقريب التهذيب 1/ 374 رقم 27، وطبقات الحفّاظ 150، وخلاصة تذهيب التهذيب 177، وشذرات الذهب 2/ 13 وفيه تحرّف اسمه إلى «حمزة» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 374، 375 رقم 705. [1] العلل لأحمد 1/ 380، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 178 رقم 569. [2] في العلل 1/ 380، والعلل ومعرفة الرجال 2/ 366 رقم 2624، والجرح والتعديل 4/ 467، وتاريخه أسماء الثقات لابن شاهين 178 رقم 569. [3] تاريخ الدارميّ، رقم 441، الجرح والتعديل 4/ 467. [4] أرّخه خليفة في الطبقات 317، وابن سعد في طبقاته 7/ 471، أما ابن حبّان فقال: مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. (الثقات 8/ 325) وقيل مات سنة 200 (تاريخ دمشق 8/ 217) . [5] تاريخ دمشق 18/ 216، تهذيبه 7/ 40. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 201 وقال ابن سعْد [1] : كَانَ ثقة مأمونًا خيِّرًا. لم يكن هناك أفضل منه. وقال: مات في أول رمضان سنة اثنتين. وقال ابن يونس: كَانَ فقيههم في زمانه [2] رحمه اللَّه تعالى [3] .   [1] في طبقاته 7/ 471. [2] تاريخ دمشق 8/ 217، التهذيب 7/ 40. [3] وقال أحمد: ضمرة بن ربيعة رجل صالح، ثقة ليس به بأس، حديثه حديث أهل الصدق. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 549 رقم 3604) . وقال أبو زرعة الدمشقيّ: «قلت لأحمد: فإن ضمرة يحدّث عن الثوريّ، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: من ملك ذا رحم فهو حرّ. فأنكره وردّه ردّا شديدا، قلت له: فإنه يحدّث عن ابن شوذب، عن ثابت، عن أنس: رأيت القاتل يجرّ نسعته. قال: أخاف أن يكون هذا مثل هذا، وقال أحمد: بلغني أن ضمرة كان شيخا صالحا» . (تاريخ أبي زرعة 1/ 459، 460) . وقال أبو حاتم: ضمرة بن ربيعة صالح. وذكره ابن حبّان في الثقات، وكذا ابن شاهين. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 202 [حرف الطاء] 204- طاهر بْن الحُسين بْن مُصْعَب بن زريق الأمير ذو اليمينين [1] .   [1] انظر عن (طاهر بن الحسين) في: تاريخ خليفة 466 و 467 و 468 و 472، والمحبّر لابن حبيب 375 و 488 و 493، والمعارف 385 و 381 و 390 و 419، وعيون الأخبار 4/ 57، والبرصان والعرجان 282، والبيان والتبيين 2/ 230، وبغداد لابن طيفور 1 و 2 و 7 و 8 و 13 و 18 و 28 و 29 و 35 و 67 و 71- 73 و 84 و 105 و 125 و 142، وطبقات الشعراء لابن المعتز 185- 189 و 227 و 287 و 291 و 299 و 300 و 304 و 353 و 320 و 445، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 251، 252، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 294، ومروج الذهب 4/ 274، وطبعة الجامعة اللبنانية 2626 و 2627 و 2632 و 2641 و 2646 و 2647 و 2649- 2654 و 2660 و 2665 و 2667 و 2670 و 2672 و 2674 و 2677- 2686 و 2688 و 2692 و 2694 و 2748، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 121، و 320، والجليس الصالح للجريري 1/ 266- 268، والفهرست لابن النديم 170، والعيون والحدائق (انظر فهرس الأعلام) 595، ولطف التدبير للإسكافي 42، وربيع الأبرار 4/ 250، والمحاسن والمساوئ 446، والعقد الفريد 1/ 271 و 2/ 130 و 196 و 204 و 205 و 341 و 3/ 216 و 4/ 124 و 221 و 241، وتحسين القبيح 33، وخاص الخاص 89، والهفوات النادرة 10 و 139 و 252، وجمهرة أنساب العرب 184، وإعتاب الكتّاب لابن الأبار 122، وتاريخ جرجان للسهمي 483، والفرج بعد الشدّة 1/ 281 و 350 و 371 و 382 و 2/ 125 و 126 و 154 و 351 و 353 و 3/ 144 و 198 و 250 و 252 و 256 و 338 و 358، ومعجم ما استعجم 490، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 167، وتاريخ بغداد 9/ 353- 355 رقم 4913، ومقاتل الطالبيين 534، وتاريخ حلب للعظيميّ 238 و 239 و 242 و 244 و 254، والتذكرة الحمدونية 1/ 422 و 2/ 50، والوزراء والكتّاب 290، 291، والبصائر والذخائر 2/ 2 رقم 715، ونثر الدرّ 5/ 28، ومحاضرات الأدباء 1/ 421، والمستطرف 1/ 135، والإنباء في تاريخ الخلفاء 89- 95 و 97 و 99، ولباب الآداب 341، 342، والأذكياء 153، والديارات 91، والكامل في التاريخ 6/ 381، وبدائع البدائه 124 و 289، ووفيات الأعيان 2/ 517- 523 و 3/ 84 و 89 و 479 و 4/ 39 و 41 و 42 و 6/ 404، وتسهيل النظر 186، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 132 و 167، والفخري 214 و 215 و 224، وخلاصة الذهب المسبوك 172 و 176 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 203 أبو طلحة الخُزاعيّ. أحد قوّاد المأمون الكِبار، والقائم بأعمال خلافته، فإنّه نَدَبَه، وهو معه بُخراسان، إلى محاربة أخيه الأمين. فسار بالجيوش وظفر بالأمين وقتله. وكان جوادًا مُمَدَّحًا من أفراد العالم. روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن المبارك، وعليّ بْن مُصْعَب عمّه. وعنه: ابناه: عبد الله أمير خراسان، وطلحة. وفيه يَقُولُ مقدّس الخلوقيّ الشاعر: عجبت لحَرَّاقة ابن الحُسين ... كيف تعوم [1] ولا تغرقُ؟ وبَحْران من فوقها واحدٌ ... وآخر من تحتها [2] مُطبقُ، وأعجب من ذاك عِيدانُها ... إذا مسّها كفّ لا تورّقُ [3] وعن بعض الشُّعَراء قَالَ: كَانَ لي ثلاث سنين أتردد إلى باب طاهر بْن الحُسين فلا أصل. فركب يومًا للعب بالصَّوالجة، فصرتُ إلى الميدان، فإذا الوصول إِلَيْهِ مُتَعَذَّر. وإذا فُرجة من بُستان، فلمّا سَمِعْتُ ضرْبَ الصّوالجة ألقيت نفسي منها، فنظر إليّ وقال: من أنت؟ قلت: أنا باللَّه وبك وإيّاك قصدت، وقد قلت بيتي شِعْر. قَالَ: هاتِهما. فأنشدته: أصبحت بين فصاحة وتجمُّل ... والْحُرُّ بينهما يموت هزيلا فامْدُدْ إليَّ يدًا تعوّد بطنها ... بذْلَ النّوال وظهرُها التَّقبيلا فوصله بعشرين ألف درهم [4] .   [ () ] و 183، ونهاية الأرب 22/ 313، 314، والمختصر في أخبار البشر 2/ 28، وسير أعلام النبلاء 10/ 108، 109 رقم 7، والعبر 1/ 351، ودول الإسلام 1/ 128، ومرآة الجنان 2/ 34- 36، والبداية والنهاية 10/ 260، 261، والوافي بالوفيات 16/ 394- 399 رقم 432- 36، الزاهرة 2/ 149، وشذرات الذهب 2/ 161، وعصر المأمون 3/ 17- 25. [1] في تاريخ بغداد «كيف تسير» . [2] في تاريخ بغداد: «ومن تحتها آخر» . [3] تاريخ بغداد 9/ 353. [4] تاريخ بغداد 9/ 354، 355. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 204 ويقال: إنّه وقع يومًا بصلات بلغت ألف ألف وسبعمائة ألف درهم. وكان مَعَ شجاعته وفروسيته خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا أديبًا مهيبًا. تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين، وهو في الكهولة [1] . 205- طاهر بْن رُشَيْد البزّاز. أبو عَبْد الرَّحْمَن، قاضي همدان. عَنْ: سليمان بْن عَمْرو صاحب عَبْد الملك بْن عُمَيْر، وغيره. وعنه: عَبْدُوَيْه القوّاس، وحمدان بْن المغيرة السَّكُونيّ، وعبد الرحيم بْن يحيى الدَّبِيليّ. ذكره شِيرُوَيْه. 206- طلاب بْن حَوْشب الشَّيْبانيّ [2] . أخو العوّام بْن حوشب. يكنى أبا يريم، ويقال: أبو رويم. روى عَنْ: أخيه، وعاش بعده دهرًا. وعن: جعفر الصادق، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ومجالد، وغيرهم. وعنه: عَبْد اللَّه بْن عُمَر الْقُرَشِيّ، وموسى بْن عَبْد الرَّحْمَن المسروقيّ، ومحمد بْن إسماعيل الأحْمُسيّ، وعباس الدُّوريّ، وهو أكبر شيخٍ لعبّاس. سئل عنه أبو حاتم، فقال [3] : صالح.   [1] تاريخ بغداد 9/ 355. [2] انظر عن (طلاب بن حوشب) في: الجرح والتعديل 4/ 502 رقم 2209، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 201 ب، ورجال الطوسي 222 رقم 4. [3] في الجرح والتعديل 4/ 502. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 205 [حرف العين] 207- عابد بْن أَبِي عابد البغداديّ. أبو بِشْر المقرئ. قرأ عَلَى: حمزة الزّيّات. وتصدّر للإقراء ببغداد زمانًا. قرأ عَلَيْهِ: خَلَف بْن هشام، وأحمد بْن جُبَيْر، ومحمد بْن الْجَهْم السّمريّ، وغيرهم. 208- عافية بْن أيّوب بْن عَبْد الرَّحْمَن [1] . مولى دَوْس. أبو عُبَيْدة الْمَصْرِيّ. روى عَنْ: معاوية بْن صالح، وحيوة بْن شُرَيْح، وسعيد بْن عَبْد العزيز، والمحرز [2] بْن بلال بْن أَبِي هُرَيْرَةَ، وجماعة. روى عَنْهُ طائفة آخرهم موتًا بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ. تُوُفّي في شَعْبان سنة أربعٍ ومائتين [3] . قاله ابن يونس [4] .   [1] انظر عن (عافية بن أيوب) في: الجرح والتعديل 7/ 44 رقم 245، والإكمال لابن ماكولا 6/ 24، 25، ولسان الميزان 3/ 222 رقم (995) . [2] في الإكمال «المحرر» بالراءين المهملتين. [3] الإكمال 6/ 25. [4] ذكره ابن حجر في ترجمة (عافية بن أيوب) الّذي قيل إنه مجهول. وقال إن ابن ماكولا ذكره، «وهو يقتضي أن يكون له رواية عند بحر فليس هذا مجهول» . (لسان الميزان 3/ 222) . وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سُئِل أبو زُرْعة عن عافية بن أيوب فقال: أبو عبيدة عافية بن أيوب هو مصري ليس به بأس. (الجرح والتعديل 7/ 44) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 206 209- عامر بْن إبراهيم بْن واقد الأشعريّ [1] . مولى أَبِي موسى رضى الله عنه. أبو إبراهيم الأصبهانيّ المؤذِّن. عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، ومالك، ويعقوب القُمّيّ، وخطّاب بْن جعفر بْن أَبِي المغيرة، وأبي عُبَيْد اللَّه عذار بْن عُبَيْد اللَّه الأصبهاني، والنعمان بْن عَبْد السّلام، وجماعة. وعنه: ابناه إبراهيم، ومحمد، وأبو حفص الفلاس، وأسيد بْن عاصم، ويونس بْن حبيب، وحفص بْن عُمَر المهرقانيّ، وآخرون. قَالَ الفلاس: كَانَ ثقة، من خيار النّاس [2] . وقال أبو نُعَيْم الحافظ [3] : خرج عامر إلى يعقوب القُمّيّ، فكتب عَنْهُ عامّة كُتُبه. وكان يبيع الخشب. وقيل لَهُ: لِمَ لَمْ تكتب عَنِ النُّعْمان بْن عَبْد السّلام كُتُبَه؟ قَالَ: كانوا أغنياء، لهم ورّاقون، ولم يكن لي شيء [4] . تُوُفّي سنة إحدى واثنتين ومائتين [5] . 210- عامر بْن خِداش [6] . أبو عَمْرو الضَّبّيّ النَّيْسابوريّ. أحد الأئمّة والصالحين.   [1] انظر عن (عامر بن إبراهيم) في: الجرح والتعديل 6/ 319 رقم 1782، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ الأنصاري 1/ 83 رقم 103، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 36، وتهذيب الكمال 14/ 11، 12 رقم 3034، والكاشف 2/ 48 رقم 25489، والوافي بالوفيات 16/ 587 رقم 628، وتهذيب التهذيب 5/ 61 رقم 101، وتقريب التهذيب 1/ 386 رقم 37، وخلاصة تذهيب التهذيب 183، 184. [2] تهذيب الكمال 14/ 12. [3] في ذكر أخبار أصبهان 2/ 36، وفي طبقات المحدّثين لأبي الشيخ الأنصاري 1/ 83. [4] طبقات المحدّثين 1/ 83، ذكر أخبار أصبهان 2/ 36. [5] الطبقات 1/ 83، الأخبار 2/ 36، وقال حفص بن عمر المهرقاني: قال لي أبو داود الطيالسي: اكتبوا عن عامر بن إبراهيم مؤذّن مسجد أصبهان، وفي حديث أبي زيادة، فإنه ثقة، قاله ابن أبي حاتم، في (الجرح والتعديل 6/ 319) . [6] انظر عن (عامر بن خداش) في: الثقات لابن حبّان 8/ 501، 502، والمغني في الضعفاء 1/ 322 رقم 3002، وميزان الاعتدال 2/ 359 رقم 4076، ولسان الميزان 3/ 223 رقم 998. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 207 سمع: شريكًا القاضي، وفرج بْن فَضَالَةَ، وعَبّاد بْن العوّام. وعنه: محمد بْن عَبْد الوهّاب الفراء، والحسين بْن منصور، وغيرهما. تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين. فيه لِين [1] . 211- عَبّاد بْن يوسف الكِنْديّ الحمصيّ الكرابيسيّ [2] . عَنْ: أرطأة بْن المنذر، وصَفْوان بْن عَمْرو، وغيرهما. وعنه: يزيد بْن عَبْد ربه الْجُرْجُسيّ، وإبراهيم بْن العلاء الزُّبَيْديّ، وعَمْرو بْن عثمان، وغيرهم. وقد روى عَنْهُ الوليد بْن مُسْلِم، وهو أكبر منه. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [3] ، وَقَالَ: مَاتَ سنة ستّ ومائتين [4] . 212- عباءة بن كليب [5]- ق. - أبو غسان اللَّيْثيّ الكوفيّ. عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وحماد بْن سلمة، وداود الطّائيّ العابد،   [1] قال الحاكم: فقيه عابد، وقال ابن حجر: له ما ينكر وحديثه مقارب. ونقل المنذري عن ابن المفضل أنه قال: له مناكير. (لسان الميزان 3/ 223) وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [2] انظر عن (عبّاد بن يوسف) في: الثقات لابن حبّان 8/ 435، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1651، 1652، وتهذيب الكمال 14/ 179- 181 رقم 3105، والكاشف 2/ 57 رقم 2607، والمغني في الضعفاء 1/ 328 رقم 3059، وميزان الاعتدال 2/ 380 رقم 4510، وتهذيب التهذيب 5/ 110، 111 رقم 184، وتقريب التهذيب 1/ 395 رقم 119، وخلاصة تذهيب التهذيب 187. [3] ج 8/ 435. [4] وثّقه إبراهيم بن العلاء. وقال ابن عديّ: روى عن أهل الشام وهو شاميّ حمصيّ، وروى عن صفوان بن عمرو غيره أحاديث ينفرد بها. (الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1651 و 1652) . [5] انظر عن (عباءة بن كليب) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 417 رقم 1458، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 76، والجرح والتعديل 7/ 45 رقم 252، والمغني في الضعفاء 1/ 330 رقم 3088، وميزان الاعتدال 2/ 387 رقم 4187، والكاشف 2/ 62 رقم 2641، وتهذيب التهذيب. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 208 وجُوَيْريه بْن أسماء، وجماعة. وعنه: عَبْد اللَّه بْن الوضّاح اللُّؤلُؤيّ، وأبو كُرَيْب عليّ بْن محمد الطّنافسيّ، ومحمد بْن عُمارة الواسطيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وطائفة. حدَّثَ بالعراق والريّ. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق. وليّنه غيره [2] . 213- عَبْد اللَّه بْن إبراهيم بن عمر بن كيسان [3]- د. ن. - أبو يزيد الصّنعانيّ. عن: أبيه، وعمّيه: حفص، ووهب، ونويس قليل يمانيين. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وعليّ بْن المَدِينيّ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والرَّماديّ، وطائفة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بأس [5] . قلت: أخرج لَهُ د. ن. [6] هذا الحديث فقط: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مَأنُوسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من   [1] في الجرح والتعديل 7/ 45، وفيه: «قال أبو محمد: روى عن إسماعيل بن إبراهيم، عن الحسن، ومبارك بن فضالة، وداود الطائي، وفي حديثه إنكار أخرجه البخاري في كتاب الضعفاء، فسمعت أبي يقول: يحوّل من هناك» . [2] وقال العقيلي: «لا يتابع عليه» . [3] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 41 رقم 70، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 702، والجرح والتعديل 5/ 2، 3 رقم 11، والثقات لابن حبّان 8/ 333، وتهذيب الكمال 14/ 272، 273 رقم 3151، والكاشف 2/ 63 رقم 2644، والمغني في الضعفاء 1/ 331 رقم 3092، وميزان الاعتدال 2/ 389 رقم 4191، وتهذيب التهذيب 5/ 137 رقم 237، وتقريب التهذيب 1/ 400 رقم 170، وخلاصة تذهيب التهذيب 190. [4] في الجرح والتعديل 5/ 3. [5] تهذيب الكمال 14/ 273. [6] رمزان لأبي داود والنسائي. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 209 هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات [1] . 214- عَبْدِ اللَّه بْنِ إبراهيم بن أبي عمرو الغفاريّ المدنيّ [2]- د. ن. - أبو محمد. عَنْ: أَبِيهِ، وإِسْحَاق بْنُ مُحمد الْأَنْصَارِيّ، ومالك، والمنكدر بْنُ مُحَمَّد وجماعة. وعنه: سَلَمَةُ بْنُ شَبيب، والْحَسَن بْنُ عَرَفَة، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، ويحيى بْنُ زَكَريّا بْنِ شَيْبان، والكُدَيْميّ، وجماعة. قَالَ أبو داود [3] ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه عَلَيْهِ الثّقات. ونسبه ابن حِبّان [5] إلى وضع الحديث [6] . 215- عَبْدُ اللَّه بْنُ إِبْراهيم بْنِ الأغلب التّميميّ المغربيّ [7] .   [1] أخرجه أبو داود في سننه، برقم (888) ، والنسائي في السنن الكبرى. (انظر: تحفة الأشراف للمزّي، رقم 634) . [2] انظر عن (عَبْدِ اللَّه بْنِ إبراهيم بْنِ أَبِي عَمْرو) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 233 رقم 782، والمجروحين لابن حبّان 2/ 36، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1506- 1508، والفهرست للطوسي 131 رقم 437، وتهذيب الكمال 14/ 274- 276 رقم 3152، والكاشف 2/ 63 رقم 2645، والمغني في الضعفاء 1/ 330 رقم 3091، وميزان الاعتدال 2/ 388، 389 رقم 4190، والكشف الحثيث 374، وتنزيه الشريعة 1/ 71، وتهذيب التهذيب 5/ 137، 138 رقم 238، وتقريب التهذيب 1/ 400 رقم 171، وخلاصة تذهيب التهذيب 190. [3] في السنن، رقم (4846) . [4] في الكامل 4/ 1508. [5] في المجروحين 2/ 36. [6] وقال العقيلي: «كان يغلب على حديثه الوهم» . (الضعفاء الكبير 2/ 233 رقم 782) . [7] انظر عن (عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب) في: تاريخ إفريقية للرقيق القيرواني 233، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 411 و 3393، والعيون والحدائق 3/ 355، والحلّة السيراء 1/ 168، 169 رقم 62، ومعجم البلدان 1/ 328 و 815، والكامل في التاريخ 6/ 157 و 269 و 270 و 328 و 329 و 7/ 505 و 506 و 520 و 521، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 210 الأمير، ولي إمرة القيروان بعد والده سنة ستٍّ وتسعين ومائة، وأنشأ عدة حصون، وبنى القصر الأبيض بمدينة الْعَبَّاسِيَّةِ الّتي بناها أَبُوهُ. وأنشأ جامعًا عظيمًا بالعباسية طوله مائتا ذراع في مثلها. وعمل سقْفه بالآنك وزخرفه. وَالْعَبَّاسِيَّةُ عَلَى ميلين من القيروان. مات عَبْدُ اللَّه سنة إحدى ومائتين، وولي بعده أخوه الأمير زيادة اللَّه. 216- عَبْدُ اللَّه بْنُ بَكْرِ بْنِ حبيب [1]- ع. - أبو وهب السّهميّ الباهليّ البصريّ. نزيل بغداد. وسمع: أَبَاهُ، وحميدًا الطويل، وابن عون، وهشام بن حسان، وحاتم بن أبي صغيرة، وجماعة. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وعلي بن المديني، وإسحاق الكوسج، وأبو إسحاق الجوزجاني، وعبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وعباس الدوري، ومحمد بن أحمد بن أبي العوّام. وثّقه أحمد [2] ، وجماعة.   [ () ] ونهاية الأرب 24/ 107، والمختصر في أخبار البشر 2/ 23، والبيان المغرب 1/ 95، 96، وكنز الدرر 6/ 27، والوافي بالوفيات 17/ رقم 5، وتاريخ ابن خلدون 4/ 197، وأعمال الأعلام لابن الخطيب 3/ 15، 16، والنجوم الزاهرة 2/ 169. [1] انظر عن (عبد الله بن بكر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 295، وتاريخ الدارميّ، رقم 541، وطبقات خليفة 226، وتاريخ خليفة 28 و 473، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5315، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 52 رقم 114، والتاريخ الصغير له 221، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 113، وتاريخ الثقات للعجلي 251 رقم 785، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 223، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 518 و 2/ 51، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 144، وتاريخ الطبري 6/ 570، والجرح والتعديل 5/ 16 رقم 72، والثقات لابن حبّان 7/ 61، ومشاهير علماء الأمصار له 162 رقم 1285، والكاشف 2/ 67 رقم 2677، ودول الإسلام 1/ 128، وتذكرة الحفاظ 1/ 343، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 788، والبداية والنهاية 10/ 262، وتهذيب التهذيب 5/ 162، 163 رقم 276، وتقريب التهذيب 1/ 404 رقم 210، وخلاصة تذهيب التهذيب 192. [2] الجرح والتعديل 5/ 16 وفيه: «أثنى على السهميّ خيرا» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 211 وقال: وسمعتُ من سَعِيد بْنِ أَبِي عَرُوبَة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة [1] . تُوُفّي في المحرَّم سنة ثمان ومائتين [2] . وكان فقيهًا محدثًا ثقة [3] . وكان أَبُوهُ رأسًا في العربية. اختلف أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ في سطر وسطر فحكّما بكْرًا عليهما. 217- عَبْدُ اللَّه بْنُ حُمْرَان بْنِ عَبْدِ اللَّه بْنِ حُمران بْنِ أبان [4] . أبو عَبْدِ الرَّحْمَن العُثْمانيّ، مولاهم الْبَصْرِيّ. عَنْ: ابن عَوْن، وعوف، وعبد الحميد بْنُ جعفر الْأَنْصَارِيّ، وابن أَبِي عروبة، وجماعة.   [1] قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قلت للسهميّ: متى جالست سعيد بن أبي عروبة؟ قال: قبل الهزيمة بسنتين أو ثلاث. قال أبي: وكانت الهزيمة سنة خمس وأربعين، وهذه هزيمة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن الّذي كان خرج على أبي جعفر. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 296 رقم 5315) . [2] أرّخ وفاته ابن سعد في الطبقات 7/ 295، وخليفة في تاريخه 473، والبخاري في تاريخه الكبير 5/ 52 رقم 114، وتاريخه الصغير 221، وابن حبّان في الثقات 7/ 62. [3] قال ابن سعد: «كان ثقة صدوقا» . (الطبقات 7/ 295) ، ووثّقه الدارميّ في تاريخه (رقم 541) ، والعجليّ في تاريخ الثقات 251 رقم 785، وابن حبّان، وسئل ابن معين عنه، فقال: صالح، وكذا قال أبو حاتم. (الجرح والتعديل 5/ 16) . وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال: «صالح. أخبرنا الحسن بن أبي خيثمة، أخبرنا سليمان بن أبي شيخ، عن أبي عمرو الطائي، قال: عرض سوار على عبد الله بن بكر السهمي أن يولّيه قضاء الأبلّة، فأبي، فقال له سوار: ترفع نفسك عن قضاء الأبلّة؟ قال: لا، ولكن أرفع علمي عن قضاء الأبلّة. (تاريخ الثقات 194 رقم 658) وانظر: تاريخ بغداد 9/ 422. [4] انظر عن (عبد الله بن حمران) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 73 رقم 191، والتاريخ الصغير له 222، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 64، والجرح والتعديل 5/ 41 رقم 190، والثقات لابن حبّان 8/ 332، 333، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 189 رقم 623 و 190 رقم 627، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 359 رقم 776، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 272 رقم 997، وتهذيب الكمال 14/ 431- 433 رقم 3233، والكاشف 2/ 73 رقم 2719، والوافي بالوفيات 17/ 151 رقم 137، وتهذيب التهذيب 5/ 191، 192 رقم 329، وتقريب التهذيب 1/ 410 رقم 263، وخلاصة تذهيب التهذيب 195. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 212 وعنه: أحمد بْنُ حَنْبل، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْنُ المُثَنَّى، وبُنْدار، وبكار بْنُ قُتَيْبة، ويزيد بْنُ سِنان الْبَصْرِيّ، وإبراهيم بْنُ مرزوق الذين سكنوا مصر، وأسيد بْنُ عاصم الأصبهانيّ، وطائفة. قَالَ أبو حاتم [1] : مستقيم الحديث، صدوق. وقال ابن أَبِي عاصم [2] : مات سنة ستٍّ ومائتين [3] . 218- عَبْدُ اللَّه بْنُ خَلَف الكِلابيّ [4] . ويقال: الطُّفَاويّ. أبو محمد الْبَصْرِيّ. لم يذكره ابن أبي حاتم. سمع من: هشام بْنِ حسّان، وهو مُقِلّ. روى عَنْهُ: أَحْمَد بن سَعِيد الدّارميّ، وإبراهيم بْن مرزوق الْمَصْرِيّ، وعثمان، وابن طالوت. له حديث وقد خُولِف فيه. قَالَ العُقَيْليّ [5] : في حديثه وهم ونكارة. 219- عَبْدُ اللَّه بْنُ سَعِيد الأُمَويّ الكوفيّ [6] . أخو يحيى بْنِ سَعِيد.   [1] في الجرح والتعديل 5/ 41. [2] تهذيب الكمال 14/ 433. [3] سئل عنه ابن معين فقال: صالح. (الجرح والتعديل) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يخطئ» . وذكره ابن شاهين في «تاريخ أسماء الثقات» ، مرتين، فقال في الأولى: «صالح» ، وفي الثانية: «شيخ ثقة مبرّز» قاله ابن المديني. [4] انظر عن (عبد الله بن خلف) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 246، 247 رقم 801، والمغني في الضعفاء 1/ 366 رقم 3152، وميزان الاعتدال 2/ 414 رقم 4289، ولسان الميزان 3/ 281، 282 رقم 1188. [5] في الضعفاء الكبير 2/ 246. [6] انظر عن (عبد الله بن سعيد) في: التاريخ الكبير 5/ 104 رقم 303، والجرح والتعديل 5/ 72 رقم 339، وطبقات النحويين واللغويين للزبيدي 211، وبغية الوعاة للسيوطي 2/ 43 رقم 1384. وهذه الترجمة ساقطة من الأصل، والاستدارك من «المنتقى» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 213 عَنْ: زياد البكائي. وكان ثقة علّامة في اللغة وَالْعَرَبِيَّةِ. حكى عَنْهُ أبو عُبَيْدٍ القاسم كثيرًا. تُوُفّي شابًا بعد سنة ثلاث ومائتين. وروى عَنْ أَبِيهِ أيضًا. حدَّثَ عَنْهُ: ابن نُمَيْر، وأحمد بْنُ إبراهيم الدَّوْرقيّ. 220- عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ مُلَيحة النَّيْسابوريّ [1] . أبو محمد، مسجده بِسِكَّةِ حرب. أكثر عَنْ: عكرمة بْنِ عمّار، وشُعْبة، والثَّوْريّ، ونهشل بْنِ سَعِيد. وعنه: أحمد بن نصر المقرئ، وأحمد بن حرب الزاهد. قال الحاكم: الغالب على حديثه المناكير. 221- عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقّاص [2]- ت. - الزّهريّ المدنيّ. كان ذا قعدد في النسب إلى سعْد. روى عَنْ: جَدّه لأُمّه مالك بْنِ حمزة بْنِ أُسَيْدٍ السّاعديّ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وعنه: إبراهيم بن عبد الله الهروي، وأحمد بن عَبْدِ الرَّحْمَن ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بْنُ صالح بْنِ النطاح، والكُدَيْميّ، وغيرهم. قَالَ ابن مَعِين: لا أعرفه [3] . وقال أبو حاتم [4] : شيخ.   [1] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: المغني في الضعفاء 1/ 345 رقم 3239، وميزان الاعتدال 2/ 454 رقم 4419، ولسان الميزان 3/ 308 رقم 1273. [2] انظر عن (عبد الله بن عثمان) في: تاريخ الدارميّ رقم 608، والجرح والتعديل 5/ 112 رقم 511، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1562، وتهذيب الكمال 15/ 274- 276 رقم 3415، والكاشف 2/ 96 رقم 2879، والمغني في الضعفاء 1/ 347 رقم 3261، وميزان الاعتدال 2/ 460 رقم 4443، وتهذيب التهذيب 5/ 312، 313 رقم 534، وتقريب التهذيب 1/ 432 رقم 463، وخلاصة تذهيب التهذيب 206. [3] تاريخ الدارميّ، رقم 608، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1562. [4] في الجرح والتعديل 5/ 112. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 214 قلت: له حديث في فضل العبّاس وبنيه. رواه ابن ماجة [1] . 222- عَبْدُ اللَّه بْنُ عِصْمة البُنانيّ النَّصيبيّ [2]- ق. - شيخ مُقِلّ. يروي عَنْ: سَعِيد، عَنْ نافع، وعن: حمّاد بْنِ سَلَمَةَ، وأبي القُطُوف. الجراح بْنِ منهال، وأسد بْنِ عَمْرو، ومحمد بْنِ سَلَمَةَ البنائي. وعنه: عليّ بْنُ الحُسين البزّاز شيخٌ لمُطِّين، ويعقوب بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسب، ومبارك بْنُ عَبْدِ اللَّه السّرّاج، وميمون بن الأصبغ، وغيرهم. قال العقيليّ [3] : يرفع الأحاديث ويزيد فيها. وقال ابْنُ عديّ [4] : لم أر للمتقدمين فيه كلامًا. ورأيت لَهُ أحاديث أنكرها. 223- عَبْدُ اللَّه بْن عطارد بْن أذينة الطّائيّ الْبَصْرِيّ [5] . عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن الغاز، ومسعر بْن كدام، وموسى بْن عليّ بْن رباح. وعنه: عَبْد الغفار بْن عَبْد اللَّه، والخليل بْن ميمون، وصُهَيْب بْن محمد بْن عَبّاد، وإِسْحَاق بْن عيسى الأَيْليّ. وكان ضعيفا.   [1] في سننه برقم (3711) . [2] انظر عن (عبد الله بن عصمة) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 285 رقم 853، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1526، 1527، وتهذيب الكمال 15/ 311 رقم 3428، والكاشف 2/ 98 رقم 2891، والمغني في الضعفاء 1/ 347 رقم 3264، وميزان الاعتدال 2/ 461 رقم 4450، وتهذيب التهذيب 5/ 322 رقم 550، وتقريب التهذيب 1/ 433 رقم 478، ولسان الميزان 3/ 315، 316 رقم 1301، وخلاصة تذهيب التهذيب 207. [3] في الضعفاء الكبير 2/ 285. [4] في الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1527. [5] انظر عن (عبد الله بن عطارد) في: المجروحين لابن حبّان 2/ 18، 19، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1530، 1531، والمغني في الضعفاء 1/ 347 رقم 3268، وميزان الاعتدال 2/ 462 رقم 4454، ولسان الميزان 3/ 316، 317 رقم 1305. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 215 قَالَ ابن حِبّان [1] : منكر الحديث جدًا. وقال ابن عديّ [2] : منكر الحديث. 224- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي أمية المَوْصِليّ [3] . أحد من عُني بالحديث. روى الكثير عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وشريك القاضي. روى عَنْهُ: أحمد بْن عليّ السِّمسار، وغيره. فقد بطريق مَكَّةَ سنة ستٍّ ومائتين، رحمه اللَّه. ورّخه يزيد بْن محمد الْأَزْدِيّ. 225- عَبْد اللَّه بْن أَبِي جعفر عيسى بن ماهان الرّازيّ التّاجر [4]- د. - عَنْ: أَبِيهِ أَبِي جعفر، وشُعْبة، وأيوب بْن عُتْبة اليَمَانيّ، وقيس بْن الربيع، وغيرهم. وعنه: الحَسَن بْن عُمَر بْن شقيق، وعمّار بْن الحَسَن، وعبد الرَّحْمَن بْن زُرَيْق، وشبيب بْن الفضل، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، وإبراهيم بْن موسى الفرّاء، وطائفة. وقال محمد بْن حُمَيْد: كَانَ فاسقًا. سَمِعْتُ منه عشرة آلاف حديث فرميت بها [5] . وقال ابن عديّ [6] : بعض حديثه لا يتابع عليه.   [1] في المجروحين 2/ 18. [2] في الكامل 4/ 1531. [3] انظر عن (عبد الله بن عمرو) في: الكامل في التاريخ 4/ 14 و 204 و 6/ 380. [4] انظر عن (عبد الله بن أبي جعفر) في: العلل لأحمد 1/ 88، والجرح والتعديل 5/ 127 رقم 586، والثقات لابن حبّان 8/ 335، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1532، 1533، وتهذيب الكمال 14/ 385- 387 رقم 3208، والكاشف 2/ 70 رقم 2697، والمغني في الضعفاء 1/ 334 رقم 3131، وميزان الاعتدال 2/ 404 رقم 4252، وتهذيب التهذيب 5/ 176، 177 رقم 300، وتقريب التهذيب 1/ 407 رقم 234، وخلاصة تذهيب التهذيب 194. [5] الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1532. [6] في الكامل 4/ 1533. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 216 وقال أبو زُرْعة [1] ، وأبو حاتم [2] : صدوق [3] . 226- عَبْد اللَّه بْن كثير بْن جعفر بْن أَبِي كثير الْأَنْصَارِيّ [4]- ق. - مولاهم الْمَدَنِيّ، أبو عُمَر ابن أخي إسماعيل بْن جعفر. يروي عَنْ: أَبِيهِ، وكثير بْن عَبْد اللَّه الْمَدَنِيّ، وسعد بن سعيد المقبري. وعنه: عباس العنبري، ويحيى بن أيوب المقابري، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، والزبير بن بكار. وهو مقل [5] . 227- عبد الله بن معاذ الصنعاني [6]- ت. ق. - مولى خَالِد بْن غلّاب. عَنْ: مَعْمَر، ويونس بْن يزيد. وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وعبد العزيز بْن يحيى صاحب «الجيدة» ، وأبو خَيْثَمَة، والزُّبَير بْن بكّار، وطائفة.   [1] الجرح والتعديل 5/ 127. [2] قوله: «صدوق ثقة» . (الجرح والتعديل) . [3] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه» . [4] انظر عن (عبد الله بن كثير) في: المجروحين لابن حبّان 2/ 10، وتهذيب الكمال 15/ 461- 463 رقم 3497، والكاشف 2/ 107 رقم 2959 (عبد الله بن كثير الزرقيّ المدني) ، والمغني في الضعفاء 1/ 351 رقم 3312، وميزان الاعتدال 2/ 473 رقم 4519، وتهذيب التهذيب 5/ 366 رقم 632، وتقريب التهذيب 1/ 442 رقم 558، وخلاصة تذهيب التهذيب 210. [5] قال ابن حبّان: «قليل الحديث، كثير التخليط فيما يروي، لا يحتجّ به إلا فيما يروي، لا يحتجّ به إلا فيما وافق الثقات» . (المجروحون 2/ 10) . [6] انظر عن (عبد الله بن معاذ) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4559، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 212 رقم 682، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 308 رقم 888، والجرح والتعديل 5/ 173 رقم 809، والثقات لابن حبّان 7/ 34، والكامل في الرجال 4/ 1553، 1554، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 744، والكاشف 2/ 118 رقم 3031، والمغني في الضعفاء 1/ 358 رقم 3378، وميزان الاعتدال 2/ 506 رقم 4615، وتهذيب التهذيب 6/ 37، 38 رقم 62، وتقريب التهذيب 1/ 452 رقم 649، وخلاصة تذهيب التهذيب 215. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 217 قَالَ ابن مَعِين: هُوَ ثقة إلا أنّ عبد الرّزّاق كَانَ يكذبه [1] . وقال أبو زُرْعة: أَنَا أقول هو أوثق من عبد الرّزّاق [2] . وقال ابن عدي [3] : أرجو أنه لا بأس بِهِ [4] . 228- عَبْد اللَّه بْن ميمون بْن داود القداح المخزومي [5]- ت. - مولاهم المكي. عن: يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، وجعفر الصادق، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وجماعة. وعنه: زياد بْن يحيى الحساني، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد المقدسيّ، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، وأحمد بْن الأزهر النَّيْسابوريّ، ومؤمل بْن إهاب، وعبد الوهّاب بْن فُلَيْح الْمَكِّيّ، وآخرون. قَالَ البخاريّ [6] : ذاهب الحديث.   [1] التاريخ الكبير 5/ 212، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 380، الجرح والتعديل 5/ 173، الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1553. [2] الجرح والتعديل 5/ 173. [3] في الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1554. [4] وقال أحمد: رأيت عبد الله بن معاذ الصنعاني ولم أكتب عنه شيئا. (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 130 رقم 4559) . وقال هشام بن يوسف: هو صدوق. (التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 212، الجرح والتعديل 5/ 173، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 308، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1553) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: روى عنه هشام بن يوسف، قاضي صنعاء كأنه انتقل إليها. [5] انظر عن (عبد الله بن ميمون) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 206 رقم 653، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 336، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 195 و 196، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 302 رقم 877، والجرح والتعديل 5/ 172 رقم 799، والمجروحين لابن حبّان 2/ 21، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1504- 1506، ورجال الطوسي 225 رقم 40، والفهرست له 133 رقم 443، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 747، والمغني في الضعفاء 1/ 359، 360 رقم 3392، والكاشف 2/ 121 رقم 3052، وميزان الاعتدال 2/ 512 رقم 4642، وسير أعلام النبلاء 9/ 320 رقم 102، والعقد الثمين للتقيّ الفاسي 5/ 292، وتهذيب التهذيب 6/ 49 رقم 91، وتقريب التهذيب 1/ 455 رقم 679، وخلاصة تذهيب التهذيب 216. [6] في تاريخه الكبير 5/ 206. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 218 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ [1] . وَقَالَ ابْنُ عدي [2] : عامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال التِّرْمِذيّ [3] : منكر الحديث. خرج لَهُ في «الجامع» حديثًا في «القدر» [4] . 229- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن المغيرة بْن نشيط [5] . أبو الحَسَن، مولى جعدة بْن هُبَيْرة المخزومي. كوفيّ متروك. سكن مصر وروى الطامّات. عَنْ: مالك بْن مغول، والثّوريّ، ومسعر، وعبد العزيز أَبِي رَوَّاد. وعنه: محمد بْن عَبْد اللَّه بْن البرقي، ومحمد بْن يوسف بْن أَبِي مَعْمَر، ومقدام بْن داود الرُّعَيْنيّ، ومؤمّل بْن إهاب، وآخرون. قَالَ النَّسائيّ: روى عَنِ الثَّوْريّ، ومالك بن مغول أحاديث كانا أتقى للَّه من أنّ يحدّثا بها. وقال ابْنُ عَدِيٍّ [6] : عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا، ومع ضعفه يكتب حديثه. وقال ابن يونس: مات في خامس رجب سنة عشرٍ ومائتين [7] .   [1] الجرح والتعديل 5/ 172. [2] في الكامل 4/ 1506. [3] في الجامع الصحيح 3/ 306 رقم (2231) . [4] باب ما جاء أن الإيمان بالقدر خيره وشرّه. قال الترمذيّ: حدّثنا أبو الخطّاب زياد بن يحيى البصري، أخبرنا عبد الله بن ميمون، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يؤمن بالقدر خيره وشرّه، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه» . [5] انظر عن (عبد الله بن محمد) في: تاريخ الطبري 2/ 342، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 301، 302 رقم 776، والجرح والتعديل 5/ 158 رقم 732، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4/ 1533- 1535، والمغني في الضعفاء 1/ 355 رقم 3345، ولسان الميزان 3/ 332، 333 رقم 1378. [6] في الكامل 4/ 1535. [7] وقال: منكر الحديث. وقال ابن المديني: ينفرد عن الثوري بأحاديث. (لسان الميزان 3/ 332 و 333) . وقال العقيلي: «كان يخالف في بعض حديثه، ويحدّث بما لا أصل له» . (الضعفاء الكبير 1/ 301) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 219 230- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن ربيعة بْن قُدَامة بْن مظعون [1] . أبو محمد القُداميّ المصِّيصيّ. عَنْ: مالك، وإبراهيم بْن سعْد، وطائفة. وعنه: صالح بْن عليّ النَّوْفليّ، ومحمد بْن أبان القلانسيّ، وإبراهيم بْن محمد الصّفّار، وإِسْحَاق بْن إبراهيم بْن سهم، وغيرهم. قَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ فِي الْكُتُبِ إلا على سبيل الاعتبار. وقال أبو عَبْد اللَّه الحاكم: يروي عَنْ مالك الموضوعات [3] . 231- عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُمارة [4] . أبو محمد القداح الْأَنْصَارِيّ الْمَدَنِيّ. عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وسليمان بْن بلال، ومَخْرَمة بْن بُكَيْر، وجماعة. وعنه: عُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن سعْد، والفضل بْن سهل، وآخرون. وكان عالمًا بالنسب [5] ، ولم يضعفه أحد.   [ () ] وقال أبو حاتم: هو عمّ علان بن المغيرة المصري وليس بالقويّ. (الجرح والتعديل 5/ 158) . [1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن ربيعة) في: المجروحين لابن حبّان 2/ 39، 40، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1569- 1571، وتاريخ جرجان للسهمي 108، والأنساب لابن السمعاني 10/ 75، واللباب لابن الأثير 3/ 19، والمغني في الضعفاء 1/ 353 رقم 3327، وميزان الاعتدال 2/ 488، 489 رقم 4544، والوافي بالوفيات 17/ 348 رقم 376، ولسان الميزان 3/ 334- 336 رقم 1382. [2] في المجروحين 2/ 40. [3] وقال ابن عديّ: «وعامّة حديثه غير محفوظة وهو ضعيف على ما تبيّن لي من رواياته واضطرابه فيها ولم أر للمتقدّمين فيه كلاما فأذكره» . (الكامل 4/ 1571) . وقال ابن عبد البرّ: «روى عن مالك أشياء انفرد بها لم يتابع عليها على أن القدماء ما رأيتهم ذكروه» . وقد ضعّفه الدار الدّارقطنيّ في «غرائب مالك» في مواضع بعبارات مختلفة، مرة قال ضعيف، ومرة قال: غيره أثبت منه. وقال الخليلي: أخذ أحاديث الضعفاء من أصحاب الزهري فرواها عن مالك. وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى المناكير. (لسان الميزان 3/ 334- 336) . وضعّفه ابن السمعاني نقلا عن ابن حبّان في «المجروحين» . [4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن عمارة) في: الجرح والتعديل 5/ 158 رقم 731، وتاريخ بغداد 10/ 62 رقم 5181. [5] له كتاب في نسب الأنصار خاصّة يرويه عنه مصعب بن عبد الله الزبيري. (تاريخ بغداد 10/ 62) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 220 ذكره الخطيب [1] ، وغيره. 232- عَبْد اللَّه بْن نافع الصّائغ الْمَدَنِيّ المخزوميّ [2]- ن. ء. - مولاهم الفقيه. عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وابن أَبِي ذئب، وداود بْن قيس الفراء، وسليمان بْن يزيد الكَعْبيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن حَسَن الّذي ثار بالمدينة، ومالك بْن أنس، والليث بْن سعْد، وكثير بْن عَبْد اللَّه بْن عَوْف، وخلق. وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وسَحْنُون الفقيه، وأحمد بْن صالح الحافظ، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، والحَسَن بْن عليّ الخلّال، ويونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وأحمد بْن الحَسَن التِّرْمِذيّ، والزُّبَير بْن بكّار، وخلق. قال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل [3] : كَانَ صاحب رأي مالك. وكان يُفتي أهل المدينة. ولم يكن صاحب حديث، كَانَ ضيّقًا فيه.   [1] في تاريخ بغداد 10/ 62. [2] انظر عن (عبد الله بن نافع) في، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 438، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 213 رقم 687 وفيه (عبد الله بن نافع الصانع) ، والتاريخ الصغير له 220 و 226، وتاريخ الثقات للعجلي 281 رقم 897، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 438، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 311 رقم 894، والجرح والتعديل 5/ 183، 184 رقم 856، والثقات لابن حبّان 8/ 348، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2758، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1555، 1556، ورجال صحيح البخاري لابن منجويه 1/ 395 رقم 874، وتاريخ جرجان للسهمي 47 و 491، وطبقات الفقهاء للشيرازي 147، وترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 356- 358، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 279 رقم 1049، والكامل في التاريخ 6/ 362، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 291، 292 رقم 335، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 748، والعبر 1/ 349، وميزان الاعتدال 2/ 513، 514 رقم 4647، وسير أعلام النبلاء 10/ 371- 374 رقم 96، والكاشف 2/ 121 رقم 3056، والمغني في الضعفاء 1/ 360 رقم 3396، والوافي بالوفيات 17/ 649 رق 548، والديباج المذهب 1/ 409، 410، وتهذيب التهذيب 6/ 51- 53 رقم 98، وتقريب التهذيب 1/ 456 رقم 686، وخلاصة تذهيب التهذيب 216، وشذرات الذهب 2/ 15، وشجرة النور الزاكية 1/ 55. [3] الجرح والتعديل 5/ 184. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 221 وقال البخاري [1] : يعرف وينكر. وقال أبو حاتم [2] : هُوَ لين في حفظه، وكتابه أصحّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ عديّ [4] : روى عَنْ مالك غرائب. لكن لم يرو ابن عديّ في ترجمته إلّا حديثًا واحدًا فوهم فيه وهمًا منكرًا. ذَلِكَ أَنَّهُ روى بإسناده، عَنْ عَبْد الوهّاب بْن بخت، أحد القدماء الذين ماتوا في خلافة هشام بْن عَبْد الملك، عَنْ عَبْد اللَّه بْن نافع، عَنْ هشام بْن عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، فذكر حديثًا [5] . ثمّ قَالَ: وإذا روى عَنْ عَبْد اللَّه مثل عَبْد الوهّاب بْن بخت يكون ذَلِكَ دليلًا عَلَى جلالته. وهو من رواية الكبار عَنِ الصغار. قلت: لم يولد صاحب الترجمة إلّا بعد موت عَبْد الوهّاب بدهر. وإنما عَبْد الوهّاب بْن نافع هذا ابن مولى ابن عُمَر قديم الموت. وأما الصائغ فمتأخر. وقال ابن سعْد [6] : كَانَ قد لزم مالكا لزومًا شديدًا، وهو دون معني. وتُوُفّي في رمضان سنة ستّ ومائتين [7] .   [1] في تاريخه الكبير 5/ 213، ولفظه: «يعرف حفظه وينكر وكتابه أصحّ» . ونقله العقيلي في الضعفاء الكبير 2/ 311، وقال البخاري في تاريخه الصغير (220) : «في حفظه شيء» . [2] الجرح والتعديل، ولفظه: «ليس بالحافظ هو ليّن تعرف حفظه وتنكر، وكتابه أصحّ» . [3] تهذيب الكمال 2/ 748. [4] في الكامل 4/ 1556. [5] رواه في الكامل 4/ 1556. [6] في الطبقات 5/ 438. [7] وأرّخ وفاته البخاري في تاريخه الصغير، في موضعين 220 و 226، وابن حبّان في «الثقات» 8/ 348، وقال: «كان صَحِيحُ الْكِتَابِ وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ حِفْظِهِ رُبَّمَا أخطأ» . ووثّقه ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ به (الجرح والتعديل 5/ 184) . وقال الشيرازي: «كان أصمّ أمّيّا لا يكتب. روى عنه سحنون قال: صحبت مالكا أربعين سنة ما كتبت عنه شيئا وإنما كان حفظا أتحفّظه. قال أحمد: وهو صاحب رأي مالك، وكان مفتي المدينة وتفقّه بمالك ونظرائه. مات سنة ست ومائتين، وجلس مجلس مالك بعد ابن كنانة» . (طبقات الفقهاء 147) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 222 233- عَبْد اللَّه بْن واقد [1] . أَبُو قتادة الحرّانيّ. أحد الضعفاء. عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وحنظلة بْن أَبِي سُفْيَان، وفايد أَبِي الورقاء. وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن الصيف، وسَعْدان بْن نَصْر، ومحمد بْن يحيى الحرّانيّ، وغيرهم. قَالَ الْبُخَارِيّ [2] : تركوه. منكر الحديث. وقال النَّسائيّ [3] : متروك الحديث. وأمّا ابن معين فاختلف قوله فيه [4] .   [1] انظر عن (عبد الله بن واقد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 486، والتاريخ لابن معين برواية 2/ 235، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 131، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 216 و 2/ رقم 1533، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 219 رقم 713، والتاريخ الصغير له 221، والضعفاء الصغير له 266 رقم 198، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 92، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 180 رقم 325، وطبقات خليفة 321، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 337، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 88، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 312، رقم 898، والجرح والتعديل 5/ 191، 192 رقم 883، والمجروحين لابن حبّان 2/ 29- 32، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1509- 1511، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 195 و 160 رقم 662 و 663، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 112 رقم 312، والإكمال لابن ماكولا 3/ 64، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 751، 752، والكاشف 2/ 140 رقم 3076، وميزان الاعتدال 2/ 517- 519 رقم 5672، والمغني في الضعفاء 1/ 361 رقم 3411، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 251، 252 رقم 418، والاغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط 74 رقم 64، وتهذيب التهذيب 6/ 66- 68 رقم 131، وتقريب التهذيب 1/ 459 رقم 719، وطبقات المدلّسين 41، وخلاصة تذهيب التهذيب 218. [2] في تاريخه الكبير 5/ 219، وفي الضعفاء الصغير اكتفى بلفظ: «تركوه» (266 رقم 198) أما في التاريخ الصغير (221) فقال: «سكتوا عنه» . [3] في الضعفاء والمتروكين 295 رقم 337. [4] فقال في تاريخه (2/ 335) : «ليس به بأس، إلّا أنه كان يغلط في الحديث» . وقال أيضا: «ثقة» . وفي (معرفة الرجال 1/ 67 رقم 131) قال: «لم يكن يكذب، ولكنه كان يخطئ» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 223 وقال أحمد [1] : ما بِهِ بأس. يشبه أهل النّسك والخير [2] .   [1] قال عبد الله بن أحمد: «سمعت أبي، وذكر أبا قتادة الحرّاني فقال: ما كان به بأس، رجل صالح يشبه أهل النسك والخير، إلّا أنّه كان ربّما أخطأ، وقيل له: إن قوما يتكلّمون فيه، قال: لم يكن به بأس. قلت: إنهم يقولون: إنه لم يكن يفصل بين سفيان ويحيى بن أبي أنيسة، فقال: باطل، كان ذكيّا. قال أبي: ما كان في أبي قتادة شيء أكرهه، إلا أنه كان يلبس الثوب فلا يغسله حتى يتقطّع» . (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 206، 207 رقم 216) . وقال عبد الله أيضا: «قلت لأبي: كان يعقوب بن إسماعيل بن صبيح ذكر أن أبا قتادة الحرّاني كان يكذب، فعظم ذلك عنده جدا، قال: هؤلاء- يعني أهل حرّان- يحملون عليه، كان أبو قتادة يتحرّى الصدق، لربّما رأيته يشك في الشيء، وأثنى عليه وذكره بخير. قلت له: إنهم زعموا أعني يعقوب وغيره أنه دفع إليهم كتاب مسعر لأبي نعيم أو غيره فقرأ عليهم حتى بلغ موضعا في الكتاب فيه شك أبو نعيم أو غير أبي نعيم فرمى بالكتاب، قال: لقد رأيته وهو يشبه أصحاب الحديث أو يشبه الناس وأنكر هذا ودفعه. ثم قال: لعلّه كبير واختلط الشيخ وقت ما رأيناه، كان يشبه الناس، ما علمته كان يتحرّى الصدق، ثم قال: خرج أبو قتادة إلى الأوزاعيّ، فلما صار في بعض الطريق لقيه قوم قد رجعوا من عند الأوزاعي، فقال لهم أبو قتادة: أسماع أم عرض؟ فقالوا له: لتعمن. ظنّ مسكينا أو غيره، الّذي قال لأبي قتادة هذا. قال أبي: كان إذا حدّثنا يقول في رجل قال لرجل حتى ذكر الزاي من شدّة ورعه يقول حين ذكر الزاي. وقال أبي: أظن أبا قتادة كان يدلّس. والله أعلم» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 54، 55 رقم 1533) . وانظر: الجرح والتعديل 5/ 191، 192، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 313، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1509، 1510) . وقد علّق السيّد (رضي الله عنه) محقّق كتاب (العلل ومعرفة الرجال لأحمد) ج 1/ 216 حاشية (2) على رواية أحمد الأولى بقوله: «هذا ولم أجد من الأئمة أحدا وافق الإمام أحمد في توثيق أبي قتادة ووصفه بالتدليس والاختلاط..» . وقال خادم العلم «عمر تدمري» : لقد ذكره الحافظ سبط ابن العجمي في كتاب الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 74 رقم 64 وقال: قال الإمام المحدّث الشريف الحسين في رجال مسند أحمد كلاما آخره: ولعلّه كبر فاختلط. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم عن أحمد: ولعلّه اختلط، وفي كلام آخر لأحمد: ولعلّه كبر فاختلط. وقال محقّقه الشيخ فواز ازمرلي في الحاشية رقم (4) : قال أحمد اختلط ببغداد ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فصحيح، وهو ثقة. وقال ابن المديني: ثقة يغلط، قال ابن نمير: ثقة اختلط في آخره. وقال ابن سعد: اختلط في آخر عمره. وقال أبو هاشم: تغير قبل موته. أما عن تدليسه فقد عدّه الحافظ ابن حجر مدلّسا وأدرجه في كتابه «طبقات المدلّسين» ص 41. [2] وقال ابن سعد: «كان له فضل وعبادة ولم يكن في الحديث بذاك» (الطبقات 7/ 486) . وقال الجوزجاني: «غير مقنع لأنه برك فلم ينبعث» . (أحوال الرجال 180 رقم 325) . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» ونقل قول البخاري، وابن معين، وأحمد. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن أبي قتادة الحرّاني قلت: ضعيف الحديث؟ قال: نعم، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 224 قلت: تُوُفّي سنة سبْعٍ [1] ومائتين، وقيل: سنة عشر [2] . 234- عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن ميمون العدنيّ [3]- د. ت. ن. - أبو محمد. مولى عثمان رضى الله عنه. وكان يَقُولُ: أَنَا مكّيّ، فلم يقال لي العَدَنيّ؟ قلت: هُوَ لقب لَهُ. روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، ومصعب بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ،   [ () ] لا يحدّث عنه، ولم يقرأ علينا حديثه. قال أبو زرعة: سمعت ابن نفيل الحرّانيّ يقول: دفع إلى أبي قتادة كتاب أبي نعيم، عن مسعر، فقرأه حتى انتهى إلى شك أبي نعيم، فقال: ما هذا؟ (الجرح والتعديل 5/ 192) . وقال يحيى بن كثير: قدم أبو قتادة الحرّاني على الليث بن سعد، وكان عليه جبّة صوف، وهو يكتب في كتف وقد وضع صوفة في قشرة جوز يكتب منها، فلما ذهب إلى منزله بعث إليه الليث سبعين دينارا فردّها أبو قتادة، فلا أدري أيّهما كان أنبل: الليث بن سعد حين وجّه إليه؟ أو أبو قتادة حين ردّها؟ قال أبو حاتم بن حبّان: كان أبو قتادة من عبّاد أهل الجزيرة وقرّائهم ممّن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الإتقان، فكان يحدّث على التوهّم، فيرفع المناكير في أخباره والمقلوبات فيما يروي عن الثقات حتى لا يجوز الاحتجاج بخبره، وإن اعتبر بما وافق الثقات من الأحاديث معتبر فلم أر بذلك بأسا من غير أن يحكم له أو عليه فيجرّح العدل بروايته أو يعدّل المجروح بموافقته. (المجروحون 2/ 29) . وذكره ابن عديّ في «الكامل» فنقل أقوال البخاري، وابن معين، وأحمد، والجوزجاني، والنسائيّ، وقال: سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: أبو قتادة عبد الله بن واقد مولى بني تميم من أهل خراسان كان ينزل حرّان يحمل على حفظه فيغلط. وقال ابن عديّ: «وليس هو ممّن يتعمّد الكذب إلا أنه يحمل على حفظه فيخطئ وله أحاديث غير ما ذكرت وغرائب غير ما ذكرت، عن الثوري وابن جريج وسائر شيوخه، وهو عندي كما قال فيه أحمد بن حنبل» . (الكامل 4/ 1510 و 1511) . [1] أرخه فيها البخاري. (التاريخ الكبير 5/ 219، التاريخ الصغير 221) . [2] ذكر التاريخين ابن حبّان في «المجروحين» 2/ 29. [3] انظر عن (عبد الله بن الوليد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 217، 218 رقم 707، والمعرفة والتاريخ 1/ 718، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 98، والجرح والتعديل 5/ 188 رقم 875، والثقات لابن حبّان 8/ 348، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1561، 1562، وتاريخ جرجان للسهمي 187 و 248، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 753، والكاشف 2/ 125 رقم 3084، والمغني في الضعفاء 1/ 362 رقم 3414، وميزان الاعتدال 2/ 520، 521 رقم 4675، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 799، وتهذيب التهذيب 6/ 70 رقم 138، وتقريب التهذيب 1/ 549 رقم 726، وخلاصة تذهيب التهذيب 218. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 225 وزمعه بْن صالح، وإبراهيم بْن طِهْمان، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن نَصْر النَّيْسابوريّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد المقدسي، ومؤمّل بْن إهاب، وجماعة. قَالَ أحمد بْن حنبل: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح [1] . وقال أبو زُرْعة: صدوق [2] . قلت: واستشهد بِهِ الْبُخَارِيّ في «الصّحيح» . 235- عَبْد الأعلى بْن سليمان [3] . أبو عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الزرّاد. سمع: هشام بْن حسان، وهشامًا الدَّسْتُوائيّ، وغالبًا القطّان. وعنه: علي بن حرب، والرَّماديّ، ويعقوب السَّدُوسيّ، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، وجماعة. وهو مستور. 236- عَبْد الحميد بْن أَبِي أُوَيْس عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ بْنُ أَبِي عامر [4] .   [1] قوله في (الجرح والتعديل 5/ 188) : قال حرب بن إسماعيل لأحمد بن حنبل: «عبد الله بن الوليد العدني كيف حديثه؟ قال: قد سمع من سفيان وجعل يصحّح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربّما أخطأ في الأسماء وقد كتبت أنا عنه كثيرا» . [2] الجرح والتعديل 5/ 188، وقال عُثْمَان بْن سَعِيد الدارمي: قُلْتُ ليحيى بْن معين: عبد الله بن الوليد العدني، فقال: لا أعرفه، لم أكتب عنه شيئا. وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديث ولا يحتجّ به. وقال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» . (الثقات 8/ 348) . وقال ابن عديّ: «ما رأيت في أحاديثه شيئا منكرا فأذكره» . (الكامل 4/ 1562) . [3] انظر عن (عبد الأعلى بن سليمان) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 67، وتاريخ بغداد 11/ 71 رقم 5749. [4] انظر عن (عبد الحميد بن أبي أويس) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 50، 51 رقم 1673، والتاريخ الصغير له 217، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 581، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 119، والجرح والتعديل 15/ رقم 72، والثقات لابن حبّان 8/ 398، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 482، و 483 رقم 737، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 64 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسرانيّ 1/ 318 رقم 1209، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 767، والكاشف 2/ 134، 135 رقم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 226 أبو بَكْر الأصبحيّ الْمَدَنِيّ الأعشى، أخو إسماعيل. عَنْ: أَبِيهِ، وسليمان بْن بلال، وابن أَبِي ذئب، وسُفْيَان الثَّوْريّ، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، والربيع بْن مالك عمّ جَدّه، وجماعة. وقيل إنّه روى عَنِ ابن عجلان. وعنه: أخوه، وأيوب بْن سليمان بْن بلال، وإبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، وهو آخر من حدَّثَ عَنْه. وثّقه ابن مَعِين [1] ، وغيره. ومات سنة اثنتين ومائتين [2] . قاله أخوه. وقد قرأ القرآن عَلَى نافع. روى عَنْهُ القراءة: أحمد بْن صالح، وإبراهيم بْن محمد المدنيّ [3] . 237- عَبْد الحميد بْن عَبْد الرحمن [4]- خ. د. ت. ق. -   [3150،) ] والمغني في الضعفاء 1/ 368 رقم 3481، وميزان الاعتدال 2/ 538 رقم 4764، والكشف الحثيث 254 رقم 423، وتهذيب التهذيب 6/ 118 رقم 237، وتقريب التهذيب 1/ 468 رقم 820، وخلاصة تذهيب التهذيب 222. [1] الجرح والتعديل 6/ 15. [2] التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 51، والثقات لابن حبّان 8/ 398. [3] ذكره ابن حبّان في: «الثقات» وقال: «يتفرّد» . وقال الكلاباذي: «روى عنه أخوه إسماعيل، وأيوب بن سليمان، وإبراهيم بن المنذر، في العلم، والهبة، والتعبير، وبدء الخلق، والصلاة، ومواضع. [4] انظر عن (عبد الحميد بن عبد الرحمن) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 399، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 343، وطبقات خليفة 172، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 45 رقم 1653، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 119، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 82، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 6/ 16 رقم 79، والثقات لابن حبّان 7/ 121، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1958، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 232 رقم 867، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 483 رقم 738، وتاريخ بغداد 14/ 169 في ترجمة ابنه يحيى (7483) ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 318 رقم 1210، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 768، والكاشف 2/ 135 رقم 3154، وميزان الاعتدال 2/ 542 رقم 4784، وتهذيب الجزء: 14 ¦ الصفحة: 227 أبو يحيى الحمانيّ الكوفيّ. ولاؤه لحمان. وهم بطن من تميم. وأصله خوارزميّ، ولقبه «بَشْمين» . روى عَنْ: الأعمش، وبُرَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي بُرْدَة، والحسن بن عمارة، وأبي حنيفة، وطلحة بن يحيى بن طلحة التّميميّ، وطلحة بن عمرو المكي، وجماعة. وعنه: ابنه يحيى، وأحمد بن عمر الوكيعي، وأحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، والحسن بن علي الخلال، وعباس الدوري، ومحمد بن عاصم الثقفي، والحسن بن علي بن عفان، وخلق. والبخاري، عَنْ محمد بْن خَلَف، عَنْهُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ [2] . وقال أبو داود: كَانَ داعيةً في الإرجاء [3] . وقال هارون الحمّال: مات سنة اثنتين ومائتين [4] .   [ () ] التهذيب 6/ 120 رقم 241، وتقريب التهذيب 1/ 469 رقم 825، وخلاصة تذهيب التهذيب 222. [1] في تاريخه 2/ 343 6/ 16، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 232. [2] تهذيب الكمال 2/ 768، وفيه: وقال في موضع آخر: «ثقة» . ولم يذكره النسائي في الضعفاء والمتروكين. [3] تهذيب الكمال 2/ 768، وكان يحيى بن معين يقول: «الحمّاني وأبوه ثقات» . (الثقات لابن حبّان 7/ 121) وقال ابن سعد: «كان ضعيفا» . (الطبقات 6/ 399) ، وذكره ابن عديّ في الضعفاء، ونقل قول ابن معين: «ضعيف ليس بشيء» وقوله: «ثقة وأبوه ثقة» . وقال ابن عديّ: «وقد ضعّفه أحمد بن حنبل وضعف ابنه يحيى، وابن معين يوثّقه ويوثّق ابنه، وهما ممّن يكتب حديثهما» . (الكامل 5/ 1958) وانظر تاريخ بغداد 14/ 169، وقال أبو حفص الأبّار: «رأيتهم يستثقلون أبا يحيى الحمّاني ويتحفّظون من حديثه» ، وقال الفسوي: «وأما الحمّاني فإن أحمد بن حنبل سيّئ الرأي فيه، وأبو عبد الله متحرّ في مذهبه، مذهبه أحمد من مذهب غيره» ، (المعرفة والتاريخ 3/ 82، تاريخ بغداد 14/ 174) . [4] جاء في فهرس الأعلام لكتاب «معرفة الرجال» لابن معين، ج 2/ 314 ما يلي: «عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني 1/ 433» ، وقد وقع فيه خطاءان، أحدهما مطبعي وهو (1/ 433) والصحيح (2/ 433) ، أما الثاني فهو من غلط المحقّقين محمد مطيع الحافظ وغزوة بدر، إذ اعتبرا أن صاحب الترجمة «عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني» ، والصحيح هو «يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني» فقد جاء في الترجمة برقم (2/ 433) ما يلي برواية ابن محرز قال: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 228 238- عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عطية [1] . أبو سليمان الدّارنيّ الزّاهد، شيخ أهل الشام في زمانه. قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: مات سنة خمس ومائتين. وقال أبو يعقوب القرّاب، وأبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سنة خمس عشرة ومائتين. ستأتي ترجمته في الطبقة التالية. 239- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حمّاد التَّميميّ الكوفي المقرئ [2] . واسم أَبِيهِ شُكيل [3] ، يكنى أبا محمد قرأ عَلَى حمزة، وكان من جلة أصحابه. ثمّ قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن عياش. وروى الحروف عَنْ: نافع، وشَيْبان النَّحْويّ، وعيسى بن عمر. وسمع من: إسرائيل بن يونس، ويحيى بن سلمة بن كهيل، وفطر بن خليفة، وطائفة. روى عنه: الحسن بن جامع، ومحمد بن جنيد، وإسحاق بن الحجاج، ومحمد بن عيسى، وهارون بن حاتم، ومحمد بن الهيثم، وآخرون [4] .   [ () ] «سمعت يحيى بن معين يقول: مات ابن الحمّاني أول من أمس، وذلك يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين، فقلت ليحيى بن معين عند ذلك: كيف كان؟ قال: كان ثقة لا بأس به رجل صدق» . قال خادم العلم: «عمر تدمري» يظهر من هذا النص أن الحماني الّذي ذكره ابن معين توفي سنة 228، وليس سنة 202 كما ذكر المؤلّف الذهبي في ترجمة «عبد الحميد بن عبد الرحمن» ، ومن هنا يتّضح أن المترجم له عند ابن معين هو «يحيى بن عبد الحميد الحماني» وهذا يتّفق مع (تاريخ بغداد للخطيب 14/ 177) فليراجع. [1] انظر ترجمته ومصادرها في الجزء التالي، برقم (226) . [2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي حمّاد) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 194، وتاريخ الطبري 1/ 334، والجرح والتعديل 5/ 244 رقم 1162، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 369، 370 رقم 1572. [3] هكذا في (الجرح والتعديل) ، أما في (غاية النهاية) فهو «سكين» . [4] قال ابن محرز: وسألت يحيى بن معين عن عبد الرحمن بن أبي حمّاد الأسدي الكوفي، وكان حدّثنا عنه محمد بن جعفر العلّاف الّذي كان يفيد، فقال: لا أعرفه. (معرفة الرجال 1/ 74، 75 رقم 194) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 229 240- عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي [1] . أبو محمد الرازي المقرئ. ودشتك محلة بالري. روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُمَر بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وأبي جعفر الرّازيّ، وزهير بْن معاوية، وإبراهيم بْن طِهْمان، وأبي حمزة السُّكّريّ، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأحمد بْن سَعِيد الرباطيّ، وأحمد بْن الفُرات، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن الأزهر، وعامة أهل الرّيّ. وقد رآه أبو حاتم وسمع كلامه. وقال [2] : كَانَ رجلًا صالحًا صدوقًا. وقال ابن مَعِين [3] : لا بأس بِهِ [4] . 241- عَبْد الرَّحْمَن بْن علقمة [5] . أبو يزيد السَّعْديّ المَرْوَزِيّ. سمع: أبا حمزة السُّكّريّ، وحمّاد بْن زيد، وجماعة. وكان فقيهًا بصيرًا بالرأي والحديث. أخذ الفقه عَنْ: محمد بْن الحَسَن. روى عَنْهُ: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن أبي طالب، وجعفر الصّائغ، وغيرهم.   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 315 رقم 998، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 412، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 99، والجرح والتعديل 5/ 254، 255 رقم 1206، والثقات لابن حبّان 8/ 372، وتاريخ جرجان للسهمي 381، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 797، 798، والكاشف 2/ 151 رقم 3277، وتهذيب التهذيب 6/ 207 رقم 422، وتقريب التهذيب 1/ 486 رقم 1002، وخلاصة تذهيب التهذيب 229. [2] في الجرح والتعديل 5/ 255. [3] الجرح والتعديل 5/ 255. [4] وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أخبرنا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقرئ قال: سمعت محمد بن سعيد بن سابق يقول: لو حضرت مع عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد محدّثا وسمعنا منه فخالفني عبد الرحمن وأنا أحفظ سماعي من الشيخ لتركت حفظي لحفظه. (الجرح والتعديل) . [5] انظر عن (عبد الرحمن بن علقمة) في: تاريخ الثقات للعجلي 296 رقم 968، والجرح والتعديل 5/ 273 رقم 1294، والثقات لابن حبّان 8/ 375. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 230 أكره عَلَى قضاء سرخس فحكم مدة، ثمّ هرب فرارًا بدينه، رحمه اللَّه [1] . 242- عَبْد الرَّحْمَن بن غزوان [2]- خ. د. ت. ن. - أبو نوح الخزاعيّ. ويقال الضّبّيّ مولاهم الملقب بقراد. سكن بغداد، وحدَّثَ عَنْ: عَوْف الأَعْرابيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعكرمة بْن عمار، وشُعْبة، وجرير بْن حازم، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي مَسَرّة، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، والحارث بن أبي أسامة، وخلق. وروى عنه من القدماء: أبو مُعَاوِيَة. قَالَ مجاهد بْن موسى: ما كتبت عَنْ شيخ كَانَ أحرّ رأسًا منه، وإنّما كَانَ يهدر: ثنا شعبة، ثنا شغبة [3] . وقال ابن المدينيّ، وابن نمير: ثقة [4] .   [1] وثّقه العجليّ، وقال أَبُو حاتم: صَدُوق. وذكره ابن حِبّان فِي الثقات. [2] انظر عن (عبد الرحمن بن غزوان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 335، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 355، والعلل لأحمد 257، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 112، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 615، 616 و 3/ 407، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 141، والجرح والتعديل 5/ 274، رقم 1301، والثقات لابن حبّان 8/ 375، والمجروحين له 2/ 305 (في ترجمة ابنه محمد بن عبد الحميد بن غزوان) ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 217 رقم 778، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 451 رقم 672، وتاريخ بغداد 10/ 252- 254 رقم 5369، والسابق واللاحق 264، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 293 رقم 1106، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 810، والعبر 1/ 352، وميزان الاعتدال 2/ 581، 582 رقم 4934، والمغني في الضعفاء 2/ 384 رقم 3608، والكاشف 2/ 160 رقم 3331، وسير أعلام النبلاء 9/ 518، 519 رقم 201، وتذكرة الحفّاظ 1/ 339، وتهذيب التهذيب 6/ 247- 249 رقم 495، وتقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1075، والنجوم الزاهرة 2/ 185، وطبقات الحفاظ 142، وخلاصة تذهيب التهذيب 233، وشذرات الذهب 2/ 17. [3] تاريخ بغداد 10/ 253. [4] تهذيب الكمال 2/ 810. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 231 وقال ابن معين: ليس به بأس [1] . وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ عاقلًا من الرجال [2] . وقال ابن حِبّان [3] : كَانَ يخطئ فيتخالج في القلب منه لروايته عَنِ الَّليْث، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَةَ، قصة المماليك وضربهم [4] . تُوُفّي سنة سبْعٍ [5] . 243- عَبْد الرَّحْمَن بْن قلوقا الكوفيّ القارئ [6] . قرأ عَلَى: حَمْزَةَ، ثمّ عَلَى سليم. قرأ عليه: رجاء بن عيسى الجوهري، وغيره [7] . 244- عَبْد الرَّحْمَن بْن قيس [8] . أبو معاوية الزّعفرانيّ البصريّ، ثم البغداديّ. نزيل نيسابور.   [1] الجرح والتعديل 5/ 274، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 217 رقم 778، تاريخ بغداد 10/ 253. [2] تاريخ بغداد 10/ 253. [3] في «الثقات» 8/ 375. [4] وقال ابن معين، وذكر حديث ليث بن سعد، عن مالك بن أنس- الحديث الطويل- أن رجلا كان له مملوكان، الّذي يرويه قراد. قال أبو الفضل: وقد سمعته أن من قراد بطوله، فوهّن أمره جدا. (التاريخ 2/ 355) . [5] وقال أبو حاتم: صدوق. [6] انظر عن (عبد الرحمن بن قلوقا) في: غاية النهاية لابن الجزري 1/ 376 رقم 1601. [7] قال ابن الجزري: «ويقال أقلوقا الكوفي، راو معروف ضابط» . [8] انظر عن (عبد الرحمن بن قيس) في: العلل والمعرفة الرجال لأحمد برواية عبد الله 1/ رقم 478 و 2/ رقم 2671، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 339 رقم 1082، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 106 والضعفاء والمتروكين للنسائي 296 رقم 364، والضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 342 رقم 941، والجرح والتعديل 5/ 278 رقم 1323، والمجروحين لابن حبّان 2/ 59، 60، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1600- 1602، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 117 رقم 333، وتاريخ بغداد 10/ 250- 252 رقم 5368، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 813، والمغني في الضعفاء 2/ 385 رقم 3613، وميزان الاعتدال 2/ 583 رقم 4944، وتهذيب التهذيب 6/ 258 رقم 510، وتقريب التهذيب 1/ 496 رقم 1089، وخلاصة تذهيب التهذيب 233. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 232 عَنْ: حُمَيْد الطويل، وعبد اللَّه بْن عَوْن، والثَّوْريّ، وجماعة. وعنه: أحمد بْن الفُرات، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّنعانيّ، وجماعة. وهو مجمع عَلَى ضعفه. روى لَهُ التِّرْمِذيّ حديثًا في «الشمائل» . وقال أبو زُرْعة: كذّاب [1] . وكذّبه عَبْد الرَّحْمَن بْن مهديّ [2] . أَنْبَأَنِي يَحْيَى الصَّيْرَفِيُّ: أنا عَبْدُ الْقَادِرِ الرَّهَاوِيُّ الْحَافِظُ: أَنَا مَسْعُودٌ الثَّقَفِيُّ، أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مَنْدَهْ، أَنَا أَبِي، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي العشراءة الدَّارِمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَتِيرَةِ فَحَسَّنَهَا. تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا أَبِي، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو زُنَيْجٌ [3] ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ، فَذَكَرَهُ. قَالَ أَبِي: ذَكَرْتُهُ لابْنِ حَنْبَلٍ فَاسْتَحْسَنَهُ. وَقَالَ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ الْأَعْرَابِ، أَمْلِهِ عليّ. فكتبه عنّي [4] .   [1] الجرح والتعديل 5/ 278. [2] تاريخ بغداد 10/ 251. [3] في (ميزان الاعتدال) : «زبنّج» . [4] ميزان الاعتدال 2/ 583، وقال عبد الله بن أحمد: «سألت عن عبد الرحمن بن قيس الزعفرانيّ، فقال: كان جارا لحمّاد بن مسعدة، يحدّث عن ابن عون، قال: رأيته بالبصرة، وقدم علينا بغداد، وكان واسطيا، ولم يكن بشيء، حديثه حديث ضعيف، ثم خرج إلى نيسابور، ولم يكن بشيء متروك الحديث» . (العلل ومعرفة الرجال 1/ 384 رقم 748) وانظر 2/ 375 رقم 2671، والجرح والتعديل 5/ 278. وقال البخاري: «ذهب حديثه» (التاريخ الكبير) . وقال مسلم: «ذاهب الحديث» (الكنى والأسماء) . وقال النسائي: «متروك الحديث» (الضعفاء والمتروكين) . وذكره العقيلي في (الضعفاء الكبير) ونقل قول أحمد، وروى من طريقه حديثين ضعيفين. وقال ابن حبّان: «كان ممّن يقلب الأسانيد وينفرد عَنِ الثِّقَاتِ بِمَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ. تركه أحمد بن حنبل» . (المجروحون 2/ 59) . وذكره ابن عديّ في ضعفائه، ونقل قول البخاري، وأحمد، وقال: «وعامّة ما يرويه لا يتابعه الجزء: 14 ¦ الصفحة: 233 245- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بْن حكيم بْن حزام [1]- خ. د. - أبو القاسم الأَسَديّ الحزاميّ الْمَدَنِيّ. عَنْ: أَبِيهِ، ومالك، وعبد الرَّحْمَن بْن عياش السمعي، والدراوردي، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن حمزة الزبيري، وأبو بكر عبد الرحمن بْن عَبْد الملك بْن شَبَّة، والزُّبَير بْن بكّار، وآخرون [2] . 246- عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف بْن مَعْدان الأصبهاني [3] . أخو الزّاهد محمد بْن يوسف. روى عَنْ: عثمان بْن زائدة. روى عَنْهُ: صالح بْن مِهْران، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ. تُوُفّي سنة عشرين [4] .   [ () ] الثقات عليه» . (الكامل 4/ 1602) وضعّفه الدار الدّارقطنيّ. وقال زكريّا بن يحيى الساجي: «ضعيف، كتبت عن حوثرة المنقري، عنه، كان قد أكثر عنه» . (تاريخ بغداد 10/ 252) . [1] انظر عن (عبد الرحمن بن المغيرة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 354 رقم 1124، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 91، والجرح والتعديل 5/ 288 رقم 1381، والثقات لابن حبّان 8/ 377، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 455 رقم 680، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 293 رقم 1109، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 818، والكاشف 2/ 165 رقم 3365، وتهذيب التهذيب 6/ 276 رقم 544، وتقريب التهذيب 1/ 499 رقم 1121، وخلاصة تذهيب التهذيب 189. [2] ذكره ابن حبّان في «الثقات» . [3] انظر عن (عبد الرحمن بن يوسف) في: طبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ الأنصاري 2/ 25- 27 رقم 84، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 108، وحلية الأولياء له 8/ 236 (في ترجمة أخيه محمد بن يوسف) . [4] قال رستة: سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول: ما رأيت أحدا قطّ أفضل من أبيك، صحبته ستين سنة ما تعيّبت عليه في شيء قط، رحمه الله. وحكي عن أبي أيوب الشاذكوني، أنه سمع في مجلسه ضجّة، فقال: ما لهم؟ قال: أهل اليهودية والمدنية، فقال الشاذكوني: اسكتوا فإن لهم ثلاثة أناس لم يكن في زمانهم مثلهم: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 234 247- عَبْد الرحيم بْن حمّاد الثَّقْفيّ الْبَصْرِيّ [1] . عَنِ: الأعمش. قَالَ العُقَيْليّ [2] : حدَّثَ عَنِ الأعمش ممّا لَيْسَ من حديثه. وعنه: يزيد بْن محمد العُقَيْليّ. جدّي. وحدَّثَ عَنْ عَمْرو بْن عُبَيْد أيضًا. 248- عَبْد الرحيم بْن هارون الغسانيّ الواسطيّ [3] . أبو هشام، نزيل بغداد. عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عَوْن، وعوف، وهشام بْن حسان، وشُعْبة، وعبد العزيز بْن أَبِي رواد. وعنه: يحيى بْن موسى ختّ، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقيّ، وأحمد بْن سليمان الرّهاويّ. قال الدّار الدّارقطنيّ: متروك الحديث يكذب [4] .   [ () ] محمد بن يوسف، وعبد الرحمن بن يوسف، وأبو سفيان. وعن سليمان الشاذكوني قال: أخرجت أصبهان ثلاثة أناس لم أر مثلهم: محمد بن يوسف في زهده، وعبد الرحمن بن يوسف في عقله، وأبو سفيان في رقّته. (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 25، 26) . أرّخ وفاته أبو نعيم في (ذكر أخبار أصبهان 2/ 108) . [1] انظر عن (عبد الرحيم بن حمّاد) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 81، 82 رقم 1050، والمغني في الضعفاء 2/ 391 رقم 3672، وميزان الاعتدال 2/ 603، 604 رقم 5026، ولسان الميزان 4/ 5 رقم 6. [2] في الضعفاء الكبير. [3] انظر عن (عبد الرحيم بن هارون) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 103 رقم 1840، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 115، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 153، والجرح والتعديل 6/ 340 رقم 1604، والثقات لابن حبّان 8/ 413، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1921، 1922، وتاريخ بغداد 11/ 85 رقم 5766، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 828، والكاشف 2/ 171 رقم 3408، والمغني في الضعفاء 2/ 392 رقم 3682، وميزان الاعتدال 2/ 607، 608 رقم 5039، وتهذيب التهذيب 6/ 308، 309 رقم 604، وتقريب التهذيب 1/ 505 رقم 1179، وخلاصة تذهيب التهذيب 237. [4] تاريخ بغداد 11/ 85. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 235 وقال أبو حاتم الرّازيّ [1] : لا أعرفه [2] . وحسّن ت. حديثه [3] . 249- عَبْد السّلام بْن هاشم [4] . أبو عثمان الْبَصْرِيّ البزار. سمع: شُعْبَة، وحنبل بْن عَبْد اللَّه الْبَصْرِيّ، وعثمان بْن سعْد الكاتب، والعلاء بْن المغيرة، وخالد بْن برد، وطائفة. وعنه: أبو الربيع الزهرنيّ، وعثمان بْن طالوت، ومحمد بْن عُمَر المقدسي، وهلال بْن بِشْر. شهيد عَلَيْهِ أبو حفص الفلّاس بالكذب [5] . 250- عَبْد الصَّمد بن حسّان [6] .   [1] الجرح والتعديل 5/ 340، وفيه قال ابن أبي حاتم: «وكتب لأبي- رحمه الله- إبراهيم بن أورمة بخطه عن شيخ بسامرّا يقال له إبراهيم بن جابر المروزي، عن عبد الرحيم بن هارون نحو ورقة فلم يأته ولم يسمع منه» . [2] وقال ابن حبّان: «يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات من كتابه فإنّ فيما حدّث من غير كتابه به بعض المناكير» (الثقات 8/ 413) . وقال ابْنُ عديّ: «لم أر للمتقدمين فيه كلاما وإنما ذكرته لأحاديث رواها مناكير عن قوم ثقات» . (الكامل 5/ 1922) . [3] روى له في كتاب البرّ (2039) باب ما جاء في الصدق والكذب. قال: حدّثنا يحيى بن موسى قال: قلت لعبد الرحيم بن هارون الغسّاني: حدّثكم عبد العزيز بن أبي روّاد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال: «إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ميلا من نتن ما جاء به» . قال يحيى: فأقرّ به عبد الرحيم بن هارون وقال: نعم. هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه تفرّد به عبد الرحيم بن هارون. [4] انظر عن (عبد السلام بن هاشم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 66 رقم 1728، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والمعرفة والتاريخ 3/ 208، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 26، والجرح والتعديل 6/ 47 رقم 251، والثقات لابن حبّان 8/ 427، والمغني في الضعفاء 2/ 395 رقم 3704، وميزان الاعتدال 2/ 619 رقم 5063، ولسان الميزان 4/ 18، 19 رقم 45. [5] قوله في الجرح والتعديل 6/ 47، وقال أبو حاتم: «ليس بقويّ عندي» . [6] انظر عن (عبد الصمد بن حسّان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 375، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 105 رقم 1849، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، وطبقات خليفة 324، والجرح والتعديل 6/ 51 رقم 272، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 236 أبو يحيى المَرْوَذِيّ. عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وزائدة، وإسرائيل، وخارجة بْن مُصْعَب، ومالك بْن أنس. وعنه: محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، وأحمد بْن مُعَاذ السُّلَميّ، وأيوب بن الحسن الزاهد، ومحمد بن عبد الوهاب العبْديّ الفراء. وكان إمامًا فقيهًا، ولي قضاء هَراة، وغيرها. وتُوُفّي سنة عشر ومائتين [1] . لم يخرجوا لَهُ شيئًا في الكتب. وهو من مروالرّوذ. قَالَ عليّ بْن قُدَامة: ثنا عَبْد الصَّمد بْن حسان قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْريّ يَقُولُ: مر شيخ فظننته صاحب حديث، فقلت: عندك حديث؟ فقال: ما عندي حديث ولكن عندي عتيق. قَالَ: وكان يهوديًا خمّارًا. روى عَنْ أحمد بْن حنبل أَنَّهُ ترك حديث عَبْد الصَّمد [2] . وقال السليماني: روى عَنْهُ الْبُخَارِيّ في «المبسوط» [3] . 251- عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الوارث بْن سعَيِد بن ذكوان [4]- ع. -   [ () ] والثقات لابن حبّان 8/ 415، والمغني في الضعفاء 2/ 395 رقم 3710، وميزان الاعتدال 2/ 620 رقم 5071، وسير أعلام النبلاء 9/ 517 رقم 199، ولسان الميزان 4/ 20 رقم 53، وتعجيل المنفعة 260 رقم 658. [1] قال البخاري في تاريخه الكبير: «مات سنة اثنتي عشرة ومائتين» ، وقال ابن حبّان: «مات يوم الخميس للنصف من المحرّم سنة إحدى عشرة ومائتين» . [2] قال الذهبيّ في (ميزان الاعتدال) : «صدوق إن شاء الله: تركه أحمد بن حنبل ولم يصحّ هذا» . [3] قال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق. وقال ابن سعد: كان قاضيا بخراسان ونيسابور وهراة وكان ثقة، توفي في خلافة المأمون. وذكره ابن حبّان في الثقات. وذكره الذهبي، وتعقّبه ابن حجر أن البخاري قال: كتبت عنه وهو مقارب. ولم يذكر البخاري هذا القول في ترجمته. [4] انظر عن (عبد الصمد بن عبد الوارث) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 364، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 322 و 789 و 2/ رقم 33 و 648 و 650 و 705، والطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 300، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 105 رقم 1848، والتاريخ الصغير له 220، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 237 أبو سهل التّميميّ العنبريّ، مولاهم الْبَصْرِيّ التنوري. عَنْ: أَبِيهِ، وعكرمة بْن عمار، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وهمام بْن يحيى، وأبان العطّار، وأبي خلدة خالد بْن دينار، وربيعة بْن كلثوم، وإسماعيل بْن مُسْلِم العبْديّ، وحرب بن شداد، وحرب بْن أبي العالية، وحرب بْن ميمون، وخلق. وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، ويحيى بْن مَعِين، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وحجاج بْن الشاعر، وبُنْدار، وهارون بْن عَبْد اللَّه، وعبد بْن حُمَيْد، وابنه عَبْد الوارث بْن عَبْد الصَّمد، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وخلق. وكان من ثقات البصريين وحفاظهم. قال أبو حاتم [1] : صدوق [2] . وقال محمد بن سعد [3] وجماعة [4] : توفّي سنة سبع ومائتين.   [ () ] وتاريخ الثقات للعجلي 303 رقم 1003، والمعرفة والتاريخ 1/ 142 و 237 و 542 و 701 و 2/ 130 و 243 و 280 و 3/ 62 و 63 و 71 و 125 و 211، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، وتاريخ الطبري 1/ 17 و 35 و 2/ 328 و 366 و 375 و 421 و 3/ 70 و 82، والجرح والتعديل 6/ 50، 51 رقم 269، والثقات لابن حبّان 8/ 414، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 495، 496 رقم 758، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 7 رقم 1011، وتاريخ جرجان للسهمي 114 و 221 و 432، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 241 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 328 رقم 1241، والكامل في التاريخ 6/ 385، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 835، والعبر 1/ 352، وتذكرة الحفّاظ 1/ 344، والكاشف 2/ 173 رقم 3424، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 804، والبداية والنهاية 10/ 261، وتهذيب التهذيب 6/ 327، 328 رقم 629، وتقريب التهذيب 1/ 507 رقم 1202، والنجوم الزاهرة 2/ 184، وطبقات الحفّاظ 143، وخلاصة تذهيب التهذيب 239، وشذرات الذهب 2/ 107. [1] الصحيح أنه قال: «شيخ مجهول» (الجرح والتعديل 6/ 51) . [2] وقال ابن معين: «كتبت عن عبد الصمد، ولكن لا أحكي» . (معرفة الرجال 1/ 89 رقم 322) ، وقال: سمعت عبد الصمد بن عبد الوارث يقول في كتبه كلها: حدّثنا حدّثنا ولم يكن في كتابه حدّثنا، رأيت كتابه فلم يكن فيه حدّثنا وكان يقول هو: وكان والله ثقة. (معرفة الرجال 1/ 145 رقم 789) . وقال العجليّ: «ثقة، وكان أبو قدريّا، ثقة في حديثه» . (تاريخ الثقات 303 رقم 1003) . [3] في الطبقات 7/ 300. [4] وقال البخاري: مات سنة ست أو سبع ومائتين. وكذا قال ابن حبّان. وقال الكلاباذي: مات آخر سنة سبع ومائتين. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 238 - عَبْد الصَّمد بْن النُّعْمان. من الطبقة الآتية. 252- عَبْد العزيز بْن أبان بْن محمد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن العاص بْن أَبِي أحيحة سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ [1] . أَبُو خَالِدٍ الْقُرَشِيّ الأُمَويّ السّعيديّ الكوفيّ. نزيل بغداد. وأحد المتروكين. عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، ومِسْعَر، وفِطْر بْن خليفة، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وطائفة كبيرة. وعنه: الحَسَن بْن مُكْرَم، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بْن الْجَهْم السّمريّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام الرّياحيّ، وإدريس بْن جعفر العطّار، وجماعة. قَالَ أحمد بْن حنبل [2] : لما حدّث بحديث المواقيت تركته.   [1] انظر عن (عبد العزيز بن أبان في) الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 404، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 364، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 5 و 89، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1519 و 2483 و 3/ رقم 5326، وتاريخ خليفة 472، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 30 رقم 1587، والتاريخ الصغير له 221، والضعفاء الصغير له 268 رقم 224، والضعفاء والمتروكين للنسائي 297 رقم 392، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 680، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 155. و405 و 413 و 3/ 17 و 30 و 35 و 40 و 55 و 307 و 313 و 322، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 162، وتاريخ الطبري 1/ 181 و 187 و 333 و 344 و 353 و 362 و 363 و 3/ 123، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 16، 17 رقم 972، والجرح والتعديل 5/ 277، 278 رقم 1767، والمجروحين لابن حبّان 2/ 140، 141، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1926، 1927، والعيون والحدائق 3/ 368، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 121 رقم 348، وتاريخ جرجان للسهمي 517، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 173 ب، والسابق واللاحق للخطيب 272، وتاريخ بغداد له 10/ 442- 447 رقم 5604، والكامل في التاريخ 6/ 385، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 834، 835، والمغني في الضعفاء 2/ 396 رقم 3719، وميزان الاعتدال 2/ 622، 623، رقم 5082، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 263، 264 رقم 442، وتهذيب التهذيب 6/ 329- 331 رقم 634، وتقريب التهذيب 1/ 507، 508 رقم 1206، وتنزيه الشريعة 1/ 80. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 50 رقم 1519 و 3/ 298 رقم 5306 وقال: «لم أخرج عنه في الجزء: 14 ¦ الصفحة: 239 وقال ابن مَعِين [1] : كذّاب خبيث، حدَّثَ بأحاديث موضوعة. وقال أبو حاتم [2] : متروك، لا يُكتَب حديثه. وقال الْبُخَارِيّ [3] : تركوه. وقال ابن سعْد [4] : وُلّي قضاء واسط، ثمّ عُزل. فقدِم بغداد وبها تُوُفّي في رابع عشر من رجب سنة سبع ومائتين. وقال الحارث بن أبي أسامة: كَانَ كثير العيال شديد الفقر [5] . 253- عَبْد العزيز بن أبي رزمة غزوان [6]- د. ت. -   [ () ] المسند شيئا» . والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 16، والجرح والتعديل 5/ 377، والكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1926، وتاريخ بغداد 10/ 445. [1] قال في (معرفة الرجال) 1/ 50: «ليس حديثه بشيء، كان يكذب» . وقال 1/ 60 رقم 85: «السعيدي الأعور، لم يكن بشيء، كان يكذب، كان من ولد سعيد بن العاص» . وقال في تاريخه 2/ 64: «ليس بشيء» . وفي موضع آخر، قال معاوية بن صالح: سمعت يحيى يقول: عبد العزيز بن أبان كذّاب يدّعي ما لم يسمع، وأحاديث لم يخلقها الله قط. وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: سمعت يحيى يقول: عبد العزيز بن أبان ليس بثقة، قيل: فمن أين جاء ضعفه؟ قال: كان يأخذ أحاديث الناس فيرويها. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 17) . وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: وسئل عن عبد العزيز بن أبان القرشي، فقال: وضع أحاديث عن سفيان الثوري لم تكن. وقال معاوية بن صالح: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد العزيز بن أبان والله إنه كان كذّابا. (الجرح والتعديل 5/ 377، والمجروحون 2/ 140، الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1926) . وقال أحمد بن زهير: سئل يحيى بن معين عن عبد العزيز بن أبان القرشي فقال: وضع حديثا عن فطر، عن أبي الطفيل، عن علي: «السابع من ولد العباس يلبس الخضرة» . (المجروحون 2/ 140) . [2] الجرح والتعديل 5/ 377، وزاد فيه: «لا يشتغل به ... سألت أبا زرعة، عن عبد العزيز بن أبان فقال: ضعيف، قلت: يكتب حديثه؟ قال: ما يعجبني إلا على الاعتبار، وترك أبو زرعة حديثه، وامتنع من قراءته علينا، وضربنا عليه» . [3] في الضعفاء الصغير 268 رقم 224، وفي التاريخين الكبير، والصغير: «تركه أحمد» . [4] في طبقاته 6/ 404. [5] تاريخ بغداد 10/ 447، وقد ضعّفه النسائي، والعقيلي، وأبو حاتم، وابن حبّان، وابن عديّ، والدار الدّارقطنيّ، والحاكم، وقال: منكر الحديث. [6] انظر عن (عبد العزيز بن أبي رزمة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 376، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 29 رقم 1583، والكنى الجزء: 14 ¦ الصفحة: 240 أبو محمد اليشكريّ مولاهم المَرْوَزِيّ. عَنْ: شُعْبَة، وإسرائيل، وعبد الرَّحْمَن بن عبد الله المسعوديّ، وجويبر بْن سَعِيد، وأبي المُنِيب عَبْد اللَّه العَتَكيّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وجماعة. وعنه: ابنه محمد بْن عَبْد العزيز، وأحمد بْن منصور زاج، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو وهْب محمد بْن مزاحم، وجماعة من المراوزة. وكان قد حجّ في سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وسمع من جماعة. وُلِد سنة تسعٍ وعشرين ومائة، ومات في المحرَّم سنة ستٍّ ومائتين. ذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [1] . 254- عَبْد العزيز بْن النُّعْمان المَوْصِليّ [2] . روى عَنْ: شُعْبَة، وكثير بْن سُلَيْم. وعنه: الْحَسَن بْن محمد الزَّعْفَرانيّ، وعلي بْن حرب. قاله ابن أبي حاتم [3] . ثم قَالَ: سُئل أَبِي عَنْهُ، فقال مجهول. 255- عَبْد العزيز بْن الوليد بْن سليمان بْن أَبِي السّائب القرشيّ الدّمشقيّ [4] .   [ () ] والأسماء لمسلم، ورقة 98، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 99، والجرح والتعديل 5/ 392 رقم 1822، والثقات لابن حبّان 8/ 395، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 837، والكاشف 2/ 175 رقم 3433، وسير أعلام النبلاء 9/ 505 رقم 192، وتهذيب التهذيب 6/ 336، 337 رقم 648، وتقريب التهذيب 1/ 509 رقم 1219، وخلاصة تذهيب التهذيب 239. [1] ج 8/ 395، ووثّقه ابن سعيد في الطبقات 7/ 376. [2] انظر عن (عبد العزيز بن النعمان) في: الجرح والتعديل 5/ 398 رقم 1844، وتعجيل المنفعة 263 رقم 665 في ترجمة (عبد العزيز بن النعمان الّذي يروي عن عائشة) . [3] في الجرح والتعديل 5/ 398. [4] انظر عن (عبد العزيز بن الوليد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 27 رقم 1577، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 387، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 66 و 74 و 329 و 336 و 365 و 446 و 447 و 2/ 695 و 717، والجرح والتعديل 5/ 399 رقم 1847، والثقات لابن حبّان 8/ 392 و 396، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 263. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 241 روى عَنْ: أَبِيهِ، والأوزاعي، وأيّوب بْن تميم. وعنه: بقية، ودُحَيْم، وهشام بْن عمار، ومحمود بْن خَالِد، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وأحمد بْن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وآخرون. ويُعرف بعبيد الزّاهد. وكان كبير القدر. قَالَ هشام بْن عمّار: ما أدركنا أعبد منه. وقال الوليد بْن عُتْبة: ما أدركنا أفضل منه [1] . وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ [2] : كَانَ أورع أهل زمانه، وهو الّذي يُعرف بعُبَيْد. 256- عَبْد الغفّار [3] . أبو حازم. خُراسانيّ رابط بعكا. وروى عَنْ: محمد بْن منصور، عَنِ ابن المُنْكِدر. وروى عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وجماعة من المجاهيل. وعنه: محمد بن وزير الدمشقي، وأبو الطاهر بن السرح، وإسماعيل بن حصن الجبيلي [4] . قال أبو حاتم [5] : لا بأس به [6] .   [1] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 446 رقم 1106 و 2/ 717 رقم 2288، برواية وليد بن عتبة، عن مروان بن محمد. [2] في تاريخه 1/ 447 رقم 1110. [3] انظر عن (عبد الغفار الخراساني) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 162، والجرح والتعديل 6/ 54 رقم 288، والثقات لابن حبّان 8/ 421، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 182 أ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1965، والمغني في الضعفاء 2/ 401 رقم 3767، وميزان الاعتدال 2/ 639 رقم 5145، والكشف الحثيث 268، 269 رقم 450، ولسان الميزان 4/ 40، 41 رقم 119. [4] تحرّف في (الجرح والتعديل 6/ 54) إلى: «إسماعيل بن حصين الحنبلي» ، وهو «إسماعيل بن حصن الجبيليّ» نسبة إلى مدينة جبيل على ساحل الشام بين طرابلس وبيروت، وهو أشهر المحدّثين في تاريخها، توفي سنة 264 هـ. ترجمته في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 491، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (من تأليفنا) 1/ 468- 470 رقم 307 وفيها مصادر ترجمته. [5] الجرح والتعديل 6/ 54، وقال ابن عديّ: لا يعتبر بحديثه. [6] وقال الحاكم: «من الثقات» ونسبه إلى البخاري. (الأسامي والكنى 1/ 182 أ) ولم أجده في الجزء: 14 ¦ الصفحة: 242 257- عبد الكبير بن عبد المجيد [1]- ع. - أبو بَكْر الحنفي الْبَصْرِيّ. أخو أبو عليّ الحنفيّ. عَنْ: أسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وخَيْثَم بْن عِراك، وأفلح بْن حُمَيْد، وعبد الحميد بْن جعفر الْأَنْصَارِيّ، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، والضحاك بْن عثمان، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وابن المَدِينيّ، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثَنَّى، وإِسْحَاق الكَوْسَج، والذُّهْليّ، وخلْق آخرهم الكُدَيْميّ. وثّقه أحمد [2] ، وغيره [3] . وقال ابن سعْد [4] : مات سنة أربعٍ ومائتين. 258- عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد الأزديّ المكّيّ [5] . - د. م. -   [ () ] تاريخ البخاري الكبير ولا الصغير. [1] انظر عن (عبد الكبير بن عبد المجيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 299، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 315 و 2/ رقم 323، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4378، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 126. رقم 1921، والكنى والأسماء لمسلم، 6/ 62، 63 رقم 331، والثقات لابن حبّان 8/ 420، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 8 رقم 1013، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 66 أ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 328 رقم 1242، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 847، والكاشف 2/ 180 رقم 3471، وسير أعلام النبلاء 9/ 489، 490 رقم 182، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 811، وتهذيب التهذيب 6/ 370، 371 رقم 707، وتقريب التهذيب 1/ 515 رقم 1276، وخلاصة تذهيب التهذيب 305. [2] الجرح والتعديل 6/ 93. [3] ووثّقه ابن سعد في طبقاته 7/ 299، وقال ابن معين: «ليس به بأس» . (معرفة الرجال 1/ 88 رقم 315) وقال في موضع آخر: «ليس به بأس هو صدوق» وقال أبو حاتم: «لا بأس به صالح الحديث» (الجرح والتعديل 6/ 63) . [4] في الطبقات 7/ 299، وكذا في تاريخ البخاري 6/ 126. وقال ابن حبّان: هم إخوة أربعة: أبو بكر، وأبو علي، وأبو المغيرة، واسمه عمير، وشريك بنو عبد المجيد، مات أبو بكر أولهم سنة سبع ومائتين، ثم مات بعده عمير بقليل، ثم شريك، بعدهم أبو علي، (الثقات لابن حبّان 8/ 420) . [5] انظر عن (عبد المجيد بن عبد العزيز (في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 500، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 370، ومعرفة الجزء: 14 ¦ الصفحة: 243 أبو عبد الحميد، مولى المهلّب بْن أَبِي صُفْرَةَ. عَنْ: أَبِيهِ، وابن جُرَيْج، ومَعْمَر، وعثمان بْن الأسود، ومروان بْن سالم الجزري، وأيْمن بْن نابل، وجماعة. وكان أعلم النّاس بحديث ابن جُرَيْج [1] . وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر الحُمَيْديّ، ومحمد بْن يحيى العَدَنيّ، وحاجب بْن سليمان المَنْبِجيّ، وأحمد بْن شَيْبان الرَّمْليّ، والزُّبَير بْن بكّار، وخلق كثير. وثّقه ابن مَعِين [2] ، وأحمد. وقال أحمد: كَانَ فيه غُلُوٌّ في الإرجاء، ويقول: هَؤُلَاءِ الشُّكّاك [3] . وقال ابن مَعِين [4] : كَانَ أعلم النّاس بحديث ابن جُرَيْج، ولكن لم يكن يبذل نفسه للحديث. ثمّ ذكر من نبله وهيئته. وقال مرّةً: كَانَ صدوقًا، ما كَانَ يرفع رأسه إلى السماء. وكانوا يعظّمونه [5] .   [ () ] الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 295، وطبقات خليفة 284، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 112 رقم 1875، والضعفاء الصغير له 269 رقم 239، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 153 رقم 269، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 86، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 42 و 50 و 42، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 72، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 99 رقم 1068، والجرح والتعديل 6/ 64، 65 رقم 340، والمجروحين لابن حبّان 2/ 160، 161، والكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1982- 1984، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 232 رقم 863، وتاريخ جرجان للسهمي 251، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 326 رقم 1234، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 849، 850، وميزان الاعتدال 2/ 648- 651 رقم 5183، والكاشف 2/ 182 رقم 3482، والمغني في الضعفاء 2/ 403، رقم 3793، وسير أعلام النبلاء 9/ 434- 436 رقم 162، ومناقب أبي حنيفة للكردري 102، 103، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 662، وتهذيب التهذيب 6/ 81- 383 رقم 721، وتقريب التهذيب 1/ 517 رقم 1289، وخلاصة تذهيب التهذيب 243. [1] هذا من قول ابن معين برواية الدوري في تاريخه (2/ 370) وبرواية ابن محرز في (معرفة الرجال 1/ 86 رقم 295) وفي الجرح والتعديل 6/ 64. [2] في تاريخه 2/ 370. [3] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1982. [4] في تاريخه 2/ 370، ومعرفة الرجال 1/ 86 رقم 295 وفيه: «كان والله ما علمت رجلا صدوقا سكّيتا، إن سئل عن شيء حدّث، وإلّا فهو ساكت، وكان من أعلم الناس بابن جريج» . والجرح والتعديل 6/ 64، والكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1983. [5] تهذيب الكمال 2/ 849. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 244 وقال عَبْد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ: لو رأيت عَبْد المجيد لرأيتَ رجلًا جليلًا من عبادته. وقال الحُسين بْن عَبْد اللَّه الرَّقّيّ: ثنا عَبْد المجيد، ولم يرفع رأسه أربعين سنة إلى السماء. وكان أَبُوهُ أعبد منه. وقال أبو داود: كَانَ رأسًا في الإرجاء [1] . وقال يعقوب الفَسَويّ [2] : كَانَ مبتدعًا داعية. وقال سَلَمَةُ بْن شبيب: كنتُ عند عَبْد الرّزاق، فجاءنا موت عَبْد المجيد، وذلك في سنة ستّ ومائتين، فقال عبد الرّزّاق: الحمد الله الّذي أراح أُمَّةَ محمد من عَبْد المجيد. وقال ابن عديّ [3] : عَامَّةُ ما أُنِكر عَلَيْهِ الإرجاء. قَالَ هارون الحمّال: ما رأيت أخشع للَّه من وكيع، وكان عَبْد المجيد أخشع منه [4] . وقال أبو نُعَيْم: مات سنة سبْعٍ وتسعين ومائة [5] . قلت: هذا غلط [6] .   [1] تهذيب الكمال 2/ 849. [2] في المعرفة والتاريخ 3/ 52 وفيه: «كان مبتدعا عنيدا داعية، سمعت حمّاد بن حفص يقول: سمعت يحيى بن سعيد القطّان يقول: كذّاب- يعني عبد المجيد-» . [3] في الكامل 5/ 1984. [4] الكامل 5/ 1982. [5] وقال ابن حبّان: مات قبل المائتين بقليل. (المجروحون 2/ 161) وقد جزم المؤلّف الذهبي أنه مات سنة ستّ ومائتين. (ميزان الاعتدال 2/ 651) . [6] وقال ابن سعد: «كان كثير الحديث ضعيف مرجئا» . (الطبقات 5/ 500) . وقال البخاري: «يرى الإرجاء عن أبيه، وكان الحميدي يتكلّم فيه» . (التاريخ الكبير 6/ 112، والضعفاء الصغير 269 رقم 239) . وقال الجوزجاني: «كان أبوه عابدا غاليا في الإرجاء وابنه كذلك» . (أحوال الرجال 153 رقم 269) . وقال مسلم: «كان بمكة يرى الإرجاء» . (الكنى والأسماء 86) . وقال أحمد بن علي: سألت محمد بن يحيى بن أبي عمر عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، فقال: ضعيف. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 96) . وقال أبو حاتم: «ليس بالقويّ يكتب حديثه، كان الحميدي يتكلّم فيه» (الجرح والتعديل 6/ 65) . وقال ابن حبّان: «يروي عن مالك وأبيه منكر الحديث جدا، يقلب الأخبار ويروي المناكير عن الجزء: 14 ¦ الصفحة: 245 259- عَبْد الملك بْن إبراهيم [1] . أبو عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ الْجُدّيّ الْمَكِّيّ. مولى بُنيّ عَبْد الدّار. عَنْ: شُعْبَة، ويزيد بْن إبراهيم التُّسْتَريّ، والقاسم بْن الفضل الحدّانيّ، وإبراهيم بْن طِهْمان، وسفيان الثّوريّ، وجماعة. وعنه: عبد الله بن منير المروزي، ومحمود بن غيلان، وأحمد بْن منصور زاج، وسليمان بْن منصور الحرّانيّ، وأحمد بْن محمد البزّيّ القارئ، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وخلْق كثير. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ [2] . وَقَالَ البزّيّ: ثقة مأمون [3] . وقال أبو عَبْد الرَّحْمَن المقرئ: هُوَ أحفظ منّي [4] . قَالَ الْبُخَارِيّ [5] : مات سنة أربعٍ أو خمسٍ ومائتين. 260- عَبْد الملك بْن بزيع [6] . أبو مروان الدّمشقيّ. الرجل الصالح نزيل تِنِّيس. روى عَنْ: يحيى الذِّماريّ، والأوزاعي، وعبد الرَّحْمَن بن يزيد بن جابر، وجماعة.   [ () ] المشاهير فاستحقّ الترك، وقد نقل عن أنه هو الّذي أدخل أباه في الإرجاء» . (المجروحون 2/ 160، 161) . [1] انظر عن (عبد الملك بن إبراهيم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 406 رقم 1313، والتاريخ الصغير له 219، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 436، والجرح والتعديل 5/ 342 رقم 1617، والثقات لابن حبّان 8/ 387، وتاريخ جرجان للسهمي 237، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 850، والكاشف 2/ 182 رقم 3485، وتهذيب التهذيب 6/ 384، 385 رقم 225، وتقريب التهذيب 1/ 517 رقم 1293، وخلاصة تذهيب التهذيب 243. [2] الجرح والتعديل 5/ 342. [3] تهذيب الكمال 2/ 850. [4] تهذيب الكمال 2/ 850. [5] في تاريخه الكبير، والصغير، والثقات لابن حبّان 8/ 387. [6] انظر عن (عبد الملك بن بزيع) في: الجرح والتعديل 5/ 344 رقم 1624، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 370- 372، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 235، 236 رقم 932. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 246 وعنه: عَبْد العزيز بْن الوليد، وجعفر بْن مسافر، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الجروي، وقال: كَانَ أفضل من رأيته رحمه اللَّه [1] . 261- عَبْد الملك بْن الحَكَم الرَّمْليّ [2] . عَنْ: جعفر بْن برقان، وابن ثوبان، وطلحة بن زيد، وشُعْبة، وابن لهيعة، وطائفة. وعنه: موسى بْن سهل الرَّمْليّ، وإبراهيم بْن محمد بْن يوسف الفِرْيابيّ المَقْدِسيّ. 262- عبد الملك بْن عَمْرو القَيْسيّ [3]- ع. - أبو عامر العقديّ البصريّ. عَنْ: زكريّا بْن إِسْحَاق الْمَكِّيّ، وهشام الدَّسْتُوائيّ، ومحمد بْن أَبِي حُمَيْد، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وعُمَر بْن أبي زائدة، وعكرمة بْن عمّار، ورباح بْن أَبِي معروف، وأفلح بْن حُمَيْد، وأفلح بْن سَعِيد، وأيمن بْن نابل، وشُعْبة، وإبراهيم بن طهمان، وخلق.   [1] تاريخ دمشق 24/ 372. [2] انظر عن (عبد الملك بن الحكم) في: الجرح والتعديل 5/ 348 رقم 1646. [3] انظر عن (عبد الملك بن عمرو) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 299، وتاريخ خليفة 472، وطبقات خليفة 227، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 425 رقم 1382، والتاريخ الصغير له 219، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 78، والمعارف 521، وتاريخ الثقات للعجلي 310 رقم 1034، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 332 و 2/ 111 و 145 و 146 و 502 و 399 و 3/ 74، والجرح والتعديل 5/ 359، 360 رقم 1698، والثقات لابن حبّان 8/ 388، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 480، 481 رقم 732، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 436 رقم 981، والجمع بين رجال الصحيحين 314، 315 رقم 1194، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 857، 858، والعبر 1/ 347، والكاشف 2/ 186 رقم 3514، وسير أعلام النبلاء 9/ 469- 471 رقم 173، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 808، وتذكرة الحفّاظ 1/ 347، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 469، 470 رقم 1963، وتهذيب التهذيب 6/ 409- 413 رقم 861، وتقريب التهذيب 1/ 521 رقم 330، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 144، وخلاصة تذهيب التهذيب 245، وشذرات الذهب 2/ 14. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 247 وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن الفُرات، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن شداد المِسْمَعيّ. ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والكُدَيْميّ، وخلْق. قَالَ النَّسائيّ: ثقة مأمون [1] . وقال محمد بْن سِنان القزّاز: هُوَ مولى للعقديّين من بُنيّ قيس. وكان لا يَخْضِب [2] . وقال غيره: كَانَ من حُفّاظ أهل البصرة [3] . قَالَ ابن سعْد [4] ، ونصْر الْجَهْضميّ: مات سنة أربعٍ ومائتين [5] . قلت: وقع حديثه عاليًا في «الغَيْلانيّات» [6] . 263- عَبْد الملك بْن أَبِي كريمة الْأَنْصَارِيّ [7]- د. - مولاهم المغربي أبو يزيد. يروي عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن زياد بْن أَنْعُم الإفريقيّ، وعُبَيْد بْن ثُمامة المُرَاديّ، ويقال عُتْبة بْن ثُمامة، ومالك بْن أنس، وخالد بْن حُمَيْد المهْرِيّ. وعنه: أبو الطّاهر أحمد بْن السَّرْح: وعبد الرَّحْمَن بْن زياد الرضابيّ، وقاضي تونس أبو زيد شجرة بن عيسى التّونسيّ.   [1] تهذيب الكمال 2/ 858. [2] تهذيب الكمال 2/ 858. [3] تهذيب الكمال 2/ 858. [4] في الطبقات 7/ 299. [5] وفي تاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 425 مات سنة خمس ومائتين. وفي تاريخه الصغير 219 قال: «مات أبو عامر العقدي، ويعقوب بن إسحاق الحضرميّ سنة خمس ومائتين في يوم واحد» . وقال ابن حبّان: «مات سنة خمس ومائتين في جمادى الأولى» . (الثقات 8/ 388) . [6] الغيلانيات: أجزاء في الحديث سمعها أبو طالب مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن غَيْلان البزّار المتوفى سنة 414 هـ. من أبي بكر بن محمد بن عبد الله البغدادي الشافعيّ البزار المتوفى سنة 354 هـ. خرّجها الدار الدّارقطنيّ في أحد عشر جزءا، وتعتبر من أعلى الحديث وأحسنه. [7] انظر عن (عبد الملك بن أبي كريمة) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 162، والجرح والتعديل 5/ 364، 365 رقم 1713، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 860، 861، والكاشف 2/ 187 رقم 3521، وتهذيب التهذيب 6/ 418 رقم 870، وتقريب التهذيب 2/ 522 رقم 1339، وخلاصة تذهيب التهذيب 245. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 248 قَالَ ابن السَّرْح: كَانَ من خِيار المسلمين. وقال ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. أنبئت عَنِ الصَّيْدَلانِيِّ أَنَّ فَاطِمَةَ أَخْبَرَتْهُ، أَنَا ابْنُ رَيْدَةَ، أَنَا الطَّبَرَانِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ، ثنا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْمَلَكِ بْنُ أَبِي كُرَيْمَةَ الْمَغْرِبِيُّ: حدَّثني عُتْبَةُ بْنُ ثُمَامَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مِصْرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جُزْءٍ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ فِي مَسْجِدِ مِصْرَ، وَسُئِلَ عَنْ مَا مَسَّتِ النّار [1] ، والحديث. 264- عَبْد الوهّاب بْن حبيب بْن مِهْران العبْديّ [2] . أبو عِصْمة النَّيْسابوريّ الفراء الزّاهد، والد محمد بْن عَبْد الوهّاب. قَالَ الحاكم في «تاريخه» : إمام في الدِّين والفِقْه والأدب والوَرَع، غَزّاء، حَجّاج، صوام، يقاس بعبد اللَّه بْن المبارك في عصره. كنيته أبو عِصْمة المطَّوِّعيّ. قرأ القرآن عَلَى نافع بْن أَبِي نُعَيْم القارئ، والأدب عَلَى الأصمعيّ، وأخذ الفقه عَنْ مالك، والثَّوْريّ. وسمع من: ابن أَبِي ذئب، وعبد العزيز الماجِشُون، وزائدة بْن قُدَامة، وذكر جماعة. وروى عَنْهُ: ابنه، وسَلَمَةُ بْن شبيب، وأيوب بْن الحَسَن الزّاهد، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، وغيرهم. قَالَ ابنه أبو أحمد: مات أَبِي في شوّال سنة ستٍّ ومائتين وأنا بالكوفة. 265- عَبْد الوهّاب بن عطاء [3] .   [1] رواه الحافظ المزيّ من الطريق نفسها، وفيه: «فقال: لقد رأيتني سابع سبعةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دار رجل فمرّ بلال فنادى بالصلاة، فخرجنا فمررنا برجل وبرمته على النار، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أطابت برمتك» ؟ قال: نعم، بأبي وأمي، فتناول منها بضعة، فلم يزل يعالجها حتى أحرم بالصلاة وأنا انظر إليه» . (تهذيب الكمال 2/ 861) . [2] ترجمة (عبد الوهاب بن حبيب) في: «تاريخ نيسابور» للحاكم النيسابورىّ، ولم يصلنا. [3] انظر عن (عبد الوهاب بن عطاء) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 333، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 379، وطبقات خليفة 328، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2558 و 2561 و 2566 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 249 أبو نَصْر الْبَصْرِيّ الخفاف. مولى بني عِجْلٍ. سكن بغداد، وحدَّثَ عَنْ: حُمَيْد الطويل، وسعيد الْجُرِيريّ، وخالد الحذاء، وثور بْن يزيد، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة وكان مكثرًا عَنْهُ، وابن عَوْن، وسليمان التَّيْميّ، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة. وروى القراءة عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء. روى عنه الحروف: خلف البزّاز، وأحمد بن جبير الأنطاكيّ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَعَمْرُو النَّاقِدُ، وَالْحَسَنُ بن محمد الزّعفرانيّ، وعبّاس الدّوريّ، والحارث بن أبي أسامة، وخلق كثير. قال ابن سعد [1] : كان كثير الحديث. لزم ابن أبي عروبة وعرف بصحبته. وقال ابن معين [2] : ثقة. وقال البخاريّ [3] : ليس بالقويّ. وقال الدّار الدّارقطنيّ [4] : ثقة.   [ () ] و 2568 و 2569 و 2576 و 3/ 5344، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 98 رقم 1824، والتاريخ الصغير له 218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 111، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 140، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 77 رقم 1043، والجرح والتعديل 6/ 72 رقم 372، والثقات لابن حبّان 7/ 133، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 6 رقم 1008، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 242 رقم 932، وتاريخ بغداد 11/ 21- 25 رقم 5688، والسابق واللاحق 273، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 327 رقم 1238، والموضوعات لابن الجوزي 179، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 870، 871، والعبر 1/ 346، وميزان الاعتدال 2/ 681، 682 رقم 5322، والكاشف 2/ 194 رقم 3568، وسير أعلام النبلاء 9/ 451- 454 رقم 171، وتذكرة الحفاظ 1/ 339، والمغني في الضعفاء 2/ 413 رقم 3895، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 681، والبداية والنهاية 10/ 255، والتبيين لأسماء المدلّسين لسبط ابن العجمي 40، 41 رقم 48، وتهذيب التهذيب 6/ 450- 453 رقم 935، وتقريب التهذيب 2/ 528 رقم 1406، وتعريف أهل التقديس 96 رقم 85، وطبقات الحفّاظ 141، وخلاصة تذهيب التهذيب 248، وشذرات الذهب 2/ 13. [1] في طبقاته 7/ 333. [2] في تاريخه 2/ 379. [3] تاريخ بغداد 11/ 23. [4] تاريخ بغداد 11/ 24. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 250 وقال غيره: كان صالحا «بكّاء» [1] رحمه الله. قلت: مات في آخر سنة أربع ومائتين [2] ، وكان قد سمع من سَعِيد تصانيفه. قَالَ أحمد بْن حنبل [3] : كان عبد الوهاب يقرأ عند ابن أَبِي عَرُوبَة تصانيفه، فكان عَبْد اللَّه الأفطس يَقُولُ: يا عَبْد الوهّاب طَرِّبْ طَرِّبْ. قَالَ [4] : وكان يحيى بْن سَعِيد حَسَن الرأي فيه. وقال المَرْوَذِيّ: قلت لأحمد: عَبْد الوهّاب ثقة. قَالَ: تدري ما تَقُولُ؟ الثقة يحيى القطّان [5] . وروى أَثرم، عَنْ أَحْمَد قَالَ: كَانَ عَبْد الوهّاب عالمًا بسعيد [6] . وقال يحيى بْن أَبِي طَالِب: بلغنا أنّ عَبْد الوهّاب كَانَ مُستَمْلي سَعِيد، وكان، عَبْد الوهّاب أكثر النّاس بكاء. ما كَانَ يقوم من مجلسه حتّى يبكي [7] . وقال أَبُو حَاتِمٍ [8] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ [9] : هُوَ أَصْلَحُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ. رَوَى عَنْ ثَوْرٍ حَدِيثَيْنِ لَيْسَا مِنْ حَدِيثِهِ. قُلْتُ: أَحَدُهُمَا فِي الْعَبَّاسِ «اللَّهمّ اخْلُفْهُ فِي ولده» [10] .   [1] تاريخ بغداد 11/ 22. [2] أرّخه البخاري في تاريخه الصغير 218، وابن حبّان في «الثقات» 7/ 133 وقال: «لثلاث عشرة بقيت من المحرّم» . [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 353 رقم 2561. [4] في العلل والمعرفة الرجال 2/ 354 رقم 2566. [5] تاريخ بغداد 11/ 23. [6] تاريخ بغداد 11/ 22. [7] تاريخ بغداد 11/ 22. [8] الجرح والتعديل 6/ 72. [9] الجرح والتعديل 6/ 72. [10] أخرجه الترمذي في المناقب (3851) باب مناقب أبي الفضل عمّ النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو العباس بن عبد المطّلب رضي الله عنه. قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم للعباس: إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لهم بدعوة ينفعك الله بها وولدك، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 251 حَسَّنَهُ [1] التِّرْمِذِيُّ [2] . 266- عُبَيْد اللَّه بْن سُفْيَان بْن رَوَاحة الْبَصْرِيّ [3] . عَنْ: ابن عَوْن، وسُفْيَان الثَّوْريّ. وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الحَكَم، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ. قَالَ يحيى بْن معين [4] : كذّاب [5] .   [ () ] فغدا، وغدونا معه، فألبسنا كساء ثم قال: الله اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً لَا تغادر ذنبا، اللَّهمّ أحفظه في ولده» . قال الترمذي: هذا حديث حسن غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. [1] في الأصل: «ضعّفه» وهو وهم، والتصويب من الجامع الصحيح للترمذي، وسير أعلام النبلاء. [2] قال ابن سعد: لزم سعيد بن أبي عروبة وعرف بصحبته وكتب كتبه ... وكان كثير الحديث معروفا صدوقا إن شاء الله، ثم قدم بغداد فنزلها وأوطنها ولزم السوق بالكرخ، ولم يزل بها حتى مات. (الطبقات الكبرى 7/ 333) . وقال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث مضطرب. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 77) . وقال أحمد أيضا: لما أراد الخفّاف أن يحدّثهم بحديث هشام الدستوائي أعطاني كتابه فقال لي: انظر فيه، فنظرت فيه فضربت على أحاديث منها فحدّثهم فكان صحيح الحديث. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 355 رقم 2568) . وقال أيضا: محمد بن سواء هو عند أصحاب الحديث أحلى من الخفّاف إلّا أن الخفّاف أقدم سماعا. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 256 رقم 2576) . وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: أيّما أحبّ إليك: الخفّاف أو أبو قطن في سعيد؟ فقال: الخفّاف أقدم سماعا من أبي قطن. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 302 رقم 5344) . وذكره ابن حبّان في الثقات، وابن شاهين في ثقاته، ونقل توثيق ابن معين له، وقال: قال عثمان: «ليس بكذاب ولكنه ليس هو ممّن يتّكل عليه» . (تاريخ أسماء الثقات 242 رقم 932) . [3] انظر عن (عبيد الله بن سفيان) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 382، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 676، والجرح والتعديل 5/ 318 رقم 1512، والمجروحين لابن حبّان 2/ 66، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1638، 1639، وتاريخ جرجان للسهمي 209، والمغني في الضعفاء 2/ 416 رقم 3928، وميزان الاعتدال 3/ 9 رقم 5366، ولسان الميزان 4/ 104، 105 رقم 203. [4] في تاريخه 2/ 382، والمجروحين لابن حبّان 2/ 66، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1619. [5] وقال أبو حاتم: «هو شيخ ليس بالقويّ» . (الجرح والتعديل 5/ 318) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات ويأتي عن الثقات بالمعضلات» . (المجروحون 2/ 66) . وقال ابن عديّ: «سمعت الساجي يقول: أبو سفيان الصوفي يقال ابن رواحة يروي عن ابن عون ما سمعت أحد من أصحابنا البصريين لا بندار ولا ابن المثنى حدّثوا عنه بشيء» . وقال ابن عديّ: «وفي بعض أحاديثه بعض النكرة» . (الكامل 4/ 1638 و 1639) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 252 وهو أبو سُفْيَان الصُّوفيّ. 267- عُبَيْد اللَّه بْن عبد المجيد [1]- ع. - أبو عليّ الحنفيّ، أخو أبو بَكْر الحنفيّ. ولهما أَخَوَانِ عُمَيْر، وشريك ليسا بالمشهورَيْن. روى عَنْ: هشام الدَّسْتُوائيّ، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وإسماعيل بْن مُسْلِم العبْديّ، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وعكرمة بْن عمّار، وطبقتهم. وعنه: محمد بْن بشّار، ومحمد بْن يحيى، وعبد اللَّه الدّارميّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وابنه عليّ بْن نَصْر، وسليمان بْن سيف، والكُدَيْميّ، وخلْق. قَالَ أبو حاتم [2] ، وغيره: لَيْسَ بِهِ بأس [3] . وقال الكُدَيْميّ: مات سنة تسع ومائتين [4] .   [1] انظر عن (عبيد الله بن عبد المجيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 299، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 391 رقم 1257، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، وتاريخ الثقات للعجلي 318 رقم 1062، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 35، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 123 رقم 1105، والجرح والتعديل 5/ 324 رقم 154، والثقات لابن حبّان 8/ 404، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 466 رقم 703، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 16 رقم 1033، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 302 رقم 1155، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 883، 884، والكاشف 2/ 201 رقم 3620، والمغني في الضعفاء 2/ 416 رقم 3936، وميزان الاعتدال 3/ 13 رقم 5381، والعبر 1/ 357، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 810، وسير أعلام النبلاء 9/ 487- 489 رقم 181، وتهذيب التهذيب 7/ 34 رقم 63، وتقريب التهذيب 1/ 536 رقم 1480، وخلاصة تذهيب التهذيب 252، وشذرات الذهب 2/ 22. [2] الجرح والتعديل 5/ 324. [3] وقال ابن سعد: «وهو ثقة إن شاء الله» . (الطبقات 7/ 299) ، ووثّقه العجليّ، وقال الدارميّ: قلت ليحيى: عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي أخو أبي بكر، ما حاله؟ قال: ليس بشيء. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 123) . وقال أبو حاتم: «صالح ليس به بأس» . (الجرح والتعديل 5/ 324) . [4] أرّخ وفاته ابن حبّان في «الثقات» 8/ 404. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 253 ووقع حديثه عاليًا في «القطيعيات» [1] . 268- عُبَيْد بْن عقيل بن صبيح [2] . أبو عمرو بن الهلاليّ الْبَصْرِيّ الضّرير المقرئ المؤدِّب. عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهارون بْن موسى الأعور، وسعيد بْن الحَجّاج، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وأبي خلدة خَالِد بْن دينار، وأبان بْن تَوْبة، ومُصْعَب بْن ثابت، وطائفة. وعنه: حفيده مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيل، ومحمد بْن يحيى القطعي، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، ومحمد بْن الْجَهْم السمري، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم [3] : صدوق. وقال ابْن حبان [4] : مات في شَعْبان سنة سبْعٍ. 269- عُبَيْد بْن أَبِي قُرَّةَ البغداديّ [5] . عَنْ: مالك، والليث، وابن لهيعة، وسليمان بْن بلال، وعبد الجبار بْن الورد، وطبقتهم.   [1] هي خمسة أجزاء منسوبة لأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب البغدادي القطيعي من قطيعة الرقيق ببغداد. توفي سنة 368 هـ. [2] انظر عن (عبيد بن عقيل: في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 454 رقم 1476، والتاريخ الصغير له 221، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 77، والجرح والتعديل 5/ 411 رقم 1908، والثقات لابن حبّان 8/ 430، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 894، 895، والكاشف 2/ 209 رقم 3678، وتهذيب التهذيب 7/ 70 رقم 146، وتقريب التهذيب 1/ 544 رقم 1560، وخلاصة تذهيب التهذيب 255. [3] في الجرح والتعديل 15/ 411. [4] في الثقات 8/ 430. [5] انظر عن (عبيد بن أبي قرّة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 324 (دون ترجمة) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 2 رقم 1486، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 116 رقم 1092، والجرح والتعديل 5/ 412 رقم 1915، والثقات لابن حبّان 8/ 431، والكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1988، 1989، وتاريخ بغداد 11/ 95- 97 رقم 5788، والمغني في الضعفاء 2/ 420 رقم 3973، وميزان الاعتدال 3/ 22 رقم 5437، ولسان الميزان 4/ 122، 123 رقم 263، وتعجيل المنفعة 276، 277 رقم 705. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 254 وعنه: أحمد بْن حنبل في مسنده، ومُسدَّد، وأبو خَيْثَمَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى القطّان، وحجاج بْن الشاعر، وآخرون. قَالَ ابن مَعِين: ما بِهِ بأس [1] . وقال الْبُخَارِيّ [2] : لا يُتابع عَلَى حديثه في قصة العبّاس. قلت: الحديث في «المُسْنَد» [3] ، وهو مُنْكَر [4] . قَالَ: ثَنَا الَّلَيْثُ، عَنْ أَبِي قُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ مَوْلَى الْعَبَّاسِ، عَنِ الْعَبَّاسِ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «انْظُرْ» . قُلْتُ: أَرَى الثُّرَيَّا. قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ يَمْلِكُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ» [5] .   [1] قوله في تاريخ بغداد 11/ 96 وفيه زيادة: «كان من التجار في القطيعة، وكان من أهل الهيئة والكرم، وكان عنده كتاب عن عبد الجبار بن الورد وكتاب لسليمان بن بلال، ما سمعت منه عن الليث إلا ذاك الحديث الواحد» . [2] في تاريخه الكبير 6/ 2. [3] مسند أحمد 1/ 209، ولفظه فيه: عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: «انْظُرْ هل ترى في السماء من نجم» قال: قلت: نعم. قال: «ما ترى» ؟ قال: قلت: أرى الثريّا. قال: «أما إنّه يلي هذه الأمّة بعددها من صلبك اثنين في فتنة» . [4] وقال المؤلّف- رحمه الله- في (ميزان الاعتدال 3/ 22) : «هذا باطل» . وقد تعقّبه الحافظ ابن حجر فقال: «وزعم الذهبي في (الميزان) أنّ حديث الليث المذكور، باطل، وفي كلامه نظر فإنه من أعلام النبوّة. وقد وقع مصداق ذلك، واعتمد البيهقي في (الدلائل) عليه. وقد أخرجه الحاكم في (المستدرك) من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن عبيدة بسنده. وقال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان: ثنا عبيد بن أبي فروة فذكره، قال: فسمعت أبي يقول: هذا الحديث لم يروه إلا عقبة بن أبي فروة وكان عند أحمد بن حنبل، وقال يحيى بن معين وكان يقرّبه، قال: وكان أبي يستحسن هذا الحديث و [سرّ به حين] وجده عند يحيى القطان. وقال عبد الله بن أبي داود: ثنا أبي، حدّثنا حجاج بن الشاعر، ثنا عبيد، فذكر هذا الحديث، ثم قال: كتب أحمد بن صالح هذا الحديث عن أبي، والله أعلم. ثم تذكّرت أنّ للحديث علّة أخرى غير تفرّد عبيد به تمنع إخراجه في الصحيح، وهو ضعف أبي قبيل لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، فإخراج الحاكم له في الصحيح من تساهله وفيه أيضا الذين ولوا الخلافة من ذريّة العباس أكثر من عدد أنجم الثريّا إلّا إن أريد التقييد فيهم بصفة ما. وفيه مع ذلك نظر. (تعجيل المنفعة 277) . قال خادم العلم «عمر تدمري» : المذكور بين الحاصرتين ترك بياضا في (تعجيل المنفعة) استدركته من تاريخ بغداد 11/ 97. [5] وقد ذكر العقيلي صاحب الترجمة في (الضعفاء الكبير 3/ 116) وقال: «حديثه غير محفوظ ولا الجزء: 14 ¦ الصفحة: 255 270- عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسْلِم الحرّانيّ الطرائقى المؤدِّب [1] مولى بُنيّ أُمَيَّةَ، وقيل هُوَ مولى بُنيّ تميم. وفي كنيته أقوال. روى عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وهشام بْن حسان، وجعفر بْن بُرْقان، وابن أَبِي ذئب، وأيمن بْن نابِل، ومعاوية بْن سلّام، وأشعث بْن عَبْد الملك، وطائفة. وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وأبو جعفر النُّفَيْليّ، وأبو كُرَيْب، وقُتَيْبة، وعليّ بْن ميمون الرَّقّيّ، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وأحمد بْن سليمان الرّهَاويّ، وخلْق. وكان أبيض الرأس واللّحية. [2] قَالَ ابن مَعِين: صادق. [3] وقال أبو عَرُوبَة: متعبّد لا بأس بِهِ، يحدث عَنْ قوم مجهولين بالمناكير. [4] وقال ابن عديّ: [5] كنيته أبو عَبْد الرَّحْمَن، عنده عجائب عَنِ المجهولين، وهو في الْجَزَريّين كَبَقِيَّةَ في الشاميين.   [ () ] يعرف الا به» . [1] انظر عن (عثمان بن عبد الرحمن) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ 207 رقم 1210، والجرح والتعديل 6/ 157، 158 رقم 868، والمجروحين لابن حبان 2/ 96- 98، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 238 رقم 2269، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 207 رقم 1210، والجرح والتعديل 6/ 157، 158 رقم 868، والمجروحين لابن حبان 2/ 96- 98، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 5/ 1820، 1821، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 203، 204 رقم 710، وتهذيب الكمال (المصور) 2/ 914، والكاشف 2/ 221 رقم 3772، والمغنى في الضعفاء 2/ 426 رقم 4036، وميزان الاعتدال 3/ 45، 46 رقم 5532، وسير اعلام النبلاء 9/ 426، 427 رقم 153، والعبر 1/ 340، وتهذيب التهذيب 7/ 134، 135 رقم 280، وتقريب التهذيب 2/ 11، 12 رقم 88، وخلاصة تذهيب التهذيب 261، وشذرات الذهب 2/ 6. [2] المجروحون 2/ 6. [3] قوله في الجرح والتعديل 6/ 157: «ثقة» . [4] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 5/ 1820. [5] في الكامل 5/ 1821. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 256 وقال ابن أَبِي حاتم [1] : أنكر أَبِي عَلَى الْبُخَارِيّ إدخاله فِي كتاب «الضعفاء» . وقال محمد بْن يحيى بْن كثير الحرّانيّ: مات سنة ثلاثٍ ومائتين [2] . وقال غيره، سنة اثنتين [3] . 271- عثمان بْن خَالِد بْن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه بْن الوليد بْن الشهيد عثمان بْن عفان [4] . أبو عفان الأُمَويّ العُثْمانيّ الْمَدَنِيّ. عَنْ: مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، وغيرهما. وعنه: ابنه أبو مروان محمد بْن عثمان العُثْمانيّ، والحسين بن أبي زيد   [1] في الجرح والتعديل 6/ 158. [2] أرّخه فيها ابن حبّان في (المجروحين 2/ 97) . [3] تهذيب الكمال 2/ 914، وجاء في (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 203، 204) : «ثقة ثقة، إلا أنه كان يروي عن الضعاف والأقوياء. قال ابن عمّار: كتبت عنه سنة أربع وثمانين ومائة، ثم كتبت عن النفيلي، عنه، في سنة أربع عشرة ومائتين» . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ أنه سئل عن الطرائفي عثمان بن عبد الرحمن، فقال: لم أسمع منه وما أخبره. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 51 رقم 4121) . وقال البخاري: «يروي عن قوم ضعاف» . (التاريخ الكبير 6/ 238) وقال في موضع آخر: «كان يسمع أحاديث طرائف، فسمّي بذلك، يروي عن قوم ضعاف» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 207) . وقال أبو حاتم: حدّثني بعض الحرّانيّين، عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي أنه قال: كنت بالريّ، فكتبت عن أبي جعفر الرازيّ ونعيم بن ميسرة. (الجرح والتعديل 6/ 158) . وقال ابن حبّان: «يوري عن أقوام ضعاف أشياء يدلّسها عن الثقات حتى إذا سمعها المستمع لم يشكّ في وضعها، فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات وحمل عليه الناس في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير والموضوعات عن الثقات» . (المجروحون 2/ 97) . [4] انظر عن (عثمان بن خالد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 220 رقم 2221، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 198 رقم 198، والجرح والتعديل 6/ 149 رقم 814، والمجروحين لابن حبّان 3/ 102، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1822، والإكمال لابن ماكولا 6/ 220، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 907، والكاشف 2/ 217 رقم 3745، والمغني في الضعفاء 2/ 424 رقم 4015، وميزان الاعتدال 3/ 32 رقم 5498، وتهذيب التهذيب 7/ 114 رقم 243، وتقريب التهذيب 2/ 8 رقم 51، وخلاصة تذهيب التهذيب 259. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 257 الدّبّاغ، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ. قَالَ الْبُخَارِيّ [1] : عنده مناكير. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ [2] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : كلّ أحاديثه غير محفوظة [4] . 272- عثمان بْن عُمَر بْن فارس بْن لقيط بْن قيس العبْديّ الْبَصْرِيّ [5] . يُقَالُ أصله من بُخَارَى. أبو محمد أو أبو عديّ. عَنْ: هشام بْن حسان، ويونس بْن يزيد، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وأسامة بْن زيد اللَّيْثيّ، وعليّ بْن المبارك الهُنَائيّ، وابن أَبِي ذئب، وشُعْبة، ومالك، وخلْق. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، والفلّاس، وبندار، وأحمد بن منصور   [1] في تاريخه الكبير. [2] تهذيب الكمال 2/ 907. [3] في الكامل 5/ 1822. [4] وقال العقيلي: «الغالب على حديثه الوهم» . (الضعفاء الكبير 3/ 198) ، وقال أبو حاتم: «منكر الحديث» . (الجرح والتعديل 6/ 149) ، وقال ابن حبّان: «كان ممّن يروي المقلوبات عن الثقات، ويروي عن الأثبات أسانيد ليس من رواياتهم، كأنه كان يقلب الأسانيد، لا يحلّ الاحتجاج بخبره» . (المجروحون 2/ 102) ، وقال ابن ماكولا: «ضعّفوا حديثه» . (الإكمال 6/ 220) . [5] انظر عن (عثمان بن عمر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 296، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 673، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 240 رقم 2274، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 98، وتاريخ خليفة 473، وطبقات خليفة 226، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 129، و 3/ 75، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 100، وتاريخ الثقات للعجلي 329 رقم 1110، وتاريخ الطبري 2/ 303، والجرح والتعديل 6/ 159 رقم 877، والثقات لابن حبّان 8/ 451، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 520، 521 رقم 804، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 46، 47 رقم 1117، وتاريخ بغداد 11/ 280- 282 رقم 6052، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 348 رقم 1313، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 917، 918، والكاشف 2/ 222 رقم 3781، وميزان الاعتدال 3/ 49 رقم 5545، ودول الإسلام 1/ 129، وسير أعلام النبلاء 9/ 557- 559 رقم 216، والعبر 1/ 357، وتذكرة الحفاظ 1/ 378، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 814، ومرآة الجنان 2/ 44، والبداية والنهاية 10/ 263، وتهذيب التهذيب 7/ 142، 143 رقم 290، وتقريب التهذيب 2/ 13 رقم 98، ومقدّمة فتح الباري 424، وطبقات الحفّاظ 160، وخلاصة تذهيب التهذيب 917، 918، وشذرات الذهب 2/ 22. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 258 الرَّماديّ، وعباس الدُّوريّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وخلْق. قَالَ أحمد: رَجُل صالح، ثقة [1] . وقال العِجْليّ [2] : ثقة ثبت [3] . وقال يحيى بْن حكيم القوّام: مات ليلة الاحد لثمانٍ بقين من ربيع الأوَّل سنة تسع [4] . وكذا ورّخه الفلّاس. وغلط أبو أُمَيَّةَ فقال: سنة ثمانٍ [5] . وغلط آخر [6] فقال: سنة سبْعٍ. 273- عثمان بْن كُلَيْب القُضاعيّ الْمَصْرِيّ الحرَسيّ [7] . والحَرَس قرية من قرى مصر. روى عَنْ: عَمْرو بْن الحارث، ونافع بْن يزيد. وعنه: زكريا كاتب العمري، وأبو يحيى الوتار. قتلته البجه بالحرس سنة سبع. 274- عثمان بن اليمان [8] . أبو محمد بن البصري ثم المكي. سمع: سفيان الثوري، وزمعة بن صالح، وغيرهما. وعنه: أحمد الدورقي، وأحمد بن الوليد البغداديّ. كنّاه الحاكم.   [1] تهذيب الكمال 2/ 917. [2] في تاريخ الثقات 329. [3] ووثّقه ابن سعد في طبقاته 7/ 296، وقال عثمان بن سعيد الدارميّ ليحيى بن معين: عثمان بن عمر كيف حديثه؟ قال: ثقة. وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو صدوق، وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه. (الجرح والتعديل 6/ 159) . [4] وأرّخه فيها ابن حبّان. فقال: صلّى عليه يحيى بن أكثم وهو على قضاء البصرة يومئذ. (الثقات 8/ 451) . [5] تهذيب الكمال 12/ 917. [6] هو خليفة بن خياط في تاريخه 473. [7] انظر عن (عثمان بن كليب) في: مشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 10 أ. والحرسيّ: بالحاء والسين غير المعجمتين نسبة إلى الحرس من شرقيّ مصر. قاله عبد الغني بن سعيد. [8] ستعاد ترجمة (عثمان بن اليمان) في الجزء التالي، برقم (266) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 259 275- عصام بن يزيد بن عجلان [1] . أبو سعيد جبر الأصبهاني، خادم سفيان الثوري. يروي عَنْ: سُفْيَان، وشُعْبة، وحمزة الزّيّات، ومالك. وعنه: ابناه محمد، ورَوْح، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وآخرون. ومن القدماء: النُّعْمان بْن عَبْد السّلام، وهو أكبر منه. وقيل [2] : إنّ عجلان مولى لمُرَّة الطَّيِّب. 276- عُقْبة بْن علقمة بْن خديج البَيْروتيّ [3] . أبو عَبْد الرَّحْمَن، ويقال أبو يوسف، أبو سَعِيد. عَنْ: أرطأة بْن المنذر، وإبراهيم بْن أَبِي عَبْلَةَ، وعثمان بْن عطاء الخراساني، ويونس الأَيْليّ، والأوزاعي، وجماعة. وعنه: أبو مسهر، ونعيم بن حمّاد، وعيسى بن يونس الفاخوريّ،   [1] انظر عن (عصام بن يزيد) في: الثقات لابن حبّان 8/ 520. [2] القول لابن حبّان، وزاد: «يتفرّد ويخالف، وكان صدوقا، حديثه عند الأصبهانيين» . [3] انظر عن (عقبة بن علقمة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 443، 444 رقم 2938، وسنن النسائي 4/ 205، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 76 و 317، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 68، و 84، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 254 رقم 1388، وعلل الحديث لابن أبي حاتم 2/ 73 رقم 1712، وتقدمة المعرفة 1/ 202 و 209، 210، والجرح والتعديل له 6/ 314 رقم 1744، والثقات لابن حبّان 7/ 245 و 8/ 500، وكتاب الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا 264، 265 رقم 568، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 249 رقم 981، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 106 و 112 و 369، وحلية الأولياء 5/ 150، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1918، 1919، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 237، والمعجم الكبير له 5/ 281، والإكمال لابن ماكولا 2/ 259، 260، وطبقات الفقهاء للشيرازي 76، والأنساب لابن السمعاني 123 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 28/ 17، 158 وفي مواضع منه 7/ 312 و 17/ 320 و 20/ 173 و 25/ 172 و 32/ 305، و 33/ 40، و 44/ 570، و 46/ 324، ومعجم البلدان 2/ 109، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 181 رقم 2330، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 945، والكاشف 2/ 238 رقم 3900، والمغني في الضعفاء 2/ 437 رقم 4153، وميزان الاعتدال 3/ 87 رقم 5694، وتهذيب التهذيب 7/ 246، 247 رقم 444، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم 247، ولسان الميزان 6/ 638، وخلاصة تذهيب التهذيب 269 وفيه تصحّف «خديج» إلى «جريج» ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 289- 293 رقم 1020. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 260 وعَمْرو بْن عثمان الحمصيّ، وأبو عُتْبة الحجازيّ، والعبّاس بْن الوليد البَيْروتيّ، وخلْق. وثّقه عَبْد الرَّحْمَن بْن خِراش، وغيره. وقال ابن عديّ [1] : روى عَنِ الأوزاعي ما لم يوافقه عَلَيْهِ أحد [2] . وقال عَبَّاس البَيْروتيّ: مات سنة أربع ومائتين. وممّن روى عَنْهُ ابنه محمد بْن عُقْبة. وفي التابعين: - عُقْبة بْن علقمة، أبو الْجَنْوب [3] . يروي عَنْ عليّ رضى الله عنه.   [1] في الكامل 5/ 1918. [2] وقال العقيلي: «عن الأوزاعيّ ولا يتابع عليه» ، وروى من طريقه حديثين غير محفوظين. (الضعفاء الكبير 3/ 354) . وقال ابن أبي حاتم: أنا أبو بكر بن خيثمة فيما كتب إليّ قال: أخبرني أبو محمد من بني تميم صاحب لي ثقة قال: قال أبو مسهر: حدّثني عقبة بن علقمة المعافري من أصحاب الأوزاعي من أهل المغرب سكن الشام وكان خيارا ثقة. قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عقبة بن علقمة فقال: هو أحبّ إليّ من الوليد بن مزيد. (الجرح والتعديل 6/ 314) . وذكره ابن حبّان في موضعين، وقال في الثاني منهما: «يعتبر حديثه من غير رواية ابنه محمد بن عقبة عنه لأن محمدا كان يدخل عليه الحديث ويجيب فيه» . (الثقات 8/ 500) . وذكره ابن شاهين باسم: «عقبة بن أبي علقمة» وهو وهم، وقال: «ثقة من أهل طرابلس المغرب سكن الشام وكان خيارا» . (تاريخ أسماء الثقات 249 رقم 981) . وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين 2/ 181 رقم 2330. وقال المفضّل الغلابي، عن ابن معين: دمشقي لا بأس به. وقال الحاكم: ثقة مأمون. وقال ابن قانع: صالح. وقال عبد الرحمن بن يوسف بن سعيد: عقبة هو بيروتيّ من أصحاب الأوزاعيّ، ثقة. (تاريخ دمشق 28/ 157، 158) . [3] انظر عن (أبي الجنوب عقبة) في: الجرح والتعديل 6/ 313 رقم 1743، وقال فيه ابن أبي حاتم إنه سأل أباه عنه فقال: ضعيف الحديث، وهو مثل أصبغ بن نباتة، وأبي سعيد بن عقيصا متقاربين في الضعف، ولا يشتغل به. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 261 277- عليّ بْن بكّار [1] . أبو الحَسَن الْبَصْرِيّ، نزيل المصِّيصة والثُّغور، الزّاهد العارف. صحب إبراهيم بْن أدهم مُدَّةً. وَرَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وابن عَوْن، وهشام بن حسان، والأوزاعي، وحسين المعلم، وجماعة. وعنه: هناد السري، ويوسف بن مسلمة، والفيض بن إسحاق، وسلمة بن شبيب، وبركة بن محمد الحلبي، وعبد الله بن خبيق الأنطاكي، وآخرون. قال يوسف بن مسلم: بكى علي بن بكار حتى عمي، وكان قد أثرت الدموع على خديه [2] . قلت: وكان فارسا مجاهدا في سبيل الله، مرابطا بالثغور. وبلغنا عنه أَنَّهُ قَالَ: واقعنا العدوّ فانهزم المسلمون وقصّر بي فرسي، فقلت: عليّ فلانة في علفي. فضمنت أنّ لا يليه غيري [3] . وعنه قَالَ: لأن أَلْقَى الشيطان أحبّ إليّ من أنْ ألقى حُذَيفة المَرْعَشيّ، أخاف أنّ أتصنع لَهُ فأسقط من عين اللَّه [4] . وقال موسى بْن طريف: كانت الجارية تفرش لَهُ فتلمسه بيدها وتقول [5] :   [1] انظر عن (علي بن بكار) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 490، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 262 رقم 2350، والجرح والتعديل 6/ 176 رقم 963، والثقات لابن حبّان 8/ 463 و 474، وحلية الأولياء 9/ 317- 322 رقم 452، والسابق واللاحق 108، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ 266- 268 رقم 795، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 956، وسير أعلام النبلاء 9/ 584، 585 رقم 223، والكاشف 2/ 243 رقم 3941، وتهذيب التهذيب 7/ 586، 287 رقم 496 و 497، وتقريب التهذيب 2/ 32 رقم 298، 299، وخلاصة تهذيب التهذيب 271. [2] صفة الصفوة 4/ 267. [3] حلية الأولياء 9/ 318. [4] حلية الأولياء 9/ 318، 319. [5] في سير أعلام النبلاء 9/ 585 القول لعليّ بن بكار. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 262 واللَّه إنك لطيب، واللَّه إنك لَبَارد، واللَّه لأعْلُوَنَّك [1] اللَّيْلَةَ. وكان يصلّي الفجر بوضوء العَتمَة. قَالَ مُطِّين: مات سنة سبْعٍ ومائتين. قلت: غلط من قَالَ إنّه مات سنة تسع وتسعين ومائة [2] . أمّا عليّ بْن بكّار المصِّيصيّ الصغير، فيأتي بعد الأربعين. 278- عليّ بْن جعفر الصّادق بْن محمد الباقر بْن زين العابدين عليّ بْن الحُسين [3]- ت. - العلويّ الحُسَيني أخو موسى، وإسماعيل، وإِسْحَاق، ومحمد، وعبد اللَّه، وعباس، وفاطمة، وأسماء، وأم فَرْوَةَ، وفاطمة الصُّغرى رحمهم الله. وأمه أمّ وُلِد. روى عَنْ أَبِيهِ شيئًا يسيرًا، وعن: أخيه موسى الكاظم، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وغيرهم. وعنه: ابناه محمد وأحمد، وحفيده عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن عليّ، وابن ابن أخيه إسماعيل بْن محمد بْن إِسْحَاق، وأحمد البزّيّ صاحب القراءة، وَسَلَمَةُ بْن شبيب، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وجماعة. روى له الترمذي حديثا في حب آل محمد، عَنْ نصر الجهضميّ [4] ، وقع   [1] في السير: «لا علوتك» . [2] أرّخه فيها ابن الجوزي في (صفة الصفوة 4/ 268) . [3] انظر عن (علي بن جعفر الصادق) في: رجال الطوسي 241 و 353 و 379 رقم 289 و 5 و 3، والفهرست له 117، 118 رقم 379، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 958، 959، والكاشف 2/ 244 رقم 3947، وميزان الاعتدال 3/ 117 رقم 5799، ومرآة الجنان 2/ 48، وتهذيب التهذيب 7/ 293 رقم 502، وتقريب التهذيب 2/ 33 رقم 304، وخلاصة تذهيب التهذيب 272. [4] رواه الترمذي في المناقب (3874) باب مناقب أهل بيت النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: حدّثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، أخبرنا زيد بن الحسن، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ بن الجزء: 14 ¦ الصفحة: 263 موافقة في جزء العطوف. قَالَ التِّرْمِذيّ: غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وقال ابن ابن أخيه المذكور: تُوُفّي سنة عشر ومائتين [1] . 279- عليّ بن حفص المدائنيّ [2]- م. د. ت. ن. - أبو الحسن. عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وحريز بْن عثمان، وشُعْبة، وورقاء، وسفيان الثَّوْريّ، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن إشكاب، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، ومحمد بْن رافع، ويعقوب بْن شَيْبة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين [3] ، وغيره [4] . 280- عليّ بْن عاصم بْن صُهَيْب [5]- د. ت. ق. -   [ () ] عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: «يا أيها الناس إني تركت فيكم من ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي» . وفي الباب عن: أبي ذرّ، وأبي سعيد، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد. [1] تهذيب الكمال 2/ 958. [2] انظر عن (عليّ بن حفص) في: معرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 406، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 269 رقم 2371، والجرح والتعديل 6/ 182 رقم 998، والثقات لابن حبّان 8/ 465، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 965، والكاشف 2/ 246 رقم 3962، والمغني في الضعفاء 2/ 446 رقم 4253، وميزان الاعتدال 3/ 125 رقم 5829، وتهذيب التهذيب 7/ 309 رقم 524، وتقريب التهذيب 2/ 35 رقم 325، وخلاصة تذهيب التهذيب 273. [3] في معرفة الرجال 1/ 97 رقم 406. [4] ووثّقه علي بن المديني، وقال الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: علي بن حفص، فقال: المدائني؟ ليس به بأس. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي بن حفص المدائني فقال: صالح الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. (الجرح والتعديل 6/ 182) ، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «ربّما أخطأ» . (الثقات 8/ 465) . [5] انظر عن (علي بن عاصم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 313، والتاريخ لابن معين 2/ 421، ومعرفة الرجال له برواية ابن الجزء: 14 ¦ الصفحة: 264 مولى قريبة بنت محمد بْن أَبِي بَكْر الصديق. أبو الحَسَن الواسطيّ، وُلِد سنة خمس ومائة. روى عَنْ: سهيل بْن أَبِي صالح، وعطاء بْن السائب، ويزيد بْن أَبِي زياد، ويحيى البكاء، وبيان بْن بشر، وحصين بْن عَبْد الرحمن، وعبد اللَّه بْن عُثْمَان بن خيثم، وأبي هارون العبْديّ، وليث بْن أَبِي سُلَيْم، وحُمَيْد الطويل، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بن الأزهر، ومحمد بن يحى الذّهليّ، وعبد بن حميد، ويحيى بن بي طَالِب، ويعقوب بْن شَيْبة، والحَسَن بْن مُكْرَم البزار، والحارث بْن أَبِي أسامة، وهو آخر من حدَّثَ عَنْهُ. ومن القدماء: يزيد بْن زريع، وعفان بْن مُسْلِم، وآخرون. قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ رحمة اللَّه عَلَيْهِ من أهل الدِّين والصلاح والخير البارع. وكان شديد التَّوَقّي. ومنهم من أنكر عَلَيْهِ كثرة الغلط والخطأ. ومنهم من أنكر عَلَيْهِ تماريه في ذَلِكَ وترك الرجوع. ومنهم من تكلّم في سوء حِفْظه [1] . وعن عَبّاد بْن العوام قَالَ: لَيْسَ يُنْكَر عَلَيْهِ أَنَّهُ لم يسمع. ولكنّه كان رجلا   [ () ] محرز 1/ رقم 2 و 2/ رقم 713 و 838 و 839 و 840 و 841، وتاريخ خليفة 470، وطبقات خليفة 326، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 70 و 2/ رقم 1982، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 290، 291 رقم 2435، والتاريخ الصغير له 217، والضعفاء الصغير 270 رقم 254، والمعارف 516، والمعرفة والتاريخ للفسوي 640، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 430، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 245- 247 رقم 1244، وتاريخ الطبري 1/ 489 و 491 و 492 و 2/ 192، والجرح والتعديل 6/ 198- 199، رقم 1092، والمجروحين لابن حبّان 2/ 113، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدجي 5/ 1835- 1838، وتاريخ جرجان 64 و 404، والسابق واللاحق 276، وتاريخ بغداد 11/ 446- 458 رقم 6348، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 281، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 976- 978، ودول الإسلام 1/ 126، والمعين في طبقات المحدّثين 67 رقم 685، والعبر 1/ 336، وتذكرة الحفّاظ 1/ 316، وسير أعلام النبلاء 9/ 249- 262 رقم 72، وميزان الاعتدال 3/ 135- 138 رقم 5873، والكاشف 2/ 251 رقم 3994، والمغني في الضعفاء 2/ 450 رقم 4290، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 786، والكشف الحثيث 300 رقم 514، والبداية والنهاية 10/ 248، وتهذيب التهذيب 7/ 344- 348 رقم 571، وتقريب التهذيب 2/ 39 رقم 366، والنجوم الزاهرة 2/ 170، وطبقات الحفاظ 131، وخلاصة تذهيب التهذيب 275، وشذرات الذهب 2/ 2. [1] تاريخ بغداد 11/ 446، 447. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 265 مُوسِرًا، وكان الورّاقون يكتبون لَهُ. فأتي من كتبه الّتي كتبوها لَهُ [1] . وقال وكيع: ما زلنا نعرفه بالخير، فخذوا الصِّحاح من حديثه وَدَعُوا الغَلَط [2] . وقال عفّان: قدمتُ أَنَا وبهز واسط، فدخلنا عَلَى عليّ بْن عاصم فقال: ممّن أنتما؟ قُلْنَا: من أهل البصرة. فقال: من بَقِيّ؟ فذكرنا حمّاد بْن زيد ومشايخ البصريين. فلا نذكر لَهُ إنسانًا إلّا استصغره، فلمّا خرجنا قَالَ بهز: ما أرى هذا يفلح [3] . وقال أحمد بْن أعين: سَمِعْتُ عليّ بْن عاصم يَقُولُ: دفع إليّ أَبِي مائة ألف درهم. وقال: اذهب فلا أرى لك وجهًا إلّا بمائة ألف حديث [4] . وقال وكيع: أدركت النّاس والحلقة لعليّ بْن عاصم بواسط، فقيل لَهُ إنّه يغلط. فقال: دعوه وغلطه [5] . وقال أحمد بْن حنبل [6] : أمّا أَنَا فأحدّث عَنْهُ. كَانَ فيه لَجَاج ولم يكن متهمًا. وقال محمد بْن يحيى: قلت لأحمد بْن حنبل في عليّ بْن عاصم فقال: كَانَ حمّاد بْن سَلَمَةَ يخطئ [7] ، وأومأ أحمد بيده، أي كثيرا، ولم ير بالرواية عنه بأسا.   [1] تاريخ بغداد 11/ 448. [2] تاريخ بغداد 11/ 348. [3] تاريخ بغداد 11/ 450. [4] تاريخ بغداد 11/ 447. [5] تاريخ بغداد 11/ 48. [6] في العلل 1/ 16، والعلل ومعرفة الرجال 1/ 156 رقم 70، والجرح والتعديل 6/ 199، وتاريخ بغداد 11/ 448. [7] العلل ومعرفة الرجال 1/ 156 رقم 70، شرح علل الترمذي 1/ 113. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 266 وقال الخطيب في تاريخه [1] : كَانَ يستصغر النّاس وَيَزْدَرِيَهِم. وقال عَبْد اللَّه بْن عليّ المَدِينيّ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أتيت عليَّ بْن عاصم فنظرت في أثلاث كثيرة، فأخرجت منها مائتي طرف. فذهبت إليه فحدث عن المغيرة، عَنْ إبراهيم في التمتُّع. فقلت: إنّما هذا عَنْ مغيرة رأى حمّاد. فقال: من حدثكم؟ قلت: جرير. قَالَ: ذاك الصّبيّ رأيته ما يعقل ما يقال لَهُ. قَالَ: ومر شيء آخر، فقلت: يخالفونك. قَالَ: مَن؟ قلت: أبو عَوَانة. قَالَ: وضَّاع ذاك العبد. قَالَ: ومرّ شيء آخر، فقلت: يخالفونك. قَالَ: مَن؟ قلت: إبراهيم بن إسماعيل. قَالَ: ما رأيت ذاك يطلب حديثًا قطّ. قَالَ: وقال لشُعْبة: ذاك المسكين كنت أكلّم لَهُ خَالِد الحذّاء، فيحدثه [2] . قَالَ الْخَطِيبُ [3] : وَمِمَّا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ. قُلْتُ: هُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ [4] ، والمخزوميّ عَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» . وَالْحَدِيثُ عَنِ ابْنِ أُبَيٍّ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَإِسْرَائِيلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ [5] . قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. يَرَوْنَ أَنَّهُ لَا أَصْلَ لَهُ مُسْنَدًا وَلَا مَوْقُوفًا [6] . وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَهُ وَلَا وَقَّفَهُ غَيْرَ عَلِيٍّ. وَهُوَ مِنْ أَعْظَمَ مَا أَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَيْهِ.   [1] تاريخ بغداد 11/ 449. [2] تاريخ بغداد 11/ 450. [3] في تاريخه 11/ 450. [4] في الضعفاء الكبير 3/ 247. [5] انظر: تاريخ بغداد 11/ 450- 453. [6] تاريخ بغداد 11/ 453. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 267 وَقَالَ الْمَخْرَمِيُّ: ثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: صَدَقَ أَنَا قُلْتُهُ [1] . وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعَافَى الْعَابِدُ، وَكَانَ ثِقَةً، أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ: أَهُوَ لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الزَّمِنَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ يَسَارِهِ، وَعُثْمَانُ أَمَامَهُ، وَعَلِيٌّ خَلْفَهُ، حَتَّى جاءوا فَجَلَسُوا عَلَى رَابِيَةٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ؟ أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ؟ فَجِيءَ بِهِ. فَلَمَّا رَآهُ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَحْيَيْتَ سُنَّتِي. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّهُ أَخْطَأَ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ» . فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ مَسْعُودٍ [3] . قَالَ الباغَنْدِيُّ: فَجِئْتُ إِلَى عَاصِمِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ فِي سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ، فَرَكَبَ إِلَى أَبِي عَلِيٍّ فَسَمِعَهُ مِنْهُ [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: لقيت عليّ بن عاصم الواسطيّ، فأفادني أَشْيَاءَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ. فَأَتَيْتُ خَالِدًا فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَأَنْكَرَهَا كُلَّهَا [5] . وقال الفلّاس: عليّ بْن عاصم فيه ضعف، وكان إنّ شاء اللَّه من أهل الصِّدق. وقال الَّليْث بْن حَبْرويه: سَمِعْتُ يحيى بْن جعفر البيكَنْديّ يَقُولُ: كَانَ يجتمع عند عليّ بْن عاصم أكثر من ثلاثين ألفًا. وكان يجلس عَلَى سطح. وكان له ثلاثة مستملين [6] .   [1] تاريخ بغداد 11/ 453. [2] تاريخ بغداد 11/ 452. [3] تاريخ بغداد 11/ 452، 453. [4] تاريخ بغداد 11/ 453. [5] تاريخ بغداد 11/ 454. [6] تاريخ بغداد 11/ 454. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 268 قَالَ هارون بْن حاتم: سألته عَنْ مولده، فقال: سنة خمس ومائة. وقال تميم بْن المنتصر: وُلِد عليّ بْن عاصم سنة ثمانٍ ومائة. قال: ومات سنة إحدى ومائتين [1] . وقال محمد بْن سعْد [2] : وُلِد سنة تسع ومائة. وقال: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى بواسط، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة وأشهر. 281- عليُّ بنُ موسى الرِّضا [3]- ق. د. ت. - أحد الأعلام. هُوَ الْإِمَام أبو الحَسَن بْن موسى الكاظم بْن جعفر الصّادق بْن محمد الباقر بْن عليّ زين العابدين بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الهاشميّ العَلوَيّ الحسينيّ.   [1] تاريخ بغداد 11/ 457. [2] في طبقاته 7/ 313. [3] انظر عن (علي بن موسى الرضا) في: تاريخ خليفة 470، 471، والمعارف 388، وتاريخ اليعقوبي 2/ 453، وتاريخ الطبري 7/ 422 و 436 و 8/ 544 و 554 و 558 و 564 و 566 و 9/ 145، والمجروحين لابن حبّان 2/ 106، ولطف التدبير للإسكافي 202، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1801 و 2696 و 2745- 2747 و 2798، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 111 و 241 و 295 و 3/ 83 و 358 و 4/ 115 و 172 و 173 و 227 و 230 و 420، والفرق بين الفرق للبغدادي 64 و 360 و 362، ومقاتل الطالبيين 561 و 629 و 630، والأعلاق النفيسة لابن رسته 277 و 306، والوزراء والكتاب 312، والأوائل للعسكريّ 183، ورجال الطوسي 366، وأسماء المغتالين 68 أ، وزهر الآداب 92، والأنساب 6/ 139، وتاريخ حلب للعظيميّ 89 و 241 و 242، والسابق واللاحق 85، والتذكرة الحمدونية 1/ 112 و 115 و 270 و 377 و 2/ 258، والعقد الفريد 2/ 385 و 386 و 5/ 101 و 102، واللباب 2/ 30، والكامل في التاريخ 5/ 193، و 6/ 326 و 351، ووفيات الأعيان 3/ 269، ومختصر أخبار الخلفاء لابن الساعي 40، وتاريخ مختصر الدول 134، والفخري 217، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 992، والكاشف 2/ 258 رقم 4033، والمغني في الضعفاء 2/ 456 رقم 4345، وميزان الاعتدال 3/ 158 رقم 5952، والعبر 1/ 340، ودول الإسلام 1/ 127، وسير أعلام النبلاء 9/ 387- 393 رقم 125، والمختصر في أخبار البشر 2/ 23، 24، ونهاية الأرب 22/ 210، ومرآة الجنان 2/ 11- 13، والبداية والنهاية 10/ 250، والوافي بالوفيات 22/ 248- 252 رقم 181، وصبح الأعشى 9/ 391، وتهذيب التهذيب 2/ 44، 45 رقم 417، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 307، والأئمة الاثنا عشر لابن طولون 86- 99، وخلاصة تذهيب التهذيب 278، وشذرات الذهب 2/ 6. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 269 روى عَنْ: أَبِيهِ، وعُبَيْد اللَّه بْن أرطأة. وعنه: ابنه أبو جعفر محمد، وأبو عثمان المازني، والمأمون، وعبد السّلام بْن صالح، ودارم بْن قُبَيْصة، وطائفة. وأمّه أمّ وُلِد. وله عدَّة إخوة كلّهم من أمّهات أولاد وهم: إبراهيم، والعبّاس، والقاسم، وإسماعيل، وجعفر، وهارون، وحسن، وأحمد، ومحمد، وعُبَيْد اللَّه، وحمزة، وزيد، وعبد اللَّه، وإِسْحَاق، وحسين، والفضل، وسليمان. وعدَّة بنات سمّاهم الزُّبَيْر في كتاب «النَّسَب» [1] . وكان سيّد بُنيّ هاشم في زمانه، وأجلّهم وأنبلهم. وكان المأمون يعظّمه ويخضع لَهُ، ويتغالى فيه، حتّى أَنَّهُ جعله وليّ عهده من بعده. وكتب بذلك إلى الآفاق. فثار لذلك بنو العبّاس وتألّموا لإخراج الأمر عَنْهُمْ، كما هُوَ مذكور في الحوادث. وقيل إنّ دعبلًا الخُزاعيّ أنشده مديحا [2] فوصله بستّمائة دينار وبجبّة خزّ بذل له فيها أَهْل قم ألف دينار، فامتنع وسافر. فأرسلوا من قطع عَلَيْهِ الطريق وأخذ الْجُبَّة. فردّ إلى قمّ وكلّمهم. فقالوا: لَيْسَ إليها سبيل ولكن هذه ألف دينار. وأعطوه خرقه منها [3] . وقال المبرّد، عَنْ أَبِي عثمان المازنيّ قَالَ: سُئل عليّ بْن موسى الرِّضا: يكلف اللَّه العباد ما لا يطيقون؟ قَالَ: هُوَ أعدل من ذَلِكَ. قِيلَ: فيستطيعون أنْ يفعلوا ما يريدون؟ قَالَ: هُمْ أعجز من ذَلِكَ [4] . ويروى أنَّ المأمون هَمّ مَرَّةً أنْ يخلع نفسه من الأمر ويولّيه عليَّ بْن موسى   [1] انظر: نسب قريش 63. [2] انظر الأبيات في معجم الأدباء لياقوت 11/ 103- 110، وتهذيب الكمال 2/ 992. [3] وفيات الأعيان 3/ 270، الوافي بالوفيات 22/ 248، 249. [4] تهذيب الكمال 2/ 992، الوافي بالوفيات 22/ 249. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 270 الرِّضا. ولمّا جعله وليّ عهده نزع السّواد العبّاسيّ وألبس النّاس الخُضْرة. وضُرب اسم الرِّضا عَلَى الدينار والدرهم. وقيل إنّه قَالَ يومًا للرّضا: ما يَقُولُ بنو أبيك في جدّنا العبّاس؟ قَالَ: ما يقولون في رجلٍ فرض اللَّه طاعة نبيه عَلَى خلقه، وفرض طاعته عَلَى نبيه [1] . فأمر لَهُ المأمون بألف درهم [2] . وَبَلَغَنَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ مُوسَى خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ عَلَى الْمَأْمُونِ وَفَتَكَ بِأَهْلِهَا. فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ أَخَاهُ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا يَرُدُّهُ عَنْ ذَلِكَ. فَسَارَ إِلَيْهِ فِيمَا قِيلَ وَحَجَّهُ وَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ يَا زَيْدُ، فَعَلْتَ بِالْمُسْلِمِينَ مَا فَعَلْتَ، وَتَزْعُمُ أَنَّكَ ابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَاللَّهِ لأَشَدُّ النَّاسِ عَلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يَنْبَغِي لِمَنْ أَخَذَ بِرَسُولِ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَ بِهِ. فَبَلَغَ كَلَامُهُ الْمَأْمُونَ فَبَكَى، وَقَالَ: هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ [3] . وَلِأَبِي نُوَاسٍ فِي عَلِيٍّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ: قِيلَ لِي أَنْتَ أَحْسَنُ النَّاسِ طُرًّا ... فِي فُنُونٍ مِنَ الْمَقَالِ النَّبِيهِ لَكَ مِنْ جَيِّدِ الْقَرِيضِ مَدِيحٌ ... يُثْمِرُ الدُّرُّ فِي يَدَيْ مُجْتَنِيهِ فَعَلامَ تَرَكْتَ مَدْحَ ابْنِ مُوسَى ... وَالْخِصَالَ الَّتِي تَجَمَّعْنَ فِيهِ قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ مَدْحَ إِمَامٍ ... كَانَ جِبْرِيلُ خَادِمًا لِأَبِيهِ [4] قُلْتُ: هَذَا لَا يَجُوزُ إِطْلاقُهُ مِنْ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خادما لأبيه إلّا   [1] في الهامش هنا: «هذا من الألغاز. والّذي يفهم من الضمير في طاعته أنه للعباس، وليس كذلك، إنما هو عائد على الله تعالى، فأعرفه» . وانظر نحوه في: سير أعلام النبلاء 9/ 391. [2] وفيات الأعيان 3/ 271، الوافي بالوفيات 22/ 249. [3] وفيات الأعيان 3/ 271، والوافي بالوفيات 22/ 250. [4] الأبيات في: وفيات الأعيان 3/ 270، والوافي بالوفيات 22/ 249، وقيل كان سبب قول أبي نواس لهذه الأبيات أن بعض أصحابه قال له: ما رأيت أوقح منك، ما تركت خمرا ولا طردا ولا معنى إلّا قلت فيه شيئا، وهذا عليّ بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا!!، فقال: والله ما تركت ذلك إلا إعظاما له، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله، ثم أنشد بعد ساعة هذه الأبيات. (وفيات الأعيان 3/ 270، 271) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 271 بِنَصٍّ، وَالنَّصُّ مَعْدُومٌ فِيهِ. وَقَدْ كَذَبَتِ الرَّافِضَةُ عَلَى عَلِيٍّ الرِّضَا وَآبَائِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَحَادِيثَ وَنُسَخًا هُوَ بَرِيءٌ مِنْ عُهْدَتِهَا، وَمُنَزَّهٌ مِنْ قَوْلِهَا. وَقَدْ ذَكَرُوهُ مِنْ أَجْلِهَا فِي كُتُبِ الرِّجَالِ. مِنْ جُمْلَتِهَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: «السَّبْتُ لَنَا وَالأَحَدُ لِشِيعَتِنَا، وَالاثْنَيْنُ لِبَنِي أُمَيَّةَ، وَالثُّلاثَاءُ لِشِيعَتِهِمْ، وَالأَرْبِعَاءُ لِبَنِي الْعَبَّاسِ، وَالْخَمِيسُ لِشِيعَتِهِمْ، وَالْجُمُعَةُ لِلنَّاسِ جَمِيعًا» . فَانْظُرْ مَا أَسْمَجَ هَذَا الْكَذِبُ، قَبَّحَ اللَّهُ مَنْ وَضَعَهُ. وَبِالإِسْنَادِ: «لَمَّا أُسْرِيَ بِي سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ عَرَقِي، فَنَبَتَ مِنْهُ الْوَرْدُ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَشُمَّ رَائِحَتِي فَلْيَشُمَّ الْوَرْدَ» . وَبِالسَّنَدِ: «ادَّهِنُوا بِالْبَنَفْسَجِ، فَإِنَّهُ بَارِدٌ فِي الصَّيْفِ حَارٌّ فِي الشِّتَاءِ» . وَ: «مَنْ أَكَلَ رُمَّانَةً بِقِشْرِهَا أَنَارَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» . وَ: «الْحِنَّاءُ بَعْدَ النَّوْرَةِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ» . وَ: كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا عَطَسَ قَالَ عَلِيٌّ لَهُ: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَكَ. وَإِذَا عَطَسَ عَلِيٌّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْلَى [1] اللَّهُ كَعْبَكَ» . فَأَظُنُّ هَذَا مِنْ كَذِبِ الزَّنَادِقَةِ [2] . نَقَلَ الْقَاضِي شَمْسُ الدِّينِ بْنُ خِلِّكَانَ [3] ، أَنَّ سَبَبَ مَوْتِهِ أَنَّهُ أَكَلَ عِنَبًا فَأَكْثَرَ مِنْهُ. قَالَ [4] : وَقِيلَ بَلْ كَانَ مَسْمُومًا، فَاعْتَلَّ مِنْهُ، فَمَاتَ. قُلْتُ: مَاتَ فِي صَفَر سنة ثلاثٍ وَمائتين، عَنْ خمسين سنة بطوس. ومشهده مقصود بالزّيارة [5] ، رحمه الله.   [1] في الأصل «أعلا» . [2] انظر هذه الأحاديث الباطلة في كتاب (المجروحين لابن حبّان 2/ 106) . [3] في وفيات الأعيان 3/ 270. [4] المصدر نفسه. [5] انظر: الإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 7 و 96. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 272 282- عليُّ بْن يزيد بْن سُلَيْم الصدائي الكوفي [1] . صاحب الأكفان. عَنْ: الأعمش، وهارون بْن عنترة، وفطر بْن خليفة، وزكريّا بْن أَبِي زائدة، وفضيل بْن مرزوق، وجماعة. وعنه: أحمد بْن أَبِي شُرَيْح الرّازيّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن سلّام الطَّرَسُوسيّ، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، ومحمد بْن حرب النَّسائيّ، وهارون الحمّال، وطائفة. قَالَ الحَسَن: قَالَ أحمد بْن حنبل [2] : ما كَانَ بِهِ بأس. وقال أبو حاتم [3] : لَيْسَ قويّ، مُنْكَر الحديث. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتابع عَلَيْهِ. قلت: لم يخرجوا لَهُ [5] . 283- عليُّ بن يونس البلخيّ [6] . العابد.   [1] انظر عن (عليّ بن يزيد) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5339، والجرح والتعديل 6/ 209 رقم 1143، والثقات لابن حبّان 8/ 462، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1854، 1855، وتاريخ جرجان للسهمي 275، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 995، والمغني في الضعفاء 2/ 457 رقم 4361، وميزان الاعتدال 3/ 162 رقم 5967، وتهذيب التهذيب 7/ 395، 396 رقم 640، وتقريب التهذيب 2/ 46 رقم 429، وخلاصة تذهيب التهذيب. 278. [2] في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 5339. [3] في الجرح والتعديل 6/ 209. [4] في الكامل 5/ 1855، وقال ابن عرفة: حدّثنا أبو الحسن صاحب الأكفان ولا يسمّيه، وهو علي بن يزيد هذا، أظنّه بصريّا، أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات، إما أن يأتي بإسناد لا يتابع عليه، أو بمتن عن الثقات منكر، أو يروي عن مجهول. (الكامل 5/ 1854) . [5] وذكره ابن حبّان في الثقات. [6] انظر عن (علي بن يونس البلخي) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 256 رقم 1261، والجرح والتعديل 6/ 209 رقم 1145، والثقات لابن حبّان 8/ 459، والإرشاد للخليلي 1/ ورقة 190، ومناقب أبي حنيفة للكردري 2/ 242، ولسان الميزان 4/ 268 رقم 750، وميزان الاعتدال 3/ 163 رقم 5973، والطبقات السنيّة الجزء: 14 ¦ الصفحة: 273 روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وهشام بْن الغاز، وعبد العزيز بْن أَبِي رواد، ومالك بْن أنس، وإسماعيل بْن جعفر، وآخرين. وعنه: يعقوب بْن عُبَيْد النَّهرتيريّ، وإبراهيم بْن هارون البلْخيّ، وإسحاق بْن عَبْد اللَّه بْن رزين النَّيْسابوريّ. ذكره ابن أَبِي حاتم [1] ، وما رأيت أحدًا ضعفه ولا من ذكره في أصحاب مالك. أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الْوَفَاءِ مَحْمُودٍ: أَنَا أَبُو الْخَيْرِ مُحَمَّدٌ، أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَنْدَهْ، أَنَا أَبِي، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ النَّيْسَابُورِيُّ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُزَيْنٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ يُونُسَ الْبَلْخِيُّ، ثنا مَالِكٌ، وَالسُّفْيَانَانِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ» [2] . ثمّ ظفرت بذكره في «الضعفاء» [3] للعقيلي وقال: لا يتابع عَلَى حديثه. ثمّ ساق من رواية الفضل بْن سهل الأعرج، عَنْ عليّ بْن يونس حديثًا [4] ، معروف المَتْن، غريب السند. 284- عليّة بنت أمير المؤمنين المهديّ [5] .   [1] / 460، والفوائد البهيّة 106، ومشايخ بلخ 1/ 82 و 124 و 132. [1] في الجرح والتعديل 6/ 209. [2] أخرجه أبو داود في الفرائض (2919) باب في بيع الولاء. [3] ج 3/ 256. [4] قال البلخيّ: حدّثنا هشام بن الغاز، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يشدّ المصلي إلّا إلى ثلاثة مساجد، مسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى» . [5] انظر عن (علية بنت المهديّ) في: أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم للصولي 55- 83، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3084، والأغاني 10/ 162- 185، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 366 و 390 و 3/ 177 و 5/ 43 و 45، والبصائر والذخائر للتوحيدي 1/ 91، وزهر الآداب للحصري 10، وجمهرة أنساب العرب 22، والمنازل والديار لأسامة بن منقذ 1/ 353، والكامل في التاريخ 6/ 401، والجواري المغنّيات للعمروسي 133- 146، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 12، وعقود الجزء: 14 ¦ الصفحة: 274 أخت الرشيد. اشتريت أمها مكنونة للمهدي بمائة ألف درهم، فأولدها علية في سنة ستين ومائة. وكانت عُلَيَّة من أحسن النساء وأظرفهن وأعقلهن، ذات صيانة وأدب بارع. تزوجها موسى بْن عيسى بْن موسى بْن محمد العبّاسيّ. وكان الرشيد يبالغ في إكرامها واحترامها. ولها ديوان شعر معروف بين الأدباء. عاشت خمسين سنة، وماتت في حدود العشر ومائتين. 285- عمّار بْن عَبْد الجبار السَّعْديّ المَرْوَزِيّ [1] . أبو الحَسَن. سمع: ابن أَبِي ذئب، وشُعْبة، وطبقتهما. وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بْن عَقِيل الخُزاعيّ. وسيعاد. 286- عمار بْن عَبْد الملك المَرْوَزِيّ [2] . أبو اليقظان اليربوعي. مولاهم المُسْتَمليّ. سمع: شُعْبَة، وابن لهيعة. ذكره هكذا محمد بْن حَمْدَوَيْه في «تاريخ مَرْو» وقال: مات ببغداد سنة خمس ومائتين.   [ () ] الجمان للزركشي 236 ب، والمختصر في أخبار البشر 2/ 29، وخلاصة الذهب المسبوك 91 و 147، وتتمة تاريخ ابن الوردي 1/ 217، وفوات الوفيات 3/ 123- 126، وسير أعلام النبلاء 10/ 187، 188 رقم 36، والوافي بالوفيات 22/ 369- 374 رقم 263، والنجوم الزاهرة 2/ 191، ونزهة الجلساء في أشعار النساء 80، وشذرات الذهب 3/ 111، والدرّ المنثور في طبقات ربّات الخدور 349، 350. [1] ستعاد ترجمته بأطول ممّا هنا في الجزء التالي برقم (289) . [2] انظر عن (عمّار بن عبد الملك) في: الجرح والتعديل 6/ 393 رقم 2192، وتاريخ بغداد 12/ 253، 254 رقم 6700، وميزان الاعتدال 3/ 165 رقم 5991، ولسان الميزان 4/ 272 رقم 766. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 275 وقال: وكان سيّئ الحِفْظ مغفَّلًا. لَهُ صلاح وعِبادة [1] . ثنا عَنْهُ محمد بْن مَسْعَدَة. 287- عمار بْن مطر العَنْبريّ الرَّهاويّ [2] . أحد المتروكين المعنيين بالحديث. روى عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وزهير، وأبي هلال، ومالك بْن أنس. وعنه: عَبْد اللَّه بْن سالم، ومبارك بْن عَبْد اللَّه السّرّاج، ومحمد بْن الخضر الرَّقّيّ، وأبو فروة الرَّهَاويّ، وعبد اللَّه بْن سَلَمَةَ البلَديّ، وآخرون. قَالَ ابن عديّ [3] : متروك الحديث [4] . 288- عُمَارة بْن بِشْر الدّمشقيّ [5]- ت. - عَنْ: الأوزاعي، ومعاوية بْن يحيى الصَّدَفيّ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وغيرهم.   [1] تاريخ بغداد 12/ 254. [2] انظر عن (عمّار بن مطر) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 327 رقم 1347، والمجروحين لابن حبّان 2/ 196، والكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1727، 1728، والمغني في الضعفاء 2/ 459 رقم 4387، وميزان الاعتدال 3/ 169، 170 رقم 6004، ولسان الميزان 4/ 275، 276 رقم 777 وسيعيده المؤلّف في الجزء التالي، برقم (290) . [3] في الكامل 5/ 1727. [4] وقال العقيلي: «يحدّث عن الثقات بمناكير» . (الضعفاء الكبير 3/ 327) . وقال ابن حبّان: يروي عن ابن ثوبان وأهل العراق المقلوبات، يسرق الحديث ويقلبه. لا اعتبار بما يرويه إلا للاستئناس إليه عند الوفاق من هو مثله في الإتقان. أخبرنا القاسم بن عيسى العصّار بدمشق قال: حدّثنا الوزير بن محمد قال: حدّثنا عمّار بن مطر قال: حدّثنا ابن ثوبان بنسخة كبيرة أكثرها مقلوبة كرهت ذكرها لئلّا يطول على المتبحّر الوقوف عليها لشهرتها عند أصحابنا» . (المجروحون 2/ 196) . [5] انظر عن (عمارة بن بشر) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 127 و 30/ 213، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1000، والكاشف 2/ 262 رقم 4063، وميزان الاعتدال 3/ 173 رقم 76015 وتهذيب التهذيب 7/ 411، 412 رقم 668، وتقريب التهذيب 2/ 49 رقم 458، وخلاصة تذهيب التهذيب 280، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 370 رقم 1133. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 276 وعنه: عليّ بْن سهل الرَّمْليّ، ونصر بْن الفَرَج شيخ النَّسائيّ، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم. وحدَّثَ سنة مائتين [1] . تُوُفّي بعد ذَلِكَ. 289- عِمران بْن أَبَان الواسطيّ [2] . أخو محمد بْن أَبَان. روى عَنْ: حمزة الزّيّات، وشُعْبة. وعنه: حُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وآخرون. وهو ضعيف الحديث [3] . 290- عُمَر بْن حبيب العدويّ البصريّ القاضي [4] .   [1] قال ابن عساكر: «أظنّه من أهل دمشق.. لم يذكره البخاريّ في تاريخه، ولا ابن أبي حاتم في كتابه، وهو شيخ من أهل البصرة» . (تاريخ دمشق 30/ 213) . [2] انظر عن (عمران بن أبان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 409 رقم 2806، والضعفاء والمتروكين للنسائي 400 رقم 477، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 297 رقم 1303، والجرح والتعديل 6/ 293 رقم 1627، والثقات لابن حبّان 8/ 497، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1744، وتاريخ جرجان 299 و 395، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1055، والمغني في الضعفاء 2/ 477 رقم 4584، وميزان الاعتدال 3/ 233 رقم 6266، وخلاصة تذهيب التهذيب 295، وسيعيد ترجمته، برقم (293) . [3] ضعّفه النسائيّ، وقال العقيلي: «لا يتابع عليه ولا على شيء من حديثه» . (الضعفاء الكبير 3/ 297) ، وقال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل 6/ 293 و 294) ، وقال ابن عديّ: «سمعت ابن حمّاد يقول: عمران بن أبان ليس بالقويّ، قاله أحمد بن شعيب. وقال ابن عديّ: وعمران هذا له أحاديث غرائب، ويروي عن محمد بن مسلم الطائفي خاصّة ولا أرى بحديثه بأسا، ولم أر في حديثه شيئا منكرا فأذكره» . (الكامل 5/ 1744) . [4] انظر عن (عمر بن حبيب) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 426، وتاريخ خليفة 464 و 472، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 148 رقم 1987، والضعفاء والمتروكين للنسائي 400 رقم 471، وتاريخ الثقات للعجلي 355 رقم 1221، وأخبار القضاء لوكيع 2/ 142، وتاريخ الطبري 7/ 420 و 8/ 140، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 152، 153 رقم 1139، والمعرفة والتاريخ 2/ 245، وبغداد لابن طيفور 192، والجرح والتعديل 6/ 104، 105 رقم 553، والثقات لابن حبّان 7/ 172، والمجروحين له 2/ 89، 90، ومشاهير علماء الأمصار له 192 رقم 1546، والكامل في ضعفاء الرجال لابن الجزء: 14 ¦ الصفحة: 277 قِيلَ: هُوَ ابن حبيب بْن محمد بْن مجالد بْن سليمان، من بُنيّ عديّ بْن عَبْد مَنَاة. روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وخالد الحذاء، ومحمد بْن عجلان، وهشام بْن عُرْوَة، ويونس بْن عُبَيْد، وطائفة. وعنه: إِسْحَاق بْن إبراهيم شاذان، وحفص الرُّبَاليّ، وحمّاد بْن الحَسَن بْن عَنْبَسَةَ، وأبو أمية الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وخلق. قَالَ عَبَّاس، عَنْ يحيى بْن مَعِين [1] : ضعيف يكذب. وقال الْبُخَارِيّ [2] : يتكلّمون فيه. وقال النَّسائيّ [3] : ضعيف. وقال ابن عديّ [4] : حَسَنُ الحديث، يكتب حديثه مَعَ ضعفه. قلت: ولي قضاء البصرة، ثمّ ولي قضاء الجانب الشرقيّ ببغداد للمأمون [5] . وهو جدّ أَبِي رفاعة عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عُمَر العَدَويّ. ويُروى أَنَّهُ حضر مجلسَ الرشيد، فتنازع الفُقَهاء في الاحتجاج بأبي هُرَيْرَةَ، فقال عُمَر بْن حبيب: هُوَ صَدُوق صحيح النقل. فهمّ الرشيد بقتله لكونه   [ () ] عديّ 5/ 1695، 1696، وتاريخ جرجان للسهمي 273، وتاريخ بغداد 11/ 96- 200 رقم 5903، والأنساب 8/ 410، والكامل في التاريخ 6/ 385، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2/ 2، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1004، 1005، والعبر 1/ 352، وسير أعلام النبلاء 9/ 490، 491 رقم 183، وميزان الاعتدال 3/ 184 رقم 7067، والوافي بالوفيات 22/ 447، 448 رقم 324، والعقد الثمين 6/ 286، والجواهر المضيّة 2/ 643 رقم 1046، وتهذيب التهذيب 7/ 431- 433 رقم 706، وتقريب التهذيب 2/ 52 رقم 397، والنجوم الزاهرة 2/ 184، وخلاصة تذهيب التهذيب 281، والطبقات السنية، رقم 1622، وشذرات الذهب 2/ 17. [1] في تاريخه 2/ 426. [2] في تاريخه الكبير 6/ 148. [3] في الضعفاء والمتروكين 400 رقم 471. [4] في الكامل 5/ 1696. [5] تاريخ بغداد 11/ 196. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 278 ردّ عَلَيْهِ، وطلبه. ثمّ دفع اللَّه عَنْهُ [1] . قَالَ غير واحد: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين بالبصرة [2] . 291- عمر بن سعد [3]- ع. - أبو داود الحفريّ الكوفيّ العابد. والحَفَرِ: مكانٌ بالكوفة. وذِكره بالكنية أولى. عَنْ: مالك بْن مِغْوَلٍ، ومِسْعَر، وسُفْيَان الثَّوْريّ، وصالح بْن حسّان، وبدر بْن عثمان، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمود بْن غَيْلان، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وعليّ بْن حرب، ومحمد بْن رافع، وعبد بْن حُمَيْد، وطائفة. قَالَ عَبَّاس: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يقدّمه في حديث سفيان على محمد بن يوسف وقبيصة [4] .   [1] انظر تفاصيل الرواية في تاريخ بغداد 11/ 197. [2] وقد ذكره العجليّ في تاريخ الثقات، وقال: «لَيْسَ بِشَيْءٍ» . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» في ترجمة سميّه «عمر بن حبيب القاضي من أهل مكة» الّذي سكن اليمن، وقال: وليس هذا بعمر بن حبيب القاضي الّذي كان على قضاء البصرة، داك ضعيف» (الثقات 7/ 172 و 173) وقال عنه في (المجروحين 2/ 89) : «كان ممّن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد أنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به» . [3] انظر عن (عمر بن سعد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 403، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 2/ رقم 11 و 44 و 45، وطبقات خليفة 173، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 158 رقم 2019، والتاريخ الصغير له 218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 35، والمعرفة والتاريخ 1/ 195 و 717 و 2/ 622، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 267، وتاريخ الثقات للعجلي 358 رقم 1231:، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 170، والجرح والتعديل 6/ 112 رقم 596، والثقات لابن حبّان 7/ 189، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) 9 أ، رقم 178 (حسب ترقيم نسختنا المصوّرة) ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 36، 37 رقم 1087، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ 186 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1010، 1011، والعبر 1/ 340، والكاشف 2/ 270 رقم 4122، وسير أعلام النبلاء 9/ 415- 417 رقم 145، والمعين في طبقات المحدّثين 77 رقم 821، وتهذيب التهذيب 7/ 452، 453 رقم 747، وتقريب التهذيب 2/ 56 رقم 434، وخلاصة تذهيب التهذيب 283. [4] تهذيب الكمال 2/ 1010، 1011. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 279 وقال وكيع: إن كَانَ يدفع بأحد في زماننا فبأبي داود [1] . وقال عليّ بْن المَدِينيّ: لا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه [2] . وقال أبو حاتم [3] : صدوق، رجل صالح. وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ من الصالحين الثّقات. حُكي أَنَّهُ أبطأ يومًا في الخروج إليهم، ثمّ خرج فقال: أعتذر إليكم، فإنه لم يكن لي ثوبٌ غيرُ هذا. صلَّيت فيه، ثمّ أعطيتُهُ بناتي حتّى صَلَّيْن فيه، ثمّ أخذته وخرجت إليكم. قَالَ أبو حمدون المقرئ: دفنا أبا داود الحَفَريّ رحمه اللَّه وتركنا بابه مفتوحًا. ما كَانَ في البيت شيء [4] . قَالَ ابن سعْد [5] : مات في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ ومائتين [6] . 292- عمر بن شبيب المسليّ [7]- ق. - أبو حفص المذحجيّ الكوفيّ. رأى أبا إسحاق السّبيعيّ.   [1] تهذيب الكمال 2/ 1011. [2] تهذيب الكمال 2/ 1011. [3] الجرح والتعديل 6/ 112. [4] تهذيب الكمال 2/ 1011. [5] في طبقاته الكبرى 6/ 403. [6] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: مات وقد شاخ، أحسبه من أبناء السبعين، وحديثه عندنا متيسّر. (سير أعلام النبلاء 9/ 417) . [7] انظر عن (عمر بن شبيب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 388، والتاريخ لابن معين 2/ 430، والضعفاء والمتروكين للنسائي 400 رقم 472، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 171، 172 رقم 1163، والمعرفة والتاريخ 3/ 38 و 113، والجرح والتعديل 6/ 115 رقم 621، والمجروحين لابن حبّان 2/ 90، ورجال الطوسي 252 رقم 460، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1691، 1692، وتاريخ بغداد 11/ 194- 196 رقم 5902، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1013، والعبر 1/ 388، وسير أعلام النبلاء 9/ 428، 429 رقم 156، وميزان الاعتدال 3/ 204 رقم 6136، والكاشف 2/ 272 رقم 4136، والمغني في الضعفاء 2/ 469 رقم 4485، والوافي بالوفيات 22/ 490 رقم 436، وتهذيب التهذيب 7/ 461، 462 رقم 768، وتقريب التهذيب 2/ 57 رقم 453، وخلاصة تذهيب التهذيب 283، وشذرات الذهب 2/ 3. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 280 عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْم، وعَمْرو بْن قيس الملائي، وإبراهيم بْن مهاجر، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وطائفة. وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأبو بكر بْن أَبِي شَيْبَة، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن طريف، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامري، وسَعْدان بْن نَصْر، وخلق. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعة: لين الْحَدِيثِ [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [5] : كَانَ صدوقًا. ولكنه كَانَ يخطئ كثيرًا عَلَى قلة روايته [6] . قلت: لَهُ حديث واحد في «سنن ابن ماجة» في الطلاق [7] . تُوُفّي سنة اثنتين. 293- عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن رزين [8]- م. د. -   [1] في تاريخه 2/ 430، وقال أيضا: «لم يكن بشيء، وقد رأيته» . [2] وقال: ليس بثقة: (تهذيب الكمال 2/ 1013) . [3] في الجرح والتعديل 6/ 115. [4] في الضعفاء والمتروكين 400 رقم 472. [5] في المجروحين 2/ 90. [6] قال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: هذا فيه تناقض، فالصّدوق لا يكثر خطؤه، والكثير الخطأ مع القلّة هو المتروك» . (سير أعلام النبلاء 9/ 429) . [7] برقم (2079) باب طلاق الأمة وعدّتها، من طريق عمر بن شبيب، عن عبد الله بن عيسى، عن عطيّة العوفيّ، عن ابن عمر، وأخرجه الدار الدّارقطنيّ في سننه 4/ 38 رقم (104) في كتاب الطلاق، وقال: تفرّد به عمر بن شبيب مرفوعا، وكان ضعيفا. ورواه ابن عديّ في الكامل 5/ 1691. [8] انظر عن (عمر بن عبد الله بن رزين) في: الكنى والأسماء، ورقة 82، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 39 رقم 1096، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 345، 346 رقم 1304، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1014، 1015، وسير أعلام النبلاء 9/ 430 رقم 157، والعبر 1/ 341، والكاشف 2/ 273 رقم 4144، وتهذيب التهذيب 7/ 468، 469 رقم 778، وتقريب التهذيب 2/ 58 رقم 464، وخلاصة الجزء: 14 ¦ الصفحة: 281 أبو العبّاس السّلميّ النّيسابوريّ. أخو مبشر، وجعفر. رحل وسمع: محمد بْن إِسْحَاق، وسفيان بْن حسين الواسطيّ، وإبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وجماعة. وعنه: أحمد بْن الازهر، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وسهل بن عمّار، وأيّوب بن الحسين، وجماعة. وو قال سهل بن عمار: لم يكن بخراسان أنبل منه [1] . وقال الحاكم: خطتهم أشهر خطة بنيسابور في أيام عبد الله بن عامر بن كريز. وروى أبو العباس: وفاته في سنة ثلاث ومائتين. 294- عمر بن عبد الواحد [2] . قد مر. وقال بعضهم: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين. 295- عُمَر بْن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُوسَى بْنُ عُبَيْدِ الله بن معمر [3]- ت. - أبو حفص التّيميّ المدنيّ. عَنْ: إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّه، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، ويونس بن يزيد، وأبيه.   [ () ] تذهيب التهذيب 284. [1] تهذيب الكمال 2/ 1015. [2] تقدّمت ترجمة (عمر بن عبد الواحد) وهو أبو حفص السلمي الدمشقيّ في الطبقة الماضية، انظر الجزء السابق، رقم (221) . [3] انظر عن (عمر بن عثمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 178 رقم 2094، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 22، والمعرفة والتاريخ 1/ 479 و 2/ 245، والجرح والتعديل 6/ 124 رقم 674، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1722، 1723، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 125 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1019، والكاشف 2/ 275 رقم 4159 وفيه (التميمي) ، وتهذيب التهذيب 7/ 482، 483 رقم 800، وتقريب التهذيب 2/ 60 رقم 485، وخلاصة تذهيب التهذيب 285. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 282 وعنه: محمد بْن الحَسَن بْن زبالة، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، والزُّبَير بْن بكّار [1] . 296- عُمَر بن يونس اليماميّ [2]- ع. - أبو حفص. عَنْ: عكرمة بْن عمار، وأبيه يونس بْن القاسم الحنفي، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، وملازم بْن عَمْرو، وعُمَر بْن أَبِي خثعم، وحباب بْن فَضَالَةَ صاحب أنس، وغيرهم. وعنه: أبو ثور الفقيه، وأبو خَيْثَمَة، وإِسْحَاق بْن وهْب العلّاف، وعبد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وعَمْرو النّاقد، وعبد بْن حُمَيْد، وبُنْدار، وخلق. وثّقه ابن مَعِين [3] ، والنسائي [4] . 297- عُمَر بْن أَبِي بَكْر [5] .   [1] سئل أبو حاتم عنه، فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 6/ 124) . وقال الدارميّ لابن معين: عمر بن عثمان، الّذي يروي عن أبيه، عن ابن شهاب ما حالهما؟ قال: ما أعرفهما. وقال ابن عديّ: وقول يحيى بن معين في عمر بن عثمان هذا ووالده أنه لا يعرفهما، فهو كما قال. إنما حدّث عنه من أهل المدينة، إبراهيم بن المنذر، وابن أبي أويس بالشيء اليسير. (الكامل 5/ 1722 و 1723) . [2] انظر عن (عمر بن يونس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 556، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4494، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 206 رقم 2185، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 22، والمعرفة والتاريخ 3/ 283، والجرح والتعديل 6/ 142، 143 رقم 774، والثقات لابن حبّان 8/ 445، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 124 أ، ورجال الصحيح مسلم لابن منجويه 2/ 42 رقم 1107، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 242 رقم 1391، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1025، 1026، والكاشف 2/ 279 رقم 4187، وميزان الاعتدال 3/ 232 رقم 6254 في ترجمة (عمر بن يونس- شيخ) ، وتهذيب التهذيب 7/ 506، 507 رقم 845، وتقريب التهذيب 2/ 64 رقم 527، وخلاصة تذهيب التهذيب 286. [3] الجرح والتعديل 6/ 142، 143. [4] ووثّقه أحمد في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 4494 وقال: «ثقة ولم أسمع منه» ، والجرح والتعديل 6/ 142، وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [5] انظر عن (عمر بن أبي بكر) في: المعرفة والتاريخ 3/ 253، والجرح والتعديل 6/ 100 رقم 524، والأسامي والكنى للحاكم، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 283 أبو حفص المَوْصِليّ قاضي الأردن. عَنْ: سليمان بن بلال، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وجماعة. وعنه: إبراهيم بْن المنذر الحزاميّ، والزُّبَير بْن بكّار، وغيرهما. ضعفه أَبُو زُرْعة، وغيره. وقال أَبُو حاتم [1] : ذاهب الحديث. وقال سَعِيد بْن نُمَيْر البردي: آفة من الآفات. وَأَمَّا أخوه عَمْرو بْن أَبِي بَكْر المَوْصِليّ أبو بَكْر فولي قضاءَ دمشق للرشيد ثمّ للأمين. وتُوُفّي في حدود المائتين. 298- عَمْرو بْن الأزهر الْبَصْرِيّ العَتَكيّ [2] . نزيل واسط ثمّ بغداد. عَنْ: حُمَيْد الطويل، وهشام بْن عُرْوَة، وبهز بْن حكيم، وغيرهم. وعنه: حسان بن سيّار، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه الحلبيّ، وخالد بْن عَمْرو. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ [3] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : متروك.   [ () ] ج 1 ورقة 125 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 463 رقم 4430 وفيه (المؤملي) ، وميزان الاعتدال 3/ 184 رقم 6063، ولسان الميزان 4/ 287 رقم 821. [1] في الجرح والتعديل 6/ 100. [2] انظر عن (عمرو بن الأزهر) في: التاريخ لابن معين 2/ 440، والتاريخ الكبير 6/ 316 رقم 2507، والتاريخ الصغير 208، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 108 رقم 170، والضعفاء والمتروكين للنسائي 400 رقم 454، والضعفاء والكبير للعقيليّ 3/ 256، 257 رقم 1262، والجرح والتعديل 6/ 221 رقم 226، والمجروحين لابن حبّان 2/ 78، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1783- 1785، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 131 رقم 394، وتاريخ بغداد 12/ 193، 194 رقم 6656، والمغني في الضعفاء 2/ 481 رقم 4629، وميزان الاعتدال 3/ 245، 246 رقم 6328، والكشف الحثيث 321 رقم 561، ولسان الميزان 4/ 353، 354 رقم 1037. [3] وقال في تاريخه: «ضعيف» ، (2/ 440) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 257، والجرح والتعديل 6/ 221 رقم 226) . [4] في الضعفاء والمتروكين 400 رقم 454. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 284 وكذبه بعضهم [1] . 299- عَمْرو بْن خَالِد [2] . أبو حفص الأعشى. ويقال أبو يوسف. كوفي واهٍ. روى عَنْ: عاصم، وهشام بْن عُرْوَة، والأعمش، ومحل الضَّبّيّ. وعنه: عمرو بن عبد الله الأودي، وأحمد بن حازم بن أبي عزرة، وجماعة. قال ابن عدي [3] : منكر الحديث. وقال ابن حبان [4] : لا تحلّ الرواية عَنْهُ. 300- عَمْرو بْن محمد بْن أَبِي رزين [5] . أبو عثمان الخُزاعيّ الْبَصْرِيّ. عَنْ: ثور بْن يزيد، وهشام بْن حسان، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وشُعْبة، والثَّوْريّ. وعنه: رجاء بْن محمد العُذْريّ، ويحيى بْن مَعِين، ومحمد بْن سِنان القزّاز، ومحمد بْن بشّار، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وطائفة. وذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [6] فقال: ربّما أخطأ.   [1] وقال الجوزجاني: «غير ثقة» . (أحوال الرجال 108 رقم 170) . وقال الدار الدّارقطنيّ: «كذّاب عن البصريّين» . [2] انظر عن (عمرو بن خالد) في: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1779، والمجروحين لابن حبّان 2/ 79، ورجال الطوسي 248 رقم 405، والفهرست له 141 رقم 491، والمغني في الضعفاء 2/ 483 رقم 4648، وميزان الاعتدال 3/ 256، 257 رقم 6358، والكشف الحثيث 324 رقم 567. [3] في الكامل 5/ 1779. [4] في المجروحين 2/ 79. [5] انظر عن (عمرو بن محمد بن أبي رزين) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 375 رقم 2681، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 26، والجرح والتعديل 6/ 262 رقم 1449، والثقات لابن حبّان 8/ 482، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1049، والكاشف 2/ 294 رقم 4293، وتهذيب التهذيب 8/ 97، 98 رقم 157، وتقريب التهذيب 2/ 78 رقم 671، وخلاصة تذهيب التهذيب 293. [6] ج 8/ 482. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 285 وحدَّثَ سنة ستٍّ ومائتين. 301- عَمْرو بْن محمد العَنْقَزَيّ الْبَصْرِيّ [1] . تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين، وقيل سنة تسعٍ وتسعين ومائة. 302- عَمْرو بْن عَبْد الغفار الفقيميّ الكوفيّ [2] . حدَّثَ عَنْ: عمه الحَسَن بْن عَمْرو الفقيميّ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى. وعنه: قُتَيْبة، وأحمد بْن الفُرات، والحَسَن بْن مُكْرَم، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، وآخرون. قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: رميت بحديثه، وكان رافضيًا [3] . وقال أحمد العِجْليّ [4] : متروك. ومشّاه بعضهم [5] . تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين [6] . 303- عِمران بن أبان بن عمران بن زياد [7] .   [1] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية، انظر الجزء السابق، برقم (228) . [2] انظر عن (عمرو بن عبد الغفّار) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 352 رقم 2611، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 286، 287 رقم 1285، والجرح والتعديل 6/ 246 رقم 1363، والثقات لابن حبّان 8/ 478، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1795- 1797، وتاريخ بغداد 12/ 201، 202 رقم 6660، والمغني في الضعفاء 2/ 4677، وميزان الاعتدال 3/ 272، 273 رقم 6403، ولسان الميزان 4/ 369، 370 رقم 1086. [3] تاريخ بغداد 12/ 202. [4] لم يذكره في تاريخ الثقات، وهو في تاريخ بغداد 12/ 202. [5] مثل ابن حبّان الّذي ذكره في الثقات 8/ 478. [6] قال العقيلي: «منكر الحديث» . (الضعفاء الكبير 6/ 286) . وقال أبو حاتم: «ضعيف الحديث، متروك الحديث، متروك الحديث» . (الجرح والتعديل 6/ 246) . وقال ابن عديّ: «ليس بالثبت بالحديث، حدّث بالمناكير في فضائل عليّ رضي الله عنه» . وهو متّهم إذا روى شيئا من الفضائل، وكان السلف يتّهمونه بأنه يضع في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم» . (الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 179 و 1797) . [7] تقدّمت ترجمته قبل قليل برقم (289) ، وفيها مصادر ترجمته. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 286 أبو موسى الواسطيّ الطّحّان. عَنْ: حريز بْن عثمان، وحمزة الزّيّات، وشُعْبة، وشريك، وجماعة. وعنه: الحَسَن بْن عليّ الخلّال، والحسين بْن عيسى البسطاميّ، وحُمَيْد بْن زَنْجَوَيه، وسليمان بْن سيف الحرّانيّ، وعبد اللَّه بْن الحَكَم القَطَوانيّ. قَالَ أبو داود: خرج مَعَ أَبِي السّرايا وقذف قومًا. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [1] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : لا أرى بحديثه بأسًا. قَالَ ابن حِبّان: مات سنة خمسٍ ومائتين. لم يُخَرِّجوا لَهُ. 304- عَنْبَسَةُ بْن سَعِيد بْن أبان الأُمَويّ الكوفيّ [3] . أبو خَالِد. أخو يحيى، وعُبَيْد اللَّه، ومحمد، وعبد اللَّه، وأبان. روى عَنِ: ابْن المبارك. وعنه: ابن أخيه سَعِيد بْن يحيى، ومحمد بن حسّان الأزرقيّ. وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وغيره [4] . مات شابًا قبل أخيه عُبَيْد اللَّه المتوفيّ سنة ثلاثٍ ومائتين. وقد ولي قضاء الرّيّ [5] .   [1] في الضعفاء والمتروكين 400 رقم 477. [2] في الكامل 5/ 1744. [3] انظر عن (عنبسة بن سعيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 407 و 7/ 345، والتاريخ لابن معين 2/ 457، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 36 رقم 159، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 32، وتاريخ الطبري 6/ 146 و 207 و 208 و 272 و 275 و 384 و 388، والجرح والتعديل 6/ 400 رقم 2234، والثقات لابن حبّان 7/ 290، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 172 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 206، وتاريخ بغداد 12/ 284- 286 رقم 6725. [4] ووثّقه ابن معين في تاريخه 2/ 457، وقال ابن أبي حاتم: «كان صاحب حديث الكوفة هو ونوفل، ويحيى بن آدم، سمعت أبي يقول ذلك، يقول: كان من حفّاظ أهل الكوفة، وكان من أصدق إخوته وأحفظهم» . (الجرح والتعديل 6/ 400) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يروي المقاطيع» . (7/ 290) . [5] تاريخ بغداد 12/ 285. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 287 305- عَوْف بْن محمد [1] . أبو غسان المراديّ الْبَصْرِيّ. عَنْ: يوسف بْن عَبْدة العَتَكيّ، ومحمد بْن مُسْلِم الطّائفيّ. وعنه: أبو حفص الفلّاس، وعَبْدة بْن عَبْد اللَّه الصّفّار، وبُنْدار، وغيرهم [2] . 306- العلاء بْن عصيم [3] . أبو عَبْد اللَّه الْجُعْفيّ. مؤذن مسجد حسين [4] الْجُعْفيّ. عَنْ: زُهَيْر بْن معاوية، وأبي الأحوص سلّام، وعنترة بْن القاسم. وعنه: أحمد بْن سَعِيد الرباطيّ، وأبو بَكْر بْن أبي شَيْبَة، وعليّ بْن المَدِينيّ، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارميّ، وآخرون. قَالَ مُطِّين: عوفي سنة ثمان ومائتين [5] .   [1] انظر عن (عوف بن محمد) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 88، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 76، والجرح والتعديل 6/ 16 رقم 73، والثقات لابن حبّان 8/ 521 و 523. [2] قَالَ ابن أَبِي حاتِم: «سَمِعَ منه أَبِي وروى عنه وسألته عنه فقال: هو ثقة» . (الجرح والتعديل 7/ 16) . وذكره ابن حبّان مرّتين في «الثقات» (ج 8/ 521 و 523) ولم يتنبّه إلى ذلك محقّق الكتاب، فقال تعليقا على الترجمة الأولى (8/ 521 حاشية 6) : «لم نظفر ترجمته» ! وقال عنه في الترجمة الثانية (8/ 523 الحاشية 5) : «له ترجمة في الجرح والتعديل 3/ 16» . وقد وضع المحقّق الترجمة الأولى كلها بين حاصرتين، مما يدلّ على أنها لم تكن في موضعها من أصل المخطوط، وفي هذه الترجمة: «مات في النصف من محرّم سنة تسع وعشرين ومائتين» . وفي الترجمة الثانية: «مات للنصف من المحرّم يوم الخميس سنة تسع عشرة ومائتين» ! فليحرّر. [3] انظر عن (العلاء بن عصيم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 518 رقم 3174، والتاريخ الصغير له 222، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، والجرح والتعديل 6/ 359 رقم 1981، والثقات لابن حبّان 8/ 503، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1073، والكاشف 2/ 310 رقم 4407، وتهذيب التهذيب 8/ 189 رقم 340، وتقريب التهذيب 2/ 93 رقم 830، وخلاصة تذهيب التهذيب 300 (وفيه: العلاء بن عصيب) وهو تحريف. [4] في الأصل «حسان» ، والتصويب من المصادر. [5] تهذيب الكمال 2/ 1073، وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: مات سنة خمس ومائتين. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 288 307- عيسى بْن إبراهيم الْقُرَشِيّ الهاشْميّ [1] . أحد الضعفاء. قد دار أكثر أقاليم الإسلام. وروى عَنْ: موسى بْن أَبِي حبيب، شيخ تابعي، غير حديثٍ مُنْكَر. وروى عَنْ: زُهَيْر بْن محمد. روى عَنْهُ: بقيَّة بْن الوليد، وبِشْر بْن القاسم، والحسين بْن منصور السُّلَميّ، وعليّ بْن الحَسَن الذُّهْليّ، وجماعة من النيسابوريين. تركه غير واحد [2] . وقال الحاكم: واهي الحديث بمرَّة. روى عَنْهُ من القدماء: كثير بْن هشام، وبقية. 308- عيسى بْن خَالِد [3] . أبو عَبْد اللَّه اليَمَاميّ. قدِم دمشق، وحدَّثَ عَنْ: شُعْبَة، وزهير بْن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة.   [1] انظر عن (عيسى بن إبراهيم) في: التاريخ لابن معين 2/ 462، والتاريخ الكبير 6/ 407 رقم 2802، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 429، 6/ 271، 272 رقم 1505، والمجروحين لابن حبّان 2/ 121، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1890، 1891، والمغني في الضعفاء 2/ 496 رقم 4785، وميزان الاعتدال 3/ 308، 309 رقم 6546، ولسان الميزان 4/ 391، 392 رقم 1193. [2] قال ابن معين في تاريخه 2/ 462: «ليس بشيء» . وقوله في: الضعفاء الكبير 3/ 395. وقال العقيلي: «حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلّا به» . (الضعفاء الكبير 3/ 395) . وقال البخاري: «منكر الحديث» . (التاريخ الكبير 6/ 407) . وقال أبو حاتم: «متروك الحديث» (الجرح والتعديل 6/ 272) . وقال ابن حبّان: «يروي المناكير عن جعفر بن برقان، قال: كأنّه جعفر آخر، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» . (المجروحون 2/ 121) . وقال النسائي: «متروك الحديث» . (هكذا قال ابن عديّ في الكامل 5/ 1890) وفي: «الضعفاء والمتروكين للنسائي: «منكر الحديث» . وقال ابن عديّ: «هو منكر متروك الحديث.. وعامّة رواياته لا يتابع عليها» . (الكامل 5/ 1890 و 1891) . [3] انظر عن (عيسى بن خالد) في: الجرح والتعديل 6/ 275 رقم 1526، الثقات لابن حبّان 8/ 491. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 289 وعنه: محمود بْن خَالِد، ودُحَيْم، وأحمد بْن أَبِي الحواري، وعبد الوهّاب بْن عَبْد الرحيم الأشجعي، وموسى بْن عامر، وعدَّة. قَالَ أبو حاتم [1] : لا بأس بحديثه [2] . 309- عُيَيْنَة بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] . أبو المنهال المهلّبيّ اللُّغَويّ النَّحْويّ. صاحب الخليل بْن أحمد، ومؤدب الأمير عبد الله بن طاهر. روى عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة. وعنه: عليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، وأهل نَيْسابور. وكان من كبار أئمَّة العربية.   [1] في الجرح والتعديل 6/ 275 وزاد: «محلّه الصدق» . [2] وذكره ابن حِبان في الثقات 8/ 491 وقال: «مستقيم الحديث، وحدّثنا محمد بن المعافى بصيداء، ثنا هشام بن عمّار، ثنا عيسى بْنُ خَالِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن ابن عباس، عن الفضل بن عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قام في الكعبة فسبّح وكبّر وعزّر الله واستغفر ولم يركع ولم يسجد» . [3] انظر عن (عيينة بن عبد الرحمن) في: معجم الأدباء 16/ 165- 167 رقم 26. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 290 [حرف الغين] 310- غالبُ بْن فَرْقَد الأصبهانيّ [1] . عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، وكثير بْن مُسْلِم، وعُمَر بْن الصبح. وعنه: إسماعيل بْن زيد القطّان، وعقيل بن يحيى، وروح بن جبر.   [1] انظر عن (غالب بن فرقد) في: طبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ الأنصاري 1/ 102، 103 رقم 115، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 149، ومعجم البلدان 2/ 374، واللباب 1/ 448. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 291 [حرف الفاء] 311- فتيان بْن أَبِي السَّمْح عَبْد اللَّه بْن السَّمْح [1] . أبو الخيار الْمَصْرِيّ الفقيه. وُلِد سنة خمسين ومائة أو إحدى. وكان من أعيان أصحاب مالك. قَالَ محمد بْن وزير: كَانَ فتيان من أشغب النّاس في البحث. وكان بينه وبين الشّافعيّ مناظرة. فكان فتيان يَقُولُ: لا يباع الحُرّ في الدَّين. وقال الشّافعيّ: إنّ ثَبَتَّ عَلَى القول بعدُ أفعل بك كَيْتَ وكَيْت. وكان الشّافعيّ حليمًا. وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ في فتيان عجلة، فأغلظ مرة للشافعي، فانتصر للشافعي سريُّ بْن الحَكَم وضرب فتيان وطوق بِهِ. وقال محمد بْن وزير: حضرت الشّافعيّ وفتيان يتناظران، وجري بينهما الكلام، إلى أنْ قَالَ فتيان: سَمِعْتُ مالكًا يَقُولُ: إنّ الإمام لا يكون إمامًا إلّا عَلَى شرط أَبِي بَكْر فإنه قَالَ: وليتكم ولستُ بخيركم، فإن زغتُ فَقَوَّموني. فاحتج الشّافعيّ بأشياء. فبلغ السَّرِيّ ذَلِكَ، فضرب فتيان، ثمّ وثب أهل المسجد بالشافعي، فدخل منزله فلم يخرج منه إلى أنْ مات. قَالَ يونس بْن عَبْد الأعلى: قَالَ السَّرِيّ: لو شهد عندي آخر مثل الشّافعيّ لضربت عُنُقه. وسمعتُ الشّافعيّ يَقُولُ: واللَّه ما شهدتُ على فتيان قطّ. ولقد   [1] انظر عن (فتيان بن أبي السمح) في: كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي 362. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 292 سمعت منه ما لو شهدت بِهِ عَلَيْهِ لحلّ دَمُه. وقال ابن أخي فتيان: سَمِعْتُ عمي يَقُولُ: اللَّه بيني وبين الشّافعيّ. أو لا حَلَّلَ اللَّه الشّافعيّ. وتُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين. ذكره ابن عُمَر الكِنْديّ في «الموالي» . 312- الفرّاء [1] . وهو أبو زكريّا يحيى بْن زياد بْن عَبْد اللَّه بْن منظور الأَسَديّ. مولاهم الكوفي النَّحْويّ، صاحب التّصانيف. سكن بغداد وأملى بها كتاب «معاني القرآن» وغير ذَلِكَ. وحدَّثَ عَنْ: قيس بْن الربيع، ومندل بْن عليّ، وأبي الأحوص سلام بْن سُلَيْم، وأبي الحَسَن الكسائي، وأبي بَكْر بْن عياش. وعنه: مَسْلَمَة بْن عاصم، ومحمد بن الجهم السّمريّ، وغيرهما. وكان ثقة.   [1] انظر عن (الفرّاء يحيى بن زياد) في: المعارف 545، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 92، ومراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي 86، وطبقات الزبيدي 143، وأخبار النحويين البصريين للسيرافي 51، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 618- 620) ، والفهرست لابن النديم 73، 74، والثقات لابن حبّان 9/ 256، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 73، والحدائق والعيون 3/ 368، والفرق بين الفرق للبغدادي 316، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 1/ 315 و 325 و 331 و 357 و 377 و 441 و 455 و 2/ 39 و 169 و 298 و 437، ومعجم ما استعجم للبكري 186 و 432 و 502 و 734 و 820 و 1263 و 1334 و 1405- 1407، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 18 و 30 و 60 و 105 و 129 و 133 و 148 و 153 و 157 و 161 و 163 و 324 و 331 و 334 و 336 و 412، وتاريخ بغداد 14/ 149- 155 رقم 7467، والأنساب لابن السمعاني 9/ 247، ونزهة الألبّاء 98، ومعجم الأدباء 20/ 9، والمرصّع لابن الأثير 184، والكامل في التاريخ 6/ 385، وإنباه الرواة للقفطي، رقم 814، ووفيات الأعيان 6/ 176- 182، والمختصر في أخبار البشر 2/ 30، وتخليص الشواهد للأنصاريّ 61 و 82 و 148 و 190 و 211 و 257 و 302 و 304 و 380 و 385، ودول الإسلام 1/ 128، وسير أعلام النبلاء 10/ 118- 121 رقم 12 وتذكرة الحفاظ 1/ 372، والعبر 1/ 354، ومرآة الجنان 2/ 38- 41، والبداية والنهاية 10/ 261، وغاية النهاية 2/ 371، 372 رقم 3842، وتهذيب التهذيب 11/ 212، 213 رقم 353، وتقريب التهذيب 2/ 348 رقم 67، وروضات الجنات للخوانساري 4/ 235- 239، وبغية الوعاة للسيوطي 2/ 333 رقم 2115، وخلاصة تذهيب التهذيب 423، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 178- 180. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 293 وقد روى عَنْ ثعلب أَنَّهُ قال: لولا الفَرَّاء لما كانت عربيَّة، ولَسَقَطَت، لأنّه خلصها، ولأنها كانت تُتَنَازَع ويدّعيها كلُّ أَحَد [1] . وذكر أبو بُدَيْل الوضّاحيّ قَالَ: أمر المأمون الفرّاء أنْ يؤلّف ما يجمع بِهِ أصول النَّحْو. وأمر أنْ يُفرد في حُجرة، ووكّل بِهِ خدمًا وجواري يقمن بما يحتاج إِلَيْهِ. وصيَّر لَهُ الورّاقين. فكان عَلَى ذَلِكَ سنين [2] . قَالَ: ولما أملى كتاب «المعاني» اجتمع لَهُ الخلق، فلم يضبط إلّا القضاء، وكانوا ثمانين قاضيًا، وأملّ «الحمد» في مائة ورقة [3] . قَالَ: وكان المأمون قد وكّل بالفرّاء ابنيه يلقّنهما النّحو. فأراد يوما النّهوض فابتدار إلى نَعْله فتنازعا أيُّهما يقدمه. ثمّ اصطلحا أنْ يقدم كل واحد فردة. فبلغ المأمون فقال: لَيْسَ يكبر الرجل عَنْ تواضعه لسلطان ووالده ومعلّمه العِلْم [4] . وقال ابن الأنباريّ: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربيَّة إلّا الكسائي والفراء لكان لهم بهما الافتخار عَلَى النّاس. قَالَ: وكان يقال للفرّاء أمير المؤمنين في النَّحْو [5] . وعن هنّاد بْن السَّرِيّ قَالَ: كَانَ الفرّاء يطوف معنا عَلَى الشيوخ فما رأيناه أثبت سوداء في بيضاء. فظننا أَنَّهُ كَانَ يحفظ ما يحتاج إِلَيْهِ [6] . قِيلَ: إنّما سُمّي بالفرّاء لأنّه كَانَ يفري الكلام [7] . قَالَ سلمة بْن عاصم: إني لأعجب من الفرّاء كيف يعظم الكسائي وهو أعلم منه بالنّحو.   [1] تاريخ بغداد 14/ 149، والأنساب 9/ 247، ومعجم الأدباء 20/ 11 وفيه «حصلها» بدل «خلصها» وهو تحريف. [2] تاريخ بغداد 14/ 149، 150 وفيه رواية أطول مما هنا، ومعجم الأدباء 20/ 12، 13، ووفيات الأعيان 6/ 177، 178. [3] المصادر نفسها. [4] تاريخ بغداد 14/ 150. [5] تاريخ بغداد 14/ 152، ومعجم الأدباء 20/ 13. [6] تاريخ بغداد 14/ 152. [7] الأنساب 9/ 247. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 294 تُوُفّي بطريق مكَّة سنة سبْعٍ ومائتين، وله ثلاث وستون سنة. 313- الفضل بْن الربيع بْن يونس [1] . حاجب الرشيد، وابن حاجب المنصور.   [1] انظر عن (الفضل بن الربيع) في: المحبّر لابن حبيب 260، وتاريخ خليفة 447 و 465 و 473، والأخبار الموفقيّات 57 و 149 و 378، والأخبار الطوال للدينوري 389 و 392، والمعارف 384، 385، وأخبار القضاء لوكيع 1/ 251 و 2/ 117 و 150 و 151 و 152 و 156 و 3/ 253، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 213 و 214 و 232 و 233 و 235 و 256 و 272، والبيان والتبيين 2/ 194 و 3/ 224 و 232، وتاريخ الطبري 8/ 599. وانظر فهرس الأعلام (10/ 367) ، وزهر الآداب للحصري 541- 545، والمحاسن والمساوئ 460، والجليس الصالح 1/ 367 و 516، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 307- 309 و 318 و 377 و 386 و 387 و 2/ 35 و 180- 182 و 3/ 2 و 7 و 13 و 21 و 175 و 218 و 258 و 360 و 365 و 363 و 4/ 293 و 295 و 297 و 299 و 5/ 88، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2417 و 2430 و 2436 و 2437 و 2503- 2505 و 2547 و 2619 و 2645 و 2646، وطبقات الشعراء لابن المعتز 226 و 245 و 255 و 256 و 331، والمثلّث 2/ 53، وربيع الأبرار 4/ 121 و 200 و 261 و 300 و 379 و 455، وبغداد لابن طيفور 5 و 6 و 10 و 11 و 13 و 15 و 19 و 30 و 83 و 90 و 125، والعقد الفريد 4/ 165 و 170 و 5/ 118 و 6/ 229، ومقاتل الطالبيين 474 و 478 و 500 و 502 و 620 و 621، وتحفة الوزراء 119 و 120، وتاريخ بغداد 12/ 343، 344 رقم 6785، والهفوات النادرة للصابي 135 و 176 و 178- 182 و 257 و 274، والتذكرة الحمدونية 1/ 183- 186 و 342 و 343 و 349 و 441 و 451 و 453 و 2/ 117 و 130 و 132 و 140 و 141، وحلية الأولياء 8/ 105- 108، وسراج الملوك 51، والذهب المسبوك للحميدي 212، ومحاضرات الأدباء 1/ 538، والمصباح المضيء 2/ 152، ومحاضرات الأبرار 1/ 193، 194، وعيون الأخبار 1/ 22 والوزراء والكتاب 294، ونثر الدرّ 4/ 82، و 5/ 45، والتمثيل والمحاضرة 142، وغرر الخصائص 382، والمستطرف 1/ 187، والكامل في التاريخ 6/ 386، والأذكياء 47 و 93، وأخبار النساء 158، ونزهة الظرفاء 21 و 24، ونكت الوزراء للجاجرمي، ورقة 39 أ، وتاريخ حلب للعظيميّ 107 و 108 و 138 و 196 و 239 و 244، ووفيات الأعيان 4/ 37- 40 رقم 501، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 62 و 92 و 105 و 108 و 113 و 171 و 173 و 174 و 198، والإنباء في تاريخ الخلفاء 74 و 80 و 85 و 87 و 88 و 89 و 91 و 100، وبدائع البدائه 66 و 124، وآثار البلاد وأخبار العباد 227، والعبر 1/ 355، ودول الإسلام 1/ 128، وسير أعلام النبلاء 10/ 109، 110 رقم 8، والمختصر في أخبار البشر 2/ 28، ومرآة الجنان 2/ 42، 43، والبداية والنهاية 10/ 263، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 265- 270، والنجوم الزاهرة 2/ 185، ومفتاح السعادة 2/ 303- 306، وشذرات الذهب 2/ 20، والفخري 45 و 177 و 182 و 204 و 209 و 210 و 212 و 213 و 215 و 219 و 232، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 117 و 120 و 124 و 129 و 133 و 134 و 137، وإعتاب الكتّاب 99، ورسوم دار الخلافة 19. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 295 كَانَ من رجال الدّهر رأيًا وحزْمًا ودَهاء ورياسة. وهو الّذي قام بخلافة الأمين، وساق إِلَيْهِ الخزائن بعد موت والده، وسلّم إِلَيْهِ القضيب والخاتم [1] . وأتاه بذلك من طوس. وكان هُوَ الكلّ لاشتغال الأمين باللعب واللهو. ولمّا تداعت دولة الأمين ولاح عليها الإدبار اختفى الفضل مدة طويلة. ولمّا بويع إبراهيم بْن المهديّ ظهر الفضل، وساس نفسه، فلم يدخل معهم في شيء ولهذا عفا عَنْهُ المأمون. تُوُفّي سنة ثمان ومائتين [2] وهو في عشر السبعين. 314- الفضل بْن عَبْد الحميد المَوْصِليّ [3] . شيخ مسن، رحل وسمع من: الأعمش، وعَمْرو بْن قيس المُلائيّ، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وجماعة. روى عَنْهُ: سَعِيد بْن المغيرة، وإِسْحَاق بْن إبراهيم لؤلؤ، وعُبَيْد بْن حفص، وطائفة آخرهم موتًا محمد بْن أحمد بْن أبي المُثَنَّى. وما علمت أحدًا ضعفه. قَالَ الْأَزْدِيّ: تُوُفّي سنة تسع ومائتين [4] .   [1] تاريخ بغداد 12/ 344. [2] وقيل: مات سنة سبع ومائتين. (تاريخ بغداد) . [3] انظر عن (الفضل بن عبد الحميد) في: الجرح والتعديل 7/ 65 رقم 371، والكامل في التاريخ 6/ 390. [4] قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: لا أعرفه. (الجرح والتعديل) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 296 [حرف القاف] 315- القاسم بْن الحَكَم بْن كثير بْن جُنْدب العُرَنيّ الكوفيّ [1]- ت. - القاضي أبو أحمد قاضي همدان. عَنْ: زكريّا بْن أَبِي زائدة، وأبي حنيفة، والقاسم بْن معن المسعودي، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعُبَيْد اللَّه بْن الوليد الرّصافيّ، ومِسْعَر، والثَّوْريّ، وطائفة. وعنه: إِسْحَاق بْن الفيض، وأحمد بْن محمد بْن سَعِيد بن أبان التّبعيّ، وزكريّا بن يحيى البلْخيّ، ومحمد بْن المغيرة الضَّبّيّ، وعَمْرو بْن رافع القَزْوينيّ، ومحمد بْن حسّان الأزرق، والمستمرّ بْن الصَّلْت، وخلْق. وقد كَانَ أحمد بْن حنبل عزم عَلَى الرحلة إِلَيْهِ [2] . وثّقه غير واحد. وقال أبو زرعة: صدوق [3]   [1] انظر عن (القاسم بن الحكم العرني) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 171 رقم 769، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 11، والجرح والتعديل 7/ 109 رقم 629، والثقات لابن حبّان 9/ 16، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 36 أ، رقم 931 (حسب ترقيم نسختنا) ، وتاريخ جرجان 359، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 32 ب، 33 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1108، والكاشف 2/ 335 رقم 4577، والمغني في الضعفاء 2/ 518 رقم 4986 وفيه (العريني) ، وميزان الاعتدال 3/ 370 رقم 6801، وتهذيب التهذيب 8/ 311، 312 رقم 563، وتقريب التهذيب 2/ 116 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 312. [2] الجرح والتعديل 7/ 109. [3] الجرح والتعديل 7/ 109، وقال أبو حاتم: «محلّه الصدق يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 297 وقال أبو عليّ الرفّاء، عَنْ محمد بْن صالح الأشجّ: مات القاسم بْن الحَكَم سنة ثمان ومائتين وحضرت جنازته. وولد سنة ثلاث عشر ومائة [1] . 316- القاسم بْن الحَكَم بْن أوس الْأَنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ [2] . عَنْ: مَعْمَر بْن راشد، وغيره. وعنه: عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر القواريري، ومحمد بْن المُثَنَّى العنزيّ. قَالَ أبو حاتم [3] : مجهول. 317- القاسم بْن هارون بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ العبّاسيّ المؤتمن بْن الرشيد [4] . كَانَ أَبُوهُ قد جعله وَلِيَّ العهد بعد الأمين والمأمون. وشرط للمأمون إنْ شاء أنْ يُقِرّه أقره، وإن شاء أنْ يخلعه خلعه. فخلعه سنة ثمانٍ وتسعين ومائة. وتُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين وله خمس وثلاثون سنة. 318- قُدَامة بْن محمد بن خشرم الخشرميّ المدنيّ [5] .   [ () ] وقال إبراهيم بن مسعود الهمدانيّ: سألني أبو نعيم، عن القاسم بن الحكم الهمذاني، فقال فيه تلك الغفلة كما كانت. (الجرح والتعديل) . [1] تهذيب الكمال 2/ 1108. [2] انظر عن (القاسم بن الحكم البصري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 171 رقم 770 (دون ترجمة) ، والجرح والتعديل 7/ 109 رقم 628، والثقات لابن حبّان 7/ 338، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1108، وميزان الاعتدال 3/ 370 رقم 6803، وتهذيب التهذيب 8/ 312 رقم 564، وتقريب التهذيب 2/ 116 رقم 12، وخلاصة تذهيب التهذيب 312. [3] في الجرح والتعديل 7/ 109. [4] انظر عن (القاسم بن هارون) في: تاريخ خليفة 458 و 470 و 473 والأخبار الطوال 391، وفتوح البلدان 203 و 396 و 397، وتاريخ الطبري 8/ 276 و 302 و 307 و 313 و 315 و 318 و 338 و 360 و 367 و 373 و 377 و 389 و 439 و 445 و 499، والخراج وصناعة الكتابة 377، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2530 و 2597 و 2740، والفرج بعد الشدّة 2/ 34، 35، والوزراء والكتّاب 265، والمحاسن والمساوئ 173 و 193، والبدء والتاريخ 6/ 104 و 109 و 110، والكامل في التاريخ 6/ 387، والإنباء في تاريخ الخلفاء 29 و 79، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 128 و 133. [5] انظر عن (قدامة بن محمد) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 298 عَنْ: أَبِيهِ، وأبوه مجهول، وعن: مَخْرَمة بْن بُكَيْر. وعنه: عَبْد اللَّه بْن هارون بْن موسى الفَرَوِيّ، وسعد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. قَالَ ابن حِبّان [1] : روى المقلوبات الّتي لا يُشَارَك فيها. لا يجوز الاحتجاج بِهِ. قلت: وروى أيضًا عَنْ: داود بْن المغيرة. وعنه: ابن نُمَيْر، وابن شَيْبة الحزاميّ. قَالَ أبو حاتم [2] : لَيْسَ بِهِ بأس [3] . قراد. أبو نوح. اسمه عَبْد الرَّحْمَن. تقدّم ذكره. 319- قُرَيش بْن إبراهيم الصَّيْدلانيّ [4] . بغداديّ ثبت حافظ. مات قبل الشيخوخة. روى عن: عبد العزيز الدراوردي، ومعتمر بن سليمان. روى عَنْهُ رفيقاه أحمد بْن حنبل، وسُرَيْج بن يونس. قال يعقوب بن شيبة: كان من علية أصحاب الحديث.   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 179 رقم 805، والجرح والتعديل 7/ 129 رقم 735، والمجروحين لابن حبّان 2/ 219، 220، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2074، 2075، والمغني في الضعفاء 2/ 523 رقم 5034، وميزان الاعتدال 3/ 386 رقم 6871. [1] في المجروحين 2/ 219. [2] في الجرح والتعديل 7/ 129. [3] وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: سألت ابن معين عن قُدَامةُ بنُ محمد بن قُدَامة بن خَشْرم فقال: لا أعرفه. قال أبو محمد: يعني لا يخبره، وأمّا قدامة فمشهور. وقال أبو زرعة: لا بأس به. (الجرح والتعديل 7/ 129) . [4] انظر عن (قريش بن إبراهيم) في: الثقات لابن حبّان 9/ 25، وتاريخ بغداد 12/ 470، 471 رقم 6943، وتعجيل المنفعة 344 رقم 885. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 299 مات قبل أنْ يُكتب عَنْهُ [1] . 320- قُرَيش بْن أنس الْبَصْرِيّ [2]- خ. م. د. ت. ن. - عَنْ: حُمَيْد الطويل، وابن عَوْن، وحبيب بْن الشهيد، وعوف الدّارميّ، وجماعة. وعنه: عليّ بْن المَدِينيّ، وبُنْدار، وبكّار بْن قُتَيْبَة، والكُدَيْميّ، ومحمد بْن أَبِي العوّام، وخلْق. قَالَ النَّسائيّ: ثقة إلّا أَنَّهُ تغيّر [3] . وقال عليّ بْن المَدِينيّ: كَانَ ثقة [4] . وقال الْبُخَارِيّ [5] ، عَنْ إِسْحَاق بْن إبراهيم بْن حبيب: مات سنة تسع ومائتين. قَالَ: وكان قد اختلط ستٍّ سنين في البيت [6] .   [1] تاريخ بغداد 12/ 471. وقال البرقاني: قلت لأبي الحسن الدار الدّارقطنيّ: قريش بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر؟ فقال: قريش بغداديّ لا بأس به. (تاريخ بغداد) . [2] انظر عن (قريش بن أنس) في: طبقات خليفة 228، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 195 رقم 866، والجرح والتعديل 7/ 142، 143 رقم 794، والمعرفة والتاريخ 2/ 285، والمجروحين لابن حبّان 2/ 220، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 623، 624 رقم 990، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 2/ 152 رقم 1382، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 424 رقم 1627، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1128، والكاشف 2/ 344 رقم 4644، والمغني في الضعفاء 2/ 525 رقم 5048، وميزان الاعتدال 3/ 389 رقم 6892، والمعين في طبقات المحدّثين 77 رقم 830، وتهذيب التهذيب 8/ 374، 375 رقم 663، وتقريب التهذيب 2/ 125 رقم 107، ومقدّمة فتح الباري 431، وخلاصة تذهيب التهذيب 316. [3] تهذيب الكمال 2/ 1128. [4] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 195، الجرح والتعديل 7/ 142، 143. [5] لم يؤرّخ البخاري لوفاته، والعبارة ذكرها الكلاباذي، عن البخاري في رجال الصحيح 2/ 623. [6] وقال ابن أبي حاتم: قريش بن أنس أبو أنس البصري يقال إنه تغيّر عقله، وكان سنة ثنتين ومائتين صحيح العقل ومات سنة ثمان ومائتين. وقال: سئل أبي عنه فقال: لا بأس به. (الجرح والتعديل 7/ 142 و 143) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 300 وقال أبو داود، عَنْ محمد بْن عُمَر المُقَدَّمّي: مات في رمضان سنة ثمان [1] . 321- قُطّرب [2] . تلميذ سِيبَوَيْه. هُوَ أبو عليّ محمد بْن المستنير الْبَصْرِيّ النَّحْويّ، صاحب التّصانيف. كَانَ يؤدب أولاد الأمير أَبِي دُلَف العِجْليّ. وكان أيّام اشتغاله يبكّر في تحصيل النَّوْبة عَلَى سِيبَوَيْه. فقال لَهُ: ما أنت إلّا قطرب ليل. فلزمه هذا اللقب. روى عَنْهُ: محمد بْن الْجَهْم السمري، وغيره. وكان موثقًا فيما ينقله. توفّي سنة ستّ ومائتين.   [1] رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 623، 624. وقال ابن حِبّان: «مات سنة تسعٍ ومائتين، وكان سخيّا صدوقا إلّا أنه اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدّث به، وبقي ستّ سنين في اختلاطه فظهر في روايته أشياء مناكير لا تشبه حديثه القديم، فلما ظهر ذلك من غير أن يتميّز مستقيم حديثه من غيره لم يجز الاحتجاج به فيما انفرد. فأما فيما وافق الثقات فهو المعتبر بأخباره تلك» . (المجروحون 2/ 220) . [2] انظر عن (قطرب) في: البيان والتبيين 1/ 230، والزاهر للأنباري 1/ 553، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 1/ 297 و 2/ 139 و 154 و 227 و 380 و 415، ومعجم ما استعجم 1388، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 992، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 114، والمحاسن والمساوئ للبيهقيّ 431 و 576 و 577، والكامل في التاريخ 6/ 380، وملء العيبة للفهري 2/ 66 و 541، والمختصر في أخبار البشر 2/ 25، وتخليص الشواهد للأنصاريّ 165، ونزهة الألباء 110، والشوارد في اللغة للصغاني 61، ومعجم الأدباء 19/ 53، 54، وبغية الوعاة 1/ 242، 243 رقم 444، ومرآة الجنان 2/ 11، والبداية والنهاية 10/ 259. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 301 [حرف الكاف] 322- كثير بْن هشام [1] . أبو سهل الكِلابيّ الرَّقّيّ. نزيل بغداد. روى الكثير عَنْ: جعفر بْن بُرْقان. وحدَّثَ أيضًا عَنْ: شُعْبَة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وإِسْحَاق، وعَمْرو النّاقد، ومحمد بْن المُثَنَّى، وعباس الدُّوريّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وجماعة. وثّقه ابن مَعِين [2] ، وأبو داود [3] .   [1] انظر عن (كثير بن هشم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 334، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 495، وطبقات خليفة 328، وتاريخ خليفة 472، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 218 رقم 949، والتاريخ الصغير له 220، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 50، والمعرفة والتاريخ 1/ 486، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 137، وتاريخ الثقات للعجلي 397 رقم 1411، والجرح والتعديل 7/ 158 رقم 882، والثقات لابن حبّان 9/ 26، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 155 رقم 1389، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 241 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 429 رقم 1645، والكامل في التاريخ 6/ 385، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1146، والكاشف 3/ 6 رقم 4721، والبداية والنهاية 10/ 261، وتهذيب التهذيب 8/ 429، 430 رقم 769، وتقريب التهذيب 2/ 134 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 320. [2] في تاريخه 2/ 495، وقال: نحن أول من كتب عنه، كتبت عنه مرتين، مرة قبل أن يصنّف، ومرة بعد ما صنّف. [3] ووثقه ابن سعد فقال: «كان ثقة صدوقا» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 302 تُوُفّي في شَعْبان سنة سبْعٍ [1] . ولمّا مات قَالُوا: اليوم مات جعفر بْن بُرْقان [2] . وقيل: إنّه روى عَنْ جعفر الصادق. قَالَ عَبَّاس الدُّوريّ: ثنا كثير بْن هُشَيْم وكان من خيار المسلمين.   [1] طبقات ابن سعد 7/ 334، وقال البخاريّ: مات سنة سبع ومائتين أو بعده قريبا. [2] وقال العجليّ: «ثقة، رجل صدوق، يتوكّل للتجار، يحترف، من أروى الناس لجعفر بن برقان، روى عنه ألفا ومائتي حديث، ويروي أيضا عن شعبة» . (تاريخ الثقات 397 رقم 1411) . وقال ابن أبي حاتم: سئل أبي عن كثير بن هشام فقال: يكتب حديثه. (الجرح والتعديل 7/ 158) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 303 [حرف الميم] 323- محمد بْن إدريس بْن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ [1] .   [1] انظر عن (الإمام الشافعيّ محمد بن إدريس) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1053 و 1054 و 1055 و 1081، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 42 رقم 73، والتاريخ الصغير له 218، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، وأخبار القضاء لوكيع 3/ 49 و 77 و 258، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 213 و 3/ 138، ونسب قريش 96، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، والجرح والتعديل 7/ 201- 104 رقم 1130، والثقات لابن حبّان 9/ 30، وحلية الأولياء 9/ 63- 161 رقم 415، وعيون الأخبار 2/ 211، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1486 و 2735- 2737 و 3178 و 3192، والعيون والحدائق 3/ 261 و 351 و 359 و 360، والفهرست لابن النديم 263، والفرق بين الفرق 355، 356، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 45 و 87 و 2/ 161، وربيع الأبرار 4/ 336، وشرح أدب الكاتب 78 و 81 و 85، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 172 و 523 و 575، والانتقاء لابن عبد البرّ 65- 121، وتاريخ جرجان 90 و 109 و 139 و 143 و 149 و 239 و 218، وطبقات الفقهاء للشيرازي 71- 73. وانظر فهرس الأعلام (207) ، وتاريخ بغداد 2/ 56- 73 رقم 454، وترتيب المدارك 2/ 382، والسابق واللاحق 53، وطبقات الحنابلة 1/ 280، والإرشاد للخليلي 14 و 20 و 22 و 24 و 30 و 40 و 51، والأنساب 7/ 251- 254، ولباب الآداب 84 و 145، والأذكياء 78 و 79 و 170، وأخبار الحمقى 75، وصفة الصفوة 2/ 248- 259 رقم 20، ومعجم الأدباء 17/ 281- 327، وأدب القاضي (انظر فهرس الأعلام) 2/ 504، 505، والكامل في التاريخ 6/ 359، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 11- 14، وتذكرة السامع لابن جماعة 66، 67، ونزهة الظرفاء 26، وتاريخ حلب للعظيميّ 242 و 301، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 44- 67، ووفيات الأعيان 4/ 163- 169، والإشارات إلى معرفة الزيارات 33 و 35 و 36، والمحمّدون رقم 107، والمختصر في أخبار البشر 2/ 26، 27، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1161- 1164، وآثار البلاد وأخبار العباد 69 و 211 و 227 و 228 و 231 و 232 و 240 و 377 و 387 و 414 و 476 و 599 و 602، ودول الإسلام 1/ 127، وتذكرة الحفّاظ 1/ 361- 363، وسير أعلام النبلاء 10/ 5- 99 رقم 1، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 304 الْإِمَام العَلَم أبو عَبْد اللَّه الشّافعيّ الْمَكِّيّ المطَّلبيّ الفقيه، نسيب رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وُلِدَ بغرة سنة خمسين ومائة. وحُمِلَ إلى مكَّة وهو ابن سنتين فنشأ بها، وأقبل عَلَى الأدب والعربيَّة والشِّعْر، فبرع في ذَلِكَ. وحُبِّب إِلَيْهِ الرمي حتّى فاق الأقران وصار يصيب من العشرة تسعة. ثمّ كُتُب العلم. وروى عَنْ: سَلْم بْن خَالِد الزنجي فقيه مكة، وداود بْن عَبْد الرَّحْمَن العطّار، وعبد العزيز بْن أَبِي سلمة الماجِشُون، وعمّه محمد بْن عليّ بْن شافع، ومالك بْن أنس، وعرض عَلَيْهِ «المُوَطّأ» حِفظًا، وعطاف بْن خَالِد، وسفيان بْن عُيَيْنَة، وإبراهيم بْن سعْد، وإبراهيم بْن أَبِي يحيى الأسْلَميّ الفقيه، وإسماعيل بن جعفر، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ، وَعَبْدُ العزيز الدَّراوَرْديّ، ومحمد بْن عليّ الْجَنَديّ، ومحمد بْن الحَسَن الفقيه، وإسماعيل بْن عُلَيَّة، ومُطَرِّف بْن مازن قاضي صنعاء، وخلْق سواهم. وعنه: أبو بَكْر الحميديّ، أبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وأحمد بْن حنبل، وأبو ثور إبراهيم بْن خَالِد الكلْبيّ، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطيّ،   [ () ] والكاشف 3/ 16 رقم 4781، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 832، ومرآة الجنان 2/ 13- 28، والوافي بالوفيات 2/ 171- 181 رقم 532، والبداية والنهاية 10/ 251- 254، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي- الجزء الأول من أوله حتى ص 186، والديباج المذهب لابن فرحون 2/ 156- 161، وغاية النهاية 2/ 95- 97 رقم 2840، وطبقات النحاة لابن قاضي شبهة 1/ 21، وتهذيب التهذيب 9/ 25- 31 رقم 39، وتقريب التهذيب 2/ 143 رقم 31، والنجوم الزاهرة 2/ 176، 177، وطبقات الحفّاظ 152، وحسن المحاضرة 1/ 303، 304، وخلاصة تذهيب التهذيب 326، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 98- 100 رقم 461، ومفتاح السعادة 2/ 88- 94، وتاريخ الخميس للدياربكري 2/ 335، وشذرات الذهب 2/ 9- 11، والأنس الجليل 1/ 294، ومختصر طبقات الحنابلة 20، 21، وشرح إحياء علوم الدين 1/ 191- 201، والرسالة المستطرفة 17، والعقد الفريد 2/ 208 و 3/ 27 و 428 و 469، والتذكرة الحمدونية 1/ 203 و 204 و 205 و 354، و 2/ 340، وعين الأدب والسياسة 166، والمستطرف 1/ 238، والشريشي 4/ 92، ومناقب الشافعيّ للبيهقي، وتقييد العلم للخطيب 19، ومحاضرات الأدباء 2/ 19، ونثر الدر 4/ 67، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 19 و 30، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 251، 252، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 11- 14. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 305 وحَرْمَلَة بْن يحيى، وأبو إبراهيم إسماعيل بْن يحيى المُزَنيّ، والحسين بْن عليّ الكرابيسي، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، والربيع بْن سليمان المُرَاديّ، وموسي بْن أَبِي الجارود الْمَكِّيّ، ويونس بْن عَبْد الأعلى، وأحمد بْن سِنان القطّان، وأبو الطّاهر أحمد بْن عمرو بْن السَّرْح، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وعبد العزيز الْمَكِّيّ صاحب «الحيدة» [1] ، وخلق سواهم. وممن روى عَنِ الشّافعيّ: أحمد بْن محمد الأزرقيّ شيخ الْبُخَارِيّ، وأحمد بْن محمد بْن سَعِيد الصَّيْرفيّ البغداديّ، وأحمد بْن سَعِيد الهَمْدانيّ، وأحمد بْن أَبِي سُرَيْح الرّازيّ، وأحمد بْن خَالِد البغداديّ الخلّال، وأحمد بْن يحيى بْن وزير الْمَصْرِيّ، وأحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابن أخي ابن وهْب، وأحمد بْن صالح، وإبراهيم بْن محمد الشّافعيّ، وإبراهيم بْن المنذر، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، وأحمد بْن يحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الشّافعيّ المتكلّم، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الحرويّ، والحارث بْن شُرَيْح البقال، وداود بْن يحيى البلْخيّ، وسليمان بْن داود الْمَصْرِيّ، وسليمان بْن داود الهاشْميّ، والأصمعيّ، وعبد الغني بْن عَبْد الغني الْمَصْرِيّ العسّال، وعبد العزيز بْن عِمران بْن مقلاص، وعليّ بْن سَعِيد الرَّقّيّ، وعليّ بْن سَلَمَةَ الحنفيّ اللَّبَقيّ، وأبو حنيفة قَحْزَم بن عبد الله الأسوانيّ، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، ومحمد بْن سَعِيد بْن خالد العطّار، ومسعود بْن سهل الْمَصْرِيّ الأسود، وهارون بْن سَعِيد الأَيْليّ، ويحيى بْن عَبْد اللَّه، وغيرهم. وهذا التاريخ يضيق عَنْ ذكر شمائل الْإِمَام الشّافعيّ رحمه اللَّه تعالى. وقد أفرد لَهُ غير واحد من العلماء ترجمة في مجلد تامّ. ولكنّا نذكر إنّ شاء اللَّه تعالى لَهُ ترجمة حسنة فنقول: كَانَ السائب بْن عُبَيْد المطَّلبيّ أحد من أسِر يوم بدر من المشركين، وكان   [1] كتاب مطبوع متداول لعبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون الكناني المكيّ. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 306 يُشَبَّه بالنبي صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمه هِيَ الشّفاء بنت أرقم بْن نَضْلَة أخي عَبْد المطلب ابنَيْ هاشم. ويقال إنّه أسلم بعد أنْ فَدَى نفسه [1] . ولابنه شافع رؤية. وعثمان بْن شافع معدود من التابعين. وكانت أمّ الشّافعيّ أزْدِيّةَ. فعن ابن عَبْد الحَكَم قَالَ: لمّا حملت أم الشّافعيّ بِهِ رأت كأن المشتري خرج من فرجها حتّى انقض بمصر، ثمّ وقع في كل بلدٍ منه شظية. فتأول المعتبرون أَنَّهُ يخرج منها عالم يخص عِلْمُه أهل مصر، ثمّ يتفرق في سائر البلدان [2] . وعن الشّافعيّ قَالَ: لم يكن لي مال، فكنت أطلب العلم في الحداثة أذهب إلى الديوان استوهب الظُّهُور أكتب فيها [3] . وقال عمرو بْن سواد: قَالَ لي الشّافعيّ: كانت نهمتي في شيئين: في الرمي وطلب العِلْم. فنلت من الرَّمْيِ حتّى كنت أصيب عشرة من عشرة. وسكت عَنِ العلم. فقلت لَهُ: أنت واللَّه في العلم أكبر منك في الرّمي [4] . قال: وولدت بعقسلان فلمّا أتت عليّ سنتان حملتني أمي إلى مكة [5] . هذه رواية صحيحة. وقال: قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم: ثنا أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابن أخي ابن وهْب: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ولدت باليمن فخافت أمي عليَّ الضَّيْعة وقالت: الْحَق أهلك فتكون مثلهم. فجهزتني إلى مَكَّةَ فقدمتها وأنا ابن عشر. فصرت إلى قريبٍ لي وجعلت أطلب العلم فيقول لي: لا تشتغل بهذا وأقبل   [1] تاريخ بغداد 2/ 58، مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 79، 80، وانظر: أسد الغابة 2/ 317، والإصابة 2/ 11. [2] تاريخ بغداد 2/ 58، 59، مرآة الجنان لليافعي 2/ 17. [3] حلية الأولياء 9/ 77، تاريخ بغداد 2/ 59، صفة الصفوة 2/ 248. [4] حلية الأولياء 9/ 77، تاريخ بغداد 2/ 59، 60، مرآة الجنان 2/ 23. [5] تاريخ بغداد 2/ 59، صفة الصفوة 2/ 248. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 307 علي ما ينفعك. فجعلت لذتي في هذا العلم وطلبته حتّى رزق اللَّه منه ما رزق [1] . كذا قَالَ إنّه وُلِد باليمن، وهذا غلط، أو لعله أراد باليمن القبيلة. وقال أحمد بْن إبراهيم الطّائيّ الأوقع، وهو مجهول: نا المُزَنيّ، سمع الشّافعيّ يقول: حَفِظْتُ القرآن وأنا ابن سبْعِ سنين، وحفظت «المُوَطّأ» وأنا ابن عشر سنين [2] . وقال أَبُو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الصَّمد بْن أحمد المطلبي الشّافعيّ الْمَكِّيّ، شيخ لابن جُمَيْع: قَالَ أَبِي معاوية الأَيْليّ قَالَ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: أقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها، وحفظت القرآن، فما علمت أَنَّهُ مر بي حرف إلّا وقد علمت المعنى فيه، ما خلا حرفين، إحداهما: دَسّاها [3] . وعن حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: أتيت مالكًا وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وكان ابن عَمٍّ لي والي المدينة، فكلّم لي مالكًا فأتيته. فقال: اطلب من يقرأ لك. فقلت: أَنَا أقرأ [4] . فقرأت عَلَيْهِ. فكان ربما قَالَ لي لشيءٍ مرّ: أَعْده. فأعيده حفظًا. وكأنه أعجبه. ثمّ سألته عَنْ مسألة فأجابني، ثمّ أخرى فقال: انت تحبّ أنْ تكون قاضيًا [5] . وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكِم: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: قرأت عَلَى إسماعيل بْن قسطنطين. وقال: قرأت عَلَى شِبْلٍ. وقال: قرات عَلَى عَبْد الله بن كثير، وهو على   [1] تاريخ بغداد 2/ 59. [2] تاريخ بغداد 2/ 62، 63، صفة الصفوة 2/ 250. [3] حلية الأولياء 9/ 7104 تاريخ بغداد 2/ 63. [4] حلية الأولياء 9/ 69، والانتقاء 68، 69، مرآة الجنان 2/ 21. [5] مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 101، حلية الأولياء 9/ 69، الإنتقاء 68، 69. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 308 مجاهد، [وأخبر] مجاهد أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن عَبَّاس. قَالَ: وكان إسماعيل يَقُولُ القرآن اسمٌ وليس بمهموز. ولم يُؤخذ من «قرأت» . ولو أُخذ من «قرأت» كَانَ كلّ ما قُرئ قرآنًا. ولكنّه اسم للقرآن مثل التّوراة والإنجيل [1] . وقال محمد بْن إسماعيل، أظنه السُّلَميّ: حدَّثني حسين الكرابيسي قَالَ: بتّ مَعَ الشّافعيّ غير ليلة، وكان يصلي نحو ثُلُثُ اللَّيْلِ، فما رأيته يزيد عَلَى خمسين آية فإذا أكثر فمائة. وكان لا يمر بآية رحمةٍ إلّا سأل اللَّه، ولا بآية عذابٍ إلّا تَعَوَّذ منها [2] . وقال إبراهيم بْن محمد بْن الحَسَن الأصبهاني: ثنا الربيع قَالَ: كَانَ الشّافعيّ يختم القرآن ستين مرّة في رمضان [3] . وكان من أحسن النّاس قراءة. فروى الزُّبَيْر، عَنْ عَبْد الواحد الإِسْترَاباذيّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاس بْن الحُسين: سَمِعْتُ بحر بْن نَصْر يَقُولُ: كنّا إذا أردنا أنْ نبكي قُلْنَا بعضنا لبعض: قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن. فإذا أتيناه استفتح القرآن حتّى يتساقط النّاس ويكثر عجيجهم بالبكاء من حَسَن صوته. فإذا رأى ذَلِكَ أمسك عَنِ القراءة [4] . وقال أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الجارود، وهو كذّاب: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: كَانَ الشّافعيّ يفتي وله خمس عشرة سنة [5] . وكان يحيى الليل إلى أنْ مات. وقال محمد بْن محمد الباغَنْديّ: حدَّثني الربيع بْن سليمان قَالَ: ثنا الحُمَيْديّ قَالَ: قَالَ مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي وقد مرّ على الشّافعيّ فقال: يا   [1] مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 276، 277، تاريخ بغداد 2/ 62. [2] تاريخ بغداد 2/ 63. [3] تاريخ بغداد 2/ 63. [4] تاريخ بغداد 2/ 64. [5] تاريخ بغداد 2/ 64. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 309 أبا عبد الله أفتِ فقد آن لك أنْ تفتي [1] . قَالَ أبو بَكْر الخطيب [2] : هكذا ذكر في هذه الحكاية. وليس ذَلِكَ بمستقيم، لأن الحُمَيْديّ كَانَ يصغر إذ ذاك عَنِ الشّافعيّ وله تِلْكَ السّنّ. والصواب: ثنا عليّ بْن المحسن، ثنا محمد بْن إِسْحَاق الصّفّار، ثنا عَبْد اللَّه بْن محمد القَزْوينيّ: سَمِعْتُ الربيع بْن سليمان: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ مُسْلِم بْن خَالِد الزنجي للشافعي: أفْتِ، فقد آن لك أنْ تُفتي. وهو ابن دون عشرين سنة [3] . ورواها أبو نُعَيْم الإسْتِراباذيّ، عَنِ الربيع، عَنِ الحُمَيْديّ قَالَ: قَالَ مُسْلِم الزنجي. وقال أبو نُعَيْم الحافظ: ثنا عليّ، أَنَا أبو النَّضْر: سَمِعْتُ محمد بْن العبّاس: سَمِعْتُ إبراهيم بْن مراد قَالَ: كَانَ الشّافعيّ طويلًا نبيلًا جسيمًا. وقال الزَّعْفرانيّ: كان الشافعي يخضب بالحناء، خفيف العارضين. وقال المُزَنيّ: ما رأيت أحسن وجهًا من الشّافعيّ، وكان ربّما قبض عَلَى لحيته، فلا تفْضُلُ عَنْ قبضته. قَالَ الربيع المؤذِّن: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كنت ألزم الرمي حتّى كَانَ الطبيب يَقُولُ لي: أخاف أنْ يصيبك السُّلُّ من كثرة وقوفك في الحر، وكنت أصيب من العشرة تسعة [4] . وروى عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم فِي كتاب «مناقب الشّافعيّ» لَهُ بإسنادين، أنَّ الشّافعيّ قَالَ: كنت أكتب في الأكناف والعِظام [5] . وقال الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كنت يتيمًا في حَجْر أمّي ولم يكن لها ما تُعطي المعلّم، وكان المعلّم قد رضي منّي أن أقوم على الصّبيان إذا   [1] الجرح والتعديل 7/ 202، والثقات لابن حبّان 9/ 31، وحلية الأولياء 9/ 93، صفة الصفوة 2/ 250، وفيات الأعيان 4/ 164، ومرآة الجنان 2/ 22. [2] تاريخ بغداد 2/ 64. [3] تاريخ بغداد 2/ 64، حلية الأولياء 9/ 93، صفة الصفوة 2/ 250. [4] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 128، تاريخ بغداد 2/ 60. [5] تقدّم نحوه قبل قليل. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 310 غاب، وأخفف عَنْهُ [1] . وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: قدمتُ عَلَى مالك وقد حَفِظْتُ «المُوَطّأ» ظاهرًا. فقلت: أريد سماعه. فقال: أطلب من يقرأ لك. فقلت: لا عليك أنْ تسمع قراءتي، فإنْ سهُل عليك قرأت لنفسي. فقال: اطلب من يقرأ لك، وكرَّرتُ عَلَيْهِ، فلمّا سمع قراءتي قرأت لنفسي [2] . وقال جعفر ابن أخي أَبِي ثور: سَمِعْتُ عمّي يَقُولُ: كُتُب عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي إلى الشّافعيّ، وهو شاب، أنْ يضع لَهُ كتابًا فيه معاني القرآن، ويجمع الأخبار فيه، وحجة الإجماع، وبيان النّاسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع لَهُ «كتاب الرسالة» [3] . قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: ما أصلّي صلاةٍ إلّا وأنا أدعو للشافعي فيها [4] . قلت: وكان عَبْد الرَّحْمَن من كبار العلماء. قَالَ فيه أحمد بْن حنبل: عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي إمام. وروى أبو العبّاس بْن سُرَيْج، عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْجُنَيْد قَالَ: حجّ بِشْر الْمَرِيسيّ فرجع. فقال لأصحابه: رأيت شابًا من قُرَيش بمكّة ما أخاف على مذهبنا إلّا منه، يعني الشّافعيّ [5] .   [1] حلية الأولياء 9/ 73، مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 92، مناقب الشافعيّ للرازي 9، توالي التأسيس 50. [2] انظر: مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 101، وحلية الأولياء 9/ 769 والمناقب للرازي 9، 10، والانتقاء 68، 69، وتوالي التأسيس 51. [3] تاريخ بغداد 2/ 64، 65، مرآة الجنان لليافعي 2/ 17، 18. [4] تاريخ بغداد 2/ 65، وقال الحسن بن محمد بن الصباح: أخبرت عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: إني لأدعو الله عزّ وجلّ للشافعي في كل صلاة أو في كل يوم، يعني لما فتح الله عزّ وجلّ عليه من العلم ووفّقه للسداد فيه. (الجرح والتعديل 7/ 202) . [5] تاريخ بغداد 2/ 65. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 311 وقال الزَّعْفرانيّ: حجّ الْمَرِيسيّ، فلمّا قدِم قَالَ: رأيت بالحجاز رجلًا ما رأيت مثله سائلًا ولا مجيبًا، يعني الشّافعيّ [1] . قَالَ: فقدم علينا، فاجتمع إليه النّاس وخفّوا عَنْ بِشْر، فجئت إلى بِشْر. فقلت: هذا الشّافعيّ الّذي كنت تزعمُ قد قدِم. فقال: إنّه قد تغيّر عمّا كَانَ عَلَيْهِ. قَالَ: فما كَانَ مَثَلُهُ إلّا مَثَل اليهود في أمر عَبْد اللَّه بْن سلّام [2] . وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: ستّة أدعو لهم سَحَرًا، أحدهم الشّافعيّ [3] . وقال هارون الزّنْجانيّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: قلت لأبي: يا أَبَه، أيُّ رجلٍ كَانَ الشافعي؟ فإنّي سمعتك تُكثِر من الدّعاء لَهُ؟ فقال: يا بُنيّ، كَانَ الشّافعيّ كالشمس للدنيا، وكالعافية للنّاس، فهل لهذين من خَلَفَ، أو منهما عِوَض [4] ؟ الزّنْجانيّ مجهول. وقال أبو داود: ما رأيت أحمد يميل إلى أحمد مَيْلَه إلى الشّافعيّ [5] . وقال أبو عُبَيْد: ما رأيت رجلا أعقل من الشافعيّ [6] . وقال أبو قُتَيْبَة: الشّافعيّ إمام [7] . وقال أبو عليّ الصّوَّاف: حدَّثني أحمد بْن الحَسَن الحمانيّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يَقُولُ: رأيت الشّافعيّ عند محمد بْن الحَسَن، وقد دفع إِلَيْهِ خمسين دينارًا، وكان قد دفع إليه قبل ذلك خمسين درهما وقال: إنِ اشتهيت العلم فالزم. قَالَ أبو عُبَيْد: فسمعت الشّافعيّ يَقُولُ: كتبتُ عَنْ محمد بن الحسن وقر   [1] تاريخ بغداد 2/ 65. [2] تاريخ بغداد 2/ 65. [3] تاريخ بغداد 2/ 66، صفة الصفوة 2/ 250. [4] تاريخ بغداد 2/ 66، صفة الصفوة 2/ 250، وفيات الأعيان 4/ 163، 164. [5] تاريخ بغداد 2/ 66. [6] حلية الأولياء 9/ 94، تاريخ بغداد 2/ 67. [7] تاريخ بغداد 2/ 67. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 312 بعير، ولمّا أعطاه محمد قَالَ: لا تحتشم. قَالَ: لو كنت عندي ممّن أحتشمُك ما قبلت برّك. تفرّد بها الحماني، وهو مجهول. لكنّ قول الشّافعيّ: حملت عَنْ محمد بْن الحَسَن وقر بُخْتِيٍّ صحيح، رواه ابن أَبِي حاتم قَالَ: ثنا الربيع قَالَ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: حملت عَنْ محمد بْن الحَسَن حمل بُخْتِيٍّ، لَيْسَ عَلَيْهِ إلّا سماعي [1] . وقال أبو حاتم: ثنا أحمد بْن أبي سريج الرازيّ: سمعتُ الشّافعيّ يقول: أنفقتُ عَلَى كُتُب محمد بْن الحَسَن ستين دينارًا، ثمّ تدبرتُها، فوضعت إلى جنب كلّ مسألة حديثًا [2] . قلت: وكان الشّافعيّ مَعَ فَرْط ذكائه يستعمل ما يزيده حفظًا وذكاءً. قَالَ هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ: قَالَ لنا الشّافعيّ أخذت الكتّان سنةً للحِفْظ، فأعقبي رمي الدَّم سنةً [3] . وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: لو جمعت أمة ما وسعهم عقْلُ الشّافعيّ [4] . وعن يحيى بْن أكثم قَالَ: كُنَّا عند محمد بْن الحَسَن في المناظرة، وكان الشّافعيّ رجلًا قرشي العقل والفهم والذهن، صافي العقل والفهم والدماغ، سريع الإصابة. ولو كَانَ أكثر سماعًا للحديث لاستغنى أُمَّةُ محمد صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ عَنْ غيره من الفُقَهاء. رواها أبو جعفر التِّرْمِذيّ: حدَّثني أبو الفضل الوَاشْجِرْدِيّ [5] : سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه الصّاغانيّ، عَنْ يحيى، فذكرها.   [1] حلية الأولياء 9/ 78، تاريخ بغداد 2/ 176، الانتقاء 69، توالي التأسيس 54. [2] حلية الأولياء 9/ 78. [3] آداب الشافعيّ 35، حلية الأولياء 9/ 136. [4] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 185، 186، توالي التأسيس 58، البداية والنهاية 10/ 253. [5] الواشجردي: نسبة إلى واشجرد، بفتح الواو وسكون الشين وكسر الجيم وسكون الراء، من قرى وراء نهر جيحون. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 313 وعن المأمون قَالَ: قد امتحنت محمد بْن إدريس في كلّ شيءٍ فوجدته كاملًا [1] . وقال أبو يحيى الْمَكِّيّ الزّاهد: حَدَّثَنَا أحمد بْن محمد ابن بنت الشّافعيّ: سَمِعْتُ أَبِي وعمّي يقولان: كَانَ ابن عُيَيْنَة إذا جاءه شيء من التفسير وَالْفُتْيَا التفتَ إلى الشّافعيّ فيقول: سلوا هذا [2] . وقال أبو سَعِيد بْن الأَعْرابيّ، عَنْ تميم بْن عَبْد اللَّه: سَمِعْتُ سُوَيد بْن سَعِيد يَقُولُ: كُنَّا عند سُفْيَان، فجاء الشّافعيّ، فروى سُفْيَان حديثًا رقيقًا، فغشي عَلَى الشّافعيّ، فقيل: يا أبا محمد مات محمد بْن إدريس. فقال: إنّ كَانَ مات فقد مات أفضلُ أهل زمانه [3] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ في ذكر من روى عَنِ الشّافعيّ: ثنا أبو بَكْر محمد بْن أحمد بْن سهل النابلسي الشهيد، ثنا أحمد بْن محمد بْن زياد الأَعْرابيّ: سَمِعْتُ تميم بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ: سَمِعْتُ أبا زُرْعة: سَمِعْتُ قُتَيْبَة يقول: مات الثّوريّ ومات الورع، ومات الشافعي فماتت السنن، فيموت أحمد بن حنبل وتظهر البدع [4] . وقال الحارث بن سريج البقّال: سَمِعْتُ يحيى القطّان يَقُولُ: أَنَا أدعو الله للشافعي أَخُصُّه بِهِ [5] . وقال أبو بَكْر بْن خلّاد: وأنا أدعو اللَّه في دُبُر صلاتي للشافعيّ. وقال .... بْن عليّ الظّاهريّ: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُولُ: لقيني أحمد بْن حنبل بِمَكَّةَ فقال: تعال حتّى أُرِيك رجلًا لم تر عيناك مثله. قال:   [1] توالي التأسيس 56. [2] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 240، حلية الأولياء 9/ 92، طبقات الفقهاء للشيرازي 72، وفيات الأعيان 4/ 164، مرآة الجنان 2/ 22. [3] حلية الأولياء 9/ 95، مناقب الشافعيّ للرازي 17، 18. [4] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 250، حلية الأولياء 9/ 95. [5] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 243، وانظر حلية الأولياء 9/ 93، وفيه قال يحيى بن سعيد القطان: أنا أدعو الله في صلاتي للشافعي منذ أربع سنين. وانظر: الجرح والتعديل 7/ 202. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 314 فأقامني عَلَى الشّافعيّ [1] . وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشّافعيّ، ولا رأى هُوَ مثل نفسه [2] . وقال أيّوب بْن سُوَيد صاحب الأوزاعي: ما ظننت أني أعيش حتّى أرى مثل الشّافعيّ [3] . وقال أحمد بْن حنبل، وله طرق عَنْهُ: «إنّ اللَّه يُقيَّض للنّاس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السُّنَن وينفي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذب. فنظرنا، فإذا في رأس المائة عُمَر بْن عَبْد العزيز، وفي رأس المائتين الشّافعيّ [4] . وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: سُمِّيتُ ببغداد: «ناصر الحديث» [5] . وقال الفضل بْن زياد: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: ما أحدٌ مسّ مَحْبَرَةً ولا قلمًا إلّا وللشافعيّ في عُنقه مِنَّةٌ [6] . وقال أحمد: كَانَ الشّافعيّ من أفصح النّاس [7] . وقال إبراهيم الحربيّ: سألت أحمد عَنِ الشافعي فقال: حديثٌ صحيح، ورأيٌ صحيح [8] . وقال الزَّعْفرانيّ: ما قرأت عَلَى الشّافعيّ حرفًا من هذه الكتب إلّا واحمد حاضر [9] . وقال إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه: ما تكلَّم أحدٌ بالرأي- وذكر الأوزاعيّ، والثّوريّ،   [1] حلية الأولياء 9/ 97، مرآة الجنان لليافعي 2/ 17. [2] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 411 ب. [3] الجرح والتعديل 7/ 202، مناقب الشّافعي للبيهقي 2/ 246، حلية الأولياء 9/ 94، توالي التأسيس 55. [4] تاريخ بغداد 2/ 62، حلية الأولياء 9/ 97، 98، صفة الصفوة 2/ 250، توالي التأسيس 48، طبقات الشّافعية الكبرى للسبكي 1/ 104، مرآة الجنان 2/ 18. [5] حلية الأولياء 9/ 107، تاريخ بغداد 2/ 68، تاريخ دمشق 14/ 414 أ. [6] تاريخ دمشق 14/ 415 أ، توالي التأسيس 57. [7] تاريخ دمشق 14/ 415 أ، توالي التأسيس 60. [8] تاريخ دمشق 14/ 415 ب. [9] تاريخ بغداد 2/ 68، تاريخ دمشق 14/ 416 أ. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 315 وأبا حنيفة، ومالكًا- إلّا والشافعي أكثر اتباعًا وأقل خطأ منه. الشافعيٌّ إمام [1] . وقال ابْن مَعِين: ليس بِهِ بأس [2] . وعن أَبِي زُرْعة قَالَ: ما عند الشّافعيّ حديث فيه غلط [3] . وقال أبو داود، ما أعلم للشافعي حديثًا خطأ [4] . وقال أبو حاتم [5] : صدوق. وقال الربيع بْن سليمان: لو رأيتم الشّافعيّ لقلتم إنّ هذه ليست كُتُبه. كَانَ، واللَّه، لسانه أكبر من كُتُبه [6] . وعن يونس بْن عَبْد الأعلى قَالَ: ما كَانَ الشّافعيّ إلّا ساحرًا، ما كنّا ندري ما يَقُولُ إذا قعدنا حوله، وكأن ألفاظه سُكّرٌ [7] . وعن عَبْد الملك بْن هشام النَّحْويّ قَالَ: طالت مُجالستُنا للشافعي، فما سمعت منه لحنه قط [8] . وكان ممّن تؤخذ عَنْهُ اللُّغَة. وقال أحمد بْن أَبِي سُرَيْج الرّازيّ: ما رأيت أحدًا أَفْوَهَ ولا أنطق من الشّافعيّ [9] . وقال الأصمعي: أخذت شعر هُذَيْلٍ عَنِ الشّافعيّ [10] . وقال الزُّبَيْر: أخذت شعر هُذَيْلٍ ووقائعها عَنْ عمّي مصعب الزّبيريّ.   [1] آداب الشّافعيّ 89، 90، حلية الأولياء 9/ 102، تاريخ بغداد 2/ 65، مناقب الشّافعيّ للرازي 21، تاريخ دمشق 14/ 416 ب، توالي التأسيس 57. [2] حلية الأولياء 9/ 97. [3] تاريخ دمشق 15/ 2 أ. [4] تاريخ دمشق 15/ 2 أ. [5] لم يذكر ابنه هذا القول في الجرح والتعديل. [6] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 49، 50 و 274، تاريخ دمشق 15/ 5 أ. [7] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 50، تاريخ دمشق 15/ 5 أ، توالي التأسيس 60. [8] حلية الأولياء 9/ 128، تاريخ دمشق 15/ 5 أ، توالي التأسيس 60. [9] آداب الشّافعيّ 137، توالي التأسيس 58. [10] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 44، مناقب الشّافعيّ للفخر الرازيّ 87. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 316 وقال: أخذتها عَنِ الشّافعيّ حِفْظًا [1] . وقال موسى بْن سهل: ثنا أحمد بْن صالح قَالَ: قَالَ لي الشّافعيّ: تعبّد من قبل أنْ تَرَأس. فإنّك إنْ ترأست لم تقدر أنْ تتعبد [2] . قَالَ أحمد: وكان الشّافعيّ إذا تكلَّم كَانَ صوته صوت صَنْجٍ أو جَرَس من حسن صوته [3] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأيت الشّافعيّ يناظر أحدًا إلّا ورحمته [4] . وقال: لو رأيت الشّافعيّ يُناظر لظننت أَنَّهُ سَبْعٌ يأكلك، وهو الّذي علّم النّاس الحُجَج [5] . وقال الربيع بْن سليمان: سُئل الشّافعيّ في مسألة، فأعجب بنفسه، فأنشأ يَقُولُ: إذا المشكلات تَصَدَّتْني ... كَشَفْتُ دقائقها [6] بالنَّظَر ولست بإمَّعَةٍ في الرَّجال ... أُسائِل هذا وذا ما الخَبَر ولكنّي مِدْرَهُ الأَصْغَرين ... فَتَّاحُ خَيْرٍ وفَرَّاجُ شَرّ [7] وعن هارون بْن سَعِيد الأَيْليّ قَالَ: لو أنّ الشّافعيّ ناظر عَلَى أنّ هذا العمود الحجر خشب لغلب، لاقتداره عَلَى المناظرة [8] . وقال الزَّعْفرانيّ: قدِم علينا الشّافعيّ بغداد سنة خمس وتسعين، فأقام عندنا سنتين، ثمّ خرج إلى مَكَّةَ. ثمّ قدِم علينا سنة ثمانٍ وتسعين، فأقام عندنا   [1] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 45، تاريخ دمشق 14/ 411 أو 15/ 6 أ. [2] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 51، تاريخ دمشق 15/ 6 أ، توالي التأسيس 60. [3] المصادر نفسها. [4] تاريخ دمشق 15/ 6 ب. [5] تاريخ دمشق 15/ 6 ب. [6] وفي رواية «حقائقها» . [7] الأبيات في: تاريخ دمشق 15/ 6 ب، وطبقات الشّافعية الكبرى للسبكي 1/ 300، وتوالي التأسيس 74. [8] حلية الأولياء 9/ 103 و 115، تاريخ بغداد 2/ 67، تاريخ دمشق 15/ 6 ب. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 317 أشهرًا، ثمّ خرج [1] . يعني إلى مصر. قلت: وقد قدِم قبل ذَلِكَ بغداد قدمته الأولى الّتي لقي فيها محمد بْن الحَسَن. وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ في حكاية ذكرها: لقد أصبحتْ نفسي تتوقُ إلى مصر ... ومن دونها أرض المهامة والقفر فو الله ما أدري أللفوز [2] والغنى ... أساق إليها، أم أُساقُ إلى قبري [3] فسيق، واللَّه، إليهما جميعًا. وقال ابن خُزَيْمة، ويوسف بْن عَبْد الأحد الرُّعَيْنيّ، ومحمد بْن أحمد زُغْبة، وأبو القاسم بْن بشّار: سمعنا الربيع يَقُولُ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: القرآن كلام اللَّه غير مخلوق [4] . رواه ابن خزيمة. الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، نا فُقَيْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ فُقَيْرٍ الأَسْوَانِيُّ، نا أَبُو حَنِيفَةَ قَحْزَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَسْوَانِيُّ، ثنا الشَّافِعِيُّ، نا أَبُو حَنِيفَةَ بْنُ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ الْخَوْلانِيُّ الشِّهَلِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يَوْمَ الْفَتْحِ: «مَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِنْ أَحَبَّ الْعَقْلَ أَخَذَ، وَإِنْ أَحَبَّ فَلَهُ الْقَوْدُ» [5] . وقال عليّ بْن محمد بْن أبان القاضي: ثنا أبو يحيى الساجي، ثنا المُزَنيّ، قَالَ: لما وافى الشّافعيّ مصر، قلت في نفسي: إن كَانَ أحدٌ يُخرج ما في   [1] تاريخ بغداد 2/ 68. [2] وفي رواية «أللمال» . [3] البيتان في مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 108، والانتقاء لابن عبد البر 102، وتاريخ بغداد 2/ 70، ومناقب الشّافعيّ للفخر الرازيّ 118، 119، ومعجم الأدباء لياقوت 17/ 319، 320. [4] تاريخ دمشق 14/ 406 أ. [5] رواه الشّافعيّ في: الرسالة 450، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 52، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 39، 40، وأخرجه أحمد في المسند 4/ 32، وأبو داود (4504) ، والترمذي (1406) ، والدار الدّارقطنيّ في السنن 3/ 95، 96، وانظر: سير أعلام النبلاء 10/ 51، 52 بالحاشية. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 318 ضميري وما تعلق بِهِ خاطري من أمر التوحيد فهو. فصرت إِلَيْهِ وهو في مسجد مصر، فلمّا جَثَوْت بين يديه قلتُ: إنّه هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أنّ أحدًا لا يعلم علمك، فما الّذي عندك؟ فغضب ثمّ قَالَ: أتدري أَيْنَ أنت؟ قلت: نعم. قَالَ: هذا الموضع الّذي غرق فيه فرعون. أبلغك أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بالسؤال عَنْ ذَلِكَ؟ فقلت: لا. فقال: هَلْ تكلّم فيه الصحابة؟ قلت: لا. قَالَ: تدري كم نجوم السماء؟ قلت: لا. قَالَ: فكوكبٌ منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مِمّ خُلِقَ؟ قلت: لا. قَالَ: فشيءٌ تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في خالقه. ثمّ سألني عَنْ مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرّعها عَلَى أربعة، أوجُهٍ، فلم أُجِبْ في شيء منها. فقال: شيءٌ تحتاج إِلَيْهِ في اليوم خمس مرات، تدع عِلْمُه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذَلِكَ، فارجع إلى اللَّه تعالى، وإلى قوله: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ 2: 163 [1] الآية، والآية بعدها [2] . فاسْتدِلّ بالمخلوق عَلَى الخالق، ولا تتكلف عِلْمَ ما لا يبلغه عقلُك. قَالَ: فُتْبتُ. مدارُها عَلَى أَبِي عليّ بْن حَمَكان، وهو ضعيف. وقال ابن أَبِي حاتم: في كتابي عَنِ الربيع بْن سليمان قَالَ: حضرت الشّافعيّ، أو حدَّثني أبو شُعَيْب، إلّا أني أعلم أَنَّهُ حضر عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم، ويوسف بْن عَمْرو، وحفص الفرد، وكان الشّافعيّ يسميه المُنْفَرد. فسأل حفصٌ عَبْد الله:   [1] سورة البقرة، الآية 163 وتتمّتها: لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ 2: 163. [2] هي: إِنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ 2: 164. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 319 ما تَقُولُ في القرآن؟ فأبي أنّ يجيبه. فسأل يوسف فلم يجبه، وكلاهما أشار إلى الشّافعيّ. فسأل الشّافعيّ، فاحتج عَلَيْهِ، وطالت المناظرة، فقام الشّافعيّ بالحُجَّة عَلَيْهِ بأن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، وبكفر حفص. قَالَ الربيع: فلقيت حفصًا في المسجد، فقال: أراد الشّافعيّ قتلي [1] ! وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص [2] . وقال الربيع: قَالَ الشّافعيّ: تجاوز اللَّه عمّا في القلوب، وكتب عَلَى النّاس الأفعال والأقاويل [3] . وقال المُزَنيّ: قَالَ الشّافعيّ: يقال لمن ترك الصّلاة: لا يعملها. فإنْ صلَّيتَ وإلّا اسْتَتَبْناكَ، فإن تبت وإلّا قتلناك، كما تكفر، فنقول: إنْ آمنت وإلّا قتلناك. وعن الربيع: قَالَ الشّافعيّ: ما أوردت الحُجّةَ، والحقَّ على أحدٍ فقبِله إلّا هِبْتُه واعتقدت مودته، ولا كابرني عَلَى الحق أحدٌ ودافع إلّا سقط من عيني [4] . وقال ابن عَبْد الحَكَم، وغيره: قَالَ الشّافعيّ: ما ناظرتُ أحدًا فأحببتُ أنّ يُخطئ [5] . وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ الشّافعيّ إذا ثبت عنده الحديث قلّده وخَبِر خصائله. لم يكن يشتهي الكلام، إنّما همته الفقه. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ [6] ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ أنتم   [1] آداب الشّافعيّ 194، 195، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 1/ 455، الأسماء والصفات له 1/ 389، وانظر: حلية الأولياء 9/ 112، وتوالي التأسيس 56. [2] آداب الشّافعيّ 192، الإنتقاء 81، تاريخ دمشق 14/ 405 أ، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 66، توالي التأسيس 64. [3] انظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي 334، 335. [4] حلية الأولياء 9/ 117، تاريخ دمشق 15/ 8 ب، توالي التأسيس 73، صفة الصفوة 2/ 251. [5] صفة الصفوة 2/ 251. [6] في العلل ومعرفة الرجال 1/ رقم 1055. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 320 أعلم بالأخبار الصِّحاح منّا، فإذا كَانَ خبرٌ صحيح فأعلمني حتّى أذهب إِلَيْهِ، كوفيًّا كَانَ، أو بصريًا، أو شاميًا. وقال حَرْمَلَة، قَالَ الشّافعيّ: كلُّ ما قلت فكان من رَسُول اللَّه صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلاف قولي ممّا صحّ، فهو أَوْلَى، ولا تقلِّدوني [1] . وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: إذا وجدتم في كتابي خلاف سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقولوا بها، ودعوا ما قلته [2] . وقال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ، وقال لَهُ رَجُل: يا أبا عَبْد اللَّه، نأخذ بهذا الحديث؟ فقال: مَتَى رويتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا صحيحًا ولم آخذ بِهِ، فأشهدكم أنّ عقلي قد ذهب [3] . وقال الحُمَيْديّ: روى الشّافعيّ يومًا حديثًا، فقلت: أتأخذ بِهِ؟ فقال: رأيتُني خرجتُ من كنيسة، أو عَلَى زُنّار، حتّى إذا سَمِعْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا لا أقول بِهِ [4] ؟ وقال الشّافعيّ: إذا صح الحديثُ فهو مذهبي. وقال: إذا صحّ الحديث فاضربوا بقولي الحائط. وقال الربيع: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أيّ سماءٍ تُظلني، وأيّ أرضٍ تُقلُّني إذا رويت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا، فلم أقل به [5] .   [1] آداب الشّافعيّ 67، 768، حلية الأولياء 9/ 106، 107، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 1/ 473، تاريخ دمشق 15/ 9 ب، توالي التأسيس 63. [2] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 1/ 472، 473، تاريخ دمشق 15/ 10 أ، توالي التأسيس 63، صفة الصفوة 2/ 257. [3] آداب الشّافعيّ 67 و 93، حلية الأولياء 9/ 106، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 1/ 474، تاريخ دمشق 15/ 10 أ، كتاب العلوّ للذهبي 204، صفة الصفوة 2/ 256. [4] حلية الأولياء 9/ 106، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 1/ 474، تاريخ دمشق 15/ 10 ب، توالي التأسيس 63. [5] حلية الأولياء 9/ 106، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 1/ 475، تاريخ دمشق 15/ 10 ب، صفة الصفوة 2/ 256. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 321 وقال أبو ثور: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كل حديث النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو قولي، وإن لم تسمعوه مني [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَكَرِيُّ، وَغَيْرُهُ: ثَنَا الرَّبِيعُ قَالَ: كَانَ الشّافعيّ قد جزّأ اللَّيْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ: ثُلُثُهُ الْأَوَّلُ يَكْتُبُ، وَالثَّانِي يُصَلِّي، وَالثَّالِثُ يَنَامُ [2] . قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ صَحِيحَةٌ، تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَيْلَهُ كُلَّهُ كَانَ عِبَادَةً. فَإِنَّ كِتَابَةَ الْعِلْمِ عِبَادَةٌ، وَالنَّوْمَ لِحَقِّ الْجَسَدِ عِبَادَةٌ. قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا» [3] . وَقَالَ مُعَاذٌ: فَاحْتَسَبَ نَوْمَتِي كَمَا احْتَسَبَ قَوْمَتِي. وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: ثَنَا الرَّبِيعُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَّا مَرَّةً، فَأَدْخَلْتُ يَدِي فَتَقَيَّأْتُهَا. رَوَاهَا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، فَزَادَ بِهَا: لِأَنَّ الشِّبَعَ يُثْقِلُ الْبَدَنَ، وَيُزِيلُ الْفِطْنَةَ، وَيَجْلِبُ النَّوْمَ، وَيُضْعِفُ عَنِ الْعِبَادَةِ [4] . وَعَنِ الرَّبِيعِ: قَالَ لِي الشَّافِعِيُّ: عليك بالزّهد، فإنّ الزّهد على الزّاهد   [1] آداب الشّافعيّ 94، البداية والنهاية 10/ 253، 254. [2] حلية الأولياء 9/ 135، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 157، تاريخ دمشق 15/ 11 أ، صفة الصفوة 2/ 255، التذكرة الحمدونية 1/ 203. [3] الحديث مشهور، أخرجه البخاري في الصوم 2/ 245 باب حقّ الجسم في الصوم، من طريق الأوزاعي قال: حدّثني يحيى بن أبي كثير قال: حدّثني أبو سلمة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل» ؟ فقلت: بلى يا رسول الله. قال: «فلا تفعل، صم وأفطر، وقم، ونم، فإنّ لجسدك عليك حقّا، وإن لعينك عليك حقّا، وإنّ لزوجك عليك حقّا، وإنّ لزورك عليك حقّا، وإنّ بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإنّ لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإنّ ذلك صيام الدهر كله فشدّدت فشدّد عليّ» ، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوّة. قال فصم صيام نبيّ الله داود عليه السلام ولا تزد عليه» . قلت: وما كان صيام نبيّ الله داود عليه السلام؟ قال: «نصف الدهر» . وكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النبيّ صلى الله عليه وسلّم. وأخرجه في النكاح 6/ 152 باب لزوجك عليك حق. وفي الأدب 7/ 103 باب حق الضيف، وأخرجه مسلم في الصوم (182/ 1159) باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرّر به أو فوّت به حقّا..، و (193/ 1159) ، والنسائي 4/ 211 في صوم يوم وإفطار يوم. [4] آداب الشّافعيّ 106، حلية الأولياء 9/ 127، تاريخ دمشق 15/ 12 أ، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 54، توالي التأسيس 66. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 322 أَحْسَنُ مِنَ الْحُلِيِّ عَلَى النَّاهِدِ [1] . وقال إِبْرَاهِيم بْن الحَسَن الصُّوفيّ: نا حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما حلفت باللَّه صادقًا ولا كاذبًا [2] . وقال أبو ثور: ما كَانَ الشّافعيّ يُمْسِك الشيء من سماحته [3] . وقال عَمْرو بْن سواد: كَانَ الشافعي أسخر النّاس عَلَى الدنيا والدرهم والطعام. قَالَ لي: أفلست ثلاث مرات، فكنت أبيع قليلي وكثيري حتّى حُلِيَّ ابنتي وزوجتي، ولم أرهن قطّ [4] . وقال الربيع: أخذ رَجُل بركاب الشّافعيّ فقال لي: أَعْطِه أربعة دنانير واعذرني عنده [5] . وعن المُزَنيّ: إنَّ الشّافعيّ وقف عَلَى رَجُلٍ رآه حَسَن الرمي، فأعطاه ثلاثة دنانير، وقال لَهُ: أحسنت [6] . وقال أبو عليّ الحصائري: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: مر الشّافعيّ عَلَى حمار في الحذائين، فسقط سوطه، فوثب غلامٌ ومسح السوط بكمه وناوله إيّاه، فقال لغلامه: أعطه تِلْكَ الدنانير. قال الربيع: ما أدري كانت تسعة أو سبعة [7] .   [1] حلية الأولياء 9/ 130، تاريخ دمشق 15/ 12 أ. [2] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 164، تاريخ دمشق 65/ 12 أ، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 54، توالي التأسيس 67، حلية الأولياء 9/ 135 وفيه: «لا صادقا ولا آثما» ، التذكرة الحمدونية 1/ 203 رقم 488. [3] آداب الشّافعيّ 126، حلية الأولياء 9/ 132. [4] آداب الشّافعيّ 126، وحلية الأولياء 9/ 77 و 132، ومناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 222، وتاريخ دمشق 15/ 13 أ، وتوالي التأسيس 67. [5] حلية الأولياء 9/ 130، الانتقاء لابن عبد البرّ 94، تاريخ دمشق 15/ 13 ب، توالي التأسيس 67. [6] آداب الشّافعيّ 125، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 223، الانتقاء لابن عبد البرّ 94، حلية الأولياء 9/ 132، تاريخ دمشق 15/ 13 ب. [7] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 221، مناقب الشّافعيّ للفخر الرازيّ 128، تاريخ دمشق 15/ 13 ب، التذكرة الحمدونية 2/ 340 رقم 902، ربيع الأبرار 1/ 603، عين الأدب والسياسة 166، المستطرف 1/ 138. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 323 وقال: تزوجت، فسألني الشّافعيّ، كم أصدقتها؟ قلت: ثلاثين دينارًا، عجلّت منها ستّة. فأعطاني أربعة وعشرين دينارًا [1] . وعن الربيع: أنّ رجلًا ناول الشّافعيّ رقعة فيها: إنّي رَجُل بقال، رأس مالي درهم. وقد تزوجت فأعني. فقال: يا ربيع، أعطه ثلاثين دينارًا، واعذرني عنده. فقلت: إنَّ هذا رَجُل تكفيه عشرة دراهم. فقال: ويْحك أَعْطِه [2] . وقال ابن أبي حاتم: ثنا عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم: ثنا محمد بْن رَوْح: ثنا الزُّبَيْر بْن سليمان الْقُرَشِيّ، عَنِ الشّافعيّ قَالَ: خرج هَرْثَمَة فأقرأني سلام أمير المؤمنين هارون وقال: قد أمر لك بخمسة آلاف دينار. قَالَ: فحمل إِلَيْهِ المال، فدعا بحجام فأخذ شعره، فأعطاه خمسين دينارًا. ثمّ أخذ رقاعًا فصرر صررًا، وفرقها في القرشيين، حتّى ما بَقِيّ معه إلّا نحو مائة دينار [3] . وقال أبو نُعَيْم بْن عديّ، والأصم والعكري، وآخرون: ثنا الربيع: أخبرني الحُمَيْديّ. قَالَ: قدِم علينا الشّافعيّ صنعاء، فضربت لَهُ الخيمة، ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قومٌ فسألوه، فلمّا قلعت الخيمة ومعه منها شيء [4] . وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ الشّافعيّ أسخي النّاس بما يجد [5] . وقال إِبْرَاهِيم بْن محمود النَّيْسابوريّ: ثنا داود الظّاهريّ، ثنا أبو ثور قَالَ:   [1] آداب الشّافعيّ 125، حلية الأولياء 9/ 132، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 223، الانتقاء 94، تاريخ دمشق 15/ 13 ب. [2] تاريخ دمشق 15/ 13 ب. [3] آداب الشّافعيّ 128، حلية الأولياء 9/ 131، 132، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 226، تاريخ دمشق 15/ 14 أ، توالي التّأسيس 68. [4] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 220، مناقب الشّافعيّ للفخر الرازيّ 128، تاريخ دمشق 15/ 14 أ. [5] آداب الشّافعيّ 125، 126، وحلية الأولياء 9/ 132، ومناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 222، وتاريخ دمشق 15/ 14 ب، وتوالي التأسيس 68. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 324 وكان الشّافعيّ من أسمح النّاس. كَانَ يشتري الجارية الصِّنَّاع الّتي تطبخ وتعمل الحلوى، ويشترط عليها هُوَ أنّ لا يقربها، لأنّه كَانَ عليلًا لا يمكنه أنّ يقرب النساء لباسور بِهِ إذ ذاك. فكان يَقُولُ لنا: اشتهوا ما أردتم [1] . قلت: هذا أصابه بآخرة، وإلّا فقد تزوّج وجاءته الأولاد. وقال أبو عليّ بْن حَمَكَان في «كتاب فضائل الشّافعيّ» : ثنا إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن يحيى المُزَنيّ، ثنا ابن خُزَيْمة، ثنا الربيع قَالَ: أصحاب مالك يفخرون فيقولون: كَانَ يحضر مجلس مالك نحوٌ من ستين مُعَمَّمًا. واللَّه لقد عددت في مجلس الشّافعيّ ثلاثمائة معمم سوى من شذ عني [2] . وقال الحَسَن بْن سُفْيَان: ثنا أبو ثور: سَمِعْتُ الشّافعيّ، وكان من معادن الفقه، ونقاد المعاني، وجهابذة الألفاظ يَقُولُ: حكم المعاني خلاف حكم الألفاظ: لأن المعاني مبسوطة إلى غير غاية، وأسماء المعاني معدودة محدودة، وجميع أصناف الدِّلالات عَلَى المعاني، لفظًا وغير لفظ، خمسة أشياء أوّلها اللّفظ، ثمّ الإشارة، ثمّ العقد، ثمّ الخط، ثمّ الّذي يسمى النصبة، والنصبة في الحال الدلالة الّتي تقوم مقام تِلْكَ الأصناف، ولا تقصير عَلَى تِلْكَ الدلالات، ولكل واحد من هذه الخمسة صورة بائنة من صورة صاحبتها، وحلية مخالفة لحلية أختها، وهي الّتي تكشف لك عَنْ أعيان المعاني في الجملة، وعن خفائها عَنِ التفسير، وعن أجناسها وأفرادها، وعن خاصها وعامها، وعن طباعها في السار، والضار، وعما يكون بهوًا بهرجًا وساقطًا مدحرجًا [3] . وقال الربيع: كنت أَنَا والمُزَنيّ والبويطي عند الشّافعيّ، فقال لي: أنت نموت في الحديث. وقال للمُزنيّ: هذا لو نَاظَرَه الشيطان قَطَعَه وجَدَلَه [4] . وقال للبُوَيْطيّ: أنت تموت في الحديد.   [1] حلية الأولياء 9/ 133، مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 222، تاريخ دمشق 15/ 15 أ، توالي التأسيس 68. [2] تاريخ دمشق 15/ 15 ب. [3] تاريخ دمشق 14/ 416 ب. [4] حلية الأولياء 9/ 139. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 325 فدخلت عَلَى البُوَيْطيّ أيّام المِحْنة، فرأيته مقيَّدًا مَغْلُولًا [1] . وقال أبو بَكْر محمد بْن إدريس ورّاق الحُمَيْديّ: سَمِعْتُ الحُمَيْديّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: خرجت إلى اليمن في طلب كُتُب الفِرَاسة حتّى كتبتها وجمعتها [2] . وقد رُوِيَ عَنِ الشّافعيّ عدّة إصابات في الفِرَاسَة. وعن الشّافعيّ قَالَ: أقدرُ الفُقَهاء عَلَى المناظرة مَن عوَّد لسانه الرَّكْضَ في مَيْدان الألفاظ، ولم يتلعثم إذا رَمَقَتْه العيونُ بالألحاظ [3] . وعنه قَالَ: بئس الزّاد إلى المَعاد العدوانُ عَلَى العِباد [4] . وعنه قَالَ: العالِم يسأل عمّا يعلم وعمّا لا يعلم، فيثبت ما يعلم ويتعلم ما لا يعلم. والجاهل يأنف من التعليم ويأنف من التَّعلُّم [5] . وقال يونس: قَالَ لي الشّافعيّ: لَيْسَ إلى السلامة من النّاس سبيلٌ، فانظر الّذي فيه صلاحك فالْزَمْه [6] . وعنه قَالَ: ما رفعتُ من أحدٍ فوق منزلته، إلّا وضع منّي بمقدار ما رفعت منه [7] . وعنه قَالَ: ضياع الجاهل قلة عقله، وضياع العالم أنّ يكون بلا إخوان، وأضيعُ منهما من واخَى من لا عقل لَهُ [8] . وعنه قَالَ: إذا خفتَ عَلَى عملك العُجْبَ، فاذْكُرْ رِضَى من تطلبُ، وفي أيّ نُعَيْم ترغب، ومن أيّ عقابُ تَرْهَب، فحينئذ يصغر عندك عملك [9] . وقال: آلات الرّئاسة خمس: صِدْق اللهْجة، وكتمان السر، والوفاءُ   [1] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 136، تاريخ دمشق 15/ 16 أ. [2] حلية الأولياء 9/ 78، مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 136. [3] تاريخ دمشق 15/ 17 أ. [4] تاريخ دمشق 15/ 17 أ. [5] تاريخ دمشق 15/ 16 ب. [6] آداب الشافعيّ 278، 279، حلية الأولياء 9/ 122، تاريخ دمشق 15/ 17 أ. [7] تاريخ دمشق 15/ 17 ب، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 57، توالي التأسيس 72. [8] تاريخ دمشق 15/ 17 ب. [9] تاريخ دمشق 15/ 17 ب. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 326 بالعهد، وابتداء النصيحة، وأداء الأمانة [1] . وقال: من استغضب ولم يغضب فهو حمار، ومن استُرضي، ولم يَرْضَ فهو شيطان [2] . وقال: أيُّما رجالٌ أو أهلُ بيتٍ لم يخرج نساؤهم إلى رجالٍ غيرهم، ورجالُهم إلى نساء غيرِهم، إلّا كَانَ في أولادهم حُمْقٌ [3] . وقال الحَسَن بْن سُفْيَان: ثنا حَرْمَلَة قَالَ: سُئل الشّافعيّ عَنْ رجلٍ في فيه تمرة وقال: إن أكلتها فامرأتي طالق، وإن طرحتها فامرأتي طالق. قَالَ: يأكل نصفها، ويطرح النصف [4] . قَالَ حسان بْن محمد الفقيه: سمع مني أبو العبّاس بْن سريح هذه الحكاية وبنى عليها تفريعات الطّلاق. قَالَ الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: إنْ لم يكن الفُقَهاء العاملون أولياء اللَّه فما للَّه وليّ [5] . وقال الشّافعيّ: طلبُ العِلم أفضلُ من صلاة النّافلة [6] . وقال: حُكمي في أصحاب الكلام أنّ يُطاف بهم في القبائل، ويُنادَى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسُّنَّة، وأقبل عَلَى الكلام. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأيتُ أحدًا أقلّ حبًّا للماء في تمام التطهّر من الشافعيّ.   [1] تاريخ دمشق 15/ 17 ب. [2] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 202، مناقب الشافعيّ للفخر الرازيّ 123، حلية الأولياء 9/ 143، تاريخ دمشق 15/ 17 ب، توالي التأسيس 72. [3] آداب الشافعيّ 133، 134، حلية الأولياء 9/ 125، مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 201، الانتقاء 98. [4] حلية الأولياء 9/ 143، تاريخ دمشق 15/ 7 أ، الأذكياء لابن الجوزي 79. [5] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 155. [6] آداب الشافعيّ 97، حلية الأولياء 9/ 119، الانتقاء 84، جامع بيان العلم 1/ 25، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 53، 54، صفة الصفوة 2/ 251. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 327 وقال أبو ثور: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ينبغي للفقيه أنّ يضع التُّرابَ عَلَى رأسه تواضعًا للَّه، وشكرًا لَهُ. وقال الأصمّ: سَمِعْتُ الربيع يَقُولُ: سأل رَجُل الشّافعيّ عَنْ قاتل الوَزَغ هَلْ عَلَيْهِ غُسْلُ؟ فقال: هذا فُتْيا العجائز. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ما رأت عيني قطّ مثل الشّافعيّ. لقد قدمت المدينة فرأيت أصحاب عَبْد الملك الماجِشُون يَغْلُون بصاحبهم يقولون: صاحبنا الّذي قطع [1] الشّافعيّ. فلقيت عَبْد الملك الماجِشُون، فسألته عَنْ مسألة، فأجابني، فقلت: ما الحُجّة؟ قالَ: لأن مالكا قالَ كذا وكذا. فقلت في نفسي: هيهات أن أسألك عن الحجة فتقول: قالَ معلمي، وإنما الحجة عليك وعلى معلّمك. رواها الحَسَن بْن عليّ بْن الأشعث الْمَصْرِيّ، عَنْهُ. وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قُدَامة السَّرْخَسيّ، عَنِ الشّافعيّ، وأحمد، وأبي عُبَيْد، وإِسْحَاق، فقال: الشّافعيّ أفقههم. وقال يحيى بْن منصور القاضي: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة يَقُولُ، وقلت لَهُ: هَلْ تعرف سُنَّةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحلال والحرام لم يُودِعْها الشّافعيّ كتابَه؟ قَالَ: لا. وعن الشّافعيّ قَالَ: إذا رأيتُ رجلًا من أصحاب الحديث فكأنّي رأيت رجلًا من أصحاب الني صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جزاهم اللَّه خيرًا. حفظوا لنا الأصل:، فلهم علينا الفضل [2] . قَالَ أبو نُعَيْم بْن عديّ، وغيره: قَالَ داود بن سليمان، عن الحسين بن   [1] قطعه: أي أفحمه ومنعه من الكلام. [2] حلية الأولياء 9/ 109. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 328 عليّ: سمع الشّافعيّ يَقُولُ: حكي في أهل الكلام حُكمُ عُمَر رضى الله عنه في صبيغ. وقال محمد بْن إسماعيل التِّرْمِذيّ: سَمِعْتُ أبا ثور، وحسين بْن عليّ الكرابيسيّ يقولان: سمعنا الشّافعيّ يَقُولُ: حكمي في أصحاب الكلام أنّ يضربوا بالجريد ويُحمَلُوا عَلَى الإبل ويُطاف بهم في العشائر والقبائل، قد تقدّم هذا. وقال البُوَيْطيّ: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: عليكم بأصحاب الحديث، فإنهم أكثرُ النّاس صوابًا. وقال محمد بْن إسماعيل: سَمِعْتُ الحُسين بْن عليّ يَقُولُ: قَالَ الشّافعيّ: كلّ متكلّم عَلَى الكتاب والسُّنَّة فهو الجدّ، وما سواه فهو هَذَيان. وقال حرملة: قال الشافعيّ: كنت أقرئ النّاسَ وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، وحفِظْت «الموطّأ» قبل أنّ أحتلم. وكان ابن عمّي عَلَى المدينة، فسأل مالكًا أنّ أقرأ عَلَيْهِ «الموطّأ» [1] . وقال حَرْمَلَة أيضًا: قَالَ الشّافعيّ: رحلت إلى مالك وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، فأعجبته قراءتي. رواها دُحَيْم بْن همام، عَنْ حَرْمَلَة. وقال الحَسَن بْن عليّ الطُّوسيّ: ثنا أبو إسماعيل السُّلَميّ: سَمِعْتُ البُوَيْطيّ يَقُولُ: سُئل الشافعيّ: كم أطول الأحكام. قال: خمسمائة. قِيلَ لَهُ: كم منها عَنْ مالك؟ قَالَ: كلها، إلّا خمسة وثلاثين. قِيلَ لَهُ: كم منها عَنِ ابن عُيَيْنَة؟ قَالَ: كلّها إلّا خمسة [2] .   [1] تقدّم مثل هذا الخبر في أوائل ترجمته، وانظر: وفيات الأعيان 4/ 164. [2] مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 519. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 329 الْأَصَمُّ: نَبَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِ من رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ- يَعْنِي فِي الزَّجْرِ- عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، حَدِيثٌ ثَابِتٌ. وَالْقِيَاسُ أَنَّهُ حَلَالٌ. وَقَدْ غَلِطَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ ابْنِ الْهَادِ. وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبْدِ الْحَكَمِ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ فِي إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي مَحَاشِّهِنَّ [1] ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. قَالَ السَّاجِيُّ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلرَّبِيعِ فَقَالَ: كَذِبَ. فِي كِتَابِ الشَّافِعِيِّ مَسْطُورٌ خِلَافَ مَا قَالَ. وَكَانَ الشَّافِعِيُّ يُحَرِّمُ إِتْيَانَ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ [2] . قُلْتُ: حَدِيثُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لا يستحيي مِنَ الْحَقِّ، لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ» [3] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: الصَّحِيحُ: ابْنُ الْهَادِ، عَن عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن الْحُصَيْنِ، عن هرمي بْن عبد اللَّه [4] ، عن خزيمة، عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] . قُلْتُ: رَوَاهُ أبو أسامة، عن الْوَلِيد بْن كثير، عَن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن الحُصَيْن الْخَطْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ حَرَمِيِّ بْنِ عبد الله، عن خزيمة مثله [6] .   [1] المحاش: جمع محشة، وهي الدّبر. [2] انظر آداب الشافعيّ 216. [3] رواه النسائي في (السنن الكبرى) ، انظر تحفة الأشراف 3/ 126 رقم (3530) . وأخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح (1924) باب النهي عن إتيان النساء في أدبارهنّ، من طريق: حجّاج بن أرطاة، عن عمر بن شعيب، عن عبد الله بن هرميّ، عن خزيمة بن ثابت. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» : في إسناده حجاج بن أرطاة، وهو مدلّس، والحديث منكر لا يصحّ من وجه، كما ذكره واحد. ورواه الترمذي من حديث عليّ بن طلق. وانظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 227. [4] ويقال: «عبد الله بن هرميّ» ، وهو مستور، كما في (تقريب التهذيب 2/ 316، 317) . [5] انظر: تحفة الأشراف 3/ 127. [6] تحفة الأشراف 3/ 127. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 330 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ثنا أبو بَكْر بْن أَبِي أُوَيْس: حدَّثني سليمان بْن بلال، عَنْ زيد بْن أسلم، عَنِ ابن عِمران، أنّ رجلًا أتى امرأته، في دُبُرها، فوجد في نفسه من ذَلِكَ وجْدًا شديدًا. فأنزل اللَّه تعالى: نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ 2: 223 [1] . قلت: يعني أتاها في فرْجها وظَهرهَا إِلَيْهِ. وقال الربيع: قَالَ الشّافعيّ: لأنْ يلقى اللَّه المرءُ بكلّ ذَنْبٍ ما خلا الشِّرْك باللَّه خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء. وقال: لما تكلّم حفص الفَرد في مناظرته للشافعي: القرآن مخلوق. قَالَ لَهُ: كفرتَ باللَّه العظيم [2] . وقال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: من حلف باسمٍ من أسماء اللَّه فحنث، فعلية الكَفّارة، لأنّ اسم اللَّه غير مخلوق. ومن حلف بالكعبة والصِّفا والمَرْوَة، فليس عليه الكفارة، لأنّه مخلوق [3] . وقال يُونُسُ بْن عَبْد الأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: ما صَحَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لا يقال فيه لِمَ ولا كيف [4] . وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشافعي يَقُولُ: الخلفاء خمس: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْد العزيز [5] . وقال ابن عَبْد الحَكَم: كَانَ الشّافعيّ بعد أنّ ناظر حفصَا الفَرْد يكره الكلام.   [1] سورة البقرة، الآية 223. [2] آداب الشافعيّ 1/ 194، الأسماء والصفات للبيهقي 1/ 389، حلية الأولياء 9/ 113. [3] آداب الشافعيّ 1/ 193، حلية الأولياء 9/ 112 و 113، الأسماء والصفات 1/ 389، مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 403، معرفة السنن والآثار 1/ 113. [4] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 30. [5] آداب الشافعيّ 1/ 189، مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 448، الإنتقاء 82، 83، تاريخ دمشق 14/ 407 أ. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 331 ويقول: ما شيء أبغض إليّ من الكلام وأهله [1] . وقال الربيع: دخلت عَلَى الشّافعيّ وهو مريض فقال: وددت أنّ النّاس يعلموا هذه الكتب لا يُنْسَب إليّ منها شيءٌ. وقال حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: وددت أنّ كلّ علم أعلمه يعلمه النّاس أؤجر عَلَيْهِ ولا يَحْمَدُوني [2] . وقال محمد بْن مُسْلِم بْن وَارَةَ: سألت أحمد بْن حنبل قلت: ما ترى في كُتُب الشّافعيّ الّتي عند العراقيين؟ هِيَ أحبّ إليك أو الّتي بمصر؟ قَالَ: عليك بالكُتُب الّتي وضعها بمصر. فإنّه وضع هذه الكُتُب بالعراق ولم يحكمها. ثمّ رجع إلى مصر فأحكم تِلْكَ [3] . وقال ابن وَارَةَ: قلت لأحمد مرّة: ما ترى لي من الكُتُب أنّ أنظر فيه. أرى مالك، أو الثَّوْريّ، أو الأوزاعيّ؟ فقال لي قولًا أَجُلُّهُم أنّ أذكره، وقال: عليك بالشافعي، فإنه أكثرهم صوابًا، وأتْبَعُهُم للآثار [4] . وقال عَبْد اللَّه بْن ناجيه: سَمِعْتُ ابن وَارَةَ يَقُولُ: لما قدمت من مصر أتيت أحمد بْن حنبل، فقال لي: كتبتُ كُتُب الشّافعيّ؟ قلت: لا. قَالَ: فرّطْت، ما عرفنا العموم من الخصوص، وناسخ الحديث من منسوخه حتّى جالسنا الشّافعيّ. فحملني ذَلِكَ عَلَى الرجوع إلى مصر [5] . وقال محمد بْن يعقوب الفَرَجيّ: سَمِعْتُ عليّ بْن المدينيّ يقول: عليكم بكتب الشافعيّ [6] .   [1] انظر حلية الأولياء 9/ 111. [2] آداب الشافعيّ 1/ 92، حلية الأولياء 9/ 119، تهذيب الأسماء 1/ 54، البداية والنهاية 10/ 253، توالي التأسيس 62. [3] آداب الشافعيّ 60، حلية الأولياء 9/ 97، و 102، مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 263، الإنتقاء 76. [4] المصادر نفسها. [5] مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 262، معجم الأدباء 17/ 312. [6] انظر مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 248. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 332 قلت: وكان الشّافعيّ مَعَ عظمته في علم الشريعة وبراعته في العربية بصيرًا في الطّبّ. نقل ذَلِكَ غير واحد. فعنه قَالَ: عجبًا لمن يدخل الحمّام ثمّ لا يأكل من ساعته، كيف يعيش؟ وعجبًا لمن يحتجم ثمّ يأكل من ساعته، كيف يعيش [1] ؟ وقال حَرْمَلَة عَنْهُ: من أكل الأُتْرُجّ ثمّ نام لم يأمن أن تصيبه ذِبْحَة. وقال محمد بْن عِصْمة الْجُوزَجَانيّ: سَمِعْتُ الربيع، سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ثلاثة أشياء دواء لمن لا دواء له، وأعيت الأطباء مُدَاوَاتَهُ: العنب، ولبنُ التّفاح، وقصب السُّكَّر. ولولا قَصَب السُّكَّر ما أقمت ببلدكم [2] . وقال: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: كَانَ غلامي أعشى، فلم يكن يبصر باب الدّار، فأخذت لَهُ زيادة الكِبد، فكحّلْتُهُ بها، فأبصر [3] . وعنه قَالَ: عجبًا لمن تعشّى البيض المسلوق ثمّ نام عَلَيْهِ كيف لا يموت [4] ؟ وقال: الفول يزيد في الدّماغ، والدّباغ يزيد في العقل [5] . وعن يونس، عَنْهُ قَالَ: لم أر أنفع للوباء من البنفسج، يدهن بِهِ ويشرب [6] . وقال صالح جَزْرَة: سَمِعْتُ الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: لا أعلم عِلْمًا بعد الحلال والحرام أنبل من الطّبّ، إلّا أنّ أهل الكتاب قد غلبونا عَلَيْهِ. وقال حَرْمَلَة: كَانَ الشّافعيّ يتلهف على ما صنع المسلمون من الطّبّ ويقول: ضيعوا ثُلُث العِلْم، ووكّلوه إلى اليهود والنّصارى [7] .   [1] حلية الأولياء 9/ 143، مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 119. [2] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 122. [3] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 122. [4] حلية الأولياء 9/ 143، مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 118. [5] آداب الشافعيّ 322، 323، حلية الأولياء 9/ 137 و 141، الإنتقاء 87. [6] آداب الشافعيّ 323، 324، مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 118. [7] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 116، توالي التأسيس 66، وانظر حلية الأولياء 9/ 136 و 142. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 333 وقيل إنَّ الشّافعيّ نظر في التنجيم، ثمّ تاب منه وهجره. وقَالَ أبو الشَّيْخ، ثنا عَمْرو بْن عُثْمَان الْمَكِّيّ، ثنا ابن بنت الشّافعيّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ الشّافعيّ وهو حَدَث ينظر في النجوم، وما ينظر في شيء إلّا فاق فيه. فجلس يومًا وامرأتُهُ تَطْلُقُ، فحسَب وقال: تَلِدُ جاريةً عوراء، عَلَى فَرْجها خالٌ أسود، تموت إلى كذا وكذا. فولدت وكان كما قَالَ، فجعل عَلَى نفسه أنّ لا ينظر أبدًا. ودفن تِلْكَ الكُتُب [1] . وقال فوران: قسمتُ كُتُب أَبِي عَبْد اللَّه أحمد بْن حنبل بين ولديه، فوجدت فيها رسالَتَيِ الشّافعيّ العراقيّ والمصريّ بخطّ أَبِي عَبْد اللَّه. وقال أبو بَكْر الصَّوْمعيّ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: صاحب حديث لا يشبع من كُتُب الشّافعيّ. وقال البَيْهقيّ: أَنَا الحاكم: سَمِعْتُ أبا أحمد عليّ بْن محمد المَرْوَزِيّ: سَمِعْتُ أبا غالب عليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الْأَزْدِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل، وسُئل عَنِ الشّافعيّ فقال: لقد مَنّ اللَّه علينا بِهِ. لقد كنّا تعلَّمنا كلامَ القوم، وكتبنا كُتُبَهم، حتّى قدِم علينا الشّافعيّ، فلمّا سمعنا كلامه علمنا أَنَّهُ أعلم من غيره، وقد جالسناهُ الأيّامَ واللّيالي، فما رأينا منه إلّا كلّ خير [2] . وقال لَهُ رَجُل: يا أبا عَبْد اللَّه، فإن يحيى بْن مَعِين، وأبا عُبَيْد لا يرضيانه، يعني في نسبتهما إيّاه إلى التَّشيُّع. فقال أحمد: ما ندري ما يقولان. واللَّه ما رأينا منه إلّا خيرًا [3] . وقال ابن عديّ الحافظ: ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني: ثنا صالح بْن أحمد بْن حنبل: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ «الموطّأ» من الشّافعيّ، لأنّي رأيته فيه ثبتا، وقد سمعته من جماعة قبله.   [1] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 126، مناقب الشافعيّ للفخر الرازيّ 120، توالي التأسيس 65. [2] مناقب الشافعيّ للبيهقي. [3] مناقب الشافعيّ للبيهقي. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 334 وقال الحاكم أبو عَبْد اللَّه: سمعت الفقيه أبا بَكْر محمد بْن عليّ الشّاشيّ يَقُولُ: دخلت عَلَى ابن خُزَيْمة وأنا غلام، فقال: يا بُنيّ عَلَى من درسْت الفقه؟ فسمَّيْت لَهُ أبا الَّليْث. فقال: عَلَى من درس؟ قلتُ: عَلَى ابن سُرَيْجٍ، فقال: وهل أَخَذَ ابن سُرَيْجٍ العلم إلا من كتب مستعارة. وقال بعضهم: أبو الليث هذا مهجورٌ بالشّاش، فإن البلد للحنابلة. وقال ابن خُزَيْمة: وهل كَانَ ابن حنبل إلّا غُلامًا من غلمان الشّافعيّ؟ وقال أبو داود السِّجِسْتانيّ، وسأله زكريّا السّاجيّ: مَن أصحاب الشّافعيّ؟ فقال: أوّلهم الحُمَيْديّ، وأحمد بْن حنبل، وأبو يعقوب البُوَيْطيّ. ومن غرائب الاتِّفاق أنّ الْإِمَام أحمد روى عَنْ رجلٍ، عَنِ الشّافعيّ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ: ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ النَّقَّاشُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْحُبُوطِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ (حَ) ، وَأَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحُسَيْنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ غَانِمٍ الْمُقْرِئِ، أَنَا أَبُو مُوسَى الْحَافِظُ أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ، قَدِمَ عَلَيْنَا: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ بِتُسْتَرَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، ثَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صَلَّى صَلاةَ الْكُسُوفِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ» [1] وَاللَّفْظُ لِلنَّقَاشِ. قَالَ أحمد بْن سَلَمَةَ النَّيْسابوريّ: تزوج إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه بمَرْو بامرأةِ رجلٍ كَانَ عنده كُتُب الشّافعيّ، فتُوُفّي. لم يتزوّجُ بها إلّا لحال الكتب، فوضع «جامع الكبير» عَلَى كتاب الشّافعيّ، ووضع «جامع الصغير» عَلَى «جامع الثَّوْريّ الصغير» . فقدم أبو إسماعيل التّرمذيّ نيسابور، وكان عنده كتب الشافعيّ، عن البويطيّ.   [1] الحديث ضعيف لضعف يحيى بن سليم، فهو سيّئ الحفظ، منكر الحديث. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 335 فقال لَهُ إِسْحَاق: لا تحدّث بكُتُب الشّافعيّ ما دمت هنا. فأجابه، فلم يحدّث بها حتّى خرج [1] . قلت: تُرَى من كَانَ يكتب عَنْ رجلٍ، عَنْ آخر، عَنِ الشّافعيّ، مع وجود إِسْحَاق. وفي نفسي من صحة ذَلِكَ. وقال داود الظّاهريّ: سَمِعْتُ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه يَقُولُ: ما كنت أعلم أنّ الشّافعيّ في هذا المحلّ، ولو علِمْتُ لم أُفَارِقْه [2] . وقال محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ: قَالَ إِسْحَاق: قدمتُ مكّة فقلت للشافعي: ما حالُ جعفر بْن محمد عندكم؟ فقال: ثقة، كتبنا عَنْ إِبْرَاهِيم بن أبي يحيى، عنه، أربعمائة حديث [3] . وقال يُونُسُ بْن عَبْد الأَعْلَى: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: ما رأيت أفقه من ابن عُيَيْنَة، أمسكت عَنِ الفتيا منه [4] . ونقل أبو الشَّيْخ بْن حِبّان وغيره من وجهٍ أنّ الشّافعيّ لمّا دخل مصر أتاه جلّةُ أصحاب مالك، وأقبلوا عَلَيْهِ، فلمّا رأوْه يخالف مالكًا وينقض عَلَيْهِ تنكروا لَهُ وجفوه، فأنشأ يَقُولُ: أَأنثر درّا بين سَارحة النَّعَم؟ ... أَأَنْظُمُ منثورًا لراعية الْغَنَمْ؟ لَعَمْري لَئِنْ ضُيِّعْتُ في شَرِّ بَلْدةٍ ... فلستُ مُضِيعًا بينهم غُرَرَ الْكَلِمْ [5] فإنْ فَرَّج اللَّهُ اللّطيف بلُطْفِه ... وصادَفْتُ أهلًا للعلوم وَالْحِكَمْ بثَثْتُ مُفِيدًا واستَفَدْتُ ودَادَهُمْ ... وإلّا فمخزونٌ لديّ ومُكْتَتَمْ وَمَنْ مَنَح الْجُهَّالَ عِلْمًا أضَاعَهُ ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم   [1] آداب الشافعيّ 64، 65، مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 266، 267، حلية الأولياء 9/ 102، 103، تاريخ دمشق 15/ 4 ب، توالي التأسيس 76. [2] مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 265. [3] آداب الشافعيّ 177، الجرح والتعديل 2/ 487، مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 523. [4] آداب الشافعيّ 206، مناقب الشافعيّ للفخر الرازيّ 17، تقدمة المعرفة 1/ 32، 33، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 224. [5] في سير أعلام النبلاء 10/ 71 «غرر الحكم» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 336 وكاتمُ عِلْم الدِّين عمّن يُرِيدُهُ يَبُوء بأَوْزارٍ [1] وآثِمٍ إذا كَتَم [2] وقال الحافظ ابن مَنْدَه: حدَّثَ عَنِ الربيع قَالَ: رأيت أشهب بْن عَبْد العزيز ساجدًا، وهو يَقُولُ في سجوده: اللَّهمّ أمت الشّافعيّ ولا تذهب عِلْم مالك. فبلغ الشّافعيّ ذَلِكَ، فتبسّم وأنشأ يَقُولُ: تمنّى رجال أن أموت وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى ... تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد وقد علموا لو ينفع العلم عندهم ... لئن مت ما الداعي عليّ بمُخلدِ [3] . وقال المُبَرِّد: دخل رجلٌ على الشّافعيّ فقال: إنّ أصحاب أَبِي حنيفة لفصحاء، فأنشد الشّافعيّ يَقُولُ: فلولا الشِّعْرُ بالعُلَماء يُزْري ... لَكُنْتُ الْيَوْمَ أَشْعَرَ من لَبِيدِ وأَشْجَعَ في الْوَغَى من كلّ لَيْثٍ ... وَآلِ مُهَلَّبٍ وأبي يزيد ولولا خشيةُ الرَّحْمَن ربّي ... حَسِبْتُ النّاس كُلَّهُمُ عبِيدي [4] . قَالَ الحاكم: أخبرني الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد الحافظ، أَنَا أبو عُمارة حمزة بْن عليّ الجوهريّ، ثنا الربيع بْن سليمان قَالَ: حَجَجْنا مَعَ الشّافعيّ، فما ارتقى شُرُفًا، ولا هبط واديًا، إلّا وهو يبكي وينشد: يا راكبًا قفْ بالمُحَصَّبِ من مِنَى ... واهتِفْ بقاعد خِيفِها والنّاهضِ سَحَرًا إذا فاض الحَجيجُ إلى مِنَى ... فَيْضًا كمُلْتَطَم الفرات الفائض   [1] في سير أعلام النبلاء «يبوء بإثم» . [2] الأبيات- ما عدا الأخير- في: مناقب الشّافعيّ للبيهقي، ومناقب الشّافعيّ للرازي 111، وحلية الأولياء 9/ 153، ومعجم الأدباء 17/ 307، وطبقات الشّافعية الكبرى للسبكي 1/ 155. [3] الأبيات في: عيون الأخبار 3/ 114، وحلية الأولياء 9/ 149، 150، ونوادر القالي 218/ 3، ومناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 73، ومناقب الشّافعيّ للفخر الرازيّ 115، وتاريخ دمشق 15/ 21 أ، وطبقات الشّافعية الكبرى للسبكي 1/ 161، وتوالي التأسيس 83، ومرآة الجنان 2/ 28. [4] مناقب الشّافعيّ للبيهقي 2/ 62، ومناقب الشّافعيّ للفخر الرازيّ 119. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 337 إنّ كَانَ رفضًا حُبُّ آلِ محمّدٍ ... فلْيَشْهَد الثَّقَلان أنّي رافضي [1] . بهذا الاعتبار قَالَ أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ في الشّافعيّ: كَانَ يتشيع، وهو ثقة. قلت: ومعنى هذا التشيع حب عليّ وبغض النواصب، وأن يتخذه مولَّى، عملًا بما تواتر عَنْ نبيّنا صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه» [2] . أمّا من تعرّض إلى أحدٍ من الصّحابة بسببٍ فهو شيعيّ غالٍ نَبْرأ منه. وقال أبو عثمان الصابوني: أنشدني أبو منصور بْن جمشاد قَالَ: أنشدت لأبي عَبْد اللَّه محمد بْن إِبْرَاهِيم البُوشَنْجيّ في الشّافعيّ رضى الله عنه: ومن شُعَب الإيمان حُبُّ ابن شافع ... وفرضٌ أكيدٌ حُبُّهُ لا تَطَوُّعُ وإنّي حياتي شافعيّ فإنْ أمُتْ ... فتوصيتي بعدي بأن تتشفعوا [3] . قلت: وللشافعي رحمه اللَّه أشعار كثيرة. قَالَ الحافظ أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن غانم في «كتاب مناقب الشّافعيّ» . وهو مجلد: وقد جمعت ديوان شِعْرَ الشّافعيّ كتابًا عَلَى حِدَة. ثمّ قَالَ بإسناده إلى ثعلب أَنَّهُ قَالَ: الشّافعيّ إمامٌ في اللّغة [4] .   [1] الأبيات في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 158. [2] رواه الترمذي في المناقب (3797) باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عن محمد بن بشار، عن غندر، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سُرَيْحَةَ أَوْ زَيْدِ بن أرقم شكّ شعبة- فذكره، وقال: هذا حديث حسن غريب. وروى شعبة هذا الحديث عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلّم نحوه، وأبو سريحة هو حذيفة بن أسيد صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلّم. ورواه النسائي في السنن الكبرى، باب المناقب، عن محمد بن مثنّى، عن يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ سليمان، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطفيل، عن زيد بن أرقم له، أتمّ من الأول. انظر: تحفة الأشراف للمزّي 3/ 195 رقم (3667) . [3] البيتان في مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 362. [4] سير أعلام النبلاء 10/ 873. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 338 وقال أبو نُعَيْم بْن عديّ: سَمِعْتُ الربيع مِرارًا يَقُولُ: لو رأيت الشّافعيّ وحسن بيانه وفصاحته لعجبت. ولو أَنَّهُ ألّف هذه الكُتُب عَلَى عربيّته التي كَانَ يتكلم بها معنا في المناظرة لم يُقدر عَلَى قراءة كتبه لفصاحته وغرائب ألفاظه. غير أَنَّهُ كَانَ في تأليفه يوضح للعوامّ [1] . وقال أبو الحَسَن عليّ بْن مهدي الفقيه: ثنا محمد بْن هارون، ثنا هُمَيْم بْن هَمَّام، ثنا حَرْمَلَة: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما جهل النّاس، وما اختلفوا إلّا لتركهم كلام العرب، أو قَالَ لسان العرب، وميلهم إلى أرسطاطاليس. الأصم: أَنَا الربيع قَالَ: قَالَ الشّافعيّ: المُحْدَثَات من الأمور ضَرْبان. أحدهما: ما أُحدث يخالف كتابًا أو سنة أو إجماعًا، فهذه البدعة ضلالة. والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه. لو أحدث هذا فهذه محدثة غير مذمومة. وقد قَالَ عُمَر رضى الله عنه في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه. يعني أنها محدثة لم تكن. وإذ كانت فليس فيها ردٌّ لِما مَضَى. رواه البيهقيّ [2] ، عَنِ الصَّيْرفيّ، عَنْهُ. وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه: ما رأيت أحدًا أعلم بأيّام النّاس من الشّافعيّ [3] . وروى أبو العبّاس بْن سُرَيْج، عَنْ بعض النَّسَّابين قَالَ: كَانَ الشّافعيّ من أعلم النّاس بالأنساب. اجتمعوا معه ليلًا، فذاكرهم بأنساب النّساء إلى الصّبّاح. وقال: أنساب الرجال يعرفها كلُّ أحد [4] . وقال الحَسَن بْن رشيق: أَنَا أحمد بْن عليّ المدائني قَالَ: قَالَ المُزَنيّ: قدِم علينا الشّافعيّ، فأتاه ابن هشام صاحب «المغازي» ، فذَاكَره أنسابَ الرجال، فقال لَهُ الشّافعيّ بعد أنّ تذاكرا: دعْ عنك أنساب الرجال فإنّها لا تذهب عنّا   [1] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 49، مناقب الشافعيّ للفخر الرازيّ، توالي التأسيس 77. [2] في مناقب الشافعيّ 1/ 468، 469، وحلية الأولياء 9/ 113. [3] مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 488. [4] مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 488، 489. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 339 وعنك، وخذ بنا في أنساب النساء. فلمّا أخذوا فيها بَقِيَ ابن هشام [1] . وقال يونس بْن عَبْد الأعلى: كَانَ الشّافعيّ إذا أخذ في أيّام النّاس يَقُولُ: هذه صناعته. وقال أحمد بْن محمد ابن بنت الشّافعيّ: ثنا أَبِي قَالَ: أقام الشّافعيّ عَلَى العربية وأيام النّاس عشرين سنة وقال: ما أردت بهذا إلّا الاستعانة عَلَى الفقه [2] . وقال أبو حاتم: ثنا يونس بْن عَبْد الأعلى: قَالَ: ما شاهدت أحدًا لقى من السقم ما لقي الشّافعيّ ... فدخلت عَلَيْهِ فقال: اقرأ عليَّ ما بعد العشرين والمائة من آل عِمران، فقرأت ولمّا قمت قَالَ: لا تغفل عنّي فإنّي مكروب. قَالَ يونس: عَنَى بقراءتي ما بعد العشرين والمائة ما لقي النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلّم وأصحابه أو نحوه [3] . وقال ابن خُزَيْمة، وغيره: ثنا المُزَنيّ قَالَ: دخلت عَلَى الشّافعيّ في مرضه الّذي مات فيه، فقلت: يا أبا عَبْد اللَّه كيف أصبحت؟ فرفع رأسه وقال: أصبحت من الدّنيا راحلًا، ولأخواني مفارقًا، ولسوء عملي مُلاقيًا، وعلى اللَّه واردًا. ما أدري روحي تصير إلى جنةٍ فأهنئها، أو إلى نارٍ فأعزيها [4] . ثمّ بكى وأنشأ يَقُولُ: ولما قسا [5] قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلتُ رجائي دون عَفْوِك سُلَّما تعاظَمَني ذَنْبي فلمّا قَرَنْتُهُ ... بعَفْوِك ربّي كَانَ عفْوُكَ أَعْظَما فما زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِ الذَّنْب لم تَزَلْ ... تجودُ وتعفو منّةً وتَكرما فإنْ تنتقِمْ منِّي فلستُ بآيِسٍ ... ولو دَخَلَتْ نفسي بجرم جهنّما   [1] أي انقطع وتوقّف عن المذاكرة. (مناقب الشافعيّ للبيهقي 1/ 488 و 2/ 42، توالي التأسيس 60) . [2] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 42. [3] آداب الشافعيّ 76، 77، مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 293، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 65، توالي التأسيس 69 و 83. [4] حتى هنا في الزهد الكبير للبيهقي 222 رقم 575. [5] في الأصل «قسى» ، وكذا في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 156. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 340 ولولاك لم يُغْوَ بإبليسَ عابدٌ ... فكيف وقد أغوى صَفِيَّكَ آدما وإنّي لآتي الذَّنْب أعرفُ قَدْرَهُ ... وأعلَمُ أنّ اللَّه يعفو تكرُّما [1] وقال الأصمّ: ثنا الربيع قَالَ: دخلت عَلَى الشّافعيّ وهو مريض، فسألني عَنْ أصحابنا، فقلت: إنّهم يتكلّمون. فقال: ما ناظرتُ أحدًا قطّ عَلَى الغَلَبَة. وبِودِّي أنّ جُمَيْع الخلْق تعلَّموا هذا الكتاب، يعني كتبه، عَلَى أن لا ينسب إليَّ فيه شيء [2] . قَالَ هذا يوم الاحد، ومات يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلالَ شعْبان سنة أربعٍ ومائتين، وله نيِّفٌ وخمسون سنة [3] . وقال ابن أَبِي حاتم: ثنا الربيع: حدَّثني أبو اللّيث الخفاف، وكان معدِّلًا: حدَّثني العزيزيّ، وكان متعبدًا، قَالَ: رأيت ليلةَ مات الشّافعيّ، كأنّه يُقال: مات النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هذه اللّيلة، فأصبحت، فَقِيلَ مات الشّافعيّ رحمه اللَّه [4] . قَالَ حَرْمَلَة: قدِم علينا الشّافعيّ مصر سنة تسعٍ وتسعين ومائة. وقال أبو عليّ بْن حمكان: ثنا الزُّبَيْر بْن عَبْد الواحد، ثنا الحَسَن بْن سُفْيَان، ثنا سفيان بْن وكيع قَالَ: رأيت فيما يرى النائم كأن القيامة قد قامت، والناس في أمر عظيم، إذ بَدَرَ لي أخي، فقلت: ما حالكم؟ قَالَ: عرضنا على ربّنا. قلت: فما حال أَبِي؟ قَالَ: غُفِر لَهُ، وأُمِر بِهِ إلى الجنّة. فقلت: ومحمد بن إدريس؟   [1] وفي رواية: «يعفو ترحّما» . والأبيات في: مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 111 و 293 و 294، وتاريخ دمشق 15/ 21 أ، ومعجم الأدباء 17/ 303، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 156، وتوالي التأسيس 83، وصفة الصفوة 2/ 258 وفيه ثلاثة أبيات. [2] حلية الأولياء 9/ 118، صفة الصفوة 2/ 251، التذكرة الحمدونية 1/ 205 رقم 497. [3] مناقب الشافعيّ للبيهقي 2/ 297، 298، تاريخ دمشق 15/ 23 أ، حلية الأولياء 9/ 768 صفة الصفوة 2/ 258. [4] حلية الأولياء 9/ 101، تاريخ دمشق 15/ 23 أ. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 341 قَالَ: حُشِر إلى الرَّحْمَن وَفْدًا، وألبِس حُلَل الكرامة، وتُوِّج بتاج البهاء [1] . قَالَ زكريّا بْن أحمد البلْخيّ، وغيره: سمعنا أبا جعفر محمد بْن أحمد بْن نَصْر التِّرْمِذيّ. يَقُولُ: رأيت في المنام النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مسجده بالمدينة، كأنّي جئت إِلَيْهِ فسلّمت عَلَيْهِ، وقلت: يا رسول اللَّه أكتب رأي أَبِي حنيفة؟ قَالَ: لا. فقلت: أكتب رأي مالك؟ قَالَ: لا تكتب منه إلّا ما وافق حديثي. فقلت: أكتب رأي الشّافعيّ؟ فقال بيده هكذا، كأنه ينتهرني، وقال: تَقُولُ رأي الشّافعيّ، إنّه لَيْسَ رأي، ولكنه ردٌّ عَلَى من خالف سُنَّتي [2] . وقد رُوِيَ عَنْ جماعة عديدة نحو هذه القصة والتي قبلها بأنّه غُفر لَهُ، وساق جملةً منها الحافظ ابن عساكر في ترجمة الشّافعيّ، رحمه اللَّه تعالى وأسكنه الجنّة ... ، إنّه سميع مجيب. 324- محمد بْن أبان بْن الحَكَم العَنْبريّ [3] . أبو عَبْد الرَّحْمَن الكوفي، نزيل أصبهان. وهو عمّ محمد بْن يحيى بْن أبان [4] . حدَّثَ بعد المائتين عَنْ: مِسْعَر بْن كُدَام، وأبي حنيفة، وسفيان، وشُعْبة، وعَمْرو بْن شَمِر، وزفر بْن الْهُذَيْلِ، وجماعة. وعنه: سهل بْن عثمان، وأحمد بْن معاوية بْن الْهُذَيْلِ، وسليمان بْن سيف العَتَكيّ، ومحمد بن عمر الزّهريّ أخو رستة.   [1] تاريخ دمشق 15/ 25 أ. [2] حلية الأولياء 9/ 100، تاريخ دمشق، وتاريخ بغداد 2/ 69، مرآة الجنان 2/ 27. [3] انظر عن (محمد بن أبان) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 4 و 5 و 39، والجرح والتعديل 7/ 200 رقم 1123، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 28- 33 رقم 85، وذكر أخبار أصبهان 2/ 173، 174، واللباب 2/ 360. [4] سمع منه بعد المائتين. (طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 28، ذكر أخبار أصبهان 2/ 173) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 342 وهو مُنْكَر الحديث. روى أبو نُعَيْم الحافظ في ترجمته [1] أحاديث ضعيفة، ولم أرَ لأحدٍ فيه جَرْحًا. وهو ضعيف الحديث. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الشَّعَّارُ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمُقْرِئُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الْحُسَيْنِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا حَضَرْتَ الْمَيِّتَ فَقُلْ: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 37: 180- 182 [2] [3] . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، وَرُوَاتُهُ مَعْرُوفُونَ [4] . 325- محمد بْن إسماعيل الفارسيّ [5] . أبو إسماعيل، نزيل الكوفة. روى عَنْ: فطر بْن خليفة، ومالك بْن مِغْوَلٍ. وعنه: مَعْمَر بْن سهل الأهوازيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، والحَسَن بْن عَلَى بْن عفان، وغيرهم [6] .   [1] في ذكر أخبار أصبهان 2/ 173، 174. [2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 173، 174. [3] سورة الصافّات، الآيات 180- 182. [4] أخرجه أبو يعلى في مسندة (انظر: المقصد العليّ 26/ 1) ، وأبو الشيخ الأنصاري في طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 31 من طريق محمد بن أبان، قال: ثنا سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي هارون، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا فزع من صلاته، قال سفيان: لا أدري قبل التسليم أو بعد التسليم- يقول: «سبحان ربّك..» . وقال أبو الشيخ الأنصاري: هكذا رواه، وهو عند الناس، عن سفيان، عن أبي هارون، عن أبي سعيد. وأخرجه الهيثمي في (مجمع الزوائد 2/ 147) من طريق أبي هارون، عن أبي سعيد مرفوعا. وقال الهيثمي: رجاله ثقات. وقد وهم في ذلك لأن رجاله متروكون، وقد ذكره ابن كثر في تفسيره 4/ 35 وقال: إسناده ضعيف. [5] انظر عن (محمد بن إسماعيل الفارسيّ) في: الثقات لابن حبّان 9/ 78، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 ب. [6] ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يغرب» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 343 326- محمد بْن بِشْر بْن الفَرَافِصَة بْن المختار بن رديح العبديّ [1]- ع. - الحافظ، أبو عبد الله الكوفيّ. عَنْ: إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وزكريّا بْن زائدة، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وحَجّاج بْن دينار، وحَجّاج بْن أَبِي عثمان، وخلْق. وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعلي بن الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وابن نُمَيْر، وأحمد بْن الفُرات، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن عاصم الثَّقْفيّ، وخلق. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ، عَنْ سماع محمد بْن بِشْر، من سَعِيد بْن أبي عَرُوبَة، فقال: هُوَ احفظ من كَانَ بالكوفة [2] . وقال الكُدَيْميّ، عَنْ أَبِي نُعَيْم قَالَ: لما خرجنا في جنازة مِسْعَر جعلت أتطاول [في المشي] [3] ، قلت: يجيئوني فيسألوني عن حديث مسعر، فذاكرني   [1] انظر عن (محمد بن بشر بن الفرافصة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 394، وطبقات خليفة 171، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 505، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 45 رقم 87، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 45 رقم 87، والتاريخ الصغير له 217، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3095، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، وتاريخ الثقات للعجلي 401 رقم 1436، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 195 و 494 و 2/ 188 و 220 و 660 و 3/ 132 و 201، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، والجرح والتعديل 7/ 210، 211 رقم 1167، والثقات لابن حبّان 7/ 441، ومشاهير علماء الأمصار له 173 رقم 1240، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 639 رقم 1165، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 166 رقم 1410، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 293 رقم 1214، وتاريخ جرجان للسهمي 387 و 535، والكامل في التاريخ 6/ 356 وفيه (محمد بن بشير) وهو تحريف، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 435 رقم 1665، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1178، وسير أعلام النبلاء 9/ 265- 267 رقم 74، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 689، والعبر 1/ 341، وتذكرة الحفّاظ 1/ 322، والكاشف 3/ 22 رقم 8414، والوافي بالوفيات 2/ 250 رقم 658، ومرآة الجنان 2/ 8، وتهذيب التهذيب 9/ 73، 74 رقم 90، وتقريب التهذيب 2/ 147 رقم 73، وطبقات الحفّاظ 135، وخلاصة تذهيب التهذيب 328، وشذرات الذهب 2/ 7. [2] تهذيب الكمال 3/ 1178. [3] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والاستدراك من (تهذيب الكمال) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 344 محمد بْن بِشْر بحديث مِسْعَر فأَغْرَب عَلَيَّ سبعين حديثًا، لم يكن عندي منها إلّا حديث واحد [1] . وثّقه ابن مَعِين [2] ، وغيره. [3] . وقال الْبُخَارِيّ [4] : مات سنة ثلاثٍ ومائتين. 327- محمد بْن بكر بن عثمان البرسانيّ البصريّ [5]- ع. - أبو عبد الله، ويقال أبو عثمان. وبُرسان من الأزد. روى عَنْ: ابن جُرَيْج، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وأَيْمن بْن نابل، وهشام بْن حسّان، ويونس بْن يزيد، وعُبَيْد اللَّه بْن أبي زياد القداح، وشُعْبة، وحماد بن سلمة، وطائفة.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1178. [2] في تاريخه 2/ 505. [3] وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: «كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ» . (الطبقات الكبرى 6/ 394) . ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين، وقال: «ثقة، ثبت إذا كان يحدّث من كتابه» . (تاريخ أسماء الثقات، رقم 1214) . [4] في تاريخه الكبير 1/ 45، وتاريخه الصغير 217، 218، وفيها ورّخه ابن سعد. (الطبقات الكبرى 6/ 394) . [5] انظر عن (محمد بن بكر البرساني) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 296، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 506، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 832، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1225 و 3/ رقم 4653، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 48، 49 رقم 96، والتاريخ الصغير له 218، وتاريخ خليفة 471، وطبقات خليفة 226، والمعرفة والتاريخ 2/ 277، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 241 و 412 و 427 و 566، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 27، والجرح والتعديل 7/ 212 رقم 1175، والثقات لابن حبّان 9/ 38، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 639، 640 رقم 1015، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 167 رقم 1412، وتاريخ جرجان للسهمي 376، وتاريخ بغداد 2/ 92- 94 رقم 485، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 435 رقم 1666، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1178، 1179، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 834، والعبر 1/ 341، وسير أعلام النبلاء 9/ 421، 422 رقم 148، والكاشف 3/ 22 رقم 4818، والمغني في ضعفاء 2/ 560 رقم 5334، وميزان الاعتدال 3/ 492 رقم 7277، وتهذيب التهذيب 9/ 77، 8، رقم 96، وتقريب التهذيب 2/ 147، 148 رقم 77، وخلاصة تذهيب التهذيب 329، وشذرات الذهب 2/ 7. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 345 وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وبُنْدار، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وهارون الحمّال، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وآخرون. قَالَ ابن معين [1] : ثنا البرساني، وكان واللَّه ظريفًا صاحب أدب، ثقة. وقال ابن سعْد [2] : كَانَ ثقة. مات في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ ومائتين بالبصرة. 328- محمد بْن جعفر المدائنيّ [3]- م. ت. - أبو جعفر البزّاز. عَنْ: شُعْبَة، وحمزة الزّيّات، وورّقاء، ومنصور بْن أَبِي الأسود، وبكر بْن خُنَيْس، وجماعة. وعنه: احمد بْن حنبل، وحجاج بْن الشاعر، وعبّاس الدُّوريّ، والصَّنعانيّ، واحمد بْن يونس الضَّبّيّ، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوام، وطائفة. قَالَ أحمد: لا بأس به [4] .   [1] في تاريخه 2/ 506، وقال في معرفة الرجال 1/ 151 رقم 832: «ما أتيت البرساني، يعني: محمد بن بكر بن عثمان قط إلّا قال لي: اصبر فإنّ لي حاجة حتى أخرج إليكم فيخرج إليّ ومعه طبق فيه تمر جيّد، فيقول: كل. فلا يحدّثني شيئا حتى آكل» . [2] في طبقاته 7/ 296، وأرّخ وفاته. [3] انظر عن (محمد بن جعفر المدائني) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 58 رقم 121، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 18، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 134، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 44 رقم 1593، والجرح والتعديل 7/ 222 رقم 1224، والثقات لابن حبّان 9/ 56، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 170 رقم 1419، ورجال الطوسي 283 رقم 51، وتاريخ جرجان للسهمي 294، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 103 أ، وتاريخ بغداد 2/ 116 رقم 509، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 469، 470 رقم 1808، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1183، والكاشف 3/ 26 رقم 4844، والمغني في الضعفاء 2/ 562 رقم 5354، وميزان الاعتدال 3/ 499 رقم 7310، وتهذيب التهذيب 9/ 98، 99 رقم 130، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 109، وخلاصة تذهيب التهذيب 331. [4] تاريخ بغداد 2/ 116. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 346 وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي «مُسْلِمٍ» . أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ هَاشِمٍ الصَّفَّارِ، أَنَا وَجِيهٌ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ، أَنَا الْخَفَّافُ، نَا السَّرَّاجُ، نَا حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نَا وَرْقَاءُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مُشْرَعَةٍ [2] ، فَقَالَ: أَلا تُشْرِعُ يَا جَابِرُ؟ قُلْتُ: بَلَى. فَنَزَلَ فَأشْرَعْتُهُ، ثُمَّ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ. فَوَضَعْتُ لَهُ وُضُوءًا، فَجَاءَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ» [3] . رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] ، عَنْ حَجَّاجٍ. وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ [5] . 329- محمد بْن جعفر الصّادق [6] بْن محمد الباقر بْن عليّ بْن الحُسين. أبو جعفر الهاشْميّ العلويّ الحسينيّ المدينيّ. الملقّب بالدّيباج.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 222. [2] المشرعة، أو الشريعة: الطريق إلى عبور الماء من حافّة نهر أو بحر أو غيره. [3] وتمامه: «فقمت خلفه، فأخذ بأذني فجعلني عن يمينه» . [4] في كتاب صلاة المسافرين وقصرها (196/ 766) باب الدعاء في صلاة الليل وقيامة، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 351. [5] ذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 44 وقال: قال أبو عبد الله: محمد بن جعفر ذاك الّذي كان بالمدائن، وقد سمعت منه ولكن لم أرو عنه شيئا قط أو لا أحدّث عنه بشيء أبدا. وذكره ابن حبّان في الثقات وورّخ وفاته. [6] انظر عن (محمد بن جعفر الصادق) في: تاريخ خليفة 405 و 466 و 470، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 57 رقم 117، والتاريخ الصغير له 216، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 189، 190، ونسب قريش لمصعب 63، وتاريخ الطبري 8/ 537- 540 و 544 و 547، والجرح والتعديل 7/ 220 رقم 1218، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1477 و 2314 و 2741 و 2742، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج 537- 541، ورجال الطوسي 279 رقم 3، وتاريخ بغداد 3/ 113- 115 رقم 508، ومقالات الأشعريين للأشعري 27 و 82، والكامل في التاريخ 6/ 356، والفخري في الآداب السلطانية 303، والعبر 1/ 342، وسير أعلام النبلاء 10/ 104، 105 رقم 5، ومرآة الجنان 2/ 8، والوافي بالوفيات 2/ 291 رقم 724، وتاريخ ابن خلدون 3/ 244، ولسان الميزان 5/ 103، 104، وشذرات الذهب 2/ 7. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 347 روى عَنْ: أَبِيهِ، وهشام بْن عُرْوَة. وعنه: إبراهيم بن المنذر الحزامي، وَيَعْقُوب بن حُمَيْد بن كاسب، وَمحمد بن يحيى العدني، وجماعة. وله عدة إخوة، خرج بمكة في أوائل دولة المأمون، ودعا إلى نفسه، فبايعوه سنة مائتين. فحج حينئذ أبو إسحاق المعتصم، وندب عسكرا لقتاله فأخذوه. وقدم في صحبة أبي إسحاق إلى بغداد، فبقي فيها قليلا وتوفي [1] . وكان بطلا شجاعا عاقلا، يصوم يوما ويفطر يوما [2] . وكان موته بجرجان في شعبان سنة ثلاث ومائتين، فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وقال: هذه رحِمٌ وقطعت من سنين [3] . وقيل إنّ سبب موته أَنَّهُ جامع ودخل الحمّام وافتصد في يومٍ واحدٍ، فمات فجأة، رحِمه اللَّه. 330- محمد بْن جَهْضم اليَمَاميّ [4] . ويُعرف بالسّاسانيّ [5] . قد أخّرته إلى بعد العشرين لأنّني وجدت عَبْد اللَّه بْن شبيب يروي عَنْهُ. وهو يروي عَنْ محمد بْن طلحة بْن مصرّف فأخّرته، وحديثه في الصّحيحين بواسطة [6] .   [1] تاريخ بغداد 3/ 113. [2] تاريخ بغداد 3/ 113. [3] تاريخ بغداد 3/ 115 وفيه: «قصعت من مائتي سنة» . [4] انظر عن (محمد بن جهضم اليمامي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 58 رقم 123، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 320، والجرح والتعديل 7/ 223 رقم 1229، والثقات لابن حبّان 9/ 61، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1184، والكاشف 3/ 26 رقم 4846 وفيه (الثمامي) ، وتهذيب التهذيب 9/ 100 رقم 132، وتقريب التهذيب 2/ 151 رقم 111، وخلاصة تذهيب التهذيب 331. [5] هكذا في الأصل، وهو يعرف بالخراساني. [6] قَالَ ابن أَبِي حاتم: سَأَلت أَبَا زُرْعَة عن محمد بن جهضم فقال: صدوق لا بأس به. (الجرح والتعديل) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 348 331- محمد بْن حرب الْمَكِّيّ [1] . عَنْ: مالك، والليث، وابن لهيعة، وجماعة. وعنه: بَكْر بْن خَلَف، والحسين بْن عيسى البسْطاميّ. قَالَ أبو حاتم [2] : لَيْسَ بِهِ بأس. أصله بصْريّ [3] . 332- محمد بْن الحَسَن بْن آتش الصنعاني الأبناويّ [4] . وقد ينسب إلى جدّه فيقال: محمد بْن آتَش. عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن عَمْرو الصَّنعانيّ، وأبي بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة، وجعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، وجماعة. وعنه: محمد بْن رافع، ونوح بْن حبيب القُومْسيّ، وأحمد بْن صالح الْمَصْرِيّ، وجماعة. قَالَ أبو زُرْعة: ثقة [5] . وأما النَّسائيّ فقال: لَيْسَ بثقة [6] . قلت: لَهُ حديث في «المراسيل» لأبي داود [7] .   [1] انظر عن (محمد بن حرب) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 79 رقم 162، والتاريخ الصغير له 212، والجرح والتعديل 7/ 237 رقم 1300. [2] في الجرح والتعديل. [3] وأرّخ البخاريّ وفاته بسنة 210 هـ.، وقال: «أحاديثه مشهورة» . [4] انظر عن (محمد بن الحسن آتش) في: الزهد الأحمد 117 و 124، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1762، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 68 رقم 156، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 57 رقم 1618، والجرح والتعديل 7/ 226، 227 رقم 1252، والثقات لابن حبّان 9/ 69 و 7/ 228 رقم 1256، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2184، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 153 رقم 475، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1187، والمغني في الضعفاء 2/ 568 رقم 5406، 2/ 569 رقم 7386، وتهذيب التهذيب 9/ 113، 114 رقم 155، وتقريب التهذيب 2/ 154 رقم 134، وخلاصة تذهيب التهذيب 332. [5] الجرح والتعديل 7/ 227. [6] تهذيب الكمال 3/ 1187. [7] ص 232 رقم 301 قال أبو داود: حدّثنا محمد بن رافع، حدّثنا محمد بن الحسن- يعني ابن الجزء: 14 ¦ الصفحة: 349 وقد قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُ رَوَى عَنْ همّام بْن مُنَبِّه [1] . قلت: لم يلحقه أبدًا [2] . 333- محمد بْن الحَسَن. لقبه: محبوب. يأتي بلقبه إنّ شاء اللَّه. 334- محمد بْن خَالِد [3] . أبو عَبْد اللَّه الحنظلي الرّازيّ الفقيه ممّوَيْه، ويقال مَتُّوَيْه. شيخ أسْتَراباذ [4] وعالمها والّذي بنى الجامع بها. وأوّل من فِقْه الناس بها.   [ () ] آتش- حدّثنا إبراهيم بن عمرو، عن الوضين- وهو عندي ابن عطاء- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «من مشى عن ناقة عقبة، كان له عدل رقبة» . [1] الجرح والتعديل 7/ 227. [2] وقال المؤلّف- رحمه الله- في (ميزان الاعتدال 3/ 516 رقم 7386) : إنه روى عن همّام بن منبّه، فسقط عليه رجل» . ويقول طالب العلم وخادمه «عمر عبد السلام تدمري» محّق هذا الكتاب: ذكر ابن أبي حاتم صاحب الترجمة مرّتين، فجهله في المرة الثانية (7/ 228 رقم 1256) فقال: «محمد بن اليماني، روى عن «روى عنه ... سمعت أبي يقول: هو مجهول» ومثله فعل المؤلّف الذهبيّ، في «المغني في الضعفاء» 2/ 568 رقم 5406 و 2/ 569 رقم 5417، فقال في ترجمته الأولى: برقم (5406) : «محمد بن الحسن اليماني، بيّض له ابن أبي حاتم. مجهول وروى عنه محمد بن رافع» . وقال في الترجمة الثانية برقم (5417) : «محمد بن الحسن بن أتش الصنعاني، مشهور، وثّقه أبو زرعة، وتركه النسائي، وغيره» . وذكره أيضا في ميزان الاعتدال مرتين، الأولى برقم (7376) فقال: «محمد بن الحسن اليمامي (كذا، بدل اليماني) حدّث عنه محمد بن رافع. مجهول» . وفي الثانية «محمد بن الحسن بن أتش الصنعاني الأبناوي» برقم (7386) . وذكر الحافظ ابن حجر صاحب الترجمة برقم (155) في تهذيب التهذيب 8/ 113، 114) ، ثم ذكر برقم (156) للتمييز «محمد بن الحسن اليماني. عن عبد الرحمن بن الزبير. وعنه محمد بن رافع. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول. وجوّز النباني (كذا في المطبوع) إنه الّذي قبله» . وهذا ما نرجّحه، لأن محمد بن رافع هو الّذي يروي عن محمد بن الحسن بن آتش. [3] انظر عن (محمد بن خالد) في: الجرح والتعديل 7/ 244 رقم 1341 وفيه (المعروف بمموه) ، وتاريخ جرجان للسهمي 536 رقم 1140، وانظر أيضا الصفحات 101 و 179 و 311 و 517 و 519 و 522 و 535. [4] أستراباذ: بالفتح ثم السكون، وفتح التاء المثنّاة من فوق، وراء، وألف، وباء موحّدة، وألف، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 350 أخذ عَنْ: أَبِي يوسف. وروى عَنْ: الجرّاح بْن الضّحّاك الكِنْديّ، وعمران بْن وهْب الطّائيّ صاحب أنس، ومالك بْن أنس. وعنه: يوسف بْن حمّاد، وإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطَّلْقيّ، وعمّار بْن رجاء، وجعفر بْن محمد بْن بِهْرام الإِسْتراباذِيُّون. ترجَمه أبو سعْد الإدريسي. 335- محمد بْن خَالِد بْن عَثْمة الحنفي الْبَصْرِيّ [1] . وَعَثْمَة [2] هِيَ أمّه [3] . روى عن: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة. وعنه: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون. قال أبو حاتم [4] : صالح الحديث. ذكره عبد الرحمن بن منده فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين [5] . 336- محمد بْن أَبِي رجاء الخُراساني الفقيه [6] . صاحب محمد أبي يوسف.   [ () ] وذال معجمة، بلدة كبيرة مشهورة من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان. (معجم البلدان 1/ 174، 175) . [1] انظر عن (محمد بن خالد بن عثمة) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5935، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 73، 74 رقم 187، وتاريخ الطبري 1/ 192 و 2/ 567، والجرح والتعديل 7/ 243 رقم 1336، والثقات لابن حبّان 9/ 55 و 67، والمؤتلف والمختلف للدار للدّارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 90 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1193، والكاشف 3/ 34 رقم 4895، وتهذيب التهذيب 9/ 142، 143 رقم 199، وتقريب التهذيب 2/ 157 رقم 174، وخلاصة تذهيب التهذيب 331. وسيعيده المؤلّف في الطبقة التالية، برقم (342) . [2] قيدها الدار الدّارقطنيّ: بالتاء المعجمة بثلاث والعين المهملة موحّد. (المؤتلف والمختلف) . [3] الجرح والتعديل 7/ 243) . [4] في الجرح والتعديل. [5] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «ربّما أخطأ» . [6] انظر عن (محمد بن أبي رجاء الخراساني) في: الثقات لابن حبّان 9/ 120، والكامل في التاريخ 6/ 385. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 351 ولي قضاء بغداد للمأمون. ومات سنة سبع ومائتين. لا أعرفه [1] . 337- محمد بْن صالح بْن بيهس القَيْسيّ الكِلابيّ [2] . أمير عرب الشام وفارسها، وفارس قيس وزعيمها وشاعرها، والمقاوم للسُّفْياني أَبِي العُمَيْطر الّذي خرج بدمشق. لم يزل يُجْلِب عَلَى أَبِي العميطر بخيله ورجله، ومحاربه حمية لدولة بني الْعَبَّاس، وهوى عَلَى اليمانية. ولم يبرح حتّى أباده وشتت جموعه، وحكم عَلَى الشام، فولاه المأمون إمرة دمشق [3] . تُوُفّي سنة عشر [4] . 338- محمد بن صالح الواسطيّ [5] .   [1] قال ابن حبّان: «محمد بن أبي رجاء العبّاداني، يروي عن عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير قال: كان ابن مسعود يقول: «من تعلّم القرآن فليتعلّم الفرائض ولا يكن مثل رجل أتاه أهل البادية فسألوه عنها فلم يدر» ، فقالوا: ما فضلك علينا أيّها المهاجر؟، حدّثنا عبد الله بن قحطبة، ثنا محمد بن أبي رجاء» . هكذا في «الثقات» (العبّاداني) وصاحب الترجمة (الخراساني) ، فيحتمل أنهما اثنان، أو أنهما واحد لاتفاق الاسم. والله أعلم. [2] انظر عن (محمد بن صالح بن بيهس) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 83، وتاريخ الطبري 8/ 415، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 35/ 110 و 38/ 105 و 355 و 45/ 518 و 531، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 113، والكامل في التاريخ 6/ 249، 250، ودول الإسلام 1/ 129، والبداية والنهاية 10/ 227، ومرآة الجنان 2/ 48، 49، والوافي بالوفيات 3/ 156 رقم 111، وأمراء دمشق في الإسلام 78 رقم 239، والنجوم الزاهرة 2/ 159، وخطط الشام 1/ 154، وكتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشام (لبنان في العصر العباسي) . [3] انظر أخباره في قسم الحوادث من هذا الجزء، والجزء الّذي قبله. [4] ذكر الدكتور صلاح الدين المنجّد في تحقيقه لكتاب (أمراء دمشق) أنه توفي بعد سنة 210 هـ. فليصحّح بما جزم به المؤلّف الذهبي هنا. [5] انظر عن (محمد بن صالح الواسطي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 117 رقم 342، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 288 رقم 1563، والثقات لابن حبّان 9/ 55، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 ب، وتاريخ بغداد للخطيب 5/ 355، 356 رقم 2878، والأنساب لابن الجزء: 14 ¦ الصفحة: 352 أبو إسماعيل البطيخي [1] ، سكن بغداد. وحدَّثَ عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق الواسطيّ، وحجاج بْن دينار، ومالك. روى عَنْهُ: إِبْرَاهِيم بْن المنذر الحزاميّ، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ. لم يضعّفه أحد. وقد كنّاه مُسْلِم [2] وقال: أصله، واسطيّ سكن بغداد. 339- محمد بْن عَبّاد الهُنَائيّ الْبَصْرِيّ [3]- ت. ن. ق. - عَنْ: يونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وشُعْبة، وعليّ بْن المبارك، وجماعة. وعنه: زيد بْن أصرم، وعليّ بْن نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وعَبّاد بْن الوليد العَنْبريّ، وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم [4] : صدُوق. 340- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر [5] بْن عمر [6] بن درهم.   [ () ] السمعاني 2/ 242، واللباب لابن الأثير 1/ 160. [1] البطّيخي: بكسر الباء الموحّدة وتشديد الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف والخاء المعجمة في آخرها. نسبة إلى البطّيخ. [2] في الكنى والأسماء، ورقة 4. [3] انظر عن (محمد بن عباد الهنائي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 175، رقم 527، والجرح والتعديل 8/ 14 رقم 58، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1217، والكاشف 3/ 51 رقم 5011، وتهذيب التهذيب 9/ 246 رقم 396، وتقريب التهذيب 2/ 174 رقم 352، وخلاصة تذهيب التهذيب 343. [4] في الجرح والتعديل 7/ 14. [5] انظر عن (محمد بن عبد الله بن الزبير) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 402، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 553، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 523، وطبقات خليفة 172، وتاريخ خليفة 471، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 133، 134 رقم 400، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 6، وتاريخ الثقات للعجلي 426 رقم 1469، والمعارف لابن قتيبة 517، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 483 و 519 و 717 و 2/ 558 و 3/ 22 و 107 و 241، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 478 و 609، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 11، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 297 رقم 1611، [6] ورد في مصادر الترجمة «عمر» و «عمرو» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 353 أبو أحمد الأَسَديّ الزبيري الكوفيّ الحبّال. عَنْ: فطر بْن خليفة، ومسعر، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، ومالك بْن مِغْوَلٍ، وحمزة الزّيّات، وعيسى بن طهمان، وسفيان، وشيبان النّحويّ، وإسرائيل، وأبي إسرائيل المُلائيّ، وخلْق. وأوّل طَلَبه سنة نيفٍ وخمسين ومائة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن سِنان، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عصام الأصبهاني، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، ومحمد بْن رافع، ومحمود بْن غَيْلان، ونصر بْن عليّ، وخلْق. قَالَ نَصْر بْن عليّ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ما أبالي أنّ يُسْرَق منّي كتاب سُفْيَان، إنّي أحفظه كلّه [1] . وقال العِجْليّ [2] : كوفيٌّ ثقة يتشيَّع. وقال بُنْدار: ما رأيت رجلًا قط أحفظ من أَبِي أحمد الزُّبَيْريّ [3] . وقال أبو حاتم [4] : حافظ للحديث، عابد، مجتهد له أوهام. وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يزيد: كَانَ محمد بن عبد الله   [ () ] والثقات لابن حبّان 9/ 58، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 1032، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 292 رقم 1208، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 656 رقم 1055، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 185 رقم 1456، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 32 ب، وتاريخ بغداد للخطيب 5/ 402- 404 رقم 2919، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 441 رقم 1688، والمعجم المشتمل لابن عساكر 249 رقم 862، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1219، 1220، والكاشف 3/ 53 رقم 5027، وسير أعلام النبلاء 9/ 529- 532 رقم 205، والعبر 1/ 341، وميزان الاعتدال 3/ 595، 596 رقم 7750، وتذكرة الحفّاظ 1/ 357، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 838، ومرآة الجنان 2/ 8، والوافي بالوفيات 3/ 303 رقم 1342، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 539، وتهذيب التهذيب 9/ 254، 255 رقم 420، وتقريب التهذيب 2/ 176 رقم 377، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 152، وخلاصة تذهيب التهذيب 344، وشذرات الذهب 2/ 7. [1] تاريخ بغداد 5/ 403. [2] في تاريخ الثقات 426 رقم 1469، وتاريخ بغداد 5/ 403. [3] تهذيب الكمال 3/ 1220. [4] في الجرح والتعديل 7/ 297. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 354 الأَسَديّ يصوم الدَّهر. فكان إذا تسحّر برغيفٍ لم يُصدّع، فإذا تسحرّ بنصف رغيف صُدِّع من نصف النّهار إلى آخره. فإن لم يتسحّر صُدِّع يومه أجمع [1] . قَالَ أحمد بْن حنبل: مات بالأهواز سنة ثلاثٍ ومائتين [2] . زاد مُطَيِّن: في جُمَادَى الأولى [3] ، رحِمَه اللَّه. 341- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن كُناسة [4]- ن. - واسم كُناسة عَبْد الأعلى بْن عَبْد اللَّه بْن خليفة بْن زُهَيْر بْن نَضْلة أبو يحيى، وأبو عَبْد اللَّه الأَسَديّ الكوفيّ. وقيل بل كُناسة لَقَبٌ لأبيه. وقيل هُوَ ابن أخت إِبْرَاهِيم بْن أدْهَم العابد. رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَالأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد، وعبد الله بن شبرمة، وجعفر بن برقان، ومحمد بن السائب الكلبي، ومسعر، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وابن نُمير، وأحمد بن منصور الرمادي، ومؤمل بن إهاب، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، والحارث بن أبي أسامة، وخلق.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1220. [2] تاريخ بغداد 5/ 404، وفيها أرّخه ابن سعد في «الطبقات» 6/ 402 وقال: «وكان صدوقا كثير الحديث» . [3] تاريخ بغداد 5/ 404. [4] انظر عن (محمد بن عبد الله بن كناسة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 35 رقم 409، وتاريخ الثقات للعجلي 412 رقم 1496، والبيان والتبيين للجاحظ 3/ 69 و 4/ 49، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 300 رقم 1628، والثقات لابن حبّان 7/ 443، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 122، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 296 رقم 2228، وتاريخ بغداد للخطيب 5/ 404- 408 رقم 2919، والسابق واللاحق له 313، والكامل في التاريخ لابن الأثير 6/ 385، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1221، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 28، والكاشف 3/ 54 رقم 5035، وميزان الاعتدال 3/ 592 رقم 7739، والمغني في الضعفاء 2/ 596 رقم 5665، و 2/ 627 رقم 5931، وتهذيب التهذيب 9/ 259، 260 رقم 432، وتقريب التهذيب 2/ 177، 178 رقم 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 345. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 355 وقال ابن معين [1] ، وأبو داود [2] ، وعلي بن المديني [3] ، والعجلي [4] ، وغيرهم: ثقة. قَالَ أبو حاتم [5] : كَانَ صاحب أخبار، يُكْتَب حديثُهُ ولا يُحْتَجُّ بِهِ. وقال يعقوب السَّدُوسيّ: ثقة، صالح الحديث، لَهُ علم بالعربية والشِّعْر وأيّام النّاس، وهو ابن أخت إِبْرَاهِيم بْن أدهم [6] . أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ بْنِ أَبِي الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ، وَخَلِيلُ الدَّارَانِيُّ قَالَا: أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نعيم، أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ، وَالْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ، ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ» . تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ كُنَاسَةَ. رَوَاهُ النَّسَائِيُّ [7] ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ، عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُرْوَةَ مرسل [8] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ: لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ. رَوَاهُ الْحُفَّاظُ مِنْ أَصْحَابِ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلًا [9] . وقال زيد بْن الحريش، نا عَبْد اللَّه بْن رجاء، عَنِ الثَّوْريّ، وهشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، نحوه [10] .   [1] تاريخ بغداد 5/ 407. [2] تاريخ بغداد 5/ 408. [3] تاريخ بغداد 5/ 407. [4] في تاريخ الثقات 412 رقم 1496، وتاريخ بغداد 5/ 408. [5] في الجرح والتعديل 7/ 300. [6] الثقات لابن حبّان 7/ 443، تاريخ بغداد 5/ 407. [7] ج 8/ 137 في كتاب الزينة، باب الإذن بالخضاب. وأخرجه الترمذي في اللباس (1805) باب ما جاء في الخضاب من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، وأحمد في المسند 1/ 165 و 2/ 261 و 356 و 499. [8] تاريخ بغداد 5/ 405. [9] تاريخ بغداد 5/ 405. [10] تاريخ بغداد 5/ 405. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 356 قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: مات بالكوفة لثلاثٍ خَلَوْن من شوّال، سنة سبْعٍ ومائتين [1] . وقال مُطَيَّن: سنة سبْعٍ [2] . وقال ابن قانع: سنة تسعٍ، فوهم [3] . ويقال إنّه وُلِد سنة ثلاث وعشرين ومائة [4] . وله كتاب «الأنواء» وكتاب «معاني الشِّعْر» ، وكتاب «سرقات الكُتُب من القرآن» . وله يرثي ولده: وسمّيته يحيى ليحيى، فلم يكن ... إلى ردِّ أمرِ اللَّه عَنْهُ سبيلُ تفاءَلْتُ لو يُغْني التَّفاؤل باسمه ... وما خِلْتُ فالًا قبل ذاك يَفِيلُ 342- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدّيق التَّيْميّ الْمَدَنِيّ [5] . عَنْ: أَبِيهِ، وموسى بْن عُقْبة. وعنه: الزُّبَيْر بْن بكّار، وأبو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن شَيْبة الحزاميّ [6] . 343- محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الباهليّ السّهميّ البصريّ [7] .   [1] تاريخ بغداد 5/ 408. [2] تاريخ بغداد 5/ 408. [3] تاريخ بغداد 5/ 408، وهكذا أرّخه ابن حبّان في «الثقات» 7/ 443. [4] تاريخ بغداد 5/ 408، وانظر: السابق واللاحق 313. [5] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 130، 131 رقم 392، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 299، 300 رقم 1625، والثقات لابن حبّان 9/ 63. [6] قال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» . (الثقات 9/ 63) . [7] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن الباهلي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 162 رقم 481، والتاريخ الصغير له 203، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 101، 102 رقم 1656، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7/ 326 رقم 1757، والثقات لابن حبّان 9/ 72، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2198، 2199، والمغني في الضعفاء 2/ 604 رقم 5727، وميزان الاعتدال 3/ 618 رقم 7831، ولسان الميزان 5/ 245 رقم 849. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 357 سمع: حُصَين بْن عَبْد الرَّحْمَن، ولعلّه آخر من حدَّث عَنْهُ. روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن المُثَنَّى، ونصر بْن عليّ، وغيرهما. قَالَ الفلّاس: تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين [1] . روى لَهُ ابن عديّ حديثين وقال [2] : هُوَ عندي لا بأس بِهِ [3] . 344- محمد بْن عَبْد الوهّاب الكوفيّ السُّكّريّ القَنّاد [4]- ت. ن. ق. - أحد العباد والصُّلّاح والزُّهّاد. ورّخه ابن مُطِّين سنة تسعٍ، وورّخه جماعة سنة اثنتي عشرة. فسيذكر هناك. 345- محمد بْن عُبَيْد بْن أَبِي أمية الطنافسي الكوفيّ الأحدب [5] . أحد الإخوة.   [1] قال البخاري في تاريخه الكبير 1/ 162، وفي تاريخه الصغير 203، مات سنة سبع وثمانين. وقال ابن حبّان أيضا في الثقات: مات سنة سبع وثمانين ومائة. يقول طالب العلم وخادمه «عمر عبد السلام تدمري» محقّق هذا الكتاب، لقد جزم البخاري وابن حبّان بتاريخ وفاته، وكذلك قال المؤلّف الذهبيّ، رحمه الله في كتابه «ميزان الاعتدال» 3/ 618 حيث نقل عن الفلّاس قوله: توفي سنة سبع وثمانين ومائة. وتابعة الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» 3/ 245. ونتيجة لذلك يكون التاريخ المذكور في المتن هنا غلطا من المؤلّف، رحمه الله، ولم يتنبّه إليه، كما لم ينبّه إلى ذلك ابن حجر. بينما صحّحه المؤلّف في «الميزان» ، ولهذا، فمن حقّ هذه الترجمة أن تحوّل من هنا، وتتقدّم إلى الطبقة الثامنة عشرة. [2] في الكامل 6/ 2199. [3] وقد قال ابن عديّ في أول الترجمة: «سمع حصينا لا يتابع في حديثه» ، وهو ينقل قول البخاري، عن عمرو بن عليّ الفلّاس أن الباهلي مات سنة سبع وثمانين. (الكامل 6/ 2198) . وذكر البخاري من طريقه حديثا في الدعاء عن ابن مسعود، وقال: قال أبو عبد الله: ولا يتابع عليه. (التاريخ الكبير) . وقال ابن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: ليس بمشهور» . (الجرح والتعديل 7/ 326) . [4] ستأتي ترجمته ومصادرها في الجزء التالي، برقم (367) . [5] انظر عن (محمد بن عبيد بن أبي أميّة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 397، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 529 و 530، معرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ 87 و 2/ رقم 611، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227، والزهد لأحمد 162، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 173 رقم 518، والتاريخ الصغير له 218، وطبقات خليفة 171، وتاريخ الثقات للعجلي 410 رقم 1482، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 358 عَنْ: الأعمش، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، ويزيد بْن كيسان، وإدريس الأَوْديّ، وعُبَيْد اللَّه بْن عُمَر، والعوام بْن حوشب، وطائفة كبيرة. وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، وابن مَعِين، وابن نُمَيْر، وابنا أَبِي شَيْبة، وأبو خَيْثَمَة، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بن سليمان الرهاوي، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، وعباس الدُّوريّ، وخلْق. قَالَ أحمد، وابن مَعِين: عُمَر، ومحمد، وَيَعْلَى بنو عُبَيْد: ثقات [1] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: يَعْلَى، ومحمد، وعُمَر، وإدريس، وإبراهيم بنو عُبَيْد كلُّهم ثقات [2] . وكان أبو طَالِب الحافظ يَقُولُ: عُبَيْد بْن أَبِي مَيَّةَ. وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: كَانَ محمد بْن عُبَيْد يخطئ ولا يرجع عَنْ خطأه [3] . وقال ابن سعْد [4] : نزل محمد بْن عُبَيْد بغداد دهرًا، ثمّ رجع إلى الكوفة،   [ () ] والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 225 و 238، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 609، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 18 و 147، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 10، 11 رقم 40، والثقات لابن حبّان 7/ 441، ومشاهير علماء الأمصار له 174 رقم 1383، والعيون والحدائق لمؤرّخ مجهول 3/ 362، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 296 رقم 1232، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 665، 666 رقم 1072، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 192 رقم 1476، وتاريخ بغداد 2/ 365- 369 رقم 877، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 44 445 رقم 1697، والكامل في التاريخ 6/ 359، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1238، والكاشف 3/ 66 رقم 5107، والمعين في الطبقات المحدّثين 78 رقم 840، ودول الإسلام 1/ 127، والمغني في الضعفاء 2/ 612 رقم 5804، وميزان الاعتدال 3/ 639 رقم 7917، وسير أعلام النبلاء 9/ 436- 438 رقم 163، وتذكرة الحفّاظ 1/ 333، والعبر 1/ 348، والوافي بالوفيات 3/ 207 رقم 1189، ومرآة الجنان 2/ 30، والبداية والنهاية 10/ 255، وتهذيب التهذيب 9/ 327- 329 رقم 539، وتقريب التهذيب 2/ 188 رقم 500، وطبقات الحفّاظ 140، وخلاصة تذهيب التهذيب 350، وشذرات الذهب 2/ 14. [1] تاريخ بغداد 2/ 368. [2] تاريخ بغداد 2/ 367. [3] الجرح والتعديل 8/ 10 وزاد: «وكان يظهر السّنّة» . [4] في الطبقات 6/ 397. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 359 فمات قبل يَعْلَى في سنة سبْعٍ ومائتين. قَالَ [1] : وكان ثقةً كثير الحديث، صاحب سُنّة وجماعة. قَالَ يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ عمّي يقدّم عثمانَ عَلَى عليّ، وقَلّ من يذهب إلى هذا من الكوفيين [2] . ومات سنة أربعٍ [3] . وقال خليفة [4] ، وجماعة: مات سنة خمس [5] . 346- محمد بْن أَبِي عُبَيْدة بْنُ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ المسعوديّ [6] الكوفيّ- م. د. ن. ق. - واسم أَبِيهِ عَبْد الملك. روى عَنْ: أَبِيهِ. وعنه: ابنا أَبِي شَيْبة، وإبراهيم بْن أَبِي شَيْبة، وأبو كُرَيْب، وابن نُمَيْر، وجماعة. قَالَ ابن أَبِي خَيْثَمَة، عَنِ ابن مَعِين: ثقة [7] . وقال الْبُخَارِيّ [8] : مات سنة خمس. قلت: روى الحروف عن حمزة [9] .   [1] في الطبقات. [2] تاريخ بغداد 2/ 369. [3] وهو قول ابن سعد، ويعقوب بن شيبة. [4] في الطبقات 171. [5] وقال البخاري: مات سنة ثلاث ومائتين. [6] انظر عن (محمد بن أبي عبيدة بن معن) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 173، 174 رقم 522، والتاريخ الصغير له 219، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 547، والجرح والتعديل 8/ 17 رقم 75، والثقات لابن حبّان 9/ 46، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1240، والكاشف 3/ 67 رقم 5116، وميزان الاعتدال 3/ 639 رقم 7921، والوافي بالوفيات 3/ 207 رقم 1190، وتهذيب التهذيب 9/ 334 رقم 550، وتقريب التهذيب 2/ 189 رقم 511، وخلاصة تذهيب التهذيب 350، 351. [7] تهذيب الكمال 3/ 1240، والعجيب أن عثمان بن سعيد الدارميّ قال: سألت يحيى بن معين عن محمد بن أبي عبيدة، فقال: ليس لي به علم! (الجرح والتعديل 8/ 17) . [8] في تاريخه الكبير 1/ 17، وتاريخه الصغير 219. [9] وذكره ابن حبّان في الثقات. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 360 347- محمد بْن عُمَر بْن واقد الأسلميّ [1]- ت. - مولاهم الْإِمَام أبو عَبْد اللَّه الْمَدَنِيّ الواقديّ.   [1] انظر عن (محمد بن عمر بن واقد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 425 و 7/ 334، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 532، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 2/ رقم 718، وطبقات خليفة 328، وتاريخ خليفة 472، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5138 و 5139 و 5166، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 178 رقم 543، والضعفاء الصغير له 275 رقم 33، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 135 رقم 228، والضعفاء والمتروكين للنسائي 403 رقم 531، والمعارف 595، والبيان والتبيين 2/ 6، والبرصان والعرجان 285، والأخبار الموفقيّات 32 و 322 و 513 و 560، ونسب قريش 23 و 269 و 447، وأنساب الأشراف للبلاذري 3 (انظر فهرس الأعلام 354) ، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 112- 119 و 132 و 133 و 135 و 139 و 141 و 147 و 176 و 179 و 210، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 403، 404، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 107- 109 رقم 1666، والجرح والتعديل 8/ 20، 21 رقم 92، والمجروحون لابن حبّان 2/ 290، 291، والجليس الصالح للجريري 1/ 332، 333، والعيون والحدائق 3/ 230 و 297 و 368 و 380 و 465، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 747 و 1473 و 1474 و 1529 و 1557 و 1600 و 1639 و 1814 و 2216 و 2500 و 2759، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 153 رقم 478، ومعجم ما استعجم للبكري 231 و 1039، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج 19 و 241، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2245- 2247، والفهرست لابن النديم 111، وتاريخ جرجان للسهمي 55 و 167 و 207، وتاريخ بغداد 3/ 3- 21 رقم 939، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 365، وطبقات الفقهاء للشيرازي 40 و 45 و 48 و 52 و 57 و 59 و 62 و 65 و 68 و 69 و 71 و 75، وأدب القاضي للماوردي 1/ 25 و 27 و 501 و 671 و 2/ 171 و 196 و 197، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية 39/ 55 وما بعدها، ومعجم الأدباء 7/ 55- 58، ووفيات الأعيان 3/ 470- 473، والكامل في التاريخ 6/ 385، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1243- 1251، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 28، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 112 و 171، ودول الإسلام 1/ 128، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 841، والكاشف 3/ 73 رقم 5160، وميزان الاعتدال 3/ 662، 666 رقم 7993، والمغني في الضعفاء 2/ 619 رقم 5861، وسير أعلام النبلاء 9/ 454- 469 رقم 172 وتذكرة الحفّاظ 1/ 348، والعبر 1/ 353، ومرآة الجنان 2/ 36- 38، والبداية والنهاية 10/ 261، والوافي بالوفيات 4/ 238، والكشف الحثيث 396، 397 رقم 713، وتهذيب التهذيب 9/ 363- 368 رقم 604، وتقريب التهذيب 2/ 194 رقم 567، والنجوم الزاهرة 2/ 184، وطبقات الحفّاظ 144، وخلاصة تذهيب التهذيب 353، وشذرات الذهب 2/ 18، وتاريخ آداب اللغة العربية 2/ 170، 171، والوفيات لابن قنفذ 159، وعيون الأثر لابن سيّد الناس 1/ 17- 21، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 4/ 314- 318 رقم 1556. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 361 عَنْ: محمد بْن عجلان، وابن جُرَيْج، وثور بْن يزيد، وأسامة بْن زيد، ومَعْمَر بْن راشد، وابن أَبِي ذئب، وهشام بْن الغاز، وأبي بَكْر بْن أَبِي سَبْرَة، وسفيان الثَّوْريّ، ومالك، وأبي مَعْشَر، وخلائق. وَكَتَب ما لا يوصف كثرة، وروى القراءة عَنْ نافع بْن أَبِي نُعَيْم، وعيسى بْن وردان. وعنه: أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن سعْد، وأبو حسّان الحَسَن بْن عثمان الزِّياديّ، وسليمان الشّاذكونيّ، ومحمد بْن شجاع البلْخيّ، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّنعانيّ، وأحمد بْن عُبَيْد بْن ناصح، وأحمد بْن الخليل البُرْجُلانيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة. وكان من أوعية العلم. ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد، وسارت الرُّكْبان بكُتُبه في المغازي والسِّيَر والفقه أيضًا. وكان أحد الأجواد المذكورين [1] . وكان جَدّه واقد مولى لعبد اللَّه بْن بريدة الأسْلَميّ [2] . وُلِد محمد سنة تسع وعشرين ومائة [3] . وهو مَعَ عظمته في العلم ضعيف. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَمْ نَرْفَعْ أَمْرَ الْوَاقِدِيِّ حَتَّى رَوَى عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَبْهَانَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفَعَمْيَاوَانِ أنتما» [4] ، في   [1] تاريخ بغداد 3/ 3. [2] تاريخ بغداد 3/ 4. [3] وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد. (تاريخ بغداد 3/ 4) . [4] أخرجه أحمد في مسندة 6/ 296 قال: حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ، حدّثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري أنّ نبهان حدّثه أنّ أمّ سلمة حدّثته قالت: كنت عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة، فأقبل ابن أمّ مكتوم حتى دخل عليه وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احتجبا منه» فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ قال: «أفعمياوان أنتما لستما تبصرانه» ؟. وأخرجه أبو داود في اللباس (4/ 63 رقم 4112) باب قول الله تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ من أَبْصارِهِنَّ 24: 31، والترمذي في الأدب (2778) باب في احتجاب النساء من الرجال. وانظر: تاريخ بغداد 3/ 18، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 264 رقم 5166، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 107، 108. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 362 شَيْءٍ لَا حِيلَةَ فِيهِ. وَهَذَا لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ يُونُسَ» [1] . قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرٍ: قَدْ رَوَاهُ عُقَيْلٍ ثُمَّ سَاقَهُ مِنْ طَرِيقِ الذُّهْلِيّ: نَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ: ثَنَا الرَّمَادِيُّ: لَمَّا حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ضَحِكْتُ. قَالَ: مِمَّ تَضْحَكُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وكتب إِلَيْهِ أحمد بْن حنبل، يُقَالُ هذا حديث تفرّد به يونس. وأنت قد حدّثت بِهِ عَنْ نافع بْن يزيد، عَنْ عَقِيل. وقال: إنّ شيوخنا المصريّين لهم عناية بحديث الزُّهْرِيّ [2] . وقال إِبْرَاهِيم بْن جَابِر: سَمِعْتُ الرَّماديّ يَقُولُ، وقد حدَّثَ بحديث عَقِيل، عَنِ الزُّهْرِيّ: هذا ممّا ظُلِم فيه الواقديّ [3] . وقال محمد بْن سعْد [4] : ولي الواقديّ القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالما بالمغازي والسّيرة والفِتُوح والأحكام وأخلاق النّاس، وقد فسّر ذَلِكَ في كتب استخرجها ووضعها وحدّث بها. أخبرني أَنَّهُ وُلِد سنة ثلاثين ومائة [5] ، وقدم بغداد سنة ثمانين في دَيْنٍ لحقه، فلم يزل بها [6] . قَالَ: ولم يزل قاضيًا حتّى مات ببغداد لإحدى عشر ليلةً خلت من ذي الحجّة سنة سبْعٍ ومائتين [7] . وقال البخاريّ [8] : سكتوا عنه.   [1] تاريخ بغداد 3/ 16 و 17. [2] تاريخ بغداد 3/ 18. [3] تاريخ بغداد 3/ 19. [4] في طبقات الكبرى 5/ 425. [5] الطبقات الكبرى 5/ 433. [6] وقد روى ابن سعد قصة طويلة في ذلك. [7] الطبقات 5/ 433 و 7/ 334، 335. [8] في تاريخه الكبير 1/ 178، وفيه: مات سنة سبع ومائتين أو بعدها بقليل. وقال في: «الضعفاء الجزء: 14 ¦ الصفحة: 363 وقال ابن نُمَيْر، ومسلم [1] ، وأبو زُرْعة [2] : متروك الحديث. وقال أبو داود: كَانَ أحمد بْن حنبل لا يذكر عَنْهُ كلمة. وأنا لا أكتب حديثه [3] . وروى غير واحد، عَنْ أحمد قَالَ: كَانَ يقلب الأسانيد، وكان يجمع الأسانيد ويأتي بمتن واحد [4] . وقال ابن أَبِي حاتم [5] : ثنا يونس قَالَ: قَالَ لي الشّافعيّ: كُتُب الواقديّ كذِب. وقال إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه: هُوَ عندي ممّن يضع الحديث [6] . وقال الْبُخَارِيّ [7] : ما عندي للواقديّ حرف. قلت: لَهُ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي «تَارِيخِ ابْنِ عَسَاكِرٍ» [8] . وحاصل الأمر أَنَّهُ مُجْمَعٌ عَلَى ضعفه. وأجود الروايات عَنْهُ رواية ابنُ سعْد في «الطبقات» ، فإنّه كَانَ يختار من حديثه بعض الشيء. قَالَ أبو بَكْر الخطيب [9] : هُوَ ممّن طبّق شرق الأرض وغربها ذِكرُه. وقال محمد بْن سلّام الْجُمَحيّ: الواقديّ عالم دهره [10] . وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: وناهيك بِهِ الواقدي أمين النّاس على أهل الإسلام.   [ () ] الصغير 275» : «متروك الحديث، مات سنة تسع ومائتين، أو بعدها بقليل» . [1] في الكنى والأسماء، ورقة 65. [2] الجرح والتعديل 8/ 21 وفيه قَالَ ابن أَبِي حاتم: سَأَلت أَبَا زُرْعَة عن محمد بن عمر الواقدي فقال: ضعيف. قلت: يكتب حديثه؟ قال: ما يعجبني إلّا على الاعتبار، ترك الناس حديثه. [3] تاريخ بغداد 3/ 15. [4] وفي الجرح والتعديل: قال أحمد بن حنبل: كان الواقدي يقلب الأحاديث، يلقي حديث ابن أخي الزهريّ على معمر ونحو هذا. (8/ 21) ، وانظر تاريخ بغداد 3/ 16. [5] في الجرح والتعديل 8/ 21، وتاريخ بغداد 3/ 14. [6] الجرح والتعديل 8/ 21، تاريخ بغداد 3/ 16. [7] قوله ليس في تاريخه، ولا في الضعفاء الصغير. [8] انظر: تاريخ دمشق- مخطوطة التيمورية- مجلّد 39/ 55 وما بعدها. [9] في تاريخ بغداد 3/ 3. [10] تاريخ بغداد 3/ 5. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 364 كان أعلم النّاس يأمر الإسلام. فأمّا الجاهلية فلم يعلم [1] فيها شيء [2] . وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه: واللَّه ما رأينا مثل الواقدي قطّ [3] . وقال يعقوب بْن شَيْبة: نا عُبَيْد بْن أَبِي الفَرَج: حدَّثني يعقوب مولى آل أَبِي عُبَيْد اللَّه قَالَ: سمعت الدّراورديّ وذكر الواقديّ فقال: ذاك أمير المؤمنين في الحديث [4] . قَالَ يعقوب: وضعي. مفضَّل قَالَ: قَالَ الواقديّ: لقد كانت ألواحي تضيع، فأوتي بها من شُهْرتها بالمدينة. يُقال: هذه ألواح ابن واقد [5] . وعن ابن المبارك قَالَ: كنت أقدم المدينة، فما يفيدني ويدلني عَلَى الشيوخ إلّا الواقديّ [6] . وقال أبو حاتم: ثنا معاوية بْن صالح الدّمشقيّ: سَمِعْتُ سنيد بْن داود يَقُولُ: كُنَّا عند هُشَيْم، فدخل الواقديّ، فسأله هُشَيْم عَنْ باب ما يحفظ فيه، فقال: ما عندك يا أبا معاوية؟ فذكر خمسة أو ستة أحاديث في الباب. ثمّ قَالَ للواقدي: ما عندك؟ فذكر فيه ثلاثين حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأصحابه، والتابعين. ثمّ قَالَ: سألت مالكًا، وسألت ابن أَبِي ذئب، وسألت فلانًا، فرأيت وجه هُشَيْم قد تغير. فلمّا خرج قَالَ هُشَيْم: لئن كَانَ كذابًا فما في الدنيا مثله. وإن كَانَ صادقًا فما في الدنيا مثله [7] . وقال مجاهد بْن موسى: ما كتبت عَنْ أحدٍ أحفظ من الواقديّ [8] .   [1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «فلم يعمل» . [2] تاريخ بغداد 3/ 5. [3] تاريخ بغداد 3/ 9. [4] تاريخ بغداد 3/ 9. [5] تاريخ بغداد 3/ 9. [6] تاريخ بغداد 3/ 9. [7] الجرح والتعديل 8/ 20، 21، [8] تاريخ بغداد 3/ 11. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 365 وقال محمد بْن جرير الطَّبَريّ: قَالَ محمد بْن سعْد: كَانَ الواقدي يَقُولُ: ما من أحدٍ إلّا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كُتُبي. وقال يعقوب بْن شَيْبة: لمّا انتقل الواقديّ من جانب الغربيّ إلى هنا يقال إنّه حمل كتبه على عشرين ومائة وقْر [1] . وعن أَبِي حُذافة قَالَ: كَانَ للواقدي ستّمائة قِمَطْر كُتُب [2] . وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: سَمِعْتُ المُسَيَّبيّ يَقُولُ: رأينا الواقدي يومًا جلس إلي أسطوانةٍ في مجلس المدينة وهو يدرّس، قُلْنَا: أيش تدرّس؟ قَالَ: جزء من المغازي [3] . وقلنا لَهُ مرّة: هذا الّذي تجمع الرجال تَقُولُ: ثنا فلان وفلان، وتجيء بمتنٍ واحد، لو حدثتنا بحديث كلّ رجلٍ عَلَى حِدَة. قَالَ: يطول. قُلْنَا لَهُ: قد رضينا. فغاب عنّا جمعةً، ثمّ جاءنا بغزوة أُحُد عشرين جلدًا، فقلنا: رُدنا إلى الأمر الأول [4] . قَالَ أبو بَكْر الخطيب [5] : وكان مَعَ ما ذكرناه من سعة عِلْمُه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن. فأنبأنا الحُسين بْن محمد الرافقيّ: ثنا أحمد بْن كامل: حدَّثني محمد بْن موسى البربريّ قَالَ: قَالَ المأمون للواقديّ: أريد أنّ تصلّي الجمعة غدا بالنّاس. فامتنع. فقال: لا بدّ. فقال: واللَّه ما أحفظ سَورَة الْجُمُعَةِ. قَالَ: فأنا أحفّظك.   [1] تاريخ بغداد 3/ 5. [2] تاريخ بغداد 3/ 6. [3] تاريخ بغداد 3/ 7. [4] تاريخ بغداد 3/ 7. [5] تاريخ بغداد 3/ 7، 8. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 366 فجعل يلقّنه السُّورة حتّى يبلغ النصف منها، فإذا حفظه ابتدأ بالنّصف الثاني، فإذا حفظ النّصف الثّاني نسي الأول. فأتعب المأمون ونعس، فقال: هذا رَجُل يحفظ التّأويل ولا يحفظ التنزيل. اذهبْ فصلِّ بهم وأقرأ أيَّ سُورةٍ شئْت. قلت: هذه حكاية قوية السند لكنها مرسلة، وأنا أستبعدها. وقد وثّقه غير واحدٍ لكنْ لا عِبْرة بقولهم مَعَ توافر من تركه. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن جَابِر الفقيه: سَمِعْتُ محمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ يَقُولُ، وذُكر الواقديّ: واللَّه لولا أَنَّهُ عندي ثقة ما حدّثت عَنْهُ [1] . وقال مُصْعَب بْن عَبْد اللَّه، وسُئل عَنِ الواقدي فقال: ثقة مأمون [2] . وسُئل معن بْن عيسى عَنْهُ فقال: أَنَا أُسأل عَنِ الواقدي؟ الواقدي يُسأل عنّي [3] . وقال جَابِر بْن كردي: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: الواقديّ ثقة [4] . وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: سَمِعْتُ أبا عُبَيْد يَقُولُ: الواقديّ ثقة [5] . وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: مَن قَالَ إنّ مسائل مالك وابن أَبِي ذئب تؤخذ عَنْ أوثق من الواقدي فلا يُصَدِّق [6] . وقال عليّ بْن المَدِينيّ فيما رواه عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّه: عند الواقديّ عشرون ألف حديثٍ لم أسمع بها [7] . وقد روى أبو بَكْر الأنباري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عكرمة الضّبّيّ أنّ الواقديّ   [1] في تاريخ بغداد 3/ 9 عن محمد بن أحمد الذهلي، وذكر الواقدي فقال: والله لولا أنه عندي ثقة ما حدّث عنه أربعة أئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو عبيد، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر. [2] تاريخ بغداد 3/ 11. [3] تاريخ بغداد 3/ 11. [4] تاريخ بغداد 3/ 11. [5] تاريخ بغداد 3/ 11، 12. [6] تاريخ بغداد 3/ 12 وفيه زيادة: «لأنه يقول سألت مالكا، وسألت ابن أبي ذئب» . [7] تاريخ بغداد 3/ 12، 13. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 367 قدِم العراق في دين لحقه، فقصد يحيى بْن خَالِد، فوصله بثلاثة آلاف دينار [1] . وَرُوِيَ نظيرُها من غير وجهٍ أنّ يحيى وصله بمالٍ طائل [2] . وقال الحَسَن بْن شاذان: قَالَ الواقدي: صار إليّ من السلطان ستّمائة ألف درهم، ما وجبت عليّ فيها زكاة [3] . وقال أبو عكرمة الضَّبّيّ: ثنا سليمان بْن أَبِي شيخ، ثنا الواقديّ. قال: أضقت مرَّةً وأنا مَعَ يحيى بْن خَالِد، وجاء عيد، فقالت الجارية: لَيْسَ عندنا من آلة العيد شيء. فمضيت إلى تاجر صديق لي ليُقْرِضني، فأخرج إليّ كيسًا مختومًا فيه ألف دينار ومائتا درهم، فاخذته، فلمّا استقررت في منزلي جاءني صديق هاشميّ فشكا إليّ غلَّته وحاجته القَرْض، فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها فقالت: عَلَى أيّ شيءٍ عزَمْتَ؟ قلت: عَلَى أن أقاسمه الكيس. قالت: ما صنعت شيئًا. أتيتَ رجلًا سُوقَه فاعطاك ألفًا ومائتي درهم. وجاءك رجلٌ من آلِ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعطيه نصف ما أعطاك السُّوقة؟ فأخْرَجَتْ لَهُ الكيس، فمضى بِهِ. وذهب التّاجر إلى الهاشْميّ ليقترض منه، فأخرج لَهُ الكيس بعينه فعرفه، وجاءني فخبّرني بالأمر. وجاءني رسول يحيى بْن خَالِد يقول: إنّما تأخّر رسولي عنك لشُغْلي. فركبتُ إِلَيْهِ وأخبرته خبر الكيس. فقال: يا غلام هات تِلْكَ الدنانير. فجاء بعشرة آلاف دينار. فقال: هذه ألفي دينار لك، وألفين للتّاجر، وألفين للهاشمي، وأربعة آلاف لزوجتك، فإنّها أكرمكم [4] . وَرُوِيَ نحوها من وجهٍ آخر إلى الواقدي، لكنّه قَالَ: أمر لكلّ واحدٍ من   [1] تاريخ بغداد 3/ 4، 5 في قصبة طويلة. [2] انظر طبقات ابن سعد 5/ 425 وما بعدها، وتاريخ بغداد 3/ 19، 20. [3] تاريخ بغداد 3/ 20. [4] تاريخ بغداد 3/ 19، 20. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 368 الثلاثة بمائتي دينار [1] . قَالَ عَبَّاس الدُّوريّ: مات الواقدي وهو عَلَى القضاء، وليس لَهُ كَفَن، فبعث المأمون بأكفانه [2] . وقد تقدمت وفاته عَنِ ابن سعْد [3] . روى لَهُ ابن ماجة [4] حديثًا واحدًا ولم يُسَمِّه، بل قَالَ: نا ابن أَبِي شَيْبة، عَنْ شيخ لَهُ، عَنْ عَبْد الحميد بْن جعفر، وذكر حديثًا في التجمل للجُمُعة. وقد رواه عَبْد بْن حُمَيْد، عَنِ ابن أَبِي شَيْبة، عَنِ الواقديّ. 348- محمد بْن أَبِي الوزير عُمَر بْن مُطَرِّف الهاشْميّ [5]- د. ن. - مولاهم. عَنْ: شريك، وعبد اللَّه بْن جعفر المُخَرِّميّ، ومحمد بْن موسى العطريّ. وعنه: بُنْدار، وبكار بْن قُتَيْبَة القاضي، والكُدَيْميّ، وآخرون. وكان صدوقًا، تُوُفّي كهلًا [6] . 349- محمد بْن عيسى بن القاسم بن سميع [7]- ق. -   [1] انظر طبقات ابن سعد 5/ 431- 433. [2] تاريخ بغداد 3/ 20. [3] انظر طبقاته 5/ 433 و 7/ 334، 335. [4] في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها (1/ 348) رقم (1095) باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة. [5] انظر عن (محمد بن أبي الوزير عمر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 178 رقم 541، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 20 رقم 91، والثقات لابن حبّان 9/ 75، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1249، والكاشف 3/ 73 رقم 5158، وتهذيب التهذيب 9/ 362 رقم 602، وتقريب التهذيب 2/ 194 رقم 565، وخلاصة تذهيب التهذيب 353. [6] قال عبد الله بن محمد المسندي البخاري: نا أبو المطرّف محمد بن أبي الوزير وكان ثقة. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلت أَبِي عَنْهُ فقال: ليس به بأس هو أخو إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير. وسئل أبو زرعة عن ابن أبي الوزير فقال: هو إبراهيم ومحمد ابنا عمر بن مطرّف بن أبي الوزير، هما أخوان، وإبراهيم أكبرهما سنّا. (الجرح والتعديل 8/ 20) . وذكره ابن حبّان في الثقات 9/ 75. [7] انظر عن (محمد بن عيسى بن القاسم) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 369 مولى معاوية بْن أَبِي سُفْيَان الأموي، أبو سُفْيَان الدّمشقيّ. عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، والأوزاعيّ، وعبد اللَّه بْن عُمَر، وحُمَيْد الطويل، ومحمد بْن الوليد الزُّبَيْديّ، وابن أَبِي ذئب، وطائفة. وعنه: هشام بْن عمّار، والعبّاس بْن الوليد الخلّال، والهيثم بْن مروان، وجماعة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عديّ [2] : لا بأس بِهِ. والذي أُنْكِر عَلَيْهِ حديث مقتل عثمان. وقال صالح جَزَرَة، نا هشام بْن عمّار قَالَ: جهدتُ بِهِ أن يَقُولُ: ثنا ابن أبي ذئب فأبى إلّا أنّ يَقُولُ: عَنِ ابن أَبِي ذئب [3] . قال صالح: قال لي محمود ابن بِنْت مُحَمَّد بْن عِيسَى: هُوَ في كتاب جدي عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أَبِي ذئب. قَالَ صالح: وإسماعيل هذا يضع الحديث [4] . وقال ابن جَوْصا: سألت محمود بْن سُمَيْع فقال: رأيت كُتُب جدّي، عَنْ إسماعيل بْن يحيى، عَنِ ابن أَبِي ذئب، فترك إسماعيل بن يحيى [5] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 203 رقم 630، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 199، والجرح والتعديل 8/ 37، 38 رقم 173، والثقات لابن حبّان 9/ 43، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6/ 2250، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 173- 175، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1256، والكاشف 3/ 77 رقم 5186، وتهذيب التهذيب 9/ 390- 392 رقم 638، وتقريب التهذيب 2/ 198 رقم 606، وخلاصة تذهيب التهذيب 355، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 322، 323 رقم 1562. [1] في الجرح والتعديل 8/ 3 وزاد: «ولا يحتجّ به» . [2] ليس في الكامل (6/ 2250) قوله: «لا بأس به» . وإنّما فيه: «ولابن سميع أحاديثه أحاديث حسان، عن عبيد الله، وروح بن القاسم، وجماعة من الثقات، وهو حسن الحديث، والّذي أنكر عليه حديث مقتل عثمان أنه لم يسمعه من ابن أبي ذئب» . [3] تاريخ دمشق 39/ 174، تهذيب الكمال 3/ 1256. [4] تهذيب الكمال 3/ 1256. [5] تاريخ دمشق 39/ 174. وذكره ابن حبّان في (الثقات 9/ 43) وقال: «مستقيم الحديث، إذا بيّن السماع في خبره، فأمّا خبره الّذي روى عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيّب في مقتل عثمان لم الجزء: 14 ¦ الصفحة: 370 350- محمد بْن غياث [1] . أبو لبيد الكِلابيّ السَّرْخَسيّ. رحل، وسمع من: مالك، وعبد اللَّه بْن المبارك. وعنه: أبو قُدَامة عُبَيْد اللَّه بْن سعْد السَّرْخَسيّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ [2] . 351- محمد بن القاسم الأسديّ [3]- ت. -   [ () ] يسمعه من ابن أبي ذئب، سمعه من إسماعيل بْن يحيى بْن عُبَيْد الله التَّيميّ، عن ابن أبي ذئب، فدلّس عنه، وإسماعيل واه» . وقال البخاري: ويقال إنه لم يسمع من ابن أبي ذئب هذا الحديث. (التاريخ الكبير 1/ 203) . وفي تاريخ دمشق لابن عساكر 39/ 174 أن ابن شاهين قال: «محمد بن عيسى بن سميع شيخ من أهل الشام ثقة، وإسماعيل الّذي أسقطه ضعيف» . أقول: لم يرد «محمد بن عيسى بن سميع» في تاريخ ابن شاهين المطبوع. [1] انظر عن (محمد بن غياث) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 207 رقم 650، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 94 وفيه (محمد بن عتاب) ، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 92، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 54 رقم 252. [2] قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، «فقال: هو شيخ بلخيّ مرجئ» . (الجرح والتعديل 8/ 54) . وجاء فيه «السرخي» بدل «السرخسي» . [3] انظر عن (محمد بن القاسم الأسدي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 401، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 534، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 3 و 2/ رقم 842، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1899، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 214 رقم 672، والتاريخ الصغير له 221، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 5، وتاريخ الثقات للعجلي 411 رقم 1491، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 545، والكنى والأسماء للدولابيّ 1/ 95، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 46، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 126 رقم 1684، والجرح والتعديل 8/ 65 رقم 295، والمجروحين لابن حبّان 2/ 287، 288، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2252- 2254، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 296 رقم 1233، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 26 أ، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 154 رقم 479، ورجال الطوسي 298 رقم 298، والسابق واللاحق للخطيب 320، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1259، 1260، والكاشف 3/ 80 رقم 5200، والمغني في الضعفاء 2/ 625 رقم 5915، وميزان الاعتدال 4/ 11 رقم 8066، وتهذيب التهذيب 9/ 407، 408 رقم 661، وتقريب التهذيب 2/ 201 رقم 630، وخلاصة تذهيب التهذيب 356، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 329، 330 رقم 1571. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 371 أبو إبراهيم الكوفيّ. أحد الضُّعَفاء. يروي عَنْ: الأوزاعيّ، وسعيد بْن عُبَيْد الطّائيّ، وابن جُرَيْج، والربيع بن صبيح، وطائفة. وعنه: وهب بن حفص الحراني، وأبو معمر القطيعي، وجماعة. وقال البخاري [1] : يعرف وينكر. وقال أحمد بن حنبل [2] : يكذب. وقال النسائي [3] ، وغيره [4] : متروك.   [1] قوله: «يعرف وينكر» ليس في تاريخه الكبير والصغير، بل هو في «الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 126» : والموجود في «التاريخ الكبير 1/ 214» : «رماه أحمد» ، وفي «التاريخ الصغير 221» : «كذّبه أحمد» وفي «الضعفاء الكبير للعقيليّ» : «تركه أحمد» . [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 171 رقم 1899 وزاد: «أحاديثه (في المطبوع: أحاديث) أحاديث موضوعة، ليس بشيء» . وروى حديثا من طريقه. والقول أيضا في «الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 126» مثل «العلل» ، و «الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2252» . [3] في الضعفاء والمتروكين 303 رقم 545. [4] قال ابن سعد: «كانت عنده أحاديث» . وقال عبّاس الدوريّ، عن ابن معين في تاريخه 2/ 534: «وذكر محمد في القاسم الأسدي فلم يرضه، قال أبو الفضل: ومذهب يحيى عندي في محمد بن القاسم أن محمد بن القاسم رجل لم يكن من أصحاب الحديث، ولم يكن له تيقّظ أصحاب الحديث» . وقال ابن محرز: «وسألت يحيى عن محمد بن القاسم الأسدي صاحب حديث الأوزاعي، عن حسّان بن عطيّة غفر الله لك يا عثمان ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، وقلت له: حدّث أبو الأحوص سلام بن سليم هذا حديثا (في المطبوع: حديث) عن أبي إبراهيم، عن الأوزاعيّ فقال: هو هذا محمد بن القاسم، ليس بشيء، كان يكذب، قد سمعت منه» . (معرفة الرجال 1/ 50 رقم 3) . وقال عثمان بن أبي شيبة: «حدّثنا إسحاق بن بهلول قال: حدّثنا أبو نعيم وذكر محمد بن القاسم الأسدي فقال: ضربه والله الّذي لا إله إلّا هو شريك على صلعته بالدّرّة، فقال: شاهد زور» . (معرفة الرجال 2/ 245 رقم 842) . وقد وثّقه: العجليّ، وابن شاهين، وذكراه في ثقاتهما، فقال العجليّ: كان شيخا صدوقا. وقال ابن شاهين: «ثقة» . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» ، وقال: «لا يتابع على حديثه» . وقال عليّ بن المدينيّ: «قد تركت حديث محمد بن القاسم أبي إبراهيم لا أحدّث عنه» : (المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 46) . وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن القاسم الأسدي ثقة قد كتبت عنه. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 372 قيل: مات في ربيع الأول سنة سبع ومائتين [1] . 352- محمد بن مزاحم [2]- ت. - أبو وهب المروزيّ. عن: زفر بن الهذيل، وابن المبارك. وعنه: أحمد بن عبدة الأيلي، وأحمد بن منصور زاج، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي [3] . 353- محمد بن مصعب بن صدقة القرقسانيّ [4]- ت. ق. -   [ () ] وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن إبراهيم الأسدي «هكذا في المطبوع، والصحيح: أبي إبراهيم» فقال: ليس بقوي، لا يعجبني حديثه. وسئل أبو زرعة عنه فقال: شيخ. (الجرح والتعديل 8/ 65) . وقال ابن حبان: «كان ممن يروي عَنِ الثقات ما ليس من أحاديثهم، ويأتي عن الأثبات بما لم يحدّثوا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه. قال، كان ابن حنبل يكذبه» . (المجروحون 2/ 288) . وقال ابن عديّ: «عامّة أحاديثه لا يتابع عليها» . (الكامل في الضعفاء 6/ 2254) . وقال الدار الدّارقطنيّ: «يكذب عن الثوري والأوزاعي» . (الضعفاء والمتروكين 154 رقم 479) . وقال الحاكم: «ليس بالقويّ عندهم، كذّبه أحمد» . (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 320) . [1] أرّخه البخاري، والطوسي في رجاله 298 رقم 298، والخطيب في السابق واللاحق 320، وغيرهم. [2] انظر عن (محمد مزاحم المروزي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 377، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 228 رقم 794، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 114، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 144، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 90 رقم 388، والثقات لابن حبّان 9/ 58، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1267، والكاشف 3/ 54 رقم 5232، وميزان الاعتدال 4/ 34 رقم 8161، وتهذيب التهذيب 9/ 437 رقم 721، وتقريب التهذيب 2/ 206 رقم 691، وخلاصة تذهيب التهذيب 358. [3] قال ابن سعد: «كان خيّرا (ورد في المطبوع: خبيرا، وهو غلط) فاضلا. مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وكان يروي عن عبد الله بن المبارك» . (الطبقات الكبرى 7/ 377) . وقال البخاري: «وهو أخو سهل المروزي، يقال موالي بني عامر مات سنة تسع ومائتين، ومات سهل قبل المائتين. سمع ابن المبارك» . (التاريخ الكبير 1/ 228) . وأرّخ ابن حبّان وفاته مثل البخاري في سنة تسع ومائتين. (الثقات 9/ 58) . [4] انظر عن (محمد بن مصعب بن صدقة) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 373 رحل إلى الأوزاعيّ فروى عَنْهُ. وعن: مبارك بن فضالة، وحماد بن سلمة، وأبي الأشهب جعفر بن حبّان. وعنه: أحمد بْن حنبل، وعبّاس الدُّوريّ، والصَّغانيّ، والرمادي، وأحمد بن عبيد بن ناصح، وأحمد بْن عصام الأصبهانيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، وآخرون. قَالَ صالح بْن محمد جَزَرَة: عامّة أحاديثه عَنِ الأوزاعي مقلوبة [1] . وقال أبو حاتم [2] : لَيْسَ بالقويّ. وقال النَّسائيّ: ضعيف [3] . وقال الخطيب [4] : كَانَ كثير الغلط لتحديثه من حفظه. ويُذكر عَنْهُ الخير والصلاح. وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء [5] .   [ () ] العلل والمعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 546 و 1142 و 2/ رقم 3829 و 3840، والزهد لأحمد 383 و 384، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 239 رقم 756، وتاريخ الطبري 1/ 97 و 4/ 212، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 138، 139 رقم 1700، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 102، 103 رقم 441، والمجروحين لابن حبّان 2/ 293، 294، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2269، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البرّ 1/ 50، وتاريخ بغداد للخطيب 3/ 276- 279 رقم 1365، والأنساب لابن السمعاني 448 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 548- 559، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1273، والكاشف 3/ 86 رقم 5242، والمغني في الضعفاء 2/ 634 رقم 5987، والعبر 1/ 355، وميزان الاعتدال 4/ 42 رقم 8180، والبداية والنهاية 10/ 262، والوافي بالوفيات 5/ 32 رقم 2001 و 5/ 68 رقم 2056 وفيه (محمد بن منصور بن صدقة) وهو غلط، وتهذيب التهذيب 9/ 458- 460 رقم 740، وتقريب التهذيب 2/ 208 رقم 709، وخلاصة تذهيب التهذيب 359، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 12، 13 رقم 1607. [1] تاريخ دمشق 39/ 550. [2] في الجرح والتعديل 8/ 103. [3] تاريخ بغداد 3/ 279. [4] في تاريخ بغداد 3/ 277. [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 138 و 139. وقال أيضا: «ليس حديثه بشيء لا تبالي أن لا تراه» وقال: «لم يكن محمد بن مصعب من أصحاب الحديث، كان مغفلا، حدّث عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين، كره بيع السلاح في الفتنة، وهو كلام أبي رجاء» . (الجرح والتعديل 8/ 103) وانظر: العلل ومعرفة الرجال الجزء: 14 ¦ الصفحة: 374 وروى سَعِيد بْن رحمة، عَنِ القُرْقُساني: كنتُ آتي الأوزاعيّ فيحدّث ثلاثين حديثًا، فإذا تفرّق النّاس عرضْتُها عَلَيْهِ، فلا أخطئ. فيقول: ما أتاني أحفظ منك [1] . وقال أحمد بْن محمد بْن أَبِي الخناجر: ما رأينا لمحمد بْن مصعب كتابا قطّ [2] . قال ابن عديّ [3] : عندي لَيْسَ برواياته بأس [4] . وقال أبو أمية الطَّرَسُوسيّ: مات سنة ثمان ومائتين [5] .   [ () ] لأحمد 1/ رقم 1142 و 2/ رقم 3829. [1] تاريخ بغداد 3/ 277. [2] تاريخ بغداد 3/ 277. [3] في الكامل في الضعفاء 6/ 2269. [4] وكذا قال أحمد: «لا بأس به» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 3840) و (الجرح والتعديل 8/ 102) . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عن محمد بن مصعب القرقساني فقال: صدوق في الحديث ولكنّه حدّث بأحاديث منكرة. قلت: فليس هذا مما يضعفه؟ قال: نظنّ أنه غلط فيها. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث. قلت له: إن أبا زرعة قال كذا، وحكيت له كلامه، فقال: ليس هو عندي كذا، ضعّف لما حدّث بهذه المناكير. (الجرح والتعديل 8/ 103) . وقال ابن حبّان: «كان ممن ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. فأما ما وافق الثقات فإن احتجّ به محتجّ، وفيما لم يخالف الأثبات إن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا» . (المجروحون 2/ 293) . وروى أحمد بن محمد بن يزيد بن أبي الخناجر الأطرابلسي قال: كنّا على باب محمد بن مصعب فأتاه يحيى بن معين ونحن حضور فقال له: يا أبا الحسن أخرج إلينا كتابا من كتبك، فقال له: عليك بأفلح الصيدلاني، فقام غضبان، فقال له: لا ارتفعت لك راية معي أبدا. قال له مصعب: إن لم ترتفع إلّا بك فلا رفعها الله. (تاريخ بغداد 3/ 277، تاريخ دمشق 39/ 553) . وقال البخاري في تاريخه الكبير 1/ 239: «كان يحيى بن معين سيّئ الرأي فيه» . [5] هذا هو التاريخ الصحيح، ومثله في «الكاشف 3/ 86» و «العبر 1/ 355» ، وقد أرّخه ابن قانع، (تاريخ دمشق 39/ 559) . أما الخطيب البغدادي فقد شطح قلمه وورّخ وفاته بسنة ثمان وثمانين ومائتين!. (تاريخ بغداد 3/ 279) فأضاف الثمانين وهي مقحمة لأن ابن معين لقيه، وتوفي سنة 233 هـ. وذكره الصفدي مرتين في (الوافي بالوفيات 5/ 32 رقم 2001 و 5/ 68 رقم 2056) فصحّحه في المرة الأولى، أما في المرة الثانية فغلط باسم أبيه، وبتاريخ وفاته، فقال: «محمد بن منصور بن صدقة» ، وقال إنه مات سنة 218، وهو غلط، فليراجع. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 375 354- محمد بْن موسى بْن مسكين [1] . أبو غزية الْمَدَنِيّ الفقيه. من شيوخ الزُّبَيْر بْن بكّار. تُوُفّي سنة سبْعٍ ومائتين [2] . وروى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، وفليح بْن سليمان، ومالك بْن أنس، وغيرهم. وولي قضاء المدينة [3] . وعنه: يعقوب بْن محمد الزُّهْرِيّ، والنضر بْن سَلَمَةَ، وإبراهيم بْن المنذر الحزامي، والزُّبَير، وآخرون. قَالَ الْبُخَارِيّ [4] : عنده مناكير. وقال ابن حِبّان [5] : كَانَ يسرق الحديث ويروي عَنِ الثّقات الموضوعات [6] .   [ () ] ومما يلفت أنّ الحافظين: المزّي، وابن حجر سكتا عن تاريخ وفاته! ولم يعلّقا على ما وقع في تاريخ بغداد. [1] انظر عن (محمد بن موسى بن مسكين) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 440، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 238، 239 رقم 753، والتاريخ الصغير له 220، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 89، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 80، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 138 رقم 1699، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 83 رقم 347، والمجروحين لابن حبّان 2/ 289، 290، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2268، وميزان الاعتدال 4/ 94 رقم 8222، والمغني في الضعفاء 2/ 637 رقم 6020، ولسان الميزان 5/ 400 رقم 1302. [2] ورّخه البخاري في تاريخ الكبير 1/ 239، وتاريخه الصغير 220، وابن حبّان في: المجروحين 2/ 289. [3] طبقات ابن سعد 5/ 240، وذلك في ولاية عبيد الله بن الحسن العلويّ، في خلافة المأمون. [4] في تاريخه: الكبير 1/ 238، 239، والصغير 220، 221. [5] في المجروحين 2/ 289. [6] وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» 4/ 138 ونقل قول البخاري فيه، وروى من طريقه حديثا لا يتابع عليه إلّا من طريق فيها ضعف. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن أبي غزيّة، فقال: ضعيف الحديث. (الجرح والتعديل 8/ 83) . وقال ابن عديّ: «حدّث عنه جماعة م أهل المدينة وهو مديني، وقد وقع في رواياته أشياء الجزء: 14 ¦ الصفحة: 376 355- محمد بْن مُنَاذِر الْبَصْرِيّ [1] . الشّاعر أبو ذَرِيح. روى عَنْ: شُعْبَة. وغلب عَلَيْهِ اللهو والمجون وإجادة النظم. روى عَنْهُ: الصَّلْت بْن مسعود، ومحمد بْن ميمون الخيّاط، ومُزْداد بْن جميل. قَالَ ابن مَعِين [2] : أعرفه صاحب شعر، ولم يكن من أصحاب الحديث. وكان يتعشق وُلِد عَبْد الوهّاب الثَّقْفيّ ويشبّب بنساء ثقيف، فطردوه من البصرة فخرج إلى مكّة [3] ، وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام يلسعن النّاس، ويصبّ المِدَاد باللّيل في مواضع يتوضّأ منها النّاس ليُسَوِّد وجوههم [4] . لَيْسَ يروي عَنْهُ أحد فيه خير. 356- محمد بن منيب العدنيّ [5] .   [ () ] أنكرت عليه» . ونقل قول البخاري فيه. (الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2268) . [1] انظر عن (محمد بن مناذر الشاعر) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 540، وطبقات الشعراء لابن المعتز 119 و 126، وعيون الأخبار لابن قتيبة 1/ 63 و 2/ 138، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 126، والكامل في الأدب للمبرّد 2/ 346، 347، والبيان والتبيين للجاحظ 17، والمجروحين لابن حبّان 2/ 271، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2271، 2272، والأغاني لأبي الفرج 18/ 169- 210، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي 19/ 55- 60 رقم 19، والعقد الفريد لابن عبد ربّه 5/ 296، وميزان الاعتدال 4/ 74 رقم 8205، والمغني في الضعفاء 2/ 635 رقم 6002، والوافي بالوفيات 5/ 63- 65 رقم 5052، ولسان الميزان 5/ 390- 393 رقم 1270، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 249، 250 رقم 459. [2] في تاريخه 2/ 540. [3] العبارة بين القوسين ليست في تاريخ ابن معين. وهي من كتاب «الأغاني» 18/ 170 بتصرّف. [4] انظر كتاب الأغاني 18/ 170، 171. [5] انظر عن (محمد بن منيب العدني) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 240 رقم 762، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 24، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 101، 102 رقم 436، والثقات لابن حبّان 9/ 90، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 132 أ، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1277، وتهذيب التهذيب 9/ 477 رقم 770، وتقريب التهذيب 2/ 211 رقم 739، وخلاصة تذهيب التهذيب 360. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 377 أبو الحَسَن. عَنْ: السَّرِيّ بْن يحيى، لَقِيَهُ بعدَن، وقريش بْن حِبّان. وعنه: محمد بْن رافع، وأحمد بْن الأزهر، وعبد بْن حُمَيْد، وطائفة. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 357- مُحَمَّدُ بن ميسر [2] . - ت. - أبو سعد [3] الصّغانيّ [4] البلْخيّ الضّرير، نزيل بغداد. عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وأبي حنيفة، وابن إِسْحَاق، وأبي جعفر الرّازيّ، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وعتيق بْن محمد، وأبو كُرَيْب، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وجماعة. قَالَ يحيى بْن مَعِين [5] : كَانَ جَهْميًّا شيطانًا، ليس بشيء. وقال الدّار الدّارقطنيّ [6] : ضعيف [7] .   [1] في الجرح والتعديل 8/ 102. [2] انظر عن (محمد بن ميسّر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 378، وطبقات خليفة 323، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 541، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 245 رقم 778، والتاريخ الصغير له 213، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 49، والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 540، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 39، والكنى والأسماء 1/ 186، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 140، 141 رقم 1702، والجرح والتعديل 8/ 105 رقم 449، والمجروحون لابن حبّان 2/ 271، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2231، 2232، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 250 ب، وتاريخ بغداد للخطيب 3/ 281- 283 رقم 1367، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1279، والكاشف 3/ 89، 90 رقم 5266، والمغني في الضعفاء 2/ 638 رقم 6030، وميزان الاعتدال 4/ 52 رقم 8241، وتهذيب التهذيب 9/ 484 رقم 786، وتقريب التهذيب 2/ 212 رقم 756، وخلاصة تذهيب التهذيب 361. [3] وفي طبقات ابن سعد 7/ 378 «أبو سعيد» وهو تصحيف. [4] يقال: «الصّغاني» و «الصّاغاني» . انظر: الأنساب لابن السمعاني 352 ب. [5] عبارته في تاريخه 2/ 541: «وكان مكفوفا، وكان جهميّا، وليس هو بشيء، كان شيطانا من الشياطين» . [6] تاريخ بغداد 3/ 283. [7] انفرد ابن سعد بتوثيقه في طبقاته 7/ 378. وقال البخاري: «فيه اضطراب» . (التاريخ الكبير 1/ 245، التاريخ الصغير 213) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 378 358- محمد بْن يحيى [1] . أبو غسان الكِنَانيّ الّذي سمع: مالكًا، ومحمد بْن جعفر بْن أَبِي كثير، وجماعة. وعنه: عبد الله بن شبيب الربعي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهما. وكان كاتبا إخباريا [2] . له حديث في «الصحيح» [3] . 359- محمد بن يعلى [4]- ت. ق. -   [ () ] وقال النسائي: «متروك الحديث» . (الضعفاء والمتروكين 303 رقم 540) . وذكره الفسوي في «من يرغب عن الرواية عنهم» . (المعرفة والتاريخ 3/ 39) . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» ونقل قول ابن معين، والبخاري. وقال ابن حبّان: «مضطرب الحديث، كان ممّن يقلب الأسانيد، ولا يجوز الاحتجاج به إلّا فيما وافق الثقات، فيكون حديثه كالمتآنس به دون المحتجّ بما يرويه» . (المجروحون 2/ 271) . وذكره ابن عديّ في ضعفائه، ونقل أقوال ابن معين، والبخاري، والنسائي فيه، وقال: «الضعف بيّن على رواياته» . (الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2232) . وقال الحاكم: «يخالف في بعض حديثه» . (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 250 ب) . وقال أبو زكريا الساجي: «قد رأيت أبا سعد الأعمى الصاغاني صاحب ابن أبي روّاد، كان ها هنا، ليس هو بشيء. وقال في موضع آخر: أبو سعد الصاغاني جهميّ خبيث، عدوّ الله، قد كتبت عنه حديثا كثيرا» . وقال سعيد بن عمرو البرذعي: قلت لأبي زرعة الرازيّ: أبو سعد الصاغاني؟ قال: كان مرجئا ولم يكن يكذب. (تاريخ بغداد 3/ 282) . [1] انظر عن (محمد بن يحيى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 266 رقم 852، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 123 رقم 553، والثقات لابن حبّان 9/ 74، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1288، والكاشف 3/ 95 رقم 1301، وميزان الاعتدال 4/ 62 رقم 8300، وتهذيب التهذيب 9/ 517، 518 رقم 846، وتقريب التهذيب 2/ 218 رقم 813، وخلاصة تذهيب التهذيب 364. [2] قال أبو زيد عمر بن شيبة النميري: كان أبو غسّان كاتبا، وأبوه كاتبا، وجدّاه من قبل أبيه وأمّه كاتبين، وكان عمّه غسان بن علي بن عبد الحميد كاتبا، وكتب لسليمان بن علي بن عبد الله بن عبّاس. (تهذيب الكمال 3/ 1288) . [3] قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: شيخ. وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «ربما خالف» . [4] انظر عن (محمد بن يعلى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 268 رقم 861، والتاريخ الصغير له 222، والضعفاء الصغير له أيضا 276 رقم 341، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 35، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 149، 150 رقم 1718، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 130، 131 رقم 587، والمجروحين الجزء: 14 ¦ الصفحة: 379 أبو عليّ السلميّ الكوفيّ، زُنْبُور. روى عَنْ: أَبِي حنيفة، وموسى بْن عبيدة، وعبد الملك بْن أَبِي سُليمان، وجماعة. وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعليّ بْن حرب، وإبراهيم بْن أَبِي العَنْبس، وأبو بَكْر الصَّغانيّ. قَالَ الْبُخَارِيّ [1] : ذاهب الحديث [2] . 360- مُجِيبُ بْن موسى الأصبهاني [3] . صاحب الثَّوْريّ وخادمه. قَالَ أحمد بْن عصام: سمعته يَقُولُ: كنتُ عديل سُفْيَان الثَّوْريّ إلى مكّة، فكان يكثر البكاء. فقلت لَهُ: بكاؤك هذا خوفا من الذنوب؟   [ () ] لابن حبّان 2/ 267، 268، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2271، وتاريخ بغداد 3/ 447، 448 رقم 1578، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1292، والكاشف 3/ 97 رقم 5320، والمغني في الضعفاء 2/ 645 رقم 6096، وميزان الاعتدال 4/ 70، 71 رقم 8339، وتهذيب التهذيب 9/ 533، 534 رقم 875، وتقريب التهذيب 2/ 221 رقم 840، وخلاصة تذهيب التهذيب 365. [1] قوله ليس في تاريخيه الكبير، والصغير، ولا في ضعفائه، والموجود عنده: «يتكلّمون فيه» . وقوله في «الضعفاء الكبير» للعقيليّ 4/ 149. [2] قال أبو حاتم: «هو متروك الحديث» ، وسمع منه أحمد بن سنان وترك الرواية عنه. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أحمد بن سنان يقول: صحّ عندنا أن محمد بن يعلى زنبور كان جهميّا. (الجرح والتعديل 8/ 131) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يخطئ حتى يجيء بما يحدّث به مقلوبا فإذا سمعه من الحديث صناعته علم أنه معمول أو مقلوب فلا يجوز الاحتجاج به فيما خالف الثقات من الروايات ولا فيما انفرد وإن لم يخالف الأثبات» . (المجروحون 2/ 267، 268) . وذكره ابن عديّ في ضعفائه، ونقل قول البخاري فيه، وقال إنه يروي أحاديث لا يتابع عليه. (الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2271) . ورّخ محمد بن عبد الله الحضرميّ مطيّن وفاته في سنة 205 هـ. (تاريخ بغداد 3/ 448) . [3] انظر عن (مجيب بن موسى) في: ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 321، والمؤلّف ينقل هذه الترجمة عنه، والمجروحين لابن حبّان 2/ 167 في ترجمة «عبّاد بن منصور الناجي» ، وفيه حدّث عثمان بن عمر رسته قال: حدّثنا مجيب بن موسى قال: كنت مع سفيان الثوري بمكة فمات عباد بن كثير فلم يشهد سفيان جنازته. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 380 فأخذ عُودًا من الْمَحْمَلِ فرمى بِهِ وقال: لذُنوبي أهون عليّ من هذا، ولكنّي أخاف أنّ أُسلب التوحيد. روى عَنْ مجيب: عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر رُسْتَة، وأحمد بْن يزيد، وأحمد بْن عصام. 361- مُحاضِرُ بْن المُوَرِّع الهَمْدانيّ الياميّ [1] . ويقال: السَّلُوليّ [2] ، الكوفي، أبو المُوَرِّع. عَنْ: الأعمش، وهشام بْن عُرْوَة، وعاصم الأحول، والأجلح الكِنْديّ، وهشام بْن حسّان، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأحمد بْن سليمان الرُّهَاويّ، وحجاج بن الشّاعر، وسليمان بْن سيف، وأحمد بْن يوسف الضَّبّيّ، وعباس الدوري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويعقوب بن شيبة. قال أحمد بن حنبل [3] : سَمِعْتُ منه وكان مغفلًا جدًّا. لم يكن من أصحاب الحديث. وقال أبو زرعة [4] : صدوق.   [1] انظر عن (محاضر بن المورّع) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 398، وهو ساقط من فهرس الأعلام، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 552 رقم (1485) و (2167) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4110، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 73، 74 رقم 2216، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 108، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 109، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 134، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 437 رقم 1996، والثقات لابن حبّان 7/ 513، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 875 رقم 1494، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 273، 274 رقم 1677، وتاريخ جرجان للسهمي 502 و 535، والسابق واللاحق للخطيب 340، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 521 و 2028، والكامل في التاريخ لابن الأثير 6/ 362، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1307، والكاشف 3/ 108 رقم 5399، والمغني في الضعفاء 2/ 542 رقم 5188، وتهذيب التهذيب 10/ 51، 52 رقم 81، وتقريب التهذيب 2/ 230 رقم 933، وخلاصة تذهيب التهذيب 395. [2] قيل: «السّلولي» باللام، وقيل: «السّكوني» بالكاف. (انظر مصادر ترجمته) . [3] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 49 رقم 4110. [4] الجرح والتعديل 8/ 437. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 381 وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [1] . وَقَالَ ابْنُ سعْد [2] : مات سنة ستٍّ ومائتين [3] . لَهُ حديث واحد في «صحيح مُسْلِم» [4] . 362- محبوب بْن الحسن بن هلال [5]- ت. خ. مقرونا بآخر- أبو جعفر البصريّ. قيل: اسمه محمد. روى عَنْ: خَالِد الحذّاء، وعبد اللَّه بْن عَوْن، ويونس بْن عُبَيْد، وأشعث بْن عَبْد الملك، وجماعة. وعنه: احمد بْن حنبل، والحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وجماعة. وقد روى حروف القراءة عَنْ إسماعيل بْن مُسْلِم الْمَكِّيّ، عَنِ ابن كثير، وهو ثقة [6] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 1307. [2] في طبقاته 6/ 398. [3] وجهل ابن حبّان سنة وفاته فقال: «مات بعد المائتين» . (الثقات 7/ 513) . [4] في كتاب صلاة المسافرين وقصرها (171) باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه. قال: حدّثني حجّاج بن الشاعر، حدّثنا محاضر أبو المورّع. حدّثنا سعد بن سعيد قال: أخبرني ابن مرجانة قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ينزل الله في السماء الدنيا لشطر الليل، أو لثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، أو يسألني فأعطيه، ثم يقول: من يقرض غير عديم ولا ظلوم» . [5] انظر عن (محبوب بن الحسن) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد، برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4036، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 388، 389 رقم 1779، والثقات لابن حبّان 7/ 529، وتاريخ جرجان للسهمي 481، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1188 باسم «محمد بن الحسن بن هلال» ، والمغني في الضعفاء 2/ 568 رقم 5412، وميزان الاعتدال 3/ 441، 442 رقم 7082، وتهذيب التهذيب 9/ 119، 120 رقم 164 باسم (محمد بن الحسن بن هلال) ، وتقريب التهذيب 2/ 154 رقم 142، وخلاصة تذهيب التهذيب 370. [6] قال عبد الله بن أحمد: «سألت يحيى عن محبوب بن الحسن الّذي يحدّث عن خالد الحذّاء، قال: قد كتب عنه أصحاب الحديث، ليس به بأس» . (العلل ومعرفة الرجال 3/ 32 رقم 4036) والخبر أيضا في الجرح والتعديل 8/ 388، 389. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 382 363- مروان بن محمد بن حسّان [1]- م. ع. - أبو بكر الأسديّ الدّمشقيّ الطّاطريّ التّاجر. وقيل كنيته أبو حفص، وقيل أبو عَبْد الرَّحْمَن. روى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، وسعيد بن بشير، ومالك، واللَّيث، وابن لَهِيعة، وخلق. وعنه: صفوان بن صالح المؤذن، وعبد الله بن ذكوان المقرئ، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن الأزهر، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأحمد بن عبد الأحد بن عبود، ومحمود بن خالد السلمي، وهارون بن محمد بن بكار، وخلق. وثقه أبو حاتم [2] ، وغيره. وكان الإمام أحمد يثني عليه ويقول: كان يذهب مذهب أهل العلم [3] .   [ () ] وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي- وذكر محبوب بن الحسن- فقال: ليس بقويّ. (الجرح 8/ 389) . وذكره ابن حبّان في الثقات. [1] انظر عن (مروان بن محمد بن حسّان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 373 رقم 1600، والتاريخ الصغير له 222، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 769، 770، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ (انظر فهرس الأعلام) 2/ 998، وقد خلط محقّقه في فهرسه مروان بن محمد الأموي الخليفة، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 205 رقم 1788، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 275 رقم 1257، والثقات لابن حبّان 9/ 179، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 314 رقم 1357، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 234 رقم 1576، وتاريخ جرجان للسهمي 445 و 471، والسابق واللاحق للخطيب 345، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 502 رقم 1956، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 41/ 165، 166، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1316، 1317، وسير أعلام النبلاء 9/ 510- 512 رقم 196، والعبر 1/ 359، وتذكرة الحفّاظ 1/ 348، وميران الاعتدال 4/ 93 رقم 8435، والكاشف 3/ 117 رقم 5466، والمغني في الضعفاء 2/ 652 رقم 6173، والمعين في طبقات المحدّثين 79 رقم 850، ومرآة الجنان 2/ 49، وتهذيب التهذيب 10/ 95، 96 رقم 175، وتقريب التهذيب 2/ 239 رقم 1024، وطبقات الحفّاظ 157، وخلاصة تهذيب التهذيب 319، وشذرات الذهب 2/ 24، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 61، 62 رقم 1665. [2] في الجرح والتعديل 8/ 275. [3] الجرح والتعديل 8/ 275. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 383 وقال أبو زرعة الدمشقي [1] : قَالَ لي أحمد بْن حنبل: كَانَ عندكم ثلاثة أصحاب حديث: مروان الطّاطَريّ، والوليد بْن مُسْلِم، وأبو مُسْهر. قَالَ أبو زُرْعة: وحدثني عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن معاوية الهاشْميّ قَالَ: أدركت ثلاث طبقات، أحدها طبقة سَعِيد بْن عَبْد العزيز، ما رأيت فيهم أخشع من مروان بْن محمد. وعن أحمد بْن أَبِي الحواري قَالَ: ما رأيت شاميًا خيرًا من مروان بْن محمد [2] . وقال ابن أَبِي الحواري، عَنْ مروان قَالَ: لا غِنى لصاحب حديثٍ عَنْ ثلاثة: صِدْقه، وحِفْظه، وصحّة كتبه. فإن أخطأ الحفظ لم يضرّه [3] . وقال أبو سليمان الدّارانيّ: ما رأيت شاميًا خيرًا من مروان بْن محمد [4] . وقال صَفْوان بْن صالح: سَمِعْتُ مروان بْن محمد وقيل لَهُ: إنهم يقولون: لَيْسَ للَّه عين ولا يد. فقال، إنّما مذهبهم التعطيل. ت: إذا أراد اللَّه تعالى لَيْسَ كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته نسيج. قَالَ الْبُخَارِيّ: إنّما قِيلَ لَهُ الطّاطَريّ لثياب نُسِب إليها. وقال الطَّبَرانيّ: كلّ من يبيع الكرابيس بدمشق يُسمّى الطّاطَريّ. وقال محمد بْن عَوْف: كَانَ مُرجِئًا. وقال عَبَّاس الدُّوريّ، عَنِ ابن مَعِين: لا بأس بِهِ. وكان مرجئًا [5] . وأهل دمشق من كَانَ مرجئًا فعليه عمامة، ومن لم يكن مرجئا لا يعتمّ [6] .   [1] قول أبي زرعة الدمشقيّ ليس في تاريخه، وهو في تاريخ دمشق لا بن عساكر 41/ 165، وتهذيب الكمال للمزّي 3/ 1317. [2] تاريخ دمشق 41/ 165. [3] تاريخ دمشق 41/ 166. [4] تاريخ دمشق 41/ 166. [5] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 205. [6] هذه معلومة مهمّة عن بعض المظاهر الاجتماعية في دمشق أفادناها المؤلّف رحمه الله. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 384 وقال الحَسَن بْن محمد بْن بكّار: مولد مروان عام انتثرت النّجوم سنة سبْعٍ وأربعين ومائة [1] ، ومات سنة عشر [2] . 364- مسعود بْن عَبْد اللَّه بْن رزين السُّلَميّ القُهُنْدُزِيّ النَّيْسابوريّ [3] . أخو مبشّر وأخوته. كَانَ عالمًا بالقرآن فاضلًا. روى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن طِهْمان، وخارجة بْن مُصْعَب. روى عنه: أحمد بن معاذ، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وجماعة من أهل نيسابور. توفي سنة عشر. 365- مسعود بن واصل البصري الأزرق [4]- ت. ن. - صاحب السّابريّ [5] .   [1] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 284. [2] تاريخ أبي زرعة 2/ 706 و 707. [3] انظر عن (مسعود بن عبد الله بن رزين) في: الأنساب لابن السمعاني 10/ 275، والقهندزيّ: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاء، نسبة إلى قهندز: بلاد شتّى، وهي المدينة الداخلة المسوّرة، وأما قهندز بخارى فهي المدينة الداخلة كما يظنّ ابن السمعاني (الأنساب 10/ 274) . أما ياقوت فضبطها «قهندز» بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال والزاء، وقال: وهي في الأصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لأهل خراسان وما وراء النهر خاصة، وأكثر الرواة يسمّونه قهندز. (معجم البلدان 4/ 210) . [4] انظر عن (مسعود بن واصل البصري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 424 رقم 1858، والجرح والتعديل 8/ 284 رقم 1302، والثقات لابن حبّان 9/ 190، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1323، والكاشف 3/ 122 رقم 5499، والمغني في الضعفاء 2/ 654 رقم 6202، وميزان الاعتدال 4/ 100 رقم 8478، وتهذيب التهذيب 10/ 120 رقم 217، وتقريب التهذيب 2/ 244 رقم 1068، وخلاصة تذهيب التهذيب 374. [5] السّابري: بفتح السين المهملة وبعدها الألف ثم الباء الموحّدة، وفي آخرها الراء. نسبة إلى نوع من الثياب يقال لها: السّابريّة. (الأنساب 7/ 3) ، وقد تحرّفت هذه النسبة في «الثقات» . لابن حبّان 9/ 190 إلى «السامري» بالميم. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 385 روى عَنْ: النَّهاس بْن قَهْم [1] ، عَنْ قتادة، وله حديث آخر عَنْ غالب التّمّار. روى عن: عُمَر بْن شَبَّة، وأبو بَكْر بْن نافع العبْديّ، وأبو غسان مالك بْن عَبْد الواحد المِسْمَعيّ. ضعّفه أبو داود الطَّيالِسيّ [2] . 366- المسيّب بْن زُهَيْر الأمير [3] . من كبار القوّاد ببغداد، وكان من حزب الحَسَن بْن سهل الوزير عند قيام الهاشميّين ببغداد عَلَى المأمون، لمّا زوى الأمر عَنْهُمْ إلى عليّ بْن موسى الرِّضا. وقد انكسر جيش الحَسَن بْن سهل غير مرّة. فلمّا تُوُفّي ضده والمحارب لَهُ محمد بْن أَبِي خَالِد استظهر وقوي، وانتصر غير مرّةٍ عَلَى العباسيين، وكان القائم بحربهم عيسى بْن مُحَمَّد بْن أَبِي خَالِد. فجمع عيسى جيشًا كثيفًا يَسُدّ الفضاء، فقيل إنّهم أُحْصُوا فبلغوا مائة ألفٍ وخمسةً وعشرين ألفًا من بين فارس وراجل. وأُعطي الفارس أربعين درهمًا، والراجل عشرين درهمًا. وجرى على الرعية ببغداد منهم ضُرٌّ وبلاء عظيم من النهب والفسق واخذ الحريم والصبيان علانية. وبقي النّاس غَنَمًا بلا راعٍ. ومال هذا الجيش الذين أقامهم عيسى عَلَى قطربُّل [4] فانتهبوها كلَّها. ثمّ قام ببغداد سهل بْن سلامة الْأَنْصَارِيّ ودعا إلى الأمر بالمعروف والنّهي   [1] تحرّف في «الثقات» إلى «فهم» بالفاء. [2] وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما أغرب» . [3] هو غير (المسيّب بن زهير بن عمرو المكنّى أبا مسلم الضبيّ) الّذي توفي سنة 176 هـ. وترجم له: الخطيب في تاريخ بغداد 13/ 137 رقم 7122، وغيره. أما الّذي يترجم له المؤلّف فلم نجده في المصادر، إلّا إذا كانت وفاته تأخرت إلى 201 هـ. [4] قطربُّل: بالضم ثم السكون ثم فتح الراء وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام. وقد روي بفتح أوله وطائه. وأما الباء فمشدّدة مضمومة في الروايتين، وهي كلمة أعجمية: اسم قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر. وقيل: هو اسم طسّوج من طساسيج بغداد أي كورة، فما كان من شرقيّ الصراة فهو بادوريا، وما كان من غربيّها فهو قطربُّل. (معجم البلدان 4/ 371) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 386 عَنِ المُنْكَر، فبايعه خلق من المطوعة، وقمعوا كثير من أهل الفساد، ثم آل أمرهم إلى الخروج والقتال. وأمّا المسيّب هذا فإنه قُتِل. وُلّي ذبحَه أبو زنبيل، وحمل رأسه عَلَى رُمْح، وذلك في ربيع الآخر سنة إحدى ومائتين. 367- مُصْعَب بْن ماهان المَرْوَزِيّ [1] . روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ. وعنه: زُهَيْر بْن عَبّاد الرُّواسيّ، وعَبْدة بْن سليمان المَرْوَزِيّ، وإبراهيم بن شماس السَّمَرْقَنْديّ، وآخرون. قَالَ أحمد بْن أَبِي الحواري: كَانَ أمِّيًّا لا يكتب [2] . قَالَ أبو تَوبة الحلبيّ: أشار عليّ عيسى بْن يونس بالكتابة عَنْ مُصْعَب بْن ماهان، وكان مُصْعَب يلحن [3] . وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ رجلًا صالحًا، وحديثه مُضارِب، فيه شيء من الخطأ [4] . وقال أبو حاتم [5] ، شيخ [6] .   [1] انظر عن (مصعب بن ماهان) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 172، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 198 رقم 1776، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 308، 309 رقم 1427، والثقات لابن حبّان 9/ 175، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2360، وتاريخ جرجان للسهمي 229، والسابق واللاحق للخطيب 109، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1333، والمغني في الضعفاء 2/ 661 رقم 6167، وميزان الاعتدال 4/ 121 رقم 8568، وتهذيب التهذيب 10/ 164 رقم 310، وتقريب التهذيب 2/ 252 رقم 1158، وخلاصة تذهيب التهذيب 378. [2] الجرح والتعديل 8/ 308. [3] الجرح والتعديل 8/ 308. [4] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 198، الجرح والتعديل 8/ 308. [5] الجرح والتعديل 8/ 309. [6] وقال ابن عديّ: «حدّث عن الثوريّ وغيره بأسانيد ومتون لا تعرف ولا يرويها غيره» . (الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2360) . وقد ذكره الفسوي في المتوفّين سنة 181 هـ. (المعرفة والتاريخ 1/ 172) وإذا صحّ هذا فيجب أن تحوّل هذه الترجمة إلى الطبقة الثامنة عشرة. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 387 368- مُصْعَب بْن المِقْدام [1] . أبو عَبْد اللَّه الخَثْعَمِيّ الكوفيّ. عَنْ: أَبِي حنيفة، ومسعر، وفطر بْن خليفة، وفضيل بن غزوان، وابن جريج، وعرمة بْن عمار، وسفيان الثَّوْريّ، وزائدة، وغيرهم. وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، ومحمد بْن رافع، وعبد بْن حُمَيْد، والقاسم بْن زكريّا بْن دينار، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة. قَالَ أبو داود: لا بأس به [2] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ، وغيره: ثقة [3] . قَالَ عليّ بْن حكيم، عَنْهُ قَالَ: كنت أرى رأي الإرجاء، فرأيت في منامي كأنّ في عيني صليبًا، فتركته [4] . قَالَ مُطَيَّن، وغيره: تُوُفّي سنة ثلاثٍ ومائتين [5] .   [1] انظر عن (مصعب بن المقدام) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 354 رقم 1530، والتاريخ الصغير له 217، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 64، وتاريخ الثقات للعجلي 430 رقم 1582، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، وتاريخ الطبري 1/ 434 و 2/ 424 و 432 و 493 و 507 و 526 و 636 و 3/ 75، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 308 رقم 1426، والثقات لابن حبّان 9/ 175، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 308 رقم 1311، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 258 رقم 1636!، وتاريخ جرجان للسهمي 159، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 512 رقم 2000، وتاريخ بغداد 12/ 110- 112 رقم 7095، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1334، والكاشف 3/ 131 رقم 5566، وميزان الاعتدال 4/ 122 رقم 8572، وتهذيب التهذيب 10/ 165، 166 رقم 312، وتقريب التهذيب 2/ 252 رقم 1160، وخلاصة تذهيب التهذيب 378. [2] تاريخ بغداد 13/ 112، وتهذيب الكمال 3/ 1334. [3] تاريخ بغداد 13/ 112، وتهذيب الكمال 3/ 1334، وقال أبو حاتم: «هو صالح الحديث» . (الجرح والتعديل 8/ 308) ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. وقال ابن شاهين: «كان صالحا لا بأس به» . [4] تهذيب الكمال 3/ 1334. [5] وكذا أرّخه البخاري في تاريخه الصغير، وابن حبّان في الثقات، والخطيب في تاريخه. وقد ضعّفه عليّ بن المديني، وقال الخطيب البغدادي: «قد وصفه بالثقة يحيى بن معين وغيره الجزء: 14 ¦ الصفحة: 388 369- مضاء بْن عيسى الكلاعي [1] . الدّمشقيّ الزّاهد، من أهل قرية راوية قِبْليّ مدينة دمشق. روى عَنْ: شُعْبَة، وصحب: سَلْمًا الخوّاصّ. حكى عَنْهُ: أحمد بن أَبِي الحواري، وقاسم الْجُوعيّ، وإبراهيم بْن أيّوب الحورانيّ، وعبيد بن عصام. قال ابن أبي الحواري: سمعته يَقُولُ: لإزالة الجبال أهون من إزالة رئاسة قد ثبتت. وقال ابن أبي الحواري: زرت مضاء أنا وأبو سليمان الدّارانيّ، فجاءنا ببيض وخلاط. 370- مظفّر بن مدرك [2]- ن. - أبو كامل الخراسانيّ، ثم البغداديّ الحافظ. عَنْ: شَيْبان النَّحْويّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وزُهَيْر بْن معاوية، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، ونافع بْن عُمَر الْجُمَحيّ، وعبد العزيز بْن الماجِشُون، وخلْق. وعنه: احمد بْن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن أَبِي غالب القُومِسيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وغيرهم.   [ () ] من الأئمّة» . (تاريخ بغداد 13/ 111) . [1] انظر عن (مضاء بن عيسى الكلاعي) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 41/ 502. [2] انظر عن (مظفّر بن مدرك) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 337، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 571 رقم 4867 و 4882، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1144 و 2/ رقم 3616 و 3826 و 3/ رقم 4229 و 4700، والتاريخ الصغير للبخاريّ 212، والتاريخ الكبير له 8/ 74 رقم 2217، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 93، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 180 و 284، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 89، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 442 رقم 2017، والثقات لابن حبّان 9/ 200، وتاريخ بغداد 13/ 125، 126 رقم 7110، والمعجم المشتمل لابن عساكر 292 رقم 1050، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1337، 1338، وسير أعلام النبلاء 10/ 124- 127 رقم 14، وتذكرة الحفّاظ 1/ 357، 358، والكاشف 3/ 134 رقم 5592، وتهذيب التهذيب 10/ 183، 184 رقم 344، وتقريب التهذيب 2/ 255 رقم 1188، وطبقات الحفّاظ 159، وخلاصة تذهيب التهذيب 397، وشذرات الذهب 2/ 18. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 389 وكان أثبت النّاس في زُهَيْر. قَالَ أحمد بْن حنبل [1] : كَانَ أصحاب الحديث ببغداد: أبو كامل، وأبو سَلَمَةَ الخُزاعيّ، والهيثم، يعني ابن جميل. وكان الهَيْثَم أحفظهم. وكان أبو كامل أتقن للحديث منهم [2] . وكان لَهُ عقل شديد ووقار وهيئة [3] . وقال ابن مَعِين: كنت آخذ عَنْهُ هذا الشأن [4] ، وكان بغداديًا من الأبناء [5] ، رجلًا صالحًا قلّ ما رأيت من يشبهه [6] . وقال أبو خَيْثَمَة: ما كَانَ أبو كامل عندنا بدون وكيع عند الكوفيّين [7] . وقال أبو داود: ثقة ثقة [8] . وقال النَّسائيّ: ثقة مأمون [9] . وقال إِبْرَاهِيم الحربيّ: مات سنة سبْعٍ ومائتين [10] . قلت: هُوَ من أقران عليّ بْن الْجَعْد، ولكنه مات قبله بدهرٍ، فلهذا لم يشتهر. وقد ذكره ابن عديّ في شيوخ الْبُخَارِيّ، فغلط ووهم.   [1] في العلل ومعرفة الرجال 1/ 493 رقم 1144. [2] حتى هنا في العلل 1/ 493، 494، وتاريخ بغداد 14/ 56 في ترجمة (الهيثم بن جميل) . [3] العلل ومعرفة الرجال 2/ 553 رقم 3616 فيه قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد: «قَالَ أبي: سمعت أبا كامل مظفّر بن مدرك مذ نحو أربعين سنة قال: وكان له وقار وهيئة، وكان من أصحاب الحديث يقول: أثبت الناس في إبراهيم منصور. قال أبو كامل: ما قدم علينا ها هنا من ناحية الشام رجل أصحّ حديثا من ليث بن سعد وكان أبو معشر رجلا لا يضبط الإسناد. كان أبو كامل من أصحاب الحديث. لما قدم شريك قالوا: لا نرضى أحدا يسأله غير أبي كامل، وكان يعدّ يومئذ من أهل الفضل، وكان ابن مهدي يقول لي: أيش يقول أبو كامل في حديث من حديث إبراهيم بن سعد» . [4] هذه العبارة ليست في تاريخه، وهي في تاريخ بغداد 13/ 125. [5] العبارة في تاريخه 2/ 571: «كان من الأبناء، من أهل خراسان» . وانظر: تاريخ بغداد 13/ 125. [6] هذه العبارة ليست في تاريخه، ولا في تاريخه، ولا في تاريخ بغداد. [7] تاريخ بغداد 13/ 126. [8] تاريخ بغداد 13/ 126. [9] تاريخ بغداد 13/ 126، وثّقه ابن سعد، وابن حبّان، وقال أبو حاتم: «صدوق» . [10] تاريخ بغداد 13/ 126. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 390 371- مُعَاذ بْن خَالِد بْن شقيق بْن دينار [1]- ن. - أبو بكر العبديّ المروزيّ، ابن عمّ عليّ بْن الحَسَن بْن شقيق. روى عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، وأبي طيبة عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم، وأبي حمزة السُّكّريّ، والحسين بْن واقد، وحماد بن سلمة، وجماعة. وعنه: إسحاق بن رَاهَوَيْه، وعَبْدان، ووهب بْن زمعة، ومحمد بْن عليّ بْن حرب، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن قُهْزَاد، ومحمد بْن مقاتل المروزيون. وثّقه ابن حِبّان وقال [2] : مات بعد المائتين. قَالَ شيخنا أبو الحَجّاج [3] : الأشبه أنّ يكون مات بعد المائتين [4] . 372- مُعَاذ بْن خَالِد العسقلانيّ [5] . عَنْ: أيمن بْن نابِل، وزُهَيْر بْن محمد التَّميميّ. وعنه: حَرْمَلَة بْن يحيى، ومحمد بْن خَلَف العسقلانيّ، والحَسَن بْن عَبْد العزيز الْجَرَوِيُ، وغيرهم.   [1] انظر عن (معاذ بن خالد بن شقيق) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 366 رقم 1574، والتاريخ الصغير له 215، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، والجرح والتعديل 8/ 250 رقم 1135، والثقات لابن حبّان 9/ 177، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 66 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 501، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 1339، والكاشف 3/ 153 رقم 5597، وتهذيب التهذيب 10/ 189 رقم 350، وتقريب التهذيب 2/ 256 رقم 1194، وخلاصة تذهيب التهذيب 380. [2] في «الثقات» 9/ 177. [3] أي الحافظ المزيّ في «تهذيب الكمال» 3/ 1339. [4] وقال البخاري في تاريخه الصغير 215: «ومات معاذ بن خالد بن سفيان بن دينار أبو بكر مولى عبد القيس المروزي قبل المائتين» . [5] انظر عن (معاذ بن خالد العسقلاني) في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 250 رقم 1136، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1339 وقد ذكره للتمييز بينه وبين الّذي قبله، والكاشف 3/ 135 رقم 5507، والمغني في الضعفاء 2/ 664 رقم 6299، وميزان الاعتدال 4/ 132 رقم 8607، وتهذيب التهذيب 10/ 189، 190 رقم 351، وتقريب التهذيب 2/ 256 رقم 1195، وخلاصة تذهيب التهذيب 380. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 391 قَالَ أبو حاتم [1] : شيخ. تشبه أحاديثه عَنْ زُهَيْر أحاديث إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يحيى. قلت: يلينّه بذلك. 373- مُعَاذ بْن هانئ القَيْسيّ [2] ، وقيل العيشيّ، وقيل اليشكريّ- خ. ع. - أبو هانئ البصريّ. عن: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وإبراهيم بْن طِهْمان، وحرب بْن شداد، ومحمد بْن مُسْلِم الطائفي، وجماعة. وعنه: الفلّاس، وبُنْدار، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، والكُدَيْميّ، وآخرون. تُوُفّي سنة تسع [3] . 374- الْمُعَافَى بْن عِمران الحِمْيَريّ الظهري الحمصيّ [4] . يروى عَنْ: عَبْد العزيز الماجشون، ومالك، وابن لهيعة، وجماعة.   [1] في الجرح والتعديل 8/ 250. [2] انظر عن (معاذ بن هانئ) في: تاريخ خليفة 473، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 367 رقم 1577، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 149، والجرح والتعديل 8/ 250 رقم 1134، والثقات لابن حبّان 9/ 178، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 488 رقم 1899، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1340، والكشاف 3/ 137 رقم 5607، وتهذيب التهذيب 10/ 196 رقم 367، وتقريب التهذيب 2/ 257 رقم 1210، وخلاصة تذهيب التهذيب 380. [3] ورّخ وفاته مطيّن، كما في تهذيب الكمال 3/ 1340. [4] انظر عن (المعافى بن عمران الحميري) في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 400 رقم 1736، والثقات لابن حبّان 9/ 199، والأنساب لابن السمعاني 8/ 304، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 42/ 234، واللباب 2/ 300، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1342، وميزان الاعتدال 4/ 134 رقم 8618، وتهذيب التهذيب 10/ 200، 201 (بدون رقم) ، وتقريب التهذيب 2/ 258 رقم 1216، وخلاصة تذهيب التهذيب 380، 381 و «الظهري» : بكسر الظاء المعجمة، وسكون الفاء، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى «ظهر» وهي بطن من حمير، (الأنساب 8/ 304) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 392 وعنه: محمد بْن مُصَفَّى، وأبو حُمَيْد أحمد بْن المغيرة العوهيّ، وسعيد بْن عَمْرو السَّكُونيّ، وكثير بْن عُبَيْد، وأبو النقاء هشام اليزنيّ، وأبو عُتْبة الحجازي، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ. قَالَ محمد بْن عَوْف: ما رأيت مثله في عقله وورعه وفضله. وروى أنّ المعافي هذا كَانَ يحتطب عَلَى ظهره ويتبلّغ بِهِ. وثّقه ابن حِبّان [1] . 375- معاوية بْن حفص الشَّعْبِيّ [2] . الكوفي، نزيل حلب. روى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن أدهم، وكامل أبي العلاء، وداود الطائي، والسري بن يحيى، والحكم بن هشام، وطائفة. وعنه: أبو جعفر النفيلي، ومحمد بن مصفى، وأبو حميد أحمد بن محمد العوهي، وآخرون. قال أبو حاتم [3] : صدوق. 376- معاوية بن هشام [4]- م. ع. -   [1] في «الثقات» 9/ 199. [2] انظر عن (معاوية بن حفص) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 336 رقم 1448، والجرح والتعديل 8/ 387 رقم 1771، والثقات لابن حبّان 9/ 167، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1343، والكاشف 3/ 138 رقم 5616، وتهذيب التهذيب 10/ 204، 205 رقم 379، وتقريب التهذيب 2/ 258 رقم 1222، وخلاصة تذهيب التهذيب 381. [3] في الجرح والتعديل 8/ 387، ليس به بأس كوفي وقع أبي حلب صدوق. [4] انظر عن (معاوية بن هشام القصّار) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 403، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 337 رقم 1452، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 24، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 717 و 2/ 603 و 618، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 203، وتاريخ الثقات للعجلي 433 رقم 1598، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، والجرح والتعديل 8/ 385 رقم 1759، والثقات لابن حبّان 9/ 166، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 303 رقم 1276، وتاريخ جرجان للسهمي 282، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 27 ب رقم (661) حسب ترقيم نسختنا المصوّرة، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 231 رقم 1570، والأسامي والكنى الجزء: 14 ¦ الصفحة: 393 أبو الحسن الأسديّ، مولاهم الكوفيّ القصّار. عَنْ: عليّ بْن صالح بْن حيّ، وحمزة الزّيّات، وشَيْبان، وسفيان، وعمار بْن زُرَيْق، وهشام بْن سعْد، وجماعة. وعنه: احمد بن حنبل، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، ومحمود بْن غَيْلان، وأحمد بْن سليمان الرهاوي، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان، وآخرون. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق. وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ هُوَ وإِسْحَاق الأزرق من أعلمهم بحديث شريك [2] . وقال أبو داود: ثقة [3] . قلت: تُوُفّي سنة أربع أو خمس ومائتين [4] . 377- معبد بْن راشد [5] . أبو عَبْد الرَّحْمَن.   [ () ] للحاكم، ج 1 ورقة 133 أ، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 423- 426، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 492 رقم 1914، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1348، والكشاف 3/ 140، 141 رقم 5634، والمغني في الضعفاء 2/ 666، 667 رقم 6324، وميزان الاعتدال 4/ 138 رقم 8634، وتهذيب التهذيب 10/ 218، 219، رقم 401، وتقريب التهذيب 2/ 261 رقم 1244، وخلاصة تذهيب التهذيب 382. [1] في الجرح والتعديل 8/ 385، وفيه قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبِي عَنْ معاوية بن هشام ويحيى بن يمان فقال: ما أقربهما، ثم قال: معاوية بن هشام كأنه أقوم حديثا، وهو صدوق» . [2] تهذيب الكمال 3/ 1348. [3] تهذيب الكمال 3/ 1348. وقال لابن سعد: كان صدوقا كثير الحديث (الطبقات الكبرى 6/ 403) . وقال أبو حاتم: قلت لعليّ بن المديني: معاوية بن هشام، وقبيصة، والفريابي؟ قال: متقاربون. وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: معاوية بن هشام؟ قال: صالح وليس بذاك. (الجرح والتعديل 8/ 385) . ووثّقه العجليّ، وابن حبّان الّذي قال: «أخطأ» . (الثقات 9/ 167) . وذكره ابن شاهين في ثقاته، وذكر قول عثمان بن سعيد الدارميّ فيه: «رجل صدق وليس بحجّة» . (تاريخ أسماء الثقات 303 رقم 1276) . [4] ثقات ابن حبّان 9/ 166، 167، رجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 231 رقم 1570. [5] انظر عن (معبد بن راشد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 400 رقم 1747، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والكنى الجزء: 14 ¦ الصفحة: 394 حدَّثَ ببغداد عَنْ: معاوية بْن عمار الدهني فقط [1] . وعنه: رويم المقرئ، وموسى بْن داود الضَّبّيّ، والحَسَن بْن الصّبّاح الجزّار. قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد: قَالَ أبي: رأيت معبدًا هذا ولم يكن به بأس. وكان يفتي برأي ابن أبي ليلى [2] . قال ابن معين من رواية ابن أبي خيثمة له: واسطيّ ضعيف الحديث [3] . قلت: حديثه عَنْ معاوية أَنَّهُ سأل جعفر بْن محمد الصادق عَنِ الْقُرْآنِ. فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ ولكنّه كلام اللَّه [4] . 378- معروف الكَرْخيّ العابد [5] . رحمه اللَّه. مرّ سنة مائتين. وقيل: تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. وقد أفرد أبو الفَرَج ابن الجوزيّ أخباره في جزءين [6] . وكان عديم النَّظير زهدًا وعبادة. 379- مُعَلَّى بْن دحية بن قيس [7] .   [ () ] والأسماء للدولابي 2/ 68، والجرح والتعديل 8/ 281 رقم 1288، والثقات لابن حبّان 9/ 194، وتاريخ بغداد 13/ 246، 247 رقم 7207، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1349، والمغني في الضعفاء 2/ 667 رقم 6328، وميزان الاعتدال 4/ 141 رقم 8641، وتهذيب التهذيب 10/ 223 رقم 407، وتقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1252، وخلاصة تذهيب التهذيب 382. [1] تاريخ بغداد 13/ 246. [2] الجرح والتعديل 8/ 281. [3] الجرح والتعديل 8/ 281. [4] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 400، تاريخ بغداد 13/ 246 و 247. [5] تقدّمت ترجمة (معروف الكرخي) في الطبقة الماضية. [6] نشرته دار الكتاب العربيّ بيروت 1406 هـ. / 1985 م. بعنوان: «مناقب معروف الكرخي وأخباره» ، بتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري. [7] انظر عن (معلّى بن دحية) في: معرفة القراء الكبار 1/ 160 رقم 68، وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 304 رقم 3629، وحسن المحاضرة للسيوطي 1/ 485. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 395 أبو دِحْية الْمَصْرِيّ المقرئ. قرأ القرآن عَلَى نافع. قرأ عَلَيْهِ: يونس بْن عَبْد الأعلى، وأبو مسعود المَدِينيّ، وعبد القوي بْن كمونه. وسمع منه: هشام بْن عمّار. فعن مُعَلَّى قَالَ: خرجت بكتاب الَّليْث بْن سعْد إلى نافع لأقرأ عَلَيْهِ، فوجدته يُقرئ النّاس بجميع القراءات، فقلت له: يا أبا رُويم ما هذا؟ قَالَ: إذا جاء من يطلب حرفي أقرأته [1] . 380- مُعَلَّى بْن عَبْد الرَّحْمَن الواسطيّ [2]- ن. - عَنْ: الأعمش، وابن أَبِي ذئب، ومنصور بْن أَبِي الأسود، وعبد الحميد بْن جعفر، وشُعْبة، والثَّوْريّ، وجماعة. وعنه: الحَسَن بْن عليّ الحَلْوانيّ، وعليّ بْن أحمد الجداريّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّاغانيّ، وخلف الواسطيّ كردوس، وإبراهيم بْن دنوقا، وجماعة. قَالَ أبو داود: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين- وسُئل عَنِ المعلى بْن عَبْد الرَّحْمَن- فقال: أحسن أحواله عندي أَنَّهُ قِيلَ لَهُ عند موته: ألا تستغفر اللَّه؟ فقال: ألا أرجو أنّ يغفر لي وقد وضعت في فضل عليّ بْن أَبِي طَالِب سبعين حديثا [3] .   [1] معرفة القراء الكبار 1/ 160، غاية النهاية 2/ 304. [2] انظر عن (المعلّى بن عبد الرحمن الواسطي) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 198، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 215 رقم 1802، والجرح والتعديل 8/ 334 رقم 1540، والمجروحين لابن حبّان 3/ 17، 18، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2370، 2371، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 159 رقم 506، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1354، والمغني في الضعفاء 2/ 670 رقم 6356، وميزان الاعتدال 4/ 148، 149 رقم 8673، والكشف الحثيث لسبط ابن العجمي 425، 426 رقم 776، وتهذيب التهذيب 10/ 338 رقم 435، وتقريب التهذيب 2/ 265 رقم 1280، وخلاصة تذهيب التهذيب 383. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 215. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 396 وذهب ابن المَدِينيّ إلى أَنَّهُ كَانَ يكذب [1] . وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث [2] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ [3] : كذاب. وأما ابن عديّ فقال [4] : أرجو أَنَّهُ لا بأس بِهِ [5] . قلت: لَهُ حديث في «سنن ابن ماجة» . أما مُعَلَّى بْن منصور فثقة، سيأتي ذكره بعد. 381- مَعْمَر بْن المثنّى [6]- د. -   [1] تهذيب الكمال 3/ 1354. [2] تهذيب الكمال 3/ 1354. [3] الضعفاء والمتروكين 159 رقم 506 للدار للدّارقطنيّ ليس فيه هذا اللفظ. وفي تهذيب الكمال للمزيّ 3/ 1354: «ضعيف كذّاب» . [4] في الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2371. [5] وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فقال: ضعيف الحديث، كان حديثه لا أصل له. وقال مرة: متروك الحديث. (الجرح والتعديل 8/ 334) . وقال ابن حبّان: «يروي عن عبد الحميد بن جعفر المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. (المجروحون 3/ 17) . [6] انظر عن (معمر بن المثنّى النحويّ) في: المعارف لابن قتيبة 543 و 566 و 569، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 315، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 489، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 23 و 114 و 120 و 122، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 421، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والبيان والتبيين 1/ 230 و 4/ 38، وأخبار النحويين البصريّين 51 و 67، والزاهر (انظر فهرس الأعلام) 2/ 614 و 615، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 1/ 303 و 307 و 316 و 356 و 357 و 399 و 441 و 2/ 14 و 36 و 48 و 53 و 115 و 146 و 151 و 297 و 403 و 425، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 536 و 560 و 600 و 659 و 1212 و 1215 و 1225 و 1779 و 2235 و 2251 و 2765، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 74 و 2/ 122 و 330 و 3/ 107 و 4/ 71، ومعجم ما استعجم للبكري (انظر فهرس الأعلام) 4/ 1566، والفرق بين الفرق للبغدادي 308، والجرح والتعديل 8/ 259 رقم 1175، وربيع الأبرار للزمخشري 2/ 167، و 4/ 404 و 424 و 437، وتاريخ بغداد 13/ 252- 258 رقم 7210، والأذكياء لابن الجوزي 106، وأخبار النساء الجزء: 14 ¦ الصفحة: 397 أبو عبيدة التّيميّ البصريّ النَّحْويّ. صاحب التّصانيف. يُقَالُ إنّه وُلِد في الليلة التي تُوُفّي فيها الحَسَن الْبَصْرِيّ [1] . روى عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، وأبي عَمْرو بْن العلاء، ورُؤْبَة بْن الحَجّاج، وجماعة. وروى عَنْهُ: أبو عُبَيْد القاسم بْن سلّام، وابن المَدِينيّ، وعليّ بْن المغيرة الأثرم، وأبو عثمان المازني، وعُمَر بْن شَبَّة، وأبو العيناء محمد بْن القاسم وآخرون. وحدَّثَ ببغداد بأشياء من كتبه [2] . قَالَ الجاحظ: لم يكن في الأرض خارجيٍ ولا جماعي أعلم بجميع العلوم   [ () ] لابن قيّم الجوزية 211، والكامل في التاريخ 6/ 390، ونزهة الألبّاء 20 و 23 و 44 و 53 و 65 و 78 و (84- 90) و 91 و 97 و 115 و 119 و 126 و 132 و 133 و 135 و 141 و 146 و 151، ووفيات الأعيان 1/ 203 و 209 و 283 و 322 و 323 و 331 و 332 و 421 و 2/ 10 و 379 و 380 و 485 و 3/ 27 و 171 و 172 و 173 و 301 و 466 و 4/ 61 و 85 و 90 و 307 و 343 و 5/ 235- 243) و 398 و 6/ 296 و 343 و 391 و 392 و 7/ 104 و 244 و 247، وأمالي القالي 1/ 7 و 8 و 9 و 16 و 25 والذيل 22 و 42 و 50 و 67 و 73 و 77 و 116، وعيون الأخبار 1/ 214، والمرصّع لابن الأثير 115، ومعجم الأدباء لياقوت 19/ 154- 162 رقم 51، والتذكرة الفخرية للإربلي 384، والتذكرة الحمدونية 2/ 99 و 144 و 145 و 240 و 279، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 140- 143، ونهاية الأرب 3/ 211، والريحان والريعان 11/ 63، و 358- 360، وتخليص الشواهد للأنصاريّ 160 و 264، ودول الإسلام 1/ 129، ومرآة الجنان 2/ 44- 46 و 49، وبغية الوعاة للسيوطي 2/ 294- 296 رقم 2010، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 280، 281، ونور القبس 109، والعبر 1/ 359، وطبقات النحويين 192، والفهرست لابن النديم 53، وتذكرة الحفّاظ 1/ 338، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1356، 1357، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 260 رقم 388، وطبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 250، ومراتب النحويين 44، ومفتاح السعادة 1/ 105، وميزان الاعتدال 4/ 155 رقم 8690، والكاشف 3/ 146 رقم 5669، والمغني في الضعفاء 2/ 671 رقم 6370، وتهذيب التهذيب 10/ 246- 248 رقم 442، وتقريب التهذيب 2/ 266 رقم 1288، والنجوم الزاهرة 2/ 184، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 326- 328 رقم 638، وشذرات الذهب 2/ 24. [1] تاريخ بغداد 13/ 252، نزهة الألبّاء 85، وفيات الأعيان 5/ 242. [2] تاريخ بغداد 13/ 252. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 398 من أبي عبيدة [1] . وقال يعقوب بن شيبة: سَمِعْتُ عليّ بْن المَدِينيّ ذكر أبا عبيدة فأحسن ذكره وصحّح روايته. وقال: كَانَ لا يحكي عَنِ العرب إلّا الشيء الصّحيح [2] . وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بِهِ بأس [3] . وقال المبرّد: كَانَ الأصمعيّ وأبو عبيدة متقاربان في النَّحْو، وكان أبو عبيدة أكمل القوم [4] . وقال ابن قُتَيْبَة [5] : كَانَ الغريب وأخبار العرب وأيامها أغلب عَلَيْهِ، وكان مَعَ معرفته ربما لم يُقِم البيت إذا أنشده حتّى يكسره. وكان يخطئ إذا قرأ القرآن نظرًا، وكان يبغض العرب. وألف في مثالبها كتبًا. وكان يرى رأي الخوارج. وقال غير ابن قُتَيْبَة: إنّ الرشيد أقدم أبا عبيدة وقرأ عَلَيْهِ بعض كتبه [6] . وكتبه تقرب مائتي تصنيف، منها كتاب «مجاز القرآن» ، وكتاب «غريب الحديث» ، وكتاب «مقتل عثمان» ، وكتاب «أخبار الحَجّاج» ، وغير ذَلِكَ في اللُّغات والأخبار والأيّام [7] . وكان ألثغ، وسخ الثّياب، بذيء اللّسان [8] .   [1] نزهة الألبّاء لابن الأنباري 85، معجم الأدباء 19/ 156، طبقات المفسّرين 2/ 327، بغية الوعاة 2/ 295. [2] تاريخ بغداد 13/ 257، نزهة الألبّاء 89، معجم الأدباء 19/ 155. [3] الجرح والتعديل 8/ 259. [4] تاريخ بغداد 13/ 257، نزهة الألبّاء 88. [5] في المعارف 543، وانظر: معجم الأدباء 19/ 156، وطبقات المفسرين 2/ 327، وبغية الوعاة 2/ 295. [6] وفيات الأعيان 5/ 235. [7] سرد ابن خلّكان أسماء كثير من مصنّفاته في (وفيات الأعيان 5/ 238، 239) وقال: «لولا خوف الإطالة لذكرت جميعها» ، وانظر: الفهرست لابن النديم 53، 54، ومعجم الأدباء 19/ 161، 162. [8] وفيات الأعيان 5/ 240. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 399 قَالَ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ: كَانَ يُكْرمني بناءً عَلَى أنّي من خوارج سِجِسْتان [1] . ويذكر أَنَّهُ كَانَ يميل إلى الملاح، وفيه يَقُولُ أبو نُوَاس: صلّى الإله عَلَى لُوطٍ وَشِيعَتِهِ ... أبا عُبَيْدة قُلْ باللَّه آمِينا فأنت عندي لا شكّ بقيَّتهم ... منذ احتلمْتَ وقد جاوزتَ تسعينا [2] . تُوُفّي أبو عبيدة سنة عشر ومائتين. وروى ابن خلّكان [3] أَنَّهُ تُوُفّي سنة تسعٍ. ويقال: تُوُفّي سنة إحدى عشرة [4] ، وكانً من أبناء المائة. 382- المغيرةُ بْن سِقْلاب [5] . أبو بِشْر قاضي حَرّان. عَنْ: جعفر بْن بُرْقان، ومحمد بْن إِسْحَاق، ومعقل بْن عُبَيْد اللَّه، وجماعة. وعنه: الفضل بْن يعقوب الرَّخّاميّ، ويزيد بْن محمد الرُّهاويّ، والمُعَافَى بْن سليمان الرَّسْعَنّي، وآخرون. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [6] . وَقَالَ ابْنُ عدي [7] : عامة ما يرويه لا بتابع عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ: لَمْ يَكُنْ مُؤْتَمَنًا عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [8] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسَرِّحٍ: ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ، عَنِ   [1] وفيات الأعيان 5/ 241. [2] وفيات الأعيان 5/ 242 وفيه «جاوزت سبعينا» . [3] في وفيات الأعيان 5/ 243. [4] انظر تاريخ بغداد 13/ 257، 258، ومعجم الأدباء 19/ 160. [5] انظر عن (المغيرة بن سقلاب) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 182 رقم 1757، والجرح والتعديل 8/ 223، 224 رقم 1004، والمجروحين لابن حبّان 3/ 8، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2357، 2358، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 80 ب، والمغني في الضعفاء 2/ 672 رقم 6380، وميزان الاعتدال 4/ 163 رقم 8711، ولسان الميزان 6/ 78، 79 رقم 282. [6] الجرح والتعديل 8/ 224. [7] في الكامل 6/ 2358. [8] الكامل في الضعفاء 6/ 2357. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 400 ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ» . وَالْقُلَّةُ أَرْبَعَةُ آصُعٍ» [1] . وَبِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ مِنْ قِلالِ هَجَرٍ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ [2] . قَالَ أَبُو عَرُوبَةَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ [3] . 383- المفضل بْن عَبْد اللَّه الحَبَطّي اليَرْبُوعيّ الْبَصْرِيّ [4] . عَنْ: داود بْن أَبِي هند، وإسماعيل بْن مُسْلِم، وعُمَر بْن عامر. وعنه: أبو مَعْمَر القَطِيعيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ الحافظ. وكان جار عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهميّ نزيل بغداد. قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء [5] .   [1] رواه ابن عديّ في الكامل 6/ 2358. [2] الكامل لابن عديّ 6/ 2358. وقال أحمد بن عليّ الأبّار: سألت علي بن ميمون الرّقي، عن المغيرة بن سقلاب، فقال: كان يسوى بعرة. وقال العقيلي: «لا يتابعه إلّا من هو نحوه» . (الضعفاء الكبير 4/ 182) . وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن مغيرة بن سقلاب فقال: هو صالح الحديث. (الجرح والتعديل 8/ 224) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يخطئ، ويروي عن الضعفاء والمجاهيل فغلب على حديثه المناكير والأوهام فاستحقّ التّرك» . (المجروحون 3/ 8) . وقال الحاكم: «لا يتابع في بعض حديثه» . (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 80 ب) . [3] وورّخه فيها ابن حبّان. (المجروحون 3/ 8) . [4] انظر عن (المفضل بن عبد الله الحبطي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 406 رقم 1781، والجرح والتعديل 8/ 318، 319 رقم 1467، والثقات لابن حبّان 9/ 184، وتاريخ بغداد 13/ 123، 124 رقم 1707 وفيه (المفضل بن عبيد الله) ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1364، 1365، والكاشف 3/ 105 رقم 5706، والمغني في الضعفاء 2/ 674 رقم 6396، وميزان الاعتدال 4/ 169 رقم 8731، وتهذيب التهذيب 10/ 272، 273 رقم 489، وتقريب التهذيب 1/ 271 رقم 1335، وخلاصة تذهيب التهذيب 386. [5] الجرح والتعديل 8/ 318، 319. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 401 وقال أبو حاتم [1] : محلُّه الصِّدْق [2] . 384- منصور بْن سلمة بن عبد العزيز بن صالح [3]- خ. م. ن. - أبو سلمة الخزاعيّ البغداديّ. عَنْ: عَبْد العزيز الماجِشُون، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، ومالك بْن أنس، واللَّيث بْن سعْد، وشريك بْن عَبْد اللَّه، ويعقوب القُمّيّ، وسليمان بْن بلال، وطائفة. وعنه: أحمد بْن حنبل، ومحمد بن عَبْد الرّحيم صاعقة، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، وعباس الدُّوريّ، وأبو أميّة الطَّرَسُوسيّ، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين، وغيره [4] . وكان حجّة ثَبْتًا عارفًا. قال أحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة: قَالَ لي أَبِي وقد رجعنا من عند أبي سلمة   [1] في الجرح والتعديل 8/ 319. [2] وذكره ابن حبّان في الثقات 9/ 184، وقال الخطيب: «كان شيخا صدوقا سكن بغداد وحدّث بها» . (تاريخ بغداد 13/ 123) . [3] انظر عن (منصور بن سلمة الخزاعي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 345، والتاريخ لابن معين 2/ 587، 588 رقم 4983 و 4984، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4229، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 348 رقم 1502، والتاريخ الصغير له 221، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 48، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 180، 181، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 191، والجرح والتعديل 8/ 173 رقم 763، والثقات لابن حبّان 9/ 172، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 300 رقم 1264، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 237 أ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 710 رقم 1174، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 256، 257 رقم 1632، وتاريخ بغداد 13/ 70، 71 رقم 7052، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 496 رقم 1932، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1375، والكاشف 3/ 155 رقم 5741، وسير أعلام النبلاء 9/ 560- 562 رقم 218، وتذكرة الحفّاظ 1/ 358، وتهذيب التهذيب 10/ 308، 309، وتقريب التهذيب 2/ 276 رقم 1384، وخلاصة تذهيب التهذيب 387، وطبقات الحفّاظ 162. [4] تاريخ بغداد 13/ 70. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 402 الخُزاعيّ: كتبت اليوم عَنْ كبشٍ نطاح [1] . وقال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: أبو سَلَمَةَ أحد الحُفّاظ الرُّفَعاء الذين كانوا يُسألون عَنِ الرجال ويؤخذ بقولهم فيهم. أخذ عَنْهُ أحمد، وابن مَعِين، وغيرهم علم ذلك [2] . وقال ابن سعد [3] : كان ثقة يتمنّع بالحديث، ثم حدَّثَ أيامًا، وخرج إلى الثغور فمات بالمصيصة سنة عشر. وقال أبو بَكْر الأعين: مات سنة عشر. وقال مُطَيَّن كذلك [4] . وقال مرّة: مات سنة تسعٍ [5] . 385- منصور بْن سَلَمَةَ بْن الزّبْرقان [6] . وقيل ابن الزّبْرقان بْن سَلَمَةَ. أبو الفضل النّمريّ الشّاعر. كَانَ من أهل الجزيرة فقدم بغداد وامتدح الرشيد، وغيره. وجرت بينه وبين العَتّابيّ وَحْشة حتّى تَهَاجَيَا وتناقضا، وسعى كلُّ واحدٍ منهما في هلاك الآخر. 386- منصور بن صقير [7] .   [1] تاريخ بغداد 13/ 70. [2] تاريخ بغداد 13/ 70، 71. [3] في طبقاته الكبرى 7/ 345. [4] تاريخ بغداد 13/ 71. [5] في التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 348: «يقال مات سنة سبع أو تسع ومائتين بطرسوس» . [6] انظر عن (منصور بن سلمة بن الزبرقان) في: بغداد لابن طيفور 164، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 42 ز 241- 247 و 438، وأمالي القالي 1/ 112، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 380، وخاصّ الخاصّ للثعالبي 112، وثمار القلوب له 599، والعقد الفريد 5/ 335، وأمالي المرتضى 1/ 606 و 612 و 2/ 274- 278، والتذكرة الحمدونية 2/ 78 و 177 و 238، وربيع الأبرار 3/ 184، 679، والبصائر والذخائر 4/ 75، والأغاني 13/ 147، والتذكرة السعدية للعبيدي 359. [7] انظر عن (منصور بن صقير) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 346 رقم 1489، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 192، 193 رقم 1770، والجرح والتعديل 8/ 172 رقم 761، والمجروحين لابن حبّان 3/ 39، 40، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 403 أبو النّضر البغدادي الجنديّ. روى عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ، ونافع بْن عُمَر الجمحيّ، وثابت بن محمد العبديّ، كذا عند ابن ماجة، والصواب محمد بْن ثابت العبْديّ، وعبد اللَّه بْن عرادة، وأبي عَوَانة. وعنه: سهل بْن أَبِي الصُّفْرِيّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وأبو أُميّة، ومحمد أحمد بْن الْجُنَيْد، ومحمد بْن غالب تمتام، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [1] : كَانَ جنديًا وليس بالقويّ [2] . 387- منصور بْن عِكْرِمة [3] . أبو عِكْرِمة الكِلَابيّ. سمع: ابن عَوْن، وطلحة بْن يحيى التَّيْميّ. وعنه: أحمد بْن محمد بْن يحيى القطّان، ومحمد بْن سِنان القزّاز، وهو بصريّ مقلّ [4] .   [ () ] وتاريخ بغداد 13/ 79، 80 رقم 7053، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1375، 1376، والكاشف 3/ 155 رقم 5742، والمغني في الضعفاء 2/ 678 رقم 6432، وميزان الاعتدال 4/ 185 رقم 8780، وتهذيب التهذيب 10/ 309، 310 رقم 541، وتقريب التهذيب 2/ 276 رقم 1387، والخلاصة 388 ويقال: منصور بن سقير، بالسين المهملة. وسيعيده المؤلف في الطبقة الآتية. [1] الجرح والتعديل 8/ 172 وزاد: وفي حديثه اضطراب. [2] وقال العقيلي: عن موسى بن أعين في حديثه بعض الوهم. روى من طريقه حديثا وقال: لا يتابع عليه. (الضعفاء الكبير 4/ 192 و 193) . وقال ابن حبّان: «يروي عن موسى بن أعين وعبيد الله بن عمر المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» . (المجروحون 3/ 39، 40) . وقال علي بن المديني: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عنه الحديث. (تاريخ بغداد 13/ 79) . [3] انظر عن (منصور بن عكرمة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 349 رقم 1503، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 88، والجرح والتعديل 8/ 176 رقم 776، والثقات لابن حبّان 9/ 171، 172. [4] قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: «هو شيخ ليس بالمشهور، محلّه الصدق، وأحاديثه مستقيمة» . (الجرح والتعديل) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 404 388- منصور بن المهاجر [1]- ق. - أبو الحسن الواسطيّ، بيّاع القصب. عَنْ: سعْد بْن طُريف الإسكاف، وشُعَيب بْن ميمون، ومحمد المخرِّم، وأبي حمزة صاحب أنس. وعنه: إِسْحَاق بْن وهْب العلّاف، وسهم بْن إِسْحَاق، وعليّ بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد المجيد، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، وغيرهم. روى لَهُ ابن ماجة في تفسيره. 389- مُهَنّي بْن عَبْد الحميد الْبَصْرِيّ [2] . عَنْ: حمّاد بْن سَلَمَةَ. وعنه: أحمد بْن حنبل، وبُنْدار، ونصر بْن عليّ، وإِسْحَاق الكَوْسَج. وثّقه عليّ بْن مُسْلِم الطُّوسيّ. 390- موسى بْن عَبْد العزيز [3]- د. ق. - أبو شعيب القنباريّ [4] العدنيّ.   [1] انظر عن (منصور بن المهاجر) في: الجرح والتعديل 8/ 179 رقم 780، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1377، وتهذيب التهذيب 10/ 315 رقم 547، وتقريب التهذيب 2/ 277 رقم 1393، وخلاصة تذهيب التهذيب 388. [2] انظر عن (مهنّى بن عبد الحميد) في: الجرح والتعديل 8/ 440 رقم 2007، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1382، والكاشف 3/ 159 رقم 5771، وميزان الاعتدال 4/ 197 رقم 8834، وتهذيب التهذيب 10/ 330، 331 رقم 578، وتقريب التهذيب 2/ 280 رقم 1425، وخلاصة تذهيب التهذيب 398. [3] انظر عن (موسى بن عبد العزيز) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 292 رقم 1246، والتاريخ الصغير له 211، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 53، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 3919، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 4، والجرح والتعديل 8/ 151 رقم 683، والثقات لابن حبّان 9/ 159، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 275 ب، واللباب لابن الأثير 3/ 58، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1389، والكاشف 3/ 164 رقم 5814، والمغني في الضعفاء 2/ 685 رقم 6508، وميزان الاعتدال 3/ 212، 213 رقم 8893، وتهذيب التهذيب 10/ 356 رقم 635، وتقريب التهذيب 2/ 285، 286 رقم 1482، وخلاصة تذهيب التهذيب 391. [4] القنباري: بكسر القاف وسكون النون وفتح الباء الموحّدة وبعد الألف راء، هذه النسبة إلى قنبار، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 405 والقِنْبار شيء تُجاز [1] بِهِ السُّفن. ذكر أَنَّهُ سمع من الحَكَم بْن أبان قَالَ: حدَّثني عكرمة، فذكر صلاة التسليم. روى عَنْهُ: بِشْر بْن الحَكَم، وابنه عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل المَرْوَزِيّ، وزيد بْن المبارك الصَّنعانيّ، ومحمد بْن أسد الخشنيّ. قَالَ عَبْد اللَّه بْن أحمد، عَنِ ابن مَعِين: لا أرى بِهِ بأسًا [2] . وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس [3] . وقع حديثه عاليًا في سبعة مجالس المخلص [4] . 391- موسى بْن عَبْد اللَّه الطّويل [5] . أبو عَبْد اللَّه، فارسيّ نزل واسط وزعم أَنَّهُ سمع من أنس بْن مالك، فحدّث عَنْهُ بعجائب. روى عَنْهُ: إِسْحَاق بْن شاهين، ومحمد بن مسلمة الواسطيّ. وقع لنا حديثه عاليًا، ولكنه لَيْسَ بشيء. فَمِنْ حَدِيثِهِ: ثَنَا مَوْلاي أَنَسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من أَفْطَرَ عَلَى تَمْرٍ زِيدَ فِي صَلَاتِهِ أَرْبَعُمِائَةَ صلاة» [6] .   [ () ] وهو ليف الجوز الهندي ويقال لمن يفتله ليحرز به المراكب البحرية قنباري. (اللباب 3/ 58) . [1] كذا في الأصل. وفي (الأسامي والكنى للحاكم، واللباب لابن الأثير) : «تحرز» . [2] الجرح والتعديل 8/ 151، والعلل ومعرفة الرجال 3/ 11 رقم 3919. [3] تهذيب الكمال 3/ 1389. [4] هو أبو طاهر المخلص. انظر: تهذيب الكمال 3/ 1389. وقال البخاري: «أصله فارسي، كتب عنه بعد دفن كتبه سنة أربع وتسعين، ومات بعد ذاك بقليل» . (التاريخ الصغير 211) . وورّخ ابن حبّان وفاته فقال: مات سنة خمس وسبعين ومائة! قال طالب العلم وخادمه «عمر عبد السلام تدمري» محقق هذا الكتاب: لعلّه أراد: مات سنة خمس وتسعين.. فتصحّفت إلى «سبعين» ، وهذا يقارب تاريخ وفاته كما جاء عند البخاري. وقال ابن حبّان أيضا: أبو شعيب القنباري، من أهل اليمن، وقنبار موضع بعدن، وقال: ربّما أخطأ. (الثقات 9/ 159) . [5] انظر عن (موسى بن عبد الله الطويل) في: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2350. [6] رواه ابن عدي في الكامل 6/ 2350، وقال إنه عاش 180 سنة! الجزء: 14 ¦ الصفحة: 406 392- موسى بن الأمين محمد بن الرشيد هارون بْن المهديّ الهاشْميّ العبّاسيّ [1] . كَانَ شابًا مليح الصُّورة، وهو الّذي خلع أَبُوهُ المأمون لأجله، وجعله وليّ عهده. تُوُفّي في شَعْبان سنة ثمانٍ ومائتين. 393- موسى بْن هلال العبْديّ الْبَصْرِيّ [2] . عَنْ: هشام بْن حسّان، وعبد اللَّه بْن عُمَر العُمَريّ، وغيرهما. وعنه: محمد بْن إسماعيل الأُحْمُسيّ، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، والفضل بْن سهل الاعرج، وعُبَيْد الورّاق، وأحمد بْن حنبل في كتاب «الزُّهد» [3] ، ومحمد بْن جَابِر المحاربيّ، وأحمد بْن حازم بْن أَبِي غَرَزَة. وكان قلانسيًا. قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [4] : سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: مجهول.   [1] انظر عن (موسى بن الأمين محمد بن الرشيد) في: المعارف لابن قتيبة 376، وبغداد لابن طيفور 14، وتاريخ الطبري 8/ 374 و 389 و 390 و 396 و 406 و 496 و 498 و 597 ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2635 و 2645 و 2684، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 105، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 290 و 292، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 89 و 98، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 132، 133، والعيون والحدائق 3/ 338 و 341- 344 و 416 و 417، والفخري في الآداب السلطانية 292، 293، وخلاصة الذهب المسبوك 171 و 173 و 176، والنجوم الزاهرة 2/ 145. وهو الملقّب بالناطق بالحق. [2] انظر عن (موسى بن هلال العبديّ) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 122 و 127 و 128 و 2/ 60، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 170 رقم 1744، والجرح والتعديل 8/ 166 رقم 734، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2350، وتاريخ جرجان للسهمي 406، والمغني في الضعفاء 2/ 688 رقم 6540، وميزان الاعتدال 4/ 225 رقم 8937، ولسان الميزان 6/ 134- 136 رقم 467، وتعجيل المنفعة 416 رقم 1085. [3] ص 137. [4] في الجرح والتعديل 8/ 166. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 407 قُلْتُ: لَمْ أَجِدْ أَحَدًا ذَكَرَهُ بِتَضْعِيفٍ يُسْقِطُهُ فَيَنْكَشِفُ مِنَ «الثِّقَاتِ» لابْنِ حِبَّانَ [1] . وَهُوَ الَّذِي انْفَرَدَ بِحَدِيثِ: «مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي» [2] . وَالْحَدِيثُ، وَإِنْ كَانَ غَرِيبًا، فَهُوَ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ» . وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَةِ مُوسَى بْنِ هِلَالٍ [3] ، وَقَالَ: أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ [4] . 394- مؤمل بْن إسماعيل [5]- ت. ن. ق. - أبو عبد الرحمن العدويّ، مولاهم الْبَصْرِيّ. مولى آل عُمَر رضى الله عنه. عَنْ: شُعْبَة، والثَّوْريّ، وعكرمة بْن عمّار، ونافع بن عمر الجمحيّ، وطائفة.   [1] وذلك لأن ابن حبّان لم يذكره في «الثقات» . [2] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 170. وهو عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، وقال العقيلي: والرواية في هذا الكتاب فيها لين. [3] في الكامل 6/ 2350. [4] وقال الحافظ ابن حجر: هو صويلح الحديث (لسان الميزان 6/ 134) . [5] انظر عن (مؤمّل بن إسماعيل) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 501، والتاريخ لابن معين 1/ 591 رقم 3504، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز عن ابن معين وغيره 1/ رقم 549، والزهد لأحمد 106 و 151 و 313 و 420 و 455 و 459، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 219، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 196 و 233 و 669 و 724 و 725 و 2/ 638 و 788 و 3/ 52 و 207 و 355، والكنى والأسماء للدولابيّ 2/ 69، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 307 و 465 و 589، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 87 و 212، وتاريخ الطبري 1/ 11 و 252 و 266 و 431 و 2/ 21 و 3/ 78، والجرح والتعديل 8/ 374 رقم 1709، والثقات لابن حبّان 9/ 187، وتاريخ جرجان للسهمي 107 و 221 و 248 و 381 و 543، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1395، وخلاصة الذهب المسبوك 62 و 99، والمعين في طبقات المحدّثين 79 رقم 859، وسير أعلام النبلاء 10/ 110- 112 رقم 9، والكاشف 3/ 168 رقم 5849، والمغني في الضعفاء 2/ 689 رقم 6547، وميزان الاعتدال 4/ 228، 229 رقم 8949، والعقد الثمين للتقي الفاسي 7/ 312، 313، وتهذيب التهذيب 10/ 380، 381 رقم 682، وتقريب التهذيب 2/ 290 رقم 1531، وخلاصة تذهيب التهذيب 393. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 408 وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن رَاهَوَيْه، وبُنْدار، ومؤمل بْن إهاب، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن سهل بْن المهاجر الرَّقّيّ، وغير واحد. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صدوق، شديد في السُّنَّةِ، كثير الخطأ. وقال الْبُخَارِيّ: مُنْكَر الحديث [3] . وأمّا أبو داود فعظّمه ورفع من شأنه وقال: إلّا أَنَّهُ يهمّ في الشيء [4] . قلت: تُوُفّي في رمضان مجاورًا بمكّة سنة ستّ ومائتين [5] .   [1] في تاريخه 2/ 592 رقم (235) ، والجرح والتعديل 8/ 374. [2] في الجرح والتعديل 8/ 374، وزاد: «يكتب حديثه» . [3] لم أجد قول البخاري في تاريخيه الكبير والصغير. [4] تهذيب الكمال 3/ 1395. وقال ابن سعد: «ثقة، كثير الخطأ» . (الطبقات الكبرى 5/ 501) . وذكره أحمد في العلل وروى عنه حديثا أخطأ فيه فذكر عائشة، والصواب أم سلمة. (انظر: العلل ومعرفة الرجال 2/ 548 رقم 3597) . وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «ربّما أخطأ» . (9/ 187) . [5] أرّخه البخاري في تاريخه الصغير 219، وابن حبّان في «الثقات» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 409 [حرف النون] 395- نائل بن نجيح البغداديّ [1]- ق. - ويقال البصريّ. عَنْ: فطر بْن خليفة، ومسعر بْن كُدَام، وعَمْرو بْن شَمِر. وعنه: حفص بْن عُمَر الرّباليّ، وعُمَر بْن شَبَّة، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وآخرون. وحديثه يقع عاليًا في «الغَيْلانيّات» . قَالَ أبو أحمد بْن عديّ [2] : أحاديثه مظلمة [3] . 396- نصر بن حمّاد [4]- ق. -   [1] انظر عن (نائل بن نجيح) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 313، 314 رقم 1914، والمجروحين لابن حبّان 3/ 61، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2520، وتاريخ بغداد للخطيب 13/ 434، 435 رقم 7306، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1406، والكاشف 3/ 174 رقم 5895، والمغني في الضعفاء 2/ 694 رقم 6593، وميزان الاعتدال 4/ 244، 245 رقم 9006، وتهذيب التهذيب 10/ 415، 416 رقم 746، وتقريب التهذيب 2/ 297 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 405. [2] في الكامل 7/ 2520. [3] وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» وروى من طريقه أحاديث ضعيفة. وقال ابن حبّان: «شيخ يروي عن الثقات المقلوبات وعن غيره من الثقات الملزقات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد» . (المجروحون 3/ 61) ولم يوثقه ابن المديني. (تاريخ بغداد 13/ 435) . [4] انظر عن (نصر بن حمّاد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 106 رقم 2360، والتاريخ الصغير له 216، والضعفاء الصغير له الجزء: 14 ¦ الصفحة: 410 أبو الحارث البصريّ البجليّ الورّاق الحافظ. عن: مسعر، وشعبة، ومقاتل بْن سليمان، وعاصم بْن محمد بْن زيد، وإسرائيل، وخلْق. وعنه: قَعْنَب بْن المحرز، ورَوْح بْن الفَرَج البزّار، ومحمد بْن رافع، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ. قال أحمد بْن حنبل: كذّاب [1] . وقال الْبُخَارِيّ [2] : يتكلّمون فيه. وقال أبو حاتم [3] : متروك [4] . 397- النَّضْر بن شميل بن خرشة [5]- ع. -   [279] رقم 373، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 26، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 300 رقم 1900، والجرح والتعديل 8/ 470 رقم 2155، والمجروحين لابن حبّان 1/ 21 و 28 و 29 و 119 و (3/ 54) ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2503، 2504، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 169 رقم 546، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 145 أ، والمغني في الضعفاء 2/ 695 رقم 6609، وميزان الاعتدال 4/ 250، 251 رقم 9029. [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 301. [2] في الضعفاء الصغير 279 رقم 373، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 300، والكامل لابن عديّ 7/ 2503، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 145 أ. [3] في الجرح والتعديل 8/ 470 وفيه «متروك الحديث» ، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: لا يكتب حديثه. [4] وقال العقيلي: «ونصر بن حمّاد متروك» . (الضعفاء الكبير 4/ 301) . وقال ابن حبّان: «كان من الحفّاظ، ولكنه كان يخطئ كثيرا ويهمّ في الأسانيد حتى يأتي بالأشياء كأنها مقلوبة، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به إذا انفرد» . (المجروحون 3/ 54) . وقال مسلم: «ذاهب الحديث» . (الكنى والأسماء، ورقة 26) . وقال ابن عديّ: «ومع ضعفه يكتب حديثه» . (الكامل 7/ 2504) . وقال الحاكم: «ليس بالقويّ عندهم» . (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 145 أ) . [5] انظر عن (النضر بن شميل) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 373، وطبقات خليفة 324، والزهد لأحمد بن حنبل 249 و 390، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 90 رقم 2296، والتاريخ الصغير له 218، والمعارف لابن قتيبة 542، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 229 و 2/ 67 و 162 و 639 و 3/ 353، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 402 و 666 و 672 و 675 و 677 و 681 و 683، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 285 و 3/ 191، والزاهر للأنباري 1/ 503 و 2/ 294، وتاريخ الطبري 1/ 13 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 411 أبو الحسن المازنيّ البصريّ النَّحْويّ اللُّغَويّ الحافظ. نزيل مَرْو. روى عَنْ: حُمَيْد الطويل، وهشام بْن عُرْوَة، وابن عَوْن، وهشام بْن حسّان، وإسماعيل بْن أَبِي خَالِد، وطائفة كبيرة. وعنه: يحيى بْن يحيى، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، ومحمد بْن رافع، وعبد اللَّه بْن منير، ومحمود بْن غَيْلان، وعبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدّارميّ، وسعيد بْن مسعود المَرْوَزِيّ، وخلق. وثّقه غير واحد. وقال أبو حاتم [1] : ثقة صاحب سنّة.   [ () ] و 38 و 4/ 201 و 6/ 381 و 8/ 637 و 645، والبيان والتبيين 2/ 222، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 2/ 7 و 151 و 377، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 293 رقم 1888، والجرح والتعديل 8/ 477، 478 رقم 2188، وعلل الحديث رقم 1424، وطبقات النحويين للزبيدي 121، ومعجم ما استعجم للبكري 388 و 779 و 1157، والثقات لابن حبّان 9/ 212، والفهرست لابن النديم 61 و 77 و 129، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 287 رقم 1709، وتاريخ جرجان للسهمي 256 و 325 و 495 و 550، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 132 ب، والفوائد المنتقاة للعلوي (بتحقيقنا) 78، والهفوات النادرة للصابي 37، وأدب القاضي للماوردي 2/ 230، وأمالي القالي 1/ 71 و 2/ 295، وأمالي المرتضى 1/ 5، ومجالس العلماء 197، والمحاسن والمساوئ 2/ 77، والكامل في التاريخ 6/ 356، ومعجم الأدباء 19/ 238- 243 رقم 89، ووفيات الأعيان 2/ 245 و 246 و 379 و 470 و 4/ 310 و 5/ 304 و (397- 405) ، وخلاصة الذهب المسبوك 51 و 201، وإنباه الرواة للقفطي 3/ 348- 352، ونزهة الظرفاء للغساني 27 و 52- 54، ودرّة الغوّاص 64، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 530 رقم 1064، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 593- 596، والمختصر في أخبار البشر 2/ 27، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1411، 1412، ودول الإسلام 1/ 127، والكاشف 3/ 179 رقم 5934، وميزان الاعتدال 4/ 258 رقم 9067، وصبح الأعشى 6/ 53، ومناقب أبي حنيفة للكردري 123 و 375 و 376، والبداية والنهاية 10/ 255، وتهذيب التهذيب 10/ 437، 438 رقم 795، وتقريب التهذيب 2/ 301 رقم 87، وبغية الوعاة 2/ 316، 317 رقم 2070، والمزهر 2/ 287، وشذرات الذهب 2/ 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 401، ورسوم دار الخلافة 12، ونور القبس 99- 104، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 211، وتذكرة الحفّاظ 314، والعبر 1/ 342، ومرآة الجنان 2/ 8، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 134 رقم 1751. [1] في الجرح والتعديل 8/ 477. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 412 وقيل: إنّه عاش ثمانين سنة. قَالَ العبّاس بْن مُصْعَب: بلغني أنّ عَبْد اللَّه بْن المبارك سُئل عَنِ النَّضْر بْن شُمَيْلٍ فقال: ذاك أحد الأحَدِين. لم يكن أحدٌ من أصحاب الخليل يدانيه [1] . قَالَ العبّاس: كَانَ إمامًا في العربيّة والحديث. وهو أول من أظهر السنّة بمرو وجميع خراسان. وكان أروى النّاس عَنْ شُعْبَة. أخرج كتبًا كثيرة لم يسبقه إليها أحد، وولي قضاء مَرْو [2] . وقال أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ: سَمِعْتُ النَّضْر بْن شميل يَقُولُ في كتاب «الحيل» كذا وكذا مسألة كُفْر [3] . وسمعته يَقُولُ: خرج بي أبي من مروالرّوذ إلى البصرة سنة ثمانٍ وعشرين ومائة وأنا ابن خمس أو ستٍّ سنين. هرب حين كانت الفتنة [4] . وقال داود بْن مخراق: سَمِعْتُ النَّضْر يَقُولُ: لا يجد الرجل لذة العلم حتّى يجوع وينسى جوعه. وقال: من أراد شرف الدنيا والآخرة، فليتعلم العلم. قَالَ أحمد: مات في أول سنة أربعٍ ومائتين. وقال محمد بن عبد الله بن قُهْزاد: مات في آخر يوم من ذي الحجة سنة ثلاثٍ [5] ، ودفن في أول يوم من المحرَّم. 398- النَّضْر بْن محمد بْن موسى الْجُرَشيّ الْيَمَاميّ [6] . - ن. - أبو محمد.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1412. [2] تهذيب الكمال 3/ 1412. [3] تهذيب الكمال 3/ 1412. [4] تهذيب الكمال 3/ 1412. [5] المعارف 542، وانظر تاريخ البخاري 8/ 90، والتاريخ الصغير 218. [6] انظر عن (النضر بن محمد بن موسى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 89 رقم 2293، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 1000، وتاريخ الثقات للعجلي 449، 450 رقم 1662، والجرح والتعديل 8/ 479 رقم 2193، والثقات الجزء: 14 ¦ الصفحة: 413 عَنْ: عكرمة بْن عمّار، وأبي أُوَيْس، وشُعْبة، وصخر بْن جُوَيْرية. وعنه: عَبَّاس الْعَنْبريّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن الرُّوميّ، وأحمد بْن جعفر الموقريّ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، ومؤمل بْن إهاب. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [1] : ثِقَةٌ، روى عَنْ عكرمة بْن عمّار ألف حديث. رحلت إِلَيْهِ فوصلت في خمسة عشر يومًا. 399- النَّضْر بْن محمد بْن مُحَمَّد الْمَرْوَزِيّ. أبو هُشَيْم. تقدّم. 400- نفيسة [2] . السيدة الصالحة ابنة الأمير حسن بْنُ زَيْدِ بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِب الهاشمية الحسنية. صاحبة المشهد الّذي بين مصر والقاهرة. وقد ولي أبوها المدينة للمنصور. ثمّ قبض عَلَيْهِ وحبسه مدّةً، فلمّا اسُتخْلف المهديّ أطلق أباها وردّ عَلَيْهِ كلّ ذهبٍ لَهُ. وحجّ معه، فمات رحمه اللَّه بالحاجر [3] . وأمّا هِيَ فتحولت من المدينة إلى مصر مَعَ زوجها إِسْحَاق بْن جعفر   [ () ] لابن حبّان 7/ 535، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 749 رقم 1254، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 10 أرقم 201، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 287، 288 رقم 1710، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 530 رقم 2065، وتهذيب الكمال للمزي (المصوّر) 3/ 1413) ، والكاشف 3/ 180 رقم 5943، وميزان الاعتدال 4/ 262 رقم 9084، وتهذيب التهذيب 10/ 444 رقم 808، وتقريب التهذيب 2/ 302 رقم 100، وخلاصة تذهيب التهذيب 402. [1] في تاريخ الثقات 449، 450. [2] انظر عن (السيّدة نفيسة) في: نسب قريش لمصعب بن الزبير 45، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1908، والبدء والتاريخ للمقدسي 5/ 77، ووفيات الأعيان 5/ 423، 424 رقم 767، وفوات الوفيات 2/ 310، 311، ومرآة الجنان 2/ 13، 14، والبداية والنهاية 10/ 262، 263، والوفيات لابن قنفذ 160 رقم 208، والعبر 1/ 355، والنجوم الزاهرة 2/ 185، وحسن المحاضرة 1/ 218، وشذرات الذهب 2/ 21. [3] وفيات الأعيان 5/ 423. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 414 الصّادق، فيما قِيلَ. ولم يبلغنا شيء من مناقبها، رحمها اللَّه. تُوُفّيت في شهر رمضان سنة ثمانٍ ومائتين [1] . وللجُهّال فيها اعتقادٌ لا يجوز مثله، وقد بلغ بهم الشِّرْك باللَّه. ويسجدون للقبر، ويطلبون منها المغفرة. وكان أخوها القاسم بْن الحَسَن زاهدًا عابدًا سكن أولاده نَيْسابور. والسيّد العلويّ شيخ البَيْهقيّ من أولاده.   [1] وفيات الأعيان 5/ 424. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 415 [حرف الهاء] 401- هارون بن إسماعيل [1]- خ. م. ت. ن. ق. - أبو الحسن البصريّ الخزّاز. عَنْ: عليّ بْن المبارك، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهَمَّام بْن يحيى. وعنه: إِسْحَاق الكَوْسَج، وعبد بْن حُمَيْد، وأبو إِسْحَاق الْجُوزَجَانيّ، وسليمان بْن سيف، ومحمد بْن عَبْد الملك الدقيقي، والكُدَيْميّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [2] : شيخ تاجر محله الصِّدق. عنده كتاب عَنْ عليّ بْن المبارك. وقال أبو داود: لا بأس بِهِ [3] . وقال ابن أَبِي عاصم: تُوُفّي سنة ستٍّ ومائتين [4] . 402- هارون بن عمران الأنصاريّ الموصليّ [5] .   [1] انظر عن (هارون بن إسماعيل) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 226 رقم 1809، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والجرح والتعديل 9/ 87 رقم 358، والثقات لابن حبّان 9/ 238، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 14 أرقم 303، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1428، 1429، والكاشف 3/ 188 رقم 6007، وتهذيب التهذيب 11/ 3 رقم 3، وتقريب التهذيب 2/ 311 رقم 3، وخلاصة تذهيب التهذيب 406. [2] في الجرح والتعديل 9/ 87. [3] تهذيب الكمال 3/ 1428. [4] تهذيب الكمال 3/ 1429. [5] انظر عن (هارون بن عمران) في: الجرح والتعديل 9/ 93 رقم 388، والثقات لابن حبّان 9/ 238. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 416 عَنْ: فطر بْن خليفة، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وسفيان الثَّوْريّ. وكان فقيهًا مفتيًا، أريد عَلَى القضاء فامتنع. روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عمّار، وعليّ بْن حرب. وتُوُفّي سنة إحدى ومائتين. 403- هاشم بْن القاسم بْن مُسْلِم بْن مُقْسِم [1] . أبو النَّضْر اللَّيْثيّ الخراساني ثمّ البغداديّ قيصر. روى عَنْ: عكرمة بْن عمار، وشُعْبة، وابن أَبِي ذئب، وحريز بن عثمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وورقاء بن عمر، وأبي جعفر الرازي، وأبو عقيل الثقفي، وطائفة. وعنه: أحمد، وإسحاق، وابن معين، وابن أبي شيبة، ومحمود بن غيلان، وهارون الحمال، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، وعباس الدوري، والصاغاني، وخلق. وأبو بكر بن أبي النّضر ولده.   [1] انظر عن (هاشم بن القاسم بن مسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 335، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 615 رقم 1885، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 2/ رقم 165، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227 و 2/ رقم 1449 و 3/ رقم 4694، والزهد لأحمد 111 و 116، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 235 رقم 2844، والتاريخ الصغير له 219، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 111، وتاريخ خليفة 472، وطبقات خليفة 328، وتاريخ الثقات للعجلي 454 رقم 1714، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 98 و 616 والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، والجرح والتعديل 9/ 105، 106 رقم 446، والثقات لابن حبّان 9/ 243، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 779، 780 رقم 1306، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 319، 320 رقم 1784، وتاريخ جرجان للسهمي 103 و 246 و 432، وتاريخ بغداد 14/ 63- 66 رقم 7406، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 554 رقم 2156، والكامل في التاريخ 6/ 385، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1433، والمعين في طبقات المحدّثين 79 رق 861، والكاشف 3/ 191، 192 رقم 6035، وميزان الاعتدال 4/ 290 رقم 9188، وسير أعلام النبلاء 9/ 545- 549 رقم 213، والعبر 1/ 353، وتذكرة الحفّاظ 1/ 359، والبداية والنهاية 10/ 261، وتهذيب التهذيب 11/ 18، 19 رقم 39، وتقريب التهذيب 2/ 314 رقم 39، وخلاصة تذهيب التهذيب 408، وطبقات الحفّاظ 152، وشذرات الذهب 2/ 19. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 417 وإنما لقب بقيصر لأن نصر بن مالك الخزاعي كان على شرطة الرشيد، فدخل نصر الحمام وقت العصر وقال: لا تقم الصلاة حتّى أخرج. فجاء أبو النَّضْر إلى المسجد، فقال للمؤذن: ما لك لا تقيم؟ قَالَ: أنتظر أبا القاسم. فقال: أقم. فأقام الصلاة وصلّوا. فلمّا جاء نصر لام المؤذّن فقال: لم يدعني أو النَّضْر. فقال: لَيْسَ هذا هاشم هذا قيصر، يريد ملك الروم، فلزمه ذَلِكَ [1] . وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ أبو النَّضْر شيخنا من الآمرين بالمعروف والنّاهين عَنِ المُنْكَر [2] . وقال ابن المَدِينيّ، وغيره: ثقة [3] . وقال العِجْليّ [4] : ثقة صاحب سنة من الأبناء. كان أهل بغداد يفخرون بِهِ. وعن أَبِي النَّضْر قَالَ: ولدت سنة أربعٍ وثلاثين ومائة [5] . وقال ابن حِبّان [6] : تُوُفّي في ذي القعدة سنة خمس. وقيل سنة سبْعٍ. قلت: إنّما تُوُفّي سنة سبْعٍ بلا شك. قاله مُطَيَّن، والحارث بْن أَبِي أسامة، وغيرهما [7] . 404- هشام بْن محمد بْن السائب بْن بشّر [8] .   [1] تاريخ بغداد 14/ 64. [2] تاريخ بغداد 14/ 64. [3] تهذيب الكمال 3/ 1433. [4] في تاريخ الثقات 454 رقم 1714، والمؤلّف يتصرّف بعبارة العجليّ فيقدّم ويؤخّر. [5] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 134، وتاريخ بغداد 14/ 64. [6] في الثقات 9/ 243. [7] وقاله ابن سعد في (الطبقات 7/ 335) ، وقال البخاري: مات سنة سبع ومائتين أو قريبا منها. (التاريخ الكبير 8/ 235) وقال في التاريخ الصغير 219) : حدّثني فضل بن يعقوب. قال: مات هاشم بن القاسم أبو النضر سنة خمس ومائتين، وقال غيره: مات ببغداد في شوال، أو في ذي القعدة سنة تسع ومائتين. [8] انظر عن (هشام بن محمد بن السائب الكلبي) في: المحبّر لابن حبيب 2 و 3 و 4 و 140 و 160 و 27 و 296 و 328 و 393 و 470 و 474 و 475 و 486، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1456 و 3343، والتاريخ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 418 أبو المنذر الكلْبيّ النّسّابة العلّامة الإخباريّ الحافظ. روى عَنْ أَبِيهِ، وعن: مجالد، وأبي مِخْنَف لوط بْن يحيى، وغير واحد. قَالَ أحمد بن حنبل [1] : إنّما كان صاحب سمر ونسب، وما ظننت أحدا يحدّث عَنْهُ. وقال الدَّارَقُطْنيّ [2] ، وغيره: متروك. روى عَنْهُ: ابنه العبّاس، وخليفة بْن خيّاط، ومحمد بْن سعْد، وأحمد بْن المِقْدام العِجْليّ، وابن أَبِي السَّرِيّ. وَرُوِيَ عَنْهُ قَالَ: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد. كَانَ لي عمّ، فعاتبني عَلَى حفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيّام. دخلت بيتًا وحلفت أنّي لا أخرج منه حتّى أحفظه، فحفظته في ثلاثة أيّام. ونظرت في المرآة مرّةً فقبضت لحيتي، وأردت أنّ آخذ ما تحت القبضة، فنسيت فأخذت ما فوق القبضة [3] .   [ () ] الكبير للبخاريّ 8/ 200 رقم 2706، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 103، والمعارف 536، وأنساب الأشراف (انظر فهرس الأعلام) 3/ 353، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 593، والبيان والتبيين 1/ 215 و 223 و 2/ 6، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 410، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 339 رقم 1945، والمجروحين لابن حبّان 3/ 91، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 443، 444، ومروج الذهب 230 و 558 و 563 و 993 و 998 و 999 و 1213 و 1273 و 1274 و 1443 و 1687 و 1873 و 2088 و 2737، والفرج بعد الشدّة للتنوخيّ 1/ 179 و 2/ 168 و 3/ 139 و 4/ 383، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2568، والجليس الصالح 1/ 58، والفهرس لابن الديم 96، ولطف التدبير 124 و 148 و 226، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 173 رقم 563، ومقاتل الطالبيين 7، ومعجم ما استعجم (انظر فهرس الأعلام) 4/ 1581، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 456، وتاريخ بغداد 14/ 45، 46 رقم 7386، ومعجم الأدباء 19/ 287- 292 رقم 112، والكامل في التاريخ 6/ 359، وخلاصة الذهب المسبوك 218، والمعين في طبقات المحدّثين 79 رقم 860، والمغني في الضعفاء 2/ 711 رقم 6756، وميزان الاعتدال 4/ 304، 305 رقم 9237، ومرآة الجنان 2/ 29، والبداية والنهاية 10/ 255، ولسان الميزان 6/ 196، 197 رقم 700. [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 1456، وقال مسلم: صاحب السمر. (الكنى والأسماء، ورقة 103) ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 339، وتاريخ بغداد 14/ 46. [2] في الضعفاء والمتروكين 173 رقم 563. [3] تاريخ بغداد 14/ 45، 46، نزهة الألبّاء لابن الأنباري 76. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 419 ومع فرط ذكاء ابن الكلْبيّ لم يكن بثقة، وفيه رفض. وله «كتاب الجمهرة» في النّسب، وهو مشهور، وكتاب «حلف الفضول» ، و «حلف عبد المطّلب وخزاعة» و «حلف تميم وكلب» ، وكتاب «بيوتات قريش» ، و «فضائل قيس عيلان» ، و «بيوتات ربيعة» ، وكتاب «الموردات» ، وكتاب «الكنى» ، وكتاب «ملوك الطوائف» ، وكتاب «ملوك كندة» ، ويقال إنّ تصانيفه تزيد عَلَى مائة وخمسين مصنفًا [1] . قلت: تُوُفّي ابن الكلْبيّ سنة أربعٍ ومائتين عَلَى الصّحيح. وقيل بعد ذَلِكَ [2] . 405- هشام بْن معاوية [3] . الكوفيّ الضّرير. من علماء أئمّة العربية. صحب الكِسائيّ وأخذ عَنْهُ. وصنّف كُتُبًا في النَّحْو. تُوُفّي سنة سبع. 406- هرثمة بن أعين [4] .   [1] انظر مسرد مؤلّفاته في: الفهرست لابن النديم 96، ومعجم الأدباء لياقوت 19/ 288- 292. [2] وقيل سنة 206 هـ. (تاريخ بغداد 14/ 46) . قال ابن حبّان: «أخباره في الأغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها» . (المجروحون 3/ 91) . [3] انظر عن (هشام بن معاوية النحويّ الضرير) في: الزاهر للأنباري 1/ 123 و 333 و 378 و 2/ 361، ومشكل إعراب القرآن 559 لمكي بن أبي طالب القيسي، بتحقيق د. حاتم صالح الضامن، بغداد 1975، والفصول لابن الدهّان، ورقة 41، ومعجم الأدباء لياقوت 19/ 61 و (292) رقم 113، والأشباه والنظائر للسبكي 4/ 63، وبغية الوعاة للسيوطي 2/ 328 رقم 2101، وتخليص الشواهد للأنصاريّ 61، والأعلام 8/ 88. [4] انظر عن (هرثمة بن أعين الأمير) في: تاريخ خليفة 459 و 463 و 467 و 470 و 471، والمعارف لابن قتيبة 385- 389، والأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينَوَريّ 391 و 399 و 400، والمحبّر لابن حبيب 488، 489، والبرصان والعرجان 19 و 201 و 308، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 177، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 442، وسنيّ ملوك الأرض والأنبياء للأصفهاني 166، ولطف التدبير للإسكافي 24 و 181 و 182، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 2649 و 2651 و 2652 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 420 الأمير. ولي مملكة خُراسان للرشيد. وكان من رجال الدّهر ورءوس الدولة. تُوُفّي سنة إحدى ومائتين. 407- الهَيْثَم بْن الربيع [1]- ت. - أبو المُثَنَّى العُقَيْليّ. عَنْ: الحمَّادَيْن، وسِماك بْن عطية، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وصالح المُرِّيّ. وعنه: نَصْر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وحشيش بْن أصرم، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه السَّعْديّ النَّيْسابوريّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [2] : شيخ لَيْسَ بالمعروف [3] . 408- الهيثم بْن عَبْد الغفّار الطّائيّ [4] .   [ () ] و 2656 و 2658 و 2681 و 2682 و 2684، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 26 و 154 و 3/ 19 و 51، ومعجم ما استعجم للبكري 1339، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 273، والعيون والحدائق (انظر فهرس الأعلام) 3/ 607، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 107 و 131 و 148، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 92، 93، والفخري في الآداب السلطانية 215، وفتوح البلدان 171 و 276، والخراج وصناعة الكتابة لقدامة 310، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 383. [1] انظر عن (الهيثم بن الربيع) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104 (دون ترجمة) ، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 105، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 353، 354 رقم 1960، والجرح والتعديل 9/ 83 رقم 338، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1456، والكاشف 3/ 203 رقم 6126، والمغني في الضعفاء 2/ 716 رقم 6801، وميزان الاعتدال 4/ 322 رقم 9304، وتهذيب التهذيب 11/ 97، 98 رقم 164، وتقريب التهذيب 2/ 327 رقم 175، وخلاصة تذهيب التهذيب 413. [2] في الجرح والتعديل 9/ 83. [3] وقال العقيلي: «في حديثه وهم» . (الضعفاء الكبير 4/ 353) . [4] انظر عن (الهيثم بن عبد الغفّار) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1492، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 353، 354 رقم 1960، والجرح والتعديل 9/ 83 رقم 338، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1456، والكاشف 3/ 203 رقم 6126، والمغني في الضعفاء 2/ 716 رقم 6801، وميزان الاعتدال 4/ 322 رقم 9304، وتهذيب التهذيب 11/ 97، 98 رقم 164، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 421 روى عَنْ: همّام بْن يحيى، وسعيد بْن بِشْر، وميسرة بْن مَعْبَد. وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن ماتع دُرُخْت، وأبو بَكْر محمد بْن خلّاد، وغيرهما. قَالَ أحمد بْن حنبل [1] : عرضت عَلَى ابن مهديّ أحاديث الهَيْثَم بْن عَبْد الغفّار، عَنْ همّام، وغيره فقال: هذا رَجُل كذاب، أو غير ثقة. كَانَ يضع الحديث [2] . 409- الهَيْثَم بْن عديّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زيد بن أسيد بن جابر [3] .   [ () ] رقم 6806، وميزان الاعتدال 4/ 323، 324 رقم 9310، ولسان الميزان 6/ 208، 209 رقم 739. [1] في: العلل ومعرفة الرجال 2/ 42 رقم 1492، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 357، 358، والجرح والتعديل 9/ 85، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2563، وتاريخ بغداد 14/ 55. [2] قال أحمد: «كان يقدم علينا من البصرة رجل يقال له الهيثم بن عبد الغفار الطائيّ، يحدّثنا عن همّام، عن قتادة رأيه، وعن رجل يقال له الربيع بن حبيب، عن همّام، عن جابر بن زيد، وعن رجاء بن أبي سلمة أحاديث، وعن سعيد بن عبد العزيز، وكنّا معجبين به، فحدّثنا بشيء أنكرته- أو ارتبت به- ثم لقيته فقال لي: ذاك الحديث اتركه- أو دعه- فقدمت على عبد الرحمن بن مهدي فعرضت عليه بعض حديثه فقال: هذا رجل كذّاب- أو قال: هو غير ثقة- قال (أحمد) : ولقيت الأقرع فذكرت له بعض هذا فقال: هذا حديث البراء عن قتادة- يعني أحاديث همّام- قلبها. قال: فخرقت حديثه وتركناه بعد» . (تاريخ بغداد 14/ 55) . وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: كان الهيثم بن عبد الغفار يروي عن همّام وعن هشام بن سعد أمرا عظيما، وعن زهير بن محمد كتبه، وكان أعلم الناس بقول جابر بن زيد، وكنّا نكتب عنه، وكان شابا أسود الرأس واللحية، خرج إلى بغداد فحدّث واجتمع الناس عليه، وجاءوا إلى عبد الرحمن بن مهدي بأحاديث حدّث بها، فأنكرها عبد الرحمن، وتكلّم فيه بشيء غمزه به فسقط وذهب حديثه. قال: وسمعت أبي يقول: الهيثم بن عبد الغفار كتبت عنه أحاديث وخرّجت عليها. (تاريخ بغداد 14/ 55، 56) . [3] انظر عن (الهيثم بن عديّ الطائيّ) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 626 رقم (1767) و (1768) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 218 رقم 2775، والتاريخ الصغير له 209، وتاريخ خليفة 472، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 200 رقم 368، والمحبّر لابن حبيب 2، والمعارف لابن قتيبة 384 و 533 و 537- 539، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 608، والبرصان والعرجان للجاحظ 4 و 6 و 7 و 61 و 88 و 90 و 91 و 113 و 208 و 211 و 214 و 236 و 362، وتاريخ الثقات للعجلي 462 رقم 1757، والبيان والتبيين 1/ 43 و 83 و 223 و 230 و 2/ 6 و 194 و 198 و 201 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 422 أبو عَبْد الرَّحْمَن الطّائيّ الإخباري المؤرخ الكوفي. عَنْ: هشام بْن عُرْوَة، ومجالد بْن سَعِيد، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وسعيد بْن أَبِي عَرُوبَة، وطائفة. وعنه: محمد بْن سعْد، وأبو الْجَهْم العلاء بْن موسى، وعليّ بْن عَمْرو الْأَنْصَارِيّ، وأحمد بْن عُبَيْد بن ناصح، وآخرون. وله تاريخ صغير. وهو من بابة الواقديّ. قال أبو زرعة: ليس بشيء [1] .   [ () ] و 3/ 105 و 131 و 4/ 68 و 144، وأنساب الأشراف. (انظر فهرس الأعلام) 3/ 353، 354، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 70 و 190 و 286 و 2/ 38 و 194 و 199 و 214 و 221 و 396 و 397 و 408 و 409 و 413 و 3/ 3 و 5 و 9 و 11 و 25 و 99 و 103 و 106 و 182، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 446، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 352، 353 رقم 1959، والجرح والتعديل 9/ 85 رقم 350، والمجروحين لابن حبّان 3/ 92، 93، والجليس الصالح للجريري 1/ 251 و 486، ولطف التدبير للإسكافي 34 و 75 و 76 و 100 و 119 و 121 و 137، والزاهر للأنباري 1/ 551، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 142 و 993 و 996 و 998 و 1111 و 1636 و 1701 و 1854 و 1874 و 2036 و 2078 و 2093 و 2223 و 2234 و 2351 و 2464 و 2490 و 2758 و 3046، وبغداد لابن طيفور 192، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 122 و 3/ 285 و 4/ 46 و 306 و 378، ومقاتل الطالبيين 504 و 536، والعيون والحدائق 3/ 102 و 114 و 129 و 151 و 152 و 153 و 168 و 368، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2562، 2563، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 173 رقم 565، وتاريخ جرجان للسهمي 50 و 52، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 453، 454، وتاريخ بغداد 14/ 50- 54 رقم 7392، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 294، وطبقات الفقهاء للشيرازي 23 و 60 و 61 و 69، ولباب الآداب لابن منقذ 101 و 103، ومعجم الأدباء لياقوت 19/ 304- 310 رقم 118، والأذكياء لابن الجوزي 34 و 95، وأخبار النساء لابن قيّم الجوزية 44 و 151 و 213، وبدائع البدائه لابن ظافر 120، والكامل في التاريخ 6/ 379، 380، والزاهر للأنباري 1/ 551، وعيون الأخبار 1/ 63 و 195 و 311 و 3/ 236، وأمالي المرتضى 1/ 142 و 249، وثمار القلوب 110، ووفيات الأعيان 1/ 430 و 434 و 438 و 2/ 151 و 153 و 472 و 474 و 3/ 344 و 4/ 439 و (6/ 106- 114) و 319 و 7/ 69 و 106- 114) و 319 و 7/ 69 و 106، ومناقب أبي حنيفة للكردري 346، والفهرست لابن النديم 99، ونور القبس 293، وإنباه الرواة 3/ 365، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 92، وميزان الاعتدال 4/ 324، 325 رقم 9311، والمغني في الضعفاء 2/ 717 رقم 6807، ومرآة الجنان 2/ 32- 34، ولسان الميزان 6/ 209- 211 رقم 740، والعقد الفريد 1/ 180 و 2/ 158 و 174 و 287 و 289 و 401 و 429 و 3/ 241 و 486 و 4/ 29 و 6/ 185 و 382 و 393. [1] تاريخ بغداد 14/ 52. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 423 وقال ابن مَعِين [1] ، وأبو داود [2] : كذّاب. وقال النَّسائيّ [3] ، وغيره: متروك الحديث. قَالَ الْبُخَارِيّ [4] : سكتوا عَنْهُ. ويُرْوَى عَنِ ابن المَدِينيّ: هُوَ عندي أصلح من الواقديّ [5] . وقال عَبَّاس الدُّوريّ: ثنا بعض أصحابنا قَالَ: قَالَتْ جارية الهَيْثَم بْن عديّ: كَانَ مولاي يقوم عامّة الليل يصلي فإذا أصبح جلس يكذب [6] . تُوُفّي الهَيْثَم سنة سبْعٍ بفم الصلح، وله ثلاث وتسعون سنة [7] ، وقلّ ما روى عن المسند [8] .   [1] في تاريخه 2/ 626. [2] تاريخ بغداد 14/ 53. [3] في الضعفاء والمتروكين 306 رقم 608. [4] في تاريخه الكبير 8/ 218. [5] تاريخ بغداد 14/ 52. [6] تاريخ بغداد 14/ 53. [7] تاريخ بغداد 14/ 54. [8] قال الجوزجاني: «ساقط قد كشف قناعة» . (أحوال الرجال 200 رقم 368) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 424 [حرف الواو] 410- ورد بن عبد الله [1] . أبو محمد التَّميميّ الطَّبَريّ نزيل بغداد. عَنْ: محمد بْن طلحة بْن مصرف، ومحمد بْن جَابِر الحنفي، وإسماعيل بْن عياش، وجماعة. وعنه: ولداه محمد ويحيى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأحمد بْن مُلاعب. وثّقه إِبْرَاهِيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ [2] . قلت: مات كهلًا، ولم يخرجوا لَهُ. 411- وسّاجُ بْن عُقْبة بْن وسّاج الْأَزْدِيّ [3] . أبو عُقْبة المَقْدِسيّ.   [1] انظر عن (ورد بن عبد الله) في: الجرح والتعديل 9/ 51 رقم 218، والمجروحين لابن حبّان 2/ 187، وتاريخ بغداد 13/ 490 رقم 7338، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1460، وتهذيب التهذيب 11/ 112، 113 رقم 199، وتقريب التهذيب 2/ 330 رقم 28، وخلاصة تذهيب التهذيب 419. [2] تاريخ بغداد 13/ 490. [3] انظر عن (وساج بن عقبة) في: الثقات لابن حبّان 9/ 231، والإكمال لابن ماكولا 7/ 393، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1461، والكاشف 3/ 207 رقم 1656 وفيه (وساج بن عتبة) وهو تحريف، وتهذيب التهذيب 11/ 116 رقم 203، وتقريب التهذيب 2/ 330 رقم 32، وخلاصة تذهيب التهذيب 420، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 168 رقم 1785. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 425 عَنْ: الهقل بْن زياد، وعبد الحميد بْن أَبِي العشرين، والوليد بْن محمد المُوَقّريّ. وعنه: إِبْرَاهِيم بْن محمد الفِرْيابيّ ثمّ المَقْدِسيّ، وسليمان بْن عَبْد الحميد البَهْرانيّ. ذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [1] . 412- الوليد بْن عَبْد الرَّحْمَن العبْديّ الجاروديّ الْبَصْرِيّ [2] . عَنْ: شُعْبَة، والحَسَن بْن أَبِي جعفر الجفريّ، وجماعة. وعنه: ولده المنذر بْن الجارود. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة اثنتين ومائتين [3] . 413- الوليد بْن القاسم بْن الوليد الهَمْدانيّ [4] . ثم الخِبْذَعِيّ- ت. م. - الكوفيّ.   [1] ج 9/ 231. [2] انظر عن (الوليد بن عبد الرحمن العبديّ) في: الثقات لابن حبّان 9/ 225، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1470، والكاشف 3/ 210 رقم 6182، وتهذيب التهذيب 11/ 139 رقم 232، وتقريب التهذيب 2/ 333 رقم 66، وخلاصة تذهيب التهذيب 416. [3] وأكّده المؤلّف في (الكاشف 3/ 210) ، وهكذا أرّخه المزّي في تهذيب الكمال 3/ 1470، وهذا يبيّن أن ما ورد في المطبوع من ثقات ابن حبّان 9/ 225 من أنه «مات في جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين» هو وهم. فليراجع ويصحّح. [4] انظر عن (الوليد بن القاسم) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4541، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 152 رقم 2526، والجرح والتعديل 9/ 13 رقم 58، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 428، والثقات لابن حبّان 9/ 224، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد الأزدي (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 8 ب رقم 168، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 7/ 2544، 2545، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1472، 1473، والكاشف 3/ 212 رقم 6193، والمغني في الضعفاء 2/ 724 رقم 6880، وميزان الاعتدال 4/ 344 رقم 9395، وسير أعلام النبلاء 9/ 438، 439 رقم 164، والعبر 1/ 342، وتهذيب التهذيب 11/ 145، 146 رقم 245، وتقريب التهذيب 2/ 335 رقم 79، وخلاصة تذهيب التهذيب 417، وشذرات الذهب 2/ 8. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 426 وخبذع بطنٌ من قبائل همدان [1] . قيّده ابن ماكولا [2] بفتح الخاء والذّال، وقيّده غيره بالكَسْر. روى عَنْ: الأعمش، ومجالد، ويزيد بْن كَيْسان، وأبي حيّان التَّيْميّ، وفُضَيْل بْن غزوان، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بن حنبل، وأحمد الرَّماديّ، وإِسْحَاق بْن بُهْلُولٍ، والحسين بْن عليّ الصدائي، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمد بْن أحمد بْن الْجُنَيْد الدّقّاق، ومحمد بْن أحمد بْن أَبِي العوّام، ومؤمل بْن إهاب، وخلْق. قَالَ ابن الْجُنَيْد: سُئل عَنْهُ أحمد بْن حنبل فقال: ثقة كتبنا عَنْهُ. وكان جارًا لِيَعْلَى بْن عُبَيْد، فسألت عَنْ يَعْلَى فقال: نعم الرجل، هُوَ جارنا منذ خمسين سنة، ما رأينا منه إلّا خيرًا [3] . قَالَ أحمد بْن حنبل: قد كتبنا عَنْهُ أحاديث حسانًا عَنْ يزيد بْن كيسان، فاكتبوا عَنْهُ [4] . وقال ابن عديّ [5] : إذا روى عَنْ ثقة فلا بأس بِهِ. وقال ابْن أَبِي خَيْثَمَة عَن ابْن مَعِين: ضعيف [6] . وقال مُطَيَّن: مات سنة ثلاثٍ ومائتين [7] .   [1] مشتبه النسبة لعبد الغني، ورقة 8 ب. [2] في الإكمال 3/ 124. [3] تهذيب الكمال 3/ 1473. [4] تهذيب الكمال 3/ 1473. [5] في الكامل 7/ 2545. [6] الجرح والتعديل 9/ 13. [7] تهذيب الكمال 3/ 1473، وسير أعلام النبلاء 9/ 439، وفي تهذيب التهذيب لابن حجر 11/ 146، «مات سنة ثلاث وثمانين ومائة» ، وكذا في تقريب التهذيب 2/ 335، وبه أخذ محققو كتاب الكاشف للذهبي 3/ 212 (الحاشية 2) ، وفي العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 127 رقم 4541 قال الوليد بن القاسم: مات أبي سنة إحدى وأربعين وأنا ابن خمس عشرة سنة وحلمت بعد ذلك بأربعة أيام. وبهذا يكون قد ولد سنة 126 هـ. وأخذ محقّق كتاب العلل بوفاته سنة 183 (حاشية 2/ ص 127 ج 3) والله أعلم بالصواب. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 427 414- الوليد بن مزيد [1]- د. ن. - أبو العبّاس العذريّ البيروتيّ. عَنْ: الأوزاعي، وعثمان بْن أَبِي العاتكة، وعثمان بْن عطاء الخراساني، ومقاتل بْن سليمان بْن بشير، وعبد اللَّه بْن شوذب، وعبد الرَّحْمَن بْن يزيد بْن جَابِر، وطائفة. وعنه: ابنه العبّاس، وأبو مسهر، ودُحَيْم، وأبو عُمَيْر عيسى بْن النخاس الرَّمْليّ، وأحمد بْن أَبِي الحواري، ومحمد بْن وزير الدّمشقيّ، وجماعة. قَالَ أبو مسهر: وجدت عند الوليد بْن مُزْيَد علمًا لم يكن عند غيره [2] .   [1] انظر عن (الوليد بن مزيد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 155 رقم 2541، والمعرفة والتاريخ 1/ 143 و 553 و 2/ 467 و 474 و 747 و 3/ 212، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 75 و 150 و 385، وتاريخ الطبري 1/ 13 و 224 و 318 و 2/ 291 و 250 و 3/ 421، والجرح والتعديل 9/ 18 رقم 77، وسنن النسائي 2/ 81 و 3/ 68 و 97 و 127 و 129 و 148 و 150 و 157 و 195 و 356 و 4/ 149 و 205 و 6/ 265، وحلية الأولياء 10/ 23، وسنن الدار الدّارقطنيّ 1/ 229 رقم 1، والمحدّث الفاصل للرامهرمزيّ 431 رقم 488 وص 432 رقم 489 وص 436 رقم 501، وصحيح ابن حبّان 1/ 387 رقم 221، وروضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبّان 81، والمراسيل لابن أبي حاتم 131، والأوائل لابن أبي عاصم النبيل 27 رقم 3، وبيان خطأ من أخطأ على الشافعيّ للبيهقي 129، والآداب للبيهقي أيضا 96 رقم 127، و 317 رقم 666، وبهجة المجالس لابن عبد البرّ 2/ 59، ومعجم البلدان 1/ 525، والإكمال لابن ماكولا 6/ 414 و 7/ 232، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 198، وتاريخ بغداد 10/ 121، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 45/ 480- 487، وأدب الإملاء والاستملاء لابن السمعاني 68، والمنتخب من ذيل المذيل للطبري 3/ 57، وروضة المحبّين ونزهة المشتاقين لابن قيّم الجوزية 1/ 450 رقم 291، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1474، وسير أعلام النبلاء 9/ 419- 421 رقم 147، والعبر 1/ 343، والكاشف 3/ 213 رقم 6200، وتلخيص المستدرك 1/ 427، وتاريخ بيروت لصالح بن يحيى 14، وتهذيب التهذيب 11/ 150، 151 رقم 252، وتقريب التهذيب 2/ 335 رقم 87، وخلاصة تذهيب التهذيب 417، وشذرات الذهب 2/ 8، وتاج العروس 15/ 264 وفيه (الوليد بن يزيد البيروتي) وهو تحريف، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 176- 180 رقم 1795، ودراسات في تاريخ الساحل الشامي (لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) بتأليفنا 7 و 15. [2] الجرح والتعديل 9/ 18 وفيه قال ابن أبي حاتم: أخبرنا العباس بن الوليد قال: سمعت أبا مسهر يقول: لقد حرصت على جمع علم الأوزاعي حتى كتبت عن إسماعيل بن سماعة ثلاثة عشر كتابا حتى لقيت أباك فوجدت عنده علما لم يكن عند القوم. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 428 وقال يوسف بْن أَبِي السفر: سَمِعْتُ الأوزاعي يَقُولُ: ما عرضت فيما حمل عني أصح من كُتُب الوليد بْن مُزْيَد [1] . وقال أبو مسهر [2] : كَانَ ثقة. ولم يكن يحفظ، وكانت كتبه صحيحة [3] . وقال دُحَيْم [4] : مات سنة سبْعٍ ومائتين [5] . 415- وهْب بْن جرير بْن حازم بْن زيد بن عبد الله بن شجاع [6]- ع. -   [1] الجرح والتعديل 9/ 18. [2] تاريخ دمشق 45/ 484. [3] تاريخ دمشق 45/ 485. [4] تاريخ دمشق 45/ 487. [5] تاريخ دمشق 45/ 487، وقال ابن حبّان: مات سنة سبع ومائتين. (الثقات 9/ 224) وجاء في تقريب التهذيب 2/ 335 أنه مات سنة 183 هـ. وقيل 187 هـ. والأرجح ما قاله ابنه، والله أعلم. [6] انظر عن (وهب بن جرير بن حازم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 298، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 635 رقم (1870) و (3826) ، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 817، وطبقات خليفة 227، وتاريخ خليفة 472، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2386، 2387، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 169 رقم 2578، والتاريخ الصغير له 220، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 82، والمعارف لابن قتيبة 502، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 196 و 500 و 533 و 2/ 29 و 47 و 89 و 93 و 112 و 666 و 669 و 3/ 327، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 202 و 275 و 316 و 3/ 204 و 245، وتاريخ الثقات للعجلي 466 رقم 1783، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 24، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 450، 451، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 438، والزهد لأحمد 186 و 284 و 422، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 324 رقم 1929، والجرح والتعديل 9/ 28 رقم 124، والثقات لابن حبّان 9/ 228، ومروج الذهب 1704 و 2758، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 761، 762 رقم 1276، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 307 رقم 1762، ومقاتل الطالبيين 72، وتاريخ جرجان للسهمي 393 و 431 و 535، والسابق واللاحق للخطيب 217، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 541، 542 رقم 2108، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1478، وسير أعلام النبلاء 9/ 442- 445 رقم 167، والعبر 1/ 350، وتذكرة الحفّاظ 1/ 336، والمعين في طبقات المحدّثين 80 رقم 865، والكاشف 3/ 215 رقم 6213، وميزان الاعتدال 4/ 350 رقم 9424، والكامل في التاريخ 6/ 385، والبداية والنهاية 10/ 259، وتهذيب التهذيب 11/ 161، 162 رقم 273، وتقريب التهذيب 2/ 338 رقم 109، وطبقات الحفّاظ 140، وخلاصة تذهيب التهذيب 418، وشذرات الذهب 2/ 16. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 429 أبو العبّاس الأزديّ البصريّ. عَنْ: أبيه، وهشام بْن حسّان، وابن عَوْن، وَقُرَّةَ بْن خَالِد، وهشام الدَّسْتُوائيّ، وشُعْبة، وجماعة. وعنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن المَدِينيّ، وابن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق الكَوْسَج، وأبو خَيْثَمَة، وعبد اللَّه المُسْنِديّ، وعَمْرو الفلّاس، وبُنْدار، ومحمد بْن المثنّى، وعليّ بن نصر الجهضميّ، وأبوه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن أحمد بن أبي العوّام، وخلق. قال عُثْمَانَ الدَّارَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةً [1] . وَقَالَ النسائي: ليس به بأس [2] . وقال أحمد العجلي [3] : بَصْريّ ثقة. كَانَ عمّار يتكلّم فيه. قَالَ: مات بالمَنْجَشَانيّة [4] عَلَى ستة أميال من المدينة [5] منصرفًا من الحجّ. فحُمِل ودُفِن بالبصرة. وقال محمد بْن سعْد [6] : مات سنة ستّ ومائتين.   [1] الجرح والتعديل 9/ 28. [2] تهذيب الكمال 3/ 1478. [3] في تاريخ الثقات 466 رقم 1783. [4] انظر عنها في (معجم ما استعجم 1266) وهي بفتح الميم وسكون النون وفتح الجيم، كأنها منسوبة إلى منجشان الحميري، وهي من البصرة، وقيل هي منسوبة إلى منجش، أو منجشان، كان عاملا لقيس بن مسعود. [5] هكذا في الأصل، وهو وهم أو سبق قلم، والصحيح: «من البصرة» كما في تاريخ الثقات للعجلي 466، وطبقات ابن سعد 7/ 298. [6] لم يؤرّخ ابن سعد لوفاته في طبقاته. والّذي ورّخ وفاته هو البخاري في تاريخه الكبير 8/ 169، وفي تاريخه الصغير 220 وهو ينقل تأريخه عن «محمد بن المثنّى» ، وليس عن «محمد بن سعد» ! الجزء: 14 ¦ الصفحة: 430 [حرف الياء] 416- يحيى بْن آدم بْن سليمان [1]- ع. - أبو زكريّا الْقُرَشِيّ الكوفيّ الأحْوَل الحافظ، مولى آل أبي معيط.   [1] انظر عن (يحيى بن آدم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 402، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 639، 640 رقم 2188، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 548 و 798، وتاريخ خليفة 471، وطبقات خليفة 172، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 1601 و 1749 و 3/ 4730، والزهد لأحمد 55 و 151 و 193 و 253 و 261 و 430 و 436، والعلل لابن المديني 40 و 61، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 261، 262 رقم 2927، والتاريخ الصغير 217، والمعارف لابن قتيبة 287 و 516، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 820، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 655 و 676 و 677، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 4 و 52 و 89 و 2/ 13 و 53 و 54 و 195 و 228 و 261 و 269 و 276 و 280 و 310 و 322 و 330 و 379 و 406 و 3/ 24 و 68 و 115 و 154 و 184 و 185 و 260، وتاريخ الطبري 1/ 12 و 333 و 366 و 2/ 607 و 649 و 3/ 158 و 193 و 4/ 541، والجرح والتعديل 9/ 128، 129 رقم 545، والثقات لابن حبّان 9/ 252، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 787، 788 رقم 1315، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 332 رقم 1811، وتاريخ جرجان للسهمي 282، والأسامي و الكنى للحاكم، ج 1 ورقة 209 ب، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 357 رقم 1544، والسابق واللاحق 137، وطبقات الفقهاء للشيرازي 85 و 136، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 557، 558 رقم 2169، والكامل في التاريخ 6/ 356، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1485، والمعين في طبقات المحدّثين 80 رقم 866، ودول الإسلام 1/ 127، وسير أعلام النبلاء 9/ 522- 529 رقم 204، والعبر 1/ 343، وتذكرة الحفّاظ 1/ 359، ومعرفة القراء الكبار 2/ 166- 168 رقم 74، ومرآة الجنان 2/ 10، والفهرست لابن النديم 283، وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 363، 364 رقم 3817، وتهذيب التهذيب 11/ 175، 176 رقم 300، وتقريب التهذيب 21/ 341 رقم 7، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 152، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 360، 361 رقم 676، وخلاصة تذهيب التهذيب 420، وشذرات الذهب 2/ 8. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 431 روى عَنْ: فِطْر بْن خليفة، وفضيل بْن مرزوق، ومسعر، ويونس بْن أَبِي إِسْحَاق، وعيسى بْن طَهْمان، وسفيان الثَّوْريّ، وإسرائيل، ومفضَّل بْن مهلهل، وورقاء بْن عُمَر، وخلْق. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهَوَيْه، ويحيى بن مَعِين، وأبو كُرَيْب، وهارون الحمّال، وعَبْدة الصّفّار، ومحمد بْن رافع، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وعبد بْن حُمَيْد، والحَسَن بْن عليّ بْن عفان العامريّ، وخلق. وكان فقيهًا إمامًا قارئًا غزير العلم. وثّقه ابن مَعِين [1] ، والنسائيّ [2] . وسُئل عَنْهُ أبو داود فقال: يحيى واحد النّاس [3] . وقال يعقوب بْن شَيْبة: ثقة، فقيه البدن [4] . سَمِعْتُ ابن المَدِينيّ يَقُولُ: يرحم اللَّه يحيى بْن آدم أي علمٍ كَانَ عنده، وجعل يطريه [5] . وقال أبو أسامة: ما رأيت يحيى بْن آدم قطّ إلّا ذكرت الشَّعْبِيّ، يعني أَنَّهُ كَانَ جامعًا للعلم [6] . قَالَ أبو سَعِيد هشام بْن منصور: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: قَالَ لي يحيى بْن آدم: يجيئني الرجل ممّن أبغضه أكره مجيئه، فأقرأ عَلَيْهِ كلّ شيء حتّى أستريح منه ولا أراه. ويجيء الرجل أودّه فأتردّد حتّى يرجع إليْ. قلت: وعلى يحيى مدار قراءة أَبِي بكر بن عيّاش، فإنّه ضبط الحروف   [1] الجرح والتعديل 9/ 129، وقال ابن معين: «ما رأيت أحدا كان أبصر بالفرائض من يحيى بن آدم، رأيته يوما وقد أقيمت الصلاة. فسأله رجل عن مسألة طويلة فقام يحيى حتى فرغ ثم أجابه على المكان: هي من كذا وكذا، ودخل في الصلاة» . (معرفة الرجال 1/ 146 رقم 789) . [2] تهذيب الكمال 3/ 1485. [3] تهذيب الكمال 3/ 1485. [4] وزاد: «ولم يكن له من متقدّم» . (تهذيب الكمال 3/ 1485) . [5] تهذيب الكمال. [6] تهذيب الكمال. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 432 وحرّرها، وراجع فيها أبا بَكْر، ولم يقرأ عَلَيْهِ. قَالَ عَبْد الواحد بْن أَبِي هاشم: ثنا عليّ بْن أحمد العِجْليّ، نا أبو هشام الرفاعيّ، نا يحيى بْن آدم قَالَ: سألت أبا بَكْر بْن عياش، عَنْ حروف عاصم الّتي في هذه الكراسة أربعين سنة، فحدثني بها كلها، وقرأها عليّ حرفًا حرفًا. قلت: فقرأ عليه شعيب بْن أيّوب الصَّرِيفينيّ، وغيره. وسمع منه الحروف: أَبُو حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هشام البزار، وأبو هشام الرّفاعيّ، وأحمد بْن عُمَر الوكيعي، وآخرون. قَالَ محمود بْن غَيْلان: سَمِعْتُ أبا أسامة يَقُولُ: كَانَ عُمَر رضى الله عنه في زمانه رأس الناس، وكان بعده ابن عَبَّاس في زمانه، وكان بعده الشَّعْبِيّ في زمانه، وكان بعد الشَّعْبِيّ الثَّوْريّ في زمانه، وَكَانَ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى بْنِ آدَمَ [1] . وَقَالَ ابن سعْد [2] : تُوُفّي بفم الصِّلْح في النّصف من ربيع الأوَّل سنة ثلاثٍ ومائتين، وصلَّى عَلَيْهِ الحَسَن بْن سهل. 417- يحيى بن إسحاق [3] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 1485. [2] في طبقاته 6/ 402، وكذا أرّخه البخاري في تاريخه. وقال أبو حاتم: كان يفقه وهو ثقة. (الجرح والتعديل 9/ 128) . وقال عثمان بن أبي شيبة: «ثقة، صدوق، ثبت، حجّة، ما لم يخالفه من هو فوقه، مثل جرير، ووكيع» . (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 357 رقم 1544) . [3] انظر عن (يحيى بن إسحاق السيلحيني) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 340، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 1499، والتاريخ الكبير للبخاريّ 9/ 259 رقم 2916، والتاريخ الصغير له 222، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 40، وطبقات خليفة 329، وتاريخه 473، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 179، والجرح والتعديل 9/ 126 رقم 532، والثقات لابن حبّان 9/ 260، ورجال صحيح مسلم 2/ 332، 333 رقم 1812، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 210 أ، وتاريخ بغداد 14/ 157، 158 رقم 7470، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 570 رقم 2212، والأنساب لابن السمعاني 7/ 226، واللباب لابن الأثير 2/ 168، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1485، 1486، والكاشف 3/ 219 رقم 6237، وتهذيب التهذيب 11/ 176، 177 رقم 303، وتقريب التهذيب 2/ 342 رقم 10، وخلاصة تذهيب التهذيب الجزء: 14 ¦ الصفحة: 433 أبو زكريّا البَجَليّ السَّيْلحينيّ [1] والسّالحينيّ. والسَّالحين [2] قرية من عمل بغداد. روى عَنْ: أبان بْن يزيد العطّار، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسعيد بْن عَبْد العزيز التّنُوخيّ، ويحيى بْن أيّوب الْمَصْرِيّ، ويزيد بْن حيان أخي مقاتل، ومحمد بْن سليمان بْن الأصبهاني، وموسى بْن عليّ بْن رباح، وخلْق. رحل في العلم إلى الحجاز ومصر والشام. وعنه: أحمد بْن حنبل، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وهارون الحمال، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرِّميّ، وأحمد بْن سيّار المَرْوَزِيّ، وأحمد بْن أَبِي غَرَزَة، وأحمد بْن أَبِي خَيْثَمَة، وبِشْر بْن موسى، والحارث بْن أَبِي أسامة، وأحمد بْن ملاعب، وآخرون. قَالَ أحمد بْن حنبل: شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين، ومن ابن لهيعة، وهو صدوق [3] . وقال ابن سعْد [4] : كَانَ ثقة حافظًا لحديثه. تُوُفّي ببغداد سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون. [421.]   [1] السيلحيني: بفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفتح اللام وكسر الحاء المهملة وسكون الياء الثانية وفي آخرها نون، وهذه النسبة إلى سيلحين وهي قرية قديمة من سواد بغداد. (الأنساب 7/ 226، الباب 2/ 168) . [2] يسمّيها ياقوت: «سيلحون» بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح لامه ثم حاء مهملة وواو ساكنة ونون. وقد يعرب إعراب جمع السلامة فيقال: هذه سيلحون، ورأيت سيلحين، ومررت بسيلحين. وقال: وبين هذه الناحية وبغداد ثلاثة فراسخ. وقيل إنها سمّيت سيلحون لأنها كانت بها مسالح لكسرى، وهم قوم بسلاح يرتّبون في الثغور والمخافات، واحدهم مسلحيّ، والعامّة تقول «مصلحيّ» وهو خطأ. (معجم البلدان 3/ 298 و 299) . [3] تاريخ بغداد 14/ 158. [4] في الطبقات الكبرى 7/ 340. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 434 وقال الْبُخَارِيّ [1] ، وغيره: تُوُفّي سنة عشر. زاد ابن حِبّان [2] أَنَّهُ تُوُفّي في شَعْبان. ومن غرائبه: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ أُذُنَيِ الْقَلْبِ» . خالفه مسدد، وإِسْحَاق بْن أَبِي إسرائيل، وغيرهما، فرووه عَنْ عَبْد اللَّه، عَنْ أَبِيهِ، فقال: عن رجل من الأنصار. ولفظ ولفظ مسدد: حدَّثني رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى. رواه أبو داود في «المراسيل» [3] . 418- يحيى بْن أَبِي بُكَيْر بْن نسر [4] بْن أَبِي أُسَيْد [5]- ع. - أبو زكريّا العبديّ القيسيّ، مولاهم الكوفيّ، قاضي كرمان.   [1] في تاريخه الكبير 8/ 259، وفي تاريخه الصغير 222 ذكره فيمن مات بعد المائتين إلى عشر ومائتين. [2] في «الثقات» 9/ 260. [3] ص 326، 327 رقم 467 ورجاله ثقات من رجال الصحاح، ما عدا الرجل من الأنصار فهو مجهول. [4] يقال: «نسر» و «بشر» و «بشير» ، راجع مصادر ترجمته، وخاصة تاريخ بغداد، وتهذيب الكمال، وقد تحرّف في (رجال صحيح البخاري) إلى «قيس» وكذلك في رجال صحيح مسلم لابن منجويه. [5] انظر عن (يحيى بن أبي بكير) في: معرفة الرجال برواية 2/ رقم 26، والزهد لأحمد بن حنبل 116، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227 و 2/ رقم 1876، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 264 رقم 2937، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 40، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 235 و 445 و 2/ 43 و 49 و 89 و 98 و 104 و 818 و 819 و 826 و 3/ 322، وتاريخ أبي زرعة 1/ 623، وتاريخ الثقات للعجلي 468، 469 رقم 1793، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 179، والجرح والتعديل 9/ 132 رقم 557، والثقات لابن حبّان 9/ 257، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 804 رقم 1350، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 334 رقم 1815، ومقاتل الطالبين 73 والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 209 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 427، وتاريخ بغداد 14/ 155- 157 رقم 7469، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 567 رقم 2199، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1491، والكاشف 3/ 221 رقم 6252، والمعين في طبقات المحدّثين 80 رقم 867، والبداية والنهاية 10/ 262، وتهذيب التهذيب 11/ 190 رقم 320، وتقريب التهذيب 2/ 344 رقم 28، وخلاصة تذهيب التهذيب 421. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 435 حدَّثَ ببغداد وغيرها عَنْ: أَبِي جعفر الرّازيّ، وشُعْبة، وزائدة، وإبراهيم بْن طِهْمان، وإسرائيل، وجماعة. وعنه: أحمد بْن سَعِيد الدّارميّ، وعباس الدُّوريّ، وعيسى بْن أَبِي حرب، ومحمد بْن سعْد العَوْفيّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وعليّ بْن سهل، وإبراهيم بْن الحارث البغداديّ، وحفيده عَبْد اللَّه بْن محمد بْن يحيى، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين [1] ، وأحمد العِجْليّ [2] . قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: تُوُفّي سنة ثمانٍ ومائتين [3] وقال ابن قانع: سنة تسع [4] . اسم أَبِي بُكَيْر: نسر، وقيل بِشْر، وقيل بشير، واللَّه أعلم. 419- يحيى بْن أَبِي الحَجّاج الأهتميّ المِنْقَريّ الْبَصْرِيّ [5] . أبو أيّوب. عَنْ: سَعِيد الجريريّ، وابن عَوْن، وحاتم بْن أَبِي صغيرة، وابن جُرَيْج، وجماعة. وعنه: إِسْحَاق بْن راهَوَيْه، وأحمد بْن الأزهر، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعيسى بْن أحمد البلْخيّ العسقلانيّ.   [1] الجرح والتعديل 9/ 132. [2] في تاريخ الثقات 468، وذكر له حديث «أول من أظهر إسلامه سبعة» وقال: كان يخطئ في هذا الحديث. [3] تاريخ بغداد 14/ 157. [4] تاريخ بغداد 14/ 157. [5] انظر عن (يحيى بن أبي الحجّاج) في: تاريخ خليفة 280، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 269 رقم 2959، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 6، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 397 رقم 2017، والجرح والتعديل 9/ 139 رقم 588، والثقات لابن حبّان 9/ 255، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 30 ب، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1492، 1493، والكاشف 3/ 222 رقم 6260، وميزان الاعتدال 4/ 368 رقم 9479، وتهذيب التهذيب 11/ 196 رقم 331، وتقريب التهذيب 2/ 345 رقم 39، وخلاصة تذهيب التهذيب 422. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 436 قَالَ أبو حاتم [1] : لَيْسَ بالقوي [2] . قلت: روى عَنْهُ من أقرانه سَعِيد بْن عامر. 420- يحيى بْن الحَجّاج بْن أَبِي الحَجّاج [3] . أبو أيّوب. إنّ لم يكن الأوَّل، وإلّا فهو مكّي. روى عَنْ: عَوْف، وابن جُرَيْج، وعبد الله بن مسلم بن هرمز، وسفيان الثوري. وعنه: محمد بن حسان الأزرق، وعبد الجبار بن العلاء، ويزيد بن سنان، ومحمد بن منصور الجواز، ورزق الله بن موسى، وأحمد بن الأزهر. ومن غرائبه: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: «أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُجَصَّ الْقُبُورُ، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا، وَأَنْ تُوطَأَ، وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَى الْقُبُورِ» [4] . رَوَاهُ عَنْهُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ. قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] : وليحيى بْن أَبِي الحَجّاج غير ما ذكرت، ولا أرى بحديثه بأسا. 421- يحيى بن حسّان [6]- سوى ق. -   [1] في الجرح والتعديل 9/ 139. [2] وقال ابن معين: «ليس بشيء» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 397) . وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: «ربّما أخطأ» . (9/ 255) . [3] انظر عن (يحيى بن الحجّاج المكيّ) في: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2676، 2677، والمغني في الضعفاء 2/ 733 رقم 951، وميزان الاعتدال 4/ 368 رقم 9479، في ترجمة المنقري. [4] الكامل في ضعفاء الرجال 7/ 2677، وميزان الاعتدال 4/ 368. [5] في الكامل 7/ 2677. [6] انظر عن (يحيى بن حسّان) في: معرفة الرجال برواية ابن محرز عن ابن معين 1/ رقم 420، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5117 و 5821، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 269 رقم 2961، والتاريخ الصغير له 221، والجرح والتعديل 9/ 135 رقم 574، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 10 و 28، وتاريخ الثقات للعجلي 470، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 437 أبو زكريّا التّنّيسيّ. عَنْ: معاوية بْن سلام الحبشيّ، وحمّاد بْن سَلَمَةَ، وسليمان بْن قرْم، واللَّيث بْن سعْد، ومحمد بْن مهاجر، وجماعة. وعنه: الشّافعيّ، ودُحَيْم، ويونس بْن عَبْد الأعلى، والربيع بْن سُلَيْمَان المُرَاديّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، وآخرون. وقع لنا في «مُسْنِد الدّارميّ» ولأولادنا الحديثان اللذان رواهما م. ت. عَنِ الدَّارَمِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: «نِعْمَ الإِدَامُ الْخَلُّ» [1] . وَالْحَدِيثُ: «لا يَجُوعُ أَهْلُ بَيْتٍ عِنْدَهُمْ تَمْرٌ» [2] . وهما من أعزّ الموافقات. قَالَ دُحَيْم: وُلِد يحيى بْن حسّان سنة أربعٍ وأربعين ومائة.   [ () ] وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 304 و 373 و 374 و 405 و 438 و 446 و 473 و 656 و 2/ 717، والثقات لابن حبّان 9/ 252، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 355 رقم 1533، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 789 رقم 1319، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 335، 336 رقم 1820، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 209 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 19 و 212، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 559 رقم 2173، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1493، والكاشف 3/ 222 رقم 6262، والمعين في طبقات المحدّثين 80 رقم 868، وتهذيب التهذيب 11/ 197 رقم 334، وتقريب التهذيب 2/ 345 رقم 42، وخلاصة تذهيب التهذيب 422 وفيه (يحيى بن حبّان) . [1] حديث صحيح مشهور، ورجاله ثقات. أخرجه مسلم في الأشربة (2051) باب فضيلة الخلّ والتأدّم به، من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ، والترمذي في الأطعمة (1901) و (1902) باب: ما جاء في الخل، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه لا يعرف من حديث هشام بن عروة إلّا من حديث سليمان بن بلال، وأخرجه أحمد في المسند 3/ 301 و 304 و 353 و 364 و 371 و 389 و 390 و 400، ومسلم (2052) عن جابر بن عبد الله، والحديث في مسند الشهاب القضاعي 2/ 261 رقم 1319، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 199 رقم 1749، وتاريخ بغداد 1/ 340 رقم 254، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 98 من طريق محمد بن حسّان الأزرق، عن وكيع بن الجرّاح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وانظر: (البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف 2/ 245) . [2] أخرجه مسلم في الأشربة (2046) باب في إدخال التمر ونحوه من الأقوات للعيال، والدارميّ في الأطعمة، باب 36. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 438 وقال ابن يونس: يحيى بْن حسّان البَكْريّ بَصْريّ ثقة، حَسَنُ الحديث، صنف كتبًا وحدّث بها. وتُوُفّي بمصر في رجب سنة ثمانٍ ومائتين [1] . وقال الشّافعيّ: نبا الثقة يحيى بْن حسان [2] . وقال أحمد بْن حنبل: ثقة، رَجُل صالح، رأيته وما كتبت عَنْهُ [3] . كَانَ يحيى بْن حسان موسرًا محتشمًا. قَالَ الحاكم: حدَّثني الوليد بْن بَكْر: ثنا أحمد بْن محمد بْن جَابِر التِّنِّيسيّ، عَنْ شيوخه، أنّ الشّافعيّ لما ورد تنيس نزل عَلَى يحيى. وكان طباخه لا يعيد اللون في الأسبوع إلّا مرة. فأمر الشّافعيّ الطباخ بإعادة لَوْنٍ استطابه. فلمّا أُحضر تغير يحيى فقال الشّافعيّ: أَنَا أمرته بهذا. فسُرّي عَنْهُ وقال للغلام الطباخ: أنت حرّ لوجه اللَّه شكرًا لانبساط أَبِي عَبْد اللَّه عندنا. 422- يحيى بْن حمّاد [4] . أبو بَكْر، في الطبقة السابقة. 423- يحيى بْن حُمَيْد الطَّوِيلُ [5] . عاش دهرًا وروى عَنْ: أَبِيهِ. وعنه: أبو علقمة عَبْد اللَّه بْن عيسى الفَرَوِيّ، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم.   [1] وبها أرّخه البخاري وقال: أو نحوها، في التاريخ الكبير 8/ 269، وجزم به في تاريخه الصغير 221، وابن حبّان في الثقات 9/ 252. [2] تهذيب الكمال 3/ 1493. [3] لم أجد هذه العبارة بالضبط، وفي (العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 253 رقم 5117) : «يحيى بن حسّان ثقة ثقة، رجل صالح» . وفي موضع آخر: يحيى بن حسّان من أهل بيت المقدس، وكان شيخا كبيرا، حسن الفهم. (3/ 427 رقم 5821) . [4] تقدّمت ترجمة (يحيى بن حمّاد) في الطبقة السابقة. [5] انظر عن (يحيى بن حميد الطويل) في: الجرح والتعديل 9/ 138 رقم 584، والثقات لابن حبّان 7/ 614، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2680. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 439 قَالَ ابن عدي [1] : أحاديثه غير مستقيمة [2] . 424- يحيى بْن خليف بْن عُقْبة السَّعْديّ [3] . عَنْ: ابن عون، والثَّوْريّ. وعنه: إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الجوهريّ، ومعمر بْن سهل، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ. وله حديث مُنْكَر عَنْ سُفْيَان. وعنه أيضًا: محمد بْن سعْد في «الطبقات» . ولم أر للقدماء فيه كلامًا. 425- يحيى بْن زياد الفراء [4] . تقدم في حرف الفاء: الفرّاء. 426- يحيى بْن زياد الأَسَديّ [5] . مولاهم الرَّقّيّ، لقبه: فهير. روى عَنْ: ابن جُرَيْج، وموسى بْن وردان، وطلحة بْن زيد الرّقّيّ.   [1] في الكامل 7/ 2680. [2] قال ابن حبّان: «كنيته أبو زكريا، مات سنة تسع وثمانين ومائة» . وهذا إن صحّ فيجب أن تحوّل هذه الترجمة وتتقدّم إلى الطبقة التاسعة عشرة. [3] انظر عن (يحيى بن خليف بن عقبة) في: الثقات لابن حبّان 9/ 265، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2700، 2701، والمغني في الضعفاء 2/ 734 رقم 6958، وميزان الاعتدال 4/ 372 رقم 9497، ولسان الميزان 6/ 252 رقم 893، وفيه تردّد الحافظ ابن حجر فظنّ أنه هو «يحيى بن خلف الطرسوسي» الّذي ذكره قبله برقم (892) وهو ليس بثقة يروي عن مالك وأتى عنه بما لا يحتمل. ثم أكّد أن يحيى بن خليف السعديّ، ويحيى بن خلف الطرسوسي هما واحد لأن أبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي يروي عنهما. وقد فرّق الذهبي- رحمه الله- بينهما في الميزان، والمغني. ولم يذكر ابن حبّان سوى: «يحيى بن خليف بن عقبة» وقال: بصري، وذكر ابن عديّ «يحيى بن خليف بن عقبة السعدي» فقط. [4] انظر (الفرّاء) برقم (312) من هذا الجزء. [5] انظر عن (يحيى بن زياد الأسدي) في: الثقات لابن حبّان 9/ 255، 256، وتهذيب الكمال للمزيّ (المصوّر) 3/ 1497، والكاشف 3/ 224 رقم 6280، وتهذيب التهذيب 11/ 211 رقم 352، تقريب التهذيب 2/ 348 رقم 66، وخلاصة تذهيب التهذيب 423. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 440 وعنه: أيّوب بْن محمد الوزان، وشداد بْن رُشَيْد، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن سابور الرَّقّيّ [1] . 427- يحيى بْن سَعِيد [2] . أبو زكريّا الحمصيّ العطّار. سمع: يونس بْن زيد الأَيْليّ، وحريز بْن عثمان، وبكر بْن خُنَيْس، والسَّرِيّ بْن يحيى، وعبد الرَّحْمَن المسعودي، وأيّوب بْن خوط الْبَصْرِيّ، وسوار بْن مُصْعَب، وفضيل بْن مرزوق، وأبا غسان محمد بْن مُطَرِّف، ومبارك بْن فَضَالَةَ، ويحيى بْن أيّوب الْمَصْرِيّ، وخلقًا بالشام والعراق، ومصر. وعنه: نُعَيْم بْن حمّاد، وإِسْحَاق بن راهويه، ومحمد بن أبي السّريّ والعسقلانيّ، ومحمد بْن مُصَفَّى، وأبو جميل أحمد محمد بْن المغيرة العَوْهيّ، وآخرون. ضعفه ابن مَعِين [3] . ووثَّقهُ محمد بْن مُصَفَّى [4] . وقال أبو داود: جائز الحديث [5] .   [1] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال إنه مات بعد المائتين. [2] انظر عن (يحيى بن سعيد العطار) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 277 رقم 2985، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 40، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 179، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 403، 404 رقم 2026، والجرح والتعديل 9/ 152 رقم 628، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2650، 2651، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني 28 ب، 29 أرقم (694) حسب ترقيمنا، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 209 ب، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1500، والمغني في الضعفاء 2/ 735 رقم 6974، وميزان الاعتدال 4/ 379، 380 رقم 9519، وتهذيب التهذيب 11/ 220، 221 رقم 359، وتقريب التهذيب 2/ 348 رقم 73، وخلاصة تذهيب التهذيب 423، 424. [3] فقال: «ليس بشيء» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 404) ، وقال محمد بن عوف الحمصي: سمعت يحيى بن معين يضعّف يحيى بن سعيد العطار صاحبنا، وذكر أنه احترق كتبه، وأنه روى أحاديث منكرة. (الجرح والتعديل 9/ 152) . [4] تهذيب الكمال 3/ 1500. [5] تهذيب الكمال 3/ 1500. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 441 وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ [1] . وَقَالَ ابن عدي [2] : له مصنف في حفظ اللسان. ثنا بِهِ أحمد بْن محمد بْن عَنْبَسَةَ، عَنْ أَبِي التُّقَى هشام بْن عَبْد الملك، عَنْهُ. وفي الكتاب أحاديث لا يتابع عليها، وهو بين الضعف [3] . 428- يحيى بْن السكن الْبَصْرِيّ [4] . نزيل الرَّقَّةِ. عَنْ: شُعْبَة، وعمران القطّان. وعنه: هلال بْن العلاء، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن حسّان الأزرق. قال أبو حاتم [5] : لَيْسَ بالقويّ [6] . وقال غيره: تُوُفّي سنة اثنتين ومائتين [7] ، وقيل سنة مائتين [8] . 429- يحيى بْن سلّام البصريّ [9] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 1500. [2] في الكامل 7/ 2651. [3] وقال العقيلي: «منكر الحديث» ، وقال أيضا: «لا يتابع على حديثه وليس بمشهور بالنقل» . (الضعفاء الكبير 4/ 403 و 404) . [4] انظر عن (يحيى بن السكن البصري) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ 197 رقم 1995، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 280 رقم 3001، والتاريخ الصغير له 217، والجرح والتعديل 9/ 155 رقم 643، والثقات لابن حبّان 9/ 253، والسابق واللاحق للخطيب 176، والمغني في الضعفاء 2/ 735 رقم 6975، وميزان الاعتدال 4/ 380 رقم 9525، ولسان الميزان 6/ 259 رقم 911. [5] في الجرح والتعديل 9/ 155، وزاد: «بابة محمد بن مصعب القرقساني» . [6] وقال أحمد: «يحيى بن السكن شريك أبي الوليد الطيالسي في الحديث» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 198 رقم 1995) . [7] ورّخه فيها البخاري في «التاريخ الصغير» 217. [8] وقال ابن حبّان: «يحيى بن السكن، أبو زكريا، أصله من البصرة، سكن بغداد ... مات بالرقّة سنة ثلاثين ومائتين» . (الثقات 9/ 253) وتابعه الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان 6/ 259) . [9] انظر عن (يحيى بن سلام البصري) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ 512 رقم 1197، والجرح والتعديل 9/ 55 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 442 عن: فطر بن خليفة، وشعبة، والمسعودي، وابن أَبِي عَرُوبَة، والثَّوْريّ، ومالك. وقال ابن عديّ [1] : يكتب حديثه مَعَ ضعفه. وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: يحيى بْن سلّام بْن أَبِي ثعلبة أبو زكريّا الْبَصْرِيّ. روى الحروف عَنْ أصحاب الحَسَن وغيره، وله اختيار في القراءة من طريق الآثار [2] . سكن إفريقيا دَهْرًا، وسمعوا منه كتابه في «تفسير القرآن» ، وليس لأحمد من المتقدمين مثله، وكتابه «الجامع» . وكان ثقة ثبتًا عالمًا بالكتاب والسنة. وله معرفة باللغة والعربية [3] . وُلِد سنة أربعٍ وعشرين ومائة. قَالَ ابن يونس: تُوُفّي بمصر بعد رجوعه من الحج في صَفَر سنة مائتين. قلت: وروى عَنْهُ: ابنه محمد بْن يحيى، وأحمد بْن موسى وسمع منه: عَبْد اللَّه بْن وهْب مَعَ تقدُّمِهِ. وروى أيضًا عَنْهُ: بحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحَكَم. قَالَ أبو حاتم [4] : صدوق [5] . 430- يحيى بن الضّريس بن يسار [6] .   [ () ] رقم 642، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2708، 2709، وتاريخ جرجان للسهمي 172، والمغني في الضعفاء 2/ 736 رقم 6976، وميزان الاعتدال 4/ 380، 381 رقم 9526، وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 373 رقم 3848، ولسان الميزان 6/ 259- 261 رقم 912، وطبقات المفسرين للداوديّ 2/ 371 رقم 685. [1] في الكامل 7/ 2709. [2] طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 371. [3] غاية النهاية لابن الجزري 2/ 373، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 371. [4] في الجرح والتعديل 9/ 155. [5] ووثّقه أحمد فقال: يحيى بن سلام عندهم من الثقات. (العلل ومعرفة الرجال 1/ 512 رقم 1197) . وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» وقال: ربّما أخطأ. [6] انظر عن (يحيى بن الضريس) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 443 القاضي أبو زكريّا البَجَليّ مولاهم الرّازيّ، قاضي الرّيّ. رأى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى. وروى عَنْ: عكرمة بْن عمار، وابن جُرَيْج، وزكريا بْن إِسْحَاق، ومحمد بْن إِسْحَاق بْن يَسَار، وفُضَيْل بْن مرزوق، وإبراهيم بْن طِهْمان، وعَمْرو بْن أَبِي قيس الرّازيّ، وسُفْيَان، وزائدة، وطائفة. وعنه: إِبْرَاهِيم بْن موسى الفرّاء، ومحمد بْن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بْن حُمَيْد، وعبد اللَّه بْن الْجَهْم، وموسى بْن نَصْر الرازيون، ويحيى بْن مَعِين، ويحيى بْن أكثم، وإِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وإِسْحَاق بْن الفيض الأصبهاني. وروى عَنْهُ من القدماء: جرير بْن عَبْد الحميد. وكان من حفاظ: الرّيّ، كَانَ جرير معجبًا بِهِ [1] . وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بأس [2] . وقال إِبْرَاهِيم بْن موسى: منه تعلَّمْنا الحديث [3] . قَالَ الْبُخَارِيّ، عَنْ يونس بْن موسى [4] : مات في ربيع الأوَّل سنة ثلاث ومائتين [5] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 380، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 282، 283 رقم 3011، والتاريخ الصغير له 218، والكنى والأسماء، لمسلم، ورقة 40، وطبقات خليفة 325، والجرح والتعديل 9/ 158- 160 رقم 659، والثقات لابن حبّان 0/ 252، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 343 رقم 1833، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 210 أ، ب، وتاريخ جرجان للسهمي 74 و 142 و 213، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 570 رقم 2218، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1504، والكاشف 3/ 227 رقم 6296، وسير أعلام النبلاء 9/ 499، وتذكرة الحفّاظ 1/ 347، وتهذيب التهذيب 11/ 232، 233 رقم 376، وتقريب التهذيب 2/ 350 رقم 92، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 424. [1] الجرح والتعديل 9/ 159. [2] تهذيب الكمال 3/ 1504. [3] الجرح والتعديل 9/ 159. [4] في «التاريخ الصغير» 218 «يوسف بن راشد» . وأرّخه أيضا: ابن حبّان في «الثقات» 9/ 252. [5] وقال وكيع: «يحيى بن الضريس من حفّاظ الناس لولا أنه خلّط في حديثين» . وسئل عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن يحيى بن الضريس فقال: كان صحيح الكتب جيّد الأخذ، الجزء: 14 ¦ الصفحة: 444 431- يحيى بْن عَبّاد [1] . أبو عبّاد الضُّبَعيّ، بَصْريّ صدوق، ربما أغرب. حدَّثَ ببغداد عَنْ: شُعْبَة، وفليح بْن سليمان، والمسعودي، ويعقوب القُمّيّ. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو ثور الكلبي، والحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن سعد، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. (وذكر البخاري [3] ، عَنْ إسماعيل، ولم ينسبه، أَنَّهُ تُوُفّي سنة ثمان وتسعين ومائة، فلم يشر إليها [4] ) ، [5] .   [ () ] وكان بهز بن أسد يثني عليه وعرفه. وقال ابن معين: كان كيّسا ثقة. وقال إبراهيم بن موسى: اختلف إلى يحيى بن الضريس سنتين لا يفوتني أضحى ولا فطر منه تعلّمنا الحديث. (الجرح والتعديل 9/ 159، 160) . وروى الحاكم عنه من طريق إبراهيم بن موسى قال: سمعت يحيى بن الضريس يقول: رأيت ابن أبي ليلى بمكة على باب من أبواب البحر، ورجل يسأله، وكان آخر ما سأله عن مسألة، فقال له ابن أبي ليلى: هذا من أبواب القضاء لا أجيبك فيه، فقال له سندي بن عبدويه: يا أبا زكريا، فما سألته عن شيء؟ قال: لا، قال: فما منعك؟ قال: هيبة له. (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 210 ب) . [1] انظر عن (يحيى بن عبّاد الضبعي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 292 رقم 3044، والتاريخ الصغير له 214، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 86، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 25، وتاريخ الطبري 1/ 257، والجرح والتعديل 9/ 173 رقم 712، والثقات لابن حبّان 9/ 256، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي بين رجال الصحيحين 2/ 563، 564 رقم 2186، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1505، والكاشف 3/ 228 رقم 6301، والمغني في الضعفاء 2/ 738 رقم 6996، وميزان الاعتدال 4/ 387 رقم 9550، وتهذيب التهذيب 11/ 235، 236 رقم 382، وتقريب التهذيب 2/ 350 رقم 98، وخلاصة تذهيب التهذيب 425. [2] في الجرح والتعديل 9/ 173. [3] في تاريخه الصغير 214. [4] تتمّة عبارة البخاري: «سنة حمّاد بن سلمة، وجعفر بن سليمان» . وقد مات حمّاد بن سلمة سنة 167، ومات جعفر بن سليمان سنة 178، فلا يظنّ أنه قدم بغداد من البصرة سنة وفاتهما، إذ كان دخوله بغداد بعد وفاتهما بمدّة طويلة. [5] العبارة التي بين القوسين هي من هامش الأصل. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 445 432- يحيى بْن عَنْبَسَةَ الْبَصْرِيّ [1] . عَنْ: حُمَيْد الطويل، وأبي حنيفة، وجماعة. وعنه: أحمد بْن نَصْر الفراء، ويوسف بْن سَعِيد بْن مُسْلِم، [2] ، وعليّ بْن يزيد الفرائضيّ، ونصر بْن هذيل البالِسيّ. يَأْتِي عَنِ الثِّقَاتِ بِالطَّامَاتِ. فَلَهُ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «خَدَرُ الْوَجْهِ مِنَ السُّكْرِ يُهْدِرُ الْحَسَنَاتِ» [3] . وَلَهُ قَالَ: «حُسْنُ الْوَجْهِ [مَالٌ] [4] وَحُسْنُ الشَّعْرِ [مَالٌ] [4] وَحُسْنُ اللِّسَانِ مَالٌ» [5]- يَعْنِي فِي النَّوْمِ-[6] . كلا الحديثان مكذوبان [7] . 433- يحيى بن طلحد أبو طلحة المُرَاديّ الْبَصْرِيّ [8] . سمع من: جَدّه لأمّه سَعِيد بْن جَمْهان. وعُمّر دهرًا. روى عَنْهُ: يحيى بْن أَبِي الخصيب، وأحمد بْن الأزهر النَّيْسابوريّ، وعبد الملك بْن محمد الرَّقَاشيّ، وغيرهم.   [1] انظر عن (يحيى بن عنبسة) في: المجروحين لابن حبّان 3/ 124، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2709، 2710، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 178 رقم 587، وتاريخ بغداد 14/ 161، 162 رقم 7475، وميزان الاعتدال 4/ 400، والمغني في الضعفاء 2/ 741 رقم 7027، والكشف الحثيث 461 رقم 848، ولسان الميزان 6/ 272، 273 رقم 953. [2] في الأصل «سلمة» ، وهو غلط، والتصويب من تاريخ بغداد، فهو يوسف بن سعيد بن مسلم المصّيصي. [3] حديث منكر رواه ابن عديّ في الكامل 7/ 2709. [4] زيادة من الكامل لابن عديّ 7/ 2710. [5] وتتمّته في «الكامل» : «والمال مال» . [6] هذه العبارة ليس في «الكامل» . [7] وقال ابن حبّان: «شيخ دجّال يضع الحديث على ابن عيينة، وداود بن أبي هند، وأبي حنيفة، وغيرهم من الثقات، لا تحلّ الرواية عنه بحال ولا كتابة حديثه إلّا للاعتبار» . (المجروحون 3/ 124) ، وقال الدار الدّارقطنيّ: «كذّاب» . [8] انظر عن (يحيى بن طلحة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 283 رقم 3013، والجرح والتعديل 9/ 160 رقم 662. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 446 قَالَ ابن أَبِي حاتم [1] : ثنا عَنْهُ يزيد بْن سِنان الْبَصْرِيّ بمصر. قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الْحَافِظِ بْنِ بَدْرَانَ: أَخْبَرَكُمْ ابْنُ قُدَامَةَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَاجِبُ، أَنَا طِرَادٌ، أَنَا ابْنُ حَسْنُونٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ طَلْحَةَ أَبُو طَلْحَةَ إِمْلاءً سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ: سَمِعْتُ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْمِلُوا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ سَفِينَةُ» [2] . هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ عَالٍ. 434- يحيى بْن عيسى التَّميميّ النَّهْشَليّ الكوفيّ الفاخوريّ الخزّاز [3] . نزيل الرملة.   [1] في الجرح والتعديل 9/ 160. [2] أخرج الحاكم في المستدرك 3/ 606 من طريق: أحمد بن حازم الغفاريّ، وعلي بن عبد العزيز، قالا: حدّثنا أبو نعيم، ثنا حشرج بن نباتة قال: سألت سفينة عن اسمه فقال: أما إنّي مخبرك باسمي، كان اسمي قيسا، فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة، قلت: لم سمّاك سفينة؟ قال: خرج ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم، فقال: «ابسط كساءك» فبسطته، فجعل فيه متاعهم ثم حمله عليّ فقال: «احمل ما أنت إلّا سفينة» فقال: لو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أو ستة ما ثقل عليّ. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتابعه الذهبي في «تلخيص المستدرك» وقد سقط من الإسناد: سعيد بن جمهان. وأخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 121 و 122، وابن قتيبة في المعارف 146، 147، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» 1/ 369، والطبراني في «المعجم الكبير» 7/ 96 رقم 6439، والبزار في مسندة 257، والهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 366. [3] انظر عن (يحيى بن عيسى النهشلي) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 651 رقم 1354، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 3221 و 3/ رقم 4110، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 296 رقم 3063، والتاريخ الصغير 216، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 62 رقم 62، والضعفاء والمتروكين للنسائي 306 رقم 630، وتاريخ الثقات للعجلي 475 رقم 1821، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 224، و 542 و 607 و 3/ 191 و 228، وتاريخ أبي زرعة 1/ 657، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 421 رقم 2047، والجرح والتعديل 9/ 178 رقم 739، والمجروحين لابن حبّان 3/ 126، 127، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2673- 2675، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 347 رقم 1845، والكامل (المصوّر) 3/ 1514، والكاشف 3/ 6337، والمغني في الضعفاء 2/ 741 رقم 7028، وسير أعلام النبلاء 9/ 423، 424 رقم 7028، والعبر 1/ 337، وميزان الاعتدال 1/ 401، 402 رقم 9600، وتهذيب التهذيب 11/ 262، 263 رقم 527، وتقريب التهذيب 2/ 355 رقم 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 427، وشذرات الذهب 2/ 2. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 447 روى عَنِ الاعمش، ومسعر، وعبد الأعلى بْن أَبِي المساور، وجماعة. وعنه: عليّ بْن محمد الطُّنافسيّ، ومحمد بْن عثمان بْن كرامة، ومحمد بْن مُصَفَّى، وخلْق سواهم. كَانَ يتردد إلى العراق. وكان الْإِمَام أحمد حَسَن الثناء عَلَيْهِ [1] . وقال النَّسائيّ [2] : لَيْسَ بالقوي. قَالَ أحمد بْن سِنان القطّان: قَالَ لنا أبو معاوية الضّرير: اكتبوا عَنْهُ، فطال ما رأيته عند الأعمش [3] . ومن غرائبه ما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، عَنْهُ قَالَ: ثنا الأَعْمَشُ قَالَ: اخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ فِي الْقَصَصِ، فَأَتَوْا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَسَأَلُوهُ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّ؟ قَالَ: لا. إِنَّمَا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ وَالْقِتَالِ. ولكن سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لأَنّ أقعد مَعَ قومٍ يذكرون اللَّه بعد صلاة العصر حتّى تغيب الشمس أحبّ إليّ من الدُّنيا وما فيها» [4] . 435- يحيى بْن غَيْلان البغداديّ [5] . قِيلَ: تُوُفّي سنة عشر. قاله محمد بن سعد، وغيره. سيأتي في الطّبقة المقبلة. 436- يحيى بْن فضيل القنويّ الكوفيّ [6] .   [1] قال: «ما أقرب حديثه» . (الجرح والتعديل 9/ 178) وسأله ابنه عبد الله عن يحيى بن عيسى الرمليّ، ثقة؟ قال: ما أدري. ما كتبت عنه شيئا. (العلل ومعرفة الرجال 2/ 489 رقم 3221) وانظر: (العلل 3/ 49 رقم 4110) . [2] في الضعفاء والمتروكين 306 رقم 630. [3] تهذيب الكمال 2/ 154. [4] ذكر ابن عديّ في (الكامل 7/ 2674) . وقال الجوزجاني عن «يحيى بن عيسى» : «يروي أحاديث ينكرها الناس» . (أحوال الرجال 62) ، وقال ابن معين: «ليس بشيء» . [5] ستأتي ترجمته ومصادرها في الجزء التالي. [6] انظر عن (يحيى بن فضيل القنوي) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 448 يروي نسخة عَنِ الحَسَن بْن صالح بْن حَيّ. وعنه: محمد بْن إسماعيل الأُحْمُسيّ، والحَسَن بْن عليّ بْن عفّان، وغيرهما. 437- يحيى بْن فضَيْل العَنَزيّ الْبَصْرِيّ. عَنْ: أَبِي عَمْرو بْن العلاء. حكى عنه: أبو عبيدة معمر بْن المُثَنَّى. أما يحيى بْن فضَيْل فرجل يأتي بعد الستين ومائتين. 438- يحيى بْن كثير بْن درهم [1] . أبو غسّان الْبَصْرِيّ. مولى بني العَنْبر. عَنْ: قُرَّةَ بْن خَالِد، وشُعْبة، وعُمَر بْن العلاء المازني، وسليم بْن أخضر، وسلم بْن جعفر، وعليّ بْن المبارك. وعنه: بُنْدار، والفلاس، ومحمد بْن أَبِي عتاب الأعين، ومحمد بْن يحيى الْأَزْدِيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الْعَوَّام، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وطائفة. وكان ثقة صاحب حديث.   [ () ] الجرح والتعديل 9/ 181 رقم 750. [1] انظر عن (يحيى بن كثير بن درهم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 300 رقم 3084، والتاريخ الصغير له 217، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 88، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 76، والجرح والتعديل 9/ 183 رقم 760، والثقات لابن حبّان 9/ 255، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 798 رقم 1336، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 349 رقم 1851، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 564 رقم 2189، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1515، والكاشف 3/ 742 رقم 7034، وسير أعلام النبلاء 9/ 538 رقم 207، والمغني في الضعفاء 3/ 742 رقم 7034، وتهذيب التهذيب 11/ 266 رقم 536، وتقريب التهذيب 2/ 356 رقم 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 427. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 449 تُوُفّي سنة خمس أو ستٍّ ومائتين [1] . قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : لَيْسَ بِهِ بأس [4] . قلت: مرّ قبل المائتين يحيى بْن كثير صاحب الْبَصْرِيّ أبو النَّضْر. 439- يحيى بْن المبارك بْن المغيرة [5] . أبو محمد العَدَويّ الْبَصْرِيّ المقرئ النَّحْويّ المعروف باليزيديّ لاتّصاله بيزيد بْن منصور. خال المهديّ يؤدّب ولده. قرأ القرآن وجوّده عَلَى أَبِي عَمْرو بْن العلاء، وحدّث عنه.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1515، وقال البخاري في تاريخه الصغير 217: «بعد المائتين» ، وتابعه ابن حبّان في «الثقات» 9/ 255. [2] في الجرح والتعديل 9/ 183. [3] تهذيب الكمال 3/ 1515. [4] وقال العباس بن عبد العظيم العنبري: أخبرنا يحيى بن كثير أبو غسان وكان ثقة. (الجرح والتعديل 9/ 183) . [5] انظر عن (يحيى بن المبارك) في: المعارف 544، والبيان والتبيين 3/ 374، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 129، 130، ومعجم الشعراء للمرزباني 498، ومروج الذهب 835، والفهرست لابن النديم 50، 51، وتاريخ جرجان للسهمي 561، والأغاني 2/ 216- 239، وطبقات النحويين للزبيدي 61- 66، وتاريخ بغداد 14/ 146- 148 رقم 7465، ودرّة الغوّاص للحريري 42، ووفيات الأعيان 6/ 183- 193 رقم 799، ونور القبس 80- 87، وديوان الحماسة بشرح المرزوقي 1549، ونزهة الألبّاء 49- 53، والكامل في التاريخ 6/ 350، ومعجم الأدباء 20/ 30- 32، ومراتب النحويين 98، وأخبار النحويين البصريين 40- 42، وفهرسة ابن خير الإشبيلي 67، والمقتبس 80- 87، واللباب 3/ 308، والمختصر في أخبار البشر 2/ 23، ودول الإسلام 1/ 126، ومعرفة القرّاء الكبار 1/ 151، 152 رقم 62، وسير أعلام النبلاء 9/ 562، 563 رقم 219، والعبر 1/ 338، ومرآة الجنان 2/ 3- 7، والبلغة في أئمة اللغة 284، وغاية النهاية لابن الجزري 2/ 375- 377 رقم 3860، والنجوم الزاهرة 2/ 173، والمزهر 2/ 405، وبغية الوعاة 2/ 340 رقم 2132، وشذرات الذهب 2/ 4، وخزانة الأدب للبغدادي 4/ 426، وخلاصة الذهب المسبوك 205. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 450 وعن: ابن جُرَيْج وغيرهما. قرأ عَلَيْهِ: أبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وجماعة. وحدَّثَ عَنْهُ: أبو عُبَيْد، وإِسْحَاق الْمَوْصِلِيّ، وابنه محمد بْن يحيى، وآخرون. وقد اتّصل بالرشيد وأدّب المأمون. وكان ثقة، فصيحًا، مفوهًا، حُجَّة، عالمًا باللُّغات والشعر والآداب. أخذ العربية عَنْ أَبِي عَمْرو، والخليل بْن أحمد، وصنّف كتاب «النّوادر» ، وكتاب «المقصور والممدود» ، وكتاب «الشّكل» ، وكتاب «نوادر اللُّغة» ، ومختصرًا في النَّحْو [1] . وكان يجلس زمن الرشيد مع الكسائيّ في مسجد واحد يقريان النّاس، فكان الكسائي يؤدّب الأمين، وكان اليزيديّ يؤدّب المأمون. وروى عَنْ أَبِي حمدون الطَّيِّب بْن إسماعيل قَالَ: شهدت ابن أَبِي العتاهية وكتب عَنِ اليزيديّ نحو عشرة آلاف ورقة، عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء خاصّة [2] . قَالَ أَبُو عَمْرو الداني: رَوَى القراءة عَنِ اليزيديّ من آله: محمد، وعبد اللَّه، وإبراهيم، وإسماعيل، وإِسْحَاق أولاده، وابن ابنه أحمد بْن محمد، وأبو عُمَر الدُّوريّ، وأبو حمدون، وعامر بْن عُمَر المَوْصِليّ أوقيّة، وأبو شُعَيْب السُّوسيّ، وسليمان بْن خلّاد، ومحمد بْن سَعْدان، وأحمد بْن جُبَيْر، ومحمد بْن شجاع، وأبو أيّوب الخيّاط، وجعفر بْن غلام سجادة، ومحمد بْن عُمَر الرُّوميّ [3] . وقد خالف أبا عَمْرو في اختباره في أحرُف [4] . ثمّ قَالَ أبو عَمْرو: أَنَا خَلَف بْن إِبْرَاهِيم، نا محمد بْن عَبْد اللَّه، نا محمد بْن يعقوب: أخبرني عُبَيْد اللَّه بْن محمد بْن اليزيدي، عَنْ أَبِيهِ، عن   [1] تاريخ بغداد 14/ 147، وانظر مؤلّفاته في: «الفهرست» لابن النديم 50- 51. [2] تاريخ بغداد 14/ 147. [3] معجم الأدباء 20/ 31. [4] تاريخ بغداد 14/ 147، ووفيات الأعيان 6/ 183 و 184. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 451 يحيى بْن المبارك. قَالَ: كَانَ أَبِي صديقًا لأبي عَمْرو بْن العلاء فخرج إلى مكّة، فذهب أبو عَمْرو يشيعه وأنا معه، فأوصى بي إلى أَبِي عَمْرو. قَالَ: فلم يرني أبو عَمْرو حتّى قدِم أَبِي فأتي أبو عَمْرو يستقبله. فقال: يا أبا عَمْرو كيف رضاك عَنْ يحيى؟ قَالَ: ما رأيته منذ فارقتك إلى هذا الوقت. فحلف أَبِي أنّ لا أدخل البيت حتّى أقرأ القرآن عَلَى أَبِي عَمْرو قائمًا عَلَى رجلي. فقرأت عَلَيْهِ القرآن كله قائمًا. أحسبه أَنَّهُ قَالَ: وكانت اليمين بالطلاق. عاش اليزيدي أربعًا وسبعين سنة، وتُوُفّي ببغداد سنة اثنتين ومائتين [1] ، وقيل تُوُفّي بمرو مَعَ المأمون. 440- يحيى بْن محمد بْن عباد الْمَدَنِيّ الشجري [2]- ت. - يروى عَنْ: محمد بْن إِسْحَاق، وموسى بْن عُقْبة، وهشام بْن سعْد، وغيرهم. وعنه: ابنه إِبْرَاهِيم، ومحمد بْن المنذر بْن سَعِيد. ضعفه أبو حاتم [3] . 441- يحيى بْن معاذ [4] .   [1] تاريخ بغداد 14/ 148. [2] انظر عن (يحيى بن محمد بن عبّاد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 304 رقم 3099، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 427، 428 رقم 2056، والجرح والتعديل 9/ 185 رقم 766 وفيه (يحيى بن محمد بن هانئ) ، والثقات لابن حبّان 9/ 255، وتاريخ جرجان للسهمي 84، وتهيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1517، والكاشف 3/ 234 رقم 6351، والمغني في الضعفاء 743، وميزان الاعتدال 4/ 406، 407 رقم 9618، وتهذيب التهذيب 11/ 273 رقم 545، وتقريب التهذيب 2/ 357 رقم 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 427. [3] في الجرح والتعديل 9/ 185. وقال العقيلي: «في حديثه مناكير وأغاليط، وكان ضريرا فيما بلغني أنه يلقّن» . (الضعفاء الكبير 4/ 427) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [4] انظر عن (يحيى بن معاذ) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 452 متولّي الجزيرة. من كبار قواد المأمون. تُوُفّي سنة ستّ ومائتين [1] . 442- يحيى بْن يمان [2] . أحد الثقات المشاهير. تُوُفّي سنة ثلاث ومائتين. كذا ورّخه بعضهم فغلط. بل تُوُفّي قبل التسعين ومائة كما مرّ. وإنّما الّذي تُوُفّي سنة ثلاث ومائتين: داود بْن يحيى. واللَّه أعلم. 443- يزيد بْن بيان [3] . أبو خَالِد العُقَيْليّ الْبَصْرِيّ المعلم المؤذِّن الضّرير. عَنْ: أَبِي الرحال، عَنْ أنس. وعنه: بُنْدار، والفسويّ [4] ، والفلّاس، وأثنى عليه [5] .   [ () ] بغداد لابن طيفور 18 و 29، وتاريخ خليفة 206، وتاريخ الطبري 8/ 323 و 339 و 341 و 369 و 371 و 564 و 576 و 581 و 603 و 9/ 55، والعيون والحدائق 3/ 296 و 317 و 320 و 356 و 362 و 442 و 451، والإنباء في تاريخ الخلفاء 30، 31، والكامل في التاريخ 6/ 205 و 208 و 212 و 223 و 346 و 358 و 363 و 478. [1] تاريخ خليفة 472. [2] تقدّمت ترجمة (يحيى بن يمان) في الطبقة التاسعة عشرة. [3] انظر عن (يزيد بن بيان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 323 رقم 3176، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 32، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 411، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 375 رقم 1986، والجرح والتعديل 9/ 254 رقم 1065، والمجروحين لابن حبّان 2/ 199 و (3/ 109) ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 7/ 2733، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 179 رقم 594، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 173 ب، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1530، والكاشف 3/ 241 رقم 6398، والمغني في الضعفاء 2/ 748 رقم 7089، وميزان الاعتدال 4/ 420 رقم 9678، وتهذيب التهذيب 11/ 316، 317 رقم 610، وتقريب التهذيب 2/ 363 رقم 233، وخلاصة تذهيب التهذيب 430. [4] روى عنه في «المعرفة والتاريخ 3/ 411» فقال: أخبرنا أبو خالد يزيد بن بيان العقيلي، أنا أبو الرحّال الأنصاري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ما أكرم شابّ شيخا لسنّه إلّا قيّض الله له من يكرمه عند سنّه» . وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 375، وقال: لا يتابع عليه ولا يعرف إلّا به. ونقل عن آدم بن موسى، عن البخاري قوله: يزيد بن بيان المعلّم فيه نظر. [5] الجرح والتعديل 9/ 254. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 453 444- يزيد بْن أبي حكيم الكِنَانيّ العَدَنيّ [1]- خ. ت. ن. ق. - عَنْ: سُفْيَان الثَّوْريّ، والحكم بْن أبان، وزمعة بْن صالح، ومالك بْن أنس. وعنه: إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن منصور الرَّماديّ، والكُدَيْميّ، وآخرون. قَالَ أبو داود: لا بأس بِهِ [2] . قلت: ينبغي أنّ يؤخّر، فإنّ أبا حاتم عزم على الرحلة إليه [3] . 445- يزيد بن هارون [4]   [ () ] وقال ابن حبّان: «كان ممّن ينفرد بالمناكير التي إذا سمعها من الحديث صناعته لا يشكّ أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به بحال» . (المجروحون 3/ 109) . وذكره ابن عديّ في ضعفائه ونقل قول البخاري فيه، وأخرج الحديث الّذي رواه الفسوي. وقال: وهذا لا يعرف لأبي الرحّال، عن أنس غير هذا ولا أعلم يرويه عنه غير يزيد بن بيان ولأبي الرحّال من الحديث مقدار خمسة إلّا أن الّذي أنكرت عليه هذا الحديث. (الكامل 7/ 2733) . وضعّفه الدار الدّارقطنيّ 179 رقم 594. [1] انظر عن (يزيد بن أبي حكيم) في: طبقات خليفة 289، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 261، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 326 رقم 3190 وفيه «يزيد أبي حكيم أبو عبد الله» ، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 718، والجرح والتعديل 9/ 258 رقم 1088، والثقات لابن حبّان 9/ 274، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 811، 812 رقم 1364، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 577 رقم 2250، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1531 وفيه «يزيد بن حكيم» ، والكاشف 3/ 241 رقم 6403، والمعين في طبقات المحدّثين 80 رقم 873 وفيه «المدني» بدل «العدني» وهو تحريف، وتهذيب التهذيب 11/ 319، 320 رقم 616، وتقريب التهذيب 2/ 363 رقم 239، وخلاصة تهذيب التهذيب 431. [2] تهذيب الكمال 3/ 1531. [3] قال أبو حاتم: «صالح الحديث، كنت اتفقت مع رفيق لي في الخروج إليه، فخالفني وركب السفينة ولم ينتظرني، فغيّرت عزمي، وتركت الخروج إلى صنعاء وخرجت إلى مصر» . (الجرح والتعديل 9/ 258) . وقال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» . (الثقات 9/ 274) . [4] انظر عن (يزيد بن هارون) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 314، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 677، 678 رقم 2260 و 4058 و 4412 و 4936 و 4935 و 4943 و 4944 و 4954 و 4993 و 5008، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز عن ابن معين وغيره 1/ رقم 474 و 2/ رقم 49، والعلل ومعرفة الجزء: 14 ¦ الصفحة: 454 بن زاذني [1]- ع. - الإمام أبو خالد السّلميّ، مولاهم الواسطيّ. وُلِد سنة ثمان عشرة ومائة. سمع من: عاصم الأحول، ويحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ، وسليمان التَّيْميّ، وسعيد الْجُرِيريّ، وابن عَوْن، وحُمَيْد الطويل، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَبَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة، وحريز بْن عثمان، وشُعْبة، وشريك، وخلق كثير. وعنه: أحمد، وابن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وعبد بْن حُمَيْد، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن سِنان القطّان، وأحمد بن سليمان   [ () ] الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1225 و 1227 و 1236 و 2/ رقم 1462 و 1849 و 2297 و 2339 و 2856 و 3/ 4221 و 5131 و 5341 و 6018، والزهد لأحمد 109 و 321 و 340 و 443 و 462، وطبقات خليفة 326، وتاريخ خليفة 472، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 368 رقم 3354، والتاريخ الصغير له 120، والجرح والتعديل 9/ 295 رقم 1257، والبيان والتبيين 2/ 296، وتاريخ الثقات للعجلي 481، 482 رقم 1859، والمعارف لابن قتيبة 456 و 515، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 32، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 162، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 458، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 833، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 177، 178 رقم 1406، والثقات لابن حبّان 7/ 732، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 2758، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 438 رقم 1483، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 810، 811 رقم 1363، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 365، 366 رقم 1890، وطبقات علماء إفريقية 177، وتاريخ جرجان للسهمي 64 و 160 و 179 و 208 و 251 و 282 و 284 و 302 و 409 و 517 و 526 و 535 و 552، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 174 أ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 365، 366 رقم 1890، والسابق واللاحق 374، وتاريخ بغداد 14/ 337- 347 رقم 7661، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 576 رقم 2246، والكامل في التاريخ 6/ 362، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1544، 1545، والعبر 1/ 350، ودول الإسلام 1/ 128، وتذكرة الحفّاظ 1/ 317، والمعين في طبقات المحدّثين 71 رقم 540، والكاشف 2/ 251 رقم 6479، وتهذيب التهذيب 11/ 366- 369 رقم 711، وتقريب التهذيب 2/ 372 رقم 340، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 132، وخلاصة تذهيب التهذيب 435، وشذرات الذهب 2/ 16. [1] اختلفت المصادر في ضبط هذه النسبة، فقيل: ابن زاذان، وابن زاذني، وقيل «وادي» ! (انظر: الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 174 أ، وتهذيب التهذيب لابن حجر 11/ 366، وغيرهما) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 455 الرهاوي، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وابن نُمَيْر، ويعقوب الدَّوْرقيّ، والحَسَن بْن مُكْرَم، والحارث بْن أَبِي أسامة، ومحمد بن مسلمة الواسطيّ، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بْن عَبْد الرحيم البزّاز، وخلْق وآخرهم وفاةً إدريس بْن جعفر العطّار. قِيلَ إنّه بُخَارِيُّ الأصل [1] . قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: ما رأيت أحفظ من يزيد بْن هارون [2] . وقال يحيى بْن يحيى: يزيد بْن هارون أحفظ من وكيع [3] . وقال أحمد بْن حنبل: كَانَ يزيد حافظًا متقنًا [4] . وقال زياد بْن أيّوب: ما رأيت ليزيد كتابًا قطّ، ولا حدّثنا إلّا حِفْظًا [5] . وقال السّرّاج، سَمِعْتُ عليّ بْن شُعَيْب يَقُولُ: سَمِعْتُ يزيد بْن هارون يَقُولُ: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث بالإسناد ولا فَخْر، وأحفظ للشّاميّين عشرين ألف حديث، لا أُسأل عَنْهَا [6] . وقال الفضل بْن زياد: سَمِعْتُ أبا عَبْد اللَّه وقيل لَهُ: يزيد بْن هارون لَهُ فِقْه؟ قَالَ: نعم، وما كَانَ أذكاه وأفهمه وأفطنه [7] . وقال أحمد بْن سِنان: ما رأينا عالمًا قطّ أحسن صلاةً من يزيد بْن هارون. لم يكن يفتر من صلاة اللّيل والنهار [8] . وقال أبو حاتم [9] : يزيد ثقة إمام لا يُسأل عَنْ مثله. وروى عَمْرو بْن عَوْن، عَنْ هُشَيْم قَالَ: ما بالمصرين مثل يزيد بْن هارون. وقال مؤمل بْن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول: ما دلّست حديثا قطّ،   [1] تاريخ بغداد 14/ 338. [2] تاريخ بغداد 14/ 339. [3] تاريخ بغداد 14/ 339. [4] الجرح والتعديل 9/ 295. [5] تاريخ بغداد 14/ 340. [6] تاريخ بغداد 14/ 339، 340. [7] تاريخ بغداد 14/ 340. [8] تاريخ بغداد 14/ 340. [9] في الجرح والتعديل 9/ 295. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 456 إلّا حديثًا واحدًا عَنْ عَوْف، فما بورك لي فيه. وعن عاصم بْن عليّ قَالَ: كنت أَنَا ويزيد بْن هارون عند قيس بْن الربيع، فأمّا يزيد فكان إذا صلّى العتمة لا يزال قائمًا حتّى يصلّي الغداة بذلك الوضوء نيفًا وأربعين سنة [1] . وقال محمد بْن إسماعيل الصائغ بمكّة: قَالَ رَجُل ليزيد بْن هارون: كم جزؤك؟ قَالَ: وأنام من الليل شيئًا؟ إذًا لا أنام اللَّه عيني [2] . وقال يحيى بْن أَبِي طَالِب: سَمِعْتُ من يزيد بْن هارون ببغداد، وكان يقال إنّ في مجلسه سبعين ألفًا [3] . وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ [4] : يزيد بْن هارون ثقة، ثبت، متعبد، حَسَن الصلاة جدًّا. يصلّي الضحى ستٍّ عشرة ركعة بها من الجودة غير قليل. وكان قد عمي. وقال أبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة: ما رأيت أتقن حفظًا من يزيد بْن هارون. وقال أحمد بْن سِنان: هُوَ وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار [5] . وقال يعقوب بْن شَيْبة: كَانَ يزيد يعد من الآمرين بالمعروف والنّاهين عَنِ المُنْكَر [6] . أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ إِجَازَةً: أَنَّ الْكِنْدِيَّ أَخْبَرَهُمْ، أَنَا الْقَزَّازُ، أَنَا الْخَطِيبُ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نَا الْأَصَمُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ شَاذَانَ الْوَاسِطِيُّ الْحَافِظُ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَرْعَرَةَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ. قَالَ: قَالَ لَنَا الْمَأْمُونُ: لَوْلَا مَكَانَ يَزِيدَ بْنِ هارون لأظهرت القرآن مخلوق.   [1] تاريخ بغداد 14/ 341. [2] تاريخ بغداد 14/ 341. [3] تاريخ بغداد 14/ 346. [4] في تاريخ الثقات 481 وفيه ترجمة مطوّلة على غير عادته. [5] تاريخ بغداد 14/ 340. [6] تاريخ بغداد 14/ 346. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 457 فَقِيلَ: وَمَنْ يَزِيدُ حَتَّى يُتَّقَى؟ فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنِّي لَأَرْتَضِيهِ لا أَنَّ لَهُ سلطنة. وَلَكِنْ أَخَافُ إِنْ أَظْهَرْتُهُ فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَتَخْتَلِفُ النَّاسُ وَتَكُونُ فِتْنَةً [1] . وَقَالَ أَبُو نَافِعٍ سِبْطُ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَعِنْدَهُ رَجُلَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ فِي الْمَنَامِ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: غَفَر لي وَشَفَّعَنِي وَعَاتَبَنِي وَقَالَ: أَتُحَدِّثُ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ؟ قُلْتُ: يا ربّ ما علمت إلّا خيرا. وقال: إِنَّهُ كَانَ يَبْغَضُ عَلِيًّا. وَقَالَ الْآخَرُ: رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ أَتَاكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، وَسَأَلَانِي مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَقُلْتُ: أَلِمِثْلِي يُقَالُ هَذَا؟ وَأَنَا كُنْتُ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا فِي دَارِ الدُّنْيَا؟ فَقَالَا لي: صَدَقْتَ [2] . قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: تُوُفِّي بِوَاسِطٍ فِي رَبِيعٍ الْآخَرِ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ [3] . قُلْتُ: وَقَعَ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ بِعُلُوٍّ فِي «الْغَيْلَانِيَّاتِ» مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مِنْهَا: «الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» [4] . وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وقد روى عَبَّاس بْن عَبْد العظيم، وأحمد بْن سِنان، عَنْ شاذ بْن يحيى، أَنَّهُ سمع يزيد بْن هارون يَقُولُ: من قَالَ القرآن مخلوق فهو زَنْديق كافر باللَّه تعالى [5] . 446- يعقوب بْن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ [6]- ع. -   [1] تاريخ بغداد 14/ 342. [2] تاريخ بغداد 14/ 346، 347. [3] تاريخ بغداد 14/ 346، وهكذا أرّخه البخاري في «التاريخ الكبير 8/ 368» ، قاله له محمد بن المثنى، وقال أحمد: ولد سنة ثمان عشرة ومائة. [4] الحديث مشهور جدّا، وهو أول أحاديث «الأربعين النووية» . [5] تاريخ بغداد 14/ 342. [6] انظر عن (يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 458 أبو يوسف القرشيّ الزّهريّ العوفيّ المدنيّ نزيل بغداد. حدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن أخي الزُّهْرِيّ، وعاصم بْن محمد العُمَريّ، واللَّيث بْن سعْد، وشُعْبة بْن الحَجّاج. وعنه: أحمد، وإِسْحَاق، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وعبد بْن حُمَيْد، وعليّ بْن المَدِينيّ، ويحيى بْن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بْن إِسْحَاق الصَّغانيّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وخلْق سواهم. قَالَ ابن سعْد [1] : ثقة جليل القدْر مُقَدَّم عَلَى أخيه سعْد في الفضل والورع والإتقان. وقال ابن مَعِين: ثقة [2] . وقال ابن سعْد [3] : تُوُفّي بفم الصِّلْح في صحبة الحَسَن بْن سهل في شوّال سنة ثمان ومائتين [4] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 343، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227، وتاريخ خليفة 473، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 396 رقم 3459، والتاريخ الصغير له 221، والعلل لابن المديني 82 و 98، وتاريخ الثقات للعجلي 484 رقم 1867، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 122، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 638 و 2/ 322 و 3/ 182، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 252 و 291 و 417 و 430 و 564، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 160، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 459، والجرح والتعديل 9/ 202 رقم 843، والثقات لابن حبّان 9/ 284، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 822، 823 رقم 1391، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 371 رقم 1903، وتاريخ جرجان للسهمي 258، وتاريخ بغداد للخطيب 14/ 268، 269 رقم 7562، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 588، 589 رقم 2295، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1548، والكاشف 3/ 254 رقم 6498، والعبر 1/ 356، وسير أعلام النبلاء 9/ 491- 493 رقم 184، وتذكرة الحفّاظ 1/ 335، والمعين في طبقات المحدّثين 80 رقم 874، والبداية والنهاية 10/ 265، وتهذيب التهذيب 11/ 380، 381 رقم 741، وتقريب التهذيب 2/ 374 رقم 369، وطبقات الحفّاظ 141، وخلاصة تذهيب التهذيب 436، وشذرات الذهب 2/ 22. [1] في طبقاته 7/ 343، وفيه «الحديث» بدل «الإتقان» . [2] الجرح والتعديل 9/ 202. [3] في الطبقات 7/ 343. [4] وأرّخه البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 9/ 202، وابن حبّان في الثقات 9/ 284. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 459 447- يعقوب بْن إِسْحَاق بْن زيد بْن عَبْد الله بن أبي إسحاق [1] . - م. د. ن. ق. - الإمام أبو محمد الحضرميّ مولاهم الْبَصْرِيّ. قارئ أهل البصْرة بعد أبي عمرو بن العلاء، وأحمد الأئمّة القرّاء العشرة. أخذ القرآن عَنْ: أَبِي المنذر سلّام الطّويل، وأبي الأشهب العُطَارديّ، ومَهْديّ بْن ميمون، وشهاب. وسمع حروفًا من حمزة. وتصدّر للإقراء فقرأ عَلَيْهِ خلق، منهم: رَوْح بْن عَبْد المؤمن، ومحمد بْن المتوكّل رُوَيْس، والوليد بْن حسان التَّوَّزيّ، وأحمد بْن عَبْد الخالق المكفوف، وكعب بْن إِبْرَاهِيم، وحُمَيْد بْن وزير، والمنهال بْن شاذان العُمَريّ، وأبو حاتم السِّجِسْتانيّ، وأبو عُمَر الدُّوريّ، وخلْق سواهم. وسمع الكثير من: شُعْبَة، وهارون بْن موسى النَّحْويّ، وسليم بْن حيان، والأسود بْن شَيْبان، وهمّام، وزائدة، وأبي عَقِيل الدَّوْرقيّ. روى عَنْهُ: أبو حفص الفلّاس، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ، وإِسْحَاق بْن   [1] انظر عن (يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرميّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 304، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227، وتاريخ خليفة 472، وطبقات خليفة 227، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 399، 400 رقم 3476، والتاريخ الصغير له 219، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 235، 2/ 11 و 250 و 781 و 3/ 362، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 103، وتاريخ الطبري 4/ 224، والجرح والتعديل 9/ 203، 204 رقم 849، والثقات لابن حبّان 9/ 283، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 372 رقم 1905، والمعين والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 589 رقم 2298، ومعجم الأدباء 20/ 52، 53 رقم 27، والمختصر في أخبار البشر 2/ 27، وطبقات النحويين 54، والمقتبس 178، 179، والفهرست 30، وإنباه الرواة 4/ 45، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1549، والكاشف 3/ 254 رقم 6510، ودول الإسلام 1/ 127، والمعين في طبقات المحدّثين 80 رقم 875، ومرآة الجنان 2/ 30، والبداية والنهاية 10/ 255، وتهذيب التهذيب 11/ 382، رقم 743، وتقريب التهذيب 2/ 375 رقم 372، وبغية الوعاة 2/ 348 رقم 2158، وخلاصة تذهيب التهذيب 436، ووفيات الأعيان 6/ 390- 392، وغاية النهاية 2/ 386- 389 رقم 3891، والنجوم الزاهرة 2/ 179، ونور القبس 178. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 460 إبراهيم بن شاذان، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وخلق سواهم. وكان أصغر من أخيه أحمد بْن إِسْحَاق. قَالَ أبو حاتم السِّجِسْتانيّ: هُوَ أعلم من رأينا بالحروف والاختلاف في القرآن وبِعلَلِه ومَذاهبه ومذاهب النَّحْو [1] . وقال أحمد بن حنبل: صدوق [2] . وقال محمد بْن أحمد العِجْليّ يمدح يعقوب الحَضْرميّ: أَبُوهُ من القراء كَانَ وجده ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدُّرِّيِّ تَفَرُّدُهُ محْضُ الصّواب وَوَجْهُهُ [3] ... فَمَن مثلُهُ في وقته وإلى الحشْرِ؟ [4] . وقال عليّ بْن جعفر السعيدي: كَانَ يعقوب أقرأ أهل زمانه. وكان لا يَلْحَن في الكلام. وكان أبو حاتم السِّجِسْتانيّ من بعض غلمانه. وعن أَبِي عثمان المُزَنيّ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأت عَلَيْهِ سَورَة طه، فقرأت «مكانًا سِوَى» . فقال: اقرأ «سُوًى» ، اقرأ قراءة يعقوب. وقال أبو القاسم الهُذليّ: ومنهم يعقوب بْن إِسْحَاق الحَضْرميّ لم يُرَ في زمنه مثله. وكان عالمًا بالعربيّة ووجوهها، والقرآن واختلافه، فاضلًا تقيًّا نقيًّا ورعًا زاهدًا. بلغ من زهده أنّ سرق رداؤه عَنْ كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر، ورُدّ إِلَيْهِ فلم يشعر لشغله بعبادة ربه. وبلغ من جاهه بالبصرة أَنَّهُ كَانَ يحبس ويطلق. وقال أبو طاهر بْن سَوَّار: تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمس ومائتين [5] . وقال رَوْح بْن عَبْد المؤمن، وغيره: قرأ يعقوب على سلّام الطويل، وقر.   [1] وفيات الأعيان 6/ 391. [2] الجرح والتعديل 9/ 204. [3] في «معجم الأدباء» : «وجمعه» . [4] معجم الأدباء 20/ 53. [5] معجم الأدباء 20/ 53. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 461 سلّام عَلَى أَبِي عَمْرو بْن العلاء [1] . وقال محمد بْن المتوكل: قرأت عَلَى يعقوب، وقرأ عَلَى سلّام، وقرأ سلّام عَلَى عاصم بْن أبي النجود، عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن، عَنْ عليّ رضى الله عنه [2] . وَرُوِيَ عَنْ يعقوب أَنَّهُ قرأ عَلَى سلّام، وأنّه قرأ عَلَى عاصم الْجُحْدُرِيّ [3] . فهذه ثلاثة أقوال مختلفة. والله أعلم. 448- يَعْلَى بْن عُبَيْد الطنافسي الكوفيّ [4] . أبو يوسف الحافظ. أحد الأخوة. رَوَى عَنِ: الأَعْمَشِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزكريا بن أبي زائدة، وَعَبْدُ الملك بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ   [1] وفيات الأعيان 6/ 390. [2] وفيات الأعيان 6/ 390. [3] وفيات الأعيان 6/ 390. [4] انظر عن (يعلى بن عبيد الطنافسي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 397، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227، وطبقات خليفة 171، وتاريخ خليفة 473، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 419 رقم 3552، والتاريخ الصغير له 221، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 122، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 180 و 197 و 265 و 2/ 228 و 229 و 545 و 650 و 688 و 3/ 106 و 224، وتاريخ الثقات للعجلي 484 رقم 1871، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 159، والجرح والتعديل 9/ 304، 305 رقم 1312، والثقات لابن حبّان 7/ 653، ومشاهير علماء الأمصار له 174 رقم 1382، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 361 رقم 1561، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 821، 822 رقم 1389، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 378 رقم 1924، وتاريخ جرجان للسهمي 161 و 321 و 493 و 523، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 587 رقم 2292، والكامل في الأثير 6/ 390، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1556، والكاشف 3/ 258 رقم 6532، والمغني في الضعفاء 2/ 760 رقم 7211، وسير أعلام النبلاء 9/ 476، 477 رقم 176، والعبر 1/ 357، وتذكرة الحفّاظ 1/ 314، وميزان الاعتدال 4/ 458 رقم 9838، والمعين في طبقات المحدّثين (8 رقم 876، ودول الإسلام 1/ 129، والبداية والنهاية 10/ 263، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 169، وتهذيب التهذيب 11/ 402، 403 رقم 779، وتقريب التهذيب 2/ 378 رقم 408، وطبقات الحفّاظ 140، وخلاصة تهذيب التهذيب 438، وشذرات الذهب 2/ 23. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 462 إسحاق، وأبي حيان التميمي، وطائفة. وعنه: إسحاق بن راهويه، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وهارون الحمال، وعلي بن حرب، وعبد بن حميد، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن يحيى الذهلي، وخلق. قال أحمد بن حنبل: كان صحيح الحديث صالحا في نفسه [1] . وقال إسحاق الكوسج، عَنِ ابن مَعِين: ثقة [2] . وقال سَعِيد بْن أيّوب الْبُخَارِيّ: كَانَ يَعْلَى بْن عُبَيْد يحفظ عامّة حديثه، أو جميع ما عنده. وما رأيت أحفظ من وكيع. وقال أبو حاتم [3] : هُوَ أثبت أولاد أَبِيهِ في الحديث. وقال أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن يونس: ما رأيت أفضل من يَعْلَى بْن عُبَيْد، وما رأيت أحدًا يريد بعلمه اللَّه عزَّ وَجَلَّ إلَّا يَعْلَى بْنَ عُبَيْدٍ [4] . وقال أحمد بْن الفُرات: ما رأيت يَعْلَى ضاحكًا قطّ [5] . قَالَ محمد بْن سعْد [6] تُوُفّي بالكوفة يوم الأحد لخمسٍ خَلَوْن من شوّال سنة تسع ومائتين [7] . 449- يعمر بن بشر [8] .   [1] الجرح والتعديل 9/ 305. [2] الجرح والتعديل 9/ 305. [3] في الجرح والتعديل 9/ 305. [4] تهذيب الكمال 3/ 1556. [5] تهذيب الكمال 3/ 1556. [6] في طبقاته 6/ 397. [7] وبها أرّخه البخاري. وقال ابن حِبّان: مات سنة تسعٍ ومائتين في شهر رمضان، وقد قيل: سنة سبع. (الثقات 7/ 654) . وقال العجليّ: ثقة، وكان حديث أربعة آلاف يحفظها. (تاريخ الثقات 484 رقم 1871) . وقال حسين بن إدريس: سألت محمد بن عبد الله بن عمار عن ولد عبيد، أيّهم أثبت؟. فقال: كلّهم ثبت. قال: أحفظهم يعلى بن عبيد. (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 360، 361) . [8] انظر عن (يعمر بن بشر) في: الجزء: 14 ¦ الصفحة: 463 أبو عَمْرو المَرْوَزِيّ الفقيه. من كبار أصحاب ابن المبارك. سمع: أبا حمزة السُّكّريّ، والحسين بْن واقد. وعنه: أحمد بْن حنبل، وابن أَبِي شَيْبَة، وعليّ بْن المَدِينيّ، والفضل بْن سهل، ومحمد بْن أحمد بْن الْجُنَيْد، وآخرون. وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] . 450- يوسف بْن عَمْرو [2] أبو يزيد الفارسيّ ثمّ الْمَصْرِيّ. إمام مفتٍ. روى عَنْ: ابن لهيعة، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزِّناد، وابن وهْب، واللَّيث. وعنه: الحارث بْن مسكين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة. تُوُفّي سنة أربعٍ ومائتين. وقيل سنة خمسٍ. 451- يوسف بْن يعقوب السَّدُوسيّ [3]- خ. ت. ن. ق. -   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 379، والجرح والتعديل 9/ 313 رقم 1353، والثقات لابن حبّان 9/ 291، وتاريخ بغداد 14/ 357، 358 رقم 7683، وتعجيل المنفعة 457 رقم 1207. [1] تاريخ بغداد 14/ 358، وقال علي بن المديني: كان يعمر بن بشر ثقة، وكان له ختن سوء وكان عدوّا له. وقال أبو رجاء محمد بن حمدويه: يعمر بن بشر من ثقات أهل مرو ومتّقيهم. (تاريخ بغداد 14/ 357، 358) . [2] انظر عن (يوسف بن عمرو) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 467، والولاة والقضاء للكندي 470، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1561، والكاشف 3/ 262 رقم 6559، وتهذيب التهذيب 11/ 420 رقم 817، وتقريب التهذيب 2/ 386 رقم 445، وخلاصة تذهيب التهذيب 439. [3] انظر عن (يوسف بن يعقوب السدوسي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 383 رقم 3404، والجرح والتعديل 9/ 233 رقم 982، والثقات لابن حبّان 7/ 634، والأنساب لابن السمعاني 7/ 103، 104، واللباب 2/ 125، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1565، والكاشف 3/ 264 رقم 6577، وتهذيب التهذيب 11/ 431 رقم 838، وتقريب التهذيب 2/ 384 رقم 467، وخلاصة تذهيب التهذيب 440. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 464 مولاهم المعروف بالضُبَعي. نزل فيهم بالبصرة. ويقال لَهُ السَّلعي لسَلْعة في قفاه [1] . وقيل فِيهِ السّلَعيّ لأنّه كَانَ يبيع السّلَع [2] . روى عَنْ: سليمان التَّيْميّ، وبهز بْن حكيم، وحسين المعلم، وجماعة. وعنه: محمد بْن بشّار بُنْدار، وأحمد بْن عصام الأصبهاني، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، ويعقوب بْن شَيْبة، وآخرون. وثّقه أحمد بْن حنبل [3] . وتُوُفّي سنة اثنتين. 452- يونس بْن عُبَيْد اللَّه العميري اللَّيْثيّ الْبَصْرِيّ [4] . أبو عَبْد الرَّحْمَن. عَنْ: مبارك بْن فَضَالَةَ، ومالك بْن أنس، وعديّ بْن الفضيل. وعنه: عُمَر بْن شَبَّة، والفلّاس، والكُدَيْميّ. وكان صدوقًا [5] . 453- يونس بْن محمد بن مسلم [6]- ع. -   [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 383. [2] انظر: الأنساب 7/ 103، 104. [3] الجرح والتعديل 9/ 234، الأنساب 7/ 104. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. (الجرح والتعديل 9/ 234) . [4] انظر عن (يونس بن عبيد الله) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 69، والجرح والتعديل 9/ 241 رقم 1016، والثقات لابن حبّان 9/ 289، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1568، وتهذيب التهذيب 11/ 442 رقم 854 و 11/ 446 رقم 858، وتقريب التهذيب 2/ 385 رقم 482، وخلاصة تذهيب التهذيب 441. [5] سئل عنه أبو زرعة، فقال: لا بأس به. (الجرح والتعديل 9/ 241) . ذكره ابن حبّان في «الثقات» 9/ 289 وقال: «يخطئ» . [6] انظر عن (يونس بن محمد بن مسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 337، والتاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 410 رقم 3517، والتاريخ الصغير له 221، وطبقات خليفة 329، وتاريخه 473، والجرح والتعديل 9/ 246 رقم 1033، والثقات لابن حبّان 9/ 289، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 819، 820 رقم 1384، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 368، 369 رقم 1896، وتاريخ بغداد 14/ 350، 351 الجزء: 14 ¦ الصفحة: 465 أبو محمد البغداديّ المؤدّب الحافظ. سمع: شَيْبان النَّحْويّ، والحمادين، وفليح بْن سليمان، واللَّيث بْن سعْد، وعبد اللَّه بْن عُمَر العُمَريّ، والقاسم بْن الفضل الحُدانيّ، وحرب بْن ميمون، وطبقتهم. وكان من الحفّاظ المجوِّدين. روى عنه: أحمد بْن حنبل، وعليّ بْن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة، والرَّماديّ، وعبّاس الدُّوريّ، وحُبيش بْن مُبَشّر، وأحمد بْن الخليل البُرجلانيّ، ومحمد بن عبيد الله المناديّ، والحارث بْن أَبِي أسامة، وخلق كثير. وثّقه ابن مَعِين [1] . ومات في صَفَر سنة ثمان ومائتين [2] . 454- يونس بْن يحيى بْن نباتة [3] . أبو نباتة الْمَدَنِيّ النَّحْويّ. عَنْ: ابن أَبِي ذئب، وَسَلَمَةَ بن وردان، وداود بن قيس.   [ () ] رقم 7669، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 584، 585 رقم 2280، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1571، والكاشف 3/ 266 رقم 6593، وسير أعلام النبلاء 9/ 473- 476 رقم 175، والعبر 1/ 356، وتذكرة الحفّاظ 1/ 361، والمعين في طبقات المحدثين 81 رقم 877، والبداية والنهاية 10/ 262، وتهذيب التهذيب 11/ 447، 448 رقم 863، وتقريب التهذيب 2/ 386 رقم 489، وطبقات الحفّاظ 158، وخلاصة تذهيب التهذيب 441، وشذرات الذهب 2/ 22. [1] الجرح والتعديل 9/ 246، وقال أبو حاتم: صدوق. [2] أرّخه البخاري في تاريخه 8/ 410، وقال أيضا: مات سنة سبع ومائتين أو قريب منها في سنة مات عبد الله بن بكر السهمي. وكذا في تاريخه الصغير 221، وجزم ابن حبّان بسنة سبع ومائتين. (الثقات 9/ 289) . [3] انظر عن (يونس بن يحيى بن نباتة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 8/ 411 رقم 3526، والتاريخ الصغير له 221، والجرح والتعديل 9/ 249 رقم 1043، والثقات لابن حبّان 7/ 652 و 9/ 289، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1572، والكاشف 3/ 267 رقم 6597، وتهذيب التهذيب 11/ 449 رقم 867، وتقريب التهذيب 2/ 386 رقم 44، وخلاصة تذهيب التهذيب 441. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 466 وعنه: عَبْد اللَّه بْن الحَكَم القطواني، والزُّبَير بْن بكّار، وأبو بَكْر بْن شَيْبة الحرّانيّ، وجماعة. قال أبو زرعة: صدوق [1] .   [1] قوله في «الجرح والتعديل 9/ 249» : «لا بأس به، وكان صدوقا، وكان مدنيا من أصحاب مالك» . وقال عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي: كان من الثقات، ولم ير ضاحكا قط. وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليس به بأس. وقال البخاري: كان حيّا سنة سبع ومائتين. (التاريخ الصغير 221) . وقال ابن حبّان: مات سنة سبع ومائتين أو بعدها بقليل. (الثقات 9/ 289) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 467 الكنى 455- أبو صَفْوان الأُمَويّ [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْن مروان. مكّيّ، ثقة. قُتل أَبُوهُ عند زوال دولتهم، ففرّت بعبد اللَّه أُمُّه إلى مكّة، ونشأ بها. وسمع من: ابن جُرَيْج، وثور بْن يزيد، ويونس الأَيْليّ، وجماعة. وكان ثقة. روى عَنْهُ: الشّافعيّ، وأحمد، وابن مَعِين، وعليّ بْن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة. وحديثه في الكُتُب الستة سوى ابن ماجة. وقد كنتُ ذكرته في طبقة ابن المبارك، ثمّ إنّني ظفرت بما رواه البخاريّ   [1] انظر عن (أبي صفوان الأموي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 104 رقم 301، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 56، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 12، والجرح والتعديل 5/ 72 رقم 338، والثقات لابن حبّان 8/ 337، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 408، 409 رقم 582، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 364، 365 رقم 791، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 286 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 252 رقم 919، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 186 رقم 627، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية 9/ 180 ب) : ومعجم البلدان 2/ 575، وتهذيب الكمال 15/ 35- 37 رقم 3306، والكاشف 2/ 82 رقم 2782، والمغني في الضعفاء 1/ 340 رقم 3195، وميزان الاعتدال 2/ 429 رقم 4354، وتهذيب التهذيب 5/ 238 رقم 413، وتقريب التهذيب 2/ 420 رقم 345، وخلاصة تذهيب التهذيب 199، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 438، 439، ومعجم بني أمية 81، 82 رقم 163. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 468 في تاريخه [1] بالإجازة عَنْ أحمد بْن أَبِي بَكْر الأزجيّ، أَنَا سعْد اللَّه بْن نَصْر، أَنَا أبو منصور الخيّاط، أَنَا أحمد بْن سرور المقرئ، ثنا الْمُعَافَى بْن زكريّا، ثنا محمد بْن مَخْلَد: حدَّثني أحمد بْن محمد بْن عَبْد الرحيم صاحبنا: سمعنا أبا سعْد بْن زكريّا بْن يحيى الطّائيّ قَالَ: كَانَ بمكّة شيخ من وُلِد سَعِيد بْن عَبْد الملك بْن مروان، وكان يكنى أبا صَفْوان. وكان شيخًا جميلًا حَسَن الخِضاب، فحدّثني سنة أربعٍ، أو في سنة خمس ومائتين. قَالَ: لقد رأيتُني ولي أربع بنات، وما أملك قليلًا ولا كثيرًا، فحضر الموسم وما عليّ إلّا أخلاق لي. فطرقتني جماعة من القُرَشيّين فقالوا: يا أبا صَفْوان، إنّ أمير المؤمنين الرشيد كان اليوم ببطن مرّ، وهو يصبحنا فهل لك أنّ تمضي فتلقاه بفَخّ أو عَلَى العقبة فتسأله. فمضيت معهم. فتلقّيناه حين صلَّى الفجر، فكلمناه وقلنا لَهُ: يا أمير المؤمنين ناسٌ من قومك جُعنا وعَرينا، فإن رأيت، أنّ تنظر لنا. فترك القوم ورماني ببَصَره. وقال: أنت ممّن؟ قلت: من بني عَبْد مَنَاف. قَالَ: من أيهم؟ قلت: نشدتك اللَّه والرَّحِم ألا تكشفْني عَنْ أكثر من هذا. قَالَ: ويْلك، من أيّ بني عبد مَنَاف؟ فلمّا رأيت غَضَبَه قلت: يا أمير المؤمنين رجلًا من بني أُميّة. قَالَ: من أيّ بُنيّ أُميّة؟ قلت: من ولد مروان. قَالَ: من أيّ ولد مروان؟ قلت: من ولد عَبْد الملك. فرأيت واللَّه الغضب يتردّد في وجهه، قَالَ: ومن أيّ ولد عَبْد الملك؟   [1] الرواية التي يذكرها المؤلّف هنا ليست في تاريخ البخاري. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 469 قلت: من ولد سَعِيد. قَالَ: سَعِيد الشّرّ؟ قلت: نعم. قال: أنخ. فأنيخت الجمازة، ثم قَالَ: عليّ بحمّاد، وهو عامله عَلَى مكّة. فأُقْبِل بحمّاد فقال: وَيْهًا يا حمّاد. أُوَلّيك أمرَ قوم ويكون في ناحيتك مثل هذا ولا تطلعني عليه. فرأيت حمّادا ينظر إليّ نظر الجمل الصّئول يكاد يأكلني. ثمّ قَالَ: أثِرْ يا غلام. فأثار الجمازة ومرُّوا يطردونه، ورجعت وأنا أخْزَى خلق اللَّه، وأخْوَفُه من حمّاد، وانقمعتُ في داري. فلمّا كَانَ جوف اللّيل أتاني آتٍ وقال: أجِبْ أميرَ المؤمنين. فودعت واللَّه وداعَ الميّت، وخرجت وبناتي ينتفْن شُعورهن ويَلْطِمْن. فأُدْخِلتُ عَلَيْهِ، فسلمت، فردّ عليّ وقال: حيّاك اللَّه يا أبا صَفْوان. يا غلام، احمل مَعَ أَبِي صَفْوان خمسة آلاف دينار. فأخذتها وجئت إلى بناتي فصببتها بين أيديهنّ. فو الله ما تمّ سرورنا حتّى طُرِق الباب أن أجِبْ أميرَ المؤمنين. قلت: واللَّه بدا لَهُ فيَّ. فدخلت عَلَيْهِ، فمدّ يده إلى كتاب كأنه إصبع وقال: إلق حمّادًا بهذا الكتاب. فأخذته وصرتُ إلى بناتي فسكنت منهنّ، ثمّ أتيت حمّادًا وهو جالس عند المقام ينظر إلى الفجر، ويتوقعّ خروج أمير المؤمنين، وكان يُغَلِّس بالفجر، فلمّا نظر إليّ كَانَ يأكلني ببصره. فقلت: أصْلَح اللَّه الأمير لِيَفْرَغْ رَوْعُك، فقد جاءك اللَّه بالأمر عَلَى ما تحبّ. فأخذ الكتاب منّي، ومال إلى بعض المصابيح. فقرأه، ثم قَالَ: يا أبا صَفْوان تدري ما فيه؟ قلت: لا واللَّه. قَالَ: اقْرأْه. فإذا فِيهِ مكتوب: بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم، يا حمّاد لا تنظر إلى أَبِي الجزء: 14 ¦ الصفحة: 470 صَفْوان إلّا بالعين الّتي تنظر بها إلى الأولياء، وَأَجْرِ عَلَيْهِ في كلّ شهر ثلاثة آلاف دِرهم. قَالَ: فما زلت واللَّه آخذُها حياة الرشيد. قلت: أحمد بْن محمد شيخ ابن مَخْلَد لَيْسَ بمشهور. 456- أبو عبيدة العُصْفُريّ [1] . شيخ بَصْريّ، اسمه إسماعيل بْن سِنان. روى عَنْ عكرمة بْن عمّار، وغيره. وعنه: أبو حفص الفلّاس، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ. قَالَ أبو حاتم الرّازيّ [2] : ما بحديثه بأس. 457- وأبو عبيدة اللُّغَويّ. مَعْمَر. مرّ. 458- أبو عَمْرو الشَّيْبانيّ النَّحْويّ. إِسْحَاق بْن مرّار. تقدّم. 459- أبو عيسى بْن هارون الرشيد بْن محمد المهديّ بْن المنصور العبّاسيّ الأمير [3] . واسمه محمد، وأمُّه أمّ ولد.   [1] انظر عن (أبي عبيدة العصفري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 358، 359 رقم 1134، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والجرح والتعديل 2/ 176 رقم 592، والثقات لابن حبّان 6/ 39. [2] في الجرح والتعديل 2/ 176. [3] انظر عن (أبي عيسى بن هارون الرشيد) في: تاريخ خليفة 472 و 473، والمعارف لابن قتيبة 383، وبغداد لابن طيفور 67 و 90 و 180، وتاريخ الطبري 8/ 596، والكامل في التاريخ 6/ 358 و 385، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 127، والعيون والحدائق 3/ 319 و 343، وخلاصة الذهب المسبوك 112، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 399 و 3/ 337، 338، والأغانيّ 5/ 383، و 10/ 186- 192، وأدب الكتّاب للصولي 151، 152، والأوراق للصولي (أشعار أولاد الخلفاء 88، 89) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 471 ولي إمرة الكوفة سنة أربعٍ ومائتين، وحجّ بالنّاس سنة سبْعٍ، وكان موصوفًا بحُسْن الصّورة، وكمال الظرف، وله أدب وشعر جيد. قَالَ الصُّوليّ [1] : حدَّثني عَبْد اللَّه بْن المعتز قَالَ: كَانَ أبو عيسى ابن الرشيد أديبًا ظريفًا، إذا عمل بيتين أو ثلاثة جوَّدَها. فمن شعره: لساني كتوم لأسراركم ... ودمعي نَمُوم بسِرّي مُذيعُ فلولا دموعي كَتَمْتُ الهوى ... ولولا الهوى لم تكن لي دموع وقال شيخ بْن حاتم العُكْليّ: ثنا إِبْرَاهِيم بْن محمد قَالَ: انتهى جمال ولد الخلافة إلى أولاد الرشيد. كان فيهم الأمين، وأبو عيسى. لم ير الناس أجمل منه قط. كان إذا أراد الركوب جلس له الناس حتى يروه أكثر مما يجلسون للخلفاء [2] . وقال الغلابي: ثنا يعقوب بْن جعفر قَالَ: قَالَ الرشيد لابنه أَبِي عيسى وهو صبيّ: ليت جمالك لعبد اللَّه، يعني المأمون. فقال: عَلَى أنّ حظَّه لي. فعجب من جوابه عَلَى صغره، وضمّه إِلَيْهِ وقبّله [3] . وقيل إنّ المأمون كلّم أخاه أبا عيسى بشيء فأخجله فقال: يكلّمني ويَعْبَثُ بالْبَنَان ... من التشويش مُنْكَسِر اللّسان وقد لعِب الحياءُ بِوَجْنَتَيْه ... فصار بياضُها كالأُرْجُوان وقال الصُّوليّ: ثنا الحُسين بْن فهم قَالَ: لما قَالَ أبو عيسى بْن الرشيد: دهاني شهر الصَّوْمِ لا كَانَ من شَهْرِ ... ولا صُمْتُ شَهْرًا بعده آخِر الدَّهرِ ولو كَانَ يُعْديني الإمامُ بقُدْرةٍ ... على الشّهر لاستعديت جهدي على الشهر   [1] في أشعار أولاد الخلفاء 88. [2] الأغاني 10/ 187. [3] الأغاني 10/ 188. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 472 فناله بعقب هذا صَرْعٌ. فكان يُصْرَع في اليوم مرّاتٍ حتّى مات، ولم يبلغ رمضانًا آخر [1] . وقال محمد بْن عبّاد المُهَلّبيّ: كَانَ المأمون قد أهّل أخاه أبا عيسى للخلافة بعده. وكان يَقُولُ: ما أجزع من قرب المنيّة حقّ الجزع لبلوغ أَبِي عيسى ما لعلّه يشتهيه. وكان أبو عيسى ممّن لم يُرَ قط أجمل منه، فمات. فدخلت للتعزية، فنبذت عمامتي وجعلتها ورائي، لأنّ الخلفاء لا تُعزّى في العمائم، فقال المأمون: يا محمد حال الْقَدَرُ دون الوَطَرُ [2] ، وأَلْوَتِ المَنِيَّة بالأُمْنية. وكان المأمون يعرّفني ما لَهُ عنده وعزّمه فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين كل مصيبة أخطأتْك تَهُون، فجعل اللَّه الحزن لك لا عليك [3] . قَالَ صاحب «الأغاني» أبو الفَرَج [4] : حدَّثني ابن أَبِي سعْد الورّاق: حدَّثني محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر: حدَّثني أَبِي قَالَ: قَالَ أحمد بْن أَبِي داود: دخلت عَلَى المأمون في أول صحبتي إيّاه، وقد تُوُفّي أخوه أبو عيسى، وكان لَهُ مُحِبًّا، وهو يبكي ويتمثل: سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض ... فحسبك مني ما تحن الجوانح كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم [5] ... عَلَى أحدٍ إلّا عليك النوائح وقالت عَرِيبُ: كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... وليس لعين لم يفض ماؤها عذر   [1] الأغاني 10/ 188. [2] حتى هنا في الأغاني 10/ 190. [3] الأغاني 10/ 190. [4] في الأغاني 10/ 191. [5] في الأغاني: «ولم تنح» . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 473 كأن بني العبّاس يوم وفاته ... نجوم سماءٍ خرّ من بينها البدر فبكى المأمون وبكينا، ثم قَالَ لها: نُوحي. فناحت، وردّ عليها الجواري، فبكينا أحرقَ بكاء، وبكى المأمون حتّى قلت قد جادت نفسه [1] . وقال هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن المهديّ: مات أبو عيسى سنة تسع ومائتين، ونزل في قبره المأمون، وامتنع من الطعام أيّامًا [2] . وقال الصُّوليّ: كَانَ أبو عيسى يُسمّى أحمد أيضًا، وكانت أمّه بربريّة، وله جماعة إخوة اسمهم محمد سوى الأمين وسوى صاحب الترجمة، وهم: أبو عليّ محمد: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين ومائتين. وأبو العبّاس محمد: مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان أعمى القلب مغفَّلًا. وأبو أحمد محمد: وكان طريفًا نديمًا فاضلًا، تُوُفّي [سنة] أربعٍ وخمسين، وهو آخر من مات من إخوته. وأبو سليمان محمد: سمّاه ابن جرير الطَّبَريّ. وأبو أيّوب محمد: وكان أديبًا شاعرًا. وأبو يعقوب محمد. وكلّهم أولاد إماء. وهذا الأخير مات سنة ثلاث وعشرين، وسأترجم لأبي العبّاس، ولأبي أحمد إنّ شاء اللَّه تعالى. 460- أبو يوسف الأعشى الكوفيّ [3] . واسمه يعقوب بْن محمد بْن خليفة المقرئ. أحد الكبار. قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن عيّاش. وتصدّر للإقراء مدّة، فقرأ عَلَيْهِ: أبو جعفر محمد بْن غالب الصّيرفيّ،   [1] الأغاني 10/ 192. [2] الأغاني 10/ 192. [3] انظر عن (أبي يوسف الأعشى) في: معرفة القراء الكبار 1/ 159 رقم 66، وغاية النهاية 2/ 390 رقم 3897. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 474 ومحمد بْن حبيب الشمّونيّ. وأخذ عَنْهُ الحروف: محمد بْن إِبْرَاهِيم الخواص، ومحمد بْن خَلَف التَّيْميّ، وأحمد بْن جُبَيْر، وعُبَيْد بْن نُعَيْم، وعَمْرو بْن الصّبّاح، وخلف بْن هشام البزّار، وطائفة سواهم. قال أبو بَكْر النّقّاش: كَانَ أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولست أقدم عَلَيْهِ أحدًا في القراءة عَلَى أَبِي بَكْر، ولا أقدّم في رواية الحروف أحدًا عَلَى يحيى بْن آدم، عَنْ أَبِي بَكْر [1] . قَالَ أبو العبّاس بْن عُقْدة: ثنا القاسم بْن أحمد، أَنَا الشمونيّ، عَنْ أَبِي يوسف الأعشى قَالَ: قَالَ لي أبو بَكْر: يا أبا يوسف أَنَا أصلي خلف إمام بني السيد وهو يقرأ قراءة حمزة، فقد شككني في بعض الحروف التي أقرأها. فاعرض علي عرضة تكون لك أحفظها عنك. قال: فقعد له في أصحاب الشعر، فقرأ، واجتمع الناس حوله يكتبون الحروف [2] ، والله أعلم [3] .   [1] غاية النهاية 2/ 390. [2] معرفة القرّاء الكبار 1/ 159. [3] لم يؤرّخ وفاته، لا هنا ولا في معرفة القرّاء، وقال ابن الجزريّ: «لم أر أحدا أرّخ وفاته، وعندي أنه توفي في حدود المائتين» . (غاية النهاية 2/ 390) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 475 (بعون الله تعالى وتوفيقه تمّ إنجاز تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ الذهبي، وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، والإحالة إلى مصادره، وتوثيق أخباره وتراجمه، على يد طالب العلم وخادمه الحاج الأستاذ الدكتور «أبو غازي عمر عبد السلام تدمري» الطرابلسي مولدا وموطنا، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، وذلك في مساء يوم السبت السابع من شهر رجب الفرد سنة 1410 هـ. / الموافق الثالث من شهر شباط (فبراير) 1990 م.، في منزله بساحة النجمة بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله، والحمد للَّه وحده) . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 476 [المجلد الخامس عشر (سنة 211- 220) ] بسم الله الرّحمن الرّحيم الطَّبَقَةُ الثانية والعشرون دخلت سنة إحدى عشرة ومائتين فيها تُوُفّي: عبد الرّزّاق بن همّام الصَّنْعانيّ باليمن. ومُعَلّى بن منصور الرازيّ الفقيه ببغداد. وعليّ بن الحسين بن واقد، بمَرْو. وعبد الله بن صالح العِجْليّ المقرئ. والأحوص بن جوّاب أبو الجوّاب الضَّبّيّ. وطَلْق بن غَنّام، ثلاثتهم بالكوفة. وأبو العتاهية الشاعر، ببغداد. [عودة عبد الله بن طاهر من مصر] وفيها قدم الأمير عبد الله بن طاهر بن الحسين الخُزاعيّ بغدادَ، من الدّيار المصريّة، فتلقّاه العبّاس، ولد المأمون، وأبو إسحاق أخو المأمون. وقدم معه من المتغلّبين على الشام وغيرها ابن أبي الجمل، وابن السَّرْج [1] ، وابن [أبي] [2] الصَّفْر [3] . [تشيُّع المأمون] وفيها أمَر المأمون بأن يُنادى: برِئت الذّمة ممّن ذكر معاوية بخير أو فضّله   [1] في الأصل «ابن السري» والتصحيح عن تاريخ الطبري 8/ 618. [2] زيادة من تاريخ الطبري. [3] في الأصل «الصقر» بالقاف، والمثبت عن الطبري بالفاء. والخبر بإيجاز في: الكامل في التاريخ 6/ 406. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 5 على أحدٍ من الصَّحابة [1] . وإنّ أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه [2] . وكان المأمون يبالغ في التشيُّع، ولكنْ لم يتكلّم في الشيخين بسوء، بل كان يترضّى عنهما، ويعتقد إمامتهما، رضي الله عنهما.   [1] الخبر إلى هنا في تاريخ الطبري 8/ 618، والكامل في التاريخ 6/ 406. [2] تاريخ الطبري 8/ 619، الكامل في التاريخ 6/ 408، مآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 212، النجوم الزاهرة 2/ 201، 202. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 6 سنة اثنتي عشرة ومائتين فيها تُوفي: أسد السُّنّة بن موسى، بمصر. وأبو عاصم النبيل. وعبد الرحمن بن حمّاد الشعبيّ. وعون بن عمارة العبْدي، بالبصرة. ومحمد بن يوسف الفِرْيابيّ، بقَيْسارية. ومنبّه بن عثمان، بدمشق. وأبو المغيرة عبد القُدوُّس الخَولانيّ، بحمص. وزكريّا بن عديّ، ببغداد. وعبد الملك بن عبد العزيز الماجِشُون الفقيه، بالمدينة. وعليّ بن قادم، بالكوفة. وخلّاد بن يحيى، بمكّة. والحسين بن حفص الهمدانيّ، بإصبهان. وعيسى بن دينار الغافقيّ الفقيه، بالأندلس. [توجيه الطوسي لمحاربة بابَك] وفيها وجّه المأمون محمد بن حُمَيد الطُّوسيّ لمحاربة بابَك الخُرَّميّ. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 7 [الولاية على اليمين] واستعمل على اليمن: أبا الدّاريّ محمد بن عبد الحميد. [إظهار المأمون خلق القرآن] وفيها أظهر المأمون القول بخَلْق القرآن، مُضافًا إلى تفضيل عليّ على أبي بكر وعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما [1] . فاشْمأزّت النُّفوس منه. ثم سار إلى دمشق فَصام بها رمضان. [الحج هذا الموسم] [2] وتوجّه فحجّ بالناس.   [1] تاريخ الطبري 8/ 619، الكامل في التاريخ 6/ 408، البداية والنهاية 10/ 267، النجوم الزاهرة 2/ 203. [2] تجمع المصادر أنّ الّذي حجّ بالناس في هذا العام هو: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بن محمد. انظر في ذلك: تاريخ خليفة 474، والمعرفة والتاريخ 1/ 197، وتاريخ الطبري 8/ 619، ومروج الذهب 4/ 405 (بالحاشية) ، والكامل في التاريخ 6/ 408، ونهاية الأرب 22/ 229، والبداية والنهاية 10/ 267، وتاريخ حلب للعظيميّ 246. وانفردت النسخة المطبوعة من مروج الذهب للمسعوديّ، بتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد بأن الّذي حجّ بالناس هذا العام هو المأمون، فلعلّ المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- اطّلع على هذه النسخة واعتمدها دون سائر المصادر الأخرى، ونقل عنه ذلك ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة 2/ 203. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 8 سنة ثلاث عشرة ومائتين فيها تُوُفّي: عُبيد الله بن موسى العبْسيّ. وخالد بن مَخْلَد القَطَوَانيّ، بالكوفة. وعبد الله بن داود الخُرَيْبيّ. وعمْرو بن عاصم الكِلابيّ، بالبصرة. وأبو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن يزيد الْمُقْرِئ، بمكة. وعَمْرو بن أبي سَلَمة التِّنِّيسيّ، بها. والهيثم بن جميل الحافظ، بأنطاكية. [خروج القيسية واليمانية في مصر وولاية المعتصم مصر والشام] وفيها خرج عبد السلام [1] وابن حُلَيْس [2] بمصر في القَيْسيّة واليَمَانيّة. فاستعمل المأمون على مصر والشام أخاه أبا إسحاق المعتصم [3] . [ولاية الجزيرة] واستعمل على الجزيرة ولده العباس.   [1] هو: عبد السلام بن أبي الماضي الجذامي الجروي، زعيم اليمانية. [2] هو: عبد الله بن حليس الهلالي، زعيم القيسية، وفي الكامل لابن الأثير 6/ 409 «ابن جليس» وكذا في نهاية الأرب 22/ 230. [3] تاريخ اليعقوبي 2/ 464، 465، الولاة والقضاة للكندي 185، 186، ولاة مصر 209، 210، 212، الكامل في التاريخ 6/ 409، وخطط المقريزي 1/ 311، والنجوم الزاهرة 2/ 207، وحسن المحاضرة 2/ 62. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 9 [تفريق المأمون للأموال] وأمر لكلّ واحدٍ منهما بخمسمائة ألف دينار، وأمرَ بمثل ذلك لعبد الله بن طاهر، فقيل إنّه لم يُفرِّق ملِكٌ في يومٍ من المال مثل ذلك أبدًا [1] . [استعمال غسّان بن عبّاد على السِّنْد] واستعمل على السنْد الأمير غسّان بن عبّاد، وكان غسّان ذا رأيٍ وحزم ودهاء وخبرة تامّة وقد وُلّي إمرة خُراسان قبل طاهر بن الحسين [2] .   [1] المحاسن والمساوئ للبيهقي 193. [2] الكامل في التاريخ 6/ 409. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 10 سنة أربع عشرة ومائتين فيها توُفّي: حسين بن محمد المَرْوَزِيّ، ببغداد. وأحمد بن خالد الذهبيّ، بحمص. وعبد الله بن عبد الحكم الفقيه، بمصر. وسعيد بن سلام العطّار، بالبصرة. ومحمد بن حُمَيد الطُّوسيّ [1] الأمير، قُتِل في حرب الخُرَّمِيّة. وأبو الدّاري أمير اليمن، قُتِل أيضًا. وعُمَيْر الباذَغيسي [2] نائب مصر خلافةً عن المعتصم قُتِل بالحَوْف [3] في حرب ابن حُلَيْس، وعبد السّلام، فسار أبو إسحاق المعتصم بنفسه إليهما فظفر بهما وقتلهما [4] . [خروج بلال الشاري ومقتله] وفيها خرج بلال الشاري وقويت شوكته، فسار لحربه هارون بن أبي خلف   [1] تاريخ خليفة 474، مرآة الجنان 2/ 58. [2] هو: عمير بن الوليد. [3] الحوف: بالفتح وسكون الواو. بمصر حوفان: الشرقي والغربي، وهما متّصلان، أول الشرقيّ من جهة الشام وآخر الغربي قرب دمياط يشتملان على بلدان وقرى كثيرة. (معجم البلدان 2/ 322) . [4] تاريخ اليعقوبي 2/ 464، 465، ولاة مصر 209- 211، الولاة والقضاة للكندي 185- 187، الكامل في التاريخ 6/ 409، نهاية الأرب 22/ 230، خطط المقريزي 1/ 311، النجوم الزاهرة 2/ 208، حسن المحاضرة 2/ 12. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 11 فظفر به هارون وقتله [1] . [ولاية أصبهان وآذربيجان والجبال] وفيها ولي أصبهان وآذَرْبيجان والجبال وحرب بابك عليُّ بن هشام، فواقَعَ بابَكَ غير مرّة [2] . والله أعلم.   [1] تاريخ اليعقوبي 2/ 464، الكامل في التاريخ 6/ 415، وفيهما أن الّذي تولّى حرب الشاري هو العباس بن المأمون الّذي ولّي الجزيرة. [2] تاريخ اليعقوبي 2/ 463. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 12 سنة خمس عشرة ومائتين فيها تُوُفّي: أبو زيد الأنصاريّ، صاحب العربية، بالبصرة، واسمه سعيد بن أوس. والعلاء بن هلال الباهليّ، بالرَّقَّة. ومحمد بن عبد الله الأنصاريّ، القاضي بالبصرة. ومكيّ بن إبراهيم الحنظليّ، ببلْخ. وعليّ بن الحسن بن شقيق، بمرْو. ومحمد بن المبارك الصُّوريّ، بدمشق. وإسحاق بن عيسى الطّبّاع، ببغداد. وقُبيصة بن عُقبة السُّوائيّ، بالكوفة. [غزوة المأمون إلى الروم] وفيها سار المأمون لغزو الروم في أول العام، واستخلف على بغداد الأمير إسحاق بن إبراهيم بن مُصْعَب. وقدِم عليه محمد بن عليّ بن موسى الرّضا، فأكرمه وأجازه بمالٍ عظيم، وأمره بالدخول بأهله، وهي أمّ الفضل ابنة المأمون، فدخل بها ببغداد [1] . ثم سار المأمون إلى دابق وأنطاكية، ثم دخل المِصِّيصة، وخرج منها إلى طَرَسُوس [2] ، ثم دخل الروم في نصف جُمادَى الأولى، فنازل حصن قرّة [3] حتّى   [1] الكامل في التاريخ 6/ 417، البداية والنهاية 10/ 269. [2] في كتاب بغداد لابن طيفور 144 «طرطوس» وهو غلط. [3] هكذا في: المعرفة والتاريخ 1/ 199، وبغداد لابن طيفور 144، والعيون والحدائق 3/ 374، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 13 فتحه عَنْوةً وهدمه، وافتتح حصن ماجدة، وتسلّم حصنين بالأمان [1] . [تهذيب قواعد الديار المصرية] وأمّا أخوه أبو إسحاق فإنّه هذّب قواعد الدّيار المصريّة، ورجع فقدِم واجتمع بأخيه المأمون بنواحي المَوْصِل [2] . [قدوم المأمون إلى دمشق] وقدِم المأمون دمشق بعد غزوته المذكورة [3] .   [ () ] وتاريخ الطبري 8/ 623، والكامل في التاريخ 6/ 417، ونهاية الأرب 22/ 231. وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 465: «أنقرة» وأنه افتتحها نصفا بالصلح ونصفا بالسيف، وأخربها، وهرب منويل البطريق منها. [1] المعرفة والتاريخ 1/ 199 بغداد لابن طيفور 144، 145، تاريخ اليعقوبي 2/ 465، تاريخ الطبري 8/ 623، العيون والحدائق 3/ 374، الكامل في التاريخ 6/ 417، نهاية الأرب 22/ 231، المختصر في أخبار البشر 2/ 30، البداية والنهاية 10/ 269. [2] الولاة والقضاة 189، ولاة مصر 213، الكامل في التاريخ 6/ 418، وانظر تاريخ اليعقوبي 2/ 465. [3] بغداد لابن طيفور 145، تاريخ اليعقوبي 2/ 465، تاريخ الطبري 8/ 624، الكامل في التاريخ 6/ 419، نهاية الأرب 22/ 231، البداية والنهاية 10/ 269، النجوم الزاهرة 2/ 213. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 14 سنة ستّ عشرة ومائتين فيها تُوُفّي: حَبّان بن هلال. وعبد الملك بن قريب الأصمعيّ. وهَوْذة بن خليفة. ومحمد بن كثيّر المصِّيصيّ الصَّنْعانيّ. والحسن بن سَوّار البَغَويّ. وعبد الله بن نافع المدنيّ الفقيه. وعبد الصَّمد بن النّعْمان البزّار. ومحمد بن بكّار بن بلال قاضي دمشق. ومحمد بن عبّاد بن عبّاد المهلّبيّ، أمير البصرة. ومحمد بن سعيد بن سابق نزيل قزْوين. وزُبيدة زوجة الرشيد وابنة عمّه. [عودة المأمون لغزو الروم] وفيها كرّ المأمون راجعًا إلى غزو الروم، لكونه بلغه أنّ ملك الروم قتل خلقًا [1] من أهل طَرَسُوس والمِصِّيصة، فدخلها في جُمَادَى الأولى، وأقام بها إلى نصف شعبان، وجهّز أخاه أبا إسحاق، فافتتح عدّة حصون [2] .   [1] قيل بلغوا ألفا وستمائة. (بغداد لابن طيفور 145، تاريخ الطبري 8/ 625) . [2] بغداد لابن طيفور 145، تاريخ اليعقوبي 2/ 465، تاريخ الطبري 8/ 625، العيون والحدائق 3/ 374، الكامل في التاريخ 6/ 419، نهاية الأرب 22/ 231، البداية والنهاية 10/ 270، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 15 ثم وجّه يحيى بن أكثم فأغار وقتل وسبى، ثم رجع [1] . [دخول المأمون الديار المصرية] وفي آخر السنة توجّه المأمون من دمشق إلى الدّيار المصريّة ودخلها [2] ، فهو أوّل من دخلها من الخلفاء العبّاسيّين.   [ () ] النجوم الزاهرة 2/ 216، 217. [1] تاريخ الطبري 8/ 625، الكامل في التاريخ 6/ 419، نهاية الأرب 22/ 231، النجوم الزاهرة 2/ 217. [2] بغداد لابن طيفور 145، تاريخ اليعقوبي 2/ 466، ولاة مصر للكندي 216، الولاة والقضاة له 192، المعرفة والتاريخ 1/ 201، تاريخ الطبري 8/ 625 و 627، العيون والحدائق 3/ 376، الكامل في التاريخ 6/ 419، نهاية الأرب 22/ 231، 232، البداية والنهاية 10/ 271، النجوم الزاهرة 2/ 217. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 16 سنة سبْع عشرة ومائتين فيها تُوُفّي: حَجّاج بن مِنْهال الأنماطيّ، بالبصرة. وشُريْح بن النُّعْمان الجوهريّ. وموسى بن داود الضّبّي الكوفيّ، ببغداد. وهشام بن إسماعيل العطّار العابد، بدمشق. وعمْرو بن مَسْعَدَة، أبو الفضل الصُّولِيُّ كاتب الإنشاء للمأمون. وإسماعيل بن مَسْلَمَة أخو القَعْنَبيّ، بمصر. [قتل عبدوس الفهري بمصر] وفيها دخل المأمون مصر، فأحضر بين يديه عَبْدُوس الفِهْريّ فضُرِبَت عنقه [1] . قال المسعوديّ [2] : وكان قد تغلّب عليها. [عودة المأمون إلى دمشق وغزو الروم] وعاد إلى دمشق، ثمّ سار إلى أَذَنَة [3] ، ودخل أرض الروم، فنزل على لُؤْلُؤَةَ وحاصرها مائة يوم، ثمّ رحل عنها، وخلّف عليها عُجَيْفًا، فخدعه أهلها وأسروه،   [1] تاريخ الطبري 8/ 627، ولاة مصر 216، الولاة والقضاة 192، الكامل في التاريخ 6/ 421، نهاية الأرب 22/ 232. [2] في مروج الذهب 4/ 42. [3] تاريخ اليعقوبي 2/ 466، النجوم الزاهرة 2/ 223. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 17 ثم أطلقوه بعد جمعةٍ [1] . وأقبل الملك تَوْفِيل في جيوش الروم، لعنهم الله، إلى حصن لؤلؤة فأحاط بعجُيَفْ. فبلغ ذلك المأمون، فجهّز الجنود لحربه، فارتحل تَوفْيِل وكتب كتابًا إلى المأمون يطلب الصُّلْح فبدأ بنفسه وأغلظ في المكاتبة. فاستشاط المأمون غضبًا وقصد الروم، وعزم على المسير إلى قُسْطنطينية، ثم فكّر في هجوم الشتاء فرجع [2] . [حريق البصرة] وفيها وقع حريق عظيم بالبصرة يُقال إنّه أتى على أكثرها، وكان أمرا مزعجا يفوق الوصف [3] .   [1] المعرفة والتاريخ 1/ 201، تاريخ اليعقوبي 2/ 467، تاريخ الطبري 8/ 628، الكامل في التاريخ 6/ 421، المختصر في أخبار البشر 2/ 30، نهاية الأرب 22/ 232، 233، أخبار الزمان لابن العبري 27، تاريخ مختصر الدول له 135، البداية والنهاية 10/ 271، وفي تاريخ اليعقوبي أن عجيفا مكث في أيدي الروم أسيرا مدّة شهر. (2/ 467) . [2] تاريخ الطبري 8/ 631 و 632، العيون والحدائق 3/ 375، الكامل في التاريخ 6/ 421، البداية والنهاية 10/ 271، 272، النجوم الزاهرة 2/ 223. [3] النجوم الزاهرة 2/ 223. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 18 سنة ثمان عشرة ومائتين فيها تُوُفّي: أبو مُسْهِر الغسّانيّ شيخ الشام. ومُعَلّى بن أسد العمِّيّ. ويحيى بن عبد الله البابْلُتّيّ على الصحيح. ومحمد بن الصَّلْت الأَسَديّ الكوفيّ. وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ. وحَجّاج بن أبي منيع الرَّصافيّ. وإسحاق بن بكر بن مُضر المُضَري. ومحمد بن نوح العِجْليّ. والخليفة المأمون. وحبيب كاتب مالك. وبِشْر المَرِيسيّ. [بناء طُوَانة] وفيها اهتم المأمون ببناء طُوَانة من أرض الروم، وحشد لها الرجال والصُّنّاع، وأمر ببنائها ميلًا في ميل. وقرّر ولده العبّاس على بنائها، ولزِمه عليها أموال لَا يحصيها إلّا الله تعالى [1] ، وهي على فم الدَّرْب ممّا يلي طرسوس. وافتتح عدّة حصون [2] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 631، مروج الذهب 4/ 42. [2] الإنباء في تاريخ الخلفاء 102، مروج الذهب 4/ 42 و 43، النجوم الزاهرة 2/ 224. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 19 ذِكر المِحْنة في أثناء السنة كتب المأمون إلى نائبه على بغداد إسحاق بن إبراهيم الخُزَاعيّ، ابن عمّ طاهر بن الحُسين، في امتحان العلماء، كتابًا يقولُ فيه: «وقد عرف أمير المؤمنين أنّ الجمهور الأعظم والسَّواد الأكبر مِن حَشو الرَّعيّة، وسَفْلَة العامّة، ممّن لَا نظر له ولا رَوِيّة ولا استضاءة بنور العِلم وبرهانه، أهل جهالةٍ باللَّه تعالى وعَمًى عنه، وضلالةٍ عن حقيقة ديِنه، وقُصورٍ أن يَقْدُرُوا الله حق قَدْره، ويعرفوه كُنْه معرفته، ويُفرّقوا بينه وبين خلْقه. وذلك أنّهم ساوَوْا بين الله وبين خلْقِهِ، وبين ما أُنزل من القرآن. فأطبقوا على أنّه قديم لم يخلقْه الله ويخترعه. وقد قال تعالى: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا 43: 3 [1] فكلّ ما جعله الله فقد خلقه كما قال: وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ 6: 1 [2] وقال: نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ مَا قَدْ سَبَقَ 20: 99 [3] فأخبر أنّه قصصٌ لأمور أحدثهُ بعدها. وقال: أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ 11: 1 [4] ، والله مُحْكم كتابَه ومُفَصِّلُهُ، فهو خالقه ومُبْتَدِعُهُ. ثم انتسبوا إلى السُّنّة، وأنّهم أهل الحقّ والجماعة، وأنّ مَن سواهم أهل الباطل والكُفْر. فاستطالوا بذلك وغرّوا به الجهّال، حتّى مال قوم من أهلِ السَّمْت الكاذب والتَّخَشُّع لغير الله إلى موافقتهم، فنزعوا الحقّ إلى باطلهم، واتّخذوا دون الله وليجةً إلى ضلالهم» . إلى أن قال: «فرأى أمير المؤمنين أنّ أولئك شرّ الأمّة، المنقوصون من التّوحيد حظًا، أوعيةُ الجهل وأعلام الكذب، ولسان إبليس الناطق في أوليائه والهائل على أعدائه مِن أهل دِين الله، وأحقُّ أن يُتَّهم في صِدْقه، وتُطرح شهادته، ولا يُوثَق به ذلك أعمى وأضلّ سبيلًا. ولَعَمْرو أمير المؤمنين، إنّ أكْذَب النّاس مَن كذب على الله ووحْيه. وتخرّص الباطل، ولم يعرف الله حقيقة معرفته. فاجْمَعْ مَن بحضرتك من القُضاة، فاقرأ عليهم كتابنا وامتحنهم فيما   [1] سورة الزخرف، الآية 3. [2] سورة الأنعام، الآية 1. [3] سورة طه، الآية 99. [4] سورة هود، الآية 2. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 20 يقولون، واكشفهم عمّا يعتقدون في خلق الله وإحداثه. ولِعلمهم أنّي غير مستعينٍ في عملٍ ولا واثقٌ بمن لَا يوثق. فإذا أقرّوا بذلك ووافقوا فمُرهم بنصّ مَن بحضرتهم من الشهود، ومسألتهم عن علمهم في القرآن، وترْك شهادة مَن لم يُقِرّ أنّه مخلوق. واكتب إلينا بما يأتيك عن قضاة أهل عملك في مسألتهم، والأمر لهم بمثل ذلك» [1] . وكتب المأمون إليه أيضًا في إِشخاص سبعة أنفُس، وهم: محمد بن سعْد كاتب الواقديّ، ويحيى بن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، وأبو مسلم مُسْتملي يزيد بن هارون، وإسماعيل بن داود، وإسماعيل بن أبي مسعود، وأحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ. فأُشْخِصوا إليه، فامتحنهم بخلْق القرآن فأجابوه، فردّهم من الرَّقّة إلى بغداد [2] . وسبب طَلَبهم أنّهم توقّفوا أولًا، ثم أجابوه تَقِيّةً. وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يحضر الفقهاء ومشايخ الحديث ويخبرهم بما أجاب به هؤلاء السبعة، ففعل ذلك، فأجابه طائفة وامتنع آخرون [3] . فكان يحيى بن مَعِين وغيره يقولون: أَجَبْنا خوفًا من السيف [4] . ثم كتب المأمون كتابًا آخر من جنس الأول إلى إسحاق، وأمره بإحضار من امتنع، فأحضرَ جماعةً منهم: أحمد بن حنبل، وبِشْر بن الوليد الكِنْدِيّ، وأبو حسّان الزّياديّ، وعليّ بن أبي مقاتل، والفضل بن غانم، وعبيد الله بن عمر   [1] راجع نصّ الكتاب بكاملة في: بغداد لابن طيفور 185- 187، وتاريخ الطبري 8/ 631- 634، والنجوم الزاهرة 2/ 218، 219، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 308، 309. [2] بغداد لابن طيفور 187، وقد أخطأ ناشره فقال: «وزهير بن حرب، وأبو خيثمة» فجعلهما اثنين، وهما واحد إذ أن زهير بن حرب هو أبو خيثمة، وهذه كنيته، وانظر: تاريخ الطبري 8/ 634، والكامل في التاريخ 6/ 423، والعيون والحدائق 3/ 376، ونهاية الأرب 22/ 233، والبداية والنهاية 10/ 272، والنجوم الزاهرة 2/ 219، 220، وتاريخ الخلفاء 309. [3] بغداد لابن طيفور 187، تاريخ اليعقوبي 2/ 467، تاريخ الطبري 8/ 634، العيون والحدائق 3/ 376، الكامل في التاريخ 6/ 423، 424، نهاية الأرب 22/ 233، البداية والنهاية 10/ 272. [4] النجوم الزاهرة 2/ 220، تاريخ الخلفاء 310. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 21 القَوَاريريّ، وعليّ بن الْجَعْد، وسَجّادة، والذّيّال بن الهيثم، وقُتَيبة بن سعيد وكان حينئذٍ ببغداد، وسَعْدويْه الواسطيّ، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وابن الهِرْش [1] ، وابن عُلَيّة الأكبر، ومحمد بن نوح العِجْليّ، ويحيى بن عبد الرحمن العُمَريّ، وأبو نصر التّمّار، وأبو مَعْمَر القطِيعيّ، ومحمد بن حاتم بن ميمون، وغيرهم. وعُرِض عليهم كتاب المأمون فَعَرَّضوا ووَرَّوْا ولم يُجيبوا ولم يُنكروا. فقال لبِشْر بن الوليد: ما تقول؟ قال، قد عرَّفْتُ أميرَ المؤمنين غيرَ مرّة. قال: وإن، فقد تجدد من أمير المؤمنين كتاب. قال: أقول: كلام الله. قال: لم أسألك عن هذا. أمخلوقٌ هو؟ قال: ما أحُسِنُ غيرَ ما قلت لك. وقد استعهدتُ أميرَ المؤمنين أن لَا أتكلم فيه. ثم قال لعليّ بن أبي مقاتل: ما تقول؟ قال: القرآن كلام الله، وإنْ أمَرَنَا أميرُ المؤمنين بشيءٍ سمِعنا وأطعنا. وأجاب أبو حسان الزّياديّ بنحو من ذلك. ثم قال لأحمد بن حنبل: ما تقول؟ قال: كلام الله. قال: أمخلوقٌ هو؟ قال: هو كلام الله لَا أزيد على هذا. ثم امتحن الباقين وكتب بجواباتهم. وقال ابن البكّاء الأكبر: أقول القرآن مجعولٌ ومُحْدَثٌ لوُرُود النّصّ بذلك. فقال له إسحاق بن إبراهيم: والمجعول مخلوق؟ قال: نعم. قال: فالقرآن مخلوق؟   [1] في تاريخ الخلفاء 310 «ابن الهرس» بالسين المهملة، وهو تحريف. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 22 قال: لَا أقول مخلوق [1] . ثم وجّه بجواباتهم إلى المأمون، فورد عليه كتاب المأمون: بَلَغَنا ما أجاب به مُتَصَنِعَةُ أهل القِبْلة، ومُلْتَمِسُوا الرئاسة، فيما ليسوا له بأهلٍ. فمن لم يُجِب أنّه مخلوق فامنعْه من الفتوى والرواية. ويقول في الكتاب: فأمّا ما قال بِشْر فقد كذب. لم يكن جرى بين أمير المؤمنين وبينه في ذلك عهد أكثر من إخبار أمير المؤمنين من اعتقاده كلمة الإخلاص، والقول بأنّ القرآن مخلوق. فادعُ به إليك، فإنْ تاب فأَشْهِرْ أمره، وإِنْ أصرّ على شِرْكه، ودفع أن يكون القرآن مخلوقًا بكُفْره وإلحاده، فاضربْ عُنُقه، وابعث إلينا برأسه. وكذلك إبراهيم بن المهْدي فامتَحِنْه، فإنْ أجاب، وإلّا فاضربْ عُنُقه. وأمّا عليّ بن أبي مقاتل، فقُل له: ألستَ القائل لأمير المؤمنين: إنّك تحلِّل وتحرِّم. وأما الذَّيّال، فأعلمه أنّه كان في الطّعام الذي سرقه من الأنبار ما يشغله. وأمّا أحمد بن يزيد أبو العوّام وقوله إنّه لَا يُحْسِن الجواب في القرآن، فأَعْلِمْه أنّه صبيُّ، في عقله لَا في سِنِّه، جاهلٌ سيُحْسِن الجواب إذا أُدِّب. ثم إنْ لم يفعل كان السيفُ من وراء ذلك. وأمّا أحمد بن حنبل، فأَعْلِمْه أنّ أمير المؤمنين قد عرف فحوى مقالته، واستدّل على جَهْله وآفته بها. وأمّا الفضل بن غانم، فأَعلْمِهْ أنّه لم يَخْفَ على أمير المؤمنين ما كان منه بمصر، وما اكتسب من الأموال في أقل من سنة، يعني في ولايته القضاء. وأمّا الزّياديّ، فأَعلِمْه أنّه كان مُنتحلًا ولا كأوّلِ دَعِيٍّ. فأنكر أبو حسّان أن يكون مولى لزياد بن أبيه، وإنّما قيل له الزّياديّ لأمرٍ من الأمور.   [1] تاريخ الطبري 8/ 637- 639، العيون والحدائق 3/ 376، 377، الكامل في التاريخ 6/ 423- 425، نهاية الأرب 22/ 233- 235، البداية والنهاية 10/ 273، النجوم الزاهرة 2/ 220، 221، تاريخ الخلفاء 310، 311. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 23 قال: وأمّا أبو نصر التّمّار، فإنّ أمير المؤمنين شبَّه خساسة عقله بخساسة متجره. وأمّا ابن نوح، وابن حاتم، فأعْلِمْهم أنّهم مشاغيل بأكل الرِّبا عن الوقوف على التوحيد، وإنّ أمير المؤمنين لو لم يستحلّ محاربتهم في الله إلّا لإربائهم، وما نزل به كتابُ الله في أمثالهم لَاستحلّ ذلك. فكيف بهم وقد جمعوا مع الإرباء شِرْكًا، وصاروا [1] للنَّصارى شَبَهًا؟ وأمّا ابن شجاع، فأَعْلِمْه أنّك صاحبه بالأمس، والمستخرج منه ما استخرجه من المال الذي كان استحلَّه من مال الأمير عليّ بن هشام. وأمّا سَعدويْه الواسطيّ، فقل له: قبّح الله رجلًا بلغ به التصنُّع للحديث والحِرص على الرئاسة فيه، أنْ تمنّى وقت المحنة. وأمّا المعروف بسَجّادة، وإنكاره أن يكون سمع ممّن كان يجالس من الفقهاء القولَ بأنّ القرآن مخلوق، فأَعْلِمْه أنّ في شُغله بإعداد النَّوَى، وحُكمه لإصلاح سجّادته، وبالودائع الّتي دفعها إليه عليّ بن يحيى وغيره ما أذهله عن التوحيد. وأمّا القواريريّ ففيما انكشف من أحواله، وقبوله الرّشا والمصانعات، ما أبان عن مذهبه وسوء طريقته وسخافة عقله ودينه. وأمّا يحيى العُمريّ، فإنْ كان من ولد عمر بن الخطّاب فجوابه معروف. وأمّا محمد بن الحسن بن عليّ بن عاصم، فإنّه لو كان مُقْتديًا بمن مضى من سلفه لم ينتحل النِّحْلَةَ التي حُكِيَتْ عنه، وأنّه بعدَ صبيٌّ يحتاج إلى أن يُعلَّم. وقد كان أمير المؤمنين وجّه إليك المعروف بأبي مُسْهِر، بعد أن نصّه أمير المؤمنين عن محنته في القرآن، فجمجم عنها ولَجْلج فيها، حتّى دعا له أمير المؤمنين بالسيف، فأقرّ ذميمًا فأَنْصِصْه عن إقراره، فإنْ كان مقيمًا عليه فأشْهِر ذلك وأظْهِرْه. ومَن لم يرجع عن شِرْكه ممّن سمَّيتُ بعد بِشر، وابن المهديّ،   [1] في تاريخ الطبري 8/ 642 «وصار للنصارى مثلا» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 24 فاحمِلْهم موثَّقين إلى عسكر أمير المؤمنين ليسألهم. فإنْ لم يرجعوا حملهم على السيف [1] . قال: فأجابوا كلّهم عند ذلك، إلّا أحمد بن حنبل، وسجّادة، ومحمد بن نوح، والقواريريّ. فأمرَ بهم إسحاق فقُيِّدوا، ثم سألهم من الغد وهم في القيود فأجاب سجّادة. ثم عاودهم ثالثًا فأجاب القواريريّ ووجَّه بأحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح المضروب إلى طَرَسُوس. ثم بلغ المأمون أنهم إنما أجابوا مُكْرَهينَ، فغضِب وأمر بإحضارهم إليه. فلما صاروا إلى الرَّقَّةِ بَلَغَتهم وفاةُ المأمون. وكذا جاء الخبر بموت المأمون إلى أحمد [2] . ولطف الله تعالى وفرج. وأمّا محمد بن نوح فكان عديلًا لأحمد بن حنبل في المَحْمل، فمات. فوليه أحمد بالرَّحْبة وصلّى عليه ودفنه، رحمه الله تعالى. [وفاة المأمون] وأما المأمون فمرض بالروم، فلما اشتدّ مرضه طلب ابنَه العبّاس لِيَقْدم عليه، وهو يظنّ أنّه لَا يدركه، فأتاه وهو مجهود، وقد نفذت الكُتُب إلى البلدان، فيها: مِن عبد الله المأمون وأخيه أبي إسحاق الخليفة من بعده، بهذا النّصّ. فقيل إنّ ذلك وُقِّع بأمر المأمون. وقيل: بل كتبوا ذلك وقت غَشْيٍ أصابه، فأقام العبّاس عنده أيّامًا حتّى مات [3] . [ذِكر وصيّة المأمون] «هذا ما أشهد عليه عبد الله بن هارون أمير المؤمنين أنّ الله وحده لَا شريك له في مُلكه، وأنّه خالقٌ وما سواه مخلوق. ولا يخلو القرآن من أن يكون   [1] انظر نصّ الكتاب كاملا في: تاريخ الطبري 8/ 640- 644. [2] تاريخ الطبري 8/ 644، 645، العيون والحدائق 3/ 377، الكامل في التاريخ 6/ 426، 427، نهاية الأرب 22/ 236، البداية والنهاية 10/ 273، 274، النجوم الزاهرة 2/ 222، تاريخ الخلفاء 311، 312. [3] تاريخ الطبري 8/ 645- 647، تاريخ الخلفاء 313. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 25 شيئًا له مثلٌ، والله لَا مثل له» إلى أن قال: «والبعث حقّ، وإنّي مذنب أرجو وأخاف، فإذا متُّ فوجّهوني وليُصّلّ عليّ أقربكم منّي نَسَبًا، وليُكبّرْ خمسًا» . وذكر وصايا من هذا النّوع، إلى أن قال: «فرحِم الله عبدًا اتَّعظ وفكّر فيما حتّم الله على جميع خلقه من الْفَنَاءِ، وقضى عليهم من الموت الذي لَا بدّ منه. فالحمد للَّه الّذي توحّد بالبقاء. ثم لينظُر المرءُ ما كنت فيه من عزّ الخلاقة، هل أغنى عنّي شيئًا إذا جاء أمر الله؟ لَا والله. ولكن أضعِف به عليّ الحسنات. فيا لَيْتَ عبد الله بن هارون لم يكن بَشَرًا، بل ليته لم يكن شيئًا. يا أبا إسحاق ادْنُ منّي واتَّعِظْ بما ترى، وخُذ بسيرة أخيك في القرآن، واعمل في الخلافة إذ طوّقَكَها اللَّهُ تعالى عمل المريد للَّه، الخائف من عقابه، ولا تغترّ باللَّه وتَمْهيله، فكأنْ قد نزل بك الموت. ولا تغفل عن أمر الرعيّة، الرعيّةَ الرعيّةَ، الْعَوَامَّ الْعَوَامَّ، فإنّ المُلْك بهم، اللَّهَ اللَّهَ فيهم وفي غيرهم. يا أبا إسحاق عليك عهد الله، لتقَومّن بحقّ الله في عباده، ولتؤثِرَنّ طاعة الله على معصيته. قال: اللَّهمّ نعم. قال: فانظُر مَن كنت تسمعني أُقَدِّمه فأضْعِف له في التقدمة. وعبد الله بن طاهر أقرّه على عمله، وقد عرفت بلاءه وغَنَاءه. وأبو عبد الله بن أبي دُؤاد لَا يُفارقك، وأشْرِكْه في المشورة في كل أمرك، ولا تتّخذنّ بعدي وزيرًا، فقد علمت ما نكبني به يحيى بن أكثم في معاملة الناس، وخُبْث سريرته حتّى أبعدْتُهُ. هؤلاء بنو عمّك من ذُرِّيَّة أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه أحسِنْ صُحْبتهم، وتجاوَزْ عن مُسِيئهم، وأَعطهِم الصِّلات [1] . ثم تُوُفّي في رجب، ودفن بطرسوس [2] .   [1] تاريخ الطبري 8/ 647- 650، الكامل في التاريخ 6/ 429- 431، نهاية الأرب 22/ 437، 438. [2] انظر عن وفاة المأمون، في: تاريخ خليفة 475، والمعرفة والتاريخ 1/ 202، وبغداد لابن طيفور 191، وتاريخ اليعقوبي الجزء: 15 ¦ الصفحة: 26 [خلافة المعتصم] وكان أول من بايع المعتصم: العبّاسُ بنُ المأمون. [ما ذكره المسبّحي عن المحنة في مصر] قال محمد بن عُبيد الله المُسبّحي في «تاريخ مصر» : كتب المعتصم إلى نائبه على مصر كُنْدر [1] ، وإلى قاضي مصر هارون بن عبد الله الزُّهْريّ كتابًا بخطّ الفضل بن مروان يمتحن فيه الناس بخلْق القرآن. فأحضرهم القاضي هارون، فأجاب عامّة الشهود وأكثر الفقهاء، إلّا من هرب منهم. وكان هارون إذا شهد عندَه عدلْان سألهما عن القرآن، فإنْ أقرّا أنّه مخلوق قبلهما وأخذ بذلك المؤذِّنون والمحدّثون. وأُقِرّ المعلّمون أنّ تعلّمه الصّبيان كتعليم القرآن، يعني القول بخلق القرآن. وبقيت المحنة إلى أن وُلِّيَ الخلافةَ المتوكّل سنة اثنتين وثلاثين [2] . [الوباء والغلاء بمصر] وفيها وقع الوباء العظيم بمصر، فمات أكثرهم، وغلا السِّعر هذه السنة وبعض سنة تسع عشرة. قال: ولم تبقَ دارٌ ولا قرية إلّا مات أكثر أهلها. ولم يبق بمصر رئيس ولا شريف مشهور. وولّت الدنيا عمّن بقي من أولادهم، وركبهم الذّلّ، وجفاهم   [ () ] 2/ 469، وتاريخ الطبري 8/ 650، ومروج الذهب 4/ 45، والتنبيه والإشراف 304، والعيون والحدائق 3/ 377، وولاة مصر للكندي 217، والولاة والقضاة له 193، والإنباء في تاريخ الخلفاء 103، وتاريخ حلب للعظيميّ 249، والبدء والتاريخ 6/ 113، والكامل في التاريخ 6/ 431، وخلاصة الذهب المسبوك 221، وتاريخ مختصر الدول 135، وتاريخ الزمان 28، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 136، والعقد الفريد 5/ 119، ونهاية الأرب 22/ 238، والمختصر في أخبار البشر 2/ 31، 32، والفخري 220، والبداية والنهاية 10، 274، ودول الإسلام 1/ 132، ومرآة الجنان 2/ 77، و 78، ومآثر الإنافة 1/ 210، والنجوم الزاهرة 2/ 227، وتاريخ الخلفاء 313. [1] هكذا في الأصل، وفي ولاة مصر للكندي 217، والولاة والقضاة له 193: «كيدر» بالياء المثنّاة من تحت. [2] ولاة مصر 217، الولاة والقضاة 193، النجوم الزاهرة 2/ 218. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 27 السلطان لأنّهم خرجوا غير مرّة وأثاروا الفتنة. ثم سَرَدَ مَن مات من أشرافهم من أول دولة المأمون إلى آخرها، فسمَّى من كبارهم أبا نصر الوليد بن يعفر بن الصّبّاح بن أبرهة، تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائة، وإبراهيم بن حوّى تُوُفّي فيها، وإبراهيم بن نافع الطّائيّ، تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين، وعثمان بن بلادة فيها، وهاشم بن خُدَيْج، ومحمد بن حسّان بن عتاهية سنة تسعٍ وتسعين، وهُبيرة بن هاشم بن خُدَيْج، وزُرْعة بن معاوية سنة مائتين. ثم سمَّى عددًا كثيرًا لَا نعرفهم كان لهم جاه وحشمة في عصرهم بمصرهم، انْمحت آثارهم وانطوت أخبارهم. [هدم الطُّوانة] وفيها أمر المعتصم بهدم طُوَانة الّتي قدمنا أنّ المأمون أمر ببنائها، ثم حُمِل ما بها من الآلات والسلاح، وتفرّق ما تعب عليه المأمون. وسافر الناس الذين أُسكنِوا بها إلى بلادهم، ثم انصرف المعتصم إلى بغداد، فدخلها في أول رمضان من السنة [1] . [اشتداد أمر الخُرَّمِيّة] وفيها عظُم الخَطْب واشتدّ الأمر بالخُرّميّة، لعنهم الله، ودخل في دِينهم خلق من أهل بلاد هَمذان وبلاد إصبهان، وجيّشوا بأرض همذان، فسار لحربهم إسحاق بن إبراهيم بن مُصْعَب في ذي القعدة، فظفر بهم وقتل منهم ملحمة عُظمى. فيُقال إنّه قُتِل منهم ببلاد همذان ستّين ألفًا، وهرب باقيهم إلى بلاد الروم [2] . وكان المصافّ بأرض همذان مما يلي الرّيّ. وبعضهم يقول: قُتِل منهم فوق المائة ألف، وكانت ملحمة هائلة.   [1] تاريخ الطبري 8/ 667، الكامل في التاريخ 6/ 439. [2] تاريخ الطبري 8/ 667، 668، العيون والحدائق 3/ 380، الكامل في التاريخ 6/ 441، البدء والتاريخ 6/ 114، تاريخ مختصر الدول لابن العبري 138، 139، البداية والنهاية 10/ 281. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 28 سنة تسع عشرة ومائتين فيها تُوُفّي: عليّ بن عيّاش الأَلهاني، بحمص. وأبو بكر عبد الله بن الزُّبير الحُمَيْديّ، بمكة. وأبو نُعَيم الفضل بن دُكين. وأبو غسّان مالك بن إسماعيل النَّهْديّ، بالكوفة. وعَمرو بن حكّام. وإبراهيم بْن حُميد الطويل. وسعد بْن شُعْبَة بْن الحَجّاج، بالبصرة. وأبو الأسود النَّضْر بن عبد الجبّار، بمصر. وسليمان بن داود الهاشميّ. وغسّان بن الفضل الغلابيّ، ببغداد. [ظهور محمد بن القاسم بالطالقان] وفيها ظهر محمد بن القاسم العلويّ الحُسينيّ بالطّالَقان [1] يدعوا إلى الرِّضا من آل محمد. فاجتمع عليه خلْق، فسار لقتاله جيش من قِبل عبد الله بن طاهر، فجرت بينهم وقعات عديدة، ثم انهزم محمد بن القاسم فقصد بعض كُوَر خُراسان، فظفر به متولّي نَسَا [2] ، فقيّده وبعث به إلى ابن طاهر، فحبسه   [1] الطّالقان: بلدتان إحداهما بخراسان بين مروالروذ وبلخ، بينها وبين مروالروذ ثلاث مراحل، وقال الإصطخري: أكبر مدينة بطخارستان طالقان. (معجم البلدان 4/ 6) . [2] نسا: بفتح أوله، مقصور، بلفظ عرق النّسا. مدينة بخراسان، بينها وبين سرخس يومان، وبينها الجزء: 15 ¦ الصفحة: 29 المعتصم. ثم إنّه هرب من السجن ليلة عيد الفطر، ونزل في حبلٍ دُلّي له. فنودي عليه: مَن أحضره فله مائة ألف درهم، فلم يقعوا به [1] . [قدوم السبْي من الخُرَّميّة] وفي جُمادَى الأولى قدِم بغداد، إسحاق بن إبراهيم بسبْيٍ عظيم من الخُرَّميّة الذين أوقع بهم بهمذان [2] . [إفساد الزُّطّ بالبصرة] وفيها عاثت الزُّطّ بنواحي البصرة، فانتدب لحربهم عُجَيْف بن عَنْبَسة، فظفر بهم وقتل منهم نحو الثمانمائة. ثم جرت له معهم حروب. وكان عدّتهم خمسة عشر ألفا [3] .   [ () ] وبين مرو خمسة أيام، وبين أبيورد يوم، وبين نيسابور ستة أو سبعة، (معجم البلدان 5/ 282) . [1] تاريخ اليعقوبي 2/ 471، 472، تاريخ الطبري 9/ 7، 8، مروج الذهب 4/ 52، الكامل في التاريخ 6/ 442، النجوم الزاهرة 2/ 230، نهاية الأرب 22/ 243، 244، البداية والنهاية 10/ 282. [2] تاريخ الطبري 9/ 8، النجوم الزاهرة 2/ 230، البداية والنهاية 10/ 282. [3] تاريخ اليعقوبي 2/ 472، تاريخ الطبري 9/ 8، الكامل في التاريخ 9/ 443، نهاية الأرب 22/ 244، 245، البداية والنهاية 10/ 282. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 30 ثم دخلت سنة عشرين ومائتين فيها تُوُفّي: عفّان ببغداد. وقالون بن عيسى بن مينا. ومُطَرِّف بن عبد الله، بالمدينة. وأبو حُذَيْفة المَرْوزِيّ. وعاصم بن يوسف اليَرْبُوعيّ. وخلّاد بن خالد القارئ، بالكوفة. وعثمان بن الهيثم المؤذّن. والخليل بن عمر بن إبراهيم العبْديّ. وعبد الله بن رجاء، بالبصرة. وآدم بن أبي أياس، بعسقلّان. وعبد الله بن جعفر الرَّقّي، بالرَّقّة. وقَرعوس بن العبّاس الثقفيّ صاحب مالك، بالأندلس. ومحمد الجواد ولد عليّ بن موسى الرّضا، ببغداد. [دخول الزُّطّ بغداد] ويوم عاشوراء دخل عُجَيف بغدادَ بسبي الزُّطِّ وأَسْراهم، فعبّأهم على هيئتهم في الحرب، وكان يومًا مشهودًا. ثم نفدوا إلى عين زَرَبة، فأغارت عليهم الروم، فاجتاحوهم حتّى لم ينج منهم أحد [1] .   [1] تاريخ الطبري 9/ 10، تاريخ خليفة 476، الكامل في التاريخ 6/ 446، تاريخ الزمان لابن الجزء: 15 ¦ الصفحة: 31 [مسير الأفشين لحرب بابك] وفيها عقد المعتصم على حرب بابك وعلى بلاد الجبل للأفشين، واسمه حيد بن كاوس. ثم وجّه أبا سعيد محمد بن يوسف إلى أردبيل لعمارة الحصون الّتي خرّبها بابَك ففعل ذلك. وكان محمد بن البُعيث صديق بابَك في قلعة شاهي وحصن تبريز من بلاد أَذرَبْيَجْان، فبعث بابَكُ قائده عصمة، فنزل بابن البُعيث [1] فأكرمه وأنزل إليه الإقامات وأضافه وسقاه خمرًا وأسره، وقتل جماعة من مقدّميه، فهرب عسكره. وجعل ابن البُعيث يناصح المعتصم، ودلّه على عورة بلاد بابَك، ثم كانت وقعة كبيرة بين بابَك والأفشين انهزم فيها بابَك، وقُتِل من أصحابه نحو الألف، وهرب إلى مُوقان [2] ، ومنها إلى مدينته التي تسمى البذّ. وبعث الأفشين بالرءوس والأسارى إلى بغداد [3] . [محنة الإمام أحمد] وفي رمضانها كانت محنة الإمام أحمد، وضُرِب بالسّياط، ولم يُجِب [4] . وسيأتي ذلك في ترجمته. [إنشاء المعتصم لمدينة سُرّ من رأى] وفي ذي القعدة نزل المعتصم بالقاطول [5] وأمر بإنشاء مدينة سرّ من رأى،   [ () ] العبري 29، النجوم الزاهرة 2/ 233، البداية والنهاية 10/ 282. [1] في تاريخ الطبري 9/ 12: «فأنزل إليه ابن البعيث» . [2] موقان: بالضم ثم السكون، والقاف وآخره نون، ولاية فيها قرى ومروج كثيرة تحتلّها التركمان للرعي فأكثر أهلها منهم، وهي بأذربيجان يمرّ القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال. (معجم البلدان 5/ 225) . [3] تاريخ الطبري 9/ 12، 13. [4] الإنباء في تاريخ الخلفاء 105، تاريخ اليعقوبي 2/ 472، مروج الذهب 4/ 52، مآثر الإنافة 1/ 220. [5] القاطول: اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة وهو نهر كان في موضع سامرّاء قبل أن تعمّر، وكان الجزء: 15 ¦ الصفحة: 32 فاشترى أرضها من رُهبان لهم دير هناك. وقد كان الرشيد ينزل بالقاطول لِطيبه. واستخلف المعتصم على بغداد ولده الواثق [1] . [غضب المعتصم على وزيره الفضل] وفيها غضب المعتصم على وزيره الفضل بن مروان وصادره، وأخذ منه أموالًا عظيمة تفوق الوصف، حتّى قيل إنّه أخذ منه عشرة آلاف ألف دينار، واستأصله وأهل بيته ونفاه إلى السّنّ [2] ، قرية بطريق الموصل [3] . ووُليّ بعده الوزارة محمد بن عبد الملك الزّيّات. [عناية المعتصم باقتناء التُّرْك] واعتنى المعتصم باقتناء التُّرْك، فبعث إلى سمرقند وفَرغانة والنّواحي في شرائهم، وبذل فيهم الأموال، وألبسهم أنواع الدِّيباج ومناطق الذهب. فكانوا يطردون خيلهم ببغداد ويُؤْذُون الناس. فربّما ثار أهل البلد بالتركيّ فقتلوه عند صدْمه للمرأة والشيخ [4] . فعزم المعتصم على التحوّل من بغداد وتنقل على دجلة، والقاطول هو نهر منها، فانتهى إلى موضع سامرّاء، وفي مكانها دير عالٍ لرهبان. فرأى فضاءً واسعًا جدًّا وهواءً طَيِّبًا فاستمرأه، وتصيّد ثلاثًا فوجد نفسه تطلب أكثر من أكله، فعلم أنّ ذلك لتأثير الهواء والتُّرْبة والماء. فاشترى من أهل الدَّيْر أرضهم بأربعة آلاف دينار، وأسّس قصره بالوزيريّة التي يُنسب إليها التّين الوزيريّ العديم النظير في الحسن. وجمع عليها الفَعَلَةَ والصُّنّاع من الممالك. ونقل إليها أنواع الأشجار والغُرُوس، واختُطَّت الخِطّط والدُّروب، وجدّوا في   [ () ] الرشيد أول من حفر هذا النهر ... وفوق هذا القاطول القاطول الكسروي حفره كسرى أنوشروان العادل يأخذ من جانب دجلة في الجانب الشرقي أيضا. (معجم البلدان 4/ 297) . [1] تاريخ اليعقوبي 2/ 472، 473، تاريخ الطبري 9/ 17، العيون والحدائق 3/ 381، مروج الذهب 4/ 53، الكامل في التاريخ 6/ 451، خلاصة الذهب 221، مآثر الإنافة 1/ 220، النجوم الزاهرة 2/ 234، نهاية الأرب 22/ 245، البداية والنهاية 10/ 283. [2] السّنّ: بكسر أوله، وتشديد نونه، يقال لها سنّ بارما. مدينة على دجلة فوق تكريت لها سور وجامع كبير وفي أهلها علماء وفيها كنائس وبيع للنصارى، وعند السّنّ مصبّ الزّاب الأسفل. (معجم البلدان 3/ 268، 269) . [3] تاريخ اليعقوبي 2/ 472، تاريخ الطبري 9/ 18- 20، الكامل في التاريخ 6/ 453. [4] العيون والحدائق 3/ 381. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 33 بنائها، وشُيّدت القصور، واستُنْبِطت المياه من دجله وغيرها وتَسَامع النّاس وقصدوها، وكثُرت بها المعايش [1] .   [1] العيون والحدائق 3/ 381، 382، مروج الذهب 4/ 53، 54، الكامل في التاريخ 6/ 452، الفخري 231، نهاية الأرب 22/ 245، 246. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 34 ذكر أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ [حَرْفُ الأَلِفِ] 1- أحمد بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق [1]- م. د. ت. ن. - أبو إسحاق الحضرميّ، مولاهم البصْريّ، أخو المقرئ يعقوب. كان أسن من يعقوب. روى عن: عِكْرمة بن عمّار، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وهَمَّام، ووُهَيْب، وأبي عَوَانة، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن سعيد الجوهريّ، وأبو بكر بن أبي شَيْبة، وإبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وإسحاق الحربيّ، وأبو خَيْثمة، وولده أحمد بن أبي خَيْثمة، والحارث بن أبي أسامة، وعبد بن حميد، وطائفة. وثّقه أبو حاتم [2] ، والنّسائيّ [3] .   [1] انظر عن (أحمد بن إسحاق بن زيد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 304، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5252، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 1 رقم 1480، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 100، والجرح والتعديل 2/ 40 رقم 8، والثقات لابن حبّان 8/ 3، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه/ 36 رقم 20، وتاريخ بغداد 4/ 26، 27 رقم 1627، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 15 رقم 46، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 15 ب، والكامل في التاريخ 6/ 406، وتهذيب الكمال 1/ 263، 264 رقم 8، والكاشف 1/ 12 رقم 6، وميزان الاعتدال 1/ 82 رقم 295، وسير أعلام النبلاء 10/ 174، 175 رقم 31، وتهذيب التهذيب 1/ 14 رقم 9، وتقريب التهذيب 1/ 10 رقم 8، وخلاصة تذهيب التهذيب 3. [2] في الجرح والتعديل 2/ 40، ووثّقه أبو زرعة. [3] تهذيب الكمال 1/ 264، وقال أيضا: ليس به بأس. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 35 ومات سنة إحدى عشرة [1] ، وكان يحفظ حديثه [2] . 2- أحمد بن إشكاب الصّفّار [3]- خ- أبو عبد الله كوفيّ نزل مصر. قيل: اسمه أحمد بن مَعْمَر بن إشْكاب، وقيل: أحمد بن عبد الله بن إشْكاب. سمع: شَرِيكًا، وعبد السّلام بن حرب، ورِفاعة بن إياس الضَّبِّيّ، ومحمد بن فُضَيْلٍ، وأبا بكر بن عيّاش، وجماعة. وعنه: خ [4] ، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن عيسى اللّخْميّ الخشّاب، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو حاتم الرّازيّ، وجماعة.   [1] أرّخه ابن سعد في طبقاته 7/ 304، ووثّقه. [2] العبارة لابن حبّان في الثقات 8/ 4، وابن منجويه في (رجال صحيح مسلم 1/ 36) ، ووثّقه مسلم في (الكنى والأسماء، ورقة 3) . وقال أحمد: لم أكتب عنه. قيل له: لم؟ قال: لأنه كان مع يحيى، يعني ابن أكثم. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 282 رقم 5252) . وقال أبو بكر المرّوذيّ: قيل لأحمد: كتبت عنه؟ قال: لا، تركته على عهد. قيل له: أيش أنكرت عليه؟ قال: كان عندي إن شاء الله صدوقا، ولكنّي تركته من أجل ابن أكثم دخل له في شيء. (تهذيب الكمال 1/ 264) . [3] انظر عن (أحمد بن إشكاب الصفّار) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 4 رقم 1494، والتاريخ الصغير له 226، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، وتاريخ الثقات للعجلي 50 رقم 10 (أحمد بن معمر) ، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 80 و 2/ 761 و 3/ 197، والجرح والتعديل 2/ 77 رقم 165 (أحمد بن معمر بن إشكيب) ، والثقات لابن حبّان 8/ 6، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 26، 27 رقم 2، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 8، 9 رقم 11، والمعجم المشتمل على الشيوخ النبل لابن عساكر 39 رقم 9، وتهذيب الكمال 1/ 267، 269 رقم 11، والكاشف 1/ 13 رقم 9، وسير أعلام النبلاء 10/ 576 رقم 202، والوافي بالوفيات 6/ 256 رقم 2739، وتهذيب التهذيب 1/ 16 رقم 12، وتقريب التهذيب 1/ 11 رقم 11، وحسن المحاضرة 1/ 287، وخلاصة تذهيب التهذيب 4. واسم «إشكاب» : مجمّع. (المعجم المشتمل لابن عساكر 39) . [4] أي البخاري. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 36 قال أبو حاتم: [1] : ثقة مأمون [2] . وقال ابن يونس في تاريخه: تُوُفّي سنة سبْع أو ثمان عشرة [3] . 3- أحمد بن أوفى الأهْوازيّ [4] . عن: عَبّاد بن منصور [5] ، وشُعْبة. وعنه: مَعْمَر بن سهل، وغيره [6] . 4- أحمد بن أيّوب السّمرقنديّ [7] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 77 وزاد: صدوق. وقال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زرعة يقول: أدركته ولم أكتب عنه، وسمعت أبي يقول: كتبت عنه بمصر. قال: وسئل أبو زرعة عنه فقال: روى عنه سعيد بن أسد بن موسى وكان صاحب حديث. [2] وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 6، 7 وقال: ربّما أخطأ. وقال الدّوريّ: كتب عنه يحيى بن معين كثيرا. وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: كوفيّ ثقة. (تهذيب الكمال 1/ 269) . وقال البخاري: آخر ما لقيته بمصر سنة سبع عشرة ومائتين. (التاريخ الكبير 2/ 4، والتاريخ الصغير 226) . [3] وهكذا في (المعجم المشتمل لابن عسكر 39) ، وقد جزم ابن حبّان في (الثقات 8/ 7) بوفاته سنة 217 هـ-. [4] انظر عن (أحمد بن أوفى) في: الثقات لابن حبّان 8/ 4، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 174، 175، والمغني في الضعفاء للذهبي 1/ 34 رقم 245، وميزان الاعتدال 1/ 84 رقم 300 وفيه (أحمد بن أبي أوفى) ، وعنه نقل ابن حجر في لسان الميزان 1/ 138، 139 رقم 434. [5] هكذا في الأصل، والميزان، واللسان. أما في (الثقات) لابن حبّان: «عبّاد بن مسعود» وهو غلط. [6] ذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 4، وأورد حديثا من طريقه، عن شعبة، عن عمرو بن دينار وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عن بيع الولاء وعن هبته. وقال: عمرو بن دينار غريب في هذا الحديث، قال ابن حجر في (لسان الميزان 1/ 139) : والحديث في المعجم الكبير للطبراني. وقال ابن عديّ في (الكامل 1/ 174) : «أظنّه بصريّ، يحدّث عنه أهل الأهواز، يخالف الثقات في روايته عن شعبة، وقد حدّث عن غير شعبة بأحاديث مستقيمة» . وذكر له بعض حديثه، وقال: وقد حدّث بغير هذا بأحاديث مستقيمة، ولم أر في حديثه شيئا منكرا إلّا ما ذكرته من مخالفته على شعبة وأصحابه (1/ 175) . [7] انظر عن (أحمد بن أيوب السمرقندي) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 37 نزيل مَرْو. عن: أبي حمزة السُّكَّريّ. وعنه: إسحاق بنُ راهَوَيْه، والنَّضْر بن سَلَمَةَ، وغيرهما [1] . 5- أحمد بن تَوْبة السُّلَميّ المَرْوَزيّ المُطَّوَّعيّ. الغازي الأمير المجاهد البطل الزّاهد. سمع: ابن المبارك، وإبراهيم بن المغيرة، وسُفْيان بن عُيَيْنَة، وحَرْمَلَة بن عبد العزيز. وعنه: إسحاق الكَوْسَج، وعبد الله بن أحمد بن شَبوَيْه، ويحيى بن المُثَنَّى. ذكره ابن ماكولا فقال: لم يتهدف للتحديث. قال: وكان يقال إنه مستجاب الدعوة. فتح استيجاب في أربعين رجلا. وبها أولادهم تعرف بأولاد الأربعين، يشار إليهم في استيجاب. قال غُنْجار: سكن أحمد بن توبة بِيكَنْد، وبها تُوُفّي. 6- أحمد بن جعفر [2] . أبو عبد الرحمن الوكيعيّ الكوفيّ الضّرير الحافظ. عَنْ: حفص بن غياث، ووكيع، وغيرهما.   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 2 رقم 1482، والجرح والتعديل 2/ 40 رقم 6، والثقات لابن حبّان 8/ 4. [1] قال ابن حبّان في ثقاته: «مستقيم الحديث، يعتبر حديثه من غير رواية النضر بن سلمة عنه» . يقول خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» : يظهر لأول وهلة أن «أحمد بن أيوب الضبيّ» هو غير «أحمد بن أيوب السمرقندي» المذكور في: تاريخ البخاري، وثقات ابن حبّان، ذلك لاختلاف النسبة من «الضبيّ» إلى «السمرقندي» ، ولكن بعد مراجعة الترجمة في الثقات لابن حبّان يتأكد المرء أنهم جميعا واحد، كونه يروي عن إبراهيم بن أدهم، وأن إبراهيم بن شمّاس روى عنه. [2] انظر عن (أحمد بن جعفر) في: تاريخ بغداد 4/ 58، 59 رقم 1675. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 38 وكان أبو نعيم يقول: ما رأيت أحفظ منه [1] . وعنه: إبراهيم الحربيّ، وقال: كان يحفظ مائة ألف حديث، وما أحسبه سمع حديثًا إلا وحفظه [2] . قلت: وروى عنه أحمد بن القاسم الأنماطي [3] . وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الحربيّ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ لأَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْوَكِيعِيِّ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي لأُحِبُّكَ [4] . حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عبيد، عن المقدام قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ» [5] . وَقَالَ أَبُو داود: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَكِيعِيُّ يَحْفَظُ الْعِلْمَ عَلَى الْوَجْهِ [6] . وَقَالَ الَّدارقُطْنيُّ: هُوَ ثِقَةٌ، وَابْنُهُ مُحَمَّدٌ ثِقَةٌ [7] . وَقَالَ الْحَرْبِيُّ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ [8] . 7- أحمد بن حفص [9] . أبو حفص البخاريّ الفقيه الحنفيّ. عالم أهل بُخارى في زمانه. ووالد شيخ بُخَارى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حفص الفقيه. لم أظفر بأخباره،   [1] وعبارته في (تاريخ بغداد 4/ 59) : «ما رأيت ضريرا أحفظ من أحمد بن جعفر الوكيعي» . [2] تاريخ بغداد 4/ 59. [3] ذكره الخطيب في تاريخ بغداد 4/ 58. [4] تاريخ بغداد 4/ 59. [5] تاريخ بغداد 4/ 59، والحديث أخرجه الترمذي في الزهد (2502) باب: ما جاء في إعلام الحبّ، وأراد في آخره «إيّاه» ، وقال: وفي الباب عن أبي ذرّ، وأنس. حديث المقدام حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه أبو داود في الأدب (5124) باب إخبار الرجل الرجل بمحبّته إيّاه، وأحمد في المسند 4/ 130. [6] تاريخ بغداد 4/ 59. [7] تاريخ بغداد 4/ 59. [8] تاريخ بغداد 4/ 59. [9] انظر عن (أحمد بن حفص البخاري) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 642 و 2/ 127، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 6، والجواهر المضيّة في طبقات الحنفية للقرشي 1/ 166، 167 رقم 104، والفوائد البهية 18، 19، والطبقات السنيّة، رقم 186، وسير أعلام النبلاء 10/ 157- 159 رقم 22، وأعلام الأخيار، رقم 98. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 39 وقد تُوُفّي في المحرّم سنة سبْع عشرة ومائتين. رحل وتفقّه بمحمد بن الحسن. وسمع من وكيع وطبقته. قال محمد بن أبي رجاء البخاريّ: سمعت أبا حفص أحمد بن حفص يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النّوم، عليه قميصٌ، وامرأة إلى جَنْبه تبكي. فقال لها: لَا تبكي، فإذا مِتُّ فابكي. قال: فلم أجد من يُعبّرها لي، حتّى قال لي إسماعيل والد البخاريّ: إنّ السُّنّة قائمة بعدُ [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْأَدِيبُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ نَصْرٍ الشَّاعِرَ يَقُولُ: تَذَاكَرْنَا الْحَدِيثَ: «إِنَّ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمَ الزَّمَانِ» [2] . فَبَدَأْتُ بِأَبِي حَفْصٍ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ فَقُلْتُ: هُوَ فِي فِقْهِهِ وَوَرَعِهِ وَعَمَلِهِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمَ الزَّمَانِ. ثُمَّ ثَنَّيْتُ بِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ فَقُلْتُ: هُوَ فِي مِعْرِفَةِ الْحَدِيثِ وَطُرُقِهِ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ عَلَمًا. ثُمَّ ثلَّثْتُ بِأَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ السُّرْمَارَائِيِّ [3] فقلت: رجل يقرأ على منبر الخلافة هاهنا يَقُولُ: شَهِدْتُ مَرَّةً أَنَّ رَجُلًا وَحْدَهُ كَسَرَ جُنْدَ الْعَدُوِّ، فَإِنَّهُ يَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ علَمَ الزَّمَانِ. قَالُوا: نَعَمْ [4] . وُلد أحمد بن حفص سنة خمسين ومائة، ولقي أيضًا هُشَيْمًا، وجرير بن عبد الحميد. أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْخَلّالِ، أَنَا جَعْفَرٌ، أَنَا السَّلَفِيُّ، أَنَا ابْنُ الطُّيُورِيِّ، أَنَا هَنَّادُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ بِبُخَارَى، ثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ حَمْدُوَيْهِ، نَا أَحْمَدُ بن عمر بْنُ دَاوُدَ، ثَنَا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ حفص،   [1] سير أعلام النبلاء 10/ 157. [2] اللفظ الصحيح للحديث: «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مَائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا» . أخرجه أبو داود في الملاحم (4291) باب ما يذكر في قرن المائة، والبيهقي في معرفة السنن والآثار 52، والحاكم في المستدرك 4/ 522، والخطيب في تاريخ بغداد 2/ 61، وانظر: جامع الأصول لابن الأثير 11/ 320- 324. [3] في سير أعلام النبلاء 10/ 158 «السّرماري» . [4] السير 10/ 158. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 40 عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعَةٍ: باللَّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ [لَهُ] ، وَأَنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللَّهِ» [1] . 8- أحمد بن حُمَيْد [2] . أبو الحسن الطُّرَيْثِيثّي الكوفيّ خَتَنُ عُبَيد الله بن موسى، ويعرف بدار أم سلمة [3] . كان من حُفّاظ الكوفة. سمع: حفص بن غِياث، وابن المبارك، وعبد الله الأشجعيّ، ومحمد بن فُضَيْل، ويحيى بن أبي زائدة، وجماعة. وعنه: خ [4] ، وحنبل بن إسحاق، والدّارمّي، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن إسماعيل التِّرمِذِيّ، وآخرون. وثقة أبو حاتم [5] .   [1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 97، والترمذي (2145) وابن ماجة (82) والحاكم في المستدرك 1/ 32، 33، والذهبي في التلخيص 1/ 32، 33 وقد صحّحاه. [2] انظر عن (أحمد بن حميد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 2 رقم 1484، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، وتاريخ الثقات للعجلي 47 رقم 1، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 148، والجرح والتعديل 2/ 46، 47، رقم 31، والثقات لابن حبّان 8/ 5، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 30 رقم 6، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 135 أ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 9 رقم 15، والمعجم المشتمل لابن عساكر 43 رقم 23، وتهذيب الكمال 1/ 298، 299 رقم 29، والكاشف 1/ 16 رقم 24 وفيه (الطريثيني) وقد علّم فوقه ناشره برقم (100) وهو غير موجود في الحاشية، وسير أعلام النبلاء 10/ 509، 510 رقم 165، وتذكرة الحفّاظ 2/ 456، وتهذيب التهذيب 1/ 26 رقم 37، وتقريب التهذيب 1/ 13 رقم 30، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 199، وخلاصة تذهيب التهذيب 5. [3] قال الحافظ ابن حجر في (التهذيب 1/ 26) : «لقّب بدار أمّ سلمة لأنه جمع حديث أم سلمة، وغلط الحاكم فيه فقال: جار أم سلمة. وأمّا ابن عديّ فقال: كان له اتّصال بأمّ سلمة» . [4] اختصار «البخاري» . [5] في الجرح والتعديل 2/ 46. وقال أبو زرعة: أدركته ولم أكتب عنه. وقال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: نا أحمد بن حميد ختن عبيد الله بن موسى وكان ثقة الجزء: 15 ¦ الصفحة: 41 وقال مُطَيِّن: مات سنة عشرين [1] . 9- أحمد بن خالد بن موسى [2]- ع. - ويقال ابن محمد. أبو سعيد الوَهْبيّ [3] الكنديّ الحمصيّ، أخو محمد بن خالد. روى عن: محمد بن إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق، وشَيْبان، وعبد العزيز الماجِشُون، وإسرائيل، وجماعة. وعنه: البخاريّ خارج «الصّحيح» ، ومحمد بن يحيى، وَسَلَمَةُ بن شبيب، ومحمد بن مُصَفَّى، ويحيى، وَعَمْرو ابنا عثمان بن سعيد، وصَفْوان بن عَمْرو، ومحمد بن خالد بن خَلِيّ، وموسى بن عيسى بن المُنْذر، وعِمران بن بكّار، وأحمد بن عليّ الدمشقي الخرّاز، وأحمد بن عبد الوّهاب بن نجدة، وأبو زرعة الدّمشقيّ.   [ () ] رضا. وقال عبد الرحمن أيضا: أخبرنا أبي قال: قال لي عمر بن حفص بن غِياث: من أين أقبلت؟ قلت: من عند أحمد بن حميد ختن عبيد الله بن موسى. قال: كان يختلف إلى أبي وهو صغير فقال له أبي ذات يوم: ابن من أنت؟ قال: ابن حميد. قال: ممّن أنت؟ قال: من بيتنا، فتبسّم أبي وعجب من صغره. (الجرح والتعديل 2/ 46، 47) . ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [1] أرّخه ابن عساكر في (المعجم المشتمل) . وأخطأ ابن حجر فقال: توفي سنة تسع وعشرين ومائتين. (تهذيب التهذيب 1/ 26) . [2] انظر عن (أحمد بن خالد بن موسى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 2 رقم 1483، والتاريخ الصغير له 225 وفيه (الذهبي) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 45، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 137 و 199 و 2/ 308، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 188 و 189، والجرح والتعديل 2/ 49 رقم 46، والثقات لابن حبّان 8/ 6، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 226 أ، والسابق واللاحق للخطيب 315، وتهذيب الكمال 1/ 299- 301 رقم 30، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 744، والكاشف 1/ 17 رقم 25، والبداية والنهاية 10/ 268، وتهذيب التهذيب 1/ 26، 27 رقم 39، وتقريب التهذيب 1/ 14 رقم 33 وفيه (الذهبي) ، وكذلك نسبه في خلاصة تذهيب التهذيب 5. [3] الوهبي: نسبة إلى وهب بن ربيعة بن معاوية بطن من كندة. (اللباب 3/ 281) وقد تحرّفت هذه النسبة إلى (الذهبي) كما تقدّم في: التاريخ الصغير للبخاريّ، وتقريب التهذيب لابن حجر، والخلاصة للخزرجي. والّذي أثبتناه هو الصحيح. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 42 وقال ابن مَعِين في رواية أبي زُرْعة عنه: ثقة [1] . وقال ابن أَبِي عاصم: مات سنة أربع عشرة [2] . 10- أحمد بن محمد بن الوليد بن عُقبة بن الأزرق [3] بن عَمْرو بن الحارث بن أبي شَمِر. أبو الوليد [4] الغساني الأزْرَقيّ [5] المكّيّ. جدّ صاحب «تاريخ مكة» [6] أبي الوليد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الأزرقيّ. روى عن: عَمْرو بن يحيى بن سعيد الأمويّ، ومالك، وعبد الجبّار بن ورد، وإبراهيم بن سعد، وفُضَيْل بن عِياض، ومسلم بن خالد الزّنْجيّ، وجماعة. وعنه: (البخاريّ [7] ، ومحمد بن سعد كاتب الواقديّ، وأبو حاتم، وأبو بكر الصّاغانيّ، وحنبل بن إسحاق، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر التّرمذيّ آخر   [1] الجرح والتعديل 2/ 49، ووثّقه ابن حبّان. [2] وأرّخه ابن حبّان في الثقات 8/ 6. [3] انظر عن (أحمد بن محمد بن الوليد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 502، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 3 رقم 1492، والتاريخ الصغير له 224، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 486 و 3/ 354 و 366، والجرح والتعديل 2/ 70 رقم 128، والثقات لابن حبّان 8/ 7، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 41، 42 رقم 23 (وفيه: أحمد بن معمر) وهو تصحيف، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 11 رقم 27، والأنساب لابن السمعاني 1/ 201، واللباب لابن الأثير 1/ 47، وتهذيب الكمال 1/ 480، 481 رقم 104، والكشاف 1/ 27 رقم 83، والعقد الثمين للفاسي 3/ 177، وتهذيب التهذيب 1/ 79، رقم 134، وتقريب التهذيب 1/ 25 رقم 118، وخلاصة تذهيب التهذيب 12. [4] المشهور أن كنيته «أبو محمد» فقد جزم بها: البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، والكلاباذي، وابن القيسراني. وابن السمعاني، وابن الأثير، وغيرهم. وكناه المزّي بأبي الوليد، ويقال: أبو محمد. (تهذيب الكمال 1/ 480) ولهذا أخذ المؤلّف بالكنية الأولى هنا، وفي الكاشف أيضا، وتابعه ابن حجر في (تهذيب التهذيب) الّذي أضاف كنية أخرى فقال: ويقال أبو عبد الله. [5] ويقال: «الزرقيّ» . [6] مطبوع في جزءين، وهو بعنوان «أخبار مكة» . [7] من هنا يوجد خرم في نسخة المؤلّف، فاعتمدنا لتعويض النصّ على «المنتقى» لابن الملّا. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 43 من روى عنه، إلا أنْ يكون محمد بن علي الصّائغ. وثّقه أبو حاتم [1] ، وغيره [2] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 70. [2] وقال أبو زرعة: أدركته ولم أكتب عنه. (الجرح والتعديل 2/ 70) . وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث. (الطبقات الكبرى 5/ 502) . ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : في تاريخ وفاة الأزرقي هذا أقول، منها إن البخاريّ قال في تاريخه الكبير 2/ 3: «فارقناه سنة اثنتي عشرة ومائتين» . وفي تاريخه الصغير 224 قال: «فارقنا حيّا سنة اثنتي عشرة ومائتين» . وقد سقطت (الهاء) من «فارقناه» ، فليحرّر. ونقل الكلاباذي، وابن القيسراني كلام البخاريّ. بينما جزم ابن حبّان في الثقات بوفاة الأزرقي في السنة نفسها (212 هـ-.) ، وكذلك جزم لها ابن السمعاني في الأنساب 1/ 201، وليس صحيحا أنه ترك بياضا عند تاريخ وفاته، كما قال الدكتور «بشار عوّاد معروف» في حاشيته على (تهذيب الكمال 1/ 482) ، حيث ذكر ما نصّه: «وجدت مكان وفاته مبيضّا في المطبوع من «أنساب» السمعاني، ولم تبق غير كلمة «المائتين» ولم ينقلها ابن الأثير في «اللباب» مما يدلّ على أنّ البياض قديم، والظاهر أن ابن حبّان وابن السمعاني اعتمدا قول البخاري، وحمّلاه أكثر، فقالا هذه المقالة ... » . قال خادم العلم «عمر» : إن البياض الموجود في المطبوع من الأنساب هو في ترجمة حفيد صاحب الترجمة، بينما جزم ابن السمعاني بوفاة صاحب الترجمة في سنة 212 هـ-. ويظهر أن الأمر التبس على صديقنا الدكتور بشار أثناء قراءة النص، وهذا هو كما في «الأنساب» تحت مادّة «الأزرقي» (ج 1/ 201) . « ... هذه النسبة إلى الجدّ الأعلى وهو أبو محمد يحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغسّاني المكيّ المعروف بالأزرقي، يروي عن داود بن عبد الرحمن العطار، وسفيان بن عيينة، روى عنه حفيده، ويعقوب بن سفيان، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين. وحفيده هو أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي صاحب كتاب أخبار مكة، وقد أحسن في تصنيف ذلك الكتاب غاية الإحسان، روى عن جدّه، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وغيرهما، روى عنه أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، مات .... ومائتين» . وقد أكد ابن حجر أن السمعاني أرّخ لوفاة الأزرقي في كتابه. وقال المزّي في «تهذيب الكمال 1/ 481) : «كان حيّا سنة سبع عشرة ومائتين» ونقل التقيّ الفاسي عنه ذلك في (العقد الثمين 3/ 177) فقال: «وقال صاحب الكمال: مات بعد سنة سبع عشرة ومائتين أو فيها» . وهو انفرد بهذا التأريخ. وذكر الفاسي أيضا القول بوفاته سنة 212، كما ذكر قول الحاكم بوفاة الأزرقي صاحب الترجمة في سنة 122 هـ-. وانظر: مقدّمة كتاب «أخبار مكة» لحفيده- بتحقيق رشدي الصالح ملحس» الجزء: 15 ¦ الصفحة: 44 11- أحمد بن المفضّل الْقُرَشِيُّ [1] الحَفَريّ [2] . مولى عثمان رضي الله عنه. عن: الثّوريّ، والحَسَن بن صالح، وإسرائيل، وأسباط بن نصر. وعنه: أبو بكر بن أبي شَيْبَة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم. كان صَدُوقًا، من رؤساء الشيعة [3] . مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين [4] . 12- أحمد بن يعقوب المسعوديّ الكوفيّ [5] .   [ () ] طبعة دار الأندلس، بيروت 1403 هـ-. / 1983 م. - ص 12 و 16. قال «عمر» : وبسبب هذا التناقض في التأريخ لوفاة صاحب الترجمة، اضطرب الأمر على المؤلف- رحمه الله- فذكره هنا في هذه الطبقة دون أن يؤرّخ لسنة وفاته، ثم أعاد ذكره في الطبقة الآتية، معتمدا على قول الحاكم بوفاته سنة 222 هـ-. وكذا أرّخ وفاته في (الكاشف 1/ 27) . والّذي نعتقده أقرب إلى الصواب هو أن صاحب الترجمة توفي سنة 212 هـ-. كما جزم أكثر من واحد، ولا نظنّ أن وفاته تأخّرت عن ذلك عدّة سنين، لأن كلام البخاري لا يحتمل ذلك، فهو يقول إنه فارق الأزرقيّ وهو حيّ سنة 212 هـ. وفي هذا إشارة إلى أنه يتوقّع وفاته قريبا من ذلك التاريخ. ولا يبعد أن يكون قول الحاكم بوفاة الأزرقي سنة 222 هـ. وهما، فلعلّه أراد سنة 212 فكتبها 222، وهذا يقع كثيرا في التواريخ، والله أعلم بالصواب. [1] انظر عن (أحمد بن المفضل) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 410، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 5 رقم 1504، والجرح والتعديل 2/ 77 رقم 164، والثقات لابن حبّان 8/ 28، وتهذيب الكمال 1/ 487، 488 رقم 109، والكاشف 1/ 28 رقم 87، وميزان الاعتدال 1/ 157 رقم 625، وتهذيب التهذيب 1/ 81 رقم 139، وتقريب التهذيب 1/ 26 رقم 123، وخلاصة تذهيب التهذيب 12. [2] الحفري: نسبة إلى محلّة بالكوفة. [3] الجرح والتعديل 2/ 77. وقال ابن حجر في (التهذيب 1/ 81) : أثنى عليه أبو بكر بن أبي شيبة، وقال ابن إشكاب: ثنا أحمد بن المفضّل دلّني عليه ابن أبي شيبة وأثنى عليه خيرا. وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال الأزدي: منكر الحديث. روى عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ مرفوعا: إذا تقرّب الناس إلى خالقهم بأنواع البرّ فتقرّب إليه بأنواع العقل. قلت: هذا حديث باطل لعلّه أدخل عليه. [4] أرّخه ابن سعد 6/ 410. [5] انظر عن (أحمد بن يعقوب المسعودي) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 45 عن: إسحاق بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد الأُمويّ، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، ويزيد بن المِقدام بن شرُيَحْ. وعنه: البخاريّ، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وأبو سعيد الأشجّ، والدّارميّ، وجماعة [1] . 13- أحمد بن يوسف [2] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 2 رقم 1485، وتاريخ الثقات للعجلي 50 رقم 11، والجرح والتعديل 2/ 80 رقم 180، والثقات لابن حبّان 8/ 4، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 44، 45 رقم 28، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 12 رقم 30، والمعجم المشتمل لابن عساكر 63 رقم 98، وتهذيب الكمال 1/ 522 رقم 129، والكاشف 1/ 30 رقم 100، وتهذيب التهذيب 10/ 91 رقم 160، وتقريب التهذيب 1/ 29 رقم 244، وخلاصة تذهيب التهذيب 14. [1] قال أبو زرعة وأبو حاتم: أدركناه ولم نكتب عنه. (الجرح والتعديل 2/ 80) وذكره العجليّ وابن حبّان في الثقات. وقال الحاكم: كوفيّ قديم جليل. وقال ابن حجر: قرأت بخط الذهبي: مات سنة بضع عشرة ومائتين. (تهذيب التهذيب 1/ 91) وجاء في حاشية (الكاشف 1/ 30 رقم 12) لناشره أنه مات حوالي العام مائتين وثلاث عشرة. وقد أرّخ ابن القيسراني وفاته بسنة ثلاث وخمسين ومائتين. (الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 12 رقم 30) . ويظهر أنه بسبب عدم الجزم بتاريخ وفاة المسعودي، فإنّ المؤلّف- رحمه الله- ذكره هنا دون أن يؤرّخ له، ثم أعاد ذكره في الطبقة التالية في المتوفّين بين 211- 220 هـ-. فليراجع في الجزء التالي من هذا الكتاب. [2] انظر عن (أحمد بن يوسف) في: عيون الأخبار لابن قتيبة 1/ 85 و 3/ 151، والشعر والشعراء 2/ 677، وطبقات الشعراء لابن المعتز 280 و 381، وتاريخ الطبري 8/ 228 و 507 و 620 و 623، وثمار القلوب للثعالبي 154، وتحفة الوزراء له 137، 138، وتحسين القبيح له 84، 85، وخاص الخاص له 8 و 63 و 124، والعيون والحدائق 3/ 379 و 418، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 43 و 175 و 347 و 349 و 350 و 5/ 81، وأمالي المرتضى 2758 و 2/ 269، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي 5/ 61- 183 رقم 36، و 15/ 242، والعقد الفريد لابن عبد ربّه 1/ 73 و 213 و 2/ 100 و 145 و 146 و 272 و 3/ 195 و 4/ 47 و 50 و 165 و 170 و 197 و 225 و 226 و 228 و 236 و 239 و 6/ 284، وتاريخ بغداد 5/ 216- 218 رقم 3692، وبدائع البدائه 149، وخلاصة الذهب المسبوك 194، وبغداد لابن طيفور 119 و 128 و 132 و 144 و 167 و 183 و 184، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 103، والهفوات النادرة للصابي 253، 254، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 137، والفخري لابن طباطبا 223 و 225، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 46 أبو جعفر الكوفي، مولى بني عجل. كان أحد الأذكياء والأُدباء والشعراء، ولي كتابةَ الرسائل للمأمون. قال الخطيب [1] : كان من أذكى الكُتّاب وأفطنهم، وأجمعهم للرسائل. فصيح اللّسان، حَسَن الخَطّ. قال [2] : وبلغني أنّه تُوُفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين. وهو القائل: إذا قُلت في شيءٍ نعم فَأتِمَّهُ ... فإنَّ نَعَم ديْنٌ على الْحُرِّ واجب وإلّا فَقُلْ لَا واسْتَرِحْ وأرِح بها ... لكيلا تقول الناس إنّك كاذب [3] وعن أبي هفّان قال: أهدى أحمد بن يوسف للمأمون هدّية وكتب معها: على العبد حقٌّ فهو لَا بُدَّ [4] فاعِلُهْ ... وإنْ عظُم المولى وجلَّت فَوَاضلهْ [5] ألم ترنا نُهدي إلى الله ماله ... وإن كان عنه ذا غِنًى فهو قابلُهْ ولو كان يُهْدَى للمليك [6] بقدْره ... لقصّر علُّ البحر عنه وناهلُهْ [7] ولكنّنا نُهْدي إلى مَن نُجِلُّهُ [8] ... وإنْ لم يكن في وُسْعنا ما شاكله [9] وله:   [ () ] والبداية والنهاية 10/ 269، ووفيات الأعيان 1/ 289 و 3/ 478 و 4/ 40 و 315، والأغاني 23/ 81 و 117- 121، و 24/ 1- 3، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 304 وما بعدها، والوافي بالوفيات 8/ 279- 282 رقم 3703، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 124- 126، والفهرست لابن النديم، في عدّة مواضع، وتاريخ حلب للعظيميّ 136، والكامل في التاريخ 6/ 409. [1] في تاريخ بغداد 5/ 216. [2] في تاريخ بغداد 5/ 218. [3] البيتان في تهذيب تاريخ دمشق 2/ 124. [4] في الوافي بالوفيات «لا شكّ» . [5] في معجم الأدباء والوافي بالوفيات: «فضائله» . [6] في معجم الأدباء والوافي بالوفيات: «للكريم» . [7] في معجم الأدباء والوافي بالوفيات: «لقصّر فضل المال عنه وسائله» . [8] في معجم الأدباء والوافي بالوفيات: «نعزّه» . [9] في معجم الأدباء: «ما يعادله» (5/ 172) وكذلك في الوافي بالوفيات 8/ 280، 281، والأبيات في تهذيب تاريخ دمشق 2/ 124، والبيتان الأولان في خاصّ الخاص للثعالبي 124. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 47 قلبيِ يحبّك يا مُنَى ... قلبي ويُبْغضُ من يُحبُّكْ لأكونَ فرْدًا في هواكِ ... فليتَ شِعري كيف قلبُكْ [1] ؟ 14- أحمد بن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن [2] . أبو العبّاس الكاتب الأحول. ولي وزارة المأمون بعد الفضل بن سهل، ولكنْ لم يبلغ مرتبة الفضل. وكان خبيرًا مدبِّرًا كريمًا جوادًا ذا رأيٍ ودَهاء، إلّا أنّه كانت فيه فظاظة ودعارة أخلاق. يقال إنّ رجلًا قال له يومًا: لقد أعطيت ما لم يعطه رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: لئن لم تخرج ممّا قلت، لأُعاقبنّك. فقال: قال الله تعالى لنبيّه عليه الصّلاة والسلام: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا من حَوْلِكَ 3: 159 [3] ، وأنت فظٌّ غليظٌ وما يُنْفَضّ من حولك. يقال إنّ أصله من الأردن، كتب لبعض أمراء دمشق ثم ترقّت به الحال إلى الوزارة [4] .   [1] البيتان في الأغاني 23/ 81، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 126. [2] انظر عن (أحمد بن أبي خالد الكاتب) في: أخبار البحتري للصولي 190، والعقد الفريد لابن عبد ربه 1/ 29 و 2/ 274 و 4/ 216، والأغاني 20/ 143، وبغداد لابن طيفور 3 و 9 و 17 و 74 و 101 و 119- 128 و 141، وتحسين القبيح للثعالبي 87، وثمار القلوب له 206 و 613- 615، وتاريخ الطبري 8/ 575 و 579 و 595 و 603، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2695 و 2751، والفهرست لابن النديم 11، والعيون والحدائق 3/ 361 و 364 و 365 و 379 و 450 و 453 و 454 و 456، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 476، والهفوات النادرة للصابي 253، ومعجم الأدباء لياقوت 3/ 15 و 14/ 99، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 103، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 118- 120، والتذكرة الحمدونية 1/ 349، ومحاضرات الأدباء للراغب 1/ 450، ومطالع البدور للغزولي 2/ 112، والفخري لابن طباطبا 223- 225، والكامل في التاريخ 6/ 357 و 361 و 382 و 383 و 386، والوافي بالوفيات 8/ 372- 374 رقم 3696، وإعتاب الكتّاب لابن الأبّار 109- 113. [3] سورة آل عمران، الآية 159. [4] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 119. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 48 وكان أبوه كاتبًا لوزير المهديّ أبي عُبيد الله، ثم صار كاتبا للهادي، فمات بجُرجان مع الهادي. وقد ناب أحمد بن أبي خالد في الوزارة عن الحَسَن بن سهل. حكى الصُّوليّ قال: بعث أحمد بن أبي خالد بإبراهيم بن العبّاس إلى طلحة بن طاهر وقال: قل له ليست لك ضَيعة بالسّواد، وهذه ألف ألف درهم فاشتَرِ بها ضيعة، وولله لئن قبلتَ لتَسُرُّني، وإنْ أبَيتْ لتُغْضِبني. فردّها وقال: أنا أقدر على مثلها، وأخْذُها اغتنام. والحال بيننا ترتفع عن أن يزيد في الودّ أخذُها أو يُنْقِصُه رَدّها. قال: فما رأيتُ أكرمَ منهما [1] . وعن أحمد بن رُشَيْد قال: أمر لي ابن أبي خالد بمالٍ، فامتنعت من قبوله، فقال لي: واللهِ إنّي لأُحِبّ الدَّراهم، ولولا أنّك أحبّ إليّ منها ما بذلتُها. وقال أحمد بن أبي طاهر: كان أحمد بن أبي خالد أَسِيّ [2] اللّقاء، عابس الوجه، يهرّ في وجه الخاصّ والعامّ. غير إنّ فِعْلَه كان أحسن من لقائه [3] . ومن كلامه: لَا يُعَدّ [4] شُجاعًا من لم يكن جوادا، فإنْ لم يقدر على نفسه بالبذْل لم يقدر [5] على عدوّه بالقتل [6] .   [1] في بغداد لابن طيفور 128 ما يفيد أن المبعوث هو: جرير بن إبراهيم بن العباس، وفيه أن المبعوث إليه هو: طاهر، وهذا وهم، والصحيح: طلحة بن طاهر كما هو في نهاية الخبر، ونصّه عنده: «وحدّثني جرير بن إبراهيم بن العباس قال: بعثني أحمد بن أبي خالد إلى طاهر فقال: قل له ليس لك بالسواد ضيعة وهذه ألف ألف درهم بعث بها إليك فاشتر بها ضيعة، والله لئن لم تأخذها لأغضبنّ، وإن أخذتها لتسرّنّني. فردّها، فقال إبراهيم: ما رأيت أكرم منهما، أحمد بن أبي خالد معطيا، وطلحة متنزّها» . [2] في الأصل «سيّئ» والتصحيح من بغداد لابن طيفور. [3] بغداد لابن طيفور 124. [4] في الأصل «تعدن» ، والتحرير من تهذيب تاريخ دمشق. [5] في تهذيب تاريخ دمشق «يقدم» . [6] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 102. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 49 تُوُفّي في آخر سنة اثنتي عشر ومائتين [1] . 15- أحمد بن أبي الطَّيِّب المَرْوزِيّ [2] . سكن مَرْو ثمّ الرّيّ، ثمّ قدم بغداد. وولي شَرِطَةَ بُخَارَى [3] . عن: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن مُجالد، وخالد بن عبد الله، ومُصْعَب بن سلّام، وعبد الله بن المبارك، وعُبَيد الله بن عَمْرو. وعنه: البخاريّ، وأحمد بن سَيَّار، وعبد الله بن منير المَرْوَزِيّان، وأبو زُرْعَة الرّازيّ، وأبو بكر الأثرم. ضعّفه أبو حاتم [4] . وقال أبو زُرْعَة: كان حافظًا، محلُّه الصِّدْق [5] . وخرّج له التِّرْمِذيّ [6] . 16- أبان بن سُفْيان البَجَليّ [7] .   [1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 120 وقيل سنة 211 هـ-. [2] انظر عن (أحمد بن أبي الطيّب المروزي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 3، 4 رقم 1493، والجرح والتعديل 2/ 52 رقم 58، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 32، 33، رقم 10، وتاريخ بغداد 4/ 173، 174 رقم 1856، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 10 رقم 17، والمعجم المشتمل لابن عساكر 48 رقم 43، وتهذيب الكمال 1/ 357- 359 رقم 52، والكاشف 1/ 20 رقم 42، والمغني في الضعفاء 1/ 40 رقم 302، وميزان الاعتدال 1/ 102 رقم 399، وتهذيب التهذيب 1/ 44، 45 رقم 73، وتقريب التهذيب 1/ 17 رقم 61، وهدي الساري 386، وخلاصة تذهيب التهذيب 7 وهو «أحمد بن سليمان» . [3] تاريخ بغداد 4/ 174. [4] الجرح والتعديل 2/ 52، وقال: أدركته ولم أكتب عنه. [5] عبارته في الجرح والتعديل: «هو بغداديّ الأصل خرج إلى مرو ورجع إلينا وكتبنا عنه وكان حافظا وسكن الركن» . وسأله عبد الرحمن بن أبي حاتم: هو صدوق؟ قال: على هذا يوضع. [6] لم يؤرّخ المؤلّف- رحمه الله- لوفاته، ويظهر أنه لم يتحقّق من ذلك، ولهذا أعاد ذكره في الطبقة التالية للمتوفّين بين 221- 230 هـ-. كما ترك الحافظ ابن عساكر مكان تاريخ وفاته بياضا في (المعجم المشتمل) . وقال الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) 1/ 45) إن ابن حبّان ذكر صاحب الترجمة في كتابه «الثقات» ، وقد فتّشت عنه فلم أجده فيه. [7] انظر عن (أبان بن سفيان) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 50 روى الكثير عن: زائدة، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وهمَّام. وعنه: محمد بن إسماعيل، وغيره. توفي سنة أربع عشرة ومائتين. وهو متروك. 17- إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الطالقاني [1] . أبو إسحاق. عن: المنكدر بن محمد بن المنكدر، وعبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم. وعنه: أحمد بن حنبل، والصاغاني، والرمادي. وثقة يحيى بن معين [2] . توفي بمرو سنة خمس [3] عشرة ومائتين [4] . قاله الخطيب [5] .   [ () ] الضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 64 رقم 105. [1] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق بن عيسى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 273 رقم 878، والتاريخ الصغير له 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 99، والجرح والتعديل 2/ 86 رقم 204 (إبراهيم بن إسحاق البناني) ، و 2/ 119 رقم 363 (إبراهيم بن عيسى أبو إسحاق الطالقانيّ) ، والثقات لابن حبّان 8/ 68، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 16 أ، وتاريخ بغداد 6/ 24، 25 رقم 3056، وتهذيب الكمال 2/ 39- 41 رقم 145، والكاشف 1/ 32 رقم 112، وتهذيب التهذيب 1/ 103، 104 رقم 178، وتقريب التهذيب 1/ 31 رقم 167، وخلاصة تذهيب التهذيب 15. [2] الجرح والتعديل 2/ 119، وقال: ليس به بأس. (الجرح والتعديل 2/ 86) . وسئل أبو حاتم عنه فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 2/ 119) وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 68 وقال: يخطئ ويخالف. وقال يعقوب بن شيبة: أبو إسحاق ثقة ثبت، كان يقول بالإرجاء. (تاريخ بغداد 6/ 25) . [3] أرّخه غنجار. (تاريخ بغداد 6/ 25) ، وقال البخاري في تاريخيه الكبير والصغير إنّه كان حيّا سنة أربع عشرة ومائتين. وفيها أرّخ وفاته ابن حبّان في الثقات 8/ 68. [4] إلى هنا ينتهي النقل عن «المنتقى» لابن الملّا، ويبدأ اعتمادنا على «تاريخ الإسلام» للمؤلّف، والله الموفّق. [5] في تاريخه 6/ 25. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 51 وقيل: إنه سمع من مالك، وصنّف كتاب «الرؤيا» وكتاب «الفرس» ، وغير ذلك. 18- إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة [1] . أبو إسحاق الأَسَديّ البصْريّ المتكلّم الْجَهْميّ. وقد ناظَرَ الشافعيَّ، وكان يقول بخلق القرآن ويناظر عليه [2] . وكان يردّ خبر الواحد، ويقول: الحُجّة بالإجماع [3] . فقال له الشافعيّ في مناظرته: أبإجماع رددت خبر الواحد، أم بغير إجماع؟ فانقطع [4] . وقد ذكره أبو سعيد بن يونس فقال: له مصنَّفات في الفقه تُشْبه الْجَدَل [5] . روى عنه: بحر بن نصر الخولانيّ، وياسين بن زرارة القِتْبانيّ. قلت: وكان الإمام أحمد يقول: ضالُّ مُضِلّ. تُوُفّي ابن عُلَيَّة بمصر سنة ثمان عشر [6] ، وكان أبوه من أئمّة الإسلام. 19- إبراهيم بن الجرّاح بن صُبيح التَّميميّ ثم المازنيّ [7] . مولاهم المَرْوَزِيّ ثم الكوفيّ. ولي قضاء مصر بعد إبراهيم بن إسحاق سنة خمس ومائتين، وعُزل سنة إحدى عشرة [8] . وتُوُفّي في أول سنة سبع عشرة [9] أو تسع عشرة.   [1] انظر عن (إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 6/ 20- 23 رقم 3054. [2] تاريخ بغداد 6/ 20. [3] تاريخ بغداد 6/ 21. [4] تاريخ بغداد 6/ 21. [5] تاريخ بغداد 6/ 23. [6] تاريخ بغداد 6/ 23. [7] انظر عن (إبراهيم بن الجرّاح بن صبيح) في: الولاة والقضاة للكندي 427- 433 و 456 و 504. [8] الولاة والقضاة 427 و 432. [9] الولاة والقضاة 433. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 52 روى عن: يحيى بن عُقْبة بن أبي العَيْزَار، شيخ حافظ. روى عنه: حَرْمَلَة، وأحمد بن عبد المؤمن. وشهد عليه حَرْمَلَة بأنّه يقول بخلْق القرآن. وقال يونس بن عبد الأعلى: كان داهية عالمًا [1] . وذكره ابن يونس. 20- إبراهيم بن حُميد بن تَيْرَوَيْه الطّويل البصْريّ [2] . لم يُدْرك الأخذَ عن والده. وحدّث عن: شعبة، ومبارك بن فَضَالَةَ، والحَكَم بن عطّية، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وصالح بن أبي الأخضر. روى عنه: أبو مسلم الكَجّيّ، وهشام بن علي السِّيرافيّ، وعبد الله بن محمد بن النُّعمان، ومحمد بن سليمان الباغَنديّ، ومحمد بن سليمان المِصِّيصيّ، وأحمد بن داود المكّيّ شيخا الطّبرانيّ. وهو صدوق [3] . تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسع عشرة. 21- إبراهيم بن أبي العبّاس السّامريّ [4] . عن: أبي معشر السّنديّ، وشريك.   [1] الولاة والقضاة 430. [2] انظر عن (إبراهيم بن حميد بن تيرويه) في: تاريخ الثقات للعجلي 51 رقم 20 (وفيه: إبراهيم بن أبي حميد) ، والجرح والتعديل 2/ 94 رقم 251، والثقات لابن حبّان 8/ 68. [3] ذكره العجليّ، وابن حبّان في الثقات. وقال ابن حبّان: «يخطئ» . ووثّقه أبو حاتم. (الجرح والتعديل 2/ 94) . [4] انظر عن (إبراهيم بن أبي العباس السامريّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 346، والجرح والتعديل 2/ 121 رقم 372، والثقات لابن حبّان 8/ 68، وتاريخ بغداد 6/ 116، 117، رقم 3146، وتهذيب الكمال 2/ 116- 118 رقم 188، والكاشف 1/ 39 رقم 149، وميزان الاعتدال 1/ 39 رقم 118، وتهذيب التهذيب 1/ 131، 132 رقم 233، وتقريب التهذيب 1/ 37 رقم 217، وخلاصة تذهيب التهذيب 18. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 53 وعنه: أحمد بن حنبل، والعبّاس الدُّوريّ، والصّنْعانيّ. وثّقه الدّارَقُطْنيّ [1] . 22- إبراهيم بن عمر بن مطرِّف [2]- خ. ع. -[3] . مولى بني هاشم المكّيّ ثم البصْريّ. أخو محمد بن أبي الوزير. عن: عبد الرحمن بن الغسيل، ونافع بن عمر، وزَنْفَل العَرَفيّ [4] ، ومالك بن أنس. وعنه: عبد الله بن محمد المسندي، وبندار، ومحمد بن المُثَنَّى [5] . وكان حيًا في سنة ثلاثٍ ومائتين [6] .   [1] تاريخ بغداد 6/ 116، تهذيب الكمال 2/ 118. وقال ابن سعد في الطبقات: «كان قد اختلط في آخر عمره فحجبه أهله في منزله حتى مات» . وقال أبو حاتم: هو شيخ. وقال الإمام أحمد: صالح الحديث. وسئل عنه فقال: لا بأس به ثقة. (تاريخ بغداد 6/ 116) . [2] انظر عن (إبراهيم بن عمر بن مطرّف) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 333 رقم 1048 (إبراهيم بن أبي الوزير واسم أبي الوزير عمر) ، والجرح والتعديل 2/ 114 رقم 344، والثقات لابن حبّان 8/ 65 (إبراهيم بن أبي الوزير) ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 868 رقم 1474، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 20، 21 رقم 70، وتهذيب المال 2/ 157- 159 رقم 218، والكاشف 1/ 44 رقم 179، وتهذيب التهذيب 1478، 148 رقم 264، وتقريب التهذيب 1/ 40 رقم 248 و 1/ 45 رقم 297، وخلاصة تذهيب التهذيب 20. [3] كتب على هامش الأصل هنا: ث- يكون في الطبقة المتقدّمة. [4] العرفي: بفتح العين والراء المهملتين، والنسبة إلى عرفة أو عرفات، الجبل المشهور. [5] قال أبو حاتم عن إبراهيم بن عمر: ليس به بأس. وقال الكلاباذي: روى البخاري، عن عبد الله بن محمد المسنديّ، عنه، في (الطلاق) . (رجال صحيح البخاري) . [6] قال البخاري في تاريخه: مات بعد أبي عاصم، ومات أبو عاصم سنة ثنتي عشرة ومائتين. وقد نقل ابن حبّان، والكلاباذي، وابن القيسراني قول البخاري. أمّا الحافظ المزّي فلم ينقل عن البخاري، بل نقل عن الكلاباذي فقال: «وقال أبو نصر الكلاباذي: مات بعد أبي عاصم، ومات أبو عاصم سنة اثنتي عشرة، أو ثلاث عشرة ومائتين» (تهذيب الكمال 2/ 159) . ويقول خادم العلم «عمر تدمري» : إن المزّي أضاف عبارة «أو ثلاث عشرة ومائتين» على قول الجزء: 15 ¦ الصفحة: 54 23- إبراهيم بن عيسى [1] . أبو إسحاق البصْريّ الخلّال. عن: سفيان الثَّوريّ، ومبارك بن فَضَالَةَ، وأبي هلال. قال ابن أبي حاتم: كتب [2] عنه أبي سنة أربع عشرة ومائتين. 24- إبراهيم بن نصر السُّورينيّ. قد ذُكر فيحوَّل. 25- إبراهيم المَوْصِليّ. في طبقة هشُيم. مرّ. 26- أحوص بن جوّاب [3]- م. د. ت. ن. -   [ () ] الكلاباذي، وهذه العبارة لم ترد في المطبوع من كتاب الكلاباذي «رجال صحيح البخاري» (ج 2/ 868) . وقول المؤلّف الذهبي، رحمه الله- عن صاحب الترجمة أنه كان حيّا في سنة ثلاث ومائتين لا يجزم بتاريخ وفاته، ولهذا ذكره هنا في المتوفين بين 211- 220 هـ-. اعتمادا على قول البخاري، على الأرجح. [1] انظر عن (إبراهيم بن عيسى) في: الجرح والتعديل 2/ 116 رقم 350. [2] لفظه الدقيق: «سمع منه» . (الجرح والتعديل) . [3] انظر عن (أحوص بن جوّاب) في: التاريخ لابن معين (برواية الدوري) 2/ 20 رقم (1272) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 58، 59 رقم 1681، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 21، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 132 و 227، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 139، والمؤتلف والمختلف للآمدي 59، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 92، والجرح والتعديل 2/ 328 رقم 1253، والثقات لابن حبّان 6/ 89، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 73 رقم 100، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 177، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 84 رقم 133، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 118 ب، والمستدرك له 3/ 558، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 51 رقم 194، وتهذيب الكمال 2/ 288، 289 رقم 286، والكاشف 54 رقم 237، وميزان الاعتدال 1/ 167 رقم 674، وتهذيب التهذيب 1/ 191، 192 رقم 357، وتقريب التهذيب 1/ 49 رقم 327، وخلاصة تذهيب التهذيب 24. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 55 أبو الجوّاب الضّبّيّ الكوفيّ. عن: عمّار بن رُزَيْقٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، ويونس بن إسحاق، وسُفيان الثَّوريّ، وسُليمان بن قرَمْ. وعنه: أبو خَيْثَمَة، وحجّاج بن الشّاعر، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو بكر الصّاغانيّ، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ الإصبهانيّ [1] . 27- إدريس بن يحيى [2] . أبو عَمرو مولى بنى أُمّية المصريّ المعروف بالخَولانيّ [3] الزاهد. عن: حَيْوَة بن شُرَيْح، ورجاء بن أبي عطاء، وبكر بن مُضَر، وحَرْمَلَة بن عِمران. وعنه: أبو الطّاهر بن السّرح، وسعيد بن أسد بن موسى، ويونس بن عبد الأعلى الصَّدفيّ، وجماعة. قال أبو زرعة الرازيّ: صدوق [4] .   [1] وثّقه ابن معين، وسئل عنه مرة فقال: ليس بذاك القويّ. (الجرح والتعديل) . وقال أبو حاتم: أبو الجوّاب صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان متقنا وربّما وهم. وذكره ابن شاهين في ثقاته ونقل توثيق ابن معين له. وقال الحاكم في (الأسامي والكنى) : «قال أبو العباس الثقفي: سألت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم، عن الأحوص بن جوّاب فقال: قد رأيته وكتبت عنه حديثا واحدا، كان كوفيّ الأصل من بني ضبّة من أنفسهم» . أرّخ محمد بن عبد الله الحضرميّ وفاته بسنة 211 هـ-. (تهذيب الكمال 2/ 289) . [2] انظر عن (إدريس بن يحيى) في: المعرفة والتاريخ 2/ 527، والجرح والتعديل 2/ 265 رقم 957، والثقات لابن حبّان 8/ 133، والولاة والقضاة للكندي 416، واللباب لابن الأثير 1/ 472، وسير أعلام النبلاء 10/ 165، 166 رقم 28. [3] قال ابن الأثير في (اللباب 1/ 472) : إدريس بن يحيى مولى زبّان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم، يكنّى أبا عمرو، ويعرف بالخولاني لسكناه خولان، نسب إلى الموضع لا إلى القبيلة. وهو ممّن فات ابن السمعاني ذكره في (الأنساب) . وكان الفسوي قد أكّد أنه (الساكن بخولان) المعرفة والتاريخ 2/ 527. [4] الجرح والتعديل 2/ 265. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 56 وقال غيره [1] : كان يُقال إنّه من الأبدال. وكان يُشَبَّه بِبِشْر الحافي في فضله وعبادته. توفي سنة إحدى عشرة ومائتين [2] . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بِمِصْرَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمَادٍ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رِفَاعَةَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، أَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (ح) ، وَبِهِ قَالَ الْقَاضِي، وَأَنَا أبو العبّاس ابن الْحَاجِّ الإِشْبِيلِيُّ: ثَنَا أَبُو الْفَوَارِسِ أَحْمَدُ بْنُ محمد الصّابونيّ إملاء، قالا: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ، ثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْمُؤَذِّنُ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يَرْوِيَهُ، بَعَّدَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ، مَا بَيْنَ كُلِّ خَنْدَقٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ» . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جَيِّدُ الإِسْنَادِ. رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مِصْرِيُّونَ أَوْ نَازِلُونَ بِدِيَارِ مِصْرَ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ [3] . وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي «الْمُسْتَدْرَكِ» [4] ، نَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بِمِصْرَ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ، نَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى، نَا حَيْوَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرًا إِلَى الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ اعْتَنَقَهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَلا أَهَبُ لَكَ، أَلا أُبَشِّرُكَ أَلا أَمْنَحُكَ» ، فذكر صلاة التسبيح [5] .   [1] هو: الفضل بن يعقوب الرخامي، كما في الجرح والتعديل. [2] اللباب 1/ 472. [3] ورواه في المعجم الكبير 20/ 85 رقم 162 من طريق ولفظ مختلفين، قال: «حدّثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ثنا محمد بن المبارك الصوري (ح) . وحدّثنا أحمد بن المعلّى الدمشقيّ، ثنا هشام بن عمّار قالا: ثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن معاذ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من أطعم مؤمنا حتى يشبعه من سغب أدخله الله بابا من أبواب الجنة لا يدخله إلّا من كان مثله» . [4] ج 1/ 319. [5] الحديث بتمامه عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 57 ثُمَّ قَالَ الْحَاكِمُ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ. أخبرنا أبو إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا أبو الفضائل الكاغِديّ، أنا أبو عليّ الحدّاد، أنا أبو نُعَيم الحافظ، نا عليّ بن هارون: ثنا موسى بن هارون الحافظ: سمعت ابن زَنْجَوَيْه- فيما أرى يذكر- أنّ إدريس بن يحيى الخَوْلانيّ كان بمصر كبِشْر بن الحارث عندنا ببغداد. قال موسى: ولا أظنُّهم كانوا يقدّمون عليه أحدًا. وَبِهِ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، نَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حَرْمَلَةَ: ثَنَا جَدِّي، ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ أَبِي شِهَابٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ عَليْه وسلم قال: «يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ بِيَدِهِ وَالسَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ» . قال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيتُ في الصُّوفية عاقلًا إلّا إدريس بن يحيى الخَوْلَانيّ. قلت: كان إدريس بن يحيى من سادة الأولياء بالدّيار المصريّة، رحمه الله ورضي عنه. وقَالَ ابنُ أبي حاتم [1] : سُئِل أبو زُرْعة عنه فقال: رجل صالح من أفاضل المسلمين، صدوق. وعن عبد الله بن عبد الحَكَم: سمعت ابن وهْب يقول: ما رأيت صوفيّا قطّ   [ () ] فلما قدم اعتنقه وقبّل بين عينيه ثُمَّ قَالَ: أَلا أَهَبُ لَكَ، أَلا أُبَشِّرُكَ، ألا أمنحك، ألا أتحفك؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: تصلّي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة بالحمد وسورة ثم تقول بعد القراءة وأنت قائم قبل الركوع: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ للَّه، وَلا إِلَهَ إِلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولهنّ عشرا تمام هذه الركعة قبل أن تبتدئ الركعة الثانية، تفعل في الثلاث ركعات كما وصفت لك حتى تتمّ أربع ركعات» . وقال الْحَاكِمُ: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ ومما يستدل به على صحّة هذا الحديث استعمال الأئمّة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا إيّاه ومواظبتهم عليه وتعليمهن الناس منهم عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه. [1] في الجرح والتعديل 2/ 265. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 58 إلّا أحمق، إلا إدريس بن يحيى. 28- آدم بن أبي إياس العسقلانيّ الإمام [1] . اسم أبيه عبد الرحمن، وقيل: ناهية [2] بن شعيب. أبو الحسن الخُراسانيّ المَرْوَزيّ. نشأ ببغداد وسمع بها الكثير، وبالحرمين، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر. وسكن عسقلان إلى أن مات بها. روى عن: ابن أبي ذئب، وشَيبان النَّحْوِيِّ، وإسرائيل، وحفص بن مَيْسرة، وحَريز بن عثمان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وشُعْبة، والمسعوديّ، والليث بن سَعْد، ومبارك بن فضالة، وطائفة.   [1] انظر عن (آدم بن أبي إياس) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 490، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 39 رقم 1613 (آدم بن عبد الرحمن بن محمد) ، والتاريخ الصغير له 227 و 236، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والمعرفة والتاريخ 2048 وانظر فهرس الأعلام (3/ 440) ، وتاريخ الثقات للعجلي 58 رقم 51، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، وتاريخ الطبري 1/ 96 و 155 و 2/ 290 و 384 و 3/ 198 و 215، والجرح والتعديل 2/ 268 رقم 970، والثقات لابن حبّان 8/ 134، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 89، 90 رقم 97، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 أ، والسابق واللاحق للخطيب 149، وتاريخ بغداد له 7/ 27- 30 رقم 3492، وموضح أوهام الجمع والتفريق له 1/ 463- 465، وتاريخ جرجان للسهمي 162 و 191 و 293، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 39 رقم 145، والأنساب لابن السمعاني 8/ 449، 450، والمعجم المشتمل لابن عساكر 72 رقم 135، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ 308، 309 رقم 832، وتهذيب الكمال 2/ 301- 307 رقم 294، والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 33، والمعين في طبقات المحدّثين للذهبي 72 رقم 745، وتذكرة الحفّاظ له 1/ 409، وسير أعلام النبلاء له 10/ 335- 338 رقم 82، والكاشف له 1/ 54 رقم 243، والبداية والنهاية لابن كثير 10/ 283، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 80، والوافي بالوفيات للصفدي 5/ 297 رقم 2354، وتهذيب التهذيب لابن حجر 1/ 196 رقم 368، وتقريب التهذيب له 1/ 30 رقم 153، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 168، 169، وخلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 14، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي 2/ 47. [2] تاريخ بغداد 7/ 27 صفة الصفوة 4/ 308. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 59 وعنه: خ [1] ، وت [2] ، ون [3] ، وق [4] بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن عبد الله العَكّاويّ اللَّحْيانيّ، وأسحاق بن سُوَيْد الرَّمْليّ، وإسحاق بن إسماعيل الرَّمليّ نزيل إصبهان، وسَمُّوَيْه، وثابت بن نُعَيم الهُوجيّ، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وهاشم بن مَرْثَد الطبراني، وأبو حاتم، وخلْق كثير. وقال أبو حاتم [5] : ثقة مأمون متعبّد، من خيار عباد الله [6] . وقال أحمد بن حنبل: كان مَكِينًا عند شُعبة، وكان من السّتّة الذين كانوا يضبطون الحديث عند شُعبة [7] . وقال أبو حاتم [8] : حضرتُ آدَمَ بنَ أبي إياس وقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل، وَسُئِلَ عن شُعبة، كان يُملي عليهم ببغداد أو كان يقرأ؟ قال: كان يقرأ، وكان أربعة [أنفس] [9] يكتبون: آدم، وعلي النَّسائيّ. فقال آدم: صَدَق أحمد [10] . كنتُ سريع الخطّ، وكنت أكتب، وكان الناس يأخذون من عندي. وقدِم شُعْبة بغدادَ، فحدّث بها أربعين مجلسًا، في كلّ مجلس مائة حديث، فحضرت [أنا] [11] منها عشرين مجلسًا [12] . وقال إبراهيم بن الهيثم البلديّ: بلغ آدمُ نيّفًا وتسعين سنة، وكان لَا يَخْضِب. كان أشغل من ذلك، يعني في العبادة [13] . وقال الحسين الكوكبيّ: حدّثني أبو عليّ المَقْدِسيّ قال: لما حضرت   [1] رمز للبخاريّ. [2] رمز للترمذي. [3] رمز للنسائي. [4] رمز لابن ماجة. [5] في الجرح والتعديل 2/ 268. [6] وقال أيضا: هو ثقة صدوق. [7] تاريخ بغداد 7/ 28. [8] في الجرح والتعديل 2/ 268. [9] إضافة من الجرح والتعديل 2/ 268. [10] «أحمد» ليست في الجرح والتعديل. [11] إضافة من الجرح والتعديل. [12] وبقيّة الخبر في الجرح والتعديل: «سمعت ألفي حديث وفاتني عشرون مجلسا» . [13] تهذيب الكمال 2/ 304، 305. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 60 آدمَ بنَ أبي إياس الوفاةُ ختم القرآنَ وهو مُسجّى. ثم قال: بُحبيّ لك ألا رَفَقْتَ، فلِهذا المصرع كنت أُؤَمّلك، لهذا اليوم كنت أرجوك. ثم قال: لَا إله إلّا الله، ثم قضى [1] . وقال أبو بكر الأَعْيُن: أتيت آدَمَ العسقلانيّ فقلت له: عبد الله بن صالح كاتب اللّيث يقرئك السّلام. فقال: لَا تُقْريه منّي السّلام. قلت: لِمَ؟ قال: لأنه قال القرآنُ مخلوق. فأخبرته بعُذْره وأنّه أظهر النّدامة وأخبر النّاس بالرجوع. قال: فأقرئه السلام. وقال: إذا أتيت بغداد فأقر أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ السَّلامَ وَقُلْ لَهُ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِمَا أَنْتَ فِيهِ، وَلا يَسْتَفِزَّنَّكَ أَحَدٌ، فَإِنَّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مُشْرِفٌ عَلَى الْجَنَّةِ. وَقُلْ لَهُ: ثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «مَنْ أَرَادَكُمْ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلا تُطِيعُوهُ» [2] . قَالَ: فَأَبْلَغْتُ ذَلِكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ حَيًّا وَمَيِّتًا، فَلَقَدْ أَحْسَنَ النَّصِيحَةَ [3] . وقال محمد بْنُ سَعْدٍ [4] : تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ عشرين، وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة. وقال الفَسَويّ [5] ، ومطِّين: مات سنة عشرين. وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ [6] : سنة إحدى وعشرين.   [1] صفة الصفوة 4/ 308، تهذيب الكمال 2/ 305. [2] ذكره الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 28، 29. [3] تاريخ بغداد 7/ 28، 29، تهذيب الكمال 2/ 305، 306. [4] في الطبقات الكبرى 7/ 490. [5] في المعرفة والتاريخ 1/ 205. [6] لم يترجم له في تاريخه. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 61 قلت: حدّث عنه من القُدَمَاء بشِرْ بن بكر التِّنِّيسيّ [1] . 29- إسحاق بن إبراهيم الحُنَيْنِيّ المدنّي [2] . نزيل طَرَسُوس. عن: أسامة بن زيد بن أسلم، وسُفيان الثَّوريّ، وكثير بن عبد الله المُزَنّي، ومالك، وجماعة. وعنه: عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن عَون الطّائيّ، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم، وفهد بن سليمان المصريّ، وأحمد بن إسحاق الخشّاب. قال البخاريّ [3] : في حديثه نظر. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [5] : ضعيف [6] .   [1] السابق واللاحق 149. [2] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم الحنيني) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 379 رقم 1207، والتاريخ الصغير له 227، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 43، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 789، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 97، 98 رقم 113، والجرح والتعديل 2/ 208 رقم 708، والثقات لابن حبّان 8/ 115، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 334، 335، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 13 أ، رقم (284) حسب ترقيم نسختنا المصوّرة، وتهذيب الكمال 2/ 396- 398 رقم 337، والمغني في الضعفاء 1/ 68 رقم 534، وميزان الاعتدال 1/ 179، 180 رقم 725، والكاشف 1/ 60 رقم 281، وتهذيب التهذيب 1/ 222، 223 رقم 413، وتقريب التهذيب 10/ 55 رقم 379، وخلاصة تذهيب التهذيب 27. [3] في تاريخ الكبير 1/ 379، ونقله ابن عديّ في الكامل 1/ 334، والعقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 97. [4] في الضعفاء والمتروكين 285 رقم 43. [5] في الكامل 1/ 335 قال: «والحنيني مع ضعفه يكتب حديثه» . [6] وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير، وذكر حديثين من طريقه أحدهما لا أصل له، والآخر فيه زياد بن ميمون وهو يكذب. وسئل أبو زرعة عنه فقال: صالح. وقال أبو حاتم: رأيت أحمد بن صالح لا يرضى الحنيني. وذكره ابن حبّان في الثقات وكان: «كان ممّن يخطئ» . وقال أبو الفتح الأزدي: أخطأ في الحديث. وقال عبد الله بن يوسف التنّيسي: كان مالك يعظّمه ويكرمه. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 62 مات سنة ستّ عشرة [1] . 30- إسحاق بن بكر بن مضر بن محمد بن حكيم [2]- م. ن. - أبو يعقوب المصريّ. سمع أباه فقط. وعنه: الحارث بن مسكين، ومحمد وعبد الرحمن ابنا عبد الله بن عبد الحَكَم، وأخوهما سعْد، وموسى بن قريش التّميميّ، والربيع بن سليمان الْجِيزيّ، وخلْق آخرهم: يحيى بن عثمان بْن صالح. قَالَ أَبُو حاتم [3] : لَا بأس به، عنده دَرْج عن أبيه. وقال ابن يونس: كان فقيهًا مُفْتِيًا، وكان يجلس في حلقة اللّيث بن سَعْد ويُفْتي بقول اللّيث وكان ثقة. توفي سنة ثمان عشرة [4] . وقال غيره [5] : وُلد سنة اثنتين وأربعين ومائة. قلت: أظنه تفقّه على اللّيث. 31- إسحاق بن بريه [6] الكوفيّ.   [1] هذا قول محمد بن عبد الله الحضرميّ المعروف بمطيّن. (تهذيب الكمال 2/ 398) . وفي وفيات ابن قانع مات سنة 217 هـ-. وقال ابن حبّان في الثّقات: مات سنة 219 هـ-. وذكره البخاري في تاريخه الصغير فيمن مات فيما بين خمس عشرة إلى عشرين ومائتين. (انظر 226 و 227) . [2] انظر عن (إسحاق بن بكر بن مضر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 383 رقم 1224، والجرح والتعديل 2/ 214 رقم 733، والثقات لابن حبّان 8/ 113، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 51 رقم 55، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 33 رقم 124، وتهذيب الكمال 2/ 413، 414 رقم 343، والكاشف 1/ 61 رقم 287، والعبر 1/ 373، والوافي بالوفيات 8/ 407 رقم 3856، وتهذيب التهذيب 1/ 227، 228 رقم 420، وتقريب التهذيب 10/ 56 رقم 385، وخلاصة تذهيب التهذيب 27، 28، وشذرات الذهب 2/ 44. [3] في الجرح والتعديل 2/ 214. [4] تهذيب الكمال 2/ 414. [5] هو يحيى بن عثمان بن صالح، كما في تهذيب الكمال. [6] بريه: بضم الباء المعجمة بواحدة وفتح الراء. (الإكمال 1/ 231) لم يذكره الأمير ابن ماكولا في- الجزء: 15 ¦ الصفحة: 63 عن: أبان بن ثعلب، وسليمان بن قرم، وعمّار بن زُرَيق. وعنه: يحيى بن زكريا بن شيَبان، وجعفر بن عَمرو بن عنبسة، وسليمان بن عبد الملك، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك الكوفيّون. كان صدوقا. 32- إسحاق بن حسّان [1] . أبو يعقوب الخريمي المُرّيّ. مولاهم الشاعر له ديوان مشهور. قال أبو حاتم السّجسْتانيّ: الخُرَيْميّ أشعر المُوَلَّدين [2] . وعن المبرّد قال: كان جميل الشّعِر، مقبولًا عند الكُتَّاب. ذهبت عيناه بعد السّبعين ومائة [3] . روى عنه من شِعْره: الجاحظ، وأحمد بن عُبَيد بن ناصح [4] . 33- إسحاق بن خَلَف الكوفيّ [5] . صاحب الحسن بن صالح بن حيّ. زاهد عابد، نزل بالشام وروى عن: حفص بن غِياث. وروى عنه: أحمد بن أبي الحواريّ، وقال: كان من الخائفين للَّه، ما دخل   [ () ] هذا الباب، ولا ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه 1/ 481 و 653) حيث ذكر هذا الاسم في الموضعين، وقد علّق على الذهبي الّذي ذكر اسم بريه في (المشتبه 1/ 70 و 101) وقال في المرة الثانية: وبريه جماعة ولا يلبس، فقال ابن ناصر الدين في التوضيح 1/ 653 إنه يلبس بثريّة ... وكلهم لم يذكروا صاحب الترجمة. [1] انظر عن (إسحاق بن حسان الشاعر: في: الشعر والشعراء لابن قتيبة 2/ 731- 735 رقم 199، وعيون الأخبار له 1/ 229 و 2/ 128، وطبقات الشعراء لابن المعتز 293، وتاريخ الطبري 8/ 251، وتاريخ بغداد 6/ 326 رقم 3369، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 437- 440، ونهاية الأرب للنويري 5/ 179، والوافي بالوفيات للصفدي 8/ 409 رقم 3861، ومعاهد التنصيص للعباسي 1/ 252. [2] تاريخ بغداد 6/ 326. [3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 437 وفيه ذهبت عيناه. [4] تاريخ بغداد 6/ 326. [5] انظر عن (إسحاق بن خلف) في: الجرح والتعديل 2/ 219 رقم 752، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 440، 441. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 64 الشام عراقيّ منذ ستّين سنة خيرٌ منه. وقال: سمعته يقول: مَن دخل في السّفر والبرّيّة بِلا زاد فمات، كان على غير السُّنّة. وقال ابن أبي الحواريّ: قال لي عمر بن حفص بن غِياث: خرج إسحاق بن خلَفَ من الكوفة وما يُعْدَلُ به أحد. 34- إسحاق بن سالم الضَّبّيّ البصْريّ الصّائغ [1] . عن: عبد الواحد بن زياد، وفُضَيْل بن عِياض، وجماعة. وعنه: أبو حاتم: وقال [2] : ثقة لقيته في أيّام الأنصارّي. 35- إسحاق بن عيسى بن نجيح بن الطّبّاع [3]- م. ت. ن. ق. - أبو يعقوب. أخو محمد ويوسف. بغداديّ ثقة. نَزَل أَذَنَة. سمع: مالكًا، وابن لَهِيعَة، وحمّاد بن زيد، وشريكا، وجرير بن حازم،   [1] انظر عن (إسحاق بن سالم الضبيّ) في: الجرح والتعديل 2/ 222 رقم 768. [2] في الجرح والتعديل، وكان سماعه منه سنة 214 هـ-. [3] انظر عن (إسحاق بن عيسى بن نجيح) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 343 (دون ترجمة) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1102 و 2/ رقم 1572، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 399 رقم 1268، والتاريخ الصغير له 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 121، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 116 و 144 و 157 و 158 و 161 و 385 و 3/ 295 و 297 و 306 و 324، والجرح والتعديل 2/ 230، 231 رقم 806، والثقات لابن حبّان 8/ 114، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 2777، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 52 رقم 59، وتاريخ جرجان للسهمي 249 و 451، وتاريخ بغداد 6/ 332، 333، رقم 3375، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 33 رقم 27، والكامل في التاريخ 6/ 418، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 362- 464 رقم 374، والعبر 1/ 367، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 747، والكاشف 1/ 64 رقم 313، ومرآة الجنان 2/ 58، والوافي بالوفيات 8/ 420 رقم 3887، وتهذيب التهذيب 1/ 245 رقم 459، وتقريب التهذيب 10/ 60 رقم 424، خلاصة تذهيب التهذيب 29، وشذرات الذهب 2/ 34. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 65 وحمّاد بن سَلَمَةَ، والقاسم بن معن المسعوديّ، وطائفة. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع، وأبو خيَثْمَة، وعبد الله الدّارميّ، والحارث بن أبي أُسَامة، ويعقوب بن شيْبَةَ، ويوسف بن مسلم، وخلْق. قال صالح جَزْرة: صدوق [1] . ولُد سنة أربعين ومائة [2] . وقال ابن سعد [3] : مات بأذَنة في ربيع الأوّل سنة خمس عشرة. وقيل [4] : سنة أربع عشرة [5] . 36- أسد بن الفُرات [6] . الفقيه أبو عبد الله القَيْروانيّ المغربيّ، مولى بنى سُلَيم. أحد الكبار من أصحاب مالك. وُلِدَ بحَرّان سنة خمسٍ وأربعين ومائة، ودخل القيروان مع أبيه في الغزو.   [1] تاريخ بغداد 6/ 333، وزاد: «لا بأس به» . وقال البخاري: مشهور الحديث. (التاريخ الكبير) . [2] قاله ابن حبّان في الثقات 8/ 114. [3] قوله ليس في طبقاته، وهو في تاريخ بغداد 6/ 333. [4] هو قول ابن قانع. (تاريخ بغداد) . [5] قال الخطيب: والأول أصحّ. وقد ذكره البخاري فيمن مات بين سنة إحدى عشرة ومائتين إلى سنة خمس عشرة ومائتين. (التاريخ الصغير 225) . أما ابن حبّان فقال في (الثقات 8/ 114) : «مات سنة أربع وعشرين ومائتين» . ولعلّ «عشرين» مصحّفة، وربّما أراد «أربع عشرة» فكتبها «أربع وعشرين» . [6] انظر عن (أسد بن الفرات) في: رياض النفوس للمالكي 1/ 172- 189، والعيون والحدائق لمؤرّخ مجهول 3/ 362 و 370 و 372، والإكمال لابن ماكولا 4/ 454، 455، وطبقات الفقهاء للشيرازي 155، 156، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 465، ومعالم الإيمان للدبّاغ 2/ 3- 26، والكامل في التاريخ 6/ 626 و 233- 236 و 356، والحلّة السيراء لابن الأبّار 1/ 105 و 181 و 2/ 380، 381، ووفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 181، 182، ونهاية الأرب للنويري 24/ 115، والعبر 1/ 364، وسير أعلام النبلاء 10/ 225- 228 رقم 59، والوافي بالوفيات للصفدي 9/ 6 رقم 3916، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 97 و 100 و 102- 104، والوفيات لابن قنفذ 114، والإحاطة في أخبار غرناطة 1/ 422، والديباج المذهب لابن فرحون 1/ 305، 306، وقضاة الأندلس 54، وشذرات الذهب 2/ 28، 29، وشجرة النور الزكية لمخلوف 1/ 62. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 66 وقال ابن ماكولا [1] : أسد بن الفرات قاضي إفريقية، مولده في سنة أربع وأربعين ومائة. روى «الموطّأ» ، ورحل إلى الكوفة فأخذ عن أهلها. وسمع عن: يحيى بن أبي زائدة، وأبي يوسف، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن الشَّيبانيّ، وكتب عِلْم أبي حنيفة. أخذ عنه: أبو يوسف القاضي مع تقدمه. وكان قد تفقه قبل ذلك ببلده على عليّ بن زياد القُومِسيّ. وكان جليلًا محترمًا كبير القدْر. قيل: إنّه لما قدِم مصر من الكوفة جاء إلى ابن وهْب فقال له: هذه كُتُب أبي حنيفة، وسأله أن يُجيب فيها على مذهب مالك. فتورّع. فذهب بها إلى ابن القاسم، فأجابه بما حفظ عن مالك وبما يعلم من أُصول مالك وقواعده. وتُسمَّى «المسائل الأسديّة» [2] . وحصلت له رئاسة بإفريقية، واشتغلوا عليه. فلما ارتحل سُحْنُون بالأسديّة إلى ابن القاسم وعرضها عليه. قال ابن القاسم: فيها شيء لَا بدّ من تغييره. وأجاب عن أماكن. ثم كتب إلى أسد أنْ عارِضْ كُتُبِك بكُتُب سُحْنُون، فلم يفعل ذلك. فبلغ ذلك ابن القاسم فتألَّم وقال: اللَّهمّ لَا تبارك في الأسديّة. فهي مرفوضة عند المالكيّة [3] . قال أبو زُرْعة الرازيّ: كان عند ابن القاسم ثلاثمائة جِلْد أو نحوه عن مالك مسائل. وكان أسد رجل من أهل الغرب، سأل محمد بن الحسن عن مسائل، ثم سأل ابن وهْب، فأبى أن يُجيب، فأتى ابن القاسم فتوسّع له، وأجابه بما عنده عن مالك وبما يراه. والناس يتكلّمون في هذه المسائل [4] .   [1] في الإكمال 4/ 454. [2] ترتيب المدارك 2/ 469، طبقات الفقهاء للشيرازي 155، 156. [3] ترتيب المدارك 2/ 469، طبقات الفقهاء 156. [4] ترتيب المدارك 2/ 469- 471. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 67 قال عبد الرحمن الزّاهد: قدِم علينا أسد فقلت: ما تأمرني، بقول أهل العراق، أو بقول مالك؟ فقال: إنْ كنتَ تريد الله والدّارَ الآخرة فعليك بقول مالك. وإن كنتَ تريد الدنيا فعليك بقول أهل العراق. ولما كان بالعراق كان يلزم محمد بن الحسن فنفدت نفقته، فَكَلَّمَ محمدُ فيه الدّولَة، فوصلوه بعشرة آلاف درهم [1] . قال: ومات صاحب لنا، فنُودي على كُتُبه، فكان المنادي يقول: هذه مُقَابَلَةٌ على كُتُب الإفريقيّ، يريدني. وكنت معروفًا بتصحيح المقابلة. فبيعت ورقتين بدِرهم. وعنه قال: قال لي ابن القاسم: كنت أقرأ ختمتين في اليوم واللّيلة، فأَنزل لك عن ختمةٍ، رغبةً في إحياء العلم [2] . وقال داود بن أحمد: رأيت أَسَدًا يعرض التفسير، فقرأ قوله تعالى: أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي 20: 14 [3] فقال: وَيْلُمّ [4] أهلَ البِدَع، يزعمون أنّ الله خلق كلامًا يقول: أنا الله [5] . قلت: ومضى أسد بن الفرات غازيًا أميرًا من قِبل زيادة الأغلبيّ أمير القَيْروان، فافتتح بلدًا من جزيرة صقلّيّة [6] . وكان رجلا شجاعا زحف إليه ملك صقلّية في مائة ألف وخمسين ألفًا. قال بعضهم: فلقد رأيت أسدًا وفي يده اللّواء يقرأ «يس» ، ثم حمل بالنّاس فهزم   [1] معالم الإيمان 2/ 9- 11. [2] ترتيب المدارك 2/ 469. [3] سورة طه، الآية 14. [4] هكذا في الأصل، ويريد: «ويل أمّ» . [5] ترتيب المدارك 2/ 474. [6] انظر: العيون والحدائق 3/ 370، ونهاية الأرب 24/ 115، والبيان المغرب 1/ 102. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 68 اللَّهُ المشركين وانصرف أسد فرأيت الدَّم قد سال من قناة اللّواء على ذراعه وقد جمَد [1] . ومرض وهو محاصِر سَرَقُوسِية [2] ومات هناك في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة ومائتين. ويقال: إنّ أسدًا قال: أيُّها الأمير عزلتني من القضاء؟ فقال: لا، ولكن زِدْتُكَ الإمرة، وهي أشرف. فأنتَ أميرٌ وأنت قاضٍ [3] . رحمه الله. 37- أسد بن موسى بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مروان [4]- خت. د. ن. - الحافظ الأمويّ المَرْوانيّ. أسد السُّنَّةِ المصريّ. وُلد بمصر، ويقال بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة عند زوال دولة بني مروان. فنشأ في طلب الحديث، وروى عن: شعبة، وجرير بن عبد الحميد،   [1] ترتيب المدارك 2/ 477. [2] هكذا في الأصل، وهي: سرقوسة: في معجم البلدان، وترتيب المدارك. [3] ترتيب المدارك 2/ 477. [4] انظر عن (أسد بن موسى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 49 رقم 1645، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 248 و 467، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 158، وتاريخ الطبري 1/ 296 و 4/ 117 و 190، وتاريخ الثقات للعجلي 62 رقم 76، والجرح والتعديل 2/ 338 رقم 1280، والثقات لابن حبّان 6/ 79، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 90، والإرشاد لمعرفة علماء البلاد للخليلي، تحقيق آسية كليبان 54، وتهذيب الكمال 2/ 512- 514 رقم 400، وتذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 402، والعبر 1/ 361، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 749، والكاشف 1/ 66، 67 رقم 335، وميزان الاعتدال 1/ 207 رقم 815، وسير أعلام النبلاء 10/ 162- 164 رقم 26، والبداية والنهاية 10/ 267، والوافي بالوفيات 9/ 8 رقم 3919، ومرآة الجنان 2/ 53، وتهذيب التهذيب 1/ 260 رقم 494، وتقريب التهذيب 1/ 63 رقم 458، وحسن المحاضرة 1/ 346، وطبقات الحفاظ 167، وخلاصة تذهيب التهذيب 31، وشذرات الذهب 3/ 27، والرسالة المستطرفة 61. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 69 وبكر بن خُنيس، وشيبان النّحْويّ، وعافية بن يزيد، وعبد الرحمن المسعودي، وعبد العزيز الماجشون، وفضيل بن مرزوق، وطائفة. وأقدم شيخ له ابن أبي ذئب، ويونس بن أبي إسحاق. وعنه: أحمد بن صالح، وعبد الملك بن حبيب، وابنه سعيد بن أسد، والربيع المرادي، والربيع الجيزي، والمقدام بن داود الرعيني، وأبو يزيد بن يوسف القراطيسي، وطائفة. قال النسائي: ثقة، ولو لم يصنف كان خيرا له [1] . وقال البخاريّ [2] : هو مشهور الحديث، يقال له أسد السُّنَّةِ [3] . وقال ابن يونس: ثقة، تُوُفّي بمصر في المحرّم سنة اثنتي عشرة، وقد استشهد به البخاريّ [4] . 38- أسِيد بن زيد بن نجيح [5] :   [1] تهذيب الكمال 2/ 514. [2] في التاريخ الكبير 2/ 49. [3] ذكره العجليّ في الثقات وقال: مصري ثقة وكان صاحب سنّة. وذكره ابن حبّان في الثقات أيضا. وقال المؤلّف في ميزانه: وقد استشهد به البخاري، احتجّ به النسائي وأبو داود، وما علمت به بأسا إلّا أن ابن حزم ذكره في كتاب الصيد فقال: منكر الحديث. وقال ابن حزم أيضا: ضعيف، وهذا تضعيف مردود. قال أبو سعيد بن يونس في الغرباء: حدّث بأحاديث منكرة، وهو ثقة، قال: فأحسب الآفة من غيره. [4] تهذيب الكمال 2/ 514. [5] انظر عن (أسيد بن زيد بن نجيح) في: التاريخ لابن معين (برواية الدوري) 2/ 39، رقم (1914) ، والضعفاء والمتروكين للنسائي 285 رقم 54، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 28 رقم 10، والجرح والتعديل 2/ 318 رقم 1204، والمجروحين لابن حبّان 1/ 180، 181، والكامل في الضعفاء 1/ 391، 392، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 869 رقم 1477، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 66 رقم 114، والإكمال لابن ماكولا 1/ 56، وتاريخ بغداد 7/ 47، 48 رقم 3503، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 51 رقم 193، والمعجم المشتمل لابن عساكر 83 رقم 183، وتهذيب الكمال 3/ 238- 241 رقم 512، والكاشف 1/ 81 رقم 433، والمغني في الضعفاء 1/ 90 رقم 747، وميزان الاعتدال 1/ 256، 257 رقم 989، والوافي بالوفيات 9/ 259 رقم 4177، وتهذيب التهذيب 1/ 344، 345 رقم 628، وتقريب التهذيب 1/ 77 رقم 582، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 70 مولى صالح بن علي الهاشمي العباسي، أبو محمد الكوفيّ الجمّال. عن: أبي إسرائيل المُلائي، وزُهير بن معاوية، وشريك، وعَمْرو بن شِمّر، واللّيث بن سَعْد، ومحمد بن عطّية الْعَوْفِيِّ، وجماعة. وعنه: خ. حديثًا واحدًا قَرَنَه بآخر، عن هُشَيم، وإبراهيم الحربيّ، وإسماعيل بن عبد الله سمويه، والحسن بن علي بن عفان، وعيسى بن عبد الله زغاث الطيالسي، وابن وارة، وعدة. قال ابن معين [1] : كذاب، ذهبت إليه إلى الكرخ فأردت أن أقول له يا كذّاب ففرِقْتُ من شِفار الحذّائين. وقال النّسائيّ [2] : متروك. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [3] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لَا يُتَابع عليه [4] . وقال الخطيب [5] : قدِم بغدادَ، وحدّث بها، وكان غير مَرْضِيّ [6] . قلت: كأنه مات قبل العشرين بقليل، وفى هذه الحدود لقيه سَمُّوَيْه [7] . 39- إسماعيل بن أبان الوراق [8] :   [ () ] وخلاصة تذهيب التهذيب 38. ومن حقّ هذه الترجمة أن تتأخر عن موضعها هذا، وسيشير المؤلّف إلى ذلك فيما يأتي. [1] في تاريخ 2/ 39، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 28، الجرح والتعديل 2/ 318، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 391، والمجروحين لابن حبّان 1/ 80 أ 181، وتاريخ بغداد 7/ 48. [2] في الضعفاء والمتروكين 285 رقم 54، ونقله الخطيب في تاريخه 7/ 48. [3] في الكامل 1/ 392. [4] وفيه زيادة: يتبيّن على رواياته الضعف. [5] في تاريخه 7/ 47. [6] في الرواية، كما في تاريخه. [7] قال أبو حاتم: قدم إلى الكوفة من بعض أسفاره، فأتاه أصحاب الحديث ولم آته، وكانوا يتكلّمون فيه. (الجرح والتعديل 2/ 318) . وقال ابن حبّان: يروي عن شريك والليث بن سعد وغيره من الثقات المناكير ويسرق الحديث ويحدّث به. (المجروحين 1/ 180) . وقال الدارقطنيّ: أسيد بن زيد الجمال ضعيف الحديث. (الضعفاء والمتروكون 66 رقم 114) . [8] انظر عن (إسماعيل بن أبان) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 71 كوفيّ مُكْثر. سمع: إسرائيل، وعبد الحميد بن بَهْرام، وعبد الرحمن بن الْغَسِيلِ، ومِسْعَر بن كِدَام، ويحيى بن يَعْلَى الأسْلَميّ، وأبا الْمُحَيَّاةِ يحيى بن يَعْلَى التَّيْميَ، وأبا الأحْوَص، وجماعة كثيرة. وعنه: خ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبة، وإبراهيم الْجَوْزَجانيّ، وأحمد بن حازم بن أبي غَرَزَة، وسَمُّوَيْه الإصْبهانيّ، والحسين بن الحَكَم الحبريّ، وأبو زرعة الرازيّ، وأبو محمد الدّارميّ، ومحمد بن سُليمان البَاغَنْديّ، وخلق كثير. وثّقة أحمد [1] ، وأبو داود [2] . وقال عبّاس، عن ابن مَعِين [3] : إسماعيل بن أبان الورّاق ثقة، وإسماعيل ابن أبان الغَنَويّ كذاب، وضع حديثًا مَتْنُهُ «السابع من ولد العبّاس يلبس الخُضْرة» ، يعني المأمون [4] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 409، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 1780، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 347 رقم 1092، والتاريخ الصغير له 226، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 84 رقم 114، والجرح والتعديل 2/ 160، 161 رقم 538، والثقات لابن حبّان 8/ 91، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 304، 305، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 51، 52 رقم 12، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 66 رقم 58، وتاريخ جرجان للسهمي 71، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 15 ب، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 27 رقم 98، والمعجم المشتمل لابن عساكر 78 رقم 162، وتهذيب الكمال 3/ 5- 10 رقم 411، والكاشف 1/ 68 رقم 347، وميزان الاعتدال 1/ 211، 212 رقم 824، والمعين في طبقات المحدّثين 72 رقم 750، وسير أعلام النبلاء 10/ 347، 348 رقم 85، والمغني في الضعفاء 1/ 77 رقم 617، وتهذيب التهذيب 1/ 269 رقم 506، وتقريب التهذيب 1/ 65 رقم 470، ومقدّمة فتح الباري 387، وخلاصة تذهيب التهذيب 31. [1] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 1780، وعنه نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 161، وابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات 51. [2] تهذيب الكمال 3/ 8. [3] قوله غير موجود في تاريخه، وهو في الكامل في الضعفاء لابن عديّ 1/ 304. [4] ذكر ذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 160 رقم 537 وقال: وضع حديثا عن فطر، عن أبي الطفيل، عن عليّ. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 72 وقيل: كان في الورّاق تشيُّع [1] . وقال مُطَيِّن: مات سنة ستّ عشرة [2] . 40- إسماعيل بْن جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس [3] . الأمير، أبو الحسن الهاشميّ العباسيّ. كان نبيلًا سيدًا كبير القدْر. لم يَلِ لبني عمّه ولاية. وقد حدّث عن أبيه، عن جده. وتُوُفيّ ببغداد سنة ستّ عشرة [4] ، وصلّى عليه الأمير إسحاق بن إبراهيم.   [1] قال الجوزجاني: «كان مائلا عن الحق، ولم يكن يكذب في الحديث» (أحوال الرجال 84 رقم 114) . وقد أوضح ابن عديّ قول السعدي (الجوزجاني) فيه أنه كان مائلا عن الحق- يعني ما عليه الكوفيون من تشيّع- وأما الصدق فهو صدوق في الرواية. (الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 305) ثم أضاف ابن عديّ: «السعديّ: هو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، كان مقيما بدمشق يحدّث على المنبر، ويكاتبه أحمد بن حنبل، فيتقوّى بكتابه ويقرأه على المنبر، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على عليّ» . وقال البخاريّ: صدوق. (التاريخ الكبير 1/ 347، التاريخ الصغير 226، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 304) . وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 91. وذكره ابن شاهين في (تاريخ أسماء الثقات 51، 52) وقال: «وقال فيه عثمان بن أبي شيبة: إسماعيل بن أبان الورّاق: ثقة، صحيح الحديث، فدع، مسلم. قيل لعثمان: فإنّ إسماعيل بن أبان الورّاق غير محمود! فقال: كان هاهنا إسماعيل آخر يقال له أبان- غير الورّاق- وكان كذّابا، الّذي كان يروي عن ابن عجلان» . قال خادم العلم «عمر تدمري» : المقصود بالكذّاب هو «إسماعيل بن أبان الغنويّ الكوفيّ الخياط» ، وقد تقدّمت ترجمته في الطبقة السابعة. انظر ترجمته برقم (30) من الجزء السابق. وقال الكلاباذي: روى عنه البخاري في: الجمعة، والرقاق، وغير موضع. وقال الحاكم: ثقة. (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 15 ب) . [2] المعجم المشتمل لابن عساكر 78 رقم 162. [3] انظر عن (إسماعيل بن جعفر بن سليمان) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 246، وبغداد لابن طيفور 4 و 56 و 57، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 34، وتاريخ بغداد 6/ 260، 261 رقم 3289، والكامل في التاريخ 6/ 420، والوافي بالوفيات 9/ 104 رقم 4018. [4] وهو ابن سبعين سنة. (تاريخ بغداد 6/ 261) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 73 41- إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة [1] . القاضي أبو حيّان الكوفّي الفقيه، قاضي الجانب الشرقيّ ببغداد، ثم قاضي البصْرة. روى عن: مالك بن مِغْوَلٍ، وابن أبي ذئب، وعمر بن ذر. وعنه: غسان بن الفضل الغلابي، وسهل بن عثمان العسكري، وعمرو بن عبد الله الأودي، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني. وكان صالحا دينا، عابدا، محمود القضاء. ولي قضاء الأمين، وولي قضاء البصرة بعد مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ [2] . قَالَ أَحْمَدُ بن أبي عمران قاضي مصر: كان إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة إذا سئل ما كان أبو حنيفة يقول فيمن تزوّج ذات مَحْرَمٍ منه، ودخل بها، قال: ثنا أبو نُعَيم، عن سُفيان الثَّوريّ قال: لَا حَدَّ عليه. وقد ولي إسماعيل أيضًا قضاء الكوفة، ثم قضاء البصرة. ولما عُزِل عن قضائها بعيسى بن أبان شيّعوه وأثنوا عليه وقالوا: عَفَفْتَ عن أموالنا ودمائنا.   [1] انظر عن (إسماعيل بن حمّاد) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3029، والمعارف لابن قتيبة 490، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 244، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 167- 170، وتاريخ الطبري 8/ 597، والجرح والتعديل 2/ 165 رقم 553، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 3238، والأغاني 18/ 88، والعيون والحدائق 3/ 342، وتاريخ جرجان للسهمي 207، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 308، وتاريخ بغداد للخطيب 6/ 243- 245 رقم 3280، وطبقات الفقهاء للشيرازي 137، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 95، ووفيات الأعيان 2/ 205 (في ترجمة أبيه حمّاد بن أبي حنيفة رقم 204) و 5/ 405 و 408 و 413 و 6/ 149 و 7/ 349، وميزان الاعتدال 1/ 226 رقم 866، والمغني في الضعفاء 1/ 80 رقم 648، والعبر 1/ 361، ومرآة الجنان 2/ 53، والوافي بالوفيات 9/ 110، 111 رقم 4027، ومناقب أبي حنيفة للكردري 106 و 169 و 396 و 493، وتهذيب التهذيب 1/ 290 رقم 541، ولسان الميزان 1/ 398، 399 رقم 1257، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 17، 18، والجواهر المضيّة للقرشي 1/ 400- 403 رقم 328، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 258، وأعلام الأخيار، رقم 120، والطبقات السنيّة، رقم 495، والفوائد البهيّة 46، وشذرات الذهب 2/ 28، وكشف الظنون 1/ 575 و 839 و 2/ 1388. [2] تاريخ بغداد 6/ 243. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 74 فانبسط وقال: وعن أبنائكم. يُعرّض بيحيى بن أكثم [1] . وقال صالح جَزْرَة: كان جَهْميًّا ليس بثقة [2] . وقال إسحاق بن موسى الأنصاريّ: سمعت سعيد بن سَلْم الباهليّ يقول: إسماعيل بن حمّاد يقول في دار المأمون: القرآن مخلوق، ديني ودين أبي [3] . قلت: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة ومائتين [4] . 42- إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق المدنيّ [5] . عن: مالك، وهشام بن سعد، ومحمد بن نُعَيْم المجمّر. وعنه: محمد بن منصور المكّيّ، وبكر بن خَلَف، ورزق الله بن موسى المصريّ، وآخرون. قال أبو حاتم [6] : ضعيف الحديث جدّا.   [1] في اللواط، كما في (تاريخ بغداد 6/ 244) ، ووفيات الأعيان 2/ 205، والخبر في أخبار القضاة لوكيع 2/ 170. [2] تاريخ بغداد 6/ 245. وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: ما ولي القضاء من لدن عمر بن الخطاب إلى اليوم أعلم من إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة. فقال له أبو بكر الجبّيّ: يا أبا عبد الله، ولا الحسن بن أبي الحسن؟! قال: لا والله، ولا الحسن. (تاريخ بغداد 6/ 245) . وقال ابن عديّ: ليس له من الرواية شيء، ليس هو ولا أبوه حمّاد، ولا جدّه أبو حنيفة من أهل الروايات، وثلاثتهم قد ذكرتهم في كتابي هذا في جملة الضعفاء. (الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 308) . [3] «ودين جدّي» . الزيادة من: الكامل في الضعفاء لابن عدي 1/ 308، وتاريخ بغداد 6/ 245. [4] تاريخ بغداد 6/ 245. [5] انظر عن (إسماعيل بن داود بن عبد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 374 رقم 1188 باسم «إسماعيل بن مخراق» ، والتاريخ الصغير 216 «إسماعيل بن مخراق» ، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 93، 94 رقم 106، والجرح والتعديل 2/ 167، 168 رقم 562، والمجروحين لابن حبّان 1/ 129، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 315، 316، وفيه «إسماعيل بن مخراق» ، والمغني في الضعفاء 1/ 80 رقم 650، وميزان الاعتدال 1/ 226 رقم 869، ولسان الميزان 1/ 403، 404 رقم 1263 وقد أعاده ابن أبي حاتم فذكره باسم «إسماعيل بن مخراق» وقال: سمعت أبي يقول: هو منكر الحديث مجهول» . (الجرح والتعديل 2/ 201 رقم 679) . [6] في الجرح والتعديل 2/ 168. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 75 وكذا ضعّفه ابن حِبّان [1] ، وغيره [2] . 43- إسماعيل بن صَبيح اليَشْكُرِيّ الكوفيّ [3] . عن: مبارك بن حسّان، وكامل أبي العلاء، وأبي إسرائيل إسماعيل الملائيّ. وعنه: أبو كُرَيْب، والحسن بن الحَكَم الجريّ، وجماعة. تُوُفّي سنة سبْع عشرة، وذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [4] . وممن روى عنه: ولده الحَسَن، ومحمد بن عُبَيد بن عُتْبة الكِنْديّ. وكان ذا قوّة حافظة. روى أبو سعيد الأشجّ، عن أبي بكر بن عيّاش قال: قدِم الرشيد الكوفة فأرسل إليّ: حدّث المأمون. فحدّثته نيّفًا وأربعين حديثًا، فقال لي رجل معه: يا أبا بكر تريد أن أُعيد ما حدّثت؟ قلت: نعم. فأعادها كلّها ما أسقط منها حرفًا. فقلت: من أنت؟ قال المأمون: هذا إسماعيل بن صبيح.   [1] في المجروحين 1/ 129، فقال: «يسرق الحديث ويسوّيه» . [2] وقال البخاريّ: منكر الحديث. وعنه نقل العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 94، وذكر حديثا له، عن مالك بن أنس، وقال: «ليس له أصل من حديث مالك» . وذكره ابن عديّ في الكامل في الضعفاء، ونقل قول البخاري فيه، وقال: «لا يوجد من الرواية إلّا اليسير» (ج 1/ 316) . وقال الخليلي في (الإرشاد) : ينفرد عن مالك بأحاديث وقد روى عن الأكابر ولا يرضى حفظه. (لسان الميزان 1/ 403) . وقال الآجريّ، عن أبي داود: لا يساوي شيئا. [3] انظر عن (إسماعيل بن صبيح) في: المعارف لابن قتيبة 384، وتاريخ الطبري 8/ 167 و 207 و 208 و 228 و 238 و 286 و 337 و 351 و 369 و 400، والجرح والتعديل 2/ 178 و 599، والثقات لابن حبّان 8/ 97، وتهذيب الكمال 3/ 110- 112 رقم 453، والكاشف 1/ 74 رقم 386، وتهذيب التهذيب 1/ 306 رقم 561، وتقريب التهذيب 1/ 70 رقم 520، وخلاصة تذهيب التهذيب 34. [4] ج 8/ 97. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 76 فقلت: القوم كانوا أعلم بك حين وضعوك هذا الموضع [1] . 44- إسماعيل بن سعيد بن عُبيد اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ [2] . روى عن أبيه. وعنه: بندار، ومحمد بن المُثَنَّى، ويحيى بن أبي الخصيب، ويزيد بن سنان القزّاز. قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه شيخ. 45- إسماعيل بن عبد الملك [3] الزّيبقيّ [4] البنانيّ [5] .   [1] تهذيب الكمال 3/ 111. [2] تقدّمت ترجمته ومصادرها في الجزء السابق، الترجمة رقم (33) . [3] انظر عن (إسماعيل بن عبد الملك) في: الجرح والتعديل 2/ 188، 189 رقم 636، والثقات لابن حبّان 8/ 99، والإكمال لابن ماكولا 4/ 227، 228، والأنساب لابن السمعاني 6/ 337، 338، واللباب لابن الأثير 2/ 85، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي 1/ 341. [4] في الأصل: «الربيعيّ» ، وهكذا ورد في إحدى نسخ «الجرح والتعديل» انظر ج 2/ 188 حاشية رقم (8) . وقد ضبطه الأمير ابن ماكولا في (الإكمال 4/ 227) فقال: «وأما الزّيبقيّ: بكسر الزاي وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها، وهي ساكنة، فهو: أبو منصور إسماعيل بن عبد الملك الزيبقي. روى عن إبراهيم بن طهمان. روى عنه: حنبل بن إسحاق ويعقوب بن سفيان ومحمد بن سليمان الباغندي» . وضبطه ابن السمعاني أيضا في (الأنساب 6/ 337) فقال: «الزّيبقيّ: بكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر القاف. هذه النسبة إلى الزيبق وبيعها. والمشهور بهذه النسبة أبو منصور إسماعيل بن عبد الملك بن سوار البناني الزيبقي، من أهل البصرة. حدّث عن إبراهيم بن طهمان، والثوري، ومعروف بن واصل، وحمّاد بن سلمة، وإبراهيم بن نافع. روى عنه حنبل بن إسحاق الشيبانيّ، وأبو أميّة الطرسوسي، ويعقوب بن سفيان الفارسيّ، ومحمد بن سليمان الباغندي. أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ببغداد، أنا أبو سعد محمد بن علي الرستمي وأبو بكر محمد بن هبة الله الطبري قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان الفسوي، ثنا إسماعيل بن عبد الملك الزيبقي البصري، وكان ثقة [5] هكذا في الأصل والجرح والتعديل (المطبوع) ، وفي نسخة منه غير مطبوعة «السامي» ، وفي بعض نسخ الأنساب غير المطبوعة «الشاني» ، وفي (اللباب 2/ 85) : «الشيبانيّ» ، وكذا في (شرح القاموس) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 77 عن: الثوريّ، ومعرف بن واصل، وإبراهيم بن طَهْمان. وعنه: أبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم، وقال: صدوق [1] . 46- إسماعيل بن [أبي] مسعود [2] . كاتب الواقديّ. روى عن: خَلَف بن خليفة، وعَبّاد بن العوَّام. وعنه: عباس الدوري، وعبد الكريم بن الهيثم. بغدادي ثقة [3] . 47- إسماعيل بن مسلمة بن قعنب [4]- ق. - أبو بشر الحارثيّ المصريّ، أخو القعنبيّ، ويحيى، وعبد الملك،   [ () ] وكان أمينا وكان يعقل الحديث، إلّا أنهم كانوا يعيبون عليه بيعه الزئبق، قال المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ على هذه الحكاية: كذا رأيته بضبط الشيخ الخطيب وقد أخرجه في الزيبقي، وينبغي أن يكون الزنبقي لأن الزنبق الزمارة وتكنى الخمر أمّ زنبق، فيتحقّق العيب ببيعه وإلّا فليس في بيع الزيبق عيب» . وقد ذكره المؤلّف الذهبي في (المشتبه 1/ 341) في «الزئبقي» ، فيتّضح أن هذه النسبة هي الأصح. وأما ابن حبّان فقد تفادى ذكر النسبة في (الثقات 8/ 99) فذكر اسم صاحب الترجمة واسم أبيه مجرّدا. [1] الجرح والتعديل 2/ 189. [2] انظر عن (إسماعيل بن أبي مسعود) في: الثقات لابن حبّان 8/ 95، وتاريخ بغداد 6/ 250 رقم 3287، ولسان الميزان 1/ 439 رقم 1358. [3] تاريخ بغداد 6/ 250. وذكر ابن حبّان في (الثقات 8/ 95) وقال: «يغرب» . [4] انظر عن (إسماعيل بن مسلمة) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 127، والجرح والتعديل 2/ 201 رقم 680، والثقات لابن حبّان 8/ 96، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 83 ب، وتهذيب الكمال 3/ 208، 209 رقم 490، وسير أعلام النبلاء 10/ 265 رقم 69، والكاشف 1/ 78 رقم 413، وميزان الاعتدال 1/ 251 رقم 953، والوافي بالوفيات 9/ 227 رقم 4130، وتهذيب التهذيب 1/ 335 رقم 605، وتقريب التهذيب 1/ 75 رقم 560، وخلاصة تذهيب التهذيب 36. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 78 وعبد العزيز. وهو مدني سكن مصر. وحدَّث عن: أبيه، والحمادين، وشعبة، وعبد الله بن عَرَادة، والربيع بن صَبِيح، ووُهَيْب بن خالد، وجماعة. وعنه: الربيع بن سليمان المُراديّ، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وأبو يزيد القراطيسيّ، ويحيى بن عثمان بن صالح، وخلق، وقال أبو حاتم [1] : صدوق. ووثقه ابن حبان وقال [2] : كان من خيار الناس. وقال غيره الحاكم أبو عبد الله [3] : زاهد ثقة. روى له ابن ماجة حديثًا في «الوضوء» [4] . وقال ابن حِبّان [5] : مات سنة تسعٍ ومائتين. وهذا لَا يصحّ، فإن أبا زُرْعة ويعقوب الفسوي لقياه، وإنما رحلا سنة بضع عشرة. ورأيت بخطّي أَنّه تُوُفّي سنة سبع عشرة. وكذا أرّخه ابن يونس. 48- أسود بن سالم [6] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 201، وقد كتب عنه بمكة ومصر. [2] في الثقات ج 8/ 96. [3] في الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 83 ب. [4] كتاب الطهارة (420) باب: ما جاء في الوضوء مرة ومرّتين وثلاثا. عن جعفر بن مسافر، ثنا إسماعيل بن قعنب، أبو بشر، ثنا عبد الله بن عرادة الشيبانيّ، عن زيد بن الحواري، عن معاوية بن قرّة، عن عبيد بن عمير، عن أبيّ بن كعب: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا بماء فتوضّأ مرة مرة:. فقال: «هذا وظيفة الوضوء» أو قال: وضوء من لم يتوضّأه لم يقبل الله له صلاة» ، ثم توضّأ مرتين مرتين ثم قال: «هذا وضوء من توضّأه أعطاه الله كفلين من الأجر» ثم توضّأ ثلاثا ثلاثا فقال: «هذا وضوئي ووضوء المرسلين من قبلي» . قال في «مجمع الزوائد» : في إسناده زيد، هو العمّي، ضعيف، وكذا الراويّ عنه. ورواه الإمام أحمد في مسندة عن أبي إسرائيل، عن زيد العمّي، عن نافع، عن ابن عمر. (سنن ابن ماجة 1/ 145، 146) . [5] في الثقات 8/ 96. [6] انظر عن (أسود بن سالم) في: الجرح والتعديل 2/ 294 رقم 1080، والثقات لابن حبّان 8/ 130، وتاريخ بغداد 7/ 35، 37 رقم 3498، وصفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 307 رقم 255، والوافي بالوفيات للصفدي 9/ 251، 252 رقم 4160. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 79 أبو محمد البغداديّ العابد. سمع: حماد بن زيد، وعُبيد الله الأشجعيّ. وعنه: محمد بن عبد الله المخرميّ، وأحمد بن زياد السّمْسار. وكان صديقًا ودودًا لمعروف الكرخيّ [1] . قال محمد بن جرير: كان ثقةً ورِعًا [2] . تُوُفّي سنة ثلاث أو أربع عشرة [3] . ويُذكر عنه أنّه غَسَل وجهه يومًا من بكرةٍ إلى الظُّهر، فقيل له في ذلك فقال: رأيتُ مبتدِعًا وقد غسّلت وجهي إلى الساعة، وما أظنّه نقي [4] . 49- أسيدُ بنُ زيد بن نجيح. مولى صالح بن علي الهاشمي العباسي. أبو محمد الكوفيّ الجمّال. يُرتّب هنا، وقد تقدم [5] . 50- أشرف بن محمد [6] . القاضي أبو سعيد النّيْسابوريّ الفقيه. تلميذ أبى يوسف القاضي. حدث عن: قيس بن الربيع، وهُشَيم، وأبي الأحْوَص، وغيرهم. حدَّث عنه: محمد بن الحسين البخاريّ، وإبراهيم بن عبد الله السّعديّ.   [1] تاريخ بغداد 7/ 36، صفة الصفوة 2/ 307. [2] وزاد: «فاضلا» . (تاريخ بغداد 7/ 37) . [3] تاريخ بغداد 7/ 37، صفة الصفوة 2/ 307. [4] تاريخ بغداد 7/ 36 وفيه: «فأنا أغسل وجهي منذ رأيته إلى الساعة وأنا أظنّه لا ينقى» . [5] انظر الترجمة رقم (38) من هذا الجزء. [6] الجواهر المضيّة للقرشي 1/ 440 رقم 362، والطبقات السنيّة، رقم 536. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 80 [حرف الباء] 51- بَدَلُ بن المحبَّر بن منبه [1]- خ. ع. - أبو المنير التّميميّ اليربوعيّ الواسطيّ البصريّ. عن: شُعبة، وزائدة، ووُهَيْب بن ميمون، وحرب بن أبي العالية، وشداد بن سعيد بن أبى طلحة الراسبيّ، وبِشْر بن فَرْقَد، وعَبَّاد بن راشد، وعبد الملك بن الوليد بن معدان، وجماعة. وعنه: خ، وأبو داود بواسطة، وأحمد بن الأزهر، وحمّاد بن عَنْبَسة، وأبو يحيى عبد الله بن أبي مَيْسَرة، بُنْدار، ومحمد بن المُثَنَّى، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكجّيّ، وطائفة كبيرة. قال أبو زرعة [2] : ثقة.   [1] انظر عن (بدل بن المحبّر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 150 رقم 2013، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 110، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 130، والجرح والتعديل 2/ 439 رقم 1748، والثقات لابن حبّان 8/ 153، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 126 رقم 155، والإكمال لابن ماكولا 7/ 209، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 63 رقم 238، والأنساب لابن السمعاني 9/ 124، والمعجم المشتمل لابن عساكر 85 رقم 191، وتهذيب الكمال 4/ 28- 31 رقم 647، والكاشف 1/ 97 رقم 551، وميزان الاعتدال 1/ 300، 301 رقم 1138، والمغني في الضعفاء 1/ 101 رقم 858، وتهذيب التهذيب 1/ 423 رقم 781، وتقريب التهذيب 1/ 94، ومقدّمة فتح الباري 392، وخلاصة تذهيب التهذيب 54. [2] الجرح والتعديل 2/ 439. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 81 وقال أبو حاتم [1] : صدوق. وهو أرجح من أُمَيَّة بن خالد، وبَهْز، وحَبّان، وعَفّان [2] . قلت: بدل فُقِد ولا يُدْرى أين مات، ولا أرّخه أحد. ومات في حدود خمس عشرة، ولا يُعْبَأ بقول من ضعْفه [3] . 52- بشر بن آدم [4] . أبو عبد الله البغداديّ الضرير الأكبر. عن: الحَمَّادَيْن، وشَرِيك، وعبد العزيز بن المختار، وعلي بن مُسْهر، وطائفة. وعنه: خ.، وإسحاق بن راهُوَيْه، والذُّهَليّ، والدّارميّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن الفُرات، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن غالب تمتام، وآخرون. قَالَ أَبُو حاتم [5] : صدوق. وذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [6] .   [1] في الجرح والتعديل 2/ 439. [2] قال الكلاباذي: روى عنه البخاري في الصلاة ومواضع. (رجال صحيح البخاري 1/ 126) . وقال ابن عساكر في المعجم المشتمل: وروى «د» «ت» «ن» «ق» عن رجل عنه. (ص 85 رقم 191) . [3] ومع ذلك ذكره في المغني في الضعفاء 1/ 101، وروى الحاكم عن الدارقطنيّ أنه ضعيف. [4] انظر عن (بشر بن آدم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 356، وتاريخ الدارميّ، رقم 187، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 70 رقم 1721، وتاريخ الطبري 2/ 510، والجرح والتعديل 2/ 351 رقم 1331، والثقات لابن حبّان 8/ 142، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 448، 449، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 107 رقم 125، وتاريخ بغداد 7/ 55، 56 رقم 3515، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 53 رقم 201، والمعجم المشتمل لابن عساكر 85 رقم 192، وتهذيب الكمال 4/ 93- 95 رقم 678، والكاشف 1/ 101 رقم 577، والمغني في الضعفاء 1/ 104 رقم 891، وميزان الاعتدال 1/ 313 رقم 1183، وتهذيب التهذيب 1/ 442 رقم 914، وتقريب التهذيب 1/ 98 رقم 45، ومقدّمة فتح الباري 392، 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 48. [5] في الجرح والتعديل 2/ 351. [6] ج 8/ 142 وقال: كان يسكن مدينة أبي جعفر وكان مكفوفا. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 82 وقال هارون الحمّال: ولد سنة خمسين ومائة. وقال ابن قانع: مات في ربيع الأول سنة ثمان عشرة [1] . قال ابن سعْد: رأيت أصحاب الحديث يتَّقون حديثه [2] . 53- بشر بن أبي الأزهر [3] . القاضي أبو سهل النَّيْسابوريّ الكوفيّ الفقيه. أحد الأعلام. سمع: شريكًا، وابنَ المبارك، وخارجة بن مُصْعَب، وابن عُيَيْنَة. وتفقه على القاضي أبي يوسف. وعنه: الذُّهَليّ، وأحمد بن يوسف السُّلَميّ، ومحمد بن عبد الوهاب الفرّاء، وآخرون. وكان من أعيان عُلماء الكوفة وزُهادهم. مات في سادس رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين. وقد كتب إليه المأمون مرّةً كتابًا فأخذ يبكي. 54- بِشْر بن شُعيب بن أبي حمزة دينار [4]- خ. ت. ن. -   [1] تاريخ بغداد 7/ 56. [2] قول ابن سعد في: تاريخ بغداد 7/ 55 وزاد: «والكتاب عنه» . [3] انظر عن (بشر بن أبي الأزهر) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 172 و 2/ 178، وفيه «بشر بن الأزهر» و 784 و 829، وفيه «بشر بن الأزهر» ، والثقات لابن حبّان 8/ 142، والكفاية في علم الرواية للخطيب 71 وفيه «بشر بن الأزهر» ، وتاريخ بغداد 7/ 258 وفيه «بشر بن الأزهر» و 10/ 154 و 167 و 13/ 423، والجواهر المضيّة للقرشي 1/ 456 رقم 375، والفوائد البهيّة 55، والطبقات السّنيّة رقم 569، وأعلام الأخيار، رقم 104. [4] انظر عن (بشر بن شعيب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 475، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ رقم 1227، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 76 رقم 1743، والتاريخ الصغير 244، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 91، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 281 و 434 و 2/ 716، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 198، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 84، والجرح والتعديل 2/ 359 رقم 1368، والثقات لابن حبّان 8/ 141، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 110، 111 رقم 130، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 8 أ، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 53 رقم 203، والمعجم المشتمل لابن عساكر 86 رقم 196، وتهذيب الكمال 4/ 126- 129 الجزء: 15 ¦ الصفحة: 83 أبو القاسم الحمصيّ. مولى قريش. روى عن أبيه بَسّ [1] . وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق الكَوْسَج، وعِمران بن بكّار، والبخاريّ في غير «الصّحيح» ، وهو والتّرمذيّ والنَّسائيّ بواسطة، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بن خالد بن عليّ، وجماعة. قال أبو حاتم [2] : ذُكر لي أنّ أحمد بن حنبل قال له: سمعت من أبيك شيئًا؟ فقال: لَا. قال [3] : فأجاز لك؟ قال: نعم. وقال أبو زُرعَةَ: سماعه كسَمَاع أبي اليَمَان إنّما كان إجازةً [4] . وقال أبو اليَمَان الحكم بن نافع: كان شُعيب عَسِرًا، فدخلنا عليه حين احتضر، فقال: هذه كُتُبي قد صحَّحْتُها، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا من ابني فلْيَسمَعْ، فإنّه قد سمعها منّي [5] . وقال ابن حبّان [6] : مات سنة ثلاث عشرة [4] .   [ () ] رقم 691، والكاشف 1/ 102 رقم 587، وميزان الاعتدال 1/ 318، 319 رقم 1197، وتهذيب التهذيب 1/ 451، 452 رقم 827، وتقريب التهذيب 1/ 99 رقم 58، ومقدّمة فتح الباري 393، وخلاصة تذهيب التهذيب 48. [1] هكذا في الأصل «بسّ» بمعنى فقط. [2] في الجرح والتعديل 2/ 359. [3] هنا نقص في عبارة أبي حاتم، وهي في الجرح والتعديل: «قال: فقرئ عليه وأنت حاضر؟ قال: لا، قال: فقرأت عليه؟ قال: لا. قال: فأجاز لك ... » . [4] الجرح والتعديل 2/ 359. [5] تهذيب الكمال 4/ 128. [6] في الثقات 8/ 141. وقال: «وكان متقنا، وبعض سماعه من أبيه مناولة، سمع نسخة شعيب سماعا عثمان بن سعيد بن كثير» . وقال البخاري في تاريخه: «تركناه حيّا سنة اثنتي عشرة ومائتين. قال أبو عبد الله: ومات بعدنا» . وقال ابن عساكر في المعجم المشتمل: «مات بعد سنة ثلاث عشرة ومائتين» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 84 قلت: روى خ. عن إسحاق عنه. 55- بِشْر بن غياث بن أبي كريمة [1] .   [ () ] وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى: «من أهل حمص، وقد كتبوا عنه، وتوفي عند ابن معروف قبل أبي اليمان الحمصي» . وجزم الذهبي في الكاشف بوفاته سنة 213 هـ-. وقال المؤلّف الذهبيّ- رحمه الله- في الميزان 1/ 318: «صدوق أخطأ ابن حبّان بذكره في الضعفاء، وعمدته أن البخاري قال: تركناه، كذا نقل فوهم على البخاري، إنما قال البخاري: تركناه حيّا سنة اثنتي عشرة ومائتين. وقد روى عنه في صحيحه بواسطة، وفي غير الصحيح شفاها. لكن في سماع بشر من أبيه مقال. قال أحمد بن حنبل: سأله سائل: أسمعت من أبيك؟ قال: لا ... » إلى آخر الرواية التي مرّت في (الجرح والتعديل 2/ 359) ثم قال: «قال أحمد: فكتبت عنه على وجه الاعتبار. فهذه القصة عنه هكذا ليست بصحيحة، فإن أبا حاتم رواها بلا سماع من أحمد، بل قال: ذكر لي أن أحمد سأله» . وقال خادم العلم «عمر تدمري» : ليس في كتاب «المجروحين والضعفاء» لابن حبّان ذكر لبشر بن شعيب، وقد ذكره في «الثقات» وقال: «كان متقنا» ، ولا أدري من أين نقل الحافظ الذهبي قول ابن حبّان في تضعيفه. قال الكلاباذي في (رجال صحيح البخاري 1/ 110، 111) : «روى محمد بن إسماعيل البخاري، عن إسحاق، غير منسوب، عنه، في الجامع، في باب: مرض النبي صلّى الله عليه وسلّم ووفاته حديثا واحدا فقط، وأخرج على سبيل الاستشهاد حديثا آخر من حديثه ولم يذكر سماعا وهو في كتاب الهجرة في باب مقدم النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه المدينة. وقد رآه البخاري وكتب حديثه وحدّث في مبسوط صفاته سوى الجامع بغير شيء عنه» . وأخرج له مسلم على سبيل الاستشهاد حديثا آخر من حديثه ولم يذكر سماعا. (الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 53) . وانظر: المعجم المشتمل لابن عساكر 86. [1] انظر عن (بشر بن غياث) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ 154 رقم 850، وتاريخ الثقات للعجلي 81 رقم 153، وبغداد لابن طيفور 15 و 30 و 42 و 52- 55، وعيون الأخبار لابن قتيبة 2/ 140 و 157 و 158 والبيان والتبيين 2/ 110، والمحاسن والأضداد 9، وتاريخ الطبري 8/ 577، والأحكام للآمدي 4/ 244، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2797، والفرق للنوبختي 13، والفرق بين الفرق للبغدادي 204 و 205 و 363، والعيون والحدائق 3/ 380، وثمار القلوب للثعالبي 308 و 531، والعقد الفريد 2/ 482، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 425، وتاريخ جرجان للسهمي 386، وتاريخ بغداد 7/ 56- 67 رقم 3516، والانتصار لابن الخياط المعتزلي 201، وطبقات الفقهاء للشيرازي 103 و 138، والأنساب لابن السمعاني 11/ 263، ومعجم البلدان 5/ 118، واللباب 3/ 200، والكامل في التاريخ 6/ 441، وأدب القاضي للماوردي 1/ 526 و 532، ووفيات الأعيان 1/ 277، 278، والمختصر في أخبار البشر 2/ 33، وسير أعلام النبلاء الجزء: 15 ¦ الصفحة: 85 أبو عبد الرحمن المَرِيسيّ [1] العدويّ. مولى زيد بن الخطاب. كان من أعيان أصحاب الرأي. أخذ عن أبي يوسف، وبرع في الفقه، ونظر في الكلام والفلسفة. وجرّد القول بخلْق القرآن وناظَرَ عليه، ودعا إليه [2] . وكان رأس الْجَهْميّة. أخذ عن الْجَهْم بن صَفْوان فيما أرى، ثم تبيّنْت أنّه لم يُدْرك الْجَهْم. وسمع من: حماد بن سلمة، وسفيان بن عُيَيْنَة. وقد رماه بالكُفْر غير واحد من الأئمّة. ساق الخطيب أقوالهم في تاريخه [3] . ونقل أنّه مات في ذي الحجة سنة ثمان عشرة ومائتين [4] . قال البُوَيْطيّ: سمعت الشّافعيَّ يقول: ناظرتُ المَريْسيّ في القُرْعَة فذكرتُ له حديث عِمران بن حُصَين في القُرْعَة [5] فقال: هذا قِمار. فأتيتُ أبا البَحُتَرِيّ القاضي فذكرتُ له قولَه فقال: يا أبا عبد الله شاهدٌ آخر وأصلبه [6] .   [ () ] 10/ 199- 102 رقم 45، والعبر 1/ 373، وميزان الاعتدال 1/ 322، 323 رقم 1214، والمغني في الضعفاء 1/ 1907 رقم 916، ودول الإسلام 1/ 132، والبداية والنهاية 10/ 281، ومرآة الجنان 2/ 78، والوافي بالوفيات 10/ 151، 152 رقم 2614، ولسان الميزان 2/ 29- 31 رقم 104، والنجوم الزاهرة 2/ 228، والجواهر المضيّة للقرشي 1/ 447- 450 رقم 370، وأعلام الأخيار، رقم 101، وشذرات الذهب 2/ 44، والفوائد البهيّة 54، والطبقات السنيّة، رقم 564، وكشف الظنون 1/ 631، وروضات الجنات للخوانساري 2/ 134، ومعجم المؤلّفين لكحّالة 3/ 46، ومقالات الإسلاميين 140 و 143 و 149 و 515. [1] المريسي: بفتح الميم، وكسر الراء، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مريس: وهي قرية بمصر. هكذا ذكره أبو سعد الآبي في كتاب «النتف والطرف» ثم قال: وإليها ينسب: بشر المريسي. (الأنساب 11/ 263) . [2] الفرق بين الفرق 204، 205، 363، وتاريخ بغداد 7/ 56، والأنساب 11/ 263. [3] ج 7/ 56- 67. [4] تاريخ بغداد 7/ 67 ويقال سنة 219 هـ-. [5] حديث القرعة أخرجه مسلم في الأيمان (1668) باب: من أعتق شركا له في عبد، وأبو داود في العتق (3958) باب: فيمن أعتق عبيدا له لم يبلغهم الثلث، والترمذي في الأحكام (1364) باب: ما جاء فيمن يعتق مماليكه عند موته، وأحمد في المسند 4/ 426، والنسائي في الجنائز 4/ 64 باب: الصلاة على من يحيف في وصيّته. [6] تاريخ بغداد 7/ 60. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 86 وقال أبو النّضْر هاشم: كان أبو بِشْر المَرِيسيّ يهوديًا قصّارًا صبّاغًا في سُوَيْقة نصر بن مالك [1] . وقال غير واحد: قال رجلٌ ليزيد بن هارون: إنّ عندنا ببغداد رجلًا يقال له المَرِيسيّ يقول بخلْق القرآن. فقال: ما في فِتْيانكم أحدٌ يفتك به؟! [2] . قلت: وقد كان المَرِيسيّ أُخِذَ في دولة الرشيد وأُوذيَ لأجل مقالته. قال أحمد بن حنبل، فيما رواه عنه أبو داود في المسائل: سمعت عبد الرحمن بن مهديّ أيّام صُنِع ببِشْر ما صُنِع يقول: من زعم أن الله لم يكلّم موسى عليه السلام يُستتاب، فإنْ تاب وإلّا ضُرِبَتْ عُنُقُه [3] . قال المَرُّوذِيّ: سمعت أبا عبد الله، وذكر بِشْرًا، فقال: مَن كان أبوه يهوديًّا، أيَّ شيءٍ تُراه يكون؟ وقال أحمد بن حنبل: كان بِشْر يحضر مجلس أبي يوسف فيستَغِيث ويصيح، فقال له أبو يوسف مرّة وهو يُناظره: لَا تنتهي أو تُفسِد خشبةً [4] . وقال أحمد بن الحسن التِّرْمِذِيّ: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: كان المَرِيسي ليس بصاحب حُجَجٍ، بل صاحب خَطَب. قال أبو عبد الله، فيما رواه عنه الأثرم، أنّه سُئِل عن الصّلاة خلف بشر المريسيّ، قال: لا يصلّى خلفه.   [1] هو نصر بن مالك الخزاعي الّذي أقطعه إيّاها الخليفة المهديّ، وهي محلّة صغيرة بشرقيّ بغداد، وقد تحرّف «نصر» إلى «نضر» في الأصل، ولسان الميزان 2/ 29. والّذي في تاريخ الثقات للعجلي 81 رقم 153: «رأيت بشرا المريسيّ- عليه لعنة الله- مرة واحدة، شيخ قصير ذميم المنظر وسخ الثياب وافر الشعر أشبه شيء باليهود وكان أبوه يهوديّا صبّاغا بالكوفة في سوق المراضع، لا يرحمه الله فلقد كان فاسقا» . ونقل الخطيب في تاريخه 7/ 61 قول العجليّ وفيه أيضا «سوق المراضع» . [2] حدّث محمد بن يزيد قال: قال يزيد بن هارون: حرّضت أهل بغداد على قتل بشر المريسي غير مرة. (تاريخ بغداد 7/ 63) . [3] تاريخ بغداد 7/ 63. [4] الخبر بأطول مما هنا في تاريخ بغداد 7/ 63 وفيه: «حتى تصعد خشبة» ، أي تصلب على خشبة. ولعلّ «تفسد» مصحّفة عن «توسّد» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 87 وقال أبو داود: سمعتُ قُتَيْبة يقول: بِشر المَرِيسيّ كافر. وأخبار بِشْر في ستّ ورقات في «تاريخ الخطيب» [1] . 56- بشر بن القاسم بن حمّاد [2] . أبو سهل السُّلَميّ الهَرَوِيّ، ثم النَّيْسابُوريّ الفقيه الحنفيّ. حج وسمع من مالك. ودخل مصر وسمع من الليث بن سعد، وابن لَهِيعةَ. وبالبصرة من: أبي عَوَانَة، وحمّاد بن زيد، وأبي الأحوص. وعنه: بنوه الفُقَهاء: سهل، والحَسَن، والحسين، ومحمد بن عبد الوهّاب الفراء، وأحمد بن يوسف السُّلَمِيّ، وجماعة. وكان رفيق يحيى بن يحيى في الرحلة. تُوُفّي في ذي القعدة سنة خمس عشرة. 57- بشر بن محمد بن أبان السُّكَّريّ [3] . عن: شُعْبة، وورقاء، وحَرِيز بن عثمان. وعنه: أبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وجماعة. وهو صدوق [4] .   [1] ج 7/ 56- 67 من المطبوع. [2] انظر عن (بشر بن القاسم) في: الجواهر المضيّة للقرشي 1/ 450، 451، والطبقات السنيّة، رقم 565. [3] انظر عن (بشر بن محمد السكّري) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 84 رقم 771) ، والجرح والتعديل 2/ 364 رقم 1401، والثقات لابن حبّان 8/ 139، والكامل في الضعفاء لابن عدي 2/ 450، وميزان الاعتدال 1/ 324 رقم 1221، والمغني في الضعفاء 1/ 107 رقم 921، ولسان الميزان 2/ 32 رقم 110 [4] قال أبو حاتم: شيخ. (الجرح والتعديل 2/ 84) . وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 138 فقال إنه من أهل البصرة، سكن بغداد وبها حدّث. وقال ابن عديّ في الكامل بعد أن ذكر له بضعة أحاديث: «له أحاديث غير ما ذكرته، فأرجو أنه لا بأس به، ومقدار ما ذكرته أنكر ما رأيت له من رواياته، وأرجو أن هذه الأحاديث ليست من قبله إنما هو من قبل من رواه عنه وهو في نفسه لا بأس به» . وقال أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث. (الميزان، واللسان) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 88 58- بشر بن المعتمر [1] . أبو سهل شيخ المعتزلة. من القراء الكبار. ذكره ابن النّجّار في «تاريخ بغداد» [2] فقال: ذكره محمد بن إسحاق النّديم أنّه كوفيّ، ويقال بغداديّ. انتهت إليه رئاسة الاعتزال في وقته. قال: وكان مع ذلك رواية للشعر والأخبار، شاعرًا. وكان جماعة من الفضلاء يفضّلونه على أبان اللّاحقيّ، وله قصيدة نحو ثلاثمائة ورقة. وكان أبرص [3] ، وله مصنَّفات كثيرة [4] . تُوُفّي سنة عشرٍ، وقد عَلَتْ سِنُّهُ. 59- بِشْر بن المنذر الرمليّ [5] .   [1] انظر عن (بشر بن المعتمر) في: مروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 2573، والأغاني 3/ 128، 129، والفرق بين الفرق للبغدادي 156، والانتصار لابن الخياط المعتزلي 194، والفهرست لابن النديم 184 و 205، وثمار القلوب للثعالبي 413 و 640، وفرق الشيعة للنوبختي 13، والملل والنحل للشهرستاني 1/ 64، وأمالي المرتضى 1/ 186، 187، والعقد الفريد 4/ 55 و 198، والأنساب لابن السمعاني 2/ 131، واللباب لابن الأثير 1/ 156، والمقالات والفرق للقمّي 11، وسير أعلام النبلاء 10/ 203 رقم 46، والوافي بالوفيات 10/ 155، 156 رقم 4619، وصبح الأعشى للقلقشندي 9/ 392، 393، ولسان الميزان 2/ 33 رقم 115 ومقالات الإسلاميّين (راجع الفهرس) . [2] لم يصلنا الجزء الّذي فيه ترجمة «بشر بن المعتمر» إذ أن أغلب تاريخ ابن النجار وهو «ذيل تاريخ بغداد» يعتبر مفقودا. [3] البرصان والعرجان للجاحظ 88. [4] راجعها في (الفهرست لابن النديم 132) . [5] انظر عن (بشر بن المنذر) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 141، 142 رقم 173، والجرح والتعديل 2/ 367 رقم 1412، والثقات لابن حبّان 8/ 144، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 256، 257، وميزان الاعتدال 1/ 325 رقم 1223، والمغني في الضعفاء 1/ 107 رقم 923، ولسان الميزان 2/ 34 رقم 117، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 19 رقم 342. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 89 روى عن: الليث، وابن لَهِيعَة، ومحمد بن مسلم الطائفي. وعنه: موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصي. قال أبو حاتم [1] : صدوق. أتيناه فدققنا بابه دقا قويا، فحلف أنْ لَا يحدّثنا [2] . وقد مرّ. 60- بكر بن خداش [3] . روى عن: عيسى بن المسيبَّ البَجَليّ، وحيّان بن عليّ. وعنه: العبّاس بن أبي طالب، وأحمد بن يونس الضَّبّيّ، وغير واحد. 61- بكار بن الخصيب [4] . يؤخّر إلى هنا. 62- بكر بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي [5]- د. ن. ق. - أبو عبد الرحمن الأنصاريّ الكوفيّ. عن: ابن عمّه عيسى بن المختار، وقيس بن الربيع. وعنه: أبو كُرَيْب، وأحمد الدَّوْرقيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غرزة.   [1] في الجرح والتعديل 2/ 367. [2] وزاد: ولم نرجع إليه. [3] تقدّمت ترجمته ومصادرها في الجزء السابق. [4] تقدّمت ترجمته أيضا في الجزء السابق. [5] انظر عن (بكر بن عبد الرحمن الأنصاري) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 406، ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 87 رقم 305، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3029، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 190، 191، والجرح والتعديل 2/ 389 رقم 1512 وفيه (بكر بن عبد الرحمن بن عبيد بن أبي ليلى) ، والثقات لابن حبّان 8/ 146، وتهذيب الكمال 4/ 219، 220 رقم 748، والكاشف 1/ 108 رقم 636 وفيه رمز أبي داود والنسائي، وسقط منه رمز ابن ماجة (ق) ، وتهذيب التهذيب 1/ 485 رقم 890، وتقريب التهذيب 1/ 106 رقم 118، وخلاصة تذهيب التهذيب 51. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 90 وثَّقة الدَّارقُطْنيّ [1] . ومات سنة تسع عشرة [2] . ولي قضاء الكوفة [3] . 63- بكر بن محمد العابد [4] . عن: سُفيان الثَّوريّ، والفُضّيل بن عياض، وعليّ بن بكّار. وعنه: أحمد بن أبي الحواريّ، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وحسن بن مالك الضَّبِّيّ، وآخرون. وهو قليل الحديث. 64- بلال بن يحيى بن هارون الأسْوانيّ. أبو الوليد. عن: اللَّيث، ومالك، وابن لَهِيعَة. تُوُفّي سنة سبْع عشرة ومائتين. روى عنه: يحيى بن محمد رفيقه.   [1] تهذيب الكمال 4/ 220. وقال ابن سعد في الطبقات 6/ 406: سمع من عيسى بن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى مصنّف مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وكان يحدّث به عنه. وولي بكر قضاء الكوفة بضع عشرة سنة ثم عزل، وتوفي بعد ذلك بالكوفة. وسأل يحيى بن معين عن بكر بن عبيد قاضي الكوفة، وهو بكر بن عبد الرحمن الّذي يحدّث عنه ابن أبي شيبة وابن الدورقي وغيرهم، فقال: ليس به بأس. (معرفة الرجال 1/ 87 رقم 305) . وقال أبو حاتم: رأيته ولم أكتب عنه. وكذا قال أبو زرعة. (الجرح والتعديل 2/ 389) . [2] هذا قول محمد بن عبد الله الحضرميّ مطيّن. (تهذيب الكمال 4/ 220) . وقال ابن حبّان: مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة ومائتين. (الثقات 8/ 146) . [3] طبقات ابن سعد 6/ 406، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 457 رقم 3029، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 190. [4] انظر عن (بكر بن محمد العابد) في: الجرح والتعديل 2/ 393 رقم 1530، والثقات لابن حبّان 8/ 147. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 91 [حرف الثاء] 65- ثابت بن محمد الكوفيّ [1]- خ. ت. -[2] أبو محمد العابد. عن: مِسْعر بن كدام، وفِطْر بن خليفة، والثَّوْريّ، وزائدة. وعنه: خ.، وأحمد بن مُلاعب، وأبو زرعة، وأبو بكر الصّنعانيّ، وأبو حاتم، وآخرون. قال أبو حاتم [3] : صدوق [4] . وقال الحاكم: ليس بضابط [5] .   [1] انظر عن (ثابت بن محمد الكوفي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 404، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 170 رقم 2091، والجرح والتعديل 2/ 457، 458 رقم 1848، والثقات لابن حبّان 8/ 158، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2/ 523، 524، وتاريخ جرجان للسهمي 463، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 13، 14، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 132 رقم 163، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 66 رقم 256، والمعجم المشتمل لابن عساكر 89 رقم 208، والكامل في التاريخ 6/ 418، وتهذيب الكمال 4/ 374- 377 رقم 830، والكاشف 1/ 117 رقم 704، والمغني في الضعفاء 1/ 121 رقم 1043، وميزان الاعتدال 1/ 366، 367 رقم 1372، وتهذيب التهذيب 2/ 14 رقم 21، وتقريب التهذيب 1/ 117 رقم 20، ومقدّمة فتح الباري 394، وخلاصة تذهيب التهذيب 57. [2] الرمزان عن الكاشف. [3] في الجرح والتعديل 2/ 458. [4] وقال أبو حاتم أيضا في موضع آخر: إن أزهد من رأيت ثلاثة، فذكر منهم ثابت بن محمد الزاهد. (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 523) . [5] وقال ابن سعد: ثابت بن محمد الكناني ويكنى أبا إسماعيل. وكان عابدا ناسكا. (الطبقات الكبرى 6/ 404) . - الجزء: 15 ¦ الصفحة: 92 تُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمس عشرة [1] . 66- ثُمامةُ بنُ أشرس [2] . أبو معن النُّمَيريّ البصْريّ المتكلم. أحد رءوس المعتزلة المشهورين. قال المبرّد: قال ثُمامة: خرجت من البصرة أريد المأمون، فرأيت مجنونًا شُدَّ، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: ثمامة. قال: المتكلّم؟ قلت: نعم.   [ () ] وقال ابن عديّ: كان من أهل السّكون، انتقل إلى الضياع إلى صور وبنى هناك محرسا وكان مؤذّنا ... وثابت الزاهد هذا هو عندي ممن لا يتعمّد الكذب ولعله يخطئ، وله عن الثوري وعن غيره غير ما ذكرت، وفي أحاديثه يشتبه عليه فيرويه حسب ما يستحسنه، والزهّاد والصالحون كثيرا ما يشتبه عليهم فيروونها على حسن نيّاتهم. (الكامل 2/ 523، 524) . [1] أرّخه ابن سعد في الطبقات (6/ 404) والكلاباذي في (رجال صحيح البخاري 1/ 132) وابن حبّان في (الثقات 8/ 66) . وقال ابن عساكر: مات سنة 215، ثم قال: ويقال سنة ست عشرة. [2] انظر عن (ثمامة بن أشرس) في: البيان والتبيين للجاحظ 758 و 76 و 79 و 81 و 204، والبرصان والعرجان له 251، 259، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 42، 285، وعيون الأخبار لابن قتيبة 1/ 23 و 2/ 52 و 55 و 3/ 137، 138، وطبقات المعتزلة 62، وتاريخ الطبري 1/ 186 و 8/ 275، و 288 و 577 و 598، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 102 و 366 و 369 و 370 و 2/ 32 و 3/ 174 و 342 و 343، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 5، 9، 1842 و 2574 و 2703 و 2705 و 2739، والفرق بين الفرق 157- 159، والعيون والحدائق 3/ 454، والوزراء والكتّاب 314، 315، والفهرست لابن النديم 207، والعقد الفريد 2/ 127 و 167 و 382 و 407 و 408 و 4/ 46 و 198 و 216 و 6/ 140 و 143 و 145 و 148 و 156 و 161 و 177 و 179 و 198، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 397، وتاريخ بغداد 7/ 145- 148 رقم 3601، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 433 و 2/ 323، 324، ونثر الدرّ 2/ 188، والبصائر والذخائر 4/ 121، والأغاني 4/ 18، وسرح العيون 458، ومعاهد التنصيص 2/ 288، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 190، ووفيات الأعيان 2/ 419 و 4/ 42 و 6/ 177، والعبر 1/ 456، وميزان الاعتدال 1/ 371، 372 رقم 1394، وسير أعلام النبلاء 10/ ج 203- 206 رقم 47، والوافي بالوفيات 11/ 20، 21، 2/ 83، 84 رقم 337، والنجوم الزاهرة 2/ 206، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 34 و 141 و 425 و 520، وثمار القلوب للثعالبي 204 و 452، وبغداد لابن طيفور 15 و 31 و 32 و 34 و 35 و 50 و 77 و 118 و 125 و 141. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 93 قال: جلستَ على هذه الآجُرَّة، ولم يأذن لك أهلُها. قلت: رأيتها مبذولة. قال: لعلّ لهم تدبيرًا غير البذْل. أخبِرْني متى يجد النّائم لَذَّةَ النوم؟ إن قلتَ قبل أن ينام أحلْت لأنّه يَقْظَان. وإنْ قلتَ في حال النَّوم أبطلت لأنّه لَا يعقل. وإنْ قلتَ بعده، فقد خرج عنه، ولا يوجد الشيء بعد فقدِهِ. فما كان عندي فيها جواب [1] . وعنه أيضًا قال: عُدْتُ رجلًا وتركتُ حماري على بابه. ثم خرجت، فإذا عليه صبيّ فقلت: لِمَ ركبتَ بغير إذني؟ قال: خفت أن يذهب، فحفِظْتُهُ لك. قلت: لو ذهب كان أهوَن عليّ. قال: فهبْه لي وَعُدَّ أنّه ذهب، واربح شُكري. فلم أدرِ ما أقول! [2] . وقال الخطيب في تاريخه [3] : أنا الحسين بن عبد الله بن أبي عَلّاثة، أنا أحمد بن جعفر بن سَلْم، نا أبو دُلف هاشم بن محمد الخَزَاعيّ، نا الجاحظ سنة ثلاثٍ وخمسين ومائتين: حدّثني ثُمامة بن أَشرس. قال: شهِدتُ رجلًا وقد قدّم خصمه إلى والٍ وقال: أصلحك الله، هذا ناصبيّ، رافضيّ، جَهْميّ، مُشَبَّه [4] ، يشتم الحَجّاج بن الزُّبَير الذي هدم الكعبة على عليّ بن أبي سفيان، ويلعن معاوية بن أبي طالب [5] . وقال الخطيب [6] : نا الصَّيْمَرِيّ، نا المَرزبانيّ: أخبرني محمد بن يحيى، نا يمَوُت بن المُزَرِّع: حدّثني الجاحظ قال: دخل أبو العَتَاهية على المأمون   [1] تاريخ بغداد 7/ 146. [2] تاريخ بغداد 7/ 146. [3] ج 7/ 146. [4] في تاريخ بغداد 7/ 146 زيادة: «مجبّر، قدريّ» . [5] وبقيّة الخبر في تاريخ بغداد: «فقال له الوالي: ما أدري مما أتعجّب! من علمك بالأنساب، أو من معرفتك بالمقالات؟ فقال: أصلحك الله، ما خرجت من الكتّاب حتى تعلّمت هذا كلّه» . [6] في تاريخه 7/ 147. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 94 فطعن على المُبْتَدِعة، ولعَن القَدَرِيّة. فقال المأمون: أنت صاحب شِعْرٍ ولُغةٍ، وللكلام قوّم [1] . قال: نعم، ولكن اسأل ثُمامةَ عن مسألةٍ، فقُلْ لهُ يُجِبْني. ثم أخرج يده فحرَّكها وقال: يا ثُمامة مَن حرَّك يدي؟ قال: مَن أُمُّه زانية. فقال: شتمني والله. قال ثُمامة: ناقضَ واللهِ [2] . قال أبو رَوْق الهِزّانيّ: نا الفضل بن يعقوب قال: اجتمع ثُمامة ومعه يحيى بن أكثم عند المأمون، فقال المأمون ليحيى: ما العِشْق؟ قال: سَوانحُ تَسْنَح للعاشق يُؤْثرُها ويهيم [3] بها. قال ثُمامة: أنت بالفِقْه أبصر منك بهذا، ونحن أحذق منك. قال المأمون: فقُلْ. قال: إذا امتزجت جواهرُ النُّفوس بوصل المُشَاكلة نتجت لُمَحُ نورٍ ساطع تستضيء به نواظر [4] العقل، ويهتزّ لإشراقه طبائع الحياة، يُتَصَوَّر من ذلك اللَّمْح نورٌ خاصٌ بالنّفس، متّصلٌ بجوهرها يُسمَّى عِشْقًا. فقال المأمون: هذا وأبيك الجواب!! [5] . هارون بن عبد الله الحمّال: أنا محمد بن أبي كَبْشة قال: كنت في سفينةٍ، فسمعت هاتفًا يقول: لَا إله إلّا الله، كذب المَرِيسيّ على الله. ثم عاد الصّوت: لَا إله إلّا الله، على ثُمامة، والمَرِيسيّ لعنهُ الله. قال: ومعنا رجلٌ من أصحاب المريسيّ في المركب فخرّ ميتا [6] .   [1] في الأصل «قوة» ، والتصحيح من تاريخ بغداد. [2] الخبر أيضا في العقد الفريد 2/ 382. [3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «ويتهم بها» . [4] في تاريخ بغداد 7/ 148 «بواصر» . [5] تاريخ بغداد 7/ 147، 148، ذمّ الهوى لابن الجوزي 291، روضة المحبّين لابن قيّم الجوزية 140، وانظر الكشكول للعاملي 158. [6] تاريخ بغداد 7/ 148. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 95 اتصل ثُمامة بالرشيد، ثم من بعده بالمأمون، وكان أحد من يقول بخلْق القرآن. حكى عنه تلميذه الجاحظ نوادر وَمُلَحًا. وكان هو وبِشْر المَرِيسيّ آفةً على السُّنَّةِ وأهلِها. قال الفقيه الحافظ أبو محمد بن حزم: ذُكِر عنه أنّه كان يقول: إنّ العالم فعل الله بطباعه. وإنّ المقلّدين من اليهود والنّصارى وعُبّاد الأوثان لَا يدخلون النّار بل يصيرون تُرابًا. وإنّ من مات من المؤمنين مُصِرًّا على كبيرة مُخَلَّد في النّار. وإنّ جميع أطفال المؤمنين يصيرون تُرابًا ولا يدخلون الجنّة. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 96 [حرف الجيم] 67- جعفر بن جَسْر بن فرقد البصْريّ [1] . عن: أبيه، وهشام بن حسّان، وحبيب بن الشهيد. قال أبو حاتم [2] : كتبتُ عنه وهو شيخ. ولقبُهُ شُبّان. وعنه: أبو أُميّة الطَّرَسُوسيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ. وهو ممَن يُعتَبَر بحديثه. وله مناكير عن أبيه [3] . وهو أيضًا ضعيف. قال ابن عديّ [4] : جعفر بن جَسْر أحاديثه مناكير. وقال أبو الفتح الأزديّ: يتكلمون فيه [5] .   [1] انظر عن (جعفر بن جسر) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 363، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 187 رقم 232، والجرح والتعديل 2/ 476 رقم 1938، والثقات لابن حبّان 8/ 159، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 572- 574، والموضوعات لابن الجوزي 1/ 272، والمغني في الضعفاء 1/ 132 رقم 1136، وميزان الاعتدال 1/ 403، 404 رقم 1493، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 125 رقم 193، ولسان الميزان 2/ 111، 112 رقم 452. [2] في الجرح والتعديل 2/ 476. [3] هذا قول ابن حبّان في ثقاته، ولفظه: «يعتبر بحديثه إذا روى عن غير أبيه» . [4] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 573، وزاد: «ولم أر للمتكلّمين في الرجال فيه قولا، ولا أدري كيف غفلوا عنه لأنّ عامّة ما يرويه منكر، وقد ذكرته لما أنكرت من الأسانيد والمتون التي يرويها، ولعلّ ذاك إنّما هو من قبل أبيه، فإنّ أباه قد تكلّم فيه من تقدّم ممن يتكلمون في الضعفاء لأني لم أر يروي جعفر عن غير أبيه» . [5] ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: «بصريّ، وحفظه فيه اضطراب شديد، كان يذهب إلى القدر الجزء: 15 ¦ الصفحة: 97 قلت: وقع لي حديثه بعُلُوّ، والله أعلم. 68- جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصْريّ [1] . الحَسَنيّ الأنصاريّ. حدَّث عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان. وولي قضاء الجانب الشرقي في أيام المأمون، وأول دولة المعتصم [2] . وقال أبو زرعه [3] : ولي قضاء الري، وهو صدوق. وقال أبو حاتم [4] : جهمي ضعيف. قلت: روى عنه: أبو الأحوص محمد بن نصر، وإبراهيم السوطي [5] . ومات سنة تسع عشرة [6] . 69- جنادة بن مروان الحمصي [7] : عن: حريز بن عثمان، وعيسى بن أبي رزين الثّماليّ.   [ () ] وحدّث بمناكير» . (ج 1/ 187) . [1] انظر عن (جعفر بن عيسى) في: الجرح والتعديل 2/ 485، 486 رقم 1982، وتاريخ بغداد 7/ 160- 162 رقم 3607. [2] تاريخ بغداد 7/ 160. [3] قوله عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 485، 486 قال: «سمعت أبا زرعة يقول: قدم علينا جعفر بن عيسى على قضاء الريّ، فنزل فورازاد، فقلت: ما حاله؟ صدوق سمعت أبي يقول: كتبت عنه، ترك حديثه لما كان يدعو الناس إليه من خلق القرآن أيام المحنة ببغداد» . [4] قوله ليس في كتاب ابنه عبد الرحمن (الجرح والتعديل) بل في (تاريخ بغداد 7/ 161) . [5] في الأصل «السيوطي» ، والتصويب من (الأنساب 7/ 192) حيث قال ابن السمعاني: «السّوطي: بفتح السين، وسكون الواو، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى السّوط وعمله» ، ثم ذكر حفيد إبراهيم السّوطي هذا. وهو في تاريخ بغداد 7/ 161. [6] يوم السبت، لستّ ليال بقين من شهر رمضان. (تاريخ بغداد 7/ 162) . [7] انظر عن (جنادة بن مروان) في: تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 235، والجرح والتعديل 2/ 516 رقم 2134، وميزان الاعتدال 1/ 424 رقم 1573، والمغني في الضعفاء 1/ 137 رقم 1193، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 129 رقم 202، ولسان الميزان 2/ 139، 140 رقم 605. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 98 وعنه: إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وعمران بن بكار، ومحمد بن عوف. قال أبو حاتم [1] : ليس بقويّ، أخشى أن يكون كذب في حديث عبد الله بن بُسْر أنِّه رأى في شارب النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم بياضا بحيال شفتيه.   [1] في الجرح والتعديل 2/ 516. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 99 [حرف الحاء] 70- حاتم الجلاب المَرْوَزِيّ [1] . صاحب ابن المبارك. قيل هو ابن العلاء، وقيل ابن يوسف، وقيل ابن إبراهيم. روى أيضًا عن: خالد الطّحان، وفُضَيْل بن عِياض. وعنه: أحمد بن عبد الآمُليّ، ومحمد بن عبد الله بن قُهْزَاذ، ومحمد بن موسى المَرْوَزِيُّون. مات سنة: ثلاث عشرة. 71- حاتم بن عبيد الله. أبو عبيدة النميري. ذُكِر في الطبقة الماضية [2] . 72- الحارث بن خليفة [3] .   [1] انظر عن (حاتم الجلّاب) في: الجرح والتعديل 3/ 261 رقم 1166 وفيه: «حاتم بن إبراهيم الخلال» ، وفي نسخة خطّية منه «الحلاب» . (انظر الحاشية (7)) من المصدر نفسه، والثقات لابن حبّان 8/ 211 وفيه «حاتم بن يوسف أبو روح العابد» ، وتهذيب الكمال 5/ 199 رقم 1000، وفيه «حاتم بن يوسف بن خالد بن نصير بن دينار الجلّاب، أبو روح المروزي» ، وتهذيب التهذيب 2/ 132 رقم 319، وتقريب التهذيب 1/ 138 رقم 11، وخلاصة تذهيب التهذيب 66. [2] تقدمت ترجمته في الجزء السابق، الترجمة رقم (70) . [3] انظر عن (الحارث بن خليفة) في: الجرح والتعديل 3/ 74 رقم 338، وميزان الاعتدال 1/ 433 رقم 1614، والمغني في الضعفاء الجزء: 15 ¦ الصفحة: 100 أبو العلاء المؤدب. سمع: شُعْبة، وأبان بن يزيد. وعنه: عبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن غالب تَمْتام، وحَمْدان بن عليّ [1] . 73- الحارث بن منصور الواسطيّ [2] . الزاهد، أبو سُفيان، ويُقال أبو منصور. عن: سُفيان، وإسرائيل، وبحر السَّقّاء، ويزيد بن إبراهيم، وغيرهم. وعنه: الحَسَن بن مُكْرَم، والباغَنْديّ الكبير، وخلف بن محمد كُرْدُوس، ويحيى بن جعفر بن الزِّبْرِقان، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ. قال أبو حاتم [3] : صدوق [4] . 74- حَبّان بن هلال الباهليّ [5]- د. -   [ () ] 1/ 140 رقم 1227، ولسان الميزان 1498 رقم 661. [1] قال أبو حاتم: مجهول. [2] انظر عن (الحارث بن منصور) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 107، وتاريخ واسط لبحشل 197 و 263 و 271 و 275 و 280، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 58 و 62 و 2/ 24، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 199، والجرح والتعديل 3/ 90، 91 رقم 421، والثقات لابن حبّان 8/ 182، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 614، 615، وتاريخ جرجان للسهمي 472، وتهذيب الكمال 5/ 286، 287 رقم 1045، والكاشف 1/ 141 رقم 885، والمغني في الضعفاء 1/ 143 رقم 1252، وميزان الاعتدال 1/ 443، 444 رقم 1648، وتهذيب التهذيب 2/ 158 رقم 275، وتقريب التهذيب 1/ 144 رقم 68، وخلاصة تذهيب التهذيب 69. وقد أضاف الدكتور «بشار عواد معروف» كتاب «التاريخ الكبير للبخاريّ» إلى مصادر هذه الترجمة في تحقيقه لتهذيب الكمال 5/ 286، الحاشية رقم (1) . قال خادم العلم «عمر» : لم يذكر البخاري صاحب الترجمة، إنما ذكر: «الحارث بن أبي منصور، سمّع مجاهدا قوله. روى عنه موسى الصغير» . (التاريخ الكبير 3/ 282 رقم 2472) . وهذا غير «الحارث بن منصور الواسطي الزاهد» صاحب سفيان الثوري. فليراجع. [3] في الجرح والتعديل 3/ 91 وقال: نزل عليه الثوري. [4] وقال ابن عديّ: «في حديثه اضطراب» . (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 615) . [5] انظر عن (حبّان بن هلال) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 299، وتاريخ ابن معين برواية ابن طهمان، رقم 392، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 113 رقم 381، والتاريخ الصغير 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 28، وتاريخ الثقات للعجلي 105 رقم 241، والمعارف لابن قتيبة 227، والكنى والأسماء الجزء: 15 ¦ الصفحة: 101 ويقال الكنانيّ البصريّ. أبو حبيب. عن: شعبة، وجُوَيْرية بن أسماء، وأبان العطّار، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وسَلْم بن زَرِير [1] ، ومَعْمَر بن راشد، وهمام بن يحيى، وطائفة. وعنه: أحمد بن سعيد الدّارميّ، وإسحاق الكَوْسج، وعَبْد بن حُمَيد، والدَّارميّ، ومحمد بن الحسين الحنَيْنيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وخلْق. وثقة ابن مَعِين [2] ، وأحمد بن حنبل [3] . وقال ابن سعد [4] : كان ثقة حُجّةً ثَبْتًا، امتنع من التّحديث قبل موته. قال [5] : ومات بالبصرة في رمضان سنة ست عشرة.   [ () ] للدولابي 1/ 143، وتاريخ الطبري 4/ 434 و 5/ 53، والجرح والتعديل 3/ 297 رقم 1324، والولاة والقضاة للكندي 505، والثقات لابن حبّان 8/ 214، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 259، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 117، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 115، 116 رقم 330، والإكمال لابن ماكولا 2/ 303، وتاريخ جرجان 151، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 113 رقم 437، ومعجم البلدان 4/ 256، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 154 ب، وتهذيب الكمال 5/ 328- 330 رقم 1064، والعبر 1/ 369، والكاشف 1/ 143 رقم 902، وسير أعلام النبلاء 10/ 239، 240 رقم 62، وتذكرة الحفّاظ 1/ 364، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 84، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 758، والبداية والنهاية 10/ 270، والوافي بالوفيات 11/ 284 رقم 418، وتهذيب التهذيب 2/ 170 رقم 307، وتقريب التهذيب 1/ 146 رقم 91، والنجوم الزاهرة 2/ 217، وبغية الوعاة 1/ 492 رقم 1020، وطبقات الحفاظ 162، وخلاصة تذهيب التهذيب 70، وشذرات الذهب 2/ 36، وتاج العروس 2/ 219. [1] في الأصل «رزين» ، والتصحيح من: سير أعلام النبلاء 10/ 239، وتهذيب التهذيب 2/ 170 وقد تحرّف «سلم» إلى «مسلم» ، وقد ضبطه الدكتور «بشار عوّاد معروف» في تهذيب الكمال 5/ 329 «سلم بن زنبر» ، بالزاي المفتوحة ونون ساكنة، وباء منقوطة بواحدة من تحتها مفتوحة، وراء. وقد أخطأ في ذلك، حيث ذكره المؤلّف في (المشتبه 1/ 336) فقال: بالفتح سلم بن زرير، مشهور. وليس في مادّة «زنبر» من اسمه سلم. (انظر: المشتبه 1/ 334) . وقال ابن حجر: «سلم بن زرير: بفتح الزاي وراءين» . (التقريب 1/ 313) . [2] في تاريخه برواية ابن طهمان، رقم 392، والجرح والتعديل 3/ 297. [3] سيأتي قوله في توثيقه. [4] في طبقاته 7/ 299. [5] المصدر نفسه. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 102 قلت: ولامْتناعه لم يسمع منه البخاريّ، وأبو حاتم، وطبقتهما. وهو مر آخر مَن حدّث عن مَعْمَر. قال أحمد بن حنبل: إليه المنتهى بالبصْرة في التثبُّت [1] . قال بكّار بن قُتَيْبَة: ما رأيت نَحْويًّا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال، والمازني [2] . 75- حبيب بن أبي حبيب مرزوق [3] . وقيل رُزَيْق. أبو محمد الحنفيّ مولاهم المدنيّ، كاتب مالك وقارئه. كان يقرأ عليه «المُوَطّأ» للناس في بعض الأوقات. وبقراءته سمع يحيى بن بُكَيْر مرّة. قال ابن مَعِين، وغيره: أشَرُّ السَّماع عَرْضُ حبيب على مالك. كان يقرأ، فإذا انتهى المجلس صفح أوراقا وكتب: بلغ [4] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 297 وفيه «التثبيت» ، و «التثبّت» هو الصحيح. [2] وقال العجليّ: «ثقة لم أسمع منه شيئا، وكان عسرا» . (تاريخ الثقات 105 رقم 241) . [3] انظر عن (حبيب بن أبي حبيب) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 97، ومعرفة الرجال له 1/ 63 رقم 109، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 161، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 264، 265 رقم 325 وفيه (حبيب بن زريق، بتقديم الزاي) ، والجرح والتعديل 3/ 100 رقم 466 وفيه (حبيب بن رزيق كاتب مالك) ، والمجروحين لابن حبّان 1/ 265، وفيه «زريق» بتقديم الزاي، وهو غلط، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 818- 820، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 266، ومعجم البلدان 2/ 423، واللباب 1/ 73، وتهذيب الكمال 5/ 366- 370 رقم 1082، والكاشف 1/ 145 رقم 915، والمغني في الضعفاء 1/ 146 رقم 1287 وفيه (حبيب بن أبي حبيب: زريق) بتقديم الزاي، وهو غلط، وميزان الاعتدال 1/ 452، 453 رقم 1694. وفيه اسم أبيه (زريق) بتقديم الزاي، وهو غلط، والوافي بالوفيات 11/ 292 رقم 436، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 131، 132 رقم 208، وتهذيب التهذيب 2/ 181، 182، 183 رقم 182 رقم 326، وتقريب التهذيب 1/ 149 رقم 109، وحسن المحاضرة 1/ 284، وخلاصة تذهيب التهذيب 71. [4] قال ابن معين في تاريخه برواية الدوري 2/ 97: «كان حبيب الّذي بمصر الّذي يقال له: عرض حبيب. قال: يقرأ على مالك بن أنس. وكان يخطرف الناس، يصفح ورقتين وثلاثة. سمعت يحيى يقول: سألوني بمصر عنه: فقلت: ليس أمره بشيء. قال يحيى: وكان ابن بكير سمع من الجزء: 15 ¦ الصفحة: 103 وقال أبو أحمد الحاكم: روى أحاديث شبيهة بالموضوعة عن مالك، وابن أبي ذئب، وهشام بن سعد. روى عنه: الربيع بن سليمان الجيزي، وأحمد بن الأزهر. أخبرنا السراج: سمعتُ محمد بن سهل بن عسكر قال: كتبنا عن حبيب كاتب مالك عشرين حديثًا، فأتينا ابن المدينيّ فَعَرضنا عليه فقال: هذا كله كذب. وقال يحيى بن مَعِين: وعامّة سماع المصريّين عرْض حبيب [1] . ثم قال ابن مَعِين: سألوني عنه بمصر فقلتُ: ليس بشيء [2] . وقال الإمام أحمد: حبيب ليس بثقة [3] . وقال النسائي [4] : متروك. وقال ابن عديّ [5] : كان يضع الحديث. ثم روى له عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، حديثين موضوعين.   [ () ] مالك بعرض حبيب وهو أشرّ العرض» . وانظر: الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 265. وقال في معرفة الرجال 1/ 63 برواية ابن محرز: «سمعت يحيى وذكر له يحيى بن بكير المصري، قيل له: إنه يحدّث بالموطّأ عن مالك بن أنس. قال: وأيّ شيء كان يسوى، إنما كان بعرض حبيب وكان حبيب كذّابا، كان يعرض لهم خمس ورقات، ثم يقول لهم: عرضت لكم عشرة. ثم قال يحيى بن معين: وهو لا يحسن يقرأ حديث ابن وهب، فكيف يقرأ الموطّأ؟! أنا سمعت فيه عن مالك، عن الزهري أن ابن الزبير أحرم من التنعيم وإنما هو عن هشام بن عروة أخبرنا أحمد، قال: حدّثنا جعفر قال: حدّثنا أبو العباس قال: حدّثنا يحيى بن معين، قال: حدّثنا معن، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن ابن الزبير أحرم من التنعيم» . [1] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 818. [2] الكامل 2/ 818. [3] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 264، 265، وفيه: «حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: سمعت أبي وذكر حبيبا الّذي كان يقرأ على مالك بن أنس، فقال: ليس بثقة، قدم علينا رجل أحسبه قال: من أهل خراسان، كتب عن حبيب كتابا عن ابن أخي ابن شهاب عن عمّه، عن سالم والقاسم، فإذا هي أحاديث ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن القاسم وسالم، قال أبي: أحالها على ابن أخي ابن شهاب، عن عمّه» . «قال أبي: كان حبيب يحيل الحديث ويكذب ولم يكن أبي يوثّقه وأثنى عليه شرّا» . وانظر: الجرح والتعديل 3/ 100 وفيه: «ولم يكن أبي يوثّقه ولا يرضاه، وأثنى عليه شرّا وسوءا» . [4] في الضعفاء والمتروكين 289 رقم 161. [5] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 818. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 104 وروى عن ابن أبي ذئب، وشبْل بن عَبّاد، وهشام بن سعد المناكير، وعنه: عبد الله بن الوليد الحرّانيّ، وأحمد بن الأزهر، وحام بن نوح، ومحمد بن مسعود العجميّ، وجماعة. سكن مصر وبها تُوُفّي سنة ثمان عشرة. ومن حديثه: قال ابن عديّ: ثنا محمد بن حاتم بالرملة، وإسماعيل بن محمد بن يوسف أبو هارون الجبرينيّ [1] ، وهي مدينة بيت إبراهيم عليه السلام، وحوله قرى، وفيه قبر إبراهيم، وكلّ مَن يدخل هذه القرية يضيفونه ويقولون: إنّه ضيف إبراهيم. ولإبراهيم عليه السلام أوقاف على الضيافة إلى السّاعة [2] . قَالَ: ثَنَا حَبِيبٌ، نَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَمَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُعْجِبَنَّكُمْ إِسْلامُ الْمَرْءِ حَتَّى تَعْلَمُوا مَا قِبْلَتُهُ» [3] . قال ابن عديّ [4] : وهذا عن مالك، وابن أبي ذئب باطل، إنّما يَرِدُ به عبد الله بن محمد الرقّيّ [5] ، عن إسحاق بن أبي فروة، عن نافع. وإسحاق متروك الحديث [6] .   [1] هكذا في الأصل، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 818، والصحيح أن يقال «الحبروني» ، إذ النسبة إلى «حبرون» بالفتح ثم السكون، وضم الراء، وسكون الواو، ونون، ويقال لها أيضا «حبرى» . (معجم البلدان 2/ 212) . [2] الكامل 2/ 818. [3] الكامل 2/ 818 وفيه: «حتى تعلموا ما عقده عقله» . [4] في الكامل 2/ 818. [5] في الكامل 2/ 818: «عبيد الله بن عمرو الرقي» . وقال ابن عديّ في آخر الترجمة: «وعامّة حديث حبيب موضوع المتن مقلوب الإسناد، ولا يحتشم حبيب في وضع الحديث على الثقات، وأمره بيّن في الكذّابين، وإنما ذكرت طرفا منه ليستدلّ به على ما سواه» . (الكامل 2/ 820) . [6] وقال العقيلي: «حدّثنا حسن الذارع، قال: سمعت أبا داود قال: حبيب كاتب مالك من أكذب الناس» . (الضعفاء الكبير 1/ 265) . وقال أبو حاتم: «متروك الحديث، روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة» . وقال ابن حبّان: «كان يورّق بالمدينة على الشيوخ، ويروي عن الثقات الموضوعات، كان يدخل عليهم ما ليس من أحاديثهم، فكلّ من سمعه بعرضه فسماعه ليس بشيء فإنه كان إذا قرأ أخذ الجزء بيده ولم يعطهم النسخ ثم يقرأ البعض ويترك البعض ويقول: قد قرأت كله، ثم يعطيهم فينسخونها، فسماع ابن بكير، وقتيبة، عن مالك كان بعرض حبيب، سمعت محمد بن عبد الله الجزء: 15 ¦ الصفحة: 105 76- حَجّاج بن رِشْدين بن سعد [1] . أبو الحسن المصريّ. روى عن: أبيه، وحَيْوَة بن شُرَيْح. توُفّي سنة إحدى عشرة ومائتين. ضعفّه أبو أحمد بن عديّ [2] . 77- حَجّاجُ بنُ مِنْهال الأنماطيّ البصريّ [3]- ع. -   [ () ] الجنيد يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: سمعت هذه الأحاديث من مالك وحبيب يقرأ فلما فرغ قلت: يا أبا عبد الله هذه أحاديثك تعرفها أرويها عنك؟ فقال: نعم. وربما قال له غيري» . (المجروحون 1/ 265) . [1] انظر عن (الحجّاج بن رشدين) في: الجرح والتعديل 3/ 160 رقم 682، والثقات لابن حبّان 8/ 202، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 651، والاقتراح في بيان الاصطلاح لابن دقيق العيد 189، والمغني في الضعفاء 1/ 149، وميزان الاعتدال 1/ 461 رقم 1733، ولسان الميزان 2/ 176 رقم 790. [2] في الكامل 2/ 651 وقال: «وكان نسل رشدين قد خصّوا بالضعف: رشدين ضعيف، وابنه حجّاج هذا ضعيف، وللحجّاج ابن يقال له محمد ضعيف، ولمحمد ابن يقال له أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ضعيف» . وقد قال ابن دقيق العيد: «وأوهى أسانيد المصريين: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، عن أبيه، عن جدّه، عن قرّة بن عبد الرحمن بن حيويه، عن كل من روى عنه فإنّها نسخة كبيرة» . (الاقتراح في بيان الاصطلاح وما أضيف إلى ذلك من الأحاديث المعدودة من الصحاح- تحقيق قحطان عبد الرحمن الدوري- ص 188، 189- طبعة بغداد 402 هـ-. / 1982 م.) . وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبا زرعة عن حجّاج بن رشدين فقال: لا علم لي به لم أكتب عن أحد عنه» . (الجرح والتعديل 3/ 160) . وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (حجّاج بن منهال) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 301، وتاريخ خليفة 475، وطبقات خليفة 228، والعلل لأحمد 1/ 353، والعلل ومعرفة الرجال له 2/ رقم 2417، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 380 رقم 2841، والتاريخ الصغير 226، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 100، وتاريخ الثقات للعجلي 109 رقم 255، والمعارف لابن قتيبة 227، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 491، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 142، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 43 و 75 و 124 و 294 و 297 و 306 و 333 و 334 و 340 و 346 و 353 و 359 و 2/ 20 و 21 و 246 و 330 و 338 و 344، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 94، وتاريخ الطبري 1/ 369 و 1/ 291 و 384 و 3/ 215، والجرح والتعديل 3/ 167 رقم 711، والثقات لابن حبّان 8/ 202، والعيون الجزء: 15 ¦ الصفحة: 106 أبو محمد. عن: قُرَّةَ بن خالد، وشُعبة، وجُوَيرِية، والحَمَّادَيْن، وهَمّام، وعبد العزيز الماجِشُون، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَرِيّ، وجماعة. وعنه: خ. والباقون بواسطة، وإسحاق الكَوْسَج، وإسحاق شاذان، وأحمد بن الفُرات، وإسماعيل القاضي، وعَبْد [1] ، والدّارميّ، وعَليُّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وَمحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وهلال بن العلاء، وأبو مسلم الكَجِّيّ، وطائفة. قال أبو حاتم [2] : ثقة فاضل. وقال أحمد العِجْليّ [3] : ثقة، رجل صالح. كان سمسارًا يأخذ من كلّ دينار حبّة، فجاء خُرَاسان موُسِرٌ من أصحاب الحديث، فاشترى له أنماطًا، فأعطاه ثلاثين دينارًا، فقال: ما هذه؟ قال: سمسرتك [4] . قال: دنانيرك أهون عليّ [5] من هذا التُّراب. هاتِ من كلّ دينار حَبَّة. فأخذ دينارا وكسرا.   [ () ] والحدائق 3/ 377، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 104 رقم 251، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 247، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 195 رقم 253، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 155 رقم 311، وتاريخ جرجان للسهمي 294 و 385، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 99 رقم 387، والمعجم المشتمل لابن عساكر 94 رقم 230، والكامل في التاريخ 6/ 422، وتهذيب الكمال 5/ 457- 459 رقم 1128، وتذكرة الحفّاظ 1/ 364، والعبر 1/ 371، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 760، ودول الإسلام 1/ 132، وسير أعلام النبلاء 10/ 352- 354 رقم 88، والكاشف 1/ 149 رقم 953، ومرآة الجنان 2/ 77، والبداية والنهاية 10/ 272، والوافي بالوفيات 11/ 317 رقم 464، وتهذيب التهذيب 2/ 206 رقم 383، وتقريب التهذيب 1/ 154 رقم 163، وطبقات الحفاظ 171، وخلاصة تذهيب التهذيب 73، وشذرات الذهب 2/ 38. [1] هو: عبد بن حميد. [2] في الجرح والتعديل 3/ 167. [3] في تاريخ الثقات 109 رقم 255. [4] في تاريخ الثقات: «قال: هذه سمسرتك، خذها» . [5] في تاريخ الثقات: «علينا» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 107 وقال خلف كُرْدوس: تُوُفّي سنة ستّ عشرة، وكان صاحب سُنّة يُظْهرها [1] . وقال ابن سعْد [2] ، والبخاريّ [3] : تُوُفّي سنة سبْع عشرة، في شوال. 78- حَجّاجُ بنُ أبي منيع الرصافّي [4] . عن: جدّه عُبَيد الله بن أبي زياد الرُّصافيّ، رُصافة هشام بن عبد الملك، عن الزُّهْريّ، وله عنه نسخة كبيرة. وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وابن وَارَةَ، وهلال بن العلاء، ويعقوب الفَسَويّ، وأحمد بن مهديّ الإصبهانيّ، وأيوب الوزّان، وأبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبيّ، وجماعة. قال هلال: وكان من أعلم النّاس بالأرض وما أنبتت، وأعلم الناس بالفَرس من ناصيته إلى حافِره، وبالبعير من سَنامه إلى خُفّه. وكان مع بني هشام في الكتّاب [5] . كذا قال، وإنّما الذي كان مع بني هشام جده عبيد الله [6] . قال الذهلي: لم أر لعبيد الله راوية غير ابن ابنه الذي يقال له حجاج بن أبي منيع. أخرج إليّ جزءا من حديث الزهري، فنظرت فيها فوجدتها صحاحا [7] .   [1] تهذيب الكمال 5/ 459. [2] في الطبقات الكبرى 7/ 301. [3] في تاريخه الكبير 2/ 380، وتاريخه الصغير 226. وهكذا أرّخه ابن حبّان في «الثقات 8/ 202» ، والكلاباذي، وأبو داود، وغيره. [4] انظر عن (حجّاج بن أبي منيع) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 474، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 380 رقم 2843، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 491، 492، والثقات لابن حبّان 8/ 202، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 85- 87، وتهذيب الكمال 5/ 459- 461 رقم 1129، وتهذيب التهذيب 2/ 207، 208 رقم 384، وتقريب التهذيب 1/ 154 رقم 164، وخلاصة تذهيب التهذيب 73. [5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 87. [6] طبقات ابن سعد 7/ 474. [7] تهذيب الكمال 5/ 461، وفيه زيادة: «فلم أكتب منها إلّا يسيرا» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 108 وذكره ابن حبان في «الثقات» [1] . وعلق له البخاري في الطلاق [2] . واسم أبيه يوسف بن عبيد الله. وقال هلال بن العلاء: سكن حلب في آخر عُمره [3] . وقال الحَجّاج في سنة ستّ عشرة ومائتين: أنا اليوم ابن ستٍّ وسبعين سنة [4] . 79- حجّاج بن نصير [5]- ت. - أبو محمد الفساطيطيّ [6] القيسيّ البصريّ.   [1] ج 8/ 202. [2] قال الحافظ المزّي: «قال البخاري في الطلاق عقيب حديث الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ في قصّة ابن الجون، ورواه حجّاج بن أبي منيع عن جدّه، عن الزهري، أن عروة أخبره أن عائشة قالت» . (تهذيب الكمال 5/ 461) . وقال الكلاباذي: «روى عنه البخاري في الإيمان وغير موضع» . (رجال صحيح البخاري 1/ 195) . [3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 87، وقال: «هو شيخ ثقة» . [4] طبقات ابن سعد 7/ 474. [5] انظر عن (حجّاج بن نصير) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 305، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 103، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 380 رقم 2845، والتاريخ الصغير له 224، والضعفاء الصغير له 257 رقم 76، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 98، وتاريخ الثقات للعجلي 109 رقم 257، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 289 و 417 و 2/ 114 و 122 و 3/ 397، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 66 و 108، والكنى للدولابي 2/ 94، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 285، 286 رقم 346، والجرح والتعديل 3/ 167 رقم 712، والثقات لابن حبّان 8/ 202، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 648- 650، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 104 رقم 252، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 79 رقم 174، والسنن له 1/ 157 رقم 29، وتاريخ جرجان للسهمي 224، والأنساب لابن السمعاني 9/ 302، واللباب لابن الأثير 2/ 215، وتهذيب الكمال 5/ 461- 466 رقم 1130، والكاشف 1/ 150 رقم 954، والمغني في الضعفاء 1/ 151 رقم 1337، وميزان الاعتدال 1/ 465 رقم 1748، والوافي بالوفيات 11/ 316 رقم 460 وفيه تحرّف إلى (حجّاج بن نصير) ، وتهذيب التهذيب 2/ 208، 209 رقم 385، وتقريب التهذيب 1/ 154 رقم 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 73، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 199 وفيه تحرّف إلى (حجاج بن نضير) بالضاد المعجمة. [6] الفساطيطي: بفتح الفاء والسين المهملة، نسبة إلى الفساطيط وهي: البيوت من الشعر. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 109 عن: هشام الدّسْتُوائيّ، وأبى خَلْدَة خالد بن دينار، وَقُرَّةَ بن خالد، وفِطْر بن خليفة، ومبارك بن عَبّاد، وخلْق. وعنه: أحمد بن سعيد الدّارميّ، والرَّماديّ، ومحمد بن عبد الملك الدَّقِيقيّ، وأحمد بن الحسن التِّرْمِذيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأبو محمد الدّارميّ، وعبّاس الدُّوريّ، وخلْق آخرهم أبو مسلم الكجّيّ. قال أبو حاتم [1] : ضعيف تُرك حديثه. وقال البخاريّ [2] : يتكلمون فيه. وقال النسائيّ [3] : ضعيف لا يُكتَب حديثه. وذكره ابن حبان في «الثقات» [4] لكن قال: يُخطئ ويهمّ [5] . وقال مُطَيِّن: مات سنة ثلاث عشرة [6] . قلت: وساق له ابن عديّ [7] أيضًا أحاديث وهم في سندها، أمّا متونها فمعروفة [8] .   [1] في الجرح والتعديل 3/ 167، وزاد: «منكر الحديث ... وكان الناس لا يحدّثون عنه» . [2] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء. [3] لم يذكره في كتاب الضعفاء والمتروكين، وهو في تهذيب الكمال 5/ 464. [4] ج 8/ 202. [5] وقد ضعّفه ابن سعد. (الطبقات 7/ 305) . وقال ابن معين: «ليس بشيء» . (التاريخ 2/ 103) وقال أيضا: «ضعيف» (الضعفاء الكبير 1/ 285) . وقال البخاري: «سكتوا عنه» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 285) . وقال أبو داود السجستاني: «تركوا حديثه» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 286) . وقال عليّ بن المديني: «ذهب حديثه» . (الجرح والتعديل 3/ 167) وزاد في الأنساب لابن السمعاني 9/ 302: «منكر الحديث» . [6] وقال البخاري، وابن حبّان: مات سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة ومائتين. ونقل ذلك ابن السمعاني في الأنساب. [7] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 648- 650. [8] وقال العجليّ: «كان معروفا بالحديث لكن أفسده أهل الحديث بالتلقين. كان يلقّن وأدخل في حديثه ما ليس منه فترك» . (تاريخ الثقات 109 رقم 257) وضعّفه الدارقطنيّ في سننه 1/ 157. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 110 80- حجين بن المثنّى [1]- خ. م. د. ت. ن. - أبو عمر اليماميّ نزيل بغداد. عن: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان، وعبد العزيز بن الماجِشُون، واللّيث، ومالك، وجماعة. وعنه: أحمد، ومحمد بن رافع، وحَجّاج بن الشّاعر، وأحمد بن منصور الرَّماديّ، وأحمد بن منصور زاج، وعبّاس الدُّوريّ، وطائفة. قال البخاريّ [2] : كان قاضيًا على خُراسان، وأصله من اليَمَامة. وقال ابن سعْد [3] : قدِم بغداد، ونزلها، وكان صاحب لؤلؤ وجوهر، لزم السوق، وكان ثقة [4] . قلت: توفي بعد عشر ومائتين، أو قبلها [5] . 81- الحرّ بن مالك [6]- ق. -   [1] انظر عن (حجين بن المثنّى) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 338، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 134 رقم 453، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 71، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والجرح والتعديل 3/ 319 رقم 1429، وانظر 3/ 189، والثقات لابن حبّان 8/ 219، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 266، والمؤتلف والمختلف له (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 54 ب، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 219 رقم 288، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 177، 178 رقم 365، وتاريخ بغداد 8/ 282، 283 رقم 4380، والإكمال لابن ماكولا 2/ 392، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 115 رقم 448، والأنساب لابن السمعاني 602 ب، وتهذيب الكمال 5/ 483- 485 رقم 1140، والكاشف 1/ 151 رقم 964، وسير أعلام النبلاء 10/ 326 رقم 78، والوافي بالوفيات 11/ 325 رقم 478، وتهذيب التهذيب 2/ 216 رقم 398، وتقريب التهذيب 1/ 155 رقم 176، وخلاصة تذهيب التهذيب 97. [2] في تاريخه الكبير 3/ 134 رقم 453، وكذا نقل عنه ابن حبّان في الثقات 8/ 219. [3] في الطبقات 7/ 338. [4] وقال أحمد بن منصور بن راشد المروزي: قلت لأحمد بن حنبل: عمّن أكتب من المشيخة؟ قال: حجين بن المثنّى، وأبو المنذر إسماعيل بن عمر، (الجرح والتعديل 3/ 319) . [5] وقال أبو نصر الكلاباذي: مات سنة خمس ومائتين، أو بعدها. (رجال صحيح البخاري 1/ 219، تهذيب الكمال 5/ 484) . [6] انظر عن (الحرّ بن مالك) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 111 أبو سهل العنبريّ البصريّ. عن: مالك بن مِغْوَلٍ، وشُعبة، ووُهَيب. وعنه: بُنْدار، وابن وَارَةَ، وأبو حاتم الرازيّ [1] ، وقال: صدوق ومحمد بن سليمان الباغَنْديّ [2] . 82- حسان بن حسان بن أبي عباد [3] . أبو علي البصري نزيل مكة. عن: شعبة، وهمام بن يحيى، وجماعة. وعنه: خ، وأبو زُرْعَة الرازيّ، ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدّقّاق،   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 83 رقم 300، والمعارف لابن قتيبة 337، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 83 و 110، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 197، والجرح والتعديل 3/ 278 رقم 1241، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 855، والإكمال لابن ماكولا 2/ 93، وتهذيب الكمال 5/ 515، 516 رقم 1151، والكاشف 1/ 152 رقم 974، وميزان الاعتدال 1/ 471 رقم 1778، وتهذيب التهذيب 2/ 221، 222 رقم 459، وتقريب التهذيب 1/ 157 رقم 187، وخلاصة تذهيب التهذيب 74. وقد أضاف الدكتور «بشار عوّاد معروف» كتاب الثقات لابن حبّان إلى مصادره في تحقيقه لتهذيب الكمال 5/ 515 الحاشية رقم (4) ، وهو غير مذكور في المطبوع، فليراجع. [1] في الجرح والتعديل 3/ 278، وأضاف: «لا بأس به» . [2] وذكره ابن عديّ في الكامل 2/ 855، وروى من طريقه، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من سرّه أن يحبّه الله ورسوله فليقرأ في المصحف» . قال ابن عديّ: وهذا لا يرويه عن شعبة غير الحرّ بهذا الإسناد. وللحرّ عن شعبة وعن غيره أحاديث ليست بالكثيرة، وأما هذا الحديث عن شعبة بهذا الإسناد فمنكر. [3] انظر عن (حسّان بن حسّان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 34، 35 رقم 142، والتاريخ الصغير 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والجرح والتعديل 3/ 238 رقم 1057، والثقات لابن حبّان 8/ 208، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 186 رقم 240، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 72، 73، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 94 رقم 363، والمعجم المشتمل لابن عساكر 96 رقم 235، وتهذيب الكمال 5/ 25، 26 رقم 1189، والكاشف 1/ 157 رقم 1007، والمغني في الضعفاء 1/ 156 رقم 1369، وميزان الاعتدال 1/ 478 رقم 1803، والعقد الثمين للتقيّ الفاسي 4/ 65، وتهذيب التهذيب 2/ 248، 249 رقم 452، وتقريب التهذيب 1/ 161 رقم 231، ومقدّمة فتح الباري 396، وخلاصة تذهيب التهذيب 76. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 112 ويحيى بن عبدك القزويني، وعلي بن الحسن السخاوي. قال أبو حاتم [1] : منكر الحديث. قلت: مات سنة ثلاث عشرة [2] . وكان المقرئ يثني عليه [3] . 83- حسان بن حسان الواسطي [4] . شيخ ليس بالقوي، ينفرد عن الثقات. عالم يُتابع عليه. قاله الدّارقطنيّ. وقال: ليس هو بالذي يروي عنه البخاريّ [5] . 84- الحسن بن بلال البصريّ ثم الرمليّ [6] .   [1] في الجرح والتعديل 3/ 278. [2] أرّخ وفاته البخاري في التاريخ الصغير 224، وعنه نقل ابن حبّان في الثقات 8/ 202، والكلاباذي (1/ 186) وابن عساكر في المعجم 96 رقم 235. [3] تاريخ البخاري الكبير 3/ 35. وقد روى عنه البخاري في العمرة وفي غزوة أحد. (رجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 186 رقم 240) . وقال الدارقطنيّ: حسّان بن أبي عبّاد ليس بالقويّ. قال الذهبي- رحمه الله-: فلعلّه أراد صاحب الترجمة، فإنه حسّان بن حسّان بن أبي عبّاد. (ميزان الاعتدال 1/ 478) . وقال ابن حجر: وجعل ابن عديّ في شيوخ البخاريّ حسان بن حسان غير حسان بن أبي عبّاد، والصواب أنه رجل واحد. وخلط ابن مندة وغيره ترجمته بترجمة حسّان بن حسّان الواسطي. نزل البصرة وهو ضعيف، والصواب التفرقة» . (تهذيب التهذيب 2/ 249) . وحسان بن حسان الواسطي هو الآتي مباشرة. [4] انظر عن (حسّان الواسطي) في: المغني في الضعفاء 1/ 156 رقم 1370، وميزان الاعتدال 1/ 478 رقم 1804، ولسان الميزان 2/ 187 رقم 850. [5] قال المؤلّف الذهبي في الميزان 1/ 478: «قلت: هو حسّان بن عبد الله الواسطي نزيل مصر، وثّقه أبو حاتم، يروي عن الليث، وابن لهيعة. روى عنه البخاري والفسوي» . قال خادم العلم «عمر» : إن كلام المؤلّف- رحمه الله- لا يتفق مع قول الدارقطنيّ في أن حسّان الواسطي ليس بالقويّ، وليس هو بالذي يروي عنه البخاري. والصواب أن يفرّق بينهما، كما قال ابن حجر في (لسان الميزان 2/ 187) . [6] انظر عن (الحسن بن بلال البصري) في: تاريخ الطبري 1/ 62 و 93، والجرح والتعديل 3/ 2، 3، رقم 9، والثقات لابن حبّان 8/ 171، وتهذيب الكمال 6/ 63، 64 رقم 1206، وتهذيب التهذيب 2/ 258 رقم 476، وتقريب الجزء: 15 ¦ الصفحة: 113 عن: جرير بن حازم، وحماد بن سلمة، وأشعث بن بَرَاز [1] ، ونصر بن طَرِيف. وعنه: جعفر بن مسافر التِّنِّيسيّ، وسعيد بن أسد بن موسى، والفضل بن يعقوب الرُّخاميّ، ومحمد بن عَوْن الطّائيّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] ، لَا بَأْسَ بِهِ. له حديث في «اليوم والليلة» [3] . 85- الحسن بن الحسين العُرَنّي الكوفيّ [4] . عن: أجلح بن عبد الله الكِنْديّ، وجرير بن عبد الحميد، وأهل الكوفة. وعنه: جعفر بن عبد الله العلويّ، وغيره. ومن متأخّري الرُّواة عنه: الحسين بن الحَكَم الحِبَرِيّ. ضعفّه ابن حبّان [5] . 86- الحسن بن خمير الحرازيّ [6]- ت. -   [ () ] التهذيب 1/ 163 رقم 251، وخلاصة تذهيب التهذيب 76. [1] براز: بفتح الباء الموحّدة والراء وبعد الألف زاي. هكذا قيّده الذهبي في (المشتبه 2/ 638) . [2] في الجرح والتعديل 3/ 3. [3] رواه النسائي، عن حمّاد بن سلمة، عن أيوب وهشام بن حسّان، وحبيب بن الشهيد، عَنْ محمد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم: «لا يقولنّ أحدكم عبدي وأمتي، ولا يقل المملوك: ربّي وربّتي، ولكن ليقل المالك: فتاي وفتاتي، والمملوك: سيّدي وسيّدتي، فإنكم المملوكون، والربّ الله سبحانه وتعالى» . [4] انظر عن (الحسن بن الحسين العرني) في: الجرح والتعديل 3/ 6 رقم 20، والمجروحين لابن حبّان 1/ 238، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 2/ 743، 744، والسابق واللاحق للخطيب 169، والمغني في الضعفاء 1/ 158 رقم 1389، وميزان الاعتدال 1/ 483- 485 رقم 1829، ولسان الميزان 2/ 199، 200 رقم 904. [5] في المجروحين 1/ 238. وقال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم كان من رؤساء الشيعة. (الجرح والتعديل 3/ 6) . وقال ابن عديّ: «روى أحاديث مناكير ... ولا يشبه حديثه حديث الثقات» . (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 743 و 744) . [6] انظر عن (الحسن بن خمير) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 114 حمصيُّ مُقِلٌّ صدُوق [1] . عن: إسماعيل بن عبّاس، والجرّاح بن مَلِيح البَهْرانيّ. وعنه: عِمران بن بكّار، ومحمد بن عَوْف الطائيّ. 87- الحسن بن سوّار [2]- د. ت. ن. - أبو العلاء البغويّ المرّوذيّ. حدّث ببغداد عن: عِكْرمة بن عمّار، وموسى بن عليّ بن رباح، واللَّيْث بن سعْد، ومبارك بن فَضَالَةَ، وإسماعيل بن عيّاش، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازيّ، وإسحاق الحربيّ، وهارون الحمّال، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ. قال أبو حاتم [3] : صدوق. ووثّقه أحمد [4] .   [ () ] الكنى والأسماء للدولابي 2/ 34، والجرح والتعديل 3/ 11 رقم 36، والثقات لابن حبّان 8/ 172، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 63 أ، وتهذيب الكمال 6/ 141- 143 رقم 1227، وتهذيب التهذيب 2/ 274 رقم 500، وتقريب التهذيب 1/ 166 رقم 270، وخلاصة تذهيب التهذيب 78. و «خمير» بالتصغير. [1] ذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. [2] انظر عن (الحسن بن سوّار) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 375، وتاريخ ابن معين برواية ابن طهمان، رقم 140، وطبقات خليفة 324، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 83، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 49، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 228، 229 رقم 277، والجرح والتعديل 3/ 17 رقم 63، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 94 رقم 193، وتاريخ بغداد 7/ 318، 319 رقم 3829، وتهذيب الكمال 6/ 168- 171 رقم 1235، والعبر 1/ 369، وميزان الاعتدال 1/ 493، 494 رقم 1858، والكاشف 1/ 162 رقم 1041، والوافي بالوفيات 12/ 42 رقم 36، وتهذيب التهذيب 2/ 281، 282 رقم 511، وتقريب التهذيب 1/ 167 رقم 280، وخلاصة تذهيب التهذيب 78، وشذرات الذهب 2/ 36. [3] في الجرح والتعديل 3/ 17. [4] قال: «كان شيخا من أهل خراسان قدم علينا ليس به بأس- يعني الحسن بن سوّار- دفع إليّ محمد بن أحمد بن رزق أصل كتابه الّذي سمعه من مكرم بن أحمد القاضي، فنقلت منه» . (تاريخ بغداد) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 115 تُوُفّي سنة ستّ عشرة بخُراسان [1] . 88- الحسن بن عطيّة بن نجيح [2]- ت. -   [ () ] ووثّقه ابن سعد قال: كان ثقة قدم بغداد يريد الحج فروى عنه الناس وكتبوا عنه. (الطبقات الكبرى 7/ 375) . وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال صالح بن محمد البغوي: يقولون إنه صدوق، ولا أدري كيف هو؟ (تاريخ بغداد 7/ 319) . وذكره العقيلي في الضعفاء 1/ 228 وروى من طريقه، عن عكرمة بن عمّار اليمامي، عن ضمضم بن جوس، عن عبد الله بن حنظلة بن الراهب قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يطوف بالبيت على ناقة لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. وقال: ولا يتابع الحسن بن سوّاد على هذا الحديث: وقد حدّث أحمد بن منيع وغيره عن الحسن بن سوّاد هذا، عن الليث بن سعد، وغيره أحاديث مستقيمة، وأما هذا الحديث فهو منكر. وحدّثني محمد بن موسى النهرتيري قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال: حدّثنا الحسن بن سوّار بهذا الحديث فذكر مثل ما حدّثنا أحمد بن داود، قال أبو إسماعيل: ألقيت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل، فقال: أما الشيخ فثقة، وأما الحديث فمنكر. وذكره ابن شاهين في ثقاته 94 رقم 193 ونقل قول ابن معين عنه: «ليس به بأس» . [1] قال ابن سعد: «قدم بغداد يريد الحج فروى عنه الناس وكتبوا عنه، ثم رجع إلى خراسان، فمات بها في آخر خلافة المأمون» . (الطبقات 7/ 375) . وقال حاتم بن الليث: «قدم بغداد للحج، فكتب الناس عنه، ثم رجع ومات بخراسان سنة ست عشرة أو سبع عشرة ومائتين» . (تاريخ بغداد 7/ 319) . [2] انظر عن الحسن بن عطية) في: التاريخ الصغير للبخاريّ 223، والتاريخ الكبير له 2/ 301 رقم 2541، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 173، 174، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 137، والجرح والتعديل 3/ 27 رقم 113، والفهرست لابن النديم 32، وتهذيب الكمال 6/ 213- 215 رقم 1245، والكاشف 1/ 163 رقم 1051، وميزان الاعتدال 1/ 3، 5 رقم 1888، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 220 رقم 1005، وتهذيب التهذيب 2/ 294 رقم 525، وتقريب التهذيب 1/ 168 رقم 291، وخلاصة تذهيب التهذيب 79. وقد ذكر المؤلّف- رحمه الله- في (المغني في الضعفاء 1/ 162 رقم 1431) : «الحسن بن عطية» ووقف، وقال: عن قيس بن الربيع. ضعّفه أبو الفتح الأزدي. ولا بأس به» . وقال في (ميزان الاعتدال 1/ 503) : «الحسن بن عطيّة بن نجيح ... ضعّفه الأزدي، وقال أبو حاتم: صدوق» . وقال ابن حجر في تهذيبه 2/ 294 متعقّبا قول الذهبي: «قلت: وضعّفه الأزدي، فأظنّه اشتبه عليه بالذي قبله» . والّذي قبله هو «الحسن بن عطية العوفيّ» وقد ضعّفوه. وأميل إلى ظنّ ابن حجر. أما الدكتور «بشار عوّاد معروف» فقد أضاف إلى مصادر «الحسن بن عطيّة بن نجيح» كتاب: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 116 أبو عليّ القرشيّ الكوفيّ البزّاز. عن: أبي عاتكة صاحب أنس، وعن: حمزة الزّيّات، وفضيل ابن مرزوق، ويعقوب القُمّي، وجماعة. وقرأ القرآن على حمزة. قرأ عليه: محمد بن عيسى الإصبهاني، وغيره. وروى عنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعباس الدوري، وأبو زرعة الرازي، والبخاري في تاريخه، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تمتام، وطائفة. قال أبو حاتم [1] : صدوق. وقال البخاريّ [2] : مات سنة إحدى عشرة ومائتين، أو نحوها. قال محمد بن عيسى الأصبهانيّ: قرأت عليه القرآن، فقال لي: قرأت على حمزة ختْمة. 89- الحسنُ بن عَنْبَسَةَ الورّاق [3] . بصْريّ. روى عن: شُعبة، وشَرِيك. وعنه: ابنه حمّاد، ومحمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، وجماعة. قال ابن قانع: توفّي في رمضان سنة ثلاث عشرة [4] . 90- الحسَن بن قُتَيبة الخُزَاعيّ المدائنيّ [5] .   [ () ] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، وذلك في تحقيقه لتهذيب الكمال 5/ 213 حاشية رقم (1) . قال «عمر» : لم يذكر ابن شاهين صاحب الترجمة هذا (الحسن بن عطيّة بن نجيح) إنما ذكر سميّه (الحسن بن عطيّة العوفيّ) انظر المطبوع 94 رقم 195، وقد التبس عليه، فليراجع. [1] في الجرح والتعديل 3/ 27. [2] في تاريخه الكبير 2/ 301، وتاريخ الصغير 223. [3] انظر عن (الحسن بن عنبسة) في: الجرح والتعديل 3/ 31 رقم 127، والمغني في الضعفاء 1/ 165 رقم 1457، وميزان الاعتدال 1/ 516، ولسان الميزان 2/ 242 رقم 1019. [4] قال ابن حجر: «وقد عرفه ابن قانع وأرّخ وفاته، وكذا ذكره أبو القاسم بن مندة فيمن مات سنة إحدى وخمسين ومائتين» . (لسان الميزان 2/ 242) . [5] انظر عن (الحسن بن قتيبة) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 117 عن: مِسْعَر، وموسى بن عُبَيْدة، وعِكرِمة بن عمّار، وحجّاج بن أرطأة، وحمزة الزّيّات، وجماعة. وعنه: الحَسَن بن عَرَفَة، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ، والحَسَن بن مُكرَم، والحارث بن أبي أُسامة، وأحمد بن حازم، وأحمد بن حازم بن أبي غَرزَة. قال الدَّارَقُطْنيّ [1] : متروك الحديث. وقال أبو حاتم [2] : ضعيف. وَيُكْنَى أبا علّي. وقد ذكره العُقَيْليّ في «الضُّعَفاء» [3] فروى عن محمد بن بحر الواسطيّ، عنه حديثًا وَهَمَ في سَنَده [4] . وَسَاقَ لَهُ ابْنُ عَدِيٍّ [5] حَدِيثَيْنِ مُنْكَرَيْنِ، أَحَدُهُمَا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ، عَنْهُ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، وَمُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ: «مَنْ تَمَسَّكَ بِسُنَّتِي عِنْدَ فَسَادِ أُمَّتِي فَلَهُ أَجْرُ مائة شهيد» [6] .   [ () ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 241، 242، رقم 287، والجرح والتعديل 3/ 33، 34 رقم 138، والثقات لابن حبّان 8/ 168، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 739، والمغني في الضعفاء 1/ 166 رقم 1467، وميزان الاعتدال 1/ 518، 519 رقم 1933، ولسان الميزان 2/ 246 رقم 1033. [1] لم يذكره في الضعفاء والمتروكين. [2] في الجرح والتعديل 3/ 33 قال: «ليس بقويّ الحديث، ضعيف الحديث» . [3] ج 1/ 241، 242 رقم 287. [4] قال العقيلي: حدّثنا محمد بن بحر الواسطي، قال: حدّثنا الحسن بن قتيبة، قال: حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن ذكوان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «إذا دعي الرجل امرأته إلى فراشه فلم تجب لعنتها الملائكة» . هكذا رواه الحسن بن قتيبة. وحدّثنا محمد بن زكريا البلخي، قال: حدّثنا بندار، قال: أخبرنا ابن أبي عديّ، قال: حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا (في المطبوع: إذ) دعا أحدكم امرأته إلى فراشه، فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح» . وهكذا رواه الثوري، وجرير، وأبو عوانة، وغيرهم. وهذه الرواية أولى. ورواه العقيلي من طريق أخرى. (الضعفاء الكبير 1/ 241، 242) . [5] في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 739. [6] قال ابن عديّ: وللحسن بن قتيبة هذا أحاديث عن أبيه حسان، وأرجو أنه لا بأس به. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 118 وَهَذَا أَخَافُ لا يَكُونُ مَوْضُوعًا، وَمَا فِيهِ مَجْرُوحٌ سِوَى الْحَسَنُ. 91- الحسن بن واقع [1] . أبو عليّ صاحب ضَمْرَةَ بن ربيعة. روى عنه: محمد بن مسلم بن وَارَةَ، والبخاريّ في غير «الصحيح» ، وإسماعيل سَمُّويْه، وجماعة. وهو من أهل الرَّمْلَةِ. وثقة ابن حِبّان [2] . وتُوُفّي سنة عشرين ومائتين [3] . ولا أعلمه روى عن غير ضَمْرة إلّا عن أيّوب بن سُوَيْد شيئًا. وقد كتب عنه يحيى بن مَعِين، مع تقدُّمه. وحدَّث عنه أبو حاتم ويقال [4] : صدوق. 92- الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن الحُرّ بْن زَعْلان [5]- خ. - أبو عليّ العامريّ الفقيه البغداديّ الملقب بإشْكاب، من أبناء الخُراسانّية.   [1] انظر عن (الحسن بن واقع) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 472، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 307 رقم 2571، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 34، والجرح والتعديل 3/ 40 رقم 172، والثقات لابن حبّان 8/ 171، وتهذيب الكمال 6/ 333، 334 رقم 1278، والكاشف 1/ 167 رقم 1077 وتهذيب التهذيب 2/ 324 رقم 561، وتقريب التهذيب 1/ 171 رقم 324، وخلاصة تذهيب التهذيب 81. [2] في الثقات 8/ 171، وقال: «أصله من سرخس، يروي عن الحجازيين وأهل الشام، وكان راوية لصخرة بن ربيعة» . [3] أرّخه ابن سعد في الطبقات 7/ 472. [4] في الجرح والتعديل 3/ 40. [5] انظر عن (الحسين بن إبراهيم بن الحرّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 348، والجرح والتعديل 3/ 46 رقم 202، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 870 رقم 1480، وتاريخ بغداد 8/ 17، 18 رقم 4060، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 88 رقم 338، وتهذيب الكمال 6/ 350، 351 رقم 1293، والكاشف 1/ 168 رقم 1084، وتهذيب التهذيب 2/ 329، 330 رقم 579، وتقريب التهذيب 1/ 173 رقم 338، وخلاصة تذهيب التهذيب 82. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 119 روى عن: محمد بن راشد المكحوليّ، وفُلَيْح بن سليمان، وشَرِيك، وجماعة. وعنه: ابناه علي، ومحمد، ومحمد بن إسحاق الصَّاغانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن عبد الله المخرمي. قال ابن سعْد [1] : لزِم أبا يوسف القاضي فأبصر الرأي، ثم قعد عنهم، ولم يزل ببغداد يؤتَى في الحديث والفِقْه إلى أن مات سنة ستّ عشرة، وهو ابن إحدى وسبعين سنة [2] . ووثّقه أبو بكر الخطيب [3] . وروى له البخاريّ مقرونا بغيره [4] . 93- الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمدانيّ [5]- م. ق. -   [1] في طبقاته 7/ 348. [2] زاد ابن سعد: «وكان أبوه ممّن خرج في دعوة آل العباس مع أسيد بن عبد الرحمن، الّذي ظهر بنسا وسوّد، وولي أسيد أصبهان سنة خمس وأربعين ومائة» . [3] في تاريخ بغداد 7/ 18. [4] وهو حديث نافع، عن ابن عمر، في عمرة القضاء. (صحيح البخاري، المغازي 5/ 180) وانظر: رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 870) و (الجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 88) . [5] انظر عن (الحسين بن حفص) في: معرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 195، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 391 رقم 2884، والتاريخ الصغير 223، وتاريخ واسط لبحشل 220، والجرح والتعديل 3/ 50 رقم 224، والثقات لابن حبّان 8/ 186، وطبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ 2/ 56- 64 رقم 95، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 137 رقم 265، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 274- 276، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 88 رقم 341، وتهذيب الكمال 6/ 369- 372 رقم 1308، والعبر 1/ 362، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 764، والكاشف 1/ 169 رقم 1094، وسير أعلام النبلاء 10/ 356، 357 رقم 90، والوافي بالوفيات 12/ 360 رقم 343، والجواهر المضيّة للقرشي 2/ 108 رقم 499، وتهذيب التهذيب 2/ 337، 338 رقم 597، وتقريب التهذيب 1/ 175 رقم 357، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 24، وطبقات الفقهاء لطاش كبرى زاده 44، وخلاصة تذهيب التهذيب 82، وشذرات الذهب 2/ 28، والطبقات السنيّة، رقم 753. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 120 أبو محمد الأصبهانيّ. ثقة، نبيل، كوفيّ. نقل علمًا كثيرًا إلى إصبهان، وأفتى بمذهب الكوفيين. وكان إليه الرئاسة والقضاء والفتوى بإصبهان. وروى عن: السُّفْيانَيْن، وهشام بن سَعْد، وإسرائيل، وإبراهيم بن طَهْمان، وعبد العزيز بن أبي رَوَّاد، وأبي يوسف القاضي، وجماعة. وعنه: حفيده أحمد بن محمد، وأَسِيد بن عاصم، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن الفُرات، وعمر بن شَبَّة، وأبو قِلابة الرِّقاشِيّ، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ المكّيّ، ويحيى بن حاتم العسْكريّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْمي، وجماعة كبيرة. قال أبو حاتم [1] : محلُّه الصِّدْق. وقال أبو حاتم [2] أيضًا: هو أحبّ إليّ من عصام بن يزيد جَبَّر [3] . وقال أبو نُعَيْم [4] : كان وجه النّاس وزَيْنَهم. وكان دخْلُه في كلّ سنة مائة ألف درهم، فما وجبت له زكاة قطّ. وكانت جوائزه وَصِلاتُهُ دارَّةً على المُحَدّثين وأهل العلم والفضل مثل أبي مسعود، وعَمْرو بن عليّ. وكان من المختصّين بسُفيان الثَّوريّ. وقيل إنّ سُفيان حَجَّ على مَرْكبه [5] . قلت: وآخر من روى عنه محمد بن إبراهيم الجيرانيّ [6] .   [1] في الجرح والتعديل 3/ 50. [2] المصدر نفسه. [3] جبّر: بتشديد الباء الموحدّة. وهو لقب عصام. (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 275) . [4] في ذكر أخبار أصبهان 1/ 274، 275. [5] في أخبار أصبهان «مركوبة» . وفي طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 56 قال أبو الشيخ الأنصاري: «حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى، قال: سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يقول: سمعت جدّي يقول: حجّ سفيان الثوري على حماري» . [6] الجيراني: بفتح الجيم المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، والراء المهملة. نسبة إلى جيران، وهي من قرى أصبهان على فرسخين منها فيما يظنّ. (الأنساب 3/ 407) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 121 تُوُفيّ سنة اثنتي عشرة [1] . 94- الحسين بن خالد [2] . أبو الْجُنَيد، البغداديّ الضرير. عن: شُعبَة، والثُّوريّ، وحمّاد بن سَلَمَةَ، ومُقاتل بن سليمان، وعبد الحَكَم صاحب أَنّس، وجماعة. وعنه: سَلْمان بن ثَوْبة البهْرانيّ، والحسن بن مُكْرَم، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم [3] . قال ابن مَعِين: ليس بثقة [4] . 95- الحسينُ بنُ عُرْوة البصْريّ [5]- ق. - عن: الحمَّاديْن، ومالك. وعنه: أحمد بن المعدِّل الفقيه، ونصر بن علي الْجَهْضميّ، وبكر بن خَلَف ختن المقرئ، وغيرهم. قال أبو حاتم [6] : لا بأس به.   [1] أرّخه في هذه السنة أبو الشيخ الأنصاري في طبقات المحدّثين بأصبهان 2/ 56، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/ 274. أما البخاريّ فقال: مات سنة عشر أو إحدى عشرة. (التاريخ الصغير 223) ، ونقله ابن حبّان في الثقات 8/ 186. [2] انظر عن (الحسين بن خالد) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 139، الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 83 أ، وتاريخ بغداد 8/ 40- 42 رقم 4097، والمغني في الضعفاء 1/ 171 رقم 1520، وميزان الاعتدال 1/ 534 رقم 1997، ولسان الميزان 2/ 281 رقم 1269. [3] كلمة «وغيرهم» ليست في الأصل، ومكانها في الأصل: «والحروف» ولا محلّ لها هنا. [4] تاريخ بغداد 8/ 41 و 42. وقال ابن عديّ: «عامّة حديثه عن الضعفاء أو قوم لا يعرفون» . (تاريخ بغداد 8/ 42) . [5] انظر عن (الحسين بن عروة) في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 146، والجرح والتعديل 3/ 62 رقم 280، وتهذيب الكمال 5/ 390، 391 رقم 1319، والمغني في الضعفاء 1/ 173 رقم 1545، وميزان الاعتدال 1/ 541 رقم 2024، وتهذيب التهذيب 2/ 343 رقم 611، وتقريب التهذيب 1/ 177 رقم 371، وخلاصة تذهيب التهذيب 83. [6] في الجرح والتعديل 3/ 62. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 122 96- الحسين بن محمد بن بهرام [1]- ع. - أبو أحمد المروذيّ المؤدب نزيل بغداد. ويقال أبو عليّ. عن: شَيْبان النَّحْويّ، وجرير بن حازم، وإسرائيل، وسليمان بن قَرْم، وابن أبي ذئب، وأبي غسان محمد بن مُطَرِّف، وجماعة. وعنه: أحمد، وابن معين، وأبو خيثمة، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وطائفة. ومن القُدماء: عبد الرحمن بن مَهْديّ. ومن المتأخرين: حنبل بن إسحاق. قال معاوية بن صالح بن أبي عُبَيد الله الأشعريّ: [قال] أبو أحمد حسين بن محمد: قال لي أحمد بن حنبل: اكتُبُوا عنه. وجاء معي إليه يسأله أن يحدّثني [2] . وقال ابن سعد [3] : ثقة.   [1] انظر عن (الحسين بن محمد بن بهرام) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 338، والتاريخ لابن معين 2/ 119، والتاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 390 رقم 2879، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 7، وتاريخ الثقات للعجلي 121 رقم 294، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 376، والجرح والتعديل 3/ 64 رقم 287 و 290، والثقات لابن حبّان 8/ 185، وأسماء التابعين للدارقطنيّ، رقم 209، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 172، 173 رقم 218، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 136 رقم 261، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 32 ب، وتاريخ بغداد 8/ 88- 90 رقم 4184، والسابق واللاحق 186، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 87 رقم 335، والكامل في التاريخ 6/ 416، وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي 2/ 417، وتهذيب الكمال 6/ 471- 474 رقم 1333، والكاشف 1/ 172 رقم 1115، والمغني في الضعفاء 1/ 175 رقم 1567، وميزان الاعتدال 1/ 547 رقم 2047، والعبر 1/ 366، وتذكرة الحفّاظ 1/ 367، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 765، وسير أعلام النبلاء 10/ 216، 217 رقم 54، والوافي بالوفيات 13/ 46 رقم 48، وغاية النهاية 1/ 249 رقم 1132 وفيه (الحسين بن محمد بن أحمد) ، وتهذيب التهذيب 2/ 366 رقم 627، وتقريب التهذيب 2/ 366 رقم 627، ولسان الميزان 2/ 310 رقم 1273 في ترجمة (الحسين بن محمد بن بهرام عن أبي كريب) ، وطبقات الحفّاظ 161، وخلاصة تذهيب التهذيب 84، وشذرات الذهب 2/ 34. [2] تاريخ بغداد 8/ 89. [3] في الطبقات 7/ 338. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 123 وقال النسائيّ: ليس به بأس [1] . قال حنبل: مات سنة ثلاث عشرة [2] . وقال مُطين: سنة أربع عشرة [3] . 97- حفص بن حمزة [4] . أبو عمر الضّرير البغداديّ. عن: سَوّار بن مُصْعَب، وجماعة. وعنه: الحارث بن أبي أسامة. 98- حفصُ بنُ عمر البصريّ [5]- د. - أبو عمر الضرير. عن: جرير بن حازم، ومبارك بن فضالة، وحمّاد بن سلمة، وغيرهم.   [1] تاريخ بغداد 8/ 89. [2] تاريخ بغداد 8/ 90. [3] تاريخ بغداد 8/ 90. وقال ابن معين وذكر عنده حسين بن محمد: كان شبابة أكيس من حسين بن محمد. (التاريخ 2/ 119) . ووثّقه العجليّ في تاريخ الثقات 121. وقال أبو حاتم: أتيته مرارا بعد فراغه من تفسير شيبان وسألته أن يعيد عليّ بعض المجلس، فقال: بكر بكر، ولم أسمع منه شيئا. (الجرح والتعديل 3/ 64) وقد أعاد ذكره مرة ثانية برقم (290) وقال: مجهول. وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (حفص بن عمر) في: تاريخ بغداد 8/ 201، 202 رقم 4315، وهو مولى المهديّ العباسي. [5] انظر عن (حفص بن عمر البصري) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 454 و 2/ 53 و 123 و 153 و 194 و 247 و 280، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 40، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 272، 273 رقم 337، والجرح والتعديل 3/ 183 رقم 787، والثقات لابن حبّان 8/ 199، والمعجم المشتمل لابن عساكر 109 رقم 294، وتهذيب الكمال 7/ 45- 47 رقم 1406، والكاشف 1/ 179، 180 رقم 1169، وميزان الاعتدال 1/ 565 رقم 2150، وتذكرة الحفّاظ 1/ 406، وتهذيب التهذيب 2/ 411، 412 رقم 719، وتقريب التهذيب 1/ 188 رقم 459، وخلاصة تذهيب التهذيب 88. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 124 وعنه: د [1] .، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وحفص بن عمر الحَبَطّي السَّيّاريّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُباب الْجُمَحيّ، وآخرون. قال أبو حاتم [2] : صَدُوق، يحفظ عامّة حديثه. وقال ابن حبان [3] : كان من العلماء بالفقه، والأخبار، والفرائض، والحساب، والشعر، وأيام الناس، وولد أعمى. وقال ابن عساكر [4] : مات لتسعٍ بقين من شَعبان سنة عشرين. كذا ورّخ موته أبو داود [5] . 99- حفص بن عمر بن خالد. أبو عمر المازنيّ البصْريّ. سمع: جعفر بن سليمان الهاشميّ، والنَّضْر بن عاصم الهُجَيْميّ. وعنه: أبو مسعود يزيد بن خالد، وأبو قلابة الرّقاشيّ. كناه الحاكم. وقال الدَّارَقُطْنيّ، يُحدِّث عن: شُعبة، وسعيد. 100- حفص بن عمر الأبلّيّ [6] .   [1] رمز لأبي داود. [2] في الجرح والتعديل 3/ 183. [3] في الثقات 8/ 199. [4] في المعجم المشتمل 109 رقم 294. [5] قال أحمد بن محمد الحضرميّ: سألت يحيى بن معين عن حفص بن عمر الضرير، قال: لا يرضى. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 272) . [6] انظر عن (حفص بن عمر الأبلّي) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 275، 276 رقم 339، والجرح والتعديل 3/ 183 رقم 789، والمجروحين لابن حبّان 1/ 258، 259، وفيه (الّذي يقال له الحبطي) وهو وهم، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 796، 797 وفيه (حفص بن عمر بن دينار أبو إسماعيل الأيلي) بالياء المثناة، وهو تحريف، وسنن الدارقطنيّ 2/ 156 رقم 3، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد، (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 3 أ، رقم 14 حسب ترقيم نسختنا المصوّرة، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 22 ب، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1620 و 1/ 181 رقم 1627 وفيه: (حفص بن عمر بن ميمون العدني، وهو الأبلّي، وهو الفرخ) وهذا الجزء: 15 ¦ الصفحة: 125 تقدم في الطبقة الماضية [1] ، يؤخر إلى هنا. [يروي عن: ثور بن يزيد، ومِسْعر بن كدام، وعبد الله بن المُثَنَّى، وجعفر بن محمد، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن سليمان الباغَنْديّ، وأبو حاتم، ويزيد بن سِنان القزّاز، وجدّ أبي جعفر العُقَيْليّ. قال: حفص بن عمر بن ميمون أبو إسماعيل الأُبُلّيّ [2] . قال ابن عديّ [3] : أحاديثه كلها مُنْكَرَة المثْنى، أو مُنْكَرَةُ الإسناد. وهو إلى الضعف أقرب] [4] . قال أبو حاتم: كان شيخا كذابا [5] .   [ () ] وهم فهو يخلطه بالذي بعده، وميزان الاعتدال 1/ 561، 562 رقم 2132، وفيه (حفص بن عمر الأبلّي ... وهو حفص بن عمر بن دينار) ، ولسان الميزان 2/ 324، 325 رقم 1327 وفيه (حفص بن عمر بن دينار الأيلي) بالياء المثناة من تحت، وهو تحريف. [1] يشير إلى (حفص بن عمر العدني المعروف بالفرخ) ، المذكور في الطبقة الماضية، وقال: واه. (انظر الجزء السابق، رقم الترجمة (101)) ، وهذا يؤكد أنّ المؤلّف يخلط بين صاحب الترجمة هنا وبين صاحب الترجمة التالية، مع أنه ينقل عنهما روايات مختلفة عن أبي حاتم، وابن عديّ، مما يرجّح التفريق بينهما، كما فعل هنا. [2] قاله العقيلي عن جدّه في (الضعفاء الكبير 1/ 275 رقم 339) وفيه: حفص بن عمر بن ميمون مولى علي بن أبي طالب أبو إسماعيل الأبلّي. [3] في الجرح والتعديل 3/ 183. [4] ما بين الحاصرتين على هامش الأصل. [5] روى العقيلي عن جدّه من طريقه أحاديث كلها بواطيل لا يتابع عليه، وقال: وحفص بن عمر هذا يحدّث عن شعبة، ومسعر، ومالك بن مغول، والأئمة بالبواطيل. وقال: وأخبرت عن أبي أميّة الطرسوسي قال: إنه كان يخرج إلينا من خفّ رقاع بخطّ طريّ فيملي علينا منها. (الضعفاء الكبير 1/ 275) . وخلطه ابن حبّان بالحبطي، فروى للحبطي بعض حديثه، وروى للأبلّي صاحب الترجمة حديثا واحدا عن ثور بن يزيد عن يزيد بن مرثد. وروى له عن عبد الله بن المثنّى عن عمّيه النضر وموسى ابني أنس، عن أبيهما أنس بن مالك، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لأصحابه: «اغتسلوا يوم الجمعة ولو كأسا بدينار» . حدّثناه محمد بن المسيّب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا أبو إسماعيل الأبلّي، ثنا عبد الله بن المثنّى. (المجروحين 1/ 259) . وقال الحاكم: «ذاهب الحديث» (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 22 ب) . وأخرج الدارقطنيّ في سننه حديثا من طريق: يحيى بن عيّاش القطان، حدّثنا حفص بن عمر الأبلّي، ثنا مسعر بن كدام، وأبو عوانة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن طاوس، قال: شهدت الجزء: 15 ¦ الصفحة: 126 101- حفص بن عمر بن ميمون العَدنيّ [1] . الملقّب بالفرخ. يكنّى أبا إسماعيل [2] .   [ () ] المدينة وبها ابن عمر وابن عباس، فجاء رجل إلى واليها فشهد عنده على رؤية الهلال هلال رمضان، فسأل ابن عمر وابن عباس عن شهادته، فأمره أن يجيزه وقالا: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجاز شهادة رجل واحد على رؤية الهلال هلال رمضان، قالا: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يجيز شهادة الإفطار إلا بشهادة رجلين. تفرّد به حفص بن عمر الأبلّي أبو إسماعيل، وهو ضعيف الحديث. (السنن 2/ 156 رقم 3، كتاب الصوم) . [1] انظر عن (حفص بن عمر بن ميمون العدني) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 365 رقم 2778، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 420، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 133، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 273، 274 رقم 338، والجرح والتعديل 3/ 182 رقم 783، والمجروحين لابن حبّان 1/ 257، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 792- 794، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 78 رقم 168، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 28 في ترجمة (بشر بن موسى بن صالح الأسدي) رقم 36 حيث يروي عن حفص حديثا واحدا، وتهذيب الكمال 7/ 42- 45 رقم 1405، والكاشف 1/ 179 رقم 1168، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1620، وميزان الاعتدال 1/ 560، 561 رقم 2130، وتهذيب التهذيب 2/ 410، 411 رقم 718، وتقريب التهذيب 1/ 188 رقم 458، وخلاصة تذهيب التهذيب 88. [2] قال الحافظ المزّي في اسمه: «حفص بن عمر بن ميمون العدني، أبو إسماعيل الملقّب بالفرخ، مولى عمر بن الخطاب، ويقال: مولى عليّ بن أبي طالب، ويقال له: الصنعاني. هكذا نسبه أبو أحمد بن عديّ، وفرّق بينه وبين أبي إسماعيل حفص بن عمر بن دينار الأبلّي والد إسماعيل بن حفص الأبلّي» . قال خادم العلم «عمر» : ليس في الكامل لابن عديّ ما يشير إلى أن حفصا العدنيّ هذا هو مولى عمر بن الخطاب، بل الموجود فقط أنه مولى عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنهما. (ج 2/ 792) . وقد تقدّم في الترجمة الماضية أن حفص بن عمر بن ميمون الأبلّي هو مولى علي بن أبي طالب، كما جاء في (الضعفاء للعقيليّ 1/ 275) . وهو يفرّق بين الأبلّي مولى عليّ وبين «حفص بن عمر العدني المعروف بالفرخ» فهو لا ينسب إليه ولاء لعليّ أو لغيره. (الضعفاء 1/ 273 رقم 338) . وفي الجرح والتعديل 3/ 177 محدّث آخر اسمه «حفص بن عمر» غير منسوب، وهو مولى علي بن أبي طالب! (انظر رقم الترجمة 763) . ومن ناحية أخرى، فقد أضاف الدكتور «بشّار عوّاد معروف» إلى مصادر ترجمة حفص المعروف بالفرخ «سنن الدارقطنيّ» في تحقيقه لتهذيب الكمال 7/ 42 حاشية رقم (2) . والّذي في سنن الدارقطنيّ 2/ 156 هو «حفص بن عمر الأبلّي» الّذي يروي عن مسعر بن كدام. (انظر الحديث رقم 3) وقد تقدّم قبل قليل في الحاشية الأسبق. وليس في شيوخ (حفص بن الجزء: 15 ¦ الصفحة: 127 عن: ثور بن يزيد، وابن أبي ذئب، ومالك بن مغْوَل، والحَكَم بن أبان، والفضل بن لاحق، وشُعْبة، وطائفة. وعنه: أحمد بن عمر الوَكِيعيّ، وعثمان بن طالوت بن عَبّاد، وعبّاس التُّرْقفيّ، ومحمد بن حمّاد الطِّهْرانيّ، ونصر بن عليّ الْجَهْضميّ، ومحمد بن مُصَفَّى، وهارون بن مُلُوك المصريّ، وآخرون. قال أبو حاتم [1] : أنا أبو عبد الله الطّهرانيّ: ثنا حفص بن عمر العدنيّ وكان ثقة. وقال أبو حاتم [2] : كان لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ [3] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ ابن عديّ [4] : عامة حديثه غير محفوظ [5] . ويقال له الصنعانيّ [6] . 102- حفص بن عمر الحَوْضيّ. صاحب شُعبة. في الطبقة الآتية. 103- حفص بن عمر بن حكيم [7] .   [ () ] عمر بن ميمون العدني) المذكور في تهذيب الكمال من اسمه «مسعر بن كدام» (راجع أسماء الشيوخ الذين روى عنهم «العدني» في تهذيب الكمال (7/ 43) ، مما يؤكّد أن الأبلّي غير العدني، فليراجع، والله أعلم. [1] في الجرح والتعديل 3/ 182. [2] المصدر نفسه. [3] في الضعفاء والمتروكين 288 رقم 133، والكامل في ضعفاء الرجال 2/ 793. [4] في الكامل 2/ 794. [5] زاد ابن عديّ: «وأخاف أن يكون ضعيفا كما ذكره النسائي» . [6] وضعّفه أبو زرعة الرازيّ، والعقيلي، وابن حبّان، وقال: «كان ممّن يقلب الأسانيد قلبا لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» . (المجروحين 1/ 257) . وذكره الدارقطنيّ في الضعفاء المتروكين. وقال العقيلي: «لا يقيم الحديث» . [7] انظر عن (حفص بن عمر بن حكيم) في: المجروحين لابن حبّان 1/ 259، 260، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 794، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 128 ويُعرف بحفص الكَفْر [1] . عن: هشام بن عُرْوَة، وعَمْرو بن قيس. وعنه: عليّ بن حرب الطّائيّ، وتمتام. قال ابن عديّ [2] : حدَّث بالبواطيل. ثم ساق له عدّة أحاديث واهية [3] . 104- الحكم بن أسلم [4] . وهو ابن سلمان. أبو مُعاذ الحَجَبيّ. عن: شعبة، وعبد العزيز بن مسلم.   [ () ] 795، وتاريخ بغداد 8/ 202 رقم 4316، والمغني في الضعفاء 1/ 180 رقم 1626، وميزان الاعتدال 1/ 563 رقم 2134، ولسان الميزان 2/ 326 وقد خلطه ابن حجر بحفص بن عمر الحبطي الرمليّ، رقم (1328) وزعم أنه عن ابن عديّ، فأخطأ في ذلك، وقد فرّق ابن عديّ بينهما في كتابه الكامل. قال ابن حجر في اللسان 2/ 325، 326 رقم 1328: [1] «حفص بن عمر الحبطي الرمليّ، عن ابن جريج. قال يحيى: ليس بشيء. وقال مرة: ليس بثقة، ولا مأمون، أحاديثه كذب. وقال الأزدي: متروك. وقال الخطيب: حدّث ببغداد عن ابن جريج وأبي زرعة الشيبانيّ، روى عنه الصنعاني، ومحمد بن الفرج الأزرق، وابن عبدويه الخزاز. انتهى، وقال ابن عديّ: ليس له إلّا اليسير وأحاديثه غير محفوظة، ونسبه أبو عمر حفص بن عمر بن حكيم الملقب بالكفر، عن هشام بن عروة وعمرو بن قيس الملائي. وعنه علي بن حرب، وتمتام. وهّاه ابن حبّان. وقال ابن عديّ: حدّث بالبواطيل، ثم ساق له عدّة أحاديث واهية. علي بن حرب: حدّثنا حفص بن عمر بن حكيم، ثنا عمرو بن قيس، عن عطاء، عن ابن عباس ... وقال ابن عديّ بعد تخريج أحاديثه: هذه مناكير لا يرويها غيره وهو مجهول ولا أعرف روى عنه غير علي بن حرب. قلت: وقد روى عنه أيضا محمد بن غالب كما رأيت» . ومن هذا النص في (لسان الميزان) أن ترجمة «حفص الحبطي» دخلت في ترجمة «حفص المعروف بالكفر» وبالعكس، وكأنهما واحد، وهما ليس كذلك، فمن حق «حفص بن عمر بن حكيم الملقب بالكفر» أن يفرد لوحده في (اللسان) ، وأن تنتهي ترجمة «حفص بن عمر الحبطي» عند قوله: «وأحاديثه غير محفوظة» في السطر الثاني من الصفحة 326، وبذلك يستقيم الأمر. فليراجع. [2] في الكامل 2/ 794. [3] قال ابن حبّان: «حفص بن عمر بن حكيم، من أهل الكوفة، يروي عن عمرو بن قيس الملائي بالمناكير الكثيرة التي كأنه عمرو بن قيس آخر، ولعلّه كتب عن عمر بن قيس سندل، عن عطاء أشياء أقلبها على عمرو بن قيس الملائي، عن عطاء، أو أقلبت له. لا يجوز الاحتجاج بخبره» . [4] انظر عن (الحكم بن أسلم) في: الجرح والتعديل 3/ 114 رقم 528. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 129 وعنه: أبو حاتم وقال [1] : صَدُوق ومحمد بن غالب تَمْتام. 105- الحَكَم بن المبارك الباهليّ [2] . مولاهم البلْخي الخاشِتيّ [3] ، أبو صالح. عن: مالك، وحمّاد بن زيد، وشَريك، ومحمد بن راشد المكحوليّ. وعنه: أبو محمد الدَّارميّ، ويحيى بن بشر، ويحيى بن زكريا البلخيان. وثقة ابن حبان [4] . وأخرج له التِّرْمِذِيُّ [5] ، والبخاريّ في كتاب «الأدب» . وقد روى عبد بن حميد في مسندة، عن الدَّارميّ، عنه حديثًا، وقع لنا موافقةً بعُلُوٍّ من كتاب الدّارميّ. قال البخاريّ [6] : مات سنة ثلاث عشرة أو نحوها.   [1] في المصدر نفسه. [2] انظر عن (الحكم بن المبارك الباهلي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 344 رقم 2689، والتاريخ الصغير 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 55، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 9، والجرح والتعديل 3/ 128 رقم 583، والثقات لابن حبّان 8/ 95، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 189 في ترجمة (أحمد بن عبد الرحمن بن وهب) ، والأنساب لابن السمعاني 5/ 18 و 20، 21، ومعجم البلدان 2/ 388، واللباب 1/ 412، وتهذيب الكمال 7/ 131- 133 رقم 1442، والكاشف 1/ 183 رقم 1198، وميزان الاعتدال 1/ 579 رقم 2196، وتهذيب التهذيب 2/ 438 رقم 763، وتقريب التهذيب 1/ 192 رقم 499، وخلاصة تذهيب التهذيب 90. [3] الخاشتي: ويقال: الخاستي، بالسين المهملة. (الأنساب 5/ 18، اللباب 1/ 411) و «الخاشتي: بالخاء المعجمة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المثنّاة من فوقها. هذه النسبة إلى خاشت، وهي قرية من قرى بلخ. (اللباب 1/ 412) ويقال لها: خواشت. (اللباب 1/ 467) ولذا يعرف الحكم بالخواشتي. (تهذيب الكمال 7/ 132) وقال ابن حبّان: «وخاشت ناحية المصلّى بها» . (الثقات 8/ 195) . [4] ذكره في ثقاته 8/ 195. [5] في الفتن (2339) باب ما جاء في علامات خروج الدجّال، عن الوليد بن مسلم، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن الوليد بن سفيان، عن يزيد بن قطيب السكونيّ، عن أبي بحرية صاحب معاذ، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «الملحمة العظمى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر» . وفي الباب عن الصعب بن جثّامة وعبد الله بن بسر، وعبد الله بن مسعود، وأبي سعيد الخدريّ. هذا حديث حسن لا نعرفه إلّا من هذا الوجه. [6] في تاريخه الكبير 2/ 344، وتاريخه الصغير 224، وقاله ابن حبّان في الثقات 8/ 195. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 130 قال محمد بن العبّاس بن الأخرم في وصيته: قال الحَكَم بن المبارك البَلْخيّ: إنّ الْجَهْميّ لَا يعرف ربَّهُ [1] . 106- الْحَكَمُ بنُ المبارك النَّيْسابوريّ. سمع: خارجة بن مُصْعب، والوليد بن سَلَمَةَ. روى عنه: قطن بن إبراهيم، ومحمد بن الحَجّاج العامريّ النَّيْسَابوريّان. 107- الْحَكَمُ بنُ محمد الآمليّ الطبريّ [2] . أبو مروان، نزيل مكة. سمع: ابن عُيَيْنَة، ويحيى بْن أبي زائدة، وعبد المجيد بن أبي رَوّاد. وعنه: سَلَمَةَ بن شبيب، والنضر بن سَلَمَةَ المَرْوَزِيّ، والبخاريّ في كتاب «أفعال العباد» . وما ليّنه أحد [3] .   [1] واتّهمه ابن عديّ بسرقة حديث «يكون في آخر الزمان قوم يحلّون الحرام ويحرّمون الحلال ويقيسون الأمور برأيهم» ، وهو من حديث أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمّه، عن عيسى بن يونس. (الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 189) . [2] انظر عن (الحكم بن محمد الآملي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 338 رقم 2666، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 105، والجرح والتعديل 3/ 127 رقم 575، والثقات لابن حبّان 8/ 195، وتهذيب الكمال 7/ 133، 134 رقم 1443، وتهذيب التهذيب 2/ 438 رقم 764، وتقريب التهذيب 1/ 192 رقم 500 وفيه (الحكم بن مروان الطبري) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 90 وفيه أيضا (الحكم بن مروان الطبري) . وأضاف الدكتور «بشار عوّاد معروف» كتاب «ميزان الاعتدال» للذهبي إلى مصادر هذه الترجمة برقم (2198) ، وذلك في تحقيقه لتهذيب الكمال 7/ 134 في الحاشية. وهو لم يذكره الذهبي في ميزانه، والمذكور برقم (2198) هو «الحكم بن مروان الكوفي الضرير، نزيل بغداد. يروي عن كامل أبي العلاء، وفرات بن السائب، وعنه أحمد بن حنبل، وعبد الله بن أيوب المخرّمي ... وهو غير «الحكم بن محمد الآملي الطبري نزيل مكة» ، فليراجع (الميزان 1/ 579) . [3] قال البخاري في تاريخه الكبير 2/ 338: «سمع سفيان بن عيينة قال: أدركت مشيختنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون: القرآن كلام الله وليس بمخلوق. قال أبو عبد الله: لقيناه سنة اثنتي عشرة أو إحدى عشرة ومائتين أو نحوها» . وقال ابن حبّان في الثقات 8/ 195: «مات سنة تسع عشرة ومائتين» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 131 108- حمّاد بن عَمرو النَّصيبيّ [1] . أبو إسماعيل. عن: الأعمش، والثَّوْريّ. وعنه: عليّ بن حرب، وسَعدان، بن نصر، وإبراهيم بن الهيثم. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ، وغيره: متروك. وروى عنه أيضا: إبراهيم بن موسى الفرّاء، ومحمد بن مهران [3] .   [ () ] وجاء في تهذيب الكمال 7/ 134 نقلا عن ابن حبّان في «الثقات» أنه قال: مات سنة بضع عشرة ومائتين» ! ولا شك في أن «تسع» و «بضع» مصحّفتان عن بعضهما البعض. ولعلّ لفظ «بضع» كما في «التهذيب» أقرب إلى الصواب بمقارنته مع تأريخ البخاري، والله أعلم. [1] انظر عن (حمّاد بن عمرو) في: معرفة الرجال لابن معين 1/ رقم 112 و 129، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 28 رقم 117، والتاريخ الصغير 216، والضعفاء الصغير له 257 رقم 85، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 4، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 179 رقم 321، والضعفاء والمتروكين للنسائي 288 رقم 136، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 18، 19، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 96، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 308 رقم 376، والجرح والتعديل 3/ 144 رقم 634، والمجروحين لابن حبّان 1/ 252، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 657، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 77 رقم 164، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 ب، والمغني في الضعفاء 1/ 189 رقم 1720، وميزان الاعتدال 1/ 598 رقم 3362، ولسان الميزان 2/ 350، 351 رقم 1420. [2] في معرفة الرجال 1/ 63 رقم 112 قال: «إسحاق بن نجيح الملطي ضعيف كذّاب، ليس بثقة ولا مأمون. وحمّاد بن عمرو النصيبي مثله» . وقال مرة أخرى 1/ 67 رقم 129: «حمّاد بن عمرو النصيبي شيخ ضعيف، لم يكن يكذب» . وفي موضع آخر قال عثمان بن سعد: قلت ليحيى بن معين: حمّاد بن عمرو النصيبي؟ قال: «ليس بشيء» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 308) و (الجرح والتعديل 3/ 144) ، و (المجروحون لابن حبّان 1/ 252) و (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 2/ 657) . وقال أحمد بن سعد: سمعت يحيى بن معين يقول: حمّاد بن عمرو النصيبي، يعني ممّن يكذب ويضع الحديث. (الكامل لابن عديّ 1/ 657) . [3] قال البخاري: «منكر الحديث» . (التاريخ الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير) . وقال الجوزجاني: «كان يكذب لم يدع للحليم في نفسه منه هاجسا» . (أحوال الرجال 179 رقم 321) . وقال النسائي: «متروك الحديث» (في الضعفاء والمتروكين 288 رقم 136) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 132   [ () ] وذكره العقيلي في الضعفاء الكبير 1/ 308 فقال: «حدّثنا أحمد بن علي الأبّار، قال: سألت مجاهد بن موسى، عن حمّاد بن عمرو النّصيبي، فقال: ذهبت إليه وكان يروي عن زيد بن رفيع، عن عبد الله، فقلت له: أخرج إليّ كتاب خصيف، فأخرج إليّ كتاب حصين، فإذا هو ليس يفصل بين خصيف وحصين» . وقال أبو حاتم: «واهي الحديث» . (الجرح والتعديل 3/ 144) . وقال ابن حبّان: «يضع الحديث وضعا على الثقات، روى عنه ابن كاسب، لا تحلّ كتابة حديثه إلّا على جهة التعجّب» . (المجروحون 1/ 252) . وقال ابن عديّ: «وعامّة حديثه ما لا يتابعه أحد من الثقات عليه» . (الكامل 2/ 657) . وقال الحاكم: «حديثه ليس بالقائم. وقال البخاريّ: منكر الحديث ضعّفه علي بن حجر» . (الأسامي والكنى، ج 1 ورقة 23 ب) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 133 [حرف الخاء] 109- خالد بن الحُباب البصري [1] . أبو الحُبَاب، نزيل حماة. سمع: ابن عَوْن، وسُليمان التَّيْميّ، وهشام بن حسّان. وعنه: أبو حاتم، وغيرهم. حديثه في الغيلانيات. قال أبو حاتم [2] : يكتب حديثه. 110- خالد بن عبد الرحمن [3]- د. ن. -   [1] انظر عن (خالد بن الحباب) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 143، والجرح والتعديل 3/ 326 رقم 1464، والثقات لابن حبّان 6/ 266، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 108، والمغني في الضعفاء 1/ 201 رقم 1837، وميزان الاعتدال 1/ 629 رقم 2414، ولسان الميزان 2/ 375 رقم 1549. [2] في الجرح والتعديل 3/ 326. [3] انظر عن (خالد بن عبد الرحمن) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 156، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 9، 10 رقم 411، والجرح والتعديل 3/ 341، 342 رقم 1540، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 907- 909، ورجال الطوسي 186 رقم 6، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 12/ 222- 225، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 84، 85، ومعجم البلدان 4/ 103، وتهذيب الكمال 8/ 120- 123 رقم 1629، وسير أعلام النبلاء 9/ 352، 353 رقم 114، والكاشف 1/ 205 رقم 1346، والمغني في الضعفاء 1/ 204 رقم 1858، وميزان الاعتدال 1/ 633 رقم 2440، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 160 رقم 263، وتهذيب التهذيب 3/ 103 رقم 191، وتقريب التهذيب 1/ 215 رقم 50، وخلاصة تذهيب التهذيب 101، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 204، 205 رقم 550. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 134 أبو الهيثم الخراسانيّ، نزيل دمشق. سمع: عيسى بن طَهْمان، ومالك بن مِغْوَلٍ، وشُعْبة، والمسعوديّ. وعنه: يحيى بن مَعِين وَوَثَّقَهُ [1] وبحر بن نصر الخَوْلانيّ، والربيع المُراديّ، ومحمد بن عَبْد اللَّه بْن البَرْقيّ، وعبد الله بن أبي مَيْسرة المكّيّ، وآخرون [2] . 111- خالد بن عَمْرو السُّلَفيّ [3] ، بالضم [4] . الحمصي. عن: بقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، ومروان الفَزَاريّ. وعنه: أبو حاتم الرازيّ وقال [5] : شيخ. وقال جعفر الفريابيّ [6] : كان يكذب [7] .   [1] قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: شيخ ليس به بأس، كان يحيى بن معين يثني عليه خيرا» . (الجرح والتعديل 3/ 342) . [2] سئل أبو زرعة عنه فقال: لا بأس به. (الجرح والتعديل 3/ 342) . وقال العقيلي: «في حفظه شيء» . (الضعفاء الكبير 2/ 9) . وقال ابن عديّ: «ليس بذاك» ، وقال أيضا: «وفي بعض أحاديثه إنكار، وعامّة ما ينكر من حديثه قد ذكرته، على أن يحيى بن معين قد وثّقه، وأرجو أن ما ينكر من حديثه إنما هو وهم منه أو خطأ» . (الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 907 و 909) . وجاء في تاريخ دمشق لابن عساكر: وقال أبو نعيم: روى عن سماك ومالك بن مغول مناكير. قال خادم العلم «عمر» : إن الّذي روى عن سماك هو غير المترجم له، فليراجع. [3] انظر عن (خالد بن عمرو) في: الجرح والتعديل 3/ 334 رقم 1552، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 904، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 24 أ، رقم 599 (حسب ترقيم نسختنا المصوّرة) ، والإكمال لابن ماكولا 1/ 44 و 4/ 467، والأنساب لابن السمعاني 7/ 105، والمغني في الضعفاء 1/ 205 رقم 1867، وميزان الاعتدال 1/ 636، 647 رقم 2448، ولسان الميزان 2/ 382 رقم 1575. [4] السّلفي: بضم السين المهملة، وفتح اللام، وفي آخرها فاء. هذه النسبة إلى سلف، وهي بطن من كلاع، والكلاع من حمير (الأنساب 7/ 104) . [5] في الجرح والتعديل 3/ 344. [6] كان أبو جعفر الفريابي يقول: رأيت أبا الأخيل هذا بحمص ولم أكتب عنه لأنه كان يكذب. (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 904) . [7] وقال ابن عديّ: «روى أحاديث منكرة عن ثقات الناس» . (الكامل 3/ 904) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 135 112- خالد بن القاسم المدائنيّ الحافظ [1] . أحد المتَّهَمين بالكذب. وضع على الليث بن سَعْد أحاديث. قال الخطيب [2] : خالد بن القاسم أبو الهَيْثم المدائنيّ، عن: الليث، وحماد بن زيد، وعُبيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وجماعة. حدث عنه: عيسى بن أبي حرب، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة. وقال ابن معين، والبخاري [3] ، ومسلم [4] : متروك. وقال ابن معين أيضا: كان يزيد في الأحاديث، يوصلها لتصير مسندة [5] . وقال أبو يحيى صاعقة: توفي سنة إحدى عشرة ومائتين [6] . وقد روى عنه صاعقة وقال: كذّاب، يدَّعي ما لم يسمع. كنيته أبو الهيثم [7] . وقال أبو زرعة: كذّاب [8] .   [1] انظر عن (خالد بن القاسم) في: معرفة الرجال لابن معين 2/ 201 رقم 671، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5335، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 167 رقم 573، والتاريخ الصغير له 222، والضعفاء الصغير له 259 رقم 104، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 116، والضعفاء والمتروكين للنسائي 289 رقم 171، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 156، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 13 رقم 418، والجرح والتعديل 3/ 347، 348 رقم 1569، والمجروحين لابن حبّان 1/ 282، 283، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 882، 883، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 84 رقم 196، وتاريخ بغداد 8/ 301- 303 رقم 4403، والمغني في الضعفاء 1/ 205 رقم 1870، وميزان الاعتدال 1/ 637، 638 رقم 2451، ولسان الميزان 2/ 383، 384 رقم 1578. [2] في تاريخ بغداد 8/ 301. [3] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء، وفيها زيادة: «تركه عليّ [بن المديني] والناس» . ونقله العقيلي، وابن عديّ، والخطيب. [4] في الكنى والأسماء، ورقة 116. [5] الجرح والتعديل 3/ 348، تاريخ بغداد 8/ 302. [6] وأرّخه مطيّن. (تاريخ بغداد 8/ 303) . [7] وقال ابن محرز: «سمعت علي بن المديني وذكر خالد بن القاسم المدائني فقال: «ما أخذ عندي إلّا بلسانه» . (معرفة الرجال 2/ 201 رقم 671) . [8] الجرح والتعديل 3/ 347، 348، وزاد: «كان يحدّث الكتب عن الليث، عن الزهري فكل ما الجزء: 15 ¦ الصفحة: 136 وقال أبو حاتم [1] : متروك. صحب الليث من العراق إلى مصر [2] . 113- خالد بن مخلد القَطَوانيّ [3] .   [ () ] كان الزهري، عن أبي هريرة جعله عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وكل ما كان عن الزهري، عن عائشة جعله عن عروة، عن عائشة متّصلا» . [1] في الجرح والتعديل 3/ 347 وزاد: «فلما انصرف كان يحدّث عن الليث بالكثير، فخرج رجل من أهل العراق يقال له أحمد بن حمّاد الكذوب بتلك الكتب إلى مصر فعارض بكتب الليث فإذا قد زاد فيه الكثير وغيّره، فترك حديثه» . [2] وقال النسائي: «متروك الحديث» . وقال ابن حبّان: «كان يوصل المقطوع ويرفع المرسل ويسند الموقوف، وأكثر ما فعل ذلك بالليث بن سعد لا تحلّ كتابة حديثه» . (المجروحون 1/ 282) . وقال الجوزجاني: خالد المدائني كذّاب يزيد في الأسانيد. وذكره ابن عديّ في الكامل وقال: له عن الليث بن سعد غير حديث منكر والليث بريء من رواية خالد عن تلك الأحاديث وله عن الليث مناكير أيضا. (3/ 883) . وقال يعقوب بن شيبة: خالد المدائني صاحب حديث متقن، متروك الحديث، كل أصحابنا مجمع على تركه، غير عليّ بن المديني فإنه كان حسن الرأي فيه. وقال محمد بن عبد الرحيم: كان خالد بن القاسم المدائني كذّابا، كان يدّعي ما لم يسمع، وكتبت عنه ألوفا، وروى أحاديث لم تكن بمصر، ولم تحدّث عن الليث، كان يضع أحاديث من ذات نفسه (تاريخ بغداد 8/ 303) . [3] انظر عن (خالد بن مخلد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 406، وتاريخ الدارميّ، رقم 301، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 4/ رقم 1403، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 174 رقم 595، والتاريخ الصغير له 224، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 82 رقم 108، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 116، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 103، وتاريخ الثقات للعجلي 141 رقم 369، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 478، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 156، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 15 رقم 424، والجرح والتعديل 3/ 354 رقم 1599، والثقات لابن حبّان 8/ 224، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 904- 907، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 277، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 116 رقم 304، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 229، 230، رقم 304، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 183، 184 رقم 380، وموضّح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 83، والسابق واللاحق له 192، وتاريخ جرجان للسهمي 65 و 379، والإكمال لابن ماكولا 7/ 152، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 121 رقم 469، والأنساب لابن السمعاني 10/ 197، والمعجم المشتمل لابن عساكر 114 رقم 314، ومعجم البلدان 4/ 139، واللباب لابن الأثير 3/ 47، وتهذيب الكمال 8/ 163- 167 رقم 1652، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 770، وميزان الاعتدال 1/ 640 رقم 2463، والكاشف 1/ 274 رقم 1363، والمغني في الضعفاء 1/ 206 رقم 1881، والعبر الجزء: 15 ¦ الصفحة: 137 أبو الهَيْثَم البَجَليّ. وقطوان موضع بالكوفة. سمع: مالكا، ونافع بن أبي نُعَيْم، وسليمان بن بلال، وعلي بن صالح بن حيّ، وأبا الغُصْن ثابت بن قيس، وعبد الله بن جعفر المَخْرَميّ، وكثير بن عبد الله المُزَنيّ، ومحمد بن موسى الفِطريّ، وجماعة. وعنه: خ. والباقون سوى أبي داود، عن رجلٍ عنه وعبد بن حُمَيْد، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد بن شدّاد المُسْمِعيّ، وأبو أميَّة الطَّرسُوسيّ، وطائفة. ومن الكبار: عُبَيْد الله بن موسى. قال ابن مَعِين: ما به بأس [1] . وقال أبو داود [2] : صدوق، لكنه يتشيَّع. وقال مُطَيِّن: مات سنة ثلاث عشرة [3] . وقال ابن سَعْد [4] : كان مُنْكر الحديث مُفْرِطًا في التَّشَيُّع، كتبوا عنه ضرورة [5] .   [ () ] 1/ 364، وتذكرة الحفّاظ 1/ 367 رقم 97، وسير أعلام النبلاء 10/ 217 رقم 55، وشرح علل الترمذي لابن رجب 328، والوافي بالوفيات 13/ 275 رقم 333، وغاية النهاية 1/ 269، وتهذيب التهذيب 3/ 116 رقم 221، وتقريب التهذيب 1/ 218 رقم 79، ومقدّمة فتح الباري 398، وطبقات الحفّاظ 183 رقم 389، وخلاصة تذهيب التهذيب 102، 103، وشذرات الذهب 2/ 29، وقاموس الرجال 3/ 486. [1] الجرح والتعديل 3/ 354، ونحوه في تاريخ الدارميّ، رقم 301. [2] في سؤالات الآجريّ لأبي داود 3/ رقم 103. [3] وأرّخه ابن سعد في الطبقات 6/ 406، والخطيب في السابق واللاحق 192، والكلاباذي في رجال صحيح البخاري 1/ 230، وابن عساكر في المعجم المشتمل 114 رقم 314. [4] في الطبقات 6/ 406. [5] وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن خالد بن مخلد، فقال: «له أحاديث مناكير» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 18 رقم 1403) ونقله العقيلي في (الضعفاء الكبير 2/ 15) وابن عديّ في (الكامل 3/ 904) . وقال البخاريّ: كان يغضب من «القطواني» وقال: إنما القطوان بقّال. (التاريخ الكبير 3/ 174 رقم 595) . وقال الجوزجاني: «كان شتّاما معلنا بسوء مذهبه» . (أحوال الرجال 82 رقم 108) . وقال العجليّ: «ثقة فيه قليل تشيّع» . (تاريخ الثقات 141) . وقال ابن عديّ: «وهو عندي إن شاء الله لا بأس به» . (الكامل 3/ 907) . - الجزء: 15 ¦ الصفحة: 138 114- خالد بن يزيد الكاهليّ الكوفيّ [1] . المقرئ والمجود أبو الهيثم الكحّال. من أصحاب حمزة الزّيّات. روى عن: شيخه ضمرة، وإسرائيل، والحَسَن بن صالح الفقيه. وعنه: خ، وأبو أُمَّية الطَّرَسُوسيّ، وأبو حاتم، وأبو زرعة، ومحمد بن الحَجّاج الضَّبّيّ، وآخرون. وقرأ عليه: سهل بن محمد الحلاب، وغيره. وعنه قال: قرأت على حمزة فقال لي حمزة: حسنها لا جعلني الله فداك. مات سنة اثنتي عشرة [2] . وقال مُطَيِّن: سنة خمس عشرة [3] . وكان صدوقًا [4] . 115- خالد بن يزيد. أبو الوليد العُمريّ المكّيّ.   [ () ] وذكره ابن حبّان في «الثقات» ، وكذلك ابن شاهين، وقال: «ثقة صدوق» . [1] انظر عن (خالد بن يزيد الكاهلي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 184 رقم 621، والتاريخ الصغير له 225، والمعرفة والتاريخ 2/ 156، و 3/ 206 و 376، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 156، والجرح والتعديل 3/ 360، 361 رقم 1631، والثقات لابن حبّان 8/ 224، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 280، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 231 رقم 306، وتاريخ جرجان للسهمي 606، والإكمال لابن ماكولا 7/ 142، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 122 رقم 477، والمعجم المشتمل لابن عساكر 114 رقم 315، وتهذيب الكمال 8/ 191- 193 رقم 1661، وسير أعلام النبلاء 9/ 414 رقم 140، والكاشف 1/ 209 رقم 1372، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 269، 270 رقم 1220، وتهذيب التهذيب 3/ 125 رقم 230، وتقريب التهذيب 1/ 220 رقم 88، وخلاصة تذهيب التهذيب 103. [2] هذا قول ابن عساكر في (المعجم المشتمل) ، ونسبه إلى البخاري، وليس في تاريخ البخاري تحديد لسنة الوفاة، بل ذكر صاحب الترجمة في تاريخه الصغير (225) في المتوفّين ما بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة ومائتين. وهكذا قال الكلاباذي نقلا عن البخاري. (رجال الصحيح 1/ 231) وابن القيسراني في (الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 122 رقم 477) . [3] تهذيب الكمال 8/ 193، غاية النهاية 1/ 270. [4] هو قول أبي حاتم، في الجرح والتعديل 3/ 361. وقال ابن حبّان في الثقات: «يخطئ ويخالف» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 139 سيذُكر بعد. 116- خالد بن يزيد وقيل خالد بن أبي يزيد [1] . أبو الهيثم المَزْرَفّي [2] ، ويقال القُطْرُبُلّيّ. عن: شُعْبة، ومَنْدَل بن عليّ، وحمّاد بن زيد. وعنه: أبو بكر الصّاغانيّ، وعبّاس الدوري، وبشر بن موسى، وجماعة. قال ابن مَعِين: لم يكن به بأس. 117- خطاب بن عثمان الطّائيّ الفَوْزيّ الحمصيّ [3] . أبو عَمرو. وفَوْز من قرى حمص. سمع: إسماعيل بن عيّاش، وعيسى بن يونس، ومحمد بن حِمْيَر، وجماعة. وعنه: خ.، د. ون. بواسطة، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وإسماعيل سمويه، وسلمة بن أحمد الفوزي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، وآخرون. قال ابن أبي الدنيا: ثنا القاسم بن هاشم: حدّثني خطّاب الفوزيّ وكان يعدّ من الأبدال [4] .   [1] تقدّمت ترجمته في الجزء السابق، برقم (135) ، وقد أرّخ المؤلّف وفاته قريبا من سنة عشر. [2] المزرفيّ: نسبة إلى المزرفة، قرية بالقرب من قطربُّل، من قرى بغداد. [3] انظر عن (خطّاب بن عثمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 201 رقم 689، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 77، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 36، والجرح والتعديل 3/ 386 رقم 1772، والثقات لابن حبّان 8/ 232، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 287، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 238 رقم 318، وفيه تحرّفت نسبته إلى «الفوذي» بالذال، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 128 رقم 504، والمعجم المشتمل لابن عساكر 114 رقم 317، ومعجم البلدان 1/ 780، وتهذيب الكمال 8/ 268، 269 رقم 1698، والكاشف 1/ 280 رقم 1404، والوافي بالوفيات 13/ 345 رقم 426، وتهذيب التهذيب 3/ 146 رقم 280، وتقريب التهذيب 1/ 224 رقم 131، وخلاصة تذهيب التهذيب 105. [4] تهذيب الكمال 8/ 269. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 140 وذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [1] . 118- خلاد بن خالد [2] . وقيل ابن عيسى. أبو عيسى، وقيل أبو عبد الله الشّيبانيّ الصّيرفيّ الكوفيّ المقرئ الأحْول. صاحب سليم القارئ. اقرأ الناس مدَّةً بحرف حمزة. قرأ عليه: أبو بكر محمد بن شاذان الْجَوهريّ، وأبو الأحوص محمد بْن الهَيْثَم العُكْبُريّ، ومحمد بن يحيى الخُنَيْسيّ، والقاسم بن يزيد الوزّان وهو أَجَلّ إخوانه، وعليه دارت قراءته. وقد سمع الحديث من: الحسن بن صالح بن حيّ، وزُهير بن معاوية. روى عنه: أبو حاتم، وأبو زُرْعة، وغيرهما. قال أبو حاتم [3] : صدوق. قلت: توفي سنة عشرين بالكوفة [4] . وقد ذكر الدّانيّ رجلًا آخر فقال: خلّاد بن خالد، ويقال ابن يزيد أبو عيسى الأحول، قرأ على حمزة، وهو من أصحابه. وقال ابن مجاهد: وممّن قرأ على حمزة خلّاد بن خالد الأحول.   [1] ج 8/ 232 وقال: «ربّما أخطأ» . قال خادم العلم «عمر» : لعلّ خطّاب بن عثمان هذا هو الّذي روى عن يوسف بن السفر البيروتي الّذي يروي عن الإمام الأوزاعي، وذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 9/ 223) وانظر: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 211 رقم 563. [2] انظر عن (خلّاد بن خالد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 189 رقم 640، والتاريخ الصغير له 227، والجرح والتعديل 3/ 368 رقم 1676، والنشر في القراءات العشر 1/ 166، والعبر 1/ 379، ومعرفة القراء الكبار 1/ 173 رقم 25، والوافي بالوفيات 13/ 375 رقم 471، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 274 رقم 1238، وشذرات الذهب 2/ 74، والأعلام 2/ 309. [3] في الجرح والتعديل 3/ 368. [4] أرّخه البخاري في تاريخ الصغير 227، وقال في التاريخ الكبير 3/ 189: «مات سنة عشرين ومائتين أو نحوها» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 141 وقال أبو هشام الرفاعيّ: أَقْرَأ من قرأ على حمزة أربعة: إبراهيم الأزرق، وخالد الكحّال، وخلّاد الأحول، وكان عبد الرحمن بن أبي حمّاد أكبرهم وأعلمهم بعِلَل القرآن. 119- خلاد بن يحيى بن صَفْوان [1] . أبو محمد السُّلَميّ الكوفيّ. سمع: عيسى بن طَهْمان، وفِطْر بن خليفة، وعبد الواحد بن أيمن، وسُفيان الثَّوريّ، وخلْقًا. وعنه: خ.، ود. ت. عن رجل عنه، وأبو زُرْعة، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بن موسى، وإسماعيل بن يزيد عمّ أبي زرعة وخال أبي حاتم، وحنبل بن إسحاق. وقال أَبُو داود: لَيْسَ بِهِ بأس [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: صدوق إلّا أنّ في حديثه غلطًا قليلًا [3] . وقال حنبل: مات سنة سبع عشرة [4] .   [1] انظر عن (خلّاد بن يحيى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 189 رقم 638، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، وتاريخ الثقات للعجلي 145 رقم 388، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 161، وتاريخ واسط لبحشل 196، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 95، والجرح والتعديل 3/ 368 رقم 1675، والثقات لابن حبّان 8/ 229، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 288، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 237، 238 رقم 317، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 128 رقم 503، والمعجم المشتمل لابن عساكر 116 رقم 325، ومعجم البلدان 3/ 565، وتهذيب الكمال 8/ 359- 362 رقم 1741، والكاشف 1/ 285 رقم 1435، وميزان الاعتدال 1/ 657 رقم 2526، وسير أعلام النبلاء 10/ 164 رقم 27، والمعين في طبقات المحدّثين 73 رقم 771، والعبر 1/ 362، والوافي بالوفيات 13/ 375 رقم 472، والعقد الثمين للتقي الفاسي 4/ 341، وتهذيب التهذيب 3/ 174 رقم 331، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 178، ومقدّمة فتح الباري 401، وخلاصة تذهيب التهذيب 107، وشذرات الذهب 2/ 28. [2] تهذيب الكمال 8/ 361. [3] الجرح والتعديل 3/ 368. [4] تهذيب الكمال 8/ 362. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 142 وقال البخاريّ [1] : سكن مكة، ومات بها قريبًا من سنة ثلاث عشرة [2] . 120- خلادُ بنُ يزيد بن حبيب بن سيّار التَّميميّ البصْريّ. قال أبو سعيد بن يونس: روى عن: حُمَيد الطّويل، وله عقِب بمصر، وبها تُوُفيّ في ذي الحجّة سنة أربع عشرة. قلت: لم يذكره البخاريّ ولا ابن أبي حاتم، وهو كالمجهول. 121- خلادُ بنُ يزيد الباهليّ البصْريّ الأرقط [3] . صهر يونس بن حبيب النَّحْويّ. يروي عن: هشام بن الغاز، وسُفيان الثَّوريّ. وعنه: عمر بن شبة، والفلاس. ذكره ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [4] ، وَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ عشرين ومائتين. 122- خَلَفُ بن خالد بن إسحاق المصريّ [5] .   [1] في تاريخه الكبير 3/ 189، وكذا قال ابن حبّان في الثقات 8/ 229، وقال ابن عساكر: «مات في سنة اثنتي عشرة ومائتين، ويقال سنة إحدى عشرة بمصر. (المعجم المشتمل 116 رقم 325) . [2] قال البجلي: «كان بمكة، رأيته بمكة، ثقة وقال أبو نعيم فيه: كان يعقّ والديه» . (تاريخ الثقات 145 رقم 388) . [3] انظر عن (خلّاد بن يزيد الباهلي) في: الأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 387، وتاريخ الطبري 5/ 221 و 313 و 314 و 522 و 6/ 273 و 282، والجرح والتعديل 3/ 367 رقم 1667، والفهرست لابن النديم 162، وتهذيب الكمال 8/ 363، 364 رقم 1743 (ذكره تمييزا) ، وميزان الاعتدال 1/ 657 رقم 2526، والوافي بالوفيات 13/ 373 رقم 466، وغاية النهاية 1/ 275 رقم 1239، وتهذيب التهذيب 3/ 176 رقم 334، وتقريب التهذيب 1/ 230 رقم 180، وخلاصة تذهيب التهذيب 107. [4] لم أجده في كتاب «الثقات» ، والأرجح أن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- نقله عن المزّي في تهذيب الكمال الّذي يحتمل أنه خلط بين صاحب الترجمة وبين «خلّاد بن يزيد الجعفي» الّذي مات أيضا سنة عشرين ومائتين. وقد نبّه الحافظ ابن حجر إلى أنّ ابن حبّان لم يذكره في كتاب «الثقات» . وقال: «وروى الخطيب في كتاب العلم من طريق أبي زيد عمر بن شبّة قال: حدّثني خلّاد بن يزيد الأرقط وكان من الجبال الرواسي نبلا» . (تهذيب التهذيب 3/ 176) . وقال عنه أبو حاتم: «شيخ» . (الجرح والتعديل 3/ 367) . [5] انظر الّذي بعده مباشرة. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 143 أبو المضاء مَوْلَى قريش. يروي عن: يحيى بن أيّوب المصريّ. قَالَ ابن يونس: تُوُفيّ في ذي القعدة سنة خمس وعشرين ومائتين. قلت: يغلب على ظنّي أنّه هو الذي بعده لاتفاق العصر والاسم والأب والبلد والوَلاء. لم يبق إلّا الكنْية. والمُهَنّا والمَضاء من أسرع شيءٍ إلى تصحيف الواحدة بالأخرى، فاللَّه أعلم. 123- خَلَف بن خالد أبو المُهَنّأ المصريّ [1] . مولى قريش. عن: اللَّيْث، وبكر بن مُضَر، وابن لَهِيعة. وعنه: خ. وأبو حاتم، وإبراهيم بن ديزيل، وحَبُّوش بن رزق الله. وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : شَيْخٌ [3] . وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مات قبل الثلاثين. 124- خلف بن الوليد البغداديّ الجوهريّ [4] .   [1] انظر عن (خلف بن خالد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 195 رقم 660، والجرح والتعديل 3/ 372 رقم 1694، وأسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ، رقم 289، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 238 رقم 2317، والإكمال لابن ماكولا 7/ 69، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 125 رقم 493، والمعجم المشتمل لابن عساكر 114 رقم 318، وتهذيب الكمال 8/ 283، 284 رقم 1704 و 1705، وقد فرّق بينه وبين الّذي قبله، والكاشف 1/ 214 رقم 1409، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 169 رقم 278، وتهذيب التهذيب 3/ 150 رقم 286 و 287، وتقريب التهذيب 1/ 225 رقم 137 و 138، وخلاصة تذهيب التهذيب 105. قال ابن حجر: «هو الّذي قبله، وهم فيه المزّي» . (التقريب 1/ 225 رقم 138) . [2] في الجرح والتعديل 3/ 372. [3] قال الكلاباذي: روى عنه البخاري في صفة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. (رجال صحيح البخاري 1/ 238 رقم 3317) . [4] انظر عن (خلف بن الوليد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 195 رقم 659، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 493، والجرح والتعديل 3/ 371 رقم 1688، والثقات لابن حبّان 8/ 227، وتاريخ بغداد 8/ 320، 321 الجزء: 15 ¦ الصفحة: 144 نزيل مكة. سمع: شعبة، وإسرائيل، وأبا جعفر الرازي، وغيرهم. وعنه: أحمد بن أبي خيثمة، وأحمد بن ملاعب، وبشر بن موسى، ويحيى بن عبدك القزويني، وأبو زرعة الرازي، ووثقه [1] . توفي سنة اثنتي عشرة بمكة [2] . 125- الخليل بن عمر بن إبراهيم [3]- ن. - أبو محمد العبديّ البصريّ. عن: أبيه، وعمر بن سعيد الأبَحّ، وعُبَيد الله بن شُمَيْط بن عَجْلان. وعنه: محمد بن المُثَنَّى، وإسماعيل سَمُّويْه، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بْن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بْن عَبْد الملك الدّقيقيّ، وعليّ بن المدينيّ، ووثّقه [4] .   [ () ] رقم 4415، وتعجيل المنفعة لابن حجر 117 رقم 272. [1] الجرح والتعديل 3/ 371. ووثّقه ابن معين، وأبو حاتم. (الجرح والتعديل) وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ثقة. (تاريخ بغداد 8/ 321) . [2] تاريخ بغداد 8/ 321) . [3] انظر عن (الخليل بن عمر) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 200 رقم 682، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 100، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 19، 20 رقم 435، والجرح والتعديل 3/ 381 رقم 1741، والثقات لابن حبّان 8/ 231، والإكمال لابن ماكولا 3/ 174، وتهذيب الكمال 8/ 339- 341 رقم 1730، والكاشف 1/ 217 رقم 1426، وميزان الاعتدال 1/ 667 رقم 2570، والمغني في الضعفاء 1/ 214 رقم 1960 وفيه (الخليل بن عمرو) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 107. [4] قال: «كان من أهل القرآن» . (تهذيب الكمال 8/ 339) . وسئل أبو حاتم عنه، فقال: «شيخ» . (الجرح والتعديل 3/ 381) . وقال العقيلي: «يخالف في بعض أحاديثه» . (الضعفاء الكبير 2/ 19) . وقال ابن حبّان: «يعتبر حديثه من روايته عن غير أبيه، لأنّ أباه كان واهيا، والمناكير في أخباره من ناحية أبيه لا من ناحيته، فإذا سبر ما روى عن غير أبيه من الثقات، وجد أشياء مستقيمة تشبه حديث الأثبات» . (الثقات 8/ 231) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 145 تُوُفّي سنة عشرين ومائتين [1] . 126- الخليل بن أبي نافع المُزَنّي المَوْصِليّ العابد [2] . بلغنا عنه أنّه كان يكتب كلّ ما يتكلم به في لوح ويُحْصيه، فيَجدُهُ في آخر النّهار بضع عشرة كلمة [3] . توفيّ ببغداد سنة سبْع عشرة [4] ، رحمة الله عليه.   [1] قاله ابن مندة. (تهذيب الكمال 8/ 340) . [2] انظر عن (الخليل بن أبي نافع) في: تاريخ بغداد 8/ 335 رقم 4431. [3] تاريخ بغداد 8/ 335، وفيه قال أَبُو زَكَرِيَّا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسٍ الأزدي في الطبقة الرابعة من علماء أهل الموصل: «ومنهم الخليل بن أبي نافع المزني كان من العبّاد، وكتب الحديث، واختار الصمت والعزلة» . [4] المصدر نفسه. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 146 [حرف الدال] 127- داود بن عبد الله بن أبي الكرام محمد بْن علي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب [1]- ق. - أبو سليمان الهاشميّ الجعفريّ المدنيّ. عن: مالك، وإبراهيم بن أبي يحيى، والدَّرَاوَرْدِيّ. وعنه: أبو بكر بن أبي شَيْبة، وأخوه عثمان بن أبي شَيْبة، وابن نُمَيْر، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تَمْتام. وثقة أبو حاتم [2] . وقيل: كان سريّا جوادا مُمَدَّحًا مُكْثِرًا عن حاتم بن إسماعيل. قال أبو حاتم [3] : كان عنده عن حاتم بن إسماعيل مصنّفات شريك نحو ثلاثين جزءًا. 128- داود بن المفضّل [4] .   [1] انظر عن (داود بن عبد الله) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 631، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 36، 37 رقم 461، والجرح والتعديل 3/ 417 رقم 1904، والثقات لابن حبّان 8/ 235، وتهذيب الكمال 8/ 409- 411 رقم 1768، والكاشف 1/ 222 رقم 1460، والمغني في الضعفاء 1/ 218 رقم 2003، وميزان الاعتدال 2/ 11 رقم 2620، وتهذيب التهذيب 3/ 190 رقم 363، وتقريب التهذيب 1/ 232 رقم 22، وخلاصة تذهيب التهذيب 110. ويقال: ابن أبي الكرام، وابن أبي الكرم. [2] الجرح والتعديل 3/ 417. [3] الجرح والتعديل 3/ 417. [4] انظر عن (داود بن المفضّل) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ ج 243 رقم 834، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والجرح والتعديل 3/ 425، 426 رقم 1750. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 147 أبو الحسن الأزديّ البصْريّ الخيّاط. عن: حمّاد بن سلمة، وسعيد بن راشد، وغيرهما. وعنه: أبو حاتم، وغيره. قال أبو حاتم [1] : رُوِيَ عن حمّاد بن حُمَيْد قال: رأيت الحسن يشدّ أسنانه [بالذَّهَب] [2] ، فتكلم الناسُ فيه لهذا الحديث وقالوا: إنّما روى هذا عبد الرحمن بن مهديّ، عن حمّاد. قال أبو حاتم [3] : وليس هذا ممّا يُوهنه. وصَدَق أبو حاتم. 129- داود بن منصور النّسائيّ [4]- ن. - أبو سليمان. نزيل بغداد. عن: جرير بن حازم، واللّيث بن سَعْد، ومحمد بن راشد المكحوليّ، وإبراهيم بن طَهْمان، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وجماعة. وعنه: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي المضاء، ويوسف بن سعيد بن مسلم، وأبو حاتم الرازيّ، وعبد الكريم الدَّيْرعاقُوليّ، وجماعة. ولي قضاء المِصِّيصة، وسكنها [5] . وثّقة النسائي [6] . وقال أبو حاتم [7] : صَدُوق، سمعت منه في سنة عشرين ومائتين [8] .   [1] في الجرح والتعديل 3/ 425. [2] إضافة من الجرح والتعديل. [3] الجرح والتعديل 3/ 426. [4] انظر عن (داود بن منصور) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 36 رقم 460، والجرح والتعديل 3/ 426 رقم 1937، والثقات لابن حبّان 8/ 234، وتاريخ بغداد 8/ 362 رقم 4460، وتهذيب الكمال 8/ 453، 454 رقم 1788، والكاشف 1/ 224 رقم 1477، والمغني في الضعفاء 1/ 221 رقم 2027، وميزان الاعتدال 2/ 21 رقم 2650، وتهذيب التهذيب 3/ 202، 203 رقم 386، وتقريب التهذيب 1/ 234 رقم 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 111. [5] تاريخ بغداد 8/ 362. [6] تهذيب الكمال 8/ 454. [7] الجرح والتعديل 3/ 426. [8] وقال محمد بن علي: حدّثنا مهنّى قال: سألت أحمد عن داود بن منصور أبي سليمان النسائي الجزء: 15 ¦ الصفحة: 148 130- داود بن مهران [1] . أبو سُليمان البغداديّ الدّبّاغ. سمع: عبد العزيز بن أبي روّاد، وداود العطّار، وعبد الجبّار بن الورد، وطائفة. وعنه: محمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعيسى زغاث، وعبّاس الدُّوريّ. قال أحمد العِجْليّ [2] : ثقة [3] . تُوُفّي داود سنة سبع عشرة.   [ () ] فقال: جدّ أبي نصر التمّار؟ قلت: نعم، كان قاضي المصّيصة. قال: أعرفه، قلت: كيف هو؟ قال: لا أدري. وكرهه. (تاريخ بغداد 8/ 362) . [1] انظر عن (داود بن مهران) في: تاريخ الثقات للعجلي 148 رقم 399، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 193، وتاريخ الطبري 1/ 363، والجرح والتعديل 3/ 426 رقم 1938، والثقات لابن حبّان 8/ 235، 236، وتاريخ جرجان للسهمي 116، وتاريخ بغداد 8/ 362، 363 رقم 4461، وتعجيل المنفعة لابن حجر 119 رقم 283. [2] في تاريخ الثقات 148 رقم 399. [3] ووثّقه أبو حاتم. (الجرح والتعديل 3/ 426) وقال ابن حبّان: «كان متقنا» . (الثقات 8/ 236) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 149 [حرف الذال] 131- دُؤَيب بن عِمامة السَّهْميّ المدنيّ [1] . أبو عبد الله. عن: عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سهل، ويوسف بن الماجِشُون، ومالك بن أنس، ومُحْرِز بن هارون. وعنه: إسحاق بن موسى الأنصاريّ، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [2] : صدوق. وقَالَ غيره: سكن الموصل وحدَّث بها، ثم ردّ إلى المدينة فتُوُفّي بها في ذي الحجة سنة عشرين ومائتين. وهو منسوب إلى جدّه الأعلى، فهو ذُؤيْب بن عبد الله بن عَمْرو بن محمد بن ذُؤَيْب بن عِمامة القرشيّ السّهميّ [3] .   [1] انظر عن (ذؤيب بن عمامة) في: الجرح والتعديل 3/ 450 رقم 2037، والثقات لابن حبّان 8/ 238، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 89 رقم 215، والمغني في الضعفاء 1/ 225 رقم 2064، وميزان الاعتدال 2/ 33 رقم 2700، ولسان الميزان 2/ 436 رقم 1789. [2] الجرح والتعديل 3/ 450. [3] وقال ابن حبّان: «يجب أن يعتبر حديثه من غير رواية شاذان عنه» . (الثقات 8/ 238) . وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء: ذؤيب بن عمامة بن عَمْرو بن عبد الله بن عَمْرو بن محمد بن ذؤيب بن عمامة السهمي يكنى أبا عبد الله، مدينيّ قدم مصر سنة اثنتي عشرة ومائتين وحدّث بها ورجع إلى المدينة فمات بها في ذي الحجة سنة خمس وعشرين ومائتين. (لسان الميزان 2/ 436) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 150 [حرف الراء] 132- الربيع بن رَوْح الحضرميّ الحمصيّ [1] . أبو رَوْح. عن: المغيرة بن عبد الرحمن المخزوميّ، وبقيّة، وجماعة. وعنه: محمد بن عَوْف الطّائيّ، وعِمْران بن بكّار، وأبو حاتم الرازيّ. وقال: ثقة خيارا [2] . 133- روّاد بن الجرّاح [3]- ق. -   [1] انظر عن (الربيع بن روح) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 279 رقم 954، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 37، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 385 و 478 و 610 و 611 و 2/ 316 و 385 و 3/ 4 و 5 و 174، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 172، والجرح والتعديل 3/ 461 رقم 2072، والثقات لابن حبّان 8/ 239، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 192 أ، ومعجم البلدان 3/ 396، وتهذيب الكمال 9/ 76- 78 رقم 1860، والكاشف 1/ 235 رقم 1543، وتهذيب التهذيب 3/ 243 رقم 468، وتقريب التهذيب 1/ 244 رقم 38، وخلاصة تذهيب التهذيب 115. [2] الجرح والتعديل 3/ 461، وذكره ابن حبّان في الثقات. [3] انظر عن (روّاد بن الجراح) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 167، وتاريخ الدارميّ، رقم 331، والعلل لأحمد 1/ 219، والعلل ومعرفة الرجال له 2/ رقم 1457، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 336 رقم 1139، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 87، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 194، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 377، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 346، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 31، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 68، 69 رقم 513، والجرح والتعديل 3/ 524 رقم 2368، والثقات لابن حبّان 8/ 246، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1036- 1039، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 131 رقم 358، والضعفاء والمتروكين- الجزء: 15 ¦ الصفحة: 151 أبو عصام العسقلانيّ. عن: الأوزاعيّ، وابن زَبْر، وخُلَيْد بن دَعْلَج، وأبي سعيد السّاعديّ الراوي عن أنس، وأبي بكر الهُذَلّي، وسُفيان الثَّوريّ، وجماعة. وعنه: يحيى بن معين، وعباس الترقفي، وذاكر بن شيبة شيخ الطبراني، ومحمد بن خلف العسقلاني، ومهنا بن يحيى الشامي. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، روى غير حديث منكر. وقال عباس، عن ابن مَعِين [3] ، ليس به بأس، إنما غلط في حديثٍ عن الثَّوريّ. وقال أبو حاتم [4] : محلّه الصِّدْق، وتغير بآخره. وقال البخاريّ [5] : كان قد اختلط لَا يكاد يقوم حديثه. وقال أحمد بن حنبل [6] : صاحب سُنّة لَا بأس به إلّا أنّه حدَّث عن سُفيان بمناكير. وقال محمد بن عَوْف الطّائيّ: دخلنا عسقلان وروّاد قد اختلط [7] .   [ () ] للدارقطنيّ 92 رقم 229، وتاريخ جرجان للسهمي 331 و 477 و 478، وموضّح أوهام الجمع والتفريق 2/ 101، والإكمال لابن ماكولا 4/ 104، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 540، والتهذيب 5/ 234 و 331 و 7/ 48، ومعجم البلدان 2/ 202، وتهذيب الكمال 9/ 227- 230، والكاشف 1/ 313 رقم 1603، والمغني في الضعفاء 1/ 233 رقم 2134، وميزان الاعتدال 2/ 55، 56 رقم 2795، والاغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط لسبط ابن العجمي 58، 59 رقم 40، وتهذيب التهذيب 3/ 288- 290 رقم 545، وتقريب التهذيب 1/ 253 رقم 110، وخلاصة تذهيب التهذيب 120، والكواكب النّيّرات، رقم 23، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 253، 254 رقم 589. [1] تاريخ الدارميّ، رقم 331، الجرح والتعديل 3/ 524. [2] في الضعفاء والمتروكين 292 رقم 194، وزاد في آخره: «وكان قد اختلط» . [3] في تاريخه 2/ 167، ونقله ابن شاهين في تاريخ أسماء الثقات 131 رقم 358. [4] في الجرح والتعديل 3/ 524. [5] في تاريخ الكبير 3/ 336. [6] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 31 رقم 1457، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 68، 69. [7] تاريخ دمشق (المخطوط) 13/ 541. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 152 وقال أبو أحمد الحاكم: كان من أهل خُراسان وسنّه قريب من سنّ سُفيان الثَّوريّ. لم يكن بالشام أكبر منه في وقته [1] . 134- رُوَيز بن محمد بن رُوَيز بن لاحق البصْريّ [2] . عن: شُعْبة، وأبي شهاب الحنّاط. وعنه: حاتم بن اللَّيث، وعُمر بن شَبَّة، ومحمد بن سُليمان الباغَنْدِيّ. صالح الحديث. ولم يورده ابن أبي حاتم. وجاء به الأمير [3] مع وزير. 135- رُوَيم بن يزيد [4] . أبو الحسن المقرئ البصري. مولى العَوَّام بن حَوْشَب. روى عن: سَلام بن أبي المنذر، واللَّيث بن سعد. وعنه: عليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن أبي عَتّاب الأَعْيَن، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وجماعة. وكان ثقة.   [1] تاريخ دمشق (المخطوط) 13/ 541. وقال الفسوي: «ضعيف الحديث» (المعرفة والتاريخ 3/ 377) . وذكره العقيلي، والدارقطنيّ في الضعفاء، وقال الدارقطنيّ: متروك. وذكره ابن حبّان في (الثقات) وقال: «يخطئ ويخالف» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يتابعه الناس عليه، وكان شيخا صالحا، وفي حديث الصالحين بعض النكرة إلّا أنه يكتب حديثه» . (الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1039) . وذكره ابن شاهين في الثقات، ونقل قول ابن معين فيه. [2] انظر عن (رويز بن محمد) في: تصحيفات المحدّثين للعسكريّ 151، والإكمال لابن ماكولا 7/ 393، والمشتبه في أسماء الرجال للذهبي 2/ 660. ورويز: بالراء غير المعجمة مضمومة وآخر الاسم زاي. (العسكري) . [3] أي ابن ماكولا في (الإكمال 7/ 393) . [4] انظر عن (رويم بن يزيد) في: الجرح والتعديل 3/ 523 رقم 2365، والثقات لابن حبّان 8/ 245، وتاريخ بغداد 8/ 429، 430 رقم 4536، ومعرفة القراء الكبار 1/ 215 رقم 110، وغاية النهاية 1/ 286 رقم 1275. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 153 تُوُفّي سنة إحدى عشرة. قال الخطيب [1] : وله مسجد بنهر القلّائين ببغداد يُنْسَب إليه. كان يُقرئ فيه. قرأ على: سُلَيْم، وميمون القنّاد. قرأ عليه: محمد بن شاذان الجوهريّ، وغيره. وهو جدّ الصّوفية رويم المذكور بعد الثلاثمائة، والله أعلم.   [1] في تاريخ بغداد 8/ 429. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 154 [حرف الزاي] 136- زُبَيدة بنت جعفر بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن عليّ [1] .   [1] انظر عن (زبيدة بنت جعفر) في: الحيوان للجاحظ 1/ 83 و 149 و 151، والمحبّر لابن حبيب 39 و 405، والمعارف لابن قتيبة 379 و 383، وطبقات الشعراء لابن المعتز 212 و 246 و 378، والمعرفة والتاريخ 1/ 153، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 89 و 127 و 275 و 276، وفتوح البلدان 61 و 213 و 357 و 404، وبغداد لابن طيفور 12 و 114 و 115 و 116 و 163، وتاريخ الطبري 7/ 254 و 338 و 359 و 396 و 498 و 505 و 9/ 287، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2502 و 2526 و 2592 و 2594 و 2619 و 2621- 2623 و 2629 و 2635 و 2640 و 2690 و 2692 و 3449- 3451 و 3649، والعيون والحدائق 315 و 320 و 328 و 341 و 366 و 416 و 457، والعقد الفريد 1/ 313 و 2/ 273 و 3/ 261 و 5/ 65 و 117 و 6/ 228، وثمار القلوب 165 و 205، وربيع الأبرار 4/ 355 و 717، والهفوات النادرة 13 و 14 و 37، والإنباء في تاريخ الخلفاء 76 و 89 و 96 و 97 و 99، والكامل في التاريخ 6/ 420، وتاريخ بغداد 14/ 433، 434 رقم 7802، والأغاني 18/ 65 و 67 و 226 و 228 و 232 و 307 و 308 و 370- 372 و 19/ 279 و 280 و 21/ 67 و 23/ 14 و 15 و 115، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 245 و 2/ 35 و 120 و 121 و 323 و 368 و 3/ 105، وتاريخ حلب للعظيميّ 248، والتذكرة الحمدونية 2/ 47 و 109 و 141، والوزراء والكتّاب 91 و 165، والبصائر والذخائر 3/ 145 ومعجم الأدباء 15/ 243- 244، وشرح نهج البلاغة 19/ 355، وزهر الآداب 349، ونهاية الأرب 3/ 178، ومحاضرات الأدباء 1/ 92، ونزهة الظرفاء 27، وسياسة نامه 186، ووفيات الأعيان 2/ 70 رقم 228، وخلاصة الذهب المسبوك 99 و 107 و 171، والمختصر في أخبار البشر 2/ 30، وشرح المقامات للشريشي 2/ 225، ورحلة ابن جبير 208، ومرآة الجنان 2/ 63، 64، والبداية والنهاية 10/ 271، وسير أعلام النبلاء 10/ 241 رقم 64، والوافي بالوفيات 14/ 176- 178 رقم 242، والفخري 212 و 214، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 75 و 130 و 242، والنجوم الزاهرة 2/ 213، 214، والدرّ المنثور في طبقات ربّات الخدور 215- 219. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 155 واسمها أَمَةُ العزيز، وكُنْيتها أم جعفر الهاشمية العباسية. والدة الأمين محمد بن الرشيد. وقيل لم تلد عبّاسية «خليفة» إلا هي. وكان لها حُرْمة عظيمة، وبِرّ، وصَدَقات، وآثار حميدة في طريق الحجّ. والمنصور جدُّها هو الذي لقّبها زُبيدة. ومن أخبارها أنّها أنفقت في حَجَّها بضعةً وخمسين ألف ألف درهم. فروى هارون بن سليمان الأصبهانيّ قال: ثنا رجل من ثَقِيف يُقال له محمد بن عبد الله قال: سمعت إسماعيل بن جعفر بن سليمان يقول: حجّت أمّ جعفر، فبلغت [1] نفقتُها في ستين يومًا أربعة وخمسين ألف ألف [2] . وحكى الفضل بن مروان أنّ زُبَيدة قالت للمأمون عند دخوله بغداد: أُهنّئُكَ بخلافةٍ قد هنَّأتُ نفسي بها عنك. ولئِن فقدتُ ابنًا خليفةً لقد عُوِّضتُ ابنًا خليفةً لم ألِده. وما خسر من اعتاض مثلَك [3] . وقيل: كان في قصرها من الأموال والحَشَم والخَدَم والآلات ما يقصُر عنه الوصف. من جُملة ذلك مائة جارية كلٌّ منهنّ تحفظ القرآن. فكان يُسمع من قصرها كَدَوِيّ النَّحْلِ من القراءة [4] . ولم تزل زَين نساء العراق في أيام زَوْجها، وأيّام ولدها الأمين، وأيّام ابن زوجها المأمون، إلى أن تُوُفيّت سنة ستّ عشرة ومائتين [5] . 137- زُفَرُ بنُ عبد الله البصْريّ [6] . نزيل أَذَنَةَ. روى عن: حمّاد بن زيد، وجعفر بن سليمان.   [1] في الأصل «فبلغ» ، والتحرير من تاريخ بغداد. [2] تاريخ بغداد 14/ 433. [3] تاريخ بغداد 14/ 433، 434، وفيات الأعيان 2/ 316. [4] وفيات الأعيان 2/ 314. [5] تاريخ بغداد 14/ 434. [6] انظر عن (زفر بن عبد الله) في: الجرح والتعديل 3/ 609 رقم 2759. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 156 سمع منه: أبو حاتم الرازي سنة عشرين ومائتين [1] ، وعاش بعد ذلك قليلا. 138- زكريا بن عدي بن زريق [2] ، وقيل الصلت بدل زريق. أبو يحيى التيمي الكوفي، نزيل بغداد. أخو يوسف بن عدي نزيل مصر. كان أبوهما ذميا فأسلم. روى عن: شريك، وحمّاد بن زيد، وأبي الأَحْوَص، وابن المبارك، وعُبيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، ويزيد بن زُرَيع، وطبقتهم. وعنه: إسحاق بن راهوَيْه، والكَوْسَج، وحَجّاج بن الشّاعر، وعبْد بن حُمَيْد، والدَّارميّ، وأحمد بن عليّ البَربَهَاريّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ الدّمشقيّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ في غير «الصّحيح» ، وفي «الصّحيح» بواسطة، وآخرون. قال أحمد العِجْليّ [3] : كوفيّ ثقة، رجل صالح متقشّف.   [1] المصدر نفسه. [2] انظر عن (زكريّا بن عديّ) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 407، وتاريخ الدارميّ عن يحيى، رقم 178، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ 89 رقم 318، وطبقات خليفة 173، وتاريخ خليفة 474، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 424 رقم 1407، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 123، وتاريخ الثقات للعجلي 165 رقم 461، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 726 و 2/ 261 و 667 و 3/ 31 و 182، وتاريخ واسط لبحشل 121، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 3/ 600 رقم 2712، والثقات لابن حبّان 8/ 253، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 267، 268 رقم 364، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 227 رقم 488، وتاريخ بغداد 8/ 455 رقم 498، والسابق واللاحق 273، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 151، 152 رقم 594، وتهذيب الكمال 9/ 364- 368 رقم 1994، والعبر 1/ 362، والكاشف 1/ 252 رقم 1661، وتذكرة الحفاظ 1/ 395 رقم 396، والمعين في طبقات المحدّثين 74 رقم 773، والوافي بالوفيات 14/ 202 رقم 279، وتهذيب التهذيب 3/ 331 رقم 618، وتقريب التهذيب 1/ 261 رقم 54، وخلاصة تذهيب التهذيب 122، وشذرات الذهب 2/ 28. [3] في تاريخ الثقات 165 رقم 461. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 157 وقال المنذر بن شاذان: ما رأيت أحفظ من زكريّا بن عديّ. جاءه أحمد، وابن مَعِين وقالا: أخْرِجْ إلينا كتاب عُبَيد الله بن عَمرو. فقال: ما تصنعون به. خذوا حتى أُمْلِيَ عليكم كلَّه. وكان يحدِّث عن عدّة من أصحاب الأعمش فيميّز ألفاظهم [1] . وقال عبد الرحمن بن خِرَاش: ثقة، ورِع [2] . وقيل: إنّ زكريّا لما احتضر قال: اللَّهمّ إنّي إليك لَمُشْتاق. قال ابن سعْد [3] : تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى عشرة. وقال إسماعيل بن أبي الحارث وغيره: تُوُفيّ يوم الخميس ليومين مَضَيا من جُمَادَى الآخرة سنة اثنتي عشرة، رحمه الله، ببغداد [4] . وقال أبو عَوْف البُزُورِيّ: ما كتبت عن أحدٍ أفضل من زكريّا بن عديّ. وقال صاعقة: قدِم زكرّيا فكلّموا له من استعمله على ضيعة في الشهر بثلاثين درهمًا، فقدِم بعد شهر وقال: ليس أراني أعمل بقدر الأجرة [5] . واشتكت عينه فأتاه رجل بكُحْل فقال: أنت ممّن يسمع الحديث؟ قال: نعم. فأبى أن يأخذه [6] . قلت: لَا اعتبار بما قاله أبو نُعَيْم: ما لهُ وللحديث هو بالتَّوراة أعلم. قال ابن سعْد [7] : هو مِن موالي تَيْم الله، كان رجلًا صالحًا ثقة. 139- زكريّا بن عطّية البَحْرانيّ البصريّ [8] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 600. [2] تاريخ بغداد 8/ 456 وزاد «جليل» . [3] في طبقاته 6/ 407. [4] تاريخ بغداد 8/ 456. [5] تاريخ بغداد 8/ 456. [6] تاريخ بغداد 8/ 456. [7] القول في تاريخ بغداد 8/ 456. [8] انظر عن (زكريا بن عطية) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 158 عن: عثمان بن عطاء الخُراسانيّ، وسعد بن محمد الزُّهْريّ. وعنه: الحَسَن بن علي الحلوانيّ، ومحمد بن إبراهيم الرازيّ الفاميّ، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ. قال أبو حاتم [1] : مُنْكَر الحديث [2] . 140- زياد بن يونس الحضرميّ الإسكندرانيّ [3]- د. - أبو سلامة المقرئ. قرأ عَلَى: نافع بْن أَبِي نُعَيْم وروى عنه. وعنه: سليمان بن بلال، واللَّيث، ونافع بن عمر، وغيرهم. وعنه: أحمد بن عبد الرحمن الوَهْبيّ، ويونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن داود الإسكندرانيّ، وجماعة. وثقه أبو سَعِيد بْن يُونُس وقَالَ: كان طَلّابًا للعلم. تُوُفّي سنة إحدى عشرة، وكان يُسّمى سوسة العِلْم [4] . 141- زيد بن المبارك الصَّنْعانيّ اليمنيّ العابد [5]- د. -   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 424 رقم 1406، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 85 رقم 537، والجرح والتعديل 3/ 595 رقم 2707، والثقات لابن حبّان 8/ 252، والمغني في الضعفاء 1/ 239 رقم 2197، وميزان الاعتدال 2/ 74 رقم 2883، ولسان الميزان 2/ 482 رقم 1940. [1] في الجرح والتعديل 3/ 599. [2] وقال العقيلي: «لا يتابع عليه» . (الضعفاء الكبير 2/ 85) . وذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 252. [3] انظر عن (زياد بن يونس) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 193، والجرح والتعديل 3/ 549 رقم 2478، والولاة والقضاة للكندي 6 و 312 و 315 و 376، والثقات لابن حبّان 8/ 248، وتهذيب الكمال 9/ 525، 526 رقم 2074، والكاشف 1/ 262، 263 رقم 1730، وتهذيب التهذيب 3/ 389 رقم 711، وتقريب التهذيب 1/ 270 رقم 140، وخلاصة تذهيب التهذيب 126. [4] وزاد: «أحد الأثبات الثقات» . (تهذيب الكمال 9/ 526) . وذكره ابن حبّان في (الثقات 8/ 248) وقال: «مستقيم الحديث جدا» . [5] انظر عن (زيد بن المبارك) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 139 و 177 و 418 و 434 و 507 و 721 و 2/ 26 و 223 و 401 و 421 و 3/ 16 و 29 و 262، والجرح والتعديل 3/ 573 رقم 2596، والثقات لابن حبّان الجزء: 15 ¦ الصفحة: 159 نزيل الرملة. عن: رَبَاح بن زيد، ومحمد بن ثُور، وعبد الملك بن محمد، ويوسف بن زكرّيا الصَّنْعانّيين، وسُفْيان بن عُيَيْنَة. وعنه: جعفر بن مُسَافر، والرَّماديّ، وعبّاس بن عبد العظيم العَنْبريّ. وكان العنبريّ يُعظّمه ويُثْني عليه [1] . وقال أبو حاتم [2] : صدوق، قد أدركته. وقال عبّاس العَنْبريّ: كنّا نقول: أحمد بن حنبل بالعراق، وصَدَقة بن الفضل بخُراسان، وزيد بن المبارك بيمن [3] . 142- زينب بنت الأمير سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس العباسيّة [4] . وُلدت بالحُمَيْمة من أرض البَلْقاء في أواخر دولة بني أُميّة. وأدركت دولةَ بني العبّاس من أوّلها. وحدَّثت عن: أبيها. روى عنها: عاصم بن علي، وعبد الصمد بن موسى الهاشميّ، وأحمد بن الخليل البرْجلاني، وآخرون. وكان المأمون يحترمها، ويتأدَّب معها. وعاشت بِضْعًا وثمانين سنة. وإليها ينسب طراد الزّينبيّ وأهل بيته.   [ () ] 8/ 251، وتهذيب الكمال 10/ 104- 106 رقم 2126، والكاشف 1/ 268 رقم 1771، وتهذيب التهذيب 3/ 424، 425 رقم 776، وتقريب التهذيب 1/ 277 رقم 205، وخلاصة تذهيب التهذيب 129. [1] تهذيب الكمال 10/ 105. [2] الجرح والتعديل 3/ 573. [3] تهذيب الكمال 10/ 105 وليس فيه أسماء البلاد. وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «سكن الشام وكان من العبّاد» . [4] تقدّمت ترجمتها في الطبقة الماضية، من الجزء السابق، برقم (158) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 160 [حرف السين] 143- سُرَيْج بن مسلم الكوفيّ العابد [1] . يروي عن: الثَّوريّ، وغيره. وعنه: أبو حاتم وقال [2] : ثقة ومحمد بن خلف التَّيْميّ، وغيرهما. كنيته أبو عمرو [3] . 144- سريج بن النعمان بن مروان [4]- خ. ع. -   [1] انظر عن (سريج بن مسلم) في: الجرح والتعديل 4/ 305 رقم 1327، والثقات لابن حبّان 8/ 306. [2] الجرح والتعديل. [3] وقال أبو حاتم: «قد رأيته وسمعت منه وشهدت جنازته ورأيت أبا نعيم في جنازته يمشي وقد رفع ثيابه وأبدى حضنه» . وفي نسخة: «أبدى خفيه» . [4] انظر عن (سريج بن النعمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 341، والعلل لأحمد 1/ 156 و 189 و 251، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 205 رقم 2506، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 28، وتاريخ الثقات للعجلي 177 رقم 513، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 12، 13، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 149، وفيه (شريح) وهو تحريف، والجرح والتعديل 4/ 304 رقم 1326، والثقات لابن حبّان 8/ 306، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) 78 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 165 و 255، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 141 أ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 336 رقم 472، وتاريخ بغداد 9/ 217، 218 رقم 4794، والإكمال لابن ماكولا 4/ 271، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 199 رقم 743، والأنساب لابن السمعاني 3/ 354، والمعجم المشتمل لابن عساكر 125 رقم 356، والكامل في التاريخ 6/ 422، وتهذيب الكمال 10/ 218- 220 رقم 2190، والكاشف 1/ 275 رقم 1827، وميزان الاعتدال 2/ 116 رقم 3084، وسير أعلام النبلاء 10/ 219، 220 رقم 56، والمعين في طبقات المحدّثين 74 رقم 775، والوافي بالوفيات 15/ 142، 143 رقم 198، ومرآة الجنان 2/ 77، - الجزء: 15 ¦ الصفحة: 161 أبو الحسين. ويُقال أبو الحسن البغداديّ الجوهريّ اللّؤلؤيّ. عن: الحَمَّادَيْن، وفُلَيْح، وحَشْرَج بن نُبَاتَة، وعبد الله بن المؤمّل المخزوميّ، ونافع بن عمر، وأبي عوانة، وجماعة. وعنه: خ. والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن منيع، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وإبراهيم الحربيّ، ومحمد بن رافع، وأبو زُرْعة الرازيّ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وخلْق. وروى البخاريّ أيضًا عن رجل عنه. قال حنبل: تُوُفّي يوم الأضحى سنة سبع عشرة ومائتين [1] . 145- سَعْدان بن بِشْر المَوْصِليّ التّمّار [2] . عن: سُفْيان الثَّوريّ، وجماعة. وعنه: علي بن الحسين، والمَوَاصِلة. تُوُفيّ سنة سبْع عشرة. 146- سعد بن حفص [3] .   [ () ] وتهذيب التهذيب 3/ 457 رقم 856، وتقريب التهذيب 1/ 285 رقم 62، ومقدّمة فتح الباري 404، 405، وخلاصة تذهيب التهذيب 133. [1] وأرّخه ابن سعد في الطبقات، ووثّقه. وفي الثقات لابن حبّان 8/ 307: «مات سنة تسع وعشرين ومائتين» . ووثّقه العجليّ أيضا، وابن حبّان، وقال المفضّل بن غسان الغلّابي: عن يحيى بن معين: سريج بن النعمان ثقة، وسريج بن يونس أفضل منه. (تاريخ بغداد 9/ 218) وقال أبو عبيد الآجريّ، عن أبي داود: ثقة، حدّثنا عنه أحمد بن حنبل، غلط في أحاديث. (تاريخ بغداد 9/ 218) وقال النسائي: ليس به بأس. (تاريخ بغداد 9/ 218) وسئل أبو حاتم عنه، فقال: ثقة. (الجرح والتعديل 4/ 305) . [2] انظر عن (سعدان بن بشر) في: الكامل في التاريخ 6/ 422. [3] انظر عن (سعد بن حفص) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 55 رقم 1942، والجرح والتعديل 4/ 82 رقم 356، والثقات لابن حبّان 8/ 284، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 307 رقم 426، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 161 رقم 619، والمعجم المشتمل لابن عساكر 626 رقم 359، وتهذيب الكمال 10/ 260 رقم 2206، والكاشف 1/ 277 رقم 1843، وتهذيب التهذيب 3/ 468، وتقريب التهذيب 1/ 286 رقم 80، وخلاصة تذهيب التهذيب 134. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 162 أبو محمد الطَّلْحيّ الكوفيّ المعروف بالضَّخْم، مولى آل طلحة. روى عن: شَيبان فقط. وعنه: خ.، وحفص بن عُمر الرَّقّيّ سنجة، وعباس الدوري، وأبو محمد الدارمي، ومحمد بن يحيى الذهلي، وجماعة. قال مطين: كان ثقة، وتوفي سنة خمس عشرة [1] . 147- سعد بن شعبة بن الحجاج العتكي [2] . عن: أبيه، ويحيى بن يسار صاحب الحَسَن البصْريّ. وقال أبو حاتم [3] : صَدُوق. قلت: تُوُفّي سنة تسع عشرة [4] . 148- سَعْد بن عبد الحميد بن جعفر [5]- ن. ت. ق. - أبو معاذ الأنصاريّ الحكميّ المدنيّ. نزيل بغداد. سمع: مالكًا، وفُلَيْح بن سليمان، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد.   [1] تهذيب الكمال 10/ 260، وذكره ابن حبّان في الثقات. [2] انظر عن (سعد بن شعبة) في: التاريخ الكبير 4/ 58 رقم 1953، والجرح والتعديل 4/ 86 رقم 375، والثقات لابن حبّان 8/ 283، وميزان الاعتدال 2/ 122 رقم 3115، والوافي بالوفيات 15/ 180 رقم 244، ولسان الميزان 3/ 16، 17 رقم 60. [3] الجرح والتعديل، وزاد: ليس عنده عن أبيه كثير شيء. [4] وقال أبو حاتم الرازيّ: سمعت سعد بن شعبة يقول: كان أبي لا يدعني أكتب الحديث، وكان يقول لي: إن أحببت أن تكون شقيّا فاطلب الحديث. (الثقات لابن حبّان 8/ 383، 384) . [5] انظر عن (سعد بن عبد الحميد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 346، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 61 رقم 1964، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 104، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 123، وفيه (سعيد) ، والجرح والتعديل 4/ 92 رقم 402، والمجروحين لابن حبّان 1/ 357، وتاريخ بغداد 9/ 124- 126 رقم 4742، وتهذيب الكمال 10/ 285- 287 رقم 2218، وميزان الاعتدال 2/ 124 رقم 3119، والمغني في الضعفاء 1/ 255 رقم 2347، والكاشف 1/ 278، 279 رقم 1853، وتهذيب التهذيب 3/ 377، وتقريب التهذيب 1/ 288 رقم 94، وخلاصة تذهيب التهذيب 135. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 163 وعنه: عباس الدُّوريّ، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأحمد بن مُلاعب، وإبراهيم الحربيّ، وطائفة. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . 149- سَعيد بن أَوْس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد [3]- د. ت. -   [1] في تاريخ بغداد 9/ 126، وزاد: قد كتبت عنه. [2] وقال ابن حبّان: «كان ممن يروي المناكير عن المشاهير ممّن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى حسن التنكّب عن الاحتجاج به» . (المجروحون 1/ 357) . وقال مهنّى: سألت أحمد بن حنبل، وأبا خيثمة، ويحيى بن معين فقلت: أبو معاذ سعد بن عبد الحميد بن جعفر؟ فقالوا: هو ابن عبد الحميد بن جعفر المدني، فقلت: كيف هو؟ قالوا: كان هاهنا في ربض الأنصار يدّعي أنه سمع عرض كتب مالك بن أنس، وقال لي أحمد: والناس ينكرون عليه ذاك، هو هاهنا ببغداد لم يحجّ، فكيف سمع عرض مالك؟ وقال زكريا الساجي: «يتكلّمون في حديثه» . وقال صالح بن محمد: لا بأس به. وقال في موضع آخر: عبد الحميد بن جعفر سيّئ الحفظ، وذكر عن الثوري أنه رآه يفتي في مسائل ويخطئ فيها، فتكلّم فيه الثوري من أجل هذا، وسعد ابنه أثبت منه. (تاريخ بغداد 9/ 125 و 126) . [3] انظر عن (سعيد بن أوس) في: تاريخ خليفة 97، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 39، والمعارف 545، والمعرفة والتاريخ 3/ 311، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 180، وتاريخ الطبري 6/ 305 و 7/ 479، والجرح والتعديل 4/ 4، 5 رقم 12، والمجروحين لابن حبّان 1/ 342، والمثلّث للبطليوسي 1/ 324 و 371 و 2/ 63 و 84 و 175 و 209 و 289 و 324 و 405 و 418 و 420 و 448، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 8، والفهرست لابن النديم 81، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 146 رقم 429، وجمهرة أنساب العرب 373، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 204 ب، وتاريخ بغداد 9/ 77- 80 رقم 4660، ونزهة الألبّاء 173، ومعجم الأدباء 11/ 212- 217 رقم 64، والكامل في التاريخ 6/ 418، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 30 رقم 269، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 721، 722، ووفيات الأعيان 2/ 378، وتهذيب الكمال 10/ 330- 337 رقم 2239، والمختصر في أخبار البشر 2/ 30، والكاشف 1/ 281 رقم 1873، وميزان الاعتدال 2/ 126، 127 رقم 3141، وسير أعلام النبلاء 9/ 494- 496 رقم 186، والعبر 1/ 367، ومرآة الجنان 2/ 58، 59، والبداية والنهاية 10/ 269، 270، والوافي بالوفيات 15/ 200- 202 رقم 290، وغاية النهاية 1/ 305 رقم 1339، وتهذيب التهذيب 4/ 3- 5 رقم 7، وتقريب التهذيب 1/ 291 رقم 126، والنجوم الزاهرة 2/ 210، وبغية الوعاة 2/ 582، 283، رقم 1222، والمزهر 2/ 402، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 179 رقم 179، وخلاصة تذهيب التهذيب 136، وشذرات الذهب 2/ 34. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 164 أبو زيد الأنصاريّ النَّحْويّ الإمام، صاحب التصنيفات اللُّغَويّة والأدبيّة، وهو بكنيته أشهر. عن: ابن عَوْف، وعوف الأعرابيّ، ومحمد بن عَمْرو، وسليمان التَّيْميّ، وأبي عَمْرو بن العلاء، وسعيد بن أبي عَرْوبة، ورُؤْبة بن العجّاج، وعَمْرو بن عُبَيد شيخ المعتزلة، وطائفة. وعنه: خَلَف البزّار وقرأ عليه القرآن، وأبو عمر الْجَرّميّ صالح بن إسحاق، والعبّاس الرِّياشيّ، وأبو حاتم السجسْتانيّ، وأبو عُبيد القاسم، وأبو عثمان المازني، وعمر بن شبة، وأبو حاتم، والكُدَيْميّ، وأبو العَيْناء، ومحمد بن يحيى بن المنذر القزّاز، وأبو مسلم الكَجّيّ، وخلْق. قال ابن أبي حاتم [1] : سمعتُ أبي يُجمل القولَ فيه ويرفع شأنه، ويقول: هو صدوق. وقال صالح جَزرة: ثقة [2] . وقال غيره: أبو زيد الأنصاريّ، جدّ هذا، هو أحد الستّة الذين جمعوا القرآن فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومات في خلافة عمر بالبصرة. واسمه ثابت بن زيد بن قيس الخزرجيّ [3] . وعن أبي عثمان المازنيّ قال: كنّا عند أبي زيد، فجاء الأصمعيّ فأكبّ على رأسه وجلس وقال: هذا عالِمُنا ومعلّمنا منذ ثلاثين سنة. فنحن كذلك إذ جاء خَلَفُ الأحمر فأكبّ على رأسه وقال: هذا عالمنا ومعلّمنا منذ عشر سِنين [4] . وقال المازنيّ: سمعت أبا زيد يقول: وقفتُ على قصّاب فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمصفعان يا مضرطان!   [1] في الجرح والتعديل 4/ 5. [2] تاريخ بغداد 9/ 79. [3] تاريخ بغداد 9/ 77. [4] تاريخ بغداد 9/ 77، 78. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 165 فغطَّيتُ رأسي وفَرَرْت [1] . وذكر أبو سعيد السِّيرافيّ أنّ أبا زيد كان يقول: كلّ ما قال سِيَبوَيْه: أخبرني الثّقة، فأنا أخبرته [2] . ومات أبو زيد بعد سِيبَويْه بنيِّف وثلاثين سنة قال: ويقال إنّ الأصمعيّ كان يحفظ ثُلُث اللُّغَة، وكان أبو زيد يحفظ ثُلُثَيِ اللّغة، وكان الخليل يحفظ نصف اللُّغَة، وكان أبو مالك عَمْرو بن كركرة الأعرابيّ يحفظ اللُّغَة كلَّها. وقال المبرّد: كان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنَّحْو: أبو زيد، وأبو عُبْيدة، والأصمعيّ. وكان له حَلَقة بالبصْرة [3] . قال أبو موسى الزَّمِن، وأبو حاتم الرّياشيّ: مات سنة خمس عشرة. زاد أبو حاتم: وله ثلاث وتسعون سنة [4] . وعن أبي زيد قال: أردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخٍ لي: اكْتَرِ لنا. فنادي: يا معشر الملّاحون. فقلت: ويلك، ما تقول؟ قال: أنا مُغْرى بحُبّ النَّصْب [5] . 150- سعيد بن بُرَيْد التَّميميّ الصُّوفيّ العارف [6] . أبو عبد الله النّباجيّ [7] الزّاهد.   [1] تاريخ بغداد 9/ 78. [2] تهذيب الكمال 10/ 335. [3] تهذيب الكمال 10/ 336. [4] تاريخ بغداد 9/ 79، 80. [5] تاريخ بغداد 9/ 78. [6] انظر عن (سعيد بن بريد) في: الجرح والتعديل 4/ 8 رقم 26، وحلية الأولياء 9/ 310- 317 رقم 450 وفيه سعيد بن يزيد، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 121- 123، وفيه سعيد بن يزيد، والأنساب لابن السمعاني 12/ 28، واللباب 3/ 211، ونفحات الأنس 86، واللّمع 222، والكواكب الدّرّية 1/ 234، والتعرف 63 و 79 و 108 و 127، وكشف المحجوب 128، وطبقات الأولياء 225، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 26. [7] النّباجي: بكسر النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى النّباج، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 166 أخذ عن: الفضيل بن عِياض، وغيره. حكى عنه: أحمد بْن أبي الحواري، وعبد الله بْن خُبَيْق الأنطاكيّ، والوليد بن عُتْبة الدمشقيّ، وغيرهم. وكان عبدًا صالحًا، وعابدًا سائحًا. له أحوال وكرامات. قال ابن أبي الحواريّ: سمعته يقول: أصل العبادة عندي في ثلاث: لَا تَرُدّ من أحكامه شيئًا، ولا تسأل غيره حاجة، ولا تدّخر عنه شيئًا [1] . وقال أحمد بن أبي الحواريّ: سمعتُ أبا عبد الله النِّبَاجيّ يقول: تدري أيّ شيء قلت البارحة؟ قلت: قبيحٌ بعبدٍ ذليلٍ مثلي يُعْلِم عظيمًا مثلك. ما تعلم أنّك لو خيّرتني بين أن تكون الدّنيا كلّها لي أتنعَّم فيها حلالًا لَا أُسأل عنها غدًا، وبين أن تخرج نفسي السّاعة لاخْتَرْتُ الموت [2] . وقال ابن أبي الدُّنيا: ثنا داود بن محمد، سمع أبا عبد الله النِّباجيّ يقول: خمس خصالٍ بها يتمّ العمل: معرفة الله، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل للَّه، والعمل على السُّنّة، وأكْل الحلال. فإنْ فُقِدت واحدة لم يُرفع العمل. وذلك أنّك إذا عرفتَ الله ولم تعرف الحقّ لم تنتفع. وإذا عرفت الحقّ وعرفتَ الله ولم تُخْلِص لم تنتفع. وإذا عرفت الله والحقَّ وأخلصت ولم تكن على السُّنَّةِ لم تنتفع. وإن تمّت الأربع ولم يكن الأكل من الحلال لم تنتفع [3] . وقال أبو نُعَيم في «الحلْية» : سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف: سمعت أبي يقول: كان أبو عبد الله النِّباجيّ مُجاب الدَّعوة، له آيات وكرامات، بينا هو في بعض أسفاره على ناقة وفي الرفقة رجلٌ عائن قَلّ ما نظر إلى شيءٍ إلّا أتلفه. فقيل له: احفَظْ ناقتك من العائن. قال: ليس له إليها سبيل. فأُخبر العائن بقوله، فتحيّن غَيْبة النِّباجيّ وجاء فَعَانَ النّاقة،   [ (-) ] وهي قرية في بادية البصرة على النصف من طريق مكة، مثل فيد لأهل الكوفة. [1] حلية الأولياء 9/ 313، طبقات الأولياء لابن الملقّن 225. [2] حلية الأولياء 9/ 311. [3] حلية الأولياء 9/ 310. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 167 فاضطربت وسقطت. وأتى النِّباجيّ فرآها فقال: دُلُّوني عليه، فدلّوه. فأتاه فوقف عليه وقال: بسم الله، حبسٌ حابس، وشهابٌ قابس. رددت عين العائن عليه، وعلى أحبّ النّاس إليه، في كلوتيه رشيق، وفي ماله يليق، فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ 67: 3- 4 [1] . قال: فخرجت حَدَقَتَا العائن وقامت النّاقة لَا بأس بها [2] . 151- سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زَنْبر [3] . أبو عثمان الزَّنْبريّ المدنيّ، نزيل بغداد. سمع: مالكًا، وأبا شهاب الحنّاط. وعنه: البخاريّ في «الأدب» ، والرَّماديّ، وإبراهيم الحربيّ، والحسَن بن الصّبّاح البزّار، وأبو حاتم، والحارث التميميّ، وآخرون. قال ابن الصّبّاح: كان من خِيار الناس. وقال أبو حاتم [4] : يروي «الموطأ» ، وليس بالقويّ. قلت: تفرّد عن مالك بمناكير.   [1] سورة الملك، الآيتان 3 و 4. [2] حلية الأولياء 9/ 316، 317. [3] انظر عن (سعيد بن داود) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 470 رقم 1567، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 342، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 103، 104 رقم 569، والجرح والتعديل 4/ 18 رقم 74، والمجروحين لابن حبّان 1/ 325، وتاريخ بغداد 9/ 81- 84 رقم 4662، والسابق واللاحق 220، والمعجم المشتمل لابن عساكر 126 رقم 361، وتهذيب الكمال 10/ 417- 423 رقم 2264، والكاشف 1/ 285 رقم 1898، والمغني في الضعفاء 1/ 258 رقم 2375، وميزان الاعتدال 2/ 133، 134 رقم 3163، والوافي بالوفيات 15/ 218 رقم 302، وتهذيب التهذيب 4/ 24، 25 رقم 35، وتقريب التهذيب 1/ 294 رقم 154، وخلاصة تذهيب التهذيب 137. [4] قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: روى الموطّأ عن مالك، سألت ابن أبي أويس، فقال: قد لقي مالكا وكان أبوه وصّى مالك وأثنى على أبيه خيرا، فقلت لأبي: ما تقول أنت فيه؟ قال: ليس بالقويّ. قلت: هو أحبّ إليك أو عبد العزيز بن يحيى المديني الّذي قدم الريّ؟ فقال: ما أقرب بعضهم من بعض» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 168 قال يحيى بن مَعين: ما كان عندي بثقة [1] . وقال أبو زُرْعة: ضعيف [2] . وقال أحمد بن حنبل [3] : أخاف أن يكون قد خلّط على نفسه [4] . 152- سعيد بن الربيع [5] .   [1] تاريخ بغداد 9/ 82. [2] تاريخ بغداد 9/ 83. [3] تاريخ بغداد 9/ 83. [4] وذكره العقيلي في الضعفاء فنسبه «الزبيري» ويقال ابن أبي زنبر، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأبّار، قال: سألت عبد الله بن نافع الصائغ، فقلت: يا أبا محمد، زعم سعيد بن داود أن المهدي أمر مالك بن أنس حين أخرج «الموطّأ» يصير في صندوق حتى إذا كان أيام الموسم حمل الناس عليه، فأرسل به إلى العراق، فقيل لمالك بن أنس: انظر، فإن أهل العراق يستجمعون، فإن كان فيه شيء فافصله، فقرأه على أربعة أنفس أنا فيهم. فقال: كذب سعيد، أنا والله أجالس مالك بن أنس منذ ثلاثين سنة، أو خمس وثلاثين سنة بالغداة والعشيّ، وربما هجّرت، ما رأيته قرأه على إنسان قط. حدّثنا أحمد بن علي، قال: ذكرت لمجاهد بن موسى: سعيد بن داود الزبيري، فقال: لا يدري أي شيء يحدّث، قال سفيان، عن عمرو، عن نخالة يريد بجالة. (2/ 103، 104) . وقال ابن حبّان: «يروي عن مالك أشياء مقلوبة، قلب عليه صحيفة ورقاء عن أبي الزناد، فحدّث بها عن أبي الزناد، لا تحلّ كتابة حديثه إلّا على جهة الاعتبار» . (المجروحون 1/ 325) . وقال عبد الله بن علي بن المديني: سمعت أبي يقول: كتبت عن الزنبري أحاديث عن مالك من أخبار الناس، ولو كان رواها عن أبيه؟ قال أبي: ولقد حسبت سنّه فإذا هو قد كان رجلا، وكان أبوه أجود الناس منزلة من مالك، وضعّفه. قال الخطيب: قوله ولو كان رواها عن أبيه، يعني كان ذلك أقرب لحاله واحتملت روايته لها، فلما رواها عن مالك استعظم عليّ ذلك واستنكره. (تاريخ بغداد 9/ 82) . [5] انظر عن (سعيد بن الربيع) في: العلل لأحمد 1/ 109 و 249 و 391، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 471 رقم 1570، والتاريخ الصغير له 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 39، وتاريخ الثقات للعجلي 184 رقم 543، والجامع الصحيح للترمذي 5/ 388، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 218 و 436 و 580 و 595 و 2/ 516، و 641 و 642 و 3/ 21 و 206، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 180، والجرح والتعديل 4/ 20 رقم 83، والثقات لابن حبّان 8/ 265، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 285 رقم 389، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 240 رقم 512، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 204 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 165 رقم 628، والمعجم المشتمل لابن عساكر 126 رقم 362، وتهذيب الكمال 10/ 428- 430 رقم 2268، والكاشف 1/ 285 رقم 1901، وسير أعلام النبلاء 9/ 496، 497 رقم 187، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 169 أبو زيد، صاحب الهَرَويّ. شيخ بصري كان يبيع الثياب الهروية. روى عن: قُرَّةَ بن خالد، وشُعْبة، وعليّ بن المبارك، وغيرهم. وعنه: خ. وم. وت. ون بواسطة، وحَجّاج بن الشّاعر، وبُنْدار، وعبد بن حُمَيْد، وأبو قِلابة الرّقاشيّ، والكديميّ، والكُدَيْميّ، وجماعة. قَالَ أبو حاتم [1] : صدوق. تُوُفّي فِي ذي الحجة سنة إحدى عشرة [2] . وكان جدّهُ مكاتبًا لزُرارة بن أَوْفَى [3] . 153- سَعيد بن سلام العطّار [4] . أبو الحَسَن البصْريّ. عن: ثور بن يزيد، وزكرّيا بن إسحاق، وسُفيان الثَّوريّ. وعنه: أبو قِلابة الرَّقاشيّ، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكَجّيّ، وجماعة. قال أبو داود: ضعيف.   [ () ] والوافي بالوفيات 15/ 218 رقم 303، وتهذيب التهذيب 4/ 27 رقم 40، وتقريب التهذيب 1/ 295 رقم 159، وخلاصة تذهيب التهذيب 137. [1] الجرح والتعديل 4/ 20. [2] أرّخه البخاري في تاريخه الكبير، وتاريخه الصغير، ونقله ابن حبّان في الثقات 8/ 266. [3] تاريخ البخاري، وثقات ابن حبّان، والأسامي والكنى للحاكم، وفيه: «ويقال: لا بل هو مولى بهز بن حكيم القشيري» . وقال أحمد بن حنبل: شيخ ثقة لم أسمع منه شيئا، وهو بصريّ. وقال أبو حاتم: أبو زيد الهروي: صدوق. (الجرح والتعديل 4/ 20) . [4] انظر عن (سعيد بن سلام) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 481، 482 رقم 1610، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والضعفاء والمتروكين للنسائي 292 رقم 269، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 108، 109 رقم 580، والجرح والتعديل 4/ 31، 32 رقم 131، والمجروحين لابن حبّان 321، 322، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1239، 1240، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 101 رقم 269، والمغني في الضعفاء 1/ 260 رقم 2400، وميزان الاعتدال 2/ 141 رقم 3195، ولسان الميزان 3/ 31، 32 رقم 107. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 170 وقال الدَّارَقُطْنيّ [1] : متروك [2] . تُوُفّي سنة أربع عشرة. 154- سعيد بن شُرَحْبيل الكِنْديّ الكوفّي [3] . عن: اللَّيث، وابن لَهِيعَة، ويحيى بن العلاء الرازيّ، وجماعة. وعنه: خ. وس، ق عن رجل عنه، وأبو كُرَيْب، والقاسم بن زكريّا الكوفيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبة، ووالده، والحارث بن أبي أُسامة، وجماعة. قال مُطَيِّن: مات سنة اثنتي عشرة [4] . 155- سعيد بن عبد الله بن دينار.   [1] في الضعفاء والمتروكين 101 رقم 269. [2] وقال البخاري: «منكر الحديث» . وقال مسلم: «يتكلّمون فيه» ، وقال النسائي: «متروك الحديث» ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: سعيد بن سلام: بصريّ كذّاب، يحدّث عن الثوري. قال العقيلي: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل قال: سعيد بن سلام العطار يذكر بوضع الحديث عن سفيان وهشام بن سعد. ومن حديثه ما حدّثناه محمد بن خزيمة، قال: حدّثنا سعيد بن سلام العطار قال: حدّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان لها فإنّ كل ذي نعمة محسود» . لا يتابع عليه ولا يعرف إلّا به. (الضعفاء الكبير 2/ 108، 109) . وقال أحمد بن حنبل: «إني أضرب على حديث سعيد بن سلام» . وقال أبو حاتم: «سعيد بن سلام منكر الحديث جدا» . (الجرح والتعديل 4/ 32) . وقال ابن حبّان: «روى عنه العراقيون منكر الحديث، ينفرد عن الأثبات بما لا أصل له» . وقال ابن عديّ: «يتبيّن على حديثه ورواياته الضعف» . [3] انظر عن (سعيد بن شرحبيل) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 411، والتاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 483 رقم 1615، والجرح والتعديل 4/ 33 رقم 139، والثقات لابن حبّان 8/ 264، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 286 رقم 391، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 173 رقم 654، والمعجم المشتمل لابن عساكر 127 رقم 365، وتهذيب الكمال 10/ 499، 500 رقم 2297، والكاشف 1/ 288 رقم 1926، وتهذيب التهذيب 4/ 48 رقم 76، وتقريب التهذيب 1/ 298 رقم 194، وخلاصة تذهيب التهذيب 139. [4] المعجم المشتمل 127، وقد ذكره ابن حبّان في الثقات، ولم يتعرّضوا له بجرح. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 171 أبو رَوْح البصْريّ التِّمّار. نزيل دمشق. عن: الربيع بن صُبيح، وعبد الواحد بن زيد. وعنه: سَلَمَةُ بن شَبِيب، وعبّاس التُّرقُفيّ، وجماعة. 156- سعيد بن عيسى بن تَلِيد الرُّعَيْنِيُّ [1] . مولاهم المصريّ. وقد يُنسب إلى جَدّه. سمع: المفضل بن فَضَالَةَ، وعبد الله بن وهْب، وابن القاسم، وزين بن شُعيب، ورشْدين بن سعْد، وابن عُيَيْنَة، وجماعة. وعنه: خ.، ون. عن رجل عنه، وابن أخيه المِقْدام بن داود بن عيسى، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة. وثَّقة أبو حاتم [2] . وتوفّي في ذي الحجّة سنة تسع عشرة [3] وكان كاتبًا لغيرِ واحد من قُضاة مصر. 157- سعيد بن مسعدة [4] .   [1] انظر عن (سعيد بن عيسى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 3/ 461 رقم 1531 (سعيد بن تليد) ، والجرح والتعديل 4/ 51، 52 رقم 223، والثقات لابن حبّان 8/ 261، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 281 رقم 384، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 173، والمعجم المشتمل لابن القيسراني 128 رقم 370، وتهذيب الكمال 11/ 29، 30 رقم 2339، والكاشف 1/ 294 رقم 1962، وتهذيب التهذيب 4/ 71 رقم 123، وتقريب التهذيب 1/ 303 رقم 239، وخلاصة تذهيب التهذيب 141. [2] الجرح والتعديل 4/ 52، وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يروي المقاطيع» . [3] أرّخه ابن يونس. (تهذيب الكمال 11/ 30) . [4] انظر عن (سعيد بن مسعدة الأخفش) في: البيان والتبيين 4/ 141، والمعارف لابن قتيبة 545 و 546، ومراتب النحويين 109، وطبقات النحويين للزبيدي 45، 46، وأخبار النحويين البصريين 50، 51، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 143 و 287 و 2/ 341، وعيون الأخبار 1/ 247 و 2/ 35 و 304، والزاهر للأنباري 1/ 142 و 315 و 482 و 2/ 90 و 354، والعقد الفريد 3/ 302، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 2/ 31 و 190 و 441، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 344 و 398، والجليس الصالح 1/ 355 (وفيه: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 172 أبو الحسن البصْريّ، مولى بني مُجَاشِع. ويُعرف بالأخفش النَّحْويّ. أحد الأعلام. أخذ عن: الخليل، ولزم سِيبَوَيْه حتى بَرع. وكان أسنّ من سيبويْه [1] . قال أبو حاتم السجسْتانيّ: كان الأخفش رجل سَوْء قَدَريًّا. كتابه في المعاني صُوَيْلح إلّا أنّ فيه أشياء في القَدَر [2] . وقال أبو عثمان المازنيّ: كان الأخفش أعلم النّاس بالكلام وأصدقهم بالْجَدَل [3] . قلت: كان المازنّي من تلامذة الأخفش. وروى ثعلب، عن سَلَمة، عن الأخفش قال: جاءنا الكِسائيّ إلى البصرة، فسألني أن أقرأ عليه كتاب سِيبَوَيْه ففعلت، فوجّه إليّ خمسين دينارًا. قال سَلَمَةُ: وكان الأخفش يُعلِّم ولد الكِسائيّ [4] . وكان ثعلب يفضِّل الأخفش، ويقول: كان أوسع النّاس علما، وله كتب   [ () ] محمد بن مسعدة) وهو وهم، والفرق بين الفرق للبغدادي 316 و 365، وثمار القلوب 407 و 486 و 502، وربيع الأبرار 4/ 395، وإنباه الرواة 2/ 36 رقم 270، ونزهة الألباء لابن الأنباري 43 و 57 و 69 و 84 و 90 و 106 و 107- 109 و 114 و 133 و 146 و 302، ومعجم ما استعجم للكبري 92 و 140 و 145 و 174 و 177 و 225 و 323 و 357 و 392 و 421 و 484 و 548 و 553 و 647 و 648 و 771 و 816 و 894 و 898 و 983 و 986 و 990 و 1082 و 1089 و 1112 و 1129 و 1231 و 1268 و 1313، ومعجم الأدباء 11/ 224- 230 رقم 70، ونور القبس 97، ونزهة الظرفاء 63، والشوارد في اللغة 359، وبدائع البدائه للأزدي 148، والفهرست لابن النديم 58، ووفيات الأعيان 2/ 380، 381 و 3/ 301 و 5/ 304، والمختصر في أخبار البشر 2/ 29، وسير أعلام النبلاء 10/ 206- 208 رقم 48، ومرآة الجنان 2/ 61، 62، وتخليص الشواهد للأنصاريّ 179 و 182 و 336، والوافي بالوفيات 16/ 258- 260 رقم 366، والبداية والنهاية 10/ 293، وروضات الجنات للخوانساري 313، 314، وبغية الوعاة 1/ 590، 591 رقم 1244، والمزهر للسيوطي 2/ 405 و 419، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 158، 159، وشذرات الذهب 2/ 36. [1] معجم الأدباء 11/ 225. [2] إنباه الرواة 2/ 36. [3] إنباه الرواة 2/ 36. [4] إنباه الرواة 2/ 37. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 173 كثيرة في النَّحْو والعَرُوض [1] . وعن الأخفش قال: أتيت بغداد ووافَيْت مسجدَ الكِسائيّ، فإذا بين يديه الفَرّاء، والأحمر، وابن سَعْدان، وغيرهم. فسألته عن مائة مسألة، فأجاب بجوابات خطّأْته في جميعها. فهمّ أصحابه بالوُثُوب عليّ فمنعهم وقال: باللَّه أنت أبو الحسن سعيد بن مَسْعَدَة؟ قلت: نعم. فقام إليّ وعانقني وأجلسني إلى جانبه، ثم قال: أحبّ أن يتأدّب أولادي بك. فأجَبْتُهُ. ثم فيما بعد سألني أن أؤلّف له كتابًا في معاني القرآن [2] . قال محمد بن إسحاق [3] : تُوُفّي الأخفش سنة إحدى عشرة [4] . وقال غيْره: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة. وقيل: سنة خمس عشرة ومائتين [5] . وله عدّة مصنّفات. 158- سعيد بن المغيرة [6]- ن. - أبو عثمان المصّيصيّ الصّيّاد. عن: أبي إسحاق الفَزَاريّ، وابن المبارك، ومُعْتَمِر بن سليمان. وعنه: الدَّارميّ، وأبو حاتم، وعبد الكريم الدَّيْرعَاقُوليّ، وإبراهيم بن دِيزيل، ومحمد بن سُليمان الكوفيّ، وجماعة. وكان صالحًا فاضلًا كبير القدر.   [1] انظر: الفهرست لابن النديم 58، وإنباه الرواة 2/ 37. [2] معجم الأدباء 11/ 227- 229. [3] في الفهرست 58. [4] ووقع في معجم الأدباء 11/ 230 «وقيل سنة إحدى وعشرين» . [5] إنباه الرواة 2/ 38، معجم الأدباء 11/ 228. [6] انظر عن (سعيد بن المغيرة) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 28، والجرح والتعديل 4/ 67، 68 رقم 283، والثقات لابن حبّان 8/ 266، وتهذيب الكمال 11/ 75، 76 رقم 2359، والكاشف 1/ 296 رقم 1980، وتهذيب التهذيب 4/ 88 رقم 146، وتقريب التهذيب 1/ 306 رقم 261، وخلاصة تذهيب التهذيب 143. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 174 قال أبو حاتم [1] : حسْبُك به فضلًا أنّه ابتدأ قراءة كتاب السِّيَر فرأيت أهل المِصِّيصة قد غلَّقوا حوانيتهم وحضروا مجلسه. قلت: وثّقه أبو حاتم، وغيره [2] . 159- سعيد بن هاشم بن صالح. أبو عمر المخزوميّ، مولاهم المصريّ الفقيه الفيُّوميّ. كان من أصحاب مالك. تُوُفّي بالفَيُّوم سنة أربع عشرة. 160- سُفيان بن زياد البغداديّ المخرّميّ الرصافّي [3] . عن: عيسى بن يونس، وعبد الله بن ضِرار، وغيرهما. وعنه: عبّاس الدُّوريّ، ومحمد بْن عُبَيد اللَّه بْن المنادي، وتَمْتَام، وغيرهم. قال الخطيب [4] : وكان ثقة. 161- السَّكَنُ بنُ سليمان الأزْديّ البصْريّ [5] . عن: سَلْم بن زَرِير. وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ. تُوُفّي سنة عشرين.   [1] الجرح والتعديل 4/ 68. [2] وذكره ابن حِبّان فِي الثّقات وقال: «ربّما أغرب» (8/ 266) . [3] انظر عن (سفيان بن زياد) في: تاريخ بغداد 9/ 184، 185 رقم 4765، والمعجم المشتمل لابن عساكر 131 رقم 381، وتهذيب الكمال 11/ 149- 153 رقم 2405 (ذكره تمييزا) ، وميزان الاعتدال 2/ 168 رقم 3313، وتهذيب التهذيب 4/ 111 رقم 197، وتقريب التهذيب 1/ 311 رقم 310، وخلاصة تذهيب التهذيب 145. [4] في تاريخ بغداد 9/ 184. [5] انظر عن (السكن بن سليمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 181، 182 رقم 2415، والجرح والتعديل 4/ 288 رقم 1244، والثقات لابن حبّان 8/ 306. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 175 162- سلامة بن بِشْر [1] . أبو كلثم العُذْريّ الدّمشقيّ. عن: يزيد بن السّمط، وصدقة بن عبد الله السَّمين، والحسن بن يحيى الخشَنيّ. وعنه: أبو إسحاق الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن أبي الحواريّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد، وأبو حاتم، وجماعة. قال أبو حاتم [2] : صدوق [3] . 163- سلام بن سليمان بن سَوّار المدائنيّ [4]- ق. - أبو العبّاس الثّقفيّ الضّرير، نزيل دمشق. سمع بإفادة عمّه شَبَابة من: أبى عَمرو بن العلاء، وابن أبي ذئب، وعيسى بن طَهْمان، وشُعْبة، وغيرهم. وعنه: أحمد بن الأزهر، وعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وعبد الله بن رَوْح، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعليّ بن محمد الجكّانيّ، وهارون الأخفش الدّمشقيّ. قال أبو حاتم [5] : ليس بالقويّ. ووثّقه غيره.   [1] انظر عن (سلامة بن بشر) في: الكنى والأسماء للدولابي 2/ 98، والجرح والتعديل 4/ 302 رقم 1312، والثقات لابن حبّان 8/ 301. [2] الجرح والتعديل 4/ 302. [3] وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يغرب» . [4] انظر عن (سلام بن سليمان) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 161 رقم 668، والجرح والتعديل 4/ 259 رقم 1120، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 100 رقم 265، والمجروحين لابن حبّان 1/ 342، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1156- 1159، والمغني في الضعفاء 1/ 270 رقم 2498 و 2499، وميزان الاعتدال 2/ 178، 179 رقم 3346 و 3347. [5] الجرح والتعديل 4/ 259. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 176 وقال ابن عديّ [1] : مُنْكَر الحديث [2] . تُوُفّي بدمشق في حدود العشرين. 164- سَلْمُ بنُ إبراهيم البصْريّ [3]- د. ق. - أبو محمد الورّاق. عن: عِكْرمة بن عمّار، وشُعْبة، ومُبارك بن فَضَالَةَ، وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن عبد الله بن الْجُنَيْد، وأحمد بن صالح الوزّان، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وتَمْتَام، وآخرون. قال أبو حاتم [4] : شيخ. وضعْفه ابن مَعِين [5] . 165- سَلْم بن ميمون الخوّاص الزّاهد [6] .   [1] في الكامل 3/ 1156. [2] وقال العقيلي: «في حديثه عن الثقات مناكير» . (الضعفاء الكبير 2/ 161) . وقال ابن حبّان: «سلام بن سليمان شيخ يروي عن أبي عمرو بن العلاء أشياء لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد» . (المجروحون 1/ 342) . [3] انظر عن (سلم بن إبراهيم) في: الجرح والتعديل 4/ 269 رقم 1159، وفيه (سلم بن محمد الورّاق) ، والثقات لابن حبّان 6/ 420 و 8/ 297، وتاريخ بغداد 9/ 145 رقم 4756، وتهذيب الكمال 11/ 212، 213 رقم 2424، والمغني في الضعفاء 1/ 272 رقم 2516، والكاشف 1/ 302 رقم 2027، وميزان الاعتدال 2/ 184 رقم 3366، وتهذيب التهذيب 4/ 127 رقم 216، وتقريب التهذيب 1/ 313 رقم 329، ولسان الميزان 3/ 65 رقم 240 (سلم بن محمد الوراق) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 146. [4] الجرح والتعديل 4/ 269. [5] لم يرضه وتكلّم فيه. (الجرح والتعديل 4/ 269) ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» في موضعين. وقال ابن معين أيضا: سلم الورّاق كذّاب. (تاريخ بغداد 9/ 145) . [6] انظر عن (سلم بن ميمون) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 165، 166 رقم 679، والجرح والتعديل 4/ 267 رقم 1150، والمجروحين لابن حبّان 345، وحلية الأولياء 8/ 277- 281 رقم 408 (سالم بن ميمون) ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1174، 1175 وفيه (سلم بن منصور) ، وصفوة الصفوة لابن الجوزي 4/ 274، 275 رقم 799، والمغني في الضعفاء 1/ 274 رقم 2526، وميزان الاعتدال 2/ 186، 187 رقم 3381، والوافي بالوفيات 15/ 300 رقم 420، ولسان الميزان 3/ 66 رقم 243. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 177 رازيّ الأصل. سكن الرملة. وروى عن: مالك، وأبي خالد الأحمر، وجماعة. وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وعَمْرو بن أسلم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بن عَوُف الحمصيّ، وغيرهم. قال إسماعيل بن مسلم بن قَعْنَب: رأيتُ كأنّ القيامة قد قامت، وكأنّ مُناديًا ينادي: ألا لِيَقُم السّابقون. فقام سُفيان الثَّوريّ. ثم نادى: ألا لِيَقُم السّابقون. فقام سَلْم الخَوَّاص. ثم نادى الثالثة فقام إبراهيم بن أدهم [1] . وقال سَلْم الخوّاص: النّاس ثلاثة أصناف: صنف شبه الملائكة، وصنف شبه البهائم، وصنف شبه الشياطين [2] . قال أبو حاتم [3] : أدركته وكان مُرْجِئًا لا يُكتَب حديثه. وقد تقدم سليمان الخوّاص. وعاش ابن ميمون هذا إلى بعد ثلاث عشرة ومائتين [4] . 166- سَلَمَةُ بن بشير النّيسابوريّ [5] .   [1] حلية الأولياء 8/ 278، صفة الصفوة 4/ 274. [2] حلية الأولياء 8/ 278. [3] الموجود في الجرح والتعديل 4/ 267، 268 غير هنا، قال: «أدركت سلم بن ميمون الخواص ولم أكتب عنه، روى عن أبي خالد الأحمر حديثا منكرا شبه الموضوع» . [4] وقال محمد بن عوف الحمصي: كان سلم بن ميمون الخواص دفن كتبه وكان يحدّث من حفظه فيغلط. (الجرح والتعديل 4/ 267) . وقال ابن حبّان: «من عبّاد أهل الشام وقرّائهم ممّن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث واتقائه، فربّما ذكر الشيء بعد الشيء ويقلبه توهّما لا تعمّدا فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات» . (المجروحون 1/ 345) . وقال ابن عديّ: «روى عن جماعة ثقات لا يتابعه الثقات عليه: أسانيدها ومتونها ... وله غير ما ذكرت أحاديث مقلوبة مقلوب الإسناد والمتن، وهو في عداد المتصوّفة الكبار، وليس الحديث من عمله، ولعلّه كان يقصد أن يصيب فيخطئ في الإسناد والمتن لأنه لم يكن في عمله» . (الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1174، 1175) . [5] انظر عن (سلمة بن بشير) في: الجرح والتعديل 4/ 157 رقم 695. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 178 عن: هشيم، وابن أبي حازم، وطبقتهما. وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم. قيل إنه روى بالرّيّ أربعين ألف حديث سنة إحدى عشرة وبعدها [1] . 167- سَلَمَةُ بن داود العُرضيّ [2] . عن: أبي المَلِيح الرَّقّيّ، وإسماعيل بن عيّاش. وعنه: صالح بن بِشْر الطَّبرانيّ، وأبو حاتم الرازيّ وقال [3] : ثقة. 168- سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ [4] . الطَّلْحيّ الكوفيّ. أبو أيّوب. له عن آبائه نسخة نحو بضعٍ وعشرين حديثًا أورد منها ابن عديّ [5] عدة أحاديث مُنْكَرَة [6] . روى عنه: الفضل بن سُخَيت، وأحمد بن منصُور الرماديّ، ومحمد بن عَمْرو بن تمّام المصريّ، وغيرهم. 169- سليمان بن بُرْد بن نَجِيح [7] .   [1] وقال سلمة بن بشير بعد هذا: «فهل يتهيّأ لأحد أن يعتب عليّ شيئا» . (الجرح والتعديل 4/ 157) . [2] انظر عن (سلمة بن داود) في: الجرح والتعديل 4/ 160 رقم 704، والأنساب 8/ 430. و «العرضي» : بضم العين وسكون الراء. نسبة إلى عرض، ناحية بين الفرات وحلب. [3] في الجرح والتعديل 4/ 160 وزاد: صالح الحديث. [4] انظر عن (سليمان بن أيوب الطلحي) في: الجرح والتعديل 4/ 101 رقم 453، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1132، 1133، وتاريخ جرجان للسهمي 76، والمغني في الضعفاء 1/ 277 رقم 2561، وميزان الاعتدال 2/ 197 رقم 3428، ولسان الميزان 3/ 77، 78 رقم 281. [5] في الكامل 3/ 1132، 1133. [6] وقد وثّقه الفضل بن سكين السندي. (الكامل 3/ 1132) . [7] انظر عن (سليمان بن برد) في: الولاة والقضاة للكندي 436. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 179 أبو الربيع التُّجَيْبيّ، مولاهم المصريّ الفقيه، أحد الأئمة. عن: مالك، واللَّيث، والدَّرَاوَرْديّ، وطبقتهم. قال مِقْدام بن داود: ما رأيتُ أحدًا كان أعلم بالقضاء وآلته منه [1] . روى عنه: مِقْدام، ومالك بن عبد الله بن سيف. مات في [ذي] الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين. 170- سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي [2] . حدث عن: العلاء بن كثير، والقاسم بن الوليد الهمْداني. وعنه: محمد بن قدامة المصيصي، ومحمد بن الصباح، ومحمد بن أبي العوام. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ. 171- سليمان بن داود بن دَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاس [3] . أبو أيوب، وأبو داود الهاشمي العباسي الأمير. كان شريفا جليلا، عالما ثقة سريّا.   [1] المصدر نفسه. [2] تقدّمت ترجمته في الطبقة السابقة، انظر الرقم (179) من الجزء السابق. [3] انظر عن (سليمان بن داود) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 343، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 10 رقم 1789، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 6، وتاريخ الثقات للعجلي 201 رقم 608، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 102، والجرح والتعديل 4/ 113 رقم 492، والثقات لابن حبّان 8/ 277، والعيون والحدائق 3/ 382، وجمهرة أنساب العرب 34، 35، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 30 أ، وتاريخ بغداد 9/ 31، 32 رقم 4620، والكامل في التاريخ 6/ 454، وتهذيب الكمال 11/ 410- 413 رقم 2509، والعبر 1/ 376، والكاشف 1/ 313 رقم 2104، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 139، ومرآة الجنان 2/ 79، والبداية والنهاية 10/ 282، والوافي بالوفيات 15/ 389 رقم 531، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 313 رقم 1377، وتهذيب التهذيب 4/ 187، 188 رقم 318، وتقريب التهذيب 1/ 323 رقم 430، وخلاصة تذهيب التهذيب 151، وشذرات الذهب 2/ 45. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 180 بلغنا عن أحمد بن حنبل أنّه قال: كان يَصْلُح للخلافة [1] . سمع: عبد الرحمن بن أبي الزِّناد، وإسماعيل بن جعفر، وإبراهيم بن سعْد، وعَبْثَر بن القاسم، وسُفيان بن عُيَيْنَة، وجماعة. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم الحربيّ، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وغيرهم. قال الزَّعْفرانيّ، قال لي الشافعيّ: ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشميّ [2] . وقال النَّسائيّ [3] وغيره: ثقة. وعن ابن وَارَةَ: سُمع سليمان بن داود يقول: ربما أتحدّث بحديثٍ واحد ولي نيّة، فإذا أتيت على بعضه تغيّرت نيّتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيّات [4] . وقال ابن سعْد [5] ، وأحمد بن زُهير [6] : مات سنة تسع عشرة [7] . 172- سُليمان بن عبيد الله الأنصاريّ الرّقّيّ [8]- ن. ق. - أبو أيّوب الحطّاب.   [1] تاريخ بغداد 9/ 31. [2] تاريخ بغداد 9/ 31. [3] تاريخ بغداد 9/ 32. [4] تاريخ بغداد 9/ 321. [5] في الطبقات 7/ 343. [6] تاريخ بغداد 9/ 32. [7] وثّقه أبو حاتم، والعجليّ، وابن حبّان، وقيل مات سنة 220. (تاريخ بغداد 9/ 32) . [8] انظر عن (سليمان بن عبيد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 25 رقم 1843، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 6، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 131 رقم 617، والجرح والتعديل 4/ 127 رقم 551، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 30 ب، وتهذيب الكمال 12/ 36، 37 رقم 2547، والمغني في الضعفاء 1/ 281 رقم 2604، والكاشف 1/ 318 رقم 2135، وميزان الاعتدال 2/ 214 رقم 3488، وتهذيب التهذيب 4/ 209، 210 رقم 357، وتقريب التهذيب 1/ 328 رقم 470، وخلاصة تذهيب التهذيب 153. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 181 سمع: عُبيد الله بن عَمْرو الرّقّيّ، وبقيّة بن الوليد. وعنه: أبو أُميّة الطَّرَسُوسّي، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو حاتم الرازيّ، وحفص بن عمر سنجة، وطائفة. قال النَّسائيّ: ليس بالقويّ [1] . 173- سليمان بن عثمان [2] . أبو داود الكلابّي البصْريّ العطّار. عن: القاسم بن الفضل الحدّانيّ، وحزم بن أبي حزم. وعنه: أَسيد بن عاصم. قال أبو حاتم: شيخ. 174- سليمان بن كَرَان [3] . سمع: مُبَارك بن فَضَالَةَ، وعمر بن عبد الرحمن الأبّار. وعنه: محمد بن مرزوق، ومحمد بن زكرّيا الأصبهانيّ. تُوُفي سنة ثمان عشرة وهو طُفَاويّ. لَيَّنَهُ ابن عديّ [4] ، وغيره [5] .   [1] تهذيب الكمال 12/ 37، وكذا قال مسلم في (الكنى والأسماء) ورقة 6، وقال العقيلي: «لا يتابع عليه» ، وقال ابن معين: ليس بشيء. (الضعفاء الكبير 2/ 131) ، وسمع منه أبو حاتم بالكوفة وهو يريد مكة سنة خمس عشرة ومائتين وروى عنه، وقال: ما رأينا إلّا خيرا، صدوق. (الجرح والتعديل 4/ 127) . [2] انظر عن (سليمان بن عثمان) في: الجرح والتعديل 4/ 131 رقم 571. [3] انظر عن (سليمان بن كران) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 138، 139 رقم 628 وفيه (سليمان بن كرّاز) ، والجرح والتعديل 4/ 138 رقم 604، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1138، والإكمال لابن ماكولا 7/ 172، وميزان الاعتدال 2/ 221 رقم 3501، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 545، ولسان الميزان 3/ 101، 102 رقم 338. [4] روى ابن عديّ من طريقه حديثين هما: «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه» و «زر غبّا تزدد حبّا» . وقال: سليمان بن كران يعرف بهذين الحديثين، وإن كان يروي غيرهما. والحديث الأول عن عمر بن صهبان، يحتمل لأن عمر ضعيف. والحديث الثاني لا يحتمل عن مبارك بن فضالة، لأن مبارك لا بأس به. (الكامل 3/ 1138) . [5] وقال العقيلي: «الغالب على حديثه الوهم» . (الضعفاء الكبير 2/ 138) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 182 وآخر من روى عنه: محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد. وهو ابن كران [1] براء مُخَفّفة. قيّده عبد الحقّ في أحكامه في «السّؤال» . 175- سليمان بن النُّعمان الشَّيْبانيّ البصْريّ [2] . عن: همّام بن يحيى، ويحيى بن العلاء. وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم. وقال أبو حاتم [3] : شيخ. 176- سليمان بن أبي هَوْذة [4] . عن: حماد بن سَلَمَةَ، وأبي هلال، وعَمْرو بن أبي قيس، وجماعة. وعنه: عيسى بن أبي فاطمة، ومُقاتل بن محمد، وسليمان بن داود القزّاز. قال أبو زرعة: صدوق [5] .   [1] وبعضهم ضبطه «كرّاز» براء مثقلة وزاي كما جاء في (الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 138) وقال ناشره الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي: في النسخ الثلاثة المخطوطة التي بين يديّ «كرّاز» (الحاشية 318) . وقال ابن حجر: «وقال عبد الحق في السؤال من أحكامه الكبرى: هو ابن كران براء مخفّفة ونون، قال: وهو بصريّ لا بأس به. قلت: وكذا هو عندي بالنون في الضعفاء للعقيليّ وهي نسخة عتيقة وبعضهم ضبطه كرّاز براء مثقلة وزاي. قال أبو الحسن بن القطّان ذلك وصوّبه، فاللَّه أعلم» . (لسان الميزان 3/ 101) وقد ضبطه ابن ماكولا: «كرّاز» بفتح الكاف وبعدها راء مشدّدة وآخره زاي. (الإكمال 7/ 172) وكذا قيّده المؤلّف الذهبي في «المشتبه» بالراء المشدّدة والزاي، فهو يخالف قوله هنا!. [2] انظر عن (سليمان بن النعمان) في: الجرح والتعديل 4/ 147 رقم 634، والثقات لابن حبّان 8/ 276. [3] في الجرح والتعديل 4/ 147، وذكره ابن حبّان في الثقات. [4] انظر عن (سليمان بن أبي هوذة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 41 رقم 1900، والجرح والتعديل 4/ 148 رقم 640، وتاريخ جرجان للسهمي 171 و 239 و 251. [5] الجرح والتعديل 4/ 148. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 183 177- سليمان بن محمد الأسلمّي اليساريّ [1] . ابن عم مُطَرَّف بن عبد الله. سكن الجار، وحدّث عن: ابن أبي ذئب، ومالك، ونافع القارئ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وجماعة. روى عنه: أبو حاتم. وقال [2] : صدوق. 178- سهل بن عامر البَجَليّ [3] . عن: مالك بن مِغْوَلٍ، وفُضَيْل بن مرزوق، وإسرائيل. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شَيْبة، والحَسَن بن عليّ بن عفان، وجماعة. قال أبو حاتم [4] : أدركته بالكوفة. كان يفتعل الحديث [5] . 179- سهل بن محمود [6] . أبو السَّرِيّ. حدّث ببغداد عن: سُفْيان بن عُيَيْنَة، وأبي بَكْر بْن عَيَّاش. وعنه: محمد بْن أحمد بن السّكَن، وعبّاس الدُّوريّ. وكان صالحا ناسكا ثقة.   [1] انظر عن (سليمان بن محمد) في: الجرح والتعديل 4/ 140 رقم 612. [2] في الجرح والتعديل. [3] انظر عن (سهل بن عامر) في: المعرفة والتاريخ 3/ 132، والجرح والتعديل 4/ 202 رقم 873، والثقات لابن حبّان 8/ 290، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 3/ 1279، 1280، وميزان الاعتدال 2/ 239 رقم 3583، والمغني في الضعفاء 1/ 287، ولسان الميزان 3/ 119، 120 رقم 413. [4] في الجرح والتعديل 4/ 202. [5] وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: «مُنْكَرُ الْحَدِيثِ» . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: «ولسهل أحاديث عن مالك بن مغول خاصة وعن غيره ليست بالكثيرة وأرجو أنه لا يستحقّ ولا يستوجب تصريح كذبه» . (الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 1279، 1280) . [6] انظر عن (سهل بن محمود) في: تاريخ بغداد 9/ 115، 116 رقم 4724. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 184 تُوُفّي كهلًا في سنة خمس عشرة. قال يعقوب بن شَيْبة: كان أحد أصحاب الحديث، وأحد النُّسّاك [1] . 180- سَوَّار بن عُمارة [2] . أبو عُمَارة الرَّمْليّ. عن: رجاء بن أبي سَلَمَةَ، والسَّريّ بن يحيى بن عُيَيْنَة. وعنه: أبو عُمَير عيسى بن محمد، وموسى بن سهل، ومحمد بن خلف العسقلانيّ، وزياد بن أيّوب، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ. قال أبو حاتم [3] : أدركته ولم أسمع منه، وهو صدوق. تُوُفّي سنة أربع أو خمس عشرة [4] . 181- سُورةُ بن زُهير [5] . أبو السَّرِيّ الخُراسانيّ. روى عن: مِسْعَر بن كُدام، وغيْره. قال أحمد بن سَيَّار المَرْوَزِيّ: ثنا سُورة بن زُهير رجل من أهل خُراسان لقِيته بالإسكندريّة أُرِيدَ أن يتكلّم بخلْق القرآن فامتنع [6] .   [1] الترجمة كلها منقولة عن تاريخ بغداد، وفيه قال الخطيب: وذكره الدارقطنيّ فقال: بغداديّ فاضل. [2] انظر عن (سوّار بن عمارة) في: معرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 2/ رقم 565، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 169 رقم 2362، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 78، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 199، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 30 و 35، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 37، والجرح والتعديل 4/ 273 رقم 1179، والثقات لابن حبّان 8/ 302، وتهذيب الكمال 12/ 240، 241 رقم 2639، والوافي بالوفيات 16/ 39 رقم 51، وتهذيب التهذيب 4/ 269، 270 رقم 465، وتقريب التهذيب 1/ 339 رقم 592، وخلاصة تذهيب التهذيب 159. [3] في الجرح والتعديل 4/ 273. [4] أرّخه ابن حبّان في «الثقات» وقال: «ربّما أخطأ» . [5] انظر عن (سورة بن زهير) في: الأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 259 ب. [6] زاد الحاكم: «وكان مسنّا» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 185 [حرف الشين] 182- شدّاد [1] بن حكيم [2] . ولّي قضاء بَلْخ مُكْرَهًا فحكم ستّة أشهر وهرب إلى سَمَرقَنْد. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين عن تسعٍ وثمانين سنة. نقل عن تعاليق ابن قاضي. ذكره المصّنف في غير طبقته فنقلته [3] . 183- شُعَيْبُ بنُ يحيى التُّجَيْبيّ العِباديّ المصريّ [4]- ن. - عن: نافع بن يزيد، ويحيى بن أيّوب، واللَّيْث، ومالك، وغيرهم. وعنه: الحارث بن مسْكين، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم،   [1] كتب الاسم في الهامش من الأصل. [2] انظر عن (شدّاد بن حكيم) في: طبقات خليفة 324، والجرح والتعديل 4/ 331، 332 رقم 1455، والثقات لابن حبّان 8/ 310، ولسان الميزان 3/ 140 رقم 491. [3] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «أحبّ مجانبة حديثه لبغضه في الإرجاء وبغضه من انتخل السنن أو طلبها، وكان مرجئا مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات» . وقال الخليلي في «الإرشاد» : روى عن الثوري، وأبي جعفر الرازيّ، وأقرانهما، وروى نسخة عن زفر بن الهذيل، وهو صدوق. (لسان الميزان 3/ 140) . [4] انظر عن (شعيب بن يحيى) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 661، والجرح والتعديل 4/ 353 رقم 1547، وعلل الحديث لابن أبي حاتم، رقم 2235، والثقات لابن حبّان 8/ 309، وتهذيب الكمال 12/ 537، 538 رقم 2758، والكاشف 2/ 13 رقم 2317، والمغني في الضعفاء 1/ 299 رقم 2785، وميزان الاعتدال 2/ 278 رقم 3730، وتهذيب التهذيب 4/ 357، 358 رقم 599، وتقريب التهذيب 1/ 353 رقم 86، وخلاصة تذهيب التهذيب 167. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 186 وزيد بن بِشْر، وبكر بن سَهْل الدِّمْياطيّ، وجماعة. ذكره ابن حبان في «الثقات» [1] . وَقَالَ ابن يونس: كان رجلا صالحًا، غلبت عليه العبادة. تُوُفّي سنة إحدى عشرة. وقيل: سنة خمس عشرة [2] . 184- شهاب بن مُعَمَّر [3] . أبو الأزهر العَوَقيّ البصْريّ ثم البلْخيّ. عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وفُرات بن السّائب، وسّوّادة بن أبي الأسود. وعنه: البخاريّ في «الأدب» ، وأبو قُدامة عبد الله السَّرْخَسِيّ، وعبد الصمد بن الفضل البلْخيّ، وجماعة، وابن أخيه أبو شِهاب مُعَمَّر بن محمّد. وثّقه ابن حبّان [4] .   [1] ج 8/ 309 وقال: «روى عنه أهل بلده، مستقيم الحديث» . [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فقال: هو شيخ ليس بالمعروف» . (الجرح والتعديل 4/ 353) . [3] انظر عن (شهاب بن معمّر) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 9، والجرح والتعديل 4/ 363 رقم 1588، والثقات لابن حبّان 8/ 314، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 44 ب، وتهذيب الكمال 12/ 577، 578 رقم 2780، وتهذيب التهذيب 4/ 368، 369 رقم 624، وتقريب التهذيب 1/ 355 رقم 111، وخلاصة تذهيب التهذيب 168. [4] وقال: «كان متيقّظا حسن الحفظ لحديثه» . (الثقات 8/ 314) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 187 [حرف الصاد] 185- صاعدُ بنُ عُبيد البَجَلّي الحرّانيّ [1]- ت. ق. - عن: زُهير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن. وعنه: جعفر بن مسافر، ومحمد بن الحجّاج الحضرميّ، وأبو محمد الدّراميّ. 186- صالح بن مهران [2]- ن. - أبو سفيان الشّيبانيّ، مولاهم الأصبهانيّ الصُّوفيّ العارف. روى عن: النُّعمان بن عبد السّلام، وغيره. وعنه: محمد بن عاصم، وأخوه أسيد بن عاصم، ومحمد بن عبد الله بن الحسن. وكان يُسمّى الحكيم [3] لعقله وورعه.   [1] انظر عن (صاعد بن عبيد) في: الجرح والتعديل 4/ 453 رقم 1997، وتهذيب الكمال 13/ 5 رقم 2793، والكاشف 2/ 17 رقم 2345، وتهذيب التهذيب 4/ 379 رقم 638، وتقريب التهذيب 1/ 358 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 175. [2] انظر عن (صالح بن مهران) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 49، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 199، والجرح والتعديل 4/ 413 رقم 1815، وحلية الأولياء 10/ 391 رقم 668، وتاريخ جرجان للسهمي 312 و 482 والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 157 أوب، وتهذيب الكمال 13/ 93- 95 رقم 2840، والكاشف 2/ 22 رقم 2385، وتهذيب التهذيب 4/ 403، 404 رقم 688، وتقريب التهذيب 1/ 363 رقم 55، وخلاصة تذهيب التهذيب 172. [3] حلية الأولياء 10/ 391. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 188 وقد دوّنوا من كلامه رحمه الله. أخرج النّسائيّ، عن الفلاس، عنه. ووثقه الفلّاس. وقال أبو نُعَيم الحافظ [1] : كان من الورع بمحلّ. قال أَسِيد بن عاصم: كان يفتي، وكان أفقه من الحسين بن حفص [2] . 187- صالح بن الأمير نصر بن مالك الخزاعي [3] . أخو أحمد بن نصر الشهيد. روى عن: ابن أبي ذئب، وشُعْبة، وجماعة. وعنه: عباس الدُّوريّ، وأحمد بن أبي خيثمة، وآخرون. وثقه محمد بن جرير الطبريّ [4] . وتُوُفّي سنة تسع عشرة [5] . 188- الصَّلْتُ بن محمد [6] . أبو همام البصْريّ الخارَكيّ. وخارَك من ساحل البصرة.   [1] في حلية الأولياء 10/ 391. [2] الجرح والتعديل 4/ 413. [3] انظر عن (صالح بن نصر) في: الجرح والتعديل 4/ 418 رقم 1832، وتاريخ بغداد 9/ 313 رقم 4849. [4] تاريخ بغداد 9/ 313. [5] تاريخ بغداد 9/ 313. [6] انظر عن (الصلت بن محمد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 304 رقم 2919، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 117، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 155 وفيه (الخازكي) بالزاي، والجرح والتعديل 4/ 441 رقم 1933، والثقات لابن حبّان 8/ 324، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 367 رقم 523، وفيه (الخازكي) بالزاي، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 288، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 225، 226 رقم 839 وفيه صحّف إلى «الحارثي» ، وكشف الأستار 1920، والمعجم المشتمل لابن عساكر 144 رقم 438، ومعجم البلدان 2/ 288، واللباب 1/ 410، وتهذيب الكمال 13/ 228، 229 رقم 2899، والكاشف 2/ 29 رقم 2435، وسير أعلام النبلاء 10/ 426، 427 رقم 129، وتهذيب التهذيب 4/ 435، 436 رقم 754، وتقريب التهذيب 1/ 369 رقم 119، وخلاصة تذهيب التهذيب 175. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 189 سمع: حمّاد بن زيد، ومهديّ بن ميمون، وأبا عَوَانة، وعبد الواحد بن زياد، وجماعة. وعنه: خ.، ون. عن رجل عنه، وإبراهيم بن المُسْتَمرّ العُرُوقيّ، ومحمد بن مرزوق البصْريّ، وآخرون. وكان أحد الثِّقات. قال أبو حاتم [1] : صالح الحديث.   [1] الجرح والتعديل 4/ 441، وزاد: أتيته أيام الأنصاري فلم يقض لي أن أسمع منه. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 190 [حرف الضاد] 189- الضّحّاكُ بنُ مَخْلَد بن الضّحّاك بن مسلم بن الضّحّاك [1] .   [1] انظر عن (الضحّاك بن مخلد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 295، وتاريخ الدارميّ، رقم 444 و 654، وطبقات خليفة 226، وتاريخ خليفة 27 و 352 و 474، والعلل لأحمد 1/ 109 و 125 و 139 و 147 و 173 و 188 و 284، والعلل ومعرفة الرجال له 1/ رقم 999 و 2/ رقم 1926، 1927 و 3/ رقم 5980، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 336 رقم 3038، والتاريخ الصغير له 223، والمعارف لابن قتيبة 520، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 198 و 247 و 270 و 271 و 276 وانظر فهرس الأعلام (3/ 593) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 611، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 157، وطبقات النحويين للزبيدي 54، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 21، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 292 و 293) ، والزاهر للأنباري 1/ 475 و 2/ 239 و 388، والجرح والتعديل 4/ 463 رقم 2042، والثقات لابن حبّان 6/ 483، والولاة والقضاة للكندي 505، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1953 و 2777، والعيون والحدائق 3/ 371، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 369، 370 رقم 525، والفهرست لابن النديم 163، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 623، 624 رقم 706، ومقاتل الطالبيين 281 و 322، ورجال الطوسي 221 رقم 3، وموضح أوهام الجمع والتفريق 2/ 175، 176، والسابق واللاحق 247، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 228، 229 رقم 848، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 18/ 165، وتهذيبه 4/ 450- 453 والمعجم المشتمل لابن عساكر 146 رقم 440، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 91، ومعجم الأدباء 4/ 274، والإرشاد للخليلي 1/ 8 و 44، والكامل في التاريخ 6/ 416، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 249، وتهذيب الكمال 13/ 281- 291 رقم 2927، والعبر 1/ 315 و 362 و 2/ 46 و 51 و 59 و 86 و 93 و 210، وتذكرة الحفاظ 1/ 366، وسير أعلام النبلاء 9/ 480- 485 رقم 178، ودول الإسلام 1/ 130، وميزان الاعتدال 2/ 325 رقم 3941، والكاشف 2/ 33 رقم 2459، والمعين في طبقات المحدّثين 74 رقم 784، والمختصر في أخبار البشر 2/ 30، ومرآة الجنان 2/ 53، والبداية والنهاية 10/ 267، ومناقب أبي حنيفة للكردري 112 و 289 و 291 و 457، وشرح علل الترمذي لابن رجب 350، والوافي بالوفيات 16، 359، 360 رقم 391، والجواهر المضيّة 2/ 272- 275 الجزء: 15 ¦ الصفحة: 191 أبو عاصم النبيل الشيبانيّ البصْريّ، التاجر في الحرير، الحافظ. وُلِد سنة اثنتين وعشرين ومائة، وسمع: جعفر بن محمد الصّادق، ويزيد بن أبي عُبَيد، وأيْمَن بن نابِل، وبَهْز بن حكيم، وزكريا بن إسحاق المكّيّ، وابن جُرَيْج، وهشام بن حسّان، وابن عَوْن، وسليمان التَّيْميّ، وثور بن يزيد، وابن عَجْلان، والأوزاعيّ، وابن أبي عَرُوبَة، وخلْقًا. وعنه: خ.، وهو والجماعة عن رجلٍ عنه، وجرير بن حازم أحد شيوخه، وسُفيان بن عُيَيْنَة إنْ صَحّ، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة. وأبو بكر بن أبي شَيْبَة، وبُنْدار، وأبو حفص الفلّاس، والدّارميّ، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وخلْق آخرهم مَوْتًا محمد بن حبّان البصْريّ المتوفّى بعد الثلاثمائة. قيل إنّ فِيلًا قدِم البصْرَة فخرج النّاس يتفرّجون، فقال ابن جُرَيْج لأبي عاصم: ما لك لَا تخرج؟ قال: لم أجد منك عِوَضًا. قال: أنت نبيل [1] . وقيل لُقِّب به لأنّه كان فاخر البَزّة [2] . وقيل: حلف شُعبة أن لَا يُحدِّث شهرًا، فقصده أبو عاصم وقال: حَدِّث وغُلامي حرٌّ كَفَّارةً عنك [3] . وكان أبو عاصم حافظًا ثَبْتًا، لم يُر في يده كتاب قطّ. وكان فيه مُزَاح وكيس [4] .   [ () ] رقم 665، وتهذيب التهذيب 4/ 450- 453 رقم 783، وتقريب التهذيب 1/ 373 رقم 16، والنجوم الزاهرة 2/ 204 و 207، والبلغة 98، وبغية الوعاة 2/ 12، 13 رقم 1315، وخلاصة تذهيب التهذيب 177، وشذرات الذهب 2/ 28، ومجمع الرجال 3/ 225، والطبقات السنيّة، رقم 1004، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 371- 374 رقم 703. [1] تاريخ دمشق (المخطوط) 18/ 166. [2] تاريخ دمشق 18/ 166. [3] تاريخ دمشق 18/ 166. [4] تاريخ دمشق 18/ 167. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 192 قال عُمر بن شَبَّة: واللَّهِ ما رأيت مثله [1] . وقال البخاريّ [2] ، وغيره: سمعنا أبا عاصم يقول: ما اغتبتُ أحدًا منذ علمتُ أنّ الغَيْبة تضّر أهلَها. وقال ابن مَعِين [3] : ثقة، ولم يكن يُعرب. وقال أبو داود: كان أبو عاصم يحفظ قدْر ألف حديث من جيّد حديثه، وكان فيه مُزَاح [4] . قال إسماعيل بن أحمد أمير خُراسان: سمعت أبي يقول: كان أبو عاصم كبير الأنف، فسمعته يقول: تزوّجت امرأةً. فعمدتُ لأُقَبِّلها، فمنعني أنفي، فقالت: نحّ رُكبتك. فقلت: إنّما هو أنْف [5] . قال غير واحد: تُوُفّي في ذي الحجّة في آخر أيام التشريق سنة اثنتي عشرة [6] . وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة [7] ، وأظنه غلطًا. وقد جاوز التسعين بيسير. قال ابن سعْد [8] : كان ثقةً فقيهًا، مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة خَلَت من ذي الحجّة. قلت: غلط من قال إنه مات سنة ثلاث عشرة، وذلك لأنه لم يصل خبرُ موته إلى بغداد إلا في سنة ثلاث عشرة، فَوَرّخه بعض المحدّثين فيها. وأما البخاريّ فقال [9] : مات سنة أربع عشرة في آخرها.   [1] تهذيب الكمال 13/ 286. [2] في تاريخه 4/ 336. [3] تاريخ الدارميّ، رقم 444 و 654. [4] تهذيب الكمال 13/ 287. [5] تاريخ دمشق 18/ 168. [6] أرّخه خليفة في تاريخه 474. [7] أرّخه الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 198. [8] في طبقاته 7/ 295. [9] في تاريخه الكبير 4/ 336، وتاريخه الصغير 223: «مات في سنة اثنتي عشرة ومائتين» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 193 قال يزيد بن سِنان القزّاز: سمعتُ أبا عاصم يقول: كنت اختلف إلى زُفَر بن الْهُذَيْلِ، وَثَمَّ آخر يُكَنَّى أبا عاصم رثّ الهيئة يختلف إلى زُفَر. فجاء أبو عاصم يستأذن، فخرجتْ جاريةٌ فقالت: مَن ذا؟ قال: أنا أبو عاصم. فدخلت فقالت لزُفَر: أبو عاصم بالباب. قال: أيُّهما هو؟ فقالت: النبيل منهما. فأذِنت لي فدخلتُ، فقال لي زُفَر: قد لقَّبتك الجارية بلقبٍ لَا أراه أبدًا يفارقك. لقَّبَتْك بالنّبيل. فلزِمني هذا اللَّقب. رواها غير واحد عن القزّاز [1] . قال محمد بن عيسى: سمعت أبا عاصم يقول: ما دلَّسْتُ قَطّ، إنّي لأَرجُم من يُدلّس [2] . وفي «تهذيب الكمال» [3] ، عن البخاريّ ما ذكرنا من وفاته. كذا قال. وقال شيخنا عبد الله بن تَيْمية: بل ذكر البخاريّ وفاته سنة اثنتي عشرة غير مرّة [4] .   [1] تاريخ دمشق 18/ 170. [2] تاريخ دمشق 18/ 170، تهذيب الكمال 13/ 286. [3] ج 13/ 288 و 289. [4] وهو الصحيح. وقد وثّقه ابن سعد، وابن معين، والعجليّ، وابن حبّان، وغيرهم. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 194 [حرف الطاء] 190- طَلْقُ بنُ السَّمْح بن شُرَحْبيل [1] . أبو السِّمْح المصريّ. عن: يحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وموسى بن عليّ بن رباح، وقَحْذَم بن يزيد اللَّخْميّ، وحَيْوَة بن شُرَيْح، وجماعة. وعنه: ابنه حَيْوة، والربيع بن سُليمان الْجِيزيّ، ومحمد بن عبد الملك بن زَنْجُوَيْه، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وآخرون. قال ابن يونس: كان نفّاطا في البحر يرمي بالنّار [2] ، وتوفّي بالإسكندريّة سنة إحدى عشرة ومائتين. قلت: روى النَّسائيّ في كتاب «اليوم والليلة» [3] له حديثّا. وذكره ابن أبي حاتم في كتابه [4] .   [1] انظر عن (طلق بن السمح) في: الجرح والتعديل 4/ 491 رقم 2160، والعلل لابن أبي حاتم الرازيّ، رقم 1831 و 2235، والولاة والقضاة للكندي 194 و 396، وتهذيب الكمال 13/ 454، 455 رقم 2989، وميزان الاعتدال 2/ 345 رقم 4025، والوافي بالوفيات 16/ 491، 492 رقم 538، وتهذيب التهذيب 5/ 32، 33 رقم 50، وتقريب التهذيب 1/ 380 رقم 48، وحسن المحاضرة 1/ 128، وخلاصة تذهيب التهذيب 181. [2] تهذيب الكمال 13/ 455. [3] برقم (929) . [4] الجرح والتعديل 4/ 491، وقال عنه: شيخ مصري ليس بمعروف. قال خادم العلم «عمر تدمري» : أي ليس بمعروف من جهة تعديله أو جرحه، وليس من جهة شخصه. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 195 191- طَلْقُ بنُ غنَّام بن طلْق بن معاوية النَّخَعيّ [1]- خ. م. - ابن عمّ حفص بن غياث. وكاتب شَرِيك القاضي ثم حفص بن غياث على الحُكْم. سمع: زائدة، وشَيْبان، وشَرِيكًا، والمسعوديّ، ومالك بنُ مغْول، وهمّام بن يحيى، وجماعة. وعنه: خ. والباقون سوى مسلم بواسطة، وأحمد بن حنبل، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْب، وأبو أُميَّة الطَّرَسُوسيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد الله بن الحُسَين المِصِّيصيّ، وطائفة. قال أبو داود [2] : صالح. وقال ابن سعد [3] : ثقة صدوق.   [1] انظر عن (طلق بن غنّام) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 405، والعلل لأحمد 1/ 172 و 315 و 338، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 360 رقم 3142، والتاريخ الصغير له 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، وسؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ 211، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 645 و 776 و 805 و 3/ 216 و 223، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 178، وتاريخ الثقات للعجلي 238 رقم 731، والجرح والتعديل 4/ 491، 492 رقم 2161، والثقات لابن حبّان 8/ 327، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 182 رقم 588، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 92 أ، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 191 وفيه (طليق) ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 378 رقم 538، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 235 رقم 8700، والمعجم المشتمل لابن عساكر 146 رقم 441، والكامل في التاريخ 6/ 406، وتهذيب الكمال 13/ 456- 459 رقم 2991، وسير أعلام النبلاء 10/ 240 رقم 63، والعبر 1/ 360، والكاشف 2/ 41 رقم 2511، وميزان الاعتدال 2/ 345 رقم 4026، والمعين في طبقات المحدّثين 74 رقم 785، والبداية والنهاية 10/ 265، والوافي بالوفيات 16/ 491 رقم 537، ومناقب أبي حنيفة للكردري 285 و 482، وتهذيب التهذيب 5/ 33، 34 رقم 52، وتقريب التهذيب 1/ 380 رقم 50، وتعجيل المنفعة 200 رقم 493، وخلاصة تذهيب التهذيب 181، وشذرات الذهب 2/ 27، والمغني في ضبط أسماء الرجال للهندي 158 وفيه (طلق بن عثام) بالعين المهملة، والثاء المثلّثة. [2] سؤالات الآجرّي 3/ 211. [3] في الطبقات 6/ 405. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 196 مات في رجب سنة إحدى عشرة أيضًا [1] .   [1] أرّخه ابن سعد في الطبقات 6/ 405، وابن حبّان في «الثقات» ، وذكره البخاري في المتوفين بين 211 و 215 هـ-. (التاريخ الصغير 225) ، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. وذكره ابن شاهين في ثقاته وقال: ثقة صدوق، لم يكن بالمتبحّر في العلم، قاله عثمان بن أبي شيبة. (تاريخ أسماء الثقات 182 رقم 588) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 197 [حرف العين] 192- عاصم بن يوسف اليربوعي [1]- خ. ت. ن. - أبو عَمْرو الكوفيّ الخيّاط. عن: أبي الأَحْوَص سلام بن سُلَيم، وقُطْبة بن عبد العزيز السّعْديّ، وأبي شِهاب الحَنّاط، وإسرائيل بن يونس، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وأحمد بن أبي غرَزَة الغِفاريّ، وجعفر بن محمد بن الْهُذَيْلِ، وأبو محمد الدّارميّ، وجاره يوسف بن موسى القطان، وطائفة. وثّقه مُطَيِّن [2] ، وقال: مات سنة عشرين [3] . 193- عَبّادُ بن صهيب [4] .   [1] انظر عن (عاصم بن يوسف) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 491 رقم 3077، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجرح والتعديل 6/ 352 رقم 1940، والثقات لابن حبّان 8/ 506، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 561 رقم 883، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 383، 384 رقم 1466، وتهذيب الكمال 13/ 548- 550 رقم 3031، والكاشف 2/ 48 رقم 2547، وتهذيب التهذيب 5/ 59، 60 رقم 98، وتقريب التهذيب 1/ 386 رقم 34، وخلاصة تذهيب التهذيب 183. [2] تهذيب الكمال 13/ 550. [3] وقال أبو حاتم: «لقيته ولم أسمع منه» . (الجرح والتعديل 6/ 352) ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [4] انظر عن (عبّاد بن صهيب) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 198 أبو بكر الكُلَيْبيّ البصْريّ. عن: الأعمش، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وعُمر مولى عَفْرَة، وهشام بن عُرْوة، وابن عَجْلان، وأمثالهم. وعنه: حسين بن علّي بن مهْران، وإبراهيم بن راشد، ومحمد بن عثمان، ومحمد بن خُزَيْمَة البصْريّ. قال ابن عديّ [1] : لعَبَّاد تصانيفُ كثيرة، ومع ضَعْفِه يُكتَب حديثه. قال لنا عَبْدان: عند أحمد بن رَوح، عن عبّاد بن صُهَيْب مائة ألف حديث [2] . قال عبدان: وعبّاد لم يكذِّبه النّاس، إنّما لُقّن بآخره [3] . وقال البخاريّ [4] : سكتوا عنه. وكان يرى القدر. توفي قريبًا من سنة اثنتي عشرة ومائتين. وأمّا ابن مَعِين فروى عنه يحيى بن عبد الرحمن [5] الأعمش، ولا أعرفه أنّه   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 297، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 292، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 4387، والتاريخ الصغير للبخاريّ 224، والضعفاء الصغير له 268 رقم 228، والتاريخ الكبير له أيضا 6/ 43 رقم 1643، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 112 رقم 178، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 411، والمعارف لابن قتيبة 625، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 666، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 144، 145 رقم 1128، والجرح والتعديل 6/ 81، 82 رقم 417، والمجروحين لابن حبّان 2/ 164، 165، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1652، 1653، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 246 رقم 961، والأسامي والكنى للحاكم ج 1 ورقة 62 أ، والمغني في الضعفاء 1/ 326 رقم 3037، وميزان الاعتدال 2/ 367 رقم 4122، ولسان الميزان 3/ 230، 231 رقم 1029. [1] في الكامل 4/ 1653. [2] الكامل 4/ 1652. [3] الكامل 4/ 1652 وقال محمد بن يونس: سمعت علي بن عبد الله يقول: تركت من حديثي مائة ألف، منها على عبّاد بن صهيب خمسين ألف. (الكامل 4/ 1652) . [4] في التاريخ الصغير 224، وفي الضعفاء الصغير (268 رقم 228) : «تركوه» وفي التاريخ الكبير 4/ 43 رقم 1643: «تركوه، كثير الحديث، مات بعد سنة ثنتي ومائتين أو قريبا منها» . [5] هكذا في الأصل، وفي (الكامل لابن عديّ 4/ 1652) «عبد الرحيم» . وفيه: سمعت يحيى بن معين يقول: عبّاد بن صهيب أثبت من أبي عاصم النبيل. وقال ابن سعد: «كان طلب العلم وسمع من الناس، وكان قديما، ولكنه كان قدريا داعية فترك الجزء: 15 ¦ الصفحة: 199   [ (-) ] حديثه، وتوفي بالبصرة في شوال سنة اثنتي عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون وصلّى عليه طاهر بن علي بن سليمان بن علي الهاشمي وهو يومئذ والي البصرة» . (الطبقات 7/ 297) . وقال الدوريّ: قال ابن معين: «ما كتبت عن عبّاد بن صهيب، وقد سمع من أبي بكر بن نافع. وأبو بكر بن نافع قديم. يروي عنه مالك بن أنس. قلت ليحيى: هكذا تقول في كل داعية لا يكتب حديثه إن كان قدريّا أو رافضيا أو غير ذلك من أهل الأهواء، من هو داعية؟ قال: لا يكتب عنهم إلّا أن يكونوا ممّن يظنّ به ذاك، ولا يدعو إليه، كهشام الدستوائي، وغيره، ممّن يرى القدر ولا يدعو إليه» . (تاريخ ابن معين 2/ 292) . وقال أحمد بن حنبل: رأيته بالبصرة غير مرة وكان القدرية تنتحله، وما كان بصاحب كذب، وكان عنده من الحديث أمر عظيم، وكان قد سمع من الأعمش، (العلل ومعرفة الرجال 3/ 101 رقم 4387) . وقال الجوزجاني: كان غاليا في بدعته مخاصما بأباطيله. (أحوال الرجال 112 رقم 178) . وقال النسائي: متروك الحديث. وقال العقيلي: بصريّ كان يرى القدر. وقال عليّ بن المدينيّ: قلت ليحيى بن سعيد: إن في كتاب عبّاد بن صهيب أحاديث عن الجعد بن أوس يقال فيها: سمعت السائب بن يزيد، فقال يحيى: أخذت أطرافها من حكيم فما صحّح الجعد منها حرفا ولا وقف عليه. وقال علي: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخذت من حكيم أطراف الجعد بن أوس أشياء، عن السائب بن يزيد، قال يحيى: فوقفت الجعد عليها فلم يقف منها على كل حرف كان يقول: حدّثني يزيد بن خصيف، عن السائب، يعني يحيى: حكيم صاحب الحنقان رجل كان يطلب الحديث مع عبّاد بن صهيب، وكانت هذه الأحاديث في كتاب عبّاد، سمعت السائب. وقال العقيلي: سمعت جدّي- رحمه الله- يقول: كنّا نختلف إلى عبّاد بن صهيب لموضع الإسناد الّذي كان عنده وكنّا نلزم حجّاج في المصنّفات، فقيل لحجّاج: إن هاهنا قوما يكتبون عن عبّاد بن صهيب ويختلفون إليه. فلما حضرنا المجلس وخرج حجّاج قام إليه رجل، فقال: يا أبا محمد أترضى أن يحضر مجلسك وليسمع منك من يكتب القدرية، فرأيت الحجّاج اصفرّ لونه وانتفض ثم قال: أقسم باللَّه على رجل يحضر مجلسي ويسمع ويكتب عني حديثا ممّن يكتب عن عبّاد بن صهيب. قال جدّي: فلم أعد إلى عبّاد بعد ذلك. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 144 و 145) . وقال أبو بكر بن أبي شيبة: تركنا حديث عبّاد بن صهيب قبل أن يموت بعشرين سنة. وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عبّاد بن صهيب، فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث، ترك حديثه. (الجرح والتعديل 6/ 81 و 82) . وقال ابن حبّان: كان قدريا داعيا إلى القدر ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع. (المجروحون 2/ 164) . وقال ابن عديّ: قال لنا ابن حمّاد: متروك الحديث، قال الشيخ: [ابن عديّ] : ومن الرواة من إذا حدّث عنه يقول: ثنا أبو بكر الكليبي، ولا يسمّيه لضعفه عنده. (الكامل في ضعفاء الرجال الجزء: 15 ¦ الصفحة: 200 قال: عبّاد بن صُهَيْب أثبت من أبي عاصم. 194- عَبّادُ بنُ موسى [1] . أبو عُقْبة القُرَشيّ البصْريّ العَبّادانيّ الأزرق. نزيل بغداد. عن: سفيان، وإسرائيل، وإبراهيم بن طَهْمان، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وعبد العزيز بن أبي رَوّاد، وجماعة. وقيل إنه سمع من ابن عَوْن. وعنه: أحمد بن يوسف التَّغْلبيّ، ومحمد بن إسحاق الصّاغانيّ، وإسحاق الحَرْبيّ، وإبراهيم بن فهد السّاجّي، وجماعة. وثقة الصّاغانيّ [2] ، ولم يُخَرِّجوا له شيئًا. 195- عبّاس بن طالب البصْريّ [3] . نزيل مصر. عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، وأبي عَوَانَة، وروح بن عطاء، وعبد الواحد بن زياد.   [ () ] 4/ 165) . وقال الحاكم: «متروك الحديث» ، ونقل ما ذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» عن عليّ بن المديني في أحاديث عبّاد عن «الجعد بن أوس» . وذكره ابن شاهين في الثقات، ونقل قول الإمام أحمد أن القدرية كانت تنتحله (246 رقم 961) . [1] انظر عن (عبّاد بن موسى) في: الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 86، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 413 و 2/ 598 و 771، وتاريخ بغداد 11/ 106، 107 رقم 5800، وتهذيب الكمال 14/ 165، 166 رقم 3098 ذكره تمييزا) ، وميزان الاعتدال 2/ 378 رقم 4146، وتهذيب التهذيب 5/ 106، 107 رقم 177، وتقريب التهذيب 1/ 394 رقم 112. [2] تاريخ بغداد 14/ 166. [3] انظر عن (عباس بن طالب) في: الجرح والتعديل 6/ 216 رقم 1186، والثقات لابن حبّان 8/ 510، وميزان الاعتدال 2/ 384 رقم 4168، ولسان الميزان 3/ 240، 241 رقم 1063. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 201 وعنه: إسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو حاتم. حدّث في سنة ستّ عشرة. قال أبو زُرعة [1] : ليس بذاك [2] . 196- عبّاس بن الوليد [3] . أبو الفضل البصْريّ. نزل الشام وحدّث عن: شُعبة، ومبارك بن فَضَالَةَ، وأبي جعفر الرازيّ. وعنه: أحمد بن محمد بن سيَّار العَوْهيّ، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر الطَّرَابُلُسيّ. 197- عبّاس بنُ الوليد الفارسيّ ثم الإفريقيّ [4] . أبو الوليد. روى عن: عبد الله بن رَوْح، ومالك بن أنس. قُتِل شهيدًا في رمضان سنة ثمان عشرة. وذلك عند فتح تونس لما خالَفَتْ عليَّ بنَ الأغلب. 198- عبد الله بن إسماعيل بن عثمان [5] .   [1] الجرح والتعديل. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فقال: روى حديثا عن يزيد بن زريع فأنكره يحيى بن معين ووهّى أمره قليلا» . وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: «مَاتَ سنة سبع عشرة ومائتين» . [3] انظر عن (عبّاس بن الوليد) في: الجرح والتعديل 6/ 214 رقم 1176، والثقات لابن حبّان 8/ 510، وتاريخ جرجان للسهمي 254 و 371 و 473. [4] انظر عن (العباس بن الوليد الفارسيّ) في: لسان الميزان 3/ 245، 246 رقم 1080. [5] انظر عن (عبد الله بن إسماعيل) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 234 رقم 784، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 103، والجرح والتعديل 5/ 3 رقم 16، والمغني في الضعفاء 1/ 332 رقم 3105، وميزان الاعتدال 2/ 392 رقم 4212، ولسان الميزان 3/ 260 رقم 1119. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 202 أبو مالك الْجَهْضميّ البصْريّ. عن: شُعبة، وجرير بن حازم، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وجماعة. وعنه: إسحاق بن سيّار النَّصِيبيّ. وكتب عنه أبو حاتم الرازيّ [1] ولم يحدِّث عنه. قال: هو لين [2] . 199- عبدُ الله بن أيّوب التَّيْميّ الشاعر [3] . مدح الأمين، والمأمون، وغيرهما. وكان شاعرًا محسنًا. 200- عبد الله بن جعفر بن غيلان الرّقّيّ [4]- ع. - أبو عبد الرحمن مولى آل عُقْبة بن أبي مُعَيْط. سمع: عُبيد الله بن عَمْرو، وأبا المَلِيح الحَسَن بن عُمر، وموسى بن أَعْيَن الرَّقّيّين، وإسماعيل بن عَيّاش، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدِيّ، ومُعْتَمر بن سليمان. وعنه: أحمد الدَّوْرقيّ، وإسماعيل بن سَمُّوَيْه، وسلمة بن شبيب،   [1] الجرح والتعديل 5/ 3. [2] وقال العقيلي: «منكر الحديث، لا يتابع على شيء من حديثه» . (الضعفاء الكبير 2/ 234) . [3] انظر عن (عبد الله بن أيوب الشاعر) في: الوزراء والكتّاب 320، والأغاني 20/ 44- 59، وتاريخ بغداد 9/ 411- 413 رقم 5023، والإنباء في تاريخ الخلفاء 91، والوافي بالوفيات 17/ 79، 80. [4] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 486، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 62 رقم 150، والتاريخ الصغير له 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 70، وتاريخ الثقات للعجلي 252 رقم 789، والجرح والتعديل 5/ 23 رقم 104، والثقات لابن حبّان 8/ 351، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 193 رقم 652، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 398، 399 رقم 564، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 349 رقم 754، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 247، 248 رقم 904، وتهذيب الكمال 14/ 376- 379 رقم 3204، والكاشف 2/ 69 رقم 2694، وميزان الاعتدال 2/ 403 رقم 4249، ومرآة الجنان 2/ 80، وتهذيب التهذيب 5/ 173، 174 رقم 296، وتقريب التهذيب 1/ 406 رقم 230، ومقدّمة فتح الباري 413، وخلاصة تذهيب التهذيب 193. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 203 وعبد الله بن عبد الرحمن الدَّارميّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ، وهلال بن العلاء، وطائفة آخرهم موتًا أبو شعيب الحَرَّانّي. وثقه ابن مَعِين [1] ، وغيره. وقال هلال: أضرّ سنة ستّ عشرة، وتغير سنة ثمان عشرة، ومات سنة عشرين [2] . قلت: تٌوُفيّ في ثالث وعشرين شعبان بالرَّقّة [3] . رَوَت الجماعة عن رجلٍ عنه [4] . 201- عبد الله بن الْجَهْم [5] . أبو عبد الرحمن الّرازيّ. لم يرحل. وسمع من: قاضى الرّيّ عِكْرمة بن إبراهيم، وجرير بن عبد الحميد، وعَمْرو بن أبي قيس الرازيّ، وابن المبارك، وجماعة. وعنه: أحمد بن أبي سُرَيْج، ويوسف بن موسى القطّان، وجماعة. قال أبو زُرْعة [6] : رأيته وكان صدوقا. لم أكتب عنه [7] .   [1] الجرح والتعديل 5/ 24، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 193 رقم 652. [2] تهذيب الكمال 14/ 378. [3] قال ابن سعد: «مات بالرقّة لتسع ليال بقين من شعبان سنة عشرين ومائتين في خلافة أبي إسحاق بن هارون» . (الطبقات 7/ 486) . [4] وقال أبو حاتم: ثقة، وهو أحبّ إليّ من عليّ بن معبد الّذي كان بمصر. (الجرح والتعديل 5/ 24) ، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وابن شاهين. وقال ابن حبّان: «مات يوم الأحد لسبع بقين من شعبان سنة عشرين ومائتين بالرقة، وكان قد اختلط سنة ثماني عشرة، وبقي في اختلاطه إلى أن مات، ولم يكن اختلاطه اختلاطا فاحشا، ربّما خالف» . وقال النسائي: ليس به بأس قبل أن يتغيّر. [5] انظر عن (عبد الله بن الجهم) في: تاريخ الطبري 9/ 313، والجرح والتعديل 5/ 27 رقم 121، والثقات لابن حبّان 8/ 344، وتاريخ جرجان للسهمي 415، وتهذيب الكمال 14/ 389، 390 رقم 3210، والكاشف 2/ 70 رقم 2698، وميزان الاعتدال 2/ 404 رقم 4254، وتهذيب التهذيب 5/ 177، 178 رقم 302، وتقريب التهذيب 1/ 407 رقم 236، وخلاصة تذهيب التهذيب 194. [6] الجرح والتعديل 5/ 27. [7] وقال أبو حاتم: رأيته ولم أكتب عنه، رأيته وقد جاء إلى إبراهيم بن الحكم بن الحكم بن ظهير، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 204 عبد الله بن خيران. تأخرّ. 202- عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع [1] . أبو عبد الرحمن الهمْداني الشَّعْبيّ الكوفيّ المعروف بالخُرَيْبيّ. سكن الخُرَيْبة، وهي محلَّة بالبصْرة. وكان من كبار أئِّمة الأثر. سمع: هشام بن عُرْوة، والأعمش، وَسَلَمَةَ بن نُبَيْط، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وابن جُرَيْج، والأوزاعيّ، وابن أبي ليلى، وخلقًا. وعنه: الحسن بن صالح بن حيّ، وسُفْيان بن عُيَيْنَة وهما من شيوخه.   [ () ] وقعد بجنبه، وهو رجل قصير، وكان يتشيّع. (تهذيب الكمال 14/ 390) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [1] انظر عن (عبد الله بن داود الخريبي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 295، وتاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 303، وتاريخ الدارميّ، رقم 653، و 655، وطبقات خليفة 226، وتاريخ خليفة 474، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ رقم 3011 و 3/ رقم 5842 و 5844، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 82 رقم 223، والتاريخ الصغير له 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والمعارف لابن قتيبة 520 و 582 و 624، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 134 و 446 و 2/ 143 و 170 و 689 و 717 و 771 و 798 و 805 و 3/ 49، وتاريخ واسط لبحشل 47 و 192 و 243 و 290، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 64، والجرح والتعديل 5/ 47 رقم 221، والثقات لابن حبّان 7/ 60، ومشاهير علماء الأمصار له 163 رقم 1286، والسنن للدارقطنيّ 1/ 172، والسابق واللاحق للخطيب 256، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 195 رقم 660، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 404 رقم 573، والإكمال لابن ماكولا 3/ 285، ورجال الطوسي 228 رقم 93، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 265 رقم 966، والأنساب لابن السمعاني 5/ 99، والإرشاد للخليلي (طبع ستنسل) 1/ 45، وتاريخ دمشق لابن عساكر 239- 253 رقم 270، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 22، ومعجم البلدان 2/ 430، والكامل في التاريخ 6/ 406، وتهذيب الكمال 14/ 458- 467 رقم 3248، والكاشف 2/ 75 رقم 2732، وتذكرة الحفاظ 1/ 337، وسير أعلام النبلاء 9/ 346- 352 رقم 113، والعبر 1/ 364، ودول الإسلام 1/ 130، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 789، ومرآة الجنان 2/ 56، والبداية والنهاية 10/ 267 وفيه (الجريني) وهو تحريف، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 418 رقم 1767، وتهذيب التهذيب 5/ 199، 200 رقم 345، وتقريب التهذيب 1/ 412، 413 رقم 280، وخلاصة تذهيب التهذيب 196، وشذرات الذهب 2/ 29، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 382- 384، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 183، 184 رقم 869. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 205 ومسدد، ونصر بن عليّ، وبُنْدار، وعَمْرو الفلاس، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، والكُدَيمِيّ، وبِشْر بن موسى الأسديّ، وخلْق. قال ابن سعد [1] : كان ثقة، عابدًا، ناسكًا. وقال ابن مَعِين [2] : ثقة، مأمون. وقال الكُدَيْميّ، عن عبد الله بن داود قال: كان سبب دخولي البصْرة لأن ألقى ابن عَوْن، فلمّا صرتُ إلى قناطر سَرْدارا [3] تلقّاني نعْيه، فدخلني مَا اللهُ بِهِ عليم [4] . أبو حفص الفلّاس: سألت عبد الله بن داود عن بازيّ أُخِذ من أرض العدوّ. فقال: إنْ كان مُعَلَّمًا وُضِع في المَغْنَم، وإنْ كان وَحْشيًّا فهو لصاصة. عليّ بن حرب: سألت الخُرَيْبيّ عن الإيمان؟ قال: قَوْلِي فيه قول ابن مسعود، وحُذَيفة، وإبراهيم النَّخَعيّ: قولٌ وعملٌ يزيد وينقص. ثم قال: أنا مؤمن عند نفسي، ولا أدري كيف أنا عند ربّي. وقال زيد بن أخزم: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: نَوْلُ الرجل أن يُكره ولده على طلب الحديث [5] . ليس الدّين بالكلام، إنّما الدين بالآثار [6] . وقال الكُدَيْميّ عنه: ما كذبت إلّا مرّةً واحدة. قال لي أبي: قرأت عليّ العِلْم؟ قلت: نعم، وما كنت قرأت عليه [7] . وقال الفلّاس: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: كانوا يستحبّون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لَا تعلم به زوجته ولا غيرها. وقال زيد بن أخزم: سمعت الخُرَيْبيّ يقول: مَن أمكن النّاس من كلّ ما   [1] في الطبقات الكبرى 7/ 295. [2] تاريخ دمشق 246. [3] في تاريخ دمشق «بني دارا» . [4] تاريخ دمشق 244. [5] تاريخ دمشق 244. [6] تاريخ دمشق 244. [7] تاريخ دمشق 247. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 206 يريدون أضرّوا بدُنياه ودِينه [1] . وقال أبو داود: خلّف الخريبيّ أربعمائة دينار. وبعث إليه محمد بن عَبّاد مائة دينار فقبِلها. وقال إسماعيل الخطْبيّ: سمعت أبا مسلم الكجّيّ يقول: كتبت الحديث وعبد الله بن داود حي. ولم آته لأنّي كنت في بيت عمّتي. فسألت عن أولادها فقالوا: قد مضوا إلى عبد الله. فأبطئوا ثم جاءوا يذمّونه وقالوا: طلبناه في منزله فقالوا هو في بسيتينة له بالقُرب. فقصدناه، فسلَّمْنا، وسألناه أن يُحدِّثنا، فقال: مُتِّعتُ بكم، أنا في شُغلٍ عن هذا. هذه البُسَيْتينية لي فيها معاش، وتحتاج إلي سقْيِ، وليس لي مَن يسقيها. فقلنا: نحن نُدير الدُّولاب ونسقيها. فقال: إنْ حَضَرَتْكم نيَّةٌ فافعلوا. فتشلَّحنا وأدَرْنا الدُّولاب حتّى سقينا البستان. ثم قلنا: تُحدِّثنا؟ قال: مُتِّعتُ بكم ليس لي نيةٌ، وأنتم كانت لكم نيّة تُؤْجَرون عليها [2] . وقال أحمد بن كامل: نا أبو العيناء قال: أتيت الخُريْبيّ فقال: ما جاء بك؟ قلت: الحديث. قال: اذهب فتحفظ القرآن. قلت: قد حفظت القرآن. قال: اقرأ أو اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ 10: 71 [3] . فقرأت العَشْر حتى أنفدته. فقال: اذهب الآن فتعلّم الفرائض. قلت: اذهب الآن فتعلَّم الفرائض. قلت: قد تعلَّمتُ الفرائض الصُّلْب والْجَدّ والكُبْر. قال: فأيّهما أقرب إليك: ابن أخيك أو ابن عمّك؟   [1] تاريخ دمشق 251. [2] تاريخ دمشق 250. [3] سورة يونس، الآية 71. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 207 قلت: ابن أخي. قال: ولِمَ؟ قلت: لأنّ أخي من أبي، وعمّي من جدّي. قال: اذهب الآن فتعلّم العربية. قلت: قد عُلِّمْتُها قبل هذين. قال: فلِم قال عُمر حين طُعِن: يالَلهِ، يا للمسلمين؟ قلت: فَتَحَ تِلك على الدّعاء، وكسر هذه على الاستغاثة والاستنصار. فقال: لو حدّثت أحدا لحدّثتك [1] . وقال عبّاس العَنْبريّ: سمعتُ الخُرَيْبيّ يقول: وُلِدتُ سنة ستٍّ وعشرين ومائة. وقال الكُدَيْميّ: مات في النصف من شوّال سنة ثلاث عشرة. وقال بِشْر الحافي: دخلت على عبد الله بن داود في مرضِه الذي مات فيه، فجعل يقول ويُمِرّ يدَه إلى الحائط: لو خُيّرت بين دخول الجنّة وبين أن أكون لَبِنَةً من هذا الحائط لاخترتُ أن أكون لَبِنةً، متى أدخل أنا الجنّة؟ [2] . وكان يقف في القرآن تورُّعًا وَجُبْنًا. قال عثمان بن سليمان بن سافريّ: قال لي وكيع: النَّظر في وجه عبد الله ابن داود عبادة. وقال إسماعيل القاضي: لما دخل يحيى بن أكثم البصرة مضى إلى الخُرَيْبيّ، فلما دخل رأى الخُرَيبيُّ مِشْيَتَه. فلما جلس وسلَّم قال: معي أحاديث تُحدِّثني بها. قال: مُتِّعتُ بك، إنّي لمّا نظرت إليك نويتُ أن لَا أُحَدِّث [3] . قال محمد بن شجاع: قلت لعبد الله الخُرَيْبيّ إنّ بعض الناس أخبرني أنّ أبا حنيفة رجع عن مسائل كثيرة.   [1] تاريخ دمشق 248، 249. [2] تاريخ دمشق 252. [3] تاريخ دمشق 248. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 208 قال: إنّما يرجع الفقيه عن القول إذا اتّسع علمه. 203- عبد الله بن داود الواسطيّ التّمّار [1]- ت. - هو أقدم وفاةً من الخريبيّ وأصغر. عن: حنظلة بن أبي سُفيان، وابن جُرَيْج، وحماد بن سَلَمَةَ، واللّيث بن سعد، وجماعة. وعنه: محمد بن المُثَنَّى، وأحمد بن سِنان القطّان، وأحمد بن أبي سُرَيْج الرازيّ، وهارون بن سليمان الأصبهاني، وآخرون. قال ابن المثنّى: كان والله ما علمته، ثقة صاحب سُنّة [2] . وقال ابن عديّ [3] : هو عندي ممّن لَا بأس به إن شاء الله [4] . 204- عبد الله بن رجاء الغدانيّ [5]- خ. ن. ق. -   [1] انظر عن (عبد الله بن داود الواسطي) في: تاريخ خليفة 474، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 82 رقم 226، والضعفاء لأبي زرعة الرازيّ 398، وتاريخ واسط لبحشل 47 و 192 و 243 و 290، والضعفاء والمتروكين للنسائي 295 رقم 338، وتاريخ الطبري 4/ 213، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 249، 250 رقم 803، والجرح والتعديل 5/ 48 رقم 222، والمجروحين لابن حبّان 2/ 34، 35، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1556، 1557، وتهذيب الكمال 14/ 467- 469 رقم 3249، والكاشف 2/ 75 رقم 2733، وميزان الاعتدال 2/ 415، 416 رقم 4294، والكشف الحثيث 234، 235 رقم 385، وتهذيب التهذيب 5/ 200، 201 رقم 346، وتقريب التهذيب 1/ 413 رقم 281، وخلاصة تذهيب التهذيب 196. [2] الكامل لابن عديّ 4/ 1556. [3] في الكامل 4/ 1557. [4] وقال البخاري: فيه نظر. وقال أبو حاتم: ليس بقويّ، حدّث بحديث منكر عن حنظلة بن أبي سفيان، وفي حديثه مناكير. (الجرح والتعديل) . وقال النسائي: «ضعيف» . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» ونقل قول البخاري. وقال ابن حبّان: «منكر الحديث جدا، يروي المناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمّد لها، لا يجوز الاحتجاج بروايته» . (المجروحون 2/ 34) . [5] انظر عن (عبد الله بن رجاء) في: معرفة الرجال لابن معين، برواية ابن محرز 1/ رقم 338 و 2/ رقم 38، وتاريخ الدارميّ، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 209 أبو عمرو البصريّ. عن: شُعبة، وعِكْرمة بن عمّار، وهمّام، وشَيْبان، وعاصم بن عمر العمريّ، وعبد الرحمن المسعوديّ، وجرير بن أيّوب البَجَليّ، وإسرائيل، وعبد الحميد بن بهرام، وسعيد بن سَلَمة بن أبي الحسام، وخلْق. وعنه: خ.، ون. ق. بواسطة، وإبراهيم الحربيّ، وأبو بكر الأثرم، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأُسَيْد بن عاصم، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، وعثمان بن عمر الضَّبّيّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، وأبو خليفة الفضل بن الحُبَاب، وخلْق. كثير الغلط والتَّصحيف [1] . وقال أبو حاتم [2] : ثقة، رِضًى. وقال ابن المَدِينيّ: اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين: أبي عمر الحَوْفيّ، وعبد الله بن رجاء [3] .   [ () ] رقم 652، وطبقات خليفة 229 و 284، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ رقم 5839، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 91 رقم 250، والتاريخ الصغير له 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 807، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 221 وانظر فهرس الأعلام (3/ 634) ، وتاريخ واسط لبحشل 248 و 270، والجرح والتعديل 5/ 55 رقم 255، والثقات لابن حبّان 8/ 341، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 251 رقم 915، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2797، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 363 رقم 787، وتاريخ جرجان للسهمي 131 و 426 و 465، والعيون والحدائق 3/ 382، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 251 رقم 915، والمعجم المشتمل لابن عساكر 153 رقم 470، وتهذيب الكمال 14/ 495- 500 رقم 3262، والكاشف 2/ 76 رقم 2744، والمعين في الضعفاء 1/ 338 رقم 3168، وميزان الاعتدال 2/ 421 رقم 4309، ودول الإسلام 1/ 133، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 790، والعبر 1/ 380، وتذكرة الحفاظ 1/ 404، والبداية والنهاية 10/ 283، والوافي بالوفيات 17/ 165 رقم 152، وتهذيب التهذيب 5/ 209، 210 رقم 363، وتقريب التهذيب 1/ 414 رقم 296، وخلاصة تذهيب التهذيب 197، وشذرات الذهب 2/ 47. [1] هو قول ابن المديني، وزاد: صدوق، ليس بحجّة. (الجرح والتعديل 5/ 55) . [2] في الجرح والتعديل 5/ 55. [3] تهذيب الكمال 14/ 499. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 210 تُوُفّي في سلْخ ذي الحجّة سنة تسع عشرة. ودُفِن مِن الغد سنة عشرين [1] . - أمّا عبد الله بن رجاء المكّي، فقد مرّ في طبقة وكيع. 205- عبد الله بن الزُّبير بن عيسى [2]- خ. د. ت. ن. -   [1] طبقات خليفة 229، وقال ابن معين: «كان يحدّث، وكان محتاجا، وكان لا بأس به» (معرفة الرجال 1/ 91 رقم 338) وقال أيضا: «كان ابن رجاء يحدّث بالحبل والمخلاة والرسن وأشباه ذلك بحديث كثير، وكان محتاجا، وكان لا بأس به، فلو أعطي ثوب مرويّ لحدّث بكل شيء سمعه، ثوب مرويّ كان يحدّث به منصور بن المعتمر» . (معرفة الرجال 2/ 31 رقم 38) . وقال أحمد بن حنبل: «سمعت من عبد الله بن رجاء المكيّ أبي عمران حديثين» . (العلل ومعرفة الرجال 3/ 433 رقم 5839) . وذكره العجليّ في «الثقات» وقال: «صدوق» . وقال النسائي: عبد الله بن رجاء المكيّ، والبصري، كلاهما ليس بهما بأس. وذكره ابن حبّان في «الثقات» . وقال علي بن المديني: اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين: أبي عمر الحوضيّ، وعبد الله بن رجاء. وسئل أبو زرعة عنه فجعل يثني عليه، وقال: حسن الحديث عن إسرائيل. وحديثه في صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وغيرهما. [2] انظر عن (عبد الله بن الزبير الحميدي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 502، وتاريخ ابن معين 2/ 308، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 96، 97 رقم 276، والتاريخ الصغير له 227، وجمهرة نسب قريش 449، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، وتاريخ الثقات للعجلي 256 رقم 809، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 635، 636، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 118، وتاريخ الطبري 1/ 399، والمعارف لابن قتيبة 526، وتاريخ الموصل للأزدي 416، والجرح والتعديل 5/ 56، 57 رقم 264، والثقات لابن حبّان 8/ 341، وجمهرة أنساب العرب 108، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 67 ب، والانتقاء لابن عبد البرّ 104، والسابق واللاحق 143، وطبقات الفقهاء للشيرازي 99، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبادي 15، 16، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 522، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 406، 407 رقم 578، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 265 رقم 968، والأنساب لابن السمعاني 4/ 231، والمعجم المشتمل لابن عساكر 153، 154 رقم 471، ومعجم البلدان 1/ 797، واللباب لابن الأثير 1/ 321، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 19، 20 رقم 3، وسير أعلام النبلاء 10/ 616- 621 رقم 212، ودول الإسلام 1/ 133، وتذكرة الحفاظ 1/ 413، 414، والعبر 1/ 277، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 792، والكاشف 2/ 77 رقم 2749، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 140- 143 رقم 31، والبداية والنهاية 10/ 282، والوافي بالوفيات 17/ 179 رقم 161، والعقد الثمين للتقي الفاسي 5/ 160، وتهذيب التهذيب 5/ 215، 216 الجزء: 15 ¦ الصفحة: 211 الإمام أبو بكر القُرَشيّ الأَسَديّ الحُمَيْديّ، لحميد بن زهير بن الحارث بن أسد المكّيّ. مُحدَّث مكّة وفقيهها، وأَجَلّ أصحاب سُفْيان بن عُيَيْنَة. سمع: ابن عُيَيْنَة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وفُضَيْل بن عِياض، ومَروان بن معاوية، والوليد بن مسلم، ووكيعًا، والشافعيّ، وطائفة. وعنه: خ.، ود. ت. ن. عن رجل عنه، وهارون الحمّال، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، ويعقوب الفَسَويّ، ويعقوب السَّدُوسيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازيّان، وأبو بكر محمد بن إدريس المكّيّ وَرَّاقُهُ، ومحمد بن عبد الله بن سنجر الْجُرْجَانيّ، ومحمد بن عبد الله بن البَرْقيّ، وبِشر بن موسى، والكُدَيْميّ، وخلْق. قال أحمد بن حنبل: الحُمَيْديّ عندنا إمام [1] . وقال أبو حاتم [2] : أثبت الناس في ابن عُيَيْنة: الحُمَيْديّ. قال [3] : جالست ابنَ عُيَيْنَة تسع عشر سنة أو نحوها. وقال يعقوب بن سُفْيان [4] : ثنا الحُمَيْديّ وما لقيت أنصحَ للإسلام وأهله منه. وقال غيره: كان حُجَّةً حافظًا. كان لَا يكاد يَخْفى عليه شيء من حديث سُفْيان.   [ () ] رقم 272، وتقريب التهذيب 1/ 415 رقم 305، والنجوم الزاهرة 2/ 231، وحسن المحاضرة 1/ 347 رقم 25، وطبقات الحفاظ 178، وخلاصة تذهيب التهذيب 197، وشذرات الذهب 2/ 45، 46. [1] تهذيب الكمال 14/ 513. [2] في الجرح والتعديل 5/ 75، وفيه زاد: «وهو رئيس أصحاب ابن عيينة، وهو ثقة إمام» . [3] القول للحميدي، في التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 97، وجاء في «الثقات» لابن حبّان: جالست ابن عيينة عشرين سنة. (8/ 341) . [4] في المعرفة والتاريخ 3/ 184. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 212 وَقَالَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى: ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ» . فَقَالَ: لَا تَقُولُ غَيْرَ هَذَا عَلَى التَّسْلِيمِ وَالرِّضَا بِمَا بِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ وَالْحَدِيثُ. لَا تستوحش أن تقول كما قال القرآن والحديث. قال الفَسَوِيّ [1] : سمعتُ الحُمَيْديّ يقول: كنت بمصر، وكان لسعيد بن منصور حلقة في مسجد مصر يجتمع إليه أهل خُراسان وأهل العراق. فجلست إليهم فذكروا شيخًا لسُفيان وقالوا: كم يكون حديثه؟ فقلت: كذا وكذا. فاستكثر ذلك سعيد وابن دَيْسَم. فلم أزل أُذاكِرهما بما عندهما عنه، ثم أخذت أَغرب عليهما، فرأيتُ فيهما الحياء والخجل [2] . وقال محمد بن سهل القُهُسْتانيّ: ثنا الربيع: سمعت الشافعيّ يقول: ما رأيت صاحب بَلْغمٍ أحفظَ من الحُمَيْديّ. كان يحفظ لابن عُيَيْنَة عشرةَ آلاف حديث [3] . وقال محمد بن إسحاق المَرْوَزِيّ: سمعت إسحاق بن راهوَيْه يقول: الأئمة في زماننا: الشافعيّ، والحُمَيْدي، وأبو عُبَيْد [4] . وقال عليّ بن خَلَف: سمعت الحُمَيْديّ يقول: ما دمت بالحجاز، وأحمد بالعراق، وإسحاق بخُراسان لَا يَغْلِبُنا أحد [5] . وقال السّرّاج: سمعتُ محمد بن إسماعيل يقول: الحُمَيْديّ إمامٌ في الحديث [6] . قلت: والحُمَيْديّ معدود من الفُقَهاء الذين تفقّهوا بالشّافعيّ.   [1] في المعرفة والتاريخ 2/ 179. [2] اختصر المؤلّف- رحمه الله- رواية الفسوي، وهي أطول مما هنا. [3] طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 140. [4] طبقات الشافعية الكبرى 2/ 140. [5] طبقات الشافعية للسبكي 2/ 141. [6] طبقات الشافعية للسبكي 2/ 141. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 213 قال ابن سعْد [1] ، والبخاريّ [2] : تُوُفّي بمكة سنة تسع عشرة ومائتين. وقال غيرهما: في ربيع الأول. 206- عبد الله بن السّريّ الأنطاكيّ الزّاهد [3]- ق. - كان من أهل المدائن، وصحِب شُعَيب بن حرب العابد، وروى عنه. وعن: سعيد بن زكريّا المدائنيّ، وصالح المُرّيّ، وعبد الرحمن بن أبي الزّناد، وحفص بن سليمان القارئ، وغيرهم. وعنه: خَلَف بن تميم الكوفيّ مع تقدُّمه، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن نصر النَّيْسابوريّ، وموسى بن سهل الرمليّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن خُلَيد الحلبيّ شيخ الطّبراني، وآخرون. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي «سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ» [4] : عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ [أَبِي] السَّرِيِّ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، رَفَعَهُ قَالَ: «سيلعن آخر هذا الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا» . أَسْقَطَ خَلَفٌ، أَوْ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ إِسْنَادِهِ سَطْرًا، إِمَّا عَمْدًا أَوْ غَلَطًا. فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ خُلَيْدٍ الْحَلَبِيَّ، وَغَيْرَهُ رَوَوْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّرِيِّ الْأَنْطَاكِيِّ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثَنَا عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر.   [1] في طبقاته 5/ 502. [2] في تاريخ الكبير 5/ 97. [3] انظر عن (عبد الله بن السريّ) في: تاريخ الدارميّ، رقم 307، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 264، 265 رقم 819 وفيه (عبد الله بن أبي السريّ) ، والجرح والتعديل 5/ 78 رقم 367، والمجروحين لابن حبّان 2/ 33، 44، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1528، 1529، والضعفاء لأبي نعيم، رقم 110، وتاريخ بغداد 9/ 471، 472 رقم 5101، وتهذيب الكمال 15/ 14- 17 رقم 3295، والكاشف 2/ 81 رقم 2774، والمغني في الضعفاء 1/ 339 رقم 3187، وميزان الاعتدال 2/ 427، 428 رقم 4347، وتهذيب التهذيب 5/ 233، 234 رقم 401، وتقريب التهذيب 1/ 418 رقم 333، وخلاصة تذهيب التهذيب 199. [4] برقم (263) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 214 وكذلك رواه محمد بن معاوية الأنماطيّ، عن سعيد بن المدائنيّ. وحديث خَلَف وقع عاليًا في جزء محمد بن الفرج الأزرق عنه، عن عبد الله بن السَّريّ. قال ابن عديّ [1] : لَا بأس به [2] . 207- عبد الله بن سليم [3]- ن. - أبو عبد الرحمن الْجَزَريّ الرَّقِّيّ. عن: أبي المَلِيح، وعُبَيد الله بن عَمْرو، وعيسى بن يونس. وعنه: أيّوب الوزّان، ومحمد بن جَبَلة الرافقيّ، ومحمد بن عليّ بن ميمون الرَّقّيّ. مات سنة ثلاث عشرة [4] .   [1] في الكامل 4/ 1529. [2] وقال العقيلي: «عبد الله بن أبي السريّ (كذا) عن محمد بن المنكدر، لا يتابع عليه ولا يعرف إلّا به. وقد رواه غير خلف فأدخل بين عبد الله بن السريّ، ومحمد بن المنكدر رجلين مشهورين بالضعف» . (الضعفاء الكبير 2/ 264) . وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: سألت يحيى بن معين قلت: عبد الله بن السريّ من هو؟ قال: هو رجل. (تاريخ الدارميّ، رقم 307، الجرح والتعديل 5/ 78) . وقال ابن أبي حاتم: كان عبد الله بن السريّ رجلا صالحا، فاحسب يحيى حاد عن ذكره من أجل ذلك. (الجرح والتعديل 5/ 78) . وقال ابن حبّان: «شيخ يروي عن أبي عمران الجوني العجائب التي لا يشكّ من هذا الشأن صناعته أنها موضوعة، لا يحلّ ذكره في الكتب إلّا على سبيل الإنباه عن أمره لمن لا يعرفه» (المجروحون 2/ 33، 34) . وقال خلف بن تميم: كان من الصالحين. (تهذيب الكمال 15/ 15) . [3] انظر عن (عبد الله بن سليم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 110 رقم 326، وص 114 رقم 339، والجرح والتعديل 5/ 77 رقم 362، وص 78 رقم 369، والعلل لابن أبي حاتم، رقم 1163، والثقات لابن حبّان 8/ 352، ومعجم البلدان 1/ 536 و 895 و 4/ 1007، وتهذيب الكمال 15/ 58، 59 رقم 3316، والكاشف 2/ 83 رقم 2792، وتهذيب التهذيب 5/ 244 رقم 424، وتقريب التهذيب 1/ 421 رقم 357، وخلاصة تذهيب التهذيب 200. [4] أرّخه ابن حبّان في «الثقات» 8/ 352. وقد ذكر البخاري في تاريخه اثنين اسمهما: «عبد الله بن سليم» ولم ينسبهما، فقال في الأول (رقم 326) : «عبد الله بن سليم، ليس عدويا» . وذكر الثاني دون أيّ نسبة (رقم 339) الجزء: 15 ¦ الصفحة: 215 208- عبد الله بن سِنان الهَرَويّ [1] . روى عن: عبد الله بن المبارك، ويعقوب القُمّيّ، وفضيل بن عياض. وعنه: الذهلي، وأبو زرعة، وبشر بن موسى، وجماعة. توفي سنة ثلاث عشرة. وثقة أبو داود [2] . 209- عبد الله بن صالح بن مسلم العجليّ الكوفي المقرئ [3] . والد الحافظ أحمد بن عبد الله صاحب التاريخ. قرأ القرآن على: حمزة الزّيّات، وهو آخر مَن قرأ عليه موتا.   [ () ] «عبد الله بن سليم» . وذكر ابن أبي حاتم برقم (362) عبد الله بن سليم، روى عن بقية. روى عنه عمرو الناقد سألت أبي عنه فقال: شيخ ليس بالمشهور. وبرقم (369) : عبد الله بن سليم الرقي. روى عن عبيد الله بن عمرو. روى عنه أيوب بن محمد الوزان الرقي. [1] انظر عن (عبد الله بن سنان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 112 رقم 334، والجرح والتعديل 5/ 68 رقم 325، والثقات لابن حبّان 8/ 342، وميزان الاعتدال 2/ 437 رقم 4371. [2] وقال البخاري في التاريخ الكبير: «أحاديثه معروفة» . وقال ابن حبّان في «الثقات» : «مستقيم الحديث» . [3] انظر عن (عبد الله بن صالح) في: سؤالات الآجرّي لأبي داود 3/ رقم 174، والمعارف لابن قتيبة 375 و 524، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 267 رقم 825، والجرح والتعديل 5/ 85، 86 رقم 397، والثقات لابن حبّان 8/ 352، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 411 رقم 588، وتاريخ بغداد 9/ 477، 478 رقم 5109، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 265 رقم 970، والمعجم المشتمل لابن عساكر 155 رقم 477، ومعجم البلدان 1/ 541 و 748 و 2/ 606 و 3/ 246 و 4/ 778 و 785، وتهذيب الكمال 15/ 109- 115 رقم 3337، والعبر 1/ 360، وتذكرة الحفاظ 1/ 390، وسير أعلام النبلاء 10/ 403- 405 رقم 114، والكاشف 2/ 86 رقم 2811، وميزان الاعتدال 2/ 445- 447 رقم 4384، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 795، ومعرفة القراء الكبار 1/ 137، والبداية والنهاية 10/ 265، ومرآة الجنان 2/ 53، والوافي بالوفيات 17/ 212، 213 رقم 200، وغاية النهاية 1/ 423 رقم 1786، وتهذيب التهذيب 5/ 261- 263 رقم 449، وتقريب التهذيب 1/ 423 رقم 382، وخلاصة تذهيب التهذيب 201. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 216 وروى عنه، وعن: أبي بكر النَّهْشَليّ، والحسن بن صالح بن حيّ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وفُضَيْل بن مرزوق، وزُهير بن معاوية، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وأسباط بن نصر، وشَبِيب بن شَيْبة، وعبد العزيز الماجِشُون، وجماعة. وعنه: البخاريّ، فيما قيل، وابنه أحمد بن عبد الله العِجْليّ، وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي غَرَزَة، وَأَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى البلاذُريّ الكاتب، وبشْر بن موسى، وأبو زُرْعة الرازيّ، وأبو حاتم، ومحمد بن غالب تَمْتام، وإبراهيم الحربيّ، وخلْق سواهم. وُلد بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائة، وسكن بغداد وأقرأ بها. تلا عليه: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل بن نصر الرازيّ. قال عبد الخالق بن منصور، عن ابن معين: ثقة [1] . وقال أبو حاتم [2] : صدوق. وقال ابن حِبّان في كتاب «الثقات» [3] : كان مستقيم الحديث. فصل قال خ. في تفسير سورة الفتح [4] : ثنا عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ، عن هلال، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو، فذكر حديث: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 33: 45 [5] . قال أبو نصر الكَلَاباذيّ [6] ، وأبو القاسم اللالكائيّ، والوليد بن بكر الأندلسيّ: عبد الله هو ابن صالح العِجْليّ. وقال أبو عليّ بن السَّكَن، في روايته عن الفِربْريّ، عن البخاريّ: ثنا عبد الله بن مَسْلَمَة، يعني القَعْنَبيّ، نا عبد العزيز، فذكره. وقال أبو مسعود الدّمشقيّ في «الأطراف» : عبد الله هو ابن رجاء، ثم قال:   [1] تاريخ بغداد 9/ 477. [2] في الجرح والتعديل 5/ 86. [3] ج 8/ 352. [4] صحيح البخاري 6/ 169. [5] سورة الفتح، الآية 8. [6] في رجال صحيح البخاري 1/ 411. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 217 والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح. وقال أبو عليّ الغسّانيّ: عبد الله هو ابن صالح كاتب اللَّيث. وتابَعَهُ على ذلك أبو الحَجّاج شيخنا، وقال: هو أَوْلَى الأقوال بالصّواب، لأنّ البخاريّ رواه في باب الانبساط إلى النّاس من كتاب «الأدب» له. فقال: ثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ، ورواه في البيوع من «الصّحيح» عن العَوَقيّ. والحديث عنده بهذين الإسنادين في «الصّحيح» وفي كتاب «الأدب» . إلى أن قال: وإذا تقرَّر أنّ البخاريّ روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح، وَقَعَ الاشتراك بين العجلي، وبين الكاتب. فكونه كاتب الليث أولى لأنا تيقنا أَنّ البخاريّ قد لقي كاتبَ اللَّيث وأكثر عنه في «التاريخ» [1] وغيره من مُصَنَّفاته. وعلّق عنه في أماكن من «الصّحيح» ، عن اللّيث، عن عبد العزيز بن أبي سَلَمَةَ. وهذا معدوم في حقّ العَجْليّ فإنّ البخاريّ ذكر له ترجمةً في «التاريخ» [2] مختصرةً جدًّا، لم يروِ عنه فيها شيئًا، ولا وجدنا له رواية متيقّنة عنه لا في «الصّحيح» ولا في غيره. وَقَدْ رَوَى فِي التَّارِيخِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ. وَأَيْضًا فَلَمْ نَجِدْ لِلْعِجْلِيِّ رِوَايَةً، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، عَنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . بِخِلافِ كَاتِبِ اللَّيْثِ فَإِنَّهُ رَوَى الْكَثِيرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ [3] . قُلْتُ: وَأَيْضًا، فإنّ النّاس رَوَوْا الحديث المذكور عن كاتب اللّيث. وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي الْجِهَادِ مِنْ «صَحِيحِهِ» [4] فَقَالَ: ثنا عبد الله، ثنا عبد العزيز بن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ. الْحَدِيثَ.   [1] ترجم له في التاريخ الكبير 5/ 121 رقم 358. [2] لم نجد فيه ترجمة لعبد الله بن صالح العجليّ. [3] تهذيب الكمال 15/ 113- 115. [4] ج 4/ 69. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 218 وَقَالَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ السَّكَنِ، عَنِ الْفَرَبْرِيِّ، عَنِ الْبُخَارِيِّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ. ثُمَّ رَوَاهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي مُصَنَّفِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ [1] . وَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ فِي «الْأَطْرَافِ» : هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ، فاللَّه أَعْلَمُ أَيُّهُمَا هُوَ؟ وقال أبو عليّ الغسّانيّ: هو عبد الله بن صالح كاتب اللّيث [2] . ثم ظفرنا برواية البخاريّ، عن كاتب اللّيث في نفس «الصّحيح» وللَّه الحمد. وذلك أنّه في مكان خَفِيّ. فإنّه روى حديثًا علّقه فقال: وقال اللّيث، عن جعفر بن ربيعة في الذي نجر الخشبة وأوقرها الألفَ دينار [3] . ثم قال في آخر الحديث: حدّثني عبد الله بن صالح، ثنا اللّيثُ بهذا [4] . قال أحمد العجلي: وُلِد أبي سنة إحدى وأربعين ومائة. وتُوُفّي سنة إحدى عشرة وله سبعون سنة [5] . قلت: الظّاهر أنّ أحمد لم يضبط وفاة أبيه، وأظّنه عاش إلى قريب العشرين. فإنّه روى عنه مَنْ لَا يُعرف له سَمَاع في سنة إحدى عشرة، بل بعدها بأربع سنين، وخمس سنين، وأكثر. فروى عنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربيّ، وإبراهيم بن عبد بن الْجُنَيْد، وإبراهيم بن دروقا، ومحمد بن إسماعيل التِّرْمِذيّ، ومحمد بن العبّاس المؤدّب مولى بني هاشم، ومحمد بن غالب   [1] تهذيب الكمال 15/ 115. [2] تهذيب الكمال 15/ 115. [3] رواه البخاري في الزكاة 2/ 136، 137 باب: ما يستخرج من البحر. وهو: «وقال الليث: حدّثني جعفر بن ربيعة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل بأن يسلفه ألف دينار فدفعها إليه، فخرج في البحر فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار فرمى بها في البحر، فخرج الرجل الّذي كان أسلفه فإذا بالخشبة فأخذها لأهله حطبا فذكر الحديث، فلما نشرها وجد المال» . ورواه بطوله في الكفالة 3/ 56، 57 باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها. واختصره في الاستئذان 7/ 135 باب: بمن يبدأ في الكتاب. [4] هذا القول غير موجود في «صحيح البخاري» المطبوع، ولعلّه في نسخة قديمة وقف عليها المؤلّف رحمه الله. [5] تاريخ بغداد 9/ 478 وفيه: «وله ستّ وسبعون سنة» ، وهذا وهم، فلفظ «ست» مقحم سهوا. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 219 تَمْتام، وهؤلاء مَن طَلَبَه بعد سنة إحدى عشرة. وأوّل رحلة أبي حاتم سنة ثلاث عشرة. ولا أعلم لأكثرهم سماعًا إلّا بعد ذلك. والله أعلم. 210- عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث [1]- ن. - الفقيه أبو محمد المصريّ، والد الفقيه محمد، وسعد، وعبد الرحمن، وعبد الحَكَم. ويقال إنه مولى عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. سمع: مالكًا، والليث، وَمُفَضَّلَ بن فَضَالَةَ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندرانيّ، وابن وهْب، وابن القاسم، وبكر بن مُضَر، وجماعة. وعنه: بنوه الأربعة، والدَّارِميّ، وخير بن عَرَفَة، ومحمد بن عبد الله بن الْبَرْقِيِّ، ومِقْدام بن داود الرُّعَينيّ، ويوسف بن يزيد القراطيسيّ، ومالك بن عبد الله بن سيف التُّجِيبيّ، ومحمد بن عَمْرو أبو الكَرَوَّس المصريّ، وآخرون. قال أبو زُرعة: ثقة [2] . وقال ابن وارة: كان شيخ مصر [3] .   [1] انظر عن (عبد الله بن عبد الحكم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 518، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 142 رقم 428، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، وتاريخ الثقات للعجلي 266 رقم 842، والجرح والتعديل 5/ 105، 106 رقم 485، والثقات لابن حبّان 8/ 347، والولاة والقضاة للكندي 431 و 433 و 436 و 440 و 441، والانتقاء لابن عبد البرّ 52 و 53 و 113، والسابق واللاحق للخطيب 178، والفهرست لابن النديم 199، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 523- 528، وطبقات الفقهاء للشيرازي 151، ومعجم البلدان 1/ 709 و 776 و 2/ 177 و 299، ووفيات الأعيان 3/ 34، 35 رقم 323، وتهذيب الكمال 15/ 191- 194 رقم 3371، والعبر 1/ 366، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 796، ودول الإسلام 1/ 130، والكاشف 2/ 91 رقم 2845، وسير أعلام النبلاء 10/ 220- 223 رقم 57، ومرآة الجنان 2/ 58، والبداية والنهاية 10/ 269، والوافي بالوفيات 17/ 239، 240 رقم 221، والديباج المذهّب 1/ 419- 421، وتهذيب التهذيب 5/ 289، 290 رقم 489، وتقريب التهذيب 1/ 427 رقم 419، وحسن المحاضرة 1/ 305 رقم 41، وخلاصة تذهيب التهذيب 204، وشذرات الذهب 2/ 34، وشجرة النور الزكية 1/ 59. [2] الجرح والتعديل 5/ 106. [3] الجرح والتعديل 5/ 106. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 220 وقال أحمد العِجْليّ [1] : لم أر بمصر أعقل منه ومن سعيد بن أبي مريم. وقال ابن حبان: كان ممن عقل مذهب مالك وفرع على أصوله. وذكر أبو الفتح الأزديّ في «الضعفاء» : أنّ ابن مَعِين كذّب عبد الله. وذكر هذا السّاجيّ، عن ابن مَعِين. وقد حدَّث عن الشّافعيّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ [2] بكتاب «الوصايا» . قال السّاجي: فسألت الربيع فقال: هذا الكتاب وجدناه بخطّ الشّافعيّ ولم يُحدِّث به، ولم يقرأ عليه. قلت: تكذيب يحيى له لم يصحّ. وقال أبو عمر الكِنْديّ في كتاب «الموالي» بمصر: ومنهم عبد الله بن عبد الحَكَم بن أَعْيَن. سكن عبد الحَكَم وأبوه جميعًا بالإسكندرية وماتا بها [3] . ووُلِد عبد الله سنة خمسٍ وخمسين ومائة، وتُوُفّي في رمضان سنة أربع عشرة [4] . وقال ابن عبد البَرّ: صنّف كتابًا اختصر فيه أُسْمِعتُه من ابن القاسم، وابن وهْب، وأَشْهَب. ثم اختصر من ذلك كتابا صغيرا. وعليهما مع غيرهما عن مالك قول البغداديين المالكيّة في الدّراسة [5] . وإيّاهما شرح أبو بكر الأبْهَريّ [6] . قلت: وقد صنّف «كتاب الأموال» ، و «كتاب فضائل عمر بن عبد العزيز» . وسارت بتصانيفه الرُّكْبان. وكان محتشمًا نبيلًا، متموّلًا، رفيع المَنْزِلة. وهو مدفون إلى جانب الشّافعيّ. وهو الأوسط من القيود الثلاثة.   [1] قوله ليس في «تاريخ الثقات» . وفي «تهذيب الكمال» (15/ 193) : «قَالَ أحمد بْن عَبْد اللَّه العِجْليّ في سعيد بن أبي مريم: لم أر بمصر أعقل منه، ومن عبد الله بن الحكم» . [2] انظر عَنْ «مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ» في كتاب «الولاة والقضاة» للكندي 386 و 393 و 452 و 453 و 471 و 472 و 536. [3] تهذيب الكمال 15/ 193. [4] قال الكندي في «الولاة والقضاة» 441 إن أبا إسحاق بن الرشيد قدم مصر فحبس عبد الله بن عبد الحكم تهمة له فأقام أياما ثم مرض فمات. [5] هكذا في الأصل، وفي تهذيب الكمال «المدارسة» . [6] الانتقاء 52/ 53. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 221 وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ [1] : كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله. أفضت إليه الرئاسة بمصر بعد أشهب. قيل إنّه أعطى الشّافعيّ ألف دينار. 211- عبد الله بن عثمان بْن عطاء بْن أَبِي مسلم الخُراسانيّ [2] . أبو محمد. أخو محمد بن عثمان. من أهل الرملة. روى عن: عَطّاف بن خالد المخزوميّ، وطلْحة بن زيد الرَّقّيّ، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وشِهاب بن خِراش، وغيرهم. وَوَهِم من قال إنه روى عن أبي مالك الأشجعيّ. روى عنه: إبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وإسماعيل سمّويه، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ، وموسى بن سهل الرمليّ، وأبو حاتم الرازيّ وقال [3] : سمعت منه بالرملة سنة سبْع عشرة. ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [4] . 212- عَبْدُ اللَّهِ بن غالب العَبّاداني [5]- ق. - عن: الربيع بن صَبِيح، وعبد الله بن زياد البحرانيّ، وعامر بن يَسَاف. وعنه: عباد بن الوليد الغَبريّ، وعبّاس التّرقفيّ، ومحمد بن عبدك القزّاز،   [1] في طبقات الفقهاء 151. [2] انظر عن (عبد الله بن عثمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 146 رقم 447، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، والجرح والتعديل 5/ 113 رقم 515، والثقات لابن حبّان 8/ 437، وتهذيب الكمال 15/ 286، 287 رقم 3420، والكاشف 2/ 97 رقم 2883، وتهذيب التهذيب 5/ 317 رقم 539، وتقريب التهذيب 1/ 432 رقم 468، وخلاصة تذهيب التهذيب 206. [3] الجرح والتعديل 5/ 113 وروى عن عبد الله بن عثمان فقال: هذا أصلح من أبي طاهر المقدسي موسى بن محمد قليلا، وكان أبو طاهر يكذب. [4] ج 8/ 347، وسئل أبو حاتم عنه فقال: صالح. (الجرح والتعديل 5/ 113) . [5] انظر عن (عبد الله بن غالب) في: تهذيب الكمال 15/ 423 رقم 3477، والكاشف 2/ 105 رقم 2939، وتهذيب التهذيب 5/ 355 رقم 608، وتقريب التهذيب 1/ 440 رقم 534، وخلاصة تذهيب التهذيب 209. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 222 ويحيى بن عَبْدَك القزْوينيّ، ومحمد بن يحيى الأزْديّ. 213- عبد الله بن مروان [1] . أبو شيخ الحرّاني. عن: زُهير بن معاوية، وعيسى بن يونس. وعنه: أبو حاتم الحافظ، وإبراهيم بن الهيثم البلديّ، وإسحاق الحربيّ، وغيرهم. وثقة أبو حاتم [2] ، ولِقيه في سنة 213 [3] . 214- عبد الله بن نافع بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بن العوّام [4]- ن. ق. - أبو بكر الأسديّ الزّبيريّ المدنيّ. وليس بالصّائغ. ذاك مخزوميّ، وهذا   [1] انظر عن (عبد الله بن مروان) في: التاريخ الكبير 5/ 207 رقم 655، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 54، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 6، والجرح والتعديل 5/ 166 رقم 767، والثقات لابن حبّان 8/ 345، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 273 ب، 274 أ، وتاريخ بغداد 10/ 151 رقم 5202، والتبيين لأسماء المدلّسين لسبط ابن العجمي 36 رقم 40، والمغني في الضعفاء 1/ 356، ومجمع الزوائد للهيثمي 6/ 49، وتعريف أهل التقديس 89 رقم 76. [2] الجرح والتعديل 5/ 166. [3] وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يعتبر حديثه إذا بيّن السماع في خبره» . قال سبط ابن العجمي في (التبيين 36) تعقيبا على قول ابن حبّان: «ومقتضى هذا أنه يدلّس» . [4] انظر عن (عبد الله بن نافع) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 439، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 270 و 729 و 2/ رقم 800، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 213، 214 رقم 688، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 13، وتاريخ الثقات للعجلي 281 رقم 896، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 118، وتاريخ الطبري 7/ 563 و 572، والجرح والتعديل 5/ 184 رقم 857، والثقات لابن حبّان 8/ 347، وجمهرة نسب قريش 95، 96، وطبقات الفقهاء للشيرازي 148، وترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 365- 367، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 65 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 747) والعبر 1/ 369، والكاشف 2/ 121 رقم 3054، وميزان الاعتدال 2/ 514 رقم 4648، والوافي بالوفيات 17/ 648، 649 رقم 547، والديباج المذهب 1/ 411، وتهذيب التهذيب 6/ 50 رقم 96، وتقريب التهذيب 1/ 455، 456 رقم 684، وخلاصة تذهيب التهذيب 216، وشذرات الذهب 2/ 36، وشجرة النور الزكيّة 1/ 56. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 223 يقال له عبد الله بن نافع الأصغر. يروي عن: مالك، وعبد العزيز بن أبي حازم، وأخيه عبد الله بن نافع الأكبر. وعنه: محمد بن يحيى الذُّهليّ، ومعروف الحمّال، ويعقوب بن شَيْبة، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن المعدّل الفقيه، وأحمد بن الفرج الحمصيّ، وطائفة. قال ابن مَعِين [1] : صدوق. وقال البخاري [2] : أحاديثه معروفة [3] . وقال الزُّبير بن بكّار [4] : كان المنظور إليه من قريش بالمدينة في هَدْيِهِ وَفِقْهِهِ وعَفافِه. وكان قد سردَ الصوم وتُوُفّي في المحرم سنة ستّ عشرة وهو ابن سبعين سنة. وكذا ورّخ البخاريّ [5] وفاته. وأما الصّائغ فقد مرّ [6] . 215- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي عِيسَى [7] . أبو علي الشاميّ، نزيل البصْرة. عن: أبيه، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ.   [1] قال في (معرفة الرجال 1/ 83 رقم 270) : «كان رجلا صدوقا من خيار المسلمين» . وفي (الجرح والتعديل 5/ 184) . قال ابن معين: «صدوق، ليس به بأس» . [2] في تاريخ الكبير 5/ 214. [3] وقال أبو الحسن: لقيت عبد الله بن نافع الزبيري وكتبت عنه، ثقة، مدني، يتعبّد. (تاريخ الثقات للعجلي 281 رقم 896) . [4] في جمهرة نسب قريش 95، 96. [5] الصحيح أن البخاري ورّخ وفاته بسنة 220 هـ-. (التاريخ الكبير 5/ 214) والّذي أرّخ وفاته بسنة 216 هو ابن حبّان في (الثقات 8/ 347) . [6] في الجزء السابق، رقم الترجمة (232) . [7] انظر عن (عبد الله بن هارون) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 220، 221 رقم 719، والتاريخ الصغير له 226، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 74، والجرح والتعديل 5/ 194 رقم 897، والثقات لابن حبّان 8/ 349، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 749، 750، والكاشف 2/ 123 رقم 3065، وتهذيب التهذيب 6/ 59 رقم 113، وتقريب التهذيب 1/ 457 رقم 702، وخلاصة تذهيب التهذيب 217. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 224 وعنه: ابن المَدِينيّ، والفلاس، والكُدَيْميّ، وسليمان بن سيف الحَرّانيّ، وأبو قِلابة الرَّقَاشيّ، وجماعة. وكان صدوقًا. كان حيًا سنة إحدى عشرة [1] . 216- عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن محمد المهديّ بن عبد الله المنصور [2] .   [1] لقيه البخاريّ فيها. (التاريخ الكبير 5/ 221، التاريخ الصغير 226) . [2] الخليفة العباسي المأمون أشهر من أن يعرّف، ومصادر ترجمته كثيرة، وأخباره في كتب التواريخ والأدب والسير وغيرها، ونذكر منها هنا بعضها: المحبّر لابن حبيب 40 و 61، والأخبار الطوال 400، وعيون الأخبار 2/ 253- 255، والمعارف 377 و 391، والمعرفة والتاريخ 3/ 335، والتاج في أخلاق الملوك للجاحظ 88، والبيان والتبيين له 2/ 194 و 4/ 72، 75، والبرصان والعرجان له 25 و 48 و 86 و 101 و 108 و 174 و 206 و 246 و 282 و 308، وتاريخ اليعقوبي 2/ 538- 574، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 67 و 89 و 127 و 233 و 272 و 276 و 279، وطبقات الشعراء لابن المعتز (انظر فهرس الأعلام) 542، وتاريخ الطبري 8/ 478 (وانظر فهرس الأعلام) ، ونسب قريش لمصعب 79 و 106 و 131 و 252 و 272 و 280 و 284 و 338 و 359 و 360 و 400 و 428، والأخبار الموفقيات للزبير بن بكار 51- 57، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 255 و 257 و 259 و 260 و 2/ 156 و 157 و 159 و 167 و 184 وانظر فهرس الجزء الثالث 363، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2694- 2785 و 3493- 3495، وانظر فهرس الأعلام (7/ 629) ، والجليس الصالح 1/ 358 و 359 و 368 و 369 و 386- 388 و 425، والفهرست لابن النديم 129، وبغداد لابن طيفور 1 و 65- 7 و 11- 15 و 17 و 28- 30 و 33 و 35 و 36 و 38- 40 و 72 و 78 و 79 و 90 و 95 و 96 و 142 و 144 و 147 و 148 و 150 و 151 و 153- 156، والمحاسن والمساوئ 68 و 141 و 144 و 149 و 150 و 158 و 161 و 170 و 171 و 180 و 193 و 204 و 245 و 296 و 318 و 325 و 346 و 406- 410 و 414 و 421 و 424 و 425 و 436 و 438 و 443- 445 و 453 و 462 و 476 و 477 و 489 و 495- 501 و 513- 515 و 519 و 546 و 554- 559 و 561 و 562 و 565 و 577 و 578، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 146، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 112، 113، ولطف التدبير للإسكافي 2 و 19 و 20 و 42 و 58 و 63 و 64 و 134 و 135 و 164 و 165 و 166 و 180 و 201- 203، والفرج بعد الشدّة للتنوخي (انظر فهرس الأعلام) 5/ 213، وتحفة الوزراء 19 و 29 و 48 و 49 و 65 و 70 و 74 و 87 و 97 و 98 و 115 و 116 و 120 و 137 و 138 و 147 و 149 و 155، والهفوات النادرة 10 و 13 و 14 و 16 و 19 و 26 و 36 و 37 و 77 و 93 و 115 و 116 و 133 و 134 و 139 و 140 و 174 الجزء: 15 ¦ الصفحة: 225   [ () ] و 183- 185 و 196 و 246- 251 و 253 و 254 و 258 و 261 و 283 و 284 و 291 و 292 و 383 و 384، وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 545، ومقاتل الطالبين 509 و 514 و 516 و 535 و 537 و 541 و 549 و 560- 564 و 566 و 567 و 571 و 572 و 599 و 628 و 630، وتاريخ بغداد 10/ 183- 192 رقم 5330، وتاريخ حلب للعظيميّ 236 و 238- 249، وانظر فهرس الأعلام (482) ، والإنباء في تاريخ الخلفاء 74 و 76 و 79 و 89- 92 و 94- 104 و 108 و 109 و 111 و 112 و 119، والتذكرة الحمدونية 1/ 115 و 212 و 321 و 344 و 376 و 415- 420 و 429- 433 و 439 و 452 و 453 و 456، و 2/ 48 و 50 و 70 و 130- 132 و 140 و 163 و 193 و 201 و 202 و 223 و 226 و 236 و 237 و 273 و 289 و 313 و 319 و 348 و 349 و 353 و 362 و 453 و 466، وثمار القلوب 156- 158 و 165 و 166 و 169 و 179 و 185 و 187 و 189 و 190 و 198 و 236 و 238 و 239 و 327 و 365 و 513 و 522 و 528 و 529 و 531 و 611 و 613- 615 و 668، وخاص الخاص 8 و 51 و 77 و 78 و 88 و 110 و 111 و 116 و 124، وتحسين القبيح 33- 35 و 84 و 87، والأغاني 7/ 147 و 19/ 39، والمستجاد من فعلات الأجواد 172 و 179، ونور القبس 311، وبهجة المجالس 1/ 164، 165، ومطالع البدور 2/ 67، والفاضل للمبرّد 35، وغرر الخصائص 60 و 284، والمصباح المضيء 1/ 148 و 322، وتمام المتون 91، ونثر الدرّ 2/ 188 و 3/ 29 و 36 و 37 و 39- 44 و 5/ 28 و 39، والوزراء والكتّاب 126، والمجتنى 73، وسراج الملوك 48 و 319، والبصائر والذخائر 1/ 449 و 2/ 1، 2 و 433 و 3/ 1 و 4/ 121 و 7/ 196، ومحاضرات الأدباء 1/ 67 و 77 و 141 و 168 و 187 و 199 و 283 و 349 و 462 و 469 و 586 و 2/ 495، والشهب اللامعة 12، والمحاسن والأضداد 14 و 52، وشرح نهج البلاغة 16/ 114 و 17/ 75 و 18/ 31، 32 و 252، والمستطرف 1/ 116، 118 و 135 و 165 و 166 و 225 و 226 و 241 و 2/ 10، والأذكياء 39، 40 و 56 و 144 و 200 و 201، وأخبار الحمقى 77 و 103 و 169، ولباب الآداب 115، وتاريخ دمشق 222- 293، والجامع الكبير لابن الأثير 142 و 169 و 186، والكامل في التاريخ 6/ 282، والمرصّع 191 و 342، ونهاية الأرب 3/ 205 و 22/ 237- 242، وبدائع البدائه 45- 48 و 94 و 95 و 124 و 125 و 152 و 221 و 335 و 336، وخلاصة الذهب المسبوك 108 و 112 و 113 و 118 و 119 و 127 و 153 و 172 و 175 و 176 و 186، ونزهة الظرفاء 21 و 23 و 24 و 27- 29 و 30 و 34 و 35 و 41 و 49 و 52، وتسهيل النظر 118 و 158 و 190 و 240 و 241، والتذكرة الفخرية 335 و 336، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 59 و 124 و 127 و 128 و 130- 142 و 164 و 165 و 167، والفخري 20 و 30 و 192 و 212 و 214 و 215 و 217- 226 و 228 و 229 و 233 و 236 و 237 و 247 و 248، والتنبيه والإشراف 302- 305، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 166- 168، والخراج وصناعة الكتابة 37 و 59 و 260 و 305 و 308 و 315 و 317 و 321 و 335 و 351 و 378 و 386 و 400 و 421 و 423 و 424، وتاريخ الزمان لابن العبري 22- 28، وتاريخ مختصر الدول له 134- 138، والعيون والحدائق 3/ 289 و 301 و 303- 305 و 315 و 317- 380 الجزء: 15 ¦ الصفحة: 226 أبو العبّاس الهاشميّ. وُلِد سنة سبعين ومائة عند ما استُخْلِف أبوه الرشيد. وقرأ العلم في صِغره، وسمع من: هُشَيم، وعَبّاد بن العوّام، ويوسف بن عطّية، وأبي معاوية الضّرير، وطبقتهم. وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس. ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل وشهر فيها، فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن. روى عنه: ولده الفضل، ويحيى بن أكثم، وجعفر بن أبي عثمان الطَّيالسيّ، والأمير عبد الله بن طاهر، وأحمد بن الحارث الشّيعيّ، ودِعْبِل الخُزَاعيّ، وآخرون. وكان من رجال بنى العبّاس حزْمًا وَعَزْمًا، وَحِلْمًا وَعِلْمًا، ورأيًا ودَهاءً، وهَيبةً وشجاعةً، وسُؤْدُدًا وسَمَاحة. وله محاسن وسيرة طويلة. قال ابن أبي الدُّنيا: كان أبيض، رَبْعة، حَسَن الوجه، تعلوه صُفْرة، وقد وَخَطَه الشَّيْب. أَعْيَن، طويل اللحية رقيقها. ضيّق الجبين، على خدّه خال [1] . وقال الجاحظ: كان أبيض فيه صُفْرة. وكان ساقاه دون جسده صفراوين، كأنهما طُلِيتَا بالزَّعْفران [2] . وقال ابن أبى الدُّنيا: قدِم الرشيد طُوسَ سنة ثلاثٍ وتسعين، فوجّه ابنَه المأمون إلى سَمَرْقَنْد. فأتته وفاة أبيه وهو بمَرْو [3] .   [ () ] و 412- 470، وتاريخ خليفة 7 و 457 و 466- 473 و 475، ودول الإسلام 1/ 125- 132، وآثار البلاد 220 و 252 و 262 و 264 و 270 و 314 و 317 و 318 و 347 و 382، ومرآة الجنان 2/ 78، والبداية والنهاية 10/ 274- 280، وسير أعلام النبلاء 10/ 272- 290 رقم 72، والعبر (انظر فهرس الأعلام من الجزء الأول) ، والوافي بالوفيات 17/ 654- 666 رقم 556، وفوات الوفيات 2/ 235- 239 رقم 238، والمختصر في أخبار البشر 2/ 31، 32، والنجوم الزاهرة 2/ 225، وتاريخ الخلفاء 306- 333، وتاريخ الخميس 2/ 334، وشذرات الذهب 2/ 39، وأخبار الدول 153- 155، وغيره. [1] تاريخ الطبري 8/ 651، والعقد الفريد 5/ 119، وتاريخ بغداد 10/ 184، وتاريخ دمشق 229، وفوات الوفيات 2/ 235، وتاريخ الخميس 2/ 334، والنجوم الزاهرة 2/ 225. [2] تاريخ بغداد 10/ 184، وتاريخ دمشق 230. [3] تاريخ دمشق 231. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 227 وقال غيره: لما خلع الأمين أخاه المأمون من ولاية العهد غضب المأمون ودعا إلى نفسه بخُراسان، فبايعوه في أول سنة ثمانٍ وتسعين ومائة [1] . وقال الخطْبيّ: كان يُكنَّى أبا العبّاس، فلمّا استُخْلف اكتنى بأبي جعفر. وأمّه أم ولد اسمها مراجل [2] ، ماتت أيّام نِفاسها به. وقال أيضًا: دُعي للمأمون بالخلافة والأمين حيّ في آخر سنة خمسٍ وتسعين، إلى أن قُتل الأمين، فاجتمع النّاس عليه، وتفرّقت عُمّاله في البلاد، وأقيم الموسم سنة ستٍّ وسنة سبْعٍ باسمه، وهو مقيمٌ بخُراسان. واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمانٍ. وأتاه الخبر بمَرْو، فولّي العراق، الحَسَن بن سَهل، وقدِمَها سنة سبْعٍ. ثم بايع المأمون بالعهد لعليّ بن موسى الرضا الحُسَينيّ رحمه الله، ونوّهَ بذِكرِهِ، وغيَّر زيّ آبائه من لبْس السَّواد، وأبدله بالخُضْرة. فغضب بنو العبّاس بالعراق لهذين الأمرين وقطعوه، وبايعوا إبراهيم عمَّه ولقَّبوه «المبارك» . فحاربه الحَسَن بن سهل، فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط. وأقام إبراهيم بالمدائن. ثم سار جيش الحَسَن وعليهم حُمَيْد بن الطّوسيّ، وعليّ بن هشام، فهزموا إبراهيم، فاختفى وانقطع خبره إلى أن ظهر في وسط خلافة المأمون، فعفا عنه [3] . وكان المأمون فصيحًا مُفَوَّهًا. وكان يقول: معاوية بِعَمْرِه، وعبد الملك بِحَجَّاجِهِ، وأنا بنفسي [4] . وقد رُوِيَت هذه عن المنصور. وقيل: كان نقش خاتمه: المأمون عبد الله بن عبيد الله [5] .   [1] تاريخ بغداد 10/ 183، وتاريخ دمشق 231. [2] هي «مراجل البادعسيّة» . (تاريخ بغداد 10/ 192) . [3] راجع هذه الأخبار في الحوادث من الجزء السابق، وهذا الجزء. وقد اختصرها المسعودي في (التنبيه والإشراف 302، 303) كما هنا. [4] تاريخ بغداد 10/ 190، تاريخ دمشق 255. [5] وفي (التنبيه والإشراف 305) : «كان نقش خاتمه: الله ثقة عبد الله، وبه يؤمن» ، وفي (العقد الفريد 5/ 119) نقش خاتمه: «سل الله يعطك» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 228 رُوِي عنه أنّه ختم في بعض الرمضانات ثلاثًا وثلاثين ختْمة [1] . وقال الحسين بن فَهْم الحافظ: ثنا يحيى بن أكثم قال: قال لي المأمون: أريد أن أُحدِّث. فقلت: وَمَن أولى بهذا مِن أمير المؤمنين؟ فقال: اصنعوا لي منبرًا. ثم صعِد، فأوّل حديث أورده: حُدِّثْنَا عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: «امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لِوَاءِ الشِّعْرِ إِلَى النَّارِ» [2] . ثم حَدَّث بنحوٍ من ثلاثين حديثًا ثم نَزَل فقال لي: كيف رأيت يا يحيى مجلسنا. قلت: أجلّ مجلس، تفقّه الخاصّة والعامّة. فقال: ما رأيتُ لكم حلاوة. إنّما المجلس لأصحاب الخُلْقان والمَحَابر [3] . وقال السّرّاج: ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال: تقدّم رجل غريب، بيده محبرة إلى المأمون فقال: يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به. فقال: ما تحفظ في باب كذا؟ فلم يذكر فيه شيئًا. قال: فما زال المأمون يقول: ثنا هُشَيْم، وثنا يحيى، وثنا حَجّاج، حتّى ذكر الباب. ثم سأله عن باب آخر، فلم يذكر فيه شيئًا. فقال المأمون: ثنا فلان، وثنا فلان، إلى أن قال لأصحابه: يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيامٍ ثم يقول أنا من أصحاب الحديث، أعطوه ثلاثة دراهم [4] . ومع هذا فكان المأمون مسرفًا في الكرم، جوادا ممدّحا.   [1] تاريخ بغداد 10/ 190. [2] أخرجه أحمد في المسند 2/ 229، والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 119 ونسبه لأحمد، والبزّار، وقال: في إسناده أبو الجهم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 234، 235، والكتبي في فوات الوفيات 1/ 240، والصفدي في الوافي بالوفيات 17/ 656. [3] تاريخ دمشق 235. [4] تاريخ دمشق 235، 236، فوات الوفيات 1/ 240، تاريخ الخلفاء 321. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 229 جاء عنه أنّه فرّق في ساعة واحدة ستَّةً وعشرين ألف ألف درهم [1] . وكان يشرب النّبيذ. وقيل بل كان يشرب الخمر، فيُحرَّر ذلك [2] . وقيل إنّه أجاز أَعْرابيًا مرّةً لكونه مدحه بثلاثين ألف دينار. وأما ذكاؤه فمُتَوَقِّد. روى مسروق بن عبد الرحمن الكِنْديّ: حدّثني محمد بن المنذر الكِنْديّ جار عبد الله بن إدريس قال: حجّ الرشيد، فدخل الكوفة وطلب المُحدِّثين. فلم يتخلّف إلّا عبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس. فبعث إليهما الأمين والمأمون. فحدَّثهما ابن إدريس بمائة حديث، فقال المأمون: يا عمّ، أتأذن أن أُعيدها من حفظي؟ قال: افعل. فأعادها، فَعَجِب من حفظه. ومضيا إلى عيسى فحدّثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم، فأبى أن يقبلها وقال: ولا شُربة ماء عَلَى حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وروى محمد بن عَون، عن ابن عُيَيْنَة أنّ المأمون جلس فجاءته امرأة وقالت: يا أمير المؤمنين مات أخي وخلّف ستّمائة دينار، فأعطوني دينارًا، وقالوا: هذا نصيبك. فحسب المأمون وقال: هذا نصيبك. هذا خلّف أربع بنات. قالت: نعم. قال: لهنّ أربعمائة دينار. وخلّف والدةً فلها مائة دينار. وخلّف زوجةً فلها خمسة وسبعون دينارًا. باللَّه ألكِ اثنا عشر أخًا؟ قالت: نعم. قال: لكلّ واحد ديناران ولك دينار [4] .   [1] انظر تاريخ الطبري 8/ 653، والأخبار الموفقيات 38. [2] قول المؤلّف: «فيحرّر ذلك» هو تنبيه للقارئ بأن هذا الخبر غير موثوق، فلا ينسبه الناس له دون تدبّر. [3] تاريخ الخلفاء 327. [4] تاريخ دمشق 236، 237، فوات الوفيات 1/ 240، الوافي بالوفيات 17/ 656، تاريخ الخلفاء 321. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 230 وقال ابن الأعرابيّ: قال لي المأمون: أخبرني عن قول هند بنت عُتْبة [1] : نحن بنات طارق ... نمشي على النَّمارق [2] قال: فنظرت في نسبها فلم أجده، فقلت: ما أعرف. قال: إنّما أرادت النَّجْم، انتسبتْ إليه لحُسنْها. ثم رمى إليّ بعنبرةٍ بعْتُها بخمسة آلاف دِرْهم [3] . وقال بعضهم عن المأمون: مَن أراد كتابًا سرًّا فلْيكتبُ بلبنٍ حليب حُلِبَ لوقته، ويرسله إلى من يريد فيَعْمد إلى قِرْطاس فيحرقه وَيَذُرُّ رماده على الكتابة، فتُقرأ له. وقال الصُّوليّ: كان المأمون قد اقترح في الشطرنج أشياء. وكان يحبّ اللّعب بها [4] .   [1] الصحيح إن القول هو لهند بنت بياضة بن رياح بن طارق الإيادي حيث قالته حين لقيت إياد جيش الفرس في الجزيرة، وكان بياضة هو رئيس إياد، أما طارق فهو جدّ هند بنت بياضة، وهو المذكور في الشعر. وقد تمثّلت «هند بنت عتبة» بهذا القول في غزوة أحد، كما كان النساء المسلمات يتمثّلن هذا القول في حرب المسلمين مع الروم، وخاصّة في معركة اليرموك. [2] وبعده: المسك في المفارق ... والدّرّ في المخانق إن تقبلوا نعانق ... ونفرش النمارق أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق وانظر هذا القول في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 31، والسير والمغازي لابن إسحاق 327، والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 40، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 317، وسنن سعيد بن منصور ق 2 مجلّد 3/ رقم 2785، والمغازي للواقدي 1/ 225، وتاريخ الطبري 2/ 510، والأغاني 15/ 190، وثمار القلوب للثعالبي 297، والاستيعاب لابن عبد البرّ 4/ 425، والبدء والتاريخ للمقدسي 4/ 201، والكامل في التاريخ 2/ 153، وأسد الغابة 5/ 562، ونهاية الأرب للنويري 17/ 90، وتاريخ دمشق 246، والفاخر 23، والمغازي من تاريخ الإسلام للذهبي (بتحقيقنا) 172، وعيون التواريخ للكتبي 1/ 158، والبداية والنهاية 4/ 16، وعيون الأثر لابن سيد الناس 2/ 25، والروض الأنف للسهيلي 3/ 161، وتفسير غريب القرآن 523، وشرح شواهد المغني للسيوطي 2/ 809، وشرح أبيات مغني اللبيب للبغدادي 6/ 188- 190، وتاريخ الخلفاء 319، وسير أعلام النبلاء 10/ 277. [3] تاريخ دمشق 246. [4] تاريخ الخلفاء 324. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 231 وعن بعضهم قال: استخرج المأمون كُتُب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس. وقدِم الشامَ غير مَرّة. وقال أبو مَعْشَر المنجِّم: كان أَمّارًا بالعدْل، محمود السيرة، ميمون النَّقيبة، فقيه النفس، يُعَدّ مع كبار العُلماء [1] . وعن الرشيد قال: إنّي لأعرف في عبد الله حزْم المنصُور، ونُسُك المهديّ، وعزّة الهادي، ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع، يعني نفسه، لنسبته. وقد قدّمتُ محمدًا عليه، وإنّي لأعلم أنّه مُنقاد إلى هواه، مبذِّر لِمَا حَوَتْه يده، يشارك في رأيه الإماءَ والنّساءَ. ولولَا أمّ جعفر ومَيْل بني هاشم إليه لقدَّمتُ عبدَ الله عليه [2] . وعن المأمون قال: لو عرف الناس حُبّي للعَفْو لتقدّموا إليَّ بالجرائم [3] . وأخاف أن لَا أؤجَرَ فيه. يعني لكوْنه طَبعًا له. وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يحلُمُ حتّى يُغيظَنا. وقيل إنّ فلاحًا مرَّ فقال: أتظنُّون بأنّ هذا يَنْبُل في عيني وقد قتل أخاه الأمين؟ فسمعها المأمون فتبسَّم وقال: ما الحيلة حتّى أنْبُل في عين هذا السّيّد الجليل [4] ؟ وعن يحيى بن أكثم قال: كان المأمون يجلس للمناظرة في الفِقْه يوم الثلاثاء، فجاء رجل عليه ثياب قد شمّرها ونَعْلُهُ في يده. فوقف على طَرَف البساط وقال: السلام عليكم. فردّ عليه المأمون. فقال: أتأذن لي في الدُّنُوّ؟ قال: ادْنُ وتكلّم.   [1] فوات الوفيات 2/ 237. [2] تاريخ الخلفاء 307. [3] فوات الوفيات 2/ 236. [4] تاريخ بغداد 10/ 189، تاريخ دمشق 260، الوافي بالوفيات 17/ 657، البداية والنهاية 10/ 277، وفوات الوفيات 1/ 240، تاريخ الخلفاء 326. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 232 قال: أخبِرْني عن هذا المجلس الذي أنت فيه. جلَسته باجتماع الأمّة أَمْ بالمُغَالبة والقَهْر؟ قال: لَا بهذا ولا بهذا. بل كان يتولّى أمر المؤمنين مَن عقد لي ولأخي. فلمّا صار الأمر لي علمت أنّي محتاج إلى اجتماع كلمة المؤمنين في الشرق والغرب على الرضى بي. فرأيت أنّي متى خلّيتُ الأمرَ اضطّرب حبْل الإسلام ومَرَجَ عهدهم، وتنازعوا، وبطل الجهاد والحقّ، وانقطعت السُّبُل. فقمت حِياطةً للمسلمين إلى أن يُجْمِعوا على رجلٍ يرضون به، فأُسلِّم إليه الأمر. فمتى اتّفقوا على رجلٍ خرجت له من الأمر. فقال: السلام عليكم ورحمة الله. وذهبَ، فوجّه المأمون مَن يكشف خبره. فرجع وقال: يا أمير المؤمنين مضى إلى مسجد فيه خمسة عشر رجلًا في مثل هيئته، فقالوا له: أَلَقِيتَ الرجل؟ قال: نعم. وأخبرهم بما جرى. قالوا: ما نرى بما قال بأسًا. وافترقوا. فقال المأمون: كُفِينا مئونة هؤلاء بأيسر الخَطْب [1] . وقيل: أهدى ملك الروم إلى المأمون تُحَفًا سِنِية منها مائة رطل مِسْك، ومائة حلّة سَمُّور. فقال المأمون: أَضْعِفُوها له ليعلم عزّ الإسلام وذُلّ الكُفْر [2] . وقيل: دخل رجل من الخوارج على المأمون، فقال: ما حملك على الخلاف؟ قال: قوله تعالى: وَمن لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ 5: 44 قال: ألك عِلمٌ بأنها مُنَزّلة؟ قال: نعم. قال: ما دليلك؟ قال: إجماع الأمّة. قال: فكما رضيتَ بإجماعهم في التنزيل، فارْضَ بإجماعهم في التأويل. قال: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين [3] .   [1] مروج الذهب 4/ 20، 21، تاريخ الخلفاء 327. [2] ربيع الأبرار 4/ 367، فوات الوفيات 2/ 237. [3] تاريخ بغداد 10/ 186، تاريخ الخلفاء 319، 320. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 233 وقال محمد بن زكريّا الغلابيّ: ثنا مَهْديّ بن سابق قال: دخل المأمون يومًا ديوان الخَراج، فمرّ بغلام جميل على أُذنه قلم. فأعجبه حسنه فقال: من أنت؟ قال: الناشيء في دولتك، وخِرِّيج أدبك، والمتقلِّب في نِعمتك يا أمير المؤمنين، الْحَسَنُ بنُ رجاء. فقال: يا غلام، بالإحسان في البديهة تفاضَلَت العقول. ثم أمر برفع مرتبته عن الدّيوان، وأمر له بمائة ألف درهم [1] . وعن إسحاق المَوْصِلّي قال: كان المأمون قد سخط على الخليع الشّاعر لكونه هجاه عند ما قُتِل الأمين. فبينا أنا ذات يوم عند المأمون إذ دخل الحاجب برُقْعة، فاستأذن في إنشادها. فأُذِن له، فقال: أَجِرْني فإنّي قد ظَمِئْتُ إلى الوعدِ ... متى تُنْجزِ الوعدَ المؤكَّد بالعهدِ أُعيذُكَ مِن خُلْف الملوك فقد ترى ... تقطُّعَ أنفاسي عليك من الوجدِ أَيَبْخَلُ فردُ الْحُسْنِ عنّي بنائلٍ ... قليلٍ وقد أفردته بهوي فردِ [2] إلى أن قال: رأى اللَّهُ عبدَ اللَّهِ خيرَ عبادِهِ ... فمَّلكَهُ واللَّهُ أعلمُ بالعبد [3] ألا إنّما المأمونُ للنّاسِ عِصْمةً ... مميِّزةً بينَ الضلالة والرُّشدِ [4] فقال له: أحسنت. قال: يا أمير المؤمنين أحسن قائلها. قال: ومن هو؟ قال: عُبَيْدُك الحُسَين بن الضّحّاك. فقال: لَا حيّاه اللَّهُ ولا بيّاه. أليس هو القائل: فلا تمّت الأشياء بعد محمدٍ ... ولا زال شمل الملك فيها مبدّدا   [1] المحاسن والمساوئ 437، والعقد الفريد 2/ 131. [2] ورد هذا البيت في (بغداد لابن طيفور 171) و (تاريخ الطبري 8/ 662) : أيبخل فرد الحسن فرد صفاته ... عليّ وقد أفردته بهوى فرد [3] بغداد لابن طيفور 171، تاريخ الطبري 8/ 662. [4] البيتان في (ربيع الأبرار) للزمخشري 4/ 250. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 234 ولا فرح المأمون بالمُلْك بعدَهُ ... ولا زال في الدّنيا طريدًا مُشرَّدًا [1] هذه بتلك، ولا شيء له عندنا. قال الحاجب: فأين عادةُ عَفْوِ أمير المؤمنين. قال: أمّا هذه فنعم. ائذنوا له. فدخل، فقال له: هَل عرفت يوم قتل أخي هاشميّة هتكت؟ قال: لا. قال: فما معنى قولك: وممّا شجى قلبي وكَفْكَفَ عَبْرتي ... مَحارِمُ من آلِ الرسول استُحلَّتِ ومهتوكةٌ بالجلْد عنها سُجُوفها ... كِعابٌ كقرن الشمس حين تَبَدَّتِ فلا بات لَيْلُ الشّامتين بغِبْطَةٍ ... ولا بَلَغَتْ آمالُهم ما تَمَنَّتِ فقال: يا أمير المؤمنين، لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة سُلِبتُها بعد أن غمرتني. فإن عاقبتَ فبحقّك، وإن عفوتَ فبفضلك. فدمعت عينا المأمون وأمر له بجائزة. حكى الصُّوليّ أنّ المأمون كان يحبّ اللّعِب بالشَّطَرَنْج، واقترح فيه أشياء. وكان ينهى أن يقال: تعال نعلب، ويقول: بل نَتَنَاقَل [2] . ولم يكن بها حاذقًا، فكان يقول: أنا أدبِّر أمر الدُّنيا واتْسع لها، وأضيق عن تدبير شِبْرَيْن. وله فيها شعر: أرضٌ مربَّعةٌ حمراء من أَدَمٍ [3] ... ما بين إلْفَيْن معروفين [4] بالكَرَمِ تَذَاكرا الحربَ فاحتالا لها حِيَلًا ... مِن غير أن يأثَمَا فيها بسفْكِ دمِ هذا يُغير على هذا وذاك على ... هذا يُغير وعينُ الحَزْم لم تَنَمِ فانظُر إلى فِطَنٍ جالتْ بمعرفةٍ ... في عسكَرَيْن بلا طبل ولا علم [5]   [1] ورد هذا البيت في (بغداد لابن طيفور 182) . [2] ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 87 وفيه: «نتزاول ونتقاتل» . [3] الأدم: الجلد. وكانت رقاع الشطرنج تعمل من الجلد المدبوغ، وأحيانا من الخشب. [4] في محاضرات الأدباء «موصوفين» . [5] الأبيات في: محاضرات الأدباء للراغب الأصبهاني، وأنموذج القتال في نقل العوال 56، وهي الجزء: 15 ¦ الصفحة: 235 وقيل: إنّ المأمون نظر إلى عمّه إبراهيم بن المهديّ وكان يُلَقَّب بالتِّنّين، فقال: ما أظنّك عشقت قطّ. ثم أنشد: وجه الذي يعشق معروفُ ... لأنّه أصفرٌ منحوف ليس كمن يأتيك ذا جُثّة ... كأنّه للذّبْح معلوف وعن المأمون قال: أعياني جوابُ ثلاثة. صِرتُ إلى أمّ ذي الرّئاستين أُعزّيها فيه، فقلت: لَا تأسَيْ عليه فإنّي عِوَضه لكِ. قالت: يا أمير المؤمنين وكيف لَا أحزن على ولدٍ أكسبني مثلك. وأُتيتُ بِمُتنبئ فقلت: مَن أنت؟ قال: أنا موسى بن عِمران. قلت: ويْحك، موسى كانت له آيات فأْتني بها حتى أؤمن بك. فقال: إنّما أتيت بتلك المعجزات فرعون، إذ قال أنا ربّكم الأعلى. فإن قلت كذلك أتيتك بالآيات. قال: وأتى أهلُ الكوفة يشكون عاملهم فقال خطيبهم: هو شرّ عاملٍ. فأمّا في أول سنةٍ فإنّا بِعْنا الأثاث والعقار، وفي الثانية بعنا الضّياع، وفي الثالثة نزحنا عن بلدنا وأتيناك نستغيث بك. فقلت: كذبت، بل هو رجل قد حمدتُ مذهبَهُ، ورضيتُ دينَهُ، واخترتُهُ معرفةً منّي بقديم سخطكم على العمّال. قال: صدقتَ يا أمير المؤمنين وكذبتُ أنا. فقد خصصْتنا به هذه المدّة دون باقي البلاد، فاستعمله على بلدٍ آخر ليشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي شملنا. فقلت: قُم في غيرِ حِفْظ الله، قد عزلته عنكم [1] . وممّا يُنسب إلى المأمون من الشّعر قوله:   [ (-) ] لعليّ بن الجهم، ونسبها بعضهم للمأمون وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 71 باختلاف في البيت الأخير. [1] مروج الذهب 4/ 18، 19. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 236 لساني كتومٌ لأسراركُمْ ... ودمعي نَمُومٌ لسريّ مُذِيعُ فلولا دموعي كَتَمْتُ الهوى ... ولولا الهوى لم تكن لي دموعُ [1] وكان قدوم المأمون من خُراسان إلى بغداد سنة أربعٍ ومائتين. ودخلها في رابع صفر بأُبَّهَةٍ عظيمة، وبحمْل زائد. قال إبراهيم بن محمد بن عَرَفة النَّحْويّ في تاريخه: حكى أبو سليمان داود بن عليّ، عن يحيى بن أكثم قال: كنت عند المأمون وعنده جماعةٌ من قوّاد خُراسان، وقد دعا إلى خلْق القرآن حينئذٍ، فقال لأولئك القوّاد: ما تقولون في القرآن؟ فقالوا: كان شيوخنا يقولون: ما كان فيه من ذِكْر الحمير والجِمال والبقر فهو مخلوق، وما كان من سوى ذلك فهو غير مخلوق. فأما إذا قال أمير المؤمنين هو مخلوق، فنحن نقول كلّه مخلوق. فقلت للمأمون: أتفرح بموافقة هؤلاء [2] ؟ قال ابن عَرَفة: أمر المأمون مناديًا فنادى في الناس ببراءة الذّمّة ممّن ترحَّم على معاوية أو ذكره بخير [3] . وكان كلامه في القرآن سنة اثنتي عشرة. فكثر المنكر لذلك، وكاد البلد يفتتن ولم يلتئم له من ذلك ما أراد، فكفَّ عنه. يعني كفّ عنه إلى بعد هذا الوقت [4] . ومِن كلام المأمون: النّاس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لَا بُدّ منه على حالٍ من الأحوال، ومنهم كالدّواء يُحْتاج إليه في حال المرض، ومنهم كالدّاء مكروه على كلّ حالٍ [5] .   [1] المحاسن والمساوئ 377، تاريخ دمشق 280، البداية والنهاية 10/ 278، الوافي بالوفيات 7/ 659، النجوم الزاهرة 2/ 227، تاريخ الخلفاء 333. [2] فوات الوفيات 2/ 237، 238. [3] فوات الوفيات 2/ 238. [4] فوات الوفيات 2/ 238. [5] عيون الأخبار 3/ 3، المحاسن والمساوئ 565. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 237 وعن المأمون قال: لَا نزهة ألذّ من النظر في عقول الرجال [1] . وقال: غَلَبَةُ الحُجّة أحبّ إليّ من غَلَبَة القُدرة. لأنّ غَلَبَة الحُجّة لَا تزول، وغَلَبَةُ القُدرة تزول بزوالها [2] . وكان المأمون يقول: الملك يغتفر كلَّ شيء إلّا القَدْح في المُلْك، وإفشاء السّرّ، والتعرّض للحُرَم [3] . وقال: أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يُدبر، وإذا أدبر أن يُقبل [4] . وقيل للمأمون: أيُّ المَجالس أحسن؟ قال: ما نُظِر فيه إلى النّاس. فلا منظر أحسن من النّاس [5] . وكان المأمون معروفًا بالتشيُّع، فروى أبو داود المَصَاحِفيّ قال: سمعت النَّضْر بن شُمَيْلٍ يقول: دخلت على المأمون فقال: إنّي قلت اليوم: أصبح ديني الذي أدِينُ به ... ولستُ من الغَداةِ مُعْتذرا حبّ عليّ بعد النّبيِّ ولا ... أشتم صِدِّيقَه ولا عُمَرا وابنُ عفّانٍ في الْجِنان مع الأبرار ... ذاك القتيل مُصْطَبرا وعائشُ الأمّ لستُ أشْتمها ... مَن يَفْتَريها فنحن منه بُرا [6] وَقَدْ نَادَى الْمَأْمُونُ بِإِبَاحَةِ مُتْعَةِ النِّسَاءِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ حَتَّى أَبْطَلَهَا، وَرَوَى لَهُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنَيِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِمَا مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ فِي خَيْبَرَ [7] . فَلَمَّا صَحَّحَ لَهُ الْحَدِيثَ رَجَعَ إِلَى الحقّ [8] .   [1] شذرات الذهب 2/ 42. [2] تاريخ بغداد 10/ 186، تاريخ دمشق 263، تاريخ الخلفاء 336. [3] مروج الذهب 4/ 7، والعقد الفريد 12 و 66، والمحاسن والمساوئ 274 ينسب للمنصور، وتاريخ دمشق 262، ولباب الآداب لابن منقذ 243. [4] مروج الذهب 4/ 7، تاريخ الخلفاء 328. [5] تاريخ الخلفاء 328. [6] فوات الوفيات 2/ 238. [7] التاريخ للبخاريّ 7/ 369، ومسلم (2407) . [8] فوات الوفيات 2/ 238. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 238 وأمّا مسألة خلق القرآن فلم يرجع عنها وصمّم عليها في سنة ثمان عشرة. وامتحن العلماء، فعُوجِل ولم يُمْهَل [1] . توجّه غازيًا إلى أرض الروم فلمّا وصل إلى البَذَنْدون واشتدّ به الأمر أوصى بالخلافة إلى أخيه المعتصم. وكان قد افتتح في غزوته أربعة عشر حصنًا. وردّ فنزل على عين البَذَنْدون، فأقام هناك واعتلّ. قال المسعوديّ [2] : أعجبه برد ماء العين وصفاؤها، وطِيب الموضع وكثرة الخُضْرة. وقد طُرح له درهم في العين، فقرأ ما عليه لفرط صفائها. ولم يقدر أحد أن يسبح فيها لشدّة بردها. فرأى سمكة نحو الذّراع كأنّها الفضّة. فجعل لمن يخرجها سيفا، فنزل فراش فاصطادها وطلع، فاضطربت وفرت إلى الماء فتنضح صدر المأمون ونحْره وابتلّ ثوبه. ثم نزل الفرّاش ثانيةً وأخذها. فقال المأمون: تُقْلَى السّاعة. ثم أخذته رِعْدة فغُطّي باللُّحُف وهو يرتعد ويصيح. فأُوقدت حوله نار. ثم أتي بالسّمكة فما ذاقها لشُغله بحاله. فسأل المعتصمُ بُخْتَيْشُوعَ وابنَ ماسَوَيْه عن مرضه، فجسّاه، فوجدا نبضه خارجًا عن الاعتدال، مُنْذِرًا بالفَنَاء، ورأيا عَرَقًا سائلًا منه كلُعاب اللاغِيّة فأنكراه ولم يجداه في كُتُب الطّبّ. ثم أفاق المأمون من غَمْرته، فسأل عن تفسير اسم المكان بالعربيّ، فقيل له: «مدّ رجليك» . فتطيّر به. وسأل عن اسم البقعة، فقيل الرَّقَّةُ. وكان فيما عُمِل مِن مولده أنّه يموت بالرَّقّة. فكان يتجنّب النزول بالرَّقّة. فلما سمع هذا من الروم عَرَف وأيسَ، وقال: يا من لَا يزول مُلْكه ارحَم من قد زال ملكه [3] . وأجلسَ المعتصمُ عنده من يُلقّنه الشهادة لما ثَقُل. فرفع الرجل بها صوتَه، فقال له ابنُ ماسوَيْه: لَا تصيح، فو الله ما يفرّق الآن بين ربّه وبين ماني [4] . ففتح   [1] فوات الوفيات 2/ 238. [2] في مروج الذهب 4/ 43- 45، وانظر نحوه في (الهفوات النادرة 183- 185) . [3] قول المأمون في: (التذكرة الحمدونية 1/ 212 رقم 528) . [4] ماني: هو صاحب الثنوية الّذي يزعم أن النور والظلمة أزليّان قديمان، بخلاف المجوس الذين يقولون بحدوث الظلام. (انظر الملل والنحل للشهرستاني 188) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 239 عينيه وبهما من عِظَم التَّوَرُّم والاحمرار أمرٌ شديد، وأقبل يحاول بيديه البطْشَ بابن ماسويه، ورام مُخَاطبَتَه فعجز، فرمَق بطرفه نحو السّماء وقد امتلأت عيناه دموعًا، وقال في الحال: يا مَن لَا يموت ارحم مَن يموت. ثم قضى ومات في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثماني عشرة. فنقله ابنه العبّاس وأخوه المعتصم لما تُوُفّي إلى طَرَسُوس، فدُفِن هناك في دار خاقان خادم أبيه [1] . 217- عبد الله بن يحيى [2]- ن. - أبو محمد الثقفيّ البصريّ. عن: بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وعبد الواحد بن زياد، وأبي عَوَانة، وسُلَيْم بن أخضر. وعنه: إبراهيم بن يعقوب الْجَوْزجانّي، وأبو محمد الدّارميّ، والكُدَيْميّ، ويعقوب الفَسَويّ، وعبد العزيز بن معاوية القُرَشيّ، ومحمد بن يحيى الأزْديّ، وإبراهيم بن حرب العسكريّ. وقال الْجُوزَجَانيّ: ثقة مأمون [3] . 218- عبد الله بن يحيى [4]- خ. د. -   [1] تاريخ دمشق 292. [2] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في: تاريخ الثقات للعجلي 283 رقم 907، والجرح والتعديل 5/ 203، 204 رقم 949، والثقات لابن حبّان 8/ 349، 350، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 755، والكاشف 2/ 127 رقم 3092، وميزان الاعتدال 2/ 525 رقم 4690، وتهذيب التهذيب 6/ 76، 77 رقم 149، وتقريب التهذيب 1/ 460 رقم 737، وخلاصة تذهيب التهذيب 219. [3] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [4] انظر عن (عبد الله بن يحيى البرلّسي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 232 رقم 760، والجرح والتعديل 5/ 204 رقم 952، والثقات لابن حبّان 8/ 339، 340، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 434 رقم 635، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 268 رقم 981، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 755، والكاشف 2/ 127 رقم 3093، والمغني في الضعفاء 1/ 363 رقم 3424، وميزان الاعتدال 2/ 524 رقم 4685، وتهذيب التهذيب 6/ 77، 78 رقم 150، وتقريب التهذيب 1/ 461 رقم 738، وخلاصة تذهيب التهذيب 219. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 240 أبو يحيى المعافريّ المصريّ البرلّسيّ. عن: سعيد بن أبي أيّوب، وموسى بن عليّ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحَيْوَة بن شُرَيْح، ومعاوية بن صالح، واللَّيْث، وجماعة. وعنه: دُحَيْم، والحسن بن عبد العزيز الْجَرَويّ، وجعفر بن مسافر، ووهْب الله بن رزق المصريّ، وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : لَا بَأْسَ بِهِ. زاد أبو زُرْعة [2] : أحاديثه مستقيمة. وقال ابن يونس: تُوُفّي بالبُرُلُّس سنة اثنتي عشرة ومائتين [3] . 219- عبد الله بن يزيد [4]- ع. مولى آل عمر الفاروق. أبو عبد الرحمن المقرئ المكّي. أصله من ناحية الأهواز ممّا يلي البصْرة. وُلِد في حدود العشرين ومائة.   [1] الجرح والتعديل 5/ 204. [2] الجرح والتعديل 5/ 204. [3] تهذيب الكمال 2/ 755، وقال الكلاباذي: روى عنه الحسن بن عبد العزيز الجروي في تفسير الأنفال والفتح. (رجال صحيح البخاري 1/ 434) . [4] انظر عن (عبد الله بن يزيد مولى آل عمر) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 338، وتاريخ خليفة 474، وطبقات خليفة 227 و 284، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227 و 3/ رقم 6095، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 228 رقم 745، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والجرح والتعديل 5/ 201 رقم 939، والثقات لابن حبّان 8/ 342، وتاريخ جرجان للسهمي 93 و 130 و 394 و 467 و 521 و 522 و 533، والسابق واللاحق للخطيب 49، والمعجم المشتمل لابن عساكر 163 رقم 514، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 757) ، ودول الإسلام 1/ 130، والمعين في طبقات المحدّثين 75 رقم 800، والعبر 1/ 364، وتذكرة الحفاظ 1/ 367، والكاشف 2/ 128 رقم 3103، والبداية والنهاية 10/ 267، والعقد الثمين للتقيّ الفاسي 5/ 298- 300، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 463، 464 رقم 1931، وتهذيب التهذيب 6/ 83، 84 رقم 165، وتقريب التهذيب 1/ 462 رقم 752، وطبقات الحفاظ للسيوطي 156، وخلاصة تذهيب التهذيب 219، وشذرات الذهب 2/ 29. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 241 روى عن: كَهْمس بن الحَسَن، وأبي حنيفة، وابن عَوْن، وموسى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، وحرملة بن عمران التجيبي، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، وشعبة، وعبد الرحمن بن دينار بن أنعم الإفريقي، وخلق. وعنه: خ.، وع. عن رجلٍ، عنه، وأحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمة، وابن راهوَيْه، وابن نُمَيْر، وهارون الحمّال، والحسن بن عليّ الحداني، وعبّاس الدّوريّ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن مَسْلَمَة الواسطيّ، ومحمد بْن إِسْمَاعِيل الصّائغ، وبشْر بْن مُوسَى، والحارث بن أبي أُسامة، وَرَوْح بن الفرج القطّان، وعَمرو بن مَلُول، وخلْق. وثّقه النّسائيّ [1] ، وغيره. وهو من أكبر شيوخ البخاريّ. قال محمد بن عاصم: سمعته يقول: أنا ما بين التسعين إلى المائة. وأقرأتُ القرآن بالبصرة ستّا وثلاثين سنة. وهاهنا بمكة خمسًا وثلاثين سنة [2] . قلت: كان قد أخذ الحروف عن نافع بن أبي نُعَيْم، وله اختيار في القراءة رواه عنه ابنه محمد. وكان يلّقن القرآن، وكان إمامًا في القرآن والحديث، كبير الشأن. قال البخاريّ [3] : مات بمكّة سنة اثنتي عشرة أو ثلاث عشرة. وقال مُطَيِّن: سنة ثلاث عشرة [4] تُوُفّي أبو عبد الرحمن المقرئ رحمه الله [5] . 220- عبد الأعلى بن القاسم [6]- ق. -   [1] تهذيب الكمال 2/ 757. [2] تهذيب الكمال 2/ 757. [3] في تاريخه الكبير 5/ 228، وفي تاريخه الصغير 224 جزم بسنة 213. وانظر «الثقات» لابن حبّان 8/ 342، والمعجم المشتمل لابن عساكر، رقم 514. [4] تهذيب الكمال 2/ 757. [5] قال أبو حاتم: صدوق. (الجرح والتعديل 5/ 201) . وقال محمد بن المقرئ: كان ابن المبارك إذا سئل عن أبي قال: كان ذهبا خالصا. وقال الخليلي: حديثه عن الثقات حجة، وينفرد بأحاديث، وابنه محمد ثقة. (تهذيب الكمال 2/ 757) . [6] انظر عن (عبد الأعلى بن القاسم) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 242 أبو بشير الهمدانيّ البصريّ اللّؤلؤيّ. عن: حماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وسَوّار بن عبد الله بن قُدامة، وشَرِيك. وعنه: عَبدْه بن عبد الله الصّفّار، وأبو حفص الفلاس، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم الرازيّ، وقال [1] : صدوق. 221- عبد الأعلى بن مُسْهِر بن عبد الأعلى بن مسهر [2]- ع. - الإمام أبو مسهر الغسّاني الدمشقيّ، أحد الأعلام.   [ () ] الجرح والتعديل 6/ 30 رقم 155، والثقات لابن حبّان 8/ 409، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 761، والكاشف 2/ 131 رقم 3120، وتهذيب التهذيب 6/ 97، 98 رقم 201، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 786، وخلاصة تذهيب التهذيب 220. [1] الجرح والتعديل 6/ 30. [2] انظر عن (عبد الأعلى بن مسهر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 473، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 339، 340، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 2/ رقم 12 و 474 و 563، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 73، 74 رقم 1751، والتاريخ الصغير له 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 110، وتاريخ الثقات للعجلي 285 رقم 916، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 608، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 178، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 132، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 114، وتاريخ الطبري 5/ 161 و 8/ 643، والجرح والتعديل 6/ 29 رقم 153، وتقدمة المعرفة لابن أبي حاتم 286- 292، والثقات لابن حبّان 8/ 408، ومشاهير علماء الأمصار له 160، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 486 رقم 744، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 2454 رقم 954، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 446 رقم 1000، وتاريخ بغداد 11/ 72- 75 رقم 5750، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 416- 419، ومناقب الإمام أحمد 486، 487، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 321 رقم 1218، وطبقات الفقهاء للشيرازي 75، والإرشاد للخليلي (طبعة فوتوستات) 1/ 55، وتاريخ دمشق 380- 402، والكامل في التاريخ 6/ 420، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 761، 762، ودول الإسلام 1/ 133، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 802، وتذكرة الحفاظ 1/ 381، والعبر 1/ 374، ومعرفة القراء الكبار 1/ 375، وسير أعلام النبلاء 10/ 228- 238 رقم 60، وقضاة دمشق 15، والبداية والنهاية 10/ 281، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 355 رقم 1525، وتهذيب التهذيب 6/ 98- 101 رقم 203، وتقريب التهذيب 1/ 465 رقم 788، وطبقات الحفاظ 163، وخلاصة تذهيب التهذيب 221، وشذرات الذهب 2/ 44، والأعلام 4/ 42، 43، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 280، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 34، 36 رقم 737. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 243 ويُعرف بابن أبي دُرامة [1] ، وهي كنية جَدِّهِ عبد الأعلى. وُلِد أبو مُسهر سنة أربعين ومائة. وروي عن: سعيد بن عبد العزيز، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وسعيد بن بشير، ومالك بن أنَس، وإسماعيل بن عيّاش، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وخالد بن يزيد المُرّيّ، وصدقة بن خالد، ويحيى بن حمزة، وخلق. وأخذ القراءة عن: نافع بن أبي نُعَيم، وأيّوب بن تميم. وعنه: أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى الذّهَليّ، ومحمد بن إسحاق الصَّغانيّ، وإسحاق الكَوْسج، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وأبو أُميّة محمد بْن إِبْرَاهِيم الطَّرَسُوسيّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وإبراهيم بن دَيْزيل، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وعبد الرحمن بن القاسم بن الرّوّاس، وخلْق. قَالَ أَبُو داود: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يقول: رحِم الله أبا مُسْهِر ما كان أثبته، وجعل يُطْريه [2] . وقال يحيى بن مَعِين: إذا رأيتني أُحدِّث ببلدة فيها مثل أبي مسهر فينبغي للحِيَتي أن تُحْلَق [3] . وقال أبو زُرْعة [4] ، عن أبي مسهر: وُلِد لي ولد والأوزاعيُّ حيّ، وجالستُ سعيدَ بنَ عبد العزيز اثنتي عشرة سنة، وما كان من أصحابه أحدٌ أحفظ لحديثه منّي، غير أنّي نسيت [5] . وقال محمد بن عَوْف: سمعت أبا مُسْهِر يقول: قال لي سعيد بن عبد العزيز: ما شبَّهْتُكَ في الحِفْظ إلّا بجدّك أبي دُرَامة. ما كان يسمع شيئا إلّا حفظه [6] .   [1] هكذا في الأصل، وفي سير أعلام النبلاء «ذرامة» بالذال المعجمة، وفي تذكرة الحفاظ «ابن أبي دارمة» بالدال المهملة والراء وبينهما ألف، وفي تهذيب التهذيب «قدامة» ! [2] تاريخ بغداد 11/ 73، تاريخ دمشق 392. [3] تاريخ دمشق 390. [4] هو أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه 1/ 580، 581. [5] تاريخ بغداد 11/ 72، وتاريخ دمشق 387. [6] تاريخ دمشق 379 (في ترجمة جدّه: عبد الأعلى بن مسهر أبي درامة) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 244 وقال محمد بن عثمان التَّنُوخيّ: ما بالشّام مثل أبي مُسْهِر [1] . وقال أبو زُرْعَة الدّمشقيّ: قال ابن مَعين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أرَ مثل أبي مُسْهِر [2] . قال أبو مُسْهِر: رأيت أبا [3] مُسْهِر يحضُر الجامع بأحسن هيئة في البياض والسّاج والخُفّ، ويقيم على شاميّة طويلة بعِمامة سوداء عَدَنيّة [4] . قلت: كان أبو مُسْهِر مع جلالته وعِلمه من رؤساء الدّمشقيّين وأكابرهم. قال العبّاس بن الوليد البيروتيّ: سمعت أبا مُسْهِر يقول: لقد حرصت على عِلم الأوزاعيّ حتّى كتبت عن إسماعيل بن سَمَاعة ثلاثة عشر كتابًا، حتّى لقيت أباك فوجدت عنده عِلْمًا لم يكن عند القوم [5] . وقال دُحَيم: قال أبو مُسْهِر: رأيت الأوزاعيَّ، وجلست مع عبد الرحمن بن يزيد بن جابر [6] . وقال ابن أبي حاتم [7] : سألت أبي عن أبي مُسْهِر فقال: ثقة، ما رأيت أفصح منه ممّن كتبنا عنه، هو وأبو الجماهر. وقال محمد بْن الفَيْض الغسّانيّ: خرج السُّفْيانيّ أبو [8] العُمَيْطر سنة خمسٍ وتسعين ومائة فولّى قضاءَ دمشق أبا مُسْهِر كَرْهًا، ثم تنحّى عَنِ القضاء لما خُلِع أبو العُمَيْطر [9] . وقال ابن زَنْجُوَيْه: سَمِعْتُ أبا مُسْهِر يَقُولُ: عرامة الصّبيّ في صغره زيادة   [1] تاريخ دمشق 388. [2] تاريخ دمشق 390، وقد روى نحوه ابن أبي حاتم في (تقدمة المعرفة 289) عن أحمد بن أبي الحواري، قال: سَمِعْتُ يحيى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركت من أبي مسهر. [3] في الأصل: «رأيت أبو» وهو غلط نحوي. [4] تاريخ دمشق 392. [5] تقدمة المعرفة لابن أبي حاتم 287، والجرح والتعديل له 6/ 29. [6] تاريخ دمشق 383. [7] في تقدمة المعرفة 287، والجرح والتعديل 6/ 29. [8] في الأصل «أبي» وهو غلط. [9] تاريخ دمشق 394. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 245 في عقله في كِبَره [1] . وقال ابن دِيزِيل: سمعتُ أبا مُسْهِر يُنشد: هَبْك عُمّرتَ مثل ما عاشَ نُوح ... ثم لاقيتَ كلَّ ذاك يَسَارا هل من الموت- لَا أبا لك- بُدٌّ ... أيُّ حيٍّ إلى سوى الموتِ صارا [2] محنة أَبِي مُسهر مَعَ المأمون قَالَ الحافظ ابن عساكر [3] : قرأت بخطّ أَبِي الحُسَيْن الرَّازِيّ: سَمِعْتُ محمود بْن محمد الرّافقيّ: سَمِعْتُ عليَّ بْن عثمان النُّفَيْليّ يَقُولُ: كنّا عَلَى باب أَبِي مُسْهِر جماعةً من أصحاب الحديث، فمرض، فدخلنا عَلَيْهِ نَعودُه، فقلنا: كيف أنت؟ كيف أصبحت؟ قَالَ: في عافيةٍ راضيًا عَنِ اللَّه، ساخطًا عَلَى ذي القرنين، حيث لم يجعل السّدّ بيننا وبين أهل العراق، كما جعله بين أهلِ خُراسان وبين يأجوج ومأجوج. قَالَ: فما كَانَ بعد هذا إلّا يسيرًا حتى وافى المأمون دمشقَ، ونزل بدَير مُرَّان [4] وبنى [5] القُبَيْبة فوق الجبل، فكان يأمر باللّيل بجمرٍ عظيم فيوقَد، ويُجعل في طُسُوتِ كِبار، ويُدلي من عند القُبَيْبَة بسلاسل وحِبال، فتضيء لَهُ الغُوطة، فيُبْصرها باللّيل. وكان لأبي مُسْهر حلقة في الجامع بين العشاءين عند الحائط الشرقيّ، فبينا هُوَ ليلةً إذ قد دخل الجامع ضوء عظيم، فقال أبو مُسْهِر: ما هذا؟ قالوا: النّار التي تُدَلّى لأمير المؤمنين من الجبل حتّى تضيء لَهُ الغُوطة. فقال: أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ 26: 128- 129   [1] تاريخ بغداد 11/ 73، وتاريخ دمشق 399، والعرامة: الشدّة الشراسة. [2] تاريخ دمشق 399. [3] في تاريخ دمشق 396. [4] دير مرّان: بضم الميم وتشديد الراء. دير بالقرب من دمشق على تلّ مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة. (معجم البلدان 2/ 533) . [5] في الأصل «بنا» وهو غلط. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 246 تَخْلُدُونَ 26: 129 [1] . وكان في الحلقة صاحب خبر للمأمون، فرفع ذَلكَ إلى المأمون، فحقدها عَلَيْهِ. وكان قد بلغه أنّه كَانَ عَلَى قضاء أَبِي العُمَيْطر. فلما رحل المأمون أمر بحمل أَبِي مُسْهر إِلَيْهِ، فامتحنه بالرَّقَّة في القرآن [2] . قَالَ [3] : وحدّثني أبو الدَّحْداح أحمد بْن محمد: ثنا الحسن بْن حامد النَّيسابوريّ، حدّثني أبو محمد: سَمِعْتُ أصبغ وكان مَعَ أَبِي مُسْهِر هُوَ وابن أَبِي النّجا خرجا يخدمانه، فحدّثني أصبغ أنّ أبا مُسْهِر دخل عَلَى المأمون بالرَّقَّة وقد ضرب رقبة رجلٍ وهو مطروحٌ بين يديه، فوقف أبا مُسْهِر في الحال، فامتحنَهُ فلم يُجِبْهُ، فأمر بِهِ، فوُضع في النِّطْع ليضرب رقبته، فأجاب إلى خلق القرآن، فأُخرِج من النّطْع، فرجع عَنْ قوله، فأُعيد إلى النّطّع، فأجاب، فأمر بِهِ أن يوجَّه إلى بغداد، ولم يثق بقوله، فأُحضِر وأقام عند إسحاق بْن إبراهيم، يعني متولّي بغداد، أيّامًا لَا تبلغ مائة يوم، ومات. قَالَ الحسن بْن حامد: فحدّثني عبد الرحمن، عَنْ رَجُل من إخواننا يُكنى أبا بَكْر أنّ أبا مُسْهِر أقيم ببغداد ليقول قولًا يُبَرّئ فيه نفسَه من المحنة ونفي المكروه، فبلغني أنّه قَالَ في ذَلكَ الموقف: جزى [4] اللَّه أمير المؤمنين خيرًا، عَلَّمَنا ما لم نكن نعلم، وَعَلِمَ عِلْمًا لم يعلمه من كَانَ قبله. وقال: قلِ القرآن مخلوق وإلّا ضربت عُنقك، ألا فهو مخلوق، هُوَ مخلوق. قَالَ: فأرجو أن تكون لَهُ في هذه المقالة نجاة [5] . وقال الصُّوليّ: ثنا عَوْن بْن محمد، عَنْ أبيه قَالَ: قَالَ إسحاق بْن إبراهيم: لمّا صار المأمون إلى دمشق ذكروا لَهُ أبا مُسْهِر ووصفوه بالعِلْم والفِقْه، فأحضره فقال: ما تَقُولُ بالقرآن؟   [1] سورة الشعراء، الآيتان 128 و 129. [2] وانظر الخبر في قضاة دمشق 17. [3] أي ابن عساكر في تاريخ دمشق 398. [4] في الأصل «جزا» . [5] تاريخ دمشق 398. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 247 قَالَ: كما قَالَ اللَّه: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ [1] 9: 6. قَالَ: أمخلوق هُوَ أو غير مخلوق؟ قَالَ: ما يَقُولُ أمير المؤمنين؟ قَالَ: مخلوق. قَالَ: بخبر عَنْ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عَنْ أصحابه، أو التّابعين؟ قَالَ: بالنَّظَر. واحتجّ عَلَيْهِ. قَالَ: يا أمير المؤمنين، نَحْنُ مَعَ الجمهور الأعظم، أقول بقولهم، والقرآن كلام اللَّه غير مخلوق. قَالَ: يا شيخ أخبِرْني عَنِ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هل اختتن؟ قَالَ: ما سَمِعْتُ في هذا شيئًا. قَالَ: فأخبِرني عَنْهُ أكان يُشْهِدُ إذا زوَّج أو تزوَّج؟ قَالَ: ولا أدري. قَالَ: اخرج قبّحك اللَّه، وقبَّح من قلّدك دينه، وجعلك قُدْوة [2] . وقال أبو حاتم الرازيّ: ما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قَدْرًا ولا أجلّ عند أهلها من أَبِي مُسْهِر بدمشق. وكنت أرى أبا مُسْهِر إذا خرج إلى المسجد اصطفَّت النّاس يسلّمون عَلَيْهِ ويقبلون يده [3] . قَالَ أحمد بْن عليّ بْن الحَسَن البصْريّ: سَمِعْتُ أبا داود سليمان بْن الأشعث، وقيل لَهُ إنّ أبا مُسْهِر كَانَ متكبرًا في نفسه، فقال: كَانَ من ثقات النّاس. رحِم اللَّه أبا مُسْهِر لقد كَانَ من الإسلام بمكانٍ حُمِل عَلَى المحنة فأبى، وحُمِل عَلَى السيف مُدَّ رأسه وجُرّد السيف فأبى. فلمّا رأوا ذَلكَ منه حُمِل إلى السجن فمات [4] .   [1] سورة التوبة، الآية 5. [2] ترتيب المدارك 2/ 418، 419، تاريخ دمشق 397. [3] تاريخ بغداد 11/ 73، تاريخ دمشق 393. [4] تاريخ بغداد 11/ 73، تاريخ دمشق 394. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 248 وقال محمد بْن سعد [1] : أُشْخِص أبو مُسْهر من دمشق إلى المأمون، فسأله عَنِ القرآن فقال: هُوَ كلام اللَّه، وأبى أن يَقُولُ مخلوق. فدعا لَهُ بالسّيف والنّطْع. فلمّا رَأَى ذَلكَ قَالَ: مخلوق. فتركه. وقال: أما إنّك لو قلتَ ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبِلْتُ منك ورددتك إلى بلادك، ولكنّك تخرج الآن فتقول: قلت ذَلكَ فَرَقًا من السيف. أَشْخِصوه إلى بغداد فاحبسوه بها حتّى يموت. فأُشْخِص من الرَّقَّةِ إلى بغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة فَحُبِسَ، فلم يلبث إلّا يسيرًا حتّى مات في الحبس في غُرّة رجب، فأُخرج ليُدْفَن، فشهده قوم كثير من أهل بغداد [2] . وقال غيره: عاش تسعًا وسبعين سنة [3] . قُلْتُ: حَدِيثُ «يَا عِبَادِيَ إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ» قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ «الْأَدَبِ» لَهُ: ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي «صَحِيحِهِ» عَنِ الصَّغَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ. 222- عبد الحميد بن إبراهيم [4]- س. - أبو تقيّ الحضرميّ الحمصيّ الضّرير، وهو أبو تقيّ الكبير. روى عن: عفير بن مَعْدان، وعبد الله بن سالم، وإسماعيل بن عياش. وعنه: عمران بن بكار البراد، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، ومحمد بن عون الحمصيون، وغيرهم. روى له النسائي حديثا واحدا متابعة، وقال: ليس بشيء [5] .   [1] في طبقاته 7/ 473. [2] والخبر في: تاريخ بغداد 11/ 72، وتاريخ دمشق 395. [3] تاريخ بغداد 11/ 75، تاريخ دمشق 401. [4] انظر عن (عبد الحميد بن إبراهيم) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 132، والجرح والتعديل 6/ 8 رقم 41، والثقات لابن حبّان 8/ 400، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 93 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 764، والكاشف 2/ 132 رقم 3134، والمغني في الضعفاء 1/ 368 رقم 3480، وميزان الاعتدال 2/ 537 رقم 4762، وتهذيب التهذيب 6/ 108، 109 رقم 218، وتقريب التهذيب 1/ 466 رقم 802، وخلاصة تذهيب التهذيب 221. [5] تهذيب الكمال 2/ 764، وقال في موضع آخر: «ليس بثقة» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 249 وقال أبو حاتم [1] : ليس بشيْء، كان لَا يحفظ ولا عنده كُتُب. 223- عبد الحميد بن الوليد بن المغيرة [2] . أبو زيد الأشجعيّ، مولاهم المصريّ الفقيه الإخباريّ. سمع: اللّيث، وابن لَهيعَة، وجماعة. وأخذ الآداب عن: ابن الكلْبيّ، وأبي عُبَيدة، والواقديّ، والهَيْثم بن عديّ، وطائفة. وكان عَجَبًا من العُجْب، علامة. ولُقّب بكَبد لأنّه كان ثقيلًا. تُوُفّي سنة إحدى عشرة ومائتين عن سبعين سنة. وقد روى أيضًا عن مالك. روى عنه: سعيد بن عُفَير، وأحمد بن يحيى بن وزير، وغيرهما. تُوُفّي في شوّال [3] . 224- عبد الرحمن بن إبراهيم [4] . أبو عليّ الراسبيّ المخرميّ. عن: فُرات بن السّائب، ومالك.   [1] عبارته في الجرح والتعديل 6/ 8 قال: «كان في بعض قرى حمص فلم أخرج إليه وكان ذكر أنه سمع كتب عبد الله بن سالم، عن الزبيدي إلّا أنها ذهبت كتبه فقال: لا أحفظها فأرادوا أن يعرضوا عليه، فقال: لا أحفظ، فلم يزالوا به حتى لان، ثم قدمت حمص بعد ذلك بأكثر من ثلاثين سنة فإذا قوم يروون عنه هذا الكتاب، وقالوا: عرض عليه كتاب ابن زبريق ولقّنوه، فحدّثهم بهذا، وليس هذا عندي بشيء، رجل لا يحفظ وليس عنده كتب» . وقال ابن أبي حاتم قبل ذلك: «سألت محمد بن عوف الحمصي عنه، فقال: كان شيخا ضريرا لا يحفظ وكنّا نكتب من نسخه الّذي كان عند إسحاق بن زبريق لابن سالم فنحمله إليه ونلقّنه فكان لا يحفظ الإسناد ويحفظ بعض المتن فيحدّثنا، وإنما حملنا الكتاب عنه شهوة الحديث، وكان إذا حدّث عنه محمد بن عوف قال: وجدت في كتاب ابن سالم، ثنا به أبو تقيّ» . [2] انظر عن (عبد الحميد بن الوليد) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 699، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 180، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 205 أ، ب.، وطبقات الفقهاء للشيرازي 103، وتبصير المنتبه 1183. [3] قال الشيرازي: «ذكره الدارقطنيّ في كتابه في ذكر من روى عن الشافعيّ» . (طبقات الفقهاء) . [4] انظر عن (عبد الرحمن بن إبراهيم) في: تاريخ بغداد 10/ 255- 257 رقم 5371، والمغني في الضعفاء 2/ 375 رقم 3518، وميزان الاعتدال 2/ 545، 546 رقم 4804، ولسان الميزان 3/ 402، 403 رقم 1588. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 250 وعنه: يحيى بن جعفر بن الزّبرقان، وغيره. وهو مُنْكر الحديث [1] . 225- عبد الرحمن بن حمّاد بن شعيب [2]- خ. ت. - أبو سلمة العنبري الشعيثيّ [3] البصريّ. عن: ابن عَوْن، وسعيد بن أبي عَرُوبَة، وعبّاد بن منصور، وكَهْمَس، وسُفيان الثَّوريّ. وعنه: خ. وت. عَنْ رَجُل عَنْهُ، ويعقوب الفَسَويّ، وإسحاق بْن سيّار النَّصِيبيّ، والكُدَيْميّ، وأبو مسلم الكَجّيّ، وجماعة. قَالَ أَبُو زُرْعة: لَا بَأْسَ بِهِ [4] . وقَالَ أَبُو حاتم [5] : ليس بالقويّ. وقال أبو القاسم ابن مَنْدَه: مات فِي ذي الحجّة سنة اثنتى عشرة.   [1] قَالَ الخطيب: روى عن مالك بن أنس حديثا منكرا، وذكر الحديث الّذي أوّله أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي وقّاص ليسرّح نضلة بن معاوية إلى حلوان العراق ... (تاريخ بغداد 10/ 255) . وقال الدارقطنيّ: لا يثبت عن مالك ولا عن نافع. وقال أبو نعيم: فيه ضعف ولين. وذكر الدارقطنيّ له في العلل حديثا عن ابن لهيعة، وقال: ضعيف. (لسان الميزان 3/ 403) . [2] انظر عن (عبد الرحمن بن حمّاد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 275 رقم 888، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 47، والمعرفة والتاريخ 1/ 257، 526 و 2/ 119 و 3/ 396، والجرح والتعديل 5/ 225، 226 رقم 1062، والثقات لابن حبّان 8/ 378، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 444، 445 رقم 656، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 25 أ، رقم 612 (حسب ترقيم نسختنا المصوّرة) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 136 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 291 رقم 1099، والأنساب لابن السمعاني 7/ 350، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 784، والمعجم المشتمل لابن عساكر 167 رقم 529، والكاشف 2/ 144 رقم 3222، والمغني في الضعفاء 2/ 379 رقم 3556، وميزان الاعتدال 2/ 4854، وتهذيب التهذيب 6/ 164 رقم 333، وتقريب التهذيب 1/ 477 رقم 916، ومقدّمة فتح الباري 2/ 182، وخلاصة تذهيب التهذيب 226. [3] الشعيثي: من شعيث بلعنبر من بني تميم. (المشتبه، الأسامي والكنى) . [4] الجرح والتعديل 5/ 226. [5] الجرح والتعديل 5/ 226، وزاد: «كدت أن أدركه» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 251 226- عبد الرحمن بن أحمد [1] . وقيل: عبد الرحمن بن عطّية، وقيل: ابن عسكر، وقيل: ابن أحمد بن عطيّة السيّد القُدْوة. أبو سليمان الدّارانيّ العَنْسيّ. قيل أصله واسطيّ وُلِد في حدود الأربعين ومائة أو قبل ذلك. وروى عن: سُفْيان الثَّوريّ، وأبي الأشهب، وعبد الواحد بن زيد، وعَلْقَمَة بن سُوَيْد، وعليّ بن الحسن الزّاهد، وصالح بن عبد الجليل. وعنه: تلميذه أحمد بن أبي الحواري. وهاشم بن خالد، وحُمَيْد بن هشام العَنْسيّ، وعبد الرحيم بن صالح الدّارانيّ، وإسحاق بن عبد المؤمن، وعبد العزيز بن عُمَير، وإبراهيم بن أيّوب الحورانيّ، وآخرون. قَالَ أبو الْجَهْم بْن طَلّاب: ثنا أحمد بْن أَبِي الحواريّ قَالَ: كَانَ اسم أَبِي سليمان عبد الرحمن بْن أحمد بْن عطيّة العنْسيّ من صَلِيبة العرب [2] . وقال حُمَيْد بْن هشام: قلت لأبي سليمان عبد الرحمن بْن أحمد بْن عطيّة، فذكر حكاية.   [1] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد أبو سليمان الدارانيّ) في: الجرح والتعديل 5/ 214 رقم 1005، والثقات لابن حبّان 8/ 376، وتاريخ داريا للقاضي عبد الجبار الخولانيّ 51، وطبقات الصوفية للسلمي 75- 82 رقم 9، وحلية الأولياء 9/ 254- 280 رقم 448، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 4 و 40 و 54 و 62 و 73 و 79 و 176 و 246 و 253 و 273 و 409 و 917 و 424 و 634 و 727 و 728 و 833 و 922، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 339، وتاريخ بغداد 10/ 248- 250 رقم 5367، والرسالة القشيرية 15، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 19/ 587، والأنساب لابن السمعاني 5/ 243، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ 223- 234، ومعجم البلدان 2/ 431، واللباب لابن الأثير 1/ 482، ووفيات الأعيان 1/ 32 و 2/ 259 و 3/ 131، والعبر 1/ 347، وسير أعلام النبلاء 10/ 182- 186 رقم 34، وفوات الوفيات 2/ 265، والمختصر في أخبار البشر 2/ 30، ومرآة الجنان 2/ 29، 30، والبداية والنهاية 10/ 255- 259، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 31 و 33 و 46 و 280 و 386 و 397 و 438، والنجوم الزاهرة 2/ 179، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 92، وشذرات الذهب 2/ 13، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 46، 47 رقم 751. [2] تاريخ دمشق 19/ 587. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 252 واختلف على أبي الْجَهْم [1] فقال أبو أحمد الحاكم، عنه، عن ابن أبي الحواري: اسمه عبد الرحمن بن عَسْكَر. قَالَ ابن أَبِي الحواري، سَمِعْتُ أبا سليمان رحمة اللَّه عَلَيْهِ يَقُولُ: صلِّ خلف كلّ مُبْتَدِع إلّا القَدَريّ لا تصلّ خلفه، وإنْ كَانَ سلطانًا [2] . وقال: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: كنت بالعراق أعمل، وأنا بالشام أعرف [3] . قَالَ: وسمعته يَقُولُ: لَيْسَ لِمَن أُلْهِم شيئًا من الخير أن يعمل بِهِ حتّى يسمعه من الأثر. فإذا سمعه من الأثر عمل بِهِ وحمد اللَّه حيث وافق ما في قلبه [4] . وقال الخَلْديّ: سَمِعْتُ الْجُنَيْد يَقُولُ: قَالَ أبو سليمان الدّارانيّ: ربّما يقع في قلبي النُّكْتَة من نُكَتِ القوم أيّامًا فلا أقبل منه إلّا بشاهدَيْن عَدْلَيْن: الكتاب والسُّنَّة [5] . قَالَ الجنيد: وقال أبو سليمان: أفضل الأعمال خلاف هوى النَّفْس [6] . وقال: لكل شيء عِلم، وعِلْم الخِذْلان تَرْكُ البُكاء. ولكلّ شيء صدأ، وصدأ نور القلب شبَعُ البَطَن [7] . وقال أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أصل كلّ خير الخوف من اللَّه، ومفتاح الدُّنيا الشّبع، ومفتاح الآخرة الجوع [8] .   [1] أبو الجهم بن طلّاب المشغراني، من بلدة مشغرى بالبقاع، من «لبنان» . [2] تاريخ دمشق 19/ 588. [3] حلية الأولياء 9/ 272، وتاريخ بغداد 10/ 249، وتاريخ دمشق 19/ 588، وصفة الصفوة 4/ 224، وطبقات الأولياء 293. [4] تاريخ دمشق 19/ 589. [5] طبقات الصوفية 77، 78، الرسالة القشيرية 15، صفة الصفوة 4/ 229، البداية والنهاية 10/ 255. [6] طبقات الصوفية 81، البداية والنهاية 10/ 256. [7] طبقات الصوفية 81، الرسالة القشيرية 15، البداية والنهاية 10/ 256، طبقات الأولياء 387، نتائج الأفكار القدسية 1/ 115. [8] حلية الأولياء 9/ 259، وتاريخ بغداد 10/ 250، وتاريخ دمشق 19/ 589، والبداية والنهاية الجزء: 15 ¦ الصفحة: 253 وقال الحاكم: أَنَا الخَلْديّ: حدّثني الْجُنَيْد: سَمِعْتُ السَّرِيّ السَّقَطيّ: حدّثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: قدَّم إليّ أهلي مرَّةً خبزًا وملْحًا، فكان في الملح سمسمة فأكلتها، فوجدت رانَها عَلَى قلبي بعد سنة. وقال أحمد: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: مَن رَأَى لنفسه قيمة لم يذق حلاوة الخدمة [1] . وعنه قَالَ: إذا تكلّف المتعبّدون أن يتكلّموا بالإعراب ذهب الخشوع من قلوبهم. وقال أحمد: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: إنّ في خلْق اللَّه خلقًا لو زُيِّن لهم الْجِنان ما اشتاقوا، فكيف يُحَبّون الدُّنيا وقد زهَّدهم فيها [2] . وسمعته يَقُولُ: لولا اللّيل لما أحببتُ البقاء في الدّنيا. وما أحبّ البقاء في الدّنيا لتشقيق الأنهار وغرْس الأشجار ولَرُبّما رَأَيْت القلبَ يضحك ضحكًا [3] . وقال أحمد: رَأَيْت أبا سليمان حين أراد أن يُلبّي غُشِي عَلَيْهِ، فلمّا أفاق قَالَ: بلغني أنّ العبد إذا حجّ من غير وجهه، فلبّى قِيلَ لَهُ: لَا لَبَّيْك ولا سَعْدَيْك حتّى تطرح ما في يديك، فما يؤمنّا أن يقال لنا مثل هذا؟ ثم لبّى [4] . وقال الْجُنَيْد: شيءٌ يُروَى عَنْ أَبِي سليمان أَنَا أستحسنه كثيرًا، قوله: من اشتغل بنفسه شُغِل عَنِ النّاس، ومن اشتغل بربّه شُغِل عَنْ نفسِهِ وعن النّاس [5] . قال عمرو بن بحر الأسدي: سَمِعْتُ ابن أَبِي الحواريّ: سَمِعْتُ أبا سليمان يَقُولُ: مَن وَثِق باللَّه في رزقه زاد في حُسْن خلقه، وأعقبه الحلم،   [ () ] 10/ 256. [1] البداية والنهاية 10/ 256. [2] حلية الأولياء 9/ 273. [3] حلية الأولياء 9/ 275، تاريخ بغداد 10/ 249، تاريخ دمشق 19/ 590، البداية والنهاية 10/ 257. [4] حلية الأولياء 9/ 263، 264، صفة الصفوة 4/ 228. [5] البداية والنهاية 10/ 257. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 254 وسَخَتْ نفسُهُ في نَفَقَته، وقَلَّت وساوِسُهُ في صلاتِهِ [1] . وعن أَبِي سليمان قَالَ: الفُتُوَّة أن لَا يراك اللَّهُ حيث نهاك، ولا يفقدَكَ حيثُ أمرك. وللشيخ أَبِي سليمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كلام جليل من هذا النَّمْط. وقد أَنْبَأَنَا أبو الغنائم بْن علّان، عَنِ الْقَاسِمِ بْن عَلِيٍّ، أَنَا أَبِي، أَنَا طاهر بْن سهل، أَنَا عبد الدّائم الهلاليّ، أَنَا عبد الوهّاب الكلابيّ: سمعت محمد بن خزيم العُقَيْليّ: سَمِعْتُ أحمد بْن أَبِي الحواريّ يَقُولُ: تمنيت أن أرى أبا سليمان الدّارانيّ في المنام، فرأيته بعد سنة، فقلت لَهُ: يا معلّم، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: يا أحمد دخلت من باب الصغير، فرأيت وسْقَ شيخٍ، فأخذتُ منه عُودًا، فلا أدري تخلّلت بِهِ أم رَمَيْتُ بِهِ؟ فأنا في حسابه من سنة [2] . قَالَ أبو زُرْعة الطَّبريّ: سألت سعيد بْن حَمْدون عَنْ موت أَبِي سليمان الدّارانيّ فقال: سنة خمس عشرة ومائتين [3] . وكذا ورّخ وفاته أبو عبد الرحمن السُّلَميّ [4] ، والقَرَّاب [5] . وقيل: سنة خمسٍ ومائتين، قاله ابن أَبِي الحواريّ. 227- عبد الرحمن بن سِنان [6] . أبو يحيى الرّازي المقرئ. عن: عبد العزيز بن أبي رَوّاد، ونُعَيْم بن مَيْسَرة. وعنه: يحيى بن عَبْدَك، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، والفضل بن شاذان المقرئ.   [1] حلية الأولياء 9/ 257. [2] تاريخ دمشق 19/ 580، البداية والنهاية 10/ 279، فوات الوفيات 2/ 266. [3] تاريخ دمشق 19/ 582. [4] في طبقات الصوفية 75، وصفة الصفوة 4/ 234. [5] تاريخ بغداد 10/ 250. [6] انظر عن (عبد الرحمن بن سنان) في: الجرح والتعديل 5/ 242 رقم 1153. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 255 قال أبو حاتم [1] : مقريء صدوق. 228- عبد الرحمن بن عبد العزيز المدائنيّ سَبْويه [2] . روى عن: سُلَيْم بن أخضر. روى عنه: عبّاس الدُّوريّ، وأحمد بن إسحاق الوزّان. 229- عبد الرحمن بن علقمة [3] . أبو يزيد السعدي المَرْوَزيّ الفقيه. سمع: أبا حمزة السُّكّريّ، وأبا عَوَانة، وحمّاد بن يزيد. وكان من كبار أصحاب ابن المبارك. روى عنه: أحمد بن حنبل، ويحيى بن أبي طالب، وأبو زُرْعة، وحمدان الورّاق. وكان بصيرًا بالرأي. تفقّه على محمد بن الحسن، وغيره. أكرهوه على قضاء سَرْخَس فهرب. قال أبو حاتم الرازيّ: صدوق. 230- عبد الرحمن بن مُصْعب بن يزيد الأزديّ المَعْنيّ [4] . عمّ عليّ بن عبد الحميد الكوفيّ القطّان. نزيل الريّ. عن: فِطر بن خليفة، وسُفْيان الثَّوريّ، وإسرائيل، وشَرِيك. وعنه: القاسم بن زكريّا الكوفيّ، وعليّ بن محمد الطّنافسيّ، وأحمد بن   [1] الجرح والتعديل. [2] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد العزيز) في: الجرح والتعديل 5/ 261 رقم 1232. [3] تقدّمت ترجمته في الجزء السابق. [4] انظر عن (عبد الرحمن بن مصعب) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 408، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 674، والجرح والتعديل 5/ 292 رقم 1386، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 816، 817، والكاشف 2/ 164 رقم 3357، وتهذيب التهذيب 6/ 270 رقم 534، وتقريب التهذيب 2/ 498 رقم 1111، وخلاصة تذهيب التهذيب 234. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 256 الفرات، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد السّلام بن عاصم، وحفص بن عمر الرَّقّيّ سنجة ألف، وطائفة. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ خَلِيلٍ الدَّارَانِيِّ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ الْمَعْنِيُّ، نَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ حِجَارَةَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» ، رَوَاهُ ت [1] . ق [2] ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ [3] : حَسَنٌ غَرِيبٌ. قلت: ليس له في الكتابين سوى هذا الحدَّيث، وما أعلم فيه جرحا. قال ابن سعد [4] : كان عابدًا ناسكًا يُكنَّى أبا يزيد. قيل: تُوُفِّي سنة إحدى عشرة ومائتين. 231- عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد [5] . أبو نُعَيْم النَّخَعِيّ الكوفيّ. ابن بنت إبراهيم النَّخَعيّ. روى عن: ابن جُرَيْج، ومِسْعر، وفِطْر بن خليفة، وسُفْيان الثَّوريّ، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومحلّ بن محرز الضَّبّيّ، وجماعة. وعنه: البخاريّ في تاريخه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وأبو زُرْعة، وأحمد بن   [1] في الفتن (2265) باب أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر. [2] سنن ابن ماجة، في الفتن (4011) باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. [3] في الجامع الصحيح. رقم (2265) . [4] في الطبقات 6/ 408. [5] انظر عن (عبد الرحمن بن هانئ) في: معرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 894، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 362 رقم 1149، والتاريخ الصغير له 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 111، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 534 و 2/ 125 و 655 و 661 و 3/ 44 و 217 و 410، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 349، 350 رقم 951، والجرح والتعديل 5/ 298 رقم 1412، والثقات لابن حبّان 8/ 377، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1623، 1624، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 823، والكاشف 2/ 167 رقم 3380، والمغني في الضعفاء 2/ 388 رقم 3648، وميزان الاعتدال 2/ 595 رقم 4494، وتهذيب التهذيب 6/ 289، 290 رقم 565، وتقريب التهذيب 1/ 501 رقم 1141، وخلاصة تذهيب التهذيب 236. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 257 أبي غَرَزَة، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، ومحمد بن غالب تَمْتَام، وأبو حاتم، وآخرون. قال أحمد: ليس بشيء [1] . وقال أبو حاتم [2] : لَا بأس به. وقال ابن مَعِين مَرّة: ضعيف [3] . وقال مَرّة: كذّاب [4] . وقال أبو داود: ضعيف [5] . وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [6] : فِي الْقَلْبِ مِنْهُ لِرِوَايَتِهِ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ ضِفْدَعًا فَعَلَيْهِ شَاةٌ مُحَرَّمًا كَانَ أَوْ حَلالا» . قال مُطَيَّنٌ: مات سنة ستّ عشرة [7] . 232- عبد الرحمن بن واقد البصْريّ العطّار [8] . عن: شريك، وأبي عَوَانة، وأبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، والجرّاح بن مَلِيح. وعنه: إسحاق بن سيّار النّصيبيّ، وأبو حاتم الرّازيّ.   [1] الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 349. [2] الجرح والتعديل 5/ 298، وزاد: «يكتب حديثه» . [3] تهذيب الكمال 2/ 823. [4] الجرح والتعديل 5/ 298. [5] تهذيب الكمال 2/ 823. [6] في الثقات 8/ 377، 378، وقال: «ربّما أخطأ» . [7] تهذيب الكمال 2/ 823، وقال البخاري: «مات بعد سنة إحدى عشر ومائتين أو نحوها» . وقال ابن حبّان: «مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة ومائتين» . (الثقات 8/ 377) . وقال معاوية بن صالح: «سألت أبا نعيم، عن أبي نعيم النخعي، فقال: من جالسه عرف ضعفه» . (الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 349) . وقال ابن عديّ: «وعامّة ما له لا يتابعه الثقات عليه» . (الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1624) . [8] انظر عن (عبد الرحمن بن واقد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 359 رقم 1139، والجرح والتعديل 5/ 296 رقم 1406، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 824، وتهذيب التهذيب 6/ 293 رقم 572، وتقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1147، وخلاصة تذهيب التهذيب 236. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 258 وسئل عنه أبو حاتم فقال [1] : شيخ. 233- عبد الرحيم بن واقد الخُراسانيّ [2] . عن: هَيّاج بن بِسْطام، وعديّ بن الفضل. وعنه: محمد بن الْجَهْم، والحارث بن أبي أُسامة. حدّث ببغداد. قال الخطيب [3] : في حديثه مناكير. 234- عبد الرحيم بن المحاربيّ عبد الرحمن بن محمد الكوفيّ [4] . أبو زياد. سمع: أباه، ومُبارك بن فَضَالَةَ، وشَريكًا، وزائدة، وغيرهم. وعنه: خ.، وق. عن رجل عنه، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، وابن نمير، وعبد بن حميد، وأحمد ابن أبي غرزة. قال أبو زُرْعة: شيخ فاضل، ثقة [5] . وقال أبو داود: هو أثبت من أبيه [6] .   [1] في الجرح والتعديل 6/ 296. [2] انظر عن (عبد الرحيم بن واقد) في: تاريخ بغداد 11/ 85، 86 رقم 5767، والمغني في الضعفاء 2/ 392 رقم 3683، وميزان الاعتدال 2/ 607 رقم 5038، ولسان الميزان 4/ 10 رقم 19. [3] في تاريخ بغداد 11/ 85. [4] انظر عن (عبد الرحيم بن المحاربي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 407، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 104 رقم 1843، والتاريخ الصغير له 223، والجرح والتعديل 5/ 340 رقم 1605، والثقات لابن حبّان 8/ 413، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 488، 489 رقم 749، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 212 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 323 رقم 1225، والمعجم المشتمل لابن عساكر 170 رقم 545، والكامل في التاريخ 6/ 406، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 728، والكاشف 2/ 170 رقم 3405، وتهذيب التهذيب 6/ 306، 307 رقم 601، وتقريب التهذيب 1/ 504 رقم 1176، وخلاصة تذهيب التهذيب 237. [5] الجرح والتعديل 5/ 340. [6] تهذيب الكمال 2/ 828. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 259 قال البخاريّ [1] : مات في رمضان سنة إحدى عشرة [2] . 235- عبد الرّزّاق بن همّام بن نافع [3]- ع. -   [1] في تاريخه الكبير 6/ 140. [2] وأرّخه ابن سعد في هذه السنة أيضا، وقال: «كان ثقة صدوقا» . (الطبقات 6/ 407) وأرّخه أيضا ابن حبّان في «الثقات» 8/ 413، وابن عساكر في «المعجم المشتمل» . [3] انظر عن (عبد الرزاق بن همّام) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 548، والتاريخ لابن معين، برواية الدوري 2/ 362، 364، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 504 و 2/ رقم 524، وتاريخ خليفة 474، وطبقات خليفة 289، والعلل لابن المديني 72، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 420 و 1136 و 1225 و 1227 و 2/ رقم 1545 و 1546 و 2599 و 3880 و 3/ رقم 3882 و 3940 و 4405، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 130 رقم 1933، والتاريخ الصغير له 222، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 12، والمعارف لابن قتيبة 506 و 624، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 624، وتاريخ الثقات للعجلي 302 رقم 1000، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 119، وتاريخ الطبري 1/ 61 و 98 و 108 و 121 و 193 و 129 و 132 و 178 و 227 و 280 و 284 و 285 و 303 و 344 و 2/ 7 و 9 و 433 و 3/ 207 و 4/ 197 و 7/ 27، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 106، 107 رقم 1081، والجرح والتعديل 6/ 38، 39 رقم 204، والثقات لابن حبّان 8/ 412، وأخبار القضاة لوكيع (انظر فهرس الأعلام) 2/ 481 و 3/ 355، والعيون والحدائق 3/ 371، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1948- 1952، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 4/ 387، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 496، 497 رقم 760، والفهرست لابن النديم 228، وفهرست ابن خير 236، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 8، 9 رقم 1015، وتاريخ جرجان للسهمي 63 و 69 و 103 و 105 و 183 و 220 و 224 و 376 و 378 و 407 و 409 و 432 و 475 و 476 و 537 و 553، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 64 أ، والإرشاد للخليلي (مطبوع بالفوتوستات) 22، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 328، 329 رقم 1243، والسابق واللاحق 274 رقم 133، ومقدّمة ابن الصلاح 355، والتقييد 459- 461، والاقتراح لابن دقيق العيد 450 و 486، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 191، 192، والكامل في التاريخ 6/ 406، والتبصرة 3/ 270، ووفيات الأعيان 3/ 216، 217، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 829، 830، ودول الإسلام 1/ 129، والعبر 1/ 360، وميزان الاعتدال 2/ 609- 614 رقم 5044، وسير أعلام النبلاء 9/ 563- 580 رقم 220، وتذكرة الحفّاظ 1/ 364، والمغني في الضعفاء 2/ 393 رقم 3687، والكاشف 2/ 171 رقم 3410، ومرآة الجنان 2/ 52، 53، والبداية والنهاية 10/ 265، والمختصر في أخبار البشر 2/ 29، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 803، ونكت الهميان 191، 192، ومناقب أبي حنيفة للكردري 241، وشرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 577- 581 و 585، والاغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط 76 رقم 68، والوفيات لابن قنفذ 161، وتهذيب التهذيب 6/ 310- 315 رقم 608، وتقريب التهذيب الجزء: 15 ¦ الصفحة: 260 الإمام أبو بكر الحميريّ مولاهم الصَّنْعانيّ، أحد الأعلام. عن: أبيه، ومَعْمَر، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وعُبَيد الله بن عمر، وابن جُريْج، والمُثَنَّى بن الصَّبّاح، وثَور بن يزيد، وحَجّاج بن أرطأة، وزكريّا بن إسحاق، والأوزاعيّ، وعِكْرمة بن عمّار، والسُّفْيانين، ومالك، وخلْق. ورحل إلى الشام بتجارة فسمع الكثير من جماعة. ومولده سنة ستٍّ وعشرين ومائة. وعنه: شيخاه معتمر بن سليمان، وسُفيان بن عُيَيْنَة، وأبو أُسامة وهو أكبر منه، وأحمد، وابن مَعِين، وإسحاق، ومحمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن صالح، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن الفرات، والرمادي، وإسحاق الكَوْسِج، والحسن بن عليّ الحلال، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، وعبد بن حُمَيْد، وإسحاق الدَّبَريّ، وإبراهيم بن سُوَيْد الشّاميّ، وخلْق كثير. قال عبد الرّزّاق: جالسنا مَعْمَرًا سبْعَ سِنين [1] . وقال أحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحدًا أحسن حديثًا من عبد الرّزّاق؟ قال: لَا [2] . وقال عبد الوهّاب بْن همّام: كنت عند مَعْمَر فذكر أخي عبد الرّزّاق. وقال: خليق إنْ عاش أن تُضرب إِلَيْهِ أكباد الإِبِل [3] . قَالَ ابن أبي السّريّ العسقلانيّ: فو الله لقد أتعبها، يعني الإبل، ولما   [ (- 1] / 505 رقم 1183، وطبقات المدلّسين 23، 24، ولسان الميزان 7/ 287 رقم 3823، والنجوم الزاهرة 2/ 206، وطبقات الحفّاظ 154، وتدريب الراويّ 2/ 377، 378، وفتح المغيث 3/ 341، 342، وطبقات المفسّرين 1/ 302، 303 رقم 278، وخلاصة تذهيب التهذيب 238، وشذرات الذهب 2/ 27، والرسالة المستطرفة 31، ومعجم المؤلّفين 5/ 218، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 278، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 125 رقم 797، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 295 و 408 و 412 و 413 و 417 و 455 و 457 و 463 و 472 و 587 و 613 و 614 و 636 و 642، وأدب القاضي 1/ 120 و 184 و 186 و 356 و 435 و 459 و 461 و 462 و 470 و 472 و 529 و 530 و 570 و 591 و 627 و 668 و 672 و 673 و 2/ 91 و 92 و 188 و 257 و 264 و 295. [1] الجرح والتعديل 6/ 38. [2] تهذيب الكمال 2/ 829. [3] تهذيب الكمال 2/ 829. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 261 ودّعت عبد الرزّاق قَالَ: أمّا في الدنيا فلا أظن أَنَا نلتقي فيها، ولكنّا نسأل اللَّه أن يجمع بيننا في الآخرة [1] . وقال أبو زُرْعة الدّمشقيّ: قلت لأحمد بْن حنبل: كَانَ عبد الرّزّاق يحفظ حديث مَعْمر؟ قَالَ: نعم. قِيلَ لَهُ: فَمَنْ أثبت في ابن جُرَيْج: عبد الرّزاق، أو محمد بْن بَكْر البّرْسَانيّ؟ قَالَ: عبد الرّزّاق [2] . وقال لي: أتينا عبد الرّزّاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر. ومن سمع منه بعد ما ذهَب بصره فهو ضعيف السَّماع [3] . وقال هشام بْن يوسف: كَانَ لعبد الرّزّاق حين قدِم ابن جُرَيْج اليمن ثمان عشرة سنة [4] . قَالَ ابن مَعِين [5] : هشام بْن يوسف أثبت في ابن جُرَيْج من عبد الرّزّاق. وقال الأثرم: سَمِعْتُ أبا عبد الله يُسأل عَنْ حديث «النّار جُبار» [6] . فقال: هذا باطل، وليس من هذا شيء. ثم قَالَ: وَمَن يُحَدِّث بِهِ عَنْ عبد الرّزّاق؟ قلت: حدّثني أحمد بْن شبّويه. قال: هؤلاء سمعوا بعد ما عَمي. كَانَ يُلقَّن فلُقِّنَه، وليس هُوَ في كُتُبه. وقد أسندوا عَنْهُ أحاديث ليست في كتبه، كان يلقّنها بعد ما عَمِي [7] . قلت: عبد الرّزّاق راوية الإسلام، وهو صدوق في نفسه. وحديثه مُحْتَجٌّ بِهِ في الصِّحاح. ولكن ما هُوَ ممّن إذا تفرّد بشيء عُدّ صحيحًا غريبًا. بل إذا تفرّد بشيء عدّ منكرا.   [1] تهذيب الكمال 2/ 829. [2] تهذيب الكمال 2/ 829. [3] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 457، تهذيب الكمال 2/ 830. [4] تهذيب الكمال 2/ 830. [5] في تاريخه 2/ 364، والجرح والتعديل 6/ 38. [6] أخرجه أبو داود في الديات (4594) باب في النار تعدى، وابن ماجة في الديات (2676) باب الجبار، أ [؟] من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همّام، عن أبي هريرة. [7] تهذيب الكمال 2/ 829، شرح العلل لابن رجب 2/ 579، 580. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 262 وكان من مذهبه أن يَقُولُ: أَخْبَرَنَا، ولا يَقُولُ: حَدَّثنا. وهي عادة جماع من أقرانه، وممّن قبله كحمّاد بْن سَلَمَةَ، وهُشَيْم. قَالَ الحافظ ابن أبي الفوارس: يزيد بن هارون، وهشيم، وعبد الرّزّاق لَا يقولون إلّا أَخْبَرَنَا، فإذا رَأَيْت حديثًا فهو من خطأ الكاتب. قَالَ محمود بْن رافع: قدِم أحمد، وإسحاق عَلَى عبد الرّزّاق، وكان من عادته أن يَقُولُ أَخْبَرَنَا. فقالا لَهُ: قل حَدَّثنا. فقالها [1] . وقال نُعَيم بْن حمّاد: ما رَأَيْت ابن المبارك قطّ يَقُولُ: حَدَّثنا. كَانَ يرى أنّ أَخْبَرَنَا أوسع. وقال يحيى القطّان، وأحمد بْن حنبل، والبخاريّ، وطائفة: حَدَّثنا، وأنا [2] ، واحد. فصل قَالَ جعفر بْن أَبِي عثمان الطَّيَالِسيّ: سَمِعْتُ ابن مَعِين يَقُولُ: سَمِعْتُ من عبد الرّزّاق كلامًا يومًا استدللتُ بِهِ عَلَى ما ذُكِر عَنْهُ من المذهب، يعني التشيُّع. فقلت لَهُ: إنّ أُستاذَيك اللَّذَيْن أخذتَ عنهم ثِقات كلّهم أصحاب سُنّة: مَعْمَر، ومالك، وابن جُرَيْج، وسُفيان، والأوزاعيّ. فَعَمَّن أخذتَ هذا المذهب؟ فقال: قدِم علينا جعفر بْن سليمان الضُّبَعيّ، فرأيته فاضلًا حَسَن الهَدْيِ، فأخذت هذا عَنْهُ [3] . وقال ابن أَبِي خَيْثَمَة: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين، وقيل لَهُ إنّ أحمد بْن حنبل. قَالَ: إنّ عُبَيْد اللَّه بْن موسى يُرَدّ حديثه للتشيُّع. فقال: كَانَ واللهِ الّذي لا   [1] قال ابن معين في تاريخه: قال لي أبو جعفر السويدي: جاءوا إلى عبد الرزاق بأحاديث كتبوها ليس هي من حديثه، فقالوا: اقرأها علينا. فقال: لا أعرفها، فقالوا: اقرأها علينا، ولا تقل فيها حدّثنا، فقرأها عليهم. (2/ 363) و (الجرح والتعديل 6/ 39) وانظر: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 108) . [2] أنا: اختصار لكلمة «أخبرنا» . [3] تهذيب الكمال 2/ 830. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 263 إله إلّا هُوَ عبد الرّزّاق أغلى [1] في ذلك منه مائة ضعف. ولقد سمعت من عبد الرّزّاق أضعاف ما سَمِعْتُ مِن عُبَيْد اللَّه [2] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [3] : سَأَلْتُ أَبِي: أكان عبد الرّزّاق يُفْرِط في التَّشَيُّع؟ فقال: أمّا أَنَا فلم أسمع منه في هذا شيئًا [4] . وقال سَلَمَةُ بْن شَبيب [5] ، سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: واللَّهِ ما انشرح صَدْري قطّ أن أفضّل عليًّا عَلَى أَبِي بَكْر وعمر [6] . وقال أحمد بْن الأزهر: سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: أفضّل الشيخين بتفضيل عليّ إيّاهما عَلَى نفسه، ولو لم يفضّلْهما لم أفضِّلْهما. كفى بي إزراء أن أحبّ عليًّا ثم أخالف قوله [7] . وقال محمد بْن أَبِي السَّرِيّ: قلت لعبد الرّزّاق: ما رأيك في التفضيل؟ فأبى أن يخبرني. وقال: كَانَ سُفيان يَقُولُ: أبو بكر، وعمر، ويسكت. وكان مالك يَقُولُ: أبو بَكْر، وعمر، ويسكت [8] . قَالَ ابن عديّ [9] : قد رحل إلى عبد الرّزّاق ثقات المسلمين وأئمّتهم، وكتبوا عَنْهُ، ولم يَرَوْا بحديثه بأسًا، إلّا أنّهم نسبوه إلى التَّشَيُّع. وقد روى أحاديث في الفضائل ممّا لَا يوافقه عَلَيْهِ أحد من الثّقات، فهذا أعظم ما ذمّوه من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم.   [1] في الأصل «أغلا» . [2] تهذيب الكمال 2/ 830. [3] في العلل ومعرفة الرجال 2/ 59 رقم 1545. [4] وزاد: «ولكن كان رجلا تعجبه أخبار الناس أو الأخبار» . وهو في «الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 110) . [5] العلل ومعرفة الرجال 2/ 59 رقم 1546. [6] وزاد: «ورحم الله أبا بكر، ورحم الله عمر، ورحم الله عثمان، ورحم الله عليّا، ومن لم يحبّهم فما هو بمؤمن، وإنّ أوثق عملي حبّي إيّاهم» . [7] تهذيب الكمال 2/ 830. [8] راجع الخبر بأطول مما هنا في: المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 806. [9] في: الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1952. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 264 وقال أبو صالح محمد بْن إسماعيل: بَلَغَنَا ونحن عند عبد الرّزّاق، أو كرِهوه، فَدَخَلَنا من ذَلكَ غمٌّ شديد. فلمّا كَانَ وقت الحجّ وافيتُ بمكَّةَ يحيى بنَ مَعِين، فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو ارتدّ عبدُ الرّزّاق عَنِ الإسلام ما تركنا حديثه. رواها ابن عديّ، عَنِ ابن حمّاد، عَنْ أَبِي صالح هذا [1] . وقال أحمد بْن الأزهر: سَمِعْتُ عبد الرّزّاق يَقُولُ: صار مَعْمَر هَلِيلَجَةً في فمي. وقال فَيَّاض بْن زُهير النسائيّ: تشفّعنا بامرأة عبد الرّزّاق عَلَيْهِ، فدخلنا، فقال: هاتوا، تشفّعتم إليّ بمَن ينقلب معي عَلَى الفراش. ثم قَالَ: لَيْسَ الشفيعُ الَّذِي يأتيك مُؤْتزِرًا ... مثلَ الشَّفيعِ الَّذِي يأتيك عُرْيانا وقال ابن مَعِين [2] : قَالَ بِشْر بْن السَّرِيّ: قَالَ عبد الرّزّاق: قدِمت مكَّةَ مرّةً، فأتاني أصحاب الحديث يومين، ثم انقطعوا يومين أو ثلاثة. فقلت: يا ربّ ما شأني؟ كذّابٌ أَنَا؟ أيّ شيء أَنَا؟ فجاءوني بعد ذَلكَ. وقال المفضَّل الْجَنَديّ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْن شَبِيب يَقُولُ: سَمِعْتُ عبد الرزاق يَقُولُ: أخزى اللَّه سِلْعةً لَا تُنْفق إلّا بعد الكِبَر والضَّعْف. حتّى إذا بلغ أحدهم مائة سنة كُتِب عَنْهُ. فإمّا أن يقال كذّاب فيُبْطِلون عِلْمه، وإمّا أن يُقال مبتدع فيُبْطِلون عِلْمه. فما أقلّ مَن ينجو مِن ذَلكَ. وقال محمود بْن غَيْلان، عَنْ عبد الرّزّاق، قَالَ: قَالَ لي وكيع: أنت رَجُل عندك حديث وحفظك ليس بذاك. فإذا سُئِلت عَنْ حديثٍ فلا تقل لَيْسَ هُوَ عندي، ولكن قُلْ: لَا أحْفَظُهُ. وقال ابن معين: قال لي عبد الرّزّاق: أكتُب عنّي حديثًا واحدًا من غير   [1] الكامل في الضعفاء 5/ 1948. [2] في تاريخ 2/ 362، 363. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 265 كتاب. فقلت: لَا، ولا حرف. قلت: وقد صنّف عبد الرّزّاق «التّفسير» و «السّنن» وغير ذلك. و «مصنّف عبد الرّزّاق» بضعة وخمسون جزءًا، يجيء ثلاث مجلَّدات [1] . وسمع منه كُتُبه: إسحاق الدَّبَريّ، وعُمِّر دهرًا، فأكثر عَنْهُ الطّبَرانيّ. قَالَ محمد بْن سعْد [2] : مات في النّصف من شوّال سنة إحدى عشرة. - عبد الصّمد بْن حسّان. مَرّ. 236- عبد الصّمد بن عبد العزيز الرازيّ [3] . أبو عليّ العطّار المقرئ. عن: أبي جعفر الرازيّ، وبشير بن سُليمان، وعَنْبَسة قاضي الرّيّ، وجَسْر بن فَرْقَد، وعَمْرو بن أبي قيس، وأبي الأحْوص، وفُضَيْل بن عِياض، وخلْق كثير. وعنه: حفص بن عمر المَهْرقانيّ، ويحيى بن عَبْدك، وإسماعيل بن يزيد خال أبي حاتم، ومحمد بن عمّار، وآخرون. تُوُفّي في حدود نيّفٍ ومائتين. وقيل: إن أَبا زُرعة الرازيّ روى عنه، وهو بعيد. وكان صدوقًا. 237- عبد الصّمد بن النّعمان البغداديّ البزّاز [4] .   [1] هو مطبوع ومتداول. [2] في طبقاته الكبرى 5/ 548. [3] انظر عن (عبد الصمد بن عبد العزيز) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 105 رقم 1850، والثقات لابن حبّان 8/ 415، وتاريخ جرجان للسهمي 314. [4] انظر عن (عبد الصمد بن النعمان) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 364، وتاريخ الثقات للعجلي 303 رقم 1005، والجرح والتعديل 6/ 51، 52 رقم 273، والثقات لابن حبّان 8/ 415، وتاريخ أسماء الثقات الجزء: 15 ¦ الصفحة: 266 حدث عن: عيسى بن طَهْمان صاحب أنس، وحمزة الزّيّات، وابن أبي ذئب، وشعبة، وطائفة. وعنه: عباس الدوري، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن غالب تمتام، وجماعة كثيرة. وثقه ابن معين [1] ، وغيره [2] ، ولم يقع له شيء في الكتب الستة [3] . توفي سنة ست عشرة ببغداد. وعن الدّارقُطْنيّ قال: ليس بالقويّ [4] . 238- عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عَمْرو بْنُ أُوَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ القرشيّ العامريّ [5]- خ. د. ت. ق. - أبو القاسم المدنيّ المعروف بالأويسيّ. روى عن: عبد العزيز بن عبد الله الماجِشُون، ونافع بن عمر الْجُمحيّ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وسليمان بن بلال، ومالك بن أنس، وعبد الله بن   [ () ] لابن شاهين 242 رقم 934، وتاريخ جرجان للسهمي 164، وتاريخ بغداد 11/ 39، 40 رقم 5714، والمغني في الضعفاء 2/ 396 رقم 3717، وميزان الاعتدال 2/ 621 رقم 5079، ولسان الميزان 24/ 23 رقم 62. [1] في تاريخه 2/ 364، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 242 رقم 934، (تاريخ بغداد 11/ 39) . [2] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وقال ابن الجنيد: «سألت يحيى بن معين، عن عبد الصمد بن النعمان- جار معاوية بن عمرو- فقال: ذاك الّذي كان يعين؟ قلت: كتبت عنه شيئا؟ قال: لا، قلت: كيف حديثه؟ قال: لا أراه كان ممّن يكذب» . (تاريخ بغداد 11/ 39) . [3] لسان الميزان 4/ 23. [4] وفي المغني في الضعفاء 2/ 396 نسب المؤلّف هذا القول للنسائي. [5] انظر عن (عبد العزيز بن عبد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 13 رقم 1531، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 91، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 84، والجرح والتعديل 5/ 387 رقم 1804، والثقات لابن حبّان 8/ 396، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 474 رقم 720، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 311 رقم 1183، والمعجم المشتمل لابن عساكر 172 رقم 554، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 839، والكاشف 2/ 176 رقم 3445، وميزان الاعتدال 2/ 630 رقم 5108، وسير أعلام النبلاء 10/ 389 رقم 106، وتهذيب التهذيب 6/ 345، 346 رقم 662، وتقريب التهذيب 1/ 510 رقم 1233، وخلاصة تذهيب التهذيب 240. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 267 يحيى بن أبي كثير، وابن أُمَيَّة، وعبد الله بن جعفر المَخْرَمّي، وإبراهيم بن سعد، وطائفة. وعنه: خ.، ود.، ت. عَنْ رجل عنه، وهارون الحمال، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبد اللَّه بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم، ومحمد بْن إسماعيل التِّرْمِذيّ، وعبد اللَّه بْن شَبِيب المدنيّ، وجماعة. وثّقه أبو داود [1] ، وغيره [2] . 239- عبد العزيز بن عُمَيْر [3] . أبو الفقير الخُراسانيّ الزّاهد أحد العارفين. نزل دمشق وجالس أبا سليمان الدّارانيّ. وروى عن: زيد بن أبي الزَّرقاء، وحَجّاج الأعور، وجماعة. وروى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيّوب الْجَوْزَجانيّ، وغيرهما. وكانت رابعةُ الشامّية تُسَمّيه سيدّ العابدين. ومن قوله: إن من القلوب قلوبًا مرتصدة، فإذا وجدت بُغْيتها طارت إليه. وعنه قال: إنّما يُفْتح على المؤدِّب بقدر المتأدّبين. وقد تكلم أبو الفقير مرّة بحضرة أَبِي سليمان، فجعل أبو سليمان يخور كما يخور الثور. وقال: ذِكْر النِّعَم يورث الحبّ للَّه تعالى.   [1] تهذيب الكمال 2/ 839. [2] قال أبو حاتم: هو أحبّ إليّ من يَحْيَى بن عبد الله بن بُكَيْر، ويذكر أنه سمع الكثير من الموطّأ من مالك يعني وسمع بقيّة الموطّأ قراءة على مالك. وسئل عنه، فقال: مدينيّ صدوق. (الجرح والتعديل 5/ 387) ، وذكره ابن حبّان في «الثقات» . وقال المؤلّف في (سير أعلام النبلاء 10/ 389) : لم أظفر له بوفاة، وبقي إلى حدود العشرين ومائتين، لم يلحقه مسلم. [3] انظر عن (عبد العزيز بن عمير) في: صفة الصفوة 4/ 234 رقم 758. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 268 240- عبد العزيز بن المغيرة بن أُمَيّ أو ابن أميّة [1]- ق. - أبو عبد الرحمن المنقريّ البصريّ الصّفّار. نزيل الرّيّ. عن: مبارك بن فَضَالَةَ، ويزيد بن إبراهيم التُّسْتَريّ، وجرير بن حازم، والحَمَّادَيْن. وعنه: يوسف بن موسى القطّان، ويحيى بن عَبْدك القزْوينيّ، وابن وارة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم الرازيّ. قال أبو حاتم [2] : صدوق لَا بأس به [3] . 241- عبد العزيز بن منصور [4] . أبو الأصبغ اليَحْصُبيّ المصريّ. عن: حَيّوَة بن شُرَيْح، واللَّيث بن مالك، ونافع المقرئ، وغيرهم. وعنه: قاسم بن الفَرج الردفيّ، وغيره. تُوُفيّ سنة ستّ عشرة ومائتين. 242- عبد الغفّار بن الحَكَم [5] .   [1] انظر عن (عبد العزيز بن المغيرة) في: الجرح والتعديل 5/ 397 رقم 1837، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 844، والكاشف 2/ 179 رقم 3460، وتهذيب التهذيب 60/ 359 رقم 684، وتقريب التهذيب 1/ 513 رقم 1255، وخلاصة تذهيب التهذيب 241. [2] الجرح والتعديل 5/ 397. [3] وقال محمد بن مسلم: سمعت المقرئ يعني أَبَا عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن يزيد يثني على عبد العزيز بن المغيرة وقال: كان يقرأ معنا بالبصرة. وقال محمد بن مسلم: سمعت أبا الوليد، وذكر عبد العزيز بن المغيرة فأثنى عليه خيرا. (الجرح والتعديل 5/ 397) . [4] انظر عن (عبد العزيز بن منصور) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 110. [5] انظر عن (عبد الغفّار بن الحكم) في: الثقات لابن حبّان 8/ 420، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 228 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 845، وتهذيب التهذيب 6/ 365 رقم 695، وتقريب التهذيب 1/ 514 رقم 1264، وخلاصة تذهيب التهذيب 241. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 269 أبو سعيد الحرّانيّ، مولى بني أمية. عن: فُضَيْل بن مرزوق، وزُهير بن معاوية، ومبارك بن فضالة، والليث بن سعد، وجماعة. وعنه: عَمْرو النّاقد، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن يحيى الحرّانّي، وأبو فَرْوة، ويزيد بن محمد الرُّهاويّ، وآخرون. تُوُفّي في آخر شعبان سنة سبْع عشرة [1] . وقد وُثِّق. روى له النّسائيّ حدَّيثًا في «مُسْنَد عليّ» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [2] . 243- عبد الغفّار بن عُبَيد الله القُرشيّ الكُرَيزيّ البصْريّ [3] . عن: شُعبة، وصالح بن أبي الأخضر، وأبي المِقْدام هشام بن زياد. وعنه: ابن وارة، وأبو حاتم. ما رأيت أحدًا ضعّفه إلا البخاريّ فقال: ليس بقائم الحديث [4] . وقال: عبد الغفّار بن عُبَيد الله بن عبد الأعلى ابن الأمير عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيِّ حديثه في البصْريّين [5] . 244- عبد القدّوس بن الحجّاج [6]- ع. -   [1] أرّخه ابن حبّان في «الثقات» 8/ 421. [2] رواه المزي في «تهذيب الكمال» 2/ 845. [3] انظر عن (عبد الغفّار بن عبيد الله) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 122 رقم 1906، والجرح والتعديل 6/ 54 رقم 291، وسير أعلام النبلاء 10/ 437 رقم 138، وميزان الاعتدال 2/ 640 رقم 5146 وفيه (الكوثري) ، ولسان الميزان 4/ 41 رقم 122. [4] هذا القول ليس في تاريخه. [5] التاريخ الكبير 6/ 122، وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 10/ 437) : وهو متوسط الحال. توفي سنة بضع عشرة ومائتين. [6] انظر عن (عبد القدّوس بن الحجاج) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 472 (دون ترجمة) ، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 120 رقم 1901، والتاريخ الصغير له 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 102، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 198 و 534، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 270 أبو المغيرة الخولانيّ الحمصيّ. عن: صَفْوان بن عَمْرو السَّكْسَكيّ، وحريز بن عثمان الرَّحبيّ، وأرطأة بن المنذر، وأبي بكر بن عُبَيد الله بن أبي مريم، وعَبْدة بنت خالد بن مَعْدان، وعُفَيْر بن مَعْدان الحمصيَّيْن، وأبي عَمْرو الأوزاعيّ، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، ويزيد بن عطاء اليَشْكُريّ، وعبد الرحمن المسعوديّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، وَطَائِفَةٌ من صغار التّابعين. وعنه: خ.، وع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بْن مَعِين، والذُّهَليّ، وإسحاق الكَوْسَج، وَسَلَمَةَ بْن شَبِيب، وأبو محمد الدّارميّ، وأحمد بْن عبد الرحيم بْن يزيد الحَوْطيّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، وخلْق كثير. وكان من ثِقات الشّاميّين ومُسْنِدِيهم. قال البخاريّ [1] : مات سنة اثنتي عشرة وصلّى عليه أحمد بن حنبل. قَالَ محمد بْن عبد الملك زَنْجُوَيْه: ما رَأَيْت أَخْوَف للَّه من إسحاق بْن سليمان الرازيّ، وما رَأَيْت أَخْشَع من أَبِي المغيرة، ولا أحفظ من يزيد ابن هارون، ولا أعقل من أَبِي مُسْهِر، ولا أورع من الفِريابيّ، ولا أشدّ تقشُّفًا من بشر الحافيّ [2] .   [ () ] وتاريخ الثقات للعجلي 307 رقم 1022، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 27 و 76 و 281 و 2/ 706، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 125، وتاريخ الطبري 4/ 202، والجرح والتعديل 6/ 56 رقم 299، والثقات لابن حبّان 8/ 419، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 489 رقم 750، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 7، 8 رقم 1012، والسابق واللاحق 362، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 323 رقم 1226، والمعجم المشتمل لابن عساكر 174 رقم 560، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 24/ 313، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 846، 847، والكاشف 2/ 180 رقم 3469، وميزان الاعتدال 2/ 643 رقم 5157، وتذكرة الحفاظ 1/ 386، والعبر 1/ 363، وسير أعلام النبلاء 10/ 223- 225 رقم 58، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 805، والبداية والنهاية 10/ 267، وتهذيب التهذيب 6/ 369، 370 رقم 705، وتقريب التهذيب 1/ 515 رقم 1274، وخلاصة تذهيب التهذيب 242، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 155، 156 رقم 830. [1] في التاريخ الكبير 6/ 120، والتاريخ الصغير 223. [2] تاريخ دمشق 24/ 314، وقد وثّقه العجليّ، وابن حبّان، وروى له البخاري، ومسلم. وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه فقال: صدوق كدنا أن ندركه. قلت له: فاتك من طول الجزء: 15 ¦ الصفحة: 271 245- عبد الكريم بن روح بن عنبسة [1]- ق. - أبو سعيد البصْري، مولى عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. عن: أبيه، وسُفْيان الثَّوْريّ، وشُعْبة، وحمّاد بن سَلَمَةَ. وعنه: خَلَف بن محمد كُرْدُوس، وأبو أمية الطَّرَسُوسّي، ومحمد بن شدّاد المُسْمَعيّ، ويحيى بن أبي طالب، والكُدَيْمِيُّ، وجماعة. ذكره ابن حِبّان في «الثقات» [2] . وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ عشرة ومائتين [4] . 246- عبد الملك بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سلمة الماجشون [5]- ن. ق. -   [ () ] مقامك بدمشق؟ قال: لا، كان قد توفي قبل ذلك. قلت: فما قولك فيه؟ قال: يكتب حديثه» . (الجرح والتعديل 6/ 56) . [1] انظر عن (عبد الكريم بن روح) في: الجرح والتعديل 6/ 61 رقم 325، والثقات لابن حبّان 8/ 423، وتهذيب الكمال (المصوّر) 4/ 847، 848، والكاشف 2/ 181 رقم 3474، وميزان الاعتدال 2/ 644 رقم 5161، والمغني في الضعفاء 2/ 401 رقم 3777، وتهذيب التهذيب 6/ 372، 373 رقم 710، وتقريب التهذيب 1/ 515 رقم 1279، وخلاصة تذهيب التهذيب 242. [2] ج 8/ 423 وقال: «يخطئ ويخالف» . [3] تهذيب الكمال 2/ 848. [4] وقال ابن أبي حاتم: «رآه عمرو بن رافع وقال: دخلت بالبصرة ولم أسمع منه وهو مجهول ويقال إنه متروك الحديث فلم أسمع منه، سمعت أبي يقول ذلك» . (الجرح والتعديل 6/ 61) . [5] انظر عن (عبد الملك بن عبد العزيز) في: طبقات ابن سعد 5/ 442، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 424 رقم 1376، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 1005، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 363، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 109، والجرح والتعديل 5/ 358 رقم 1688، والثقات لابن حبّان 8/ 389، والانتقاء لابن عبد البرّ 57، والعيون والحدائق 3/ 370، وطبقات الفقهاء للشيرازي 148 و 153 و 154 و 162 و 164، وترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 360، وأخبار الحمقى والمغفّلين لابن الجوزي 147، والإرشاد للخليلي (طبعة فوتوستات) 1/ 9، ووفيات الأعيان 3/ 166، 167 و 6/ 377، 378، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 857، والكاشف 2/ 186 رقم 3510، وميزان الاعتدال 2/ 658، 659 رقم 5226، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 807، والعبر 1/ 363، وسير أعلام النبلاء 10/ 359، 360 رقم 92، ونكت الهميان للصفدي 2/ 197، ومرآة الجنان لليافعي 2/ 53، والديباج المذهّب 2/ 866، وتهذيب التهذيب الجزء: 15 ¦ الصفحة: 272 أبو مروان التّيميّ، مولاهم المدنيّ الفقيه صاحب مالك. روى عن: أبيه، ومالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد، وخاله يوسف بن يعقوب الماجِشُون، ومسلم بن خالد الزَّنْجيّ، وغيرهم. وعنه: أبو حفص الفلاس، ومحمد بن يحيى الذُّهَلّي، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، والزُّبَير بن بكّار، ويعقوب الفَسَويّ، وسعد بن عبد الله بن عبد الحكم، وجماعة. قال مُصْعَب بن عبد الله: كان مفتي أهل المدينة في زمانه [1] . وقال ابن عبد البَرّ [2] : كان فقيهًا فصيحًا، دارت عليه الفُتْيا في زمانه، وعلى أبيه قبله. وكان ضريرًا، قيل إنه عَمِيَ في آخر عُمره وكان مُولَعًا بسَماع الغناء. وقال أحمد بْن المعذّل: كلّما تذكرت أنّ التُّراب يأكل لسان عبد الملك بْن الماجِشُون صَغُرت الدُّنيا في عيني [3] . وكان ابن المعذّل من الفُصَحاء المذكورين، فقيل لَهُ: أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك؟ فقال: لسانه إذا تعايى أحيى [4] من لساني إذا تحايى [5] . وقال أبو داود: كان لا يعقل الحديث [6] . قيل: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة، وقيل سنة ثلاث عشرة، وقيل سنة أربع عشرة.   [ () ] 6/ 407- 409 رقم 857، وتقريب التهذيب 1/ 520 رقم 1326، وخلاصة تذهيب التهذيب 244، 245، وشذرات الذهب 2/ 28، وشجرة النور الزكيّة 1/ 56. [1] الانتقاء 58، ترتيب المدارك 2/ 360، وتهذيب الكمال 2/ 857. [2] في الانتقاء 57. [3] الانتقاء 57، طبقات الفقهاء 148، ترتيب المدارك 2/ 361، وفيات الأعيان 3/ 377. [4] في الأصل: «تعايا» و «أحيا» . [5] في الأصل: «تحايا» . والقول في: طبقات الفقهاء 148، وترتيب المدارك 2/ 361، ووفيات الأعيان 3/ 377. [6] وفيات الأعيان 3/ 378، تهذيب الكمال 2/ 857. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 273 وقد قال فيه يحيى بْن أكثم: كَانَ عبد الملك بحرًا لَا تكدّره الدِّلاء [1] . 247- عبد الملك بن قُريب [2] بن عبد الملك بن علي بن أصبغ بن   [1] طبقات الفقهاء 148، الديباج المذهب 2/ 7. [2] عبد الملك بن قريب الأصمعيّ، الأديب الكبير، أشهر من أن يعرّف، وأخباره مبثوثة بكثرة في كتب الأدب والتواريخ وغيرها، نشير إلى بعضها: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 374، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 709 و 2/ رقم 62 و 148، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 428 رقم 1393، والتاريخ الصغير له 226، وتاريخ خليفة 475، والمعارف 543 و 544 و 652، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 190، والمعرفة والتاريخ 1/ 682 و 2/ 51 و 139 و 368، وأنساب الأشراف 3/ 209، والبيان والتبيين 1/ 32 و 72 و 77 و 165 و 232 و 2/ 136 و 230 و 3/ 84 و 112 و 212 و 213 و 4/ 139 و 140، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 24، 184 و 186 و 187 و 196 و 230 و 232 و 251 و 269 و 270 و 274 و 282 و 288 و 296 و 317 و 334 و 348 و 351 و 316 و 374 و 2/ انظر فهرس الأعلام 467 و 3/ 73 و 120 و 158 و 173 و 181 و 212 و 317، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، وتاريخ الطبري 5/ 289 و 6/ 186 و 205 و 206 و 7/ 596 و 8/ 184 و 203 و 9/ 145، والجرح والتعديل 5/ 363 رقم 1710، ومراتب النحويين 46- 65. وطبقات النحويين للزبيدي 167- 174، وأخبار النحويين البصريين 58- 67، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 3 و 33 و 95 و 96 و 138 و 144 و 149 و 151 و 206 و 362 و 2/ 7 و 38 و 113 و 142 و 224 و 341 و 356، والبرصان والعرجان 15 و 25 و 58 و 69 و 150 و 156 و 180 و 188 و 193 و 229 و 231 و 321 و 323 و 338 و 342، والأخبار الموفقيات 74 و 85، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 599، وطبقات الشعراء لابن المعتز 20 و 109 و 110 و 148 و 213- 217 و 274، وذكر أخبار أصبهان 2/ 130، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2155 و 2161 و 2251 و 2447 و 2509 و 2557 و 2563 و 2600 و 3521، والفهرست لابن النديم 60، 61، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 286 و 375 و 2/ 122 و 3/ 155 و 157 و 161 و 164 و 166 و 167 و 302 و 4/ 71 و 123 و 5/ 9 و 10 و 87، والفوائد المنتقاة (بتحقيقنا) 47، 48، ولطف التدبير للإسكافي 74 و 120، والعيون والحدائق 3/ 211، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 226 أ، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 231 رقم 859، وشرح أدب الكاتب للجواليقي (انظر فهرس الأعلام) 307، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 98، 99، وخاصّ الخاص 99، والمثلّث لابن السيد البطليوسي (انظر فهرس الأعلام) 505، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 476، والجليس الصالح للجريري 1/ 249 و 288 و 325 و 326 و 362 و 369 و 439 و 476 و 525، ومقاتل الطالبيين 365، ومعجم ما استعجم (انظر فهرس الأعلام) 4/ 1521، 1522، وربيع الأبرار 4/ 11 و 116 و 169 و 170 و 184 و 190 و 282 و 310 و 312 و 315، والمحاسن والمساوئ 308 و 316 و 365 و 552 و 585، وتاريخ بغداد 10/ 410- 420 رقم 5576، والأنساب لابن السمعاني 1/ 293، والإرشاد للخليلي (طبعة فوتوستات) الجزء: 15 ¦ الصفحة: 274 مُظَهِّر بن عَبْد شمس بن أَعْيا بن سعد بن عبد بن غَنْم بن قُتَيْبَة بن مَعْن بن مالك بن أعصُر بن سعد بن قيس بن عَيْلان بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عدنان- د. ت. - أبو سعيد الباهليّ الأصمعيّ البصريّ، صاحب اللغة. قيل: اسم أبيه عاصم، ولَقَبُهُ قَريب. كان إمام زمانه في علم اللّسان. روى عن: أبي عَمْرو بن العلاء، وقُرَّةَ بن خالد، ومسعر بن كدام،   [ () ] 1/ 32، ونزهة الألبّاء 112- 124، وإنباه الرواة 2/ 197- 205، والأذكياء 217، وأخبار الحمقى 19 و 34 و 113 و 115 و 123 و 169، وأخبار النساء 12 و 43 و 48 و 51 و 126 و 139 و 141 و 206، ولباب الآداب 80 و 145 و 329 و 352 و 360 و 410، والمرصّع 115، والكامل في التاريخ 6/ 418، وبدائع البدائه 18 و 110 و 191 و 219 و 220 و 335، والجامع الكبير لابن الأثير 10 و 131 و 141 و 143 و 195، والشوارد في اللغة 81 و 226، والتذكرة الفخرية 5 و 332، والتذكرة السعدية 221 و 247، والتذكرة الحمدونية 1/ 250 و 347، و 2/ 98 و 99 و 159 و 192 و 225 و 279 و 328 و 331 و 469، وبهجة المجالس 1/ 687، وأدب الدنيا والدين 91، ونثر الدرّ 1/ 450 و 3/ 37، وسراج الملوك 158، والمستجاد من فعلات الأجواد 308، ومحاضرات الأدباء 1/ 336 و 469، والأغاني 12/ 54، والمستطرف 1/ 182، ومجموعة المعاني 34، وأمالي القالي 1/ 5 و 9- 11 و 15 و 42، وذيله 42 و 44 و 60 و 63 و 73، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) 4/ 565، ومعاهد التنصيص 1/ 102، وثمار القلوب 19 و 20 و 28 و 58 و 93 و 128 و 155 و 189 و 239 و 260 و 310 و 311 و 336 و 345 و 349 و 358 و 373 و 381 و 417 و 425 و 532 و 535 و 634 و 665 و 667 و 669، والمقامات الزينية 439، والشعر والشعراء (انظر فهرس الأعلام) 2/ 779، ووفيات الأعيان 3/ 170- 176، والمختصر في أخبار البشر 2/ 30، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 859، 860، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 373، وتخليص الشواهد 121 و 169 و 216 و 232 و 311 و 340 و 400 و 465 و 484، وآثار البلاد 38 و 65 و 67 و 131 و 309، والعبر 1/ 370، وميزان الاعتدال 2/ 2/ 662 رقم 5240، والكاشف 2/ 187 رقم 3520، وسير أعلام النبلاء 10/ 175- 181 رقم 32، ودول الإسلام 1/ 131، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 809، ومرآة الجنان 2/ 64- 77، والبداية والنهاية 10/ 270، وغاية النهاية 1/ 470 رقم 1965، وطبقات المفسّرين 1/ 354- 356، ومناقب أبي حنيفة للكردري 110، وتهذيب التهذيب 6/ 415- 417 رقم 868، وتقريب التهذيب 1/ 521، 522 رقم 1337، والنجوم الزاهرة 2/ 190، وروضات الجنات 458- 462، والمزهر 2/ 404، 405، وبغية الوعاة 2/ 112، 113، وخلاصة تذهيب التهذيب 245، وشذرات الذهب 2/ 36- 38، وشرح الشريشي 2/ 256. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 275 وابن عَوْن، ونافع بن أبي نُعَيم، وسليمان التَّيْميّ، وشُعْبة، وبكّار بن عبد العزيز بن أبي بَكْرة، وحمّاد بن سَلَمَةَ، وَسَلَمَةَ بن بلال، وعمر بن أبي زائدة، وخلق. وعنه: أبو عُبَيدة، ويحيى بن مَعِين، وإسحاق المَوْصِليّ، وزكريا بن يحيى المِنْقَريّ، وَسَلَمَةُ بن عاصم، وعُمر بن شَبَّة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قُرَيب ابن أخي الأصمعيّ، وأبو حاتم السّجَسْتانيّ، وأبو الفضل الرِّياشّي، ونصر بن عليّ الْجَهْضميّ، وأبو العَيْناء، وأبو مسلم الكجّيّ، وأحمد بن عُبَيْد أبو عَصِيدة، وبِشْر بن مُوسى، وأبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وخلْق. روى عباس، عن ابن مَعِين: سمعتُ الأصمعيّ يقول: سمع منّي مالك بن أنس [1] . وأثنى [2] أحمد بن حنبل على الأصمعيّ في السُّنّة [3] . وقال إسحاق المَوْصِليّ [4] : دخلت عَلَى الأصمعيّ أَعُوده، وإذا قِمَطْرٌ، فقلت: هذا عِلْمُكَ كلُّه؟ فقال: إنّ هذا من حَقٍّ لكثير [5] . وقال ثعلب: قِيلَ للأصمعيّ: كيف حفِظتَ ونسي أصحابُك؟ قَالَ: درستُ وتركوا [6] . وقال عُمَر بْن شَبَّة: سَمِعْتُ الأصمعيّ يَقُولُ: أحفظ ستّة عشر ألف أُرْجُوزة [7] . وقال ابن الأَعْرابيّ: شهِدت الأصمعيَّ وقد أنشد نحو مائتي بيت، ما فيها بيت عرفناه [8] .   [1] تهذيب الكمال 2/ 859. [2] في الأصل: «اثنا» . [3] تاريخ بغداد 10/ 418، نزهة الألباء 100، تهذيب الكمال 2/ 859. [4] تاريخ بغداد 10/ 411، تهذيب الكمال 2/ 859. [5] تهذيب الكمال 2/ 860. [6] تهذيب الكمال 2/ 860. [7] تاريخ بغداد 10/ 411، وإنباه الرواة 2/ 198، ونزهة الألبّاء 90، ووفيات الأعيان 3/ 171، وتهذيب الكمال 2/ 860، وبغية الوعاة 2/ 112، وطبقات المفسّرين 1/ 354. [8] نزهة الألبّاء 113، تهذيب الكمال 2/ 860. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 276 وقال الربيع: سَمِعْتُ الشّافعيّ يَقُولُ: ما عَبَّر أحدٌ من العرب بأحسَنَ من عبارة الأصمعيّ [1] . وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي: سألت يحيى بْن مَعِين، عَنِ الأصمعيّ فقال: لم يكن ممّن يكذِب وكان من أعلم النّاس في فنِّه [2] . وقال أبو داود: صدوق [3] . وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّنْجِيُّ: سَمِعْتُ الأَصْمَعِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى طَالِبِ الْعِلْمِ إِذَا لَمْ يَعْرِفِ النَّحْوَ أَنْ يَدْخُلَ فِي جُمْلَةِ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [4] ، لأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَلْحَنُ، فَمَهْمَا رَوَيْتَ عَنْهُ وَلَحَنْتَ فِيهِ كَذَبْتَ عَلَيْهِ [5] . وقال نصر بْن عليّ: كَانَ الأصمعيّ يتّقي أن يفسّر حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كما يتّقي أن يفسّر القرآن [6] .   [1] تاريخ بغداد 10/ 417، نزهة الألبّاء 98، 99، وفيات الأعيان 3/ 172، وتهذيب الكمال 2/ 860، وبغية الوعاة 2/ 112، وطبقات المفسّرين 1/ 354. [2] الجرح والتعديل 5/ 363، نزهة الألبّاء 98، 99، بغية الوعاة 2/ 112، طبقات المفسّرين 1/ 355. [3] نزهة الألبّاء 123، تهذيب الكمال 2/ 860، طبقات المفسّرين 1/ 355. [4] حديث «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» حديث متواتر، وفي رواية: «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوَّأ ... » . أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة، والدارميّ، وأحمد، وتمّام الرازيّ، في (الروض البسّام 1/ 181 رقم 120 و 121) ، وابن أبي شيبة في (المصنّف 8/ 763) والرامهرمزيّ في (المحدّث الفاصل) رقم 581، وأبو نعيم في (حلية الأولياء 3/ 33) وخيثمة الأطرابلسي في (الفوائد- ج 1) من حديث خيثمة بن سليمان- (بتحقيقنا) - ص 76، وابن جميع الصيداوي في (معجم الشيوخ) - (بتحقيقنا) - ص 111 رقم 60، وفيه تخريج الحديث، والخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) 9/ 149 و 10/ 300، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) - مخطوطة التيمورية 7/ 312، والقضاعي في (مسند الشهاب) 1/ 324 رقم 547 و 548 و 549 و 550، والجريريّ في (الجليس الصالح) 1/ 170، وغيره. وقال ابن الجوزي: روى هذا الحديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمانية وتسعون صحابيا منهم العشرة، ولا يعرف ذلك في غيره. وذكر ابن دحية أنه خرّج من نحو أربعمائة طريق. انظر: (كشف الخفاء 2/ 379) . [5] تهذيب الكمال 2/ 860. [6] تاريخ بغداد 10/ 418، ونزهة الألبّاء 122، وتهذيب الكمال 2/ 860، وبغية الوعاة 2/ 112، وطبقات المفسّرين 1/ 355. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 277 وقال إسحاق المَوْصِليّ: لم أَرَ الأصمعيّ يدَّعي شيئًا من العِلم، فيكون أحدٌ أعلَمَ بِهِ منه [1] . وقال الرِّياشيّ: سَمِعْتُ الأخفش يَقُولُ: ما رأينا أحدًا أعلم بالشِّعْر من الأصمعي [2] . وقال المبرِّد: كَانَ الأصمعيّ بحرًا في اللّغة لَا نعرف مثله فيها. وكان أبو زيد الأنصاريّ أكبر منه في النَّحْو [3] . وقال الدّعلجيّ غلام أَبِي نُوَاس: قِيلَ لأبي نُوَاس قد أُشْخِصَ أبو عُبَيدة والأصمعيّ إلى الرشيد. فقال: أمّا أبو عُبَيدة فإنّهم إن مكّنوه من سِفْره قرأ عليهم أخبار الأوّلين والآخِرين. وأمّا الأصمعيّ، فَبُلْبُلٌ يُطْربُهُم بنَغَماته [4] . وقال أبو العَيْنَاء: قَالَ الأصمعيّ: دخلت أَنَا وأبو عُبَيْدة عَلَى الفضل بْن الربيع، فقال: يا أصمعيّ كم كتابُكَ في الخَيل؟ قلت: جِلْدٌ. فسأل أبو عُبَيْدة عَنْ ذَلكَ، فقال: خمسون جِلْدًا. فأمر بإحضار الكتابَيْن، وأحضر فرسًا، وقال لأبي عُبَيْدة: اقرأ كتابك حرفًا حرفًا، وضع يدك عَلَى موضع موضع. فقال: لست ببيطار، إنّما هذا شيء أخذْتُهُ وسمعته من العرب. فقمتُ فحسرتُ عَنْ ذراعي وساقي، «ثم وثبت» فأخذت بأذُن [5] الفَرَس، ثم وضعت يدي عَلَى ناحيته، فجعلتُ أقبض منه بشيء وأقول: هذا اسمه كذا، وأُنْشِدُ فيه، حتّى بلغتُ حافِزَه. فأمر لي بالفَرَس. فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عُبَيدة ركبت الفرس وأتيته [6] .   [1] تاريخ بغداد 10/ 416. [2] نزهة الألبّاء 90. [3] نزهة الألبّاء 90، تاريخ بغداد 10/ 414، إنباه الرواة 2072، تهذيب الكمال 2/ 860. [4] تاريخ بغداد 10/ 414، إنباه الرواة 2/ 201، تهذيب الكمال 2/ 860. [5] في تاريخ بغداد «بأذني» . [6] تاريخ بغداد 10/ 415، الأنساب 1/ 294، نزهة الألبّاء 97، 98، إنباه الرواة 2/ 202، وفيات الأعيان 3/ 172، تهذيب الكمال 2/ 860، بغية الوعاة 2/ 113، طبقات المفسّرين 1/ 355. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 278 وروى ابن دُرَيْد، عَنْ شيخٍ لَهُ، قَالَ: كَانَ الأصمعيّ بخيلًا، وكان يجمع أحاديث البُخَلاء [1] . وقال محمد بْن سَلّام الْجُمَحيّ: كنّا مَعَ أَبِي عُبَيدة في جنازة، ونحن بقرب دار الأصمعيّ، فارتفعت ضجّة من دار الأصمعيّ، فبادر النّاس ليعرفوا ذَلكَ، فقال أبو عُبَيدة: إنّما يفعلون ذَلكَ عند الخُبْز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفًا [2] . وقال الأصمعيّ: بلغت ما بلغت بالعِلم، ونلت ما نلت بالمُلَح [3] . وقد قَالَ لَهُ أعرابيّ رآه يكتب كلَّ شيء: ما أنت إلّا الحَفَظَة تكتب لَفْظ اللَّفظة [4] . قلت: ومع كَثْرة طلبه واجتهاده كَانَ من أذكياء بني آدم وحفّاظهم. قَالَ أبو العبّاس ثعلب، عَنْ أحمد بْن عُمَر النَّحْويّ قَالَ: لما قدِم الحَسَن بْن سهل العراقَ قَالَ: أحبّ أن أجمع قومًا من أهل الأدب فيُبْحِرُون بحضرتي. فحضر أبو عُبَيدة مَعْمَر بْن المُثّنَّى، والأصمعيّ، ونصر بْن عليّ الْجَهْضميّ، وحضرتُ معهم. فابتدأ الحَسَن فنظر في رِقاع كانت بين يديه ووقّع عليها، وكانت خمسين رقعة. ثم أمر فدُفعت إلى الخازن. ثم أقبل علينا وقال: قد فعلنا خيرًا، ونظرنا في بعض ما نرجو نفْعَه من أمور النّاس والرّعيّة، فنأخذ الآن فيما نحتاج إِلَيْهِ. فأفضنا في ذِكر الحُفّاظ، فذكرنا للزُّهْريّ، وقَتَادة، ومَرَرْنا، فالتفت أبو عُبَيْدة وقال: ما الغَرَضُ أيُّها الأمير في ذِكر ما مضى؟ وإنّما تعتمد في قولنا عَلَى حكايةٍ، عَنْ قوم، وتترك مَن بالحضرة هاهنا من يَقُولُ إنّه ما قرأ كتابًا قطّ، فاحتاج إلى أن يعود فيه، ولا دخل قلبه شيء فخرج عَنْهُ؟ فالتفت الأصمعيّ وقال: إنّما يريدني بهذا القول أيّها الأمير. والأمرُ في ذَلكَ عَلَى ما حكى، وأنا أُقرِّب عَلَيْهِ. قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرِّقاع، وأنا أعيد ما فيها، وما وقّع به   [1] تهذيب الكمال 2/ 860، طبقات المفسّرين 1/ 355. [2] تهذيب الكمال 2/ 860. [3] تهذيب الكمال 2/ 860. [4] تهذيب الكمال 2/ 860. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 279 الأمير عَلَى التّوالي. فأُحضِرت الرّقاع، فقال الأصمعيّ: سَأَلَ صاحب الرقعة الأولى كذا، واسمه كذا، فَوُقِّعَ لَهُ بكذا. والرقعة الثانية والثالثة، حتى مرّ في نيِّفٍ وأربعين رقعة، فالتفت إِلَيْهِ نصر بْن عليّ فقال: أيّها الرجل أَبْقِ [1] عَلَى نفسك من العين. فكفّ الأصمعيّ [2] . وَرُوِيَ نحوها من وجهٍ آخر، وفيه فقال: حسْبُك السَّاعَةَ، واللهِ تقتلك الجماعة بالعَيْن، يا غُلام خمسين ألف دِرهمٍ واحملوها معه. فقال: تنعّم بالحامل كما أنعمت بالمحمول. قَالَ: هُمْ لك، يعني الغلمان الذين حملوها إِلَيْهِ، ثم عوّضه عنهم بعشرة آلاف. قَالَ عَمْرو بْن مرزوق: رَأَيْت الأصمعيّ وسِيبَوَيْه يتناظران، فقال يونس النَّحْويّ: الحقُّ مَعَ سِيبَوَيْه، وهذا يغلبه بلسانه [3] . وعن الأصمعيّ أنّ الرشيد أجازه مرّةً بمائة ألف درهم [4] . وللأصمعيّ تصانيف كثيرة منها: كتاب «خلق الإنسان» ، و «المقصور والممدود» ، «الأجناس» ، «الأنواء» ، «الصِّفات» ، «الهَمْز» ، «الخيل» ، «القِداح» ، «المَيْسِر» ، «خلْق الفَرَس» ، «كتاب الإِبِل» ، «الشاء» ، «الوحوش» ، «الأخبية» ، «البيوت» «فَعَل وأفْعَلَ» ، «الأمثال» ، «الأضداد» ، «الألفاظ بالسلاح» ، «اللُّغات» ، «مياه العرب» ، «النوادر» ، «أصول الكلام» ، «القلب والإبدال» ، «مَعاني الشِّعر» ، «المصادر» ، «الأراجيز» ، «النَّخْلة» ، «النّبات» ، «ما اختلف لفْظُهُ واتفق معناه» ، «غريب الحديث» ، «السَّرْج واللِّجام» ، «التّرْس والنِّبال» ، «الكلام الوحشيّ» ، «المذكَّر والمؤنَّث» ، «نوادر الأعراب» ، وغير ذَلكَ من الكتب [5] . وأكثر تصانيفه مختصرات.   [1] في تاريخ بغداد: «اتّق» . [2] تاريخ بغداد 10/ 415، 416، نزهة الألبّاء 98، إنباه الرواة 1/ 90، 91، وفيات الأعيان 3/ 173، تهذيب الكمال 2/ 860. [3] تاريخ بغداد 10/ 417، نزهة الألبّاء 99، طبقات المفسّرين 1/ 355. [4] تاريخ بغداد 10/ 413. [5] انظر كتاب «الفهرست لابن النديم 60، 61) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 280 قال أبو العَيْناء: كنّا في جنازة الأصمعيّ سنة خمس عشرة. وقال شَبَاب [1] : مات سنة خمس عشرة. وقال البخاريّ [2] ، ومحمد بن المُثَنَّى: مات سنة ست عشرة. وقيل إنه عاش ثمانيًا وثمانين سنة [3] . 248- عبد الملك بن نُصَيْر. أبو طَيْبة المُراديّ، مولاهم المصريّ، مُفْرِض أهل مصر في زمانه. قال ابن يونس: روى عن: اللَّيث، ومالك. وكذا في أولاده، علم الفرائض. توفي سنة إحدى عشرة، ويأتي. 249- عبد الملك بن هشام بن أيوب [4] . أبو محمد الذهلي، وقيل الحميري المعافري البصري النحوي. نزيل مصر، ومهذب «السيرة النبوية» ، سمعها من زياد بن عبد الله صاحب ابن إسحاق ونقّحها، وحذف جملة من أشعارها، وروى فيها مواضع عن: عبد الوارث المنتوريّ، وغيره. رواها عنه: أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرحيم بن البرقي، وأخوه عبد الرحيم، ومحمد بن الحسن القطان، وجماعة.   [1] هو خليفة بن خياط في تاريخه 475. [2] في تاريخه الكبير 5/ 428، وتاريخه الصغير 226. [3] تاريخ بغداد 10/ 420. [4] انظر عن (عبد الملك بن هشام) في: مقدّمة سيرة ابن هشام (من تقديمنا لطبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1408 هـ-. / 1987 م.) - ج 1/ 7، 8 ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 1442 و 1479 ومعجم ما استعجم 224 و 740 و 903 و 997 و 1161، والروض الأنف للسهيلي 1/ 7، وإنباه الرواة 2/ 211، 212، ووفيات الأعيان 3/ 177، والمختصر في أخبار البشر 2/ 29، 30، وسير أعلام النبلاء 10/ 428، 429 رقم 131، ومرآة الجنان 2/ 77، 78، والوافي بالوفيات 6/ 26، والبداية والنهاية 10/ 281، 282، وطبقات ابن قاضي شهبة 2/ 111، 112، وحسن المحاضرة 1/ 531، وبغية الوعاة 2/ 115. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 281 وثّقه أبو سعيد بن يونس. وذكره أبو زيد السُّهَيْليّ فقال [1] : هو حِمْيَريّ، له كتاب في أنساب حِمْيَر وملوكها. قلت: الأصحّ أنّه ذُهَليّ كما ذكر ابن يونس وقال: تُوُفّي بمصر في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين [2] . وقال السُّهَيليّ [3] : تُوُفّي سنة ثلاث عشرة، فوهِم أيضًا. وقد سَمِعْتُ السيرة من روايته، فأخبرنا بها أبو المعالي الأبرقوهيّ. قرأتها في ستّة أيّام في النّهار الطّويل. أَنَا عبد القويّ بْن عبد العزيز السَّعْديّ، أَنَا عبد الله بْن رفاعة السّعْديّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْخُلَعِيُّ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْن النّحّاس، أَنَا أبو محمد بْن الورد، أَنَا أبو سعيد عبد الرحيم بْن عبد الله بْن عبد الرحيم، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، ثنا زِيَادُ بْن عبد الله، عَنِ ابن إسحاق، فذكر الكتاب. وكان ابن هشام نَحْويًّا أديبًا إخباريًا فاضلًا، رحمه اللَّه. قَالَ الدَّارَقُطْنيّ: حدّثني أبو العبّاس عُبَيد اللَّه بْن محمد المُطَّلبيّ، بالرمْلَة، عَنْ زكريا بْن يحيى بْن حَيَّوَيْه: سَمِعْتُ المُزَنيّ يَقُولُ: قدِم علينا الشافعيّ، وكان بمصر عبد الملك بْن هشام صاحب «المغازي» . وكان علّامة أهل مصر بالعربية والشعر. فقيل لَهُ في المصير إلى الشّافعيّ، فتثاقل، ثم ذهب إِلَيْهِ فقال: ما ظننتُ أن اللَّهَ خلق مثل الشافعيّ [4] . 250- عبد الوهّاب بن عطيّة وهو وهْب بن عطيّة الفقيه [5]- ن. ق. - أبو محمد السّلميّ الدّمشقيّ، أحد الأئمة. منسوب إلى جدّه. واسم أبيه سعيد بن عطيّة.   [1] في الروض الأنف 1/ 7. [2] وفيات الأعيان 3/ 177. [3] في الروض الأنف 1/ 7. [4] مناقب الشافعيّ، للبيهقي 2/ 42. [5] انظر عن (عبد الوهاب بن عطية) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 208. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 282 سمع: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وسُفيان بن عُيَيْنَة، وشَبِيب بن إسحاق، وطائفة. وعنه: العبّاس بن الوليد الخلال، ويحيى بن عثمان الحمصيّ، وعبد الله الدّارميّ، وآخرون. قال أبو زُرْعة النّضْريّ: شهدت جنازة عبد الوهاب بن سعد بن عطية المفتي الذي يقال له وهْب في سنة ثلاث عشرة ومائتين. 251- عُبَيد الله بن الحارث بن محمد بن زياد القُرَشّي [1] . شيخ مُعَمَّر، لم يلحق جدّه. وروى عن: ابن عَوْن، وهشام بن حسّان، وابن أبي عَرُوبة، وجماعة. وعنه: عثمان بن طالوت، وأبو حاتم الرازيّ. قال أبو حاتم [2] : صدوق. 252- عُبَيد الله بن عبد الواحد بن صبره القُرَشيّ [3] . بصري معمّر. قال ابن أبي حاتِم [4] : روى عن: أشعث بن عبد الملك، وعمرو بن عبيد. كتب عنه: أبي أيام الأنصاري. 253- عُبَيْد الله بن موسى بن أبي المختار، بَاذَام [5] . أبو محمد العبْسيّ، مولاهم الكوفيّ الحافظ المقرئ الشّيعيّ.   [1] انظر عن (عبيد الله بن الحارث) في: الجرح والتعديل 5/ 312 رقم 1484. [2] المصدر نفسه. [3] انظر عن (عبيد الله بن عبد الواحد) في: الجرح والتعديل 5/ 324 رقم 1542. [4] في المصدر نفسه. [5] انظر عن (عبيد الله بن موسى) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 400، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 384، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 883، وطبقات خليفة 171، وتاريخ خليفة 474، والعلل الجزء: 15 ¦ الصفحة: 283 وُلِد بعد العشرين ومائة، وسمع: هشام بن عُرْوة، والأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وحنظلة بن أبي سفيان المكي، وأيمن بن نابل، وابن جريج، وشيبان النحوي، وعثمان بن الأسود، والأوزاعي، ومعروف بن خربوذ، وخلقا. وعنه: خ.، وع. بواسطة، وأحمد بْن حنبل، وابن راهوَيْه، وابن مَعِين، وعَبْد بْن حُمَيْد، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة، وابن نُمير، وأحمد بْن غَرَزَة الغِفاريّ، وعبّاس الدُّوريّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، والدّارميّ، ومحمد بْن سليمان الباغَنْديّ، والكُدَيْميّ، وخلْق كثير. قال ابن معين [1] ، وغيره: ثقة. قال أبو حاتم [2] : ثقة صَدُوق، وأبو نُعَيْم أتقن منه، وعُبَيد الله أثبتهم في إسرائيل.   [ () ] ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1325، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 401 رقم 1293، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 99، والمعارف 519 و 532 و 624، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 81 رقم 107، والمعرفة والتاريخ 1/ 198، وتاريخ الثقات للعجلي 319 رقم 1070، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 127 رقم 1110، والجرح والتعديل 5/ 334، 335 رقم 1582، والثقات لابن حبّان 7/ 152، ومشاهير علماء الأمصار له 174 رقم 1385، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 239 رقم 910، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 468، 469 رقم 710، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 31 ب، رقم 806 (حسب ترقيم نسختنا) ، ورجال الطوسي 229 رقم 311، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 17، 18 رقم 1038، وتاريخ جرجان 130 و 149 و 162 و 225 و 237 و 253 و 254 و 274 و 375 و 378 و 381 و 392 و 523، والسابق واللاحق 146، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 304 رقم 1162، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 889، 890، ودول الإسلام 1/ 130 وسير أعلام النبلاء 9/ 553- 557 رقم 215، وتذكرة الحفاظ 1/ 353، والكاشف 2/ 205 رقم 3644، والمغني في الضعفاء 2/ 418 رقم 3952، وميزان الاعتدال 3/ 16 رقم 5400، والعبر 1/ 364، ومرآة الجنان 2/ 57، والمعين في طبقات المحدّثين 76 رقم 812، وغاية النهاية 1/ 493، 494 رقم 2054، وتهذيب التهذيب 7/ 50- 53 رقم 97، وتقريب التهذيب 1/ 539، 540 رقم 1512، وخلاصة تذهيب التهذيب 253، وشذرات الذهب 2/ 29، والرسالة المستطرفة 62، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 270، 271 رقم 988. [1] الجرح والتعديل 5/ 334. [2] الجرح والتعديل 5/ 335. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 284 وقال أحمد بن عبد الله العِجْليّ [1] : كان عالمًا بالقرآن، رأسًا فيه. ما رأيته رافعًا رأسه. وما رئي ضاحكًا قطّ. وقال أبو داود: كان مُحْتَرقًا شِيعيًا [2] . وقال أبو الحسن الميمونيّ: ذُكر عند أحمد بْن حنبل عُبَيْد اللَّه بْن موسى فرأيته كالمُنْكِر لَهُ. قَالَ: كَان صاحب تخليط. حَدَّث بأحاديث سَوْء، وأخرج تِلْكَ البلايا، فحدَّث بها [3] . قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: قرأ عَلَى: عيسى بْن عُمَر الهَمْدانيّ، وعليّ بْن صالح بْن حيّ. وأخذ الحروف عَنْ حمزة، وعن الكِسائيّ، وعن شيبان النحوي. وتصدر للإقراء. قرأ عَلَيْهِ: إبراهيم بْن سليمان، وأيّوب بْن عليّ، ومحمد بْن عبد الرحمن، وأحمد بْن جُبَيْر. وسمع منه الحروف: محمد بْن عليّ بْن عفّان العامريّ، وهارون بْن حاتم، وجماعة. واقرأ الناس في مسجد الكوفة. قلت: هو من كبار شيوخ البخاريّ. قال ابن سَعْد [4] : تُوُفّي في ذي القِعْدة سنة ثلاث عشرة. قلت: غلط من قال تُوُفّي سنة أربع عشرة. وقد أخذ القرآن والعبادة عن حمزة الزيات. وكان صاحب تعبُّد وفَضْل وزهادة، عفا الله عنه [5] .   [1] في تاريخ الثقات 319 رقم 1070. [2] تهذيب الكمال 2/ 890. [3] تهذيب الكمال 2/ 890. [4] في الطبقات الكبرى 6/ 400، وكذا أرّخه البخاري في تاريخه الكبير 5/ 401. [5] قال الجوزجاني: «أغلى وأسوأ مذهبا وأروى للأعاجيب التي تضلّ أحلام من تبحّر بالعلم» . (أحوال الرجال 81 رقم 107) . وقال ابن شاهين: قال عثمان: صدوق ثقة، وكان يضطرب في حديث سفيان اضطرابا قبيحا. (تاريخ أسماء الثقات 239 رقم 910) . وقال ابن معين: «سمعت جامع سفيان بن عبيد الله بن موسى. قرأه عليّ من صحيفته فقال لي: لقد هممت أن أحكّه بالحائط مما أكثر الناس عليّ فيه» . (التاريخ لابن معين 2/ 384) . وقال عَبْد اللَّه بْن أحمد: قَالَ أبي رأيت عبيد الله بن موسى بمكة، فما عرضت له لم يكن لي فيه الجزء: 15 ¦ الصفحة: 285 254- عُبَيْدُ بن إسحاق العطّار [1] . أبو عبد الرحمن الكوفيّ، عطّار المطَّلقات. عن: قيس بن الربيع، وزهير بن معاوية، وشَريك، وسيف بن عمر التَّميميّ، وسِنان بن هارون البُرْجُميّ، وغيرهم. وعنه: ميمون بن الأصبغ، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عَوْف الحمصيّ، ويحيى بن محمد بن حريش، وأبو زرعة، وأبو حاتم وقال [2] : ما رأينا إلا خيرًا، ولم يكن بذاك. وعنه أيضًا: الحسن بن عليّ بن زياد الرازيّ شيخ العُقَيْليّ. ضعّفه ابن مَعِين وقال [3] : قلت له: هذه الأحاديث التي تحدّث بها باطل. فقال: اتق الله ويْحَك. فقلت له: هي باطل. وقال البخاري [4] : عنده مناكير.   [ () ] رأي. وقال معاوية بن صالح: سألت يحيى، عن عبيد الله بن موسى، فقال: أكتب عنه فقد كتبنا عنه. وقال محمد بن إسماعيل: سمعت أبي يقول: أردت الخروج إلى كوفة، فأتيت أحمد بن حنبل أودّعه. فقال لي: يا أبا محمد لي إليك حاجة، لا تأت عبيد الله بن موسى فإنه بلغني عنه غلوّ. قال أبي: فلم آته. (الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 127) . [1] انظر عن (عبيد بن إسحاق) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 385، والتاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 4441 رقم 1437، والتاريخ الصغير له 225، والضعفاء الصغير له 268 رقم 221، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، والضعفاء والمتروكين للنسائي 298 رقم 402، والمعرفة والتاريخ 3/ 58، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 67، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 115 رقم 1091، والجرح والتعديل 5/ 401، 402 رقم 1859، والمجروحين لابن حبّان 2/ 176، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1986، 1987، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 131 رقم 396، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 28 ب، رقم 693 (حسب ترقيم نسختنا) ، وتاريخ جرجان للسهمي 478، والمغني في الضعفاء 2/ 418 رقم 3955، وميزان الاعتدال 3/ 18 رقم 5411، ولسان الميزان 4/ 117، 118 رقم 240. [2] في الجرح والتعديل 5/ 402. [3] في تاريخه 2/ 385. [4] في التاريخ الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 286 قلت: ومن مناكيره قَالَ: ثنا قَيْسٌ، عَنْ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ حَدِّثْنِي عَنْ رَبِّكَ هَذَا. [أَوَ] مِنْ لُؤْلُؤٍ هُوَ؟ قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ صَاعِقَةً فَأَحْرَقَتْهُ [1] . قال ابن حِبّان [2] : تُوُفّي سنة أربع عشرة ومائتين [3] . 255- عُبَيدُ بنُ الصّبّاح الكوفيّ الخزاز [4] . عن: عيسى بن طَهْمان، وموسى بن عليّ بن رباح، وفُضَيْل بن مرزوق، وكامل بن أبي العلاء، وجماعة. وعنه: موسى بن عبد الرحمن المَسْروقيّ، وأحمد بن يحيى الصُّوفّي. قال أبو حاتم [5] : ضعيف الحديث. 256- عُبَيد بن حيّان الْجُبَيليّ السّاحليّ [6] . عن: الأوزاعيّ، واللَّيث بن سعد، وابن لَهِيعَة. وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقيَ، ومحمد بن عَوْف الطائي، ويزيد بن عبد الصّمد، وغيرهم. قال ابن عوف [7] : لا بأس به [8] .   [1] أخرجه ابن عديّ في الكامل 5/ 1986، وقال: غير محفوظ. [2] في المجروحين 2/ 176، وقال: «ممّن يروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات. لا يعجبني الاحتجاج بما انفرد من الأخبار» . [3] وضعّفه النسائي، والعقيلي، والدارقطنيّ. [4] انظر عن (عبيد بن الصبّاح) في: تاريخ الطبري 5/ 40، والجرح والتعديل 5/ 408 رقم 1893، والمغني في الضعفاء 2/ 419 رقم 3966، وميزان الاعتدال 2023 رقم 5426، ولسان الميزان 4/ 119 رقم 250. [5] في الجرح والتعديل 5/ 408. [6] انظر عن (عبيد بن حيّان) في: تقدمة المعرفة 1/ 185 و 186، والجرح والتعديل 2/ 166 و 5/ 405 رقم 1876، وفيه (حبّان) بالباء الموحّدة، والثقات لابن حبّان 8/ 433، والإكمال لابن ماكولا 2/ 312 وفيه (حبّان) بالموحّدة، والأنساب لابن السمعاني 123 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 26/ 5، وانظر الأجزاء 11/ 508 و 23/ 122 و 24/ 369 و 45/ 239، ومعجم البلدان 2/ 109، واللباب 1/ 200، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 258، 259 رقم 971. [7] تاريخ دمشق 26/ 5. [8] وقال ابن حبّان: «مستقيم الحديث» . (الثقات 8/ 433) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 287 257- عبيدةُ بنُ عثمان الثقفيّ الدّمشقيّ. أحد الفُقهاء. روى عن: مالك، وسعيد بن عبد العزيز. روى عنه: عباس بن الوليد، ومعاوية بن صالح الأشعري، ومحمد بن عمر الدولابي. 258- عبيس بن مرحوم بن عبد العزيز العطار [1] . مولى آل معاوية بن أبي سفيان. بصري مقل. روى عن: أبيه، وعن عبد العزيز بن عبّاس بن سهل السّاعديّ، وغيرهما. وعنه: ابنه بِشْر، والحَسَن بن عَرَفَة، والبصْريّون. ذكره ابن حبّان في «الثّقات» [2] . 259- عتّاب بن زياد [3]- ق. - أبو عمرو المروزيّ. عن: أبي حمزة محمد بن ميمون السُّكَّريّ، وخارجة بن مُصْعَب، وعُبَيْد الله بن المبارك، ومحمد بن مسلم الطّائفيّ. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن مَعِين، وأبو حاتم، والصَّنَعانيّ، والحسين بن   [1] انظر عن (عبيدة بن عثمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 78 رقم 358، وتاريخ الثقات للعجلي 325 رقم 1094، والجرح والتعديل 7/ 34 رقم 184، والثقات لابن حبّان 8/ 524. [2] ج 8/ 524، وأرّخ وفاته سنة 217 هـ-.، وهكذا أرّخه البخاري في التاريخ الكبير. وقد وثّقه العجليّ. وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: سألت يحيى بن معين، عن عبيس كيف حديثه؟ فقال: ثقة. وقَالَ ابنُ أبي حاتم: سمعت أبي يقول: نا عبيس بن مرحوم وكان ثقة وفي حديثه شيء. (الجرح والتعديل 7/ 34) . [3] انظر عن (عتّاب بن زياد) في: الطبقات الكبرى لابن معين برواية الدوري 2/ 388، وطبقات خليفة 324، والجرح والتعديل 7/ 13 رقم 58، والثقات لابن حبّان 8/ 522، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 901 وفيه (عتاب بن زيادة) ، والكاشف 2/ 213 رقم 3709، وتهذيب التهذيب 7/ 92 رقم 194، وتقريب التهذيب 2/ 3 رقم 4 وخلاصة تذهيب التهذيب 257. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 288 الْجُنَيْد الدَّامغانيّ، وإبراهيم بن عبد الرّحيم بن دَنُوقا، وطائفة. قال أبو حاتم [1] : ثقة. وقال مُطَيِّن: مات سنة اثنتي عشرة [2] . قلت: روى له ق. [3] حديثًا واحدًا [4] . 260- عثمان بن حكيم بن ذبيان [5]- ن. - أبو عمرو الأوديّ الكوفيّ، أخو عثمان بن حكيم. عن: الحسن بن صالح بن حيّ، وشَرِيك القاضي، وحبّان بن عليّ. وعنه: ولده أحمد بن عثمان، ومحمد بن الحسين الحسينيّ. قال مُطّين: تُوُفّي سنة تسع عشرة [6] . 261- عثمان بن رقاد البصْريّ [7] . إمام مسجد بني عُقَيل. عن: الحسن بن أبي جعفر، وأبي هلال، وسُوَيْد بن أبي حاتم، والخليل بن مرّة.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 13. [2] تهذيب الكمال 2/ 901. [3] رمز لابن ماجة، والحديث أخرجه في الزكاة (1831) باب العشر والخراج، قال: حدّثنا الحسين بن جنيد الدامغانيّ، ثنا عتاب بن زياد المروزي، ثنا أبو حمزة قال: سمعت مغيرة الأزدي يحدّث عن محمد بن زيد، عن حيّان الأعرج، عن العلاء بن الحضرميّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى البحرين أو إلى هجر، فكنت آتي الحائط بين الإخوة، يسلم أحدهم، فآخذ من المسلم العشر، ومن المشرك الخراج. [4] وقد وثّقه ابن سعيد، وابن معين، وابن حبّان. [5] انظر عن (عثمان بن حكيم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 410، والجرح والتعديل 6/ 147 رقم 799، وتاريخ جرجان للسهمي 69، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 906 وفيه (عثمان بن حكيم بن دينار) ، والكاشف 2/ 217 رقم 3741، وميزان الاعتدال 3/ 32 رقم 5497، وتهذيب التهذيب 7/ 111 رقم 238، وتقريب التهذيب 2/ 7 رقم 46، وخلاصة تذهيب التهذيب 259. وقد اختلفت المصادر في جدّه، ففي بعضها «ذبيان» ، وفي بعضها «دينار» . [6] وثّقه ابن سعد في طبقاته 6/ 410. [7] انظر عن (عثمان بن رقاد) في: الجرح والتعديل 6/ 150 رقم 822. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 289 وعنه: إسحاق بن سَيَّار، وأبو حاتم الرازيّ [1] . 262- عثمان بن زُفر بن مزاحم بن زُفَر [2]- ت. ن. - وقيل عثمان بن زُفَر بن علاج التَّيْميّ الكوفيّ [3] . عن: عاصم بن محمد العُمَريّ، ويعقوب القُمّيّ، وقيس بن الربيع، وزُهير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجِشُون، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وجماعة. وعنه: إبراهيم الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بن أبي خَيْثَمة، وأحمد الرماديّ، وعليّ بن عبد العزيز البَغَويّ، ويعقوب الفَسَويّ، وخلْق. قال أبو حاتم [4] : صدوق. وقال مُطَيِّن: مات في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة ومائتين [5] . وقد وهِم ابنُ سَعْد وقال [6] فيه: عثمان بن زُفَر بن الهُذَيل [7] . أمّا- عثمان بْن زُفَر الْجُهَنيّ الدّمشقيّ [8] فكان في حدود الثلاثين ومائة. له حديثان.   [1] ولم يجرّحه. [2] انظر عن (عثمان بن زفر) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 411 وفيه (عثمان بن زفر بن الهذيل) وهذا وهم، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 222 رقم 2228، والتاريخ الصغير له 227، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 567 و 568، والجرح والتعديل 6/ 150 رقم 825، والثقات لابن حبّان 8/ 453، والإكمال لابن ماكولا 2/ 102، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 908، والكاشف 2/ 218 رقم 3749، وتهذيب التهذيب 7/ 116 رقم 249، وتقريب التهذيب 2/ 8 رقم 57، وخلاصة تذهيب التهذيب 259. [3] قال ابن ماكولا: عثمان بن زفر بن علاج بن مالك بن الحارث بن عامر بن جساس (بكسر الجيم وتخفيف السين) بن نشبة بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن لؤيّ بن عمرو بن الحارث بن تيم الله بن عبد مناة بن أدّ. (الإكمال 2/ 101، 102) وانظر: ج 5/ 83، والاشتقاق لابن دريد 185، وجمهرة أنساب العرب 199. [4] في الجرح والتعديل 6/ 150 وفيه زيادة: «صالح الحديث، كتبت عنه» . [5] تهذيب الكمال 2/ 908، وأرّخه البخاري. [6] في طبقاته 6/ 411. [7] وقد وثّقه ابن سعد، وذكره ابن حبّان في ثقاته. [8] انظر عنه في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 222 رقم 2227، والجرح والتعديل 6/ 150 رقم 824، والثقات لابن حبّان 8/ 449 وقد تحرّف إلى (عثمان بن زيد) ولذا علّق محقّقه العلّامة الجزء: 15 ¦ الصفحة: 290 روى عَنْهُ: مَعْمَر، وبقيّة بْن الوليد. 263- عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار القُرَشيّ [1]- د. ن. ق. - مولى بني أميّة. أبو عَمْرو الحمصيّ. عن: حَرِيز بن عثمان، وحسّان بن نوح، وشُعيب بن أبي حمزة، وأبي غسّان محمد بن مطِّرف، ومعاوية بن سلام، وجماعة. وعنه: ولداه عَمْرو ويحيى، وأحمد بن محمد بن المغيرة العَوْهيّ، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وعثمان بن سعيد الدّارميّ، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وآخرون. وثقة أحمد [2] ، وابن مَعِين [3] . وقال عبد الوهاب بن نَجْدة: كان يُقال هو من الأبدال [4] . قلت: بقي إلى حدود العشرين [5] . 264- عثمان بن صالح بن صفوان السهميّ المصريّ [6] .   [ () ] اليماني في الحاشية رقم (1) بقوله: لم نظفر به، وتهذيب الكمال 2/ 908 وغيره. ولم يترجم له المؤلّف في وفيات السنة 130 هـ-. أو حدودها. [1] انظر عن (عثمان بن سعيد) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2830 و 3/ 5114، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 76، والجرح والتعديل 6/ 152 رقم 835، والثقات لابن حبّان 8/ 449، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 203 رقم 709، وتهذيب الكمال له (المصوّر) 2/ 908، 909، والكاشف 2/ 219 رقم 3753، وتهذيب التهذيب 7/ 118 رقم 254، وتقريب التهذيب 2/ 9 رقم 62، وخلاصة تذهيب التهذيب 256. [2] في العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 2830 و 3/ 5114، والجرح والتعديل 6/ 52. [3] الجرح والتعديل 6/ 52، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 203 رقم 709. [4] تهذيب الكمال 2/ 909. [5] قال ابن حبّان: مات سنة تسع ومائتين. (الثقات لابن حبّان 8/ 449) . [6] انظر عن (عثمان بن صالح) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 228 رقم 2248، والتاريخ الصغير له 228، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، والمعرفة والتاريخ 3/ 256، 257، والجرح والتعديل 6/ 145 رقم 846، والثقات لابن حبّان 8/ 453، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 518، 519 رقم 800، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 350 رقم 1318، والمعجم المشتمل لابن عساكر 185 رقم 603، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 910، والكاشف 2/ 219 رقم 3758، والمغني في الجزء: 15 ¦ الصفحة: 291 أبو يحيى. عن: مالك، واللَّيث، والزَّنْجيّ، وابن لَهِيعَة، وضَمْرة بن ربيعة، وبكر بن مُضَر، وجماعة. وعنه: خ. ون. ق. عَنْ رَجُل عَنْهُ، ويحيى بْن مَعِين، وحُمَيْد بْن زَنْجُوَيْه، وإسماعيل سَمُّوَيْه، ومالك بْن عبد الله بْن سيف التُّجَيبيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وابنه يحيى بْن عثمان، وخلْق. قال أبو حاتم [1] : كان شيخًا صالحًا سليم النّاحية. قيل له: كان يلّقن؟ قال: لَا. وقال ابن حِبّان [2] : كان راويًا لابن وهْب. وقال ابن يونس: مات في المحرَّم سنة تسع عشرة [3] . قَالَ أحمد بْن محمد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين [4] : سألت أحمد بْن صالح، عَنْ عثمان بْن صالح، فقال: دعْه دعْه. رأيته عند أحمد متروكًا [5] . 265- عثمان بن الهيثم بن جَهْم بن عيسى بن حسّان بن المنذر [6] .   [ () ] الضعفاء 2/ 425 رقم 4028، وميزان الاعتدال 3/ 39، 40 رقم 5519، وتهذيب التهذيب 7/ 122، 123 رقم 264، ومقدّمة فتح الباري 322، وتقريب التهذيب 2/ 10 رقم 73، وخلاصة تذهيب التهذيب 260. [1] الجرح والتعديل 6/ 154، وفيه زيادة: «وقيل له: كان يلقّن؟ قال: لا. قال: ضاع لي كتاب، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، ثم دللت على صاحب ناطف فاشتريت منه بكذا فلسا أو قال كذا حبّة، فقيل له: ما حاله؟ قال: شيخ» . [2] في الثقات 8/ 453. [3] وأرّخه ابن عساكر في (المعجم المشتمل 85) . [4] في الأصل: «الرشد» ، والتصويب من (ميزان الاعتدال) . [5] ميزان الاعتدال 3/ 39. [6] انظر عن (عثمان بن الهيثم) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 256 رقم 2320، والتاريخ الصغير له 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 77، وتاريخ خليفة 476، وطبقات خليفة 228، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 230 و 297، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 43، والجرح والتعديل 6/ 172 رقم 942، والثقات لابن حبّان 8/ 453، وتاريخ جرجان للسهمي 426 و 520، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 524 رقم 811، والروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام 1/ 353 رقم 345، والسابق واللاحق للخطيب 361، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 351 رقم 1323، والمعجم الجزء: 15 ¦ الصفحة: 292 وهو الأَشَجّ البصْريّ العبْديّ، أبو عَمْرو المؤذِّن مؤذّن جامع البصرة. عن: عَوْف، وابن جُرَيْج، ورؤبة بن الحَجّاج، وهشام بن حسّان، وجعفر بن الزُّبَيْر الشّاميّ، ومبارك بن فَضَالَةَ. وعنه: خ.، وأسيد بْن عاصم، ومحمد بْن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عثمان الذارع، والحارث بن أبي أسامة، وأبو مسلم الكجي، وأبو خليفة الجمحي، وهو آخر من روى عنه، ومحمد بن زكريا الأصبهاني، وخلق. قال أبو حاتم [1] : كان صدوقا، غير أنّه كان بآخره يُلَقَّن. وقال أبو داود [2] : مات في حادي عشر رجب سنة عشرين. 266- عثمان بن يمان [3]- ن. - أبو محمد الحدّانيّ الهرويّ اللّؤلؤيّ، نزيل مكّة. عن: موسى بن عليّ بن رباح، وسُفيان الثَّوريّ، وأبي المقدام هشام بن زياد، وزمعة بن صالح، وجماعة.   [ () ] المشتمل لابن عساكر 186 رقم 607، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 921، والكاشف 2/ 225 رقم 3801، والمغني في الضعفاء 2/ 429 رقم 4069، وميزان الاعتدال 3/ 59 رقم 5575، وسير أعلام النبلاء 10/ 209، 210 رقم 49، وتذكرة الحفّاظ 1/ 375، والعبر 1/ 380، وتهذيب التهذيب 7/ 157، 158 رقم 312، وتقريب التهذيب 2/ 15 رقم 119، ومقدّمة فتح الباري 424، وطبقات الحفّاظ 162، وخلاصة تذهيب التهذيب 263، وشذرات الذهب 2/ 47. [1] في الجرح والتعديل 6/ 172 ولفظه: «غير أنه بآخره كان يتلقّن ما يلقّن» . [2] تهذيب الكمال 2/ 921، وأرّخ البخاري وفاته في هذه السنة. (التاريخ الصغير 227) وكذا في المطبوع من ثقات ابن حبّان 8/ 454، أما في الأصلين المخطوطين منه فمات سنة ثمان عشرة. (انظر الحاشية رقم 1) . [3] انظر عن (عثمان بن اليمان) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 501 وفيه (عثمان بن اليمان بن هارون ويكنى أبا عمرو) ، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 256 رقم 2332، والجرح والتعديل 6/ 173 رقم 948، والثقات لابن حبّان 8/ 450، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 922، والكاشف 2/ 226 رقم 3806، وتهذيب التهذيب 7/ 160 رقم 317، وتقريب التهذيب 2/ 15 رقم 124، وخلاصة تذهيب التهذيب 263. وكنيته: أبو محمد، وقيل: أبو عمرو. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 293 وعنه: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، وأحمد بن نصر النَّيْسابوريّ، وعبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، وعبد الله بن شَبِيب، والكُدَيْميّ، وطائفة. قال ابن حِبان [1] : ربّما أخطأ. قلت: له حديث واحد في كتاب النَّسائيّ [2] . 267- عُرْوة بن مروان [3] . أبو عبد الله العِرْقيّ [4] الطَّرَابُلُسيّ الزاهد. حدَّث بمصر عن: زُهَير بن معاوية، وموسى بن أَعْيَن. وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وسعيد بن عثمان التنوخي، وخير بن عرفة. قال الدارقطني: شيخ أمي ليس بالقوي [5] . وقال غيره: كان عابدا ورعا يتقوت من النبات [6] ، رحمه الله. وهو عروة بن مروان الرقي [7] الجرار [8] ، يروي أيضا عن: محمد بن عبد الله   [1] في الثقات 8/ 450. [2] رواه المزّي في تهذيب الكمال 2/ 922، وقد مات بمكة في أول يوم من عشر ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين. (طبقات ابن سعد 5/ 501) . [3] انظر عن (عروة بن مروان) في: الجرح والتعديل 6/ 398 رقم 2226 باسم (عروة العرقي) ورقم 2228 باسم (عروة بن مروان الرقي الجرار) ، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 33 أ، رقم 846 (حسب ترقيمنا لنسختنا المصوّرة) ، والإكمال لابن ماكولا 2/ 180 و 6/ 317، والأنساب لابن السمعاني 8/ 432، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 27/ 486، والمغني في الضعفاء 2/ 432 رقم 4100، وميزان الاعتدال 3/ 64، 65 رقم 5610، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 453، وتبصير المنتبه 328، ولسان الميزان 4/ 164، 165 رقم 398، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 283، 284 رقم 1011. [4] العرقي: بكسر العين المهملة وسكون الراء، نسبة إلى بلدة عرقة الواقعة في الشمال الشرقي من طرابلس على بعد نحو 15 كيلومترا، بها حصن عرقة القديم، وهي على مرتفع جبلي بالقرب من حلبا، كان لها دور بارز في فترة الحروب الصليبية، واندثرت في ظروف غامضة في بدايات العصر العثماني. [5] تاريخ دمشق 27/ 486. [6] تاريخ دمشق 27/ 486. [7] يقال له «الرقّيّ» لسكناه الرقّة مدّة. [8] يقال فيه: الجرار، والحرار، والحوري، والجزري، والجوزي. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 294 المُحْرِم، وإسماعيل بن عيّاش، وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ [1] . وعنه: أيّوب بن محمد الوزّان. ومنهم من فَرَّقَ بينهما [2] . 268- عصام بن خالد [3] . أبو إسحاق الحضرمّي الحمصيّ. عن: حَرِيز بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَسَّانُ بْنُ نوح، وأرطأة بن المنذر، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثَوْبان، وجماعة. وعنه: خ. وهو من كبار شيوخه، وأحمد بن حنبل، وحُمَيْد بن زَنْجُوَيْه، ومحمد بن عوف الطّائّي، ومحمد بن مسلم بن وَارة، وآخرون. قال النسائيّ: ليس به بأس [4] . وقال البخاريّ [5] : مات ما بين سنة إحدى عشرة إلى سنة خمس عشرة ومائتين. 269- عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة [6] .   [1] قال ابن يونس في تاريخه: كان عروة من العابدين، حدّثني أبي، عن أبيه قال: ما رأيت أشدّ تقشّفا من عروة العرقي، وكان محقّقا شديد الحمل على نفسه، ضيّق الكم ما يقدر أن يخرج يده منه إلّا بعد جهد، وكان متقشّفا لا يرى الاشتغال بالتجارة إنما كان يأتي بريحان ينبت في الجبال إلى مصر فيبيعه ويتقوّت به، قدم إلى مصر ليكتب عن ابن وهب. (تاريخ دمشق 27/ 486) . [2] ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6/ رقم 2226 و 2228. [3] انظر عن (عصام بن خالد) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 71 رقم 324، والتاريخ الصغير له 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 100، والجرح والتعديل 7/ 26 رقم 141، والثقات لابن حبّان 7/ 301، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 599 رقم 954، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 17 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 407 رقم 1564، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 932، والكاشف 2/ 231 رقم 3846، وتهذيب التهذيب 7/ 194، 195 رقم 371، وتقريب التهذيب 2/ 21 رقم 177، وخلاصة تذهيب التهذيب 266. [4] الكنى والأسماء لمسلم، ورقة 3. [5] في تاريخه الصغير 225. [6] انظر عن (عصام بن يوسف) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 295 أبو عصمة الباهليّ البلْخيّ، أخو إبراهيم بن يوسف. عن: شعبة، وسُفْيان الثَّوريّ، وغيرهما. وعنه: مَعْمَر بن محمد العَوْفيّ، وإسماعيل بن محمد الفَسَويّ، ومحمد بن عبد بن عامر السَّمَرْقَنْديّ الضَّعيف، وابنه عبد الله بن عصام، وآخرون. وكان هو وأخوه شيخَيْ بلْخ في زمانهما. تُوُفّي سنة خمس عشرة ببلْخ [1] . قال ابن عدّي [2] : له عن الثَّوريّ ما لَا يُتابع عليه [3] . 270- عصمة بن سليمان الكوفيّ الخزّاز [4] . عن: شُعْبة، وسُفيان، وجرير بن حازم. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، والحارث بن أبي أُسامة، وأبو مسلم الكَجّيّ. قال أبو حاتم [5] : ما به بأس.   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 379 (دون ترجمة) ، وطبقات خليفة 324، والجرح والتعديل 7/ 26 رقم 144، والثقات لابن حبّان 8/ 521، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 2008، والإرشاد للخليلي 1/ ورقة 189، والأنساب 89 أ، واللباب 1/ 140، وميزان الاعتدال 3/ 67 رقم 5628، والجواهر المضيّة 2/ 527 رقم 934، ولسان الميزان 4/ 168 رقم 413، وأعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار لمحمود بن سليمان الشهير بالكوفي، رقم 112، والطبقات السنية، برقم 1427، والفوائد البهية 116، وهدية العارفين 1/ 663، ومعجم المؤلفين 6/ 282، ومشايخ بلخ من الحنفية للدكتور محمد محروس عبد اللطيف المدرّس 1/ 63 رقم 30 وص 87 رقم 17 وص 131 رقم 16 وص 141 رقم 6 وص 142 رقم 3 وص 156 و 158 رقم 5 و 159 و 179 و 186 و 304 و 311 و 312 و 344 و 354 و 392 و 478 و 661 و 691 و 697 و 828 و 831- 833. [1] وقيل مات سنة عشر ومائتين. (الثقات لابن حبّان 8/ 521) ويقال مات سنة 214 هـ-. [2] في الكامل 5/ 2008. [3] وقال ابن حبّان: «كان صاحب حديث، ثبتا في الرواية، ربّما أخطأ، وكنيته أبو عصمة، وكان يرفع يديه عند الركوع وعند رفع الرأس منه، وأخوه إبراهيم بن يوسف كان يرفع» . (الثقات 8/ 521) . [4] انظر عن (عصمة بن سليمان) في: الجرح والتعديل 7/ 20، 21 رقم 107. [5] في المصدر نفسه. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 296 [مطلب ترجمة عفّان شيخ أحمد والبخاري] [1] . 271- عَفّانُ بن مسلم بن عبد الله [2]- ع. - مولى عَزْرَة بن ثابت الأنصاريّ، أبو عثمان البصْريّ الصّفّار، الحافظ، نزيل بغداد. وُلِد سنة أربع وثلاثين ومائة تقريبًا أو تحديدًا، وسمع سنة نيِّفٍ وخمسين ومائة فأكثر. حَدَّث عن: شُعْبة، وهَمَّام، والحَمَّادَيْن، وهشام الدَّسْتُوائيّ، ووهيب، وصخر بن جويرية، وديلم بن غزوان، وطائفة.   [1] العنوان عن هامش الأصل. [2] انظر عن (عفّان بن مسلم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 298، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 407، 408، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 584 و 2/ رقم 105 و 106 و 161 و 496 و 497 و 709 و 750، والعلل لابن المديني 98، وطبقات خليفة 228، وتاريخ خليفة 476، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 287 و 2/ رقم 1929 و 2527 و 2607 و 2473 و 3/ رقم 4042 و 5847 و 5848 و 5775، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 72 رقم 331، والتاريخ الصغير له 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والمعارف لابن قتيبة 502 و 524، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 679، وتاريخ الثقات للعجلي 336 رقم 1145، وتاريخ الطبري 1/ 330 و 339 و 352 و 2/ 321 و 6/ 572 و 7/ 642، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 47 و 103 و 108 و 299 و 300 و 302 و 322 و 330 و 333 و 345 و 2/ 6 و 10 و 87 و 153 و 234، والجرح والتعديل 7/ 30 رقم 165، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 2021، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 599، 600 رقم 955، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 135، 136، ومقاتل الطالبيين 370، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 127 رقم 1322، وتاريخ جرجان للسهمي 129 و 171 و 395 و 396، والسابق واللاحق 282، وتاريخ بغداد 12/ 269- 277 رقم 6715، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 407 رقم 1561، والمعجم المشتمل لابن عساكر 186، 187 رقم 610، والكامل في التاريخ 6/ 454، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 941، 942، وسير أعلام النبلاء 10/ 242- 255 رقم 65، والكاشف 2/ 236 رقم 3884، وميزان الاعتدال 3/ 81، 82 رقم 5678، ودول الإسلام 1/ 133، والعبر 1/ 380، وتذكرة الحفّاظ 1/ 379- 381، وملء العيبة للفهري 2/ 271، والبداية والنهاية 10/ 283، ومرآة الجنان 2/ 80، والاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط 83، 84 رقم 78، وتهذيب التهذيب 7/ 230- 235 رقم 423، وتقريب التهذيب 2/ 25 رقم 226، ومقدّمة فتح الباري 425، وطبقات الحفّاظ 163، 164، وخلاصة تذهيب التهذيب 268، وشذرات الذهب 2/ 47. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 297 وعنه: خ.، وع. عن رجل عنه، وأحمد بْن حنبل، وإسحاق بْن راهوَيْه، وابن المَدِينيّ، وابن مَعِين، والفلّاس، وأبو بَكْر بْن أَبِي شيبة، والذُّهَليّ، وعَبْد، وعبد اللَّه بْن أحمد الدَّوْرقيّ، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة الرازيّ، وعليّ بْن عبد العزيز، وخلْق. قَالَ يحيى القطّان: إذا وافقني عفّان لَا أبالي مَن خالفني. وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، وَهِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَه شُعْبَةُ: «يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ» [1] . قَالَ الفلّاس: فقال لَهُ عفّان: ثنا همّام، عَنْ قَتَادة، عَنْ صالح أَبِي الخليل، عَنْ جابر بْن زيد، عَنِ ابن عبّاس فبكى يحيى وقال: اجترأتَ عليَّ، ذهب أصحابي خَالِد بْن الحارث، ومُعاذ بْن مُعاذ [2] . قَالَ أحمد العِجْلي [3] : عفّانٌ بصْريٌ ثقة، ثَبْت، صاحب سُنّة. كَانَ عَلَى مسائل مُعاذ بْن مُعاذ القاضي، فجُعل لَهُ عشرة آلاف دينار عَلَى أن يقف عَلَى تعديل رَجُل فلا يَقُولُ عدلًا ولا غير عدل، فأبى [4] . وقال: لَا أُبطل حقًّا من حقوق اللَّه. وكان يَذْهب برقاع المسائل إلى الموضع البعيد يسأل [5] . فجاء يومًا إلى مُعاذ وقد تلطّخت بالنّاطف. قَالَ: ما هذا؟ قَالَ: إنّي أبعد فأجوع، فأخذت ناطفًا في كُمّي أكلته [6] . وقال عبد الله بْن جعفر المَرْوَزيّ: سَمِعْتُ عَمْرو بْن عليّ يَقُولُ: جاءني عفّان فقال: عندك شيء نأكله؟ فما وجدت شيئًا، فقلت: عندي سَوِيق شعير.   [1] رواه ابن عديّ في الكامل 5/ 2021. [2] الكامل 5/ 2021. [3] في تاريخ الثقات 336. [4] في تاريخ الثقات للعجلي 336: «ولا غير عدل، قالوا له: قف، لا تقل فيه شيئا، فأبى ... » . [5] «يسأل» ليست عند العجليّ. [6] والخبر في: تاريخ بغداد 12/ 270. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 298 فقال: أخرِجه. فأخرجته فأكل أكْلا جيدًا، وقال: ألا أخبرك بأُعْجُوبة. شهِد فُلانٌ وفُلان عند القاضي بأربعة آلاف دينار عَلَى رَجُل. فأمرني أن أسأل عنهما. فجاءني صاحب الدَّنانير فقال لي: لك من هذا المال نصفه وتعدِّل شاهدي؟. فقلت: استجبت لك، وشُهودُهُ عندنا غير مستورين [1] . وقال حنبل: حضرتُ أبا عبد الله وابن معين عند عفّان بعد ما دعاه إسحاق بْن إبراهيم، يعني نائب بغداد للمحنة، وكان أوّل من امتُحِن من النّاس عفّان، فسأله يحيى بْن مَعِين فقال: أخبِرْنا. فقال: يا أبا زكريّا لَمْ أُسَوِّد وجهك ولا وجوه أصحابك، أيْ لم أُجِبْ. فقال لَهُ: فكيف كَانَ. قَالَ: دعاني إسحاق، فلمّا دخلت عَلَيْهِ قرأ عليّ كتاب المأمون، فإذا فيه: امتحِنْ عفَّان وادْعُهُ إلى أن يَقُولُ: القرآن كذا وكذا. فإن قَالَ ذَلكَ فأقِرَّه عَلَى أمره، وإلّا فاقطع عَنْهُ الَّذِي يجري عليه، وكان المأمون يجري عليه خمسمائة دِرهم كلَّ شهر. قَالَ: فقال لي إسحاق: ما تَقُولُ؟ فقرأت عَلَيْهِ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 [2] حتى ختمتُها. فقلت: أمخلوقٌ هذا؟. قَالَ: يا شيخ إنَّ أمير المؤمنين يَقُولُ: إنّك إن لم تُجِبْه يقطع عنك ما يجري عليك. فقلت لَهُ: يَقُولُ اللَّه تعالى: وَفي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ 51: 22 [3] فسكتَ وانصرفت. فَسُرَّ بذلك يحيى بْن مَعِين، وأحمد، ومَن حضَر [4] . وقال إبراهيم بْن دِيزِيل: لما دُعي عفّانُ للمحنة كنت آخذًا بلجام حماره،   [1] تاريخ بغداد 12/ 270. [2] أول سورة الإخلاص. [3] سورة الذاريات، الآية 22. [4] تاريخ بغداد 12/ 271. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 299 فلما حضر عُرِض عَلَيْهِ القول فامتنع، فقيل لَهُ: يُحبس عطاؤك، وكان يُعطى ألف دِرهم كلّ شهر، فقال: وَفي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ 51: 22. قَالَ: وكان في داره نحو أربعين إنسانًا. فَدَقّ عَلَيْهِ الباب داقّ، فدخل عَلَيْهِ رَجُل شبّهته بسمّان أو زيّات، ومعه ألف درهم، فقال: يا أبا عثمان ثبّتك اللَّه كما ثبّت الدِّين، وهذا لك في كلّ شهر، يعني الألف [1] . وقال جعفر بْن محمد الصّائغ: اجتمع عفّان، وعليّ بْن المَدِينيّ، وأبو بَكْر بْن أَبِي شَيْبة، وأحمد بْن حنبل، فقال عفّان: ثلاثة يُضَعَّفون في ثلاثة: عليّ بْن المَدِينيّ في حمّاد بْن زيد، وأحمد في إبراهيم بْن سعْد، وابن أَبِي شَيْبة في شَرِيك. فقال عليّ: وعفّان في شُعْبة [2] . قلت: هذا عَلَى وجه المزاح، وإلّا فهؤلاء ثِقات في شيوخهم المذكورين سيّما عفّان في شُعْبة فإنّ الحسين بْن حبّان قَالَ: سألت ابن مَعِين فقلت: إذا اختلف أبو الوليد وعفّان عن شُعْبة؟ قَالَ: القول الصّواب قول عفّان. قلت: وأبو نُعَيْم وعفّان؟ قَالَ: عفّان أثبت [3] . وقال أحمد بْن حنبل: عفّان، وحِبّان، وبَهْز هَؤُلّاءِ المتثبّتون، وإذا اختلفوا رجعت إلى قول عفّان، هُوَ في نفسي أكبر [4] . وقال الحسن الحلوانيّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين: كَانَ عفّان، وبَهْز، وحِبّان يختلفون إليّ، فكان عفّان أضبط القوم وأمكرهم. عملت مرّة عليهم في شيء فما فطِن بِهِ إلّا عفّان [5] . وذُكِر عفّان عند عليّ بْن المَدِينيّ فقال: كيف أذكر رجلا إذا شكّ في   [1] تاريخ بغداد 12/ 271، 272. [2] تاريخ بغداد 12/ 272. [3] تاريخ بغداد 12/ 272، وقد قال أحمد: «هو أحسن الناس حديثا عن شعبة» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ رقم 2607) . [4] تاريخ بغداد 12/ 273. [5] تاريخ بغداد 12/ 273. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 300 حرف فيضرب عَلَى خمسة أسطر؟ [1] . وسئل أحمد بْن حنبل: مَن تابع عفّان عَلَى الحديث الفُلانيّ؟ فقال: وعفّان يحتاج إلى مُتَابِع؟ [2] وقال يعقوب بْن شَيْبة: سَمِعْتُ ابن مَعِين يَقُولُ: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جُرَيْج، والثَّوريّ، وشُعْبة، وعفّان [3] . قلت: مالك أفقهُهُم، وابن جُرَيْج أعرفهم بالتّفسير، والثَّوْريّ أحفظهم وأكثرهم رواية، وشُعْبة أتْقنهم وأوثقهم شيوخًا، وعفّان مختصر شُعْبة، فإنّه كَانَ متعنِّتًا في الرجال، كثيرَ الشَّكَّ والضَّبْط للخطّ. يكتب ثم يعرض عَلَى الشيخ ما سمعه. قَالَ عليّ بْن المَدِينيّ: أبو نُعَيم وعفّان لَا أقبل قولهما في الرجال. لَا يَدَعُونَ أحدًا إلّا وقعوا فيه [4] . وقال ابن مَعِين: عبد الرحمن بْن مهديّ أحفظ من عفّان، ولم يكن من رجال عفّان في الكتاب. وكان عبد الرحمن أصغر منه بسنتين [5] . وقال عبد الرحيم بْن منيب: قَالَ عفّان: اختلف يحيى بْن سعيد وعبد الرحمن في حديث، فَبَعثا إليَّ، فقال عبد الرحمن: أقول شيئًا وتسأل عفّان. فقال يحيى: ما أجد أكره إليّ أن يخالفني من عفّان. قَالَ عفان: وخالفتهما، فنظر يحيى في كتابه فوجد الأمر عَلَى ما قلت [6] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ [7] ، عَنْ أَبِيهِ: لزِمنا عفّان عشْرَ سِنين، وكان أثبت من عبد الرحمن بْن مهديّ.   [1] تاريخ بغداد 12/ 273. [2] تاريخ بغداد 12/ 273. [3] تاريخ بغداد 12/ 274. [4] انظر تاريخ بغداد 12/ 274. [5] تاريخ بغداد 12/ 275. [6] تاريخ بغداد 12/ 275. [7] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 343، 435 رقم 5847 و 5848، وتاريخ بغداد 12/ 276. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 301 وقال أبو حاتم [1] : عفّان إمام، ثقة، متقن، متين. وقال جعفر بْن أَبِي عثمان الطّيالِسيّ: سَمِعْتُ عفّان يَقُولُ: يكون عند أحدهم حديث فيُخْرجه بالمقرعة. كتبتُ عَنْ حمّاد بْن سَلَمَةَ عشرة آلاف حديث ما حَدّثتُ منها بألفَيْن. وكتبتُ عَنْ عبد الواحد بْن زياد ستّة آلاف حديث ما حَدَّثتُ منها بألف. وكتبتُ عَنْ وُهَيْب أربعة آلاف حديث ما حدّثتُ منها بألف [2] . قلت: ومع حِفِظه وإمامته واتّفاق كُتُب الإسلام عَلَى الاحتجاج بِهِ قد تُكُلِّمَ فيه، وتبارَدَ ابن عديّ بذِكره في كتاب «الضُّعفاء» [3] . لكنّه ما ذكره إلّا ليُبطِل قول من ضعّفه. فإنّ إبراهيم بن أبي داود قَالَ: سَمِعْتُ سليمان بْن حرب يَقُولُ: ترى عفّان كَانَ يضبط عَنْ شُعْبة، والله جهد جهده أن يضبط عَنْ شعبة حديثًا واحدًا ما قدر عَلَيْهِ. كَانَ بطيئًا رديء الفَهْم. قَالَ ابن عديّ [4] : عفّان أشهر وأوثق من أن يُقال فيه شيء. ولا أعلم لَهُ إلّا أحاديث مَرَاسيل، عَنْ حمّاد بْن سَلَمَةَ، وغيره وصَلَهَا، وأحاديث موقوفة رفعها، وهذا ممّا لَا يُنْقِصه، فإنّ الثّقة قد يهمّ. وعفّان قد رحل إِلَيْهِ أحمد بْن صالح من مصر، وكانت رحلته إِلَيْهِ خاصّةً دون غيره. الْفَسَوِيُّ في تاريخه [5] : قَالَ سَلَمَةُ، هُوَ ابن شَبِيب: قلت لأحمد بْن حنبل: طلبتُ عفّان في منزله قَالُوا خرج، فخرجتُ أسأل عَنْهُ، فقيل: تَوَجَّه هكذا. فجعلت أمضي وأسأل عَنْهُ حتّى انتهيتُ إلى مقبرة، وإذا هُوَ جالس يقرأ عَلَى قبر بِنْت أخي ذي الرئاستين، فبزقتُ عَلَيْهِ. وقلت: سَوْءة لك. قَالَ: يا هذا، الخُبْزَ الخُبْز. قلت: لَا أشْبَعَ اللَّهُ بطنك.   [1] في الجرح والتعديل 7/ 30. [2] تهذيب الكمال 2/ 942. [3] الكامل 5/ 2021. [4] في الكامل 5/ 2021. [5] المعرفة والتاريخ 2/ 178. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 302 وقال لي أحمد بْن حنبل: لَا تَذْكُرنّ هذا، فإنّه قد قام في المِحنة مقامًا محمودًا عَلَيْهِ، ونحو هذا من الكلام. قَالَ الحسن الحلواني: قلت لعفّان: كيف لم تكتب عَنْ عِكْرمة بْن عمّار؟ قَالَ: كنت قد ألححت في طلب الحديث فأضَرّ ذَلكَ بي، فحلفتُ أن لَا أكتب الحديث ثلاثة أيّام، فقدِم عِكْرمة في تِلْكَ الثلاثة الأيام، فحدَّث ثم خرج. ابْنُ عَدِيٍّ: ثَنَا زَكَرِيَّا السَّاجِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ البغداديّ، نا عفّان، نا همّام: ثنا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ: «نَهَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يُتَعَاطَى السَّيْفُ مَسْلُولا» [1] . وكان بسام لقبه هَمّامًا، فلما فرغه قال بسام: والله ما حدثكم بهذا همام، ولا حدثه قتادة هماما. فتفكّر في نفسه وعلم أنّه أخطأ، فمدّ يده إلى لحية بسّام وقال: أدعو إلى صاحب الربْع يا فاجر. قَالَ: فما خلّصوه منه إلا بالجهد. وقال ابن مَعِين، وأبو خيثمة: أنكرنا عفّان في صفر سنة تسع عشرة، وفي رواية سنة عشرين، ومات بعد أيام [2] . وقال محمد بن عبد الله المُسبّحي: مات عفّان في ربيع الآخر سنة عشرين [3] . وقال أبو داود: شهدت جنازته ببغداد ولم أسمع منه [4] . قلت: غلط من ورّخه سنة تسع عشرة.   [1] أخرجه أحمد في المسند (51/ 42) من طريق أبي النضر، وعفّان. قال عفّان: حدّثنا المبارك قال: سمعت الحسن يقول: أخبرني أبو بكرة قال: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قوم يتعاطون سيفا مسلولا، فقال: «لعن الله من فعل هذا، أو ليس قد نهيت عن هذا» ؟ ثم قال: «إذا سلّ أحدكم سيفه فنظر إليه فأراد أن يناوله أخاه، فليغمده، ثم يناوله إيّاه» . [2] تاريخ بغداد 12/ 277. [3] تاريخ بغداد 12/ 277. [4] تاريخ بغداد 12/ 277. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 303 272- عليّ بن إسحاق السُّلَميّ [1]- ت. - مولاهم المَرْوَزيّ الدّارَكانيّ [2] ، أبو الحَسَن. عن: أبي حمزة السُّكَّريّ، والفضل السِّينانيّ، وابن المبارك. وعنه: أحمد بن حنبل، وأحمد بن الفُرات، وأحمد بن الخليل البُرْجُلانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وموسى بن حزام التِّرمِذيّ، وآخرون. وثقه النَّسائيّ، وغيره [3] . وقال أبو رجاء محمد بن حَمْدَوَيْه: تُوُفّي سنة ثلاث عشرة ومائتين [4] .   [1] انظر عن (علي بن إسحاق السلمي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 376، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ 738، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 262 رقم 2348، وتاريخه الصغير 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، وطبقات خليفة 324، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، والجرح والتعديل 6/ 174 رقم 955، والثقات لابن حبّان 8/ 461، 463، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 338، وتاريخ بغداد 11/ 348 رقم 6192، والأنساب لابن السمعاني 5/ 248، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 955، والكاشف 2/ 242 رقم 3936، وتهذيب التهذيب 7/ 282، 283 رقم 490، وتقريب التهذيب 2/ 32 رقم 292، وخلاصة تذهيب التهذيب 271. [2] الدّاركاني: بفتح الدال والراء المهملتين، نسبة إلى داركان، وهي إحدى قرى مرو على فرسخ منها. (الأنساب 5/ 247) . [3] ووثّقه ابن سعد في طبقاته 7/ 376، ووثّقه يحيى بن معين، وسئل عنه فقال: ثقة صدوق. (الأنساب 5/ 248) ، وكذا وثّقه الدارقطنيّ. (تاريخ بغداد 11/ 349) : وقال ابن محرز: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، وذكر علي بن إسحاق المروزي صاحب ابن المبارك فقال: ثقة مأمون. (معرفة الرجال لابن معين 2/ 219 رقم 738) ، وذكره ابن حبّان في الثقات في موضعين 8/ 461، 462 و 463 وفي المرة الأولى ذكره باسم (علي بن إسحاق المروزي أبو الحسن، يروي عن ابن المبارك. روى عنه أهل بلده. مات سنة ثلاث عشرة ومائتين) . وقال في الثانية: (علي بن الحسن الداركاني، من أهل مرو، يروي عن ابن المبارك. روى عنه علي بن خشرم) . وقد علّق محقّق الكتاب على الترجمة الثانية فقال في الحاشية رقم (3) ص 463: «وليس هذا بعليّ بن إسحاق، ذاك ليس بالداركاني» . قال محقّق هذا الكتاب خادم العلم «عمر عبد السلام تدمري» : لقد وهم محقّق كتاب الثقات في قوله هذا، فالاثنان واحد وإن كان ابن حبّان لم يصرّح في الترجمة الأولى بنسبته إلى الداركان، وقد انفرد ابن حبّان ففرّق بينهما وهما واحد، ومن هنا كان وهم المحقّق. [4] أرّخه ابن سعد، والبخاري، وابن حبّان، وغيرهم. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 304 273- عليّ بن إسحاق بن إبراهيم [1] . أبو الحَسَن الحنظلّي السَّمَرقنْديّ [2] . عن: إسماعيل بن جعفر المدنيّ، وعبد الله بن المبارك، وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن كرّام شيخ الكرّامية، وآخرون. تُوُفي أيضًا سنة ثلاث عشرة، كما قيل [3] . 274- عليّ بن ثابت الدّهّان الكوفيّ العطّار [4]- ق. - عن: سَوّاد بن سليمان، وأبي بكر النَّهْشَليّ، وأسباط بن نصر، وعليّ بن صالح بن حيّ، وجماعة. وعنه: إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن أبي غَرَزَة الغِفَاريّ، وعبد الله بن أسامة الكلبيّ، ومحمد بن غالب تمتام، ومحمد بن عُبَيد بن عُتْبة الكِنْديّ، ومحمد بن الحُسين الحسنيّ، وجماعة. ذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [5] . قال مطيّن: توفّي سنة تسع عشرة ومائتين [6] .   [1] انظر عن (علي بن إسحاق بن إبراهيم) في: الجرح والتعديل 6/ 175 رقم 956، والثقات لابن حبّان 8/ 466، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 955، وتهذيب التهذيب 7/ 283 رقم 491، وتقريب التهذيب 2/ 32 رقم 293. [2] اسمه بالكامل في المصادر: «علي بن إسحاق بن إبراهيم بن مسلم بن رزين بن ماهان الحنظليّ السمرقندي» . [3] أرّخ ابن حبّان وفاته بسنة 237 هـ-. (الثقات 8/ 466) وكذا أرّخه، المزّي في تهذيب الكمال، وابن حجر في التهذيب. وقال أبو حاتم: صدوق. [4] انظر عن (علي بن ثابت) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 264 رقم 2357، والجرح والتعديل 6/ 177 رقم 970، والثقات لابن حبّان 8/ 457، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 957، والكاشف 2/ 244 رقم 3945، وميزان الاعتدال 3/ 116 رقم 5795، وتهذيب التهذيب 7/ 289 رقم 500، وتقريب التهذيب 2/ 33 رقم 302، وخلاصة تذهيب التهذيب 272، وخلاصة تذهيب التهذيب 271. [5] ج 8/ 457. [6] تهذيب الكمال 2/ 957. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 305 275- عليُّ بنُ جَبَلَة [1] . أبو الحسن الكوفيّ الحضرميّ. روى عن: سالم بن أبي مريم، وغيره. وهو مُقِلّ. روى عنه: أبو قدامة السَّرْخَسيّ، وعليّ بن سَلَمَةَ اللَّبَقيّ، وغيرهما. 276- علي بنَ جَبلة [2] . أبو الحسن الضّرير، الشّاعر الملقّب بالعَكَوَّك [3] . شاعر مُحسِن، مقدَّمٌ في زمانه. مدح المأمون والأمير أبا دُلَف العِجْليّ، وسارت له أمثال وأشعار [4] .   [1] انظر عن (علي بن جبلة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 265 رقم 2360 وفيه (علي بن أبي جبلة) ، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، والجرح والتعديل 6/ 177 رقم 971، والثقات لابن حبّان 8/ 457. [2] انظر عن (علي بن جبلة الشاعر العكوّك) في: طبقات الشعراء لابن المعتزّ 170- 185 و 433 و 434، والشعر والشعراء 5502- 553، وتاريخ الطبري 8/ 431 و 659، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 5/ 29، ومعجم ما استعجم 1123، وتاريخ بغداد 11/ 359 رقم 6214، والأغاني 20/ 14- 43، وسمط اللآلئ 330، والكامل في التاريخ 6/ 411، والجامع الكبير لابن الأثير 142، وبدائع البدائه 289، ووفيات الأعيان 3/ 350- 354، والمختصر في أخبار البشر 2/ 29، والتذكرة الفخرية 17 و 37 و 350 و 467، وسير أعلام النبلاء 10/ 192- 194 رقم 41، ومرآة الجنان 2/ 53- 56، ونكت الهميان 209، والبداية والنهاية 10/ 267، 268، وديوان المعاني 1/ 28، والعقد الفريد 1/ 314، والزاهر للأنباري 2/ 142، وأمالي المرتضى 1/ 290 و 522 و 598، وشذرات الذهب 2/ 30، وبغداد لابن طيفور 138 و 139 و 161 و 162، والبرصان والعرجان 86، ومختار الأغاني 5/ 329. وقد جعل محقّق كتاب سير أعلام النبلاء السيد محمد نعيم العرقسوسي بإشراف الشيخ شعيب الأرنئوط، كلّا من كتاب التاريخ الكبير للبخاريّ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم في جملة مصادر الشاعر علي بن جبلة هذا (انظر- ج 10/ 192 بالحاشية) . وهذا تسرّع، لأنّ ابن جبلة شاعر، أما ابن جبلة المذكور عند البخاري، وابن أبي حاتم فهو محدّث، وهو المترجم له قبل الشاعر، رقم (275) ، فليراجع. [3] العكوّك: بفتح العين والكاف وتشديد الواو، وبعدها كاف ثانية، وهو السمين القصير مع صلابة. وسيذكره المؤلّف. [4] تاريخ بغداد 11/ 359. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 306 أخذ عنه: الجاحظ، وأبو عصيدة أحمد بن عُبَيْد، وغيرهما. وكان آخر أمره إلى الهلاك. فإنّ المأمون أمر بِهِ فشُدَّ لسانُهُ، فمات. وقال: أستحِلّ دمَك بكُفْرك حيث تَقُولُ: أنت الَّذِي تُنْزل الأيّامَ منزِلَها ... وتنقل الدَّهرَ من حالٍ إلى حالِ وما مددتَ مَدَى طَرْفٍ [1] إلى أحدٍ ... إلّا قضيتُ بأرزاقٍ وآجالِ [2] أَخْرِجوا لسانه من قفاه. ذكره ابن خلّكان [3] . والعَكَوّك القصير السَّمين. تُوُفّي سنة ثلاث عشرة أيضًا. 277- عليّ بن الحسن بن شقيق بن دينار بن مشعب [4]- ع. - أبو عبد الرحمن العبديّ. مولى آل الجارود العبْديّ. وكان شقيق بصْريًّا. نزل مرو.   [1] في مرآة الجنان 2/ 55 تصحّف إلى «فوق» . [2] البيتان في: الشعر والشعراء لابن قتيبة 551، وطبقات الشعراء لابن المعتز 172، والأغاني 20/ 42، ووفيات الأعيان 3/ 352، ومرآة الجنان 2/ 55. [3] في وفيات الأعيان 3/ 352، 353. [4] انظر عن (علي بن الحسن بن شقيق) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 376، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 853 و 870 و 2/ رقم 169، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 268، 269 رقم 369، والتاريخ الصغير له 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 69، وطبقات خليفة 324، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 685، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 208، وتاريخ الطبري 1/ 32 و 116 و 280 و 3/ 160، والجرح والتعديل 6/ 180 رقم 984، والثقات لابن حبّان 8/ 460، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 526، 527 رقم 816، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 52 رقم 1129، وتاريخ جرجان للسهميّ 264 و 332، والسابق واللاحق للخطيب 185، وتاريخ بغداد له 11/ 370- 372 رقم 6222، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 353، 354 رقم 1327، والمعجم المشتمل لابن عساكر 189 رقم 620، والكامل في التاريخ 6/ 418، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 960، 961، والكاشف 2/ 245 رقم 3953، وتذكرة الحفّاظ 1/ 370، والعبر 1/ 368، وسير أعلام النبلاء 10/ 349- 352 رقم 87، والمعين في طبقات المحدّثين 77 رقم 817، والبداية والنهاية 10/ 269، وتهذيب التهذيب 7/ 298، 299 رقم 510، وتقريب التهذيب 2/ 34 رقم 311، وطبقات الحفّاظ 158، وخلاصة تذهيب التهذيب 272، وشذرات الذهب 2/ 35. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 307 سمع: علي بنَ الحُسَين بن واقد، وأبي حمزة السُّكَّريّ، وأبا المنيب عُبَيد الله العَتَكّي، وإبراهيم بن طَهْمان، وإسرائيل بن يونس، وقيس بن الربيع، وخارجة بن مُصْعَب، وابن المبارك، وطائفة. وعنه: خ، وم. ع. عَنْ رجلٍ عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأحمد بْن سَيَّار، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وأحمد بْن منصور زاج، ومحمد بن عبد الله بن قُهْزاد المَرْوَزِيّ، وولده محمد بْن عليّ، وخلْق. قال أحمد بن حنبل: لم يكن به بأس. تكلّموا فيه للإرجاء، وقد رجع عنه [1] . وقال الحسين بن حبان: قال ابن معين: ما أعلم أحدًا قدِم علينا من خُراسان كَانَ أفضل من ابن شقيق. كَانَ عالمًا بابن المبارك، قد سَمِعَ الكُتُب مِرارًا [2] . حَدّث يومًا عَنِ ابن المبارك، عَنْ عوف بْن زيد بْن شُراجة، فقيل لَهُ ابن شراحة فقال: لا، ابن شراجة، سمعته من ابن المبارك أكثر من ثلاثين مرّة. وقال أبو داود: سَمِعَ الكُتُب من ابن المبارك أربع عشرة مرّة [3] . وقال عليّ: سَمِعْتُ من أَبِي حمزة كتاب «الصّلاة» ، فنهق حمار، فاشتبه عليّ حديثٌ ولا أدري أيّ حديث، فتركت الكتاب كلّه [4] . وقال العبّاس بْن مُصْعَب: كَانَ عليّ بْن الحسن بْن شقيق جامعًا. وكان يُعَدّ من أحفظهم لكُتُب ابن المبارك. وقد شارك ابنَ المبارك في كثير من رجاله. وكان أوّل أمره المنازعةَ مَعَ أهل الكتاب، حتّى كتب التّوراةَ والإنجيل والأربعةَ والعشرين كتابًا من كُتُب ابن المبارك، ثم صار شيخًا ضعيفًا لَا يمكنه أن يقرأ، فكان يُحَدِّث كلَّ إنسان الحديثين والثلاثة، وتوفّي سنة خمس عشرة   [1] تاريخ بغداد 11/ 371، تهذيب الكمال 2/ 960. [2] تاريخ بغداد 11/ 371، تهذيب الكمال 2/ 960. [3] تاريخ بغداد 11/ 371، تهذيب الكمال 2/ 963. [4] تهذيب الكمال 2/ 960. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 308 ومائتين [1] . وكذلك قَالَ جماعة في وفاته [2] . ويُقال وُلِد ليلة قُتِل أبو مسلم الخُراسانيّ في سنة سبْعٍ وثلاثين ومائة [3] . 278- عليّ بن الحسن بن يعمر الشّاميّ المصريّ [4] . روى عن: سُفْيان الثَّوريّ، ومبارك بن فَضَالَةَ، وعَمْرو بن صُبح، وعبد الله بن عُمر العُمَريّ، والهَيْثَم بن أبي زياد. وعنه: ياسين بن عبد الأعلى القِتْبانّي، ومالك بن عبد الله بن سيف، ومحمد بن عَمْرو بن نافع، ومحمد بن رَوْح العنبريّ، وسعيد بن عثمان التَّنوخيّ، ومحمد بن عبد الله بن ميمون الرَّقّيّ، وعبد الرحمن بن خالد بن نَجِيح. قال ابن عديّ [5] : أحاديثه بَوَاطيل، وهو ضعيف جدًّا [6] . 279- علي بن الحسن التميميّ البزّاز [7] . كُراع. سكن الرّيّ. عن: مالك، وشَرِيك، وجعفر بن سليمان، وحمّاد بن زيد، وجماعة. وعنه: أبو زُرْعة، وأبو حاتم، وجعفر بن محمد الزَّعْفرانيّ الرازيّون.   [1] تاريخ بغداد 11/ 372، تهذيب الكمال 2/ 960. [2] منهم: البخاري في تاريخه الكبير 6/ 268، 269، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 199، والخطيب في تاريخ بغداد 11/ 372، والسابق واللاحق 185. أما ابن حبّان فقال: «مات سنة إحدى عشرة ومائتين وهو ابن ثمان وسبعين سنة» . (الثقات 8/ 461) . [3] الثقات لابن حبّان 8/ 460. [4] انظر عن (علي بن الحسن بن يعمر) في: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1852- 1854، وميزان الاعتدال 3/ 119، 120 رقم 5805، والمغني في الضعفاء 2/ 444 رقم 4236، ولسان الميزان 4/ 212- 214 رقم 562. وقيل فيه «السامي» و «الشامي» بالسين المهملة، والشين المعجمة. [5] في الكامل 5/ 1854. [6] وقال البرقاني عن الدارقطنيّ: مصريّ يكذب يروي عن الثقات بواطيل مالك والثوري وابن أبي ذئب وغيرهم. وقال أبو نعيم: روى أحاديث منكرة لا شيء. (لسان الميزان 4/ 213، 214) . [7] انظر عن (علي بن الحسن التميمي) في: الجرح والتعديل 6/ 180 رقم 986. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 309 قال أبو زُرْعة: لم يكن به بأس [1] . 280- عليّ بن الحسين بن واقد [2]- ع. ق. 4.- مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ. أبو الحسن القُرَشيّ المَرْوَزِيّ. عن: أبيه، وأبي حمزة السُّكّريّ، وسُلَيْم مولى الشَّعْبيّ، وهشام بن سعدٍ المدنيّ، وخارجة بن مُصعَب، وابن المبارك. وعنه: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمود بن غَيْلان، ورجاء بن مُرَجَّى، وعلي بن خَشْرَم، ومحمد بن عَقِيل بن خُوَيْلِد، وأبو الدَّرْداء عبد العزيز بن منيب، ومحمد بن رافع، وخلْق. قال أبو حاتم [3] : ضعيف الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ البخاريّ [4] ليس به بأس. قلت: وولد سنة ثلاثين ومائة [5] .   [1] المصدر نفسه. [2] انظر عن (علي بن الحسين بن واقد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 267 رقم 2365، والتاريخ الصغير له 178 و 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 226 رقم 1226، والجرح والتعديل 6/ 179 رقم 978، والثقات لابن حبّان 8/ 460، وتاريخ جرجان للسهمي 257 و 423 و 485، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 133 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 965، والكاشف 2/ 246 رقم 3960، والمغني في الضعفاء 2/ 446 رقم 4248، وميزان الاعتدال 3/ 123 رقم 5824، ودول الإسلام 1/ 129، وسير أعلام النبلاء 10/ 211، 212 رقم 50، والعبر 1/ 360، 361، وتهذيب التهذيب 7/ 308 رقم 522، وتقريب التهذيب 2/ 35 رقم 323، وخلاصة تذهيب التهذيب 273، وشذرات الذهب 2/ 27. [3] الجرح والتعديل 6/ 179. [4] في تاريخه 6/ 267، وأرّخه فيها ابن حبّان، وقال: وقيل سنة اثنتي عشرة ومائتين. (الثقات 8/ 460) . [5] وهو قول البخاري. وذكره العقيلي في الضعفاء فقال: «حدّثني عبد الله بن أحمد بن عبد السلام، قال: سمعت البخاري، قال: رأيت علي بن الحسين بن واقد في سنة عشر ومائتين، وكان أبو يعقوب سيّئ الرأي فيه في حياته لعلّة الإرجاء فتركناه، ثم كتبت عن إسحاق، عن» . وذكر له حديثا وقال: لا يتابع عليه. (الضعفاء الكبير 3/ 226) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 310 281- عليّ بن حفص [1] . أبو الحسن المَرْوَزيّ، نزيل عسقلان. روى عن: ابن المبارك. وعنه: خ. وقال [2] : لقيته بعسقلان سنة سبع عشرة. 282- عليّ بن عُبَيدة [3] . أبو الحسن الرَّيْحانيّ الكاتب. أحد البُلّغاء والفُصحاء. له تصانيف أدبيّة، ولهجة عربيّة، واختصاص بالمأمون. تُوُفّي سنة تسع عشرة ومائتين. وقد اتهم بالزَّنْدقة [4] ، فاللَّه أعلم. وتصانيفه تدلُّ عَلَى فلسفته وفراغه من الدِّين. وهي كثيرة سردها ياقوت في «تاريخ الأدباء» [5] وقال: قال جحظة: نا أبو حَرْمَلَة قَالَ: قَالَ عليّ بْن عُبَيْدة: حضرني ثلاثةُ تلامذة، فقلت كلامًا أعجبهم. فقال أحدهم: حقٌ هذا الكلام أنْ يُكتَب بالغوالي [6] عَلَى خدود الغَواني. وقال الآخر: بل حقُّه أنْ يُكتَب بأنامل الحُور عَلَى النُّور. وقال الآخر: [بل] حقّه أن يُكتَب بقلم الشّكر في ورق النّعم [7] .   [1] انظر عن (عليّ بن حفص) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 270 رقم 2373، والتاريخ الصغير له 226، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 24، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 23 أ، والثقات لابن حبّان 8/ 469، والمعجم المشتمل لابن عساكر 291 رقم 626، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 965، والكاشف 2/ 246 رقم 3963، وتهذيب التهذيب 7/ 309، 310 رقم 525، وتقريب التهذيب 2/ 35 رقم 326، وخلاصة تذهيب التهذيب 273. [2] في التاريخ الكبير 6/ 270، والتاريخ الصغير 226. [3] انظر عن (علي بن عبيدة الريحاني) في: ثمار القلوب للثعالبي 479، والعقد الفريد لابن عبد ربّه 4/ 189 و 197، وتاريخ بغداد للخطيب 12/ 18، 19 رقم 6380، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 194 رقم 469، ومعجم الأدباء لياقوت 14/ 51- 56 رقم 12. [4] تاريخ بغداد 12/ 18. [5] معجم الأدباء 14/ 54 و 55. [6] الغوالي: جمع غالية، وهي الطيب. [7] معجم الأدباء 14/ 52، 53. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 311 283- عليّ بن عيّاش بن مسلم [1]- خ. ع. أبو الحسن الألهانيّ [2] الحمصيّ البكّاء. عن: حَرِيز بن عثمان، وشُعَيب بن أبي حمزة، والمُثنَّى بن الصّبّاح، وعبد الرحمن بن ثَوْبان، وصَدَقَة بن عبد الله السَّمِين، وعُتْبَة بن ضَمْرة بن حبيب، وعُفَير بن سَعْدان، وأبي غسّان محمد بن مُطَرِّف، وعدّة. وعنه: خ. وع. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، وعَمْرو بْن منصور النَّسائيّ، وإبراهيم الْجَوْزَجانيّ، وإبراهيم بْن الهيثم البَلَديّ، وأحمد بْن عبد الرحيم الحَوْطيّ، وأحمد بْن عبد الوهّاب بْن نَجْدَة، وأحمد بْن محمد بْن يحيى بْن حمزة، وإسماعيل سَمُّوَيّه، وأبو زُرْعة الدِّمشقيّ، ومحمد بْن عَوْف الطّائيّ، ويزيد بْن محمد بْن عبد الصّمد، ومحمد بْن يحيى، وجماعة. وثقة النّسائيّ [3] ، وجماعة.   [1] انظر عن (عليّ بن عيّاش) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 473، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 1/ رقم 519 و 628، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 1227، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 290 رقم 2433، وتاريخ الثقات للعجلي 349 رقم 1194، والمعرفة والتاريخ 1/ 203 و 362 و 2/ 317 و 385 و 388 و 430، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 69، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، والجرح والتعديل 6/ 199 رقم 1093، والثقات لابن حبّان 8/ 460، وحلية الأولياء 5/ 363، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 531، 532 رقم 828، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 226، وتاريخ جرجان للسهمي 172 و 191، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 357 رقم 1353، والمعجم المشتمل لابن عساكر 195 رقم 643، وتاريخ دمشق (المخطوطة التيمورية) 10/ 444 و 26/ 115 و 37/ 381، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 986، 987، والكاشف 2/ 254 رقم 4011، والمعين في طبقات المحدّثين 77 رقم 819، وتذكرة الحفّاظ 1/ 384، 385، والعبر 1/ 336، وسير أعلام النبلاء 10/ 338- 341 رقم 83، والبداية والنهاية 10/ 282، وتهذيب التهذيب 7/ 368، 369 رقم 597، وتقريب التهذيب 2/ 42 رقم 390، وطبقات الحفّاظ 165، وخلاصة تذهيب التهذيب 276، وشذرات الذهب 2/ 45، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 352، 353 رقم 1107. [2] الألهاني: نسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك. [3] تاريخ دمشق 37/ 381. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 312 قَالَ أبو حاتم [1] : كنت أُفيد النَّاسَ عَنْ عليّ بْن عيّاش وأنا بدمشق، فيخرجون ويسمعون منه وأنا بدمشق، حتّى وَرَدَ نَعِيُّه. وقال يحيى بْن أكثم: أدخلتُ عليَّ بْن عيّاشٍ عَلَى المأمون، فتبسّم ثم بكى، فقال: يا يحيى أدخلتَ عليَّ مجنونًا؟ قلت: أدخلتُ عليك خيرَ أهلِ الشام وأعلّمَهم بالحديث، ما خلا أبا المغيرة [2] . وقال عليّ: ولِدتُ سنة ثلاث وأربعين ومائة [3] . وقال يعقوب الفَسَويّ [4] : مات سنة تسع عشرة. قلت: يقع حديثه عاليًا لابن طَبَرْزَد [5] . 284- عليّ بن قادم [6] . أبو الحَسَن الخُزَاعيّ الكوفيّ. عن: سعيد بن أبي عَرُوبَة، وفِطْر بن خليفة، ومِسْعَر بن كُدَام، وسُفيان، وشُعْبة، وأَسْباط بن نصر، وجماعة. وعنه: أحمد بن الفُرات، وأحمد بن عبد الحميد الحارثيّ، وأحمد بن حازم الغِفَاريّ، وأحمد بن متيَّم بن أبي نعيم، وأحمد بن يحيى الصّوفيّ،   [1] في الجرح والتعديل 6/ 199. [2] تاريخ دمشق 37/ 381. [3] الثقات لابن حبّان 8/ 460، وفيه: «كان متقنا» . [4] في المعرفة والتاريخ 1/ 203. [5] راجع: سير أعلام النبلاء 10/ 340. [6] انظر عن (علي بن قادم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 404، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 293 رقم 2443، وتاريخ الثقات للعجلي 349 رقم 1195، والمعرفة والتاريخ 2/ 436، والجرح والتعديل 6/ 201 رقم 1107، والثقات لابن حبّان 8/ 459، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 ب، وتاريخ جرجان للسهمي 314، والكاشف 2/ 255 رقم 4016، والمغني في الضعفاء 2/ 453 رقم 4316، وميزان الاعتدال 3/ 150 رقم 5909، والمعين في طبقات المحدّثين 77 رقم 820، وتهذيب التهذيب 7/ 374 رقم 605، وتقريب التهذيب 2/ 42 رقم 397، وخلاصة تذهيب التهذيب 277. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 313 وعبّاس الدُّوريّ، وأبو أُميّة الطَّرَسُوسي، ويعقوب الفَسَويّ، وَطَائِفَةٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : مَحَلُّهُ الصِّدْقُ. وَقَالَ ابن معين: ضعيف. وقال مطين: مات سنة اثنتي عشرة. وقال ابن سَعْد [2] : سنة ثلاث عشرة وقال: مُنْكَر الحدَّيث، شديد التشيُّع [3] . 285- عليّ بن محمد المَنْجُورِيّ البلْخيّ [4] . ومنجور من قُرى بلْخ [5] . سمع: شُعْبة، والثَّوْريّ، وأبا جعفر الرازيّ، ومقاتل بن سليمان، وابن أبي ذئب، وعدّة. وعنه: عبد الصّمد بن الفضل البلْخِي. ذكره السُّليمانيّ. 286- عليّ بن مَعْبَد بن شدّاد العبْديّ الرّقّيّ [6]- ت. ن. - الحافظ، نزيل مصر.   [1] في الجرح والتعديل 6/ 201. [2] في الطبقات الكبرى 6/ 404. [3] وثّقه العجليّ، وابن حبّان. [4] انظر عن (علي بن محمد) في: الثقات لابن حبّان 8/ 466، وفيه «المنجوراني» ، والإكمال لابن ماكولا 7/ 208، والأنساب لابن السمعاني 11/ 493، واللباب لابن الأثير 3/ 261. [5] قال ابن ماكولا: منجوري بالنون وآخره ياء. قال لي الشيخ أبو شجاع عمر البسطامي: منجوران قرية على فرسخين من بلخ على طريق غزنة. (الإكمال 7/ 208) . وذكرها ابن حبّان، وابن السمعاني، وابن الأثير: «منجوران» وبالنسبة «منجوراني» . [6] انظر عن (علي بن معبد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 297 رقم 2458، وتاريخ الثقات للعجلي 351 رقم 1200، والمعرفة والتاريخ 2/ 463، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 248، وتاريخ الطبري 1/ 113، والجرح والتعديل 6/ 205 رقم 1024، والثقات لابن حبّان 8/ 467، وكتاب الولاة والقضاة للكندي 127 و 429 و 442 و 443، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 991، 992، والكاشف 2/ 257 رقم 4030، وميزان الاعتدال 3/ 157 رقم 5946، وتهذيب التهذيب 7/ 384، 385 رقم 624، وتقريب التهذيب 2/ 44 رقم 414، وحسن المحاضرة 1/ 286، وخلاصة تذهيب التهذيب 277، 278. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 314 يروي عن: أبي الأحوص سلام بن سُلَيْم، واللَّيث بن سَعْد، وعُبَيد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وإسماعيل بن جعفر، وابن المبارك، وابن وهب، وخلق من الشام والجزيرة ومصر والعراق والحجاز. وعنه: إسحاق الكوسج، ودحيم، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عَبْد اللَّهِ بن عَبْد الحَكَم، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، وأبو حاتم الرازي، ومقدام بن داود الرعيني، ويحيى بن عثمان بن صالح، وأبو يزيد يوسف القراطيسي، وخلق. وكان من كبار الحفاظ والفقهاء. وقيل لبس صورفيا. قال الطحاوي: سَمِعْتُ سليمان بْن شُعيب: سَمِعْتُ عليّ بْن مَعْبَد. يَقُولُ: أُدْخِلْتُ عَلَى المأمون فقال: يا عليّ بَلَغَنَا عنك أحوالٌ جميلة، وقد رَأَيْت أن أُوَلِّيك قضاءَ مصر. فقلت: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَضْعَفُ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: فاستعفِ بأخيك، فقد قِيلَ لي إنّ لَهُ فضلًا وعِلْمًا. أما استعنت أَنَا بأخي هذا؟ فالتفتُّ، فإذا المعتصم قائم في دارتي. فلم أُجِبْه، فتبيّنت الغيظَ في وجهه، فقلت: لي حُرمة. قَالَ: وما ذاك؟ قلت: بسماعي العلم مَعَ أمير المؤمنين عند محمد بن الحسن. قال: ومن أين كنت أنت تصل إلى محمد؟ فقلت: بأبي مَعْبَد بْن شدّاد. فقال: أبوك مَعْبَد؟ قلت: نعم. قَالَ: إنّه كَانَ من طاعتنا عَلَى غاية، فلِم لَا تكون مثله؟ ثم خرجت من عنده [1] . قال أبو حاتم [2] : ثقة.   [1] كتاب الولاة والقضاة 442، 443. [2] في الجرح والتعديل 6/ 205. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 315 وقال ابن يونس: يُكنّى أبا محمد، مَرْوَزِيّ الأصل، قدِم مصر مَعَ أبيه، وكان يذهب في الفقه مذهب أَبِي حنيفة. تُوُفيَ بمصر سنة ثمان عشرة [1] 287- عليّ بن ميْثَم الأسديّ الكوفيّ التّمّار. شيخ الشَّيعة في وقته ومتكلمهم. روى عن: زُرَارَة بن أَعْيَن، وغيره. حكى عنه: عمر بن شَبَّة، وأبو العَيْناء محمد بن القاسم النَّحْويّ. وهو عليّ بن إسماعيل بن شُعيب بن مَيْثَم. 288- عليّ بن هشام [2] . الأمير أبو الحسن المَرْوَزِيّ. أحد قُواد المأمون. كان فارسًا موصوفًا بالشجاعة والإقدام، مع الظُّلْم والفَتْك. وكان شاعرًا مُفْلِقًا فاضلًا. وُلّي كُوَرَ الجبال، فأساء السّيرة، وقتل جماعة، وصادر، ثم همّ بالخروج واللّحوق ببابك الخرّميّ، فظفر به عُجَيْف الأمير، وأتي به المأمون، فقتله، وقتل معه أخاه حُسينًا سنة سبع عشرة ومائتين [3] . 289- عمّار بن عبد الجبّار [4] .   [1] وثّقه العجليّ، وابن حبّان. [2] انظر عن (علي بن هشام) في: بغداد لابن طيفور 7 و 57 و 56 و 71 و 119 و 133 و 146 و 147 و 157، والمعارف 389 و 390، وتاريخ الطبري 8/ 424 و 543 و 544 و 566 و 572 و 574 و 614 و 622 و 626 و 627 و 642 و 643 و 9/ 109، والعقد الفريد 4/ 215، والكامل في التاريخ 6/ 229 و 257 و 316 321 و 348 و 353- 355 و 399 و 415 و 420 و 421، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 359- 361، والتذكرة الحمدونية 2/ 193 و 338، والأغاني 23/ 435، والكامل في الأدب للمبرّد 1/ 313. [3] انظر: بغداد لابن طيفور 146، 147. [4] تقدّمت ترجمته في الجزء السابق مختصرة برقم (285) وانظر عنه في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 30 رقم 133، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والكنى والأسماء الجزء: 15 ¦ الصفحة: 316 أبو الحَسَن القُرشيّ، مولاهم المَرْوَزِيّ. روى عن: شُعْبَة، وغيره. تُوُفّي في ذي الحجّة سنة إحدى عشرة [1] . وقد ذكره الخطيب في تاريخه [2] فقال: سمع من ابن أبي ذئب، ومبارك بن فَضَالَةَ، وشعبة. روى عنه: عبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم بن دَنُوقا، ومحمد بن إسرائيل الْجَوْهريّ، وأحمد بن زياد السّمسار. تُوُفّي بمكة. قال البخاريّ [3] : مات بعد أيّام التّشريق بيوم. قلت: هو صدوق [4] . 290- عمّار بن مطر الرّهاويّ [5] . عن: أبي ثَوْبان، وابن أبي ذئب، ومالك، وسعيد بن عبد العزيز. وعنه: أحمد بن عبد الله الباجُدّائيّ، وأحمد بن داود المكّيّ، وغيرهما. قال ابن عديّ: متروك. 291- عَمْرو بن حَكّام [6] .   [ () ] للدولابي 1/ 148، والجرح والتعديل 6/ 393، 394 رقم 2193، والثقات لابن حبّان 8/ 518، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ 133 ب، وتاريخ بغداد 12/ 254، 255 رقم 6702، وميزان الاعتدال 2/ 165 رقم 5990، ولسان الميزان 4/ 272 رقم 764. [1] أرّخه البخاري، وابن أبي حاتم، وابن حبّان. [2] تاريخ بغداد 12/ 254، 255. [3] في تاريخه الكبير 7/ 30، وذكر السنة. [4] وكذا قال أبو حاتم. وسئل أبو زرعة عنه فقال: لا بأس به. (الجرح والتعديل 6/ 394) . وذكره ابن حبّان في الثقات. [5] تقدّمت ترجمته في الجزء السابق برقم (287) فلتراجع هناك مع المصادر. [6] انظر عن (عمرو بن حكّام) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 4386، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 324، 325 رقم 2532، والتاريخ الصغير له 226، والضعفاء الصغير له 270 رقم 258، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 448، والضعفاء الجزء: 15 ¦ الصفحة: 317 أبو عثمان البصْريّ. عن: شُعْبة وهو مُكِثْرٌ عنه. له عنه أربعة آلاف حديث [1] لكنّه ضعيف بمرّة. قال البخاريّ [2] : ضعّفه عليّ بن المَدِينيّ [3] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ [4] : مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [5] : ترك حديثه، وهو صاحب حديث حقّ الزَّنْجَبِيل. تُوُفّي سنة عشرة. والحديث مُنْكَر، رواه عَنْ شُعبة، عَنْ عليّ بْن زيد، عَنْ أَبِي المتوكّل، عَنْ أَبِي سعيد: أنّ ملك الرُّوم أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرّة زَنْجَبِيل فقسّمها بين أصحابه، لكلّ واحدٍ قطعة، وأعطاني قطعة [6] . قلت: الحُفّاظ استنكروه لأنّه ما أتى بِهِ أحد عَنْ شُعْبة سواه. وأنا أستنكره أيضًا لمعناه. كيف يُهدي ملك الروم الزَّنْجبيل إلى الحجاز، وإنّما يُهدى الزَّنْجبيل من هناك إلى أرض الروم؟ فهو كما قِيلَ «كجالب القَرّ إلى هجر» [7] .   [ () ] الكبير للعقيليّ 3/ 266، 267 رقم 1273، والجرح والتعديل 6/ 227، 228 رقم 1265، والمجروحين لابن حبّان 2/ 80، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1786- 1788، والمغني في الضعفاء 2/ 482 رقم 4644، وميزان الاعتدال 3/ 254 رقم 6352، ولسان الميزان 4/ 360، 361 رقم 1057. وهو في الأصل «عمر» . [1] العلل ومعرفة الرجال لأحمد 3/ 101 رقم 4386. [2] في تاريخه الكبير، والصغير، والضعفاء الصغير، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 267. [3] وقال: «ذهب حديثه» . (الجرح والتعديل 6/ 228) . [4] في الضعفاء والمتروكين. [5] في العلل ومعرفة الرجال 3/ 101 رقم 4386، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 266، 267. [6] في ميزان الاعتدال 3/ 254 «وأطعمني قطعتين» . والحديث أورده العقيلي في «الضعفاء الكبير» 3/ 267، وقال: قال الصائغ: هذا حديث عمرو بن حكّام، وكان عند أحمد بن عمر، عن عمرو بن حكّام، وعن النضر بن محمد فانهدمت داره، وتقطّعت الكتب فاختلط عليه حديث عمرو بن حكّام في حديث النضر ولا يعرف إلّا بعمرو، وهذا لأنهما جميعا يحدّثان عن شعبة، فحدّث بهذا عن النضر بن محمد. [7] وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في «ميزان الاعتدال» : «هذا منكر من وجوه، أحدهما أنه لا يعرف أن ملك الروم أهدى شيئا إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وثانيهما أنّ هديّة الزنجبيل من الروم إلى الحجاز الجزء: 15 ¦ الصفحة: 318 وهذا الحديث رواه عَنْهُ عبد الله بْن أَبِي زياد القَطَوانيّ، وأسِيد بْن عاصم، وعبد العزيز بْن معاوية، وسفيان بْن محمد الفَزَاريّ، وآخرون. وروى عَنْهُ أيضًا: رجاء بْن الجارود، ومحمد بْن داود، وأبو رفاعة، وآخرون. وسمع أيضًا من: سليمان بْن حِبّان [1] . 292- عمر بن راشد [2] . مولى مروان بن عثمان، شيخ مصريّ. عن: ابن عَجْلان، وابن أبي ذئب، وهشام بن عُرْوة، وعبد الرحمن بن حَرْمَلَة، وغيرهم. وعنه: أبو مُصْعب المَدِينيّ الملقب بمُطَرِّف، وأحمد بن عبد المؤمن المصريّ، ويعقوب بن سُفيان الفَسَويّ. وهو مُنْكر الحديث بمرّة، يأتي بعجائب.   [ () ] شيء ينكره العقل، فهو نظير هديّة التمر من الروم إلى المدينة النبويّة» . [1] وقال مسلم: «ترك حديثه» . وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عمرو بن حكّام فقال: خرج إلى خراسان ورجع فأخرج حديثا كثيرا عن شعبة فلم ينكر عليه إلّا حديث الزنجبيل أن النجاشيّ أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزنجبيل. قال أبي: فلا أبعد، فإنّ الحديث له أصل، قلت: ما تقول له فيه؟ قال: هو شيخ ليس بالقويّ ليّن فيكتب حديثه. وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عن عمرو بن حكّام فقال: قدم الريّ وكتب عنه أخي أبو بكر وليس بالقويّ. (الجرح والتعديل 6/ 228) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن ينفرد عن الثقات مما لا يشبه حديث الأثبات. لا يحتجّ به إذا انفرد» (المجروحون 2/ 80) . وقال ابن عديّ: «عامّة ما يرويه لا يتابع عليه إلّا أنه يكتب حديثه» . (الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1788) . [2] انظر عن (عمر بن راشد) في: الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 158، 159 رقم 1147، والجرح والتعديل 6/ 108 رقم 569، والمجروحين لابن حبّان 2/ 93، 94، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1677، 1678، والمغني في الضعفاء 2/ 466 رقم 4458، وميزان الاعتدال 3/ 195، 196 رقم 6103، ولسان الميزان 4/ 303، 304 رقم 852. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 319 قال ابن أبي حاتم [1] : شيخ مدنيّ سكن القُلْزُم. قال أبي: تركت السَّمَاعَ منه لمّا وجدت حديثه كذبًا. قلت: هو عمر بن راشد الجاريّ، كان ينزل الجار [2] أيضًا، وهو القُرَشيّ. وقال الدَّارَقُطْنيّ: متروك [3] . 293- عمر بن سهل بن مروان المازنيّ [4]- ق. - أبو حفص البصريّ، نزيل مكّة. روى عن: مبارك بن فَضَالَةَ، وأبي الأشهب العُطَارديّ، وبحر بن كُنَيْز السَّقّاء، وأبي حمزة العطّار، وجماعة. وعنه: بكر بن خَلَف، ومؤمّل بن إهاب، ويحيى بن عَبْدك القزوينيّ،   [1] في الجرح والتعديل 6/ 108، وعبارته: «كتبت من حديثه ورقتين ولم أسمع منه لما وجدته كذبا وزورا، والعجب من يعقوب بن سفيان كيف يكتب عنه وكيف روى عنه لأني في ذلك الوقت وأنا شاب علمت أن تلك الأحاديث موضوعة فلم تطب نفسي أن أسمعها فكيف خفي على يعقوب بن سفيان ذلك» ؟ [2] الجار: ميناء بساحل المدينة المنوّرة على بحر القلزم (البحر الأحمر) . [3] وقال العقيلي: «منكر الحديث» . وقال ابن حبّان: «يضع الحديث على مالك، وابن أبي ذائب وغيرهما من الثقات، لا يحلّ ذكره في الكتب إلّا على سبيل القدح فيه فكيف الرواية عنه» . (المجروحون 2/ 93) . وقال ابن عديّ: كل أحاديثه مما لا يتابعه عليها الثقات. وقال الدارقطنيّ: كان ضعيفا لم يكن مرضيّا وكان يتّهم بوضع الحديث على الثقات. وقال أبو داود: ضعيف. وقال الحاكم وأبو نعيم: يروي عن مالك أحاديث موضوعة. وقال الخطيب: كان ضعيفا روى المناكير عن الثقات. [4] انظر عن (عمر بن سهل) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 163 رقم 2041، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 43، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 151، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 170 رقم 1161، والجرح والتعديل 6/ 114 رقم 613، والثقات لابن حبّان 8/ 440، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 123 ب، 124 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1012، والكاشف 2/ 271 رقم 4132، والمغني في الضعفاء 2/ 468 رقم 4482، وميزان الاعتدال 3/ 203 رقم 6133، وتهذيب التهذيب 7/ 458 رقم 763، وتقريب التهذيب 2/ 57 رقم 448، ولسان الميزان 4/ 311 رقم 878 وص 366 رقم 1073 باسم (عمرو بن سهل) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 283. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 320 ويعقوب الفَسَويّ، وبِشْر بن موسى الأسَديّ، وعبد الله بن شَبِيب الرَّبعيّ، وجماعة [1] . له حديث واحد في «سُنَن ابن ماجة» [2] . 294- عُمَر بن يزيد الرّفّاء الشَّيبانيّ البصْريّ [3] . عن: عِكْرِمة بن عمّار، وشُعْبة. وعنه: سليمان بن ثَوْبة النَّهْروانيّ، وأبو حاتم ثم تركه [4] ، وضرب الفلاس على حديثه، واتهمه غيره [5] . 295- عمر بن عمرو [6] .   [1] قال العقيلي: «يخالف في حديثه» . (الضعفاء الكبير 3/ 170) . وذكره ابن حِبّان فِي «الثّقات» ، وقال: «ربّما أخطأ» . [2] في كتاب الطبّ (3451) باب العسل، والحديث رواه عمر بن سهل، عن أبي حمزة العطار، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله: قال: أهدي للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم عسل، فقسم بيننا لعقة لعقة فأخذت لعقتي. ثم قلت: يا رسول الله، أزداد أخرى؟ قال: «نعم» . قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» : هذا إسناد مختلف فيه من أجل أبي حمزة اسمه إسحاق بن الربيع، وكذلك عمر بن سهل. [3] انظر عن (عمر بن يزيد) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 396، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 195، 196 رقم 1193، والجرح والتعديل 6/ 142 رقم 772، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1710، 1711، والمغني في الضعفاء 2/ 476 رقم 4575، وفيه سمّاه: «عمر بن يزيد السّيّاريّ الرفّاء» وهو وهم، وميزان الاعتدال 3/ 231 رقم 6249، ولسان الميزان 4/ 339، 340 رقم 967. قال خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر بن عبد السلام تدمري» : ذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في «المغني في الضعفاء» باسم «عمر بن يزيد السّيّاريّ الرفّاء» ، وقد وهم في «السّيّاريّ» فهذه النسبة لسميّة «عمر بن يزيد السّيّاري الصّفّار» وهو بصريّ أيضا، ذكره في «ميزان الاعتدال» 3/ 231 رقم 6249 وقال: أدرك عبّاد بن العوّام، وعبد الوارث ... وثّقه صاعقة. إذن، فالذي يقال له «السّيّاريّ» هو ثقة، أما صاحب الترجمة «الشيبانيّ» فهو متّهم، فليراجع. [4] قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه فقال: كتبت عنه ونظر عمرو بن عليّ في كتابي فضرب على حديثه، وكان متروك الحديث يكذب، فذكرت لأبي حديثا حدّثنا عنه سليمان بن توبة عن شعبة فقال: هذا حديث موضوع» . (الجرح والتعديل 6/ 142) . [5] قال العقيليّ: «مجهول بالنقل، جاء عن شعبة بحديث معضل» . (الضعفاء الكبير 3/ 195) . وقال ابن عديّ «أحاديثه تشبه الموضوع» . (الكامل في ضعفاء الرجال 5/ 1710) . [6] انظر عن (عمر بن عمرو) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 321 أبو حفص العسقلانيّ الطَّحَّان. عن: سُفْيان الثَّوريّ، وأبي فاطمة النَّخَعيّ، وعمر بن صُبح، ومحمد بن جابر، وصَدَقة الدّمشقيّ. وعنه: زكرّيا بن الحَكَم، وأبو قُرْصافة العَسْقلّانيّ، وإبراهيم بن أبي سُفيان القَيْسرانيّ، ومحمد بن عبد الحَكَم القَطَويّ. قال ابن عديّ [1] : كان في عِداد من يضع الحديث. حدَّث بالبَوَاطيل. 296- عَمْرو بن الربيع بن طارق [2]- خ. م. د. - أبو حفص الهلاليّ الكوفيّ ثم المصريّ.   [ () ] الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1721، 1722، والمغني في الضعفاء 2/ 471 رقم 4517، وميزان الاعتدال 3/ 215 رقم 6177، ولسان الميزان 4/ 320 رقم 905، وفيه قال: «وذكره ابن حبّان في الثقات» ، وهذا وهم منه- رحمه الله- فالذي في «الثقات» 7/ 183، 184 يروي عن أبي عون الأنصاري، روى عنه معاوية بن صالح، عداده في أهل الشام. وهو في تاريخ البخاري الكبير 6/ 182، 183 رقم 2111، والجرح والتعديل 6/ 127 رقم 694 وفيه «عمر بن عمرو بن عبد الأحموسي، شاميّ، أبو حفص. أدرك عبد الله بن بسر، وروى عن أبي عون الأنصاريّ، والمخارق بن أبي المخارق الّذي يروي عن ابن عمر. روى عنه معاوية بن صالح، وبقيّة، ويحيى بن سعيد العطار، وأبو المغيرة، سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: لا بأس به صالح الحديث هو من ثقات الحمصيّين بابة عتبة بن أبي حكيم وهشام بن الغاز» . (انتهى) ، فهذا صالح الحديث من ثقات الحمصيّين، وصاحب الترجمة هنا من أهل عسقلان يضع الحديث ويحدّث بالبواطيل، وشيوخه غير شيوخ الحمصي، وبهذا يكون الحافظ ابن حجر قد جازف بقوله: «ذكره ابن حبّان في الثقات» . [1] في الكامل 5/ 1721 و 1722. [2] انظر عن (عمرو بن الربيع) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 331 رقم 2552، وتاريخ الثقات للعجلي 364 رقم 1259، والمعرفة والتاريخ 1/ 372 و 387 و 2/ 33 و 122 و 338 و 498 و 506 و 507، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 153، والجرح والتعديل 6/ 233 رقم 1287، والثقات لابن حبّان 8/ 485، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 542 رقم 849، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 67 رقم 1170، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 125 أ، وتاريخ جرجان للسهمي 63، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 364، 365 رقم 1388، والمعجم المشتمل لابن عساكر 203 رقم 681، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1033، والكاشف 2/ 284 رقم 4222، وتهذيب التهذيب 8/ 33 رقم 5، وتقريب التهذيب 2/ 70 رقم 581، وخلاصة تذهيب التهذيب 289. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 322 عن: يحيى بن أيّوب، واللَّيث، ومالك، وابن لَهِيعة، وعِكْرِمة بن إبراهيم المَوْصليّ قاضي الرّيّ. وعنه: خ.، وم. د. عَنْ رَجُل عَنْهُ، وإسحاق الكَوْسَج، وأبو بحر الصّنْعانيّ، وأبو حاتم، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وإبراهيم بْن دِيزِيل، وبحر بْن عثمان بْن صالح، وطائفة. قال أبو حاتم [1] : صدوق [2] . وقال ابن يونس: تُوُفّي لثمان بقين من ربيع الأول سنة تسع عشرة. 297- عَمْرو بن أبي سلمة التّنّيسيّ [3]- ع. - أبو حفص الهاشميّ، مولاهم الدَّمشقيّ، نزيل تِنِّيس. عن: الأوزاعيّ، وأبي مُعَيْد حفص بن غَيْلان، وزُهير بن محمد التميميّ،   [1] في الجرح والتعديل 6/ 233 وقد كتب عنه بمصر سنة ست عشرة ومائتين وروى عنه. [2] ووثّقه العجليّ، وابن حبّان. [3] انظر عن (عمرو بن أبي سلمة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 341 رقم 2574، والتاريخ الصغير له 224، والمعرفة والتاريخ 1/ 199، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 153، وتاريخ الطبري 1/ 13 و 2/ 291 و 291 و 315، وتاريخ أبي زرعة 1/ 264 و 265 و 275 و 285 و 315 و 319 و 346 و 2/ 709 و 723، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 272، 273 رقم 1279، والجرح والتعديل 6/ 235، 236 رقم 1304، والثقات لابن حبّان 8/ 482، والإلزامات والتتبّع للدارقطنيّ 153، والمحدّث الفاصل للرامهرمزيّ 436 رقم 502، وجامع بيان العلم 2/ 178، 179، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 552، 553 رقم 871، ورجال صحيح مسلم، لابن منجويه 2/ 71 رقم 1180، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 124 أ، ومعرفة علوم الحديث له 8، والرحلة في طلب الحديث للخطيب 125، 126، والكفاية في علم الرواية له 330، والسابق واللاحق له 109، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 370 رقم 1407، وطبقات الفقهاء للشيرازي 76، والأنساب 3/ 96، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 32/ 379، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1035، 1036، والكاشف 2/ 285 رقم 4232، والمغني في الضعفاء 2/ 484 رقم 4661، وسير أعلام النبلاء 10/ 213، 214 رقم 52، وميزان الاعتدال 3/ 262، 263 رقم 6379، وتهذيب التهذيب 8/ 43، 44 رقم 70، وتقريب التهذيب 2/ 71 رقم 599، ولسان الميزان 6/ 656، ومقدّمة فتح الباري 431، وخلاصة تذهيب التهذيب 289، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 391، 392 رقم 1169، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 341 رقم 323. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 323 وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وصَدَقَة بن عبد الله السَّمين، ومالك، واللَّيْث، وجماعة. وعنه: عبد الله بن محمد المُسْنَديّ، وأحمد بن صالح الطَّبريّ، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، ومحمد بن وَارَةَ، ومحمد بن عبد الله البَرْقِي، وأخوه أحمد بن عبد الله، ومحمد بن إدريس الشّافعيّ ومات قبله بزمان، وعبد الله بن محمد بن سَعِيد بن أبي مريم، وأحمد بن مسعود المقدسيّ، وخلق. قَالَ حُمَيْد بْن زَنْجُوَيْه: لمّا رجعنا من مصر دخلنا عَلَى أحمد بْن حنبل، فقال: مررتم بأبي حفص عَمْرو بْن أَبِي سَلَمَةَ؟ فقلنا: وما عنده؟ عنده خمسون حديثًا والباقي مناولة. قَالَ: كنتم تنظرون في المناولة وتأخذون منها [1] . قَالَ الوليد بْن بَكْر الحافظ الأندلُسيّ: عَمْرو بْن أبي سَلَمَةَ أحد أئمّة الأخبار من نَمَط ابن وهْب، يختار من قول مالك، والأوزاعيّ [2] . ضعّفه ابن معين [3] . ووثّقه جماعة [4] . وتوفّي سنة أربع عشرة على الصّحيح [5] . وقيل: سنة ثلاث عشرة [6] . وحديثه في الكُتُب. 298- عَمرو بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع [7]- ع. -   [1] تاريخ دمشق 32/ 379، وقال عمرو بن أبي سلمة: قلت للأوزاعيّ في المناولة: أقول فيها حدّثنا؟ قال: إن كنت حدّثتك فقل! فقلت: أقول فيها، أخبرنا، قال: لا. قلت: فكيف أقول؟ قال: قل قال أبو عمرو، وعن أبي عمرو. (المحدّث الفاصل للرامهرمزيّ 436 رقم 502، الكفاية في علم الرواية 330، جامع بيان العلم 2/ 178، 179) . [2] تاريخ دمشق 32/ 379. [3] الجرح والتعديل 9/ 235. [4] وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن عمرو بن أبي سلمة، فقال: يكتب حديثه ولا يحتجّ به» . (الجرح والتعديل 6/ 235، 236) ، وقال العقيلي: «في حديثه وهم» . (الضعفاء الكبير 3/ 272) . [5] أرّخه أبو زرعة الدمشقيّ، وابن حبّان 8/ 482. [6] وقال البخاري: مات قريبا من سنة 212 (رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 553) . [7] انظر عن (عمرو بن عاصم) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 324 أبو عثمان الكلابيّ القيسيّ البصريّ. عن: شعبة، وهَمّام، وجَرِير بن حازم، وحمّاد بن سَلَمة، وجدّه عُبَيْد الله بن الوازع، وطائفة. وعنه: خ.، وع. بواسطة، وأحمد بن إسحاق السرمارئيّ، والحسن بن علي الحلواني، وعبد الله الدارمي، وبندار، وعبد بن حميد، ويعقوب الفسوي، ومحمد بن يونس الكديمي، وطائفة كبيرة. وثقة ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [2] . وقال إسحاق بن سيار: سمعته يقول: كتبت عن حمّاد بضعة عشر ألفًا [3] . وقال البخاريّ [4] : مات سنة ثلاث عشرة [5] .   [ () ] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 305، والتاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 355 رقم 2620، والتاريخ الصغير له 224، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 73، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام 703) ، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 26، وتاريخ الطبري 2/ 510، والجرح والتعديل 6/ 250 رقم 1381، والثقات لابن حبّان 8/ 481، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 548 رقم 862، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 226 رقم 288، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 74، 75، رقم 1189، وتاريخ بغداد 12/ 202، 203 رقم 6661، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 367، 368 رقم 1399، والأنساب 10/ 512، والمعجم المشتمل لابن عساكر 204 رقم 685، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1038، والكاشف 2/ 288 رقم 4243، والمغني في الضعفاء 2/ 485 رقم 4670، وميزان الاعتدال 3/ 269، 270 رقم 6391، وسير أعلام النبلاء 10/ 256، 257 رقم 67، والعبر 1/ 364، وتذكرة الحفّاظ 1/ 392، وتهذيب التهذيب 8/ 58، 59 رقم 87، وتقريب التهذيب 2/ 72 رقم 613، ومقدّمة فتح الباري 431، وطبقات الحفّاظ 166، وخلاصة تذهيب التهذيب 290، وشذرات الذهب 2/ 29. [1] فقال: «صالح» . (الجرح والتعديل 6/ 250) وقال: «أراه كان صدوقا» ، وقال: «ثقة» . (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 226 رقم 288، تاريخ بغداد 12/ 202) . [2] تهذيب الكمال 2/ 1038. [3] تهذيب الكمال 2/ 1038. [4] في تاريخه الكبير 6/ 355. [5] ووثّقه ابن سعد، وقال محمد بن علي الآجريّ: سألت أبا داود عن عمرو بن عاصم الكلابي، فقال: لا أنشط لحديثه. قال: وسألت أبا داود عن عمرو بن عاصم والحوضيّ في همّام؟ فقدّم الحوضيّ وقال: قال بندار: لولا فرقي من آل عمرو بن عاصم لتركت حديثه. (تاريخ بغداد الجزء: 15 ¦ الصفحة: 325 299- عمرو بن عثمان بن سيّار الكلابي الرَّقّيّ [1]- ق. - عن: زُهَير بن معاوية، وعبد الله بن عَمْرو، وإسماعيل بن عيّاش، وموسى بن أَعْيَن، وجماعة. وعنه: أحمد بن الأزهر، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، وعبد الله بن حمّاد الأيْليّ، ومحمد بن يحيى الذُّهلّي، وسَمُّوَيْه، وأحمد بن إسحاق الخشّاب، وخلْق. قال أبو حاتم [2] : يتكلمون فيه. كان شيخًا أعمى بالرَّقَّة يحدّث النّاس من حفظه بأحاديث منكرة [3] . وقال النَّسائيّ [4] : متروك الحديث. وقال ابن عديّ [5] : هو ممّن يُكْتَب حديثه. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [6] وَقَالَ: مَاتَ سنة تسع عشرة. وقال غيره: سنة سبع عشرة، والأوّل أشبه.   [ () ] 12/ 203) . وذكره ابن حبّان، وابن شاهين في الثقات. وقال الذهبيّ في «سير أعلام النبلاء 10/ 257» : «هو معدود في كبار وشيوخ البخاري، ولا يقع لنا حديثه في الأجزاء أعلى من كتاب «الجامع الصحيح» . [1] انظر عن (عمرو بن عثمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 354 رقم 2614، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 444، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 287، 288 رقم 1287، والجرح والتعديل 6/ 249 رقم 1372، والثقات لابن حبّان 8/ 483، 484 وفيه «عمرو بن عثمان بن سنان الكلابي» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1790، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 130 رقم 392، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1043، والكاشف 2/ 290 رقم 4259، والمغني في الضعفاء 2/ 486 رقم 4680، وميزان الاعتدال 3/ 280 رقم 6406، وتهذيب التهذيب 8/ 76- 78 رقم 112، وتقريب التهذيب 2/ 74 رقم 633، وخلاصة تذهيب التهذيب 291. [2] في الجرح والتعديل 6/ 249. [3] وزاد: «لا يصيبونه في كتبه، أدركته ولم أسمع منه، ورأيت من أصحابنا من أهل العلم من قد كتب عامّة كتبه لا يرضاه وليس عندهم بذلك» . [4] في الضعفاء والمتروكين 299 رقم 444. [5] في الكامل 5/ 1790. [6] ج 8/ 483 وفيه تصحّف «سيّار» إلى «سنان» ولذا قال محقّقه في الحاشية (رقم 5) : «لم نظفر به» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 326 300- عَمْرو بن محمد الأعْسَم الزَّمِن [1] . بصْريٌّ نزل بغداد، وحدّث عن: فُضَيْل بن مرزوق، وحسام بن سَمَك، وقيس بن الربيع. وعنه: عليّ بن إشْكاب، ورجاء بن الجارود، وزكريّا بن يحيى النّاقد. قال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف، كثير الوهْم [2] . وممّن روى عنه: أحمد بن الحسين بن عبّاد البغداديّ. وروى عنه عن سليمان بن أرقم، وعن إسماعيل بن عيّاش، وجماعة. وَقَدْ وَهَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ [3] ، وَذَكَرَ لَهُ أَحَادِيثَ مِنْهَا: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: «مَنْ أَتَى حَائِضًا فَجَاءَ وَلَدُهُ أَجْذَمَ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ» . 301- عَمْرو بن مُخَرِّم [4] . أبو قَتَادة، بصْريٌّ، متروك. روى عن: جرير بن حازم، وثابت الحفّار. شيخ يروي عن: ابن أبي مُلَيْكَة، ويزيد بن زُرَيْع، وسُفيان بن عُيَيْنَة. وعنه: جعفر بن طَرْخان، وأحمد بن عمر بن يونس، وجماعة.   [1] انظر عن (عمرو بن محمد) في: المجروحين لابن حبّان 2/ 74، 75 وفيه «عمرو بن محمد الأعشم» بالشين المعجمة، وتاريخ بغداد 12/ 204 رقم 6663، وميزان الاعتدال 3/ 286، 287 رقم 6441، والمغني في الضعفاء 2/ 489 رقم 4705، والكشف الحثيث لبرهان الدين الحلبي 328 رقم 576، ولسان الميزان 4/ 375، 376 رقم 1110 وفيه «الأعشم» . [2] تاريخ بغداد 12/ 204. [3] في المجروحين 2/ 74 قال: «شيخ يروي عن الثقات المناكير وعن الضعفاء الأشياء التي لا تعرف من حديثهم، ويضع أسامي للمحدّثين. لا يجوز الاحتجاج به بحال» . [4] انظر عن (عمرو بن مخرم) في: الجرح والتعديل 6/ 265 رقم 1459، وفيه «عمرو بن محرم» بالحاء المهملة، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1801، 1802، والمؤتلف والمختلف للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 103 ب. وفيه قال: «مخرم» بالخاء، والراء غير معجمة، والمغني في الضعفاء 2/ 489 رقم 4707، وميزان الاعتدال 3/ 287 رقم 6444، ولسان الميزان 4/ 376، 377 رقم 1113 وفيه «عمرو بن مخزم» بالزاي، وهو تحريف. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 327 قال ابن عديّ [1] : روى البَوَاطيل. 302- عَمْرو بن مَسْعدة بن سعيد بن صول [2] . الأديب أبو الفضلٍ الصُّوليّ، أحد كُتَّاب المأمون البُلَغاء. كان فصيحًا مُفَوَّهًا جوادًا مُمَدَّحًا. تُوُفّي سنة عشرة بأذَنَة [3] في خدمة المأمون. قِيلَ إنّه خلَّف ثمانين ألف ألف درهم، فرُفِع ذَلكَ إلى المأمون فقال: هذا لمن اتّصل بنا قليل، فَبَارك اللَّه لِوَرَثَته [4] . 303- عَمْرو بن منصور القيسيّ البصْريّ القدّاح [5] . عن: هشام بن حسّان، وأبي هاشم الزَّعْفَرانيّ، وشُعْبة، ومبارك بن فَضَالَةَ، وجماعة.   [1] في الكامل 2/ 1802. [2] انظر عن (عمرو بن مسعدة) في: المعارف 391، وبغداد لابن طيفور 3- 6 و 78 و 119 و 120 و 124 و 125 و 129 و 176، وتاريخ الطبري 8/ 575 و 599 و 9/ 358 و 424، والعيون والحدائق 3/ 377، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 15 و 17 و 417- 419 و 443 و 476 و 501، والعقد الفريد 2/ 272 و 4/ 156 و 165 و 175 و 197 و 215 و 6/ 172 و 344 و 345، وتاريخ بغداد 12/ 203، 204 رقم 6662، وأمالي القالي 1/ 222، وخلاصة الذهب المسبوك 153، وبدائع البدائه 149، 150، وثمار القلوب 179 و 668، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 311 و 312 و 384 و 385 و 386 و 2/ 126 و 3/ 43 و 45 و 171 و 172 و 306 و 314 و 5/ 15، والجامع الكبير لابن الأثير 169، ومعجم الأدباء 16/ 127، والوزراء والكتّاب 216 و 258، ومعجم الشعراء للمرزباني 219، وتحفة الوزراء للثعالبي 19 و 65 و 116 و 138، وخاص الخاص له 8، والهفوات النادرة للصابي 390، والتذكرة الحمدونية 1/ 431، وربيع الأبرار 2/ 322، ووفيات الأعيان 1/ 474 و (3/ 375- 478) و 5/ 95 و 6/ 152، وإعتاب الكتّاب 116، ونصوص ضائعة من كتاب الوزراء والكتّاب 48، ومرآة الجنان 2/ 59- 61، وأمراء البيان 191، وسير أعلام النبلاء 10/ 181، 182 رقم 33. [3] تاريخ بغداد 12/ 203. [4] معجم الأدباء 16/ 131. [5] انظر عن (عمرو بن منصور) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 376 رقم 2684، والجرح والتعديل 6/ 265 رقم 1458، والثقات لابن حبّان 8/ 481، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1051، وميزان الاعتدال 3/ 289 رقم 6452، وتهذيب التهذيب 8/ 106، 107 رقم 174، وتقريب التهذيب 2/ 79 رقم 686، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 328 وعنه: محمد بن عامر الثَّقفيّ، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم، وأبو عبد الله البخاريّ في كتاب القراءة خلف الإمام، وآخرون. تُوُفّي سنة خمس عشرة، ووثّقه ابن حِبّان [1] . 304- عَمْرُو بنُ هاشم البيروتيّ [2]- ق. - أبو هاشم. عن: ابن عَجْلان إنْ صحّ، وعن: الأوزاعيّ، وعبد الله بن لَهِيعَة، والهَيْثَم بن حُمَيْدٍ، والهِقْل بن زياد، وجماعة. وعنه: يوسف بن بحر قاضي حمص، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، ومحمد بن مسلم بن وَارَةَ، وأبو زُرْعة الرازيّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصّمد،   [ () ] وخلاصة تذهيب التهذيب 293. [1] في «الثقات» 8/ 481، 482. [2] انظر عن (عمرو بن هاشم البيروتي) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 281، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 294، 295 رقم 1299، والجرح والتعديل 6/ 268 رقم 1479، وعلل الحديث لابن أبي حاتم 2/ 93، 94 رقم 1775، وصحيح ابن خزيمة 1/ 363 رقم 738، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 54، والدعاء للطبراني 2/ 953، 936 رقم 310، و 2/ 1071، 1072 رقم 606، و 3/ 583 رقم 1735، والمعجم الأوسط له 1/ 176 أ، والمعجم الكبير له 4/ 208 رقم 4055، و 5/ 43 و 44 و 7/ 204 و 8/ 118 و 129 و 216 و 231 و 232، و 10/ 337، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) ، 251، والمنتخب من معجم الشيوخ للسكن بن جميع (نشرناه ملحقا بمعجم الشيوخ) - ص 419 رقم 5، وشرف أصحاب الحديث للخطيب 1/ 28، وتلخيص المتشابه له 2/ 602 رقم 1014، والكفاية في علم الرواية له 48، والأنساب 312 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 33/ 217 وانظر: 16/ 51 و 544 و 36/ 372، وسنن ابن ماجة 2/ 1436 رقم 4298، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1/ 262 ب (في ترجمة إسماعيل بن حصن الجبيليّ) ، وسنن الدارقطنيّ 4/ 224، وروضة المحبّين ونزهة المشتاقين لابن قيّم الجوزيّة 241، ومعجم البلدان 2/ 109، ومسند الشهاب للقضاعي 1/ 161 رقم 226، و 1/ 372 رقم 642 و 2/ 183 رقم 1146، وبغية الملتمس في سباعيّات حديث الإمام مالك بن أنس، لابن كيكلدي العلائي 34، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1053، والكاشف 2/ 297 رقم 4309، والمغني في الضعفاء 2/ 491 رقم 4720، وميزان الاعتدال 3/ 290 رقم 6462، وتهذيب التهذيب 8/ 112 رقم 185، وتقريب التهذيب 2/ 80 رقم 695، وخلاصة تذهيب التهذيب 294، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (من تأليفنا) 3/ 397- 403 رقم 1178. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 329 وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وبكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وطائفة. قال ابن وَارَةَ: كان قليل الحديث، وليس بذاك. كان صغيرًا حين كتب عن الأوزاعيّ [1] . وقال ابن عديّ [2] : ليس به بأس [3] . 305- عوف بن محلّم [4] . أبو المِنْهال الخُزاعيّ النّديم. كان إخباريًا علامة، شاعرًا مجوِّدا. وكان عبد الله بن طاهر يقدّمه ويُكْرِمه. وكان أبوه طاهر لَا يكاد يفارق عَوْفًا. وأصله من حَرّان، وهو القائل: إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى تَرْجُمان وبدّلتني بالشَّطَاط [5] انْحِناءة ... وكنتُ كالصَّعْدة تحت السِّنان ومنها: فَقَرِّباني بأبي أنتما ... من وَطَني قبل اصفرار البنان وقبل منعاي إلى نسوة ... أوطانُها حَرّانُ والرَّقَّتَان [6] فأَذِن له عبد الله بن طاهر في السَّفر إلى أهله، فمات في الطّريق. 306- عون بن عمارة [7]- ق. -   [1] الجرح والتعديل 6/ 268، وتاريخ دمشق 33/ 217. [2] لم يذكره في «الكامل في ضعفاء الرجال» ولعلّه سقط من المطبوع الّذي وصلنا. [3] وقال العقيلي: «مجهول النقل، ولا يتابع على حديثه» . (الضعفاء الكبير 3/ 294) . [4] انظر عن (عوف بن محلّم) في: المعارف 100، وأمالي القالي 1/ 50 و 133 و 135، وثمار القلوب 610، وخاص الخاص 126، وطبقات الشعراء لابن المعتز 185- 193، ومعجم الأدباء 16/ 139- 145 رقم 18، ومعاهد التنصيص للعباسي 1/ 375، والعقد الفريد 6/ 83 و 110، وبدائع البدائه 111 و 336 و 337. [5] الشّطاط: بفتح الشين المعجمة، حسن القوام والاعتدال. [6] الأبيات في: أمالي القالي 1/ 50، وطبقات الشعراء لابن المعتز 187، 188، ومعجم الأدباء لياقوت 16/ 143، 144، وورد البيت الأول في: خاصّ الخاصّ 127، وثمار القلوب 610. [7] انظر عن (عون بن عمارة) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 330 أبو محمد العبديّ البصريّ. عن: حُمَيْد الطّويل، وبَهْز بن حكيم، وعبد الله بن عَوْن، وسُليمان التّميميّ، وهشام بن حسّان، وعبد الله بن المُثَنَّى الأنصاريّ. وعنه: أحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف النَّيْسابوريّان، والحسن بن عليّ الخلال، وإسحاق بن سَيّار، والحارث بن أبي أسامة، وعبَّاس الدُّوريّ، وأبو قلابة الرقاشي، ومحمد بن يونس الكديمي، وخلق. قال أبو زُرْعة: مُنْكَر الحديث [1] . وقال البخاريّ [2] : يُعْرف ويُنْكر. وقال أبو حاتم [3] : أدركته ولم أكتب عنه. وقال ابن عدّي [4] : يُكْتَب حديثُهُ. وقال مُطَيِّن: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة [5] . 307- العلاء بن عبد الجبّار [6] .   [ () ] التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 81، والمعرفة والتاريخ 2/ 59، والجرح والتعديل 6/ 388 رقم 2160، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 2019، وتاريخ جرجان 253، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1067، والكاشف 2/ 307 رقم 4387، والمغني في الضعفاء 2/ 295 رقم 4777، وميزان الاعتدال 3/ 306 رقم 6534، وتهذيب التهذيب 8/ 173 رقم 311، وتقريب التهذيب 2/ 90 رقم 802، وخلاصة تذهيب التهذيب 298. [1] الجرح والتعديل 6/ 388. [2] قول البخاري ليس في تاريخه، وهو في الكامل لابن عديّ 5/ 2019. [3] في الجرح والتعديل 6/ 388، وزاد: «وكان منكر الحديث ضعيف الحديث» . [4] في الكامل 5/ 2019. [5] تهذيب الكمال 2/ 1067. [6] انظر عن (العلاء بن عبد الجبّار) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 518 رقم 3173، والتاريخ الصغير له 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 25، والطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 501، وتاريخ الثقات للعجلي 342 رقم 1169، وتاريخ الطبري 1/ 339 و 400، والجرح والتعديل 6/ 358 رقم 1977، والثقات لابن حبّان 8/ 513، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 147، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 129 أ، رقم 698 (حسب ترقيم نسختنا المصوّرة) ، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 134 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 379 رقم 1448، والمعجم المشتمل لابن عساكر 208 رقم 702، وتهذيب الكمال (المصوّر) الجزء: 15 ¦ الصفحة: 331 أبو الحَسَن العطّار مولى الأنصار. بصْريٌّ مشهور، سكن مكّة، وحدّث عن: الحمَّادَيْن، ومبارك بن فَضَالَةَ، وجَرِير بن حازم، ونافع بن عَمْرو، ووُهَيْب بن خالد، وطائفة. وعنه: خ. وت. ق. عَنْ رَجُل عَنْهُ، وإبراهيم بْن يعقوب الْجُوزَجَانيّ، وأحمد بْن الفُرات، وأحمد بْن عثمان الرّهاويّ، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن أَبِي مَسَرَّة، وعبد اللَّه بْن شَبِيب المدنيّ الإخباريّ، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وعليّ بْن أحمد بْن النَّضْر الأزْديّ، وولده عبد الجبّار بْن العلاء، وبِشْر بْن موسى، وطائفة. قال النَّسائيّ: ليس به بأس [1] . قلت: تُوُفّي سنة اثنتي عشرة [2] . 308- العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سويّة المنقريّ [3]- ت. ق. - أبو الهذيل البصريّ. عن: عُبَيْد الله بن عِكْراش، ومحمد بن إسماعيل بن طريح الثَّقفيّ، وغيرهما. وعنه: محمد بن بشّار، وعمر بن شَبّة، ومحمد بن يونس الكديميّ،   [ () ] 2/ 1072، والكاشف 2/ 310 رقم 4404، وتهذيب التهذيب 8/ 185، 186 رقم 334، وتقريب التهذيب 2/ 92 رقم 825، وخلاصة تذهيب التهذيب 300. [1] تهذيب الكمال 2/ 1072، ووثّقه العجليّ، وابن حبّان، وقال ابن سعد: «كان كثير الحديث» . (الطبقات 5/ 501) . [2] أرّخه البخاري في تاريخه. [3] انظر عن (العلاء بن الفضل) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 513 رقم 3159، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 116، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 150، والجرح والتعديل 6/ 359 رقم 1984، والمجروحين لابن حبّان 2/ 183، 184، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1073، والكاشف 2/ 310 رقم 4408، والمغني في الضعفاء 2/ 440 رقم 4187، وميزان الاعتدال 3/ 104 رقم 5739، وتهذيب التهذيب 8/ 189، 190 رقم 342، وتقريب التهذيب 2/ 93 رقم 831، وخلاصة تذهيب التهذيب 300. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 332 وإسماعيل القاضي، وجماعة. قال ابن حِبّان [1] : لَا يعجبني الاحتجاج به. وقال ابن قانع: مات سنة عشرين [2] . قلت: له حديث واحد في التِّرمِذيّ، وابن ماجة [3] . وكان معمرًا. وذاك الحديث وقع لنا عاليًا في «الغَيْلانّيات» وهو ثمانيّ لابن البخاريّ. 309- العلاء بْن هلال بْن عُمَر بْن هلال بن أبي عطيّة [4]- ن. - أبو محمد الباهليّ الرّقّي. عن: حمّاد بن زيد، وإسماعيل بن عيّاش، وخلف بن خليفة،   [1] في المجروحين 2/ 183. [2] تهذيب الكمال 2/ 1073. [3] رواه عن عبيد الله بن عكراش قال: حدّثني أبي قال: بعثني بنو مرّة بن عبيد بصدقات أموالهم إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقدمت عليه المدينة فوجدته جالسا بين المهاجرين والأنصار فأتيته بإبل كأنها عروق الأرطى، فقال: من الرجل عكراش بن وهيب بن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزال بن مرّة بن عبيد، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم قال: «هذا إبل قومي بعدد صدقات قومي» ثم أمر بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضمّ إليها ثمّ أخذ بيدي فانطلق بي إلى منزل أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: «هل من طعام» ؟ وأتينا بحفنة كثيرة الثريد والوزن فأقبلنا نأكل منها فأكل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مما بين يديه وجعلت أحيط في نواحيها، فقبض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيده اليسرى على يدي اليمني ثم قال: «عكراش كل من موضع واحد فإنه طعام واحد» . ثم أتينا بطبق فيه ألوان من رطب أو تمر- شك عبيد الله بن عكراش رطبا أو تمرا- فجعلت آكل من بين يديّ، وجالت يد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الطبق، ثم قال: «يا عكراش كل من حيث شئت فإنه من غير لون واحد» ، ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يديه ثم مسح ببلل كفّيه وجهه وذراعيه ثم قال: «يا عكراش، هذا الوضوء مما غيّرت النار» . رواه الترمذي بطوله، وابن ماجة بعضه. [4] انظر عن (العلاء بن هلال) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 6/ 511 رقم 3150، والضعفاء والمتروكين للنسائي 299 رقم 436، والجرح والتعديل 6/ 361 رقم 1997، والمجروحين لابن حبّان 2/ 184، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 5/ 1864، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1074، والكاشف 2/ 311 رقم 4411، والمغني في الضعفاء 2/ 441 رقم 4194، وميزان الاعتدال 3/ 106 رقم 5748، وتهذيب التهذيب 8/ 193، 194 رقم 350، وتقريب التهذيب 2/ 94 رقم 838، وخلاصة تذهيب التهذيب 300. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 333 وعُبَيْد الله بن عَمْرو الرَّقّيّ، وهُشَيْم، وطائفة. وعنه: ابنه هلال بن العلاء، ومحمد بن عليّ بن ميمون الرَّقّيّ، ومحمد بن جَبَلَة الرّافقيّ، وحفص بن عمر سْنَجة، وأبو إسحاق الْجَوْزَجانيّ، وطائفة. ضعفه أبو حاتم [1] . وقال النَّسائيّ [2] : هلال بْن العلاء عَنْ أبيه، لَهُ غير حديث مُنْكَر فلا أدري أتى منه أو من أبيه [3] . وقال هلال: وُلد أبي سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس عشرة [4] . 310- عيسى بن جعفر الرياحيّ الكوفيّ [5] . قاضي الريّ. روى عن: مِسْعر بن كُدَام، وسُفْيان الثَّوريّ، وعبد العزيز بن أبي رواد، وجماعة. وعنه: أبو حاتم الرازي وقال [6] : شيخ صالح صدوق، ومحمد بن عمّار الرازيّ، وغيرهما [7] . 311- عيسى بن دينار بن واقد [8] .   [ () ] ويقال في جدّه «عمرو» كما في الجرح والتعديل، والمجروحين لابن حبّان، وغيره. [1] فقال: روى عنه عمرو بن محمد الناقد أحاديث موضوعة، وقال: روى عنه ابنه هلال بن العلاء، وروى هو عن أبيه هلال بن عمرو، قال ابن أبي حاتم: سألته عنه فقال: منكر الحديث ضعيف الحديث، عنده عن يزيد بن زريع أحاديث موضوعة. (الجرح والتعديل 6/ 361، 362) . [2] في الضعفاء والمتروكين 299 رقم 436. [3] وقال ابن حبّان: «كان ممّن يقلب الأسانيد ويغيّر الأسماء لا يجوز الاحتجاج به بحال» . (المجروحون 2/ 184) . وذكره ابن عديّ في الضعفاء، ونقل قول النسائي، وروى من طريقه أربعة أحاديث موضوعة. (الكامل 5/ 1864، 1865) . [4] المجروحون لابن حبّان 2/ 184. [5] انظر عن (عيسى بن جعفر) في: الجرح والتعديل 6/ 273 رقم 1514، والثقات لابن حبّان 8/ 492. [6] في الجرح والتعديل. [7] وذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «ربّما خالف» . [8] انظر عن (عيسى بن دينار) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 334 الفقيه أبو محمد الغافِقيّ، نزيل قُرْطُبة. رحل وسمع من: عبد الرحمن بن القاسم وصحِبَه مدَّةً وعوّل عليه. قَالَ ابن الفَرَضيّ [1] : كانت الفُتْيا تدور عَلَيْهِ بالأندلس، ولا يتقدّمه أحد. وكان صالحًا ورِعًا، يرونه مُسْتَجَاب الدَّعْوة. وكان محمد بْن وضّاح يَقُولُ: هو الذي علّم أهلَ الأندلس الفقه. وقال محمد بْن عبد الملك بْن أعْيَن: كَانَ عيسى بْن دينار رافعة من يحيى بْن يحيى اللّيثيّ. وقال أبان بْن عيسى بْن دينار: كَانَ أَبِي قد أجمع عَلَى تَرْك الفُتْيا بالرأي، وأحبّ الفُتْيا بما رُوِيَ من الحديث، فأعجلته المَنِيَّةُ عَنْ ذَلكَ. تُوُفّي سنة اثنتي عشرة ومائتين، رحمه الله. 312- عيسى بن زياد الرازيّ [2] . عن: نُعَيْم بن مَيْسرة، وابن المبارك، ويعقوب القُمّيّ، وجماعة. وعنه: أبو حاتم، وقال: صَدُوق. 313- عيسى بن صَبيح، وهو ابن أبي فاطمة [3] . عن: زكريا بن سلّام، والثَّوريّ، ومالك، ويعقوب القُمّيّ، وطائفة. وعنه: عليّ بن مَيْسَرة، وأبو زُرْعة، وأبو حاتم. قال أبو حاتم [4] ، وغيره: صدوق [5] .   [ () ] تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 331 رقم 975، وجذوة المقتبس للحميدي 298 رقم 678، وبغية الملتمس للضبيّ 402، 403 رقم 1144. [1] في تاريخ علماء الأندلس 331، وعنه نقل: الحميديّ، والضبي. [2] انظر عن (عيسى بن زياد) في: الجرح والتعديل 6/ 276 رقم 1534. [3] انظر عن (عيسى بن صبيح) في: الجرح والتعديل 6/ 279 رقم 1548. [4] في الجرح والتعديل، وقال: كان من حلّة أهل الري يسأل عن العدالات. [5] وقال أبو زرعة: كان صدوقا كتبت عنه الكثير. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 335 314- عيسى بن المنذر السُّلَميّ الحمصيّ [1]- م. - عَنْ: إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش، وبقيّة بْن الوليد، وجماعة. وعنه: ابنه موسى بن عيسى، وإسحاق الكَوْسَج، وابن وَارَةَ [2] . 315- عيسى بن المُنْكَدِر بن محمد بن المُنْكَدِر [3] . القاضي أبو الفضل التَّيْميّ المدنيّ الأصل، المصريّ. وُلّي قضاء، مصر سنة إحدى عشرة ومائتين، وكان يتنكّر باللّيل ويكشف أخبار الشُّهُود [4] . ولما قدِم المعتصم مصر عزله سنة أربع عشرة، وأقامه للناس، وأخذه معه إلى بغداد فمات بها في السجن [5] . وقد روى عن: أبيه وغيره. وله بمصر دار كبيرة. 316- عيسى بن موسى الأنصاريّ [6] . أبو عَمْرو. عن: ابن عون، وشعبة. وعنه: أبو حاتم، ووثّقه [7] .   [1] انظر عن (عيسى بن المنذر) في: الثقات لابن حبّان 8/ 494، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1084، والكاشف 2/ 318 رقم 4469، وتهذيب التهذيب 8/ 232 رقم 432، وتقريب التهذيب 2/ 102 رقم 919، وخلاصة تذهيب التهذيب 303. [2] ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: «يغرب» . [3] انظر عن (عيسى بن المنكدر) في: كتاب الولاة والقضاة للكندي 184 و 428 و 433- 441 و 456 و 459 و 509. [4] الولاة والقضاة 437. [5] الولاة والقضاة 441. [6] ذكره ابن أبي حاتم باسم «عيسى بن محمد الأنصاري، وكنّاه: أبو عمر، وفي نسخة أخرى: أبو عمرو. انظر: الجرح والتعديل 6/ 286 رقم 1590. [7] قَالَ ابن أَبِي حاتِم: «روى عَنْهُ أَبِي وسألته عنه فقال: هو ثقة لم يكن عنده غير حديثين، واحد عن شعبة وآخر عن ابن عون» . وقال: «سأل أبي عنه فقال: بصريّ شيخ» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 336 [حرف الغين] 317- غسان بن المفضّل الغُلابيّ البصْريّ [1] . نزل بغداد، وحدّث بها عن: نُعَيْم بن سليمان، وعبد الوهّاب الثَّقفيّ، وسفيان بن عيينة. وعنه: محمد بن عبد الله المخرمي، وإسحاق الحربي، ومحمد بن غالب التمتام، وآخرون. وثقه الدارقطني، وغيره. ومات كهلا سنة تسع عشرة. وكان عاقلا لبيبا.   [1] انظر عن (غسّان بن المفضّل) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 349 (دون ترجمة) ، والجرح والتعديل 7/ 52 رقم 295، والثقات لابن حبّان 9/ 1، وتاريخ جرجان للسهمي 230 وفيه (غسّان بن الفضل) ، وتاريخ بغداد 12/ 328، 329 رقم 6769، وتعجيل المنفعة 330 رقم 844. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 337 [حرف الفاء] 318- فتح بن سعيد الموصلي [1] . أبو نصر الزاهد، أحد سادات مشايخ الصوفية. له أحوال ومقامات. يقال إنه كان يتقوت بفلس نخالة. وورد أنّه رَأَى صبيَّيْن، مَعَ ذَا كسرةٌ عليها كامخ، ومع الآخر كسرةٌ عليها عَسَل. فقال صاحب الكامخ: أطْعِمْنِي من عسلك. قَالَ: إنْ صِرت لي كلبًا أطعمتُك. قَالَ: نعم. فجعل في عُنُقه حبلًا وقال: انبح. قَالَ فتح: لو قنعتَ بكامخك ما صرت لَهُ كلبًا. ثم قَالَ: هكذا الدُّنيا [2] . وكان فتح قد سَمِعَ الحديث: من عيسى بْن يونس. وقدِم بغداد زائرًا لِبشْر الحافي، فأضافه بنصف درهم خبزا وتمرا [3] .   [1] انظر عن (فتح بن سعيد) في: حلية الأولياء لأبي نعيم 8/ 292- 294 رقم 415، والفهرست لابن النديم 263، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 385، وتاريخ بغداد 12/ 381- 383 رقم 6841، والرسالة القشيرية للقشيري 221، واللباب لابن الأثير 3/ 20، والكامل في التاريخ له 6/ 454، 455، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ 183- 189 رقم 724، واللّمع 184 و 185 و 200 و 424، وسير أعلام النبلاء 10/ 483، 484، رقم 159، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني 463، والنجوم الزاهرة 2/ 235، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 276- 279 رقم 57، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 93، والكواكب الدريّة 1/ 151، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 233. [2] حلية الأولياء 8/ 293، صفة الصفوة 4/ 186. [3] تاريخ بغداد 12/ 382، صفة الصفوة 4/ 185. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 338 وهو فتح الصغير. تُوُفّي سنة عشرين [1] . وأمّا الكبير، فهو فتح المَوْصِليّ [2] المُتَوَفَّى سنة سبعين ومائة. رحمهما الله. 319- فُدَيْك بن سليمان [3] . أبو عيسى القَيْسرانيّ العابد. روى عن: الأوزاعيّ، ومحمد بن سُوقَة. وعنه: البخاري في خبر رفع اليدين، وأحمد بن الفُرات، وعَمْرو بن ثور الحذاميّ، وجماعة. وقال محمد بن يحيى الذُّهَليّ: كان من العُبّاد [4] . قلت: وقع لنا حديثه بعلوّ. 320- الفضل بن خالد [5] .   [1] تاريخ بغداد 12/ 382، صفة الصفوة 4/ 189، طبقات الأولياء 279. [2] تقدّمت ترجمته في الجزء الخاص بحوادث ووفيات (161- 170 هـ-) . [3] انظر عن (فديك بن سليمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 136 رقم 613، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 77، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 52، والجرح والتعديل 7/ 89 رقم 507، والثقات لابن حبّان 9/ 13، والأنساب 8/ 107، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 34/ 496، ومعجم البلدان 2/ 109 وفيه (فديك بن إسماعيل) وهو غلط، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1092، وتهذيب التهذيب 8/ 257 رقم 477، وتقريب التهذيب 2/ 107 رقم 7، وخلاصة تذهيب التهذيب 311، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 14- 16 رقم 1201. وفي اسمه اختلاف، فقيل: فديك بن سليمان، ويقال: فديك بن قيس بن سليمان. ويقال فديك بن أبي سليمان بن قيس، أبو معشر القيسرانيّ، من ولد فديك صاحب النبي صلّى الله عليه وسلّم، (انظر: تاريخ دمشق 34/ 496) . [4] قال فديك: «قدم علينا رجل من دمشق يزعم أنّ بدمشق رجلا يقول: إن الإيمان قول وعمل يزيد ولا ينقص، فخرجنا من قيسارية نحوا من عشرين رجلا على أرجلنا نمشي حتى دخلنا على الأوزاعي ببيروت فقلنا له: يا أبا عمرو إن بدمشق [رجلا] يزعم أن الإيمان قول وعمل يزيد ولا ينقص. فقال لنا أبو عمرو: من زعم أن الإيمان قول وعمل يزيد ولا ينقص فاحذره فإنه مبتدع. وقال الأوزاعي: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص» . (تاريخ دمشق 34/ 496) . [5] انظر عن (الفضل بن خالد) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 339 أبو مُعاذ المَرْوَزِيّ النَّحْويّ. عن: سُليمان التَّيْميّ، وداود بن أبي هند، وغيرهما. وعنه: أيّوب بن الحَسَن، وعليُّ بن الحَسَن الأفطس. تُوُفّي سنة إحدى عشرة. ورّخه البخاريّ [1] ، وترجمه الحاكم ولم يُضَعِّفْه. وقال ابن أبي حاتم [2] : روى عنه محمد بن شقيق، وعبد العزيز بن مُنيب [3] . 321- الفضل [4] بن دكين [5] .   [ () ] التاريخ الصغير للبخاريّ 223، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 122، وتاريخ الطبري 1/ 59 و 81 و 357، والجرح والتعديل 7/ 61 رقم 351، والثقات لابن حبّان 9/ 5، ومعجم الأدباء لياقوت 16/ 214 رقم 34، وبغية الوعاة للسيوطي 2/ 245 رقم 1903. [1] في التاريخ الصغير، وورّخه ابن حبّان في «الثقات» والحاكم في «تاريخ نيسابور» وياقوت في «معجم الأدباء» . [2] في الجرح والتعديل 7/ 61. [3] قال الأزهريّ: ولأبي معاذ كتاب في القرآن حسن. وقال ياقوت: وقد روى عنه الأزهري في كتاب التهذيب فأكثر. (معجم الأدباء 16/ 214) . [4] في الهامش عبارة «مطلب ترجمة أبو (كذا) نعيم» . [5] انظر عن (الفضل بن دكين) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 400، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 473، 474، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 504، والعلل لابن المديني 69، وطبقات خليفة 172، وتاريخ خليفة 476، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 575 و 1227 و 2/ 1601 و 1603 و 1678 و 2614، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 111، وتاريخ الثقات للعجلي 383 رقم 1351، والمعارف 243 و 526، والمحبّر لابن حبيب 475، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 718، 719، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 81 رقم 106، والزاهر للأنباري 2/ 164، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 59 و 304 و 2/ 165 و 184، وتاريخ الطبري 1/ 11 و 15 و 65 و 326 و 2/ 388 و 390 و 3/ 420 و 6/ 161 و 7/ 128 و 129 و 260 و 547 و 553 و 622 و 624 و 648، وأنساب الأشراف 3/ 6 و 39 و 232، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 138، والجرح والتعديل 7/ 61، 62 رقم 353، والثقات لابن حبّان 7/ 319، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2797، وخاصّ الخاصّ للثعالبي 62، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 264 رقم 1076، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 606، 607 رقم 962، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 131، 132 رقم 1331، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 133 و 2/ 6، ومقاتل الطالبيين لأبي الفرج 31، وتاريخ جرجان الجزء: 15 ¦ الصفحة: 340 الإمام أبو نُعَيْم. واسم أبيه عَمْرو بن حمّاد بن زُهَيْر بن دِرْهم التَّيْميّ الطّلحيّ. مولاهم الكوفيّ الملائيّ الأحوال. شَرِيك عبد السّلام بْن حرب، وكانا في دُكّانٍ واحد يبيعان المُلاء [1] . سمع: الأعمش، وزكريا بن أبي زائدة، وإسماعيل بن مسلم العبْديّ، وجعفر بن بُرْقان، وأبا خَلدة خالد بن دينار، وسيف بن سليمان المكّيّ، وعمر بن ذَرّ، وفِطْر بن خليفة، ومالك بن مِغْوَلٍ، ومسعر بن كدام، وموسى بن علي بن رباح، ويونس بن أبي إسحاق، وشُعْبَة، والثَّوريّ، وخلْقًا كثيرًا. وعنه: خ.، وع. عَنْ رَجُل عنه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بْن مَعِين، وأبو خَيْثَمَة، ومحمد بْن يحيى بن الذُّهَليّ، والدَّارميّ، وعبْد، وعبّاس الدُّوريّ، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، وأبو زُرْعة الدّمشقي، ومحمد بْن سَنْجَر الْجُرْجانيّ، ومحمد بْن جعفر القَتَّات، ومحمد بْن الحَسَن بْن سَمَاعة، وعليّ بْن عبد العزيز البَغَويّ، وخلْق كثير. وقد روى عنه: عبد الله بن المبارك مع تقدّمه.   [ () ] للسهمي 63 و 69 و 87 و 103 و 174 و 204 و 205 و 258 و 395 و 396 و 463 و 470 و 488 و 497 و 519 و 523 و 526 و 535 و 536، وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب 2/ 323، والسابق واللاحق له 103، وتاريخ بغداد 12/ 346- 357 رقم 6787، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 412 رقم 1577، والزهد الكبير للبيهقي 124 رقم 223، والمعجم المشتمل لابن عساكر 213 رقم 720، والفهرست لابن النديم 283، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 109 و 110 و 481 و 482، والكامل في التاريخ 6/ 445، وملء العيبة للفهري 2/ 362، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1096- 1098، والعبر 1/ 377، وتذكرة الحفّاظ 1/ 372، والمعين في طبقات المحدّثين 77 رقم 827، والمغني في الضعفاء 2/ 511 رقم 4915، والكاشف 2/ 328 رقم 4532، وميزان الاعتدال 3/ 350، 351 رقم 6720، ودول الإسلام 1/ 133، وسير أعلام النبلاء 10/ 142- 157 رقم 21، ومرآة الجنان 2/ 79، ومناقب أبي حنيفة للكردري 257 و 293 و 302 و 303 و 459، والمختصر في أخبار البشر 2/ 33، والبداية والنهاية 10/ 282، وطبقات الحفّاظ 159، وتهذيب التهذيب 8/ 270- 276 رقم 504، وتقريب التهذيب 2/ 110 رقم 34، ومقدّمة فتح الباري 434، وخلاصة تذهيب التهذيب 308، 309، وشذرات الذهب 2/ 46. [1] تاريخ بغداد 12/ 346. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 341 قَالَ أبو حاتم: قَالَ أبو نُعَيْم: شاركتُ الثوَّريّ في أربعين أو خمسين شيخًا [1] . وأمّا حنبل بْن إسحاق فقال: قَالَ أبو نُعَيم: كتبت عن نيف ومائة شيخ ممن كتب عنهم سفيان [2] . وقال محمد بن عبدة بن سليمان: كنت مع أبي نعيم، فقال لَهُ أصحاب الحديث: يا أبا نعيم، إنّما حملت عَنِ الأعمش هذه الأحاديث. فقال: وَمَن كنت أَنَا عند الأعمش؟ كنت قِرْدًا بلا ذَنَب [3] . وقال صالح بْن أحمد بْن حنبل: قلت لأبي: وكيع، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أين يقع أبو نعيم من هؤلاء؟ قَالَ: يجيء حديثه عَلَى النصف من هَؤُلّاءِ إلّا أنّه كيّس يَتحرَّى الصِّدق. قلت: فأبو نُعَيْم أثْبَتُ أو وكيع؟ قَالَ: أبو نُعَيْم أقلُّ خَطَأً [4] . وقال حنبل: سُئِل أبو عبد الله فقال: أبو نُعَيْم أعلم بالشيوخ وأنسابهم، وبالرجال، ووكيع أفقه [5] . وقال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل يَقُولُ: هُوَ أثبت من وكيع [6] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أبيه قال: أخطأ وكيع في خمسمائة حديث [7] . وقال أحمد بْن الحسن التِّرْمِذِيّ: سمعتُ أبا عبد الله يقول: إذا مات   [1] وفي رواية للحافظ محمد بن علي الصّوري، عن عبد الرحمن بن عمر التجيبي، عن أحمد بن محمد بن زياد، عن الفضل بن زياد الجعفي قال: حدّثنا أبو نعيم قال: شاركت الثوريّ في ثلاثة عشر ومائة شيخ: (تاريخ بغداد 12/ 348) . [2] تاريخ بغداد 12/ 348. [3] تاريخ بغداد 12/ 348. [4] الجرح والتعديل 7/ 61، 62. [5] تاريخ بغداد 12/ 353. [6] تاريخ بغداد 12/ 352. [7] تاريخ بغداد 12/ 352. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 342 أبو نُعَيْم صار كتابُه إمامًا. إذا اختلف النّاس في شيءٍ فزِعوا إِلَيْهِ [1] وقال أبو زُرْعة الدِّمشقي: سَمِعْتُ يحيى بْن معين يَقُولُ: ما رَأَيْت أثبت من رجُلَين: أبو نُعَيْم، وعفّان [2] . وسمعت أحمد بْن صالح يَقُولُ: ما رَأَيْت محدّثًا أصدق من أَبِيّ نُعَيْم [3] . وقال يعقوب الفَسَويّ: أجمعَ أصحابنا أنّ أبا نُعَيْم كَانَ غايةً في الإتقان [4] . وقال أبو حاتم [5] : كَانَ حافظًا مُتْقِنًا، لم أرَ من المحدّثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ واحد لا يغيره سوى قبيصة وأبي نعيم في حديث الثَّوريّ. وكان أبو نُعَيْم يحفظ حديث الثّوريّ حفظا جيّدا، وهو ثلاثة آلاف وخمسمائة حديث، ويحفظ حديث مسعر وهو خمسمائة حديث. وكان لَا يُلقّن. وقال الرَّماديّ: خرجت مَعَ أحمد وابن مَعِين إلى عبد الرّزّاق خادمًا لهما إلى الكوفة. قَالَ يحيى: أريد أن أختبر أبا نُعَيْم. فقال أحمد: لَا تريد، الرجل ثقة. فقال يحيى: لَا بُدَّ لي. فأخذ ورقةً فكتب فيها ثلاثين حديثًا، وجعل عَلَى رأس كلّ عشرة منها حديثًا لَيْسَ من حديثه. ثم جاءوا إلى أَبِي نُعَيْم، فخرج وجلس عَلَى دُكّان طين، وأخذ أحمد فأجلسه عَنْ يمينه، وأخذ يحيى فأجلسه عَنْ يساره. ثم جلست أسفل الدُّكّان. ثم أخرج يحيى الطَّبَق، فقرأ عَلَيْهِ عشرة أحاديث، فلمّا قرأ الحادي عشر قَالَ أبو نُعَيْم: ليس هذا من حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر الثاني، وأبو نعيم ساكت، فقرأ الحديث الثاني، فقال أبو نعيم: ليس هذا من حديثي، فاضرب عليه. ثم قرأ العشر، الثالث، وقرأ الحديث الثالث، فتغيّر أبو نُعَيْم وانقلبت عيناه، ثم أقبل عَلَى يحيى، فقال: أمّا هذا، وذراع أحمد بيده، فأورع من أن يعمل مثل هذا.   [1] تهذيب الكمال 2/ 1097. [2] تهذيب الكمال 2/ 1097. [3] تاريخ بغداد 12/ 354، تهذيب الكمال 2/ 1097. [4] تهذيب الكمال 2/ 1097. [5] في الجرح والتعديل 7/ 62. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 343 وأمّا هذا، يُريدني، فأقلّ من أن يفعل ذَلكَ. ولكن هذا من فِعْلك يا فاعل. ثم أخرج رِجْلَه فرفس يحيى بْن مَعِين، فرمى به من الدّكّان، وقام فدخل داره. فقال أحمد ليحيى: ألم أَمْنَعْك من الرجل وأَقُلْ لك أنّه ثَبْتٌ؟ قَالَ: واللهِ لَرَفْسَتُه لي أحبُّ إليّ من سَفْرَتي [1] . وقال محمد بْن عبد الوهّاب الفرّاء: كنّا نهاب أبا نُعَيْم أشدَّ من هَيْبة الأمير [2] . وقال أحمد بْن مُلاعِب: حدّثني ثقة قَالَ: قَالَ أبو نُعَيْم: ما كَتَبت عليَّ الحَفَظَة أنّي سَبَبْتُ معاوية. وقال محمد بْن أبان: سَمِعْتُ يحيى القطّان يَقُولُ: إذا وافقني هذا الرجل ما باليتُ مَن خالفني [3] . وقال يعقوب بْن شَيْبة: سَمِعْتُ أحمد بْن حنبل يَقُولُ: أبو نُعَيْم نزاحم بِهِ ابن عُيَيْنَة [4] . وَقَالَ حَنْبَلٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: شيخان كَانَ النّاس يتكلّمون فيهما ويذكرونهما، وكنّا نَلْقى من الناس في أمرهما ما اللَّهُ بِهِ عليم. قاما للَّه بأمرٍ لم يقم بِهِ كبيرُ أحد: عفّان وأبو نُعَيْم [5] . وقال أبو العبّاس محمد بْن إسحاق الثَّقفيّ، عَنِ الكُدَيْميّ: لما أُدْخِل أبو نُعَيْم عَلَى الوالي ليمتحنه، وثَمّ أحمد بْن يونس، وأبو غسّان، وغيرهما. فأَوَّلُ من امتُحِن فلانٌ فأجاب، ثم عطف عَلَى أَبِي نُعَيْم فقال: قد أجاب هذا. ما تَقُولُ؟ فقال: واللَّهِ ما زلتُ أَتّهم جَدَّه بالزَّنْدَقة. ولقد أخبرني يونس بْن بُكَيْر أنّه سَمِعَ جدَّ هذا يَقُولُ: لَا بأس أن ترمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر   [1] تاريخ بغداد 12/ 353، 354، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 79، 80، تهذيب الكمال 2/ 1097. [2] تاريخ بغداد 12/ 348. [3] تاريخ بغداد 12/ 352. [4] تاريخ بغداد 12/ 352. [5] تاريخ بغداد 12/ 348، 349، تهذيب الكمال 2/ 1097. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 344 من سبعمائة شيخ، الأعمش فمَن دُونَه يقولون القرآن كلام اللَّه. وعُنُقي أهون عليّ من زِرّي هذا. فقام إِلَيْهِ أحمد بْن يونس فقبّل رأسه، وكان بينهما شَحْناء، وقال: جزاك اللَّه من شيخ خيرًا [1] . روى أحمد بْن الحَسَن التِّرمِذيّ، وغيره، عَنْ أَبِي نُعَيْم قَالَ: القرآن كلام اللَّه لَيْسَ بمخلوق [2] . وقال صاحب «مرآة الزَّمان» [3] : قَالَ عبد الصَّمد بْن المهتدي: لما دخل المأمون بغداد، نادى بتَرْك الأمر بالمعروف وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَر، وذلك لأنّ الشيوخ بقوا يَضْرِبُون ويَحْبِسون، فنهاهم المأمون. وقال: قد اجتمع النّاس عَلَى إمامٍ، فمرّ أبو نُعَيْم فرأى جنديًا وقد أدخل يده بين فخذي امرأةٍ، فنهاه بعُنْف، فحمله إلى الوالي، فحمله الوالي إلى المأمون. قَالَ: فأُدخِلتُ عَلَيْهِ بُكْرةً وهو يُسَبّح، فقال: توضّأ. فتوضّأت ثلاثًا ثلاثًا، عَلَى ما روى عبْد خيرٍ، عَنْ عليّ [4] . فقال: ما تَقُولُ في رَجُل مات عَنْ أبَوَيْن؟ فقلت: للأُمّ الثلُث والباقي للأب. قَالَ: فإنْ خلّف أبَوَيْه وأخاه؟ قلت: المسألة بحالها، وسقط الأخ. قَالَ: فإنْ خلَّف أبَوَيْن وأَخَوَيْن؟ قلت: للأمّ السُّدُس، وما بقي للأب. فقال: في قول النّاس كلّهم؟   [1] تاريخ بغداد 12/ 349، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي 481، تهذيب الكمال 2/ 1097. [2] تاريخ بغداد 12/ 349، تهذيب الكمال 2/ 1098. [3] هو سبط ابن الجوزي أبو المظفّر يوسف قز أوغلي، المتوفّى سنة 654 هـ-. وكتابه لم يطبع إلّا بعضه. [4] الحديث أخرجه أبو داود (111) و (112) و (113) ، والنسائي 1/ 67 و 70، والترمذي (49) وقال: حديث حسن صحيح. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 345 قلت: لَا، إنّ جدّك ابن عبّاس ما حجب الأمّ عَنِ الثُّلث إلّا بثلاثة إخوة. فقال: يا هذا مَن نهى مثلَكَ عَنْ أن يأمر بالمعروف ويَنْهَى عَنِ المُنْكَر؟ إنّما نهينا أقوامًا يجعلون المعروف مُنْكَرًا. ثم خرجت [1] . وقال أبو بَكْر المَرُّوذِيّ، عَنْ أحمد بْن حنبل: إنّما رفع اللَّه عفّان وأبو نُعَيْم بالصِّدق حين نُوّه بذِكْرهما. وقال أبو عُبَيْد الآجُرِّيّ: قلت لأبي داود: كَانَ أبو نُعَيْم حافظًا؟ قَالَ: جدًّا [2] . وقال هارون بن حاتم: سألت أبا نُعَيْم: متى وُلِدْت؟ قال: سنة تسع وعشرين ومائة [3] . وقال أحمد بن مُلاعب: سمعته يقول: ولدت في آخر سنة ثلاثين ومائة. قلت: ومات شهيدًا، فإنّه طُعِن في عُنقه وحصل له ورشكين [4] . وقال يعقوب بن شَيْبة، عن بعض أصحابه: إن أبا نُعَيْم مات بالكوفة ليلة الثُّلاثاء لانسلاخ شَعبان سنة تسع عشرة [5] . وقال غيره: مات في رمضان ولا مُنَافَاةَ بين القَوْلَين، فإنّ مُطَيِّنًا رأَى أبا نُعَيم وخاطَبَه، وقال: مات يوم الشَّكّ من رمضان سنة تسع عشرة. وقد غلط محمد بن المُثَنَّى فخالف الجمهور وقال: مات سنة ثمان عشرة في آخرها [6] . وقال بِشْر بْن عبد الواحد: رَأَيْت أبا نُعَيْم في المنام فقلت: ما فعل اللَّه بك؟، يعني فيما كَانَ يأخذ عَلَى الحديث. قَالَ: نظر القاضي في أمري، فوجدني ذا عِيالٍ فَعَفَا عنّي [7] .   [1] تاريخ بغداد 12/ 350. [2] تهذيب الكمال 2/ 198. [3] تاريخ بغداد 12/ 355. [4] تاريخ بغداد 12/ 356 وزاد: «في يده» . [5] تاريخ بغداد 12/ 356. [6] تاريخ بغداد 12/ 356. [7] تهذيب الكمال 2/ 1098. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 346 وقال عليّ بْن خَشْرَم: سَمِعْتُ أبا نُعَيم يَقُولُ: يلومونني عَلَى الأخذ، وفي بيتي ثلاثة عشر، وما في بيتي رغيف [1] . قلت: كَانَ بين الفخر عليّ بْن البخاريّ وبين أَبِي نُعَيْم خمسةُ أنفس في عدّة أحاديث. وهو أجلّ شيخ للبخاريّ [2] . 322- الفضل بن الموفّق [3]- ق. - أبو الجهم الكوفيّ. ابن عَمّة سُفْيان بن عُيَيْنَة. سمع: فُضَيْل بن مرزوق، ومِسْعَر بن كُدَام، وسُفْيان الثُّوريّ. وعنه: أحمد بن حنبل، وإسحاق بن سَيَّار النَّصِيبيّ، وأبو أُمَيّة الطَّرَسوسيّ. ضعفّه أبو حاتم [4] ، وغيره. وليس بالمتروك [5] . 323- فهد بن عوف [6] .   [1] تهذيب الكمال 2/ 1098. [2] وقال الجوزجاني: «كوفيّ المذهب صدوق اللسان» . (أحوال الرجال 81/ 106) ويقصد بكوفيّ المذهب أنه كان يتشيّع. وقال ابن شاهين، نقلا عن الإمام أحمد: كان ثقة، وكان يدلّس أحاديث مناكير. (تاريخ أسماء الثقات 264 رقم 1076) . [3] انظر عن (الفضل بن الموفّق) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 118 رقم 527، والجرح والتعديل 7/ 68 رقم 387، والثقات لابن حبّان 9/ 6، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1101، والمغني في الضعفاء 2/ 514 رقم 4945، وميزان الاعتدال 3/ 360 رقم 6756، وتهذيب التهذيب 8/ 287، 288 رقم 526، وتقريب التهذيب 2/ 112 رقم 55، وخلاصة تذهيب التهذيب 309. ويقال له: «ابن أبي المتّئد» . [4] وقال: «ضعيف الحديث، كان شيخا صالحا قرابة لابن عيينة، وكان يروي أحاديث موضوعة» . (الجرح والتعديل 7/ 68) . [5] ذكره ابن حبّان في «الثقات» . [6] انظر عن (فهد بن عوف) في: التاريخ الصغير للبخاريّ 228، والتاريخ الكبير له 3/ 404 رقم 1345 باسم (زيد بن عوف) ، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 38، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 177 وفيه (فهر) بالراء، وهو تحريف، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 463 رقم 1520، والجرح والتعديل 3/ 570، 571 رقم 2587، والثقات لابن حبّان 9/ 13، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 93 و 142 رقم 233 و 437، والمغني في الضعفاء 2/ 516 رقم 4971، وميزان الاعتدال 3/ 366 رقم 6784، ولسان الميزان 4/ 455 رقم 1405. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 347 أبو ربيعة القُطَعيّ، واسمه زيد، ولَقَبُهُ فهد. روى عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، ووُهَيْب، وأبي عَوَانَة، وشَرِيك، وطائفة. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، ومحمد بن الْجُنَيْد، وآخرون. تركه الفلّاس [1] ، ومسلم [2] . وقال أبو حاتم [3] : ما رأيت بالبصرة أَكْيَس ولا أحلى من أبي ربيعة. قِيلَ لَهُ: فما تَقُولُ فيه؟ قال: يُعْرف ويُنْكَر. وقال أبو زُرْعة: اتهم بسَرِقَة حديثَين [4] . قلت: تُوُفّي في المحرّم سنة تسع عشرة ومائتين [5] .   [1] الجرح والتعديل 3/ 570. [2] فقال في الكنى والأسماء: «متروك الحديث» . [3] في الجرح والتعديل 3/ 570، وقد طوّل في ترجمته ابنه أبي حاتم فقال: «سمعت أبي يقول: ما رأيت بالبصرة أَكْيَس ولا أحلى من أبي ربيعة فهد بن عوف، وكان عليّ بن المديني يتكلّم فيه ... قيل لأبي: ما تقول فيه؟ فقال: تعرف وتنكر، وحرّك يده» . [4] قال ابن أبي حاتم: «سَمِعْتُ أبا زُرْعة يقول: قدم أبو إسحاق الطالقانيّ البصرة فحدّث بحديثين عن ابن المبارك أحدهما عن وهيب، عن عمر بن محمد بن المنكدر، عن سميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «من مات ولم يغز» فلم يلبث إلّا يسيرا حتى أخرج فهد بن عوف هذا الحديث عن وهيب بن خالد فافتضح فيه لأن وهيب الّذي روى عنه ابن المبارك هو: وهيب بن الورد، فأخرج هو عن وهيب بن خالد، وظنّ أن ذاك هو وهيب بن خالد فافتضح. والحديث الآخر حديث تفرّد به ابن المبارك ولا يعلم أن أحدا شارك ابن المبارك في هذا الحديث، عن حمّاد بن سلمة، وليس ذلك في كتب حمّاد بن سلمة، وتجده كتب ابن المبارك، عن حمّاد من أجله، فلما حدّث الطالقانيّ بهذا الحديث لم يلبث إلّا قليلا حتى أخرج أبو ربيعة، عن حمّاد بن سلمة، فتكلّم الناس فيه» . وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي زرعة: يكتب حديثه؟ فقال: أصحاب الحديث ربّما أراهم يكتبونه» . (الجرح والتعديل 7/ 570، 571) . وقال عثمان بن سعيد الدارميّ: قلت ليحيى بن معين: أبو ربيعة؟ قال: ليس لي به علم، لا أعرفه ولم أكتب عنه- يعني زيد بن عوف البصري. (الجرح والتعديل 7/ 571) . وقال البخاريّ: «سكتوا عنه» . وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» (3/ 463) ، ونقل عن ابن المديني أنه يقول: «فهد بن عوف أبو ربيعة صاحب أبي عوانة، كذّاب» . [5] أرّخه ابن حبّان في «الثقات» 9/ 13. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 348 324- فيض بن الفضل [1] . أبو محمد البَجَليّ الكوفيّ. عن: مِسْعَر، ومالك بن مِغْوَلٍ، وعمر بن ذَرّ. وعنه: أبو حاتم الرازيّ، وإبراهيم بن ديزيل، والفضل بن يوسف القصبانيّ، وغيرهم [2] . 325- الفيض بن إسحاق [3] . أبو يزيد الرَّقّي، خادم الفُضَيْل بن عِياض. سمع: الفُضَيْل، ومحمد بن عبد الله بن عُبَيد المُحْرِم. وعنه: محمد بن غالب بن سعيد الأنطاكيّ، وعبد الله بن الربيع الرَّقّي، وهلال بن العلاء [4] .   [1] انظر عن (فيض بن الفضل) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 140 رقم 629 (دون ترجمة) ، وتاريخ الطبري 1/ 354، والجرح والتعديل 7/ 88 رقم 500، والثقات لابن حبّان 9/ 12، وتاريخ جرجان للسهمي 486. [2] قال أبو حاتم: «كتبت عنه سنة مائتين وأربع عشرة» . (الجرح والتعديل 7/ 88) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» . [3] انظر عن (الفيض بن إسحاق) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 486، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 139، 140 رقم 628، والجرح والتعديل 7/ 88 رقم 499، والثقات لابن حبّان 9/ 12. [4] قال ابن سعد: «من أهل الرقة، وكان صاحب حديث وخير وغزو. مات بالرقّة سنة ست عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون» . (الطبقات الكبرى 7/ 486) . وقال أبو حاتم: «أدركته ولم يقض لي السماع منه» . (الجرح والتعديل 7/ 88) . وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «كان ممّن يخطئ» . (9/ 12) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 349 [حرف القاف] 326- القاسم بن كثير القُرَشيّ [1]- ت. ن. - مولاهم المصريّ، قاضي الإسكندريّة. روى عن: أبي غسّان محمد بن مُطَرِّف، واللَّيْث بن سعد. وعنه: أبو محمد الدَّارميّ، ومحمد بن سهل بن عسكر، ويزيد بن سِنان البصْريّ، وآخرون. قَالَ النَّسائيّ: ثقة [2] . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ يونس: يقال إنه من أهلِ العراق، وهو عندي مصريّ. وكان رَجُلا صَالِحًا [4] . تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ ومائتين [5] . 327- قالون المقرئ [6] .   [1] انظر عن (القاسم بن كثير) في: الجرح والتعديل 7/ 118 رقم 674، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1114، والكاشف 2/ 338 رقم 4595، وتهذيب التهذيب 8/ 330، 331 رقم 596، وتقريب التهذيب 2/ 119 رقم 43، وخلاصة تذهيب التهذيب 313. [2] تهذيب الكمال 2/ 1114. [3] الجرح والتعديل 7/ 118. [4] تهذيب الكمال 2/ 1114. [5] تهذيب الكمال 2/ 1114. [6] انظر عن (قالون المقرئ) في: الجرح والتعديل 6/ 290، ومعجم الأدباء 16/ 151، 152 رقم 24، والعبر 1/ 380، ومعرفة الجزء: 15 ¦ الصفحة: 350 صاحب نافع بن أبي نُعَيْم. واسم قالون عيسى بن مِينَا بن وَرْدَان بن عيسى الزُّرَقّي، مولى الزُّهْريّين. أبو موسى المدنّي النَّحْويّ، معلّم العربّية. يقال إنه ربيب نافع، وهو الذي لقّبه قالون بجَوْدة قراءته. وقالون معناه جيّد، وهي لفظة رومّية [1] . حدّث عن شيخه نافع، وعن محمد بن جعفر بن أبي كثير، وعبد الرحمن بن أبي الزَّناد، وغيرهم. وعنه: أبو زُرْعة الرازيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل، وإسماعيل القاضي، وموسى بن إسحاق القاضي، وجماعة. وقرأ عَلَيْهِ القرآن طائفة كبيرة، منهم: ابنه أحمد، وأحمد بْن يزيد الحُلْوانيّ، وأبو نَشِيط محمد بْن هارون، وأحمد بْن صالح المصريّ الحافظ. وانتهى إليه رئاسة الإقراء في زمانه بالحجاز. ورحل إِلَيْهِ النَّاس، وطال عُمره، وبَعُد صِيتُهُ. قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم [2] : سَمِعْتُ عليَّ بْن الحَسَن الهِسِنْجانيّ يَقُولُ: كَانَ قالون شديد الصَّمَم. فلو رَفَعت صوتك حتّى لَا غاية، لَا يسمع، فكان ينظر إلى شَفَتَيِ القارئ فيردّ عَلَيْهِ اللَّحن والخطأ [3] . وقال عثمان بْن خُرَّزَاذ الحافظ: ثنا قالون قال: قَالَ لي نافع: كم تقرأ [عليّ] [4] ، اجلس إلي أسطوانة حتّى أُرسل إليك. وقال أبو عَمْرو الدّانيّ: عرض أيضًا عَلَى عيسى بْن وردان الحذّاء.   [ () ] القراء الكبار 1/ 155، 156 رقم 64، وسير أعلام النبلاء 10/ 326، 327 رقم 79، وميزان الاعتدال 3/ 327 رقم 6621، ودول الإسلام 1/ 133، ومرآة الجنان 2/ 80، والبداية والنهاية 10/ 283، والوفيات لابن قنفذ 166، وغاية النهاية 1/ 615، 616 رقم 2509، والنجوم الزاهرة 2/ 235، وشذرات الذهب 2/ 48. [1] معجم الأدباء 16/ 152. [2] في الجرح والتعديل 6/ 290. [3] وقال ياقوت: «كان قالون أصمّ لا يسمع البوق، وكان إذا قرأ عليه قارئ ألقم أذنه فاه ليسمع قراءته» . (معجم الأدباء 16/ 152) . [4] إضافة من «معرفة القرّاء الكبار 1/ 156، وغاية النهاية 1/ 615» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 351 روى القراءة عَنْهُ: ابناه أحمد وإبراهيم، والحُلْوانيّ، وأحمد بْن صالح، ومحمد بْن عبد الحَكَم القطْريّ، وعثمان بْن خُرَّزاد، ثم سمّى جماعة. قلتُ: تُوُفّي قالون سنة عشرين ومائتين، ورّخه غير واحد، وعاش نيِّفًا وثمانين سنة. وغلط من قال: تُوُفّي سنة خمسٍ ومائتين غَلَطًا بيِّنًا [1] . 328- قَبِيصَةُ بنُ عُقْبة بن محمد بن سفيان بن عقبة [2]- ع. - أبو عامر السّوائيّ الكوفيّ. عن: شعبة، وسفيان، وإسرائيل، وورقاء، وطبقتهم. وعن أكبر منهم كعيسى بن طَهْمان، وفطر بن خليفة، ومالك بن مغول،   [1] أرّخه فيها ياقوت في «معجم الأدباء 16/ 151» . [2] انظر عن (قبيصة بن عقبة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 403، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 484 رقم 177 و 2169 و 4329، ومعرفة الرجال له برواية ابن محرز 1/ رقم 504 و 549 و 553، وطبقات خليفة 172، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 758، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 177 رقم 792، والتاريخ الصغير له 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 78، وتاريخ الثقات للعجلي 388 رقم 1378، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 723، 724، والمعارف لابن قتيبة 526، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 580، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 321 و 343 و 2/ 185 و 189 و 212 و 309، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 23، والجرح والتعديل 7/ 126، 127 رقم 722، والثقات لابن حبّان 9/ 21، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) 2/ 620، 621، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2777، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 621، 622 رقم 986، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 147 رقم 1372، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 272 رقم 1122، وتاريخ جرجان للسهمي 65 و 463 و 526، وتاريخ بغداد 12/ 473- 476 رقم 6947، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 422 رقم 1620، والمعجم المشتمل لابن عساكر 217 رقم 735، والكامل في التاريخ 6/ 418، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1119، 1120، والمعين في طبقات المحدّثين 77 رقم 828، ودول الإسلام 1/ 131، وتذكرة الحفّاظ 1/ 373- 375، والعبر 1/ 368، وميزان الاعتدال 3/ 383، 384 رقم 6861، والكاشف 2/ 340، 341 رقم 4616، والمغني في الضعفاء 2/ 522 رقم 5026، وسير أعلام النبلاء 10/ 130- 135 رقم 16، ومرآة الجنان 2/ 62، والبداية والنهاية 10/ 169، وتهذيب التهذيب 8/ 347- 349 رقم 629، وتقريب التهذيب 2/ 122 رقم 75، ومقدّمة فتح الباري 436، وطبقات الحفّاظ 161، وخلاصة تذهيب التهذيب 314، 315، وشذرات الذهب 2/ 35. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 352 ومِسْعَر، وعاصم بن محمد العُمَرِيّ. وعنه: خ.، وم. ع عَنْ رَجُل عَنْهُ، وعبد بْن حُمَيْد، ومحمود بْن غَيْلان، ومحمد بْن إسحاق الصَّغانيّ، وأبو زُرْعة الرّازيّ، وأحمد بْن سليمان الرّهاويّ، والحارث بْن أَبِي أُسامة، وحفص بْن عُمر سَنْجَة، وخلْق. قال حنبل: قال أبو عبد الله: كان قَبِيصة كثير الغَلَط، وكان رجلًا صالحًا ثقة، لَا بأس به. وأيّ شيء لم يكن عنده، يعني أنّه كثير الحديث [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ [2] : سمعت أبي يذكر أبا حُذَيْفة، فقال: قَبِيصة أثبت منه جدًا، يعني في سُفْيان. وقال ابن مَعِين: قَبِيصة ثقة في كلّ شيء، إلا في حديث سُفيان، ليس بذاك القويّ. فإنّه سمع منه وهو صغير [3] . وقال يعقوب الفَسَويّ [4] : سَمِعْتُ قَبِيصة يَقُولُ: صلَّيت بسُفْيان الفريضة. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: لو حدَّثنا قَبِيصة، عَنِ النَّخَعيّ لَقَبِلْنا منه [5] . وقَالَ ابنُ أبي حاتم [6] : سُئِل أبو زُرْعة عَنْ قَبِيصة، وأبي نُعَيْم فقال: كان قبيصة أفضل الرجلين، وأبو نعيم أتقن الرجلين. وقال أبو حاتم [7] : لم أر من المحدثين من يحفظ ويأتي بالحديث على لفظ   [1] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 272 رقم 1122، تاريخ بغداد 12/ 474، 475، تهذيب الكمال 2/ 119. [2] في العلل ومعرفة الرجال 6/ 386 رقم 758، والجرح والتعديل 7/ 126، وتاريخ بغداد 12/ 474، وتهذيب الكمال 2/ 119. [3] تاريخ بغداد 12/ 474. [4] في المعرفة والتاريخ 1/ 717، وعبارته: «سمعت قبيصة يقول: شهدت عند شريك، فامتحنني في شهادتي، فذكرت ذلك لسفيان، فأنكر على شريك ما فعل وقال: لم يكن له أن يمتحنه. قال: وصلّيت بسفيان الفريضة، ذكر أيّ صلاة كانت فذهب عليّ» . [5] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 580، وتاريخ بغداد 12/ 475، وكان أحمد بن أبي الحواري قال للفريابي: رأيت قبيصة عند سفيان؟ قال: نعم رأيته صغيرا، فذكره لمحمد بن عبد الله بن نمير، فقال ذلك. [6] في الجرح والتعديل 7/ 127. [7] الجرح والتعديل 7/ 126. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 353 واحد لا يغيره سوى قبيصة، وأبي نعيم في حديث الثَّوريّ، وسوى يحيى الحِمّانيّ في حديث شَرِيك، وعليّ بْن الْجَعْد في حديثه. وقال إسحاق بْن سيّار النَّصِيبيّ: ما رأيت من الشيوخ أحفَظَ مِن قَبِيصة [1] . وكان هنّاد بْن السَّرِيّ صالحًا كثير البكاء. فإذا ذكر قَبِيصة قَالَ الرجل الصّالح. وتّدْمَع عيناه [2] . وقال جعفر بْن حَمْدُوَيْه: كنّا عَلَى باب قَبِيصة ومعنا دُلَف بْن أَبِي دُلَف، ومعه الخادم يكتب الحديث. فصار إلى باب قَبِيصة، فدقّ عَلَيْهِ فأبطأ، فعاوَدَه الخادم وقال: ابن ملك الجبل عَلَى الباب، وأنت لَا تخرج إِلَيْهِ؟ فخرج وفي طرف إزاره كسْرة من الخُبْز. فقال: رجلٌ قد رضي من الدّنيا بهذا، ما يصنع بابن الجبل؟ واللَّهِ لَا حدّثْتُهُ. فلم يحدِّثْه [3] . وقال هارون الحمّال: سَمعْتُهُ يَقُولُ: جالست الثّوريّ وأنا ابن ستّ عشرة سنة ثلاث سِنِين [4] . قال مطيّن، وغيره: مات في صفر سنة خمس عشرة، رحمه الله. 329- قَحْطَبَة بن غُدانة [5] . أبو مَعْمَر الْجُشَميّ البصْريّ. عن: هشام الدَّسْتُوَائيّ، وسعيد بن أبي عَرُوبة. سمع منه أبو حاتم، وقال [6] : صَدُوق. 330- قُدَامةُ بنُ محمد بن قُدَامة بن خشرم الأشجعيّ المدنيّ [7]- ن. -   [1] تاريخ بغداد 12/ 475، تهذيب الكمال 2/ 1119. [2] تاريخ بغداد 12/ 475، تهذيب الكمال 2/ 1119. [3] تاريخ بغداد 12/ 476. [4] تهذيب الكمال 2/ 1119. [5] انظر عن (قحطبة بن غدانة) في: تاريخ الطبري 8/ 88، والجرح والتعديل 7/ 149 رقم 832. [6] في الجرح والتعديل 7/ 149. [7] انظر عن (قدامة بن محمد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 179 رقم 805، والجرح والتعديل 7/ 129 رقم 735، وتهذيب الجزء: 15 ¦ الصفحة: 354 عن: إسماعيل بن شيبة الطّائفيّ، وداود بن المغيرة، ومَخْرَمَة بن بُكَيْر. وعنه: أحمد بن صالح الحافظ، وَسَلَمَةُ بن شَبِيب، ومحمد بن عبد الوهّاب الفرّاء، ومحمد بن سَعْد المعوقيّ، وآخرون. 331- قَرَعُوسُ بن العّباس بن قَرعوس بن عُبَيد بن منصور الثَّقفيّ الأندلسيّ [1] . الفقيه صاحب مالك. كان إمامًا صالحًا دَيِّنًا كبير القدْر عالي الإسناد. رحل وأخذ عن: ابن جريج. قال ابن يونس: وفي ذلك نظر. وأخذ عن: سُفيان الثَّوريّ، ومالك، واللَّيث، ثم غلب عليه الفقه واشتهر به وكان يروي «الموطأ» عن مالك. حمل عنه: أصبغ بن الخليل، وعثمان بن أيّوب، وغير واحد. وقال ابن الفَرَضيّ [2] : كان فقيهًا لَا عِلم له بالحديث. قال: وكان ديِّنًا ورِعًا فاضلًا. مات سنة عشرين بالأندلس. 332- قطبة بن العلاء بن المنهال [3] .   [ () ] الكمال (المصوّر) 2/ 1125، والكاشف 2/ 342 رقم 4630، والمغني في الضعفاء 2/ 523 رقم 5034، وميزان الاعتدال 3/ 386 رقم 6871، وتهذيب التهذيب 8/ 365 رقم 648، وتقريب التهذيب 2/ 124 رقم 93، وخلاصة تذهيب التهذيب 315. [1] انظر عن (قرعوس بن العباس) في: تاريخ علماء الأندلس 372، 373 رقم 1084، وطبقات الفقهاء للشيرازي 152، وترتيب المدارك للقاضي عياض 2/ 492، وبغية الملتمس للضبيّ 451 رقم 312، وجذوة المقتبس للحميدي 333 رقم 780، ولسان الميزان 4/ 473 رقم 1485. [2] في تاريخ علماء الأندلس 372. [3] انظر عن (قطبة بن العلاء) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 191 رقم 851، والضعفاء الصغير له 273 رقم 304، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 49، والضعفاء والمتروكين للنسائي 401 رقم 501، وتاريخ الثقات للعجلي 392 رقم 1389، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 541، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 199. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 355 أبو سُفْيان الغَنَويّ الكوفيّ. روى عن: أبيه، وسُفْيان الثَّوريّ. وعنه: عليّ بن حرب، وأحمد بن يوسف السّلميّ، ويعقوب الفَسَويّ، وجماعة. قَالَ البخاريّ [1] : فِيهِ نظر. وقال النَّسائيّ [2] ، وغيره: ضعيف [3] . 333- قيسُ بن محمد بن عِمران الكِنْديّ [4] . عن: عُفَير بن مَعْدان، وغيره. وعنه: العبّاس الرّياشيّ، وأبو حاتم، وجماعة. وثّق [5] .   [ () ] والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 486، 487 رقم 1546، والجرح والتعديل 7/ 141، 142 رقم 792، والمجروحين لابن حبّان 2/ 220، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2076، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 257 ب، والمغني في الضعفاء 2/ 525 رقم 5052، وميزان الاعتدال 3/ 390 رقم 6897، ولسان الميزان 4/ 473، 474 رقم 1488. [1] في الضعفاء الصغير 273 وزاد: «ولا يصحّ حديثه» . وقال في التاريخ الكبير: «ليس بقويّ» . [2] في الضعفاء والمتروكين 401 رقم 501. [3] وقد وثّقه العجليّ، وضعّفه العقيلي فقال: «لا يتابع على حديثه» (الضعفاء الكبير 3/ 486) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يخطئ كثيرا ويأتي بالأشياء التي لا تشبه حديث الثقات عن الأثبات، فعدل به عن مسلك العدوي عن الاحتجاج» . (المجروحون 2/ 220) . وقال ابن عديّ: «ولقطبة عن الثوري وعن غيره أحاديث مقاربة، وأرجو أنه لا بأس به» . (الكامل 6/ 2076) . وقال الحاكم: «ليس بالقويّ عندهم» ، ونقل عن البخاري قوله: فيه نظر. (الأسامي والكنى، ج 1/ ورقة 257 ب) . [4] انظر عن (قيس بن محمد) في: الجرح والتعديل 7/ 104 رقم 589، والثقات لابن حبّان 9/ 15، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1138، والكاشف 2/ 349 رقم 4684، وتهذيب التهذيب 8/ 402 رقم 717، وتقريب التهذيب 2/ 130 رقم 158، وخلاصة تذهيب التهذيب 318. [5] قال ابن حبّان: «يعتبر حديثه من غير روايته عن عفير بن معدان» . (الثقات 9/ 15) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 356 [حرف الكاف] 334- كثيّر بن إياس الدولّي المصريّ. عن: اللّيث، ونافع بن يزيد، ومُفَضَّل بن فَضَالَةَ. ذكره ابن يونس. تُوُفي سنة تسع عشرة ومائتين. 335- كعب بن خُرَيْم المُرّيّ الدّمشقيّ [1] . أبو حارثة. عن: يحيى بن حمزة، ومحمد بن حرب، وجماعة. وعنه: ابنه أحمد، ودُحَيْم، وأبو حاتم الرازيّ. قال دُحَيْم: شيخ صالح [2] . 336- كلثوم بن عمرو [3] .   [1] انظر عن (كعب بن خريم) في: الجرح والتعديل 7/ 163 رقم 920، [2] وسئل عنه أبو حاتم فقال: «صدوق» . [3] انظر عن (كلثوم بن عمرو العتّابيّ) في: عيون الأخبار 1/ 223 و 300، والشعر والشعراء 2/ 740، 741 رقم 201، وطبقات الشعراء لابن المعتز 241- 244 و 261- 264 و 397، ومعجم الشعراء للمرزباني 351، وبغداد لابن طيفور 67 و 68 و 85 و 88 و 173، وتاريخ الطبري 8/ 663، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2533 و 2534 و 2714- 2719 و 3374، والأغاني 13/ 107، والبيان والتبيين 1/ 85 و 2/ 122 و 3/ 15 و 57 و 4/ 53 و 54، والكامل في الأدب للمبرّد 2/ 392، والفهرست لابن النديم 181، 182، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 380 و 381 و 4/ 270 و 271، والجليس الصالح للجريري 1/ 382، 383، والمحاسن والمساوئ 429 و 438، وثمار القلوب 167، وخاص الخاص 112، وأمالي القالي 2/ 135، وتاريخ بغداد 12/ 488- الجزء: 15 ¦ الصفحة: 357 أبو عَمْرو العتّابيّ الأديب الشاعر الإخباريّ. كان خطيبًا بليغًا فصيحًا مُفَوَّهًا. مدح الرشيد والمأمون. وكان يتزهّد ويتصوف ويقلّ من السلطان. وقد قَالَ مرّة للمأمون: يدُك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال. وإنه لَا دِين إلّا بك، ولا دُنيا إلّا معك [1] . ومن شعره: ألا قد نُكّس الدَّهرُ ... فأضحى حُلْوُهُ مُرًّا وقد جرّبت من فيه ... فلم أَحْمَدْهُم طُرًّا فالزِمْ نفسَك الياسَ ... من النّاس تَعِشْ حُرّا [2] وقال الرِّياشيّ: قَالَ مالك بْن طَوْق للعَتّابيّ: يا أبا عَمْرو رأيتك كلّمتُ فلانًا فأطَلْت كلامك. قَالَ: نعم. كانت معي حَيْرَةُ الدّاخل، وفِكْرَةُ صاحبِ الحاجة، وذُلُّ المسألة، وخوف الرد مع شدّة الطّمع [3] .   [ () ] 492 رقم 6961، وربيع الأبرار للزمخشري 3/ 186 و 4/ 16 و 127 و 228 و 252 و 268 و 324 و 454، وتسهيل النظر 142، والوزراء والكتّاب 290، ولباب الآداب 55 و 340 و 349 و 433، والتذكرة الحمدونية 1/ 308 و 2/ 29 و 78، وزهر الآداب 120، وسراج الملوك 59، والعقد الفريد 2/ 100 و 3/ 195 و 4/ 174، ومعجم الأدباء 17/ 26- 31 رقم 12 ووفيات الأعيان 2/ 326 و 4/ 35 و (122- 124) و 389، ومجموعة ورّام 1/ 65، ومختار الأغاني 6/ 249، وفوات الوفيات، رقم 359، والنجوم الزاهرة 2/ 186، وتاريخ الأدب العربيّ لبروكلمان 2/ 36، 37. [1] تاريخ بغداد 12/ 490. [2] الأبيات في تاريخ بغداد 12/ 491. [3] تاريخ بغداد 12/ 491. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 358 [حرف اللام] 337- اللّيث بن عاصم [1]- د. ت. - أبو زرارة القتبانيّ المصريّ. روى عن: ابن عَجْلان، وابن جُرَيْج، وغيرهما. وعنه: يونس بن عبد الأعلى، وحفيده ياسين بن عبد الأحد القِتْبانيّ. وكان صالحًا عابدًا، مُعَمَّرًا، نيَّف عَلَى التّسعين. ومات سنة إحدى عشرة في صَفَر. وهو لَيْث بن عاصم بن كُلَيْب بن خِيار بن خيْر بن أسعد بن ناشرة. وقال ابن أبي حاتم [2] : ليث بن عاصم أبو زُرَارة القِتْبانيّ. روى عن: أبي قَبِيل، وأبي الخير الْجَيْشَانيّ. وعنه: ابن وهْب، وأبو شَريك يحيى بن يزيد المصريّ، وأبو الطّاهر بن السَّرْح. قلت: فهذا الَّذِي ذكره ابن أَبِي حاتم آخر أكبر من صاحب التّرجمة، وهذا عجيب.   [1] انظر عن (اللّيث بن عاصم) في: الجرح والتعديل 7/ 181 رقم 1023، والثقات لابن حبّان 9/ 29، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1155، والكاشف 3/ 13 رقم 4762، وسير أعلام النبلاء 10/ 188، 189 رقم 37، وتهذيب التهذيب 8/ 468، 469 رقم 834، وتقريب التهذيب 2/ 139 رقم 10، وخلاصة تذهيب التهذيب 323. [2] في الجرح والتعديل 7/ 181. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 359 وأمّا شيخنا المِزِّيّ فخلط الترجمتين [1] ، أعني الّذي ذكره ابن أَبِي حاتم بلَيْث بْن عاصم بْن العلاء الخَوْلانيّ الحُداديّ بالضَّمّ والتّخفيف. والظاهر أنّهما واحد، وَهِمَ ابن أَبِي حاتم في نسبته وكنيته. مات قبل ابن وهب.   [1] في تهذيب الكمال 3/ 1155. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 360 [حرف الميم] 338- محمد بن أسعد التغلبيّ [1] . أبو سعيد المكّيّ ثم المِصِّيصيّ. عن: زُهَير بن معاوية، وأبي إسحاق الفَزَاريّ، وعَبْثَرِ بن القاسم، وابن المبارك. وعنه: عبد الله الدَّارميّ، ومحمد بن المُثَنَّى المصريّ، وإسحاق الكَوْسج، وأحمد بن حازم بن أبي غرزة، ومحمد بن أحمد بن الْجُنَيْد الدّقّاق، وآخرون. قال أبو زُرْعة [2] : منكر الحديث [3] . 339- محمد بن أعين [4]- ت. -   [1] انظر عن (محمد بن أسعد التغلبيّ) في: الكنى والأسماء للدولابي 1/ 187، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 30، 31 رقم 1581، وفيه (الثعلبي) وهو تحريف، والجرح والتعديل 7/ 208 رقم 1152، والثقات لابن حبّان 9/ 68 (وفيه: الثعلبي) وقال: «يقال له أيضا: محمد بن سعيد» ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1169 (وفيه أهمل أوله دون تنقيط من فوقه، فلم يعرف إن كان «التغلبي» أو «الثعلبي» ) . والمغني في الضعفاء 2/ 554 رقم 5289، وفيه (التغلبي) ، وميزان الاعتدال 3/ 480 رقم 7216 وفيه (الثعلبي) ، وتهذيب التهذيب 9/ 46، 47 رقم 52 وفيه (التغلبي) ، وتقريب التهذيب 2/ 144 رقم 41، وخلاصة تذهيب التهذيب 327 وفيه (محمد بن إسحاق التغلبي) وهو وهم. [2] الجرح والتعديل 7/ 208. [3] وقال العقيلي: «منكر الحديث» . (الضعفاء الكبير 4/ 30) . [4] انظر عن (محمد بن أعين) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 41 رقم 72، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 114، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 147، والجرح والتعديل 7/ 207 رقم 1146، والثقات لابن حبّان 9/ 65، وتهذيب الجزء: 15 ¦ الصفحة: 361 أبو الوزير المروزيّ خادم ابن المبارك، ووصيه. عنه، وعن: ابن عُيَيْنَة، وفُضَيْل بن عِياض، وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، وابن راهَوَيْه، ومحمد بن عَبْد العزيز بْن أَبِي رَزْمة، وأحمد بن عَبْدة الآمُليّ، وأحمد بن منصور زاج، وآخرون [1] . قال محمد بن عبد الله بن قُهْزاد: مات سنة ثلاث عشرة ومائتين [2] . 340- محمد بن بكّار بن بلال [3]- د. ت. ن. - أبو عبد الله العامليّ الدّمشقيّ، قاضي دمشق. عن: محمد بن راشد المكحولّي، وسعيد بن بشير، وموسى بن عليّ بن رباح، وسعيد بن عبد العزيز، واللَّيث بن سَعْد، وجماعة. وعنه: ابناه هارون والحَسَن، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، والهيثم بن مروان العبْسيّ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد، وأبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم الرازيّ، وجماعة. وذكره أبو زرعة [4] في أهل الفتوى بدمشق.   [ () ] الكمال (المصوّر) 3/ 1176، والكاشف 3/ 20 رقم 4804، وتهذيب التهذيب 9/ 66 رقم 73، وتقريب التهذيب 2/ 146 رقم 60، وخلاصة تذهيب التهذيب 328. [1] ذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: روى عنه المراوزة الحكايات. [2] تهذيب الكمال 3/ 1176. [3] انظر عن (محمد بن بكار بن بلال) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 347، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 44 رقم 82، والتاريخ الصغير له 233، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 60، 61، والجرح والتعديل 7/ 211، 212 رقم 1173، والثقات لابن حبّان 9/ 60، 61، وفيه (محمد بن بكار بن هلال) ، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 92، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 68 و (213- 216) و 357 وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1178، والكاشف 3/ 22 رقم 4815، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 833، والبداية والنهاية 10/ 270، 271، والوافي بالوفيات 2/ 255 رقم 666، وتهذيب التهذيب 9/ 74، 75 رقم 91، وتقريب التهذيب 2/ 147 رقم 74، وخلاصة تذهيب التهذيب 9/ 74، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 130، 131 رقم 1342. [4] في تاريخه 1/ 60، 61. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 362 وقال ابن أبي حاتم [1] : كتب عنه أبي بمكة، وقال: هو صدوق. وقال ابنه: تُوُفّي سنة ستّ عشرة ومائتين، ووُلِد سنة اثنتين وأربعين ومائة [2] . أمّا- محمد بْن بكّار الرّيّان فمن أقرانه، لكنّه تأخر عَنْهُ. 341- محمد بن بلال [3]- د. ت. - أبو عبد الله الكنديّ البصريّ التّمّار. عن: همام بن يحيى، وعمران القطّان، وعبد الحَكَم القَسْملّيّ، وحرب بن ميمون الأنصاريّ. وعنه: أحمد بن سِنان، وأحمد بن الأزهر، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَالْبُخَارِيُّ في كتاب «الأدب» ، وعثمان بن طالوت، والكُدْيميّ، وجماعة. قال أبو داود: ما سمعت إلا خيرًا [4] . وقال ابن عدي [5] : أرجو أنه لا بأس به. وهو معرّف عن عمران القطّان [6] .   [1] في الجرح والتعديل 7/ 212 وزاد بعد قوله: بمكة: «سنة خمس عشرة ومائتين» . [2] وقال أبو زرعة: شهدت جنازة ابن بكار في منصرفه من الحج في استقبال سنة ست عشرة ومائتين. (تاريخ دمشق 37/ 216) . [3] انظر عن (محمد بن بلال) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 43 رقم 80، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 37 رقم 1584، والجرح والتعديل 7/ 210 رقم 1163، والثقات لابن حبّان 9/ 60، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2144، 2145، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1179، 1180، والكاشف 3/ 23 رقم 4824، والمغني في الضعفاء 2/ 560 رقم 5338، وميزان الاعتدال 2/ 493 رقم 7284، وتهذيب التهذيب 9/ 82 رقم 103، وتقريب التهذيب 2/ 148 رقم 84، وخلاصة تذهيب التهذيب 429. [4] تهذيب الكمال 3/ 1180. [5] في الكامل 6/ 2145. [6] قال العقيليّ: «وعمران القطان بصريّ يهمّ في حديثه كثيرا» . (الضعفاء الكبير 4/ 37) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 363 342- محمد بن الحسن بن زَبَالَة المخزوميّ [1]- د. ق. - مولاهم أبو الحسن المدنّي، أحد الضُّعفاء. روى عن: أسامة بن زيد بن أسلم، ومالك، وسليمان بن بلال، والدَّراورديّ، وخلْق كثير من أهل المدينة ضعفاء ومَجَاهيل. وعنه: أحمد بن صالح المصريّ، وأبو خَيْثَمة، وهارون الحمّال، والزُّبَير بْن بكّار، وعبد اللَّه بْن أَحْمَد بن أبي مَسَرَّة، وآخرون. رماه ابن مَعِين بالكذب [2] . وقال أحمد بْن صالح: كتبت عَنْهُ مائة ألف حديث، ثم تبيّن لي أنّه كَانَ يضع الحديث فتركته [3] . وما رَأَيْت أحدًا أعلم بالمغازي والأنساب منه. وقال أبو داود: كذاب [4] . وقال النَّسائيّ [5] : متروك. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [6] : أَنْكَرَ مَا رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ   [1] انظر عن (محمد بن الحسن بن زبالة) في: التاريخ لابن معين برواية الدوري 1/ 510، 511، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 67 رقم 154، والضعفاء الصغير له 274 رقم 314، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 135 رقم 229، والضعفاء والمتروكين للنسائي 203 رقم 535، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 147، وتاريخ الطبري 7/ 348 و 536 و 539- 541 و 546 و 561 و 582 و 583 و 591 و 598 و 599 و 601 و 612، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 58 رقم 1609، والجرح والتعديل 7/ 227، 228 رقم 1254، والمجروحين لابن حبّان 2/ 274، 275، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2180، 2181، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 152 رقم 474، والإرشاد للخليلي 12 و 39، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1187، 1188، والكاشف 3/ 29 رقم 4867، وميزان الاعتدال 3/ 514، والمغني في الضعفاء 2/ 568 رقم 5408، وتهذيب التهذيب 9/ 115، 116 رقم 160، وتقريب التهذيب 2/ 154 رقم 138، وخلاصة تذهيب التهذيب 332. [2] قال في تاريخه 2/ 510 و 511: «ليس بثقة، كان يسرق الحديث» ، و «كان كذّابا، ولم يكن بشيء» . وانظر: الجرح والتعديل 7/ 228، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 58. [3] حتى هنا في تهذيب الكمال 3/ 1188. [4] تهذيب الكمال 1188. [5] في الضعفاء والمتروكين 203 رقم 535. [6] في الكامل 6/ 2189 و 2181. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 364 عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْتُتِحَتِ الْقُرَى بِالسَّيْفِ وَافْتُتِحَتِ المَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ» [1] . قُلْتُ: كَانَ إِخْبَاريًّا عَلَامَةً، أَكْثَرَ عَنْهُ الزُّبَيْرُ. وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ [2] ، وَقَالَ: لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ [3] . 343- محمد بن حُمَيَد الطّوسيّ الأمير [4] . كان مقدَّم الجيش الذين حاربوا بابك الخرّميّ، فقُتِل إلى رحمة الله وعفّوه، فوُلّي بعده على الجيوش عليّ بن هشام، إلى أن قُتِل أيضًا في قتال الخُرَّميّة سنة سبْع عشرة. وكان مَقْتَل محمد في سنة أربع عشرة. 344- محمد بن خالد بن عَثْمَة الحنفيّ البصريّ [5]- ع. -   [1] وأخرجه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» 7/ 228، والعقيلي في «الضعفاء الكبير» 4/ 58 وقال: لا يتابعه إلّا من مثله أو دونه. وأخرجه الخليلي في «الإرشاد» 1/ 12. [2] قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْ محمد بن الحسن بن زبالة المديني فقال: ما أشبه حديثه بحديث عمر بن أبي بكر المؤمّلي، والواقدي، ويعقوب الزهري، والعباس بن أبي شملة، وعبد العزيز بن عمران الزهري، وهم ضعفاء مشايخ أهل المدينة. وسأله أيضا فقال: واهي الحديث، ضعيف الحديث، ذاهب الحديث، منكر الحديث، عنده مناكير، وليس بمتروك الحديث. وسئل أبو زرعة عن محمد بن الحسن بن أبي الحسن فقال: هو ابن زبالة وهو واهي الحديث. (الجرح والتعديل 7/ 228) . [3] وقال البخاري: «عنده مناكير» . (الضعفاء الصغير 274 رقم 314) ، ونقل في تاريخه الكبير 1/ 67 قول ابن معين: كان يسرق الحديث. وقال الجوزجاني: «لم يقنع الناس بحديثه» . (أحوال الرجال 135 رقم 229) . وقال ابن حبّان: «كان ممّن يسرق الحديث ويروي عن الثقات ما لم يسمع منهم من غير تدليس عنهم» . وذكر قول ابن معين: ليس بثقة يسرق الحديث. (المجروحون 2/ 275) . وذكره الدارقطنيّ في «الضعفاء» 152 رقم 474. وقال الخليلي: «ليس بالقويّ» . (الإرشاد 1/ 12) . [4] انظر عن (محمد بن حميد الأمير) في: المعارف لابن قتيبة 391، وبغداد لابن طيفور 116، 117، وتاريخ الطبري 8/ 619 و 622 و 9/ 23 و 24 و 55، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2686، والكامل في التاريخ 6/ 404 و 407 و 412 و 413 و 456 و 478، والعيون والحدائق 3/ 373 و 414 و 463، ودول الإسلام 1/ 130. [5] تقدّمت ترجمته في الجزء السابق برقم (325) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 365 وعَثْمَة هي أمّه. روى عن: مالك، وسليمان بن بلال، وسعيد بن بشير، وجماعة. وعنه: بندار، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو قلابة الرقاشي، وآخرون. قال أبو حاتم: صالح الحديث. ذكره عبد الرحمن بن منده فيمن مات سنة إحدى عشرة ومائتين. 345- محمد بن أبي الخصيب الأنطاكيّ [1] . عن: مالك بن أنس، وابن لَهِيعَة. وثّقه الخطيب. وعنه: إبراهيم الحربيّ، وتَمْتَام، وجماعة. تُوُفّي سنة ثمان عشرة، وكان صَدُوقًا. 346- محمد بن رويز بن لاحق [2] . شيخ بصريّ. يروي عن: شُعْبة، وجماعة. وعنه: حاتم بن اللَّيث، ومحمد بن سليمان الباغنديّ، وأبو حاتم [3] ،   [1] انظر عن (محمد بن أبي الخصيب) في: تاريخ بغداد 5/ 249، 250 رقم 2736. [2] انظر عن (محمد بن رويز) في: الجرح والتعديل 7/ 254 رقم 1395 وفيه «محمد بن روين» بالنون، بدل الزاي، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 152، وقد قال: «رويز» الراء غير معجمة ومضمومة، وآخر الاسم زاي. (151) والد محمد بن رويز البصري، روى ابنه عن صالح المرّي، والليث بن سعد. روى عنه علي بن المديني. (152) ، وكذا ذكره الذهبي في «المشتبه» 2/ 660 وغلط فقال: «رويز بن محمد بن رويز، بصري، عن شعبة ... والصحيح: «محمد بن رويز» فهو الّذي يروي عن شعبة، وروى عنه الباغندي. [3] قال ابن أبي حاتم: محمد بن روين العبديّ البصري، وهو ابن روين بن عبد الرحمن بن لاحق العنبري. روى عن: عطاف بن خالد، وصالح المرّي، وسوار بن عبد الله القاضي، وحمزة بن أبي حمزة النصيبي. سمع منه أبي أيام الأنصاري. وروى عنه، وسألته عنه فقال: هو صدوق. (الجرح 7/ 254) . وذكره الذهبيّ أيضا باسم «محمد بن روين بن لاحق البصري، عن حمزة بن ميمون الجزري» . (المشتبه 1/ 328) وأعاده مرة أخرى فقال: محمد بن روين، عن شعبة، وعنه محمد بن سليمان الجزء: 15 ¦ الصفحة: 366 وقال: صَدُوق. 347- محمد بن زُرْعة الرعيني [1] . روى عن: الوليد بن مسلم، وابن شُعَيْب، وجماعة. وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقيّ. ثقة، حافظ، من أصحاب الوليد. تُوُفّي سنة ستّ عشرة [2] 348- محمد بن زياد [3] . أبو إسحاق المقدسيّ. عن: إبراهيم بن أبي عَبْلَة، وأبي المُرَجَّى المُوَقّريّ. وعنه: موسى بن سهل الرملي، ومحمد بن عوف الحمصيّ. قال أبو حاتم [4] : صالح، لم يقدّر لي أن أكتبَ عنه. 349- محمد بن سعيد بن سابق الرازيّ [5]- د. -   [ () ] الباغندي. (المشتبه 1/ 339) وهكذا اضطرب الأمر على الذهبي- رحمه الله- فقيّده تارة «رويز» بالزاي، وتارة «روين» بالنون. بينما قيّده هنا «رويز» بالزاي، مما يقوّي قول العسكري في تصحيفات المحدّثين، والله أعلم. [1] انظر عن (محمد بن زرعة الرعينيّ) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 115، حسب فهرس الأعلام، ولم نجده في المتن، وتاريخ الثقات للعجلي 404 رقم 1454، والثقات لابن حبّان 9/ 79، 80، وقال محقّقه في الحاشية (2) : «لم نظفر به» !، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 291 ب. و (مخطوطة التيمورية) 38/ 89 ولم يفرد له ترجمة بل ذكره فيمن روى عن محمد بن شعيب البيروتي، وقد تحرّف إلى «الحريمي» بدل «الرعينيّ» ، وكذا أثبتناه في «موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي» (من تأليفنا) 4/ 183 رقم 1414، فليصحّح. وانظر مقدّمة تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 74. [2] وثّقه العجليّ، وورّخ وفاته ابن حبّان: وقال: «وكان ثقة متقنا يحفظ» . (الثقات 9/ 80) . [3] انظر عن (محمد بن زياد) في: الجرح والتعديل 7/ 258 رقم 1414، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 13 ب. [4] الجرح والتعديل 7/ 258. [5] انظر عن (محمد بن سعيد بن سابق) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 96 رقم 264، والجرح والتعديل 265 رقم 1446، والثقات الجزء: 15 ¦ الصفحة: 367 نزيل قزوين. روى عن: أبيه، وأبي جعفر الرازيّ، وزُهير بن معاوية، وعَمْرو بن أبي قيس، وطائفة. وعنه: أحمد بن أبي سُرَيْج، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم، ويحيى بن عبدك، ومحمد بن أيّوب الرّازيُّون، وجماعة. وثّقه يعقوب بن شَيْبة [1] . وتُوُفّي سنة ستّ عشرة [2] . 350- محمد بن سابق [3]- خ. ت. - أبو جعفر [4] البغداديّ البزّاز، مولى بنى تميم. سمع: مالك بن مِغْوَلٍ، وشَيْبان بن عبد الرحمن النَّحْويّ، ووَرْقَاء بن عمرو، وإبراهيم بن طهمان، وجماعة.   [ () ] لابن حبّان 9/ 62، وتاريخ جرجان للسهمي 95، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1202، والكاشف 3/ 42 رقم 4948، وتهذيب التهذيب 9/ 187، 188 رقم 281، وتقريب التهذيب 2/ 164 رقم 251، وخلاصة تذهيب التهذيب 338. [1] تهذيب الكمال 3/ 1202، وذكره ابن حبّان في ثقاته. [2] تهذيب الكمال 3/ 1202. [3] انظر عن (محمد بن سابق) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 324، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 111 رقم 316، والتاريخ الصغير له 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19، والزهد لأحمد 109 و 242 و 272 و 316 و 442، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 758 و 3/ 145، وتاريخ الثقات للعجلي 404 رقم 3457، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 134، والجرح والتعديل 7/ 283 رقم 1528، والثقات لابن حبّان 9/ 61، وتاريخ بغداد 5/ 338- 341 رقم 2858، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 103 أ، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 651 رقم 1043، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 180 رقم 1442، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 439، 440 رقم 1684، والمعجم المشتمل لابن عساكر 240 رقم 825، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1199، 1200، والكاشف 3/ 40 رقم 4937، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 835، والمغني في الضعفاء 2/ 583 رقم 5538، وميزان الاعتدال 3/ 555 رقم 7568، وتهذيب التهذيب 9/ 174، 175 رقم 260، وتقريب التهذيب 2/ 163 رقم 235، وخلاصة تذهيب التهذيب 337. [4] كنّاه العجليّ: «أبو سعيد» . (تاريخ الثقات 404) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 368 وعنه: أحمد بن حنبل، وأبو خَيْثَمَة، وعبّاس الدوري، ومحمد بن غالب تمتام، وأحمد بن أبي خَيْثَمَة، وآخرون. روى عَنْهُ: البخاريّ في كتاب «الأدب» [1] . وقال في «الصّحيح» [2] : ثنا محمد بْن سابق أو الفضل [3] بْن يعقوب، عَنْهُ، وذلك في كتاب الوصايا من «الجامع الصحيح» . تُوُفّي سنة ثلاث عشرة [4] . قال يعقوب بن شَيْبَة: صَدُوقٌ [5] . وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [6] . وَقِيلَ مات سنة أربع عشرة، نقله ابن قانع، وأحمد بن كامل. ونقل الأول مُطَيّن [7] . 351- محمد بن سعيد بن سليمان [8]- خ. ت. - أبو جعفر الكوفيّ المعروف بابن الأصبهانيّ.   [1] روى عنه حديثين، برقم (157) (ص 67) ورقم (332) (ص 122) . [2] ج 3/ 199 في آخر باب بالوصايا، باب قضاء الوصيّ ديون الميّت بغير محضر من الورثة. [3] وفي رجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 651 رقم 1043 وقع: «نا محمد بن سابق، والفضل» ، وهو خطأ، والصحيح «أو الفضل» كما عند البخاري. [4] ورّخه فيها محمد بن عبد الله الحضرميّ مطيّن. (تاريخ بغداد 5/ 341) بينما ورّخه البخاري في تاريخه الكبير والصغير، وابن حبّان في ثقاته، وابن قانع (تاريخ بغداد 5/ 341) بسنة 214 هـ-. وكذلك الكلاباذي وهو ينقل عن البخاري. وذكر ابن عساكر التاريخين في (المعجم المشتمل 240) . [5] وعبارته في (تاريخ بغداد 5/ 340) : «كان شيخا صدوقا ثقة وليس ممن يؤثر الضبط للحديث» . [6] تاريخ بغداد 5/ 340. [7] تقدّم الكلام في هذا. [8] انظر عن (محمد بن سعيد بن سليمان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 95 رقم 258، والتاريخ الصغير له 227، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 224، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 134، والجرح والتعديل 7/ 265 رقم 1447، والثقات لابن حبّان 9/ 63، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 175، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 102 ب، 103 أ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 241 رقم 829، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1202، والكاشف 3/ 42 رقم 4949، وتهذيب التهذيب 9/ 188، 189 رقم 282، وتقريب التهذيب 2/ 164 رقم 252، وخلاصة تذهيب التهذيب 338. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 369 سمع: القاسم بن معن المسعوديّ، وأبا الأحوص شَرِيك بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك، وجماعة. وعنه: خ. وت. عَنْ رَجُل عَنْهُ، وأحمد بْن ملَاعب، وإسماعيل سَمُّوَيْه، وبِشْر بْن موسى، وآخرون. وَصَفه بالإتقان يعقوب بن شَيْبة [1] ، وغيره. وَلَقَبُهُ حمدان. قَالَ أبو حاتم [2] : كَانَ حافظًا يُحدِّث من حفظه. لم يكن بالكوفة. أتقن حفظًا منه. وكان لَا يقبل التَّلْقين. قلت: تُوُفّي سنة عشرين [3] . 352- محمد بن سعيد بن الفضل [4] . أبو الفضل القُرَشّي الدّمشقيّ المقرئ. كان أبوه يروي عن ابن عَوْن وطبقته بدمشق. وهو روى عن: اللّيث، وابن لَهِيعة، والهيثم بن حميد، وطائفة. روى عنه: الحسن بن علي الحلواني، ومحمود بن سميع، وجماعة. قال ابن عساكر [5] : ذكره ابن أبي حاتم [6] . 353- محمد بن سعيد القرشي البصري [7] . روى عن: حمزة بن واصل، وحمّاد بن سلمة.   [1] تهذيب الكمال 3/ 1203. [2] الجرح والتعديل 7/ 265 وفيه زيادة: «ولا يقرأ من كتب الناس» . [3] ورّخه بها: البخاري في تاريخيه الكبير والصغير، وأبو نعيم الأصبهاني في ذكر أخبار أصبهان. وقال ابن حبّان في «الثّقات» : «مات سنة عشرين ومائتين أو قبلها أو بعدها بقليل» . [4] انظر عن (محمد بن سعيد) في: الجرح والتعديل 7/ 266 رقم 1452، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 528. [5] في تاريخ دمشق. [6] في الجرح والتعديل. [7] انظر عن (محمد بن سعيد القرشي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 96 رقم 263، والجرح والتعديل 7/ 264، 265 رقم 1444، وتاريخ بغداد 5/ 305، 306 رقم 2815. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 370 وعنه: عبد الرحمن بن الأزهر البلخي، ومحمد بن حاتم المصيصي، وأبو زرعة، وطائفة. نزل بغداد [1] . يأتي بعد الثلاثين [2] . 354- محمد بن سليمان بن أبي داود الحرّانيّ [3]- ن. - أبو عبد الله، ولقبه بُومة. عن: أبيه، وشُعَيْب بن أبي حمزة، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وفِطْر بن خليفة، وأبي جعفر الرازيّ، وجعفر بن بُرْقان، وعدّة. وعنه: حفيده سليمان بن عبد الله، وسليمان بن سيف، وأحمد بن سليمان الرُّهاويّ، ومحمد بن يحيى الحرّانيّ، وطائفة. وثّقه النَّسائيّ [4] . وقال ابن حبّان في «الثّقات» [5] : مات سنة ثلاث عشرة. وقال أبو حاتم [6] : منكر الحديث.   [1] قَالَ ابن أَبِي حاتِم: «سَمِعَ منه أَبِي ولم يحدّث عنه، سمعته يقول: هو منكر الحديث، مضطرب الحديث، ضعيف، كان عفّان اتّكأ عليه» . (الجرح والتعديل 7/ 265) . وقال ابن أبي حاتم أيضا: سألت أبا زرعة، عن محمد بن سعيد بن زياد البصري فقال: ضعيف الحديث. كتبت عنه بالبصرة وكتب عنه أبو حاتم ببغداد، وليس بشيء وترك حديثه ولم يقرأ علينا. (تاريخ بغداد 5/ 305، 306) . [2] ورّخ ابن قانع وفاته بسنة إحدى وثلاثين ومائتين. (تاريخ بغداد 5/ 306) . [3] انظر عن (محمد بن سليمان بن أبي داود) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 98 رقم 271، والجرح والتعديل 7/ 267 رقم 1459، والثقات لابن حبّان 9/ 69، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 608- 611، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1205، والكاشف 3/ 44 رقم 4961، والمغني في الضعفاء 2/ 587 رقم 5579، وميزان الاعتدال 3/ 569 رقم 7620، وتهذيب التهذيب 9/ 199، 200 رقم 310، وتقريب التهذيب 2/ 166 رقم 271، وخلاصة تذهيب التهذيب 339، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 190 رقم 1431. [4] تاريخ دمشق 37/ 609، تهذيب الكمال 3/ 1205. [5] ج 9/ 69. [6] الجرح والتعديل 7/ 267. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 371 قلت: تفرّد بالرواية عَنْ جماعةٍ قدماء. 355- محمد بن سليم [1] . أبو عبد الله الكوفيّ البغداديّ القاضي. حدّث عن: شَرِيك، وإبراهيم بن سَعْد، وهُشَيْم. روى عنه: كاتب الواقدي. وكتب عنه أبو حاتم وضعفه [2] . وقال ابن معين: ليس بثقة [3] . قيل: ولي قضاء ببغداد [4] . 356- محمد بن الصلت بن الحجاج [5]- خ. ت. ن. ق. -   [1] انظر عن (محمد بن سليم) في: الجرح والتعديل 7/ 275 رقم 1488، وتاريخ بغداد 5/ 325، 326 رقم 2849، والمغني في الضعفاء 2/ 589 رقم 5596، وميزان الاعتدال 3/ 574 رقم 7645، ولسان الميزان 5/ 192 رقم 668. [2] قال: «أثنى عليه الأعين وأفادني عنه وكتبت عنه على ضعف فيه» . [3] الجرح والتعديل 7/ 275 وزاد: «يكذب في الحديث» . [4] قال الحسين بن فهم: محمد بن سليم يكنى أبا عبد الله العبديّ وقد سمع سماعا كثيرا، وولي القضاء ببادرايا وباكسايا أيام المأمون، ورأيت أصحاب الحديث يتّقون حديثه والرواية عنه. وقال ابن معين أيضا: وأما ابن سليم، فهو والله صاحبنا، وهو لنا محبّ، ولكن ليس فيه حلية البتّة، وما رأيت أحدا قط يشير بالكتاب عنه ولا يرشد إليه. (تاريخ بغداد 5/ 326) . [5] انظر عن (محمد بن الصلت) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 409، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 118 رقم 345، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 768، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 134، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 38، والجرح والتعديل 7/ 288، 289 رقم 1567، والثقات لابن حبّان 9/ 77، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 102 ب، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 654 رقم 1049، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 2/ 460 رقم 1756، والمعجم المشتمل لابن عساكر 246 رقم 847، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1212، 1213، والكاشف 3/ 48 رقم 4991، والمغني في الضعفاء 2/ 594 رقم 5639، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 837، وميزان الاعتدال 3/ 585 رقم 7705، والوافي بالوفيات 3/ 162 رقم 126، وتهذيب التهذيب 9/ 232، 233 رقم 367، وتقريب التهذيب 2/ 171 رقم 324، وخلاصة تذهيب التهذيب 342. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 372 أبو جعفر الأسديّ. مولاهم الكوفيّ الأصمّ. عن: فُلَيْح بن سليمان، ومنصور بن أبي الأسود، وعبيد الله بن إياد بن لقيط، وعبد الرحمن بن سليمان بن الْغَسِيلِ، وزُهَيْر بن معاوية، وأبي كُدَيْنة يحيى بن المُهَلَّب، وخلْق. وعنه: خ. وت. ن. ق.، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، والحسن بْن عليّ بْن عفّان، وعبّاس الدُّوريّ، وعبد اللَّه الدّارميّ، وأبَوَا زُرْعَة [1] ، وأبو حاتم، ومحمد بْن إسماعيل السُّلَميّ، ومحمد بْن الحسين الحنينيّ، وخلْق. وثقة أبو حاتم [2] ، وغيره. تُوُفي سنة ثمان عشرة، وقيل سنة تسع عشرة ومائتين [3] . 357- محمد بن عاصم [4] بن حفص [5] بن تُذراق [6] بن ذكوان بن ينّاق- ق. - أبو عبد الله المعافريّ، مولاهم البصريّ. عن: مالك، ومُفَضَّل بن فَضَالَةَ، وهَمّام بن إسماعيل. وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، وعبد الرحمن [7] بن عبد الله بن   [1] أبوا زرعة، هما: أبو زرعة الرازيّ، وأبو زرعة الدمشقيّ. [2] الجرح والتعديل 7/ 289، وقال ابن نمير: محمد بن الصلت كان ثقة وأبو غسان النهدي أحبّ إليّ منه. وسئل أبو زرعة الرازيّ عنه فقال: ثقة. [3] المعجم المشتمل لابن عساكر 246. [4] انظر عن (محمد بن عاصم) في: الجرح والتعديل 8/ 45 رقم 209، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 321 في ترجمة إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، ووفيات الأعيان 1/ 239، وتهذيب الكمال 3/ 1215، والكاشف 3/ 50 رقم 5004، وتهذيب التهذيب 9/ 240 رقم 382، وتقريب التهذيب 2/ 173 رقم 339، وخلاصة تذهيب التهذيب 343. [5] هكذا في الأصل، والجرح والتعديل. وفي تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب، والتقريب، والخلاصة «جعفر» ، وفي أثناء الترجمة ذكره ابن حجر في التهذيب «حفص» وهو ينقل عن «الكامل» لابن عديّ (1/ 321) . [6] هكذا في كل المصادر، إلّا «الجرح والتعديل» ففيه: «ترناق» . [7] في الكامل لابن عدي، وتهذيب التهذيب: «محمد بن عبد الله بن عبد الحكم» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 373 عبد الحَكَم، وأبو زُرْعَة، وأبو حاتم وقد التقاه بمكّة [1] . وثقه أَبُو سعَيِد بْن يُونُس وقال: تُوُفّي فِي خامس صَفَر سنة خمس عشرة [2] . 358- محمد بن عبّاد بن زياد المَعَافِريّ الإسكندرانيّ. عن: عبد الرحمن بن أبي شُرَيْح. وعنه: أبو يحيى الوقّاد، وهانئ بن المتوكّل. تُوُفّي سنة ثمان عشرة. 359- محمد بن عبّاد بن زياد المُزَنّي [3] . أبو جعفر الكوفيّ الخزّاز، نزيل الرّيّ. عن: الدَّرَاوَرْديّ، وهُشَيْم، وطبقتهما. وعنه: أبو حاتم وقال: صَدُوق. 360- محمد بن عباد بن عبّاد بْنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الْمُهَلَّبِيُّ [4] .   [1] الجرح والتعديل 8/ 45. [2] وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ثنا محمد بن عاصم بن حفص، وكان من ثقات أصحابنا. (الكامل 1/ 321) . [3] انظر عن (محمد بن عبّاد المزني) في: الجرح والتعديل 8/ 14، 15 رقم 61. [4] انظر عن (محمد بن عبّاد بن عبّاد) في: تاريخ خليفة 474، وبغداد لابن طيفور 47، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 175 رقم 529، والجرح والتعديل 8/ 14 رقم 19، والثقات لابن حبّان 9/ 104، وتاريخ بغداد 2/ 371- 373 رقم 881، والكامل في التاريخ 6/ 420، والعقد الفريد 1/ 225، والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 215، وسير أعلام النبلاء 10/ 189، 190 رقم 39، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 137، والتذكرة الحمدونية 2/ 223 و 312، وربيع الأبرار 1/ 844، والمستطرف 1/ 116، وعيون الأخبار 3/ 175، والمحاسن والأضداد 52، والمستجاد من فعلات الأجواد 179، والبصائر والذخائر 2/ 1/ 221 و 2/ 2/ 761، والمحاسن والمساوئ 188، ومحاضرات الأدباء 1/ 586، ونهاية الأرب 3/ 205، وغرر الخصائص 284، والوافي بالوفيات 3/ 153 رقم 1163، وطبقات الشعراء لابن المعتزّ 268، وثمار القلوب 187، وخلاصة تذهيب التهذيب 194، والنجوم الزاهرة 2/ 217، ورغبة الآمل 4/ 138، والأنساب 11/ 542، 543، واللباب 3/ 276. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 374 أمير البصرة. روى عن: أبيه، وهُشَيْم. وعنه: إبراهيم الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبو العيناء محمد بن القاسم. وكان جوادا ممدحا من سروات بني المهلب. قال عبد الله بن أبي سعد الوراق: ثنا يزيد بْن محمد بْن المهلَّب: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كتب منصور بْن المهديّ إلى محمد بْن عبّاد يشكو دَيْنًا وضيقًا وجَفْوة سلطان، فأرسل إِلَيْهِ محمد بْن عبّاد عشرة آلاف دينار [1] . قلت: منصور هُوَ أخو هارون الرشيد، وما كَانَ محمد مَعَ كرمه وحشمته لِيَصِلَه، وقد عرّض بالطلب بأقلّ من عشرة آلاف دينار. وقال أبو العَيْنَاء: قَالَ المأمون لمحمد بْن عبَّاد: أردت أن أولّيك فمنعني إسرافُك في المال. فقال: مَنْعُ الْجُود سوء ظَنٍّ بالمعبود [2] . فقال: لو شئت أنفقت، عَلَى نفسك، فإنّ هذا المال الَّذِي تنفقه ما أبعدَ رجوعه إليك. فقال: يا أمير المؤمنين، من لَهُ مولى غنيّ لَا يفتقر. فقال المأمون للنّاس: من أراد أن يكرمني، فلْيكْرمْ ضيفي محمد بْن عبّاد، فجاءت إِلَيْهِ الأموال من كل ناحية، فما برح وعنده منها درهم. وقال: الكريم لا تحنّكه التّجارب [3] .   [1] تاريخ بغداد 2/ 371. [2] عيون الأخبار 3/ 175، وكتاب بغداد لابن طيفور 47، والمحاسن والأضداد 52، والمستجاد من فعلات الأجواد 179، والبصائر والذخائر 2/ 1/ 221 و 2/ 2/ 761، وتاريخ بغداد 2/ 372، والتذكرة الحمدونية 2/ 256 و 312 و 313 رقم 670 و 818، ونثر الدر 1/ 355، ومحاضرات الأدباء 1/ 570 و 586، ضمن حديث شريف، والمحاسن والمساوئ 188، وغرر الخصائص 284، والتمثيل والمحاضرة 440، ونهاية الأرب 3/ 295، والفصول المهمة لابن الصبّاغ المغربي 1/ 113 وينسبه للإمام علي، والعقد الفريد 1/ 225، والنجوم الزاهرة 2/ 217، والوافي بالوفيات 3/ 153، والأنساب 11/ 543. [3] تاريخ بغداد 2/ 372، الأنساب 11/ 543. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 375 قَالَ أبو الشيخ: نا محمد بْن يحيى البصْري: ثنا عمّي قَالَ: دخل محمد بْن عبّاد عَلَى المأمون، فقال: كم دَيْنَك يا أبا عبد الله؟ قَالَ: ستُّون ألف دينار. قَالَ: يا خازن أعطِه مائة ألف دينار. وروى ابن الأنباريّ، عَنْ أبيه، عَنِ المغيرة بْن محمد، وغيره قَالَ: قَالَ المأمون لمحمد بْن عبّاد: بلغني أنّه لَا يَقْدَم أحدٌ البصْرَة إلّا أضَفْتَه. فقال: مَنْع الْجُود سُوءُ ظنٍّ بالمعبود. فاستحسنه منه وأعطاه المأمون ما مبلغه ستّة آلاف ألف درهم [1] . ومات محمد وعليه خمسون ألف دينار دَيْنًا [2] . وقال الغُلابيّ: قِيلَ للعُتْبيّ: مات محمد بْن عبّاد. فقال: نَحْنُ مُتْنا بفَقْده، وهو حيٌّ بمَجْده [3] . كانت وفاته سنة ستّ عشرة ومائتين [4] . 361- محمد بن عبد الله بن زياد [5] . أبو سَلَمَةَ الأنصاريّ البصْريّ. روى عن: مالك بن دينار، وحُمَيْد، وسليمان التَّيْميّ، وقرة بن خالد. وعنه: يحيى بن خذام، ومحمد بن صالح بن النطاح البغدادي. وهو صاحب مناكير عن مالك بن دينار [6] .   [1] تاريخ بغداد 2/ 372. [2] تاريخ بغداد 2/ 372، الأنساب 11/ 543، اللباب 3/ 276. [3] تاريخ بغداد 2/ 373. [4] ورّخه ابن السمعاني في الأنساب 11/ 543، وتابعه ابن الأثير في «اللباب» 3/ 276، وقد سقط تاريخ وفاته من النسخة الأصلية لتاريخ بغداد، فأكمل مصححه تاريخ وفاته نقلا عن الأنساب، ولكنه قال: «مات بالبصرة سنة أربع عشرة ومائتين» . (تاريخ بغداد 2/ 373) . [5] انظر عن (محمد بن عبد الله بن زياد) في: المجروحين لابن حبّان 2/ 266، 267، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 236 ب، والمغني في الضعفاء 2/ 599 رقم 5682، وميزان الاعتدال 3/ 598- 600 رقم 7764. [6] قال الحاكم: «روى عنه يحيى بن خذام، عن مالك بن دينار أحاديث منكرة، فاللَّه أعلم الحمل فيه على أبي سلمة أو على ابن خذام، حديثه في البصريين» . (الأسامي والكنى ج 1 الجزء: 15 ¦ الصفحة: 376 قَالَ ابن حِبّان [1] : يروي عَنِ الثّقات ما لَيْسَ من حديثهم. لَا يجوز الاحتجاج بِهِ. 362- محمد بن عبد الله بن خاقان. أبو عبد الله المازني البصْريّ ثم النَّسَفيّ، مفتي نَسْف. روى عن: هُشَيْم، وسُفْيان بن عُيَيْنَة. وعنه: إبراهيم ولده، وطفيل بن زيد النسفي. قال جعفر المستغفريّ: توفّي سنة عشرين ومائتين. 363- محمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [2]- ع. - الإمام أبو عبد الله الأنصاريّ البخاريّ الأنسيّ البصْريّ. قاضي البصرة زمن الرشيد، ثم قاضي بغداد بعد العَوْفِي. سمع: حُمَيْدًا الطّويل، وسليمان التّيميّ، وابن عون، وسعيدا الجريريّ،   [ () ] ورقة 236 ب) . [1] في المجروحين 2/ 266. [2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن المثنّى) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 294، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2340، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 132 رقم 396، والتاريخ الصغير له 225 والمعارف 384 و 520، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 755، وأخبار القضاة لوكيع 2/ 154 و 157- 161، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 90، 91 رقم 1644، والجرح والتعديل 7/ 305 رقم 1655، والثقات لابن حبّان 7/ 443، ومشاهير علماء الأمصار له 163 رقم 1287، ومروج الذهب 2777، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 657 رقم 1056، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 186، 187 رقم 1459، وتاريخ جرجان للسهمي 175 و 207 و 321 و 518، وتاريخ بغداد 5/ 408- 412 رقم 2920، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 441، 442 رقم 1689، والمعجم المشتمل لابن عساكر 251، 252 رقم 874، والكامل في التاريخ 6/ 418، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1225، والكاشف 4/ 57 رقم 5050، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 839، ودول الإسلام 1/ 130، وسير أعلام النبلاء 9/ 532، 538 رقم 206، والعبر 1/ 367، وتذكرة الحفّاظ 1/ 371، ومرآة الجنان 2/ 62، والوافي بالوفيات 3/ 303، 304 رقم 1343، وتهذيب التهذيب 9/ 274- 276 رقم 453، وتقريب التهذيب 2/ 180 رقم 410، والنجوم الزاهرة 2/ 215، وطبقات الحفّاظ 156، وخلاصة تذهيب التهذيب 346، وشذرات الذهب 2/ 35. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 377 وهشام بن حسّان، وحبيب بن الشَّهيد، ومحمد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة، وأشعث بن عبد الله الحُدانيّ، وأشعث بن عبد الملك الحُمرانيّ، وابن جُرَيْج، وسعيد بن أبي عَرُوبة، وأباه عبد الله، وآخرين. وعنه: خ. وع.، عَنْ رجل، عنه، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين، وبُنْدار، ومحمد بْن المُثّنَّى، وإسماعيل سَمُّوَيْه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم، ومحمد بْن إسماعيل التِّرمِذيّ، وإسماعيل القاضي، وأبو مسلم الكجّيّ، وخلْق كثير. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] ، وَغَيْرُهُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لم أر من الأئمّة إلّا ثلاثة: أحمد بْن حنبل، وسليمان بْن داود الهاشميّ، ومحمد بْن عبد الله الأنصاريّ. وقال النسائيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [3] . وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ما كَانَ يضع الأنصاريَّ عند أصحاب الحديث إلّا النَّظرُ في الرأي. وأمّا السّماع فقد سَمِعَ [4] . وقال: وَذَهَبَ للأنصاريّ كُتُبٌ في فتنة، أظنّ المُبَيِّضة، فكان بعدُ يُحدِّث من كتب أَبِي حَكَم. فكان حديث الحجامة من ذاك [5] . وقال ابن مَعِين: كَانَ الأنصاريّ يليق بِهِ القضاء. قِيلَ: والحديث؟ فقال: للحرب أقوام لها خُلِقوا [6] . وقال زكريّا السّاجي: رَجُل جليل عالم، غلب عَلَيْهِ الرأي، ولم يكن عندهم من فرسان الحديث مثل يحيى القطّان ونُظَرائه [7] .   [1] تاريخ بغداد 5/ 411. [2] قوله ليس في الجرح والتعديل لابنه. وهو في (تهذيب الكمال 3/ 1225) . [3] تاريخ بغداد 5/ 411، تهذيب الكمال 3/ 1225. [4] تاريخ بغداد 5/ 410. [5] انظر تاريخ بغداد 5/ 410. [6] وتمام البيت: «وللدواوين كتّاب وحسّاب» . (تاريخ بغداد 5/ 411) . [7] تاريخ بغداد 5/ 410، 411. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 378 وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَنْكَرَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدِيثَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ» [1] . قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ [2] إِنَّهُ وَهِمَ فِيهِ. وَالصَّوَابُ حَدِيثُ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ يزيد بن الأصمّ: أنّ رسول الله تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. وَقَدْ رَوَى الْأَنْصَارِيُّ أَيْضًا حَدِيثَ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ هَكَذَا. ويُقَالُ إِنَّ غُلَامًا لَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثَ ابْنَ عَبَّاسٍ. وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ المَدِينِيُّ: لَيْسَ مِنْ ذلك شيء، إنّما أراد حديث حبيب، عَنْ ميمون، عَنْ يزيد بن الأصمّ: أنّ رسول الله تزوّج ميمونة وهو مُحْرِم. رواه يعقوب الفَسَويّ [3] ، عَنْ عليّ [4] . قَالَ الخطيب [5] : وقد جالس الأنصاريّ في الفقه سوّار بْن عبد الله، وعثمان البَتّيّ، وعُبَيْد اللَّه بْن الحَسَن العَنْبَريّ. وقدِم بغداد فولي بها القضاء، وحَدَّث بها، ثم رجع. وقال ابن قُتَيْبة [6] : قلّد الرشيد محمد بْن عبد اللَّه الأنصاري القضاء، بالجانب الشرقيّ في آخر خلافته. فلما ولي المأمون عزله، وولّي مكانه عَوْن بْن عبد الله، وولّي محمد بْن عبد الله المَظَالم بعد إسماعيل بْن عُلَيَّة. قَالَ محمد بْن المُثَنَّى: سَمِعْتُ الأنصاريّ يَقُولُ: ولدتُ سنة ثمان عشرة ومائة. وكان يأتي عليّ، قبل اليوم، عشرةُ أيّامٍ لا أشرب فيها الماء، واليوم   [1] انظر عن زواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بميمونة وهو محرم في الجزء الخاص بالمغازي من هذا الكتاب- ص 465، 466. [2] في تاريخ بغداد 5/ 410. [3] في المعرفة والتاريخ 3/ 7، 8. [4] تاريخ بغداد 5/ 410. [5] في تاريخ بغداد 5/ 408. [6] في المعارف 530، وتاريخ بغداد 5/ 409. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 379 أشرب كلّ يومين [1] . وسمعته يَقُولُ: ما أتيت سلطانًا قطّ إلّا وأنا كارِهٌ [2] . وقال محمد بْن سعْد [3] : تُوُفّي في رجب سنة خمس عشرة ومائتين [4] . قلت: وذكر الخطيب [5] وغيره أنّه سَمِعَ من مالك بْن دينار. 364- محمد بن عبد الله بن قيس [6] . أبو مُحرز الكِنانيّ الفقيه، قاضي إفريقية. روى عن: مالك بن أَنَس، وغيره. وكان أحد الصّالحين. ولي القضاء مدّة، وذلك بعد عبد اللَّه بْن عُمَر بْن غانم. قَالَ ابن يونس: فبلغني أنّ إبراهيم بْن الأغلب لما تُوُفّي ابن غانم قِيلَ لَهُ: عليك بصاحب اللّفافة، وكان يلبس عِمامة لطيفة، فلما أراد أن يولّيه أمره فركب معه. فركب عَلَى حمارٍ فكَبَا بِهِ. فعنّ عَلَيْهِ إبراهيم فلحِقه ثم قَالَ: يا أبا مُحرِز، إنّي عزمت عَلَى توليتك القضاء. قَالَ: لست أصلُح. فقال: لو كَانَ الأغلب سالم حيًّا لم أكن أَنَا واليًا، ولو كَانَ عبد الرحمن بْن زياد بْن أَنْعَم وابن فَرُّوخ حيّين لم تكن أنت قاضيًا. ولكنْ لكلِّ زمانٍ رجال. فولّاه القضاءَ فامتنع، فأمر قائدًا من قُوّاده فأخذ بضَبْعَيْه حتّى أجلسه مجلس الحُكْم، حتّى حكم بين الناس. توفّي سنة أربع عشرة ومائتين.   [1] تاريخ بغداد 5/ 411. [2] تاريخ بغداد 5/ 411. [3] في طبقاته 7/ 295. [4] وقيل سنة 214 هـ-. (المعجم المشتمل لابن عساكر 252) . [5] في تاريخ بغداد 5/ 408. [6] انظر عن (محمد بن عبد الله بن قيس) في: البيان المغرب لابن عذاري 1/ 104. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 380 365- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [1]- خ. م. ن. ق. - أبو عبد الله الرّقاشيّ البصريّ. عن: مالك بن أنس، وحمّاد بن زيد، وجماعة. وعنه: ابنه أبو قِلابة، ومحمد بن إسماعيل التِّرمِذيّ، وجماعة. وثّقه أحمد بن عبد الله العِجْليّ [2] . وكان من عباد الله الصالحين. وروى عَنْهُ أيضًا: خ. وم. ن. ق. عَنْ رَجُلٍ، عَنْهُ. وقال يعقوب بن شَيْبة: ثِقة ثَبْت [3] . وقال العِجْليّ [4] : يقال إنّه كَانَ يصلّي في اليوم واللّيلة أربعمائة ركْعة. وقال أبو حاتم [5] : ثنا محمد بْن عبد الله الرَّقاشيّ الثّقة الرّضا. وقال محمد بن المُثَنَّى: مات سنة تسع عشرة [6] . 366- محمد بن عبد الله بن الشيخ أبي جعفر الرازيّ عيسى بن ماهان [7]- د. -   [1] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ الرقاشيّ) في: التاريخ الصغير للبخاريّ 227، وتاريخ الثقات للعجلي 407 رقم 1475، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 59، والجرح والتعديل 7/ 305 رقم 1657، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 657، 658 رقم 1057، وتاريخ بغداد 5/ 413، 414 رقم 2924، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 442 رقم 1690، والمعجم المشتمل لابن عساكر 251 رقم 870، وتهذيب الكمال 3/ 1226، والكاشف 3/ 57 رقم 5052، والوافي بالوفيات 3/ 307 رقم 1352، وتهذيب التهذيب 9/ 277، 278 رقم 456، وتقريب التهذيب 2/ 180 رقم 412، وخلاصة تذهيب التهذيب 346. [2] في تاريخ الثقات. [3] تاريخ بغداد 5/ 414. [4] في تاريخ الثقات 407 رقم 1475. [5] في الجرح والتعديل 7/ 305، وتاريخ بغداد 5/ 413. [6] تاريخ بغداد 5/ 414، وقيل سنة 217 هـ-. (المعجم المشتمل لابن عساكر 251) . [7] انظر عن (محمد بن عبد الله بن أبي جعفر) في: الجرح والتعديل 7/ 302 رقم 1642، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1218، والكاشف 3/ 52 رقم 5019، وتهذيب التهذيب 9/ 251 رقم 409، وتقريب التهذيب 2/ 175 رقم 366، وخلاصة تذهيب التهذيب 344. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 381 سمع: عبد العزيز بن أبي حازم، وزافر بن سليمان، وإبراهيم بن المختار. وعنه: أحمد بن الفُرات، وأبو حاتم، ومحمد بن أيّوب بن الضُّرَيْس. وروى أبو داود عن رجلٍ، عنه [1] . 367- محمد بن عبد العزيز الرمليّ المؤذّن [2]- خ. ن. - عن: قيس بن الربيع، وحفص بن مَيْسَرة، وإسماعيل بن عيّاش، وجماعة. وعنه: خ. ون. بواسطة، وإسماعيل سمويه، ويعقوب الفسوي، وابن وارة، وآخرون. وكان يغرب [3] . 368- محمد بن عبد الملك [4] . أبو جابر الأزدي البصري ثم المكي. عن: ابن عون، وشعبة، والحسن الجفري، وهشام بن حسان، ومعلى بن هلال، وعدة.   [1] سئل أبو حاتم عنه فقال: صدوق. (الجرح والتعديل 7/ 302) . [2] انظر عن (محمد بن عبد العزيز الرمليّ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 167 رقم 497، والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 754، والجرح والتعديل 8/ 8 رقم 29، والثقات لابن حبّان 9/ 81، والمعجم المشتمل لابن عساكر 255 رقم 889، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1235، والكاشف 3/ 63 رقم 5090، والمغني في الضعفاء 2/ 608 رقم 5769، وميزان الاعتدال 3/ 628 رقم 7875، وتهذيب التهذيب 9/ 313، 314 رقم 515، وتقريب التهذيب 2/ 186 رقم 476، وخلاصة تذهيب التهذيب 349. [3] قال أبو حاتم: «أدركته ولم يقض لي السماع منه، كان عنده غرائب، ولم يكن عندهم بالمحمود، هو إلى الضعف ما هو» . وقال أبو زرعة: «ليس بالقويّ» . (الجرح والتعديل 8/ 8) . وقال ابن حبّان: «ربّما خالف» . (الثقات 9/ 81) . [4] انظر عن (محمد بن عبد الملك المكيّ) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 165 رقم 491، والتاريخ الصغير له 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 19 (بالهامش) ، والجرح والتعديل 8/ 5 رقم 17، والثقات لابن حبّان 9/ 64، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 111 أ، ب، والمغني في الضعفاء 2/ 610 رقم 5784، وميزان الاعتدال 3/ 632 رقم 7890، ودول الإسلام 1/ 137، وتهذيب التهذيب 9/ 318 رقم 526. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 382 وعنه: أبو يحيى بن أبي ميسرة، ومحمد بن عوف الطائي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، والحارث بن أبي أسامة، وآخرون. قال أبو حاتم [1] : أدركته ومات قبلنا بيسير. وليس بقوي [2] . 369- محمد بن عبد الوهاب بن إبراهيم الكوفي القناد [3]- خ. ت. ق. - الرجل الصالح. روى عن: مِسْعَر، وأبي حنيفة، وسُفْيان الثَّوريّ، وغيرهم. وعنه: محمد بن الحسين البرجلاني، وأحمد بن جواس، وهارون بن إسحاق الهمداني وقال: كان من أفضل النّاس، يعني كان من الصُّلَحاء [4] . تُوُفّي سنة اثنتي عشرة [5] . 370- محمد بن عَرْعَرَة بن البرند الشاميّ [6]- خ. م. د. -   [1] الجرح والتعديل 8/ 5. [2] قال البخاري: «سكن مكة سنة إحدى عشرة ومائتين» . (التاريخ الصغير 223) ، وفي «الثقات» لابن حبّان 9/ 64: «مات سنة إحدى عشرة ومائتين» ، فليراجع. [3] انظر عن (محمد بن عبد الوهاب القنّاد) في: العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 2/ رقم 2708، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 168، 169 رقم 502، والتاريخ الصغير له 224، وتاريخ الثقات للعجلي 409 رقم 1479، والجرح والتعديل 8/ 12 رقم 47، والثقات لابن حبّان 7/ 443، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 289 رقم 1195، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1236، 1237، والكاشف 3/ 65 رقم 5100، وتهذيب التهذيب 9/ 320، 321 رقم 529، وتقريب التهذيب 2/ 187 رقم 489، وخلاصة تذهيب التهذيب 349. [4] وقال العجليّ: «من أفاضل أهل الكوفة وكان عسرا في الحديث» . (تاريخ الثقات 409) . وقال أحمد: «ثقة لم يكن به بأس» . (العلل ومعرفة الرجال 2/ 383 رقم 2708) وانظر: التاريخ الكبير 1/ 169، والجرح والتعديل 8/ 12، وقال أبو حاتم: «ثقة» . وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 289 رقم 1195. [5] ورّخه التاريخ الصغير 224، وابن حبّان في «الثقات» 7/ 443. [6] انظر عن (محمد بن عرعرة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 305، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 203 رقم 628، والجرح والتعديل 8/ 50، 51 رقم 230، والثقات لابن حبّان 9/ 69، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 672 رقم 1084، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 200 رقم 1497، وتصحيفات المحدّثين للعسكريّ 133، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 447 رقم 1704، الجزء: 15 ¦ الصفحة: 383 عن: شُعْبة، والقاسم بن الفَضْل الحُدانيّ، وابن عَوْن، وإسماعيل بن مسلم العَبْديّ، وعمر بن أبي زائدة، ومبارك بن فضالة. وعنه: خ. وم. د.، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وبُنْدار، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن الحسن التِّرْمِذيّ، وابنه إبراهيم بْن محمد، وآخر مَن روى عَنْهُ أبو مسلم الكَجّيّ. قال أبو حاتم [1] : ثقة. وقال ابن سعد [2] : مات سنة ثلاث عشرة. 371- محمد بن عقبة الشّيبانيّ [3]- خ. - أبو عبد الله، وأبو جعفر. سمع: سوّار بن مُصْعَب، وأبا إسحاق النُّمَيْريّ، وفضيل بن سليمان النّميريّ. وعنه: خ.، ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن أيوب الرازي، وجماعة.   [ () ] والمعجم المشتمل لابن عساكر 261 رقم 911، والكامل في التاريخ 6/ 411، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1243، والكاشف 3/ 69 رقم 5128، وتهذيب التهذيب 9/ 343 رقم 565، وتقريب التهذيب 2/ 191 رقم 526، وخلاصة تذهيب التهذيب 351. [1] الجرح والتعديل 8/ 51 وزاد: «صدوق» . [2] في الطبقات الكبرى 7/ 305، وقال: «وهو يومئذ ابن ستّ وسبعين سنة» . وورّخه ابن حبّان في «الثقات» 9/ 69 وقال: «وله خمس وسبعون سنة» . وقال الكلاباذي: مات سنة 212 هـ-. (رجال صحيح البخاري 2/ 672) . [3] انظر عن (محمد بن عقبة) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 200 رقم 616، والجرح والتعديل 8/ 36 رقم 164، والثقات لابن حبّان 9/ 50 و 71، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 672 رقم 1085، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 292 رقم 1207، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعيد (مخطوطة المتحف البريطاني) 24 أرقم 591، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 463 رقم 1774، والمعجم المشتمل لابن عساكر 262 رقم 913، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1244، والكاشف 3/ 70 رقم 5134، وتهذيب التهذيب 9/ 346، 347 رقم 571، وتقريب التهذيب 2/ 191 رقم 532، وخلاصة تذهيب التهذيب 352. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 384 وثقه مطين [1] ، وتوفي سنة عشرين [2] . 372- محمد بن الرضا علي بن الكاظم [3] موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. أبو جعفر الهاشمي الحسيني. كان يلقب بالجواد، وبالقانع، وبالمرتضى. كان من سروات آل بيت النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. زوّجه المأمون بابنته. وَفَدَ هُوَ وزوجته عَلَى المعتصم فأكرمه وأجلّه. وتُوُفّي ببغداد في آخر سنة عشرين [4] شابّا طرِيًّا له خمسٌ وعشرون سنة. وكان أحد الموصوفين بالسّخاء، ولذلك لُقِّب بالجواد. وقبره عند قبر جدّه موسى. وقيل تُوُفّي في آخر سنة تسع عشرة، رحمه الله ورضي عنه. وهو أحد الأئمّة الاثني عشر الذين تدّعي الشِّيعة فيهم العِصمة [5] . وكان مولده في سنة خمس وتسعين ومائة [6] .   [1] تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 292 رقم 1207، وقال: حدّث عنه أبو كريب، وعبيد بن يعيش، وشيوخنا. وقال البخاري: «معروف الحديث» . (التاريخ الكبير 1/ 200) . وقال أبو حاتم: «ليس بمشهور» . (الجرح والتعديل 8/ 36) . [2] وقال ابن حبّان: مات سنة خمس عشرة ومائتين. (الثقات 9/ 71) . [3] انظر عن (محمد بن الرضا علي بن الكاظم) في: المحبّر لابن حبيب 62 و 308، والمعارف لابن قتيبة 391، وتاريخ الطبري 8/ 566 و 623، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2746 و 2747 و 2798 و 2855، والعيون والحدائق 3/ 357 و 384 و 444، ورجال الطوسي 366، والكامل في التاريخ 6/ 455، وتاريخ بغداد 3/ 54، 55 رقم 997، والمختصر في أخبار البشر 2/ 33، ودول الإسلام 1/ 133، ومرآة الجنان 2/ 80، 81، والأئمّة الاثنا عشر 102- 104. [4] تاريخ بغداد 3/ 55. [5] الأئمة الاثنا عشر لابن طولون 102. [6] تاريخ بغداد 5/ 55. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 385 ولما تُوُفّي حُمِلت زوجته أمُّ الفضل إلى دار عمّها المعتصم [1] . 373- محمد بن عمر بن الوليد بن لاحق التَّيْميّ [2] . عن: مالك، وشَرِيك، ومسلم الزّنجيّ، ومحمد بن الفُرات، وطائفة. وعنه: أبو زُرْعَة، وغيره. قال أبو حاتم [3] : أرى أمره مضطّربًا. قلت: هو محمد بن الوليد اليَشْكُريّ. نُسِبَ إلى جدّه [4] . وله أيضًا عن: هشيم.   [1] تاريخ بغداد 5/ 54. [2] انظر عن (محمد بن عمر بن الوليد) في: الجرح والتعديل 8/ 22 رقم 95، والمجروحين لابن حبّان 2/ 292، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1251، وذكره للتمييز، والمغني في الضعفاء 2/ 619 رقم 5863، وميزان الاعتدال 3/ 666 رقم 7994، ولسان الميزان 5/ 319، 320 رقم 1053 (في ترجمة محمد بن عمر اليشكري) ، وتهذيب التهذيب 9/ 368، 369 رقم 606، وذكره للتمييز، وتقريب التهذيب 2/ 194 رقم 569. [3] الجرح والتعديل 8/ 22. [4] قال الحافظ ابن حجر: «وقد فرّق الخطيب في الرواة عن مالك بين محمد بن عمرو (كذا) بن الوليد بن لاحق المترجم في التهذيب، وبين محمد بن عمر بن الوليد اليشكري، وهو الصواب» . (لسان الميزان 5/ 319، 320) . وقد تعقّب الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» المؤلّف الذهبي حين ذكر حديثا مرفوعا عن ابن عمر: «لا تكرهوا مرضاكم على الطعام» ، فقال: أخرجه الدارقطنيّ في غرائب مالك، من طريق محمد بن غالب بن حرب، وهو تمتام، وروى عنه أبو زرعة عنه، ومن طريق جماعة، عن مالك، ضعيف. قال ابن حجر: ووقع في أصل «الميزان» وإيراد هذا الحديث في ترجمة الّذي اسم جدّه لاحق، وهو من رجال التهذيب، ونقل عن ابن حبّان (في اللسان تحرّف إلى «حسان» ) : لا يجوز الرواية عنه إلّا بالخواص عند الاعتبار، فأوهم ابن حبّان نسبه، وليس كذلك، فلم يزد ابن حبّان على قوله: محمد بن عمر بن الوليد لا في ترجمته ولا في سياق حديثه. وأما الدارقطنيّ فقال في ذيله على تاريخ البخاري: محمد بن عمر بن الوليد اليشكري، وذكر له هذا الحديث، وأورده في غرائب مالك كما قدّمته، وكذا قال الحاكم عقب حديث عبد الرحمن بن عوف المعين، رواه الوليد اليشكري، فبيّن أنه غيره. (لسان الميزان 5/ 319) وفي (تهذيب التهذيب لابن حجر 9/ 368، 369) اضطرب رأيه في كون صاحب حديث الطعام هو ابن لاحق التيمي، أم هو اليشكري، فقال: «فما أدري هو هذا أو غيره» ثم وجدت الخطيب غاير بينهما في كتاب الرواة عن مالك، وكذلك الدارقطنيّ» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 386 وروى عنه: محمد بن غالب تمتام. قال أبو الفتح الأزْديّ: لَا يسوى بَلَحَةً. وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف. ووهّاه ابن حِبّان [1] . 374- محمد بن عمر [2]- ت. - أبو عبد الله بن الروميّ. عن: شُعْبة، والخليل بن مُرَّة، وشَرِيك. وعنه: إبراهيم بن موسى، وحفص بن عمر سنجة ألف، ويعقوب الفَسَويّ، وأبو حاتم، وآخرون. قال أبو زُرْعة: فيه لِين [3] . قلت: قرأ على اليَزِيديّ، وعبّاس بن الفضل. 375- محمد بن عُيَيْنَة الفزاريّ المصّيصيّ [4]- ت. -   [1] الّذي عند ابن حبّان في «المجروحين» 2/ 292 غير منسوب، فهو: محمد بن عمر بن الوليد، فقط. [2] انظر عن (محمد بن عمر الرومي) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 178، 179 رقم 544، والجرح والتعديل 8/ 21، 22 رقم 94، والثقات لابن حبّان 9/ 71، وتاريخ جرجان 256 و 295، وتهذيب الكمال 3/ 1248، 1249، والكاشف 3/ 72، 73 رقم 5154، والمغني في الضعفاء 2/ 620 رقم 5868، وميزان الاعتدال 3/ 668 رقم 8002، وتهذيب التهذيب 9/ 360 رقم 598، وتقريب التهذيب 2/ 193 رقم 561. [3] الجرح والتعديل 8/ 22، وقال أبو حاتم: هو قديم روى عن شريك حديثا منكرا ... فيه ضعف. وذكره ابن حبّان في «الثقات» . وقال أبو داود: «ضعيف» . (تهذيب الكمال 3/ 1249) . [4] انظر عن (محمد بن عيينة) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 491، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 204 رقم 636، والمعرفة والتاريخ 2/ 158، والجرح والتعديل 8/ 42 رقم 193، والثقات لابن حبّان 9/ 54، وتاريخ جرجان للسهمي 102 و 134، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1257، والكاشف 3/ 78 رقم 5189، وتهذيب التهذيب 9/ 394، 395 رقم 641، وتقريب التهذيب 2/ 199 رقم 610، وخلاصة تذهيب التهذيب 355. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 387 خَتَنُ أبي إسحاق الفَزَاريّ. عن: أبي إسحاق، وابن المبارك، ومروان بن معاوية. وعنه: أبو عُبَيد وهو من أقرانه، وأحمد الدَّوْرقّي، وعَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الدَّارميّ، وجماعة [1] . 376- محمد بن القاسم بْن عليّ [2] بْن عُمَر بْن زين العابدين عليّ بن الحسين. أبو عبد الله العلويّ الحسينيّ الزّاهد. وكان يُلَقّب بالصُّوفيّ للبْسه الصُّوف. وكان فقيهًا عالمًا معظَّمًا عند الزَّيْدِية [3] . ظهر بالطّالقان [4] فدعا إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاجتمع لَهُ خلْق كثير، وجهّز العساكر، وحارب عسكر خُراسان وقوي سلطانه، ثم انهزم جُنْدُه وقُبِضَ عَلَيْهِ، وأُتيَ بِهِ إلى المعتصم في شهر ربيع الآخر من السنة، سنة تسع عشرة، فحُبس بسامرّاء. ثمّ إنّه هرب من حبْسه يوم العيد، وستر اللَّه عَلَيْهِ وأضمرته البلاد [5] . قَالَ أبو الفرج صاحب «الأغاني» في كتاب «مقاتل الطّالبيّين» [6] : احتال   [1] قال ابن سعد: «يكنّى أبا عبد الله، وكان عالما، توفي بالمصّيصة سنة سبع عشرة ومائتين في خلافة عبد الله بن هارون» . (الطبقات الكبرى 7/ 491) . [2] انظر عن (محمد بن القاسم بن علي) في: تاريخ الطبري 9/ 7، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2799، 2800، والفرق بين الفرق للبغدادي 22، والملل والنحل لابن حزم 1/ 212، ومقاتل الطالبيّين 577، 578، 581، وجمهرة أنساب العرب 54، والكامل في التاريخ 6/ 442، ومقالات الأشعريّين للأشعري 82، وسير أعلام النبلاء 10/ 191، 192 رقم 40، والبداية والنهاية 10/ 282، والنجوم الزاهرة 2/ 230. [3] مقاتل الطالبيّين 578. [4] الطالقان: بلدة بخراسان بين مروالرّوذ، وبلخ. [5] مروج الذهب 2799، 2800، تاريخ الطبري 9/ 7، جمهرة أنساب العرب 54. [6] ص 577، وفيه بالحاشية أنه استتر مدّة المعتصم، والواثق، ثم وجد في أيام المتوكل فحمل إليه حتى مات في مجلسه. ويقال: إنه كان سقي سمّا فمات منه. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 388 لنفسه فخرج مختفيًا، وصار إلى واسط، وغاب خبره. وقال ابن النّجّار في «تاريخه» : بواسط مشهد يقال إنّه مدفون فيه، فاللَّه أعلم. وَرُوِيَ عَنِ ابن سلّام الكوفيّ أنّ المعتصم قتله صَبْرًا. وكان أبيض صبيحَ الوجْه، تامّ الخَلْق، قد وَخَطَه الشَّيْب، ونَيَّف على الخمسين. وذهبت طائفة من الجاروديّة إلى أنّه حيّ لم يَمُتْ ولا يموت حتّى يملأ الأرضَ قِسْطًا وعدْلًا، نقل ذلك أبو محمد بن حزْم [1] ، رحمه الله. 377- محمد بن كثير بن أبي عطاء المِصَّيصيّ الصَّنْعانيّ الأصل [2] . أبو يوسف. سمع: الأوزاعيَّ، وعبد الله بن شَوْذَب، ومَعْمَر بن راشد، والثَّوريّ، وزائدة. وعنه: محمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عَوْف، وعبد الله الدّارميّ، وجماعة.   [1] الملل والنحل 1/ 212، مقاتل الطالبيّين 578، مروج الذهب 2800. [2] انظر عن (محمد بن كثير المصّيصي) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 489، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله 3/ رقم 5109 و 5864، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 218 رقم 684، والتاريخ الصغير له 226، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 122، وتاريخ خليفة 477، وطبقات خليفة 318، والمعرفة والتاريخ 1/ 201 و 2/ 141، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 159، وتاريخ الطبري 1/ 231 و 7/ 455، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 448 و 466، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 128، 129 رقم 1687، والجرح والتعديل 8/ 69، 70 رقم 309، والثقات لابن حبّان 9/ 70، والكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2258، 2259، والكفاية في علم الرواية 299، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 39/ 230- 239، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1262، والكاشف 3/ 81 رقم 5211، وميزان الاعتدال 4/ 18- 20 رقم 8100، والمغني في الضعفاء 2/ 626، 627 رقم 5926، وسير أعلام النبلاء 10/ 380- 383 رقم 101، والعبر 1/ 370، والوافي بالوفيات 4/ 374 رقم 1919، وتهذيب التهذيب 9/ 415- 417 رقم 683، وتقريب التهذيب 2/ 203 رقم 653، وخلاصة تذهيب التهذيب 357، وشذرات الذهب 2/ 38، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 332- 334 رقم 1575. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 389 ضعّفه الإمام أحمد [1] . وقال ابن مَعِين: صدوق [2] . وقال النَّسائيّ [3] : ليس بالقويّ. وقال العُقَيْليّ [4] : هو من صَنْعاء دمشق. وذكر ابن الأكفانيّ قَالَ: هُوَ من مِصِّيصة دمشق [5] وليس هذا القول بشيء. روى جماعة عَنْ محمد بْن كثير، عَنِ الأوزاعي قَالَ: كَانَ عندنا ببيروت صيّاد يخرج يوم الجمعة يصطاد، ولا يمنعه مكان الجمعة لذلك. فخرج يومًا فخُسف بِهِ وببَغْلَته، فلم يبقَ منها إلّا أُذُناها وذَنَبُها [6] . قَالَ خليفة [7] : محمد بْن كثير صَنْعانيّ، نشأ بالشّام، ونزل المِصِّيصة. وقال ابن سعْد [8] : يذكرون أنّه اختلط في آخر عُمره. وقال ابن أَبِي حاتم [9] : نا أَبِي: سَمِعْتُ الحسن بْن الربيع يَقُولُ: محمد بْن كثير المِصِّيصيّ اليوم أوثق النّاس. كَانَ يُكتب عَنْهُ وأبو إسحاق الفَزَاريّ حيّ، وكان يعرف بالخير منذ كان [10] .   [1] قال عبد الله بن أحمد: ذكر أبي محمد بن كثير المصّيصي فضعّفه جدّا وقال: سمع من معمر ثم بعث إلى اليمن فأخذها فرواها وضعّف حديثه عن معمر جدا وقال: هو منكر الحديث، أو قال: يروي أشياء منكرة. (العلل ومعرفة الرجال 3/ 251، 252 رقم 5109) و (الجرح والتعديل 8/ 69) . وقال عبد الله في موضع آخر: سألت أبي عن محمد بن كثير الّذي يحدّث عن ليث بن أبي سليم والحارث بن حصيرة فقال: خرّقنا حديثه. ولم يرضه. (العلل 3/ 438 رقم 5864) . [2] تهذيب الكمال 3/ 1262. [3] لم يذكره النسائي في الضعفاء والمتروكين. [4] ليس في ضعفائه الكبير هذا القول. وهو في (تاريخ دمشق 39/ 231) . [5] تاريخ دمشق 39/ 231. [6] تاريخ دمشق 39/ 238، 239 وزاد: «قال ابن كثير: رأيت ذلك المكان وكأنّ شيئا حوله» ! [7] في طبقاته 318. [8] في (الطبقات الكبرى 7/ 489) . [9] في الجرح والتعديل 8/ 69. [10] وزاد ابن أبي حاتم: «وينبغي لمن يطلب الحديث للَّه عزّ وجلّ أن يخرج إليه» . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 390 وقال محمد بْن عُوف: سَمِعْتُ محمد بْن كثير المِصِّيصيّ يَقُولُ: بُنيّ كَثير، كثيرُ الذُّنوب ... ففي الحِلّ والبلِّ مَن كَانَ سبَّهُ بُنيّ كثير، دَهَتْه اثنتان ... رِياءٌ وعُجْبٌ يُخالِطْنَ قَلْبَه بُنيّ كثير، أكولٌ نَؤومٌ ... وما ذاك مِن فعلِ مَن خافَ رَبَّهْ بُنيّ كثير، تعلَّمْ عِلْمًا ... لقد أَعْوز الصُّوفُ مَن جُزَّ كلبَهْ [1] قَالَ الحسن بْن الربيع: ينبغي لمن يطلب الحديث للَّه تعالى أن يرحل إلى محمد بْن كثير المِصِّيصيّ [2] . وقد ضعّفه أحمد بن حنبل جدًّا [3] ، وكان مغفَّلًا [4] . قَالَ ابن أَبِي حاتم [5] : سُئِل عَنْهُ أبو زُرْعة فقال: دُفِع إِلَيْهِ كتاب الأوزاعيّ، وفي كلّ حديث: ثنا محمد بْن كثير، فقرأه إلى آخره يَقُولُ: ثنا محمد بْن كثير، عَنِ الأوزاعيّ، وهو محمد بْن كثير. قلت: حديثه يقع عاليًا في «الغيلانيّات» . وتوفّي سنة ستّ عشرة فِي تاسع عشر من ذي الحجّة [6] ، وله مناكير. 378- محمد بن المبارك بن يعلى [7]- ع. -   [1] وانظر له شعرا آخر في (تاريخ دمشق 39/ 237، 238) . [2] الجرح والتعديل 8/ 69. [3] سبق تعليقنا على ذلك. [4] قال ابن سعد: «ويذكرون أنه اختلط في أواخر عمره» . [5] في الجرح والتعديل 8/ 69، 70. [6] أرّخه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 218، وقال ابن أبي عاصم: مات سنة 217، وقال أبو داود: سنة 218 أو 219، وقيل 210 هـ-. (انظر: تاريخ دمشق 39/ 239) . [7] انظر عن (محمد بن المبارك بن يعلى) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 240 رقم 761، وانظر 1/ 292 رقم 938، و 7/ 204 رقم 895، والتاريخ الصغير له 225، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، وتاريخ الثقات للعجلي 412 رقم 1498، والمعرفة والتاريخ 1/ 199، 200، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 56، والردّ على الجهميّة للدارمي 474، وسنن الدارميّ 1/ 29 و 49 و 57 و 61 و 79 و 91 و 112 و 121 و 150 و 184 و 186 و 2/ 91 و 206 و 411 و 439 و 452 و 457، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 167 رقم 297 (في ترجمة عمرو بن واقد) ، وسنن النسائي 3/ 172 و 231 و 233- الجزء: 15 ¦ الصفحة: 391 أبو عبد الله القرشيّ الصّوريّ القلانسيّ. سمع: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن سلام، ومالك بن أنَس، وإسماعيل بن عيّاش، وصَدَقَة بن خالد، وطائفة. وعنه: يحيى بن مَعِين، ومحمد بن يحيى الذُّهَليّ، ومحمد بن عوف،   [ (-) ] و 251 و 5/ 186، ومعرفة الرجال لابن معين برواية ابن محرز 2/ 100 رقم 270، والجرح والتعديل 8/ 104 رقم 445، وعلل الحديث لابن أبي حاتم 1/ 323 رقم 966، والزهد لابن أبي عاصم النبيل 103 رقم 260، والبعث لابن أبي داود السجستاني 59، والثقات لابن حبّان 9/ 71، ومشكل الآثار للطحاوي 1/ 25 و 4/ 260، وذكر أسماء التابعين ومن بعدهم للدارقطنيّ 1/ 326 رقم 978، والسنن له 1/ 224 و 266 و 320 و 320 و 326 و 363 و 2/ 364 و 408، وعقلاء المجانين لابن حبيب 66 رقم 92 و 300 رقم 521، ومسند أبي عوانة 1/ 56، والضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 121، والسنن الكبرى للبيهقي 1/ 130 و 336 و 6/ 214، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 297 رقم 1234، والفوائد المنتقاة للعلوي (بتحقيقنا) 43، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 680 رقم 1100، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 214 رقم 1527، وتاريخ جرجان للسهمي 72 و 104، وحلية الأولياء 2/ 22 (و 9/ 298- 310 رقم 451) و 10/ 132 و 145 و 153 و 175، والمعجم الكبير للطبراني 2/ 19 رقم 1198 و 8/ 159 رقم 7614 و 17/ 130 رقم 318، والأسامي والكنى للحاكم 1/ 22 أو 23 أو 122 أ، و 1/ 177 ب و 1/ 250 أ، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 450، 451 رقم 1717، والأنساب لابن السمعاني 8/ 107، وبغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات) 2/ 254، وتاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 509، و (مخطوطة التيمورية) 39/ 342 وما بعدها، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 394، ومعجم البلدان 1/ 402 و 2/ 110، واللباب 2/ 250 (وفيه توفي 315) وهو غلط، والإكمال لابن ماكولا 5/ 237، و 6/ 112، وتاريخ بغداد 8/ 51 و 10/ 29، والمجروحين لابن حبّان 2/ 46، وصفة الصفوة لابن الجوزي 4/ 350 و 352، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1263، 1264، والكاشف 3/ 82 رقم 5217، والمعين في طبقات المحدّثين 78 رقم 845، وتذكرة الحفّاظ 1/ 386، 387، والعبر 1/ 367، وسير أعلام النبلاء 10/ 390، 391 رقم 107، وعيون التواريخ (مخطوط) ج 7، ورقة 306، 307، والإكمال بمن في مسند الإمام أحمد من الرجال لسبط ابن العجمي 22، والإرشاد في معرفة علماء الحديث في البلاد للخليلي 1/ 56، وصلة الخلف بموصول السلف للروداني (مجلة معهد المخطوطات) ق 3/ 19 وفيه قلب إلى (المبارك بن محمد الصوري) ، ومجمع الزوائد للهيثمي 9/ 59، ومرآة الجنان 2/ 62، والبداية والنهاية 10/ 269، والوافي بالوفيات 4/ 380 رقم 1928، ولسان الميزان 1/ 476 و 3/ 265 و 272 و 6/ 448، وتهذيب التهذيب 9/ 423، 424 رقم 694، وتقريب التهذيب 2/ 204 رقم 664، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 175، وخلاصة تذهيب التهذيب 357، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 64، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 337- 349 رقم 1580، وقد جمعت أخباره وفوائده في سبيل نشرها في كتاب خاص، قريبا إن شاء الله تعالى. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 392 وأبو زُرْعة الدمشقيّ، وعبد الله الدّارميّ، ويوسف بن سعيد بن مُسلّم، وعبّاس التُّرقُفيّ، وآخرون. قال ابن مَعين: كان شيخ البلد- يعني دمشق- بعد أبي مُسْهِر [1] . وقال أبو داود: كان رجل الشّام بعد أبي مُسْهِر [2] . قلت: يعني في الجلالة والعِلْم، وإلّا فأبو مُسْهِر عاش بعده ثلاث سنين. وثّقه غير واحد. وقال محمد بْن العبّاس بْن الدّرفْس: سَمِعْتُ محمد بْن المبارك الصُّوريّ يَقُولُ: اعمل للَّه فإنّه أنفع لك من العمل لنفسك [3] . وعن محمد بْن المبارك، وَسُئِلَ عَنْ علامة المحبّة للَّه، قَالَ: المراقبة للمحبوب، والتَّحرّي لمرضاته [4] . وقال أبو زُرْعة [5] : شهِدْتُ جنازتَه بدمشق في شوّال سنة خمس عشرة، وصلّى عَلَيْهِ أبو مُسهِر بباب الجابية، وجعل يُثني عَلَيْهِ. ومن كلام محمد بْن المبارك: كذِب من ادّعى المعرفةَ باللَّه ويداه ترعى في قصاع المُكْثِرِين. ومَن وضَع يده في قصعة غيره ذلّ لَهُ [6] . وقال: اتّقِ اللَّه تَقْوى، لَا تُطْلعْ نفسك عَلَى تقوى اللَّه تُخْبر بِهِ غيرَك، وتسلِّط الآفة على قلبك [7] . 379- محمد بن مخلد [8] .   [1] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 282، المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 200، تاريخ دمشق 39/ 343. [2] تاريخ دمشق 39/ 343. [3] تاريخ دمشق 39/ 346. [4] تاريخ دمشق 39/ 346. [5] في تاريخ دمشق 1/ 282. [6] حلية الأولياء 9/ 298 وفيه زيادة. [7] حلية الأولياء 9/ 298. [8] انظر عن (محمد بن مخلد) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 241 رقم 766 وفيه (أبو عبد الله المصري) ، والجرح والتعديل 8/ 92، 93 رقم 397، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2260، وتاريخ دمشق الجزء: 15 ¦ الصفحة: 393 أبو أسْلَم الرُّعَيْنيّ الحمصيّ. عن: محمد بن الوليد الزُّبَيديّ، وأبي مَعْبَد حفص بن غَيْلان. ولعلّه آخر مَن حَدَّث عنهما. وعنه: محمد بن مُصَفَّى، وسعْد بن محمد البَيْروتّي، وأزهر بن زُفَر، وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابيّ، وبكر بن سهل، وغيرهم. وله أيضًا عن: مالك، وإسماعيل بن عيّاش. قال ابن عدي [1] : هو منكر الحديث عن كلّ مَن يروي [عَنْهُ] [2] . وقال البَغَويّ: يُحَدِّث عَنْ مالك وغيره بالبواطيل [3] . وقد قال أبو حاتم [4] : لم أر له حديثًا مُنْكَرًا. 380- محمد بن مِسْعَر [5] . أبو سفيان التميميّ البصريّ. سمع: فضيلا، وداود العطّار، وابن عُيَيْنَة. وعنه: المُفَضّل الغُلابيّ، وأبو إسماعيل التِّرْمِذيّ، وأبو العَيْنَاء. حدَّث ببغداد [6] . وقال أبو إسماعيل: كان من خِيار عباد الله [7] . 381- محمد بن مسلمة [8] .   [ () ] (مخطوطة التيمورية) 16/ 544 و 33/ 217، والمغني في الضعفاء 2/ 630 رقم 5962، وميزان الاعتدال 4/ 32 رقم 8151، ولسان الميزان 5/ 375 رقم 1219، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 5 رقم 1598. [1] في الكامل 6/ 2260. [2] إضافة على الأصل، من الكامل لابن عديّ. [3] هذه العبارة ذكرها ابن عديّ في أول الترجمة لابن مخلد ولم ينسبها إلى البغوي أو غيره. [4] في الجرح والتعديل 8/ 93. [5] انظر عن (محمد بن مسعر) في: تاريخ بغداد 3/ 299، 300 رقم 387. [6] المصدر نفسه 3/ 299. [7] المصدر نفسه 3/ 300. [8] انظر عن (محمد بن مسلمة) في: الجزء: 15 ¦ الصفحة: 394 أبو هشام المخزوميّ المدنيّ الفقيه النَّسّابة. نزيل دمشق. حَدَّث عن: مالك، وإبراهيم بن سعْد. وعنه: أبو حاتم، وأبو إسحاق الجوزجاني، وهارون الحمال، وأبو زرعة الدمشقي، وآخرون. قال أبو إسحاق في كتاب «طبقات الفقهاء» [1] : جمع بين العلم والورع. وقال أبو حاتم الرازي [2] : كان من أفقه أصحاب مالك. وقال أبو زُرْعة: ثقة. وقال الْجَوْزَجانيّ: سَأَلْتُهُ، وكان علّامة بأنساب بني مخزوم [3] . قلت: هُوَ محمد بْن مَسْلمة بْن محمد بْن هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بن المغيرة. وقد ذكره البخاري في «تاريخه» [4] وقال: قيل له: ما لرأي رجل [5] دخل البلاد كلّها إلّا المدينة. قال: لأنّه دجّال، والمدينة لا يدخلها الطّاعون ولا الدّجّال. 382- محمد بن مزاحم [6] .   [ (-) ] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 240 رقم 759، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 519، والجرح والتعديل 8/ 71 رقم 371، والثقات لابن حبّان 9/ 55، وطبقات الفقهاء للشيرازي 57 و 147 و 164، والانتقاء لابن عبد البرّ 56، وترتيب المدارك للقاضي عياض 1/ 358. [1] في طبقات الفقهاء 147. [2] في الجرح والتعديل 8/ 71، وسئل عنه فقال: مدينيّ ثقة. [3] وقال ابن حبّان: «كان ممّن يتفقّه على مذهب مالك، ويتفرّع على أصوله، ممّن صنّف وجمع» . (الثقات 9/ 55) . [4] التاريخ الكبير 1/ 240 رقم 759. [5] في التاريخ للبخاريّ «فلان» ، وفي الحاشية منه: «في نسخة أخرى: ما لرأي أبي حنيفة» كذا قال. [6] انظر عن (محمد بن مزاحم) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 377، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 228 رقم 714، والمعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 684، والجرح والتعديل 8/ 90 رقم 388، والثقات لابن حبّان 9/ 58، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1267، والكاشف 3/ 84 رقم 5232، وميزان الاعتدال 4/ 34 الجزء: 15 ¦ الصفحة: 395 أخو سهل. مروزي، أظنه قد توفي سنة إحدى عشرة ومائتين [1] ، وله إحدى وثمانون سنة. 383- محمد بن معاذ بن عبد الحميد الدمشقي [2] . مولى قريش. عن: سعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي، وسعيد بن بشير، وسهل بن هاشم، وجماعة. وعنه: يزيد بن عبد الصّمد، والعبّاس بن الوليد بن صبح، وأبو زرعة الدّمشقيّ. وقال [3] : مات في نصف شعبان سنة خمس عشرة [4] . 384- محمد بن النّوشجان [5] .   [ () ] رقم 8161، وتهذيب التهذيب 9/ 437 رقم 721، وتقريب التهذيب 2/ 206 رقم 691، وخلاصة تذهيب التهذيب 358. [1] هكذا ورّخه ابن سعد في (الطبقات الكبرى 7/ 377) وقال: «كان خيّرا فاضلا» . وقد تحرّفت «خيّرا» إلى «خبيرا» . وأرّخ ابن حبّان وفاته بسنة 209 هـ-.، وكذلك البخاري. وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته «محمد بن مزاحم بن مجاهد» : «وذكره الذهبي في الميزان ونقل أن السليماني قال: فيه «نظر» . (تهذيب التهذيب 9/ 437، 438) ولم يصب ابن حجر في ذلك، فالذهبي نقل قول السليماني في «محمد بن مزاحم أبي وهب» ، وليس في «ابن مجاهد» . [2] انظر عن (محمد بن معاذ الدمشقيّ) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 782، والجرح والتعديل 8/ 96 رقم 413، والثقات لابن حبّان 9/ 69، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 17، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (بتأليفنا) 5/ 15 رقم 1609. [3] يفهم هنا أن القائل هو أبو زرعة الدمشقيّ لتقدّمه مباشرة قبل «قال» ، والصحيح أن القائل هو: ابن حبّان في «الثقات» 9/ 69، وابن عساكر في (تاريخ دمشق 40/ 17) ، ولم يذكره أبو زرعة الدمشقيّ في تاريخه. [4] قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه. (الجرح والتعديل 8/ 96) . [5] انظر عن (محمد بن النوشجان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 253 رقم 807، والجرح والتعديل 8/ 110 رقم 486، وتاريخ بغداد 3/ 326 رقم 1432، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 130- 132، وتعجيل المنفعة الجزء: 15 ¦ الصفحة: 396 أبو جعفر البغدادي السُّوَيْديّ الحافظ. لُقّب بذلك لرحلته إلى سُوَيد بن عبد العزيز الدّمشقيّ [1] . روى عنه وعن: الدَّرَاوَرْديّ، والوليد بن مسلم، وطبقتهم. ومات قبل أوان الرواية. روى عنه أقرانه: أحمد بن حنبل في «مُسْنَده» ، وابن مَعِين، وأحمد الدَّوْرقيّ. قال أبو داود: ثقة [2] . ثنا عَنْهُ أحمد بْن حنبل، وكان صاحب شكوك. رجع النّاس من عند عبد الرّزّاق بثلاثين ألف حديث، ورجع بأربعة آلاف [3] . 385- محمد بن هانئ [4] . أبو عَمْرو الطّائيّ. والد الحافظ أبي بكر الأثرم. سمع: أبا الأحوص، وهشيمًا، وابن المبارك، وطبقتهم. وعنه: محمد بن يحيى الأزدي، وأبو حاتم الرازِي. محله الصدق. 386- محمد بن يحيى بن المبارك [5] . أبو عبد الله اليزيديّ البغداديّ الشاعر.   [ () ] 380 رقم 982، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 27 رقم 1628. [1] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 253. [2] تاريخ دمشق 40/ 131. [3] تاريخ دمشق 40/ 132. وقال أبو حاتم: «لا أعرفه» . (الجرح والتعديل 8/ 110) . [4] انظر عن (محمد بن هانئ) في: المعرفة والتاريخ للفسوي 2/ 399، والجرح والتعديل 8/ 117 رقم 523، والثقات لابن حبّان 7/ 413. [5] انظر عن (محمد بن يحيى بن المبارك) في: تاريخ بغداد 3/ 412، 413 رقم 1545. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 397 أحد أئمّة اللّسان. كان عارفًا بالقرآن، واللُّغة. مدح الرشيد والمأمون، وخرج إلى مصر مع المعتصم زمن المأمون، فمات بها. 387- محمد بن يزيد بن سِنان بن يزيد [1] . أبو يزيد التميميّ، مولاهم الْجَزَريّ الرُّهاويّ [2] . روى عن: أبيه، وجدّه سِنان، وابن أبي ذئب، ومعقل بن عبيد الله، وجماعة. وعنه: ابنه الأصغر أبو فروة يزيد بن محمد، وابن وارة، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وأبو أمية الطرسوسي، وأبو حاتم وقال [3] : كان رجلًا صالحًا. لم يكن مِن أجلاس الحديث. وقال النسائيّ: ليس بالقويّ [4] . وقال الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف. قلت: وكان مَولده في سنة اثنتين وثلاثين ومائة [5] . ومات جدّه في خلافة المنصور، وكان شيخًا معمَّرًا رأى عليّا وشهد معه صفّين [6] .   [1] انظر عن (محمد بن يزيد بن سنان) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 259، 260 رقم 827، والتاريخ الصغير له 227، والجرح والتعديل 8/ 127، 128 رقم 574، والثقات لابن حبّان 9/ 74، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1290، والمغني في الضعفاء 2/ 644 رقم 6092، وميزان الاعتدال 4/ 69 رقم 8330، وتهذيب التهذيب 9/ 524، 525 رقم 860، وتقريب التهذيب 2/ 219 رقم 825، وخلاصة تذهيب التهذيب 364. [2] الرّهاوي: بضم الراء، حيث ذكر عبد الغني بن سعيد أباه في «مشتبه النسبة» ، وقيّده بضم الراء. [3] في الجرح والتعديل 8/ 128 قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ فَقَالَ: ليس بالمتين هو أشدّ غفلة من أبيه مع أنه كان رجلًا صالحًا لم يكن مِن أجلاس الحديث، صدوق، وكان يرجع إلى ستر وصلاح، وكان النفيلي يرضاه. [4] تهذيب الكمال 3/ 1290. [5] الثقات لابن حبّان 9/ 74. [6] أسد الغابة لابن الأثير 1/ 309، وانظر عنه في ترجمة (جهجاه بن قيس) في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب 560، 561. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 398 قَالَ أبو حاتم [1] : قلت لمحمد بْن يزيد كَانَ جدّك أدرك عليًّا فما سِنُّهُ؟ قَالَ: كَانَ جدّي يُكَنَّى أبا حكيم، أَتَتْ عَلَيْهِ ستٌّ وعشرون ومائة سنة. وأخبرني جدّي أنه غزا ثمانين غَزَاة. قلت: أخرج النَّسائيّ لمحمد في «مُسْنَد عليّ» . ومات سنة عشرين ومائتين [2] . 388- محمد بن يزيد بن خُنَيس المخزومّي [3]- ت. ق. - مولاهم المكِّي. عن: ابن جُرَيْج، وسعيد بن حسَان، وسُفْيان الثَّوريّ، وعبد العزيز بن أبي روّاد. وعنه: أحمد بن الفُرات، ومحمد بن بشّار بُنْدار، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وحنبل بن إسحاق، وجماعة. وكان صالحًا، ورِعًا، كبير القدْر. وثقه أبو حاتم [4] . 389- محمد بن أبي يزيد الخُراسانيّ. رجل فاضل، نزل المَوْصِل، وحدّث عن: حمّاد بن سَلَمَةَ، ومهديّ بن   [1] قول أبي حاتم ليس في «الجرح والتعديل» . [2] قال البخاري: مات محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، بعد ما فارقته بنحو من جمعة، أراه سنة عشرين ومائتين. (التاريخ الصغير 227) ، وورّخه فيها ابن حبّان «الثقات 9/ 74» . [3] انظر عن (محمد بن يزيد بن خنيس) في: التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 261، 262 رقم 837، والجرح والتعديل 8/ 127 رقم 573، والثقات لابن حبّان 9/ 61، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1289، 1290، والكاشف 3/ 96 رقم 5309، وتهذيب التهذيب 9/ 523، 524 رقم 857، وتقريب التهذيب 2/ 219 رقم 823، وخلاصة تذهيب التهذيب 364. [4] قال ابن أبي حاتم: «كان شيخا صالحا كتبنا عنه بمكة وكان ممتنعا من التحديث فأدخلني عليه ابنه، فقيل لأبي: فما قولك فيه؟ فقال: «ثقة» . (الجرح والتعديل 8/ 127) . وقال ابن حبّان: «وكان من خيار الناس، ربّما أخطأ، يجب أن يعتبر حديثه إذا بيّن السماع في خبره ولم يرو عنه إلّا ثقة، فأما عبد الله بن مسيّب فعنده عنه عجائب كثيرة لا اعتبار بها، مات بعد المائتين» . (الثقات 9/ 61) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 399 ميمون، وشَرِيك، وجماعة. وعنه: سِنان بن محمد، ومحمد بن أحمد بن أبي المُثَنَّى المَوْصِليّان. تُوُفّي سنة سبْع عشرة. 390- محمد بن يوسف بن واقد [1]- ع. - الإمام أبو عبد الله الضّبّيّ، مولاهم الفِرْيابيّ، وفِرياب من بلاد التُّرْك. روى عن: الأوزاعيّ، وسُفْيان الثَّوْريّ، وإبراهيم بن أبي عبلة، ويونس بن   [1] انظر عن (محمد بن يوسف بن واقد) في: الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 489، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 542، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه 3/ رقم 1451 و 4164، والتاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 264، 265 رقم 844، والتاريخ الصغير له 223، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 65، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 766، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 26 و 266 و 280 و 579 و 580 و 625 و 706 و 724، وتاريخ الثقات للعجلي 416 رقم 1518، وبغداد لابن طيفور 84، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 43 و 2/ 65 و 258 و 260 و 278 و 280 و 281 و 285 و 301 و 323 و 358 و 373 و 3/ 75 و 81 و 88، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 60، وتقدمة المعرفة 1/ 206، والجرح والتعديل 8/ 119، 120 رقم 533، والثقات لابن حبّان 9/ 57، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2236، 2237، وتاريخ جرجان للسهمي 65 و 69 و 115 و 132 و 224 و 225 و 330 و 379، ومروج الذهب 2777 ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 685 رقم 1117، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 218 رقم 1537، ومعجم ما استعجم للبكري 1024، والسابق واللاحق 79، وطبقات الفقهاء للشيرازي 76 و 85، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 452، 453 رقم 1828، والأنساب 437 أ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 283 رقم 1011، والكامل في التاريخ 6/ 408، ومعجم البلدان 1/ 216، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1292، 1293، والمختصر في أخبار البشر 2/ 29، وتذكرة الحفّاظ 1/ 376، والكاشف 3/ 98 رقم 5323، والمعين في طبقات المحدّثين 79 رقم 847، ودول الإسلام 1/ 130، وسير أعلام النبلاء 10/ 114- 118 رقم 11، والعبر 1/ 363، وميزان الاعتدال 4/ 71، 72 رقم 8340، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 40/ 297، ومرآة الجنان 2/ 53، والبداية والنهاية 10/ 276، والوافي بالوفيات 5/ 243 رقم 2310، وطبقات الحنابلة 1/ 80، وتهذيب التهذيب 9/ 535- 537 رقم 878، وتقريب التهذيب 2/ 221 رقم 844، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 1/ 341، 342، والنجوم الزاهرة 2/ 204، وخلاصة تذهيب التهذيب 365، وشذرات الذهب 2/ 28، والأعلام 8/ 20، 21، ومعجم المؤلّفين 12/ 140، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 206، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 51- 53 رقم 1652. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 400 أبي إسحاق، وعمر بن ذر الهمداني، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وجرير بن حازم، وخلق. وعنه: خ. وع. بواسطة، وأحمد بْن حنبل، ودُحَيْم، وابن وَارَةَ، وأحمد بْن يوسف السُّلَميّ، وعبّاس التُّرْقُفيّ، وأحمد بْن عبد الرحيم بْن البَرْقيّ، وعبد اللَّه بْن محمد بْن سَعِيد بْن أَبِي مريم، وعَمْرو بْن أَبِي ثور الْجُذَاميّ، وإبراهيم بْن أَبِي سُفْيان القَيْسرانيّ، وخلْق. قال: وُلِدْتُ سنة عشرين ومائة. قال أحمد بن حنبل: لقيته بمكّة، وكان رجلًا صالحًا [1] . وقال البخاريّ [2] : كان من أفضل أهل زمانه. وقال محمد بن عبد الملك بن زَنْجُوَيْه: ما رأيت أورع من الفِرْيابيّ [3] . وقال محمد بْن سهل بْن عسكر: خرجت مَعَ الفِرْيابيّ في الاستسقاء، فَرَفَعَ يديه فما أرسلهما حتّى مُطِرْنا [4] . وقال أحمد بْن يوسف السُّلميّ: قلت للفِرْيابيّ: أوصِني. قَالَ: عليك بتقوى اللَّه، ولزوم السُّنَّةِ، واجتناب السُّلْطان [5] . وقال الدَّارَقُطْنيّ: تقدّم الفِرْيابيّ عَلَى قُبَيْصة في الثَّوريّ لفضله ونُسُكِه [6] . وقال ابن عديّ [7] : للفِرْيابيّ عَنِ الثَّوريّ إفرادات. وقد رحل إِلَيْهِ أحمد بْن حنبل، فلمّا قَرُب من قَيْسارية نُعي إِلَيْهِ، فعدل إلى حمص. وهو فيما يتبيّن لي صدوق، لَا بأس بِهِ. قلت: كَانَ الناس يرحلون إليه إلى قَيْساريّة من ساحل فلسطين. قال يعقوب الفَسَويّ [8] : توفّي في أول سنة اثنتي عشرة.   [1] تاريخ دمشق 40/ 299. [2] قول البخاري ليس في التاريخ الكبير أو الصغير. وهو في تاريخ دمشق 40/ 299. [3] تاريخ دمشق 40/ 299. [4] تاريخ دمشق 40/ 300. [5] تاريخ دمشق 40/ 300. [6] تاريخ دمشق 40/ 300. [7] في الكامل 6/ 2237. [8] في المعرفة والتاريخ 1/ 198. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 401 391- مالك بن إسماعيل [1]- ع. - أبو غسّان النّهديّ، مولاهم الكوفّي سِبْط إسماعيل بن حمّاد بن أبي سليمان. روى عن: فُضَيْل بن مرزوق، وإسرائيل، وزُهَير بن معاوية، وعبد العزيز بن الماجِشُون، والحَسَن بن صالح بن حجّار، وأسباط بن نصر، وجُوَيْرية بن أسماء، وورَقْاء بن عُمر، وخلْق. وعنه: خ. وم. ع.، عَنْ رَجُل، عَنْهُ، وأحمد بْن مُلاعب، وأحمد بْن سليمان الرُّهاويّ، وعبّاس الدُّوريّ، ومحمد الصّاغانيّ، ومعاوية بن صالح الأشعريّ، وأبوا زُرْعَة [2] ، وأبو حاتم، وآخرون. قَالَ محمد بْن عليّ بْن داود البغداديّ: سَمِعْتُ يحيى بْن مَعِين يَقُولُ لأحمد بْن حنبل: إِنْ سَرَّك أن تكتب عَنْ رجلٍ لَيْسَ في قلبك منه شيء فاكتب عن أبي غسّان [3] .   [1] انظر عن (مالك بن إسماعيل النهدي) في: طبقات ابن سعد 6/ 404، وتاريخ خليفة 476، وطبقات خليفة 172، والتاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 315 رقم 1342، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 88، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 83 رقم 111، والمعرفة والتاريخ للفسوي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 736، وتاريخ الثقات للعجلي 417 رقم 1519، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 62 و 86 و 105 و 250 و 286 و 363 و 2/ 24 و 192، وتاريخ الطبري 9/ 489، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 76، والجرح والتعديل 8/ 206، 207 رقم 905، والثقات لابن حبّان 9/ 164، والكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2379، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 301 رقم 1269، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 2/ 96 رقم 1142، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 2/ 222 رقم 1547، وتاريخ جرجان للسهمي 215 و 490 و 526، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 481 رقم 1864، والمعجم المشتمل لابن عساكر 284، 285 رقم 1017، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1295، 1296، وميزان الاعتدال 3/ 424، 425 رقم 7008، والمعين في طبقات المحدّثين 79 رقم 748، والكاشف 3/ 99 رقم 5332، وملء العيبة للفهري 2/ 279، ومرآة الجنان 2/ 79، وتهذيب التهذيب 10/ 3، 4 رقم 2، وتقريب التهذيب 2/ 223 رقم 858، وخلاصة تذهيب التهذيب 366. [2] الرازيّ، والدمشقيّ. [3] تهذيب الكمال 3/ 1296. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 402 وقال أبو حاتم [1] : قَالَ ابن مَعِين: لَيْسَ بالكوفة أتقن منه. وقال يعقوب بْن شيبة: ثقة، صحيح الكتاب، متثبِّت من العابدين [2] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: أبو غسّان محدِّث من أئمّة المحدِّثين [3] . وقال أبو حاتم [4] : لم أرَ بالكوفة أتقن منه لَا أبو نُعَيْم ولا غيره. وله فضلٌ وعبادة واستقامة. وكانت عَلَيْهِ سجّادتان. كنتَ إذا نظرت إليه كأنّه خرج من قبر. وقال النَّسائي: ثقة [5] . وقال أبو داود: جيّد الأخذ، شديد التشيُّع [6] . وقال ابن سعْد [7] : مات في غرة ربيع الآخر سنة تسع عشرة ومائتين [8] . 392- مالك بن سليمان الهَرَويّ [9] . أبو عبد الرحمن السَّعديّ المفّسر. روى عن: إبراهيم بن طَهمان، وشُعْبة بن الحَجّاج، ومَعْمَر بن الحسن، وإسرائيل، وابن أبي ذئب.   [1] الجرح والتعديل 8/ 206. [2] تهذيب الكمال 3/ 1296. [3] تهذيب الكمال 3/ 1296. [4] الجرح والتعديل 8/ 207. [5] تهذيب الكمال 3/ 1296. [6] تهذيب الكمال 3/ 1296 وعبارته فيه: «صحيح الكتاب جيّد الأخذ» . [7] في طبقاته 6/ 404. [8] وقال ابن شاهين: «صدوق ثبت متقن إمام من الأئمة، ولولا كلمته لما كان يفوقه بالكوفة أحد» . (تاريخ أسماء الثقات 301 رقم 1269) . وقال الجوزجاني: كان حسنيّا يعني الحسن بن صالح على عبادته وسوء مذهبه (أحوال الرجال رقم 111) ، وقال ابن عديّ: وأبو غسان هذا مالك لم أذكر له من الحديث شيئا إلّا أنه مشهور بالصدق وبكثرة الروايات في جملة الكوفيين وهو أشهر من أن يذكر له حديث فإن أحاديثه تكثر وهو في نفسه صدوق وإذا حدّث عن صدوق مثله وحدّث عنه صدوق فلا بأس به وبحديثه. (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 6/ 2379) . [9] انظر عن (مالك بن سليمان الهروي) في: الجرح والتعديل 8/ 210 رقم 927، والضعفاء الكبير للعقيليّ 4/ 173 رقم 1748، والسابق واللاحق 130، والمغني في الضعفاء 2/ 538 رقم 5144، وميزان الاعتدال 3/ 427 رقم 7021، ولسان الميزان 5/ 4 رقم 12. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 403 توفي سنة أربع عشرة [1] . 393- مالك بن فديك [2] . كوفي، سمع من: الأعمش. لقِيه مُطَيِّن. خرَّج له البيهقّي في الصلاة. لم أرَه فِي كتاب ابن أَبِي حاتم، ولا غيره [3] . 394- المُثَنَّى بن يحيى بن عيسى بن هِلال [4] . أبو عليّ التميميّ المَوْصِليّ، جدّ أبي يَعْلَى أحمد بن عليّ. روى عن: أبي شِهاب الحنّاط، وعليّ بن مُسْهِر. ونزل بغداد للتّجارة. روى عنه: أحمد بن مُسَاوِر، ومحمد بن غالب تمتام [5] . 395- مُخَوَّل بن إبراهيم بن مُخَوَّل بن راشد النَّهْديّ [6] . الكوفيّ الحنّاط. عن: إسرائيل بن يونس، وعبد الجبّار بن العبّاس، وغيرهما.   [1] قال أبو حاتم: «لا أعرفه» . (الجرح والتعديل) . وقال العقيليّ: «في حديثه نظر» . (الضعفاء الكبير) . [2] انظر عن (مالك بن فديك) في: الثقات لابن حبّان 9/ 165. [3] هذه مجازفة من المؤلف- رحمه الله-، فصاحب الترجمة ذكره ابن حبّان فقال: «مالك بن الفديك، يروي عن زفر بن الهذيل، مستقيم الحديث. روى عنه الكوفيون» . (الثقات 9/ 165) وقال محقّق الثقات في الحاشية رقم (7) : «لم نظفر به» !. [4] انظر عن (المثنّى بن يحيى) في: الثقات لابن حبّان 9/ 193، وتاريخ بغداد 13/ 170، 171 رقم 7147. [5] جاء في هامش الأصل: «ت: ثم ذكره في الطبقة الآتية سنة 223» . [6] انظر عن (مخوّل بن إبراهيم) في: الجرح والتعديل 8/ 399 رقم 1831، والثقات لابن حبّان 9/ 203، ومقاتل الطالبيّين 463 و 485، والمغني في الضعفاء 2/ 649 رقم 6142، وميزان الاعتدال 4/ 85 رقم 8398، ولسان الميزان 6/ 11 رقم 34. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 404